المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الطبقة الحادية والأربعون سنة 401 - 410 هـ - تاريخ الإسلام - ت بشار - جـ ٩

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

‌الطبقة الحادية والأربعون

سنة 401 - 410 هـ

ص: 5

بسم الله الرحمن الرحيم

(الحوادث)

‌سنة إحدى وأربعمائة

فيها ورد الخبر أن أبا المَنِيع قرواش بن مُقَلّد جمع أهل المَوْصِل وأظهر عندهم طاعة الحاكم، وعرفهم بما عزم عليه من إقامة الدعوة له، ودعاهم إلى ذلك، فأجابوه في الظاهر، وذلك في المحرم، فأعطى الخطيب نسخة ما خطب به، فكانت: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، وله الحمد الذي انجلت بنوره غَمَرات الغضب، وانقهرت بقُدرته أركان النَّصْب، وأطلع بنوره شمس الحق من الغرب، الذي محا بعدله جور الظلمة، وقصم بقُوته ظهر الفِتْنة، فعاد الأمر إلى نصابه، والحق إلى أربابه، البائن بذاته المتفرد بصفاته، الظاهر بآياته، المتوحد بدلالاته، لم تفنه الأوقات فتسبقه الأزمنة، ولم يشْبه الصور فتحويه الأمكنة، ولم تره العيون فتصفه الألسنة إلى أن قال: بعد الصلاة على الرسول، وعلى أمير المؤمنين وسيد الوصيين، أساس الفضل والرحمة، وعماد العِلْم والحكمة، وأصل الشجرة الكرام البررة النابتة في الأرومة المقدسة المطهرة، وعلى أغصانه البواسق من تلك الشجرة.

وقال في الخطبة الثانية بعد الصلاة على محمد: اللهم صل على وليك الأكبر علي بن أبي طالب أبي الأئمة الراشدين المَهْديين، اللهم صل على السَّبْطَيْن الطاهرين الحسن والحسين، اللهم صل على الإمام المهدي بك والذي بلغ بأمرك وأظهر حُجتَّك، ونهض بالعدل في بلادك هاديا لعبادك، اللهم صلّ على القائم بأمرك، والمنصور بنصرك اللذين بذلا نفوسهما في رضاك وجاهدا أعداءك، وصل على المعز لدينك، المجاهد في سبيلك، المُظْهِر لآياتك الحقية، والحجة الجلية، اللهم وصل على العزيز بك، الذي تهذبت به البلاد، اللهم اجعل نوامي صلواتك على سيدنا ومولانا إمام الزمان وحصن الإيمان، وصاحب الدعوة العلوية والملة النبوية، عبدك ووليك المنصور أبي علي

ص: 7

الحاكم بأمر الله، أمير المؤمنين، كما صليت على آبائه الراشدين، اللهم أعنه على ما وليته، واحفظ له ما استرعيته، وانصر جيوشه وأعلامه.

وكان السبب أن رسل الحاكم وكتبه تكررت إلى قرواش، فاستمالته وأفسدت نيته. ثم انحدر إلى الأنبار، فأمر الخطيب بهذه الخطبة، فهرب الخطيب، فسار قرواش إلى الكوفة، فأقام بها الدعوة في ثاني ربيع الأول، وأقيمت بالمدائن، وأبدى قرواش صفحة الخلاف، وعاث، فانزعج القادر بالله، وكاتب بهاء الدولة، وأرسل في الرّسْليّة أبا بكر محمد بن الطيب الباقلاني، وحمله قولا طويلا، فقال: إن عندنا أكثر مما عند أمير المؤمنين، وقد كاتبنا أبا علي - يعني عميد الجيوش - وأمرنا بإطلاق مائة ألف دينار يستعين بها على نفقة العسكر، وإن دَعَت الحاجة إلى مسيرنا سِرنْا. ثم نفذ إلى قرواش في ذلك، فاعتذر ووثق من نفسه في إزالة ذلك، وأعاد الخطبة للقادر، وكان الحاكم قد وجه إلى قرواش هدايا بثلاثين ألف دينار، فسار الرسول فتلقّاه قَطع الخطبة في الرَّقة فردَّ.

وفي ربيع الأول منها عُزِل عن إمرة دمشق منير بالقائد مظفر، فولي أشهرا، وعُزِل بالقائد بدر العطار، ثم عُزِل بدر في أواخر العام أيضا، وولي القائد منتجب الدولة لؤلؤ، وكلهم من جهة الحاكم العُبَيْديّ. ثم قدم دمشق أبو المطاع بن حمدان متوليا عليها من مصر يوم النَّحْر.

وفي صفر انقض وقت العصر كوكب من الجانب الغربي إلى سَمْتِ دار الخلافة، لم يُرَ أعظم منه.

وفي رمضان بلغت زيادة دِجْلة إحدى وعشرين ذراعا وثُلثا، ودخل الماء إلى أكثر الدُّور الشّاطئية وباب التِّبْن وباب الشعير وغرقت القُرى.

وفيها خرج أبو الفتح الحسن بن جعفر العلوي، ودعا إلى نفسه، وتلقب بالراشد بالله. وكان حاكما على مكة والحجاز وكثير من الشام، فإن الحاكم بعث أمير الأمراء يازوخ نائبا إلى الشام، فسار بأمواله وحُرمه، فلقِيَهم في غزَّة مفرج بن جراح، فحاز جميع ما معهم وقتل يازوخ، وسار مفرج إلى الرملة

ص: 8

فنهبها، وأقام بها الدعوة للراشد بالله، وضرب السكة له، واستحوذت العربُ على الشام من الفَرَما إلى طبرية، وحاصروا الحصون، ولم يحج ركْب من العراق.

وفيها توفي عميد الجيوش أبو علي الحُسين بن أبي جعفر عن إحدى وخمسين سنة، وكان أبوه من حُجاب الملك عضد الدولة، فجعل أبا علي برسم خدمة ابنه صمصام الدولة، فخدمه وخدم بعده بهاء الدولة، ثم ولاه بهاء الدولة تدبير العراق، فقدِم في سنة اثنتين وتسعين، والفِتَن شديدة واللصوص قد انتشروا ففتك بهم، ثم غرق طائفة، وأبطل ما تعمله الشيعة يوم عاشوراء وقيل: إنه أعطى غلاما له دنانير في صينية، وقال: خذها على يدك وقال: سر من النجمي إلى المأصر الأعلى، فإن عرض لك معترض فدعْه يأخذها، واعرف الموضع. فجاء نصف الليل فقال: قد مشيتُ البلدَ كله، فلم يلْقني أحد. ودخل مرة عليه الرُّخَّجي، وأحضر مالا كثيرا، وقال: مات نصراني مصري ولا وارث له. فقال: يترك هذا المال، فإن حضر وارث وإلا أخذ. فقال الرُّخَّجي: فيحمل إلى خزانة مولانا إلى أن يتيقن الحال، فقال: لا يجوز ذلك. ثم جاء أخو الميت فأخذ التركة.

وكان مع هيبته الشديدة عادلا، ولي العراق ثماني سنين وسبعة أشهر. وتولى الشريف الرضي أمره ودفنه بمقابر قُرَيْش. وولي بعده العراق فخر الملك. وفيه يقول الببغاء الشاعر:

سألتُ زماني: بمن أستغيث؟ فقال: استغِثْ بعميد الجيوشِ فناديتُ: ما لي من حِرْفة فجاوب حُوشِيت من ذا وحوشي رجاؤك إيُّاه يُدْنيك منه ولو كنتَ بالصين أو بالعريشِ نَبَتْ بي داري وفر العبيد وأودت ثيابي وبعت فروشي

ص: 9

وكنتُ أُلَقَّبُ بالببغاء قديما وقد مزق الدهرُ ريشي وكان غذائي نقي الأرز فها أنا مقتنعٌ بالحشيش

وفيها كان القحط الشديد بخراسان لا سيما بَنْيسابور، فهلك بنَيْسابور وضواحيها مائة ألف أو يزيدون، وعجزوا عن غسل الأموات وتكفينهم، وأُكِلَتْ الجيف والأرواث ولحوم الآدميين أكْلا ذريعا، وقبض على أقوام بلا عدد كانوا يغتالون بني آدم ويأكلونهم، وفي ذلك يقول أبو نصر الراهبي:

قد أصبح الناسُ في بلاء وفي غلاء تداولوه من يلزم البيت مات جوعا أو يشهد الناس يأكلوه

وقد أنفق محمود بن سُبُكْتكين في هذا القحط أموالا لا تحصى حتى أحيا الناس، وجاء الغيث.

وفيها وقبلها جرت بالأندلس فتنة عظيمة، وبُذِلَ السيف بقُرْطُبة، وقُتل خلقٌ كثير وتَمَّ ما لا يعبرَّ عنه، سُقناه في تراجم الأمراء.

‌سنة اثنتين وأربعمائة

أذِنَ فخرُ المُلْك أبو غالب بن حامد الوزير الذي قُلِّد العراق عام أول في عمل عاشوراء والنَّوْح.

وفي ربيع الآخر كُتِبَ من الديوان محضر في معنى الخلفاء الذين بمصر والقدح في أنسابهم وعقائدهم، وقُرِئت النسخةُ ببغداد، وأُخِذَت فيها خطوط القُضاة والأئمة والأشراف بما عندهم من العِلْم والمعرفة بنسَب الدَيْصَانية، وهم منسوبون إلى دَيْصَان بن سعيد الخُرّميّ، إخوان الكافرين، ونُطَف الشياطين، شهادةً يُتقرَّبُ بها إلى الله، ومعتقد ما أوجب الله على العلماء أن يبينوه للناس، شهدوا جميعا: إن الناجم بمصر وهو منصور بن نزار الملقب بالحاكم - حكم الله عليه بالبوار والخزْي والنكال - ابن مَعَد بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن سعيد - لا أسعده الله - فإنه لما صار سعيد إلى الغرب تسمى بُعبَيْد الله وتلقب بالمهدي، وهو ومن تقدم من سلفه الأرجاس الأنجاس - عليه وعليهم اللعنة - أدعياء خوارج لا نسب لهم في ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأن ذلك باطل وزور، وأنتم لا تعلمون أن أحدا من الطالبيين توقف عن إطلاق القول في هؤلاء الخوارج أنهم أدعياء. وقد كان هذا الإنكار شائعا بالحَرَمَيْن، وفي أول

ص: 10

أمرهم بالغرب، منتشرا انتشارا يمنع من أن يُدلَّس على أحد كَذِبُهُم، أو يذهب وهْمٌ إلى تصديقهم، وأن هذا الناجم بمصر هو وسبيله كفار وفُساق فُجار زنادقة، ولمذهب الثنوية والمَجُوسية معتقدون، قد عطلوا الحدود، وأباحوا الفروج، وسفكوا الدماء، وسبوا الأنبياء ولعنوا السلف، وادعوا الربوبية، وكتب في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة.

وكتب خلق كثير في المحضر منهم الشريف الرضي، والمرتضى أخوه، وابن الأزرق الموسوي، ومحمد بن محمد بن عمر بن أبي يَعْلَى العلويون، والقاضي أبو محمد عبيد الله ابن الأكفانيّ، والقاضي أبو القاسم الجزري، والإمام أبو حامد الإسفراييني، والفقيه أبو محمد الكُشفليّ، والفقيه أبو الحسين القدوريّ الحنفيّ، والفقيه أبو علي بن حَمَكَان، وأبو القاسم بن المحسن التنوخيّ، والقاضي أبو عبد الله الصَيْمُريّ.

وفيها فرق فخر المُلْك الوزير أموالا عظيمة في وجوه البر، وبالغ في ذلك حتى كثر الدعاء له ببغداد، وأقام دارا هائلة أنفق عليها أموالا طائلة.

وفيها ورد كتاب يمين الدولة أبي القاسم محمود بن سُبكْتكين إلى القادر بالله بأنه غزا قوما من الكُفار، وقطع إليهم مفازة، وأصابه عطش كادوا يهلكون، ثمّ تفضّل الله عليهم بمطر عظيم رواهم، ووصلوا إلى الكفّار، وهم خلق ومعهم ستّمائة فيل، فنصر عليهم وغنم وعاد.

ص: 11

وفي آخر السنة ورد كتاب أمير الحاج محمد بن محمد بن عمر العلوي بأن ريحا سوداء هاجت عليهم بُزبالة، وفقدوا الماء، فهلك خلْق، وبلغت مزادة الماء مائة درهم، وتخفر جماعة ببني خَفَاجة وردّوا إلى الكوفة.

وعُمل الغدير، ويوم الغدير معروف عند الشيعة، ويوم الغار لجهلةِ السُّنّة في شهر ذي الحجة بعد الغدير بثمانية أيام اتخذته العامة عنادا للرافضة. فَعُمِل الغدير في هذه السنة والغار في ذي الحجة، لكن بِطُمَأنينة وسُكُون، وأظهرت القَيْنات من التعليق شيئا كثيرا، واستعان السُّنّة بالأتراك، فأعاروهم القماش المفتخر والحلي والسلاح المذهبة.

وفي هذه الحدود هرب من الديار المصرية ناظر ديوان الزمام بها، وهو الوزير أبو القاسم الحسن بن علي المغربي حين قَتَلَ الحاكم أباه وعمه، وبقي إِلْبا على الحاكم يسعى في زوال دولته بما استطاع. فحصل عند المفرج بن جراح الطائي أمير عرب الشام، وحسن له الخروج على الحاكم، وقتل صاحب جيشه، فقتله كما ذكرناه سنة إحدى وأربعمائة. ثم قال أبو القاسم لحسان ولد المفرج بن الجراح: إن الحسن بن جعفر العلوي صاحب مكة لا مَطْعَن في نسبه، والصواب أن تنصبه إماما، فأجابه، ومضى أبو القاسم إلى مكة، واجتمع بأميرها وأطمعه في الإمامة، وسهل عليه الأمور وبايعه، وجوز أخذ مال الكعبة وضربِهِ دراهم، وأخذ أموالا من رجل يُعرف بالمطّوعي، عنده ودائع كثيرة للناس، واتفق موت المطوعي، فاستولى على الأموال وتلقب بالراشد بالله، واستخلف نائبا على مكة، وسار إلى الشام، فتلقاه المفرج وابنهُ وأمراء العرب، وسلموا عليه بإمرة المؤمنين، وكان متقلدا سيفا زعم أنه ذو الفِقار، وكان في يده قضيب ذكر أنه قضيب النبيّ صلى الله عليه وسلم، وحوله جماعة من العلويين، وفي خدمته ألف عبد. فنزل الرملة، وأقام العدل، واستفحل أمره، فراسل الحاكمُ ابن جراح، وبعث إليه أموالا استماله بها، وأحس الراشد بالله بذلك، فقال لابن المغربي: غَرَرْتني وأَوْقعتني في أيدي العرب، وأنا راض من الغنيمة بالإياب والأمان. وركب إلى المفرج بن جراح وقال: قد فارقتُ نعمتي، وكشفتُ القناع في عداوة الحاكم سُكونا إلى ذمامك، وثقةً بقولك، واعتمادا على عهودك، وأرى ولدكَ حسانا قد أصلح أمره مع الحاكم وأريدُ العَوْد إلى مأمني. فسيره المفرج إلى وادي القُرى، وسيرَّ أبا القاسم ابن المغربي إلى العراق. فقصدَ أبو القاسم

ص: 12

فخر الملك أبا عليّ، فتوهّموا فيه أنه يفسد الدولة العباسية، فتسحب إلى الموصل ونفق على قرواش، ثم عاد إلى بغداد.

وفي جمادى الأولى عُزل أبو المطاع بن حمدان عن إمرة دمشق، وأعيد إليها بدر العطار. ثم صُرِف بعد أيام بالقائد ابن بزال، فولِيَها نحوا من أربعة أعوام.

‌سنة ثلاث وأربعمائة

.

فيها قُلد الشريف الرضي أبو الحسن الموسَوِيّ نقابة الطالبيين في سائر الممالك، وخُلِعَتْ عليه خلعة سوداء، وهو أول طالبي خُلِعَ عليه السواد.

وفيها عَمر رُستاقَ العراق فخر الملك الوزير، فجاء الارتفاع لحق السلطان بضعة عشر ألف كُر.

وفيها، في أولها بل في صَفرَ، وقْعة القرعاء، جاء الخبر بأن فُلَيْتَة الخفاجيّ سبق الحاج إلى واقصة في ستمائة من بني خَفَاجة، فغور الماء وطرحَ في الآبار الحنظل، وقعد ينتظر الرَّكْب. فلما وردوا العقبة حبسهم ومنعهم العبور، وطالبهم بخمسين ألف دينار. فخافوا وضعُفُوا، وأجهدهم العطش، فهجم عليهم، فلم يكن عندهم مَنَعَة، فاحتوى على الجِمال والأحمال وهلك الخلق، فقيل: إنه هلك خمسة عشر ألف إنسان، ولم يفلت إلا العدد اليسير، وأفلت أميرهم محمد بن محمد بن عمر العلوي في نفر من الكِبار في أسوأ حال بآخر رَمقَ. فورد على فخر المُلْك الوزير من هذا أعظم ما يكون وكتبَ إلى عامل الكوفة بأن يُحسن إلى من توصل ويُعينهم. وكاتب علي بن مَزْيد وأمره أن يطلب العرب، وأن يُوقِع بهم، فسار ابن مَزْيد، فلحقهم بالبرية وقد قاربوا البصرة، فأوقع بهم وقتل كثيرا منهم وأسر القوي والد فُلَيتَةَ والأشتر وأربعة عشر رجلا من الوجوه، ووجدَ الأموال والأحمال قد تمزقت وتفرقت، فانتزع ما أمكنه وعاد إلى الكوفة، وبعث الأسرى إلى بغداد، فشهروا وسجِنوا، وجُوع بعضهم، ثم أطعموا المالح، وتُرِكوا على دجلة يرون الماء حتى ماتوا عطشا.

ص: 13

وفي رمضان انقضّ كوكبّ من المشرق ببغداد، فغلب ضوؤه على ضوء القمر وتقطع قِطعا.

وفي شوال أخرجت جنازة بنت أبي نوح الطبيب امرأة ابن إسرائيل كاتب الناصح أبي الهيجاء ومع الجنازة النوائح والطُّبولُ والزُّمور والرُّهْبان والصّلْبان والشُّموع. فأنكر هاشمي ذلك ورجم الجنازة، فوثب بعض غلمان الناصح فضربَ الهاشمي بدبوس فشجه، وهربوا بالجنازة إلى بَيْعة هناك، فتبِعَتْهم العامة، ونهبوا البيعة وما جاورها مِن دُور النصارى. وعاد ابن إسرائيل إلى داره، فهجموا عليه، فهربَ واستجار بمخدومه، وثارت الفتنة بين العامة وبين غلمان الناصح وزادت ورُفِعَتْ المصاحف في الأسواق، وغُلقت الجوامع، وقصد الناسُ دار الخليفة، فركب ذو السَّعادتين إلى دار الناصح، وترددت رسالة الخليفة بإنكار ذلك وطُلِبَ ابن إسرائيل، فامتنع الناصح من تسليمه، فغضب الخليفة وأمر بإصلاح الطيار للخروج من البلد، وجمع الهاشميين في داره، واجتمعت العامة يوم الجمعة، وقصدوا دار الناصح، ودفعهم غلمانه عنها، فقُتل رجل قيل إنه علوي، فزادت الشناعة، وامتنع الناس من صلاة الجمعة، فظفرت العامة بقوم من النصارى فقتلوهم. ثم بعث الناصحُ ابن إسرائيل إلى دار الخلافة فسكن العامة، وأُلزِمت النصارى بالغيار، ثم أُطلِقَ ابن إسرائيل.

وفيها ألزم الحاكم صاحب مصر النصارى بحمل صلبان خَشب ذراع في ذراع في أعناقهم، وزن الصليب خمسة أرطال، وفي رقاب اليهود أكر خشب بهذا الوزن، فأسلم بسبب هذا الذُّلّ طائفة، ونهى الأمراء عن تقبيل الأرض وبوس اليد، ورسم أن يقتصروا على: السلام عليكم ورحمة الله. ولبس الصوف على جسده ورأسه، واقتصر على ركوب الحمار بغير حجاب ولا طرادين.

وفيها بعث محمود بن سُبُكْتكين كتابا إلى القادر بالله، قد ورد إليه من الحاكم صاحب مصر، يدعوه فيه إلى الطاعة والدخول في بيعته، وقد خرقه وبصق عليه.

ص: 14

وفيها قرئ عهد أبي نصر بن مروان الكُردي على آمد وديار بكر، وطُوق وسُور، ولُقب نصر الدولة.

ولم يحج أحد من العراق، وردّ حاجُّ خُراسان.

وفيها مات إيلك خان صاحب ما وراء النهر الذي أخذها من آل سامان بعد التسعين وثلاثمائة، وكان ملكا شجاعا، حازما، ظالما شديد الوطأة. وكان قد وقع بينه وبين أخيه الخان الكبير طُغان ملك التُرْك، فورث مملكته أخوه طغان، فمالأ السلطان محمود بن سُبكْتكين ووالاه وهادنه، وتردد له، فجاشت من جانب الصين جيوش لقصد طغان وبلاد الإسلام من ديار الترك وما وراء النهر يزيدون على مائة ألف خِركاه، لم يعهد الإسلام مثلها في صعيد واحد، فجمع طغان جمعا لم يسمع بمثله ونصره الله تعالى.

ومات السلطان بهاء الدولة أحمد ابن عضد الدولة، وكان مصافيا للسلطان محمود بن سُبُكْتكين مداريا له، مُؤثِرا لِمصافاته لحكم الجوار، والله أعلم.

‌سنة أربع وأربعمائة

في ربيع الأول انحدر فخر المُلك إلى دار الخلافة، فلما صعِد مِن الزَّبْزَب تلقاه أبو الحسن علي بن عبد العزيز ابن حاجب النعمان، وقبل الأرض بين يديه، وفعل الحُجاب كذلك ودخل الدار والحُجّاب بين يديهُ، وأجلس في الرواق، وجلس الخليفة في القُبَّة، ودعا فخر الملك، ثم كثر الناس وازدحموا، وكثر البَوسَ واللَّغَط، وعجز الحُجّابُ عن الأبواب، فقال الخليفة: يا فخر الملك، امنع من هذا الاختلاط، فرد بالدّبوس الناس، ووكل النُقباء بباب القبُة. وقرأ ابن حاجب النُعمان عهد سلطان الدولة بالتقليد والألقاب، وكتب القادر بالله علامته عليه، وأحضرت الخِلَع والتاج والطَّوْق والسواران واللواءان، وتولى عقدهما الخليفةُ بيده، ثم أعطاه سيفا وقال للخادم: اذهب قلده به، فهو فخر له ولعَقبه يفتح به شرق الأرض وغَربها، وبعث ذلك إلى شِيراز مع جماعة.

ص: 15

وفيها أبطل الحاكم المنجمين من بلاده، وشددَّ في ذلك، وأعتقَ أكثر مماليكه وأحسن إليهم، وجعل ولي عهده ابن عمه عبد الرحيم بن إلياس، وخطب له بذلك، وأمر بحبس النساء في البيوت فاستمر ذلك خمسة أعوام وصلحت سيرته.

وحج بالناس أبو الحسن محمد بن الحسن ابن الأقساسي وكذلك في سنة ست.

وفي هذه السنة كانت الملحمة الهائلة بين ملك الترك طغان رحمه الله وبين جيش الصين فقتل فيها من الكفار نحو مائة ألف، ودامت الحرب أياما ثم نزل النصر، ولله الحمد.

‌سنة خمس وأربعمائة

فيها ورد الخبر بأن الحاكم صاحب مصر حظَر على النساء الخروج من بيوتهن والاطلاع من الأسطحة ودخول الحَمّامات، ومنعَ الأساكفة من عمل الخِفاف، وقتل عدة نِسوة خالفنَ أمره، وكان قد لهج بالركوب في الليل يطوف بالأسواق، ورتب في كل درب أصحاب أخبار يطالعونه بما يتم، ورتبوا عجائز يدخلن الدُّور ويكشفن ما يتم للنساء، وأن فلانة تحب فلانا ونحو هذا، فُيْنفذ من يُمسك تلك المرأة، فإذا اجتمع عنده جماعة منهن أمر بتغريقهن، فافتضح الناس وضجوا في ذلك، ثم أمر بالنداء: أيما امرأة خرجت من بيتها أباحت دمها. فرأى بعد النداء عجائز فغرقهن. قال: فإذا ماتت امرأة جاء ولُيها إلى قاضي القضاة يلتمس غاسلة، فيكتب إلى صاحب المعونة، فيرسل غاسلةً مع اثنين من عنده ثم تعاد إلى منزلها.

وكان قد هم بتغيير هذه السُنة فاتفق أن مَر قاضي القضاة مالك بن سعيد الفارقي، فنادته امرأة من رَوُزَنة: أقسمتُ عليك بالحاكم وآبائه أن تقف لي. فوقفَ، فبكت بكاءً شديدا وقالت: لي أخ يموت، فبالله إلا ما حملتني إليه لأشاهده قبل الموت. فرق لها وأرسلها مع رجلين، فأتت بابا فدخلته، وكانت الدار لرجل يهواها وتهواه، وأتى زوجها فسأل الجيران فأخبروه بالحال، فذهب إلى القاضي وصاح، وقال: أنا زوج المرأة، وما لها أخ، وما أفارقك حتى تردها إلي. فعظم ذلك على قاضي القُضاة، وخاف سطوة الحاكم، فطلع بالرجل إلى

ص: 16

الحاكم مرعوبا وقال: العفو يا أمير المؤمنين. ثم شرح له القصة. فأمره أن يركب مع ذَيْنك الرجلين، فوجدوا المرأة والرجل في إزار واحد نائمين على سُكر، فَحُملا إلى الحاكم، فسألها، فأحالت على الرجل وما حسنه لها. وسأل الرجل، فقال: هي هجمت علي وزعمت أنها خلْو من بعل، وإني إن لم أتزوجها سَعَتْ بي إليك لتقتلني. فأمر الحاكم بالمرأة فلُفت في بارية وأحرقت، وضُرب الرجل ألف سوط. ثم عاد فشدد على النساء إلى أن قُتَلِ.

وفيها قلد قاضي القضاة بالحضرة أحمد بن محمد بن أبي الشوارب بعد وفاة ابن الأكفاني.

وفيها قلد علي بن مَزْيد أعمال بني دُبَيْس بالجزيرة الأسدية.

‌سنة ستّ وأربعمائة

فيها جرت فتنة بين السُنة والرافضة ببغداد في أول السنة، ومنعهم فخر المُلك مِن عمل عاشوراء.

وفيها وقع وباء عظيم بالبصرة.

وقُلد الشريف المرتضى أبو القاسم الحج والمظالم ونقابة العلويين، وجميع ما كان إلى أخيه، وحضر فخر المُلك والأشراف والقُضاة قراءة عهده، وهو: هذا ما عهد عبدُ الله أبو العباس أحمد القادر بالله أمير المؤمنين إلى علي بن موسى العلوي حين قربته إليه الأنساب الزّكية، وقدمته لديه الأسباب القوية

، وذكر العهد.

وفي آخر صفر وردَ الخبر إلى بغداد بعد تأخره، بهلاك الكثير من الحاج، وكانوا عشرين ألفا، فَسلم منهم ستة آلاف وأن الأمر اشتد بهم والعطش حتى شربوا أبوال الجمال، ولم يحج أحد في هذه السنة.

وفيها ورد الخبر أن محمود بن سُبُكْتكين غزا الهند فَغَرَّهُ أدلاؤه وأضلوه الطريق، فحصل في مائية فاضت من البحر، فغرق كثير ممن كان معه، وخاض الماء بنفسه أياما ثم تخلص وعاد إلى خراسان.

ص: 17

وفيها ولي إمرة دمشق سَهْم الدولة ساتكين الحاكمي، فولِيها سنتين وثلاثة أشهر.

‌سنة سْبع وأربعمائة

فيها احترق مشهد الحسين رضي الله عنه بكربلاء من شمعتين سقطتا في جوف الليل على التأزير.

وفيها احترقت دار القطن ونهر طابق.

وفيها وقعت القُبة الكبيرة التي على الصخرة ببيت المقدس.

وفيها هاجت الفتنة بين الشيعة والسُّنة بواسط، ونُهبت دور الشيعة والزيدية وأُحرِقَت، وهرب وجوه الشيعة والعلويين، فقصدوا علي بن مَزْيَد واستنصروا به.

وفيها خُلع على أبي الحسن بن الفضل الرّامَهُرْمُزِي خِلَعُ الوزارة من قِبل سلطان الدولة، وهو الذي بنى سور الحائرِ بمشهد الحسين.

وفيها كانت وقعة بين سلطان الدولة أبي شجاع وبين أخيه أبي الفوارس بعد أن دخل شيراز وملكها.

وفيها افتتح محمود بن سُبُكْتكين خوارزم، ونقل أهلها إلى الهند.

ولم يخرج رَكْب من العراق.

‌سنة ثمان وأربعمائة

وقعت الفتنةُ بين السنة والشيعة وتفاقمت، وعمل أهل نهر القلائين بابا على موضعهم، وعمل أهلُ الكَرْخ بابا على الدقاقين، وقُتل طائفة على هذين البابين، فركب المقدام أبو مقاتل، وكان على الشرطة، ليدخل الكَرْخ، فمنعه أهلها وقاتلوه، فأحرق الدكاكين وأطراف نهر الدجاج، وما تهيأ له دخول.

قال هبة الله اللالكائي في كتاب السُّنة أو في غيره: فيها استتاب القادر بالله فُقهاء المعتزلة، فأظهروا الرجوع وتبرؤوا مِن الاعتزال والرفض والمقالات المخالفة للإسلام، وأخذ خطوطهم بذلك، وأنهم متى خالفوه عاقبهم.

وضعفت دولة بني بُويه الدّيلم، وقدم بغداد سلطانُ الدولة، فكانت النوبة تُضْرَب له في أوقات الصلوات الخمس، وما تم ذلك لجده عَضُد الدولة.

ص: 18

وامتثل يمين الدولة محمود بن سُبُكتكين أمر القادر بالله وبث سُنَّته في أعماله بُخراسان وغيرها في قتلِ المعتزلة والرافضة والإسماعيلية والقرامطة والجهمية والمشبهة، وصلبهم وحبسهم ونفاهم وأمر بلعنهم على المنابر، وشردهم عن ديارهم، وصار ذلك سُنة في الإسلام.

وفيها تزوج سلطان الدولة ببنت قرواش بن المقلد على خمسين ألف دينار.

وفيها بويع بإمرة الأندلس القاسم بن حمود الإدريسي، فبقي ست سنين، وخُلع.

وفيها قتل الدوري الملحد لكونه ادعى ربوبية الحاكم، فقُتِل وقُطّع.

وفيها ولي إمرة دمشق سديد الدولة أبو منصور ثم عُزِل بعد أشهر.

وغزا السلطان محمود الهند، فافتتح بلادا كثيرة من الهند ودانت له الملوك.

‌سنة تسع وأربعمائة

في المحرم قُرئ بدار الخلافة كتاب بمذاهب السُنة وفيه: من قال القرآن مخلوق فهو كافر حلال الدم إلى غير ذلك من أصول السنة.

وفيها زاد ماء البحر إلى أن وصل إلى الأُبُلة، ودخل إلى البصرة.

وفيها ورد سلطان الدولة إلى بغداد.

وفيها غزا السلطان محمود الهند، وافتتح مدينتي مهرة وقنوج، وكان فتحا عزيزا، وبين ذلك وبين غَزْنَة مسيرة ثلاثة أشهر.

قال أبو النصر في تاريخه: عدل السلطان بعد أخذ خوارزم إلى بُسْت

ص: 19

ثم إلى غزْنة، فاتفق أن حشد إليه من أدنى ما وراء النهر زهاء عشرين ألفا من المطوعة، فحرك من السلطان محمود نفيرهم، ورد من نفوس المسلمين تكبيرهم، واقتضى رأيه أن يزحف بهم إلى قنوج، وهي التي أعيت الملوك غير كشتاسب على ما زعمته المجوس، وهو ملك الملوك في زمانه، فزحف السلطان بهم وبجنوده وعبرَ مياه سيحون وتلك الأودية التي تجل أعماقها عن الوصف، ولم يطأ مملكة من تلك الممالك إلا أتاه الرسول واضعا خد الطاعة، عارضا في الخدمة كنه الاستطاعة إلى أن جاء جنكي بن سمهي صاحب درب قشمير عالما بأنه بعثُ الله الذي لا يرضيه إلا الإسلام أو الحسام، فضمن إرشاد الطريق، وسار أمامه هاديا. فما زال يفتتح الصياصي والقلاع حتى مر بقلعة هردب، فلما رأى ملكُها الأرض تموج بأنصار الله ومن حولها الملائكة، زُلْزِلت قدَمُه، وأشفق أن يُراقَ دمه، ورأى أن يتقي بالإسلام بأس الله، وقد شُهِرت حدوده ونُشِرت بعذبات العذاب بنوده، فنزل في عشرة آلاف منادين بدعوة الإسلام.

ثم سار بجيوشه إلى قلعة كلجند، وهو من رؤوس الشياطين، فكانت له ملحمة عظيمة، هلك فيها من الكُفار خمسون ألفا، من بين قتيل وحريق وغريق. فعمد كلجند إلى زوجته فقتلها، ثم ألحق بها نفسه، وغنم السلطان مائة وخمسة وثمانين فيلا.

ص: 20

ثم عطف إلى البلد الذي يسمى المتعبد وهو مهرة الهند يطالع أبنيتها التي تزعم أهلها أنها من بناء الجن، فرأى ما يخالف العادات، وتفتقر روايتها إلى الشهادات، وهي مشتملة على بيوت أصنام بنقوش مبدعة، وتزاويق تخطف البصر.

قال: وكان فيما كتب به السلطان: أنه لو أراد مُريد أن يبني ما يعادل تلك الأبنية لعجز عنها بإنفاق مائة ألف ألف درهم في مدة مائتي سنة على أيدي عَمَلَة كَمَلَة ومَهَرة سَحرة. وفي جملة الأصنام خمسة من الذهب معمولة طول خمسة أذرُع، عينا واحد منها ياقوتتان قيمتهما خمسون ألف دينار بل أزيد، وعلى آخر ياقوتة زرقاء وزنها أربعمائة وخمسون مثقالا، فكان جملة الذهبيات الموجودة على أحد الأصنام المذكورة ثمانية وتسعين ألف مثقال. ثم أمر السلطان بسائر الأصنام فَضُربَت بالنفط، وحاز من السبايا والنهاب ما تعجز عنه أناملُ الحُساب.

ثم سار قُدُما يروم قنوج وخلف معظم العسكر، فوصل إليها في شعبان سنة تسع، وقد فارقها الملك راجيبال منهزما، فتتبع السلطان قلاعها، وكانت سبعا على البحر، وفيها قريب من عشرة آلاف بيت من الأصنام، يزعم المشركون أنها متوارثة منذ مائتي ألف سنة إلى ثلاثمائة ألف سنة كذبا وزورا، ففتحها كلها في يوم واحد، ثم أباحها لجيشه فانتهبوها.

ثم ركض منها إلى قلعة البراهمة وتعرف بمنج فافتتحها وقتل بها خلقا كثيرا.

ثم افتتح قلعة جنداري، وهي ممن يُضرب المثل بحصانتها. وذكر أبو النصر ذلك مطولا مفصلا بعبارته الرائقة، فأسهب وأطنب. فلقد أقر عين السامع، وسر المسلم بهذا الفتح العظيم الجامع، فلله الحمد على إعلاء كلمة

ص: 21

الإسلام، وله الشكر على إقامة هذا السلطان الهُمام.

وبعد الأربعمائة كان قد غلب على بلاد ما وراء النهر إيلك خان أخو صاحب التُرك طُغَان الكبير، وهما مهادنان للسلطان يمين الدولة محمود بن سُبُكْتكين، فقويت نفوسهما عليه، ومكرا وراوغا، وبقي كل منهما يحيل على الآخر، فبعثوا رُسُلهم، فأكرم الرُّسُلَ، وأظهر الزينة، وعرض جيشه.

قال أبو النصر محمد بن عبد الجبار: فأمر بتعبئة جيوشه وتغشية خيوله. ورتب العسكر سِماطين في هيئة لو رآها قارون قال: يا ليت لي مثل ما أوتي محمود. فصف نحو ألفي غلام تُرك في ألوان الثياب، ونحو خمسمائة غلام بقُربه بمناطق الذهب المرصعة بالجواهر، وبين أيديهم أربعون فيلا من عظام الأفيلة بغواشي الديباج، ووراء السماطين سبعمائة فيل في تجافيف مشهرة الألوان، وعامة الجيش في سرابيل قد كدت القيون وردت العيون، وأمامهم الرجال بالعُدد، وقام في القلب كالبدر في ظُلمة الديجور، وأذِن للرُسُل حينئذ، ثم عُدل بهم إلى الموائد في دار مفروشة بما لم يُحك عن غير الجنة، ففي كل مجلس دُسُوت من الذهب من جِفان وأطباق فيها الأواني الفائقة والآلات الرائقة. وهيأ لخاص مجلسه طارم قد جُمِعَتْ ألواحه وعضاداته بضباب الذهب وصفائحه، وفُرِش بأنواع الديباج المذهب، وفيه كُوات مضلعة تشتمل على أنواع الجواهر التي أَعْيَت أمثالها أكاسرة العجم وقياصرة الروم وملوك الهند وأقيال العرب. وحوالي المجلس أطباق ثخان من الذهب مملوءة من المِسْك والعنبر والعود، وأواني لم يُسمع بمثلها. ثم جهز الرُّسُل.

ووقع بين الأخوين وتنافرا مدة لسعادة الإسلام وسلطانه يمين الدولة، وكان على مملكة خوارزم الملك مأمون بن مأمون قد وليها بعد أخيه علي. فزوجه السلطان محمود بأخته ثم طلب منه أن يذكر اسمه في الخطبة معه، فأجاب، وامتنع من الإجابة نائبه وكُبراء دولته، ولاموه، ثم إنهم قتلوه غيلة فغضب السلطان وسار بجيوشه لحربهم فالتقاهم بظاهر خوارزم فظفر بهم، فسمر جماعةً من الأمراء، واستناب على خوارزم حاجبه الكبير ألتونتاش

ص: 22

وصفت له مملكة خُراسان وسجِسْتان وغَزنة وخوارزم والغور، وافتتح نصف إقليم الهند في عدة غزوات. وكانت سلطنته بضْعا وثلاثين سنة كما سيأتي في ترجمته.

‌سنة عشر وأربعمائة

وردَ من يمين الدولة محمود كتاب بما افتتحه مِن الهند وبما وصل إليه مِن أموالهم وغنائمهم فيه: إن كتاب العبد صدر من غزنة لنصف المحرم سنة عشر، والدينُ مخصوص بمزيد الإظهار، والشرك مقهور بجميع الأطراف والأقطار، وانتدب العبدُ لتنفيذ الأوامر، وتابع الوقائع على كُفار السند والهند، فرتب بنواحي غزنة العبد محمدا مع خمسة عشر ألف فارس وعشرة آلاف راجل، وأنهض العبد مسعودا مع عشرة آلاف فارس وعشرة آلاف راجل، وشحن بلخ وطخارستان بأرسلان الحاجب مع اثنتي عشر ألف فارس، وعشرة آلاف راجل، وضبط ولاية خوارزم بألتونتاش الحاجب مع عشرين ألف فارس وعشرين ألف راجل. وانتخب ثلاثين ألف فارس وعشرة آلاف راجل لصُحبة راية الإسلام، وانضم إليه جماهير المطوعة. وخرج العبد من غزنة في جُمادى الأولى سنة تسع بقلب منشرح لطلب السعادة، ونفس مشتاقة إلى درك الشهادة، ففتح قلاعا وحصونا، وأسلم زهاء عشرين ألفا من عُباد الوثن، وسلموا قدر ألف ألف من الوَرِق، ووقع الاحتواء على ثلاثين فيلا، وبلغ عدد الهالكين منهم خمسين ألفا. ووافى العبد مدينة لهم عاين فيها زهاء ألف قصر مَشِيد، وألف بيت للأصنام، ومبلغ ما في الصنم ثمانية وتسعون ألف مثقال. وقلع من الأصنام الفضة زيادة على ألف صنم. ولهم صنم معظم يؤرخون مدته بجهالتهم بثلاثمائة ألف عام. وقد بنوا حول تلك الأصنام المنصوبة زهاء عشرة آلاف بيت. فعني العبد بتخريب تلك المدينة اعتناء تاما، وعمها المجاهدون بالإحراق. فلم يبق منها إلا الرسوم. وحين وجد الفراغ لاستيفاء الغنائم، حصل منها عشرين ألف ألف درهم، وأفرد خُمس الرقيق، فبلغ ثلاثًا وخمسين ألفا، واستعرض ثلاثمائة وستة وخمسين فيلا.

وفيها جلس القادر فَقُرِئ عهد الملك قوام الدولة أبي الفوارس، وحُملت إليه خِلَع السلطنة بولاية كَرْمان.

ص: 23

وفيها مات الأصيفر المنتفقي الذي كان يأخذ الخفارة من الحجاج.

وقد ولي نيابة دمشق عدة أمراء للحاكم في هذه السنين، وكان الناس يتعجبون من كثرة ذلك. ثم وليها ولي العهد عبد الرحيم بن إلياس بن أحمد بن العزيز العُبَيدي، وكان يوم دخوله يوما مشهودا موصوفا، ثم عُزِل أقبح عزلْ بعد أشهر، وأُخِذَ إلى مصر مقيدا، بعد أن قُتل وقت القبضِ عليه جماعة من أعوانه.

وفيها مات صاحب حران وثاب بن سابق، وتملك ابنه شبيب.

ص: 24

(الوفيات)

ذكر‌

‌ سنة إحدى وأربعمائة ومن توفي فيها

1 -

‌ أحمد بن عبد الملك بن هاشم

، أبو عمر ابن المُكوي الإشبيلي المالكي.

كبير المفتين بقرطبة الذي انتهت إليه رياسة العلم بالأندلس في عصره. تفقه على إسحاق بن إبراهيم الفقيه.

وكان حافظا للمذهب، مقدما فيه، بصيرا بأقوال أصحاب مالك، من أهلِ المتانة في دينه، والصلابة في رأيه، والبُعد عن هوى نفسه، القريب والبعيد عنده في الحق سواء. دُعي إلى قضاءِ قُرطبة مرتين فأبى.

وصنف كتاب الاستيعاب في رأي مالك للحكم أمير المؤمنين فجاء في مائة جزء، وكان جمعه له مع أبي بكر محمد بن عبيد الله القُرشي المعُيطي، ورفع إلى الحكم فسر بذلك، ووصلهما وقدمهما إلى الشورى.

ولد أبو عمر في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، وعليه تفقه أبو عمر بن عبد البر، وأخذ عنه المُدَونة توفي فجاءة في سابع جُمادى الأولى، وكانت له جنازة عظيمة.

2 -

‌ أحمد بن عبدوس بن أحمد الجُرجاني

.

يروي عن أبي العباس الأصم، وغيره. توفي في ربيع الأول.

3 -

‌ أحمد بن علي بن أحمد بن محمد

، أبو العباس الريغي الباغاني المقرئ، الفقيه المالكي.

ص: 25

قدمِ الأندلس سنة ست وسبعين، وأدب ولد المنصور محمد بن أبي عامر، ثم علت منزلته، وقدم للشورى بعد أبي عمر ابن المُكوي.

وكان أحد الأذكياء الموصوفين، وكان بحرا من بحور العلم لا سيما في القراءات والإعراب والناسخ والمنسوخ والأحكام.

أخذ بمصر عن أبي بكر الأدفوي، وعبد المنعم بن غَلْبُون، وتوفي في ذي القعدة وله ست وستون سنة.

وقد أخذ عنه ابن عتاب، وغيره.

4 -

‌ أحمد بن عمر بن أحمد

، أبو عمرو الجرجاني المطرز، عُرف بالبكرآباذي المحدث.

أحد من عُني بالرحلة والسماع، أنفق مالا جزيلا، وسمع بأصبهان من أبي الشيخ، وببغداد من القَطِيعي، وباليمن من أبي عبد الله النِقوي آخر أصحاب إسحاق الدبرِي. وتوفي بجُرجان في جُمادى الأولى، وقد شاخ.

5 -

‌ أحمد بن عمر بن أحمد بن محمد بن عبد الواحد

، أبو الحسن الكناني المصري، والد أبي الحسن علي الرواي عن ابن حيويه النيسابوري.

توفي لليلتين بقيتا من ربيع الآخر، قاله أبو إسحاق الحبال.

6 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد بن الحُباب بن الجسور

، أبو عمر القُرطُبي، مولى بني أمية. وأما أبو إسحاق بن شِنظير فكناه أبا عُمير، والأول أشهر.

روى عن قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، ومحمد بن عبد الله بن أبي دُليم، ومحمد بن معاوية القُرشي، وأحمد بن مُطرف، وجماعة. حدث عنه

ص: 26

الصاحبان، وأبو عمر بن عبد البر، وأبو عبد الله الخولاني، وأبو محمد بن حزم، وهو أكبر شيخ لابن حزم، قال: وهو أول شيخ سمعت عليه قبل الأربعمائة.

ومات لأربع بقين من ذي القعدة، تُوفي أيام الطاعون.

وكان خيرا فاضلا، شاعرا، عالي الإسناد مُكثرا. ولد في حدود سنة عشرين وثلاثمائة.

قال ابن عبد البر: قرأت عليه الموطأ عن محمد بن عيسى بن رفاعة، عن يحيى بن أيوب بن بادي العلاف، عن يحيى بن بُكيْر، وقرأت عليه المُدونة عن وهب بن مسرة، عن ابن وضاح، عن سَحْنُون مؤلفها. وقرأت عليه تفسير سُفيان بن عُيينة، عن قاسم بن أصبغ.

7 -

‌ أحمد بن محمد بن وسيم

، أبو عمر الطُّليطلي.

كان فقيها متفننا، شاعرا، لغويا، نحويا. غزا مع محمد بن تمام إلى مكادة، فلما انهزموا هرب إلى قُرطبة، واتبعه أهل طُليطلة فصلبوه، ثم رموه بالنبل والحجارة حتى هلك وهو يتلو يس.

8 -

‌ أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن

، أبو عبيد الهروي المؤدب اللغوي، مصنف الغريبين في اللغة، لغة القرآن، ولغة الحديث.

أخذ اللغة عن الأزهري وغيره، وتُوفي في رجب لست خَلَوْن منه.

وقد ذكره القاضي في وفيات الأعيان فقال: سار كتابه في الآفاق، وهو من الكُتُب النافعة. ثم قال: وقيل: إنه كان يحب البذلة، ويتناول في الخلوة، ويعاشر أهل الأدب في مجالس اللذة والطرب، عفا الله عنه وعنا. ويقال له الفاشاني، - بالفاء - وفاشان - بفاء مَشُوبة بباء - قرية من قرى هراة.

وذكره ابن الصلاح في طبقات الشافعية فقال: روى الحديث عن أحمد بن محمد بن ياسين، وأبي إسحاق أحمد بن محمد بن يونس البزاز الحافظ. روى عنه أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، وأبو عمر عبد الواحد بن أحمد المليحي كتاب الغريبين.

ص: 27

9 -

‌ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم

، أبو القاسم المؤذن المقرئ الخفاف.

يروي عن أبي بكر الإسماعيلي، وتوفي في شوال في الكهولة.

10 -

‌ إبراهيم بن محمد الحافظ

، أبو مسعود الدمشقي.

الصحيح وفاته سنة أربعمائة، كما تقدم.

11 -

‌ آدم بن محمد بن توبة

، أبو القاسم العُكبري.

مات بعُكبرا في صفر. يروي عن النجاد، وابن قانع، وجماعة. وعنه أبو طاهر أحمد بن محمد الخفاف.

12 -

‌ إسحاق بن علي بن مالك

، أبو القاسم الجرجاني الملحمي.

روى عن الإسماعيلي، ونُعيم بن عبد الملك، وتوفي في رجب.

13 -

‌ الحُسين ابن القائد جوهر المعزي

.

كان قائد القواد للحاكم صاحب مصر، فنقم عليه وقتله في هذه السنة.

14 -

‌ الحُسين بن محمد بن عثمان اليبرودي

.

روى عن علي بن أبي العقب. روى عنه علي الحنائي، وأبو علي الأهوازي، وعلي بن الحسين بن صصرى.

• - الحسين بن أبي جعفر، أبو علي عميد الجيوش.

تقدم في الحوادث.

15 -

‌ الحُسين بن مظفر بن كُنداج

، أبو عبد الله البغدادي.

سمع إسماعيل الصفار، وجعفرا الخلدي. روى عنه أبو بكر البرقاني، وقال: ليس به بأس، كان يعرف.

ص: 28

16 -

‌ الحُسين بن يحيى بن عبد الملك بن حي

، أبو عبد الله القُرْطُبي المعروف بابن الحزقة.

يروي عن أبي عيسى الليثي، وابن القُوطية، ومحمد بن أحمد بن خالد. وشاوره القاضي محمد بن يبقى.

وكان من كبار المفتين بقُرطبة، عارفا بمذهب مالك. حج سنة ثمان وأربعين، وأخذ عن أبي بكر الآجُري كثيرا من تصانيفه، وتردد فيها ستة أعوام، وولي قضاء مدينة سالم، ثم مدينة جيان.

قال ابن حيان: لم يكن بالمحمود في القضاء، استهواه حُب الدنيا، وارتكس مع المهدي بن عبد الجبار، وكان أحد دُعاته، فاستوزره عند ظهوره، فأخلد إلى الأرض واتبع هواه، فلما زالت دولة المهدي اختفى، والطلب عليه شديد، إلى أن وُجد في مقبرة على نعش قد أخرج من دار ميتا وعلى صدره ورقة فيها قصته.

17 -

‌ حمد بن عبد الله بن علي

، أبو الفرج الدمشقي المقرئ المعدل.

من جِلة عُدُول البلد، وهو صاحب دُوَيْرة حمد بباب البريد. حكى عنه محمد بن عوف المُزني.

قال هبة الله ابن الأكفاني: في سنة إحدى وأربعمائة وُجِدَ حمد وزوجته مذبوحين وصبي، ورأيته في داره بباب البريد، رحمه الله.

18 -

‌ خالد بن محمد بن حُسين بن نصر بن خالد

، أبو المستعين البُسْتي الحنفي الواعظ.

تُوفي في رجب منصرفا من الحج.

19 -

‌ خَلف بن مروان بن أمية

، أبو القاسم القُرْطُبي الصخري، من أهل صخرة حيوة، بُليدة بغربي الأندلس.

كان من فقهاء الأندلس، ولي الشورى، ثم قضاء طُليطلة فاستعفى.

ص: 29

توفي في رجب.

20 -

‌ سامة بن لؤي

، أبو مضر القُرشي الهروي.

سمع أبا بكر محمد بن عبد الله حفيد العباس بن حمزة. روى عنه ناصر العمري، وتوفي في ربيع الآخر.

21 -

‌ سعيد بن عبد الله بن الحسن

، أبو القاسم العماني الفقيه.

توفي في جمادى الآخرة بخراسان.

22 -

‌ شقيق بن علي بن هود بن إبراهيم

، أبو مطيع الجرجاني الفقيه.

روى عن نعيم بن عبد الملك، وأبي الحُسين بن ماهيار. وولي قضاء جُرْجان سنةً ونصفا. فمات في السادس والعشرين من المحرم.

23 -

‌ عبد الله بن بشر بن محمد بن بشر البشري

، أبو القاسم.

توفي في ربيع الأول.

24 -

‌ عبد الله بن عَمرو بن مسلم

، أبو محمد الطرسوسي.

سمع إسماعيل الصفار، وأبا سهل بن زياد، وعُمر تسعين سنة، وحدث بنسف.

25 -

‌ عبد الله بن محمد بن عبد الله بن هلال

، أبو بكر الحِنائي البغدادي الأديب، نزيل دمشق.

روى عن يعقوب الجصاص، والحسين بن عياش القطان، وأبي جعفر بن البختري، والصفار. روى عنه أحمد بن علي الكفرطابي، ورشأ بن نظيف، وأبو القاسم الحنائي، وأبو علي الأهوازي.

وثقه الخطيب.

26 -

‌ عبد العزيز بن محمد بن النعمان بن محمد بن منصور

، قاضي مملكة الحاكم.

ولي الحكم سنة أربع وتسعين وثلاثمائة بعد ابن عمه الحسين بن علي، وعلت رُتبته عند الحاكم إلى أن أصعده معه على المنبر في يوم العيد. ثم عزله

ص: 30

في سنة ثمان وتسعين بالقاضي أبي الحسن الفارقي، ثم قتله سنة إحدى وأربعمائة، وقتل معه القائد حسين بن جوهر.

27 -

‌ عبد الملك بن أحمد بن نُعيم ابن الحافظ أبي نعيم عبد الملك بن عدي

، أبو نعيم الإستراباذي.

ولي قضاء جُرجان، وحدث عن جده نعيم، وابن ماجه القزويني، والحافظ ابن عدي.

توفي في آخر السنة.

28 -

‌ عبد الواحد ابن زوج الحرة محمد بن جعفر

، أبو القاسم البغدادي.

سمع أحمد بن كامل، وعبد الله بن إسحاق الخُراساني، وجماعة كبيرة. روى عنه البَرقاني، وعبد العزيز الأزجي.

29 -

‌ عبيد الله بن أحمد بن الهُذيل الكاتب

.

يروي عن أبيه، عن محمد بن أيوب بن الضُّرَيسْ. روى عنه أبو الحسين محمد ابن المهتدي بالله. كان ببغداد.

30 -

‌ عبيد الله بن محمد بن الوليد أبو مروان المُعيطي القْرطبي

.

ص: 31

قال ابن بشكوال: كان عالما حافظا فاضلا ورِعا كثير الصدقة، من بيت فقه وعبادة. تُوُفي في ذي القعدة، وصلى عليه عمه الفقيه عبد الله، وعاش ثلاثا وأربعين سنة.

31 -

‌ عثمان بن العباس بن محمد القرشي الهروي

.

توفي في رمضان.

32 -

‌ عثمان بن عبد الله بن إبراهيم

، أبو عمرو الطرسُوسي الكاتب قاضي المعرة.

روى عن خيثمة بن سليمان، وموسى بن القاسم بن الأشيب، ومحمد بن أحمد بن صفوة المصيصي، وأبي علي بن آدم، وجماعة. روى عنه أبو علي الأهوازي، وأبو الفضل محمد بن أحمد السعدي، وعبد الواحد بن محمد الكفرطابي.

توفي بكفرطاب سنة إحدى وأربعمائة تقريبا.

33 -

‌ علي بن عبد الواحد بن محمد بن الحر

، أبو الحسين البري قاضي أطرابلس.

حدث عن خيثمة بن سليمان، وأبي الطاهر أحمد بن عمرو المديني، وأحمد بن بهزاد السيرافي، والمصريين. روى عنه‌

‌ علي بن محمد

الحنائي، وأبو علي الأهوازي، وعبد الرحيم بن محمد البخاري.

وفي ذي الحجة وصل قائد من مصر وخادمان إلى أطرابلس، فقطعوا رأس هذا القاضي لكونه سلم عزاز إلى مُتولي حلب بغير أمر الحاكم؛ قاله عبد المنعم بن علي النحوي.

34 -

علي بن محمد، أبو الفتح البُستي الكاتب الشاعر المشهور، وقيل: اسمه علي بن محمد بن حُسين بن يوسف بن عبد العزيز، وقيل: علي بن أحمد بن الحسن.

له أسلوب معروف في التجنيس. روى عنه من شعره، أبو عبد الله الحاكم

ص: 32

وأبو عثمان الصابوني، وأبو عبد الله الحسين بن علي البردعي.

قال الحاكم: هو واحد عصره، حدثني أنه سمع الكثير من أبي حاتم بن حبان.

ومن نثره: من أصلح فاسده أرغم حاسده.

عادات السادات سادات العادات.

لم يكن لنا طمع في دَرَك دَرِّك، فاعفنا من شَرَك شَرِّك.

يا جهل من كان على السلطان مُدلا وللإخوان مُذِلا.

إذا صح ما قاتك، فلا تأس على ما فاتك.

المعاشرة ترك المُعاسرة.

مِن سعادة جدك وقوفك عند حدك.

ومن شعره:

أعلل بالمُنى روحي لعلي أروح بالأماني الهم عني وأعلم أن وصلك لا يُرجى ولكن لا أقل من التمني

وله:

زيادةُ المرءِ في دنْياهُ نُقْصانُ وربْحُهُ غير محض الخير خُسْرانُ وكل وجدان حظ لا ثبات له فإن معناه في التحقيق فقدانُ يا عامرا لخراب الدار مجتهدا بالله هل لخراب العُمر عُمرانُ ويا حريصا على الأموال يجمعها أقْصرْ فإن سُرور المال أحزانُ زع الفؤاد عن الدنيا وزُخْرُفها فَصَفْوُها كدر والوصلُ هِجرانُ وأرعِ سمعك أمثالا أفصلها كما يُفصل ياقوت ومُرجانُ أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسانُ وإن أساء مُسيءٌ فليكن لك في عروض زلته صفحٌ وغُفرانُ واشدُدْ يديك بحبل الله معتصما فإنه الركنُ إن خانتك أركانُ من استعان بغير الله في طلب فإن ناصره عجزٌ وخُذْلانُ

ص: 33

من جاد بالمال مال الناسُ قاطبةً إليه والمالُ للإنسان فتانُ من سالم الناس يسلمْ من غوائلهم وعاش وهو قرير العين جذلانُ والناس أعوانُ من واتته دولته وهم عليه إذا خانته أعوانُ يا ظالما فرِحا بالسَّعْد ساعده إن كنت في سنة فالدهرُ يَقظانُ لا تحسبن سُرورا دائما أبدا من سره زمن سأته أزمان لا تغترر بشباب رائق خضل فكم تقدم قبل الشيبِ شُبانُ ويا أخا الشيب لو ناصحت نفسك لم يكن لمثلك في اللذات إمعانُ هب الشبيبة تُبلي عُذر صاحبها ما عُذر أشيب يستهويه شيطانُ كل الذُّنُوب فإن الله يغفرها إن شيع المرء إخلاص وإيمانُ وكل كسر فإن الدين يجْبُرُهُ وما لكسرِ قناةِ الدين جُبرانُ

وهي طويلة.

35 -

‌ عمر بن حُسين بن محمد بن نابل

، أبو حفص الأموي القُرطبي.

شيخ محدث صالح مُسند، من بيت عِلم ودين كُف بصره بأخرة، وسمع الناس منه كثيرا. روى عن قاسم بن أصبغ، وأبي عبد الملك بن أبي دُليم، ومحمد بن عيسى بن رفاعة، ومحمد بن معاوية، وأبيه حسين بن محمد.

تُوُفي في الوباء في ذي القعدة. وكان ثقة صدوقا موسرا.

روى عنه ابن عبد البر الحاف. وآخر من روى عنه حيان بن خلف الأموي.

• - عميد الجيوش، مذكور في الحوادث.

36 -

‌ فارس بن أحمد بن موسى بن عمران

، أبو الفتح الحمصي المقرئ الضرير. نزيل مصر.

قرأ القراءات على أبي الحسن عبد الباقي بن الحسن بن السقاء، وعبد الله

ص: 34

ابن الحسين السامري، ومحمد بن الحسن الأنطاكي، وأبي الفرج الشنبُوذي، وجماعة، قرأ عليهم في حدود سنة ثمانين وثلاثمائة.

وصنف كتاب المُنشا في القراءات الثمان. وكان أحد الحُذاق بهذا الشأن. قرأ عليه القراءات ولده عبد الباقي، وأبو عمر الداني.

وتُوفي عن ثمان وستين سنة.

وإسناده بالقراءات في التيسير لأبي عمرو، وغيره.

قال الداني: لم نلق مثله في حفظه وضبطه وحُسن تأديته وفهمه بعلم صناعته، مع ظهور نبله وفضله وصدق لهجته، وصبره على سرد الصيام والتجهد بالقرآن، قال لي: ولُدتُ بحمص سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وتُوفي بمصر فيما بلغني سنة إحدى وأربعمائة.

37 -

‌ الفضل بن أحمد بن ماح بن جبريل

، أبو محمد الهروي الماحي.

38 -

‌ القاسم بن أبي منصور القاضي

، أبو محمد.

تُوفي في ربيع الأول بخُراسان.

39 -

‌ محمد بن أحمد بن رشدين

، ابن أخي صالح الأديب، أبو الحسين المصري.

توفي في ربيع الآخر.

40 -

‌ محمد بن أحمد بن علي

، أبو الحسن النيسابوري الأديب، ابن الصفار.

سمع الأصم، وعثمان ابن السماك، وعدة. وعنه الحاكم، وقال: مات في شعبان.

41 -

‌ محمد بن الحسن بن أسد

، أبو نُعيم الجُرجاني الفامي.

روى عن أبيه، وأبي يعقوب البحري.

ص: 35

تُوفي في رمضان.

42 -

‌ محمد بن الحسين بن داود بن علي

، السيد أبو الحسن العلوي الحسني النيسابوري شيخ الأشراف في عصره.

سمع أبا حامد وأبا محمد ابني الشرقي، ومحمد بن إسماعيل بن إسحاق المروزي صاحب علي بن حُجر، ومحمد بن الحسين القطان، ومحمد بن عمر بن جميل الأزدي، وأبا حامد بن بلال، وعُبيد الله بن إبراهيم بن بالُويه، وأبا نصر محمد بن حَمدويه بن سهل الغازي، وأبا بكر بن دلويه الدقاق، وطائفةً سواهم.

روى عنه الحاكم، وقال: هو ذو الهمة العالية، والعبادة الظاهرة، وكان يُسأل الحديث فلا يُحدث، ثم في الآخر عقدتُ له الإملاء وانتقيت له ألف حديث. وكان يُعد في مجلسه ألف محبرة، فحدث وأملى ثلاث سِنين، ثم توفي فجاءة في جمادى الآخرة.

وروى عنه أيضا الإمام أبو بكر البيهقي، وهو من كبار شيوخه، بل أكبرهم، وأبو بكر محمد بن القاسم الصفار، وأبو عُبيد صخر بن محمد الطُوسي، وأبو القاسم إسماعيل بن زاهر، ومحمد بن عُبيد الله الصرام، وأبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن، وعثمان بن محمد بن عُبيد الله المحمي، وعمر بن شاه المقرئ، وشبيب بن أحمد البستيغي، وأحمد بن محمد بن مُكرم الصيدلاني، وموسى بن عِمران بن محمد الأنصاري، وفاطمة بنت الزاهد أبي علي الدقاق، وآخرون. وتفرد بالراوية عن جماعة من كِبار شيوخه.

43 -

‌ المظفر أبو الفتح القائد

.

ولي إمرة دمشق للحاكم بعد الأمير مطهر بن بذال، ثم عُزِل بعد ستة أشهرُ في ربيع الأول من هذه السنة.

44 -

‌ المُعلى بن عثمان

، أبو أحمد المادرائي.

توفي بمصر في جمادى الأولى.

ص: 36

45 -

‌ مُغيرة بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن يزيد بن شمر الفياضي

، أبو عاصم.

تُوفي بخُراسان في شعبان.

46 -

‌ منصور بن عبد الله بن خالد

، أبو علي الذُهلي الخالدي الهروي.

روى عن ابن الأعرابي، وإسماعيل الصفار، وأحمد بن سليمان، وأبي علي الرفاء، وأبي العباس الأصم، وعبد المؤمن النسفي، ودعلج.

روى عنه أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد المؤدب، وأبو حازم عمر بن إبراهيم العبدويي، وأبو يعلى الصابوني، ونجيب بن ميمون الواسطي، وخلق كثير.

قال أبو سعد الإدريسي: كذاب لا يعتمد عليه.

وقال جعفر المُستغفري: روى عن أبي طلحة منصور بن منصور بن محمد بن علي البزدوي.

قيل: تُوفي سنة إحدى وأربعمائة، والصحيح أنه تُوفي في المحرم سنة اثنتين.

47 -

‌ منصور بن عبد الله بن عدي

، الواعظ الفاضل أبو حاتم ابن الحافظ أبي أحمد الجُرجاني.

روى عن أبيه، والإسماعيلي. روى عنه ابنه إسماعيل، وكان يعظ في مسجد والده إلى أن مات في سابع عشر جُمادى الأولى.

48 -

‌ منصور بن محمد بن عبد الله بن محمد

، أبو الطيب الدوستكي

ص: 37

الهروي.

من شيوخ أبي يعقوب القراب.

49 -

‌ هارون بن موسى بن صالح بن جندل القيسي الأديب

، أبو نصر القُرطبي.

سمع من أبي عيسى الليثي، وأبي علي القالي. روى عنه الخولاني، وقال: كان رجلا صالحا منقبضا، مقتصدا، عاقلا، مهيبا، يختلف إليه الأحداث للأدب، وكان من الثقات في دينه وعلمه.

وأخذ عنه أيضاُ، أبو عمر الطلمنكي، وأبو عمر بن عبد البر، وآخرون.

تُوفي في ذي القِعدة.

50 -

‌ يحيى بن أحمد بن الحسين بن مروان

، أبو سلمة بن أبي نصر المرواني الخُراساني.

تُوفي في ربيع الأول.

51 -

يحيى بن عمر بن حسين بن محمد بن عمر بن نابل، أبو القاسم القُرطبي.

تُوفي قُبيل والده. روى عن أبي الحسن الأنطاكي المقرئ.

حدث عنه الخولاني، وقال: كان من أهل الفضل والصلاح والخير، مع التقدم في العلم. عُني هو وأبوه وجده بالعِلم، وحج كل واحد منهم. وسمع بالمشرق.

تُوفي في جُمادى الأولى.

52 -

‌ يحيى بن يحيى بن محمد

، أبو الحسن ابن المحدث أبي زكريا العنبري.

سمع أباه، وشهد، وحدث، وتُوفي في رجب، ورخه الحاكم.

ص: 38

سنة اثنتين وأربعمائة.

53 -

‌ أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن تُركان بن جامع

، أبو العباس التميمي الهمذاني الخفاف.

روى عن عبد الرحمن الجلاب، والقاسم بن أبي صالح، وإبراهيم بن أحمد بن حمدان الدوغي، وإسحاق بن عبدوس، وأوس الخطيب، وخلق. ورحل فأخذ عن عبد الباقي بن قانع، وأبي سهل بن زياد، وطائفة. روى عنه جعفر الأبهري، ومحمد بن عيسى، وأبو الفرج بن عبد الحميد، ويوسف الخطيب، وأحمد بن عبد الرحمن الزاهد، وأحمد بن عيسى بن عباد، وآخرون.

وهو ثقة صدوق؛ قاله شِيرويه، وسمع من جماعة من أصحابه، وقال: سمعت يوسف الخطيب يقول: كنت عند ابن تُركان فجاءه أبو عبد الله الجابول المقرئ، فعانقه وقبله، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة في المنام فقال: من أحب أن يغفر الله له فليأت ابن تُركان. فبكى ابن تُركان. ولد سنة سبع عشرة وثلاثمائة، ومات في ربيع الأول سنة اثنتين، وقبره يُزار.

54 -

‌ أحمد بن الحسين بن أحمد

، أبو العباس بن زنبيل النهاوندي.

حدث بهمذان في رمضان من السنة عن أبي القاسم عبد الله بن محمد بن الأشقر القاضي البغدادي بـ تاريخ البخاري الصغير، برواية ابن الأشقر عنه. ورحل وسمع من الطبراني، ومن القطيعي، وأبي بكر المفيد، وطائفة سواهم.

روى عنه حمزة بن أحمد الرُّوذراوري، وهناد بن إبراهيم النسفي، وسعيد بن أحمد الجعفري، وأبو طاهر أحمد بن عبد الرحمن الروذراوري، وأبو منصور محمد بن الحسن بن محمد النهاوندي، وآخرون. وثقه شِيرويه.

55 -

‌ أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب

، أبو عمر الأديب، والد

ص: 39

العلامة أبي محمد بن حزم.

قال الحميدي: كان له في البلاغة يد قوية.

تُوفي في ذي القعدة.

وقد وزر في دولة المنصور بن أبي عامر، وكان يقول: إني لأتعجب ممن يلحن في مخاطبة، أو يجيء بلفظة قلقة في مُكاتبة، لأنه ينبغي إذا شك في شيء أن يتركه ويطلب غيره، فالكلام أوسع من هذا.

قلت: هذا لا يقوله إلا المتبحر في اللغة والعربية.

56 -

‌ أحمد بن عبد الله بن الخضر بن مسرور

، أبو الحسين السوسنجردي، ثم البغدادي المعدل.

سمع أبا جعفر بن البختري، وأبا عمرو ابن السماك، والنجاد. روى عنه عبد العزيز الأزجي، وأبو بكر محمد بن علي بن موسى الخياط، وعبد الكريم بن عثمان بن دُوست، وأحمد بن الحسين بن أبي حنيفة، ومحمد بن علي بن سُكينة، وجماعة.

وقد قرأ بالروايات على زيد بن أبي بلال الكوفي، وأبي طاهر بن أبي هاشم، ومحمد بن عبد الله بن أبي مُرة الطوسي النقاش. قرأ عليه أبو بكر محمد بن علي الخياط المذكور، وأبو علي الحسن بن القاسم غلام الهراس.

وقد روى عنه ابن المهتدي بالله في مشيخته.

وقال الخطيب: كان ثقة، دينا، شديدا في السنة، مات في رجب، وقد نيف على الثمانين.

57 -

‌ أحمد بن عبد الله بن محمد

، أبو العباس المهرجاني النيسابوري العدل.

سمع أبا العباس الأصم، وأقرانه.

تُوفي في رجب.

ص: 40

58 -

‌ أحمد بن محمد بن الحسن بن الفرات

، أبو الحسن البزاز المعدل، ويُعرف بابن صغيرة.

عن النجاد، ودعلج، وعنه البرقاني.

وثقه الخطيب.

59 -

‌ أحمد بن نصر

، أبو جعفر الأزدي الداودي المالكي الفقيه.

كان بأطرابلس المغرب، فأملى بها كتابه في شرح الموطأ، ثم نزل تلمسان، وكان ذا حظ من الفصاحة والجدل، وله: الإيضاح في الرد على البكرية. حمل عنه، أبو عبد الملك البرقي، وأبو بكر ابن الشيخ، ومات بتلمسان.

60 -

‌ إبراهيم بن محمد بن حسين بن شِنْظير

، أبو إسحاق الأموي الطليطلي الحافظ.

صاحب أبي جعفر بن ميمون الطليطلي، ويقال لهما: الصاحبان؛ لأنهما كانا في الطلب معا كفرسي رهان.

سمعا بطليطلة على من أدركاه، ورحلا إلى قرطبة فأخذا عن علمائها، وسمعا بسائر بلاد الأندلس، ورحلا إلى المشرق فسمعا وكانا لا يفترقان، وكان السماع عليهما معا.

ولد ابن شنظير في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. وكان زاهدا فاضلا ناسكا، صواما قواما، ورعا، كثير التلاوة، غلب عليه علم الحديث ومعرفة طرقه، وكان سنيا منافرا للمبتدعة، هاجرا لهم، وما رئي أزهد منه في الدنيا ولا أوقر مجلسا منه. رحل الناس إليه وإلى صاحبه من النواحي، فلما توفي صاحبه أحمد بن محمد بن ميمون، انفرد هو في المجلس.

توفي ليلة النحر سنة اثنتين وأربعمائة.

61 -

‌ إسحاق بن إبراهيم بن أبي الفضل

، أبو الفضل الهروي.

توفي في صفر.

ص: 41

62 -

‌ أسعد بن محمد بن محمد الشاركي

.

توفي في المحرم.

63 -

‌ إسماعيل بن الحسين بن علي بن هارون

، أبو محمد الفقيه الزاهد ببُخارى.

توفي في شعبان.

حج مرات، وحدث عن خلف الخيام، ومحمد بن أحمد بن خنب، وبكر المروزي صاحب الكُديمي. روى عنه عبد العزيز الأزجي، وجماعة.

قال الخطيب: حدثنا عنه القاضي أبو جعفر محمد بن أحمد السمناني.

64 -

‌ الحسن بن الحسين بن علي بن أبي سهل

، أبو محمد النوبختي الكاتب.

روى عن علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وأبي عبد الله المحاملي.

قال الخطيب: كان سماعه صحيحا، حدثنا عنه أبو بكر البرقاني، والأزهري، وأبو القاسم التنوخي، وقال لي الأزهري: كان رافضيا. وقال لي البرقاني: كان مُعتزليا، وقال غيره: مات في ذي القعدة، وقال البرقاني: تبين لي أنه صدوق.

65 -

‌ الحسن بن القاسم بن خسرو

، أبو علي البغدادي الدباس.

سمع أحمد بن عبد الله وكيل أبي صخرة. روى عنه أبو الحسن العتيقي، وأبو محمد الخلال، وابن المهتدي بالله.

وثقه الخطيب، وقال: توفي في صفر وله إحدى وتسعون سنة.

66 -

‌ خلف بن إبراهيم بن محمد بن جعفر بن حمدان بن خاقان

، أبو القاسم المصري المقرئ.

أحد الحذاق، ومن كبار شيوخ أبي عمرو الداني في القراءة. قرأ لورش على أحمد بن أسامة التجيبي، وأحمد بن محمد بن أبي رجاء، ومحمد بن

ص: 42

عبد الله المعافري، وأبي سلمة الحمراوي، وسمع الحديث من ابن الورد، وأحمد بن الحسن الرازي، وأحمد بن محمد بن أبي الموت، وطائفة.

قال الداني: كان ضابطا لقراءة ورش متقنا لها، مجودا، مشهورا بالفضل والنُسك، واسع الرواية، صادق اللهجة. كتبنا عنه الكثير من القراءات والحديث والفقه وغير ذلك. سمعته يقول: كتبتُ العلم ثلاثين سنة، وذهب بصره دهرا، ثم عاد إليه. وكان يؤم بمسجد. مات شيخنا بمصر في عشر الثمانين.

67 -

‌ داود ابن الشيخ أبي الحسن محمد بن الحسين العلوي النيسابوري

.

توفي في صفر.

68 -

‌ طاهر بن عبد الله بن عمر بن يحيى بن عيسى بن ماهلة

، أبو بكر الهمذاني الزاهد.

روى عن أبيه، وأوس الخطيب، وأبي القاسم بن عبيد، والقاسم بن محمد السراج، ومحمد بن خيران، ومحمد بن الحسن بن ماجه القزويني، وأبي بكر ابن السُني الحافظ، وإبراهيم المُزكي، وجماعة. روى عنه ابنه هارون الأمين، وأبو الحسن بن حُميد، وأبو الفضل أحمد بن عيسى الدينوري.

قال شيرويه: كان ثقة صدوقا، زاهدا ورِعا، يتبرك به، وكان يصاحب صالح الكوملاذي، وله آيات وكرامات ظاهرة، توفي في صفر.

ص: 43

69 -

‌ عبد الله بن محمد

، أبو أحمد المهرجاني النيسابوري.

سمع الأصم، وطبقته. وحدث.

مات في رجب؛ ورخه الحاكم.

70 -

‌ عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن فُطيس بن أصبغ بن فُطيس

، العلامة أبو المُطرف، قاضي الجماعة بقرطبة.

روى عن أحمد بن عون الله، وأبي عبد الله بن مُفرج، وأبي الحسن الأنطاكي، وعبد الله بن القاسم القلعي، وأبي عيسى الليثي، وأبي محمد الأصيلي، وأبي محمد بن عبد المؤمن، وخلف بن القاسم، وأجاز له من مصر الحسن بن رشيق ومن بغداد أبو بكر الأبهري والدارقُطني.

وكان من جهابذة المحدثين، وكبار العلماء والحفاظ، عارفا بالرجال، وله مشاركة في سائر العلوم. جمع من الكتب ما لم يجمعه أحد من أهل عصره بالأندلس. وكان يُملي من حفظه، وكان له ستة وراقين ينسخون له دائما. وقيل: إن كُتبه بيعت بأربعين ألف دينار قاسمية. وتقلد قضاء القضاة في سنة أربع وتسعين مقرونا بالخطابة، وصُرف بعد تسعة أشهر.

روى عنه الصاحبان، وأبو عبد الله بن عابد، وابن أبيض، وسراج القاضي، وأبو عمر بن عبد البر، وأبو عمر بن سُميق، وأبو عمر الطلمنكي، وأبو عمر ابن الحذاء، وحاتم بن محمد، وآخرون.

وصنف كتاب القصص، وكتاب أسباب النزول، وهو في مائة جزء، وكتاب فضائل الصحابة في مائة جزء، وكتاب فضائل التابعين في مائة وخمسين جزءا، والناسخ والمنسوخ، ثلاثون جزءا، والإخوة من أهل العلم الصحابة ومن بعدهم، أربعون جزءا، وأعلام النبوة ودلالة الرسالة، عشرة أسفار، وكرامات الصالحات ثلاثون جزءا، ومُسند حديث محمد بن فُطيس، خمسون جزءا، ومسند قاسم بن أصبغ العوالي، ستون جزءا، والكلام على الإجازة والمناولة في عدة أجزاء.

وتوفي في نصف ذي القعدة، وصلى عليه ابنه محمد. وكان مولده في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.

وقد ولي الوزارة للمظفر بن أبي عامر، فلما ولي القضاء ترك زي

ص: 44

الوزراء. وكان عدلا، سديدا في أحكامه، من بُحُور العلم.

71 -

‌ عثمان بن عيسى

، أبو عمرو الباقلاني الزاهد ببغداد.

كان ملازما للوحدة، كان يكون منقطعا، وقال مرة: أحب الناس إلي من ترك السلام علي لأنه يشغلني عن الذكر بسلامه. وقال: أحس بروحي تخرج وقت الغروب. يعني لاشتغاله عن الذكر بالإفطار.

أنبأنا المسلم القيسي وغيره أن أبا اليُمن الكنِدي أخبرهم قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد اليوسفي قال: أخبرنا محمد بن علي الهاشمي قال: أخبرنا عثمان بن عيسى الزاهد قال: حدثني أبو الحسين عبد الله بن أبي النجم مؤذن الطائع لله قال: حدثنا يحيى بن جندب العطار قال: بلغني أن رجلا من العلماء قال: كتبتُ أربعمائة ألف حديث ما انتفعت منها إلا بأربعة أحاديث وما انتفعت من الأربعة أحاديث إلا بأربع كلمات: فأول كلمة: اعمل لله على قدر حاجتك إليه، والكلمة الثانية: اعمل للآخرة على قدر إقامتك فيها، والكلمة الثالثة: اعمل للدنيا بقدر القوت، والكلمة الرابعة: اعصِ ربك على قدر جَلَدِكَ على النار.

مات في رمضان ببغداد.

72 -

‌ علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله

، القاضي أبو القاسم النيسابوري.

تُوفي بطريق غزنة.

73 -

‌ علي بن أحمد بن محمد بن يوسف

، القاضي أبو الحسن السامري الرفاء.

روى عن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وحمزة بن القاسم، وغيرهما. روى عنه سبطه أبو الحسين محمد بن أحمد بن حسنون النرسي، وعبد الرحمن بن أحمد العِجلي الرازي، وغيرهما.

وثقه الخطيب، وقال: قال لي سِبطه: ما رأيته مُفطرا قط رحمه الله.

ص: 45

74 -

‌ علي بن داود بن عبد الله

، أبو الحسن الداراني القطان المقرئ.

قرأ القرآن على أبي الحسن محمد بن النضر بن الأخرم، وأحمد بن عثمان السباك، وغيرهما. وحدث عن أبي علي الحصائري، وخيثمة الأطرابلسي، وأبي الميمون بن راشد، وابن حذلم.

قرأ عليه علي بن الحسن الربعي، ورشأ بن نظيف، وأحمد بن محمد بن مردة الأصبهاني. وحدث عنه رشأ، وعبد الرحمن بن محمد البخاري، وقال رشأ: لم ألق مثله صدقا وإتقانا في رواية ابن عامر.

قال عبد المنعم ابن النحوي: خرج القاضي أبو محمد بن أبي الحسن العلوي وجماعة من الشيوخ إلى داريا إلى ابن داود، فأخذوه ليؤم بجامع دمشق في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة وجاؤوا به بعد أن منعهم أهل داريا من ذلك وجرت بينهم منافسة.

قال الحافظ ابن عساكر: فسمعت ابن الأكفاني يحكي عن بعض مشايخه الذين أدركوا ذلك أن أبا الحسن بن داود كان إمام داريا، فمات إمام الجامع، فخرج أهل دمشق إلى داريا ليأتوا به ليصلي بدمشق، فلبس أهل داريا السلاح وقالوا: لا، لا نمكنكم من أخذ إمامنا. فقال أبو محمد بن أبي نصر: يا أهل داريا، أما ترضون أن يسمع في البلاد أن أهل دمشق احتاجوا إليكم في إمام؟ فقالوا: قد رضينا. فقدمت له بغلة القاضي فأبى وركب حماره، ودخل معهم وسكن في المنارة الشرقية. وكان يُقرئ بشرقي الرواق الأوسط ولا يأخذ على الصلاة أجرا، ولا يقبل ممن يقرأ عليه برا، ويقتات من غلة أرض له بداريا، ويحمل ما يكفيه من الحنطة كل جمعة، ويخرج بنفسه إلى طاحونة كمسكين خارج باب السلامة فيطحنه ثم يعجنه ويخبزه.

وقال الكتاني: توفي ابن داود في جمادى الأولى، وكان ثقة، انتهت إليه الرياسة في قراءة الشاميين. حضرت جنازته، ومضى على سداد، وكان يذهب إلى مذهب أبي الحسن الأشعري.

ص: 46

75 -

‌ علي بن محمد بن أحمد بن إدريس

، أبو الحسن الرملي الأنماطي.

روى عن خيثمة بن سليمان، وأبي الميمون بن راشد، وأبي الحسن بن حذلم، وجماعة. روى عنه رشأ بن نظيف، وأبو علي الأهوازي، وأبو القاسم بن الفُرات.

وتُوفي في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة.

76 -

‌ علي بن محمد بن علويه البغدادي الجوهري

.

حدث عن محمد بن حمدويه المروزي، ومحمد بن الحسن الأنباري، وغيرهما. روى عنه أهل بغداد.

قال الخطيب: كان ثقة.

77 -

‌ محمد بن أحمد بن إبراهيم

، أبو أحمد الغورجي الهروي.

قُتل هو وابنه أبو الحسن بداره في رمضان.

78 -

‌ محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن يحيى بن جميع

، أبو الحسين الصيداوي الغساني.

رحل وطوف في الحديث، فسمع بمكة أبا سعيد ابن الأعرابي، وبالبصرة أبا روق الهزاني، وبالكوفة أبا العباس بن عُقدة، وببغداد الحسين المُطبقي، وأبا عبد الله المحاملي، وابن مخلد، وبمصر أبا الطاهر أحمد بن عمرو المديني، وبدمشق أحمد بن محمد بن عمارة، وخلقا سواهم بعدة بلاد في مُعْجمه الذي سمعناه عاليا.

روى عنه الحافظ عبد الغني بن سعيد، وتمام الرازي، ومحمد بن علي الصوري، وعبد الله بن أبي عقيل، وأبو نصر بن سلمة الوراق، وأبو علي الأهوازي، وابنه الحسن بن جُميع، وأبو نصر بن طلاب، وآخرون.

ولُد سنة خمس وثلاثمائة، وقيل: سنة ست.

ص: 47

قال أبو الفضل السعدي، وابنه الحسن، وأبو إسحاق الحبال: تُوفي سنة اثنتين وأربعمائة في رجب، لكن لم يذكر ابنه الشهر. وقال الكتاني: تُوفي سنة ثلاث، والأول الصحيح.

قال ابنه الحسن: صام أبي، وله ثمان عشرة سنة إلى أن تُوفي.

ووثقه أبو بكر الخطيب، وغيره، وأول سماعه في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.

وكان أسند من بقي بالشام.

79 -

‌ محمد بن بكران بن عمران

، أبو عبد الله الرازي، ثم البغدادي البزاز.

سمع أبا عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد. وعنه أبو بكر البرقاني، وأبو الحسين ابن المهتدي بالله.

توفي في جمادى الآخرة.

ووثقه البرقاني.

يُعرف بابن الرازي.

80 -

‌ محمد بن جعفر بن محمد بن هارون بن فروة

، أبو الحسن التميمي النحوي المقرئ، ابن النجار.

قرأ على أبي علي الحسن بن عون النقار برواية عاصم، والنقار فقرأ على القاسم بن أحمد الخياط صاحب الشموني. وسمع الحديث من محمد بن الحسين الأشناني، وأبي بكر بن دُريد، وإبراهيم بن عرفة نفطويه، وأبي روق الهزاني.

قرأ عليه أبو علي - هو غلام الهراس - وحدث عنه أبو القاسم الأزهري، وجماعة من شيوخ أبي الغنائم النرسي. وقرأ عليه أيضا الحسن بن محمد، وغيره.

ص: 48

وقال الأزهري: كان مولده في المحرم سنة ثلاث وثلاثمائة.

وقال العتيقي: تُوفي بالكوفة في جُمادى الأولى، وهو ثقة.

قلت: تُوفي وله مائة سنة، وقد حدث ببغداد، وهو أخر من حدث في الدنيا عن الأشناني، وغلام الهراس هو آخر من قرأ عليه.

81 -

‌ محمد بن الحسن

، أبو منصور الهروي.

حدث بسنن أبي داود بما وراء النهر عن ابن داسة.

82 -

‌ محمد بن عبد الله

، أبو الفضل الهروي.

يروي عن الأصم.

83 -

‌ محمد بن عبد الله بن الحسن

، أبو الحُسين ابن اللبان البصري الفرضي العلامة.

سمع أبا العباس الأثرم، ومحمد بن بكر بن داسة. وحدث بسنن أبي داود ببغداد، فسمعها منه القاضي أبو الطيب الطبري، وغيره.

وقيل: إنه كان يقول: ليس في الدنيا فرضي إلا من أصحابي أو أصحاب أصحابي، أو لا يُحسن شيئا!

ورأيت أنه إليه المنتهى في هذا الشأن، ولكن لو سكت لكان أجمل له، فإن العالم إذا قال مثل هذا مجته نفوس العقلاء، ودخله كِبر وخيلاء.

وقال الشيخ أبو إسحاق: كان ابن اللبان إماما في الفقه والفرائض، صنف فيها كُتبا كثيرة ليس لأحد مثلها. أخذ عنه أئمة وعلماء.

قال ابن أرسلان: دخل ابن اللبان خوارزم في أيام أبي العباس مأمون بن محمد بن علي بن مأمون خوارزم شاه، فأكرمه، وبره، وبالغ وأمر فبنى باسمه مدرسة ببغداد نزل فيها فقهاء خوارزم، وكان هو يدرس بها، وخوارزم شاه يبعث إليه كل سنة بمال. ثم قال: أنا رأيت هذه المدرسة وقد خربت بقرب قطيعة الربيع.

ص: 49

وثقه الخطيب، وقال: انتهى إليه علم الفرائض، وصنف فيها كُتبا، وتُوفي في ربيع الأول.

84 -

‌ محمد بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن يحيى بن حاتم الجُعفي

، القاضي أبو عبد الله الكوفي الحنفي، العلامة المعروف بالهرواني، أحد الأئمة الأعلام.

قرأ القرآن على أبي العباس محمد بن الحسن بن يونس النحوي. وسمع من محمد بن القاسم المحاربي، وعلي بن محمد بن هارون، ومحمد بن جعفر بن رياح الأشجعي، وحدث ببغداد، وكان يُفتي بمذهب أبي حنيفة، ويُقرئ القرآن. قرأ عليه أبو علي غلام الهراس.

قال الخطيب: كان ثقة، حدث ببغداد، قال: وكان من عاصره بالكوفة يقول: لم يكن بالكوفة من زمن ابن مسعود إلى وقته أحد أفقه منه، حدثني عنه غير واحد، وقال لي العتيقي: ما رأيت بالكوفة مثله.

قال أُبَيٌّ النرسي: كان على قضاء الكوفة سِنين، ثقة مأمون.

وقال غيره: وُلد سنة خمس وثلاثمائة.

وروى عنه أبو محمد يحيى بن محمد بن الحسن العلوي الأقساسي، وأبو الفرج محمد بن أحمد بن علان الكُرجي شيخ أبي الحسن بن غبرة، وأبو

ص: 50

الحسن محمد بن الحسن بن المنثور الجُهني، وأبو منصور محمد بن محمد العُكبري الأخباري.

توفي في رجب.

85 -

‌ محمد بن عبيد الله بن جعفر بن حمدان

، أبو الحسين البغدادي.

روى عن إسماعيل الصفار، وابن البختري، وعنه أبو بكر البرقاني، وغيره.

ثقة.

86 -

‌ محمد بن علي بن إبراهيم

، أبو منصور العمركي، الكاتب بخُراسان.

هو آخر من حدث عن عبد الله بن جعفر اليزدي.

87 -

‌ محمد بن علي بن مهدي الأنباري

.

حدث بالأنبار عن أبي الطاهر الخامي، وابن أبي مطر الإسكندراني. روى عنه أبو الفرج الحسين الطناجيري، وأبو محمد بن أبي عثمان.

ووثقه الخطيب.

88 -

‌ محمد بن محمد بن أحمد بن يحيى بن محمد بن أحمد

، أبو منصور البقار الخُراساني.

أظنه هرويا، تُوفي في ربيع الأول.

89 -

‌ محمد بن يحيى بن محمد بن عبد الله بن محمد السلمي ابن السميساطي

، الدمشقي، والد أبي القاسم واقف الخانكاه.

سمع أحمد بن سليمان بن زبان الكندي، وعثمان بن محمد الذهبي. روى عنه ابنه علي، وقال: تُوفي أبي في صفر.

وقال الكتاني: كان يذهب إلى الاعتزال، وحدث لابنه لا غير.

ص: 51

90 -

‌ منُتجب الدولة لؤلؤ البشراوي

، أمير دمشق.

وليها للحاكم في سنة إحدى وأربعمائة، وقُرئ عهده بالجامع، ثم عُزل بعد ستة أشهر يوم النحر، فصلى يومئذ بالناس صلاة العيد، وكان يوم جمعة فصلى الجمعة بالناس الأمير ذو القرنين بن حمدان.

قال عبد المنعم النحوي: قدِم على دمشق لؤلؤ في ثامن جُمادى الآخرة. قال: وأظهر ابن الهلالي سِجلا بعد صلاة الأضحى من أبي المطاع ذي القرنين ابن ناصر الدولة بن حمدان بإمرة دمشق وتدبير العساكر، وركب إلى الجامع وقُرئ عهده. فلما كان آخر أيام التشريق أرسل ذو القرنين إلى لؤلؤ يقول له: إن كنت في الطاعة فاركب إلى القصر إلى الخدمة، وإن كنت عاصيا فاخرج عن البلد، فخاف، فرد إليه: أنا في الطاعة ولا أجيء فأمهلوني ثلاثة أيام حتى أسترعي البلد. فركب ابن حمدان لوقته ومعه المغاربة والجُند، وجاء إلى باب البريد ليأخذ لؤلؤا من دار العقيقي، فركب لؤلؤ وعبأ أصحابه، واقتتلوا، ولم يزل القتال بينهم إلى العتمة، وقُتل بينهم جماعة. ثم طلع لؤلؤ من سطح واختفى. فَنُهبت داره ونودي في البلد: من جاء بلؤلؤ فله ألف دينار. فلما كان ثاني ليلة جاء تركي يُعرف بخواجاه إلى الأمير، فعرفه أن لؤلؤا عنده، نزل إليه من سُطُوح، فأرسل معه من قبض عليه، ثم سيره مقيدا إلى بعلبك، فلما أن صار في محرم سنة اثنتين وأربعمائة عشرون يوما ورد من بَعلبك ابن الأمير ذي القرنين ومعه رأس لؤلؤ. أتاه الأمر من مصر بقتله.

91 -

‌ منصور بن عبد الله

، أبو علي الذُهلي الخالدي.

تُوفي في المحرم، وقيل: في ذي الحجة من سنة إحدى وأربعمائة.

مَرّ.

92 -

‌ يحيى بن أحمد التميمي القُرطبي

، والد أبي عبد الله ابن الحذاء.

كان شيخا أديبا وسيما وقورا. تُوفي في شوال، وله ست وتسعون سنة، وابنه قاضي بجانة.

ص: 52

93 -

‌ يحيى بن عبد الرحمن بن مسعود بن موسى

، أبو بكر ابن وجه الجنة القُرطبي.

سمع من قاسم بن أصبغ، وابن أبي دُليم، وأحمد بن سعيد بن حزم، وأحمد بن مُطرف، ومحمد بن معاوية.

وكان رجلا صالحا، من عُدول القاضي أبي بكر بن السليم، عُمر دهرا، وحدث عنه أبو عمر بن عبد البر، وأبو محمد بن حزم، وجماعة.

وكان مولده في سنة أربع وثلاثمائة، وكان يلتزم صناعة الخزازين.

توفي في ذي الحجة عن ثمان وتسعين سنة.

ص: 53

سنة ثلاث وأربعمائة

94 -

‌ أحمد بن عبد الله بن الحسين

، أبو بكر البغدادي الحنبلي البزاز.

سمع ابن السماك، وابن زياد النقاش.

مات في ذي الحجة.

95 -

‌ أحمد بن فتح بن عبد الله بن علي

، أبو القاسم المعافري القُرطبي التاجر المعروف بابن الرسان.

روى عن إسحاق بن إبراهيم الفقيه، وحج، فأدرك حمزة الكناني، وأبا الحسن بن عُتبة الرازي، وابن رشيق. وروى صحيح مسلم عن أبي العلاء بن ماهان. روى عنه الصاحبان، ويونس بن عبد الله، وأبو عمر بن عبد البر، والخولاني، ومحمد بن عتاب.

قال الخولاني: هو رجل صالح على هدى وسنة. صنف في الفرائض، وكان عنده فوائد جمة عوالٍ.

وقال غيره: وُلد سنة تسع عشرة وثلاثمائة، وتوفي في ربيع الأول مختفيا بعد طلب شديد بسبب مال طُلب منه.

روى ابن حزم عن رجل عنه.

• - أحمد بن فناخسرو بن الحسن بن بويه، السلطان بهاء الدولة أبو نصر ابن السلطان عضد الدولة. مذكور بلقبه.

96 -

‌ أحمد بن محمد بن مسعود بن الجباب

، أبو عمر القُرطبي الفقيه.

قتلته البربر فيمن قتلوا يوم دخلوا قُرطبة في سادس شوال. وكنا ذكرنا أن المهدي محمد بن هشام قُتل في آخر سنة أربعمائة. ورد المؤيد بالله إلى الخلافة، فبقي كذلك وجيوش البربر تحاصره ورأسهم ابن عمه سليمان بن الحكم، واتصل الحصار إلى شوال من هذا العام، فدخلوا مع سليمان قُرطبة،

ص: 54

وبذلوا السيف، وقتلوا المؤيد بالله، وقُتل بقرطبة نيف وعشرون ألفا، منهم خلق من العلماء والصلحاء رحمهم الله، وبايعوا المستعين بالله سليمان بن الحكم بن سليمان ابن الناصر لدين الله الأموي، فعاث وأفسد وأخرب البلاد إلى أن قُتل صبرا في سنة سبع وأربعمائة.

97 -

‌ إسماعيل بن الحسن بن هشام

، أبو القاسم الصرصري البغدادي.

سمع أبا عبد الله المحاملي، وابن عُقدة، ومحمد بن عبيد الله بن العلاء.

وقال البرقاني: صدوق، ثقة.

روى عنه هبة الله اللالكائي، وأبو القاسم علي ابن البسري، وجماعة أخذ أبو القاسم ابن السمرقندي عنهم.

توفي في جمادى الآخرة، وصلى عليه الشيخ أبو حامد الإسفراييني.

98 -

‌ إسماعيل بن عمر بن سبنك

، القاضي أبو الحسين البجلي، من ولد جرير بن عبد الله.

كان يقضي بباب الأزج. يروي عن أبي بكر الشافعي، وأبي عبد الله بن المُحرم. حدث عن ولده محمد، وعبد العزيز الأزجي.

ثقة، مات ببغداد.

99 -

‌ إيلك الخان

، أخو الخان الكبير طُغان.

تجهز إيلك في جيش من قبل أخيه طُغان ملك بلاد الترك، فاستولى على بُخارى وسمرقند، وأزال الدولة السامانية، وتوطد مُلكه. وكان قد قصد بلخ ليأخذها، فعجز عن حرب ابن سُبكتكين، ووقع بينه وبين أخيه، فلما مات في هذه السنة استولى أخوه طُغان على ما وراء النهر واتسعت ممالكه. فقصده ملك الصين في مائة ألف خركاه، فجمع طُغان وحشد، وتزلزل المسلمون، واشتد الخطب، ونفر للجهاد خلق من المطوعة حتى اجتمع لطُغان نحو من مائة ألف مقاتل، وكثر الابتهال والتضرع إلى الله تعالى، والتقى الجمعان، والتطم البحران، وصبر الفريقان، ودامت الحرب أياما على ملاحم لم يدر من فتق العروق،

ص: 55

وضرب الحُلوق واصطدام الخيول، أصوات أنواء أم صب دماء، ولمع بُرُوق أو وقع سُيوف، وظُلمة ليل أم نقع خيل، فيا لها ملحمة من ملاحم الإسلام لم يعهد مثلها في هذه الأعوام، وفي كل ذلك يتولى الله الإسلام بنصره، حتى وثق المؤمنون بالتأييد، وتلاقوا ليوم على فيصل الحرب وثبتوا، ولذ لهم الموت، حتى قال أبو النصر محمد بن عبد الجبار في تاريخه: فغادورا من جماهير الكفار قريبا من مائة ألف عنان صرعى على وجه البسيطة، عن نفوس موقوذة، ورؤوس منبوذة، وأيد عن السواعد مجذوذة، بدعوة جفلا للسباع والطيور. وأفاء الله على المجاهدين مائة ألف غلام كالبدور وجواري كالحور، وخيل ملأت الفضاء وضاقت عنها الغبراء، فعم السرور وزينت المدائن والثغور. ولم ينشب طُغانُ بعد أن رجع من هذه الوقعة الميمونة أن توفاه الله سعيدا شهيدا، وتملك بعده أخوه، فزوج السلطان محمود ابنه بكريمة هذا الملك وعمل عرسه عليها ببلخ وزينت بلخ.

100 -

‌ بهاء الدولة

، أبو نصر ابن سلطان عضد الدولة ابن بويه الديلمي.

توفي بأرجان في جمادى الأولى، وله اثنتان وأربعون سنة. وكانت أيامه اثنتين وعشرين سنة ويومين، ومات بعلة الصرع. وولي بعده ابنه سلطان الدولة اثنتي عشر سنة، وولي هو السلطنة ببغداد بعد أخيه شرف الدولة، وهو الذي خلع الطائع لله، كما تقدم.

101 -

‌ الحسن بن حامد بن علي بن مروان

، أبو عبد الله البغدادي الوراق، شيخ الحنابلة.

قال القاضي أبو يعلى: كان ابن حامد مدرس أصحاب أحمد وفقيههم في زمانه، وله المصنفات العظيمة منها: كتاب الجامع، نحو أربعمائة جزء يشتمل على اختلاف العلماء، وله مصنفات في أصول السنة، وأصول الفقه، وكان معظما في النفوس، مقدما عند الدولة والعامة.

قال الخطيب: روى عن ابي بكر محمد بن عبد الله الشافعي،

ص: 56

والخُتلي، وأبي بكر بن مالك القطيعي، حدثنا عنه أبو علي الأهوازي.

وقال أبو الحسين ابن الفراء في طبقات الحنابلة: إنه سمع من أبي بكر النجاد أيضا، وإنه تفقه على أبي بكر عبد العزيز غلام الخلال، وغيره. وعليه تفقه القاضي أبو يعلى، وأبو طالب العُشاري، وأبو بكر الخياط المقرئ. وكان قانعا متعففا، يأكل من نسخ يده ويتقوت، وكان يكثر الحج.

قال الخطيب: توفي بطريق مكة.

قلت ولعله هلك جوعا وعطشا، فإن هذا العام كانت وقعة القرعا، بطريق مكة، وذاك أن بني خفاجة - قاتلهم الله - أخذوا الركب في القرعاء فقيل: إنه هلك خمسة عشر ألف إنسان من الوفد، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

102 -

‌ الحُسين بن الحسن بن محمد بن حليم

، القاضي أبو عبد الله الحليمي البخاري الفقيه الشافعي.

أوحدُ الشافعيين بما وراء النهر وأنظرهم وآدبهم بعد أستاذه أبي بكر القفال، وأبي بكر الأودني. سمع أبا بكر محمد بن أحمد بن خنب، وبكر بن محمد المروزي، وغيرهما.

وكان مولده بجرجان سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، وحُمل إلى بُخارى صغيرا، وقيل: بلُ ولد ببخارى.

وكان رئيس أصحاب الحديث، وله التصانيف المفيدة ينقلُ منها البيهقي كثيرا، وله وجوه حسنة في المذهب. روى عنه الحاكم مع تقدمه، وتوفي في ربيع الأول.

وروى عنه أبو زكريا عبد الرحيم البخاري، وأبو سعد الكَنْجروذي.

103 -

‌ الحسين بن محمد بن محمد بن علي بن حاتم

، أبو علي الروذباري الطوسي.

ص: 57

سمع إسماعيل بن محمد الصفار، وعبد الله بن عمر بن شوذب، والحسين بن الحسن الطوسي، وأبا بكر بن داسة، والقاسم بن أبي صالح الهمذاني.

وحدث بسنن أبي داود بنيسابور.

وقد سماه أبو عبد الله الحاكم وحده الحسن، وقال: كتبنا عن أبيه، وعن جده، وقدم نيسابور بمسألة جماعة من الأشراف والعلماء ليحدثهم بالسنن، وعقد له المجلس في الجامع، فمرض ورُد إلى وطنه بالطابران، فُتُوفي في ربيع الأول.

قلت: روى عنه الحاكم، وأبو بكر البيهقي، وأبو الفتح نصر بن علي الطوسي شيخ وجيه الشحامي، وفاطمة بنت الدقاق، وخلق.

104 -

‌ خلف بن سلمة بن خمسين

، أبو القاسم القُرطبي.

روى عن عباس بن أصبغ، وأبي عبد الله بن مفرج. وكان عدلا، قُتل يوم أخذ قُرطبة.

105 -

‌ سعيد بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد

، أبو عمرو الكاغدي.

تُوفي في رجب بخُراسان.

106 -

‌ عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد

، أبو سلمة الأزدي المتولي الهروي.

تُوفي في رمضان.

107 -

‌ عبد الله بن عبد الرحمن بن عثمان

، أبو محمد بن غلْبُون الخولاني القُرطبي.

روى عن مسلمة بن القاسم، وأبي جعفر بن عون الله، ورحل سنة إحدى وسبعين، وسمع بمصر من عتيق بن موسى موطأ يحيى بن بُكير، بسماعه من أبي الرقراق، بسماعه من ابن بُكير، ومن جماعة.

ولد سنة ثلاثين وثلاثمائة، وتُوفي في شوال.

ص: 58

روى عنه ابنه أبو عبد الله محمد.

108 -

‌ عبد الله بن عبد العزيز بن أبي سُفيان

، أبو بكر الغافقي القُرطبي.

روى عن أبيه. حدث عنه الصاحبان، وأبو حفص الزهراوي، ويونس بن مُغيث، وقاسم بن هلال، وعبد الرحمن بن يوسف.

تُوفي في رجب.

109 -

‌ عبد الله بن محمد بن يوسف بن نصر

، الحافظ أبو الوليد ابن الفرضي القُرطبي. مصنف تاريخ الأندلس.

أخذ عن أبي جعفر بن عون الله، وابن مُفرج، وعبد الله بن قاسم، وخلف بن القاسم، وعباس بن أصبغ، وخلق، وحج، فأخذ عن يوسف بن الدخيل، وأحمد بن محمد ابن المهندس، والحسن بن إسماعيل الضراب، وأبي محمد بن أبي زيد، وأحمد بن دحمون، وأحمد بن نصر الداودي.

وله مصنف في أخبار شعراء الأندلس، وكتاب في المؤتلف والمختلف، وفي مُشتبه النسبة.

روى عنه ابن عبد البر، وقال: كان فقيها عالما في جميع فنون العلم في الحديث والرجال. أخذت معه عن أكثر شيوخي، وكان حسن الصُّحبة والمعاشرة. قتلته البربر، وبقي مُلقى في داره ثلاثة أيام. أنشدنا لنفسه:

أسيرُ الخطايا عند بابِك واقفُ على وجل مما به أنت عارفُ يخافُ ذُنُوبا لم يغبْ عنك غَيْبُها ويرجوك فيها فهو راج وخائفُ ومن ذا الذي يرجو سِواك ويتقي ومالك في فصلِ القضاء مُخالفُ فيا سيدي، لا تُخزِني في صحيفتي إذا نُشرتْ يوم الحساب الصحائفُ وكُن مؤنسي في ظُلمة القبر عندما يصدُّ ذوو ودي ويجفو المُوالِفُ لئن ضاق عني عفوك الواسع الذي أرجى لإسرافي فإني لتالفُ.

ص: 59

وقال أبو مروان بن حيان: وممن قُتل يوم فتح قُرطبة الفقيه الأديب الفصيح ابن الفرضي، ووري متغيرا من غير غسل ولا كفن ولا صلاة، ولم يُر مثله بقُرطبة في سعة الرواية، وحِفظ الحديث، ومعرفة الرجال، والافتنان في العلوم والأدب البارع. وولد سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، وحج سنة اثنتين وثمانين. وجمع من الكتب أكثر ما جمعه أحد من علماء البلد. وتقلد قراءة الكُتب بعهد العامرية. واستقضاه محمد المهدي ببلنسية. وكان حسن البلاغة والخط.

وقال الحُميدي: حدثنا علي بن أحمد الحافظ قال: أخبرني أبو الوليد ابن الفرضي قال: تعلقتُ بأستار الكعبة وسألت الله الشهادة، ثم انحرفتُ وفكرتُ في هول القتل، فندمتُ وهممتُ أن أرجعُ، فأستقيل الله ذلك، فاستحييت. قال الحافظ ابن حزم: فأخبرني من رآه بين القتلى ودنا منه فسمعه يقول بصوت ضعيف: «لا يُكْلم أحد في سبيل الله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وجُرحه يثعبُ دما، اللون لون الدم، والريح ريح المِسك» كأنه يعيد على نفسه الحديث الوارد في ذلك. قال: ثم قضى على أثر ذلك رحمه الله.

وأنشد له ابن حزم:

إن الذي أصبحتُ طوع يمينهِ إن لم يكن قمرا فليس بدونهِ ذُلي له في الحب من سُلطانه وسقام جسمي من سقام جُفونهِ.

110 -

‌ عبد الرحمن بن عثمان بن سعيد بن دُنين بن عاصم

، أبو

ص: 60

المُطرف الصدفي الطليطلي.

روى عن أبي المُطرف عبد الرحمن بن عيسى، ومسلمة بن القاسم، وتميم بن محمد. وحج سنة إحدى وثمانين، وأخذ عن أبي بكر المهندس، وأبي إسحاق التمار، وأبي الطيب بن غلبون، وأبي محمد بن أبي زيد.

وكان ذا عناية بالحديث. شُهر بالعلم والعمل والورع والتعفف. وكان يعظ ويُذكر. وكان الناس يرحلون إليه لتثبته وسعة روايته. وله تصانيف. روى عنه ابنه عبد الله، وجماعة.

وتوُفي في ذي القعدة، وهو في عشر الثمانين.

111 -

‌ عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن جهور القُرطبي

، أبو الأصبغ.

روى عن أبي بكر محمد بن معاوية، وأحمد بن سعيد بن حزم، روى عنه أبو عمر بن عبد البر، وأبو عبد الله الخولاني.

وتوفي في ذي الحجة.

112 -

‌ عبد الملك بن علي بن محمد بن حاتم

، أبو علي الشيرازي السمسار.

مات بشيراز في رمضان.

113 -

‌ علي بن محمد بن خلف

، الإمام أبو الحسن المعافري القروي القابسي الفقيه المالكي، عالم أهل إفريقية.

حج، وسمع حمزة بن محمد الكناني، وأبا زيد المروزي، وجماعة، وأخذ بإفريقية عن ابن مسرو الدباغ، ودراس بن إسماعيل.

وكان حافظا للحديث وعلله ورجاله، فقيها أصوليا متكلما، مصنفا، صالحا متقيا، وكان أعمى لا يرى شيئا، وهو مع ذلك من أصح الناس كُتُبا، وأجودهم تقييدا، يضبط كُتُبه ثقاتُ أصحابه، والذي ضبط له صحيح البخاري بمكة رفيقه أبو محمد الأصيلي.

ص: 61

ذكره حاتم الأطرابلسي فقال: كان زاهدا، ورِعا، يقظا، لم أر بالقيروان إلا معترفا بفضله. تفقه عليه أبو عِمران الفاسي، وأبو القاسم اللبيدي، وعتيق السوسي، وغيرهم، وألف تواليف بديعة ككتاب الممهد في الفقه، وأحكام الديانات والمنقذ من شُبه التأويل، وكتاب المنبه للفطن من غوائل الفتن، وكتاب ملخص الموطأ، وكتاب المناسك، وكتاب الاعتقادات، وسوى ذلك من التصانيف.

وكان مولده سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، وتوفي في ربيع الآخر بمدينة القيروان، وبات عند قبره خلق من الناس وضُربت الأخبية لهم، ورثاه الشعراء.

وقيل له: القابسي؛ لأن عمه كان يشد عمامته شدة قابسية.

وممن روى عنه أبو محمد عبد الله بن الوليد بن سعد الأنصاري الفقيه من شيوخ أبي عبد الله الرازي.

قال أبو عمرو الداني، أبو الحسن ابن القابسي أخذ القراءة عرضًا عن أبي الفتح بن بدهن، وعليه كان اعتماده. أقرأ القرآن بالقيروان دهرا، ثم قطع الإقراء لما بلغه أن بعض أصحابه أقرأ الوالي. ثم أعمل نفسه في درس الفقه ورواية الحديث، إلى أن رأس فيهما، وبرع، وصار إمام عصره وفاضل دهره.

كتبنا عنه شيئا كثيرا، وبقي في الرحلة من سنة اثنتين وخمسين إلى سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.

114 -

‌ علي بن محمد بن أحمد بن علي

، أبو القاسم النوشجاني.

مات في رمضان.

115 -

‌ فتح بن إبراهيم

، أبو النصر الأموي القشاري الطليطلي.

حج وسمع بمكة من الآجري، وبمصر، والقيروان. وكان صالحا، عابدا قانتا مجتهدا في طلب العلم. روى عنه أبو جعفر بن ميمون.

وتوفي في رجب وله ثمانون.

ص: 62

116 -

‌ محمد بن سعيد بن السري

، أبو عبد الله الأموي القُرطبي الحرار.

رحل، ولقي أبا عبد الله البلخي، والحسن بن رشيق، ومحمد بن موسى النقاش.

وصنف كتاب يوم وليلة، وكتاب واضح الدلائل. روى عنه أبو عبد الله بن عبد السلام الحافظ، وأبو حفص الزهراوي.

قتلته البربر في دخولهم قُرطبة، وكان استقبلهم شاهرا سيفه يناديهم: إلي إلي يا حطب النار، طُوبى لي إن كنتُ من قتلاكم. فقتلوه، رحمة الله عليه.

وكان قد امتحن بالعصبية مع محمد بن أبي عامر، فأخرجه من قُرطبة، ثم رجع.

117 -

‌ محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن القاسم

، القاضي أبو بكر ابن الباقلاني البصري، صاحب التصانيف في علم الكلام.

سكن بغداد، وكان في فنهِ أوحد زمانه. سمع أبا بكر القطيعي، وأبا محمد بن ماسي، وخرج له أبو الفتح بن أبي الفوارس.

وكان ثقة عارفا بعلم الكلام، صنف في الرد على الرافضة والمعتزلة والخوارج والجهمية.

وذكره القاضي عياض في طبقات الفقهاء المالكية، فقال: هو الملقب بسيف السنة ولسان الأمة، المتكلم على لسان أهل الحديث وطريق أبي الحسن الأشعري. وإليه انتهت رياسة المالكيين في وقته. وكان له بجامع المنصور حلقة عظيمة. روى عنه أبو ذر الهروي، وأبو جعفر محمد بن أحمد السمناني، والحسين بن حاتم.

وقال الخطيب: كان ورده كل ليلة عشرين ترويحة في الحضر والسفر، فإذا فرغ منها، كتب خمسا وثلاثين ورقةً من تصنيفه، سمعت أبا الفرج محمد بن عمران يقول ذلك، وسمعتُ علي بن محمد الحربي يقول:

ص: 63

جميع ما كان يذكر أبو بكر ابن الباقلاني من الخلاف بين الناس صنفه من حفظه، وما صنف أحد خلافا إلا احتاج أن يُطالع كُتب المخالفين سوى ابن الباقلاني.

قلت: وقد أخذ ابن باقلاني علم النظر عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن مجاهد الطائي صاحب الأشعري.

وقد ذهب في الرسلية إلى ملك الروم، وجرت له أمور، منها أن الملك أدخله عليه من باب خوخة ليدخل راكعا للملك، ففطن لها، ودخل بظهره. ومنها: أنه قال لراهبهم: كيف الأهل والأولاد، فقال له الملك: أما علمت أن الراهب يتنزه عن هذا؟ فقال: تنزهونه عن هذا، ولا تنزهون الله تعالى عن الصاحبة والولد؟! وقيل: إن طاغية الروم سأله كيف جرى لعائشة، وقصد توبيخه، فقال: كما جرى لمريم، فبرأ الله المرأتين، ولم تأتِ عائشة بولد. فأفحمه، ولم يحر جوابا.

قال الخطيب: سمعت أبا بكر الخوارزمي يقول: كل مصنف ببغداد إنما ينقل من كُتب الناس إلى تصانيفه، سوى القاضي أبي بكر، فإن صدره يحوي علمه وعلم الناس.

وقال أبو محمد اليافي: لو أوصى رجل بثلث ماله لأفصح الناس، لوجب أن يدفع إلى أبي بكر الأشعري.

وقال الإمام أبو حاتم محمود بن الحسين القزويني: كان ما يضمره القاضي أبو بكر الأشعري من الورع والديانة أضعاف ما كان يُظهره، فقيل له في ذلك، فقال: إنما أظهر ما أظهره غيظا لليهود والنصارى والمعتزلة والرافضة، لئلا يستحقروا علماء الحق، وأضمر ما أضمره؛ فإني رأيت آدم مع حالته نودي عليه بذوقه، وداود بنظره، ويوسف بهمه، ونبينا بخطره، عليهم السلام.

ولبعضهم في أبي بكر ابن الباقلاني:

انظر إلى جبل تمشي الرجال به وانظر إلى القبر ما يحوي من الصلفِ وانظر إلى صارم الإسلام متغمدا وانظر إلى دُرة الإسلام في الصدفِ

ص: 64

توفي في ذي القعدة لسبع بقين منه، وصلى عليه ابنه الحسن، ودُفن بداره، ثم نُقل إلى مقبرة باب حرب.

118 -

‌ محمد بن عبد الله بن محمد بن عفان بن سعيد

، أبو جعفر الأسدي القُرطبي.

سمع من أبيه كثيرا، ومن قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة في الصغر مع والده. روى عنه قاسم بن إبراهيم الخزرجي، وأبو عمر بن عبد البر، وغيرهما.

ولُد سنة عشرين وثلاثمائة: وقيل: بعدها.

119 -

‌ محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن محبور

، أبو عبد الرحمن الدهان.

له فوائد منتقاة، روى فيها عن أبي حامد بن بلال فمن بعده، وتوفي بنيسابور في هذه السنة أو بعدها.

120 -

‌ محمد بن قاسم بن محمد

، أبو عبد الله الأموي القُرطبي الجالطي، وجالطة: من قُرطبة.

روى عن أبي عبيد الجُبيري، وعن أبي عبد الله الرباحي، وغيرهما. وحج سنة سبعين، وأخذ هناك عن جماعة. وسمع منه، أبو محمد بن أبي زيد كتاب رد الزُبيري علي ابن مسرة.

وكان من أهل العلم والحفظ والصلاح، من الفقهاء الأدباء. ولي الشورى مع أبي بكر التجيبي، وولي الصلاة بجامع الزهراء، وولي أحكام الشرطة، واستشهد على يد البربر يوم تغلبهم على قُرطبة. وكان مولده سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.

حدث عنه، أبو عمر بن عبد البر، وغيره.

121 -

‌ محمد بن موسى

، أبو بكر الخوارزمي الحنفي، شيخ أهل الرأي ومُفتيهم.

وانتهت إليه الرياسة في مذهب أبي حنيفة بالعراق، وكان قد تفقه على أبي

ص: 65

بكر أحمد بن علي الرازي، وسمع الحديث من أبي بكر الشافعي. روى عنه أبو بكر البرقاني، وقال: سمعته يقول: ديننا دين العجائز ولسنا من الكلام في شيء، وكان له إمام حنبلي يصلي به.

وقال القاضي أبو عبد الله الصيمري: ثم صار إمام أصحاب أبي حنيفة ومُفتيهم شيخنا أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي، وما شاهد الناس مثله في حسن الفتوى وحُسن التدريس، وقد دُعي إلى ولاية الحكم مرارا فامتنع وتوفي في جُمادى الأولى رحمه الله.

122 -

‌ هبة الله بن الفضيل بن محمد

، أبو يعلى الفضيلي الهروي.

روى عنه إسحاق القراب. توفي في ذي القعدة.

123 -

‌ هشام بن الحكم بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله

، المؤيد بالله أبو الوليد ابن المستنصر بالله الأموي المرواني.

بويع بخلافة الأندلس عند موت والده سنة خمس وستين وثلاثمائة، وله يومئذ اثنتا عشرة سنة أو نحوهما بإشارة الوزراء والقواد وقام بتدبير دولته المنصور أبو عامر محمد بن أبي عامر فقبض أول شيء على عمه المغيرة.

وكان المؤيد هو العاشر من بني أمية الذي ملكوا الأندلس. وكان ضعيفا، أخرق، محجورا عليه، ولكن دولب ابن أبي عامر الأمور، وحجب المؤيد عن الناس، وساس الأندلس أتم سياسة إلى أن مات، فولي بعده ابنه عبد الملك فجرى على نمطه ثم ولي ولده الآخر الملقب شنشول، فاضطربت الأمور وتفرقت الكلمة وتمت أمور صعبة آخرها في ترجمة ابن عمه محمد بن هشام المذكور في سنة أربعمائة، وكان محمد قد أظهر أنه قتل المؤيد بالله، ثم أخرجه للناس في هذه السنة. ثم أقبل ابن عمهم المستعين بالله سليمان بن الحكم في جيوش البربر فضعف محمد بن هشام، واختفى كما ذكرنا ثم قتل.

ص: 66

وأما المؤيد فانقطع خبره ونسي ذكره، فذكر عزيز في تاريخه الملقب بكتاب الجمع والبيان في أخبار القيروان أن هشام بن الحكم هرب بنفسه من قرطبة عام أربعمائة - يعني: وقت ظهور المستعين - قال: فلم يزل فارا بنفسه ومستخفيا حتى وصل إلى مكة، وكان معه كيس فيه جوهر وياقوت ونفقة، فشعر به حرابة مكة، فأخذوه منه، فمال إلى جهة من الحرم وأقام يومين لم يطعم طعاما، فمضى إلى المروة، فأتاه رجل فقال له: تحسن تجبل الطين؟ قال: نعم. فمضى به وأعطاه ليعجن الطين، فلم يحسن وشارطه على درهم ورغيف فقال: عجل القرض فإني جائع. فأتاه بها، فأكلها، ثم عمل فلما تعب جلس ثم هرب، وخرج مع القافلة إلى الشام على أسوأ حال فوصل البيت المقدس فمشى في السوق فرأى رجلا يعمل الحصر، فنظر إليه الرجل وهو ينظر فقال: من أنت؟ قال: غريب من المغرب قال له: أتحسن هذه الصنعة؟ قال: لا، قال: فتكون عندي تناولني الحلفاء وأعطيك أجرة؟ قال: أفعل. فأقام عنده يناوله ويعاونه فتعلم صناعة الحصر وسار يتقوت من أجرتها، وأقام بالقدس سنين ولم يعلم به أحد ثم رجع إلى الأندلس في سنة أربع وعشرين وأربعمائة.

هذا نص ما رواه مشايخ من أهل الأندلس قال: والذي ذكره الحافظ ابن حزم في كتابه نقط العروس قال: أخلوقة لم يقع في الدهر مثلها ظهر رجل يقال له خلف الحصري بعد اثنتين وعشرين سنة من موت هشام بن الحكم فبويع له وخطب له على منابر الأندلس في أوقات شتى، وادعى أنه هشام بن الحكم وسفكت الدماء وتصادمت الجيوش في أمره.

قال صاحب الجمع والبيان: وأقام المدعي أنه هشام بن الحكم نيفا وعشرين سنة والقاضي محمد بن إسماعيل بن عباد في رتبة الوزير بين يديه والأمر إليه واستقام لمحمد أكثر بلاد الأندلس، ودفع به كلام الحساد وأهل

ص: 67

العناد إلى أن توفي هشام المذكور، فاستبد القاضي بالأمر بعده إلى قريب من الخمسين وأربعمائة. كذا قال، والله أعلم. فحاصل الأمر أن المؤيد بالله بقي إلى سنة أربعمائة، وانقطع خبره، وأظنه قتل سرا.

ثم رأيت بأخرة في تاريخ الأندلس للحميدي أن هشام بن الحكم أعيد إلى الأمر في آخر سنة أربعمائة، فحاصرته جيوش البربر مع سليمان بن الحكم بن سليمان مدة، واتصل ذلك إلى خامس شوال سنة ثلاث وأربعمائة، فدخل البربر مع سليمان قرطبة، وأخلوها من أهلها حاشى المدينة وبعض الربض الشرقي، وقتل هشام. وكان في طول دولته متغلبا عليه لا ينفذ له أمر، ولم يولد له قط.

وقرأت في تاريخ بخط شيخنا أبي الوليد بن الحاج: أن طائفة وثبوا على المهدي فقتلوه بعد أن أخرجوا المؤيد بالله، وأحضروا المهدي إلى بين يديه فجعل المؤيد يعدد عليه، وهو يتنصل فبدر عنبر من بينهم فطير رأسه، وعاد المؤيد إلى دولته، وبايعه أهل قرطبة كلهم، وسكن الناس، وكتب إلى البربر ليدخلوا في الطاعة، فأبوا، فعول على الجد وصار يركب ويظهر، فهابه الناس. ثم بدأ هيج البربر بسليمان، وعاثوا، وعملوا ما لا يعمله مسلم، واستولى على الأندلس الدمار. ثم حاصروا قرطبة سنة اثنتين وأربعمائة وبها المؤيد، واشتد القحط والبلاء حتى فني الخلق، وعجز أهل قرطبة عنها، ودخلها البربر بالسيف في سنة ثلاث، فقتلوا الأطفال وحرقوا الأرباض، وهرب من نجا، وهرب المؤيد هشام إلى المشرق، فحج، ولقد تصرف في الدنيا عزيزا وذليلا، والعزة لله جميعا.

124 -

‌ الهيثم بن أحمد بن محمد بن مسلمة

، أبو الفرج القُرشي الدمشقي الفقيه الشافعي، المعروف بابن الصباغ، إمام مسجد سوق اللؤلؤ.

قرأ على: أبي الفرج الشنبُوذي، وأبي الحسن علي بن محمد بن إسماعيل.

وصنف قراءة حمزة، وحدث عن ابن أبي العقب، وأبي عبد الله بن مروان، وأبي

ص: 68

علي بن آدم، وجماعة. روى عنه علي بن محمد بن شجاع، وعلي الحنائي، وأبو علي الأهوازي، وآخرون.

وكان من فُضلاء الشاميين، توفي في ربيع الأول.

125 -

‌ يوسف بن هارون

، أبو عمر الرمادي القُرطبي، شاعر أهل الأندلس في عصره.

روى كتاب النوادر لأبي علي القالي، عنه. روى عنه أبو عمر بن عبد البر قطعة من شعره.

وكان يُلقب بأبي جنيش. وكان فقيرا مُعدما في آخر أيامه، ومنهم من يلقبه بأبي رماد. وروى عنه من القدماء الوليد بن بكر الأندلسي، فمن قصيدته في أبي علي القالي، أولها:

من حاكم بيني وبين عذُولي الشجو شجوي والعويلُ عويلي في أي جارحة أصون مُعذبي سلمت من التعذيب والتنكيلِ إن قلتُ في بصري فثم مدامعي أو قلتُ في كبدي فثم غليلي

وله في ألثغ:

لا الراء تطمع في الوصال ولا أنا الهجرُ يجمعنا فنحن سواءُ فإذا خلوتُ كتبتها في راحتي وبكيتُ منتحبا أنا والراءُ

وله:

لا تُنكروا غُزر الدموع فكل ما ينحلُ من جسمي يصير دموعا

ص: 69

والعبدُ قد يعصي وأحلف أنني ما كنتُ إلا سامعا ومُطيعا قولوا لمن أخذ الفؤاد مسلما يمنُن علي برده مصدوعا

ومن شعره رواه عنه الوليد بن بكر:

بُحتْ بوجدي ولو عزا من يكون من جلمد لباحا أضعُتمُ الرُشد في مُحب ليس يرى في الهوى جناحا لم يستطع حمل ما يُلاقي فشق أثوابه وناحا محير المُقلتين قل لي هل شربت مُقلتاك راحا نفسي فِداء لِمة وخد أكملت الليل والصباحا ومُقلة أولعتْ بقتلي قد صيرت لحظها سلاحا وعقرب سُلطت علينا تملأ أكبادنا جراحا

ومن شعره في صاحب سرقُسطة عبد الرحمن بن محمد التُجيبي، وأجازه بثلاثمائة دينار:

قفوا تشهدوا بثي وإنكار لائمي علي بكائي في الرُسوم الطواسم أيأمنُ أن يغدُو حريق تنفسي وإلا غريقا في الدموع السواجم وما هي إلا فُرقةٌ تبعث الأسى إذا نزلت بالناس أو بالبهائم

وله:

قالوا اصطبر وهو شيء لست أعرفه من ليس يعرف صبرا كيف يصطبرُ أوصى الخلي بأن يُغضني الملاحظ عن غر الوجوه ففي إهمالها غررُ وفاتنُ الحُسنِ قتالُ الهوى نظرت عيني إليه فكان الموتُ والنظرُ ثم انتصرتُ بعيني وهي قاتلتي ماذا تريد بقتلي حين تنتصرُ

وقد كان المستنصر بالله سجنه مدة لكونه هجاه تعريضا في هذا البيت:

يُولي ويعزل في يومه فلا ذا يتمُ ولا ذا يتمُ

ص: 70

سنة أربع وأربعمائة

126 -

‌ أحمد بن علي بن عمرو

، الحافظ أبو الفضل السُليماني البيكندي البخاري.

رحل إلى الآفاق، ولم يكن له نظيرٌ في عصره ببُخارى حِفظا وإتقانا، وعُلو إسناد، وكثرة تصانيف.

سمع محمد بن حمدويه بن سهل، وعلي بن إسحاق المادرائي، ومحمد بن يعقوب الأصم، ومحمد بن صابر بن كاتب البخاري، ومحمد بن إسحاق الخُزاعي وصالح بن زُهير البُخاريين، وعلي بن سختُويه وعلي بن إبراهيم بن معاوية النيسابوريين، وعبد الله بن جعفر بن فارس الأصبهاني.

قال ابن السمعاني في كتاب الأنساب: السُليماني نُسب إلى جده لأمه أحمد بن سُليمان البيكندي، له التصانيف الكبار، وكان يصنف في كل جمعة شيئا، ويدخل من بيكند إلى بُخارى، ويحدث بما صنف. روى عنه جعفر بن محمد المستغفري، وولده أبو ذر محمد بن جعفر، وجماعة بتلك الديار. توفي في ذي القعدة، وله من العمر ثلاثٌ وتسعون سنة، فإنه ولد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.

127 -

‌ أحمد بن علي بن الحسن بن بشر

، أبو عبد الله القطان.

بغدادي، ثقة. سمع الحسين بن عياش، وعثمان ابن السماك. وعنه أبو محمد الخلال.

128 -

‌ أحمد بن محمد بن نفيس

، أبو الحسين الملطي.

روى عن الحسن بن حبيب الحصائري الدمشقي. روى عنه علي الحنائي، وأبو علي الأهوازي.

وكان عدلا.

ص: 71

129 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الجوري البرويي

.

خُراساني، توفي في ربيع الآخر.

130 -

‌ إبراهيم بن عبد الله بن حصن

، أبو إسحاق الغافقي الأندلسي، محتسب دمشق.

طوف البلاد، وسمع أبا بكر القطيعي ببغداد، وأبا الطاهر الذهلي، وأبا أحمد الغطريفي بجرجان، والميانجي بدمشق، وولي حسبتها سنة خمس وتسعين وثلاثمائة. روى عنه أبو نصر ابن الجبان.

قال ابن الأكفاني: حكى لنا شيوخنا أن هذا كان صارما في الحسبة، وكان بدمشق قطائفي، فكان المحتسب يريد أن يؤذيه، فإذا رآه القطائفي مقبلا قال: بحق مولانا امضِ عني. فيمضي عنه فغافله يوما وأتاه من خلفه وقال: وحق مولانا لا بد أن ينزل. فأمر بإنزاله وتأديبه. فلما ضرب درة قال: هذه في قفا أبي بكر. فلما ضُرب الثانية قال: هذه في قفا عمر. فلما ضُرب الثالثة قال: هذه في قفا عثمان. فقال المحتسب: أنت لا تعرف أسماء الصحابة، والله لأصفعنك بعدد أهل بدر ثلاثمائة وبضعة عشر. فصفعه بعدد أهل بدر وتركه. فمات بعد أيام من ألم الصفع. فبلغ الخبر إلى مصر، فأتاه كتاب الحاكم يشكره على ما صنع، وقال: هذا جزاء من ينتقص السلف الصالح!

توفي أبو إسحاق في ذي الحجة.

131 -

‌ حاتم بن محمد بن يعقوب بن إسحاق بن محمود

، الشيخ أبو محمد بن أبي حاتم المحمودي الهروي المحدث ابن المحدث ابن المحدث.

له مصنف في السُنن نحو مائة جزء، وكان من حُفاظ هراة. روى عن الحسن بن عمران الحنظلي، وحامد الرفاء، وهذه الطبقة. روى عنه نجيب الواسطي.

ص: 72

132 -

‌ حبيب بن أحمد بن محمد بن نصر

، أبو عبد الله الشطحيري الشاعر الأديب القُرطبي، مولى بني أمية.

روى عن قاسم بن أصبغ، وأبي علي البغدادي، وثابت بن قاسم. وكان مولده في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. روى عنه أبو عمرو الداني، وقاسم بن هلال.

وخرج من قُرطبة هذا العام وانقطع خبره.

133 -

‌ الحسن بن عثمان بن علي البغدادي

، أبو عبد الله المجاهدي المقرئ الضرير، نزيل دمشق.

توفي في جمادى الأولى، وقد جاوز المائة؛ كذا ورخه الأهوازي. وورخه الكتاني سنة أربعمائة.

وقال رشأ بن نظيف: قرأت عليه برواية أبي عمرو، وأخبرني أن ابن مجاهد علمه القرآن كله.

قلت: وهو آخر من قرأ على ابن مجاهد.

134 -

‌ الحسن بن علي

، أبو محمد السجستاني القاضي الخطيب.

توفي في جمادى الآخرة.

135 -

الحسين بن أحمد بن جعفر، أبو عبد الله ابن البغدادي الزاهد.

كان ورعا زاهدا خاشعا، صادقا، فقيها حنبليا. سمع عبد الله بن إسحاق الخُراساني. روى عنه القاضي محمد بن الحسين أبو يعلى.

وتوفي في شعبان.

وكان كبير الشأن، لا ينام إلا عن غلبة، ولا يدخل حماما، وربما كان

ص: 73

يخرج ورأسه مهشوم أو وجهه، كان ينعس فيقع على المحبرة، أو على المجمرة، رحمه الله.

136 -

‌ الحسين بن أحمد بن محمد بن علي المديني

.

روى عن أبي عمرو بن حكيم، وأحمد بن محمود الأهوازي. وسمع سنن أبي داود من ابن داسة. روى عنه عبد الرحمن بن منده، وغيره.

توفي في رمضان.

137 -

‌ زكريا بن خالد بن زكريا بن سماك

، أبو يحيى الضني، من أهل وادي آش، مدينة بالأندلس.

روى عن سعيد بن فحلُون، وقاسم بن أصبغ.

وولد سنة سبع عشرة وثلاثمائة في المحرم، ومات في آخر سنة أربع.

روى عنه أبو عمر الطلمنكي، وأبو عمر ابن الحذاء، وقال: هو صحيح الرواية عن سعيد بن فحلُون.

138 -

‌ زيد بن عبد الله بن محمد

، أبو الحسين التوجي البلوطي، نزيل أكواخ بانياس.

حدث عن شيخه إبراهيم بن مهدي البلوطي بكتاب الجوع. روى عنه علي الحنائي، وأبو علي الأهوازي، وجماعة.

وقال الكتاني: توفي زيد البلوطي العابد في شعبان، ودُفن بباب كيسان، وكان سالمي المذهب.

139 -

‌ سعيد بن محمد بن عبد البر

، أبو عثمان الثقفي المقرئ، من أهل ثغر الأندلس.

قرأ على أبي بكر محمد بن عبد الله المعافري بمصر سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، وسمع من حمزة الكتاني، وجماعة.

ص: 74

قال أبو عمرو الداني: سمعته يقول: أصلي من الطائف، وحججتُ سنة تسع وأربعين. مات بسرقسطة سنة أربع وأنا بها، رحمه الله.

140 -

‌ سليمان بن بيطير بن سليمان بن ربيع

، أبو أيوب القرطبي الكلبي الفقيه المالكي.

كان تقيا عارفا بمذهب مالك، مصنفا مشاورا. روى عن أبي بكر بن الأحمر، وأبي عيسى الليثي، وابن القوطية.

توفي بمالقة، ولد سنة ست وثلاثين.

141 -

‌ سهل بن محمد بن سليمان بن محمد

، الإمام أبو الطيب ابن الإمام أبي سهل العجلي الحنفي الصعلوكي النيسابوري الفقيه الشافعي، مفتي نيسابور وابن مُفتيها.

تفقه على أبيه، وسمع من أبي العباس الأصم، وأبي علي الرفاء، وجماعة من أقرانهما، ودرس الفقه، واجتمع إليه الخلق.

قال أبو عبد الله الحاكم: هو أنظر من رأينا، وتخرج به جماعة، وحدث وأملى. قال: وبلغني أنه كان في مجلسه أكثر من خمسمائة محبرة.

وقال أبو إسحاق: كان فقيها أديبا جمع رياسة الدين والدنيا، وأخذ عنه فقهاء نيسابور.

وقال الحاكم: كان أبوه يُجله ويقول: سهل والد.

قلت: روى عنه الحاكم، وأبو بكر البيهقي، ومحمد بن سهل أبو نصر الشاذياخي، وآخرون.

ومن بديع نثره: من تصدر قبل أوانه، فقد تصدى لهوانه.

وقال: إذا كان رضى الخلق معسورا لا يدرك، كان ميسوره لا يترك. إنما نحتاج إلى إخوان العشرة وقت العسرة.

توفي في رجب.

ص: 75

142 -

‌ عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد

، أبو المُطرف البكري، عُرف بابن عجب القُرطبي الحافظ لمذهب مالك.

كان متبحرا في الفقه، من علماء قرطبة، توفي في ثاني المحرم من السنة.

143 -

‌ عبد الرحمن بن محمد بن عبد الغفار بن محمد بن يحيى

، أبو أحمد الهمذاني، إمام الجامع الشيخ الصالح.

روى عن عبد الرحمن بن حمدان الجلاب، والقاسم بن أبي صالح، وأبي عبد الله بن أوس، ومحمد بن يوسف الكسائي، وأبي القاسم بن عبيد، وعبد الغفار بن أحمد الفقيه، وحامد الرفاء، وخلق. روى عنه أبو مسعود أحمد بن محمد البجلي، وأبو منصور بن عيسى، ويوسف خطيب همذان، وأحمد بن عيسى بن عباد الدينوري، وعبد الحميد بن الحسن الفقاعي.

قال شيرويه: كان ثقة صدوقا، ولد سنة أربع عشرة وثلاثمائة بأردبيل، ومات في جمادى الآخرة، وله تسعون سنة، وقبره يزار.

144 -

‌ عبد الملك بن بكران بن العلاء

، أبو الفرج النهرواني المقرئ القطان.

من أعيان المقرئين بالروايات بالعراق. قرأ على زيد بن أبي بلال الكوفي، وعبد الواحد بن أبي هاشم، وأبي بكر النقاش، وبكار بن أحمد، وأبي القاسم هبة الله بن جعفر، وأبي بكر بن مُقسم.

وله مصنف في القراءات، وسمع من جعفر الخُلدي، وأبي بكر النجاد.

روى عنه القراءات تلاوة أبو علي غلام الهراس، ونصر بن عبد العزيز الفارسي، وأبو علي الحسن بن علي بن عبد الله العطار. وحدث عنه أحمد بن رضوان الصيدلاني، وغيره. وكان عبدا صالحا قُدوة.

وثقه الخطيب، وقال: توفي في رمضان.

145 -

‌ عبدة بن محمد بن أحمد بن ملة

، أبو بكر الهروي البزاز.

توفي في آخر السنة.

ص: 76

146 -

‌ عبيد الله بن القاسم المراغي

، أبو الحسن.

حدث بأطرابلس عن خيثمة بن سليمان، وأبي العباس بن عتبة الرازي.

روى عنه محمد بن علي الصوري، ومحمد بن أحمد بن عيسى السعدي.

147 -

‌ علي بن جعفر بن محمد بن سعيد

، أبو الحسن الرازي المقرئ الخطيب.

توفي في شعبان.

148 -

‌ علي بن سعيد الإصطخري ثم البغدادي

، القاضي أبو الحسن المعتزلي المتكلم.

حدث عن إسماعيل الصفار.

ذكره الخطيب، وجاوز الثمانين.

149 -

‌ عمر بن روح بن علي بن عباد

، أبو بكر النهرواني ثم البغدادي.

سمع محمد بن حمدويه المروزي، والحُسين المحاملي، ومحمد بن مخلد. روى عنه ابنه أحمد، و

.

وكان يذهب إلى الاعتزال، وكان مولده سنة خمس عشرة وثلاثمائة؛ قاله الخطيب.

150 -

‌ مأمون بن الحسن

، أبو عبد الله الهروي الداودي.

151 -

‌ محمد بن أحمد بن أبي طاهر

، أبو الطاهر الهروي الداودي الفقيه.

152 -

‌ محمد بن أسد بن هلال الأشناني

، أبو طاهر المقرئ.

قرأ على أبي الطاهر بن أبي هاشم، وأبي بكر النقاش، وسمع من أحمد بن كامل. روى عنه أبو نصر عبيد الله السجزي.

ص: 77

153 -

‌ محمد بن علي بن أحمد بن أبي فروة

، أبو الحسين الملطي المقرئ، نزيل دمشق.

روى عن محمد بن شاهمرد الفارسي، ووهب بن عبد الله الحاج، ومُظفر بن محمد بن بشران الرقي. روى عنه علي الحنائي، وأبو نصر ابن الجبان، وجماعة.

قال علي الحنائي: سمعته يقول - وقد ظهر في الجامع من يقول باللفظ في القرآن والتلاوة غير المتلو - فقال لي: تقدر أن تضيف شعر امرئ القيس إلى نفسك؟ قلت: لا. قال: أليس إذا أنشده إنسان قلنا: شعر امرئ القيس؟ فكذلك القرآن ممن سمعناه قلنا كلام الله، ولا يجوز أن يضيفه إنسان إلى نفسه.

154 -

‌ محمد بن ميسور

، أبو عبد الله القرطبي النحاس.

سمع وهب بن مسرة، وحج فسمع من الجُمحي. روى عنه قاسم بن إبراهيم.

155 -

‌ وسيم بن أحمد بن محمد بن ناصر بن وسيم الأموي

، أبو بكر القرطبي المقرئ، يعرف بالحنتمي.

أخذ بقرطبة عن أبي الحسن الأنطاكي، وحج، وأخذ بمصر عن عبد المنعم بن غلبون، وأبي أحمد السامري، وأبي حفص بن عراك. وسمع بالقيروان من أبي محمد بن أبي زيد، وكتب شيئا كثيرا من القراءات والحديث والفقه، وحدث؛ حدث عنه الخولاني، وأبو عمر بن عبد البر، وجماعة.

156 -

‌ يحيى بن عبد الرحمن بن واقد

، أبو بكر القرطبي قاضي الجماعة.

سمع أبا عيسى الليثي، وغيره، وحج، وناظر أبا محمد بن أبي زيد.

ص: 78

وكان فقيها، حافظا، ذاكرا للمسائل، بصيرا بالأحكام، ورعا، متواضعا، دينا، محمود الأحكام.

وكان يؤذن في مسجده ويقيم الصلاة في مدة قضائه، وامتحن حين تغلب البربر على قرطبة، وبلغوا منه مبلغا عظيما، وسجنوه حتى توفي في ذي القعدة، وصلى عليه حماد الزاهد.

وقال ابن حيان: كان أحد كُملاء الفضلاء بالأندلس.

وقال عياض: كان متبحرا في علم المالكية، حاذقا، شديدا على البرابرة وعلى خليفتهم المستعين. فلما خلعوا المؤيد بالله وأقاموا صاحبهم المستعين كانوا أحنق شيء على القاضي ابن واقد، فاستخفى المسكين إلى أن عثر عليه عند امرأة، فحمل راجلا مكشوف الرأس يقاد بعمامته، ونودي عليه: هذا جزاء قاضي النصارى وقائد الضلالة، وهو يقول: كذبت، بفيك الحجر، بل الله ولي المؤمنين، وعدو المارقين، وأنتم شر مكانا والله أعلم بما تصفون، وأدخل على المستعين فوبخه، ثم أمر بصلبه، وشرع في ذلك، فاضطرب البلد، وردت شفاعة ابن المستعين وشفاعة بني ذكوان والفقهاء والصلحاء، فحبس حتى مات.

ص: 79

سنة خمس وأربعمائة.

157 -

‌ أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن أحمد بن فراس

، أبو الحسن العبقسي المكي، العطار.

بمكة، ورخه الحبال، وغيره. وكان مولده سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.

وكان مُسند الحجاز في زمانه، روى عن أبي جعفر الديبلي، وعبد الرحمن بن عبد الله ابن المقرئ، وأبي التريك محمد بن الحسين السعدي الأطرابلسي؛ سمع منه بمكة، وجماعة، وسمع منه أبو نصر عُبيد الله السجزي، وأبو عمرو الداني، وأبو محمد الحسن بن الحسين التجيبي الفرشي، والحسن بن عبد الرحمن الشافعي.

وقد دلسه السجزي مرة فقال: أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق قاضي جُدة.

158 -

‌ أحمد بن علي البتي الكاتب

، كاتب القادر بالله.

كان خطيبا بليغا وأديبا. حدث عن ابن مُقسم المقرئ؛ قاله الخطيب.

159 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد

، القاضي أبو العباس الكرجي.

عن العباداني، والنجاد، وعنه عبد العزيز الأزجي، وغيره.

160 -

‌ أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت بن الحارث

بن مالك بن سعد بن قيس بن عبد شُرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قُصي بن كِلاب العبدري، أبو الحسن البغدادي المُجبر.

ص: 80

سمع إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وأبا عبد الله المحاملي، وأحمد بن عبد الله وكيل أبي صخرة، وأبا بكر ابن الأنباري. روى عنه عُبيد الله الأزهري، وعلي بن أحمد ابن البسري، وخلق آخرهم مالك البانياسي.

قال الخطيب: سُئل البرقاني وأنا أسمع عن ابن الصلت المُجبر فقال: ابنا الصلت ضعيفان.

قال: وسألت حمزة بن محمد بن طاهر عنه فقال: كان صالحا دينا. وسمعت عبد العزيز الأزجي يقول: عمد ابن الصلت إلى كُتب لابن أبي الدنيا يحدث بها عن البرذعي - يُشير الأزجي إلى أن تلك الكُتب لم تكن عند البرذعي - توفي في رجب، وله إحدى وتسعون سنة.

قلت: الكاشغري آخر من روى حديثه بعُلو.

161 -

‌ بكر بن شاذان

، أبو القاسم البغدادي الواعظ المقرئ.

قرأ على أبي بكر بن علوان، وزيد بن أبي بلال الكوفي، وغيرهما. وروى عن ابن قانع، وجعفر الخُلدي. قرأ عليه أبو علي غلام الهراس، والحسن بن علي العطار، والشرمقاني، وحدث عنه عبد العزيز الأزجي وأبو محمد الخلال.

قال الخطيب: كان عبدا صالحا، ثقة، توفي في شوال.

162 -

‌ الحسن بن أحمد بن محمد بن الليث

، الحافظ أبو علي الكشي ثم الشيرازي الفقيه.

كان جليل القدر من أهل القرآن. سمع ببغداد من إسماعيل الصفار، وعبد الله بن درستويه، وبنيسابور من الأصم، وابن الأخرم الشيباني، وبفارس من الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي. سمع منه أبو عبد الله الحاكم وقال: هو متقدم في معرفة القراءات حافظ للحديث، رحال. قدم علينا أيام الأصم، ثم قدم علينا سنة ثلاث وخمسين.

ص: 81

وذكر غيره وفاته في شعبان.

ومات ابنه محمد في سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.

وقد ذكر ابن الصلاح أبا علي في طبقات الشافعية مُختصرا، وقال: هو والد الليث وأبي بكر.

وذكره أبو عبد الله القصار في طبقات أهل شيراز وأثنى عليه كثيرا، ثم قال: ومن أصحابه زيد بن عمر بن خلف الحافظ، ومحمد بن موسى الحافظ، وأحمد بن عبد الرحمن الحافظ. توفي لثمان عشرة مضت من شعبان، وابنه أبو بكر محمد سمع مرارا المِقرئ، مات سنة سبع وأربعين وأربعمائة.

قال يحيى بن منده: روى عن أبي علي أبو الشيخ حديثا واحدا. وقد سمع بأصبهان من أبي محمد بن فارس.

163 -

‌ الحسن بن الحسين بن حمكان

، أبو علي الهمذاني الشافعي الفقيه، نزيل بغداد.

روى عن عبد الرحمن بن حمدان الجلاب، وعلي بن إبراهيم علان البلدي، وجعفر الخُلدي، وأبي بكر محمد بن الحسن النقاش. روى عنه أحمد بن علي ابن التوزي، وأبو القاسم الأزهري، ومحمد بن جعفر الأسدآباذي، وآخرون.

وكان قد عني في صباه، وطلب الحديث بحيث إنه قال: كتبتُ بالبصرة وحدها عن أربعمائة وسبعين شيخا. ثم إنه طلب الفقه بعد ذلك.

قال الخطيب: سمعت الأزهري يضعفه ويقول: ليس بشيء في الحديث.

164 -

‌ الحسن بن عثمان بن بكران

، أبو محمد البغدادي العطار.

سمع إسماعيل الصفار، وعثمان ابن السماك، والنجاد. روى عنه البرقاني، وأبو محمد الخلال.

قال الخطيب: كان ثقة، صالحا، مات وله خمس وسبعون سنة.

165 -

‌ الحسن بن علي

، أبو علي الدقاق.

ص: 82

توفي في آخر السنة، وقيل: سنة ست، وهو فيها مذكور.

166 -

‌ خلف بن يحيى بن غيث الفهري

، أبو القاسم الطُليطلي، نزيل قرطبة.

روى عن عبد الرحمن بن عيسى بن مدراج كثيرا، وعن أحمد بن سعيد بن حزم، ومحمد بن معاوية، وأحمد بن مُطرف، وجماعة.

وكان خيرا فاضلا عارفا بما روى. روى عنه الخولاني، ومحمد بن عتاب.

وتوفي في صفر، وولد سنة ثمان وعشرين.

167 -

‌ رافع بن عُصم بن العباس

، أبو العباس الضبي، رئيس هراة.

روى عن أبيه، وأبي بكر الزيادي. وآخر من حدث عنه نجيب بن ميمون.

168 -

‌ طاهر بن أحمد بن هرثمة

، أبو عاصم الهروي المقرئ.

169 -

‌ العباس بن أحمد بن الفضل

، أبو الحسن الهاشمي الأهوازي، ويُعرف بابن الخطيب.

روى عن أحمد بن عُبيد الصفار، وأحمد بن محمود بن خُرزاذ. وعنه أبو العلاء الواسطي، وأبو محمد الخلال.

وقال الخطيب: صدوق.

170 -

‌ عبد الله بن أحمد بن جولة

، أبو محمد الأصبهاني الأبهري، وأبهر من قرى أصبهان، وأكثر العلماء من أبهر زنجان.

روى عن أبي عمرو بن حكيم المديني، وعبد الله بن محمد بن عيسى الخشاب، ومحمد بن محمد بن يونس الغزال، وأبي علي أحمد بن علي الأبهري، وغيرهم. روى عنه الأصبهانيون، وهو أقدم شيخ لأبي عبد الله الثقفي الرئيس.

ص: 83

توفي في ربيع الآخر.

وروى عنه أبو القاسم بن منده، ومحمود بن جعفر الكوسج.

وقد ذكره يحيى بن منده فقال: عبد الله بن أحمد بن محمد بن جُولة بن جهور، أبو محمد الأديب الأبهري.

171 -

‌ عبد الله بن محمد بن عيسى بن وليد

، أبو محمد الأسلمي النحوي، من أهل مدينة الفرج من الأندلس.

أجاز له الحسن بن رشيق المصري. روى عنه أبو عبد الله بن شُق الليل، وكان بارعا في اللغة والعربية، رئيسا، وقورا، نزها، له تصانيف، وكان يكرر على كتاب سيبويه. وله كلام في الاعتقادات.

172 -

‌ عبد الله بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم

، أبو محمد الأسدي البغدادي، المعروف بابن الأكفاني قاضي القضاة ببغداد.

حدث عن أبي عبد الله المحاملي، وأحمد بن علي الجُوزجاني، وعبد الغافر الحمصي، ومحمد بن مخلد، وابن عُقدة روى عنه محمد بن طلحة، وأبو القاسم التنوخي، وعبد العزيز الأزجي، وجماعة كثيرة من البغداديين والرحالة.

قال التنوخي: قال لي أبو إسحاق الطبري: من قال إن أحدا أنفق على أهل العلم مائة ألف دينار فقد كذب، غير أبي محمد الأكفاني.

قال التنوخي: جُمع في سنة ست وتسعين وثلاثمائة لابن الأكفاني جميع قضاء بغداد.

قلت: ومولده سنة ستّ عشرة وثلاثمائة وتوفي ببغداد.

173 -

‌ عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق

، أبو القاسم المحتسب المؤذن. من أهل خراسان.

سمع أبا بكر محمد بن المؤمل الماسرجسي، ومحمد بن أحمد بن خنب محدث بُخارى. روى عنه أبو بكر البيهقي.

ص: 84

ومات في ذي الحجة بنيسابور، وروى أيضا عن أبي علي ابن الصواف، وأبي بكر القطيعي، وأبي أحمد بكر بن محمد الدخمسيني، وكان كثير الأمر بالمعروف.

174 -

‌ عبد الرحمن بن أحمد بن حكيم المصري

.

سمع من الحسن بن مُليح صاحب يونس بن عبد الأعلى.

175 -

‌ عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس بن حسن بن متويه

، الحافظ أبو سعد الإدريسي الإستراباذي، نزيل سمرقند.

رحل وأكثر، وصنف تاريخ سمرقند وتاريخ إستراباذ وغير ذلك وسمع أبا العباس الأصم، وأبا نُعيم محمد بن الحسن بن حمويه الإستراباذي، وأبا سهل هارون بن أحمد بن هارون، وعبد الله بن عدي الحافظ، وخلقا سواهم، وجمع الأبواب والشيوخ.

روى عنه أبو علي الشاشي، وأبو عبد الله الخبازي، وأبو مسعود أحمد بن محمد البجلي، وأبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأحمد بن محمد العتيقي، وعلي بن المحسن التنوخي، وآخرون.

وثقه الخطيب. مات بسمرقند.

176 -

‌ عبد الرحمن بن محمد بن الحسين

، أبو القاسم الجُرجاني الخيمي، كان يكون بمكة.

حدث عن أبي أحمد بن عدي، والإسماعيلي، وجماعة، وحدث. دخل ابنه عبد العزيز إلى اليمن.

177 -

‌ عبد العزيز بن عمر بن محمد بن أحمد بن نُباتة بن حُميد بن نُباتة

، أبو نصر التميمي السعدي البغدادي.

أحد الشعراء المجودين، مدح الملوك والوزراء، وله في سيف الدولة غُرر القصائد ونُخب المدائح، وديوان شعره كبير.

ص: 85

مولده سنة سبع وعشرين وثلاثمائة. روى عنه أكثر ديوانه أبو الفتح بن شِيطا.

قال رئيس الرؤساء: ما شاهد ابن نباتة أشعر منه، وكان يعاب بكبر فيه.

وقال أبو علي محمد بن وشاح: سمعت أبا نصر بن نباتة يقول: كنتُ يوما في الدهليز، فدق بابي، فقلت: من ذا؟ قال: رجل من المشرق. قلت: ما حاجتك؟ قال: أنت القائل:

ومن لم يمُت بالسيف مات بغيره تنوعت الأسباب والداء واحدُ

فقلت: نعم. قال: أرويه عنك؟ قلت: نعم. فلما كان آخر النهار دُق على الباب، فقلت: من؟ قال: رجلُ من تاهرت من المغرب. قلت: ما حاجتك؟ قال: أنت القائل: ومن لم يمت بالسيف، البيت

؟ فقلت: نعم. قال: أرويه عنك؟ قلت: نعم، وعجبت كيف وصل هذا البيت إلى الشرق والغرب.

توفي في شوال.

178 -

‌ عبد الواحد بن الحسين

، أبو القاسم الصيمري الفقيه. شيخ الشافعية بالبصرة، ومن أصحاب الوجوه.

حضر مجلس القاضي أبي حامد المروروذي، وتفقه بصاحبه الفقيه أبي الفياض البصري. رحل الناسُ للتفقه عليه، وهو شيخ أقضى القُضاة الماوردي، وله كتاب الإيضاح في المذهب، وهو كتابٌ جليل.

ومن غرائب وجوهه أنه قال: لا يملك الرجل الكلأ النابت في ملكه، ومنها: لا يجوز مس المصحف لمن بعض بدنه نجس.

وكان في هذا العصر بالبصرة، ولا أعلم تاريخ موته، وإنما كتبته هنا اتفاقا.

179 -

‌ عبيد الله بن سلمة بن حزم

، أبو مروان اليحصُبي القُرطبي.

حج وكتب عن أبي بكر بن عزرة، وأخذ القراءة عن عبيد الله بن عطية، وأبي الطيب بن غلبون.

ص: 86

قال أبو عمرو الداني: وهو الذي علمني القرآن، وكان خيرا فاضلا صدوقا. قال: وتوفي سنة خمس.

180 -

‌ عدنان بن محمد بن عبيد الله الضبي

، أبو عامر، رئيس هراة.

روى عن هارون بن أحمد الإستراباذي، وأبي الفوارس أحمد بن محمد بن جُمعة. روى عنه إسحاق القراب، وأبو روح، وغيرهما.

181 -

‌ عمر بن إبراهيم بن محمد بن الفاخر

، أبو طاهر الأصبهاني السُرنجاني، وسُرنجان من قرى أصبهان.

رحل وسمع ببغداد جعفرا الخُلدي، والنجاد، وأبا بكر الشافعي. روى عنه أحمد الباطرقاني، وأحمد بن عبد الرحمن الذكواني.

182 -

‌ غالب بن سامة بن لؤي

، أبو لؤي السامي الهروي.

روى عن أبي جعفر محمد بن علي بن مهران الواسطي القفال، وأقرانه، وعنه أبو الفضل الجارودي.

183 -

‌ محمد بن أحمد بن ثوابة

، أبو بكر البغدادي المعبر.

حكى عن الحلاج، وأبي بكر الشبلي. روى عنه نصر بن عبد العزيز بن نوح الشيرازي، وعلي بن محمود المروزي ومات في سلخ ذي الحجة سنة خمس، وعاش مائة سنة وثلاث سنين.

184 -

‌ محمد ابن الإمام أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل

، أبو نصر الإسماعيلي.

ص: 87

رأس في أيام أبيه، وبعد موته، وكان له جاه عظيم بجرجان، وقبول زائد، وقد رحل في صباه.

وسمع من محمد بن يعقوب الأصم، وأبي يعقوب البحري، ودعلج، وابن دُحيم الكوفي، وأبي بكر الشافعي، وجماعة كثيرة.

وكان يدري الحديث. أملى مجالس كثيرة، وتوفي في ربيع الآخر.

روى عنه حمزة السهمي، وقال في تاريخه: كان له جاه عظيم وقبول عند الخاص والعام في كثير من البلدان، وزعم ابن عساكر أنه كان أشعريا.

أخبرنا محمد بن أبي العز بطرابلس، عن محمود بن منده: قال: أخبرنا أبو رشيد أحمد بن محمد قال: أخبرنا عبد الوهاب بن منده سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي قال: أخبرني أحمد بن عمرو بن الخليل الآملي، قال: حدثنا أبو حاتم الرازي قال: حدثنا عمرو بن عون قال: أخبرنا ابن المبارك، عن ابن عجلان، عن عامر بن عبد الله، عن عمرو بن سُليم، عن أبي قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس» .

185 -

‌ محمد بن أحمد بن عثمان بن الوليد بن الحكم

، أبو بكر بن أبي الحديد السلمي الدمشقي العدل.

سمع أبا الدحداح أحمد بن محمد، ومحمد بن جعفر الخرائطي، ومحمد بن يوسف الهروي، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي، ورحل إلى مصر فسمع محمد بن بشر الزبيري، وعبد العزيز بن أحمد الأحمري، وأبا زيد عبد العزيز بن قيس، وجماعة.

روى عنه حفيداه عُبيد الله وأحمد ابنا عبد الواحد، وعلي بن الحسين الشرابي، وأبو الحسن ابن السمسار، وأبو علي الأهوازي، وأبو القاسم الحنائي، وجماعة، وهو آخر من حدث عن الخرائطي، والهروي.

ص: 88

قال ابن ماكولا: حدثنا عنه جماعة، وكان من الأعيان.

وقال أبو الفرج بن عمرو: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فقال لي: أبو بكر بن أبي الحديد قوال بالحق.

وقال الكتاني: كان ثقة مأمونا، أعرفه، وتوفي في شوال، وكان مولده في سنة تسع وثلاثمائة.

قلت: كان مسند الشام في وقته.

186 -

‌‌

‌ محمد بن الحسين

بن علي

، أبو بكر الهمذاني الفراء.

روى عن أوس الخطيب، وأبي القاسم بن عبيد، وأبي جعفر بن برزة، وجماعة. روى عنه أبو مسلم بن غزو، وأبو جعفر محمد بن الحسين الصوفي. وكان ثقة.

187 -

محمد بن الحسين، أبو طالب ابن الصباغ الكوفي.

ثقة جليل عابد، مات في رجب. من سؤالات السلفي لأبي النرسي.

188 -

‌ محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم الضبي

الطهماني النيسابوري الحافظ، أبو عبد الله الحاكم المعروف بابن البيع، صاحب التصانيف في علوم الحديث.

ولد يوم الاثنين ثالث ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة. وطلب العلم من الصغر باعتناء أبيه وخاله، فأول سماعه سنة ثلاثين، واستملى على أبي حاتم بن حبان سنة أربع وثلاثين. ورحل إلى العراق سنة إحدى وأربعين بعد موت إسماعيل الصفار بأشهر. وحج، ورحل إلى بلاد خُراسان وما وراء النهر. وشيوخه الذين سمع منهم بنيسابور وحدها نحو ألف شيخ، وسمع بالعراق وغيرها من البلدان من نحو ألف شيخ.

وحدث عن أبيه، وقد رأى أبوه مسلم بن الحجاج، وعن محمد بن علي المذكر، ومحمد بن يعقوب الأصم، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم، ومحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني الصفار نزيل نيسابور، ومحمد بن

ص: 89

أحمد بن محبوب المروزي، وأبي حامد أحمد بن علي بن حسنويه المقرئ، والحسن بن يعقوب البخاري، والقاسم بن القاسم السياري، وأبي بكر أحمد بن إسحاق الصبغي الفقيه، وأبي النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه، وأبي جعفر محمد بن صالح بن هانئ، وأبي عمرو عثمان ابن السماك، وأبي بكر أحمد بن سلمان النجاد، وأبي محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه، وأبي محمد بن حمدان الجلاب الهمذاني، والحسين بن الحسن الطوسي، وعلي بن محمد بن عُقبة الشيباني الكوفي، وأبي علي الحسين بن علي النيسابوري الحافظ وبه تخرج، وأبي الوليد حسان بن محمد المُزكي الفقيه، وأبي جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي المؤدب، وعبد الباقي بن قانع الأموي الحافظ، ومحمد بن حاتم بن خُزيمة الكشي، شيخ معمر قدم عليهم. روى عن عبد بن حُميد، وغيره، ولم يزل يسمع حتى كتب عن غير واحد أصغر منه سنا وسندا.

روى عنه أبو الحسن الدارقطني وهو من شيوخه، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، ومحمد بن أحمد بن يعقوب، وأبو ذر عبد بن أحمد الهروي، وأبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، وأبو يعلى الخليل بن عبد الله القزويني، وأبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القُشيري، وعثمان بن محمد المحمي، والزكي عبد الحميد بن أبي نصر البحيري، وأبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن، وجماعة آخرهم أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي.

وانتخب على خلق كثير، وجرح وعدل، وقُبل قوله في ذلك لسعة علمه ومعرفته بالعلل والصحيح والسقيم.

وقرأ القرآن العظيم على أبي عبد الله محمد بن أبي منصور الصرام، وابن الإمام بنيسابور، وعلى أبي علي ابن النقار الكوفي، وأبي عيسى بكار البغدادي، وتفقه على أبي علي بن أبي هريرة، وأبي سهل محمد بن سُليمان الصعلوكي، وأبي الوليد حسان بن محمد، وذاكر أبا بكر محمد بن عمر

ص: 90

الجعابي، وأبا علي النيسابوري، وأبا الحسن الدارقُطني. وسمع منه أحمد بن أبي عثمان الحيري، وأبو بكر القفال الشاشي، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد المُزكي، وابن المظفر، وهم من شيوخه.

وصحب من الصُوفية: أبا عمرو بن نُجيد، وجعفرا الخُلدي، وأبا عثمان المغربي، وجماعة سواهم بنيسابور، ورحل إليه من البلاد، وحدث عنه في حياته، وأبلغ من ذا أن أبا عمر الطلمنكي كتب علوم الحديث للحاكم، عن شيخ له سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، بسماعه من صاحب الحاكم، عن الحاكم، ولم يقع لي حديثه عاليا إلا بإجازة.

أخبرنا أبو المُرهف المقداد بن هبة الله القيسي في كتابه قال: أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن هبة الله بن عبد القادر المنصوري العباسي سنة اثنتي عشرة وستمائة (ح) وأخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي الزاهد، وعبد الرحمن بن أحمد كتابة قالا: أخبرنا الفتح بن عبد الله بن محمد الكاتب قالا: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن طاهر بن سعيد بن فضل الله الميهني (ح) وأخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله ابن تاج الأمناء قراءةً، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحُسين ابن المقير، عن أبي الفضل الميهني (ح) وأخبرنا ابن تاج الأمناء أيضا قال: أخبرنا المؤيد بن محمد بن علي الطوسي إجازةً قال: أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، وابن أخيه عبد الخالق بن زاهر، وابن أخيه الآخر عبد الكريم بن خلف، وعمر بن أحمد الصفار الأصولي، وعبد الله بن محمد الصاعدي، وعبد الكريم بن الحسن الكاتب، وأخوه أحمد، وأبو بكر عبد الله بن جامع الفارسي، وأبو الفُتوح عبد الله بن علي الخرجُوشي، وأبو عبد الله الحسن بن إسماعيل العُماني، والحسن بن محمد بن أحمد الطوسي، ومنصور بن محمد الباخرزي، وعرفة بن علي السمرقندي، وعبد الرزاق بن أبي القاسم السياري، وجامع بن أبي نصر السقاء، وأبو سعد محمد بن أبي بكر الصيرفي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن الكرماني، وأحمد بن إسماعيل بن أبي سعد، وسعيد بن أبي بكر الشعيري، وعبد الوهاب بن إسماعيل الصيرفي. قالوا هم والميهني: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي قراءةً عليه قال: أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: حدثنا إبراهيم بن مرزوق بمصر قال: حدثنا

ص: 91

عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا شُعبة، عن خالد الحذاء، عن سعيد بن أبي الحسن، عن أمه، عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار: تقتلك الفِئة الباغية.

أخرجه مسلم، عن إسحاق الكوسج، عن عبد الصمد. فوقع لنا بدلا عاليا.

أخبرنا أبو علي ابن الخلال، قال: أخبرنا جعفر الهمداني قال: أخبرنا أبو طاهر بن سلفة قال: سمعتُ إسماعيل بن عبد الجبار القاضي بقزوين يقول: سمعت الخليل بن عبد الله الحافظ يقول، فذكر الحاكم أبا عبد الله وعظمه، وقال: له رحلتان إلى العراق والحجاز. الرحلة الثانية سنة ثمان وستين، وناظر الدارقطني فرضيه، وهو ثقة واسع العلم. بلغت تصانيفه للكتب الطوال والأبواب وجمع الشيوخ قريبا من خمسمائة جزء، يستقصي في ذلك، يؤلف الغث والسمين، ثم يتكلم عليه فيبين ذلك، وتوفي سنة ثلاث وأربعمائة.

قلت: وهم الخليل في وفاته.

ثم قال: سألني في اليوم الثاني لما دخلت عليه، ويُقرأ عليه في فوائد العراقيين: سُفيان الثوري، عن أبي سلمة، عن الزهري، عن سهل بن سعد حديث الاستئذان. فقال لي: من أبو سلمة هذا؟ فقلت من وقتي: هو المغيرة بن مُسلم السراج. فقال لي: وكيف يروي المغيرة عن الزُهري؟ فبقيتُ، ثم قال: قد أمهلتك أسبوعا حتى تتفكر فيه. قال: فتفكرت ليلتي حتى بقيت أكرر التفكر، فلما وقعت إلى أصحاب الجزيرة من أصحابه تذكرتُ محمد بن أبي حفصة، فإذا كنيته أبو سلمة، فلما أصبحتُ حضرت مجلسه، ولم أذكر

ص: 92

شيئا حتى قرأت عليه نحو مائة حديث، فقال لي: هل تفكرت فيما جرى؟ فقلت: نعم، هو محمد بن أبي حفصة. فتعجب وقال لي: نظرت في حديث سُفيان لأبي عمرو البحيري؟ فقلتُ: لا، وذكرتُ له ما أممتُ في ذلك. فتحير وأثنى علي ثم كنتُ أسأله فقال لي: أنا إذا ذاكرتُ اليوم في باب لا بد من المطالعة لِكِبر سِني. فرأيته في كل ما ألُقي عليه بحرا، وقال لي: اعلم بأن خُراسان وما وراء النهر لكل بلدة تاريخ صنفه عالم منها، ووجدت نيسابور مع كثرة العُلماء بها لم يصنفوا فيه شيئا، فدعاني ذلك إلى أن صنفت تاريخ النيسابوريين. فتأملته ولم يسبقه إلى ذلك أحد، وصنف لأبي علي بن سيمجور كتابا في أيام النبي صلى الله عليه وسلم، وأزواجه، وأحاديثه، وسماه الإكليل. لم أر أحدا رتب ذلك الترتيب، وكنت أسأله عن الضُعفاء الذين نشؤوا بعد الثلاثمائة بنيسابور وغيرها من شيوخ خُراسان، وكان يبين من غير محاباة.

أخبرنا المسلم بن علان، ومؤمل بن محمد كتابة، قالا: أخبرنا أبو اليُمن الكندي، قال: أخبرنا أبو منصور القزاز، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أبو عبد الله ابن البيع الحاكم كان ثقة. أول سماعه في سنة ثلاثين

ص: 93

وثلاثمائة، وكان يميل إلى التشيع، فحدثني إبراهيم بن محمد الأرموي بنيسابور - وكان صالحا عالما - قال: جمع أبو عبد الله الحاكم أحاديث، وزعم أنها صحاح على شرط البخاري ومسلم، منها: حديث الطائر، ومن كنت مولاه فعلي مولاه. فأنكر عليه أصحاب الحديث ذلك، ولم يلتفتوا إلى قوله.

وقال أبو نُعيم ابن الحداد: سمعتُ الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ يقول: سمعتُ أبا عبد الرحمن الشاذياخي الحاكم يقول: كنا في مجلس السيد أبي الحسن، فسئل أبو عبد الله الحاكم عن حديث الطير فقال: لا يصح، ولو صح لما كان أحد أفضل من علي بعد النبي صلى الله عليه وسلم.

قلتُ: هذه الحكاية سندها صحيح، فما باله أخرج حديث الطير في المستدرك على الصحيح؟ فلعله تغير رأيه.

أنبؤونا عن أبي سعد عبد الله بن عمر الصفار، وغيره، عن أبي الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي قال: أبو عبد الله الحاكم هو إمام أهل الحديث في عصره، العارف به حق معرفته. يُقال له: الضبي لأن جد جدته عيسى بن عبد الرحمن الضبي، وأم عيسى هي متويه بنت إبراهيم بن طهمان الفقيه، وبيته بيت الصلاح والورع والتأذين في الإسلام، وقد ذكر أباه في تاريخه، فأغنى عن إعادته، ولد سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، ولقي عبد الله بن محمد ابن الشرقي، وأبا حامد بن بلال، وأبا علي الثقفي، ولم يسمع منهم، وسمع من أبي طاهر المحمداباذي، وأبي بكر القطان، ولم يُظفر بمسموعه منهما، وتصانيفه المشهورة تطفح بذكر شيوخه، وقد قرأ القرآن بُخراسان والعراق على قراء وقته، وتفقه على: أبي الوليد حسان، والأستاذ أبي سهل، واختص بُصحبة إمام وقته أبي بكر أحمد بن إسحاق الصبغي، فكان الإمام يراجعه في السؤال والجرح والتعديل والعلل، وأوصى إليه في أمور مدرسته دار السُنة، وفوض إليه تولية أوقافه في ذلك، وذاكر مثل: الجِعابي، وأبي علي الماسرجسي الحافظ الذي كان أحفظ زمانه، وقد شرع الحاكم في التصنيف سنة سبع وثلاثين، فاتفق له من التصانيف ما لعله يبلغ قريبا من ألف جزء من

ص: 94

تخريج الصحيحين والعلل، والتراجم، والأبواب، والشيوخ، ثم المجموعات مثل: معرفة علوم الحديث، ومُستدرك الصحيحين، وتاريخ النيسابوريين، وكتاب مزكى الأخبار، والمدخل إلى علم الصحيح، وكتاب الإكليل، وفضائل الشافعي، وغير ذلك، ولقد سمعت مشايخنا يذكرون أيامه، ويحكون أن مقدمي عصره مثل الإمام أبي سهل الصعلوكي، والإمام ابن فُورك، وسائر الأئمة يقدمونه على أنفسهم، ويُراعون حق فضله، ويعرفون له الحُرمة الأكيدة. ثم أطنب عبد الغافر في نحو ذلك من تعظيمه، وقال: هذه جُمل يسيرة هي غيض من فيض سيره وأحواله، ومن تأمل كلامه في تصانيفه، وتصرفه في أماليه، ونظره في طُرق الحديث أذعن بفضله، واعترف له بالمزية على من تقدمه، وإتعابه من بعده، وتعجيزه اللاحقين عن بلوغ شأوه. عاش حميدا، ولم يخلف في وقته مثله. مضى إلى رحمة الله في ثامن صفر سنة خمس وأربعمائة.

وقال أبو حازم عمر بن أحمد العبدويي الحافظ: سمعت الحاكم أبا عبد الله إمام أهل الحديث في عصره يقول: شربت ماء زمزم وسألت الله تعالى أن يرزقني حُسن التصنيف.

قال أبو حازم: وسمعتُ السلمي يقول: كتبت على ظهر جزء من حديث أبي الحسين الحجاجي الحافظ. فأخذ القلم وضرب على الحافظ، وقال: أيش أحفظ أنا أبو عبد الله ابن البياع أحفظ مني، وأنا لم أر من الحُفاظ إلا أبا علي الحافظ النيسابوري، وابن عُقدة. وسمعت السلمي يقول: سألت الدارقطني: أيهما أحفظ ابن منده أو ابن البيع؟ فقال: ابن البيع أتقن حِفظا.

قال أبو حازم: أقمت عند الشيخ أبي عبد الله العُصمي قريبا من ثلاث سنين، ولم أر في جملة مشايخنا أتقن منه ولا أكثر تنقيرا، وكان إذا أشكل عليه شيء أمرني أن أكتب إلى الحاكم أبي عبد الله. فإذا ورد جواب كتابه حكم

ص: 95

به وقطع بقوله.

ذكر هذا كله الحافظ أبو القاسم ابن عساكر أنه قرأه بخط أبي الحسن علي بن سليمان اليمني. قال: وقع لي عن أبي حازم العبدويي فذكره، وممن روى عن الحاكم من الكبار، قال أبو صالح المؤذن: أخبرنا مسعود بن علي السجزي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك قال: حدثنا أبو عمر محمد بن أحمد بن جعفر البحيري الحافظ قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الفضل بن مُطرف الكرابيسي سنة سبع وأربعين وثلاثمائة قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن حمدويه الحافظ قال: حدثنا أحمد بن سلمان النجاد قال: حدثنا محمد بن عثمان قال: حدثنا الحماني قال: حدثنا سُعير بن الخمس، عن عبيد الله، عن القاسم، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن بلالا يؤذن بليل. . . الحديث ثم قال مسعود السجزي: حدثنيه الحاكم غير مرة بهذا، وكان للحاكم لما رووه عنه ستٌّ وعشرون سنة.

وقال أبو موسى المديني: أخبرنا هبة الله بن عبد الله الواسطي، قال: حدثنا الخطيب قال: أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال: حدثنا الدارقُطني، قال: حدثني محمد بن عبد الله بن محمد النيسابوري، قال: حدثنا محمد بن جعفر النسوي، قال: حدثنا الخليل بن محمد النسوي، قال: حدثنا خداش بن مخلد قال: حدثنا يعيش بن هشام قال: حدثنا مالك، عن الزهري، عن أنس، أن النبي صلى عليه وسلم قال: ما أحسن الهدية أمام الحاجة!.

هذا باطل عن مالك، وقد رواه الموقري - وهو واه - عن الزهري مرسلا.

قال أبو موسى الحافظ: أخبرنا الحسين بن عبد الملك، عن أبي القاسم

ص: 96

سعد بن علي أنه سمع أبا نصر الوائلي يقول: لما ورد أبو الفضل الهمذاني إلى نيسابور وتعصبوا له ولقبوه بديع الزمان، أعجب بنفسه، إذ كان يحفظ المائة بيت إذا أنشدت بين يديه مرة، وينشدها من آخرها إلى أولها مقلوبة. فأنكر على الناس قولهم: فلان الحافظ في الحديث، ثم قال: وحفظ الحديث مما يذكر؟! فسمع به الحاكم ابن البيع، فوجه إليه بجزء، وأجل له جمعة في حفظه، فرد إليه الجزء بعد الجمعة وقال: من يحفظ هذا؛ محمد بن فلان، وجعفر بن فلان، عن فلان؟ أسامي مختلفة، وألفاظ متباينة. فقال له الحاكم: فاعرف نفسك، واعلم أن حفظ هذا أصعب مما أنت فيه.

ثم روى أبو موسى المديني أن الحاكم دخل الحمام فاغتسل وخرج، ثم قال: آه وقبض روحه وهو متزر لم يلبس قميصه بعد، ودفن بعد العصر يوم الأربعاء، وصلى عليه القاضي أبو بكر الحيري.

وقال الحسن بن أشعث القرشي: رأيت الحاكم في المنام على فرس في هيئة حسنة، وهو يقول: النجاة. فقلت له: أيها الحاكم! في ماذا؟ قال: في كتبة الحديث.

قال الخطيب في تاريخه: حدثني الأزهري قال: ورد ابن البيع بغداد قديما فقال: ذكر لي أن حافظكم - يعني الدارقطني - خرج لشيخ واحد خمسمائة جزء، فأروني بعضها. فحمل إليه منها، وذلك مما خرجه لأبي إسحاق الطبري، فنظر في أول الجزء الأول حديثا لعطية العوفي فقال: استفتح بشيخ ضعيف. ثم إنه رمى الجزء من يده ولم ينظر في الباقي.

أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن أحمد ببعلبك قال: أخبرنا أبو محمد عبد العظيم المنذري قال: سمعت علي بن المفضل قال: سمعت أحمد بن محمد الحافظ يقول: سمعت محمد بن طاهر الحافظ يقول: سألت أبا القاسم سعد بن علي الزنجاني الحافظ بمكة قلت له: أربعة من الحفاظ تعاصروا أيهم أحفظ؟ فقال: من؟ قلت: الدارقطني ببغداد، وعبد الغني بمصر، وأبو عبد الله بن منده بأصبهان وأبو عبد الله الحاكم بنيسابور. فسكت فألححت عليه، فقال: أما الدارقطني فأعلمهم بالعلل، وأما عبد الغني فأعلمهم

ص: 97

بالأنساب، وأما ابن منده فأكثرهم حديثا مع معرفة تامة، وأما الحاكم فأحسنهم تصنيفا. رواها أبو موسى المديني في ترجمة الحاكم، بالإجازة عن ابن طاهر.

أخبرنا أبو بكر بن أحمد الفقيه قال: أخبرنا محمد بن سليمان بن معالي، قال: أخبرنا يوسف بن خليل، قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل الطرسوسي (ح) وأنبأني أحمد بن سلامة، عن الطرسوسي، أن محمد بن طاهر الحافظ كتب إليهم أنه سأل أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري عن الحاكم أبي عبد الله النيسابوري فقال: ثقة في الحديث، رافضي خبيث.

أنبأنا ابن سلامة، عن الطرسوسي، عن ابن طاهر قال: كان الحاكم شديد التعصب للشيعة في الباطن، وكان يُظهر التسنن في التقديم والخلافة، وكان منحرفا غاليا عن معاوية وأهل بيته، يتظاهر به ولا يعتذر منه. فسمعت أبا الفتح سمكويه بهراة يقول: سمعت عبد الواحد المليحي يقول: سمعتُ أبا عبد الرحمن السُلمي يقول: دخلتُ على أبي عبد الله الحاكم وهو في داره لا يمكنه الخروج إلى المسجد من أصحاب أبي عبد الله بن كرام، وذلك أنهم كسروا مِنبره ومنعوه من الخروج، فقلت له: لو خرجت وأمليت في فضائل هذا الرجل حديثا لاسترحت من هذه المحنة. فقال: لا يجيء من قلبي، لا يجيء من قلبي، وسمعتُ المظفر بن حمزة بجُرجان، يقول: سمعتُ أبا سعد الماليني يقول: طالعت كتاب المستدرك على الشيخين الذي صنفه الحاكم من أوله إلى آخره، فلم أر فيه حديثا على شرطهما!

قلتُ: وهذا إسراف وغلو من الماليني، وإلا ففي هذا المستدرك جملة وافرة على شرطهما، وجملة كبيرة على شرط أحدهما. لعل مجموع ذلك نحو نصف الكتاب، وفيه نحو الرُبع مما صح سنده، وفيه بعض الشيء أو له علة، وما بقي وهو نحو الرُبع، فهو مناكير وواهيات لا تصح، وفي بعض ذلك

ص: 98

موضوعات، قد أعلمت لما اختصرت هذا المستدرك ونبهت على ذلك.

سمعت أبا محمد ابن السمرقندي يقول: بلغني أن مستدرك الحاكم ذُكر بين يدي الدارقُطني، فقال: نعم، يستدرك عليهما حديث الطير. فبلغ ذلك الحاكم، فأخرج الحديث من الكتاب.

قلت: لا بل هو في المستدرك، وفيه أشياء موضوعة نعوذ بالله من الخذلان.

قال ابن طاهر: ورأيت أنا حديث الطير، جمع الحاكم، في جزء ضخم بخطه فكتبته للتعجب.

قلت: وللحاكم جزء في فضائل فاطمة رضي الله عنها.

وقد قال الحاكم في ترجمة أبي علي النيسابوري الحافظ من تاريخه، قال: ذكرنا يوما ما روى سليمان التيمي، عن أنس، فمررت أنا في الترجمة، وكان بحضرة أبي علي رحمه الله، وجماعة من المشايخ، إلى أن ذكرت حديث: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن. فحمل بعضهم علي، فقال أبو علي له: لا تفعل، فما رأيت أنت ولا نحن في سنه مثله، وأنا أقول: إذا رأيته رأيت ألف رجل من أصحاب الحديث.

قد مر أن الحاكم توفي في صفر سنة خمس وأربعمائة.

وذكر أبو موسى المديني في ترجمة الحاكم مفردة قال: كان دخل الحمام واغتسل، وخرج فقال: آه. وقبض روحه وهو متزر لم يلبس القميص

ص: 99

بعد وصلى عليه القاضي أبو بكر الحيري.

189 -

‌ نُعيم بن أحمد بن إسماعيل

، أبو الحسن الإستراباذي، نزيل سمرقند.

روى عن أبي العباس الأصم، ومحمد بن عبد الله الصفار، ونُعيم بن عبد الملك الجُرجاني، وغيرهم، ومات بسمرقند فيها.

190 -

‌ يوسف بن أحمد بن كج

، القاضي الشهيد أبو القاسم الدينوري.

صاحب أبي الحسين ابن القطان، وحضر مجلس الداركي أيضا. وكان يُضرب به المثل في حفظ مذهب الشافعي، وجمع بين رياسة الفقه والدنيا، وارتحل الناس إليه من الآفاق رغبةً في علمه وجوده، وله مصنفات كثيرة، وكان بعض الناس يفضله على أبي حامد شيخ الشافعية ببغداد.

قتله العيارون بالدينور ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان سنة خمس، رحمه الله تعالى.

وهو صاحب وجه، قال له فقيه: يا أستاذ الاسم لأبي حامد والعلمُ لك. قال: ذاك رفعتهُ بغداد وحطتني الدينور!

ص: 100

سنة ست وأربعمائة.

191 -

‌ أحمد ابن الحافظ أبي حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين البغدادي

.

روى عن أبي علي ابن الصواف، وابن مخرم، وأبي بحر البربهاري.

وثقه الخطيب.

192 -

‌ أحمد بن أبي طاهر محمد بن أحمد

، الإمام أبو حامد الإسفراييني الشافعي.

قدمِ بغداد وهو صبي فتفقه على أبي الحسن ابن المرزُبان، وأبي القاسم الداركي حتى صار أحد أئمة وقته، وعظُم جاهه عند الملوك. وحدث عن عبد الله بن عدي، وأبي بكر الإسماعيلي، وأبي الحسن الدارقُطني، وجماعة.

قال أبو إسحاق في الطبقات: انتهت إليه رياسة الدين والدنيا ببغداد، وعلق عنه تعاليق في شرح المُزني، وطبق الأرض بالأصحاب، وجمع مجلسه ثلاثمائة متفقه.

وقال أبو زكريا النواوي: تعليق الشيخ أبي حامد في نحو خمسين مجلدا، ذكر مذاهب العلماء، وبسط أدلتها والجواب عنها، تفقه عليه أقضى القُضاة أبو الحسن الماوردي، والفقيه سُليم الرازي، وأبو الحسن المحاملي، وأبو علي السنجي، تفقه هذا السنجي عليه وعلي القفال، وهما شيخا طريقتي العراق وخُراسان، وعنهما انتشر المذهب.

وقال الخطيب: حدثونا عنه، وكان ثقة، رأيته، وحضرت تدريسه في

ص: 101

مسجد عبد الله بن المبارك، وسمعت من يذكر أنه كان يحضر درسه سبعمائة فقيه، وكان الناس يقولون: لو رآه الشافعي لفرح به، ولد سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وقدم بغداد سنة أربع وستين.

قال الخطيب: وحدثني أبو إسحاق الشيرازي قال: سألت القاضي أبا عبد الله الصيمري: من أنظر من رأيت من الفقهاء؟ فقال أبو حامد الإسفراييني.

قال أبو حيان التوحيدي في رسالة ما تتمثل به العلماء: سمعت الشيخ أبا حامد يقول لطاهر العباداني: لا تعلق كثيرا مما تسمع مني في مجالس الجدل، فإن الكلام يجري فيها على ختل الخصم ومغالطته ودفعه ومغالبته، فلسنا نتكلم لوجه الله خالصا، ولو أردنا ذلك لكان خطونا إلى الصمت أسرع من تطاولنا في الكلام، وإن كنا في كثير من هذا نبوء بغضب الله تعالى، فإنا مع ذلك نطمع في سعة رحمة الله.

قال ابن الصلاح: وعلى أبي حامد تأول بعض العلماء حديث: إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يُجدد لها دينها؛ فكان الشافعي على رأس المائتين، وابن سُريج في رأس الثالثة، وأبو حامد في رأس الرابعة.

وعن سُليم الرازي أن أبا حامد في أول أمره كان يحرس في درب، فكان يطالع الدرس على زيت الحرس، وأنه أفتى وهو ابن سبع عشرة سنة.

قال الخطيب: مات في شوال، وكان يوما مشهودا، دفن في داره، ثم نُقل سنة عشر وأربعمائة ودُفن بباب حرب.

193 -

‌ أحمد بن بكر بن أحمد بن بقية

، أبو طالب العبدي.

أحد أئمة العربية، له شرح الإيضاح لأبي علي الفارسي، والتكملة، وهو من أحسن الشروح.

ص: 102

وكان العبدي كاسد السوق لا يحضر عنده إلا القليل، وإنما يزدحمون على ابن جني والربعي.

أخذ العربية عن أبي سعيد السيرافي. ثم لزم أبا علي الفارسي حتى أحكم الفن، وتصدر ببغداد، وحدث عن دعلج، وأبي عُمر الزاهد. روى عنه القاضي أبو الطيب الطبري، وأبو الفضل محمد ابن المهدي، وغيرهما.

194 -

‌ أحمد بن علي بن إسماعيل بن عبد الله بن ميكال

، أبو نصر النيسابوري.

الأمير العريض الجاه، البسيط الحشمة، إنسان عين آل ميكال، والذي كان يُضرب به المثل في الخصال، شاع ذكره، وكثر ضياعه وعقاره حتى أوقعه اتساق أموره في نكبته.

توفي بقلعة غزنة في سنة ست، ولم يحدث.

سمع من جده، وله شعر حسن رائق، وأدب رائع، وبلاغة، وبراعة.

وكان جمال مملكة يمين الدولة محمود بن سُبكتكين وطراز دولته.

وفيه يقول الأديب الخوارزمي:

رف المنام إلى طيف خياله لو أن طيفا كان من أبداله ولو أن هذا الدهر يشكر لم يدع شكر الأمير وقد غدا من آله الوفر عند نواله والنيل عند سؤاله والموت عند سياله والخلق من سُؤاله والجُود من عذاله والدهر من عماله تتجمع الآمال في أمواله فيفرق الأموال في آماله شيخ البديهة ليس يُمسك لفظهُ فكأنما ألفاظه من ماله

195 -

‌ إبراهيم بن جعفر بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن الصباح بن عبدة

، أبو الحسن الأسدي الهمذاني الحناط الشاهد.

وُلد سنة سبع وعشرين وثلاثمائة. وسمع سنة ثلاث وأربعين من أبي القاسم بن عُبيد، وأوس الخطيب، وأبي الصقر الكاتب، ومأمون بن أحمد، وأبي بكر محمد بن حيويه الكرجي، وأبي بكر بن خلاد النصيبي، ومحمد بن محمويه النسوي، روى عنه أبو مسلم بن غزو، والحسن بن عبد الله بن ياسين،

ص: 103

ومحمد بن الحسين الصوفي، وأبو القاسم الخطيب.

قال شيرويه: كان صدوقا، توفي في جمادى الآخرة.

196 -

‌ باديس بن المنصور بن بلكين بن زيري بن مناد

، الأمير أبو مناد الحميري الصنهاجي.

ولي إفريقية للحاكم، ولقبه الحاكم نصير الدولة، وكان باديس ملكا كبيرا حازما شديد البأس، إذا هز رمحا كسره.

ولد بأشير سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، فلما كان في ذي القعدة سنة ست وأربعمائة أمر جيوشه بالعرض، فعرضوا بين يديه إلى وقت الظهر، وسره حسن عسكره، وانصرف إلى قصره ومد السماط، فأكل معه خواصه، ثم انصرفوا فلما كان الليل مات فجاءة، فأخفوا أمره، ورتبوا أخاه كرامت بن المنصور حتى وصلوا إلى ولده المعز بن باديس فبايعوه، وتم له الأمر.

وقيل: إن سبب موته أنه قصد طرابلس ونزل بقربها عازما على قتالها، وحلف أن لا يرحل عنها حتى يعيدها فدنا للزراعة، فاجتمع أهل البلد إلى المؤدب محرز وقالوا: يا ولي الله قد بلغك ما قاله باديس. فهلك في ليلته بالذبحة، وكان من دعائه عليه أن رفع يديه إلى السماء وقال: يا رب باديس، اكفنا باديس.

وصنهاجة: بكسر أوله، قبيلة مشهورة من حمير، وقال ابن دريد: بضم الصاد، لا يجوز غير ذلك.

197 -

‌ الحسن بن علي بن محمد

، الأستاذ أبو علي الدقاق الزاهد النيسابوري.

شيخ الصوفية، وشيخ أبي القاسم القشيري. توفي في ذي الحجة.

ص: 104

سمع أبا عمرو بن حمدان، وأبا الهيثم محمد بن مكي الكشميهني، وأبا علي محمد بن عمر الشبويي.

ذكره عبد الغافر مختصرا فقال: لسان وقته وإمام عصره بعلم العربية، وحصل علم الأصول، وخرج إلى مرو فتفقه بها على الخضري، وأعاد على أبي بكر القفال المروزي، وبرع، ثم أخذ في العمل وسلك طريق التصوف، وصحب أبا القاسم النصرآباذي. حكى عنه أبو القاسم القشيري أحوالا وكرامات. توفي في ذي الحجة سنة خمس.

198 -

‌ الحسن بن محمد بن حبيب بن أيوب

، أبو القاسم النيسابوري الواعظ المفسر.

صنف في القرآن، والتفسير، والآداب، وعقلاء المجانين. سمع محمد بن يعقوب الأصم، وأبا الحسن الكارزي، ومحمد بن صالح بن هانئ، وأبا حاتم محمد بن حبان البستي، وأحمد بن محمد بن حمدون الشرمقاني، وجماعة. روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الواحد الحيري الواعظ، وأبو الفتح محمد بن إسماعيل الفرغاني، وأبو علي الحسين بن محمد السكاكي.

وتوفي في ذي الحجة.

199 -

‌ حمزة بن عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن حمزة

، أبو يعلى المهلبي النيسابوري، الطبيب الحاذق.

سمع أبا حامد بن بلال، وأبا جعفر محمد بن الحسن الأصبهاني الصوفي، ومحمد بن أحمد بن دلويه صاحب البخاري، ومحمد بن الحسين القطان، وجماعة تفرد بالسماع منهم. وطال عمره.

روى عنه أبو عبد الله الحاكم، وأبو بكر البيهقي، وأبو نصر عبيد الله بن

ص: 105

سعيد السجزي، وأبو بكر بن خلف الشيرازي، وأبو القاسم عبد الله بن علي الطوسي، ومحمد بن إسماعيل التفليسي، وطائفة سواهم.

قال الحاكم: أبو يعلى حمزة الصيدلاني هذا صحب المشايخ، وطلب الحديث، ثم تقدم في معرفة الطب.

وقال غيره: هو من أولاد المهلب بن أبي صفرة الأزدي الأمير.

توفي يوم عيد الأضحى عن سن عالية.

200 -

‌ عبيد الله بن محمد بن أحمد بن جعفر أبو القاسم السقطي

.

بغدادي نبيل لم يذكره الخطيب في تاريخه. سمع الكثير من إسماعيل الصفار، ومحمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، وأبي جعفر بن البختري، وابن السماك، وأبي سهل القطان، والنجاد، وخلق. وسمع بمكة من ابن الأعرابي، والآجري، وجاور بها دهرا. وخرج ابن أبي الفوارس له.

وروى الكثير؛ روى عنه حمزة السهمي، والمظفر بن الحسن سبط ابن لال، وأبو ذر عبد بن أحمد، وعبد العزيز الأزجي، والحسن بن عبد الرحمن الشافعي المكي، وخلق من الحاج.

قال سعد الزنجاني: كان السقطي يدعو الله أن يرزقه مجاورة أربع سنين، فجاور أربعين سنة، فرأى رؤيا كأن قائلا يقول: يا أبا القاسم! طلبت أربعة وقد أعطيناك أربعين، لأن الحسنة بعشر أمثالها، ومات لسنته.

قال ابن النجار: مات سنة ست وأربعمائة.

201 -

‌ عُبيد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن مهران

، الإمام أبو أحمد بن أبي مسلم البغدادي الفرضي المقرئ، أحد شيوخ العراق ومن سار ذكره في الآفاق.

قرأ القرآن على أحمد بن عثمان بن بُويان، وهو آخر من قرأ في الدنيا عليه. وسمع المحاملي، ويوسف بن البهلول الأزرق، وحضر مجلس أبي بكر بن الأنباري.

قال الخطيب: كان ثقة ورعا دينا.

ص: 106

وقال العتيقي: ما رأينا في معناه مثله.

وذكره الأزهري عبيد الله، فقال: إمام من الأئمة.

وقال عيسى بن أحمد الهمذاني: كان أبو أحمد إذا جاء إلى الشيخ أبي حامد الإسفراييني قام من مجلسه ومشى إلى باب مسجده حافيا مستقبلا له.

وقال الخطيب: حدثنا منصور بن عمر الفقيه، قال: لم أر في الشيوخ من يُعلم لله غير أبي أحمد الفرضي. قال: وكان قد اجتمعت فيه أدوات الرياسة من علم وقرآن وإسناد، وحالة متسعة من الدنيا، وكان مع ذلك أورع الخلق، وكان يقرأ علينا الحديث بنفسه، وكنت أُطيل القعود معه، وهو على حالة واحدة لايتحرك ولا يعبث بشيء، ولم أر في الشيوخ مثله.

قلت: قرأ عليه نصر بن عبد العزيز الفارسي نزيل مصر، وأبو علي الحسن بن القاسم غلام الهراس، والحسن بن علي العطار، وأبو بكر محمد بن علي الخياط، وغيرهم. وحدث عنه أبو محمد الخلال، وعمر بن عُبيد الله البقال، وأحمد بن علي بن أبي عثمان الدقاق، وعلي بن أحمد ابن البُسري، وعلي بن محمد بن محمد بن الأخضر الأنباري، وآخرون.

وتوفي في شوال عن اثنتين وثمانين سنة، وقد وقع لي حديثه بعُلو.

وأخبرنا عمر بن عبد المنعم برواية قالون قراءة عليه، قال: أخبرنا بها أبو اليمن زيد بن الحسن المقرئ إجازة، أن هبة الله بن عمر الحريري أخبره بها تلاوةً وسماعا، قال: قرأت بها على أبي بكر محمد بن علي بن محمد بن موسى الخياط في سنة إحدى وستين وأربعمائة. وقرأ الخياط على أبي أحمد الفرضي، عن قراءته على أبي الحسين بن بويان، عن قراءته على القاضي أبي حسان أحمد بن محمد بن الأشعث، عن قراءته على أبي نشيط، عن قالون، عن نافع، وقد وقعت لنا هذه الرواية - كما ترى - في غاية العلو.

202 -

‌ عتبة بن خيثمة بن محمد بن حاتم بن خيثمة بن الحسن بن عوف

، القاضي أبو الهيثم التميمي النيسابوري الفقيه الحنفي، شيخ الفقهاء والقضاة.

ص: 107

ذكره الفارسي فقال: عديم النظير في الفقه والتدريس والفتوى.

تولى القضاء سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة إلى سنة خمس وأربعمائة، فأجراه أحسن مجرى. سمع من أستاذيه: أبي الحسين قاضي الحرمين، وأبي العباس التبان. وسمع بالحجاز من الديبلي، وببغداد من أبي بكر الشافعي وتوفي في جمادى الآخرة. روى عنه أبو بكر بن خلف.

203 -

‌ عثمان بن أحمد بن إسحاق بن بندار

، أبو الفرج الأصبهاني البرجي.

سمع محمد بن عمر بن حفص الجورجيري، وغيره. وعنه أبو الخير محمد بن أحمد ررا، وسليمان بن إبراهيم الحافظ، والقاسم بن الفضل الثقفي، وجماعة.

توفي ليلة الفطر.

204 -

‌ العلاء بن الحسين بن العلاء بن أحمد

، أبو الفتح الزهيري الهمذاني البزاز.

روى عن أبي حاتم محمد بن عيسى الوسقندي. روى عنه محمد بن عيسى، وابن غزو، وعامة مشايخ الوقت بهمذان.

قال شيرويه: وحدثنا عنه يوسف الخطيب، ومحمد بن الحسين الصوفي، وكان صدوقا.

205 -

‌ محمد بن أحمد بن خليل بن فرج

، أبو بكر القرطبي، مولى بني العباس.

سمع وهب بن مسرة، وإسماعيل بن بدر. وحج، فأخذ بمكة عن محمد بن نافع الخزاعي، وبمصر عن أبي علي بن السكن، وأبي محمد بن الورد، وحمزة الكناني. روى عنه يونس بن عبد الله القاضي.

وتوفي في رمضان، وله أربع وثمانون سنة.

استوفى ترجمته الحافظ قطب الدين، وأنه سمع أيضا من محمد بن

ص: 108

معاوية، وبمكة عمر الجمحي، وبكير بن محمد الحداد.

وكان صالحا فاضلا مجتهدا في العبادة متقشفا، رحمه الله.

206 -

‌ محمد بن أحمد بن عبد الوهاب الإسفراييني الحديثي الحافظ

.

رحل وكتب عن أبي أحمد بن عدي، وطبقته وكانت رحلته في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.

قال أبو مسعود البجلي: سمعت أبا عبد الله الحاكم يقول: أشهد على أبي بكر الإسفراييني أنه يحفظ من حديث مالك، وشعبة، والثوري، ومسعر أكثر من عشرين ألف حديث.

207 -

‌ محمد بن بذال

، مختار الدولة قائد الجيوش.

ولي إمرة دمشق بعد أبي المطاع بن حمدان، فبقي أربع سنين، وعزل في هذه السنة.

208 -

‌ محمد بن الحسن بن فورك

، أبو بكر الأصبهاني الفقيه المتكلم.

سمع مسند الطيالسي من عبد الله بن جعفر الأصبهاني، واستدعي إلى نيسابور لحاجتهم إلى علمه، فاستوطنها، وتخرج به طائفة في الأصول والكلام، وله تصانيف جمة.

وكان رجلا صالحا، وقد سمع أيضا من ابن خرزاد الأهوازي. روى عنه أبو بكر البيهقي، وأبو القاسم القشيري، وأبو بكر أحمد بن علي بن خلف، وآخرون.

قال عبد الغافر بن إسماعيل: قبره بالحيرة يستسقى به.

ذكر ابن حزم في النصائح أن ابن سبكتكين قتل ابن فورك لقوله:

ص: 109

إن نبينا صلى الله عليه وسلم ليس هو نبي اليوم، بل كان رسول الله، وزعم ابن حزم أن هذا قول جميع الأشعرية.

قال ابن الصلاح: ليس كما زعم، بل هو تشنيع عليهم أثارته الكرامية فيما حكاه القشيري، وتناظر ابن فورك وأبو عثمان المغربي في الولي، هل يعرف أنه ولي؟ فكان ابن فورك ينكر أن يعرف ذلك، وأبو عثمان يثبت ذلك.

وحكى بعضهم عن ابن فورك أنه قال: كل موضع ترى فيه اجتهادا ولم يكن عليه نور، فاعلم أنه بدعة خفية.

وذكره القاضي شمس الدين في وفيات الأعيان فقال فيه: الأستاذ أبو بكر المتكلم الأصولي الأديب النحوي الواعظ الأصبهاني، درس بالعراق مدة، ثم توجه إلى الري، فسعت به المبتدعة فراسله أهل نيسابور، فورد عليهم، وبنوا له بها مدرسة ودارا، وظهرت بركته على المتفقهة، وبلغت مصنفاته قريبا من مائة مصنف ودعي إلى مدينة غزنة، وجرت له بها مناظرات، وكان شديد الرد على أبي عبد الله بن كرام، ثم عاد إلى نيسابور، فسم في الطريق، فمات بقرب بست، ونقل إلى نيسابور، ومشهده بالحيرة ظاهر يزار ويستجاب الدعاء عنده.

قلت: أخذ طريقة الأشعري عن أبي الحسن الباهلي، وغيره.

قال عبد الغافر بن إسماعيل: سمعت أبا صالح المؤذن يقول: كان أبو علي الدقاق يعقد المجلس ويدعو للحاضرين والغائبين من أعيان البلد وأئمتهم، فقيل له: قد نسيت ابن فورك ولم تدع له. فقال أبو علي: كيف أدعو له وكنت أقسم على الله البارحة بإيمانه أن يشفي علتي، وكان به وجع البطن تلك الليلة.

وقال البيهقي: سمعت القشيري يقول: سمعت ابن فورك يقول: حملت مقيدا إلى شيراز لفتنة في الدين، فوافينا باب البلد مصبحا، وكنت مهموما، فلما أسفر النهار وقع بصري على محراب في مسجد على باب البلد، مكتوب عليه:{أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} ، وحصل لي تعريف من باطني أني أكفى عن قريب، فكان كذلك، وصرفوني بالعز.

ص: 110

قلت: كان مع دينه صاحب قلبة وبدعة رحمه الله.

قال أبو الوليد سليمان الباجي: لما طالب ابن فورك الكرامية أرسلوا إلى محمود بن سبكتكين صاحب خراسان يقولون له: إن هذا الذي يؤلب علينا أعظم بدعة وكفرا عندك منا، فسله عن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، هل هو رسول الله اليوم أم لا؟ فعظم على محمود الأمر، وقال: إن صح هذا عنه لأقتلنه. ثم طلبه وسأله فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما اليوم فلا، فأمر بقتله، فشفع إليه وقيل: هو رجل له سن. فأمر بقتله بالسم، فسقي السم.

وقد دعا ابن حزم للسلطان محمود إذ وفق لقتل ابن فورك، لكونه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان رسولا في حياته فقط، وأن روحه قد بطل وتلاشى، وليس هو في الجنة عند الله تعالى يعني روحه. وفي الجملة ابن فورك خير من ابن حزم وأجل وأحسن نحلة.

قال الحاكم أبو عبد الله: أخبرنا ابن فورك، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، فذكر حديثا.

209 -

‌ محمد ابن الطاهر ذي المناقب الحسين بن موسى

. بن محمد أبو الحسن العلوي الموسوي المعروف بالشريف الرضي، نقيب الطالبيين، من ولد موسى بن جعفر بن محمد.

ص: 111

له ديوان شِعر مشهور، وشعره في غاية الحُسن. وصنف كتابا في معاني القرآن يتعذر وجود مثله. وكان غير واحد من الأدباء يقولون: الشريف الرضي أشعر قُريش.

وكان مولده سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.

وذكر الثعالبي أنه ابتدأ بنظم الشعر وهو ابن عشر سِنين. قال، وهو أشعر الطالبيين ممن مضى منهم ومن غبر على كثرة شُعرائهم المُفلقين، ولو قلت إنه أشعر قريش لم أبعُد عن الصدق.

وكان هو وأبوه نقيب الطالبيين، ولي النقابة في أيام أبيه. وديوانه في أربع مجلدات.

وقيل: إن الشريف الرضي أحضر درس أبي سعيد السيرافي النحوي ليعلمه ولم يبلغ عشر سنين، فامتحنه يوما فقال: ما علامة النصب في عمر؟ فقال: بُغض علي. فعجب السيرافي والجماعة من حدة خاطره.

وللرضي كتاب مجاز القرآن أيضا.

ص: 112

وكان أبوه شيخا معمرا، تُوفي سنة أربعمائة، وقيل: سنة ثلاث وأربعمائة، وقد جاوز التسعين. فرثاه أبو العلاء المعري.

ومن شِعر الرضي

يا قلبُ ما أنت من نجد وساكنه خلفت نجدا وراء المُذبحِ الساري راحت نوازعٌ من قلبي تتبعُهُ على بقايا لبانات وأوطارِ يا صاحبي قفا لي واقضيا وطرا ً وحدثاني عن نجد بأخبارِ هل رُوضتْ قاعة الوعساء أم مُطرتْ خميلة الطلح ذات البان والغار أم هل أبيتُ ودارٌ دون كاظمة داري وسُمار ذاك الحي سُماري تضوعُ أرواحُ نجد من ثيابهمُ عند القدوم لقرب العهد بالدار

وللرضي

اشترِ العز بما شئـ ـت فما العزُّ بغالِي بقِصار الصفر إن شئت أو السُمر الطوالِ ليس بالمغبون عقلا من شرى عِزا بمالِ إنما يدخر الما ل لأثمان المعالي

توفي في المحرم.

210 -

‌ محمد بن عبد الله بن محمد

، أبو بكر الشيرازي المؤدب المعروف بالنجار.

تُوفي في جُمادى الآخرة عن مائة وست سنين.

211 -

‌ محمد بن عثمان بن حسن

، القاضي أبو الحسين النصيبي، نزيل بغداد.

روى عن أبي الميمون بن راشد البجلي، وإسماعيل الصفار، وأحمد بن جعفر ابن المنادي. روى عنه القاضي أبو الطيب الطبري، وغيره.

ص: 113

ضعفه أحمد بن علي البادا.

وقال حمزة الدقاق: روى للشيعة، ووضع لهم.

وقال الخطيب: سألت الأزهري عنه، فقال: كذاب.

212 -

‌ محمد بن علي بن يحيى بن السري الحذاء التنيسي

.

توفي بها في شعبان، ووُلد سنة سبع عشرة وثلاثمائة؛ قاله الحبال.

213 -

‌ محمد بن موهب بن محمد

، أبو بكر الأزدي القبري ثم القُرطبي الحصار، والد القاضي أبي شاكر عبد الواحد، وجد الإمام أبي الوليد الباجي لأمه.

روى عن عبد الله بن قاسم، وعبد الله بن محمد بن علي الباجي. ورحل فأخذ عن أبي محمد بن أبي زيد، وأبي الحسن القابسي، وتفقه عندهما، وبرع في مذهب مالك، ونظر في علم الكلام، فلما رجع تكلم في شيء من نُبوة النساء ونحو هذه الغوامض، فشنعوا عليه بذلك.

وكان من زُهاد العلماء، وكان القاضي ابن ذكوان يقدمه على فُقهاء وقته وله مصنف في الفقه مفيد، وله شرح رسالة شيخه أبي محمد، ثم نزح إلى سبتة لأمور جرت، فأخذ عنه بها حمزة بن إسماعيل، ثم عاد إلى قُرطبة مُستخفيا.

وتوفي في جُمادى الأولى.

214 -

‌ أبو زُرعة بن حُسين بن أحمد القزويني الفقيه

.

سمع من عبد الله بن عدي بُجرجان، والفاروق الخطابي بالبصرة، وجماعة.

ص: 114

سنة سبع وأربعمائة.

215 -

‌ أحمد بن إبراهيم بن محمد البغدادي

، أبو الحسين الخازن.

سمع الحسين بن عياش القطان. وثقه البرقاني، ومات في رمضان. روى جزءا واحدا؛ سمع منه البرقاني، وغيره.

216 -

‌ أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن موسى

، الحافظ أبو بكر الشيرازي، مصنف كتاب الألقاب.

سمع ببغداد أبا بحر محمد بن الحسن البربهاري، وأبا بكر القطيعي، وعلي بن أحمد المصيصي، وبأصبهان أبا القاسم الطبراني، وأبا الشيخ وبمرو عبد الله بن عمر بن علك، وبجُرجان عبد الله بن عدي، والإسماعيلي، وبنيسابور محمد بن الحسن السراج، وبفارس عبد الواحد بن الحسن الجنديسابوري، وسعيد بن القاسم بن العلاء المُطوعي بطراز من بلاد التُرك، وببخارى محمد بن محمد بن صابر، وبشيراز أسامة بن زيد القاضي، وبالبصرة أحمد بن عبد الرحمن الخاركي، وبواسط وبلدان عدة. وأقام بهمذان مدة، فروى عنه محمد بن عيسى، وأبو مسلم بن غزو، وحميد بن المأمون، وآخرون.

قال الحافظ شيرويه: حدثنا عنه أبو الفرج البجلي، وكان صدوقا ثقة حافظا يُحسن هذا الشأن جيدا جيدا. خرج من عندنا سنة أربع وأربعمائة إلى شيراز، وأخبرتُ أنه مات بها سنة إحدى عشرة.

وقال أبو القاسم بن منده: تُوفي في سنة سبع في شوال.

قلت: وهذا أقرب، وقد سمعت كتاب الألقاب له من الأبرقُوهي بسماعه حضورا سنة ثمان عشرة وستمائة، من أبي سهل السرفُولي، بسماعه

ص: 115

من شهردار ابن الحافظ شيرويه؛ أخبرنا أحمد بن عمر البيع، قال: أخبرنا حُميد بن المأمون، عنه.

قال جعفر المستغفري: كان يفهم ويحفظ. دخل نسف وكتبت عنه، وسمعته يقول: وقع بيني وبين أبي عبد الله ابن البيع الحافظ منازعة في عمرو بن زُرارة وعُمر بن زُرارة، فكان يقول: هما واحد. فتحاكمنا إلى الحاكم أبي أحمد الحافظ فقلنا: ما يقول الشيخ في رجل يقول: عمرو بن زُرارة وعُمر بن زُرارة واحد؟ فقال: من هذا الطبل الذي لا يفصل بينهما!

217 -

‌ أحمد بن محمد بن خاقان

، أبو الطيب العُكبري الدقاق.

حدث عن أبي ذر أحمد بن محمد ابن الباغندي، ومحمد بن أيوب بن المُعافى، وهو آخر من حدث عنهما.

وكان مولده سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.

218 -

‌ أحمد بن محمد بن يوسف بن دُوست

، أبو عبد الله البغدادي البزاز.

حدث عن الحسين بن يحيى بن عياش، ومحمد بن جعفر المطيري، وإسماعيل الصفار، وطبقتهم. وعنه أبو محمد الخلال، والأزهري، وهبة الله اللالكائي، وأبو بكر الخطيب قال: وكان محدثا مُكثرا حافظا عارفا. مكث مدة يُملي بجامع المنصور بعد المخلص، وكان يُملي من حفظه، وكان عارفا بمذهب مالك. ضعفه الأزهري، وطعن ابن أبي الفوارس في روايته عن المطيري.

قال الخطيب: تُوفي في رمضان وله أربع وثمانون سنة.

قلت: آخر من روى عنه رزق الله التميمي، وقع لي حديثه عاليا.

قال البرقاني: كان يسرد الحديث من حفظه، وتكلموا فيه، فقيل: إنه كان يكتب الأجزاء ويتربُها ليظن أنها عُتق.

ص: 116

وقال الأزهري: غرقت كُتبه فكان يجددها.

وأثنى عليه بعض العلماء، وكان يُذاكر الدارقطني، ويسرد من حفظه.

219 -

‌ أحمد بن محمد بن عبس

، أبو مُعاذ الزاغاني الهروي.

آخر من روى عن يعقوب بن إسحاق بن محمود الحافظ الهروي. روى عنه أبو عامر الأزدي شيخ الكروخي وجماعة، وتوفي في ربيع الأول.

220 -

‌‌

‌ الحسن بن حامد

بن الحسن

، أبو محمد الديبلي التاجر الأديب.

سمع علي بن محمد بن سعيد الموصلي، وأبا الطيب المتنبي.

قال الخطيب: حدثنا عنه الصوري، وكان صدوقا، تاجرا ممولا.

قال لي الصوري: ذكر لنا ابن حامد أنه سمع من دعلج، وأن المتنبي لما قدم بغداد نزل عليه، فكان القيم بأموره، وقال له: لو كنت مادحا تاجرا لمدحتك.

وقال الصوري: قد روى الحافظ عبد الغني بن سعيد، عن رجل، عن ابن حامد.

وقال أبو إسحاق الحبال: توفي في مُستهل شوال.

قلت: وسماع الصوري منه بمصر، وروى عنه خلف الحُوفي.

221 -

الحسن بن حامد، شيخ الحنابلة.

قد مر سنة ثلاث وأربعمائة.

222 -

‌ الحسن بن علي بن المؤمل بن الحسن بن عيسى بن ماسرجس

، أبو محمد الماسرجسي النيسابوري.

سمع أباه، وأبا عثمان عمرو بن عبد الله البصري، والأصم.

وكان ثقة جليلا. روى عنه أبو بكر البيهقي.

وتوفي في شعبان.

ص: 117

223 -

‌ سليمان بن الحكم بن سليمان ابن الناصر لدين الله عبد الرحمن الأموي

المرواني الملقب بالمستعين.

خرج قبل الأربعمائة والتف عليه خلق من جيوش البربر بالأندلس، وحاصر قرطبة إلى أن أخذها كما ذكرنا في سنة ثلاث وأربعمائة، وعاث هو وجيشه وأفسدوا، وقتلوا، وعملوا ما لا تعمله الفرنج، وكان من أمراء جُنده القاسم وعلي ابنا حمود بن ميمون الحسني الإدريسي، فقدمهما على البربر، ثم استعمل أحدهما على سبتة وطنجة، واستعمل القاسم على الجزيرة الخضراء. ثم إن عليا متولي سبتة راسل جماعة، وحدث نفسه بولاية الأندلس، فاستجاب له خلق، وبايعوه، فزحف من سبتة وعدى إلى الأندلس، فبايعه أمير مالقة، واستفحل أمره، ثم زحف بالبربر إلى قرطبة، فجهز المستعين لحربه ولده محمد بن سليمان، فانكسر محمد، وهجم علي بن حمود قرطبة فدخلها، وذبح المستعين بيده صبرا، وذبح أباه الحكم وهو شيخ في عشر الثمانين، وذلك في المحرم، وانقطعت دولة بني أمية في جميع الأندلس.

وكان قيام سليمان في شوال سنة تسع وتسعين ثم كمل أمره في ربيع الآخر سنة أربعمائة، وظفر بالمهدي محمد بن عبد الجبار في ذي الحجة من السنة فقتله صبرا، وهرب المؤيد بالله هشام بن الحكم، وسار سليمان في بلاد الأندلس يعيث ويفسد ويغير حتى دوخ الإسلام وأهله.

قال الحُميدي: لم يزل المستعين يجول بالبربر يفسد وينهب ويقفر المدائن والقرى بالسيف لا يبقي - معه البربر - على صغير ولا كبير ولا امرأة إلى أن غلب على قرطبة في سنة ثلاث في شوال.

قلت: عاش سليمان المستعين نيفا وخمسين سنة، وله شعر رائق فمنه:

عجبا يهاب الليث حد سِناني وأهاب لحظ فواتِر الأجفان وأقارع الأهوال لا متهيبا منها سوى الإعراضِ والهجرانِ وتملكت نفسي ثلاث كالدمى زهر الوجوه نواعم الأبدانِ ككواكب الظلماء لحن لناظر من فوق أغصان على كثبانِ هذي الهلال وتلك بنت المشتري حسنا وهذي أخت غصنِ البانِ

ص: 118

حاكمت فيهن السلُو إلى الصبا فقضى بسلطان على سلطاني وإذا تجارى في الهوى أهل الهوى عاش الهوى في غبطة وأمان

224 -

‌ عبد الله بن أحمد بن إبراهيم

، أبو القاسم الفارسي ثم البغدادي.

حدث عن أبي عمرو ابن السماك، وأبي بكر النجاد.

قال الخطيب: سمعت منه، وكان قدريا داعية، لم أكتب ما سمعته منه.

225 -

‌ عبد الرحمن بن أحمد بن أبي المطرف عبد الرحمن الأندلسي

، أبو المطرف، قاضي الجماعة.

استقضاه الخليفة المؤيد بالله هشام في دولته الثانية، فحمدت سيرته، وكان الأغلب عليه الأدب والرواية، وعزل عن القضاء بعد سبعة أشهر، ففرح بالعزل، وعاد إلى الانقباض والزهد إلى أن مضى لسبيله مستورا، وتوفي في صفر عن إحدى وسبعين سنة.

226 -

‌ عبد الرحمن بن عمر بن إبراهيم

، أبو القاسم الهمذاني المؤدب.

روى عن عبد الرحمن الجلاب، وأبي أحمد بن مملوس الزعفراني، وحامد الصرام، وجماعة.

قال شيرويه: حدثنا عنه أحمد بن عبد الرحمن الروذباري، وأخوه أبو بكر، ويوسف الخطيب، ومحمد بن الحسين الصوفي، وحديثه يدل على الصدق.

227 -

‌ عبد الرحمن بن محمد بن حامد

، أبو الحسن الديناري الأنصاري الهروي.

سمع أبا حامد الشاركي، وحامد بن محمد الرفاء، وجماعة.

أكثر الناس عنه.

228 -

‌ عبد السلام بن الحسن بن عون

، الأديب أبو الخطاب البغدادي

ص: 119

الحريري التاجر. من فحول الشعراء.

ذكره ابن النجار، وأورد له مقطعات.

روى عنه مِهيار الديلمي، وأحمد بن عمر بن روح.

مات في رجب.

229 -

‌ عبد العزيز بن عثمان بن محمد القرقساني الصوفي

، الشيخ أبو محمد، شيخ الصوفية بالشام.

حدث عن القاضي أحمد بن كامل. روى عنه أبو علي الأهوازي، وعلي بن محمد الربعي.

توفي في شوال، وكان أشعريا؛ قاله ابن عساكر.

230 -

‌ عبد القاهر بن محمد بن محمد بن عترة

، أبو بكر الموصلي.

حدث ببغداد عن موسى بن محمد الزرقي الموصلي. روى عنه أبو بكر الخطيب ووثقه، وابن المهتدي بالله.

231 -

‌ عبد الملك بن أبي عثمان محمد بن إبراهيم

، أبو سعد النيسابوري الواعظ الزاهد المعروف بالخركوشي، وخركوش: سكة بمدينة نيسابور.

روى عن حامد بن محمد الرفاء، ويحيى بن منصور القاضي، وإسماعيل بن نجيد، وأبي عمرو بن مطر. وتفقه على أبي الحسن الماسرجسي، وسمع بالعراق ودمشق، وحج وجاور، وصحب الزهاد. وكان له القبول التام.

وصنف كتاب دلائل النبوة، وكتاب التفسير، وكتاب الزهد وغير ذلك.

قال الحاكم: أقول إني لم أر أجمع منه علما، وزهدا، وتواضعا، وإرشادا إلى الله، وإلى الزهد في الدنيا، زاده الله توفيقا وأسعدنا بأيامه، وقد سارت مصنفاته في المسلمين.

وقال الخطيب: كان ثقة ورعا صالحا.

ص: 120

قلت: روى عنه الحاكم وهو أكبر منه، والحسن بن محمد الخلال، وعبد العزيز الأزجي، وأبو القاسم التنوخي، وعلي بن محمد الحنائي، وأبو القاسم القُشيري، وأبو صالح المؤذن، وأبو علي الأهوازي، وأبو بكر البيهقي، وأبو الحسين محمد ابن المهتدي بالله، وأحمد بن علي بن خلف الشيرازي، وعلي بن عثمان الأصبهاني البيع، وآخرون.

وتوفي سنة سبع في جمادى الأولى.

أخبرنا أحمد بن هبة الله، قال: أخبرنا أبو روح إجازة، قال: أخبرنا زاهر قال: أخبرنا علي بن عثمان بن محمد البيع سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة، قال: حدثنا الأستاذ أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان إملاء في سنة ست وتسعين وثلاثمائة قال: حدثنا يحيى بن منصور، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن نفيل قال: قرأت على معقل بن عُبيد الله، عن عطاء، عن جابر قال:«قام سُراقة بن مالك بن جعشم المُدلجي فقال: يا نبي الله حدثنا حديث قوم كأنما ولدنا اليوم، عُمرتنا هذه لعامِنا هذا، أم للأبد؟ قال: لا، بل لأبد الأبد» .

كان أبو سعد ممن وُضع له القبول في الأرض، وكان الفقراء في مجلسه كالأمراء، وكان يعمل القلانس ويبيعها، ويأكل من كسب يمينه. بنى في سكته مدرسةً ودارا للمرضى، ووقف عليها الأوقاف، وله خزانة كُتب كبيرة موقوفة. فالله يرحمه.

وذكر ابن عساكر أنه كان أشعريا.

وقال محمد بن عُبيد الله الصرام: رأيت الأستاذ أبا سعد الزاهد بالمصلى للاستسقاء على رأس الملأ، وسمعته يصيح:

إليك جئنا وأنت جئت بنا وليس رب سواك يُغنينا

ص: 121

بابُك رحبُ فناؤهٌ كرمٌ تُؤي إلى بابك المساكينا

232 -

‌ عبد الوهاب بن أحمد بن الحسن بن علي بن منير

، أبو القاسم المصري الأديب، أخو منير.

لم يكن له في الحديث خبرة، وقد سمع أبا سعيد ابن الأعرابي، وغير واحد، وحدث، وأفاد؛ روى عنه الحافظ أبو عمرو الداني، وغيره من المغاربة والمصريين.

وتوفي في شعبان من السنة.

233 -

‌ عطية بن سعيد بن عبد الله

، أبو محمد الأندلسي.

سمع من أبي محمد الباجي. ثم رحل وطاف بلاد المشرق سياحة وانتظمها سماعا، وبلغ إلى ما وراء النهر، ثم عاد إلى نيسابور فسكنها مدة على قدم التوكل والزهد، ورُزق القبُول الوافر، وعاد إليه أصحاب أبي عبد الرحمن السُلمي.

قال الخطيب: ثم قدمِ بغداد، وحدث عن زاهر السرخسي، وعلي بن الحسين الأذني، حدثني عنه أبو الفضل عبد العزيز بن المهدي، وقال: كان زاهدا لا يضع جنبه، إنما ينام مُحتبيا.

وقال غيره: ثم خرج من بغداد إلى مكة، وكان قد جمع كُتبا حملها على بخاتي كثيرة، وليس له إلا ركوة ومُرقعته ووطاءة، وكذلك خرج إلى الحج، فكان كل يوم يعزم عليه رجلٌ من الركب. قال رفيقه: ما رأيته يحمل من الزاد شيئا. وقُرئ عليه بمكة صحيح البخاري، بروايته عن إسماعيل بن حاجب صاحب الفِربْرِي، وكان عارفا بأسماء الرجال، وكان يجوز السماع، فلذلك كانت المغاربة يتحامونه.

وذكره أبو عمرو الداني في طبقات المقرئين له، فقال: عطية بن سعيد القفصي الصوفي، أخذ القراءة عن جماعة، وعرض بالأندلس على علي بن محمد بن بِشر، وبمصر على عبد الله - يعني السامري - ودخل الشام، والعراق

ص: 122

وخُراسان، وكتب الكثير من الحديث، وكان ثقة، كتب معنا بمكة عن أحمد بن فِراس، وأحمد بن مت البخاري، قال: وبها توفي سنة سبع وأربعمائة.

234 -

‌ علي بن الحسين بن القاسم

، أبو الحسن ابن المترفق البغدادي ثم الطرسوسي الصوفي.

حدث عن أبي القاسم الطبراني، وعبد الله بن عدي، وجماعة. وحدث بدمشق ومصر؛ روى عنه تمام الرازي وهو أكبر منه، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو الحسن ابن السمسار، وأبو علي الأهوازي، وهبة الله بن إبراهيم الصواف المصري، ورشأ بن نظيف، وأبو إسحاق الحبال.

ومات في شعبان.

235 -

‌ علي بن محمد

، أبو الحسن الخُراساني العداس القياس.

بمصر في ربيع الآخر. حدث عن أبي الطاهر القاضي، والحسن بن رشيق. روى عنه خلف بن أحمد الحُوفي.

236 -

‌ محمد بن أحمد بن شاكر

، أبو عبد الله المصري القطان الذي جمع فضائل الشافعي.

روى عن عبد الله بن جعفر بن الورد، والحسن بن رشيق، وجماعة. روى عنه القاضي أبو عبد الله القُضاعي، وأبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال، وجماعة.

توفي في المحرم.

• - محمد بن أحمد، أبو بكر الدمشقي الجُبني.

في العام الآتي.

237 -

‌ محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل

، أبو الحسين الضبي المحاملي.

سمع إسماعيل الصفار، وعثمان ابن السماك، والنجاد.

ص: 123

وكان إماما ثقة.

قال الدارقطني: حفظ القرآن والفرائض، ودرس مذهب الشافعي، وكتب الحديث، وهو عندي ممن يزداد كل يوم خيرا.

قال الخطيب: مولده سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، وتوفي في رجب، وقد حضرتُ مجلسه غير مرة.

قلت: وروى عنه سُليم الرازي، وأبو الغنائم بن أبي عثمان، وجماعة، وقع لي حديثه عاليا.

238 -

‌ محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن شاذي

، أبو الحسن المؤدب الحنبلي المعروف بابن الشعراني الهمذاني.

روى عن أوس بن أحمد، والكندي، ومحمد بن موسى البزاز. روى عنه مكي ابن المحتسب، ومحمد بن الحسين الصوفي.

وهو صدوق.

239 -

‌ محمد بن أحمد بن خلف بن خاقان

، أبو الطيب العُكبري.

ولد سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة، وسمع في سنة خمس وعشرين من محمد بن أيوب بن المُعافى، وإبراهيم القافلائي. روى عنه أبو منصور محمد بن محمد النديم، وهو آخر من روى عن أبي ذر الباغندي.

قال الخطيب: سألت عبد الواحد بن برهان عنه فعرفه ووثقه. فقلت: إنه روى عن أبي ذر. فقال: كان صدوقا.

مات ببغداد.

قلت: وروى عنه أبو منصور العُكبري كتاب المُجتنى لابن دُريد، بسماعه من ابن دُريد، سمعته بُعلو.

240 -

‌ محمد بن الحسن بن عنبسة

، أبو الحسن المذكر.

توفي ببخارى عن ثمانين سنة. روى عن أبي سهل بن زياد، وعبد الباقي بن قانع.

ص: 124

241 -

‌ محمد بن سليمان بن الخضر

، أبو بكر النسفي المعدل.

روى جامع الترمذي عن محمد بن محمود بن عنبر عن المصنف.

وتوفي في جمادى الأولى.

242 -

‌ محمد بن علي بن خلف

، الوزير فخر المُلك، أبو غالب ابن الصيرفي، الذي صنف الفخري في الجبر والمقابلة من أجله.

كان جوادا ممدحا رئيسا، قتله مخدومه سلطان الدولة ابن السلطان بهاء الدولة ابن عضد الدولة بنواحي الأهواز في هذه السنة.

ولُد فخر المُلك بواسط في ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، وتنقلت به الأحوال حتى ولي الوزارة، وكان قد جمع بين الحِلم والكرم والرأي.

قال أبو جعفر ابن المسلمة: كنت مع أبي عند فخر المُلك أبي غالب وقد رُفعت إليه سعايةٌ برجل، فوقع فيها: السعاية قبيحة ولو كانت صحيحة. فإن كُنت أجريتها مجرى النصح فخسرانك فيها أكثر من الربح، ومعاذ الله أن نقبل من مهتوك في مستور، ولولا أنك في خفارة شيبك لعاملناك بما يشبه مقالك، ويرتدع به أمثالك، فاكتم هذا العيب، واتق من يعلم الغيب ثم أمر الوزير فخر المُلك أن تطرح في الكتاتيب وتُعلم الصبيان، يعني: هذه الكلمات.

وقد ذكره هلال بن المحسن في كتاب الوزراء من جمعه، فأسهب في وصفه، وأطنب، وطول ترجمته.

وكان أبوه صيرفيا بديوان واسط، فنشأ فخر المُلك في الديوان وكان يتعانى الكرم والمروءة في صغره، وله نفس أبية، وأخلاق سنية، فكان أهله يلقبونه بالوزير الصغير، فلم يلبث أن ولي مُشارفة بعض أعمال واسط، وتوصل إلى أن ولي ديوان واسط، وتخادم لبهاء الدولة ابن عضد الدولة ولم يزل حتى وزر وناب لبهاء الدولة بفارس، وجرت على يده فتوحات.

وتوفي أبو علي الحسن بن أستاذ هُرمز عميد الجيوش، فولي أبو غالب وزارة العراق في آخر سنة إحدى وأربعمائة، ومدحه الشعراء. فلم يزل حاكما عليها حتى أُمْسِكَ بالأهواز في ربيع الأول وقُتل.

ص: 125

وكان رحمه الله طلق الوجه، كثير البِشر، جوادا، تنقل في الأعمال جليلها وحقيرها، وكان إليه المنتهى في الكفاءة، والخبرة، وتنفيذ الأمور، يوقع أحسن توقيع وأسدهُ وألطفه، ويقوم بعد الكد والنصب وهو ضاحك، ما تبين عليه ضجر، وكاتب ملوك الأقاليم وكاتبوه، وهاداهم وهادوه. ولم يكن في وزراء الدولة البُويهية من جمع بين الكتابة والكفاءة وكبر الهمة والمروءة والمعرفة بكل أمر مثلهُ. كان أعيان القوم أبو محمد المهلبي، وأبو الفضل بن العميد، وأبو القاسم بن عباد، وما فيهم من خبر الأعمال وجمع الأموال، مثل فخر المُلك، وكانت أيامه وعدله يزكى على أولئك، وكان من محاسن الدنيا التي يعز مثلها.

وله بيمارستان عظيم ببغداد قل أن عمل مثله، وكانت جوائزه وصلاته واصلةً إلى العلماء والكُبراء والصُلحاء والأدباء والمساكين، وله في ذلك حكايات.

دُفن دفنا ضعيفا، فبدت رِجله ونبشته الكلاب، وهو في ثيابه لم يكفن، ثم أخذوا من وسطه هميانا فيه جوهر نفيس، وأخذوا له من النعم والأموال ما ينيف على ألف ألف دينار ومائتي ألف دينار.

وقد ولي وزارة بغداد في أيام القادر بالله فأثر بها آثارا حسنة، وعم بإحسانه وجوده الخاص والعام، وعمر البلاد، ونشر العدل والإحسان. قتل مظلوما، وقد مدحه غير واحد.

ص: 126

سنة ثمان وأربعمائة

243 -

‌ أحمد بن إبراهيم بن محمد بن الحُصين

.

حدث في هذه السنة عن جعفر الخُلدي، والنجاد. روى عنه الأزهري، وأحمد بن علي التوزي، ووثقاه.

244 -

‌ أحمد بن عبد العزيز بن أحمد بن حامد بن محمود بن ثرثال

، أبو الحسن التيمي البغدادي.

سكن مصر، وحدث عن أبي عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد العطار، وإبراهيم بن محمد بن علي بن بطحاء.

ولد سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وسمع في سنة ست وعشرين.

وقيل: إن جميع ما حدث به جزء واحد؛ روى عنه محمد بن علي الصوري، وأبو عبد الله محمد بن سلامة القُضاعي، وخلف بن أحمد الحُوفي.

وآخر من حدث عنه، أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال.

توفي في ذي القعدة.

245 -

‌ أحمد بن علي الحاكم

، أبو حامد الشيباني.

توفي في رمضان.

246 -

‌ إسماعيل بن حسن بن علي بن عتاس

، أبو علي البغدادي الصيرفي.

ص: 127

حدث عن الحسين بن عياش القطان.

قال الخطيب: كان صدوقا، أدركته ولم أسمع منه، وتوفي في رمضان، حدثنا عنه الأزجي، وغيره.

247 -

‌ الحسن بن محمد بن يحيى

، أبو محمد ابن الفحام السامري المقرئ.

شيخ مُسند متفنن، سمع أبا جعفر بن البختري، وإسماعيل الصفار. وقرأ بالروايات على أبي بكر النقاش، وأبي بكر بن مقسم، ومحمد بن أحمد بن الخليل، وعمر بن أحمد الحمال الذي لقنه، وأبي عيسى بكار، وأبي بكر عبد الله بن محمد الخباز بسامراء. قرأ عليه، أبو علي غلام الهراس، وغيره. وحدث عنه محمد بن محمد بن عبد العزيز العُكبري، وغيره.

وكان فقيها على مذهب الشافعي، فاضلا، ولكن كان يتشيع.

قال الخطيب: مات بسامراء، قال: وكان يُرمى بالتشيع.

248 -

‌ الحسين بن الحسن

، أبو عبد الله ابن العريف البغدادي الجواليقي.

حدث عن محمد بن مخلد، والصولي، ومحمد بن عمرو بن البختري، وجماعة.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان فقيرا يسأل في الطرقات فلقيناه وأعطاه بعضنا شيئا، وسمعنا منه في سنة ثمان بقراءتي.

249 -

‌ خلف بن هانئ

، أبو القاسم العدوي العُمري، الطرطُوشي.

قدمِ قُرطبة، وسمع من أبي بكر أحمد بن الفضل الدينوري، وأحمد بن معروف في سنة ست وأربعين. روى عنه ابنه أبو مروان عبيد الله، وأبو المُطرف بن جحاف، وغيرهما.

ص: 128

وتوفي في نصف رمضان، وقد جاوز الثمانين.

250 -

‌ سعد بن محمد بن يوسف

، أبو رجاء الشيباني القزويني، نزيل بغداد.

قال الخطيب: ما علمتُ به بأسا، وحدثنا من حفظه سنة ثمان قال: حدثنا الحسن بن حبيب الحصائري بدمشق، قال: حدثنا الربيع بن سليمان، فذكر حديثا، ثم قال الخطيب: لم يكن عنده سوى هذا الحديث.

قلت: ورواه عنه محمد بن إسماعيل الجوهري، ويوسف المهرواني، وغيرهما.

251 -

‌ سليمان بن خلف بن سُليمان بن عمرو بن عبد ربه بن ديسم

، أبو أيوب القُرطبي، ويعرف بابن نُفيل، وهو لقب أبيه.

روى عن محمد بن معاوية القُرشي، وأحمد بن مُطرف، وأبي علي القالي، وأبي عيسى الليثي، وولي قضاء بعض مدن الأندلس.

وولد سنة أربع وثلاثين، وتوفي في شعبان.

252 -

‌ صالح بن محمد البغدادي المؤدب

.

قال الخطيب: حدثنا عن النجاد، وعلي بن محمد بن الزبير، وأحمد بن كامل في سنة ثمان. وكان صدوقا.

253 -

‌ عبد الله بن عُبيد الله بن يحيى

، أبو محمد البغدادي المؤدب المعروف بابن البيع.

سمع الحسين بن إسماعيل المحاملي. روى عنه أبو الغنائم محمد بن الحسن بن أبي عثمان، وأخوه أبو محمد أحمد، وأبو الفضل ابن البقال، ومحمد بن محمد بن عبد العزيز العُكبري، وجماعة آخرهم نصر بن أحمد بن البطر.

قال أبو بكر الخطيب: كان يسكن بدرب اليهود، وكان ثقة، وخرجت

ص: 129

يوما من مجلس أبي الحسين المحاملي القاضي، فأرادني أصحاب الحديث على المُضي معهم إليه، فلم أفعل لأجل الحر، ولم أرزق السماع منه، وتوفي في رجب، وله سبعٌ وثمانون سنة.

254 -

‌ عبد الله بن عبد الملك بن محمد

، أبو الفتح البغدادي النحاس، موصلي الأصل.

سمع من القاضي المحاملي مجلسا، وسمع من محمد بن عمرو بن البختري، وإسماعيل الصفار، والنجاد.

وثقه البرقاني.

وقال الخطيب: لم يُقضَ لي السماع منه، ومات في صفر.

255 -

‌ عبد الله بن محمد بن عفان

، أبو محمد.

توفي بدمشق في ذي القعدة.

عنده عن خيثمة الأطرابُلسي.

256 -

‌ عبد الله بن محمد بن أحمد بن الفلو

، أبو بكر البغدادي الكُتبي.

سمع أبا بكر النجاد.

قال الخطيب: حدثنا في سنة ثمان وأربعمائة.

257 -

‌ عبد العزيز بن محمد بن نصر بن الفضل

، أبو القاسم السُتوري.

حدث عن إسماعيل الصفار، وعثمان ابن السماك، وفارس الغُوري، وجماعة.

قال الخطيب: كتبنا عنه بانتخاب ابن أبي الفوارس، وكان لا بأس به، توفي في ذي القعدة.

258 -

‌ عطية بن سعيد

، أبو محمد الأندلسي الحافظ الزاهد،

ص: 130

أحد الأئمة الأعلام.

سمع من عبد الله بن محمد بن علي الباجي، وطبقته. وارتحل إلى المشرق فأكثر من الترحال، ولقي نبلاء الرجال، وبرز في العلم والعمل، وبعد صيته، وصار له أتباع ومريدون، وبلغ إلى ما وراء النهر. وسمع من زاهر السرخسي، وعبد الله بن خيران القيرواني، وعلي بن الحسين الأذني. روى عنه محمد بن عبد العزيز ابن المهدي، وغيره. وكان لا يضع جنبه إلى الأرض لكن ينام محتبيا.

قال الحميدي: أقام بنيسابور مدة، وكان صوفيا على قدم التوكل والإيثار، عاد إليه أصحاب السلمي.

وقال غيره: ثم إنه قدم بغداد، ثم حج وجاور.

وقال عبد العزيز بن بندار الشيرازي: لقيته ببغداد وصحبته، وكان من الإيثار والسخاء على أمر عظيم، ويقتصر على فوطة ومرقعة. وكان قد جمع كتبا حملها على بخاتي كثيرة، فرافقته وخرجنا جميعا إلى الياسرية، فليس معه إلا وطاؤه وركوته ومرقعته عليه، فعجبت من حاله، فلما بلغنا المنزل ذهبنا نتخلل الرفاق، فإذا بشيخ خراساني حوله حشم، فقال لنا: انزلوا، فجلسنا، فأتي بسفرة، فأكلنا وقمنا، قال: فلم نزل على هذه الحال يتفق لنا كل يوم من يطعمنا ويسقينا إلى مكة وما حملنا من الزاد شيئا. وحدث بمكة بصحيح البخاري عن إسماعيل الحاجبي، عن الفربري، فكان يتكلم على الرجال وأحوالهم، فيتعجب من حضر. وتوفي بمكة سنة ثمان أو تسع وأربعمائة.

قال الحميدي: وله كتاب في تجويز السماع، فكان كثير من المغاربة يتحامونه لذلك. وله طرق حديث المغفر ومن رواه عن مالك في أجزاء عدة. وحدثنا أبو غالب بن بشران النحوي، قال: حدثنا عطية بن سعيد، قال: حدثنا القاسم بن علقمة، قال: حدثنا بهز، فذكر حديثا.

259 -

‌ علي بن إبراهيم بن إسماعيل

، أبو الحسن المصري الشرفي، الفقيه الشافعي الضرير، والشرف: مكان بمصر.

ص: 131

حدث عن أبي الفوارس الصابوني، وأبي محمد بن الورد. روى عنه أبو الفضل السعدي، وأحمد بن بابشاذ، وأبو إسحاق الحبال، وغيرهم.

توفي في ذي القعدة.

260 -

‌ علي بن حمود بن ميمون بن أحمد بن علي بن عُبيد الله بن عمر بن إدريس

بن إدريس بن عبد الله المحض بن الحسن المُثنى ابن ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما، الحسني الإدريسي.

قد ذكرنا في السنة الماضية في ذكر سليمان المستعين بعض أمره. لما قتل سليمان وأباه استقل بالأمر، وحكم على الأندلس، وتسمى بالخلافة، وتلقب بالناصر. ثم خالف عليه الموالي الذين كانوا قد نصروه وبايعوه وقدموا عليه عبد الرحمن بن محمد بن عبد الملك ابن الناصر لدين الله الأموي، ولقبوه بالمرتضي، وزحفوا به إلى غرناطة، ثم ندموا على تقديمه، لما رأوا من صرامته وقوة نفسه، وخافوا من عواقب تمكنه، فانهزموا عنه، ودسوا من اغتاله، وبقي علي في الإمرة اثنين وعشرين شهرا، ثم قتله غِلمانٌ له صقالبة في الحمام في أواخر هذا العام، وقام بالأمر بعده أخوه القاسم.

ولعلي من الولد: يحيى المُعتلي، وقد ملك، وأخوه إدريس.

وشيخنا جعفر بن محمد بن عبد العزيز الإدريسي المصري الذي روى لنا عن ابن باقا من ذُرية المُعتلي.

261 -

‌ محمد بن أحمد بن عثمان بن طلحة الأسدي الزبيري القزويني

.

سمع علي بن محمد بن مهرويه، وإسحاق بن محمد، وعلي بن جمعة، وعلي بن إبراهيم القطان، وسليمان بن يزيد الفامي، وانتخب عليه أبو يعلى الخليلي.

وذكر الخليلي أنه نيف على المائة سنة، ومات أبوه قبله بنحو مائة سنة، ومات جده عثمان بعد السبعين ومائتين، وكان يروي عن سليمان

ص: 132

الشاذكوني.

262 -

‌ محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن هلال

، أبو بكر السلمي الدمشقي، المعروف بابن الجُبني، الأطروش المقرئ.

قرأ على أبيه، وعلى أبي الحسن محمد بن النضر بن الأخرم، وجعفر بن حمدان بن سليمان النيسابوري، وأحمد بن محمد بن الفتح النجاد، وأبي بكر بن أبي حمزة إمام مسجد باب الجابية، وأحمد بن عثمان السباك. قرأ عليه علي بن الحسن الربعي، وأبو علي الأهوازي، ورشأ بن نظيف، وأبو العباس بن مردة الأصبهاني، وانتهت إليه الرياسة في قراءة ابن عامر. قرأها على جماعة من أصحاب هارون الأخفش؛ قال الكتاني ذلك، وقال: توفي سنة ثمان.

وقال الأهوازي: سنة سبع، وكان أبوه إمام مسجد سوق الجبن فقيل له: الجبني، وقد قرأ على هارون بن موسى الأخفش.

وقيل: إن جده هلال هو ابن عبد العزيز بن عبد الكريم ابن المقرئ، العلم أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي مقرئ الكوفة.

وقال الأهوازي: قرأت برواية ابن ذكوان على أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد السلمي في منزله بدمشق، وأخبرني أنه قرأ على أبي الحسن بن الأخرم، وعلى أبي الفضل جعفر بن حمدان النيسابوري، وعلى أبي القاسم علي بن الحسين بن أحمد بن محمد بن السفر الجرشي، وأخبروه أنهم قرؤوا على الأخفش، عن ابن ذكوان.

قلت: وقد توفي ابن السفر هذا في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.

وقيل: إن أبا بكر ابن الجبني ولد سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وأنه توفي في سابع ربيع الأول سنة سبع وأربعمائة، وأن شيخه النيسابوري توفي في صفر سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة. وآخر من قرأ عليه وفاة الحسن بن علي اللباد، بقي إلى سنة اثنتين وستين وأربعمائة.

ص: 133

263 -

‌ محمد بن إبراهيم بن جعفر

، أبو عبد الله اليزدي الجرجاني، مسند أصبهان في وقته.

أملى مجالس كثيرة، وسمع من محمد بن الحسين القطان، والعباس بن محمد بن معاذ، وحاجب بن أحمد، ومحمد بن يعقوب الأصم، ومحمد بن الحسن المحمدآباذي، والحسن بن يعقوب البخاري، ومحمد بن عبد الله الصفار، شيوخ نيسابور.

روى عنه أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن سليم القاضي، وعبد الرزاق بن عبد الكريم الحسناباذي، وأبو مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ، ورجاء بن عبد الواحد بن قولويه، والقاسم بن الفضل الثقفي، وأبو عمرو بن منده، وسهل بن عبد الله بن علي الغازي، ومحمد بن أحمد بن عبد الله بن ررا، ومحمود بن جعفر الكوسج، وأبو نصر عبد الرحمن بن محمد السمسار، وهذا آخر من حدث عنه.

توفي في رجب بأصبهان، وهو صدوق مقبول، عالي الإسناد. مولده بجرجان في سنة تسع عشرة وثلاثمائة، ونشأ بنيسابور واستوطنها مدة، ثم حج، وقدم أصبهان بعد عام أربعين وثلاثمائة، فسمع من الأصم، وعدة.

وحديثه من أعلى شيء في الثقفيات، ومما وقع لنا روايته أحد وأربعين مجلسا من أماليه.

264 -

‌ محمد بن جعفر بن عبد الكريم بن بديل

، أبو الفضل الخزاعي الجرجاني المقرئ، مصنف الواضح في القراءات.

جال في الآفاق في طلب القراءات، وقرأ على الحسن بن سعيد المطوعي، وعلى أحمد بن نصر الشذائي، وطائفة كبيرة بالعراق، ومصر، وخراسان. وسمع من أبي بكر الإسماعيلي، ويوسف النجيرمي، وأبي بكر القطيعي، وأبي علي بن حبش.

ونزل بآملُ، وكان ضعيفا غير موثوق به؛ روى عنه أبو القاسم التنوخي، وأبو العلاء الواسطي، وأحمد بن الفضل الباطرقاني، وأبو الحسن بن داود الداراني، وعبد الله بن شبيب الأصبهاني.

وحكى أبو العلاء أن الخزاعي وضع كتابا في الحروف نسبه إلى أبي

ص: 134

حنيفة، فأخذت خط الدارقطني، وجماعة بأن الكتاب موضوع لا أصل له، فكبر عليه ذلك، ونزح عن بغداد.

265 -

‌ محمد بن الحسين بن محمد بن الهيثم

، أبو عمر البسطامي، الفقيه الشافعي الواعظ، قاضي نيسابور، وشيخ الشافعية بنيسابور.

رحل، وسمع بالعراق، والأهواز، وأصبهان، وسجستان، وأملي، وأقرأ المذهب، وحدث عن أبي القاسم الطبراني، وأحمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرقي، وأبي بكر القطيعي، وعلي بن حماد الأهوازي، وأحمد بن محمود بن خرزاد القاضي، وجماعة.

وكان في ابتداء أمره يعقد مجلس الوعظ والتذكير، ثم تركه، وأقبل على التدريس والمناظرة والفتوى. ثم ولي قضاء نيسابور سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، وأظهر أهل الحديث من الفرح والاستبشار والاستقبال والنثار بما يطول شرحه، وأعقب ابنين: الموفق، والمؤيد سيدي عصرهما.

روى عنه أبو عبد الله الحاكم مع تقدمه، وأبو بكر البيهقي، وأبو الفضل محمد بن عُبيد الله الصرام، وسُفيان ومحمد ابنا الحسين بن فنجويه، ويوسف الهمذاني.

وكان نظير أبي الطيب سهل بن محمد الصُّعلوكي حشمةً وجاها وعلما وعزة، فصاهره أبو الطيب، وجاء من بينهما جماعة سادة وفضلاء.

توفي في ذي القعدة.

ونقل الخطيب في تاريخه عن أبي صالح المؤذن، ومحمد ابن المُزكي أنه توفي سنة سبع.

266 -

‌ محمد بن الحسين بن عبيد الله بن الحسين

، أبو عبد الله النصيبي العلوي الشريف، قاضي دمشق وخطيبها، ونقيب السادة، وكبير الشام.

كان عفيفا، نزها، أديبا بليغا، له ديوان شعر، ولي القضاء سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.

ص: 135

قال ابن عساكر: ولي بعد أبي عبد الله بن أبي الدبس، وورد سجله من قاضي القضاة بمصر مالك بن سعد الفارقي، وتوفي في جُمادى الآخرة سنة ثمان وأربعمائة.

267 -

‌ محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحيم بن سهل

، أبو العباس الكاتب الخُراساني.

توفي في ذي الحجة.

268 -

‌ محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عرفة

، أبو علي المُرادي، خراساني.

269 -

‌ يحيى بن سعيد بن محمد بن العباس الهروي القطان

.

مات في رجب.

270 -

‌ يوسف بن عمر بن أيوب

، أبو عمر الأندلسي.

روى بقرطبة عن الحسن بن رشيق المصري. روى عنه أبو عمرو الداني، وتوفي بأندة.

ص: 136

سنة تسع وأربعمائة

271 -

‌ أحمد بن الحسن بن بُندار بن إبراهيم

، أبو العباس الرازي المحدث.

جاور بمكة زمانا، وحدث بها، وبهمذان، عن أبي بكر محمد بن إسحاق بن إبراهيم الأهوازي، وأبي بكر الشافعي، وأبي بكر بن خلاد، والطبراني، وعبد الله بن عدي الجُرجاني، وأحمد بن القاسم بن الريان اللكي، وفهد بن إبراهيم، ورحل في الحديث. روى عنه أحمد بن إبراهيم الرازي والد صاحب المشيخة، وأحمد بن عمر بن دلهاث العُذري، وأحمد بن محمد أبو مسعود البجلي، وطاهر بن أحمد الهمذاني الإمام، وآخرون. وكان يحسن هذا الشأن.

حدث في هذه السنة، ولا أعلم متى مات.

272 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد

، أبو الحسين ابن المُتيم الواعظ.

بغدادي، صدوق، كثير المزاح. روى عن المحاملي، ويوسف الأزرق، وعلي بن محمد بن عُبيد، وأبي العباس بن عُقدة، وحمزة بن القاسم، والصفار، وجميع ما كان عنده ست مجالس، وعن الأزرق، وعن الباقين مجلس مجلس. وكان يعظ في جامع المنصور.

توفي في جُمادى الآخرة.

روى عنه الخطيب، وقال: لم أكتب عن أقدم سماعا منه، وقد سمع في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم الباقرحي، وعاصم بن الحسن، ورزق الله التميمي.

وقع لنا حديثه بعُلُو.

273 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت

، أبو الحسن الأهوازي ثم البغدادي.

ولد سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، وسمع الحسين بن إسماعيل

ص: 137

المحاملي، وأبا العباس بن عُقدة، وعبد الغافر بن سلامة، ومحمد بن مخلد.

قال الخطيب: كتبتُ عنه، كان صدوقا صالحا. توفي في جمادى الآخرة أيضا.

وروى عنه الخطيب، وعبد الرحمن بن منده.

274 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السُلمي النيسابوري الصوفي

.

شيخ زاهد قانت، صاحب أحوال وكرامات. يُلقب حميرويه. يروي عنه المؤذن، ومحمد بن يحيى المُزكي.

275 -

‌ إبراهيم بن محمد بن علي بن الشاه

، أبو القاسم التميمي.

توفي بمرو الروذ في المحرم.

276 -

‌ إبراهيم بن مخلد بن جعفر بن مخلد

، أبو إسحاق الباقرحي.

سمع الحسين بن يحيى بن عياش، وحمزة بن القاسم الهاشمي، وأبا عبد الله الحكيمي، وعلي بن محمد الواعظ، وخلقا من طبقتهم.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صحيح الكتاب، جيد الضبط، من أهل المعرفة بالأدب، جريري المذهب. شُهد عند القضاة، وفيه تشيع.

توفي في ذي الحجة سنة عشر.

وقال ابن خيرون: توفي في ذي الحجة سنة تسع.

قلت: عاش خمسا وثمانين سنة.

277 -

‌ بشير بن النُّعمان بن علي الأنصاري الدمشقي

. من ولد النُعمان بن بشير.

ص: 138

حدث عن أبي بكر بن أبي دُجانة، وعلي بن أبي العقب. وعنه أبو علي الأهوازي.

278 -

‌ الحسن بن أحمد بن محمد بن أحمد المؤذن المؤدب القُهُنْدُزي النيسابوري

.

279 -

‌ خلف بن محمد بن القاسم بن محرز

، أبو القاسم العنسي الداراني القاضي، قاضي داريا.

سمع أبا الحسن بن حذلم، وأبا يعقوب الأذرعي، وجماعة. وعنه أبو علي الأهوازي، وعبد العزيز الكتاني، وعلي الحِنائي.

280 -

‌ رجاء بن عيسى بن محمد

، الفقيه أبو العباس الأنصناني المالكي، وأنصنا من الصعيد.

روى عن مؤمل بن يحيى، وأحمد بن الحسن بن عُتبة الرازي، وحمزة الكناني، والحسن بن رشيق. وحدث ببغداد ومصر؛ روى عنه أبو الحسن العتيقي، والصوري.

وعاش اثنتين وثمانين سنة.

281 -

‌ عبد الله بن يوسف بن أحمد بن بامويه

، أبو محمد الأردستاني المعروف بالأصبهاني، نزيل نيسابور.

كان من كبار الصوفية والمحدثين، صحب أبا سعيد ابن الأعرابي، وأكثر عنه، وروى عنه وعن أبي العباس الأصم، وأبي الحسن البُوشنجي، وأبي بكر محمد بن الحسين القطان، وأبي رجاء محمد بن حامد التميمي، وأبي حامد بن حسنويه، وغيرهم.

انتخب عليه الحفاظ، ورحلوا إليه؛ روى عنه أبو بكر البيهقي، وأبو القاسم القشيري، وأبو بكر بن خلف الشيرازي، ومحمد بن أحمد بن مهدي العلوي، ومحمد بن عبيد الله الصرام، وكريمة المجاورة، وأبو القاسم عبيد الله بن عبد الله الحسكاني، وخلق سواهم.

ص: 139

توفي في رمضان. وأضر بأخرة. وكان مولده في سنة خمس عشرة وثلاثمائة.

282 -

‌ عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن قاسم بن سهل

، أبو بكر التُجيبي القُرطبي، ابن حوبيل.

روى عن محمد بن معاوية القُرشي، وأحمد بن سعيد بن حزم الصدفي، وعبد الله بن يوسف بن أبي العطاف، وأحمد بن مُطرف، ومحمد بن حارث الخُشني، وعدة. وصحب القاضي أبا بكر بن زرب، وتفقه معه. روى عنه محمد بن عتاب الفقيه، فقال: هو أحد العُدول والشيوخ بقُرطبة وكبيرهم.

وقال غيره: كان فقيها مشاورا.

ولد سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وتوفي في صفر.

وروى عنه ابن عبد البر، وحاتم بن محمد، وغيرهما.

283 -

‌ عبد الغني بن سعيد بن علي بن سعيد بن بشر بن مروان

، أبو محمد الأزدي المصري الحافظ.

سمع من عثمان بن محمد السمرقندي، وإسماعيل بن يعقوب بن الجراب، وعبد الله بن جعفر بن الورد، وأحمد بن إبراهيم بن جامع، وأحمد بن إبراهيم بن عطية، ويعقوب بن المبارك، وحمزة الكناني، وابن رشيق. ورحل إلى الشام فسمع من الميانجي، والفضل بن جعفر، وأبي سليمان بن زبر، وهذه الطبقة.

روى عنه سِبطه علي بن بقاء، ومحمد بن علي الصوري، ورشأ بن نظيف، وأبو عبد الله محمد بن سلامة القُضاعي، وعبد الرحيم بن أحمد البخاري، وأبو علي الأهوازي، وخلق كثير آخرهم أبو إسحاق إبراهيم الحبال.

وكان مولده في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.

ولأبيه مصنفات في الفرائض، ورواية عن أبي بِشر الدولابي.

قال البرقاني: سألت الدارقُطني بعد قدومه من مصر: هل رأيت في طريقك من يفهم شيئا من العلم؟ قال: ما رأيت في طول طريقي إلا شابا بمصر يُقال له: عبد الغني، كأنه شُعلة نار. وجعل يفخم أمره ويرفع ذكره.

ص: 140

وقال أبو الفتح منصور بن علي الطرسوسي: أراد الدارقطني الخروج من عندنا من مصر، فخرجنا من مصر معه نودعه، فلما ودعناه بكينا، فقال لنا: تبكون وعندكم عبد الغني بن سعيد، وفيه الخلف.

وقال عبد الغني: لما رددت على أبي عبد الله الحاكم الأوهام التي في مدخل الصحيح بعث إلي يشكرني ويدعو لي، فعلمتُ أنه رجل عاقل.

وقال البرقاني: ما رأيت بعد الدارقطني أحفظ من عبد الغني.

وقال الصوري: قال لي عبد الغني: ابتدأت بعمل كتاب المؤتلف والمختلف، فقدم علينا الدارقطني، فأخذت عنه أشياء كثيرة منه، فلما فرغت من تصنيفه سألني أن أقرأه عليه ليسمعه مني، فقلت: عنك أخذت أكثره، قال: لا تقل هكذا، فإنك أخذته عني مفرقا، وقد أوردته فيه مجموعا، وفيه أشياء كثيرة أخذتها عن شيوخك، فقرأته عليه.

وذكره أبو الوليد الباجي، فقال: حافظ متقن.

وقال الحبال، وغيره: توفي في سابع صفر سنة تسع.

وقيل: كانت له جنازة عظيمة تحدث بها الناس، ونودي على جنازته: هذه جنازة نافي الكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقال أبو الوليد الباجي: قلت لأبي ذر الهروي: أخذت عن عبد الغني؟ فقال: لا، إن شاء الله. على معنى التأكيد، وذلك أنه كان له اتصال ببني عُبيد - يعني خلفاء مصر -.

قلت: وكان عبد الغني أعلم الناس بالأنساب في زمانه مع معرفته بفنون الحديث وحِذقه به.

284 -

‌ عبد الواحد بن محمد بن عمرو بن حُميد بن معيُوف

، أبو

ص: 141

المقدام الهمداني الدمشقي، قاضي عين ثرما.

سمع من خيثمة الأطرابلسي. روى عنه علي بن الخضر، وعلي بن محمد الحنائي. وتوفي في ربيع الأول.

285 -

‌ عبيد الله بن الحسن بن أحمد

، أبو العباس ابن الوراق الأصبهاني، إمام جامع دمشق.

حدث عن أبي الحسن بن حذلم، وأبي الميمون بن راشد، وأبي يعقوب الأذرعي، وجماعة. روى عنه أبو علي الأهوازي، وأبو القاسم إبراهيم بن محمد الحنائي، وعبد العزيز الكتاني، وقال: سمعت منه فوائد، وكان عنده كتب كثيرة، وكان ثقة صالحا، توفي في جمادى الآخرة، رحمه الله.

286 -

‌ عبيد بن محمد بن محمد بن مهدي بن سعيد بن عاصم النيسابوري

الصيدلاني الأصم العدل.

ثقة رضي. روى عن أبي العباس الأصم، وأبي بكر الصبغي، وأبي محمد الكعبي. قال أبو صالح المؤذن: دخلت عليه، فقرأ علي جزءا من حديث الأصم بلفظ، وكان صحيح السماع.

وروى عنه البيهقي في سُننه.

287 -

‌ علي بن أحمد التركاتي البخاري

.

روى عن خلف بن محمد الخيام، ومحمد بن موسى الرازي. روى عنه أبو علي الوخشي.

288 -

‌ علي بن محمد بن عبد الرحيم بن دينار

، أبو الحسين الكاتب البصري.

سمع أبا بكر بن مِقسم، وسمع من المتنبي ديوانه.

وقد مدحه المتنبي بالقصيدة المشهورة، وهي:

ربَّ القريض إليك الحل والرحلُ ضاقت إلى العلمِ إلا نحوكَ السُبُلُ تضاءل الشعراءُ اليوم عند فتى صِعابُ كُل قريض عنده ذُللُ

ص: 142

وكان شاعرا مُجيدا، شارك المتنبي في مدح أكثر ممدوحيه كسيف الدولة، وابن العميد، وكان بارع الخط ينقل طريقة ابن مُقلة، وحمل الناس عنه الأدب وأكثر عنه أهل واسط، وكان حميد الطريقة، رئيسا عاقلا.

289 -

‌ علي بن محمد بن خزفة

، أبو الحسن الواسطي الصيدلاني.

سمع أباه، ومحمد بن الحسين بن سعيد الزعفراني، ومحمد بن أحمد بن أبي قطن، وأبا العلاء محمد بن يونس.

وروى تاريخ أحمد بن أبي خيثمة، عن الزعفراني، عنه.

قال خميس الحوزي: كان صدوقا، أملى سِنين، وتوفي سنة تسع، وكان صاحب فخر المُلك ونديمه، وأبو القاسم اللالكائي يدلسه يقول: حدثنا علي بن محمد النديم.

قلت: وروى عنه أبو غالب محمد بن الحسين ابن البيطار، وأبو علي المقرئ غلام الهراس، وأبو يعلى محمد بن علي بن سُفيان، وعلي بن عبيد الله العلاف، والمبارك بن عبد العزيز الدباس، وإبراهيم بن محمد بن خلف الجماري.

290 -

‌ علي بن محمد بن عيسى البغدادي

، المعروف بابن الحصري.

سمع علي بن محمد المصري الواعظ، وأحمد بن كامل.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة، قال لي: ولدت سنة ثلاثين وثلاثمائة، وتوفي في رمضان.

291 -

‌ عمر بن محمد بن عمر

، أبو حفص الجُهني الأندلسي، من أهل المرية.

حج وسمع من أبي بكر الآجري. روى عنه أبو عمر الطلمنكي، وحاتم بن محمد.

ص: 143

292 -

‌ فاطمة بنت هلال الكُرجي

، بغدادية.

قال الخطيب: حدثتنا عن عثمان ابن السماك في سنة تسع، وكانت صادقة.

293 -

‌ القاسم بن أبي المنذر أحمد بن محمد بن أحمد بن منصور

، أبو طلحة القزويني الخطيب.

حدث بسُنن ابن ماجه عن أبي الحسن القطان، عن ابن ماجه في هذا العام، فسمعه منه أبو منصور محمد بن الحسين المقومي مع أبيه بقراءة خُدادُوست بن باموسى الديلمي.

294 -

‌ محمد بن ذكوان

، أبو عبد الله سبط عثمان بن محمد بن أحمد السمرقندي.

سمع من جده. روى عنه أبو إسحاق الحبال، والمصريون، وتوفي بمصر.

295 -

‌ محمد بن عبد الله

، أبو بكر الجوهري، أخو الحافظ أبي القاسم الجوهري المصري.

مات في ذي الحجة، ورخه الحبال.

296 -

‌ محمد بن عبد الله بن حسان بن يحيى

، أبو عبد الله الأموي القرطبي العطار.

روى عن محمد بن معاوية، وأحمد بن سعيد بن حزم، وجماعة، وأجاز له أبو بكر بن داسة سنن أبي داود.

ولد سنة ثلاثين وثلاثمائة، وكانت له عناية بالعلم. روى عنه قاسم بن إبراهيم الخزرجي، وقال: توفي في صفر بقرطبة.

297 -

‌ محمد بن عبد العزيز بن أنس

، أبو الحسن البغدادي الصيدلاني.

ص: 144

روى عن دعلج. روى عنه أحمد بن علي التوزي، وقال: كان ثقة صالحا، معمرا.

298 -

‌ محمد بن عثمان بن عبيد

، أبو بكر القطان.

قال الخطيب: حدثنا عن أبي بكر النجاد، ولم أر له أصلا أرضاه، حدث في هذه السنة.

وتوفي قبله بيسير.

299 -

‌ محمد بن عثمان بن سمعان

.

وكان صدوقا، يروي عن ابن البختري.

300 -

‌ محمد بن علي بن عمران

، أبو بكر المصري المعروف بابن الإمام، الرجل الصالح.

سمع سلم بن قتيبة، وابن خروف، وغيرهما. روى عنه خلف بن أحمد الحوفي، وأبو إسحاق الحبال.

توفي في شوال.

قال الحبال: عبد صالح، عندي عنه جزءان.

301 -

‌ محمد بن علي بن محمد

، أبو نصر الشيرازي الفقيه التاجر، نزيل نيسابور.

سمع محمد بن يعقوب الأصم، ومحمد بن يعقوب ابن الأخرم. روى عنه أحمد بن عبد الملك المؤذن.

302 -

‌ محمد بن عمر بن عبد الوارث

، أبو عبد الله القيسي القرطبي النحوي، ويعرف بخال الشرفي.

سمع محمد بن رفاعة. وأجاز له قاسم بن أصبغ، ومحمد بن قاسم بن هلال، وجماعة. روى عنه محمد بن عتاب الفقيه، ووثقه.

ص: 145

توفي في ربيع الأول.

وقال ابن عتاب: حكى أهله أنه احتفر قبره قبل وفاته بيوم، وأعد أكفانه وجهازه، وجعل يقول لهم: يوم الجمعة أدخل قبري إن شاء الله، فكان كذلك.

303 -

‌ محمد بن فارس بن محمد بن محمود

، أبو الفرج الغوري، ثم البغدادي.

سمع أبا الحسين أحمد بن جعفر ابن المنادي، وعلي بن محمد المصري، والنجاد، وأجاز له محمد بن مخلد العطار، وكان يملي في جامع المهدي.

قال الخطيب: كتبت عنه مجلسا، وكان صدوقا صالحا. بلغني أنه ولد في شوال سنة ثمان وعشرين، ومات في شعبان، ودفن بداره.

قلت: وروى عنه جماعة آخرهم عبد الواحد بن علي العلاف.

304 -

‌ محمد بن القاسم بن حسنويه

، أبو بكر الأصبهاني المقرئ.

ص: 146

سنة عشر وأربعمائة

305 -

‌ أحمد بن إبراهيم بن أبي سفيان الغافقي القرطبي

، أبو عمر الفقيه.

كان مفتيا مالكيا مشاورا، مات في صفر بالأندلس.

306 -

‌ أحمد بن إسحاق بن خربان

، أبو عبد الله النهاوندي ثم البصري الشاهد الفقيه الذي يروي عن أبي محمد الرامهرمزي، وابن داسة، وجماعة.

تفقه للشافعي على القاضي أبي حامد المروروذي. أخذ عنه أبو بكر البرقاني، وابن اللبان، وغيرهما.

وذكره ابن الصلاح في فقهاء المذهب، وقال: مات بالبصرة في حدود سنة عشر.

307 -

‌ أحمد بن علي بن يزداد

، أبو بكر البغدادي القارئ الأعور.

سمع أبا بكر الشافعي، وبجرجان الإسماعيلي، وبأصبهان أبا الشيخ، وخلقا سواهم بعدة بلدان.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة عالما بالقراءات.

قال البرقاني: كان عالما بعلوم القرآن مزاحا.

308 -

‌ أحمد بن عمر بن عبد الله بن منظور

، الفقيه أبو القاسم الحضرمي، ويعرف بابن عصفور، خطيب جامع إشبيلية.

روى الكثير عن أبي محمد الباجي. روى عنه الخولاني، وقال: كان صالحا زاهدا عاقلا، عالما، شاعرا، وروى عنه أيضا ابن عبد البر.

توفي في رمضان.

ص: 147

309 -

‌ أحمد بن قاسم بن عيسى بن فرح

، أبو العباس اللخمي القرطبي.

رحل وسمع ببغداد من عبيد الله بن حبابة، وعمر الكتاني. وأخذ بمصر عن أبي الطيب بن غلبون كتبه، وقرأ عليه.

وكان أحد المقرئين. صنف كتبا في معاني القراءات، وأقرأ الناس بطليطلة، وكان مولده في سنة ثلاث وستين.

حدث عنه أبو عمر بن عبد البر، وقال: قرأت عليه الجعديات عن ابن حبابة، وروى عنه أيضا أبو عبد الله بن عبد السلام، والخولاني، وكان صالحا فاضلا.

310 -

‌ أحمد بن موسى بن مردويه

، أبو بكر الأصبهاني الحافظ العلامة.

صنف التفسير، والتاريخ، والأبواب والشيوخ، وخرج حديث الأئمة، وسمع الكثير بأصبهان والعراق، وحدث عن أبي سهل بن زياد، وعبد الرحمن بن متويه البلخي، وميمون بن إسحاق الحنفي، وعبد الله بن إسحاق الخراساني، ومحمد بن عبد الله بن علم الصفار، وإسماعيل الخطبي، ومحمد بن علي بن دحيم الشيباني، وأحمد بن عبد الله بن دليل، وإسحاق بن محمد بن علي بن خالد الكوفي، ومحمد بن أحمد بن علي الأسواري، وأحمد بن عيسى الخفاف، وأحمد بن محمد بن عاصم الكراني الحافظ، وخلق سواهم.

روى عنه أبو الخير محمد بن أحمد بن محمد بن ررا، وعبد الرحمن بن منده، وأخوه، ومحمد بن أحمد بن شكرويه، وأبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن سليم، والقاسم بن الفضل الثقفي، وأبو مطيع محمد بن عبد الواحد، وآخرون كثيرون.

توفي لست بقين من رمضان سنة عشر، وله نحو من تسعين سنة. نعم، مولده في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.

وله مستخرج على البخاري.

ص: 148

311 -

‌ أحمد بن مهدي بن محمد بن نصر

، أبو طاهر الحنفي، خراساني.

312 -

‌ إبراهيم بن مخلد الباقرحي

.

قال الخطيب: توفي سنة عشر.

313 -

‌ إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن عباد

، أبو الوليد اللخمي، قاضي إشبيلية.

سمع بقرطبة من أبي محمد الأصيلي، وبإشبيلية من أبي محمد الباجي، وكان معتنيا بالعلم.

توفي بإشبيلية في خامس ربيع الآخر.

314 -

‌ تركان بن الفرج البغدادي الباقلاني

.

قال الخطيب: حدثنا عن ابن مقسم المقرئ، وأبي بكر الشافعي، وكان صدوقا.

315 -

‌ الجنيد بن محمد بن الجنيد

، أبو سعد الهروي الخطيب.

في رمضان.

316 -

‌ الحسين بن محمد بن يحيى

، أبو عبد الله الصائغ.

قال الخطيب: سمع محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، وكتبت عنه بعكبرا سنة عشر.

317 -

‌ الحسين بن ميمون الصفار

، أبو عبد الله المصري.

روى عنه أحمد بن إبراهيم بن جامع السكري، وإسماعيل بن الجراب، وله شعر حسن.

ولوالده ميمون بن أحمد بن يحيى رواية عن النسائي.

ص: 149

318 -

‌ سعيد بن رشيق

، أبو عثمان القرطبي الزاهد.

روى عن أبي عيسى الليثي، وأبي عبد الله ابن الخراز، وأبي محمد الباجي، وجماعة. وحج سنة إحدى وثمانين، ثم تزهد وأغلق باب الرواية إلا من النادر. روى عنه محمد بن عتاب، ومكي بن أبي طالب.

وتوفي في جمادى الآخرة.

319 -

‌ سهل بن أحمد بن علي

، أبو منصور.

حدث عن الطبراني، وغيره.

320 -

‌ ظفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن زبارة

، أبو منصور الغازي، ببيهق.

سمع بالكوفة من محمد بن علي بن دحيم الشيباني. روى عنه أبو بكر البيهقي، وأبو صالح المؤذن، وأبو بكر بن خلف الشيرازي، وعمر بن محمد بن الحسين البسطامي، وقد سمع أيضا: عمه أبا علي بن زبارة، وأبا العباس الأصم، وأبا زكريا العنبري، وببخارى خلف بن محمد الخيام، وببغداد أبا بكر النجاد، وابن محرم، وبالكوفة علي بن عيسى بن ماتي، وخرج له الحاكم فوائد.

قال عبد الغافر: كانت أصوله صحيحة، ثم احترق قصره بما فيه، وراحت أصوله، فصار يروي من الفروع التي نسخت من أصوله. توفي بقريته ودفن بها، وهو ظفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن زبارة بن عبد الله بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، السيد أبو منصور العلوي الحسيني، أبو منصور الغازي الزكي، رحمه الله.

321 -

‌ عبد الله بن سعيد بن محمد

، أبو معصوم الأنصاري الماليني.

322 -

‌ عبد الرحمن بن عمر بن نصر بن محمد

، أبو القاسم الشيباني البزاز الدمشقي المؤدب، أصله من سامراء.

سمع خيثمة بن سليمان، والحسن بن حبيب الحصائري، وعلي بن أبي

ص: 150

العقب، وأبا يعقوب الأذرعي، وعثمان بن محمد الذهبي، وخلقا من طبقتهم.

روى عنه أحمد بن محمد العتيقي، وعلي بن الحسين بن صصرى، وأبو علي الأهوازي، ومحمد بن علي الحداد، وعبد العزيز الكتاني.

وقال الكتاني: توفي في رجب، وقد كتب الكثير، واتهم في أبي إسحاق بن أبي ثابت، وكان يتهم بالاعتزال.

قلت: وله عدة أجزاء مروية، ولم يقع لي حديثه بعلو.

323 -

‌ عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن بالُويه

، أبو محمد النيسابوري المزكي.

سمع من محمد بن الحسين القطان، ومحمد بن يعقوب الأصم، وأبي بكر بن المؤمل، وأبي الحسن الطرائفي، وأبي محمد الكعبي، وأبي علي الصواف، وهو آخر أصحاب القطان. روى عنه أبو بكر البيهقي، وأبو صالح المؤذن، ومحمد بن يحيى المزكي، وأبو عبد الله الثقفي، وجماعة.

توفي فجاءةً في شعبان.

وكان أحد وجوه البلد، عقد مجلس الإملاء في داره، وكان ثقة أمينا، معروفا.

324 -

‌ عبد الرحمن بن محمد بن أبي يزيد خالد بن خالد الأزدي العتكي المصري

، أبو القاسم الصواف النسابة.

دخل الأندلس، وحدث عن أبي علي بن السكن، وأبي الطاهر الذُهلي، وأبي العلاء بن ماهان، وجماعة. روى عنه أبو عمر ابن الحذاء، وقال: كان أديبا حلوا، حافظا للحديث وأسماء الرجال، وله أشعار في كل فن، وكان تاجرا مقارضا لأبي بكر بن إسماعيل المهندس.

وقيل: إن مولده في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.

325 -

‌ عبد الصمد بن منصور بن بابك

، أبو القاسم الشاعر المشهور.

ص: 151

بغدادي، محسن، له ديوان كبير في ثلاث مجلدات، طوف البلاد، ومدح الكبار، وتوفي ببغداد.

وهو القائل للصاحب بن عباد لما سأله: أأنت ابن بابك؟ قال: بل أنا ابن بابك. فاستحسن ذلك منه، ولم يزد غير كسر الباء.

وله:

وأغيد معُسولِ الشمائل زارني على فرق والنجمُ حيرانُ طالعُ فلما جلا صبغ الدُجى قلت حاجبُ من الصبح أو قرنُ من الشمس لامعُ إلى أن دنا والسحر رائدُ طرفه كما ريع ضبيٌ بالصريمة راتعُ فبتنا وظل الوصل دان وسرُنا مصون ومكنُون الضمائر ذائعُ إلى أن سلا عن ورده فارطُ القطا ولاذت بأطراف الغُضون السواجعُ فولى حليف السكر يكُبو لسانُه فتنطق عنه بالوداعِ الأصابعُ

326 -

‌ عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد التميمي

، أبو الفضل البغدادي الحنبلي.

روى عن أبيه وعن أبي بكر النجاد، وعبد الله بن إسحاق الخراساني، وأحمد بن كامل، وجماعة، وانتخب عليه أبو الفتح بن أبي الفوارس.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا، دُفن إلى جنب قبر أحمد بن حنبل، وحدثني أبي، وكان ممن حضر جنازته، أنه صلى عليه من خمسين ألفا.

قلت: وممن روى عنه أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، وهو ابن أخيه، وكان يميل إلى الأشعري.

قال أبو المعالي عزيزي: قال أبو عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني:

ص: 152

سمعتُ الشيخ أبا الفضل التميمي الحنبلي، وهو عبد الواحد بن عبد العزيز يقول: اجتمع رأسي ورأس القاضي أبي بكر الباقلاني على مِخدة واحدة سبع سِنين.

قال أبو عبد الله: وحضر أبو الفضل التميمي يوم وفاته العزاء، وأمر أن يُنادى بين يدي جنازة القاضي أبي بكر: هذا ناصرُ السنة والدين، هذا إمام المسلمين، هذا الذي كان يذب عن الشريعة ألسنة المخالفين، هذا الذي صنف سبعين ألف ورقة ردا على المُلحدين. وقعد للعزاء مع أصحابه ثلاثة أيام، فلم يبرح، وكان يزور تُربته كل جمعة.

قلت: ما هذا إلا وُد عظيم بين هذا الأشعري وبين هذا الحنبلي، والتميميون معروفون بشيء من الانحراف عن طريقة أحمد، كما انحرف ابن عقيل، وابن الجوزي، وابن الزاغوني، وغيرهم. كما بالغ في الشق الآخر القاضي أبو يعلى، ونحوه.

327 -

‌ عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي

، أبو عمر الفارسي الكازرُوني، ثم البغدادي البزاز.

سمع أبا عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد، وابن عياش القطان، وأبا العباس بن عُقدة، ومحمد بن أحمد بن يعقوب السُدوسي، وغيرهم.

وتفرد بالرواية عن جماعة؛ روى عنه أبو بكر الخطيب ووثقه، وهبة الله بن الحسين البزاز، وأبو الغنائم محمد بن علي بن أبي عثمان، وعاصم بن الحسن، وعلي بن محمد بن محمد الأنباري ابن الأخضر، وأبو يوسف عبد السلام بن محمد القزويني رأس المعتزلة، ورزق الله بن عبد الوهاب التميمي، وخلق آخرهم أبو عبد الله بن طلحة النعالي.

وقال الخطيب: كان ثقة أمينا، توفي في رجب. قال: وولد سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.

328 -

‌ عبد الواحد بن محمد بن عثمان

، أبو القاسم البجلي الجريري البغدادي.

سمع من جعفر الخُلدي، والنجاد، وأبي بكر النقاش، وعنه أبو بكر

ص: 153

الخطيب.

وكان بصيرا ًبمذهب الشافعي، وبالأصول، له مصنفات في الأصول، وكان أشعريا.

مات يوم موت ابن المهدي.

329 -

‌ علي بن أحمد بن إبراهيم

، أبو الحسن النيسابوري السُكري الأعرج المؤذن، صاحب أبي عبد الرحمن السُلمي.

حدث عن الأصم، ثم عن أبي عمرو بن نجيد، وابن مطر، وغيرهم؛ ذكره عبد الغافر.

330 -

‌ علي بن عبيد الله

، أبو القاسم العُنابي.

قال الحبال: انتقى عليه جعفر الأندلسي، وأخذت عنه، وحضرتُ جنازته، توفي في صفر.

331 -

‌ علي بن محمد بن علي

، أبو الحسن التميمي البغدادي المؤدب، والد أبي علي ابن المذهِب.

سمع أبا بكر النجاد، وأبا بكر الشافعي. توفي في المحرم، وكان صدوقا؛ قاله الخطيب.

332 -

‌ علي بن محمد بن القاسم الفارسي

، أبو الحسن العابد.

يروي عن أبي بكر الإسماعيلي، وأبي أحمد الغِطريفي، وأبي الحسن الدارقُطني، وجماعة.

وكان صالحا خيرا مجتهدا في الطاعة.

توفي في جًمادى الآخرة، رحمه الله.

333 -

‌ القاسم بن أبي المنذر الخطيب

.

قد ذُكر.

ص: 154

يقال: مات فيها.

334 -

‌ محمد بن إبراهيم بن محمد

، أبو الفتح الجُحدري الطرسوسي البزاز المعروف بابن البصري.

سمع محمد بن إبراهيم بن أبي أمية الطرسوسي، وأبا سعيد ابن الأعرابي، وخيثمة الأطرابلسي، وجماعة. وحدث بالشام، وسكن بيت المقدس بأخرة؛ روى عنه أبو القاسم عُبيد الله الأزهري، ووثقه، وعبد الرحيم بن أحمد البخاري، وأحمد بن محمد العتيقي، ورشأ بن نظيف، وأبو علي الأهوازي، وجماعة.

قال الصوري: توفي سنة تسع أو عشر وأربعمائة.

335 -

‌ محمد بن أسد بن علي

، أبو الحسن الكاتب البغدادي المقرئ.

سمع من جعفر الخُلدي، والنجاد.

قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقاُ.

قلت: هو صاحب الخط المنسوب.

336 -

‌ محمد بن عبد الله بن أبان بن قُريش

، أبو بكر الهيتي، المعروف بابن أبي عباية.

قال الخطيب: قدمِ علينا سنة ست وأربعمائة، وكان يُملي في جامع المنصور بعد ابن رزقويه، وكتبنا عنه، عن ابن السماك، ومحمد بن جعفر الأدمي، وأحمد بن سلمان النجاد، وحدثنا أيضا عن أبي الطيب أحمد بن إبراهيم الذي روى عن الرمادي، ذكر لنا أنه سمع منه بالرحبة، وكانت أصول أبي بكر الهيتي كثيرة الخطأ إلا أنه كان صالحا، مُقلا، معروفا بالخير مع خلوه من معرفة الحديث. توفي يوم الفطر بالأنبار، وله تسعون سنة، وربما حدثنا عن شيخ شيخه وهو لا يعلم.

337 -

‌ محمد بن عبد الله بن إبراهيم

، أبو الحسن ابن الرازي

ص: 155

المعدل المقرئ.

توفي في جُمادى الأولى ببغداد. يروي عن عثمان ابن السماك.

338 -

‌ محمد بن عبد الله بن مُفوز

، أبو عبد الله المعافري الشاطبي الزاهد.

قدم قُرطبة، فأكثر عن وهب بن مسرة حتى سمع منه مسند ابن أبي شيبة. ثم حج، وكتب بالقيروان، وعُمر دهراُ طويلا.

وكان صالحا عابدا متقللا من الدنيا منقطع القرين. سمع الناس منه، وكان مشهورا بإجابة الدعوة.

توفي في آخر سنة عشر، وقد قارب المائة، وكانت جنازته مشهودة رحمه الله.

339 -

‌ محمد بن عبد الله بن هانئ بن هابيل

، أبو عبد الله اللخمي القُرطبي البزاز.

سمع من أحمد بن سعيد بن حزم، وأحمد بن مُطرف، وجماعة. وحج سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، فكتب عن جماعة. روى عنه الخولاني، وأبو عُمر بن سُميق، وأبو محمد بن حزم.

وتوفي في ربيع الأول، وكان فقيها محدثا عالما.

340 -

‌ محمد بن عثمان بن محمد الصوفي الجُرجاني

.

توفي بهراة. يروي عن أبي عمرو بن حمدان النيسابوري، وغيره.

قال أبو إسماعيل الأنصاري: هو أول من سمعت منه.

341 -

‌ محمد بن عمر بن عيسى

، أبو الحسن البلدي الحِطراني.

سكن بغداد، وصاهر أبا الحسين بن بشران على بنته، وحدث عن أحمد

ص: 156

ابن إبراهيم الإمام، ومحمد بن العباس الموصلي الحناط. روى عنه أبو بكر الخطيب، وأبو علي الوخشي.

قال الخطيب: كان صدوقا، بلغني أنه كان له في كل يوم ختمة. توفي في جُمادى الآخرة.

342 -

‌ محمد بن محمد بن أحمد بن سهل التاجر

، أبو الفضل الهروي.

سمع أبا بكر الشافعي، وأبا علي الرفاء، وتوفي في ربيع الآخر.

343 -

‌ محمد بن محمد بن عبد الله بن الحسين

، القاضي أبو منصور الأزدي الهروي، أحد الأعلام.

محدث فقيه، رحل وسمع محمد بن علي بن دحيم الشيباني، ودعلج بن أحمد، والحسن بن عمران الحنظلي، وأحمد بن عثمان الأدمي، وهو أكبر شيخ سمع منه شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري. روى عنه أحمد بن أحمد بن حمدين، وعبد الرحمن بن أبي عاصم الجوهري، وأبو سعد يحيى بن أبي نصر العدل، وأبو عدنان القاسم بن علي القرشي، وشيخ الإسلام، وخلق كثير.

وكان إمام الشافعية في عصره بهراة، أملى مدة، وطال عمره، وكان واسع الرواية. توفي فجاءة في المحرم بهراة.

344 -

‌ محمد بن محمد بن علي بن حبيش

، أبو عمر التمار الأعور.

بغدادي صدوق، من شيوخ أبي بكر الخطيب، سمع إسماعيل الصفار، ومحمد بن جعفر الأدمي، وولد سنة ثلاثين وثلاثمائة. توفي بالبطائح.

345 -

‌ محمد بن محمد بن محمش بن علي بن داود الفقيه

، أبو طاهر الزيادي الأديب الفقيه الشافعي.

كان يسكن ميدان زياد بن عبد الرحمن من نيسابور، فنسب إليه، وكان

ص: 157

أبوه من أعيان العباد.

ولد أبو طاهر سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وسمع سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، وبعدها من أبي حامد بن بلال، ومحمد بن الحسين القطان، وعبد الله بن يعقوب الكرماني، والعباس بن قوهيار، ومحمد بن الحسن المحمدآباذي، وأبي عثمان عمرو بن عبد الله البصري، وأبي علي الميداني، وحاجب بن أحمد الطوسي، وعلي بن حمشاذ، ومحمد بن يعقوب الأصم، وأبي عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، وأدرك أبا حامد ابن الشرقي، ولم يسمع منه.

وكان إمام أصحاب الحديث بنيسابور، وفقيههم، ومفتيهم بلا مدافعة، وكان متبحرا في علم الشروط، قد صنف فيه كتابا، وله معرفة قوية بالعربية.

قال عبد الغافر بن إسماعيل: بقي يملي نحو ثلاث سنين، ولولا ما اختص به من الإقتار وحرفة أهل العلم لما تقدم عليه أحد من أصحابه. وأخبرنا عنه الإمام جدي، وأبو سعد بن رامش، وعثمان بن محمد المحمي، وأبو بكر بن يحيى المزكي، وعلي بن أحمد الواحدي، وأحمد بن خلف، وأبو صالح المؤذن، ومات في شعبان.

قلت: وروى عنه أبو عبد الله الحاكم مع تقدمه، وأبو بكر البيهقي، وأبو القاسم القُشيري، وعبد الجبار بن برزة، ومحمد بن محمد الشاماتي، والقاسم بن الفضل الثقفي، وحديثه بعُلو في الثقفيات.

346 -

‌ محمد بن محمد بن بالُويه بن إسحاق

، أبو عمرو النيسابوري الكتاني الصائغ المقرئ.

قال عبد الغافر: شيخ ثقة مشهور. حدث عن الأصم، ومحمد بن عبد الله الصفار، والكارزي. أخبرنا عنه أحمد بن عبد الملك المؤذن. توفي

وقلت: روى عنه الثقفي، لقيه سنة عشر هذه.

347 -

‌ محمد بن المظفر

، أبو الحسن ابن السراج البغدادي المعدل.

ص: 158

سمع من جعفر الخُلدي، وأحمد بن سلمان الفقيه. روى عنه الخطيب وقال: مات في جُمادى الأولى.

348 -

‌ محمد بن مُعافى بن صُميل

، أبو عبد الله الجياني، ثم القُرطبي المقرئ.

ارتحل فقرأ لنافع على أبي الطيب بن غلبُون.

وكان مؤدبا، نزل طليطلة.

349 -

‌ محمد بن منصور بن الحسن

، أبو سعد الجولكي الجُرجاني، الرئيس العالم.

سمع أبا بكر الإسماعيلي، وأبا أحمد الغِطريفي. روى عنه نجيب بن ميمون، وجماعة. وحدث بنيسابور، وهراة، وغزنة.

350 -

‌ محمد بن يونس

، أبو بكر العين زربي الإسكاف المقرئ.

سمع بدمشق أبا عمر بن فضالة، وأبا بكر الربعي. روى عنه أبو علي الأهوازي، والكتاني.

351 -

‌ هادي المستجيبين

.

ظهر أمره، وبهر كُفُره، وسار في البوادي يدعو إلى عبادة الحاكم صاحب مصر، وسب الرسول صلى الله عليه وسلم، وبصق على المصحف، فظفروا به، ثم صُلب بمكة وأُحرق.

352 -

‌ هبة الله بن سلامة

، أبو القاسم البغدادي الضرير المفسر.

كان من أحفظ الناس لتفسير القرآن، وكانت له حلقة بجامع المنصور. روى عن أبي بكر القطيعي، وغيره، وتوفي في رجب.

ص: 159

وله كتاب الناسخ والمنسوخ، روى عنه ابن بنته رزق الله التميمي، وغيره، وقرأ عليه الحسن بن علي العطار القرآن عن قراءته على زيد بن أبي بلال الكوفي.

ص: 160

المتوفون بعد الأربعمائة ظنا

353 -

‌ أحمد بن الحسن بن المرزُبان

، أبو العباس ابن الطبري الشرابي.

بغدادي، سكن الري، وحدث عن أبي جعفر عبد الله بن بريه الهاشمي، وأبي عمر الزاهد، وجماعة. روى عنه أبو سعد إسماعيل السمان، والمظفر بن مموس، ومحمد بن جعفر الأسدآباذي.

354 -

‌ أحمد بن عُبيد بن الفضل بن سهل بن بيري

، أبو بكر الواسطي، مُسند واسط ومحدثها.

روى عن علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، ومحمد بن أحمد بن عثمان بن سمعان، ومحمد بن الحسين الزعفراني، ومحمد بن يحيى الصولي، وأبي علي الحسن بن منصور، وأبي جعفر محمد بن عمرو بن البختري، وعبد الباقي بن قانع، وعبد الله بن شوذب الواسطي، وجماعة. وأملى ورحل إلى بغداد.

قال الحافظ خميس: كان ثقة صدوقا، كُف بصره بأخرة.

قلت: روى عنه عبد الكريم بن محمد الشُروطي، وأبو يعلى حمزة بن الحسن، ومحمد بن علي بن عيسى القارئ، وعلي بن الحسين بن الطيب الصوفي، وأبو غالب محمد بن أحمد بن بشران النحوي، والقاضي أبو علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن الطيب الفقيه ابن كُماري، وأبو الحسين محمد بن علي الفقيه الشافعي، وأبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزاز: الواسطيون. وآخرهم موتا ابن مخلد، وكان مولد ابن مخلد سنة ست وتسعين، وسماعه من ابن بيري سنة نيف وأربعمائة.

وقد ذكر خميس: أن ابن بيري سمع من البغوي، وابن أبي داود، وهذا غلط.

355 -

‌ أحمد بن عمر بن أحمد بن علي

، أبو عبد الله الكاتب

ص: 161

المعروف بحموس الهمذاني الضرير.

روى عن عبد الرحمن الجلاب، وأبي القاسم بن عبيد، وأحمد بن محمد الصيدناني، وعلي بن عامر النهاوندي، وجماعة. روى عنه محمد بن عيسى، وحمد بن سهل المؤدب، وحمد بن عبد الرحمن المؤدب، وأبو مسلم بن غزو، ومحمد بن الحسين الصوفي.

وهو صدوق.

356 -

‌ أحمد بن محمد بن إبراهيم بن عيسى

، أبو نُعيم الإسفراييني البزاز.

قال عبد الغافر: ثقة، قدم نيسابور، وحدث عن عبد الله بن محمد ابن الشرقي، وأبي بكر القطان، وأبي نصر بن حمدويه، وسُفيان بن محمد الجوهري، وأملى بنيسابور. روى عنه محمد بن يحيى المُزكي، وهو من كبار شيوخه.

357 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد

، أبو بكر الجوري النيسابوري الدهان.

شيخ مستور حافظ لكتاب الله، وثقه عبد الغافر الفارسي، قال: روى عن الأصم وأقرانه. أخبرنا عنه أبو بكر محمد بن يحيى، وأبو صالح المؤذن.

358 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى

، أبو حامد النيسابوري الشافعي، المعروف بأميرك ابن أبي ذر.

قال عبد الغافر: نبيل، موثوق به، أصيل. روى عن الأصم وأقرانه. أخبرنا عنه أبو صالح المؤذن، ومحمد بن يحيى؛ سمعا منه في سنة ثمان.

359 -

‌ أحمد بن محمد بن حمدان

، أبو الحسن الأصبهاني الأديب.

سمع أبا عمرو بن حكيم، وابن داسة البصري، وأبا الحسين الأسواري. وعنه: أحمد بن الفضل الباطرقاني، وعلي بن سعيد البقال، وعبد الله بن أحمد السوذرجاني.

ص: 162

360 -

‌ أحمد بن محمد بن سراج

، أبو العباس السنجي الطحان.

سمع جامع الترمذي من أبي العباس المحبوبي. روى عنه أبو الخير بن أبي عِمران الصفار.

361 -

‌ أحمد بن محمد بن العباس بن حسنويه

، أبو سهل الأصبهاني التاجر، نزيل نيسابور.

ثِقة. عن الأصم، وأبي الطيب الحبيبي، وعنه المؤذن.

362 -

‌ أحمد بن محمد بن عبدوس

، أبو بكر النسوي الفقيه، الحافظ، نزيل مرو.

وكان أحد الأئمة الأعلام، رحال جوال. روى عن أبي القاسم بن أبي العَقِب، وبُكير بن الحسن الرازي ثم المصري، ومحمد بن علي النقاش. وعنه أبو محمد عبد الله بن يوسف الجويني، والحسن بن القاسم، وعلي بن عبد القاهر الطُوسي، وآخرون.

363 -

‌ أحمد بن محمد بن مزاحم

، أبو سعيد الصفار المؤدب.

سمع الأصم، وأقرانه، وعنه محمد المزكي.

364 -

‌ أحمد بن محمد بن يوسف

، أبو الحسن النيسابوري الصفار.

عن الأصم، وأبي الحسن الكارزي، وعنه محمد بن يحيى المُزكي، والمؤذن.

365 -

‌ إبراهيم بن محمد بن علي بن إبراهيم بن معاوية

، أبو إسحاق النيسابوري العطار الصيدلاني.

قال عبد الغافر: شيخ مستور، ثقة، من أهل الصلاح، يقعد على حانوته ويعتمده الناس لأمانته وديانته. سمع من الأصم، وأبي عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، وأبي بكر الصبغي، وأبي حامد أحمد بن محمد بن بالُويه العفصي، وأبي الوليد القُرشي، وغيرهم. أخبرنا عنه محمد بن يحيى.

قلت: وروى عنه البيهقي، قال: وكان أبوه من الصلحاء، وجده أبو الحسن محدث وقته، حدث عن أبي زُرعة، وابن وارة، وأحمد بن عبد الجبار العُطارِدي.

ص: 163

366 -

‌ أسد بن إبراهيم بن كُليب

، القاضي أبو الحسن الحراني السُلمي.

عن أبي الهيذام مُرجى بن علي الرهاوي، ويوسف بن محمد الشيزري. حدث ببغداد؛ روى عنه: أبو منصور العُكبري النديم، والقاضي أبو عبد الله الصيمري.

والغالب على رواياته المناكير والموضوعات.

367 -

‌ إسماعيل بن سيده

، أبو بكر المُرسي الأديب الضرير، والد مصنف المحكم أبي الحسن.

أخذ عن أبي بكر الزُبيدي مختصر العين، وكان من النُحاة ومن أهل المعرفة والذكاء، وكان أعمى. توفي بعد الأربعمائة بمدة بمدينة مُرسِيَة.

368 -

‌ جامع بن أحمد بن محمد بن مهدي الوكيل

، أبو الخير النيسابوري المُحمدآباذي.

سمع من أبي طاهر محمد بن الحسن المحمدآباذي، وتوفي سنة سبع وأربعمائة.

روى عنه البيهقي.

369 -

‌ حديد بن جعفر

، أبو نصر.

حدث عن خيثمة، وعلي بن أبي العَقِب. وعنه أبو القاسم الحِنائي، وعبد العزيز الكتاني، وغيرهما، والأهوازي، وعلي بن الخضر السُلمي. وهو أنباري، سكن الشام؛ قاله ابن النجار.

370 -

‌ خلف بن عباس

، أبو القاسم الزهراوي الأندلسي.

قال الحُميدي: كان من أهل الفضل والدين والعلم، وعلمه الذي بسق علم الطب، وله فيه كتاب كبير مشهور كبير الفائدة، سماه كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف. ذكره ابن حزم وأثنى عليه، وقال: ولئن

ص: 164

قلنا: إنه لم يؤلف في الطب أجمع منه للقول والعمل في الطبائع، لنصدقن.

مات بالأندلس بعد الأربعمائة.

371 -

‌ خلف بن عمر بن خلف بن محمد بن إبراهيم

، أبو بكر المديني الحناط.

همذاني نبيل، روى عن عبد الرحمن الجلاب، وأبي جعفر بن عبيد، وأبي القاسم بن عبيد، والأصم، وجعفر الخلدي، وأبي بكر الشافعي، وجماعة. ورحل إلى نيسابور والعراق. روى عنه أبو محمد الأبهري، وعلي بن أحمد بن سهل العطار، والحسين بن محمد البزاز، والخليل بن عبد الله الخليلي، وآخرون.

قال شيرويه: كان صدوقا حافظا، يحسن هذا الشأن.

372 -

‌ خلف بن عيسى بن سعد الخير بن أبي درهم

، الفقيه أبو الحزم الوشقي، عالم وشقة وقاضيها.

يروي عن أبي عيسى الليثي، وابن عيشون. روى عنه ابنه أبو الأصبغ، وأبو عمر ابن الحذاء.

قال أبو الوليد الباجي: لا بأس به.

ذكره عِياض في طبقات المالكية.

373 -

‌ خلفُ بن محمد بن علي بن حمدون الواسطي الحافظ

، مصنف الأطراف.

رحل، وروى عن أبي بكر القطيعي، وأبي بكر الإسماعيلي، ومحمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، وأبي محمد بن ماسي، ورافق أبا الفتح بن أبي الفوارس في الرحلة، وطوف خُراسان، والشام، ومصر، والنواحي، وكتب الكثير. روى عنه أبو عبد الله الحاكم، وأثنى عليه، وقال: كان حافظا لحديث شُعبة وغيره.

وقال أبو نُعيم: صحبناه بنيسابور وأصبهان.

وروى عنه هو، وأبو علي الأهوازي، وعبيد الله بن أحمد الأزهري. ثم في الآخر سكن الرملة، واشتغل بالتجارة، ومات هناك بعد الأربعمائة.

ص: 165

سمع الناس الكثير بانتخابه، ولقد جود تصنيف أطراف الصحيحين وأحسن، وهو أقل أوهاما من أبي مسعود.

374 -

‌ خلفُ المقرئ

، أبو القاسم من ساكني طلبيرة.

رحل إلى المشرق، وأخذ عن أبي محمد بن أبي زيد، ولازمهُ بالقيروان مدة، وحج ثلاث حجج. وقرأ على أبي الطيب بن غلبُون، ودخل العراق.

وكان صالحا متبتلا عابدا يسرد الصوم، وكان مُفرط القصر يسكن مسجدا ويُقرئ به. حدث سنة ثمان وأربعمائة.

375 -

‌ الخليل بن أحمد بن محمد

، القاضي أبو سعيد البُستي.

قدم نيسابور وحدث بها عن أحمد بن المظفر البكري صاحب أحمد بن أبي خيثمة بالتاريخ. روى عنه البيهقي، وجماعة، وكان قدومه في سنة أربعمائة.

ومن الاتفاقات النادرة أنه سمع من القاضي أبي سعيد الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل السجزي سميهُ.

376 -

‌ خوي بن علي بن صدقة

، القاضي أبو القاسم السكسكي الدمشقي.

حدث عن أبي علي بن آدم، ومحمد بن العباس بن كوذك. وعنه علي بن محمد الحِنائي.

377 -

‌ سعد بن عبد الله بن الحسين بن علويه

، أبو القاسم النيلي الميموني، من ولد ميمون بن مهران.

روى بهمذان عن النجاد، وأبي سهل بن زياد، وأبي عمرو ابن السماك، والحسين بن صفوان، وجماعة.

حضر مجلسه ابن تركان، وروى عنه محمد بن عيسى، وحُميد بن المأمون، وابن غزو، وأبو الفضل أحمد بن عبد الله بن بُندار، وعُبيد الله بن أبي عبد الله بن منده.

ص: 166

قال شيرويه: وحدثنا عنه محمد بن الحسين الصوفي، وأبو الفضل بن يرغة، وأحمد بن عبد الرحمن الروذباري. وليس عندهم بذاك.

378 -

‌ سعد بن محمد بن غسان

، أبو رجاء الشيباني القزويني.

سمع بدمشق من الحسن بن حبيب الحصائري حديثا رواه عنه الخطيب، ويوسف المهرواني، ومحمد بن إسماعيل الجوهري.

قال الخطيب: ما علمت به بأسا.

379 -

‌ عبد الله بن أحمد بن الحسن

، أبو أحمد المهرجاني العدل.

روى عن محمد بن يعقوب بن الأخرم، وأبي بكر محمد بن جعفر المُزكي وغيرهما. وعنه البيهقي.

380 -

‌ عبد الله بن أبي عبد الله الحسين العلوي الواسطي

، أبو محمد المقرئ.

قرأ بالروايات على أبي بكر النقاش، وتصدر للإقراء مدة. قرأ عليه أبو علي غلام الهراس، وغيره.

توفي بعد الأربعمائة.

وأبوه الحسين بن محمد عدل نبيل، روى عن أبي الحسن بن مبشر الواسطي، والكبار. روى عنه أبو الحسن بن مخلد، وغيره.

381 -

‌ عبد الله بن القاسم بن سهل بن جوهر

، الفقيه أبو الحسين الموصلي الصواف.

سمع خيثمة بن سليمان، ومحمد بن العباس صاحب الطعام، وعبد الله بن علي العُمري، وهارون بن عيسى البلدي، وإبراهيم بن أحمد الرقي، وجماعة. وعنه أبو نصر بن طوق، وأحمد بن عُبيد الله بن ودعان، وعلي بن أحمد الطوسي، ومحمد بن صدقة بن حسين، المواصلة؛ وعُبيد الله بن أحمد الرقي، وأبو طاهر أحمد بن محمد الخفاف، وغيرهم.

ص: 167

382 -

‌ عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سعيد

، أبو محمد الدمشقي البزاز.

روى عن خيثمة، وابن حذلم، وأبي يعقوب الأذرعي، وعنه علي بن محمد الحنائي، ورشأ بن نظيف، وأبو علي الأهوازي، وكان موصوفا بالصلاح.

383 -

‌ عبد الصمد بن زهير بن هارون بن أبي جرادة

، أبو الفضل العُقيلي الحلبي.

سمع بمكة من أبي سعيد ابن الأعرابي. وعاش دهرا، أدركه أبو نصر السجزي بحلب.

384 -

‌ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن

، أبو القاسم الأصبهاني التاجر ثم الرازي.

سمع أبا حاتم محمد بن عيسى الوسقندي. روى عنه أبو بكر البيهقي.

385 -

‌ علي بن عبد الرحيم بن غيلان

، أبو العلاء السوسي النحوي الخزاز.

حدث بواسط عن الحسين بن إسماعيل المُحاملي. روى عنه أبو نصر السجزي، وأبو نُعيم محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز المعدل الواسطي.

386 -

‌ علي بن موسى بن إبراهيم بن حزب الله

، أبو الحسن الأندلسي.

سكن سرقسطة، وروى عن أحمد بن خلف المديوني، وحج فأخذ عن علي بن عثمان القرافي، وغيره.

وكان صالحا مُجاب الدعوة، ممتنعا من الرواية غير النزر اليسير لكونه مُشتغلا بالعبادة.

قال بعضهم: لم ألق مثله في الزُهد والتبتل.

روى عنه أبو عمرو الداني، والصاحبان، وأبو حفص بن كُريب.

ص: 168

387 -

‌ عُمر بن الحسن بن دُرستويه

، أبو القاسم الإمام.

روى عن خيثمة بن سليمان. وعنه علي الحنائي، وعبد العزيز الكتاني.

388 -

‌ عمر بن محمد بن محمد بن داود

، أبو سعيد السجستاني.

روى صحيح مسلم عن أبي أحمد الجُلودي، وحدث به بمكة سنة ثلاث وأربعمائة، فسمعه منه أبو القاسم حاتم بن محمد الطرابلسي المغربي، ورواه عنه.

389 -

‌ كامل بن أحمد بن محمد

، أبو جعفر العزائمي الحافظ المستملي.

حدث بنيسابور عن الحافظ أبي عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن الفرج البلخي؛ سمع منه بهراة عن محمد بن خُشنام، ومحمد بن علي الصنعاني صاحب عبد الرزاق. روى عنه أبو نصر السجزي، وأبو بكر البيهقي، ومحمد بن يحيى المُزكي.

وقد ذكره عبد الغافر، فقال: حافظ، عارف بالنحو، حسن الخط، بارع في الرواية، حسن القراءة. استملى على المشايخ مدة وكان مكثرا. وسمع من مشايخ العراق، والحجاز، وخُراسان، وحدث عن أبي علي الرفاء، وأبي علي محمد بن جعفر الكرابيسي، ومحمد بن صبيح الجوهري، وأبي عبد الله العصمي، وأبي بكر القفال الشاشي، والقاضي أبي بكر الأبهري، وكان ثقة، صحيح الرواية. اتفق أن المحدثين هجروه، واتهموه بأنه أخفى جملة من سماع المشايخ مغايظةً لهم، وقد حدث في سنة خمس وأربعمائة.

قلتُ: وفي هذه السنة قدِم نيسابور وحدث بها.

390 -

‌ كامل بن أحمد بن محمد بن سليمان

، أبو الحسن البخاري.

عن أبي نصر بن حمدويه، وأبي بكر بن سعد الزاهد، وجماعة.

391 -

‌ محمد بن أحمد بن حيوة

، أبو عبد الله القُرطبي.

ص: 169

روى عن قاسم بن أصبغ، ومنذر بن سعيد. روى عنه أبوا عمر: ابن سُميق وابن عبد البر وجماعة.

392 -

‌ محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منصور

، أبو بكر النوقاني.

حدث بنُوقان عن أبي العباس الأصم. روى عنه البيهقي، وغيره.

393 -

‌ محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن المغيرة بن المهلب

، أبو بكر العُكلي اليواني الأصبهاني، الزاهد العابد.

عن ابن فارس، وأحمد بن جعفر بن معبد، والعسال، وفاروق الخطابي، وابن كوثر البربهاري، وطبقتهم. وله رحلة واسعة.

مولده سنة عشر وثلاثمائة، ومات بعد الأربعمائة.

394 -

‌ محمد بن أحمد بن محمد بن حمدويه

، أبو بكر الطوسي، المعروف بالمطوعي.

قدم همذان سنة خمس وأربعمائة، وحدث عن أبي العباس الأصم. روى عنه شيوخ همذان: أبو الفضل بن يوغة، ومحمد بن الحسين الصوفي، وأبو الفتح محمد بن الفضل الكوكبي الدهقان، وأبو الفتح عبدوس بن عبد الله.

قال شيرويه: كان صدوقا.

قلت: وقع لي حديثه عاليا.

395 -

‌ محمد بن إسماعيل بن أحمد بن العنبر

، أبو عمر العنبري.

روى عن أبي العباس الأصم. سمع منه بسجستان أبو نصر السجزي. وروى أيضا عن عبد الله بن محمد بن علي بن طرخان البلخي.

396 -

‌ محمد بن زكريا

، أبو عبد الله ابن الأفليلي، القُرطبي.

سمع من قاسم بن أصبغ، وأبي عيسى الليثي، وأبي بكر بن الأحمر القرشي، وعنه ابنه أبو القاسم، وابن عبد البر.

397 -

‌ محمد بن عبد الصمد بن لاوي الأطرابلسي

.

ص: 170

روى عن خيثمة. روى عنه محمد بن علي الصوري، وعبد الرحيم بن أحمد البخاري.

398 -

‌ محمد بن عبد العزيز بن محمد بن موسى بن سعية

، بياء آخر الحروف، المحدث أبو منصور الخيبري الأصبهاني الطبيب.

روى عن أبي محمد بن فارس، وأبي أحمد العسال، والجعابي، وأبي إسحاق بن حمزة، والطبراني. وعنه أحمد بن الفضل الباطرقاني، ومحمد بن علي الجوزداني، وأبو القاسم وأبو عمرو ابنا الحافظ ابن منده.

قال يحيى بن منده: هو صاحب الكُتب الصحاح، كثير الكتاب، واسع الرواية، متعصب لأهل العلم.

399 -

‌ محمد بن علي بن محمد

، أبو نصر النيسابوري الفقيه.

سمع أبا العباس الأصم، وغيره. روى عنه أبو بكر البيهقي.

400 -

‌ محمد بن عيسى

، أبو بكر السبتي الفقيه المعروف بابن زوبع.

إمام جليل، رحل إلى المشرق ودخل إلى الأندلس، وولاه المظفر بن أبي عامر قضاء سبتة ونواحي المغرب.

قتله علي بن حمود بعد الأربعمائة.

401 -

‌ محمد بن محمد بن محمد بن بكر الهزاني البصري

.

سمع من عمه أبي روق أحمد بن محمد. روى عنه أبو نصر عبيد الله السجزي؛ لقيه بالبصرة، وكناه أبا عمرو.

402 -

‌ محمد بن الهيصم

، أبو عبد الله، شيخ الكرامية، وعالمهم في وقته بخُراسان.

وهو الذي ناظر الإمام أبا بكر بن فُورك بحضرة السلطان محمود بن

ص: 171

سُبُكتكين، وليس للكرامية مثله في معرفة الكلام والنظر، فهو في زمانه رأس طائفته، وأخبرهم وأخبثهم، كما أن القاضي عبد الجبار في هذا العصر رأس المعتزلة، وأبا إسحاق الإسفراييني رأس الأشعرية، والشيخ المفيد رأس الرافضة، وأبا الحسن الحمامي رأس القراء، وأبا عبد الرحمن السُلمي رأس الصوفية، وأبا عمر بن دراج رأس الشعراء، والسلطان محمود رأس الملوك، والحافظ عبد الغني الأزدي رأس المحدثين، وابن هلال رأس المجودين.

403 -

‌ محمد بن يحيى بن سُراقة

، أبو الحسن العامري البصري، الفقيه الشافعي الفرضي المحدث صاحب التصانيف في الفقه والفرائض وأسماء الضعفاء والمجروحين.

أقام بآمد مدة. وكان حيا في سنة أربعمائة. أخذ عن أبي الفتح كتابه في الضعفاء ثم نقحه وراجع فيه الدارقُطني، ورحل في الحديث، وروى عن ابن داسة وابن عباد والهجيمي، ورحل إلى فارس وأصبهان والدينور. وله مصنف حسن في الشهادات.

404 -

‌ محمد بن يعقوب بن حمويه

، أبو بكر السجِستاني الوزير.

سمع بِبستُ من أبي الفضل محمد بن أحمد بن الغوث الأزدي؛ حدثه عن الهيثم بن سهل التستري. أخذ عنه بسجستان الحافظ أبو نصر السجزي.

405 -

‌ يوسف بن خلف بن سُفيان

، أبو عمر الغساني البجاني المؤدب.

سمع من أحمد بن سعيد، ومسلمة بن قاسم. وكان يؤم بمسجده، ويلقن، وينسخ. روى عنه أبو عبد الله الخولاني.

توفي بعد الأربعمائة، وروى عنه قاسم وهشام ابنا هلال.

(آخر الطبقة والحمد لله)

ص: 172

‌الطبقة الثانية والأربعون

411 – 420 هـ

ص: 173

بسم الله الرحمن الرحيم

(الحوادث)

‌سنة إحدى عشرة وأربعمائة

في شوال منها فقد الحاكم صاحب مصر، وكان يواصل الركوب وتتصدى له العامة فيقف عليهم ويسمع منهم. وكان الخلق في ضنك من العيش معه. وكانوا يدسون إليه الرُقاع المختومة بالدعاء عليه والسب له ولأسلافه، حتى أنهم عملوا تمثال امرأة من كاغد بخف وإزار ثم نصبوها له، وفي يدها قصة. فأمر بأخذها من يدها، ففتحها فرأى فيها العظائم، فقال: انظروا من هذه؟ فإذا هي تمثالٌ مصنوع. فتقدم بطلب الأمراء والعُرفاء فحضروا، فأمرهم بالمصير إلى مصر وضربها بالنار ونهبها وقتل أهلها. فتوجهوا لذلك فقاتل المصريون عن أنفسهم بحسب ما أمكنهم. ولحق النهب والحريق الأطراف والنواحي التي لم يكن لأهلها قوة على امتناع ولا قُدرة على دفاع، واستمرت الحرب بين العبيد والرعية ثلاثة أيام، وهو يركب ويشاهد النار، ويسمع الصياح. فيسأل عن ذلك، فيقال له: العبيد يحرقون مصر. فيتوجع ويقول: من أمرهم بهذا؟ لعنهم الله.

قلت: بل لعنة الله على الآمر.

فلما كان في اليوم الثالث اجتمع الأشراف والشيوخ إلى الجامع ورفعوا المصاحف، وعج الخلق بالبكاء والاستغاثة بالله. فرحمهم الأتراك وانحازوا إليهم وقاتلوا معهم، وأرسلوا إلى الحاكم يقولون له: نحن عبيدك ومماليكك، وهذه النار في بلدك وفيه حُرمنا وأولادنا، وما علمنا أن أهله جنوا جناية تقتضي هذا. فإن كان باطنٌ لا نعرفه عرفنا به، وانتظر حتى نخرج عيالنا وأموالنا، وإن كان ما عليه هؤلاء العبيد مخالفا لرأيك أطلقنا في معاملتهم بما نعامل به

ص: 175

المفسدين، فأجابهم: إني ما أردتُ ذلك ولا أذنت فيه، وقد أذنت لكم في الإيقاع بهم، وراسل العبيد سرا بأن كونوا على أمركم، وقواهم بالسلاح. فاقتتلوا، وعاودوا الرسالة: إنا قد عرفنا غرضك، وإنه إهلاكُ البلد، ولوحوا بأنهم يقصدون القاهرة. فلما رآهم مستظهرين، ركب حماره ووقف بين الفريقين، وأومأ إلى العبيد بالانصراف، وسكنت الفتنة.

وكان قدر ما أُحرق من مصر ثُلثها، ونُهب نصفها. وتتبع المصريون من أسر الزوجات والبنات، فاشتروهن من العبيد بعد أن زنوا بهن، حتى قتل جماعة أنفسهن من العار.

ثم زاد ظُلم الحاكم، وعن له أن يدعي الربوبية، كما فعل فرعون، فصار قومٌ من الجُهال إذا رأوه يقولون: يا واحد يا أحد، يا مُحيي يا مُميت.

وكان قد أسلم جماعةٌ من اليهود، فكانوا يقولون: إنا نريد أن نعاود ديننا، فيأذن لهم.

وأوحش أخته بمراسلات قبيحة، وأنها ترتكب الزنا. فراسلت ابن دواس الأمير، وكان متخوفا من الحاكم. ثم جاءت إليه فقبل الأرض بين يديها، فقالت: قد جئتك في أمر أحرسُ نفسي ونفسك. قال: أنا خادمك. فقالت: أنت ونحن على خطر عظيم من هذا. وقد انضاف إلى ذلك ما يظاهر به، وهتك الناموس الذي أقامه آباؤنا، وزاد به جنونه وحمل نفسه على ما لا يصبر المسلمون على مثله، وأنا خائفة أن يثور الناس علينا فيقتلوه ويقتلونا، فتنقضي هذه الدولة أقبح انقضاء. قال: صدقتِ، فما الرأي؟

قالت: تحلف لي وأحلف لك على الكتمان. فتحالفا على قتله وإقامة ولده مكانه، وتكون أنت مدبر دولته. قالت: فاختر لي عبدين تثق بهما على سرك وتعتمد عليهما. فأحضر عبدين موصوف ن بالأمانة والشهامة. فحلفتهما ووهبتهما ألف دينار، ووقعت لهما بإقطاع، وقالت: اصعدا إلى الجبل فاكمنا له، فإن غدا يصعد الحاكم إليه وليس معه إلا الركابي وصبي، وينفردُ بنفسه. فإذا جاء فاقتلاه مع الصبي، وأعطتهما سكينتين مغربيتين.

وكان الحاكم ينظر في النجوم. فنظر مولده، وكان قد حُكم عليه بقطع في هذا الوقت، وأنه متى تجاوزه عاش نيفا وثمانين سنة.

فأحضر أمه وقال:

ص: 176

علي في هذه الليلة قطعٌ. وكأني بكِ قد هتِكت وهلكتِ مع أختي، فتسلمي هذا المفتاح، فلي في هذه الخزانة صناديق تشتمل على ثلاثمائة ألف دينار، فحوليها إلى قصرك لتكون ذخيرةً لك. فبكت وقالت: إذا كنت تتصور هذا فدع ركوبك الليلة. فقال: أفعلُ، وكان في رسمه أنه يطوف كل ليلة حول القصر في ألف رجل، ففعل ذلك ثم نام. فانتبه الثُلث الأخير وقال: إن لم أركب فأتفرج خرجت نفسي. فركب وصعد الجبل ومعه صبي. فخرج العبدان فصرعاه وقطعا يديه وشقا جوفه وحملاه في كِسائه إلى ابن دواس، وقتلا الصبي. فحمله ابن دواس إلى أخته فدفنته في مجلس لها سرا، وأحضرت الوزير واستكتمته واستحلفته على الطاعة، وأن يكاتب ولي العهد عبد الرحيم بن إلياس العُبيدي، ليبادر، وكان بدمشق، وأنفذت إلى أمير يقيم في الطريق فإذا وصل ولي العهد قبض عليه وعدلَ به إلى تِنيس. وكتبت إلى عامل تنيس عن الحاكم أن يحمل إليه ما قد تحصل عنده، وكان ألف ألف دينار وألفي ألف دِرهم.

وفقد الحاكم، فماجوا في اليوم الثالث وقصدوا الجبل، فلم يقفوا له على أثر، فعادوا إلى أخته فسألوها عنه فقالت: قد كان راسلني قبل ركوبه، وأعلمني أنه يغيب سبعة أيام. فانصرفوا مطمئنين، ورتبت رِكابية يمضون ويعودون كأنهم يقصدون موضعه، ويقولون لكل من سألهم: فارقناه في الموضع الفُلاني، وهو عائذٌ في يوم كذا.

ولم تزل الأخت في هذه الأيام تدعو وجوه القُواد وتستحلفهم وتُعطيهم. ثم ألبست أبا الحسن علي ابن الحاكم أفخر الثياب وأحضرت ابن دواس وقالت: المعول في القيام بهذه الدولة عليك، وهذا ولدك، فقبل الأرض. وأخرجت الصبي ولقبته بالظاهر لإعزاز دين الله، وألبسته تاج المُعز، جدها، وأقامت المأتم على الحاكم ثلاثة أيام. وهذبت الأمور، وخلعت على ابن دواس خِلعا كثيرة، وبالغت في رفع منزلته، وجلس معظما.

فلما ارتفع النهار خرج تسنيم صاحب السر والسيفُ معه ومعه مائة رجل كانوا يختصون بركاب السلطان ويحفظونه، يعني سِلحدارية، فسُلموا إلى ابن دواس يكونون بحكمه، وتقدمت إلى تسنيم أن يضبط أبواب القصر، ففعل، وقالت له: اخرج بين يدي ابن دواس فقُل: يا عبيد، مولانا الظاهرُ أمير

ص: 177

المؤمنين يقول لكم: هذا قاتلُ مولانا الحاكم، واعله بالسيف. ففعل ذلك. ثم قتلت جماعةً ممن اطلع على سرها فعظُمت هيبتها.

وقيل: إن اسمها: ست المُلك. توفيت سنة أربع عشرة.

وفيها انحدر سلطان الدولة إلى واسط، وخلع على أبي محمد بن سهلان الوزير، وأمره أن يضرب الطبل في أوقات الصلوات. ثم قبض عليه وسمله.

وفيها كان الغلاء بالعراق، واشتدت المجاعة وأكلت الكلاب والبغال، وعظم الخطب.

وفيها كان هلاك عبد الرحيم ولي عهد الحاكم. ذكرت أخباره في ترجمته. وقد عمل شاعرٌ في مصادرته لأهل دمشق هذه القصيدة:

تقضى أوانُ الحرب والطعنِ والضربِ وجاء أوانُ الوزن والصفع والضرب وأضحت دمشقُ في مُصاب وأهلها لهم خبرٌ قد سار في الشرق والغرب حريقٌ وجوعٌ دائمٌ ومذلة وخوفٌ فقد حُق البُكاء مع الندب وأضحت تِلالا قد تمحت رسُومها كبعض ديار الكُفر بالخسف والقلبِ

في أبيات.

قال أبو يعلى حمزة في تاريخه: عاد عبد الرحيم ولي العهد إلى دمشق في رجب، وتعجب الناس من اختلاف آراء الحاكم، فلم يلبث أن وصل ابن داود المغربي على نجيب مُسرع ومعه جماعة، يوم عرفة من سنة إحدى عشرة بسجل إلى ولي العهد المذكور، ودخلوا عليه القصر، وجرى بينهم كلامٌ طويل، ثم إنهم أخرجوه وضربوه. وأصبح الناسُ يوم الأضحى لم يصلوا صلاة العيد لا في المُصلى ولا في الجامع، وسار به أولئك إلى مصر.

ثم وصل على إمرة دمشق ثانيا أبو المطاع بن حمدان، وكان سائسا أديبا شاعرا، فولي مدة شهرين. ثم عُزِلَ بشهاب الدولة سُختكين، فولي عامين، وأعيد ابن حمدان.

ص: 178

‌سنة اثنتي عشرة وأربعمائة

لم يحج العراقيون في العامين الماضيين، وقصد طائفة يمين الدولة محمود ابن سبكتكين وقالوا: أنت سلطان الإسلام، وأعظم ملوك الأرض، وفي كل سنة تفتتح من بلاد الكُفر ناحيةً، والثواب في فتح طريق الحج أعظم، وقد كان بدر بن حسنويه، وما في أمرائك إلا من هو أكبر منه، يسير الحاج بماله وتدبيره عشرين سنة، فانظر لله واهتم بهذا الأمر. فتقدم إلى قاضيه أبي محمد الناصحي بالتأهب للحج، ونادى في أعمال خُراسان بالتأهب للحج، وأطلق للعرب في البادية ثلاثين ألف دينار سلمها إلى الناصحي، غير مال الصدقات. فحج بالناس أبو الحسن الأقساسي، فلما بلغوا فيد حاصرتهم العرب، فبذل لهم الناصحي خمسة آلاف دينار، فلم يقنعوا وصمموا على أخذ الركب، وكان رأسهم جماز بن عُدي قد انضم إليه ألف رجل من بني نبهان، وكان جبارا، فركب فرسه وعليه درع وبيده رُمح، وجال جولةً يُرهبُ بها. وكان في السمرقنديين غلام يعرف بابن عفان، فرماه بنبلة وقعت في قلبه فسقط ميتا، وهرب جمعه وعاد الركب سالمين.

وفيها قلد الوزارة أبو الحسن الرُّخجي ولُقب مؤيد المُلك.

وقبض قرواش بن المقلد على أبي القاسم ابن المغربي الوزير.

وفيها توثب يحيى بن علي الإدريسي بالأندلس على عمه المأمون، فهرب منه، ثم جمع الجيوش وأقبل.

‌سنة ثلاث عشرة وأربعمائة

فيها عمد بعض المصريين إلى الحجر الأسود فضربه بدبوس كسر منه قطعا. فقتله الحُجاج، وثار أهل مكة بالمصريين فنهبوهم وقتلوا منهم جماعة.

ص: 179

ثم ركب أبو الفتوح الحسن بن جعفر، صاحب مكة فأطفأ الفتنة، وردهم عن المصريين.

قال هلال بن المحسن: قيل إن الضارب بالدبوس ممن استغواهم الحاكم وأفسد أديانهم.

وقيل: كان ذلك في سنة أربع عشرة.

وقال: أبي النرسي: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي، قال: في سنة ثلاث عشرة لما صُليت الجمعة يوم النفر الأول، ولم يكن رجع الحاج بعدُ من منى قام رجلٌ فقصد الحجر فضربه ثلاث ضربات بدبوس، وقال: إلى متى يُعبد الحجر، ولا محمد ولا علي فيمنعني محمد مما أفعله، فإني أهدم اليوم هذا البيت. فاتقاه أكثر الحاضرين وكاد يُفلت. وكان أحمر أشقر تام القامة جسيما؛ وكان على باب المسجد عشرةٌ من الفُرسان على أن ينصروه، فاحتسب رجل فوجأه بخنجر وتكاثر عليه الناس فقُتل وأحرق، وقُتل جماعة ممن اتهم بمعاونته ومُصاحبته، وأُحرقوا بالنار. وبانت الفتنة، فكان الظاهر من القتلى أكثر من عشرين رجلا غير ما أُخفي، وألحوا في ذلك اليوم على المصريين بالنهب والسلب، وفي ثاني يوم ماج الناس واضطربوا.

وقيل: إنه أُخذ من أصحاب الخبيث أربعةٌ اعترفوا بأنهم مائة بايعوا على ذلك، فضُربت أعناق الأربعة.

وتخشن وجه الحجر من تلك الضربات، وتساقطت منه شظايا مثل الأظفار، وتشقق وخرج مكسره أسمر يضرب إلى صُفرة محببا مثل الخشخاش. فأقام الحجرُ على ذلك يومين، ثم إن بني شيبة جمعوا الفُتات وعجنوه بالمسك واللك وحشوا الشقُوق وطلوها بطلاء من ذلك. فهو يتبين لمن تأمله، وهو على حاله إلى اليوم.

وفيها زحف المأمون قاسم بن محمود الإدريسي في الجيوش، وحارب ابن أخيه يحيى بن علي، فهُزم يحيى واستولى المأمون على قُرطبة. ثم اضطرب أمره بعد شهور، وجرت للمأمون أمور ذُكرت في ترجمته سنة إحدى وثلاثين.

ص: 180

‌سنة أربع عشرة وأربعمائة

سار السلطان مشرف الدولة مُصعدا إلى بغداد من ناحية واسط، ورُوسل القادر بالله في البروز لتلقيه، فتلقاه من الزلاقة، ولم يكن تلقى أحدا من الملوك قبله. فركب في الطيار، وعن جانبه الأيمن الأمير أبو جعفر، وعن يساره الأمير أبو القاسم، وبين يديه أبو الحسن علي بن عبد العزيز، وحوالي القُبة الشريف أبو القاسم المرتضى، وأبو الحسن الزينبي، وقاضي القضاة ابن أبي الشوارب، وفي الزبازب المُسودة من العباسيين، والقُضاة، والقراء، والعلماء، ونزل مشرف الدولة في زبزبه بخواصه وصعد إلى الطيار، فقبل الأرض، وأجلس على كُرسي، وسأله الخليفة عن خبره وكيف حاله، والعسكر واقفٌ بأسره على شاطئ دِجلة، والعامة في الجانبين. ثم قام شرف الدولة فنزل إلى زبزبه، وأصعد الطيار.

وفيها ورد كتابُ يمين الدولة محمود بن سُبُكتكين إلى القادر يذكر أنه أوغل في بلاد الهند حتى جاء إلى قلعة فيها ستمائة صنم، وقال: أتيتُ قلعةً ليس لها في الدنيا نظير، وما الظن بقلعة تسع خمسمائة فيل، وعشرين ألف دابة، وتقوم لهؤلاء بالعُلُوفة. وأعان الله حتى طلبوا الأمان، فأمنت ملكهم وأقررته على ولايته بخراج ضُرب عليه، وأنفذ هدايا كثيرة وفيلة، ومن ذلك طائر على شكل القُمري إذا حضر على الخِوان وكان فيه شيء مسموم دمعت عينُهُ وجرى منها ماء وتحجر، ويُحك فيطلى بما تحلل من دمعه المتحجر الجراحات الكبار فيلحمها، فقُبلت هديته، وانقلب العبد بنعمة من الله وفضل.

قلت: وهذه وقعة باردين، وهي من الملاحم الكِبار، بلغت راية الإسلام في الهند إلى مكان لم تبلغه قط، ووجد في بيت بذ عظيم حجر منقوش، دلت كتابته على أنه مبني من أربعين ألف سنة. فقضى السلطان والناسُ من جهلِ القوم عجبا، إذ كان بعضُ أهل الشريعة يقولون: إن مدة الدنيا سبعة آلاف سنة، وعاد السلطان بتلك الغنائم حتى كان عدد الأرقاء يزيد على عدد

ص: 181

الدهماء، ونزلت قيمهم حتى اقتناهم أرباب المهن الخاملة.

وفيها استوزر مؤيد الملك أبا القاسم المغربي الوزير.

وحج بالعراقيين أبو الحسن محمد بن الحسن الأقساسي، وعاد على درب الشام لفساد الدرب العراقي، فأكرمهم والي الرملة، ونفذ لهم الظاهر من مصر ذهبا وخلعا، فقبل ذلك أمير الركب، وساروا إلى بغداد، فتألم القادر وهم بالأقساسي، وسب صاحب مصر وطعن في نسبهم، وقال: إنما أصلهم يهود. ثم أحرقت الخلع بباب النوبي.

‌سنة خمس عشرة وأربعمائة

فيها حج بالعراقيين أبو الحسن الأقساسي، ومعه خشك صاحب محمود بن سبكتكين، فنفذ إليه الظاهر صاحب مصر خلعا وصلةً فقبلها، ثم خاف ولم يدخل بغداد. فكاتب الخليفة محمودا بما فعل خشك، فنفذ مع رسوله الخلع المصرية، فأحرقت على باب النوبي.

وفيها ولي وزارة مصر للظاهر نجيب الدين علي بن أحمد ابن الجرجرائي.

وماتت ست الملك أخت الحاكم التي قتلت الحاكم.

وفيها توفي سلطان الدولة أبو شجاع ابن عضد الدولة بن بويه بشيراز، وكانت مدة ولايته اثني عشر عاما وأشهرا؛ وولي صبيا ومات عن ثلاث وعشرين سنة.

وفيها هلك عدد كثير بعقبة واقصة من الحجاج العراقيين، عطلت عليهم الأعراب المياه والقلب ليأخذوا الركب، وتسمى سنة القرعاء؛ فروى أبو علي البرداني الحافظ، عن أبيه، قال: عاد الركب وليس لهم ماء، فهلكوا جميعا بعقبة واقصة.

ص: 182

‌سنة ست عشرة وأربعمائة

فيها انتشرت العيارون ببغداد، وخرقوا الهيبة، وواصلوا العملات والقتل.

وفي ربيع الأول توفي مشرف الدولة السلطان، ونهبت خزائنه، وهو مشرف الدولة ابن بهاء الدولة ابن عضد الدولة بن بويه الديلمي، واستقر الأمر على تولية جلال الدولة أبي طاهر، فخطب له على المنابر، وهو بالبصرة. فخلع على شرف الملك أبي سعد بن ماكولا وزيره، ولقبه علم الدين، سعد الدولة، أمين الملة، شرف الملك. وهو أول من لقب بالألقاب الكثيرة.

قلت: ولعله أول من لقب باسم مضاف إلى الدين.

ثم إن الجند عدلوا إلى الملك أبي كاليجار ونوهوا باسمه، وكان ولي عهد أبيه سلطان الدولة الذي استخلفه بهاء الدولة عليهم فخطب لهذا ببغداد، وكُوتب جلال الدولة بذلك، فأصعد من واسط.

وكان قد نفذ صاحب مصر إلى محمود بن سبكتكين حاجبه مع أبي العباس أحمد بن محمد الرشيدي الملقب بزين القضاة، فجلس القادر بالله بعد أن أحضر القضاة والأعيان، وحضر أبو العباس الرشيدي وأحضر ما كان حمله صاحب مصر، وأدى رسالة محمود بن سبكتكين بأنه الخادم المخلص الذي يرى الطاعة فرضا، ويبرأ من كل من يخالف الدعوة العباسية. فلما كان بعد اليوم أحرقت تلك الخلع التي من صاحب مصر كما ذكرنا، وسبك مركب فضة أهداه، فكان أربعة آلاف وخمسمائة وستين درهما، فتصدق به على ضعفاء الهاشميين.

وتفاقم أمر العيارين، وأخذوا الناس نهارا ًجهارا، وفي الليل بالمشاعل والشمع، كانوا يدخلون على الرجل فيطالبونه بذخائره ويعذبونه، وزاد البلاء، وأحرقت دار الشريف المرتضى، وغلت الأسعار.

ولم يحج أحد من العراق.

وكانت الأندلس كثيرة الحروب والفتن على الملك في هذا الزمان، وهم فرق.

ص: 183

‌سنة سبع عشرة وأربعمائة

فيها ورد الإسفهسلارية إلى بغداد، فراسلوا العيارين بالانصراف عن البلد، فما فكروا فيهم، وخرجوا إلى خيم الإسفهسلارية وصاحوا وشتموهم وتحاربوا، ولبس الجند من الحنق السلاح، وضربوا الدبادب، وهجموا على أهل الكرخ، وأحرقوا من الدهاقين إلى النحاسين، ونهب الكرخ، وأخذ شيء كثير من القطيعة ودرب أبي خلف، وأشرف الناس على خطة صعبة. وكان ما نهبته الغوغاء أكثر مما نهبته الأتراك. ومضى المرتضى إلى دار الخلافة، فجاء الإسفهسلارية وسألوا التقدم إليه بالرجوع، فخلع عليه وتقدم إليه بالعود. ثم حفظت المحال واشتدت المصادرات، وقرر على أهل الكرخ مائة ألف دينار.

وفيها شهد الحسين بن علي الصيمري عند قاضي القضاة ابن أبي الشوارب، بعد أن استتابه مما ذكر عنه من الاعتزال.

وجاء برد شديد، وجلدت أطراف دجلة، وأما السواقي والمجاري فكانت تجمد كلها.

وانقض كوكب عظيم الضوء، كان له دوي كدوي الرعد.

واعتقل جلال الدولة وزيره أبا سعد بن ماكولا، واستوزر ابن عمه أبا علي ابن ماكولا.

ولم يحج ركب العراق.

وتوفي قاضي القضاة ابن أبي الشوارب.

‌سنة ثمان عشرة وأربعمائة

في ربيع الأول جاء بردٌ بقُطربل والنعمانية قتل كثيرا من الغنم والوحش. قيل: كان في البردة رطلان وأكثر، وجاء بعده بأيام برد ببغداد كقدر البيض وأكبر، وجاء كتابٌ من واسط بأنه وقع بردٌ في الواحدة منه أرطال، فهلكت الغلات، وأمحلت البلاد.

وفيها قصد الإسفهسلارية والغلمان دار القادر بالله بأنك مالك الأمور

ص: 184

وقد كنا عند وفاة الملك مشرف الدولة اخترنا جلال الدولة ظنا منا أنه ينظر في الأمور، فأغفلنا، فعدلنا إلى الملك أبي كاليجار ظنا منه أنه يحقق ما يعدنا به، فكنا على أقبح من الحالة الأولى، ولا بُد من تدبير أمورنا. فخرج الجواب: بأنكم أبناء دولتنا، وأول ما نأمركم أن تكون كلمتكم واحدة. وقد وقع عقد لأبي كاليجار لا يحسن حله، ولبني بُويه في رِقابنا عُهود لا نعدل عنها. فدعونا حتى نكاتب أبا كاليجار ونعرف ما عنده، وكتب إليه: إنك إن لم تدارك الأمر خرج عن اليد. ثم آل الأمر إلى أن عاودوا وسألوا إقامة الأمر لجلال الدولة أبي الطاهر، فأعيدت الخطبة له.

وكتب محمود بن سُبكتكين إلى الخليفة كتابا فيه ما فتحه من بلاد الهند وكسره للصنم المشهور بسومنات، وأن أصناف الهند افتتنوا بهذا الصنم، وكانوا يأتونه من كل فج عميق، فيتقربون إليه بالأموال، ورتُب له ألف رجل للخدمة وثلاثمائة يحلقون رؤوس حجيجه، وثلاثمائة يغنون على باب الصنم، ولقد كان العبد يتمنى قلع هذا الصنم، ويتعرف الأحوال، فتوصف له المفاوز إليه وقلة الماء وكثرة الرمال. فاستخار العبدُ الله في الانتداب لهذا الواجب طلبا للأجر، ونهض في شعبان سنة ست عشرة في ثلاثين ألف فارس سوى المطوعة، ففرق في المطوعة خمسين ألف دينار معونةً، وقضى الله بالوصول إلى بلد الصنم، وأعان حتى ملك البلد، وقُلِع الوثن، وأوقدت عليه النار حتى تقطع، وقُتل خمسون ألفا من أهل البلد.

وفي رمضان قدم السلطان جلال الدولة بعد أن خرج القادر بالله لتلقيه، واجتمعا في دجلة. ثم نزل في دار السلطنة، وأمر أن يضرب له الطبل في أوقات الصلوات الثلاث، وعلى ذلك جرت الحال في أيام عضُد الدولة وصمصامها وشرفها وبهائها. فثُقل هذا الفعل على القادر بالله وأرسل إليه يكلمه. فاحتج جلالُ الدولة بما فعله سلطان الدولة، فقيل: كان ذلك على غير أصل ولا إذن، ولم تجر العادة بمماثلة الخليفة في هذا الأمر، وتردد الأمر إلى أن قطع الملك ضرب الطبل بالواحدة، فأذن الخليفة في ضرب الطبلِ في أوقات الصلوات الخمس.

وكان في هذه السنة بردٌ وجليد شديد بالعراق حتى جمد الخلُّ وأبوال الدواب.

ص: 185

ولم يحج أحدٌ من بغداد.

‌سنة تسع عشرة وأربعمائة

في المحرم اجتمع الغلمان وأكابر الإسفهسلارية وتحالفوا على اتفاق الكلمة، وبرزوا الخِيم، ثم أنفذوا إلى الخليفة يقولون: نحن عبيد أمير المؤمنين، وهذا المِلك متوفرٌ على لذاته لا يقوم بأمورنا، ونريد أن تأمره أن يصير إلى البصرة ويُنفذ ولده نائبا له. فأجيبوا. فأنفذ إلى السلطان أبا الحسن الزينبي، وأبا القاسم المرتضى برسالة، فاعتذر، فقالوا: تُعجل ما وعدنا به. فأخرج من المصاغ والفضة أكثر من مائة ألف درهم، فلم تُرضهم.

ثم بكروا فنهبوا دار الوزير أبي علي بن ماكولا، وعظُمت الفتنة وزالت الهيبة، ونهبوا بعض العوام، ووكلوا جماعةً منهم بدار السلطنة ومنعوا من دخول الطعام والماء. فضاق الأمر على من فيها حتى أكلوا ما في البستان وشربوا ما في الآبار. فخرج جلال الدولة، ودعا الموكلين بالأبواب، فلم يجيبوه، فكتب ورقة: إني راجعٌ عن كل ما أنكرتموه. فقالوا: لو أعطيتنا مال بغداد لم تصلُح لنا. فقال: أكرهتموني، فمكنوني من الانحدار.

فابتيع له زبزب شِعث، فقال: يكون نزولي بالليل. قالوا: لا، بل الساعة، والغلمان يرونه فلا يسلمون عليه. ثم حمل قوم من الغلمان إلى السُرادق، فظن أنهم يريدون الحُرم، فخرج من الدار وفي يده طِبر، فقال: قد بلغ الأمر إلى الحُرم؟ فقال بعضهم: ارجع إلى دارك فأنت ملكنا، وصاحوا: جلال الدولة يا منصور، وترجلوا فقبلوا الأرض، فأخرج المصاغ والفرش والآلات الكثيرة فأبيعت، ولم تف بمقصودهم. فاجتمعوا إلى الوزير ابن ماكولا، وهموا بقتله، فقال: لا ذنب لي.

ومات فيها ملك إقليم كرمان قوام الدولة ابن بهاء الدولة ابن عضُد الدولة، فأخذ كرمان بعده ابن أخيه أبو كاليجار.

ص: 186

وعُدم الرُطب ببغداد إلى أن أبيع ثلاثة أرطال بدينار جلالي.

ولم يحج أحدٌ من العراق.

وفيها ولي دمشق للعُبيديين أمير الجيوش الدزبري، وكان شجاعا شهما سائسا منصِفا، واسمه أبو منصور أنُوشتكين التركي، له ترجمة طويلة في سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة.

‌سنة عشرين وأربعمائة

فيها وقع برد كبار بالنعمانية، في البردة أرطال. وجاءت ريح عظيمة قلعت الأصول والزيتون العاتية، وكثيرا من النخل. ووُجدت بردة عظيمة يزيد وزنها على مائة رطل، وقد نزلت في الأرض نحوا من ذراع.

وفيها ورد كتاب محمود بن سبكتكين، وهو: سلامٌ على سيدنا ومولانا الإمام القادر بالله أمير المؤمنين، إن كتاب العبد صدر عن معسكره بظاهر الري غُرة جُمادى الآخرة، وقد أزال الله عن هذه البقعة أيدي الظلمة، وطهرها من أيدي الباطنية الكفرة، وقد تناهت إلى الحضرة حقيقة الحال فيما قصر العبدُ عليه سعيه واجتهاده غزو أهل الكفر والضلال، وقمع من نبغ بخُراسان من الفئة الباطنية، وكانت الري مخصوصة بالتجائهم إليها، وإعلانهم بالدعاء إلى كفرهم فيها، يختلطون بالمعتزلة والرافضة، ويتجاهرون بشتم الصحابة، ويُسرون الكفر ومذهب الإباحة، وكان زعيمهم رستم بن علي الديلمي. فعطف العبدُ بالعساكر فطلع بجُرجان، وتوقف بها إلى انصراف الشتاء. ثم سار إلى دامغان، ووجه غالب الحاجب في مقدمة العسكر، فبرز رستم على حُكم الاستسلام والاضطرار، فقبض عليه وعلى رؤوس الباطنية من قُواده، وخرج الديالمة معترفين بذنوبهم، شاهدين بالكُفر والرفض على نفوسهم، فرُجع إلى الفقهاء في تعرف أحوالهم، فأفتوا بأنهم خارجون عن الطاعة، داخلون في أهل الفساد، يجب عليهم القتل والقطع والنفي على مراتب جناياتهم إن لم يكونوا من أهل الإلحاد. فكيف واعتقادهم لا يخلو من التشيع والرفض والباطن، وذكر هؤلاء الفقهاء أن أكثر هؤلاء القوم لا يصلون ولا يزكون، ولا يعترفون بشرائط الدين، ويجاهرون بالقذف وشتم الصحابة، والأمثل منهم معتقدٌ مذهب

ص: 187

الاعتزال، والباطنية منهم لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، وحكموا - يعني الفقهاء - بأن رستم بن علي في حياله خمسون امرأة من الحرائر، ولدن له ثلاثةً وثلاثين نفسا، وحول رايته إلى خُراسان، فانضم إليه أعيان المعتزلة والرافضة. ثم نظر فيما احتجنه رستم، فعثر من الجواهر على ما قيمته خمسمائة ألف دينار. ثم ذكر أشياء من الذهب والستور والفرش، إلى أن قال: فخلت هذه البقعة من دُعاة الباطنية وأعيان الروافض، وانتصرت السُنة، فطالع العبدُ بحقيقة ما يسره الله تعالى لنصر الدولة القاهرة.

وفي رجب انقض كوكب عظيم أضاءت منه الأرض، وكان له دوي كدوي الرعد.

وفي شعبان اضطرب أمر بغداد وكثرت العملات، وكبس العيارون المحال.

وأيضا غار الماء في الفرات غورا شديدا، وبلغ طحن الكارة الدقيق دينارا.

وفيه جُمع العلماء والقضاة في دار الخلافة، وقرئ عليهم كتابٌ طويل عمله القادر بالله يتضمن الوعظ وتفضيل مذهب السُنة، والطعن على المعتزلة. وفيه أخبار كثيرة في ذلك.

وفي رمضان جُمعوا أيضا وقرأ عليهم أبو الحسن بن حاجب النُعمان كتابا طويلا عمله القادر بالله، فيه أخبار ووفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه ردٌ على من يقول بخلق القرآن، وحكاية ما جرى بين عبد العزيز وبشر المريسي، ثم ختمه بالوعظ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وفي ذي القعدة جُمعوا لكتاب ثالث في فضل أبي بكر، وعمر، وسب من يقول بخلق القرآن، وأعيد فيه ما جرى بين عبد العزيز وبشر المريسي، وأقام الناس إلى بعد العتمة حتى فرغ، ثم أخذ خطوطهم بحضورهم وسماع ما سمعوه.

وكان يخطب بجامع براثا شيعي فيُظهر شِعارهم، فتقدم إلى أبي منصور بن تمام الخطيب ليخطب ببراثا ويُظهر السنة. فخطب وقصر عما كان يفعله من قبله في ذكر علي رضي الله عنه، فرموه بالآجُر، فنزل ووقف المشايخ دونه

ص: 188

حتى أسرع في الصلاة. فتألم الخليفة وغاظه ذلك، وطلب الشريف المرتضى، وأبا الحسن الزينبي وأمر بمكاتبة السلطان والوزير أبي علي بن ماكولا، وكان فيما كتب: إذا بلغ الأمير أطال الله بقاءه صاحب الجيش إلى الجرأة على الدين وسياسة الدولة والمملكة، ثبتها الله، من الرعاع والأوباش فلا صبر دون المبالغة بما توجبه الحِمية، وقد بلغه ما جرى في يوم الجمعة الماضية في مسجد براثا الذي يجمع الكفرة والزنادقة، ومن قد تبرأ الله منه فصار أشبه شيء بمسجد الضرار، وذلك أن خطيبا كان فيه يجري إلى ما لا يخرج به عند الزندقة والدعوى لعلي بن أبي طالب عليه السلام بما لو كان حيا لقد قابله، وقد فعل ذلك في الغُواة أمثال هؤلاء الغُثاء الذين يدعون لله ما تكاد السماوات يتفطرن منه. فإنه كان في بعض ما يورده هذا الخطيب - قبحه الله - يقول بعد الصلاة على الرسول: وعلى أخيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، مكلم الجمجمة، ومُحيي الأموات، البشري الإلهي، مكلم أصحاب الكهف، إلى غير ذلك من الغُلو، فأنفذ الخطيب أبو تمام، فأقام الخطبة، فجاءه الآجر كالمطر، فخُلع كتفه، وكسر كنفه، وأدمي وجهه، وأشيط بدمه، لولا أربعة من الأتراك فاجتهدوا وحموه وإلا كان هلك، وهذه هجمة على دين الله وفتك في شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والضرورة ماسة إلى الانتقام.

ونزل على الخطيب ثلاثون بالمشاعل، فانتهبوا داره وأغروا حريمه، فخاف الوزير والأمراء من فتنة تتولد، فلم يخطب أحد ببراثا في الجمعة الآتية.

وكثُرت العملات والكبسات، وزاد الأمر، وفُتحت الدكاكين، وعم البلاء.

وفي ذي الحجة قُلد قضاء القُضاة أبو عبد الله الحسين بن ماكولا.

ثم أقيمت الجمعة في جامع براثا بعد أشهر، واعتذر رؤساء الشيعة عن سُفهائهم إلى الخليفة، وعُملت للخطيب نسخة يعتمدها، وأعفاهم الخطيب من دق المنبر بعقب سيفه، فإن الشيعة تنكر ذلك، وهو منكر.

وفي ذي الحجة ورد أبو يعلى الموصلي وجم عة من العيارين كانوا بأوانا وعُكبرا، فقتلوا خمسة من الرجالة وأصحاب المصالح، وظهروا من الغد بالكرخ في أيديهم السيوف، وأظهروا أن كمال الدولة أبا سنان بعثهم لحفظ

ص: 189

البلد وخدمة السلطان، فثار بهم أهل الكرخ وظفروا بهم وصُلبوا.

وفيها جهز صاحب مصر جيشا لقتال صالح بن مرداس صاحب حلب، وكان مقدم الجيش نوشتكين الدزبري، وكانت الوقعة على نهر الأردن، فقُتل صالح وابنه، وحُمل رأساهما إلى مصر، وأقام نصر بن صالح بحلب، والله أعلم.

ص: 190

بسم الله الرحمن الرحيم

(ال وفيات)

سنة إحدى عشرة وأربعمائة

1 -

‌ أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد، أبو بكر الشيرازي

الحافظ.

وقد مر سنة سبع.

2 -

‌ أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن جعفر

، أبو بكر القاضي اليزدي الأصبهاني.

له مجلسٌ سمعناه، روى فيه عن الطبراني، وعبد الله بن جعفر بن فارس، وأحمد بن بُندار الشعار، والعسال. ورحل، فسمع بنيسابور وهراة وجُرجان والبصرة، ولحق إسماعيل بن نجيد، وأبا بكر الجِعابي، وجماعة.

وتوفي في جُمادى الآخرة.

قال يحيى بن منده: مقبول، ثقة. صاحب أصول.

روى عنه محمد بن محمد المديني شيخ السلفي، وأبو القاسم بن منده، وعلي بن شجاع.

3 -

‌ أحمد بن علي بن أيوب

، أبو الحسين، قاضي عُكبرا.

وثقه الخطيب، وقال: سمع من محمد بن يحيى بن عمر الطائي، كتبُت عنه، وتوفي في مستهل جمادى الآخرة، وولد سنة تسع وعشرين.

4 -

‌ أحمد بن عمر بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم ابن الخليفة الواثق بالله

، أبو الحسين الهاشمي البغدادي، المعروف بابن الغريق.

ص: 191

سمع من جده، ومن أبي بكر النجاد، وأبي بكر الشافعي.

قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان ثقة.

5 -

‌ أحمد بن محمد بن إبراهيم

، أبو عبد الله المطرفي.

روى عن عم أبيه أبي الحسن المطرفي، وأبي بكر الإسماعيلي.

6 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون

، أبو نصر النرسي البغدادي.

سمع أبا جعفر بن البختري، وعلي بن إدريس الستوري، وأبا عمرو ابن السماك.

قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقا صالحا. مات في ذي القعدة.

قلت: وروى عنه ابنه أبو الحسين محمد، وطراد الزينبي، وجماعة، وعبد الواحد بن علوان.

7 -

‌ أحمد بن موسى بن عبد الله

، أبو عبد الله الزاهد العراقي، الفقيه الحنبلي المعروف بالروشناني.

سمع أبا بكر القطيعي، وابن ماسي.

قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان عابدا ناسكا يزار.

صحب ابن بُطة، وابن حامد، وصنف في الأصول. وتوفي في رجب. شيعه خلائق، رحمه الله.

8 -

‌ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن يوسف

، أبو إسحاق الطوسي الفقيه.

من كبار الشافعية، ومُناظريهم، وله الثروة والجاه الوافر. سمع الأصم،

ص: 192

وأبا الحسن الكارزي، وأبا الوليد الفقيه، والطرائفي، وجماعة. وعنه البيهقي، ومحمد بن يحيى.

توفي في رجب.

9 -

‌ إسحاق بن إبراهيم بن نصرويه بن سختام

، أبو إبراهيم السمرقندي.

روى عنه أخوه علي، وغيره، وكان شيخ الحنفية وعالمهم في زمانه. حدث عن أبي عمرو بن صابر، وأبي إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي، ومحمد بن أحمد بن شاذان، وطائفة.

10 -

‌ جعفر بن أبي الذكر المصري

.

ولد سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وتوفي في شعبان.

• - الحاكم، اسمه منصور بن نزار.

11 -

‌ الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر

، القاضي أبو القاسم البغدادي.

سمع إسماعيل الصفار، ومحمد بن البختري، وعثمان ابن السماك، وجماعة كثيرة.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقا ضابطا، كثير الكتاب، حسن الفهم، حسن العلم بالفرائض. خلف القاضي أبا عبد الله الحسين الضبي على القضاء، ثم ولي قضاء ميافارقين عدة سنين. ثم رجع إلى بغداد فأقام يحدث إلى أن مات في شعبان، وله ثمانون سنة.

قلت: روى عنه أبو عبد الله بن طلحة النعالي.

12 -

‌ الحسن بن عمران بن عبدوس بن يوسف

، أبو النصر الفسوي الأديب.

توفي بهراة.

ص: 193

13 -

‌ الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم

، أبو عبد الله البغدادي الغضائري.

من كبار شيوخ الشيعة، كان ذا زهد وورع وحفظ، ويقال: كان من أحفظ الشيعة لحديث أهل البيت. روى عنه أبو جعفر الطوسي، وابن النجاشي. يروي عن الجعابي، وسهل بن أحمد الديباجي، وأبي المفضل محمد بن عبد الله الشيباني.

قال الطوسي: كان كثير السماع، خدم العلم وطلب العلم لله، وكان حكمه أنفذ من حُكم الملوك.

وقال ابن النجاشي: له كتب منها: كتاب يوم الغدير، كتاب مواطئ أمير المؤمنين، كتاب الرد على الغُلاة، وغير ذلك.

توفي في منتصف صفر.

14 -

‌ عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن مسافر

، أبو القاسم الهمداني الوهراني. المعروف بابن الخراز، من أهل بجانة.

حج، وأخذ عن الحسن بن رشيق، ومحمد بن عمر بن شبوية المروزي، والقاضي أبي بكر محمد بن صالح الأبهري، وتميم بن محمد القروي.

وكان رجلا صالحا منقبضا، يتكسب بالتجارة. توفي في ربيع الأول.

روى عنه أبو عمرو بن عبد البر، وأبو حفص الزهراوي، وأبو عمر أحمد بن محمد ابن الحذاء، وحاتم بن محمد، وأبو عمر بن سُميق، وغيرهم.

قال رحمه الله: لما وصلت إلى مرو، فذكر حكاية.

وروى عنه ابن حزم أيضا.

وكان مولده في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، وسمع بمرو من ابن شبُّوية.

وقد قرأ عليه ابن عبد البر موطأ ابن القاسم، بروايته عن تميم بن محمد التميمي، عن عيسى بن مِسكين، عن سُحنون، عنه، وقد روى صحيح البخاري. عن إبراهيم بن أحمد البلخي المستملي.

ص: 194

15 -

‌ عبد الرحيم بن إلياس بن أحمد ابن المهدي العُبيدي

، الأمير أبو القاسم ابن عم الحاكم وولي عهده.

له ترجمة في تاريخ دمشق، فمن أخباره أن الحاكم جعله ولي عهده من بعده في سنة أربع وأربعمائة، وقُرئ التقليد بذلك بدمشق. ثم إنه قدم متوليا دمشق في سنة عشر وأربعمائة، فرخص للناس فيما كان الحاكم نهاهم عنه، وأظهر المُنكر والأغاني والخمور، فأحبه أحداث البلد، ولكن أبغضه الأجناد لبُخله، وكاتبوا فيه إلى الحاكم وحذروا من خروجه، ووقع الشر بين الجند والأحداث بسببه وازداد البلاء، ووقع الحرب بدمشق والنهب والحريق إلى أن طُلب من مصر، فسار على رأس عشرة أشهر من ولايته، ثم رجع إليها بعد أربعة أشهر، وقد غلب على دمشق محمد بن أبي طالب الجرار، والتف عليه الأحداث وحاربوا الجند وقهروهم. فراسله ولي العهد ولاطفه فلم يُطعه. فتوثب الجند ليلة على محمد بن أبي طالب وقبضوا عليه وطلبوه، ودخل ولي العهد وتمكن، فأخذ في مصادرة الرعية، وبالغ، فأبغضوه، فجاءهم موت الحاكم وقيام ابنه الظاهر. ثم جاء كتاب الظاهر إلى الأمراء بالقبض على ولي العهد فقيدوه، وسجن إلى أن مات. فقيل: إنه قتل نفسه بسكين في الحبس. وقد جرت فتنة يوم القبض عليه، وكان يوم عيد النحر، فلم تصل صلاة العيد، ولا خطب لأحد البتة.

16 -

‌ عبد الغني بن عبد العزيز بن الفأفاء المصري

، السائح.

سمع من عثمان بن محمد السمرقندي، وتوفي في رجب.

17 -

‌ عبد القاهر بن عبد العزيز بن إبراهيم

، أبو الحسين الأزدي المقرئ الشاهد الصائغ.

قرأ على جماعة من أصحاب هارون الأخفش من أجلهم محمد بن النضر ابن الأخرم، وقرأ أيضا على أحمد بن عثمان غلام السباك. وسمع من ابن حذلم، وعلي بن أبي العقب، وأدرك ابن جوصا، وغيره. وكان يُعرف أيضا بالجوهري.

روى عنه علي الحنائي، وعلي بن الخضر، والحسن بن علي اللباد،

ص: 195

وعبد العزيز الكتاني، وقال: توفي في ذي الحجة.

18 -

‌ علي بن أحمد بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن محمد بن الليث

. من ولد أهبان بن صيفي، مكلم الذئب، أبو القاسم الخُزاعي البلخي.

سمع من الهيثم بن كليب الشاشي مُسنده، وغريب الحديث لابن قتيبة، وشمائل النبي صلى الله عليه وسلم للترمذي، وحدث عن أبيه، وعن عبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري الأستاذ، وعبد الله بن محمد بن علي بن طرخان البلخي، ومحمد بن أحمد بن خنب، وأبي عمرو محمد بن إسحاق العُصفري، وأبي جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي، ومحمد بن أحمد السُلمي، وغيرهم، وحدث ببلخ، وبُخارى، وسمرقند، ونسف.

وكان مولده في رجب سنة ست وعشرين وثلاثمائة، وتوفي ببخارى في صفر.

وكان أسند من بقي بما وراء النهر.

وآخر من حدث عنه أحمد بن محمد الخليلي الدهقان.

19 -

‌ عمر ابن المحدث أبي عمر محمد بن أحمد بن سليمان بن أيوب

، العلامة النحوي، أبو الحسن النوقاتي السجزي الشاعر، ونوقات: محلة من سجستان.

كان أبوه أديبا بارعا علامة مصنفا. حمل عنه ولده هذا، وعثمان.

ص: 196

نزل عمر بغداد، وأخذ عن السيرافي، وأبي علي الفارسي، وأقرأ الأدب، وكتب المنسوب، ومدح عضد الدولة، وديوانه في مجلدين. روى عنه من شعره جماعة، وقصد ابن عباد ومدحه، وتوفي في ذي الحجة عن سن عالية.

20 -

‌ الفضل بن محمد بن الحسن بن إبراهيم

، أبو بكر الجُرجاني، سبط الإمام أبي بكر الإسماعيلي.

مات في جمادى الأولى. روى عن أحمد بن الحسن بن ماجة القزويني، وابن عدي، وأبي بكر الإسماعيلي، ونُعيم بن عبد الملك، وولي قضاء جُرجان.

21 -

‌ محمد بن أحمد بن عبد الله بن عبدويه

، أبو بكر الأصبهاني القفال.

توفي في صفر.

22 -

‌ محمد بن سهل بن محمد بن الحسن

، أبو عمر الأصبهاني.

في جمادى الآخرة.

23 -

‌ محمد بن عبد الرحمن بن حنش

، أبو سعد الجوزقي الهروي التاجر.

في شوال.

24 -

‌ محمد بن يونس بن هاشم

، أبو بكر العين زربي المقرئ الإسكاف.

روى عن أبي عمر بن فضالة، وأبي بكر الربعي، وأحمد بن عمرو الداراني، وألف عدد الآي. وعنه أبو علي الأهوازي، وعبد العزيز الكتاني، والحسين بن مبشر المقرئ.

قال الكتاني: ثقة، مضى على سداد، توفي في آخر السنة.

ص: 197

25 -

‌ منصور الحاكم بأمر الله

، أبو علي، صاحب مصر ابن العزيز نزار ابن المعز بالله العُبيدي.

كان جوادا سمحا، خبيثا ماكرا، رديء الاعتقاد سفاكا للدماء، قتل عددا كثيرا من كُبراء دولته صبرا، وكان عجيب السيرة، يخترع كل وقت أمورا وأحكاما يحمل الرعية عليها؛ فأمر بكتب سب الصحابة على أبواب المساجد والشوارع، وأمر العمال بالسب في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، وأمر فيها بقتل الكلاب، فقُتلت عامة الكلاب في مملكته، وبطل الفُقاع، والمُلوخيا، ونهى عن السمك الذي لا قشر له، وظفر بمن باع ذلك فقتلهم، ونهى في سنة ثنتين وأربعمائة عن بيع الرطب. ثم جمع منه شيئا عظيما فأحرق الكل، ومنع من بيع العنب، وأباد الكثير من الكروم، وفيها أمر النصارى بأن تعمل في أعناقهم الصُلبان، وأن يكون طول الصليب ذراعا، ووزنه خمسة أرطال بالمصري، وأمر اليهود أن يحملوا في أعناقهم قرامي الخشب في زنة الصلبان، وأن يلبسوا العمائم السود ولا يكتروا من مسلم بهيمةً، وأن يدخلوا الحمام بالصلبان. ثم أُفردت لهم حمامات. وفي العام أمر بهدم الكنيسة المعروفة بقُمامة، وبهدم جميع كنائس مصر، فأسلم طائفة منهم. ثم إنه نهى عن تقبيل الأرض له، وعن الدعاء له في الخطبة، وفي الكتب، وجعل عوض ذلك السلام عليه.

وقيل: إن ابن باديس أرسل يُنكر عليه أمورا، فأراد استمالته، فأظهر التفقه، وحمل في كُمه الدفاتر، وطلب إليه فقيهين، وأمرهما بتدريس مذهب مالك في الجامع. ثم بدا له فقتلهما صبرا، وأذن للنصارى الذين أكرههم في الرجوع إلى الشرك.

وفي سنة أربع وأربعمائة نفى المنجمين من البلاد، ومنع النساء من الخروج في الطرق ليلا ونهارا، ومنع من عمل الخفاف لهن. فلم يزلن ممنوعات سبع سنين وسبعة أشهر حتى مات. ثم إنه بعد مدة أمر ببناء ما كان أمر بهدمه من الكنائس، وارتد طائفة ممن أسلم منهم.

وكان أبوه قد ابتدأ الجامع الكبير بالقاهرة، فتممه هو، وكان على بنائه ونظره الحافظ عبد الغني بن سعيد.

وكان الحاكم يفعل الشيء ونقيضه.

ص: 198

خرج عليه أبو ركوة الوليد بن هشام العثماني الأموي الأندلسي بنواحي برقة، فمال إليه خلقٌ عظيم، فجهز الحاكم لحربه جيشا، فانتصر عليهم أبو ركوة وملك. ثم تكاثروا عليه وأسروه. ويقال: إنه قُتل من أصحابه مقدار سبعين ألفا، وحُمل إلى الحاكم فذبحه في سنة سبع وتسعين.

وكان مولد الحاكم في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، وكان يُحب العُزلة، ويركب على بهيمة وحده في الأسواق، ويُقيم الحسبة بنفسه

وكان خبيث الاعتقاد، مضطرب العقل، يقال: إنه أراد أن يدعي الإلهية، وشرع في ذلك، فكلمه أعيان دولته وخوفوه بخروج الناس كلهم عليه، فانتهى. واتفق أنه خرج ليلة في شوال سنة إحدى عشرة من القصر إلى ظاهر القاهرة، فطاف ليلته كلها. ثم أصبح فتوجه إلى شرقي حُلوان ومعه ركابيان، فرد أحدهما مع تسعة من العرب السويديين، ثم أمر الآخر بالانصراف، فذكر هذا الركابي أنه فارقه عند قبر الفقاعي والمقصبة، فكان آخر العهد به. وخرج الناس على رسمهم يلتمسون رجوعه، ومعهم دواب الموكب والجنائب، ففعلوا ذلك جمعةً. ثم خرج في ثاني يوم من ذي القعدة مظفر صاحب المظلة، ونسيم، وابن نشتكين، وطائفة، فبلغوا دير القُصير، ثم إنهم أمعنوا في الدخول في الجبل، فبينا هم كذلك إذ أبصروا حماره الأشهب المدعو بالقمر، وقد ضُربت يداه فأثر فيهما الضربُ، وعليه سرجه ولجامه. فتبعوا أثر الحمار، فإذا أثر راجل خلفه وراجل قدامه. فلم يزالوا يقصون الأثر حتى انتهوا إلى البركة التي في شرق حُلوان، فنزل رجل إليها، فوجد فيها ثيابه وهي سبع جِباب، فُوجدت مزررة لم تُحل أزرارها، وفيها آثار السكاكين، فلم يشكوا في قتله، مع أن طائفة من المتغالين في حُبه من الحمقى الحاكمية يعتقدون حياته، وأنه لا بد أن يظهر، ويحلفون بغيبة الحاكم، ويقال: إن أخته دست عليه من قتله لأمور بدت منه.

وحُلوان: قرية نزهةٌ على خمسة أميال من مصر، كان يسكنها عبد العزيز بن مروان، فوُلد له بها عمر رحمة الله عليه.

وقد مر في الحوادث بعض أمره.

ص: 199

سنة اثنتي عشرة وأربعمائة

26 -

‌ أحمد بن الحسين بن جعفر

، أبو الحسن المصري النخالي العطار.

سمع أحمد بن الحسن بن عُتبة الرازي، وغيره.

قال أبو إسحاق الحبال: توفي في حادي عشر شعبان، وولد في سنة سبع وثلاثين في رمضانها، وما أقدم عليه من شيوخي أحدا في الثقة، وجميع الخصال التي اجتمعت فيه.

27 -

‌ أحمد بن عبد الخالق بن سُويد الأنصاري البغدادي

، خال أبي محمد الخلال الحافظ.

سمع من أبي بكر النجاد جزءا. روى عنه ابن أخيه ووثقه، وقال: كان حيا في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة هذه.

28 -

‌ أحمد بن عمر بن القاسم بن بشر

، أبو الحسين البغدادي، عُرف بابن عُديسة.

حدث عن علي الستوري، وعثمان ابن السماك.

قال الخطيب: كان ثقة، وقيل لي إنه كان يحفظ عن الصفار حديثا، لم أسمع منه شيئا.

29 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن حفص بن الخليل الأنصاري

، الحافظ أبو سعد الهروي الماليني الصوفي الصالح، طاووس الفُقراء.

سمع بخراسان، والعراق، والشام، ومصر، والنواحي، وحدث عن

ص: 200

محمد بن عبد الله السليطي، وأبي أحمد بن عدي، وأبي عمرو بن نجيد، وأبي الشيخ، وأبي بكر الإسماعيلي، وعبد العزيز بن هارون البصري، وأبي بكر القطيعي، والحسن بن رشيق العسكري، ويوسف الميانجي، والفضل بن جعفر المؤذن، ومحمد بن أحمد بن علي بن النعمان الرملي، وخلق كثير. وكتب من الكتب الطوال ما لم يكن عنده غيره.

قال الخطيب: كان ثقة متقنا صالحا.

روى عنه، أبو حازم العبدويي، والحافظ عبد الغني، وتمام الرازي وهما أكبر منه، وأبو بكر الخطيب، وأبو بكر البيهقي، وأبو نصر عبيد الله بن سعيد السجزي، وعبد الرحمن بن مندة، وأحمد بن عبد الرحمن الذكواني، وأبو عبد الله القُضاعي، ومحمد بن أحمد بن شبيب الكاغدي، وأبو الحسن الخِلعي، والحسين بن طلحة النعالي، وآخرون.

قال حمزة السهمي في تاريخ جُرجان: إن الماليني دخل جُرجان في سنة أربع وستين وثلاثمائة، ورحل رحلات كثيرة إلى أصبهان، وإلى العراق، والشام، ومصر، والحجاز، وخُراسان، وما وراء النهر. ومات بمصر في سنة تسع وأربعمائة.

قلت: وهم في وفاته.

أخبرنا أبو الحسين اليُونيني قال: أخبرنا أبو الفضل الهمداني، قال: أخبرنا السلفي، قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: سمعتُ عبد العزيز بن علي الأزجي يقول: أخذت من أبي سعد الماليني أجرة النسخ والمقابلة خمسين دينارا في دفعة واحدة؛ رواها أبو القاسم بن عساكر في تاريخه، بالإجازة عن السلفي.

وقال أبو إسحاق الحبال: توفي أبو سعد الماليني يوم الثلاثاء السابع عشر من شوال سنة اثنتي عشرة.

ص: 201

وذكره ابن الصلاح في طبقات الشافعية.

30 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم

، أبو طاهر البغدادي، أخو أبي أحمد الفرضي.

سكن البصرة، وحدث عن عثمان ابن السماك، والنجاد.

قال الخطيب: أدركته حيا سنة اثنتي عشرة، وكان صدوقا، لم يُقض لي السماع منه.

وتأخر بعد ذلك مدة.

31 -

‌ أحمد بن محمد بن بطال بن وهب

، أبو القاسم التيمي اللورقي.

رحل مع أبيه، ولقي أبا بكر الآجري، وكان معتنيا بالعلم، مشاورا ببلده.

32 -

‌ أحمد بن محمد بن مالك

، أبو الفضل الهروي البزاز.

رجل صالح. سمع أبا علي الرفاء، وببغداد أبا بحر محمد بن كوثر. روى عنه شيخ الإسلام.

33 -

‌ أحمد بن محمد بن إسحاق

، أبو سعد الهروي المُلحي.

توفي في ربيع الأول.

34 -

‌ أحمد بن محمد بن جعفر

، أبو عبد الله الأصبهاني المذكر.

35 -

‌ إبراهيم بن سعيد

، أبو إسحاق الواسطي الرفاعي المقرئ الضرير.

أخذ العربية عن أبي سعيد السيرافي، والقراءات عن جماعة. وحدث عن عبد الغفار الحُضيني. روى عنه أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل بن بشران.

وكان شيخ الناس بواسط في القراءات والأدب.

والرفاعي: بالفاء.

36 -

‌ الحسن بن الحسين بن رامين

، القاضي أبو محمد الإستراباذي.

نزل بغداد، وحدث عن خلف بن محمد الخيام، وبشر بن أحمد

ص: 202

الإسفراييني، وعبد الله بن عدي الحافظ، وأبي بكر القطيعي، وإسماعيل بن نُجيد، والقاضي يوسف بن القاسم الميانجي. ورحل إلى خُراسان، والعراق، والشام في الصبا. روى عنه أبو بكر الخطيب، وعبد الواحد بن عُلوان بن عقيل، وطاهر بن أحمد الفارسي نزيل دمشق.

قال الخطيب: كان صدوقا فاضلا صالحا، وكان يفهم الكلام على مذهب الأشعري، والفقه على مذهب الشافعي.

37 -

‌ الحسن بن منصور

، الوزير ذو السعادتين أبو غالب السيرافي.

مولده سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. وتصرف بالأهواز، وخرج إلى شيراز، وصحِب فخر المُلك فاستخلفه ببغداد. ثم توجه إلى فارس للنظر في الممالك بحضرة سلطان الدولة فناخسرُو، وخلف الوزير جعفر بن محمد. فلما قبض السلطان على جعفر ولاه الوزارة، وفي آخر أمره وقع خُلفٌ بين الجيش، فقتلوا أبا غالب في صفر.

38 -

‌ الحسين بن عمر بن بُرهان

، أبو عبد الله البغدادي الغزال البزاز.

سمع إسماعيل الصفار، وعلي بن إدريس الستوري، ومحمد بن عمرو بن البختري، وعثمان ابن السماك.

قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان ثقة صالحا. مات في ذي الحجة.

قلت: وروى عنه طِراد بن محمد الزينبي، وأبو بكر البيهقي.

39 -

‌ الحسين بن محمد بن أحمد بن الحارث

، أبو عبد الله التميمي المؤدب.

حدثنا عن عثمان ابن السماك بأحاديث، ولم يكن بحُجة؛ قاله أبو بكر الخطيب.

40 -

‌ سهل بن محمد

، أبو بشر السجزي.

توفي بسجستان.

ص: 203

41 -

‌ صاعد بن أحمد بن محمد بن علي بن حبيب

، أبو سهل التميمي الأديب.

توفي بهراة في رجب.

42 -

‌ صاعد بن محمد بن محمد بن فياض

، أبو دلف الفياضي الهروي.

43 -

‌ عبد الله بن الحسن بن محمد

، أبو محمد الكلاعي الحمصي البزاز، والد عبد الرزاق.

روى عن الحسين بن خالويه. وعنه الكتاني، والأهوازي.

44 -

‌ عبد الله بن سعيد الأزدي المصري

، أبو القاسم، أخو الحافظ عبد الغني.

توفي يوم عاشوراء، عنده عن إسماعيل بن الجراب، وغيره.

45 -

‌ عبد الله بن عبد الله بن زاذان القزويني

.

سمع من أبي الحسن علي بن إبراهيم القطان، وميسرة بن علي، وبالري من محمد بن إبراهيم بن يونس، وبالدينور من ابن السُني، وببغداد من أبي بكر القطيعي، وحدث.

46 -

‌ عبد الله بن عمر بن عبد العزيز

، أبو أحمد الكرجي الأصبهاني السُكري.

حدث عن عبد الله بن فارس، وعبد الله بن الحسن بن بُندار المديني، ومحمد بن محمد بن عبيد الله المقرئ، وعنه عبد الرحمن بن مندة، والقاسم بن الفضل الثقفي.

توفي في رجب، ومولده سنة ثلاثين وثلاثمائة.

47 -

‌ عبد الجبار بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الجراح بن الجُنيد بن هشام بن المرزُبان

، أبو محمد الجراحي المرزُباني.

راوي جامع الترمذي، عن أبي العباس محمد بن أحمد بن محبوب بن

ص: 204

فُضيل التاجر.

ولُد سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة بمرو، وسمع، وسكن هراة؛ فروى عنه الكتاب خلقٌ من الهرويين، منهم: أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري، وعبد الله بن عطاء البغاورداني، وعبد العزيز بن محمد الترياقي، وأحمد بن عبد الصمد الغُورجي، وأبو عامر محمود بن القاسم الأزدي، ومحمد بن محمد العلائي، وآخرون. قدم هراة في سنة تسع وأربعمائة.

وقال مؤتمن بن أحمد الساجي: روى الحسين بن أحمد الصفار، عن أبي علي محمد بن محمد بن يحيى القراب، عن أبي عيسى هذا الكتاب، فسمعه منه القاضي أبو منصور الأزدي ونُظراؤه، فسمعت أبا عامر الأزدي يقول: سمعتُ جدي أبا منصور محمد بن محمد يقول: اسمعوا، قد سمعنا هذا الكتاب منذ سنين وأنتم تساووننا فيه الآن، يعني لما سمعوا من الجراحي.

قال أبو سعد السمعاني: توفي سنة اثنتي عشرة وأربعمائة إن شاء الله. قال: وهو صالح، ثقة.

48 -

‌ عبد الرحيم بن إلياس العُبيدي الأمير

.

قيل: إنه هلك في هذه السنة، وقد مر سنة إحدى عشرة.

49 -

‌ عبد الصمد بن الحسن بن سلام البزاز

.

بغدادي، صدوق، سمع أحمد بن سلمان النجاد. وعنه محمد بن أحمد الأشناني.

50 -

‌ عُبيد الله بن أحمد

، أبو القاسم الحربي القزاز.

سمع من النجاد أيضا.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة، يُقرئ القرآن ويصوم الدهر، رحمه الله.

ص: 205

51 -

‌ علي بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبدُوس

، أبو الحسن الهمذاني.

رحل، وسمع من علي بن عبد الرحمن البكائي، والحسن بن جعفر الخرقي، وابن لؤلؤ الوراق. وعنه ابن أخيه عبدوس بن عبد الله بن محمد.

قال شيرويه: زاهد، عابد، صدوق.

52 -

‌ محمد بن إبراهيم بن حوران

، أبو بكر الحداد.

سمع أبا جعفر بن بُريه، وأبا بكر الشافعي.

قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقا.

53 -

‌ محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان بن كامل

، أبو عبد الله البُخاري الحافظ غُنجار. مصنف تاريخ بُخارى.

روى عن خلف بن محمد الخيام، وسهل بن عثمان السُلمي، وأبي عبيد أحمد بن عُروة الكرميني، ومحمد بن حفص بن أسلم، وإبراهيم بن هارون الملاحمي، والحسن بن يوسف بن يعقوب، وخلق من أهل ما وراء النهر، ولم يرحل.

وكان من بقايا الحفاظ بتلك الديار، روى عنه أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي، وجماعة، ولم تبلغنا أخباره كما ينبغي.

54 -

‌ محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزق بن عبد الله بن يزيد البغدادي البزاز المحدث

، أبو الحسن بن رزقويه.

سمع إسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن يحيى الطائي، ومحمد بن البختري، وعلي بن محمد المصري، وعبد الله بن عبد الرحمن العسكري، وطبقتهم، ومن بعدهم.

قال الخطيب: كان ثقة صدوقا، كثير السماع والكتاب، حسن الاعتقاد، مُديما لتلاوة القرآن، بقي يُملي في جامع المدينة من بعد سنة ثمانين وثلاثمائة إلى قبل وفاته بمُديدة، وهو أول شيخ كتبتُ عنه، وذلك في سنة

ص: 206

ثلاث وأربعمائة مجلسا، وذلك بعد أن كُف بصره، وسمعته يقول: وُلِدتُ سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، وأول سماعي من الصفار سنة سبع وثلاثين.

وقال أبو القاسم الأزهري: أرسل بعض الوزراء إلى ابن رزقويه بمال فرده تورعا، وكان ابن رزقويه يذكر أنه درس الفقه على مذهب الشافعي.

قال الخطيب: وسمعته يقول: والله ما أحب الحياة لكسب ولا تجارة، ولكن لذكر الله وللتحديث. وسمعتُ البرقاني يوثق ابن رزقويه.

قلت: وروى عنه أبو الحسين محمد ابن المهتدي بالله، ومحمد بن علي الحندقوقي الشاعر، وعبد العزيز بن طاهر الزاهد، ومحمد بن إسحاق الباقرحي، ونصر وعلي ابنا أحمد بن البطر، وعبد الله بن عبد الصمد ابن المأمون، وأبو الغنائم محمد بن أبي عثمان.

55 -

‌ محمد بن أحمد بن محمد بن فارس بن سهل

، الحافظ أبو الفتح بن أبي الفوارس، وهي كنية سهل.

ولد ببغداد سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، وسمع سنة ست وأربعين فما بعدها من أحمد بن الفضل بن خُزيمة، وجعفر بن محمد الخُلدي، ودعلج بن أحمد، وأبي بكر النقاش، وأبي عيسى بكار بن أحمد، وأبي بكر الشافعي، وأبي علي ابن الصواف، وأبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم، وخلق كثير. ورحل إلى البصرة وبلاد فارس وخُراسان، وكتب وصنف.

قال الخطيب: وكان ذا حفظ ومعرفة وأمانة، مشهورا بالصلاح، انتخب على المشايخ. حدث عنه أبو بكر البرقاني، وأبو سعد الماليني، وقرأت عليه قطعةً من حديثه، وكان يملي في جامع الرصافة، وتوفي في ذي القعدة.

قلت: وروى عنه أبو علي ابن البناء، وأبو الحسين ابن المهتدي بالله، ومالك بن أحمد البانياسي، وآخرون.

قال الحاكم: أول سماع ابن أبي الفوارس من أبي بكر النجاد.

ص: 207

56 -

‌ محمد بن جعفر

، أبو عبد الله التميمي القيرواني، المعروف بالقزاز. شيخ اللغة بالمغرب.

كان لغويا نحويا بارعا، مهيبا عند الملوك، وله شعر مطبوع. صنف كتاب الجامع في اللغة، وهو كتاب كبير، يقال: إنه ما صنف في اللغة أكبر منه، وبه نسخة بمصر في وقف القاضي الفاضل.

توفي بالقيروان.

57 -

‌ محمد بن الحسن بن محمد

، أبو العلاء البغدادي الوراق.

سمع إسماعيل الصفار، ومحمد بن يحيى بن عمر الطائي، وأحمد بن كامل، وبالبصرة محمد بن أحمد بن محمويه، وجماعة.

قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان ثقة، ذكر لي أنه ولد في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة، وتوفي في ربيع الأول.

58 -

‌ محمد بن الحسين بن موسى

، أبو عبد الرحمن الأزدي أباً، السُلمي جداً، لأنه سبط أبي عمرو إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف السلمي النيسابوري.

كان شيخ الصوفية وعالمهم بخُراسان. سمع من أبي العباس الأصم، وأحمد بن علي بن حسنويه المقرئ، وأحمد بن محمد بن عبدوس، ومحمد بن أحمد بن سعيد الرازي صاحب ابن وارة، وأبي ظهير عبد الله بن فارس العُمري البلخي، ومحمد بن المؤمل الماسرجسي، والحافظ أبي علي الحسين بن محمد النيسابوري، وسعيد بن القاسم البرذعي، وأحمد بن محمد بن رُميح النسوي، وجده أبي عمرو.

وكان ذا عناية تامة بأخبار الصوفية، صنف لهم سُننا وتفسيرا وتاريخا وغير ذلك.

قال الحافظ عبد الغافر في تاريخه، أبو عبد الرحمن شيخ الطريقة في وقته، الموفق في جمع علوم الحقائق ومعرفة طريق التصوف، وصاحب

ص: 208

التصانيف المشهورة العجيبة في علم القوم. وقد ورث التصوف عن أبيه وجده، وجمع من الكُتب مالم يُسبق إلى ترتيبه، حتى بلغ فِهرست تصانيفه المائة أو أكثر، وحدث أكثر من أربعين سنة إملاءً وقراءة، وكتب الحديث بنيسابور، ومرو، والعراق، والحجاز. وانتخب عليه الحفاظ الكبار. سمع من أبيه، وجده أبي عمرو، والأصم، وأبي عبد الله الصفار، ومحمد بن يعقوب الحافظ، وأبي جعفر الرازي، وأبي الحسن الكارزي، والإمام أبي بكر الصبغي، والأستاذ أبي الوليد، وابني المؤمل، ويحيى بن منصور القاضي، وأبي بكر القِطيعي، وولد في رمضان سنة ثلاثين وثلاثمائة.

قلت: وروى عنه الحاكم في تاريخه، وقال: قل ما رأيت في أصحاب المعاملات مثل أبيه، وأما هو فإنه صنف في علوم التصوف. وسمع الأصم، وأقرانه. وقيل: ولد سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، وكتب بخطه عن الصبغي سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.

قلت: وروى عنه أيضا أبو القاسم القُشيري، وأبو بكر البيهقي، وأبو سعيد بن رامش، وأبو بكر محمد بن يحيى المزكي، وأبو صالح المؤذن، ومحمد بن إسماعيل التفليسي، وأبو بكر بن خلف، وعلي بن أحمد المديني المؤذن، والقاسم بن الفضل الثقفي، وخلق سواهم.

قال أبو القاسم القشيري: سمعتُ أبا عبد الرحمن السلمي يسأل أبا علي الدقاق: الذكر أتم أم الفكر؟ فقال أبو علي: ما الذي يُفتح عليكم فيه؟ فقال أبو عبد الرحمن: عندي الذكرُ أتم من الفكر، لأن الحق سبحانه يوصف بالذكر ولا يوصف بالفكر، وما وُصف به الحق أتم مما اختص به الخلق. فاستحسنه الأستاذ أبو علي رحمه الله.

قال أبو القاسم: وسمعتُ الشيخ أبا عبد الرحمن يقول: خرجتُ إلى مرو في حياة الأستاذ أبي سهل الصُعلوكي، وكان له قبل خروجي أيام الجمعة بالغدوات مجلس دور القرآن يختم فيه، فوجدته عند رجوعي قد رفع ذلك المجلس، وعقد لابن القعابي في ذلك الوقت مجلس القول، والقولُ هو

ص: 209

الغناء، فداخلني من ذلك شيءٌ، وكنتُ أقول في نفسي: قد استبدل مجلس الختم بمجلس القول. فقال لي يوما: أيش يقول الناس لي؟ قلت: يقولون: رفع مجلس القرآن ووضع مجلس القول. فقال: من قال لأستاذه لم، لا يُفلح أبدا.

وقال الخطيب في تاريخه: قال لي محمد بن يوسف النيسابوري القطان: كان السُلمي غير ثقة، وكان يضع للصوفية.

قال الخطيب: قدر أبي عبد الرحمن عند أهل بلده جليل، وكان مع ذلك مجودا، صاحب حديث، وله بنيسابور دُويرة للصوفية.

قال الخطيب: وأخبرنا أبو القاسم القُشيري، قال: كنتُ بين يدي أبي علي الدقاق فجرى حديث أبي عبد الرحمن السُلمي، وأنه يقوم في السماع موافقة للفقراء، فقال أبو علي: مثله في حاله لعل السكون أولى به، امضِ إليه فستجده قاعدا في بيت كتبه، وعلى وجه الكتب مجلدة صغيرة مربعة فيها أشعار الحسين بن منصور، فهاتها ولا تقل له شيئا. قال: فدخلت عليه، فإذا هو في بيت كُتبه، والمجلدة بحيث ذكر أبو علي، فكما قعدت أخذ في الحديث، وقال: كان بعض الناس يُنكر على واحد من العلماء حركته في السماع، فرؤي ذلك الإنسان يوما خاليا في بيت وهو يدور كالمتواجد، فسئل عن حاله فقال: كانت مسألة مشكلة علي فتبين لي معناها، فلم أتمالك من السرور حتى قمت أدور. فقل له: مثل هذا يكون حالهم. فلما رأيت ذلك منهما تحيرت كيف أفعل بينهما، فقلت: لا وجه إلا الصدق؛ فقلت: إن أبا علي وصف هذه المجلدة، وقال: احملها إلي من غير أن تعلم الشيخ، وأنا أخافك، وليس يمكنني مخالفته، فأيش تأمر؟ فأخرج أجزاءً من كلام الحسين بن منصور، وفيها تصنيف له سماه الصيهور في نقض الدهور، وقال: احمل هذه إليه.

قال الخطيب: توفي السُلمي في شعبان.

قلت: كان وافر الجلالة، له أملاك ورِثها من أمه، وورثتها هي من أبيها

ص: 210

وتصانيفه، يقال: إنها ألف جزء، وله كتاب سماه حقائق التفسير ليته لم يصنفه، فإنه تحريف وقرمطة، فدونك الكتاب فسترى العجب! ورويت عنه تصانيفه وهو حي. وقع لي من عالي حديثه.

59 -

‌ محمد بن عبد الله بن أحمد

، أبو الفرج الدمشقي، العابد المعروف بابن المعلم الذي بنى كهف جبريل بجبل قاسيون.

حكى عن أبي يعقوب الأذرعي، وعلي بن الحسن بن طعان. حكى عنه علي والحسين ابنا الحنائي، وعلي بن الخضر السُلمي.

قال عبد العزيز بن أحمد الكتاني: توفي شيخنا ابن المعلم صاحب الكهف، وكان عابدا مجاب الدعوة في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة.

قال ابن عساكر: كان قرابة لنا، رحمه الله.

60 -

‌ محمد بن عبد الواحد

، صريع الدلاء، وقتيل الغواشي.

ذكره ابن النجار فقال: بصري سكن بغداد، وكان شاعرا ماجنا مطبوعا، الغالب على شعره الهزل والمجون، وديوانه في مجلدة، سافر إلى الشام، وتوفي بديار مصر.

ومن شعره قصيدته:

قلقل أحشائي تباريح الجوى وبان صبري حين حالفت الأسى يا سادة بانوا وقلبي عندهم مذ غبتم غاب عن العين الكرى وإن تغب وجوهكم عن ناظري فذكركم مستودع طي الحشا فسوف أسلي عنكم خواطري بحمق يعجب منه من وعى وطرف أنظمها مقصورة إذ كنت قصارا صريعا للدلا من صفع الناس ولم يدعهم أن يصفعوه مثله قد اعتدى من لبس الكتان في وسط الشتا ولم يغط رأسه شكى الهوى وألف حمل من متاع تستر أنفع للمسكين من لقط النوى والذقن شعر في الوجوه نابت وإنما الدبر الذي تحت الخصا

ص: 211

والجوز لا يؤكل مع قشوره ويؤكل التمر الجديد باللبا من طبخ الديك ولا يذبحه طار من القدر إلى حيث انتهى والند لا يعدله في طيبه عند البخور أبدا ريح الخرا من أدخلت في عينه مسلة فسله من ساعته كيف العمى من فاته العلم وأخطاه الغنى فذاك والكلب على حد سوى في أبيات.

قال أبو طاهر أحمد بن الحسن الكرجي: مات صريع الدلاء القصار بمصر سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.

وقال ابن عساكر: صريع الدلاء بصري، يحكى في شعره أصوات الطيور، وكان ماجنا، قدم دمشق واجتمع بعبد المحسن الصوري بصيدا. حكى عنه أبو نصر بن طلاب.

ومن شعره: ومن كان مستهترا بالملاح وكان من الصفر صفرا صفع

61 -

‌ محمد بن عبيد الله بن محمد بن يوسف بن حجاج

، أبو الحسن البغدادي الحنائي.

قال الخطيب: سمع إسماعيل الصفار، وابن البختري، وعثمان ابن السماك، والنجاد. كتبنا عنه، وكان ثقة زاهدا، ملازما لبيته، حكى عنه ابن خرزاذ الوراق جاره أنه قال: ما لمس كفي كف امرأة سوى أمي. توفي في رمضان وله خمس وثمانون سنة.

62 -

‌ محمد بن عمر

، أبو الفرج ابن الحطاب المصري.

روى عن حمزة بن محمد الكناني، والحسن بن رشيق.

توفي في جمادى الأولى.

63 -

‌ منير بن أحمد بن الحسن بن علي بن منير

، أبو العباس المصري الخشاب المعدل.

ص: 212

حدث عن علي بن عبد الله بن أبي مطر الإسكندري، ومحمد بن الصموت، ومحمد بن أحمد بن عبد العزيز بن أبي الأصبغ، وأحمد بن سلمة بن الضحاك، وجماعة. روى عنه محمد بن علي الصوري، وخلف بن أحمد الحوفي، وعلي بن الحسن الخِلعي، وآخرون.

وثقه ابن ماكولا.

وقال الحبال: كان ثقة، لا يجوز عليه تدليس. حضرتُ جنازته، وتوفي في حادي عشر ذي القعدة.

قلتُ: حديثه في الخلعيات.

64 -

‌ نصر بن علي البغدادي الطحان

، عرف بابن علالة.

قال الخطيب: كان ثقة كتبنا عنه عن النجاد.

65 -

‌ نصر بن ناصر الدولة سُبُكتكين

، الأمير أبو المظفر، أخو السلطان محمود.

قدم نيسابور واليا سنة تسعين وثلاثمائة، وصحب الأئمة، وسمع من أبي عبد الله الحاكم، وغيره، وبنى المدرسة السعيدية، ووقف عليها الأوقاف، وعاد إلى غزنة وبها توفي في رجب، وكان مشكور الولاية.

ص: 213

سنة ثلاث عشرة وأربعمائة

66 -

‌ أحمد بن عبد الله بن هرثمة بن ذكوان بن عبيدوس بن ذكوان

، أبو العباس الأموي، قاضي الجماعة بُقرطبة، وخطيبها.

ولي القضاء سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وولي الصلاة سنة أربع وتسعين مُضافا إلى القضاء. ثم صُرف عنهما في آخر سنة أربع وتسعين، وتولى ذلك أبو المطرف بن فُطيس، ثم عُزل ابن فطيس وأعيد ابن ذكوان، فلم يزل يتقلدهما إلى أن عُزل سنة إحدى وأربعمائة. وامتحن محنته المشهورة، وولي الوزارة مُضافة إلى القضاء، وطُلب بعد المحنة والنفي إلى المغرب ليولى القضاء، فلم يتولاه، ولم يقطع السلطان أمرا دونه. وكان عظيم أهل الأندلس ورئيسهم، وأقربهم من الدولة، وأعلاهم محلا.

توفي في رجب، ورثته الشعراء، وشيعه الخليفة يحيى بن علي بن حمود الإدريسي. وكان مولده سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة.

وتوفي بعده بعام أخوه أبو حاتم، وكان من العلماء والرؤساء.

67 -

‌ أحمد بن أبي الهيثم عبد الرحمن بن علي القاضي

، أبو عصمة الرقي الفقيه الحنفي.

قدم مصر من الرقة، فحدث عن يونس بن أحمد الرافقي؛ سمع منه سنة اثنتين وخمسين عن هلال بن العلاء.

أخذ عنه في هذا العام خلف بن أحمد الحوفي.

68 -

‌ أحمد بن علي

، أبو علي البهرام زياري.

توفي بإستراباذ، روى عن عبد الله بن عدي الحافظ.

69 -

‌ أحمد بن علي بن أحمد بن كثير

، أبو المظفر.

70 -

‌ ومحمد بن عبد الله بن إبراهيم البهرامي

، التاجر.

71 -

‌ ومحمد بن علي بن أحمد بن شكر الماليني

، المؤدب.

ص: 214

72 -

‌ وأبو دُلف طاهر بن محمد القيسي

.

73 -

‌ وأبو الحسن علي بن محمد بن حسين التاجر

.

74 -

‌ ومحمد بن مظفر الوراق

.

75 -

‌ وعلي بن محمد العقبي

.

هؤلاء السبعة سمعوا من حامد بن محمد الرفاء، وهم هرويون، وكانوا في هذا الوقت. روى عنهم شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي رحمه الله.

76 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسكان

، أبو نصر النيسابوري الحذاء الحنفي.

وُلد سنة نيف وعشرين، وسمع بعد الثلاثين وثلاثمائة من جماعة قبل الأصم.

قال أبو صالح المؤذن: سمعتُ منه وكان يغلط في حديثه ويأتي بما لا يُتابع عليه.

قال عبد الغافر: وضاعت كُتبه فاقتصر على الرواية عن الأصم فمن بعده. وهو جد شيخنا القاضي أبي القاسم عبيد الله بن عبد الله. توفي في ربيع الآخر. روى عنه حفيده شيخنا.

77 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن الحُويص

، أبو الفوارس البُوشنجي.

توفي في سلخ صفر. سمع حامدا الرفاء. روى عنه عطاء القراب، وشيخ الإسلام عبد الله الأنصاري، وقال: هو فقيه صالح، صدوق، واعظ.

78 -

‌ إبراهيم بن علي بن تميم القيرواني الحُصري الشاعر المشهور

، ابن خالة أبي الحسن علي الحُصري.

له ديوان شعر، وكتاب زهر الآداب، وكتاب المصون في سر الهوى. توفي بالقيروان؛ ورخه ابن الفرضي.

ص: 215

79 -

‌ إسماعيل بن أحمد بن محمد بن بكران السلمي

، أبو القاسم الأهوازي.

توفي بمصر، وقد حدث بها بصحيح البخاري عن أبي أحمد محمد بن محمد بن مكي الجُرجاني. روى عنه أبو الحسن الخِلعي، وغيره.

قال الحبال: توفي في ربيع الأول.

80 -

‌ إسماعيل بن علي

، أبو محمد ابن الخراز.

توفي بمصر في رمضان.

81 -

‌ أمية بن عبد الله الهمداني الميُورقي

.

رحل إلى المشرق، ولقي بمكة الأسيوطي صاحب النسائي، وبمصر الحسن بن رشيق، وأبا إسحاق بن شعبان.

وكان ذا فضل وعفاف وستر. توفي بميورقة في ذي القعدة؛ قاله أبو عمرو الداني.

82 -

‌ بشر بن عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن بشر القُهُنْدُزي الخُراساني

، أبو القاسم.

83 -

‌ جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر الصادق

، النقيب أبو عبد الله العلوي الحسيني الإسحاقي الحلبي.

ولي نقابة حلب بعد أبيه الشريف أبي إبراهيم، وكان أديبا شاعرا. كان عزيز الدولة فاتك يحبه ويُجِله، وله في فاتك مدائح.

توفي بحلب. وكان يرجع إلى دين وعبادة وزُهد، إلا أنه كان شيعيا من كبار الإمامية. ذكره ابن أبي طي.

84 -

حسان بن الحسن اللحياني القطان.

حدث بمصر.

85 -

‌ الحسين بن الحسن

، أبو علي المعدني اللواز، صاحب الفُقاع.

ص: 216

قال أبو إسحاق الحبال: رجل صالح، توفي في ربيع الآخر.

سمع من حمزة، وابن رشيق.

86 -

‌ الحسين بن بقاء بن محمد

، أبو عبد الله المصري الخشاب.

روى عن أبي هريرة أحمد بن عبد الله بن أبي عصام. روى عنه خلف الحوفي، وغيره.

حدث في هذه السنة، ولم تُحفظ وفاته.

87 -

‌ حمد بن عمر بن أحمد بن إبراهيم الزجاج

، أبو نصر الهمذاني المحدث.

روى عن أحمد بن محمد بن مهران، وأحمد بن محمد بن هارون الكرابيسي، وعبد الله بن الحسين القطان، وطاهر بن سهلُويه، وأبي زرعة أحمد بن الحسين الرازي، وعامة مشايخ همذان، وخراسان. روى عنه أبو الفضل الفلكي في مصنفاته كثيرا، وجماعة.

قال شيرويه: وحدثنا عنه محمد بن الحسين الصوفي، ويوسف الخطيب، وغيرهما. وكان ثقة حافظا يُحسن هذا الشأن. سمعت عبدوس يقول: كان حمد الزجاج يقرأ على المشايخ وربما كان نائما، ويقرأ عليه مستويا لحفظه ومعرفته بالأسانيد والمتون. توفي في عشر ذي القعدة، وصلى عليه محمد بن عيسى.

قلتُ: شيخه الكرابيسي سمع من أبي مسلم الكجي، وجماعة.

88 -

‌ رفاعة بن الفرج القُرشي

، أبو الوليد القُرطبي.

كان واسع الرواية. حدث عن أحمد بن سعيد الصدفي، وغيره. روى عنه حفيده محمد بن سعيد بن رفاعة.

وعاش تسعين سنة.

89 -

‌ سعيد بن سلمة بن عباس بن السمح

، أبو عثمان القرطبي.

روى عن محمد بن معاوية القُرشي، وأبي محمد الباجي، وأبي الحسن الأنطاكي، وجماعة، وكان فاضلا عاقلا ضابطا يؤم بجامع قُرطبة، وكانت كتبه

ص: 217

في غاية الصحة، وحضر جنازته المعتلي بالله يحيى بن علي.

90 -

‌ سلطان الدولة

، أبو شجاع ابن بهاء الدولة أبي نصر ابن عضُد الدولة بن بويه.

ولي السلطنة وهو صبي له عشر سنين بعد أبيه، وبُعثت إليه خِلع المُلك من جهة الخليفة إلى شيراز. وقدم بغداد في أثناء سلطنته. ومات بشيراز، وله اثنان وعشرون عاما وخمسة أشهر. وكانت سلطنته ضعيفةً متماسكة.

91 -

‌ صدقة بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الملك

، أبو القاسم القرشي الدمشقي، المعروف بابن الدلم.

سمع من أبي سعيد ابن الأعرابي، وعثمان بن محمد الذهبي، والحسن بن حبيب الحصائري، وأبي الطيب بن عبادل، وخيثمة بن سليمان. روى عنه عبد الرحيم بن أحمد البخاري، وعلي بن الخضر السُلمي، وأبو علي الأهوازي، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن الحسين بن صدقة الشرابي.

قال الكتاني: كان ثقة مأمونا، مضى على سداد، وتوفي في جمادى الآخرة.

قلت: كان أسند من بقي بدمشق، ومات في عشر المائة.

92 -

‌ طاهر بن أحمد

، أبو الفرج الأصبهاني.

قال الخطيب: لقيته بسواد دُجيل، فروى لي أحاديث سمعها من الطبراني، وذلك في هذه السنة.

93 -

‌ العباس، أبو الفتح الحمراوي

، يُعرف بمولى الخادم.

قال الحبال: عنده عن الآجري، وغيره. حضرت جنازته في ربيع الأول؛ يعني بمصر.

94 -

‌ عبد الله بن أحمد بن إسماعيل الفقيه

، أبو سهل النيسابوري الحرضي الزاهد الصوفي.

ص: 218

قال عبد الغافر: هو عديم النظير في طريقته وزُهده وفضله، وحفظ التحمل في الفقر وترك الادخار، وكان يُلقن. حدث عن يحيى بن منصور القاضي، وأبي محمد الكعبي، وأبي علي الحافظ النيسابوري. وطبقتهم. وكان يمتنع من الرواية خُمولا وديانة. توفي في عاشر شوال.

روى عنه أبو القاسم بن أبي محمد القُرشي.

95 -

‌ عبد الله بن محمد بن المرزُبان بن منجويه

، أبو محمد الأصبهاني.

شيخ متعبد، صحب الصالحين والعُباد بأصبهان ونيسابور مثل إبراهيم النصراباذي، وعبيد الله بن محمد البستي. وسمع من أبي أحمد العسال، والطبراني، وإبراهيم بن محمد بن حمزة.

مات في أول ربيع الأول، قاله أبو نعيم.

96 -

‌ عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم

، أبو القاسم القزويني الصوفي الخباز.

قال الخطيب: قدم علينا حاجا، فحدثنا عن أبي الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، وغيره. وحدثني أبو عمرو المروزي أن أهل قزوين يضعفونه في روايته عن ابن سلمة.

97 -

‌ عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد الحضرمي

، الأديب أبو القاسم الإشبيلي، المعروف بابن شبراق.

قال أبو عبد الله الخولاني: كان نبيلا، شاعرا مُفلقا. كان ينشدني أشعاره، وصنف كتابا في الأخبار.

وقال الحُميدي: كنيته أبو المطرف.

عُمر طويلا.

98 -

‌ عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن حبيب القاضي

، أبو زيد النيسابوري.

ص: 219

سمع أبا العباس الأصم، وأحمد بن محمد بن بالويه، وغيرهما. روى عنه أبو بكر البيهقي، وأبو بكر بن خلف، وأبو عبد الله الثقفي، وجماعة.

توفي في جمادى الآخرة بنيسابور، وكان إماما مدرسا.

99 -

‌ عبد الرحمن بن مروان بن عبد الرحمن

، أبو المطرف الأنصاري القنازعي القرطبي الفقيه المالكي.

سمع من أبي عيسى الليثي، وأبي بكر محمد بن السليم القاضي، وأبي جعفر بن عون الله، وطبقتهم. وأخذ القرآن عن أبي الحسن علي بن محمد الأنطاكي، وأبي عبد الله بن النعمان، وأصبغ بن تمام، ورحل سنة سبع وستين، فسمع المدونة بالقيروان على هبة الله بن أبي عُقبة التميمي، وأكثر بمصر عن الحسن بن رشيق، وذكر عن ابن رشيق أنه روى عن سبعمائة محدث.

وكتب القنازعي بمصر أيضا عن الموجودين. وحج فأخذ في الموسم عن أبي أحمد الحسين بن علي النيسابوري. وأخذ عن ابن أبي زيد جملةً من تواليفه.

وقدم قُرطبة فأقبل على الزهد والانقباض، ونشر العلم، وإقراء القرآن. وكان عالما عاملا فقيها حافظا ورعا متقشفا قانعا باليسير، فقيرا دؤوبا على العلم، كثير الصلاة والتهجد والصيام، عالما بالتفسير والأحكام، بصيرا بالحديث، حافظا للرأي. له مصنفٌ في الشُّروط وعِللها، وصنف شرحا للموطأ. وكان له معرفة باللغة والأدب. وكان حسن الأخلاق، جميل اللقاء. عرض عليه السلطان الشورى فامتنع.

وقال محمد بن عتاب: والقنازعي منسوب إلى صنعته، خيرٌ فاضل.

توفي في رجب، ومولده سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.

وقال ابن حيان: كان زاهدا مُجاب الدعوة. امتُحن بالبربر أول ظهورهم محنةً أودت بحاله، وكان أقرأ من بقي، وله في الموطأ تفسير مشهور، واختصار كتاب ابن سلام في تفسير القرآن. روى عنه ابن عتاب، وأبو عمر بن عبد البر.

ص: 220

100 -

‌ عبد الصمد بن محمد بن يحيد البغوي

، أبو القاسم.

توفي ببغ في ربيع الأول.

101 -

‌ عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن إسحاق بن محمد بن خُواستي

، أبو القاسم الفارسي ثم البغدادي المقرئ النحوي.

شيخ معمر، وُلد في رجب سنة عشرين وثلاثمائة، وسمع من أبي بكر محمد بن عبد الرزاق بن داسة، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأحمد بن سلمان النجاد، وأبي عمر الزاهد، وأبي بكر محمد بن الحسن النقاش، وعبد الواحد بن أبي هاشم. وجود القرآن مِرارا برواية أبي عمرو بن العلاء على عبد الواحد المذكور. وقرأ لابن كثير وابن عامر على النقاش.

تلا عليه بهذه الثلاث روايات أبو عمرو الداني، وأسندها عنه في التيسير، وسمع منه الحديث.

وروى عنه أيضا أبو الوليد ابن الفرضي، وذكر أنه لقيه بمدينة التراب من الأندلس.

وقال أبو عمرو الداني: إنه توفي في ربيع الأول، وهو ابن اثنتين وتسعين سنة. قال: ودخل الأندلس تاجرا سنة خمسين وثلاثمائة، يعني فسكنها، وكان خيرا فاضلا صدوقا ضابطا. كان يُعرف بابن أبي غسان. قال لي: أذكر اليوم الذي مات فيه ابن مجاهد، وقرأت القرآن على أبي بكر النقاش في حدود سنة أربعين، ولازمته مدة، وكان أسمح الناس وأسخاهم، وسمعتُ مصنف أبي داود من ابن داسة بالبصرة في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، واختلفت إلى أبي سعيد السيرافي وقرأت عليه مختصر الجرمي والتصريف للمازني، وعدة كتب.

قلت: وهذا كان أسند من بالأندلس في زمانه، ولكن ضيعه أهل الأندلس ولم يعرفوا قدره ولا ازدحموا عليه لقلة اعتنائهم بالعُلو.

ص: 221

102 -

‌ عبد الملك بن أحمد بن عبد الرحمن

، أبو مروان العبسي الإشبيلي.

عالم ورع، فاضل، متسع الرواية، عن محمد بن معاوية القرشي، وحارث بن مسلمة، وجماعة. أجاز لابن خزرج في شوال من السنة، وتوفي بعد ذلك بأشهر.

103 -

‌ عبيد الله بن محمد بن محمد بن علي

، أبو محمد الصرام النيسابوري.

توفي في جمادى الآخرة بنيسابور.

104 -

‌ علي بن الحسن الأبريسمي

.

سمع من الإسماعيلي، وأبي زُرعة اليمني.

105 -

‌ علي بن عيسى بن سليمان بن أصفروخ

، أبو الحسن الفارسي الشاعر، المعروف بالسكري، نزيل بغداد.

كان يعرف القراءات والكلام، وفنون الأدب. له ديوان شِعر كبير عامته في الرد على الرافضة، وكان أشعريا.

106 -

‌ علي بن هلال

، أبو الحسن، صاحب الخط المنسوب، المعروف بابن البواب.

قال أبو الفضل بن خيرون: توفي في جُمادى الأولى سنة ثلاث عشرة، وكان من أهل السنة.

وقال أبو عبد الله ابن النجار في تاريخه: أبو الحسن ابن البواب مولى معاوية بن أبي سفيان، صحِب أبا الحسين بن سمعون، وقرأ الأدب على أبي الفتح بن جني، وسمع من أبي عُبيد الله المرزباني، وكان يعبر الرؤيا، ويقص على الناس بجامع المنصور، وله نظم ونثر، انتهت إليه الرياسة في حسن الخط.

ص: 222

وقال ابن خلكان: أول من نقل هذه الطريقة من خط الكوفيين أبو علي بن مُقلة، وخطه عظيم، لكن ابن البواب هذب طريقة ابن مُقلة ونقحها، وكساها طلاوة وبهجة، وشيخه في الكتابة أبو عبد الله محمد بن أسد المذكور في سنة عشر وأربعمائة.

وكان ابن البواب يذهب إذهابا فائقا، وكان في أول أمره مزوقا يصور الدور فيما قيل. ثم أُذهب الكُتب. ثم تعانى الكتابة ففاق فيها على الأولين والآخرين، ونادم فخر المُلك أبا غالب، وقيل: إنه وعظ بجامع المنصور.

ولم يكن له في عصره ذاك النفاق الذي له بعد موته؛ لأنه وجد بخطه ورقة قد كتبها إلى بعض الأعيان يسأله فيها مساعدة صديق له بشيء لا يساوي دينارين، وقد بسط القول فيها نحو السبعين سطرا. وقد بيعت بعد ذلك بسبعة عشر دينارا إمامية.

ولابن البواب شعر وترسل يدل على فضله وأدبه وبلاغته، وقيل: إن بعضهم هجاه بقوله:

هذا وأنت ابن بواب وذو عدم فكيف لو كنت رب الدارِ والمالِ وقال أبو علي الحسن بن أحمد ابن البناء: حكى لي أبو طاهر ابن الغباري أن أبا الحسن ابن البواب أخبره أن ابن سهلان استدعاه، فأبى المُضي إليه، وتكرر ذلك. قال: فمضيتُ إلى أبي الحسن ابن القزويني وقلتُ: ما ينطقه الله به أفعله. قال: فلما دخلت إليه قال لي: يا أبا الحسن اصدق والق من شئت. قال: فعدتُ في الحال، وإذا على بابي رسل الوزير. قال: فمضيت معهم فلما دخلت إليه قال لي: يا أبا الحسن، ما أخرك عنا؟ فاعتذرت إليه. ثم قال: قد رأيت مناما. فقلتُ: مذهبي تعبير المنامات من القرآن. فقال: رضيت. ثم قال: رأيت كأن الشمس والقمر قد اجتمعا وسقطا في حجري. قال: وعنده فرح بذلك، كيف يجتمع له الملك والوزارة. قلت: قال الله تعالى: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ * يَقُولُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ * كَلا لا وَزَرَ} وكررت عليه هذه ثلاثا. قال: فدخل حُجرة النساء، وذهبت. فلما كان بعد

ص: 223

ثلاثة أيام انحدر إلى واسط على أقبح حال، وكان قتله هناك. ولأبي العلاء المعري:

ولاح هِلالٌ مِثل نُون أجادها بماء النضار الكاتبُ ابن هلالِ وقال أبو الحسن محمد بن عبد الملك الهمذاني في تاريخه: توفي أبو الحسن ابن البواب صاحب الخط الحسن في جُمادى الأولى، ودُفن في جوار تربة أحمد، يعني ابن حنبل، وكان يقص بجامع المدينة، وجعله فخر المُلك أحد نُدمائه لما دخل إلى بغداد، ورثاه المرتضى بقوله:

رُديت يا ابن هلال والردى عرضٌ لم يُحم منه على سُخط له البشرُ ما ضر فقدكُ والأيامُ شاهدة بأن فضلك فيها الأنجُمُ الزُهُرُ أغنيتَ في الأرضِ والأقوامِ كلهم من المحاسن ما لم يغنهِ المطرُ فللقُلُوبِ التي أبهجتها حزنٌ وللعُيُونِ التي أقررتها سهرُ وما لعيش وقد ودعته أرجٌ ولا لليل وقد فارقتهُ سحرُ وما لنا بعد أن أضحتْ مَطالعُنا مَسلُوبةً منك أوضاح ولا غُررُ وحدث أبو غالب محمد بن أحمد بن بشران الواسطي قال: حدثني محمد بن علي بن نصر الكاتب قال: حدثني أبو الحسن علي بن هلال ابن البواب، فذكر حكاية مضمونها أنه ظفر في خزانة بهاء الدولة بربعة ثلاثين جزءا بخط أبي علي ابن مقلة، وهي ناقصة جزءا، وأنه كتبه وعتقه، وقلع جلدا من جزء من الربعة فجلده به، وجلد الجزء الذي قلع عنه بجلد جديد حتى بقي ذلك الجزء الجديد الكتابة لا يعرفه حُذاق الكتاب من الربعة.

ومن شعر ابن البواب:

فلو أني أُهديتُ ما هو فرضُ للرئيس الأجل من أمثالي لنظمتُ النجوم عِقدا إذا رصـ ـعَ غيري جواهرا بلآلي ثم أهديتها إليه وأقرر ت بعجزي في القول والأفعالِ غير أني رأيت قدرك يعلو عن نظير ومشبه ومثالِ فتفاءلتُ في الهدية بالأقـ ـلام علما مني بصدق الفالِ فاعتقدها مفاتح الشرق والغر ب سريعا والسهل والأجبال

ص: 224

فهي تستن إن جرين على القر طاس بين الأرزاق والآجال فاختبرها موقعا برسوم الـ ـبر والمكرُمات والإفضالِ وابق للمجد صاعد الجد عزا والأجل الرئيس نجم المعالي وحقوقُ العبيد فرضٌ على السا دة في كل موسم للمعالي وحياةُ الثناء تبقى على الدهـ ـرِ إذا ما انقضت حياة المالِ في أبيات أخر.

وقال أبو بكر الخطيب: ابن البواب، صاحب الخط. كان رجلا دينا لا أعلمه روى شيئا من الحديث.

قال ابن خلكان: روى ابن الكلبي والهيثم بن عدي أن الناقل للكتابة العربية من الحيرة إلى الحجاز حربُ بن أُمية، فقيل لأبي سفيان: ممن أخذ أبوك الكتابة؟ فقال: من ابن سدرة، وأخبره أنه أخذها من واضعها مرامر بن مُرة.

قال: وكان لحِمير كتابة تُسمى المُسند، وحروفها متصلة، وكانوا يمنعون العامة تعلمها. فلما جاء الإسلام لم يكن بجميع اليمن من يقرأ ويكتب.

قلت: وهذا فيه نظرٌ، فإن اليمن كان بها خلقٌ من أهل الكتاب يكتبون بالقلم بالعبراني. إلى أن قال: فجميع كتابات الأمم اثنتا عشرة كتابة وهي: العربية، والحميرية، واليونانية، والفارسية، والسريانية، والعبرانية، والرومية، والقبطية، والبربرية، والأندلسية، والهندية، والصينية، فخمس منها ذهبت: الحميرية، واليونانية، والقبطية، والبربرية، والأندلسية. وثلاث لا تعرف ب لاد الإسلام: الصينية، والرومية، والهندية.

107 -

‌ محمد بن أحمد بن محمد

، أبو الفضل الجارودي الهروي الحافظ.

سمع أبا علي حامد بن محمد الرفاء، ومحمد بن عبد الله السليطي، وأبا إسحاق القراب والد الحافظ أبي يعقوب، وعبد الله بن الحسين النصري

ص: 225

المروزي، وسليمان بن أحمد الطبراني، ومحمد بن علي بن حامد، وإسماعيل بن نجيد السلمي، وأحمد بن محمد بن سلموية النيسابوري، وعمر بن محمد بن جعفر الأهوازي البصري، وجماعة كثيرة بنيسابور، والري، وهمذان، وأصبهان، والبصرة، وبغداد، والحجاز. روى عنه أبو العطاء المليحي، وشيخ الإسلام عبد الله بن محمد الأنصاري، والهرويون.

وكان شيخ الإسلام إذا روى عنه يقول: حدثنا إمام أهل الشرق أبو الفضل.

قال أبو النضر الفامي: كان عديم النظير في العلوم خصوصا في علم الحِفظ والتحديث، وفي التقلل من الدنيا، والاكتفاء بالقوت، وحيدا في الورع، وقد رأى بعض الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم فأوصاه بزيارة قبر الجارودي، وقال: إنه كان فقيرا سُنيا.

وقال بعضهم: هو أول من سن بهراة تخريج الفوائد وشرح الرجال والتصحيح.

وقال ابن طاهر المقدسي: سمعتُ أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري يقول: سمعت الجارودي يقول: رحلت إلى الطبراني فقربني وأدناني، وكان يتعسر علي في الأخذ، فقلت له: أيها الشيخ، تتعسر علي وتبذل للآخرين. قال: لأنك تعرف قدر هذا الشأن.

توفي الجارودي في الثالث والعشرين من شوال سنة ثلاث عشرة.

108 -

‌ محمد بن أحمد بن يوسف

، أبو بكر البغدادي الصياد.

سمع أبا بكر الشافعي، وابن خلاد النصيبي، ومحمد بن أحمد بن محرم، وأحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، وأحمد بن جعفر بن حمدان السقطي البصري.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة صدوقا، انتخب عليه ابن أبي الفوارس، وتوفي في ربيع الأول، وكان مولده في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة.

109 -

‌ محمد بن أحمد بن زكريا

، النيسابوري الزاهد.

مات ببلده.

ص: 226

110 -

‌ محمد بن إبراهيم بن سمعان

، أبو بكر الفقيه.

سمع ببخارى من خلف الخيام.

111 -

‌ محمد بن طلحة بن محمد بن عثمان

، أبو الحسن النعالي.

من محدثي بغداد؛ قال الخطيب: كان يكتب معنا، ويتتبع الغرائب. حدث عن أبي بكر الشافعي، ومحمد بن كوثر البربهاري، وحبيب القزاز، وأبي بكر القطيعي. كتبتُ عنه، وكان رافضيا. وسمعتُ الأزهري يقول: إنه سمعه يلعن معاوية رضي الله عنه.

112 -

‌ محمد بن محمد بن النُعمان البغدادي

، ابن المعلم، المعروف بالشيخ المفيد. صاحب التصانيف.

كان رأس الرافضة وعالمهم، صنف كتبا في ضلالات الرافضة، وفي الطعن على السلف، وهلك به خلق حتى أهلكه الله في رمضان، وأراح المسلمين منه.

وقد ذكره ابن أبي طيئ في تاريخ الشيعة فقال: هو شيخ مشايخ الطائفة، ولسان الإمامية ورئيس الكلام والفقه والجدل. كان أوحد في جميع فنون العلوم؛ الأصولين، والفقه، والأخبار، ومعرفة الرجال، والقرآن، والتفسير، والنحو، والشعر، ساد في ذلك كله. وكان يُناظر أهل كل عقيدة، مع الجلالة العظيمة في الدولة البُويهية، والرتبة الجسيمة عند الخلفاء العباسية. وكان قوي النفس، كثير المعروف والصدقة عظيم الخشوع، كثير الصلاة والصوم، يلبس الخشن من الثياب. وكان بارعا في العلم وتعليمه، ملازما للمطالعة والفكرة، وكان من أحفظ الناس.

ثم قال: حدثني رشيد الدين المازندراني: حدثني جماعة ممن لقيت، أن الشيخ المفيد ما ترك كتابا للمخالفين إلا وحفظه وباحث فيه، وبهذا قدر على حل شبه القوم، وكان يقول لتلامذته: لا تضجروا من العلم، فإنه ما تعسر إلا وهان، ولا يأبى إلا ولان. لقد أقصد الشيخ من الحشوية، والجبرية، والمعتزلة، فأذل له حتى آخذ منه المسألة أو أسمع منه.

ص: 227

وقال آخر: كان المفيد من أحرص الناس على التعليم. وإن كان ليدور على المكاتب وحوانيت الحاكة، فيلمح الصبي الفطن، فيذهب إلى أبيه وأمه حتى يستأجره، ثم يعلمه. وبذلك كثر تلامذته.

وقال غيره: كان الشيخ المفيد ذا منزلة عظيمة من السلطان، ربما زاره عضد الدولة، وكان يقضي حوائجه ويقول له: اشفع تشفع، وكان يقوم لتلامذته بكل ما يحتاجون إليه.

وكان الشيخ المفيد ربعةً نحيفا، أسمر، وما استغلق عليه جوابُ معاند إلا فزع إلى الصلاة، ثم يسأل الله فييسر له الجواب. عاش ستا وسبعين سنة، وصنف أكثر من مائتي مصنف، وشيعه ثمانون ألفا، وكانت جنازته مشهودة.

113 -

‌ محمد بن الفضل

، أبو بكر المفسر.

توفي ببلخ.

114 -

‌ محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن رزين

، أبو عبد الله الباشاني الهروي.

توفي في شوال.

115 -

‌ محمد بن منصور بن علي

، أبو طاهر البغدادي، الشاعر الأديب المعروف بالقطان المقرئ.

صاحب رسالة التبيين في أصول الدين. رواها عنه أبو الحسين ابن المهتدي بالله، ووالد أبي الحسين ابن الطيوري. وروى عنه من شعره أبو الفضل محمد بن المهدي في مشيخته، وذكر أنه مات في هذا العام.

116 -

‌ محمود بن عمر بن جعفر بن إسحاق

، أبو سهل العُكبري.

فارسي الأصل، سكن بغداد، وحدث عن أحمد بن عثمان الأدمي، وأبي سهل بن زياد، وأبي بكر النقاش.

قال الخطيب: كتبتُ عنه، وذكره لي أحمد بن علي البادا، فقال: أدام الصيام ثلاثين سنة، وليس هو في الحديث بذاك، لأنه روى كتاب القناعة

ص: 228

لابن أبي الدنيا، عن شيخ لم يسمع منه، والشيخ علي بن الفرج.

117 -

‌ ولاد بن علي

، أبو الصهباء التيمي الكوفي.

قدم بغداد، وحدث عن محمد بن علي بن دُحيم الشيباني. روى عنه الخطيب.

ص: 229

سنة أربع عشرة وأربعمائة

118 -

‌ أحمد بن الحسن بن عبد الله بن أحمد

، أبو عبد الله المقرئ الهمذاني، إمام الجامع، ويُعرف بالصائغ.

روى عن أبي جعفر بن برزة، والفضل الكندي، وأحمد بن الحسن بن ماجه، وأبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن عُبيد، ومخلد بن جعفر الباقرحي، وعُبيد الله بن أحمد ابن البواب، والحسين بن محمد بن عبيد العسكري الدقاق، وأبي الفتح محمد بن الحسين الأزدي. روى عنه حمد بن سهل، وأبو الحسن بن حُميد، ومحمد بن ينال الصوفي.

قال شيرويه الحافظ: وحدثنا عنه يوسف الخطيب، ومحمد بن الحسين الصوفي، وكان ثقة صدوقا فاضلا، مات في المحرم وصلى عليه ابنه طاهر.

119 -

‌ أحمد بن الحسن الدمشقي الوراق

.

حدث عن علي بن أبي العقب، وغيره بديار مصر.

توفي في صفر.

روى عنه خلف بن أحمد الحوفي، وأبو علي الأهوازي، وأبو عبد الله القُضاعي.

120 -

‌ أحمد بن زيدان

، أبو العباس المقرئ.

قال الداني: بغدادي، أقرأ الناس ببيت المقدس. أخذ القراءة عن أبي بكر بن مجاهد، وهو الذي لقنه القرآن. توفي سنة أربع عشرة، وعُمر، ونيف على المائة. قاله لي من قرأ عليه من المغاربة من أصحابنا.

121 -

‌ أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن إسحاق بن قبيصة

، أبو حامد المُولقاباذي.

حدث عن أبي العباس الصبغي، وأبي الفضل أحمد بن إسماعيل الأزدي، وأبي عمرو بن مطر، ومات في ربيع الآخر. روى عنه أبو صالح المؤذن، وغيره.

ص: 230

122 -

‌ أحمد بن محمد بن سليمان

، أبو حامد البشري الهروي العدل.

سمع محمد بن أحمد بن قُريش المروروذي الذي يروي عن عثمان بن سعيد الدارمي، وأبا علي الرفاء. روى عنه شيخ الإسلام الأنصاري، وأبو عطاء المليحي، ومحمد ابن الفضلويي.

توفي في شعبان.

وقيده ابن نُقطة بكسر الباء وسكون المثلثة.

123 -

‌ إسماعيل بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن السرخسي الهروي

، أبو محمد القراب المقرئ العابد، أخو الحافظ إسحاق.

كان إماما في عدة علوم، صنف التصانيف، وكان قدوة في الزهد. سمع أحمد بن محمد بن مقسم ببغداد، وأبا بكر الإسماعيلي بجرجان، ومنصور بن العباس بهراة. روى عنه شيخ الإسلام، وأهل هراة، وله مصنف في مناقب الشافعي، وكتاب درجات التائبين.

قال الحافظ يوسف بن أحمد الشيرازي: كان في عدة من العلوم إماما، منها الحديث، والقراءات، ومعاني القرآن، والفقه، والأدب، وله تصانيف كلها في غاية الحسن، وله كتاب الجمع بين الصحيحين، وكان في الزهد والتقلل من الدنيا آيةً، وفي الإمامة بلا نظير. فلم يجد سوقُ فضله بهراة نفاقا. كان الصيت إذ ذاك ليحيى بن عمار.

وكذا قال أبو النضر الفامي في تاريخه، وأكثر.

قال أبو عمرو بن الصلاح: رأيت كتابه الكافي في علم القرآن في عدة مجلدات، وهو كتابٌ ممتع مشتمل على علم كثير.

وقال في مناقب الشافعي: لقيتُ جماعةً من أصحاب ابن سُريجُ.

وكان القراب قد تفقه على الداركي عبد العزيز ببغداد.

ص: 231

قلت: مات في شعبان من السنة. ومن شيوخه محمد بن عبد الله السياري، وأبو عمرو بن حمدان، وعلي بن عيسى العاصمي، وأبو أحمد الغطريفي، ومخلد بن جعفر الباقرحي، وبشر بن أحمد الإسفراييني.

روى كتابه في درجات التائبين عمر بن كرم الدينوري بسماعه من أبي الوقت السجزي، قال: أخبرنا أبو عطاء عبد الأعلى بن عبد الواحد بن أحمد المليحي، عنه.

124 -

‌ بديع، فتى القاضي الميانجي

.

روى عن مولاه. روى عنه عبد العزيز الكتاني، وأبو سعد إسماعيل السمان.

وثقه الكتاني، وتوفي في ذي القعدة.

125 -

‌ تمام بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن الجُنيد

، الحافظ أبو القاسم ابن الحافظ أبي الحسين، البجلي الرازي ثم الدمشقي المحدث.

ولد بدمشق سنة ثلاثين وثلاثمائة، وسمع من أبيه، وخيثمة بن سليمان، وأحمد بن حذلم القاضي، وأبي الميمون بن راشد، وأبي علي أحمد بن محمد بن فضالة، والحسن بن حبيب الحصائري، وأبي يعقوب الأذرعي، ومحمد بن حميد الحوراني، وخلق كثير. خرج عنهم في فوائده. وقرأ القرآن على أحمد بن عثمان غلام السباك.

روى عنه عبد الوهاب الكلابي أحد شيوخه الصغار، وأبو الحسين الميداني، والحسن بن علي الأهوازي، والحسن بن علي اللباد، وعبد العزيز الكتاني، وأحمد بن محمد العتيقي، وأحمد بن عبد الرحمن الطرائفي، وخلق سواهم.

قال الكتاني: توفي أستاذنا تمام الحافظ لثلاث خلون من محرم سنة أربع عشرة. قال: وكان ثقة، ولم أر أحفظ منه في حديث الشاميين.

وقال أبو علي الأهوازي: وما رأيت مثله في معناه. كان عالما بالحديث ومعرفة الرجال.

ص: 232

وقال أبو بكر الحداد: ما لقينا مثل تمام في الحفظ والخير.

126 -

‌ الحسن بن الفضل بن سهلان

، الوزير أبو محمد.

ولي وزارة العراق لسلطان الدولة ابن عضُد الدولة بعد فخر المُلك. فكان ضعيف الصناعة، قليل البضاعة، سريع الغضب، فاحشا، ربما وثب ولكم بيده، لكنه يندم. وكان فيه شجاعة وهيبة وسخاء، انفحم المفسدون وانقمعوا به، فلم تُطل دولته؛ كانت شهرين ونصف، وتوفي.

127 -

‌ الحسين بن الحسن بن محمد بن حلبس

، أبو عبد الله المخزومي الغضائري البغدادي.

سمع محمد بن يحيى الصولي، وإسماعيل الصفار، ومحمد بن البختري، وعثمان ابن السماك، والنجاد.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة فاضلا. مات في المحرم.

قلتُ: وقع لنا جزء من حديثه عن جماعة عن الهمداني، عن السلفي، عن أبي عبد الله الثقفي، عنه. وروى عنه البيهقي، وعباس بن أحمد بن بكران الهاشمي، وابن المهتدي بالله.

وأما الغضائري، شيخ الشيعة، فقد مر سنة إحدى عشرة.

128 -

‌ الحسين بن عبد الله بن محمد بن إسحاق بن أبي كامل الأطرابلسي

العبسي البصري الأصل العدل.

روى عن أبيه، وعن خال أبيه خيثمة، وابن حذلم، وأبي يعقوب الأذرعي، وأبي الميمون بن راشد، ومحمد بن إبراهيم السراج نزيل القدس. وسمع بمصر عبد الله بن الورد، وجماعة.

انتقى عليه خلف الواسطي، وحدث عنه طراد بن الحسين بن حمدان، ومحمد بن علي الصوري، وعبد الرحيم بن أحمد البخاري، وعبد العزيز الكتاني، وأبو الحسن أحمد بن أبي الحديد، وأبو الحسن بن صصرى، وجماعة.

وتوفي بأطرابلس، وكان قد حدث قبل موته بدمشق.

ص: 233

وثقه أبو بكر الحداد.

129 -

‌ الحسين بن علي بن عبيد الله

، أبو علي الرهاوي المقرئ.

قرأ القرآن لابن عامر على أحمد بن محمد الأصبهاني، وقرأ على غيره. وله مصنف في القراءات. وحدث عن أحمد بن صالح البغدادي. قرأ عليه أبو علي غلام الهراس، وحكى عنه عبد العزيز الكتاني.

توفي في رمضان.

130 -

‌ الحسين بن محمد بن الحسين بن عبد الله بن صالح بن شعيب بن فنجويه الثقفي

، أبو عبد الله الدينوري.

توفي في ربيع الآخر بنيسابور.

روى عن هارون بن محمد العطار، وأبي بكر ابن السني، وبرهان الصوفي، وأبي علي الحسين بن محمد بن حبش المقرئ، وعبد الله بن عبد الرحمن الدقاق الدينوريين، وأبي الحسين أحمد بن جعفر بن حمدان الدينوري، وأبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، وعيسى بن حامد الرخجي، وإسحاق بن محمد النعالي، وخلق من الهمذانيين، وغيرهم.

روى عنه جعفر الأبهري، وعبد الرحمن بن أبي عبد الله بن مندة، وسعد بن حمد، وولداه سفيان وأبو بكر محمد، وأبو الفضل القُومساني، وأحمد وعبد الله ابنا عبد الرحمن بن علي، وأبو غالب ابن القصار، وأبو الفتح بن عبدوس، وأبو نصر أحمد بن محمد بن صاعد، وعلي بن أحمد بن الأخرم، وأبو صالح المؤذن، ومحمد بن يحيى المزكي، ومكي بن محمد بن دُلير، وأحمد بن الحسين القرشي، وآخرون.

قال شيرويه: كان ثقة، صدوقا كثير الرواية للمناكير، حسن الخط، كثير التصانيف، ودخل همذان فقيرا فجمعوا له وواسوه، ثم خرج إلى نيسابور ووقع له بها حشمة جليلة، وحدث عنه أبو إسحاق الثعلبي المفسر، وقد تكلم فيه أبو الفضل ابن الفلكي، وقال: ما سمع من عبيد الله بن شنبة؛ فخرج لذلك من همذان ساخطا، فتبعه ابن الفلكي ورجع عن مقالته، واعتذر منه، فما قبل

ص: 234

عُذره، وكان يدعو على ابن الفلكي.

131 -

‌ الحسين بن محمد بن الحسين

، أبو عبد الله الصوري النحوي الضراب.

حدث عن يوسف الميانجي. روى عنه عبد الرحيم البخاري.

وكان شيخ صور في العربية، والفقه.

132 -

‌ سُختكين

، شهاب الدولة.

ولي إمرة دمشق للظاهر خليفة مصر سنة اثنتي عشرة، ومات بدمشق في قصر السلطان في ذي القعدة سنة أربع عشرة.

133 -

‌ سعيد بن محمد بن أحمد بن حسين بن مدرك

، أبو عاصم الباشاني الهروي الزاهد.

روى عن حامد الرفاء. سمع منه شيخ الإسلام الأنصاري.

134 -

‌ سهل بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن دينار

، أبو يحيى الديناري النيسابوري الجوهري.

شيخ صالح، عابد، ثقة. لكنه متهم في المذهب. روى عن الأصم، وأبي العباس القطان، وأبي أحمد الشُعيبي، وعنه أبو صالح المؤذن، وغيره.

135 -

‌ طاهر بن محمد بن علي بن هاموش

، الزاهد أبو محمد الهمذاني البزاز، الرجل الصالح.

روى عن إبراهيم بن محمد بن أبي حماد، وأبي أحمد الحسين بن علي حُسينك، وشُعيب بن علي القاضي. روى عنه أبو سعد محمد بن علي بن مموس، ويوسف الخطيب، وغيرهما.

وكان بكاءً خائفا خاشعا، من أولياء الله.

136 -

‌ العباس بن عمر بن مروان

، أبو الحسن الكلوذاني.

ص: 235

قال الخطيب: كتبنا عنه عن الصولي، وأبي جعفر بن البختري، وكان رافضيا غير ثقة، فخرقت ما كتبت عنه.

وقال ابن خيرون: حدث عن المحاملي، وحمزة الهاشمي، رافضي كذاب، لم يكن له أصل، مات في رمضان.

137 -

‌ عبد الله بن أحمد بن عمرو بن أحمد بن معاذ

، أبو الحسين، ويقال: أبو العباس العنسي الداراني.

روى عن أبيه، وأبي الميمون بن راشد، وأبي يعقوب الأذرعي، وأبي الحسن بن حذلم. روى عنه علي بن محمد الحنائي، وأبو علي الأهوازي، وأبو محمد اللباد، وعبد العزيز الكتاني.

وقال الكتاني: توفي بداريا في شوال؛ وكتب الكثير، وحدث بشيء يسير. ثقة مأمون.

138 -

‌ عبد الله بن الحسن بن الخصيب

، أبو محمد الأصبهاني الكراني.

139 -

‌ عبد الجبار بن أحمد الهمذاني القاضي

، شيخ المعتزلة.

توفي بالري في ربيع الآخر، وقيل: توفي سنة خمس عشرة كما يأتي.

140 -

‌ عبد الرحمن بن محمد بن سليمان

، أبو عقيل السلمي الأستوائي.

ثقة، أصيل. روى عن الأصم، وأقرانه، ويعرف بالمائقي. روى عنه ابن أخته زين الإسلام أبو القاسم القشيري. قاله عبد الغافر في السياق.

141 -

‌ عبد الرحمن بن هشام بن عبد الجبار ابن الناصر لدين الله الأموي المرواني

، أخو محمد المهدي.

لما انهزم البربر عن قرطبة مع القاسم بن حمود الحسني، اتفق أهل قرطبة على رد الأمر إلى بني أمية، وكانت دولتهم قد زالت من سنة سبع وأربعمائة بابني حمود، فاختاروا ثلاثة: عبد الرحمن هذا، وسليمان ابن المرتضى، وآخر. ثم قدموا عبد الرحمن وبايعوه بالخلافة في رمضان من السنة، وله اثنتان

ص: 236

وعشرون سنة، وكنيته أبو المطرف، ولقبوه بالمستظهر بالله. ثم قام عليه أحد بني عمه أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن مع طائفة من الغوغاء، فقتل المستظهر لثلاث بقين من ذي القعدة.

وكان رحمه الله ذكيا بليغا فصيحا مفوها، بارع الأدب، رقيق الطبع، جيد النظم، ووزر أبو محمد بن حزم الظاهري له تلك الأيام، ولم يعقب.

ثم بويع أبو عبد الرحمن، فدام أمره عشرة أشهر، ولقبوه بالمستكفي. ثم خلع ورجع الأمر إلى يحيى المعتلي، وسم أبو عبد الرحمن فهلك.

142 -

‌ عقيل بن عبيد الله بن أحمد بن عبدان

، أبو طالب الأزدي الدمشقي الصفار.

سمع ابن حذلم، وأبا الميمون بن راشد، وأبا بكر بن معروف، والحافظ أبا الحسين الرازي. روى عنه علي بن الخضر، وعبد العزيز الكتاني، وجماعة.

توفي في جمادى الآخرة.

ووثقه الكتاني.

143 -

‌ علي بن أحمد بن صُبيح

، أبو الحسن القاضي.

سمع أبا بكر الشافعي، وجعفر بن الحكم المؤدب.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقا.

144 -

‌ علي بن بشرى بن عبد الله

، أبو الحسن الدمشقي العطار. إمام مسجد ابن أبي الحديد.

روى عن أبي علي بن هارون، وعلي بن أبي العقب، ومحمد بن إبراهيم بن مروان، وجمح بن القاسم، وخيثمة بن سليمان، لكن قال الكتاني: إنه اتهم في خيثمة.

روى عنه أبو علي الأهوازي، ورشأ بن نظيف، وعبد العزيز الكتاني، وعربية الحلبية.

ص: 237

وقال الأهوازي: سمعته يقول: أسمعني والدي من خيثمة سنة ثلاث وأربعين، ولي سبعُ سنين.

ووثقه محمد بن علي الحداد.

وتوفي في صفر.

145 -

‌ علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم بن سعيد

، أبو الحسن الهمذاني الصوفي، نزيل مكة، ومصنف كتاب بهجة الأسرار في أخبار القوم.

حدث عن أبي الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، وأبي سهل بن زياد القطان، وأحمد بن الحسن بن عُتبة الرازي، وأحمد بن إبراهيم بن عطية الحداد، وأحمد بن عثمان الأدمي، وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب، وعلي بن أبي العقب، وأبي بكر بن أبي دُجانة، وأبي بكر الدقي، وجُمح بن القاسم المؤذن، وطائفة.

روى عنه عبد الغني بن سعيد، وإبراهيم بن محمد الحنائي، وأبو عبد الله محمد بن سلامة القُضاعي، وأبو علي الأهوازي، وأبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، وخلق كثير من المغاربة والحُجاج.

توفي بمكة.

قال أبو الفضل بن خيرون: تُكلم فيه. قال: وقيل: إنه يكذب.

وقال شيرويه الديلمي: روى عنه أبو منصور بن عيسى، وأبو القاسم عبد الرحمن بن مندة، وعبد الرحمن بن محمد بن شاذي؛ وحدثنا عنه بالإجازة، أبو القاسم الخطيب، وأبو القاسم ابن البصري، وأبو الفتح بن عبدوس.

قال: وكان ثقة صدوقا، عالما زاهدا، حسن المعاملة، مذكورا في البُلدان، حسن المعرفة. وروى عنه أبو طالب محمد بن علي العشاري.

قرأت على الأبرقوهي: أخبركم أحمد بن مطيع إجازة وسماعا في غالب الظن أنه قرأ على الشيخ عبد القادر بن أبي صالح الجيلي، قال: أخبرنا هبة الله السقطي، قال: أخبرنا أبو الفضل جعفر بن يحيى المكي، قال: أخبرنا الحسين

ص: 238

ابن عبد الكريم الجزري، قال: أخبرنا علي بن عبد الله بن جهضم الهمذاني، قال: أخبرنا علي بن محمد بن سعيد البصري، قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا خلف بن عبد الله الصنعاني، عن حُميد الطويل، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه السلام: رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي ثم ذكر فضل ليلة صلاة الرغائب، والحديث موضوع، ولا يُعرف إلا من رواية ابن جهضم، وقد اتهموه بوضع هذا الحديث، وقد رواه عنه عبد العزيز بن بُندار الشيرازي نزيل مكة، وغيره، ولقد أتى بمصائب يشهد القلب ببُطلانها في كتاب: بهجة الأسرار.

146 -

‌ علي بن القاسم بن الحسن البصري

، أبو الحسن النجاد.

هو خاتمة من روى عن أبي روق الهزاني.

كان محدثا عدلا بالبصرة.

حدث عنه الخطيب، وأبو بكر محمد بن إبراهيم المستملي، والحسن بن عمر بن الحسن بن يونس الأصبهانيان، وطائفة سواهم.

لم أظفر بوفاته، إلا أنه كان حيا سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. ويروي أيضا عن أحمد بن عبيد الصفار كتاب السنن له.

147 -

‌ علي بن محمد بن أحمد بن ميلة بن خُرة

، ويُعرف أبوه محمد بماشاذة، أبو الحسن الأصبهاني الزاهد الفقيه الفرضي، أحد أعلام الصوفية.

قال أبو نُعيم: صحب أبا بكر عبد الله بن إبراهيم بن واضح، وأبا جعفر محمد بن الحسن، وزاد عليهما في طريقهما خُلقا وفتوةً. جمع بين علم الظاهر والباطن، لا تأخذه في الله لومةُ لائم، وكان ينكر على المتشبهة بالصوفية، وغيرهم من الجهال فساد مقالتهم في الحلول والإباحة والتشبيه، وغير ذلك من ذميم أخلاقهم، فعدلوا عنه لما دعاهم إلى الحق جهلا وعنادا، وانفرد في وقته بالرواية عن محمد بن محمد بن يونس الأبهري، وأبي عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم، وأبي علي أحمد بن محمد بن إبراهيم المصاحفي، ومحمد بن أحمد بن علي الأسواري، وتوفي يوم الفطر.

ص: 239

قلت: أخبرنا بلال الحبشي، قال: أخبرنا عبد الوهاب بن ظافر، قال: أخبرنا السلفي، قال: أخبرنا محمد وأحمد ابنا عبد الله بن أحمد؛ قالا: حدثنا علي بن ماشاذة إملاءً، قال: حدثنا أبو علي الصحاف قال: حدثنا أحمد بن مهدي، قال: حدثنا ثابت بن محمد، قال: حدثنا سُفيان الثوري، عن أبي الزُّبير، عن جابر، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يقطع الصلاة الكشرُ، ولكن يقطعُها القرقرة» .

وروى أيضا عن عبد الله بن جعفر بن فارس، ومحمد بن عبد الله بن أسيدِ، وأبي علي أحمد بن محمد بن عاصم، وعبد الله بن محمد بن عيسى، وغِياث بن محمد، وأبي أحمد العسال، وغيرهم. وأملى عدة مجالس. روى عنه أبو عبد الله الثقفي في فوائده، ورجاء بن قُولوية، وأحمد ومحمد ابنا عبد الله السوذرجاني، وأبو الحسين سعيد بن محمد الجوهري، وأبو نصر عبد الرحمن بن محمد السمسار، وآخرون.

قال أبو بكر أحمد بن جعفر اليزدي: سمعتُ الإمام أبا عبد الله بن مندة وقت قدومه من خُراسان سنة إحدى وسبعين يقول: وعنده أبو جعفر ابن القاضي أبي أحمد العسال وعدة مشايخ، فسأله ابن العسال عن أخبار مشايخ البلاد التي شاهدها، فقال: طِفتُ الشرق والغرب، فلم أر في الدنيا مثل رجُلين، أحدهما والدك القاضي، والثاني أبو الحسن علي بن ماشاذة الفقيه، ومن عزمي أن أجعله وصيي، وأسلم كُتبي إليه، فإنه أهل له. أو كما قال.

أخبرني إسحاق الصفار، قال: أخبرنا ابن خليل، قال: أخبرنا أبو المكارم، قال: أخبرنا أبو علي، قال: أخبرنا أبو نُعيم في آخر كتاب الحلية قال: ختم التحقق بطريقة المتصوفة بأبي الحسن علي بن ماشاذة لِما أولاه الله من فنون العِلم والسخاء والفتوة؛ كان عارفا بالله، فقيها عاملا، له من الأدب الحظ الجزيل.

148 -

‌ علي بن محمد بن علي بن حسين بن شاذان

، الحاكم أبو الحسن ابن السقاء الإسفراييني، الحافظ المُحدث، الثقة.

ص: 240

من أولاد الشيوخ، سمع الكُتب الكبار، وأملى دهرا. روى عن الأصم، وأبي عبد الله بن الأخرم، وعلي بن حمشاذ، وأبي عبد الله الصفار الأصبهاني، وأبي الطيب الشُعيري، وأبي الحسن الطرائفي، وأبي منصور العتكي، وخلق. ورحل فأخذ عن أبي سهل بن زياد، والنجاد، ودعلج، وجعفر الخُلدي، وعبد الله الخراساني، وعبد الرحمن بن الحسن الهمذاني، وطائفة. روى عنه أبو بكر البيهقي، وسبطه حكيم بن أحمد الإسفراييني القاضي، وجماعة. توفي في هذه السنة.

149 -

‌ علي بن محمد بن علي بن يعقوب

، أبو القاسم الإيادي البغدادي.

سمع أبا بكر النجاد، وأبا بكر الشافعي، وحبيبا القزاز، وجماعة.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة يتفقه على مذهب مالك. مات في ذي الحجة.

قلت: وروى عنه القاسم بن الفضل الثقفي، وأهل بغداد. له جزء معروف به سمعه السبط.

150 -

‌ عمر بن محمد بن إبراهيم بن عباس

، أبو حفص الدوغي المديني.

توفي في شعبان.

151 -

‌ القاسم بن جعفر بن عبد الواحد بن العباس بن عبد الواحد

بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، القاضي أبو عمر الهاشمي العباسي البصري.

سمع عبد الغافر بن سلامة الحمصي، وأبا العباس محمد بن أحمد بن الأثرم، وعلي بن إسحاق المادرائي، ومحمد بن الحسين الزعفراني الواسطي، والحسين بن يحيى بن عياش القطان، ويزيد بن إسماعيل الخلال صاحب الرمادي، وأبا علي اللؤلؤي، والحسن بن محمد بن عثمان الفسوي، وجماعة.

ص: 241

وولد في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.

روى عنه أبو بكر الخطيب، وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي الأصبهاني المستملي، وأبو علي الوخشي، وهناد بن إبراهيم النسفي، وسُليم بن أيوب الرازي، والمسيب بن محمد الأرغياني، وعلي بن أحمد التستري، وأبو القاسم عبد الملك بن شغبة، وجعفر بن محمد العباداني، وآخرون. قال أبو الحسن علي بن محمد بن نصر الدينوري ابن اللبان: سمعتُ سنن أبي داود على أبي عمر الهاشمي بقراءتي ست مرات. فسمعته يقول: أحضرني والدي سماع هذا الكتاب وأنا ابن ثمان سنين، فأثبت حضوري ولم يثبت السماع، ثم أحضرني وأنا ابن تسع، فأثبت حضوري ولم يُثبت السماع، ثم سمعته وأنا ابن عشر سنين، فأثبت حينئذ سماعي.

وقال الخطيب: كان أبو عمر ثقة أمينا، ولي القضاء بالبصرة، وسمعت منه بها سنن أبي داود وغيرها، ومات في تاسع وعشرين من ذي القعدة سنة أربع عشرة.

152 -

‌ ليلى بنت أحمد بن مسلم الولادي الأصبهاني

، أم البهاء.

توفيت في جمادى الأولى، وصلى عليها ابنها.

153 -

‌ محمد بن أحمد بن سميكة

، القاضي أبو الفرج البغدادي، الفقيه الشافعي.

روى عن النجاد، وغيره، وانتقى عليه ابن أبي الفوارس.

154 -

‌ محمد بن خزيمة بن الحسين

، أبو عبد الله المصري الدباغ البزاز.

روى عن ابن حيوية النيسابوري، وطبقته؛ ورخه الحبال.

ص: 242

155 -

‌ محمد بن الخضر بن عمر

، أبو الحسين الحمصي الفرضي.

ولي قضاء دمشق نيابة عن القاضي أبي عبد الله محمد بن الحسين النصيبي. وسمع من أبي عبد الله بن مروان، وأبي طاهر محمد بن عبد العزيز الفقيه، والقاضي الميانجي، وأبي زيد المروزي، وجماعة. روى عنه علي الحنائي، وعبد العزيز الكتاني، وأبو نصر بن طلاب، وآخرون.

توفي في جمادى الأولى.

156 -

‌ محمد بن طاهر بن يونس بن جعفر

، أبو الفتح الدقاق، والد حمزة الحافظ.

حدث عن أبي بكر القطيعي، وغيره. روى عنه ابناه حمزة والحسين، وابن أخته أبو طالب العشاري، وأبو الفضل محمد بن المهتدي بالله.

ولد سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، وابيضت لحية ابنه حمزة قبله، فكانوا يحسبون الأب هو الابن، وتوفي في سلخ رجب.

157 -

‌ محمد بن علي بن عمرو بن مهدي

، أبو سعيد النقاش الأصبهاني، الحافظ الحنبلي.

سمع من جده لأمه أحمد بن الحسن بن أيوب التميمي، وأحمد بن معبد، وعبد الله بن فارس، وعبد الله بن عيسى الخشاب، وأبي أحمد العسال، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وسليمان الطبراني، وجماعة سنة نيف وأربعين وثلاثمائة. ثم رحل إلى بغداد فسمع من أبي بكر الشافعي، ومحمد بن الحسن بن مقسم المقرئ، وعمر بن سلم، وأبي علي ابن الصواف، ومحمد بن علي بن حبيش الناقد، ومحمد بن علي بن محرم، وطبقتهم. وسمع بالبصرة من إبراهيم بن علي الهجيمي وهو أكبر شيخ لقيه في الرحلة. وسمع من فاروق الخطابي، وحبيب القزاز، وبالكوفة من أصحاب مطين ونذير بن جناح المحاربي القاضي، وصباح بن محمد النهدي، وعبد الله بن يحيى الطلحي، وبمرو من حاضر بن محمد الفقيه وجماعة، وبجرجان من أبي بكر الإسماعيلي وجماعة منهم إسماعيل بن سعيد الخياط، وبهراة من أبي حامد أحمد بن محمد بن حسنويه، وأبي منصور محمد بن أحمد بن الأزهر اللغوي، وبنهاوند، وهمذان، ونيسابور، والدينور سمع بها من ابن السني، وبالحجاز،

ص: 243

وإسفرايين، ومرو الروذ، وعسكر مكرم.

وأملى، وجمع في الأبواب، وغير ذلك، وحدث بالكثير؛ روى عنه أحمد بن عبد الغفار بن أشتة، والفضل بن علي الحنفي، وأبو مطيع محمد بن عبد الواحد المصري، وخلق كثير.

وكان من الثقات المشهورين، توفي في رمضان.

158 -

‌ محمد بن علي بن الحسين الباشاني الهروي

، الثقة الرضا.

توفي في صفر، وله مائة وست سنين.

روى عن أبي إسحاق أحمد بن محمد بن ياسين الحافظ، ومحمد بن إبراهيم بن نافع. روى عنه شيخ الإسلام أبو إسماعيل، وجماعة.

159 -

‌ محمد بن علي بن مموية

، أبو بكر الأصبهاني الواعظ المفسر، المعروف بالجمال.

قال محمد بن عبد الواحد الدقاق: كان ملك العلماء في وقته بأصبهان.

160 -

‌ محمد بن علي بن العباس بن جمعة

، أبو طاهر الخفاف العدل.

توفي بخراسان في جمادى الأولى.

161 -

‌ محمد بن عبد الله بن ربيع بن عبد الله بن ربيع بن بنوش

، أبو عبد التميمي القرطبي، ولد القاضي أبي محمد.

روى عن أبيه، وأبي عمر أحمد بن خالد التاجر، وعباس بن أصبغ، وأبي جعفر بن عون الله.

وكان نبيلا مجتهدا، قائما بالرواية متقنا؛ حدث عنه الخولاني، ومات في حياة أبيه.

162 -

‌ محمد بن عمر بن هارون

، أبو الفضل الكوكبي الأصبهاني الأديب.

توفي في رجب.

ص: 244

163 -

‌ محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم الجرجاني

، نزيل إستراباذ، وهي على مرحلة من جرجان.

روى عن نعيم بن عبد الملك، وهارون بن أحمد الإستراباذي، وغيرهما.

164 -

‌ هلال بن محمد بن جعفر بن سعدان بن عبد الرحمن بن ماهويه بن مهيار بن المرزبان

، أبو الفتح الكسكري، ثم البغدادي الحفار.

ولد سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، وسمع من ابن عياش القطان، وعلي بن محمد المصري الواعظ، وابن البختري، وإسماعيل الصفار، وعثمان ابن السماك، وجماعة. قال الخطيب: مات في صفر، وكان صدوقا، كتبنا عنه.

وروى عنه أبو نصر عبيد الله السجزي، وأبو بكر البيهقي، وهبة الله بن عبد الرزاق الأنصاري، والقاسم بن الفضل الثقفي، وطراد بن محمد الزينبي، وخلق كثير. وآخر من روى بالإجازة حديث الحفار بعلو زين الدين ابن عبد الدائم عن خطيب الموصل، عن طراد.

165 -

‌ الهيصم بن محمد بن إبراهيم

، أبو علي البُوشنجي الشعيبي.

توفي ببوشنج يوم العيد.

166 -

‌ يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى

، أبو زكريا ابن المزكي أبي إسحاق. مُسند نيسابور وشيخ التزكية.

كان ثقة نبيلا زاهدا صالحا، ورعِا متقنا، وما كان يحدث إلا وأصله بيده يُقابل به. وعقد الإملاء مدة، وقُرئ عليه الكثير. وقد تفقه على الأستاذ أبي الوليد.

ص: 245

روى عن أبي العباس الأصم، وأبي عبد الله محمد بن يعقوب الأخرم، وأبي الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس، والحسن بن يعقوب البُخاري، وأبي بكر أحمد بن إسحاق الصبغي الفقيه، وطائفة من النيسابوريين، وأبي سهل بن زياد، وأحمد بن سلمان النجاد، وعبد الله بن إسحاق الخُراساني، وأحمد بن كامل القاضي، وأحمد بن عثمان الأدمي البغداديين، ومحمد بن علي بن دُحيم الكوفي، وجماعة كثيرة. وانتقى عليه الحافظ أبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني، وغيره.

وحدث عنه أبو بكر البيهقي في جميع كُتبه، وأبو صالح المؤذن، وعثمان بن محمد المحمي، وعلي بن أحمد المؤذن ابن الأخرم، وهبة الله بن أبي الصهباء، وابنه أبو بكر محمد بن يحيى، والقاسم بن الفضل الثقفي، وآخرون.

مات في ذي الحجة.

167 -

‌ يحيى بن إبراهيم بن محارب

، أبو محمد السرقسطي.

روى عن عبدوس بن محمد، وحج فروى عن أبي القاسم السقطي صاحب إسماعيل الصفار.

وكان فاضلا زاهدا، يُقال: كان مجاب الدعوة، وله كتاب صفة الجنة. روى عنه قاسم بن هلال، وعُمر بن كُريب، وموسى بن خلف، ووضاح بن محمد السرقسطي.

ص: 246

سنة خمس عشرة وأربعمائة

168 -

‌ أحمد بن أحمد بن يوسف

، أبو صادق الدوغي الجُرجاني البيع.

سمع وطوف، وطال عمره، وحدث عن عبد الرحمن بن عبيد الهمذاني، ودعلج بن أحمد، وأبي بكر الشافعي، وحامد الرفاء، وعبد الله بن عدي.

قال الحافظ علي بن محمد الزبحي: لم أرزق السماع منه، وكان يجلس بجنبي في مجلس ابن معمر، روى عنه أبو مسعود البجلي، وأقراننا، ومات في جُمادى الآخرة.

169 -

‌ أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن شبيب

، أبو نصر الفامي الشبيبي الخندقي.

قال عبد الغافر: شيخ ثقة معروف، يكتب الأمالي على كبر السن، وحدث عن الأصم، وأبي عبد الله بن الأخرم، وأبي الحسن الكارزي، وأبي الوليد الفقيه. حدثنا عنه جماعة. توفي في ذي القعدة.

قلت: روى عن أبي نصر أبو الحسن المديني ابن الأخرم، والبيهقي.

170 -

‌ أحمد بن علي بن أحمد بن مُعاذ

، أبو الحسين المُلقاباذي التاجر.

شيخ ثقة مستور، مجاور بالجامع بنيسابور، ويُقال: إنه من ذرية معاذ بن جبل.

حدث عن أبي محمد الكعبي، ويحيى بن منصور القاضي، وأبي بكر محمد بن المؤمل. وعنه أبو صالح المؤذن.

171 -

‌ أحمد بن علي بن محمد

، أبو عبد الله الدمشقي الرُماني النحوي. المعروف بالشرابي الأديب.

ص: 247

حدث بكتاب إصلاح المنطق ليعقوب بن السكيت، عن أبي جعفر محمد بن أحمد الجُرجاني، وسمع من عبد الوهاب الكلابي. روى عنه أبو نصر بن طلاب الخطيب.

توفي بدمشق في ربيع الآخر.

172 -

‌ أحمد بن عُمر بن عثمان

، أبو الفرج ابن البغل.

بغدادي، سمع من جعفر الخُلدي، وأبي بكر النجاد.

قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقا.

173 -

‌ أحمد بن الفضل

، أبو منصور النُعيمي الجرجاني الحافظ.

عن ابن عدي، وأبي بكر الإسماعيلي، وأبي أحمد الغطريفي، وأبي أحمد الحاكم، وأبي عمرو الحيري، ونصر بن عبد الملك الأندلسي، وغيرهم.

وصنف كتابا في أخبار الخيل، وله في الحديث مصنف سماه المُجتنى.

مات في شهر شوال. قاله ابن ماكولا.

174 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل الضبي المحاملي

، الفقيه الشافعي، أبو الحسن.

درس الفقه على الشيخ أبي حامد، وكان عجبا في الذكاء والفهم.

صنف في الفقه كتاب المجموع، وهو كتابٌ كبير، وكتاب المقنع في مجلد، وكتاب الُلباب، وغير ذلك، وصنف في الخلاف كثيرا. وسمع من الحافظ محمد بن المظفر، وطبقته. ورحل به أبوه إلى الكوفة فسمعه من ابن أبي السري البكائي.

ولد سنة ثمان وستين وثلاثمائة.

روى عنه أبو بكر الخطيب، وحضر دروسه.

وقال الشريف المرتضى أبو القاسم علي بن الحسين المُوسوي: دخل علي أبو الحسن ابن المحاملي مع الشيخ أبي حامد، ولم أكن أعرفه، فقال لي

ص: 248

الشيخ أبو حامد: هذا أبو الحسن ابن المحاملي، وهو اليوم أحفظ للفقه مني.

وقال الشيخ أبو إسحاق في الطبقات: تفقه أبو الحسن على الشيخ أبي حامد الإسفراييني وله عنه تعليقة تنسب إليه، وله مصنفات كثيرة في الخِلاف والمذهب، ودرس ببغداد.

قلت: وتوفي في ربيع الآخر، وتوفي أبوه سنة سبع كما مر.

175 -

‌ أحمد بن محمد بن الحاج بن يحيى

، أبو العباس الإشبيلي الشاهد، نزيل مصر.

رحل في صغره، وسمع عثمان بن محمد السمرقندي، والحسن بن مروان القيسراني، وأبا علي بن هارون، وأبا القاسم علي بن أبي العقب، وأحمد بن محمد بن عُمارة، وأبا الفوارس أحمد بن محمد بن السندي، وأحمد بن أبي الموت، وأحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة الرازي، والعباس بن محمد الرافقي، وأبا بكر أحمد بن عبد الله بن أبي دُجانة الدمشقي، وخلقا سواهم بمصر، والشام.

روى عنه أبو نصر عبيد الله بن سعيد الوائلي، وعبد الرحيم بن أحمد البخاري، وأبو عبد الله القُضاعي، وأبو إسحاق الحبال، وأبو الحسن الخلعي، وطائفة من المغاربة.

وقع لنا حديثه عاليا، وخرج له أبو نصر المذكور أجزاءً كثيرة، وأثنى عليه الحبال وقال: مات في صفر.

176 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن إسماعيل

، أبو بكر الحربي، المؤدب، المؤذن.

كان حجاجا، كثير التلاوة، سمع من أبي بكر النجاد.

177 -

‌ أحمد بن محمد بن أبي أسامة

، القاضي أبو الفضل الحلبي.

ص: 249

أحد كُبراء حلب. قبض أسد الدولة صالح بن مرداس متولي حلب عليه، ودفنه حيا بقلعة حلب.

قال صاحب أبو القاسم ابن العديم: ولما حفر الملك العزيز أساس داره بالقلعة سنة اثنتين وثلاثين وستمائة ظهر لهم مطمورةٌ مُطبقة، وفيها رجل في رجليه لبنةُ حديد، فلا أشك أنه هو. وهو أحمد بن محمد بن عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن بهلول بن أبي أسامة، حدث عن أبي أسامة جنادة بن محمد، وسمع بحلب من أخيه عبيد الله، ومن سليمان بن محمد بن سليمان التنوخي. روى عنه القاضي أبو الحسن أحمد بن يحيى بن أبي جرادة قاضي حلب. ولي ابن أبي أسامة قضاء حلب، وتمكن في أيام سديد الدولة ثُعبان بن محمد الكتامي أمير حلب، وموصوف الصقلبي والي القلعة، وكانا يرجعان إلى رأيه، فلما حضر نواب صالح كان ابن أبي أسامة في القلعة، فتسلمها نواب صالح وقتلوا موصوفا وابن أبي أسامة. وقيل: بل دفنوا ابن أبي أسامة حيا.

178 -

‌ أحمد بن محمد بن موسى

، أبو الحسين البغدادي الخياط.

سمع منه أبو بكر الخطيب في هذا العام عن عبد الصمد الطستي، والنجاد، ووثقه.

179 -

‌ أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن

، أبو الفرج ابن المسلمة، البغدادي المعدل.

سمع أباه، وأحمد بن كامل القاضي، وأبا بكر النجاد، وابن علم، ودعلج بن أحمد.

قال الخطيب: كان ثقة، يُملي كل سنة مجلسا واحدا في المحرم.

وكان موصوفا بالعقل والفضل والبِر، وداره مألفٌ لأهل العلم. ولد سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، وكان صواما كثير التلاوة. توفي في ذي القعدة رحمه الله.

روى عنه الخطيب، وطراد الزينبي، وجماعة. وكان قد تفقه على أبي بكر الرازي الحنفي، وكان يصوم الدهر، ويتهجد بِسبع القرآن.

ص: 250

قال الخطيب: حدثني رئيس الرؤساء أبو القاسم الوزير قال: كان جدي يختلف إلى درس أبي بكر الرازي، وقال لي الوزير: إنه رأى في النوم أبا الحسين القُدوري. فقال له: كيف حالك؟ فتغير وجهه وطال، وأشار إلى صعوبة الأمر. قلت: فكيف حال الشيخ أبي الفرج؟ يعني جده. قال: فعاد وجهه إلى ما كان، وقال: ومن مثل الشيخ أبي الفرج؟ ذاك. ثم رفع يده إلى السماء. فقلتُ في نفسي: يريد {وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} .

180 -

‌ أحمد بن محمد ابن الصابوني

، أبو الحسين البغدادي.

سمع عمر بن جعفر بن سلم، وأبا بكر الشافعي.

181 -

‌ أحمد بن يحيى بن سهل

، أبو الحسين المنبجي الشاهد المقرئ النحوي. نزيل دمشق.

حدث عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان، ونظيف بن عبد الله المقرئ، وجماعة. روى عنه علي بن محمد الحنائي، وعلي بن محمد بن شجاع الربعي، وعلي بن الخضر السُلمي، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني.

ووثقه الكتاني.

182 -

‌ إبراهيم بن أحمد

، أبو إسحاق السمان.

سمع الإسماعيلي، وغيره.

183 -

‌ أسد بن القاسم

، أبو الليث الحلبي المقرئ، إمام مسجد سوق النحاسين بدمشق.

حدث عن الفضل بن جعفر المؤذن، ويوسف الميانجي. روى عنه أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني، وجماعة.

184 -

‌ الحسن بن عبد الله بن مسلم

، أبو علي الصقلي المقرئ.

رحل، وقرأ القراءات على أبي الطيب بن غلبون، وعُمر بن عراك، وأبي

ص: 251

عبد الله بن خُراسان.

قال أبو عمرو الداني: كان رجلا صالحا ذا حفظ ومعرفة، وصدق، توفي بصقلية.

185 -

‌ الحسين بن سعيد بن مهند بن مسلمة

، أبو علي الطائي الشيزري.

حدث عن يوسف الميانجي، وأبي عبد الله بن خالويه النحوي، وشاكر بن دعي. روى عنه علي الحنائي، وأبو سعد السمان، وأبو القاسم علي بن محمد المصيصي، وغيرهم.

قال الكتاني: توفي في رمضان، وكان يتهم بالتشيع، ولم أر في عبادته وورعه مثله.

186 -

‌ الحسين بن عبد الواحد الحذاء المقرئ المجود

.

بغدادي، حدث عن أحمد بن جعفر بن سلم الخُتلي.

187 -

‌ الحسين بن يوسف

، أبو علي ابن الإسكاف.

سمع النجاد، وغيره.

وحدث في هذه السنة، وانقطع خبره.

188 -

‌ زكريا بن يحيى بن أفلح

، أبو يحيى التميمي القُرطبي، ويُعرف بابن النعمان.

روى عن أبي عبد الله بن مُفرج. روى عنه قاسم بن إبراهيم الخزرجي.

189 -

‌ زيادة بن علي

، التميمي النحوي، نزيل قرطبة.

كان كبير القدر في علوم اللسان، محكما للعربية، أخذ الناس عنه

ص: 252

بقرطبة.

190 -

‌ عبد الله بن ربيع بن عبد الله بن محمد بن ربيع بن صالح

، أبو محمد التميمي القرطبي.

روى عن أبي بكر محمد بن معاوية، وأحمد بن مُطرف، وأحمد بن سعيد الصدفي، وأبي عبد الله بن مفرج، وجماعة كثيرة. وحج في الكهولة سنة إحدى وثمانين، وسمع من أبي بكر ابن المهندس، وأبي محمد بن أبي زيد الفقيه.

وكان ثقة ثبتا صالحا، دينا قانتا، يُعرف بابن بنوش.

حدث عنه محمد بن عتاب، وأبو محمد بن حزم، وأبو عمر بن مهدي المقرئ، وجماعة.

ولد سنة ثلاثين وثلاثمائة، وتوفي في جمادى الأولى، وكان ملازما للاشتغال.

191 -

‌ عبد الله بن محمد بن عقيل

، أبو محمد الباوردي.

حدث عن أحمد بن سلمان النجاد. روى عنه أبو مطيع محمد بن عبد الواحد، والأصبهانيون.

مات في رمضان.

ومن رواته أحمد بن أشتة، وهو أبيوردي غير فقيل الباوردي. سكن أصبهان، وقع لنا حديثه بعلو.

وهو معتزلي جلد متحرق. قال يحيى بن مندة: حدثنا عمي عبد الرحمن، قال: كتبتُ عنه جزأين فقال لي: من لم يكن على مذهب الاعتزال فليس بمسلم. فمزقت ما كتبتُ عنه.

قلت: كان الاعتزال في زمانه فاشيا بالعراق والعجم.

192 -

‌ عبد الله بن محمد بن محمد بن سعيد بن مسعود

، أبو بكر السكري.

خُراساني نيسابوري ثقة، سمع الأصم، وأبا حامد الحسنويي المقرئ،

ص: 253

وأبا بكر محمد بن المؤمل، ويحيى بن منصور، وببغداد أبا علي ابن الصواف، وابن خلاد النصيبي، وبمكة أبا إسحاق الدُيبلي. روى عنه محمد بن يحيى المزكي، ومنصور بن إسماعيل بن صاعد، وأبو صالح المؤذن.

وتوفي في شوال.

193 -

‌ عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار بن أحمد بن الخليل

، القاضي أبو الحسن الهمذاني الأسدآباذي، شيخ المعتزلة، وصاحب التصانيف.

عاش دهرا طويلا، وكان فقيها شافعي المذهب.

سمع من أبي الحسن بن سلمة القطان، وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب، وعبد الله بن جعفر بن فارس، والزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي. روى عنه أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، والحسن بن علي الصيمري الفقيه، وأبو يوسف عبد السلام بن محمد القزويني المفسر المعتزلي، وآخرون.

ولي قضاء الري وبلادها. ورحلت إليه الطلبة، وسار ذكره. رحم الله المسلمين.

وله تصانيف مشهورة.

مات في ذي القعدة، وقد شاخ.

194 -

‌ عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن ابن الشيخ أبي القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب

، الهمداني الدمشقي، أبو القاسم.

روى عن جده أبي القاسم، وأبي عبد الله بن مروان. روى عنه علي بن الخضر، وأبو القاسم الحنائي، وعبد العزيز الكتاني، وقال: كان ثقة مأمونا، توفي في جمادى الآخرة.

195 -

‌ عبد الرحمن بن عبد الواحد بن أبي الميمون بن راشد البجلي الدمشقي

.

روى عن القاضي الميانجي. روى عنه عبد الرحيم بن أحمد البخاري

ص: 254

وعبد العزيز الكتاني.

196 -

‌ عبد العزيز بن محمد بن جعفر بن المؤمن

، أبو القاسم التميمي العطار البغدادي، والمعروف بابن شبان، من ساكني البصرة.

سمع عثمان ابن السماك، وأبا بكر النجاد، وابن قانع.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقا. توفي في رمضان.

قلت: وروى عنه أبو بكر البيهقي.

197 -

‌ عبد الرحمن بن عمر بن ممجة

، أبو سعد التميمي الأصبهاني.

توفي في ربيع الأول، وكان يعرف ويفهم. روى عن أبي الشيخ، والقباب. رحل وطوف، وأكثر.

198 -

‌ عبد الواحد بن عبيد الله بن الفضل بن شهريار الأصبهاني التاجر

، أبو علي.

محتشم نبيل، خير، كتب عنه عبد الرحمن بن مندة.

توفي في رجب.

199 -

‌ عبد الوهاب بن عبد الملك بن محمد بن عبد الصمد ابن المهتدي بالله

، أبو طالب الهاشمي العباسي الفقيه.

شامي، يروي عن أبي عبد الله بن مروان الدمشقي، وغيره. روى عنه الخضر بن عبيد الله المري، وعبد العزيز الكتاني وقال: توفي في رمضان، وكان فقيها يذهب إلى مذهب الأشعري.

200 -

‌ عبد الوهاب بن محمد بن أيوب

، أبو زرعة الأردبيلي.

مات في رجب.

ص: 255

201 -

‌ عبيد الله بن عبد الله بن الحسين

، أبو القاسم ابن النقيب البغدادي الخفاف.

رأى الشبلي، وسمع أبا عبد الله بن علم الصفار، وأبا طالب بن البهلول.

قال الخطيب: كتبتُ عنه، وسماعه صحيح، وكان شديدا في السنة. قال لي: ولدت سنة خمس وثلاثمائة، وأذكر المقتدر بالله.

قال الخطيب: وحدثني أبو القاسم علي بن الحسن رئيس الرؤساء أن أبا القاسم ابن النقيب مكث كذا وكذا سنة يصلي الفجر على وضوء العشاء، ويحيي الليل بالتهجد، وكنت في جواره.

وقال الخطيب: توفي في شعبان، وله مائة وعشر سنين، وقال لي: مات ابن مجاهد وعُمري تسع عشرة سنة.

وقال يحيى بن عبد الوهاب بن مندة: سمعت أبا محمد رزق الله التميمي يقول: أدركتُ من أصحاب ابن مجاهد أبا القاسم عبيد الله بن محمد الخفاف. وقرأت عليه سورة البقرة، وقرأها على أبي بكر بن مجاهد.

202 -

‌ عبيد الله بن عمر بن علي

، أبو القاسم المقرئ البغدادي، ابن البقال.

سمع أبا بكر النجاد، وأبا علي ابن الصواف، وجماعة. روى عنه أبو بكر الخطيب، وقال: سمعنا منه بانتقاء ابن أبي الفوارس، وكان فقيها ثقة. روى عنه الثقفي، والبيهقي.

203 -

‌ علي ابن الشيخ أبي الحسين أحمد بن عبد الله السوسنجردي

.

سمع القطيعي. روى عنه أبو الحسين ابن المهتدي بالله، وغيره.

هلك هو وابنه وخلقٌ كثير بعقبة واقصة في صفر من السنة، وتعرف بسنة القرعاء. سدت عليهم العرب الآبار وعطلت القُلُب، فعاد الركب في الصيف ولا ماء لهم، فهلكوا جميعا.

ص: 256

204 -

‌ علي بن إبراهيم بن يحيى

، أبو محمد الدقاق، والد أبي الحسين المصري.

توفي في صفر، ومولده في سنة ست وأربعين وثلاثمائة.

قال الحبال: سمعنا منه.

205 -

‌ علي بن أحمد بن عبدان بن الفرج بن سعيد بن عبدان

، أبو الحسن الأهوازي الشيرازي النيسابوري.

سمع أحمد بن عبيد الصفار، ومحمد بن أحمد بن محمويه الأزدي، وأبا القاسم الطبراني، وأبا بكر محمد بن عمر الجِعابي، وأباه، وجماعة.

روى عنه أبو بكر البيهقي، وأبو عبد الله الثقفي، وأبو القاسم القشيري، وأبو سهل عبد الملك بن عبد الله الدشتي، وآخرون.

وحدث بنواحي خراسان. توفي في ربيع الأول. وكان ثقة، وأبوه حافظ عصره.

206 -

‌ علي بن عبد الله

، أبو القاسم ابن الدقيقي، النحوي، أحد الأعلام وصاحب المصنفات.

أخذ عن السيرافي، والفارسي، والرماني. وتخرج به خلق.

مات في صفر بعد ابن السمسماني بشهر، وله سبعون سنة.

207 -

‌ علي بن عبد الله بن إبراهيم بن أحمد

، أبو الحسن الهاشمي العيسوي البغدادي. من ولد عيسى بن موسى بن محمد ولي العهد بعد المنصور.

سمع أبو الحسن من أبي جعفر بن البختري، وموسى ابن القاضي إسماعيل بن إسحاق، وعبد العزيز ابن الواثق، وعثمان ابن السماك، وجماعة.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة، ولي قضاء مدينة المنصور

ص: 257

ومات في رجب.

قلت: روى عنه البيهقي، وطراد الزينبي وخلق.

208 -

‌ علي بن عبيد الله بن عبد الغفار

، أبو الحسن السمسماني اللغوي.

بغدادي من كبار الأدباء. أقرأ الناس العربية، وسمع من أبي بكر بن شاذان، وأبي الفضل ابن المأمون.

ذكره القاضي شمس الدين في وفياته، وعاش سبعين سنة. أخذ عن أبي علي الفارسي، والسيرافي.

وتخرج به خلق كثير.

209 -

‌ علي بن محمد بن عبد الله بن بشران بن محمد بن بشر

، أبو الحسين الأموي، البغدادي المعدل.

سمع أبا جعفر بن البختري، وعلي بن محمد المصري، وإسماعيل الصفار، والحسين بن صفوان، وأحمد بن محمد بن جعفر الجوزي، وجماعة.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقا ثبتا، تام المروءة، ظاهر الديانة، ولد سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، وتوفي في شعبان.

قلت: وروى عنه البيهقي، والحسن بن أحمد ابن البناء، وأبو الفضل عبد الله بن علي بن زكري الدقاق، وعلي بن عبد الواحد المنصوري العباسي، والقاسم بن الفضل الثقفي، ونصر بن أحمد بن البطر، وطراد بن محمد الزينبي، والحسين بن أحمد بن عبد الرحمن العُكبري، وخلق سواهم.

210 -

‌ علي بن محمد بن عبد الله بن مُزاحم

، أبو الحسن الداراني المقرئ. صهر الأطروش، ويُعرف أيضا بابن بجيلة، الخُراساني.

روى عن أبي علي عبد الجبار، والداراني. وعنه أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني ووصفه بالصلاح.

ص: 258

211 -

‌ علي بن محمد بن عبد الله

، أبو الحسن الحذاء البغدادي المقرئ.

سمع أبا بحر بن كوثر، وأحمد بن جعفر بن سلم، وجماعة.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان عالما بالقراءات صدوقا. حدثني الوزير أبو القاسم ابن المُسلِمَة قال: رأيت أبا الحسن الحذاء ثلاث مرات، وكل مرة يقول له الوزير: ما فعل الله بك؟ فيقول: غفر لي.

212 -

‌ علي بن محمد بن طوق بن عبد الله

، أبو الحسن بن الفاخوري الدمشقي، المعروف بالطبراني.

روى عن أبي علي الحسين بن إبراهيم الفرائضي، وأبي سليمان بن زبر، وجماعة. روى عنه أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني، ووثقه الكتاني، وقال: توفي في شعبان، وكان مكثرا.

213 -

‌ عمر بن أحمد بن عمر

، أبو سهل الصفار الأصبهاني الفقيه الشافعي.

سمع عبد الله بن فارس، وأحمد بن معبد السمسار. روى عنه جماعة آخرهم موتا أبو الفتح الحداد.

توفي في ذي القعدة.

214 -

‌ عمر بن عبد الله بن تعويذ

، أبو حفص الدلال.

بغدادي، رأى الشبلي رحمه الله وحكى عنه.

215 -

‌ عمرو بن حديد

.

قال الحبال: عندي عنه جزء، وهو رافضي.

216 -

‌ الفضل بن محمد بن سمويه

، أبو القاسم الأصبهاني المقرئ.

ص: 259

في جمادى الآخرة.

217 -

‌ القاسم بن أحمد بن محمد الوليدي الجرجاني

.

توفي في ذي القعدة. روى عن ابن عدي، والإسماعيلي.

218 -

‌ محمد بن أحمد بن إسماعيل

، أبو عبد الله الدمشقي البرزي الصوفي المقرئ.

سمع أبا سليمان بن زبر. روى عنه إسماعيل السمان، والكتاني، وجماعة.

219 -

‌ محمد بن أحمد بن عمر

، أبو الحسين ابن الصابوني، البغدادي.

قال الخطيب: سمع أبا بكر الشافعي، وأبا سليمان الحراني. كتبت عنه، وكان صدوقا.

220 -

‌ محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن شاذان

، أبو صادق الصيدلاني النيسابوري الفقيه الأديب.

سمع من الأصم، وابن الأخرم، وأحمد بن إسحاق الصبغي، وغيرهم. روى عنه أبو بكر البيهقي، وعلي بن أحمد المؤذن ابن الأخرم، والثقفي. توفي في شهر ربيع الأول.

221 -

‌ محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الفرج بن أبي طاهر

، أبو عبد الله البغدادي الدقاق.

ص: 260

سمع أبا بكر النجاد، وعلي بن محمد بن الزبير الكوفي، وعبد الله بن إسحاق الخراساني، وجماعة.

قال الخطيب: كتبت عنه بانتقاء اللالكائي، وكان شيخا فاضلا صالحا، ثقة، مات في شعبان وله اثنتان وثمانون سنة.

222 -

‌ محمد بن إبراهيم الأردستاني الأصبهاني

، المقرئ الحافظ أبو بكر.

إمام محدث، أديب، مقرئ، واسع الرحلة. سمع أبا الشيخ، وأبا بكر بن المقرئ، وجعفر بن فناكي، وسمع بالبصرة أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي، وأحمد بن عبيد الله النهرديري، وببغداد ابن حبابة، وأبا حفص الكتاني، وبدمشق عبد الوهاب الكلابي، وبعكا من أبي زرعة المقرئ، وحدث ببغداد؛ روى عنه أبو بكر البيهقي، وأبو نصر الشيرازي.

وتوفي في ذي القعدة.

وأما سميه في سنة أربع وعشرين.

223 -

‌ محمد بن أحمد

، أبو عبد الله التميمي المصري الخطيب.

ولد سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. روى عن أبي الفوارس الصابوني، والعلاف.

224 -

‌ محمد بن أحمد بن إسماعيل

، أبو بكر الفراء المكفوف.

سمع أبا بكر بن خلاد النصيبي، وطبقته. وحدث بنيسابور؛ روى عنه أبو

ص: 261

صالح المؤذن.

225 -

‌ محمد بن إدريس بن محمد بن إدريس بن سليمان

، الحافظ أبو بكر الشافعي الجرجرائي، تلميذ محمد بن أحمد المفيد.

رحال جوال، سمع ببغداد من أحمد بن نصر الذارع وطبقته، وبجرجان من أبي بكر الإسماعيلي، وبأصبهان من ابن المقرئ، وبدمشق محمد بن أحمد الخلال، وعثمان بن عمر الشافعي، وببلخ وأنطاكية والنواحي. وسمع الناس بانتخابه.

روى عنه عبد الصمد بن إبراهيم البخاري الحافظ، وهناد النسفي، وأحمد بن الفضل الباطرقاني، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح العطار، وأبو حامد أحمد بن محمد بن ماما الحافظ، وآخرون.

سكن بخارى في آخر عمره، وكان موصوفا بالمعرفة والحفظ، وما علمت فيه جرحا. توفي في شهر ربيع الأول. ذكره ابن النجار.

وأما ابن عساكر فذكره مجهولا ولم يعرفه.

226 -

‌ محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل الأزرق

، أبو الحسين القطان.

بغدادي، ثقة مشهور، سمع إسماعيل الصفار، ومحمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، وعثمان ابن السماك، وعبد الله بن درستويه، والنجاد، وطبقتهم. وانتخب عليه أبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو القاسم اللالكائي، وحدث عنه الخطيب، والبيهقي في سننه، ومحمد بن أبي القاسم اللالكائي، والقاسم بن الفضل الثقفي، وآخرون.

قال الخطيب: قال لي: ولدت في شوال سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة؛ وتوفي في رمضان، وأنا بنيسابور وله ثمانون سنة.

227 -

‌ محمد بن الحسين بن جرير

، القاضي أبو بكر الدشتي.

توفي في جمادى الأولى عن سن عالية.

ص: 262

سمع محمد بن علي بن دحيم الشيباني، وأحمد بن هشام بن حميد البصري. وعنه عبد الرحمن بن منده، وأبو الفتح أحمد بن محمد الحداد، وأهل أصبهان.

228 -

‌ محمد بن حمزة بن محمد بن حمزة بن المغلس

، أبو عبد الله، ويقال: أبو الحسين، التميمي الدمشقي القطان.

سمع من المظفر بن حاجب الفرغاني، وجُمح بن القاسم، ويوسف الميانجي. روى عنه أبو علي الأهوازي، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني، وأبو القاسم بن أبي العلاء.

قال الكتاني: كان ثقة يذهب إلى التشيع.

229 -

‌ محمد بن سفيان

، أبو عبد الله القيرواني المقرئ، مصنف كتاب الهادي في القراءات.

قرأ القراءات على أبي الطيب عبد المنعم بن غلبون، وتفقه على أبي الحسن القابسي. وكان عارفا بمذهب مالك.

قال أبو عمرو الداني: كان ذا فهم وحفظ وعفاف.

قلت: قرأ عليه أبو بكر القصري، والحسن بن علي الجُلُولي، وأبو العالية البندوني، والزاهد أبو عمرو عثمان بن بلال، وعبد الملك بن داود القصطلاني، وأبو محمد عبد الحق الجلاد، وآخرون. وحدث عنه حاتم بن محمد، والدلائي، وغيرهما.

وتوفي بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن حج في صفر.

230 -

‌ محمد بن صالح بن جعفر

، أبو الحسن ابن الرازي البغدادي القاضي.

روى عن إسماعيل الخُطبي.

قال الخطيب: كتبت عنه، ويقال كان معتزليا.

ص: 263

231 -

‌ محمد بن عبد الرحمن بن عبيد ابن الناصر لدين الله الأموي

، أبو عبد الرحمن الملقب بالمستكفي.

توثب عام أول على ابن عمه عبد الرحمن المستظهر فقتله، وبايعه أهل قُرطبة. وكان أحمق متخلفا لا يصلُح لصالحة، وطروده ونفوه، ثم أطعموه حشيشةً قتالة، فمات لوقته.

232 -

‌ محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن جعفر

، أبو بكر الأصبهاني المقرئ.

سمع عبد الله بن الحسن بن بُندار المديني، وغيره. روى عنه أبو عبد الله الثقفي.

ومات في رجب.

233 -

‌ محمد بن عبيد الله بن طاهر الحسيني المصري

.

مُكثر عن القاضي أبي الطاهر الذُهلي، وابن رشيق.

234 -

‌ محمد بن الفضل بن جعفر

، أبو بكر القُرشي العباداني.

روى عن فاروق الخطابي، وغيره.

وهو من الصُلحاء، وأبوه زاهد قُدوة له أتباع ورباط، وولده جعفر بن محمد شيخ معمر تاجر.

روى عن محمد أبو محمد الخلال، وعبد العزيز الأزجي.

235 -

‌ محمد بن محمد بن أحمد بن رجاء

، أبو بكر النيسابوري الأديب.

سمع أبا العباس الأصم، وأبا عبد الله بن الأخرم. روى عنه البيهقي، وأبو صالح المؤذن.

توفي في رمضان.

وروى أيضا عن أحمد بن إسحاق الصبغي، وأبي الحسن الكارزي.

ص: 264

وانتخب عليه الحُفاظ. روى عنه أبو بكر محمد بن يحيى المزكي.

236 -

‌ محمد بن محمد بن محمد بن أحمد

، أبو الحسين النيسابوري، المعروف بابن أبي صادق.

حدث بمصر عن الأصم، وعبد الله بن محمد بن موسى الكعبي، وغيرهما. روى عنه أبو نصر السجزي؛ وورخه الحبال.

237 -

‌ يوسف بن عبد الله الزجاجي

، أبو القاسم الأديب.

جرجاني، نبيل، عظيم القدر في اللغة والأدب والعربية، وفنونها. قليل المثل، له شروح وتصانيف، وكان عجبا في اللغة ودقائقها.

توفي لثمان بقين من رمضان بإستراباذ، وله ثلاثٌ وستون سنة. روى عن أبي أحمد الغِطريفي، وغيره.

ص: 265

سنة ست عشرة وأربعمائة

238 -

‌ أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن جانجان

، أبو العباس الهمذاني الصرام العدل.

روى عن أبيه، والفضل الكندي، وأبي القاسم بن عُبيد، وأبي بكر بن السني الحافظ، وجماعة كثيرة. روى عنه يوسف الخطيب، وأبو محمد عبدوس بن محمد البيع، وأبو بكر البيهقي، وعلي بن أحمد بن هُشيم الصيرفي، والحسن بن محمد بن شاذي.

قال شيرويه: كان صدوقا. مات في ربيع الأول، وكان متعصبا للسنة، وسمعت أبا طاهر المقرئ يقول: كان يُصلي طول الليل على سطحِ داره، فكنتُ أهاب من طول قامته حين يصلي.

وقال عبدوس: كان أصحاب الحديث يقرؤون الحديث على أبي العباس ابن جانجان فنعس فمات فجاءة.

239 -

‌ أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن يزداد

، أبو علي غلام محسن الأصبهاني.

روى عن أبي محمد بن فارس، وعنه عبد الرحمن بن منده، وأخوه، وأبو الفتح الحداد.

ما أرخه يحيى بن منده. حدث في سنة خمس عشرة وأربعمائة.

240 -

‌ أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمود الثقفي

، أبو بكر النيسابوري.

سمع أبا عمرو بن حمدان وأبا أحمد الحاكم وخلقا وعنه الخطيب وصدقه وقال: مات بشيراز.

241 -

‌ أحمد بن طريف

، أبو بكر ابن الحطاب القُرطبي المقرئ.

أخذ القراءة عرضا عن أبي الحسن الأنطاكي، وأبي الطيب بن غلبون

ص: 266

وأبي أحمد السامري، وأبي حفص بن عراك.

سكن في الفتنة جزيرة ميورقة، ومات في ربيع الأول عن خمس وسبعين سنة.

242 -

‌ أحمد بن عمر بن سعيد

، أبو الفتح الجهازي المصري.

روى عن بكير بن الحسن الرازي. روى عنه خلف بن أحمد الحوفي، وغيره.

243 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن أبي دُرة البغدادي

.

سمع أبا بكر النجاد، وعبد الله الخراساني.

قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقا.

244 -

‌ أحمد بن محمد بن إبراهيم

، أبو نصر البخاري الفقيه.

سمع أبا بكر محمد بن أحمد بن خنب.

245 -

‌ أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن حمدون

، أبو بكر الأشناني النيسابوري الصيدلاني.

ثقة، جليل، صالح عابد. سمع الكثير مع السُلمي، وروى عن الأصم، وأبي بكر بن المؤمل، ومحمد بن إبراهيم المزني، وابن نجيد، وأبي بكر القطيعي، وابن ماسي. روى عنه البيهقي، وأبو صالح المؤذن، وأحمد بن محمد بن إسماعيل.

توفي يوم عرفة.

246 -

‌ إسحاق بن محمد بن يوسف

، أبو عبد الله السوسي النيسابوري.

سمع أبا العباس الأصم، وأحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، وأبا

ص: 267

جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي، وغيرهم. روى عنه أبو بكر البيهقي، وغيره. وكان ثقة رضا، صالحا، نبيلا.

247 -

‌ حسان بن مالك بن أبي عبيدة

، أبو عبدة القُرطبي.

كان من جِلة الأدباء. أخذ عن أبي بكر الزبيدي، وتوفي في شوال.

248 -

‌ الحسن بن عبد الرحمن

، أبو علي الصائغ.

مصري، سمع الدارقطني.

249 -

‌ الحسين بن أحمد بن موسى

، أبو القاسم ابن السمسار، الدمشقي المعدل ابن أخي أبي العباس، والحسن.

حدث عن عمه أبي العباس، وعلي بن أبي العقب، وأبي زيد المروزي. روى عنه أبو سعد السمان، والكتاني.

250 -

‌ الحسين بن علي بن الحسن بن محمد بن سلمة

، أبو طاهر الكعبي الهمذاني. روى عن الفضل الكندي، وأبي بكر ابن السني، وأبي بكر الإسماعيلي، وأبي إسحاق المزكي، والقطيعي، وعبد الله بن عدي الحافظ، وأبي بحر البربهاري، وأبي عمرو بن حمدان، ورحل إلى النواحي.

روى عنه عبد الرحمن بن منده، ومحمد بن عيسى، ومحمد بن الحسين الصوفي، وأبو علي أحمد بن طاهر القُومساني، ويحيى وثابت ابنا عبد الرحمن الصائغ، وأبو طالب بن هُشيم الصيرفي، وآخرون.

من شيوخ شيرويه، وقال: كان صدوقا صحيح السماع، كثير الرحلة سمعت ثابت بن الحسين بن شراعة يقول: لما مات أبو طاهر بن سلمة دخل أبي البيت فقال: غربت شمس أصحاب الحديث. فقلت: لماذا؟ فقال: مضى لسبيله الشيخ أبو طاهر. مولده سنة أربعين وثلاثمائة، وتوفي في ذي القعدة.

ص: 268

251 -

‌ الخصيب بن عبد الله بن محمد بن الحسين بن الخصيب

، أبو الحسن بن أبي بكر القاضي.

مصري، ثقة. حدث عن أبيه، وعثمان بن محمد السمرقندي، وإسماعيل بن يعقوب بن الجراب، وعبد الكريم ابن النسائي، وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان الدمشقي، ومحمد بن العباس بن كوذك، ومحمد بن جعفر بن أبي كريمة الصيداوي، وجماعة.

روى عنه، أبو نصر عبيد الله السجزي، وأبو عبد الله الصوري، وأبو علي الأهوازي، وعبد الرحيم بن أحمد البخاري، وهبة الله بن إبراهيم الصواف، وأبو إسحاق الحبال، والخلعي.

توفي في ربيع الأول.

252 -

‌ سابور بن أردشير

، الوزير.

وزر لبهاء الدولة ابن عضُد الدولة، وكان شهما مهيبا، ذا رأي وحزم وخبرة، وكان بابه محط الشعراء. مدحه الكاتب أبو الفرج الببغاء، وجماعة، وقد صُرف عن الوزارة، ثم أعيد إليها.

وتوفي ببغداد.

253 -

‌ صالح بن إبراهيم بن رشدين المصري

، أبو علي.

روى عن العباس بن محمد الرافقي، وعنه خلف بن أحمد الحوفي.

254 -

‌ صالح الحسيني المصري

.

قال الحبال: سمعنا منه، عن ابن الجُراب.

255 -

‌ عبد الله بن بكر بن المُثنى

، أبو العباس السهمي المدني.

روى عن أبي بكر الآجُري، وعبد الله بن الورد، والحسن بن رشيق.

وكان رجلا صالحا ذا رواية واسعة. قدم الأندلس مع والده تاجرا، وحدث بها في هذا العام.

ص: 269

256 -

‌ عبد الله بن الحسين بن محمد بن حبشان بن مسعود

، أبو محمد الهمذاني العدل.

روى عن أبي القاسم عبد الرحمن بن عبيد، وحامد بن محمد الرفاء، والفضل الكندي، وأوس الخطيب، ومحمد بن علي بن محمويه النسوي، وجماعة.

قال شيرويه: روى عنه محمد بن عيسى، وابن غزو، وحدثنا عنه أبو الفرج عبد الحميد البُجلي، ومحمد بن الحسين الصوفي، وعبد الملك بن عبد الغفار، وهو صدوق.

257 -

‌ عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد

، أبو محمد التجيبي المصري، البزاز، المعروف بابن النحاس.

مُسند ديار مصر في وقته، وكان الخطيب قد هم بالرحلة إليه لعلو سنده.

سمع أبا سعيد أحمد بن محمد ابن الأعرابي بمكة، وأبا الطاهر أحمد بن عمرو المديني، وعلي بن عبد الله بن أبي مطر الإسكندراني، والفضل بن وهب، ومحمد بن وردان العامري، ومحمد بن بشر العكري، والحسن بن مُليح الطرائفي، ومحمد بن أيوب بن الصموت، وأحمد بن محمد ابن السندي، وعثمان بن محمد السمرقندي، وأحمد بن عبيد الصفار الحمصي، وفاطمة بنت الريان، وأحمد بن بهزاد السيرافي، وخلقا سواهم بمصر، والحرمين.

وله مشيخة في جزءين.

روى عنه أبو نصر السجزي، ومحمد بن علي الصوري، وعبد الرحيم بن أحمد البخاري، وأبو عمرو عثمان بن سعيد الداني، وأبو إسحاق الحبال، وأحمد ابن أبي نصر الكوفاني الهروي كاكو، وخلف بن أحمد الحوفي، والحسين بن أحمد العداس، وأبو عبد الله محمد بن سلامة القُضاعي، وأبو الحسن الخلعي وهو آخر من حدث عنه.

قال الحبال: توفي ليلة الثلاثاء عاشر صفر.

ص: 270

قلت: وأول سماعه في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة، وحديثه أعلى ما في الخِلعيات، وكان مولده في ليلة النحر سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.

258 -

‌ عبد الرحيم بن عبد الله بن محمد بن عبدش

، أبو نصر النيسابوري السمسار.

صالح عفيف، ثقة. حدث عن أبي العباس الصبغي، وأبي الحسن السراج، وأبي عمرو بن مطر، وعنه أحمد بن أبي سعد الصوفي المقرئ، وعبيد الله بن عبد الله الحسكاني.

وتوفي في شعبان.

259 -

‌ علي بن أحمد بن نوبخت

، أبو الحسن.

مصري شاعر محسن، فقير، قليل الحظ. توفي بمصر في شعبان.

260 -

‌ علي بن الحسن بن خليل

، القاضي أبو الحسين المصري الفقيه الشافعي.

توفي في صفر.

قال الحبال: هو من كبار تلامذة إسماعيل الحداد الفقيه.

261 -

‌ علي بن محمد بن فهد

، أبو الحسن التهامي الشاعر.

له ديوان صغير، فمن شعره:

أعطى وأكثر واستقل هباته فاستحيت الأنواءُ وهي هواملُ فاسم السحاب لديه وهو كنهور ال وأسماء البُحُور جداول

وله في ولده:

حُكم المنية في البرية جاري ما هذه الدنيا بدار قرارِ

منها:

إني لأرحمُ حاسدي لحرما ضمت صُدورهم من الأوغارِ نظروا صنيع الله بي فعيونُهم في جنة وقلوبُهم في نارِ ومكلف الأيامِ ضد طباعها متطلبٌ في الماء جذوة نارِ

ص: 271

طُبعتْ على كدر وأنت تريدُها صفوا من الأقذاء والأقذارِ وإذا رجوتَ المستحيلَ فإنما تبني الرجاء على شفير هارِ

منها:

جاورت أعدائي وجاور ربهُ شتان بين جوارهِ وجواري وتلهبُ الأحشاء شيب مفرقي هذا الشعاع شِواظُ تلك النارِ

وبلغنا أن التهامي وصل إلى مصر خفيةً ومعه كُتب من حسان بن مفرج إلى بني قُرة فظفروا به، فقال: أنا من بني تميم، ثم عرفوا أنه التهامي الشاعر، فسجنوه بمصر في خزانة البُنود، ثم قتلوه سرا بعد أيام، وذلك في جُمادى الأولى سنة ست عشرة.

وكان يتورع عن الهجاء، بحيث إنه يمتنع من كتابة شِعر فيه هجو.

ذكره ابن النجار وساق من نظمه، وقال: وُلد باليمن وطرأ إلى الشام ومنها إلى العراق والجبل، ولقي الصاحب بن عباد وصار مُعتزليا، ثم رد إلى الشام. ثم ولي خطابة الرملة، وزعم أنه علوي.

262 -

‌ غيلان بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بن الحكم

، أبو القاسم الهمداني البغدادي، أخو المسندِ أبي طالب محمد بن محمد.

سمع أبا بكر النجاد، وعبد الخالق بن أبي رُوبا، ودعلج بن أحمد.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة، مات في شعبان.

263 -

‌ الفضل بن عبيد الله بن أحمد بن الفضل بن شهريار

، أبو القاسم التاجر الأصبهاني.

سمع من عم أبيه الفضل بن علي بن شهريار، وعمر بن محمد الجُمحي المكي، وأحمد بن بُندار الشعار، وعبد الله بن جعفر بن فارس، وأبا بكر الشافعي.

وتوفي في شوال.

ص: 272

روى عنه الثقفي، وأحمد بن عبد الغفار بن أشتة، وأبو عمرو عبد الوهاب بن منده، ومحمد وأحمد ابنا السوذرجاني.

264 -

‌ قُراتكين

، أبو منصف التُركي الوزيري، مولى الوزير ابن كلس.

كان صالحا زاهدا. روى عن هشام بن أبي خليفة، وعتيق بن موسى الأزدي.

265 -

‌ محمد بن أحمد بن الطيب

، أبو الحسين الواسطي الفقيه العدل.

سمع بكر بن أحمد بن محمي، وغيره. روى عنه أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي.

توفي في شوال.

266 -

‌ محمد بن أحمد بن محمد بن المحب

، أبو بكر النيسابوري الدقاق.

سمع أبا الحسن الكارزي ويحيى بن منصور القاضي.

267 -

‌ محمد بن جبريل بن ماح

، أبو منصور الهروي الفقيه.

توفي في رمضان.

سمع خلف بن محمد الخيام، وحامد بن محمد الرفاء، ومحمد بن حيويه الكرجي الهمذاني. روى عنه شيخ الإسلام أبو إسماعيل، ومحمد بن علي العُميري.

268 -

‌ محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن يحيى بن يونس الطائي

،

ص: 273

الداراني القطان المعروف بابن الخلال الدمشقي.

حدث عن خيثمة، وأبي الميمون بن راشد، وأبي الحسن بن حذلم، وأبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي، وجماعة. روى عنه علي، وإبراهيم ابنا الحنائي، وأبو علي الأهوازي، وأبو سعد السمان، والقاضي أبو يعلى ابن الفراء، وعبد الواحد بن علي البري، وعبد الله بن إبراهيم بن كبيبة النجار، وعلي بن أبي العلاء المصيصي، وجماعة كبيرة.

كنيته أبو بكر، وكان صالحا زاهدا.

قال الكتاني: توفي شيخنا أبو بكر القطان في رابع عشر ربيع الأول، وكان قد كُف بصرهُ في آخر عمره، وكان ثقة نبيلا، مضى على سداد وأمر جميل، رحمه الله.

269 -

‌ محمد بن الفضل بن محمد بن جعفر بن صالح

، أبو بكر البلخي، المفسر المعروف بالرواس.

صنف التفسير الكبير، وروى عن أحمد بن حمد بن نافع، والحسين بن محمد بن الحسين، ومحمد بن علي بن عنبسة. روى عنه علي بن محمد بن حيدرة، وغيره.

قال أبو سعد ابن السمعاني: توفي سنة خمس عشرة أو سنة ست عشرة وأربعمائة.

270 -

‌ محمد بن أبي نصر محمد بن الحسن بن سليمان

، أبو بكر المعداني الأصبهاني الفقيه الواعظ.

سمع أبا القاسم الطبراني، وأحمد بن بُندار الشعار، وأبا الشيخ، وأبا بكر القباب، وإبراهيم بن محمد بن الخصيب، ومحمد بن عبد الله بن سنين، وغيرهم، وأملى مجالس. روى عنه أبو مطيع محمد بن عبد الواحد، وأبو طالب أحمد بن محمد الكُندُلاني.

توفي ليلة النحر.

ص: 274

271 -

‌ محمد بن محمد بن يوسف

، أبو عاصم الزاهد المعدل المعروف بالمزيدي.

سمع بهراة من حامد الرفاء. روى عنه شيخ الإسلام الأنصاري.

272 -

‌ محمد بن يحيى بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن يعقوب التميمي

، أبو عبد الله ابن الحذاء القُرطبي.

روى عن أحمد بن ثابت التغلبي، وأبي عيسى الليثي، وأبي بكر ابن القوطية، وأبي جعفر بن عون الله. وحج سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، فأخذ عن أبي بكر بن إسماعيل المهندس، وأبي بكر محمد بن علي الأُدفوي، وأبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الجوهري صاحب المسند، ومحمد بن يحيى الدمياطي. وأتى قرطبة بعلم جم.

وكان فقيها مالكيا عارفا بالمذهب، بارعا في الحديث والأثر، اختص بأبي محمد الأصيلي وانتفع به.

قال ابنه أبو عمر أحمد بن محمد: كان لأبي علمٌ بالحديث والفقه والتعبير، وصنف كتاب التعريف بمن ذُكر في الموطأ من الرجال والنساء، وكتاب الإنباه عن أسماء الله تعالى، وكتاب البُشرى في تأويل الرؤيا وهو عشرة أسفار، وكتاب الخُطب وسير الخُطباء في سفرين، وولي قضاء بجانة ثم قضاء إشبيلية. ثم سكن سرقسطة وبها توفي في رمضان، وعهد أن يُدفن بين أكفانه كتابه المعروف بالإنباه عن أسماء الله تعالى، فنثر ورقه وجُعل بين القميصين والأكفان، وولد سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.

روى عنه ابنه، والصاحبان، وأبو عمر بن عبد البر، وأبو عبد الله الخولاني، وحاتم بن محمد، وأبو عمر بن سُميق، وغيرهم.

ذكره عِياض في طبقات المالكية، ولم يُصب في دفن كتابه معه.

273 -

‌ محسن بن جعفر بن أبي الكِرام

، أبو علي المصري.

روى عن عثمان بن محمد السمرقندي، وعنه خلف الحوفي، وغيره.

ص: 275

274 -

‌ مسعود بن محمد بن علي

، أبو سعيد الجرجاني الأديب الحنفي.

روى أحاديث عن الأصم. مُتكلم فيه.

وروى عن أبي علي الرفاء، ويحيى بن منصور أحاديث، وكان معتزليا. روى عنه محمد بن يحيى المزكي، وأبو صالح المؤذن، والخطيب.

275 -

‌ مشرف الدولة

، أبو علي بن بُويه.

ولي ملك بغداد وغيرها. وكان فيه دين وتصون وحياء. قدم بغداد في السنة الماضية، وتلقاه الخليفة، ولم تجرِ سابقة بذلك، وذلك بعد مراسلات طويلة وإرهاب.

وكان مدة ملكه خمس سنين، وعاش ثلاثا وعشرين سنة وثلاثة أشهر.

ونُهب يوم موته سوق التمارين ودورُ جماعة. ثم ملكوا بعده جلال الدولة أبا طاهر بن بويه، وخُطب له ببغداد، وهو يومئذ بالأهواز. ثم في أثناء السنة نودي بشعار الملك أبي كاليجار.

276 -

‌ يحيى بن علي بن محمد

، أبو القاسم الحضرمي، ابن الطحان المصري الحافظ.

مصنف التاريخ الذي ذيل به على تاريخ أبي سعيد بن يونس، ومصنف المختلف والمؤتلف. روى عن أبي الطيب محمد بن جعفر غُندر، وأبي عمر المادرائي؛ حدثه عن أبي مسلم الكجي وجماعة من أصحاب النسائي وغيره كالحسن بن رشيق، وحمزة الكتاني، والقاضي أبي الطاهر الذهلي، وابن حيويه النيسابوري، وأبي الحسن الدارقطني، وأبي أحمد ابن الناصح، ولم يرحل. روى عنه أبو إسحاق الحبال، والمصريون.

وقد قال في الملتقط في المختلف له مما سمعه منه الحبال، قال: دخلت على عبد الغني الحافظ في سنة سبعين وثلاثمائة أو بعدها، وبيدي شيءٌ من فضائل علي رضي الله عنه، فسألني عنه، فعرفته به وحدثته، فقال: لو عملت ما عمل غيرُك من الناس لكنت تنتفع به، تجرد شيئا من فضائل علي

ص: 276

فكنت تأمن أن يجري عليك سبب، وحفظت به ما عندك من الكُتب. قلت: خاف أن يؤذيه خلفاء مصر الروافض - قال: فقلت له: نعم. قال: فجردتُ من فضائل علي نحو ثلاثمائة سحاةً أو أكثر، ونظمتُ ذلك في خيط حتى أولفها، وأجعل كل شيء في موضعه، وجعلتها في سقف، وأقمتُ في معاشي نحو شهرين وأنا مشغول، فرأيتُ أبي في النوم، فقال لي: أجب أمير المؤمنين عليا. فقلت: نعم. فتقدمني إلى ناحية المحراب من جامع عمرو، فإذا بعلي رضي الله عنه جالس عند القبلة وتحته وطاء يشبه وطاء الصُوفية، ونعلاه قد خرج بعضهما من تحت الوطاء، وله بطن ولحية عظيمة عريضة قد ملأت صدره، وتظهر لمن كان من ورائه من فوق كتفيه، ولونُه فيه أدمة، فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين. فرد علي السلام ونظر إلي وقال لي: اجلس. فجلستُ وبقي أبي قائم. ثم مد يده إلى الحصير الذي في جدار القِبلة، فأخرج ذلك الخيط بعينه الذي فيه الرقاع فقال: ما هذه؟ قلتُ: فضائلك يا أمير المؤمنين. فقال: ولم أفردتني؟ كنت إذا أردت تبتدئ بفضائل أبي بكر، وعمر، وعثمان، وفضائلي. فقلت: السمع لك والطاعة يا أمير المؤمنين، وأنا بين يديه ما برحت، ثم استيقظت ومضيتُ إلى المكان الذي فيه تلك الرقاع، فما وجدتها إلى الآن، ولقيت من سألني عن فضائله. قلت له: مع فضائل أصحابه رضي الله عنهم.

توفي في ذي القعدة بمصر.

277 -

‌ يحيى بن محمد بن إدريس

، أبو نصر الهروي الكِناني الحنفي قاضي هراة.

كان أوحد عصره في العِلم والفضل والزُهد. انتقى عليه أبو الفضل الجارودي. وقد سمع أبا علي الرفاء، وأبا تُراب محمد بن إسحاق. روى عنه حفيده صاعد بن سيار القاضي.

وتوفي في ربيع الأول.

ص: 277

سنة سبع عشرة وأربعمائة

278 -

‌ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن كثير

، أبو عبد الله البغدادي البيع.

سمع علي بن محمد بن الزبير الكوفي، وأحمد بن سلمان النجاد.

قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقا.

279 -

‌ أحمد بن علي

، أبو طاهر الدمشقي الكتاني الصوفي، والد المحدث عبد العزيز.

سمع يوسف بن القاسم الميانجي، ورحل شوقا إلى ولده وهو في الرحلة ببغداد. فأدركه أجله ببغداد في ذي القعدة. روى عنه ابنه، وأبو سعد السمان.

280 -

‌ أحمد بن عمر ابن الإسكاف البغدادي

، أبو بكر.

سمع عثمان ابن السماك، وأحمد بن عثمان بن بُويان، والنجاد.

قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان ثقة. توفي في المحرم.

قلت: وروى عنه محمد بن أحمد بن الجبان، وله جزء معروف.

281 -

‌ أحمد بن محمد بن سلامة بن عبد الله

، أبو الحسين السُّتيتي، الدمشقي الأديب المعروف بابن الطحان.

روى عن خيثمة بن سليمان، وأبي الطيب المتنبي الشاعر، وأبي القاسم الزجاجي النحوي. روى عنه أبو سعد السمان، ومحمد بن إبراهيم بن حذلم، ومحمد بن أبي نصر الطالقاني، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن أبي العلاء، وآخرون.

قال: كنتُ أنام في مجلس خيثمة فينبهني أبي، فأنظر إلى خيثمة شيخ عظيم الهامة، كبير الآذان، كبير الأنف.

ص: 278

قال الكتاني: مولده سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة في شوال، وكان يُتهم بالتشيع، فحلف لنا أنه بريء من ذلك، وأنه من موالي يزيد بن معاوية، وأنه قد زار قبر يزيد، وكانت له أُصول حسنة. وذكر أنه من ولد سُتيتة مولاة يزيد.

282 -

‌ أحمد بن محمد بن علي الكتاني الدمشقي الصوفي

، والد الحافظ عبد العزيز الكتاني.

روى عن يوسف الميانجي. وعنه ابنه، وأبو سعد السمان، وغيرهما.

حكى جمال الإسلام أبو الحسن أنه كان قد امتنع من أكل الأرز باللحم خوفا من أن يبتلع عظما. فلما رحل إلى بغداد شوقا إلى ولده عبد العزيز صادفه وقد طبخ لحما بأرز، فقربه إليه فقال: قد عرفت عادتي في هذا. فقال: كُل لا يكون إلا الخير. فأكل فابتلع عظما فمات ببغداد؛ حدثني بهذا ولده أبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي.

توفي في ذي القعدة.

283 -

‌ أحمد بن محمد بن عبد الله بن العباس بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب

، أبو الحسن الأموي الفقيه.

ولي قضاء القضاة بالعراق بعد أبي محمد ابن الأكفاني.

قال الخطيب: وكان عفيفا نزها رئيسا. سمع من أبي عمر الزاهد، وعبد الباقي بن قانع، ولم يحدث. وقد حدثني أبو العلاء الواسطي أنه أنشده قال: أنشدنا أبو عمر، أنشدنا ثعلب، فذكر بيتين.

وقد قيل: إن المتوكل عرض القضاء على محمد بن عبد الملك؛ قال أبو العلاء: فيرى الناس أن بركة امتناع محمد بن عبد الملك دخلت على ولده، فولى منهم القضاء أربعةٌ وعشرون قاضيا، ثمانية منهم تقلدوا قضاء القضاة آخرهم أبو الحسن هذا، وما رأينا مثله جلالةً وشرفا.

ص: 279

وكان قد ولي قضاء البصرة، وولي قضاء القُضاة في رجب سنة خمس وأربعمائة، وتوفي في شوال سنة سبع عشرة، وله ثمانِ وثمانون سنة.

قلت: إسناده عال فذهب بامتناعه، رحمه الله تعالى.

284 -

‌ إبراهيم ابن الوزير أبي الفضل جعفر بن الفضل بن حنزابة

.

توفي في ربيع الأول بمصر.

قال الحبال: سمعنا منه.

•- الحسين التباني، يأتي تقريبا.

285 -

‌ الحسين بن دكر بن هارون

، أبو القاسم البجلي العكاوي الأصم.

سمع أبا علي بن هارون الأنصاري، ويوسف بن القاسم الميانجي. روى عنه أبو سعد السمان، وأبو علي الأهوازي.

توفي بعكا في ربيع الآخر، وكان عالما زاهدا.

286 -

‌ الحسين بن عبد الرحمن بن محمد بن عبدان

، أبو علي النيسابوري التاجر.

سمع من أبي العباس الأصم، وغيره. وعنه أبو عبد الله الثقفي، وطائفة.

287 -

‌ الحسن بن علي بن ثابت

، خطيب السيلحين.

روى عن أبي علي ابن الصواف، وعدة. وعنه أبو الفضل بن المهدي في مشيخته.

288 -

‌ روح بن أحمد بن عمر

، أبو علي الأصبهاني، ثم النيسابوري.

ثقة، أديب، طبيب مشهور، سكن نيسابور، وسمع من أبي عمرو بن

ص: 280

حمدان. روى عنه أبو صالح المؤذن.

289 -

‌ سعيد بن محمد بن محمد بن أحمد بن كنجة

، أبو عمرو السلمي، خُراساني.

290 -

‌ سلامة بن عمر بن عيسى

، أبو الحسن النصيبي.

سكن بغداد، فحدث بها عن أحمد بن يوسف بن خلاد، وأبي بكر القطيعي.

قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقا.

291 -

‌ سهل بن محمد بن أحمد بن علي بن هشام بن حمدويه

، أبو هشام المروزي السنجي.

توفي في ذي القعدة.

روى بنيسابور، وكان ثقة، عن أبي الحسن بن محمويه، وعلي بن عبد الرحمن البكائي، وأبي الحسن بن شاذان الرازي، وعنه أبو صالح نافلة الإسكاف.

292 -

‌ صاعد بن الحسن بن عيسى الربعي

، أبو العلاء البغدادي اللغوي، مصنف كتاب الفُصُوص.

أخذ عن أبي سعيد السيرافي، وأبي علي الفارسي، وأبي سليمان الخطابي، وأبي بكر القطيعي.

وبرع في العربية واللغة، ودخل الأندلس في أيام المؤيد بالله هشام بن الحكم، وكان حافظا للآداب، سريع الجواب، طيب العشرة، حُلو المفاكهة، فأكرمه الحاجب المنصور محمد بن أبي عامر وزاد في الإحسان إليه.

جمع الفصوص على نحو أمالي القالي للمنصور، فأثابه عليه خمسة آلاف دينار. وكان متهما في النقل، فلهذا هجروا كتابه، وقد تخرج به جماعة من فُضلاء الأندلس. ولما ظهر كذبه للمنصور رمى بكتابه في النهر. ثم خرج من الأندلس في الفتنة وقصد صقلية، فمات بها.

ص: 281

قال أبو محمد بن حزم: توفي بصقلية سنة سبع عشرة.

قال ابن بشكوال: كان صاعد يُتهم بالكذب.

وقد ذكره الحُميدي في تاريخه فقال: أخبرني شيخ أن أبا العلاء دخل على المنصور في مجلس أُنس، وقد اتخذ قميصا من رقاع الخرائط التي وصلت إليه، فيها صِلاته، فلما وجد فرصة تجرد وبقي في القميص، فقال المنصور: ما هذا؟ فقال: هذه خرق صِلات مولانا اتخذتها شعارا، وبكى وأتبع ذلك الشُكر. فأعجب به وقال: لك عندي مزيد. قال: وكتابه الفصوص على نحو كتاب النوادر للقالي، وكان كثيرا ما تُستغرب له الألفاظ ويُسأل عنها فيسرع الجواب، نحو ما يُحكى عن أبي عمر الزاهد. قال: ولولا أن أبا العلاء كان كثير المُزاح لما حُمل إلا على التصديق.

قلت: طول ترجمته بحكايات وأشعار رائقة له.

293 -

‌ طاهر بن محمد السهلي السرخسي الطوسي

، أبو الحارث.

فقيه عدل روى عن ابن العباس البصري، وعبد الله بن عمر بن علك الجوهري، ومحمد بن أحمد بن حامد العطار. حدث بنيسابور بسنن ابن الموجه وكان يملي بطوس؛ روى عنه محمد بن أحمد بن أبي جعفر.

294 -

‌ عبد الله بن أحمد بن عبد الله

، الإمام أبو بكر المروزي القفال. شيخ الشافعية بُخراسان.

كان يعمل الأقفال، وحذق في عملها حتى صنع قفلا بآلاته ومفتاحه وزن أربع حبات. فلما صار ابن ثلاثين سنة أحس من نفسه ذكاءً، فأقبل على الفقه، فبرع فيه وفاق الأقران، وهو صاحب طريقة الخُراسانيين في الفقه.

تفقه عليه أبو عبد الله محمد بن عبد الملك المسعودي، وأبو علي الحسين بن شُعيب السنجي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن فُوران الفوراني، وهؤلاء من كبراء فُقهاء المراوزة.

وتوفي بمرو في جمادى الآخرة وله تسعون سنة.

قال الفقيه ناصر العُمري: لم يكن في زمان أبي بكر القفال أفقه منه ولا

ص: 282

يكون بعده مثله، وكنا نقول: إنه ملك في صورة إنسان. تفقه على أبي زيد الفاشاني، وسمع منه، ومن الخليل بن أحمد القاضي، وجماعة، وحدث وأملى، وكان رأسا في الفقه، قدوة في الزهد.

ذكره أبو بكر السمعاني في أماليه، فقال: وحيد زمانه فقها وحفظا وورعا وزُهدا، وله في المذهب من الآثار ما ليس لغيره من أهل عصره. وطريقته المهذبة في مذهب الشافعي التي حملها عنه أصحابه أمتن طريقة وأكثرها تحقيقا. رحل إليه الفقهاء من البلاد، وتخرج به أئمة. ابتدأ بطلب العلم وقد صار ابن ثلاثين سنة، فترك صنعته وأقبل على العلم.

وقال غيره: كان القفال قد ذهبت عينه.

وذكر ناصر المروزي أن بعض الفقهاء المختلفين إلى القفال احتسب على بعض أتباع الأمير متولي مرو، فرفع الأمير ذلك إلى محمود بن سُبُكتكين فقال: أيأخذ القفال شيئا من ديواننا؟ قال: لا. قال: فهل يتلبس بشيء من الأوقاف؟ قال: لا. قال: فإن الاحتساب لهم سائغٌ. دعهم.

وحكى القاضي حسين عن القفال أستاذه أنه كان في كثير من الأوقات في الدرس يقع عليه الُبكاء. ثم يرفع رأسه ويقول: ما أغفلنا عما يُراد بنا.

تخرج القفال على أبي زيد الفاشاني، وسمع الحديث بمرو، وبُخارى، وهراة، وحدث وأملى كما ذكرنا، وقبره يُزار.

295 -

‌ عبد الله بن أحمد بن عثمان

، أبو بكر، ابن بنت شيبان، العُكبري.

حدث عن أبي بكر القطيعي، وأبي محمد ابن السقاء. روى عنه عبد العزيز الكتاني، وغيره.

296 -

عبد الله بن أحمد بن عثمان، أبو محمد القُشاري الطليطلي الأندلسي.

كان ورعا، خيرا يغلب عليه الفقه، وكان مشاورا في الأحكام، شاعرا،

ص: 283

من أعيان العلماء.

توفي في شعبان.

297 -

‌ عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عيسى

، أبو محمد الهمذاني البزاز، المعروف بسبط قاضينا.

روى عن موسى بن محمد بن جعفر، وأوس الخطيب، وابن برزة، وعلي بن إبراهيم علان، وعنه مكي بن محمد الفقيه، وأحمد بن عمر، ومحمد بن طاهر بن ممان.

298 -

‌ عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار

، أبو محمد البغدادي السُكري. يُعرف بوجه العجوز.

سمع إسماعيل الصفار، وجعفرا الخُلدي، وأبا بكر النجاد، وجعفر بن محمد بن الحكم، وجماعة.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقا. مات في صفر.

قلتُ: وروى عنه أبو بكر البيهقي، والحسين بن علي ابن البُسري.

299 -

‌ عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن إبراهيم

، أبو القاسم النيسابوري الجوري المقرئ الحريري الشافعي.

مستور ثقة، سمع مع أخيه القاضي أبي جعفر من أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، وأبي الحسن الكارزي، وأبي علي الرفاء.

وتوفي في جمادى الآخرة.

سمع عبد الغافر من أصحابه.

300 -

‌ عبد السلام بن أحمد بن أبي عرابة

، أبو محمد المصري.

مات في ذي الحجة.

301 -

‌ عبد الملك بن أحمد بن أبي حامد

، أبو محمد الجرجاني. قاضي الري، ويعرف بعبدك.

ص: 284

روى عن أبي بكر الإسماعيلي، وأبي بكر القطيعي، وابن ماسي.

302 -

‌ عبد الواحد بن أبي بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد

. السُلمي الدمشقي، أبو الفضل الشاهد.

حدث عن الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي، ويوسف الميانجي.

روى عنه ابنه أبو الحسن أحمد، والخطيب أبو نصر بن طلاب، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني.

وتوفي في ذي الحجة.

303 -

‌ علي بن أحمد بن عمر بن حفص

، أبو الحسن ابن الحمامي البغدادي، مقرئ العراق.

قرأ القراءات على أبي بكر محمد بن الحسن النقاش، وعبد الواحد بن أبي هاشم، وهبة الله بن جعفر، وأبي عيسى بكار بن أحمد، وزيد بن أبي بلال الكوفي، وجماعة سواهم.

وسمع الحديث من أبي عمرو ابن السماك، وأبي بكر النجاد، وأحمد بن عثمان الأدمي، وأبي سهل القطان، وعلي بن محمد بن الزبير الكوفي، وعبد الباقي بن قانع، ومحمد بن جعفر الأدمي، وخلق سواهم. روى عنه أبو بكر الخطيب، ورزق الله التميمي، وأبو بكر البيهقي، وأبو الفضل عبد الله بن علي الدقاق، وطراد الزينبي، وخلق سواهم آخرهم أبو الحسن علي ابن العلاف.

وقرأ عليه القراءات، أبو الفتح عبد الواحد بن شيطا، ونصر بن عبد العزيز الفارسي، وأبو علي الحسن بن القاسم غلام الهراس، وأبو بكر محمد بن علي بن موسى الخياط، وأبو الخطاب أحمد بن علي الصوفي، وأبو علي الحسن بن أبي الفضل الشرمقاني، والحسن بن علي العطار، وأبو الحسن علي بن محمد بن فارس الخياط، وعبد السيد بن عتاب، ورزق الله بن عبد الوهاب التميمي، وأبو نصر أحمد بن علي الهاشمي شيخ الشهرزوري، وأبو علي الحسن بن أحمد ابن البناء، وأبو القاسم يحيى بن أحمد السيبي القصري، وخلق كثير.

ص: 285

قال الخطيب: كان صدوقا دينا، فاضلا، تفرد بأسانيد القراءات وعُلوها في وقته، ولد في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، ومات في رابع وعشرين شعبان.

أنبأنا المسلم بن علان، وغيره، أن أبا اليُمن الكندي أخبرهم، قال: أخبرنا أبو منصور الشيباني، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، قال: حدثني نصر بن إبراهيم الفقيه، قال: سمعتُ سُليم بن أيوب الرازي، يقول: سمعتُ أبا الفتح بن أبي الفوارس، يقول: لو رحل رجلٌ من خُراسان ليسمع كلمةً من أبي الحسن الحمامي أو من أبي أحمد الفرضي لم تكن رحلته ضائعة عندنا.

304 -

‌ علي بن أحمد بن هارون بن كُردي

، أبو الحسن النهرواني المعدل.

سمع محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب.

قال الخطيب: كتبتُ عنه بالنهروان، وتوفي في شعبان، وله ست وثمانون سنة.

305 -

‌ عمر بن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه بن سدُوس بن علي بن عبد الله

بن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أبو حازم الهُذلي العبدويي النيسابوري الحافظ الأعرج.

سمع إسماعيل بن نجيد، ومحمد بن عبد الله بن عبدة السليطي، وأبا عمرو بن مطر، وأبا الفضل بن خميرويه الهروي، وأبا الحسن السراج، وأبا أحمد الغِطريفي، وأبا بكر الإسماعيلي، وبشر بن أحمد الإسفراييني، وطبقتهم.

وحدث ببغداد في سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، فسمع منه أبو الفتح بن أبي الفوارس، وأحمد ابن الآبنوسي، وحدث عنه أبو القاسم التنوخي، وأحمد بن عبد الواحد الوكيل، وأبو بكر الخطيب وقال: كان ثقة، صادقا، حافظا

ص: 286

عارفا. كتب إلي أبو علي الوخشي يذكر أن أبا حازم مات يوم عيد الفطر.

قلتُ: وروى عنه أبو عبد الله الثقفي، وخلق من أهل نيسابور، وكان من جلة الحفاظ، كان أبوه قد سمعه من أبي العباس الصبغي، وأبي علي الرفاء، وغيرهما، فلم يحدث عنهم تورعا، وقال: لست أذكرهم.

قال أبو صالح المؤذن: سمعت أبا حازم يقول: كتبتُ بخطي عن عشرة من شيوخي عشرة آلاف، عن كل شيخ ألف جزء. رواها عبد الغافر في السياق عن أبي صالح الحافظ.

وقال أبو محمد ابن السمرقندي: سمعت أبا بكر الخطيب يقول: لم أر أحدا أطلق عليه اسم الحِفظ غير رجلين؛ أبو نُعيم، وأبو حازم العبدويي.

306 -

‌ عمر بن أحمد بن عثمان

، أبو حفص البزاز العُكبري.

سمع محمد بن يحيى الطائي، وأبا بكر النقاش، وعلي بن صدقة.

قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان ثقة أمينا، ولد سنة عشرين وثلاثمائة.

قلت: وروى عنه ابن البطر.

307 -

‌ محمد بن أحمد بن محمد بن القاسم الهروي المجاور بمكة

.

قال الداني: يُكنى أبا أُسامة. روى القراءة فيما ذكر عن أبي بكر النقاش، وسمع منه تفسيره. ثم عرض على أبي الطيب بن غلبون، والسامري بمصر. رأيته يُقرئ بمكة، وكان شيخا صالحا، وربما أملى من حفظه الحديث فقلب الأسانيد وغير المُتُون. مولده بهراة سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وتوفي بمكة.

308 -

‌ محمد بن أحمد بن الطيب بن جعفر بن كُماري

، أبو الحسين الواسطي الطحان.

روى عن أبيه أبي بكر أحمد صاحب ابن شوذب، وعن بكر بن أحمد بن محمي، وبرع في مذهب أبي حنيفة على أبي بكر الرازي، وكان من العدُول الكبار.

ورخه ابن نقطة.

ص: 287

309 -

‌ محمد بن أحمد بن علي

، أبو المظفر البالكي الهروي.

سمع أبا علي الرفاء، وعنه شيخ الإسلام عبد الله بن محمد الأنصاري.

310 -

‌ محمد بن أحمد بن هارون بن موسى بن عبدان

، أبو نصر ابن الجندي الغساني الدمشقي، إمام الجامع، ونائب القاضي بدمشق، ومحدث البلد.

روى عن خيثمة بن سليمان، وعلي بن أبي العقب، وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان، وأبي علي بن جابر الفرائضي، وجماعة. روى عنه أبو نصر الجبان، وأبو علي الأهوازي، وأحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، وأبو نصر بن طلاب، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن محمد المصيصي، وآخرون.

قال الكتاني: توفي القاضي أبو نصر بن هارون إمام جامع دمشق وقاضيها في صفر، وكان ثقة مأمونا. قال: وذكر أن مولده سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.

311 -

‌ محمد بن أحمد بن الحسن البزاز

، أبو الحسن البغدادي.

سمع بمكة من أبي محمد الفاكهي. روى عنه الخطيب، وأبو بكر البيهقي. ووثقه الخطيب.

312 -

‌ محمد بن عبد الله بن أبي زيد

، أبو بكر الأنماطي.

بغدادي، سمع عمر بن سلم، وأبا بكر الشافعي، وعنه الخطيب، وابن قيداس.

313 -

‌ محمد بن عتيق بن بكر

، أبو عبد الله الأسواني.

ص: 288

سمع من هشام بن أبي خليفة السدوسي، وطبقته.

314 -

‌ هارون بن يحيى بن الحسن الطحان

، أبو موسى المصري.

توفي في ربيع الأول. عنده عن الحسن بن رشيق، وأبي الطاهر الذُهلي. ذكر ذلك أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال في الوفيات.

ص: 289

سنة ثمان عشرة وأربعمائة.

315 -

‌ أحمد بن إبراهيم بن يزداد

، أبو علي غلام محسن الأصبهاني.

سمع عبد الله بن جعفر بن فارس، وأظنه سمع من أبي أحمد العسال. روى عنه أبو حفص عمر بن أحمد المعلم، وأبو بكر أحمد بن محمد بن مردويه، وغيرهما. من شيوخ السلفي.

توفي في صفر، وله نيف وثمانون سنة.

عند أبي الفتح القرشي جزءٌ من حديثه.

316 -

‌ أحمد بن بُرد

، أبو حفص القرطبي الكاتب.

كان ذا حظ وافر من البلاغة، والأدب والشعر، رئيسا مقدما في الدولة العامرية.

317 -

‌ أحمد بن حمدان ابن الشيخ أبي حامد أحمد بن محمد بن شارك الهروي

، أبو حامد الشاركي.

روى عن جده. روى عنه محمد بن علي العميري، وغيره.

318 -

‌ أحمد بن علي بن سعدويه النسوي الحاكم

.

سمع إسماعيل بن نجيد، وغيره. روى عنه شيخ الإسلام الأنصاري.

319 -

‌ أحمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد

، أبو حامد المُلقاباذي النيسابوري التاجر الدلال، جار أبي سعيد الحافظ المحمدآباذي.

ثقة، صالح، حدث عن أبي الحسن السراج، وأبي إسحاق المزكي، وجماعة. روى عنه أبو القاسم بن عبد الله الكريزي.

وتوفي في أواخر صفر.

320 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد

، أبو سعيد القُهُندُزي النيسابوري الشافعي، المقرئ.

ص: 290

روى عن أبي بكر محمد بن المؤمل، وغيره. روى عنه أبو صالح المؤذن، ومحمد بن يحيى، وعبيد الله بن عبد الله.

توفي في ربيع الأول.

321 -

‌ أحمد بن محمد ابن المهتدي الخطيب

، أبو عبد الله البغدادي.

سمع أبا بكر النجاد، وحدث بجزء واحد رواه عنه الخطيب.

322 -

‌ أحمد بن محمد بن القاسم بن مرزوق

، أبو الحسن المصري الأنماطي العدل.

سمع أحمد بن عبيد الصفار الحمصي، وحمزة بن محمد الحافظ، والحسين بن إبراهيم الفرائضي الدمشقي. روى عنه أبو نصر السجزي، وأبو إسحاق الحبال، وسمع منه الحبال السيرة. حدثه بها، عن ابن الورد، بسنده.

323 -

‌ أحمد بن الوليد بن أحمد بن محمد

، أبو حامد الزوزني.

رحل، وروى عن أبي بكر الشافعي، وخلف الخيام، وأبي القاسم الطبراني.

وتوفي بنيسابور في جُمادى الآخرة.

روى عنه طاهر الشحامي وغيره.

324 -

‌ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران

، الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني الأصولي المتكلم الفقيه الشافعي، إمام أهل خُراسان، رُكن الدين.

أحد من بلغ رتبة الاجتهاد، له التصانيف المفيدة. روى عن دعلج بن أحمد السجزي، وأبي بكر الشافعي، وعبد الخالق بن أبي رُوبا، ومحمد بن يزداد بن مسعود، وأبي بكر الإسماعيلي، وجماعة، وأملى مجالس.

روى عنه أبو بكر البيهقي، وأبو القاسم القُشيري، وأبو السنابل هبة الله

ص: 291

ابن أبي الصهباء، وجماعة. وصنف كتاب جامع الحُلي في أصول الدين والرد على الملحدين في خمس مجلدات، وتصانيف كثيرة مفيدة.

أخذ عنه القاضي أبو الطيب الطبري أصول الفقه وغيره، وبُنيت له بنيسابور مدرسة مشهورة، وتوفي بنيسابور يوم عاشوراء من السنة.

قال أبو إسحاق الشيرازي: درس عليه شيخنا أبو الطيب، وعنه أخذ الكلام والأصول عامة شيوخ نيسابور.

وقال غيره: نقل إلى إسفرايين ودفن بمشهده بها.

وقال عبد الغافر: كان أبو إسحاق طراز ناحية المشرق، فضلا عن نيسابور وناحيته. ثم كان من المجتهدين في العبادة، المبالغين في الورع. انتخب عليه أبو عبد الله الحاكم عشرة أجزاء، وذكره في تاريخه لجلالته. وخرج له أحمد بن علي الحافظ الرازي ألف حديث، وعُقد له مجلس الإملاء بعد ابن محمش، وكان ثقة، ثبتا في الحديث.

قال أبو القاسم ابن عساكر: حكى لي من أثق به أن الصاحب بن عباد كان إذا انتهى إلى ذكر ابن الباقلاني، وابن فُورك، والإسفراييني، وكانوا متعاصرين من أصحاب أبي الحسن الأشعري، قال لأصحابه: ابن الباقلاني بحر مُغرق، وابن فُورك صل مُطرق، والإسفراييني نار تحرق.

وقال الحاكم في تاريخه: أبو إسحاق الإسفراييني الفقيه الأُصولي المتكلم، المتقدم في هذه العلوم. انصرف من العراق وقد أقر له العلماء بالتقدم. إلى أن قال: وبُني له بنيسابور المدرسة التي لم يُبن بنيسابور قبلها مثلها. فدرس فيها.

وقال غيره: كان أبو إسحاق يقول القول: بأن كل مجتهد مُصيبٌ أوله سفسطة، وآخره زندقة.

وقال أبو القاسم الفقيه: كان شيخنا الأستاذ إذا تكلم في هذه المسألة قيل: القلم عنه مرفوع حينئذ، لأنه كان يشتم ويصول، ويفعل أشياء.

ص: 292

وحكى عنه أبو القاسم القُشيري أنه كان لا يجوز الكرامات. وهذه زلة كبيرة.

أخبرنا محمد بن حازم، قال: أخبرنا محمد بن غسان، قال: أخبرنا سعيد بن سهل الخوارزمي سنة ثمان وخمسين وخمسمائة قال: حدثنا علي بن أحمد المؤذن إملاءً بنيسابور سنة إحدى وتسعين وأربعمائة، قال: حدثنا الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الإسفراييني إملاء، قال: حدثنا محمد بن يزداد بن مسعود، قال: حدثنا أحمد بن علي الأبار، قال: حدثنا أيوب بن محمد الوزان، قال: حدثنا محمد بن مُصعب، قال: حدثنا عيسى بن ميمون، سمع القاسم يحدث عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: «اللهُم اجعل أوسع رِزقي عند كِبر سِني وانقضاء عُمري» .

قلت: عيسى هذا مدني يقال له الخواص. قال بتركه النسائي، وضعفه الدارقُطني.

325 -

‌ إسماعيل بن بدر

، أبو القاسم الأنصاري القُرطبي، الأديب الفرضي، المعروف بابن الغنام.

روى عن محمد بن معاوية القُرشي، ومنذر بن سعيد القاضي، وأبي عيسى الليثي. حدث عنه الخولاني، وقال: كان صالحا، متسننا، مهندسا. وروى عنه أيضا: قاسم بن إبراهيم، وأبو محمد بن خزرج.

326 -

‌ أصبغ بن عيسى

، أبو القاسم اليحصبي الإشبيلي العنبري.

روى عن أبي محمد الباجي، وغيره، وعُني بالعِلم. روى عنه الخولاني،

ص: 293

وأبو محمد بن خزرج.

327 -

‌ الحسين بن علي بن حسين بن محمد

، الوزير أبو القاسم بن أبي الحسن الشيعي، عُرف بابن المغربي.

كان مع أبيه، فلما قتل الحاكم بمصر أباه وعمه وإخوته هرب أبو القاسم من مصر، واستجار بحسان بن مفرج الطائي، ومدحه، فوصله وأجازه. حدث عن الوزير أبي الفضل جعفر بن الفُرات بن حنزابة. روى عنه ابنه عبد الحميد، وأبو الحسن بن الطيب الفارقي.

وقد وزر لصاحب ميافارقين أحمد بن مروان.

ومن شعره لما كان مختفيا بالقاهرة والحاكم يطلب دمه، وقد كان بمصر صبي أمرد يُضرب المثلُ بحسنه، وكان يشتهي أبو القاسم أن يراه، فأخبر بأنه يسبح في الخليج، فخرج ليراه وغرر بنفسه، فنظر إليه وقال:

عُلمتُ منطقَ حاجبيه والبَيْنُ ينشر رايتيهِ وعَرفتُ آثارَ النعيمِ بقُبلة في وجنتيهِ ها قد رضِيتُ من الحياة بأسرها نظري إليهِ ولقد أراه في الخليـ ـج يشقهُ من جانبيهِ والموجُ مثلُ السيفِ وهـ ـو فرنده في صفحتيهِ لا تشربوا من مائه أبدا، ولا ترِدوا عليهِ قد ذاب منه السحرُ في حركاتهِ من مُقلتيهِ فكأنه في الموج قلـ ـبي بين أشواقي إليه

وله:

وكل امرئ يدري مواقعَ رُشدهِ ولكنه أعمى أسيرُ هواهُ هوى نفسهِ يُعميهِ عن قُبح عيبهِ وينظُرُ عن فهم عيوب سِواهُ

ابن النجار: أنشدنا الفتح بن عبد السلام، قال: أخبرنا جدي، قال: أنشدنا رزق الله التميمي، قال: أنشدنا الوزير أبو القاسم الحسين بن علي المغربي لنفسه:

ص: 294

وما أمُ خشف خلفته وبكرت لتُكسبه طعما وعادت إلى العُشِ غدت ترتعي ثم انثنت لرضاعهِ فلم تلقَ شيئا من قوائمه الحمشِ فطافت بذاك القاع ولها فصادفتْ سِباع الفلا نهشته أيما نهشِ بأوجعَ مني يوم ظلت أناملٌ تودعني بالدر من شبك النقشِ وأجمالهم تحدى وقد لوح النوى كأن مطاياهم على ناظري تمشي وأعجب ما في الأمر أن عشتُ بعدهم على أنهم ما خلفوا في من بطشِ

قال مِهيار الديلمي: لما وزر أبو القاسم ابن المغربي ببغداد تعظم وتكبر ورهبه الناس، وانقبضتُ عن لقائه، ثم خِفتُ فعملتُ فيه قصيدتي البائية، فدخلتُ فأنشدتهُ، فرفع طرفه إلي وقال: اجلس أيها الشيخ. فلما بلغت إلى قولي:

جاء بك الله على فترة بآية من يَرها يعجبِ لم تألفِ الأبصارُ من قبلها أن تطلع الشمسُ من المغربِ

فقال: أحسنت يا سيدي، وأعطاني مائتي دينار.

قلت: وكان جدهم يُلقب بالمغربي لكونه كان كاتبا على ديوان المغرب، وأصله بصري.

قصد أبو القاسم فخر المُلك أبا غالب، وتوصل إلى أن وزر سنة أربع عشرة. وكان بليغا مفوها مترسلا، يتوقد ذكاءً. ومن شعره:

تأمل من أهواهُ صُفرة خاتمي فقال حبيبي لم تجنبتَ أحمره؟ فقلت له: من أحمر كان لونُهُ ولكن سقامي حل فيه فغيره

توفي في رمضان.

وقد ساق ابن خلكان نسبه إلى بهرام جور، وقال: له ديوان شِعر، ومختصر إصلاح المنطق، وكتاب الإيناس، ومولده سنة سبعين وثلاثمائة، وحفظ كُتُبا في اللغة والنحو. وكان يحفظ نحو خمسة عشر ألف بيت من الشِعر، وبرع في الحساب، وحصل ذلك وله أربع عشرة سنة، وكان من دُهاة العالم. هرب من الحاكم، فأفسد نيات صاحب الرملة وأقاربه على الحاكم،

ص: 295

وسار إلى الحجاز، فأطمع صاحب مكة في الحاكم وفي أخذ ديار مصر، وعمل ما قلق الحاكم منه وخاف على ملكه، وتوفي بميافارقين. وحُمل إلى الكوفة بوصية منه، وله في ذلك حديث طويل، ودُفن في تُربة مجاورة للمشهد المنسوب إلى علي رضي الله عنه.

ومن شعره:

أقولُ لها والعيسُ تُحدجُ للسرى: أعدي لفقدي ما استطعتِ من الصبرِ سأنفقُ ريعانَ الشبيبةِ آنِفا على طلب العلياءِ أو طلبِ الأجرِ أليسَ من الخُسْران أن لياليا تمرُّ بلا نفع وتُحسبُ من عمري؟

ومن شعره:

أرى الناس في الدنيا كراع تنكرتْ مراعيهِ حتى ليس فيهنّ مرتعُ فماءٌ بلا مرعىً ومرعى بغيرِ ماء وحيثُ ترى ماءً ومرعىً فمسبعُ

وكتب إلى الحاكم:

وأنت وحسبي أنت تعلم أن لي لسانا أمام المجد يبني ويهدمُ وليس حليما من تُقبل كفُّهُ فيرضى، ولكن من تُعض فيحلُمُ

ومن شعره:

قبورٌ ببغداد وطُوس وطيبة وفي سُر مرا والغري وكربلا إذا ما أتاها عارفٌ بحقوقها ترحل عنها بالذي كان أملا

328 -

‌ رباح بن علي بن موسى بن رباح

، القاضي أبو يوسف البصري.

سمع إبراهيم بن علي الهُجيمي، وأحمد بن محمد بن سليمان المالكي، ومحمد بن محمد بن بكر الهِزاني، وسمع بدمشق، ومصر. روى عنه ابنه يوسف، وأبو القاسم التنوخي، وأبو خازم محمد بن الحسين الفراء، وآخرون.

329 -

‌ زيد بن عبد العزيز بن مُقرن

، أبو الحسين الأصبهاني.

توفي في المحرم.

ص: 296

330 -

‌ طاهر بن الحسن بن إبراهيم

، أبو محمد الهمذاني الجصاص الزاهد.

روى عن محمد بن يوسف بن عمر الكسائي البزاز، والحسن بن علي الصفار؛ وهذا الكسائي يروي عن البغوي شيئا قليلا.

روى عن طاهر أبو مسلم بن غزو، وحكى عنه جماعة من الصُلحاء، وكان كبير القدر، صاحب كرامات. بالغ شيرويه في تطويل ترجمته، وقال: سمعتُ أبا الحسن الصوفي يقول: سمعتُ أبي يقول: كان لطاهر الجصاص مصنفات عدة، منها: أحكام المريدين مشتمل على سبعة أجزاء، وكان يقرأ التوراة، والإنجيل، والزبور، والقرآن، ويعرف تفسيرها.

سُئل طاهر عن التوحيد فقال: أن يكون رجوع المرء إلى نفسه ونظره إليه أشد عليه من ضرب عُنقه.

وقال جعفر الأبهري: كان لطاهر الجصاص ثلاثمائة تلميذ كلهم من الأوتاد.

وقال مكي بن عمر البيع: سمعتُ محمد بن عيسى يقول: صام طاهر الجصاص أربعين يوما متواليات أربعين مرة، وآخر أربعين عملها صام على قشر الدُّخن، فلفرط يبسه قرع رأسه واختلط في عقله، ولم أر أكثر مجاهدةً منه.

قال شيرويه: كان طاهر يذهب مذهب أهل الملامة.

وقال مكي: سمعت أبا سعد بن زيرك يقول: حضرتُ مجلسا ذُكر فيه طاهر الجصاص، فبعضهم نسبه إلى الزندقة، وبعضهم نسبه إلى المعرفة. فلما كثرتِ الأقاويل فيه قلت: إن عيسى عليه السلام كان نبيا وافتتانُ الناس به أكثر، وافتتانهم بعيسى ضرهم وما ضره، وكذلك افتتان الناس بطاهر يضرهم ولا يضره.

قال مكي: حضرت امرأةٌ عنده فقالت: ألح عليه بعض أصحابنا في

ص: 297

إظهار العلة التي ترك بسببها اللحم والخبز، فقال: إذا أكلتهما طالبتني نفسي بقُبلة أمرد مليح!

وسمعت منصورا الخياط الصوفي يقول: دخلت على طاهر الجصاص، فنظرت إليه وإلى اجتماع القمل في ثوبه، فسألته أن يعطيني فروته لأغسلها وأفليها. قال: على أن لا تقتل القمل. قلت: نعم. ثم حملتها إلى النهر، فلو كان معي قفيز كنت أملؤه قملا، فكنسته بالمكنسة ونقيتهُ، فلما رددتها عليه قال: الحالتان عندي سواء، فإن القمل لا يؤذيني.

وقال شيرويه: سمعت يوسف الخطيب يقول: دخلت على طاهر الجصاص ووضعت بين يديه تينا، فناولته تينةً وقلت: أيُها الشيخ اقطع هذه التينة بأسنانك، ولم يبق في فمه سِن، فجعل يمصها ويلوكها حتى لانت وأمكنه قطعُها، فأكل نصفها، ووضع نصفها في فمي. فكأني وجدتُ في نفسي من ريقه ولُعابه. فبتُ تلك الليلة، فرأيت كأن آت أتاني، فأخرج قلبي من جوفي من غير ألم ولا وجع. فلما شاهدتُ قلبي كأنه قنديل، فيه سبعة عشر سِراجا، فقال لي: هذا من ذلك اللُعاب.

سمعت عبد الواحد بن إسماعيل الُبُروجردي يقول: اشترينا شِواءً وحلواء فأكلنا، ثم دخلنا على طاهر الجصاص فقلنا: نريد شيئا نأكله. فقال: قوموا عني أكلتم الشواء والحلواء في السوق وتطلبون شيئا من عندي.

وكان طاهر يتكلم من كلام الملامة بأشياء لا بأس بها في الشرع إذا فتش، وقبرهُ يزار ويُعظم.

331 -

‌ عبد الله بن عبد الرحمن بن جحاف

، أبو عبد الرحمن المعافري. قاضي بلنسية، ويُلقب بحيدرة.

روى عن أبي عيسى الليثي، وأبي بكر بن السليم، وأبي بكر ابن القوطية.

وكان إماما، ثقة، فاضلا، ذكره ابن خزرج، وحدث عنه أبو محمد بن حزم، وقال: هو من أفضل قاض رأيته دينا وعقلا وتصاونا، مع حظه الوافر من العلم.

توفي في رمضان.

ص: 298

332 -

‌ عبد الرحمن بن عبيد الله بن محمد

، أبو سعد الجرجاني ثم النيسابوري الواعظ.

كان يعظ في مجلس المطرز، وحدث عن أبي عمرو بن نُجيد، وأبي الحسن السراج، وطبقتهما. روى عنه أبو صالح المؤذن، وعُبيد الله الحسكاني.

كان حيا في هذا العام.

333 -

‌ عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدان

، أبو القاسم القرشي النيسابوري السراج.

روى عن أبي العباس الأصم، وأبي منصور محمد بن القاسم الصبغي، ومحمد بن سليمان البزاري، وأحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، وجماعة. روى عنه أبو بكر الخطيب، وعلي بن أحمد الأخرم المديني، وأبو صالح المؤذن، وعثمان المحمي، وفاطمة بنت الدقاق، وجماعة.

مات في صفر. وكان إماما جليلا، ثقة كبير القدر فقيها. تفقه على الأستاذ أبي الوليد.

334 -

‌ عبد الوهاب بن جعفر بن علي

، أبو الحسين ابن الميداني، الدمشقي المحدث.

روى عن أبي علي بن هارون، وأحمد بن محمد بن عُمارة، وأبي عبد الله بن مروان، والحسين بن أحمد بن أبي ثابت، وأبي بكر بن أبي دجانة، وأبي عمر بن فضالة، وخلق كثير بعدهم. روى عنه رشأ بن نظيف، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن محمد بن أبي العلاء، وأبو العباس أحمد بن قبيس المالكي، وآخرون.

توفي في جمادى الأولى.

قال الكتاني: ذكر أبو الحسين أنه كتب بمائة رطل حِبر، وقد احترقت كُتبه وجددها، وكان فيه تساهل، وقد اتهم في ابن هارون.

ص: 299

335 -

‌ عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن فاذويه

، أبو عبد الرحمن الأصبهاني التاجر.

مات في ذي الحجة.

336 -

‌ علي بن الحسن القاضي

، أبو القاسم الهروي الداودي، مصنف التفسير.

روى عن أبي تراب محمد بن إسحاق الموصلي، وعنه ابن أخته صاعد بن سيار.

توفي في ربيع الآخر، وروى أيضا عن الخليل بن أحمد، والدارقطني.

337 -

‌ علي بن عبيد الله ابن الشيخ

، أبو الحسن الدمشقي.

روى عن المظفر بن حاجب، وجُمح المؤذن، وأبي عمر بن فضالة. روى عنه عبد العزيز الكتاني، والسمان.

338 -

‌ علي بن عبد الله بن يوسف الشيرازي

، أبو الحسن الرشيقي.

توفي في ربيع الآخر.

339 -

‌ فضلويه بن محمد بن محمد بن إسحاق بن محمد بن فُضلويه

، أبو نصر القزويني ثم النيسابوري المؤذن الإسكاف، مؤذن مسجد المطرز.

شيخ مسن، به أدنى طرش. حدث عن أبي عثمان البصري، وكان يتهم فيه. وعن الأصم، والطرائفي، وأبي بكر بن إسحاق الصبغي، وعبد الله بن محمد الرازي، وعنه أبو صالح المؤذن، ومحمد بن يحيى المزكي.

مات في جُمادى الأولى.

340 -

‌ محمد بن أحمد بن خليفة

، أبو الحسن التونسي الشاعر الشهير، ويلقب بالصرائري.

له شعرٌ كثير على نحو شِعر ابن الحجاج، وهجو، وقبائح. دخل مصر، ومات بالريف في هذا العام، وقد قارب الستين.

341 -

‌ محمد بن أحمد بن علي بن العباس

، أبو بكر الخاموشي التاجر.

ص: 300

نيسابوري، توفي في ربيع الأول.

342 -

‌ محمد بن الحسين

، أبو بكر البغدادي الخفاف الوراق.

عن القطيعي، ومخلد الباقرحي، وطبقتهما.

قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان غير ثقة. يضع ويختلق الأسماء. قال لي: احترقت من كُتبي ألف وثمانون منا كلها سماعي!

343 -

‌ محمد بن زهير بن أخطل

، أبو بكر النسائي، الفقيه الشافعي. رأس الشافعية بنسا وخطيبها.

رحل الناس إليه للأخذ عنه. سمع من الأصم، وأبي حامد بن حسنويه، وابن عبدوس الطرائفي، وأبي الوليد حسان بن محمد، وأبي سهل بن زياد القطان، وأبي بكر الشافعي، وعمر دهرا. روى عنه أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن.

توفي ليلة الفطر.

344 -

‌ محمد بن علي بن إسحاق

، أبو منصور البغدادي الكاتب.

حدث عن أبي بكر بن مقسم المقرئ، وأبي علي ابن الصواف.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وسماعه صحيح.

345 -

‌ محمد بن محمد بن أحمد بن الروزبهان

، أبو الحسن البغدادي.

كان يسكن بناحية نهر طابق. حدث عن علي بن الفضل الستوري، وعثمان ابن السماك، وجعفر الخُلدي، والنجاد.

قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقا. سمعتُ الصوري يقول: كان هبة الله اللالكائي يُثني عليه إذا ذكره. توفي في رجب.

قلت: وروى عنه أبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي.

346 -

‌ محمد بن يوسف بن الفضل

، أبو بكر الجرجاني الشالنجي، القاضي المفتي.

ص: 301

كان عليه مدار الفتوى والتدريس والإملاء والوعظ ببلده. سمع الكثير من أحمد بن الحسن بن ماجه القزويني، ونُعيم بن عبد الملك الجُرجاني، ومحمد بن حمدان، وابن عدي، وهذه الطبقة.

ومات بجرجان عن إحدى وتسعين سنة؛ روى عنه إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي، وغيره. توفي في ذي القعدة، في ثامنه.

347 -

‌ مروان بن سليمان بن إبراهيم بن مورقاط الغافقي

. الإشبيلي.

روى عن أبيه، وأحمد بن عبادة، وأبي محمد الباجي، ودخل إفريقية تاجرا فأدرك ابن أبي زيد.

وكان صدوقا، صالحا، مات في رمضان.

348 -

‌ مُعاذ بن عبد الله بن طاهر البلوي

، أبو عمرو الإشبيلي.

روى عن ابن القوطية، والرباحي، وكان بارعا في فنون الأدب، قديم الطلب.

349 -

‌ معمر بن أحمد بن محمد بن زياد

، الشيخ أبو منصور الأصبهاني الزاهد، كبير الصوفية بأصبهان.

سمع أبا القاسم الطبراني، وأبا الحسن بن المثنى، وأبا الشيخ، وابن المقرئ، وعلي بن عمر بن عبد العزيز. وأملى عنهم. روى عنه أبو طالب أحمد بن محمد القُرشي الكُندلاني، والقاسم بن الفضل الثقفي، وأبو مطيع، وآخرون.

مات في رمضان.

وله قصيدة منها:

لقد مات من يُوعى الأنام بعلمه وكان له ذِكر وصيتٌ فينفعُ وقد مات حُفاظ الحديثِ وأهلهُ وممن دراه وهو في الناسِ مُقنعُ أبو أحمد القاضي وقد كان حافظا ولم يكُ من أهل الضلالةِ يقنعُ وكان أبو إسحاق ممن شهدتهُ يدرس أخبارَ الرسول فيوسعُ

ص: 302

وثالثهم قُطبُ الزمانِ وعصرهُ أبو القاسم اللخمي قد كان يبرعُ ورابعهم كان ابن حيان آخرا ومات، فكيف الآن في العِلمِ نطمعُ؟ وكان ابن إسحاق ابن منده غائبا يسيح زمانا وحده حيث يطلعُ فرُد إلينا بعد دهر وبُرهة وقامت به الآثار والأمر أجمع بقي وحده في عصره وزمانه يناطح آفات الزمان ويدفعُ

350 -

‌ مكي بن محمد بن الغمر

، أبو الحسن التميمي الدمشقي الوراق المؤدب. مستملي القاضي الميانجي.

سمع منه، ومن أحمد بن البرامي، وجمح بن القاسم، والفضل بن جعفر، وابن أبي الرمرام، وخلق كثير بعدهم. ورحل إلى بغداد، وسمع من القطيعي، وأبي محمد بن ماسي، وأبي بكر الوراق.

روى عنه أبو علي الأهوازي، وعبد العزيز الكتاني، ومحمد بن علي الحداد، ومحمد بن علي المطرز، وإسماعيل بن علي السمان، وأبو الحسن بن صصرى.

قال الكتاني: كان ثقة مأمونا، يورق للناس، وتوفي في رمضان سنة ثمان عشرة.

قال الأهوازي: سنة ثنتي عشرة.

351 -

‌ هبة الله بن الحسن بن منصور

، الحافظ أبو القاسم الرازي الطبري الأصل، المعروف باللالكائي، الفقيه الشافعي، نزيل بغداد.

تفقه على الشيخ أبي حامد. وسمع بالري من جعفر بن فناكي، وعلي بن محمد القصار، والعلاء بن محمد، وببغداد من أبي القاسم الوزير، وأبي الطاهر المخلص، فمن بعدهما.

قال الخطيب: كان يفهم ويحفظ، وصنف كتابا في السنة، وكتاب رجال الصحيحين، وكتابا في السُنن، وعاجلته المنية، وخرج إلى الدينور

ص: 303

فمات بها في رمضان. حدثني علي بن الحسين بن جدا العُكبري قال: رأيت هبة الله الطبري في المنام، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي. قلت بماذا؟ قال كلمة خفيةً: بالسنة.

قلت: روى عنه كتاب السنة أبو بكر أحمد بن علي الطريثيثي، شيخ السلفي.

قال شُجاع الذُهلي: لم يُخرج عنه شيءٌ من الحديث إلا السنة.

352 -

‌ يحيى بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم

. أبو سعد البزاز.

مات في رمضان.

353 -

‌ أبو الحسين بن طباطبا العلوي

.

مصري، نبيل. قال الحبال: عنده الرازي فمن دونه.

ص: 304

سنة تسع عشرة وأربعمائة

354 -

‌ أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمود

، أبو بكر الثقفي الأصبهاني الواعظ، نزيل نيسابور.

سمع بها أبا سعيد عبد الوهاب الرازي، وأبا أحمد الحاكم، وأبا محمد الحسن بن أحمد المزكي. روى عنه أبو عبد الله الثقفي في الأربعين له، وأبو بكر الخطيب. توفي في جُمادى الأولى؛ قاله يحيى بن منده.

355 -

‌ أحمد بن عباس بن أصبغ بن عبد العزيز

، أبو العباس الهمداني القرطبي.

روى عن أبي عيسى الليثي، وابن عون الله، وجماعة. ثم حج وجاور، فكان من جلة شيوخ الحرم، وبقي إلى هذا العام.

356 -

‌ أحمد بن محمد بن منصور

، أبو الحسين ابن العالي البوشنجي، خطيب بوشنج.

سمع أبا أحمد عبد الله بن عدي، وأبا سعيد محمد بن أحمد بن كثير بن ديسم، ومحمد بن علي الغيسقاني، وأبا بكر الإسماعيلي، ومحمد بن الحسن النيسابوري السراج، ومحمد بن عبد الله بن إبراهيم السليطي. روى عنه شيخ الإسلام أبو إسماعيل.

توفي في رمضان.

تفرد ابن رُوزبة بجزء من حديثه، وروى عنه أبو القاسم أحمد بن محمد العاصِمي البوشنجي.

ص: 305

357 -

‌ أحمد بن محمد بن الحسن

، أبو الطاهر الضبي الهروي.

روى عن حامد بن محمد الرفاء. روى عنه أبو إسماعيل الأنصاري، وأبو عبد الله العُميري.

358 -

‌ إسحاق بن عبد الصمد ابن الخليفة القاهر بالله محمد ابن المعتضد العباسي

.

توفي في ربيع الأول عن قريب من تسعين سنة؛ ورخه هلال بن المحسن.

359 -

‌ الحسن بن محمد بن جعفر بن جبارة

، أبو محمد الدمشقي الضراب، الجوهري.

روى عن خيثمة بن سليمان، ومحمد بن محمد بن زكريا البلخي. روى عنه الكتاني، وأبو سعد السمان، وعلي الحنائي.

وجُبارة قيده ابن ماكولا.

مات في ربيع الأول؛ سمع من خيثمة مجلسا واحدا.

360 -

‌ الحسن بن محمد بن جعفر السلماسي

، أبو محمد.

عن الحسين بن محمد بن عبيد العسكري.

مات في صفر.

361 -

‌ الحسين بن الحسن بن يحيى

، أبو عبد الله العلوي الزيدي.

توفي بواسط في جمادى الآخرة. روى عن أبي المُثنى محمد بن أحمد الدهقان الكوفي عن الحسن بن علي بن عفان، وكان مولده في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.

قال الخطيب: كان صدوقا. حدثنا عن أبي المثنى.

362 -

‌ زكريا بن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمويه

، أبو يحيى البزاز النسابة.

خُراساني. توفي في حدود سنة تسع عشرة تقريبا.

ص: 306

363 -

‌ شعيب بن محمد بن إبراهيم

، أبو سعد الشُعيبي البوشنجي.

سمع أباه، وإبراهيم المؤدب، وأبا علي الرفاء، وروى الكثير.

حدث عنه شيخ الإسلام.

364 -

‌ عبادة بن عبد الله بن محمد بن عبادة بن أفلح الأنصاري

، من ولد سعد بن عبادة، الخزرجي القُرطبي، الشاعر المعروف بابن ماء السماء، أبو بكر.

أخذ عن أبي بكر الزبيدي، وغيره. أخذ عنه الأدب غانم بن وليد.

365 -

‌ عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله

، أبو محمد المصاحفي.

خُراساني. توفي في شهر ذي الحجة. وكان مجاورا بجامع نيسابور. نسخ ثمانمائة وثمانين مُصحفا؛ قال عبد الغافر: حدثني من أثق به بذلك. ونسخ عدة نُسخ من تفسير أبي القاسم بن حبيب، وسمع من أبي الحسن ابن السراج، وأبي حفص الزيات البغدادي. روى عنه الحسن بن أبي القاسم الصفار، وأحمد بن أبي سعد بن علي، وتوفي بنيسابور.

366 -

‌ عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن حمدويه

، أبو محمد بن أبي القاسم البُناني الثابتي، من ولد ثابت بن أسلم التابعي.

نيسابوري، حنفي. من مجاوري الجامع، كثير الحديث. حدث عن الأصم، وطبقته، ولقي أبا الطيب المتنبي، وسمع من شعره. روى عنه محمد بن يحيى المزكي.

367 -

‌ عبد الله بن محمد بن سليمان

، أبو محمد ابن الحاج القرطبي، المقرئ.

كان مجودا طيب الصوت بمرة، صالحا، له شعر حسن، وأخذ الحديث

ص: 307

عن جماعة، وله مصنفٌ كبير في الزهد. توفي شابا، وقد روى عن مكي بن أبي طالب.

368 -

‌ عبد الرحمن بن محمد بن المرزبان بن منجويه

، أبو القاسم الأصبهاني.

مات في رجب.

369 -

‌ عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غالب

، أبو محمد الصوري الشاعر المشهور.

كان شاعرا محسنا، بديع القول. روى عنه شِعره محمد بن علي الصوري، ومبشر بن إبراهيم، وسلامة بن الحسين. وحكى عنه أبو نصر بن طلاب، وله:

بالذي أَلهم تعـ ذيبي ثناياك العِذابا ما الذي قالته عيـ ناك لقلبي فأجابا؟

قال أبو الفتيان بن حيوس: هما أغزل ما أعلم، وأغزل من قول جرير حيث يقول:

إن العيون التي في طرفها مرض

ولعبد المحسن:

وتُريك نُفسك في معاندة الهوى رُشدا ولستِ إذا فعلت براشدِ شغلتك عن أفعالها أفعالُهُم هلا اقتصرت على عدو واحدِ؟

370 -

‌ عبد الملك بن عبد الرحمن بن عمر بن العباس

، أبو سهل الشروطي الحنفي.

خُراساني، مات في ذي الحجة، وروى عن ابن نُجيد، وبشر بن أحمد، وأبي محمد السمذي، وعنه أبو صالح المؤذن.

ص: 308

371 -

‌ عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن يوسف

، أبو محمد بن مشماس الهمداني الدمشقي.

حدث بصحيح البخاري عن أبي زيد المروزي، وحدث عن علي بن يعقوب بن أبي العقب، والحسين بن أحمد بن أبي ثابت. روى عنه علي بن الخضر، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن محمد بن شجاع، وجماعة.

توفي في رمضان. قاله الكتاني، وقال: سمعه أبوه الحديث، ولم يكن الحديث من شأنه.

372 -

‌ عبد الواحد بن أحمد بن الحسين

، أبو الحسن العُكبري، المعدل.

حدث عن أحمد بن سلمان النجاد، وجعفر الخلدي، وأبي بكر الشافعي، وعدة. روى عنه ابن أخيه أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد، وكان صدوقا يتشيع؛ قاله الخطيب.

373 -

‌ علي بن أحمد بن محمد بن داود

، أبو الحسن البغدادي الرزاز.

سمع عثمان ابن السماك، وأبا بكر النجاد، وعبد الصمد بن علي الطستي، وأبا سهل بن زياد، والخلدي، وأبا عمر الزاهد، وعلي بن محمد بن الزبير، وميمون بن إسحاق، ودعلج بن أحمد، وقرأ القرآن لحمزة على أبي بكر بن مقسم، عن قراءته على إدريس بن عبد الكريم.

قرأ عليه عبد السيد بن عتاب، وغيره، وحدث بالكثير، وكف بصره في آخر عمره، وكان له حانوت في الرزازين.

قال الخطيب: وكان كثير السماع والشيوخ: وإلى الصدق ما هو شاهدت جزءا من أصوله من أمالي ابن السماك، في بعضها سماعه بالخط العتيق، ثم رأيته قد غير بعد وقت وفيه إلحاق بخط جديد، ولد سنة خمس

ص: 309

وثلاثين وثلاثمائة، وتوفي في ربيع الآخر.

قلت: وروى عنه أبو بكر البيهقي، وأبو بكر الطريثيثي، وجماعة.

374 -

‌ علي بن عبد العزيز بن الحسن بن محمد بن هارون بن عصام

ابن الأمير محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين، أبو الحسن الخزاعي الطاهري المحدث.

سمع من أبي بحر بن كوثر، وعيسى الرُّخجي، وأبي بكر القطيعي، وأحمد بن جعفر بن سلم، ويحيى بن وصيف، ومخلد الباقرحي، فمن بعدهم.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان دينا، صالحا، ثقة، توفي في ربيع الآخر.

375 -

‌ علي بن محمد بن عبد الله بن آزاذ مرد

، أبو القاسم الفارسي.

سمع أبا بكر الشافعي، وحامدا الرفاء، وحبيبا القزاز، وعثمان بن سنقة، وعدة، وسكن مصر؛ روى عنه القاضي القضاعي، والحسين بن علي بن حجاج النحوي، وأبو إسحاق الحبال وقال: مات في رمضان.

376 -

‌ علي ابن المقرئ أبي عدي عبد العزيز بن علي بن محمد بن إسحاق بن الفرج ابن الإمام

، أبو الحسن المصري.

محدث ابن محدث، أرخه الحبال.

377 -

‌ عمر بن أحمد بن محمد بن حسنويه

، أبو حفص الأصبهاني الزعفراني.

توفي في ربيع الأول.

قال يحيى بن منده: صالح، ورع، صاحب سنة وصلابة. ضربه إسماعيل بن عباد بالسياط في السوق بسبب ذمه الاعتزال. له عقب بأصبهان. حدث عن أبي أحمد العسال، وأحمد بن معبد، والطبراني، وأبي إسحاق بن حمزة.

ص: 310

378 -

‌ محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر بن حفص

، المحدث أبو بكر بن أبي علي الهمداني الذكواني الأصبهاني المعدل.

قال أبو نعيم الحافظ: ولد سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وشهد، وحدث ستين سنة، وسمع بمكة، والبصرة، والأهواز، والري، وجمع وصنف الشيوخ. حسن الخلق، قويم المذهب، توفي في غرة شعبان. ثم ذكر بعض شيوخه.

قلت: روى عن عبد الله بن فارس، ومحمد بن أحمد بن الحسن الكسائي، وأبي أحمد العسال، ومحمد بن القاسم العسال، ومحمد بن إسحاق بن كوشيذ، ومحمد بن يحيى بن بحرويه، وأحمد بن معبد السمسار، وأحمد بن محمد بن يحيى القصار، وأحمد بن بندار الشعار، وإبراهيم بن محمد بن حمزة، وعبد الله بن الحسن بن بندار المديني، وأبي الشيخ وعاتكة بنت أبي بكر بن أبي عاصم الأصبهانيين، والطبراني، والجعابي بأصبهان، وأبي بكر الآجري، وإبراهيم بن محمد بن إبراهيم الديبلي بمكة، وفاروق بن عبد الكبير الخطابي، ومحمد بن إسحاق بن عباد التمار، وأحمد بن القاسم بن الريان اللكي بالبصرة.

روى عنه أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر الفقيه، وأبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن مردويه، وإسماعيل بن علي السيلقي، وأبو نصر عبد الرحمن بن محمد السمسار، وأبو حفص عمر بن حسن بن محمد بن أحمد بن سليم، وعلي بن الفضل اليزدي، والفضل بن محمد الحداد أخو أبي الفتح الحداد، وأبو أحمد فضلان بن عثمان القيسي، وأبو العلاء محمد بن عبد الجبار الفُرساني؛ شيوخ ابن سلفة الحافظ.

وله معجم رواه عبد الرحيم بن الطفيل.

379 -

‌ محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن صُمادح

، أبو يحيى التجيبي الصمادحي السرقسطي.

قال الأبار: كان واليا على مدينة وشقة، ثم تخلى عنها لابن عمه منذر

ص: 311

ابن يحيى، وله مختصر في غريب القرآن يدل على فضله ومعرفته. روى عنه ابنه الأمير معن صاحب المرية. غرق أبو يحيى هو وأهل مركبه في جمادى الأولى سنة تسع عشرة رحمهم الله.

380 -

‌ محمد بن عبد الله الرباطي

، أبو بكر.

قيل: توفي فيها، وقيل: سنة عشرين كما سيأتي.

381 -

‌ محمد بن عبد الباقي

، أبو بكر المصري الجبان الرجل الصالح.

أرخه الحبال.

382 -

‌ محمد بن علي بن محمد بن حيد بن عبد الجبار

، أبو بكر الجوهري الصيرفي العدل الغازي.

من رؤساء نيسابور، وإليهم ينسب قصر حيد. ولد سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. سمع من أبي العباس الأصم، وإسماعيل بن نجيد. روى عنه حفيده منصور بن بكر بن محمد شيخ شهدة.

توفي في رجب. وممن روى عنه أبو صالح المؤذن، وأبو بكر محمد بن يحيى المزكي.

383 -

‌ محمد بن عمر بن يوسف

، أبو عبد الله ابن الفخار القرطبي المالكي الحافظ عالم الأندلس في عصره.

روى عن أبي عيسى الليثي، وأبي محمد الباجي، وأبي جعفر بن عون الله، وجماعة. وحج وجاور بالمدينة وأفتى بها، فكان يفخر بذلك. تفقه بأبي محمد الأصيلي، وأبي عمر بن المكوي. وسمع بمصر.

وكان إماما بارعا زاهدا ورعا متقشفا، من أهل العلم والذكاء والحفظ، عارفا

ص: 312

بمذاهب الأئمة وأقوال العلماء. يحفظ المدونة حفظا جيدا، والنوادر لابن أبي زيد، وقد أريد على الرُّسلية إلى البربر فأبى، وقال: إني في جفاء وأخاف أن أؤذى. فقال الوزير: رجل صالح يخاف الموت! قال: إن أخفه فقد خافه أنبياء الله؛ هذا موسى حكى الله عنه أنه قال: {فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ} .

قال ابن حيان: توفي الفقيه المشاور، الحافظ المستبحر الرواية البعيد الأثر، الطويل الهجرة في طلب العلم، الناسك المتقشف أبو عبد الله ابن الفخار بمدينة بلنسية في عاشر ربيع الأول، فكان الحفل في جنازته عظيما، وعاين الناس فيها آية من طيور أشباه الخطاف، وما هي بها، تخللت الجمع رافةً فوق النعش جانحةً إليه مشفةً، لم تفارق نعشه إلى أن ووري فتفرقت. عاين الناس منها عجبا تحدثوا به وقتا، ومكث مدة ببلنسيةُ مُطاعا عظيم القدر عند السلطان والعامة، وكان ذا منزلة عظيمة في الفقه والنسك، صاحب أنباء بديعة رحمه الله.

وقال جُماهر بن عبد الرحمن: صلى على ابن الفخار الشيخ خليل التاجر ورفرفت عليه الطير إلى أن تمت مواراته.

وكذا ذكر الحسن بن محمد القُبُّشي من خبر الطيور، وزاد: كان عمره نحو الثمانين سنة، وكان يقال إنه مجاب الدعوة، واختبرت دعوته في أشياء.

وقال أبو عمرو الداني: توفي في سابع ربيع الأول عن ست وسبعين سنة، وهو آخر الفقهاء الحفاظ الراسخين العالمين بالكتاب والسنة بالأندلس رحمه الله.

وقد ذكره عياض القاضي فقال: أحفظ الناس، وأحضرهم علما، وأسرعهم جوابا، وأوقفهم على اختلاف الفقهاء وترجيح المذاهب، حافظا للأثر، مائلا إلى الحجة والنظر. فر عن قرطبة إذ نذرت البربر دمه عند غلبتهم على قرطبة.

ص: 313

فأما أبو عبد الله بن الفخار المالقي الحافظ، فيأتي سنة تسعين وخمسمائة.

384 -

‌ محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد

، أبو الحسن البزاز شيخ بغداد.

ولد سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وسمع من إسماعيل الصفار ومحمد بن عمرو الرزاز، وعمر بن الحسن الأشناني، وهو آخر من حدث عنهم؛ وعثمان ابن السماك، وجعفر الخلدي، والنجاد.

قال الخطيب: كتبنا عنه وكان صدوقا، أثنى عليه أبو القاسم اللالكائي. وكان جميل الطريقة، له أُنسةٌ بالعلم ومعرفة بشيء من الفقه على مذهب أهل العراق. مات في ربيع الأول. قال: وبلغني أنه لم يكن له كفن.

قلت: روى عنه علي بن طاهر بن الملقب الموصلي، والحسين بن علي بن البسري وعلي بن الحسين الربعي، وعلي بن محمد بن أبي العلاء المصيصي، وجماعة آخرهم علي بن أحمد بن بيان الرزاز، شيخ ابن كليب.

385 -

‌ ناصر بن مهدي بن الحسن

، السيد أبو محمد العلوي النيسابوري.

روى عن أبي الحسين الحجاجي، وأبي علي محمد بن علي ابن السقا الإسفراييني الحافظ، وأبي عمرو بن حمدان. وعنه أبو صالح المؤذن، وغيره.

توفي في رمضان.

386 -

‌ الهيذام بن عمر بن أحمد بن الهيذام الأصبهاني الضراب

.

في صفر.

387 -

‌ يحيى بن عمر

، أبو الحسن الدعاء المقرئ، المعروف بالشارب.

سمع من عبد الباقي بن قانع، وحامد الرفاء.

ص: 314

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة مشهورا بالسنة.

388 -

‌ يعيش بن محمد بن يعيش

، أبو بكر الأسدي الطليطلي.

روى عن أبيه، ورحل فأخذ عن أبي محمد بن أبي زيد، وكان من كبار الفقهاء، ولي القضاء ببلده والرياسة.

ص: 315

سنة عشرين وأربعمائة.

389 -

‌ أحمد بن طلحة بن أحمد بن هارون

، أبو بكر البغدادي المنقي الواعظ.

سمع أبا بكر النجاد، وعبد الصمد الطستي، وابن بريه الهاشمي، روى عنه الخطيب، وقال: كان ثقة مستورا، مات في ذي الحجة.

وآخر من روى عنه ابن البطر.

390 -

‌ أحمد بن عبد القادر بن سعيد

، أبو عمر الأموي الإشبيلي.

أخذ عن أبي الحسن الأنطاكي، وحكم بن محمد القيرواني، ومحمد بن الحارث الخُشني، وسمع من أبي علي القالي يسيرا.

وكان عارفا بالنحو والشعر، وله كتاب الوثائق وعللها سماه المحتوى في خمسة عشر جزءا. حدث عنه أبو محمد بن خزرج.

391 -

‌ أحمد بن علي بن أحمد بن حماد

، أبو العباس الجُرجاني، المقرئ، المعروف بالخراز.

سمع من المحدث أحمد بن الحسن بن ماجه في سنة تسع وأربعين بقراءة الإسماعيلي. وحدث، وسمع منه خلق بجرجان.

وكان رجلا صالحا، مات في ذي القعدة.

392 -

‌ أحمد بن علي بن الحسن بن الهيثم

، أبو الحسن ابن البادا البغدادي.

سمع أبا سهل بن زياد، وعبد الباقي بن قانع، ودعلج بن أحمد، وابن بريه، وجماعة.

قال الخطيب: كان ثقة، من أهل القرآن والأدب والفقه على مذهب

ص: 316

مالك. كتبتُ عنه، ومات في ذي الحجة.

393 -

‌ أحمد بن علي

، أبو العباس المنبجي، ثم الرقي المقرئ.

قرأ القرآن على نظيف بن عبد الله الكِسروي، وغيره.

قال أبو عمرو الداني: كان ثقةً ضابطا. عُمر عمرا طويلا وتوفي بالرقة بعد العشرين، وقد بلغ التسعين أو زاد عليها 0

394 -

‌ أحمد بن محمد بن عفيف

، أبو عمر الأموي القُرطبي.

شرع في السماع سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، واستوسع في الرواية والجمع والإتقان، وحدث عن يحيى بن هلال، ومحمد بن عبيدون، ومحمد بن أحمد بن مِسور، وعني بالفقه، وبرع في الشروط ثم مال إلى الزهد والوعظ، فوعظ الناس، ولقن القرآن، وقصده الصلحاء والطالبون، فبين لهم الطريق، وكان يغسل الموتى، وصنف في تغسيلهم كتابا، وصنف كتابا في آداب المعلمين، وصنف في أخبار القُضاة والفقهاء بقرطبة كتابا.

ولما وقعت الفتنة بقرطبة قصد المرية فأكرمه صاحبها خيران الصقلبي وأدناه، وولاه قضاء لورقة، فاستوطنها حتى توفي في ربيع الآخر.

روى عنه حاتم بن محمد، وأبو العباس العُذري، وطاهر بن هشام، وغيرهم.

395 -

‌ أحمد بن محمد بن القاسم بن محمد بن بشر بن درستويه بن يزيد

، أبو الحسين الفارسي الفسوي ثم البخاري.

ولد سنة أربعين. وروى عن أبي بكر بن يزداد، وخلف الخيام، وأبي بكر بن سعد، والقفال الشاشي.

توفي في ربيع الأول ببخارى.

396 -

‌ أحمد بن محمد بن الحسن بن المظفر

، أبو طالب، ولد الأديب أبي علي الحاتمي.

كان شاعرا محسنا، وله ديوان. روى عنه ابنه مسعود، ومحمد بن وِشاح الزينبي.

ص: 317

397 -

‌ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الحسين

، أبو إسحاق الحنائي الدمشقي.

روى عن عبد الوهاب الكِلابي، وسمع بمصر من أبي محمد ابن النحاس. روى عنه أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني.

وهو أخو علي وإبراهيم.

398 -

‌ الحسن بن علي بن العباس بن الفضل بن زكريا بن يحيى بن النضر

، أبو علي النضرويي الهروي الحافظ.

سمع محمد بن عبد الله بن خميرويه، وزاهر بن أحمد، ومحمد بن أحمد بن حمزة، وجماعة، وعنه عبد الواحد المُليحي، ومحمد بن علي العُميري.

399 -

‌ الحسن بن محمد بن أحمد بن عمر

، أبو بشر القُهُندُزي المزكي.

روى عن أبي بحر البربهاري، ومحمد بن حيويه الكُرجي، وعنه صاعد بن سيار، ومحمد بن علي العميري.

400 -

‌ الحسين بن عبد الله بن أبي علانة البغدادي

.

سمع أبا بكر الشافعي، والقطيعي، وعدة.

وعنه الخطيب، وقال: سماعه صحيح إلا أنه ساقط المروءة.

401 -

‌ سعيد بن عبد العزيز بن عبد الله بن محمد

، أبو سهل النيلي، أخو الأستاذ أبي عبد الرحمن.

رجل جليل نحوي، فقيه شافعي، شاعر، إمام في الطب متبحر فيه بمرة، ثقة في الحديث. روى عن أبي عمرو بن حمدان، وأبي أحمد الحافظ.

ومات فجاءةً عن سبع وستين سنة.

402 -

‌ صالح بن مِرداس الكلابي

، أسد الدولة.

كان من عرب البادية، فقصد حلب وبها مرتضى الدولة بن لؤلؤ نائبا

ص: 318

للخليفة الظاهر ابن الحاكم العبيدي، فانتزعها منه في سنة سبع عشرة وأربعمائة، وتملكها ورتب أمورها. فسار من مصر لحربه أمير الجيوش الدزبري، وكانت الوقعة بالأقحوانة. ثم انجلت الوقعة عن خلق كثير من القتلى منهم صالح، وهو أول من ملك حلب من بني مرداس.

قُتل في جُمادى الأولى.

403 -

‌ عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن حمدويه

، أبو محمد البُناني النيسابوري الحُرضي، الرجل الصالح.

سمع من دعلج، وأبي بكر الشافعي ببغداد، وذكر أنه لقي الأصم، وسمع منه شيئا يسيرا، وسمع بجرجان من محمد بن أحمد بن إسماعيل الصرام وحدث عنه. سمع منه، أبو الفضل الفلكي والمشايخ.

404 -

‌ عبد الله بن محمد بن علي بن مهرة

، أبو محمد الأصبهاني المؤدب.

في جمادى الأولى، روى عن الطبراني.

405 -

‌ عبد الجبار بن أحمد

، أبو القاسم الطرسوسي المقرئ.

صدر الإقراء في وقته بمصر؛ قرأ على أبي عدي عبد العزيز بن الفرج، وأبي أحمد عبد الله بن الحسين السامري. قرأ عليه أبو الطاهر إسماعيل بن خلف مصنف العنوان بجميع ما في العنوان.

توفي في غرة ربيع الآخر.

وله كتاب المُجتنى في القراءات، وآخر من روي سمع منه أبو الحسين يحيى بن البياز، لكنه متهم.

406 -

‌ عبد الرحمن بن أحمد بن محمد

، أبو أحمد المروزي الشيرنخشيري، الفقيه المحدث.

سمع عبد الله بن الحسين النضري، وببغداد محمد بن المظفر الحافظ

ص: 319

وأملى بمرو وهراة. روى عنه عبد الواحد المليحي، وابنه أبو عطاء وعطاء القراب. أخذ مذهب الشافعي عن أبي زيد الفاشاني، وصار من أئمة المذهب.

407 -

‌ عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف بن حبيب

، أبو محمد بن أبي نصر التميمي، الدمشقي المعدل، الرئيس المعروف بالشيخ العفيف.

قرأ لأبي عمرو على أحمد بن عثمان غلام السباك، وحدث عن إبراهيم بن أبي ثابت، والحسن بن حبيب الحصائري، وخيثمة، وابن حذلم، وجعفر بن عدبس، وأحمد بن محمد بن عُمارة الليثي، وأحمد بن سليمان بن زبان الكندي، ثم قطع التحديث عنه لما علم ضعفه.

روى عنه رشأ بن نظيف، وأبو علي الأهوازي، وعبد العزيز بن أحمد الكتاني، وأبو القاسم الحنائي، وأبو نصر بن طلاب، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وخلق كثير آخرهم موتا عبد الكريم بن المؤمل الكفرطابي.

وكان مولده في سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.

قال أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي: أخبرنا عبد الرحمن بن عثمان بدمشق بقراءتي، وكان خيرا من ألف مثله إسنادا وإتقانا وزُهدا مع تقدمه. ثم ذكر عنه حديثا.

وقال رشأ بن نظيف: قد شاهدتُ سادات، ما رأيت مثل أبي محمد بن أبي نصر، كان قرة عين.

وقال الكتاني: توفي شيخنا ابن أبي نصر في جمادى الآخرة، فلم أر جنازة كانت أعظم منها. كان بين يديه جماعة من أصحاب الحديث يهللون ويُكبرون ويظهرون السنة، وحضر جنازته جميع أهل البلد حتى اليهود والنصارى، ولم ألق شيخا مثله زُهدا وورعا وعبادةً ورياسة، وكان ثقةً عدلا، مأمونا، رضى، وكان يلقب بالعفيف، وكانت أصوله حِسانا بخط ابن فطيس، والحلبي. وقد جمع له أبو العباس بن السمسار طرق من روى عن جابر نعم الإدام الخل.

قلت: آخر من روى حديثه بعلو كريمة القرشية مثل مُسند ابن عمر

ص: 320

لابن أمية، وحديث ابن أبي ثابت.

408 -

‌ عبد الرحيم بن أحمد بن عبد الرحمن الكُتامي الفقيه المالكي

، أبو عبد الرحمن السبتي، ويعرف بابن العجوز.

قال القاضي عِياض: كان من كبار قومه كتامة، وإليه كانت الرحلة بالمغرب. وعليه كانت تدور الفتوى، وفي عقبه أئمة نُجباء. لازم أبا محمد بن أبي زيد، وأخذ عن أبي محمد الأصيلي، وغيره. روى عنه قاسم المأموني، ومحمد بن عبد الرحمن، وإبراهيم بن يعقوب الكلاعي، وجماعة. أخذ الناس عنه بسبتة عِلما كثيرا.

وقال أبو محمد بن خزرج: أجاز لي سنة ثمان عشرة، وتوفي بعد ذلك بنحو عامين، وولد سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.

409 -

‌ عبد الصمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عيسى

، أبو الفضل العاصمي البلخي.

410 -

‌ عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن منير

، أبو محمد المنيري الجُرجاني العدل الصالح.

سمع أبا أحمد بن عدي، وأبا بكر الإسماعيلي، وبنيسابور أبا أحمد الحاكم، وببغداد أبا الحسين بن المظفر، وبالشام محمد بن علي الساوي.

قال علي بن محمد الزبحي: سمعت منه.

قلت: توفي في رمضان.

411 -

‌ عبيد الله بن النضر بن محمد بن أحمد بن محمد

، أبو أحمد المحمي النيسابوري.

من بيت الرياسة والحشمة. سمع أبا علي الرفاء، وأبا عمرو بن مطر، وهارون بن أحمد الإستراباذي. روى عنه أبو صالح المؤذن، وأبو القاسم عبيد الله بن أبي محمد الكزبري.

ص: 321

وتوفي في ذي القعدة.

412 -

‌ علي بن أحمد بن محمد بن الحسين

، أبو الحسن الخرجاني الأصبهاني.

سمع بالبصرة إبراهيم بن علي الهجيمي. روى السلفي عن أصحابه: إسماعيل بن علي السيلقي، وروح بن محمد الراراني، وعمر بن حسن بن سُليم المعلم، وغيرهم، وابن أشتة. ومن شيوخه أبو إسحاق بن حمزة الحافظ.

وخرجان: محلة بأصبهان، بالخاء المعجمة ثم الجيم، واختلف في فتح أوله وضمه.

وهذا الرجل يعرف بابن أبي حامد.

قال الخطيب: كتب إلي بالإجازة بما يصح عندي من حديثه.

وسمع بمكة من إبراهيم بن أحمد بن فراس، وسمع ببلده من أبي أحمد العسال، ومن آخر من روى عنه أحمد بن محمد بن أحمد بن مردويه.

توفي سنة عشرين، وقيل: في سنة إحدى وعشرين ببراب.

413 -

‌ علي بن الحسين بن دُوما البغدادي النعالي

، أخو الحسن.

قال الخطيب: مات نحو سنة عشرين، سمع من أحمد بن عثمان الأدمي، وحمزة الدهقان، وبكار بن أحمد المقرئ. كتبنا عنه، وكان ثقة.

414 -

‌ علي بن عيسى بن الفرج

، أبو الحسن الربعي البغدادي النحوي.

درس النحو على أبي سعيد السيرافي ببغداد، وعلى أبي علي الفارسي بشيراز، ولزِمه. وبلغنا أن أبا علي قال: قولوا لعلي البغدادي: لو سِرت من الشرق إلى الغرب لم تجد أنحى منك.

وكان قد واظبه بضع عشرة سنة.

وقد صنف شرحا للإيضاح لأبي علي، وشرحا لمختصر الجرمي.

وتوفي في المحرم، وكان مولده في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة،

ص: 322

وعاش اثنتين وتسعين سنة. اشتغل عليه خلق.

415 -

‌ علي بن محمد بن أحمد بن إسماعيل

، أبو الحسن الجرجاني الحناطي المعلم.

توفي قريبا من سنة عشرين، روى عن ابن عدي والإسماعيلي.

416 -

‌ علي بن محمد بن علي بن حُميد

، أبو الحسن، وقيل: أبو محمد، الإسفراييني المقرئ المجود.

روى عن الحسن بن محمد بن إسحاق ابن أخت أبي عوانة الإسفراييني، وغيره. أكثر عنه أبو بكر البيهقي في كتبه.

ومثله في الاسم والبلد علي بن محمد بن علي، أبو الحسن ابن السقاء الإسفراييني. من شيوخ البيهقي أيضا. يروي عن الحسن بن محمد بن إسحاق الإسفراييني. وقد روى البيهقي عنهما معا حديثا؛ قالا: حدثنا الحسن بن محمد، ولكن ابن السقاء أقدم سماعا ووفاة. روى عن أبي العباس الأصم، وابن زياد القطان.

توفي المقرئ في ذي الحجة سنة عشرين، وتوفي ابن السقاء سنة أربع عشرة، ومر.

417 -

‌ عمر بن الحسن بن يونس

، أبو بكر.

توفي في رمضان، أظنه أصبهانيا.

418 -

‌ العنبر بن الطيب بن محمد بن عبد الله بن العنبر

، أبو صالح.

نيسابوري. يروي عن جده لأمه يحيى بن منصور القاضي. روى عنه أبو بكر البيهقي.

419 -

‌ محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز

، أبو نصر العُكبري البقال.

حدث عن أبي علي ابن الصواف، وأحمد بن يوسف بن خلاد. روى عنه

ص: 323

محمد بن علي الصوري، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن محمد بن أبي العلاء.

قال الخطيب: حدثنا عنه الكتاني بدمشق، وكان صدوقا. ذكر لي وفاته ابنه أبو منصور محمد بن محمد في ربيع الأول.

420 -

‌ محمد بن بكر

، أبو بكر النوقاني الطوسي، الفقيه، شيخ الشافعية ومدرسهم بنيسابور.

تفقه عليه أبو القاسم القشيري، وجماعة. وكان قد اشتغل عند الأستاذ أبي الحسن الماسرجسي، وببغداد على البافي، وكان مع فضائله ورعا صالحا خاشعا.

قال محمد بن مأمون: كنتُ مع الشيخ أبي عبد الرحمن السلمي ببغداد، فقال: تعال حتى أريك شابا ليس في جملة الصوفية ولا المتفقهة أحسن طريقة ولا أكمل أدبا منه. فأراني أبا بكر الطوسي.

ومات بنوقان رحمه الله.

421 -

‌ محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن إسحاق

، أبو بكر الرباطي الأصبهاني.

سمع أبا القاسم الطبراني، وعبد الله بن الحسن بن بُندار، وأبا بكر الجعابي، وأبا أحمد العسال، وإبراهيم بن محمد بن إبراهيم الرقاعي. شيخ مُسند يروي عن محمد بن سليمان الباغندي.

وقد زار بيت المقدس وسمع به وأملى مجالس. روى عنه عمر بن الحسن بن سليم المعلم، وأبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن مردويه، وجماعة.

توفي في شهر شعبان.

422 -

‌ محمد بن عبيد الله بن أحمد المسبحي الحراني

، الأمير المختار عز المُلك.

أحد أمراء المصريين وكُتابهم وفُضلائهم، وصاحب التاريخ المشهور. كان على زي الأجناد، واتصل بخدمة الحاكم، ونال منه سعادة.

ص: 324

وله تصانيف عديدة في الأخبار والشُعر والمحاضرة، من ذلك كتاب التلويح والتصريح في الشعر، وهو مائة كراس، وكتاب درك البُغية في وصف الأديان والعبادات، في ثلاثة آلاف وخمسمائة ورقة، وكتاب أصناف الجماع ألف ومائتا ورقة، وكتاب القضايا الصائبة في معاني أحكام النجوم ثلاثة آلاف ورقة.

وُلد بمصر سنة ست وستين وثلاثمائة، وتوفي أبوه بمصر سنة أربعمائة، وتوفي هو في ربيع الآخر سنة عشرين، ورخه ابن خلكان.

423 -

‌ منصور بن هانئ بن محمد

، أبو علي الفقيه.

توفي في صفر. وكان رديء الاعتقاد على دين بني عُبيد، وأقل ذلك الرفض.

ص: 325

ذكر المتوفين تقريبا من رجال هذه الطبقة.

424 -

‌ أحمد بن سعدي بن محمد بن سعدي

، أبو محمد الإشبيلي القيسي.

رحل، فأخذ عن أبي محمد بن أبي زيد. ووصل إلى العراق فأخذ عن القاضي أبي بكر الأبهري.

وكان فقيها محدثا فاضلا. روى عنه أبو عمر الطلمنكي، وحاتم بن محمد وقال: لقِيتُهُ بالمهدية وقد استوطنها، وكان أمرها يدور عليه في الفتوى.

توفي بعد سنة عشر.

425 -

‌ أحمد بن علي

، أبو نصر الزاهد.

شيخ نيسابوري. سمع من الأصم.

روى عنه علي بن أحمد بن الأخرم شيخ الفلكي.

426 -

‌ أحمد بن علي بن أحمد الأصبهاني الصحاف

، الأشقر.

روى عن أبي الشيخ، والقباب، وأبي سعيد ابن الزعفراني، وابن المقرئ. روى عنه أحمد بن جعفر، وظهر سماع أبي الفتح الحداد منه بعد موته.

حدث في عام سبعة عشر.

427 -

‌ أحمد بن علي بن ثابت

، أبو بكر ابن الماوردية.

سمع علي بن محمد بن كيسان، وعمر بن محمد الزيات. وعنه عبيد الله بن إبراهيم القزاز، وأبو الحسن محمد بن أحمد البرداني، وأبو علي ابن البناء البغداديون.

428 -

‌ أحمد بن محمد بن إبراهيم

، أبو سهل المهراني المزكي.

سمع أبا بكر النجاد ببغداد، وحامد الرفاء. وعنه أبو بكر البيهقي.

429 -

‌ أحمد بن محمد بن عبد الله بن يوسف

، أبو الفضل النيسابوري السهلي الأديب الصفار.

ص: 326

حدث عن الأصم، والأستاذ أبي الوليد الفقيه، وأبي الفضل المزكي. وتخرج به أئمة منهم أبو الحسن الواحدي. وروى عنه أبو سعد عبد الله ابن القُشيري، وغيره.

430 -

‌ أحمد بن محمد بن مُزاحم

، أبو سعد النيسابوري الصفار الأديب.

سمع من الأصم. وعنه البيهقي، ومحمد بن يحيى.

431 -

‌ إسماعيل بن أحمد

، أبو الفضل الجُرجاني الصوفي.

حدث بدمشق عن أبي بكر الإسماعيلي، وغيره. وعنه أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني.

432 -

‌ بشر بن محمد بن عبيد الله الخطيب الميهني الصوفي الواعظ

.

رحل وسمع من الطبراني، والإسماعيلي، وإسماعيل بن نُجيد، وأحمد بن عطاء الروذباري، وأبي بكر المفيد. روى عنه محمد بن يحيى المزكي، وأحمد بن أبي سعيد الحافظ.

433 -

‌ بشر بن محمد بن الحسين بن القاسم بن محمش

، أبو سهل الإسفراييني.

شيخ ثقة. حدث عن أبي أحمد بن عدي، وأبي بكر الإسماعيلي، والحسن بن محمد بن إسحاق الإسفراييني.

434 -

‌ جناح بن نُذير بن جناح

، أبو محمد المحاربي الكوفي القاضي.

سمع أبا جعفر بن دُحيم الشيباني. وعنه البيهقي، وأبو البقاء المُعمر بن محمد، وعدة. ولي قضاء الكوفة مُديدة، ثم عزل نفسه.

435 -

‌ الحسن بن الأشعث بن محمد

، أبو علي المنبجي.

ص: 327

روى عن الحسن بن عبد الله بن سعيد البعلبكي، وصالح بن الأصبغ المنبجي. وعنه عبد الجبار بن عبد الله الأردستاني، والحسن بن أبي شيبة المنبجي، وأبو القاسم بن أبي العلاء المُصيصي.

قال علي بن أحمد الشهرزوري: وكان مؤاخيا للشريف الحراني، يعني ابن الأشعث، فاتفق أنه أتاه نعي أخ من إخوانه فقال: هاه، ومات.

436 -

‌ الحسن بن علي بن أحمد بن بشار

، أبو محمد السابوري البصري.

سمع محمد بن أحمد بن محمويه العسكري. وعنه الخطيب.

437 -

‌ الحسين بن أحمد بن علي بن تُبان

، أبو عبد الله ابن التُباني الواسطي البيع.

روى عن أبي محمد ابن السقاء، وأبي بكر محمد بن جعفر الشمشاطي، وعلي بن أحمد الغزال، وأبي بكر البابسيري، وآخرين. روى عنه إبراهيم بن محمد بن خلف الجُماري، وأبو نُعيم أحمد بن علي المقرئ البزاز، وأحمد بن عثمان بن نفيس، والرئيس هبة الله ابن الصفار الكاتب.

قال خميس الحوزي: أملى، وكان ثقة.

آخر من حدث عنه هبة الله ابن الصفار.

قلت: له مجلس يرويه الكندي، أملاهُ في سنة سبع عشرة وأربعمائة، والتُباني: بتاء مضمومة، ثم باء خفيفة، وهي نسبة إلى جده تُبان، والطلبة يغلطون ويقولون: البُناني.

وأما البتاني فرجل مر سنة سبع عشرة وثلاثمائة، اسمه محمد بن جابر.

438 -

‌ الحسين بن علي بن عُبيد الله بن محمد

، أبو علي الرهاوي السُلمي المقرئ، نزيل دمشق.

قرأ القرآن بالروايات على جماعة أكبرهم أبو الصقر رحمة بن محمد بن

ص: 328

أحمد الكفرْتُوثي، صاحب إدريس الحداد، وأبو علي أحمد بن محمد بن إبراهيم الأصفهاني بدمشق، وأحمد بن القاسم الأحول صاحب النقاش، والحسن بن سعيد المطوعي. قرأ عليه أبو علي غلام الهراس، وأبو علي الحسن بن محمد بن الفضل الكرماني شيخ للشهرزُوري.

439 -

‌ حكم بن المنذر بن سعيد

، أبو العاصي القرطبي ابن قاضي الجماعة.

روى عن أبيه، وعن أبي علي القالي، وحج فأخذ عن أبي يعقوب بن الدخيل. روى عنه أبوا عُمر: ابن سُميق، وابن عبد البر.

وكان من أهل المعرفة والذكاء، لا يلحق في الأدب. سكن طُليطلة، وتوفي بمدينة سالم في نحو سنة عشرين، وله شِعر.

440 -

‌ زكريا بن أحمد بن محمد بن يحيى

، أبو يحيى بن أبي حامد النيسابوري البزاز النسابة.

عارف بالنسب والطب والنحو. سمع الكثير بالعراق، وروى الكثير.

وُلد سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، وتوفي قبل العشرين. روى عنه القاضي عبيد الله بن عبد الله الحسكاني.

441 -

‌ سعيد بن محمد بن شعيب بن نصر الله

، أبو عثمان الخطيب الأديب الأندلسي.

روى عن أبي الحسن الأنطاكي، وسمع من أبي علي القالي وهو صغير.

وكان عالما بمعاني القرآن وقراءاته، متقدما في العربية، حافظا ثبتا.

توفي أيضا في حدود العشرين.

442 -

‌ عبد الله بن أحمد بن محمد بن حمويه بن بيهس

، أبو بكر الروذباري الكندي.

روى بهمذان عن الفضل الكندي، وموسى بن محمد بن جعفر، وقيس

ص: 329

ابن نصر النهاوندي، وجماعة كثيرة.

قال شيرويه: هو صدوق. مات سنة ست عشرة. حدثنا عنه محمد بن الحسين الصوفي، وعلي بن أحمد بن هُشيم، وجماعة.

443 -

‌ عبد الله بن عيسى بن إبراهيم بن علي بن شعيب

، الفقيه أبو منصور ابن المحتسب الهمذاني المالكي.

روى عن أبي برزة الروذراوري، وإبراهيم بن محمد بن الممتع، وعيسى بن محمد الفامي، وأبي إسحاق إبراهيم بن محمد المزكي النيسابوري، وأبي الحسن علي بن لؤلؤ الوراق البغدادي، وجماعة.

قال شيرويه: حدثنا عنه أبو علي أحمد بن طاهر القُومساني، وسعد بن حسن القصري، وظفر بن هبة الله الكسائي، ومحمد بن الحسين الصوفي، وسمى جماعة. قال: وكان صدوقا، ثقة فقيها.

444 -

‌ عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد العزيز

، أبو الحسين القُرشي اللهبي ابن أبي صدام.

روى عن أبي عمر بن فضالة، وأبي عبد الله بن مروان، وأبي عمر بن كوذك، والميانجي. وعنه علي الحنائي، وعبد العزيز الكتاني، وأبو سعد السمان، وآخرون.

وكان خيرا صالحا.

445 -

‌ عبد الرحمن بن علي بن محمد بن إبراهيم بن حمدان

، أبو القاسم النيسابوري الشافعي.

ثقة صائن، روى عن أبي الوليد حسان بن محمد الفقيه، وابن نُجيد، وجماعة. وعنه محمد المزكي.

446 -

‌ عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن أحمد بن سورة

، الفقيه، أبو سعد بن أبي سورة النيسابوري الزراد، الفقيه الشافعي المتكلم الأشعري.

ص: 330

ذكره عبد الغافر وقال: كان اسمه في صباه أحمد. سمع الكثير بخراسان وما وراء النهر، وحدث عن أبي الحسن السراج، وأبي عمرو بن نُجيد، وأبي حامد الصائغ، وطبقتهم. وعنه أحمد بن أبي سعد الصوفي.

447 -

‌ عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عقيل

، أبو محمد الأنصاري النيسابوري القطان المستملي، المؤذن.

صالح، دين، ثقة، مُكثر. حدث عن الأصم، وأبي حامد الحسنويي، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم، وأبي زكريا العنبري، وأبي بكر بن إسحاق الصبغي، وجماعة. روى عنه محمد بن يحيى المزكي، وغيره.

448 -

‌ عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن منير

، أبو محمد المنيري الجُرجاني البزاز المعدل.

قدم نيسابور وحدث عن عبد الله بن عدي، وأبي بكر الإسماعيلي، وأحمد بن أبي عمران البخاري، وأبي الحسين بن المظفر، وخلق. وكان أحد من عني بالحديث ورحل فيه. روى عنه أحمد بن أبي سعد المقرئ.

449 -

‌ عبد الواحد بن محمد بن محمد بن يعقوب

، أبو عاصم السجستاني الواعظ.

نبيل جليل، ثقة، حدث بنيسابور عن أبي منصور النضرويي، وأبي الفضل بن خميرويه، وبشر بن محمد المغفلي، ووالده أبي عصمة محمد بن محمد، وطائفة. روى عنه محمد بن يحيى المزكي، وغيره.

450 -

‌ عبد الوهاب بن محمد بن طاهر

، أبو طلحة البُوشنجي.

روى عن حامد الرفاء، ومنصور بن العباس البُوشنجي، وأبي حامد أحمد بن محمد الشاركي، وعنه أبو صالح المؤذن.

ص: 331

451 -

‌ عبيد الله بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز البغدادي

، أخو علي.

روى عن ميمون بن إسحاق، وأبي بكر الشافعي. وعنه الخطيب، وقال: كان صدوقا.

452 -

‌ علي بن أحمد بن محمد بن علي الدمشقي الشرابي

.

عن جده، وخيثمة بن سليمان. وعنه عبد العزيز الكتاني، وعلي بن الخضر، وإبراهيم بن عقيل.

453 -

‌ علي بن الحسن بن محمد بن العباس بن فهر

، أبو الحسن الفهري الفقيه المالكي.

سمع من جماعة، وكان بمصر. وقد صنف فضائل مالك في اثني عشر جزءا. وسمع بالمشرق، سمع منه الدلائي، والمهلب بن أبي صفرة، وقال: لقيته بمصر ومكة، ولم ألق مثله.

454 -

‌ علي بن الحسن ابن النخالي الدلال

.

روى عن أبي بكر الشافعي، وحبيب القزاز. وعنه الخطيب، وقال: صدوق.

455 -

‌ علي بن عمر بن إسحاق

، أبو القاسم الأسداباذي، وأسداباذ: بلد على باب همذان تنزلها قوافل العراق، ويُعرف بالأدمي.

رحل وطوف، وسمع ابن عدي، وأبا بكر الإسماعيلي، وأبا بكر ابن السني، وأبا بكر القطيعي، وأبا الفضل بن خميرويه الهروي.

روى عنه أبو القاسم عبد الرحمن بن منده، وأحمد بن عبد الرحمن الذكواني، وأبو سهل غانم بن محمد، وأبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن مردويه، لقيه في سنة سبع عشرة.

456 -

‌ علي بن القاسم بن محمد بن إسحاق

، أبو الحسن البصري الطابثي، وطابث من قُراها، الفقيه المالكي. تلميذ ابن الجلاب.

ص: 332

أخذ عنه، وعن الفقيه عبد الله الضرير. أخذ عنه أبو العباس الدلال، وأبو محمد الشنجالي، وسكن مصر، وله مصنف في الفقه.

457 -

‌ علي بن محمد بن خلف بن موسى

، أبو الحسن البغدادي، ثم النيسابوري الفقيه.

روى عن أبي بكر الشافعي، وأبي بكر بن خلاد النصيبي، وابن ماسي، وبكار بن أحمد، وأبي بكر أحمد بن السُّني، ويوسف الميانجي، وجعفر بن محمد بن عاصم الدمشقي، وخلق. روى عنه الرئيس في الثقفيات.

وكان فقيها مناظرا، من علماء الشافعية.

458 -

‌ غالب بن علي

، أبو مسلم الرازي.

سمع بجرجان أبا أحمد بن عدي، والإسماعيلي، وببغداد ابن حيويه وأبا بكر الأبهري.

توفي قبل العشرين وأربعمائة.

459 -

‌ محمد بن أحمد بن عبدويه

، أبو بكر الأصبهاني المؤدب.

سمع أحمد بن إبراهيم بن أفرجة، وأبا القاسم الطبراني، وغيرهما. وعنه الرئيس الثقفي في أربعيه.

460 -

‌ محمد بن أحمد بن محمد بن القاسم

، الإمام المقرئ المحدث الرحال أبو أسامة الهروي، نزيل مكة.

سمع أبا الطاهر الذهلي وطبقته بمصر، وأبا علي بن أبي الرمرام والفضل بن جعفر بدمشق، والحافظ محمد بن علي النقاش بتنيس، ومحمد بن العباس بن وصيف بغزة، وأحمد بن عبد الله بن عبد المؤمن بمكة.

حدث عنه ابنه عبد السلام، وأبو علي الأهوازي، وأبو بكر البيهقي، وأبو الغنائم بن الغزاء، ومحمد بن علي المطرز. حدث بدمشق وبمكة، وغير ذلك.

وسماع طلحة بن عُبيد الله الجِيرفتي منه بمكة في سنة أربع عشرة وأربعمائة.

ص: 333

461 -

‌ محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منصور

، أبو بكر النوقاني.

حدث بنوقان عن أبي العباس الأصم. روى عنه البيهقي.

462 -

‌ محمد بن إبراهيم

، أبو بكر الفارسي المشاط.

حدث بنيسابور عن أبي عمرو بن مطر، وإبراهيم بن عبد الله، و‌

‌محمد بن الحسن

السراج، وطبقتهم. روى عنه أبو بكر البيهقي، وعلي بن أحمد الأخرم.

463 -

‌ محمد بن إبراهيم بن عبيد الله

، أبو عبد الله البجاني.

روى عن أبي عيسى الليثي، وتميم بن محمد، والحسن بن رشيق بمصر. روى عنه أبو عمر الطلمنكي، وأبو عمر بن عبد البر.

464 -

محمد بن الحسن، أبو عبد الله ابن الكتاني، الأندلسي القُرطبي الطبيب.

أخذ عن عمه محمد بن الحسين الطب، وخدم الوزير المنصور محمد بن أبي عامر وابنه المظفر، وانتقل في الفتنة إلى سرقسطة.

وكان بارعا في الطب، عارفا بالمنطق والنجوم، وكثير من دين الأوائل. وكان من الأذكياء الموصوفين، أخذ المنطق عن محمد بن عبدون، وعمر بن يونس الحراني، وجماعة.

وتوفي قريبا من سنة عشرين، وله بضعٌ وسبعون سنة. أخذ عنه أبو محمد بن حزم، والمصحفي. وله مصنفات فائقة مشكورة.

465 -

‌ محمد بن الحسين بن إبراهيم بن علي بن عمرويه

، أبو عبد الله الإسفراييني. نزيل غزنة.

قدم نيسابور حاجا، فحدث بها سنة أربع عشرة عن الغطريفي وطبقته. روى عنه أبو صالح المؤذن.

466 -

‌ محمد بن أحمد بن الحسين

، أبو نصر الزعفراني الصيدلاني العابد.

ص: 334

من صالحي نيسابور. حدث عن أبي الحسن السليطي، وأبي عمرو بن نجيد، وعاش نيفا وثمانين سنة.

قال الجكاني: قرأتُ عليه سنة ست عشرة.

روى عنه أبو صالح المؤذن.

467 -

‌ محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن سعيد بن عبد الله بن غلبون

، أبو بكر الخولاني القُرطبي، يعرف بالعواد.

روى عن أبي عيسى الليثي، ويحيى بن هلال، وأبي عبد الله بن الخزاز، وأحمد بن خالد التاجر، وأبي جعفر بن عون الله. وحج فسمع من أبي الفضل أحمد بن محمد المكي، وغيره. حدث عنه ابن أخيه محمد بن عبد الله، وقال: فضائله جمة لا تُحصى، قديم الطلب.

وحدث عنه أيضا أبو محمد بن خزرج، وقال: كان حافظا ثقة، خرج من إشبيلية سنة أربع عشرة وأربعمائة إلى المشرق، وعمره نحو السبعين.

وتوفي بعسقلان.

وحدث عنه القاضي أبو بكر بن منظور، وأبو حفص الهوزني.

468 -

‌ محمد بن عثمان بن مسبح

، أبو بكر المعروف بالجعد الشيباني، أحد العلماء.

أخذ العربية عن ابن كيسان النحوي، وصنف كتاب الناسخ والمنسوخ فجوده، وكتاب غريب القرآن، وكتاب الهجاء، وكتاب المقصور والممدود، وكتاب العلل في النحو، وكتاب العروض، وغير ذلك.

469 -

‌ محمد بن عبد الواحد بن محمد

، أبو البركات الزُبيري المكي.

رحل، وسمع ببغداد أبا سعيد السيرافي، وبمصر أبا بكر المهندس، وبدمشق ودخل الأندلس في آخر عمره، فحمل عنه أبو محمد بن حزم، وأحمد بن عمر بن أنس العُذري.

ص: 335

ذكره الحُميدي.

470 -

‌ محمد بن عبد الواحد بن عبيد الله بن أحمد بن الفضل بن شهريار الحافظ الفقيه

، أبو الحسن الأردستاني الأصبهاني.

مصنف كتاب الدلائل السمعية على المسائل الشرعية، في ثلاث مجلدات. روى فيها عن عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق بن جميل من مُسند أحمد بن منيع، وهذا أكبر شيخ له. وعن الحسن بن علي بن أحمد البغدادي، وأحمد بن إبراهيم العبقسي المكي، وأبي عبد الله بن خُرشيذ قولة، وأبي الطاهر إبراهيم بن محمد الدهني صاحب ابن الأعرابي.

ومحمد بن أحمد بن جِشنِس، وأحمد بن محمد بن الصلت المجبر، وأبي أحمد الفرضي، وإسماعيل بن الحسن الصرصري، وأبي بكر بن مردويه، وخلق.

وتنزل إلى أبي نُعيم الحافظ، وأبي ذر محمد ابن الطبراني. ومن شيوخه محمد بن أحمد بن الفضل صاحب ابن أبي حاتم.

وينصب الخلاف في هذا الكتاب مع أبي حنيفة ومع مالك، وينتصر لإمامه الشافعي، ولكنه لا يتكلم على الإسناد. وفي كتابه غرائب وفوائد تُنبيء ببراعة حفظه. رواه عنه الحافظ أبو مسعود سليمان بن إبراهيم الأصبهاني سماعا، وقد قرئ على أبي بكر محمد بن أحمد بن ماشاذة بإجازته من سليمان والنسخة في آخرها: فرغ الشيخ من تأليفه سنة إحدى عشرة وأربعمائة.

ورأيت في مُعجم الحداد: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن عبيد الله بن أحمد بن الفضل بن شهريار الإمام، قال: أخبرنا ابن المقرئ في صفر سنة ثمانين وثلاثمائة، قال: حدثنا عبدان، قال: حدثنا داهر بن نوح، قال: حدثنا أبو همام عن هُدبة، عن عبد الملك بن عُمير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا صلت المرأة خمسها، وحصنت فرجها، وأطاعت بعلها - دخلت من أي أبواب الجنة شاءت.

ص: 336

قرأته على أحمد بن محمد الحافظ، قال: أخبرنا ابن خليل، قال: أخبرنا مسعود الجمال، قال: أخبرنا أبو علي الحداد، فذكره.

471 -

‌ محمد بن علي بن خُشيش

، أبو الحسين التميمي المقرئ بالكوفة.

روى عن محمد بن علي بن دُحيم الشيباني. روى عنه أبو بكر البيهقي.

472 -

‌ محمد بن عمر بن محمد بن زيلة

، أبو بكر المديني الأصبهاني.

سمع عبد الله بن الحسن بن بندار، والطبراني، وعدة. له فوائد رواها عنه أحمد بن عبد الغفار بن أشتة، سمع منه سنة أربع عشرة.

473 -

‌ محمد بن محمد بن حمدويه النيسابوري

.

أملى عن محمد بن صالح بن هانئ، وغيره. وعنه البيهقي.

474 -

‌ محمود بن المُثنى بن المغيرة

، أبو القاسم الشيرازي الداودي، المعروف بالضراب. نزيل جرجرايا.

سمع المفيد، وأبا بكر القطيعي، ومخلد بن جعفر الباقرحي، وعنه عبد الكريم بن محمد بن هارون الشيرازي، وحمد بن الحسن الدينوري، وهناد بن إبراهيم النسفي، وسليمان بن إبراهيم الحافظ. لقيه سليمان في سنة تسع عشرة وأربعمائة.

475 -

‌ أبو محمد الكتراتي القيرواني الفقيه المالكي

.

ورِع، عالم، ذكره القاضي عياض في طبقات المالكية، فقال: سُئل عمن أكرهه بنو عبيد، يعني خُلفاء مصر، على الدخول في دعوتهم أويُقتل؟ قال: يختار القتل، ولا يُعذر أحد بهذا الأمر. كان أول دخولهم قبل أن يعرف أمرهم، وأما بعد فقد وجب الفرار، فلا يُعذر أحد بالخوف بعد إقامته؛ لأن المقام في موضع يُطلبُ من أهله تعطيل الشرائع لا يجوز.

وإنما أقام من أقام من الفقهاء على المباينة لهم؛ لئلا تخلو للمسلمين حدودهم فيفتنوهم عن دينهم.

وقال يوسف الرُعيني: أجمع العلماء بالقيروان على أن حال بني عُبيد حال المرتدين والزنادقة؛ لما أظهروا من خلاف الشريعة.

ص: 337

476 -

‌ أبو هلال العسكري

.

الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران اللغوي، الأديب، صاحب المصنفات الأدبية.

أتوهم أنه بقي إلى هذا العصر.

تلمذ للعلامة أبي أحمد العسكري، وحمل عنه وعن أبي القاسم بن شيران، وغير واحد، وما أظنه رحل من عسكر مُكرم. روى عنه الحافظ أبو سعد السمان، وأبو الغنائم بن حماد المقرئ الأهوازي، وأبو حكيم أحمد بن إسماعيل بن فُضلان العسكري، ومظفر بن طاهر الأشتري، وآخرون.

أخبرني أبو علي ابن الخلال، قال: أخبرنا جعفر، قال: أخبرنا السلفي، قال: سألت أبا المظفر الأبيوردي بهمذان عن أبي هلال العسكري، فأثنى عليه ووصفه بالعِلم والعفة معا، وقال: كان يتبزز احترازا من الطمع والدناءة والتبذل.

قال السلفي: وكان الغالب عليه الأدب والشعر، وله مؤلف في اللغة وسمه بالتلخيص، وكتاب صناعتي النظم والنثر مفيد جدا.

قلتُ: ولأبي هلال كتاب الأمثال، وكتاب معاني الأدب، وكتاب من احتكم من الخلفاء إلى القُضاة، وكتاب التبصرة، وكتاب شرح الحماسة، وكتاب الدرهم والدينار، وكتاب التفسير في خمس مجلدات، وكتاب فضل العطاء، وكتاب لحن الخاصة.

وكتاب معاني الشعر، وكتاب الأوائل، وذكر أنه فرغ من تصنيف هذا الكتاب في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة. وله ديوان شعر، ويقال: إنه ابن أخت أبي أحمد شيخه.

أخبرنا ابن الخلال، قال: أخبرنا جعفر، قال: أخبرنا السلفي قال: أنشدنا محمد بن علي المقرئ في آخرين بالأهواز قالوا: أنشدنا أبو الغنائم الحسن بن علي بن حماد قال: أنشدني أبو هلال العسكري لنفسه:

قد تعاطاك شبابٌ وتغشاكَ مَشِيبٌ فأتى ما ليس يمضي ومضى ما لا يؤوبُ فتأهبْ لسقامِ ليس يَشفيهِ طبيبُ لا توهمه بعيدا إنما الآتي قريبُ (آخر الطبقة والحمد لله)

ص: 338

‌الطبقة الثالثة والأربعون

421 - 430 هـ

ص: 339

بسم الله الرحمن الرحيم

(الحوادث)

‌سنة إحدى وعشرين وأربعمائة

في عاشوراء أغلق أهل الكرخ أسواقهم، وعلقوا عليها المسوح وناحوا؛ وذلك لأن السلطان انحدر عنهم فوقع القتال بينهم وبين السُّنة. ثم أُنزلت المسوح وقتل جماعة من الفريقين، وخربت عدة دكاكين، وكثرت العملات من البرجمي مقدم العيارين وأخذ أموالا عظيمة.

وفيها دخل جلال الدولة وعسكره إلى الأهواز ونهبتها الأتراك وبدّعوا بها، وزاد قيمة الذي أخذ منها على خمسة آلاف ألف دينار، وأحرقت عدة أماكن، بل ما يمكن ضبطه.

وفي جمادى الأولى جلس القادر بالله، وأذن للخاصة والعامة، وذلك عقيب شكاة عرضت له، وأظهر في هذا اليوم تقليد ولده أبي جعفر بولاية العهد وهنّأ الناس أبا جعفر ودعوا له، وذكر في السكة والخطبة.

وجاء الخبر أن مطلوبا الكردي غزا الخزر فقتل وسبى وغنم وعاد، فاتبعوه وكسروه واستنقذوا الغنائم والسبي، وقتلوا من الأكراد والمطوعة أكثر من عشرة آلاف، واستباحوا أموالهم.

وكان ملك الروم، لعنه الله، قد قصد حلب في ثلاثمائة ألف، ومعه أموال على سبعين جمازة، فأشرف على عسكره مائة فارس من العرب، وألف راجل، فظنّ أنها كبسة، فلبس ملكهم خفا أسود حتى يخفى أمره، فهرب، وأخذوا من خاصه أربعمائة بغل بأحمالها، وقتلوا من جيشه مقتلةً عظيمة.

وفي شوال اجتمع الهاشميون إلى جامع المنصور، ورفعوا المصاحف

ص: 341

واستنفروا الناس، فاجتمع له الفقهاء، وخلقُ من الكرخ وغيرها، وضجوا بالاستعفاء من الأتراك. فلما رأوهم قد رفعوا أوراق القرآن على القصب رفعوا لهم قناةً عليها صليب، وترامى الفريقان بالآجر والنشاب وقتل طائفة، ثم أصلح الحال.

وكثرت العملات والكبسات من البرجمي ورجاله، وأخذ المخازن الكبار وفتح الدكاكين، وتجدد دخول الأكراد المتلصصة إلى بغداد، وأخذوا خيل الأتراك من الإصطبلات.

ولم يخرج ركب من العراق في هذه السنة.

وتوفي ابن حاجب النعمان الكاتب.

وفيها اشترى ملك الروم النصراني نصف مدينة الرها بعشرين ألف دينار من ابن عطير النميري، فهدم الملعون المساجد وأجلى المسلمين منها. ثم أخذها السلطان ملكشاه سنة تسع وسبعين، وسلمها إلى الأمير توران. ثم أخذتها الفرنج في أول ظهورهم على البلاد سنة اثنتين وتسعين، وبقيت بأيديهم إلى أن افتتحها زنكي والد الملك نور الدين محمود سنة تسع وثلاثين وخمسمائة.

‌سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة

في المحرم نقب اللصوص دار المملكة وأخذوا قماشا وهربوا، وأقام التجار على المبيت في الأسواق، وأمر العيارين يتفاقم؛ لأن أمور الدولة منحلة، فلا قوة إلا بالله.

وفيها عزل أبو الفضل محمد بن عليّ بن عبد العزيز بن حاجب النعمان عن كتابة الإنشاء للقادر بالله، وكانت مباشرته سبعة أشهر؛ لأنه لمّا توفي أبوه أبو الحسن وأقيم مقامه لم تكن له دربة بالعمل.

وفيها عزم الحرمي الصوفي الملقب بالمذكور على الغزو، واستأذن السلطان، فأذن له وكتب له منشورا، وأعطي منجوقا، واجتمع إليه طائفة فقصد الجامع للصلاة ولقراءة المنشور، ومرّ بطاق الحراني وعلى رأسه المنجوق وقدامه الرجال بالسلاح، وصاحوا بذكر أبي بكر وعمر وقالوا: هذا

ص: 342

يوم معاوي. فرماهم أهل الكرخ، وثارت الفتنة، ومنعت الصلاة، ونهبت دار الشريف المرتضى، فخرج مروعا، فجاءه جيرانه الأتراك فدافعوا عنه وعن حرمه، وأحرقت إحدى سرياته.

ونهبت دور اليهود وطُلبوا؛ لأنهم أعانوا أهل الكرخ فيما قيل. ومن الغد اجتمع عامة السنة، وانضاف إليهم كثير من الأتراك، وقصدوا الكرخ، فأحرقوا الأسواق، وأشرف أهل الكرخ على خطة عظيمة.

وركب الخليفة إلى الملك والإسفهسلارية ينكر ذلك، وأمر بإقامة الحد في الجُناة، فركب وزير الملك، فوقعت في صدره آجرة وسقطت عمامته، وقتل من أهل الكرخ جماعة، وانتهب الغلمان ما قدروا عليه، وأحرق وخرب في هذه الفتنة سوق العروس، وسوق الصفارين، وسوق الأنماط، وسوق الزياتين، وغير ذلك.

وزاد الاختلاف والفرقة، وعبر سكران بالكرخ فضُرب بالسيف فقتل، ولم يجر في هذه الأشياء إنكار من السلطان لسقوط هيبته.

ثم قتلت العامة الكلالكي، وكان ينظر في المعونة، وتبسط العوام وأثاروا الفتن، ووقع القتال في البلد من الجانبين، واجتمع الغلمان، وأظهروا الكراهة للملك جلال الدولة، وشكوا اطراحهم واطراح تدبيرهم، وأشاعوا أنهم يقطعون خطبته.

وعلم الملك فقلق، وفرق مالا في بعضهم، ووعدهم وحلف لهم. ثم عادوا للخوض في قطع خطبته، وقالوا: قد وقفت أمورنا وانقطعت موادنا ويئسنا من خير ذا، ودافع عنه الخليفة. هذا، والعامة في هرج وبلاء، وكبسات وويل.

وأقبلت النصارى الروم، فأخذوا من الشام قلعة فامية.

ومات في آخر السنة القادر بالله، واستخلف القائم بأمر الله، وله إحدى وثلاثون سنة، وأمه أم ولد أرمنية اسمها بدر الدجى، أدركت خلافته.

فأول من بايعه الشريف المرتضى، وقال: إذا ما مضى جبل وانقضى فمنك لنا جبل قد رسى وإنا فُجعنا لبدر التمام وعنه لنا ناب بدر الدجى لنا حزن في محل السرور وكم ضحك في خلال البكا فيا صارما أغمدته يدٌ لنا بعدك الصارم المنتضى

ص: 343

ولما حضرناك عند البياع عرفنا بهديك طرق الهدى فقابلتنا بوقار المشيب كمالا وسنك سن الفتى وصلى بالناس في دار الخلافة المغرب، ثم بايعه من الغد الأمير حسن بن عيسى ابن المقتدر، ولم يركب السلطان للبيعة غضبا للأتراك وذلك لأنهم هموا بالشغب، لأجل رسمهم على البيعة، فتكلم تركي بما لا يصلح في حق الخليفة، فقتله هاشمي، فثار الأتراك وقالوا: إن كان هذا بأمر الخليفة خرجنا عن البلد، وإن لم يك فيسلم إلينا القاتل.

فخرج توقيع الخليفة: لم يجر ذلك بإيثارنا، ونحن نقيم في القاتل حد الله. ثم ألحوا في طلب رسم البيعة، فقيل لهم: إن القادر لم يخلف مالا. ثم صولحوا على ثلاثة آلاف دينار. فعرض الخليفة خانا بالقطيعة وبستانا وشيئا من أنقاض الدور على البيع.

ووزر له أبو طالب محمد بن أيوب، ثم جماعة منهم: أبو الفتح بن دارست، وأبو القاسم ابن المسلمة، وأبو نصر بن جهير. وكان قاضيه أبو عبد الله ابن ماكولا، ثم أبو عبد الله الدامغاني، وكان للقائم عناية بالأدب.

وفي ثامن عشر ذي الحجة عملت الشيعة يوم الغدير، وعمل بعدهم أهل السنة الذي يسمونه يوم الغار، وهذا هذيان وفشار. ثم إن العيارين ألهبوا الناس بالسرقة والكبسات، ونزلوا بواسط على قاضيها أبي الطيب وقتلوه، وأخذوا ما وجدوا.

ولم يحج أحد من العراق لاضطراب الوقت.

وخرجت السنة ومملكة جلال الدولة ما بين بغداد وواسط والبطائح، وليس له من ذلك إلا الخطبة. فأما الأموال والأعمال فمنقسمة بين الأعراب والأكراد، والأطراف منها في أيدي المقطعين من الأتراك، والوزارة خالية من ناظر فيها، والخلافة مستضعفة، والناس بلا رأس. فلِلّهِ الأمر.

‌سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة

في المحرم خرجوا ببغداد للاستسقاء.

وفي عاشوراء عُلقت المسوح وناحوا، أقام ذلك العيارون.

ص: 344

وفيها ثار أهل الكرخ بالعيارين فهربوا، وكبسوا دورهم ونهبوا سلاحهم، وطلبوا من السلطان المعاونة؛ لأن العيارين نهبوا تاجرا فغضب له أهل سوقه، فرد العيارون بعض ما أخذوا، ثم كبسوا دار ابن الفلو الواعظ وأخذوا ماله، وأخذوا في الكبسات، وانضاف إليهم مولدوا الأتراك وحاشيتهم.

ثم إن الغلمان صمموا على عزل جلال الدولة وإظهار أمر أبي كاليجار، وتحالفوا وقالوا: لا بد أن يروح عنا إلى واسط. ثم قطعوا خطبته، فانزعج وأنفذ سراريه إلى دار الخلافة، وخير الباقيات في أن يعتقهن، وطلب من الغلمان أن يخفروه، وقال: لا أخرج على غير قاعدة.

وامتلأ جانبا دجلة بالناس، وترددت الرسل إلى الملك بالنزوح، وقال: ابعثوا معي مائة غلام يحرسوني. فقالوا: بل عشرون. فقال: أريد سفينة تحملني، ونفقة تُوصلني. فقرروا بينهم إطلاق ستين دينارا نفقة، فالتزم بعض القواد منها بثلاثة دنانير. فلما كان الليل خرج نفر من غلمانه إلى عكبرا على وجه المخاطرة فبادر الغلمان إلى دار المملكة فنهبوها.

وكتب الملأ إلى أبي كاليجار بما فعلوه من اجتماع الكلمة عليه، وطلبوا منه من ينوب عنه. فلما بلغه قال: هؤلاء الأتراك يكتبون ما لا يعتقدون الوفاء به ولا يصدقون. فإن كانوا محقين في طاعتهم فليظهروا شعارنا وليخرجوا من عندهم، ولا أقل من أن يسيروا إلي منهم خمسمائة غلام لأتوجه معهم.

وكان وزيره ابن قبة الذي وقف الكتب على العلماء، وهي تسعة عشر ألف مجلد، فيها أربعة آلاف بخط ابن مقلة.

ثم اختلت المملكة، وقطع عن جلال الدولة المادة التي حتى باع من ثيابه الملبوسة في الأسواق، وخلت داره من حاجب وفراش، وقطع ضرب الطبل لانقطاع الطبالين، وتخبط أمر بغداد، ومد الأتراك أيديهم إلى النهب، وتشاور القواد أن يخطبوا للملك أبي كاليجار، وتوقفوا.

وخرج جلال الدولة إلى عكبرا وقصد كمال الدولة أبا سنان فاستقبله أبو سنان وقبل الأرض وقال: خزائني وأولادي لك، وأنا أتوسط بينك وبين جندك، وزوجه ابنته. ثم جاءه جماعة من الجند معتذرين، وأعيدت خطبته.

ص: 345

وجاءته رسل الخليفة وهو يستوحش له.

ثم بعث الخليفة القاضي أبا الحسن الماوردي والطواشي مبشرا إلى الأهواز إلى أبي كاليجار. قال الماوردي: فقدمنا عليه فأنزلنا، وحملت إلينا أموال كثيرة، وأحضرنا وقد فرشت دار الإمارة، ووقف الخواص على مراتبهم من جانبي سريره، وفي آخر الصفين ستمائة غلام دارية بالبزة الحسنة الملونة، فخدمنا وسلمنا عليه وأوصلنا الكتاب.

وتردد القول بين إخبار واستخبار، وانصرفنا. ثم جرى القول فيما طلب من اللقب، واقترح أن يكون اللقب: السلطان الأعظم، مالك الأمم. قلنا: هذا لا يمكن؛ لأن السلطان المعظم الخليفة، وكذلك مالك الأمم.

فعدلوا إلى: ملك الدولة. فقلت: هذا ربما جاز. وأشرت بأن يخدم الخليفة بألطاف، وقالوا: يكون ذلك بعد التلقيب.

قلت: الأوْلى أن يقدم. ففعلوا. وحملوا معي ألفي دينار، وثلاثين ألف درهم نقرة، ومائتي ثوب ديباج، وعشرين منا عود، وعشرة أمناء كافور، وألف مثقال عنبر، وألف مثقال مسك، وثلاثمائة صحن صيني.

ووقع بإقطاع وكيل الخدمة خمسة آلاف دينار من معاملة البصرة، وأن يسلم إليه ثلاثة آلاف قوصرة تمر كل سنة. وأفرد عميد الرؤساء أبو طا ب بن أيوب بخمسمائة دينار وعشرة آلاف درهم، وعشرة أثواب، وعدنا إلى بغداد، فرسم لي الخروج إلى جلال الدولة، فأجريت معه حديث اللقب، وما سأله الملك. فثقل عليه ذلك، واقتضى وقوف الأمر.

واستمر تأخر الأمطار، واستسقوا مرتين وما سقوا، وكان الذين خرجوا إلى الاستسقاء عددا قليلا، وأجدبت الأرض، وهلكت المواشي، وتلف أكثر الثمار.

وكبس رئيس العيارين البرجمي خانا فأخذ ما فيه، فقوتل، فقتل جماعة، وكان يأخذ كل مصعد ومنحدر، وكبس دارا وأخذ ما فيها وأحرقها. هذا والعسكر ببغداد.

واجتمع الخدم ومنعوا من الخطبة للخليفة لأجل تأخر رسم البيعة، فلم تصل الجمعة، ثم تلطف في الأمر في الجمعة الآتية.

ص: 346

وفيها حلف الملك للخليفة يمينا حضرها المرتضى وقاضي القضاة، وركب الوزير أبو القاسم ابن المسلمة من الغد، فحضر عند الخليفة هو والمرتضى والقاضي، فحلف للملك وهي:

أقسم عبد الله أبو جعفر القائم بأمر الله بالله الذي لا إله إلا هو الطالب الغالب المدرك المهلك، عالم السر والعلانية، وحق رسول الله صلى الله عليه سلم، وحق القرآن العظيم - لأقيمن لركن الدين جلال الدولة أبي طاهر ابن بهاء الدولة أبي نصر على إخلاص النية والصفاء بما يصلح حاله، ويحفظ عليه مكانه. ولأكونن له على أفضل ما يؤثر من حراسته، ولوزير الوزراء أبي القاسم وسائر حاشيته، وإقراره على رتبته. له بذلك عليّ عهد الله وميثاقه، وما أخذ على ملائكته المقربين، وأنبيائه المرسلين، والله يشهد عليّ، وهذه اليمين مني والنية فيها بنية جلال الدولة.

وفي جمادى الأولى عند تصويب الشمس للغروب انقض كوكب كبير كثير الضوء.

وزاد شر العيارين حتى ولي ابن النسوي فردعهم وانكفوا.

وهاجت ريح عظيمة ثلاثة أيام احتجبت منها السماء والشمس، ورمت ترابا أحمر ورملا.

وغلت الأسعار، وتلفت غلات الموصل، ولم ترد البذار، وكذلك الأهواز وواسط.

ووصلت الأخبار عن الإحساء وتلك النواحي بأن الأقوات عدمت، واضطرت الأعراب إلى أكل مواشيهم ثم أولادهم، حتى كان الواحد يعاوض بولده ولد غيره لئلا تدركه رقة إذا ذبحه.

وفي شوال انقض ليلة الاثنين كوكب أضاءت منه الأرض، وارتاع له العالم، وكان في شكل الترس، ولم يزل يقل حتى اضمحل.

وفي شوال سكر جلال الدولة ونزل من داره في سميرية متنكرا إلى دار الخلافة، ومعه ثلاثة، وصعد إلى بستان، ورمى بعض مغنياته القصب، ودخل منه، وجلس تحت شجرة، واستدعى نبيذا يشربه، وزمر الزامر.

فعرف الخليفة ذلك، فشق عليه وأزعجه. ثم خرج إليه القاضي ابن أبي موسى، والحاجب أبو

ص: 347

منصور بن بكران، فحدثاه ووقفا بين يديه وقالا: قد سر الخليفة بقرب مولانا وانبساطه، وأما النبيذ والزمر فلا ينبغي. فلم يقبل ولا امتنع، وقال: قل لأمير المؤمنين: أنا عبدك، وقد حصل وزيري أبو سعد في دارك، ووقف أمري بذلك فأريد أتسلمه. وأخذوا يدارونه حتى نزل في زبزبه، وأصعد إلى دار المملكة. واجتمع خلق من الناس على دجلة.

فلما كان من غد استدعى الخليفة المختص أبا غانم، وأبا الوفاء القائد وقال: إنا قد عرفنا ما جرى أمس، وإنه أمر زاد عن الحد وتناهى في القبح واحتملناه، وكان الأوْلى لجلال الدولة أن يتنزه عن فعله وينزهنا عن مثله - في كلام طويل - فإن سلك معنا الطريقة المثلى، وإلا فارقنا هذا البلد ودبرنا أمرنا.

فقبلا الأرض ومضيا إلى الملك، فركب بعد ذلك في زبزبه، وأشعر الخليفة بحضوره للاعتذار، فنزل إليه عميد الرؤساء وخدم، وقال: تذكر حضوري للخدمة واعتذاري. فرجع الجواب بقبول العذر. ثم مضى إلى الميدان ولعب بالصولجان.

ولم يحج ركب العراق لفساد الطريق، وورد من مصر كسوة الكعبة، وأموال للصدقة وصلات لأمير مكة.

وورد الخبر بوباء عظيم بالهند وغزنة وأصبهان وجرجان والري، وأن ذلك قد زاد على مجاري العادة. وخرج من أصبهان فيه أربعون ألف جنازة، ومات بالموصل بالجدري أربعة آلاف صبي.

وخرجت السنة ومملكة جلال الدولة مشتملة على ما بين الحضرة وواسط والبطيحة، وليس له من جميع ذلك إلا إقامة الاسم، وأما الوزارة فخالية عن آمر فيها.

وجاء إلى أصبهان مسعود بن محمود بن سُبكتكين فنهب البلد، وقتل عالما لا يحصى.

‌سنة أربع وعشرين وأربعمائة

فيها هُنئ الخليفة بالعافية من جدري أصابه، وكتم ذلك إلى أن عُوفي.

وكبس البرجمي دربا وأخذ أموالا. وتفاوض الناس أن جماعة من الجند خرجوا إليه وواكلوه، فخاف الناس ونقلوا الأموال إلى دار الخلافة، وواصلوا

ص: 348

المبيت في الأسواق والدروب، فقتل صاحب الشرطة بباب الأزج، واتصلت العملات. وأخذ من دار تاجر ما قيمته عشرة آلاف دينار، وبقي الناس لا يتجاسرون على تسميته إلا أن يقولوا: القائد أبو علي.

وشاع عنه أنّه لا يتعرض لامرأة، ولا يمكن أحدا من أخذ شيء عليها أو معها. فخرج جماعة من القواد والجند وطلبوه لمّا تعاظم خطره وزاد بلاؤه. فنزلوا الأجمة التي يأوي إليها، وهي أجمة ذات قصب كثير تمتد خمسة فراسخ، وفي وسطها تل اتخذه معقلا، ووقفوا على طرقها. فخرج البرجمي وعلى رأسه عمامة فقال: من العجب خروجكم إلي وأنا كل ليلة عندكم، فإن شئتم أن ترجعوا وأدخل إليكم، وإن شئتم أن تدخلوا فافعلوا.

ثم زادت العملات والكبسات، ووقع القتال في القلائين وفي القنطرتين، وأحرقت أماكن وأسواق ومساجد، ونهب درب عون وقلعت أبوابه، ودرب القراطيس، وغير ذلك.

ثم ثارت الجند ووقعوا في السلطان، وأنهم ضائعون، واجتمعوا وراسلوه أن ينتقل إلى واسط أو البصرة، واعتقلوه وأنزلوه سميرية وابتلت ثيابه وأهين. ثم رجموه وأخرجوه ومشوا به ثم أعطاه بعض الأتراك فرسه فركبها.

وواجههوه بالشتم، ثم أنزلوه فوقف على العتبة طويلا، ثم أدخل المسجد. ثم تآمروا على نقله إلى دار المهلبية.

وخرج القائد أبو الوفاء ومعه عشرون غلاما وحاشية الدار والعوام ومن تاب من العيارين، وهجموا على الأتراك فتفرقوا، وأخذوه من أيديهم وأعادوه إلى داره، وكان ذلك في رمضان.

ثم عبر في آخر الليل إلى الكرخ، فتلقاه أهلها بالدعاء، فنزل في الدار التي للشريف المرتضى.

ثم اجتمع الأتراك وعزموا على عقد الجسر والعبور إلى الكرخ؛ ليأخذوا الملك. ثم وقع بينهم الخلف وقالوا: ما بقي من بني بويه إلا هذا، وابن أخيه أبو كاليجار قد سلم الأمر إليه ومضى إلى فارس. ثم كتبوا إليه رقعة: نحن عبيدك وقد ملَّكناك أمورنا من الآن، وقد تعدينا عليك، ولكن نكلمك في مصالحنا، فتعتذر إلينا ولا نجد لذلك أثرا، ولك ممالك كثيرة فيجوز أن تطرح ذلك مدة، وتوفر علينا هذه الصبابة من المادة، والصواب أن لا تخالفنا.

وأنفذوا الرقعة إلى المرتضى ليعرضها عليه، فأجاب بأنّا معترفون لكم بما

ص: 349

ذكرتم، وما يحصل لنا نصرفه إليكم.

فلما وصل القول نفروا وقالوا: هذا غرضه المدافعة. ثم حلفوه على صلاح النية، وبعد ذلك دخلوا وقبلوا الأرض بين يديه، وهو في دار المرتضى، وسألوه الصفح، وركب معهم إلى دار المملكة.

ثم زاد أمر العملات والكبسات، وتعدوا إلى الجانب الشرقي فأفسدوا. ووقع القتال، وحمل العيارون السلاح، وكثر الهرج.

ثم ثار العوّام إلى جامع الرصافة ببغداد فمنعوا من الخطبة، ورجموا القاضي أبا الحسين ابن الغريق، وقالوا: إن خطبت للبرجمي، وإلا فلا تخطب لخليفة ولا لملك.

ثم أقيم على المعونة أبو الغنائم بن عليّ، فركب وطاف وقتل، فوقعت الرهبة.

ثم إن بعض القواد أخذ أربعةً من أصحاب البرجمي فاعتقلهم، فاحتد البرجمي وأخذ أربعة من أصحاب ذلك القائد، وجاء بهم إلى دار القائد فطرق عليه الباب فخرج، ووقف خلف الباب فقال له: قد أخذت أربعة من أصحابك فأطلق أصحابي لأطلق أصحابك، وإلا ضربت أعناقهم وأحرقت دارك. فأطلقهم له.

ومما يشاكل هذا الوهن أن بعض أعيان الأتراك أراد أن يطهر ولده، فأهدى إلى البرجمي حملانا وفاكهة وشرابا، وقال: هذا نصيبك من طهور ولدي؛ يداريه بذلك.

ولم يحج العراقيون ولا المصريون أيضا خوفا من البادية.

وحج أهل البصرة مع من يخفرهم، فغدروا بهم ونهبوهم، فالأمر لله.

‌سنة خمس وعشرين وأربعمائة

كان العيارون مواصلين للعملات بالليل والنهار، ومضى البرجمي إلى العامل الذي على المأصر الأعلى، فقرر معه أن يعطيه كل شهر دنانير من الارتفاع. ثم أخذ عدة عملات كبار. هذا والناس يبيتون في الأسواق. ثم جد السلطان والخليفة في طلب العيارين.

ص: 350

وورد كتاب من نصيبين أن ريحا سوداء هبت، فقلعت من بساتينها أكثر من مائتي ألف شجرة، وأن البحر جزر في تلك الناحية نحو ثلاثة فراسخ، وخرج الناس يتبعون السمك والصدف، فرد البحرّ فغرق بعضهم.

وكان بالرملة زلازل خرج الناس منها إلى البر، فأقاموا ثمانية أشهر، وهدمت الزلازل ثلث البلد، وتعدت إلى نابلس، فسقط بعض بنيانها، وهلك ثلاثمائة نفس، وخسف بقرية، وسقط بعض حائط بيت المقدس، وسقطت منارة عسقلان، ومنارة غزة.

وكثر الموت بالخوانيق ببغداد والموصل، وكان أكثره في النساء. واتصل الخبر بما كان بفارس من الوباء، حتى كانت الدور تسد على أصحابها.

وفيها أُسقط ما كان على الملح من الضريبة، وكان ارتفاعه في السنة نحو ألفي دينار. خاطب الملك في ذلك الدينوري الزاهد.

ثم عاد العيارون وانتشروا، واتصلت الفتن بأهل الكرخ مع أهل باب البصرة، ووقع القتال بينهما، وانشرت العرب ببادريا وقطربل، ونهبوا النواحي، وقطعوا السبل، ووصلوا إلى أطراف بغداد، وسلبوا الحريم في المقابر.

وعاد الجند إلى الشغب، وقويت أيديهم على خاص السلطان، واستوفوا الجوالي وحاصل دار الضرب.

وفي رمضان غرق البرجمي بفم الدجيل، أخذه معتمد الدولة فغرقه، فبذل له مالا كثيرا على أن يتركه، فلم يقبل. ودخل أخو البرجمي إلى بغداد، فأخذ أخا له من سوق يحيى، وخرج فتتبع وقتل.

وفي شوال روسل المرتضى بإحضار العيارين إلى داره، وأن يقول لهم: من أراد منكم التوبة قبلت توبته، ومن أراد خدمة السلطان استخدم مع صاحب المعونة، ومن أراد الانصراف عن البلد كان آمنا على نفسه ثلاثة أيام. فعرض ذلك عليهم، فقالوا: نخرج، وتجدد الفساد والاستيفاء.

وفي ذي القعدة انقض شهاب كبير مهول، ثم بعد جمعة انقض شهاب ملأ ضوؤه الأرض وغلب على ضوء المشاعل، وروع من رآه. وتطاول مكثه على ما جرت به عادة أمثاله، حتى قيل: انفرجت السماء لعظم ما شوهد منه.

وفي ذي الحجة وقع الفناء ببغداد، فذكر أنّه مات فيها سبعون ألفا.

ص: 351

‌سنة ست وعشرين وأربعمائة

تجدد في المحرم وصول العرب إلى أطراف الجانب الغربي، فعاثوا ونهبوا. ثم ظهر قوم من العيارين ففتكوا وقتلوا. فنهض أبو الغنائم بن عليّ المتولي فقتل اثنين، فعاودوا الخروج وقتلوا رجلين، وقاتلوا أبا الغنائم.

وتتابعت العملات، فنهض أبو الغنائم ومسك وقتل. ثم عاد الفساد والعيارون يكمنون في دور الأتراك، ويخرجون ليلا، وكتب العيارون رقاعا يقولون فيها: إن صُرف أبو الغنائم عنا حفظنا البلد، وإن لم يصرف ما نترك الفساد.

وكبس غلام قراحا للخليفة ونهب من ثمره، فامتعض الخليفة وكتب إلى الملك والوزير بالقبض عليه وتأديبه، فتوانوا لضعف الهيبة. فزاد حنق الخليفة، فأمر القضاة بالامتناع من الحكم، والفقهاء من الفتوى، والخطباء من العقود، وعمل على غلق الجوامع، فحمل الغلام ورسم عليه ثم أطلق.

وزادت الفتن، وكثر القتل، ومنع أهل سوق يحيى من حمل الماء من دجلة إلى أهل باب الطاق والرصافة، وخذل الأتراك والسلطان في هذه الأمور حتى لو حاولوا دفع فساد لزاد، وتملك العيارون البلد.

وفيها وصل كتاب السلطان مسعود بن محمود بفتح فتحه بالهند، ذكر فيه أنّه قتل من القوم خمسين ألفاًً، وسبى سبعين ألفا، وغنم منهم ما يقارب ثلاثين ألف ألف درهم. فرجع وقد ملك الغز بلاده، فأوقع بهم، وفتح جرجان وطبرستان.

واشتد البلاء بالعيارين، وتجهرموا بالإفطار في رمضان، وشرب الخمور، والزنا. وعاد القتال بين أهل المحال، وكثرت العملات، واتسع الخرق على الراقع، وقال الملك: أنا أركب بنفسي في هذا الأمر. فما التفتوا له، وتحير الناس، وعظم الخطب، وهاجت العرب، وقطعوا الطرق.

وعلمت الروم بوهن المسلمين، فوصلوا إلى أعمال حلب فاستباحوها، فالتقاهم شبل الدولة ابن مرداس فهزمهم.

ونهبت عرب خفاجة الكوفة، فلا قوة إلا بالله.

ص: 352

‌سنة سبع وعشرين وأربعمائة

في المحرم كبس العيارون دارا فأخذوا ما فيها، ورد أبو محمد ابن النسوي لكشف العملة، فأخذ هاشميا فقتله، فثار أهل الناحية ورفعوا المصاحف على القصب، ومضوا إلى دار الخلافة، وجرى خطب طويل.

وفي ربيع الآخر دخل العيارون بغداد في مائة نفس من الأكراد والأعراب، فأحرقوا دار ابن النسوي، وفتحوا خانا وأخذوا ما فيه، وخرجوا بالكارات على رؤوسهم، والناس ينظرون.

وشغب الجند على جلال الدولة وقالوا: هذا البلد لا يحملنا وإياك، فاخرج فإنه أولى بك. قال: كيف يمكنني الخروج على هذه الصورة؟ أمهلوني ثلاثة أيام حتى آخذ حرمي وولدي وأمضي. فقالوا: لا تفعل.

ورموه بآجرة، فتلقاها بيده، وأخرى في كتفه، فاستجاش بالحاشية والعامة، وكان عنده المرتضى، والزينبي، والماوردي، فاستشارهم في العبور إلى الكرخ كما فعل تلك المرة، فقالوا: ليس الأمر كما كان، وأحداث الموضع قد ذهبوا.

وحول الغلمان خيامهم إلى حول الدار وأحاطوا بها، وبات الناس على أصعب خطة، فخرج الملك في نصف الليل إلى زقاق غامض، فنزل إلى دجلة، وركب سميرية فيها بعض حاشيته، ومضى إلى دار المرتضى، وبعث حرمه إلى دار الخلافة، ونهب الأجناد دار الملك حتى أبوابها وساجها، وراسلوا الخليفة أن تقطع خطبة جلال الدولة، فقيل لهم: سننظر، وخرج الملك إلى أوانا، ثم إلى كرخ سامراء. ثم خرجوا إليه واعتذروا ومشى الحال.

وفي جمادى الآخرة وردت ظلمة طبقت البلد، حتى كان الرجل لا يرى صاحبه، وأخذت بالأنفاس حتى لو تأخر انكشافها لهلكوا.

وفي رجب ضحوة نهار انقض كوكب غلب ضوؤه ضوء الشمس، وشوهد في آخره شيء مثل التنين بلون الدخان، وبقي نحو ساعة. فسبحان الله العظيم ما أكثر البلاء بالمشرق.

ص: 353

‌سنة ثمان وعشرين وأربعمائة

فيها قلد أبو تمام محمد بن محمد بن عليّ الزينبي نقابة العبّاسيين، وعزل أبوه.

ثم عاد شغب الجند على جلال الدولة المعثر، وآل الأمر إلى أن قطعوا خطبته وخطبوا للملك أبي كاليجار، ثم عادوا فخطبوا لهما. ثم صلحت حال جلال الدولة، وحلف الخليفة القائم له، وقبض على الوزير ابن ماكولا، ووزر أبو المعالي بن عبد الرحيم.

وفيها ورد كتاب من فم الصلح فيه: إن قوما من أهل الجبل وردوا فحكوا أنهم مُطروا مطرا كثيرا في أثنائه سمك، وزنوا بعضه فكانت رطلا ورطلين، يعني بالعراقي.

وفيها ثار العيارون وكبسوا الحبس، وقتلوا جماعة من رجالة الشرطة، وانبسطوا انبساطا زائدا.

‌سنة تسع وعشرين وأربعمائة

في ليلة الميلاد أوقدوا النيران والفتائل في الأسطحة، فأوقدت فتيلة في سطح كبير بعكبرا، فوقع بهم، فهلك تحت الردم ثلاثة وأربعون نفسا.

وفي رجب اجتمع القضاة والدولة، واستدعي جاثليق النصارى ورأس جالوت اليهود، وخرج توقيع الخليفة في أمر الغيار وإلزام أهل الذمة به، فامتثلوا.

وفي رمضان استقر أن يزاد في ألقاب جلال الدولة: شاهنشاه الأعظم ملك الملوك، وخطب له بذلك بأمر الخليفة، فنفر العامة ورموا الخطباء بالآجر، ووقعت فتنة، وكتب إلى الفقهاء في ذلك. فكتب الصيمري: إن هذه الأسماء يعتبر فيها القصد والنية، وكتب الطبري أبو الطيب: إن إطلاق ملك الملوك جائز، ويكون معناه: ملك ملوك الأرض، وإذا جاز أن يقال: قاضي القضاة، وكافي الكفاة - جاز أن يقال: ملك الملوك، وكتب التميمي نحو ذلك.

وذكر محمد بن عبد الملك الهمذاني أن الماوردي منع من جواز ذلك،

ص: 354

وكان مختصا بجلال الدولة.

فلما امتنع من الكتابة انقطع، فطلبه جلال الدولة، فمضى على وجل شديد، فلما دخل قال الملك: أنا أتحقق أنك لو حابيت أحدا لحابيتني لمّا بيني وبينك، وما حملك إلا الدين فزاد بذلك محلك في قلبي.

قال ابن الجوزي: والذي ذكره الأكثرون هو القياس، إذا قصد به ملوك الدنيا إلا أني لا أرى إلا ما رآه الماوردي؛ لأنه قد صح في الحديث ما يدل على المنع، ولكنهم عن النقل بمعزل.

ثم ساق الحديث من المسند عن ابن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أخنع اسم عند الله يوم القيامة رجل تسمى ملك الأملاك. قال الأمام أحمد: سألت أبا عمرو الشيباني عن أخنع، فقال: أوضع. رواه البخاري.

ثم ساق من المسند من حديث عوف، عن خلاس، عن أبي هريرة رفعه، قال: اشتد غضب الله على من قتل نفسه، واشتد غضب الله على رجل تسمى بملك الملوك. لا ملك إلا الله تعالى.

قلت: وهي بالعجمي شاهنشاه.

‌سنة ثلاثين وأربعمائة

فيها في جمادى الآخرة تملك بنو سلجوق خراسان والجبل، وهرب مسعود بن محمد بن سبكتكين، وأخذوا الملك منه، وتملك طغرلبك أبو طالب محمد، وأخوه داود، واستولى أولاد ميكائيل بن سلجوق على البلاد.

وفي هذه السنة خوطب أبو منصور ابن السلطان جلال الدولة أبي طاهر بالملك العزيز.

قلت: وهذا أول من لُقِب بألقاب ملوك زماننا، كالملك العادل والملك المظفر.

ص: 355

قال: وكان مقيما بواسط، وبه انقرض ملك بني بويه.

ولم يحج في هذه السنة من العراق ومصر والشام كبير أحد.

وفيها وقع ثلج عظيم ببغداد وبقي سبعة أيام في الدروب، وقد جاء الثلج ببغداد مرة في خلافة الرشيد، ومرة في خلافة المعتمد، ومرات أخر قليلة.

ص: 356

بسم الله الرحمن الرحيم

(ال وفيات)

سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، ومن توفي فيها

1 -

‌ أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص

بن مسلم بن يزيد، القاضي أبو بكر بن أبي عليّ ابن الشيخ المحدّث أبي عمرو الحيري.

وأبو عمرو هو سبط أحمد بن عمرو الحرشي شيخ نيسابور في العدالة والثروة. روى أبو عمرو عن محمد بن رافع، وإسحاق الكوسج، وهذه الطبقة. وروى ابنه الحسن عنه، وعن أبي نعيم بن عدي، وعاش إلى سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.

وأما القاضي أبو بكر هذا فكان شيخ خراسان علما ورياسة وعلوّ إسناد. سمع أبا عليّ محمد بن أحمد الميداني، وحاجب بن أحمد، ومحمد بن يعقوب الأصم، وجماعة بنيسابور، وبمكة أبا بكر الفاكهي، وبكير بن أحمد الحداد، وببغداد أبا سهل بن زياد، وبالكوفة أبا بكر بن أبي دارم، وبجرجان أبا أحمد بن عدي.

وقرأ بالروايات على أحمد بن العبّاس الإمام صاحب الأشناني، ودرس الفقه على أبي الوليد حسان بن محمد، ودرس الكلام والأصول على أصحاب أبي الحسن الأشعري.

وانتقى له الحاكم أبو عبد الله فوائد، وأملى من سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، وقلد قضاء نيسابور، وكان إماما عارفا بمذهب الشافعي.

وكان مولده في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، كذا ورّخه الحافظ أبو بكر محمد بن منصور السمعاني، وقال: هو ثقة في الحديث.

قلت: روى عنه أبو عبد الله الحاكم، وهو أكبر منه، وأبوا بكر: البيهقي، والخطيب. وأبو صالح المؤذن، وأبو عليّ الحسن بن محمد الصفار، ومحمد

ص: 357

ابن إسماعيل المقرئ، ومحمد بن مأمون المتوليّ، ومحمد بن عبد الملك المظفريّ، وأحمد بن عبد الرحمن الكتاني، وقاضي القضاة أبو بكر محمد بن عبد الله الناصحيّ مفتي الحنفية، ومحمد بن إسماعيل بن حسنويه ولعله المقرئ، ومحمد بن عليّ العميري الهروي، والقاسم بن الفضل الثقفي، ومكي بن منصور الكرجي، وأسعد بن مسعود العتبي، ومحمد بن أحمد الكامخي، ونصر الله بن أحمد الخشناميّ، وخلق كثير آخرهم موتا عبد الغفار بن محمد الشيروييّ.

توفي في شهر رمضان من السّنة.

قال عبد الغافر: أصابه وقر في أُذنه في آخر عمره، وكان يقرأ عليه مع ذلك ويحتاط إلى إن اشتد ذلك قريبا من سنتين أو ثلاث، فما كان يحسن أن يسمع، وكان من أصحّ أقرانه سماعا، وأوفرهم إتقانا، وأتمهم ديانة واعتقادا، صنف في الأصول والحديث.

2 -

‌ أحمد بن عبد الله بن أحمد

، أبو الحسن الدمشقي الواعظ.

أصله من الجزيرة، ويعرف بابن الرّان. كان رجلا صالحا عارفا، له مصنفات في الوعظ، وكان يعظ بالجامع.

قال عبد العزيز الكتاني: لم أر أحسن وعظا منه رحمه الله.

3 -

‌ أحمد بن عليّ بن عثمان بن الجنيد

، أبو الحسين البغدادي، المعروف بابن السوادي. مؤلف الخطب.

سمع أبا بكر القطيعي، وابن ماسيّ.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة.

4 -

‌ أحمد بن عيسى بن زيد

، أبو عقيل السلمي البغدادي القزاز.

سمع أبا بكر النجاد، والشافعي.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة. مات في شوّال.

ص: 358

5 -

‌ أحمد بن محمد بن الحسين بن سليمان

، أبو الحسن السليطي النيسابوري العدل النحوي.

روى عن أبي العبّاس الأصم، وغيره. روى عنه شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري، ومحمد بن يحيى المزكي، وأبو صالح المؤذن.

وثقه عبد الغافر. توفي في جمادى الأولى.

6 -

‌ أحمد بن محمد بن الحسن

، أبو عليّ الأصبهاني المرزوقي النحوي.

من كبار أئمة العربية. أخذ الناس عنه، وخبوا إليه آباط المطيّ. له شرح الحماسة وهو في غاية الحسن، وكتاب شرح الفصيح، وتوفي في ذي الحجة.

تخرج به خلق، وطال عمره. حدّث عن عبد الله بن جعفر بن فارس، وعنه سعيد بن محمد البقال، وأبو الفتح محمد بن عبد الواحد الزجاج.

قال السلفيّ: ما روى لنا عن المرزوقي سوى الزجاج.

7 -

‌ أحمد بن محمد بن محمد

، أبو العبّاس الطبري ثم البصري.

ورد جرجان، وسمع أبا أحمد بن عدي، وجماعة. روى عنه أبو مسعود البجلي.

وتوفي بآمل في شوال.

8 -

‌ أحمد بن محمد بن العاص بن أحمد بن سليمان بن عيسى بن دراج

، أبو عمرو القسطلي الأديب، الشاعر البليغ.

قال ابن حزم: كان عالما بنقد الشعر. لو قلت: إنّه لم يكن بالأندلس أشعر من ابن دراج - لم أبعِد.

وقال ابن حزم أيضا: لو لم يكن لنا من فحول الشعراء إلا أحمد بن دراج لمّا تأخر عن شأو حبيب والمتنبي.

قلت: وهو من مدينة قسطلة دراج، وقيل: هو اسم ناحية، وكان من كتاب الإنشاء في أيام المنصور بن أبي عامر.

ص: 359

وقال الثعالبي: كان بصقع الأندلس كالمتنبي بصقع الشام.

ومن شعره:

أضاء لها فجر النُّهى فنهاها عن الدنف المضنى بحر هواها وضللها صُبحٌ جلا ليلة الدّجى وقد كاد يهديها إليَّ دجاها وفي أول شأنه عمل هذه القصيدة، ومدح بها المنصور، وتكلّموا فيه واتهموه بسرقة الشعر، فقال في المجلس لوقته:

حسبي رضاكَ من الدّهر الذي عتبا وعطفُ نعماك للحظ الذي انقلبا منها:

ولستُ أوّل من أَعيْت بدائعه فاستدعت القولَ ممن ظنّ أو حسبا إن امرأ القيس في بعض لمتهمٌ وفي يديه لواء الشعر إن ركبا والشعر قد أسر الأعشى وقيدهُ دهرا وقد قيل والأعشى إذا شربا وكيف أظمأ وبحري زاخر فطنا إلى خيال من الضحضاح قد نضبا عبدٌ لنُعْماك في فكَّيه نجمُ هدى سار بمدحك يجلو الشك والريبا إن شئت أملى بديع الشعر أو كتبا أو شئت خاطبَ بالمنثور أو خطبا كروضة الحرن أهدى الوشي منظرها والماءَ والزهر والأنوار والعشبا أو سابق الخيل أعطى الحضر متئدا والشدَّ والكرَّ والتّقريب والخببا وله في ذي الرياستين منذر بن يحيى صاحب سرقسطة:

قل للربيع اسحبْ ملاء سَحائبي واجرر ذيولك في مَجَرّ ذوائبي لا تكذبنّ ومن ورائك أدمعي مَدَدا إليك بفيض دمع ساكبِ وامزج بطيب تحيتي غدق الحيا فاجعله سقي أحبتي وحبائبي واجنح لقُرطبةَ فعانقْ تربها عنّي بمثل جوانحي وترائبي وانشرْ على تلك الأباطِح والرُّبا زهرا يخبر عنك أنّك كاتبي وهي طويلة.

ص: 360

وله فيه:

يا عاكفين على المدام تنبَّهوا وسلوا لساني عن مكارم منذرِ ملكٌ لو استوهبتُ حبةَ قلْبهِ كرما لجاد بها ولم يتعذّرِ وله ديوان مشهور، وقد توفي في سادس عشر جمادى الآخرة، وله أربعٌ وسبعون سنة.

9 -

‌ إسماعيل بن عبد الرحمن بن علي

ّ، أبو محمد العامري المصري.

روى عن أبي إسحاق بن شعبان الفقيه المالكيّ، ومحمد بن العبّاس الحلبيّ، ودخل إلى الأندلس سنة ست وخمسين وثلاثمائة، وكان من أهل الدّين والتّصاون والعناية بعلم الفقه.

ثقة، محدث. حدّث عنه أبو عمر بن عبد البرّ، والخولاني.

ولد بمصر سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وتوفي بإشبيلية يوم عيد الفطر فجاءة، وروى عنه يونس بن عبد الله بن مغيث أيضا.

10 -

‌ إسماعيل بن محمد بن خزرج بن محمد

، أبو القاسم الإشبيليّ.

روى عن أبيه، وعن خاله إبراهيم بن سليمان، ورحل إلى المشرق، وحجّ سنة إحدى عشرة وأربعمائة، وكتب الكثير وكان من أهل العلم والعمل والزهد في الدّنيا، مشاركا في عدة علوم، يغلب عليه علم الحديث والرّجال.

توفي في المحرم عن بضع وأربعين سنة.

11 -

‌ إسماعيل بن ينال

، أبو إبراهيم المروزيّ المحبوبيّ.

سمع من المحبوبي مولاه جامع الترمذيّ، وسمع من أبي بكر الدّاربرديّ وغيرهما.

قال الحافظ أبو بكر السمعانيّ: كان ثقة عالما، أدركتُ بحمد الله نفرا من

ص: 361

أصحابه، ولد سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة. قال: وتوفي سنة إحدى وعشرين. زاد غيره: في صفر.

وهو آخر من حدّث عن أبي العبّاس المحبوبيّ.

12 -

‌ إسحاق بن علي

ّ، الأمير أبو قدامة القرشيّ، أمير الغُزاة بخراسان.

13 -

‌ الحسن بن أحمد بن محمد بن فارس البغدادي البزاز

.

وأخوه هو أبو الفتح بن أبي الفوارس. سمع هذا بإفادة أخيه من أبي عليّ بن الصواف، وأبي بكر الشافعي، وإسحاق النعّالي.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة. توفي في صفر، وكنيته أبو الفوارس.

14 -

‌ الحسن بن سهل بن محمد بن الحسن

، أبو عليّ.

توفي في شعبان. كأنّه أصبهاني، روى عن أبي الشيخ، والقباب.

15 -

‌ الحسن بن محمد

، أبو عليّ بن أبي الطيب الدمشقي الورّاق.

حدّث في هذه السنة عن أبي القاسم بن أبي العقب. روى عنه الكتاني، وعليّ بن محمد المصيصيّ.

16 -

‌ الحسين بن أحمد بن محمد بن يحيى

، أبو عبد الله المعاذي النيسابوري الأصم.

روى مجلسين عن أبي العبّاس الأصم. روى عنه شيخ الإسلام الأنصاري، ورّخه ابن خيرون.

وقال الفارسيّ: توفّي في جمادى الأولى، وسمع من الأصمّ في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة مجلسين، وهو ثقة.

17 -

‌ الحسين بن إبراهيم بن محمد

، أبو عبد الله الأصبهاني الجمّال.

ص: 362

سمع عبد الله بن فارس، ومحمد بن أحمد الثقفي، وجماعة. وله جزء معروف سمعناه.

روى عنه أبو بكر أحمد بن مردويه، وعلي بن الفضل بن عبد الرزاق اليزديّ، والقاسم بن الفضل الثقفي، ومحمد بن عليّ الخباز، وآخرون.

مات في ربيع الأوّل.

18 -

‌ الحسين بن عبد الله بن الحسين بن يعقوب

، أبو عليّ البجاني، من مدينة بجانة بالأندلس.

روى عن أبي عثمان سعيد بن فحلون صاحب يوسف المغامي كتاب الواضحة لعبد الملك بن حبيب، وهو آخر من رواها عن ابن فحلون. كما أن ابن فحلون آخر من روى عن المغامي صاحب ابن حبيب، وقد توفي ابن فحلون سنة ست وأربعين وثلاثمائة.

روى عنه الخولاني، وقال: كان قديم الطلب، كثير السَّماع من أهل العلم أسنَّ وعمر طويلا وقارب المائة، واحتيج إليه. روى عنه أيضا أبو عبد الله محمد بن عتّاب، وأبو عمر بن عبد البرّ، والمصحفي أبو بكر، والمحدّث أبو العبّاس العذري، وكان مولده في سنة ست وعشرين وثلاثمائة.

19 -

‌ الحسين بن محمد بن الحسين بن محمد بن يوسف

، أبو عليّ النيسابوري السختياني المعدّل.

ثقة، ثبت، مشهور، سماعه في كتب أبي عبد الرحمن السلميّ عن يحيى بن منصور القاضي، وأبي العبّاس الصبغي، وأبي عليّ الرّفاء.

توفي في رمضان وله تسعون سنة، روى عنه أبو صالح المؤذن.

20 -

‌ حمام بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن أكدر بن حمام بن حكم

، القاضي أبو بكر القرطبي.

قال ابن حزم: كان واحد عصره في البلاغة، وفي سعة الرّواية، ضابطا لمّا قيّده. روى عن أبي محمد الباجي، وأبي عبد الله بن مفرج فأكثر، وكان

ص: 363

شديد الانقباض. ما أرى أحدا سلم من الفتنة سلامته مع طول مدته فيها.

وكان حسن الخط، قويا على النسخ، ينسخ في نهاره نيفا وعشرين ورقة. حسن الشعر، حسن الخلق، فكه المحادثة، ولي قضاء يابرة، وشنترين، والأُشبونة. وتوفي في رجب بقرْطبة، وولد سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.

روى عنه ابن حزم في تصانيفه.

21 -

‌ خلف بن عيسى بن سعيد بن أبي درهم

، أبو الحزم التجيبي الوشقي، قاضي وشقة.

روى عن أبي عيسى الليثي، وأبي بكر محمد بن عمر بن عبد العزيز ابن القوطية، ورحل فسمع من الحسن بن رشيق، وأبي محمد بن أبي زيد. حدث عنه القاضي أبو عمر ابن الحذاء، وقال: كان فاضل جهته وعاقلها. توفي في رمضان.

22 -

‌ سعيد بن سليمان

، أبو عثمان الهمداني الأندلسيّ المقرئ المجود، المعروف بنافع.

أخذ القراءة عن أبي الحسن الأنطاكيّ، وضبط عنه حرف نافع وأقرأ به، وعرف العربية.

وتوفي بدانية، ذكره الحافظ أبو عمرو.

23 -

‌ عبادة بن عبد الله بن ماء السماء

، أبو بكر، شاعر الأندلس، ورأس شعراء الدّولة العامرية.

صنف كتاب شعراء الأندلس، وبقي إلى هذه السنة، فإنه جاء فيها بردٌ مهول كالحجارة، فقال عبادة:

يا عبرةً أهديت لمعتبر عشِيّة الأربعاء من صفرِ أقبلنا الله بأسَ منتقم فيها وثنى بعفوِ مقتدرِ

ص: 364

رسل ملء الأكفّ من برد جلامدا تنهمي على البشرِ فيا لها آيةٌ وموعظةٌ فيها نذير لكل مزدجرِ كادت يذيب القلوبَ منظرُها ولو أعِيرت قساوة الحجرِ لا قدَّر الله في مشيئته أن يبتلينا بسيِّئ القدرِ وخصنا بالتُّقى ليجعلنا من بأسه المتقى على حذرِ

24 -

‌ عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن حَمَدِيّة

، أخو الحسن.

سمع من أبي بكر النجاد، وعبد الباقي بن قانع فيما ذكر.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ضعيفا. سمع لنفسه في أمالي للنجاد وقعت له.

25 -

‌ عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن سيما الدمشقي

، أبو محمد المؤدب، إمام مسجد نعيم.

روى عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان، وأبي عليّ بن آدم. روى عنه عبد العزيز الكتاني، وإسماعيل السّمّان.

26 -

‌ عبد الله بن الحسن بن جعفر الأصبهاني القصار

، سبط فاذويه.

توفي في ربيع الأوّل، أو في صفر.

27 -

‌ عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محفوظ

، أبو محمد المحفوظي الملقاباذي المعدل.

ثقة مشهور، حدّث عن أبي العبّاس الصبغي، وهارون الإستراباذي، وأبي عمرو بن مطر. روى عنه محمد بن يحيى المزكي.

وتوفي في ذي القعدة عن اثنتين وثمانين سنة.

28 -

‌ عبد الواحد بن أحمد بن محمد

، الشيخ أبو بكر الباطرقاني الأصبهاني المقرئ.

ص: 365

إمام في القراءات، حافظ للروايات. قتل في الجامع في جمادى الآخرة، وقيل: قتل في داره.

يروي عن الطبرانيّ، وأبي الشيخ، وأبي حامد أحمد بن محمد بن حسين الجرجانيّ. وعنه أبو عبد الله الثقفي الرئيس، وأبو منصور وأحمد بن محمد بن عليّ شيخا السلفيّ، وجماعة.

29 -

‌ عبد الواحد بن الحسين بن الحسن

، أبو أحمد الدمشقي الكاتب المعروف بابن الورّاق.

سمع أبا عبد الله بن مروان، وعنه عبد العزيز الكتّانيّ.

30 -

‌ عليّ بن إبراهيم بن مندويه

، أبو الحسن الأصبهاني المقرئ.

في شعبان.

31 -

‌ عليّ بن عبد العزيز ابن حاجب النعمان

.

بغدادي، روى عن النجاد، وذكر أنّه سمع أيضا من ابن مقسم، وأبي بكر الشافعي.

روى عنه الخطيب، وقال: كان رئيسا له لسنٌ وبلاغة، ولم يكن في دينه بذاك. مات في عشر التسعين.

قلت: كان صاحب الإنشاء ببغداد، له النظم والنثر.

32 -

‌ علي بن محمد بن علي

، أبو الحسن الإسفراييني المقرئ.

سمع كثيرا من الحسن بن محمد بن إسحاق الإسفراييني عن يوسف بن يعقوب القاضي. روى عنه البيهقي.

33 -

‌ عليّ بن محمد بن موسى بن الفضل

، أبو الحسن الصيرفيّ، ولد أبي سعيد.

34 -

‌ عليّ بن محمد بن عمير بن محمد بن عمير

، أبو الحسن، والد الزّاهد أبي عبد الله العميري الهرويّ.

روى عن العبّاس بن الفضل بن زكريا الهروي. روى عنه ابنه.

ص: 366

35 -

‌ عمر بن أحمد بن عبد الرحمن بن عمر الذكواني المعدّل

، أبو حفص، أخو أبي بكر بن أبي عليّ.

توفي في المحرم.

36 -

‌ عمر بن عيينة بن أحمد

، أبو حفص الضبيّ العدل.

يروي عن المعافى الجريري. روى عنه شيخ الإسلام الهروي.

37 -

‌ عمرو بن طراد بن عمرو

، أبو القاسم الأسديّ الدمشقي الجلاّد.

حدث عن يوسف الميانجي، والفضل بن جعفر. روى عنه أبو عليّ الأهوازي، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني، وقال: كان ثقة من أهل السنة.

38 -

‌ القاسم بن عبد الواحد

، أبو أحمد الشيرازي.

قال أبو إسحاق الحبال: توفي في عاشر ربيع الأول، وحضرت جنازته. حدث أبوه وأهل بيته الكثير.

39 -

‌ محمد بن أحمد بن عثمان بن محمد

، أبو الفرج الزملكاني الإمام.

روى عن عبد الوهاب الكلابي، وغيره. روى عنه عليّ بن الخضر السلمي، ومحمد بن أحمد بن ورقاء.

40 -

‌ محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن جعفر

، أبو الفضل الأصبهاني الخطيب.

في رجب.

41 -

‌ محمد بن أحمد بن أبي عون النهرواني

.

حدث في هذا الوقت عن محمد بن محمد الإسكافي، وعمر بن جعفر بن سلم. روى عنه الخطيب، وقال: كان صدوقا.

ص: 367

42 -

‌ محمد بن جعفر بن علان

، أبو الفرج الطوابيقي الوراق.

بغدادي صدوق، من شيوخ الخطيب. حدّث عن أبي بكر بن خلاد، ومخلد الباقرحي، وقرأ القراءات.

43 -

‌ محمد بن الحسين بن أبي أيوب

. الأستاذ حجة الدين أبو منصور المتكلم تلميذ أبي بكر بن فورك، وختنه. له مصنفات مشهورة، منها: تلخيص الدّلائل. توفي في ذي الحجة.

44 -

‌ محمد بن عبد الله بن الحسين

، أبو بكر، ويقال: أبو الحسن الدمشقي النحوي، الشاعر المعروف بابن الدوري.

روى عن أبي عبد الله بن مروان، وعلي بن يعقوب بن أبي العقب، وأبي عليّ ابن أبي الرمرام، وأبي عمر بن فضالة، وكتب الكثير بخط حسن. روى عنه أبو سعد السمان، والكتاني وقال: كانوا يتهمونه في دينه.

45 -

‌ محمد بن عليّ بن حيد

.

يقال: توفي فيها، وقد مرّ سنة تسع عشرة.

46 -

‌ محمد بن محمد بن عبد الله

، أبو أحمد الهروي المعلم.

روى عن أبي حاتم بن أبي الفضل، وأبي عبد الله العصميّ. روى عنه أبو عبد الله العميري.

47 -

‌ محمد بن المظفر

، أبو الفتح البغدادي الخياط.

صدوق. حدّث عن القطيعيّ، وأحمد بن جعفر بن سلم.

قال الخطيب: لا أعلم كتب عنه غيري.

48 -

‌ محمد بن المنتصر بن الحسين

، أبو عبد الله الهروي الباهلي. من ولد أمير خراسان قتيبة بن مسلم.

ص: 368

سمع أبا عليّ الرفاء، وأبا منصور الأزهري اللغوي. روى عنه شيخ الإسلام الأنصاري، ومحمد بن عليّ العميري، وجعفر بن مسلم العقيلي.

49 -

‌ محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان

، أبو سعيد بن أبي عمرو النيسابوري الصيرفي.

أحد الثقات والمشاهير بنيسابور. سمع الكثير من أبي العبّاس الأصم، وأبي عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم، ويحيى بن منصور القاضي، وأبي حامد أحمد بن محمد بن شعيب، وجماعة.

وكان أبوه ينفق على الأصم، فكان الأصم لا يحدث حتى يحضر أبو سعيد، وإذا غاب عن سماع جزء أعاده له.

روى عنه أبوا بكر: البيهقي، والخطيب، وشيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري، وأبو عبد الله الثقفي، وأبو القاسم بن منده، وأبو بكر أحمد بن سهل السراج، وأبو زاهر طاهر بن محمد الشّحامي، وخلق آخرهم موتا عبد الغفار الشيرويي المتوفى سنة عشر وخمسمائة.

توفي في ذي الحجة، رحمه الله.

50 -

‌ محمود بن سبكتكين

، السلطان الكبير أبو القاسم يمين الدولة ابن الأمير ناصر الدولة أبي منصور.

وقد كان قبل السلطنة يلقب بسيف الدولة. قدم سبكتكين بخارى في أيام الأمير نوح بن منصور الساماني، فوردها في صحبة ابن السكين، فعرفه أركان تلك الدولة بالشهامة والشجاعة، وتوسموا فيه الرفعة.

فلما خرج ابن السكين إلى غزنة أميرا عليها خرج في خدمته سبكتكين، فلم يلبث ابن السكين أن توفي، واحتاج الناس إلى من يتولى أمرهم فاتفقوا على سبكتكين وأمروه عليهم. فتمكن وأخذ في الإغارات على أطراف الهند. فافتتح قلاعا عديدة، وجرى بينه وبين الهند حروب، وعظمت سطوته، وفتح ناحية بست، واتصل به أبو الفتح عليّ بن محمد البستي الكاتب، فاعتمد عليه وأسر إليه أموره.

وكان سبكتكين على رأي الكرامية. قال جعفر المستغفريّ: كان أبو

ص: 369

القاسم عبد الله بن عبد الله بن الحسين النَّضريّ المروزيّ قاضي نسف صلب المذهب، فلمّا دخل سبكتكين صاحب غزنة بَلخ دعاهم إلى مناظرة الكرامية وكان النَّضري يومئذ قاضيا ببلخ، فقال سبكتكين: ما تقولون في هؤلاء الزهاد الأولياء؟ فقال النضريّ: هؤلاء عندنا كفرة. فقال: ما تقولون فيَّ؟ قال: إن كنت تعتقد مذهبهم فقولنا فيك كقولنا فيهم. فوثب من مجلسه وجعل يضربهم بالطبرزين حتّى أدماهم، وشج القاضي، وأمر بهم فحبسوا وقيدوا. ثم خاف الملامة فأطلقهم.

ثم إنّه مرض ببلخ، فاشتاق إلى غزنة، فسافر إليها ومات في الطريق في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة، وجعل وليّ عهده ولده إسماعيل.

وكان محمود غائبا ببلخ، فلمّا بلغه نعي أبيه كتب إلى أخيه ولاطفه على أن يكون بغزنة، وأن يكون محمود بخراسان. فلم يوافقه إسماعيل، وكان في إسماعيل رخاوة وعدم شهامة، فطمع فيه الجند وشغّبوا عليه، وطالبوه بالعطاء، فأنفق فيهم الخزائن.

فدعا محمود عمّه إلى موافقته، فأجابه، وكان الأخ الثالث نصر بن سبكتكين أميرا على بست، فكاتبه محمود فأجابه فقوي بعمّه وبأخيه، وقصد غزنة في جيش عظيم، وحاصرها إلى أن افتتحها بعد أن عمل هو وأخوه مصّافّا هائلا، وقتل خلقٌ من الجيش، وانهزم أخوه إسماعيل وتحصن. فنازل حينئذ محمود البلد، وأنزل أخاه من قلعتها بالأمان. ثم رجع إلى بلخ، وحبس أخاه ببعض الحصون حبسا خفيفا، ووسع عليه الدّنيا والخدم.

وكان في خراسان نوابٌ لصاحب ما وراء النهر من الملوك السامانية، فحاربهم محمود ونصر عليهم، واستولى على ممالك خراسان، وانقطعت الدولة السامانية في سنة تسع وثمانين. فسير إليه القادر بالله أمير المؤمنين خلعة السلطنة.

وعظم ملكه، وفرض على نفسه كل عام غزو الهند، فافتتح منها بلادا واسعة، وكسر الصنم المعروف بسومنات، وكانوا يعتقدون أنّه يحيى ويميت، ويقصدونه من البلاد، وافتتن به أمم لا يحصيهم إلاّ الله. ولم يبق ملك ولا محتشم إلاّ وقد قرَّب له قربانا من نفيس ماله، حتّى بلغت أوقافه عشرة آلاف قرية، وامتلأت خزانته من أصناف الأموال والجواهر، وكان في خدمة هذا الصنم ألف رجل من البراهمة يخدمونه، وثلاثمائة رجل يحلقون رؤوس

ص: 370

الحجاج إليه ولحاهم عند القدوم، وثلاثمائة رجل وخمسمائة امرأة يغنون ويرقصون عند بابه.

وكان بين الإسلام وبين القلعة التي فيها هذا الوثن مسيرة شهر، في مفازة صعبة، فسار إليها السلطان محمود في ثلاثين ألف فارس جريدة، وأنفق عليهم أموالا لا تحصى، فأتوا القلعة فوجدوها منيعة، فسهل الله بفتحها في ثلاثة أيام، ودخلوا هيكل الصنم، فإذا حوله من أصناف الأصنام الذهب والفضة المرصعة بالجواهر شيء كثير، محيطون بعرشه، يزعمون أنها الملائكة. فأحرقوا الصنم الأعظم ووجدوا في أذنيه نيفا وثلاثين حلقة. فسألهم محمود عن معنى ذلك، فقالوا: كلّ حلقة عبادة ألف سنة.

ومن مناقب محمود بن سبكتكين ما رواه أبو النضر عبد الرحمن بن عبد الجبّار الفاميّ قال: لمّا ورد التاهرتيّ الداعي من مصر على السّلطان محمود يدعوه سرا إلى مذهب الباطنية، وكان يركب البغل الذي أتى به معه، وذاك البغل يتلون كل ساعة من كل لون، ووقف السلطان محمود على شر ما كان يدعو إليه، وعلى بطلان ما حثّه عليه أمر بقتله وأهدى بغله إلى القاضي أبي منصور محمد بن محمد الأزدي الشافعي شيخ هراة، وقال السلطان: كان يركبه رأس الملحدين، فليركبه رأس الموحدين.

ولولا ما في السلطان محمود من البدعة لعد من ملوك العدل.

وذكر إمام الحرمين الجويني أن السلطان محمود كان حنفي المذهب مولعا بعلم الحديث، يسمع من الشيوخ ويستفسر الأحاديث، فوجدها أكثرها موافقا لمذهب الشافعي، فوقع في نفسه، فجمع الفقهاء في مرو، وطلب منهم الكلام في ترجيح أحد المذهبين. فوقع الاتفاق على أن يصلوا بين يديه على مذهب الإمامين ليختار هو.

فصلى أبو بكر القفال المروزي بطهارة مسبغة، وشرائط معتبرة من السترة والقبلة، والإتيان بالأركان والفرائض صلاة لا يجوز الشافعي دونها.

ثم صلى صلاة على ما يجوز أبو حنيفة رضي الله عنه، فلبس جلد كلب مدبوغا قد لطخ ربعه بالنجاسة، وتوضأ بنبيذ التمر، وكان في الحرّ، فاجتمع عليه البعوض والذباب، وتوضأ منكسا، ثم أحرم، وكبر بالفارسية، وقرأ

ص: 371

بالفارسية دو بركك سبز ثم نقر نقرتين كنقرات الديك من غير فصل ولا ركوع ولا تشهد، ثم ضرط في آخره من غير نية السلام، وقال: هذه صلاة أبي حنيفة! فقال: إن لم تكن هذه الصلاة صلاة أبي حنيفة لقتلتك!

قال: فأنكرت الحنفية أن تكون هذه صلاة أبي حنيفة، فأمر القفال بإحضار كتب أبي حنيفة، وأمر السلطان نصرانيا كاتبا يقرأ المذهبين جميعا، فوجدت كذلك. فأعرض السلطان عن مذهب أبي حنيفة، وتمسك بمذهب الشافعي، هكذا ذكره إمام الحرمين بأطول من هذه العبارة.

وقال عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في ترجمة محمود السلطان: كان صادق النية في إعلاء كلمة الله، مظفرا في الغزوات، ما خلت سنة من سني ملكه عن غزوة وسفرة، وكان ذكيا بعيد الغور، موفق الرأي، وكان مجلسه مورد العلماء، وقبره بغزنة يدعى عنده.

وقال أبو عليّ ابن البناء: حكى عليّ بن الحسين العكبريّ أنّه سمع أبا مسعود أحمد بن محمد البجليّ، قال: دخل ابن فورك على السلطان محمود، فقال: لا يجوز أن يوصف الله بالفوقية؛ لأنه يلزمك أن تصفه بالتحتية؛ لأن من جاز له أن يكون له فوق جاز أن يكون له تحت. فقال السلطان: ليس أنا وصفته حتّى تلزمني، هو وصف نفسه. فبهت ابن فورك. فلمّا خرج من عنده مات، فيقال: انشقت مرارته.

وقال عبد الغافر: قد صنف في أيام محمود وغزواته تواريخ، وحفظت حركاته وسكناته وأحواله لحظة لحظة، وكانت مستغرقة في الخيرات ومصالح الرعية، وكان متيقظا ذكي القلب، بعيد الغور. يسر الله له من الأسباب والجنود والهيبة والحشمة في القلوب ما لم يره أحد. كان مجلسه مورد العلماء.

ص: 372

قلت: وقال أبو النصر محمد بن عبد الجبّار العتبي الأديب في كتاب اليميني في سيرة هذا السلطان: رحم الله أبا الفضل الهمذاني حيث يقول في يمين الدولة وأمين الملة محمود:

تعالى الله ما شاءَ وزاد اللهُ إيماني أَأَفريدون في التّاج أم الإسكندرُ الثاني؟ أم الرجعة قد عادت إلينا بسليمانِ؟ أَظَلَّت شَمسُ محمود على أَنجمِ سامانِ وأمسى آلُ بهرام عبيدا لابن خاقان إذا ما ركب الفيل لحرب أو لميدانِ رأت عينكَ سلطانا على منكب شيطانِ فمن واسطة الهند إلى ساحة جرجانِ ومن قاصية السِّند إلى أقصى خراسانِ فيوما رسل الشّاه ويوما رسل الخانِ لك السرج إذا شئت على كاهل كيوانِ قلت: ومناقب محمود كثيرة، وسيرته من أحسن السيرة، وكان مولده في سنة إحدى وستين وثلاثمائة ومات بغزنة في سنة إحدى، وقيل: سنة اثنتين وعشرين، وقام بالسلطنة بعده ولده محمد، فأنفق الأموال، وكان منهمكا في اللهو واللعب، فعمل عليه أخوه مسعود بإعانة الأمراء فقبض عليه، واستقر الملك لمسعود.

ثم جرت خطوب وحروب لمسعود مع بني سلجوق، إلى أن قتل مسعود سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة، وتملك آل سلجوق، وامتدت أيامهم، وبقي منهم بقية إلى زمان السلطان الملك الظاهر بيبرس، وهم ملوك بلد الروم.

قال أبو الحسن عبد الغافر: توفي في جمادى الأولى سنة إحدى بغزنة.

ص: 373

سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة

51 -

‌ أحمد بن إبراهيم بن أحمد

، أبو حامد الأبريسمي النيسابوري.

شيخ صالح، ثقة، توفي في نصف رجب عن ثمان وسبعين سنة. روى عن أبي عمرو بن مطر، وغيره. وعنه أبو صالح المؤذن.

52 -

‌ أحمد بن إسحاق بن جعفر بن أحمد بن أبي أحمد طلحة

ابن المتوكل على الله ابن المعتصم ابن الرشيد، أبو العبّاس، الخليفة القادر بالله أمير المؤمنين ابن الأمير أبي أحمد ابن المقتدر بالله، الهاشمي، العباسي، البغدادي.

بويع بالخلافة عند القبض على الطائع لله في حادي عشر رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.

ومولده في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، وأمه تمني مولاة عبد الواحد ابن المقتدر، كانت دينة خيرة معمرة توفيت سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.

وكان أبيض كثّ اللحية طويلها، يخضب شيبه، وكان من أهل الستر والصيانة، وإدامة التهجد. تفقه على العلامة أبي بشر أحمد بن محمد الهروي الشافعي، وعده ابن الصلاح في الفقهاء الشافعية.

قال الخطيب: كان من الديانة وإدامة التهجد، وكثرة الصدقات على صفة اشتهرت عنه، وصنف كتابا في الأصول ذكر فيه فضل الصحابة وإكفار المعتزلة والقائلين بخلق القرآن. وكان ذلك الكتاب يقرأ كل جمعة في حلقة أصحاب الحديث بجامع المهديّ، ويحضره الناس مدة خلافته، وهي إحدى وأربعون سنة وثلاثة أشهر.

توفي ليلة الاثنين الحادي عشر من ذي الحجة، ودفن بدار الخلافة فصلى عليه ولده الخليفة بعده القائم بأمر الله ظاهرا، والخلق وراءه، وكبر عليه أربعا، فلم يزل مدفونا في الدّار حتى نقل تابوته في المركب ليلا إلى الرصافة، فدفن بها بعد عشرة أشهر، وعاش سبعا وثمانين سنة إلا شهرا وثمانية أيام، رحمه الله.

ص: 374

53 -

‌ أحمد بن الحسين بن الفضل الهاشمي

ّ، أبو الفضل بن دودان.

بغدادي، سمع ابن خلاّد النصيبي، وكتب الكثير بخطه.

قال الخطيب: لم يزل يسمع معنا ويكتب إلى حين وفاته. كتبت عنه، وكان صدوقا. ولد سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.

54 -

‌ أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن هارون

، أبو الحسين الأصبهاني الفقيه الواعظ، المعروف بابن ررا، والد أبي الخير إمام جامع أصبهان.

روى عن أبي القاسم الطبرانيّ، وكان غاليا في الاعتزال. توفي في ربيع الأول.

55 -

‌ أحمد بن محمد بن إبراهيم

، أبو عليّ الأصبهاني الصيدلاني.

سمع من الطبراني مسند الثوري، جمعه. وعنه سعيد بن محمد البقال، ومحمد بن إبراهيم العطار.

مات في جمادى الآخرة.

56 -

‌ أحمد بن محمد بن عبد الله بن إسحاق بن ماجه

، أبو عبد الله الأصبهاني الساماني الزاهد.

روى عن أبي أحمد العسال، وجماعة، وتوفي في جمادى الآخرة. ومن شيوخه أبو إسحاق بن حمزة، والطبراني، وأحمد بن بندار، وخلق كثير، وله رحلة.

وكان زاهدا، قرئ عليه ما لم يسمعه، فلم ينتبه لذلك. روى عنه عبد الرحمن بن منده، وأخوه.

57 -

‌ إبراهيم بن عليّ بن زقازق

، أبو إسحاق الصيرفي المصريّ.

توفي في ربيع الآخر.

58 -

الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس أبو محمد المكي العطار.

سمع أبا حفص عمر بن محمد الجمحي وغيره، توفي في المحرم.

ص: 375

59 -

‌ الحسين بن أحمد ابن السلال الحنبلي

، المؤدب.

روى عن عبد الباقي بن قانع.

60 -

‌ الحسين بن الضحاك

، أبو عبد الله ابن الطيبي الأنماطي.

روى عن أبي بكر الشافعي.

وكان ثقة، روى عنه أبو بكر الخطيب، وأبو القاسم بن أبي العلاء الفقيه.

61 -

‌ الحسين بن محمد بن جعفر

، أبو عبد الله البغدادي الشاعر، ويعرف بالخالع.

حدث عن أحمد بن خزيمة، وأحمد بن كامل، وأبي عمر الزاهد. وعنه الخطيب، وغيره.

قال أبو الفتح محمد بن أحمد المصري الصواف: لم أكتب ببغداد عمن أطلق فيه الكذب غير أربعة، أحدهم أبو عبد الله الخالع.

مات في شعبان، وقد قارب التسعين.

62 -

‌ حمد بن محمد بن أحمد بن سلامة

، أبو شكر الأصبهاني.

63 -

‌ سعيد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن فُطَيْس

، أبو عثمان القرشي الوراق.

حدث عن أبيه، ومحمد بن العبّاس بن كوذك، وأبي عمر بن فضالة. روى عنه عبد العزيز الكتاني، ومحمد بن عليّ الحداد، وجماعة. ولم يكن الحديث من صنعته.

64 -

‌ سليمان بن رستم

، إمام الجامع بمصر.

ورّخه الحبال، وقال: كان عنده الكثير.

65 -

‌ طلحة بن عليّ بن الصقر البغدادي الكتاني

، أبو القاسم.

ص: 376

سمع أحمد بن عثمان الأدمي، وأبا بكر النجاد، ودعلج بن أحمد، ومحمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، وجماعة.

روى عنه أبو بكر الخطيب، وقال: كان ثقة صالحا، وأبو بكر البيهقي، وأبو القاسم عليّ بن أبي العلاء المصيصي، وخلق آخرهم وفاة أبو القاسم بن بيان الرزاز. ومات في ذي القعدة وله ست وثمانون سنة.

66 -

‌ عبد الله بن محمد بن أحمد بن ميلة الأصبهاني

، أخو الفقيه عليّ بن ماشاذة، أبو محمد.

توفي في المحرم. حدث عن الطبراني، وعنه سعيد بن محمد المعداني.

67 -

‌ عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد بن محمد بن بشر بن غرسية

، أبو المطرف القرطبي، قاضي الجماعة ابن الحصار، مولى بني فطيس.

روى عن أبيه، وصحب أبا عمر الإشبيلي وتفقه به. وأخذ أيضا عن أبي محمد الأصيلي.

وكان من أهل العلم والتفنن والذكاء، ولاه عليّ بن حمود القضاء في صدر سنة سبع وأربعمائة، فسار بأحسن سيرة. فلما توفي عليّ وولي الخلافة أخوه القاسم أقره أيضا على القضاء، مضافا إلى الخطابة إلى سنة تسع عشرة، فعزله المعتمد بسعايات ومطالبات.

روى عنه أبو عبد الله بن عتاب، وقال: كان لا يفتح على نفسه باب رواية ولا مدارسة، وصحبته عشرين سنة. وذهب في أول أمره إلى التكلم على الموطأ، وقرأته في أربعة أنفس، فلما عرف ذلك أتاه جماعة ليسمعوا فامتنع.

وكنا نجتمع عنده مع شيوخ الفتوى، فيشاور في المسألة، فيخالفونه فيها، فلا يزال يحاجهم ويستظهر عليهم بالروايات والكتب حتى ينصرفوا ويقولوا بقوله.

قال ابن بشكوال: سمعت أبا محمد بن عتاب، قال: حدثنا أبي مرارا قال: كنت أرى القاضي ابن بشر في المنام في هيئته وهو مقبل من داره، فأسلم

ص: 377

عليه، وأدري أنّه ميت، وأسأله عن حاله وعما صار إليه، فكان يقول لي: إلى خير ويسر بعد شدة. فكنت أقول له: وما تذكر من فضل العلم؟ فكان يقول لي: ليس هذا العلم، ليس هذا العلم. يشير إلى علم الرأي، ويذهب إلى أن الذي انتفع به من ذلك ما كان من علم كتاب الله، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

توفي يوم نصف شعبان، ولم يأت بعده قاض مثله، وولد سنة أربع وستين وثلاثمائة.

قال ابن حزم في آخر كتاب الإجماع: ما لقيت أشد إنصافا في المناظرة منه، ولقد كان من أعلم من لقيت بمذهب مالك، مع قوته في علم اللغة والنحو ودقة فهمه، رحمه الله.

68 -

‌ عبد الرحمن بن أحمد

، أبو سعيد السرخسي.

سمع محمد بن إسحاق القرشي صاحب عثمان بن سعيد الدارمي. روى عنه أبو إسماعيل الأنصاري.

69 -

‌ عبد الوهاب بن عليّ بن نصر بن أحمد

، القاضي أبو محمد البغدادي المالكي الفقيه.

سمع الحسين بن محمد بن عبيد العسكري، وعمر بن سبنك، وأبا حفص بن شاهين، وكان شيخ المالكية في عصره وعالمهم.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة، لم ألق من المالكيين أفقه منه، ولي القضاء ببادرايا ونحوها، وخرج في آخر عمره إلى مصر، فمات بها في شعبان.

وقال القاضي ابن خلكان: هو عبد الوهاب بن عليّ بن نصر بن أحمد بن الحسين بن هارون ابن الأمير مالك بن طوق التغلبي، من أولاد صاحب الرحبة. كان شيخ المالكية. صنف كتاب التلقين، وهو مع صغره من خيار الكتب، وله كتاب المعرفة في شرح الرسالة، وغير ذلك، وقد اجتاز بالمعرة، فأضافه أبو العلاء بن سليمان، وفيه يقول:

ص: 378

والمالكي ابن نصر زان في سفر بلادنا فحمدنا النأي والسفرا إذا تفقه أحيا مالكا جدلا وينشر الملك الضليل إن شعرا وقال أبو إسحاق في الطبقات: أدركته وسمعت كلامه في النظر، وكان قد رأى أبا بكر الأبهري، إلا أنّه لم يسمع منه. وكان فقيها متأدبا شاعرا، وله كتب كثيرة في كل فن من الفقه. وخرج في آخر عمره إلى مصر، وحصل له هناك حال من الدنيا بالمغاربة.

وله في خروجه من بغداد:

سلام على بغداد في كل موطن وحق لها مني سلام مضاعف فوالله ما فارقتها عن قلى لها وإني بشطي جانبيها لعارف ولكنها ضاقت عليّ بأسرها ولم تكن الأرزاق فيها تساعف وكانت كخل كنت أهوى دنوه وأخلاقه تنأى به وتخالف قلت: وله: ونائمة قبلتها فتنبهت وقالت تعالوا فاطلبوا اللص بالحد فقلت لها إني فديتك غاصب وما حكموا في غاصب بسوى الرد خذيها وكفي عن أثيم ظلامة وإن أنت لم ترضي فألفا على العد فقالت قصاص يشهد العقل أنّه على كبد الجاني ألذ من الشهد فباتت يميني وهي هميان خصرها وباتت يساري وهي واسطة العقد فقالت ألم أخبر بأنك زاهد فقلت: بلى ما زلت أزهد في الزهد وذكره القاضي عياض، فقال: ولي قضاء الدينور وغيرها، وقد رأى أبا بكر الأبهري، وتفقه على كبار أصحابه ابن القصار، وابن الجلاب، ودرس علم الكلام والأصول على القاضي أبي بكر ابن الباقلاني، وصنف في المذهب والأصول تواليف كثيرة، وشرح المدونة، وكتاب الأدلة في مسائل

ص: 379

الخلاف وكتاب النصرة لمذهب مالك، وكتاب عيون المسائل.

وخرج من بغداد لإملاق أصابه، وقيل: إنه قال في الشافعي شيئا، فخاف على نفسه فخرج. حدثني بكتاب التلقين له أبو عليّ الصدفي، قال: حدثنا مهدي بن يوسف الوراق عنه.

قلت: وكان مولده في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.

وأخوه أبو الحسن محمد، كان أديبا شاعرا، توفي بواسط سنة سبع وثلاثين وأربعمائة. وتوفي أبوهما سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، قاله ابن خلكان.

70 -

‌ عليّ بن أحمد الجرجاني الزاهد

، عرف بابن عرفة.

يروي عن ابن عدي، والإسماعيلي.

71 -

‌ عليّ بن محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان

، أبو الحسن البغدادي الطرازي الحنبلي الأديب.

من شيوخ نيسابور سكن أبوه بها وحدث عن البغوي، وسمع ابنه هذا من الأصم، وأبي حامد أحمد بن عليّ بن حسنويه المقرئ، وأبي بكر محمد بن المؤمل، وأبي عمرو بن مطر، وجماعة. روى عنه أبو بكر الخطيب، وأبو سعد عليّ بن عبد الله بن أبي صادق الحِيري، وصاعد بن سيار الهروي، وآخرون. وهو آخر من حدث عن الأصم في الدنيا. توفي في الرابع والعشرين من ذي الحجة.

72 -

‌ عليّ بن يحيى بن جعفر بن عبدكويه

، أبو الحسن الأصبهاني. إمام جامع أصبهان.

سمع محمد بن أحمد بن الحسن الكسائي، وأحمد بن بندار الشعار، وعبد الله بن الحسن بن بندار السدوسي، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وسليمان الطبراني، وابن حمزة، وجماعة بأصبهان، والفارق الخطابي، ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم الأهوازي، وأحمد بن القاسم بن الريان بالبصرة، وإبراهيم بن محمد الديبلي بمكة، وأملى عدة مجالس وقع لنا منها.

ص: 380

روى عنه أبو بكر الخطيب، ومحمد بن عبد الجبار الفرساني، وروح بن محمد الراراني الصوفي، وفضلان بن عثمان القيسي، وآخرون.

توفي في المحرم.

73 -

‌ محمد بن عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن جعفر بن خرجوش

، أبو الفرج الشيرازي الخرجوشي.

حدث ببغداد ودمشق عن أبيه، والحسن بن سعيد المطوعي المقرئ، ومحمد بن خفيف الزاهد، والطيب بن عليّ التميمي، وجماعة. روى عنه أبو بكر الخطيب، وقال: كتبنا عنه بانتقاء ابن أبي الفوارس، وكان صالحا فاضلا، ثقة أديبا. توفي ببغداد في آخر العام.

وروى عنه عليّ بن محمد بن شجاع، وعبد العزيز الكتاني، وأبو إسحاق الشيرازي الفقيه، وأبو سعد السمان.

حدثه المطوعي عن أبي مسلم الكجي، وأبي عبد الرحمن النسائي.

74 -

‌ محمد بن عليّ بن مخلد الوراق

، أبو الحسين.

بغدادي صدوق، روى قليلا عن أبي بكر القطيعي، وغيره. روى عنه الخطيب.

75 -

‌ محمد بن عليّ بن موسى

، أبو الحسن الجرجاني الطبري.

روى عن عبد الله بن عدي، والإسماعيلي، وأبي بكر القطيعي، وابن ماسي، وتوفي في جمادى الآخرة؛ قاله حمزة السهمي.

76 -

‌ محمد بن عليّ بن الطبيب

، أبو الحسن المعدل.

مات ببغداد عن ست وثمانين سنة. له عن أبي الفضل الزهري، وعنه أبو بكر الخطيب، وقال: ثقة.

77 -

‌ محمد بن القاسم بن أحمد

، الأستاذ أبو الحسن النيسابوري الماوردي، المعروف بالقلوسي. مصنف كتاب المصباح وغيره.

ص: 381

كان فقيها متكلما أصوليا واعظا، مصنفا. حدث عن أبي عمرو بن مطر، وأبي عمرو بن نجيد، وأبي الحسن السراج، وأبي الحسن محمد بن عبد الله السليطي، وجماعة فأكثر.

قال عبد الغافر بن إسماعيل: أخبرنا عنه خالي أبو سعد عبد الله.

78 -

‌ محمد بن مروان بن زهر

، أبو بكر الإيادي الإشبيلي.

حدث بقرطبة عن أبي بكر محمد بن معاوية القرشي، وإسحاق بن إبراهيم، وأبي عليّ القالي، ومحمد بن حارث القروي.

وكان فقيها حافظا لمذهب مالك، حاذقا في الفتوى، مقدما في الشورى، أكثر الناس عنه.

روى عنه أبو عبد الله الخولاني، وأبو محمد بن خزرج، وعبد الرحمن بن محمد الطليطلي، وأبو حفص الزهراوي، وحاتم بن محمد، وجماهر بن عبد الرحمن، وأبو المطرف بن سلمة.

وكان واسع الرواية، عمر ستا وثمانين سنة.

وهو والد الطبيب الماهر أبي مروان عبد الملك، وجد الطبيب الكبير الرئيس أبي العلاء زهر بن عبد الملك، وجد جد أبي بكر محمد بن عبد الملك المتوفى سنة خمس وتسعين وخمسمائة.

79 -

‌ محمد بن يحيى بن أحمد بن محمد بن الحسن بن عليّ بن مخلد

، أبو عبد الله المخلدي النيسابوري المعدل.

من بيت التزكية والحديث. ثقة نبيل، حدث عن إسماعيل بن نجيد، وبشر بن أحمد الإسفراييني، ومحمد بن الحسن السراج، وجماعة. وخرجت له فوائد. روى عنه أبو سعد عبد الله ابن القشيري، ومحمد بن يحيى ابن المزكي.

ص: 382

80 -

‌ محمد بن يوسف بن أحمد

، أبو عبد الرحمن النيسابوري القطان الأعرج الحافظ.

توفي كهلا ولم يمتع بسماعه. روى عن أبي عبد الله الحاكم، وأبي أحمد بن أبي مسلم الفرضي، وأبي عمر الهاشمي البصري، وعبد الرحمن بن عمر بن النحاس، وطبقتهم. ورحل إلى العراق، والشام، ومصر. حدث عنه الخطيب، وعبد العزيز الكتاني.

وتوفي ببغداد.

81 -

‌ المبارك بن سعيد بن إبراهيم

، أبو الحسن التميمي النصيبي، قاضي دمشق وخطيبها.

روى عن المظفر بن أحمد بن سليمان، والحسن بن خالويه النحوي، والقاضي أبي بكر الأبهري. روى عنه أبو عليّ الأهوازي، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني، وأبو طاهر بن أبي الصقر الأنباري، وجماعة.

توفي في رجب بدمشق.

82 -

‌ مكي بن عليّ بن عبد الرزاق

، أبو طالب البغدادي الحريري، المؤذن.

سمع أبا بكر الشافعي، وأبا بكر بن الهيثم الأنباري، وأبا سليمان الحراني، وأبا إسحاق المزكي، وجماعة. روى عنه الخطيب، ووثقه، ونصر بن البطر، وجماعة.

83 -

‌ منصور بن الحسين بن محمد بن أحمد

، أبو نصر النيسابوري المفسر.

توفي في هذه السنة قبل الطرازي.

روى عن أبي العبّاس الأصم، سمع منه شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري، وروى عنه في عدة مواضع، وعبد الواحد ابن القشيري، وكان

ص: 383

مولده في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، وسمع أيضا من أبي الحسن الكارزي، وأبي علي الحافظ، وجماعة، وطال عمره.

توفي في ربيع الأول.

84 -

‌ يحيى بن عمار بن يحيى بن عمار بن العنبس

. الإمام الواعظ أبو زكريا الشيباني النيهي السجستاني.

كان شيخ تلك الديار دينا وعلما وصيانة وتسننا، انتقل من سجستان إلى هراة عند جور الأمراء، فعظم شأنه بهراة، وكثر أتباعه، واقتدوا به. روى عن أبيه، وأبي عليّ حامد بن محمد الرفاء، وعبد الله بن عدي بن حمدويه الصابوني لا الجرجاني، وأخيه محمد بن عدي، ومحمد بن إبراهيم بن جناح. روى عنه شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري وتخرج به، وأبو نصر الطبسي وأبو محمد عبد الواحد الهروي، وغيرهم.

وكان متصلبا على المبتدعة والجهمية، وله قبولٌ زائد عند الكافة لفصاحته وحسن موعظته. عملوا له المنبر وكان يعظ. وقد فسر القرآن من أوله إلى آخره للناس، وختمه سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة. ثم افتتحه ثانيا فتوفي يفسر في سورة القيامة، وصلى عليه الإمام أبو الفضل عمر بن إبراهيم الزاهد. توفي في ذي القعدة، وله تسعون سنة.

وفيه يقول جمال الإسلام عبد الرحمن الداودي: وسائل: ما دهاك اليوم؟ قلت له: أنكرت حالي وأنى وقت إنكارِ أما ترى الأرض من أقطارها نقصت وصار أقطارها تبكي لأقطارِ لموت أفضل أهل العصر قاطبةً عمار دين الهدى يحيى بن عمارِ قرأت على أبي عليّ ابن الخلال: أخبركم ابن اللتي، قال: أخبرنا أبو الوقت، قال: أخبرنا أبو إسماعيل عبد الله بن محمد، قال: أخبرنا محمد بن محمد بن عبد الله الفقيه إملاءً، قال: أخبرنا دعلج. (ح) قال: وحدثنا يحيى بن عمار إملاءً، قال: أخبرنا حامد بن محمد قالا: حدثنا أبو مسلم قال: حدثنا أبو عاصم عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن عمرو،

ص: 384

عن عرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب؛ فقال قائل: يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا. فقال: أوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة. . الحديث.

وذكر السلفي في معجم بغداد له، قال: قال أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري: كان يحيى بن عمار ملكا في زي عالم، كان له محب مثري يحمل إليه كل عام ألف دينار هروية، ولما توفي يحيى وجدوا في تركته أربعين بدرة لم ينفق منها شيئا، ولم يكسر عنها الختم.

قال شيخ الإسلام الأنصاري: سمعت يحيى بن عمار يقول: العلوم خمسة: علم هو حياة الدين وهو علم التوحيد، وعلم هو قوت الدين وهو علم العظة والذكر، وعلم هو دواء الدين وهو الفقه، وعلم هو داء الدين وهو أخبار فتن السلف، وعلم هو هلاك الدين وهو علم الكلام، وأراه ذكر النجوم.

85 -

‌ يحيى بن نجاح أبو الحسين ابن الفلاس الأموي

، مولاهم القرطبي.

رحل وحج، واستوطن مصر، وكان عالما زاهدا ورعا، وهو مصنف كتاب سبل الخيرات في المواعظ والرقائق، وهو كبير بأيدي الناس، وقد رواه بمكة؛ أخذه عنه أبو محمد عبد الله بن سعيد الشنتجالي، وأبو يعقوب بن حماد.

ص: 385

سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة

86 -

‌ أحمد بن رضوان بن محمد بن جالينوس

، أبو الحسين البغدادي الصيدلاني المقرئ.

سمع أبا طاهر المخلص، وكان أحد القراء المذكورين بإتقان السبع. له في ذلك تصانيف. توفي شابا، وقد كان الناس يقرأون عليه في حياة الحمامي لعلمه.

قال الخطيب: حضرته ليلة في الجامع، فقرأ في تلك الليلة ختمتين قبل أنّ يطلع الفجر.

قلت: صنف كتاب الواضح في القراءات العشر؛ قرأ به عليه عبد السيد بن عتاب في سنة اثنتين وعشرين، عن قراءته على عليّ بن محمد بن يوسف العلاف، وعبد الملك بن بكران النهرواني، وطبقتهما.

87 -

‌ أحمد بن علي بن عبدوس

، أبو نصر الأهوازي الجصاص المعدل.

سمع من أبي عليّ ابن الصواف، وابن خلاد النصيبي ببغداد، وأبي القاسم الطبراني، وأبي الشيخ بأصبهان.

قال الخطيب: كتبنا عنه بانتخاب ابن أبي الفوارس، وكان ثقة ثبتا. ثم رجع إلى الأهواز، وبقي إلى سنة ثلاث وعشرين.

88 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسكان

، أبو نصر الجذامي النيسابوري.

سمع إسماعيل بن نجيد، ومحمد بن جعفر بن محمد المزكي، وعنه حفيده الحاكم عبيد الله بن عبد الله الحسكاني.

مات في ربيع الآخر.

ص: 386

89 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن أبان اللنباني

، الصوفي الأصبهاني.

سمع أبا الشيخ، وله تصانيف.

90 -

‌ إسماعيل بن إبراهيم بن عروة

، أبو القاسم البندار.

حدث عن أبي بكر الشافعي.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا، مات في المحرم.

قلت: وروى عنه البيهقي في النكاح، فقال: حدثنا أبو سهل بن زياد القطان.

عاش خمسا وثمانين سنة.

91 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن زنجويه

، أبو الحسن المزكي.

روى عن أبي بكر القباب، وله رحلة إلى العراق وفهم.

مات في شوال.

92 -

‌ إسماعيل بن رجاء بن سعيد بن عبيد الله

، أبو محمد العسقلاني الأديب.

روى عن أبي بكر محمد بن أحمد الحندري العسقلاني، ومحمد بن محمد بن عبد الرحيم القيسراني، وعبد الوهاب الكلابي. وقرأ بصيدا على أبي الفضل محمد بن إبراهيم الدينوري. روى عنه أبو نصر بن طلاب، وأبو عبد الله القضاعي، وأبو عمرو الداني، ومحمد بن أبي الصقر الأنباري، وأبو الحسن الخلعي.

ومات بالرملة في رمضان.

93 -

‌ جعفر بن أحمد بن جعفر بن لقمان

، أبو الفرج.

حدث في هذا العام بمصر عن حمزة الكناني، وأبي الطاهر الذهلي، وعنه سعد بن علي الزنجاني، وأبو طاهر بن أبي الصقر.

ص: 387

94 -

‌ الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه

، أبو سعيد المؤدب، الأصبهاني الكاتب.

سمع أبا جعفر أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن أفرجة، وأحمد بن معبد، وغيرهما. روى عنه أبو المعالي عبد الملك بن منصور الكاتب، ولامعة بنت سعيد البقال، وأبو الفتح الحداد، ومحمد بن عمر الواعظ.

توفي في جمادى الآخرة.

95 -

‌ الحسين بن شجاع ابن الموصلي

، الصوفي.

بغدادي، ثقة، سمع أبا عليّ ابن الصواف، وأبا بكر بن مقسم، وأبا بكر الشافعي، وغيرهم.

قال الخطيب: كتبنا عنه.

96 -

‌ الحسين بن محمد بن الحسن بن متويه

، أبو عليّ الرساني الأصبهاني.

قال يحيى بن منده: عارف بالحديث والأسانيد. روى عن أبي الشيخ، وعبد الله بن محمد الصائغ، وعنه أحمد بن محمد بن مردويه، وأبو الفتح الحداد، مات في رجب.

97 -

‌ الحسين بن محمد بن عليّ بن جعفر

، أبو عبد الله ابن البزري الصيرفي.

بغدادي كذاب. روى عن أبي الفرج صاحب الأغاني، وأحمد بن نصر الذارع.

قال الصوري: قدم ابن البزري مصر وادعى أشياء وبان كذبه، واشتهر بالفسق.

98 -

‌ روح بن محمد ابن الحافظ أبي بكر أحمد بن محمد ابن السني الدينوري

، أبو زرعة.

ص: 388

سمع إسحاق بن سعد النسوي، وجعفر بن فناكي. روى عنه الخطيب، ووثقه.

99 -

‌ طاهر بن أحمد بن الحسن

، أبو منصور الإمام الهمذاني، حفيد عبد الرحمن الإمام.

روى عن أبيه، وأبي بكر بن لال، وصالح بن أحمد، وأبي بكر بن المقرئ، والدارقطني، وخلق، ورحل وطوف. روى عنه محمد بن الحسين الخطيب، ويوسف، وعليّ الحسني الهمذانيون.

وكان ثقة غازيا مجاهدا، رحمه الله، توفي في ربيع الآخر.

100 -

‌ عبد الرحمن بن محمد بن معمر

، أبو الوليد الأندلسي، اللغوي، مؤلف التاريخ في الدولة العامرية.

كان واسع الأدب والمعرفة. قاله ابن حيان.

101 -

‌ عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله بن محمد

، أبو القاسم البغدادي الحربي الحرفي.

سمع أبا بكر النجاد، وحمزة بن محمد الدهقان، وعلي بن محمد بن الزبير الكوفي، وأبا بكر الشافعي، وأبا بكر النقاش، وجماعة.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقا، غير أنّ سماعه في بعض ما رواه عن النجاد كان مضطربا، وولد سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، ومات في شوال.

قلت: روى عنه أيضا أبو بكر البيهقي، وأبو عبد الله الثقفي، ومحمد بن عبد السلام الأنصاري، والحسين بن محمد ابن السراج، وأبو طاهر محمد بن

ص: 389

أحمد بن قنداس، وثابت بن بندار البقال.

102 -

‌ عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسين

بن حفص الذكواني الأصبهاني المعدل.

روى عن الطبراني، وأبي الشيخ. وعنه عبد الرحمن بن منده، وأحمد بن الفضل العنبري.

من رؤساء البلد، توفي في شعبان.

103 -

‌ عبد السلام بن الفرج

، أبو القاسم المزرفي الفقيه، صاحب ابن حامد الحنبلي.

له حلقة إشغال بجامع المدينة من بغداد، ومصنفات.

104 -

‌ عبد الواسع بن محمد بن حسن

، أبو الحسن الجرجاني.

حدّث عن جده لأمه أبي بكر الإسماعيلي، وعبد الله بن عدي الحافظ.

وتوفي في ذي القعدة.

105 -

‌ عثمان بن أحمد بن شذرة

، الخطيب أبو عمرو المديني.

مات في شعبان.

106 -

‌ عليّ بن أحمد بن الحسن بن محمد بن نعيم

، أبو الحسن البصري الحافظ المعروف بالنعيمي، نزيل بغداد.

حدّث عن أحمد بن محمد بن العبّاس الأسفاطي، وأحمد بن عبيد الله النهرديري، ومحمد بن عدي بن زحر، وعلي بن عمر الحربيّ.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان حافظا، عارفا، متكلّما، شاعرا. وقد حدثنا عنه أبو بكر البرقاني بحديث، وسمعت الأزهري يقول: وضع النعيمي على ابن المظفر حديثا، ثم تنبه أصحاب الحديث له، فخرج عن بغداد لهذا السبب، فغاب حتى مات ابن المظفر، ومات من عرف قصته في الحديث

ص: 390

ووضعه، ثم عاد إلى بغداد. سمعت أبا عبد الله الصوري يقول: لم أر ببغداد أكمل من النعيميّ، كان قد جمع معرفة الحديث والكلام والأدب.

قال: وكان البرقاني يقول: هو كاملٌ في كل شيء لولا بأو فيه.

قلت: ومن شعره السائر:

إذا أظمأتك أكفُّ اللّئامَ كفتك القناعةُ شبعا وريّا فكنْ رجلا رجله في الثرى وهامةُ همَته في الثريّا أبيَّا لنائل ذي ثروة تراه بما في يديه أبيَّا فإنّ إراقةَ ماءَ الحيا ة دونَ إراقةِ ماءِ المُحيّا مات النعيميّ في عشر الثمانين، وكان يحدث من حفظه، وتلك الهفوة منه كانت في شبيبته، وتاب.

107 -

‌ عليّ بن محمد بن عليّ بن الحسين

، أبو الحسن الباشانيّ الهروي المزكيّ.

روى عن أبي عمرو بن حمدان النيسابوريّ، وأقرانه، وانتقى عليه أبو الفضل الجاروديّ. روى عنه أبو العبّاس الصيدلاني، ومحمد بن عليّ العميري.

108 -

‌ محمد بن أحمد بن محمد بن مزدين

، أبو منصور القومساني الهمذاني.

روى عن أبيه، وعبد الرحمن الجلاّب، وعبد الرحمن بن عبيد، وعمرو بن الحسين الصرام، وأوس بن أحمد، وحامد بن محمد الرّفاء، وأبي جعفر بن برزة الروذراوري، والفضل الكندي، وجماعة.

روى عنه حميد ابن المأمون، وابن أخيه أبو الفضل محمد بن عثمان، وحفيده أبو عليّ أحمد بن طاهر بن محمد القومسانيان، وأبو طاهر أحمد بن عبد الرحمن الروذباريّ، وآخرون كثيرون.

قال شيرويه: هو صدوق ثقة.

توفي في جمادى الآخرة، وصلّى عليه ابنه طاهر.

ص: 391

109 -

‌ محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمدان

، أبو عبد الله الأصبهاني الخاني، من قرية خان لنجان.

سمع الطبراني، وأبا الشيخ، وجماعة، ويعرف بالعجل، ورّخه يحيى بن منده.

وورّخ فيها أيضا:

110 -

‌ عثمان بن محمد بن إبراهيم بن فهد الخاني الأصبهاني

.

حدّث عن أبي حفص بن شاهين، وغيره، وعنه أبو الخير بن ررا، وعبد الرحمن بن منده.

111 -

‌ محمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عبد الله

، أبو بكر الأصبهاني المقرئ الضرير، ويعرف بالبقار، بباء لا بنون.

ذكره يحيى بن منده، وأنه مات في المحرم، وقال: هو أحد الأئمة في القراءات. حدث عن أبي بكر القطيعي، وأبي بكر القباب الأصبهاني، وعدّة. سمع منه أبو عليّ اللباد. قلت: لم يذكر على من قرأ.

112 -

‌ محمد بن سليمان بن محمود

، أبو سالم الحراني الظاهري.

دخل الأندلس للتجارة، وكان ذكيا عالما شاعرا متفننا. قرأ القراءات على أبي أحمد السامريّ، وكان معتقدا مذهب داود بن عليّ، مناظرا له. أجاز لأبي الحسن بن عبادل في شعبان سنة ثلاث وعشرين.

113 -

‌ محمد بن الطيب بن سعد

، أبو بكر الصباغ.

سمع أبا بكر النجاد، وأبا بكر الشافعيّ، وغيرهما. وهو بغدادي عاش خمسا وسبعين سنة، وتزوج زيادة على تسعمائة امرأة؛ رواه أبو بكر الخطيب عن رئيس الرؤساء أبي القاسم عليّ بن الحسن.

وتوفي في ربيع الأول.

ص: 392

114 -

‌ محمد بن عبد الله بن شهريار

، أبو الفرج الأصبهاني.

توفي في ذي القعدة. روى عن أبي القاسم الطبرانيّ، وطبقته. روى عنه الخطيب، وأبو العبّاس أحمد بن محمد بن بشرويه.

115 -

‌ محمد بن عبد الرحمن بن معمر

، أبو الوليد اللغويّ القرطبيّ، صاحب التاريخ.

كان بهاء للدولة العامرية، سكن الناحية الشرقية في كنف الأمير مجاهد العامري، وولي القضاء هناك، وتوفي في شوال سنة ثلاث، ورخه الأبّار.

116 -

‌ محمد بن عبد العزيز بن جعفر

، أبو الحسن البغدادي المعروف بمكي البرذعي.

سمع أبا بكر الأبهري، وغيره.

قال الخطيب: فيه نظر.

117 -

‌ محمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن يزيد

، أبو بكر الأصبهاني الطيرائي، من قرية طيرا.

روى عن عليّ بن أحمد الباقطائي، ومحمد بن عليّ بن عمر.

ورّخه يحيى بن منده وقال: ثقة، حسن التصنيف، صاحب سنة، مكثر.

118 -

محمد بن عليّ بن محمد بن دلير الهمذاني العدل، أبو بكر والد مكيّ.

روى عن عليّ بن محمد بن إبراهيم بن علويه الهمذاني، وعبيد الله بن حبابة البغدادي، روى عنه ابنه أبو القاسم مكيّ، وأحمد بن عبد الرحمن الصائغ.

صدقه شيرويه.

119 -

‌ محمد بن محمد بن سهل أبو الفرج الشلحي العكبريّ الكاتب

.

ص: 393

أحد الفضلاء الكبار، له كتاب الخراج، وكتاب النساء الشواعر، وكتاب المجالسات، وأخبار ابن قريعة القاضي، في جزء، وكتاب الرياضة، وغير ذلك. روى عنه أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد العكبريّ.

وعمر تسعين سنة. توفي في سلخ ربيع الأوّل.

والشلح: قرية من قرى عكبرا.

120 -

‌ محمد بن يحيى بن الحسن

، أبو بكر الأصبهاني الصّفّار الأديب.

توفي في رمضان.

121 -

‌ مسعود بن محمد بن موسى

، الإمام أبو القاسم الخوارزمي الحنفيّ.

كان أبوه أبو بكر شيخ الحنفيّة بالعراق في زمانه، ومسعود روى عن أبي الحسين بن المظفر بالإجازة.

وتوفي في شعبان.

122 -

‌ منذر بن منذر بن عليّ بن يوسف

، أبو الحكم الكناني الأندلسي، من أهل مدينة الفرج.

روى ببلده عن عليّ بن معاوية بن مصلح، وأحمد بن موسى، وأحمد بن خلف المديونيّ، وعبد الله بن القاسم بن مسعدة. وحجّ فأخذ عن جماعة كأبي بكر المهندس، وأبي محمد بن أبي زيد.

وكان رجلا صالحا محدّثا ثقة، ولد سنة أربعين وثلاثمائة.

123 -

‌ منصور بن نصر بن عبد الرحيم بن مت

ّ، أبو الفضل السمرقندي الكاغديّ، وإليه ينسب الورق المنصوري.

روى عن الهيثم بن كليب الشاشي، وأبي جعفر محمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة البغدادي نزيل ما وراء النهر، وتفرد بالرواية في عصره عنهما. روى عنه أبو الحسن بن خذام، وأبو إسحاق الأصبهاني، وأبو بكر الحسن بن الحسين البخاريّ، وأبو بكر الشاشي الفقيه، وآخرون.

ص: 394

توفي بسمرقند في ذي القعدة، وقد قارب المائة.

124 -

‌ هشام بن عبد الرحمن بن عبد الله

، أبو الوليد ابن الصابونيّ، القرطبيّ.

حج وأخذ عن أبي الحسن القابسي، وأحمد بن نصر الداوديّ، وجماعة. وكان خيّرا صالحا دؤوبا على النسخ، له كتاب في تفسير البخاري على حروف المعجم، كثير الفائدة.

توفي في ذي القعدة بعد مرض طويل.

125 -

‌ يوسف بن يعقوب بن إسماعيل خرزاذ

، أبو يعقوب النجيرمي البصري اللغويّ، نزيل مصر.

من بيت العلم والأدب، ولد سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، وله خطّ في غاية الإتقان، يرغب فيه الفضلاء حتى بيع ديوان جرير بخطّه عشرة دنانير، وليس هو خطا منسوبا، وقد روى كثيرا من اللغة بمصر.

رآه محمد بن بركات السعيدي فيما قيل، وأخذ العربية عن أصحابه.

ذكر الحبَّال وفاته في المحرَّم في رابعه سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة.

ص: 395

سنة أربع وعشرين وأربعمائة

126 -

‌ أحمد بن إبراهيم، الفقيه أبو طاهر القطان الحنبلي

، صاحب التعليقة.

كان من كبار أصحاب ابن حامد.

127 -

‌ أحمد بن الحسين بن أحمد البغدادي الواعظ

، أبو الحسين ابن السّمّاك.

حدّثَ عن جعفر الخلديّ، والحسن بن رشيق المصريّ.

قال الخطيب: كتبت عنه. وكان ضعيفا متهما، عاش نيفا وتسعين سنة.

وقال أبو محمد رزق الله التميمي: كان أبو الحسين ابن السّمّاك يتكلم على الناس بجامع المنصور، وكان لا يحسن من العلوم شيئا إلا ما شاء الله. وكان مطبوعا يتكلم على مذهب الصوفية، فكتبت إليه رقعة: ما تقول في رجل مات؟ فلمّا رآها في الفرائض رماها وقال: أنا أتكلم على مذهب قوم إذا ماتوا لم يخلفوا شيئا، فأعجب الحاضرين.

128 -

‌ أحمد بن عليّ بن أحمد بن سعدويه الحاكم

، أبو عبد الله النسويّ.

حدّث في رجب من السنة عن ابن نجيد، وأبي القاسم إبراهيم النصرآباذي، وأبي محمد السمذي، وأبي أحمد الجلودي، وأبي عبد الله بن أبي ذهل وخلق. روى عنه مسعود بن ناصر.

ووثقه عبد الغافر.

ص: 396

129 -

‌ جمهور بن حيدر بن محمد بن فتحويه

، أبو الفضل القرشي الكريزي النيسابوري الأديب.

روى عن أبي سهل محمد بن سليمان الصعلوكي، وأبي عمرو بن حمدان، وطبقتهما.

توفي في جمادى الآخرة.

130 -

‌ الحسين بن إبراهيم بن عبد الله

، أبو عبد الله الأبياري المقرئ.

131 -

‌ الحسين بن الخضر بن محمد

، أبو عليّ البخاري الفشيديزجي، الفقيه الحنفي، قاضي بخارى.

إمام عصره بلا مدافعة؛ قدم بغداد وتفقه بها، وناظر وبرع، وسمع بها من أبي الفضل عبيد الله الزهري، وببخارى محمد بن محمد بن صابر، وحدّث، وظهر له أصحاب وتلامذة. وآخر من حدّث عنه ابن بنته عليّ بن محمد البخاري.

توفي في شعبان رحمه الله.

وقد ناظر مرةً الشريف المرتضى شيخ الرافضة، وقطعه في حديث: ما تركنا صدقة، وقال للمرتضى: إذا جعلت ما نافية، خلا الحديث من فائدة، فإن كلّ أحد لا يخفى عليه أنّ الميت يرثه أقرباؤه، ولا تكون تركته صدقة، ولكن لمّا كان الرّسول عليه السلام بخلاف المسلمين، بيَّن ذلك، فقال: ما تركناه صدقة.

وقد سمع أبو عليّ هذا من ابن شبويه المروزي بمرو، ومن جعفر بن فناكيّ بالرّيّ، وتخرج به الأصحاب.

132 -

‌ حمزة بن محمد بن طاهر

، الحافظ أبو طاهر البغدادي الدقاق، مولى المهدي.

ص: 397

سمع أبا الحسين بن المظفر، وأبا الحسن الدارقطني، وابن شاهين، فمن بعدهم.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقا، فهما، عارفا، ولد سنة ست وستين وثلاثمائة.

وقال البرقاني: ما اجتمعت قط مع أبي طاهر حمزة ففارقته إلا بفائدة علم.

وقد نقل الخطيب عن محمد بن يحيى الكرمانيّ، وابن جدا العكبري أنّهما رأياه في النوم، فأخبرهما أنّ الله رضي عنه.

133 -

‌ سفيان بن محمد بن حسنكويه

، أبو عبد الله الأصبهاني.

يقال: توفي في جمادى الآخرة. روى عن أبي الشيخ، وروى عنه أبو عليّ الحداد، قال: أخبرنا سنة خمس. وروى عنه الرئيس الثقفي في الأربعين، له.

134 -

‌ عبد الله بن الحسن بن عبد الرحمن بن شجاع

، أبو بكر المروزي الفقيه الحنبلي.

كان فقيها متفننا واسع الرواية، نحويا، له مصنف في النحو على مذهب الكوفّيين، وله كتاب المغني في مذهب أبي حنيفة في سبعة أجزاء.

ولد في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، ودخل الأندلس فحمل عنه أهلها، وأجاز لهم في هذا العام.

135 -

‌ عبد الله بن عبد الرحمن بن عثمان بن سعيد بن دنين بن عاصم

، أبو محمد الصدفي الطليطليّ.

روى عن أبيه، وعن عبدوس بن محمد، وأبي عبد الله بن عيشون، وتمام بن عبد الله، وأبي جعفر بن عون الله، وأبي عبد الله بن مفرج، وخلق كثير. وحجّ فأخذ بمصر عن أحمد بن محمد المهندس، وعبد المنعم بن غلبون، ومحمد بن أحمد بن عبيد الوشاء، وبمكة عن عبيد الله السقطي.

ص: 398

ولقي بالقيروان أبا محمد بن أبي زيد، فأكثر عنه، ورجع إلى طليطلة، فأكثر عنه أهلها، ورحل الناس إليه من البلدان.

وكان زاهدا عابدا متبتلا، عالما عاملا سنيا، يقال: إنّه كان مجاب الدعوة. وكان الأغلب عليه الرواية والأثر، والعمل بالحديث. وكان ثقة متحرّيا، قد التزم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بنفسه، لا تأخذه في الله لومةُ لائم، صنف في ذلك كتابا. وكان مهيبا مطاعا محبوبا، لا يختلف اثنان في فضله، وكان يتولّى عمل عنب كرمه بنفسه، ولم ير بطليطلة أكثر جمعا من جنازته.

136 -

‌ عبد الرحيم ابن الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن منده

، أبو الحسين.

توفي بطريق إيذج بين العيدين، أظنه كان يتعانى التجارة، وسمع من أبيه.

137 -

‌ عبيد الله بن هارون بن محمد

، أبو القاسم القطان الواسطيّ، ويعرف بكاتب ابن قنطر.

سمع من عبد الغفار الحضيني، وأبا بكر المفيد، وجماعة. روى عنه محمد بن عليّ بن أبي الصقر الواسطيّ.

قال خميس الحوزي: مات سنة أربع وعشرين.

138 -

‌ عصم بن محمد بن عصم بن العبّاس أبو منصور العصمي

، رئيس هراة.

روى عن أبي عمرو الجوهري، وغيره. روى عنه محمد بن عليّ العميري.

139 -

‌ عليّ بن طلحة

، العلامة أبو القاسم بن كردان الواسطي النحوي.

صاحب أبي عليّ الفارسيّ، وعليّ بن عيسى الرُّمانيّ. قرأ عليهما كتاب سيبويه.

وأهل واسط يتغالون في ابن كردان ويفضلونه على ابن جني، صنف كتابا

ص: 399

نحو خمسة عشر مجلدا في إعراب القرآن، ثم بدا له فغسله قبل موته. وكان دينا نزها متصوّنا. أخذ عنه أبو الفتح بن مختار، ومحمد بن عبد السّلام، ومات في هذا العام؛ قاله كلَّه خميس الحوزي.

140 -

‌ عمير بن محمد بن أحمد بن محمد بن عمير

، أبو القاسم الجهني.

روى عن جده، وعن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان. وروى عنه عليّ الحنائيّ، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتّانيّ، وهو قليل السّماع.

141 -

‌ الفضل بن محمد بن محمد بن جهان دار

، أبو العباس الهروي، والد محمد الحافظ.

142 -

‌ محمد بن أحمد بن محمد بن حسن

، أبو رشيد الحيري الأدمي المقرئ المعدل.

حدث عن الأستاذ أبي سهل الصعلوكي، وأبي عمرو بن حمدان، وجماعة. روى عنه أبو علي الحسن بن محمد بن محمد الصفار.

143 -

‌ محمد بن إبراهيم بن أحمد

، أبو بكر الأردستاني، الرجل الصالح.

حدث بصحيح البخاري عن إسماعيل بن حاجب الكشاني، وحدث عن القاسم بن علقمة الأبهري، وأبي الفتح يوسف القواس، وأبي حفص بن شاهين، وأبي الشيخ بن حيان، وأبي بكر ابن المقرئ، وعبد الوهاب الكلابي، وجماعة كبيرة.

قال شيرويه: حدثنا عنه محمد بن عثمان، وابن ممان، وظفر بن هبة الله، وكان ثقة يحسن هذا الشأن، سمعت عدة من المشايخ يقولون: ما من رجل له حاجة من أمر الدنيا والآخرة فيزور قبره ويدعو الله عز وجل إلا استجاب الله له وجربت أنا ذلك، فكان كذلك.

ص: 400

قلت: وروى عنه البيهقي في تصانيفه، ووصفه بالحفظ.

وروى عنه في سنة ثلاث وتسعين صحيح البخاري عبد الغفار بن طاهر الهمذاني. وروى عنه أبو نصر الشيرازي المقرئ.

وهو أحد من لم يذكره ابن عساكر في تاريخه، وقد سمع بدمشق من الكلابي، وبعكا من أبي زرعة المقرئ.

وكان مع بصره بالحديث قيما بكتاب الله، كبير القدر، سامي الذكر، واسع الرحلة. لقي بالبصرة أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي، وأحمد بن عبيد الله النهرديري، وكناه بعضهم: أبا جعفر، وهو بأبي بكر أشهر.

وقد ذكرناه في سنة خمس عشرة على ما ورخه بعضهم، وهو في هذا العام أرجح.

•- ومحمد بن إبراهيم، أبو بكر الفارسي. قد مر في حدود سنة عشرين وأربعمائة.

144 -

‌ محمد بن إبراهيم بن علي بن غالب

، القاضي أبو الحسين المصري التمار.

هو آخر من حدث عن أحمد بن إبراهيم بن جامع العطار، وابن إسحاق، وغيرهما، توفي في جمادى الأولى؛ قاله الحبال.

145 -

‌ محمد بن جماهر بن محمد

، أبو عبد الله الحجري الطليطلي.

روى عن محمد بن إبراهيم الخشني، وعبدوس بن محمد، وأبي محمد الأصيلي.

وكان فقيها مشاورا، نبيلا.

146 -

‌ محمد بن عبد الله بن أحمد البيضاوي البغدادي

، الفقيه المفتي أبو عبد الله.

ولي قضاء ربع الكرخ، وحدث عن أبي بكر القطيعي. روى عنه

ص: 401

الخطيب، ووثقه.

وقال أبو إسحاق الشيرازي: تفقه على الداركي، وحضرت مجلسه وعلقت عنه. وكان حافظا للمذهب والخلاف، موفقا في الفتاوى.

147 -

‌ محمد بن عبد العزيز بن شنبويه

، أبو نصر الأصبهاني.

روى عن أبي بكر عبد الله بن محمد القباب.

148 -

‌ محمد بن عبيد الله بن محمد بن حسن

، أبو القاسم اليناقي الإشبيلي، المعمر.

أخذ عن وهب بن مسرة، وأبي بكر بن الأحمر القرشي، وجماعة، وكان ذكيا، رئيسا، ضابطا. وقد أخذ أيضا عن أبي علي القالي.

وكان مولده في سنة ثلاثين وثلاثمائة، وتوفي في جمادى الآخرة.

روى عنه أبو عبد الله الخولاني، وهو آخر من حدث عن وهب.

149 -

‌ محمد بن علي بن هشام بن عبد الرؤوف

، أبو عبد الله الأنصاري القرطبي، صاحب المظالم.

كان واسع العلوم، حاذقا بالفتوى، عارفا بمذهب مالك، بصيرا بالأحكام نزه النفس.

توفي في رمضان.

150 -

‌ مكي بن نظيف

، أبو القاسم الزجاج.

توفي بمصر في رجب.

151 -

‌ يحيى بن عبد الملك بن مهنا

، أبو زكريا القرطبي، صاحب الصلاة بقرطبة.

روى عن أبي الحسن الأنماطي رواية نافع، وكان حاذقا بها مجودا لها، وعاش ثمانين سنة. روى عنه محمد بن عتاب الفقيه، وغيره.

ص: 402

سنة خمس وعشرين وأربعمائة

152 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب

، أبو بكر الخوارزمي البرقاني الحافظ الفقيه الشافعي.

سمع بخورازم من أبي العباس محمد بن أحمد بن حمدان الحيري نزيل خوارزم، ومن محمد بن علي الحساني، وأحمد بن إبراهيم بن جناب الخوارزميين، وبهراة: محمد بن عبد الله بن خميرويه، وببغداد أبا علي ابن الصواف، وأبا بكر بن الهيثم الأنباري، وأحمد بن جعفر الختلي، وأبا بحر البربهاري، والقطيعي، وبجرجان أبا بكر الإسماعيلي، وبنيسابور أبا عمرو بن حمدان. وبدمشق أبا بكر بن أبي الحديد، وبمصر عبد الغني الحافظ. وخلقا سواهم، حتى أنه روى عن أبي بكر الخطيب تلميذه.

روى عنه الصوري، والخطيب، وأبو بكر البيهقي، وأبو إسحاق الشيرازي الفقيه، وأبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي، وسليمان بن إبراهيم الأصبهاني، وأبو الفضل بن خيرون، وأبو طاهر أحمد بن الحسن الكرخي الباقلاني، والمفتي أبو يعلى أحمد بن محمد العبدي المالكي شيخ البصرة، وأبو يحيى بن بندار، ومحمد بن عبد السلام الأنصاري، وآخرون.

واستوطن بغداد؛ قال الخطيب: كان ثقة، ورعا ثبتا. لم نر في شيوخنا أثبت منه، عارفا بالفقه، له حظ من علم العربية، كثير الحديث. صنف مسندا ضمنه ما اشتمل عليه صحيح البخاري ومسلم، وجمع حديث الثوري، وشعبة، وعبيد الله بن عمر، وعبد الملك بن عمير، وبيان بن بشر، ومطر الوراق، وغيرهم، ولم يقطع التصنيف حتى مات. وكان حريصا على العلم، منصرف الهمة إليه. سمعته يقول لرجل من الفقهاء الصلحاء: ادع الله أن ينزع شهوة الحديث من قلبي، فإن حبه قد غلب علي، فليس لي اهتمام في الليل والنهار إلا به، أو نحو هذا وكنت كثيرا أذاكره الأحاديث، فيكتبها عني، ويضمنها جموعه، وسمعت الأزهري يقول: البرقاني إمام إذا مات ذهب هذا

ص: 403

الشأن. وسمعت محمد بن يحيى الكرماني الفقيه يقول: ما رأيت في أصحاب الحديث أكثر عبادةً من البرقاني، وسألت الأزهري: هل رأيت شيخا أتقن من البرقاني؟ قال: لا، وسمعت أبا محمد الخلال ذكر البرقاني فقال: كان نسيج وحده.

وقال الخطيب: وأنا ما رأيت شيخا أثبت منه.

وقال أبو الوليد الباجي، أبو بكر البرقاني ثقة حافظ.

قلت: وذكره أبو إسحاق في طبقات الفقهاء الشافعية فقال: ولد سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، وسكن بغداد ومات بها في أول يوم من رجب. تفقه في حداثته، وصنف في الفقه، ثم اشتغل بعلم الحديث فصار فيه إماما.

وقال الخطيب: حدثني أحمد بن غانم الحمامي، وكان صالحا، أنه نقل البرقاني من بيته، فكان معه ثلاثة وستون سفطا وصندوقا، كل ذلك مملوء كتبا.

وقال البرقاني: دخلت إسفرايين ومعي ثلاثة دنانير ودرهم، فضاعت الدنانير وبقي الدرهم، فدفعته إلى خباز، وكنت آخذ منه في كل يوم رغيفين، وآخذ من بشر بن أحمد جزءا فأكتبه وأفرغ منه بالعشي، فكتبت ثلاثين جزءا، ثم نفذ ما كان عند الخباز، فسافرت.

قلت: كتاب المصافحة له من عالي ما يسمع اليوم. تفرد بها بيبرس العديمي بحلب، وعند أبي بكر بن عبد الدائم قطعة من الكتاب يرويها عن الناصح، عن شهدة.

وقال الخطيب في ترجمة البرقاني: حدثني عيسى بن أحمد الهمذاني، قال: أخبرنا البرقاني سنة عشرين، قال: حدثني أحمد بن علي بن ثابت

ص: 404

الخطيب، قال: حدثنا محمد بن موسى الصيرفي، قال: حدثنا الأصم، قال: حدثنا الصغاني، قال: حدثنا أبو زيد الهروي، قال: حدثنا شعبة، عن محمد بن أبي النوار قال: سمعت رجلا من بني سليم يقال له خفاف قال: «سألت ابن عمر عن صوم ثلاثة في الحج وسبعة إذا رجعتم. قال: إذا رجعت إلى أهلك» . تفرد به أبو زيد.

153 -

‌ أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد البغدادي

، أبو عبد الله الكاتب.

سمع أبا علي ابن الصواف، وعمر بن سلم، ومخلد بن جعفر الباقرحي.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صحيح السماع، كثيره، مات في المحرم، وله تسع وثمانون سنة.

154 -

‌ أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن سعيد

، أبو العباس الأبيوردي القاضي الشافعي صاحب الشيخ أبي حامد.

سكن بغداد، وبرع في الفقه، وولي القضاء ببغداد على الجانب الشرقي ومدينة المنصور أيام ابن الأكفاني، ثم عزل، ورد ابن الأكفاني إلى عمله.

وكان له حلقة للتدريس والفتوى بجامع المنصور، وكان عنده شيء عن علي بن القاسم بن شاذان القاضي، وغيره. كتب بالري وهمذان، وكان حسن الاعتقاد، جميل الطريقة، فصيحا، له شعر.

وقيل: إنه كان يصوم الدهر، وكان فقيرا يتجمل، ومكث شتوة لا يملك جبة يلبسها، فكان يقول لأصحابه: بي علة تمنعني من لبس المحشو.

توفي في جمادى الآخرة، وله ثمان وستون سنة.

155 -

‌ أحمد بن محمد بن علي بن الجهم

، أبو العباس الأصبهاني، مستملي ابن منده.

سمع أبا الشيخ، وعنه الوخشي، وأبو الفتح الحداد.

ص: 405

توفي في ذي القعدة.

156 -

‌ أحمد بن محمد بن الفضل

، القاضي أبو بكر الصدفي الفقيه.

بمرو.

157 -

‌ أحمد بن أبي سعد البغدادي الأصبهاني الواعظ

.

توفي في ربيع الأول.

158 -

‌ إبراهيم بن الخضر بن زكريا

، أبو محمد الدمشقي الصائغ.

روى عن أبي علي الحسن بن عبد الله الكندي، وعبد الوهاب الكلابي، وجماعة. روى عنه علي بن محمد بن شجاع، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني.

توفي يوم عاشوراء.

قال الكتاني: كان فيه تساهل في الحديث.

159 -

‌ إبراهيم بن علي بن محمد بن عثمان بن المورق

، أبو إسحاق العبدي الأصبهاني الخياط، المعلم.

سمع الطبراني. كتب عنه جماعة، مات في ربيع الأول.

160 -

‌ جعفر بن أحمد بن لقمان البزاز

.

مصري، ذكر الحبال موته في المحرم.

161 -

‌ الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان

، أبو علي بن أبي بكر البغدادي البزاز.

ولد في ربيع الأول سنة تسع وثلاثين، وسمعه أبوه من أبي عمرو ابن السماك، وأحمد بن سليمان العباداني، وميمون بن إسحاق، وأبي سهل بن زياد، وأحمد بن سلمان النجاد، وحمزة الدهقان، وجعفر بن محمد الخلدي، وعبد الصمد الطستي، ومكرم بن أحمد، وأبي عمر غلام ثعلب، وعبد الله بن جعفر بن درستويه، وعلي بن عبد الرحمن بن ماتي، وعلي بن محمد بن الزبير

ص: 406

القرشي، وأحمد بن عثمان الأدمي، وعبد الله بن إسحاق الخراساني، ومحمد بن جعفر القارئ، وجماعة.

روى عنه أبوا بكر: الخطيب، والبيهقي، والإمام أبو إسحاق الشيرازي، وعلي بن أبي الغنائم ابن المأمون الهاشمي، وأبو الفضل بن خيرون، والحسن بن أحمد بن سلمان الدقاق، وأبو ياسر محمد بن عبد العزيز الخياط، والحسين بن الحسين الفانيذي، وثابت بن بندار البقال، وجعفر بن أحمد السراج، والمبارك بن عبد الجبار ابن الطيوري، وأبو مسلم عبد الرحمن بن عمر السمناني، وأبو غالب محمد بن الحسن الباقلاني، وأبو سعد محمد بن عبد الملك الأسدي، وأبو سعد محمد بن عبد الملك بن خشيش، وأبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان، وأبو علي بن نبهان الكاتب، وغيرهم.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقا، صحيح السماع، يفهم الكلام على مذهب أبي الحسن الأشعري، وكان يشرب النبيذ على مذهب الكوفيين، ثم تركه بأخرة، وكتب عنه جماعة من شيوخنا كالبرقاني، وأبي محمد الخلال، وسمعت أبا الحسن بن رزقويه يقول: أبو علي بن شاذان ثقة، وسمعت أبا القاسم الأزهري يقول: أبو علي أوثق من برأ الله في الحديث.

وحدثني محمد بن يحيى الكرماني قال: كنت يوما بحضرة أبي علي بن شاذان، فدخل شاب فسلم ثم قال: أيكم أبو علي بن شاذان؟ فأشرنا إليه، فقال له: أيها الشيخ، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال لي: سل عن أبي علي بن شاذان فإذا لقيته فأقره مني السلام. قال: ثم انصرف الشاب، فبكى أبو علي وقال: ما أعرف لي عملا أستحق به هذا، اللهم إلا أن يكون صبري على قراءة الحديث وتكرير الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما جاء ذكره. قال الكرماني: ولم يلبث أبو علي بعد ذلك إلا شهرين أو ثلاثة حتى مات.

توفي أبو علي آخر يوم من سنة خمس، ودفن في أول يوم من سنة ست وعشرين.

ص: 407

162 -

‌ الحسن بن عبيد الله

، الفقيه أبو علي البندنيجي الشافعي، صاحب الشيخ أبي حامد.

له عنه تعليقة مشهورة، وله مصنفات كثيرة. درس الفقه ببغداد مدة وأفتى، وكان دينا صالحا ورعا، ثم رجع إلى البندنيجين، رحمه الله.

163 -

‌ الحسن بن أيوب بن محمد بن أيوب

، أبو علي الأنصاري القرطبي الحداد.

روى عن أبي عيسى الليثي، وأبي علي القالي، وأحمد بن ثابت التغلبي، وتفقه على القاضي أبي بكر بن زرب. روى عنه جماعة من العلماء منهم: أبو عمر بن مهدي وقال: كان مقدما في الشورى لسنه، رواية للحديث واللغة، ذا دين وفضل.

توفي في رمضان، وله سبع وثمانون سنة.

164 -

‌ الحسين بن جعفر بن القاسم

، أبو عبد الله الكللي المصري.

سمع الحسن بن رشيق، وأبا جعفر أحمد بن محمد بن هارون الأسواني، وإبراهيم بن محمد النسائي العدل، وأبا الحسن الدارقطني، وجماعة، وانتقى عليه الحافظ أبو نصر السجزي. روى عنه أبو الحسن الخلعي، وجماعة من المصريين.

وهو ابن بنت أبي بكر الأدفوي.

توفي بالريف في المحرم.

165 -

‌ الحسن بن محمد بن الحسين بن داود بن علي بن عيسى

، أبو محمد العلوي، السيد أبو محمد النقيب ابن السيد أبي الحسن.

شيخ العترة بنيسابور. روى عن أبي عمرو بن حمدان، وغيره.

توفي في جمادى الآخرة عن نيف وسبعين سنة.

166 -

‌ سعيد بن أحمد بن يحيى

، أبو عثمان المرادي الإشبيلي الشقاق.

كان من أهل الذكاء والطلب، ومعرفة التواريخ والأخبار. سمع من أبي

ص: 408

محمد الباجي، وابن الخراز، والرباحي، وابن السليم القاضي، ومسلمة بن القاسم، وغيرهم.

167 -

‌ سفيان بن محمد بن الحسن بن حسنكويه

، أبو عبد الله الأصبهاني.

توفي في هذه السنة على الصحيح في أحد الجماديين. روى عنه أبو عبد الله الثقفي، وأبو علي الحداد، وجماعة. يروي عن أبي الشيخ، وابن المظفر الحافظ، ومنصور بن جعفر البغدادي.

168 -

‌ ضمام بن محمد

، أبو يعلى الشعراني الهروي الصوفي.

روى عن بشر بن محمد المزني المغفلي، وأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري اللغوي. روى عنه محمد بن علي العميري الزاهد، وغيره.

169 -

‌ طاهر بن عبد العزيز بن سيار البغدادي الحصري الدّعّاء

.

سمع أبا بكر القطيعي، وإسحاق بن سعد النسوي.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان عبدا صالحا.

170 -

‌ ظفر بن إبراهيم النيسابوري الأبريسمي

، أبو سعيد.

قال الخطيب: حدثنا عن محمد بن أحمد بن عبدوس، عن مكي بن عبدان، وكان صدوقا. قدم علينا ليحج.

171 -

‌ عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني الأصبهاني

.

توفي في جمادى الأولى، والد محمد وأحمد. روى عن أبي الشيخ، وابن المقرئ، وكان يحفظ.

172 -

‌ عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن بندار بن شبانة

، أبو سعيد الهمذاني.

روى عن أبي القاسم بن عبيد، والفضل بن الفضل الكندي، ومحمد بن

ص: 409

عبد الله بن برزة، ومحمد بن علي بن محمويه النسوي، وأبي بكر بن مالك القطيعي، وجماعة.

قال شيرويه: حدثنا عنه عبد الملك بن عبد الغفار، ومحمد بن الحسين، ومحمد بن طاهر العابد، وأحمد بن عبد الرحمن الروذباري، وسعد بن الحسن القصري، وأحمد بن طاهر القومساني، وأبو غالب أحمد بن محمد ابن القارئ العدل.

قال شيرويه: وكان صدوقا من أهل الشهادات، ومن تناء البلد.

قلت: وقع لنا الجزء الثاني من حديثه.

173 -

‌ عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر

، أبو الحسن التميمي الجوبري الغوطي.

حدث عن أبي القاسم علي بن أبي العقب، وأبي عبد الله بن مروان، ويحيى بن عبد الله الزجاج، وإبراهيم بن محمد بن سنان. روى عنه حيدرة المالكي، وعبد العزيز الكتاني، وسعد بن علي الزنجاني، وأبو العباس بن قبيس المالكي، وأبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي، وجماعة.

ووثقه محمد بن علي الحداد، ولم يكن يحسن الخط.

قال الحافظ عبد العزيز الكتاني: توفي شيخنا في صفر، وكان أبوه قد سمعه وضبط له، وكان يحفظ متون الحديث، ولما مضيت لأسمع منه قال: قد سمعني والدي الكثير، وكان محدثا، ولكن ما أحدثك حتى أدري أيش مذهبك في معاوية. قلت: صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة الله عليه. فأخرج إلي كتب أبيه جميعها، وكان لا يقرأ ولا يكتب.

174 -

‌ عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن يعقوب

، أبو مسلم الأصبهاني المؤدب.

سمع الطبراني، وعنه أبو علي الوخشي، وبشير بن محمد الحنفي.

مات في جمادى الأولى.

ص: 410

175 -

‌ عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الحسناباذي الرستمي الأصبهاني

، أبو القاسم الزاهد.

توفي في جمادى الآخرة. وكان واعظا مذكرا؛ روى عن أحمد بن بندار، والطبراني.

176 -

‌ عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر بن أيوب

، أبو نصر المري الدمشقي الشروطي، الحافظ المعروف بابن الجبان وبابن الأذرعي.

روى عن خلق كثير، منهم: الحسين بن أبي الرمرام، وأبو عمر بن فضالة، والمظفر بن حاجب الفرغاني، وجمح بن القاسم، والفضل بن جعفر، وطبقتهم، ولم يرحل. روى عنه أبو علي الأهوازي، وعبد العزيز الكتاني، والسمان، وأبو القاسم المصيصي، وأبو العباس بن قبيس، وآخرون.

قال الكتاني: توفي شيخنا وأستاذنا أبو نصر بن الجبان في شوال.

صنف كتبا كثيرة، وكان يحفظ شيئا من علم الحديث رحمه الله.

ووثقه محمد بن علي الحداد.

177 -

‌ عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث

، أبو الفرج التميمي، أخو أبي الفضل عبد الواحد.

كان له حلقة بجامع المنصور للوعظ والفتوى على مذهب أحمد. حدث عن أبيه، وأبي الحسين العتكي، وناجية بن النديم. روى عنه أبو بكر الخطيب، وابنه رزق الله التميمي.

توفي في ربيع الأول.

178 -

‌ عبد الوهاب بن محمد بن علي بن مهرة الأصبهاني

.

حدث عن الطبراني، وغيره. روى عنه أبو علي الحداد.

مات في ذي الحجة.

ورخه ابن نقطة وكناه أبا عمرو.

ص: 411

179 -

‌ علي بن أحمد الزاهد

، أبو الحسن الخرقاني، وخرقان: قرية بجبال بسطام.

ذكره أبو سعد ابن السمعاني فقال: شيخ العصر، له الكرامات والأحوال. أجهد نفسه وراضها، وكان أول أمره خربندج يكري الحمار، ثم فتح عليه، وقد قصده السلطان محمود بن سبكتكين وزاره، فوعظه ولم يقبل منه شيئا. توفي يوم عاشوراء، وله ثلاث وسبعون سنة، رحمه الله تعالى.

180 -

‌ علي بن الحسن

، أبو الفرج النهرواني، خطيب النهروان.

روى عن أبي إسحاق المزكي، وأحمد بن نصر الذارع.

روى عنه الخطيب، وقال: لا بأس به، وورخه.

181 -

‌ علي بن سليمان بن الربيع

، القاضي أبو الحسن البسطامي.

سمع بنيسابور من أبي عمرو بن حمدان، وأبي أحمد الحاكم، وجماعة، وتوفي ببسطام عن ثنتين وسبعين سنة.

182 -

‌ عمر بن أبي سعد إبراهيم بن إسماعيل

، الفقيه أبو الفضل الزاهد الهروي، خال أبي عثمان الصابوني.

سمع أبا بكر الإسماعيلي، وأبا عمرو بن حمدان، وبشر بن أحمد الإسفراييني، وعبد الله بن عمر بن علك الجوهري، والحسين بن محمد بن عبيد العسكري، والبكائي الكوفي، وطبقتهم.

، وكان إماما، قدوة في الزهد، والورع، والعبادة، والعلم؛ روى عنه شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني، وشيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري، ومحمد بن علي العميري، وأبو عطاء عبد الأعلى المليحي، وغيرهم.

توفي في آخر سنة خمس وعشرين.

ص: 412

وكان أبوه حافظا صالحا خيرا، مات سنة تسعين وثلاثمائة.

183 -

‌ محمد بن إبراهيم بن علي

، أبو هريرة أخو أبي ذر الصالحاني الأصبهاني النجار.

توفي في ذي القعدة. روى عن أبي بكر عبد الله بن محمد القباب.

184 -

‌ محمد بن الحسن بن علي بن ثابت

، أبو بكر النعماني البغدادي.

قال الخطيب: حدثنا عن عبد الخالق بن الحسن المعدل، وكان صحيح السماع، توفي في جمادى الآخرة.

185 -

‌ محمد بن عبيد الله بن أحمد بن عبيد

، أبو الفتح ابن الإخوة البغدادي الصيرفي.

سمع علي بن عبد الرحمن البكائي الكوفي بها، وأبا بكر بن شاذان، وأبا الحسين ابن البواب، وجماعة.

قال الخطيب: كان صدوقا من أهل القرآن والسنة، كتبت عنه، ومات في ذي الحجة وله سبعون سنة.

186 -

‌ محمد بن علي بن إبراهيم بن محمد بن مصعب بن عبيد الله بن مصعب بن إسحاق

بن طلحة بن عبيد الله التيمي الطلحي، أبو بكر الأصبهاني التاجر.

سمع عبد الله بن جعفر بن فارس، وغيره. روى عنه أبو العباس أحمد بن محمد بن بشرويه، وأحمد بن محمد بن شهريار، وأبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد الحداد، وأبو علي الحسن بن أحمد الحداد، وآخرون، وقد سمع أيضا من محمد بن أحمد بن الحسن الكسائي، وأحمد بن جعفر بن معبد السمسار، وشاكر بن عمر المعدل، وسليمان بن أحمد الطبراني، وغيرهم.

وتوفي في ربيع الأول، وكان من وجوه أهل بلده.

ص: 413

له أوقاف كثيرة، وهو عم والدة الحافظ إسماعيل.

187 -

‌ محمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن مهران

، أبو عبد الله الثقفي الكسائي النيسابوري السراج الفقيه.

روى عن أبيه، وأبي عمرو بن مطر، وإسماعيل بن نجيد، وأبي أحمد حسينك التميمي، وأبي الحسين الحجاجي.

وثقه أبو الحسن عبد الغافر الفارسي، وقال: أخبرنا عنه أبو صالح بن أبي سعد المقرئ، وعبيد الله بن أبي محمد الكريزي.

188 -

‌ محمد بن مغيرة بن عبد الملك بن مغيرة

، أبو بكر القرشي.

من أهل قرطبة، سكن إشبيلية، روى عن أبي بكر ابن القوطية، وأبي بكر الزبيدي، وابن عون الله، وحج فأخذ عن أبي الحسن القابسي، وابن فراس العبقسي، وجماعة.

وكان من أهل العلم بالحديث، والفقه، ثقة.

ذكره ابن خزرج. روى عنه هو، وأبو عبد الله الخولاني. وتوفي في رجب.

189 -

‌ وشاح مولى أبي تمام الزينبي

.

بغدادي، صدوق، مسن.

قال الخطيب: قيل عنه شيء من الاعتزال، وهو كثير التلاوة، صدوق. حدثنا عن عثمان بن محمد بن سنقة، عن إسماعيل القاضي.

ص: 414

سنة ست وعشرين وأربعمائة

190 -

‌ أحمد بن محمد بن المقرب

، أبو بكر الكرابيسي.

خراساني. مات في رجب.

191 -

‌ أحمد بن أبي مروان عبد الملك بن مروان ابن ذي الوزارتين

الأعلى أحمد بن عبد الملك بن عمر بن شهيد الأشجعي، أبو عامر الأندلسي القرطبي، الشاعر الأديب.

قال الحميدي: كان من العلماء بالأدب ومعاني الشعر وأقسام البلاغة. وله حظ من ذلك بسق فيه، ولم ير لنفسه في البلاغة أحدا يجاريه، وله كتاب حانوت عطار، وسائر رسائله وكتبه نافعة الجد، كثيرة الهزل.

وقال ابن حزم: ولنا من البلغاء أحمد بن عبد الملك بن شهيد، وله من التصرف في وجوه البلاغة وشعابها مقدار ينطق فيه بلسان مركب من عمرو وسهل - يعني عمرو بن بحر الجاحظ، وسهل بن هارون - وكتب إلي في علته بهذه الأبيات:

ولما رأيت العيش لوى برأسه وأيقنت أنّ الموت لا شك لاحقي تمنيت أني ساكن في عباءة بأعلى مهب الريح في رأس شاهقِ كأني وقد حان ارتحالي لم أفز قديما من الدنيا بلمحة بارقِ فمن مبلغ عني ابن حزم وكان لي يدا في ملماتي وعند مضايقي عليك سلام الله إني مفارق وحسبك زادا من حبيب مفارقِ

في أبيات.

وقال ابن بسام في كتاب الذخيرة من شعر أبي عامر:

فكأن النجوم في الليل جيش دخلوا للكمون في جوف غاب وكأن الصباح قانص طير قبضت كفه برجل غراب وله يصف ثعلبا: أدهى من عمرو، وأفتك من قاتل حذيفة بن بدر، كثير

ص: 415

الوقائع في المسلمين، مغرىً بإراقة دماء المؤذنين، إذا رأى الفرصة انتهزها، وإذا طلبته الكماة أعجزها، وهو مع ذلك بقراط في إدامه، وجالينوس في اعتدال طعامه، غداؤه حمام أو دجاج، وعشاه تدرج أو دراج.

قال ابن حزم: توفي في جمادى الأولى، وصلى عليه أبو الحزم جهور بن محمد، وكان حين وفاته حامل لواء الشعر والبلاغة، لم يخلف له نظيرا في هذين العلمين، وولد سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، وانقرض عقب الوزير والده بموته، وكان سمحا جوادا، وكانت علته ضيق النفس والنفخ.

قال ابن ماكولا: يقال إنه جاحظ الأندلس.

192 -

‌ إبراهيم بن جعفر بن أبي الكرام

، أبو إسحاق المصري، أخو محسن.

سمع من الرازي فمن دونه - الرازي هو أحمد بن إسحاق بن عتبة - وسمع منه: خلف الحوفي والخلعي.

193 -

‌ أصبغ بن محمد بن أصبغ بن السمح

، أبو القاسم المهري القرطبي، صاحب الهندسة.

كان من أهل البراعة في الهندسة والعدد والنجامة والطب، وهذه الأشياء. أخذ عن مسلمة بن أحمد المرخيطي، وسكن غرناطة، وتقدم عند صاحبها وتمول، وله تصانيف.

توفي في رجب كهلا.

أخذ عنه سليمان بن محمد بن الناشئ المهندس، وغيره. وله مصنفات.

194 -

‌ ثابت بن محمد بن وهب بن عياش

، أبو القاسم الأموي الإشبيلي.

روى عن أبي عيسى الليثي، والقاضي بن السليم، وابن القوطية، ومحمد بن حارث، وجماعة، وكان من أهل الطهارة والعفاف والجهاد.

ص: 416

ولد سنة ثمان وثلاثين، يعني وثلاثمائة.

195 -

‌ الحسن بن عثمان بن سورة البغدادي

، أبو عمر الواعظ. عرف بابن الفلو.

سمع أباه، والقطيعي.

قال الخطيب: كتبت عنه، ولا بأس به، له لسان وعارضة.

ومن شعره:

دخلت على السلطان في دار عزه بفقري ولم أجلب بخيلي ولا رجلِ وقلت: انظروا ما بين فقري وملككم بمقدار ما بين الولاية والعزلِ 196 - الحسن بن محمد بن أحمد بن إبراهيم، القاضي أبو القاسم الأنباري، نزيل مصر.

مسند جليل، سمع أبا العباس بن عتبة الرازي، ومحمد بن أحمد بن المسور، والحسن بن رشيق، وعنه أبو نصر السجزي، وأبو الوليد الدربندي، والحبال، وغيرهم.

مات في ربيع الأول.

197 -

‌ الحسين بن أحمد بن عثمان بن شيطا

، أبو القاسم البغدادي البزاز.

حدَّث عن عليّ الشونيزي، وأحمد بن جعفر الختلي.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة، وسمعته يقول: كتبت بخطي إملاءً عن أبي بكر الشافعي، وأبي عليّ ابن الصواف.

198 -

‌ الحسين بن عمر بن محمد

، أبو عبد الله البغدادي العلاف.

سمع أبا بكر الشافعي، وإسحاق النعالي.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة.

ص: 417

قلت: وروى عنه جعفر السراج.

199 -

‌ رضوان بن محمد بن حسن

، أبو القاسم الدينوري.

حدَّث عن محمد بن عجل الدينوري صاحب الفريابي، وأبي حفص الكتاني، روى عنه أبو بكر الخطيب.

200 -

‌ سعيد بن يحيى بن محمد بن سلمة

، أبو عثمان التنوخي، إمام جامع إشبيلية.

روى عن ابن أبي زمنين، وغيره، وله تصانيف في القراءات وغيرها، وكان من مجودي القراء، روى عنه ابن خزرج.

201 -

‌ عبد الله بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان

، أبو محمد الصيرفي، أخو أبي عليّ.

توفي بعد أخيه بسبعة أشهر. سمع من أبي بكر القطيعي، ومن بعده. روى عنه أبو بكر الخطيب، وقال: كان صدوقا.

202 -

‌ عبد الله بن سعيد بن عبد الله

، أبو محمد ابن الشقاق القرطبي، الفقيه المالكي، كبير المفتين بقرطبة.

روى عن عبد الله بن محمد بن قاسم القلعي، وأبي عمر أحمد بن عبد الملك بن المكوي، وأبي محمد الأصيلي.

قال أبو عمر بن مهدي: كان فقيها جليلا، أحفظ أهل عصره للمسائل وأعرفهم بعقد الوثائق، وحاز الرياسة بقرطبة في الشورى والفتيا، وولي قضاء الرد والوزارة، وكان يقرئ النّاس بالقراءات، ويضبطها ضبطا عجيبا. أخبرني أنه قرأ بها على أبي عبد الله محمد بن الحسين بن النعمان المقرئ، وبدأ بالإقراء ابن ثمان عشرة سنة، وكان بصيرا بالحساب والنحو وغير ذلك.

ولد سنة ست وأربعين وثلاثمائة، وتوفي في ثامن عشر رمضان.

ص: 418

203 -

‌ عبد الرحمن بن محمد بن رزق

، أبو معاذ السجستاني المزكي.

حدَّث ببغداد عن أبي حاتم محمد بن حبان البستي، وأبي سعيد عبد الله بن محمد الرازي، وجماعة.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وما علمت من حاله إلا خيرا.

204 -

‌ عبد الواحد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن المرزبان

، أبو طاهر الأصبهاني، سبط فاذويه.

توفي في ربيع الآخر.

205 -

‌ عليّ بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير

، أبو طاهر البغدادي.

سمع القطيعي، وجماعة، وعنه الخطيب، وقال: كان صدوقا.

206 -

‌ محمد ابن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه

، الأصبهاني، أبو الحسين.

توفي في جمادى الأولى.

207 -

‌ محمد بن أحمد بن محمد بن عمار

، أبو الفضل الهروي.

208 -

‌ محمد بن رزق الله بن عبيد الله بن أبي عمرو المنيني الأسود

، خطيب منين.

سمع بدمشق من أبي القاسم عليّ بن يعقوب بن أبي العقب، ومحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان، وأبي عليّ بن آدم، والحسين بن أحمد بن أبي ثابت، وجماعة. روى عنه أبو الوليد الحسن الدربندي، وعبد العزيز الكتاني، وأبو القاسم المصيصي، وغيرهم.

قال الدربندي: ولم يكن في جميع الشام من يكتني بأبي بكر غيره، وكان من الثقات.

وقال الكتاني: توفي في جمادى الأولى، وكان يحفظ القرآن بأحرف

ص: 419

حفظا حسنا. ويذكر أنّ مولده سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة. سمعه أبوه.

209 -

‌ محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين

، أبو عمرو الرزجاهي البسطامي الفقيه الشافعي الأديب المحدَّث.

تفقه على الأستاذ أبي سهل الصعلوكي مدة، وكتب الكثير عن عبد الله بن عدي، وأبي بكر الإسماعيلي، وأبي عليّ بن المغيرة، وأبي أحمد الغطريفي، وطبقتهم، وولد سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، وكان يجلس لإسماع الحديث والأدب، وله حلقة بنيسابور.

روى عنه البيهقي، وأبو عبد الله الثقفي، وأبو سعد بن أبي صادق، وأبو الحسن عليّ بن محمد بن أحمد الفقاعي، وآخرون. وانتقل في آخر عمره إلى بسطام ومات بها في هذه السنة في ربيع الأول رحمه الله.

ورزجاه: بفتح الراء، وقيل: بضمها، وهي من قرى بسطام. وبسطام: بلدة بقومس.

210 -

‌ محمد بن أبي تمام عليّ بن الحسن

، نقيب النقباء، نور الهدى العباسي الزينبي، نقيب العباسيين، والد طراد الزينبي وإخوته.

211 -

‌ محمد بن عمر بن القاسم بن بشر

، أبو بكر النرسي، ويعرف بابن عديسة.

قال الخطيب: حدثنا عن أبي بكر الشافعي، وكان صدوقا من أهل السنة، ولد سنة أربعين وثلاثمائة.

212 -

‌ محمد بن الفضل بن عمار

، أبو الفضل الهروي الفقيه المزكي.

روى الكثير عن أبي الفضل بن خميرويه، وطبقته.

213 -

‌ محمد بن موسى

، أبو عبد الله ابن الفحام الدمشقي.

روى عن أبي عليّ الحسين بن إبراهيم بن أبي الرمرام، سمع منه في سنة

ص: 420

ثلاث وستين، وحدَّث عنه في سنة ست وعشرين وأربعمائة. روى عنه عبد العزيز الكتاني، وأحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، وولده.

214 -

‌ محمد بن ياسين بن محمد

، أبو طاهر البغدادي البزاز المقرئ، المعروف بالحلبي.

من أعيان المقرئين؛ قرأ على أبي حفص الكتاني، وأبي الفرج الشنبوذي، وعلي بن محمد العلاف، وصنف في القراءات. أخذ عنه عبد السيد بن عتاب، وعلي بن الحسين الطريثيثي، وجماعة.

توفي في ربيع الأول، وبقي يومين لا يُعلم به، رحمه الله.

215 -

‌ أبو الحسن ابن الحداد المصري

، القاضي الشافعي المصاحفي.

توفي في ربيع الأول؛ قاله أبو إسحاق الحبّال.

216 -

‌ أبو الخيار الأندلسي الظاهري

، واسمه مسعود بن سليمان بن مفلت الشنتريني القرطبي الأديب.

زاهد، خير، متواضع، كبير القدر. كان لا يرى التقليد.

وقد ذكره ابن حزم، وأثنى عليه فقال في كتاب إرشاد المسترشد: لقد كان لأهل العلم وابتغاء الخير في الشيخ أبي الخيار معتمد قوي ومقصد كاف، نفعه الله بفضله وبعلمه وصدعه بالحق، ورفع بذلك درجته.

ص: 421

سنة سبع وعشرين وأربعمائة

217 -

‌ أحمد بن الحسن بن عليّ بن محمد

، أبو الأشعث الشاشي، رحمه الله.

218 -

‌ أحمد بن محمد بن إبراهيم

، أبو إسحاق النيسابوري الثعلبي، صاحب التفسير.

كان أوحد زمانه في علم القرآن، وله كتاب العرائس في قصص الأنبياء.

قال السمعاني: يقال له الثعلبي والثعالبي، وهو لقب لا نسب.

روى عن أبي طاهر محمد بن الفضل بن خزيمة، وأبي محمد المخلدي، وأبي بكر بن هانئ، وأبي محمد ابن الرومي، والخفاف، وأبي بكر بن مهران المقرئ، وجماعة، وكان واعظا حافظا عالما، بارعا في العربية، موثقا، أخذ عنه أبو الحسن الواحدي.

وقد جاء عن أبي القاسم القشيري قال: رأيت رب العزة في المنام وهو يخاطبني وأخاطبه، فكان في أثناء ذلك أنّ قال الرب جل اسمه: أقبل الرجل الصالح. فالتفت فإذا أحمد الثعلبي مقبل.

قال عبد الغافر بن إسماعيل: توفي في المحرم، ثم ذكر المنام.

219 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الجرجاني البيع

، المعروف بالسني.

روى عن أبي بكر الإسماعيلي. روى عنه أبو مسعود البجلي.

220 -

‌ أحمد بن محمد بن عبد الله

، أبو سعد المحمداباذي، الحافظ.

كهل، فاضل، معتن بالحديث، مجتهد في تكثير السماع. روى عن أبي الفضل الفامي، وأبي محمد المخلدي، والجوزقي، وأبي الحسن عليّ بن عمر الحربي، وموسى بن عيسى السراج، وابن لال، وطبقتهم.

ص: 422

توفي في سلخ رجب.

221 -

‌ أحمد بن علي

ّ، أبو جعفر الأزدي القيرواني، الشافعي المقرئ.

رحل، وقرأ القراءات على أبي الطيب بن غلبون، وأقرأ النّاس.

222 -

‌ أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن الحسن بن عليّ بن مخلد

، أبو نصر المخلدي النيسابوري.

توفي في شعبان.

سمع ابن نجيد، وأبا عمرو بن مطر، وأبا القاسم النصراباذي، وأبا سهل الصعلوكي، وببغداد: أبا الفضل الزهري. أخذ عنه خلق.

223 -

‌ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن موسى القزويني

، أبو القاسم.

روى عن محمد بن عبد الرحمن بن الفضل، وجده أبي مسلم بن أبي صالح. سمع منه في هذا العام، أبو الفتح الحداد، وجماعة بأصبهان.

224 -

‌ إسماعيل بن سعيد بن محمد بن أحمد بن شعيب

، أبو سعيد الشعيبي النيسابوري، المحدَّث.

سمعه أبوه الكثير، ولم يعمر، وحدَّث بهراة. وانتخب عليه أبو الفضل الجارودي، وحدَّث عن أبي عمرو بن حمدان، وأبي أحمد الحافظ، وطبقتهما. روى عنه الحسن بن أبي القاسم الفقيه، وغيره.

وتوفي في أواخر رمضان، وقد كتب الكثير بخطه.

225 -

‌ تراب بن عمر بن عبيد

، أبو النعمان المصري الكاتب.

روى عن أبي أحمد بن الناصح، وأبي الحسن الدارقطني، وغيرهما.

روى عنه أبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي، وأبو الحسن الخلعي، وجماعة.

توفي في ربيع الآخر، وله خمس وثمانون سنة.

ص: 423

226 -

‌ حمزة بن يوسف بن إبراهيم بن موسى بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن عبد الله

، القرشي السهمي، من ولد هشام بن العاص، أبو القاسم بن أبي يعقوب الجرجاني الحافظ، المحدث ابن المحدَّث.

أول سماعه بجرجان في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة من أبي بكر محمد بن أحمد بن إسماعيل الصرام، وأول رحلته سنة ثمان وستين. رحل إلى أصبهان، والري، وهمذان، وبغداد، والبصرة، ومصر، والشام، والحجاز، والكوفة، وواسط، والأهواز. روى عن عبد الله بن عدي، وأبي بكر الإسماعيلي، وأبي محمد بن ماسي، وأبي حفص الزيات، وأبي بكر ابن المقرئ، وأبي الحسن الدارقطني، وأبي بكر أحمد بن عبدان الشيرازي، وأبي محمد بن غلام الزهري، والوزير أبي الفضل جعفر بن حنزابة، وأبي زرعة محمد بن يوسف الكشي، وأبي بكر محمد بن إسماعيل الوراق، وأبي زرعة أحمد بن الحسين الحافظ، وعبد الوهاب الكلابي الدمشقي، وميمون بن حمزة المصري، وآخرين.

روى عنه، أبو بكر البيهقي، وأحمد بن عبد الملك المؤذن، وأبو القاسم القشيري، وإسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي، وإبراهيم بن عثمان الجرجاني، وأبو بكر أحمد بن عليّ بن خلف الشيرازي، وعلي بن محمد الزبحي، وغيرهم.

وصنف التصانيف، وتكلم في الجرح والتعديل، وقيل توفي سنة ثمان.

•- الظاهر، الخليفة صاحب مصر ابن الحاكم. فيها توفي كما يأتي، اسمه عليّ.

227 -

‌ عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن عبد الله

، القاضي المختار أبو سعد الإسماعيليّ السراج الحنفيّ.

ولي القضاء باختيار المشايخ له، فلذا قيل له: المختار؛ روى عن أبي الحسن السراج، وأحمد بن محمد بن شاهويه القاضي، وأبي الفتح القواس،

ص: 424

والبغداديين، وعنه أبو صالح المؤذن.

228 -

‌ عبد العزيز بن علي

ّ، أبو عبد الله الشهرزوريّ.

قدم الأندلس في آخر عمره، وكان شيخا جليلا، آخذا من كلّ علم بأوفر نصيب؛ وكانت علوم القرآن، وتعبير الرؤيا أغلب عليه.

روى عن أبي زيد المروزيّ، وأبي بكر الأبهري، والحسن بن رشيق، وابن الورد، وأبي بكر الأدفوي، وأبي أحمد السامري. وركب البحر منصرفا إلى المشرق، فقتلته الروم في البحر في سنة سبع وعشرين، وقد قارب المائة سنة.

قال ابن خزرج: أجاز لي ما رواه بخطه بدانية.

229 -

‌ عبد العزيز بن أحمد بن السيد بن مغلس

، أبو محمد الأندلسي اللغوي النحوي، نزيل مصر.

قرأ العربية على صاعد بن الحسن الربعيّ، ودخل بغداد، وكان بينه وبين إسماعيل بن خلف مصنف العنوان معارضات في قصائد موجودة في ديوانيهما.

توفي في جمادى الأولى، وصلّى عليه علي بن إبراهيم الحوفي صاحب التفسير.

ومن شعره:

مريض الجُفون بلا علّة ولكنّ قلبي به مُمْرضُ أعاد السّهاد على مُقلتي بفيض الدُّموعِ كما تُغمَضُ وما زار شوقا ولكن أتى يعرض لي أنه معرض

230 -

‌ عبد القاهر بن طاهر

، أبو منصور البغدادي، أحد الأئمة.

سكن خراسان، وتفننّ في العلوم حتّى قيل إنّه كان يعرف تسعة عشر علما. مات بإسفرايين، ورَّخه القفطي.

ص: 425

231 -

‌ عقيل بن الحسين بن محمد بن عليّ السيد الفرغاني

، أبو العباس.

محتشم ذو مال، نسويّ المولد، فرغاني المنشأ. حدَّث عن أبي المفضل محمد بن عبد الله الشيباني، وحج مرات، وتوفي بزنجان.

232 -

‌ عليّ بن الحسين بن أحمد بن الحسن بن القاسم بن الحسن

الحافظ أبو الفضل الهمذاني المعروف بالفلكي.

قال شيرويه: سمع عامة مشايخ همذان، ومشايخ العراق، وخراسان. روى عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه وأبي الحسين بن بشران، وأبي بكر أحمد بن الحسن الحيري وطبقتهم؛ حدثنا عنه الحسني والميداني، وكان حافظا متقنا يحسن هذا الشأن جيدا جيدا، جمع الكثير وصنف الكتب وصنف كتاب الطبقات الموسوم بالمنتهى في الكمال في معرفة الرجال ألف جزء، ومات بنيسابور قديما، وما متع بعلمه.

قال شيرويه: سمعت حمزة بن أحمد يقول: سمعت شيخ الإسلام الأنصاري يقول: ما رأت عيناي من البشر أحدا أحفظ من أبي الفضل ابن الفلكي، وكان صوفيا مشمرا.

قلت: توفي بنيسابور في شعبان، وقيل: توفي سنة ثمان، وأمّا نسبته إلى الفلكي فكان جدّه بارعا في علم الحساب والفلك، فقيل له الفلكيّ، وكان هيوبا محتشما، ذكرنا وفاته في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.

233 -

‌ عليّ بن عيسى أبو الحسن الهمذاني الكاتب

.

حدَّث بمصر بانتقاء أبي نصر السجزي.

234 -

‌ عليّ بن محارب بن عليّ

، أبو الحسن الأنطاكي المقرئ المعروف بالساكت.

قرأ القرآن على: الهيثم بن أحمد الصباغ، وأبي طاهر محمد بن الحسن الأنطاكي.

قرأ عليه: المحسن بن طاهر المالكي، وغيره، وكان خيرا صالحا.

ص: 426

235 -

‌ عليّ بن منصور بن نزار بن معد بن إسماعيل بن محمد بن عبيد الله العبيدي

.

صاحب مصر الملقب بالظاهر لإعزاز دين الله، أبو هاشم أمير المؤمنين ابن الحاكم ابن العزيز ابن المعز، الذين يدعون أنهم فاطميون ليربطوا عليهم بذلك الرافضة.

بايعوا الظاهر بمصر لما قتل أبوه في شوال سنة إحدى عشرة وأربعمائة، وهي والشام وإفريقية في حكم أبيه، فلما قام هذا الظاهر طمع من طمع في أطراف بلاده، فقصد صالح بن مرداس الكلابي حلب وبها مرتضى الدولة بن لؤلؤ الحمداني نيابة عن الظاهر المذكور، فحاصرها صالح وأخذها، وتغلب حسان بن مفرج البدوي صاحب الرملة على أكثر الشام، وتضعضعت دولة الظاهر.

واستوزر الوزير نجيب الدولة عليّ بن أحمد الجرجرائيّ، كما استوزره فيما بعد ابنه المستنصر إلى أن مات سنة ست وثلاثين وأربعمائة، وكان من بيت حشمة ووزارة، وكان أقطع اليدين من المرفقين، قطعهما الحاكم لكونه خان في سنة أربع وأربعمائة، وكان يكتب عنه العلامة القاضي أبو عبد الله القضاعي، وهي الحمد لله شكرا لنعمته.

236 -

‌ فاطمة بنت زكريا بن عبد الله الكاتب المعروف بالشبلاريّ مولى بني أمية

.

كانت كاتبة جزلة متخلصة، استكملت أربعا وتسعين سنة. نسخت كتبا كبارا وماتت بكرا، ودفنت بمقبرة أم سلمة بقرطبة.

237 -

‌ محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه بن عبد الله

. المحدَّث أبو عبد الله ابن المحدَّث المزكي أبي إسحاق النيسابوري. أحد الإخوة الخمسة، وأصغرهم.

حدَّث عن والده أبي إسحاق المزكيّ، وأبي عليّ الرفاء، ويحيى بن منصور القاضي، وأبي العباس محمد بن إسحاق الصبغي، وأبي عمرو بن مطر، وأبي بكر بن الهيثم الأنباري، وأبي بحر البربهاري، وأبي بكر الطلحي

ص: 427

الكوفي، وطبقتهم. خرج له الحافظ أحمد بن عليّ بن منجويه، وأبو حازم العبدوييّ، وكان صحيح السماع.

قال عبد الغافر الفارسي: كان والدي يتأسف على فوات السماع منه، وقد أخبرنا عنه أخوالي أبو سعد، وأبو سعيد، وأبو منصور، ونافع بن محمد الأبيوردي، والشقانيّ، وأبو بكر محمد ابن أخيه يحيى، وعليّ بن عبد الرحمن العثماني.

قلت: وأبو سعد عليّ بن عبد الله بن أبي صادق، وعبد الغفار بن محمد الشيرويي، وآخرون.

238 -

‌ محمد بن إبراهيم بن أحمد أبو بكر الأردستانيّ الحافظ

.

سمع أبا القاسم بن حبابة، وأصحاب البغويّ، وابن صاعد. روى عنه أبو بكر البيهقي.

وقيل: إنه توفي سنة أربع وعشرين كما تقدم.

239 -

‌ محمد بن الحسين بن عبيد الله بن حمدون

، أبو يعلى ابن السراج الصيرفي.

سمع أبا الفضل عبيد الله الزهري.

وثقه الخطيب، وقال: كان أحد القراء بالقراءات والنحاة، له مصنف في القراءات، ولد سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة.

240 -

‌ محمد بن عليّ بن عبد الله بن سهل بن طالب

، أبو عبد الله النصيبي، ثم الدمشقي المؤدب.

روى عن الفضل بن جعفر المؤذن، والميانجي. روى عنه أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني، وقال: كان ثقة، كتب الكثير ولم يكن يفهم شيئا.

241 -

‌ محمد بن عمر بن يونس الجصاص

.

ص: 428

سمع أبا عليّ ابن الصواف، وأبا بكر بن خلاد النصيبي.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة دينا. توفي في المحرم ببغداد. روى عنه أبو ياسر محمد بن عبد العزيز. يكنى: أبا الفرج.

242 -

‌ محمد بن عليّ بن الحسن بن محمد بن عبد الوهاب

. النقيب، أبو الحسن بن أبي تمام الهاشمي العباسي الزينبي، والد أبي تمام محمد، وأبي منصور محمد، وأبي نصر محمد، وأبي الفوارس طراد، ونور الهدى الحسين.

ولد سنة أربع وستين وثلاثمائة، وسمع من أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، وغيره، وولي نقابة السادة الهاشميين بالعراق في سنة أربع وثمانين في ذي الحجة، وله عشرون سنة بعد وفاة والده.

روى عنه أبو الفضل محمد بن عبد العزيز ابن المهدي في مشيخته، وقال: سمعته يقول: لم يكن لأبي ولدٌ غيري.

243 -

‌ محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا

، أبو نصر ابن الجوزقي.

توفي في جمادى الأولى. سمع أبوي عمرو: ابن مطر، وابن نجيد. روى عنه أبو سعيد ابن القشيري، وأبو صالح المؤذن.

244 -

‌ محمد بن يحيى بن الحسن بن أحمد بن عليّ بن عاصم

، أبو عمرو الجوريّ المحتسب.

توفي في رمضان بخراسان.

245 -

‌ منصور بن رامش بن عبد الله بن زيد

، أبو عبد الله النيسابوري.

حدَّث بخراسان، وبغداد، ودمشق عن عبيد الله بن محمد الفامي، وأبي محمد المخلدي، وأبي الفضل عبيد الله الزهري، وأبي الحسن الدارقطني، وأبي الطيب محمد بن الحسين التيملي الكوفي، وطبقتهم.

ص: 429

روى عنه أبو بكر الخطيب، وعبد العزيز الكتاني، وأبو عبد الله بن أبي الحديد، ومحمد بن عليّ المطرز، وأبو الفضل بن الفرات، وجماعة.

وكان صدرا نبيلا محدَّثا ثقة.

قال أحمد بن عليّ الأصبهاني: وجه الرئيس منصور بن رامش وقرا من مسموعاته بالعراق انفرد برواية أكثرها.

وقال عبد الغافر الفارسي: منصور بن رامش، أبو نصر السلار الرئيس الغازي، رجل من الرجال، وداه من الدهاة، ولي رياسة نيسابور في أيام محمود، وتزينت نيسابور بعدله وإنصافه، ثم خرج حاجا وجاور بمكة سنتين. ثم عاد فولي أيضا الرياسة، فلم يتمكن من العدل، فاستعفى ولزم العبادة.

وكان ثقة. توفي في رجب.

246 -

‌ هشام بن محمد بن عبد الملك ابن الناصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد المعتد بالله

، أبو بكر الأموي المرواني الأندلسي.

لما قطعت دعوة يحيى بن عليّ بن حمود الإدريسي ثاني مرة من قرطبة أجمعوا على ردّ الأمر إلى بني أمية لأنهم ملوك الأندلس من أول ما فتحت الأندلس، وكان عميد قرطبة هو الوزير جهور بن محمد بن جهور، فاتفق مع الأعيان على مبايعة هشام، وكان مقيما بالبونت عند المتغلب بها محمد بن عبد الله بن قاسم، فبايعوه في ربيع الأول سنة ثمان عشرة، ولقب بالمعتد بالله.

وكان كهلا، ولد سنة أربع وستين وثلاثمائة، فبقي مترددا في الثغور سنتين وعشرة أشهر، وثارت هناك فتنٌ كثيرة واضطراب شديد، فاتفق رأي الرؤساء على تسييره إلى قصبة الملك قرطبة، فدخلها في ليلة عرفة، ولم يقم إلا يسيرا حتى قامت عليه طائفة من الجند، فخلع، وجرت أمور طويلة، وأخرج من القصر هو وحاشيته وحريمه، والنساء حاسرات عن وجوههن، حافية أقدامهن، إلى أن أدخلوا الجامع، فبقوا هنالك أياما، ثم أخرجوا عن قرطبة، ولحق المعتد بالله بابن هود المتغلب على سرقسطة، ولاردة،

ص: 430

وطرطوشة، فأقام في كنفه إلى أن مات سنة سبع وعشرين وأربعمائة، وهو آخر ملوك بني أمية في الأندلس.

247 -

‌ الهيثم بن محمد بن عبد الله

، أبو أحمد الأصبهاني الخراط. سبط المذكر.

روى عن أبي القاسم الطّبرانيّ، روى عنه ابن بشرويه، وجماعة.

248 -

‌ يحيى بن عليّ بن حمود العلوي الحسني الإدريسي الأمير

، الملقب بالمعتلي.

توثب على عمه القاسم بن حمود، وزحف بالجنود من مالقة وملك قرطبة. ثم اجتمع للقاسم أمره وحشد واستمال البربر، وزحف بهم، ودخل قرطبة سنة ثلاث عشرة، فهرب المعتلي إلى مالقة، ثم اضطرب أمر القاسم بعد قليل، وتغلب المعتلي على الجزيرة الخضراء.

وأمّه علوية أيضا، وتسمى بالخلافة وقوي أمره، وملك قرطبة مرة ثانية، وتسلم الحصون والقلاع قبل سنة عشرين وأربعمائة. ثم إنه سار إلى إشبيلية فنازلها وحاصرها، ومدبر أمرها حينئذ القاضي أبو القاسم محمد بن إسماعيل بن عباد اللخمي، فخرج عدة فرسان من إشبيلية للقتال، فساق لقتالهم المعتلي بنفسه وهو مخمور فقتلوه، وذلك في المحرم، وقام بعده ابنه إدريس.

ص: 431

سنة ثمان وعشرين وأربعمائة

249 -

‌ أحمد بن حريز بن أحمد بن خميس القاضي

، أبو بكر السلماسي.

قدم دمشق للحج، وحدَّث عن أبي بكر بن شاذان، وأبي حفص بن شاهين، وكوهي بن الحسن، والحسن بن أحمد اللحيانيّ. روى عنه أبو الحسن بن أبي الحديد، وابنه الحسن، وأبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي، وسمعوا منه في هذه السنة.

250 -

‌ أحمد بن أبي عليّ الحسن بن أحمد

، أبو الحسين الأصبهاني الأهوازي الجصاص. نزيل بغداد.

روى تاريخ البخاريّ عن أحمد بن عبدان الحافظ، وسماعه له صحيح فقط، وما عداه ففيه شيء.

والصحيح أنّ اسمه محمد كما سيأتي.

251 -

‌ أحمد بن سعيد بن عبد الله بن خليل

، أبو القاسم الأموي الإشبيلي المكتب.

سمع من أبي محمد الباجي، وصحب المقرئ أبا الحسن الأنطاكيّ. واعتنى بالعلم، وكان رجلا صالحا يعقد الوثائق.

توفي في رجب.

252 -

‌ أحمد بن سعيد بن علي

ّ، أبو عمرو الأنصاري القناطري القرطبيّ.

رحل وأخذ عن أبي محمد بن أبي زيد، وأبي جعفر الداودي، وكان منقبضاَ متصونا، حدَّث عنه ابن خزرج، وتوفي بإشبيلية.

253 -

‌ أحمد بن عليّ بن محمد بن إبراهيم بن منجويه

، الحافظ أبو بكر الأصبهاني اليزدي، نزيل نيسابور.

ص: 432

إمام كبير، وحافظ مشهور، وثقة صدوق. صنف كتبا كثيرة، وروى عن أبي بكر الإسماعيلي، وإبراهيم بن عبد الله النيسابوري، وابن نجيد، وأبي بكر بن المقرئ، وأبي مسلم عبد الرحمن بن محمد بن شهدل، وأبي عبد الله بن منده، وخلق كثير، ورحل إلى بخارى، وسمرقند، وهراة، وجرجان، وإلى بلده أصبهان، وإلى الري.

روى عنه أبو إسماعيل الأنصاري بير هراة، وأبو القاسم عبد الرحمن بن منده، والحسن بن تغلب الشيرازي، وسعيد البقال، وعلي بن أحمد الأخرم المؤذن، وخلق من النيسابوريين كالبيهقي، والمؤذن، والحافظ أبو بكر الخطيب.

قال أبو إسماعيل الأنصاري: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن محمد بن إبراهيم الأصبهاني أحفظ من رأيت من البشر.

وقال: رأيت في حضري وسفري حافظا ونصف حافظ، أما الحافظ فأحمد بن عليّ، وأما نصف الحافظ فالجارودي.

وقال يحيى بن منده: كتب عنده عمنا عبد الرحمن بن منده الإمام كتاب السنة له، على كتاب أبي داود السجستاني، وغيره، وكان يثني عليه ثناء كثيرا، وقال: سمعت منه المسندات الثلاثة للحسن بن سفيان.

قلت: توفي يوم الخميس خامس المحرم بنيسابور، وله إحدى وثمانون سنة. صنف على البخاري، ومسلم، والترمذي، وأبي داود.

254 -

‌ أحمد بن محمد بن الصقر

، أبو بكر ابن النمط البغدادي المقرئ.

سمع أبا بكر الشافعي، ورحل إلى البصرة فسمع فاروقا الخطابي وأبا يعقوب النجيرمي، قال الخطيب: كان ثقة ويذكرون أنه كان مجاب الدعوة.

قلت قارب تسعين سنة.

ص: 433

255 -

‌ أحمد بن محمد بن عيسى بن إسماعيل

، أبو بكر البلوي القرطبي، ويعرف بابن الميراثي.

محدَّث حافظ. روى عن سعيد بن نصر، وأحمد بن قاسم البزاز، وحج فسمع من أبي يعقوب يوسف بن الدخيل، وأبي القاسم عبيد الله السقطي، وبمصر من أبي مسلم الكاتب، وأبي الفتح بن سيبخت.

ولمّا رأى عبد الغني بن سعيد الحافظ حذقه واجتهاده لقبه غندرا، وانصرف إلى الأندلس، وروى بها. حدَّث عنه أبو عبد الله الخولاني، وأبو العباس العذري، وأبو العباس المهدوي، وأبو محمد بن خزرج، وقال: توفي في حدود سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، وكان مولده في سنة خمس وستين.

256 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن حمدان

، الإمام أبو الحسين الحنفي، الفقيه البغدادي المشهور بالقدرويّ.

قال الخطيب: لم يحدَّث إلا بشيء يسير. كتب عنه، وكان صدوقا، وانتهت إليه بالعراق رياسة أصحاب أبي حنيفة رحمه الله، وعظم قدره، وارتفع جاهه، وكان حسن العبارة في النظر، جريء اللسان، مديما للتلاوة.

قلت: روى عن عبيد الله بن محمد الحوشبي صاحب ابن المجدر، ومحمد بن عليّ بن سويد المؤدب. روى عنه الخطيب، وقاضي القضاة أبو عبد الله محمد بن عليّ الدامغاني، وصنف المختصر المشهور في مذهبه، وكان يناظر الشيخ أبا حامد الإسفراييني.

ولد سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، وتوفي في خامس رجب ببغداد، ودفن في داره، ولا أدري سبب نسبته إلى القدور.

257 -

‌ إبراهيم بن محمد بن الحسن

، أبو إسحاق الأرموي.

محدَّث كبير. خرج على الصحيح، وسمع من أبي أحمد الغطريفي، وعبد الله بن أحمد الفقيه صاحب الحسن بن سفيان، وأبي طاهر بن خزيمة، والجوزقيّ.

ص: 434

وكان أصوليا متفننا، طاف وجدّ، وجمع كثيرا من الأصول والمسانيد والتواريخ، ولم يرو إلا القليل.

توفي بنيسابور في شوال كهلا، روى عنه أبو القاسم القشيري، وابنه عبد الله.

258 -

‌ إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن جعفر الباقرحي

، أبو الفضل.

سمع إسحاق بن سعد النسوي، والقاضي الأبهري، وعنه أبو بكر الخطيب، وقال: صدوق.

259 -

‌ إسماعيل ابن الشيخ أبي القاسم إبراهيم بن محمد بن محمويه

، أبو إبراهيم النصراباذي النيسابوري الصوفي الواعظ.

خلف أباه، وسمع أباه، وأبا عمرو بن نجيد، وأبا بكر الإسماعيلي، وعبد الله بن عمر بن علك الجوهري، وأبا بكر القطيعي، وأبا محمد بن السقاء الواسطي، وخلقا، وأملى مدة بنيسابور، وانتشر حديثه؛ روى عنه عبد الله، وعبد الواحد ابنا القشيري، وجماعة، وتوفي في المحرم.

260 -

‌ إسماعيل بن رجاء بن سعيد

، أبو محمد العسقلاني المقرئ.

قرأ القرآن على: أبي الحسين محمد بن أحمد الملطي، وأبي عليّ الأصبهاني، وفارس بن أحمد، وسمع من جماعة منهم: محمد بن أحمد الحندري؛ روى عنه الخلعي كثيرا.

261 -

‌ جعفر بن محمد بن الحسين

، أبو محمد الأبهري ثم الهمذاني الزاهد.

قال شيرويه: وحيد عصره في علم المعرفة والطريقة، والزهد في الدنيا. حسن الكلام في المعرفة، بعيد الإشارة، مراعيا لشرائط المذهب، دقيق النظر

ص: 435

في علوم الحقائق.

روى عن صالح بن أحمد، وجبريل، وابن بشار، وعلي بن الحسن بن الربيع؛ الهمذانيين، وعلي بن أحمد بن صالح القزويني، ومحمد بن إسحاق بن كيسان القزويني، ومحمد بن أحمد المفيد الجرجرائي، ومحمد بن المظفر الحافظ. ورحل وطوف؛ حدثنا عنه محمد بن عثمان، وأحمد بن طاهر القومساني، وأحمد بن عمر، وعبدوس، وبنجير بن منصور خادمه، وعامة مشايخي بهمذان، وكان ثقة، صدوقا، عارفا، له شأن وخطر، وآيات وكرامات ظاهرة، صنف أبو سعد بن زيرك كتابا في كراماته ما رأى منه وما سمع منه.

سمعت أبا طالب عليّ الحسني يقول: سمعت حسان بن محمد بن زيد بقرميسين يقول: سمعت نصر بن عبد الله، قال: اجتمعت أنا وجعفر الأبهري ورجل بزاز عند الشيخ بدران بن جشمين، فسألناه أنّ يرينا أنفسنا. فأصعدنا إلى غرفة وشرط علينا أن لا يخدم بعضنا بعضا، وكان يناول كل واحد منا كوزا، فبقينا سبعة عشر يوما، فشكا البزاز الجوع، فقال له: انزل، فقد رأيت نفسك. فلمّا كان اثنين وعشرين يوما سقطت أنا ولم أدر، فقال: هذا صفراء، مر اشتغل فقد رأيت نفسك، وبقي جعفر أربعين يوما، فجمع له الشيخ بدران النّاس لإفطاره، فلما وضع المائدة قام جعفر وقال: اعفني من الطعام فما بي جوع، وصعد إلى الغرفة أيضا عشرة أيام، ثم شكا الجوع فجمع النّاس لإفطاره، ثم قال: من أين علمت أنك لم تكن جائعا في الأول؟ قال: لأني رأيت الخبز الحواري والخشكار على الخوان فكنت أفرق بينهما، فلو كان بي جوع لما ميزت بين الطعامين. قال أبو طالب: فذكرت هذه الحكاية لجعفر، فكان يلبس عليّ أمرها ويضرب الحديث بعضه ببعض إلى أنّ تحققت صدق الحكاية في تضاعيف كلامه.

قال شيرويه: وسمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت جعفرا يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام تسع عشرة مرة في مسجدي هذا، فكان يوصيني كل

ص: 436

مرة بوصية، فقال لي في الكرة الأولى: يا جعفر، لا تكن رأسا، أي لا تمش قدام النّاس.

سمعت أبا يعقوب الوراق قال: سمعت عبد الغفار بن عبيد الله الإمام يقول: قال جعفر الأبهري: كان شيخ لنا بأبهر يقرأ شيئا على كل مريض فيبرأ، فإذا سأله النّاس عنه لم يخبرهم. فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم فقال: إنّ الذي يقرأ شيخك على النّاس: {وَمَا لَنَا أَلا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ} ، إلى آخر الآية. قال: فأخبرت شيخي بذلك فقال: مر، فإنك أهل لذلك. توفي في شوال عن ثمان وسبعين سنة، وقبره يزار ويبجل غاية التبجيل.

262 -

‌ الحسن بن شهاب بن الحسن بن علي

ّ، أبو علي العكبري الحنبلي.

شيخ معمر جليل القدر، ولد سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، وطلب الحديث وهو كبير. فسمع من أبي عليّ ابن الصواف، وأبي بكر بن خلاد، وأحمد بن جعفر القطيعي، وحبيب القزاز، فمن بعدهم، وتفقه على مذهب أحمد بن حنبل، وكان عارفا بالمذهب وبالعربية والشعر. وثقه أبو بكر البرقاني، وقد نسخ الخط المليح الكثير، وكان بارع الكتابة بمرة.

روى عنه الخطيب، وغيره، ثم قال الخطيب: حدثنا عيسى بن أحمد الهمذاني قال: قال لي أبو عليّ ابن شهاب يوما: أرني خطك، فقد ذكر لي أنك سريع الكتابة. فنظر فيه فلم يرضه ثم قال لي: كسبت في الوراقة خمسة وعشرين ألف درهم راضية، وكنت أشتري كاغدا بخمسة دراهم، فأكتب فيه ديوان المتنبي في ثلاث ليال، وأبيعه بمائتي درهم، وأقله بمائة وخمسين درهما، وكذلك كتب الأدب المطلوبة.

توفي ابن شهاب في رجب.

وقال الأزهري: أوصى بثلث ماله لفقهاء الحنابلة، فلم يعطوا شيئا أخذ السلطان من تركته ألف دينار سوى العقار.

ص: 437

263 -

‌ الحسين بن الحسن بن سباع

، أبو عبد الله الرملي المؤدب الشاهد، إمام جامع دمشق وخطيبها.

سمع بالرملة من سلم بن الفضل البغدادي أبي قتيبة، وحدَّث عنه بأربعة أحاديث كان يحفظها. روى عنه أبو سعد إسماعيل السمان، وعبد العزيز الكتاني، وجماعة.

قال الكتاني: أم بالجامع عشرين سنة أو نحوها لا تؤخذ عليه غلطة في التلاوة ولا سهو.

ووثقه الحداد محمد بن عليّ.

وهو آخر من حدَّث بدمشق عن أبي قتيبة.

264 -

‌ الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا

. الرئيس أبو عليّ، صاحب الفلسفة والتصانيف.

حكى عن نفسه، قال: كان أبي رجلا من أهل بلخ، فسكن بخارى في دولة نوح بن منصور، وتولى العمل والتصرف بقرية كبيرة، وتزوج بأمي فأولدها أنا وأخي، ثم انتقلنا إلى بخارى، وأحضرت معلم القرآن ومعلم الأدب، وأكملت عشرا من العمر، وقد أتيت على القرآن وعلى كثير من الأدب، حتى كان يقضى مني العجب.

وكان أبي ممن أجاب داعي المصريين، ويعد من الإسماعيلية، وقد سمع منهم ذكر النفس والعقل، وكذلك أخي. فربما تذاكروا وأنا أسمعهم وأدرك ما يقولونه ولا تقبله نفسي، وأخذوا يدعونني إليه ويجرون على ألسنتهم ذكر الفلسفة والهندسة والحساب، وأخذ يوجهني إلى من يعلمني الحساب.

ثم قدم بخارى أبو عبد الله الناتلي الفيلسوف، فأنزله أبي دارنا، وقبل قدومه كنت أشتغل بالفقه والتردد فيه إلى الشيخ إسماعيل الزاهد، وكنت من أجود السالكين، وقد ألفت المناظرة والبحث، ثم ابتدأت على الناتلي، بكتاب إيساغوجي، ولما ذكر لي أنّ حد الجنس هو المقول على كثيرين مختلفين بالنوع، وأخذته في تحقيق هذا الحد بما لم يسمع بمثله، وتعجب مني كل

ص: 438

التعجب، وحذر والدي من شغلي بغير العلم.

وكان أي مسألة قالها لي أتصورها خيرا منه، حتى قرأت ظواهر المنطق عليه، وأما دقائقه فلم يكن عنده منها خبر.

ثم أخذت أقرأ الكتب على نفسي، وأطالع الشروح حتى أحكمت علم المنطق، وكذلك كتاب إقليدس، فقرأت من أوله إلى خمسة أشكال أو ستة عليه، ثم توليت بنفسي حل باقيه وانتقلت إلى المجسطي، ولما فرغت من مقدماته وانتهيت إلى الأشكال الهندسية قال لي الناتلي: حلها وحدك، ثم اعرضها علي لأبين لك. فكم من شكل ما عرفه الرجل إلا وقت عرضته عليه وفهمته إياه. ثم سافر، وأخذت في الطبيعي والإلهي، فصارت الأبواب تنفتح عليّ، ورغبت في الطب وبرزت فيه في مديدة حتى بدأ الأطباء يقرأون عليّ، وتعهدت المرضى، فانفتح عليّ من أبواب المعالجات النفسية من التجربة ما لا يوصف، وأنا مع ذلك أختلف إلى الفقه وأناظر فيه، وعمري ست عشرة سنة. ثم أعدت قراءة المنطق وجميع أجزاء الفلسفة، ولازمت العلم سنة ونصفا، وفي هذه المدة ما نمت ليلة واحدة بطولها، ولا اشتغلت في النهار بغيره، وجمعت بين يدي ظهورا، فكل حجة أنظر فيها أثبت مقدمات قياسية، ورتبتها في تلك الظهور، ثم نظرت فيما عساها تنتج، وراعيت شروط مقدماته، حتى تحقق لي حقيقة الحق في تلك المسألة.

وكلما كنت أتحير في مسألة، أو لم أظفر بالحد الأوسط في قياس، ترددت إلى الجامع، وصليت وابتهلت إلى مبدع الكل، حتى فتح لي المنغلق منه، وتيسر المتعسر، وكنت أرجع بالليل إلى داري وأشتغل بالكتابة والقراءة، فمهما غلبني النوم أو شعرت بضعف عدلت إلى شرب قدح من الشراب ريثما تعود إلي قوتي، ثم أرجع إلى القراءة، ومهما غلبني أدنى نوم أحلم بتلك المسائل بأعيانها. حتى أنّ كثيرا من المسائل اتضح لي وجوهها في المنام، وكذلك حتى استحكم معي جميع العلوم، ووقفت عليها بحسب الإمكان الإنساني، وكلما علمته في ذلك الوقت فهو كما علمته ولم أزدد فيه إلى اليوم. حتى أحكمت علم المنطق والطبيعي والرياضي.

ثم عدلت إلى الإلهي، وقرأت كتاب ما بعد الطبيعة فما كنت أفهم ما

ص: 439

فيه، والتبس عليّ غرض واضعه، حتى أعدت قراءته أربعين مرة، وصار لي محفوظا، وأنا مع ذلك لا أفهم ولا المقصود به، وأيست من نفسي وقلت: هذا كتاب لا سبيل إلى فهمه، وإذا أنا في يوم من الأيام حضرت وقت العصر في الوراقين وبيد دلال مجلد ينادي عليه، فعرضه عليّ فرددته رد متبرم فقال: إنه رخيص، بثلاثة دراهم. فاشتريته فإذا هو كتاب لأبي نصر الفارابي في أغراض كتاب ما بعد الحكمة الطبيعية، ورجعت إلى بيتي وأسرعت قراءته، فانفتح عليّ في الوقت أغراض ذلك الكتاب، ففرحت وتصدقت بشيء كثير شكرا لله تعالى.

واتفق لسلطان بخارى نوح بن منصور مرض صعب، فأجرى الأطباء ذكري بين يديه، فأحضرت وشاركتهم في مدواته، فسألته الإذن في دخول خزانة كتبهم ومطالعتها وقراءة ما فيها من كتب الكتب، فأذن لي فدخلت، فإذا كتب لا تحصى في كل فن، ورأيت كتبا لم تقع أسماؤها إلى كثير من النّاس، فقرأت تلك الكتب وظفرت بفوائدها، وعرفت مرتبة كل رجل في علمه.

فلما بلغت ثمانية عشر عاما من العمر فرغت من هذه العلوم كلها، وكنت إذ ذاك للعلم أحفظ، ولكنه معي اليوم أنضج، وإلا فالعلم واحد لم يتجدد لي بعده شيء.

وسألني جارنا أبو الحسين العروضي أنّ أصنف له كتابا جامعا في هذا العلم، فصنفت له المجموع وسميته به، وأتيت فيه على سائر العلوم سوى الرياضي، ولي إذ ذاك إحدى وعشرون سنة.

وسألني جارنا الفقيه أبو بكر البرقي الخوارزمي، وكان مائلا إلى الفقه والتفسير والزهد، فسألني شرح الكتب له، فصنفت له كتاب الحاصل والمحصول في عشرين مجلدة أو نحوها، وصنفت له كتاب البر والإثم، وهذان الكتابان لا يوجدان إلا عنده، ولم يعرهما أحدا.

ثم مات والدي، وتصرفت في الأحوال، وتقلدت شيئا من أعمال السلطان، ودعتني الضرورة إلى الإحلال ببخارى والانتقال إلى كركانج، وكان أبو الحسن السهلي المحب لهذه العلوم بها وزيرا، وقدمت إلى الأمير بها عليّ بن المأمون، وكنت على زي الفقهاء إذ ذاك بطيلسان تحت الحنك، وأثبتوا

ص: 440

لي مشاهرة دارة تكفيني، ثم انتقلت إلى نسا، ومنها إلى باورد، وإلى طوس، ثم إلى جاجرم رأس حد خراسان، ومنها إلى جرجان، وكان قصدي الأمير قابوس. فاتفق في أثناء هذا أخد قابوس وحبسه، فمضيت إلى دهستان، ومرضت بها ورجعت إلى جرجان، فاتصل بي أبو عبيد الجوزجاني.

ثم قال أبو عبيد الجوزجاني: فهذا ما حكاه لي الشيخ من لفظه.

وصنف ابن سينا بأرض الجبل كتبا كثيرة، وهذا فهرس كتبه:

كتاب المجموع مجلد، الحاصل والمحصول عشرون مجلدة، الإنصاف عشرون مجلدة، البر والإثم مجلدان، الشفاء ثمانية عشر مجلدا، القانون أربعة عشر مجلدا، الأرصاد الكلية مجلد، كتاب النجاة ثلاث مجلدات، الهداية مجلد، الإشارات مجلد، المختصر مجلد، العلائي مجلد، القولنج مجلد، لسان العرب عشر مجلدات، الأدوية القلبية مجلد، الموجز مجلد، بعض الحكمة المشرقية مجلد، بيان ذوات الجهة مجلد، كتاب المعاد مجلد، كتاب المبتدأ والمعاد مجلد.

ومن رسائله: القضاء والقدر، الآلة الرصدية، غرض قاطيغورياس، المنطق بالشعر، قصيدة في العظة والحكمة، تعقب المواضع الجدلية، مختصر أوقليدس، مختصر في النبض بالعجمية، الحدود للأجرام السماوية، الإشارة إلى علم المنطق، أقسام الحكمة، في النهاية وأن لا نهاية، عهد كتبه لنفسه، حي بن يقظان، في أنّ أبعاد الجسم غير ذاتية له، خطب الكلام في الهندباء، في أنّ الشيء الواحد لا يكون جوهريا عرضيا، في أنّ علم زيد غير علم عمرو، رسائل له إخوانية وسلطانية، مسائل جرت بينه وبين بعض الفضلاء.

ثم انتقل إلى الري، وخدم السيدة وابنها مجد الدولة، وداواه من السوداء، وأقام إلى أن قصد شمس الدولة بعد قتل هلال بن بدر وهزيمة جيش بغداد. ثم خرج إلى قزوين، وإلى همذان. ثم عالج شمس الدولة من القولنج، وصار من ندمائه، وخرج في خدمته. ثم رد إلى همذان.

ثم سألوه تقلد الوزارة فتقلدها، ثم اتفق تشويش العسكر عليه واتفاقهم عليه خوفا منه، فكبسوا داره ونهبوها، وسألوا الأمير قتله، فامتنع وأرضاهم

ص: 441

بنفيه، فتوارى في دار الشيخ أبي سعد أربعين يوما، فعاود شمس الدولة القولنج، فطلب الشيخ فحضر، فاعتذر إليه الأمير بكل وجه، فعالجه، وأعاد إليه الوزارة ثانيا.

قال أبو عبيد الجوزجاني: ثم سألته شرح كتاب أرسطوطاليس فقال: لا فراغ لي، ولكن إنّ رضيت مني بتصنيف كتاب أورد فيه ما صح عندي من هذه العلوم بلا مناظرة ولا رد فعلت، فرضيت منه، فبدأ بالطبيعيات من كتاب الشفاء، وكان يجتمع كل ليلة في داره طلبة العلم، وكنت أقرأ من الشفاء نوبة، وكان يقرأ غيري من القانون نوبة، فإذا فرغنا حضر المغنون، وهيئ مجلس الشراب بآلاته، فكنا نشتغل به، فقضينا على ذلك زمنا، وكان يشتغل بالنهار في خدمة الأمير.

ثم مات الأمير، وبايعوا ولده، وطلبوا الشيخ لوزارته فأبى، وكاتب علاء الدولة سرا يطلب المصير إليه، واختفى في دار أبي غالب العطار فكان يكتب كل يوم خمسين ورقة تصنيفا في كتاب الشفاء حتى أتى منه على جميع الطبيعي والإلهي، ما خلا كتابي الحيوان والنبات.

ثم اتهمه تاج الملك بمكاتبة علاء الدولة، فأنكر عليه ذلك، وحث على طلبه، فظفروا به وسجنوه بقلعة فردجان، وفي ذلك يقول قصيدة منها:

دخولي باليقين كما تراه وكل الشك في أمر الخروج

فبقي فيها أربعة أشهر، ثم قصد علاء الدولة همذان فأخذها، وهرب تاج الملك وأتى تلك القلعة، ثم رجع تاج الملك وابن شمس الدولة إلى همذان لما انصرف عنها علاء الدولة، وحملوا معهما الشيخ إلى همذان، ونزل في دار العلوي، وأخذ يصنف المنطق من كتاب الشفاء، وكان قد صنف بالقلعة رسالة حي بن يقظان، وكتاب الهدايات، وكتاب القولنج.

ثم إنه حرج نحو أصبهان متنكرا، وأنا وأخوه وغلامان له في زي الصوفية، إلى أنّ وصلنا طبران، وهي على باب أصبهان، وقاسينا شدائد، فاستقبلنا أصدقاء الشيخ وندماء الأمير علاء الدولة وخواصه، وحملوا إليه الثياب والمراكب، وأنزل في محلة كون كبيد، وبالغ علاء الدولة في إكرامه وصار من خاصته، وقد خدمت الشيخ وصحبته خمسا وعشرين سنة.

ص: 442

وجرت مناظرة فقال له بعض اللغويين: إنك لا تعرف اللغة، فأنف الشيخ وتوفر على درس اللغة ثلاث سنين، فبلغ طبقة عظيمة من اللغة، وصنف بعد ذاك كتاب لسان العرب ولم يبيضه.

قال: وكان الشيخ قوي القوى كلها، وكان قوة المجامعة من قواه الشهوانية أقوى وأغلب، وكان كثيرا ما يشتغل به، فأثر في مزاجه، وكان يعتمد على قوة مزاجه حتى صار أمره إلى أنّ أخذه القولنج، وحرص على برئه؛ حقن نفسه في يوم ثمان مرات، فتقرح بعض أمعائه وظهر به سحج، وسار مع علاء الدولة، فأسرعوا نحو إيذج، فظهر به هناك الصرع الذي قد يتبع علة القولنج، ومع ذلك كان يدبر نفسه ويحقن نفسه لأجل السحج. فأمر يوما باتخاذ دانقين من بزر الكرفس في جملة ما يحتقن به طلبا لكسر الرياح، فقصد بعض الأطباء الذي كان هو يتقدم إليه بمعالجته فطرح من بزر الكرفس خمسة دراهم، لست أدري عمدا فعله أم خطأ، لأنني لم أكن معه، فازداد السحج به من حدة البزر، وكان يتناول المثروذيطوس لأجل الصرع، فقام بعض غلمانه وطرح شيئا كثيرا من الأفيون فيه وناوله، فأكله، وكان سبب ذلك خيانتهم في مال كثير من خزانته، فتمنوا هلاكه ليأمنوا، فنقل الشيخ إلى أصبهان وبقي يدبر نفسه، واشتد ضعفه، ثم عالج نفسه حتى قدر على المشي، لكنه مع ذلك يكثر المجامعة، فكان ينتكس.

ثم قصد علاء الدولة همذان، فسار الشيخ معه فعاودته تلك العلة في الطريق إلى أنّ وصل إلى همذان، وعلم أن قوته قد سقطت، وأنها لا تفي بدفع المرض، فأهمل مداواة نفسه، وأخذ يقول: المدبر الذي كان يدبر بدني قد عجز عن التدبير، والآن فلا تنفع المعالجة، وبقي على هذا أياما، ومات عن ثلاث وخمسين سنة.

انتهى قول أبي عبيد.

وقبره تحت سور همذان، وقيل: إنه نقل إلى أصبهان بعد ذلك.

قال ابن خلكان في ترجمة ابن سينا: ثم اغتسل وتاب وتصدق بما معه

ص: 443

على الفقراء، ورد المظالم على من عرفه، وأعتق مماليكه، وجعل يختم في كل ثلاثة أيام ختمة، ثم مات بهمذان يوم الجمعة في رمضان، وولد في صفر سنة سبعين وثلاثمائة.

قال: وكان الشيخ كمال الدين بن يونس يقول: إنّ مخدومه سخط عليه ومات في سجنه، وكان ينشد:

رأيت ابن سينا يعادي الرجال وفي السجن مات أخس الممات فلم يشف ما نابه بالشفا ولم ينج من موته بالنجاة

وصية ابن سينا.

لأبي سعيد بن أبي الخير الصوفي الميهني.

قال: ليكن الله تعالى أول فكر له وآخره، وباطن كل اعتبار وظاهره، ولتكن عين نفسه مكحولة بالنظر إليه، وقدمها موقوفة على المثول بين يديه، مسافرا بعقله في الملكوت الأعلى وما فيه من آيات ربه الكبرى، وإذا انحط إلى قراره، فلينزه الله في آثاره، فإنه باطن ظاهر، تجلى لكل شيء بكل شيء، ففي كل شيء له آية تدل على أنه واحد.

فإذا صارت هذه الحال له ملكة انطبع فيها نقش الملكوت، وتجلى له قدس اللاهوت، فألف الأنس الأعلى، وذاق اللذة القصوى، وأخذ عن نفسه من هو بها أولى، وفاضت عليه السكينة، وحقت له الطمأنينة، وتطلع على العالم الأدنى اطلاع راحم لأهله، مستوهن لحبله، مستخف لثقله، مستخشن به لعلقه، مستضل لطرقه، وتذكر نفسه وهي بها لهجة، وببهجتها بهجة، فيعجب منها ومنهم تعجبهم منه، وقد ودعها، وكان معها كأن ليس معها، وليعلم أنّ أفضل الحركات الصلاة، وأمثل السكنات الصيام، وأنفع البر الصدقة، وأزكى السر الاحتمال، وأبطل السعي المراءاة، وأن تخلص النفس عن الدرن، ما التفتت إلى قيل وقال، ومناقشة وجدال، وانفعلت بحال من الأحوال، وخير العمل ما صدر عن خالص نية، وخير النية ما ينفرج عن جناب

ص: 444

علم، والحكمة أم الفضائل، ومعرفة الله أول الأوائل {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} .

إلى أنّ قال: وأما المشروب فيهجر شربه تلهيا بل تشفيا وتداويا، ويعاشر كل فرقة بعادته ورسمه، ويسمح بالمقدور والتقدير من المال، ويركب لمساعدة النّاس كثيرا مما هو خلاف طبعه. ثم لا يقصر في الأوضاع الشرعية، ويعظم السنن الإلهية، والمواظبة على التعبدات البدنية.

إلى أنّ قال: عاهد الله أنه يسير بهذه السيرة ويدين بهذه الديانة، والله ولي الذين آنوا.

وله شعر يروق، فمنه قصيدته في النفس:

هبطت إليك من المحل الأرفع ورقاء ذات تعزز وتمنعِ محجوبة عن كل مقلة عارف وهي التي سفرت ولم تتبرقعِ وصلت على كره إليك وربما كرهت فراقك وهي ذات تفجعِ أنفت وما أنست فلما واصلت ألفت مجاورة الخراب البلقع وأظنها نسيت عهودا بالحمى ومنازلا بفراقها لم تقنعِ حتى إذا اتصلت بهاء هبوطها في ميم مركزها بذات الأجرع علقت بها ثاء الثقيل فأصبحت بين المعالم والطلول الخضع تبكي إذا ذكرت ديارا بالحمى بمدامع تهمي ولما تقطع وتظل ساجعة على الدمن التي درست بتكرار الرياح الأربع إذا عاقها الشرك الكثيف وصدها قفص عن الأوج الفسيح الأرتع حتى إذا قرب المسير من الحمى ودنا الرحيل إلى الفضاء الأوسع هجعت وقد كشف الغطاء فأبصرت ما ليس يدرك بالعيون الهجع وغدت مفارقة لكل مخلف عنها حليف الترب غير مشيع

ص: 445

وبدت تغرد فوق ذروة شاهق والعلم يرفع كل من لم يرفع فلأي شيء أهبطت من شاهق سام إلى قعر الحضيض الأوضع إن كان أرسلها الإله لحكمة طويت عن الفطن اللبيب الأروع فهبوطها إنّ كان، ضربة لازب لتكون سامعة بما لم تسمع وتعود عالمة بكل خفية في العالمين فخرقها لم يرقع وهي التي قطع الزمان طريقها حتى لقد غربت بغير المطلع فكأنها برق تألق للحمى ثم انطوى فكأنه لم يلمع وهي عشرون بيتا.

وله:

قم فاسقنيها قهوة كدم الطلا يا صاح بالقدح الملا بين الملا خمرا تظل لها النصارى سجدا ولها بنو عمران أخلصت الولا لو أنها يوما وقد لعبت بهم قالت: ألست بربكم؟ قالوا: بلا

وله وهو يجود بنفسه، فيما أنشدني المسند بهاء الدين القاسم بن محمود الطبيب:

أقام رجالا في معارجه ملكى وأقعد قوما في غوايتهم هلكى نعوذ بك اللهم من شر فتنة تطوق من حلت به عيشة ضنكا رجعنا إليك الآن فاقبل رجوعنا وقلب قلوبا طال إعراضها عنكا فإن أنت لم تبري سقام نفوسنا وتشفي عماياها، إذا، فلمن يشكا فقد آثرت نفسي لقاك وقطعت عليك جفوني من مدامعها سلكا وقد طالت هذه الترجمة، وقد كان ابن سينا آية في الذكاء وهو رأس الفلاسفة الإسلاميين الذين مشوا خلف العقول، وخالفوا الرسول.

265 -

‌ الحسين بن عليّ بن بطحا

، القاضي أبو عبد الله.

توفي في جمادى الأولى ببغداد. سمع أبا سليمان الحراني، وأبا بكر الشافعي، وعنه شيوخ شهدة، والسلفي.

ص: 446

266 -

‌ الحسين بن محمد بن الحسين بن عامر

، أبو طاهر الأنصاري الجزري المقرئ المعروف بابن خراشة، إمام جامع دمشق.

قرأ على: أبي الفتح بن برهان الأصبهاني، وحدَّث عن الحسين بن أبي الرمرام الفرائضي، ويوسف الميانجي، وجماعة. روى عنه أبو سعد السمان، وأبو عبد الله بن أبي الحديد، وابن أبي الصقر الأنباري، والكتاني، وقال: كان ثقة، نبيلا، يذهب مذهب الأشعري.

توفي في ربيع الآخر.

267 -

‌ حمزة بن الحسين بن أحمد بن القاسم

، أبو طالب ابن الكوفي الدلال.

شيخ بغدادي، ضعيف، سماعه صحيح من أبي بكر بن خلاد فلما كان بأخرة حدَّث عن أبي عمرو ابن السماك، وأحمد بن كامل، وجماعة.

وقال الخطيب: ذكر لي أبو عبد الله الصوري أنه كتب عنه جزءا لطيفا عن أبي عمرو ابن السماك، رأى سماعه فيه صحيحا. توفي في ربيع الآخر، وولد سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.

وحكى الخطيب عن محمد بن محمد الحديثي أنه، أعني حمزة، أخرج له جزءا قد كشط فيه وألحق وغير.

268 -

‌ ذو القرنين

، أبو المطاع وجيه الدولة ابن ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان التغلبي، الشاعر الأمير.

ولي إمرة دمشق بعد لؤلؤ البشراوي سنة إحدى وأربعمائة، وجاءته الخلعة من الحاكم، ثم عزله الحاكم بعد أشهر بمحمد بن بزال، ثم ولي أبو المطاع دمشق في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة للظاهر صاحب مصر، ثم عزله بعد أربعة أشهر بسختكين، ثم وليها مرة ثالثة سنة خمس عشرة، فبقي إلى سنة تسع عشرة، فعزل بالدزبري.

ص: 447

وله شعر فائق فمنه:

أفدي الذي زرته بالسيف مشتملا ولحظ عينيه أمضى من مضاربه فما خلعت نجادي للعناق له حتى لبست نجادا من ذوائبه فبات أسعدنا في نيل بغيته من كان في الحب أشقانا بصاحبه وقد روى عنه أبو محمد الجوهري مقطعات رائقة، وكان ابنه أميرا.

وله:

لو كنت أملك صبرا أنت تملكه عني لجازيت منك التيه بالصلف أو بت تضمر وجدا إبت أضمره جزيتني كلفا عن شدة الكلف تعمد الرفق بي يا حب محتسبا فليس يبعد ما تهواه من تلفي وله:

لو كنت ساعة بيننا ما بيننا وشهدت حين نكرر التوديعا أيقنت أنّ من الدموع محدَّثا وعلمت أنّ من الحديث دموعا وله:

ومفارق ودعت عند فراقه ودعت صبري عنه في توديعه ورأيت منه مثل لؤلؤ عقده من ثغرهوحديثه ودموعه توفي ذو القرنين في صفر، وقيل: إنه وصل إلى مصر، وولي الإسكندرية للظاهر سنة، ثم رجع إلى دمشق.

269 -

‌ سعيد بن أحمد بن يحيى أبو الطيب الحديدي التجيبي

، الطليطلي، أحد الأئمة الأعلام.

روى عن أبيه، ومحمد بن إبراهيم الخشني، وعبد الرحمن بن أحمد بن حوبيل، وناظر على محمد ابن الفخار، وجمع كتبا لا تحصى، وكان معظما في النفوس.

حجّ سنة خمس وتسعين، ولقي جماعة، وسمع بمكة من أبي القاسم سليمان بن عليّ المالكي، وأحمد بن عباس بن أصبغ، ولقي بمصر الحافظ عبد الغني، وأخذ بالقيروان عن أبي الحسن القابسي.

ص: 448

وكان أهل المشرق يقولون: ما مر علينا قط مثله؛ حدَّث عنه حاتم بن محمد، وغيره.

وتوفي في ربيع الأول.

270 -

‌ صالح بن أحمد بن القاسم بن يوسف بن فارس الميانجي

، أبو مسعود، ابن أخي القاضي أبي بكر يوسف.

سكن صيدا، وحدَّث عن أبيه، وعمه، ومحمد بن سليمان بن ذكوان البعلبكي، وموسى بن عبد الرحمن البيروتي، والفضل بن جعفر التميمي، وجماعة. روى عنه عبد الله بن عليّ بن أبي عقيل القاضي، وولده محمد بن عبد الله، وأحمد بن محمد بن متويه شيخ لوجيه الشحامي، وعلي بن بكار الصوري، وأبو نصر بن طلاب، وإبراهيم بن شكر الخامي، وآخرون.

توفي سنة ثمان أو تسع وعشرين.

271 -

‌ عبد الرحمن بن الحسن بن عليك

. أبو سعد النيسابوري، والد عليّ.

يقال: مات هذه السنة، وهو مذكور في سنة إحدى وثلاثين.

272 -

‌ عبد الرحمن بن محمد بن حسين

، أبو عمرو الفارسي ثم الجرجاني، سبط الإمام أبي بكر الإسماعيلي.

فقيه ثقة. سمع من جده. روى عنه عليّ بن محمد الزبحي الجرجاني في تاريخه، وقال: ثقة. توفي في صفر.

273 -

‌ عبد الغفار بن محمد بن جعفر

، أبو طاهر المؤدب.

بغدادي.

ضعفه أبو عبد الله الصوري لشيء ما. روى عن أبي عليّ الصواف، وأبي بكر الشافعي، ومحمد بن محرم، وأبي الفتح الأزدي. روى عنه الخطيب، وعلي بن الحسين بن أيوب البزاز، وأبو منصور محمد بن أحمد الخياط سمع

ص: 449

منه مسند الحميدي.

توفي في ربيع الأول، وولد سنة خمس وأربعين.

274 -

‌ عثمان بن محمد بن يوسف بن دوست

، أبو عمرو البغدادي العلاف، أخو أحمد.

سمع أبا بكر النجاد، وعبد الله بن إسحاق الخراساني، وعمر بن سلم، وأبا بكر الشافعي.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقا، مات في صفر.

قلت: وروى عنه أحمد بن عبد القادر بن يوسف موطأ القعنبي.

275 -

‌ عليّ بن محمد بن إبراهيم بن الحسين

، المحدَّث، الحافظ أبو الحسن الحنائي الدمشقي، الزاهد المقرئ.

سمع الكثير، وخرج لنفسه المعجم في مجلد، وروى عن عبد الوهاب الكلابي، وأبي بكر بن أبي الحديد، وابن جميع، وأحمد بن إبراهيم بن فراس المكي، وأحمد بن عبد العزيز بن ثرثال، وعبد الرحمن بن عمر النحاس. روى عنه أبو سعد السمان، وسعد بن عليّ الزنجاني، وعبد العزيز الكتاني، وسعد الله بن صاعد الرحبي، وجماعة.

قال عبد العزيز الكتاني: توفي شيخنا وأستاذنا أبو الحسن الحنائي، الشيخ الصالح، في ربيع الأول، كتب الكثير، وكان من العباد، وكان له جنازة عظيمة ما رأيت مثلها، ولم يزل يحمل من بعد صلاة الجمعة إلى قريب العصر، وانحل كفنه، وذكر أنّ مولده في سنة سبعين وثلاثمائة رحمه الله.

قال الأهوازي: دفن بباب كيسان.

276 -

‌ محمد بن أحمد بن أبي موسى

، الشريف أبو عليّ الهاشمي البغدادي، شيخ الحنابلة وعالمهم، وصاحب التصانيف المذكورة.

سمع محمد بن المظفر، وأبا الحسين بن سمعون، وغيرهما، وهو كبير،

ص: 450

فإن مولده في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، وكان يمكنه السماع بعد الخمسين وثلاثمائة. روى عنه أبو بكر الخطيب، والقاضي أبو يعلى ابن الفراء وتفقه به، وأبو الحسين ابن الطيوري، وآخرون، وكان سامي الذكر، عديم النظير. له وجاهة عند الخليفتين القادر والقائم. صنف كتاب الإرشاد، وكانت له حلقة بجامع المنصور، وقد صحب أبا الحسن التميمي، وغيره من الكبار.

قال رزق الله التميمي: زرت قبر الإمام أحمد بن حنبل مع الشريف أبي عليّ بن أبي موسى، فرأيته قبل رجل القبر. فقلت له: في هذا أثر؟ فقال لي: أحمد في نفسي عظيم، وما أظن الله يؤاخذني بهذا الفعل، أو كما قال.

وقال الخطيب: توفي في ربيع الآخر، وكان ثقة، له التصانيف على مذهب أحمد.

277 -

‌ محمد بن أحمد بن مأمون

، أبو عبد الله المصري المحدَّث.

قال الحبّال: يتكلم في حديثه وفي مذهبه، عنده عن بكير الرازي، عن بكار بن قتيبة، وغيره، توفي في ربيع الأول.

قلت: ذكره في تاريخه الحافظ قطب الدين، وقال: محمد بن أحمد بن الحسين مأمون بن محمد بن داود بن سليمان بن حيان، أبو عبد الله القيسي المصري. روى عن أبي بكر بن أحمد بن خروف، وبكير الرازي، وأبي الطاهر الذهلي. روى عنه أبو العباس أحمد بن إبراهيم الرازي، وعبد الله بن الحسن بن عمر بن رداد، وأبو معشر الطبري، وسعد بن عليّ الزنجاني، وآخرون.

قال الحبّال أيضا: هو محدَّث ابن محدَّث.

قلت: يقع حديثه في جزء سعد الزنجاني، ومن فوائد العثماني بنزول.

278 -

‌ محمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد

، القاضي أبو بكر الفارسي ثم النيسابوري المشاط.

سمع أبا عمرو بن مطر، ومحمد بن الحسن السراج، وإبراهيم بن عبد الله، وجماعة. روى عنه أبو بكر البيهقي، وعلي بن أحمد المؤذن، وعلي

ص: 451

ابن عبد الله بن أبي صادق، وأبو صالح المؤذن، واستشهد بإسفرايين على أيدي التركمان، قتلوه ظلما سنة ثمان وعشرين.

279 -

‌ محمد بن إبراهيم بن عبدان

، أبو عبد الله الكرماني السيرجاني، الحافظ الرحال.

طوف، وسمع أبا عبد الله بن منده، وأبا عبد الله الحاكم، وأبا عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي، وأبا الحسن محمد بن عليّ الهمذاني، وأبا نصر أحمد بن محمد الكلاباذي.

روى عنه جعفر بن محمد المستغفري وهو من أقرانه، وآخر من حدَّث عنه عبد الغفار الشيرويي. توفي بسمرقند.

280 -

‌ محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن موسى

، أبو الحسين الأهوازي، المعروف بابن أبي عليّ الأصبهاني.

سكن بغداد، وحدَّث عن جماعة من شيوخ الأهواز، وكان مولده في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة. حدَّث عن أحمد بن عبدان الشيرازي الحافظ بتاريخ البخاري.

قال الخطيب: سمعنا منه وفيه شيء، وحدَّثني أبو الوليد الدربندي قال: سمعت أحمد بن عليّ الجصاص بالأهواز، قال: كنا نسمي ابن أبي عليّ الأصبهاني جراب الكذب. توفي بالأهواز.

281 -

‌ محمد بن الحسن بن أحمد بن الليث

، أبو بكر الشيرازي الصفار.

روى عن أبي الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، والعباس بن الفضل النضرويي، وأبي بكر ابن المقرئ، وأبي محمد بن حمويه السرخسي.

وقع لنا مجلسان من حديثه؛ روى عنه القاضي أبو طاهر محمد بن عبد الله بن أبي بردة الفزاري، وعبد الرحيم بن محمد الشيرازي شيخ أبي سعد الصائغ، وجماعة، وكان خطيب شيراز. رحل به أبوه الحافظ الكبير أبو عليّ، وكان مولده في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.

ص: 452

282 -

‌ محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن باكويه

، أبو عبد الله الشيرازي، أحد مشايخ الصوفية الكبار.

سمع محمد بن خفيف الزاهد، ومحمد بن القاسم بن ناصح الكرجي بشيراز، وأبا بكر القطيعي ببغداد، وأبا أحمد بن عدي بجرجان، وأبا يعقوب النجيرمي بالبصرة، وأبا الفضل بن خميرويه بهراة، وعلي بن عبد الرحمن البكائي بالكوفة، ومغيرة بن عمرو بمكة، وإسماعيل بن محمد الفراء ببلخ، وأبا بكر ابن المقرئ بأصبهان، وأبا بكر محمد بن القاسم الفارسي ببخارى، وأبا بكر الميانجي بدمشق.

وعنه أبو القاسم القشيري، وعبد الواحد بن أبي القاسم القشيري، وأبو بكر بن خلف الشيرازي، وعبد الوهاب بن أحمد الثقفي، والشيرويي، وعلي بن عبد الله بن أبي صادق، وآخرون، وقع لنا جزء من حديثه.

وقال إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي: سمعت أبا صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن يقول: نظرت في أجزاء أبي عبد الله بن باكويه، فلم أجد عليها آثار السماع، وأحسن ما سمعت عليه الحكايات.

ورَّخه الحسين بن محمد الكتبي الهروي.

283 -

‌ محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن عبد السلام

، أبو جعفر الأبهري، المالكي الفقيه.

سمع ببغداد أبا بكر القطيعي، والقاضي أبا بكر الأبهري، وجماعة، وله جزء جزء معروف، سمعه منه حفيده عبد الرحمن بن عبد العزيز بن محمد شيخ السلفي. كتبه السلفي سنة خمسمائة بأبهر عن حفيده.

284 -

‌ محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر

، أبو عبد الله البغدادي البزاز ابن زوج الحرة.

مكثر، سمع أبا عليّ الفارسي النحوي، وأبا عمر بن حيويه، وأبا الحسن بن لؤلؤ، وأبا حفص الزيات. روى عنه الخطيب، ووثقه.

285 -

‌ مهيار بن مرزويه الديلمي

، أبو الحسن الكاتب الشاعر المشهور.

ص: 453

كان مجوسيا فأسلم على يد الشريف الرضي أبي الحسن الموسوي، وهو أستاذه في الأدب والنظم، وبه تخرج، وكان رافضيا. حدَّث بدوان شعره، وقد تعرض للصحابة في شعره، وديوانه في نحو أربع مجلدات، وكان مقدما على شعراء عصره.

ومن سائر قوله:

بكر العارض تحدوه النعامى فسقاك الري يا دار أماما وبجرعاء الحمى قلبي فعج بالحمى وأقرأ على قلبي السلاما قل لجيران الغضا: آه على طيب عيش بالغضا لو كان داما حملوا ريح الصبا نشركم قبل أنّ تحمل شيحا وثماما وابعثوا أشباحكم لي في الكرى إنّ أذنتم لجفوني أنّ تناما

وله:

ظن غداة البين أنّ قد سلما لما رأى سهما ولم تجر دما وعاد يستقري حشاه فإذا فؤاده من بينها قد عدما لم يدر من أين أصيب قلبه وإنما الرامي درى كيف رما يا قاتل الله العيون خلقت جوارحا، فكيف عادت أسهما؟

توفي في جمادى الآخرة.

286 -

‌ ميمون بن سهل

، أبو نجيب الواسطي، ثم الهروي الفقيه.

مات في رمضان، وروى عن أبي بكر محمد بن حمد المفيد، وأبي القاسم بكر بن أحمد، وجماعة. روى عنه ابنه نجيب، وأبو عليّ جهاندار.

287 -

‌ يوسف بن حمويه بن خلف

، أبو الحجاج الصدفي السبتي الفقيه المالكي، قاضي سبته نيفا وعشرين سنة.

سمع بالأندلس من أبي بكر الزبيدي، وأبي محمد الأصيلي، وخطاب بن مسلمة، وعبد الله بن محمد الباجي، وكان صالحا متواضعا، أديبا شاعرا.

ص: 454

سنة تسع وعشرين وأربعمائة

288 -

‌ أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل

، أبو عبد الله المحاملي.

سمع أبا بكر النجاد، وأبا سهل بن زياد، ودعلج بن أحمد، والشافعي.

وولد في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.

روى عنه أبو بكر الخطيب، وأبو الفضل بن خيرون. وأبو غالب الباقلاني، وجماعة من مشيخة السلفي الذين ببغداد.

وقال الخطيب: كان سماعه صحيحا، وحدَّث له صمم في أول سنة ثمان وعشرين، وتوفي سنة تسع في ربيع الآخر. قال: عاش ستا وثمانين سنة.

289 -

‌ أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن خشنام

، أبو مسعود الخشنامي النيسابوري.

توفي يوم النحر.

290 -

‌ أحمد بن عليّ بن منصور بن شعيب

، القاضي أبو نصر البخاري.

سمع أبا عمرو بن صابر البخاري، وغيره.

291 -

‌ أحمد بن عمر بن علي

ّ، قاضي درزيجان.

سمع ابن المظفر، وأبا حفص الزيات، وعدة. سكن درزيجان. روى عنه الخطيب.

292 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن ميمون

، أبو نصر ابن الوتار.

شيعي بغداد، سمع منه الخطيب. يروي عن ابن المظفر، وأبي بكر بن شاذان.

ضعيف.

ص: 455

293 -

‌ أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي عيسى لب بن يحيى

، أبو عمر المعافري الأندلسي الطلمنكي المقرئ، نزيل قرطبة، وأصله من طلمنكة.

أول سماعه سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، روى عن أبي عيسى يحيى بن عبد الله الليثي، وأبي بكر الزبيدي، وأحمد بن عون الله، وأبي عبد الله بن مفرج، وأبي محمد الباجي، وخلف بن محمد الخولاني، وأبي الحسن الأنطاكي المقرئ. وحج فلقي بمكة أبا الطاهر محمد بن محمد العجيفي، وعمر بن عراك المصري، وبالمدينة يحيى بن الحسين المطلبي، وبمصر أبا بكر محمد بن عليّ الأذفوي، وأبا الطيب بن غلبون، وأبا بكر المهندس، وأبا القاسم الجوهري، وأبا العلاء بن ماهان، وبدمياط محمد بن يحيى بن عمار، وبإفريقية أبا محمد بن أبي زيد، وأبا جعفر أحمد بن رحمون، ورجع بعلم كثير.

روى عنه أبو عمر بن عبد البر، وأبو محمد بن حزم، وعبد الله بن سهل الأندلسي.

وكان حبرا في علم القرآن، قراءاته، وإعرابه، وناسخه ومنسوخه، وأحكامه، ومعانيه. صنف كتبا حسانا نافعة على مذاهب السنة، ظهر فيها علمه، واستبان فيها فهمه. وكان ذا عناية تامة بالأثر ومعرفة الرجال، حافظا للسنن، إماما عارفا بأصول الديانات. قديم الطلب، عالي الإسناد، ذا هدي وسنة واستقامة.

قال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضا عن أبي الحسن الأنطاكي، وابن غلبون، ومحمد بن الحسين بن النعمان، وسمع من محمد بن عليّ الأدفوي، ولم يقرأ عليه، وكان فاضلا ضابطا، شديدا في السنة.

قال ابن بشكوال: كان سيفا مجردا على أهل الأهواء والبدع، قامعا لهم؛ غيورا على الشريعة، شديدا في ذات الله، أقرأ النّاس محتسبا، وأسمع الحديث، والتزم الإمامة بمسجد منعة. ثم خرج إلى الثغر، فتجول فيه، وانتفع النّاس بعلمه، وقصد بلده في آخر عمره فتوفي بها.

ص: 456

أخبرني أبو القاسم إسماعيل بن عيسى بن محمد بن بقي الحجاري، عن أبيه قال: خرج علينا أبو عمر الطلمنكي يوما ونحن نقرأ عليه فقال: أقرأوا وأكثروا، فإني لا أتجاوز هذا العام. فقلنا له: ولم يرحمك الله؟ فقال: رأيت البارحة في منامي من ينشدني:

اغتنموا البر بشيخ توى ترحمه السوقة والصيد قد ختم العمر بعيد مضى ليس له من بعده عيد

فتوفي في ذلك العام.

ولد سنة أربعين وثلاثمائة، وتوفي في ذي الحجة.

روى عنه جماعة كثيرة، وقد امتحن لفرط إنكاره، وقام عليه طائفة من المخالفين، وشهدوا عليه بأنه حروري يرى وضع السيف في صالحي المسلمين. وكانوا خمس عشر شاهدا من الفقهاء والنبهاء، فنصره قاضي سرقسطة في سنة خمس وعشرين، وأشهد على نفسه بإسقاط الشهود، وهو القاضي محمد بن عبد الله بن فرقون.

294 -

‌ أحمد بن محمد بن إسماعيل

، أبو بكر القيسي المعروف بابن السبتي.

حجّ بعد السبعين وثلاثمائة، وسمع من أبي محمد بن أبي زيد، والداودي، وعطية بن سعيد. وسمع بقرطبة من ابن مفرج القاضي.

وكان زاهدا عالما فاضلا، توفي بسبتة وقد شاخ.

295 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر

، أبو بكر اليزدي الحافظ.

حافظ رحال، مصنف كبير، وهو خال أبي بكر أحمد بن منجويه الحافظ. روى عن أبي الشيخ، وغيره. سمع منه أبو عليّ الحداد في هذه السنة.

ص: 457

296 -

‌ أحمد بن محمد بن عبيد الله بن محمد

، أبو بكر البستي الفقيه الشافعي.

كان من كبار الأئمة بنيسابور، ومن أولي الرياسة والحشمة. سمع الكثير، وأملى مدة عن الدارقطني، وطبقته. روى عنه مسعود السجزي.

وتوفي في ثالث عشر رجب.

297 -

‌ إسحاق بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن

، الحافظ أبو يعقوب السرخسي، ثم الهروي القراب، الإمام الجليل، محدَّث هراة.

له مصنفات كثيرة، ولد سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، وطلب الحديث فأكثر. قال أبو النضر الفامي: حتى أنّ عدد شيوخه زاد على ألف ومائتي نفس، وله تاريخ السنين الذي صنفه في وفاة أهل العلم، من زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سنة وفاته سنة تسع وعشرين، ومنها: كتاب نسيم المهج، وكتاب الأنس والسلوة، وكتاب شمائل العباد. قال: وكان زاهدا مقلا من الدنيا.

قلت: سمع العباس بن الفضل النضرويي، وجده محمد بن عمر بن حفصويه، وأبا الفضل محمد بن عبد الله السياري، وعبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي، وزاهر بن أحمد الفقيه، وأحمد بن عبد الله النعيمي، والخليل بن أحمد القاضي، وأبا الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن حمزة، والحسين بن أحمد الشماخي الصفار، وأبا منصور محمد بن عبد الله البزاز، وهذه الطبقة فمن بعدهم، حتى كتب عمن هو أصغر منه، وحدَّث عن الحافظ أبي عليّ الحسن بن عليّ الوخشي وهو من أصحابه.

روى عنه شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري، وأبو الفضل أحمد بن أبي عاصم الصيدلاني، والحسين بن محمد بن مت، والهرويون. وقد احتج به شيخ الإسلام في الجرح والتعديل.

298 -

‌ إسماعيل بن عمرو بن إسماعيل بن راشد

، أبو محمد المصري المقرئ الحداد.

ص: 458

رجل صالح جليل القدر، روى عن الحسن بن رشيق، وأحمد بن محمد بن سلمة الخياش، والعباس بن أحمد الهاشمي. روى عنه القاضي أبو الحسن الخلعي، والمصريون، وسعد الزنجاني.

توفي في صفر.

وقد قرأ بالروايات وأقرأها؛ وأخذ عن أبي محمد غزوان بن القاسم المازني، وأبي عدي عبد العزيز بن عليّ الإمام، ويحيى بن مطير، وحمدان بن عون الخولاني، وغيرهم. قرأ عليه أبو القاسم الهذلي، وجماعة.

عمر دهرا.

299 -

‌ إسماعيل بن محمد بن مؤمن

، أبو القاسم الحضرمي الإشبيلي.

حجّ وقرأ بمصر على طاهر بن غلبون، وسمع من أبي الحسن القابسي، وكان متفننا في العلوم جامعا لها.

توفي في صفر، وقد نيف على السبعين.

300 -

‌ حجاج بن محمد بن عبد الملك

، أبو الوليد اللخمي الإشبيلي.

رحل وسمع من أبي الحسن القابسي، والداودي، وكان معتنيا بالعلم.

ذكره أبو محمد بن خزرج.

301 -

‌ حجاج بن يوسف

، أبو محمد اللخمي الإشبيلي، ويعرف بابن الزاهد.

سمع من أبي محمد الباجي، وأبي بكر بن السليم القاضي، وابن القوطية، وجماعة قدماء، وكان مقدما في الفهم والشعر.

توفي عن نحو ثمانين سنة.

302 -

‌ الحسن بن أحمد بن عبد الله بن حمدية

، أبو عليّ البغدادي، أخو عبد الله.

حدَّث بمجلس واحد عن أبي بكر الشافعي.

ص: 459

قال الخطيب: لم أسمع منه، وكان صدوقا. مات في رمضان.

303 -

‌ الحسن بن عليّ بن الصقر

، أبو محمد البغدادي، المقرئ، الكاتب.

كان كثير التلاوة، عالي الإسناد؛ قرأ لأبي عمرو على زيد بن أبي بلال الكوفي، وهو آخر من قرأ عليه. تلا عليه القرآن عبد السيد، وأبو البركات محمد بن عبد الله بن يحيى الوكيل، وثابت بن بندار، وأبو الخطاب عليّ بن عبد الرحمن بن الجراح، وأبو الفضل بن خيرون، وغيرهم.

وكان رئيسا جليلا معمرا، ولد سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، وكان يمكنه السماع من إسماعيل الصفار، وطبقته. توفي في ثالث عشر جمادى الأولى.

304 -

‌ الحسين بن أحمد بن سلمة

، القاضي أبو عبد الله الربعي الدمشقي، الفقيه المالكي. قاضي ديار بكر.

سمع من يوسف الميانجي، وأبي حفص ابن الزيات، والقاضي أبي بكر الأبهري، ومحمد بن المظفر، وجماعة. روى عنه عبد العزيز الكتاني، وعمر بن أحمد الآمدي، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وآخرون.

حدَّث في هذا العام بصور.

305 -

‌ الحسين بن أحمد بن عبد الله الإمام أبو عبد الله ابن الحربي المقرئ

.

قرأ على عمر بن محمد بن عبد الصمد، والحسن بن عثمان البرزاطيّ، وأبي العباس عبد الله بن محمد أصحاب ابن مجاهد. تلا عليه عبد السيد بن عتاب، وقد حدَّث عن النجاد. روى عنه أبو الفضل بن خيرون، ومحمد بن محمد ابن المسلمة، وكان ظاهر الصلاح.

قال ابن البناء: كان من أولياء الله، يقرئ النّاس ويلقي عليهم ما

ص: 460

ينفعهم من الفقه والأحاديث، وله كرامات كثيرة.

مات في جمادى الأولى سنة تسع وعشرين.

306 -

‌ الحسين بن ميسون بن حسنون

، أبو عليّ المصري.

رجل صالح؛ ورَّخه الحبّال.

307 -

‌ خلف، مولى جعفر الفتى

. المقرئ أبو سعيد مولى بني أمية الأندلسي.

حجّ وسمع من أبي بكر الأدفوي، وأبي القاسم الجوهري، وأبي محمد بن أبي زيد، وأبي القاسم عبيد الله السقطي.

قال الخولاني: كان نبيلا من أهل القرآن والعلم، مائلا إلى الزهد والانقباض. روى عنه أبو عبد الله بن عتاب وأثنى عليه.

قال أبو عمرو الداني: توفي في ربيع الآخر، وقرأ القرآن على أبي أحمد السامري، والأدفوي. حدَّث بقرطبة، وغيرها.

308 -

‌ سعيد بن إدريس أبو عثمان السلمي الإشبيلي

، المقرئ.

رحل وحج، ولقي بمصر أبا الطيب بن غلبون، وكانت عنده حظوة ومنزلة، وسمع تصانيفه، ولقي أبا بكر الأدفوي، وأخذ عنه، وسمع من عبد العزيز بن عبد الله الشعيري كتاب الوقف والابتداء بسماعه من ابن الأنباري، ورجع إلى الأندلس، وقد برع في علم القراءات.

وكان حسن الحفظ، مجودا، فصيحا، طيب الصوت، معدوم المثل، وكان إماما للمؤيد بالله هشام بن الحكم بقرطبة، فلما وقعت الفتنة خرج إلى إشبيلية فسكنها، وبها توفي وله سبع وثمانون سنة.

ورَّخه أبو عمرو الداني، وترجمه الخولاني.

وقال أبو محمد بن خزرج: توفي في ذي الحجة سنة ثمان وعشرين، وقد كمل الثمانين.

ص: 461

309 -

‌ سعيد بن عبد الله بن دحيم

، أبو عثمان الأزدي الفريشي النحوي نزيل إشبيلية.

كان إماما في معرفة كتاب سيبويه، بارعا في اللغة والشعر، أخباريا. أخذ عن أبي نصر هارون بن موسى، ومحمد بن عاصم، ومحمد بن خطاب. ذكره ابن خزرج.

310 -

‌ سفيان بن الحسين

، أبو العز الغيسقاني الهروي.

روى عن بشر بن محمد المزني. روى عنه الحسين بن محمد الكتبي.

311 -

‌ سهل بن محمد بن الحسن بن إسحاق

، أبو عثمان الخلنجي المعدل.

روى عن الطبراني، وجده الحسن، وأبي بكر القباب، سمع منه عليّ بن أحمد بن مهران، وابن فاذويه. من بيت العدالة والصلاح بأصبهان.

312 -

‌ صلة بن المؤمل بن خلف

، أبو القاسم البغدادي، نزيل مصر.

روى عن القطيعي، وأبي محمد بن ماسي، ونحوهما، وحدَّث بالكثير. روى عنه ابن أبي الصقر الأنباري.

313 -

‌ ظفر بن مظفر بن عبد الله بن كتنة

، الفقيه أبو الحسين الحلبي الناصري الشافعي.

سمع عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وعبيد الله الوراق. روى عنه السمان، وعبد العزيز الكتاني، ومحمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري.

مات في الكهولة.

314 -

‌ عبد الله بن رضا بن خالد بن عبد الله بن رضا

، أبو محمد اليابري المغربي، من رهط الأخطل الشاعر.

كان بارعا في الأدب والبلاغة والنظم والإنشاء، له ذكر، أخذ عن أبي

ص: 462

بكر الزبيدي، وابن القوطية، وابن أبي الحباب، وتوفي بإشبيلية في ذي الحجة عن بضع وسبعين سنة.

315 -

‌ عبد الله بن عليّ بن محمد بن عبد الله بن بشران البغدادي الشاهد

، أبو محمد ابن الشيخ أبي الحسين.

سمع أبا بكر القطيعي، وابن ماسي، وجماعة.

قال الخطيب: كان سماعه صحيحا، وتوفي في شوال.

316 -

‌ عبد الرحمن بن أحمد بن أشج

، أبو زيد القرطبي.

روى عن أحمد بن عبد الله بن العنان، وأبي جعفر بن عون الله، وابن مفرج القاضي.

قال ابن حيان: كان من أهل العدالة والمروءة، وكان قليل العلم. توفي في رجب هو والقاضي يونس في يوم.

317 -

‌ عبد الرحمن بن عبد الله بن عليّ بن عبد الرحمن بن سعيد بن خالد

بن حميد بن أبي العجائز الأزدي الدمشقي، المعدل.

سمع من أبيه، وأبي بكر الميانجي، والربعي. روى عنه ابنه عبد الله، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني، وقال: مات في محرم.

318 -

‌ عبد القاهر بن طاهر

، الأستاذ أبو منصور البغدادي.

مات بإسفرايين، وكان أحد الفقهاء. سمع أبا عمرو بن نجيد، وأبا عمرو محمد بن جعفر بن مطر. روى عنه أبو بكر البيهقي، وعبد الغفار بن محمد بن شيرويه، وأبو القاسم عبد الكريم القشيري.

وكان أبو منصور تلميذ الأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني، وكان يدرس في سبعة عشر فنا، وكان محتشما متمولا. صنف كتاب التكملة في الحساب.

وقال أبو عثمان شيخ الإسلام الصابوني: كان الأستاذ أبو منصور من أئمة الأصول، وصدور الإسلام، بإجماع أهل الفضل والتحصيل. بديع الترتيب

ص: 463

غريب التأليف والتهذيب، تراه الجلة صدرا مقدما، ويدعوه الأئمة إماما مفخما، ومن خراب نيسابور أن اضطر مثله إلى مفارقتها.

وقيل: إنه لما حصل بإسفرايين ابتهجوا بمقدمه إلى الغاية، ودفن إلى جانب الأستاذ أبي إسحاق.

وقد أفردت له ترجمةً، ووقع لي من عواليه.

•- عبد الملك بن محمد أبو منصور الثعالبي. الأصح موته في سنة ثلاثين.

319 -

‌ عبد الملك بن سليمان بن عمر بن عبد العزيز

، أبو الوليد الإشبيلي ابن القوطية.

كان متصرفا في الفقه والحساب والآداب، بارعا في عقد الوثائق، راوية للأخبار. روى عن أبي بكر بن السليم القاضي، وأبان بن السراج، وجماعة، وأول ما سمع سنة ست وخمسين وثلاثمائة.

320 -

‌ عليّ بن الحسن الأديب

، أبو طاهر ابن الحمامي الشاعر.

خدم بني بويه، وترسل إلى الأطراف. روى عنه القاضي أبو تمام الواسطي، والحسين ابن الصابئ.

321 -

‌ محمد بن أحمد بن محمد بن إسحاق

، أبو الفضل الدندانقانيّ الفقيه المعروف بالزاهري، وهي نسبة إلى زاهر بن أحمد السرخسي، لكونه رحل إليه، وتفقه عليه.

روى عنه وعن أحمد بن سعيد المعداني، وأبي القاسم بن حبيب

ص: 464

المفسر، وغيرهم. روى عنه ابنه إسماعيل، وأبو حامد أحمد بن محمد الشجاعي، ومحمد بن أحمد الطبسي.

وتوفي بقريته عن نيف وتسعين سنة.

322 -

‌ محمد بن سعيد بن محمد بن نبات

، أبو عبد الله الأموي القرطبي.

روى عن أبي عيسى الليثي، وأبي جعفر بن عون الله، وأبي الحسن الأنطاكي المقرئ.

وكان ثقة صالحا، معتنيا بالعلم، جيد المشاركة، من أهل السنة.

توفي في المحرم عن ثلاث وتسعين سنة.

323 -

‌ محمد بن سعيد الخطابي الهروي

.

عاش نيفا وتسعين سنة. كنيته أبو عبد الله. روى عن حامد الرفاء. روى عنه أبو عبد الله العميري، وأهل هراة.

324 -

‌ محمد بن عليّ بن محمد

، أبو بكر السقطي.

سمع أبا بكر القطيعي، وغيره. روى عنه الخطيب، وصدقه.

توفي في ذي الحجة.

325 -

‌ محمد بن عمر بن محمد القاضي

، أبو بكر ابن الأخضر الداودي الفقيه.

بغدادي ثقة، إمام. سمع أبا الحسن بن لؤلؤ، وأبا الحسين بن المظفر، وجماعة، وثقه الخطيب وروى عنه. عاش ستا وسبعين سنة.

326 -

‌ محمد بن محمد بن محمد

، أبو الموفق النيسابوري.

محدَّث رحال. سمع ببغداد أبا الحسن ابن الجندي، وبدمشق عبد الوهاب الكلابي، وبمصر الحافظ عبد الغني.

ص: 465

روى عنه عبد العزيز الكتاني، وأبو القاسم بن الفرات، وأبو بكر الخطيب.

327 -

‌ محمد بن يوسف بن محمد

، أبو عبد الله الأموي القرطبي النجاد. خال الحافظ أبي عمرو الداني.

أخذ القراءة عرضا عن أبي أحمد الساري بمصر، وأبي الحسن الأنطاكي بقرطبة.

وكان صدوقا، متقنا، عارفا بالقراءات والعربية والحساب، أقرأ النّاس بقرطبة، ثم استوطن الثغر، وأقرأ النّاس به دهرا، وتوفي في ذي القعدة وقد قارب الثمانين.

328 -

‌ نصر بن شعيب

، أبو الفتح الدمياطي.

قدم الأندلس تاجرا، وكانت له رواية واسعة عن جماعة. روى عن أبي بكر الأدفوي كثيرا.

وكان مجودا للقرآن، عارفا للعربية. قدم الأندلس في هذا العام.

329 -

‌ يونس بن عبد الله بن محمد بن مغيث بن محمد بن عبد الله

، قاضي القضاة بقرطبة، أبو الوليد ابن الصفار، شيخ الأندلس في عصره ومسندها وعالمها.

ولد سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، وحدَّث عن أبي بكر محمد بن معاوية القرشي صاحب النسائي، وأبي عيسى الليثي، وإسماعيل بن بدر، وأحمد بن ثابت التغلبي، وتميم بن محمد القروي، والقاضي محمد بن إسحاق بن السليم، وتفقه مع القاضي أبي بكر بن زرب، وجمع مسائله، وروى أيضا عن أبي بكر ابن القوطية، وأحمد بن خالد التاجر، ويحيى بن مجاهد، وأبي جعفر بن عون الله، وابن مفرج، والباجي، وأبي زكريا بن عائذ، والزبيدي، وأبي الحسن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي، وأبي محمد بن عبد المؤمن، وأبي عبد الله بن أبي دليم، وسمع منهم وأكثر عنهم، وقد أجاز له من المشرق الحسن بن رشيق، وأبو الحسن الدارقطني.

ص: 466

وولي أولا قضاء بطليوس، ثم صرف، وولي خطابة مدينة الزهراء. ثم ولي القضاء والخطبة بقرطبة مع الوزارة. ثم صرف عن جميع ذلك ولزم بيته. ثم ولي قضاء الجماعة والخطبة سنة تسع عشرة وأربعمائة، فبقي قاضيا إلى أنّ مات.

قال صاحبه أبو عمر بن مهدي: كان من أهل العلم بالحديث والفقه، كثير الرواية، وافر الحظ من العربية واللغة، قائلا للشعر النفيس، بليغا في خطبه، كثير الخشوع فيها، لا يتمالك من سمعه عن البكاء، مع الزهد والفضل والقنوع باليسير. ما لقيت في شيوخنا من يضاهيه في جميع أحواله. كنت إذا ذاكرته شيئا من أمر الآخرة يصفر وجهه ويدافع البكاء، وربما غلبه، وكان الدمع قد أثر في عينيه وغيرها لكثرة بكائه، وكان النور بادياُ على وجهه. وصحب الصالحين، وما رأيت أحفظ منه لأخبارهم وحكاياتهم.

صنف كتاب المنقطعين إلى الله، وكتاب التسلي عن الدنيا، وكتاب فضل المتهجدين، وكتاب التسبب والتيسير، وكتاب محبة الله والابتهاج بها، وكتاب المستصرخين بالله عند نزول البلاء.

روى عنه مكي بن أبي طالب القيسي، وأبو عبد الله بن عائذ، وأبو عمرو الداني، وأبو عمر بن عبد البر، ومحمد بن عتاب، وأبو عمر ابن الحذاء، وأبو محمد بن حزم، وأبو الوليد سليمان بن خلف الباجي، وأبو عبد الله الخولاني، وحاتم بن محمد، ومحمد بن فرج مولى ابن الطلاع، وخلق سواهم، ودفن يوم الجمعة العصر لليلتين بقيتا من رجب، وشيعه خلق عظيم، وكان وقت دفنه غيث وابل، رحمه الله.

ومن شعره:

فررت إليكَ من ظُلمي لنفسي وأوحشني العبادُ فأنتَ أنسي رضاكَ هو المنى، وبكَ افتخاري وذكرك في الدُّجى قَمَري وشمسي قصدت إليك منقطعا غريب لتُؤنسَ وحدتي في قعر رمْسي وللعظمى من الحاجاتِ عندي قصدتَ وأنتَ تعالمُ سرَّ نفسي

ص: 467

سنة ثلاثين وأربعمائة

330 -

‌ أحمد بن الحسن بن فورك بن محمد بن فورك بن شهريار

.

روى عن الطّبرانيّ، وأبي الشيخ. روى عنه سعيد بن محمد البقال.

حدَّث في هذه السنة في آخرها.

331 -

‌ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران

، الحافظ أبو نعيم الأصبهاني الصوفي الأحول، سبط الزاهد محمد بن يوسف البناء.

كان أحد الأعلام ومن جمع الله له بين العلو في الرواية والمعرفة التامة والدراية، رحل الحفاظ إليه من الأقطار، وألحق الصغار بالكبار.

ولد سنة ست وثلاثين وثلاثمائة بأصبهان، واستجاز له أبوه طائفة من شيوخ العصر تفرد في الدنيا عنهم. أجاز له خيثمة بن سليمان وجماعة من الشام، وجعفر الخلدي وجماعة من بغداد، وعبد الله بن عمر بن شوذب من واسط، والأصم من نيسابور، وأحمد بن عبد الرحيم القيسراني.

وسمع سنة أربع وأربعين وثلاثمائة من عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، والقاضي أبي أحمد محمد بن أحمد العسال، وأحمد بن معبد السمسار، وأحمد بن محمد القصار، وأحمد بن بندار الشعار، وعبد الله بن الحسن بن بندار، والطبراني، وأبي الشيخ، والجعابي.

ورحل سنة ست وخمسين وثلاثمائة، فسمع ببغداد أبا عليّ ابن الصواف، وأبا بكر بن الهيثم الأنباري، وأبا بحر البربهاري، وعيسى بن محمد الطوماري، وعبد الرحمن والد المخلص، وابن خلاد النصيبي، وحبيبا القزاز، وطائفة كبيرة، وسمع بمكة أبا بكر الآجري، وأحمد بن إبراهيم الكندي، وبالبصرة فاروق بن عبد الكبير الخطابي، ومحمد بن عليّ بن مسلم العامري، وأحمد بن جعف السقطي، وأحمد بن الحسن اللكي، وعبد الله بن جعفر الجابري، وشيبان بن محمد الضبعي، وجماعة، وبالكوفة إبراهيم بن عبد الله بن أبي العزائم، وأبا بكر عبد الله بن يحيى الطلحي، وجماعة، وبنيسابور أبا أحمد الحاكم، وحسينك التميمي، وأصحاب السراج، فمن بعدهم.

ص: 468

وصنف معجما لشيوخه، وصنف كتاب حلية الأولياء، وكتاب معرفة الصحابة، وكتاب دلائل النبوة، وكتاب المستخرج على البخاري، والمستخرج على مسلم، وكتاب تاريخ بلده، وكتاب صفة الجنة، وكتاب فضائل الصحابة، وصنف شيئا كثيرا من المصنفات الصغار، وحدَّث بجميع ذلك.

روى عنه كوشيار بن لياليزور الجيلي، وتوفي قبله ببضع وثلاثين سنة، وأبو سعد الماليني وتوفي قبله بثماني عشرة سنة، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وتوفي قبله بإحدى عشرة سنة، والحافظ أبو بكر الخطيب، والحافظ أبو صالح المؤذن، والقاضي أبو عليّ الوخشي، ومستمليه أبو بكر محمد بن إبراهيم العطار، وسليمان بن إبراهيم الحافظ، وهبة الله بن محمد الشيرازي، ويوسف بن الحسن التفكري، وعبد السلام بن أحمد القاضي، ومحمد بن عبد الجبار بن ييا، وأبو الفضل حمد، وأبو عليّ الحسن ابنا أحمد الحداد، وأبو سعد محمد بن محمد المطرز، وأبو منصور محمد عبد الله الشروطي، وغانم البرجي، وخلق كثير، آخرهم وفاة أبو طاهر عبد الواحد بن محمد الدستج الذهبي.

قال أبو محمد ابن السمرقندي: سمعت أبا بكر الخطيب يقول: لم أر أحدا أطلق عليه اسم الحفظ غير رجلين: أبو نعيم الأصفهاني، وأبو حازم العبدويي.

وقال ابن المفضل الحافظ: قد جمع شيخنا السلفي أخبار أبي نعيم وذكر من حدَّثه عنه وهم نحو ثمانين رجلا، وقال: لم يصنف مثل كتابه حلية الأولياء. سمعناه على أبي المظفر القاساني عنه سوى فوت يسير.

وقال أحمد بن محمد بن مردويه: كان أبو نعيم في وقته مرحولا إليه، ولم يكن في أفق من الآفاق أسند ولا أحفظ منه. كان حفاظ الدنيا قد اجتمعوا

ص: 469

عنده، فكان كل يوم نوبة واحد منهم يقرأ ما يريده إلى قريب الظهر، فإذا قام إلى داره ربما كان يقرأ عليه في الطريق جزء، وكان لا يضجر لم يكن له غذاء سوى التصنيف أو التسميع.

وقال حمزة بن العباس العلوي: كان أصحاب الحديث يقولون: بقي أبو نعيم أربع عشرة سنة بلا نظير، لا يوجد شرقا ولا غربا أعلى إسنادا منه ولا أحفظ منه، وكانوا يقولون: لما صنف كتاب الحلية حمل إلى نيسابور حال حياته، فاشتروه بأربعمائة دينار.

وقد روى أبو عبد الرحمن السلمي مع تقدمه عن رجل عن أبي نعيم، فقال في كتاب طبقات الصوفية: حدثنا عبد الواحد بن أحمد الهاشمي، قال: حدَّثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله، قال: أخبرنا محمد بن عليّ بن حبيش المقرئ ببغداد، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سهل الأدمي، فذكر حديثا.

وقال السلفي: سمعت أبا العلاء محمد بن عبد الجبار الفرساني يقول: حضرت مجلس أبي بكر بن أبي عليّ المعدل في صغري مع أبي، فلما فرغ من إملائه قال إنسان: من أراد أنّ يحضر مجلس أبي نعيم فليقم - وكان أبو نعيم في ذلك الوقت مهجورا بسبب المذهب، وكان بين الحنابلة والأشعرية تعصب زائد يؤدي إلى فتنة وقال وقيل، وصراع طويل، فقام إليه أصحاب الحديث بسكاكين الأقرم، وكاد يقتل.

وقال أبو القاسم عليّ بن الحسن الحافظ: ذكر الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد الأصبهاني عمن أدرك من شيوخ أصبهان أنّ السلطان محمود بن سبكتكين لما استولى على أصبهان أمر عليها واليا من قبله ورحل عنها، فوثب أهلها بالوالي فقتلوه. فرد السلطان محمود إليها، وآمنهم حتى اطمأنوا. ثم قصدهم يوم جمعة وهو في الجامع فقتل منهم مقتلة عظيمة، وكانوا قبل ذلك قد منعوا أبا نعيم الحافظ من الجلوس في الجامع، فسلم مما جرى عليهم، وكان ذلك من كرامته.

وقال أبو الفضل بن طاهر المقدسي: سمعت عبد الوهاب الأنماطي

ص: 470

يقول: رأيت بخط أبي بكر الخطيب: سألت محمد بن إبراهيم العطار مستملي أبي نعيم، عن جزء محمد بن عاصم كيف قرأته على أبي نعيم؟ وكيف رأيت سماعه؟ فقال: أخرج إلي كتابا، وقال: هو سماعي. فقرأت عليه. قال الخطيب: وقد رأيت لأبي نعيم أشياء يتساهل فيها، منها أنّه يقول في الإجازة: أخبرنا من غير أنّ يبين.

قال الحافظ أبو عبد الله ابن النجار: جزء محمد بن عاصم قد رواه الأثبات عن أبي نعيم، والحافظ الصادق إذا قال: هذا الكتاب سماعي أخذه عنه بإجماعهم.

قلت: وقول الخطيب كان يتساهل في الإجازة إلى آخره، فهذا يفعله نادرا، فإنه كثيرا ما يقول: كتب إلي جعفر الخلدي، كتب إلي أبو العباس الأصم، أخبرنا أبو الميمون بن راشد في كتابه، ولكن رأيته يقول: أخبرنا عبد الله بن جعفر فيما قرئ عليه، والظاهر أنّ هذا إجازة، وقد حدَّثني الحافظ أبو الحجاج القضاعي قال: رأيت بخط ضياء الدين المقدسي الحافظ أنه وجد بخط أبي الحجاج يوسف بن خليل أنّه قال: رأيت أصل سماع الحافظ أبي نعيم لجزء محمد بن عاصم فبطل ما تخيله الخطيب.

وقال يحيى بن منده الحافظ: سمعت أبا الحسين القاضي يقول: سمعت عبد العزيز النخشبي يقول: لم يسمع أبو نعيم مسند الحارث بن أبي أسامة بتمامه من أبي بكر بن خلاد، فحدَّث به كله.

قال الحافظ ابن النجار: وهم في هذا، فأنا رأيت نسخة الكتاب عتيقة، وعليها خط أبي نعيم يقول: سمع مني فلان إلى آخر سماعي من هذا المسند من ابن خلاد، فلعله روى الباقي بالإجازة، والله أعلم.

لو رجمَ النَّجمَ جميعُ الورى لم يصِل الرَّجمُ إلى النَّجمِ

توفي أبو نعيم، رحمه الله، في العشرين من المحرم سنة ثلاثين، وله أربع وتسعون سنة.

332 -

‌ أحمد بن قاسم بن أصبغ البياني

، أبو عمرو القرطبي.

روى عن أبيه قاسم بن محمد، عن جده قاسم بن أصبغ جميع ما رواه.

ص: 471

حدَّث عنه أبو محمد بن حزم، والطبني.

وكان عفيفا طاهرا، شديد الانقباض. أصابه فالج قبل موته.

333 -

‌ أحمد بن الغمر بن محمد

، أبو الفضل الأبيوردي.

سمع من أبي أحمد بن ماسي، وغيره، ومن مخلد بن جعفر الباقرجيّ.

روى عنه شيخ الإسلام الأنصاري.

334 -

‌ أحمد بن محمد بن هشام بن جهور بن إدريس

، أبو عمرو المرشاني. من أهل مرشانة. سكن قرطبة.

روى عن أبيه، وعمه، وأبي محمد الباجي، وحج سنة خمس وتسعين، وجاور، وسمع من أبي القاسم عبيد الله السقطي، وابن جهضم، وأجاز له أبو بكر محمد بن الحسين الآجري من مكة قديما في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة. حدَّث عنه القاضي يونس بن عبد الله بن مغيث، وأبو مروان الطبني، وأبو عبد الله الخولاني، وأبو عمر بن عبد البر.

وكان رجلا صالحا على سنة واستقامة، ومعرفة بالشروط وعللها.

توفي في جمادى الآخرة وله خمس وسبعون سنة.

335 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن الحارث

، أبو بكر التميمي الأصبهاني الزاهد، المقرئ، النحوي، المحدَّث، نزيل نيسابور.

روى عن أبي الشيخ بن حيان، وأبي الحسن الدارقطني، وعبد الله بن محمد القباب، وجماع. روى عنه أبو بكر البيهقي، وعبد الغفار بن محمد الشيرويي، ومنصور بن بكر بن حيد، ومحمد بن يحيى المزكي، وغيرهم.

وكان إماما في العربية. تخرج به أهل نيسابور، وتوفي في ربيع الأول وله إحدى وثمانون سنة.

336 -

‌ أحمد بن محمد بن يوسف

، أبو نصر الدوغي الجرجاني.

سمع عبد الله بن عدي. توفي قريبا من سنة ثلاثين.

ص: 472

337 -

‌ أحمد بن محمد بن إسحاق

، أبو منصور المقرئ البغدادي، عرف بالحبال.

قرأ على أبي حفص الكتاني.

قال الخطيب: ثقة، كتبت عنه، وكنت أتلقن عليه. مات في ذي الحجة.

338 -

‌ إسماعيل بن أحمد بن عبد الله أبو عبد الرحمن الحيري

، النيسابوري الضرير، المفسر.

حدَّث عن أبي الفضل محمد بن الفضل بن خزيمة، وأبي محمد الحسن بن أحمد المخلدي، وزاهر بن أحمد السرخسي، وأبي الحسين الخفاف، ومحمد بن مكي الكشمهني.

قال الخطيب: قدم علينا حاجا سنة ثلاث وعشرين، ونعم الشيخ علما وأمانة وصدقا وخلقا، ولد سنة إحدى وستين وثلاثمائة، ولما حجّ كان معه حمل كتب ليجاور، فرجع النّاس لفساد الطريق، فعاد إلى نيسابور، وكان في جملة كتبه البخاري، قد سمعه من الكشميهني. فقرأت عليه جميعه في ثلاثة مجالس، اثنان منها في ليلتين، كنت أبتدئ بالقراءة وقت المغرب، وأقطعها عند صلاة الفجر، وقبل أنّ أقرأ الثالث عبر الشيخ إلى الجانب الشرقي مع القافلة، فمضيت إليه مع طائفة كانوا حضروا الليلتين الماضيتين، فقرأت عليه من ضحوة نهار إلى المغرب، ثم من المغرب إلى طلوع الفجر، ففرغ الكتاب، ورحل الشيخ صبيحتئذ.

قال عبد الغافر، أبو عبد الرحمن الحيري المفسر المقرئ الزاهد. أحد أئمة المسلمين؛ كان من العلماء العاملين. له التصانيف المشهورة في القرآن، والقراءات، والحديث، والوعظ رحل في طلب الحديث كثيرا، وكان نفاعا للخلق، مفيدا مباركا في علمه وسماعه؛ أخبرنا عنه مسعود بن ناصر.

ص: 473

قلت: ذكر ابن خيرون وفاته في سنة ثلاثين، وله تفسير مشهور. رحمه الله.

339 -

‌ إسماعيل بن عبد الله بن الحارث بن عمر

، أبو علي المصري الأديب البزاز.

دخل الأندلس تاجرا في هذه السنة، وقد سافر إلى العراق، وخراسان، واليمن، ولقي أبا بكر الأبهري، وغيره، واستكثر من الرواية، وبرع في اللغة والعربية، وكان من أهل الدين والفضل، ولد بعد سنة خمسين وثلاثمائة.

340 -

‌ الحسن بن أحمد بن محمد

، الخطيب أبو عليّ البلخي.

قدم بغداد حاجا، فحدَّث عن محمد بن أحمد بن شاذان البلخي، وغيره.

قال الخطيب أبو بكر: كان ثقة. عاش ستا وتسعين سنة.

341 -

‌ الحسن بن أحمد بن محمد بن عمر

، الشيخ أبو محمد ابن المسلمة المعدل.

حدَّث عن محمد بن المظفر.

قال الخطيب: صدوق. مات في صفر.

342 -

‌ الحسين بن شعيب

، أبو عليّ المروزي السنجي، الفقيه الشافعي. عالم أهل مرو في وقته.

تفقه بأبي بكر القفال المروزي، وصحبه حتى برع، ورحل وسمع من السيد أبي الحسن العلوي، وأصحاب المحاملي.

وهو أول من جمع في المذهب بين طريقتي الخراسانيين والعراقيين، وله وجه في المذهب، وتفقه ببغداد على الشيخ أبي حامد.

343 -

‌ الحسين بن محمد بن الحسن

، أبو عبد الله البغدادي الخلال المؤدب.

ص: 474

سمع أبا حفص ابن الزيات، وجماعة، ودخل إلى ما وراء النهر، وسمع في طريقه بجرجان وهمذان، وسمع صحيح البخاري بكشميهن من إسماعيل بن حاجب الكشاني، ورواه ببغداد.

قال الخطيب: كتبنا عنه ولا بأس به، وهو أخو الحافظ أبي محمد الخلال.

روى عنه أبو الفضل بن خيرون.

344 -

‌ الحسين بن محمد بن علي

ّ، أبو عبد الله الباساني.

روى عن أبي بكر الإسماعيلي، وأبي أحمد الغطريفي، وحدَّث بصحيح الإسماعيلي.

روى عنه شيخ الإسلام أبو إسماعيل عبد الله بن محمد، وأبو عبد الله محمد بن عليّ العميري، وأبو العلاء صاعد بن سيار، وإسماعيل بن حمزة بن فضالة، الهرويون.

توفي في جمادى الآخرة.

345 -

‌ زياد بن عبد الله بن محمد بن زياد بن أحمد بن زياد

، أبو عبد الله.

قرطبي. روى عن أبيه، وأبي محمد الباجي وأجاز له. روى عنه أبو إسحاق بن شنظير مع تقدمه، وأبو عبد الله بن عتاب، وعاش خمسا وثمانين سنة، ولم يكن له كبير علم.

•- أبو زيد الدبوسي، هو عبد الله، يأتي.

346 -

‌ زياد بن عبد العزيز بن أحمد بن زياد الجذامي

ّ، أبو مروان الشاعر.

كان بارعا في الأدب، بليغا أخباريا. له تصانيف في فنون. عاش اثنتين وثمانين سنة وأشهرا، وهو من أدباء الأندلس.

ص: 475

347 -

‌ السري بن إسماعيل ابن الإمام أبي بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي

أبو العلاء الجرجاني.

عال عصره في الفقه والأدب، كان متواضعا، محبا للعلماء والفقراء. رحل، وسمع بالري، وهمذان، والكوفة، وبغداد، وروى عن جده أبي بكر، وأبي أحمد الغطريفي، وأبي الحسن الدارقطني، وأبي حفص بن شاهين.

توفي في ذي الحجة.

وكان مفتي جرجان بعد والده العلامة أبي سعد، وتفقه به جماعة، وتفرد عن جده ببعض الكتب، واستكمل سبعين سنة.

348 -

‌ طاهر بن محمد بن دُوست بن حسن القُهُسْتاني

.

توفي بنيسابور.

349 -

‌ عبد الله بن ربيعة بن عمر

، أبو سهل الكندي البستي.

قدم دمشق، وحدَّث بها عن أبي سليمان الخطابي، وغيره. روى عنه نجا بن أحمد، وعبد العزيز الكتاني، ومحمد بن عليّ الفراء، وأبو القاسم بن أبي العلاء. سمعوا منه في هذه السنة.

350 -

‌ عبد الله بن عمر بن عيسى

، القاضي أبو زيد الدبوسي الفقيه الحنفي، ودبوسية بلدة صغيرة بين بخارى وسمرقند.

كان ممن يضرب به المثل في النظر واستخراج الحجج، وهو أول من وضع علم الخلاف وأبرزه إلى الوجود. صنف كتاب الأسرار، وكتاب تقويم الأدلة، وكتاب الأمد الأقصى، وغير ذلك، وكان شيخ تلك الديار.

توفي ببخارى رحمه الله تعالى.

351 -

‌ عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران بن محمد بن بشران بن مهران

، مولى بني أمية، أبو القاسم البغدادي الواعظ. مسند العراق في زمانه.

ص: 476

سمع أبا سهل بن زياد القطان، وأبا بكر النجاد، وحمزة الدهقان، وأحمد بن خزيمة، ودعلج بن أحمد، وأبا بكر الشافعي، وعبد الخالق بن أبي رُوبا، وأبا بكر الآجُرِّي، وعبد الله الفاكهي، وعمر بن محمد الجمحي المكيين.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة ثبتا صالحا، ولد في شوال سنة تسع وثلاثين.

قلت: روى عنه أبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي، وأبو الفضل بن خيرون، ومحمد بن سليمان بن لُوبا، وأبو بكر محمد بن أحمد بن الفقيرة، وأبو غالب محمد بن عبد العزيز إمام جامع الرصافة، ومحمد بن المنذر بن طيبان، وأبو نصر أحمد بن الحسن المُزَرِّر، وأبو الحسن عليّ بن أحمد بن الخَل، وأبو محمد بن أحمد الخياط المقرئ، وأبو الخطاب عليّ بن الجراح، وأبو سعد الأسدي، وأبو غالب الباقِلاني، وعلي بن أحمد بن فتحان الشهرزوري، وعدّة.

توفي في ربيع الآخر.

قال الخطيب: وأوصى أن يدفن بجنب أبي طالب المكي، وكان الجمع في جنازته يتجاوز الحد ويفوت الإحصاء.

352 -

‌ عبد الملك بن محمد بن إسماعيل

، أبو منصور الثعالبي النيسابوري، الأديب الشاعر.

صاحب التصانيف الأدبية، منها: كتاب المبهج، وكتاب يتيمة الدهر، وكتاب فقه اللغة، وكتاب ثمار القلوب، وكتاب التمثيل والمحاضرة، وكتاب غرر المضاحك، وكتاب الفرائد والقلائد، وكتبه كثيرة جدا، وكان يلقب بجاحظ أوانه، وفيه يقول يعقوب الشاعر:

سحرت النّاس في تأليف سحركْ فجاء قلادةً في جيد دهركْ وكم لك من مقال في معان شواهد عندنا بعُلوّ قدركْ وقيت نوائب الدُّنيا جميعا فأنت اليوم جاحظ أهل عصركْ

وقد سارت مصنفاته سير المثل، وضربت إليه آباط الإبل.

ص: 477

ومن شعره في الأمير أبي الفضل الميكالي:

لك في المفاخر معجزاتٌ جمّةٌ أبدا لغيرك في الورى لم تجمع بحران: بحرٌ في البلاغة شأنهُ شعر الوليد وحسن لفظ الأصمعي كالنّور أو كالسحر أو كالبدر أو كالوشي في برد عليه موسع شكرا فكم من فقرة لكم كالغنى وافى الكريم بعيدَ فقرِ مدقعِ وإذا تفتّق نورُ شعرك ناظرا فالحسن بين مرصَّع ومصرعِ

ولد سنة خمسين وثلاثمائة، وتوفي على الصحيح سنة ثلاثين، وقيل: سنة تسع وعشرين.

353 -

‌ عبيد الله بن منصور

، أبو القاسم البغدادي المقرئ الغزال.

سمع أبا بكر القطيعي.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صالحا ثقة خاشعا. أقعد في آخر عمره، وتوفي في صفر.

354 -

‌ عدنان بن محمد بن الحسين

، أبو أحمد الهروي.

روى عن أبي الحسن الخياط، وغيره. روى عنه أبو عبد الله العميري، والمليحي عبد الأعلى.

355 -

‌ عليّ بن إبراهيم بن سعيد

، أبو الحسن الحوفي ثم المصري النحوي الأوحد.

له تفسير جيد، وكتاب إعراب القرآن في عشر مجلدات، وكتب أخر، واشتغل عليه خلق من المصريين. أخذ عن محمد بن عليّ الأدفوي.

356 -

‌ عليّ بن أيوب بن الحسين القمي

، أبو الحسن ابن الساربان الكاتب.

روى عن المتنبي ديوانه بقوله، وعن أبي سعيد السيرافي، وجماعة.

قال الخطيب: قرأت عليه شعر المتنبي، وكان رافضيا. مات ببغداد،

ص: 478

وذكر أن مولده سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.

357 -

‌ القاسم بن محمد بن القاسم بن القاسم بن حماد

، أبو يعلى القرشي الخطيب الهروي. من علماء هراة وأعيانها.

358 -

‌ القاسم بن محمد بن إسماعيل

، أبو محمد القرشي المرواني القرطبي.

روى عن أبي بكر ابن القوطية، وكان فصيحا مفوها، أديبا نبيلا. عاش ستا وثمانين سنة.

359 -

‌ محمد بن الحسين بن محمد بن خلف

، أبو خازم ابن الفراء، البغدادي.

سمع أبا الحسن الدّراقطني، وأبا عمر بن حيويه، وأبا حفص بن شاهين، وأبا الحسن الحربي، وحدث بمصر، والشام. روى عنه الخطيب، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن المشرف التمار، وأبو الحسن عليّ بن الحسين الخلعي.

قال الخطيب: لا بأس به. ثم بلغنا أنّه خلّط بمصر، واشترى صحفا فحدّث منها، وكان يذهب إلى الاعتزال.

وقال الحبّال: مات في المحرّم.

360 -

‌ محمد بن سليمان

، أبو عبد الله ابن الحنّاط الرعيني، الأديب، شاعر أهل الأندلس.

كان يناوئ أبا عامر أحمد بن شُهَيد ويعارضه، وله في ابن شهيد قصيدة، وهي:

أمّا الفِراق فلي من يومِه فرقٌ وقد أرِقتُ له لو ينفعِ الأَرقُ أظْعانهم سابَقت عيني التي انهملت أم الدّموعِ مع الأَضعان تَسْتبِقُ عاق العقيق عن السلوان واتّضحت في تُوْضح لي من نَهْج الهوى طرقُ لولا النّسيم الّذي تأتي الرّياحُ به إذا تضوّع مِن عرْف الحمى الأفق

ص: 479

لم أدْرِ أي بيوتِ الحيّ نازلةٌ نَجْدا ولا اعتادني نحو الحمى القلقُ ما في الهوادجِ إلاّ الشمس طالعة وما بقلبي إلاّ الشوّق والحُرقُ

361 -

‌ محمد بن العبّاس بن حسين

، أبو بكر البغدادي القاصّ.

فقيرٌ يقص في الطرقات. روى عن أبي بكر القطيعي، ومحمد بن أحمد المفيد. روى عنه الخطيب.

362 -

‌ محمد بن عبد الرزّاق بن أبي الشّيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيّان

، أبو الفتح الأصبهاني.

سمع من جده. روى عنه أبو عليّ الحداد، وغانم البرجي، وجماعة.

363 -

‌ محمد بن عبد العزيز بن أحمد

، أبو الوليد ابن المعلّم الخشنيّ القرطبي.

روى عن أبي بكر بن الأحمر، وأبي محمد الباجي، وكان إماما في فنون الأدب، وفكّ المُعَمَّى، ونظم الشعر، ثاقب الذهن، فحل النظم، له تصانيف في الأدب. روى عنه ابن خزرج، وقال: عاش تسعا وسبعين سنة.

364 -

‌ محمد بن علي

ّ. أبو بكر الدينوري الزاهد. نزيل بغداد.

كان عابدا قانتا، خشن العيش، منقبضا عن النّاس.

قال ابن النجار: كان أبو الحسن القزويني الزّاهد يقول: عبرَ الدينوريّ قنطرة خلّف من بعدَه وراءه. روى شيخ الإسلام أبو الحسن الهكاري، عن أبي الدينوري أربعين حديثا لسلمان الفارسي.

قلت: موضوعة هي.

توفي لتسع بقين من شهر شعبان، واجتمع النّاس في جنازته من سائر أقطار بغداد، وكان كثير الدّخول - فيما بَلغنا - على القادر بالله.

365 -

‌ محمد بن عمر بن جعفر

، أبو بكر الخرقي.

بغدادي معروف بابن درهم. سمع أبا بكر بن خلاد النصيبي، والقطيعي،

ص: 480

وابن سلم الختّليّ. روى عنه الخطيب، وقال: كان صدوقا، عاش سبعا وثمانين سنة.

366 -

‌ محمد بن عيسى

، أبو عبد الله الرّعيني، ابن صاحب الأحباس.

روى بقرطبة عن أبي عيسى الليثي، وأبي محمد الباجي، وهارون بن موسى النحوي، وكان نحويا لغويا. حدَّث عنه ابنه الحافظ أبو بكر عيسى.

367 -

محمد بن عيسى، أبو منصور الهمذاني.

من كبار المشايخ، يقال: قتل في هذه السّنة في شعبان، رواه الخطيب عن عيسى بن أحمد الهمذاني، وسيأتي سنة إحدى وثلاثين.

368 -

‌ محمد بن محمد بن أحمد بن علي

ّ، أبو بكر المولقاباذي السوريني النيسابوريّ، وسورين: قرية على نصف فرسخ من نيسابور.

وهو ابن عم أبي حسان المزكي. سمع أبوي عمرو: ابن مطر وابن نجيد، وتوفي في رجب.

369 -

‌ محمد بن المغلس بن جعفر بن المغلس

، الفقيه أبو الحسن المصريّ الدّاوديّ صاحب كتاب الموضع.

سمع الحسن بن رشيق، وغيره.

370 -

‌ المحسن بن أحمد

، القاضي أبو نصر.

مات بمرو في رمضان.

371 -

‌ موسى بن عيسى بن أبي حاج واسمه يحج

، الإمام أبو عمران الفاسي الدّار الغفجومي النسب - وغفجوم قبيلة من زناتة - البربري الفقيه المالكي، نزيل القيروان، وإليه انتهت بها رياسة العلم.

ص: 481

تفقه على أبي الحسن القابسي، وهو أجل أصحابه، ودخل إلى الأندلس، فتفقه على أبي محمد الأصيليّ، وسمع من عبد الوارث بن سفيان، وسعيد بن نصر، وأحمد بن قاسم التاهرتي.

قال ابن عبد البرّ: كان صاحبي عندهم، وأنا دللته عليهم.

قلت: وحجّ حججا، وأخذ القراءة عرضا ببغداد عن أبي الحسن الحمامي وغيره، وسمع من أبي الفتح بن أبي الفوارس، ودرس علم الأصول على القاضي أبي بكر ابن الباقلانيّ، وكان ذهابه إلى بغداد في سنة تسعِ وتسعين وثلاثمائة.

قال حاتم بن محمد: كان أبو عمران الفاسيّ من أعلم النّاس وأحفظهم. جمع حفظ الفقه إلى الحديث ومعرفة معانيه، وكان يقرأ القراءات ويجودها مع معرفته بالرّجال، والجرح والتعديل. أخذ عنه النّاس من أقطار المغرب، ولم ألق أحدا أوسع منه علما ولا أكثر رواية.

وقال ابن بشكوال: أقرأ النّاس مدّة بالقيروان. ثم ترك الإقراء ودرس الفقه وروى الحديث.

وقال ابن عبد البرّ: ولدت مع أبي عمران في عام واحد سنة ثمان وستين وثلاثمائة.

وقال أبو عمرو الدانيّ: توفي في ثالث عشر رمضان سنة ثلاثين.

قلت: تخرج به خلق من المغاربة في الفقه.

وذكر القاضي عياض أنه حدَّث في القيروان مسألة الكفار هل يعرفون الله تعالى أم لا؟ فوقع فيها اختلاف العلماء، ووقعت في ألسنة العامة، وكثر المراء، واقتتلوا في الأسواق إلى أن ذهبوا إلى أبي عمران الفاسيّ فقال: إن أنصتم علمتكم؟ قالوا: نعم. قال: لا يكلمني إلا رجلٌ ويسمع الباقون. فنصبوا واحدا منهم، فقال له: أرأيت لو لقيت رجلا فقلت له: أتعرف أبا عمران الفاسي؟ فقال: نعم. فقلت: صفه لي. فقال: هو بقال بسوق كذا، ويسكن سبتة. أكان يعرفني؟ قال: لا. فقال: لو لقيت آخر فسألته كما سألت الأول فقال: أعرفه يدرس العلم ويفتي، ويسكن بغرب الشماط. أكان يعرفني؟ قال:

ص: 482

نعم. قال: كذلك الكافر، قال: لرّبه صاحبةٌ وولد، وأنه جسمٌ لم يعرف الله، ولا وصفه بصفته، بخلاف المؤمن. فقالوا: شفيتنا، ودعوا له، ولم يخوضوا في المسألة بعدها.

372 -

‌ نصر بن محمد

، أبو منصور العبيدي الهروي.

روى عن المفتي أبي حامد أحمد بن محمد الشاركي. روى عنه الحسين بن محمد الكتبي.

ص: 483

وممن كان في هذا الوقت

373 -

‌ أحمد بن الحسين بن عليّ التراسي

، أبو الحسن.

حدَّث بالمراغة عن أحمد بن الحسن بن ماجه القزويني، وأحمد بن طاهر بن النجم الميانجي، وغيرهما. روى عنه أبو علان سعد بن حميد، وعلي بن هبة الله التراسي شيخا السلفي.

374 -

‌ أحمد بن الحسين بن محمد

، المحدث الإمام أبو حاتم بن خاموش الرازي البزاز.

من علماء السنة. يروي عن أبي عبد الله الحسين بن عليّ القطان، وأحمد بن محمد بن إبراهيم المروزي الفقيه، والحسين بن محمد المهلبي، والحافظ ابن منده، وخلق. روى عنه أبو منصور حجر بن المظفر، وأبو بكر عبد الله بن الحسين التوبي. بقي إلى حدود سنة ثلاثين، بل أربعين.

وحكاية شيخ الإسلام الأنصاري معه مشهورة، وقوله: مَن لم يكن حنبليا فليس بمسلم. يريد في النحلة، وذلك في ترجمة الأنصاري.

يقع لنا حديثه في أربعي الطائيّ.

375 -

‌ أحمد بن إبراهيم بن أحمد

، أبو الحسن الأصبهاني الشافعي النجار.

شيخ نبيل، ثقة، عالي الإسناد. عنده عن الطبراني. سكن نيسابور، وسمع من بِشر بن أحمد أيضا. روى عنه مسعود بن ناصر، وأحمد بن عبد الملك الإسكاف.

376 -

‌ أحمد بن علي

ّ، الحافظ أبو بكر الرازي، ثم الإسفراييني الزاهد.

ثقة، حافظ، مفيد، كثير الحديث. أملى بجامع إسفرايين، وحدثّ عن زاهر السرخسي، وشافع بن محمد بن أبي عوانة، وأبي محمد المخلدي، وأبي

ص: 484

الفضل محمد بن أحمد الخطيب المروزي، وأبي بكر محمد بن أحمد بن الغطريف، وطائفة.

وكان يخرج للشيوخ، ومات كهلا. روى عنه أبو صالح المؤذن، وأبو بكر.

مر سميه سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.

377 -

‌ أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن يزداد

، أبو منصور الصيرفي.

عن أبي الشيخ، وعنه أبو عليّ الحدّاد، والوخشي.

378 -

‌ إسماعيل بن أبي أحمد الحسين بن عليّ بن محمد

، أبو المظفر ابن حسينك التميمي النيسابوري.

ولد سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، وسمع من أبيه، وبشر بن أحمد، وأبي الحسن محمد بن إسماعيل السراج، وأبي عمرو بن نجيد. روى عنه أولاد القشيري.

379 -

‌ ثابت بن يوسف بن إبراهيم

، أبو الفضل القرشي السهمي. أخو الحافظ حمزة، الجرجاني.

شيخ نبيل. حدَّث بنيسابور في سنة إحدى وعشرين، ورد إلى جرجان. روى عن أبي بكر الإسماعيلي، وأبي الحسن عليّ بن عبد الرحمن البكّائي، وأبي العبّاس الهاشمي، وحدّث بالكثير.

380 -

‌ خلف بن أبي القاسم

، العلامة أبو سعيد الأزدي القيرواني المغربي، المالكي، المشهور بالبراذعي.

قال القاضي عياض: كان من كبار أصحاب ابن أبي زيد، وأبي الحسن القابسيّ. ألف كتاب التهذيب في اختصار المدونة، فظهرت بركة هذا الكتاب على الفقهاء، وعليه المعول في المغرب، وله تصانيف جمّة. سكن صقلية وتقدم عند صاحبها، واشتهرت كتبه بصقلية، وكان يصحب السلاطين.

ص: 485

ويقال: لحِقه دعاء شيخه أبي محمد بن أبي زيد لأنه كان ينتقصه، ويطلب مثالبه، فدعا عليه، فلفظته القيروان.

وله كتاب اختصار الواضحة لابن حبيب.

381 -

‌ خلف بن أحمد بن خلف

، أبو بكر الأنصاري الرحوي.

من أهل طليطلة. رحل إلى المشرق، وأخذ عن أبي محمد بن أبي زيد، وكان إماما ورعا، دعي إلى قضاء طليطلة فامتنع، وهرب، وله حظ وافر من الصلاة والصيام.

حدَّث عنه حاتم بن محمد الطرابلسي، وأبو الوليد الباجي، وجماعة.

382 -

‌ رافع بن محمد بن رافع بن القاسم بن إبراهيم

، أبو العلاء، قاضي همذان.

روى عن إبراهيم بن محمد بن يعقوب، ومحمد بن أحمد بن جعفر الفامي، وابن برزة، وإسحاق بن سعد النسوي، وجماعة.

قال شيرويه: حدثنا عنه عبدوس، ومحمد بن الحسين الصوفي، وأحمد بن عمر البزاز، ومهدي بن نصر، وهو صدوق، من أصحاب الرأي.

383 -

‌ الرشيقي، هو عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن يوسف

أبو أحمد الشيرازي.

محدّث فاضل. رحل إلى خراسان، وبخارى، وسمع الكثير؛ سمع بفارس من القاضي أبي محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي، وببخارى من إسماعيل بن حاجب الكشانيّ. روى عنه الحافظ عبد العزيز النخشبي، ومحمد بن إبراهيم بن فارس.

توفي بعد العشرين.

384 -

‌ شريك بن عبد الملك بن حسن

، أبو سعد المهرجاني الإسفراييني.

روى عن بشر بن أحمد الإسفراييني، وغيره. روى عنه أبو بكر البيهقيّ.

385 -

‌ عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن فضالة

، أبو عليّ النيسابوري الحافظ. نزيل الرّيّ ومحدثها.

ص: 486

كتب الكثير، وطوف وجمع، وحدّث عن أبي أحمد الغطريفي، وأبي بكر ابن المقرئ، وطبقتهما. روى عنه أبو مسعود البجلي، وأبو بكر الخطيب، وغيرهما.

ذكره أبو الحسن الزبحي في تاريخه فقال: رحل إلى العراق، وخراسان، وما وراء النهر، وأصبهان. إلا أنه كان يخالط المعتزلة ويغلو في التشيع.

386 -

‌ عليّ بن إبراهيم بن أحمد بن حمويه

، أبو الحسن الأزدي الشيرازي، ثم المصري.

سمع الحسن بن رشيق، وأبا الطاهر الذهلي، وأبا يعقوب النجيرمي، وأبا القاسم الجوهري، وأبا أحمد السّامري، وأبا بكر أحمد بن نصر الشذائي، وأبا بكر محمد بن عليّ الأدفويّ، وأجاز له الفقيه أبو إسحاق بن شعبان وهو ابن خمسة أعوام، وحج مع والده، ودخل إلى بغداد سنة سبع وستين فلقي علماءها، ودخل إلى البصرة.

ترجمه ابن خزرج وقال: كان من أهل الثقة والفضل والسنة، ولد بمصر سنة سبع وأربعين.

وقال غيره: ولد سنة خمسين وثلاثمائة. روى عنه أبو عمرو المرشاني، وأبو عمر بن عبد البر، وتوفي بإشبيلية بعد سنة ست وعشرين.

387 -

‌ عليّ بن القاسم بن محمد

، الإمام أبو الحسن البصري الطابثي المالكي، وطابث من قرى البصرة.

أخذ عن ابن الجلاب، وعبد الله الضرير. نزل مصر، وحمل عنه الفقهاء.

388 -

‌ عليّ بن إبراهيم بن حامد

، أبو القاسم الهمذاني البزاز، يعرف بابن جولاه.

بزاز روى عن أبي القاسم بن عبيد، والزبير بن عبد الواحد، وابن أبي زكريا، وغيرهم.

قال شيرويه: توفي سنة نيف وعشرين، وحدثنا عنه محمد بن الحسين، وأحمد بن طاهر القومساني، وسعد القصري، وروى عنه ابن غزو بنهاوند،

ص: 487

وسليمان بن إبراهيم الحافظ، وكان صدوقا.

389 -

‌ الفضل بن سهل أبو العباس المروزي الصّفار

.

حدَّث بدمشق عن لاحق بن الحسين، ومنصور بن محمد الحاكم، وجماعة، وعنه الكتاني، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وأبو الحسن بن أبي الحديد، وابنه الحسن بن أبي الحديد.

390 -

‌ محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عليّ بن الحسن

، أبو الحسين الأصبهاني الكسائي المقرئ.

سمع أبا الشيخ، وغيره، وعنه أبو سعد محمد بن محمد المطرز.

391 -

‌ محمد بن أحمد بن عمر

، أبو عمر الأصبهاني الخرقي المقرئ.

شيخ معمر، قرأ بالروايات على محمد بن أحمد بن عبد الوهاب السلمي، وهو آخر أصحابه موتا. قرأ عليه، وقرأ على خاله محمد بن جعفر الأشناني. قرأ عليه: محمد بن عبد الله بن المرزبان، ومحمد بن محمد بن عبد الوهاب، وأبو الفتح الحداد الأصبهانيون.

392 -

‌ محمد بن الحسن بن يوسف

، أبو عبد الله الصنعاني.

روى بمكة عن أبي عبد الله النقوي صاحب إسحاق الدبري. روى عنه عيسى بن أبي ذر، وسماعه منه بعد العشرين وأربعمائة.

393 -

‌ محمد بن الحسن بن الهيثم

، أبو عليّ الفيلسوف. صاحب المصنفات الكثيرة في علوم الأوائل لا رحمهم الله.

أصله بصري، سكن الديار المصرية إلى أن مات في حدود الثلاثين وأربعمائة. كان من أذكياء بني آدم، عديم النظير في عصره في العلم الرياضي، وكان متزهدا زهد الفلاسفة. لخص كثيرا من كتب جالينوس، وكثيرا من كتب أرسطوطاليس، وكان رأسا في أصول الطب وكلياته.

وكان قد وزر في أول أمره، ثم تزهد وأظهر الجنون، وانملس إلى ديار مصر، وكان مليح الخط فينسخ في بعض السنة ما يكفيه لعامه من إقليدس

ص: 488

والمجسطي، وكان مقيما بالجامع الأزهر، وكان على اعتقاد الأوائل، صرح بذلك نسأل الله العافية.

وقد سرد ابن أبي أصيبعة مصنفات هذا في نحو من كرّاس، وأكثرها في الرياضي والهندسة، وباقيها في الإلهي، وعامتها مقالات صغار.

394 -

‌ محمد بن عبد الملك بن مسعود بن أحمد

، الإمام أبو عبد الله المسعودي المروزي الشافعي. صاحب أبي بكر القفال المروزي.

إمام مبرز، وزاهد ورع. صنف شرح مختصر المزني، فأحسن فيه. له ذكر في الوسيط، وفي الروضة النواوية.

توفي سنة نيف وعشرين.

395 -

‌ محمد بن أبي عمرو محمد بن يحيى

، المحدث أبو عبد الله النيسابوري.

حدَّث ببغداد عن أبي محمد المخلدي، وأبي بكر الجوزقي. روى عنه الخطيب.

396 -

‌ أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني

ّ، وبيرون من بلاد السند.

من أعيان الفلاسفة، كان معاصرا للرئيس ابن سينا، فاضلا في الهيئة والنجوم، خبيرا بالطبّ. صنف كتاب الجماهر في الجواهر، وكتاب الصيدلة في الطب وكتاب مقاليد الهيئة، وكتاب تسطيح الهيئة، مقالة في استعمال الإصطرلاب الكري، وكتاب الزيج المسعودي، صنفه للملك مسعود ابن السلطان محمود بن سبكتكين، وتصانيف أخر ذكرها ابن أبي أصيبعة في تاريخه، وينقل من كلامه صاحب حماة الملك المؤيد.

ص: 489

397 -

‌ نعيم بن حماد بن محمد بن عيسى بن الحسن بن نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث

. أبو عبد الله الخزاعي.

قال الخطيب: قدم علينا من الدينور، وحدثنا عن أصحاب ابن أبي حاتم.

398 -

‌ يحيى بن عليّ بن محمد بن الطيب

. أبو طالب الدسكري الصوفي، نزيل حلوان.

سمع بجرجان من أبي أحمد الغطريفي، وعلي بن الحسن بن بندار الإستراباذي، وأبا نصر بن الإسماعيلي، وغيرهم. روى عنه أبو مسعود البجلي، وعبد الكريم بن محمد الشيرازي.

399 -

‌ يوسف بن حمود بن خلف

، أبو الحجاج الصدفي القاضي المالكي.

من أعيان مالكية المغرب. كان خيرا، صالحا، زاهدا، فقيها، أديبا، شاعرا، ولي قضاء سبتة بعد قتل القاضي ابن زوبع، ولاّه المستعين، وله أخبار في أحكامه وصرامته. أخذ عن أبي محمد الأصيلي، وأبي بكر الزبيدي. روى عنه ابنه حمود، وابن أخيه إبراهيم بن الفضل، وقاسم بن عليّ، وأبو محمد المسيلي، وغيرهم.

قال القاضي عياض: توفي في حدود الثلاثين وأربعمائة.

(آخر الطبقة والحمد لله)

ص: 490

‌الطبقة الرابعة والأربعون

431 -

440 هـ

ص: 491

بسم الله الرحمن الرحيم

(الحوادث)

‌سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة

فيها شغب الأتراك، وخرجوا بالخيم، وشكوا من تأخر النفقات ووقوع الاستيلاء على إقطاعهم. فعرف السلطان، فكاتب دبيس بن عليّ بن مزيد، وأبا الفتح بن ورام، وأبا الفوارس بن سعدي في الاستظهار بهم، وكتبَ إلى الأتراك رقعة يلومهم، وحاصل الأمر أن النّاس ماجوا وانزعجوا، ووقع النهب وغلت الأسعار وزاد الخوف، حتى أن الخطيب يوم الجمعة صلى صلاة الجمعة بجامع براثا وليس وراءه إلا ثلاثة أنفس بدرهم خفارة!

وخرج الملك جلال الدولة لزيارة المشهدين بالحير والكوفة، ومعه أولاده والوزير كمال الملك، وجماعة من الأتراك فبدأ بالحير، ومشى حافيا من العلميّ. ثم زار مشهد الكوفة فمشى حافيا من الخندق، وقدر ذلك فرسخ.

‌سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة

فيها نزلت الغز الري، وانصرف مسعود إلى غزنة، وعاد طغرلبك إلى نيسابور، واستولت الغز والسلجوقية على جميع خراسان، وظهر من خرقهم الهيبة واطراحهم الحشمة وقتلهم للنّاس ما جاوز الحد، وقصدوا خلقا كثيرا من الكتاب فقتلوا منهم وصادروا وبدعوا.

وتجددت الفتن، ووقع القتال بين أهل الكرخ والسنة، واستمر ذلك، وقتل جماعة، وسبب ذلك انخراق الهيبة وقلة الأعوان.

ص: 493

‌سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة

فيها دخل الملك أبو كاليجار ودفع الغز عن همذان.

وفيها شغب الأتراك وتبسطوا في أخذ ثياب النّاس، وخطف عمائمهم، وأفسدوا إلى أن وعدوا بإطلاق أرزاقهم.

وقدم رجل من البلغر من أعيان قومه، ومعه خمسون نفسا قاصدا للحج، فأهدي له شيء من دار الخلافة، وكان معه رجل يقال له القاضي عليّ بن إسحاق الخوارزمي، فسئل عن البلغر من أي الأمم هم؟ قال: قوم تولدوا بين الأتراك والصقالبة، وبلادهم من أقصى بلاد الترك، وكانوا كفارا، ثم ظهر فيهم الإسلام، وهم على مذهب أبي حنيفة، ولهم عيون وأنهار، ويزرعون على المطر، وحكى أن الليل يقصر عندهم حتى يكون ست ساعات، وكذلك النهار.

وفيها مات علاء الدولة أبو جعفر بن كاكويه متولي أصبهان، وولي بعده ابنه أبو منصور، فأقام الدعوة والسكة للملك أبي كاليجار في جميع بلاد ابن كاكويه.

وفيها ولي نيابة دمشق للمستنصر الأمير ناصر الدولة الحسن بن الحسين بن عبد الله بن حمدان، فحكم بها سبع سنين.

وفيها قرئ الاعتقاد القادري بالديوان. أخرجه القائم بأمر الله، فقرئ وحضره العلماء والزهاد، وحضر أبو الحسن عليّ بن عمر القزويني الزاهد، وكتب بخطه قبل الفقهاء: هذا اعتقاد المسلمين، ومن خالفه فقد خالف وفسق وكفر، وهو يجب على الإنسان أن يعلم أن الله وحده لا شريك له وفيه: كان ربنا ولا شيء معه ولا مكان يحويه، فخلق كل شيء بقدرته، وخلق العرش لا لحاجة إليه، واستوى عليه كيف شاء وأراد، لا استواء راحة كما يستريح الخلق، ولا مدبر غيره، والخلق كلهم عاجزون، الملائكة والنبيون، وهو القادر بقدرة، العالم بعلم، وهو السميع البصير، متكلم بكلام لا بآلة كآلة المخلوقين. لا يوصف إلا بما وصف به نفسه أو وصف به نبيه، وكل صفة

ص: 494

وصف بها نفسه أو وصفه بها نبيه فهي صفة حقيقة لا صفة مجاز، ويعلم أن كلام الله غير مخلوق، تكلم به تكليما، وأنزله على رسوله على لسان جبريل، فتلاه على محمد صلى الله عليه وسلم، وتلاه محمد على أصحابه، ولم يصر بتلاوة المخلوقين له مخلوقا، لأنه ذلك الكلام بعينه الذي تكلم الله به، فهو غير مخلوق بكل حال، متلواَ ومحفوظا ومكتوبا ومسموعا، ومن قال إنه مخلوق على حال من الأحوال فهو كافر حلال الدم بعد الاستتابة منه، ويعلم أن الإيمان قول وعمل ونية، يزيد وينقص، ويجب أن نحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن خيرهم وأفضلهم بعد رسول الله أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم عليّ، ومن سب عائشة فلا حظ له في الإسلام، ولا نقول في معاوية إلا خيرا، ولا ندخل في شيء شجر بينهم. إلى أن قال: ولا نكفر بترك شيء من الفرائض غير الصلاة. فإن من تركها من غير عذر وهو صحيح فارغ حتى يخرج وقت الأخرى فهو كافر وإن لم يجحدها، لقوله عليه السلام: بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة، فمن تركها فقد كفر ولا يزال كافرا حتى يندم ويعيدها، وإن مات قبل أن يندم ويعيد أو يضمر أن يعيد، لم يصل عليه، وحشر مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف، وسائر الأعمال لا تكفر بتركها وإن كان يفسق حتى يجحدها: ثم قال: هذا قول أهل السنة والجماعة الذي من تمسك به كان على الحق المبين، وعلى منهاج الدين. في كلام سوى هذا، وفي ذلك كما ترى بعض ما ينكر، وليس من السنة، والله الموفق.

‌سنة أربع وثلاثين وأربعمائة

في المحرم انفتحت الجوالي بأمر الخليفة، فأنفذ الملك جلال الدولة من منع أصحاب الخليفة وأخذ ما استخرج منها، وأقام من يتولى جبايتها. فشق ذلك على الخليفة، وترددت منه مراسلات، فلم تنفع. فأظهر العزم على مفارقة البلد، وأمر بإصلاح الطيار والزبازب، وروسل وجوه الأطراف والقضاة والأعيان بالتأهب للخروج في الصحبة، وتكلم بأنّه عامل على غلق الجوامع، ومنع من الجمعة في سابع المحرم، وكاتب جلال الدولة، فجاء كتابه: أنه يرى الطاعة، وأنّه نائب عن الخدمة نيابة لا تنتظم إلا بإطلاق العساكر، وقد التجأ

ص: 495

جماعة من خدمتنا إلى الحريم، ونحن معذورون للحاجة.

وجاء كتاب أبي جعفر العلوي النقيب بالموصل، فيه: وردت الأخبار الصحيحة بوقوع زلزلة عظيمة بتبريز هدمت قلعتها وسورها ودورها وحماماتها وأكثر دار الإمارة، وسلم الأمير لكونه في بستانه، وسلم جنده لأنه كان أنفذهم إلى أخيه، وأنه أحصي من هلك تحت الهدم، فكانوا نحوا من خمسين ألفا، ولبس الأمير السواد وجلس على المسوح لعظم هذا المصاب، وإنه على الصعود إلى بعض حصونه خوفا من توجّه الغزّ إليه، والغز هم الترك.

وفيها نفذّ المصريون من حارب ثمال بن مرداس صاحب حلب.

‌سنة خمس وثلاثين وأربعمائة

فيها رّدت الجوالي إلى وكلاء الخدمة.

وسار طغرلبك إلى الجبل، وورد كتابه إلى جلال الدولة من الري، وكان أصحابه قد أخربوها، ولم يبق منها غير ثلاثة آلاف نفس، وسدت أبواب مساجدها، وخاطب طغرلبك جلال الدولة في المكاتبة بالملك الجليل، وخاطب عميد الدولة بالشيخ الرئيس أبي طالب محمد بن أيوب من طغرلبك محمد بن ميكائيل مولى أمير المؤمنين. فخرج التوقيع إلى أقضى القضاة الماوردي، وروسل به طغرلبك برسالة تتضمن تقبيح ما صنع في البلاد، وأمره بالإحسان إلى الرعية. فمضى المارودي، وخرج طغرلبك يتلقاه على أربع فراسخ إجلالا له ولرسالة الخلافة.

وأرجف بموت جلال الدولة لورم لحقه في كبده، وانزعج النّاس، ونقلوا أموالهم إلى دار الخلافة. ثم خرج فرآه النّاس فسكنوا، ثم توفي وغلقت الأبواب، ونظر أولاده من الروشن إلى الإصفهسلارية والأتراك، وقالوا: أنتم أصحابنا ومشايخ دولتنا وفي مقام والدنا، فارعوا حقوقنا، وصونوا حريمنا. فبكوا وقبلوا الأرض، وكان ابنه الملك العزيز بواسط، فكتبوا إليه بالتعزية.

وفيها دخلت الغز الموصل، فأخذوا حرم قرواش بن المقلد، ودبيس بن عليّ على الإيقاع بالغز، فقتلت منهم مقتلة عظيمة.

وفيها خطب ببغداد للملك أبي كاليجار بعد موت جلال الدولة.

ص: 496

وكان مولد جلال الدولة في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، وكان يزور الصالحين، ويقصد القزويني، والدينوري. مات من ورم في كبده في خامس شعبان، وغسله أبو القاسم بن شاهين الواعظ، وعبد القادر ابن السماك ودفن بدار المملكة، وولي بغداد سبع عشر سنة إلا شهرا، وخلف ستة بنين وخمس عشرة أنثى، وعاش اثنتين وخمسين سنة، وكانت دولته في غاية الوهن.

‌سنة ست وثلاثين وأربعمائة

فيها نقل تابوت جلال الدولة إلى تربتهم بمقابر قريش.

ودخل الملك أبو كاليجار بغداد، وصرف أبا المعالي بن عبد الرحيم عن الوزارة موقرا، وولي أبو الفرج محمد بن جعفر بن العباس.

وتوفي المرتضى، وقلد مكانه ابن أخيه أبو أحمد عدنان ابن الشريف الرضي.

وتوفي بمصر الوزير الجرجرائي، فوزر أبو نصر أحمد بن يوسف الذي أسلم.

وضرب أبو كاليجار الطبل في أوقات الصلوات الخمس، ولم تكن الملوك يضرب لها الطبل ببغداد إلى أيام عضد الدولة فأكرم بأن ضرب له ثلاث مرات. فأحدث أبو كاليجار ضرب الطبل في أوقات الصلوات الخمس.

وفيها ولي رئيس الرؤساء أبو القاسم عليّ ابن المسلمة كتابة القائم بأمر الله، وكان ذا منزلة عالية منه.

وفيها ولد نزار ابن المستنصر العبيدي المصري الذي قتله الأفضل ابن أمير الجيوش، والله أعلم.

‌سنة سبع وثلاثين وأربعمائة

فيها حدثت فتنة بين أهل الكرخ وباب البصرة، وأخذ منها جماعة من الفريقين، ونفر العامة على اليهود وأحرقوا كنيسة العقيقة، ونهبوا اليهود.

ص: 497

ووقع الوباء بالخيل، فهلك من معسكر أبي كاليجار اثنا عشر ألف فرس، وامتلأت حافات دجلة من جيف الخيل.

ومات العلاء بن أبي الحسين النصراني بواسط، فجلس أقاربه في مسجد عند بيته للعزاء به، وأخرج تابوته نهارا، ومعه جماعة من الأتراك، فثار العوام وسلبوا الميت من أكفانه وأحرقوه، ومضوا إلى الدير فنهبوه، وعجز الأتراك عنهم وذلوا، أذّلهم الله.

‌سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة

فيها كلم ذو السعادات أبو الفرج لرئيس الرؤساء أبي القاسم في أبي محمد ابن النسوي صاحب الشرطة، وكان معزولا، فقال: هذا رجل قد ركب العظائم، ولا سبيل إلى الإبقاء عليه، فتقدم الخليفة بحبسه، ورفع عليه بأنه كان يتتبع الغرباء من التجار ويقبض عليهم ليلا، ويأخذ أموالهم ويقتلهم، ويلقيهم في حفائر، فحفرت فوجد فيها رمم الموتى، فثار العوام ونشروا المصاحف، وآل الأمر إلى أن حمل خمسة آلاف وخمسمائة دينار عن ديات ثلاثة قتلهم، فقبض ذلك صيرفي السلطان، وصرفه في أقساط الجند.

وفيها حاصر طغرلبك أصبهان، وضيق على أميرها فرامرز ابن علاء الدولة، ثم هادنه على مال يحمل إليه، وأن يخطب له بأصبهان.

وفيها خرج من بلاد التبت، وهي من إقليم الصين، خلائق عظيمة، وراسلوا أرسلان خان ملك بلاساغون يثنون على سيرته، فراسلهم يدعوهم إلى الإسلام، فلم يجيبوا ولم ينفروا منه.

‌سنة تسع وثلاثين وأربعمائة

فيها غدر الأكراد بسرخاب بن محمد بن عناز وحملوه إلى إبراهيم ينال، فقلع عينيه.

ص: 498

وفيها ظفروا بأصفر التغلبي الذي خرج برأس عين وتبعه خلق، وكان قد أوغل في بلاد الروم، فسلم إلى ابن مروان فسد عليه برجا من أبراج آمد، وكان القحط بالموصل حتى أكلوا الميتة، وصلي يوم الجمعة بها على أربعمائة جنازة، وعدّ من هلك يومئذ من أهل الذمة، فكانوا مائة وعشرين نفسا.

وفيها قبض على الوزير ذي السعادات أبي الفرج محمد بن جعفر.

وكثر الوباء ببغداد أيضا، والقحط.

‌سنة أربعين وأربعمائة

فيها هاج القتال بين أهل الكرخ وباب البصرة.

ومرض الملك أبو كاليجار، وفصد في يوم ثلاث مرات، ثم مات. وانتهب الغلمان الخزائن والسلاح، وأحرق الجواري الخيم، وناح الحريم وولي مكانه ابنه أبو نصر ولقبوه الملك الرحيم. ثم قصد حضرة الخليفة فقبل الأرض وجلس على كرسي. ثم ألبس سبع خلع وعمامة سوداء والطوق والسوارين، ووضع على رأسه التاج المرصع، وبرز له لواءان معقودان، وأوصاه الخليفة بالتقوى والعدل، وقرئ صدر تقليده، وكان يوما مشهودا.

وكانت مدة سلطنة أبي كاليجار ببغداد أربع سنين، وهو ابن سلطان الدولة ابن بهاء الدولة ابن عضد الدولة، ولد بالبصرة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، واسمه المرزبان، وكان كثير الأموال.

وفيها دار السور على شيراز، ودوره اثنا عشر ألف ذراع، وطول حائطه ثمانية أذرع، وعرضه ستة أذرع، وفيه أحد عشر بابا.

وفيها نازلت عساكر مصر قلعة حلب، وبها معز الدولة ثمال بن صالح الكلابي، فجمع جمعا وبرز لحربهم، فعمل معهم مصافين على الولاء، وهابه المصريون، فرحلوا عنه خائبين.

وفيها خطب المعز ابن باديس بالقيروان للقائم بأمر الله، وقطع خطبة المستنصر فبعث إليه المستنصر يهدده، فلم يلتفت إليه، فبعث لحربه عسكرا من العرب فحاربوه، وذلك أوّل دخول عرب بني زغبة وبني رياح إلى إفريقية. فجرت لهم أمورٌ طويلة.

ص: 499

وفيها قدم كثير من الغز من وراء النهر إلى إبراهيم ينال فقال لهم: يضيق عن مقامكم عندنا، والوجه أن نمضي إلى غزو الروم ونجاهد. فساروا وسار بعدهم حتى بقي بينهم وبين القسطنطينية خمسة عشر يوما، فسبى وغنم، وحصل له من السبي فوق المائة ألف رأس، وأخذ منهم أربعة آلاف درع، وغير ذلك، وجر ما حصل منهم على عشرة الآف عجلة.

وحارب الروم، ونصر عليهم مرّات، وغلبوه أيضا، وكانت العاقبة للمسلمين، وكان فتحا عظيما ونصرا مبينا.

وفيها عزل ناصر الدولة وسيفها ابن حمدان عن دمشق بطارق الصقلبي وقبض على ناصر الدّولة. ثم عزل بهاء الدّولة طارق بعد أشهر.

ص: 500

بسم الله الرحمن الرحيم

(الوفيات)

‌المتوفون سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة

1 -

‌ أحمد بن الغمر بن محمد بن أحمد بن عباد

، أبو الفضل الأبيوردي القاضي.

رحل، وسمع ببغداد من ابن ماسي، ومخلد بن جعفر الباقرحي، وطبقتهما، وبالكوفة من البكائي. وتفقه ببغداد، ولكنه دخل في أعمال السلطنة، وغير الزي، واشتغل بالشرب؛ قاله عبد الغافر. روى عنه مسعود بن ناصر، وأبو صالح المؤذن، والحسكانيّ.

توفي في رمضان.

2 -

‌ بشرى بن مسيس أبو الحسن الرومي الفاتني

، مولى الأمير فاتن مولى المطيع لله.

أسر من بلد الروم، وهو كبير أمرد، قال: فأهداني بعضُ بني حمدان لفاتن فأدبني وأسمعني، وورد أبي بغداد سرا ليتلطف في أخذي، فلما رآني على تلك الصفة من الإسلام والاشتغال بالعلم يئس مني ورجع.

روى عن محمد بن بدر الحمامي، وأبي بكر بن الهيثم الأنباري، وعمر بن محمد بن حاتم الترمذي، وابن سلم الختلي، وأبي يعقوب النجيرمي، وأبي بكر القطيعي، والحافظ أبي محمد ابن السقاء، وجماعة.

ترجمه الخطيب، وقال: كتبنا عنه، وكان صدوقا صالحا. توفي يوم الفطر.

قلت: وروى عنه خالد بن عبد الواحد الأصبهاني التاجر، وهبة الله بن

ص: 501

أحمد الموصلي، وعلي بن أحمد بن بيان الرزاز، وآخرون، وهو أقدم شيخ لابن ماكولا.

3 -

‌ ثابت بن محمد

، أبو الفتوح العدوي الجرجاني، الأديب النحوي.

قال الحميدي: قدم الأندلس بعد الأربعمائة، فجال في أقطارها، ولقي ملوكها، وكان إماما في العربية متمكنا من علم الأدب، متقدما في علم المنطق. دخل بغداد، وأملى بالأندلس شرحا للجمل.

وروى عن أبي الفتح بن جني، وعلي بن الحارث، وعبد السلام البصري، وعلي بن عيسى الربعي.

وتوفي لليلتين بقيتا من المحرم. قتله باديس بن حبوس أمير صنهاجة اتهمه بالقيام عليه مع ابن عمه يدر بن حباسة.

قال ابن خزرج: بلغني مولده في سنة خمسين وثلاثمائة.

4 -

‌ الحسن بن الحسين بن العباس بن دوما أبو عليّ النعالي

.

بغدادي ضعيف. روى عن أبي بكر الشافعي، وأبي سعيد بن رميح النسوي، وابن خلاد النصيبي، وأحمد بن جعفر الختلي، وخلق كثير.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان قد ألحق لنفسه السماع في أشياء، وتوفي في ذي الحجة، وكان مولده في سنة ست وأربعين وثلاثمائة.

5 -

‌ أبو الحسن بن أبي شريح المصري

ّ.

قال أبو إسحاق الحبّال: توفي في جمادى الآخرة عنده القاضي، يعني: أبا الطاهر الذهلي. حدَّث، وما سمعت منه.

6 -

‌ سيار بن يحيى بن محمد بن إدريس أبو عمرو الكناني الحنفي القاضي الهروي

، والد صاعد.

سمع الحاكم أبا عاصم محبوب بن عبد الرحمن المحبوبي، وأبا جعفر

ص: 502

محمد بن أحمد بن محمد المقرئ بسمرقند، وإبراهيم بن محمد بن يزداد الرازي ببخارى، وعبد الرحمن بن محمد الإدريسي، وأبا محمد إسماعيل بن الحسن البخاري الزاهد، وسماعاته قبيل الأربعمائة.

روى عنه ابناه القاضي أبو العلاء صاعد، والقاضي أبو الفتح نصر، وغيرهما، ولما توفي والده قاضي هراة أبو نصر سنة ست عشرة خلفه هو في القضاء والتدريس والفتوى، وزعامة أصحاب الرأي.

وتوفي في ذي الحجة سنة إحدى وثلاثين، فخلفه ابنه أبو الفتح إلى أن خلفه لمّا قتل مظلوما سنة ست وأربعين أخوه أبو العلاء، فطالت أيامه.

7 -

‌ صاعد بن محمد بن أحمد بن عبد الله القاضي أبو العلاء الأستوائي النيسابوري

، الفقيه الحنفيّ. رئيس الحنفية وعالمهم بنيسابور.

توفي بها في ذي الحجة أيضا، وكان على قضاء نيسابور مدة، سمع إسماعيل بن نجيد، وبشر بن أحمد الإسفراييني، وسمع بالكوفة لمّا حجّ من عليّ بن عبد الرحمن البكائي. روى عنه أبو بكر الخطيب، والقاضي أبو العلاء صاعد بن سيار الهروي، وجماعة.

وقد تفرد شيخنا أبو نصر ابن الشيرازي بجزء من حديثه، روى فيه أيضا عن الحافظ ابن المظفر، وأبي عمرو بن حمدان، وشافع الإسفراييني.

وقد ورخه الخطيب سنة اثنتين وثلاثين، والأول أصح، وولد بناحية أستوا في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.

8 -

‌ عبد الله بن بكر بن قاسم

، أبو محمد القضاعي الطليطلي.

روى عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد، وصاحبه أبي جعفر، وعبد الرحمن بن دنين، وحجّ فأخذ عن أبي الحسن بن جهضم؛ وبمصر عن أبي محمد ابن النحاس.

وكان من الثقات الأخيار، الزهاد.

ص: 503

9 -

‌ عبد الله بن يحيى

، أبو محمد القرطبي، الفقيه المالكيّ. يقال له ابن دحّون.

أخذ عن أبي بكر بن زرب، وأبي عمر ابن المكويّ، وكان من جلة الفقهاء المذكورين، عارفا بالفتوى، حافظا للمذهب. عمّر وأسن، وانتفع به النّاس.

توفي في سادس المحرم.

10 -

‌ عبدان، أبو محمد الجواليقي الشرابي

، نزيل مصر.

سمع بالعراق، وأصبهان، وروى عن أبي بكر القباب، وانتقى عليه خلف الحافظ.

وسيأتي باسمه محمد بن أحمد.

توفي في ذي الحجّة عن سبع وثمانين سنة.

11 -

‌ عبد الرحمن بن الحسن بن عليك بن الحسن

، الحافظ أبو سعد النيسابوري.

ثقة، حافظ مشهور، نبيل. مصنف بصير بالفن، حسن المذاكرة. حدَّث عن أبي أحمد الحاكم، وأبي سعيد الرازي، والدارقطني، وابن شاهين، وأبي بكر بن شاذان، وطبقتهم. روى عنه أبو صالح المؤذن، وأبو المعالي الجويني إمام الحرمين، وأبو سعد ابن القشيريّ، وجماعة.

12 -

‌ عبد الرحمن بن عبد العزيز بن أحمد

، أبو القاسم الحلبي السراج المعروف بابن الطبيز الرام.

سكن دمشق، وحدّث عن محمد بن عيسى البغدادي العلاف نزيل حلب، وأبي بكر محمد بن الحسين السبيعي، ومحمد بن جعفر ابن السقاء، ومحمد بن عمر الجعابيّ، وجماعة تفرد في الدنيا عنهم.

وطال عمره. روى عنه عبد العزيز الكتاني، وعليّ بن محمد الربعيّ، وأبو

ص: 504

عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي الحديد، وأبوه، وابن أبي الصقر الأنباري، وأبو القاسم المصيصي، وعبد الرزاق بن عبد الله الكلاعي، والفقيه نصر المقدسي، وجماعة.

قال أبو الوليد الباجيّ: هو شيخ لا بأس به.

وقال عبد العزيز الكتاني: توفي شيخنا ابن الطبيز في جمادى الأولى، وكان يذكر أنّ مولده سنة ثلاثين وثلاثمائة، ثم سمى شيوخه. قال: وكانت له أصول حسنة، وكان يذهب إلى التشيع.

قال ابن الطبيز: أخبرنا محمد بن عيسى البغدادي، قال: أخبرنا أحمد بن عبيد الله النرسيّ، فذكر حديثا.

وقرأت على عبد الحافظ بن بدران: أخبرك أحمد بن الخضر بن طاوس سنة سبع عشرة، قال: أخبرنا حمزة بن كروس السلمي، قال: أخبرنا نصر بن إبراهيم الفقيه، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد العزيز السراج بدمشق، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن هشام الحلبيّ، قال: حدثنا سليمان بن المعافى بحلب، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا موسى بن أعين، عن أبي الأشهب، عن عمران بن مسلم، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير. كتبَ الله له بها ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، وبنى له بيتا في الجنة. هذا حديث حسن غريب.

13 -

‌ عبد الرحمن بن عليّ بن أحمد بن متّ البخاري الإسكاف

.

سمع محمد بن محمد بن صابر البخاري صاحب صالح جزرة.

1

ص: 505

14 -

‌ عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عزيز بن محمد بن يزيد الحاكم أبو سعد بن دوست

، ودوست لقب جدّه محمد.

أحد أعيان الأئمة بخراسان في العربية. سمع الدواوين وحصلها، وصنف التصانيف المفيدة، وأقرأ النّاس الأدب والنحو، وله ديوان شعر، وكان أصمّ لا يسمع شيئا.

أخذ اللغة والعربية عن الجوهري، وله ردّ على الزجاجي فيما استدركه على ابن السكيت في إصلاح المنطق.

وكان زاهدا ورعا فاضلا، وعنه أخذ اللغة أبو الحسن الواحدي المفسر. سمع الكثير من أبي عمرو بن حمدان، وأبي أحمد الحافظ، وبشر بن أحمد الإسفراييني، وجماعة.

وولد في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. روى عنه جماعة، وتوفي في ذي القعدة.

ومن شعره:

إلا يا ريمُ أخبرني عن التفاحِ من عَضَّهْ وحدَث بأبي عن حس نك البِكر من اقتضَّهْ وختم الله بالورد على خدّك من فَضَّهْ لقد أثَّرت العضّ ـةُ في وجْنتك الغَضَّهْ كما يُكتب بالعنب ـرِ في جام من الفِضَّهْ

ومن شعره:

وشادن نادمت في مجلس قد مطرت راحا أباريقه طلبتُ وردا فأبى خدُّه ورُمتُ راحا، فأبى ريقُه

15 -

‌ عثمان بن أحمد بن محمد بن يوسف

، أبو عمرو المعافري القرطبي القيشطالي، نزيل إشبيلية.

ص: 506

كان أبوه من جلة المحدثين، فسمع مع أبيه الموطأ من أبي عيسى الليثي، وتفسير ابن نافع، وسمع من أبي بكر بن السليم القاضي، وأبي بكر ابن القوطية، والزبيديّ، وجماعة، وكان حضيرا لأمير الأندلس المؤيد بالله.

قال ابن خزرج: كان من أهل الطهارة والعفاف والثقة، وروايته كثيرة. توفي في صفر، وله ثمانون سنة.

وحدّث عنه أيضا أبو عبد الله الخولاني، وولده أحمد، ومحمد بن شريح، وجماعة، وكان من الشيوخ المسندين بقرطبة.

16 -

‌ عليّ بن عبد الغالب المحدّث الجوّال

، أبو الحسن البغدادي الضّراب. عرف بابن القنيّ.

سمع أبا الحسن المجبر، وأبا أحمد الفرضي، وأبا بكر الحيري، وأبا محمد بن أبي نصر، وأبا محمد ابن النحاس. انتقى عليه رفيقه أبو نصر السجزيّ، وهو كان رفيق الخطيب إلى نيسابور.

روى عنه أبو الوليد الباجي، وقال: ثقة، له بعض الميز؛ وأبو طاهر بن أبي الصقر، وعبد الله بن عمر التنيسيّ.

عاش ثمانيا وأربعين سنة. أرّخ موته ابن خيرون.

17 -

‌ عمر بن عبد الله بن جعفر

، أبو الفرج الرقي الصوفيّ.

حدَّث عن أبي الحسن الدارقطني، وأبي الفتح القواس. روى عنه الكتاني، وعبد الرزاق بن عبد الله، وأبو بكر محمد بن علي الحداد، وعدّة.

توفي في هذه السنة، أو بعدها.

18 -

‌ القاسم بن حمود الحسني الإدريسي المغربي

.

ولي إمرة قرطبة بعد قتل أخيه عليّ سنة ثمان وأربعمائة، وكان ساكنا وادعا أمن النّاس معه، وفيه تشيع يسير لم يظهر فخرج عليه ابن أخيه يحيى بن عليّ سنة اثنتي عشرة. فهرب القاسم من غير قتال إلى إشبيلية، فاستمال

ص: 507

البربر، وحشد وزحف إلى قرطبة، فدخلها وهرب يحيى. ثم اضطرب أمر القاسم بعد أشهر، وانهزم عنه البربر في سنة أربع عشرة، وقويت كل فرقة على بلد غلبت عليه، وجرت له خطوب وأمور، ولحق بشريش، والتفت البربر على يحيى بن عليّ وحصروا القاسم، فأسره ابن أخيه يحيى، وبقي في سجنه دهرا إلى أن مات إدريس بن عليّ، فخنقوا القاسم في هذا العام.

وعاش ثمانين سنة، وحمل فدفن بالجزيرة الخضراء، وبها ابنه محمد يومئذ.

19 -

‌ محمد بن أحمد بن عبد الله

، أبو الحسن الجواليقي التميمي، مولاهم الكوفي، الملقب بعبدان.

قد ذكر.

ذكره أيضا الخطيب في تاريخه، وقال: سمع إبراهيم بن عبد الله بن أبي العزائم، وجعفر بن محمد الأحمسي، ومحمد بن العباس العصمي، ومحمد بن أحمد العنبري سنة بضع وخمسين، وأبا بكر عبد الله القباب وخلقا.

قال الخطيب: وحدّث ببغداد في حدود العشر وأربعمائة، وأجاز لي، وكان ثقة، وبلغنا أنّه توفي بمصر في حدود سنة إحدى وثلاثين.

وقال الحبال: توفي في نصف ذي الحجة، وولد سنة خمس وأربعين.

قلت: ضيع نفسه لسكناه ببلد الرافضة، فلم ينتشر حديثه.

20 -

‌ محمد بن جعفر بن أبي الذّكر

، أبو عبد الله المصري.

روى عن أبي الطاهر الذهلي، والحسن بن رشيق، وابن حيويه النيسابوري.

قال الحبال: يرمى بالغلو في التشيع، وتوفي في ربيع الآخر.

ص: 508

21 -

‌ محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن المرزبان

، أبو بكر الأصبهاني المقرئ، المعروف بأبي شيخ. نزيل بغداد.

كان شيخا صالحا عالي السند في القراءات. قرأ على أبي بكر بن فورك القباب، وعبد الرحمن بن محمد الحسناباذي، وأبي بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم بن شاذة، ومحمد بن أحمد بن عمر الخرقي، وأحمد بن محمد بن صافي. روى عنه عبد العزيز بن الحسين، وعبد السيد بن عتاب الضرير، وكانت قراءة ابن عتاب عليه في سنة ثلاث وعشرين.

وأرّخ موته أبو الفضل بن خيرون في عام إحدى وثلاثين.

22 -

‌ محمد بن عبد الله بن شاذان

، أبو بكر الأعرج الأصبهاني اللغوي.

سمع أبا بكر عبد الله بن محمد القباب فأكثر، وأحمد بن يوسف بن إبراهيم الخشاب. روى عنه محمود بن إسماعيل الصيرفي.

وتوفي في جمادى الآخرة وله سبعٌ وثمانون سنة.

23 -

‌ محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح

، أبو بكر العطار الصوفيّ الأصبهاني.

روى عن الطبراني جزءا، وقع لنا من طريق السلفيّ.

توفي في ربيع الآخر.

وروى أيضا عن أبي الشيخ. روى عنه الحدّاد بالإجازة، وأبو سعد المطرز، ومحمد بن عبد العزيز العسّال بالسّماع.

24 -

‌ محمد بن عبد الملك بن أحمد بن نعيم بن عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني

، أبو الحسن النعيمي الإسترباذي الفقيه.

روى عن أبي بكر الإسماعيلي والغطريفي وجماعة.

توفي في صفر، وقيل: في ذي الحجة، وله رحلة لقي فيها ابن المظفر.

ص: 509

25 -

‌ محمد بن عليّ بن أحمد بن يعقوب

، أبو العلاء الواسطي المقرئ.

أصله من فم الصلح. نشأ بواسط، وقرأ بالرّوايات على شيوخها، وكتب الحديث بها، وببغداد، وبالكوفة، والدّينور، واستوطن بغداد.

قرأ على الحسين بن محمد بن حبش المقرئ بالدّينور، وعلى أبي الفرج محمد بن أحمد الشنبوذي، وعلى أبي بكر أحمد بن محمد بن هارون الرازي صاحب حسنون بن الهيثم، وعلى أبي بكر أحمد بن محمد ابن الشارب المروروذي، وجعفر بن عليّ الضرير، وأبي القاسم عبد الله بن اليسع الأنطاكي، والمعافى بن زكريا الجريري، وأبي عون محمد بن أحمد بن قحطبة الرّام، وأبي الحسين عبيد الله بن أحمد ابن البواب، وأبي القاسم يوسف بن محمد بن أحمد الواسطي الضرير. قرأ على يوسف في سنة خمس وستين وثلاثمائة عن قراءته على يوسف بن يعقوب إمام واسط.

واعتنى بالقراءات وبرع فيها، وتصدر للإقراء، وولي قضاء الحريم الطاهريّ، وصنف وجمع. قرأ عليه أبو عليّ غلام الهرّاس، وأبو القاسم الهذلي، وعبد السيد بن عتّاب، وأبو البركات محمد بن عبد الله بن يحيى الوكيل، وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون.

وروى عنه أبو بكر الخطيب، وأبو القاسم بن بيان، وجماعة. سمع من أبي محمد ابن السقاء، وأبي بكر القطيعي، وابن ماسيّ، وعليّ بن عبد الرحمن البكّائي.

قال الخطيب: رأيت له أصولا عتقا، سماعه فيها صحيح، وأصولا مضطربة، ورأيت له أشياء سماعه فيها مفسود، إمّا مكشوط، أو مصلحٌ بالقلم. روى حديثا مسلسلا بأخذ اليد، رواته أئمة، واتهم بوضعه. قال الخطيب: فأنكرت عليه، وسئل بعد إنكاري أن يحدّث به فامتنع، وذكر الخطيب أشياء توجب ضعفه، ثم قال: ولد سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، ومات في جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين.

ص: 510

26 -

‌ محمد بن عوف بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن

، أبو الحسن المزني الدمشقي.

كان يكنى قديما بأبي بكر، فلمّا منعت الدولة من التكني بأبي بكر تكنى بأبي الحسن.

حدَّث عن أبي عليّ الحسن بن منير، وأبي عليّ بن أبي الرمرام، ومحمد بن معيوف، والفضل بن جعفر، يوسف الميانجي، وأبي سليمان بن زبر، وجماعة كثيرة. روى عنه عبد العزيز الكتاني، والحسن بن أحمد بن أبي الحديد، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وأبو طاهر بن أبي الصقر، والفقيه نصر المقدسي، وعليّ بن بكار الصوري، وآخرون.

قال الكتاني: كان ثقة نبيلا مأمونا. توفي في ربيع الآخر.

قرأت على محمد بن عليّ بن أحمد الواسطي، أخبرك أبو محمد الحسن بن عليّ بن الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي سنة عشرين وستمائة، قال: أخبرنا جدي الحسين، قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن عبد الواحد سنة ثمانين وأربعمائة، قال: أخبرنا محمد بن عوف، قال: أخبرنا الفضل بن جعفر التميمي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن القاسم ابن الرواس، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسماعيل بن يحيى قال: حدَّثني الوليد بن محمد قال: قال الزهري: حدَّثني أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي العصر والشمس مرتفعة حيّة، فيذهب الذاهب إلى العوالي، فيأتيها والشمس مرتفعة. العوالي من المدينة على أربعة أميال.

27 -

‌ محمد بن عيسى بن عبد العزيز بن الصّبّاح

، أبو منصور الهمذاني الصوفيّ، أحد مشايخ وقته.

روى عن صالح بن أحمد الحافظ، وجبريل العدْل، وخلق من الهمذانيين، ورحل، وروى عن محمد بن المظفر، ومحمد بن إسحاق القطيعي، وسهل بن أحمد الديباجي، وعليّ بن عمر السكري، وأبي بكر ابن

ص: 511

المقرئ الأصبهاني، ويوسف بن الدخيل المكّي.

قال شيرويه: حدثنا عنه أبو طالب العلويّ، وأبو الفضل القومسانيّ، ومحمد بن الحسين، ومحمد بن طاهر، ويحيى وثابت ابنا الحسين بن شراعة، ونصر بن محمد المؤذن، وعبدوس بن عبد الله، وكان صدوقا ثقة، وكان متواضعا رحيما، يصلي آناء الّليل والنّهار.

حج نيفا وعشرين حجة، ووقف الضياع والحوانيت على الفقراء، وأنفق أموالا لا تحصى على وجوه البر، وتوفي في رمضان، وفيها أغار الترك على همذان فصودر حتى سلّم إليهم جميع ما يملك، وبقي فقيرا محتاجا مريضا ذليلا في الخانقاه، ثم مات، وكان مولده في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة. قلت: وروى عنه أبو بكر الخطيب، وغيره.

28 -

‌ محمد بن الفضل بن نظيف

، أبو عبد الله المصري الفرّاء، مسند ديار مصر في زمانه.

سمع أبا الفوارس أحمد بن محمد بن السنديّ، والعباس بن محمد بن نصر الرافقي، وأحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة الرازي، وأحمد بن محمد بن أبي الموت المكي، وأبا بكر أحمد بن إبراهيم بن عطية ابن الحداد، وأحمد بن محمود الشمعي، وعبد الله بن جعفر بن الورد البغدادي، ومحمد بن عمر بن مسرور الحطاب، وجماعة، وتفرد في الدنيا بالرواية عن أكثر هؤلاء.

روى عنه أبو جعفر أحمد بن محمد بن متويه كاكو شيخ وجيه الشحاميّ، وأبو الحسن الخلعيّ، وأبو عبد الله الثقفي، وأبو القاسم بن أبي العلاء المصيصيّ، وأبو القاسم سعد بن عليّ الزنجانيّ، وأبو بكر البيهقي محتجا به، وطائفة.

قال الحبال: توفي في ربيع الآخر، وولد في صفر سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.

وقد وقع لي جزءان من حديثه، وحديثه في الثقفيات.

قال محمد بن طاهر: سمعت أبا إسحاق الحبال يقول: كان أبو عبد الله

ص: 512

ابن نظيف يصلي بالنّاس في مسجد عبد الله سبعين سنة، وكان شافعيا يقنت، فتقدم بعده رجل مالكي، وجاء النّاس على عادتهم لصلاة الصبح، فلم يقنت، فتركوه وانصرفوا، وقالوا: لا يحسن يصلي.

29 -

‌ محمد بن مسعود بن يحيى

، أبو عبد الله الأموي.

حدَّث بإشبيلية عن: أبي بكر الزبيدي، وعباس بن أصبغ، وأبي عبد الله بن مفرج، وكان بارعا في العربية، له شعر حسن.

توفي ذي القعدة، وهو في عشر الثمانين.

30 -

‌ المسدد بن عليّ بن عبد الله بن العباس

، أبو المعمر الأملوكي الحمصي، خطيب حمص.

سمع: أبا بكر محمد بن عبد الرحمن الرحبي بحمص، ويوسف الميانجي، وأبا عبد الله بن خالويه، وأحمد بن عبد الكريم الحلبي، وإسماعيل بن القاسم الحلبيّ، وجماعة. روى عنه: أبو نصر بن طلاب، والكتاني، وأبو عليّ الأهوازي، وأبو صالح أحمد بن عبد الملك النيسابوري، وأبو الحسن بن أبي الحديد، وابنه أبو عبد الله بن أبي الحسن، وسعد الله بن صاعد، وعبد الله بن عبد الرزاق الكلاعي.

وكان في الآخر إمام مسجد سوق الأحد. توفي في ذي الحجة.

قال الكتاني: كان فيه تساهل.

أخبرنا إسماعيل ابن الفراء، قال: أخبرنا أبو القاسم بن صصرى، قال: أخبرنا عليّ بن عساكر الخشاب، قال: أخبرنا الحسن بن أحمد السلمي سنة ثمانين وأربع مائة، قال: أخبرنا المسدد بن عليّ سنة خمس وعشرين بدمشق، قال: حدثنا إسماعيل بن القاسم بحمص سنة سبعين وثلاث مائة، قال: حدثنا عليّ بن عبد الحميد الغضائري، قال: حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا حصين بن نمير، عن حسين بن قيس، عن عطاء، عن ابن عمر، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تزول قدم العبد يوم القيامة حتى يسأل عن

ص: 513

أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه.

رواه الحافظ ابن عساكر في تاريخه في ترجمة عليّ بن عساكر الخشاب، عنه، فوافقناه بعلو.

31 -

‌ المفضل بن إسماعيل بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل

، الإمام أبو معمر الإسماعيلي الجرجاني، مفتي جرجان ورئيسها وفاضلها ومسندها وعالمها وابن عالمها.

روى الكثير عن جده، ورحل به والده فأكثر عن: الدارقطني، وأبي حفص بن شاهين ببغداد، وعن: يوسف بن الدخيل، وأبي زرعة محمد بن يوسف بمكة، وكان أحد أذكياء زمانه، فإنّه حفظ القرآن وقطعة من الفقه وهو ابن سبع سنين في حياة جده.

توفي في ذي الحجة.

وقد حدَّث بالكثير وأملى من بعد موت عمه أبي نصر، وبقي أخوه مسعدة إلى سنة ثلاث وأربعين وأربع مائة.

32 -

‌ الهيثم بن عتبة بن خيثمة

، القاضي أبو سعيد التميمي النيسابوري الحنفيّ.

ثقة، من بيت القضاء والإمامة. روى عن: أبيه القاضي أبي الهيثم، وبشر بن أحمد الإسفراييني، وأبي عمرو بن حمدان، وطبقتهم. روى عنه أبو صالح المؤذن.

وتوفي في رابع عشر جمادى الأولى.

33 -

‌ يوسف بن أصبغ بن خضر

، أبو عمر الأنصاري الطليطلي الفقيه.

روى عن: محمد بن إبراهيم الخشني، وفتح بن إبراهيم، وأبي المطرف بن دنين، واعتنى بالعلم وتحصيل الكتب، وتوفي في صفر.

ص: 514

سنة اثنتين وثلاثين وأربع مائة

34 -

‌ أحمد بن أيوب بن أبي الربيع أبو العباس الإلبيري

ّ الواعظ، نزيل قرطبة.

روى عن: أبي عبد الله بن أبي زمنين، وسليمان بن بطال، وسلمة بن سعيد، وحج، وأخذ عن أبي الحسن القابسي، وغيره.

وكان فاضلا ورعا واعظا، سنيا، أديبا، شاعرا، ومجلسه بجامع قرطبة للوعظ في غاية الحفل، كانوا يزدحمون عليه، ونفع الله به المسلمين.

توفي فجاءة في جمادى الآخرة، وكان الجمع في جنازته لم يعهد مثله، عاش نيفا وسبعين سنة.

35 -

‌ أحمد بن الحسين بن نصر العطار

، أبو بكر البغدادي.

سمع: عليّ بن عمر الحربيّ، والدارقطني. وعنه الخطيب، وقال: صدوق، توفي في ذي الحجة.

36 -

‌ أحمد بن عبد الرحمن

، أبو بكر الخولاني القيرواني، شيخ المالكية بالقيروان مع صاحبه أبي عمران الفاسي المذكور.

كان صالحا عابدا فقيها حافظا للمذهب، أديبا نحويا، تفقه بأبي محمد بن أبي زيد، وأبي الحسن القابسي. تخرج به خلق كثير كأبي القاسم بن محرز، وأبي إسحاق التونسيّ، وأبي القاسم الستوري، وأبي محمد عبد الحق، وأبي حفص العطار، وطائفة سواهم.

37 -

‌ أحمد بن محمد بن جعفر بن يونس

، أبو الفضل الأصبهاني الأعرج، المعروف بالجواز.

رحل، وسمع من: ابن المقرئ، وابن شاهين، والدارقطنيّ، وعليّ بن عمر الحربيّ، وطبقتهم، وعنه: محمد بن أبي بكر بن مردويه، وسعيد بن محمد البقال الأصبهانيان.

ص: 515

مات في ربيع الآخر.

38 -

‌ أحمد بن محمد بن خالد بن مهدي

، أبو عمر القرطبي المقرئ.

روى عن: أبي المطرف القنازعيّ، ويونس بن عبد الله القاضي، وأبي محمد ابن بنوش، وأكثر عن مكي بن أبي طالب، واعتنى بالرّواية والضبط، وكان بارعا في معرفة القراءات، صنّف فيها تصانيف.

توفي في ذي القعدة شابا.

39 -

‌ أحمد بن محمد بن يوسف بن مردة

، أبو العباس الأصبهاني المقرئ.

توفي في شعبان.

40 -

‌ إبراهيم بن ثابت بن أخطل

، أبو إسحاق الأقليشي.

سكن مصر، وأخذ القراءة عرضا عن طاهر بن غلبون، وعن عبد الجبار بن أحمد، وسمع من: عبد الرحمن بن عمر النحاس، وأبي مسلم الكاتب.

وأقرأ النّاس بمصر في مجلس عبد الجبّار بعد موته، قاله أبو عمرو الدانيّ.

41 -

‌ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم

، أبو القاسم الأصبهاني الجلاّب، سبط أبي مسلم.

سمع: محمد بن عبد الله بن سين، وابن المقرئ، وجماعة. روى عنه: غانم البرجي، وأبو عليّ الحدّاد.

وقع لنا جزءٌ من حديثه.

42 -

‌ جعفر بن محمد بن المعتز بن محمد بن المستغفر بن الفتح بن إدريس

، الحافظ أبو العبّاس المستغفري النسفيّ.

مؤلف تاريخ نسف وكش، وكتاب معرفة الصحابة، وكتاب الدعوات، وكتاب المنامات، وكتاب خطب النبي صلى الله عليه وسلم وكتاب دلائل

ص: 516

النبوة، وكتاب فضائل القرآن، وكتاب الشمائل، وغير ذلك من الكتب.

وحدث عن: زاهر بن أحمد السرخسي، وإبراهيم بن لقمان، وأبي سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي، وعلي بن محمد بن سعيد السرخسي، وجعفر بن محمد البخاريّ، وجماعة كثيرة. روى عنه: الحسن بن عبد الملك النسفيّ، وأبو نصر أحمد بن جعفر الكاسني، والحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ، وإسماعيل بن محمد النوحي الخطيب، وآخرون.

وكان محدّث ما وراء النهر في عصره، ولد بعد الخمسين بيسير، وتوفي بنسف سنة اثنتين وثلاثين وأربع مائة.

وهو صدوق، يروي الموضوعات.

43 -

‌ الحسن بن عبيد الله البغدادي

، أبو عليّ الصفار المقرئ.

سمع أبا بكر القطيعي.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة.

44 -

‌ الحسن بن محمد بن شعيب

، أبو عليّ السنجي، الإمام الفقيه.

توفي بمرو في ربيع الأوّل، كذا سمّاه وورّخه أبو عليّ محمد بن الفضل ابن جهاندار، وسماه ابن خلكان: الحسين بن شعيب بن محمد، وقال: أخذ الفقه بخراسان عن أبي بكر القفال المروزيّ، هو والقاضي حسين، والإمام أبو محمد الجوينيّ.

وصنف شرح الفروع لأبي بكر ابن الحدّاد المصريّ فجاء نهايةً في الحسن، وصنف كتاب المجموع، وهو أوّل من جمع بين طريقتي خراسان والعراق.

45 -

‌ حمّاد بن عمّار بن هاشم

، أبو محمد القرطبي الزاهد.

روى عن أبي عيسى الليثي، ورحل فأخذ عن أبي محمد بن أبي زيد بالقيروان، وعن أبي القاسم الجوهري بمصر.

وكان رجلا صالحا زاهدا ورعا، شهر بإجابة الدعوة، كان الخلق

ص: 517

يقصدونه ويتبركون به ويسألونه الدّعاء، دعاه الأمير عليّ بن حمود إلى قضاء قرطبة، فصرف الرسول وانتهره، وخرج إلى طليلطة فاستوطنها.

وعمر ونيف على مائة عام، حدَّث عنه حاتم بن محمد، وجماعة من علماء الأندلس.

قال ابن حيان: توفي في ربيع الأوّل.

46 -

‌ عبد الله بن سعيد بن أبي عون الرباحيّ الأندلسيّ

، نزيل طليطلة.

سمع من أبي عبد الله بن أبي زمنين، وحج، فسمع من أبي محمد بن أبي زيد.

وكان صالحا، دينا، ورعا، أول من يدخل المسجد وآخر من يخرج منه، وكان بكاء عند قراءة الحديث، ويرابط في شهر رمضان بحصن ولمش.

47 -

‌ عبد الله بن عبيد الله بن الوليد بن محمد بن يوسف بن عبد الله

، أبو عبد الرحمن الأموي المعيطي القرطبي.

روى عن أبي محمد الباجي، وغيره.

وكان من أهل السؤدد والشرف، بويع بالخلافة بشرق الأندلس وخطب له، ثم خلع فصار إلى كتامة، وكان مجاهد صاحب دانية قد قدم هذا المعيطي أن يكون أمير المؤمنين بعمله، فبقي مدة يسيرة، ثم خلعه مجاهد ونفاه، فالتجأ إلى أرض كتامة، وبقي لا يرفع للدنيا رأسا.

48 -

‌ عبد الله بن عليّ بن سعيد

، أبو محمد النجيرمي.

رجل صالح، قال الحبّال: توفي في رجب.

49 -

‌ عبد الباقي بن محمد بن أحمد بن زكريا

، أبو قاسم الطحان.

بغدادي ثقة، سمع: أبا بكر الشافعي، وأبا علي ابن الصواف. روى عنه: أبو

ص: 518

بكر الخطيب، وأبو ياسر طاهر بن أسد الطباخ، وجماعة.

وتوفي في جمادى الأولى عن ثمانِ وثمانين سنة.

50 -

‌ عبد الوهاب بن محمد بن عبد الله

، القاضي أبو عليّ النسفي، الفقيه.

توفي في جمادى الآخرة.

51 -

‌ عبد الواحد بن محمد بن إبراهيم

، أبو سهل التميمي الكوفي، ثم الأصبهاني الواعظ.

عن أبي الشيخ، وعنه سعيد البقال.

توفي في ربيع الآخر.

52 -

‌ عليّ بن أحمد بن محمد بن حسين

، الإمام أبو الحسن الإستراباذي الحاكم.

كان من كبار أئمة الحديث بسمرقند، وكان مجتهدا في الخير، كان ينسخ عامة النهار وهو يقرأ القرآن، لا يمنعه ذا عن ذا، وكان قد حج وسأل الله كمال القوة على التلاوة وعلى الجماع، فاستجيب له ذلك.

حدَّث هذه السنة ولا أعلم وفاته، ولا رواته.

53 -

‌ محمد بن أحمد بن جعفر

، أبو حسان المزكي المولقاباذي الفقيه، الشيخ الثقة.

كان مشهورا بالفضل والصلاح والعلم، وكان إليه التزكية بنيسابور، والحشمة الوافرة، حدَّث عن: والده أبي الحسن، والشيخ أبي العباس محمد بن إسحاق الصبغيّ، ومحمد بن الحسن السّرّاج، وإسماعيل بن نجيد، وجعفر المراغي، وأبي عمرو بن مطر، وأبي الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، وطبقتهم، وخرجت له الفوائد، وحدث عنه مدة أعوام. روى عنه: إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي، وعبد الغفار الشيرويي، وجماعة، وإسماعيل بن عمرو البحيري.

ص: 519

54 -

‌ محمد بن أحمد بن علي بن عبدش

، أبو نصر النيسابوري العدل.

قال عبد الغافر في كتاب السياق: هو شيخ ثقة مشهور، حدث عن: أبي عمرو بن نجيد، وأبي عمرو بن مطر، وأبي الفضل الزهري البغدادي، وعبد الرحمن بن محمد بن محبور، وطبقتهم، حدثنا عنه خالي أبو سعد القشيري.

55 -

‌ محمد بن الحسن بن الفضل

، أبو يعلى البصري الصوفي.

سمع أبا الحسين بن جميع بصيدا.

روى عنه أبو بكر الخطيب، وله:

لي عجوز كأنّها الـ ـبدر في ليلة المطر ناطق عن جميع أعـ ـضائها شاهدُ الكبر غير أضراسها ففيـ ـها لذي اللُّبِّ مُعْتبر أعْظُمٌ غير أنّها أعظُمٌ تَطحنُ الحَجَر

وكان ظريفا كثير الأسفار، حدَّث في هذا العام، وانقطع خبره.

56 -

‌ محمد بن الحسن بن محمد

، أبو المظفر المروزيّ.

صدوق، نزل بغداد، وحدًّث عن: زاهر بن أحمد، وأبي طاهر المخلّص. روى عنه الخطيب.

57 -

‌ محمد بن عبد الرحمن بن محمد

، أبو الحسن الهروي الدباس العدْل.

سمع حامد بن محمد الرفاء. روى عنه شيخ الإسلام، ومحمد بن عليّ العميري، وأهل هراة.

58 -

‌ محمد بن عمر بن بكير بن ود

ّ، أبو بكر النجار، جار أبي القاسم بن بشران.

ص: 520

سمع: أبا بكر بن خلاد النصيبي، وأبا بحر البربهاريّ، وأبا إسحاق المزكي، وابن سلم الختلي.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة من أهل القرآن. قرأ على إبراهيم بن أحمد البزوري، وتوفي في ربيع الأول، وكان مولده في سنة ست وأربعين وثلاثمائة ببغداد.

قلت: وروى عنه أحمد بن بندار البقال، وجماعة، وقرأ عليه: عبد السيد بن عتاب، وأبو الخطاب بن الجراح، ومحمد بن عبد الله بن يحيى الوكيل، وثابت بن بندار، وغيرهم عن قراءته على البزوري صاحب أحمد بن فرح.

59 -

‌ محمد بن مروان بن عيسى

، أبو بكر الأموي ابن الشقاق الأندلسي القرطبي.

روى عن: عباس بن أصبغ، وأبي محمد الأصيليّ، وجماعة، وكان قديم الطلب، نافذا في عدّة علوم، محكما للنحو والحساب.

60 -

‌ محمد بن يحيى بن حسن أبو عمرو النيسابوري

.

حجّ وحدّث ببغداد، عن: أبي عمرو بن حمدان، وعليّ بن عبد الرحمن البكائي، وعبد الرحمن بن محمد بن محبور الدّهّان. روى عنه: البرقاني مع تقدمه، وأبو صالح المؤذن، وجماعة.

صدوق مات بعد الثلاثين، قاله المؤذن.

61 -

‌ محمد بن يحيى بن محمد بن الروزبهان

، أبو بكر البغداديّ.

قال الخطيب: كتبت عنه، ولا بأس به. سمع: ابن مالك القطيعيّ، وابن ماسي. مات في صفر.

62 -

‌ محمد بن أبي نصر

، أبو عبيد النيسابوري.

محدّث جليل، وثقه الخطيب، واسم أبيه: محمد بن عليّ بن محمد،

ص: 521

قدم بغداد حاجا، فروى عن: أبي عمرو بن حمدان، وحسينك التميمي، وعدّة. كتب عنه الخطيب، وأصله فارسي.

مات بعد الثلاثين وأربعمائة.

63 -

‌ مكي بن بنان

، أبو القاسم المصريّ الصواف.

قال الحبال: توفي في جمادى الآخرة.

64 -

‌ هاشم بن عطاء بن أبي يزيد الأطرابلسي

، أبو يزيد.

دخل الأندلس تاجرا في هذه السّنة، وقد سكن في شبيبته بغداد، وأخذ عن القاضي أبي بكر الأبهري، وأخذ بالقيروان عن أبي محمد بن أبي زيد.

وكان مالكيّ المذهب، جاوز ثمانين سنة.

65 -

‌ هشام بن محمد

، أبو محمد التيمليّ الكوفيّ الحافظ.

عن: أبي حفص الكتانيّ، وأبي القاسم بن حبابة، وأبي نصر ابن الجندي الدمشقي، وطبقتهم، وعنه: الخطيب، والكتاني، قال الخطيب: لم يكن ثقة، وقد اتَهمه الصوريّ.

ص: 522

سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة

66 -

‌ أحمد بن الحسن بن أحمد بن عثمان الدّمشقي

الغساني ابن الطيان، أبو بكر.

حدَّث في هذه السنة عن: الحسن بن رشيق العسكري، ومحمد بن عليّ النقاش التنيسي، ويوسف الميانجي، وأحمد بن عطاء الروذباريّ، ومحمد بن أحمد الحندريّ. روى عنه: أبو عبد الله القضاعي، ونجا بن أحمد العطّار، وبالإجازة نصر المقدسيّ، وأبو طاهر الحنائيّ.

67 -

‌ أحمد بن الحسين بن أحمد بن إسحاق بن حمك

، أبو حامد النيسابوريّ، الفقيه الشافعي الواعظ.

ثقة، إمام. حدَّث عن أبي عمرو بن حمدان، وطبقته. وعنه أحمد بن عبد الملك المقرئ.

توفي في صفر.

68 -

‌ أحمد بن الحسين بن محمد بن عبد الله بن بوّان القاضي

، أبو نصر الدّينوري المعروف بالكسار.

سمع سنن النسائيّ سنة ثلاث وستين وثلاثمائة في جمادى الأولى من أبي بكر ابن السني، وحدّث به في شوال من هذا العام.

روى عنه: أبو نجم بدر بن خلف الفركي، وعبدوس بن عبد الله، وعبد الرحمن بن حمد الدوني، وأبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن، وآخرون. وكان صدوقا، صحيح السماع، من أهل العلم والجلالة.

69 -

‌ أحمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن فاذشاه

، أبو الحسين الأصبهاني، التاني الرئيس.

ص: 523

سمع الكثير من أبي القاسم الطبرانيّ.

قال أبو زكريا يحيى بن منده: كان صاحب ضياع كثيرة، صحيح السّماع رديء المذهب، جميع مسموعاته مع جدّه الحسين في سنة أربع وخمسين، وحكَّ أشياء مما رواه مسروق، عن ابن مسعود، في الصفات في حال القيامة، وكان ينتحل الاعتزال والتَّشيّع.

قلت: روى عن الطبراني معجمه الكبير.

روى عنه: معمر بن أحمد اللنبانيّ، ومحمود بن إسماعيل الصيرفي، وأبو عليّ الحدّاد، والمحسد بن محمد الإسكاف، وعبد الأحد بن أحمد العنبري، وأهل أصبهان.

توفي في صفر، سامحه الله تعالى، وله شعر.

قال المطهر بن أحمد السكري: أنشدنا أبو الحسين بن فاذشاه لنفسه:

أتطمع أن تدوم لك الحياة وتجمع ما تفوز به العُداةُ فلا تخشى الفناءَ وأنت شيخٌ وهل تبقى إذا ابيض النباتُ

وأنشدنا أيضا:

سهام الشيبِ نافذةٌ مصِيبه وسائقه الملمّة والمصيبهْ ومن نزل المشيبُ بعارضيه قد استوفى من الدُّنيا نصيبهْ

70 -

‌ أحمد بن محمد بن عليّ بن كرديّ أبو عبد الله البغداديّ الأنماطيّ البزاز

.

روى عن أبي بكر الشافعي، وتوفي في صفر.

قال الخطيب: كتبت عنه، ولا بأس به.

قلت: روى عنه: الفضل بن عبد العزيز القطّان، وعبد الله بن محمد الحارثي.

71 -

‌ أحمد بن محمد الخولاني

، أبو جعفر ابن الأبار الإشبيليّ الشاعر.

ص: 524

من شعراء المعتضد عبّاد بن محمد اللخمي المحسنين، وله، وهو في ديوان شعره:

لم تدر ما خلَّدت عيناكَ في خلدي منَ الغرامِ ولا ما كابدتْ كَبِدي أَفديه من زائر رامَ الدُّنو فلم يسطعه من غرق في الدّمْع متقدِ خاف العيونَ فوافاني على عَجَل معطلا جِيده إلاّ من الجيدِ عاطيتهُ الكأسَ فاستحيتْ مدامَتُها من ذلك الشَّنب المعسُول والبردِ حتّى إذا غازلت أجفانهُ سنةٌ وصيَّرتهُ يدُ الصَّهباء طوعَ يدي أردتُ توسيده خدّي وقلَّ له فقال: كفّك عندي أفضل الوَسَدِ فبات في حرم لا غدرَ يُذعرُهُ وبتُّ ظمآنَ لم أصدر ولم أردِ بدرٌ أَلمّ وبدرُ التّمّ ممحقٌ والأُفق محلولكُ الأرجاء من حَسَدِ تحيَّر اللَّيل منه أين مطلعُه أما درى اللَّيلُ أنّ البدرَ في عضُدي؟

72 -

‌ إبراهيم بن أبي العيش بن يربوع

، أبو إسحاق القيسيّ السّبتيّ.

دخل الأندلس، وسمع من أبي محمد الباجيّ، وغيره، ورّخه حفيده إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم.

73 -

‌ أنوشتكين

، أبو منصور التركيّ الختنيّ الأمير.

ولي دمشق للظاهر العبيدي صاحب مصر سنة تسع عشرة وأربعمائة فلم يزل عليها إلى أن وقع بينه وبين كبار الجيش، فهرب منها سنة ثلاث وثلاثين، وذهب إلى حلب فبقي بها ثلاثة أشهر ومات، وكان عادلا صارما يلقب بالمظفر أمير الجيوش، وسيأتي في النون.

74 -

‌ الحسن بن صالح بن عليّ بن صالح

، أبو محمد المصريّ، يُعرف بالعميد.

ورّخه الحبّال، وقال: سمع كثيرا وحدَّث قليلا.

ص: 525

75 -

‌ الحسن بن محمد بن بشر المزني الهروي

، أبو محمد.

توفي في صفر.

76 -

‌ الحسين بن بكر بن عبيد الله

، أبو القاسم البغدادي.

روى عن أبي بكر القطيعيّ، وغيره.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة، ناب في القضاء بالكرخ.

77 -

‌ الحسين بن عليّ بن أحمد بن جمعة الحريري

.

بغداديّ، روى عن: أبي بكر القطيعيّ، وأبي محمد بن ماسي، وسهل بن أحمد الدّيباجيّ، ومحمد بن المظفر، وطبقتهم.

قال الخطيب: كان له حفظ، وسمعت عبيد الله الأزهري يقول: إنّه كان يستعير منه أصولا لا سماع له فيها فينقل منها، ولد سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.

78 -

‌ الحسين بن محمد بن إبراهيم بن زنجويه

، أبو عبد الله الأصبهاني.

عن أبي بكر القبّاب. كتب عنه اللّبّاد.

مات في رجب.

79 -

‌ سالم بن عبد الله

، أبو معمر الهرويّ، المعروف بغولجة.

إمام متفنّن، قال فيه بعض العلماء: ما عبرَ جسر بغداد مثله. روى عنه الكتبيّ، وله تصانيف في الأصول والفروع على مذهب الشّافعيّ.

80 -

‌ سعيد بن العباس بن محمد بن عليّ بن سعيد أبو عثمان القرشيّ الهرويّ المزكّيّ

.

سمع: أبا عليّ الرّفاء، وأبا حامد بن حسنويه، وأبا الفضل بن خميرويه، ومنصور بن العباس البوشنجيّ، وجماعة تفرَّد بالرواية عنهم.

وطال عمره، وانتخب عليه إسحاق القرّاب أجزاء كثيرة. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وشيخ الإسلام أبو إسماعيل، ومحمد بن عليّ العميريّ، وجماعة.

ص: 526

توفي في المحرم، وله أربع وثمانون سنة، وكان شريفا سريّا، سمع ببغداد ونيسابور.

81 -

‌ طاهر بن العباس

، أبو بشر العبّادي الهروي.

روى عن: الخليل بن أحمد القاضي، وعبد الرحمن بن أبي شريح.

82 -

‌ عبد الله بن عبدان بن محمد بن عبدان أبو الفضل

، شيخ همذان، وعالمها ومفتيها.

قال شيرويه: روى عن: صالح بن أحمد، وجبريل، وعليّ بن الحسن بن الربيع، وجماعة، وسمع ببغداد من: أبي الحسين ابن أخي ميمي، وابن حبابة، وعثمان بن المنتاب، وأبي حفص الكتّانيّ، والمخلص. حدثنا عنه: محمد بن عثمان، وأحمد بن عمر، والحسين بن عبدوس، وأبوه، وعليّ الحسني. وكان ثقة فقيها ورِعا جليل القدر ممّن يشار إليه.

سمعت ابن ممان يقول: لمّا أغار التُّرك على همذان أسروا ابن عبدان، ثم أنّهم عرفوه فقال بعضهم: لا تعذّبوه، ولكن حلّفوه بالله ليخبرنا بماله، فإنّه لا يكذب، فاستحلفوه فأخبرهم بمتاعه حتّى قال لهم: خرقة فيها خمسة وعشرون دينارا رميناها في هذه البئر، فما قدروا على إخراجها، قال: فما سلم له غيرها.

قال شيرويه: رأيت بخط ابن عبدان: رأيت ربَّ العزّة في المنام، فقلت له: أنت خلقت الأرض وخلقت الخلق ثم أهلكتهم، ثم خلقت خلقا بعدهم، وكأني أرى أنّه يرتضي كلامي ومدحي له، فقال لي كلاما يدل على أنه يخاف عليّ الافتخار بما أولانيه، فقلت له: أنا في نفسي أخسّ، ووقع في ضميري: أخسّ من الرّوث، ثم قال لي: أفضل ما يدعى به: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} .

توفي في صفر سنة ثلاث وثلاثين، وقبره يزار ويتبرك به.

83 -

‌ عبد الرحمن بن حمدان بن محمد بن حمدان

، أبو سعد النصرويي النيسابوريّ، منسوبٌ إلى جده نصرويه، بصادِ مهملة.

ص: 527

رحل وكتب الكثير، وروى عن: أبي محمد بن ماسي، وعبيد الله بن العباس الشطوي، ومحمد بن أحمد المفيد، وابن نجيد، وأبي الحسن السّرّاج، وأبي بكر القطيعيّ، وأبي عبد الله العصميّ، وعبد الله بن محمد بن زياد الدورقيّ السّمذيّ المعدّل، يروي عنه مسند إسحاق الحنظلي. روى عنه: أبو عليّ الحسن بن محمد بن محمد بن حمويه، وأبو بكر البيهقي، وأبو بكر الخطيب، وعبد الغفار بن محمد الشيروييّ، وآخرون.

توفي في صفر، وكان محدّث عصره.

84 -

‌ عبد السلام بن الحسن أبو القاسم المايوسي الصفار

.

شيخ بغداديّ ثقة، سمع: أبا بكر القطيعي، وابن المظفر. روى عنه الخطيب، وأثنى عليه.

85 -

‌ عبد الملك بن الحسين بن عبدويه

، أبو أحمد الأصبهاني العطار المقرئ.

روى عن عليّ بن عمر الحربيّ السكريّ. روى عنه أبو عليّ الحدّاد.

86 -

‌ عبد الغفّار بن عبد الواحد بن محمد

، أبو النّجيب الأرمويّ الحافظ.

رحل وطوف، وسمع: أبا نعيم الحافظ، وأبا القاسم بن بشران، وأحمد بن عبد الله بن المحاملي، ومحمد بن الفضل بن نظيف. روى عنه: أبو بكر الخطيب، ونجا بن أحمد، وعبد العزيز الكتّاني، وغيرهم، وجاور بمكّة، فأكثر عن أبي ذر، ورجع إلى الشام قاصدا بغداد فأدركه أجله بين دمشق والرّحبة في شوال شابا.

87 -

‌ عبد الوهاب بن الحسن الحربيّ المؤدب

، ويعرف بابن الخزري.

سمع: أبا بكر القطيعيّ، وأبا عبد الله الحسين الشماخيّ.

وثقه الخطيب، وحدّث عنه.

ص: 528

88 -

‌ عبيد الله بن إبراهيم الأنصاري الخطيب الخياط الشّيعيّ

.

حدَّث عن أبي بكر القطيعيّ.

قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان من شيوخ الشّيعة.

89 -

‌ علاء الدولة

، أبو جعفر شهريار بن كاكويه، صاحب أصبهان.

أحد الشجعان، حارب السلجوقية، وتمكّن مدة، ومات سنة ثلاث، فقام بعده ابنه ظهير الدين أبو منصور قرامرز، فسار أخوه كرشاسف فاستولى على همذان.

90 -

‌ عليّ بن بشرى

، أبو الحسن الليثي، مولى بني الليث، السجزيّ الصوفيّ.

يروى عن: ابن حمدون، ومحمد بن الحسن الآبريّ. روى عنه: عيسى بن شعيب السجزيّ، وشيخ الإسلام أبو إسماعيل، وجماعة. وكان مكثرا عن الحافظ ابن منده.

91 -

‌ عليّ بن محمد بن عليّ

، أبو القاسم العلويّ الحسينيّ الزيدي الحرانيّ المقرئ الحنبليّ السنيّ.

توفي في العشرين من شوال من سنة ثلاث عن سنّ عالية. قرأ القراءات على أبي بكر محمد بن الحسن النقاش، وسمع منه تفسيره، وهو آخر من روى في الدنيا عنه، قرأ عليه: أبو معشر عبد الكريم الطبري، وأبو القاسم يوسف بن جبارة الهذلي، وأبو العباس أحمد بن الفتح بن عبد الجبّار الموصلي نزيل نهر الملك، وشيخ المحوّلي.

وكان إماما صالحا كبير القدر، لكن هبة الله ابن الأكفاني قال: سمعت عبد العزيز الكتاني الحافظ، وقد أريته جزءا من كتب إبراهيم بن شكر من مصنفات الآجري، والسماع عليه مزورٌ بين التزوير، فقال: ما يكفي عليّ بن محمد الزيدي الحرّانيّ أن يكذب حتى يكذب عليه؟

وأما أبو عمرو الدانيّ، فقال: هو آخر من قرأ على النقاش، وكان ضابطا ثقة مشهورا، أقرأ بحرّان دهرا طويلا.

ص: 529

92 -

‌ عليّ بن موسى بن الحسين

، أبو الحسن ابن السمسار الدمشقي.

حدَّث عن: أبيه، وأخيه أبي العباس محمد، وأخيه الآخر أحمد، وأبي القاسم عليّ بن يعقوب بن أبي العقب، وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان، وأحمد بن أبي دجانة، وأبي عليّ بن آدم، وأبي عمر بن فضالة، وأبي زيد المروزيّ، والدّارقطنيّ، والمظفر بن حاجب الفرغاني، وخلق كثير.

وكان مسند الشام في وقته، روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، وأبو نصر بن طلاّب، وأبو القاسم بن أبي العلاء، والحسن بن أحمد بن أبي الحديد، والفقيه نصر المقدسي، وأحمد بن عبد المنعم الكريديّ، وآخرون.

قال أبو الوليد الباجي: فيه تشيّع يفضي به إلى الرفض، وكان قليل المعرفة، في أصوله سقم.

وقال الكتاني: كان فيه تساهل، ويذهب إلى التشيع، وتوفي في صفر، وقد كمّل التسعين.

93 -

‌ عمر بن إبراهيم بن أحمد

، أبو حفص الأصبهاني السمسار.

عن أبي الشيخ، وعنه: سعيد بن محمد البقال، وواصل بن حمزة، وإسحاق بن عبد الوّهاب بن منده.

مات في جمادى الأولى.

94 -

‌ محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عليّ بن شريعة اللخميّ الباجي

، أبو عبد الله الإشبيلي.

سمع من جده الإمام أبي محمد، ورحل مع أبيه إلى المشرق، وشاركه في السماع من الكبار كأبي بكر بن إسماعيل المهندس، والحسن بن إسماعيل الضراب.

حدَّث عنه الخولاني، وقال: كان من أهل العلم بالحديث والرأي والفقه، عارفا بمذهب مالك، توفي لعشر بقين من المحرم.

وقال ابن خزرج: مولده في صفر سنة ست وخمسين وثلاث مائة، وكان

ص: 530

أجل الفقهاء عندنا دراية ورواية، بصيرا بالعقود وعللها، صنف فيها كتابا حسنا، وكتابا مستوعبا في سجلات القضاة إلى ما جمع من أقوال الشيوخ المتأخرين، مع ما كان عليه من الطريقة المثلى من الوقار والتصاون والنزاهة.

95 -

‌ محمد بن إسماعيل بن عباد بن قريش

، القاضي أبو القاسم اللخمي الإشبيلي.

من ذرية النعمان بن المنذر ملك الحيرة، وأصله من بلد العريش، البلد التي كانت أول رمل مصر، فدخل أبو الوليد إسماعيل بن عباد الأندلس، ونشأ له أبو القاسم، فاعتنى بالعلم وبرع في الفقه، وتنقلت به الأحوال إلى أن ولي قضاء إشبيلية في أيام بني حمود الإدريسي، فأحسن السياسة مع الرعية والملاطفة لهم، فرمقته النفوس.

وكان المعتلي يحيى بن عليّ الإدريسي صاحب قرطبة مذموم السيرة فسار إلى إشبيلية وحاصرها، فلمّا نازلها اجتمع الأعيان إلى القاضي أبي القاسم هذا، وقالوا له: ترى ما نزل بنا، فقم بنا واخرج إلى هذا الظالم ونملكك، فأجابهم وتهيأ للقتال، وخرجوا إلى قتال يحيى، فركب إليهم وهو سكران، فقتل يحيى، وعظم أبو القاسم في النفوس وبايعوه، واستعان بالوزير أبي بكر محمد بن الحسن الزبيدي، وعيسى بن حجاج الحضرمي، وعبد الله بن عليّ الهوزني، فدبر أمر إشبيلية أحسن تدبير ولقبوه بالظافر المؤيد بالله، ثم أنه ملك قرطبة وغيرها، واتسع سلطانه.

وقضيته مشهورة مع الشخص الذي زعم أنه هشام المؤيد بالله بن الحكم الأموي، الذي كان المنصور محمد بن أبي عامر حاجبه.

انقطع خبر المؤيد بالله هذا أكثر من عشرين سنة، وجرت أحوال وفتن في هذه السنوات، فلمّا تملك القاضي أبو القاسم بن عباد قيل له: إن هشام بن الحكم أمير المؤمنين بقلعة رباح في مسجد، فأحضره ابن عباد وبايعه بالخلافة، وفوّض إليه، وجعل ابن عباد نفسه كالوزير بين يديه.

قال الأمير عزيز: استولى القاضي محمد بن إسماعيل على الأمر سنة

ص: 531

أربع وعشرين، وحسده أمثاله وكثر الكلام فيه، وقالوا: قتل يحيى بن عليّ الحسني الإدريسي من أهل البيت، وقتل يحيى بن ذي النون ظلما، واتسع القول فيه، وهو في خلال ذلك مفكر فيما يفعله إذ جاءه رجل من قرطبة، فقال: رأيت هشاما المؤيد بالله في قلعة رباح، وكان ذلك الرجل يعرفه من مدة، فقال: انظر ما تقول! قال: أي والله رأيته، وهو هشام بلا شك، وكان عند القاضي عبد اسمه تومرت، كان يقوم على رأس هشام، فقال له: إذا رأيت مولاك تعرفه؟ قال: نعم، ولا أنكره ولي فيه علامات، فأرسل رجلا مع الرجل، فوجداه في قلعة رباح في مسجد، فأعلماه أنهما رسولا القاضي ابن عباد، فسار معهما إلى إشبيلية، فلما رآه مولاه تومرت قام وقبل رجليه، وقال: مولاي والله، فقام إليه القاضي، وقبل يديه هو وأولاده وسلموا عليه بالخلافة، وأخرجه يوم الجمعة بإشبيلية، ومشوا بين يديه إلى الجامع، فخطب هشام للناس وصلى بهم، وبايعوه، القاضي، وبنوه، والناس، وتولى القاضي الخدمة بين يديه، وبقي أمير المؤمنين، والقاضي يقول: أمر أمير المؤمنين، وجرى على طريقة الحاجب ابن أبي عامر غير أنه لم يخرج إلى الجمع طول مدته، والقاضي ابن عباد في رتبة وزير له.

واستقام لابن عباد أكثر مدن الأندلس.

قال عزيز: خرج هشام هاربا بنفسه من قرطبة عام أربع مائة مستخفيا حتى قدم مكة، ومعه كيس فيه جواهر، فشعر به حرامية مكة، فأخذوه منه، فبقي يومين لم يطعم، فأتاه رجل عند المروة، فقال: تحسن عمل الطين؟ قال: نعم، فمضى وأعطاه ترابا ليجبله، فلم يدر كيف يصنع، وشارطه على درهم وقرص، فقال له: عجل القرص، فأتاه به فأكله، ثم عمد إلى التراب فجبله.

ثم خرج مع قافلة إلى الشام على أسوأ حال، فقدم بيت المقدس فرأى رجلا حصريا فوقف ينظر، فقال له الرجل: أتحسن هذه الصناعة؟ قال: لا، قال: فتكون عندي تناولني القش؟ فأقام عنده مدة، وتعلم صنعة الحصر، وبقي يتقوت منها وأقام ببيت المقدس أعواما، ثم رجع إلى الأندلس سنة أربع وعشرين وأربع مائة.

قال عزيز: هذا نص ما رواه مشايخ من أهل الأندلس، ثم ذكر ما قاله أبو

ص: 532

محمد بن حزم في كتاب نقط العروس، قال: فضيحة لم يقع في الدهر على مثلها، أربعة رجال في مسافة ثلاثة أيام تسمى كل واحد منهم أمير المؤمنين، وخطب لهم بها في زمن واحد، أحدهم: خلف الحصري بإشبيلية على أنه هشام المؤيد، والثاني: محمد بن القاسم بن حمود بالجزيرة الخضراء، والثالث: محمد بن إدريس بن عليّ بن حمود بمالقة، والرابع: إدريس بن يحيى بن عليّ بشنترين، ثم قال أبو محمد بن حزم: أخلوقة لم يسمع بمثلها، ظهر رجل يقال له خلف الحصري، بعد نيف وعشرين سنة من موت هشام المؤيد بالله، فادعى أنه هشام، فبويع وخطب له على منابر الأندلس في أوقات شتى، وسفكت الدماء، وتصادمت الجيوش في أمره، وأقام هذا الذي ادعي أنه هشام في الأمر نيفا وعشرين سنة، والقاضي محمد كالوزير بين يديه.

قلت: استبد القاضي بالأمر، ولم يزل ملكا مستقلا إلى أن توفي في آخر جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين، ودفن بقصر إشبيلية، وقام بالأمر بعده ولده المعتضد بالله أبو عمرو عباد.

وقيل: إنما كان إقامة الذي زعم أنه هشام في أيام المعتضد، وبقي المعتضد إلى سنة أربع وستين.

96 -

‌ محمد بن جعفر أبو الحسن الجهرمي الشاعر

.

كان من فحول الشعراء بالعراق، وجهرم قرية. مولده في سنة ثمان وخمسين وثلاث مائة.

97 -

‌ محمد بن حمزة أبو عليّ البغدادي الدهان

.

قال الخطيب: صدوق كتبنا عنه، سمع أبا بكر عبد الله بن يحيى الطلحي، وعليّ بن عبد الرحمن البكائي بالكوفة، وأبا بكر القطيعي، ولد سنة خمس وأربعين وثلاث مائة، وسمع سنة تسع وخمسين، مات في ربيع الآخر سنة ثلاث.

98 -

‌ محمد بن عبد الله بن بندار

، أبو عبد الله المرندي.

حجّ في هذا العام، وحدَّث بدمشق عن: الدارقطني، وأبي حفص بن

ص: 533

شاهين، وجماعة. روى عنه: عبد العزيز الكتاني، وهبة الله بن الصقر المرندي، وأبو القاسم بن أبي العلاء الفقيه.

99 -

‌ محمد بن عليّ بن أحمد

، أبو بكر البغدادي المطرز، يلقب حريقا.

سمع: أبا الحسن بن لؤلؤ، وأبا الحسين بن سمعون.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا.

100 -

‌ محمد بن مساور بن أحمد بن طفيل

، أبو بكر الطليطلي.

روى عن: هاشم بن يحيى، وعبد الوارث بن سفيان، وكان خيرا متواضعا فصيحا، ذا وقار، وحدَّث في هذه السنة، وانقطع خبره.

101 -

‌ مسعود ابن السلطان محمود بن سبكتكين

.

حارب أخاه محمدا وقلعه من السلطنة، وكحله وسجنه، وحكم على خراسان والهند، وغير ذلك، وجرت له حروب وخطوب مع السلجوقية أول ما ظهروا إلى أن قتل في سنة ثلاث، وأطاع الجيش أخاه محمدا المسمول، وقتل أخاه مسعودا وعاد إلى السلطنة.

102 -

‌ مسلم بن أحمد بن أفلح أبو بكر القرطبي الأديب

.

روى عن: أبي محمد بن أسد، وأبي القاسم عبد الرحمن بن أبي يزيد المصريّ.

وكان إماما في علم العربية، له تلامذة، وحلقة كبيرة، وكان متنسكا صالحا من أهل السنة والجماعة، رحمه الله.

103 -

‌ أمير الجيوش الدزبري

، نوشتكين بن عبد الله، الأمير المظفر سيف الخلافة عضد الدولة أبو منصور التركي، أحد الشجعان المذكورين.

مولده ببلاد الترك، وحمل إلى بغداد، ثم إلى دمشق في سنة أربع مائة، فاشتراه القائد تزبر الديلمي، فرأى منه شهامة مفرطة وصرامة، وشاع ذكره

ص: 534

فأهداه للحاكم المصري، وقيل: بل جاء الأمر بطلبه منه في سنة ثلاث وأربع مائة، فجعل في الحجرة، فقهر من بها من المماليك، وطال عليهم بالذكاء والنهضة، فضربه متوليهم، ثم لزم الخدمة وجعل يتودد إلى القواد، فارتضاه الحاكم وأعجب به، وأمره وبعثه إلى دمشق في سنة ست وأربع مائة فتلقاه مولاه دزبر، فتأدب مع مولاه وترجل له، ثم أعيد إلى مصر وجرد إلى الريف، ثم عاد وولي بعلبك، وحسنت سيرته، وانتشر ذكره، ثم طلب، فلما بلغ العريش رد إلى ولاية قيسارية، واتفق قتل فاتك متولي حلب سنة اثنتي عشرة، قتله مملوك له هندي، وولي أمير الجيوش فلسطين في أول سنة أربع عشرة، فبلغ حسّان بن مفرج ملك العرب خبره، فقلق وخاف.

ولم يزل أمر أمير الجيوش في ارتفاع واشتهار، وتمت له وقائع مع العرب فدوخهم وأثخن فيهم، فعمل عليه حسان، وكاتب فيه وزير مصر حسن بن صالح، فقبض عليه بعسقلان بحيلة دبرت له في سنة سبع عشرة، وسأل فيه سعيد السعداء، فأجيب سؤاله إكراما له وأطلق ثم حسنت حاله، وارتفع شأنه، وكثرت غلمانه وخيله وإقطاعاته.

وبعد غيبته عن الشام أفسدت العرب فيها، ثم صرف الوزير ووزر نجيب الدولة عليّ بن أحمد الجرجرائي، فاقتضى رأيه تجريد عساكر مصر إلى الشام، فقدم نوشتكين عليهم، ولقبه بالأمير المظفر منتجب الدولة، وجهز معه سبعة آلاف فارس وراجل، فسار وقصد صالح بن مرداس وحسان بن مفرج، فكان الملتقى في القحوانة فانهزمت العرب، وقتل صالح، فبعث برأسه إلى الحضرة، فنفذت الخلع إلى نوشتكين، وزادوا في ألقابه، ثم توجه إلى حلب ونازلها، ثم عاد إلى دمشق، ونزل في القصر وأقام مدة، ثم سار إلى حلب، ففتحت له، فأحسن إلى أهلها ورد المظالم وعدل.

ثم تغير وشرب الخمر، فجاء فيه سجل مصريّ، فيه: أما بعد، فقد عرف الحاضر والبادي حال نوشتكين الدزبري الخائن، ولما تغيرت نيته سلبه الله نعمته، {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} ، فضاق صدره وقلق، ثم جاءه كتاب فيه توبيخ وتهديد، فعظم عليه، ورأى من الصواب إعادة

ص: 535

الجواب بالتنصل والتلطف، فكتب: من عبد الدولة العلوية والإمامة الفاطمية، متبرئا من ذنوبه الموبقة، وإساءاته المرهقة، لائذا بعفو أمير المؤمنين، عائذا بالكرم، صابرا للحكم، وهو تحت خوف ورجاء، وتضرع ودعاء، وقد ذلت نفسه بعد عزها، وخافت بعد أمنها. إلى أن قال: وليس مسير العبد إلى حلب ينجيه من سطوات مواليه.

ونفذ هذا الجواب وطلع إلى قلعة حلب، فحم وطلب طبيبا، فوصف له مسهلا، فلم يفعل يشربه، ولحقه فالج في يده ورجله، ومات بعد أيام من جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين بحلب، وخلف من الذهب العين ست مائة ألف دينار ونيفا.

104 -

‌ يحيى بن سعيد بن يحيى بن بكر

، أبو بكر ابن الطواق القرطبي.

روى عن أبي عبد الله بن مفرج، وسمع بمصر من أبي بكر المهندس، حدَّث عنه أبو عبد الله الخولاني، وقال: كان من أهل القرآن، طالبا للعلم مع الفهم والضبط، وكان من أهل السنة، مجانبا لأهل البدع، توفي في جمادى الآخرة عن سن عالية.

105 -

‌ أبو الحسن الرحبيّ الفقيه الداودي

، نزيل مصر.

رحل إلى بغداد، ولقي القاضي أبا بكر الأبهري المالكي، وأبا بكر الرازي الحنفي، وابن المرزبان الشافعي، وله مصنفات كثيرة على مذهب أهل الظاهر.

ص: 536

سنة أربع وثلاثين وأربع مائة

106 -

‌ أحمد بن عليّ بن أحمد

، أبو الحسين الحجواني الكوفي.

سكن بغداد، وحدَّث عن: أبي بكر الطلحي، وجعفر الأحمسي.

قال الخطيب: وهو آخر من حدَّث عنهما، كتبتُ عنه، وكان ثقة حافظا للقرآن، توفي في شوال، ومولده في سنة خمسين وثلاث مائة.

107 -

‌ أحمد بن عليّ بن الحسن

، أبو نصر المايمرغي الضرير المقرئ.

من أهل ما وراء النهر، ثقة. سمع الكثير من: أبي عمرو محمد بن محمد بن صابر، وأبي أحمد الحاكم، والبخاريين، وعاش تسعين سنة.

108 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن دلويه

، أبو حامد الأستوائي.

سمع بنيسابور: أبا أحمد الحاكم، وأبا سعيد بن عبد الوهاب الرازي، وكان أحمد الفقهاء الشافعية، ولي قضاء عكبرا، وكان صدوقا.

سمع منه: الدارقطني مع تقدمه، وأبو بكر الخطيب، وكان في الأصول على مذهب الأشعري، وفي الفقه شافعيا.

109 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن يزدة الأصبهاني الفرضي المقرئ

، يعرف بالفيج.

روى عن: أحمد بن عبدان الحافظ، والمخلص، وعنه الخطيب، وغيره.

110 -

‌ إسماعيل بن علي

ّ، أبو إبراهيم الحسيني المصري.

انتقى عليه أبو نصر السجستاني، وحدَّث.

توفي في شعبان.

ص: 537

111 -

‌ الحسن بن عليّ بن سهلان

، أبو سعد الأصبهاني القرقوبي.

روى عن أبي الشيخ، وعنه أحمد بن الحسين بن أبي ذر الصالحاني.

112 -

‌ الحسين بن أحمد بن جعفر بن أحمد

، أبو عبد الله الهمذاني الفقيه.

محدَّث مكثر، سمع ببغداد: ابن المظفر، وأبا عمر بن حيويه، وابن شاهين، وبنيسابور أبا الحسن الخفاف، وبهمذان جبريل بن محمد العدل.

وحدَّث سنين، روي عنه.

113 -

‌ الحسين بن عمر بن محمد البغدادي

، أبو عبد الله كاتب ابن الآبنوسيّ.

سمع: القطيعي، وابن ماسي.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة صالحا، توفي في ذي الحجة.

114 -

‌ حمزة بن الحسن بن العباس بن الحسن بن أبي الجن

ّ، القاضي فخر الدولة أبو يعلى العلوي الحسيني الدمشقي.

ولي قضاء دمشق من قبل الظاهر العبيدي، وولي نقابة الأشراف بمصر، وجدد بدمشق منابر وقنيّا، وأجرى الفوّارة، وذكر أنه وجد في تذكرته صدقة كل سنة سبعة آلاف دينار.

وكان مولده في سنة سبع وستين وثلاث مائة، حكى عنه الشريف أبو الغنائم عبد الله بن الحسن النسابة.

115 -

‌ سعيد بن أحمد بن محمد

، أبو عثمان ابن الربيبة الهذلي الإشبيلي.

ص: 538

كان من أهل النفاذ في الحديث والفقه، قوي الفهم، محسنا للشروط وعللها. روى عن: أبي محمد الباجي، وأبي جعفر بن عون الله، وأبي الحسن الأنطاكي، وأبي بكر الزبيدي، وجماعة.

ذكره ابن خزرج، وعاش اثنتين وثمانين سنة.

116 -

‌ سعيد بن محمد بن أحمد بن سعيد

، أبو القاسم الأصبهاني البقال.

توفي في جمادى الآخرة.

محدَّث حافظ، معجمه ألف شيخ، رحل إلى خراسان، والعراق، والحجاز، وهمذان، وكتب الكثير، ونسخ بالأجرة. كتب عنه أبو يعقوب القراب، وأبو بكر أحمد بن عليّ الأصبهاني الحافظ، قال يحيى بن منده ذلك.

117 -

‌ شذرة بن محمد بن أحمد بن شذرة

، أبو العلاء المدينّي.

توفي في رجب، يروي عن ابن المقرئ. سمع منه محمد بن عبد الواحد الكسائي، وغيره.

118 -

‌ شعيب بن عبد الله بن المنهال

، أبو عبد الله المصري.

روى عن أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة الرازي، وغيره. روى عنه: أحمد بن إبراهيم الرازي، وعليّ بن الحسن الخلعي، وجماعة.

وكان أسند من بقي بديار مصر، توفي في شعبان.

قال أبو إسحاق الحبّال: يتكلم في مذهبه.

قلت: كأنه يريد الرفض، لأنه ملا مصر.

119 -

‌ عبد الله بن غالب بن تمام بن محمد

، أبو محمد الهمداني المالكي الفقيه، عالم أهل سبتة وصالحهم وشيخهم.

أخذ عن شيوخ سبتة، ورحل إلى الأندلس فسمع من أبي محمد

ص: 539

الأصيلي، وأبي بكر الزبيدي، ورحل إلى القيروان، فسمع من أبي محمد بن أبي زيد، وإلى مصر، فسمع من أبي بكر بن المهندس، والوشاء.

وكان إماما متفننا عارفا بالمذهب، أديبا بليغا شاعرا، حافظا، نظارا، مدارُ الفتوى عليه ببلده في عصره، أخذ عنه ابنه أبو عبد الله محمد، وإسماعيل بن حمزة، وأبو محمد المسيلي، والقاضي بن جماح.

وتوفي في صفر.

120 -

‌ عبد الله بن أبي الفضل عمر بن أبي سعد الزاهد الهروي

، أبو نصر الواعظ.

توفي بنيسابور قاصدا للحج. عقد مجلسا في قوله تعالى: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ} فمرض عقيب المجلس، ومات في ربيع الآخر.

121 -

‌ عبد الواحد بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله

، أبو سهل الكوفي ثم الأصبهاني الواعظ.

عن أبي الشيخ، وعنه البقال وجماعة.

122 -

‌ عبد الودود بن عبد المتكبر

، أبو الحسن الهاشمي البغداديّ.

توفي في رجب عن أربع وتسعين سنة.

روى عن أبي بكر محمد بن عبد الله الشافعيّ؛ سمع مجلسا واحدا. روى عنه الخطيب.

123 -

‌ عبيد الله بن هشام بن سوار الداراني

، أبو الحسين.

124 -

‌ عبد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن غفير

، أبو ذر الأنصاري الهروي المالكي الحافظ، ويعرف ببلده بابن السّمّاك.

سمع بهراة أبا الفضل بن خميرويه، وبشر بن محمد المزني، وجماعة.

ورحل فسمع أبا محمد بن حمويه، وزاهر بن أحمد بسرخس، وأبا إسحاق بن إبراهيم بن أحمد المستملي ببلخ، وأبا الهيثم محمد بن مكي بكشميهن، وأبا بكر هلال بن محمد، وشيبان بن محمد الضبعي بالبصرة، والدارقطني، وأبا

ص: 540

الفضل الزهري، وأبا عمر بن حيويه، وطائفة ببغداد، وعبد الوهاب الكلابي، وجماعة بدمشق، وطائفة بمصر وبمكة، وجمع معجما لشيوخه، وجاور بمكة دهرا.

روى عنه: ابنه عيسى، وعليّ بن محمد بن أبي الهول، وموسى بن علي الصقلي، وعبد الله بن الحسن التنيسي، وعلي بن بكار الصوري، وأحمد بن محمد القزويني، وعليّ بن عبد الغالب البغدادي، وشيخ الإسلام أبو إسماعيل، وأبو عمران الفاسي الفقيه موسى بن عيسى، وأبو الطاهر إسماعيل بن سعيد النحوي، وأبو الوليد سليمان بن خلف الباجي، وعبد الله بن سعيد الشنتجالي، وعبد الحق بن هارون السهمي، وأبو بكر أحمد بن عليّ الطريثيثي، وأبو شاكر أحمد بن عليّ العثماني، وأبو الحسين محمد بن المهتدي بالله، وخلق سواهم، وروى عنه بالإجازة أبو بكر الخطيب، وأبو عمرو الداني، وأبو عمر بن عبد البر، وأحمد بن عبد القادر بن يوسف، وأبو عبد الله أحمد بن محمد الخولاني الإشبيلي.

مولده في حدود سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.

وقال الخطيب: قدم أبو ذر بغداد وأنا غائب، فحدَّث بها وحج وجاور، ثم تزوج في العرب وسكن السروات، وكان يحج كل عام فيحدَّث ويرجع، وكان ثقة ضابطا دينا، مات بمكة في ذي القعدة. وقال أبو عليّ بن سكرة: توفي في عقب شوال.

وقال أبو الوليد الباجي في كتاب اختصار فرق الفقهاء من تأليفه عند ذكر أبي بكر الباقلاني: لقد أخبرني أبو ذر، وكان يميل إلى مذهبه، فسألته: من أين لك هذا؟ فقال: كنت ماشيا ببغداد مع الدارقطني فلقينا القاضي أبا بكر، فالتزمه الشيخ أبو الحسن الدارقطني، وقبل وجهه وعينيه، فلمّا فارقناه قلت: من هذا؟ فقال: هذا إمام المسلمين والذاب عن الدين القاضي أبو بكر محمد بن الطيب. قال أبو ذر: فمن ذلك الوقت تكررت عليه.

وقال أبو عليّ البطليوسي: سمعت أبا عليّ الحسن بن بقي الجذامي المالقي: حدَّثني بعض الشيوخ قال: قيل لأبي ذر: أنت من هراة، فمن أين

ص: 541

تمذهبت لمالك وللأشعري؟ قال: قدمت بغداد فلزمت الدارقطني، فاجتاز به القاضي ابن الطيب فأظهر الدارقطني ما تعجبت منه من إكرامه، فلمّا ولّى سألته فقال: هذا سيف السنة أبو بكر الأشعري، فلزمته منذ ذلك، واقتديت به في مذهبيه جميعا، أو كما قال.

وقال أبو إسماعيل عبد الله بن محمد: عبد بن أحمد بن محمد السماك الحافظ، صدوق، تكلموا في رأيه، سمعت منه حديثا واحدا عن شيبان بن محمد، عن أبي خليفة، عن ابن المديني، حديث جابر بطوله في الحجّ، قال لي: اقرأه عليّ حتى تعتاد قراءة الحديث، وهو أول حديث قرأته على الشيخ، وناولته الجزء فقال: لست على وضوء فضعه.

قلت: أخبرني بهذا عليّ بن أحمد بالثغر، قال: أخبرنا عليّ بن روزبة، قال: أخبرنا أبو الوقت، قال: أخبرنا أبو إسماعيل، فذكره.

وقال عبد الغافر في السياق: كان أبو ذر زاهدا ورعا عالما سخيا بما يجد، لا يدخر شيئا لغد، صار من كبار مشايخ الحرم، مشارا إليه في التصوف، خرجّ على الصحيحين تخريجا حسنا، وكان حافظا كثير الشيوخ.

قلت: وله مستخرج استدركه على صحيح البخاري ومسلم في مجلد وسط، يدلّ على حفظه ومعرفته.

وقال عياض القاضي: لأبي ذر كتاب كبير مخرج على الصحيحين، وكتاب في السنة والصفات، وكتاب الجامع، وكتاب الدعاء، وكتاب فضائل القرآن وكتاب دلائل النبوة، وكتاب شهادة الزور، وكتاب فضائل مالك، وفضائل العيدين، وغير ذلك، وأرخ وفاته في سنة خمس وثلاثين، والصحيح سنة أربع.

125 -

‌ عليّ بن جعفر المنذري

، القهندزي الهرويّ.

سمع العباس بن الفضل النضرويي. روى عنه العميري، وجماعة.

ص: 542

126 -

‌ عليّ بن طلحة بن محمد بن عمر

، أبو الحسن البصري المقرئ.

سمع: أبا بكر القطيعيّ، وابن ماسي، وعبد العزيز، وإبراهيم الخرقيين.

قال الخطيب: كتبنا عنه، ولم يكن به بأس، ومات في ربيع الآخر.

قلت: قرأ على صاحب ابن مجاهد أبي القاسم عبد الله بن محمد بن البيع. قرأ عليه أبو طاهر بن سوار، وعبد السيد بن عتاب، وأبو البركات الوكيل، وغيرهم، ومن شيوخه في القراءات أيضا: أبو نصر عبد العزيز بن عصام، ممن قرأ على ابن مجاهد، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمين المؤدب البصريّ، قرأ على محمد بن عبد العزيز بن الصباح صاحب قنبل.

127 -

‌ عليّ بن محمد بن عبد الرحيم

، أبو الحسين الأزدي.

سمع: أباه، والقطيعي، وابن لؤلؤ الوراق، وهو بغدادي.

كتب عنه الخطيب وصدقه، وتوفي في المحرم.

128 -

‌ عمر بن إبراهيم بن سعيد

، أبو طالب الزهري البغدادي الفقيه الشافعي، المعروف بابن حمامة.

سمع: أبا بكر القطيعي، وابن ماسي، وعيسى بن محمد الرخجي، وجماعة.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة، ولد سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، وكان من كبار أئمة المذهب ببغداد، ومن ذرية سعد بن أبي وقاص.

129 -

‌ محمد بن أحمد أبو الفرج العين زربي القاثوري

.

حدَّث عن: أبي عليّ بن أبي الرمرام، ويوسف الميانجي، وعنه: الكتاني، وأبو نصر بن طلاب، وجماعة.

130 -

‌ محمد بن الحسين بن محمد بن جعفر

، أبو الفتح الشيباني العطار، قطيط.

ص: 543

بغدادي تغرب إلى مصر وإلى الشام، والجزيرة، وفارس، والحجاز، وحدَّث عن: أبي الفضل عبيد الله الزهري، ومحمد بن المظفر، وجماعة.

قال الخطيب: سمعتُ منه، وكان ظريفا متصوفا، توفي بالأهواز.

131 -

‌ محمد بن عبد الله بن زين القرطبي

.

روى عن: ابن عون الله، ومحمد بن أحمد بن مفرج، وعبّاس بن أصبغ، وجماعة.

وكان مجودا للقرآن، عارفا بالحساب والشروط. توفي بإشبيلية وله أربع وثمانون سنة.

132 -

‌ محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عوف

، أبو عبد الله القرطبي.

أخذ عن أبي عبد الله بن أبي زمنين، وكان إماما في الفقه، من بيت حشمة وجلالة.

133 -

‌ محمد بن عبد الواحد بن عبد الله بن محمد بن مصعب الزبيري

، أبو البركات المكي.

دخل العراق والشام ومصر والأندلس، وحدَّث عن جماعة. روى عن: أبي زيد المروزيّ، وأبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافيّ، ومحمد بن محمد بن جبريل العجيفيّ، والقاضي أبي الحسن عليّ بن محمد الجراحيّ، والقاضي أبي بكر الأبهريّ، والدّارقطني، وأبي بكر المهندس، وأبي الفرج الشنبوذيّ، وأبي أحمد السّامريّ، وأبي الطيب بن غلبون.

ترجمه الخولاني، وحدَّث عنه: أبو محمد بن حزم، والدلائي، وأبو محمد بن خزرج، وقال: كان ثقة متحريا فيما ينقله. لقيته بإشبيلية في سنة أربع وثلاثين وأخبرني أنّ مولده في سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، وكان ممتعا، يعني بحواسه.

ص: 544

134 -

‌ محمد بن عليّ بن عبد العزيز بن إبراهيم

، أبو الفضل الكاتب البغدادي، المعروف بابن حاجب النعمان.

كان أبوه وزيرا للقادر بالله، فلما مات أبوه وزر هو للقادر في سنة إحدى وعشرين، ثم عزل بعد ستة أشهر، فلمّا استخلف القائم استوزره.

وكان أديبا شاعرا كاتبا، توفي في ثامن ذي القعدة وله سبعون سنة، وقد فلج قبل موته مدة أعوام.

وله في الشمعة:

وطفلة كالرمح لاحظتها سنانها من ذهب قد طبع دموعها تنهل في نحرها ورأسها يحيى إذا ما قطعْ

135 -

‌ محمد بن المؤمل بن الصقر

، أبو بكر البغداديّ الورّاق، غلام الأبهري.

سمع: أبا بكر القطيعي، وابن ماسي، وأبا بكر الأبهريّ.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان سماعه صحيحا، وكان لا يحسن يكتب، توفي في ذي الحجة، وله إحدى وتسعون سنة.

136 -

‌ هارون بن محمد بن أحمد بن هارون

، أبو الفضل الأصبهاني الكاتب.

روى عن سليمان الطبرانيّ. روى عنه: محسن بن عليّ الفرقدي، وعبد الأحد بن أحمد العنبريّ، والحسن بن أحمد الحدّاد، وغيرهم.

توفي في رمضان.

137 -

‌ اليسع بن عبد الرحمن بن محمد اللخمي

، أبو محمد الإشبيليّ.

روى عن: أبي عبد الله بن مفرج، وأحمد بن خالد التاجر. روى عنه الخولانيّ، وأثنى عليه.

وقال ابن خزرج: ولد سنة ستّين وثلاثمائة.

ص: 545

سنة خمس وثلاثين وأربعمائة

138 -

‌ أحمد بن الحسن، أبو بكر ابن الجندي

.

سمع: عليّ بن محمد بن كيسان، وإسحاق بن سعد.

قال الخطيب: صدوق.

139 -

‌ أحمد بن سعيد بن دينال

، أبو القاسم الأموي القرطبيّ.

روى عن: أبي عيسى الليثي، وابن عون الله، وأبي عبد الله بن مفرج، وأبي محمد القلعي، وأبي عبد الله بن الخزاز، وحج وأخذ عن أبي محمد بن أبي زيد، وكان صالحا، ثقة حليما، عني بالعلم والرواية.

توفي سنة خمس في جمادى الأولى.

140 -

‌ أحمد بن محمد بن ملاّس

، أبو القاسم الفزاريّ الإشبيليّ.

حجّ وأخذ عن: أبي الحسن بن جهضم، وأبي جعفر الدّاوديّ، وسمع بقرطبة من أبي محمد الأصيلي، وأبي عمر ابن المكويّ.

وكان متفننا في العلم، بصيرا بالوثائق، مولده سنة سبعين وثلاثمائة.

141 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين

، أبو منصور ابن الذهبي البغدادي المالكي.

سمع: أبا بكر الأبهري، وأبا الحسين بن المظفّر.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا. توفي في شعبان.

142 -

‌ إسماعيل بن عبد الرحمن بن عامر بن ذي النون الهوّاريّ

.

غلب على طليطلة عند اضطراب الدّول بالأندلس، وأطاعته الرّعية، فضبط مملكة طليطلة، ومات في هذه السنة، فولي بعده ولده المأمون يحيى بن

ص: 546

إسماعيل.

143 -

‌ أسماء بنت أحمد بن محمد بن شاذة

، أم سلمة الأصبهانية.

عن أبي الشيخ، وعنها: أبو بكر الخطيب، وأبو عليّ الحدّاد، وآخرون.

144 -

‌ جهور بن محمد بن جهور بن عبيد الله

، أبو الحزم، رئيس قرطبة وأميرها وصاحبها.

جعل نفسه ممسكا للأمر إلى أن يتهيأ من يصلح للخلافة. روى عن: عباس بن أصبغ، والقاضي أبي عبد الله بن مفرِّج، وخلف بن القاسم، وجماعة، وآل الأمر إلى أن صار مدبّر أمر قرطبة، وانفرد برياسة المصر إلى أن توفي في المحرم، ودفن بداره، وصلّى عليه ابنه أبو الوليد محمد بن جهور القائم بالأمر بعده. عاش إحدى وسبعين سنة. روى عنه أبو عبد الله محمد بن عتاب، وغيره.

وكان أبو الحزم من وزراء الدولة العامرية، ومن دهاة العالم وعقلائهم ورؤسائهم، لم يزل متصونا حتى خلا له الجوّ، فانتهز الفرصة ووثب على قرطبة، ولم ينتقل إلى رتبة الإمارة ظاهرا بل حفظ لغيره الإسم واستقلّ بالأمر، ولم يتحول من داره، وجعل ارتفاع الأموال بأيدي رجال وديعة، وصير أهل الأسواق جندا، ورزقهم من أموال تكون بأيديهم مضاربة، وفرق عليهم السلاح، وكان يعود المرضى ويشهد الجنائز، وهو بزي الصالحين.

145 -

‌ الحسن بن بكر بن غريب القيسي القرطبي

، أبو بكر السماد.

أخذ عن: أبي محمد الأصيلي، وأبي عمر أحمد بن عبد الملك ابن المكوي، وكان ورّاقا، نسخ الكثير، وتوسع في طلب الحديث.

وتوفي في صفر عن ثمانين سنة.

146 -

‌ الحسن بن عليّ بن موسى ابن السمسار

، أبو عليّ الدّمشقيّ الأديب.

روى عن: عبد الوهاب الكلابيّ، وعبد الله بن ذكوان البعلبكيّ. روى عنه عبد العزيز الكتّانيّ.

ص: 547

147 -

‌ الحسين بن عثمان

، أبو سعد العجليّ الفارسيّ الشّيرازيّ، المجاور بمكّة.

روى عن: زاهر السرخسيّ، ومحمد بن مكّيّ الكشميهنيّ. روى عنه البغداديون.

مات في شوال.

148 -

‌ سلار بن أحمد

، أبو الحسن الديلميّ.

توفي في رجب.

149 -

‌ عبد الله بن محمد بن زياد

، أبو محمد الأنصاريّ القرطبيّ، والد الخطيب زياد.

كان صالحا، متصونا، كاتبا مترسِّلا بليغا. رفض الدّنيا وتزهد.

توفي في رمضان.

150 -

‌ عبد الله بن يوسف بن نامي بن أبيض

، أبو محمد الرهونيّ القرطبيّ.

روى عن: أبي الحسن الأنطاكيّ، وعباس بن أصبغ، ومحمد بن خليفة، وخلف بن القاسم.

قال ابن مهديّ: كان صالحا خيرا، مجودا للقرآن، خاشعا، ورعا، بكاءً. مولده سنة ثمان وأربعين وثلاث مائة، واختلط في آخر عمره، فتركوا الأخذ عنه.

قلت: روى عنه أبو محمد بن حزم في تصانيفه.

151 -

‌ عبيد الله بن أحمد بن عثمان

، أبو القاسم الأزهري الصيرفيّ البغداديّ، المعروف أيضا بابن السّواديّ.

كنية أبيه أبو الفتح، وله أخ اسمه محمد تأخر بعده.

ولد أبو القاسم سنة خمس وخمسين وثلاث مائة، وحدَّث عن أبي بكر القطيعي، وابن ماسي، وأبي سعيد الحرفيّ، والعسكريّ، وعليّ بن عبد الرحمن

ص: 548

البكائيّ، وابن المظفر، وخلق كثير.

قال الخطيب: وكان أحد المعنيين بالحديث والجامعين له مع صدق واستقامة ودوام درس للقرآن. سمعنا منه المصنفات الكبار، وتوفي في صفر، وقد كمّل ثمانين سنة، بل جاوزها بعشرة أيّام.

152 -

‌ عليّ بن أحمد بن محمد

، أبو الحسن ابن الآبنوسي الصيرفي، أخو محمد.

سمع: أبا عبد الله العسكريّ، وعليّ بن لؤلؤ، وأبا حفص الزّيّات.

قال الخطيب: لا أحسب سمع منه غيري، كان يتمنّع.

153 -

‌ عمر ابن القاضي أبي عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرِّج القرطبيّ

، أبو حفص.

سمع من أبيه الكثير، ومن أبي جعفر بن عون الله، وغيرهما.

وكان ثقة، روى عنه أبو مروان الطّبنيّ، وقال: توفيّ في رجب.

154 -

‌ عيسى بن خشرم أبو عليّ البّنّاء المصريّ

.

توفي في صفر.

155 -

‌ فيروزجرد

، الملك جلال الدّولة، أبو طاهر ابن الملك بهاء الدولة أبي نصر ابن الملك عضد الدولة أبي شجاع ابن الملك ركن الدّولة ابن بويه الدّيلميّ.

صاحب بغداد، ملكها سبع عشرة سنة، وقام بعده ابنه الملك العزيز أبو منصور، وخطب له. ثم ضعف عن الأمر، وكاتب ابن عمّه أبا كاليجار مرزبان ابن سلطان الدّولة ابن بهاء الدّولة وهو بالعراق الأعلى بأنّه ملتجئ إليه ومعتمد عليه، وأنّه ممتثل أمره، فشكره أبو كاليجار، ووعده بكلّ جميل، وخطب لأبي كاليجار بعده أو قبله.

وقد ذكرنا من أخبار جلال الدّولة في حوادث السنين ما يدلّ على ضعف

ص: 549

دولته ووهن سلطنته، وكان شيعيّا جبانا، عاش نيفا وخمسين سنة، وكان عسكره قليلا، وحدّه كليلا، وأيّامه نكدة.

156 -

‌ محمد بن أحمد بن محمد بن إسحاق العبدانيّ النيسابوريّ

، عرف بأميرك.

سمع: أبا أحمد الحاكم، وأبا بكر بن مهران المقرئ.

157 -

‌ محمد بن أحمد بن عبد الله بن هرثمة بن ذكوان

، أبو بكر القرطبي.

سمع من: أبي المطرّف القنازعيّ، ويونس بن عبد الله، وقلّده الوزير أبو الحزم جهور القضاء بإجماع من أهل قرطبة، فأظهر الحقَّ، وردّ المظالم وشكرت أفعاله، ثم عزل.

وكان من أهل العلم والذّكاء، وممن عُني بجمع العلم والحديث واقتناء الكتب.

توفيّ في ربيع الأوّل، وله أربعُ وأربعون سنة، ورثاه النّاس.

158 -

‌ محمد بن جعفر بن علي

ّ، أبو بكر الميماسي.

راوي الموطأ عن محمد بن العبّاس بن وصيف الغزيّ. رواه عنه نصر المقدسيّ الفقيه، وغيره.

توفي في شوّال.

159 -

‌ محمد بن عبد الواحد بن عليّ بن إبراهيم بن رزمة

، أبو الحسين البغداديّ البزّاز.

حدَّث عن أبي بكر بن خلاّد النَّصيبيّ، وأبي بكر بن سلم الختُّليّ، وأبي سعيد السِّيرافي.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا كثير السماع، مات في جمادى الأولى، ومولده سنة إحدى وخمسين وثلاث مائة.

ص: 550

قلت: وروى عنه: خالد بن عبد الواحد التاجر، وأبو طاهر بن سوّار، وطائفة من البغداديّين.

160 -

‌ محمد بن عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة البغداديّ البزّاز

.

حدَّث عن: أبيه، وأبي محمد بن ماسي، وهو ضعيف، كذَّبه أبو القاسم بن برهان.

161 -

‌ مختار بن عبد الرحمن الرُّعينيّ القرطبيّ المالكيّ

.

كان جامعا لفنون العلم، أخذ عن يونس بن عبد الله، وولي قضاء المرية فأحسن السيرة، يقال: إنّه شرب البلاذر، فأفسد مزاجه.

توفّي كهلا في نصف جمادى الأولى، رحمه الله.

162 -

‌ المهلب بن أحمد بن أبي صفرة أسيد

، أبو القاسم الأسديّ، من أهل المريّة.

سمع من أبي محمد الأصيلي، ورحل فأخذ عن أبي الحسن القابسيّ، وأبي الحسن عليّ بن محمد بندار القزوينيّ، وأبي ذر الهرويّ.

حدَّث عنه أبو عمر ابن الحذاء، وقال: كان أذهن من لقيته وأفصحهم وأفهمهم، وحدَّث عنه أيضا أبو عبد الله بن عابد، وحاتم بن محمد، وغيرهما.

وكان من أهل العلم والمعرفة والذكاء، والعناية التامّة بالعلوم، صنّف كتابا في شرح صحيح البخاريّ، أخذه النّاس عنه، وولي قضاء المريّة، وتوفي في ثالث عشر شوّال.

واسم جده أبي صفرة أسيد.

وقد شرح البخاريّ أيضا ابن بطّال، وسيأتي عام تسعة وأربعين.

ص: 551

سنة ست وثلاثين وأربع مائة

163 -

‌ أحمد بن محمد بن أَحيد بن ماما

، الحافظ أبو حامد الأصبهاني المامائي، صاحب التصانيف.

سكن بخارى، وذيل على تاريخ غنجار، وحدَّث عن: عبد الرحمن بن أبي شريح، وأبي عليّ إسماعيل بن حاجب الكشانيّ، وأبي نصر محمد بن أحمد الملاحمّي، وأبي عبد الله الحليميّ، وجماعة كثيرة.

توفي في شعبان.

164 -

‌ تمام بن غالب بن عمر

، أبو غالب ابن التياّني القرطبيّ اللّغوي، نزيل مرسية.

روى عن أبيه، وعن: أبي بكر الزبيديّ، وعبد الوارث بن سفيان، وغيرهم.

قال الحميديّ: كان إماما في اللغة، وثقة في إيرادها، مذكورا بالدّيانة والورع، له كتابٌ في اللغة لم يؤلف مثله اختصارا وإكثارا، وقد حدَّثنا ابن حزم قال: حدَّثني أبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن الفرضي أنّ الأمير مجاهد بن عبد الله العامري وجَه إلى أبي غالب أيّام غلبته على مرسية ألف دينار أندلسية، على أن يزيد في ترجمة هذا الكتاب ممّا ألفّه تمّام بن غالب لأبي الجيش مجاهد، فردّ الدّنانير وأبى من ذلك، ولم يفتح في هذا بابا ألبتّة، وقال: والله لو بذلت لي الدّنيا على ذلك ما فعلت ولا استجزت الكذب، فإنّي لم أجمعه له خاصة، توفي بالمريّة، وكان مقدّما في علم اللّسان أجمعه، مسلّمةً له اللّغة، ومات في أحد الجماديين.

165 -

‌ الحسين بن عليّ بن محمد بن جعفر

، أبو عبد الله الصيمريّ.

سكن بغداد في صباه، وتفقه لأبي حنيفة، وبرع في المذهب، وسمع من

ص: 552

المفيد، وأبي الفضل الزهريّ، وأبي بكر بن شاذان، وأبي حفص بن شاهين، وجماعة.

روى عنه الخطيب، وقال: كان صدوقا وافر العقل، قال لي: سمعت من الدارقطني أجزاء من سننه، فقرئ عليه حديث غورك السعديّ، عن جعفر بن محمد في زكاة الخيل، فقال: غورك ومن دونه ضعفاء، فقيل له: الذي رواه عن غورك هو أبو يوسف القاضي، فقال: أعور بين عميان!

وكان الشيخ أبو حامد الفقيه حاضرا، فقال: ألحقوا هذا الكلام في الكتاب، فكان ذلك سبب انقطاعي عن مجلس الدّارقطنيّ، فليتني لم أفعل أيش ضرّ أبا الحسن انصرافي؟

قلت: وحدَّث عن الصيمريّ جماعة ممّن أدركهم السّلفيّ، ومات في شوال وله خمس وثمانون، وقد ولي قضاء المدائن ثم قضاء ربع الكرخ.

166 -

‌ الحسين بن محمد بن أحمد الأنصاري الحلبيّ الشاهد

، عرف بابن المنيقير.

سكن دمشق، وحدَّث عن أحمد بن عطاء الروذباريّ. روى عنه: أبو القاسم ابن أبي العلاء المصيصيّ، ونصر المقدسيّ، وأبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن، ونجا بن أحمد.

وثقه محمد بن عليّ الحدّاد.

167 -

‌ الخضر بن عبدان بن أحمد بن عبدان

، أبو القاسم الأزدي الدّمشقيّ الصّفّار المعدّل.

حدَّث عن القاضي الميانجيّ. روى عنه نجا بن أحمد، وقال: توفيّ في جمادى الأولى، روى مجلسا واحدا.

168 -

‌ طاهرة بنت أحمد بن يوسف بن يعقوب بن البهلول

.

روت عن: أبيها، وأبي محمد بن ماسيّ، ومخلد الباقرحيّ.

ص: 553

روى عنها أبو بكر الخطيب.

169 -

‌ عبد الله بن سعيد بن لباج

، أبو محمد الشنتجاليّ الأمويّ، مولاهم.

جاور بمكّة دهرا، وسمع بقرطبة من أبي محمد بن تيريّ، وحجّ سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة، فسمع من أحمد بن فراس، وعبيد الله بن محمد السقطيّ، وصحب أبا ذر الهرويّ، واختص به، ولقي أبا سعيد السجزيّ عمر بن محمد، فأخذ عنه صحيح مسلم، وسمع بمصر وبالحجاز من جماعة.

وكان صالحا خيرا، زاهدا، عاقلا، متبتلا، وكان يسرد الصوم، وإذا أراد الحاجة خرج من الحرم، لم يكن للدّنيا عنده قيمة، وكان كثيرا ما يكتحل بالإثمد، وحجّ خمسا وثلاثين حجة، وزار مع كلّ حَجة زورتين.

ورجع إلى الأندلس في سنة إحدى وثلاثين وأربع مائة، وحدَّث بصحيح مسلم في نحو جمعة بقرطبة، وتوفي في رجب سنة ست وثلاثين رحمة الله عليه، روى عنه أبو جعفر الهوزني.

170 -

‌ عبد الله بن محمد بن أحمد

، أبو القاسم العطار المقرئ.

سمع أبا محمد بن حيان، أبو الشيخ، وغيره. روى عنه: أبو عليّ الحداد، وأبو القاسم الهذليّ، وقد قرأ على أبي بكر عبد الله بن محمد القباب، وغيره.

ذكره ابن نقطة، فقال: ذكره يحيى بن منده، فقال: أبو القاسم عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن موسى بن شيذة، بمعجمتين، ثم قال: كان إماما في القراءات، عالما بالروايات، ثقة أمينا صدوقا ورعا، صاحب سنة، حدث عن: أبي الشيخ، والقباب، وأبي سعيد الزعفراني، ومحمد بن عبد الله المعلم، مات في جمادى الآخرة، حدَّث عنه عمّي عبد الرحمن في آخرين.

171 -

‌ عبد الرحمن بن أحمد بن عمر

، أبو سعد الأصبهاني الصّفّار، أخو الفقيه أبي سهل.

ص: 554

سمع: أبا القاسم الطبرانيّ، وعنه: الحدّاد، ومحمد بن الحسن العلويّ الرّسي شيخ لأبي موسى المديني، وروى أيضا عن أحمد بن بندار الشعار، وجماعة.

توفي ليلة عرفة.

172 -

‌ عبد العزيز بن عبد الرزاق

، أبو الحسين، صاحب التّبريزيّ.

حدَّث عن القطيعي، وطيب المعتضديّ.

قال الخطيب: كتبت عنه، ولا بأس به.

173 -

‌ عبد الغفار بن عبيد الله بن محمد بن زيرك

، أبو سعد التّميمي الهمذاني الشافعي، شيخ همذان.

قال شيرويه: روى عن: أبيه أبي سهل، وابن لال، وجماعة، ورحل فأخذ عن أبي أحمد الفرضي، والحفّار، وأبي عمر بن مهديّ، وخلق. حدثنا عنه: ابن أخته محمد بن عثمان، والحسين بن عبد الوهاب الصوفي، وأحمد بن عمر المؤذن، وأحمد بن إبراهيم بن معروف، وكان فقيها إماما، ثقة نحويا، يعظ النّاس ويتكلم عليهم في علوم القوم، وله مصنفات في أنواع من العلم، ذكر أنّه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فألبسه قميصا، فقال له المعبّر: إنّ الله يرزقك علما واسعا.

174 -

‌ عبد الملك بن أحمد بن محمد بن عبد الملك بن الأصبغ

، أبو مروان القرشيّ القرطبيّ.

روى عنه الخولانيّ، وقال: كان من أهل العلم مقدّما في الفهم، قديم الخير والفضل، له تصنيف حسن في الفقه والسنن.

وقال غيره: له كتاب في أصول العلم في تسعة أجزاء، وكتاب في مناسك الحجّ، روى عن: القاضي ابن زرب، وأبي عبد الله بن مفرج، وخلف بن القاسم، ولد سنة ثمان وخمسين وثلاث مائة، ومات بإشبيلية.

175 -

‌ عبد الوهاب بن منصور

، أبو الحسن ابن المشتري، قاضي الأهواز، ورئيس تلك الناحية.

ص: 555

روى عن أحمد بن عبدان الحافظ، وعنه الخطيب.

176 -

‌ عبيد الله بن أحمد بن عليّ بن إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال

، أبو الفضل الخراسانيّ.

من بيت حشمة وإمرة، توفي يوم النّحر.

177 -

‌‌

‌ عليّ بن أحمد

بن مهران

، أبو القاسم الأصبهاني الصحاف.

روى عن: أبي بكر عبد الله بن محمد القباب، وأبي الشيخ، وطائفة كبيرة، ورحل، وصنّف الشيوخ، وطال عمره، وروى الكثير.

ولد سنة تسع وأربعين وثلاث مائة. روى عنه أبو عليّ الحداد، وتوفي في جمادى الأولى.

178 -

عليّ بن أحمد، وزير الديار المصرية والدولة المستنصرية، أبو القاسم الجرجرائي.

بقي في الوزارة بضع عشرة سنة، ومات في رمضان سنة ست وثلاثين بالاستسقاء، صلى عليه المستنصر، وولي الأمر بعده الوزير أبو نصر صدقة بن يوسف الفلاحي، فقبض على أبي عليّ ابن الأنباري صديق الجرجرائي، وعمل على قتله، فقيل: إنه قتله بخزانة البنود، فلم تطل أيام الفلاحي هذا، وحمل إلى خزانة البنود أيضا، فقتل بها في أول سنة أربعين، واستوزر أبو البركات ابن أخي الوزير الجرجرائي، وفترت الأمور إلى أن استوزر المستنصر قاضي القضاة أبا محمد اليازوريّ في سنة ثلاث وأربعين.

179 -

‌ عليّ بن الحسن بن عليّ بن ميمون

، أبو الحسن الربعي الدمشقي، المقرئ الحافظ، ويعرف بابن أبي زروان.

سمع: أحمد بن عتبة بن مكين، وعبد الوهاب الكلابي، والحسن بن عبد الله بن سعيد الحمصي، والعباس بن محمد بن حبان، ومحمد بن عليّ بن أبي فروة، وجماعة، وقرأ على عليّ بن داود الداراني الخطيب، وعليّ بن زهير البغداديّ. روى عنه: أبو سعد السمان، ونجا بن أحمد، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبو عبد الله الحسن بن أبي الحديد.

ص: 556

توفي في صفر، وله ثلاثٌ وسبعون سنة.

وقال الكتانيّ: كان يحفظ ألف حديث بأسانيدها من حديث ابن جوصا، ويحفظ كتاب غريب الحديث لأبي عبيد، وانتهت إليه الرياسة في قراءة الشاميين، وكان ثقة مأمونا.

180 -

‌ عليّ بن الحسين بن إبراهيم

، أبو الحسن العنسيّ، الصوفيّ الوكيل، نزيل مصر.

روى عن: محمد بن عبد الكريم الجوهريّ قاضي الرملة، وأحمد بن عطاء الروذباريّ، وعنه: القضاعي، وأبو طاهر بن أبي الصقر الأنباري، والمشرف التّمار، ورَّخه الحبّال.

181 -

‌ عليّ بن الحسين بن موسى

، الشريف أبو طالب العلويّ الموسوي نقيب الطالبيين ببغداد، المعروف بالشريف المرتضى ذو المجدين.

كان شاعرا ماهرا، متكلما ذكيا، له مصنفات جمّة على مذهب الشيعة، حدَّث عن: سهل بن أحمد الديباجي، وأبي عبيد الله المرزُبانيّ، وغيرهما.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان مولده في سنة خمس وخمسين وثلاث مائة.

وهو أخو الشريف الرضي.

قلت: كلّ منهما رافضيٌ، وكان المرتضى رأسا في الاعتزال، كثير الاطلاع والجدال.

قال ابن حزم في الملل والنحل: ومن قول الإمامية كلها قديما وحديثا أنّ القرآن مبدلٌ، زيد فيه ونقص منه، حاشى عليّ بن الحسين بن موسى، وكان إماميا فيه تظاهر بالاعتزال، ومع ذلك فإنه ينكر هذا القول

ص: 557

ويكفر من قاله، وكذلك صاحباه أبو يعلى الطوسي، وأبو القاسم الرازي.

قلت: وقد اختلف في كتاب نهج البلاغة المكذوب على عليّ عليه السلام، هل هو وضعه، أو وضع أخيه الرضيّ.

وقد حكى عنه ابن برهان النَّحويّ أنّه سمعه ووجهه إلى الحائط يعاتبُ نفسه ويقول: أبو بكر وعمر وليا فعدلا، واسترحما فرحما، أفأنا أقول ارتدا؟

قلت: وفي تصانيفه سبّ الصحابة وتكفيرهم.

182 -

‌ مجاهد بن عبد الله

، السلطان أبو الجيش الأندلسي العامريّ الملقب بالموفق، مولى النّاصر عبد الرحمن ابن المنصور أبي عامر وزير الأندلس.

ذكره الحميدي، فقال: كان من أهل الأدب والشجاعة والمحبة للعلوم. نشأ بقرطبة وكانت له همّة وجلادة وجرأة، فلمّا جاءت أيام الفتنة وتغلّبت العساكر على النّواحي بذهاب دولة مولاه، توثب هو على شرق الأندلس، وغلب على تلك الجزائر وحماها، ثم قصد منها في المراكب والعساكر إلى سردانية، جزيرة كبيرة للروم، سنة سبع وأربع مائة، فافتتح معاقلها وغلب على أكثرها، ثم اختلفت عليه أهواء جنده، وجاءت نجدة الروم وقد عزم على الخروج من سردانية طمعا في أن يفرّق من يشغب عليه، فدهمته الملاعين في جحفلهم، وغلبوا على أكثر مراكبه، فحدثنا ابن حزم قال: حدَّثني ثابت بن محمد الجرجانيّ قال: كنتُ مع أبي الجيش أيام غزو سردانية، فدخل بالمراكب في مرسى نهاه عنه أبو خروب رئيس البحريين، فلم يقبل منه، فلمّا حصل في ذلك المرسى هبت ريحٌ جعلت تقذف مراكب المسلمين مركبا مركبا إلى الريف، والروم لا شغل لهم إلا الأسر والقتل، فكلما ملكوا مركبا بكى مجاهد بأعلى صوته ولا يقدر على شيء لارتجاج البحر، وأبو خروب ينشد:

بكى دوبل لا أرقأَ اللهُ دمعه ألا إنّما يبكي من الذّلّ دوبلُ

ويقول: قد كنت حذرته من الدخول هنا فأبى.

ثم تخلصنا في يسير من المراكب.

ص: 558

قال الحميدي: ثم عاد مجاهد إلى الأندلس، واختلفت به الأحوال حتّى تملك دانية وما يليها واستقّر بها، وكان من الأجواد العلماء، باذلا للمال في استمالة الأُدباء، فبذل لأبي غالب تمّام بن غالب اللغويّ ألف دينار على أن يزيد في ترجمة الكتاب الذي ألفه في اللّغة ما ألفه لأبي الجيش مجاهد، فامتنع أبو غالب وقال: ما ألّفته له.

وفيه يقول صاعد بن الحسن اللغويّ، وقد استماله على البعد بمال، قصيدته:

أتتني الخريطةُ والمركبُ كما اقترنَ السَّعدُ والكوكبُ وحُطَ بمينائه قِلعُهُ كما وضَعت حملها المُقربُ على ساعة قام فيها الثّناءُ على هامة المشتري يخطبُ مجاهدُ رُضْتَ إِباءَ الشَّمُو س فاصحب ما لم يكُن يصحبُ فقلْ واحتكمْ فسميعُ الزّما نِ مصيخٌ إليك بما ترغبُ

وقد ألف مجاهد كتابا في العروض يدلّ على فضائله.

وقد وزر له أبو العباس أحمد بن رشيق. توفي بدانية سنة ست وثلاثين.

183 -

‌ محمد بن أحمد بن بكير التنوخيّ الخياط

، إمام مسجد أبي صالح الذي بظاهر باب شرقيّ.

حدَّث عن: عبد الوهّاب الكلابي، وعبد الله بن محمد الحنائيّ. روى عنه: الكتاني، ونجا العطار.

184 -

‌ محمد بن أحمد بن أبي شعيب

، الفقيه أبو منصور الروياني، نزيل بغداد.

سمع: ابن كيسان النّحويّ، وسهل بن أحمد الديباجيّ، وعنه الخطيب.

185 -

‌ محمد بن الحسن بن محمود

، أبو منصور الأصبهاني المعلم الصواف.

ص: 559

186 -

‌ محمد بن الحسين بن أحمد بن بكير

، أبو طالب التاجر.

بغدادي، كان أبوه حافظا فسمّعه من أبي محمد بن ماسي، وأبي الفتح محمد بن الحسين الأزدي، وجماعة. روى عنه: الخطيب، وأحمد بن محمد بن قيداس المقرئ.

توفي في جمادى الآخرة.

187 -

‌ محمد بن عبد الله بن حسين بن هارون

، أبو بكر الوضاحي الحمصي الزاهد المقرئ، ويلقب أبوه بحرميّ.

سكن دمشق، وروى عن: أبي عليّ بن أبي الرمرام، وأبي سليمان بن زبر، وأحمد بن عتبة، ويوسف الميانجي، والفضل بن جعفر التميمي. روى عنه: عبد العزيز بن أحمد الكتاني، وقال: كان يذهب مذهب أبي الحسن الأشعري، وتوفي في صفر.

وروى عنه أيضا: أبو القاسم المصيصي، وأحمد بن عبد المنعم الكريدي، ونجا العطار، وعبد الله بن عبد الرزاق، ومحمد بن عليّ الفرّاء، وآخرون.

قال ابن عساكر: سمعت أبا الحسن بن المسلم السلمي، عن بعض شيوخه، أنّ أبا بكر بن الحرمي صادف في بعض الأيام أحمال خمر لأمير دمشق جيش بن الصمصامة، فأراقها أبو بكر كلها عند بيت لهيا، فبلغ جيشا الخبر، فأحضره فسأله عن أشياء من القرآن والحديث والفقه، فوجده عالما، ثم نظر إلى شاربه وإلى أظافيره، فإذا هي مقصوصة، فأمر أن ينظر إلى عانته فإذا هي محلوقة، فقال: اذهب فقد نجوت مني، لم أجد ما أحتج به عليك.

188 -

‌ محمد بن عبد الله بن أحمد

، أبو الوليد المرسيّ، يعرف بابن ميقل.

حدَّث عن: سهل بن إبراهيم، وهاشم بن يحيى، وأبي محمد الأصيلي، وسكن قرطبة، وتفقه بها مدّة.

ص: 560

قال أبو عمر ابن الحذاء: ما لقيت أتمّ ورعا ولا أحسن خلقا ولا أكمل علما منه، كان يختم القرآن على قدميه في كلّ يوم وليلة، ولم يأكل اللحم من أول الفتنة إلاّ من طير أو حوت أو صيد، وكان من كرام النّاس على توسط ماله، وكان أحفظ النّاس لمذهب مالك وأصحابه وأقواهم احتجاجا له، مع علمه بالحديث الصحيح والسقيم، والرّجال، والعلم باللغة والنحو والقراءات والشعر، وكان محمودا في بلده، مطلوبا لعلمه وفضله، توفي لليلتين بقيتا من شوال بمرسية، ودفن في قبلة جامعها، وولد سنة اثنتين وستين وثلاث مائة.

189 -

‌ محمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن محمد

، أبو عبد الرحمن النيلي الفقيه الشافعي.

من كبار أئمة خراسان، كان إماما فقيها زاهدا، صالحا، كبير القدر، له شعر جيد، عمّر ثمانين سنة، وحدث عن: أبي عمرو بن حمدان، وأبي أحمد الحاكم، وغيرهما، وأملى مدة، وكان له ديوان شعر.

روى عنه: إسماعيل بن عبد الغافر، وأحمد بن عبد الملك المؤذن.

190 -

‌ محمد بن عليّ بن الطيب

، أبو الحسين البصري المعتزلي، صاحب المصنفات الكلامية.

كان من فحول المعتزلة، كان فصيحا متفننا، حلو العبارة، بليغا. صنف المعتمد في أصول الفقه، وهو كبير، وكتاب صلح الأدلة في مجلدتين، وكتاب غرر الأدلة، في مجلد، وكتاب شرح الأصول الخمسة، وكتاب الإمامة، وكتابا في أصول الدين على قواعد المعتزلة، وتنبه الفضلاء بكتبه واعترفوا بحذقه وذكائه.

قال أبو بكر الخطيب: كان يروي حديثا واحدًا حدّثنيه من حفظه، قال: أخبرنا هلال بن محمد، قال: أخبرنا الغلابيّ، وأبو مسلم الكجي، ومحمد

ص: 561

ابن أحمد بن خالد الزريقي، ومحمد بن حيان المازني، وأبو خليفة قالوا: حدثنا القعنبي حديث: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت، توفي ببغداد، رحم الله المسلمين. في شهر ربيع الآخر.

191 -

‌ محمد بن محمد بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن إبراهيم

بن عليّ بن عبيد الله بن الحسين ابن زين العابدين، الشريف أبو الحسن بن أبي جعفر العلوي الحسيني العبيدلي النسابة، أحد شيوخ الشيعة.

كان علامة في الأنساب، صنف فيها كتابا سماه كتاب الأعقاب.

روى عن أبيه، عن ابن عقدة، وعن محمد بن عمران المرزبانيّ، وأبي عمر ابن حيويه، وغيرهم، ولو سمع على قدر عمره لسمع من أبي عمرو ابن السماك وطبقته، فإنّه ولد في ذي العقدة سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، وعمر دهرا، وتلمذ في الرفض للشيخ المفيد المعروف بابن النعمان. روى عنه: أبو حرب محمد بن المحسن العلوي النسابة، وأحمد بن محمد بن الوتار، وأبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري، وآخرون.

وقد روى عن أبي الفرج الأصبهاني كتاب الديارات، وروى أيضا عن أبي بكر أحمد بن الفضل الربعيّ سندانة، عن أبي عبادة البحتري عدة قصائد من شعره، وهو آخر من حدَّث عن هذين.

وذكره ابن عساكر في تاريخه، وقال: ذكره أبو الغنائم النسابة وأنّه اجتمع به بدمشق ومصر، وسمع منه علما كثيرا، وذكر أنّ له كُتبا كثيرة وشعرا، وكان يعرف بشيخ الشرف.

وقال هلال بن المحسن: توفي في سابع رمضان ببغداد، ثم ذكر مولده كما تقدم.

وضعفه ابن خيرون، وقال: حدَّث عن أبي الفرج الأصبهاني بمقاتل الطالبيين من غير أصل، ولا وجد سماعه في شيء قط.

ص: 562

192 -

‌ المحسن بن محمد بن العباس بن الحسن بن أبي الجن

، الشريف أبو تراب الحُسيني.

نقيب العلويين، وقاضي دمشق بعد أخيه لأمه فخر الدولة أي يعلى حمزة بن الحسن نيابة عن أبي محمد القاسم بن النعمان. روى عن يوسف الميانجيّ. روى عنه: عليّ بن أحمد بن زهير، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وعبد العزيز الكتانيّ.

193 -

‌ هبة الله بن إبراهيم بن عمر المصريّ الصواف

.

روى عن عليّ بن الحسين الأنطاكي، وغيره. روى عنه: أبو إسحاق الحبال، وأبو العباس الرازيّ.

194 -

‌ يحيى بن عبد الملك بن كيس

، أبو بكر القرطبي المتكلم.

كان حاذقا بالجدل والمناظرة متبحرا في ذلك، لم يكن بالأندلس في وقته أبصر منه بالكلام والبحث، عاش سبعا وأربعين سنة.

ص: 563

سنة سبع وثلاثين وأربعمائة

195 -

‌ أحمد بن ثابت بن أبي الجهم

، أبو عمر الواسطيّ الأندلسيّ، من قرية واسط إحدى قرى قبرة.

روى عن: أبي محمد الأصيلي، وكان يتولى القراءة عليه، وكان خيرا صالحا، أم بمسجد بنفسج ستين سنة، وكفّ بصره.

196 -

‌ أحمد بن محمد بن الحسين بن يزدة

، أبو عبد الله الملنجي الأصبهاني، الخياط المقرئ.

سمع: أبا الشيخ، وأبا بكر القبّاب، وغيرهما. روى عنه: أبو عليّ الحداد، وقرأ عليه أبو الفتح الحداد، وغيره.

197 -

‌ أحمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد

، أبو الفضل الهاشمي العباسي الرشيدي المروروذيّ، قاضي سجستان.

سمع من: محمد بن منصور المروزيّ، وأبي أحمد الغطريفي. روى عنه: مسعود بن ناصر السجزي، والخطيب.

وله شعر رائق. عاش إلى هذا العام.

198 -

‌ أحمد بن يوسف أبو نصر المنازي الكاتب الشاعر الوزير

.

وزر لأبي نصر أحمد بن مروان بن دوستك، صاحب ميافارقين وديار بكر، وترسل إلى القسطنطينية مرارا، وجمع كتبا كثيرة، ثم وقفها على جامعي آمد وميافارقين، واجتمع بأبي العلاء المعري فشكا إليه أبو العلاء أنّه منقطع عن النّاس وهم يؤذونه، فقال: ما لهم ولك، وقد تركت لهم الدنيا والآخرة؟ فتألم أبو العلاء وأطرق مغضبا.

وهو من منازجرد من نواحي خرت برت ليس من منازجرد التي من عمل خلاط.

ص: 564

وللمنازيّ ديوان شعر قليل الوقوع، وهو منسوب إلى منازكرد، وفيه يقول القائل:

وأقفر من شعر المنازي المنازل

ومن شعره:

وافَى إليَّ كتابه فتضوَّعتْ كفّاي ساعةَ نشرهِ من نشرهِ وفضضته مستبشرا بوروُدهُ فعرفت فحوى صدره من صدرِه سَرَّى همومي ما حواه وسرَّني أنْ مرَّ ذكري خاطرا في سرِّه

199 -

‌ الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد بن جميع

، أبو محمد الغسانيّ الصيداوي، الملقب بالسكن.

روى عن: أبيه أبي الحسين، وجديه أحمد بن محمد، ومحمد بن سليمان بن أحمد بن ذكوان، ويوسف الميانجيّ، وأحمد بن عطاء الروذباريّ، وطائفة، وعنه: محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري، وحمد بن عليّ الرهاويّ، وعليّ بن بكار الصوري، وجماعة، وبالإجازة نصر المقدسي، وأبو الحسن ابن الموازينيّ.

قال المنجى بن سليم الكاتب: قال لي أبو محمد بن جميع: مكثت ستة أشهر ما شربت الماء، قال لي أبو السري الطبيب: إنّ معدتك تشبه الآبار، باردة في الصيف حارة في الشتاء، إني أنصحك فاشرب الماء، وإلاّ خفت على كبدك، فألزمت نفسي شرب الماء حتى تعودت.

ص: 565

وقال: سمعت الموطأ من جدّي سنة سبع وأربعين وثلاثمائة - كذا في النسخة، ولعله سنة سبع وخمسين - قال: ولي سبعٌ وثمانون سنة، وقد سردت الصوم ولي ثمان وعشرون سنة، وسرد أبي الصوم وله ثمانية عشر عاما وإلى أن مات، وصام جدي وله اثنتا عشرة سنة.

توفي السكن، يوم عيد الفطر.

200 -

‌ الحسين بن محمد بن بيان المؤذن

، أبو عبد الله البغدادي، عرف بابن مجوجا.

قال الخطيب: كتبت عنه عن عبد الله بن موسى الهاشميّ، وكان صدوقا، ذكر لي أنّه سمع من حبيب القزاز، والقطيعي، وأنّ كتبه ضاعت، وأنّه ولد سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.

201 -

‌ عبد الرحمن بن مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي بن مخلد

، أبو الحسن القرطبي.

سمع من أبيه، وأجاز له جدّه، وأخذ عن أبي بكر بن زرب كتاب الخصال من تأليفه، وولي قضاء طليطلة مرتين.

وكان مليح الخط، دربا بالقضاء، ثم ولي أحكام الشرطة والسوق بقرطبة إلى أن توفي في النصف من ربيع الآخر فجاءة، وولد سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.

202 -

‌ عبد الصمد بن محمد

، أبو الفضل البغدادي ابن الفقاعيّ.

سمع مجلسا من أبي بكر القطيعي، وكان خطيب قرية الرخجية على فرسخ من بغداد.

203 -

‌ عليّ بن أحمد بن الحسن بن عبد السلام البغدادي

، أبو الحسين ابن الشيرجي المقرئ.

ص: 566

سمع من القطيعي، وعبد العزيز الخرقي.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا. مات في جمادى الآخرة.

204 -

‌ عليّ بن عبد الصمد بن عبيد الله

، أبو الحسن الهاشمي، خطيب الجانب الغربي.

سمع: أبا محمد ابن السقاء الواسطي، ومحمد بن أحمد المفيد، والأبهري.

205 -

‌ عليّ بن محمد بن الحسن

، أبو الحسن البغدادي الحربي السمسار، المعروف بابن قشيش.

سمع: أبا بكر القطيعي، وإبراهيم بن أحمد بن الخرقيّ، وابن لؤلؤ الوراق، وأبا سعيد الحرفي، ومحمد بن المظفر.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا يتفقه بمذهب مالك، توفي في شعبان، وولد في سنة ست وخمسين وثلاث مائة.

206 -

‌ محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن موسى

، أبو بكر الأصبهاني الصفار.

سمع أبا الشيخ، وعنه: أبو عليّ الوخشي، ومسعود بن ناصر السجزي، وأبو عليّ الحدّاد، وآخرون.

بقي إلى سنة سبع هذه.

207 -

‌ محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو البلجي

، ابن القماح.

روى عن يوسف الميانجي. روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، ونجا بن أحمد، وجماعة.

ص: 567

208 -

‌ محمد بن الحسين بن عمر بن برهان

، أبو الحسن ابن الغزال، أخو عبد الوهّاب.

حدَّث في هذه السنة عن إسحاق بن سعد النسويّ.

209 -

‌ محمد بن سليمان

، أبو عبد الله الرعيني القرطبي الضرير المعروف بابن الحناط، الأديب.

قال الأّبار: كان عالما بالآداب، قائما على اللغة والعربية، شاعرا مفلقا، شارك في الطب وغيره، وله رسائل بديعة وشعر مدون، توفي في جمادى الآخرة، ذكره الحميدي، وابن حيان.

210 -

‌ محمد بن عبد الله بن أحمد

، أبو بكر الأصبهاني المؤذن التبان، إمام مسجد المثنى.

سمع من أبي الشيخ، وعنه: قتيبة بن سعيد، وسعيد بن محمد البقال، واللباد، وأبو عليّ الحداد.

قال يحيى بن منده: مات في جمادى الآخرة.

211 -

‌ محمد بن عبد الله بن يزيد بن محمد بن جنيد

، أبو عبد الله اللخمي الإشبيلي، المعروف بابن الأحدب.

كان رجلا صالحا مقبلا على ما يعنيه، قديم الطلب، جامعا للكتب. سمع: أبا محمد الباجيّ، وأبا عبد الله بن مفرج، وعباس بن أصبغ، وجماعة.

توفي في شوال في ثمانين سنة.

212 -

‌ محمد بن عبد الوهاب بن أبي العلاء

، أبو عبد الله الدلال.

بغدادي، سمع مسند أبي هريرة، من أبي بكر القطيعي، وحدّث.

ص: 568

213 -

‌ محمد بن عليّ بن نصر

، أبو الحسن الكاتب البغدادي.

صاحب ديوان الرسائل في دولة جلال الدولة أبي طاهر ابن بهاء الدولة ابن عضد الدولة، وترسل عنه إلى الملوك، ولقي جماعة من كبار الأدباء، وأخذ عن أبي الفرج الببغاء، وأبي نصر بن نباتة.

وكان أديبا بليغا فصيحا أخباريا، سمع من أبي القاسم عيسى ابن الوزير. روى عنه أبو منصور محمد بن محمد العكبري.

وله كتاب المفاوضة. صنفه للملك العزيز ابن جلال الدولة.

توفي بواسط في ربيع الآخر، وله خمس وستّون سنة، وهو أخو القاضي عبد الوهاب بن عليّ المالكي شيخ المالكية.

214 -

‌ محمد بن محمد بن أحمد

، أبو طاهر بن سميكة.

روى عن محمد بن المظفر. روى عنه الخطيب، وقال: صدوق. مات في شوال.

215 -

‌ محمد بن محمد بن علي بن الحسن بن عليّ بن إبراهيم

، العلوي الحسيني البغدادي.

قدم دمشق، وذكر أبو الغنائم النسابة أنّه اجتمع به وسمع منه بدمشق ومصر علما كثيرا من تصانيفه وشعره، وكان يلقب بشيخ الشرف.

عمر تسعا وتسعين سنة.

216 -

‌ مكي بن أبي طالب حموش بن محمد بن مختار

، الإمام أبو محمد القيسيّ القيرواني، ثم القرطبي المقرئ، شيخ الأندلس.

حجّ، وسمع بمكة من: أحمد بن فراس، ومحمد بن محمد بن جبريل العجيفيّ، وأبي القاسم عبيد الله السقطي، وأبي بكر أحمد بن إبراهيم المروزيّ، وقرأ القرآن على أبي الطيب بن غلبون، وعلى ابنه طاهر، وسمع بالقيروان من أبي محمد بن أبي زيد، وأبي الحسن القابسي، وغيرهم.

قال صاحبه أبو عمر أحمد بن مهدي المقرئ: كان رحمه الله من أهل التبحر في علوم القرآن والعربية، حسن الفهم والخلق، جيد الدين والعقل،

ص: 569

كثير التأليف في علوم القرآن، محسنا لذلك، مجودّا للقراءات السبع، عالما بمعانيها، ولد سنة خمس وخمسين وثلاث مائة بالقيروان، فأخبرني أنه سافر إلى مصر وهو ابن ثلاث عشرة سنة، واختلف إلى المؤدبين بالحساب، وأكمل القرآن بعد ذلك، ورجع إلى القيروان، ثم رجع فأكمل القراءات على أبي الطيب سنة ست وسبعين وثلاث مائة، وقرأ القراءات بالقيروان سنة سبع وسبعين، ثم نهض إلى مصر وحجّ وابتدأ بالقراءات بمصر، ثم رجع وعاد إلى مصر سنة اثنتين وثمانين، وعاد إلى بلاده سنة ثلاث، فأقرأ القراءات، ثم خرج سنة سبع وثمانين فحج وجاور بمكة، فحج أربع حجج متوالية، ودخل إلى الأندلس في سنة ثلاث وتسعين، وجلس للإقراء بجامع قرطبة وعظم اسمه وجل قدره.

قال ابن بشكوال: ثم قلده أبو الحزم جهور خطابة قرطبة بعد وفاة يونس بن عبد الله القاضي، وكان قبل ذلك ينوب عن يونس في الخطبة، وكان ضعيفا عليها على أدبه وفهمه، وله ثمانون تأليفا، وكان خيرا، فاضلا، متدينا، متواضعا، مشهورا بالصلاح وإجابة الدعوة. حكى أبو عبد الله الطرفي قال: كان عندنا رجل فيه حدة، وكان له على الشيخ أبي محمد مكي تسلط، كان يدنو منه إذا خطب فيغمزه ويحصي عليه سقطاته، وكان الشيخ كثيرا ما يتعلثم ويتوقف، فجاء ذلك الرجل في بعض الجمع وجعل يحد النظر إلى الشيخ ويغمزه، فلما خرج ونزل معنا في موضعه، قال: أمنوا على دعائي، ثم رفع يديه وقال: اللهم اكفنيه، اللهم اكفنيه، اللهم اكفنيه، فأمنا. قال: فأقعد ذلك الرجل وما دخل الجامع بعد ذلك اليوم.

وقال ابن حيان: توفي ثاني المحرم، وصلى عليه ابنه أبو طالب محمد.

قلت:

ص: 570

217 -

‌ يحيى بن هشام بن أحمد

، أبو بكر ابن الأصبغ القرشي الأندلسيّ.

كان بارعا في الآداب، عالما بالعربية واللغة، مقدما في معاني الأشعار الجاهلية، مشاركا في العلوم.

توفي ببطليوس رسولا، وله سبع وأربعون سنة.

ص: 571

سنة ثمان وثلاثين وأربع مائة

218 -

‌ أحمد بن الحسن بن عيسى بن شرارة

، أبو الحسن الناقد، أخو أبي طاهر البغداديّ.

سمع أبا محمد بن ماسي.

219 -

‌ أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر

، أبو يعلى ابن زوج الحرة.

كان أصغر إخوته. روى عن: الدارقطني، وأبي الحسن الحربي. روى عنه الخطيب، وصدقه.

220 -

‌‌

‌ أحمد بن محمد

بن العباس بن بكران الهاشمي العباسي

، أبو العباس.

عن عليّ بن محمد بن كيسان، وعنه الخطيب، وقال: صدوق، توفي عن بضع وسبعين سنة.

221 -

‌ أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد

، أبو الفضل الهاشمي العباسي الهاروني الرشيدي، نزيل سجستان.

قدم نيسابور، وحدث. روى عن: أبي بكر المفيد، والغطريفيّ، والخليل السجزيّ.

روى عنه: مسعود بن ناصر الحافظ، وأبو القاسم الحسكانيّ.

222 -

أحمد بن محمد، أبو الحسن القنطري المقرئ.

أخذ القراءة عن الشنبوذي، وعلي بن يوسف العلاف، وعمر بن إبراهيم الكتاني، وأقرأ النّاس دهرا بمكة.

قال أبو عمرو الدّانيّ: لم يكن بالضابط ولا بالحافظ، توفي بمكة سنة ثمان وثلاثين.

ص: 572

223 -

‌ أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن مندويه

، أبو بكر الشروطي الأصبهاني، ويعرف بابن الأسود.

سمع: عبد الله الصائغ، وأبا الشيخ. روى عنه أبو عليّ الحداد.

توفي في ذي الحجة.

224 -

‌ إسماعيل بن عبد الرحمن بن عمر ابن النحاس المصري

.

ولد سنة أربع وخمسين وثلاث مائة، وسمع من أصحاب النسائي، وحدث.

توفي في رجب.

225 -

‌ بشر بن محمد

، أبو نصر الأصبهاني الجوزداني.

روى عن عبيد الله بن يعقوب الأصبهاني، وعنه أبو عليّ الحداد.

226 -

‌ جعفر بن أحمد بن عبد الملك بن مروان الأموي اللغوي

، أبو مروان ابن الغاسلة، من أهل إشبيلية.

روى عن: القاضي أبي بكر بن زرب، وأبي جعفر بن عون الله، والزبيدي، وابن مفرج، وجماعة.

وكان بارعا في الأدب واللغة ومعاني الشعر، ذا حظ في علم السنة، عاش أربعا وثمانين سنة.

227 -

‌ الحسن بن محمد بن إبراهيم

، أبو عليّ البغداديّ الفقيه المالكيّ المقرئ، مصنف كتاب الروضة في القراءات.

روى هذا الكتاب عنه: أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن غالب الخياط، وأبو الحسن عليّ بن محمد بن حميد الواعظ، وقرأ عليه: أبو القاسم الهذلي، وإبراهيم الخياط المذكور المالكي شيخ ابن الفحام الصقلي.

وتوفي في رمضان، وأسانيده في هذا الكتاب. قرأ على ابن أبي مسلم الفرضي، والسوسنجردي، وعبد الملك النهروانيّ، والحمامي، وطبقتهم.

ص: 573

228 -

‌ الحسن بن محمد بن عمر بن عديسة

، أبو عليّ النرسي البزاز.

سمع: أبا حفص بن شاهين، وأبا القاسم ابن الصيدلاني.

قال الخطيب: كان صدوقا من أهل المعرفة بالقراءات، مات في رجب، مولده سنة ثمانين وثلاث مائة.

229 -

‌ الحسين بن يحيى بن أبي عرابة

، أبو البركات.

ورَّخه الحبّال.

230 -

‌ طلحة بن عبد الملك بن علي

ّ، أبو سعد الطلحي الأصبهاني التاجر.

سمع أبا بكر ابن المقرئ. روى عنه أبو عليّ الحداد.

231 -

‌ عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن إبراهيم

، أبو محمد الهاشمي العباسي المعتصمي.

سمع أبا بكر القطيعي، وابن ماسي.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقا.

232 -

‌ عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيويه

، الشيخ أبو محمد الجويني.

توفي بنيسابور في ذي القعدة.

وكان إماما فقيها، بارعا في مذهب الشافعيّ، مفسرا نحويا أديبا، تفقه بنيسابور على أبي الطيب الصعلوكيّ، ثم خرج إلى مرو، وتفقه على أبي بكر القفال وتخرج به فقها وخلافا، وعاد إلى نيسابور سنة سبع وأربع مائة، وقعد للتدريس والفتوى.

وكان مجتهدا في العبادة، مهيبا بين التلامذة، صاحب جدّ ووقار، صنف التبصرة في الفقه، وصنف التذكرة، والتفسير الكبير، والتعليق، وسمع من القفال، وعدنان بن محمد الضبي، وأبي نعيم عبد الملك بن

ص: 574

الحسن، وابن محمش، وببغداد من أبي الحسين بن بشران، وجماعة.

روى عنه: ابنه إمام الحرمين أبو المعالي، وسهل بن إبراهيم المسجديّ، وعلي بن أحمد المديني.

قال أبو عثمان الصابوني: لو كان الشيخ أبو محمد في بني إسرائيل لنقل إلينا شمائله وافتخروا به.

وقال عليّ بن أحمد المدينيّ: سمعته يقول: إنه من سنبس، قبيلة من العرب.

وقال الحافظ أبو صالح المؤذن: غسلته، فلمّا لففته في الأكفان رأيت يده اليمنى إلى الإبط منيرة كلون القمر، فتحيرت، وقلت: هذه بركات فتاويه.

233 -

‌ عبد الباقي بن هبة الله بن محمد بن جعفر

، أبو القاسم البغدادي الحفار.

234 -

‌ عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد ابن الشرفيّ القرطبي

، والد الحاكم أبي إسحاق.

ولي القضاء بعدة كور، ميورقة، وغيرها، وعاش نيفا وسبعين سنة.

235 -

‌ عبد الرحمن بن محمد بن عباس بن جوشن

، أبو محمد الأنصاري، عرف بابن الحصار الطليطليّ، خطيب طليطلة.

روى عن: أبي الفرج عبدوس بن محمد، ومحمد بن عمرو بن عيشون، وتمام بن عبد الله، وطائفة من شيوخ طليطلة، وروى عن: أبي جعفر بن عون الله، وأحمد بن خالد التاجر، وابن مفرج، ومحمد بن خليفة، وحجّ، وسمع يسيرا، وعني بالرواية والجمع حتى كان أوحد عصره، وكانت الرحلة إليه.

وكان ثقة صدوقا صبورا على النسخ، ذكر أنّه نسخ مختصر ابن عبيد وعارضه في يوم واحد.

وكان مولده في سنة إحدى وخمسين وثلاث مائة، حدَّث عنه حاتم بن

ص: 575

محمد، وأبو الوليد الوقشي، وجماهر بن عبد الرحمن، وأبو عمر بن سميق، وأبو الحسن ابن الألبيريّ، ووصفه بالدين والفضل والوقار، وضعف في آخر عمره عن الإمامة، فلزم داره.

236 -

‌ عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد أبو طاهر الحسناباذي

، يعرف بمكشوف الرأس.

كان من أعيان صوفية أصبهان وفقهائها، سمع من أبي الشيخ، ورحل فسمع بمصر وبغداد. روى عنه الحداد، وتوفي في ربيع الآخر.

237 -

‌ عليّ بن عمر بن عبد الله بن أحمد بن عليّ بن شوذب

، أبو الحسين الواسطي.

حدَّث في هذه السنة بواسط عن أبي بكر القطيعي.

238 -

‌ الفضل بن محمد بن سعيد

، أبو نصر القاشاني الأصبهاني.

سمع أبا الشيخ، وعنه: أبو عليّ الحداد، وغانم البرجي، وجماعة.

239 -

‌ محمد بن إبراهيم بن محمد

، أبو الحسين البغدادي المطرز.

كان وكيلا على أبواب القضاة، سمع عليّ بن محمد بن كيسان، وابن بخيت.

توفي في شوال.

240 -

‌ محمد بن الحسن بن عيسى

، أبو طاهر بن شرارة البغدادي الناقد.

سمع: القطيعي، وابن ماسي.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا، توفي في ذي القعدة.

241 -

‌ محمد بن الحسين ابن الشيخ أبي سليمان محمد بن الحسين الحراني ثم البغدادي

، أبو الحسين الشاهد.

ص: 576

سمع ابن مالك القطيعي، وعلي بن عبد الرحمن البكائي، وابن ماسي.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاَ. مات في صفر.

242 -

‌ محمد بن أبي السري

، واسمه عمر بن محمد بن إبراهيم بن غياث، أبو بشر البغدادي الوكيل.

سمع عليّ بن لؤلؤ، وابن المظفر، وأبا حفص بن شاهين.

قال الخطيب: كتبت عنه، وذكر لنا عنه الاعتزال.

243 -

‌ محمد بن عبد الله بن أحمد

، أبو بكر الأصبهاني التبان المؤذن.

سمع من أبي الشيخ. روى عنه الحدّاد، وأبو الفتح محمد بن عبد الله الصحاف، وآخرون.

244 -

‌ محمد بن عليّ بن محمد بن سيويه

، أبو محمد الأصبهاني المؤدب، المكفوف والده.

سمع أبا الشيخ بن حيان. روى عنه عبد العزيز النخشبيّ، وقال: هو شيخ صالح عامي، وأبو عليّ الحداد، وحمزة بن العباس، وغيرهم.

توفي في شوال، وروى عنه أبو سعد المطرز. فقال: ابن سيويه المعروف بالرباطي، وأما أبو زكريا بن منده ففرق بين هذا وبين المكفوف.

245 -

‌ محمد بن عمر بن زاذان القزويني

ّ، أبو الحسن.

رحل وسمع من هلال بن محمد بالبصرة. روى عنه إسماعيل بن عبد الجبار المالكي.

246 -

‌ محمد بن محمد بن عيسى بن إسحاق بن جابر

، أبو الحسن الخيشي البصري النحوي.

قرأ العربية بالبصرة على أبي عبد الله الحسين بن عليّ النمري صاحب أبي

ص: 577

رياش، وسمع من محمد بن معلى الأزدي، وأخذ أيضا عن أبي عليّ الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ.

وبرع في النحو، ونزل واسطا مدة، وروى بها كثيرا، وببغداد، وتخرج به جماعة. روى عنه أبو الجوائز الحسن بن عليّ الكاتب، ومحمد بن عليّ بن أبي الصقر الواسطيان، وأبو الحسن عليّ بن الحسين بن أيوب البزاز، وأخوه أحمد ومحمد بن عبد الملك النحويّ.

قال ابن النجار: كان من أئمة النحاة المشهورين بالفضل والنبل.

ومن شعره:

رأيت الصدّ مذموما وعندي صدود إن ظفرت به حميد لأن الصد عن وصل ومن لي بوصل منك يقطعه الصُّدود قال أبو نصر بن ماكولا الحافظ: وأبو الحسن محمد بن محمد بن عيسى الخيشي شيخنا وأستاذنا سمعته يقول: اجتاز بنا المتنبي وكنّا نتعصب للسري الرفاء، فلم نسمع منه.

قال ابن ماكولا: وكان إماما في حل التراجم، ولم أر أحدا من أهل الأدب يجري مجراه.

وقال محمد بن هلال ابن الصابئ: هو من أهل البطيحة، لقي أبا عليّ الفارسي، وأخذ عن ابن جني وأضرابه، ولمّا حصل ببغداد أخذ عنه أبو سعد بن الموصلايا المنشئ، وكان ملازما له لا يفارقه حتى مات ببغداد عن إحدى وتسعين سنة.

وقال ابن خيرون: مات في سادس عشر ذي الحجة.

247 -

‌ مسعود بن عليّ بن معاذ بن محمد بن معاذ

، أبو سعيد السجزي، ثم النيسابوري الوكيل الحافظ.

من أعيان تلامذة أبي عبد الله الحاكم، وله عنه سؤالات وقد أكثر عنه. سمع أبا محمد ابن الرومي، وأبا عليّ الخالدي، وعبد الرحمن ابن المزكي، وجماعة، وروى شيئا يسيرا عن الحاكم لأنه توفي كهلا. روى عنه مسعود بن ناصر الركاب، وغيره.

ص: 578

توفي سنة ثمان وثلاثين أو سنة تسع وثلاثين، على قولين ذكرهما عبد الغافر.

248 -

‌ هشام بن غالب بن هشام

، أبو الوليد الغافقي القرطبي الوثائقي.

روى عن القاضي أبي بكر بن زرب، وابن المكوي، وأبي محمد الأصيلي، وكان أقعد النّاس به، وأكثرهم لزوما له.

وكان حبرا إماما، من أهل العلم الواسع، والفهم الثاقب، متفننا؛ قد أخذ من كل علم بحظ وافر، وكان يميل إلى مذهب داود بن عليّ الظاهري في باطن أمره. خرج من قرطبة في الفتنة وسكن غرناطة، ثم استقر بإشبيلية.

وتوفي في ربيع الآخر، وقد جاوز الثمانين بأشهر، رحمه الله.

249 -

‌ يحيى بن محمد بن أحمد بن عبد الملك الأموي العثماني

، أبو بكر القرطبي.

روى عن أبي جعفر بن عون الله، وابن مفرج، وعباس بن أصبغ، وإسماعيل بن إسحاق، وهاشم بن يحيى. حدَّث عنه الخولاني وقال: كان من أهل العلم والتقدم في الفهم للحديث والسنن والرأي والأدب.

وأثنى عليه ابن خزرج ووصفه بالفصاحة والتفنن في العلوم، وقال: توفي في صفر ابن ثمان وسبعين سنة.

ص: 579

سنة تسع وثلاثين وأربعمائة

250 -

‌ أحمد بن أحمد بن محمد بن علي

ّ، أبو عبد الله القصري السيبي الفقيه الشافعي.

حدَّث عن أبي محمد بن ماسي، وعبد الله بن إبراهيم الزبيبيّ، وعلي بن أبي السري البكائي.

قال الخطيب: كان فاضلا من أهل العلم والقرآن، كثير التلاوة. قيل: كان يقرأ في كل يوم ختمة. سمعته يقول: قدمت أنا وأخي من القصر، والقطيعي حيّ، ومقصودنا الفقه والفرائض. فأردنا السماع منه، فلم نذهب إليه، لكنّا سمعنا من ابن ماسي نسخة الأنصاري، وكان ابن اللبان الفرضي قال لنا: لا تذهبوا إلى القطيعي، فإنه قد ضعف واختل، وقد منعت ابني من السماع منه. توفي ابن السيبي في رجب عن ثلاث وتسعين سنة.

251 -

‌ أحمد بن عبد الله بن محمد

، أبو الحسن ابن اللاعب البغدادي الأنماطي.

سمع أبا بكر القطيعي، وغيره، وتوفي في ذي القعدة.

252 -

‌ أحمد بن عليّ بن عمر

، أبو الحسن البصري المالكي، الفقيه.

توفي في رمضان.

253 -

‌ أحمد بن محمد بن الحسين

، أبو نصر البخاري، حمو القاضي الصيمريّ.

تفقه على أبي حامد الإسفراييني، وسمع من نصر بن أحمد المرجيّ، وعنه الخطيب، ووثقه.

نزل الكوفة وبها مات في ذي الحجة.

254 -

‌ الحسن بن داود بن بابشاذ

، أبو سعد المصري.

ص: 580

توفي ببغداد في ذي القعدة شابا. سمع أبا محمد ابن النحاس، وغيره.

وكان له ذكاء باهر. قرأ القراءات والأدب والحساب والفقه، وغير ذلك، وتقدم في مذهب أبي حنيفة.

255 -

‌ الحسن بن عليّ بن الحسن بن شواش

، أبو عليّ الكناني الدمشقي، المقرئ، مشرف الجامع.

حدَّث عن الفضل بن جعفر المؤذن، ويوسف الميانجي، وأبي سليمان بن زبر. روى عنه أبو القاسم بن أبي العلاء، وسهل بن بشر الإسفراييني، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري، ومحمد بن الحسين الحنائي، وغيرهم.

توفي في ذي القعدة.

256 -

‌ الحسن بن محمد بن الحسن بن علي

ّ، الحافظ أبو محمد بن أبي طالب البغدادي الخلال.

سمع أبا بكر القطيعي، وأبا بكر الوراق، وأبا سعيد الحرفيّ، وابن المظفر، وأبا عبد الله ابن العسكري، وأبا بكر بن شاذان، وأبا عمر بن حيويه، وأبا الحسن الدارقطنيّ، وخلقا سواهم.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة له معرفة، وتنبه، وخرج المسند على الصحيحين، وجمع أبوابا وتراجم كثيرة، وقال لي: ولدت سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، ومات في جمادى الأولى.

قلت: روى عنه أبو الحسين المبارك، وأبو سعد أحمد ابنا عبد الجبار الصيرفي، وجعفر بن أحمد السراج، والمعمر بن عليّ بن أبي عمامة الواعظ، وجعفر بن المحسن السلماسيّ، وآخرون.

257 -

‌ الحسن بن محمد بن إسماعيل بن أشناس

، أبو عليّ ابن الحمامي البغدادي، المتوكلي.

كان جدهم مولى للمتوكل. سمع أبا عبد الله ابن العسكري، وعمر بن سنبك، وعليّ بن لؤلؤ، وطائفة كبيرة.

ص: 581

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان رافضيا خبيث المذهب، يقرأ على الشيعة مثالب الصحابة. عاش ثمانين سنة.

258 -

‌ الحسين بن الحسن بن عليّ بن بندار

، أبو عبد الله الأنماطي.

بغدادي، يعرف بابن أحما الصمصامي. روى عن ابن ماسي.

قال الخطيب: كان يدعو إلى الاعتزال والتشيع ويناظر عليه بحمق وجهل. مات في شعبان.

259 -

‌ الحسين بن عليّ بن عبيد الله

، أبو الفرج الطناجيري.

بغدادي مشهور، سمع عليّ بن عبد الرحمن البكائي، ومحمد بن زيد بن مروان، ومحمد بن المظفر، وأبا بكر بن شاذان، وخلقا سواهم.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة دينا. سمعته يقول: كتبت عن القطيعي أمالي وضاعت. توفي في سلخ ذي القعدة، وولد في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.

260 -

‌ عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رسته

، البغدادي ثم الأصبهاني.

روى عن عبد الرحمن بن شنبة العطار عن أبي خليفة الجمحيّ، وعنه أبو عليّ الحداد.

261 -

‌ عبد الله بن ميمون ابن الأدرع

، أبو محمد الحسني الصوفي.

محدّث مكثر، مصري. رحل إلى الحافظ أبي عبد الله الحاكم، قاله الحبّال.

262 -

‌ عبد الرحمن بن سعيد بن خزرج

، أبو المطرف الإلبيريّ.

سمع أبا عبد الله بن أبي زمنين، وحجّ فأخذ عن أبي الحسن القابسي، وأحمد بن نصر الداوديّ، وسكن قرطبة.

ص: 582

قال أبو عمر بن مهدي: كان من أهل الخير والفضل، حافظا للمسائل، له حظّ من علم النحو، كثير الصلاة والذكر.

توفي في ربيع الأول.

263 -

‌ عبد الملك بن عبد القاهر بن أسد

، أبو القاسم النصيبي.

264 -

‌ عبد الواحد بن محمد بن يحيى

، أبو القاسم البغداديّ المطرز الشاعر المشهور.

كان سائر القول في المديح والغزل والهجاء، له ديوان.

265 -

‌ عبد الوهاب بن عليّ بن داوريد

، أبو حنيفة الفارسي الملحمي، الفقيه الفرضي.

قال الخطيب: حدثنا عن المعافى الجريري، وكان عارفا بالقراءات والفرائض، حافظا لظاهر فقه الشافعي. مات في ذي الحجة.

266 -

‌ عليّ بن بندار

، قاضي القضاة أبو القاسم.

حدَّث بأصبهان عن أبي الشيخ، وعن أبي القاسم بن حبابة. روى عنه أبو عليّ الحداد، وأبو سعد المطرز، وتوفي في شوال.

267 -

‌ عليّ بن عبيد الله بن عليّ

، أبو طاهر البغدادي البزوري.

سمع القطيعي، والوراق، وعنه الخطيب، وأثنى عليه.

268 -

‌ عليّ بن منير بن أحمد

، أبو الحسن المصري الخلال الشاهد.

روى عن أبي الطاهر الذهلي، وأبي أحمد بن الناصح، وجماعة. روى عنه أبو الحسن الخلعي، وسهل بن بشر، وسعد بن عليّ الزنجاني، وجماعة سواهم.

توفي في ذي القعدة.

ص: 583

269 -

‌ عمر بن محمد بن العباس بن عيسى

، أبو القاسم الهاشمي البغدادي. عرف بابن بكران.

سمع ابن كيسان.

قال الخطيب: كان صدوقا، كتبنا عنه. توفي في ذي القعدة.

270 -

‌ محمد بن أحمد بن موسى

، أبو عبد الله الشيرازي الواعظ المعروف بالنذير.

سمع من إسماعيل بن حاجب الكشانيّ، وعلي بن عمر الرازي القصار، وأبي نصر ابن الجندي، وقدم بغداد فتكلم بها ونفق سوقه على العامة، وشغفوا به، وازدحموا عليه، وافتتنوا به، وصحبه جماعة، وهو يظهر الزهد، ثم إنه قبل العطاء، وأقبلت عليه الدنيا، وكثر عليه المال، ولبس الثياب الفاخرة، وكثر مريدوه. ثم حظّ على الغزو والجهاد، فحشد النّاس إليه من كل وجه، وصار معه جيش، فنزل بهم بظاهر بغداد، وضرب له بالطبل في أوقات الصلوات. ثم سار إلى الموصل واستفحل أمره، فصار إلى أذربيجان، وضاهى أمير تلك الناحية، فتراجع جماعات من أصحابه.

ومات سنة تسع.

271 -

‌ محمد بن حسين بن عليّ بن عبد الرحيم

، الوزير عميد الدولة أبو سعد البغدادي.

صدر كبير، رأس في حساب الديوان، وشارك في الفضائل، وقال الشعر، وسمع أبا الحسين بن بشران.

وزر لأبي طاهر بن بويه مدة، وتوفي في ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.

272 -

‌ محمد بن عبد الله بن سعيد بن عابد

، أبو عبد الله المعافري القرطبي.

روى عن أبي عبد الله بن مفرج، وعباس بن أصبغ، والأصيلي، وزكريا

ص: 584

ابن الأشج، وخلف بن القاسم، وهاشم بن يحيى، ورحل سنة إحدى وثمانين، فسمع من ابن أبي زيد رسالته، وسمع بمصر من أبي بكر بن إسماعيل المهندس، وجماعة.

وكان معتنيا بالآثار، ثقة، خيرا، فاضلا، متواضعا، دعي إلى الشورى فأبى. حدَّث عنه خلق منهم أبو مروان الطبني، وأبو عبد الرحمن العقيلي، وأبو عبد الله بن عتاب، وابنه أبو محمد، وأبو عبد الله محمد بن فرج.

قلت: رواية أبي محمد بن عتاب، عنه بالإجازة، وكان بقية المحدثين بقرطبة. مات في آخر جمادى الأولى عن نيف وثمانين سنة، وهو آخر من كان يروي عن الأصيلي، وغيره.

273 -

‌ محمد بن عبد الله بن الحسين بن مهران

، أبو بكر الأصبهاني البقال.

سمع أبا الشيخ، وعنه أبو عليّ الحداد.

274 -

‌ محمد بن عليّ بن محمد

، أبو الخطاب البغدادي الشاعر المعروف بالجبلي.

سمع من عبد الوهاب الكلابي بدمشق. روى عنه الخطيب، وأثنى عليه بمعرفة العربية والشعر.

وقد مدحه أبو العلاء بن سليمان بقصيدة مكافأة لمديحه إياه، مطلعها:

أشفقتُ من عِبء البقاء وعابه ومللتُ من أريِ الزمان وصابه وأرى أبا الخطاب نالَ من الحجى حظاَ زواه الدهر عن خطابه ردّت لطافته وحدّة ذهنه وحش اللغاتِ أو أنسا بخطابهِ وكان أبو الخطاب مفرط القصر، وهو رافضي جلد.

ص: 585

275 -

‌ محمد بن عمر بن عبد العزيز

، أبو علي البغدادي المؤدب.

سمع أبا عمر بن حيويه، وأبا الحسن الدارقطنيّ.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا.

276 -

‌ محمد بن الفضيل ابن الشهيد

، أبي الفضل محمد بن أبي الحسين الفضيلي الهروي المزكيّ.

سمع أبا الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه، وأبا أحمد الحاكم. روى عنه حفيده إسماعيل بن الفضيل، والهرويون.

277 -

‌ أبو كاليجار الملك

، والد الملك أبي نصر، الملقب بالملك الرحيم.

قرأت بخطّ ابن نظيف في تاريخه: أنه توفي سنة تسع هذه، وهو ابن سلطان الدولة ابن بهاء الدولة ابن عضد الدولة بن بويه. مات بطريق كرمان، وكان معه سبعمائة من الترك وثلاثة آلاف من الديلم، فنهبت الأتراك حواصله وطلبوا شيراز.

ص: 586

سنة أربعين وأربعمائة

278 -

‌ أحمد ابن الحافظ، أبي محمد الحسن بن محمد البغداديّ

الخلال، أبو يعلى.

روى عن أبي حفص الكتاني، وعنه الخطيب أبو بكر حديثا واحدا.

279 -

‌ أبو حاتم أحمد بن الحسن بن محمد

، المحدث الواعظ، خاموش الرازيّ.

قد كان ذكرته في آخر تيك الطبقة، وظفرت بأنّه بقي إلى سنة أربعين، فإنه حدَّث في آخر سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.

سمع أبا محمد المخلدي، وابن منده، وأبا أحمد الفرضي، وعلي بن محمد بن يعقوب الرازي، وإسماعيل بن الحسن الصرصري، وعدة. روى عنه أبو منصور حجر بن مظفر، وأبو بكر عبد الله بن الحسين التويي الهمذاني، ويحيى بن الحسين الشريف، وطائفة.

وحكاية شيخ الإسلام معه مشهورة.

280 -

‌ أحمد بن عبد الله بن سهل

، أبو طالب ابن البقال، الفقيه الحنبلي.

كانت له حلقة للفتوى ببغداد، وروى عن أبي بكر بن شاذان، وعيسى بن الجراح.

خلط في بعض روايته. قاله الخطيب.

281 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن علي

ّ، أبو منصور الصيرفي.

سمع ابن حيويه، والدارقطني، والمعافى، وعنه الخطيب، وقال: كان رافضيا، وسماعه صحيح.

ص: 587

282 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن نصر بن الفتح

، أبو الحسن الحكيمي المصري الوراق.

ولد في المحرم سنة ستين وثلاثمائة، وسمع من القاضي أبي الطاهر الذهلي، وأبي بكر المهندس. روى عنه أبو عبد الله الرازي في مشيخته، وهو راوي الجزء التاسع من الفوائد الجدد.

توفي يوم النحر.

283 -

‌ أمة الرحمن بنت أحمد بن عبد الرحمن بن عبد القاهر العبسي

. الزاهدة الأندلسية.

كانت صوامة قوامة، توفيت بكرا عن نيف وثمانين سنة.

قال أبو محمد بن خزرج: سمعت عليها عن والدها.

284 -

‌ بسطام بن سامة بن لؤي

، أبو أسامة القرشي السامي الهروي، إمام الجامع.

روى عن أبي منصور الأزهري اللغوي، وعلي بن محمد بن رزين الباشاني.

توفي في ذي الحجة.

285 -

‌ الحسن بن أحمد بن الحسن خداداذ

، أبو عليّ الكرجي، ثم البغدادي الباقلاني.

سمع من ابن المتيم، وابن الصلت الأهوازي. كتب عنه الخطيب، وقال: كان صدوقا دينا خيرا. مولده سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.

286 -

‌ الحسن بن الحسين بن عبد الله بن حمدان

، الأمير ناصر الدولة وسيفها أبو محمد التغلبي.

ولي إمرة دمشق بعد أمير الجيوش سنة ثلاث وثلاثين إلى أن قبض عليه سنة أربعين، وسير إلى مصر، وولي بعده طارق الصقلبي.

ص: 588

وهذا هو والد الأمير ناصر الدولة الحسين بن الحسن الحمداني الذي أذل المستنصر العبيدي وحكم عليه كما سيأتي سنة نيف وستين.

287 -

‌ الحسن بن زكريا

، أبو علي الأيوبي الأصبهاني.

سمع أحمد بن عبد الرحمن الأسدي. روى عنه أبو علي الحداد.

288 -

‌ الحسن بن عيسى ابن الخليفة المقتدر بالله جعفر ابن المعتضد

، أبو محمد العباسي.

سمع من مؤدبه أحمد بن منصور اليشكري، وأبي الأزهر عبد الوهاب الكاتب.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان دينا حافظا لأخبار الخلفاء، عارفا بأيام النّاس، فاضلا. توفي في شعبان وله سبع وتسعون سنة.

قلت: وروى عنه جماعة آخرهم أبو القاسم بن الحصين. قال: ولدت في أول سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة، وغسله أبو الحسين ابن المهتدي بالله.

289 -

‌ الحسين بن محمد بن هارون

، أبو أحمد النيسابوري الصوفي الوراق.

ثقة، سمع أبا الفضل الفامي، وأبا محمد المخلدي، والجوزقي، وجماعة. ذكره عبد الغافر.

290 -

‌ الحسين بن عبد العزيز

، أبو يعلى، المعروف بالشالوسي.

من شعراء بغداد، حدَّث عن ابن حبابة.

291 -

‌ داجن بن أحمد بن داجن

، أبو طالب السدوسي المصري.

حدَّث عن الحسن بن رشيق، وعنه أبو صادق مرشد المديني.

لا أعلم متى توفي، لكنه كان في هذا الوقت.

292 -

‌ سيد بن أبان بن سيد

، أبو القاسم الخولاني الإشبيلي.

سمع من أبي محمد الباجيّ، وابن الخراز، ورحل فسمع من أبي محمد بن أبي زيد.

ص: 589

وكان فاضلا متقدما في الفهم والحفظ، وعاش سبعا وثمانين سنة.

293 -

‌ عبد الصمد بن محمد بن محمد بن مكرم

، أبو الخطاب البغدادي.

سمع أبا بكر الأبهري، وأبا حفص الزيات.

قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقا.

294 -

‌ عبيد الله ابن الحافظ

، أبي حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين البغدادي الواعظ، أبو القاسم.

سمع أباه، وأبا بحر محمد بن الحسن البربهاريّ، وأبا بكر القطيعي، وابن ماسي، وحسينك النيسابوريّ.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا. مات في ربيع الأول.

قلت: وروى عنه جعفر السراج، وأبو عليّ محمد بن محمد ابن المهدي. أظنه آخر أصحاب أبي بحر.

295 -

‌ عليّ بن إسماعيل بن عبد الله بن الأزرق

، أبو الحسين المصري.

قال الحبّال: حدَّث ولزم بيته، وتوفي في ربيع الآخر.

296 -

‌ عليّ بن الحسن بن أبي عثمان الدقاق

، أبو القاسم البغدادي.

روى عن القطيعي، وابن ماسي، وعاش خمسا وثمانين سنة.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان شيخا صالحا وصدوقا دينا حسن المذهب، توفي في ربيع الأول.

وقال ابن عساكر في طبقات الأشعرية: ومنهم أبو القاسم بن أبي عثمان الهمداني، فذكر ترجمته.

ص: 590

297 -

‌ عليّ بن ربيعة بن عليّ

، أبو الحسن التميمي المصري البزاز.

أحد المكثرين عن الحسن بن رشيق. روى عنه: أبو معشر الطبري، وأبو عبد الله الرازي صاحب السداسيات.

توفي في صفر.

298 -

‌ عليّ بن عبيد الله ابن القصاب الواسطي

.

روى عن الحافظ أبي محمد ابن السقّاء.

299 -

‌ عيسى بن محمد بن عيسى الرعيني

، ابن صاحب الأحباس، الأندلسي.

ولي قضاء المرية، وكان من جلة العلماء وكبار الأئمة الأذكياء. روى عن أبي عمران الفاسي، وجماعة من المتأخرين، ومات كهلا.

300 -

‌ فخر الملك وزير صاحب الديار المصرية المستنصر بالله العبيدي

، واسمه صدقة بن يوسف الإسرائيلي المسلماني.

أسلم بالشام، وخدم بعض الدولة، ودخل مصر، وخدم الوزير الجرجرائي. فلما مات الجرجرائي استوزره المستنصر مدة، ثم قتله في هذا العام واستوزر بعده القاضي أبا محمد الحسن بن عبد الرحمن.

301 -

‌ الفضل بن أبي الخير محمد بن أحمد

، أبو سعيد الميهنيّ العارف، صاحب الأحوال والمناقب.

توفي بقريته ميهنة من خراسان، ومنهم من يسميه: فضل الله. مات في رمضان وله تسع وسبعون سنة، وحدَّث عن زاهر بن أحمد السرخسي، ولكن في اعتقاده شيء تكلم فيه ابن حزم، روى عنه: الحسن بن أبي طاهر الختليّ، وعبد الغفار الشيرويي.

302 -

‌ محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر

، أبو عبد الرحمن الشاذياخي، الحاكم المزكي الفامي.

ص: 591

أملى مدة عن زاهر السرخسي، وأبي الحسن الصبغي، ومحمد بن الفضل بن محمد بن خزيمة، وغيرهم.

303 -

‌ محمد بن أحمد

، أبو الفتح المصريّ.

سمع أبا الحسن الحلبي، وابن جميع الصيداوي، وعنه أبو بكر الخطيب، وقال: تكلموا فيه.

304 -

‌ محمد بن إبراهيم بن علي

ّ، أبو ذر الصالحاني الأصبهاني الواعظ.

سمع أبا الشيخ، وغيره. روى عنه: الحداد، وأحمد بن بشرويه.

مات في ربيع الأول.

305 -

‌ محمد بن جعفر بن محمد بن فسانجس

، الوزير الكبير، أبو الفرج ذو السعادات.

وزر لأبي كاليجار، وعزل سنة تسع وثلاثين وأربعمائة، وحكم على العراق، وكان ذا أدب غزير ومعرفة باللغة، وكان محببا إلى الجند، عاش ستين سنة.

مات في رمضان.

306 -

‌ محمد بن الحسين بن محمد بن آذربهرام

، أبو عبد الله الكارزيني الفارسي المقرئ. نزيل مكة.

كان أعلى أهل عصره إسنادا في القراءات. قرأ على: الحسن بن سعيد المطوعي بفارس، وبالبصرة على الشذائي أبي بكر أحمد بن منصور، وببغداد على أبي القاسم عبد الله بن الحسن النخاس.

قرأ عليه بالعشرة الشريف عبد القاهر بن عبد السلام العباسي النقيب، وأبو القاسم يوسف بن عليّ الهذلي، وأبو معشر الطبريّ، وأبو إسحاق إبراهيم بن

ص: 592

إسماعيل بن غالب المصري المالكي، وأبو القاسم بن عبد الوهاب، وأبو بكر بن المفرج، وأبو عليّ الحسن بن القاسم غلام الهراس، وآخرون.

ولا أعلم متى مات، إلا أن الشريف عبد القاهر قرأ عليه في هذه السنة، وكان هذا الوقت في عشر المائة.

307 -

‌ محمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن إسحاق بن زياد

، أبو بكر الأصبهاني التاني التاجر، المعروف بابن ريذة.

روى عن الطبراني معجمه الكبير ومعجمه الصغير، والفتن لنعيم بن حماد، وطال عمره وسار ذكره، وتفرد في وقته.

ذكره أبو زكريا بن منده فنسبه كما نسبناه، وقال: الثقة الأمين.

كان أحد وجوه النّاس، وافر العقل، كامل الفضل، مكرما لأهل العلم، عارفا بمقادير النّاس، حسن الخط، يعرف طرفا من النحو واللغة.

توفي في رمضان، وقيل: إنّ مولده سنة ست وأربعين وثلاثمائة. قرئ عليه الحديث مرات لا أحصيها في البلد والرساتيق.

قلت: روى عنه محمد بن إبراهيم بن شذرة، وإبراهيم ويحيى ابنا عبد الوهاب بن منده، وعبد الأحد بن أحمد العنبري، ومعمر بن أحمد اللنبانيّ، وهادي بن الحسن العلوي، وأبو عليّ الحداد، ومحمد بن إبراهيم أبو عدنان العبدي، ومحمد بن الفضل القصار الزاهد، وأبو الرجاء أحمد بن عبد الله بن ماجه، ونوشروان بن شيرزاد الديلمي، ونصر بن أبي القاسم الصباغ، وإبراهيم بن محمد الخباز سبط الصالحاني، وطلحة بن الحسين بن أبي ذر، وأبو عدنان محمد بن أحمد بن أبي نزار، وحمد بن عليّ المعلم، والهيثم بن محمد المعداني، وخلق آخرهم موتا فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية، توفيت سنة أربع وعشرين وخمسمائة.

308 -

‌ محمد بن عبد الله بن الحسين بن مهران بن شاذان

، أبو بكر الصالحاني البقال الفامي.

ص: 593

سمع أبا الشيخ، وغيره، وعنه أبو عليّ الحداد، ورَّخه ابن السمعاني.

309 -

‌ محمد بن عبد العزيز بن إسماعيل

، أبو الحسن التككي الكاتب البغدادي.

سمع أبوي بكر القطيعي، والوراق، وثقه الخطيب وروى عنه.

310 -

‌ محمد بن عمر بن إبراهيم

، أبو الحسين الأصبهاني المقرئ.

سمع محمد بن أحمد بن جشنس. روى عنه الحداد.

311 -

‌ محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بن عبد الله بن غيلان بن حكيم

، أبو طالب الهمداني البغدادي البزاز. أخو غيلان الذي تقدم.

سمع من أبي بكر الشافعي أحد عشر جزءا معروفة بالغيلانيات، وتفرد في الدنيا عنه، وسمع من أبي إسحاق المزكيّ.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقا دينا صالحا. سمعته يقول: ولدت في أول سنة ثمان وأربعين. ثم سمعته يقول: كنت أغلط في مولدي، حتى رأيت بخط جدي أني ولدت في المحرم سنة سبع وأربعين. قال: ومات في سادس شوال، ودفن بداره، وصلى عليه أبو الحسين ابن المهتدي بالله.

وقال أبو سعد السمعاني: قرأت بخط أبي قال: سمعت محمد بن محمود الرشيدي يقول: لما أردت الحج أوصاني أبو عثمان الصابوني وغيره بسماع مسند أحمد وفوائد أبي بكر الشافعي، فدخلت بغداد، واجتمعت بابن المذهب، فراودته على سماع المسند فقال: أريد مائتي دينار. فقلت: كل نفقتي سبعون دينارا، فإن كان ولا بد فأجز لي. قال: أريد عشرين دينارا على الإجازة. فتركته فقلت لأبي منصور بن حيد: أريد السماع من ابن غيلان.

ص: 594

قال: إنه مبطون، وهو ابن مائة. قلت: فأعجل فأسمع منه؟ قال: لا، حتى تحج. فقلت: كيف يسمح قلبي بذلك وهو ابن مائة سنة ومبطون؟ قال: إن له ألف دينار يجاء بها كل يوم، فتصب في حجره، فيقبلها ويتقوى بذلك! فاستخرت الله وحججت، فلما رجعت استقبلني شيخ فقلت: ابن غيلان حي؟ قال: نعم. ففرحت وقرأ لي عليه أبو بكر الخطيب.

قلت: وروى عنه أبو عليّ أحمد بن محمد البرداني، وأبو طاهر بن سوار المقرئ، وأحمد بن الحسين بن قريش البناء، وأبو البركات أحمد بن عبد الله بن طاوس، وجعفر السراج، وجعفر بن المحسن السلماسي، وخالد بن عبد الواحد الأصبهاني، وعبيد الله بن عمر ابن البقال، والمعمر بن عليّ بن أبي عمامة، وأبو منصور عليّ بن محمد ابن الأنباري، وأبو منصور محمد بن عليّ الفراء، وأبو المعالي أحمد بن محمد البخاري التاجر، وأبو عليّ محمد بن محمد ابن المهدي، وأبو سعد أحمد بن عبد الجبار الصيرفي، وخلق آخرهم موتا أبو القاسم هبة الله بن الحصين المتوفى سنة خمس وعشرين وخمسمائة.

312 -

‌ محمد بن محمد بن عثمان

، أبو منصور، ابن السواق البغدادي البندار.

سمع: أبا بكر القطيعي، وابن ماسي، ومخلد بن جعفر، وابن لؤلؤ الوراق.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة، ولد سنة إحدى وستين وثلاثمائة، وتوفي في آخر يوم من ذي الحجة.

قلت: وروى عنه: ثابت بن بندار، وأخوه أبو ياسر، وجماعة.

313 -

‌ محمود بن الحسن بن محمد بن يوسف

، أبو حاتم القزويني الفقيه المناظر، من ساكني آمل طبرستان.

قدم جرجان، وسمع من أبي نصر ابن الإسماعيلي، وتفقه ببغداد عند الشيخ أبي حامد، وسمع بالري من حمد بن عبد الله، وأحمد بن محمد البصير، وسمع ببغداد، وذهب إلى وطنه، وصار شيخ آمل في العلم والفقه، وبها توفي سنة أربعين.

ص: 595

وهو والد شيخ السلفي.

314 -

‌ مفرج بن محمد

، أبو القاسم الصدفي السرقسطي.

رحل وسمع بمصر من أبي القاسم الجوهري مسند الموطأ، ومن أبي الحسن عليّ بن محمد الحلبي.

وكان شيخا صالحا.

315 -

‌ منصور ابن القاضي أبي منصور محمد بن محمد الأزدي الهروي

، قاضي هراة، أبو أحمد الفقيه الشاعر.

قدم بغداد وتفقه على أبي حامد الإسفراييني، ومدح أمير المؤمنين القادر بالله، وكان عجبا في الشعر، وسمع العباس بن الفضل النضرويي، وأبا الفضل بن خميرويه.

وناهز الثمانين سنة، وكان يختم القرآن في كل يوم وليلة حتى مات رحمه الله.

316 -

‌ هبة الله بن أبي عمر محمد بن الحسين

، الشيخ أبو محمد الجرجاني، الملقب بالموفق.

سمع جده لأمه أبا الطيب سهل بن محمد الصعلوكي، ووالده أبا عمر محمد بن الحسين البسطامي، وأبا الحسين أحمد بن محمد الخفاف، وكان فقيها مناظرا مفتيا رئيس الشافعية بنيسابور.

317 -

‌ يوسف بن رباح بن عليّ بن موسى بن رباح

، أبو محمد البصري المعدل.

رحل مع والده، وسمع أبا بكر المهندس، وعلي بن الحسين الأذني بمصر، وابن حبابة، وأبا طاهر المخلص، وابن أخي ميمي ببغداد، وعبد الوهاب الكلابي بدمشق. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو طاهر الباقلاني.

ص: 596

قال الخطيب: كان سماعه صحيحا، ولي قضاء الأهواز فمات بالأهواز. قال: وقيل كان معتزليا.

318 -

‌ أبو القاسم بن محمد الحضرمي

، الفقيه المالكي المعروف باللبيديّ، ولبيدة قرية من قرى ساحل المغرب.

كان من مشاهير علماء إفريقية ومصنفيها وعبادها. صحب الزاهد أبا إسحاق الجبنياني، وانتفع به، وصنف أخباره، وصنف كتابا كبيرا بليغا في مذهب مالك أزيد من مائتي جزء، وكتابا آخر في مسائل المدونة وبسطها، وكتاب التفريع على المدونة، وزيادات الأمهات، ونوادر الروايات.

وكان أيضا شاعرا محسنا مليح القول. روى عنه ابن سعدون، وغيره.

319 -

‌ أبو كاليجار

، السلطان البويهي صاحب بغداد، واسمه مرزبان ابن سلطان الدولة ابن بهاء الدولة ابن عضد الدولة.

تملك بعد ابن عمه جلال الدولة فدامت أيامه خمسة أعوام، ومات، وقد مر ذكره في الحوادث غير مرة، وعاش إحدى وأربعين سنة، وتسلطن بعده ابنه الملك الرحيم أبو نصر.

ص: 597

وممن كان في هذا القرب من هذه الطبقة

320 -

‌ أحمد بن سليمان بن أحمد

، أبو جعفر الكناني الطنجي الأندلسي، ويعرف بابن أبي الربيع.

رحل إلى المشرق، وأخذ القراءة عن أبي أحمد السامري، وأبي بكر الأدفوي، وأبي الطيب بن غلبون، وأقرأ النّاس ببجانة والمرية، وعمر حتى قارب التسعين.

وقيل: توفي قبل الأربعين وأربعمائة. قاله ابن بشكوال.

321 -

‌ أحمد بن عمار

، أبو العباس المهدوي المقرئ المجود.

من أهل المهدية، مدينة من مدن القيروان بناها المهدي والد خلفاء مصر. قدم المهدوي بلاد الأندلس، وروى عن أبي الحسن القابسي، وقرأ القراءات على أبي عبد الله محمد بن سفيان، وعلى أبي بكر أحمد بن محمد الميراثي، وكان مقدما في فن القراءات والعربية، وصنف كتبا مفيدة. أخذ عنه، أبو محمد غانم بن وليد المالقي، وأبو عبد الله الطرفي المقرئ، وغيرهما؛ في حدود الثلاثين أخذوا عنه.

322 -

‌ أحمد بن محمد بن عبد الواحد

، أبو بكر المنكدري الشريف.

رحل وسمع، وقرأ الحديث على: أحمد بن محمد المجبر، وأبي عمر الهاشمي، ومحمد بن محمد ابن أخي أبي روق الهزاني، وأبي عبد الله الحاكم، وأبي أحمد الفرضي.

وله جزءان انتقاهما له الصوري، وسمعهما منه ابن بيان الرزاز في سنة سبع وثلاثين.

323 -

‌ إبراهيم بن طلحة بن غسان

، أبو إسحاق البصري المطوعي.

سمع يوسف بن يعقوب النجيرمي، وعبد الرحمن بن محمد بن شيبة المقرئ، وأحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي، وجماعة، وأملى بالبصرة

ص: 598

مجالس؛ روى عنه محمد بن إدريس القرتائي، وأبو أحمد إبراهيم بن عليّ النجيرمي، وغيرهما من شيوخ السلفي.

324 -

‌ إسماعيل بن عليّ بن المثنى

، أبو سعد الإستراباذي الواعظ الصوفي العنبري.

قدم نيسابور قديما، وبنى بها مدرسة لأصحاب الشافعي تنسب إليه، وكان له سوق ونفاق عند العامة، وكان صاحب غرائب وعجائب.

روى عن أبيه، وعلي بن الحسن بن حيويه. روى عنه: محمد بن أحمد بن أبي جعفر القاضي، وأبو بكر الخطيب البغدادي، وأحمد الموسياباذي.

325 -

‌ أصبغ بن راشد بن أصبغ

، أبو القاسم الإشبيلي اللخمي.

رحل وسمع من أبي محمد بن أبي زيد وتفقه عليه، وسمع من أبي الحسن القابسي.

قال أبو عبد الله الحميدي: كنت أحمل للسماع على الكتف سنة خمس وعشرين وأربعمائة، وأول ما سمعت من الفقيه أصبغ بن راشد، وكنت أفهم ما يقرأ عليه، وكان قد لقي ابن أبي زيد وتفقه، وروى عنه رسالته، فسمعت الرسالة منه، وسمعته يقول: سمعت على أبي محمد عبد الله بن أبي زيد عبد الرحمن فقيه القيروان الرسالة والمختصر بالقيروان قبل الأربعمائة.

وقال ابن بشكوال: توفي أصبغ قبل الأربعين وأربعمائة.

326 -

‌ الحسن بن محمد بن مفرج

، أبو بكر المعافري القرطبي.

روى عن أبي جعفر بن عون الله، وأبي عبد الله بن مفرج، وأبي عبد الله بن أبي زمنين، وعباس بن أصبغ، وعبد الرحمن بن فطيس، وعني بالرواية والتقييد والسماع والتاريخ، وجمع كتابا سماه كتاب الاحتفال في تاريخ أعلام الرجال في أخبار الخلفاء والقضاة والفقهاء.

وكان مولده في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة وتوفي بعد الثلاثين وأربعمائة.

ص: 599

327 -

‌ الحسين بن حاتم

، أبو عبد الله الأذري الأصولي المتكلم الأشعري الواعظ. صاحب ابن الباقلاني.

سمع بدمشق من عبد الرحمن بن أبي نصر، وغيره، وعقد مجالس الوعظ، وكان كثير الصيام والعبادة إلا أنه كان ينال من أهل الأثر.

قال ابن عساكر: سمعت أبا الحسن عليّ بن المسلم الفقيه عن بعض شيوخه: أن أبا الحسن عليّ بن داود إمام جامع دمشق ومقرئها تكلم فيه بعض الحشوية إذ كان يؤم، فكتب إلى القاضي أبي بكر ابن الباقلاني إلى بغداد يسأله أن يرسل إلى دمشق من أصحابه من يوضح لهم الحق بالحجة، فبعث تلميذه الحسين بن حاتم الأذري، فعقد مجلس التذكير في الجامع في حلقة ابن داود، وذكر التوحيد، ونزه المعبود، ونفى عنه التشبيه والتحديد، فقاموا من مجلسه وهم يقولون: أحدٌ أحد! وأقام بدمشق مدة، ثم توجه إلى المغرب.

ونشر العلم بالقيروان.

328 -

‌ الرضي بن إسحاق بن عبد الله بن إسحاق

، أبو الفضل النصري الجرجاني.

كان والده كبير الحنفية بجرجان، وكان زاهدا. سمع أباه، وأبا أحمد الغطريفي، وببغداد أصحاب البغوي، وتوفي قبل الأربعين.

329 -

‌ عبد الله بن جعفر

، أبو محمد الخبازي، الحافظ الجوال. من أهل طبرستان.

روى عن المعافى الجريري، ونصر بن أحمد المرجي، وعبد الوهاب الكلابي. روى عنه أبو المحاسن الروياني، وبندار بن عمر الروياني، وأهل تلك الديار.

330 -

‌ عثمان بن عيسى

، أبو بكر التجيبي الطليطلي المالكي، المعروف بابن ارفع رأسه.

روى عن محمد بن إبراهيم الخشني، وغيره، وكان من أهل العلم البارع والذهن الثاقب، حافظا لرأي مالك، رأسا فيه، ثقة، ولي قضاء طلبيرة.

ص: 600

331 -

‌ عليّ بن الحسن بن محمد بن فهر

، الإمام أبو الحسن الفهري المصري المالكي، من كبار الفقهاء.

صنف فضائل مالك في مجلد، وسمع بالمشرق من جماعة. سمع منه أبو العباس بن دلهاث، والمهلب بن أبي صفرة وقال: لقيته بمصر ومكة، ولم ألق مثله.

332 -

‌ عليّ بن شعيب بن عليّ بن شعيب بن عبد الوهاب

، أبو الحسن الهمذاني الدهان.

محدث رحال، زاهد كبير القدر. روى عن: أبي أحمد الغطريفي، وأوس الخطيب، ومحمد بن جعفر النهاوندي، وإسحاق بن سعد النسوي، وابن المقرئ، وخلق، وعنه: عليّ بن الحسين، وعبد الملك، وابن ممان، وأحمد بن عمر، وناصر بن المشطب الهمذانيون.

وكان ثقة خيرا قانعا باليسير.

وآخر من روى عنه ناصر، بقي ناصر إلى حدود عشر وخمسمائة.

333 -

‌ محمد بن أحمد بن القاسم

، أبو منصور الأصبهاني المقرئ نزيل آمد.

حدَّث بدمشق وبآمد عن محمد بن عدي المنقري، وجماعة من البصريين. روى عنه أبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي، وشيخ الإسلام أبو الحسن الهكاري، والفقيه نصر المقدسي، وغيرهم.

334 -

‌ محمد بن أحمد بن العلاء بن شاه

، أبو العلاء الصغدي الأصبهاني الخطيب.

سمع أبا محمد بن حيان، وغيره، وعنه أبو عليّ الحداد.

335 -

‌ محمد بن أبان بن عثمان بن سعيد بن فيض

، أبو عبد الله ابن السراج الشذوني.

روى بقرطبة عن عباس بن أصبغ، وإسماعيل بن إسحاق الطحان، وكان متفننا فاضلا، له بصر بالمعتقدات والجدل والكلام. روى عنه ابن خزرج، وقال: توفي في حدود سنة أربعين وأربعمائة وقد نيف على السبعين.

ص: 601

336 -

‌ محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الهروي المقرئ

.

قرأ بتلقين أبيه حديثا على القاضي أبي منصور الأزدي، وله من العمر ثلاث سنين، وهذا من أغرب ما بلغنا، وتوفي شابا.

337 -

‌ محمد بن الحسن بن عمر

، أبو عبد الله المصري البزاز، ويعرف بابن عين الغزال.

روى عن ابن حيويه النيسابوري، وعنه أبو طاهر بن أبي الصقر.

قال ابن ماكولا: توفي سنة نيف وثلاثين.

338 -

‌ محمد بن عبد الرحيم بن حسن

، أبو الحارث الخبوشاني، وخبوشان بليدة من أعمال نيسابور، الأثريّ الحافظ.

رحل، وكتب الكثير، ونسخ الكتب المطولة. سمع من زاهر بن أحمد، ومحمد بن مكي الكشميهني، وأبي نعيم عبد الملك بن الحسن. روى عنه إسماعيل بن عبد القاهر الجرجاني، وظفر بن إبراهيم الخلال.

توفي سنة نيف وثلاثين.

339 -

‌ محمد بن عليّ بن محمد بن عليّ بن الحسين بن مهرهرمز

، أبو بكر الأصبهاني الحللي.

سمع أبا الشيخ، وعنه أبو عليّ الحداد.

340 -

‌ محمد بن يعقوب بن إسحاق بن موسى بن سلام

، أبو نصر السلامي النسفي المحدث الثقة.

وبرج السلامي في ربض نسف منسوب إليه، وهو بناه. سمع أباه، وبكر بن محمد النسفي، وأبا سعيد بن عبد الوهاب الرازي، وزاهر السرخسي، وطبقتهم، وعنه: جعفر المستغفري، وهو من أقرانه، وأبو بكر محمد بن أحمد البلدي، وحدث بصحيح البجيري، عن أبي نصر بن حسنويه، عن المؤلف.

341 -

‌ مروان بن عليّ الأسدي القرطبي

، أبو عبد الملك، المعروف بالبوني.

روى عن أبي محمد الأصيلي، وأبي المطرف عبد الرحمن بن فطيس.

ص: 602

ورحل فأخذ عن أبي الحسن القابسي، وأحمد بن نصر الداودي، وصحبه خمسة أعوام وأكثر عنه.

وله مختصر في تفسير الموطأ.

روى عنه حاتم بن محمد وقال: كان حافظا نافذا في الفقه والحديث، وروى عنه أبو عمر ابن الحذاء، وقال: كان صالحا عفيفا عاقلا، حسن اللسان والبيان.

وقال الحميدي: كان فقيها محدثا. مات قبل الأربعين وأربعمائة ببونة.

342 -

‌ مصعب ابن الحافظ المؤرخ أبي الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف ابن الفرضي

، أبو بكر الأزدي القرطبي.

روى عن: أبيه، وأبي محمد بن أسد، وأحمد بن هشام، واستجاز له أبوه جماعة سمى بعضهم في تاريخ الأندلس له.

وذكره الحميدي فقال: أديب، محدث، أخباري، شاعر، ولي الحكم بالجزيرة، ثم روى عنه الحميدي، وقال: كان حيا قبل الأربعين وأربعمائة.

343 -

‌ معتمد بن محمد بن محمد بن مكحول

، أبو المعالي النسفي المكحولي.

يروي عن جده أبي المعين محمد بن مكحول، وأبي سهل هارون بن أحمد الإستراباذي الراوي عن أبي خليفة.

وتوفي سنة نيف وثلاثين.

344 -

‌ مفضل بن محمد بن مسعر بن محمد

، القاضي أبو المحاسن التنوخي المعري الحنفي المعتزلي الشيعي.

رحل إلى بغداد وسمع من أبي عمر بن مهدي، وغيره، وتفقه على القدوري، وأخذ الرفض والكلام عن غير واحد، وسمع بدمشق من عبد الرحمن بن أبي نصر.

ص: 603

قال ابن عساكر: كان ينوب في القضاء بدمشق لابن أبي الجن، وولي قضاء بعلبك، وصنف تاريخ النحويين، وكأنه كان معتزليا شيعيا. أخبرنا النسيب، قال: أخبرنا المفضل سنة ثمان وثلاثين، فذكر حديثا.

وقال غيث الأرمنازي: ذكر عنه أنه كان يضع من الشافعي، وصنف كتابا ذكر فيه الرد على الشافعيّ خالف فيه الكتاب والسنة، وحدثني النسيب أنه بلغ أباه أنه ارتشى فعزله عن بعلبك.

345 -

‌ هشام بن سعيد الخير بن فتحون

، أبو الوليد القيسي الوشقي.

سمع من القاضي خلف بن عيسى، وهو في هذه الطبقة. ثم إن هشاما حجّ وأخذ عن أبي العباس عليّ بن منير، وأبي عمران الفاسي، والحسن بن أحمد بن فراس.

حدَّث عنه الحميدي، وقال: محدث جليل، جميل الطريقة، توفي بعد الثلاثين وأربعمائة.

وحدّثَ عنه أيضا: أبو عمر بن عبد البر، والقاضي أبو زيد الحشاء.

346 -

‌ يحيى بن عبد الله بن محمد بن يحيى

، أبو بكر القرشي الجمحي الوهرانيّ.

حدَّث عن أبي محمد الأصيلي، وعباس بن أصبغ، وجماعة. كان متصرفا في العلوم، قوي الحفظ، غلب عليه علم الحديث.

توفي في حدود سنة إحدى وثلاثين، وهو ابن سبعين سنة.

347 -

‌ أبو حاتم أحمد بن الحسن بن خاموش الرازي الواعظ

.

سمع السلفي من أصحابه، واجتمع به شيخ الإسلام الهروي، ويروي عنه الخطيب بالإجازة.

(آخر الطبقة والحمد لله)

ص: 604

‌الطبقة الخامسة والأربعون

441 – 450 هـ

ص: 605

بسم الله الرحمن الرحيم

(الحوادث)

‌سنة إحدى وأربعين وأربعمائة

تقدم إلى أهل الكرخ أن لا يعملوا مأتما يوم عاشوراء، فأخلفوا وجرى بين أهل السنة والشيعة ما زاد على الحد من القتل والجراحات.

وفيها ذهب الملك الرحيم إلى الأهواز وفارس، فلقيه عسكر فارس واقتتلوا، فانهزم هو وجيشه إلى أن قدم واسط، وسار عسكر فارس إلى الأهواز فملكوها وخيموا بظاهرها.

وفيها قدم عسكر من مصر فقصدوا حلب، فانهزم منها صاحبها ثمال، فملكها المصريون.

وفيها ولي دمشق أمير الأمراء عدة الدولة رفق المستنصري، ثم عزل بعد أيام بطارق المستنصري، وولي إمرة حلب، وولي وزارة دمشق معه سديد الدولة ذو الكفايتين أبو محمد الحسين الماسكي.

وفيها اهتم أهل الكرخ وعملوا عليهم سورا، وكذا فعل أهل نهر القلائين، وأنفق على ذلك العوام أموالا عظيمة، وبقي مع كل فرقة طائفة من الأتراك تشد منهم. ثم في يوم عيد الفطر ثارت الحرب بينهم، وجرت أمور مزعجة يطول تفصيلها، وأذنوا في منابر الكرخ بـ حي على خير العمل.

وفي ذي الحجة عصفت ريح غبراء ترابية أظلمت منها الدنيا حتى لم ير أحد أحدا، وكان الناس في أسواقهم فحاروا ودهشوا، ودامت ساعة، فقلعت رواشن دار الخليفة ودار المملكة، ووقع شيء كثير من النخل.

ص: 607

‌سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة

ندب أبو محمد ابن النسوي لضبط بغداد، واجتمع العامة من الشيعة والسنة على كلمة واحدة، على أنه متى ولي ابن النسوي أحرقوا أسواقهم ونزحوا عن البلد، ووقع الصلح بين السنة والشيعة، وصار أهل الكرخ إلى نهر القلائين فصلوا فيه، وخرجوا كلهم إلى الزيارة بالمشاهد، وصار أهل الكرخ يترحمون على الصحابة في الكرخ، وهذا أمر لم يتفق مثله.

وفي ليلة الجمعة ثاني رمضان وقعت صاعقة بالحلة على خيمة لبعض العرب كان فيها رجلان، فأحرقت نصف الخيمة ورأس أحد الرجلين، وقدت نصف بدنه، وبقي نصفه الآخر، وسقط الآخر مغشيا عليه ما أفاق إلا بعد يومين.

ورخص السعر ببغداد حتى أبيع كر الحنطة بسبعة دنانير.

وفيها سار الملك ألب رسلان السلجوقي من مرو وقصد فارس في المفازة، فلم يعلم أحد ولا عمه طغرلبك، فوصل إلى فسا واستولى عليها، وقتل من جندها الديلم نحو الألف وطائفة من العامة، ونهب وأسر وفتك، وعاد إلى مرو مسرعا.

واستهل ذو الحجة فتهيأ أهل بغداد السنة والشيعة لزيارة مشهد الحسين وأظهروا الزينة والفرح، وخرجوا بالبوقات ومعهم الأتراك.

وفيها نازل طغرلبك أصبهان، وحاصر ابن علاء الدولة نحو السنة، وقاسى العامة شدائد، ثم أخذها صلحا وأحسن إلى أميرها، وأقطعه يزد وأبرقوه، وأقطع أجنادها في بلاد الجبل، وسكن أصبهان.

‌سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة

في صفر تجددت الفتنة بين الشيعة والسنة، وزال الاتفاق الذي كان عام أول، وشرع أهل الكرخ في بناء باب السماكين، وأهل القلائين في عمل ما بقي من بابهم، وفرغ أهل الكرخ من بنيانهم وعملوا أبراجا وكتبوا بالذهب: محمد وعلي خير البشر، فمن رضي فقد شكر، ومن أبى فقد كفر، وثارت الفتنة

ص: 608

وآلت إلى أخذ ثياب الناس في الطرق، وغلقت الأسواق، ووقفت المعايش، وبعد أيام اجتمع للسنة عدد يفوق الإحصاء، وعبروا إلى دار الخلافة وملأوا الشوارع، واخترقوا الدهاليز، وزاد اللغط، فقيل لهم: سنبحث عن هذا. فهاج أهل الكرخ ووقع القتال، وقتل جماعة منهم واحد هاشمي، ونهب مشهد باب التبن ونبشت عدة قبور وأحرقوا، مثل: العوني، والناشئ، والجذوعي، وطرحوا النار في المقابر والترب، وجرى على أهل الكرخ خزي عظيم، وقتل منهم جماعة، فصاروا إلى خان الفقهاء الحنفيين، فأخذوا ما وجدوا، وأحرقوا الخان، وقتلوا مدرس الحنفية أبا سعد السرخسي، وكبسوا دور الفقهاء، فاستدعي أبو محمد ابن النسوي وأمر بالعبور فقال: قد جرى ما لم يجر مثله، فإن عبر معي الوزير عبرت. فقويت يده، وأظهر أهل الكرخ الحزن، وقعدوا في الأسواق للعزاء على المقتولين. فقال الوزير: إن واخذنا الكل خرب البلد، والأولى التغاضي. فلما كان في ربيع الآخر خطب بجامع براثا مأوى الشيعة، وأسقط من الأذان حي على خير العمل، ودق الخطيب المنبر بالسيف، وذكر في خطبته العباس.

وفي ذي الحجة كبس العيارون دار أبي محمد ابن النسوي وجرحوه جراحات عدة.

وفيها أخذ السلطان طغرلبك أصبهان في المحرم، فجعلها دار ملكه، ونقل خزائنه من الري إليها، وكان قد عمر الري عمارة جيدة.

وفيها كبس منصور بن الحسين بالغز الأهواز، وقتل بها خلقا من الديلم والأتراك والعامة، وأحرقت ونهبت.

وفيها كانت وقعة هائلة بين المغاربة والمصريين بإفريقية، وقتل فيها من المغاربة ثلاثون ألفا.

‌سنة أربع وأربعين وأربعمائة

في ذي القعدة عادت الفتن ببغداد، وأحرقت جماعة دكاكين، وكتبوا، أعني أهل الكرخ، على مساجدهم: محمد وعلي خير البشر، وأذنوا بحي على خير العمل، فتجمع أهل القلائين وحملوا حملة على أهل الكرخ، فهرب

ص: 609

النظارة، وازدحموا في مسلك ضيق، فهلك من النساء نيف وثلاثون امرأة وستة رجال وصبيان، وطرحت النار في الكرخ، وعادوا في بناء الأبواب والقتال. فلما كان في سادس ذي الحجة جرى بينهم قتال، فجمع الطقطقى قوما من الأعوان، وكبس نهر طابق من الكرخ، وقتل رجلين، ونصب الرأسين على حائط مسجد القلائين.

وفيها جرت حروب كثيرة بين عسكر خراسان وعسكر غزنة، وكلهم مسلمون، وتم ما لا يليق من القتال على الملك، نسأل الله العافية.

وفيها سير الملك الرحيم جيشا مع وزيره والبساسيري إلى البصرة، وعليها أخوه أبو علي بن أبي كاليجار، فحاصروها، واقتتلوا أياما في السفن. ثم افتتحوا البصرة، وهرب أبو علي فتحصن بشط عثمان وحفر الخندق، فمضى إليه الملك الرحيم وحاربه، فتقهقر إلى عبادان وركب البحر، ثم طلع منه وسار إلى أرجان، وقدم على السلطان طغرلبك بأصبهان، فأكرمه وصاهره، وسلم الملك الرحيم البصرة إلى البساسيري، ومضى إلى الأهواز.

وفيها قدم طائفة من جيش طغرلبك إلى أطراف العراق، فنهبوا واستباحوا الحريم وفتكوا، ورجف أهل بغداد.

وفيها عمل محضر كبير ببغداد في القدح في نسب صاحب مصر، وأن أصله من اليهود.

‌سنة خمس وأربعين وأربعمائة

فيها أحضر ابن النسوي فقويت يده، فضرب وقتل وخرب ما كتبوا من محمد وعلي خير البشر، وطرحت النار في الكرخ ليلا ونهارا.

ثم وردت الأخبار بأن الغز قد وصلوا إلى حلوان، وأنهم على قصد العراق، ففزع الناس.

وفيها أعلن بنيسابور بلعن أبي الحسن الأشعري، فضج من ذلك الشيخ أبو القاسم القشيري، وصنف رسالة شكاية السنة لما نالهم من المحنة. وكان قد رفع إلى السلطان طغرلبك شيء من مقالات الأشعري فقال أصحاب الأشعري: هذا محال وليس هذا مذهبه. فقال السلطان: إنما نأمر بلعن

ص: 610

الأشعري الذي قال هذه المقالة، فإن لم تدينوا بها ولم يقل الأشعري شيئا منها فلا عليكم مما نقول. قال القشيري: فأخذنا في الاستعطاف، فلم تسمع لنا حجة، ولم تقض لنا حاجة، فأغضينا على قذى الاحتمال، وأحلنا على بعض العلماء، فحضرنا وظننا أنه يصلح الحال، فقال: الأشعري عندي مبتدع يزيد على المعتزلة. يقول القشيري: يا معشر المسلمين، الغياث الغياث.

وفيها استولى الملك الرحيم على أرجان ونواحيها، وأطاعه من بها من العسكر ومقدمهم فولاذ الديلمي.

‌سنة ست وأربعين وأربعمائة

فيها تفاوض الأتراك في الشكوى من وزير السلطان، وعزموا على الشغب، فبرزوا الخيم وركبوا بالسلاح، وكثرت الأراجيف، وغلقت الدروب ببغداد، ولم يصل أحد جمعة إلا القليل في جامع القصر، ونقل الناس أموالهم، فنودي في البلد: متى وجد الوزير عند أحد حل ماله ودمه، وركبت الأتراك فنهبوا دورا للنصارى، وأخذوا أموالا من البيعة وأحرقوها، ودافع العوام عن نفوسهم، فراسل الخليفة الأتراك وأرضاهم. ثم إن الوزير ظهر فطولب، فجرح نفسه بسكين، فتسلمه البساسيري، وتقلد الوزارة أبو الحسين بن عبد الرحيم.

وقصد قريش بن بدران الأنبار فأخذها، ورد أبو الحارث البساسيري إلى بغداد من الوقعة مع بني خفاجة، فسار إلى داره بالجانب الغربي ولم يلم بدار الخلافة على رسمه، وتأخر عن الخدمة، وبانت فيه آثار النفرة. فراسله الخليفة بما طيب قلبه فقال: ما أشكو إلا من النائب في الديوان. ثم توجه إلى الأنبار فوصلها، وفتح وقطع أيدي طائفة فيها، وكان معه دبيس بن علي.

وفي سنة ست ملكت العرب الذين بعثهم المستنصر لحرب المعز بن باديس، وهم بنو زغبة، مدينة طرابلس المغرب. فتتابعت العرب إلى إفريقية، وعاثوا وأفسدوا، وأمروا عليهم مؤنس بن يحيى المرداسي، وحاصروا المدن وخربوا القرى، وحل بالمسلمين منهم بلاء شديد لم يعهد مثله قط. فاحتفل ابن باديس وجمع عساكره، فكانوا ثلاثين ألف فارس، وكانت العرب ثلاثة

ص: 611

آلاف فارس، فأرادت العرب الفرار، فقال لهم مؤنس: ما هذا يوم فرار. قالوا: فأين نطعن هؤلاء وقد لبسوا الكزاغندات والمغافر؟ قال: في أعينهم. فسمي: أبا العينين. فالتحم الحرب، فانكسر جيش المعز، واستحر القتل بجنده، ورد إلى القيروان مهزوما، وأخذت العرب الخيل والخيام بما حوت، وفي ذلك يقول بعضهم:

وإن ابن باديس لأفضل مالك ولكن لعمري ما لديه رجال ثلاثون ألفا منهم غلبتهم ثلاثة آلاف إن ذا لمحال ثم جمع المعز سبعة وعشرين ألف فارس، وسار يوم عيد النحر، وهجم على العرب بغتة، فانكسر أيضا، وقتل من جنده عالم عظيم، وكانت العرب يومئذ سبعة آلاف، وثبت المعز ثباتا لم يسمع بمثله. ثم ساق على حمية، وحاصرت العربُ القيروان، وانجفل الناس في المهدية لعجزهم، وشرعت العرب في هدم الحصون والقصور، وقطع الأشجار، وإفساد المياه، وعم البلاء، وانتقل المعز إلى المهدية، فتلقاه ابنه تميم واليها.

وفي سنة تسع وأربعين نهبت العرب القيروان.

وفي سنة خمسين خرج بلكين ومعه العرب لحرب زناتة، فقاتلهم، فانهزمت زناتة وقتل منهم خلق.

وفي سنة ثلاث وخمسين قتل أهل نقيوس من العرب مائتين وخمسين رجلا، وسبب ذلك أن العرب دخلت المدينة تتسوق فقتل رجل من العرب رجلا محتشما مقدما لكونه سمعه يثني على ابن باديس، فغضب له أهل البلد، وقتلوا في العرب وهم على غفلة.

وقال المختار بن بطلان: نقص النيل في هذه السنة وتزايد الغلاء، وتبعه وباء شديد، وعظم الوباء في سنة سبع وأربعين. ثم ذكر أن السلطان كفن من ماله ثمانين ألف نفس، وأنه هلك ثمانمائة قائد، وحصل للسلطان من المواريث مال جليل.

وفيها عاثت الأعراب وأخربوا أكثر سواد العراق، ونهبوا، وذلك لاضطراب الأمور وانحلال الدولة.

ص: 612

وفيها استولى طغرلبك على أذربيجان بالصلح، وسار بجيوشه فسبى من الروم وغنم وغزا.

‌سنة سبع وأربعين وأربعمائة

فيها استولى أعوان الملك الرحيم على شيراز بعد حصار طويل وبلاء شديد من القحط والوباء، حتى قيل: لم يبق بها إلا نحو ألف إنسان، فما أمهله الله في الملك بعدها.

وفيها كان ابتداء الدولة السلجوقية بالعراق، وكان من قصة ذلك أن أبا المظفر أبا الحارث أرسلان التركي المعروف بالبساسيري كان قد عظم شأنه بالعراق، واستفحل أمره، وبعد صيته، وعظمت هيبته في النفوس، وخطب له على المنابر، وصار هو الكل، ولم يبق للملك الرحيم ابن بويه معه إلا مجرد الاسم. ثم إنه بلغ أمير المؤمنين القائم أن البساسيري قد عزم على نهب دار الخلافة والقبض على الخليفة، فكاتب الخليفة القائم السلطان طغرلبك بن ميكائيل بن سلجوق يستنجد به، ويعده بالسلطنة، ويحضه على القدوم، وكان طغرلبك بالري، وكان قد استولى على الممالك الخراسانية وغيرها، وكان البساسيري يومئذ بواسط ومعه أصحابه، ففارقه طائفة منهم ورجعوا إلى بغداد، فوثبوا على دار البساسيري فنهبوها وأحرقوها، وذلك برأي رئيس الرؤساء وسعيه. ثم أبخسه عند القائم بأنه يكاتب المصريين، وكاتب الملك الرحيم يأمره بإبعاد البساسيري فأبعده، وكانت هذه الحركة من أعظم الأسباب في استيلاء طغرلبك على العراق. فقدم السلطان طغرلبك في شهر رمضان بجيوشه، فذهب البساسيري من العراق وقصد الشام، ووصل إلى الرحبة، وكاتب المستنصر بالله العبيدي الشيعي صاحب مصر، واستولى على الرحبة وخطب للمستنصر بها فأمده المستنصر بالأموال.

وأما بغداد فخطب بها للسلطان طغرلبك بعد القائم، ثم ذكر بعده الملك الرحيم وذلك بشفاعة القائم فيه إلى السلطان. ثم إن السلطان قبض على الملك الرحيم بعد أيام، وقطعت خطبته في سلخ رمضان، وانقرضت دولة بني بويه، وكانت مدتها مائة وسبعا وعشرين سنة، وقامت دولة بني سلجوق. فسبحان

ص: 613

مبدئ الأمم ومبيدها، ومردي الملوك ومعيدها، ودخل طغرلبك بغداد في تجمل عظيم، وكان يوما مشهودا دخل معه ثمانية عشر فيلا، ونزل بدار المملكة، وكان قدومه على صورة غريبة، وذلك أنه أتى من غزو الروم إلى همذان، فأظهر أنه يريد الحج، وإصلاح طريق مكة، والمضي إلى الشام من الحج ليأخذها ويأخذ مصر، ويزيل دولة الشيعة عنها، فراج هذا على عموم الناس، وكان رئيس الرؤساء يؤثر تملكه وزوال دولة بني بويه، فقدم الملك الرحيم من واسط، وراسلوا طغرلبك بالطاعة.

وفيها توفي ذخيرة الدين ولي العهد أبو العباس محمد ابن أمير المؤمنين القائم، فعظمت على القائم الرزية بوفاته، فإنه كان عضده، وخلف ولدا وهو الذي ولي الخلافة بعد القائم، ولقب بالمقتدي بالله.

وفيها عاثت جيوش طغرلبك بالسواد ونهبت وفتكت، حتى أبيع الثور بعشرة دراهم، والحمار بدرهمين.

وجرت ببغداد فتنة عظيمة قتل فيها خلق، وبسببها قبض على الملك الرحيم وسجن في قلعة.

وفيها ثارت الحنابلة ببغداد ومقدمهم أبو يعلى، وابن التميمي، وأنكروا الجهر بالبسملة ومنعوا من الجهر والترجيع في الأذان والقنوت، ونهوا إمام مسجد باب الشعير عن الجهر بالبسملة، فأخرج مصحفا وقال: أزيلوها من المصحف حتى لا أتلوها.

وبقي الملك الرحيم محبوسا إلى أن مات سنة خمسين وأربعمائة بقلعة الري، سامحه الله.

‌سنة ثمان وأربعين وأربعمائة

فيها تزوج الخليفة القائم بأمر الله بخديجة أخت السلطان طغرلبك، وقيل: خديجة بنت داود أخي طغرلبك، وكان الصداق مائة ألف دينار.

وفيها سار السلطان بالجيش وآلات الحصار والمجانيق قاصدا الموصل، فنازل تكريت وحاصرها.

ص: 614

وفيها وقعت فتن كبار بالعراق، وذلك بتأليب البساسيري ومكاتباته، وحاصل الأمر أن الكوفة وواسط وغيرهما خطب بها لصاحب مصر المستنصر بالله العبيدي، وسرت الرافضة بذلك سرورا زائدا.

وفيها كان القحط شديدا بديار مصر، وشأنه يتجاوز الحد والوصف، وأمر الوباء عظيم بحيث إنه ورد كتاب، فيما قيل، من مصر بأن ثلاثة من اللصوص نقبوا دارا ودخلوا، فوجدوا عند الصباح موتى، أحدهم على باب النقب، والآخر على رأس الدرجة، والثالث في الدار.

وفيها كان القحط العظيم بالأندلس والوباء، ومات الخلق بإشبيلية، بحيث إن المساجد بقيت مغلقة ما لها من يصلي فيها، ويسمى عام الجوع الكبير.

وفيها خطب قريش بن بدران بالموصل للمستنصر، وقويت شوكة البساسيري، وجاءت الخلع والتقاليد من مصر لنور الدولة دبيس بن مزيد الأسدي، وهو أمير عرب الفرات، ولقريش، وغيرهما.

وعم الخلق الضرر بالعراق بعسكر طغرلبك، وفعلوا كل قبيح. فسار بهم نحو الموصل وديار بكر، فأطاعوه بها.

‌سنة تسع وأربعين وأربعمائة

فيها خلع القائم بأمر الله على السلطان طغرلبك السلجوقي سبع خلع وسوره وطوقه وتوجه، وكتب له عهدا مطلقا بما وراء بابه، واستوسق ملكه، ولم يبق له منازع بالعراق ولا بخراسان.

وفيها سلم طغرلبك الموصل إلى أخيه إبراهيم ينال، وعاد إلى بغداد فلم يمكن جنده من النزول في دور الناس، ولما شافهه الخليفة بالسلطنة خاطبه بملك المشرق والمغرب، ومن جملة تقدمته للخليفة خمسون ألف دينار وخمسون مملوكا من الترك الخاص بخيلهم وسلاحهم وعدتهم، إلى غير ذلك من النفائس.

وفيها سلم الأمير معز الدولة ثمال بن صالح بن مرداس حبب إلى نواب المستنصر صاحب مصر، وذلك لعجزه عن حفظها، وذلك في ذي القعدة.

ص: 615

وفيها كان الجهد والجوع ببغداد حتى أكلوا الكلاب والجيف، وعظم الوباء، فكانوا يحفرون الحفائر ويلقون فيها الموتى ويطمونهم، وأما بخارى وسمرقند وتلك الديار، فكان الوباء بها لا يحد ولا يوصف، بل يستحى من ذكره حتى قيل: إنه مات ببخارى وأعمالها في الوباء ألف ألف وستمائة ألف نسمة.

‌سنة خمسين وأربعمائة

فيها خطب للمستنصر بالله العبيدي على منابر العراق، وخلع القائم بأمر الله.

وكان من قصة ذلك أن السلطان طغرلبك اشتغل بحصار تلك النواحي ونازل الموصل. ثم توجه إلى نصيبين لفتح الجزيرة وتمهيدها، وراسل البساسيري إبراهيم ينال أخا السلطان يعده ويمنيه ويطمعه في الملك. فأصغى إليه وخالف أخاه، وساق في طائفة من العسكر إلى الري. فانزعج السلطان وسار وراءه، وترك بعض العسكر بديار بكر مع زوجته ووزيره عميد الملك الكندري وربيبه أنوشروان. فتفرقت العساكر وعادت زوجته الخاتون بالعسكر إلى بغداد.

وأما السلطان فالتقى هو وأخوه فظهر عليه أخوه، فدخل السلطان همذان، فنازله أخوه وحاصره. فعزمت الخاتون على إنجاد زوجها، واختبطت بغداد، واستفحل البلاء، وقامت الفتنة على ساق، وتم للبساسيري ما دبر من المكر، وأرجف الناس بمجيء البساسيري إلى بغداد، ونفر الوزير الكندري وأنوشروان إلى الجانب الغربي وقطعا الجسر، ونهبت الغز دار الخاتون، وأكل القوي الضعيف، وجرت أمور هائلة.

ثم دخل البساسيري بغداد في ثامن ذي القعدة بالرايات المستنصرية عليها ألقاب المستنصر، فمال إليه أهل باب الكرخ وفرحوا به، وتشفوا بأهل السنة، وشمخت أنوف المنافقين، وأعلنوا بالأذان بحي على خير العمل.

واجتمع خلق من أهل السنة إلى القائم بأمر الله، وقاتلوا معه، ونشبت الحرب بين الفريقين في السفن أربعة أيام، وخطب يوم الجمعة ثالث عشر ذي

ص: 616

القعدة ببغداد للمستنصر العبيدي بجامع المنصور، وأذنوا بحي على خير العمل، وعقد الجسر، وعبرت عساكر البساسيري إلى الجانب الشرقي، فخندق القائم على نفسه حول داره وحول نهر المعلى، وأحرقت الغوغاء نهر المعلى ونهب ما فيه، وقوي البساسيري، وتقلل عن القائم أكثر الناس، فاستجار بقريش بن بدران أمير العرب، وكان مع البساسيري، فأجاره ومن معه، وأخرجه إلى مخيمه.

وقبض البساسيري على وزير القائم رئيس الرؤساء أبي القاسم ابن المسلمة، وقيده وشهره على جمل عليه طرطور وعباءة، وجعل في رقبته قلائد كالمسخرة، وطيف به في الشوارع وخلفه من يصفعه. ثم سلخ له ثور وألبس جلده وخيط عليه، وجعلت قرون الثور بجلدها في رأسه. ثم علق على خشبة وعمل في فكيه كلوبين، فلم يزل يضطرب حتى مات رحمه الله.

ونصب للقائم خيمة صغيرة بالجانب الشرقي في المعسكر، ونهبت العامة دار الخلافة، وأخذوا منها ما لا يحصى ولا يوصف. فلما كان يوم الجمعة رابع ذي الحجة لم تصل الجمعة بجامع الخليفة، وخطب بسائر الجوامع للمستنصر، وقطعت الخطبة العباسية بالعراق. ثم حمل القائم بأمر الله إلى حديث عانة، فاعتقل بها وسلم إلى صاحبها مهارش، وذلك لأن البساسيري وقريش بن بدران اختلفا في أمره، ثم وقع اتفاقهما على أن يكون عند مهارش إلى أن يتفقا على ما يفعلان به. ثم جمع البساسيري القضاة والأشراف، وأخذ عليهم البيعة للمستنصر صاحب مصر، فبايعوا قهرا، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

وقال عزّ الدين ابن الأثير في تاريخه: إن إبراهيم ينال كان أخوه السلطان طغرلبك قد ولاه الموصل عام أول، وأنه في سنة خمسين فارق الموصل ورحل نحو بلاد الجبل، فنسب السلطان رحيله إلى العصيان، فبعث وراءه رسولا معه الفرجية التي خلعها عليه الخليفة. فلما فارق الموصل قصدها البساسيري وقريش بن بدران وحاصراها؛ فأخذا البلد ليومه، وبقيت القلعة

ص: 617

فحاصراها أربعة أشهر حتى أكل أهلها دوابهم ثم سلموها بالأمان، فهدمها البساسيري وعفى أثرها، وسار طغرلبك جريدة في ألفين إلى الموصل، فوجد البساسيري وقريشا قد فارقاها، فساق وراءهم، ففارقه أخوه وطلب همذان، فوصلها في رمضان.

قال: وقد قيل إن المصريين كاتبوه، وأن البساسيري استماله وأطمعه في السلطنة، فسار طغرلبك في أثره.

قال: وأما البساسيري فوصل إلى بغداد في ثامن ذي القعدة ومعه أربعمائة فارس على غاية الضر والفقر، فنزل بمشرعة الروايا، ونزل قريش في مائتي فارس عند مشرعة باب البصرة، ومالت العامة إلى البساسيري، أما الشيعة فللمذهب، وأما السنة فلما فعل بهم الأتراك.

وكان رئيس الرؤساء لقلة معرفته بالحرب، ولما عنده من البساسيري يرى المبادرة إلى الحرب. فاتفق أن في بعض الأيام التي تحاربوا فيها حضر القاضي الهمذاني عند رئيس الرؤساء، ثم استأذن في الحرب وضمن له قتل البساسيري من غير أن يعلم عميد العراق، وكان رأي عميد العراق المطاولة رجاء أن ينجدهم طغرلبك. فخرج الهمذاني بالهاشميين والخدم والعوام إلى الحلبة وأبعدوا، والبساسيري يستجرهم، فلما أبعدوا حمل عليهم، فانهزموا وقتل جماعة وهلك آخرون في الزحمة، ووقع النهب بباب الأزج.

وكان رئيس الرؤساء واقفا، فدخل داره وهرب كل من في الحريم، ولطم العميد على وجهه كيف استبد رئيس الرؤساء بالأمر ولا معرفة له بالحرب. فاستدعى الخليفة عميد العراق وأمره بالقتال على سور الحريم، فلم يرعهم إلا والزعقات، وقد نهب الحريم، ودخلوا من باب النوبي، فركب الخليفة لابسا السواد، وعلى كتفه البردة، وعلى رأسه اللواء، وبيده سيف، وحوله زمرة من العباسيين والخدم بالسيوف المسلولة فرأى النهب إلى باب الفردوس من داره. فرجع إلى ورائه نحو عميد العراق، فوجده قد استأمن إلى قريش، فعاد وصعد إلى المنظرة، وصاح رئيس الرؤساء: يا علم الدين يعني قريشا، أمير المؤمنين يستدنيك، فدنا منه، فقال: قد أنالك الله منزلة لم ينلها أمثالك، أمير المؤمنين يستذم منك على نفسه وأصحابه بذمام الله وذمام رسوله وذمام

ص: 618

العربية. قال: نعم، وخلع قلنسوته فأعطاها للخليفة وأعطى رئيس الرؤساء محضرة ذماما، فنزل إليه الخليفة ورئيس الرؤساء وسارا معه. فأرسل إليه البساسيري: أتخالف ما استقر بيننا؟ فقال قريش: لا.

ثم اتفقا على أن يسلم إليه رئيس الرؤساء ويترك الخليفة عنده، فسلمه إليه، فلما مثل بين يديه قال: مرحبا بمهلك الدول ومخرب البلاد. فقال: العفو عند المقدرة.

قال: قد قدرت أنت فما عفوت، وأنت صاحب طيلسان، وركبت الأفعال الشنيعة مع حرمي وأطفالي، فيكف أعفو أنا، وأنا صاحب سيف.

وأما الخليفة فحمله قريش إلى مخيمه، وعليه البردة وبيده السيف، وعلى رأسه اللواء، وأنزله في خيمة، وسلم زوجته بنت أخي السلطان طغرلبك إلى أبي عبد الله بن جردة ليقوم بخدمتها، ونهبت دار الخلافة وما والاها أياما، وسلم قريش الخليفة إلى ابن عمه مهارش بن مجلي، وهو دين ذو مروءة، فحمله في هودج وسار به إلى حديثة عانة، فنزل بها، وسار حاشية الخليفة على حامية إلى السلطان طغرلبك مستنفرين له، ولما وصل الخليفة إلى الأنبار شكى البرد، فبعث يطلب من متوليها ما يلبس، فأرسل إليه جبة ولحافا.

وركب البساسيري يوم الأضحى، وعلى رأسه الألوية المصرية، وعبر إلى المصلى بالجانب الشرقي، وأحسن إلى الناس، وأجرى الجرايات على الفقهاء، ولم يتعصب لمذهب، وأفرد لوالدة الخليفة دارا وراتبا، وكانت قد قاربت التسعين.

وفي آخر ذي الحجة أخرى رئيس الرؤساء مقيدا وعليه طرطور، وفي رقبته مخنقة جلود وهو يقرأ:{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} الآية، فبصق أهل الكرخ في وجهه لأنه كان يتعصب للسنة، ثم صلب كما تقدم.

وأما عميد العراق فقتله البساسيري أيضا، وكان شجاعا شهما فيه فتوة وهو الذي بنى رباط شيخ الشيوخ.

ثم بعث البساسيري بالبشارة إلى مصر، وكان وزيرها أبا الفرج ابن أخي أبي القاسم المغربي، وهو ممن هرب من البساسيري، فذم فعله، وخوف من سوء عاقبته. فتركت أجوبته مدة، ثم عادت بغير الذي أمله.

ص: 619

وسار البساسيري إلى وسط والبصرة فملكها وخطب بها للمصريين.

وأما طغرلبك فإنه انتصر على أخيه وقتله، وكر راجعا إلى العراق ليس له هم إلا إعادة الخليفة إلى رتبته وعزه.

وحكى الحسن بن محمد القيلولي في تاريخه: أن الذي وصل إلى البساسيري من جهة المصريين من المال خمسمائة ألف دينار، ومن الثياب ما قيمته مثل ذلك، وخمسمائة فرس وعشرة آلاف قوس، ومن السيوف ألوف، ومن الرماح والنشاب شيء كثير، وصل كل ذلك إليه إلى الرحبة.

وفيها قدم على إمرة دمشق الأمير ناصر الدولة وسيفها أبو محمد الحسن بن حمدان دفعة ثانية في رجب، والله أعلم.

ص: 620

بسم الله الرحمن الرحيم

(الوفيات)

‌الموتى في عام أحد وأربعين وأربعمائة

1 -

‌ أحمد بن حمزة بن محمد بن حمزة

، أبو إسماعيل الهروي الحداد، الصوفي، الملقب بعمويه.

كان كبير الصوفية بهراة، سافر الكثير ولقي المشايخ، وسمع بدمشق من عبد الوهاب الكلابي، وببعلبك الحسن بن عبد الله بن سعيد الكندي، وبهراة أبا معاذ الهروي وجماعة. روى عنه خلف بن أبي بشر القهندزي، ومسعود بن ناصر السجزي، وجماعة.

توفي في رجب، وقد جاوز التسعين.

2 -

‌ أحمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر التميمي

، أبو علي الدمشقي المعدل، ولد الشيخ العفيف.

حدث عن: يوسف الميانجي، وأبي سليمان محمد بن عبد الله بن زبر، وعبد المحسن الصفار، وغيرهم. روى عنه: الكتاني، وأبو الوليد الدربندي، ونجا العطار، وسهل بن بشر الإسفراييني، ومحمد بن الحسين الحنائي، والحسن بن سعيد العطار.

قال الكتاني: توفي شيخنا أبو علي في شعبان، وكان ثقة مأمونا صاحب أصول لم أر أحسن منها، وكان سماعه وسماع أخيه محمد بخط والدهما، وكانت له جنازة عظيمة حضرها أمير البلد.

ص: 621

3 -

‌ أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خرجة

، القاضي العلامة أبو عبد الله النهاوندي.

سمع من علي بن عبد الرحمن البكائي، وغيره. روى عنه العفيف محمد بن المظفر، وأبو القاسم عبيد الله بن محمد بن خرجة، وأخوه الخطيب أبو محمد الحسن، ومحمد بن غزو النهاونديون. سمعوا منه في هذا العام، ولا أدري متى مات.

4 -

‌ أحمد بن عمر بن أحمد البرمكي

، البغدادي، أخو أبي إسحاق.

سمع أبا حفص بن شاهين.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا. مات في جمادى الآخرة.

5 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن منصور

، أبو الحسن العتيقي المجهز.

بغدادي مشهور، سمع علي بن محمد بن سعيد الرزاز، وأبا الحسن بن لؤلؤ، وإسحاق بن سعد، وأبا بكر الأبهري، وأبا الفضل الزهري، والحسين بن أحمد بن فهد الموصلي، ومحمد بن سفيان، وتمام بن محمد الرازي الدمشقي، وأبا الحسين بن المظفر، وطائفة كبيرة.

روى عنه ابنه أبو غالب محمد، وأبو عبد الله بن أبي الحديد، وعبد المحسن بن محمد الشيحي، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وخلق كثير آخرهم أبو علي محمد بن محمد ابن المهدي.

وقال الخطيب: كان صدوقا، ولد في أول سنة سبع وستين وثلاثمائة، وذكر لي أن بعض أجداده كان يسمى عتيقا، وإليه ينسب.

وقال ابن ماكولا: قال لي شيخنا العتيقي: إنه روياني الأصل. خرج على الصحيحين، وكان ثقة متقنا يفهم ما عنده، وكان الخطيب ربما دلسه يقول: أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي.

ص: 622

قال الخطيب: توفي في صفر.

6 -

‌ أحمد بن المظفر بن أحمد بن يزداد

، أبو الحسن الواسطي العطار.

روى عن أبي محمد ابن السقاء مسند مسدد؛ رواه عنه أبو نعيم محمد بن إبراهيم الجماري.

توفي في شعبان.

7 -

‌ إبراهيم بن محمد بن زكريا بن زكريا بن مفرج بن يحيى بن زياد

بن عبد الله بن خالد بن سعد بن أبي وقاص، أبو القاسم الزهري الإفليلي ثم القرطبي، وإفليل التي والده منها قرية من قرى الشام.

روى عن أبيه، وأبي عيسى الليثي، وأبي محمد الفاسي، وأبي زكريا بن عائذ، وأبي بكر الزبيدي، وأحمد بن أبان بن سيد، وجماعة.

وولي الوزارة للمستكفي بالله، وكان إماما حافظا للغة والأشعار، قائما عليها، لا سيما شعر أبي تمام، وأبي الطيب المتنبي، وكان ذكرا للأخبار وأيام الناس، بارعا في اللغة، صادق اللهجة.

ولد في شوال سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.

روى عنه: أبو مروان الطبني، وأبو سراج، وآخرون، وأقرأ الأدب مدة، وله مصنف في شرح معاني شعر المتنبي، وغير ذلك.

وتوفي في ذي القعدة بقرطبة.

8 -

‌ بشرويه بن محمد بن إبراهيم

، الرئيس أبو نعيم الجرجاني الزاهد.

سمع من بشر بن أحمد الإسفراييني، وأجاز له إسماعيل بن نجيد.

وتوفي في ربيع الأول بنيسابور.

ص: 623

9 -

‌ الحسين بن الحسن بن يعقوب

، أبو عبد الله ابن الدباس الواسطي، الملقب بجديرة، بالجيم.

سمع أبا حفص الكتاني، والمخلص، وأحمد بن عبيد بن بيري، وابن جهضم، وجماعة. سمع منه علي بن محمد الجلابي، وورخه.

10 -

‌ الحسين بن عقبة

، أبو عبد الله البصري الضرير، من أعيان الشيعة.

قرأ على الشريف المرتضى كتاب الذخيرة وحفظه، وله سبع عشرة سنة، وكان من أذكياء بني آدم، ورد أنه قال: أقدر أحكي مجالس الشريف وما جرى فيها من أول يوم حضرتها. ثم أخذ يسردها مجلسا مجلسا، والناس يتعجبون.

11 -

‌ الملك العزيز

، أبو منصور خسرفيروز ابن الملك جلال الدولة أبي طاهر فيروز ابن الملك بهاء الدولة خرة فيروز ابن الملك عضد الدولة فناخسرو ابن ركن الدين الحسن بن بويه الديلمي.

ولد بالبصرة سنة سبع وأربعمائة، وولي إمرة واسط لأبيه وبرع في الأدب والأخبار والعربية، وأكب على اللهو والخلاعة.

وله شعر رائق، فمن ذلك وأجاد:

وراقص يستحث الكف بالقدم مستملح الشكل والأعطاف والشيم يرى له نبرات من أنامله كأنها نبضات البرق في الظلم يراجع الحث في الإيقاع من طرب تراجع الرجل الفأفاء في الكلم وله:

من ملني فلينأ عني راشدا فمتى عرضتُ له فلست براشد ما ضاقت الدنيا علي بأسرها حتى تراني راغبا في زاهد ولما مات أبوه سنة خمس وثلاثين وأربعمائة فارق العزيز واسطا وأقام عند أمير العرب دبيس بن مزيد، ثم توجه إلى ديار بكر منتجعا للملوك، فمات في ربيع الأول بميافارقين.

ص: 624

12 -

‌ رفق المستنصري

، أمير دمشق، عدة الدولة.

ولي إمرة دمشق سنة إحدى وأربعين بعد طارق المستنصري، وعزل بعد أيام، وولي إمرة حلب.

13 -

‌ العباس بن الفضل بن جعفر بن الفضل بن موسى بن الحسين بن الفرات

، أبو أحمد ابن الوزير.

من بيت حشمة ورياسة بمصر. روى عن أبي بكر بن إسماعيل المهندس، وغيره. روى عنه الرازي في مشيخته.

14 -

‌ عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن

، أبو نصر ابن الصابوني النيسابوري.

سافر للحج فدخل بلاد الروم، وعقد مجلسا في قوله تعالى:{وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ} الآية. فمرض رحمه الله ومات، وحمل تابوته إلى نيسابور.

15 -

‌ عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن عون الله بن حدير القرطبي

.

رجل كبير القدر، طويل العمر. رحل سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، فقرأ بمصر على أبي الطيب بن غلبون، ولقي بمكة الدينوري، وبالقيروان أبا محمد بن أبي زيد، ورجع.

وكان فاضلا ناسكا، زاهدا، ورعا، صدوقا من بيت علم وشرف، وقد جربت له دعوات مستجابات، وكان إمام مسجد عبد الله البلنسي.

توفي في جمادى الأولى عن أربع وثمانين سنة.

16 -

‌ عبد الصمد بن أبي نصر العاصمي البخاري

.

حدث عن أبي عمرو محمد بن محمد بن صابر، وغيره. روى عنه القاضي أبو المحاسن الروياني.

ص: 625

17 -

‌ علي بن أحمد الحاكم

، أبو أحمد الإستراباذي.

توفي بسمرقند.

18 -

‌ علي بن إبراهيم بن نصرويه بن سختام بن هرثمة

، الفقيه أبو الحسن العربي السمرقندي، الحنفي المفتي.

رحل ليحج، فحدث في الطريق ببغداد، وبدمشق عن أبيه وأخيه إسحاق، ومحمد بن أحمد بن مت الأشتيخني، وإبراهيم بن عبد الله الرازي نزيل بخارى، وأبي سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي، ومنصور بن نصر الكاغدي، ومحمد بن يحيى الغياثي، وغيرهم.

روى عنه أبو علي الأهوازي، وهو أكبر منه، وأبو بكر الخطيب، ومنصور بن عبد الجبار السمعاني، والفقيه نصر المقدسي، وفيد بن عبد الرحمن الهمذاني، وآخر من روى عنه أبو طاهر محمد بن الحسين الحنائي.

قال الخطيب: كان من أهل العلم والتقدم في مذهب أبي حنيفة. قال لي: ولدتُ في شعبان سنة خمس وستين وثلاثمائة، وكان أبي يذكر أنه من العرب وأدركه أجله في الطريق.

قلت: قد حدث بدمشق بثلاثة أجزاء مشهورة، وذلك في سنة إحدى وأربعين.

19 -

‌ علي بن عبد الله بن حسين بن الشبيه

، أبو القاسم العلوي البغدادي الناسخ.

سمع محمد بن المظفر. روى عنه الخطيب، وقال: كان صدوقا دينا يورق بالأجرة.

20 -

‌ علي بن عمر بن محمد

، أبو الحسن الحراني، ثم المصري الصواف، المعروف بابن حمصة.

ص: 626

لم يرو شيئا سوى مجلس البطاقة، لكنه تفرد به مدة سنين، وكان آخر من حدث عن حمزة الحافظ، سمعه وهو مراهق، فإن شيخنا الدمياطي أخبرنا أنه سمع ابن رواج قال: أخبرنا السلفي قال: قال أبو عبد الله الرازي: سمعنا ابن حمصة يقول: ولدت سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.

وبالسند إلى السفلي قال: أخبرنا أبو صادق، والرازي؛ قالا: قال لنا أبو الحسن: لما أملى علينا حمزة حديث البطاقة صاح غريب من الحلقة صيحة فاظت نفسه معها، وأنا ممن حضر جنازته وصلى عليه.

روى عنه هبة الله بن محمد الشيرازي، وأبو النجيب عبد الغفار الأرموي، وأبو العباس أحمد بن إبراهيم الرازي، وولده أبو عبد الله محمد الرازي، وهو آخر أصحابه، وأحمد بن عبد القادر اليوسفي، وأبو صادق مرشد بن يحيى، وآخرون. وكان سماعه من حمزة الكناني في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، وتوفي في ثالث رجب من العام الذي فيه، وصلى عليه الفقيه أبو محمد عبد الله بن الوليد المالكي.

21 -

‌ فارس بن نصر

، أبو القاسم البغدادي الخباز.

سمع أبا الحسين بن سمعون. روى عنه الخطيب، وقال: كان صدوقا. ثم ذكر وفاته.

22 -

‌ الفضل بن أحمد بن أحمد بن محمود

، أبو القاسم الثقفي الأصبهاني، والد الرئيس.

أملى عن الحسن بن داود الأصبهاني، وغيره.

وسمع بعد السبعين وثلاثمائة. روى عنه أبو علي الحداد.

23 -

‌ قرواش بن مقلد بن المسيب بن رافع العقيلي

، الأمير أبو المنيع معتمد الدولة ابن الأمير حسام الدولة أبي حسان صاحب الموصل.

ذكرنا والده في سنة إحدى وتسعين وإن قرواشا ولي الموصل بعده، فطالت أيامه واتسعت مملكته، فكان بيده الموصل والمدائن والكوفة وسقي الفرات، وقد خطب في بلاده للحاكم صاحب مصر، ثم رجع عن ذلك وخطب

ص: 627

لخليفة الإسلام القادر بالله. فجهز صاحب مصر جيشا لحربه، ووصلت الغُزّ إلى الموصل ونهبوا دار قرواش، وأخذوا له من الذهب مائتي ألف دينار، فاستنجد عليهم بدبيس بن صدقة الأسدي، واجتمعا على حرب الغز فنصرا عليهم وقتلا منهم خلقا.

وكان قرواش ظريفا أديبا شاعرا نهابا وهابا جوادا.

ومن شعره:

من كان يحمد أو يذم مورثا للمال من آبائه وجدوده فأنا امرؤ لله أشكر وحده شكرا كثيرا جالبا لمزيده لي أشقر ملء العنان مغاور يعطيك ما يرضيك من محموده ومهند عضبٌ إذا جردته خلت البروق تموج في تجريده وبذا حويتُ المال، إلا أنني سلطتُ فيه يدي على تبديده وكان على سنن العرب، فورد أنه جمع بين أختين فلاموه، فقال: خبروني ما الذي نستعمل من الشرع حتى تتكلموا في هذا الأمر.

وقال مرةً: ما في رقبتي غير دم خمسة أو ستة من العرب قتلتهم، فأما الحاضرة فما يعبأ الله بهم.

ثم إنه وقع بينه وبين بركة ابن أخيه، فقبض عليه بركة وحبسه وتلقب: زعيم الدولة، وذلك في سنة إحدى وأربعين هذه، فلم تطل دولته ومات في آخر سنة ثلاث وأربعين، فقام بعده أبو المعالي قريش بن بدران بن مقلد ابن أخيه فأول ما ملك عمد إلى عمه قرواش أخرجه من السجن فذبحه صبرا بين يديه، وذلك في رجب سنة أربع وأربعين.

وقيل: بل مات في سجنه، وقوي أمر قريش وعظم شأنه.

24 -

‌ محمد بن أحمد بن علي بن حمدان

، الحافظ أبو طاهر.

محدث مكثر، رحال، تخرج بالحاكم، وسمع من زاهر بن أحمد بسرخس، ومن محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان الطرازي، ومحمد بن عبد الله الجوزقي الحافظ، وطبقتهما بنيسابور ومن جعفر بن فناكي بالري، ومن أحمد بن علي بن عمر السليماني ببيكند، ومن محمد بن أحمد غنجار البخاري

ص: 628

ببخارى، ومن أبي سعد الإدريسي بسمرقند، ومن علي بن محمد بن عمر الفقيه بالري، ومن ابن الصلت الأهوازي ببغداد، ومن علي بن أحمد الخزاعي، ببخارى، ومن أبي الفضل محمد بن الحسين الحدادي بمرو. عرفت سماعه منهم من جمعه طرق حديث الطير ومن جمعه مسند بهز بن حكيم، كتبه عنه أبو سعيد محمد بن أحمد بن حسين النيسابوري في سنة إحدى وأربعين وأربعمائة.

25 -

‌ محمد بن أحمد بن عيسى بن عبد الله

، القاضي، أبو الفضل السعدي البغدادي، الفقيه الشافعي راوي معجم الصحابة للبغوي، عن ابن بطة العكبري.

سمع موسى بن محمد بن جعفر السمسار، وأبا الفضل عبيد الله الزهري، وأبا بكر بن شاذان، وأبا طاهر المخلص، وابن بطة، ومحمد بن عمر بن زنبور، وأبا الحسن ابن الجندي ببغداد، وأبا عبد الله الجعفي بالكوفة، وابن جميع بصيدا، وحامد بن إدريس بالموصل، وأبا مسلم الكاتب بمصر، وسكن مصر وأملى وأفاد، وكان من تلامذة أبي حامد الإسفراييني.

روى عنه سهل بن بشر الإسفراييني، وعلي بن مكي الأزدي، وأبو نصر الطريثيثي، ومحمد بن أحمد الرازي، وآخرون، وقد كتب عنه شيخه الحافظ عبد الغني، ومات قبله بنيف وثلاثين سنة.

توفي أبو الفضل السعدي في شعبان، وقيل: في شوال، فيحرر.

26 -

‌ محمد بن إسحاق بن محمد

، القاضي أبو الحسن القهستاني.

الذي روى مسند علي لمطين في اثني عشر جزءا بمصر، عن علي بن حسان الدممي، فحدث به في هذا العام في ذي الحجة، وسمعه منه أبو عبد الله محمد بن أحمد الرازي، فهذا الرجل ليس في مشيخة الرازي، وسمعه منه أبو صادق مرشد المديني، فسمعه السلفي، من مرشد، وقد حدث يحيى بن محمد بن أحمد الرازي بالمسند عن والده، عن القهستاني.

27 -

‌ محمد بن علي بن عبد الله بن محمد بن رحيم

، أبو عبد الله الصوري الحافظ، أحد أعلام الحديث.

ص: 629

سمع الحديث على كبر، وعني به أتم عناية إلى أن صار فيه رأسا. سمع أبا الحسين بن جميع، وأبا عبد الله بن أبي كامل الأطرابلسي، ومحمد بن عبد الصمد الزرافي، ومحمد بن جعفر الكلاعي، والحافظ عبد الغني بن سعيد المصري، وأبا محمد بن النحاس، وعبد الله بن محمد بن بندار، وطائفة كبيرة بمصر، وتخرج بعبد الغني، ثم رحل إلى بغداد فأدرك بها صاحب الصفار أبا الحسن بن مخلد، وطبقته.

روى عنه أبو بكر الخطيب، وقاضي العراق أبو عبد الله الدامغاني، وجعفر السراج، والمبارك ابن الطيوري، وسعد الله بن صاعد الرحبي، وآخرون.

قال: ولدت في سنة ست أو سبع وسبعين وثلاثمائة.

قال الخطيب: كان من أحرص الناس على الحديث وأكثرهم كتبا له، وأحسنهم معرفة به. لم يقدم علينا أفهم منه لعلم الحديث، وكان دقيق الخط، صحيح النقل، حدثني أنه كان يكتب في الوجهة من ثمن الكاغد الخراساني ثمانين سطرا، وكان مع كثرة طلبه صعب المذهب فيما يسمعه. ربما كرر قراءة الحديث الواحد على شيخه مرات، وكان رحمه الله يسرد الصوم لا يفطر إلا في الأعياد، وذكر لي أن عبد الغني كتب عنه أشياء في تصانيفه، وصرح باسمه في بعضها، وقال في بعضها: حدثني الورد بن علي.

قال الخطيب: وكان صدوقا، كتب عني وكتبت عنه، ولم يزل ببغداد حتى توفي بها في جمادى الآخرة، وقد نيف على الستين.

وذكره أبو الوليد الباجي فقال: الصوري أحفظ من رأيناه.

وقال غيث بن علي الأرمنازي: رأيت جماعة من أهل العلم يقولون: ما رأينا أحفظ من الصوري.

وقال عبد المحسن البغدادي الشيحي: ما رأينا مثله، كان كأنه شعلة نار، بلسان كالحسام القاطع.

ص: 630

وقال السلفي: كتب الصوري صحيح البخاري في سبعة أطباق من الورق البغدادي، ولم يكن له سوى عين واحدة.

قال: وذكر أبو الوليد الباجي في كتاب فرق الفقهاء قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن علي الوراق، وكان ثقة متقنا، أنه شاهد أبا عبد الله الصوري، وكان فيه حسن خلق ومزاح وضحك، لم يكن وراءه إلا الدين والخير، ولكنه كان شيئا جبل عليه، ولم يكن في ذلك بالخارق للعادة، ولا الخارج عن السمت. فقرأ يوما جزءا على أبي العباس الرازي وعن له أمر أضحكه، وكان بالحضرة جماعة من أهل بلدنا فأنكروا عليه ضحكه وقالوا: هذا لا يصلح ولا يليق بعلمك وتقدمك أن تقرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت تضحك، وأكثروا عليه وقالوا: شيوخ بلدنا لا يرضون هذا. فقال: ما في بلدكم شيخ إلا يجب أن يقعد بين يدي ويقتدي بي، ودليل ذلك أني قد صرت معكم على غير موعد، فانظروا إلى أي حديث شئتم من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، اقرأوا إسناده لأقرأ متنه، أو اقرأوا متنه حتى أخبركم بإسناده.

قال الباجي: لزمت الصوري ثلاثة أعوام، فما رأيته تعرض لفتوى.

وقال أبو الحسين ابن الطيوري: كتبتُ عن خلق فما رأيت فيهم أحفظ من الصوري كان يكتب بفرد عين، وكان متفننا، يعرف من كل علم، وقوله حجة. قال: وعنه أخذ الخطيب علم الحديث.

قلت: وشعره مما رواه عنه الخطيب:

في جد وفي هزل إذا شئـ ـت وجدي أضعاف أضعاف هزلي عاب قوم علي هذا ولجوا في عتابي وأكثروا فيه عذلي قلت: مهلا، لا تفرطوا في ملامي واحكموا لي فيكم بغالب فعلي أنا راض بحكمكم إن عدلتم رب حكم يمضي على غير عدل وللصوري:

قل لمن عاند الحديث وأضحى عائبا أهله ومن يدعيه أبعلم تقول هذا؟ أبن لي أم بجهل فالجهل خلق السفيه

ص: 631

أيعاب الذين هم حفظوا الد ين من الترهات والتمويه وإلى قولهم وما قد رووه راجع كل عالم وفقيه

28 -

‌ مزيد بن محمد السلمي الطوسي الفقيه

.

روى عن زاهر بن أحمد الفقيه. روى عنه أبو الحسن علي بن محمد الجرجاني.

29 -

‌ مودود بن مسعود بن محمود بن سبكتكين

، الأمير أبو الفتح.

توفي بغزنة في رجب عن تسع وعشرين سنة. تملك عزنة عشر سنين.

قال ابن الأثير: كان قد كاتب أصحاب الأطراف ودعاهم إلى نصرته، وبذل لهم الأموال والإمرة على بلاد خراسان. فأجابوه منهم أبو كاليجار صاحب أصبهان، فإنه سار بجيوشه في المفازة فهلك كثير من عسكره، ومرض هو ورجع، ومنهم خاقان الترك فإنه أتى ترمذ فنهب وخرب وصادر، وسار مودود من غزنة فاعتراه قولنج، فرجع وبعث وزيره لأخذ سجستان من الغز، فمات مودود، وملكوا بعده ابنه وخلعوه بعد خمسة أيام، وملكوا عم مودود، وهو عبد الرشيد ابن السلطان محمود ولقب شمس دين الله.

30 -

‌ الملك العزيز أبو منصور ابن جلال الدولة أبي طاهر بن بويه

.

توفي بظاهر ميافارقين، وله شعر رائق.

ورخه ابن نظيف، وكان قد قرأ العربية مدة بواسط على أبي الحسن الحسيني النحوي المتوفى سنة ثمان وثلاثين، وكانت مدة مملكته سبع سنين، وهو أول من لقب بألقاب ملوك زماننا، وكانت دولته ضعيفة.

ص: 632

سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة

31 -

‌ أحمد بن جعفر بن محمد بن جعفر بن مهران

، أبو بكر الفقيه الأصبهاني الحافظ.

توفي في شوال.

يروي عن أبي مسلم بن شهدل، وطبقته، وعنه الحداد.

32 -

‌ أحمد بن علي بن الحسين

، أبو الحسين التوزي المحتسب البغدادي.

سمع علي بن لؤلؤ الوراق، ومحمد بن المظفر الحافظ، ويوسف القواس.

قال الخطيب: كان صدوقا مديما للسماع معنا، كتبت عنه.

ومات في ربيع الأول وله سبع وسبعون سنة.

قلت: روى عنه جعفر السراج.

33 -

‌ أحمد بن مسرور بن عبد الوهاب بن مسرور بن أحمد الأسدي البلدي ثم البغدادي

، أبو نصر الخباز المقرئ، مقرئ العراق.

قرأ على منصور بن محمد القزاز صاحب ابن مجاهد برواية الدوري، وعلى عمر بن إبراهيم الكتاني صاحب ابن مجاهد برواية عاصم، وعلى المعافى بن زكريا الجريري، برواية قنبل، وقرأ المعافى على ابن شنبوذ، وغيره، وقد قرأ أبو نصر أيضا على إبراهيم بن أحمد الطبري، وعلى علي بن محمد العلاف، وعلى الحمامي، وأبي الحسن علي بن إسماعيل بن الحسن القطان المعروف بالخاشع، وغيرهم.

قرأ عليه الزاهد أبو منصور محمد بن أحمد الخياط، وأبو طاهر بن سوار، وأبو البركات عبد الملك بن أحمد، وقد سمعتُ من طريقه جزءا في ترتيب التنزيل.

وممن قرأ عليه أبو نصر الحسن بن أحمد الشهرزوري والد أبي الكرم،

ص: 633

وعبد السيد بن عتاب، وعلي بن الفرج الدينوري ابن الحارس، وأحمد بن الحسين القطان، وغيرهم.

وكان قد سمع ببلد من المطهر بن إسماعيل القاضي صاحب أبي يعلى الموصلي، وببغداد من ابن سمعون، وعيسى بن الوزير، وطائفة، وصنف كتاب المفيد في القراءات السبع.

روى عنه أبو منصور الخياط، وعبد الملك بن أحمد الشهرزوري، وعلي بن أحمد بن فنجان الشهرزوري.

قال ابن خيرون: مات سنة اثنتين وأربعين، وخلط في بعض سماعه، ومولده سنة إحدى وستين وثلاثمائة.

مات في جمادى الأولى رحمه الله.

34 -

‌ أحمد بن محمد بن عبد الواحد ابن الحافظ أبي بكر أحمد بن محمد بن عمر المنكدري التيمي

، الإمام أبو بكر المروروذي الفقيه الشافعي.

قدم بغداد، وتفقه على أبي حامد الإسفراييني.

وسمع من أبي أحمد الفرضي، وابن مهدي، وبنيسابور من الحاكم، وطائفة، وله شعر وفضائل.

كتب عنه أبو بكر الخطيب، ومات بمرو الروذ، وقد قارب السبعين.

35 -

‌ الحسن بن الحسين بن يحيى بن زكريا بن أحمد البلخي

. ثم الدمشقي، أبو محمد.

روى عن جده يحيى عن ابن أبي ثابت. روى عنه عبد العزيز الكتاني.

36 -

‌ الحسن بن خلف بن يعقوب

، أبو القاسم البغدادي المقرئ، الملقب بالحكيم.

سكن مصر، وأدب صاحب مصر، وروى عن ابن ماسي، وعلي بن

ص: 634

محمد بن كيسان، وابن لؤلؤ. روى عنه مشرف بن علي، والحبال، وسهل بن بشر الإسفراييني، وجماعة.

قال الحبال: كان ثقة، لكنه ابتلي.

37 -

‌ الحسن بن عبد الواحد النجيرمي ثم المصري

.

روى عن المهندس، وغيره.

38 -

‌ الحسن ابن الشريف المرتضى علي الموسوي الرافضي

، كان يلقب بالأظهر.

شيعي جلد، معتزلي له تواليف، مات كهلا.

39 -

‌ الحسن بن محمد بن ناقة

، أبو يعلى البغدادي الرزاز.

سمع أبا بكر القطيعي، وأبا محمد بن ماسي، وأبا الحسن الجراحي.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان يتشيع. مولده سنة ست وخمسين وثلاثمائة، سماعه صحيح. توفي في ربيع الآخر.

40 -

‌ حمد بن علي بن محمد

، أبو القاسم اللاسكي الروياني العدل.

من التجار المعروفين، سكن الري، وسمع من حمد بن عبد الله، ومن علي بن محمد القصار، ورحل فسمع السنن بالبصرة من الهاشمي، وسمع من أصحاب الأصم بنيسابور، وأنفق على أهل الحديث أموالا كثيرة. ثم رحل إلى ما وراء النهر فسمع من منصور الكاغدي، وكان البلد محصورا. قال: فأخذت الجواز لجماعة معي حتى دخلوا البلد وسمعوا من الكاغدي، يعني بلد سمرقند، فلما فتح على تكين سمرقند قصدته وأخذت منه خطا بأن لا يؤذي ذلك الشيخ ومن في سكته، وبذلت على ذلك مالا.

توفي حمد بالري، وذكر ترجمته علي بن محمد الجرجاني.

41 -

‌ الخليل بن هبة الله

، أبو بكر التميمي البزاز، الدمشقي.

سمع عبد الوهاب الكلابي، والحسن بن درستويه. روى عنه نجا بن أحمد، وسهل بن بشر الإسفراييني، وأبو طاهر الحنائي.

ص: 635

قال الكتاني: كان ثقة.

42 -

‌ داود بن محمد بن الحسين بن داود

، أبو علي الحسني العلوي.

43 -

‌ سعيد بن وهب

، أبو القاسم الكوفي، الدهقان.

ثقة، روى عن علي بن عبد الرحمن البكائي، وأبي الطيب ابن النخاس، وثقه أبي.

44 -

‌ سلمة بن أمية بن وديع

، أبو القاسم التجيبي، الإمام الأندلسي، نزيل إشبيلية.

رحل وأخذ عن أبي محمد بن أبي زيد، وأبي الطيب بن غلبون وابنه طاهر بن غلبون، وأبي أحمد السامري، وغيرهم، وأسرته الروم حال رجوعه، ثم أنقذه الله بعد سنين.

وكان مولده سنة خمس وستين وثلاثمائة، وتوفي في صفر بإشبيلية.

قال ابن خزرج: كان ثقة فاضلا.

45 -

‌ عبد الله بن محمد بن حسين الأصبهاني

، أبو محمد الكتاني.

حدث عن ابن المقرئ.

مات في ذي الحجة.

46 -

‌ عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن فادويه

، أبو القاسم الأصبهاني التاجر.

توفي في جمادى الآخرة، وكان متشددا على المبتدعة.

روى عن أبي الشيخ، وجماعة، وعنه أحمد بن الحسين بن أبي ذر الصالحاني، وغيره.

47 -

‌ علي بن الحسين بن علي بن شعبان

، أبو الحسن بن أبي عبد الله الخولاني المصري.

سمع محمد بن الحسين الدقاق عن محمد بن الربيع الجيزي. روى عنه محمد بن أحمد الرازي في مشيخته.

ص: 636

وتوفي في شوال.

48 -

‌ علي بن عمر بن محمد

، أبو الحسن ابن القزويني الحربي الزاهد.

سمع أبا حفص ابن الزيات، والقاضي أبا الحسن الجراحي، وأبا عمر بن حيويه، وأبا بكر بن شاذان، وطبقتهم.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان أحد الزهاد المذكورين، ومن عباد الله الصالحين، يقرئ القرآن، ويروي الحديث، ولا يخرج من بيته إلا للصلاة رحمة الله عليه. قال لي: ولدت سنة ستين وثلاثمائة، وتوفي في شعبان، وغلقت جميع بغداد يوم دفنه، ولم أر جمعا على جنازة أعظم منه.

قلت: وله مجالس مشهورة يرويها النجيبُ الحراني.

روى عنه أبو علي أحمد بن محمد البرداني، وأبو سعد أحمد بن محمد بن شاكر الطرسوسي شيخ ذاكر بن كامل، وجعفر بن أحمد السراج، والحسن بن محمد بن إسحاق الباقرحي، وأبو العز محمد بن المختار، وهبة الله بن أحمد الرحبي، وأبو منصور أحمد بن محمد الصيرفي، وعلي بن عبد الواحد الدينوري، وآخرون.

قال أبو نصر هبة الله بن علي بن المجلي: حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن طلحة بن المنقي الحربي قال: حضرت والدي الوفاة، فأوصى إلي بما أفعله، وقال: تمضي إلى القزويني وتقول له: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وقال لي: اقرأ على القزويني مني السلام، وقل له: العلامة أنك كنت بالموقف في هذه السنة. فلما مات أبي جئت إلى القزويني، فقال لي ابتداء: مات أبوك؟ قلت: نعم. فقال: رحمه الله وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصدق أبوك، وأقسم علي أن لا أحدث به في حياته، ففعلت.

أخبرنا ابن الخلال، قال: أخبرنا جعفر، قال: أخبرنا السلفي قال: سألته، يعني شجاعا الذهلي، عن أبي الحسن القزويني فقال: كان علم الزهاد والصالحين وإمام الأتقياء الورعين، له كرامات ظاهرة معروفة يتداولها الناس

ص: 637

عنه، لم يزل يقرئ ويحدث إلى أن مات.

وقال أبو صالح المؤذن في معجمه، أبو الحسن ابن القزويني الشافعي المشار إليه في زمانه ببغداد في الزهد والورع وكثرة القراءة، ومعرفة الفقه والحديث، قرأ القرآن علي أبي حفص الكتاني، وقرأ القراءات، ولم يكن يعطي من يقرأ عليه إسنادا بها.

وقال هبة الله ابن المجلي في كتاب مناقب ابن القزويني ما معناه: إن ابن القزويني كان كلمة إجماع في الخير، وكان ممن جمعت له القلوب فحدثني أحمد بن محمد الأمين قال: كتبت عنه مجالس أملاها في مسجده، كان أي جزء وقع بيده خرج به وأملى منه عن شيخ واحد جميع المجلس، ويقول: حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينتقى. قال: وكان أكثر أصوله بخطه. قال: وسمعت عبد الله بن سبعون القيرواني يقول: أبو الحسن القزويني ثقة ثبت، وما رأيت أعقل منه.

وحدث أبو الحسن البيضاوي، عن أبيه أبي عبد الله قال: كان أبو الحسن يتفقه معنا على الداركي وهو شاب، وكان ملازما للصمت قل أن يتكلم.

وقال: قال لنا أبو محمد المالكي: خرج في كتب القزويني تعليق بخطه على أبي القاسم الداركي، وتعليق في النحو عن ابن جني، سمعت أبا العباس المؤدب وغيره يقولان: إن أبا الحسن سمع الشاة تذكر الله تعالى.

حدثني هبة الله بن أحمد الكاتب أنه زار قبر ابن القزويني، ففتح ختمة هناك وتفاءل للشيخ، فطلع أول ذلك:{وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ}

وعن أبي الحسن الماوردي القاضي قال: صليت خلف أبي الحسن القزويني، فرأيت عليه قميصا نقيا مطرزا، فقلت في نفسي: أين الطرز من الزهد؟ فلما سلم قال: سبحان الله الطرز لا ينقض أحكام الزهد.

حدثني محمد بن الحسين القزاز قال: كان ببغداد زاهد خشن العيش، وكان يبلغه أن ابن القزويني يأكل الطيب، ويلبس الرقيق، فقال: سبحان الله رجل مجمع على زهده وهذا حاله، أشتهي أن أراه. فجاء إلى الحربية، قال:

ص: 638

فرآه، فقال الشيخ: سبحان الله، رجل يومئ إليه بالزهد يعارض الله في أفعاله، وما هنا محرم ولا منكر؟! فطفق ذلك الرجل يشهق ويبكي، وذكر الحكاية.

سمعت أبا نصر عبد السيد بن الصباغ يقول: حضرتُ عند القزويني فدخل عليه أبو بكر ابن الرحبي فقال: أيها الشيخ، أي شيء أمرتني نفسي أخالفها؟ فقال: إن كنت مريدا، فنعم، وإن كنت عارفا، فلا. فانصرفت وأنا مفكر وكأنني لم أصوبه. فرأيتُ في النوم ليلتي شيئا أزعجني، وكأن من يقول لي: هذا بسبب ابن القزويني، يعني لما أخذت عليه.

وحدثني أبو القاسم عبد السميع الهاشمي عن الزاهد عبد العزيز الصحراوي قال: كنت أقرأ على القزويني، فجاء رجل مغطى الوجه، فوثب الشيخ إليه وصافحه وجلس معه بين يديه ساعة، ثم قام وشيعه. فاشتد عجبي وسألت صاحبي: من هذا؟ فقال: أوما تعرفه؟ هذا أمير المؤمنين القادر بالله.

وحدثنا أحمد بن محمد الأمين، قال: رأيت الملك أبا كاليجار قائما يشير إليه أبو الحسن بالجلوس فلا يفعل.

وحدثني علي بن محمد الطراح الوكيل قال: رأيت الملك أبا طاهر بن بويه قائما بين يدي أبي الحسن يومئ إليه ليجلس فيأبى.

ثم حكى ابن المجلي له عدة كرامات منها شهود عرفة وهو ببغداد، ومنها ذهب إلى مكة فطاف ورجع من ليلته.

وقد أخبرنا ابن الخلال، قال: أخبرنا جعفر، قال: أخبرنا السلفي قال: سمعت جعفر بن أحمد السراج يقول: رأيت على أبي الحسن القزويني الزاهد ثوبا رفيعا لينا، فخطر ببالي كيف مثله في زهده يلبس مثل هذا؟ فقال لي في الحال بعد أن نظر إلي:{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} وحضرنا عنده يوما للسماع إلى أن وصلت الشمس إلينا وتأذينا بحرها، فقلتُ في نفسي: لو تحول الشيخ إلى الظل. فقال لي في الحال: {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا}

49 -

‌ علي بن محمد بن علي

، أبو الحسن المقرئ الرازي الحافظ الصالح.

ص: 639

حدث بدمشق عن أبي علي حمد بن عبد الله الأصبهاني الرازي، وأبي سعد الماليني. روى عنه عبد العزيز الكتاني.

50 -

‌ عمر بن ثابت

، أبو القاسم الثمانيني الموصلي النحوي الضرير.

من كبار أئمة العربية. أخذ عن أبي الفتح بن جني، وغيره، وعنه أخذ أبو المعمر بن طباطبا العلوي.

وكان هو وأبو القاسم بن برهان يقرئان العربية بالعراق، فكان الرؤساء يقرأون على ابن برهان، وكان العوام يقرأون على الثمانيني، وثمانين: بليدة كقرية من أرض جزيرة ابن عمر، يقال: إنها أول قرية بنيت بعد الطوفان، ونزلها الثمانون أهل السفينة، فسميت بهم، وله من التصانيف كتاب شرح اللمع، وكتاب المفيد في النحو، وكتاب شرح التصريف الملوكي.

توفي في هذه السنة في ذي القعدة.

51 -

‌ القاسم بن أحمد بن القاسم بن أبان

.

حدث بأصبهان عن علي بن محمد بن عمر الفقيه الرازي، روى عنه أبو علي الحداد.

52 -

‌ محمد بن أحمد بن الحسين

، أبو الحسن ابن المحاملي.

توفي في ربيع الآخر.

53 -

‌ محمد بن إسماعيل

، أبو بكر الجوهري.

حدث بمصر عن ابن محمش الزيادي، وأبي عمر بن مهدي. روى عنه الرازي في مشيخته، وسهل بن بشر الإسفراييني.

54 -

‌ محمد بن طلحة بن علي بن الصقر الكتاني

، البغدادي، من أولاد الشيوخ.

ص: 640

روى عن أبيه، وأبي عمر بن حيويه، وأبي القاسم بن حبابة، والمخلص.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا دينا.

55 -

‌ محمد بن عبد الله بن فضلويه

. أبو منصور الأصبهاني الوكيل.

روى عن عبد الرحمن بن طلحة الطلحي، شيخ، روى عن الفضل بن الخطيب، وابن الجارود. روى عنه أبو علي الحداد.

56 -

‌ محمد بن عبد المؤمن

، أبو إسحاق الإسكافي.

ولد سنة ستين وثلاثمائة ببغداد، وسمع أبا عبد الله بن عبيد العسكري، ومحمد بن المظفر، والأبهري، وكان فقيها مالكيا ثقة.

وثقه الخطيب، وروى عنه.

57 -

‌ محمد بن عبد الواحد ابن زوج الحرة محمد البغدادي

. الأوسط من الإخوة، وهو أبو الحسن أخو أبي عبد الله وأبي يعلى.

سمع من أصحاب البغوي، وسمع من أبي علي الفارسي النحوي، وعلي بن لؤلؤ الوراق، وابن المظفر، وهؤلاء.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقا، ولد سنة إحدى وسبعين، ومات في جمادى الآخرة.

58 -

‌ محمد بن علي بن محمد بن يوسف

. أبو طاهر ابن العلاف البغدادي الواعظ.

سمع أحمد بن جعفر القطيعي، وأحمد بن جعفر الختلي ومخلد بن جعفر الباقرحي، وغيرهم.

قال الخطيب: كتب عنه، وكان صدوقا ظاهر الوقار، له حلقة في جامع المنصور ومجلس وعظ. مات في ربيع الآخر.

ص: 641

قلت: روى عنه أيضا الحسن بن محمد الباقرحي، وأبو الحسين المبارك ابن الطيوري، وجماعة.

59 -

‌ محمد بن علي بن أحمد بن الحسين بن بهرام

. أبو بكر الجوزداني ثم الأصبهاني.

وجوزدان مدينة مما يلي بلخ، غير جوزدان التي منها أبو بكر، والتي هذا منها قرية على باب أصبهان.

كان مقرئا مجودا، طيب الصوت، محدثا صاحب أصول. قرأ القرآن على الشيخ محمد بن أحمد بن عبد الأعلى الأندلسي، وسمع من أبي بكر بن المقرئ، ورحل إلى بغداد فسمع من أبي حفص بن شاهين، والمخلص. روى عنه يحيى بن منده الحافظ، وإلكيا يحيى بن حسين الرازي الحافظ، وغيرهما.

وتوفي في ذي القعدة، وكان إمام الجامع العتيق بأصبهان.

60 -

‌ محمد بن محمد بن إسماعيل

، أبو بكر البغدادي الطاهري.

كان من أهل القرآن والعبادة والصلاح والحج.

قال الخطيب: بلغني أنه حج علي قدميه أربعين حجة، وكان يصحب الفقراء. حدثنا عن أبي حفص بن شاهين، وأبي الحسين بن سمعون، وكان ثقة. توفي في شعبان.

61 -

‌ محمد بن محمد بن أبي عبد الرحمن محمد بن يوسف

. أبو بكر بن أبي نصر الشحام النيسابوري المقرئ الشروطي الزاهد، الصالح، والد طاهر، وجد زاهر.

روى عن الحافظ أحمد بن محمد الحيري، و.

62 -

‌ محمد بن مهران بن أحمد بن محمد بن مهران

، أبو عبد الله الخويي. يعرف بشيخ الإسلام.

حدث بدمشق، وحدث بأصبهان في هذه السنة، وانقطع خبره.

ص: 642

روى عن المخلص، ومحمد بن عمر بن زنبور، وأبي الحسن بن الجندي. روى عنه أبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي، وعبد الرزاق بن عبد الله المعري، ومشرف بن المرجى، وأبو علي الحسن بن أحمد الحداد، وآخرون.

63 -

‌ منصور بن محمد بن عبد الله

، أبو الفتح الأصبهاني، ويعرف بابن المقدر.

سكن بغداد، وحدث بها عن أبي بكر عبد الله بن محمد القباب.

قال الخطيب: كان داعية إلى الاعتزال يستهزئ بالآثار، حدثنا من لفظه، فذكر حديثا.

64 -

‌ ماجه بن علي بن أحمد بن الحسن بن ماجه القزويني

.

سمع علي بن أحمد بن صالح، وأبا الحسن الدارقطني، وابن شاهين.

65 -

‌ مهدي بن أحمد بن محمد بن شبيب

. الفقيه أبو الوفاء القايني، نزيل أصبهان.

سمع بنيسابور عبد الله بن يوسف، وأبا عبد الرحمن السلمي، وببغداد هبة الله بن سلامة. روى عنه أبو الفتح الحداد، وأبو علي الحداد، وأبو طاهر عبد الواحد الدشتج الذهبي.

وكان أشعريا واعظا، صنف تفسيرا، وتوفي في ذي الحجة بأصبهان.

66 -

‌ يونس بن أحمد بن يونس بن عيشون

، أبو سهل الجذامي ابن الحراني القرطبي اللغوي.

أخذ عن أبي عمر بن أبي الحباب، وابن سيد، وكان بصيرا باللسان، حافظا للغة والعروض، قيما بالأشعار، مليح الخط متقنا. أقرأ الناس مدة، وكان عظيم اللحية جدا. روى عنه أبو مروان بن سراج، وأبو مروان الطبني.

توفي في ذي الحجة عن تسع وسبعين سنة.

ص: 643

سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة

67 -

‌ أحمد بن عثمان أبو نصر الجلاب

.

سمع محمد بن إسماعيل الوراق، وابن أخي ميمي، وعنه الخطيب، وقال: ثقة صالح، مات في المحرم، وقد نيف على الثمانين.

68 -

‌ أحمد بن علي بن أحمد

، أبو الحسين البغدادي المؤدب. أخو أبي طاهر ابن الأنباري الفارض.

سمع أبا بكر الوراق.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا.

69 -

‌ أحمد بن علي بن محمد بن سلمة

. أبو العباس الفهمي الأنماطي.

توفي بمصر في شعبان.

سمع قطعة من الموطأ على عتيق بن موسى، عن أبي الرقراق، عن يحيى بن بكير. روى عنه الرازي في مشيخته، وسمع منه جماعة أجزاء.

70 -

‌ أحمد بن قاسم بن محمد

، أبو جعفر التجيبي الطليطلي، ويعرف بابن ارفع رأسه.

روى عن محمد بن إبراهيم الخشني، وعبد الله بن دنين.

وكان من كبار الفقهاء، شاعرا شروطيا، وكان بصيرا بالحديث وعلله، له حلقة إشغال.

توفي يوم عاشوراء.

قال ابن مظاهر: سمعتُ الناس يقولون يوم وفاته: اليوم مات العلم.

71 -

‌ إسماعيل بن صاعد

. أبو الحسن القاضي.

توفي بنيسابور في شهر رجب.

ص: 644

ذكره الفارسي، فقال: إسماعيل بن صاعد بن محمد بن أحمد قاضي القضاة أبو الحسن ابن عماد الإسلام أبي العلاء أكبر أولاد أبيه سنا وأبسطهم حشمة وجاها، ولي قضاء الري، ثم قضاء نيسابور ونواحيها، وكان من الرجال الدهاة، ولم يشتهر بشيء من العلوم، إلا أنه كان دقيق النظر كيس الطبع، عارفا برسوم القضاء وتربية الحشمة، وكان قصير اليد عن الأموال، نقي الجانب، ولد سنة سبع وسبعين وثلاثمائة وسمعه أبوه في سنة ثلاث وثمانين، وبعدها، وحدث عن أبي الحسين الخفاف، والمخلدي، وظفر بن محمد السيد، وحج سنة اثنتين وأربعمائة، فسمع من أبي أحمد الفرضي وغيره، وعقد للإملاء بعد الثلاثين وأربعمائة، وبعث رسولا في أيام طغرلبك إلى فارس. فتوفي بإيذج، ونقل تابوته إلى نيسابور. أخبرنا عنه الوالد، ومسعود بن ناصر، وجماعة.

72 -

‌ بركة بن مقلد

، زعيم الدولة أبو كامل العقيلي.

كان قد غلب على مملكة الموصل، وغيرها، وقهر أخاه قرواشا، وعاث وأفسد وعسف، وانحدر في هذا العام إلى تكريت ليستولي على العراق أو ينهب البلاد، فانتقض عليه جرحه الذي أصابه من الغز فمات، فاجتمع جيشه العرب على تأمير علم الدين قريش بن بدران بن مقلد، فعاد إلى الموصل، وبعث إلى عمه قرواش وهو محبوس يعرفه بوفاة بركة. ثم تقرر الأمر لقريش، ودانت له تلك الناحية، ورد عمه إلى الحبس لكونه نازعا.

73 -

‌ الحسن بن علي بن محمد أبو علي الشاموخي المقرئ بالبصرة

.

له جزء معروف. روى عن أحمد بن محمد بن العباس صاحب أبي خليفة، ونحوه. روى عنه محمد بن الحسن بن باكير الفارسي.

74 -

‌ الحسين بن الحسن بن يعقوب بن الحسن بن بيان

، أبو عبد الله الواسطي، الدباس المعروف بجديرة.

توفي في صفر.

ص: 645

75 -

‌ خلف، أبو القاسم البلنسي

، مولى يوسف بن بهلول.

كان فقيها عارفا بمذهب مالك. له مختصر في المدونة جمع فيه أقوال أصحاب مالك، وهو كثير الفائدة. روى عن أبي عمر بن المكوي، وابن العطار، وأخذ عن أبي محمد الأصيلي.

وكان مقدما في علم الوثائق، وكان يعرف بالبريلي، وكان أبو الوليد هشام بن أحمد الفقيه يقول: من أراد أن يكون فقيها من ليلته فعليه بكتاب البريلي.

توفي في ربيع الآخر.

76 -

‌ عبد الله بن الحسين بن عبيد الله بن أحمد بن عبدان

. الأزدي الدمشقي الصفار، المقرئ.

سمع عبد الوهاب الكلابي، وغيره. روى عنه ابن بنته أبو طاهر محمد بن الحسين الحنائي، وجماعة.

77 -

‌ عبد الرحمن بن عبد الله بن حسن

، أبو القاسم الدمشقي المقرئ الشافعي.

حدث بمصر عن عبد الوهاب الكلابي. روى عنه عبد المحسن البغدادي.

أثنى عليه أبو إسحاق الحبال.

78 -

‌ عبد الرحمن بن أبي بكر محمد بن أبي علي أحمد بن عبد الرحمن

، أبو القاسم الهمداني الذكواني الأصبهاني المعدل.

من بيت حشمة ورواية، وعلم. روى عن أبي الشيخ بن حيان، وأبي بكر عبد الله بن محمد القباب، وجماعة، وروى بالإجازة عن أبي القاسم الطبراني، وهو آخر من روى في الدنيا عن الطبراني، وقد أملى عدة مجالس، وحدث في هذا العام، ولا أعلم متى توفي.

روى عنه هادي بن الحسن العلوي، وجعفر بن عبد الواحد بن محمد الثقفي، وإسماعيل بن الفضل السراج، وبندار بن محمد الخلقاني، وأبو سعد

ص: 646

المطرز، وأبو علي الحداد، وآخرون، وتوفي في عشر التسعين سنة ثلاث.

قال يحيى بن منده: تكلموا فيه، ألحق في سماعه، وسماعه كثير بخط أبيه.

وقال يحيى أيضا: مات في ربيع الآخر.

79 -

‌ عبيد الله بن أحمد بن عبد الأعلى

، أبو القاسم الرقي المعروف بابن الحراني.

حدث عن نصر بن أحمد المرجي، وأبي نصر الملاحمي. روى عنه أبو بكر الخطيب، وعبد العزيز الكتاني.

ووثقه الخطيب، وقال: مات بالرحبة، وكان قد سكنها، وقد تفقه على أبي حامد الإسفراييني.

80 -

‌ عبد الرزاق ابن القاضي أبي بكر أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن جعفر

، أبو منصور اليزدي، ثم الأصبهاني الخطيب.

روى عن أبي الشيخ، وجماعة، وعنه أبو سعد المطرز.

قال أبو موسى المديني: توفي سنة ثلاث وأربعين.

81 -

‌ عبيد الله بن محمد بن قرعة النجار

، أبو القاسم ابن الدلو.

سمع أبا عبد الله بن عبيد الدقاق العسكري، وحدث.

توفي في رمضان.

قال الخطيب: صدوق.

82 -

‌ عبيد الله بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ

، أبو القاسم أمين القضاة.

ولد سنة ست وخمسين وثلاثمائة، وروى عن القطيعي، وأبي محمد بن ماسي.

83 -

‌ علي بن شجاع

، أبو الحسن المصقلي الأصبهاني، الصوفي.

ص: 647

رحل إلى العراق، وإلى فارس وخراسان، وسمع، ثم سمع ولديه من الحافظ ابن منده.

توفي في ربيع الأول.

وكان من أفاضل أهل أصبهان، حدث عن الدارقطني، وابن شاهين، وأبي بكر بن جشنس.

وهو شيباني صريح النسب. سمع أبو طاهر السلفي من جماعة من أصحابه.

84 -

‌ علي بن محمد بن إبراهيم

، أبو القاسم الأصبهاني القطان الدلال.

سمع عبد الرحمن بن طلحة الطلحي بعد الثمانين وثلاثمائة. روى عنه أبو علي الحداد.

85 -

‌ علي بن محمد بن زيدان

، أبو القاسم البجلي الكوفي.

كان رجلا صالحا ورعا. روى عن قاضي الكوفة أبي القاسم بن أبي عابد. روى عنه أبي النرسي.

86 -

‌ علي بن محمد بن علي بن أحمد بن عيسى

، أبو القاسم الفارسي، ثم المصري.

مسند وقته بمصر. سمع الكثير من أبي أحمد بن الناصح، والقاضي الذهلي، وابن حيويه النيسابوري، والحسن بن رشيق، وعلي بن عبد الله بن العباس البغدادي، وغيرهم. روى عنه سهل بن بشر الإسفراييني، وأبو صادق مرشد بن يحيى المديني، وأبو عبد الله الرازي، وقال: سمعت عليه ستين جزءا أو أزيد.

توفي في شوال.

87 -

‌ محمد بن إسماعيل بن الحسن بن جعفر

، القاضي أبو جعفر العلوي الحسيني النقيب بواسط.

توفي في شوال. حدث عن الحافظ أبي محمد ابن السقاء.

ص: 648

88 -

‌ محمد بن عبد السلام بن عبد الرحمن بن عبيد بن سعدان

، أبو عبد الله الجذامي الزنباعي، مولاهم الدمشقي.

كان أسند من بقي بدمشق. سمع جمح بن القاسم، والحسن بن منير، وأبا عمر بن فضالة، ومحمد بن سليمان الربعي، ومحمد بن عبد الله بن زبر، ويوسف بن القاسم الميانجي، وغيرهم.

روى عنه الكتاني، وأبو القاسم المصيصي، والفقيه نصر المقدسي، وسهل الإسفراييني، ونجا العطار، وأبو طاهر محمد بن الحسين الحنائي، وعلي ابن الموازيني وهو آخر من حدث عنه.

قال الكتاني: توفي يوم عرفة، وعنده ستة أجزاء أو نحوها.

قلت: وأخطأ من قال: إن عبد الكريم بن حمزة سمع منه.

89 -

‌ محمد بن علي بن عمرويه

، أبو سعد الوكيل النيسابوري.

سمع أبا محمد المخلدي، وأبا الحسين الخفاف، وغيرهما. وحدث.

90 -

‌ محمد بن علي بن محمد بن صخر

، أبو الحسن القاضي الأزدي البصري الضرير.

كان كبير القدر، عالي الإسناد. حدث بمصر والحجاز، وانتقى عليه الحافظ أبو نصر السجزي، وأملى عدة مجالس وقع لنا منها خمسة.

روى عن أبي بكر أحمد بن جعفر السقطي، وفهد بن إبراهيم بن فهد الساجي، ويوسف بن يعقوب النجيرمي، وأبي العباس أحمد بن عبد الرحمن الخاركي، وأبي محمد الحسن بن علي بن الحسن بن عمرو الحافظ ابن غلام الزهري، وأبي أحمد محمد بن محمد بن مكي الجرجاني، وعمر بن محمد بن سيف، وأحمد بن محمد بن أبي غسان الدقيقي، وطائفة سواهم.

روى عنه جعفر بن يحيى الحكاك، وأبو القاسم عبد العزيز بن عبد الوهاب القروي، وأبو خلف عبد الرحيم بن محمد الآملي الصوفي، والمطهر بن علي الميبذي، والقاضي أبو زيد عبد الرحمن بن عيسى القرطبي جد الطرطوشي

ص: 649

لأمه، وإسماعيل بن الحسن العلوي، وأبو الوليد سليمان بن خلف الباجي، وغيرهم.

قال أبو إسحاق الحبال: توفي بزبيد في جمادى الآخرة رحمه الله.

قلت: وقد روى البيهقي في الطلاق عن الحسن بن أحمد السمرقندي قال: كتب إلينا ابن صخر من مكة. فذكر حديثا.

91 -

‌ محمد بن محمد بن خلف

، أبو الحسن البصروي الشاعر.

مدح الأكابر، وبصرى الذي هو منها قرية دون عكبرا.

92 -

‌ مسافر بن الطيب بن عباد

، الزاهد المقرئ أبو القاسم، صاحب قراءة يعقوب.

شيخ معمر، عارف بقراءة يعقوب الحضرمي. قرأ بها على الإمام أبي الحسن علي بن محمد بن إبراهيم بن خشنام المالكي بالبصرة، وسمع الحديث من أبي إسحاق الهجيمي، لكن ضاع سماعه.

قال الخطيب: كان شيخا صالحا. توفي في شوال، وقال لي أحمد بن خيرون: سمعته يقول: ولدت سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.

قلت: قرأ عليه أبو الفضل أحمد بن خيرون، وعبد السيد بن عتاب، وعلي بن الجراح، وثابت بن بندار، وأحمد بن عبد القادر بن يوسف.

93 -

‌ مسعدة بن إسماعيل بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي

، أبو الفضل الجرجاني.

سمع أباه، وعمه أبا نصر، وأحمد بن موسى الباغشي، ويوسف بن إبراهيم السهمي، وأبا بكر الآبندوني، وأملى الكثير.

توفي في شهر شوال، وهو والد الشيخ أبي القاسم إسماعيل بن مسعدة.

ص: 650

94 -

‌ هبة الله بن الحسين بن علي

، كمال الملك أبو المعالي، أخو الوزير عميد الملك محمد.

وزر لجلال الدولة أبي طاهر بن أبي نصر بن بويه مرتين الأخيرة سبع سنين، ووزر لأبي كاليجار ولولده، وفتح له ممالك وظلم وسفك وعسف وصادر. هلك في المصاف بين أبي نصر، وأخيه أبي منصور بالأهواز، وقد مدحه الشريف المرتضى، فسر بذلك.

هلك في ربيع الآخر كهلا.

ص: 651

سنة أربع وأربعين وأربعمائة

95 -

‌ أحمد بن علي بن الحسين

، أبو غانم المروزي الكراعي، نسبة إلى بيع الأكارع.

كان مسند مرو في زمانه. روى عن أبي العباس عبد الله بن الحسين النضري صاحب الحارث بن أبي أسامة، وأبي الفضل محمد بن الحسين الحدادي، وغيرهما. روى عنه أبو الفضل محمد بن أحمد الطبسي، وأبو المظفر منصور بن السمعاني، وطائفة آخرهم حفيده أبو منصور محمد بن علي الكراعي، وروى عنه أيضا أبو المحاسن الروياني، وحديثه في بلد الري من أربعي البلدان.

96 -

‌ أحمد بن محمد بن حميد بن الأشعث

، أبو نصر الكشاني السمرقندي القاضي.

توفي في هذه السنة، أو بعدها بقليل، وكان معمرا طاعنا في السن، عاش مائة وعشرين سنة فيما بلغنا. روى عن أحمد بن محمد بن إسماعيل البخاري.

97 -

‌ الحسن بن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن وهب التميمي

الواعظ أبو علي ابن المذهب البغدادي. راوي المسند.

سمع أبا بكر القطيعي، وأبا محمد بن ماسي، وأبا سعيد الحرفي، وأبا الحسن بن لؤلؤ، وأبا بكر الوراق، وأبا بكر بن شاذان، وجماعة كثيرة.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان يروي عن القطيعي مسند أحمد بأسره، وكان سماعه صحيحا إلا في أجزاء منه فإنه ألحق اسمه فيها، وكان يروي كتاب الزهد لأحمد ولم يكن له به أصل، إنما كانت النسخة بخطه، وليس بمحل للحجة. حدث عن أبي سعيد الحرفي، وابن مالك، عن أبي شعيب، قال: حدثنا البابلتي، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثنا هارون بن

ص: 652

رئاب قال: من تبرأ من نسب لدقته أو ادعاه فهو كفر.

قال الخطيب: وجميع ما كان عنده عن ابن مالك جزء وليس هذا فيه، وكان كثيرا يعرض علي أحاديث في أسانيدها أسماء قوم غير منسوبين ويسألني عنهم فأنسبهم له. فيلحق ذلك في تلك الأحاديث موصولة بالأسماء، فأنهاه فلا ينتهي، وسألته عن مولده فقال: سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.

قلت: روى عنه أبو الحسين المبارك ابن الطيوري، وأبو طالب عبد القادر بن محمد اليوسفي، وابن عمه أبو طاهر عبد الرحمن بن أحمد اليوسفي، وأبو غالب عبيد الله بن عبد الملك الشهرزوري، وأبو المعالي أحمد بن محمد بن علي ابن البخاري الذي كان يبخر في الجمع، وأبو القاسم هبة الله بن الحصين وهو آخر من روى في الدنيا عن ابن المذهب.

وقال أبو بكر بن نقطة قال الخطيب: كان سماعه صحيحا إلا في أجزاء، ولم ينبه الخطيب في أي مسند هي، ولو فعل لأتى بالفائدة، وقد ذكرنا أن مسندي فضالة بن عبيد وعوف بن مالك لم يكونا في كتاب ابن المذهب، وكذلك أحاديث من مسند جابر لم توجد في نسخته، رواها الحراني عن القطيعي، ولو كان يلحق اسمه كما زعم لألحق ما ذكرناه أيضا، والعجب من الخطيب يرد قوله بفعله، وهو أنه قال: روى الزهد من غير أصل، وليس بمحل للحجة، ثم روى عنه من الزهد في مصنفاته.

أخبرنا أبو علي ابن الخلال، قال: أخبرنا جعفر، قال: أخبرنا السلفي، قال: سألت شجاعا الذهلي، عن ابن المذهب فقال: كان شيخا عسرا في الرواية، وسمع حديثا كثيرا، ولم يكن ممن يعتمد عليه في الرواية، كأنه خلط في شيء من سماعه. قال لنا السلفي: كان مع عسره متكلما فيه، لأنه حدث بكتاب الزهد لأحمد بعدما عدم أصله، من غير أصله، فتكلم فيه لذلك.

وقال الحافظ أبو الفضل بن خيرون: توفي ابن المذهب ليلة الجمعة، ودفن يوم الجمعة تاسع عشري شهر ربيع الآخر. حدث عن ابن مالك بمسند أحمد، وعن ابن ماسي، وعن جماعة، وحدث أيضا بزهد أحمد سمعت منه

ص: 653

الجميع، وسمع ابن أخي منه زهد أحمد.

98 -

‌ الحسن بن علي بن زيد بن الهيثم

، أبو علي الدهقان الصوفي.

توفي بالكوفة. روى عن أبي الطيب ابن النخاس.

روى عنه أبو الغنائم النرسي.

99 -

‌ الحسن بن علي بن عمرو

، أبو محمد ابن المصحح التميمي الدمشقي النحوي.

سمع عبد الله بن محمد الحنائي، وابن أبي الحديد. روى عنه أبو القاسم النسيب ووثقه، وأبو سعد السمان.

100 -

‌ الحسين بن علي ابن الدباغ

، أبو عبد الله الطائي الكوفي الخزاز.

روى عن أبي هشام التيملي، وعنه النرسي.

101 -

‌ حمزة بن علي الزبيري المصري

.

توفي في رمضان. قاله الحبال.

102 -

‌ رشأ بن نظيف بن ما شاء الله

، أبو الحسن الدمشقي المقرئ.

قرأ بحرف ابن عامر على أبي الحسن بن داود الداراني، وقرأ بمصر والعراق بالروايات. قرأ عليه جماعة آخرهم موتا أبو الوحش سبيع بن قيراط، وسمع الحديث من عبد الوهاب الكلابي، وأحمد بن محمد بن سرام، وأبي مسلم محمد بن أحمد الكاتب، وأبي الفتح بن سيبخت، والحسن بن إسماعيل الضراب، وطلحة بن أسد، وأبي عمر بن مهدي، وجماعة كثيرة.

روى عنه رفيقه أبو علي الأهوازي، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن الحسين بن صصرى، وسهل بن بشر، وأحمد بن عبد الملك المؤذن، وأبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب، وأبو الوحش سبيع.

وولد في حدود سنة سبعين وثلاثمائة، وله دار موقوفة على القراء بباب الناطفيين.

ص: 654

قال الكتاني: توفي في المحرم، وكان ثقة مأمونا، انتهت إليه الرياسة في قراءة ابن عامر.

103 -

‌ زيد بن أحمد بن الصيقل النساج

.

سمع أبا خازم الوشاء، وأبا طالب ابن الصباغ، وعنه أبي النرسي.

104 -

‌ سعيد بن محمد بن البغونش الطليطلي الطبيب

.

أخذ الطب عن سليمان بن جلجل، ومحمد بن عبدون، وأخذ الهندسة والعدد عن مسلمه بن أحمد بقرطبة، واتصل بأمير طليطلة الظافر إسماعيل بن عبد الرحمن بن ذي النون وحظي عنده، ثم لزم بيته وأقبل على تلاوة القرآن، وله تصانيف.

توفي في رجب، وله خمس وسبعون سنة.

105 -

‌ سوار بن محمد بن عبد الله بن مطرف بن سوار بن دحون

، أبو القاسم القرطبي.

كان من أهل العلم والذكاء، حافظا للمسائل، عارفا بعقد الشروط، حافظا لأخبار قرطبة وسير ملوكها.

وكان حليما وقورا فصيحا بليغا متوددا. عاش خمسا وسبعين سنة، وتوفي في جمادى الآخرة.

106 -

‌ سيف بن محمد العلوي

، أبو القاسم.

قال أبو الغنائم النرسي: حدثنا عن علي بن عبد الله العطاردي النجار، وكان صحيح السماع.

107 -

‌ عبد الله بن محمد بن مكي

، أبو محمد بن ماردة المقرئ السواق.

ص: 655

قرأ برواية أبي عمرو على أبي الفرج الشنبوذي، وسمع من ابن عبيد العسكري، وعلي بن كيسان.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقا، دينا. مات في ذي القعدة.

قلت: روى عنه أبو منصور محمد بن أحمد ابن النقور.

108 -

‌ عبد الله بن محمد الجدلي

، أبو محمد ابن الزفت الأندلسي، خطيب المرية.

رحل وسمع من أبي الحسن القابسي، وأحمد بن فراس المكي.

توفي في جمادى الأولى.

109 -

‌ عبد الرشيد ابن الملك محمود بن سبكتكين

، صاحب غزنة.

تملك بعد موت ابن أخيه نحو ثلاثة أعوام، وكان مقدم جيشه طغرل أحد الأبطال فجهزه، فافتتح فتوحا، وحدث نفسه بالملك، وأطاعه الجيش وجاء بهم، فأحس عبد الرشيد بالغدر، فالتجأ إلى القلعة وتحصن، فعمل عليه نواب القلعة، وأسلموه إلى طغرل، فقتله وتملك في هذا العام. ثم قتله بعض الأمراء ولم يمهله الله.

110 -

‌ عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الفضل بن شكر

، أبو القاسم البغدادي الأزجي الخياط المفيد.

سمع الكثير من ابن كيسان، وأبي عبد الله العسكري، وأبي سعيد الحرفي، وعبد العزيز الخرقي، وابن لؤلؤ الوراق، ومحمد بن أحمد المفيد، فمن بعدهم.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقا كثير الكتاب، ولد سنة ست

ص: 656

وخمسين وثلاثمائة، وتوفي في شعبان.

قلت: وله مصنف في الصفات. روى عنه القاضي أبو يعلى الحنبلي، وعبد الله بن سبعون القيرواني، والحسين بن علي الألمعي الكاشغري، وحمد بن إسماعيل الهمذاني.

111 -

‌ عبد الكريم بن إبراهيم

، أبو منصور الأصبهاني، ابن المطرز.

روى عن أبي الحسن بن كيسان، وعنه الخطيب، وقال: كان صدوقا.

112 -

‌ عبد الوهاب بن أحمد بن إبراهيم

، المقرئ البغدادي أبو محمد، المعروف بابن بكير العطار.

سمع السوسنجردي، وابن الصلت المجبر. روى عنه أبو طاهر بن سوار شيئا من القراءات.

وورخه ابن خيرون.

113 -

‌ عبيد الله بن أحمد بن معمر

، أبو بكر التميمي القرطبي.

روى عن أبي محمد الأصيلي، وأبي عمر بن المكوي، وعباس بن أصبغ، وكان عالما بمذهب مالك، قائما بحججه حسن الاستنباط، بارعا في الأدب.

توفي في المحرم، وقد ناهز الثمانين.

114 -

‌ عبيد الله بن سعيد بن حاتم بن أحمد بن محمد بن علويه

. الحافظ أبو نصر الوائلي البكري السجزي.

نزيل مصر، ومصنف كتاب الإبانة الكبرى عن مذهب السلف في القرآن، وهو كتاب طويل جليل في معناه يدل على إمامة المصنف رحمه الله، وهو راوي الحديث المسلسل بالأولية.

روى عن أحمد بن إبراهيم بن فراس العبقسي، وأبي عبد الله بن محمد بن

ص: 657

عبد الله الحاكم، وأبي أحمد الفرضي، وحمزة المهلبي، وأحمد بن محمد بن موسى المجبر، ومحمد بن محمد بن محمد بن بكر الهزاني البصري، والقاضي أبي محمد عبد الله بن محمد الأسدي ابن الأكفاني، وابن مهدي، وأبي العلاء علي بن عبد الرحيم السوسي، وأبي محمد ابن البيع سمعوا من المحاملي أربعتهم، وأبي عبد الرحمن السلمي، وأبي محمد عبد الرحمن بن عمر ابن النحاس، وعبد الرحمن بن إبراهيم القصار، وعبد الصمد بن زهير بن أبي جرادة الحلبي وسمعوا ثلاثتهم من أبي سعيد ابن الأعرابي، ورحل في الحديث بعد سنة اثنتين وأربعمائة، فسمع بنيسابور، وببغداد وبالبصرة، وواسط، ومكة، وحلب، ومصر، وقد سمع قبل أن يرحل بسجستان من الوزير محمد بن يعقوب بن حمويه، قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن الغوث ببست قال: حدثنا الهيثم بن سهل التستري، قال: حدثنا حماد بن زيد، فذكر حديثا.

روى عنه أبو إسحاق الحبال، وجعفر بن أحمد السراج، وسهل بن بشر الإسفراييني، وأحمد بن عبد القادر بن يوسف، وأبو معشر الطبري، وإسماعيل بن الحسن العلوي، وعبد الباقي بمكة، وجعفر بن يحيى الحكاك، وآخرون كثيرون.

قال ابن طاهر في المنثور: سألت الحافظ أبا إسحاق الحبال، عن أبي نصر السجزي، وأبي عبد الله الصوري أيهما أحفظ؟ فقال: كان أبو نصر أحفظ من خمسين ومن ستين مثل الصوري، وسمعت الحبال قال: كنت يوما عند أبي نصر فدق الباب، فقمتُ ففتحت، فرأيت امرأة، فدخلت وأخرجت كيسا فيه ألف دينار، فوضعتها بين يدي الشيخ وقالت: أنفقها كما ترى. قال: ما المقصود؟ قالت: تتزوجني ولا لي حاجة في الزوج، ولكن لأخدمك. فأمرها بأخذ الكيس وأن تنصرف. فلما انصرفت قال: خرجتُ من سجستان بنية طلب العلم، ومتى تزوجت سقط عني هذا الاسم، وما أوثر على ثواب طلب العلم شيئا.

توفي بمكة في المحرم.

ص: 658

115 -

‌ عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر

، الإمام أبو عمرو الأموي، مولاهم القرطبي المقرئ الحافظ، المعروف في وقته بابن الصيرفي، وفي وقتنا بأبي عمرو الداني، صاحب التصانيف.

قال: أخبرني أبي أنني ولدت سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، فابتدأت بطلب العلم في أول سنة ست وثمانين، ورحلتُ إلى المشرق سنة سبع وتسعين، ومكثت بالقيروان أربعة أشهر أكتب، ثم توجهت إلى مصر، فدخلتها في شوال من السنة، ومكثت بها سنة، وحججت.

قال: ودخلت إلى الأندلس في ذي القعدة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة وخرجت إلى الثغر سنة ثلاث وأربعمائة، فسكنت سرقسطة سبعة أعوام، ثم رجعت إلى قرطبة، وقدمت دانية سنة سبع عشرة.

قلت: واستوطنها حتى توفي بها، ونسب إليها لطول سكناه بها.

وسمع الحديث من طائفة، وقرأ على طائفة، فقرأ بالروايات على: عبد العزيز بن جعفر بن خواستي الفارسي ثم البغدادي نزيل الأندلس، وعلى جماعة بالأندلس، وقرأ بمصر بالروايات على: أبي الحسن طاهر بن أبي الطيب ابن غلبون، وعلى أبي الفتح فارس بن أحمد الضرير، وقرأ لورش على أبي القاسم خلف بن إبراهيم بن خاقان المصري، وسمع كتاب السبعة لابن مجاهد، على أبي مسلم محمد بن أحمد بن علي الكاتب، وسمع منه الحديث، ومن أحمد بن فراس العبقسي، وعبد الرحمن بن عثمان القشيري الزاهد، وحاتم بن عبد الله البزاز، وأحمد بن فتح بن الرسان، ومحمد بن خليفة بن عبد الجبار، وأحمد بن عمر بن محفوظ الجيزي القاضي، وسلمة بن سعيد الإمام، وسلمون بن داود القروي صاحب أبي علي ابن الصواف، وعبد الرحمن بن عمر بن محمد ابن النحاس المعدل، وعلي بن محمد بن بشير الربعي، وعبد الوهاب بن أحمد بن منير المصري، ومحمد بن عبد الله بن عيسى المري الأندلسي، وأبي عبد الله بن أبي زمنين، والفقيه أبي الحسن علي بن محمد القابسي، وغيرهم.

قرأ عليه القراءات، أبو بكر ابن الفصيح، وأبو الذواد مفرج فتى إقبال الدولة، وأبو الحسين يحيى بن أبي زيد، وأبو داود سليمان بن أبي القاسم

ص: 659

نجاح، وأبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن الدوش، وأبو بكر محمد بن المفرج البطليوسي، وخلق كثير من أهل الأندلس، لا سيما أهل دانية.

ومن فهرس الإمام أبي محمد بن عبيد الله الحجري، قال: والحافظ أبو عمرو الداني، قال بعض الشيوخ: لم يكن في عصره ولا بعد عصره أحد يضاهيه في حفظه وتحقيقه، وكان يقول: ما رأيت شيئا قط إلا كتبته، ولا كتبته إلا حفظته ولا حفظته فنسيته، وكان يسأل عن المسألة مما يتعلق بالآثار وكلام السلف فيوردها بجميع ما فيها مسندة من شيوخه إلى قائلها.

قال ابن بشكوال: كان أحد الأئمة في علم القرآن، رواياته وتفسيره، ومعانيه وطرقه وإعرابه، وجمع في ذلك كله تواليف حسانا مفيدة يطول تعدادها، وله معرفة بالحديث وطرقه وأسماء رجاله ونقلته، وكان حسن الخط، جيد الضبط، من أهل الحفظ والذكاء والتفنن في العلم، وكان دينا فاضلا، ورعا، سنيا.

وقال المغامي: كان أبو عمرو مجاب الدعوة، مالكي المذهب.

وذكره الحميدي فقال: محدث مكثر ومقرئ متقدم. سمع بالأندلس والمشرق، وطلب علم القراءات، وألف فيها تواليف معروفة، ونظمها في أرجوزة مشهورة.

قلت: وما زال القراء معترفين ببراعة أبي عمرو الداني وتحقيقه وإتقانه، وعليه عمدتهم فيما ينقله من الرسم والتجويد والوجوه. له كتاب جامع البيان في القراءات السبع وطرقها المشهورة والغريبة، في ثلاثة أسفار، وكتاب إيجاز البيان في أصول قراءة ورش، في مجلد كبير، وكتاب التلخيص في قراءة ورش، في مجلد متوسط، وكتاب التيسير، وكتاب المقنع وكتاب المحتوى في القراءات الشواذ مجلد كبير، وكتاب الأرجوزة في أصول

ص: 660

السنة، نحو ثلاثة آلاف بيت، وكتاب معرفة القراء في ثلاثة أسفار، وكتاب الوقف والابتداء، وبلغني أن مصنفاته مائة وعشرون تصنيفا.

ومن نظمه في عقود السنة:

كلم موسى عبده تكليما ولم يزل مدبرا حكيما كلامه وقوله قديم وهو فوق عرشه العظيم والقول في كتابه المفصل بأنه كلامه المنزل على رسوله النبي الصادق ليس بمخلوق ولا بخالق من قال فيه إنه مخلوق أو محدث فقوله مروق والوقف فيه بدعة مضله ومثل ذلك اللفظ عند الجله كلا الفريقين من الجهميه الواقفون فيه واللفظيه أهون بقول جهم الخسيس وواصل وبشر المريسي

ثم ساق سائرها.

وقد روى عنه أيضا: الأستاذ أبو القاسم بن العربي، وأبو علي الحسين بن محمد بن مبشر المقرئ، وأبو القاسم خلف بن إبراهيم الطليطلي، وأبو عبد الله محمد بن فرج المغامي، وأبو عبد الله محمد بن مزاحم، وأبو بكر محمد ابن المفرج البطليوسي، وأبو إسحاق إبراهيم بن علي نزيل الإسكندرية، وخلق سواهم. حملوا عنه تلاوة وسماعا، وروى عنه بالإجازة: أحمد بن محمد بن عبد الله الخولاني، وآخر من روى عنه بالإجازة أبو العباس أحمد بن عبد الملك ابن أبي جمرة المرسي والد القاضي أبي بكر محمد.

وتوفي أبو عمرو بدانية يوم الاثنين نصف شوال، ودفن يومئذ بعد العصر، ومشى السلطان أمام نعشه، وكان الجمع في جنازته عظيما، وتوفي أبو العباس بن أبي جمرة في سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.

116 -

‌ علي بن محمد بن صافي بن شجاع

، أبو الحسن الدمشقي. عرف بابن أبي الهول الربعي.

حدث عن عبد الوهاب الكلابي، وعبد الله بن بكر الطبراني، وأبي بكر بن أبي الحديد، وتمام وأبي الحسن بن جهضم، وطائفة كبيرة. روى عنه

ص: 661

الكتاني، ونجا بن أحمد، وسهل بن بشر، وعلي بن أحمد بن زهير، ومحمد بن الحسين الحنائي.

قيل: إنه اتهم في سماعه كتاب هواتف الجنان.

توفي في ذي القعدة.

117 -

‌ علي بن محمد بن أحمد بن جعفر البغدادي

، ابن الجبان.

سمع أبا الحسين محمد بن المظفر، وأبا عمر بن حيويه، وجماعة.

توفي في المحرم.

118 -

‌ الفضل بن إسحاق بن إبراهيم

، أبو زيد الأزدي الهروي، الخطيب المفتي ناظر أوقاف هراة، وابن عم قاضيها محمد بن محمد الأزدي.

روى عن عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي، وعبد الرحمن بن أبي شريح.

119 -

‌ الفضل بن محمد بن علي

، أبو القاسم القصباني البصري النحوي.

أحد أئمة العربية، وعنه أخذ أبو زكريا يحيى بن علي التبريزي، وأبو محمد القاسم بن علي الحريري، وله كتاب الصفوة في مختار أشعار العرب، وهو كبير، وكتاب الأمالي، ومقدمة في النحو.

ومن شعره:

في الناس من لا يرتجى نفعه إلا إذا مس بإضرار كالعود لا مطمع في ريحه إلا إذا أحرق بالنار * قرواش. صاحب الموصل.

ذبح في هذه السنة، وقد مر عام أحد.

ص: 662

120 -

‌ محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد

، أبو جعفر السمناني قاضي الموصل وشيخ الحنفية.

سكن بغداد، وحدث عن نصر بن أحمد المرجي، والدارقطني، وعلي بن عمر الحربي، وجماعة غيرهم.

قال الخطيب: كتبت عنه وكان صدوقا فاضلا حنفيا يعتقد مذهب الأشعري، وله تصانيف.

قلت: توفي بالموصل وله ثلاث وثمانون سنة.

وقد ذكره ابن حزم فقال، أبو جعفر السمناني المكفوف قاضي الموصل هو أكبر أصحاب الباقلاني ومقدم الأشعرية في وقتنا، قال: من سمى الله جسما من أجل أنه حامل لصفاته في ذاته فقد أصاب المعنى وأخطأ في النسبة فقط. ثم أخذ ابن حزم يشنع على السمناني ويسبه لهذه المقالة المبتدعة ولنحوها. فنعوذ بالله من البدع، فليت ابن حزم سكت رأسا برأس، فله أوابد في الأصول والفروع.

121 -

‌ محمد بن إبراهيم بن عبد الله

، أبو عبد الله بن أبي حبة الأموي، مولاهم القرطبي.

روى عن أبي عبد الله بن مفرج، وعباس بن أصبغ، وابن أبي الحباب، وأبي محمد الأصيلي، وكان متفننا في العلوم ثاقب الذهن حافظا للأخبار.

توفي في آخر السنة، وقد نيف على الثمانين.

122 -

‌ محمد بن إسماعيل بن عمر بن محمد بن سبنك

، أبو الحسن البجلي البغدادي المعدل.

روى عن جده عمر، وأبي عبد الله العسكري، وأبي سعيد الحرفي، والدارقطني، وتوفي في رمضان.

123 -

‌ محمد بن عبد العزيز بن العباس ابن المهدي الهاشمي العباسي

. أبو الفضل، خطيب الحربية.

ص: 663

سمع أبا الحسين بن سمعون، والحسن بن محمد المخزومي، وأبا بكر ابن أبي موسى الهاشمي، وجماعة.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا خيرا فاضلا معدلا. توفي في المحرم، وكان مولده في سنة ثمانين وثلاثمائة.

قلت: روى عنه ولده أبو علي محمد بن محمد.

124 -

‌ محمد بن أبي عدي بن الفضل

، أبو صالح السمرقندي، ثم المصري.

روى عن القاضي أبي الحسن الحلبي، وأحمد بن محمد بن الأزهر السمناوي. روى عنه الرازي في مشيخته.

125 -

‌ محمد بن علي بن أحمد بن محمد بن داود

. أبو نصر البغدادي ابن الرزاز.

سمع ابن حبابة، وأبا طاهر المخلص.

قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقا.

126 -

‌ محمد بن محمد ابن أخي سعاد الأسدي الكوفي

.

قال أبي النرسي: حدثنا عن أبي الطيب ابن النحاس، وسماعه صحيح.

127 -

‌ محمد بن محمد بن مغيث بن أحمد بن مغيث

، أبو بكر الصدفي الطليطلي.

روى عن محمد بن إبراهيم الخشني، وعبدوس بن محمد، وأبي عبد الله ابن أبي زمنين، وكان من جلة الفقهاء وكبار العلماء. مقدما في الشورى.

قال ابن مظاهر: أخبرني من سمع محمد بن عمر ابن الفخار مرات يقول: ليس بالأندلس أبصر من محمد بن محمد بن مغيث بالأحكام.

توفي في جمادى الآخرة.

ص: 664

128 -

‌ المطهر بن محمد النهشلي

.

كوفي وثقه أبي النرسي، وقال: حدثنا عن أبي الطيب ابن النحاس.

129 -

‌ مكي بن عمر

، أبو عبد الله المحتسب الهمذاني، العبد الصالح.

روى عن أحمد بن جانجان، وأبي طاهر بن سلمة، وأبي مسعود البجلي.

قال شيرويه: لم أدركه، وحدثنا عنه الميداني، وكان صدوقا مكثرا زاهدا. كان يقرأ على المشايخ رحمه الله تعالى.

130 -

‌ ناصر بن الحسين بن محمد بن علي القرشي العمري

. أبو الفتح المروزي الفقيه الشافعي.

سمع أبا العباس السرخسي بمرو، وأبا محمد المخلدي، وأبا سعيد بن عبد الوهاب الرازي بنيسابور، وأبا محمد عبد الرحمن بن أبي شريح الأنصاري بهراة، وتفقه بمرو على: القفال، وبنيسابور على: أبي طاهر بن محمش، وأبي الطيب الصعلوكي، ودرس في حياتهما، وتفقه به خلق مثل: أبي بكر البيهقي، وأبي إسحاق الجيلي.

وتوفي بنيسابور في ذي القعدة.

وكان عليه مدار الفتوى والمناظرة، وكان فقيرا قانعا باليسير، متواضعا خيرا، وقد تفقه بمرو على القفال وغيره، وكان من أفراد الأئمة، وقد أملى مدة سنين، وروى عنه مسعود بن ناصر السجزي، وأبو صالح المؤذن، وإسماعيل بن عبد الغافر الفارسي، وطائفة.

ص: 665

سنة خمس وأربعين وأربعمائة

131 -

‌ أحمد بن علي بن هاشم

، أبو العباس المصري المقرئ المجود، الملقب بتاج الأئمة.

قرأ على أبي حفص عمر بن عراك وأبي عدي عبد العزيز بن علي بن محمد بن إسحاق، وأبي الطيب عبد المنعم بن غلبون، وعلي بن سليمان الأنطاكي، وأبي الحسن علي بن محمد بن إسحاق الحلبي. ثم رحل إلى العراق فقرأ بالروايات على أبي الحسن الحمامي.

وتصدر للإقراء بمصر؛ قرأ عليه أبو القاسم الهذلي، وغيره. ودخل الأندلس في سنة عشرين وأربعمائة مجاهدا فأتى سرقسطة وأقام بها شهورا، وكان رجلا ساكنا عفيفا، فيه بعض الغفلة.

وذكره أبو عمر ابن الحذاء وقال: كان أحفظ من لقيتُ لاختلاف القراء وأخبارهم، وانصرف إلى مصر واتصل بنا موته.

قلت: وقال ابن بشكوال: سمع منه أبو عمر الطلمنكي، وأبو عمر ابن الحذاء، وغيرهما.

قلت: وقد سمع من أبي الحسن الحلبي، والميمون بن حمزة الحسيني، وأحمد بن عبد الله بن رزيق المخزومي، وأبي محمد الضراب. روى عنه الرازي.

وقال الحبال: توفي في شوال.

132 -

‌ أحمد بن عمر بن روح

، أبو الحسين النهرواني.

سمع أبا حفص ابن الزيات، وابن عبيد العسكري، والحسن بن جعفر الخرقي، والدارقطني.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا أديبا حسن المذاكرة معتزليا، توفي في ربيع الآخر.

ص: 666

قلت: روى عنه أبو منصور ابن النقور، وجماعة.

133 -

‌ أحمد بن محمد بن إبراهيم ابن رأس البغل

، أبو عبد الله العباسي، مولاهم.

قال أبي النرسي: كان صالحا صحيح السماع. سمعته يقول: ولدت في ذي الحجة سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.

مات في ربيع الأول.

134 -

‌ إبراهيم بن عمر بن أحمد بن إبراهيم

، أبو إسحاق البرمكي البغدادي، الفقيه الحنبلي.

كان أسلافه يسكنون محلة تعرف بالبرامكة، وقيل: بل كانوا يسكنون قرية تسمى البرمكية، وإلا فليس هو من ذرية البرامكة.

سمع أبا بكر القطيعي، وأبا محمد بن ماسي، وعبد الله بن إبراهيم الزبيبي، وأبا الفتح محمد بن الحسين الأزدي، وابن بخيت الدقاق، وإسحاق بن سعد النسوي، وطائفة سواهم.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقا دينا فقيها على مذهب أحمد بن حنبل، وله حلقة للفتوى، ولد سنة إحدى وستين وثلاثمائة، وتوفي يوم التروية.

قلت: وكان إماما في الفرائض، صالحا زاهدا. أجاز له أبو بكر عبد العزيز غلام الخلال، وتفقه على أبي عبد الله ابن بطة، وعلى: ابن حامد. روى عنه أبو غالب محمد بن عبد الواحد الشيباني، وأبو منصور محمد بن علي القزويني الفراء، وعبد القادر بن محمد بن يوسف، وهبة الله بن أحمد بن الطبر الحريري، وجماعة، وآخر من حدث عنه القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري.

135 -

‌ إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز

، أبو إسحاق الدمشقي المقرئ القصار.

كهل سمع عبد الرحمن بن أبي نصر، وغيره. روى عنه عبد المنعم بن علي الكلابي.

ص: 667

وكان ثقة.

136 -

‌ إسماعيل بن علي بن الحسين بن زنجويه

، أبو سعد ابن السمان الرازي الحافظ.

سمع عبد الرحمن بن محمد بن فضالة بالري، ومحمد بن عبد الرحمن المخلص ببغداد، وبمكة أحمد بن إبراهيم بن فراس، وبمصر عبد الرحمن بن عمر النحاس، وبدمشق عبد الرحمن بن أبي نصر، وخلقا كثيرا.

روى عنه الخطيب، والكتاني، وابن أخته طاهر بن الحسين الرازي، وأبو علي الحداد، وغيرهم.

قال المرتضى أبو الحسن المطهر بن علي العلوي الرازي: سمعت أبا سعد السمان إمام المعتزلة يقول: من لم يكتب الحديث لم يتغرغر بحلاوة الإسلام.

وقال عمر العليمي: وجدت على ظهر جزء: مات الزاهد أبو سعد إسماعيل بن علي السمان في شعبان سنة خمس وأربعين شيخ العدلية وعالمهم وفقيههم ومحدثهم، وكان إماما بلا مدافعة في القراءات، والحديث، والرجال، والفرائض، والشروط، عالما بفقه أبي حنيفة، وبالخلاف بين أبي حنيفة والشافعي، وفقه الزيدية، وكان يذهب مذهب الشيخ أبي هاشم، ودخل الشام، والحجاز، والمغرب، وقرأ على ثلاثة آلاف شيخ، وقصد أصبهان في آخر عمره لطلب الحديث، وكان يقال في مدحه إنه ما شهد مثل نفسه، كان تاريخ الزمان وشيخ الإسلام، ثم ذكر فصلا في مدحه.

وقال الحافظ ابن عساكر: سألت أبا منصور عبد الرحيم بن المظفر بالري عن وفاة أبي سعد السمان، فقال: سنة ثلاث وأربعين. قال: وكان عدلي المذهب، يعني معتزليا، وكان له ثلاثة آلاف وستمائة شيخ، وصنف كتبا كثيرة ولم يتأهل قط.

ص: 668

وقال الكتاني: كان من الحفاظ الكبار، زاهدا عابدا يذهب إلى الاعتزال.

قلت: وقع لنا من تأليفه المسلسلات، والموافقة بين أهل البيت، والصحابة، ومع براعته في الحديث ما نفعه الله به، فالأمر لله.

137 -

‌ طرفة بن أحمد بن الكميت

، الحرستاني الدمشقي، أبو صالح الماسح.

روى عن عبد الوهاب الكلابي، وغيره. روى عنه ابنه صالح، ونجا بن أحمد، وسهل بن بشر، والشريف النسيب.

وكان ثقة. توفي في شعبان وسماعه قليل.

138 -

‌ عبد الله بن محمد بن عبد الله

، أبو القاسم الأصبهاني الرفاعي.

حافظ. قال الخطيب: حدثنا عن أحمد بن موسى بن مردويه، ومات ببغداد في رمضان، وكنت إذ ذاك في برية السماوة قاصدا دمشق، ويروي عن أبي عمر الهاشمي.

139 -

‌ عبد الوهاب بن محمد بن محمد

، أبو القاسم الخطابي الهروي.

سمع أبا الفضل بن خميرويه، وأبا سليمان الخطابي. روى عنه الحسين بن محمد الكتبي.

140 -

‌ عتبة بن عبد الملك بن عاصم

، أبو الوليد العثماني لأندلسي المقرئ.

رحل في صباه، وقرأ بالروايات على أبي أحمد السامري، وأبي حفص بن عراك، وابن غلبون أبي الطيب، وأبي بكر محمد بن علي الأدفوي.

قال ابن النجار: سمع من والده عبد الملك بن عاصم بن الوليد الأموي بالأندلس سنة خمس وسبعين، وأبوه فيروي عن أبي العباس أحمد بن يحيى

ص: 669

الملياني، لقيه بتنيس يروي عن يحيى بن بكير، وذكر أنه قرأ على أبي حفص سنة ثمانين وثلاثمائة. قرأ عليه أبو طاهر بن سوار، وأبو بكر أحمد بن الحسين القطان، وروى عنه أبو بكر الخطيب، وأبو الفضل بن خيرون، وأحمد بن علي الطريثيثي، والمبارك ابن الطيوري، وغيرهم.

وقال أبو الفضل بن خيرون: كان رجلا صالحا، قد كتبتُ عنه، ومات في رجب ببغداد.

141 -

‌ عطية بن الحسين بن محمد بن زهير

، الخطيب أبو محمد الصوري.

سمع أبا الحسين بن جميع، وحمدان بن علي الموصلي. روى عنه ابنه حسن، وأبو نصر الطريثيثي، وسهل بن بشر.

وكان ينوب في القضاء ببلده، وكان أحد الخطباء البلغاء، ذا عناية بالعلوم والآداب.

142 -

‌ علي بن سعيد بن علي

، أبو نصر، الفقيه المعدل.

سمع أبا محمد عبد الله ابن السقاء، وتوفي بواسط في شعبان.

143 -

‌ علي بن عبيد الله بن محمد أبو الحسن الهمذاني الكسائي الصوفي

، المحدث بمصر.

سمع أحمد بن عبدان الشيرازي الحافظ بالأهواز، ونصر بن أحمد بالموصل، وعبد الوهاب الكلابي بدمشق، وأبا الفتح محمد بن أحمد النحوي بالرملة، ومنير بن عطية بقيسارية، وإسماعيل بن الحسن الضراب بمصر.

روى عنه عبد المحسن بن محمد الشيحي، وسهل بن بشر الإسفراييني، ومحمد بن أحمد الرازي، وقد كتب عنه عبد العزيز النخشبي، وأبو نصر السجزي، وتوفي في جمادى الأولى.

144 -

‌ عمر بن أحمد بن محمد

، أبو حفص البوصيري المصري الفقيه المالكي.

ص: 670

حدث عن قاضي أذنة علي بن الحسين.

145 -

‌ عمر ابن الواعظ أبي طالب محمد بن علي بن عطية المكي

، أبو حفص.

روى عن والده كتاب القوت ببغداد، وروى عن أبي حفص بن شاهين.

146 -

‌ محمد بن أحمد بن عثمان

، أبو طالب ابن السوادي، أخو أبي القاسم الأزهري.

سمع الحسين بن محمد بن عبيد العسكري، وابن لؤلؤ الوراق، ومحمد ابن المظفر.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقا. توفي بواسط في ذي الحجة.

وقال السلفي: سألت خميسا الحوزي عن أبي طالب ابن الصيرفي أخي الأزهري فقال: سمع بإفادة أخيه، وكان يتهم بالرفض. نزل واسط مدة.

147 -

‌ محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم

، أبو طاهر الأصبهاني الكاتب.

حدث عن أبي الشيخ، وأبي بكر القباب، وأبي بكر ابن المقرئ، والدارقطني حدث عنه بسننه، وأبي الفضل الزهري، وابن شاهين، وغيرهم.

وولد في أول سنة ثلاث وستين.

قال عبد العزيز النخشبي: سمعته يقول: أول ما سمعت الحديث من أبي محمد بن حيان في صفر سنة ثمان وستين. مات يوم الجمعة الحادي عشر من ربيع الآخر.

قال يحيى بن منده: ولم يحدث في وقته أوثق منه وأكثر حديثا. صاحب الكتب والأصول الصحاح، وهو آخر من حدث عن أبي الشيخ والقباب.

ص: 671

قلت: روى عنه أبو نصر الشيرازي، وعبد الغفار بن محمد بن نصرويه الصوفي، وعبد الغفار بن محمد بن شيرويه النيسابوري، وهبة الله بن حسن الأبرقوهي، وأبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده، وإسماعيل بن الفضل السراج، وأبو الرجاء محمد بن أبي زيد أحمد بن محمد الجركاني، وأبو منصور أحمد بن محمد بن إدريس الكرماني، وأبو الطيب حبيب بن أبي مسلم الطهراني، وأبو الفتح رجاء بن إبراهيم الخباز، وأبو الفتح سعيد بن إبراهيم الصفار، وآخر من حدث عنه أبو بكر محمد بن علي بن أبي ذر الصالحاني، عاش بعده خمسا وثمانين سنة.

148 -

‌ محمد بن إدريس بن يحيى الحسني الإدريسي الأندلسي

. صاحب مالقة.

توفي في هذه السنة، وولي مالقة بعده إدريس بن يحيى بن علي الملقب بالعالي.

149 -

‌ محمد بن إسحاق بن فدويه أبو الحسن الكوفي المعدل

.

ثقة، جليل، فيها مات. قاله أبي، ولد سنة ستين وثلاثمائة.

روى عن علي بن عبد الرحمن البكائي، وسمع ابن النحاس. روى عنه أبي النرسي، وجماعة.

قال الخطيب: كان ثقة ذا وقار. قال لي الصوري: ليت كل من كتبت عنه بالكوفة مثله.

150 -

‌ محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي الكوفي

. أبو عبد الله، مسند الكوفة في وقته.

انتقى عليه الحافظ الصوري، وحدث عن علي بن عبد الرحمن البكائي، وأبي الفضل محمد بن الحسن بن حطيط الأسدي، ومحمد بن زيد بن مروان، وأبي الطيب محمد بن الحسين التيملي ومحمد بن عبد الله بن المطلب بن

ص: 672

الشيباني، ومحمد بن علي بن أبي الجراح، وأبي طاهر المخلص، وأبي حفص الكتاني، وغيرهم.

وهو من كبار شيوخ أبي النرسي. توفي بالكوفة في ربيع الأول. أرخه أبي ووثقه، وقال: مولده في رجب سنة سبع وستين وثلاثمائة. ما رأيت من كان يفهم فقه الحديث مثله، وكان حافظا خرج عليه الصوري وأفاد عنه، وكان يفتخر به.

قلت: وروى عنه من شيوخ السلفي، أبو منصور أحمد بن عبد الله العلوي الكوفي، ومحمد بن عبد الوهاب الشعيري، وأبو الحارث علي بن محمد الجابري، وعلي بن قطر الهمداني، وعلي بن علي ابن الرطاب، وعبد المنعم بن يحيى ابن الهقل الكوفيون.

151 -

‌ محمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن بشران

، أبو نصر ابن العدل المسند أبي الحسين.

توفي في شعبان، وقد روى الحديث.

152 -

‌ محمد بن عيسى بن محمد

، أبو عبد الله الأموي القرطبي، المؤدب المعمر.

روى عن أبي جعفر بن عون الله، وأبي عبد الله بن مفرج القاضي، وأبي بكر الزبيدي، وقرأ القرآن على أبي الحسن الأنطاكي.

وكان شيخا صالحا. حدث عنه الخولاني وقال: سألته عن مولده، فذكر أنه في النصف من جمادى الآخرة سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.

وقال ابن خزرج: كان شيخا فاضلا ورعا من أهل القرآن. ذا حظ صالح من علم الحديث، قديم العناية بطلبه. ثقة ثبتا توفي في ربيع الأول.

قلت: هذا آخر من قرأ على الأنطاكي، وأحسبه آخر من سمع من المذكورين.

153 -

‌ محمد بن محمد بن علي بن الحسن

. النقيب الأفضل أبو تمام الهاشمي الزينبي، أخو طراد، وأبي نصر وأبي منصور، والحسين.

ص: 673

ولي نقابة الهاشميين بعد أبيه، وروى عن المخلص، وعيسى بن الوزير، وغيرهما، ولم يسمع منه إلا بعض الناس.

توفي في الخامس والعشرين من ربيع الأول سنة خمس.

154 -

‌ محمد بن الفضل بن محمد بن سعيد

، أبو الفرج القاساني الأصبهاني.

سمع إبراهيم بن خرشيد قولة. روى عنه أبو علي الحداد في معجمه، وتوفي في المحرم.

155 -

‌ المهلب بن أبي صفرة

.

مر سنة خمس وثلاثين، وقال أبو الوليد ابن الدباغ: سنة خمس وأربعين.

156 -

‌ هبة الله بن محمد

، أبو رجاء الشيرازي المحدث.

توفي بمصر في سلخ صفر، وقد سمع بخراسان أصحاب الأصم، وببغداد أصحاب ابن البختري.

قال الخطيب: علقت عنه، وكان ثقة يفهم.

ص: 674

سنة ست وأربعين وأربعمائة

157 -

‌ أحمد بن أبي الربيع الأندلسي البجاني

، أبو عمر المقرئ.

قال ابن مدير: كان من أهل القراءات والآثار. قرأ على أبي أحمد السامري وجماعة سواه، وتصدر للإقراء، وتوفي بالمرية سنة ست وأربعين.

158 -

‌ أحمد بن رشيق

، أبو عمر الثعلبي، مولاهم البجاني.

قرأ القرآن على أحمد بن أبي الحصن الجدلي، وسمع من المهلب بن أبي صفرة.

وجلس إلى أبي الوليد بن ميقل وشوور بالمرية، ونظر عليه في الفقه، وكان له حافظا. سمع منه أبو إسحاق بن وردون.

ومن طبقته: أحمد بن رشيق. الكاتب الأندلسي سيأتي تقريبا.

159 -

‌ أحمد بن علي بن أحمد

، أبو الحسين النيسابوري.

توفي في رجب. حدث عن أبي عمرو بن حمدان وطبقته، سمع منه أبو المظفر السمعاني وغيره.

160 -

‌ أحمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن حمش

، القاضي أبو الحسن النيسابوري، حفيد قاضي الحرمين.

من بيت الحشمة والسيادة والثروة، ولي قضاء نيسابور أياما في أيام اختلاف العساكر التركمانية، ولم يزل محترما مكرما. حدث عن أبي عمرو بن حمدان، وأبي أحمد الحافظ، وأبي سعيد عبد الله بن محمد الرازي، والمعافى بن زكريا والبغاددة.

ص: 675

وخرج له الحسكاني الفوائد، وأملى سنين في داره. وعاش اثنتين وثمانين سنة.

161 -

‌ أحمد بن محمد

، أبو العباس الجرجاني الحنيفي الناطفي.

وتوفي بالري. حدث عن أبي حفص بن شاهين، وأبي حفص الكتاني.

162 -

‌ أحمد بن محمد ابن الأستاذ أبي عمرو أحمد بن أبي بن أحمد

الرئيس أبو الفضل الفراتي الخراساني.

رئيس محتشم وصدر مبجل، اتصل بالتركمانية وولي رياسة نيسابور مدة وبعد ذلك حج ودخل الشام ومصر، وطوف. ورد إلى بغداد فأكرم في دار الخلافة إكراما لم تجر العادة بمثله، ولقب برئيس الرؤساء، وعقد الإملاء، وكان حسن العشرة، محبا للصوفية، وله مصاهرة مع شيخ الإسلام أبي عثمان الصابوني. ثم صاهر بيت الصاعدية، وجرى بسبب تعصب المذهب معه وحشة، وأخذ بسببه غيره من الأئمة، وقصد الرئيس بما لم يقصد به أحد قبله مثله، وصار حديثا وسمرا، وكل ذلك من تعنت واستهزاء وقلة مبالاة كانت غالبة عليه، واستبداد برأي غير مصيب.

حدث عن جده، وأبي يعلى حمزة المهلبي، وعبد الله بن يوسف الأصبهاني، وطبقتهم، وابن محمش، والسلمي. روى عنه أبو القاسم علي بن محمد المصيصي، وأبو الفتح نصر المقدسي، وعلي بن محمد بن شجاع، وأبو طاهر الحنائي، وأبو الحسن ابن الموازيني، وعبد الله بن الحسن بن هلال الدمشقيون، وأبو سعد عبد الله ابن القشيري، وإسماعيل بن عبد الغافر.

وتوفي في شعبان قبل وصوله إلى بيته، وهو من أهل أستوا.

163 -

‌ إبراهيم بن الحسن بن إسحاق الصواف المصري

، أبو إسحاق.

توفي في المحرم.

164 -

‌ إبراهيم بن محمد بن عمر

، أبو طاهر العلوي.

ص: 676

سمع محمد بن عبد الله الشيباني. روى عنه الخطيب البغدادي، وعاش سبعا وسبعين سنة.

165 -

‌ الحسن بن علي بن إبرهيم بن يزداد بن هرمز

، الأستاذ أبو علي الأهوازي المقرئ، نزيل دمشق.

قدمها في سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، وسكنها، وكان مولده في أول سنة اثنتين وستين وثلاثمائة. عني بالقراءات، ورحل فيها، ولقي الكبار، فقرأ للدوري على أبي الحسن علي بن حسين بن عثمان الغضائري، عن القاسم بن زكريا، عنه. وقرأ لحفص، على الغضائري، عن ابن سهل الأشناني، عن عبيد، عنه. وقرأ لليث صاحب الكسائي، على أبي الفرج الشنبوذي، وقرأ لأبي بكر على أبي حفص الكتاني، عن ابن مجاهد، وقرأ للبزي بالأهواز على أبي عبيد الله محمد بن محمد بن فيروز صاحب الحسن ابن الحباب، وقرأ لقالون في سنة ثمان وسبعين بالأهواز على أحمد بن محمد بن عبيد الله التستري، وقرأ لورش على أبي بكر محمد بن عبيد الله بن القاسم الخرقي، وقرأ على جماعة كثيرة يطول ذكرهم بالشام، والعراق، والأهواز.

وصنف الموجز والوجيز والإيجاز، وغير ذلك في القراءات، ورحل إليه القراء لعلو سنده وإتقانه. قرأ عليه أبو علي غلام الهراس، وأبو القاسم الهذلي، وأبو بكر أحمد بن عمر بن أبي الأشعث السمرقندي، وأبو نصر أحمد بن علي بن محمد الزينبي البغدادي، وأبو الحسن علي بن أحمد الأبهري المصيني الضرير، وأبو الوحش سبيع بن المسلم، وأبو بكر محمد بن المفرج البطليوسي، وأبو بكر عتيق بن محمد الردائي، ومؤلف المفتاح أبو القاسم عبد الوهاب بن محمد القرطبي.

وقد روى الحديث عن نصر بن أحمد بن الخليل المرجي، وعبد الجبار بن محمد الطلحي، وأبي حفص الكتاني، وهبة الله بن موسى الموصلي، والمعافى بن زكريا النهرواني، وعبد الوهاب بن الحسن الكلابي، وتمام بن محمد الرازي، وأبي مسلم محمد بن أحمد الكاتب، وخلق يطول ذكرهم.

ص: 677

وله تواليف في الحديث.

روى عنه أبو بكر الخطيب، وأبو سعد السمان، وعبد الرحيم البخاري، وعبد العزيز الكتاني، والفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي، وأبو طاهر محمد بن الحسين الحنائي، وأبو القاسم النسيب، ووثقه النسيب.

وكان من غلاة السنة. صنف كتابا في الصفات، وروى فيه الموضوعات ولم يضعفها، فما كأنه عرف بوضعها، فتكلم فيه الأشاعرة لذلك، ولأنه كان ينال من أبي الحسن الأشعري.

قال أبو القاسم ابن عساكر: كان مذهبه مذهب السالمية، يقول بالظاهر ويتمسك بالأحاديث الضعيفة التي تقوي له رأيه.

سألت شيخنا ابن تيمية عن مذهب السالمية فقال: هم قوم من أهل السنة في الجملة من أصحاب أبي الحسن بن سالم، أحد مشايخ البصرة وعبادها، وهو أبو الحسن أحمد بن محمد بن سالم من أصحاب سهل بن عبد الله التستري، خالفوا في مسائل فبدعوا.

ثم قال: سمعت أبا الحسن علي بن أحمد بن منصور، يعني ابن قبيس، يحكي عن أبيه قال: لما ظهر من أبي علي الأهوازي الإكثار من الروايات في القراءات اتهم في ذلك، فسار رشأ بن نظيف، وأبو القاسم بن الفرات، ووصلوا إلى بغداد، وقرأوا على الشيوخ الذين روى عنهم الأهوازي، وجاؤوا بالإجازات، فمضى الأهوازي إليهم وسألهم أن يروه تلك الخطوط، أخذها وغير أسماء من سمى ليستر دعواه، فعادت عليه بركة القرآن فلم يفتضح. فحدثني والدي أبو العباس قال: عوتب، أو قال عاتبت أبا طاهر الواسطي في القراءة على الأهوازي، فقال: أقرأ عليه للعلم ولا أصدقه في حرف واحد.

وقال ابن عساكر في تبيين كذب المفتري: لا يستبعدن جاهل كذب

ص: 678

الأهوازي فيما أورده من تلك الحكايات، فقد كان من أكذب الناس فيما يدعي من الروايات في القراءات.

وقال أبو طاهر محمد بن الحسن الملحي: كنت عند رشأ بن نظيف في داره على باب الجامع وله طاقة إلى الطريق، فاطلع منها وقال: قد عبر رجل كذاب. فاطلعت فوجدته الأهوازي.

وقال الحافظ عبد الله بن أحمد ابن السمرقندي: قال لنا الحافظ أبو بكر الخطيب، أبو علي الأهوازي كذاب في الحديث والقراءات جميعا.

وقال الكتاني: اجتمعت بالحافظ هبة الله بن الحسن الطبري ببغداد، فسألني عمن بدمشق من أهل العلم، فذكرت له جماعة منهم أبو علي الأهوازي فقال: لو سلم من الراويات في القراءات.

قلت: أما القراءات فتلقوا ما رواه من القراءة وصدقوه في اللقاء، وكان مقرئ أهل الشام بلا مدافعة؛ معرفة وضبطا وعلو إسناد.

قال أبو عمرو الداني: أخذ أبو علي القراءة عرضا وسماعا عن جماعة من أصحاب ابن مجاهد وابن شنبوذ، وكان واسع الرواية كثير الطرق حافظا ضابطا. أقرأ الناس بدمشق دهرا.

قلت: وقد زعم أن شيخه الغضائري قرأ القرآن على أبي محمد عبد الله بن هاشم الزعفراني، عن قراءته على خلف بن هشام البزار، ودحيم الدمشقي، وأن شيخه العجلي قرأ على الخضر بن الهيثم الطوسي سنة عشر وثلاثمائة، عن عمر بن شبة، وفي النفس شيء من قرب هذه الأسانيد، ويكفي من ضعفها أن رواتها مجاهيل.

وذكر أن الغضائري قرأ على المطرز، عن قراءته على أبي حمدون الطيب بن إسماعيل، وهذا قول منكر.

قال ابن عساكر في حديث هو موضوع رواه الخطيب، عن أبي علي الأهوازي: وهو متهم.

قلت: رواه الأهوازي في الصفات عن أحمد بن علي الأطرابلسي، عن القاضي عبد الله بن الحسن بن غالب، عن أبي القاسم البغوي، عن هدبة بن

ص: 679

خالد، عن حماد بن سلمة، عن وكيع بن عدس، عن أبي رزين لقيط بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم: رأيت ربي بمنى على جمل أورق عليه جبة. هذا كذب على الله ورسوله، وقد اتهم ابن عساكر أبا علي الأهوازي كما ترى، وهو عندي آثم ظالم لروايته مثل هذا الباطل، ولروايته عن أبي زرعة أحمد بن محمد: حدثنا جدي لأمي الحسن بن سعيد، قال: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، قال: حدثنا حماد بن دليل، عن الثوري، عن قيس بن مسلم، عن عبد الرحمن بن سابط، عن أبي أمامة رفعه: إذا كان عشية عرفة هبط الله إلى السماء الدنيا ويكون أمامهم إلى المزدلفة، ولا يعرج إلى السماء تلك الليلة، فإذا أسفر غفر لهم حتى المظالم. ثم يعرج إلى السماء.

وأطم ما للأهوازي في كتاب الصفات له حديث: إن الله لما أراد أن يخلق نفسه خلق الخيل فأجراها حتى عرقت، ثم خلق نفسه من ذلك العرق.

وهذا خبر مقطوع بوضعه، لعن الله واضعه ومعتقده مع أنه شيء مستحيل في العقول بالبديهة.

قال ابن عساكر: قرأت بخط الأهوازي قال: رأيت رب العزة في النوم وأنا بالأهواز، وكأنه يوم القيامة فقال لي: بقي علينا شيء اذهب. فمضيت في ضوء أشد بياضا من الشمس وأنور من القمر، حتى انتهيت إلى طاقة أمام باب، فلم أزل أمشي عليه ثم انتبهت.

قال ابن عساكر: أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن الكلابي قال: حدثني أخي علي بن الخضر العثماني قال: أبو علي الأهوازي تكلموا فيه، وظهر له تصانيف زعموا أنه كذب فيها.

وأنبأنا أبو طاهر الحنائي، قال: أخبرنا الأهوازي، قال: حدثنا أبو حفص بن سلمون، قال: حدثنا عمرو بن عثمان، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف الأصبهاني، قال: حدثنا شعيب بن بيان الصفار، قال: حدثنا عمران القطان، عن قتادة، عن أنس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم الجمعة ينزل الله بين الأذان والإقامة عليه رداء مكتوب عليه {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا}

ص: 680

يقف في قبلة كل مؤمن مقبلا عليه، فإذا سلم الإمام صعد إلى السماء.

وبه إلى عمر بن سلمون بإسناد ذكره، عن أسماء، مرفوعا: رأيت ربي بعرفات على جمل أحمر عليه إزار.

وهذان والله موضوعان، وحد السوفسطائي أن يشك في وضع هذه الأحاديث.

قال الكتاني: وكان الأهوازي مكثرا من الحديث، وصنف الكثير في القراءات، وكان حسن التصنيف، وفي أسانيد القراءات له غرائب يذكر أنه أخذها رواية وتلاوة، وتوفي في ذي الحجة.

وزاد غيره: في رابع ذي الحجة.

وقد وهاه ابن خيرون، ورماه ابن عساكر بالكذب غير مرة في كتابه تبيين كذب المفتري، وقال: رماه الله بالداء الأكبر.

166 -

‌ الحسين بن جعفر

، أبو عبد الله السلماسي، ثم البغدادي.

سمع علي بن محمد بن أحمد بن كيسان، وأبا سعيد الحرفي، وعلي بن لؤلؤ، وجماعة.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة أمينا كثير البر والخير.

قلت: أخذ السلفي عن أصحابه.

167 -

‌ الخليل بن عبد الله بن أحمد

، أبو يعلى الخليلي القزويني الحافظ،

مصنف الإرشاد في معرفة المحدثين.

كان ثقة حافظا عارفا بالعلل والرجال، عالي الإسناد. سمع من علي بن أحمد بن صالح القزويني المقرئ، ومحمد بن إسحاق الكيساني، ومحمد بن سليمان بن يزيد الفامي، والقاسم بن علقمة، وجده محمد بن علي بن عمر، وعلي بن عمر القصار، وأبي حفص عمر بن إبراهيم الكتاني، ومحمد بن الحسن بن الفتح الصفار، ومحمد بن أحمد بن ميمون الكاتب، وأبي الحسين أحمد بن محمد النيسابوري الخفاف، وأبي بكر محمد بن أحمد بن عبدوس المزكي، وأبي عبد الله الحاكم، وسأل الحاكم عن أشياء من العلل، وروى

ص: 681

بالإجازة عن أبي بكر ابن المقرئ الأصبهاني، وعن أبي حفص بن شاهين.

روى عنه أبو بكر بن لال مع تقدمه وهو من شيوخه، وولده أبو زيد واقد بن الخليل، وإسماعيل بن عبد الجبار بن ماكي.

مات في آخر العام.

168 -

‌ عبد الله بن الحسين بن عثمان الهمداني الخباز

.

روى عن الدارقطني. روى عنه أبو الغنائم النرسي.

169 -

‌ عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن محمد

بن النعمان بن عبد السلام الأصبهاني. أبو محمد ابن اللبان.

قال الخطيب: كان أحد أوعية العلم. سمع أبا بكر ابن المقرئ، وإبراهيم بن خرشيذ قولة، وأبا طاهر المخلص، وأحمد بن فراس العبقسي، وكان ثقة، صحب القاضي أبا بكر ابن الباقلاني ودرس عليه الأصول، ودرس الفقه على أبي حامد الإسفراييني، وقرأ بالروايات، وولي قضاء إيذج، وله مصنفات كثيرة، وكان من أحسن الناس تلاوة. كتبنا عنه، وكان وجيز العبارة في المناظرة مع تدين وعبادة وورع بين وحسن خلق وتقشف ظاهر. أدرك رمضان سنة سبع وعشرين وأربعمائة ببغداد، فصلى بالناس التراويح في جميع الشهر، فكان إذا فرغها منها لا يزال يصلي في المسجد إلى الفجر، فإذا صلى درس أصحابه، وسمعته يقول: لم أضع جنبي للنوم في هذا الشهر ليلا ولا نهارا، وكان ورده لنفسه سبعا مرتلا.

قال ابن عساكر: سمعتُ ببغداد من يحكي أن أبا يعلى ابن الفراء، وأبا محمد التميمي شيخي الحنابلة كانا يقرءان على أبي محمد ابن اللبان في الأصول سرا، فاجتمعا يوما في دهليزه فقال أحدهما لصاحبه: ما جاء بك؟ قال: الذي جاء بك. فقال: اكتم علي، وأكتم عليك. ثم اتفقا على أن لا يعودا إليه خوفا أن يطلع عوامهم عليهما.

وقال الخطيب: سمعته يقول: حفظت القرآن ولي خمس سنين،

ص: 682

وأحضرت مجلس أبي بكر ابن المقرئ ولي أربع سنين، فتحدثوا في سماعي، فقال ابن المقرئ: اقرأ والمرسلات. فقرأتها ولم أغلط فيها. فقال: سمعوا له والعهدة علي.

قال الخطيب: ولم أر أجود ولا أحسن قراءة منه.

قلت: روى عنه أبو علي الحداد، وقرأ عليه بالروايات غير واحد، ومات بأصبهان في جمادى الآخرة.

170 -

‌ عبد الرحمن بن الحسن بن سعيد

، أبو القاسم الخزرجي القرطبي.

رحل إلى المشرق في جمادى الأولى سنة ثمانين وثلاثمائة، فحج أربع حجج.

قال أبو علي الغساني: سمعته غير مرة يقول: من شيوخي في القرآن، أبو أحمد السامري، وأبو الطيب بن غلبون، وأبو بكر محمد بن علي الأدفوي، ومن شيوخه في الحديث أبو بكر المهندس، والحسن بن إسماعيل الضراب، وأبو مسلم الكاتب. قال: لقيت كل هؤلاء بمصر، ولقي بالقيروان: أبا محمد بن أبي زيد، وقرأ بالأندلس على: أبي الحسن الأنطاكي.

وأقرأ الناس في مسجده بقرطبة زمانا. ثم نقله يونس بن عبد الله القاضي إلى الجامع، فواظب على الإقراء، وأم في الفريضة إلى أن توفي لست بقين في المحرم فجاءة.

وقال أبو عمر بن مهدي: كان من أهل العلم بالقراءات، حافظا للخلف بين القراء، مجودا للقرآن، بصيرا بالنحو، مع الحج والخير والأحوال المستحسنة. أجلس للإقراء بجامع قرطبة.

171 -

‌ عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن محمد بن صميد الدمشقي

.

حدث عن عبد الوهاب الكلابي، وتمام. روى عنه نجا بن أحمد.

ص: 683

172 -

‌ عبد الرحمن بن مسلمة بن عبد الملك بن الوليد

، أبو المطرف القرشي المالقي، سكن إشبيلية.

كان مقدما في الفهم، بصيرا بالعلوم الكبيرة؛ قرآن وأصول وحديث وفقه وعربية. قد أخذ من كل علم بحظ وافر. أخذ عن أبي محمد الأصيلي، وعباس بن أصبغ، وخلف بن قاسم وجماعة.

توفي في شوال، وكان مولده سنة تسع وستين.

173 -

‌ عبد السلام بن الحسين بن بكار

، أبو القاسم البغدادي.

حدث عن عيسى بن الوزير، وعنه أبو علي البرداني.

174 -

‌ علي بن الفضل بن أحمد بن محمد بن الفرات

، أبو القاسم الدمشقي المقرئ. إمام جامع دمشق.

سمع عبد الوهاب الكلابي، والحسن بن عبد الله بن سعيد البعلبكي، ورحل إلى بغداد فقرأ بها القراءات، وسمع من أبي عمر بن مهدي، وبالكوفة من القاضي محمد بن عبد الله الجعفي، وبمصر من عبد الجبار بن أحمد الطرسوسي.

روى عنه ابنه أبو الفضل، وأبو بكر الخطيب، وعبد المنعم بن الغمر، ومحمد ابن الموازيني، وأبو القاسم النسيب، وأبو طاهر الحنائي، وأبو الحسن ابن الموازيني.

ووثقه النسيب.

توفي في رجب، ويقال في شعبان.

175 -

‌ علي بن ميمون بن حمدان الأسدي المؤذن

.

كوفي. روى عن ابن عزال. روى عنه أبي النرسي.

176 -

‌ عمر بن محمد بن أحمد بن جعفر

، أبو عبد الرحمن البحيري النيسابوري المزكي.

شيخ من كبار العدول، ومن بيت الحديث والرواية. سمع من جده، وأبيه، وأبي الحسين الحجاجي، وأبي عمرو بن حمدان، وزاهر السرخسي،

ص: 684

وأبي طاهر بن خزيمة، وجماعة، وحدث سنين، وأملى مدة في الجامع.

قال أبو صالح المؤذن: خلط في سماعه في آخر عمره، وتوفي في ربيع الأول.

177 -

‌ عمر بن محمد بن قرعة المؤدب

.

بغدادي، يعرف بابن الدلو. روى عن أبي عمر بن حيويه. روى عنه أبو بكر ابن الخاضبة، وغيره.

قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقا.

178 -

‌ القاسم بن إبراهيم بن قاسم بن يزيد الأنصاري

. من ولد الأمير عبد الله بن رواحة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. أبو محمد القرطبي المعروف بابن الصابوني، نزيل إشبيلية.

روى عن أحمد بن فتح الرسان، وسعيد بن سلمة، ومخلد بن عبد الرحمن، وابن الجسور، ويونس بن عبد الله.

وقال ابن خزرج: كان من أهل العلم بالقراءات والحديث. ذا حظ وافر من الفقه والأدب، صدوقا. توفي بمدينة لبلة، وكان خطيبها وقاضيها في شعبان، وولد سنة ثلاث وثمانين.

179 -

‌ محمد بن الحسن بن زيد بن حمزة

، أبو الحسن اليشكري الكوفي.

حدث عن علي البكائي، وأبي زرعة أحمد بن الحسين الرازي.

قال أبي النرسي: سماعه صحيح. سمعته يقول: ولدت سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.

180 -

‌ محمد بن عبد الرحمن أبو الفضل النيسابوري الحريضي

، تصغير الحرضي، يعني الأشناني.

حدث ببغداد عن أبي الحسين الخفاف، والعلوي، وابن فورك.

ص: 685

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقا صالحا. توفي بهمذان.

181 -

‌ محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم

، أبو الحسين بن أبي محمد بن أبي نصر التميمي الدمشقي المعدل.

سمع أباه، وأبا بكر الميانجي، وأبا سليمان بن زبر، وهو آخر من حدث عنهما، وروى عنه سهل بن بشر، وموسى الصقلي، وأبو القاسم النسيب، وأبو الحسن ابن الموازيني، وأبو طاهر الحنائي.

وكانت له جنازة عظيمة، غلق له البلد، وحضره النائب. توفي في رجب.

182 -

‌ محمد بن علي بن إبراهيم

، أبو طالب البيضاوي.

توفي في رمضان، وكان مكثرا. سمع أبا الحسين ابن المظفر، وابن حيويه. روى عنه الخطيب، وأثنى عليه، وعبد العزيز الكتاني.

وكان صدوقا.

183 -

‌ محمد بن الفضل بن محمد

، أبو بكر النيسابوري اللباد.

روى الكثير عن أبي أحمد الحاكم، وأبي الحسين محمد ابن المظفر، وطبقتهما.

184 -

‌ محمد بن محمد بن عيسى بن خازم

، أبو الحسين البكري الكوفي المعروف بابن نفط.

سمع بإفادة أبيه من علي بن عبد الرحمن البكائي، وكان أميا لا يكتب.

روى عنه أبي النرسي.

185 -

‌ محبوب بن محبوب بن محمد

، أبو القاسم الخشني الطليطلي.

ص: 686

روى عن محمد بن إبراهيم الخشني، وأبي إسحاق بن شنظير، وأبي جعفر بن ميمون، وكان من أعلم أهل زمانه باللغة والعربية، بصيرا بالحديث وعلله، فهما فطنا صالحا. توفي في المحرم؛ ترجمه ابن مظاهر.

186 -

‌ نصر بن سيار بن يحيى

، أبو الفتح الهروي القاضي، رئيس بلده.

روى عن جده، وعن خاله أبي القاسم الداودي، وخرج له شيخ الإسلام أمالي.

وقتل مظلوما.

187 -

‌ بنت فائز القرطبي

، امرأة أبي عبد الله بن عتاب.

عالمة فاضلة متفننة في العلوم، أخذت علم الآداب عن أبيها، والفقه عن زوجها، وقدمت على أبي عمرو الداني لتقرأ عليه، فوجدته مريضا فمات، فذهبت إلى بلنسية وقرأت بالروايات السبع على أبي داود صاحب الداني. ثم حجت سنة خمس، وتوفيت راجعة بمصر سنة ست.

ص: 687

سنة سبع وأربعين وأربعمائة

188 -

‌ أحمد بن بابشاذ بن داود بن سليمان

، أبو الفتح المصري الجوهري الواعظ.

روى عن أبي مسلم محمد بن أحمد الكاتب، وأبي الحسن طاهر بن عبد المنعم بن غلبون.

قال أبو طاهر السلفي: وفيه على ما قيل لين.

قلت: وروى عنه ابنه طاهر صاحب العربية، وأبو الحسين يحيى بن علي الخشاب المقرئ، وأبو عبد الله محمد بن أحمد الرازي، وغيرهم.

وتوفي في رمضان.

189 -

‌ أحمد بن سلامة

، أبو زيد الأصبهاني.

عن أبي بكر ابن المقرئ، وعنه يحيى بن منده.

مات في جمادى الأولى.

190 -

‌ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن ثابت

، الإمام أبو نصر الثابتي البخاري، الفقيه الشافعي.

روى عن أبي القاسم بن حبابة، وأبي طاهر المخلص، وتفقه على أبي حامد الإسفراييني، ودرس وأفتى.

قال الخطيب: كتب عنه، وكان لينا في الرواية.

قال الذهلي: كان يدرس ويفتي، وله حلقة في جامع المدينة.

وقال: النرسي: حدثنا عن زاهر السرخسي وغيره، توفي في رجب.

191 -

‌ أحمد بن علي بن عبد الله

، أبو بكر البغدادي الزجاجي المؤدب.

سمع أبا القاسم بن حبابة، وأبا حفص الكتاني.

قال الخطيب: كان دينا فقيها شافعيا. كتبت عنه، وذكر لي أنه سمع من زاهر بن أحمد السرخسي، إلا أن كتابه ببلده بطبرستان.

ص: 688

وأرخ ابن خيرون وفاته في ذي الحجة، وأنه كان صالحا.

192 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن عبدوس

، أبو الحسن البغدادي الزعفراني المؤدب.

سمع أبا بكر القطيعي، وابن ماسي، وابن شاهين.

قال الخطيب: كتبت عنه من سماعه الصحيح، ومات في صفر، وقد ولد في سنة ثمان وخمسين.

وقال ابن خيرون في الوفيات. كان في كلامه وسماعه تخليط.

193 -

‌ التقي بن نجم بن عبيد الله

، أبو الصلاح الحلبي، شيخ الشيعة وعالم الرافضة بالشام.

قال يحيى بن أبي طيئ في تاريخه: هو عين علماء الشام والمشار إليه بالعلم والبيان، والجمع بين علوم الأديان، وعلوم الأبدان، ولد في سنة أربع وسبعين بحلب، ورحل إلى العراق ثلاث مرات، وقرأ على الشريف المرتضى.

وقال ابن أبي روح: توفي بعد عوده من الحج بالرملة في المحرم، وكان أبو الصلاح علامة في فقه أهل البيت.

وقال غيره: له مصنفات في الأصول والفروع، منها كتاب الكافي، وكتاب التقريب، وكتاب المرشد إلى طريق التعبد، وكتاب العمدة في الفقه، وكتاب تدبير الصحة صنفه لصاحب حلب نصر بن صالح، وكتاب شبه الملاحدة، وكتبه مشكورة بين أئمة القوم.

وذكر عنه صلاح وزهد وتقشف زائد وقناعة مع الحرمة العظيمة، والجلالة، وأنه كان يرغب في حضور الجماعة، وكان لا يصلي في المسجد غير الفريضة، ويتنفل في بيته، ولا يقبل ممن يقرأ عليه هدية، وكان من أذكياء الناس وأفقههم وأكثرهم تفننا.

وطول ابن أبي طيئ ترجمته.

194 -

‌ تمام بن محمد بن هارون

، الخطيب أبو بكر الهاشمي البغدادي.

ص: 689

سمع علي بن حسان الجدلي صاحب مطين، وكان صدوقا معظما. كتب عنه أبو بكر الخطيب، والكبار.

195 -

‌ جعفر بن محمد بن عفان الفقيه أبو الخير المروزي الشافعي

.

قدم معرة النعمان، وأقرأ بها الفقه، وصنف في المذهب كتاب الذخيرة وكان قدومه المعرة في سنة ثمان عشرة وأربعمائة، ودرس بها، وأخذ عنه أهلها.

196 -

‌ الحسن بن رجاء البغدادي

، ابن الدهان النحوي.

أقرأ العربية مدة.

197 -

‌ الحسن بن علي بن عبد الله

، أبو علي العطار المقرئ البغدادي، المؤدب، ويعرف بالأقرع، والد فاطمة صاحبة الخط المنسوب.

سمع من عيسى ابن الوزير، وأبي حفص الكتاني، والمخلص، وقرأ بالرويات على: أبي الفرج عبد الملك بن بكران النهرواني، وأبي إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري، وأبي الحسن الحمامي، وجماعة. قرأ عليه أبو طاهر بن سوار، وأبو غالب القزاز، وروى عنه أبو بكر الخطيب وقال: لم يكن به بأس.

198 -

‌ الحسين بن أحمد بن محمد بن حبيب

، أبو عبد الله القادسي البزاز.

كان يملي في جامع المنصور مدة عن أبي بكر القطيعي، والوراق، وأبي بكر ابن شاذان.

قال الخطيب: حضرته يوما وطالبته بأصوله، فدفع إلي عن ابن شاذان وغيره أصولا صحيحة. فقلت: أرني أصلك عن القطيعي. فقال: أنا لا يشك في سماعي منه. سمعني خالي هبة الله المفسر منه المسند كله. فقلت: لا تروين ههنا شيئا إلا بعد أن تحضر أصولك وتوقف عليها أصحاب الحديث.

ص: 690

فانقطع ومضى إلى مسجد براثا فأملى فيه، وكانت الرافضة تجتمع هناك، فقال لهم: منعتني النواصب أن أروي في جامع المنصور فضائل أهل البيت. ثم جلس في مسجد الشرقية، واجتمعت إليه الرافضة، ولهم إذ ذاك قوة وكلمتهم ظاهرة، فأملى عليهم العجائب من الموضوعات في الطعن على السلف.

وقال لي يحيى بن حسين العلوي: أخرج إلي ابن القادسي أجزاء كثيرة عن القطيعي، فلم أر في شيء منها له سماعا صحيحا إلا في جزء واحد، وكانت أجزاء عتقا قد غير أوائلها وكتبه بخطه، وأثبت فيها سماعه.

وقال أبي النرسي: كان ابن القادسي يسمع لنفسه، وكان له سماع صحيح، منه حديث الكديمي، وجزء من حديث القعنبي، وأجزاء من مسند أحمد. سمعنا منه.

قلت: حديث الكديمي وقع لنا، كان قد تفرد به ابن الموازيني، عن البهاء.

ومات ابن القادسي في ذي القعدة.

199 -

‌ الحسين بن علي بن جعفر بن علكان ابن الأمير أبي دلف العجلي الفقيه

. قاضي القضاة أبو عبد الله الجرباذقاني، المعروف بابن ماكولا.

ولي قضاء القضاة ببغداد سنة عشرين وأربعمائة.

قال الخطيب، ولم نر قاضيا أعظم نزاهة منه. سمعته يقول: سمعت من أبي عبد الله بن منده بأصبهان. توفي في شوال وهو حينئذ قاضي القضاة، وكان عارفا بمذهب الشافعي، وقيل: إنه ولد سنة ثمان وستين وثلاثمائة.

وهو عم الحافظ أبي نصر الأمير.

200 -

‌ الحسين بن علي بن محمد بن أبي المضاء

، أبو علي البعلبكي، القاضي.

حدث عن الحسن بن عبد الله بن سعيد الكندي الحمصي، والحسين بن أحمد البعلبكي. روى عنه أبو المضاء محمد بن علي المعروف بالشيخ الدين،

ص: 691

وسماعه منه ببعلبك في سنة ست وأربعين، وتوفي بعدها بسنة.

201 -

‌ حكم بن محمد بن حكم

، أبو العاص الجذامي القرطبي، ويعرف بابن إفرانك.

روى عن عباس بن أصبغ، وخلف بن القاسم، وعبد الله بن إسماعيل بن حرب، وهاشم بن يحيى، وجماعة كبيرة، ولقي بطليطلة: عبدوس بن محمد، وغيره، ورحل سنة إحدى وثمانين وحج، فأخذ عن أبي يعقوب بن الدخيل، وأبي بكر أحمد بن محمد المهندس، وإبراهيم بن علي التمار، وأبي محمد بن أبي زيد الفقيه، وقرأ القرآن على أبي الطيب بن غلبون.

وكان مسند أهل الأندلس في عصره؛ روى عنه الكبار، أبو مروان الطبني، وأبو علي الغساني وقال: كان رجلا صالحا ثقة، مسندا. علت روايته لتأخر وفاته، وكان صليبا في السنة، مشددا على أهل البدع، عفيفا ورعا، صبورا على القل، متين الديانة، رافضا للدنيا، مهينا لأهلها، منقبضا عن السلطان، يتمعش من بضيعة حل ببلده، يضارب له بها بعض إخوانه المسافرين. توفي في صدر ربيع الآخر عن سن عالية؛ بضع وتسعين سنة.

وقال عبد الرحمن بن خلف: إنه رأى على نعش حكم هذا يوم دفنه طيورا لم تعهد بعد كانت ترفرف فوقه، وتتبع جنازته إلى أن دفن كالذي رئي على نعش أبي عبد الله ابن الفخار.

202 -

‌ حمزة بن محمد بن عبد الله بن محمد الحسين

، أبو طالب الهاشمي الجعفري الطوسي الصوفي.

كان كثير الأسفار. سمع بدمشق عبد الوهاب الكلابي، وطلحة بن أسد، وسمع بأصبهان الحافظ ابن مردويه، وبأماكن.

روى عنه شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري، وأحمد بن سهل السراج، وأبو المحاسن الروياني، وغيرهم، وسكن نوقان، وسمع منه بها خلق، وبها توفي في شعبان.

ص: 692

203 -

‌ حمزة بن القاسم بن عفيف

، أبو القاسم المصري الوراق.

توفي أيضا في شعبان.

204 -

‌ ذو النون بن أحمد بن محمد

، أبو الفيض المصري العصار.

سمع القاضي أبا الحسن الحلبي، وغيره. روى عنه أبو عبد الله الرازي.

205 -

‌ رافع بن نصر

، أبو الحسن البغدادي الشافعي، الزاهد الفقيه المفتي. المعروف بالحمال.

روى عن أبي عمر بن مهدي الفارسي، وحكى عن أبي بكر ابن الباقلاني، وعن أبي حامد الإسفراييني، وكان يعرف الأصول. أخذ عنه عبد العزيز الكتاني، وله شعر حسن، وتوفي بمكة.

وقال محمد بن طاهر: سمعت هياج بن عبيد يقول: كان لرافع الحمال في الزهد قدم، وإنما تفقه أبو إسحاق الشيرازي والقاضي أبو يعلى الفراء بمعاونة رافع لهما. كان يحمل وينفق عليهما!

ومن شعر رافع الحمال:

كُد كَدّ العّبْدِ إن أحْـ ـببت أن تحسب حرا واقطع الآمال عن فضـ ـل بني آدم طرا أنت ما استغنيت عن مثـ ـلك أعلى الناس قدرا وكان عارفا بمذهب الشافعي، وكان يفتي بمكة.

قال ابن النجار: قرأ شيئا من الأصول على ابن الباقلاني، وتفقه على أبي حامد الإسفراييني. حدث عنه سهل بن بشر الإسفراييني، وجعفر السراج.

وكان موصوفا بالزهد والعبادة والمعرفة.

206 -

‌ ستيتة بنت عبد الواحد بن محمد بن سبنك البجلي

.

امرأة صادقة فاضلة بغدادية. سمعت من عمر بن سبنك، وحدثت؛ روى عنها الخطيب.

ص: 693

207 -

‌ سليم بن أيوب بن سليم أبو الفتح الرازي الفقيه الشافعي

. المفسر الأديب.

سكن الشام مرابطا محتسبا لنشر العلم والسنة والتصانيف. حدث عن محمد بن عبد الله الجعفي، ومحمد بن جعفر التميمي الكوفيين، وأحمد بن محمد البصير، وحمد بن عبد الله الرازيين، وأبي حامد الإسفراييني، وأحمد بن محمد المجبر، وأحمد بن فارس اللغوي، وجماعة.

روى عنه الكتاني، وأبو بكر الخطيب، والفقيه نصر المقدسي، وأبو نصر الطريثيثي، وعلي بن طاهر الأديب، وعبد الرحمن بن علي الكاملي، وسهل بن بشر الإسفراييني، وأبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب وقال: هو ثقة، فقيه، مقرئ، محدث.

وقال سهل الإسفراييني: حدثني سليم أنه كان في صغره بالري، وله نحو عشر سنين، فحضر بعض الشيوخ وهو يلقن فقال لي: تقدم فاقرأ. فجهدت أن أقرأ الفاتحة فلم أقدر على ذلك لانغلاق لساني. فقال: لك والدة؟ قلت: نعم. قال: قل لها تدعو لك أن يرزقك الله قراءة القرآن والعلم. قلت: نعم. فرجعت فسألتها الدعاء، فدعت لي. ثم إني كبرت ودخلت بغداد وقرأت بها العربية والفقه، ثم عدت إلى الري، فبينا أنا في الجامع أقابل مختصر المزني وإذا الشيخ قد حضر وسلم علينا وهو لا يعرفني. فسمع مقابلتنا وهو لا يعلم ما نقول، ثم قال: متى يتعلم مثل هذا؟ فأردت أن أقول له: إن كانت لك والدة قل لها تدعو لك، فاستحييت منه، أو كما قال.

وقال أبو نصر الطريثيثي: سمعت سليما يقول: علقت عن شيخنا أبي حامد جميع التعليق، وسمعته يقول: وضعت مني صور، ورفعت بغداد من أبي الحسن ابن المحاملي.

قال ابن عساكر: بلغني أن سليما تفقه بعد أن جاز الأربعين، وقرأت بخط غيث الأرمنازي: غرق سليم الفقيه في بحر القلزم عند ساحل جدة بعد الحج في صفر سنة سبع وأربعين، وقد نيف على الثمانين، وكان فقيها مشارا إليه. صنف الكثير في الفقه وغيره، ودرس، وهو أول من نشر هذا العلم

ص: 694

بصور، وانتفع به جماعة، منهم الفقيه نصر، وحدثت عنه أنه كان يحاسب نفسه على الأنفاس، لا يدع وقتا يمضي بغير فائدة، إما ينسخ، أو يدرس، أو يقرأ، وحدثت عنه أنه كان يحرك شفتيه إلى أن يقط القلم رضي الله عنه.

208 -

‌ سهل بن طلحة

.

قال الحبال: ذكر أنه سمع من ابن المقرئ بأصبهان.

209 -

‌ سهل بن محمد بن الحسن

، أبو الحسن القايني الصوفي، عرف بالخشاب.

سكن دمشق، وحدث عن أبي جعفر محمد بن عبد الله القايني الحافظ، والقاضي أبي القاسم حسين بن علي. روى عنه أحمد بن أبي الفتح الشهرزوري، ونصر بن إبراهيم المقدسي، وجماعة.

توفي بمصر في صفر، وله شعر منه:

تمناه طرفي في الكرى فتجنبا وقبلت يوما ظله فتغضبا وخبر أني قد عبرت بابه لأخلس منه نظرة فتحجبا ولو هبت الريح الصبا نحو أذنه بذكري لسب الريح أو لتعتبا وما زاده عندي قبيح فعاله ولا الصد والهجران إلا تحببا

210 -

‌ طلحة بن عبد الرزاق بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني

.

رحل وسمع من أبي طاهر المخلص. روى عنه أبو علي الحداد، وتوفي في جمادى الآخرة، وأبوه هو أخو أبي نعيم الحافظ، وله سماع من ابن المقرئ.

211 -

‌ عبد الله بن الحسين

، قاضي القضاة أبو محمد الناصحي، الفقيه الحنفي.

ولي القضاء للسلطان الكبير محمود بن سبكتكين، وروى عن بشر بن أحمد الإسفراييني، وطال عمره وعظم قدره.

212 -

‌ عبد الله بن علي بن محمد بن حمويه الأصبهاني الجمال

.

ص: 695

روى عن ابن المقرئ. توفي في جمادى الأولى.

213 -

‌ عبد الرحيم بن الحسين

، الوزير الأوحد أبو عبد الله الكاتب، ويلقب بالعادل.

وزر للملك الرحيم أبي نصر بن أبي كاليجار، وخلع عليه الخليفة، وكان سمحا جوادا، ظالما سفاكا للدماء. غضب عليه أبو نصر وطلبه، وقد غطوا على حفيرة في دار الملك بحصيرة، فلما مر نزل فيها وطم عليه في الحال، وذلك في شهر رمضان سنة سبع.

214 -

‌ عبد الغفار بن محمد الآمدي

، أبو طاهر.

سمع إسحاق بن سعد النسوي، وغيره.

قال أبي النرسي: كان ثقة، حدثنا ببغداد.

215 -

‌ عبد الملك بن عبد الله بن محمود بن صهيب بن مسكين

، أبو الحسن المصري الفقيه الشافعي.

روى عن أبيض بن محمد الفهري صاحب النسائي، وعبيد الله بن محمد بن أبي غالب البزاز، وأبي بكر بن المهندس، وأبي بكر محمد بن القاسم بن أبي هريرة، وعلي بن الحسين الأنطاكي قاضي أذنة، وغيرهم، ويعرف أيضا بالزجاج. روى عنه الرازي في مشيخته.

216 -

‌ عبد الملك بن محمد بن محمد بن سلمان

، أبو محمد البغدادي.

روى عن القاضي أبي بكر الأبهري، وعلي بن لؤلؤ، وغيرهما. توفي في شعبان.

217 -

‌ عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان

، أبو الفرج البغدادي، المحدث الغزال، أخو محمد.

سمع أبا عبد الله العسكري، وإسحاق بن سعد النسوي، وعلي بن لؤلؤ، ومحمد بن عبد الله بن بخيت، وابن الزيات، وأبا بكر الأبهري، وابن المظفر.

ص: 696

وسكن صور وحدث بها. روى عنه أبو بكر الخطيب ووثقه، والفقيه نصر المقدسي، وآخرون.

ولد سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، وتوفي بصور في شوال.

218 -

‌ عبد الوهاب بن محمد بن موسى

، أبو أحمد الغندجاني.

قال الخطيب: سمع من أحمد بن عبدان الحافظ، ومن أبي طاهر المخلص، وحدث بتاريخ البخاري عن ابن عبدان بعضه بقوله، وأرجو أن يكون صدوقا. مات في جمادى الأولي.

قلت: روى عنه أبو الفضل بن خيرون، وأبو الحسين ابن الطيوري، وأبو الغنائم النرسي.

219 -

‌ عبيد الله بن علي بن أبي قربة

، أبو القاسم العجلي الحذاء الكوفي.

قال أبو الغنائم النرسي: حدثنا عن علي البكائي، وغيره، وهو ثقة.

220 -

‌ عبيد الله بن محمد بن زفنانة

، أبو القاسم الشيباني سبط ابن النحاس، الكوفي.

قال أبي أبو الغنائم: حدثنا عن جده والكهيلي.

221 -

‌ عبيد الله بن المعتز بن منصور بن عبد الله بن حمزة

، أبو الحسن النيسابوري.

من بيت الحشمة والثروة بنيسابور. سمع من أبي الفضل بن خزيمة، وأبي بكر الجوزقي، وأبي الفضل الفامي، وأبي محمد المخلدي، وحدث بأصبهان والري.

روى عنه أبو علي الحداد، وغيره، وتوفي في أواخر السنة. وروى عنه أيضا أبو بكر محمد بن يحيى المزكي، ومحمد بن عبد الله خوروست، وإسحاق بن أحمد الراشتيناني.

ولهذا أخ اسمه:

ص: 697

222 -

‌ منصور بن المعتز

.

يروي عن أبي الحسن العلوي، وعنه إسماعيل ابن المؤذن.

223 -

‌ علي بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن جبريل القلاسي

. الرئيس النسفي.

روى عن أبي بكر الإسماعيلي. - كذا قال صاحب القند -، وعن جده أبي بكر محمد بن إبراهيم، والحسن بن صديق النسفي، وفائق الخاصة، وجماعة.

كنيته أبو الحسن.

توفي في رجب وقد قارب التسعين.

224 -

‌ علي بن المحسن بن علي

، أبو القاسم بن أبي علي التنوخي، القاضي، صاحب الطوالات.

سمع ابن سعيد الرزاز، وعلي بن محمد بن كيسان، وأبا سعيد الحرفي، وأبا عبد الله الحسين بن محمد العسكري، وعبد الله بن إبراهيم الزبيبي، وإبراهيم بن أحمد الخرقي، وعبد العزيز بن جعفر الخرقي، وخلقا كثيرا.

قال الخطيب: سمعته يقول: ولدت بالبصرة في النصف من شعبان سنة خمس وستين، وأول سماعي في شعبان سنة سبعين. قال: وكان متحفظا في الشهادة عند الحكام، صدوقا في الحديث. تقلد قضاء المدائن، وقرميسين، والبردان، وغيرها من النواحي، ومات في ثاني المحرم سنة سبع.

وكذا ورخه ابن خيرون وقال: قيل كان رأيه الرفض والاعتزال.

قلت: وقد انتخب عليه الخطيب، وغيره، وحدث عنه خلق، منهم: أبي النرسي، والحسن بن محمد الباقرحي، ونور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي، وأبو علي محمد بن محمد ابن المهدي، وأبو شجاع بهرام بن بهرام، وأبو منصور محمد بن أحمد بن النقور، وأبو القاسم هبة الله بن الحصين، وخلق سواهم.

ص: 698

قال شجاع الذهلي: كان يتشيع ويذهب إلى الاعتزال.

225 -

‌ الفضل بن صالح بن علي

، أبو علي الروذباري، ثم المصري.

روى عن علي ابن الحافظ أبي سعيد بن يونس. روى عنه الرازي في مشيخته.

226 -

‌ القاسم بن سعيد بن العباس

. أبو أحمد ابن المحدث أبي عثمان القرشي الهروي.

سمع أباه، وعبد الله بن حمويه السرخسي، وعبد الرحمن بن أبي شريح، وحدث.

227 -

‌ محمد بن أحمد بن بدر

، أبو عبد الله الطليطلي.

روى عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن حسين، وعبد الله بن دنين، والمنذر بن المنذر، وأبي جعفر بن ميمون.

وكان فقيها مفتيا جامعا للعلم، كثير العناية به، عاقلا وقورا خيرا. كان يتخير للقراءة على الشيوخ لفصاحته ونهضته. قرأ الموطأ في يوم على المنذر بن المنذر، وتوفي رحمه الله في رجب.

228 -

‌ محمد بن إسحاق بن أبي حصين

، القاضي أبو الحسن.

توفي بمصر.

قال الحبال: عنده إسناد العراق.

229 -

‌ محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن الليث

، أبو بكر الكشي، ثم الشيرازي، ابن الإمام أبي علي.

سمع ابن المقرئ، وابن منده بأصبهان؛ ومات في السنة. ذكره يحيى بن منده.

والكشي: بالمعجمة.

ومات أبوه سنة خمس وأربعمائة.

ص: 699

230 -

‌ محمد ذخيرة الدين ولي عهد أمير المؤمنين

، أبو العباس ابن أمير المؤمنين القائم بأمر الله عبد الله ابن القادر بالله أحمد.

قال ابن خيرون: ولد سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وخطب له بولاية العهد سنة أربعين، ولقب ذخيرة الدين، فأدركه أجله في ثامن عشر ذي القعدة، وكان قد ختم القرآن وحفظ الفقه والعربية والفرائض.

وقال ابن النجار: خلف جارية حاملا، فولدت ابنا فهو أمير المؤمنين أبو القاسم عبد الله بن محمد المقتدي بأمر الله.

231 -

‌ محمد بن علي بن يحيى بن سلوان المازني

، أبو عبد الله ابن القماح الدمشقي.

سمع نسخة أبي مسهر وما معها من الفضل بن جعفر، وليس عنده سواهما. روى عنه الكتاني، والخطيب، والفقيه نصر، وسهل بن بشر، ونجا بن أحمد، وأبو طاهر الحنائي، والنسيب وقال: هو ثقة، وأبو الحسن علي، وأبو الفضل محمد ابنا الموازيني، والحسن بن أحمد بن أبي الحديد، وعبد المنعم بن الغمر الكلابي.

وتوفي في ذي الحجة، وولد في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.

232 -

‌ محمد بن القاسم بن محمد بن إسماعيل بن هشام

، أبو عبد الله الأموي المرواني. من أولاد أمراء الأندلس.

روى عن أبيه، وكان صاحب ديوان الإنشاء بطليطلة، له يد طولى في الرسائل والآداب، وشهرة تامة؛ روى عنه أبو بكر المصحفي، وغيره.

233 -

‌ محمد بن القاسم بن ميمون بن حمزة بن الحسين بن محمد

. أبو الحسن العلوي الحسيني المصري. أخو أبي إبراهيم أحمد.

من كبراء المصريين، وجدهما ميمون يروي عن أحمد بن عبد الوارث العسال.

ص: 700

توفي محمد في ذي القعدة.

234 -

‌ محمد بن محمد بن عيسى بن حازم

، أبو طاهر البكري الكوفي. عرف بابن نفط.

قال أبي النرسي: روى لنا كأخيه عن البكائي.

235 -

‌ محمد بن محمد أبو الفضل الإسفراييني الرافعي القاضي

.

سمع أبا الحسن بن جهضم بمكة، ومحمد بن عبد الصمد الزرافي صاحب خيثمة بأطرابلس، وتمام بن محمد بدمشق، وولي قضاء إسفرايين، وبها مات. روى عنه أبو الحسن علي بن محمد الجرجاني.

236 -

‌ محمد بن يحيى الكرماني

، أبو عبد الله، نزيل بغداد.

روى عنه الخطيب، وتوفي في ربيع الأول.

سمع من أبي الحسن أحمد بن محمد بن الصلت القرشي، وابن رزقويه، وابن بشران، وخلق، وقرأ الكثير، وروى عنه أيضا: ظاهر بن محمد النيسابوري.

237 -

‌ منصور بن عمر بن علي

، الإمام أبو القاسم البغدادي الكرخي الفقيه الشافعي.

ذكره أبو إسحاق الشيرازي في الطبقات، فقال: ومنهم شيخنا أبو القاسم منصور الكرخي. تفقه على أبي حامد الإسفراييني، وله عنه تعليقة، وصنف في المذهب كتاب الغنية، ودرس ببغداد.

قلت: توفي في جمادى الآخرة، وسمع أبا طاهر المخلص، وأبا القاسم الصيدلاني، وحدث. روى عنه الخطيب، وقال: هو من أهل كرخ جدان.

ص: 701

238 -

‌ هاشم بن عبيد الجابري ثم المصري

.

سمع كثيرا، وحدث. قاله الحبال.

239 -

‌ أبو بكر بن أحمد

، عرف بابن الخياط المنجم.

من تلامذة مسلمة المرخيطي. برع في أحكام النجوم، وهو علم باطل، وخدم الأمير المأمون يحيى بن ذي النون، وكان عارفا أيضا بالطب.

عاش ثمانين سنة، وتوفي بطليطلة.

ص: 702

سنة ثمان وأربعين وأربعمائة

من أعوام الوباء بمصر

240 -

‌ أحمد بن الحسن بن علي

، أبو سعد الأصبهاني الشطرنجي، الواعظ المعروف بابن البغدادي، أخو الحسن وعلي.

روى عن أبيه الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان التاجر عن جده علي بن أحمد صاحب أبي حاتم الرازي، وعن أبيه، عن الفضل بن الخصيب، وابن أخي أبي زرعة، وجماعة، وعن عبيد الله بن يعقوب راوي مسند أحمد بن منيع.

روى عنه إسماعيل بن الفضل الإخشيذ، وغيره، وقع لنا من مجالسه.

توفي في جمادى الأولى.

241 -

‌‌

‌ أحمد بن الحسين

ابن الشيخ أبي بكر محمد بن عبد الله بن بخيت

، أبو الحسن المصري البغدادي.

سمع جده.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وسمع لنفسه في بعض الأجزاء. مات في المحرم وهو في عشر التسعين.

وحدث عنه شجاع الذهلي.

242 -

أحمد بن الحسين، أبو الحسين الفناكي الرازي، الفقيه الشافعي.

تفقه على أبي حامد الإسفراييني، ورحل إلى الإمام أبي عبد الله الحليمي إلى بخارى فدرس عليه، وتصدر ببروجرد يفيد ويعلم، وعمر دهرا.

243 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب بن قفرجل

. أبو الحسين البغدادي الوزان.

سمع جده لأمه أبا بكر بن قفرجل، وعلي بن لؤلؤ، وعمر بن شاهين.

ص: 703

قال الخطيب: كان صدوقا. مات في ربيع الآخر.

244 -

‌ أحمد بن أبي علي محمد بن الحسين بن داود بن علي

، السيد أبو الفضل العلوي الزاهد المقرئ الحنفي الفقيه.

كان عديم النظير في العلوية، وأفضل أهل بيته. روى عن عمه أبي الحسن العلوي، والخفاف، وأبي ذكريا الحربي، والطبقة. روى عنه جماعة.

وتوفي في ذي الحجة.

245 -

‌ أحمد بن محمد بن علي بن نمير

، أبو سعيد الخوارزمي الضرير الفقيه العلامة الشافعي، تلميذ الشيخ أبي حامد.

قال الخطيب: درس وأفتى، ولم يكن بعد أبي الطيب الطبري أحد أفقه منه، كتبت عنه، عن عبد الله بن أحمد ابن الصيدلاني، وتوفي في صفر، وكان يقدم على أبي القاسم الكرخي، وعلى أبي نصر الثابتي.

246 -

‌ أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان

، أبو بكر الواسطي. يعرف بشرارة.

247 -

‌ أحمد بن محمد بن الواحد بن بابشاذ

، أبو الخطاب المقرئ البغدادي البزاز.

قرأ القرآن على الحمامي، وسمع منه ومن عبد القاهر بن عترة. روى عنه أبو طاهر بن سوار، والمبارك بن عبد الجبار الصيرفي.

وثقه أبو الفضل بن خيرون، وقال: مات في ربيع الأول.

248 -

‌ إبراهيم بن محمد

، أبو إسحاق الفهمي الطليطلي.

روى عن أبي محمد ابن القشاري، ويوسف بن أصبغ، وكان متفننا في العلوم لغة وعربية وفرائض وحساب، وشوور في الأحكام، وتوفي في شعبان.

ص: 704

249 -

‌ إبراهيم بن سليمان بن إبراهيم بن جمرة

، أبو إسحاق البلوي المالقي، صهر أبي عمر الطلمنكي، فأكثر عن أبي عمر.

وكان مقدما في التعبير.

250 -

‌ إسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسين بن داود بن علي النقيب

، أبو المعالي العلوي النيسابوري.

سمع جده، وأبا الحسين الخفاف، وجماعة، وأملى، وله حشمة وجلالة.

توفي في ربيع الأول عن تسع وخمسين سنة.

251 -

‌ إسماعيل بن علي بن الحسن بن بندار بن المثنى

، أبو سعد الإستراباذي الواعظ.

حدث عن الحاكم، وشافع بن محمد بن أبي عوانة، وجماعة. روى عنه أبو بكر الخطيب، ومكي الرميلي، وشيخ الإسلام الهكاري، وآخرون.

قال الخطيب: ليس بثقة.

وقال ابن طاهر: بان كذبه ومزقوا حديثه. مات بالقدس.

252 -

‌ جعفر بن محمد بن الظفر

، أبو إبراهيم النيسابوري.

حدث ببغداد عن أبي الحسين الخفاف، والحاكم أبي عبد الله.

قال الخطيب حدثنا وكان إماميا.

253 -

‌ الحسن بن محمد بن علي بن رجاء

، العلامة أبو محمد الدهان، اللغوي النحوي. أحد الأعلام ببغداد.

قرأ بالروايات الكثيرة، ودرس فقه أبي حنيفة، وقرأ النحو على الرماني، وغيره، وروى عن أبي الحسين بن بشران، وكان معتزليا.

ص: 705

روى عنه عزيزي الجيلي، وأبو زكريا يحيى التبريزي، وعثمان بن علي الأديب. مات في جمادى الأولى.

254 -

‌ الحسن بن الحسين

، أبو علي الخلعي الفقيه الشافعي.

توفي بمصر في شوال، وبإفادته سمع ابنه القاضي أبو الحسن.

255 -

‌ الحسن بن عبد الواحد بن سهل بن خلف

، أبو محمد البغدادي.

توفي في ربيع الآخر.

سمع الحربي، والدارقطني، وعيسى ابن الوزير.

روى عنه الخطيب، وغيره.

256 -

‌ الحسن بن محمد بن الحسن

، أبو محمد الصفار.

توفي بخراسان في سلخ شوال.

روى عن أبي طاهر بن خزيمة، وأبي محمد المخلدي، والجوزقي، وأبيه أبي عبد الله الصفار التاجر.

257 -

‌ الحسن بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن حمشاذ

، أبو علي النيسابوري.

شيخ، ثقة. سمع أبا طاهر بن خزيمة، وأبا الحسن الماسرجسي، وأبا بكر الجوزقي، وأبا محمد المخلدي.

توفي في ربيع الآخر.

258 -

‌ الحسين بن أحمد بن محمد بن عمر بن عبد الله بن أحمد

، الأنصاري البغدادي أبو عبد الله.

259 -

‌ الحسين بن عثمان

، أبو عبد الله البرداني الفقيه الحنبلي، نزيل ميافارقين.

ص: 706

كان إماما مفتيا عالما.

260 -

‌ الحسين بن علي بن عمرويه الرمجاري الحنفي

، أبو القاسم الحاكم.

روى عن أبي محمد المخلدي، وأبي زكريا الحربي.

مات في شعبان.

261 -

‌ الحسين بن علي بن محمد بن الفرخان

، أبو طالب.

توفي في ذي الحجة.

262 -

‌ حمزة بن محمد

، أبو طالب الجعفري الطوسي الصوفي.

روى عن عبد الوهاب الكلابي، وطلحة بن أسد، وأبي بكر بن مردويه، وجماعته، وعنه شيخ الإسلام الأنصاري، وغيره.

ورخه ابن عساكر في هذه السنة، وقد مر.

263 -

‌ حميد بن المأمون بن حميد بن رافع

، أبو غانم القيسي الهمذاني الأديب.

روى عن أبي بكر بن لال، وأحمد بن تركان، وأبي بكر الشيرازي، روى عنه الألقاب له، وعلي بن أحمد البيع، وأبي الحسن بن جهضم، وعلي بن أحمد بن عبدان الأهوازي، وأبي عمر بن مهدي الفارسي، وأبي الحسن بن رزقويه، وأحمد بن محمد البصير الرازيّ، وجماعة.

قال شيرويه: ما أدركته، وحدثنا عنه أبو الفضل القومسانيّ، وابن ممّان، والبّزاز، وأحمد بن عمر البيِّع، وعامّة مشايخي، وسمع منه كهولنا، وهو صدوق. توفّي في ذي القعدة.

264 -

‌ داود بن الحسين بن غانم

، أبو الحسن البغداديّ.

أصله من حلب، وتوفّي في جمادى الآخرة.

265 -

‌ داود بن سليمان

، أبو عمر الوكيل.

ص: 707

توفّي في جمادى الأولى.

266 -

‌ سعيد بن محمد بن جعفر

، أبو عثمان الأموي، الطُّليطليّ الزاهد.

روى عن محمد بن عيسى بن أبي عثمان، وإبراهيم بن محمد بن شنظير، وكان ديِّنا ثقة، فاضلا منقبضا، كثير الصّلاة والصِّيام، قد نبذ الدنيا وأقبل على العبادة.

267 -

‌ عبد الله بن أحمد بن عبد الملك بن هاشم

، أبو محمد بن أبي عمر الإشبيليّ المكويّ.

سمع من أبي محمد بن أسد صحيح البخاري واستقضاه الأمير أبو الحزم جهور بقرطبة بعد أبي بكر بن ذكوان، ولم يكن من القضاء في ورد ولا صدر لقلة علمه. ثم عزله أبو الوليد محمد بن أبي الحزم سنة خمس وثلاثين وأربعمائة، وبقي خاملا إلى أن توفيّ في جمادى الأولى، وقد قارب السّبعين.

268 -

‌ عبد الله بن أبي الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه

، البغداديّ أبو بكر.

سمّعه أبوه من ابن عبيد العسكريّ، وابن المظفّر، وعليّ بن لؤلؤ.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا. سكن بقرية بحذاء النُّعمانية.

269 -

‌ عبد الله بن الوليد بن سعيد بن بكر

، أبو محمد الأندلسّي الأنصاريّ؛ نزيل مصر، وأحد الفقهاء المالكيّة.

سمع بقرطبة قديما من إسماعيل بن إسحاق القطان، ورحل سنة أربع وثمانين، فأخذ عن أبي محمد بن أبي زيد كتاب السّيرة بروايته عن ابن الورد البغداديّ، وكتاب الرّسالة، وغير ذلك، وأخذ عن أبي الحسن القابسيّ، وأبي جعفر أحمد بن دحمون، وحجّ، فأخذ عن أبي العبّاس أحمد بن بندار

ص: 708

الرّازيّ، وأبي ذرّ، وولد سنة ستّين وثلاثمائة، وكان من سادات الأندلسّيين وفضلائهم.

روى عنه أبو الفضل جعفر بن إسماعيل بن خلف الأنصاريّ، ومحمد بن أحمد الرّازي، وآخرون.

قال أبو مروان الطّبنيّ الأندلسيّ: روى عنه جماعة من أهل الأندلس، وطال عمره، وخرج من مصر إلى الشّام في ربيع الأول سنة سبع وأربعين فتوفيّ بالشّام في شهر رمضان سنة ثمان.

270 -

‌ عبد الرّزاق بن أحمد بن محمد بن عبد الله

، أبو الفضل الأصبهاني البقّال.

سمع أبا بكر ابن المقرئ، وغيره. روى عنه أبو عليّ الحدّاد، وإسماعيل الإخشيذ.

271 -

‌ عبد العزيز بن بندار بن عليّ بن الحسن

، أبو القاسم الشّيرازيّ، نزيل حرم الله.

كان شيخا صالحا جليلا صدوقا مكثرا، جاور مدّة طويلة وحدَّث عن عبد الكريم بن أبي جدار المصريّ، وأبي بكر بن لال الهمذانيّ، وأحمد بن فراس العبقسيّ.

روى عنه عبد العزيز النَّخشبيّ وقال: ثقة صاحب حديث؛ ثمّ ورّخه. وروى عنه أيضا أبو شاكر أحمد بن محمد العثمانيّ.

272 -

‌ عبد العزيز بن أحمد الحلواني

ّ، شمس الأئمّة الحنفيّ.

قيل: مات سنة ثمان أو تسع وأربعين، وسيأتي سنة ستّ وخمسين.

273 -

‌ عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر بن أحمد بن محمد بن سعيد

، أبو الحسين الفارسيّ، ثمّ النَّيسابوريّ.

قال في ترجمته حفيده الحافظ عبد الغافر بن إسماعيل: الشّيخ الجدّ الثّقة الأمين الصّالح الصًّيِّن الدَّيِّن المحظوظ من الدُّنيا والدِّين، الملحوظ من

ص: 709

الحق تعالى بكلّ نعمى. كان يذكر أيّام أبي سهل الصُّعلوكي، ويذكره وما سمع منه شيئاَ، وكذلك لم يسمع من أبي عمرو بن مطر، وابن نجيد مع إمكان السّماع منهم، وسمع صحيح مسلم من ابن عمرويه؛ وسمع غريب الحديث للخطّابيّ بسبب نزول الخطّابيّ عندهم حين حضر إلى نيسابور، ولم تكن مسموعاته إلاّ ملء كمَّين من الصّحيح والغرائب، وأعداد قليلة من المتفرقات من الأجزاء، ولكن كان محظوظا مجدودا في الرّواية. روى قريبا من خمسين سنة منفردا عن أقرانه، مذكورا مشهورا في الدّنيا، مقصودا من الآفاق. سمع منه الأئّمة والصُّدور، وقد قرأ عليه الحسن السَّمرقنديّ الحافظ صحيح مسلم نيّفا وثلاثين مرّة، وقرأه عليه الشّيخ أبو سعد البحيريّ نيَّفا وعشرين مرة. هذا سوى ما قرأه عليه المشاهير من الأئّمة. استكمل رحمه الله خمسا وتسعين سنة، وطعن في السّادسة والتّسعين، وألحق الأحفاد بالأجداد، وعاش في النّعمة عزيزا مكرَّما في مروءة وحشمة إلى أن توفّي.

قلت: توفّي في خامس شوّال، وحدَّث عن ابن عمرويه الجلوديّ، وإسماعيل بن عبد الله بن ميكال، وبشر بن أحمد الإسفراييني، وأبي سليمان حمد بن محمد الخطّابيّ. روى عنه نصر بن الحسن التُّنكتي، والحسين بن عليّ الطًّبريّ المجاور، وعبيد الله بن أبي القاسم القشيريّ، وعبد الرحمن بن أبي عثمان الصّابونيّ، وإسماعيل بن أبي بكر القارئ، ومحمد بن الفضل الفراويّ، وفاطمة بنت زعبل العالمة، وآخرون، وسماعه للصحيح من الجلودي في سنة خمس وستّين وثلاثمائة.

274 -

‌ عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل المحاملي

ّ، أبو الفتح أخو الفقيه أبي الحسن.

سمع أبا بكر بن شاذان، والدَّارقطنيّ، وابن شاهين، وعليّ بن عمر السُّكَّريّ.

قال الخطيب: كتبت عنه وكان ثقة. مات في المحرَّم.

275 -

‌ عبد الملك بن محمد بن محمد بن سلمان البغدادي

.

سمع عليّ بن لؤلؤ، وابن المظفّر، والقاضي أبا بكر الأبهريّ.

ص: 710

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا. مات في ذي الحجّة.

قلت: روى عنه وعن الّذي قبله: أبي النَّرسيّ، وابن الطَّيوري، وعدّة.

276 -

‌ عبد الملك بن عمر بن خلف

، أبو الفتح الرَّزَّاز.

حدَّث عن إسحاق بن سعد النسوي، ومحمد بن إسماعيل الورّاق، والدّارقطنيّ، وجماعة.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صالحا، لكن رأيت له أصولا محككة وسماعاته ملحقة، وحدَّثني أحمد بن الحسن بن خيرون قال: كان عندي كتاب المدبَّج للدّارقطنيّ، وفي بعضه سماع أبي الفتح الرّزّاز، فاستعار الكتاب منّي ثمّ ردّه عليَّ وقد سمع لنفسه في ما ليس هو سماعه. توفّي في صفر.

277 -

‌ عليّ بن أحمد بن علي بن سلِّك الفاليّ

، أبو الحسن المؤدِّب، وفال: بليدة قريبة من إيذج.

أقام بالبصرة، وسمع القاضي أبا عمر الهاشميّ، وأحمد بن خربان النّهاونديّ، وشيوخ ذلك الوقت. ثم استوطن بغداد.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة. مات في ذي القعدة.

قلت: روى عن ابن خربان كتاب المحدّث الفاصل للرّامهرمزيّ. رواه عنه المبارك بن عبد الجبّار الصّيرفيّ.

ومن شعره:

تصدَّرَ للتّدريس كلُّ مُهوَّسِ بَليد تسمّى بالفَقيهِ المدرَّسِ فَحَقٌّ لأهل العِلْم أن يتمثَّلوا ببيت قديم شاعَ في كلِّ مجلسِ لقد هَزَلَتْ حتّى بدا من هزَالها كُلاها، وحتّى سامها كلُّ مُفْلسِ

ص: 711

278 -

‌ عليّ بن إبراهيم بن عيسى

، أبو الحسن البغدادي، المقرئ الباقلاّنيّ.

سمع أبا بكر القطيعيّ، ومحمد بن إسماعيل الوراق، وحسينك بن عليّ التّميميّ.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان لا بأس به.

قلت: وروى عنه أبيّ النَّرسيّ، وأبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاريّ، وهو آخر من حدَّث عنه.

وهو راوي أمالي القطيعيّ.

279 -

‌ عليّ بن عبد الواحد بن عيسى

، أبو القاسم النَّجيرميّ الكاتب.

مصريّ، روى عن أبي بكر بن إسماعيل المهندس. روى عنه الرّازيّ في المشيخة، وتوفّي في ذي الحجّة، وكان من بيت حشمة. يروي أيضا عن أبي الحسن الحلبيّ.

280 -

‌ عليّ بن القاسم بن إبراهيم

، أبو الحسن الأصبهاني المقرئ الخيّاط.

سمع عبيد الله بن إسحاق بن جميل، وابن المقرئ، وأبا عبد الله بن منده، وأبا الحسين بن فارس اللُّغويّ. روى عنه سعيد بن أبي الرجاء الصَّيرفيّ، وعبد الله بن محمد النِّيليّ، والحافظ أبو مسعود سليمان بن إبراهيم، وهادي بن إسماعيل العلويّ، وغيرهم.

توفّي في جمادى الأولى.

281 -

‌ عمر بن أحمد بن عمر بن محمد بن مسرور

، أبو حفص النَّيسابوريّ الزّاهد.

سمع إسماعيل بن نجيد، وبشر بن أحمد الإسفراييني، وأبا سهل محمد بن سليمان الصُّعلوكيّ، والحسين بن عليّ التّميميّ حسينك، ومحمد بن أحمد بن حمدان، وأبا أحمد محمد بن محمد الحاكم، وأحمد بن محمد بن أحمد البالوييّ، وأبا سعيد محمد بن الحسين السَّمسار، ومحمد بن أحمد المحموديّ، وأبا نصر بن أبي مروان الضَّبيّ، ومحمد بن عبيد الله بن إبراهيم بن

ص: 712

بالويه، وأبا بكر أحمد بن الحسين بن مهران المقرئ، وأحمد بن محمد البحيريّ، وأحمد بن إبراهيم العبدوييّ، ومحمد بن الفضل بن محمد بن خزيمة، وأبا سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن حمدويه، وأبا منصور محمد بن محمد بن سمعان، وجماعة سواهم.

روى عنه عبيد الله بن أبي القاسم القشيريّ، وأحمد بن عليّ بن سلمويه الصُّوفّي، وسهل بن إبراهيم المسجديّ، ومحمد بن الفضل الفراويّ وإسماعيل بن أبي بكر القارئ، وتميم بن أبي سعد الجرجانيّ، وهبة الله بن سهل السّيّديّ، وآخرون، وتوفّي في ذي القعدة.

وكان أسند من بقي بنيسابور مع زهد وخير وتصوّف.

ذكره عبد الغافر فقال، أبو حفص الفاميّ الماورديّ الشّيخ الزّاهد الفقيه، كان كثير العبادة والمجاهدة، وكان المشايخ يتبرَّكون بدعائه، وعاش تسعين سنة.

282 -

‌ فرج بن أبي الحكم

، أبو الحسن اليحصبي الطُّليطليّ.

روى عن عبد الله بن دنِّين، وعبد الله بن يعيش، ومحمد بن عمر ابن الفخار، وكان قد فاق أهل زمانه في العلم والعقل والفضل وكان يحفظ المستخرجة الكبيرة حفظا جيّدا ونوظر عليه، وكان حفيل المجلس.

توفّي في ذي الحجّة.

283 -

‌ قاسم بن محمد بن هشام الرُّعينيّ

، أبو محمد، المعروف بابن المأمونيّ الأندلسيّ. من أهل المريّة.

رحل وسمع من أبي محمد بن أبي زيد، وعبد الغنيّ بن سعيد المصريّ، وعبد الوّهاب بن أحمد بن منير. روى عنه ابنه حجّاج، وأبو مروان الطّبني، وأبو المطرف الشَّعبيّ، وغيرهم. أصله من سبتة.

وزاد القاضي عياض أنّه أخذ عن عبد الرّحيم الكتاميّ ابن العجوز، وأبي عبد الله ابن الشيخ، ورحل فسمع من أبي محمد الباجيّ بالأندلس، وجلس

ص: 713

بالمريّة للإقراء والتّفقّه. روى عنه الشّعبي فقيه مالقة، وأبو بكر ابن صاحب الأحباس قاضي المريّة، وأبو محمد غانم المالقيّ الأديب.

قلت: وكان من كبار المالكيّة.

284 -

‌ محمد بن أيّوب بن سليمان

. الوزير، عميد الرؤساء أبو طالب الكاتب البغداديّ.

أديب بليغ مترسّل، متفنِّن. صنِّف كتاب الخراج، وزر للقائم قبل الخلافة، وعاش ثمانيا وسبعين سنة.

285 -

‌ محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن أحمد بن السَّريّ

، أبو الحسن النَّيسابوريّ، ثمّ المصريّ. المقرئ البزّاز، التّاجر المعروف بابن الطّفّال.

ولد سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.

قال السَّلفيّ: كان بمصر من مشاهير الرُّواة ومن الثّقات الأثبات.

روى عن محمد بن عبد الله بن حيُّويه النَّيسابوريّ، وأبي الطّاهر محمد بن أحمد الذُّهليّ، والحسن بن رشيق، وأحمد بن محمد بن سلمة الخيّاش، وعبد الواحد بن أحمد بن عبد الله بن قتيبة، وأحمد بن محمد بن هارون الأسواني، وأبي الطّيّب العبّاس بن أحمد الهاشميّ الشّافعيّ، وغيرهم. روى عنه سهل بن بشر الإسفراييني، وأبو صادق مرشد بن يحيى المدينيّ، وأبو عبد الله محمد بن أحمد الرّازيّ، وآخرون، وآخر من حدَّث عنه الخفرة بنت مبشّر بن فاتك، وتوفِّيت سنة ثمان وعشرين وخمسمائة.

توفّي في صفر.

286 -

‌ محمد بن الحسين بن علي بن التَّرجمان

، أبو الحسين الغزّيّ الصُّوفيّ، شيخ الصُّوفيّة بديار مصر في وقته.

روى عن أبي بكر محمد بن أحمد الحندريّ المقرئ، وبكير بن محمد الطَّرسوسيّ المنذريّ، وعبد الوهّاب بن الحسن الكلابيّ، والحسن بن إسماعيل الضّرّاب، وأبي سعد المالينيّ، وعليّ بن أحمد بن يوسف الحندريّ، وجماعة.

ص: 714

روى عنه أبو عبد الله القضاعيّ، ومحمد بن عمر بن عقيل، وأحمد بن أسد الكرجيّان، وعبد الباقي بن جامع الدّمشقيّ، وسهل بن بشر الإسفراييني، وبالإجازة أبو الحسن ابن الموازينيّ، وغيره، وآخر من حدَّث عنه بالسّماع أبو عبد الله محمد بن أحمد الرّازيّ.

مات في جمادى الأولى بمصر، ودفن عند ذي النّون المصريّ بالقرافة، وقد حدَّث بمصر والشّام، وعاش خمسا وتسعين سنة.

287 -

‌ محمد بن الحسين بن سعدون

، أبو طاهر الموصلي التاجر السفار.

نشأ ببغداد وسمع بها أبا عمر بن حيويه، وأبا عبد الله بن بطة، والدارقطني وأبا الفضل الزهري، وأبا بكر بن شاذان وجماعة.

قال الخطيب كتبت عنه وكان صدوقا وتوفي بمصر في ربيع الأول.

قلت: وروى عنه الرازي في مشيخته والخفرة بنت مبشر وغيرهما.

288 -

‌ محمد بن الحسين بن بقاء

، أبو الحسن المصريّ، سبط الحافظ عبد الغنيّ بن سعيد.

روى عن جدّه وعن. . . .

توفّي في المحرَّم.

289 -

‌ محمد بن الحسين بن عبيد الله

، أبو الفضل البرجيّ الأصبهاني.

روى عن أبي بكر ابن المقرئ، روى عنه أبو عليّ الحدّاد.

290 -

‌ محمد بن عبد الله

، أبو عبد الله ابن الصَّنَّاع القرطبيّ المقرئ.

قرأ القرآن وجوده على أبي الحسن الأنطاكيّ، وأقرأ النّاس عليه، وروى عنه كتاب قراءة ورش.

ص: 715

قال ابن بشكوال: أخبرنا بهذا الكتاب أبو محمد بن عتاب عنه، ووصفه لي بالفضل والصَّلاح وكثرة التّلاوة، توفّي في المحرَّم، وأجمعوا على أنه آخر من قرأ بقرطبة على الأنطاكيّ، وعمِّر إحدى وتسعين سنة.

291 -

‌ محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عثمان بن سعيد بن غلبون

، أبو عبد الله الخولانيّ القرطبيّ.

روى عن أبيه، وعمه أبي بكر محمد، وأبي عمر أحمد بن هشام بن بكير، وأبي عمر بن الجسور، وأحمد بن قاسم التاهرتيّ، وأبي محمد بن أسد، وأبي عمر أحمد بن عبد الله النّاجي، وأبي الوليد ابن الفرضي، وأبي عبد الله بن أبي زمنين، وأبي المطرَف بن فطيس، وأبي المطرِّف القنازعيّ، وخلق كثير.

وكان معنيا بالحديث وجمعه، وتقييده. ثقةً ثبتا ديّنا متصاونا. توفّي بإشبيلية في ذي الحجة، وهو ابن ستِّ وسبعين سنة.

روى عنه ولده أحمد بن محمد الخولانيّ.

292 -

‌ محمد بن عبد الله بن مرشد

، أبو القاسم، مولى الوزير ابن كلَّس.

خبير بالحساب والهندسة والتّنجيم والأخبار. عمِّر دهرا. مات وقد نيّف على التّسعين بقرطبة.

293 -

‌ محمد بن عبد الباقي بن الحسين بن فهم

، أبو بكر الأنصاريّ البغداديّ.

قال الخطيب: كان صدوقا، حدثنا عن أبي الحسن ابن الجنديّ.

294 -

‌ محمد بن عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران

، أبو بكر الأمويّ البغداديّ.

سمع أبا الفضل الزُّهريّ، وأبا عمر بن حيُّويه، وأبا الحسن بن المظفّر، وأبا بكر بن شاذان، والدّارقطنيّ، وطائفة كبيرة.

وكان أحد الثّقات، كأبيه. روى عنه أبو بكر الخطيب، وأبيّ النَرسيّ، وأبو

ص: 716

طالب عبد القادر بن يوسف، وآخرون، وروى عنه سنن الدّارقطنيّ أبو طاهر عبد الرحمن بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف.

قال السِّلفيّ: سألت عنه شجاعا الذُّهليّ فقال: كان شيخا جيّد السَّماع، حسن الأصول، صدوقا فيما يروي من الحديث. قد سمعت منه.

قال الخطيب: ولد في جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، وتوفي في جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين.

295 -

‌ محمد بن عبد الملك

، أبو الحسين الفارسيّ، ثمّ النَّيسابوريّ التّاجر.

أكثر عن أبي أحمد الحاكم.

296 -

‌ محمد بن عبد الواحد بن محمد

، أبو طاهر البيّع البغداديّ، المعروف بابن الصبّاغ. الفقيه الشافعي.

سمع ابن شاهين، وعليّ بن عبد العزيز بن مردك، وأبا القاسم بن حبابة.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة. درس الفقه على أبي حامد الإسفراييني، وكانت له حلقة للفتوى، ومات في ذي القعدة ببغداد.

وقال أبيّ النَّرسيّ: حدثنا عن ابن طرارا، وهو والد أبي نصر صاحب الشّامل.

297 -

‌ محمد بن عبد الواحد بن محمد بن عمر بن ميمون

، أبو الفرج الدّارميّ. البغداديّ، الفقيه الشّافعيّ، نزيل دمشق.

سمع أبا عمر بن حيُّويه، وأبا الحسين بن المظفّر، وأبا بكر بن شاذان، والدّارقطنيّ، وجماعة قد حدَّث عنهم، وسمع من أبي محمد بن ماسيّ، ولم نظفر بسماعه منه.

روى عنه أبو بكر الخطيب، وقال: هو أحد الفقهاء، موصوف بالذّكاء وحسن الفقه، والحساب والكلام في دقائق المسائل، وله شعر حسن. كتبت

ص: 717

عنه بدمشق، وقال لي: كتبت عن ابن ماسيّ، وأبي بكر الورّاق، وجماعة، وولدت في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة. سكن الرَّحبة مدّةً ثمّ دمشق.

قال الخطيب: حدَّثني أبو الفرج الدّارميّ قال: سمعت أبا عمر بن حيُّويه يقول: سمعت أبا العبّاس بن سريج وقد سئل عن القرد فقال: هو طاهر، هو طاهر.

قلت: وروى عنه أيضا، أبو عليّ الأهوازيّ وهو من أقرانه، وعبد العزيز الكّتانيّ، وأبو طاهر محمد بن الحسين الحنّائيّ.

وقال أبو إسحاق في الطّبقات: كان فقيها، حاسبا، شاعرا، متصرّفا، ما رأيت أفصح منه لهجةً. قال لي: مرضت فعادني الشّيخ أبو حامد الإسفراييني، فقلت:

مرضتُ فارتحتُ إلى عائد فعادني العالم في واحدِ ذاك الإمامُ ابن أبي طاهر أحمد ذو الفضلِ أبو حامدِ

وروى عنه من شعره، أبو عليّ ابن البناء، وأبو الحسين ابن النَّقُّور، وأبو عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي الحديد.

توفّي ليلة الجمعة مستهلّ ذي القعدة أيضا، وشهده خلقٌ عظيم، ودفن بمقبرة باب الفراديس.

وتفقَّه أيضا على أبي الحسين الأردبيليّ.

وله كتاب الاستذكار في المذهب كبير.

298 -

‌ محمد بن عبيد الله بن أحمد

، أبو طالب البغداديّ الرّزّاز.

سمع عليَّ بن عمر الحربيّ، وابن فهد الموصليّ.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا.

قلت: روى عنه جماعة.

ص: 718

299 -

‌ محمد بن عليّ بن أحمد بن إسماعيل

، أبو طاهر ابن الأنباري الواعظ.

حدَّث عن محمد بن عبد الله بن حمّاد الموصليّ، والحسن بن العبّاس الشّيرازي، وولد سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.

300 -

‌ محمد بن عليّ بن يعقوب

، أبو الحسين الإيادي البغداديّ، من أولاد الشّيوخ.

سمع أبا الحسن الدّارقطنيّ، وابن حبابة، والسُّكَّريّ.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا. مات في ذي القعدة.

301 -

‌ محمد بن محمد بن المظفّر

، أبو الحسين البغداديّ الدقاق، ابن السّرّاج.

سمع موسى بن جعفر السِّمسار، وأبا الفضل الزُّهريّ.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا. مات في ربيع الأوّل.

302 -

‌ محمد بن محمد بن عمرو الحاكم

، أبو بكر الزّواهيّ الفقيه.

حدَّث بنيسابور غير مرّة عن ابن فراس العبقسيّ، وأبي أحمد الفرضيّ البغداديّ، وغيرهما.

303 -

‌ المسلم بن عليّ بن طباطبا

، أبو جعفر العلويّ الحسنيّ المصريّ.

304 -

‌ هلال بن المحسِّن

، أبو الحسين ابن الصّابئ، البغداديّ الكاتب.

أخذ عن أبي عليّ الفارسيّ، وعليّ بن عيسى الرُّمانّي، وغيرهما.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقا. أسلم بأخرة، وسمع من العلماء في حال كفره لأنّه كان يطلب الأدب. قال لي: ولدت سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، وجدُّه هو أبو إسحاق إبراهيم بن هلال الصّابئ صاحب

ص: 719

الرّسائل، ومات هو وابنه المحسّن على الكفر. توفّي هلال في رمضان، وهو والد غرس النّعمة محمد.

305 -

‌ يوسف بن سليمان بن مروان

، أبو عمر الأنصاريّ الأندلسيّ المعروف بالرَّباحيّ.

أصله من قلعة رباح.

كان فقيها، إماما، ورِعا، زاهدا، متقلِّلا، جمّاعةً للعلم، طويل اللّسان. فقيه البدن، نحويا عروضيا، شاعرا، نسابة، يسرد الصّيام، ويديم القيام، وينعزل عن النّاس، ويأنسّ بالله. له مصنَّف في الردّ على القبريّ.

حدَّث عنه أبو المطرّف بن البيرولة، وأبو محمد بن خزرج وقال: كان مجاب الدّعوة، بصيرا بالحجاج والاستنباط. سكن إشبيلية، وله ردّ على أبي محمد الأصيليّ، وكان صاحبا لأبي عمر بن عبد البرّ، وتوفّي بمرسية في آخر سنة ثمان وأربعين، وولد في سنة سبع وستين وثلاثمائة.

ص: 720

سنة تسع وأربعين وأربعمائة

306 -

‌ أحمد بن الحسن بن عنان

، أبو العباس الكنكشيّ الزّاهد.

كان من كبار مشايخ الطّريق بالدِّينور. له معارف وتصانيف، وعاش تسعين سنة، ولقي الكبار وحكى عنهم.

روى عنه ابنه سعيد، أحد شيوخ السِّلفيّ، جزءا فيه حكايات، وقد صحب أبا العبّاس أحمد الأسود مريد الشّيخ عيسى القصّار، وعيسى من كبار تلامذة ممشاذ الدِّينوريّ، وذكر أنّ شيخه أبا العبّاس الأسود عاش مائة سنة.

قال السِّلفيّ: صنَّف أبو العبّاس الكنكشيّ ستّين مصنَّفا، وقد رأيت بعضها فوجدت كلامه في غاية الحسن، وكان غزير الفضل، متفننا، عارفا، عابدا، سفيانيّ المذهب. لم يكن له نظير بتلك النّاحية، وله أصحاب ومريدون، وبحكمه ربط كثيرة.

ومن كلامه: حقيقة الأنس بالله الوحشة ممّا سواه.

وقال: عمل السر سرمد، وعمل الجوارح منقطع.

وقال: من عرف قدر ما يبذله لم يستحق اسم السخاء.

قال: وسمعت أحمد الأسود يقول: السّكون إلى الكرامات مكرٌ وخدعة.

307 -

‌ أحمد بن عبد الله بن سليمان بن محمد بن سليمان

بن أحمد بن سليمان بن داود بن المطهّر بن زياد بن ربيعة، أبو العلاء التَّنوخيّ المعري اللُّغويّ، الشّاعر المشهور، صاحب التّصانيف المشهورة والزَّندقة المأثورة.

له رسالة الغفران في مجلَّد قد احتوت على مزدكة واستخفاف، وفيها أدب كثير، وله رسالة الملائكة ورسالة الطَّير على ذلك الأنموذج، وله كتاب سقط الزَّند في شعره، وهو مشهور؛ وله من النَّظم لزوم ما لا يلزم في مجلَّد أبدع فيه.

وكان عجبا في الذّكاء المفرط والاطّلاع الباهر على اللّغة وشواهدها.

ولد سنة ثلاث وستّين وثلاثمائة، وجدِّر في السّنة الثالثة من عمره فعمي منه، فكان يقول: لا أعرف من الألوان إلا الأحمر، فإنيّ ألبست في

ص: 721

الجدريّ ثوبا مصبوغا بالعصفر، لا أعقل غير ذلك.

أخذ العربيّة عن أهل بلده كبني كوثر وأصحاب ابن خالويه، ثمّ رحل أطرابلس، وكانت بها خزائن كتب موقوفة فاجتاز باللاّذقية ونزل ديرا كان به راهب له علم بأقاويل الفلاسفة، فسمع أبو العلاء كلامه، فحصل له به شكوك، ولم يكن عنده ما يدفع به ذلك، فحصل له بعض انحلال، وأودع من ذلك بعض شعره، ومنهم من يقول ارعوى وتاب واستغفر.

وممن قرأ عليه أبو العلاء اللغة جماعة فقرأ بالمعرة على والده وبحلب على محمد بن عبد الله بن سعد النحوي وغيره، وكان قانعا باليسير، له وقفٌ يحصل له منه في العام نحو ثلاثين دينارا، قرَّر منها لمن يخدمه النّصف، وكان أكله العدس، وحلاوته التّين، ولباسه القطن، وفراشه لبّاد، وحصيره برديّة، وكانت له نفسٌ قويّة لا تحمل منَّة أحد، وإلاّ لو تكسَّب بالشِّعر والمديح لكان ينال بذلك دنيا ورياسة، واتّفق أنّه عورض في الوقف المذكور من جهة أمير بحلب، فسافر إلى بغداد متظلّما منه في سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، فسمعوا منه ببغداد سقط الزِّند، وعاد إلى المعرّة سنة أربعمائة، وقد قصده الطَّلبة من النّواحي.

ويقال عنه أنّه كان يحفظ ما يمرّ بسمعه، وقد سمع الحديث بالمعرَّة عاليا من يحيى بن مسعر التَّنوخيّ، عن أبي عروبة الحرّانيّ، ولزم منزله، وسمّى نفسه رهن المحبسين للزوم منزله، وذهاب بصره، وأخذ في التّصنيف، فكان يملي تصانيفه على الطَّلبة، ومكث بضعا وأربعين سنة لا يأكل اللَّحم، ولا يرى إيلام الحيوان مطلقا على شريعة الفلاسفة، وقال الشِّعر وهو ابن إحدى عشرة سنة.

قال أبو الحسين عليّ بن يوسف القفطيّ: قرأت على ظهر كتاب عتيق أن صالح بن مرداس صاحب حلب خرج إلى المعرَّة وقد عصى عليه أهلها، فنازلها وشرع في حصارها ورماها بالمجانيق. فلما أحسّ أهلها بالغلب سعوا إلى أبي العلاء بن سليمان وسألوه أن يخرج ويشفع فيهم. فخرج ومعه قائدٌ يقوده، فأكرمه صالح واحترمه، ثمّ قال: ألك حاجة؟ قال: الأمير أطال الله

ص: 722

بقاءه كالسّيف القاطع، لان مسَّهُ، وخشن حدُّه وكالنّهار الماتع، قاظ وسطه، وطاب إبراده. {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} فقال له صالح: قد وهبتها لك. ثم قال له: أنشدنا شيئا من شعرك لنرويه. فأنشده بديها أبياتا فيه، فترحَّل صالح.

وذكر أنّ أبا العلاء كان له مغارة ينزل إليها ويأكل فيها، ويقول: الأعمى عورة والواجب استتاره في كلِّ أحواله. فنزل مرّةً وأكل دبسا، فنقط على صدره منه ولم يشعر، فلمّا جلس للإقراء قال له بعض الطَّلبة: يا سيدي أكلت دبسا؟ فأسرع بيده إلى صدره يمسحه، وقال: نعم، لعن الله النَّهم. فاستحسنوا سرعة فهمه، وكان يعتذر إلى من يرحل إليه من الطّلبة، فإنّه كان ليس له سعة، وأهل اليسار بالمعرّة يعرفون بالبخل، وكان يتأوّه من ذلك.

وذكر الباخرزيُّ أبا العلاء فقال: ضريرٌ ما له في الأدب ضريب ومكفوف في قميص الفضل ملفوف، ومحجوب خصمه الألدّ محجوج. قد طال في ظلّ الإسلام آناؤه ولكن إنّما رشح بالإلحاد إناؤه، وعندنا بإساءته لكتابه الّذي زعموا أنّه عارض به القرآن وعنونه بالفصول والغايات في محاذاة السُّور والآيات.

قال القفطيّ: وذكرت ما ساقه غرس النّعمة محمد بن هلال بن المحسّن فيه فقال: كان له شعرٌ كثير وفيه أدبٌ غزير، ويرمى بالإلحاد، وأشعاره دالّة على ما يزنُّ به، ولم يكن يأكل لحما ولا بيضا ولا لبنا، بل يقتصر على النّبات، ويحرّم إيلام الحيوان، ويظهر الصَّوم دائما. قال: ونحن نذكر طرفا ممّا بلغنا من شعره ليعلم صحّة ما يُحكى عنه من إلحاده، فمنه:

صرفُ الزّمانِ مُفَرِّقُ الإلْفَيْنِ فاحكُمْ إلهي بين ذاك وبيني أَنَهَيْتَ عن قتْل النُّفُوس تعمُّدا وبَعَثْتَ أنتَ لقَبْضها مَلَكَيْنِ وَزَعْمتَ أنّ لها مَعَادا ثانيا ما كان أغناها عن الحالَيْنِ

ومنه:

ص: 723

قرانُ المُشْتَري زُحَلا يُرَجَّى لإيقاظِ النّواظِر مِن كَرَاهَا تقضّى النّاسُ جيلا بعدِ جيل وخُلَّفتِ النّجومُ كما تراها تقدَّم صاحبُ التُوراة موسى وأوقعَ بالخَسَار مَن اقْتراها فقال رِجالُه وَحْيٌ أتاهُ وقال الآخرون: بلِ افتراها وما حَجّي إلى أحجارِ بيت كؤوسُ الخمرِ تُشْربُ في ذُراها إذا رَجَعَ الحكيم إلى حجاه تهاون بالمذاهب وازْدراها

ومنه:

عقول تستخف بها سطور ولا يدري الفتى لمن الثبور كتاب محمد وكتاب موسى وإنجيل ابن مريم والزبور

ومنه فيما أنشدنا أبو عليّ ابن الخلاّل قال: أخبرنا جعفر، قال: أخبرنا السِّلفّي، قال: أنشدنا أبو زكريّا التِّبريزيّ، وعبد الوارث بن محمد الأسديّ لقيته بأبهر قالا: أنشدنا أبو العلاء بالمعرَّة لنفسه قال:

ضحِكْنا وكان الضّحكُ منّا سَفَاهةً وحُقّ لسُكّان البسِيطةِ أن يبكوا تُحَطِّمُنا الأيّامُ حتّى كأَنّنا زُجاجٌ، ولكن لا يُعاد له السبْكُ

ومنه:

هَفَتِ الحنيفةُ والنّصارى ما اهتدتْ ويهودُ حارتْ والمجوسُ مُضَلَّلَةْ اثنان أهلُ الأرض: ذو عقل بلا دين، وآخرُ دَيِّنٌ لا عقلَ لَهْ

ومنه:

قلتم لنا خالقٌ قديمٌ صدقتُمُ، هكذا نقول زعمتموهُ بلا زمان ولا مكان، ألا فقولوا هذا كلامٌ له خَبِيء مَعناهُ ليستْ لكم عُقُولُ

ومنه:

ص: 724

دِينُ وكُفْرٌ وأنباءٌ تقالُ وفُر قانٌ يُنَصُّ وتوراةٌ وإنجيلُ في كلّ جيل أباطيلٌ يُدانُ بها فهل تفرَّد يوما بالهدى جيلُ

فأجبته:

نعمْ أبو القاسم الهادي وأمّته فزادك اللهُ ذُلا يا دجَيْجِيلُ

ومنه:

فَلا تحسْب مَقَال الرُّسلِ حقّا ولكنْ قولُ زُور سَطَرُوهُ وكان النّاس في عَيْش رغيد فجاؤوا بالمُحالِ فكدّرُوهُ

ومنه:

وإنما حمّل التّوارة قارِئها كسْب الفوائد لا حُبّ التّلاواتِ وهل أبيحت نساء الرّوم عن غرّض للعُرب إلاّ بأحكام النُّبوّات

أنبأتنا أمُّ العرب فاطمة بنت أبي القاسم قالت: أخبرنا فرقد الكنانيّ سنة ثمان وستّمائة قال: أخبرنا السِّلفيّ، قال: سمعت أبا زكريّا التّبريزيّ قال: لما قرأت على أبي العلاء بالمعرَّة قوله:

تَنَاقُضٌ ما لنا إلاّ السُّكُوتُ لهُ وأن نَعُوذَ بمولانا من النّار يدٌ بخُمْس مِيء من عَسْجَد ودِيَتْ ما بالُها قُطِعَتْ في رُبع دينار؟

سألته عن معناه فقال: هذا مثل قول الفقهاء عبادةً لا يعقل معناها.

قلت: لو أراد ذلك لقال: تعبد ما لنا إلاّ السُّكوت له، ولما اعترض على الله بالبيت الثّاني.

ص: 725

قال السِّلفّي: إن قال هذا الشِّعر معتقدا معناه، فالنار مأواه، وليس له في الإسلام نصيب. هذا إلى ما يحكى عنه في كتاب الفصول والغايات وكأنه معارضة منه للسُّور والآيات، فقيل له: أين هذا من القرآن؟ فقال: لم تصقله المحاريب أربعمائة سنة. إلى أن قال السِّلفيّ: أخبرنا الخليل بن عبد الجبّار بقزوين، وكان ثقة قال: حدثنا أبو العلاء التّنوخيّ بالمعرّة، قال: حدثنا أبو الفتح محمد بن الحسين، قال: حدثنا خيثمة فذكر حديثا.

وقال غرس النّعمة: وحدَّثني الوزير أبو نصر بن جهير قال: حدثنا أبو نصر المنازي الشّاعر قال: اجتمعت بأبي العلاء فقلت له: ما هذا الذي يروى عنك ويحكى؟ قال: حسدوني وكذبوا عليَّ. فقلت: على ماذا حسدوك، وقد تركت لهم الدّنيا والآخرة؟ فقال: والآخرة؟ قلت: إي والله.

قال غرس النّعمة: وأذكر عند ورود الخبر بموته، وقد تذاكرنا إلحاده، ومعنا غلام يعرف بأبي غالب بن نبهان من أهل الخير والفقه. فلمّا كان من الغد حكى لنا قال: رأيت في منامي البارحة شيخا ضريرا، وعلى عاتقه أفعيان متدلّيان إلى فخذيه وكلُّ منهما يرفع فمه إلى وجهه، فيقطع منه لحما يزدرده وهو يستغيث. فقلت وقد هالني: من هذا؟ فقيل لي: هذا المعرّي الملحد.

ولأبي العلاء:

أتى عيسى فبطَّلَ شرْعَ موسى وجاء محمدٌ بصلاةِ خَمْس وقالوا: لا نبيٌّ بعدَ هذا فَضَلَّ القومُ بين غد وأمس ومهما عشْتَ في دُنياك هذي فما تُخْليكَ من قمر وشمسِ إذا قُلتُ المُحالَ رفعتُ صَوْتي وإنْ قلتُ الصّحيحَ أطلَّتُ هَمْسي

وله:

إذا مات ابنُها صرخَتْ بجهلِ وماذا تستفيد من الصُّراخِ؟ ستتبعه كفاء العطف ليست بمهل أو كَثُمَّ على التراخي

وله:

ص: 726

لا تَجْلِسْنَ حُرّةُ موفْقَةٌ مع ابن زوج لها ولا خَتَن فذاك خيرُ لها وأسلم لل إنسانِ إنْ الفَتَى من الفِتَنِ

وله:

منكَ الُّصدُودُ ومنّي بالصُّدودِ رِضا مَن ذا عليَّ بهذا في هواك قضى بي منك ما لو غدا بالشّمسِ ما طَلَعَتْ من الكآبة أو بالبَرْقِ ما وَمَضَا جرَّبتُ دَهْري وأهليه فما تَرَكَتْ لِيَ التّجاربُ في وُدّ امرئ غَرضا إذا الفتى ذَمّ عَيْشا في شبيبته فما يقولُ إذا عَصْرُ الشَّباب مَضى وقد تعوّضتُ عن كل بمُشْبهِه فما وجدتُ لأيّامِ الصِّبا عِوَضا

وله:

وصفراءّ لون التَّبْر مثلي جليدة على نُوب الأيام والعِيشة الضَّنكِ تريك ابتساما دائما وتجلدا وصبرا على ما نابها وهي في الهلكِ ولو نطّقت يوما لقالت أظنّكم تخالون أنّي من حذار الرَّدى أبكي فلا تحسبوا وجدي لوجد وجدته فقد تدمع العينان من كثرة الضَّحكِ

أنشدنا أبو الحسين ببعلبكّ ق ل: أخبرنا جعفر قال: أخبرنا السِّلفيّ، قال: أنشدنا أبو المكارم عبد الوارث بن محمد الأسديّ رئيس أبهر قال: أنشدنا أبو العلاء بن سليمان لنفسه قطعة ليس لأحد مثلها:

رغبتُ إلى الدّنيا زمانا فلم تجد بغير عناء والحياةُ بلاغُ وألفى ابنه اليأس الكريم وبنتهُ لديَّ فعندي راحة، وفراغ وزاد فساد النّاس في كلّ بلدة أحاديثُ مين تفترى وتصاغُ ومن شرِّ ما أسرجت في الصُّبح والُّدجى كميت لها بالشاربين مراغ

ولما مات أوصى أن يكتب على قبره:

هذا جناهُ أبيْ عليَّ وما جنيتُ على أحدْ

الفلاسفة يقولون: إيجاد الولد وإخراجه إلى هذا العالم جناية عليه، لأنّه يعرَّض إلى الحوادث والآفات، والّذي يظهر أنّ الرجل مات متحيّرا، لم يجزم

ص: 727

بدين من الأديان، نسأل الله تعالى أن يحفظ علينا إيماننا بكرمه.

أنبأتنا فاطمة بنت علي، قالت: أخبرنا فرقد بن ظافر، قال: أخبرنا أبو طاهر بن سلفة، قال: من عجيب رأي أبي العلاء تركه تناول كلّ مأكول لا تنبته الأرض شفقةً بزعمه على الحيوانات، حتى نسب إلى التَّبرهم، وأنّه يرى رأي البراهمة في إثبات الصّانع، وإنكار الرُّسل، وتحريم الحيوانات وإيذائها، حتى الحيّات والعقارب، وفي شعره ما يدلّ على غير هذا المذهب، وإن كان لا يستقرّ به قرار ولا يبقى على قانون واحد، بل يجري مع القافية إذا حصلت كما تجيء، لا كما يجب. فأنشدني أبو المكارم الأسديّ رئيس أبهر قال: أنشدنا أبو العلاء لنفسه:

أقرُّوا بالإله وأثبتوه وقالوا: لا نبيَّ ولا كتابُ ووطءُ بناتنا حلٌّ مُباحٌ رويدكمُ فقد بطل العتابُ تمادوا في الضّلال فلم يتوبوا ولو سمعوا صليلَ السّيفِ تابوا

وبه قال: وأنشدني أبو تمام غالب بن عيسى الأنصاريّ بمكّة قال: أنشدنا أبو العلاء المعرّي لنفسه:

أتتني من الأيام ستُّون حجَّةً وما أمسكت كفّيَ بثني عنانِ ولا كان لي دارٌ ولا ربعُ منزل وما مسّني من ذاك روعُ جنانِ تذكَّرتُ أنّي هالكٌ وابنُ هالك فهانت عليَّ الأرضُ والثقلانِ

إلى أن قال السِّلفيّ: وممّا يدلّ على صحة عقيدته ما سمعت الخطيب حامد بن بختيار النُّميريّ بالسِّمسمانيّة - مدينة بالخابور - قال: سمعت القاضي أبا المهذّب عبد المنعم بن أحمد السَّروجيّ يقول: سمعت أخي القاضي أبا الفتح يقول: دخلت على أبي العلاء التَّنوخيّ بالمعرَّة ذات يوم في وقت خلوة بغير علم منه، وكنت أتردَّدُ إليه وأقرأ عليه، فسمعته وهو ينشد من قيله:

كم غودرت غادةٌ كعاب وعمرت أمها العجوزُ أحرزها الوالدان خوفا والقبر حرز لها حريز يجوز أن تبطئ المنايا والخلد في الدهر لا يجوز

ص: 728

ثم تأوه مرات وتلا قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ * وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلا لأَجَلٍ مَعْدُودٍ * يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} .

ثم صاح وبكى. بكاء شديدا، وطرح وجهه على الأرض زمانا، ثم رفع رأسه، ومسح وجهه وقال: سبحان من تكلم بهذا في القدم، سبحان من هذا كلامه. فصبرت ساعة، ثم سلمت عليه، فرد وقال: متى أتيت؟

فقلت: الساعة. ثم قلت: أرى يا سيدنا في وجهك أثر غيظ. فقال: لا يا أبا الفتح، بل أنشدت شيئا من كلام المخلوق، وتلوت شيئا من كلام الخالق، فلحقني ما ترى. فتحققت صحة دينه، وقوة يقينه.

وبالإسناد إلى السلفي: سمعتُ أبا بكر التبريزي اللغوي يقول: أفضل من رأيته ممن قرأت عليه أبو العلاء، وسمعتُ أبا المكارم بأبهر، وكان من أفراد الزمان، ثقة مالكي المذهب، قال: لما توفي أبو العلاء اجتمع على قبره ثمانون شاعرا، وختم في أسبوع واحد عند القبر مائتا ختمة.

وبه قال السلفي: هذا القدر الذي يمكن إيراده هنا على وجه الاختصار، مدحا وقدحا، وتقريظا، وذما، وفي الجملة فكان من أهل الفضل الوافر، والأدب الباهر، والمعرفة بالنسب، وأيام العرب. قرأ القرآن بروايات، وسمع الحديث بالشام على ثقات، وله في التوحيد وإثبات النبوة وما يحض على الزهد، وإحياء طرق الفتوة والمروءة شعر كثير، والمشكل منه فله على زعمه تفسير.

قال القفطي: ذكر أسماء الكتب التي صنفها. قال أبو العلاء: لزمت مسكني منذ سنة أربعمائة واجتهدت أن أتوفر على تسبيح الله وتحميده، إلا أن أضطر إلى غير ذلك، فأمليت أشياء تولى نسخها الشيخ أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي هاشم، أحسن الله توفيقه، ألزمني بذلك حقوقا جمة، لأنه أفنى زمنه ولم يأخذ عما صنع ثمنه، وهي على ضروب مختلفة، فمنها ما هو في الزهد والعظات والتمجيد. فمن ذلك: كتاب الفصول والغايات وهو موضوع على حروف المعجم، ومقداره مائة كراسة، ومنها كتاب أنشئ في ذكر غريب

ص: 729

هذا الكتاب، لقبه الشادن. نحو عشرين كراسة وكتاب إقليد الغايات في اللغة، عشر كراريس، وكتاب الأيك والغصون وهو ألف ومائتا كراسة، وكتاب مختلف الفصول نحو أربعمائة كراسة، وكتاب تاج الحرة في عظات النساء، نحو أربعمائة كراسة، وكتاب الخطب نحو أربعين كراسة، وكتاب تسمية خطب الخيل عشر كراريس. كتاب خطبة الفصيح. نحو خمس عشرة كراسة، وكتاب يعرف برسيل الراموز نحو ثلاثين كراسة. كتاب لزوم ما لا يلزم نحو مائة وعشرين كراسة. كتاب زجر النابح أربعون كراسة. كتاب نجر الزجر مقداره كذا. كتاب راحة اللزوم في شرح كتاب لزوم ما لا يلزم نحو مائة كراسة. كتاب ملقى السبيل مقداره أربع كراريس.

قلت: إنما مقداره ثمان ورقات، فكأنه يعني بالكراسة زوجين من الورق.

قال: وكتاب خماسة الراح في ذم الخمر، نحو عشرة كراريس. مواعظ، خمس عشرة كراسة. كتاب وقفة الواعظ. كتاب الجلي والجلى عشرون كراسة. كتاب سجع الحمائم ثلاثون كراسة. كتاب جامع الأوزان والقوافي نحو ستين كراسة. كتاب غريب ما في هذا الكتاب نحو عشرين كراسة كتاب سقط الزند، فيه أكثر من ثلاثة آلاف بيت نظم في أول العمر. كتاب رسالة الصاهل والشاحج يتكلم فيه على لسان فرس وبغل أربعون كراسة. كتاب القائف على معنى كليلة ودمنة نحو ستين كراسة. كتاب منار القائف في تفسير ما فيه من اللغة والغريب، نحو عشر كراريس. كتاب السجع السلطاني في مخاطبات الملوك والوزراء، نحو ثمانين كراسة. كتاب سجع الفقيه ثلاثون كراسة. كتاب سجع المضطرين،

ص: 730

رسالة المعونة. كتاب ذكرى حبيب كتاب تفسير شعر أبي تمام، نحو ستين كراسة. كتاب يتصل بشعر البحتري. كتاب الرياش أربعون كراسة. كتاب تعليق الخلس كتاب إسعاف الصديق. كتاب قاضي الحق. كتاب الحقير النافع في النحو، نحو خمس كراريس. كتاب المختصر الفتحي. كتاب اللامع العزيزي في شرح شعر المتنبي، نحو مائة وعشرين كراسة. كتاب في الزهد يعرف بكتاب استغفر واستغفري منظوم فيه نحو عشرة آلاف بيت. كتاب ديوان الرسائل، مقداره ثمان مائة كراسة. كتاب خادم الرسائل. كتاب مناقب علي رضي الله عنه. رسالة العصفورين. كتاب السجعات العشر. كتاب عون الجمل. كتاب شرف السيف. نحو عشرين كراسة. كتاب شرح بعض سيبويه نحو خمسين كراسة. كتاب الأمالي، نحو مائة كراسة.

قال: فذلك خمسة وخمسون مصنفا في نحو أربعة ألاف ومائة وعشرين كراسة.

ثم قال القفطي: وأكثر كتب أبي العلاء عدمت، وإنما وجد منها ما خرج عن المعرة قبل هجم الكفار عليها، وقتل أهلها، وقد أتيت قبره سنة خمس وستمائة، فإذا هو في ساحة بين دور أهله، وعليه باب. فدخلت فإذا القبر لا احتفال به، ورأيت على القبر خبازى يابسة، والموضع على غاية ما يكون من الشعث والإهمال.

قلت: وقد رأيت قبره أنا بعد مائة سنة من رؤية القفطي فرأيت نحوا مما حكى، وقد ذكر بعض الفضلاء أنه وقف على المجلد الأول بعد المائة من كتاب الأيك والغصون، قال: ولا أعلم ما يعوزه بعد ذلك.

وقد روى عنه، أبو القاسم التنوخي، وهو من أقرانه، والخطيب أبو زكريا التبريزي أحد الأعلام، والإمام أبو المكارم عبد الوارث بن محمد الأبهري، والفقيه أبو تمام غالب بن عيسى الأنصاري، والخليل بن عبد الجبار القزويني،

ص: 731

وأبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري وغير واحد.

ومرض ثلاثة أيام، ومات في الرابع ليلة جمعة، من أوائل ربيع الأول من السنة، وقد رثاه تلميذه أبو الحسن علي بن همام بقوله:

إن كنت لم ترق الدماء زهادة فلقد أرقت اليوم من جفني دما سيرت ذكرك في البلاد كأنه مسك فسامعةً يضمخ أو فما وأرى الحجيج إذا أرادوا ليلة ذكراك أخرج فدية من أحرما.

308 -

‌ أحمد بن علي. أبو الفتح الإيادي

، أخو محمد المذكور في العام الماضي.

سمع أبا حفص الكتاني، والمخلص، ومات في ذي القعدة.

قال الخطيب: صدوق.

309 -

‌ أحمد بن علي بن محمد بن عثمان

، أبو طاهر ابن السواق الأنصاري البغدادي المقرئ.

أخو حمزة.

قرأ القراءات على الحمامي، وسمع من عبيد الله بن أحمد الصيدلاني، وأبي أحمد الفرضي، وطائفة، وعنه أبو غالب عبد الله بن منصور المقرئ، وعلي بن المبارك بن سيف الدواليبي، وجعفر السراج وآخرون.

وكان ثقة، صالحا نبيلا، فقيها مقرئا.

310 -

‌ أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان

، أبو مسعود البجلي الرازي الحافظ ابن المحدث الصالح.

ولد بنيسابور سنة اثنتين وستين وثلاثمائة. قال: وأمي من طبرستان، وأكثر مقامي بجرجان.

قلت: رحل وطوف وصنف الأبواب والشيوخ، وسمع من الكبار أبي عمرو بن حمدان، وأبي أحمد حسين بن علي التميمي، وأبي سعيد بن عبد الوهاب الرازي، وأحمد بن أبي عمران الهروي المجاور، وزاهر بن أحمد، وأبي النضر محمد بن أحمد بن سليمان الشرمغولي، ومحمد بن الفضل بن

ص: 732

محمد بن خزيمة، وأبي بكر محمد بن محمد الطرازي، وأبي الحسين الخفاف، وأبي محمد المخلدي، وشافع الإسفراييني، وأبي بكر بن لال الهمذاني، وأبي الحسن بن فراس العبقسي، وأبي الحسين بن فارس اللغوي، وابن جهضم، وخلق كثير.

وكان جوالا في الآفاق، وبقي في الآخر يسافر للتجارة.

روى عنه يحيى بن الحسين بن شراعة، وعبد الواحد بن أحمد الخطيب الهمذانيان، وأبو الحسن علي بن محمد الجرجاني، وظريف النيسابوري، وإسماعيل بن عبد الغافر، وخلق آخرهم عبد الرحمن بن محمد التاجر.

وثقه جماعة.

توفي في المحرم ببخارى.

قال يحيى بن منده: كان ثقة جوالا، تاجرا كثير الكتب عارفا بالحديث، حسن الفهم.

311 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن النعمان بن المنذر

، أبو العباس الأصبهاني الصائغ الفضاض الذهبي.

حدث عن أبي بكر ابن المقرئ، وعبيد الله بن يعقوب بن جميل، وأبي بكر محمد بن أحمد بن جشنس، وأبي عبد الله بن منده، وأبي بكر محمد بن أحمد بن الفضل بن شهريار، وجماعة. روى عنه أبو علي الحداد، وسعيد بن أبي الرجاء، وغيرهما.

وكان ثقة نبيلا جميل الطريقة.

قال يحيى بن منده: هو ثقة مأمون، صالح، قليل الكلام. عاش ثمانين سنة.

وقال غيره: هو أبو بكر الفضاض، توفي ليلة عيد الفطر. روى عن ابن المقرئ مسند العدني.

312 -

‌ أحمد بن محمد بن أبي عبيد أحمد بن عروة

، أبو نصر الكرميني.

حدث في رمضان من السنة ببلد كرمينية من ما وراء النهر عن محمد بن

ص: 733

أحمد بن محفوظ الورقودي، وسماعه منه في سنة بضع وسبعين وثلاثمائة عن الفربري.

313 -

‌ أحمد بن مهلب بن سعيد

، أبو عمر البهراني الإشبيلي.

روى عن أبي محمد الباجي، وأبي الحسن الأنطاكي المقرئ، وأبي عبد الله بن مفرج، وأبي بكر الزبيدي، وغيرهم.

ذكره ابن خزرج وقال: كان من أهل الذكاء، قديم العناية بطلب العلم، توفي في صفر وقد استكمل ستا وتسعين سنة.

قلت: هذا كان من كبار المسندين بالأندلس.

314 -

‌ إبراهيم بن محمد بن علي

، أبو نصر الكسائي الأصبهاني.

سمع أبا بكر ابن المقرئ. روى عنه الحداد، وسعيد بن أبي الرجاء، وغيرهما، وكان وراقا، فسمع الكثير.

مات في ذي القعدة.

315 -

‌ إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عابد بن عامر

، أبو عثمان الصابوني النيسابوري الواعظ المفسر، شيخ الإسلام.

حدث عن زاهر بن أحمد السرخسي، وأبي سعيد عبد الله بن محمد الرازي، والحسن بن أحمد المخلدي، وأبي بكر بن مهران المقرئ، وأبي طاهر بن خزيمة، وأبي الحسين الخفاف، وعبد الرحمن بن أبي شريح، وطبقتهم.

روى عنه عبد العزيز الكتاني، وعلي بن الحسين بن صصرى، ونجا بن أحمد، وأبو القاسم المصيصي، ونصر الله الخشنامي، وأبو بكر البيهقي، وخلق كثير آخرهم أبو عبد الله الفراوي.

قال البيهقي: أخبرنا إمام المسلمين حقا، وشيخ الإسلام صدقا أبو عثمان الصابوني، ثم ذكر حكاية.

وقال أبو عبد الله المالكي، أبو عثمان الصابوني ممن شهدت له أعيان

ص: 734

الرجال بالكمال في الحفظ، والتفسير، وغيرهما.

وقال عبد الغافر في سياق تاريخ نيسابور: إسماعيل الصابوني الأستاذ، شيخ الإسلام، أبو عثمان الخطيب المفسر الواعظ، المحدث، أوحد وقته في طريقه، وعظ المسلمين سبعين سنة، وخطب وصلى في الجامع نحوا من عشرين سنة، وكان حافظا كثير السماع والتصنيف، حريصا على العلم. سمع بنيسابور، وهراة، وسرخس، والشام، والحجاز، والجبال، وحدث بخراسان، والهند، وجرجان، والشام، والثغور، والقدس، والحجاز، ورُزِق العز والجاه في الدين والدنيا، وكان جمالا للبلد، مقبولا عند الموافق والمخالف، مجمع على أنه عديم النظير، وسيف السنة، ودامغ أهل البدعة، وكان أبوه أبو نصر من كبار الواعظين بنيسابور، ففتك به لأجل المذهب، وقتل وهذا الإمام صبي ابن تسع سنين، فأقعد بمجلس الوعظ مقام أبيه، وحضر أئمة الوقت مجالسه، وأخذ الإمام أبو الطيب الصعلوكي في ترتيبه وتهيئة شأنه، وكان يحضر مجالسه، هو والأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني، والأستاذ أبو بكر بن فورك، ويتعجبون من كمال ذكائه وحسن إيراده، حتى صار إلى ما صار إليه، وكان مشتغلا بكثرة العبادات والطاعات، حتى كان يضرب به المثل.

وقال الحسين بن محمد الكتبي في تاريخه: توفي أبو عثمان في المحرم، وكان مولده سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، وأول مجلس عقده للوعظ بعد قتل والده في سنة اثنتين وثمانين.

وفي معجم السفر للسلفي: سمعتُ الحسن بن أبي الحر بن سعادة بثغر سلماس يقول: قدم أبو عثمان الصابوني بعد حجه، ومعه أخوه أبو يعلى في أتباع ودواب، فنزل على جدي أحمد بن يوسف بن عمر الهلالي، فقام بجميع مؤنه، وكان يعقد المجلس كل يوم، وافتتن الناس به، وكان أخوه فيه دعابة، وسمعتُ أبا عثمان وقت أن ودع الناس يقول: يا أهل سلماس، لي عندكم أشهر أعظ وأنا في تفسير آية وما يتعلق بها، ولو بقيت عندكم تمام سنة، لما تعرضت لغيرها والحمد لله.

ص: 735

قلت: هكذا كان والله شيخنا ابن تيمية، بقي أزيد من سنة يفسر في سورة نوح، وكان بحرا لا تكدره الدلاء رحمه الله.

وقال عبد الغافر: حكى الثقات أن أبا عثمان كان يعظ، فدفع إليه كتابُ ورد من بخارى مشتمل على ذكر وباء عظيم وقع بها ليدعى على رؤوس الملأ في كشف ذلك البلاء عنهم، ووصف في الكتاب أن رجلا أعطى دراهم لخباز يشتري خبزا، فكان يزنها والصانع يخبز، والمشتري واقف، فمات الثلاثة في ساعة. فلما قرأ الكتاب هاله ذلك، فاستقرأ من القارئ قوله تعالى:{أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الأَرْضَ} الآيات ونظائرها، وبالغ في التخويف والتحذير، وأثر ذلك فيه وتغير في الحال، وغلبه وجع البطن من ساعته، وأنزل من المنبر، فكان يصيح من الوجع، وحمل إلى الحمام، فبقي إلى قريب المغرب، فكان يتقلب ظهرا لبطن، وبقي سبعة أيام لم ينفعه علاج، فأوصى وودع أولاده وتوفي، وصلي عليه عصر يوم الجمعة رابع المحرم، وصلى عليه ابنه أبو بكر، ثم أخوه أبو يعلى إسحاق.

وقد طول عبد الغافر ترجمة شيخ الإسلام وأطنب في وصفه، وقال: قال فيه البارع الزوزني:

ماذا اختلاف الناس في متفنن لم يبصروا للقدح فيه سبيلا والله ما رقى المنابر خاطب أو واعظ كالحبر إسماعيلا

وقال: قرأت في كتاب كتبه الإمام زين الإسلام من طوس في تعزية شيخ الإسلام يقول فيه: أليس لم يجسر مفتر أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقته؟ أليست السنة كانت بمكانة منصورة، والبدعة لفرط حشمته مقهورة؟ أليس كان داعيا إلى الله هاديا عباد الله، شابا لا صبوة له، ثم كهلا لا كبوة له، ثم شيخا لا هفوة له؟ يا أصحاب المحابر، حطوا رحالكم، فقد استتر بجلال التراب من كان عليه إلمامكم، ويا أرباب المنابر، أعظم الله أجوركم، فقد مضى سيدكم وإمامكم.

ص: 736

وقال الكتاني: ما رأيت شيخا في معنى أبي عثمان الصابوني زهدا وعلما. كان يحفظ من كل فن لا يقعد به شيء، وكان يحفظ التفسير من كتب كثيرة، وكان من حفاظ الحديث.

قلت: ولأ ي عثمان مصنف في السنة واعتقاد السلف، أفصح فيه بالحق، فرحمه الله ورضي عنه.

وقال الحافظ ابن عساكر: سمعت معمر بن الفاخر يقول: سمعت عبد الرشيد بن ناصر الواعظ بمكة يقول: سمعتُ إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي يقول: سمعت الإمام أبا المعالي الجويني قال: كنت بمكة أتردد في المذاهب، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: عليك باعتقاد ابن الصابوني.

وقال عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر: حكى المقرئ الصالح محمد بن عبد الحميد الأبيوردي عن الإمام أبي المعالي الجويني أنه رأى في المنام كأنه قيل له: عد عقائد أهل الحق. قال: فكنت أذكرها إذ سمعت نداء كان مفهومي منه أني أسمعه من الحق تبارك وتعالى يقول: ألم نقل: إن ابن الصابوني رجل مسلم؟

قال عبد الغافر: ومن أحسن ما قيل فيه أبيات للإمام أبي الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي:

أودى الإمام الحبر إسماعيل لهفي عليه ليس منه بديل بكتِ السما والأرض يوم وفاته وبكى عليه الوحي والتنزيل والشمس والقمر المنير تناوحا حزنا عليه وللنجوم عويل والأرض خاشعة تبكي شجوها ويلي تولول: أين إسماعيل؟ أين الإمام الفرد في آدابه ما إن له في العالمين عديل لا تخدعنك منى الحياة فإنها تلهي وتنسي والمنى تضليل وتأهبن للموت قبل نزوله فالموت حتم والبقاء قليل

ص: 737

316 -

‌ الحسن بن محمد بن علي

، أبو عامر النسوي النحوي الزاهد الشاعر، مصنف الديوان المعروف.

كان كثير التطواف، جم الفوائد، دائم العبادة والصوم والتهجد، يقال: إنه من الأبدال.

ترجمه علي بن محمد الجرجاني وقال: سمع بالعراق، وأصبهان، وذهب أكثر سماعه إلا من جزء من مسند أبي يعلى الموصلي، سمعه من أبي بكر بن المقرئ، وأجزاء أخر عن شيوخ، ولد سنة ستين وثلاثمائة، وتوفي في رمضان بنسا.

وقال ابن السمعاني: هو ثقة، عالم باللغة فقير. سمع بنسا أبا القاسم عبد الله بن محمد صاحب الحسن بن سفيان. روى عنه عبد المنعم ابن القشيري.

أخبرنا أحمد بن هبة الله، قال: أخبرنا أبو روح في كتابه، قال: أخبرنا زاهر، قال: أخبرنا أبو عامر الحسن بن محمد إجازة، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم، قال: أخبرنا أبو يعلى، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن سالم، قال: حدثنا عبيدة بن الأسود، عن القاسم بن الوليد، عن الحارث العكلي، عن إبراهيم، عن الأسود، عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نضر الله امرأ سمع مقالتي فحفظها فإنه رب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه.

317 -

‌ الحسين بن محمد بن عثمان

، ابن النصيبي البغدادي.

سمع الدارقطني، وأبا الحسن الحربي.

ص: 738

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان يذهب إلى الاعتزال.

318 -

‌ الحسين بن محمد بن القاسم

، أبو عبد الله بن طباطبا العلوي النسابة.

قال الخطيب: كان متميزا بعلم النسب ومعرفة أيام الناس وله حظ من الأدب والشعر، وكان كثير الحضور معنا في مجالس الحديث. ذكر لي سماعه من ابن الجندي، وأبي عبد الله الضبي. علقت عنه أشياء، ومات في صفر.

319 -

‌ شيبان بن محمد بن جعفر الجرقوهي الأصبهاني

.

روى عن أبي بكر ابن المقرئ، وعبد الرحمن بن الخصيب، وعنه أبو علي الحداد، وغيره.

مات في جمادى الآخرة.

320 -

‌ عبد الرحمن بن أحمد بن زكريا أبو محمد الطليطلي

، يعرف بابن راها.

كان نبيلا فصيحا أخباريا. سمع من عبدوس بن محمد، ومحمد بن إبراهيم الخشني.

321 -

‌ عبد الواحد بن الحسين بن قرقر

، أبو طاهر البغدادي الحذاء.

سمع أبا الحسن الدارقطني، وأبا حفص بن شاهين، وجماعة.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا، وله حانوت في الحذائين.

322 -

‌ عبد الغفار بن محمد بن عمر بن العزيز

، أبو سعد الهمذاني التككي.

ص: 739

روى عن أبي بكر بن لال، وأبي أحمد الفرضي. روى عنه العلوي، ومحمد بن عثمان.

توفي في ذي القعدة.

323 -

‌ عبد الوهاب بن أحمد بن هارون

، أبو الحسين ابن الجندي الشاهد. أخو القاضي أبي نصر بن هارون.

من كبار شهود دمشق. روى عن أبي بكر بن أبي الحديد.

روى عنه أبو طاهر الحناني، وأبو القاسم النسيب.

توفي في جمادى الأولى من السنة.

324 -

‌ عبيد الله بن الحسين بن نصر العطار

.

روى ببغداد عن محمد بن المظفر الحافظ، وأبا عمر بن حيويه، والدارقطني، وغيرهم.

قال الخطيب: كتبنا عنه وكان صدوقا، وتوفي في صفر.

قال النرسي: سمعنا منه.

325 -

‌ علي بن أحمد بن إبراهيم بن غريب البزاز

.

بغدادي، سمع علي بن حسان الدممي، وعلي بن عمر الحربي.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صحيح السماع، وغريب هو خال الخليفة المقتدر.

قلت: حدث بدمشق فروى عنه محمد بن علي الحداد.

326 -

‌ علي بن الحسن السقلاطوني

.

بغدادي صدوق. سمع ابن شاهين؛ أرخه الخطيب وحدث عنه.

327 -

‌ علي بن الحسين بن محمد البصري

، أبو القاسم التاجر.

ثقة، روى عن أبي القاسم بن حبابة وأبي الحسن بن فراس العبقسي،

ص: 740

وطائفة، وكان سفارا في البز، كتب عنه الخطيب، وقال: مات في المحرم.

328 -

‌ علي بن خلف بن عبد الملك بن بطال

، أبو الحسن القرطبي، ويعرف أيضا بابن اللجام.

روى عن أبي المطرف القنازعي، ويونس بن عبد الله القاضي، وأبي محمد بن بنوش، وأبي عمر بن عفيف، وغيرهم.

قال ابن بشكوال: كان من أهل العلم والمعرفة والفهم، مليح الخط، حسن الضبط، عني بالحديث العناية التامة وأتقن ما قيد منه، وشرح صحيح أبي عبد الله البخاري في عدة مجلدات، رواه الناس عنه، وولي قضاء لورقة، وحدث عنه جماعة من العلماء. توفي في سلخ صفر.

قلت: وكان ينتحل الكلام على طريقة الأشعري وقد أبان عن جهل حين شرح كتاب الرد على الجهمية في الصحيح والجهمية أشهر من أن ينبه على بدعتهم وعلتهم، ومقصود البخاري بتلك الأبواب من أوضح الأشياء فإنهم قائلون خلافها، فظن ابن بطال أن الجهمية هم المجسمة وأن مقصود البخاري الرد على المجسمة فقال: تضمنت ترجمة هذا الباب أن الله واحد وأنه ليس بجسم فانظر إلى سوالفهم، وما علمنا أحدا من الجهمية قال بأن الله جسم بل هم يكفرون من جسم، وبالجملة فلا خير في الطائفتين.

329 -

‌ محمد بن علي بن محمد بن الحسن

، أبو عبد الله الخبازي المقرئ.

ولد بنيسابور سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، وقرأ القرآن على أبيه وعلى أبي بكر محمد بن محمد الطرازي، وسمع من أبي أحمد الحاكم، وأبي محمد الحسن المخلدي، وأبي الحسن الماسرجسي، وتصدر للإقراء، وصنف في القراءات.

ذكره علي بن محمد الزبحي في تاريخ جرجان فقال: تخرج على

ص: 741

يده ألوف بنيسابور، وغزنة، ودخل غزنة أيام السلطان محمود، وكان يكرمه غاية الإكرام. سمعته يقول: أول ما وردت على السلطان سألني عن آية أولها غين. فقلت: ثلاثة مواضع: {غَافِرِ الذَّنْبِ} واثنان مختلف فيهما، الكوفي يعدهما، والبصري لا يعدهما:{غُلِبَتِ الرُّومُ} و {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ}

قلت: قرأ عليه جماعة منهم أبو القاسم الهذلي، وتوفي بنيسابور في رمضان.

وقال عبد الغافر الفارسي: هو شيخ نبيل مشهور بين أكابر المتقدمين بنيسابور، المنظور إليه، المشاور في الأمور، المبجل في المحافل والمشاهد، قعد سنين في مسجده المشهور به لقراءة القرآن في سكة معاذ، وحضر في مجلسه الأكابر وأولاد الأئمة وقرأوا عليه، وتبركوا بالقعود بين يديه، وكان عارفا بالقراءات ووجوهها. قرأ على أبيه الأستاذ أبي الحسين وغيره، وصنف كتاب الإبصار محتويا على أصول الروايات وغرائبها، وكان له صيت لتقدمه في علم القراءات، وله جاه وقدر عند السلاطين؛ استحضره يمين الدولة أبو القاسم محمود ابن ناصر الدين إلى غزنة، وسمع قراءته، وأكرم مورده ورده إلى نيسابور، وقد رحل إلى الكشميهني لسماع صحيح البخاري فسمعه منه وحدث به وكان يحيي الليل بالقراءة والدعاء والبكاء، حتى قيل إنه كان مستجاب الدعوة، لم ير بعده مثله. حدثنا عنه أبو بكر محمد بن يحيى المزكي، ووالدي، ومسعود بن ناصر الركاب، وطاهر الشحامي.

قلت: وآخر من روى عنه الفراوي.

فأما أبو بكر محمد بن الحسن بن علي الخبازي المقرئ الطبري. فآخر تأخر عن هذا، ولقيه أبو الأسعد القشيري.

330 -

‌ محمد بن علي بن إبراهيم

، أبو بكر الدينوري القارئ، نزيل بغداد.

ص: 742

حدث عن أبي بكر بن لال الهمذاني، وأبي عمر بن مهدي.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صالحا ورعا، توفي في شوال.

331 -

‌ محمد بن علي، أبو الفتح الكراجكي

شيخ الشيعة، والكراجكي: هو الخيمي.

مات بصور في رابع ربيع الآخر، وله عدة مصنفات، وكان من فحول الرافضة، بارع في فقههم وأصولهم، نحوي، لغوي، منجم، طبيب، رحل إلى العراق ولقي الكبار كالمرتضى.

وله كتاب تلقين أولاد المؤمنين، وكتاب الأغلاط مما يرويه الجمهور، وكتاب موعظة العقل للنفس، وله كتاب المنازل قد سيره إلى أن بلغ إلى سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وكتاب ما جاء على عدد الاثني عشر، وكتاب المؤمن إلى غير ذلك من هذيانات الإمامية.

332 -

‌ محمد بن ميمون بن محمد النرسي الكوفي

، عم الحافظ أبي.

سمع من الشريف أبي عبد الله الكوفي.

333 -

‌ وليد بن عبد الله بن عباس

، أبو القاسم الأصبحي القرطبي، ويعرف بابن العربي.

روى عن سليمان بن الغماز المقرئ، وولي خطابة قرطبة بعد مكي، وكان حسن الخطابة، بليغ الموعظة، طيب الصوت، عذب اللفظ. قرأ عليه أبو محمد بن عتاب، وتوفي في رمضان، وهو في عشر التسعين.

ص: 743

سنة خمسين وأربعمائة

334 -

‌ أحمد بن الحسين بن علي بن عمر الحربي

، أبو منصور.

روى عن جده علي السكري.

335 -

‌ أحمد بن سليمان، أبو صالح النيسابوري

الصوفي الزاهد.

حج نيفا وثلاثين مرة، وكان سنيا منكرا على المتكلمين. لقي بمكة شيخ الحرم السيرواني. روى عنه إسماعيل الفارسي، وغيره، وتوفي في جمادى الأولى.

336 -

‌ أحمد بن محمد بن أحمد بن عيسى بن هاموشة

، أبو جعفر الأبريسمي التاجر.

من شيوخ أصبهان. روى عن أبي بكر ابن المقري، وعنه سعيد بن أبي الرجاء.

337 -

‌ أحمد بن محمد بن حسين

، أبو طاهر ابن الخفاف.

عن أبي القاسم ابن الصيدلاني، وجماعة، وعنه الخطيب، وقال: مات في آخر السنة.

338 -

‌ الحسين بن محمد بن عبد الواحد

، أبو عبد الله البغدادي، الفقيه الفرضي المعروف بالوني.

انتهت إليه معرفة الفرائض. قتل ببغداد شهيدا في فتنة البساسيري ووثوبه على بغداد، ضرب بدبوس فمات، وكان أحد الأذكياء المذكورين، وله يد في علوم متعددة.

قال ابن ماكولا: سمعت الخطيب يقول: حضرنا مجلس شيخ ومعنا أبو عبد الله الوني فأملى الشيخ: فلما قمنا إذا الونّي قد حفظ من الإملاء بضعة

ص: 744

عشر حديثا.

وقد سمع عن أصحاب الصّفّار، وابن البختريّ. سمع منه أبو حكيم الخبريّ.

339 -

‌ الحسين بن محمد بن طاهر بن مهدي البغدادي

ّ، أخو حمزة.

حدَّث عن الدّارقطنيّ، وجماعة.

340 -

‌ حمزة بن أحمد بن حمزة

، أبو يعلى القلانسيّ الدّمشقيّ السبعيّ الرجل الصالح.

حدَّث عن أبي محمد بن أبي نصر، وعبد الواحد بن مشماش، ومنصور بن رامش. روى عنه عبد الله بن الحسن البعلبكّيّ.

قال الكتّانيّ: كان يحفظ معاني القرآن للنّحاس، وكان عبدا صالحا أقام بالجامع أربعين سنةً بلا غطاء ولا وطاء، رحمه الله.

341 -

‌ طاهر بن عبد الله بن طاهر بن عمر

، القاضي أبو الطيِّب الطَّبري، الفقيه الشّافعي أحد الأعلام.

سمع بجرجان من أبي أحمد الغطريفيّ، وبنيسابور من الفقيه أبي الحسن الماسرجسيّ، وبه تفقَّه، وسمع ببغداد من أبي الحسن الدّارقطنيّ، وموسى بن عرفة، والمُعافى بن زكريّا، وعليّ بن عمر الحربيّ.

واستوطن بغداد، ودرسّ وأفتى، وولي قضاء ربع الكرخ بعد موت القاضي الصَّيمريّ، وكان مولده بآمل طبرستان سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة. قال: وخرجت إلى جرجان للقاء أبي بكر الإسماعيليّ فقدمتها يوم الخميس، فدخلت الحمّام، فلمّا كان من الغد لقيت أبا سعد ابن الشّيخ أبي بكر، فأخبرني أنّ والده قد شرب دواءً لمرض كان به، وقال لي: تجيء في صبيحة غد لتسمع منه. فلمّا كان في بكرة السّبت غدوت للموعد فإذا النّاس يقولون: مات أبو بكر الإسماعيليّ.

قال الخطيب: وكان أبو الطّيِّب ورعا عارفا بالأصول والفروع،

ص: 745

محقّقا، حسن الخلق، صحيح المذهب، اختلفت إليه وعلّقت عنه الفقه سنين.

من المرآة: قيل إنّ أبا الطّيّب دفع خفَّه إلى من يصلحه، فكان يأتي يتقاضاه، فإذا رآه غمس الخفّ في الماء وقال: السّاعة أصلحه فلمّا طال على أبي الطّيّب ذلك قال: إنّما دفعته إليك لتصلحه، لم أدفعه لتعلِّمه السِّباحة.

قال الخطيب: سمعت أبا بكر محمد بن أحمد المؤدِّب يقول: سمعت أبا محمد البافي يقول، أبو الطّيّب الطَّبريّ أفقه من أبي حامد الإسفراييني، وسمعت أبا حامد يقول، أبو الطّيّب أفقه من أبي محمد البافي.

وقال القاضي أبو بكر بن بكران الشّاميّ: قلت للقاضي أبي الطّيِّب شيخنا، وقد عمِّر: لقد متّعت بجوارحك أيّها الشّيخ. فقال: ولم لا، وما عصيت الله بواحدة منها قطّ؟ أو كما قال.

وقال غير واحد: سمعنا أبا الطّيِّب الطَّبريّ يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النّوم فقلت: يا رسول الله أرأيت من روى عنك أنّك قلت: نضّر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها. . . الحديث. أحقٌّ هو؟ قال: نعم.

وقال أبو إسحاق في الطّبقات: ومنهم شيخنا وأستاذنا أبو الطّيب، توفيّ عن مائة وسنتين، لم يختلّ عقله، ولا تغيّر فهمه، يفتي مع الفقهاء، ويستدرك عليهم الخطأ، ويقضي ويشهد، ويحضر المواكب إلى أن مات. تفقَّه بآمل على أبي عليّ الزَّجّاجيّ صاحب ابن القاصّ، وقرأ على أبي سعد الإسماعيليّ، وعلى القاضي أبي القاسم بن كجّ بجرجان. ثمّ ارتحل إلى نيسابور وأدرك أبا الحسن الماسرجسيّ، وصحبه أربع سنين، ثمّ ارتحل إلى بغداد، وعلّق عن أبي محمد البافي الخوارزميّ صاحب الدّاركيّ، وحضر مجلس الشّيخ أبي حامد، ولم أر فيمن رأيت أكمل اجتهادا، وأشدّ تحقيقا، وأجود نظرا منه. شرح المزنيّ، وصنَّف في الخلاف والمذهب والأصول والجدل كتبا كثيرة، ليس لأحد مثلها، ولازمت مجلسه بضع عشرة سنة، ودرّست أصحابه في مسجده سنين بإذنه، ورتَّبني في حلقته، وسألني أن أجلس

ص: 746

في مسجد للتّدريس، ففعلت في سنة ثلاثين. أحسن الله تعالى عنّي جزاءه ورضي عنه.

قلت: وأبو الطّيّب صاحب وجه في المذهب، فمن غرائبه أنّ خروج المنيّ ينقض الوضوء، ومنها أنّه قال: الكافر إذا صلّى في دار الحرب كانت صلاته إسلاما.

وقد روى عنه الخطيب، وأبو إسحاق الشّيرازيّ، وأبو محمد ابن الآبنوسيّ، وأبو نصر أحمد بن الحسن الشّيرازيّ، وأبو سعّد أحمد بن عبد الجبّار ابن الطُّيوريّ، وأبو عليّ محمد بن محمد ابن المهديّ، وأبو المواهب أحمد بن محمد بن ملوك، وأبو نصر محمد بن محمد بن محمد بن أحمد العكبريّ، وأبو العزّ أحمد بن عبيد الله بن كادش، وأبو القاسم بن الحصين، وخلق آخرهم موتا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاريّ.

قال الخطيب: مات أبو الطّيّب في ربيع الأوّل، صحيح العقل، ثابت الفهم، وله مائة وسنتان.

342 -

‌ ظفر بن الفرج بن عبد الله بن محمد

، أبو سعد البغداديّ الخفّاف.

روى عن ابن الصَّلت الأهوازيّ.

توفّي في رمضان.

343 -

‌ عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسكان

، الحاكم أبو محمد القرشيّ النَّيسابوريّ الواعظ، المعروف بالحذّاء.

ولد سنة ثلاث وستّين وثلاثمائة، وحجَّ مع أبيه سنة ثلاث وثمانين، فسمع من مشايخ الرَّيّ وبغداد. فسمع بالرَّي من علي بن محمد بن عمر الفقيه. روى عنه ابنه القاضي أبو القاسم عبيد الله الحسكانيّ.

توفّي في شوّال.

ص: 747

344 -

‌ عبد الله بن علي بن عيّاض بن أبي عقيل

، أبو محمد الصُّوريّ، القاضي عين الدّولة.

سمع أبا الحسين بن جميع، وغيره. روى عنه، أبو بكر الخطيب، وسهل بن بشر الإسفراييني، وغيث الأرمنازيّ.

توفي فجاءة بين عكا وصور.

345 -

‌ عبد العزيز بن أبي الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران البغدادي

ّ، أبو الطّيّب.

سمع أبا الحسين بن المظفّر، وأبا عمر بن حيُّويه، وأبا بكر بن شاذان وأبا الفضل الزُّهري.

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان سماعه صحيحا. توفّي في صفر، وكان مولده سنة ثمان وستين.

346 -

‌ عبد الوهاب بن عبد العزيز بن المظفّر

، أبو بكر الدّمشقيّ الورّاق، الحنبليّ المعروف بابن حزوَّر.

حدَّث عن تمّام الرّازيّ، روى عنه ابنه عبد الواحد، ونجا بن أحمد، وأبو طاهر محمد بن الحسين الرّازيّ.

347 -

‌ عبد الوهاب بن عثمان

، أبو الفتح ابن المخبزيّ.

بغداديّ صدوق. روى عن ابن حبابة، وعيسى بن الوزير، وعنه أبو بكر الخطيب، وهو أخو أبي الفرج.

348 -

‌ عبد الواحد بن الحسين بن أحمد بن عثمان بن شيطا

، أبو الفتح.

مقرئ العراق، ومصنَّف كتاب التذكار في القراءات. سمع محمد بن إسماعيل الورّاق، وابن معروف القاضي، وعيسى بن الجراح، وابن سويد المؤدَّب.

ص: 748

قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقةً عالما بوجوه القراءات، بصيرا بالعربية.

توفي في صفر، ومولده في سنة سبعين وثلاثمائة.

قلت: قرأ على أحمد بن عبد الله بن الخضر السَّوسنجرديّ، وعبد السّلام بن الحسين، وأبي الحسن ابن العلاف، والحماميّ، وطبقتهم. قرأ عليه بالروايات جماعة منهم، أبو الفضل محمد بن محمد ابن الصبّاغ، وأبو غالب محمد بن عبد الواحد القزّاز، وروى عنه كتاب التذّكار الحسن بن محمد الباقرحي.

349 -

‌ عبيد الله بن علي

، الإمام أبو القاسم الرَّقّيّ.

روى عن أبي أحمد الفرضيّ.

قال الخطيب: كان أحد العلماء بالنحو واللغة والفرائض، كتبت عنه.

350 -

‌ عليّ بن بقاء بن محمد

، أبو الحسن المصريّ الورّاق الناسخ.

روى عن القاضي أبي الحسن علي بن محمد الحلبيّ، وأبي عبد الله التنوخي اليمنيّ، وأبي مسلم الكاتب، والحافظ عبد الغني بن سعيد، ولم يزل يكتب لنفسه ويورّق لغيره إلى حين موته، وكان مفيد مصر في وقته، ثقة مرضيا.

قال أبو عبد الله الرازي في مشيخته أخبرنا علي بن بقاء، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن عمر التنوخي اليمني إملاءً بانتقاء خلف الواسطي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن رشدين، قال: حدثنا أبو الطّاهر بن السَّرح، قال: حدثنا رشدين بن سعد، فذكر حديثا.

توفي في ذي الحجة.

351 -

‌ علي بن الحسن بن أحمد بن محمد بن عمر بن الرفيل

، المعروف بابن المسلمة. الوزير رئيس الرؤساء أبو القاسم البغدادي.

استكتبه الخليفة القائم بأمر الله، ثمّ استوزره، وكان عزيزا عليه إلى

ص: 749

الغاية، وهو لقّبه رئيس الرؤساء ورفع من قدره، وكان من خيار الوزراء.

ولد سنة سبع وتسعين وثلاثمائة، وسمع من جدِّه أبي الفرج المعدّل، ومن أبي أحمد بن أبي مسلم الفرضيّ، وإسماعيل الصَّرصريّ، وحدَّث. روى عنه أبو بكر الخطيب، وكان خصِّيصا به. قال: كتبت عنه، وكان ثقة. قد اجتمع فيه من الآلات ما لم يجتمع في أحد قبله، مع سداد مذهب، ووفور عقل، وأصالة رأي.

وقال أبو الفرج ابن الجوزيّ: وفي سنة سبع وثلاثين وأربعمائة في ربيع الآخر رسم لأبي القاسم علي ابن المسلمة النَّظر في أمور الخليفة، وتقدَّم إلى الحواشي بتوفية حقوقه فيما جعل إليه، فجلس لذلك على دهليز الفردوس، وعليه الطَّيلسان، وبين يديه الدّواة، وهنّأه الأعيان واستدعي إلى حضرة أمير المؤمنين، ثم خرج فجلس في الديوان في مجلس عميد الرؤساء ودسته، وحمل على بغلة بمركب، ومضى إلى داره ومعه القضاة والأشراف والحجاب.

وقال في سنة ثلاث وأربعين: وفي عيد الأضحى حضر الناس في بيت النّوبة، واستدعي رئيس الرؤساء، فخلع عليه، ولُقِّب جمال الورى شرف الوزراء.

قلت: ولم يبق له ضدّ إلاّ البساسيري، وهو الأمير المظفَّر أبو الحارث أرسلان التُّركي، فإنه عظم قدره ببغداد، وبعد صيته، ولم يبق للملك الرّحيم ابن بويه معه إلاّ مجرَّد الاسم. ثمّ إن المذكور خلع الخليفة، وتملَّك بغداد، وخطب بها للمستنصر العبيدي، وقتل رئيس الرؤساء كما ذكرناه في ترجمة القائم وغير موضع.

وقال أبو الفضل محمد بن عبد الملك الهمذانيّ في تاريخه: إن البساسيري حبس رئيس الرؤساء ثم أخرجه وعليه جبَّة صوف وطرطور أحمر، وفي رقبته مخنقة جلود، وهو يقرأ:{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} الآية، وهو يردَّدها، وطيف به على جمل، ثمّ نصبت له خشبة بباب خراسان

ص: 750

وخيط عليه جلد ثور سلخ في الحال، وعلِّق في فكَّيه كلاّبان من حديد، وعلِّق على الخشبة حيّا، ولبث إلى آخر النهار يضطّرب، ثم مات رحمه الله.

قلت: ما أتت على البساسيري سنة حتى قتل وطيف برأسه، وكان صلبه في ذي الحجّة ببغداد.

352 -

‌ علي بن الحسين بن صدقة

، أبو الحسن ابن الشرابي، الدمشقي المعدّل.

روى عن أبي بكر بن أبي الحديد، وعبد الله بن محمد الحنائي.

روى عنه علي بن طاهر النحوي، وأبو القاسم النسيب، وأبو طاهر الحنائي.

قال الكتاني. مضى على سداد، وأمر جميل. توفي في جمادى الأولى.

353 -

علي بن عمر بن أحمد بن إبراهيم، أبو الحسن البرمكي، أخو إبراهيم وأحمد، وكان علي أصغرهم.

سمع أبا الفتح القوّاس، وأبا الحسين بن سمعون، وابن حبابة.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة. درس على أبي حامد الإسفراييني مذهب الشافعي، وتوفي في ذي الحجّة.

354 -

‌ علي بن محمد بن حبيب

، القاضي أبو الحسن البصري الماورديّ الفقيه الشّافعي صاحب التّصانيف.

روى عن الحسن بن علي الجبليّ صاحب أبي خليفة الجُمحيّ، وعن محمد بن عدي المنقريّ، ومحمد بن المعلَّى، وجعفر بن محمد بن الفضل. روى عنه أبو بكر الخطيب ووثَّقه، وقال: مات في ربيع الأول وقد بلغ ستا وثمانين سنة، وولي القضاء ببلدان كثيرة. ثم سكن بغداد.

وقال أبو إسحاق في الطّبقات: ومنهم أقضى القضاة أبو الحسن

ص: 751

الماورديّ البصريّ. تفقَّه على أبي القاسم الصَّيمريّ بالبصرة، وارتحل إلى الشيخ أبي حامد الإسفراييني، ودرس بالبصرة وبغداد سنين كثيرة، وله مصنَّفات كثيرة في الفقه والتفسير، وأصول الفقه، والأدب، وكان حافظا للمذهب. قال: وتوفي ببغداد.

وقال القاضي شمس الدّين في وفيات الأعيان: من طالع كتاب الحاوي له شهد له بالتبحُّر ومعرفة المذهب، ولي قضاء بلاد كثيرة، وله تفسير القرآن سمّاه النُّكت، وله أدب الدّنيا والدّين، والأحكام السُّلطانية، وقانون الوزارة وسياسة الملك، والإقناع في المذهب وهو مختصر، وقيل إنه لم يظهر شيئا من تصانيفه في حياته، وجمعها في موضع، فلما دنت وفاته قال لمن يثق به: الكتب التي في المكان الفلاني كلها تصنيفي، وإنما لم أظهرها لأني لم أجد نيّةً خالصةً، فإذا عاينت الموت ووقعت في النَّزع، فاجعل يدك في يدي، فإن قبضت عليها وعصرتها، فاعلم أنه لم يقبل مني شيء منها، فاعمد إلى الكتب وألقها في دجلة، وإن بسطت يدي ولم أقبض على يدك، فاعلم أنها قد قبلت، وأني قد ظفرت بما كنت أرجوه من النية. قال ذلك الشّخص: فلّما قارب الموت، وضعت يدي في يده، فبسطها ولم يقبض على يدي، فعلمت أنها علامة القبول، فأظهرت كتبه بعده.

قلت: آخر من روى عنه أبو العزّ بن كادش.

وقال ابن خيرون: كان رجلا عظيم القدر، متقدِّما عند السّلطان، أحد الأئمة. له التّصانيف الحسان في كلّ فنّ من العلم. بينه وبين القاضي أبي الطّيّب في الوفاة أحد عشر يوما.

قال أبو عمرو بن الصّلاح: هو متَّهم بالاعتزال، وكنت أتأول له وأعتذر عنه، حتى وجدته يختار في بعض الأوقات أقوالهم؛ قال في تفسيره في الأعراف: لا يشاء عبادة الأوثان، وقال في قوله:{جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا} على وجهين، معناه: حكمنا بأنّهم أعداء، والثاني: تركناهم على العداوة، فلم نمنعهم منها.

قال ابن الصّلاح: فتفسيره عظيم الضّرر، لكونه مشحونا بتأويلات أهل

ص: 752

الباطل، تدسيسا وتلبيسا، وكان لا يتظاهر بالانتساب إلى المعتزلة حتى يحذر، بل يجتهد في كتمان موافقته لهم، ولكن لا يوافقهم في خلق القرآن ويوافقهم في القدر. قال في قوله:{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} يعني بحكم سابق، وكان لا يرى صحّة الرّواية بالإجازة، وذكر أنه مذهب الشافعي، وكذا قال في المكاتبة إنها لا تصحّ. ثمّ قال ابن الصّلاح: أخبرنا عزّ الدّين علي بن الأثير، قال: أخبرنا خطيب الموصل، قال: أخبرنا ابن بدران الحلواني، قال: أخبرنا الماوردي، فذكر حديث: هل أنت إلا إصبع دميت؟

قلت: وبكل حال هو مع بدعة فيه من كبار العلماء. فلو أننا أهدرنا كلّ عالم زل لما سلم معنا إلاّ القليل، فلا تحطّ يا أخي على العلماء مطلقا، ولا تبالغ في تقريظهم مطلقا واسأل الله أن يتوفّاك على التوحيد.

355 -

‌ عمر بن الحسين بن إبراهيم

، أبو القاسم الخفّاف، أخو محمد.

بغداديّ صدوق. سمع أبا الحسين بن المظفر، وأبا حفص الزيّات، وأبا الفضل الزُّهريّ، وطبقتهم. روى عنه الخطيب، وجماعة.

وآخر من روى عنه قاضي المرستان.

356 -

‌ عمر بن محمد بن علي بن معدان

، أبو طاهر الأصبهاني الأديب الورّاق.

قال ابن السَّمعاني: توفي في حدود سنة خمسين.

روى عن أبي عمر بن عبد الوهاب السُّلمي، وأبي عبد الله بن منده.

357 -

‌ محمد بن أحمد بن محمد بن ملهب بن جعفر

، أبو بكر القرطبيّ الأديب.

قال أبو عبد الله الأبار: سمع الكثير من أبي الوليد ابن الفرضي، وأبي عبد الله بن الحذّاء، وجماعة، وكان من أهل الكتابة والبلاغة. له تعليق على

ص: 753

تاريخ ابن الفرضي، وكان ذا حظوة عند الملوك، وهو من بيت وزارة. توفي في حدود الخمسين.

358 -

‌ محمد بن أحمد بن الحسين ابن المسند المشهور علي بن عمر الحربي

. السكَّري البغدادي أبو الحسن، الشاعر المعروف بالخازن.

من أعيان الشعراء. روى عنه أبو الفضل بن خيرون، وشجاع الذهلي، وغيرهما.

توفي في رابع شوّال.

وله:

وقالوا: غداة البين دمعك لم يفض وقد شطّ بالأحباب عنك مزارُ فقلت: حذار البين أفنيت أدمعي وفي القلب من ذكر التفرق نارُ

359 -

‌ محمد بن الحسن بن المؤمل النَّيسابوري

، ويعرف بشاه الموصلي.

من بيت الرواية والصّلاح. روى عن أبي أحمد الحاكم، وأبي سعيد بن عبد الوّهاب الرّازي، وسكن بيهق.

360 -

‌ محمد بن عبد الجبار بن أحمد

، القاضي أبو منصور السمعاني المروزي الفقيه الحنفي، وسمعان بطن من تميم.

كان أبو منصور إماما ورعا نحويا لغويا، له مصنَّفات، وهو والد العلاّمة أبي المظفر منصور بن محمد السمعاني مصنّف الاصطلام ومصنّف الخلاف الذي انتقل من مذهب الوالد إلى مذهب الشافعي.

توفي أبو منصور بمرو في شوال.

361 -

‌ محمد بن عبيد الله بن محمد بن إبراهيم

، أبو الوفاء بن أبي معشر الهمذاني الواعظ.

روى عن القاضي أبي عمر الهاشمي، ويحيى بن عمّار السَّجستاني، والمظفر بن أحمد.

قال شيرويه: كان متعصِّبا للسُّنّة وأهلها. حدثنا عنه أبو الوفاء محمد بن

ص: 754

جابار، وكان كثير البكاء في وعظه. توفي في شوال.

362 -

‌ محمد بن الفضل بن محمد بن محمد

، الحافظ أبو علي الهرويّ جهاندار.

له وفيات على السنين من سنة أربعمائة إلى قريب وفاته.

توفي في المحرم.

وقد حدَّث بجامع التِّرمذي بنيسابور.

سمع أبا علي منصور بن عبد الله الخالدي، وطبقته.

363 -

‌ محمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم

، أبو عبد الله الهاشمي البغدادي.

قال الخطيب: حدثنا عن أبي القاسم بن حبابة، وكان صدوقا.

364 -

‌ محمد بن همام بن الصَّقر

، أبو طاهر الموصلي البّزّاز.

سمع أبوي الحسن: الدَّارقطني والسُّكري.

قال الخطيب: صدوق.

365 -

‌ مقلد بن نصر بن منقذ

، الأمير مخلص الدولة أبو المتوَّج الكناني، صاحب شيزر.

كان رئيسا سعيدا، نبيل القدر، مدحه الشُّعراء، وخرج من ذرِّيته أمراء وفضلاء.

366 -

‌ منصور بن الحسين

، أبو الفوارس الأسدي، صاحب جزيرة ابن عمر، ولقبه شهاب الدّولة.

مات بناحية خوزستان؛ واجتمعت عشيرته بعده على ولده صدقة.

367 -

‌ منصور بن الحسين بن علي بن القاسم بن محمد بن روَّاد

، أبو الفتح التّاني الأصبهاني.

ذكره يحيى بن منده في تاريخه، وقال: صاحب أصول كتب الحديث،

ص: 755

وكان من أروى النّاس عن ابن المقرئ، ومات في ذي الحجّة.

قال ابن نقطة: روى معجم ابن المقرئ ومسند أبي حنيفة جمع ابن المقرئ. روى عنه سعيد بن أبي الرّجاء هذين الكتابين.

قلت: روى عنه تهذيب الآثار للطّحاوي إسماعيل السّرّاج، سماعه من ابن المقرئ.

368 -

‌ نصر بن علي بن محمد بن عبد العزيز

، أبو القاسم الهمذاني الفقيه.

روى عن أبي بكر بن لال، وأبي الحسن بن جهضم، وأبي الحسن بن فراس العبقسي، ومحمد بن عبد الله الجعفي الكوفي، وأبي علي حمد بن عبد الله الأصبهاني، وخلق سواهم.

قال شيرويه: كان صدوقا فقيها واعظا، قانعا باليسير، مقبولا عند الناس. توفي في شعبان.

369 -

‌ هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن أحمد المأموني

، أبو الفضل البغدادي.

توفي في ربيع الآخر.

370 -

‌ الملك الرحيم أبو نصر

، ابن الملك أبي كاليجار ابن سلطان الدولة ابن بهاء الدولة ابن عضد الدولة ابن ركن الدولة ابن بويه آخر ملوك بني بويه.

مات في الحبس بقلعة الرّيّ، وانتزع الملك منه السّلطان طغرلبك سنة سبع وأربعين كما هو في الحوادث مذكور.

ص: 756

المتوفّون تقريبا

371 -

‌ أحمد بن رشيق

، أبو العباس الأندلسي الكاتب، مولى ابن شهيد.

نشأ بمرسية وتحوَّل إلى قرطبة وطلب الآداب فبرع وبسق في التَّرسُّل وحسن الخط، وتقدَّم فيهما إلى الغاية وشارك في العلوم، وأكثر من الفقه والحديث وبلغ من الرياسة ما لا مزيد عليه، فقدَّمه الأمير مجاهد العامري على كل من في دولته، وكان من رجال الدّهر رأيا وحزما وسؤددا وهيبة ووقارا. بالغ في إطرائه الحميدي وقال: مات بعيد الأربعين وأربعمائة عن سنّ عالية، وله رسائل متداولة، وله مؤلف على تراجم صحيح البخاريّ وبيان مشكله، وقد سمعت منه شعرا.

372 -

‌ أحمد بن محمد بن حميد بن الأشعث

، القاضي أبو نصر الكُشّانّي، وكُشّانية على اثني عشر فرسخا من سمرقند.

روى عن أحمد بن محمد بن إسماعيل البخاري، روى عنه إسحاق بن عمر الخطيب.

قال ابن السّمعاني: عاش مائة وعشرين سنة ممتعا بحدّة بصره. مات بعد سنة ثلاث وأربعين.

373 -

‌ أحمد بن زكريّا

، أبو نصر الضّبيّ النَّيسابوري الزّاهد.

ذكره عبد الغافر فقال: رجل معروف من أصحاب أبي عبد الله. صحب الأستاذ أبا جعفر محمد بن أحمد بن جعفر، من قدمائهم وزهادهم، ثم صحب الإمام محمد بن الهيصم، وأخذ العلم عنه، وتخرَّج به، وكان ينوب عنه في بعض المدارس، وقد بلغ من الزهد والقناعة ومصابرة الفقر الدّرجة القصوى، وظهرت عليه كرامات، وحكى أصحابه عنه حكايات في المجاهدات.

374 -

‌ إدريس بن اليمان بن سام

، أبو علي العبدري، المعروف بالشّيني الأندلسي الشاعر.

ص: 757

قال ابن الأبار: روى عن أبي العلاء صاعد بن الحسن اللغوي، وعنه خلف بن هارون، وكان أديبا شاعرا محسنا، لم يكن بعد أبي عمرو بن درّاج من يجري عندهم مجراه، وتوفي في نحو الخمسين وأربعمائة.

375 -

‌ إسماعيل بن المؤمل بن حسين

، أبو غالب الإسكافي النَّحوي الضّرير.

أحد الشُّعراء الكبار والنُّحاة المحقّقين ببغداد. روى عن مهيار الدَّيلمي ديوانه. روى عنه عزيزي بن عبد الملك الجيلي، وأبو القاسم عبد الله بن ناقيا الشّاعر، والمبارك بن فاخر النَّحوي.

ذكر محمد بن عبد الملك الهمذاني أن الوزير أبا القاسم ابن المسلمة ذكر إسماعيل الضّرير فقال: ما أرى مفتوح العين في النَّحو إلاّ هذا المغمّض العين، وقد مات في صفر سنة ثمان وأربعين.

ومن شعره:

سرت ومطايا بينها لم ترحل وزارت وحادي ركبها لم يحمل منعمة تفترُّ إمّا تبسمت عن الدُّرّ أو نور الأقاح المُظلَّل نعمنا بها دهرا، فمن لثم أحمر ومن رشف مسكيّ وتقبيل أكحل كأن العبير الغضَّ علَّ سحيقه بمشمولة من خمر بابل سلسل تعلّ به وهنا مجاجة ريقها وقد لحقت أخرى النُّجوم بأول

376 -

‌ إشراق السَّوداء العروضيّة

، مولاة أبي المطرِّف عبد الرحمن بن غلبون القرطبي الكاتب، سكنت بلنسية، وكانت قد أخذت عن مولاها النَّحو واللغة لكنها فاقته في ذلك وبرعت في العروض، وكانت تحفظ الكامل للمبرّد والنّوادر للقالي، وتشرحهما.

قال أبو داود سليمان بن نجاح: قرأت عليها الكتابين، وأخذت عنها علم العروض. توفيت بدانية بعد سيّدها، وموته في سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.

ص: 758

ذكرها ابن الأبار.

377 -

‌ الحسين بن أحمد بن بكار بن فارس

، أبو عبد الله الكندي المقرئ.

روى جزءا عن عبد الوهاب الكلابي بمصر. سمعه منه القاضي أبو الفضل السَّعدي، وعلي بن بقاء الورّاق، وحدَّث عنه محمد بن أحمد الرّازي في مشيخته.

حدَّث سنة أربعين.

378 -

‌ الحسين بن عبد الله بن محمد بن المرزبان بن منجويه

، أبو علي الأصبهاني.

عن أبي بكر ابن المقرئ، وابن منده. روى عنه سعيد بن أبي الرجاء، وحسين بن محمد الطّهراني.

379 -

‌ علي بن الحسين بن علي بن شعبان

، أبو الحسن الخولاني المصري.

سمع القاضي أبا عبد الله بن محمد بن الحسن بن علي ابن الدقاق، وأحمد بن عبد الله بن رزيق المخزومي، وغيرهما. روى عنه أبو عبد الله الرازي في مشيخته.

380 -

‌ علي بن طاهر

، أبو الحسن القرشي المقدسي الصوفي الحاج.

حجّ قريبا من أربعين مرة، وروى عن عبد الوهاب الكلابي، وأحمد بن فراس العبقسي. روى عنه نصر المقدسي، وإبراهيم بن يونس، وعلي بن محمد بن شجاع، وغيرهم.

381 -

‌ علي بن عبد الغالب بن جعفر

، أبو الحسن البغدادي الضّرّاب، الحافظ المعروف بابن الفتى، وبابن أبي معاذ.

سمع أبا أحمد الفرضي، وابن الصَّلت المجبَّر، وأبا عمر بن مهدي،

ص: 759

ورحل إلى خراسان مع الخطيب، وسمع من أبي بكر الحيري، وأبي سعيد الصَّيرفي، وسمع بمصر من أبي محمد ابن النحاس، وبدمشق من عبد الرحمن بن أبي نصر.

روى عنه أبو بكر الخطيب، وعمر بن أحمد الآمدي، وعلي بن أحمد بن ثابت العثماني، وأبو عبد الله القُضاعي، وعلي بن محمد بن شجاع، وأبو الوليد سليمان بن خلف الباجي.

وقال الباجي: شيخ ثقة، له بعض المِيز.

382 -

‌ محمد بن علي بن حسول

، أبو العلاء الكاتب الهمذاني.

صدر نبيل عالم، له النَّظم والنَّثر. سمع من الصّاحب إسماعيل بن عبّاد، وسمع من أبي الحسين أحمد بن فارس مجمله في اللغة. روى عنه شجاع الذهلي، وأبو علي الحدّاد، وروى شيئا من كتب الأدب ببغداد وأصبهان، وروى أيضا بهمذان عن أحمد بن محمد بن سليم المقرئ.

قال الذُّهلي: قدم علينا سنة سبع وأربعين وأربعمائة.

(آخر الطبقة والحمد لله)

ص: 760