المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سنة خمس وسبعين وست مئة ‌ ‌المُحَرَّم 464 - وفي يوم الخَميسِ - تاريخ البرزالي المقتفي لتاريخ أبي شامة - ت العثيمين - جـ ٢

[علم الدين البرزالي]

فهرس الكتاب

‌سنة خمس وسبعين وست مئة

‌المُحَرَّم

464 -

وفي يوم الخَميسِ رابع المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ تاجُ الدِّينِ أبو غالبِ

(1)

مُظَفَّرُ

(2)

بنُ عُمَرَ بنِ مُحمدِ بنِ أبي سَعْدٍ الخَرَزِيُّ الدِّمشقيُّ النَّيسابُورِيُّ الأصل، بدَرْبِ الأكْفانيينَ بدمشقَ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.

رَوَى عن حَنْبَلٍ، والبَكرِيِّ، وابنِ مَنْدُوية، والعَطّارِ السُّلميِّ، وابنِ الحَرَسْتانيِّ، وغيرِهم. سَمِعَ منهُ الأبِيوَرْدِيُّ، وجماعةٌ

(3)

.

ولي منهُ إجازةٌ، رَوَى لنا عنهُ الدَّوَادَارِيُّ.

465 -

وفي رابع المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ شرَفُ الدِّينِ الأرْدَوِيليُّ، الصُّوفيُّ

(4)

، بالسُّمَيْساطيّة

(5)

بدمشقَ، ودُفِنَ بتُربةِ شَيخِه البُرهانِ المَوْصليِّ

(6)

بمَيْدانِ الحَصا

(7)

.

(1)

في تاريخ الإسلام: "أبو المنصور" ثم قال: "وكنّاه بعضهم أبا غالب".

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 301.

(3)

منهم ابن الخباز، وابن العطار كما في تاريخ الإسلام.

(4)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 228، وتاريخ الإسلام 15/ 291. وفي ذيل مرآة الزمان: "محمد بن أبي بكر، أبو عبد الله

المزني

وصلي عليه بجامع دمشق في بكرة نهار الخميس رابع المحرم

".

(5)

السميساطية: خانقاه أعجمية معناها: دار الصوفية بدمشق منسوبة إلى أبي القاسم علي بن محمد بن يحيى السلمي الحبشي، من أكابر الرؤساء بدمشق (ت 453 هـ). يراجع: الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 191، والدارس 2/ 118، والسميساطي منسوب إلى سميساط مدينة على شاطئ الفرات في طرف بلاد الروم على غرب الفرات. معجم البلدان 3/ 258.

(6)

في ذيل مرآة الزمان: "المعروف بابن الحلوانية".

(7)

غوطة دمشق 179 قال: "ميدان الحصا، ويطلق عليه اليوم الميدان".

ص: 5

وكانَ صاحبَ خَلَواتٍ ومُجاهَداتٍ، وتربيةٍ للمُرِيْدِينَ، كثيرَ الزُّهدِ والعِبادةِ والذِّكْرِ والتَّخَلِّي. ونَيَّفَ على سبعينَ سنةً.

466 -

وفي خامسِ المُحَرَّم تُوفِّي بُرهانُ الدِّينِ أبو إسحاقَ إبراهيمُ

(1)

بنُ أحمدَ بنِ أبي المَفاخرِ الأزَجِيُّ الخَيّاطُ، ببغدادَ، ودُفِنَ بالقربِ من قبرِ بِشْرٍ

(2)

، رحمةِ الله عليه.

رَوَى عنِ ابنِ القَطِيعيِّ، وابنِ رُوْزْبةَ، وابنِ اللَّتِّي، وابنِ القُبَّيْطِيِّ. رَوَى لنا عنهُ عِزُّ الدِّينِ البابَصْرِيُّ الحَنْبَليُّ

(3)

.

467 -

وفي يوم السَّبتِ ثالثَ عَشَرَ المُحَرَّم تُوفِّي شمْسُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(4)

بنُ إبراهيمَ بنِ أبي المَحاسنِ بنِ رَسْلانَ الدِّمشقيُّ الطَّبيبُ، المَعروفُ بالكُلِّيِّ، بالقاهرة، ودُفِنَ ببابِ النَّصْر.

وكانَ شيخًا فاضلًا في الطِّبِّ، ولهُ مشاركةٌ في الأدبِ والتّاريخ.

وقيل له: الكُلِّيُّ؛ لأنّه اشتغلَ بـ "الكُلِّيات"

(5)

. رَوَى عنِ ابنِ الحَرَسْتانيِّ.

ومَولدُه بدمشقَ سنةَ سبع وتسعينَ وخَمْسِ مئة.

ولي منهُ إجازةٌ.

468 -

وفي يوم الاثنينِ خامسَ عَشَرَ المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ عِمادُ الدِّينِ

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 287.

(2)

هو بشر الحافي، بشر بن الحارث المروزي.

(3)

عبد العزيز بن أبي القاسم بن عثمان بن عبد الوهاب، أبو محمد (ت 697 هـ) ذكره المؤلف في موضعه، وهو منسوب إلى باب البصرة إحدى محال بغداد.

(4)

ترجمته في: صلة التكملة 2/ 681 (1225)، وتاريخ الملك الظاهر 209، وذيل مرآة الزمان 3/ 193، وعيون الأنباء 755، وتاريخ الإسلام 15/ 294.

(5)

في الطب مشهور.

ص: 6

أبو عبدِ الله مُحمدُ

(1)

بنُ عِوَضةَ بنِ عليِّ بنِ عِوَضةَ بنِ جَسّاسٍ العُرْضِيُّ، ثم الدِّمشقيُّ.

رَوَى عنِ ابنِ الحَرَسْتانيِّ.

ومَولدُه ليلةَ الاثنينِ ثالثَ عَشَرَ ربيع الأولِ سنةَ تسع وستِّ مئة بدمشقَ. وكانَ من الرُّؤساء، ولهُ مَشْيخةٌ، وتَعَبُّدٌ، وسَجّادةٌ. وكانَ دَفنُهُ يومَ الثُّلاثاءِ سادسَ عَشَرَ الشَّهْرِ المَذكور.

ولي منهُ إجازةٌ. سَمِعَ منهُ ابنُ عبدِ الكافي، وعلاءُ الدِّينِ ابنُ غانِم وغيرُهُما.

469 -

وفي يوم السَّبتِ ثالثَ عَشَرَ المُحَرَّم تُوفِّي النَّبِيهُ أبو إسحاقَ إبراهيمُ

(2)

بنُ مُهَلْهِلِ بنِ صارم الأُجْهُورِيُّ، ودُفِنَ بالقَرافة.

ذَكَرَهُ ابنُ يونُسَ الإرْبليُّ المُحَدِّثُ في "وَفياتِه".

470 -

وفي يومَ الأربعاءِ الرّابع والعشرينَ منَ المُحَرَّم تُوفِّي كمالِ الدِّينِ ابنُ النَّخَائليِّ

(3)

نائبُ الحِسبةِ بدمشقَ، ودُفِنَ يومَ الخميس.

(1)

ترجمته في: صلة التكملة 2/ 681 (1227)، وتاريخ الملك الظاهر 208، وذيل مرآة الزمان 3/ 208، وتاريخ الإسلام 15/ 298، وتالي وفيات الأعيان 150، وفوات الوفيات 2/ 546، وعيون التواريخ 21/ 120، والبداية والنهاية 13/ 272، والنجوم الزاهرة 7/ 255، وتاريخ ابن الفرات 7/ 75. وفي ذيل المرآة: محمد بن عوض

العوضي وقال: "ولم تزل حرمته وافرة عند الملوك والأمراء والوزراء والأعيان. وأقبل عليه الملك الظاهر رحمه الله قبل وفاته إقبالًا كثيرًا".

(2)

ترجمته في: صلة التكملة 2/ 681 (1226)، وتاريخ الملك الظاهر 209، وفيه: محمد، وقيل: أبو إسحاق إبراهيم، وتاريخ الإسلام 15/ 287. والأجهوري يظهر أنه منسوب إلى أجهور الورد إحدى قرى مصر. مختصر فتح رب الأرباب لعباس المدني 349.

(3)

لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، ولم نقف على هذه النسبة، وسيأتي في وفيات سنة 592 ترجمة جمال الدين عبد الوهاب بن محاسن النخائلي، ووقع في تاريخ الإسلام للذهبي بالحاء المهملة (الترجمة (1561).

ص: 7

• - وفي ثالثِ عَشَر المُحَرَّم دَخَلَ السُّلطانُ الملكُ الظّاهرُ إلى دمشقَ منَ الكرك، وتَوجَّهَ قبلَهُ العَسكرُ بيوم إلى ناحيةِ حلبَ

(1)

.

• - وفي أواخرِ المُحَرَّم بَعثَ السُّلطانُ بَدْرَ الدِّينِ الأتابِكِيَّ بألفِ فارسٍ إلى الرُّوم، فوَصلَ إلى البُلُسْتَيْن، وصادَفَ بها جماعةً منَ عَسْكَر الرُّوم، فرَكِبُوا إليه، وبَعَثُوا إليه بإقامة، وطَلَبَ جماعةٌ منهُم الدُّخولَ إلى بلادِ الإسلام، وأنْ يكونوا من جُملةِ أتباع السُّلطانِ المَلكِ الظِّاهرِ، فأجِيبُوا إلى ذلك. فحَضَرَ منهُم بيجار، وأُرسِلَ إلى القاهرة، فدَخَلَها ثالثَ ربيع الآخر، وتَلَقّاهُ المَلكُ السَّعيدُ ووَلدُه بهادُرُ، وضِياءُ الدِّينِ ابنُ الخَطِير. ثم رَجَعَ السُّلطانُ من حلبَ إلى القاهرة، ودَخلَها ثاني عَشَرَ ربيع الآخر، وحَضَرَ إلى الرُّوم -بعدَ ذلك- عَسكَرٌ كثيرٌ منَ التَّتار. وقُتِلَ شَرَفُ الدِّينِ ابنُ الخَطِيرِ وجماعةٌ كثيرةٌ منّ الأُمراءِ والتُّرْكُمان

(2)

.

‌صَفَر

471 -

وفي ليلةِ الأربعاءِ مُستهلّ صَفَر تُوفِّي لَيْثُ الدَّولةِ أبو مُحمدِ

(3)

بنُ أبي الحَسَنِ مُقدَّمُ بَعْلَبَك، بها، ودُفِنَ منَ الغَد، وهُو في عَشْرِ الثَّمانين.

(1)

الخبر في: تاريخ الملك الظاهر 152، وذيل مرآة الزمان 3/ 164، وفيهما:"في الثالث من الشهر"، والبداية والنهاية 13/ 271، وعقد الجمان 2/ 153، ونهاية الأرب 30/ 234، والسلوك 1/ 2/ 625 وفيهما:"في الرابع عشر من الشهر"، وتاريخ ابن الفرات 7/ 65. وفيه:"في الرابع أو الرابع عشر".

(2)

الخبر في: تاريخ الملك الظاهر 153، وذيل مرآة الزمان 3/ 164، ونهاية الأرب 30/ 233، وتاريخ ابن الفرات. ويراجع: المختصر في أخبار البشر 2/ 340، وتاريخ الإسلام 15/ 202، والنهج السديد، ورقة 50/ أ، والبداية والنهاية 13/ 271، والسلوك 1/ 2/ 625، وعقد الجمان 2/ 153. والبُلُسْتَيْنُ: من بلاد الروم كما في معجم البلدان 1/ 75، وفيه:"أُبُلِسْتَيْن".

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 232. وفيه: "محمد بن أبي الحسن ابن البعلبكي ليثُ الدولة" وقال: "وإذا حضر في حروب ترجل وقاتل راجلًا، لم يكن في وقته من يضاهيه في الرجلة والشجاعة، وكرم الطباع، وقوة النفس، والصبر على المكاره".

ص: 8

وكانَ شُجاعًا، مِقْدامًا، خَبِيرًا بالحُروبِ وتَقْدِمةِ الرِّجال، كثيرَ الصَّوم، عندَه تَعَبُّدٌ وتَشَيُّعٌ.

472 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ رابعَ عَشَرَ صَفَرٍ تُوفِّي فَخْرُ الدِّينِ أبو الرَّبيع سُلَيْمانُ

(1)

ابنُ الخَطِيبِ عِمادِ الدِّينِ داودَ بنِ عُمَرَ بنِ يوسُفَ، ابنُ خَطِيبِ بيتِ الآبار، بالقريةِ المَذكورة.

سَمِعَ من جَدِّهِ الخَطيبِ عُمَرَ في سنةِ سَبعَ عَشْرةَ وستِّ مئة. وسَمِعَ من ابنِ اللَّتِّي. وكانَ يُعاني الخِدَمَ في جهاتِ الكتابة، ويَشْهدُ على القُضاة.

وضَبطَهُ فَخْرُ الدِّينِ ابنُ سَنِيِّ الدَّولةِ يومَ الثُّلاثاءِ سابع صَفَر.

ومَولدُه في ثاني عَشَرَ رَجَبٍ سنةَ اثنتَيْ عَشْرةَ وستِّ مئة.

ولي منهُ إجازةٌ.

• - وفي آخرِ يوم الخميس ليلةَ الجُمُعةِ تاسع صَفَرٍ تَوجَّهَ السُّلطانُ الملكُ الظّاهرُ من دمشقَ جريدة على الهُجْنِ إلى جهةِ حلبَ

(2)

.

473 -

وفي عصرِ الأربعاءِ خامسَ عَشَرَ صَفَرٍ تُوفِّي الشَّيخُ مُهَلْهِلُ

(3)

بنُ ظافرِ بنِ مَوْهوبٍ الشَّقْراويُّ، ودَفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُون.

ومَولدُه سنةَ سبع وستِّ مئة.

(1)

ترجمته في: صلة التكملة 2/ 682 (1228)، وتاريخ الإسلام 15/ 290. وتقدم الحديث عن أسرته في ترجمة سابقة. ووالده: داود بن عمر (ت 656 هـ) وجده: عمر بن يوسف (ت 618 هـ) لهما ذكر وأخبار. قال الحافظ الذهبي: "أخو شيخنا الشرف محمد" وذكر الشرف محمدًا (ت 713 هـ) في معجمه 2/ 186، ووصفه بالمسند المكثر وذكره المؤلف في موضعه.

(2)

الخبر في: تاريخ الملك الظاهر 158، وذيل مرآة الزمان 3/ 167.

(3)

أخباره في: تاريخ الإسلام 15/ 302.

ص: 9

رَوَى عن الشَّيخ مُوفَّق الدِّين المقدسيِّ "كرامات الأولياء" للّالَكائِيِّ

(1)

.

ولي منهُ إجازةٌ.

‌ربيع الأول

474 -

وفي العَشْرِ الأخيرِ من شَهْرِ ربيع الأوِّلِ تُوفِّي الشَّيخُ أبو الفَضْلِ عيسى

(2)

ابن الشَّيخ عُبَيْدِ بنِ عبدِ الخالقِ الدِّمشقيُّ، ودُفِنَ بمقابرِ بابِ تُوما بالقُربِ منَ الشَّيخ رَسْلانَ، رحمةُ الله عليه.

وكانَ يَذْكُرُ أنَّ مَولدَه سنةَ أربع وستِّينَ وخَمْسِ مئة.

ولي منهُ إجازةٌ على يدِ ابنِ الخَبّاز.

‌ربيع الآخر

475 -

وفي يوم السَّبتِ ثاني شَهْرِ ربيع الآخرِ تُوفِّي شهابُ الدِّينِ ابنُ خَصِيب

(3)

، بدمشقَ.

476 -

وفي تاسعَ عَشَرَ ربيع الآخرِ تُوفِّي الطَّواشي يُمْنٌ

(4)

الحَبَشيُّ الخادِمُ، شَيخُ الخُدّام بالحَرَم الشَّريفِ النَّبويِّ بمدينةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.

وكانَ دَيِّنًا، عَدْلًا، مُباركًا، صادقَ اللَّهجة. رَوَى عنِ ابنِ رَوَاج. وماتَ في عَشْرِ السَّبعين

(5)

.

(1)

هبة الله بن الحسن بن منصور (ت 418 هـ) صاحب "شرح اعتقاد أهل السنة". أخباره في: تاريخ مدينة السلام 16/ 108، وتذكرة الحفاظ 3/ 1083. وكتابه "كرامات الأولياء" طبع.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 293، والبداية والنهاية 13/ 273، وعقد الجمان 2/ 169.

(3)

لم أقف على ترجمته.

(4)

ترجمته في: صلة التكملة 2/ 683 (1230)، وتاريخ الملك الظاهر 219، وذيل مرآة الزمان 3/ 231، وتاريخ الإسلام 15/ 302، والبداية والنهاية 13/ 272، وعقد الجمان 2/ 172.

(5)

في تاريخ الملك الظاهر: "وكان قد نيف على الثمانين".

ص: 10

477 -

وفي بُكرةِ الأربعاءِ العشرينَ من ربيع الآخرِ تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ بَدْرُ الدِّينِ أبو بكرٍ مُحمدُ

(1)

بنُ عليِّ بنِ أبي القاسم العَدَوِيُّ الدِّمشقيُّ، المعروفُ بابنِ السَّكاكِرِيِّ، بدمشقَ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ بتُربةِ الشَّيخ عبدِ الله الأُرْمَوِيِّ.

ومَولدُه سنةَ أربع وتسعينَ وخَمْسِ مئة بدمشقَ.

وكانَ منَ العُدُولِ المَشهورينَ بالتَّحَرِّي والاحتِراز، ولهُ معرفةٌ بالشُّروط.

رَوَى "مُسندَ الإمام الشافعيِّ" رضي الله عنه عنِ الشَّيخ مُوفَّقِ الدِّينِ ابنِ قُدامةَ. وكانَ قَرَأ شيئًا منَ الفقه، ولهُ معرفةٌ بالحِساب، وفيه مُحاضرةٌ، وعلى ذِهنِه قطعةٌ جيدةٌ منَ الأشعارِ والنَّوادر.

وأجازَ لي جميعَ ما يَرويه.

478 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ الثّاني والعشرينَ من ربيع الآخرِ تُوفِّيتْ أُمُّ مُحمدٍ ستُّ العَرَب

(2)

بنتُ القاضي بهاءِ الدِّينِ أبي القاسم عبدِ المَجيدِ بنِ الحَسَنِ بنِ عبدِ الله بنِ الحَسَنِ، ابنِ العَجَميِّ الحَلَبيِّ، ودُفِنَتْ منَ الغَدِ بالتُّربةِ المعروفةِ ببني العَدِيم على الشَّرفِ ظاهرَ دمشقَ.

وهي والدةُ قاضي القُضاةِ مَجْدِ الدِّينِ ابنِ العَدِيم

(3)

. رَوَتْ بالإجازةِ عنِ ابنِ مُلاعِب، وأبي الفُتُوح البَكْرِيِّ، وثابتِ ابنِ مُشَرَّفٍ وجماعة.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 207، وتاريخ الإسلام 15/ 297، وعيون التواريخ 21/ 120، وتاريخ ابن الفرات 7/ 75.

(2)

ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 290، والوافي بالوفيات 15/ 119.

(3)

عبد الرحمن بن عمر (677 هـ) من شيوخ الحافظ الذهبي كما في معجمه 1/ 472، وقد ذكره المؤلف في موضعه في وفيات ربيع الآخر.

ص: 11

سَمِعَ منها ابنُ الظّاهريِّ، والتَّقِيُّ عُبَيدٌ الإسْعِرْدِيُّ، وجماعةٌ. وقُرِئَ عليها وعلى ولَدِها بالزَّعْقةِ من رَمْلِ مصرَ

(1)

. ولي منها إجازةٌ.

• - وفي تاسعَ عَشَرَ ربيع الآخرِ وقَعَتْ وَقْعةٌ ببَطْنِ مَرٍّ بينَ أبي نُمَيٍّ صاحبِ مكّة، وبينَ جَمّازٍ صاحبِ المدينة، وإدريسَ صاحبِ اليَنْبُع. وكانا قد اتَّفَقا على مُحارَبَتِه، فكَسَرَهُما، وأُسِرَ صاحبُ اليَنْبُع، وهَرَبَ جَمّازٌ

(2)

.

479 -

وفي يوم الأحدِ الرّابع والعشرينَ من ربيع الآخرِ تُوفِّي الشَّيخُ فَخْرُ الدِّينِ أبو الوليدِ مُحمدُ

(3)

بنُ سَعيدِ بنِ مُحمدِ بنِ هشام الكِنانيُّ الشّاطبيُّ، المعروفُ بابنِ الجَنّان، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.

ومَولدُه بشاطبةَ

(4)

في منتصفِ شوّالٍ سنةَ خمسَ عشرةَ وستِّ مئة.

(1)

الزَّعْقة: تل بين العريش وغزة توفي فيه الإمام العلامة محمد بن عبد الله شرف الدين المرسي (ت 655 هـ). سير أعلام النبلاء 23/ 311، والعبر 5/ 223.

(2)

الخبر في: تاريخ الملك الظاهر 165، وذيل مرآة الزمان 3/ 173، والعقد الثمين 2/ 152، وغاية المرام 2/ 16، وتاريخ الإسلام 15/ 204. وبطن مَرٍّ، بفتح الباء الموحدة وسكون الطاء ونون وفتح الميم وتشديد الراء المهملة: بقعة فيها عدة قرايا، وعندها يجتمع واديا النخلتين فيصيرا واديًا واحدًا، وهي من مكة مسيرة يوم، وهي على طريق حجاج مصر والشام، يراجع: معجم البلدان 1/ 449، وتقويم البلدان 94، والروض المعطار 93، وصبح الأعشى 4/ 260، ورحلة الناصري 232، وهي المعروفة الآن بوادي فاطمة. وينبع تقدم ذكرها، كما تقدم ذكر أبي نمي وجماز.

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 197 - 203، وتاريخ الملك الظاهر 211، وتاريخ الإسلام 15/ 295، وفوات الوفيات 2/ 321، وعيون التواريخ 21/ 321، والجواهر المضية 3/ 160 و 4/ 463، وتاريخ ابن الفرات 7/ 73.

(4)

من بلاد شرق الأندلس، مدينة جليلة، حصينة، طيبة الهواء، كثيرة الثمرة، ينسب إليها الإمام الجليل صاحب القراءات القاسم بن فِيرُّه (ت 590 هـ). يراجع: معجم البلدان 3/ 309، والروض المعطار 337.

ص: 12

وكانَ فاضلًا، دَمِثَ الأخلاق، كريمَ الشَّمائل. صَحِبَ بني العَدِيم فاجْتَذَبُوهُ وصارَ حَنَفيًّا

(1)

، ودَرَّسَ بالإقباليّة

(2)

. ولهُ يدٌ باسطةٌ في النَّظْم والنَّثْر، وشِعْرُهُ من جيِّد الشِّعْر

(3)

. وسببُ موتِهِ أنّه وَقعَ في النَّهرِ في بُستانِ القاضي عِزِّ الدِّينِ ابنِ الصّائغ

(4)

، فماتَ.

ذَكَرَهُ الدِّمْياطيُّ في "مُعجمِه"

(5)

.

480 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ الثّامنِ والعشرينَ من ربيع الآخرِ تُوفِّي الطَّواشِي عزيزُ الدَّولةِ رَيْحانٌ

(6)

خادِمُ الضَّريح النَّبويِّ على ساكِنِه أفضلُ الصَّلاةِ والسَّلام، وكانت وفاتُهُ بدمشقَ، ودُفِنَ ببابِ الصَّغير.

(1)

يبدو أنه كان مالكيًّا على مذهب أهل بلده.

(2)

الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 210، قال:"منشئها خواجا إقبال، خادم الشهيد نور الدين في سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة، وذكر المدرسين بها ثم قال: "

وولي بعده فخر الدين أبو الوليد المغربي الأندلسي، وهو مستمر بها إلى سنة أربع وسبعين وست مئة" وهو المترجم هنا. ونقله النعيمي في الدارس 1/ 363. لكنه قال: "رأيت مرسومًا بعتبة بابها

جمال الدين إقبال، عتيق الخاتُون الأجلّة ست الشام ابنة أيوب رحمه الله" وذكر من المدرسين بها فخر الدين أبا الوليد هذا. ثم قال:"ثم وليها بعد وفاة فخر الدين تقي الدين أحمد ابن قاضي القضاة صدر الدين سليمان الحنفي في ثامن عشر جمادى الأولى سنة ست وسبعين وست مئة". ويراجع: خطط الشام 6/ 57.

(3)

ومن شعره ما أنشده القرشي في الجواهر المضية:

للهِ قَوْمٌ يَعْشَقُونَ ذَوِي اللِّحَى

لا يَسْألونَ عَنِ السَّوادِ المُقْبِلِ

وبمُهْجَتي نَفَرٌ وإنِّي منهُمُ

جُبِلُوا على حُبِّ الطِّرازِ الأوَّلِ

(4)

محمد بن عبد القادر (ت 685 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات ذي الحجة.

(5)

ترجمته ساقطة من نسختي من المعجم.

(6)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 290.

ص: 13

‌جُمادى الأولى

481 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ لستٍّ خَلَوْنَ من جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ شَمْسُ الدِّينِ مُحمدُ

(1)

بنُ عبدِ الوهّابِ بنِ مَنْصورٍ الحَرّانيُّ الحَنْبَليُّ، ودُفِنَ بمقابرِ بابِ الصَّغير، وهُو في عَشْرِ السَّبعين.

وكانَ فقيهًا، عالِمًا، عارِفًا بعِلْم الأُصُولِ والخِلاف. ولمّا دَخلَ القاهرةَ استَنابَهُ ابنُ بنتِ الأعَزِّ

(2)

في بعضِ الأعمال؛ لكثرةِ فَضِيلتِه -وإنْ كانَ حَنْبليًّا- ثم نابَ عنِ الشَّيخ شمْسِ الدِّينِ الحَنْبليِّ، ابنِ العِمادِ

(3)

، ورَجَعَ إلى دمشقَ. وكانَ يُدرِّسُ ويُفْتي.

وهُو حَسَنُ العبارةِ، طَويلُ النَّفَسِ، كثيرُ التَّحقيقِ، رَقيقُ القلبِ، غَزيرُ الدَّمعةِ، كثيرُ العِبادةِ، وأَمَّ بحَلْقةِ الحَنابلةِ، ومَرِضَ بالفالِج نحوَ أربعةِ أشهُر، وثَقُلَ لِسانُهُ. ولهُ نَظْمٌ حَسَنٌ. ورَوَى عنِ المُوفَّق عبدِ اللَّطيفِ بنِ يوسُفَ البَغْداديِّ.

كَتبَ عنهُ من شِعْرِه الدِّمْياطيُّ في "مُعجمِه"

(4)

. ورَوَى لنا عنهُ الشَّيخُ عليٌّ ابنُ العَطّار.

(1)

ترجمته في: معجم الدمياطي 1/ ورقة 45، وذيل مرآة الزمان 3/ 306، وتاريخ الإسلام 15/ 296، والعبر 5/ 206، والإشارة إلى وفيات الأعيان 367، والإعلام بوفيات الأعلام 281، والوافي بالوفيات 4/ 75، وفوات الوفيات 3/ 288، والبداية والنهاية 13/ 273، وذيل طبقات الحنابلة 4/ 126، ومختصره، ورقة 80، والمقفى الكبير 6/ 161، والمنهل الصافي 10/ 179، والدليل الشافي 2/ 651، والنجوم 7/ 254، والسلوك 1/ 2/ 634، وتاريخ ابن الفرات 7/ 74، والمنهج الأحمد 4/ 304، ومختصره الدر المنضد 1/ 415، والشذرات 5/ 348 (7/ 607).

(2)

القاضي عبد الوهاب بن خلف بن بدر (ت 665 هـ) ذكره المؤلف في موضعه.

(3)

القاضي محمد بن إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي (ت 676 هـ) ذكره المؤلف في موضعه.

(4)

أنشد له الحافظ الدمياطي في معجمه قصيدة أولها:

أَرْجُ النَّسِيمِ نَحْوَ كاظِمةٍ سَرَى

فأعادَ مَيْتَ نَوَى الفَرِيقِ وأنْشَرَا

ص: 14

482 -

وفي ليلةِ الأحدِ خامسَ عَشَرَ جُمادى الأولى تُوفِّي شَرَفُ الدِّينِ مُحمدُ

(1)

بنُ مَشْكورٍ المِصرِيُّ، ودُفِنَ يومَ الأحدِ بالقَرافةِ الصُّغرى.

وكانَ رئيسًا، وفيه مَكارمٌ، وعندَهُ معرفةٌ بالكتابةِ والتَّصرُّف، ووَلِيَ مناصِبَ جليلةً منها نَظَرُ الجُيوشِ بالدِّيارِ المِصريّة. وكانَ بينَهُ وبينَ الصّاحبِ بهاءِ الدِّين

(2)

مُصاهرةٌ ووَحشةٌ.

ومُولدُه سنةَ عَشْرٍ وستِّ مئة.

483 -

وفي ليلةِ الثُّلاثاءِ سابعَ عَشَرَ جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ مُحمدُ

(3)

بنُ أحمدَ بنِ أبي المَكارم الأصبهانيُّ، مُؤَذِّنُ الكَلّاسة.

وكانَ رجلًا صالحًا.

484 -

وفي يوم الخميسِ تاسعَ عَشَرَ جُمادى الأولى تُوفِّي القاضي بُرهانُ الدِّينِ التِّرمذيُّ الحَنَفيُّ

(4)

، قاضي حِصْنِ الأكراد.

485 -

والأميرُ سَيفُ الدِّينِ بَكْتَمُر النَّجِيبيُّ

(5)

.

486 -

ومُحْيي الدِّينِ ابنُ الحَمَوِيِّ

(6)

.

487 -

وفي يوم السَّبتِ الحادي والعشرينَ من جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 208، وتاريخ الملك الظاهر 211، وتاريخ الإسلام 15/ 298.

(2)

هو بهاء الدين ابن حِنّا كما في تاريخ الإسلام وهو علي بن محمد بن سليم (ت 677 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات سلخ ذي القعدة.

(3)

لم أقف على ترجمته. والكلاسة: قرب الجامع الأموي، تقدم ذكرها.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 289، وفيه:"بهاء الدين".

(5)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 288.

(6)

لم أقف على ترجمته.

ص: 15

الإمامُ مُفْتي المسلمينَ بَدْرُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(1)

بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ مُحمدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، ابنُ الفُوَيْرِهِ، السُّلَمِيُّ الحَنَفيُّ، ودُفِنَ بتُربتِهِم بسَفْح قاسِيُونَ بالقربِ من تُربةِ ابنِ يَغْمُورَ، يومَ الأحد.

وكانَ بارعًا في الفقه. ودَرَّسَ بالشِّبْليّة

(2)

والقَصّاعِينَ

(3)

، وأفْتى، وحَصَّلَ العربيّة.

وكانَ رئيسًا، وعندَهُ دِيانةٌ، ومُروءةٌ، ومَكارمٌ، وحُسْنُ عِشْرةٍ، وبِرٌّ، وصَدقةٌ، وحُسْنُ ظَنٍّ. ولهُ معرفةٌ بالأُصولِ والأدب

(4)

، ويكتبُ حَسَنًا، ويَنْظِمُ

(1)

ترجمته في: معجم الدمياطي 1/ ورقة 35، وتاريخ الملك الظاهر 211، وذيل مرآة الزمان 3/ 203، وتاريخ الإسلام 15/ 295، والإعلام بوفيات الأعلام 281، والمختار من تاريخ ابن الجزري، 290، والعبر 5/ 306، والوافي بالوفيات 3/ 235، وعيون التواريخ 21/ 117، وفوات الوفيات 2/ 276، والبداية والنهاية 13/ 273، والجو اهر المضية 3/ 219، والسلوك 1/ 2/ 634، والنجوم الزاهرة 7/ 253، وتاريخ ابن الفرات 7/ 74، وعقد الجمان 2/ 171. وأبوه من أهل العلم (ت 654 هـ). يراجع: صلة التكملة (الترجمة 570)، والعبر 3/ 273. وابنه بهاء الدين، له ذكر وأخبار.

(2)

من مدارس دمشق أنشأها شبل الدولة كافور المعظمي (ت 623 هـ) الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 208، والدارس 1/ 407، 413، ومختصره 93، وهما مدرستان برانية، وجوانية. ولم يذكرا ممن درس فيها المترجم هنا.

(3)

القصاعين من أحياء دمشق، والمقصود هنا مدرسة مشهورة هناك، تعرف بالخاتونية أنشأتها خُطْلُبشُ خاتُون بنتُ كَكَجا في سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة، ذكرها ابن شداد في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 212، وذكر ممن درس فيها بدر الدين ابن الفُوَيْره، وهو المترجم هنا قال:"وهو مستمر بها إلى حين وضعنا هذا التاريخ". ويراجع: الدارس 2/ 434، ومختصره 101.

(4)

أنشد له الحافظ الدمياطي مقطعات من شعره، ومنه قوله في أرمد على عينيه شعرية:

لا تَحْسَبُوا عَيْنَ الحَبِيبِ قَدِ اخْتَفَتْ

عَنّا لمَنْقَصةٍ تَشِينُ ولا ضَرَرْ

لكنَّها سَفَكتْ دَمِي بنِصالِها

فتَسَتَّرَتْ خَوْفَ القِصاصِ عنِ النَّظَرْ

وقال:

ألا رُبَّ غُصْنِ أثْمَرَ البَدْرَ طالِعًا

وأوْرَقَ لَيلًا من عِذارِيْهِ ألْيَلَا

مُحَيّاهُ رَوْضٌ نَرْجَسُ اللّحْضِ زَهْرُهُ

وقد سالَ منهُ عارِضُ الخَدِّ جَدْوَلا

ص: 16

جيِّدًا. وسَمِعَ منَ السَّخاويِّ، وابنِ الصَّلاح، وابنِ قُمَيْرةَ التّاجرِ، وغيرِهِم. وماتَ في عَشْرِ الخَمسين.

488 -

وفي يوم الأحدِ الثاني والعشرينَ من جُمادى الأولى تُوفِّي شُجاعُ الدِّينِ الطُّورِيُّ

(1)

، والي قلعةِ دمشقَ.

• - وفي خامسِ جُمادى الأولى عُمِلَ عُرْسُ الملكِ السَّعيدِ ابنِ السُّلطانِ الملكِ الظّاهِر. وتَوجَّهَ صاحبُ حماةَ بهدايا للتَّهنِئة، فدَخلَ القاهرةَ ثامنَ عَشَرَ جُمادى الآخرة، وتَلقَّاهُ الملكُ السَّعيدُ، ونَزلَ بالكَبْشِ

(2)

أيامًا ثم عادَ

(3)

.

489 -

وفي ليلةِ الخميسِ التّاسعَ عَشَرَ من جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ الحاجُّ أحمدُ

(4)

بنُ تَمّام بنِ حَسّانَ التَّلِّيُّ ثم الصّالحيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ تحتَ مغارةِ الجُوع.

وكانَ رجلًا صالحًا، يَضمَنُ البَساتينَ ويَستَغِلُّها ويَعملُ فيها.

رَوَى عنِ الشَّيخ مُوفَّقِ الدِّين، وأبي المَجْدِ القَزْوينيِّ.

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

يراجع: المواعظ والاعتبار 3/ 444.

(3)

الخبر في: تاريخ الملك الظاهر 166، وذيل مرآة الزمان 3/ 174، والسلوك 1/ 2/ 626.

ويراجع: الجوهر الثمين 2/ 78، والنهج السديد، ورقة 54/ ب، والبداية والنهاية 13/ 271، وتاريخ ابن الفرات 7/ 67، وعقد الجمان 2/ 154، والنجوم الزاهرة 7/ 156.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 286، وهو والد الشيخين الفاضلين عبد الله (ت 718 هـ) ذكره المؤلف في موضعه، ومحمد (ت 741 هـ) من مشاهير العلماء، ذكره الحافظ الذهبي في معجمه 2/ 141، والمعجم المختص 215، وذكره في المصادر كثير. يراجع هامش الذيل على طبقات الحنابلة 5/ 99.

ص: 17

‌جُمادى الآخرة

490 -

وفي يوم الأحدِ حادي عَشَرَ جُمادى الآخرةِ تُوفِّي ناصرُ الدِّينِ ابنُ الفقيه

(1)

.

ضَبطَهُ الفَخْرُ ابنُ سَنِّيِّ الدَّولة.

491 -

وفي يوم الخميسِ ثامنَ عَشَرَ جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الأميرُ عِزُّ الدِّينِ ولادمر

(2)

بنُ عبدِ الله، إيْغانُ الرُّكْنيُّ، المعروفُ بسُمِّ الموت.

وكانَ من أعيانِ الأُمراءِ ومُقَدِّمِيهِم، ولهُ المكانةُ والحُرمة والكلمةُ النّافذةُ. وكانت وفاتُهُ في السِّجنِ بقلعةِ الجَبل، ودُفِنَ بمقابرِ بابِ النَّصْر، وهُو في حُدودِ الخَمسين. وكانَ بَطلًا شُجاعًا مَشهورًا.

492 -

وفي يوم الأربعاءِ سادسَ عَشَرَ جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الشَّيخُ قُطْبُ الدِّينِ أبو المَعالي أحمدُ

(3)

بنُ عبدِ السَّلام بنِ المُطَهَّرِ بن عبدِ الله بنِ مُحمدِ بنِ عبدِ الله بنِ عليِّ بنِ المُطَهَّرِ بنِ أبي عَصْرُونَ التَّمِيميُّ الحَلَبيُّ، بحلبَ.

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

ترجمته في: تاريخ الملك الظاهر 119، وذيل مرآة الزمان 3/ 230، والمختار من تاريخ ابن الجزري 292، وتاريخ الإسلام 15/ 290، وعيون التواريخ 21/ 127، والوافي بالوفيات 10/ 24، والمختصر في أخبار البشر 4/ 7، والسلوك 1/ 2/ 633، والمنهل الصافي 3/ 187، والدليل الشافي 1/ 171. وسمُّ: السين مثلثة يجوز فيها الفتح والكسر والضم.

(3)

ترجمته في: صلة التكملة 2/ 684 (1232)، وتاريخ الملك الظاهر 201، وذيل مرآة الزمان 3/ 190، وتاريخ الإسلام 15/ 286، والعبر 5/ 305، والإشارة إلى وفيات الأعيان 367، والإعلام بوفيات الأعلام 281، والوافي بالوفيات 7/ 60، ومرآة الزمان 4/ 174، وذيل التقييد 1/ 158، والسلوك 1/ 2/ 634، والمنهل الصافي 1/ 337، والدليل الشافي 2/ 637، والنجوم الزاهرة 7/ 257، وعقد الجمان 2/ 172، والشذرات 5/ 345 (7/ 602). وتقدم في ترجمة سابقة الحديث عن أسرته آل عصرون وأخوه محمد بن عبد السلام (ت 685 هـ)، ووالدهما عبد السلام (ت 632 هـ). المدرسة الأمينية بانيها أمين الدولة ربيع الإسلام كَمُشْتَكِينُ بن عبد الله الطُّغْتَكِيُّ (ت 541 هـ). يراجع: الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 231، والدارس 1/ 177، ومختصر 33. وذكرا ممن درس فيها قطب الدين المذكور هنا.

ص: 18

ومَولدُه بها في رابعَ عَشَرَ رَجَبِ سنةَ اثنتَيْنِ وتسعينَ وخَمْسِ مئة.

سَمِعَ من ابنِ طَبَرْزَد، والكِنديِّ، وابنِ الحَرَسْتانيِّ وغيرِهِم. ولهُ إجازةُ الخُشُوعيِّ، وابنِ كُلَيبٍ، وحَمّادٍ الحَرّانيِّ، وابنِ الجَوْزيِّ، وغيرِهِم. ودَرَّسَ بدمشقَ بالمدرسةِ الأمِينيّةِ والعَصْرُونِيّة.

وأجازَ لي جميعَ ما يَروِيه، ورَوَى لنا عنهُ قاضي القُضاةِ شَمْسُ الدِّينِ ابنُ الحَرِيرِيِّ.

493 -

وفي ليلةِ الثُّلاثاءِ الثاني والعشرينَ من جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الشَّيخُ شَرَفُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(1)

بنُ أحمدَ بنِ عبدِ السَّخِيِّ بنِ يحيى بن أحمدَ العُمَرِيُّ الواسطيُّ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.

وكانَ شاهدًا تحَتَ السّاعات. رَوَى عنِ ابنِ الحَرَسْتانيِّ.

ومَولدُه سنةَ إحدى وستِّ مئة.

ولي منهُ إجازةٌ، ورَوَى لنا عنهُ الشَّيخُ علاءُ الدِّينِ ابنُ العَطّار.

494 -

وفي ليلةِ الثُّلاثاءِ الثّاثي والعشرينَ من جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الشَّيخُ أبو حَفْصٍ عُمَرُ

(2)

ابنُ الشَّيخ شَمْسِ الدِّين مُحمدِ بنِ أبي الفَتْح الحَسَنِ ابنِ الحافظِ أبي القاسم عليِّ بنِ الحَسَنِ ابنِ عَساكر، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمقبُرةِ بابِ الصَّغير.

رَوَى عنِ ابنِ اللَّتِّي.

ومَولدُه يومَ الأحدِ ثاني جُمادى الأولى سنةَ سبع عَشْرةَ وستِّ مئة.

ولي منهُ إجازةٌ.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 197، وتاريخ الإسلام 15/ 294.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 293. والده: محمد بن الحسن (ت 668 هـ)، تقدم ذكره.

وجده: الحسن بن علي (ت 600 هـ) له ذكر وأخبار. وأبو جده الحافظ الكبير أبي القاسم مؤرخ دمشق المشهور. رحمهم الله تعالى، وبيتهم مشهور بالعلم.

ص: 19

‌رَجَب

495 -

وفي يوم الأربعاءِ ثامنَ رَجَبٍ تُوفِّي شهابُ الدِّينِ ابنُ فَرِيْدُونَ

(1)

.

496 -

وفي يوم الخميسِ تاسعَ رَجَبِ تُوفِّي مُوفَّقُ الدِّينِ سَعْدُ الله بنُ عُمَيْرٍ العُرْضِيُّ

(2)

.

497 -

وفي عَشِيّةِ الخميسِ سادسَ عَشَرَ رَجَبٍ تُوفِّي الشَّيخُ المُحَدِّثُ شَرَفُ الدِّينِ أبو العبّاسِ أحمدُ

(3)

بنُ مُحمدِ بنِ عبدِ الله بنِ أبي بكر المَوْصِليُّ ثم الدِّمشقيُّ الصُّوفيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمقابرِ بابِ الفَرادِيْس.

ومَولدُه في عاشرِ ربيع الأول سنةَ اثنتَيْنِ وستِّ مئة.

سَمِعَ منِ ابنِ الزَّبِيدِيِّ، وابنِ صَبّاح. وكَتبَ الكثيرَ. وصَحِبَ ابنَ الصَّلاح، والزَّكيَّ عبدَ العظيم.

وكانَ ثقةً، مُتقِنًا، يَكتبُ المُجلَّداتِ العديدةَ في مُجلَّدٍ واحدٍ بخَطٍّ واضح بَيِّن

(4)

.

ولي منهُ إجازةٌ. ورَوَى لنا عنهُ الدَّوَادَارِيُّ.

498 -

وفي ليلةِ الاثنينِ السّادسِ والعشرينَ من رَجَبِ تُوفِّي شَمْسُ الدِّينِ أبو سَعْدٍ عبدُ الله

(5)

ابنُ الشَّيخ المُحدِّثِ العَدْلِ مَجْدِ الدِّينِ أَحمدَ بنِ عبدِ الله بنِ

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 293.

(2)

لم أقف على ترجمته، وفي النسخة نقطة فوق عين "عمير"، وما نظنها صحيحة، إذ لو كان بالغين المعجمة، لذكرته كتب المشتبه، لاشتباهه بعُمير.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 287، والبداية والنهاية 13/ 272، وعقد الجمان 2/ 169.

(4)

لذلك وصفه الحافظ الذهبي بالناسخ.

(5)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 291، وتقدم ذكر والده في وفيات ربيع الأول سنة 666 هـ، وأخته صفية (ت 704 هـ) ذكرها المؤلف في موضعها.

ص: 20

المُسَلَّم بنِ مَيْسرةَ بنِ حَمّادٍ الأزْديُّ الدِّمشقيُّ، المعروفُ بابنِ الحُلوانيّة، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمقبُرةِ بابِ الصَّغير.

وكانَ شابًّا، طَلبَ الحديثَ، وكَتبَ الطِّباقَ، وسمِعَ الكثيرَ، ووَقفَ أجزاءَهُ. ومَرِضَ مَرْضةً طويلةً.

‌شَعْبان

499 -

وفي الرّابع من شَعْبانَ تُوفِّي الشَّيخُ الفَقيهُ المُفْتي أبو الخَيرِ رَمَضانُ

(1)

بنُ الحُسَينِ بنِ قُطْلُغ الحَنَفيُّ الرُّوميُّ بالقاهرة.

رَوَى عن يوسُفَ بنِ خليلٍ الحافظ، رَوَى لنا عنهُ الدَّوَادَارِيُّ.

500 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ خامسِ شعْبان تُوفِّي الشَّيخُ جَمالُ الدِّينِ أبو يوسُفَ بُرَيْدُ

(2)

بنُ مَنْصورِ بنِ فَهْدٍ الحَوْرانِيُّ، خطيبُ قَريةِ جَوْبَر

(3)

، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.

ومَولدُه سنةَ ستِّ مئة.

رَوَى عنِ ابنِ اللَّتِّي

(4)

.

وضَبطَهُ الفَخْرُ ابنُ سَنِيِّ الدَّولةِ يومَ الاثنين رابعَ شَعْبان.

501 -

وفي يوم الاثنينِ ثامنَ عَشَرَ شَعْبانَ تُوفِّي الأميرُ سَيْفُ الدِّينِ بَلَبانُ

(5)

المُعَظَّميُّ، بدمشقَ.

(1)

ترجمته في: صلة التكملة 2/ 684 (1233)، وتاريخ الملك الظاهر 204، وتاريخ الإسلام 15/ 289، والجواهر المضية 2/ 504، والطبقات السنية 884.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 288.

(3)

من قرى الغوطة بدمشق. معجم البلدان 2/ 176. والحوراني منسوب إلى حوران بالفتح من بلاد الشام مشهورة، كورة قاعدتها بصرى. معجم البلدان 2/ 317، والروض المعطار 206، وآثار البلاد 185.

(4)

في تاريخ الإسلام: "حدث بالدارمي عن ابن اللَّتي".

(5)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 289.

ص: 21

502 -

وفي عَشِيّةِ الاثنينِ الثّامنَ عَشَرَ من شعْبانَ تُوفِّي الشَّيخُ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(1)

بنُ بَدْرِ بنِ مُحمدِ بنِ يَعيشَ الجَزَريُّ ثم الصّالحيُّ، ودُفِنَ يومَ الثُلاثاءِ بسَفْح جبل قاسِيُون.

وكانَ رجلًا مُباركًا. رَوَى عنِ ابنِ طَبَرْزَد، والشَّيخ أبي عُمَرَ.

ولي منهُ إجازةٌ، ورَوَى لنا عنهُ قاضي القُضاةِ تَقِيُّ الدِّينِ الحَنْبليُّ.

503 -

وفي يوم الخميسِ الحادي والعشرينَ من شَعْبانَ تُوفِّي خليفةُ الدَّيْرِيُّ

(2)

.

‌رَمَضان

504 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ ثاني عَشَرَ رَمَضانَ تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ عِزُّ الدِّينِ أبو حَفْصٍ عُمَرُ

(3)

بنُ أحمدَ بنِ عُمَرَ بنِ أبي بكرِ بنِ عبدِ الله بنِ سعْدِ بنِ هِبةِ الله بنِ مُفْلح بن نُمَيْرِ بنِ سَعْدٍ المَقدسيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُون.

رَوَى عن موسى بن عبدِ القادر، والشَّيخ مُوفَّقِ الدِّين، وابنِ أبي لُقْمةَ، وابنِ الزَّبِيديِّ، وجماعة

(4)

.

(1)

استدركه ابن أيبك الدمياطي على الحسيني في صلة التكملة 2/ 685، وترجمة الدمياطي في معجمه 1/ الورقة 20، والذهبي في تاريخ الإِسلام 15/ 294، وابنه محمد بن محمد بن بدر من أهل العلم.

(2)

لم أقف على ترجمته.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 293. والده أحمد بن عمر بن أبي بكر (ت 643 هـ) له ذكر وأخبار، ويبدو أن أخاه عبد الله بن أحمد بن عمر عماد الدين المذكور في مجمع الآداب 2/ 82، ولم يذكر وفاته؟! وابنه أحمد بن عمر (ت 703 هـ) ذكره المؤلف في موضعه. وأسرتهم أسرة علم وحديث.

(4)

قال الحافظ الذهبي: "وقد روى الثلاثيات بجماعيل في سنة خمس وستين فسمعها منه الخطيب أيوب بن يوسف وأولاده يوسف، وعلي، وعبد الله، وطائفة من الصغار بجامع القرية". وأيوب المذكور من آل قدامة (ت 699 هـ)، وابنه عبد الله (ت 735 هـ) له ذكر وأخبار.

ص: 22

وكانَ فقيهًا، فاضلًا، عَدْلًا، من كُتّاب الحُكْم بدمشقَ.

ومَولدُه في رابعَ عَشَرَ شَهْرِ رَمَضانَ سنةَ إحدى عَشْرةَ وستِّ مئة بسَفْح قاسِيُونَ.

ولي منهُ إجازةٌ.

505 -

وفي يوم الأربعاءِ ثاني عَشَرَ

(1)

رَمَضانَ تُوفِّي الشَّيخُ الفَقيهُ أبو الفَضْلِ مُحمدُ

(2)

بنُ عليِّ بنِ الحُسَينِ بنِ حمزةَ البَدْلِيسيُّ الأخْلاطِيُّ، ودُفِنَ يومَ الخميسِ بمقابرِ بابِ النَّصْرِ ظاهرَ القاهرة.

ذَكَرهُ ابنُ يونُسَ الإرْبِليُّ في "وَفَياتِه".

506 -

وفي ليلةِ السَّبتِ النَّصفِ من شَهْرِ رَمَضانَ تُوفِّي أبو الطّاهرِ

(1)

ذكر المؤلف في الترجمة السابقة أن الثاني عشر من رمضان هو يوم الثلاثاء، وذكر هنا يوم الأربعاء. وإنما يأتي هذا من اختلاف الموارد التي ينقل منها، وقد كتب ابن أيبك الدمياطي تعليقًا على هذه الترجمة في الصلة بأن وفاته كانت في الثاني عشر 2/ 686 هامش (3).

(2)

ترجمته في: صلة التكملة 2/ 686 (1237)، وتاريخ الملك الظاهر 213، وتاريخ الإسلام 15/ 298، والمختار من تاريخ ابن الجزري 289، وطبقات الشافعية الكبرى 8/ 80، وطبقات الشافعة للإسنوي 1/ 504، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 7، والمقفى الكبير 6/ 263، وعقد الجمان 2/ 173، وتاريخ ابن الفرات 7/ 97، وحسن المحاضرة 1/ 417. واختصر المؤلف رحمه الله ترجمته، وهي في تاريخ الإسلام أكثر اختصارًا، مع أن المترجم من كبار فقهاء الشافعية، ذكر الحسيني في صلة التكملة أنه حدث وخطب بجامع المقسم مدة، وحكم بالشارع ظاهر القاهرة نيابة، وتولى الإعادة بالمدرسة المسرورية بالقاهرة، وذكر أنه شرح "التنبيه" في عدة مجلدات. وذكر السبكي في طبقاته أن له قواعد الشرع وضوابط الأصل والفرع على "الوجيز" وله مصنفات غير ذلك. والأخلاطي أو الخلاطي: تقدمت في ترجمة سابقة. والبدليسي: منسوب إلى بدليس بالفتح ثم السكون وكسر اللام وياء ساكنة وسين مهملة. كذا ضبطه ياقوت في معجم البلدان 1/ 358، وقال: بلدة من نواحي أرمينية قرب خِلاط.

ص: 23

إسماعيلُ

(1)

بنُ مُحمدِ بنِ مُحمد بن عُمَرَ بنِ مُحمدٍ الأنصاريُّ القَيْروانيُّ الفَقيهُ المالكيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بالقَرافة.

ذَكَرَهُ ابنُ يونُسَ في "وَفَياتِه".

507 -

وفي يوم الخميسِ العشرينَ من شَهْرِ رَمَضانَ تُوفِّي القاضي عِزُّ الدِّينِ عُمَرُ

(2)

بنُ أسْعَدَ بنِ أبي غالبٍ الإرْبِليُّ الشّافعيُّ، مُعيدُ الرَّواحِيّة

(3)

.

ونابَ في الحُكْم بدمشقَ. وكانَ منَ الفُقهاءِ المَشهورينَ من أصحابِ ابنِ الصَّلاح. رَوَى عنِ ابنِ الزَّبِيديِّ، وابنِ اللَّتِّي. وقارَبَ الثَّمانينَ، وهُو من شُيوخ الشَّيخ مُحيي الدِّينِ النَّواوِيِّ في الفِقْه.

508 -

وفي رَمَضانَ تُوفِّي الطَّواشِي عَزِيزُ الدَّولةِ رَيْحانُ

(4)

بنُ عبدِ الله الخاتُونِيُّ الأشرَفيُّ، المعروفُ بالأقْطُغانيِّ.

رَوَى عنِ ابنِ اللَّتِّي، سَمِعَ منهُ ابنُ جَعْوانَ، ولي منهُ إجازةٌ.

509 -

وفي رَمَضانَ تُوفِّي بحِمْصَ الشَّيخُ سُلَيمانُ

(5)

بنُ سَلْمانَ بنِ مُحمدٍ القُرَشيُّ التَّدْمُرِيُّ.

ومَولدُه سنةَ إحدى وتسعينَ وخَمْسِ مئة.

أجازَ لنا على يدِ ابنِ الخَبّاز.

(1)

ترجمته في: صلة التكملة 2/ 686 (1236)، وتاريخ الملك الظاهر 203، وتاريخ الإسلام 15/ 288، والمختار من تاريخ ابن الجزري 289.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 293.

(3)

الرواحية: مدرسة بدمشق بناها زكي الدين أبو القاسم ابن رواحة (هبة الله بن محمد الأنصاري)(ت 623 هـ) أخباره في البداية والنهاية 13/ 116، والشذرات 5/ 104، والمدرسة في الأعلاق الخطيرة 241، والدارس 1/ 265، ومختصره 43.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 290. وفيه: "روى جزء بيبَى"، ولم أقف على نسبته.

(5)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 290. ونسبته إلى تدمر من بلاد الشام مشهورة. معجم البلدان 2/ 17.

ص: 24

‌شَوّال

510 -

وفي ليلةِ السَّبتِ سادسَ شوّالٍ تُوفِّي الشَّيخُ شَرَفُ الدِّينِ أبو الفَتْح محمودُ

(1)

بنُ أبي الوَحْشِ بنِ سَلامةَ الشَّيبانيُّ العَطّارُ، المعروفُ بابنِ مُحْسِنٍ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ تحتَ الكَهف.

سَمِعَ من مُكْرَم بنِ أبي الصَّقْر، وابنِ صَبّاح. ولهُ شِعْرٌ وقصائدُ حَسَنةٌ.

سَمِعَ منهُ ابنُ الخَبّاز، والوجيهُ السَّبْتيُّ وغيرُهُما. ولي منهُ إجازةٌ.

• - وفي يوم الخميسِ حادي عَشَرَ شوّالٍ طِيفَ بالقاهرةِ بالمِحْمَلِ وكُسْوةِ الكعبةِ المُعظَّمة، وتَوَجَّهَ بها الطَّواشِيُّ مُحْسِنُ مُشِدُّ الخِزانة، وهو أميرُ الرَّكْب

(2)

.

511 -

وفي يوم الأربعاءِ عاشرِ شوّالٍ تُوفِّي شِهابُ الدِّينِ أبو المَكارِم مُحمدُ

(3)

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

الخبر في: تاريخ الملك الظاهر 186، وذيل مرآة الزمان 3/ 187، والبداية والنهاية 13/ 271. في تاريخ الملك الظاهر: جمال الدين محسن الصالحي.

(3)

أخباره في صلة التكملة 2/ 687 (1240)، وعقود الجمان 6/ 35، وتاريخ الملك الظاهر 214، وذيل مرآة الزمان 3/ 218، ووفيات الأعيان 3/ 37، 4/ 404، وتالي وفيات الأعيان 141، وتاريخ الإسلام 15/ 299، والعبر 5/ 306، والإشارة إلى وفيات الأعيان 367، والمختار من تاريخ ابن الجزري 291، وتاريخ ابن الوردي 2/ 224، والمختصر في أخبار البشر 4/ 10، والوافي بالوفيات 5/ 255، وفوات الوفيات 4/ 62، وعيون التواريخ 21/ 121، والسلوك 1/ 2/ 634، والمقفى الكبير 7/ 515، والنجوم الزاهرة 7/ 255، وعقد الجمان 2/ 169، وتاريخ ابن الفرات 7/ 76، والشذرات 5/ 349 (7/ 609). وقد رفع نسبه إلى ذهل بن شيبان، ونسبته إلى تل أعفر مدينة في شمال غرب العراق بين سنجار والموصل لا تزال على تسميتها. يراجع: معجم البلدان 2/ 39. قال ياقوت: "وينسب إليها شاعر عصري مجيد، مدح الملك الأشرف موسى بن محمد بن أبي بكر" ولا شك أنه هو المقصود؛ لأن في ديوانه 75. 80 قصيدتان في مدحه، ومقطوعة في قلائد الجمان 6/ 40، وعنه في الديوان 547، ثم قال قصيدة في رثائه ص 81، وهذا يدل على أن التلعفري شاعر مشهور منذ صباه فقد توفي ياقوت رحمه الله سنة 626 هـ قبل وفاة التلعفري بما يقرب من أربعين سنة مع أن الشاعر لم يكن معمرًا.

ص: 25

ابنُ يوسُفَ بنِ مسعود بن بركةَ بنِ سالم بن عبدِ الله الشَّيْبانيُّ التَّلَعْفَرِيُّ

(1)

الشّاعرُ، بحَماةَ.

وكانَ مُقدَّمًا عندَ أُدباءِ العَصْر، ومَدَحَ جماعةً منَ المُلوكِ فمَن دُونَهُم، وله "ديوانُ" شِعْرٍ كُلُّه جَيِّدٌ

(2)

.

ومَولدُه في الخامسِ والعشرينَ من جُمادى الآخرةِ سنةَ ثلاثٍ وتسعينَ وخَمْسِ مئة بالمَوْصِل.

512 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ سادسَ عَشَرَ شوّالٍ تُوفِّي القاضي شَمْسُ الدِّينِ عليُّ

(3)

بنُ محمودِ بنِ عليِّ بنِ عاصم الشَّهْرَزُورِيُّ، بدمشقَ.

وكانَ فقيهًا، حَسَنًا، نَقّالًا للمَذهَب. وَلِيَ نِيابةَ الحُكْم بدمشقَ عنِ ابنِ خَلِّكان، ولمّا وَقفَ ناصرُ الدِّينِ القَيْمُرِيُّ

(4)

مَدرستَهُ بالمُطَرِّزينَ

(5)

فَوَّضَ

(1)

هذا هو ضبط السمعاني في الأنساب.

(2)

طبع ديوانه ببيروت سنة 1310 هـ، ثم أعيد طبعه سنة 1326 هـ، ثم حققه وقدم له الدكتور رضا رجب وطبعه في دمشق، والنسخة التي وقفت عليها هي الطبعة الثانية سنة 2004 م بدار الينابيع.

(3)

ترجمته في: تاريخ الملك الظاهر 206، وذيل مرآة الزمان 3/ 192، والأعلاق الخطيرة 2/ 245، وتاريخ الإسلام 15/ 292، والإعلام بوفيات الأعلام 281، والإشارة إلى وفيات الأعيان 367، والمختار من تاريخ ابن الجزري 283، وتالي وفيات الأعيان 103، والوافي بالوفيات 21/ 185، والبداية والنهاية 13/ 272، وطبقات الشافعية الكبرى 8/ 300، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 120، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 472، وعقد الجمان 2/ 170، والنجوم الزاهرة 7/ 257، والدارس 1/ 442.

(4)

هو ناصر الدين الحسين بن عزيز القيمري الكردي (ت 665 هـ) ذكره المؤلف في وفيات ربيع الأول من السنة المذكورة، وذكرنا مدرسته هناك. وفي الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 245، قال:"أوقفها على القاضي شمس الدين علي الشهرزوري، وهو مستمر بها إلى الآن". ويراجع: الدارس 1/ 442، ثم درس بها ولده محمد بن علي بن محمود (ت 681 هـ) ذكره المؤلف في موضعه.

(5)

المطرزين من أحياء دمشق. يراجع: الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق)116.

ص: 26

إليه تَدْرِيسَها، وجَعلَهُ في ذُرِّيَّتِه. فباشَرَ تَدْريسَها منذُ عُمِرَتْ إلى أن ماتَ. ودُفِنَ بمقابرِ الصُّوفيةِ بالقربِ من قبرِ ابنِ الصَّلاح. وسافرَ معَ ابنِ العَدِيم إلى بغدادَ، وسَمِعَ بها وبطريقِها.

513 -

وفي عَشِيّةِ الجُمُعةِ التّاسعَ عَشَرَ من شوّالٍ تُوفِّي الشَّيخُ العَفيفُ أبو مُحمدٍ مَيّاسُ

(1)

بنُ أحمدَ بنِ مَيّاسٍ الحِمْصيُّ الحَوْبِيُّ، ودُفِنَ يومَ السَّبتِ بسَفْح قاسِيُونَ تحتَ الكهف.

ومَولدُهُ سنةَ ثمانٍ وثمانينَ وخَمْسِ مئة.

وكانَ رجلًا صالحًا، عَفيفًا. رَوَى "الأربعين" لعبدِ المُنْعم الفُرَاوِيِّ

(2)

عن الشَّيخ شَمْسِ الدِّينِ أحمدَ المعروفِ بالبُخاريِّ

(3)

؛ سَمِعَها منهُ بحِمْصَ سنةَ أربعَ عَشْرةَ وستِّ مئة. وسَمِعَ بدمشقَ منَ القاضي أبي نَصْرِ ابنِ الشِّيرازِيِّ.

ولي منهُ إجازةٌ

(4)

.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 302، والمشتبه 130، وتوضيح المشتبه 2/ 543، والحوبي نسبة إلى بني حوب من كندة.

(2)

عبد المنعم بن عبد الله، أبو المعالي (ت 587 هـ) ترجمته في: التكملة للمنذري 1/ 158، ودول الإسلام 2/ 73، والشذرات 4/ 289. وكتابه "الأربعين" طبع في أضواء السلف سنة 1419 هـ الرياض بتحقيق صديقنا يحيى الشهري حفظه الله تعالى.

(3)

البخاري هذا فقيه، محدث، صالحي، دمشقي، مقدسي الأصل (ت 623 هـ) من أسرة مشهورة بالعلم، وهو أخو الحافظ الضياء، وإنما نسب البخاري لأنه رحل إلى بخارى وأقام بها مدة، فلما رجع قيل له: البخاري، وابنه علي، فخر الدين (ت 697 هـ) من كبار المحدثين. قال الحافظ ابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة 3/ 354:"وسمع بنيسابور من عبد المنعم الفراوي" وفي تاريخ حلب لابن العديم: "أنه ولي التحديث بحمص في أيام الملك المجاهد شيركوه بن محمد، أحضره إليها للتحديث" فلعل المترجم سمعها منه آنذاك.

(4)

في تاريخ الإسلام: "وأجاز لعلم الدين البرزالي".

ص: 27

514 -

وفي شَوّالٍ تُوفِّي الشَّيخُ الفقيهُ العَدْلُ بَدْرُ الدِّينِ مَرْوانُ

(1)

بنُ عبدِ الله بنِ فير

(2)

الفارِقيُّ، بالقاهرة. رَوَى عنِ ابنِ اللَّتِّي، وكَرِيمة، وابنِ الصَّلاح. وكانَ رجلًا جيِّدًا، عَدْلًا.

515 -

وفي ليلةِ الأربعاءِ الرّابع والعشرينَ من شوَالٍ تُوفِّي بَدْرُ الدِّينِ جَعفرُ

(3)

بنُ مُحمدِ بنِ عليِّ بنِ مُحمدٍ الآمِدِيُّ، بدمشقَ.

وكانَ ناظرَ النُّظّارِ بالشّام، وهُو في مَحَلِّ الوِزارة، حَسَنَ السِّيرةِ، ليِّنَ الكلمةِ، كثيرَ الرِّفْقِ والسِّتْرِ، وأمانتُهُ وعِفَّتُهُ إليها المُنتَهى.

ومَولدُه بحِصْنِ كَيْفا

(4)

في سنةِ سبع وتسعينَ وخَمْسِ مئة، وكانَ دَفْنُه بسَفْح قاسِيُون.

(1)

ترجمته في: صلة التكملة 2/ 687 (1239)، وتاريخ الملك الظاهر 218، وتاريخ الإسلام 15/ 301. وقال: "والد شيخنا زين الدين

وسمع الكثير سنة أربعين وقبلها، وأسمع ولديه، عبد الله، وسعد الله".

أقول -وعلى الله أعتمد-: أما ولده عبد الله (ت 703 هـ) فذكره الحافظ الذهبي في معجمه 1/ 342، وهو زين الدين، وذكره المؤلف في موضعه. وأما ولده الآخر سعد الله (ت 691 هـ) فهو أديب منشئ ذكره المؤلف في موضعه أيضًا. وقال الحسيني في المترجم: "حضرت الصلاة عليه ودفنه

وتولى عقود الأنكحة بالقاهرة". وفي تاريخ الملك الظاهر: "مروان بن فيروز بن حسن".

(2)

هكذا في النسخة الخطية، وكذا بخط الذهبي في تاريخ الإسلام، ووقع في بعض المصادر: فيروز.

(3)

ترجمته في: تاريخ الملك الظاهر 203، وذيل مرآة الزمان 3/ 190، وتاريخ الإسلام 15/ 289، وتالي وفيات الأعيان 61، وعيون التواريخ 21/ 112، والوافي بالوفيات 11/ 150، وتاريخ ابن الفرات 7/ 70. قال الحافظ الذهبي:"أخو موفق الدين علي" وأخوه: علي بن محمد بن علي (ت 674 هـ) تقدم ذكره في وفيات ذي الحجة في هذه السنة.

(4)

بلدة وقلعة عظيمة مشرفة على دجلة بين آمد وجزيرة ابن عمر في ديار بكر. معجم البلدان 2/ 265، والروض المعطار 316 في سَرُوج.

ص: 28

516 -

وفي ليلةِ الاثنينِ التّاسع والعشرينَ من شوّالٍ تُوفِّي عبدُ القادرِ

(1)

ابنُ الشَّيخ فَخْرِ الدِّينِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ يوسُفَ بنِ مُحمدٍ البَعْلَبَكِّيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمقابرِ بابِ تُوْما

(2)

.

• -وفي شوّالٍ -في وَسطِه- قَدِمَ السُّلطانُ الملكُ الظّاهرُ منَ القاهرةِ إلى دمشقَ وصَحِبَتْهُ العَساكرُ، وتَوجَّهَ إلى الشَّرْقِ بمَن معَه، وبالعساكرِ الشّاميّةِ في يوم السَّبت العشوينَ من شوّال

(3)

.

‌ذو القَعْدة

517 -

وفي ليلةِ الخميسِ ثاني ذي القَعْدةِ تُوفِّي القاضي بَدْرُ الدِّينِ أبو الفَضْلِ مُظَفَّر

(4)

بنُ رِضْوانَ بنِ أبي الفَضْل المَنْبِجِيُّ الحَنَفيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُون.

وكانَ فقيهًا، صالحًا، يَنُوبُ في الحُكْم بدمشقَ

(5)

، ويُدرِّسُ بالمدرسةِ

(1)

لم أقف على ترجمته. وهو من أسرة علمية حنبلية مشهورة، وأبوه فخر الدين عبد الرحمن بن يوسف بن محمد (ت 688 هـ) بعد ولده سيأتي ذكره، وأخوه أحمد بن عبد الرحمن (ت 732 هـ) وابن أخيه عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن

وغيرهم.

(2)

من أبواب دمشق قال ابن شداد في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 35: "شامي ينسب إلى عظيم من عظماء الروم اسمه تُوْما".

(3)

الخبر في: تاريخ الملك الظاهر 170، وذيل مرآة الزمان 3/ 175. ويراجع: تاريخ الإسلام 15/ 205، والبداية والنهاية 13/ 271، والسلوك 1/ 2/ 627، وعقد الجمان 2/ 156، والنجوم الزاهرة 7/ 166.

(4)

ترجمته في: تاريخ الملك الظاهر 218، وذيل مرآة الزمان 3/ 229، وتاريخ الإسلام 15/ 301، والمختار من تاريخ ابن الجزري 283 في وفيات سنة 674 هـ، والجواهر المضية 3/ 487 وفيه:"وأجاز للبرزالي".

(5)

في تاريخ الملك الظاهر: "عن قاضي القضاة صدر الدين الحنفي إلى أن توفي" وفي ذيل مرآة الزمان: "ناب عن عبد الله بن عطاء الحنفي رحمه الله بعد وفاة تاج الدين النخيلي، واستمر في النيابة إلى حين وفاته".

ص: 29

المُعينيّة

(1)

. ورَثاهُ الشَّيخُ مَجْدُ الدِّينِ ابنُ الظَّهِير. مات شَيْخًا ابنَ سبعينَ سنةً.

ولي منهُ إجازةٌ.

518 -

وفي يوم السَّبتِ رابع ذي القَعْدةِ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو حَفْصٍ عُمَرُ

(2)

بنُ أسْعَدَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ كَنَفيٍّ الهَمَذانيُّ، بالمدرسةِ الجَوزِيّة بدمشقَ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ بتُربةِ الشَّيخ مُوفَّق الدِّين.

سَمِعَ منَ المَجْدِ القَزْوِينيِّ، وحَدَّثَ. وكانَ مُلازمًا لحلقةِ الحَنابلة، يُقْرِئُ القُرآنَ، ويَخِيطُ، ويَتَصدَّقُ، معَ مُلازمةِ الصِّيام وقِيام اللَّيل. ولي منهُ إجازةٌ. ورَوَى لنا عنهُ الشَّيخُ عليٌّ ابنُ العَطّار.

519 -

وفي يوم الاثنينِ السّادسِ من ذي القَعْدةِ تُوفِّي الشَّيخُ رَشِيدُ الدِّينِ أبو عَمْرٍو عُثْمانُ

(3)

بنُ سُلَيمان بنِ رَمَضانَ بنِ أبي الكَرَم الثَّعْلَبيُّ، المعروفُ ببُصَيْلةَ، بظاهرِ مصرَ، ودُفِنَ بسَفْح المُقَطَّم.

(1)

مدرسة أنشأها معين الدين أنَرُ، كان أتابك مجير الدين أبق صاحب دمشق في شهور سنة خمس وخمسين وخمس مئة. كذا قال ابن شداد في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 210 وذكر مدرسيها ثم قال:"ثم بعده: بدر الدين مظفر بن رضوان بن أبي الفضل الحنفي واستمر بها إلى سنة أربع وأربعين وست مئة". ويراجع: الدارس 2/ 588، ومختصره 106.

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 193، وتاريخ الإسلام 15/ 293، والمختار من تاريخ ابن الجزري 291، وطبقات الشافعية الكبرى 8/ 308، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 70، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 473.

(3)

ترجمته في: صلة التكملة 2/ 688 (1241)، ومعجم الدمياطي 2/ ورقة 77، وتاريخ الملك الظاهر 205، وتاريخ الإسلام 15/ 291، والمختار من تاريخ ابن الجزري 289. قال الحافظ الدمياطي:"أخو عيسى"، وقال:"مولد عثمان هذا بمصر في سنة سبع وثمانين وخمس مئة. ومات يوم الاثنين لست خلون من ذي القعدة سنة خمس وسبعين وست مئة بظاهر باب القنطرة من فسطاط مصر ودفن يوم الثلاثاء بسفح المقطم وصلي عليه بجامع راشدة".=

ص: 30

سَمِعَ منَ الحكيم ابنِ هَبَلٍ

(1)

. رَوَى عنهُ الدِّمْياطيُّ في "مُعجمِه"

(2)

.

• - وفي يوم الأحدِ سادسَ ذي القَعْدةِ باشَرَ نِيابةَ الحُكْم بدمشقَ القاضي تاجُ الدِّينِ يحيى الكُرديُّ، قاضي بَعْلَبَك

(3)

.

520 -

وفي السّابع من ذي القَعْدةِ تُوفِّي الشِّهابُ أحمدُ

(4)

بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ حَسَنٍ المَقْدِسيُّ، المعروف بابنِ القِيْراطِ، ودُفِنَ من يومِه بتُربةِ العِزِّ ابنِ الحافظ.

سمِعَ الرّابعَ من "حديثِ الصَّفّار"

(5)

على ابنِ قُمَيْرةَ، عن شُهْدةَ.

= أقول -وعلى الله أعتمد-: أخوه عيسى (ت 660 هـ) له ذكر وأخبار، وهو والد علي بن عيسى (ت 710 هـ) ذكره المؤلف في موضعه ووصفه بالصدر الكبير المسند. وباب القنطرة بناه القائد جوهر، يراجع: الروضة البهية 18، 111، والخطط 2/ 170، وصبح الأعشى 3/ 299. وفي الخطط:"وهو أيضًا من بناء قراقوش"، وجامع راشدة له ذكر في الروضة البهية 70، 117، والمواعظ والاعتبار 4/ 96 وفيه:"والجامع براشدة". وراشدة من جديلة، من لخم. يراجع: أنساب العرب 423، والمواعظ والاعتبار 2/ 34.

(1)

قيده المنذري في التكملة 3/ الترجمة 1279 بفتح الهاء والباء الموحدة.

(2)

قال الدمياطي في معجمه: "قرأت على عثمان بن سليمان بدمشق ومصر أخبرك أبو الحسن علي بن أحمد بن علي بن عبد المنعم بن هبل البغدادي الحكيم نزيل الموصل قراءة عليه بها".

(3)

ذكر في الفقرة السابقة أن السادس كان يوم اثنين، وهنا ذكر أنه يوم أحد، وإنما هذا من اختلاف الموارد وحساب بداية الشهر.

(4)

لم أقف على ترجمته.

(5)

في المجمع المؤسس للحافظ ابن حجر 1/ 132: "الجزء الرابع من حديث إسماعيل بن محمد الصفار بسماعه من يحيى بن أبي السعود بن أبي القاسم بن القميرة بسماعه من شهدة، أخبرنا الحسين بن أحمد بن طلحة"، وحديث الصفار في المكتبة الظاهرية بدمشق، وشهدة هي بنت أحمد الإبري (ت 574 هـ) محدثة مشهورة، لها مشيخة باسم العمدة من الفوائد والآثار الصحاح والغرائب في مشيخة شهدة (ط) بمصر سنة 1415 هـ، وهو من تخريج عبد العزيز بن محمود بن المبارك ابن الأخضر (ت 611 هـ).

ص: 31

521 -

وفي ليلةِ الأربعاءِ ثامنِ ذي القَعْدةِ تُوفِّي الشَّمسُ مُحمدُ

(1)

بنُ حُسَيْنٍ الدَّقّاقُ بمنزلِه تحتَ مِئْذَنةِ فَيرُوزٍ بدمشقَ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقابرِ بابِ تُوْما بالقربِ من قُبّةِ الشَّيخ رَسْلانِ رحمةُ اللهُ عليه.

522 -

وفي يوم الجُمُعةِ سابع عَشَرَ ذي القَعْدةِ تُوفِّي الصَّدْرُ تاجُ الدِّين أبو المُظَفَّرِ يوسُفُ

(2)

بنُ صَدَقةَ بنِ المُباركِ بنِ سعِيدٍ البَغداديُّ التّاجرُ، بالقاهرة، ودُفِنَ منَ الغَدِ بالقَرافة.

سَمِعَ منَ الأنجَبِ بنِ أبي الحَسَنِ بنِ أبي العِزِّ الدَّلّالِ البَغْداديِّ.

ومَولدُه في الثّامنِ والعشرينَ من صَفَرٍ سنةَ تسعينَ وخَمْسِ مئة.

وكانَ من أعيانِ التَّجّارِ المُتَمَوِّلينَ، والعُدُولِ المَعرُوفينَ. أُقْعِدَ في آخرِ عُمُرِه ثمانِ سنينَ إلى أنْ ماتَ. سَألَهُ الملكُ النّاصرُ عن مالِه؟ فقال: أقْدِرُ على أربع مئة ألفَ دينار.

523 -

وفي ثالثَ عِشْري ذي القَعْدةِ تُوفِّي الأميرُ عَلاءُ الدِّينِ أيْدَكِيْنُ

(3)

الخِزَنْدارُ الصّالحيُّ مُتَولِّي قُوصَ، وقد ناهَزَ الخَمسينَ.

وكانَ شُجاعًا، مِقْدامًا، ضابطًا لعَمَلِه. وخَلَّفَ تَرِكةً جليلةَ المِقْدار.

• - وفي ذي القَعْدةِ في عاشرِهِ كانت وَقْعةُ الرُّوم بصَحراءِ البُلُسْتَيْن، وكانَ السُّلكطانُ خَرجَ منَ القاهرةِ في العشرينَ من رَمَضان، ورَتَّبَ بالقاهرةِ

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

ترجمته في: تاريخ الملك الظاهر 220، وذيل مرآة الزمان 3/ 231، وتاريخ الإسلام 15/ 303، والمختار من تاريخ ابن الجزري 289.

(3)

ترجمته في: تاريخ الملك الظاهر 203، وذيل مرآة الزمان 3/ 190، وتاريخ الإسلام 15/ 288، والوافي بالوفيات 9/ 490، والمنهل الصافي 3/ 154، والدليل الشافي 1/ 165.

ص: 32

شَمْسَ الدِّينِ الفارِقانِيَّ نائبًا في خِدمةِ الملكِ السَّعيد. ووَصلَ دمشقَ سابعَ عَشَرَ شوّال، وأقامَ بها ثلاثةَ أيام. ودَخلَ حلبَ مُستهلَّ ذي القَعْدة، وأقامَ بها يومًا. وأمرَ نائبَ حلبَ أنْ يُقيمَ على الفُراتِ بعَسكَرِ حلبَ لحِفظِ المَعابر، وقَطعَ الدَّرْبَنْدَ في نصفِ يوم. ووَقعَ سُنْقُر الأشقرُ بثلاثةِ آلاف منَ التَّتارِ فهَزَمَهُم يومَ الخميسِ تاسع ذي القَعْدة. وصَعَدَ العَسكرُ الجِبال، وأشرَفُوا على صَحراءِ البُلُسْتَيْن، فرأوا التَّتارَ قد رَتَّبُوا عَسكَرَهُم أحدَ عَشَرَ طُلْبًا في كلِّ طُلْبٍ ألفَ فارِس، وعَزَلُوا عَسْكرَ الرُّوم عنهم خوفًا من مُخامَرتِهم. فلمّا تَراءَى الجَمْعانِ حَمَلَتْ مَيْسَرةُ التَّتارِ فصَدَمُوا سَنْجَقةَ السُّلطان، ودَخَلَتْ منهُم طائفةٌ بينَهُم، وشَقُّوها وساقَتْ إلى المَيمَنة. فلمّا رآهُم السُّلطانُ رَدِفَهُم بنفسِه، ثم لاحَتْ منهُ الْتفاتةٌ فرَأى المَيْسَرةَ قد كادتْ تَتفَلَّلُ، فأمرَ جماعةً بإرْدافِها. ثم حَملَ فحَملَتِ العَساكرُ حَمْلةً، فتَرجَّلَ التَّتارُ عن خُيولِهِم وقاتَلُوا أشَدَّ قِتال، وأنزَلَ اللهُ تعالى بهم بَأسهُ. وفَرَّ منهُم جماعةٌ فقُصِدُوا، وأحاطَتْ بهمُ العَساكِرُ. وقُتِلَ ضِياءُ الدِّينِ ابنُ الخَطِير، وسَيْفُ الدِّينِ قِيرانُ العَلّانيُّ، وعِزُّ الدِّينِ أخو المُحَمَّديِّ، وسَيْفُ الدِّينِ قَبْجَقُ الجاشْنَكِيرُ، وعِزُّ الدِّينِ أيْبَكُ الشَّقِيفيُّ. وأُسرَ جماعةٌ من أُمراءِ التَّتار، ومن أُمراءِ الرُّوم، ونَجا البَرَوَاناهُ، ودَخلَ قَيصَرِيّةَ بُكرةَ الأحدِ ثاني عَشَرَ ذي القَعْدة، واجتَمعَ بسُلطانِ الرُّوم وأعيانِ الدَّولة، وأخبَرَهُم بالكسرة. واجتَمعَ رأيُهُم على الانتقالِ إلى دُوْقاتِ خَوفًا من مُرورِ التَّتارِ بهم. ودَخلَ السُّلطانُ قَيصَريّةَ وصَلّى بها الجُمُعةِ سابعَ عَشَرَ ذي القَعْدة، وخُطِبَ لهُ. ورَجعَ السُّلطانُ وقَطعَ الدَّرْبَنْدَ، ونَزلَ قريبًا من حارِم في سادسَ ذي الحِجّة. ووَصلَتِ البِشارةُ إلى دمشقَ بقَتْلِ ثلاثةِ آلافِ فارِسٍ في يوم الأربعاءِ مُنتصفِ ذي القَعْدة.

ص: 33

ثم وَصلَتْ بِشارةً ثانيةً بكسرِ عَشَرةِ آلافِ فارِسٍ وأسْرِهِم في يوم الجُمُعةِ سابعَ عَشَرَ ذي القَعْدة

(1)

.

‌ذو الحِجّة

524 -

وفي يوم الأربعاءِ سابع ذي الحِجّةِ تُوفِّي أبو الفَوارسِ أسدُ

(2)

بنُ المُباركِ ابنِ الأثير عبدِ الملكِ الأنصاريُّ الدَّلّالُ، ودُفِنَ يومَ الخميسِ بالقَرافة.

ضَبطَهُ ابنُ يونُسَ الإرْبِليُّ. ولهُ وَلَدان: حُسَينٌ وسُلَيمانُ، أسمَعَهُما منَ النَّجيب عبدِ اللَّطيفِ ورَوَيا عنهُ

(3)

.

525 -

وفي يوم عيدِ الأضْحى تُوفِّي الشَّيخُ العالِمُ الزّاهدُ أبو إسحاقَ إبراهيمُ

(4)

بنُ سَعْدِ الله بنِ جَماعة بنِ عليِّ بنِ جماعة بن حازم بن صَخْرٍ الكِنانيُّ الحَمَوِيُّ، بالقُدْسِ الشَّريف، ودُفِنَ بمقبُرةِ مامُلّا.

(1)

الخبر في: تاريخ الملك الظاهر 169 فما بعدها، والروض الزاهر 453 فما بعدها، وكنز الدرر 8/ 198 فما بعدها، ومرآة الزمان 3/ 175 فما بعدها. ويراجع: الحوادث 426، وتاريخ الإسلام 15/ 205، ودول الإسلام 2/ 195، والعبر 465، والمختصر في أخبار البشر 2/ 340، ونهاية الأرب 30/ 350، ومسالك الأبصار 27/ 421، والبداية والنهاية 13/ 271، وتاريخ ابن الوردي 2/ 319، ومرآة الجنان 2/ 174، والجوهر الثمين 2/ 79، والنهج السديد، ورقة 45، والسلوك 1/ 2/ 627، وعقد الجمان 2/ 156، والنجوم الزاهرة 7/ 166. دوقات: بينها وبين قيصرية أربعة أيام.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 287، والمختار من تاريخ ابن الجزري 290.

(3)

أولاده من أهل العلم الذين عرفتهم الآن ثلاثة، وهم: حسين بن أسد (ت 735 هـ) وسليمان بن أسد (ت 721 هـ) وأخوهما أحمد بن أسد، قال الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة 2/ 339 - في ترجمة سليمان-:"حدث هو وأخواه أحمد، وحسين، وأبوهما".

(4)

ترجمته في مشيخة ابن جماعة وهو ابنه 1/ 95، وذيل مرآة الزمان 3/ 187، وتاريخ الإسلام 15/ 287، والوافي بالوفيات 5/ 353، وعيون التواريخ 21/ 128، والبداية والنهاية 13/ 273، وطبقات الشافعية الكبرى 8/ 115، والمنهل الصافي 1/ 64، والدليل الشافي 1/ 21، والنجوم الزاهرة 7/ 251، وعقد الجمان 2/ 170، وتاريخ الخلفاء 483، والأنس الجليل 2/ 494.

ص: 34

وكانَ شيخًا صالحًا، كثيرَ العِبادة. وتَقدَّمَ لهُ اشتغالٌ بالفقهِ والحديث.

ومَولدُه يومَ الاثنين مُنتصفَ رَجَبٍ سنةَ ستٍّ وتسعينَ وخَمْسِ مئة بحَماةَ.

رَوَى عنِ الشَّيخ فَخْرِ الدِّينِ ابنِ عَساكِر. وحَجَّ مرّاتٍ، وجاوَرَ بمكّةَ.

رَوَى لنا عنهُ وَلدُهُ قاضي القُضاةِ بَدْرُ الدِّين

(1)

.

526 -

وماتَ بمكةَ في أيام الحَجِّ الشَّيخُ محمودٌ

(2)

ابنُ الغَسّالِ وكانَ يأخذُ خُطوطَ المَشايخ في الإجازات.

527 -

وفي ذي الحِجّةِ تُوفِّي سيفُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ بَلَبانُ

(3)

بنُ عبدِ الله، عَتِيقُ الصَّدْرِ عَلاءِ الدِّينِ عليِّ بنِ مُحمدٍ، ابنُ القَلانِسيِّ، بالبِقاع العَزِيزيِّ، ودُفِنَ هناك.

رَوَى عن أستاذِهِ المَذكورِ. سمِعَ منهُ ابنُ جَعْوانَ، وابنُ الخَبّاز، وابنُ أبي الفَتْح وغيرُهُم. ولي منهُ إجازةٌ.

528 -

وفي هذه السَّنةِ حَجَّ عبدُ الرَّحيم

(4)

ابنُ الصَّفِيِّ أحمدَ بنِ عبدِ الله بنِ موسى المَقْدِسيُّ الجَمّاعِيليُّ، فقَضَى حَجَّهُ ورَجعَ، فانقَطعَ في الطَّريقِ هُو وجماعةٌ كبيرةٌ في طَريقِ خَيْبَر

(5)

.

(1)

قال ابنه في مشيخته: "أخبرنا والدي الشيخ الإمام العالم السيد القدوة الزاهد العابد بقية السلف عمدة الخلف أبو إسحاق إبراهيم ابن الشيخ الإمام السيد الزاهد أبي الفضل سعد الله بن جماعة بن علي الكناني، قدس الله روحه بقراءتي عليه بمدينة حماة في التاسع والعشرين من شهر رمضان سنة تسع وستين وست مئة".

(2)

لم أقف على ترجمته في غير هذا الكتاب.

(3)

لم أقف على ترجمته في غير هذا الكتاب.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 289. ووالده أحمد بن عبد الله بن موسى (ت 655 هـ) وهما مقدسيان حنبليان من آل قدامة. ولوالده ذكر وأخبار.

(5)

مدينة صغيرة مشهورة شمال المدينة. لها ذكر في السيرة النبوية.

ص: 35

رَوَى عنِ ابنِ اللَّتِّي، وجَعفَر.

ومَولدُه سنةَ إحدى وثلاثينَ وستِّ مئة. ولي منهُ إجازةٌ.

• - وفي يوم عَرَفةَ دَخلَ ابنُ قَرَمانَ مدينةَ قُوْنيّةَ هو وجَمعُهُ نحوٌ من ثلاثةِ آلافِ فارِس، ونَهَبُوا البلدَ، واسْتأصَلُوا الأموال، وقَتلُوا النّائبَ بها

(1)

، وأقامُوا بها أكثرَ من شَهْر. ثم قَصَدَ أبَغا الرُّومَ وشارَفَ المعركة. ورَأى القَتْلى فأنكَرَ على البَرَواناه كونَهُ لم يُعرِّفُهُ بجَليّةِ الحال. وحَنَقَ عليه، وعَزَمَ على قَتْلِ أهلِ قَيصَرِيّة، فقَتلَ جماعة، ونَهَبَ البلدَ. فيُقالُ: إنّه قتلَ منَ الرَّعيّةِ ما يزيدُ على مئتَيْ ألف، وقيل: خَمْسُ مئة ألفٍ من قَيصَريّةِ إلى أرْزَن الرُّوم وما بينَهُما. وممَّنْ قُتِلَ القاضي جلالُ الدِّينِ حَبِيبٌ.

529 -

وفي هذه السَّنةِ تُوفِّي الأميرُ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(2)

ابنُ الأميرِ أبي

(1)

الخبر في: تاريخ الملك الظاهر 179، والروض الزاهر 471، وذيل مرآة الزمان 3/ 183، وتاريخ الإسلام 15/ 206، ونهاية الأرب 30/ 359، وخبر قدوم أبغا إلى أرض المعركة في تاريخ الملك الظاهر 181، والروض الزاهر 462، وكنز الدرر 8/ 205، وذيل مرآة الزمان 3/ 185، والحوادث الجامعة 426، ويراجع: تاريخ الإسلام 15/ 206، ونهاية الأرب 30/ 361، والبداية والنهاية 13/ 272، والمختصر في أخبار البشر 2/ 341، ومسالك الأبصار 27/ 422، وتاريخ ابن الوردي 2/ 320، والجوهر الثمين 2/ 79، والنهج السديد، ورقة 58/ب، وتاريخ ابن خلدون 5/ 466. وأرْزَنُ الروم، بفتح الهمزة وسكون الراء المهملة وفتح الزاي المعجمة، ثم نون في آخره، وهي آخر بلاد الروم من جهة الشرق وفي شرقيها وشماليها منبع الفرات. يراجع: المشترك وضعا 19، ومعجم البلدان 1/ 150، وآثار البلاد 493، وتقويم البلدان 384. ولا تزال معروفة في شرق الجمهورية التركية باسم أرْزرُوم مدينة كبيرة. وجلال الدين حبيب لم أقف على أخباره.

(2)

ترجمته في: تاريخ الملك الظاهر 188، وذيل مرآة الزمان 3/ 209، وتاريخ الإسلام 15/ 298، ودول الإسلام 2/ 176، والوافي بالوفيات 21/ 202، ومرآة الجنان 4/ 274، والسلوك 1/ 2/ 634، وعقد الجمان 2/ 173، والشذرات 5/ 349 (7/ 607)، وتاريخ ابن خلدون 5/ 306.

ص: 36

زكريّا يحيى بنِ عبدِ الواحدِ بنِ أبي حَفْصٍ عُمَرَ بنِ يحيى صاحبُ تونُسَ، وقيل: إنَّ وفاتَهُ في ثاني شوّال، وقيل: في عيدِ الأضْحى، وقيل: في الثّالثِ والعشرينَ من ذي الحِجّةِ بتونُسَ، ولهُ منَ العُمُرِ اثنَتانِ وخَمسُونَ سنةً تقريبًا.

وكانَ مَلِكًا جليلًا، عظيمَ المِقْدارِ، عاليَ الهِمّةِ، مُدبِّرًا، كثيرَ التَّحَيُّل على بُلوغ مَقاصِدِه، شُجاعًا، مِقْدامًا، يَقتَحِمُ الأخطارَ بنفسِه، كريمًا، كثيرَ العَطاء، مُغْرًى بالعَمائِر، مَنْهَمِكًا في اللَّذّات، يُزَفُّ عليه كلَّ ليلةٍ جارِيةٌ، وكانَ وَلِيَ عَهْدَ أبيه في حَياتِه، فلمّا ماتَ أبوهُ في سنةَ سبع وأربعينَ وستِّ مئة، وكانت وفاتُهُ وهُو معَه ببلدٍ بينَهُ وبينَ تونُسَ عشرونَ يومًا، فتَركَ والدَهُ ورَكِبَ بَغْلًا ودَخلَ عليه إلى تونُسَ في خمسةِ أيام، وماتَ البَغْلُ. فعلَ ذلكَ خَوفًا من عَمَّيْه. ثم أرسَلَ وأحْضَرَ الجَيشَ وبَقِيَ مُدّةً، ثم قَتلَ عَمَّيْه. ودارَى العربَ وأنفقَ فيهمُ الأموالَ. وكانت عُدَدُ الجيشِ في خِزانَتِه، فإذا وَقعَ أمرٌ أخرَجَها وفَرَّقَها، فإذا انْقَضى الأمرُ استَعادَها. ولم يكُنْ لأحدٍ من دَولَتِه خُبزٌ ولكن نَقْدٌ. ويأخُذُ من ارتفاع البلادِ لنفسِهِ الرُّبُعَ والثُّمُنَ والباقي للمسلمين، يُفَرِّقُه الحاكمُ بينَهُم أربعَ مِرارٍ في السَّنة.

530 -

وفيها تُوفِّي ناصِرُ الدِّينِ مُحمدُ

(1)

بنُ أيْبَكَ الإسكَنْدَريُّ. وكانَ خَرجَ إلى الحُرْجُلَّةِ

(2)

فمَرَّ على جَسْرٍ فنَزَلَ به الحِصانُ فغَرِقَ، ووُجِدَ بعدَ يومين، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.

وكانَ جَمعَ حُسْنَ الصُّورةِ والفِعال، وصُلِّيَ عليه يومَ الخميسِ الحادي والعشرينَ من شَعْبان.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 194، وتقدم ذكر أبيه في وفيات رمضان سنة 674 هـ.

(2)

بضم أوله والجيم وتشديد اللام: من قرى دمشق كذا قال ياقوت في معجم البلدان 2/ 277.

ص: 37

531 -

وفيها تُوفِّي الأميرُ ناصِرُ الدِّينِ نَوْفَلٌ

(1)

الزُّبَيْدِيُّ، من أُمراءِ العَربِ المَشهورِينَ. وصُلِّيَ عليه بدمشقَ يومَ الجُمُعةِ الثّالثِ والعشرينَ من شَعْبانَ بنِيّةِ الغائب، وقد نَيَّفَ على سبعينَ سنةً.

ولم يَزَلْ وَجِيهًا في الدُّول، ولهُ حُرمةٌ وافرةٌ. وهو الذي أخذَ الملكَ النّاصرَ يومَ المَصافِّ معَ المِصرِيِّينَ سنةَ ثمانٍ وأربعينَ وستِّ مئة، ونَجا به إلى دمشقَ، فعَرفَ لهُ ذلك.

532 -

وفيها تُوفِّي مُؤَيَّدُ الدِّينِ ابنُ سَنِّي الدَّولةِ

(2)

بقلعةِ الخَوابِي، ووَصلَ خَبرُ مَوتِهِ إلى دمشقَ في وَسطِ جُمادى الأولى.

533 -

وفيها تُوفِّي الشَّيخُ ثامِرُ

(3)

بنُ سَعْدِ الله بنِ رِزْقِ الله بنِ سَعْدٍ، خادِمُ الشَّيخ عُثْمانَ. وكانت وفاتُهُ بقريةِ المِزّة

(4)

.

أجازَ لنا على يَدِ ابنِ الخَبّاز.

534 -

وفيها تُوفِّي شَمْسُ الدِّينِ خليلُ

(5)

بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ خليلٍ الدَّقّاقُ.

أجازَ لنا على يَدِ ابنِ الخَبّاز.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 230، وتاريخ الإسلام 15/ 302، والوافي بالوفيات 27/ 186. والزبيدي، بضم الزاي نسبة إلى القبيلة من اليمن، وبفتحها منسوب إلى المدينة المعروفة باليمن أيضًا، ويظهر أن المدينة سميت بالقبيلة وإنما فتحوا طلبًا للفرق.

(2)

لم أقف على ترجمته.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 289، وفيه:"تامر"، وتالي وفيات الأعيان 61، وفيه:"المُرِّي" صوابه: المِزِّي.

(4)

المزة: من قرى دمشق مشهورة.

(5)

لم أقف على ترجمته.

ص: 38

‌سنة ستٍّ وسبعينَ وستِّ مئة

‌المُحَرَّم

535 -

وفي العَشْرِ الأُوَلِ من المُحَرَّم قُتِلَ البَرَوَاناهُ نائبُ الرّوم وهو مُعِينُ الدِّينِ سُملَيمانُ

(1)

بنُ عليِّ بنِ مُحمدِ بنِ حَسَنٍ، قَتلَهُ أبَغا ونَسبَهُ إلى أنّهُ الذي جَسَّرَ الملكَ الظّاهرَ على دُخولِ الرُّوم، وحَصلَ ما وقعَ من كسرِ المُغْل، وقَتْلِ أعيانِهم، وكانَ في عَشْرِ السِّتِّين، وكانَ من رجالِ الدَّهرِ حَزْمًا، ورَأيًا، وشَجاعةً، وقُوةَ قَلْب، وكَرم نَفْس.

536 -

وفي يوم الأربعاءِ خامسِ المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ يحيى

(2)

بنُ زكريّا بنِ مسعودٍ المَنْبِجيُّ المُقرِئ، بالمارِسْتانَ بدمشقَ، ودُفِنَ بمقبُرةِ بابِ الصَّغير.

وكانَ رجلًا صالحًا، أقْرَأ النّاسَ بجامع دمشقَ مُدّةً، ورَوَى الحديثَ عنِ ابنِ رواحةَ.

ومَولدُه في العَشْرِ الأُوَلِ من ربيع الأوّلِ سنةَ عشرينَ وستِّ مئة.

وفي يوم الأربعاءِ خامسِ مُحَرَّم باشَرَ نِيابةَ الحُكْم بدمشقَ الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ سُلَيْمانُ بنُ يوسُفَ التُّرْكُمانِيُّ الحَنَفيُّ، عن قاضي القُضاةِ مَجْدِ الدِّينِ ابنِ العَدِيم

(3)

.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 239، وتاريخ الإسلام 15/ 306، والوافي بالوفيات 10/ 295، ونهاية الأرب 30/ 381، والمنهل الصافي 3/ 428، والدليل الشافي 1/ 199.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 324، والعبر 5/ 312.

(3)

توفي القاضي سليمان الأذرعي رحمه الله والقاضي مجد الدين ابن العديم عبد الرحمن بن عمر رحمه الله توفيّا معًا سنة 677 هـ كما سيأتي في ترجمتيهما في السنة التالية.

ص: 39

537 -

وفي الخامسِ منَ المُحَرَّم تُوفِّي أبو عبدِ الله مُحمدُ

(1)

بنُ عبدِ الرَّحمنِ بن مُهَنّا بنِ سَلِيم

(2)

بن مَخلُوفٍ الإسكَندَرِيُّ، راجعًا منَ الحجّ.

سَمِعَ من ابنِ عِمادٍ ببلدِهِ

(3)

. ولي منهُ إجازةٌ.

538 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ حادي عَشَرَ مُحَرَّم تُوفِّي مُحيي الدِّينِ يوسُفُ

(4)

بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ محفوظِ بنِ هِلالٍ الرَّسْعَنِيُّ الشّاهدُ تحتَ السّاعات. رَوَى "جُزءَ حَنْبَل"

(5)

عنِ ابنِ قُمَيْرة.

• - وفي يوم الخميسِ سابع مُحَرَّم دَخلَ السُّلطانُ الملكُ الظّاهرُ بالعساكرِ إلى دمشقَ، ونَزلَ بالجَوْسَقِ الأَبْلَق. وتَواتَرتْ عليه الأخبارُ بوُصولِ أبَغا ملكِ التَّتارِ إلى مكانِ الوَقْعةِ بالرُّوم. وضَربَ السُّلطانُ مَشُورةً، فوَقعَ الاتِّفاقِ على الخُروج من دمشقَ بالعَساكِر ومُلاقاتِه حيثُ كان. فتَقدَّمَ بضَرْبِ الدِّهْليزِ على

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 322، والمختار من تاريخ ابن الجزري 294، والمقفى الكبير 6/ 53 (2449). قال الذهبي:"سمع من ابن عماد الخلعيّات كاملة".

(2)

قيده المقريزي في المقتفي بفتح السِّين.

(3)

هو محمد بن عماد الحراني، سبق التعريف به، وبلاده الإسكندرية وكان ابن عماد مقيمًا بها.

(4)

يوسف هذا لم أقف على ترجمته، ووالده عبد الرحمن بن محفوظ بن هلال سيف الدين (ت 691 هـ) توفي بعد ابنه. وعمه هلال بن محفوظ بن هلال، بدر الدين (ت بعد 689 هـ). ومن ذوي قرابتهم: هلال بن محفوظ بن هلال (ت 610 هـ). ونسبتهم إلى رأس العين من بلاد الجزيرة. يراجع: معجم البلدان 3/ 13.

(5)

هو حنبل بن إسحاق، أبو علي الشيباني (ت 273 هـ)، ابن عم الإمام أحمد. محدث، وثقه الحافظ الخطيب وغيره. جمع كتابًا في محنة الإمام أحمد مطبوع وجزؤه في الحديث مشهور، وهو الجزء التاسع من حديث أبي عمرو ابن السماك، من روايته عن حنبل بن إسحاق، وبه يعرف هذا الجزء أيضًا فيقال:"جزء حنبل" كذا قال الحافظ ابن حجر في المجمع المؤسس 2/ 356 وأخبار حنبل في طبقات الحنابلة 1/ 3 وبهامشه تخريج الترجمة.

ص: 40

القُصَيْر ثم وَصلَ رجلٌ منَ التُّركُمانِ وأخبَرَ أنَّ أبَغا عادَ إلى بلادِه. فرسمَ السُّلطانُ برَدِّ الدِّهْليز

(1)

.

539 -

وفي يوم الجُمُعةِ رابعَ عَشَرَ المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ يوسُفُ

(2)

الكُردِيُّ العَدَوِيُّ المعروفُ بأبُوْنا، ودُفِنَ يومَ السَّبتِ برباطِهِ بالقَرافة.

(1)

الخبر في: تاريخ الملك الظاهر 221، والروض الزاهر 472، وفيه: في الخامس من المحرم، وينظر: ذيل مرآة الزمان 3/ 233، والمختصر في أخبار البشر 2/ 341، وفيه: في الخامس من المحرم، ونهاية الأرب 30/ 368، وتاريخ الإسلام 15/ 207، والبداية والنهاية 13/ 274، وتاريخ ابن الفرات 7/ 80، والسلوك 1/ 2/ 635، وفيه: في الخامس من الشهر، وعقد الجمان 2/ 174 وفيه:"في السابع" وعدله المحقق إلى الخامس معتمدًا على ما جاء في الروض الزاهر مشيرًا إلى ذلك. والنجوم الزاهرة 7/ 174.

والجَوْسَق: لفظ فارسي معرب، قال الجواليقي في المعرب 145 وهو تصغير قصر كُوثَك أي: صغير، قال النعمان: رجل من بني عدي بن كعب، وكان استعمله عمر رضي الله عنه على ميسان:

فمَنْ مُبْلغُ الحَسْناءِ أنَّ خَلْيِلَها

بمَيْسانَ يُسْقَى في قِلالٍ وحَنْتَمِ

إذا شِئْتُ غَنَّتْني دهاقِينُ قَرْيةٍ

وصَنّاجةٌ تُجْذُو على كُلِّ مَنْسَمِ

إذا كُنتَ نَدْمانِي فبالأكْبرِ اسْقِني

ولا تَسْقِني بالأصْغَرِ المُتَثَلِّمِ

لعلَّ أميرَ المُؤمِنينَ يَسُوؤُهُ

تَنادُمُنا بالجَوْسَقِ المُتَهَدِّمِ

فيقال: إن عمر لما بلغه الشعر قال: إي والله، إنه ليسوءني ذلك وأعزلك. ويقال: إن الرجل كان صالحًا، وإنما قال الشعر ليعزله عمر.

والجوسق الأبلق: بناه الملك الظاهر بيبرس حوالي سنة 668 هـ وسمي الأبلق؛ لأنه مبني من أسفله إلى أعلاه بالحجر الأسود والأصفر، وبقي هذا القصر إلى أن هدمه تيمور لنك سنة 803 هـ. والدِّهْليز: بالكسر، ما بين الباب والدار. وقال ابن الأعرابي: الدهليز الجَيْئةُ بالجيم المفتوحة وسكون التحتية والهمزة. وقال الليث: هو معرب داليج، وداليز، وادالاز، ويقال: دِلِّيج. تاج العروس: دهلز ولا يزال عند العامة بنجد يسمون الممر بين الباب وداخل البيت دهليز، وذلك في البيوت المبنية من الطين، وهذا المصطلح انقطع الآن لانقراض بيوت الطين. والمقصود هنا خيمة واسعة تنصب للسلطان في أسفاره ومغازيه. ودهاليز الملك: موضع بمصر.

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 291، وتاريخ الإسلام 15/ 333، وعيون التواريخ 21/ 166، وتاريخ ابن الفرات 7/ 112.

ص: 41

وكانت جِنازتُهُ مَشهودة. وكانَ صالحًا، مُجتهِدًا في خِدمةِ الفُقراءِ وإيصالِ الرّاحةِ إليهم. وماتَ وهُو في عَشْرِ المئة.

540 -

وفي المُحَرَّم -في ثالثِهِ- تُوفِّي بَدْرُ الدِّينِ يوسُفُ

(1)

ابنُ الصَّدْرِ مُؤَيَّدُ الدِّينِ أسعَدُ بنُ حمزة، ابن القَلانِسِيِّ بالفَلاةِ بوادي القُرَى

(2)

بطريقِ الحِجاز.

وكانَ وَقَعَ في المدينةِ النَّبويّة، وحُمِلَ، فماتَ بعدَ أيام. وكانَ شابًّا، فاضلًا، مُشتغِلًا.

541 -

وفي يوم السَّبتِ خامسَ عَشَرَ المُحَرَّم تُوفِّي الملكُ القاهرُ بهاءُ الدِّينِ عبدُ الملكِ

(3)

ابنُ السُّلطانِ الملكِ المُعظَّم شَرَفُ الدِّينِ عيسى ابنُ السُّلطانِ الملكِ العادلِ سيْفِ الدِّينِ أبي بكرٍ مُحمدِ بنِ أيوبَ بنِ شاذي، بدمشقَ، ودُفِنَ بسَفْح قاسيُون.

ومَولدُه سنةَ اثنتَيْن وعشرينَ وستِّ مئة.

وكانَ رجلًا جيِّدًا، سليمَ الصَّدْر، كريمَ الأخلاق، ليِّنَ الكلمةِ، كثيرَ التَّواضُع، ويُعاني ملابسَ العَربِ ومَراكِيبهم. وكانَ شُجاعًا، بَطلًا، مِقْدامًا. وقيل: إنّه سُمَّ. رَوَى عنِ ابنِ اللَّتِّي، ولي منهُ إجازةٌ.

(1)

لم أقف على أخباره. وهو من أسرة علمية مشهورة تقدم ذكرها.

(2)

وادي القرى شمال المدينة، مشهور. يراجع: معجم البلدان 4/ 384 و 5/ 397.

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 272، وتاريخ الإسلام 15/ 316، والإشارة إلى وفيات الأعيان 367، والإعلام بوفيات الأعلام 282، والمختار من تاريخ ابن الجزري 294، ودول الإسلام 2/ 135، والوافي بالوفيات 19/ 186، وعيون التواريخ 21/ 153، والنجوم الزاهرة 7/ 178، والمنهل الصافي 7/ 363، والدليل الشافي 1/ 430، وشفاء القلوب 359، وترويح القلوب 74، وعقد الجمان 2/ 125، وتاريخ ابن الفرات 7/ 103.

ص: 42

542 -

وفي ليلةِ الأربعاءِ تاسعَ عَشَرَ المُحَرَّم تُوفِّي القاضي تَقِيُّ الدِّينِ مُحمدُ

(1)

بنُ حياةِ بنِ يحيى الرَّقِّيُّ الشّافعيُّ بتَبُوكَ في طريقِ الحِجاز، ودُفِنَ هناك، وهُو في عَشْرِ السَّبعين.

وكانَ شيخًا فاضلًا، منَ العُلماءِ الأتقياء. ونابَ في الحُكم بدمشقَ، ووَلِيَ قضاءَ حلب.

543 -

وفي يوم الخميسِ سادسِ مُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ خَضِرُ

(2)

بنُ أبي بكرِ بنِ مُوسى المِهْرانيُّ العَدَوِيُّ شيخُ الملكِ الظّاهر، وأُخرجَ يومَ الجُمُعةِ منَ القلعةِ ميِّتًا منَ السِّجْن، فتَسَلَّمهُ أهلُه، وغَسَّلُوهُ في زاويتِه بالحُسَينيّة، وصُلِّيَ عليه عَقِيبَ الجُمُعة، ودُفِنَ بتُربةٍ أنشَأها في الزّاوية، وكانَ في عَشْرِ السِّتين.

وكانَ أخبرَ السُّلطانُ بأشياءَ قبلَ وُقوعِها، فلهذا كانَ يُعظِّمُه، وينزلُ إلى زيارته دائمًا، ويُطلِعُه على أسرارِه، ويَستَشِيرُه في أُمورِه، ولا يخرُجُ عن رأيِه. ثم غَضِبَ عليه وحَبسَهُ في ثاني عَشَرَ شوّالٍ سنةَ إحدى وسبعينَ وستِّ مئة إلى أنْ ماتَ في الحَبْس. وكانت أحوالُهُ عَجِيبةً.

544 -

وفي يوم السَّبتِ الثّاني والعشرينَ منَ المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 281، وتاريخ الإسلام 15/ 321، والإشارة إلى وفيات الأعيان 368، والوافي بالوفيات 3/ 29، والسلوك 1/ 2/ 648.

(2)

ترجمته في: كنز الدرر 8/ 220، وتاريخ الملك الظاهر 72 فما بعدها، وذيل مرآة الزمان 3/ 264، وتاريخ الإسلام 15/ 309، ودول الإسلام 2/ 177، والعبر 5/ 309، والإشارة إلى وفيات الأعيان 368، والوافي بالوفيات 13/ 333، وفوات الوفيات 1/ 298، والبداية والنهاية 1/ 2/ 634، والمنهل الصافي 5/ 218، والدليل الشافي 1/ 288، والنجوم الزاهرة 7/ 276، والمواعظ والاعتبار 2/ 429، والقلائد الجوهرية 1/ 363، والشذرات 5/ 351 (7/ 613).

ص: 43

قاضي القُضاةِ شَمْسُ الدِّينِ أبو بكرٍ مُحمدُ

(1)

ابنُ الشَّيخ الإمام عِمادِ الدِّينِ إبراهيمَ بنِ عبدِ الواحدِ بنِ عليِّ بنِ سُرورٍ المَقدِسيُّ الحَنْبليُّ، بالقاهرة، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح المُقَطَّم عندَ عَمِّه.

حَضرَ على ابنِ طَبَرْزَد في السَّنةِ الثانيةِ من عُمُرِه، وسَمِعَ منَ الكِندِيِّ وجماعة، ولهُ رحلةٌ إلى بغداد.

وكانَ حَسَنَ السَّمْت

(2)

، وَضِيءَ الوَجه، نَيِّرَ الشَّيْبةِ، ولهُ معرفةٌ بالفقهِ والأُصول. وكانَ كثيرَ البِرِّ والصِّلةِ والصَّدقةِ، كثيرَ التَّواضُع والتَّودُّد. وكانَ مُدرِّسًا بالمدرسةِ الصّالحيّة بالقاهرة. ووَلِيَ القضاءَ بالدِّيارِ المِصريّةِ ثم عُزِلَ وحُبِسَ مُدّةً؛ بسببِ وَدائعَ أُكْرِهَ على أخْذِها من بيتِه. وكانَ عَزْلُه في ثاني شَعْبانَ سنةَ سبعينَ وستِّ مئة. واعتُقِلَ مُدّةَ سنتَيْن، ثم أُفْرِج عنهُ ولَزِمَ بيتَهُ، يُدرِّسُ ويُفْتي، ويُقْرِئُ ويَتَعبَّدُ إلى أنْ ماتَ.

ولي منهُ إجازةٌ.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 379، وتاريخ الإسلام 15/ 320، والعبر 5/ 311، والإشارة إلى وفيات الأعيان 368، والإعلام بوفيات الأعلام 282، والمعين في طبقات المحدثين 215، وتذكرة الحفاظ 4/ 1474، ودول الإسلام 2/ 178، والوافي بالوفيات 2/ 9، وذيل طبقات الحنابلة 4/ 142، ومختصره، ورقة 81، وذيل التقييد 1/ 91، والنجوم الزاهرة 7/ 279، والمنهل الصافي 2/ 9، والدليل الشافي 2/ 579، والسلوك 1/ 648، والمنهج الأحمد 4/ 309، ومختصره الدر المنضد 1/ 418، والشذرات 5/ 343 (7/ 616). من أسرة علمية مقدسية الأصل، ثم دمشقية، صالحية، حنبلية، بينها وبين آل قدامة المقادسة وشائج مصاهرة. والده العماد قاضي مصر أيضًا، إبراهيم بن عبد الواحد (ت 614 هـ) وهو أخو الإمام العلامة الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد (ت 600 هـ) والعلم في أسرتهم كثير جدًّا، رجالًا ونساءً. ومن أولاد المترجم هنا من أهل العلم: أحمد بن محمد (ت 712 هـ) وإبراهيم (ت 711 هـ) وبنتاه: خديجة، وزينب. وصهره أيوب ابن الوزان (ت 695 هـ) وعتيقه حسين بن المبارك (ت 714 هـ).

(2)

من هنا نقله الحافظ ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة قال: "قال البرزالي في تاريخه كان حسن السمت" إلى آخر النص مع حذف بعض عباراته.

ص: 44

545 -

وفي يوم الجُمُعةِ رابعَ عَشَرَ المُحَرَّم ابتَدأَ المَرضُ بالسُّلطانِ الملكِ الظّاهرِ رُكْنِ الدِّينِ بَيْبَرْسُ

(1)

بنُ عبدِ الله الصّالحيُّ، وتُوفِّي يومَ الخميسِ بعدَ صلاةِ الظُّهرِ السّابع والعشرينَ منهُ بالقَصْرِ ظاهرَ دمشقَ، وحُمِلَ إلى قلعةِ دمشقَ ليلًا ومعَهُ أعيانُ الأُمراء؛ سَيْفُ الدِّينِ قَلاوُونَ، وسُنْقُر الأشقَرُ، وبَيْسَرِيُّ، والخِزَنْدارُ، وعِزُّ الدِّينِ الأفْرَم، وعِزُّ الدِّينِ الحَمَويُّ، وسنْقَرُ الألْفيُّ، وأبو خُرْص.

وتَولَّى غَسْلَهُ وتَصبيرَهُ وتَكْفِينَهُ الشُّجاعُ عَنْبَرٌ، وكمالُ الدِّينِ عليُّ ابنُ المُتَّيْجِي الإسكَنْدرِيُّ المُؤذِّنُ، والأميرُ عِزُّ الدِّينِ الأفْرَم. وجُعِلَ في تابوتٍ وغُلِقَ، في بيتٍ من بُيوتِ البَحْرةِ

(2)

بالقَلعةِ إلى أن نُقِلَ منها في ليلةِ الجُمُعةِ خامسِ رَجَبٍ إلى التُّربةِ التي أنشَأها لهُ وَلدُه الملكُ السَّعيدُ بدمشقَ داخلَ بابِ الفَرَج، قُبالَةَ المدرسةِ العادِليّةِ وهي دارُ العَقِيقيُّ، ودُفِنَ بالقُبّةِ التي هُيِّئَتْ للدَّفْن، وكانَ دَفْنُهُ في وَسطِ اللَّيل. وحَضَرَ نائبُ السَّلْطنةِ عِزُّ الدِّينِ أيْدَمُرُ، ومنَ الخَواصِّ دُونَ العَشَرة. وكانَ جاوَزَ الخمسين.

وكانت سلْطَنتُهُ وجُلُوسهُ في قلعةِ الجَبلِ يومَ الأحدِ سابعَ عَشَرَ ذي القَعْدةِ سنةَ ثمانٍ وخمسينَ وستِّ مئة. وعُمِلَتْ لهُ الأعزِيةُ في أماكنَ بالقاهرةِ ومصرَ. وخَلَّفَ عَشَرةَ أولاد؛ ثلاثةَ ذُكُور، والباقي إناث. وكانَ لهُ عَشَرةُ آلافٍ مَمْلُوك، ولهُ أوقافٌ وصِلاتٌ وصَدَقاتٌ، ومَهابةٌ وجَلالةٌ. ومن فُتُوحاتِه: قَيْسارِيّةُ، وأرْسُوفُ، وصَفَدُ، و طَبَرِيّةُ، ويافا، والشَّقِيفُ، وأنْطاكِيَةُ، وبُغْراسُ، والقُصَيْرُ، وحِصْنُ الأكراد، وحِصْنُ عَكّار، والقُرَيْنُ، وصافِيْثا، ومَرَقْيةُ، وحَلَبا. ولهُ سِيرَتان، لابنِ عبدِ الظّاهر، وابنِ شَدّادٍ رحمَهُ اللهُ تعالى.

(1)

الملك الظاهر أشهر رجال هذا العصر على الإطلاق ذكره كل من أرخ لأهل هذه الفترة، وقد خصه بالتأليف في سيرته ابن عبد الظاهر، واسمه "الروض الزاهر" مطبوع في الرياض سنة 1396 هـ، وابن شداد، واسمه "تاريخ الملك الظاهر" مطبوع في بيروت سنة 1403 هـ.

(2)

كنز الدرر 9/ 230، وفي تاريخ الملك الظاهر:"البحرية".

ص: 45

‌صَفَر

546 -

وفي يوم الخميسِ خامسِ صَفَرٍ تُوفِّي الكمالُ الكَفْرسُوسيُّ

(1)

، نَقِيبُ الدِّيوانِ العالي، بدمشقَ.

547 -

وفي يوم الجُمُعةِ سادسِ صَفَرٍ تُوفِّي شَرَفُ الدِّينِ عُمَرُ

(2)

النَّهاوَنْدِيُّ الصُّوفيُّ المعروفُ بالرَّمّال، بخانِقاهِ سعيدِ السُّعداءِ بالقاهرة، ودُفِنَ بمقابرِ بابِ النَّصْر، وقد جاوَزَ تسعينَ سنةً.

وكانَ صالحًا، زاهدًا، كثيرَ العبادة، قديمَ الهجرةِ بينَ الصُّوفيّة كثيرَ الأسْفار، من أعيانِ الصُّوفيّة ومَشاهِيرِهم.

548 -

وفي يوم الأربعاءِ حادي عَشَرَ صَفَرٍ تُوفِّي أبو حَفْصٍ عُمَرُ

(3)

بنُ عبدِ السَّلام بنِ مَنْصورٍ الدُّنَيْسِرِيِّ، بالقَرافة، ودُفِنَ بها.

وكانَ شيخًا صالحًا، مُقيمًا بالقَرافة. رَوَى عن ابنِ اللَّتِّي. ومَولدُه سنةَ سَبْع وستِّ مئة.

(1)

لم أقف على ترجمته، وهو منسوب إلى كفرسوسية بالضم، وتكرير السين المهملة: موضع بالشام، وهي من قرى دمشق. كذا في معجم البلدان 4/ 469، وفي كتاب غوطة دمشق تأليف محمد كرد علي 24:"كفرسوسية أضيفت إلى دمشق كأنها حي من أحيائها".

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 279، وتاريخ الإسلام 15/ 319. والنَّهاوَنْدِيّ: منسوب إلى نهاوند، بلدة مشهورة في العراق. معجم البلدان 5/ 313.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 319، والمختار من تاريخ ابن الجزري 294. والدُّنَيْسِرِيّ: منسوب إلى دُنَيْسِر، بضم الدال المهملة وفتح النون وسكون الياء المثناة من تحتها وفتح السين وبعدها راء: مدينة عظيمة مشهورة بالجزيرة الفراتية بين نصيبين ورأس العين. معجم البلدان 2/ 478، والروض المعطار 250، وتاج العروس (دَنْسَرَ) وهي الآن ضمن الحدود التركية. جمع تاريخها الطبيب أبو حفص عمر بن الخضر بن اللمش (ت في حدود سنة 640 هـ) حققه إبراهيم صالح، وطبع ضمن مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق سنة 1407 هـ.

ص: 46

549 -

وفي ليلةِ الثّاني عَشَرَ من صَفَرٍ تُوفِّي الشَّيخُ عَفِيفُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(1)

بنُ أبي بكرِ بنِ إبراهيمَ بنِ عليٍّ الشّاغُوريُّ المُؤذِّدنُ بقلعةِ دمشقَ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمقبُرةِ بابِ الصَّغير.

رَوَى عنِ ابنِ الزَّبِيدِيِّ

(2)

، والحافظِ أبي موسى عبدِ الله بنِ عبدِ الغَنيِّ.

ولي منهُ إجازةٌ، ورَوَى لنا عنهُ الدَّوَادَارِيُّ.

550 -

وفي يوم الأربعاءِ حادي عَشَرَ صَفَرٍ تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ كمالُ الدِّينِ أبو إسحاقَ إبراهيمُ

(3)

ابنُ الوَزيرِ نَجِيبِ الدِّينِ أحمدَ بنِ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ بنِ فارِسٍ التَّمِيميُّ الإسْكَندَرِيُّ بدمشقَ، ودُفِنَ يومَ الخميس بسَفْح جَبلِ قاسيُون، وقيل: إنَّ وَفاتَهُ يومَ الاثنين تاسعَ صَفَر.

ولي نَظَرَ بيتِ المالِ وغيرِه، وكانَ حَسَنَ السِّيرة، كثيرَ الدِّيانة. وأقْرَأَ القُرآنَ بالرِّواياتِ عنِ الكِنْدِيِّ، وسَمِعَ منهُ، ومن ابنِ الحَرَسْتانيِّ، وغيرِهِما.

ومَولدُه في أحدِ الجُمادَيَيْن سنةَ ستٍّ وتسعينَ وخَمْسِ مئة بالإسكَندريّة.

وأجازَ لنا ما يَروِيه، ورَوَى لنا عنهُ الشَّيخُ عليٌّ ابنُ العَطّارِ وغيرُه.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 323، وذيل التقييد 1/ 106. والشاغور محلة بدمشق. معجم البلدان 3/ 310.

(2)

في ذيل التقييد: "سمع على الحسين بن المبارك الزبيدي "صحيح البخاري" وحدث به، مع سبعة وعشرين شيخًا في سنة ست وستين وست مئة بجامع دمشق بقراءة شرف الدين الفزاري".

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 237، وتاريخ الإسلام 15/ 304، ودول الإسلام 2/ 177، وتذكرة الحفاظ 4/ 1474، والمعين في طبقات المحدثين 215، والعبر 5/ 307، والإعلام بوفيات الأعلام 282، والإشارة إلى وفيات الأعيان 368، ومعرفة القراء الكبار 2/ 664، وتالي وفيات الأعيان 8، والوافي بالوفيات 5/ 409، وذيل التقييد 2/ 413، وغاية النهاية 1/ 6، والنجوم الزاهرة 7/ 274. وحسن المحاضرة 1/ 503، والشذرات 5/ 351 (7/ 612). ووالده أحمد بن إسماعيل (ت 638 هـ)، وأخوه عبد الله بن أحمد (ت 685 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في ربيع الأول.

ص: 47

551 -

وفي النِّصفِ من صَفَرٍ تُوفِّيت أُمُّ عُمَرَ عِزِّيّةُ

(1)

بنت مُحمدِ بنِ عبدِ الملكِ بنِ عبدِ الملكِ بنِ يوسُفَ بنِ مُحمدِ بنِ قُدامةَ المَقْدِسيِّ، بالدَّيْرِ بسَفْح قاسِيُون، ودُفِنَتْ على حافةِ الوادي تحتَ الكهفِ بسَفْح قاسِيُون، بتُربةِ العِزِّ عبدِ الرَّحمن ابنِ الحافظ.

وهي أُختُ شَمْسِ الدِّينِ ابنِ الشَّيخ فَخْرِ الدِّينِ ابنِ البُخاري

(2)

لأُمِّه.

سَمِعَت من ابنِ اللَّتِّي، وحَضَرَتْ على ابنِ الزَّبِيدِيِّ جميعَ صحيحَ البُخاري.

وضَبَطَ بعضُهُم موتَها في يوم الخميس الخامسِ والعشرينِ من صَفَر.

ولي منها إجازةٌ.

• - وفي سادسِ عَشَرَ صَفَرٍ وَصلَ إلى القاهرةِ رسولٌ من جهةِ ألْفُنْش منَ الغربِ إلى السُّلطانِ الملكِ الظّاهرِ رحمه الله، ومعَهُ تَقْدِمةٌ حسنةٌ، فشَقَّ بها القاهرةُ

(3)

.

• - وفي يوم الخميسِ السّادسِ والعشرينَ من صَفَرٍ وَصلَ إلى القاهرةِ جميعَ العَساكِر منَ الشّام، ومُقَدَّمُهُم الأميرُ بَدْرُ الدِّينِ الخِزَنْدارُ. وهم يُخْفُونَ موتَ السُّلطانِ في الصُّورةِ الظّاهرة. وفي صَدْرِ الموكبِ مَوضِعُ مَسِيرِ السُّلطانِ تحتَ العَصائبِ مَحَفّةٌ، ووَراؤُها السّلحْدَارِيّةُ والجَمدَارِيِّةُ وغيرُهُم من أربابِ وظائفِ الخِدمةِ على العادة. ويُقالُ: إنَّ السُّلطانَ مريضٌ في المَحَفّة. فلمّا وَصلُوا قلعةَ الجَبل تَرَجَّلَ الأُمراءُ والعَسكرُ بينَ يدَي المَحَفّةِ

(1)

ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 317، وهي من آل قدامة المقادسة الأسرة العلمية المشهورة. ووالدها محمد بن عبد الملك بن عبد الملك بن يوسف بن محمد ابن قدامة، وأخواه عبد الرحيم، ويحيى لهم ذكر في معجم السماعات الدمشقية 539. وجدها عبد الملك بن عبد الملك (ت 622 هـ). له ذكر وأخبار، وأهل العلم في أسرتهم كثير.

(2)

هو محمد بن علي بن أحمد المقدسي ابن البخاري (ت 726 هـ) له ذكر وأخبار.

(3)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 3/ 233، والبداية والنهاية 13/ 276، وعقد الجمان 2/ 191.

ص: 48

كما جَرَتِ العادةُ، وكانوا يَعتَمِدونَ ذلكَ في طَريقِهِم من دمشقَ إلى القاهرة. وصَعَدُوا بالمَحَفّةِ إلى القلعةِ من بابِ السِّرِّ، وعندَ دُخُولِها اجتمعَ الخِزَنْدارُ بالملكِ السَّعيد -وكانَ لم يركَبْ لتَلَقِّيهِم- وقَبَّلَ الأرضَ ورَمَى عِمامَتَهُ وصَرَخَ. وقامَ العزاءُ في جميع القلعة. وفي تلكَ السّاعةِ جَمَعُوا الأُمراءَ والمُقدَّمينَ والجُنْدَ وحَلَّفُوهُم بالإيوانِ المجاور لجامع القلعةِ للسُّلطانِ الملكِ السَّعيد. وفي يوم الجُمُعةِ السّابع والعشرينَ من صَفَرٍ خُطِبَ في الجَوامع بالدِّيارِ المصريّةِ لهُ، وصُلِّيَ على والدِهِ صلاةَ الغائب. وكانَ خُروجُ العَساكرِ من دمشقَ يومَ الخميسِ خامسَ صَفَر

(1)

.

552 -

وفي يوم السَّبتِ الثّامنِ والعشرينَ من صَفَرٍ تُوفِّي الشَّيخُ أبو مُحمدٍ سُلطانُ شاه

(2)

بنُ أبي بكرِ بنِ عُثْمانَ بنِ عليٍّ الزِّنْجِيليُّ، ودُفِنَ بمقابرِ بابِ تُوْما.

رَوَى عنِ ابنِ الحَرَستانِيِّ، وأجازَ لي جميعَ ما يَروِيه.

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 3/ 233، وكنز الدرر 8/ 210، ونهاية الأرب 30/ 370. ويراجع: المختصر في أخبار البشر 2/ 342، ومسالك الأبصار 27/ 424، والنهج السديد، ورقة 61/ أ، والبداية والنهاية 13/ 276، وتاريخ ابن الفرات 7/ 92، والسلوك 1/ 2/ 642، وعقد الجمان 2/ 181، والنجوم الزاهرة 7/ 260. والسلحدار أصلها السلاح دار لقب من يحمل سلاح السلطان، ويتولى أمر السلاح خاناه، وهو مركب من لفظين "السلاح" وهو عربي، و"دار" وهو فارسي؛ ومعناه: ممسك السلاح. ينظر: صبح الأعشى 5/ 434. والجَمَدار هو الذي يتولى إلباس السلطان ثيابه، وهو مركب من كلمتين فارسيتين، ومعناه: ممسك الثوب. ينظر: صبح الأعشى 5/ 431.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 312، وفيه:"حفيد صاحب المدرسة التي برأس السبعة وأجاز لأبي محمد البرزالي"، والمدرسة المذكورة تعرف بالزنجارية خارج باب توما وباب السلامة أنشئت في سنة ست وعشرين وست مئة، أنشأها عز الدين أبو عمرو عثمان بن علي الزنجاري، وكان صاحب اليمن وانتقل إلى الشام زمن الملك العادل سيف الدين أبي بكر". الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 222، والدارس 1/ 526، ومختصره 90 قال: "ويقال لها: الزِّنْجِيلية بالسبعة تجاه دار الأطعمة، وبها تربة وجامع، وهي من أحسن المدارس".

ص: 49

• - وفي العَشْرِ الأوسطِ من صَفَرٍ تَركَ تاجُ الدِّينِ يحيى الكُردِيُّ

(1)

نِيابةَ الحُكم بدمشقَ، وعادَ إلى قضاءِ بَعْلَبَك على ما كانَ عليه.

553 -

وفي يوم الخَميسِ السّادسِ والعشرينَ من صَفَرٍ تُوفِّي أبو الفَتْح الحَبّالُ المِزِّيُّ

(2)

، بها، ودُفِنَ في دارِهِ منها.

وكانَ كثيرَ الذِّكْر، مُلازِمًا لبَيتِه. وبَقيَ مُدّةَ سنينَ لا يَأكلُ خُبزًا ولا يَشربُ الماء

(3)

.

• - وفي ليلةِ الثُّلاثاءِ سابعَ عَشَرَ صَفَرٍ مُسِكَ الأميرُ جُودِي القَيْمُريُّ، ثم أُخرجَ يومَ الخميسِ سادسَ جُمادى الأولى من هذه السَّنة

(4)

.

‌ربيع الأول

554 -

وفي ليلةِ الخميسِ ثالثِ شَهْرِ ربيع الأوّلِ تُوفِّي الأميرُ جَمالُ الدِّين آقُوْشُ

(5)

المُحمَّديُّ الصّالِحيُّ النَّجْمِيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بتُربتِه بالقَرافةِ الصُّغرى، وقد ناهَزَ سَبعينَ سنةً. وهو الذي قَدِمَ إلى دمشقَ مُخبِرًا بكسرةِ التَّتارِ سنةَ ثمانٍ وخمسينَ وستِّ مئة. وهو الذي أرسلَهُ الملكُ الظّاهرُ لانْتِزاع دمشقَ منَ الحَلَبيِّ. وكانَ من أعيانِ الأُمراء.

(1)

القاضي المذكور يحيى بن محمد (ت 680 هـ) ذكره المؤلف في موضعه.

(2)

لم أقف على ترجمته. والمزي منسوب إلى المزة من قرى دمشق.

(3)

قال تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [الأعراف: 32]، وفي الحديث:"أما أنا فأقوم وأنام، وآكل وأشرب، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني" فاتباع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم مطلوب من كل مسلم.

(4)

الخبر في السلوك: 1/ 2/ 645، وتاريخ ابن الفرات 7/ 96.

(5)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 238، وتاريخ الإسلام 15/ 305، والعبر 5/ 307، وتالي وفيات الأعيان 11، والوافي بالوفيات 9/ 323، والمنهل الصافي 3/ 23، والدليل الشافي 1/ 145، والنجوم الزاهرة 7/ 274، ونهاية الأرب 30/ 380، وعقد الجمان 2/ 197، وتاريخ ابن الفرات 7/ 101.

ص: 50

555 -

وفي يوم الجُمُعةِ رابع شَهْرِ ربيع الأوّلِ تُوفِّي الشَّيخُ أبو السَّرايا عامرُ

(1)

بنُ محمودِ بنِ سَلامةَ القَلْعيُّ الحَرّانِيُّ، بمصرَ، ودُفِنَ بالقَرافة. ويُكْنَى أبا سَلامةٍ أيضًا.

رَوَى عنِ الحافظِ عبدِ القادرِ الرُّهاويِّ. ولي منهُ إجازةٌ.

556 -

وفي ليلةِ الأحدِ سادسِ شَهْرِ ربيع الأوّل تُوفِّي الأميرُ الكبيرُ بَدْرُ الدِّينِ بَيْلِيكُ

(2)

الخِزَنْدارُ الظّاهريُّ، بقلعةِ القاهرة، ودُفِنَ يومَ الأحدِ بتُربتِه بالقَرافةِ الصُّغرى، وصُلِّيَ عليه بدمشقَ في العشرينَ من ربيع الأوّل.

ووَجدَ النّاسُ عليه، وحَزِنُوا لفَقْدِه. وكانت لهُ جِنازةٌ مَشْهودةٌ، وأُقِيمَ النَّوحُ عليه ثلاثَ لَيالٍ، وصَدَعَ موتُهُ القُلُوب، وأبكَى العُيونَ. وقيل: إنّه ماتَ مَسْمومًا.

ومنذُ ماتَ اضْطَربَتْ أحوالُ الملكِ السَّعيد، وظَهرَت أماراتُ الإدبارِ على الدَّولةِ الظّاهريّة، وأخَذَت في النَّقْص، وكانَ في عَشْرِ الخمسين، وخَلَّفَ تَرِكةً عظيمةً تُجاوزُ الحَصْرَ.

وكانَ من حَسَناتِ الدَّهْر، ومَحاسِنِ الدُّوَل، نابَ في السَّلْطَنة، وكانَ مُقَدَّمَ الجُيوش، عاليَ الهِمّة، واسعَ الصَّدْر، كثيرَ المعروف، لَيِّنَ الكلمةِ، مُحِبًّا للفقراءِ والعُلماء، حَسَنَ الظَّنِّ بهم، وعندَهُ دِيانةٌ وفَهْم وإدراكٌ وذَكاءٌ، يَسمعُ الحديثَ، ويُطالعُ التَّواريخ، ويَكتُبُ مَلِيحًا.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 362، وتاريخ الإسلام 15/ 308، والعبر 5/ 309، والإشارة إلى وفيات الأعيان 368، ودول الإسلام 2/ 172، وتالي وفيات الأعيان 52، والوافي بالوفيات 10/ 365، وعيون التواريخ 21/ 133، ومرآة الجمان 4/ 186، والمختصر في أخبار البشر 4/ 11، وتاريخ ابن الوردي 2/ 226، والبداية والنهاية 13/ 377، والسلوك 1/ 2/ 643، والمنهل الصافي 3/ 512، والنجوم الزاهرة 7/ 276، وعقد الجمان 2/ 197، وبدائع الزهور 1/ 1/ 343، والشذرات 5/ 351 (7/ 613).

(2)

سيأتي في وفيات سنة 677 هـ في جمادى الأولى.

ص: 51

ولمّا ماتَ السُّلطانُ الملكُ الظّاهرُ-وبَقِيَ بعدَهُ مُدّةً يَسيرة- ساسَ فيها الأمورَ، وسارَ بالجُيوشِ إلى الدِّيارِ المِصريّةِ على أجملِ نِظام، بحيثُ لم يَظهَرْ لموتِ السُّلطانِ أثَرٌ بوُجودِه. وباشَرَ نِيابةَ السَّلْطَنةِ عِوَضَهُ الأميرُ شَمْسُ الدِّينِ آق سُنْقُر الفارِقانِيُّ

(1)

. فبقيَ نحوًا من أربعينَ يومًا وحُبِسَ. وباشَرَ عِوَضَهُ الأميرُ شمْسُ الدِّينِ سُنْقُرٌ الألْفِيُّ الصَّغيرُ

(2)

.

• - وفي يوم الأربعاءِ سادسَ عَشَرَ ربيع الأوّلِ رَكِبَ السُّلطانُ الملكُ السَّعيدُ بالعَصائبِ على عادةِ والدِه، وسارَ إلى تحمسا الجَبلِ الأحمر. وهو أوّلُ رُكُوبِه بعدَ قُدُوم العَسكَرِ وتَحْلِيفِهم، ولم يَشُقَّ المدينة، وبينَ يَدَيْه الأُمراءُ والمُقَدَّمونَ والأعيان بالخِلَع وسُرَّ النّاسُ به سُرورًا كثيرًا. وعُمرُهُ يومئذٍ تسعَ عَشْرةَ سنةً.

557 -

وفي يوم الخميسِ ثالثِ ربيع الأوّلِ تُوفِّي الشَّيخُ تاجُ الدِّينِ عبدُ الرَّحمنِ

(3)

بنُ مُحمدِ بنِ عِمرانَ المالِكيُّ، ودُفِنَ من يومِه بمقابرِ بابِ الصَّغير.

وكانَ إمامَ المالكيّةِ بدمشقَ، ويُفْتِي في مَذهَبِه.

(1)

سيأتي في وفيات سنة 680 هـ، والخبر في: كنز الدرر 8/ 219، وذيل مرآة الزمان 3/ 234، ونهاية الأرب 30/ 372، وتاريخ الإسلام 15/ 208، والنهج السديد، ورقة 64/ أ، 65/ أ، والسلوك 1/ 2/ 643، وتاريخ ابن الفرات 7/ 95، وعقد الجمان 2/ 185، 188، والنجوم الزاهرة 7/ 261 - 262.

(2)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 3/ 234، وتاريخ الإسلام 15/ 207، ونهاية الأرب 30/ 372، والبداية والنهاية 13/ 277، والسلوك 1/ 2/ 643، وعقد الجمان 2/ 185، والنجوم الزاهرة 7/ 261. والجبل الأحمر ويسمى اليحموم. واليحموم هو الأسود المظلم، وسمي كذلك وجبال عنده؛ لاختلاف ألوانها. وهو جبل مطل على القاهرة من الجهة الشرقية الشمالية، وهو الآن شرق مدينة نصر. ينظر: الروضة البهية 141، ومسودة المواعظ والاعتبار 33، والمواعظ والاعتبار 1/ 338.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 313.

ص: 52

• - وفي يوم السَّبتِ ثاني عَشَرَ ربيع الأوّلِ وَصلَ الخبرُ إلى دمشقَ بموتِ ستّةٍ منَ الأُمراءِ بالدِّيارِ المِصريّة. منهُم الخِزَنْدارُ، والمُحمَّديُّ المُقدَّمُ ذِكْرُه

(1)

.

558 -

وفي يوم الخميسِ سابعَ عَشَرَ ربيع الأوِّلِ تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ مَجْدُ الدِّينِ أبو أحمدَ عبدُ الصَّمدِ

(2)

بنُ أحمدَ بنِ عبدِ القادرِ بنِ أبي الجيشِ المُقْرِئُ البَغداديُّ، ودُفِنَ من يومِه بحَضرةِ الإمام أحمدَ رضي الله عنه.

ومَولدُه في مُحَرِّم سنةَ ثلاثٍ وتسعينَ وخَمْسِ مئة.

سَمِعَ من أصحابِ القاضي أبي بكر، والأُرْمويِّ، وجماعة. وأجازَ لهُ ابنُ الجَوزيِّ، وطَبقتُهُ. وكانَ من مشايخ القراءاتِ والحديث.

رَوَى لنا عنهُ الشَّيخُ إبراهيمُ الرَّقِّيُّ.

559 -

وفي يوم الأحد ثالثَ عَشَرَ ربيع الأوّل تُوفِّي الشَّيخُ يحيى الزَّبْشةُ الحَنبليُّ

(3)

.

• - وفي يوم السَّبتِ ثاني عَشَرَ ربيع الأوّلِ شُرعَ بدمشقَ في التَّحليفِ للملكِ السَّعيد، وانقضَى ذلكَ يومَ الخميسِ الرّابعَ والعشرينَ منه. وفيه خُلِعَ

(1)

تقدم ذكر وفاتيهما معًا في وفيات ربيع الأول من هذه السنة.

(2)

ترجمته في: تلخيص مجمع الآداب 4/ 447، والحوادث 433، وتاريخ الإسلام 15/ 314، ودول الإسلام 2/ 178، والمعين في طبقات المحدثين 215، وتذكرة الحفاظ 4/ 1474، والعبر 5/ 311، ومعرفة القراء الكبار 2/ 665، والوافي بالوفيات 18/ 443، ومنتخب المختار 65، وذيل طبقات الحنابلة 4/ 135، ومختصره لابن نصر الله، ورقة 80، وذيل التقييد 2/ 121، وغاية النهاية 1/ 387، والمنهج الأحمد 4/ 407، ومختصره الدر المنضد 1/ 417، وبغية الوعاة 2/ 96، والشذرات 5/ 353 (7/ 615). ووالده: أحمد بن عبد القادر (ت 622 هـ)، وابنه: علي عبد المنعم بن عبد الصمد (ت 742 هـ)، وابنه الآخر: أحمد بن عبد الصمد (ت 656 هـ) لهم ذكر وأخبار.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 333، وقال:"الشروطي، من مشاير وكلاء الحكم بدمشق".

ص: 53

على النّاسِ وتُرُحِّمَ على السُّلطان، وأُظهِرَ ذلك بجامع دمشقَ يومَ الجمعةِ الخامسِ والعشرينَ من ربيع الأول. وحَضَرَ الخُطبةَ الأميرُ عِزُّ الدِّينِ النّائبُ، والأمراءُ، والقُضاةُ، وخَلْقٌ كثيرٌ

(1)

.

• - وفي يوم الجُمُعةِ الخامسِ والعشرينَ من ربيع الأوّل قَبضَ السُّلطانُ الملكُ السَّعيدُ على الأميرَيْنِ شَمْسِ الدِّينِ سُنْقُرٍ الأشقَر، وبَدْرِ الدِّينِ بَيْسَري، وحُبِسا بقلعةِ الجبلِ ثلاثةً وعشرينَ يومًا، ثم أفْرَجَ عنهُما، وخلَعَ عليهِما، وأعادَهُما إلى مكانَتِهما

(2)

.

560 -

وفي ليلةِ السَّبتِ تاسعَ عَشَرَ ربيع الأوّلِ تُوفِّي عليُّ

(3)

ابنُ الشَّمسِ مُحمدِ بنِ حُسينٍ الدَّقّاقُ، ودُفِنَ بمقبُرةِ بابِ تُوْما.

561 -

وفي ليلةِ الاثنينِ السّابع من ربيع الأوّلِ ماتَ أبو الوَحْشِ ابنُ القُدْسِيِّ المُلقَّبُ بالرَّشيدِ بنِ أبي حُلَيْقةَ النَّصْرانيُّ

(4)

، والِدُ العَلَم رئيسِ الأطبّاء.

وكانَ لهُ تَقدُّمٌ وشُهْرةٌ في مَعرفةِ الطِّبِّ. وكانَ موتُهُ بالقاهرة، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمقابرِ دَيْرِ الخَنْدَق

(5)

، وعُمرُه خَمْسٌ

(6)

وثمانون سنةً. وكانَ وَلدُهُ العَلَمُ قد أسلَمَ في حَياتِه.

(1)

الخبر في: البداية والنهاية 13/ 275، ونهاية الأرب 30/ 370، والسلوك 1/ 2/ 643.

(2)

الخبر في: كنز الدرر 8/ 219. ويراجع: تاريخ الإسلام 15/ 208، والجوهر الثمين 2/ 85، والسلوك 1/ 2/ 645، وعقد الجمان 2/ 186، والنجوم الزاهرة 7/ 262. سنقر الأشقري (ت 691 هـ) وبَيْسَرِيُّ (ت 698 هـ) ذكرهما المؤلف في موضعيهما.

(3)

لم أقف على أخباره. وباب توما تقدم ذكره.

(4)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 292، وتاريخ الإسلام 15/ 191 في وفيات 670 هـ، وكرره 15/ 333 ونبه على ذلك محققه. وعيون الأنباء 592، وعيون التواريخ 21/ 167، وتاريخ ابن الفرات 7/ 112. وابنه العلم لم أعرفه؛ لعدم معرفة اسمه.

(5)

الروضة البهية 15، والمواعظ والاعتبار 4/ 1048.

(6)

في الأصل: "خمسة" خطأ من الناسخ أو سهو من المؤلف رحمه الله.

ص: 54

‌ربيع الآخر

562 -

وفي عَشِيّةِ الجُمُعةِ ثالثِ شَهْرِ ربيع الآخرِ تُوفِّي أبو الخَيْرِ عَنْبَرُ

(1)

بنُ عبدِ الله الحَبَشيُّ، عَتِيقُ الشَّيخ فَخْرِ الدِّينِ الفارِسيُّ الصُّوفيُّ.

سَمِعَ من أُستاذِهِ المَذكور، ورَوَى عنهُ، ولي منهُ إجازةٌ.

563 -

وفي يوم الأحدِ خامسِ شَهْرِ ربيع الآخرِ قُتِلَ العِمادُ ابنُ أبي العَواقِب

(2)

، بدارِهِ بدَرْبِ العَجَم

(3)

بدمشقَ.

• - وفي يوم الخميسِ سادسَ عَشَرَ ربيع الآخِرِ وَصَلَ رُسُلُ أولادِ بَرَكةَ وأُنزِلُوا بميدانِ اللُّوق

(4)

، وكانَ قُدُومُهُم منَ الإسكندَريّة، فإنَّهم جَعَلُوا طَريقَهُم من مَقَرِّ مُلْكِهم وهو بَرُّ القَفْجاقِ على البحر

(5)

.

564 -

وفي يوم السَّبت الخامس والعشرينَ من ربيع الآخرِ تُوفِّي الشِّهابُ ابنُ دُحَيْرِجانِ

(6)

الدَّلّالُ في الأمْلاك، بدمشقَ.

وضَبطَهُ ابنُ الخَبّازِ يومَ السَّبتِ ثاني جُمادى الأولى، وذَكَرَ أنَّه دُفِنَ ببابِ الصَّغير.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 319. ومولاه محمد بن إبراهيم الفارسي الصوفي، فخر الدين.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 319.

(3)

من دروب دمشق وهما دربان، درب العجم الكبير، ودرب العجم الصغير كما في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 295، وفي هامشه:"في الإربلي: هو داخل جيرون وهو ما يطلق عليه الآن بالنوفرة شرقي باب الجامع الأموي الشرقي".

(4)

المواعظ والاعتبار 3/ 388 فما بعدها.

(5)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 3/ 235، وتاريخ الإسلام 15/ 208.

(6)

لم أقف على ترجمته.

ص: 55

‌جُمادى الأولى

• - وفي يوم الاثنينِ رابع جُمادى الأولى فُتِحَتْ مدرسةُ الأميرِ شَمْسِ الدِّينِ آقْ سُنْقُرِ الفارِقانِيِّ بالقاهرة بحارةِ الوَزِيريّة

(1)

على مذهبِ الحَنَفيّة، وعلى شيخ يُسمِعُ الحديثَ، وذُكِرَ الدَّرسُ بها في اليوم المَذكور

(2)

.

• - وفي يوم الثُّلاثاءِ خامسِ جُمادى الأولى عُقِدَ بقلعةِ الجبل عَقْدَ الأمير المُسْتَمسِك بالله أبي المَعالي مُحمدِ ابنِ الإمام الحاكم أميرِ المؤمنينَ على بنتِ الخليفةِ المعروفِ بالأسود

(3)

، وهُو المُستَنصِرُ بالله أبو العبِّاسِ أحمدُ ابنُ الظّاهرِ ابنِ النّاصر. وحَضَرَ والِدُ الزَّوج الإمامُ الحاكمُ، والسُّلطانُ، ووُجوهُ المملكة، وأعيانُ الدَّولة.

• - وفي يوم الخميسِ سادسِ جُمادى الأولى قُرئَ تَقليدٌ سُلطانيُّ

(1)

المواعظ والاعتبار 3/ 13، ويراجع: الروضة البهية 52، وكنز الدرر 6/ 141، وصبح الأعشى 3/ 353. منسوبة إلى الوزير يعقوب بن يوسف بن كِلِّس، أبو الفرج (380 هـ) وهو أول وزير في الدولة العبيدية. أخباره في: الإشارة لمن نال الوزارة 47، ووفيات الأعيان 7/ 27، واتعاظ الحنفاء 1/ 268.

(2)

الخبر في: تاريخ الملك الظاهر 360، وذيل مرآة الزمان 3/ 235، والبداية والنهاية 13/ 277، وعقد الجمان 2/ 190، والنجوم الزاهرة 7/ 262، والمواعظ والاعتبار 4/ 470، والمسودة 89. قال المقريزي:"هذه المدرسة بابها شارع في سويقة حارة الوزيرية فتحت يوم الاثنين وبها درس للطائفة الشافعية، ودرس للطائفة الحنفية، وبها درس حديث" وذكر ترجمة شمس الدين آق سنقر. ووفاته في هذه السنة. وفي هامش المواعظ: "ولا تزال هذه المدرسة موجودة إلى الآن بشارع درب سعادة على رأس سكة النبوية خلف مبنى محكمة باب الخلق الابتدائية، وتعرف الآن بجامع محمد أغا أو جامع الحبشلي نسبة إلى محمد أغا الحبشلي، كَتْخُذا مستحفظان مصر، الذي جدد الجامع سنة 1080 هـ. أول من درَّس بها من الحنفية نجم الدين أبو الظاهر إسحاق بن علي بن يحيى، شيخ الحنفية في وقته المتوفى سنة 711 هـ/ 1311 م (القرشي: الجواهر المضية 1/ 368 - 369)، وابن حجر في الدرر الكامنة 1/ 381.

(3)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 3/ 235، والبداية والنهاية 13/ 277، وعقد الجمان 2/ 191.

ص: 56

سَعِيديٌّ بدارِ السَّعادةِ بدمشقَ يَتَضمَّنُ استِمرارَ الأميرِ عِزِّ الدِّينِ أيْدَمُرِ على النِّيابةِ بحُضورِ القُضاةِ وأعيانِ الدَّولة.

• - وفي يوم السَّبتِ تاسع جُمادى الأولى شُرِعَ في بِناءِ دارِ العَقيقيِّ بدمشقَ، تُربة للسُّلْطانِ الملكِ الظّاهر

(1)

.

565 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ ثاني عَشَرَ جُمادى الأولى تُوفِّي الحاجُّ أبو مُحمدٍ حُسَينُ

(2)

بنُ رِزْقِ الله بنِ حُسَينِ الحِجازيُّ الحَنْبليُّ، ناظِرُ رِباط بَلْدَق، بدمشقَ.

سَمِعَ منَ النّاصح ابنِ الحَنْبَليِّ.

وضَبطَهُ الفَخْرُ ابنُ سَنِّي الدَّولةِ يومَ الثُّلاثاء خامسَ جُمادى الأولى.

ولي منهُ إجازةٌ.

566 -

وفي يوم الخميسِ رابعَ عشَرَ جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّريفُ عِمادُ الدِّينِ أبو إسحاقَ إبراهيمُ

(3)

بنُ مُحمدِ بنِ عبدِ الوَهّابِ بنِ مَناقبِ بنِ أحمدَ بنِ عليِّ بنِ أحمدَ بنِ الحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ أحمدَ بنِ الحُسَين بنِ مُحمدِ بنِ إسماعيلَ المُنْقِذِيِّ بنِ جعفرِ بنِ عبدِ الله بنِ الحُسينِ الأصْغَر ابنِ الإمام زَيْنِ العابِدينَ عليِّ بنِ الحُسَينِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه، الحُسَيْنيُّ المُنْقِذِيُّ، بالقاهرة، ودُفِنَ يومَ الجُمُعةِ بالقَرافة.

ومَولدُه بدمشقَ في أحدِ الجُماديين سنةَ سبع وتسعينَ وخَمْسِ مئة.

سَمِعَ من حَنْبَل، وابنِ طَبَرْزَد. وأجازَ لي جميعَ ما يَروِيه.

(1)

الخبر في: كنز الدرر 8/ 211، والبداية والنهاية 13/ 277، ونهاية الأرب 30/ 367، وتاريخ ابن الفرات 7/ 97، والسلوك 1/ 2/ 646، وعقد الجمان 2/ 191. ودار العقيقي هي دار الشريف أحمد بن الحسين بن أحمد بن علي العقيقي (ت 378 هـ) واشترى الملك الظاهر داره هذه حوالي سنة 670 هـ، ثم بنى مكانها المدرسة الظاهرية وتربة الملك الظاهر. ينظر: الدارس في تاريخ المدارس 1/ 348 - 349.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 309.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 305.

ص: 57

567 -

وفي ليلةِ السَّبتِ سادسَ عَشَرَ جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ شَمْسُ الدِّينِ أبو القاسم

(1)

بنُ عبدِ الغَنيِّ ابنِ الشَّيخ فَخْرِ الدِّينِ مُحمدِ بنِ أبي القاسم ابنِ تيميّةَ الحَرّانيُّ، بدمشقَ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمقابرِ الصُّوفيِّة.

ومَولدُه بحَرّانَ في ذي القَعدةِ سنةَ ستٍّ وستِّ مئة.

سَمِعَ من جَدِّهِ المَذكور، ومن ابنِ رُوْزْبة، والمُوفَّق عبدِ اللَّطيفِ البَغداديِّ، وغيرِهِم. وأجازَ لي جميعَ ما يَروِيه.

568 -

وفي يوم الأحدِ سابعَ عَشَرَ جُمادى الأولى تُوفِّي أبو مُحمدٍ عبُد الباقي

(2)

بنُ عليِّ بنِ عبدِ الباقي بنِ عليِّ بنِ حفاظٍ الصَّحْراويُّ الصّالحيُّ، ودُفِنَ من يومِه بسَفْح قاسِيُون تحتَ الكهف.

سَمِعَ البخاريَّ منَ ابنِ الزَّبِيدِيِّ.

569 -

وفي ليلةِ الثُّلاثاءِ تاسعَ عَشَرَ جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ أبو إسحاقَ إبراهيمُ

(3)

بنُ حَمْدِ بنِ كاملِ بنِ عُمَرَ المَقْدِسيُّ، بالصّالحيّةِ ظاهرِ دمشقَ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُون.

رَوَى عن داودَ بنِ مُلاعِب.

ومَولدُه في العَشْرِ الأخيرِ من ذي القَعْدةِ سنةَ أربع وستِّ مئة.

ولهُ إجازةُ ابنِ طَبَرْزَد، وأجازَ لي جميعَ ما يَروِيه.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 333. من آل تيمية الأسرة العلمية التي منها شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبد الحليم الإمام العلامة المشهور. والده عبد الغني (ت 631 هـ) وجده فخر الدين محمد (ت 622 هـ). وابنه هو عبد الأحد بن أبي القاسم (ت 712 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات شعبان من هذه السنة.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 313 مختصرة.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 305، ومعجم شيوخ الذهبي الكبير 1/ 134.

ص: 58

570 -

وفي يوم الأربعاءِ العشرينَ من جُمادى الأولى تُوفِّيت رُقَيةُ

(1)

بنتُ المُحدِّثِ تَقِيِّ الدِّينِ أبي طاهرٍ إسماعيلَ بنِ عبدِ الله بنِ عبدِ المُحْسنِ الأنْماطيِّ بقريةِ دُومةَ

(2)

من قُرى دمشقَ، ودُفِنَتْ هناك.

ومَولدُها يومُ الاثنين قبلَ العَصرِ عاشرِ ربيع الآخرِ سنةَ أربعَ عَشْرةَ وستِّ مئة.

رَوَت "جُزءَ ابنِ نُجَيْدٍ"

(3)

بالإجازة. ولي منها إجازةٌ.

571 -

وفي يوم السَّبتِ الثّالثِ والعشرينَ من جُمادى الأولى تُوفِّي الأميرُ جَمالُ الدِّينِ [

]

(4)

ابنِ الأميرِ جَمالِ الدِّينِ قايْمازِ الرُّوميَّ، ودُفِنَ بالجَبل.

رَوَى عنِ ابنِ الصّابُونيِّ.

572 -

وفي يوم الاثنينِ الخامسِ والعِشرينَ من جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ شَمْسُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبدُ العزيزِ

(5)

ابنُ القاضي أبي نَصْرٍ عبدِ الرَّحيم بنِ مُحمدِ بنِ الحَسَنِ بنِ هِبةِ الله ابنِ عَساكر، ودُفِنَ بمقابرِ بابِ الصَّغير.

رَوَى عنِ ابنِ طَبَرْزَد، والكِنْدِيِّ، وأحمدَ بنِ مُحمدِ بنِ سيِّدِهِم، وأبي طالبِ ابنِ حَديد، وغيرِهِم.

ومَولدُه سنةَ ستٍّ وتسعينَ وخَمْسِ مئة.

(1)

ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 311. ووالدها إمام مشهور (ت 619 هـ).

(2)

وتعرف بدوما من قرى غوطة دمشق مشهورة، ولا تزال على تسميتها. قال ياقوت في معجم البلدان 2/ 486. "دومة بالضم من قرى غوطة دمشق".

(3)

جزء بن نجيد وهو إسماعيل بن أحمد السلمي (ت 366 هـ) موجود في مكتبة كوبرلي، ودار الكتب المصرية وغيرهما.

(4)

بياض في الأصل. يتسع لكلمة واحدة فيها اسمه الذي لم يعرفه المؤلف، ولم أقف على ذكر له في غير هذا الكتاب.

(5)

ترجمته في: معجم الحافظ الدمياطي 2/ ورقة 43، ومشيخة ابن جماعة 1/ 329، وتاريخ الإسلام 15/ 315. تقدم الحديث عن أسرته. والده عبد الرحيم (ت 631 هـ) وعمه زين الأمناء. وعم أبيه الحافظ الكبير أبي القاسم مؤرخ دمشق.

ص: 59

وأجازَ لي ما يَروِيه، ورَوَى لنا عنهُ قاضي القُضاةِ بَدْرُ الدِّينِ ابنِ جماعة

(1)

.

573 -

وفي جُمادى الأولى شاعَ بالقاهرةِ وفاةَ الأميرِ عِزِّ الدِّينِ سُنْقُرَ

(2)

الرُّوميِّ، وعُمِلَ عَزاءُهُ بدارِهِ بالقاهرة، وقد نَيَّفَ على الخَمسين.

وكانَ منَ الأُمراءِ الشُّجْعانِ ذَوِي المَكانة، لهُ الحُرمةُ في الدَّولة، والتَّحَكُّمُ في أوّلِ الدَّولةِ الظّاهريّةِ إلى حيثُ قُبِضَ عليه، واعْتُقِلَ بقلعةِ الجبل مُدّةَ سِنينَ.

‌جُمادى الآخرة

• - وفي يوم الأوبعاءِ خامسِ جُمادى الآخرةِ دُمِسَ أساسُ التُّربةِ الظّاهريّة بدمشقَ

(3)

.

574 -

وفي يوم الاثنينِ عاشِرٍ جُمادى الآخرةِ تُوفِّي القاضي عِمادُ الدِّينِ أبو الحَسَنِ عليُّ

(4)

بنُ صالح بنِ عليِّ بنِ صالح القُرَشِيُّ الشّافعيُّ، المعروفُ بابنِ أبي عِمامةَ، ودُفِنَ يومَ الثُّلاثاءِ بالقَرافةِ الصُّغرى.

• - وفي يوم الأربعاءِ ثاني عَشَرَ جُمادى الآخرةِ باشَرَ نِيابةَ الحُكْم بدمشقَ الشَّيخُ جَمالُ الدِّينِ ابنُ عبدِ الكافي، عن قاضي القُضاةِ عِزِّ الدِّين

(5)

.

(1)

قال ابن جماعة: "أخبرنا الشيخ الأصيل أبو محمد عبد العزيز بن عبد الرحيم بن محمد بن الحسن ابن عساكر قراءة عليه وأنا أسمع، في سنة ثلاث وسبعين وست مئة بظاهر دمشق".

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 271، وتاريخ الإسلام 15/ 313.

(3)

تقدم في بناء دار العقيقي يوم السبت تاسع جمادى الأولى من هذه السنة.

(4)

لم أقف على ترجمته.

(5)

جمال الدين ابن عبد الكافي هو: أبو محمد عبد الكافي بن عبد الملك الربعي الدمشقي (ت 689 هـ) في جمادى الأولى. ذكره المؤلف في وفياتها. وسيأتي قوله في ترجمته: "ولي نيابة الحكم بدمشق". والقاضي عز الدين هو: محمد بن عبد القادر، أبو المفاخر المعروف بابن الصائغ (ت 683 هـ)، ذكره المؤلف في موضعه في وفيات ربيع الأول. ويراجع: قضاة دمشق 76.

ص: 60

575 -

وفي عَشِيّةِ الجُمُعةِ رابعَ عَشَرَ جُمادى الآخرة تُوفِّي الشَّيخُ الصَّدْرُ الكبيرُ العَدْلُ عِمادُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(1)

بنُ عُمَرَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عبدِ الواحدِ بنِ هِلالٍ الأزْدِيُّ الدِّمشقيُّ، ودُفِنَ يومَ السَّبتِ بسَفْح قاسِيُون.

ومَولدُه في مُستهلِّ المُحَرَّم سنةَ اثنتينِ وستِّ مئة.

وكانَ من أعيانِ الدِّمشقيِّينَ وصُدُورِهِم، مَشْهورًا بالأمانةِ والدِّيانة، مَشْكورَ السِّيرةِ، لَيِّنَ الكلمةِ، حَسَنَ المُحاضرةِ، عِندَهُ مَكارمٌ، وحُسْنُ أخلاق. ووَلِيَ نَظَرَ مَخْزَنَ الأيتام بدمشقَ مُدّةَ سِنينَ. رَوَى عنِ ابنِ صَصْرَى، وابنِ باسُوْيَة المُقْرِئ، وجماعة.

ولي منهُ إجازةٌ.

576 -

وفي يوم الاثنينِ السّابعَ عَشَرَ من جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الشَّيخُ نَجْمُ الدِّينِ أبو الشُّكْرِ نِعْمةُ

(2)

ابنُ الشَّيخ جَمالِ الدِّينِ مُحمدِ بنِ نِعْمةَ بنِ أحمدَ المَقْدِسيُّ، ودُفِنَ يومَ الثُّلاثاءِ بمَقبُرةِ بابِ كَيْسانَ عندَ أقارِبِه.

ومَولدُه سنةَ ثمانٍ وستِّ مئة.

سَمِعَ من ابنِ الزَّبِيدِيِّ، وابنِ اللَّتِّي، ومُكْرَم بن أبي الصَّقْر.

ولي منهُ إجازةٌ.

577 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ ثامنَ عَشَرَ جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الشَّيخُ مُحْيي الدِّينِ أبو الفَضْلِ مُحمدُ

(3)

ابنُ الشَّيخ الإمام كمالِ الدِّينِ عليِّ بنِ شُجاعَ بنِ

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 282، وتاريخ الإسلام 15/ 322، والمقفى الكبير 6/ 416. قال:"وهو من بيت مشهور بالعدالة، والرئاسة، ورواية العلم".

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 324، وفيه:"النابلسي الشافعي".

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 282، وتاريخ الإسلام 15/ 322، والمختار من تاريخ ابن الجزري 294. وفي تاريخ الإسلام:"الهاشمي العباسي".

ص: 61

سالم ابنِ الضَّريرِ المُقرِئُ، بالقاهرة، ودُفِنَ من يومِهِ بسَفْح المُقَطَّم، وهو سِبْطُ الشّاطبيِّ

(1)

.

رَوَى عنِ ابنِ باقا.

ومَولدُه بالقاهرةِ سنةَ أربع عَشْرةَ وستِّ مئة.

وكانَ عندَهُ أدَبٌ وفَضِيلةٌ، ونَظْمٌ ونَثْرٌ، وحُسْنُ مُحاضرةٍ.

578 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ الحادي والعشرينَ من جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الشَّيخُ جَمالُ الدِّينِ أبو حَفْصٍ عُمَرُ

(2)

بنُ إلياسَ بنِ الخَضِرِ بنِ قُزغْلِيِّ الرُّهاوِيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمقابرِ بابِ الصَّغير.

وكانَ شيخًا كبيرًا، رَوَى عنِ الرَّضِيِّ ابنِ البُرْهان.

ولي منهُ إجازةٌ.

579 -

وفي يوم السَّبتِ الثّاني والعشرينَ من جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ عِزُّ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبدُ العزيزِ

(3)

ابنُ الشَّيخ الصّالح عَفِيفِ الدِّينِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ مُحمدِ بنِ أبي الفَتْح المَقْدِسيُّ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ تحتَ مَغارةِ الجُوع.

وكانَ رجلًا مُباركًا، سَمِعَ منَ الشَّيخ مُوفَّق الدِّين، والبَهاءِ عبدِ الرَّحمن، وجماعةٍ. وسَمِعَ ببغدادَ كثيرًا في سنةِ أربع وثلاثينَ وستِّ مئة.

ولي منهُ إجازةٌ.

(1)

الشاطبي هو: القاسم بن فيرّه المقرئ المشهور (ت 590 هـ) صاحب الشاطبية في القراءات.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 319، والرُّهاوي منسوب إلى الرُّها بضم أوله والقصر، مدينة بالجزيرة بين الموصل والشام متصلة بحران. يراجع: معجم ما استعجم 2/ 678، ومعجم البلدان 3/ 106، والروض المعطار 273، وصبح الأعشى 4/ 139. من أشهر المنسوبين إليها العلامة، المحدث، عبد القادر الفهمي الرهاوي (ت 612 هـ).

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 315. مختصر من كلام البرزالي المؤلف رحمهما الله.

ص: 62

580 -

وفي ليلةِ الخميسِ السّابع والعشرينَ من جُمادى الآخرةِ تُوفِّيتْ أُمُّ الجُودِ آسِيةُ

(1)

بنتُ حَسّانَ بنِ رافع بنِ سُمَيْرٍ العامِرِيُّ، بدَرْبِ الأكْفانِيِّينَ

(2)

بدمشقَ، ودُفِنَتْ بسَفْح قاسِيُون.

رَوَتْ عن حَنْبَل الرُّصافيِّ. وتُكْنَى أيضًا: أُمَّ عبدِ الرَّحيم.

أجازَتْ لي جميعَ ما تَروِيه.

581 -

وفي يوم الجُمُعةِ الثّامنِ والعشرينَ من جُمادى الآخرةِ تُوفَّي أبو العبّاس أحمدُ

(3)

ابنُ الشَّيخ تَقِيِّ الدِّينِ مُحمدِ بنِ طَرْخانَ بنِ أبي الحَسَنِ الصّالحيُّ الحَنْبَليُّ، بمدينةِ قُوْصَ.

رَوَى حُضُورًا عنِ ابنِ طَبَرْزَد.

• - وفي يوم الجُمُعةِ رابعَ عَشَرَ جُمادى الآخرةَ قَبَضَ السُّلطانُ الملكُ السَّعيدُ على خالِهِ الأميرِ بَدْرِ الدِّينِ ابنِ بَرَكةَ خانَ، وحَبَسَهُ بالقلعة، فبَقِيَ عَشَرةَ أيام، ثم أفْرَجَ عنهُ، وخَلَعَ عليه، وأعادَهُ إلى مَنزِلَتِه

(4)

.

(1)

ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 305. ووالدها محدث فاضل (ت 630 هـ)، وأخوها خطيب المصلى صائن الدين أبو عبد الله محمد المحدث (ت 644 هـ).

(2)

كذا في الأصل: "الأكفانيين"، ولم أجد من ذكره، وهناك:"سوق الأكافين" له ذكر في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 98، 272 قال: "

يدخل إليها من الأكافين التي هي اليوم من سوق علي" فلعله هو.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 304، ووالده محمد (ت 637 هـ)، وأخوه هو أبو بكر (ت 679 هـ)، ومن هذه الأسرة أحمد بن أبي بكر بن محمد (ت 736 هـ)، وأحمد بن أحمد بن بكر بن محمد (ت 789 هـ)، وعلي بن أحمد بن أبي بكر (ت 770 هـ)، وأبو بكر بن الحسن بن طرخان (ت 694 هـ)، وبهية بنت طرخان بن أبي الحسن (ت 618 هـ)، وهي عمة المترجم هنا. وغيرهم، وأسرتهم أسرة علم. لهم أخبار وذكر.

(4)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 3/ 236، وكنز الدرر 9/ 220، وتاريخ الإسلام 15/ 208، ونهاية الأرب 30/ 373، والنهج السديد، ورقة 64/ ب، والسلوك 1/ 2/ 645، وتاريخ ابن الفرات 7/ 96، وعقد الجمان 2/ 186، والنجوم الزاهرة 7/ 262.

ص: 63

582 -

وفي يوم الاثنينِ ثاني عَشَرَ جُمادى الآخرةِ تُوفِّي أحمدُ

(1)

بنُ مَحاسِنِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بن بِطِّيخ الدِّمشقيُّ، ودُفِنَ بمَقبُرةِ بابِ الصَّغير.

ومَولدُه سنةَ إحدى وثلاثينَ وستِّ مئة بدمشقَ.

أجازَ لنا على يَدِ ابنِ الخَبّاز.

‌رَجَب

583 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ خامسِ رَجَبِ تُوفِّي الشَّيخُ أبو الفَتْح نَصْرُ

(2)

بنُ عُبَيْدِ بنِ مُحمدِ بنِ عِمْرانَ السَّوادِيُّ الحَنْبَليُّ المُؤذِّنُ، بسَفْح قاسِيُون، ودُفِنَ يومَ الجُمُعةِ هُناكَ تحتَ الوادي.

وكانَ رجلًا صالحًا. سَمِعَ منِ ابنِ الزَّبِيدِيِّ، وابنِ اللَّتِّي.

وأجازَ لي ما يَروِيه

(3)

. رَوَى لنا عنهُ الدَّوَادَارِيُّ.

584 -

وفي ليلةِ الاثنينِ ثامنِ رَجَبٍ تُوفِّي ناصِرُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ الحَسَنُ

(4)

بنُ إسماعيلَ ابنِ القاضي صَدْرِ الدِّينِ عبدِ الملكِ بنِ دِرْباسٍ المارانِيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بالقَرافةِ الصُّغرى.

(1)

لم أقف على ترجمته وسيعيده المؤلف في وفيات سنة 677 هـ في اليوم والشهر نفسيهما. (الترجمة 643).

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 323، وذيل التقييد 2/ 293. قال الحافظ الذهبي:"وهو والد العدل زين الدين عبد الرحمن الحنفي، والشيخ أحمد المقرئ" وابنه عبد الرحمن (ت 724 هـ) له ذكر وأخبار، وهو من شيوخ الحافظ الذهبي كما في معجمه 1/ 383. ولم يذكره القرشي في الجواهر المضية. وابنه عبد الرحمن لم أقف على أخباره. ونص المؤلف هنا، والحافظ الذهبي على أن المترجم حنبلي المذهب، ولم يذكره الحافظ ابن رجب في ذيل الطبقات، وهو مستدرك عليه 4/ 146.

(3)

في ذيل التقييد: "وأجاز للبرزالي".

(4)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 264، وتاريخ الإسلام 15/ 309، والوافي بالوفيات 11/ 404، والمنهل الصافي 5/ 69، والدليل الشافي 1/ 260.

ص: 64

وكانَ مُدرِّسًا بمدرسةِ سَيْفِ الإسلام

(1)

بالبُنْدُقانِيِّينَ بالقاهرة. وعندَهُ فَضِيلةٌ، ومُشاركةٌ في الأدبِ والنَّظْم، وفيه مَكارمٌ، وحُسْنُ مُحاضرة.

ومَولدُه سنةَ ثمانِ عَشْرةَ وستِّ مئة.

585 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ تاسع رَجَبٍ تُوفِّي الشَّيخُ عِمادُ الدِّينِ مُحمدُ

(2)

بنُ عبدِ الكريم بنِ عُثْمانَ المارِدِينيُّ الحَنَفَيُّ، المعروفُ بابنِ الشَّماع، بدمشقَ.

وكانَ منَ الفُقهاءِ الحَنَفيّة، ودَرَّسَ بالقَصّاعِينَ وغيرِها، وبيتُهُ بمارِدِينَ

(3)

معروفٌ بالرِّئاسةِ والحِشْمةِ

(4)

.

586 -

وفي يوم السَّبتِ ثالثَ عَشَرَ رَجَبٍ تُوفِّي أبو الحَسَنِ عليُّ

(5)

بنُ عُمَرَ بنِ عليِّ بنِ مُحمدِ بنِ حَرْبُونَ القُرَشيُّ الإسْكَنْدَرِيُّ المُسْدِي

(6)

المُقْرِئُ، ودُفِنَ بالقَرافةِ بالقُربِ من تُربةِ الإمام الشّافعيِّ رضي الله عنه.

ذَكَرَهُ ابنُ يونُسَ الإرْبِليُّ في "وفياتِه".

587 -

وفي يوم الاثنينِ خامسَ عَشَرَ رَجَبٍ تُوفِّي الشَّيخُ زَكْرِي

(7)

مُؤذِّنُ مَشهدِ عليٍّ رضي الله عنه بجامع دمشقَ.

(1)

قال ابن عبد الظاهر: "أوقفها سيف الإسلام، وولى فيها عماد الدين ولد القاضي صدر الدين ابن درباس"، الروضة البهية 90. ويراجع: الخطط للمقريزي 2/ 368، وسيف الإسلام هو طُغْتُكِين بن أيوب الملك العزيز (ت 593 هـ). يراجع: الوافي بالوفيات 16/ 450.

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 282، وتاريخ الإسلام 15/ 322، والقصاعين من أحياء دمشق، والمقصود هنا المدرسة التي هناك، تقدم ذكرها.

(3)

بكسر الراء والدال، كأنه جمع مارد، كذا قال ياقوت في معجم البلدان 5/ 39، وهي حصن بالجزيرة مشهور على قُنّة جبل مشرفة على دُنَيْسِر ودارا ونِصِيبين.

(4)

هم أخوال الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي رحمه الله. منهم قضاة، وعلماء مشاهير.

(5)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 319. مختصر من كلام المؤلف البرزالي رحمهما الله.

(6)

هكذا في الأصل، وفي تاريخ الإسلام:"المهتدي".

(7)

لم أقف على ترجمته. ومشهد علي شرقي الجامع الأموي. الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق)187. وذكر معه مشهد عمر، ومشهد الحسين، وزين العابدين.

ص: 65

588 -

وفي ليلةِ الأربعاءِ سابعَ عَشَرَ رَجَبٍ قُتِلَ الأميرُ عِزُّ الدِّينِ أيْبَكُ

(1)

المَوْصِلِيُّ الظّاهِرِيُّ في دارِهِ ليلًا بحِصْنِ الأكراد، ولم يُؤخَذْ لهُ بثَأْرٍ.

وكانَ نائبَ السَّلْطَنةِ بحِمْصَ ثم انتقلَ إلى حِصْنِ الأكراد. وكانَ عندَهُ نَهْضةٌ، وكَفاءةٌ، وذَكاءٌ، ومَعرِفةٌ، وفيه تَشَيُّعٌ. ماتَ في عَشْرِ الخَمسين.

589 -

وفي ليلةِ الأربعاءِ سابعَ عَشَرَ رَجَبٍ تُوفِّي الأميرُ عِزُّ الدِّينِ أيْدَمُرُ

(2)

بنُ عبدِ الله العَلّائيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بالقَرافةِ الصُّغرى، وقد قارَبَ الخَمسين.

وكانَ السُّلطانُ الملكُ الظّاهرُ يَحترمُه، ويَثِقُ به، ويَسكُنُ إليه. وكانَ نائبَ السَّلْطَنةِ بصَفَدَ، ويَتَقَلَّق

(3)

فلا يُقيلُهُ اَلسُّلطانُ. فلمّا ماتَ السُّلطانُ جَرَى بينَهُ وبينَ النُّوابِ مُقاولةٌ، فطَلبَ دُستُورًا وحَضَرَ إلى القاهرة، وأقامَ مُدّةً يَسيرةً وماتَ وكانَ دَيِّنًا، عَفِيفًا، أمِينًا، مُحِبًّا للعُلماءِ والفُقراء.

وهُو أخُو أيْدَكِيْنَ الصّالِحيِّ.

590 -

وفي ليلةِ الاثنينِ الثّاني والعشرينَ من رَجَبٍ تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(4)

بنُ أحمدَ بنِ مَنْظُورِ بنِ ياسِينَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ العَسْقَلانيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح المُقَطَّم.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 238، وتاريخ الإسلام 15/ 306، والوافي بالوفيات 9/ 477، والمنهل الصافي 3/ 135، والدليل الشافي 1/ 163، والنجوم الزاهرة 7/ 275. في ذيل مرآة الزمان: "قتل في داره بالربض غيلة

واختلف في سبب قتله، فقيل: إن السلطان جهز عليه من قتله. وقيل: قفز عليه بعض الإسماعيلية. وقيل غير ذلك".

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 239، وتاريخ الإسلام 15/ 306، والوافي بالوفيات 10/ 6، ونهاية الأرب 30/ 380، والمنهل الصافي 3/ 169، والدليل الشافي 1/ 167، والنجوم الزاهرة 7/ 276، وأخوه أيدكين (ت 690 هـ) ذكره المؤلف في وفيات ذي القعدة من السنة المذكورة.

(3)

يتقلق: ينزعج، وفي ذيل مرآة الزمان:"وإذا قلق من المقام في صفد لا تقبله كذا". لا يقيله، والكلمة عرضة للتحريف.

(4)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 280، وتاريخ الإسلام 15/ 320، والوافي بالوفيات 2/ 104، والمقفى الكبير 5/ 281. قال الذهبي:"شيخ عارف، له أتباع ومريدون".

ص: 66

رَوَى عن أبي الفُتُوح ابنِ الجَلاجِليِّ.

ومَولدُه في ذي القَعْدةِ سنةَ سَبْع وتسعينَ وخَمْسِ مئة.

وكانَ لهُ زاوِيةٌ بالمَقْسِ

(1)

ظاهرِ القاهرة، وعندَهُ فُقراءُ على الدَّوام، وهو يَقومُ بأمرِهِم وخِدْمَتِهم، وتَرِدُ عليه الزُّوّارُ والمُسافِرُون، ويَعمَلُ في كُلِّ سنةٍ ليلةَ مَولدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم طَعامًا، ويُنفِقُ جُملةً كثيرةً، ويَجتمعُ عندَهُ خَلْقٌ عَظيمٌ، وكانَ لهُ جِدَةٌ، وصَدقةٌ وبِرٌّ، ويَتكلَّمُ في زاوِيَتِه، وعندَهُ فَضِيلةٌ وتَعَبُّدٌ، ولا يَقبَلُ من كُلِّ أحدٍ. رَوَى لنا عنهُ الدَّوَادَارِيُّ.

591 -

وفي عَشِيّةِ الجُمُعةِ التّاسعَ عَشَرَ من رَجَبٍ تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ نَجْمُ الدِّينِ أبو الحَسَنِ عليُّ

(2)

بنُ عليِّ بنِ إسْفَنْديارِ ابنِ المُوفَّقِ البُوشَنْجِيُّ، ثم البَغداديُّ الواعظُ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمقابرِ الصُّوفيّةِ ظاهرَ دمشقَ.

وكانَ شيخًا فاضلًا، ولهُ مَحفوظاتٌ، ويَدٌ في الوَعْظ، والكلام في المَحافِل. وكانَ يَجلسُ بجامع دمشقَ في الأشْهُرِ الثَّلاثةِ للوَعْظِ ويَحضُرُهُ خَلْقٌ كثيرٌ.

ومَولدُه ليلةَ السّابع والعشرينَ من رَجَبٍ سنةَ أربعَ عَشْرةَ وستِّ مئة

(3)

.

رَوَى "جُزءَ البانِياسِيَ" عن عبدِ اللَّطيفِ ابنِ القُبَّيْطيِّ.

ولي منهُ إجازةٌ، ورَوَى لنا عنهُ الشَّيخُ عليٌّ ابنُ العَطّار.

(1)

الروضة البهية لابن عبد الظاهر 125. والمَقْسُ تقدم ذكره.

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 275، وتاريخ الإسلام 15/ 318، والإشارة إلى وفيات الأعيان 368، والعبر 5/ 311، وعيون التواريخ 21/ 156، والبداية والنهاية 13/ 279، والسلوك 1/ 1/ 648، والنجوم الزاهرة 7/ 279، وعقد الجمان 2/ 195، وتاريخ ابن الفرات 7/ 102، والبُوشَنْجِي: منسوب إلى بُوشَنْج بفتح الشين وسكون النون وجيم: بليدة نزهة خصبة، في واد مشجر من نواحي هراة. معجم البلدان 1/ 508، والروض المعطار 118. ويراجع: الأنساب للسمعاني 2/ 332.

(3)

في تاريخ الإسلام: "ولد سنة ست عشرة وست مئة". ونقل أخباره عن القاضي شهاب الدين محمود.

ص: 67

592 -

وفي ليلةِ الأربعاءِ الرّابع والعشرينَ من رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ الحافظُ الزّاهدُ مُحْيي الدِّينِ أبو زكريّا يحيى

(1)

بنُ شَرَفِ بنِ مِرَي بنِ حَسَنٍ بنِ حُسَينِ بنِ جُمعةَ بنِ حِزام النَّواوِيُّ الشّافعيُّ ببلدِ نَوَى

(2)

من عَمَلِ دمشقَ، ودُفِنَ منَ الغَدِ هناكَ رحمَهُ اللهُ تعالى.

ومَولدُه في العَشْرِ الأوسطِ منَ المُحَرَّم سنةَ إحدى وثلاثينَ وستِّ مئة بنَوَى المَذكورة. وانْتقَلَ منها إلى دمشقَ سنةَ تسع وأربعينَ وستِّ مئة.

وقد حَفِظَ القُرآنَ، فلازَمَ الاشتغالَ، وحَجَّ. وكانَ يَصُومُ الدَّهْرَ ولا يُضَيِّعُ شيئًا من أوقاتِهِ ويَقرَأُ في كُلِ يوم اثنَيْ عَشَرَ دَرسًا على الشُّيوخ، وبَقِيَ على ذلكَ ستَّ سِنين، ثم اشتغلَ بالإشغالِ والتَّصنِيف، وبَلَغَتْ مُصنَّفاتُهُ نحوَ الثَّلاثين، ومنها ما لم يُكمِلْهُ. وكانَ يَأمُرُ بالمعروفِ ويَنْهى عنِ المُنكَر. ورُثِيَ بعِدّةِ تَقاصيد نحوَ ستِّ مئة بيتٍ، وممَّن رَثاهُ ابنُ الظَّهِيرِ، والعَفيفُ التِّلِمْسانيُّ، وابنُ مُصْعَبٍ، وابنُ المِهْتارِ، والكِنْدِيُّ، والبَدْرُ المَنْبِجِيُّ. وكانَ وَرِعًا، مُتعَبِّدًا، مُتقَلِّلًا منَ الدُّنيا. رَوَى لنا عنهُ تِلميذُهُ الشَّيخُ عليٌّ ابنُ العَطّار.

(1)

من أشهر شيوخ الإسلام، وأكثرهم علمًا وزهدًا وورعًا. مصنف متقن، متنوع الثقافة، عالي الهمة، مكثر من التأليف، وتآليفه في غاية الجودة والإتقان. ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 283، وتاريخ الإسلام 15/ 324، ودول الإسلام 2/ 178، والعبر 5/ 312، وتذكرة الحفاظ 4/ 1470، والإعلام بوفيات الأعلام 282، ومرآة الزمان 4/ 182، ونهاية الأرب 30/ 383، والبداية والنهاية 13/ 178، وعيون التواريخ 21/ 160، وفوات الوفيات 4/ 264، وتاريخ ابن الوردي 2/ 236، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 165، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 476، والمنهل الصافي 12/ 74، والدليل الشافي 2/ 775، والسلوك 1/ 2/ 648، وعقد الجمان 2/ 194، والنجوم الزاهرة 7/ 278، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 9، وطبقات الحفاظ 510، وتاريخ الخلفاء 483، وحسن المحاضرة 2/ 75، وشذرات الذهب 5/ 354 (7/ 618).

(2)

بليدة من أعمال حوران، بينها وبين دمشق منزلان. معجم البلدان 5/ 306.

ص: 68

‌شَعْبان

593 -

وفي مُستهلِّ شَعْبان، أو سَلْخ رَجَبٍ تُوفِّي الأميرُ جمالُ الدِّينِ عليُّ

(1)

بنُ دِرْباسِ بنِ يوسُفَ الحُمَيْدِيُّ.

ومَولدُه سنةَ أربع وستِّ مئة.

وكانَ عاليَ الهِمّةِ، كثيرَ المُرُوءةِ، واسعَ الصَّدْرِ، وافِرَ الصَّدقَةِ ومُكارَمةَ الإخْوانِ، نفسُهُ نَفْسُ المُلوك. ولهُ خِبرةٌ بالوَلاياتِ والتَّصَرُّف، ومَهابةٌ شَديدةٌ، وسَطْوةٌ، وحُرْمةٌ وافرةٌ.

وبعدَ موتِ السُّلطانِ الملكِ الظّاهرِ أحضَرَهُ نائبُ السَّلْطَنةِ بدمشقَ واعْتَقلَهُ وغَرَّمَهُ جُملةً. وبَقِيَ في منزلِه بجبلِ الصّالحيّةِ بطّالًا، وخُبزُهُ جارٍ عليه إلى أنْ ماتَ. ولمّا عُزِلَ تابَ عنِ الظُّلْم، وصارَ لهُ وِرْدٌ في اللَّيلِ يُصلِّي ويَبْكي ويَدْعُو ويَتضَرَّعُ. وكانت طوِيَّتُهُ حَسَنةً، وعندَهُ فَضِيلةٌ، وعلى ذِهْنِهِ جُملةٌ منَ الأشعارِ والوَقائع والتّاريخ. وعندَه مُباسَطةٌ ومُداعبةٌ. رَوَى "الشَّمائل" عنِ الافتِخار الهاشميِّ.

وضَبطَ وَفاتَهُ فَخْرُ الدِّينِ ابنُ سَنِيِّ الدَّولةِ يومَ الاثنينِ التّاسعَ والعشرينَ من رَجَبٍ.

594 -

وفي ليلةِ الأربعاءِ تاسعَ شَعْبانَ تُوفِّي الأميرُ عِزُّ الدِّينِ أيْبَكُ

(2)

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 275، وتاريخ الإسلام 15/ 318، والوافي بالوفيات 21/ 102، وعيون التواريخ 21/ 154، وتالي وفيات الأعيان 173، والنجوم الزاهرة 7/ 276، وتاريخ ابن الفرات 7/ 107.

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 238، وتاريخ الإسلام 15/ 306، والعبر 5/ 307، والوافي بالوفيات 9/ 477، والمنهل الصافي 3/ 134، والدليل الشافي 1/ 162، والنجوم الزاهرة 7/ 275، والمواعظ والاعتبار 2/ 429، وتاريخ ابن الفرات 7/ 101.

ص: 69

الدِّمْياطيُّ الصّالحيُّ النَّجْمِيُّ، ودُفِنَ بتُربتِهِ بينَ القاهرةِ ومصرَ جِوارَ حَوضِ السَّبيل

(1)

، وقد نَيَّفَ على سبعينَ سنة.

وكانَ أحدَ الأُمراءِ الأكابرِ المُقَدَّمِينَ على الجُيوش. وكانَ عاليَ الهِمّة، ساميَ المَكانة.

595 -

وفي ليلةِ الأحدِ العشرينَ من شَعْبانَ تُوفِّي الأميرُ شَمْسُ الدِّينِ بَهادُرُ

(2)

صاحبُ سُمَيْساطَ وابنُ صاحِبِها، ودُفِنَ منَ الغَدِ خارجَ بابِ النَّصْر. وكانَ نَيَّفَ على الأربعين. وكانَ قَدِمَ مُهاجِرًا إلى السُّلطانِ قبلَ وَفاتِه بثلاثِ سِنينَ فأكرَمَهُ وأمَّرَهُ، وأقامَ في خِدْمَتِه.

‌رَمَضان

596 -

وفي يوم الأربعاءِ مُستهلّ رَمَضانَ تُوفِّي الشَّيخُ الأديبُ المُحدِّثُ مُجاهِدُ الدِّينِ أبو المِنْهالِ مَنْكَبا بنُ عُمَرَ بنِ مَنْكَبا الأسَدِيُّ، ويُسمّى تُرْكَنْشاهَ

(3)

، ودُفِنَ يومَ الخميس.

سَمِعَ من أبي فُصَيْدٍ قايْماز المُعَظَّميِّ، ويوسُفَ ابنِ المَخِيْلِيِّ وغيرِهِما.

ولهُ قصائدٌ نَبويّةٌ. وكانت وَفاتُهُ بالصَّعيدِ بقريةِ طَنْبَذَى

(4)

.

ولي منهُ إجازةٌ، ورَوَى لنا عنهُ الدَّوَادَارِيُّ.

(1)

حوض السبيل الصالحي، الروضة البهية لابن عبد الظاهر 106، والمواعظ والاعتبار للمقريزي 4/ 805. قال محققه في الهامش: "اندثر الآن هذا الحوض، وحل مكانه الدكاكين الواقعة بجوار جامع الحبيبي من الجهة البحرية المشرفة على شارع السد، وهو الطريق العام بين مصر والقاهرة في عهد الدولة الفاطمية (أبو المحاسن، النجوم الزاهرة 7/ 275).

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 239، وتاريخ الإسلام 15/ 306، والوافي بالوفيات 10/ 295، والمنهل الصافي 3/ 428، والدليل الشافي 1/ 199، ونهاية الأرب 30/ 381، وتاريخ ابن الفرات 7/ 102. وسميساط تقدم ذكرها.

(3)

أخباره في: تاريخ الإسلام 15/ 309، 323 كرره مرتين، وقد نبه على ذلك.

(4)

قرية من أعمال البهنسا من صعيد مصر، معجم البلدان 4/ 42.

ص: 70

597 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ رابعَ عَشَرَ رَمَضانَ تُوُفِّيت الشَّيخةُ الصّالحةُ ستُّ العَرَب

(1)

بنتُ جَمالِ الدِّينِ عبدِ الله بنِ عبدِ الملكِ بنِ عُثْمانَ المَقْدسيُّ بسَفْح قاسِيُون. رَوَتْ عنِ ابنِ اللَّتِّي.

وضَبطَها بعضُهُم يومَ الأحدِ ثاني عَشَرَ رَمَضان، ودُفِنَت يومَ الاثنينِ بسَفْح قاسِيُون.

ولي منها إجازةٌ. وكانت تَقرَأُ وتَكتُبُ، وهي حَدْباءُ لطيفةُ الخَلْق، تُعرَفُ بالشَّيخةِ عندَ نِساءِ الأُمراءِ وغيرِهِم. وهي بنتُ شَيْخَتِنا زينبَ بنتِ مَكِّيٍّ

(2)

.

• - وفي شَهْرِ رَمَضانَ طَلَعَتْ سَحابةٌ عَظيمةٌ بصَفَدَ، لَمَعَ منها بَرْقٌ عظيمٌ خارِقٌ للعادةِ، وسَطَعَ منها لِسانُ نارٍ، وسُمِعَ صوتُ رَعْدٍ هائل، ووَقعَ على مَنارةِ جامع صَفَدَ صاعِقة شَقَّتْها من أعْلاها إلى أسفَلِها شَقًّا يَدخُلُ فيه الكَفُّ

(3)

.

598 -

وفي عَشِيّةِ السَّبتِ الثّامنِ والعشرينَ من رَمَضانَ تُوفِّي الصَّدْرُ مُؤَيَّدُ الدِّينِ أحمدُ

(4)

ابنُ الشَّيخ مَجْدِ الدِّينِ مُحمدِ بنِ إسماعيلَ بنِ عُثْمانَ بنِ المُظَفَّرِ ابنِ عَساكِر، ودُفِنَ يومَ الأحدِ بسَفْح قاسِيُون.

(1)

ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 312. ووالدها عبد الله بن عبد الملك بن عثمان بن سعد، جمال الدين أبو أحمد (ت 660 هـ)، وإخوته محمد (ت 638 هـ)، وأحمد (ت 640 هـ)، وعبد العزيز (ت 634 هـ) ولهم ذكر وأخبار، كما لهم أولاد وأحفاد من أهل العلم والحديث. وأخوها أحمد (ت 680 هـ) وأختها: عائشة (ت 693 هـ) سيأتي ذكرهما.

(2)

محدثة مشهورة جدًّا (ت 688 هـ) بعد ابنتها هذه، ذكرها المؤلف في موضعها.

(3)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 3/ 236، ونهاية الأرب 30/ 374، والبداية والنهاية 13/ 277، وعقد الجمان 2/ 191.

(4)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 237، وتاريخ الإسلام 15/ 304، والعبر 5/ 307، ودول الإسلام 2/ 177، وتذكرة الحفاظ 4/ 1474، ومعرفة القراء الكبار 2/ 664، والمعين في طبقات المحدثين 215، والإعلام في وفيات الأعلام 282، والإشارة إلى وفيات الأعيان 368، وتالي وفيات الأعيان 8، والوافي بالوفيات 5/ 309، وذيل التقييد 2/ 413، وغاية النهاية 1/ 6، والنجوم الزاهرة 7/ 274، وحسن المحاضرة 1/ 503.

ص: 71

سَمِعَ من أبي المَجْدِ القَزْوِينيِّ. ولهُ إجازةُ المُؤَيِّدِ الطُّوسيِّ، وأبي رَوْح الهَرَوِيِّ، وزَينبَ الشَّعريّة، وجماعة.

وضَبطَ ابنُ جَعْوانَ وَفاتَهُ في ثامنَ عَشَرَ الشَّهْر، وكذلكَ الفَخْرُ ابنُ سَنِيِّ الدَّولة.

ومَولدُه في أوائلِ سنةِ اثنتَيْ عَشْرةَ وستِّ مئة.

ولي منهُ إجازةٌ.

‌شَوّال

599 -

وفي ليلةِ الأحدِ ثالثِ شوّالٍ تُوفِّي الشَّيخُ فَخْرُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ إياسُ

(1)

بنُ عبدِ الله المُقْرِئُ، عَتِيقُ شَرَفِ الدِّينِ ابنِ القُطْبِ الحَمَوِيِّ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.

رَوَى عنِ ابنِ اللَّتِي، والسَّخاوِيِّ، ولي منهُ إجازةٌ.

600 -

وفي يوم الأحدِ ثالثِ شوّالٍ تُوفِّي الشَّيخُ جَمالُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبدُ القاهرِ

(2)

بنُ عبدِ السَّلام بنِ أبي القاسم بنِ مُحمدِ بنِ المُهَذَّبِ السُّلَميُّ الدِّمشقيُّ، بها، ودُفِنَ ببابِ الصَّغير.

وأجازَهُ في سنةِ خَمْسٍ وتسعينَ وخَمْسِ مئة جماعةٌ، منهم: الخُشُوعيُّ، والقاسمُ ابنُ عَساكِر. وأجازَ لي جميعَ ما يَروِيه.

601 -

وفي يوم الجُمُعةِ ثامنِ شوّالٍ تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ عِمادُ الدِّينِ أبو بَكْرٍ

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 306.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 315. وفيه: "أخو الشيخ عز الدين توفي

بمنزله بعقبة الكتان كتب في الإجازات لعلم الدين البرزالي وغيره"، وأخوه الشيخ عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام الإمام المشهور سلطان العلماء (ت 660 هـ).

ص: 72

عَتِيقُ

(1)

بنُ عبدِ الجبّارِ بنِ عَتِيقٍ الأنصاريُّ الصِّقِلِّيُّ فُجاءةً، جَلَسَ يَتَوضَّأُ على بِرْكةِ المدرسةِ المُقَدَّميّةِ

(2)

فوَقعَ في البِركةِ فماتَ غَرِيقًا شَهِيدًا.

ومَولدُه بالإسكَندريّةِ سنةَ ثلاثٍ أو أربع وستِّ مئة.

وانتقَلَ إلى دمشقَ وعُمُرُهُ أربعُ سِنينَ، وسَمِعَ من ابنِ اللَّتِّي، وزَيْنِ الأُمَناء، وابنِ الزَّبِيدِيِّ، وجَماعة. وكانَ عَدْلًا، صالحًا، كثيرَ الدِّيانةِ والصَّلاة، مُتواضِعًا، ليِّنَ الكلمة. سَمِعَ منهُ الشَّيخُ جَمالُ الدِّينِ المِزِّيُّ. ودُفِنَ بتُربةِ القاضي عِزِّ الدِّينِ ابنِ الصّائغ بسَفْح قاسِيُون.

ولي منهُ إجازةٌ.

602 -

وفي ليلةِ السَّبتِ تاسع شوّالٍ تُوفِّي أبو مُحمدٍ عبدُ الغالِبِ

(3)

بنُ أبي غانِم بنِ مُحمدٍ الحَلَبيُّ الصُّوفيُّ، ودُفِنَ يومَ السَّبتِ بمقبُرةِ بابِ النَّصْرِ ظاهرِ القاهرة.

وهُو من شُيُوخِي بالإجازة.

‌ذو القَعْدة

• - وفي يوم السَّبتِ سابع ذي القَعْدةِ بَرَّزَ السُّلطانُ الملكُ السَّعيدُ والعَساكرُ إلى مسجدِ التِّبن

(4)

.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 274، وتاريخ الإسلام 15/ 317، ومعجم الذهبي 1/ 431. وفيه: "عدل، صالح، معمر

وأجاز لي مروياته".

(2)

المدرسة المقدمية البرانية تجاه الركنية، بسفح قاسيون وهما مدرستان جوانية وبرانية. و"البرانية بناها فخر الدين ابن الأمير شمس الدين ابن المقدم سنة

" كذا قال ابن شداد في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 226، ولم يذكر تاريخًا، ويراجع: الدارس 1/ 599، ومختصره 108، والقلائد الجوهرية 140. والجوانية داخل باب الفراديس منشئها الأمير شمس الدين محمد بن المقدم (ت 583 هـ). الأعلاق الخطيرة 211، والدارس 1/ 594.

(3)

لم أقف على ترجمته.

(4)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 2/ 360، ونهاية الأرب 30/ 374، والنجوم الزاهرة 7/ 263. في ذيل المرأة:"الحادي والعشرين" ومسجد التبن تقدم ذكره ويسمى مسجد التبر أيضًا.

ص: 73

• - وفي يوم السَّبتِ الخامسِ والعشرينَ من ذي القَعْدةِ انتقلَ السُّلطانُ بخَواصِّهِ إلى المَيْدانِ الذي أنشَأهُ بينَ مصرَ والقاهرة، ودَخلَتِ العَساكرُ إلى مَنازِلِهم، وبَطَلَتِ الحركةُ

(1)

.

• - وفي يوم الأربعاءِ ثامِنَ عَشَرَ ذي القَعْدةِ عُزِلَ قاضي القُضاةِ مُحْيى الدِّينِ عبدُ الله ابنُ قاضي القُضاةِ شَرَفِ الدِّينِ ابنِ عَيْنِ الدَّولةِ عن قَضاءِ مصرَ وأعمالِها. وتَوَلَّى ذلكَ قاضي القُضاةِ تَقِيُّ الدِّينِ ابنُ رَزِينَ، مُضافًا إلى قضاءِ القاهرة

(2)

.

603 -

وفي ليلةِ الأحدِ الثاني والعشرينَ من ذي القَعْدةِ تُوفِّي أبو المَناقبِ فَرِيدُونَ

(3)

بنُ هَمّام بنِ زَرِّيْنكمر بنِ رُسْتُم بنِ خاقانَ الدَّيْلَمِيُّ الشّافعيُّ الشِّيْرازِيُّ، بالقاهرة.

حَدَّثَ بـ"مجلسِ رِزْق الله التَّمِيميِّ"

(4)

عن أبي بَكْرٍ عبدِ الله بنِ سابُورَ الشِّيرازِيِّ.

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 3/ 236، ونهاية الأرب 30/ 374، والنجوم الزاهرة 7/ 263.

(2)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 3/ 237، ونهاية الأرب 30/ 375. ويراجع: تاريخ الإسلام 15/ 208، والبداية والنهاية 13/ 279، وتاريخ ابن الفرات 7/ 99، والسلوك 1/ 2/ 647. ومحيي الدين عبد الله بن شرف الدين محمد بن عين الدولة (ت 678 هـ) ذكره المؤلف في وفيات رجب من السنة. وتقي الدين ابن رزين محمد بن الحسن (ت 680 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات رجب أيضًا.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 320. وفيه: "ابن همايون".

(4)

رزق الله بن عبد الوهاب، أبو محمد التميمي (ت 488 هـ) ترجمته في: طبقات الحنابلة 3/ 464، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 172. ويظهر أن مجلسه الذي روى فيه حديث:"من عادي لي وليًّا" قال الحافظ ابن رجب: "روى عنه من أهل أصبهان أزيد من مئة راو"، وقال الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام -عن الحافظ السمعاني-:"روى لنا عنه خلق كثير، وورد أصبهان رسولًا في سنة ثلاث وثمانين و (حدثنا) عنه من أهلها أكثر من ستين نفسًا، ثم قال: "أنبأنا" المشايخ فذكر ستين بأصبهان وأربعة عشر نفسًا من غيرها، ثم قال: وجماعة سواهم، قالوا: "أنبأنا" رزق الله التميمي فذكر حديث: "من عادى لي وليًّا" =

ص: 74

‌ذو الحِجّة

604 -

وفي ليلةِ السَّبتِ السّابع والعشرينَ من ذي الحِجّةِ تُوفِّي شَمْسُ الدِّينِ عبدُ الكريم

(1)

بنُ الحُسَين بنِ رَزِيْنٍ، أخُو قاضي القُضاةِ تَقِيِّ الدِّين

(2)

، بالقاهرة، ودُفِنَ منَ الغَدِ بالقَرافة، وهو في عَشْرِ السَّبعين.

وكانَ فقيهًا كثيرَ الدِّيانة، مُؤثِرًا للعُزلةِ والخُمُول. ودَرَّسَ مُدّةً يَسِيرةً بالمدرسةِ السَّيْفيّة

(3)

بالقاهرة.

• - وفي الثّامنِ والعشرينَ من ذي الحِجّةِ باشَرَ شَمْسُ الدِّينِ ابنُ القَباقِبِيِّ نَظرَ ديوانِ الزَّكاةِ بدمشقَ عِوَضًا عن عِزِّ الدِّينِ ابنِ الشَّيْرَجِيِّ.

• - وفي ذي الحِجّةِ وَلِيَ قَضاءَ الشّام قاضي القُضاةِ شَمْسُ الدِّينِ ابنُ خَلِّكانَ عِوَضًا عن قاضي القُضاةِ عِزِّ الدِّينِ ابنِ الصّائغ. وسافَرَ منَ القاهرةِ

= وهو حديث انفرد رزق الله بعلوه. أخبرنا أبو المعالي الهمذاني قال: أخبرنا أبو بكر ابن سابور قال: أخبرنا عبد العزيز الشيرازي قال: أخبرنا رزق الله إملاء، فذكر مجلسًا أوله هذا الحديث

قال السلفي: فيما أخبرنا ابن رواج قال: أخبرنا أبو طاهر ابن سلفة قال: رزق الله، شيخ الحنابلة، قدم أصبهان رسولًا من قبل الخليفة إلى السلطان -وأنا إذ ذاك صغير- فشاهدته يوم دخوله، كان يومًا مشهودًا كالعيد، بل أبعد في المزيد، وأنزل بباب القصر محلتنا في دار السلطان وحضرت في الجامع الجورجيري مجلسه متفرجًا، ثم لما تصديت للسماع قال لي أبو الحسن أحمد بن معمر اللنباني -وكان من الأثبات- قد استجزته لك في جملة من كتبت اسمه من صبياننا، فكتب خطه بالإجازة".

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 316، وعيون التواريخ 21/ 152، وذيل التقييد 3/ 271، وتاريخ ابن الفرات 7/ 103.

(2)

أخوه تقي الدين قاضي الديار المصرية محمد بن الحسين (ت 680 هـ) سيأتي ذكره.

(3)

مدرسة بالقاهرة أوقفها سيف الإسلام، ظهير الدين طغتكِينُ الملك المعز بن نجم الدين أيوب بن شادي بن مروان الأيوبي، أخو صلاح الدين (ت 593 هـ). يراجع: الروضة البهية 90، وفيه:"مدرسة سيف الإسلام"، والمواعظ والاعتبار 4/ 467.

ص: 75

إلى الشّام لمُباشرةِ ذلكَ في السّابع والعشرينَ من ذي الحِجّة. وقيل: إنَّ تَوْلِيتَهُ يومَ عَرَفة، وسَفَرَهُ من القاهرةِ إلى دمشقَ يومَ الخميسِ الثّالثِ والعشرينَ من ذي الحِجّة

(1)

.

605 -

وفي السَّنة تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ أبو أحمد زكيُّ

(2)

بنُ الحَسَن بن عِمْران البَيْلقانيُّ الشّافعيُّ التّاجرُ، باليَمَن بمدينة عَدَن.

ومولدُه سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة.

وأقامَ بالإسكندرية مدةً. وحَدَّثَ بدمشق. وهو ممن اشتَغَل على الفَخْر الرّازي وسَمِعَ الحديثَ من المُؤيَّد الطُّوسِيِّ.

606 -

وفيها تُوفِّي الشَّيخُ محمودُ

(3)

بنُ عليّ بن أبي القاسم الغَسّالُ، بمكّةَ في أيام الحجّ.

وكانَ يأخذُ خُطوطَ المَشايخ في الإجازات. وسَمِعَ من الزَّيْن خالد وجماعةٍ.

(1)

الخبر في: عيون التواريخ 21/ 134، ونهاية الأرب 30/ 375، والسلوك 1/ 2/ 647.

(2)

ترجمته في: تكملة إكمال الإكمال، ص 144، والسلوك للجندي 2/ 430، وتاريخ الإسلام 15/ 311، والعبر 5/ 310، وتذكرة الحفاظ 4/ 176، وطبقات السبكي 8/ 146، وتبصير المنتبه 2/ 497، وذيل التقييد 1/ 533، وشذرات الذهب 7/ 614. وهو منسوب إلى بيلقان مدينة قرب الدربند (معجم البلدان 1/ 533).

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 323، وتوضيح المشتبه 6/ 264، وتبصير المنتبه 3/ 1009.

ص: 76

‌سنة سبع وسبعين وستِّ مئة

‌المُحَرَّم

607 -

وفي يوم الأحدِ خامسِ المُحَرَّم تُوفِّي عِزُّ الدِّينِ عبدُ العزيزِ

(1)

المالِكيُّ الشّاهدُ تحتَ السّاعات.

• - وفي يوم الاثنينِ سادسِ المُحَرَّم امتَنَعَ قاضي القُضاةِ عِزُّ الدِّينِ ابنُ الصّائغ منَ الحُكم بدمشقَ لمّا تَحقَّقَ تَوليةُ قاضي القُضاةِ شَمْسِ الدِّينِ ابنِ خَلِّكانَ لذلك.

608 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ رابعَ عَشَرَ المُحرَّم تُوفِّي الشَّيخُ الفَقيهُ مُحْيي الدِّينِ يحيى

(2)

بنُ موسى بنِ عيسى السُّلَميُّ الزُّرَعيُّ الحَنْبليُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ يومَ الأربعاءِ بسَفْح قاسِيُون.

رَوَى عنِ ابنِ اللَّتِّيِّ. ولي منهُ إجازةٌ.

609 -

وفي يوم السَّبتِ ثامنَ عَشَرَ المُحَرَّم تُوفِّي تاجُ الدِّينِ مُحمدُ

(3)

بنُ عليِّ بنِ يوسُفَ المِصريُّ المعروفُ بابنِ مُيَسَّر، بمصرَ، ودُفِنَ بسَفْح المُقَطَّم. وكانَ فاضلًا، صنَّفَ "تاريخًا للقُضاة".

ذَكَرَهُ ابنُ يونُسَ الإرْبِليُّ.

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 355.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 353. قال الحافظ الذهبي: "صنف تاريخ القضاة

وله تاريخ كبير، ذيل به على تاريخ المسبحي، وهبني منه مجلدًا الحافظ قطب الدين، وعلى المجلد بخطه: مختصر من تاريخ تاج الدين محمد بن علي بن ميسر، ويعرف بابن جلب راعب، من بيت، وله أصالة".

ص: 77

610 -

وفي ليلةِ الأحدِ تاسعَ عَشَرَ المُحَرَّم تُوفِّي أبو عبدِ الله مُحمدُ

(1)

بنُ عبدِ المهيمن.

رَوَى عنِ ابنِ المُقَيَّر. وهُو من شُيوخ ديارِ مصرَ.

ضَبطَهُ ابنُ يونُسَ الإرْبِليُّ في "وَفياتِه".

• - وفي يوم الخميسِ الثّالثِ والعشرينَ من المُحَرَّم دَخلَ قاضي القُضاةِ شَمْسُ الدِّينِ ابنُ خَلِّكانَ إلى دمشقَ مُتَولِّيًا للقَضاء، وخَرجَ نائبُ السَّلْطنةِ الأميرُ عِزُّ الدِّينِ أيْدَمُرُ بجميع المَوكب والأُمراءِ لتَلَقِّيه، وخَرجَ أهلُ البلد، وتَلَقّاهُ النّاسُ إلى رَمْلِ مصر، وسُرَّ النّاسُ بولايَتِه سُرُورًا مُفْرِطًا، ومَدَحَهُ الشُّعراءُ، ولم يَبْقَ منَ الأدباءِ أحدٌ إلّا ومَدَحَهُ بغُرَرِ القَصائد. وقُرِئَ توقيعُهُ يومَ الجُمُعةِ الرّابعَ والعشرينَ منَ المُحَرَّم

(2)

.

‌صَفَر

611 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ مُستهلّ صَفَرٍ تُوفِّي مُوفَّقُ الدِّينِ عبدُ الله

(3)

بنُ عُمَرَ بنِ نَصْرِ الله الأنصاريُّ، أصابَهُ قُوْلَنْجُ بعضَ ليلةٍ فماتَ بالقاهرة.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 353، والمقفى الكبير 6/ 146. وفيه:"محتسب مصر وابن محتسبها، ومن المعدلين بها. مولده منتصف المحرم سنة أربع وعشرين وست مئة، ودفن بالقرافة، سمع هو وأبوه من أبي الحسن ابن المقير. كتب عنه المحدث عبد الغفار بن محمد بن عبد الكافي السعدي". ووالده عبد المهيمن لم أقف على أخباره.

(2)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 3/ 293، وتاريخ الإسلام 15/ 208، والبداية والنهاية 13/ 279، وعيون التواريخ 21/ 170، وتاريخ ابن الفرات 7/ 114، وعقد الجمان 2/ 199، ونهاية الأرب 30/ 375.

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 321، وتاريخ الإسلام 15/ 340، والوافي بالوفيات 17/ 375، وعيون التواريخ 21/ 155، وفوات الوفيات 1/ 481، والنجوم الزاهرة 8/ 282، والمنهل الصافي 7/ 109، والدليل الشافي 1/ 388، وتاريخ ابن الفرات 7/ 123، والشذرات 5/ 358 (7/ 625).

ص: 78

وكانَ أديبًا فاضلًا، قادرًا على النَّظْم، لهُ مُشاركةٌ في الطِّبِّ، والكُحْل، والفِقْهِ، والوَعْظِ، حُلْوُ النّادرةِ، حَسَنُ المُحاضرةِ، لا تُمَلُّ مُجالستُهُ. وعلى ذِهْنِهِ كثيرٌ منَ التَّواريخ والأشعار. وأقامَ ببَعْلَبَكَّ مُدّةً، ونَيَّفَ على خَمسينَ سنةً. وشِعْرُهُ كثيرٌ، وهو جيِّدٌ. وكانَ يُعرَفُ بالمُوفَّقِ الوَرَنِ.

ذَكَرَهُ الشَّيخُ قُطْبُ الدِّينِ اليُونِينيُّ

(1)

، وأثْنى عليهِ كثيرًا.

612 -

وفي عَشِيّةِ الثُّلاثاءِ خامسِ صَفَرٍ تُوفِّي الشَّيخُ أبو بكرِ

(2)

بنُ يونُسَ بنِ عليٍّ الرَّيْحانيُّ الدَّلّالُ، بسَفْح قاسِيُون، ودُفِنَ منَ الغَدِ تحتَ الكَهْف.

وكانَ رجلًا جيِّدًا، من أهلِ الصّالحيّة. سَمِعَ منَ الشَّيخ مُوفَّقِ الدِّينِ ابنُ قُدامة، وشَمْسِ الدِّينِ أحمدَ البخاريِّ وغيرِهِما. وحَجَّ مرّاتٍ. وحَدَّثَ.

ولي منهُ إجازةٌ.

613 -

وفي ليلةِ الخميسِ السّابع من صَفَرٍ تُوفِّي الشَّيخُ الصَّدْرُ جَمالُ الدِّينِ أبو بكرٍ عبدُ الله

(3)

بنُ مسعودِ بنِ مُحمدٍ اليَزْدِيُّ، بدمشقَ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ منَ الغَدِ، وقد نَيَّفَ على السَّبعين.

وكانَ وَلِيَ نَظَرَ الجامع والخَوانِكِ بدمشقَ، ومَشْيخةَ الشُّيوخ أيضًا في زَمَنِ النَّجِيبيِّ، وصُرِفَ بعدَ عَزْلِ النَّجِيبِيِّ، وطُلِبَ إلى مصرَ وصُودِرَ ولَزِمَ

(1)

نقل عنه كثيرًا من أول كتابه دون إشارة، ولا أدري لماذا صرح به هنا.

(2)

كذا في تاريخ الإسلام 15/ 356: "الريحاني" وقال المحقق في الهامش: "جود المصنف ضبط هذه النسبة". وقال أيضًا: "أخذ عن ابن نفيس وغيره".

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 343، وتاريخ الإسلام 15/ 340، 356، كرره الحافظ وهو يظن أنه غيره، فذكره أولًا باسمه، وثانيًا بكنيته، نبّه على ذلك محققه الدكتور بشار عواد معروف. وهو في المختار من تاريخ ابن الجزري 298. واليَزْدِىِ: منسوب إلى يَزْدَ بفتح أوله وسكون ثانيه ودال مهملة: مدينة متوسطة بين نيسابور وشيراز وأصبهان معدودة من أعمال فارس. معجم البلدان 5/ 435.

ص: 79

بيتَهُ إلى أنْ ماتَ. وفي أيام مُباشَرَتِه نَظرَ الجامع ذَهَّبَ رُؤُوسَ العَمَدِ، وأصلَحَ مواضعَ مُتشَعِّثةً.

• - وفي يوم الأربعاءِ ثالثَ عَشَرَ صَفَرٍ ذُكِرَ الدَّرسُ بالمدرسةِ الظّاهريّةِ بدمشقَ ولم تَكمُلْ عِمارتُها. وكانَ مُدرِّسُ الشّافعيّةِ الشَّيخُ رَشِيدُ الدِّينِ الفارِقيُّ، ومُدرِّسُ الحَنَفيّةِ قاضي القُضاةِ صَدْرُ الدِّينِ سُلَيمانُ

(1)

.

‌ربيع الأول

614 -

وفي يوم الجُمُعةِ رابعَ عَشَرَ ربيع الأوّلِ تُوفِّي الشَّريفُ شَمْسُ الدِّينِ عَبّاسٌ

(2)

الأعْناكيُّ، بدمشقَ.

615 -

وفي يوم السَّبتِ خامسَ عَشَرَ ربيع الأوّل تُوفِّيتْ أُمُّ سُلَيمانَ خَديجةُ

(3)

بنتُ الشَّيخ شهابِ الدِّينِ مُحمدِ بنِ خَلَفِ بنِ راجح بنِ بِلالِ بنِ عيسى المَقْدِسيِّ، ودُفِنَتْ يومَ الأحدِ بسَفْح قاسِيُون.

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 3/ 294، وتاريخ الإسلام 15/ 209، وعيون التواريخ 21/ 171، والبداية والنهاية 13/ 280، وعقد الجمان 2/ 199، والدارس 1/ 265، 418، ورشيد الدين عمر بن إسماعيل بن مسعود (ت 689 هـ) وصدر الدين سليمان بن أبي العز بن وهيب بن عطاء الأذرعي الحنفي (ت 677 هـ).

(2)

لم أقف على ترجمته. والأعناك، بالنون والكاف: بليدة من نواحي حوران. معجم البلدان 1/ 222.

(3)

ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 337، وهي من أسرة علمية دمشقية صالحية، مقدسية الأصل، والدها من مشاهير العلماء (ت 618 هـ)، وجدها خلف بن راجح من أوائل المهاجرين من بيت المقدس إلى صالحية دمشق هو وزوجته مؤمنة بنت عبد الواحد بن سرور أخت الحافظ عبد الغني (ت 600 هـ)، وأخته عائشة بنت خلف زوجة عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار (ت 635 هـ)، وأخته الأخرى مريم بنت خلف (ت 638 هـ)، وأخو المترجمة أحمد بن محمد بن خلف (ت 638 هـ)، وأختها آسية بنت محمد بن خلف (ت 633 هـ)، وزوجها هو حمزة بن أحمد المقدسي (ت 632 هـ)، وابنها منه القاضي تقي الدين سليمان بن حمزة (ت 715 هـ)، وغيرهم من ذوي قرابتها. ولهم أولاد وأحفاظ من أهل العلم.

ص: 80

وكانت امرأةً صالحةً عابدةً، رَوَتْ عنِ ابنِ طَبَرْزَد حُضُورًا.

ومَولدُها تقريبًا سنةَ ستِّ مئة.

وهي والدةُ القاضي تَقِيِّ الدِّينِ سُلَيمانَ الحَنْبَليِّ. رَوَى لنا عنها وَلدُها المَذكورُ. ولي منها إجازةٌ.

616 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ الخامسِ والعشرينَ من ربيع الأوّلِ تُوفِّي الشَّيخُ بُرْهانُ الدِّينِ إبراهيمُ

(1)

ابنُ الرُّهاويِّ، الشّاهدُ تحتَ السّاعات.

617 -

وفي ربيع الأوّلِ تُوفِّي شَرَفُ الدِّينِ يوسُفُ

(2)

بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ يوسُفَ الأنصارِيُّ الشّمّاعُ، ببابِ البَرِيد

(3)

، المعروفُ بابنِ الخَبّازة.

وكانَ شيخًا حَسَنَ الهَيئة، وعندَهُ أجزاءُ من سَماعاتِه. رَوَى عنِ ابنِ المُقَيَّر، وابنِ رَواج. وكانَ لهُ بيتٌ بالمَدرسةِ العَزيزيّةِ

(4)

يَتَردَّدُ إليه. سَمِعَ منهُ سَعْدُ الدِّينِ الحارثيُّ، وابنُ الخَبّاز، وغيرُهُما.

ولي منهُ إجازةٌ.

‌ربيع الآخر

618 -

وفي ليلةِ الخميسِ رابعَ ربيع الآخرِ تُوفِّيت زينبُ

(5)

ابنةُ الصّاحبِ كَمالِ الدِّينِ أبي القاسم عُمَرَ بنِ أحمدَ بنِ هِبةِ الله بنِ أبي جَرادَةَ الحَلَبِيِّ.

(1)

لم أقف على ترجمته. والرُّهاوِيّ: منسوب إلى الرُّها سبقت.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 355. وترجمته فيه مختصرة من هنا.

(3)

من أبواب دمشق. يراجع: معجم البلدان 1/ 306، والأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق)26.

(4)

في دمشق أكثر من مدرسة اسمها العزيزية، ومنها مدرسة أسسها الملك الأفضل، ثم أتمها الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين. يراجع: الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 239، والدارس 1/ 382، ومختصره 60. ولعلها المقصودة هنا.

(5)

ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 337، وهي من أسرة علمية مشهورة سبق الحديث عنها في ترجمة سابقة. ووالدها عمر (ت 660 هـ) صاحب "بغية الطلب" من مشاهير العلماء.

ص: 81

619 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ خامسِ شَهْرِ ربيع الآخِرِ تُوفِّي الأميرُ الكبيرُ جُمالُ الدِّينِ آقُوْشُ

(1)

النَّجِيبيُّ الصّالحيُّ، بالقاهرة، ودُفِنَ منَ الغَدِ بتُربَتِه بالقرافة.

وكانَ ممَّن أمَّرَهُ أُستاذُهُ الملكُ الصّالحُ نَجْمُ الدِّينِ أيُّوبُ، وجَعَلَهُ أُستاذَ دارِه. وكانَ يعتَمِدُ عليه ويَثِقُ به. وقارَبَ السَّبعينَ منَ العُمُر، ووَلِيَ نِيابةَ السَّلطَنةِ بدمشقَ تسعَ سِنين، وعُزِلَ وانتقَلَ إلى القاهرة، وأقامَ بطّالًا إلى أنْ ماتَ. وحُرْمَتُه كبيرةٌ، ومَكانَتُه عاليةٌ. ولمّا مَرِضَ عادَهُ السُّلطانُ، وكانَ لَحِقَهُ فالجٌ قبلَ موتِه بأربع سنينَ واستَمَرَّ به.

وكانَ كثيرَ الصَّدقةِ، مُحِبًّا للعُلماءِ والفُقراء، شافعيًّا مُتغالِيًا في السُّنةِ وحُبِّ الصَّحابةِ رضي الله عنهم، قائمًا بما يجبُ من إخمالِ الشِّيعة. ووَقفَ أوقافًا، وصُلِّيَ عليه بجامع دمشقَ بالنِّيةِ يومَ الجُمُعةِ ثاني عَشَرَ شَهْرِ ربيع الآخر.

620 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ ثاني عَشرَ ربيع الآخرِ تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ مَجْدُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(2)

بنُ أحمدَ بنِ عُمَرَ بنِ أحمدَ بنِ أبي شاكرِ بنِ عبدِ الله الإرْبليُّ الحَنفيُّ، المعروفُ بابنِ الظَّهير، بدمشقَ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمقابرِ الصُّوفيّة.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 300، وتاريخ الإسلام 15/ 336، ودول الإسلام 2/ 178، والإشارة إلى وفيات الأعيان 369، والعبر 5/ 314، والوافي بالوفيات 9/ 323، وتالي وفيات الأعيان 11، وعيون التواريخ 21/ 184، والبداية والنهاية 13/ 381، ونهاية الأرب 30/ 387، والسلوك 1/ 2/ 650، والنجوم الزاهرة 7/ 281، وعقد الجمان 2/ 211، وتاريخ ابن الفرات 7/ 118.

(2)

ترجمته في: معجم الدمياطي 1/ ورقة 20، وقلائد الجمان لابن الشعار 6/ 51، وذيل مرآة الزمان 3/ 386، ومعجم الذهبي 2/ 152، والمختار من تاريخ ابن الجزري 298، وتاريخ ايإسلام 15/ 345، والإشارة إلى وفيات الأعيان 368، والعبر 5/ 316، والوافي بالوفيات 2/ 123، وتالي وفيات الأعيان 170، وفوات الوفيات 2/ 301، وعيون التواريخ 21/ 185، والجواهر المضية 2/ 401، والبداية والنهاية 13/ 282، وذيل التقييد 1/ 1، والنجوم الزاهرة 7/ 285، والمنهل الصافي 9/ 257، والدليل الشافي 2/ 587، والسلوك 1/ 2/ 651، وعقد الجمان 2/ 208، وتاريخ ابن الفرات 7/ 127، والدارس 1/ 574، والشذرات 5/ 359 (7/ 626).

ص: 82

وكانَ خبيرًا بعِلْم العربيّة، شاعرًا مُجِيدًا

(1)

، مَشهورًا، عالِمًا باللغة، مُتَديِّنًا، مُواظِبًا على تلاوةِ القُرآنِ والذِّكْرِ وصَلاةِ الجَماعة، وكانَ مُدَرِّس المدرسة القَيْمازِيّة

(2)

. وكانَ حَسَنَ المُحاضرةِ، خَبيرًا بالكُتُبِ ومُصَنِّفيها.

ومَولدُه يومَ الاثنين ثاني صَفَرٍ سنةَ اثنتَيْن وستِّ مئة بإرْبِلَ.

رَوَى "مُسندَ الشّافعيِّ" رضي الله عنه عن أبي بكرِ ابنِ الخازِن، وسَمِعَ منَ الكاشْغَريِّ، وجماعهٍ ببغدادَ، وسَمِعَ بدمشقَ منَ السَّخاويِّ، وكَريمةَ القُرشيّة، وكَتبَ عنهُ الأكابِرُ، منهُم البِرْزاليُّ، والقُوْصِيُّ. ولي منهُ إجازةٌ.

621 -

وفي يوم الأحدِ رابعَ عَشَرَ ربيع الآخرِ تُوفِّي الشَّيخُ الأديبُ الفاضلُ نَجْمُ الدِّينِ أبو المَعالي مُحمدُ

(3)

بنُ سِوارِ بنِ إسرائيلَ بنِ الخَضِرِ بنِ إسرائيلَ الشَّيْبانيُّ الدِّمشقيُّ، بدمشقَ، ودُفِنَ خارجَ بابِ تُوْما في قُبّةِ الشَّيخ رَسْلانَ رحمه الله.

(1)

نماذج من شعره في عقد الجمان للزركشي وذيل مرآة الزمان وقلائد الجمان لابن الشعار.

(2)

أنشأها صارم الدين قايماز النجمي (ت 596 هـ) داخل باب النصر والفرج، كذا قال ابن شداد في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 212، وذكر من تولى التدريس بها، وذكر منهم:"ظهير الدين الإربلي إلى أن توفي، ثم وليها أخوه مجد الدين، وهو مستمر بها إلى عصرنا وهو سنة أربع وسبعين وست مئة". ويراجع: الدارس 1/ 2/ 572، ومختصره 104، والمواكب الإسلامية 1/ 347، ومنادمة الأطلال 198.

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 405، ومعجم الدمياطي 1/ ورقة 29، وتاريخ الإسلام 15/ 345، والإعلام بوفيات الأعلام 282، والإشارة إلى وفيات الأعيان 282، والعبر 5/ 316، والمختار من تاريخ ابن الجزري 298، وفوات الوفيات 2/ 431، وعيون التواريخ 21/ 205، والوافي بالوفيات 3/ 143، والبداية والنهاية 13/ 283، ونهاية الأرب 30/ 391، والمقفى الكبير 5/ 708، ولسان الميزان 5/ 195، والنجوم الزاهرة 7/ 285، والسلوك 1/ 2/ 651، وعقد الجمان 2/ 209، وتاريخ ابن الفرات 7/ 131، والشذرات 5/ 359 (7/ 626).

ص: 83

ومَولدُه بدمشقَ يومَ الاثنينِ ثاني عَشَرَ ربيع الأوّلِ سنةَ ثلاثٍ وستِّ مئة.

وكانَ أديبًا، فاضلًا، قادِرًا على النَّظْم، مُكثِرًا منهُ، وأشعارُهُ كثيرةٌ، ومَدَحَ الأُمَراءَ

(1)

والكُبَراءَ، وصَحِبَ الشَّيخَ عَلِيًّا

(2)

الحَريريَّ من سنةِ ثمانِ عَشْرةَ وستِّ مئة إلى حينِ تُوفِّي.

سَمِعتُ منهُ قَصيدَتَه النَّبويّةَ التي أوَّلُها:

غَنِّها باسمِ مَنْ إليهِ سُرَاها

622 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ سادسَ عَشَرَ ربيع الآخرِ تُوفِّي قاضي القُضاةِ مَجْدُ الدِّينِ أبو المَجْدِ عبدُ الرَّحمنِ

(3)

ابنُ الصّاحب ما كَمالِ الدِّينِ عُمَر ابنِ القاضي نَجْم الدِّينِ أحمدَ بنِ هِبةِ الله بنِ مُحمدِ بنِ هِبةِ الله بنِ أحمدَ بنِ يحيى بنِ زُهَيْرِ بنِ هارونَ بنِ موسى بن عيسى بنِ عبدِ الله بنِ أبي جَرادةَ العُقَيْليُّ الحَنَفيُّ الحلبيُّ، المعروفُ بابنِ العَدِيم، بظاهرِ دمشقَ، ودُفِنَ من يومِه بالشَّرَفِ القِبْليِّ بتُربةٍ لهُ.

ومَولدُه بحلبَ في جُمادى الأولى سنةَ أربع عَشْرةَ وستِّ مئة.

وكانَ رجلًا فاضلًا، ديِّنًا، صَدْرًا كبيرًا كريمَ الطِّباع، مُحْسِنًا، ولِيَ المَناصِبَ الجَليلةَ، وماتَ وهو قاضي دمشقَ.

(1)

نماذج من شعره في ذيل مرآة الزمان وتاريخ الإسلام وغيرهما.

(2)

في الأصل: "علي".

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 306، وتاريخ الإسلام 15/ 341، والعبر 5/ 315، ودول الإسلام 2/ 179، والإشارة إلى وفيات الأعيان 369، والإعلام بوفيات الأعلام 282، والجواهر المضية 2/ 386، والوافي بالوفيات 18/ 201، وتالي وفيات الأعيان 103، وعيون التواريخ 21/ 174، والبداية والنهاية 13/ 282، وتاريخ ابن الوردي 2/ 236، والسلوك 1/ 2/ 651، والنجوم الزاهرة 7/ 281، والمنهل الصافي 7/ 203، والدليل الشافي 1/ 403، والمقفى الكبير 4/ 89، وعقد الجمان 2/ 206، وتاريخ ابن الفرات 7/ 121، وحسن المحاضرة 1/ 466، وقضاة دمشق 189، والشذرات 5/ 358 (7/ 624).

ص: 84

رَوَى عن ثابتِ بن مُشَرَّف، وعبدِ الرَّحمنِ بنُ عُلْوانَ، وابنِ رُوْزْبةَ، وابنِ اللَّتِّيِّ، والقَزْوِينيِّ، وعبدِ اللَّطيفِ البَغدادِيِّ، وابنِ البُنِّ، وابنِ صَصْرَى، وأحمدَ بنِ طاووس، وزَيْنِ الأُمَناء، والحَسَنِ ابنِ الزَّبِيديَّ، وابنِ الأثيرِ المُؤرِّخ، وابنِ الطُّفَيل، وابنِ المُقَيَّر، والكاشْغَرِيِّ، وابنِ الخازِن، وابنِ العُلِّيق، وابنِ رَوَاج وغيرِهِم. وسَمِعَ بالحجاز، والشّام، والدِّيارِ المِصريّة، والعراق. وخَرَّجَ لهُ ابنُ الظّاهريِّ "مُعجَمًا" و"عَوالي".

ولي منهُ إجازةٌ، ورَوَى لنا عنهُ قاضي القُضاةِ شَمْسُ الدِّينِ ابنُ الحَرِيريِّ الحَنَفيُّ

(1)

.

623 -

وفي يوم الاثنينِ مُنتصفِ ربيع الآخرِ تُوفِّي الأميرُ علاءُ الدِّينِ أيْدَكِينُ

(2)

الشِّهابِيُّ، أحدُ أُمراءِ دمشقَ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.

وهو صاحبُ الخانِكاه الشِّهابيّة

(3)

داخلَ بابِ الفَرَج بدمشقَ.

624 -

وفي يوم الجُمُعةِ تاسعَ عَشَرَ ربيع الآخر تُوفِّي كريمُ الدِّينِ محمودُ

(4)

بنُ عليِّ بنِ مُخْلِص القَزْوِينيُّ، التّاجرُ بالخَوّاصِينَ.

وهُو والدُ الزَّينِ القَزْوِينيُّ المُؤذِّنُ

(5)

.

(1)

محمد بن عثمان بن أبي الحسن الدمشقي (ت 728 هـ). يراجع: الوافي بالوفيات 4/ 90، والجواهر المضية 2/ 250، والدرر الكامنة 4/ 39.

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 301، وتاريخ الإسلام 15/ 336، وعيون التواريخ 21/ 181، والوافي بالوفيات 9/ 491، والمنهل الصافي 3/ 152، والدليل الشافي 1/ 165، وتاريخ ابن الفرات 7/ 119، وعقد الجمان 2/ 212، والدارس 2/ 126، ونسبته الشهابي إلى الطواشي شهاب الدين رشيد الكبير الصالحي.

(3)

الدارس 2/ 126. داخل باب الفرج غربي العادلية الكبرى.

(4)

لم أقف على ترجمته.

(5)

هو محمد بن محمود القزويني المؤذن، ذكره الذهبي فيمن ولد سنة 665 هـ من تاريخ الإسلام 15/ 125.

ص: 85

625 -

وفي ليلةِ الاثنينِ الثّاني والعشرينَ من ربيع الآخرِ تُوفِّي صَدْرُ الدِّينِ عبدُ المؤمنِ

(1)

بنُ عبدِ العزيزِ بنِ عبدِ المُنعم بن عبدٍ الحارثيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمقبُرةِ بابِ الفَرادِيس.

وهُو من بيتِ الرِّواية، ولهُ أولادٌ سَمِعُوا الحديثَ.

626 -

وفي ليلةِ الثُّلاثاءِ ثاني ربيع الآخرِ تُوفِّيتْ

(2)

بنتُ ضِياءِ الدِّينِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عبدِ الكافي، زَوجةُ النَّظام مُحمدِ بنِ رَيِّسِ بابِ السَّلامة.

‌جُمادى الأولى

627 -

وفي يوم الخميسِ ثالثِ جُمادى الأولى عُمِلَ بجامع دمشقَ عَزاءُ الأميرِ شَمْسِ الدِّينِ آق سُنْقُر الفارِقانيُّ

(3)

، ماتَ في السِّجنِ بقلعةِ القاهرة، وكانَ في عَشْرِ الخَمسين. وقيل: إنّه خُنِقَ عَقِيبَ اعتقالِه، وأُخِّرَ عَزاءُهُ وإظهارُ مَوتِه، واللهُ أعلم.

وكانَ أُستاذَ الدّارِ الكبيرِ عندَ الملكِ الظّاهرِ، وممَّن يَعْتَمِدُ عليه ويَثِقُ به، ويَسْتَنيبُهُ في غَيْبتِه، ويُقَدِّمُه على العَساكِر، ولم يَزَلْ عندَهُ في أعلى الرُّتَبِ إلى أن ماتَ السُّلطان. وكانَ شُجاعًا، مِقْدامًا، كَريمًا، كثيرَ البِرِّ والصَّدقة، خَبِيرًا بالتَّصَرُّف، حَسَنَ التَّدبير عليه مَهابةٌ، وهو الذي تَوجَّهَ إلى الدِّيارِ المِصريّةِ مُبشِّرًا بالنُّصْرةِ على عَيْن جالُوت

(4)

.

(1)

لم أقف على ترجمته. وجده الأعلى: الخضر بن شبل بن عبد الحارث خطيب دمشق (ت 562 هـ).

(2)

بياض في الأصل يتسع لكلمة واحدة. ولم أقف على ترجمتها؛ لتعذر معرفة اسمها، ولا على ترجمة والدها وزوجها، وباب السلامة في دمشق، وينظر عنه الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) ص 35.

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 298، وتاريخ الإسلام 15/ 335، والعبر 5/ 314، والإشارة إلى وفيات الأعيان 368، وتالي وفيات الأعيان 12، ومرآة الجنان 4/ 188، والوافي بالوفيات 9/ 310، والمنهل الصافي 2/ 494، والدليل الشافي 1/ 141، والنجوم الزاهرة 7/ 280، وتاريخ ابن الفرات 7/ 101، والشذرات 5/ 357 (7/ 622).

(4)

معركة مشهورة بين المسلمين والتتار سنة (648 هـ)، وعين جالوت بليدة لطيفة بين بيسان ونابلس من أعمال فلسطين. معجم البلدان 4/ 177، ومعجم بلدان فلسطين 557.

ص: 86

628 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ رابعَ جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ المُحدِّثُ ناصِرُ الدِّينِ أبو نَصْرٍ مُحمدُ

(1)

بنُ عَرَبْشاه بنِ أبي بكرِ بنِ أبي نَصْرٍ الهَمَذانِيُّ، بدمشقَ، ودُفِنَ من الغَدِ بسَفْح قاسِيُون.

ومَولدُه سنةَ سَبْع وستِّ مئة.

سَمِعَ من ابنِ الزَّبِيدِيِّ، وابنِ اللَّتِّيِّ، ومُكْرَم، وأبي نَصْرِ ابنِ الشِّيرازِيِّ، وابنِ صَبّاح، ومُحمدِ بنِ غَسّان، والفَخْرِ الإرْبِليِّ، وابنِ باسُوْيةَ، والمُسَلَّم المازِنِيِّ وغيرِهِم. وسَمِعَ بديارِ مصرَ من ابنِ رَوَاج، وابنِ الجُمَّيْزِيِّ، والسّاوِيِّ. وبحلبَ من ابنِ خليل. وأولّ سَماعِهِ سنةَ سَبْع وعشرينَ وستِّ مئة.

ولي منهُ إجازةٌ، ورَوَى لنا عنهُ الدَّوَادَارِيُّ.

629 -

وفي يوم السَّبتِ خامسِ جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ عبدُ الرَّحيم

(2)

بنُ أحمدَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عليٍّ البِجَّدِيُّ الصّالحيَّ، ودُفِنَ من يومِه بسَفْح قاسِيُون.

وكانَ رجلًا صالحًا يَعملُ في الطَّواحين، ثم صارَ من أصحابِ الشَّيخ أبي البَيان

(3)

.

سَمِعَ "صحيحَ البخاريِّ" من ابنِ الزَّبِيدِيِّ. ولي منهُ إجازةٌ.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 433، وتاريغ الإسلام 15/ 353، والعبر 5/ 317، والمعين في طبقات المحدثين 216، والإعلام بوفيات الأعيان 292، ومعجم الذهبي 2/ 231، والمعجم المختص 243، والوافي بالوفيات 4/ 93، وذيل التقييد 1/ 173، والمقفى الكبير 6/ 226، والمنهل الصافي 10/ 190، والدليل الشافي 2/ 654، والنجوم الزاهرة 7/ 285، وتاريخ ابن الفرات 7/ 127، والشذرات 5/ 359.

(2)

لم أقف على ترجمته. وأخوه محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن علي البِجَّدي (ت 722 هـ)، وابن محمد هذا: عبد الرحمن بن محمد وابنته زينب بنت محمد (ت 742 هـ) لهم ذكر وأخبار، وأسرتهم أسرة علم. منسوب إلى بِجَّد من قرى دمشق.

(3)

هو نبأ بن محمد بن محفوظ (ت 551 هـ) ولا يمكن أن يكون من أصحابه، فلعله كان من أتباع طريقته المعروفة بالطائفة البيانية.

ص: 87

630 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ ثامنِ جُمادى الأولى تُوفِّي الأميرُ عَلَمُ الدِّينِ سَنْجَرٌ

(1)

التُّرْكِسْتانِيُّ، ودُفِنَ بالجَبل، وقد نَيَّفَ على الخمسين.

وكانَ من أعيانِ الأُمراء. لهُ حُرمةٌ وافرةٌ، وعندَهُ شُجاعةٌ.

• - وفي يوم الخميسِ عاشرِ جُمادى الأولى باشَرَ قضاءَ الحَنَفيّةِ بدمشقَ الشَّيخُ العُلّامةُ قاضي القُضاةِ صَدْرُ الدِّينِ سُلَيمانُ الحَنَفيُّ، عِوَضًا عن قاضي القُضاةِ مَجْدِ الدِّينِ ابنِ العَدِيم، واستمرَّ على ذلك مُدّةً يَسيرةً دونَ ثلاثةِ أشهُرٍ وماتَ

(2)

.

631 -

وفي يوم الاثنينِ رابعَ عَشَرَ جُمادى الأولى تُوفِّي الخَطيبُ عِزُّ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبدُ الباقي

(3)

بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ خليلٍ الأنصاريُّ الخَزْرَجيُّ، خطيبُ جامع مصرَ، وصُلِّيَ عليه يومَ الثُّلاثاءِ بالجامع المذكور.

وهو والدُ المُحَدِّثِ قُطْبِ الدِّينِ مُحمدٍ

(4)

.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 303، وتاريخ الإسلام 15/ 338، والوافي بالوفيات 15/ 473، والمنهل الصافي 6/ 68، والدليل الشافي 1/ 323، والدارس 1/ 558.

(2)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 3/ 295، وتاريخ الإسلام 15/ 209، وعيون التواريخ 21/ 171، والبداية والنهاية 13/ 280، وتاريخ ابن الفرات 7/ 115، والسلوك 1/ 2/ 649، وعقد الجمان 2/ 200، والشذرات 7/ 623.

(3)

ترجمته في: معجم الدمياطي 1/ ورقة 7، وتاريخ الإسلام 15/ 340، وعيون التواريخ 21/ 193، وتاريخ ابن الفرات 7/ 125. وفي معجم الدمياطي: الأنصاري الخَزْرَجي السَّلَمي الجابريّ من ولد جابر بن عبد الله، المصري الشافعي الفقيه الخطيب". أنشدنا الفقيه أبو محمد عبد الباقي لنفسه بدمشق:

فُؤادِي لبُعْدِ الدّارِ في غايةِ البَلْوَى .. وإنِّي على جَوْرش التَّفَرُّقِ لا أقْوَى

يُذَكِّرُني مَرُّ النَّسيم إذا سَرَى

مَعاهِدَ أحبابي هُمُ الغايةُ القُصْوَى

تُرَى أجْتَنِي يومًا ثِمارَ وَصالِهِمْ

ويَجْمَعُنا حَيٌّ لبُعْدِهِمُ أقْوَى

لَئِنْ بَعُدَتْ عَنِّي دِيارُ أحِبَّتي

فإنَّ سُوَيْداءَ القَلْبِ مِنْ مُهْجَتِي مَثْوَى

(4)

ابنه محمد بن عبد الباقي قطب الدين (ت 696 هـ)، ذكره المؤلف في موضعه.

ص: 88

632 -

وفي ليلةِ الثُّلاثاءِ خامسَ عَشَرَ جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(1)

بنُ عليِّ بنِ مُحمدٍ القُرَشيُّ الوَرّاقُ المعروفُ بابنِ قُطَيْطة. وصُلِّيَ عليه يومَ الثُّلاثاءِ بجامع مصرَ معَ الخطيبِ عِزِّ الدِّينِ رَحمَهُما اللهُ تعالى.

ذَكَرَهُ ابنُ يونُس الإرْبِلِيُّ.

633 -

وفي ليلةِ الاثنينِ الحادي والعشرينَ من جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ نَجْمُ الدِّينِ عبدُ الملكِ

(2)

بنُ يوسُفَ بنِ عبدِ الوهّابِ بنِ عُمَرَ بنِ الحُسَينِ بنِ مُحمد الشَّهْرَزُورِيُّ، المعروفُ بابنِ الباقِلّانِيِّ، بظاهرِ دمشقَ.

ومَولدُه سنةَ ستَّ عَشْرةَ وستِّ مئة بدمشقَ.

سَمِعَ منَ الفَخْرِ الإرْبِلِيِّ، وابنِ الزَّبِيدِيِّ، وابنِ باسُوْيةِ، والمُسَلَّم المازِنِيِّ، وجماعةٍ. وكَتبَ الطِّباقَ، وطَلبَ الحديثَ، وكانَ معَهُ أثْباتٌ وإجازاتٌ.

ولي منهُ إجازةٌ.

634 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ الثّاني والعشرينَ من جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ زَيْنُ الدِّينِ أبو إسحاقَ إبراهيمُ

(3)

ابنُ الشَّيخ الفَقِيهِ سَدِيدِ الدِّينِ أحمدَ بنِ أبي الفَرَج الحَنَفيُّ، ببُستانِه بالمِزّة، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.

وكانَ إمامَ مَقصُورةِ سِنان

(4)

الحَنَفيّةِ بجامع دمشقَ، وناظِرًا على أوقافِها، ومن عُدُولِ دمشقَ.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 353، والخطيب عز الدين هو المذكور قبله.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 344.

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 297، وتاريخ الإسلام 15/ 335، والجواهر المضية 1/ 96، وذيل التقييد 1/ 414، ذكر اسمه كاملًا دون ذكو أخباره، والمنهل الصافي 1/ 38، والدليل الشافي 1/ 6، والنجوم الزاهرة 7/ 80، والطبقات السنية 1/ 174.

(4)

في تاريخ الإسلام: "إمام مقصورة الحلبيين في جامع دمشق"، وفي الجواهر المضية:"كان إمامًا بالمقصورة الكندية الشرقية بجامع دمشق"، ومثله في المنهل الصافي وفي النجوم الزاهرة: "إمام مقصورة الحنفية، شمالي جامع دمشق. ويراجع: الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 85، 264، والدارس 1/ 604، ومختصره 112، وخطط الشام 6/ 97.

ص: 89

رَوَى عنِ الشَّيخ تاج الدِّينِ الكِنْدِيِّ وغيرِه

(1)

.

ومَولدُه ليلةَ الأحدِ السّابع والعشرينَ من شعبانَ سنةَ أربع وستِّ مئة.

وكانَ رجلًا جيِّدًا، كثيرَ الخَيْرِ، عندَهُ دِيانةٌ، ومُرُوءةٍ، ومَكارِم.

ولي منهُ إجازةٌ

(2)

.

635 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ الثّاني والعشرينَ من جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ الفقيهُ جَمالُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ طه

(3)

بنُ إبراهيمَ بنِ أبي بكرٍ الإرْبِليُّ الهَذَبانيُّ، بالشّارع ظاهرَ القاهرة، ودُفِنَ منَ الغَدِ بالقَرافة.

(1)

زاد الحافظ الذهبي: "أبا القاسم ابن الحرستاني

وسمع من المحدث عمر بن بدر الموصلي مسند أبي حنيفة رواية ابن الثلجي

ومن مروياته كتاب الشمائل للترمذي". قلنا: وابن الثلجي هو أبو عبد الله محمد بن شجاع، فقيه أهل العراق في وقته، وتوفي سنة 266 هـ، وترجمته فِى تاريخ الخطيب 3/ 315، والمنتظم 5/ 57، وتهذيب الكمال 25/ 362 وغيرها.

(2)

قال القرشي في الجواهر المضية: "وكان إمامًا بالمقصورة

وتصدر بها لإقراء النحو". وفي المنهل الصافي: "وكان عالمًا بعدة فنون من العلوم، تصدر للإقراء والتدريس مدة طويلة، وانتفع به الطلبة لاسيما في العربية، فإنه كان فارسها".

أقول -وعلى الله أعتمد-: مع أنه من المتصدرين للتدريس في العربية، وهو من فرسانها، لم يترجم في طبقات النحاة كبغية الوعاة وطبقات النحاة لابن قاضي شهبة، وترجما لمن هو أقل منه شأنًا، فهو مستدرك عليهما. ووصف المؤلف هنا والده: بالشيخ الفقيه. ولم أقف على أخباره. وفي الجواهر المضية: "ابن الشريد" بدل "السديد"، تحريف ظاهر.

(3)

ترجمته في: قلائد الجمان لابن الشعار 2/ 163، وتوفي مؤلفه قبله بزمن كبير، ومعجم الدمياطي 1/ ورقة 232، وذيل مرآة الزمان 3/ 297، وتاريخ الإسلام 15/ 338، والعبر 5/ 316، وعقود الجمان للزركشي ورقة 139، والوافي بالوفيات 16/ 413، وعيون التواريخ 21/ 202، وفوات الوفيات 1302، والبداية والنهاية 13/ 282، وطبقات الشافعية للإسنوي 1/ 153، وتاريخ ابن الفرات 7/ 120، وعقد الجمان 2/ 207، والمنهل الصافي 7/ 8، والدليل الشافي 1/ 370، والسلوك 1/ 2/ 651، وحسن المحاضرة 1/ 195، والشذرات 5/ 357 (7/ 623). وفي قلائد الجمان:"طه بن إبراهيم بن أبي بكر بن فَبْرَك بن بُخْتِيار، أبو محمد، الإرْبِليُّ المولد والمنشأ، الكردي، الهَذَبانيّ". ونقل ابن تغري بردي في =

ص: 90

ومَولدُه سنةَ خَمْسٍ وتسعينَ وخَمْسِ مئة تقريبًا.

وكانَ من أولادِ الفُضلاءِ الأُدباء. رَوَى عنهُ الدِّمْياطيُّ من شِعْرِه

(1)

، ولهُ مَدْحٌ في ابنِ المُسْتَوفي

(2)

وغيرِه، وسَمِعَ منِ ابنِ عِماد.

= المنهل الصافي عن القطب الحلبي في تاريخه: "كان إمامًا، فاضلًا، زاهدًا، ولي نيابة الحكم ببلبيس عن أبي المحاسن السِّنْجارِي ثم عزل. وقرأ القرآن على السِّنْجارِي، وسمع بإربل ودمشق وسمع من أبي يعقوب يوسف بن محمد الشّاوي، وحدث سمع منه الأبِيْوَرْدِيّ، وشيخنا أبو محمد الدمياطي، وفخر الدين عثمان ابن الظاهري". وقال: ذكره الإمام شهاب الدين محمود في تاريخه وأثنى عليه وقال: ومن شعره ما أنشده للملك الصالح، وقد تحدث في أحكام النجوم والعمل بها لنفسه:

دعَ النُّجومَ لطُرْقِيِّ يَعِيشُ بها

وبالعَزِيمةِ فانْهَضْ أيُّها المَلِكُ

إنَّ النَّبيَّ وأصْحابَ النَّبيِّ نَهَوا

عَنِ النُّجومِ وقد أبْصَرْتَ ما مَلَكُوا

(1)

معجم الدمياطي قال: "أنشدنا طه بن إبراهيم بدار الوزارة من القاهرة لنفسه يخاطب الملك الصالح" وأنشد البيتين المذكورين وغيرهما.

(2)

المبارك بن أحمد أبو البركات، تقدم ذكره. قال ابن الشَّعّار في قلائد الجمان: جمعتني وإياه حضرة الصاحب أبىِ البركات، واجتمعنا ليلة أخرى في مجلس الصاحب شرف الدين. وقال ابن الشعار أيضًا: ولما حبس الصاحب شرف الدين أبو البركات ابن موهوب أنشد طه المذكور هذين البيتين:

أقولُ لصاحِبي يا صاحِ قَوِّضْ

خِيامَكَ نَرْتَحِلْ نحوَ الشَّامِ

فقد عُزِلَ ابنُ مَوهوبٍ ووَلَّى

وما بعدَ المُباركِ مِنْ مَقامِ

ثم سافر إلى الشام وكتب إلى شرف الدين، وهو في الحبس كتابًا صدره بهذه الأبيات مختار منها:

ألإربِلَ الغَرّاءَ تَطْلُبُ أوْبَتِي

هَيهاتَ فارَقْتِ الجُسُومُ الرُّوسَا

كيفَ الرُّجوعُ إلى مَغانِي بَلْدةٍ

فارَقْتُ ماجِدَها بها مَحْبُوسَا

كَبُرَتْ عَزائِم أهْلِهامِن بِرِّه

فوَشَوا به للظّالِمينَ رَئيسَا

باعُوا بدُنْيا دِينَهُمْ وتَخَيَّرُوا

جَهْلًا على صَدْرِ الهَوَى قِسِّيسَا

ص: 91

ولي منهُ إجازةٌ، ورَوَى لنا عنهُ الدَّوَادَارِيُّ.

636 -

وفي يوم الاثنينِ سابع جُمادى الأولى تُوفِّي العَدْلُ شَرَف الدِّينِ أحمدُ

(1)

بنُ عبدِ الجبّارِ بنِ أبي الفَتْح السِّنْجارِيُّ الشّاهدُ تحتَ السّاعات.

637 -

وفي يوم الأربعاءِ سادسَ عَشَرَ جُمادى الأولى تُوفِّي عِزُّ الدِّينِ مُحمدُ

(2)

بنُ أحمدَ بنِ عبدِ المَولَى، ابنُ السَّقْلاطُونِيِّ.

وكانَ منُ العُدُولِ بدمشقَ. وهُو والدُ جَمالِ الدِّينِ أحمدَ.

638 -

وفي يوم الاثنينِ الحادي والعشرينَ من جُمادى الأولى تُوفِّي شَمْسُ الدَّولةِ

(3)

ابنُ فَخْرِ الدَّولةِ إبراهيمَ بنِ فِراس، ابن العَسْقَلانِيِّ.

وهُو شابٌّ، من بيتِ عدالةٍ ورِئاسةٍ.

639 -

وفي عَشِيّةِ الأربعاءِ الثّالثِ والعشرينَ من جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّرَفُ عبدُ الرحمنِ

(4)

بنُ مُحمدِ بنِ أحمدَ بنِ عُبَيْدِ الله بنِ أحمدَ بنِ مُحمدِ بنِ قُدامةَ المَقْدِسيُّ، ودُفِنَ يومَ الخميسِ بتُربةِ الشَّيخ مُوفَّق الدِّينِ رحمه الله.

سَمِعَ منَ المُرسيِّ وطَبقَتِه.

640 -

وفي جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ عِزُّ الدِّينِ أحمدُ

(5)

بنُ يوسُفَ بنِ بُنْدارِ بنِ فارِسٍ السَّلَماسِيُّ.

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

لم أقف على ترجمته ولا ترجمة ولده جمال الدين أحمد.

(3)

لم أقف على ترجمته، وأبوه إبراهيم بن فراس (ت 689 هـ) ذكره المؤلف في موضعه.

(4)

لم أقف على ترجمته، ووالده محمد بن أحمد (ت؟) لم أقف على ترجمته، وله ذكر في معجم السماعات الدمشقية 501، وأخوه عبيد الله بن محمد (ت 684 هـ)، وجده أحمد بن عبيد الله (ت 613 هـ)، وأبو جده عبيد الله بن أحمد بن محمد ابن قدامة المقدسي (ت 575 هـ) أخو الشيخين الفاضلين موفق الدين عبد الله بن أحمد، وأبي عمر محمد بن أحمد.

(5)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 335. والسَّلَماسي: منسوب إلى سَلَماس مدينة بأذربيجان.

ص: 92

رَوَى "جُزْءَ بِيْبَى"

(1)

عنِ الشَّمسِ العَطّارِ السُّلَميِّ، سَمِعُهُ منهُ سَعْدُ الدِّينِ الحارِثيُّ.

ومَولدُه في حادي عَشَرَ ذي الحِجّةِ سنةَ إحدى وستِّ مئة.

ولي منهُ إجازةٌ.

641 -

وفي النِّصفِ من جُمادى الأولى تُوفِّي أبو الحَسَنِ عليُّ

(2)

بنُ عُمَرَ بنِ عليِّ بنِ أحمدَ بنِ عبدِ الصَّمدِ النَّصِيبيِّ الجَرْذَقانِيُّ، ودُفِنَ ببابِ الصَّغير.

ومَولدُه سنةَ خمسٍ وستِّ مئة بنِصِيبينَ.

أجازَ لنا على يَدِ ابنِ الخَبّاز.

‌جُمادى الآخرة

642 -

وفي عَشِيّةِ الجُمُعةِ ثاني جُمادى الآخرةِ تُوفِّي البَدْرُ لُؤلُؤُ

(3)

بنُ عبدِ الله الكِنْدِيُّ، مَوْلاهُم، عَتِيقُ الأمينِ أحمدَ بنِ عَطّاف، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُون. وكانت وَفاتُهُ برِباطِ الكمالِ بنِ عَبْد.

ولي منهُ إجازةٌ.

643 -

وفي يوم الاثنينِ ثاني عَشَرَ جُمادى الآخرةِ تُوفِّىِ الشَّيخُ أحمدُ

(4)

بنُ مَحاسنِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ الدِّمشقيُّ المعروفُ بابنِ بِطِّيخ، ودُفِنَ بمقابرِ بابِ الصَّغير.

(1)

هي بيبى بنت عبد الصمد الهرثمية، أم الفضل الهروية (ت 477 هـ). ترجمتها في: سير أعلام النبلاء 18/ 403، والشذرات 3/ 354، وجزؤها طبع في الكويت عام 1406 هـ في دار الخلفاء.

(2)

لم أقف على ترجمته. والنَّصِيبيّ: منسوب إلى نَصِيبين من بلاد الجزيرة، يراجع: معجم البلدان 5/ 288. والجَرْذَقانيّ لم أقف عليها. ولعلها نسبته إلى قرية من قرى نصيبين.

(3)

لم أقف على ترجمته.

(4)

لم أقف على ترجمته، وتقدم في الرقم (582).

ص: 93

ومَولدُه سنةَ إحدى وثلاثينَ وستِّ مئة بدمشقَ. وقد تقدَّمَ فيَ السَّنةِ التي قبلها سنةَ ستٍّ وسبعينَ

(1)

، واللهُ أعلمُ.

644 -

وفي يوم السَّبتِ سابعَ عَشَرَ جُمادى الآخرة تُوفِّي الشَّيخُ المُحَدِّثُ شِهابُ الدِّينِ أبو العبّاسِ أحمدُ

(2)

بنُ مُحمدِ بنِ عيسى بنِ مُحمدِ بنِ عبدِ الله، ابنُ الخَرَزِيِّ، بدمشقَ، ودُفِنَ بمقبُرةِ بابِ الصَّغير.

ومَولدُه سنةَ ثلاثَ عَشْرةَ وستِّ مئة.

سَمِعَ من ابنِ اللَّتِّيِّ، وابنِ المُقَيَّر، وجعفرٍ الهَمْدانِيِّ، وكَرِيمةَ. وقَرأَ كثيرًا على ابنِ خليلٍ بحلبَ.

ولي منهُ إجازةٌ. وكانَ لهُ مِيعادٌ بجامع دمشقَ يقرأُ فيه الحديثَ، ويَجمعُ الرَّقائقَ المُسْتحْسَنةَ.

645 -

وفي عَشِيّةِ الأحدِ الخامسِ والعشرينَ من جُمادى الآخرةِ تُوفِّيت سِتُّ العِزِّ -وتُسمّى فاطمة

(3)

- بنتُ مُحمدِ بنِ موسى المَقْدِسيِّ بدمشقَ، ودُفِنَت بُكْرةَ الاثنينِ بمقابرِ الصُّوفيّة.

(1)

في اليوم والشهر المذكورين دون زيادة.

(2)

ترجمتة في: المختار من تاريخ ابن الجزري 297، وتاريخ الإسلام 15/ 355، والعبر 5/ 313، والإشارة إلى وفيات الأعيان 369، والإعلام بوفيات الأعلام 282، والمشتبه 1/ 156، والمعين في طبقات المحدثين 216، وتوضيح المشتبه 2/ 322، والنجوم الزاهرة 7/ 285، والشذرات 5/ 356 (7/ 622) وفيه:"ابن الجزري"، والخَرَزِي بتقديم الراء قال ابن ناصر الدين:"ووجدت نسبته بخط رفيقه أحمد بن عبد الله بن المسلم بن حماد بن ميسرة الأزدي في ثلاثة مواضع الخُرَزِيّ بضم الخاء، وكسر الراء، بعدها الزاي، ولم أره لغيره" ورفيقه هذا أحمد بن عبد الله المعروف بابن الحلوانية (ت 666 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات ربيع الأول.

(3)

ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 338، 345 في الموضعين في ست العرب وفاطمة، وأشار المحقق الدكتور بشار عواد إلى ذلك في هامش الترجمتين. وابنها علاء الدين علي بن بلبان الكركي المحدث المشهور (ت 684 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في رمضان.

ص: 94

سَمِعَت بالكركِ منِ ابنِ اللَّتِّيِّ، ورَوَتْ عنهُ، وهي والِدةُ المُحَدِّثِ علاءِ الدِّينِ ابنِ بَلَبانَ النّاصِرِيِّ.

ولي منها إجازةٌ.

646 -

وفي ليلةِ الأربعاءِ الثّامنِ والعشرينَ من جُمادى الآخرةِ تُوفِّي أبو زكريّا يحيى

(1)

بنُ مُحمدِ بنِ سالم الحَنَفيُّ السِّمْسارُ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بالقَرافة.

وكانَ سَمِعَ منِ ابنِ الجُمَّيْزِيِّ.

‌رَجَب

647 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ خامسِ رَجَبٍ تُوفِّي ناصرُ الدِّينِ القَوّاسُ

(2)

مُشِدُّ ديوانِ الزَّكاة، بدمشقَ.

648 -

وفي يوم الأربعاءِ سادسَ رَجَبٍ تُوفِّي الشَّيخُ جَمالُ الدِّينِ عبدُ الرَّحمنِ

(3)

ابنُ الشَّيخ الإمام نَجْم الدِّينِ عبدِ الله بنِ مُحمدِ بنِ الحَسَنِ بنِ عبدِ الله بنِ حَسَنِ بنِ عُثمانَ الباذَرائيُّ، بدمشقَ، ودُفِنَ من يومِهِ بسَفْح قاسِيُون، وهو في عَشْرِ السِّتين.

ودَرَّسَ بمدرسةِ والدِه

(4)

إلى حينِ وفاتِه، وكان رئيسًا، حَسَنَ الأخلاق،

(1)

ترجمته في: المختار من تاريخ ابن الجزري 297، وتاريخ الإسلام 15/ 355.

(2)

لم أقف على ترجمته.

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 306، وتالي وفيات الأعيان 108، وتاريخ الإسلام 15/ 341، والوافي بالوفيات 18/ 168، وعيون التواريخ 21/ 183، والبداية والنهاية 13/ 292، وتاريخ ابن الفرات 7/ 123، وعقد الجمان 2/ 206، والدارس 1/ 206، ومختصره 35.

(4)

هي المدرسة الباذرائية تقدم ذكرها، قال النعيمي:"أول من درس بها واقفها، ثم ولده من بعده".

ص: 95

كَريمَ الشَّمائل. رَوَى عنِ ابنِ الخازِن، والكاشْغَرِيِّ. سَمِعَ منهُ ابنُ جَعْوانَ، والوَجيهُ السَّبْتِيُّ

(1)

وغيرُهُما منَ الطَّلبة.

649 -

وفي ليلةِ الخميسِ سابع رَجَبٍ تُوفِّي الشَّيخ عِزُّ الدِّينِ أبو المُرَجَّى مُؤَمَّلُ

(2)

بنُ مُحمدِ بنِ عليِّ بنِ مُحمدِ بنِ عَليِّ بنِ مَنْصورِ بنِ المُؤَمَّلِ البالِسِيُّ الدِّمشقيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمقبُرةِ بابِ الصَّغير.

ومَولدُه يومَ الثُّلاثاءِ سابعَ جُمادى الأولى سنةَ اثنتينِ وستِّ مئة

(3)

.

رَوَى عنِ الكِنْدِيِّ، والخَضِرِ بنِ كاملِ بنِ سُبَيْع وغيرِهِما.

ولي منهُ إجازةٌ. وحَدَّثَ بالقاهرةِ ودمشقَ. رَوَى لنا عنهُ الدَّوَادَارِيُّ.

650 -

وفي ليلةِ الخميسِ سابع رَجَبٍ تُوفِّي النَّفِيسُ أبو القاسم هِبةُ الله

(4)

ابنُ الحافظِ رَشيدِ الدِّينِ أبي الحُسَينِ يحيى بنِ عليِّ بنِ عبدِ الله القُرَشِيُّ العَطّارُ، ودُفِنَ يومَ الخَميسِ بالقَرافة.

سَمِعَ من أصحابِ السِّلَفيِّ.

(1)

في تاريخ الإسلام: "السيبي" وإنما هو عبد الرحمن بن حسن السبتي، وجيه الدين (ت 686 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات جمادى الأولى منسوب إلى سبتة من بلاد المغرب مشهورة، وسيأتي قول المؤلف:"ولما قدم من المغرب سمع بديار مصر".

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 355، والعبر 5/ 317، والإعلام بوفيات الأعلام 282، والإشارة إلى وفيات الأعيان 369، والنجوم الزاهرة 7/ 385، والشذرات 5/ 310 (7/ 627). قال الحافظ الذهبي: "عم شيخنا العماد

وأجاز لي مروياته

سألت المزي عنه فقال: كان شيخًا حسنًا، قديم المولد، كثير السماع"، وابن أخيه عماد الدين، أبو المعالي، محمد بن علي بن محمد (ت 711 هـ). ذكره المؤلف في موضعه في جمادى الأولى. وأبوه -أخو المترجم هنا- الحافظ، ضياء الدين، علي بن محمد بن علي بن محمد بن علي (ت 662 هـ).

(3)

قال الحافظ الذهبي: "ولد سنة اثنتين وست مئة، وقيل: سنة ثلاث وست مئة، وهو أكبر من أخيه ضياء الدين المولود سنة خمس وست مئة". وسيأتي ذكر أخيهما أحمد بن محمد بن علي المتوفى في هذه السنة في ذي القعدة.

(4)

ترجمته في: معجم الدمياطي 1/ ورقة 215، والمختار من تاريخ ابن الجزري 298، وتاريخ الإسلام 15/ 355.

ص: 96

‌شَعْبان

651 -

وفي ليلةِ الاثنينِ ثاني شَعْبانَ تُوفِّي الشَّيخُ الخَطيبُ العَدْلُ الفَقيهُ الزّاهدُ العابِدُ شَمْسُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(1)

بنُ صالح بنِ إبراهيمَ الهَسْكُورِيُّ المَغرَبيُّ، ودُفِنَ بمقبُرةِ بابِ الصَّغير.

وكانَ رجلًا مُباركًا، مَشهورًا بالصَّلاح والدِّيانةِ والصَّلابةِ في الدِّين، وكانَ خَطيبًا بمسجدِ جَرّاح

(2)

خارجَ بابِ الصَّغير. رَوَى عن مُكْرَم بنِ أبي الصَّقْرِ وغيرِه.

ومَولدُه سنةَ إحدى وستِّ مئة.

وكانَ يَشهَدُ، ثم عَمِيَ، وتَركَ الشَّهادةِ. سَمِعَ منهُ جمالُ الدِّينِ المِزِّيُّ، وغيرُه.

ولي منهُ إجازةٌ.

652 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ سادسِ شَعْبانَ تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ قاضي القُضاةِ صَدْرُ الدِّينِ أبو الرَّبيع سُلَيمانُ

(3)

بنُ أبي العِزِّ بنِ وَهِيبِ بنِ عَطاءٍ الأذْرَعِيُّ

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 352. والهسكوري: نسبة إلى هسكورة من قبائل البربر. ينظر: الذيل والتكملة 4/ 316، وكذا اسم مدينة بالمغرب.

(2)

ثمار المقاصد 105، ويراجع: الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 88، والدارس 2/ 420، ومختصره 226، منسوب إلى جَرّاح المَنْبِجي.

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 302، وتالي وفيات الأعيان 76، وتاريخ الإسلام 15/ 338، والمختار من تاريخ ابن الجزري 297، ودول الإسلام 2/ 179، والعبر 5/ 315، والإشارة إلى وفيات الأعيان 369، والإعلام بوفيات الأعيان 282، ومرآة الجنان 4/ 188، والوافي بالوفيات 15/ 404، وعيون التواريخ 21/ 181، والجواهر المضية 2/ 52، وتاريخ ابن الفرات 7/ 119، والسلوك 1/ 2/ 651، وعقود الجمان 2/ 205، والنجوم الزاهرة 7/ 277، والمنهل الصافي 6/ 57، والدليل الشافي 1/ 321، وذيل رفع الأصر 150، وحسن المحاضرة 1/ 466، وتاريخ الخلفاء 483، وقضاة دمشق، والدارس 1/ 475، والطبقات السنية 4/ 48، وكتاب أعلام الأخيار 467، والشذرات 5/ 357 (7/ 623)، والفوائد البهية 80. والأذرعي منسوب إلى أذْرِعات من بلاد الشام مشهورة عاصمة كورة البثنة. الأعلاق الخطيرة (تاريخ لبنان والأردن) 66، ومعجم البلدان 1/ 130، والروض المعطار 19.

ص: 97

الحَنفيُّ، بدمشقَ، ودُفِنَ في اليوم المَذكورِ بتُربةٍ لهُ بسَفْح قاسِيُون، بالقُربِ من تُربةِ ابنِ سُوَيْدٍ، وبَلغَ ثلاثًا وثمانينَ سنةً.

وكانَ شيخَ المَذهَب، عالِمًا، عارِفًا، مُتبَحِّرَا فيه. ودَرَّسَ بدمشقَ وأفْتى، وقَرَأ عليه جماعةٌ كثيرٌ، ثم استوطَنَ الدِّيارَ المِصْريّةَ ودَرَّسَ بالصّالحيّة، وتَولَّى الحُكمَ هناكَ مُدّةَ سِنينَ

(1)

. ثم انتَقلَ إلى الشّام قبلَ وَفاتِه بيَسير، وفارَقَ الدِّيارَ المِصْريّةَ. واتَّفقَ وفاةُ القاضي مَجْدِ الدِّينِ ابنِ العَدِيم، فقُلِّدَ القَضاءَ بالشّام عِوَضَهُ، فلم يَسْتكمِلْ فيه ثلاثةَ أشهُرٍ وأدْرَكتْهُ المَنِيّةُ، ولهُ شِعْرٌ

(2)

، وكانَ عندَهُ فَضائلُ غيرَ الفِقْه، وأمّا في الفِقْهِ فلم يَخْلُفْ مثلَهُ.

ذَكَرَهُ الدِّمياطيُّ في "مُعجمِه"

(3)

.

(1)

قال الحافظ الذهبي: "وكان الملك الظاهر يحبه، ويبالغ في احترامه، وقد أذن له أن يحكم حيث حل، وكان لا يكاد يفارقه في غزواته، وحج معه". وتكرر ذكره في تاريخ الملك الظاهر 95، 134، 211، 218، 235، 274. وفي الروض الزاهر 355:"هذا وقاضي القضاة صدر الدين سليمان الحنفي مرافقه طوال الطريق، يستفتيه، ويتفهم منه أمر دينه، ويتحرى في أمر دينه أتم تحرٍّ".

(2)

ومن شعره ما أورده القطب اليونيني في ذيل المرآة: قال: "وكان الملك المعظم ابن الملك العادل رحمه الله قد زوَّج مملوكه بجاريته، وكلاهما جميل الصورة، فعمل الشيخ صدر الدين يقول:

يا صاحِبيَّ قِفالي فانظرا عَجَبَا

أتى به الدَّهر فينا من عَجائِبِهِ

البَدْرُ أصبَحَ فوقَ الشَّمسِ مَنزِلُهُ

وما العُلُوُّ عليها مِن مَراتِبِهِ

أضْحَى يُماثِلُها حُسْنًا وصارَ لها

كُفْوًا وسارَ إليها في مواكِبِهِ

فأشْكَلَ الفَرْقُ لولا وَشْيُ يَمْنَتِهِ

بصِدْغِهِ واخْضِرارٍ فوقَ شارِبِهِ

(3)

ذكره في معجمه ولم يرو عنه، فلعله لم يعتن بالرواية، مع أن القطب اليونيني قال:"سمع وحدث وصنف".

ص: 98

653 -

وفي ليلةِ الأحدِ ثامنِ شَعْبانَ تُوفِّي الأميرُ علاءُ الدِّينِ آقْطُوانُ

(1)

المَهْمَندار، بدمشقَ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بالصّالحيّة، وقد نَيَّفَ على الأربعين.

وكانَ أحدَ الأُمراءِ بدمشقَ، وعندَهُ شَجاعةٌ ومَعرِفةٌ ودِيانةٌ.

654 -

وفي ليلةِ الأحدِ سَلْخ شَعْبانَ تُوفِّي أبو العَبّاسِ أحمدُ

(2)

بنُ شُجاع بنِ ضِرْغام بنِ فُتُوح القُرَشِيُّ المِصْريُّ الشّافعيُّ بمصرَ، ودُفِنَ بالقَرافة.

سَمِعَ كثيرًا منَ الحافظِ أبي الحَسَنِ عليِّ بنِ المُفَضَّل المَقْدِسيِّ. وحَدَّثَ.

ولي منهُ إجازةٌ.

‌رَمَضان

655 -

وفي ليلةِ الثُّلاثاءِ تاسع رَمَضانَ تُوفِّي الأميرُ سيفُ الدِّينِ بَلَبانُ

(3)

الزَّيْنِيُّ الصّالحيُّ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون، وهُو في عَشْرِ الخمسين.

وكانَ أحدَ أُمراءِ دمشقَ الأعيان؛ كانَ مُقَدَّمَ البحريّةِ أوّلَ دولةِ التُّرْك، ثم حُبِسَ سنين، وأُفْرِجَ عنهُ وأُعْطِيَ إمْرةً بدمشقَ فأقامَ بها إلى أنْ ماتَ. وعندَهُ نَهضةٌ وكَفاءةٌ وشَجاعةٌ.

• - وفي عَشِيّةِ الاثنينِ التّاسع والعشرينَ من شَهْرِ رَمَضانَ باشَرَ قضاءَ الحَنفيّةِ بدمشقَ قاضي القُضاةِ حُسامُ الدِّينِ الحَسَنُ بنُ أحمدَ بنِ الحَسَنِ الرّازِيُّ الحَنَفيُّ قاضي مَلَطْيةً، عِوَضًا عنِ الشَّيخ صَدْرِ الدِّينِ سُلَيمانَ رحمه الله.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 299، وتاريغ الإسلام 15/ 336، والوافي بالوفيات 9/ 320، وعيون التواريخ 21/ 181، والمنهل الصافي 2/ 506، والدليل الشافي 1/ 143، وتاريخ ابن الفرات 7/ 119.

(2)

تقدم في وفيات سنة 674 (الترجمة 431)، وعلقنا عليه هناك.

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 301، وتاريخ الإسلام 15/ 337، والوافي بالوفيات 10/ 281، والسلوك 1/ 2/ 510، والمنهل الصافي 3/ 417، والدليل الشافي 1/ 197. وأخباره في تاريخ الإسلام مختصرة من كلام المؤلف.

ص: 99

كذا ذَكَرَهُ الشَّيخُ قُطْبُ الدِّين. وذَكَرَ الفَخْرُ ابنُ سَنِيِّ الدَّولةِ أنَّ وُصُولَ تَوقِيعِهِ بالتَّوليةِ يومُ الاثنينِ سابعُ شَوّال

(1)

.

‌شَوّال

• - تَوجَّهَ الرَّكبُ من دمشقَ إلى الحجازِ المُباركِ يومَ السّبتِ ثاني عَشَرَ شوّال.

656 -

وفي يوم الاثنينِ رابعَ عَشَرَ شوّالٍ تُوفِّي الأميرُ مُجِيرُ الدِّينِ

(2)

ابنُ الأميرِ جَمالِ الدِّين آقُوشَ الرُّوميُّ، بدمشقَ.

‌ذو القَعْدة

657 -

وفي يوم الأحدِ رابع ذي القَعْدةِ تُوفِّي أبو أحمدَ عبدُ الرَّحيم

(3)

بنُ عبدِ الحميدِ بنِ مُحمدِ بنِ أبي بكرِ بنِ ماضي المَقْدِسيُّ الصّالحيُّ، بالقاهرة، ودُفِنَ يومَ الاثنينِ بمقبُرةِ بابِ النَّصْر.

وكانَ رجلًا صالحًا.

وأجازَ لنا ما يَروِيه. وكَتبَ عنهُ أحمدُ بنُ يونُسَ الإرْبِليُّ.

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 3/ 395. وفيه: "بمقتضى تقليد سلطاني سعيدي ورد عليه من الديار المصرية في هذا التاريخ، وكان خروجه من بلاد الروم إلى دمشق سنة خمس وسبعين عندما عاد الملك الظاهر من قيسارية بعد كسرة التتر على البُلُسْتَين". توفي القاضي حسام الدين مقتولًا أو مأسورًا في وقعة قازان ملك التتار سنة 699 هـ. يراجع: تاريخ الإسلام 15/ 209، والبداية والنهاية 13/ 280، وتاريخ ابن الفرات 7/ 115، والسلوك 1/ 2/ 649، وعقد الجمان 2/ 200. ومَلَطْيةُ تقدم ذكرها.

(2)

لم أقف على ترجمته.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 343 وقال: "أخو شيختنا هدية" أقول -وعلى الله أعتمد-: والده عبد الحميد (ت 639 هـ) ولم ترد هدية في معجم شيوخ الذهبي المطبوع، وفيه: هدية بنت عبد الحميد بن محمد المقدسية، وهذه من أسرة أخرى، وليست المقصودة.

ص: 100

658 -

وفي يوم الاثنينِ خامسِ ذي القَعْدةِ تُوفِّي شَرَفُ الدِّينِ حَسَنُ

(1)

ابنُ بهاءِ الدِّينِ عليِّ بنِ مُحمدِ بنِ إلياسَ، ابنُ الشَّيْرَجِيِّ، الأنصاريُّ، المعروفُ بالقاضي، ودُفِنَ من يومِه بمقابرِ بابِ الصَّغير.

رَوَى عنِ الحَسَنِ ابنِ البُنِّ، والحُسَينِ بنِ صَصْرَى. سَمِعَ منهُ ابنُ جَعْوانَ، وغيرُه.

ولي منهُ إجازةٌ.

659 -

وفي ذي القَعْدةِ تُوفِّي شَرَفُ الدِّينِ أحمدُ

(2)

بنُ مُحمدِ بنِ عليِّ، ابن البالِسيِّ، ودُفِنَ عندَ أقاربِه بمقابرِ بابِ الصَّغير ظاهرِ دمشقَ.

رَوَى عن أبي نَصْرِ ابنِ الشِّيرازيِّ، وهو أخو العَدْلِ ضِياءِ الدِّينِ عليٍّ المُحَدِّث.

وأجازَ لي أحمدُ المذكورُ جميعَ ما يَروِيه.

وسَمِعَ عليه بَدْرُ الدِّينِ مُحمدُ ابنُ النَّجِيب، سِبْطُ إمام الكَلّاسةِ

(3)

وغيرُه.

660 -

وفي يوم السَّبتِ عاشرِ ذي القَعْدةِ تُوفِّي أبو إبراهيمَ إسحاقُ

(4)

بنُ الخَضِرِ بنِ كيلو المَراغيُّ الصُّوفيُّ، بالقاهرة، ودُفِنَ من يومِه بمقبُرةِ بابِ النَّصْر.

رَوَى عن مُكْرَم بنِ أبي الصَّقْر، وأجازَ لي جميعَ ما يَروِيه.

• - وفي العَشْرِ الأُوَلِ من ذي القَعْدةِ فُتِحَتِ المدرسةُ النَّجِيبيّةِ بدمشقَ، ودَرَّسَ بها قاضي القُضاة شَمْسُ الدِّينِ ابنُ خَلِّكانَ مُدةً يَسيرةً، ثم تَركَها لولدِه.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 337. وفيه: "سمع منه ابن نفيس، وابن الخباز، وابن هلال".

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 334، وتقدم ذكر أخيه مؤمل في وفيات رجب من هذه السنة.

(3)

محمد بن أحمد بن محمد ابن النجيب سعيد، سبط الشيخ أحمد إمام الكلاسة (ت 689 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات صفر.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 335، ولم أجد ضبط كيلو.

ص: 101

وفُتِحَت أيضًا الخانِقاهُ النَّجِيبيّة، وكانَ سببَ تأخُّرِ فَتْح المَكانَيْنِ عن تاريخ وَفاةِ الواقِفِ شُمُولُ الحَوْطةِ على التَّرِكةِ والأوقاف، فحينَ حَصَلَ الإفْراجُ عنِ المَكانَيْنِ فُتِحا

(1)

.

661 -

وفي يوم السَّبْتِ الرّابع والعشرينَ من ذي القَعْدةِ تُوفِّي العَدْلُ نَجْمُ الدِّينِ عليُّ

(2)

بنُ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ بنِ محمود، ابنُ القَصّاع، ودُفِنَ بالجَبل.

سَمِعَ من أبي المَجْدِ القَزْوِينيِّ. وكانَ من عُدُولِ القَيِّمةِ بدمشقَ.

662 -

وفي يوم الجُمُعةِ سادسَ عَشَرَ ذي القَعْدةِ تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ مَجْدُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبدُ الله

(3)

بنُ الحُسَينِ بنِ عليٍّ الإرْبِليُّ الزَرْزارِيُّ الشّافعيُّ، ودُفِنَ بمقابرِ الصُّوفيّة.

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 3/ 295، والدارس 1/ 470، ويراجع: تاريخ الإسلام 15/ 209، والبداية والنهاية 13/ 280، وتاريخ ابن الفرات 7/ 116، وجعله في ذي الحجة، وعقد الجمان 2/ 200. والمدرسة النجيبية لصيق المدرسة النورية، وضريح نور الدين الشهيد من جهة الشمال. منسوبة إلى النجيبي، جمال الدين آقوش الصالحي، النجمي (ت 677 هـ). يراجع: الدارس 1/ 468، ومختصره 75، ومنادمة الأطلال 151، والخانقاه يقال لها: النجيبية البرانية، وخانقاه القصر؛ لكونها بحارته. كذا في الدارس.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 344. وقال: "وما كأنه حدث".

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 321، وتاريخ الإسلام 15/ 340، والوافي بالوفيات 17/ 146، وعيون التواريخ 21/ 183، وطبقات الشافعية للإسنوي 1/ 154، وتاريخ ابن الفرات 7/ 123، والشذرات 5/ 358) 7/ 624) قال الحافظ الذهبي:"وهو والد المفتي شهاب الدين، والشيخ ركن الدين، وعفيف الدين المحمدين". ذكرهم الحافظ الذهبي جميعًا في معجمه 2/ 199 - 100، محمد بن عبد الله، عفيف الدين (ت 725 هـ) لهم ذكر وأخبار، وهم مرتبون على تقدم الوفاة. والزِّرْزارِيّ: منسوب إلى الزرزارية، وهي من القبائل الكردية، مثل الحميدية، والهكّارية. يراجع: السلوك 1/ 3، وحاشية تكملة إكمال الإكمال ص 106، وحاشية تاريخ إربل 2/ 395.

ص: 102

وكانَ منَ الفُقهاءِ الصُّلحاءِ الأخيار. وقَرأَ القِراءاتِ على الفاسِي

(1)

بحلبَ، وكانَ مُعِيدًا ومُدرِّسًا وباشَرَ إمامةَ المدرسةِ القَيْمُريّةِ مُدّةً. سَمِعَ من ابنِ خليلِ بحلبَ، وبَلَغَ ستًّا وستِّينَ سنةً. وكانَ كثيرَ الدِّيانةِ، والعبادةِ، والتَّواضُع، واللُّطْفِ، والمَوَدّةِ، ولِينِ الجانِب.

663 -

وفي يوم السَّبتِ بعدَ العَصْرِ السّابعَ عَشَرَ من ذي القَعْدةِ تُوفِّي القاضي كَمالُ الدِّينِ أبو المَنْصورِ ظافِرُ

(2)

ابنُ الفَقيهِ نَصْرِ بنِ ظافِرِ بنِ هلالٍ الشّافعيُّ، بمصرَ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بالقَرافة.

وكانَ وَكيلَ بيتِ المالِ بالدِّيارِ المِصْريّة. رَوَى عن مُكْرَم بنِ أبي الصَّقْر، وابنِ باقا. وكانَ عندَهُ فَضِيلةٌ ورِئاسةٌ، ولهُ نَثْرٌ ونَظْمٌ. وكانَ لهُ مَكانةٌ عندَ الملكِ الصّالح نَجْم الدِّينِ بحيثُ أوصَى أنْ يُقَرَّ في مَنْصِبِه، فلم يَزَلْ فيه إلى أن ماتَ. وكانَ لا يَقدِرُ على إمساكِ الرِّيح، فكانَ مَفسُوحًا لهُ في ذلكَ في مَجالسِ المُلوكِ وغيرِهِم لعُذْرِه. رَوَى عنهُ الدِّمْياطِيُّ

(3)

، ورَوَى لنا عنهُ الدَّوَادَارِيُّ.

ومَولدُه في ثاني صَفَرٍ سنةَ إحدى وستِّ مئة بمصرَ.

664 -

وفي يوم الخميسِ وقتَ العَصْرِ سَلْخ ذي القَعْدةِ تُوفِّي الصّاحبُ بهاءُ الدِّينِ عليُّ

(4)

بنُ مُحمدِ بنِ سَلِيم، المعروفُ بابنِ حِنّا، وصُلِّيَ عليه بمصرَ يومَ الجُمُعة، ودُفِنَ بالقَرافة الصُّغرى.

(1)

هو محمد بن عبد الله بن الحسن الفاسي، نزيل حلب. يراجع: غاية النهاية 1/ 122، شارح الشاطبية واسم شرحه:"اللآلئ الفريدة في شرح القصيدة" لا يزال مخطوطًا.

(2)

ترجمته في: معجم شيوخ الدمياطي 1/ ورقة 235، وذيل مرآة الزمان 3/ 305، وتاريخ الإسلام 15/ 339، وتالي وفيات الأعيان 93، وعيون التواريخ 21/ 204، والوافي بالوفيات 16/ 532، وتاريخ ابن الفرات 7/ 120، والمنهل الصافي 7/ 45، والدليل الشافي 1/ 377.

(3)

قال الدمياطي: "قرأت على ظافر بن نصر بالقاهرة أخبرك أبو المفضل مكرم بن أبي عبد الله محمد بن حمزة بن أبي الصقر بقراءة الحافظ أبي محمد المنذري عليه وأنت تسمع".

(4)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 384، وتالي وفيات الأعيان 99، وتاريخ الإسلام 15/ 344، والعبر 5/ 315، ودول الإسلام 2/ 179، والإشارة إلى وفيات الأعيان 369، =

ص: 103

ومَولدُهُ سنةَ ثلاثٍ وستِّ مئة بمصرَ.

وكانَ من رجالِ الدَّهْر، حَزْمًا، وعَزْمًا، ورَأْيًا، وتَدْبيرًا. استَوْزَرَهُ الملكُ الظّاهرُ، وفَوَّضَ إليه أُمورَ المملكة، فدَبَّرَ الأُمورَ، وساسَ الأحوالَ، وكانَ يُحْسِنُ إلى الفُقراءِ ولهُم عندَهُ مكانةٌ. وقَصَدَهُ جماعةٌ بالأذى، فلم يَجِدُوا ما يَتعَلَّقونَ عليه به، فإنّه كانَ عَفيفًا لا يَقْبَلُ لأحدٍ هديّةً، ولم تَزَلْ حُرْمَتُهُ وافرةً، وكلمَتُهُ نافِذةً، ومَكانَتُهُ عاليةً إلى حينِ مَوتِه. ولهُ مدرسةٌ بمصرَ

(1)

وأوقافٌ،

= والوافي بالوفيات 21/ 30، والبداية والنهاية 13/ 282، وعيون التواريخ 21/ 200، وفوات الوفيات 3/ 76، ومرآة الجنان 4/ 188، وتبصير المنتبه 473، والسلوك 1/ 2/ 651، والمواعظ والاعتبار 4/ 474، والنجوم الزاهرة 7/ 285، وتاريخ ابن الفرات 7/ 125، والمنهل الصافي 8/ 150، والدليل الشافي 1/ 469، وعقد الجمان 2/ 207، وبدائع الزهور 1/ 1/ 344، وحسن المحاضرة 1/ 216، والشذرات 5/ 358 (7/ 624). وتكرر ذكره في تاريخ الملك الظاهر 44، 57، 69، 72، 73، 74، 79، 81، 82، 83، 99

وغيرها. وقيد المقريزي في المواعظ والاعتبار لفظة سليم "بفتح السين المهملة، وكسر اللام ثم ياء آخر الحروف، بعدها ميم. ابن حنا مهملة مكسورة، ثم نون مشددة مفتوحة، بعدها ألف".

(1)

مدرسة تعرف بالصاحبية البهائية تقدم ذكرها. ذكرها المقريزي في المواعظ والاعتبار 4/ 475 - 476 ووصفها بأنها كانت من أجل مدارس الدنيا، وأعظم مدرسة بمصر يتنافس الناس من طلبة العلم في التنزل بها، ويتشاحنون في سكنى بيوتها. قال:"وأول من درس بهذه المدرسة الصاحب فخر الدين محمد ابن بانيها الوزير الصاحب بهاء الدين إلى أن مات يوم الاثنين حادي عشرين من شعبان سنة ثمان وستين وست مئة، فوليها من بعده ابنه محيي الدين أحمد بن محمد إلى أن توفي يوم الأحد ثامن شعبان سنة اثنتين وسبعين وست مئة. فدرس فيها بعده الصاحب زين الدين أحمد ابن الصاحب فخر الدين محمد ابن الصاحب بهاء الدين إلى أن مات في يوم الأربعاء سابع صفر سنة أربع وسبع مئة، فدرس بها ولده الصاحب شرف الدين، وتوارثها أبناء الصاحب يلون نظرها إلى أن كان آخرهم صاحبنا الرئيس شمس الدين محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد ابن الصاحب بهاء الدين، وليها بعد أبيه عز الدين، ووليها عز الدين بعد بدر الدين أحمد بن محمد بن محمد ابن الصاحب بهاء الدين. فلما مات صاحبنا شمس الدين محمد ابن الصاحب لليلة بقيت من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة وثمان مئة وضع بعض نواب القضاء يده على ما بقي لها من وقف".

ص: 104

وكانَ كثيرَ الصَّدقةِ، ولهُ متاجرُ يعُودُ نَفْعُها عليه. ومُدِحَ بغُرَرِ القَصائدِ

(1)

، وابْتُلِيَ بفَقْدِ ولدَيْهِ فَخْرِ الدِّين، ومُحْيي الدِّين

(2)

. ووَصَلَ خَبرُ وَفاتِه إلى دمشقَ يومَ الثُّلاثاءِ خامسِ ذي الحِجّة

(3)

.

665 -

وفي ليلةِ الأربعاءِ الثّامنِ والعشرينَ من ذي القَعْدةِ تُوفِّي الشَّيخُ إبراهيمُ

(4)

بنُ يوسُفَ بنِ خليلٍ الإرْبِليُّ، المعروفُ بابنِ الفَحّام، ودُفِنَ بمقابرِ بابِ تُوما ظاهرَ دمشقَ.

وهُو أخو الشَّيخ بَدْرِ الدِّينِ خليل. وكانَ رجلًا مُبْتَلًى، ومَسْكَنُهُ عندَ مسجدِ أبي اليُمْن.

ولي منهُ إجازةٌ.

666 -

وفي عَشِيّةِ الخميسِ التّاسع والعشرينَ من ذي القَعْدةِ تُوفِّي الشَّيخُ الصَّدْرُ الكبيرُ بهاءُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبدُ الله

(5)

بنُ الحَسَنِ بنِ إسماعيلَ بنِ

(1)

منهم الرشيد الفارقي، وسعد الدين ابن مروان، والسراج الوراق، وأبو الحسين الجزار.

(2)

ابنه فخر الدين محمد بن علي (ت 668 هـ) وابنه الآخر: محيي الدين أحمد بن علي (ت 672 هـ) ذكرهما المؤلف في موضعيهما كما سبق.

(3)

وزر بعده الصاحب برهان الدين الخضر بن حسن بن علي السِّنْجاري (ت 686 هـ)، وكان بينه وبين ابن حنا عداوة ظاهرة وباطنة، وحقود بارزة وكامنة، فأوقع الحوطة على الصاحب تاج الدين محمد ابن حنا بدمشق وكان مع الملك السعيد بها، وأخذ خطه بمئة ألف دينار وجهزه على البريد إلى مصر ليستخرج منه ومن أخيه زين الدين أحمد، وابن عمه عز الدين تكملة ثلاث مئة ألف دينار، وأحيط بأسبابه ومن يلوذ به من أصحابه ومعارفه وغلمانه وطولبوا بالمال. كذا قال المقريزي رحمه الله.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 335، وأخوه خليل (ت 684 هـ). و"مسجد أبي اليمن" هذا ذكره ابن شداد في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 114 قال: وقال: "مسجد الفَوْرَنْق الذي يعرف اليوم بالجَيْنِيق

وجدده الخادم يوسف على يدي أبي اليمن المعري متولي الشرطة، فعرف به". ويراجع: الدارس وثمار المقاصد لابن عبد الهادي.

(5)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 230، وتاريخ الإسلام، 15/ 339، والوافي بالوفيات 17/ 133، وعيون التواريخ 21/ 183، وتاريخ ابن الفرات 7/ 123.

ص: 105

مَحْبوب البَعْلَبكِّيُّ، ودُفِنَ يومَ الجُمُعةِ بمَقبُرةِ الصُّوفيّةِ بالقربِ منَ الشَّيخ تَقِيِّ الدِّينِ ابنِ الصَّلاح.

سَمِعَ من أبي المَجْدِ القَزْوِينيِّ، وحَدَّثَ عنهُ.

وكانَ رجلًا جيِّدًا، من أعيانِ الكُتّابِ وأُمَنائِهم، مَشهورًا بالدِّيانة، حَسَنَ المُجالسةِ. وَلِيَ نَظَرَ جامع فى مشقَ مُدّةً يَسيرةً، ونَظَرَ البِيْمارِسْتانَ النُّورِيِّ، ونَظَرَ الأسْرَى إلى حينِ وَفاتِه. وتَقدَّمَ في الصَّلاةِ عليه خارجَ بابِ النَّصْرِ القاضي ابنُ خَلِّكان.

وأجازَ لنا جميعَ ما يَروِيه.

‌ذو الحِجّة

667 -

وفي يوم الاثنينِ حادي عَشَرَ ذي الحِجّةِ تُوفِّي الشَّيخُ المُحَدِّثُ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(1)

بنُ مُحمد بنِ جِبريلَ بنِ أبي الفَوارِسِ الدَّرْبَنْدِيُّ الصُّوفيُّ، ودُفِنَ بالقَرافة.

سَمِعَ من أصحابِ السِّلَفِيِّ، وسَمِعَ هُو وابنَتُهُ فاطمةُ من أصحابِ البُوصِيْرِيِّ وجماعةٍ.

• - وفي يوم الثُّلاثاءِ خامسِ ذي الحِجّةِ دَخَلَ السُّلطانُ الملكُ السَّعيدُ إلى قلعةِ دمشقَ، وكانَ خُروجُهُ منَ الدِّيارِ المِصْرِيّة بجميع العَساكرِ إلى دمشقَ في وَسَطِ ذي القَعْدة. وخَرَجَ أهلُ دمشقَ لتَلَقِّيه، وزَيَّنُوا ظاهرَ البلدِ وباطِنَهُ، وسُرُّوا بمَقْدَمِه سُرورًا مُفْرِطًا. وصَلَّى صلاةَ عيدِ النَّحْرِ بالمَيدانِ الأخضَر. وعُمِلَ العِيدُ بالقلعة

(2)

.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 354. وابنته فاطمة لم أقف على ترجمتها.

(2)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 3/ 296، وكنز الدرر 8/ 225. ويراجع: العبر 5/ 313، وتاريخ الإسلام 15/ 209، ونهاية الأرب 30/ 385، وعيون التواريخ 21/ 173، والنهج السديد، ورقة 67/ أ، والبداية والنهاية 13/ 280، وتاريخ ابن الفرات 7/ 116، والسلوك 1/ 2/ 649، وعقد الجمان 2/ 200، والنجوم الزاهرة 7/ 264.

ص: 106

• - وفي يوم عَرَفةَ من ذي الحِجّةِ باشَرَ الوِزارةَ بالدِّيارِ المِصْريّةِ الصَاحبُ بُرْهانُ الدِّينِ الخَضِرُ بنُ الحَسَنِ الزَّرْزارِيُّ السِّنْجارِيُّ، بحُكْم وَفاةِ الصّاحبِ بهاءِ الدِّين، بمُقْتَضى تَقْليدٍ سُلْطانيٍّ وَرَدَ عليه من دمشقَ

(1)

.

• - وفي ذي الحِجّةِ وَلِيَ الوِزارةَ بالشّام الصّاحبُ فَتْحُ الدِّينِ عبدُ الله ابنُ القَيْسَرانِيِّ، وبَسَطَ يَدَهُ، وتَقدَّمَ إلى القُضاةِ وغيرِهِم بالرُّكوبِ معَهُ أوّلَ مُباشَرَتِه

(2)

.

• - وفي العَشْرِ الأخيرِ

(3)

من ذي الحِجّةِ جَهَّزَ السُّلطانُ العَساكرَ إلى بلادِ سِيْسَ للنَّهْبِ والإغارةِ، ومُقَدَّمُهُم الأميرُ سَيْفُ الدِّينِ قَلاوُونَ. وأقامَ السُّلطانُ بدمشقَ في نَفَرٍ يَسيرٍ منَ الأُمراءِ والخَواصِّ. وكانَ في مُدّةِ غَيْبةِ العَسكرِ يُكثِرُ التَّرْدادَ إلى الزَّنْبَقيّةِ منَ المَرْج، يُقيمُ بها أيامًا ويَعودُ

(4)

.

(1)

قول المؤلف هنا: "من ذي الحجة" لا معنى له؛ لقوله: "يوم عرفة" ويوم عرفة لا يكون إلا في ذي الحجة. والخبر في: ذيل مرآة الزمان 3/ 296، ويراجع: كنز الدرر 8/ 225، وتاريخ الإسلام 15/ 209، ونهاية الأرب 30/ 389، والنهج السديد، ورقة 67/ ب، وعيون التواريخ 21/ 172، والبداية والنهاية 13/ 280، وتاريخ ابن الفرات 7/ 116، والسلوك 1/ 2/ 649، وعقد الجمان 2/ 201، والنجوم الزاهرة 7/ 265، وتوفي السنجاري في صفر سنة 686 هـ كما سيأتي في ترجمته. والزَّرْزاريّ: سبقت. والسِّنْجاريّ: منسوب إلى سِنْجار من بلاد الجزيرة. يراجع: معجم البلدان 3/ 262، والروض المعطار 326، والأعلاق الخطيرة 1/ 154.

(2)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 3/ 297. ويراجع: تاريخ الإسلام 15/ 209، والبداية والنهاية 13/ 280، وعقد الجمان 2/ 201، والنجوم الزاهرة 7/ 265. وابن القيسراني الوزير المذكور (ت 703 هـ) ذكره المؤلف في موضعه.

(3)

هذا من استعمالات المتأخرين، فالأصل أن يقال: العشر الأواخر، أو الأُخر.

(4)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 3/ 397، ونهاية الأرب 30/ 385، ويراجع: كنز الدرر 8/ 225، وتاريخ الإسلام 15/ 209، والمختصر في أخبار البشر 2/ 343، وعيون التواريخ 21/ 171، والنهج السديد، ورقة 67/ أ، والبداية والنهاية 13/ 280، وتاريخ ابن الوردي 3/ 126، والسلوك 1/ 2/ 650، وعقد الجمان 2/ 201، والنجوم الزاهرة 7/ 256.

ص: 107

• - وفي يوم الثُّلاثاءِ السّادسِ والعشرينَ من ذي الحِجّةِ جَلَسَ السُّلطانُ الملكُ السَّعيدُ بدارِ العَدْلِ بدمشقَ وأسقَطَ عن أهلِ دمشقَ ما كانَ قرَّرَهُ والدُه في كلِّ سنةٍ على البَساتين، فسُرَّ النّاسُ بذلك، وتَضاعَفَتْ أدْعِيتُهُم لهُ، ومَحَبَّتُهُم فيه، فإنَّ ذلكَ كانَ أجْحَفَ بأرْبابِ الأملاكِ بحيثُ وَدَّ جماعةٌ منهُم لو أُخِذَ مُلْكُهُ وأُعْفِيَ منَ الطَّلَب

(1)

.

668 -

وفي هذه السَّنةِ تُوفِّي الشَّيخُ أبو عُثْمانَ مُفَضَّلُ

(2)

بنُ أبي طالبِ بنِ مُفَضَّلِ ابنِ سَنِيِّ الدَّولةِ الدِّمشقيِّ الخَيّاطُ في المُحَرَّم أو في صَفَر.

كذا ضَبطَهُ الحافظُ جَمالُ الدِّينِ المِزِّيُّ. رَوَى عن حَنْبَلٍ الرُّصافيِّ، وهُو أخو أبي غالب. وأجازَ لي جميعَ ما يَروِيه. ووَجَدْتُ بخَطِّ الشَّيخ عليٍّ المَوْصِليِّ

(3)

: بَلَغَتْني وَفاةُ مُفَضَّلِ ابنِ سَنِيِّ الدَّولةِ في سنةِ ستٍّ وسبعينَ وستِّ مئة.

669 -

وفيها تُوفِّي شَرَفُ الدِّينِ مُحمدُ

(4)

بنُ عبدِ القادرِ بنِ عبدِ الكريم بنِ عَطايا القُرَشيُّ المِصريُّ، ناظِرُ الخِزانةِ بالدِّيارِ المِصْريّة، ودُفِنَ بالقَرافةِ الصُّغرى، وقد نَيَّفَ على ثمانينَ سنةً.

وكانَ من أعيانِ المِصْريِّينَ، عندَهُ دِيانةٌ، وعِبادةٌ، وذِكْرٌ.

وأجازَ لي جميعَ ما يَروِيه.

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 3/ 297، وتاريخ ابن الفرات 7/ 117، ويراجع: تاريخ الإسلام 15/ 209، والبداية والنهاية 13/ 280، والسلوك 1/ 2/ 650، وعقد الجمان 2/ 201.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 355. وأخوه أبو غالب تقدم في وفيات سنة (673 هـ).

(3)

لعله علي بن مسعود بن نفيس الموصلي (ت 704 هـ) خرَّج مشيخة ابن عبد الدائم.

(4)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 433، وتاريخ الإسلام 15/ 353، والوافي بالوفيات 3/ 269، وعيون التواريخ 21/ 216، وتاريخ ابن الفرات 7/ 127.

ص: 108

670 -

وفيها تُوفِّي عِزُّ الدِّينِ محمودُ

(1)

بنُ مُحمدِ بنِ بُنْدارٍ البَعْلَبكِّيُّ، عُرِفَ بابنِ التُّوْرِيْزِيِّ ببعضِ بلادِ الإسماعيليّة بالشّام

(2)

، وهُو في عَشْرِ السَّبعين.

وكانَ فقيهًا فاضلًا، دَمِثَ الأخلاقِ، عندَهُ كَرَمٌ، وسَعَةِ صَدْرٍ، واحتمالٌ، وحُسْنُ عِشْرةٍ، ومُحاضرةٍ، نابَ عن صَدْرِ الدِّينِ عبدِ الرَّحيم قاضي بَعْلَبَكَّ في الحُكْم مُدّةً طويلةً، وتَوَلّى القضاءَ بعَجْلونَ

(3)

وغيرِها، ثم ظَفَرْتُ بأنَّ وَفاتَهُ في شَهْرِ جُمادى الأولى. سَمِعَ منَ البَهاءِ عبدِ الرَّحمنِ المَقْدِسيِّ، وسَمِعَ منهُ شَمْسُ الدِّينِ بنُ أبي الفَتْح.

ولي منهُ إجازةٌ.

671 -

وفي أواخِرِها تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو مُحمدٍ غازي

(4)

بنُ خليلِ بنِ يَعقوبَ الرَّقِّيُّ بمسجدِ كُثر

(5)

ظاهِرِ دمشقَ، ودُفِنَ هناكَ.

ومَولدُه سنةَ تسع وثمانينَ وخَمْسِ مئة.

ولي منهُ إجازةٌ على يَدِ ابنِ الخَبّاز.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 433، وتاريخ الإسلام 15/ 354. وفي ذيل المرآة: "محمد بن محمد بن بيدار

ابن النوري" تحريف ظاهر. ونسبته إلى تُورِيز سيأتي ذكرها في حوادث ذي القعدة سنة أربع وتسعين وست مئة.

(2)

قال الحافظ الذهبي: "فتوفي بحصن الكهف" وحصن الكهف سبق ذكره. وتحرفت في ذيل مرآة الزمان إلى: "حصن الكريف".

(3)

في الأعلاق الخطيرة (تاريخ لبنان والأردن 86): "وهي بلد السواد، من أعمال الأردن. محدثة صغيرة على جبل مطل على الغور، تُرى من القدس ومن جبال نابلس" وفيه قلعة بناها الأمير عز الدين أسامة بن منقذ سنة 580 هـ. يراجع: صبح الأعشى 4/ 105، وتقويم البلدان 244. وينسب إليها كثير من العلماء المتأخرين من أقدمهم: محمد بن عبد الله بن مالك العجلوني الدمشقي الحنبلي (ت 772 هـ). وقاضي بعلبك تقدم ذكره.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 345، وقال: "أجاز للبرزالي

".

(5)

كذا هنا وفي تاريخ الإسلام، ولم أجد لهذا المسجد ذكرًا في مساجد دمشق. فلعله مسجد كِثار، المذكور في ثمار المقاصد 107.

ص: 109

‌سنة ثمانٍ وسبعينَ وستِّ مئة

‌المُحَرَّم

• - وفي يوم الاثنينِ ثاني المُحَرَّم لَبِسَ خِلْعةَ الوِزارةِ بدمشقَ فَتْحُ الدِّينِ ابنُ القَيْسَرانِيِّ

(1)

.

• - وفي التّاسع منَ المُحَرَّم صُرِفَ عنِ الوِلايةِ بدمشقَ الأميرُ ناصِرُ الدِّينِ ابنُ الافتِخارِ الحَرّانِيُّ

(2)

.

• - وفي يوم الخميسِ ثاني عَشَرَ المُحَرَّم وَلِيَ ولايةَ دمشقَ الأميرُ عِزُّ الدِّينِ ابنُ أبي الهَيْجاء.

672 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ يوم عاشُوراءَ تُوفِّي الشَّيخُ زَيْنُ الدِّينِ أبو العَبّاس أحمدُ

(3)

ابنُ الشَّيخ المُحَدِّثِ أبي الخَيْرِ سَلامةَ بنِ إبراهيمَ بنِ سلامةَ بنِ معروفِ بنِ خَلَفٍ الحَدّادُ الحَنْبَليُّ، ودُفِنَ من يومِه بسَفْح قاسِيُونَ بالقربِ من أبي الفَتْح ابنِ الحافظِ عبدِ الغَنيِّ

(4)

.

ومَولدُه في رابعَ عَشَرَ ربيع الأوّلِ سنةَ تسع وثمانينَ وخَمْسِ مئة.

سَمِعَ منَ الكِنْديِّ. ورَوَى بالإجازةِ عن جماعةٍ من أصحاب أبي عليٍّ الحَدِّاد، منهُم: الكاغَدِيُّ، والرّارانِيُّ، والجَمّالُ، والكَرّانِيُّ، واللَّبّانُ، والطَّرَسُوسِيُّ،

(1)

الخبر في: نهاية الأرب 3/ 393، وتاريخ ابن الفرات 7/ 140، وفتح الدين ابن القيسراني عبد الله بن محمد (ت 703 هـ) تقدم ذكره.

(2)

الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 210.

(3)

ترجمته في: معجم الدمياطي 1/ ورقة 101، وذيل مرآة الزمان 4/ 12، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 44، وتاريخ الإسلام 15/ 357، والإعلام بوفيات الأعيان 283، ودول الإسلام 2/ 80، والمعين في طبقات المحدثين 216، والوافي بالوفيات 6/ 397، وذيل التقييد 1/ 314، والمقصد الأرشد 1/ 103، والمنهل الصافي 1/ 284، والدليل الشافي 1/ 47، والنجوم الزاهرة 7/ 290، والشذرات 5/ 360 (7/ 628)، وسبطه أبو بكر بن يوسف الحراني (ت 702 هـ).

(4)

محمد بن عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي (ت 613 هـ).

ص: 110

وعن جماعةٍ غيرِهم منَ الأصبَهانيِّين. وعنِ ابنِ كُلَيْبِ، وابنِ بوشَ، وابنِ المَعْطُوشِ، وابنِ الجَوْزِيِّ، وجماعةٍ من أصحابِ ابنِ الحُصَيْن، والقاضي أبي بكرٍ، وغيرِهِم منَ البغدادِيِّين. وعنِ الخُشُوعيِّ، والقاسم ابنِ عَساكِرٍ، والدَّوْلَعيِّ وعبدِ اللَّطيفِ بنِ إسماعيلَ، وجماعةٍ منَ الدِّمشقيِّينَ. وعنِ البُوصِيرِيِّ، والأرْتاحِيِّ، والغَزْنَوِيِّ، وفاطمةَ بنتِ سَعْدِ الخَيْر، وغيرِهِم منَ المِصريِّين.

وكانَ رجلًا مُباركًا، أحدَ الجماعةِ بالرِّباطِ النّاصريِّ بسَفْح قاسِيُون. حَدَّثَ بكتابِ "الحِلْية" و"المُستَخْرَج" و"مُعجم الطَّبرانيِّ" وجملةٍ كثيرةٍ منَ الأجزاء. رَوَى عنهُ من شُيوخِنا: الدِّمْياطيُّ

(1)

وغيرُه.

سَمِعْتُ منهُ عدّةَ أجزاءٍ بقراءةِ ابنِ جَعْوانَ، والمِزِّيِّ، وبقراءتي أيضًا.

673 -

وفي عَشِيّةِ الجُمُعةِ ثالثَ عَشَرَ المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ أبو مُحمدٍ رابغُ

(2)

بنُ يحيى بنِ عبدِ الرَّحمنِ الصِّنْهاجِيُّ الأصل، المُقرِئُ على الجَنائز، ودُفِنَ يومَ السَّبت بسَفْح جبل قاسِيُون.

رَوَى عنِ ابنِ المُقَيَّر. سَمِعَ منهُ الطَّلبةُ، ولي منهُ إجازةٌ. وسُمِّيَ بهذا الاسم؛ لأنّه وُلِدَ بالمَنزلةِ التي بينَ الحَرَمينِ الشَّريفَينِ المُسمّاة برابغَ

(3)

.

(1)

قال الدمياطي: "أحمد بن سلامة بن إبراهيم بن سلامة أبو العباس بن أبي الخير الحداد أبوه، الخياط الدلال هو، الحنبلي الدمشقي. قرأت على أحمد بن سلامة بدمشق عن أبي الحسن مسعود بن سعد بن محمد بن الحسن الجمال الخياط".

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 360 قال: "سمع منه ابن عبد الكافي، وابن نفيس الموصلي".

(3)

معجم البلدان 3/ 11، وأنشد لكثير (ديوانه 357):

أقولُ وقد جاوَزْنَ مِن صَدْرِ رابِغٍ

مَهامِهِ غُبْرًا يَفْرَعُ الأُكْمَ آلُها

أألْحَيُّ أم صِيْرانَ دَوْمٍ تَناوَحَتْ

بتَرْيَمَ قَصْرًا واسْتَحَثَّتْ شَمالُها

أرى حينَ زالَتْ عِيرُ سَلْمى برابِغٍ

وهاجَ القُلُوبَ السّاكِناتِ زَوالُها

كأنّ دُمُوعَ العَيْنِ لمّا تَحَلَّلَتْ

مَخارِمَ بِيْضًا مِن تَمَنَّى جِمالُها =

ص: 111

• - وفي المُحَرَّم تَرتَّبَ بدمشقَ حاكمٌ مالِكيٌّ مُستقلٌّ، وهو قاضي القُضاةِ جَمالُ الدِّينِ أبو يَعقوبَ الزَّواوِيُّ

(1)

، نائبَ الشَّيخ زينِ الدِّينِ الزَّواوِيِّ، وكانَ نابَ عنهُ مُدّةً، ولمّا

(2)

عَزلَ الشَّيخُ زَيْنُ الدِّين نفسَهُ عنِ الحُكْم استَمرَّ هُو في الحُكْم بإذنٍ شَرعيٍّ، من غيرِ خِلعةٍ وتقليدٍ، فبقيَ على ذلكَ مُدّةَ سِنينَ، ثم استَقلَّ في هذا التّاريخ، وصارَ أحدَ الحُكّام الأربعة. وكانَ رجلًا عاقلًا، وقُورًا، عارِفًا بالأُمور، عندَهُ مُداراةٌ، وعليه سَكِينةٌ

‌صَفَر

• - وفي يوم الثُّلاثاءِ مُستهلّ صَفَرٍ توجَّهَتِ العَساكرُ من دمشقَ إلى بلادِ سِيْسَ وغيرِها

(3)

.

674 -

وفي يوم الجُمُعةِ رابع صَفَرٍ تُوفِّي الصَّدْرُ الرَّئيسُ نَجْمُ الدِّينِ مُحمدُ

(4)

بنُ المُفَضَّل بنِ مُحمدِ بنِ سَعْدِ الله الكَلابيُّ الحَنَفيُّ، المعروفُ

= "تَمَنّى" موضع، وقال ابن السِّكيت: رابغ بين الجحفة وودان ولا تزال رابغ الآن على تسميتها، وهي مدينة مزدهرة على ساحل البحر الأحمر تبعد عن مدينة جده ما يقرب من مئة كيلًا. وقد تكرر ذكر رابغ في شعر كثير، تراجع الصفحات 368، 434، 483، 557.

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 1، وتاريخ الإسلام 15/ 210، وقضاة دمشق 243، واسمه: يوسف بن عبد الله بن عمر (ت 683 هـ)، قال الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام 15/ 514:"وهو بكنيته أشهر". وزين الدين الزَّواوي: عبد السلام بن علي بن عمر (ت 681 هـ) سيأتي في موضعه.

(2)

في الأصل: "ولم".

(3)

تقدم الخبر في ذي الحجة سنة (677 هـ) أن السلطان جهز إلى بلاد سيس ومقدمهم الأمير سيف الدين قلاوون. وهي كذلك في المصادر، لكن ابن الفرات قال:"وذكر بعض أهل التاريخ أن دخول هذه العساكر إلى سِيْسَ وخروجهم منها ورجوعهم إلى دمشق وخلافهم على الملك السعيد، وعودهم إلى جهة الديار المصرية كان في هذه السنة (677 هـ) والأظهر أن ذلك كان في سنة ثمان وسبعين" تاريخ ابن الفرات 7/ 117.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 367.

ص: 112

بابنِ الوَزّان، وصُلِّيَ عليه عَقِيبَ الجُمُعةِ بجامع دمشقَ، ودُفِنَ بمقابرِ بابِ الفَرادِيْس.

سَمِعَ "مُسندَ الإمام الشّافعي" رضي الله عنه منَ الشَّيخ مُوفَّق الدِّينِ ابنِ قُدامةَ، وسَمِعَ منَ البَهاءِ عبدِ الرَّحمنِ المَقْدِسيِّ، وفَخْرِ الدِّينِ ابنِ عَساكِر.

675 -

وفي عَشِيّةِ الجُمُعةِ رابع صَفَرٍ تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ أبو زَكريّا يحيى

(1)

بنُ أبي مَنْصورِ بنِ أبي الفَتْح بنِ رافع بن عليِّ بنِ إبراهيمَ، ابنُ الصَّيْرَفيِّ، الحَرّانِيُّ الحَنْبَليُّ، بدمشقَ، ودُفِنَ يومَ السَّبتِ بمقبُرةِ بابِ الفَرادِيْس.

ومَولدُه سنةَ ثلاثٍ وثمانينَ وخَمْسِ مئة بحَرّان.

وكانَ منَ الشُّيوخ

(2)

الفُقهاءِ المُعتَبرينَ في مَذهَبِه. سَمِعَ بحَرّانَ منَ الحافظِ عبدِ القادرِ الرُّهاوِيِّ، وببغدادَ منِ ابنِ طَبَرْزَد، وابنِ مَنِيْنا، وابنِ الدَّبِيقيِّ. وبدمشقَ منَ الكِنْدِيِّ، وجماعة.

(1)

ترجمته في: معجم الدمياطي 2/ ورقة 203، ومشيخة ابن جماعة 2/ 555، وذيل مرآة الزمان 4/ 34، وتاريخ الإسلام 15/ 368، ودول الإسلام 2/ 180، والإشارة إلى وفيات الأعيان 369، والإعلام بوفيات الأعلام 283، والمعين في طبقات المحدثين 216، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 378، والمعجم المختص 111، والمشتبه 1/ 218، والوافي بالوفيات 28/ 337، وذيل التقييد 2/ 311، وتذكرة النبيه 1/ 52، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 61، والذيل على طبقات الحنابلة 4/ 149، ومختصره، ورقة 81، والتوضيح 3/ 122، والتبصير 2/ 488، والمقصد الأرشد 3/ 87، وعيون التواريخ 21/ 239، والمنهج الأحمد 4/ 311، ومختصره الدر المنضد: 1/ 420، والنجوم الزاهرة 7/ 290، والشذرات 5/ 363 (7/ 632). وابنه: محمد بن يحيى (ت 685 هـ) وحفيده: عبد العزيز بن محمد بن يحيى (ت 702 هـ)، وحفيده الآخر: نصر الله بن محمد بن يحيى (ت 743 هـ) لهم ذكر وأخبار.

(2)

من هنا نقله الحافظ ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة باختصار قال: قال البرزالي في تاريخه: "كان من الشيوخ والفقهاء المعتبرين في مذهبه، كثير الديانة والتعبد، وأشغل الناس، وأفاد، وانتفع به".

ص: 113

وكانَ كثيرَ الدِّيانةِ والتَّعبُّد، حَدَّثَ وأشْغَلَ النّاسَ، وأفادَ وانتُفِعَ به، وأجازَ لي جميعَ ما يَروِيه. وحَضَرْتُ جِنازتَهُ، وتَقدَّمَ في الصَّلاةِ عليه قاضي القُضاةِ ابنُ خَلِّكان، وسَمِعَ منهُ الدِّمْياطيِّ

(1)

. ورَوَى لنا عنهُ الدَّوَادَارِيُّ وغيرُه.

676 -

وفي يوم الأربعاءِ تاسع صَفَرٍ تُوفِّي عليُّ

(2)

بنُ عبدِ الله بنِ عبدِ الرَّحمنِ القُرَشيُّ الهاشميُّ، ودُفِنَ ببابِ الفَرادِيْس.

ومَولدُه سنةَ إحدى وستِّ مئة.

أجازَ لي على يَدِ ابنِ الخَبّاز.

677 -

وفي بُكرةِ الثُّلاثاءِ مُنتصفِ صَفَرٍ تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ رَشِيدُ الدِّينِ أبو عَمْرٍ وعُثْمانُ

(3)

بنُ أبي الفَضْلِ بنِ إسماعيلَ بنِ المُحَبَّرِ الدِّمشقيُّ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.

رَوَى لنا عن ابنِ اللَّتِّيِّ، وابنِ الزَّبِيديِّ، ومُكْرَم. وكانَ رجلًا، مُباركًا، عَدْلًا، مُعَمّرًا، سَمِعتُ عليه أجزاءً قبلَ موتِه بنَحْوِ ثلاثةِ أشهُر.

678 -

وفي يوم الجُمُعةِ السّادسِ والعشرينَ من صَفَرٍ تُوفِّي الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبدُ الله

(4)

ابنُ الإمام تَقِيِّ الدِّينِ أحمدَ ابنِ الحافظِ عِزِّ الدِّينِ مُحمدِ

(1)

قال الحافظ الدمياطي: "أخبرنا الفقيه أبو محمد يحيى بن أبي المنصور الحراني بدمشق قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن معالي بن غنيمة بن مَنِينا البابَصْرِيّ، قراءة عليه وأنا أسمع ببغداد".

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 364. قال: "أظن له إجازة من أبي روح، والمؤيد".

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 363. وقال: "كتب عنه البرزالي والطلبة".

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 361، وتذكرة النبيه 1/ 55. ووالده أحمد بن محمد ابن الحافظ عبد الغني المقدسي (ت 643 هـ)، وجده محمد ابن الحافظ عبد الغني (ت 613 هـ) وأبو جده الحافظ المشهور عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي (ت 600 هـ) وله أخوان هما: محمد وعبد الرحمن لهما ذكر في معجم السماعات الدمشقية 505، 506، 539. وأختهم حبيبة (ت 703 هـ) زوجة الشيخ شمس الدين ابن أبي عمر القاضي الفقيه، الحنبلي المشهور (ت 682 هـ).

ص: 114

ابنِ الحافظِ أبي مُحمدٍ عبدِ الغنيِّ بنِ عبدِ الواحدِ بنِ عليٍّ بنِ سُرورٍ المَقْدسيُّ، ودُفِنَ من يومِهِ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ رجلًا صالحًا، مُحَدِّثًا. سَمِعَ من ابنِ اللَّتِّيِّ، وجَعْفرٍ الهَمْدانيِّ، وكريمةَ القُرشيّة، وغيرِهِم. وسَمِعَ حُضُورًا من ابنِ الزَّبِيديِّ.

سَمِعتُ عليه جزءًا من "حديث أبي الشَّيخ الأصْبهانيِّ"

(1)

بسماعِهِ لهُ من جعفرٍ الهَمْدانيِّ.

‌ربيع الأول

679 -

وفي ليلةِ الخميسِ تاسع ربيع الأول تُوفِّي الأميرُ بَدْرُ الدِّينِ مُحمدُ

(2)

بنُ بَرَكةَ خان بدمشقَ، وصُلِّيَ عليه خارجَ بابِ الفَرَج، ودُفِنَ قُبالةَ الرِّباطِ النّاصِريِّ في تابوتٍ ليُنْقَلَ، وكانَ مقدارُ عُمُره خمسينَ سنةً.

وهو خالُ السُّلطانِ الملكِ السَّعيد، ومن أعيانِ الأُمراء. وعُمِلَ لهُ عِدّةُ أعزِيةٍ وخَتَماتٌ، حَضَرَ السُّلطانُ بعضَها، وخُلِعَ على وَلَديهِ وخَواصِّهِ في العَزاء. ثم نُقِلَ تابوتُهُ في العَشْرِ الأُوَلِ من ربيع الأوّلِ سنةَ تسع وسبعين، بعدَ سنةٍ كاملةٍ إلى القدسِ فدُفِنَ عندَ والدِه.

680 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ عاشِر ربيع الأوّلِ تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ ضِياءُ الدِّينِ أبو الفَضْلِ يوسُفُ

(3)

ابنُ الظَّهِيرِ تَمّام بنِ إسماعيلَ بنِ تَمّام السُّلَمِيُّ الحَنَفيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمقابرِ بابِ الصَّغير.

(1)

أبو الشيخ الأصبهاني عبد الله بن محمد بن جعفر (ت 369 هـ) محدث مشهور.

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 32، وتاريخ الإسلام 15/ 365، وتاريخ ابن الوردي 2/ 327، والوافي بالوفيات 2/ 248، وعيون التواريخ 21/ 236، والمختصر في أخبار البشر 4/ 12، وتذكرة النبيه 1/ 53، وتاريخ ابن الفرات 7/ 165.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 370.

ص: 115

وكانَ من عُدُولِ دمشقَ، ويَشهدُ بالقيْمةِ أيضًا. رَوَى عنِ الكِنْديِّ، وابنِ الحَرَسْتانيِّ. ولهُ إجازاتٌ من أصبهانَ، وبلادِ خُراسانَ، والعراق. وكانَ شيخَ الحديثِ بالمدرسةِ العِزِّيةِ

(1)

ظاهرَ دمشقَ.

أجازَ لي، وقَصَدْتُهُ للسَّماع عليه فامتَنعَ، وكانَ معروفًا بذلك. وكانَ والدُهُ وعَمُّهُ فِتْيان

(2)

من فُقهاءِ الحَنَفيّةِ المُدرِّسين.

681 -

وفي يوم السَّبتِ ثامنَ عَشَرَ ربيع الأوّلِ تُوفِّي الأميرُ جَمالُ الدِّينِ آقُوْشُ

(3)

الرُّكْنيُّ المعروفُ بالبَطّاح، أحدُ أُمراءِ دمشقَ، وكانَ موتُهُ بحلبَ ونُقِلَ إلى حِمْصَ فدُفِنَ بالقربِ من تُربةِ خالدٍ رضي الله عنه، وهُو في عَشْرِ الخَمسين.

وكانَ جُرِّدَ معَ العَساكِر إلى بلادِ سِيْسَ، فلمّا عادَ تَمرَّضَ وماتَ بحلبَ، وهُو خُشْداشُ عِزِّ الدِّينِ إيغانُ سُمِّ المَوت، وعلاءِ الدِّينِ أيدُغْدِي الضَّرير ناظِرِ القُدس، وكلُّهُم مَنسوبونَ إلى رَكْنِ الدِّينِ بَيْبَرْس الذي لَقِيَ الفِرَنجَ بأرضِ غَزّة وكَسرَهُم، وكانَ من أعيانِ الأُمراء.

• - وفي العَشْرِ الأوسطِ من ربيع الأوّلِ وَقعَ بينَ المَماليكِ الخاصْكِيّةِ المُلازِمينَ لخِدمةِ السُّلطانِ الملكِ السَّعيدِ خُلْفٌ، وعَجَزَ السُّلطانُ عن تلافي ذلك. وخَرجَ سيفُ الدِّينِ كَوَنْدُكُ نائبُ السَّلْطنةِ وتَقدَّمَ بالعساكرِ ونَزَلُوا

(1)

في دمشق مدرستان تعرف كل واحدة منهما بالعزية هما: العزية البرانية والعزية الجوانية منشئهما الأمير عز الدين استدار المعظمي المعروف بصاحب صرخد (ت 546 هـ). يراجع: الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 115، 122، والدارس 1/ 550، 557، ومختصره 97، 98، والمواكب الإسلامية 1/ 326، 352.

(2)

والده تمام بن إسماعيل ذكره التميمي في الطبقات السنية 2/ 762، عن ابن طولون في طبقاته ولم يذكر وفاته. وعمه فِتْيان لم أقف على أخباره.

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 12، وتاريخ الإسلام 15/ 359، والعبر 5/ 314، والوافي بالوفيات 9/ 342، وعيون التواريخ 21/ 226، وتاريخ ابن الفرات 7/ 118، والمنهل الصافي 3/ 22، والدليل الشافي 1/ 45، وعقد الجمان 2/ 239، والنجوم الزاهرة 7/ 289.

ص: 116

بالقُطَيِّفةِ

(1)

في انتظارِ العَساكر التي ببلادِ سِيْسَ، فلمّا وَصَلُوا وحَصلَ الاجتماعُ اتَّفقُوا على السُّلطان، وراسَلُوه، واقتَرحُوا عليه إبْعادَ الخاصْكِيّة، فلم يَقدَرِ السُّلطانُ على ذلك، فرَحلَ الجيشُ منَ المَرْج إلى عقبةِ شَحُورا، ولم يَمُرُّوا على البلد، وأقامُوا ثلاثةَ أيام والرُّسُلُ تَترَدَّدُ ثم تَقدَّمُوا إلى مَرْج الصُّفَّر

(2)

. وأرسلَ السُّلطانُ والدتَهُ إليهم ومعَها سُنْقُرُ الأشقرُ، فتَحدَّثَتْ معَهُم في الصُّلْح، فاشْتَرطُوا شُروطًا، فعادَتْ إلى وَلدِها فمَنعَهُ الخاصْكِيّةُ منَ الدُّخولِ تحتَ الشُّروط، فاستَمرَّ العَسكرُ إلى الدِّيارِ المِصْريّة، فخَرَجَ السُّلطانُ من دمشقَ جريدةً؛ ليَلحَقَهُم ويَتَلافَى الأمرَ، فوَجَدَهُم قد بَعُدُوا فرَجعَ إلى قلعةِ دمشقَ ليلةَ الخميسِ سَلْخَ ربيع الأوّل، فباتَ ليلةً، وجَمَعَ مَن تَخلَّفَ عندَهُ من عَسكرِ مصرَ والشّام وتَوَجَّهُوا خَلْفَ العَساكر، وبَعَثَ والدَتَهُ وخِزانَتَهُ إلى الكرك. فوَصَلَ السُّلطانُ بِلْبِيسَ

(3)

مُنتصفَ ربيع الآخر، فوَجدَ العَسكرَ قد سَبقَهُ إلى القاهرة، فرَجَعَ من بِلْبِيسَ إلى دمشقَ النّائبُ بدمشقَ الأميرُ عِزُّ الدِّينِ واكثرُ عَسكَرِ دمشقَ ووَصَلَ السُّلطانُ إلى ظاهرِ القلعةِ، فوَجَدَ العَساكرَ مُحْدِقةً بها، فحَملَ به الحَلَبيُّ وشَقَّ الأطلابَ وأدخَلَهُ القلعةَ، وقُتِلَ نَفَرٌ يَسيرٌ، وضايقَ العَسكرُ القلعةَ وزَحَفُوا عليها، وعَزَمُوا على إقامةِ بَدْرِ الدِّينِ سلامش أخي السُّلطانِ، وأن يُعْطى السُّلطانُ الكركَ، ويُعْطى أخُوهُ نَجْمُ الدِّينِ الخَضِرَ الشَّوْبَكُ

(4)

، فتمَّ ما قَصَدُوهُ،

(1)

تصغير القطيفة، قرية دون ثنية العقاب للقاصد إلى دمشق في طرف البرية من ناحية حمص. معجم البلدان 4/ 378.

(2)

الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 182 قال: به قبر خالد بن سعيد.

(3)

بِلْبِيس، بكسر الباءين وسكون اللام وياء وسين مهملة، كذا ضبطه نصر: مدينة في شرقية مصر. يراجع: معجم البلدان 1/ 479.

(4)

الشوبك: قلعة حصينة في أطراف الشام بين عمان وأيلة والقلزم قرب الكرك. يراجع: معجم البلدان 3/ 370، والأعلاق الخطيرة (تاريخ لبنان والأردن) 80، وصبح الأعشى 4/ 157، والروض المعطار 257.

ص: 117

وخَرَجَ السُّلطانُ منَ القلعةِ يومَ الأحدِ سابعَ عَشَرَ ربيع الآخِر، وتَوَجَّهَ إلى الكركِ ليلةَ الثُّلاثاءِ تاسعَ عَشَرِه، فوَصَلَها في الخامس والعشرينَ منه

(1)

.

682 -

وفي يوم الجُمُعةِ الرّابع والعشرينَ من شَهْرِ ربيع الأوّلِ تُوفِّي الأميرُ ناصِرُ الدِّينِ بَلَبانُ

(2)

النَّوْفَلِيُّ العَزِيزِيُّ، من أُمراءِ دمشقَ، وكانَ موتُهُ بحلبَ، وكانَ صُحْبةَ العَسكرِ بسِيْسَ، فلمّا عادَ إلى حلبَ تَمرَّضَ وماتَ بها، وهُو في عَشْرِ السَّبعين.

وكانَ من أعيانِ العَزِيزيّة، وافرَ الدِّيانة، كثيرَ البِرِّ والخَيْر، عندَهُ حِشْمةٌ، ورِئاسةٌ، ولينُ جانب، وحُسْنُ عِشْرة، وتواضُعٌ، ومَحَبّةٌ في الفُقراءِ والعُلماء. والعَزِيزِيُّ: نسبةٌ إلى العَزيزِ ابنِ الظّاهرِ ابنِ صلاح الدِّينِ صاحبِ حلبَ.

683 -

وفي الرّابع والعشرينَ من ربيع الأوّل تُوفِّي الأميرُ سَيْفُ الدِّينِ قلاجَا

(3)

الرُّكْنيُّ، بحلبَ، وكانَ توجَّهَ صُحْبةَ العَسكرِ إلى سِيْسَ، فماتَ بحلبَ في عَوْدِه.

وهُو أحدُ أُمراءِ دمشقَ، وقد نَيَّفَ على أربعينَ سنةً. وهُو خُشْداشُ علاءِ الدِّينِ الرُّكْنيُّ الضَّريرُ مُتولِّي القدس.

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 1 فما بعدها، ونهاية الأرب 30/ 393 فما بعدها، وكنز الدرر 8/ 227، ويراجع: المختصر في أخبار البشر 2/ 344 وتاريخ الإسلام 15/ 210، ومسالك الأبصار 27/ 426، وتاريخ ابن الوردي 2/ 324، ومرآة الجنان 4/ 189، والنهج السديد، ورقة 67/ ب، والبداية والنهاية 13/ 287، وتاريخ ابن الفرات 7/ 140، وتاريخ ابن خلدون 5/ 467، والجوهر الثمين 2/ 86، والسلوك 1/ 2/ 651، وعقد الجمان 2/ 215، والنجوم الزاهرة 7/ 265.

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 31، والوافي بالوفيات 10/ 281، وعيون التواريخ 21/ 227، وتذكرة النبيه 1/ 55، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 61، وتاريخ ابن الفرات 7/ 162، والمقفى الكبير 2/ 484، والمنهل الصافي 3/ 317، والدليل الشافي 1/ 197.

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 31، وتاريخ الإسلام 15/ 365.

ص: 118

684 -

وفي يوم الأحدِ السّادسِ والعشرينَ من ربيع الأوّلِ تُوفِّي حُسامُ الدِّينِ لُؤلُؤٌ

(1)

كاتبُ الجيش، بدمشقَ.

وهو عَتِيقُ أحدِ الأخَوَيْن ابنَي الآمِدِيِّ مُوفَّقِ الدِّينِ وبَدْرِ الدِّين، ومنهُما اسْتفادَ صناعةَ الكتابةِ والتَّصرُّف. وخَدَمَ الأشرفَ صاحبَ حِمصَ، وبعدَهُ خَدَمَ بدمشقَ في ديوانِ الجيش. وكانَ الدِّيوانُ عبارةً عنه. وكانَ كثيرَ المُروءة، ويُذكَرُ عنهُ تَشَيُّعٌ، ولكنَّهُ كانَ عاقلًا ساكنًا. ماتَ وقد جاوزَ الخمسين.

‌ربيع الآخَر

685 -

وفي يوم الخميس سابع ربيع الآخر تُوفِّي حُسامُ الدِّينِ ابنُ بَرقَ

(2)

.

686 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ ثاني عَشَرَ ربيع الآخِر تُوفِّي الشَّمسُ الحَريريُّ

(3)

نَقِيبُ القاضي ابنِ خَلِّكانَ، ودُفِنَ ببابِ الفَرادِيْس.

وهُو الذي رَبّى الشَّيخَ زَينَ الدِّينِ أبا بكرٍ وعُرِفَ به، وكانَ زوجَ أُمِّه.

687 -

وفي يوم الجُمُعةِ مُنتصفِ ربيع الآخرِ تُوفِّي الفَقيهُ شَمْسُ الدِّينِ عبدُ الرَّحمنِ

(4)

ابنُ الخَطيبِ مُحْيي الدِّينِ ابنِ الحَرَسْتانيِّ، خطيبِ دمشقَ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ شابًّا، فاضلًا، حَفِظَ قطعةً كبيرةً من "الوسيط" وتَفقَّهَ.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 31، وتاريخ الإسلام 15/ 365، والوافي بالوفيات 24/ 209، وعيون التواريخ 21/ 235.

(2)

لم أقف على ترجمته.

(3)

لم أقف على ترجمته.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 363، وفيه: "عبد الرحمن ابن الخطيب محيي الدين ابن الخطيب عماد الدين عبد الكريم ابن القاضي جمال الدين ابن الحرستاني، الفقيه شمس الدين. عاش سبعًا وعشرين سنة. سمع من إبراهيم بن خليل وغيره

وتفقه على تاج الدين، وكان من الأذكياء".

ص: 119

• - وفي يوم الأحدِ سابعَ عَشَرَ ربيع الآخرِ رُتِّبَ في السَّلطنةِ بَدْرُ الدِّينِ سُلامُشُ ابنُ الملكِ الظّاهِر، ولَقَّبُوهُ الملكَ العادلَ وعُمرُهُ سبعُ سِنين، وجُعِلَ أتابِكُهُ الأميرُ سيفُ الدِّين قَلاوُونَ، وحُلِفَ لهُما وذُكِرَ اسمُ الأتابكِ في الخُطَبِ وتَصَرَّفَ في المملكة، وعامَلَهُ الأُمراءُ بما يُعامِلُونَ به السُّلطانُ، وعُمِلَ بخَلْع الملكِ السَّعيدِ مكتوبٌ شَرعيٌّ

(1)

.

• - وتَوجَّهَ القاضي نَجْمُ الدِّينِ ابنُ سَنِيِّ الدَّولةِ من دمشقَ إلى حلبَ مُتوَلِّيًا القضاءَ بها في يوم الاثنين ثامنَ عَشَرَ ربيع الآخِر

(2)

.

688 -

وفي يوم الأربعاءِ السّابعَ والعشرينَ من شَهْرِ ربيع الآخرِ توفِّي الأميرُ نُورُ الدِّينِ عليُّ

(3)

بنُ عُمَرَ بنِ مُجَلِّي الهَكّارِيُّ، بحلبَ، وقد نَيَّفَ على السَّبعين.

وكانَ نائبَ السَّلْطنةِ بها مُدّةَ سِنينَ. وهو حَسَنُ السِّيرةِ، عالي الهِمّةِ، ليِّنَ الكلمةِ، كريمُ الأخلاقِ، كثيرُ التَّواضُع، يُحْسِنُ إلى العُلماءِ والفُقراءِ. وعُزِلَ عنِ النِّيابةِ قبلَ موتِهِ بمُدّة، واستَمرَّ بحلبَ إلى أنْ ماتَ. وكانَ والدُهُ الأميرُ عِزُّ الدِّينِ من أكابرِ الأُمراءِ وأعيانِهِم.

(1)

الخبر في: المصادر المذكورة في اختلاف المماليك الخاصكية الذي سبق ذكره.

(2)

نجم الدين ابن سني الدولة أبو بكر محمد بن أحمد (ت 680 هـ) ذكره المؤلف رحمه الله في وفياتها. قال القطب اليونيني في ذيل مرآة الزمان 3/ 123 في ترجمته: "ثم ولي قضاء القضاة بحلب وأعمالها يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين وست مئة فتوجه إليها وأقام مدة يسيرة ثم عاد إلى دمشق". ويبدو أن الذي خلفه في قضائها القاضي تاج الدين يحيى بن محمد الكردي الشافعي وليها في صفر سنة ثمانين وست مئة. وتوفي في رجب من السنة المذكورة ذكر ذلك القطب اليونيني. في مرآة الزمان 4/ 87، 133.

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 31، وتاريخ الإسلام 15/ 364، والوافي بالوفيات 21/ 365، وعيون التواريخ 21/ 235، وتذكرة النبيه 1/ 54، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 61، والمنهل الصافي 8/ 137، والدليل الشافي 1/ 466، والسلوك 1/ 2/ 674، والنجوم الزاهرة 7/ 290. ونسبته الهكاري تقدمت.

ص: 120

689 -

وفي التّاسع والعشرينَ من ربيع الآخرِ تُوفِّي الأميرُ جمالُ الدِّينِ آقُوْشُ

(1)

الشِّهابيُّ السِّلَحْدارُ، أحدُ أُمراءِ دمشقَ، وكانَ مَوتُهُ بحماةَ، ونُقِلَ إلى دمشقَ فدُفِنَ بالجَبلِ عندَ خُشْداشِهِ علاءِ الدِّينِ أيْدَكين الشِّهابيِّ، وكانَ من أبناءِ الخَمسين.

وكانَ صُحبةَ العَسكرِ بسِيْسَ فمَرِضَ وانقطَعَ بحماةَ فماتَ بها. وهُو مَنسوبٌ إلى الطَّواشِي شِهابِ الدِّينِ رَشِيدٍ الصّالحيِّ النَّجْمِيِّ.

‌جُمادى الأولى

• - وفي يوم الأحدِ مُستهلّ جُمادى الأولى وَصَلَ الأميرُ عِزُّ الدِّينِ أيْدَمُرُ نائبَ السَّلْطنةِ بدمشقَ إلى ظاهرِ دمشقَ بمَن معَهُ من جيشِ دمشقَ فخَرَجَ لتَلقِّيهِ مَن كانَ تَخَلَّفَ بدمشقَ منَ الأُمراء، وكانَ المُقدَّمَ عليهم الأميرُ جَمالُ الدِّينِ آقُوْشُ الشَّمْسِيُّ. فلمّا وَصَلُوا إلى المُصَلَّى احْتاطَ الشَّمْسِيُّ المَذكورُ على نائبِ السَّلْطنةِ عِزِّ الدِّينِ ومَن معَه، وأخَذُوهُ من بينِهم، ورُسِّمَ عليه، وجُعِلَ بالقلعةِ مُعتَقَلًا. وكانَ النّائبَ بالقلعةِ الأميرُ عَلَمُ الدِّينِ الدَّوَادَارِيُّ

(2)

.

• - وفي العَشْرِ الأوسطِ من جُمادى الأولى وَصَلَ إلى دمشقَ منَ الدِّيارِ المِصْريّةِ جَمالُ الدِّين آقُوْشُ الباخِليُّ، وشَمْسُ الدِّينِ سُنْقُرجا الكَنْجِيُّ،

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 13، وتاريخ الإسلام 15/ 359، والوافي بالوفيات 10/ 281، وعيون التواريخ 21/ 227، وتذكرة النبيه 1/ 55، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 61، وتاريخ ابن الفرات 7/ 162، والسلوك 1/ 2/ 374، والمقفى الكبير 2/ 484، والمنهل الصافي 3/ 417، والدليل الشافي 1/ 197.

(2)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 6، وكنز الدرر 8/ 230. ويراجع: تاريخ الإسلام 15/ 212، وتاريخ ابن الوردي 2/ 324، والنهج السديد، ورقة 69/ ب، والبداية والنهاية 13/ 288، وتاريخ ابن الفرات 7/ 148، والسلوك 1/ 2/ 657، وعقد الجمان 2/ 216، والنجوم الزاهرة 7/ 286.

ص: 121

ومعَهُما نُسخةُ الأَيمانِ بما اتُّفِقَ عليه بالدِّيارِ المِصْريّةِ الحالُ من خَلْع السُّلطانِ وإقامةِ أخيهِ معَ الأتابِكِ، فحَلَفَ النّاسُ بدمشقَ

(1)

.

• - وفي جُمادى الأولى وَلِيَ قَضاءَ الدِّيارِ المِصْريّةِ صَدْرُ الدِّينِ عُمَرُ ابنُ قاضي القُضاةِ تاج الدِّينِ ابنِ بنتِ الأعَزِّ عِوَضًا عن قاضي القُضاةِ تَقِيِّ الدِّينِ ابنِ رَزِينَ، واستَمرَّ في الحُكْم سنةً وأربعةَ أشْهُر. وكذلكَ عُزِلَ في هذا الشَّهْرِ أيضًا مُعِزُّ الدِّينِ الحَنَفيُّ، ونَفِيسُ الدِّينِ ابنُ شُكْرٍ المالِكيُّ، ثم أُعِيدَا بعدَ مُدّةٍ، ورُتِّبَ معَهُما وَقتَ إعادَتِهما حاكمٌ حَنْبَليٌّ، وهُو القاضي عِزُّ الدِّينِ عُمَرُ بنُ عبدِ الله بنِ عُمَرَ بنِ عِوَضِ المَقْدسيُّ، صِهْرُ الشَّيخ شَمْسِ الدِّينِ ابنِ العِماد، وذلكَ في مُباشرةِ صَدْرِ الدِّينِ ابنِ بنتِ الأعَزِّ

(2)

.

• - وفي يوم الجُمُعةِ سادسِ جُمادى الأولى خُطِبَ بدمشقَ للملكِ العادلِ بَدْرِ الدِّينِ سُلامُشَ ابنِ السُّلطانِ الملكِ الظّاهر

(3)

.

690 -

وفي ثالثَ عَشَرَ جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ نَجْمُ الدِّينِ أبو الفَرَج عبدُ الله

(4)

بنُ مُحمدِ بنِ أبي الخَيْر الحَمَوِيُّ، المعروفُ بابنِ الحَكيم. وكانت وَفاتُهُ بدمشقَ، ودُفِنَ بالصُّوفيّة.

وكانَ شيخًا زاهِدًا، عارِفًا.

ومَولدُه سنةَ ثلاثٍ وستِّ مئة.

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 6، وكنز الدرر 8/ 231. ويراجع: النهج السديد، ورقة 70/ أ، والبداية والنهاية 13/ 288، وتاريخ ابن الفرات 7/ 149، والسلوك 1/ 2/ 657، والنجوم الزاهرة 7/ 287.

(2)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 7، ونهاية الأرب 30/ 399، وتذكرة النبيه 1/ 50. ويراجع: البداية والنهاية 13/ 288، وتاريخ ابن الفرات 7/ 149، وعقد الجمان 2/ 224.

(3)

الخبر في: كنز الدرر 8/ 231، والنهج السديد، ورقة 70/ أ.

(4)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 30، وتاريخ الإسلام 15/ 362، والعبر 5/ 320، ومرآة الجنان 4/ 190، والوافي بالوفيات 17/ 583، وعيون التواريخ 21/ 234.

ص: 122

‌جُمادى الآخرة

• - وفي يوم الأربعاءِ ثاني جُمادى الآخرةِ وَصَلَ الأميرُ الكبيرُ شَمْسُ الدِّينِ سُنْقُرُ الأشقَرُ إلى دمشقَ نائبًا للسَّلْطنةِ بها، ومعَهُ جماعةٌ منَ الأُمراءِ والعَساكِر، واحتَفلَ النّاسُ لتَلَقِّيه، وعامَلُوهُ قريبًا منَ المُلُوك، ونَزلَ بدارِ السَّعادة، ورَسَمَ للأميرُ عَلَم الدِّينِ الدَّوَادَارِيِّ بالنُّزُولِ منَ القلعةِ لمُباشرةِ الشَّدِّ وتَدْبِيرِ الأحوال. وقُرِئَ تَقْليدُ النّائبِ المَذكورِ بمَقْصورةِ الخَطابةِ يومَ الجُمُعةِ بحُضُورِ الأعيان، ولم يَحْضُرْ هو قِراءَتَهُ

(1)

.

691 -

وفي ليلةِ الأحدِ سادسِ جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الأميرُ جَمالُ الدِّينِ جُبْقُ

(2)

بنُ صُونَ بنِ إيْلَ، بدمشقَ، وكانَ من أُمرائِها، وعُمْرُهُ نحوَ خمسينَ سنةً.

692 -

وفي يوم الأحدِ سابعَ عَشَرَ جُمادى الآخرةِ تُوفِّي سَعْدُ الدِّينِ مسعودُ

(3)

ابنُ القِوَام بنِ مَسعُودٍ الحَلَبيُّ، ودُفِنَ بمقابرِ الصُّوفيّة.

وكانَ مَولدُه سنةَ اثنتَينِ وستِّ مئة بحلبَ.

أجازَ لنا على يَدِ ابنِ الخَبّاز.

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 7، وفيه: ثالث الشهر، ونهاية الأرب 30/ 399، وكنز الدرر 8/ 231. ويراجع: تاريخ الإسلام 15/ 212، وفيه:"في الثالث" والنهج السديد، ورقة 70/ أ، والبداية والنهاية 13/ 288، وتاريخ ابن الفرات 7/ 149، والسلوك 1/ 2/ 657، وفيه:"في الثامن"، وعقد الجمان 2/ 224، والنجوم الزاهرة 7/ 287، وفيه:"في الثالث". ومقصورة الخطابة لها ذكر في الأعلاق الخطيرة 83.

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 13، وتاريخ الإسلام 15/ 360.

(3)

لم أقف على ترجمته.

ص: 123

‌رَجَب

693 -

وفي عَشِيّةِ يوم السَّبتِ خامسَ رَجَبٍ تُوفِّي قاضي القُضاةِ مُحْيي الدِّينِ أبو الصَّلاح عبدُ الله

(1)

ابنُ قاضي القُضاةِ شَرَفِ الدِّينِ أبي المَكارِم مُحمدِ ابنِ عَيْنِ الدَّولةِ الصَّفْراويُّ الشّافعيُّ، وصُلِّيَ عليه يومَ الأحدِ بجامع مصرَ، ودُفِنَ بالقَرافةِ الصُّغرى بتُربةِ والدِه.

ومَولدُه سنةَ سبع وتسعينَ وخَمْسِ مئة.

وكان باشَرَ قضاءَ مصرَ وأعمالَها عَقِيبَ وفاةِ القاضي تاج الدِّينِ ابنٍ بنتِ الأعَزِّ مُدّةَ سِنين، ثم لَحِقَهُ فالجٌ وأُقْعِدَ، وعَجَزَ عنِ الكتابة.

وكانَ كاتبُ الحُكْم يُعلِّمُ عنهُ، وبَقيَ على ذلكَ خَمْس سنينَ، ثم عُزِلَ. وبَقيَ نحوَ سنتَين إلى أنْ ماتَ، وكانَ عندَهُ فَضيلةٌ، ورئاسةٌ، ولُطْفُ أخلاق، وحُسْنُ مُجالسة. وحَدَّثَ عن ابنِ باقا ونحوِه. سَمِعَ منهُ ابنُ جَعْوانَ، وغيرُه.

• - وفي يوم الأحدِ تاسعَ عَشَرَ رَجَبٍ قُبِضَ بدمشقَ على الوَزيرِ فَتْح الدِّينِ ابنِ القَيْسَرانِيِّ

(2)

.

• - وفي يوم الثُّلاثاءِ الحادي والعشرينَ من شَهْرِ رَجَبٍ خُلِعَ الملكُ العادلُ سُلامُشُ منَ السَّلْطنة، ورُتِّبَ الأتابِكُ، ولُقِّبَ بالملكِ المَنْصور، وحُلِفَ لهُ. ولم يكنْ لسُلامُشَ في مدّة سَلْطَنتِه، وهي ثلاثةُ أشهُرٍ وأيام غيرُ الاسم.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 29، وتاريخ الإسلام 15/ 362، والوافي بالوفيات 17/ 584، وعيون التواريخ 21/ 237، وتذكرة النبيه 1/ 54، ودرة الأسلام 1/ ورقة 61، والسلوك 1/ 2/ 674. والده القاضي محمد بن عبد الله بن الحسن (ت 639 هـ) مشهور، له ذكر وأخبار. والصفراوي: منسوب إلى وادي الصفراء قرب المدينة.

(2)

الخبر في: نهاية الأرب 30/ 399، وتاريخ الإسلام 15/ 212، والسلوك 1/ 2/ 658، وعقد الجمان 2/ 236.

ص: 124

وكانَ السَّببُ في تَولِيَتِه تَسْكينُ ثورةِ الظّاهريّة. واستقَلَّ الملكُ المَنصورُ سيفُ الدِّين قَلاوُونَ بالسَّلْطنة، ووَصَلَتْ البَريدِيّةُ إلى دمشقَ في يوم الأحدِ السّادسِ والعشرينَ من رَجَبٍ ومعَهُم نُسخةُ الأيْمان، فحَلَفَ النّاسُ، ولم يَرضَ نائبُ السَّلطنةِ الأميرُ شَمسُ الدِّينِ سُنقُرُ الأشقَرُ بذلك. ودُقَّتِ البَشائِرُ بدمشقَ يومَ الاثنين السّابع والعشرينَ من رَجَب

(1)

.

694 -

وفي ليلةِ السَّبتِ الخامسِ والعشرينَ من شَهْرِ رَجَبٍ تُوفِّي أبو مُحمدٍ عبدُ الباري

(2)

بنُ عيسى بنِ سالم الأنصاريُّ الخَزْرَجيُّ السَّعْدِيُّ، ودُفِنَ يومَ السَّبتِ بالقَرافة.

ذَكَرَهُ ابنُ يونُسَ الإرْبِليُّ في "وَفياتِه".

695 -

وفي ليلةِ الاثنينِ السّابع والعشرينَ من شَهْرِ رَجَبٍ تُوفِّي الشَّيخُ زكيُّ الدِّينِ محمودُ

(3)

ابنُ شَرَفٍ الخِلاطيُّ الصُّوفيُّ، ودُفِنَ يومَ الاثنينِ بمَقبُرةِ بابِ النَّصْر.

ذَكَرَهَ الإرْبِليُّ في "تَعليقِه".

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 8، ونهاية الأرب 31/ 8، وكنز الدرر 8/ 231 وفيهما:"في العشرين من الشهر". ويراجع: المختصر في أخبار البشر 2/ 345، ومسالك الأبصار 27/ 427، وتاريخ ابن الوردي 2/ 324، وفيها:"في الثاني والعشرين"، وتاريخ الإسلام 15/ 212، ومرآة الجنان 4/ 189، والنهج السديد، ورقة 70/ ب وفيه:"في الخامس من شعبان"، والبداية والنهاية 13/ 288، وتاريخ ابن الفرات 7/ 150، وتذكرة النبيه 1/ 48، والجوهر الثمين 2/ 92، وفيه:"في ثاني عشر الشهر"، والسلوك 1/ 3/ 663، وفيه:"في العشرين"، وعقد الجمان 2/ 226، وفيه:"في الثاني والعشرين"، والنجوم الزاهرة 7/ 287.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 363. قال: "تاج الدين المقرئ، إمام جامع الحاكم. ولد بدمشق سنة إحدى عشرة، وتلا بالسبع على السخاوي، وهو من شيوخ الشطنوفي. سمع من ابن الزَّبِيديّ".

(3)

لم أقف على ترجمته.

ص: 125

‌شَعْبان

• - وفي يوم الجُمُعةِ ثاني شَعْبانَ خُطِبَ للسُّلطانِ الملكِ المَنْصورِ سَيْف الدِّينِ قَلاوُونَ بجامع دمشقَ، وخُلِعَ على الخَطيب، وزُيِّنَ البلدُ

(1)

.

• - وفي يوم السَّبْت ثالث شَعْبانَ رَكِبَ السُّلطانُ بشِعارِ السَّلطنةِ وأُبّهةِ المملكة، بالقاهرة

(2)

.

696 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ سادسِ شَعْبانَ تُوفِّي القاضي الفَقيهُ [

]

(3)

الدِّينِ أبو بكرِ

(4)

ابنِ قاضي القُضاةِ شرَفِ الدِّينِ أبي حَفْص عُمرَ بنِ عبدِ الله بنِ صالح بن عيسى المِصريُّ السُّبكيُّ المالكيُّ، ودُفِنَ يومَ الأربعاء.

ولي منهُ إجازةٌ.

697 -

وفي سَحَرِ يوم الأحدِ حادي عَشَرَ شَعْبانَ تُوفِّي كمالُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(5)

بنُ عبدِ الغنيِّ ابنِ الشَّيخ فَخْرِ الدِّينِ مُحمدُ بنُ أبي القاسم بنِ مُحمدِ بنِ تَيميّةَ الحَرّانيُّ، بالقاهرة، ودُفِنَ من يومِه بمَقبُرةِ بابِ النَّصْر.

وحَدَّثَ هُو وإخوتُهُ الثَّلاثةُ.

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 9، ونهاية الأرب 31/ 9، وكنز الدرر 8/ 233، وتاريخ ابن الفرات 7/ 153، والسلوك 1/ 3/ 664.

(2)

المصادر السابقة.

(3)

بياض في الأصل يتسع لكلمة واحدة.

(4)

لم أقف على ترجمته. وتقدم ذكر والده في وفيات ذي القعدة سنة 669 هـ.

(5)

لم أقف على ترجمته. من آل تيمية من أكبر البيوت العلمية في بلاد الشام، أسرة شيخ الإسلام، تقي الدين أحمد بن عبد الحليم (ت 728 هـ) والده عبد الغني بن محمد (ت 639 هـ) ابن عم المجد جد شيخ الإسلام. وجده محمد بن أبي القاسم الخضر، فخر الدين (ت 603 هـ)، وابنه هو إبراهيم بن محمد (ت 736 هـ)، وإخوته الثلاثة هم: عبد اللطيف، وعبد القاهر، وعلي، وأخوهم أيضًا: أبو القاسم (ت 676 هـ)، وأختهم بَدْرة (ت 735 هـ). لهم ذكر وأخبار، وأولاد، وأحفاد من أهل العلم.

ص: 126

698 -

وفي يوم الأحدِ حادي عَشَرَ شَعْبانَ تُوفِّي الشَّرَفُ صالحٌ

(1)

، والي صاحبِ حماةَ، بدمشقَ.

699 -

وفي يوم الأربعاءِ رابعَ عَشَرَ شَعْبانَ ماتَ سامةُ

(2)

غاسِلُ المَوتى، بدمشقَ.

• - وفي يوم الأربعاءِ رابعَ عَشَرَ شَعْبانَ باشَرَ الحِسْبةِ بدمشقَ الصَّدْرُ، عِزُّ الدِّينِ عيسى ابنُ نَجْم الدِّينِ ابنِ الشَّيْرَجيِّ.

700 -

وفي يوم الجُمُعةِ سادسَ عَشَرَ شَعْبانَ تُوفِّي الشَّيخُ شَهْرَمانُ

(3)

المُوَلَّهُ، بدمشقَ. وكانَ لكثيرٍ منَ النّاسِ فيه عَقيدةٌ وحُسْنُ ظَنٍّ، وحَضَرَ جِنازَتَهُ جَمْعٌ كبيرٌ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ.

701 -

وفي يوم الخَميسِ التّاسع. والعشرينَ من شَعْبانَ تُوفِّي الشَّمْسُ عَرِيفُ الخَوّاصِينَ

(4)

المعروفُ بالقَبَق.

وكانَ شيخًا من التُّجارِ المَعروفين.

‌رَمَضان

702 -

وفي يوم السَّبتِ ثامنِ رَمَضانَ تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ جَمالُ الدِّينِ أبو الحُسَينِ يحيى

(5)

بنُ الحُسَينِ بنِ أبي بكرِ، ابنُ خَلِّكانَ الإرْبِليُّ، ودُفِنَ بمقابرِ الصُّوفيّةِ ظاهِرَ دمشقَ.

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

لم أقف على ترجمته.

(3)

ترجمته في: المختار من تاريخ ابن الجزري 300، وتاريخ الإسلام 15/ 360، والوافي بالوفيات 16/ 195، والمنهل الصافي 6/ 255، والدليل الشافي 1/ 345. قال الحافظ الذهبي:"كان صاحب دكان بالفسقار فوقع له يوم خروج الركب بكاء، فتهيأ لوقته، وتبع الركب وحج، وعاد مسلوب العقل".

(4)

لم أقف على ترجمته. ولعله لم يكن من أهل العلم.

(5)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 368، قال:"ابن عم قاضي القضاة".

ص: 127

وكانَ يَشهَدُ تحتَ السّاعات. ولهُ إجازةُ أبي رَوْح، والمُؤيَّدِ الطُّوسيِّ، وزَينبَ الشَّعريّة، وغيرِهم.

ومَولدُه سنةَ سَبْع وستِّ مئة بإرْبِلَ.

ولي منهُ إجازةٌ، وهُو والدُ رُكْنِ الدِّينِ حُسَينٍ المُقْرئ.

• - وفي السّادسِ والعشرينَ من رمضانَ عُزِلَ الصّاحبُ بُرهانُ الدِّينِ السِّنْجارِيُّ عنِ الوِزارة، ورُتِّبَ مَكانَهُ فَخْرُ الدِّينِ ابنُ لُقْمانَ صاحبُ دِيوانِ الإنشاء

(1)

.

703 -

وفي السّادسِ والعشرينَ من رَمَضانَ تُوفِّي الأميرُ نُورُ الدِّينِ

(2)

ابنُ الأميرِ جَمالِ الدِّينِ، الرُّوميُّ.

‌شَوّال

704 -

وفي ليلةِ الأربعاءِ رابع شوّالٍ تُوفِّي الشَّيخُ شَمْسُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبدُ الله

(3)

بنُ مُحمدِ بنِ عبدِ الله بنِ عليِّ بنِ أبي حَرْبٍ الزُّبَيْرِيُّ القُرَشيُّ الحَنَفيُّ، المعروفُ بابنِ الأوحَد، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمقبُرةِ بابِ الفَرادِيْس.

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 10، وتاريخ الإسلام 12/ 212، وفيه: عزله في شعبان، ونهاية الأرب 30/ 31/ 12، وتذكرة النبيه 1/ 51، وعيون التواريخ 21/ 225، والسلوك 1/ 2/ 666، وعقد الجمان 2/ 226، والنجوم الزاهرة 7/ 293.

(2)

لم أقف على ترجمته.

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 28، وتاريخ الإسلام 15/ 361، ومعجم الشيوخ للذهبي 1/ 332، والعبر 5/ 320. والوَخْشي: الحسن بن علي الحافظ (ت 471 هـ). وسنده إليه هكذا: عبد المطلب بن الفضل الافتخار الهاشمي عن عمر بن علي القاضي، عن الحسن بن علي الوخشي صاحب الجزء. هذا سند الحافظ الذهبي في معجمه عنه أيضًا. والوخشي: بالخاء المعجمة منسوب إلى وَخْش، بالفتح ثم السكون والشين معجمة: بلدة بنواحي بَلْخ. معجم البلدان 5/ 364 وذكر الحافظ المذكور هنا.

ص: 128

ومَولدُه سنةَ ثلاثٍ وستِّ مئة في ثالثِ ذي الحِجّة منها.

وكانَ يَخْدِمُ بدِيوانِ المارِسْتانِ الكبيرِ بدمشقَ.

رَوَى لنا عنِ الافتخارِ الهاشميِّ، سَمِعْتُ منهُ "جُزءَ الوَخْشِيِّ" فقط، وكانَ يَروي "الشَّمائلَ" للتِّرمذيِّ أيضًا.

705 -

وفي يوم الأحدِ ثامنِ شوّالٍ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ محمودُ

(1)

بنُ فَتْح بنِ عبدِ الله البغداديُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ رجلًا صالحًا، رَوَى عن جَعفرٍ الهَمْدانِيِّ، وكريمةَ. وقرأ القُرآنَ على السَّخَاوِيِّ. وكانَ يَدخُلُ على الأميرِ بَدْرِ الدِّينِ بَكْتُوتَ الأتابِكيِّ ويَصْحَبُه.

وحَدَّثَ. ولي منهُ إجازةٌ.

706 -

وفي يوم الأحدِ ثامنِ شوّالٍ تُوفِّي الشَّيخ الإمامُ شيخُ الشُّيوخ شَرَفُ الدِّينِ أبو بكرِ

(2)

بنُ عبدِ الله ابنِ الشَّيخ تاج الدِّينِ أبي مُحمدٍ عبدِ الله بنِ عُمَرَ بنِ عليِّ بنِ مُحمد ابنِ حَمُّويةَ الجُوَيْنيُّ، ودُفِنَ يومَ الاثنينِ بسَفْح قاسِيُونَ بتُربةِ الشَّيخ عبدِ الله الأُرْمَوِيِّ.

رَوَى عنِ الحُسَينِ بنِ صَصْرَى، وابنِ صَبّاح.

ومَولدُه مُنتصفُ مُحَرَّم سنةَ ثمانٍ وستِّ مئة.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 368، قال:"وله ابن قصاص"، والأمير بكتوت (ت 682 هـ).

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 27، وتاريخ الإسلام 15/ 361، ووالده عبد الله بن عمر -ويسمى عبد السلام - بن عمر (ت 642 هـ)، وأخوه هو مسعود - ويسمى الخضر بن عبد السلام (ت 674 هـ) وهو الأصغر قال اليونيني:"وأمه عالي النسب ابنه الإمام عز الدين عبد العزيز بن عبد الواحد بن عبد الماجد القشيري".

ص: 129

وكانَ من بيتِ المَشْيخةِ من الطَّرَفِيْن، وعندَهُ فَضيلةٌ، ورياضةٌ، ومُداراةٌ، وحُسْنُ خُلُقٍ. سَمِعتُ منهُ جُزءًا من "حديثِ النَّجّاد"

(1)

بسَماعِه من الحُسَينِ بنِ صَصْرى.

707 -

وفي ليلةِ الخميسِ ثاني عَشَرَ شوّالٍ تُوفِّي الشَّيخُ كَمالُ الدِّينِ مُحمدُ

(2)

بنُ عبّاسِ بنِ أبي بكرِ بنِ جَعْوانَ الأنصاريُّ، الدِّمشقيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمقابرِ بابِ الصَّغير.

رَوَى عن مُكْرَم بنِ أبي الصَّقْر، وابنِ المُقَيَّر. ولي منهُ إجازةٌ.

وكانَ منَ العُدُولِ. وخَلَّفَ وَلدَيْن فاضِلَين، وهما: المُحَدِّثُ شَمْسُ الدِّينِ مُحمدٌ، والفقيهُ، الزّاهدُ، شِهابُ الدِّينِ أحمدُ.

708 -

وفي ليلةِ الأحدِ ثامنِ شوّال تُوفِّي الحَكيمُ مُحْيي الدِّينِ إبراهيمُ

(3)

بنُ أحمدَ بنِ سونج المُتَطَبِّبَ، بسَفْح جَبل قاسِيُونَ، وصُلِّيَ عليه ظُهْرَ الأحدِ بالجامع المُظَفَّرِيِّ، ودُفِنَ بالقربِ من الرِّباطِ النّاصِريِّ.

وكانَ رجلًا جيِّدًا، مباركًا، وخَلَّفَ أولادًا أخيارًا صُلحاءَ.

709 -

وفي يوم الأربعاءِ ثامنِ عَشَرَ شوّالٍ تُوفِّي الشَّيخُ زَيْنُ الدِّين أبو العَبّاس أحمدُ

(4)

بنُ عبدِ المُحْسِنِ بنِ أحمدَ الدِّمْياطِيُّ الواعظُ المعروفُ بكتاكتِ، بالجِيزة، ودُفِنَ بالقَرافةِ الصُّغرى يومَ الخميس.

(1)

أحمد بن سلمان بن الحسن، أبو بكر النجاد (ت 348 هـ). تذكرة الحفاظ 3/ 1075، ولعل المقصود هنا أماليه الموجود في المكتبة الظاهرية بدمشق ثلاث نسخ مجموع رقم 61، 94، 106، وهي أربعة أجزاء.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 367، وابنه المحدث شمس الدين محمد بن محمد (ت 682 هـ) وابنه الآخر أحمد بن محمد الفقيه (ت 699 هـ) ذكرهما المؤلف في موضعيهما.

(3)

لم أقف على ترجمته.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 358، وعيون التواريخ 21/ 237، وتاريخ ابن الفرات 7/ 166، والشذرات 5/ 360 (7/ 628)، والجيزة بمصر معروفة.

ص: 130

710 -

وفي يوم الأربعاءِ ثامنَ عَشَرَ شوّالٍ تُوفِّي الشَّيخُ عِزُّ الدِّينِ عبدُ السَّلام

(1)

ابنُ الشَّيخ أحمدَ ابنِ الشَّيخ غانِم المَقْدِسيُّ الواعظُ بعدَ العَصْر بالقاهرة، ودُفِنَ يومَ الخميسِ بمقبُرةِ بابِ النَّصْر.

وكانَ رجلًا فاضلًا في الوَعْظ، ولهُ كلامٌ حَسَنٌ نَظْمًا ونَثْرًا

(2)

. وَعَظَ بدمشقَ والقاهرة.

711 -

وفي يوم الأربعاءِ الخامسِ والعشرينَ من شوّالٍ تُوفِّي القاضي عَلَمُ الدِّينِ

(3)

ابنُ العادِليِّ، ناظِرُ الدَّواوين، بدمشقَ.

وكانَ شيخًا مِصْريًّا مشهورًا بالكتابة، ولهُ كُتبٌ كثيرةٌ أُبِيعَتْ بعدَ موتِه.

712 -

وفي شوّالٍ تُوفِّي شِهابُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبدُ القادرِ

(4)

بنُ عُثْمانَ بنِ الزُّبيرِ بنِ عُمَرَ الإسْعِرْدِيُّ، وقيل: في رَمَضانَ منها.

أجازَ لنا على يَدِ ابنِ الخَبّاز.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 13، والمختار من تاريخ ابن الجزري 300، والعبر 5/ 321، وتاريخ الإسلام 15/ 363، والإعلام بوفيات الأعلام 283، ومرآة الجنان 4/ 190، والوافي بالوفيات 18/ 414، والبداية والنهاية 13/ 289، وعيون التواريخ 21/ 227، وتذكرة النبيه 1/ 54، وتاريخ ابن الفرات 4/ 167، وعقد الجمان 2/ 238، والمنهل الصافي 22/ 317، والدليل الشافي 1/ 412، والشذرات 5/ 362 (7/ 632).

(2)

له ديوان شعر لا يزال مخطوطًا في 62 ورقة، وهو صاحب كتاب "كشف الأسرار عن حكم الطيور والإزهار" مطبوع مشهور، وغيرهما.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 363، 367 في الموضعين، ونبه على ذلك محققه، والسلوك 1/ 2/ 674.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 363. وفيه وفاته: "في رمضان".

ص: 131

‌ذو القَعْدة

• - وفي يوم الثُّلاثاءِ تاسع ذي القَعْدةِ لَبِسَ تَقِيُّ الدِّينِ توبةُ التَّكْرِيتيُّ البَيِّعُ خِلْعة الوِزارةِ بدمشقَ وباشَرَ

(1)

.

713 -

وفي عَشِيّةِ الخميسِ حادي عَشَرَ ذي القَعْدةِ تُوفِّي الشَّيخُ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(2)

بنُ عليِّ بنِ مُلاعِبِ بنِ مُحرِزِ بنِ حَرّازٍ الصّالحيُّ، ودُفِنَ يومَ الجُمُعةِ بسَفْح قاسِيُونَ.

رَوَى "المُنتقَى" من سبعةِ أجزاء من "حديثِ المُخَلِّص"

(3)

عن موسى ابنِ الشَّيخ عبدِ القادر.

ولي منهُ إجازةٌ.

• - وفي يوم الثُّلاثاءِ سادسَ عَشَرَ ذي القَعْدةِ حُمِلَ الأميرُ عِزُّ الدِّينِ أيْدَمُرُ الظّاهرِيُّ من قلعةِ دمشقَ إلى القاهرةِ في مَحَفّةٍ، وكان مريضًا، وعندَ وُصولِه إلى الدِّيارِ المِصْريّة اعْتُقِلَ بالقلعة

(4)

.

714 -

وفي يوم الخميسِ ثامنَ عَشَرَ ذي القَعْدةِ تُوفِّي الملكُ السَّعيدُ

(1)

الخبر في: تذكرة النبيه 1/ 52. توبةُ البَيِّع: توبة بن علي بن مهاجر بن شجاع بن توبة، تقي الدين أبو البقاء، الربعي، التكريتي (ت 698 هـ)، ذكره المؤلف في وفيات جمادى الآخرة.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 367. وفيه: "كتب عنه بعض الطلبة".

(3)

المخلص، أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس (ت 293 هـ) قال الحافظ أبو سعد السمعاني: "هذا الاسم لمن يخلص الذهب من الغش ويفصل بينهما، واشتهر به أبو طاهر محمد

من أهل بغداد كان ثقة، صدوقًا، صالحًا، مكثرًا من الحديث". يراجع: تاريخ مدينة السلام 3/ 558، والأنساب 12/ 141، وحديثه معروف بـ"فوائد المخلص" و"حديث المخلص" في المكتبة الظاهرية مكتوب سنة 518 هـ. وانتقاه ابن البقال، وابن أبي الفوارس العوالي المنتقاة والفوائد المنتقاة الغراب الحسان وهما موجودان، والمكان لا يتسع لشرح ذلك.

(4)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 10، ونهاية الأرب 31/ 31. ويراجع: كنز الدرر 8/ 234، وتاريخ الإسلام 15/ 212، والبداية والنهاية 13/ 289، وتاريخ ابن الفرات 7/ 159، والسلوك 1/ 3/ 668.

ص: 132

ناصِرُ الدِّينِ أبو المَعالي مُحمدُ

(1)

بَرَكةُ خانَ، وَلَدُ السُّلطانِ الملكِ الظّاهرِ رُكْنُ الدِّينِ بَيْبَرسٍ الصّالحيُّ بقلعةِ الكرك، ودُفِنَ بأرضِ مُؤتةَ عندَ تُربةِ جَعفرٍ الطَّيّارِ رضي الله عنه، ثم نُقِلَ بعدَ ذلكَ إلى دمشقَ ودُفِنَ بتُربةِ والدِه.

ومَولدُه سنةَ ثمانٍ وخمسينَ وستِّ مئة بالعُشِّ

(2)

بالقربِ منَ القاهرة.

وكانَ ملكًا كريمًا سَخِيًّا، كثيرَ العَدْلِ، مُحْسِنًا إلى الرَّعيّةِ، كثيرَ الشَّفقةِ، ليِّنَ الكلمة. ولمّا انفصَلَ عنِ السَّلطنةِ، واستَقرَّ بالكركِ قَصَدَهُ جماعةٌ، فكانَ يُنعِمُ ويُعْطِي ويَبذُلُ، وقيل: إنّه سُمَّ لذلك، وحَزِنَتْ عليه زَوجتُهُ بنتُ الملكِ المَنْصورِ قَلاوُونَ، ووَجَدَت لفَقْدِه، ولِمَا تَمَّ عليه، ولم تَزَلْ باكيةً حزينةً إلى أنْ ماتَتْ بعدَهُ بمُدّةٍ. وتَرتَّبَ أخوهُ نَجْمُ الدِّينِ خَضِرٌ في مملكةِ الكركِ بعدَهُ، ولُقِّبَ بالملكِ المَسْعود.

• - وفي يوم الاثنينِ الثّاني والعشرينَ من ذي القَعْدةِ عُمِلَ عَزاءُ الملكِ السَّعيدِ بقلعةِ القاهرة، وحَضَرَهُ السُّلطانُ الملكُ المَنْصورُ وهُو لابِسٌ البَياضَ

(3)

.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 32، ووفيات الأعيان 5/ 87، وتالي وفيات الأعيان 52، وتاريخ الإسلام 15/ 366، ودول الإسلام 2/ 180، والعبر 5/ 321، والوافي بالوفيات 2/ 248، ونهاية الأرب 31/ 25، وتاريخ ابن الوردي 2/ 227، ومرآة الجنان 4/ 190، والبداية والنهاية 13/ 289، وعيون التواريخ 21/ 236، وتذكرة النبيه 1/ 53، ودرة الأسلاك ورقة 60، وتاريخ ابن الفرات 7/ 165، والجوهر الثمين 2/ 93، والسلوك 1/ 2/ 669، ومآثر الإنافة 2/ 134، والمنهل الصافي 9/ 336، والدليل الشافي 2/ 609، والمقفى الكبير 5/ 459، وعقد الجمان 2/ 232، والنجوم الزاهرة 7/ 259، وتاريخ الخلفاء 481، وبدائع الزهور 1/ 1/ 346، والشذرات 5/ 362 (7/ 632).

(2)

العش: قرية قديمة تقع في منتصف الطريق ما بين القاهرة. وبلبيس تعرف حاليًا باسم مُنْية شِبِين إحدى قرى مركز شِبِين القناطر بمحافظة القليوبية (القاموس الجغرافي) عن هامش المنهل الصافي.

(3)

الخبر في: نهاية الأرب 31/ 25، وكنز الدرر 8/ 234، وتاريخ الإسلام 15/ 213، والنهج السديد، ورقة 71/ أ، وتاريخ ابن الفرات 7/ 160، والسلوك 1/ 3/ 669.

ص: 133

‌ذو الحِجّة

• - وفي يوم الجُمُعةِ ثالثَ ذي الحِجّةِ صُلِّيَ على غائبٍ بجامعَ دمشقَ وهُو السُّلطانُ الملكُ السَّعيدُ ابنُ الملكِ الظّاهر، رحمَهُما اللهُ تعالى

(1)

.

715 -

وفي ليلةِ الأربعاءِ ثامنِ ذي الحِجّةِ تُوفِّي أبو حَفْصٍ عُمَرُ

(2)

بنُ مُحمدِ بنِ عُمَرَ بنِ إبراهيمَ بنِ مُحمدِ بنِ يوسُفَ الدُّنَيْسِريُّ، المعروفُ بابنِ مُزاحِم، بالقاهرة، ودُفِنَ بمقبُرةِ بابِ النَّصْر.

ومَولدُه بدُنَيْسِرَ سنةَ تسعينَ وخمسِ مئة تقريبًا.

رَوَى عنِ ابنِ اللَّتِّيِّ. وكانَ مُقِيمًا بمسجدِ بابِ النَّصْرِ بالقاهرةِ وفيه ماتَ، وصُلِّيَ عليه.

ورَوَى لنا عنهُ الدَّوَادَارِيُّ، ولي منهُ إجازةٌ.

716 -

وفي يوم السَّبتِ تاسعَ عَشَرَ ذي الحِجّةِ تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ الفاضلُ صَفِيُّ الدِّينِ أبو مُحمدٍ إسحاقُ

(3)

بنُ إبراهيمَ بنِ يحيى الشَّقْراويُّ الحَنْبَليُّ، ودُفِنَ يومَ الأحدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 34، والنجوم الزاهرة 7/ 273، وفيهما:"في الرابع والعشرين من الشهر".

(2)

ترجمته في: المختار من تاريخ ابن الجزري 300، وتاريخ الإسلام 15/ 364، وعقد الجمان 2/ 38. قال الذهبي:"سمع في الكهولة من ابن اللتي وحدث". ومسجد باب النصر في الروضة البهية 100 قال: "بناه الملك العادل سيف الدين أبو بكر".

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 14، وتاريخ الإسلام 15/ 359، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 44، والإشارة إلى وفيات الأعيان 369، والوافي بالوفيات 8/ 397، وعيون التواريخ 21/ 226، والذيل على طبقات الحنابلة 4/ 153، ومختصره، ورقة 81، والمقصد الأرشد 1/ 244، والمنهل الصافي 2/ 354، والنجوم الزاهرة 7/ 289، والمنهج الأحمد 4/ 298، ومختصره الدر النضيد 1/ 420، وتاريخ الصالحية 2/ 415، والشذرات 5/ 360 (7/ 629)، والده إبراهيم بن يحيى كان من أهل العلم والفضل، وأخوه: موسى بن إبراهيم (ت 702 هـ). وأخوه الآخر: يحيى بن إبراهيم (ت؟)، وأخوهم أيضًا: عبد القدوس بن إبراهيم (ت 686 هـ)، وأخوهم: عطية بن إبراهيم (ت؟)، والد: موسى بن عطية، وابنه يحيى بن موسى بن عطية. لهم ذكر وأخبار.

ص: 134

وكانَ شيخًا فاضلًا، حَسَنَ الأخلاق. رَوَى عن موسى بنِ عبدِ القادر، والشَّيخ مُوفَّقِ الدِّينِ الحَنْبَليِّ، وأحمدَ بنِ الخَضِرِ بنِ طاووس.

ومَولدُه بشَقراءَ من عَمَلِ زُرَعَ في سنةِ خَمْسٍ وستِّ مئة.

سَمِعتُ منهُ، وقرأتُ عليه. رَوَى لنا عن ابنِ الزَّبِيدِيِّ، وابنِ اللَّتِّيِّ، وغيرِهِما. وحَكَمَ بزُرَعَ مُدّةً عنِ الشَّيخ شَمْسِ الدِّينِ الحَنْبَليِّ.

717 -

وفي يوم الأحدِ العشرينَ من ذي الحِجّةِ تُوفِّي بَيْرَم شاه

(1)

بنُ سُنْقُر بنِ عبدِ الله الشِّهابِيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ.

رَوَى عنِ ابنِ رَوَاحةَ الحَمَوِيِّ.

• - وفي يوم الجُمُعةِ الرّابع والعشرينَ من ذي الحِجّةِ رَكِبَ الأميرُ شَمْسُ الدِّينِ سنْقُرُ الأشقَرُ نائبُ السَّلطَنةِ بدمشقَ من دارِ السَّعادةِ بعدَ العَصْر، وهَجَمَ القلعةَ راكبًا، وتَسَلْطَنَ وتَلَقَّبَ بالملكِ الكامل، وحُلِفَ لهُ ونُودِيَ في البلدِ بسَلْطَنِتِه. وفي يوم السَّبتِ تَكَمَّلَ تَحْلِيفُ النّاسِ بمسجدِ أبي الدَّرْداءِ

(2)

رضي الله عنه بالقلعة

(3)

.

• - وفي يوم الأربعاءِ التّاسع والعشرينَ من ذي الحِجّةِ تَوَجَّهَتِ العَساكرَ

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 360.

(2)

ثمار المقاصد لابن عبد الهادي 97، وفي هامشه: عن ابن كثير 13/ 48: "أن الملك الأشرف كان أكثر جلوسه بمسجد أبي الدرداء الذي جدده وزخرفه بالقلعة".

(3)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 11، ونهاية الأرب 31/ 14، وكنز الدرر 8/ 234، ويراجع: المختصر في أخبار البشر 2/ 345، وتاريخ ابن الوردي 2/ 324، وفيهما:"في ذي القعدة"، وتاريخ الإسلام 15/ 213، ومرآة الجنان 4/ 189، والنهج السديد، ورقة 71/ أ، وفيه:"في الرابع عشر"، والبداية والنهاية 13/ 289، وتاريخ ابن الفرات 7/ 162، والسلوك 1/ 3/ 671، وفيه:"في الرابع عشر"، وعقد الجمان 2/ 33، وفيه:"في ذي القعدة"، والنجوم الزاهرة 7/ 294، وفيه:"في الرابع عشر من ذي القعدة".

ص: 135

من دمشقَ إلى غَزّةَ لحفظِ البلادِ ومَغَلّها، ودَفْعِ مَن يَتطَرَّقَ إليها منَ الدِّيارِ المِصْرِيّة

(1)

.

• - وفي يوم السَّبتِ الخامسِ والعشرينَ من ذي الحِجّةِ قُبِضَ على التَّقِيِّ توبةَ الوَزِير، واحْتِيطَ على مالِه، ووَلِيَ الوِزارةَ عِوَضُهُ مَجْدُ الدِّينِ إسماعيلُ بنُ كُسَيْرات. ومُسِكَ أيضًا الأميرُ رُكْنُ الدِّينِ بَيْبَرْسُ المعروفُ بالجالِقِ لامتِناعِهِ منَ اليمين، والأميرُ حُسامُ الدِّينِ لاجِينُ نائبُ القلعة

(2)

.

• - وفي يوم الاثنينِ السّابع والعشرينَ من ذي الحِجّةِ وَلِيَ الأميرُ عَلَمُ الدِّينِ سُلطانُ وِلايةِ دمشقَ عِوَضًا عن عِزِّ الدِّينِ ابنِ أبي الهَيْجاء. وأُضِيفَ إلى كُتّابِ الإنشاءِ بدمشقَ اثنانِ وهما: القاضي نَجْمُ الدِّينِ ابنُ عِمادِ الدِّين، ابنِ صَصْرى وشِهابُ الدِّينِ ابنُ شَمْسِ الدِّينِ ابنِ غانم

(3)

.

718 -

وفي هذهِ السَّنةِ تُوفِّيتِ الخاتُونُ أُمُّ الحَسَنِ فاطمةُ

(4)

بنتُ الملكِ المُحْسِنِ يَمينِ الدِّينِ أحمدَ ابنِ السُّلطانِ الملكِ النّاصرِ صلاح الدِّينِ يوسُفَ بنِ أيوبَ بنِ شاذي في أحدِ الجُمادَيَيْن ببلدِ بُزَاعةَ

(5)

من عَمَلِ حلبَ. ومَولدُها

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 11، والبداية والنهاية 13/ 289، وعقد الجمان 2/ 233، والنجوم الزاهرة 7/ 294، مع اختلاف في التواريخ.

(2)

الخبر في نهاية الأرب 31/ 14، وكنز الدرر 8/ 234، وتاريخ الإسلام 15/ 213، والنهج السديد، ورقة 71/ أ، وتاريخ ابن الفرات 7/ 162، والسلوك 1/ 3/ 671.

(3)

الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 213. والقاضي نجم الدين أحمد بن محمد بن صصرى (ت 723 هـ)، وشهاب الدين أحمد بن غانم (ت 737 هـ).

(4)

ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 365، والعبر 5/ 321، والإشارة إلى وفيات الأعيان 470، وذيل التقييد 2/ 384، والشذرات 5/ 362.

(5)

معجم البلدان 1/ 409. قال: "سمعت من أهل حلب من يقوله بالضم والكسر، ومنهم من يقول: "بُزاغا" بالقصر، وهي بلدة من أعمال حلب، بين مَنْبِج وحلب". ويراجع: الأعلاق الخطيرة 3/ 1/ 116 و 2/ 766، عن الدر المنتخب في تاريخ مملكة حلب 172 - 173. والقارة قرية كبيرة بين حمص ودمشق. معجم البلدان 4/ 295.

ص: 136

بالقارةِ يومَ الجُمُعةِ الثّامنِ والعشرينَ من شَعْبانَ سنةَ سَبْع وتسعينَ وخَمْسِ مئة. سَمِعَتْ من ابنِ طَبَرْزَد، وستِّ الكَتبةِ بنتِ الطَّرّاح. ولها إجازةُ أبي جعفرٍ الصَّيدلانِيِّ، وجماعة. أجازَتْ لنا جميعَ ما تَروِيه.

719 -

وفيها تُوفِّي ناصِرُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(1)

بنُ مسعودِ بنِ الخَضِرِ الحَلَبيُّ، ابنُ الشُّكْرِيِّ، في أحدِ الجُمادَيَيْن في يوم الجُمُعةِ ثالثَ عَشَرِهِ بالمدرسةِ العَزِّيّةِ ظاهرِ دمشقَ.

ومَولدُه ليلةُ الأربعاءِ ثالثُ شوّالٍ سنةَ تسعَ عَشْرةَ وستِّ مئة بحلبَ.

رَوَى عن يوسُفَ بن خليل.

ثم وَجَدْتُ مَوتَهُ في جُمادى الأولى، وكانَ رجلًا جيِّدًا، سَمِعَ معَنا الحديثَ.

• - وفيها تَسَلَّمَ نُوّاب السُّلطانِ الملكِ المَنْصورِ قلعةَ الشَّوبكِ بالأمانِ بعدَ مُحاصَرَتِها مُدّةً، وأمَرَ بهَدْمِها. وكانَ صاحِبُها نَجْمُ الدِّينِ خَضِرُ بنُ الملكِ الظّاهرِ قدِ انتَقلَ منها إلى الكرك، إلى عند أخيه الملكِ السَّعيد؛ فَعَلَ ذلكَ قبلَ نُزُولِ العَسكرِ عليها، ولم يَرَ حَصْرَ نفسِه بها

(2)

.

• - وفيها جُدِّدَ في قُبّة النَّسْرِ جامع دمشقَ، خَمسةُ أضلاع منَ الجهةِ الغَربيّةِ بشَمال

(3)

.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 367. والمدرسة العزية تقدم ذكرها.

(2)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 11، ونهاية الأرب 31/ 25، وفيه:"في العاشر من ذي القعدة"، وكنز الدرر 8/ 235. ويراجع: تاريخ الإسلام 15/ 213، والبداية والنهاية 13/ 289، وتذكرة النبيه 1/ 52.

(3)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 11، والبداية والنهاية 13/ 289.

ص: 137

‌سنة تسع وسبعينَ وستِّ مئة

‌المُحَرَّم

• - وفي يوم الخَميسِ مُستهلّ المُحَرَّم رَكِبَ الملكُ الكاملُ شَمْسُ الدِّينِ سُنْقُرُ الأشقَرُ من قلعةِ دمشقَ بأُبَّهةِ السَّلْطنةِ ودَخلَ المَيدانَ الأخضَرَ وبينَ يَدَيْه الأُمراءِ والمُقدَّمونَ رِجّالةٌ بالخِلَع وسَيَّرَ في الميدان، ثم عادَ إلى القلعة، وخُطِبَ لهُ بجامع دمشقَ يومَ الجُمُعةِ ثاني المُحَرَّم. وكانَ بمدينةِ غَزّةَ عَسكَرٌ منَ المِصْريِّينَ مُقِيمينَ لمُضايقةِ الكرك، فعندَ وُصولِ العَسكَرِ الشّاميِّ إليها في أوائلِ المُحَرَّم انْدَفَعَ عَسكَرُ مصرَ من بينِ أيديهِم ودَخَلُوا الرَّملَ، ونَزلَ الشّاميُّونَ غَزّةَ واطْمَأنُّوا بها ساعةً منَ النَّهار، وكانَ فيهم قلّةٌ فكَرَّ عليهِم المِصريُّونَ وكَبسُوهُم ونالُوا منهُم، ورَجَعَ عَسكَرُ الشّام مُنهزِمًا إلى مدينةِ الرَّملة

(1)

.

• - وفي يوم الاثنينِ خامسِ المُحَرَّم وَصَلَ إلى خِدمةِ الملكِ الكاملِ عيسى بنُ مُهَنّا ملكِ العربِ بالبلادِ الشَّرقيّة والشَّماليّة

(2)

.

• - وفي يوم السَّبتِ عاشرِ المُحَرَّم وَصَلَ الأميرُ أحمدُ بنُ حِجِّي مَلِكُ العربِ بالبلادِ القِبْليّةِ إلى طاعةِ الملكِ الكامل

(3)

.

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 35، والنهج السديد، ورقة 71/ ب، وتاريخ الإسلام 15/ 213، والعبر 5/ 322، وعيون التواريخ 21/ 242، والسلوك 1/ 3/ 674، وعقد الجمان 2/ 241.

(2)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 36، وتاريخ الإسلام 15/ 214، والحوادث 449، وعيون التواريخ 21/ 242، وتذكرة النبيه 1/ 57.

(3)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 36، وتاريخ الإسلام 15/ 214، والعبر 5/ 322، وتاريخ ابن الفرات 7/ 168، والسلوك 1/ 3/ 675، وعقد الجمان 2/ 241، والنجوم الزاهرة 7/ 295.

ص: 138

• - وفي أواخرِ المُحَرَّم وَلِيَ قاضي القُضاةِ شَمْسُ الدِّينِ ابنُ خَلِّكانَ تَدْريسَ الأمِينيّةِ عِوَضًا عن نَجْم الدِّينِ ابنِ سَنِيِّ الدَّولة، وكانَ بحلبَ. وباشَرَ التَّدريسَ بها في التّاسع والعشرينَ منَ المُحَرَّم

(1)

.

• - ووَرَدَتِ الأخبارُ إلى دمشقَ أنَّ السُّلطانَ الملكَ المَنْصورَ أرسَلَ جيشًا كثيفًا إلى دمشقَ، ومُقدَّمُهُ الأميرُ عَلَمُ الدِّينِ سنْجَرٌ الحَلَبيُّ. ولمّا اتَّصلَ ذلكَ بعسكرِ الملكِ الكامل الذينَ بالرَّملةِ تأخَّرُوا قليلًا، وكلَّما تَقدَّمَ العَسكرُ المِصْريُّ تأخَّرَ الشّاميُّ لقِلَّتِه إلى أنْ وَصَلَ أوائلُهُم إلى دمشقَ

(2)

.

720 -

وفي يوم الأربعاءِ رابعَ عَشَرَ المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ أبو الحَسَنِ عليُّ

(3)

بنُ هُمام بنِ راجي الله الشّافعيُّ، إمامُ جامع الصّالح

(4)

على بابِ زَوِيْلةَ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح المُقَطَّم.

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 37، وتاريخ الإسلام 15/ 215، والبداية والنهاية 13/ 290، وعقد الجمان 2/ 241، وتاريخ ابن الفرات 7/ 169، والسلوك 1/ 3/ 675، والدارس 1/ 191.

(2)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 40، وتاريخ الإسلام 15/ 214، ودول الإسلام 2/ 180، ونهاية الأرب 31/ 27، والمختصر في أخبار البشر 4/ 13، وتاريخ ابن الوردي 2/ 227، والبداية والنهاية 13/ 290، وعيون التواريخ 21/ 244، وتذكرة النبيه 1/ 57، وتاريخ ابن الفرات 7/ 17 والسلوك 1/ 3/ 676، وعقد الجمان 2/ 242.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 375، والمختار من تاريخ ابن الجزري 301.

(4)

مسجد مشهور بناه الصالح طلائع بن رُزيْكَ لما خيف على مشهد الإمام الحسين رضي الله عنه إذ كان بعسقلان من هجمة الفرنج وعزم على نقله فبنى هذا الجامع ليدفنه به، فلما فرغ منه لم يمكنه الخليفة من ذلك، وقال: لا يكون إلا داخل القصور الزاهرة، وبنى المشهد الموجود الآن، ودفن به. يراجع: الروضة البهية 30، 74، 75، والمواعظ والاعتبار 4/ 166، واتعاظ الحنفاء 3/ 251، والنجوم الزاهرة 5/ 293، ومساجد مصر 1/ 398، ومساجد القاهرة 96 - 104، وتاريخ المساجد 57 - 105.

ص: 139

721 -

وفي يوم الاثنينِ خامسِ المُحَرَّم تُوفِّي الأميرُ جَمالُ الدِّينِ آقُوْشُ

(1)

الشَّمْسيُّ، بحلبَ، ودُفِنَ هناك، وهو في عَشْرِ الخَمْسين.

وكانَ من أعيانِ الأُمراءِ وشُجْعانِهِم، وهو الذي باشَرَ قَتْلَ كَتْبُغا مُقدَّمَ عَسْكَرِ التَّتارِ على عَيْنِ جالوتَ، وهو الذي مَسَكَ الأميرَ عِزِّ الدِّينِ أيْدَمُرَ الظّاهرِيَّ. وكانَ وَلِيَ نِيابةَ السَّلْطنةَ بحلبَ مُدّةَ شُهُور، فأدرَكَتْهُ وَفاتُهُ بها.

• - وباشَرَ الشَّدَّ بدمشقَ الأميرُ بَدْرُ الدِّين، وكانَ قد طُلِبَ لذلكَ من حلبَ. وكانت مُباشرتُهُ مُستهلَّ المُحرَّم عِوَضًا عن الأميرِ عَلَم الدِّينِ الدَّوَادَارِيِّ، فإنّه كانَ طَلبَ الإقالةَ من ذلك.

• - وفي ثاني المُحَرَّم باشَرَ جَمالُ الدِّينِ ابنُ صَصْرَى نَظَرَ الدَّواوينِ بدمشقَ معَ وزارةِ ابنِ كُسَيْرات

(2)

.

722 -

وفي يوم الأربعاءِ الحادي والعشرينَ من المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ عِمادُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(3)

بنُ مُحمدِ بنِ أبي بكرٍ مُحمدِ بنِ الحُسَيْن الإرْبليُّ، المعروفُ بابنِ الكُرَيْدِيِّ، بظاهرِ القاهرة، ودُفِنَ يومَ الخميس.

رَوَى عن عبدِ الرَّحمنِ ابنِ المُشِيْرِيِّ، وابنِ المُكْرَم الصُّوفيِّ، وابنِ رَوَاحةَ، وغيرِهِم.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 55، وتاريخ الإسلام 15/ 371، والوافي بالوفيات 9/ 325، وعيون التواريخ 21/ 267، والمختصر في أخبار البشر 4/ 13، وتاريخ ابن الوردي 2/ 228، والبداية والنهاية 13/ 292، وتذكرة النبيه 1/ 49، ودرة الأسلاك، 1/ ورقة 60، والمقفى الكبير 2/ 247، وعقد الجمان 2/ 160، والمنهل الصافي 3/ 21، والدليل الشافي 1/ 144.

(2)

إسماعيل بن إبراهيم بن أبي القاسم (ت 682 هـ) ذكره المؤلف في موضعه، وابنه علي بن إسماعيل (ت 697 هـ).

(3)

ترجمته في: المختار من تاريخ ابن الجزري 301، وتاريخ الإسلام 15/ 377.

ص: 140

وأجازَ لي جميعَ ما يَروِيه. سَمِعَ منهُ علاءُ الدِّينِ الكِنْدِيُّ بعَجلونَ، وكَنّاهُ أبا نَصْرٍ.

• - وفي التّاسع والعشرينَ من المُحَرَّم ذَكَرَ الدَّرسَ بالمدرسةِ النَّجِيبيّةِ بدمشقَ كَمالُ الدِّينِ موسى ابنُ قاضي القُضاةِ شَمْسِ الدِّينِ ابنِ خَلِّكانَ

(1)

، وهو اليومَ الذي ذَكَرَ فيه والدُهُ الدَّرسَ بالأمِينِيّة.

‌صَفَر

723 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ رابع صَفَرٍ تُوفِّي العَدْلُ تاجُ الدِّينِ أحمدُ

(2)

ابنُ الطُّوسِيِّ، من أولادِ خَطِيبِ المَوْصِل راجعًا منَ الحِجازِ ببلدِ زُرَعَ. وكانَ يَشهدُ تحتَ السّاعات.

• - وفي السّادسِ من صَفَرٍ دَخَلَ الحاجُّ إلى دمشقَ، وحَصَلَ لهُم مَشَقّةٌ في الرُّجُوع.

724 -

وفي يوم الأربعاءِ ثاني عَشَرَ صَفَرٍ تُوفِّي الشَّيخُ الصَّدْرُ مُحْيي الدِّينِ أبو زَكريّا يحيى

(3)

ابنُ الصَّدْرِ جَمالِ الدِّينِ أحمدَ بنِ مُحمدِ بنِ هِبةِ الله بنِ عبدِ الصَّمدِ بنِ الحُسَينِ بنِ أحمدَ بنِ تَميم التَّمِيميُّ الدِّمشقيُّ، بدمشقَ، ودُفِنَ من يومِه بسَفْح قاسِيُون.

ومَولدُه سنةَ ثلاثَ عَشْرةَ وستِّ مئة.

(1)

لم أقف على أخبار موسى ابن القاضي ابن خلكان. والمدرسة النجيبية كانت لصيق المدرسة النورية، وضريح نور الدين من الجانب الشمالي، منسوبة إلى جمال الدين آقوش الصالحي (ت 677 هـ). الدارس 1/ 468 هـ.

(2)

لم أقف على ترجمته. وخطيب الموصل: عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر الطوسي الأصل، ثم البغدادي، نزيل الموصل (ت 578 هـ).

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 378، وعيون التواريخ 21/ 269.

ص: 141

وكانَ شيخًا مُباركًا من أولادِ الأكابِر، وعندَهُ تَزَهُّدٌ وانقِطاعٌ، ولهُ نَظْمٌ جيِّدٌ. سَمِعَ منِ ابنِ الزَّبِيدِيِّ، وابنِ اللَّتِّيِّ، وابنِ باسُوْية. وكانَ عندَهُ عبادةٌ ورِياضةٌ، ولدَيهِ فَضِيلةٌ.

وأجازَ لي جميعَ ما يَروِيه.

725 -

وفي يوم الأحدِ الثّاني والعشرينَ من صَفَرٍ تُوفِّي الأميرُ ناصِرُ الدِّينِ المعروفُ بجندي رخيص

(1)

؛ أصابَتْهُ جِراحةٌ. وكانَ في اليَزَك الشّاميِّ.

726 -

وفي يوم الأحدِ سَلْخِ صَفَرٍ تُوفِّي العَدْلُ صَفِيُّ الدِّينِ عُثْمانُ

(2)

بنُ عبدِ الوهّابِ بنِ أبي الحَسَنِ الأنصاريُّ الحَرِيريُّ، ودُفِنَ بمقابرِ بابِ الصَّغير.

سَمِعَ شيئًا من "صحيح مسلم" على الشُّيوخ الاثني عَشَرَ.

وهو والدُ قاضي القُضاةِ شَمْسِ الدِّينِ ابنِ الحَرِيريِّ الحَنَفيِّ.

727 -

وفي يوم الأحدِ سَلْخَ صَفَرٍ تُوفِّي العَدْلُ شَرَفُ الدِّينِ إبراهيمُ

(3)

بنُ إسماعيل بنِ إبراهيمَ بنِ محمودِ، ابنُ القَصّاع، ودُفِنَ يومَ الاثنين.

سَمِعَ منَ المَجْدِ القَزْوِينيِّ ولم يُحَدِّثْ.

• - وفي يوم الأربعاءِ ثاني عَشَرَ صَفَرٍ خَرَجَ الملكُ الكاملُ من دمشقَ بنفسِهِ، وجميع مَن عندَهُ منَ العَساكر، وضَربَ دِهْلِيزَهُ بالجُسُورة، وخَيَّمَ

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

ترجمته في: المختار من تاريخ ابن الجزري 301، وتاريخ الإسلام 15/ 374، وعيون التواريخ 21/ 273. وابنه: محمد بن عبد الوهاب، شمس الدين (ت 728 هـ) وصفه الذهبي بقاضي القضاة علامة المذهب، ذو العلم والعمل. ترجمته في: معجم شيوخ الذهبي 2/ 230، والوافي بالوفيات 4/ 90، وأعيان العصر 4/ 563، والبداية والنهاية 14/ 134، والدرر الكامنة 4/ 29، والشذرات 6/ 88.

(3)

ترجمته في: المختار من تاريخ ابن الجزري 301، وتاريخ الإسلام 15/ 371، وتذكرة الحفاظ 4/ 1474.

ص: 142

هناكَ بجميع الجيش، واستخدَمَ وأنفَقَ وجَمَعَ خَلْقًا عظيمًا. وحَضَرَ عندَهُ عَرَبُ ابنِ مُهَنّا، وابنُ حِجِّي، ونَجْدةُ حلبَ وحماةَ، ورِجالٌ كثيرةٌ من جبالِ بَعْلَبَكَّ

(1)

.

• - وفي يوم الأحدِ سادسَ عَشَرَ صَفَرٍ وقتَ طُلوع الشَّمْسِ الْتَقَى الجَيشانِ في المَكانِ المذكورِ وتقاتَلا أشدَّ قِتالٍ. وثَبَتَ الملكُ الكاملُ، وقاتلَ قِتالًا كثيرًا. واستمرَّ المَصافُّ إلى الرّابعةِ منَ النَّهارِ، ولم يُقتَلْ منَ الفَرِيقَيْن إلّا نَفَرٌ يَسيرٌ. وخامَرَ أكثرُ عَسكَرِ دمشقَ وانْهَزَمُوا، ومنهُم مَن انْضافَ إلى عَسكَر مصرَ وعندما وَقعَتِ العَينُ في العَينِ انهَزمَ الحَمَوِيُّونَ، وتَخاذَلَ عَسكَرُ الشّام، وانتَصرَ جيشُ مصرَ، وانْهَزَمَ عَسكرُ الشّام وتَفَرَّقُوا، فمنهُم مَن دَخلَ بساتينَ دمشقَ واختَفَى بها، ومنهُم مَن دَخَلَ حَواضِرَ دمشقَ، ومنهُم مَن ذَهبَ على طريقَ بَعْلَبَكَّ، ومنهُم مَن سَلَكَ طريقَ المَرْج وعَذْراءَ والدَّرْبِ الكبيرِ

(2)

على القُطَيّفة. وكانَ الملكُ الكاملُ ممَّن سَلكَ طريقَ القُطَيّفة. ووَصَلَ خَلْقٌ كثيرٌ إلى القَصَبِ من عَمَلِ حِمْصَ. ثم عادَ أكثرُ الأُمراءِ إلى دمشقَ وطَلَبُوا الأمانَ منَ المُقدَّم الأميرِ عَلَم الدِّينِ الحَلَبيِّ فأمَّنَهُم، ودَخَلُوا في أيام مُتفرِّقة. ثم حَضَرَ ابنُ حِجِّي إلى دمشقَ بالأمان. وأمّا ابنُ مُهَنّا فإنّه تَوجَّهَ صُحْبةَ الكاملِ ولازَمَ خِدْمتَهُ، ونَزلَ به وبمَن معَهُ في بَرِّيّةِ الرَّحْبة، وأقامَ بهم وبدَوابِّهم

(1)

الخبر وما بعده في: ذيل مرآة الزمان 4/ 40، ونهاية الأرب 31/ 18، 236، وتاريخ ابن العبري 340، والحوادث الجامعة 449، ومسالك الأبصار 27/ 428، وتاريخ الإسلام 15/ 214، ودول الإسلام 2/ 180، والمختصر في أخبار البشر 4/ 13، ونهاية الأرب 31/ 27، وتاريخ ابن الوردي 2/ 227، وعيون التواريخ 21/ 244، والبداية والنهاية 13/ 290، وتذكرة النبيه 1/ 57، والسلوك 1/ 3/ 676، والجوهر الثمين 2/ 94، وتاريخ ابن الفرات 7/ 172، وعقد الجمان 2/ 242، وتاريخ ابن خلدون 5/ 470، والنجوم الزاهرة 7/ 296.

(2)

لعله درب العجم الكبير.

ص: 143

مُدّةَ مَقامِهم عندَه. وأمّا الجيشُ المِصْرِيُّ فإنّه ساقَ من ساعَتِه إلى دمشقَ، وأحاطَ بها، ونَزَلُوا في الخِيم، ولم يَتَعَرَّضُوا إلى زَحْف. وراسَلُوا مَن بالقلعةِ إلى العَصْر، ففُتِحَ بابُ الفَرَج، ودَخَلَ بعضُ مُقدَّمِي الجيش، وفُتِحَتْ القلعةُ، وكانَ التَّسليمُ بالأمان، وكُتِبَتِ المُطالعاتُ إلى السُّلطانِ الملكِ المَنْصُور.

• - وفي يوم الاثنينِ سابعَ عَشَرَ صَفَرٍ جَهَّزَ الحَلَبيُّ قِطعةً كبيرةً منَ الجيشِ نَحْوًا من ثلاثةِ آلافِ في طَلَبِ الملكِ الكاملِ ومَن معَهُ

(1)

.

• - وفي هذا اليوم اعتُقِلَ قاضي القُضاةِ ابنُ خَلِّكانَ بالخانِقاه النَّجِيبِيّة

(2)

.

• - وفي يوم الخميسِ العشرينَ من صَفَرٍ صَرَفَهُ الأميرُ الحَلَبيُّ عنِ القضاءِ، ورَسَمَ للقاضي نَجْم الدِّينِ ابنِ سَنِيِّ الدَّولةِ، وكانَ قد قَدِمَ من حَلَبَ، بمُباشَرةِ الحُكْم فباشَرَ، بعدَ أنْ عُرِضَ مُباشَرةِ الحُكْم على القاضي عِزِّ الدِّينِ ابنِ الصّائغ فامتَنعَ.

• - وفي يوم الخميسِ السّابع والعشرينَ من صَفَرٍ عادَتِ الأجوبةَ منَ السُّلطانِ فجَلَسَ الحَلَبيُّ في دِهْلِيزٍ بالمَيدانِ الصَّغير وحَضَرَ الأُمراءُ والأعيان، وقُرِئَ عليهِم كتابُ السُّلطانِ وفيه العَفْوَ عن جميع النّاس، وأنْ لا يُغَيَّرَ على أحدٍ وظيفَتُه. وممَّن حَضَرَ هذا المجلسَ الشَّيخُ شَمْسُ الدِّينِ الحَنْبَليُّ، وابنُ سَنِيِّ الدَّولة، وابنُ خَلِّكانَ، والخَطيبُ ابنُ الحَرَسْتانيِّ. وأخرَجَ الحَلَبيُّ من الحَبْسِ الجالِقَ، وحُسامَ الدِّينِ لاجِيْنَ، والتَّقِيَّ تَوبةَ، وجماعةً، واعْتُقِلَ ابنُ كُسَيراتٍ الوزير، وجَمالُ الدِّينِ ابنَ صَصْرى النّاظِر، واعْتُقِلَ أيضًا زَيْنُ الدِّينِ

(1)

الخبر في: المصادر السابقة.

(2)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 42، ونهاية الأرب 31/ 65، وكنز الدرر 8/ 238، وتاريخ الإسلام 15/ 215، والبداية والنهاية 13/ 291، وعيون التواريخ 21/ 245، والسلوك 1/ 3/ 678، وتاريخ ابن الفرات 7/ 175.

ص: 144

وكيلُ بيتِ المال، وأُخِذَ خَطُّهُ بجُملةٍ، ثمّ شَفَعَ فيه القاضي عِزُّ الدِّينِ ابنُ الصّائغ فأُطْلِقَ

(1)

.

• - وباشَرَ في أواخرِ صَفَرٍ نِيابةَ السَّلطنةِ بدمشقَ الأميرُ بَدْرُ الدِّينِ بكْتُوتُ العَلائيُّ أيامًا قليلةً إلى أنْ وَرَدَ المَرسومُ بمُباشرةِ حُسام الدِّين لاجِيْنَ

(2)

.

‌ربيع الأول

• - وفي أوائلِ ربيع الأوّلِ تَرتَّبَ في نِيابةِ السَّلْطنةِ بدمشقَ الأميرُ حُسامُ الدِّينِ لاجِينُ السِّلَحْدارُ المَنصُورِيُّ، ودَخَلَ دارَ السَّعادة، ودَخَلَ معَهُ الحَلَبيُّ مُقدَّمُ الجيش، ورتَّبَهُ بها، وفي خِدمَتِه سائرُ أُمراءِ مصرَ والشّام. وقُرِئَ تَقليدُهُ يومَ الأربعاءِ حادي عَشَرَ ربيع الأول. وهذا الأميرُ حُسامُ الدِّينِ كانَ السُّلطانُ أرسَلَهُ إلى دمشقَ أميرًا ونائبًا بقَلْعَتِها في أواخرِ السَّنةِ الماضية، فبقيَ بالقلعةِ مُدّةً يَسيرةً، وجَرَى ما جَرَى من سَلْطنةِ سُنْقُر الأشقر، فاعتَقلَهُ، وبقيَ في الاعتِقالِ إلى أنْ حَضَرَ الحَلبيُّ واستَولَى على المدينةِ والقلعةِ فأفرَجَ عنهُ، وبَقِيَ في خِدْمتِه إلى أنْ وَرَدَ المَرسومُ بمُباشَرَتِه نيابةَ السَّلطنةِ فباشَرَها. وهو شابٌّ، خَيِّرٌ، كثيرُ الدِّينِ والكَرَم والشَّجاعة، مُحِبٌّ للعُلماءِ والصُّلحاء، مُؤثِرٌ للعَدْلِ في الرَّعيّة

(3)

.

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 24، ونهاية الأرب 31/ 65، وكنز الدرر 8/ 238، وتاريخ الإسلام 15/ 215، وعيون التواريخ 21/ 245، والسلوك 1/ 3/ 678، والبداية والنهاية 13/ 291، وتاريخ ابن الفرات 7/ 174، وعقد الجمان 2/ 244.

(2)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 34، ونهاية الأرب 31/ 64، وكنز الدرر 8/ 238، والنهج السديد، ورقة 72/ ب، وتاريخ الإسلام 15/ 215، والعبر 5/ 323، والمختصر في أخبار البشر 4/ 13، وعيون التواريخ 21/ 245، وتذكرة النبيه 1/ 59، والسوك 1/ 3/ 679، وعقد الجمان 2/ 245، والنجوم الزاهرة 7/ 297.

(3)

الخبر في المصادر السابقة.

ص: 145

• - وفي يوم الثُّلاثاءِ تاسع ربيع الأوّلِ أُفْرِجَ عنِ القاضي ابنِ خَلِّكانَ وصُرِفَ إلى مَنزِلِه. ثم رَسَمَ لهُ الحلبيُّ بالانتقالِ منَ العادِليّةِ وتَسلِيمِها إلى ابنِ سَنِيِّ الدَّولة، فشَقَّ ذلكَ عليه

(1)

. فبَيْنا هُو في ذلكَ وقد أحضَرَ جِمالًا ليَنقُلَ قُماشَهُ إلى جبلِ الصّالحيّة وإذا بكتابِ السُّلطانِ الملكِ المنصورِ وقد وَرَدَ على الحَلَبيِّ يَتضَمَّنُ: إنّا عَفَوْنا عنِ الخاصِّ والعامِّ، وما يَلِيقُ أن نُخَصِّصَ بالسُّخْط أحدًا على انْفِرادِه، وغيرُ خافٍ ما يَتَعيَّنُ من حقِّ القاضي شَمْسِ الدِّين، وقَدِيم صُحْبَتِه وخِدْمَتِه، وأنّه من بقايا الدَّولةِ الصّالحيّة. وقد رَسَمْنا بإعادَتِه إلى ما كانَ عليه منَ القضاء. فرَكِبَ القاضي من ساعَتِهِ وسَلَّمَ على الأُمراء، ونَزَلَ وَقْتَ الظُّهرِ وباشَرَ الحُكْم، وخُلِعَ عليه. وكَتبَ إلى السُّلطانِ يَدعُو لهُ ويتعذَّرُ، فوردَ الجوابُ بالشُّكْر وقَبُولِ العُذْر. وكانت مُباشَرتُهُ يومَ الأربعاءِ الخامسِ والعشرينَ من ربيع الأوّل، وانصَرَفَ القاضي نَجْمُ الدِّينِ ابنِ سَنِيِّ الدَّولة

(2)

.

• - وفي يوم الأربعاءِ رابع ربيع الأوّل باشَرَ نيابةَ الحُكْم بدمشقَ القاضي نَجْمُ الدِّينِ البَيْسانيُّ، عن قاضي القُضاةِ نَجْم الدِّينِ ابنِ سَنِيِّ الدَّولةِ عِوَضًا عن جمالِ الدِّينِ ابنِ عبدِ الكافي. وكانت مباشَرتُهُ عشرينَ يومًا، ثم أُعِيدَ ابنِ عبدِ الكافي بإعادةِ مُستخْلَفِه

(3)

.

• - وفي يوم الأربعاءِ رابع ربيع الأوّلِ أُعيدَ الأميرُ ناصِرُ الدِّينِ ابنُ الحَرّانِيِّ إلى ولايةِ دمشقَ

(4)

.

(1)

في الأصل: "فشق ذلك عليه ذلك"، ولا معنى لهذا التكرار.

(2)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 3/ 43، وتاريخ الإسلام 15/ 215، وعيون التواريخ 21/ 247. وتراجع بقية المصادر في الخبر السابق.

(3)

نجم الدين البيساني: هو عمر بن نصر، أبو حفص الأنصاري (ت 683 هـ)، وابن سني الدولة: هو محمد بن أحمد بن يحيى بن أحمد (ت 680 هـ).

(4)

الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 215.

ص: 146

728 -

وفي أوائل شَهْرِ ربيع الأوّل أو في آخرِ صَفَرٍ تُوفِّي الأميرُ نُورُ الدِّينِ عليُّ

(1)

بنُ عُمَرَ الطُّورِيُّ، بسَفْح قاسِيُونَ، ودُفِنَ هناك.

وكانَ من أبطالِ المسلمينَ وشُجْعانِهِم المَشْهورينَ، وفُرْسانِهِم المَعْدودين. ولهُ صِيتٌ عظيمٌ عندَ الفِرَنْج، ولهُ فيهم نِكاياتٌ كثيرةٌ وآثارٌ جميلةٌ، ومَواقفُ محمودةٌ. جَمَعَ اللهُ لهُ بينَ قُوّةِ البَدنِ والقلب. وكانَ لهُ لَتُّ حديدٍ

(2)

ثَقِيلُ الوَزنِ عظيمُ القَدْر، يَعجَزُ كثيرٌ منَ الشَّباب عن حَمْلِه، وكانَ يُقاتِلُ به بلا كُلْفةٍ. وكانَ من كُرماءِ النّاس. وما بَرِحَ هُو وعَشِيرتُهُ مُرابِطينَ ببِلادِ السّاحلِ في وجهِ العَدُوِّ سنينَ كثيرةٌ. وتَنقَّلَتْ به الولاة في عِدّةِ جِهاتٍ بالشّام. ونَيَّفَ على تِسْعينَ سنةً، ولم يَزَلْ محتَرَمًا في الدُّول، مُكَرَّمًا عندَ المُلوكِ يَعرِفُونَ مِقدارَهُ. وحَضَرَ المَصافَّ الذي كان بين سُنْقُرِ الأشقَرِ وعَسكَرِ مصرَ، فجُرِحَ في المَصافِّ، ووَقَعَ بينَ حَوافِرِ الخَيْل، وبَقِيَ قليلًا بعدَ ذلكَ وماتَ.

729 -

وفي بُكرةِ الجُمُعةِ السّابع والعشرينَ من شَهْرِ ربيع الأوّل تُوفِّي بَدْرُ الدِّينِ إبراهيمُ

(3)

بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ العامِلِيُّ، وصُلِّيَ عليه عَقِيبَ الجُمُعةِ بجامع العُقَيْبةِ

(4)

، ودُفِنَ بالجَبل.

وكانَ وجلًا جيِّدًا مُشتغِلًا بالحديثِ وسَماعِه، وعندَهُ دِيانةٌ وصَلاحٌ.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 56، وتاريخ الإسلام 15/ 375، والوافي بالوفيات 21/ 365، وعيون التواريخ 21/ 267، وتذكرة النبيه 1/ 60، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 62، وتاريخ ابن الفرات 7/ 201، والسلوك 1/ 2/ 184، وعقد الجمان 2/ 261.

(2)

اللَّتُّ: الفأس، فارسي معرب.

(3)

لم أقف على ترجمته.

(4)

الدارس في تاريخ المدارس 2/ 428.

ص: 147

‌ربيع الآخر

730 -

وفي عَشِيّةِ السَّبتِ خامسِ ربيع الآخرِ تُوفِّي الشَّريفُ ضِياءُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(1)

بنُ أبي بكرِ بنِ عَليِّ بنِ خَلَفِ بنِ إبراهيمَ بنِ عليٍّ الزَّيْنيُّ الجَعْفَرِيُّ الأسودُ، بدمشقَ، ودُفِنَ منَ الغَد. ومَولدُه سنةَ خمسٍ وستِّ مئة بالقدس. وكانَ شيخًا صالحًا، سَمِعَ من ابنِ رُوْزْبةَ "صحيحَ البخاريِّ". ورَحَلَ إلى بغدادَ، وسَمِعَ من عَجِيبةِ بنتِ الباقَدارِيِّ وغيرِها. وكانَ مُؤذِّنًا بمسجدِ الرَّمّاحينَ الكبير

(2)

وساكنًا فيه. ولهُ قراءةٌ بالتُّربةِ العادليّة بدمشقَ.

قرأتُ عليه "ثُلاثيّاتِ البخاريِّ" وغيرِها.

• - وفي أوائلِ شَهْرِ ربيع الآخرِ خَرَجَ من دمشقَ عَسكَرٌ منَ الجيشِ المِصْريِّ مُقدَّمُهُم الأميرُ عِزُّ الدِّينِ الأفْرَمُ، ولَحِقَ بالذين كانوا تَوجَّهُوا من قبلُ في طَلَبِ سُنْقُرٍ الأشقر، فأدرَكُوهُم بحِمصَ، ورَحَلُوا بأسرِهم. فلمّا بَلغَ سُنْقُرٌ الأشقَرُ ذلك فارقَ عيسى بنَ مُهَنّا، وتَوجَّهَ بمَن معَهُ في البَريّةِ إلى الحُصُونِ التي كانت قد بقِيَتْ بيدِ نُوّابِه، فتَحَصَّنَ بها هُو ومَن معَهُ في أواخرِ ربيع الآخِر. وهي صِهيُونُ كان بها أولادُهُ وخِزانَتُهُ ودَخلَها هو أيضًا، وبُلاطُنُسُ، وبُرْزَيةُ، وعَكّارُ، وجَبَلةُ، واللاذِقيّة، والشّغْرُ، وبَكّاسُ، وشَيْزَرُ. وكانَ يومُ

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 59، ومعجم الحافظ الذهبي 2/ 317، وتاريخ الإسلام 15/ 378، وذيل التقييد 1/ 107.

(2)

في دمشق مسجدان يعرف كل واحد منهما بمسجد الرَّمّاحين أحدهما: مسجد الجَلّادين ذكره ابن شداد في الأعلاق الخطيرة 96، وابن عبد الهادي في ثمار المقاصد 63، وقالا: يعرف بمسجد الرماحين كبير سفل له إمام ومؤذن ووقف. ويظهر أنه المقصود هنا. وفي سنة 736 هـ في نصف رمضان جعل مسجد الرماحين للشيخ زين الدين عبد الرحمن ابن تيمية أخي الإمام تقي الدين، وجعل فيه إمامًا. والثاني: مسجد الطرائفيين، ويعرف الآن بالرماحين الأعلاق الخطيرة 95، وثمار المقاصد 62، والطرائفيين: الذين يبيعون الطرائف والتحف.

ص: 148

المَصافِّ قدِ انْهزَمَ الحاجُّ أزْدَمُرُ إلى جبلِ الجُرْدِيِّين وأقامَ عندَهُم هذه المُدّةَ كلَّها، وتَحَصَّنَ بهم وحَمَوهُ، فلمّا بَلَغَهُ وُصولُ سُنْقُرٍ الأشقرِ إلى القِلاع المذكورةِ وَصلَ إليه بجَماعةٍ منَ الجَبَليينَ، وأقامَ بقلعةِ شَيْزَرَ. ولمّا بَلَغَ العَسكرُ دُخولَهُم القِلاع، واعتِصامَهُم بها، نازَلُوا شَيْزَرَ بمُضايقةٍ لا مُحاصرة

(1)

.

731 -

وفي الثّالثِ والعشرينَ من شَهْرِ ربيع الآخرِ تُوفِّي القاضي نَجْمُ الدِّينِ مُحمدُ

(2)

بنُ سالم بنِ السَّلْم النّابُلُسيُّ، بها، ودُفِنَ هناك.

ومَولدُه سنةَ تسعينَ وخَمْسِ مئة.

وكان رئيسًا كاملًا صَدْرًا، حَسَنَ التَّأتي، كريمَ الأخلاق، مبسوطَ اليَد. لهُ وَجاهةٌ عندَ المُلوك، وتَقَدُّمٌ في الدُّول. تَرَسَّلَ عنِ المَلكِ الصّالح نَجْم الدِّينِ أيوبَ إلى دارِ الخِلافة، وكانت مَنزِلَتُهُ كبيرةٌ، وحُرْمتُهُ وافرةٌ، وعندَهُ فَضيلةٌ حَسَنةٌ، وأُقْعِدَ في آخرِ عُمُرِه، وانقَطعَ عندَ وَلدِهِ جَمالِ الدِّينِ قاضي نابُلُسَ بها. وبيتُهُم مَشهورٌ بالحِشْمةِ والمَكارم. وكانَ والدُهُ شَمْسُ الدِّينِ سالمٌ عندَ الملكِ الكاملِ بمكانةٍ كبيرة. ولم يَزَلْ قضاءُ نابُلُسَ بأيديهِم من مُدّةٍ مُتطاولةٌ.

732 -

وفي شَهْر ربيع الآخرِ تُوفِّي سَيْفُ الدِّينِ أبو بكرٍ المعروفُ بابنِ أسْباسَلار

(3)

، ودُفِنَ بالقَرافة، وهو في عَشْرِ السِّتِّين.

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 44، ونهاية الأرب 31/ 67، وتاريخ الإسلام 15/ 215، وعيون التواريخ 21/ 246، والبداية والنهاية 13/ 291، والنجوم الزاهرة 7/ 298.

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 60، وتاريخ الإسلام 15/ 376، والوافي بالوفيات 3/ 84، وعيون التواريخ 21/ 268.

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 86، وتالي وفيات الأعيان 21، وتاريخ الإسلام 15/ 380، وعيون التواريخ 21/ 373، والسلوك 1/ 2/ 685، وعقد الجمان 2/ 261. واسبهسلار ويقالى: اسفهسالار، بالباء والفاء فارسي معرب مثل أصبهان وأصفهان. ومعناه: قائد الجيش.

ص: 149

وكانَ وَلِيَ مصرَ مُدّةَ سنين، وعندَهُ فُتُوّةٌ ومُروءةٌ، وتَعَصُّبٌ وكَرَمٌ مُفرِطٌ، ومَحبّةٌ للفُقراء، ولهُ في كَرَمِه غَرائبٌ انفردَ بها في زمانِه. وحَصَلَ لهُ سِمَنٌ مُفرِطٌ، وقاسى منهُ شِدّة، وأشارَ عليه الأطباءُ بعدَم النَّوم، وأنّه متى استَغرقَ في النُّوم خِيفَ عليه التَّلَفُ. فبَقيَ مُدّةً لا يَضَعُ جَنبَه إلى الأرض.

‌جُمادى الأولى

• - وفي جُمادى الأولى تَوجَّهَ طائفةٌ أخرى منَ الجيشِ المِصريِّ ولَحِقُوا ببقيّةِ العسكرِ المُنازِلينَ لشَيْزَرَ، مُصمِّمينَ على حَصرِها، وتردَّدَتِ الرُّسلُ بينَهم وبينَ سُنْقُر الأشقرِ في تَسْليمِها

(1)

.

‌جُمادى الآخرة

• - وفي أوائلِ جُمادى الآخرةِ وَرَدَتِ الأخبارُ بأنَّ التَّتارَ -خَذَلَهُم اللهُ تعالى- قد قَصَدُوا بلادَ الشّام، فخَرجَ مَن كانَ بدمشقَ منَ العَسكرِ المِصْريِّ والشّاميِّ ومُقدَّمُهم الأميرُ رَكْنُ الدِّينِ أباجِي، ولَحِقَ ببقيّةِ العساكرِ التي على شيْزَرَ. وكانوا قد تأخَّروا عنها، ونزَلُوا ظاهرَ حَماةَ. ووَصَلَ منَ الدِّيارِ المِصريّةِ عَسكَرٌ مُقدَّمُهم الأميرُ بَدْرُ الدِّينِ بَكْتاشٌ النَّجْميُّ، فلَحِقَ بهم واجتمعَ الجميعُ على حماةَ، وأرسَلُوا الكَشّافةَ إلى بلادِ التَّتار

(2)

.

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 44، وتاريخ الإسلام 15/ 216، والعبر 5/ 323، وعيون التواريخ 21/ 247.

وشَيزر في بلاد الشام: قلعة قرب المعرة بينها وبين حماة يوم. أمراؤها آل منقذ. يراجع: معجم البلدان 3/ 383، والروض المعطار 352.

(2)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 44، ونهاية الأرب 31/ 67، وتاريخ الإسلام 15/ 216، ويراجع: المختصر المحتاج إليه 2/ 346، والبداية والنهاية 13/ 291، وتاريخ ابن الفرات 7/ 185، والجوهر الثمين 2/ 93، والسلوك 1/ 3/ 681، وعقد الجمان 2/ 247، والنجوم الزاهرة 7/ 298.

ص: 150

• - وفي العَشْرِ الأوسطِ من جُمادى الآخرةِ وَصَلَ إلى دمشقَ وبَعْلَبَكَّ خَلْقٌ عظيمٌ من الجُفّالِ من حلبَ وبلادِها، وحماةَ، وحِمْصَ، والبلادِ الشّماليّةِ جافِلينَ منَ التَّتار. ولم يتخَلَّف إلّا مَن عَجَزَ عنِ السَّفَر، وأُخْلِيتْ حلبُ منَ العساكرِ والتَجَؤُوا إلى حماةَ. وعَزَمَ كثيرٌ من أهلِ دمشقَ والبلادِ الشّاميّة على التَّوجُّهِ إلى الدِّيارِ المِصْريّة. واضْطَربَ النّاسُ اضطرابًا شديدًا. وكانَ سببُ حركةِ التَّتارِ ما بَلَغَهم من اختلافِ الكلمة، فأرسَلَ أُمراءُ العَسكرِ المصريِّ إلى سُنْقُرٍ الأشقرِ يقولونَ قد دَهَمَنا هذا العدُوُّ وما سبَبُهُ إلّا الخُلْفُ بينَنا، وما يَنبَغي أنْ يهلَكَ الإسلامُ في الوَسط، والمصلحةُ أنَّنا نَجتمعُ على دَفْعِه. فنَزلَ عسكرُ سُنْقُرٍ الأشقرِ من صِهْيُون، والحاجُّ أزْدَمُرُ من شَيْزَر، وخَيَّمَتْ كلُّ طائفةٍ تحتَ قلعَتِها، ولم يَجتمِعُوا بالمِصْريِّين. واتَّفقُوا على اجتِماع الكلمةِ ودَفْع العَدُوِّ

(1)

.

• - وفي ليلةِ السَّبتِ مُستهلّ جُمادى الآخرةِ قُبِضَ على التَّقِيِّ توبةَ البَيِّع الوزيرُ، ثم أُطلِقَ ليلةَ الاثنين عاشِرِه، ثم قُبِضَ عليه مرةً أخرى عَشِيّةَ الثُّلاثاء حادي عَشَرِه

(2)

.

733 -

وفي جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الشَّيخُ المقرئُ أبو مُحمدٍ عبدُ الله

(3)

بنُ إبراهيمَ بنِ محمودِ بنِ رَفِيْعا الجَزَرِيُّ، بالمَوصِل.

734 -

وفي يوم الخميسِ العشرينَ من جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الشَّيخُ المُقْرِئُ

(1)

الخبر في المصادر السابقة نفسها.

(2)

الخبر في: تاريخ ابن الفرات 7/ 185، والسلوك 1/ 3/ 681. وتوبة هو: توبة بن علي بن مهاجر بن شجاع التكريتي (ت 698 هـ).

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 373، والذيل على طبقات الحنابلة 4/ 155، ومختصره 81، وغاية النهاية 1/ 403، والمقصد الأرشد 2/ 24، والمنهج الأحمد 4/ 313، ومختصره الدر المنضد 1/ 421، والشذرات 5/ 363 (7/ 629).

ص: 151

زَيْنُ الدِّينِ أبو بكرِ

(1)

بنُ مُحمدِ بنِ طَرْخانَ بنِ أبي الحَسَنِ الصّالحيُّ، ودُفِنَ يومَ الجُمُعةِ بسَفْح قاسِيُون.

ومَولدُه سنةَ عَشْرٍ وستِّ مئة.

حَضَرَ على ابنِ الحَرَسْتانيِّ، وابنِ مُلاعِب. وسَمِعَ من موسى بنِ عبدِ القادر، والشَّيخ مُوفَّقِ الدِّينِ ابنِ قُدامةَ، وجماعة. وكانَ رجلًا جيِّدًا، حَسَنَ الهَيْئة، مَلِيحَ الشَّيبةِ، طَيِّبَ القِراءة.

قرأتُ عليه "مُوافقاتِ جُزْءِ الحَفّار"

(2)

بسَماعِه منَ الفَخْرِ الإرْبِليِّ.

• - وفي يوم الجُمُعةِ الحادي والعشرينَ من جُمادى الآخرِ وَصَلَ طائفةٌ كبيرةٌ من عَسكرِ التَّتارِ إلى حلبَ، وقَتلُوا مَن كان بها ظاهرًا، ونَهَبُوا، وسَبَوا، وأحرَقُوا الجامعَ والمدارسَ المُعتبَرة، ودارَ السَّلطَنة، ودُورَ الأُمراءِ الأكابر، وأفسَدُوا إفسادًا كثيرًا، وكانَ أكثرُ مَن تَخَلَّفَ بها قد استَترَ في المَغايرِ وغيرِها. وأقامُوا بحلبَ يومَيْن

(3)

.

• - وفي يوم الأحدِ الثّالثِ والعشرينَ منَ الشَّهرِ المَذكورِ رَحَلُوا منها راجِعينَ إلى بلادِهِم بعدَ أن تَقدَّمَتْهُم الغَنائم التي كَسَبُوها، ونَقَلُوا منَ الغِلالِ

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 381، ومعجم الشيوخ للذهبي 2/ 415، ووالده محمد (ت 637 هـ)، وتقدم ذكر أخيه: أحمد بن محمد (ت 676 هـ)، وابنه هو: أحمد بن أبي بكر (ت 736 هـ)، وحفيده: أحمد بن أحمد بن أبي بكر (ت 789 هـ).

(2)

جزء الحفار هلال بن محمد بن جعفر البغدادي (ت 414 هـ). وجزؤه يعرف بحديث القطان في المكتبة الظاهرية مجموع رقم 75/ 4.

(3)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 45، وتاريخ ابن العبري 340، ونهاية الأرب 31/ 69. ويراجع: المختصر في أخبار البشر 2/ 346، وكنز الدرر 8/ 238، وتاريخ الإسلام 15/ 216، والعبر 5/ 323، والنهج السديد، ورقة 73/ أ، ومرآة الجنان 4/ 190، والبداية والنهاية 13/ 292، وتاريخ ابن الفرات 7/ 186، وتاريخ ابن خلدون 5/ 471، والجوهر الثمين 2/ 93، والسلوك 1/ 3/ 682، وعقد الجمان 2/ 254، والنجوم الزاهرة 7/ 299، وعيون التواريخ 21/ 247، وتذكرة النبيه 1/ 59.

ص: 152

شيئًا كثيرًا إلى أماكنِهم. وكانَ سببُ رُجُوعِهم من حلبَ ما بلَغَهُم من اتَّفاقِ كلمةِ المسلمينَ على دَفْعِهم، ولمّا رَجَعُوا عن حلبَ ظَهرَ مَن كان مُستَتِرًا بها، ورَجَعَ مَن كان جَفَلَ عنها، وحَصَلَتْ الطُّمأنِينةُ للنّاس

(1)

.

• - وفي هذه الأيام هَرَبَ جماعةٌ منَ الأُمراءِ من عندِ سُنْقُرٍ الأشْقَرِ ودَخَلُوا في طاعةِ السُّلْطان، وتَوَجَّهُوا إلى خِدْمَتِه

(2)

.

• - وفي أواخرِ جُمادى الآخرةِ خَرَجَ السُّلطانُ الملكُ المنصورِ بجميع العساكرِ منَ الدِّيارِ المِصْريّةِ لنُصرةِ الإسلام ودَفْع العَدُوِّ عنِ البلاد

(3)

.

• - وفي يوم الجُمُعةِ الثّامن والعشرينَ من جُمادى الآخرةِ قُرِئَ بجامع دمشقَ عَقِيبَ الجُمُعةِ كتابُ السُّلطانِ يَتضمَّنُ أنّه جَعلَ ولَدَهُ الملكُ الصّالحُ علاءُ الدِّينِ وَلِيَّ عَهْدِه، وخُطِبَ لهُ على المَنابر. وعَقِيبَ الفَراغ من قراءتِهِ وَرَدَتْ البَشائرُ برُجُوع التَّتارِ من حلبَ، ولمّا وَصَلَ الخَبَرُ برُجُوع العَدُوِّ تَفَرَّقَتِ العَساكرُ التي على حماةَ في طَلَبِهم

(4)

.

• - وفي أواخرِ جُمادى الآخرةِ أُعِيدَ الصّاحبُ بُرهانُ الدِّينِ السِّنْجاريِّ إلى الوِزارةِ بالدِّيارِ المِصْريّة، ورَجَعَ فَخْرُ الدِّينِ ابنِ لُقمانَ إلى ديوانِ الإنشاءِ على عادتِه

(5)

.

(1)

الخبر في المصادر السابقة.

(2)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 45، والمختصر في أخبار البشر 4/ 14، وتاريخ الإسلام 15/ 216، والجوهر الثمين 2/ 94، وعيون التواريخ 21/ 248، والسلوك 1/ 3/ 683.

(3)

الخبر في المصادر السابقة.

(4)

الخبر في المصادر السابقة.

(5)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 46، وتاريخ الإسلام 15/ 517، وعيون التواريخ 21/ 248، والبداية والنهاية 13/ 292، وتاريخ ابن الفرات 7/ 190، والسلوك 1/ 3/ 682، وعقد الجمان 2/ 257. والصاحب برهان الدين علي الزَّرْزاري الشافعي (ت 686 هـ).

ص: 153

‌رَجَب

735 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ عاشرِ رَجَبٍ تُوفِّي الصَّدْرُ العالمُ فتحُ الدِّينِ أبو سُلَيمانَ داودُ

(1)

بنُ عُثْمانَ بنِ رَسْلانَ بنِ فِتْيانَ بنِ كامل بنِ علي، ابنُ البَعْلَبَكِّيِّ، الأنصاريُّ.

رَوَى عنِ ابنِ صَبّاح، وسَمِعَ أيضًا من ابنِ المُقَيَّر. سَمِعَ منهُ ابنُ جَعْوانَ، وابنُ الخَبّاز، وكَتَبَ في الإجازاتِ قديمًا. رأيتُ إجازةً فيها خَطُّهُ في سنةِ ستِّينَ وستِّ مئة.

وأجازَ لي جميعَ ما يَروِيه.

• - وفي العَشْرِ الأوسطِ من رَجَبٍ وَصَلَتْ العَساكرُ المِصريّة والشّاميّةُ من حلبَ والبلادِ الشّماليّة بعدَ المَسيرِ فَي آثارِ التَّتارِ وتَطَلُّبِهِم. وتَوجَّهَ الجيشُ المِصريُّ إلى خِدمةِ السُّلطانِ بغَزّة، وكانَ السُّلطانُ قد وَصَلَها في وَسطِ الشَّهْر، وأقامَ بها. وتَوقَّفَ عنِ الوُصولِ إلى دمشقَ لعَدَم الحاجةِ إلى ذلك، وقَصَدَ التَّخفيفَ عنِ البلاد

(2)

.

736 -

وفي يوم الخميس تاسعَ عَشَرَ رَجَبٍ تُوفِّي الشَّيخُ الفقيهُ الكبيرُ عِمادُ الدِّينِ أبو بكرِ

(3)

بنُ هلالِ بنِ عَبّادِ بنِ عبدِ الله بنِ عبدِ الكريم الحَنفيُّ، المعروفُ بالجَبَليِّ، معيد المدرسة الشِّبْلية، ودُفِنَ يومَ الجُمُعةِ بسَفْح قاسِيُونَ.

سَمِعَ من ابنِ الزَّبِيدِيِّ "صحيح البخاريِّ". ورَوَى بالإجازةِ العامّةِ عنِ

(4)

الحافظِ السِّلَفيِّ.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 372.

(2)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 52، والمختصر في أخبار البشر 4/ 14، وتاريخ الإسلام 15/ 217، وعيون التواريخ 21/ 249، والسلوك 1/ 3/ 682، وعقد الجمان 2/ 257.

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 85، وتاريخ الإسلام 15/ 381، والعبر 5/ 325، ومرآة الجنان 4/ 191.

(4)

في الأصل: "على".

ص: 154

ومَولدُه في العشرينَ من رَجَبٍ سنةَ خمسٍ وسبعينَ وخَمْسِ مئة؛ كَمَّلَ مئة سنةٍ وأربعَ سنين.

قَرأتُ عليه مجلسًا من "أمالي ابنِ مَحْمَش"

(1)

، و"مُنتَقى من الدُّعاء" للمَحامِليِّ

(2)

، و"ثُلاثيّاتِ البخاريِّ".

737 -

وفي يوم السَّبتِ الحادي والعشرينَ من رَجَبٍ تُوفِّي الشَّيخُ شَمْسُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(3)

بنُ عبدِ الله بنِ مُحمدِ بنِ عُمَرَ بنِ مسعودِ بنِ النَّنِّ البغداديُّ الشّافعيُّ، بالإسكندريّة، ودُفِنَ بُكرةَ الأحدِ بالجزيرة.

سَمِعَ ببغدادَ من عبدِ العزيزِ ابنِ الأخضر، وابنِ مَنِينا، وأحمدَ ابنِ الدَّبِيقيِّ، وسليمانَ ابنِ المَوْصِليِّ، وثابتِ بنِ مُشَرَّف، وغيرِهِم.

ومَولدُه في جُمادى الآخرةِ سنةَ تسع وتسعينَ وخَمْسِ مئة.

وأجازَ لي بالقاهرةِ والإسكندريّة.

738 -

وفي رَجَبٍ تُوفِّي شمْسُ الدِّينِ مُحمدُ

(4)

ابنُ الشَّيخ الفقيهِ حَمْد بنِ أحمدَ بنِ مُحمدِ بنِ صُدَيقٍ الحَرّانيُّ، بدمشقَ.

(1)

ابن محمش: أبو طاهر محمد بن محمد الزيادي النيسابوري (ت بعد 410 هـ) وأماليه ضمن مجموع في الظاهرية رقم 63 فيه ثلاثة مجالس (190 - 195).

(2)

الحسين بن إسماعيل بن محمد الضبي، البغدادي (ت 330 هـ). يراجع: تاريخ مدينة السلام 8/ 536. وكتابه "الدعاء" له نسخة في مكتبة شهيد علي رقم 546/ 5 وأخرى في الظاهرية رقم 438 مكتوبة سنة 560 هـ.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 377، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 200، والإشارة إلى وفيات الأعيان 370، والإعلام بوفيات الأعلام 283، والعبر 5/ 324، والوافي بالوفيات 3/ 364، والسلوك 1/ 2/ 18/ 185، والشذرات 5/ 364 (7/ 635). ويراجع: تبصير المنتبه 1/ 107.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 376، ووالده حمد بن أحمد (ت 634 هـ) من كبار فقهاء الحنابلة كما في الذيل على طبقات الحنابلة 3/ 438، وأخواه: عبد العزيز بن أحمد (ت 656 هـ) ويسمى ثابتًا وحماد بن حمد (ت 624 هـ) لهما ذكر وأخبار.

ص: 155

رَوَى عن والدِه، والشَّيخُ مُوفَّقِ الدِّينِ عبدِ اللَّطيفِ بنِ يوسفَ البَغداديُّ، وابنِ رُوْزْبةَ.

ومَولدُه سنةَ تسعَ عَشْرةَ وستِّ مئة بحَرّان.

ولي منهُ إجازةٌ.

739 -

وفي يوم الأحدِ التّاسع والعشرينَ من رَجَبٍ تُوفِّي شَمْسُ الدِّينِ ابنُ قُصَيْباتٍ، بدمشقَ

(1)

.

‌شَعْبان

740 -

وفي يوم الأحدِ سادسِ شَعْبانَ تُوفِّي العَدْلُ أمينُ الدِّينِ عبدُ الرَّحمنِ

(2)

ابنُ ضِياءِ الدِّينِ عليِّ بنِ مُحمدِ بن عَلِيٍّ البالِسيُّ، الشّاهدُ تحتَ السّاعات، ودُفِنَ ببابِ الصَّغير.

وسَمِعَ الكثيرَ بإفادةِ والدِه، ولم يُحدِّثْ. ومن شُيوخِه ابنُ قُمَيْرةَ، وابنُ مَسْلَمة، وابنُ عَلّان. وكانَ كاتبًا للشُّرُوطِ حَسَنَ الكتابة.

741 -

وفي ليلةِ الثُّلاثاء ثامنَ شعْبانَ تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ تَقِيُّ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبدُ السّاتِرِ

(3)

ابنُ الشَّيخ عبد الحميدِ بنِ مُحمدِ بنِ أبي بكرٍ المَقْدِسيُّ الحَنْبليُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بعدَ الظُّهرِ بسَفْح قاسِيُونَ.

سَمِعَ منَ الشَّيخ مُوفَّق الدِّين، وجماعةٍ. وكانَ شيخًا، فاضلًا في الفِقهِ والأُصُول، وعندَهُ مباحِثُ، وفيه دِيانةٌ، وقُوةُ نَفْس.

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

لم أقف على ترجمته. ووالده علي بن محمد (ت 662 هـ) له ذكر وأخبار.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 373، والعبر 5/ 323، والوافي بالوفيات 18/ 414، والذيل على طبقات الحنابلة 4/ 156، ومختصره، ورقة 82، والمقصد الأرشد 2/ 164، والمنهج الأحمد 4/ 313، ومختصره الدر المنضد 1/ 421، والشذرات 5/ 363 (7/ 634)، ووالده عبد الحميد (ت 639 هـ)، وتقدم ذكر إخوانه في ترجمة أخيه عبد الرحيم (ت 677 هـ).

ص: 156

• - وفي يوم الخميسِ عاشرِ شعْبانَ رَحَلَ السُّلطانُ الملكُ المنصورُ من غَزّةَ راجعًا إلى الدِّيارِ المِصريّة

(1)

.

742 -

وفي ليلةِ الاثنينِ نصفِ شَعْبانَ تُوفِّي الشَّيخُ النَّجيبُ أبو القاسم

(2)

بنُ الحُسَينِ بنِ العُودِ الأسَدِيُّ الحِلِّيُّ، الفقيهُ على مذهبِ الشِّيعةِ بقريةِ جِزِّينَ، ودُفِنَ بها بدارِه.

ومَولدُه سنةَ إحدى وثمانينَ وخَمْسِ مئة.

وكالنَ يُقتَدَى به عندَ الرّافضةِ، وُيرجَعُ إلى قولِه. وعندَهُ فَضيلةٌ، ومُشاركةٌ، وحُسْنُ عِشْرِة، ومُحاضرةٌ بالأشْعارِ والحِكايات. وكانَ مُتعبِّدًا في بِدْعَتِه، يقومُ كثيرًا منَ اللَّيل على ضَعْفِهِ وكِبَرِ سِنِّه. وكان أقامَ بحلبَ مُدّةً، فعزَّرهُ نَقِيبُ الأشرافِ المُرتَضى على الوَقِيعةِ في الصَّحابةِ رضي الله عنهم تعزيرًا بَليغًا على حمار، فخَرجَ من حلبَ. وقيل: إنَّ وَفاتَه قبل هذا التاريخ بسنتَين، واللهُ أعلم.

743 -

وفي العشرينَ من شعْبانَ تُوفِّي الشَّريفُ شِهابُ الدِّينِ يحيى

(3)

بنُ أبي البَرَكاتِ بنِ عَقِيلِ بنِ سرايا الحُسَينيُّ، ودُفِنَ بمَقابرِ بابِ الصَّغير بمسجدِ النّارنج

(4)

.

وكانَ جارَنا بدَرْبِ الشَّعّارين.

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 52، والمختصر في أخبار البشر 4/ 14، وتاريخ الإسلام 5/ 217، وعيون التواريخ 21/ 249، والسلوك 1/ 2/ 683.

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 3/ 434 في وفيات 677 هـ، وتاريخ الإسلام 15/ 381، والعبر 5/ 324، والإشارة إلى وفيات الأعيان 380، ومرآة الجنان 4/ 191، والبداية والنهاية 13/ 287، وعيون التواريخ 21/ 216، وتاريخ ابن الفرات 7/ 136، والشذرات 5/ 365 (7/ 637).

وجِزِّين هذه لها ذكر في كتب المواضع والبلدان؛ وذكر ياقوت الحموي جِزِيْن وجُزَيْن من الأولى من قرى أصبهان والثانية من قرى نيسابور. معجم البلدان 3/ 140، والظاهر أن المذكورة هنا من قرى حلب أو نواحيها. قال الحافظ الذهبي:"وأقام بقرية جِزِّينَ مأوى الرافضة".

(3)

لم أقف على ترجمته.

(4)

الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 155، وتكرر فيه ذكر درب الشَّعّارين.

ص: 157

744 -

وفي العشرينَ من شَعْبانَ تُوفِّيت عائشةُ

(1)

بنتُ الشَّيخ العَلّامةِ جمالِ الدِّينِ الشَّرِيشيِّ المالكيِّ، ودُفِنَتْ بسَفْح قاسيُون.

تَزَوَّجَت بصَلاح الدِّينِ ابنِ الشَّمسِ عليٍّ، مُدرِّسُ القَيمُريّة، ثم بشَمْسِ الدِّينِ أحمدَ ابنِ المُوفَّق الخُويِّيِّ.

745 -

وفي بُكرةِ الخميسِ الرّابع والعشرينَ من شعبانَ تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ كمالُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبدُ الرَّحيم

(2)

بنُ مُحمدِ بنِ عطاءٍ الحَنَفيُّ، ودُفِنَ من يومِه بالقُرب منَ التُّربةِ المُعظَّميّة بسَفْح قاسِيُونَ عندَ قبرِ أخيه قاضي القُضاةِ شَمْسِ الدِّينِ عبدِ الله الحَنَفيِّ.

رَوَى لنا عن البهاءِ عبدِ الرّحمنِ البَهاءِ المَقدِسيِّ. وكانَ ديِّنًا، خيِّرًا، عَدْلًا، وعندَهُ مُكارمةٌ، وحُسْنُ عِشْرة.

746 -

وفي يوم السَّبْتِ السّادس والعشرينَ من شَعْبانَ تُوفِّي الشَّيخُ سَيْفُ الدِّينِ أبو بكرِ

(3)

بنُ إسماعيلَ بنِ بردويل بنِ يوُنسَ بنِ زغلي بن عبدِ الله الفَرّاءُ، بدمشقَ.

(1)

لم أقف على ترجمتها. ووالدها جمال الدين محمد بن أحمد بن محمد (ت 685 هـ)، وزوجها صلاح الدين محمد بن علي بن محمود، أبو عبد الله الشَّهْرَزُوري (ت 681 هـ)، من أسرة مشهورة بالعلم. وأما زوجها الآخر شمس الدين أحمد ابن الموفق الخُوَبِّيّ فلم أقف على أخباره فلعله من آل الخُوَيِّيِّ المعروف منهم شهاب أحمد بن الخليل (ت 637 هـ) وابنه قاضي البلاد الشامية محمد بن أحمد (ت 693 هـ) لدي نسخة من شرحه للفصول لابن معطي في النحو بخطه. والمدرسة القيمرية تقدم ذكرها.

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 56، وتاريخ الإسلام 15/ 373، ولم يذكره القرشي في الجواهر المضية، وذكر أخاه عبد الله (ت 673 هـ) وقد ذكره المؤلف في موضعه في وفيات جمادى الآخرة، كما ذكر ابنه يوسف بن عبد الله (ت 696 هـ). والتربة المعظمية لها ذكر في الأعلاق الخطيرة 206.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 380، و"قيسارية الفرش" لها ذكر في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 115، وعنه في ثمار المقاصد 83، والدارس 2/ 252، وفيهما:"الفرس".

ص: 158

ومَولدُه بها في الحادي عَشَرَ من ربيع الأوّل سنةَ سبع وستِّ مئة.

رَوَى "البَعْثَ" لابنِ أبي داودَ، عن موسى ابنِ الشَّيخ عبدِ القادر. وكانَ رجلًا جيِّدًا، لهُ دُكّانٌ بقَيْساريّةِ الفرش.

واستَجَزْتُهُ، وأخذْتُ خَطَّهُ في الإجازات. سَمِعَ منهُ ابنُ عبدِ الكافي، وابنُ نَفِيسٍ، وسعْدُ الدِّينِ الحارِثيُّ، وجماعةٌ منَ الطَّلبة.

747 -

وفي شَعْبانَ تُوفِّي يحيى

(1)

بنُ الفَضْلِ ابنِ تاج الأُمناءِ أحمدَ بنِ مُحمدِ بنِ الحَسَنِ بنِ عساكِر، بدمشقَ.

ومَولدُه يومُ السَّبتِ أولُ سنةِ عشرينَ وستِّ مئة.

وكانَ سالكًا طريقَ الفَقْر. وسَمِعَ كثيرًا معَ أولادِ عَمِّهِ وأقارِبِه.

‌رَمَضان

748 -

وفي ليلةِ مُستهلّ رَمضانَ تُوفِّي الشِّهابُ الفامِيُّ

(2)

ببابِ البَريد.

وكانَ رجلًا صالحًا، كثيرَ الصَّدقةِ والمعروف، حَسَنَ السِّيرة. وهو رفيقُ الشَّيخ شرَفِ الدِّينِ الفَزاريِّ في المَحْمَل إلى الحِجاز، وكانَ يُثْنِي عليه.

749 -

وفي يوم الأحدِ ثاني عَشَرَ رمضانَ تُوفِّي الشَّيخُ شَمْسُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(3)

بنُ داودَ بنِ إلياسَ البَعْلَبَكِّيُّ، بها.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 379. لم أقف على أخبار والده، وجده: تاج الأمناء أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله، أبو الفضل (ت 610 هـ) وعمه النسابة محمد بن أحمد (ت 643 هـ).

(2)

لم أقف على ترجمته، وباب البريد تقدم ذكره.

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 59، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 187، والمعجم المختص 228، وتاريخ الإسلام 15/ 376، والعبر 5/ 324، والوافي بالوفيات 3/ 63، ومرآة الجنان 4/ 191، والذيل على طبقات الحنابلة 4/ 157، ومختصره، ورقة 82، والمنهل الصافي 10/ 50، والدليل الشافي 2/ 620، والمنهج الأحمد 4/ 314، ومختصره الدر المنضد 1/ 421، والشذرات 5/ 364 (7/ 635).

ص: 159

ومَولدُه سنةَ ثمانٍ وتسعينَ وخَمْسِ مئة.

سَمِعَ ببَعْلَبَكَّ منَ الشَّيخ مُوفَّق الدِّينِ ابنِ قُدامة، والبهاءِ عبدِ الرَّحمن، والقَزْوِينيِّ. وبدمشقَ من ابنِ لُقْمةَ، وابنِ البُنِّ، وابنِ صَصْرَى، وجماعةٍ. وخَدَمَ الفَقيهَ اليُونِينيَّ، ولازَمَهُ واشتَغلَ عليه. وكانَ عندَهُ ديانةٌ وتَحَرٍّ في الشَّهادات.

750 -

وفي يوم الأحدِ ثاني عَشَرَ شَهْرِ رَمَضانَ تُوفِّي الشَّيخُ عِمادُ الدِّينِ أبو مُحمدِ عبدِ الرَّحمنِ

(1)

بنُ أبي الضَّوءِ بنِ السَّيِّدِ بنِ أبي الفَضْل بنِ إبراهيمَ الأنصاريُّ الصّائغُ الأُطْرُوشُ، بدمشقَ، ودُفِنَ بمقابرِ بابِ الصَّغير.

رَوَى عنِ الكِندِيِّ

(2)

. ومَولدُه سنةَ إحدى وتسعينَ وخَمْسِ مئة يومَ عيدِ الفِطْر.

وكانَ شيخًا طويلًا، من عُدُولِ دمشقَ. وانقَطَعَ عنِ القُضاةِ والشَّهاداتِ بسببِ قلّةِ سَمْعِه. وخَرَّجَ ابنُ جَعْوانَ لهُ "المُستَجاد من تاريخ بغدادَ" من مَسمُوعِه منَ الكتاب، وحَدَّثَ به مرارًا.

وأجازَ لي جميعَ ما يَروِيه، وأخَذْتُ خَطَّهُ في الإجازة

(3)

.

751 -

وفي ليلةِ الثُّلاثاءِ الحادي والعشرينَ من رَمَضانَ تُوفِّي أبو العبّاس أحمدُ

(4)

بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أحمدَ، ابنُ النَّحْوِيِّ الأُمويُّ، بالإسكندريّة.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 373. قال الحافظ الذهبي: "ومات أبوه الصدر نجيب الدين، أبو الضوء ابن السَّيّد بن إبراهيم بن جعفر بن غيهب بن أحمد السِّماكي، السَّلْماني في سنة اثنتين وست مئة".

(2)

قال الحافظ الذهبي: "وحدث عن الكندي بشيء من تاريخ بغداد غير مرة".

(3)

قال الحافظ الذهبي أيضًا: "وروى عن العماد شيخنا المزي، ومحمد بن الخباز، ومحمد بن البرهان".

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 371. قال: "وسمع من أصحاب السلفي".

ص: 160

سمِعَ بحَرّانَ من حَمْدِ بنِ صُدَيقٍ سنةَ تسع وعشرينَ وستِّ مئة. سَمِعَ منهُ الوَجيهُ السَّبْتيِّ سنةَ ستٍّ وستِّينَ.

وأجازَ لي جميعَ ما يَروِيه.

752 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ الثّالثِ والعشرينَ من رَمَضانَ تُوفِّيت أُمُّ أحمدَ زينبُ

(1)

بنتُ حمزةَ بنِ أحمدَ بنِ عُمرَ ابنِ الشيخ أبي عُمرَ مُحمدِ بنِ أحمدَ بنِ مُحمدِ بنِ قُدامة، بالقدس الشَّريف، ودُفِنَت هناك.

وكانت امرأةً صالحةً، أقامَت بالقدس مُدّةً عندَ زوجِها الشُّجاع إبراهيمَ بنِ عبدِ العزيز السُّلَميِّ. ولي منها إجازةٌ.

753 -

وفي ليلةِ الثُّلاثاءِ الثّامن والعشرينَ من شهرِ رَمَضانَ تُوفِّي الشَّيخُ شِهابُ الدِّينِ مُحمدُ

(2)

بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي الغَنائم بنِ أبي مُحمدٍ الشّافعيُّ، المعروفُ بالحَزّام، المُؤذِّنُ بمسجدِ ابنِ مَنْكَلان، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمقابرِ بابِ شَرقي.

ومَولدُه في الحادي عَشَرَ من رَمَضانَ سنةَ ثلاثٍ وعشرينَ وستِّ مئة.

رَوَى عن ابنِ اللَّتِّيِّ. ولي منهُ إجازةٌ.

• - وفي أواخرِ رَمَضانَ أُعِيدَ قاضي القُضاةِ تَقِيُّ الدِّينِ ابنُ رَزِينَ إلى القضاءِ بالدِّيارِ المِصريّة، وصُرِفَ صَدْرُ الدِّينِ ابنُ بنتِ الأعَزِّ

(3)

.

(1)

لم أقف على ترجمتها، وهي أخت القاضي تقي الدين سليمان بن حمزة (ت 715 هـ)، وزوجها (ت 686 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات ربيع الأول.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 377. ومسجد ابن مَنْكَلان لعله مسجد المَنْكَلاني المذكور في الذيل على ثمار المقاصد 256. وباب شرقي في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق)35.

(3)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 42، وتاريخ الإسلام 15/ 217، وعيون التواريخ 21/ 249، والسلوك 1/ 2/ 683، وعقد الجمان 2/ 257.

ص: 161

‌شَوّال

754 -

وفي ليلةِ الاثنينِ رابع شوّالٍ تُوفِّيَتْ أُمُّ عبدِ القادرِ أَمَةُ الكريم

(1)

بنتُ الإمام ناصِح الدِّينِ أبي الفَرَج عبدِ الرَّحمنِ بنِ نَجْم بنِ عبدِ الوَهّاب بنِ عبدِ الواحدِ، ابنِ الحَنْبَليِّ، شَيخةُ رِباطِ بَلْدَق، ودُفِنَتْ منَ الغَدِ بتُربةِ والدِها بسَفْح قاسيُونَ بالقربِ منَ الرِّباطِ النّاصِريِّ.

رَوَتْ عن والدِها المَذكورِ الجُزءِ الثاني من "حديثِ سَعْدانَ بنِ نَصْر" قرأْتُهُ عليها. وكانت زوجةُ شَمْسِ الدِّينِ ابنِ عبدِ الكافي.

755 -

وفي يوم الأحدِ عاشرِ شوّالٍ تُوفِّي الشَّيخُ المُقْرِئُ أبو مُحمدٍ عبدُ القويِّ

(2)

بنُ عبدِ الله بنِ عبدِ القويِّ الشّارعيُّ الشّافعيُّ، ودُفِنَ يومَ الاثنين بالقَرافة.

ذَكرَهُ ابنُ يونُسَ الإربليُّ في "وَفياتِه".

وأجازَ لي بالقاهرةِ في شَعْبانَ سنةَ سبعينَ وستِّ مئة.

756 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ ثاني عَشَرَ شوّالٍ تُوفِّي الأديبُ جمالُ الدِّينِ أبو الحُسَين يحيى

(3)

بنُ عبدِ العظيم بنِ يحيى بن مُحمدِ بنِ عليِّ بنِ خليلِ بنِ

(1)

ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 372، والوافي بالوفيات 9/ 387، وفيه:"أَمةُ الكريم" ولها أخت اسمها أَمة الآخر (ت 695 هـ)، وأخوها عبد الله (ت 684 هـ)، ويحيى بن عبد الرحمن (ت 672 هـ) ذكره المؤلف في موضعه، وأخوهم عبد القادر (ت؟) له ذكر في معجم السماعات الدمشقية 397.

(2)

ترجمته في: المختار من تاريخ ابن الجزري 301، وتاريخ الإسلام 15/ 374.

(3)

ترجمته في: المغرب في حلى المغرب 1/ 296 - 348، ومعجم الدمياطي 2/ ورقة 196، وذيل مرآة الزمان 4/ 61، والمختار من تاريخ ابن الجزري 301، وتاريخ الإسلام 15/ 378، والعبر 5/ 324، والإشارة إلى وفيات الأعيان 370، وفوات الوفيات 4/ 277، وعيون التواريخ 21/ 251، والبداية والنهاية 13/ 293، وتذكرة النبيه 1/ 60، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 64،

ص: 162

جامع الأنصاريُّ المصريُّ، المعروفُ بالجَزّار

(1)

، بمصرَ، ودُفِنَ بالقَرافة.

ومَولدُه بها في صَفَرٍ سنةَ إحدى وستِّ مئة.

وكانَ من أعيانِ الشُّعراء، كَتبَ النّاسُ عنهُ قديمًا وحديثًا. وكانَ جيِّدَ البَديهة، حُلوَ المُجُونِ، دَمِثَ الأخلاق، حَسَنَ المُحاضرة، من مَحاسِنِ الدِّيارِ المِصريّة. ولهُ نَوادِرُ مُستَظرَفةٌ، ووقائع مُستَمْلحةٌ، ومُداعَباتٌ ظَريفةٌ، ومُكاتباتٌ للأُدباءِ وغيرِهِم. ومَدَحَ المُلوكَ، والوُزراءِ، والأُمراءِ، والأعيان. وأشعارُهُ كثيرةٌ. ورَثاهُ السِّرَاجُ الوَرّاقُ بقصيدةٍ نُونيّة.

ورَوَى عنهُ الدِّمْياطيُّ في "مُعجمِه". ولي منهُ إجازةٌ.

757 -

وفي ليلةِ الأحدِ الرّابع والعشرينَ من شوّالٍ تُوفِّي الأميرُ صارِمُ الدِّينِ أزْبَكُ

(2)

الحَلَبيُّ، ودُفِنَ يومَ الأحدِ بسَفْح قاسيُون، وقد نَيَّفَ على خمسينَ سنةً.

وهو من أعيانِ دمشقَ، مَنسوبٌ إلى الأميرِ عِزِّ الدِّينِ الحَلَبيُّ الكبير. وكانَ صارِمُ الدِّينِ المَذكورُ جُرِّدَ إلى بَعْلَبَكَّ، فمَرِضَ بها وحُمِلَ في مَحَفَّةٍ إلى دمشق، فوَصَلَها وأقامَ أيامًا وماتَ.

758 -

وفي ليلةِ الأربعاءِ السّابع والعشرينَ من شوّالٍ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ

وتاريخ ابن الفرات 7/ 202، والسلوك 1/ 2/ 684، وعقد الجمان 2/ 260، والنجوم الزاهرة 7/ 345، والشذرات 5/ 364 (7/ 636)، له ديوان شعر لا زال مخطوطًا. وله "العقود الدرية في الأمراء المصرية" منظومة سجل فيها أسماء أمراء مصر حتى أيام الملك الظاهر. وله أيضًا "فوائد الموائد" مخطوط

وغيرها وله مع السِّراج الورّاق مداعبات وأورد ابن سعيد في المغرب قطعة كبيرة من شعره. وكان من أصدقائه ومحبيه. وأخباره ونوادره كثيرة.

(1)

قال الدمياطي في معجمه: "الشاعر المعروف بالجزار وبابن العجمية أيضًا، ابن عم رفيقنا النصير ابن العجمية، أنشدنا الأديب البارع أبو الحسين

".

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 54.

ص: 163

العارفُ بقيّةُ السَّلَفِ يوسُفُ

(1)

بنُ نَجاح بنِ مَوهُوبٍ المعروفُ بالفُقّاعِيِّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ برباطِه بسَفْح قاسِيُونَ قُبالةَ رِباطِ ابنِ الإسْكاف.

وكانَ من شُيوخ دمشقَ الصالحينَ المَقصودينَ بالزِّيارة، كثيرَ العبادةِ والزُّهْد وحُسْنِ التَّربية، كريمَ الأخلاق، لَطِيفَ الحَركات، كثيرَ التَّواضُع، ليِّنَ الكلمة. ونَيَّفَ على الثَّمانينَ. وهُو من أهلِ عَقْرَباءَ

(2)

من عَمَلِ نابُلُس، ولهُ بها زاويةٌ، وكانَ يتردَّدُ إليها في كلِّ وَقْت.

759 -

وفي يوم الأربعاءِ السّابع والعشرينَ من شوّالٍ تُوفِّي الشَّيخُ يحيى

(3)

ابنُ الشَّيخ أبي العبّاس أحمدَ بنِ مُحمدِ بنِ الحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ تامَتِّيتِ المَغربيُّ، وصُلِّيَ عليه منَ الغَدِ، ودُفِنَ عندَ والدِه بالقَرافةِ الكبرى

(4)

.

وماتَ أبوهُ في أوّلِ سنةِ سبع وخمسينَ وستِّ مئة.

760 -

وفي يوم الأحدِ الرّابع والعشرينَ من شوّالٍ تُوفِّي ناصرُ الدِّينِ

(5)

ابنِ اللطليط بدمشقَ المَحْرُوسة.

‌ذو القَعْدة

761 -

وفي يوم الجُمُعةِ رابعَ عَشَرَ ذي القَعْدةِ تُوفِّيت الشَّيخةُ الصّالحةُ أُمُّ عُمَرَ صَفيّةُ

(6)

بنتُ مسعودِ بنِ أبي بكرِ بنِ شُكْرِ بنِ عَلّانَ

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 78، وتاريخ الإسلام 15/ 379، والعبر 5/ 324، والإعلام بوفيات الأعلام 283، وتالي وفيات الأعيان 21، وعيون التواريخ 21/ 272، والنجوم الزاهرة 7/ 347، والشذرات 5/ 365 (7/ 637).

(2)

معجم بلدان فلسطين 537.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 378.

(4)

في تاريخ الإسلام "عند والده الذي روى بالعامة عن أبي الوقت"، يعني: بالإجازة العامة.

(5)

لم أقف على ترجمته.

(6)

ترجمتها في: معجم الدمياطي 2/ ورقة 242، وتاريخ الإسلام 15/ 372. وفيه:"روى عنها الدمياطي، وابن العطار، والمزي، والبرزالي، وابن الخباز، وجماعة".

ص: 164

المَقْدِسيِّ، ودُفِنَتْ بعدَ الجُمُعةِ بسَفْح قاسيُونَ بمقبُرةِ الشَّيخ أبي عُمَرَ، رحمه الله.

وكانت صالحةً، كثيرةَ العبادةِ، سَليمةَ الصَّدْرِ نَقيّةَ القَلْب، حَريصةً على فِعْلِ الخَير. رَوَتْ عنِ ابنِ طَبَرْزَد، وفي بعضِ مَسمُوعاتِها عليه وهي في الخامسة.

سَمِعْتُ منها "المُنتقى الصَّغيرَ منَ الغَيْلانيّات"، و"أحاديثَ ابنِ أبي الدُّنيا" منها، و"مجلسَ ابنِ البُسْرِيِّ"، و"حديثَ أبي عُمَرَ الزّاهد"، والثالث من "حديثِ الكَتّانيِّ"، وأربعةَ مجالسَ من "أمالي الجَوهَريِّ" من تخريج الخطيب، والمجلسَ الأولَ من "أمالي الضَّبِّيِّ"، و"حديثَ البَغَويِّ وابنِ صاعِدٍ" روايةَ المُخَلِّصِ عنهُما، وغيرَ ذلك.

762 -

وفي ليلةِ الثُّلاثاءِ الخامسِ والعشرينَ من ذي القَعْدةِ تُوفِّيت والدةُ الأميرِ ناصرِ الدِّينِ ابنِ الافْتِخارِ الحَرّانيِّ

(1)

، والي دمشقَ، ودُفِنَت منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

• - وفي شَهْرِ ذي القَعْدةِ كانَ طائفةٌ من عَسْكَرِ الشّام نازِلينَ بمَرْجِ حِصْنِ المَرْقَب مُضايقينَ لمَنْ فيه، فداخَلَهُم طَمَعٌ، فرَكِبُوا في اللَّيل وصَبَّحُوا المَرْقَبَ صباحًا للغارةِ عليه. فأحَسَّ الفِرَنْجُ المُقيمونَ به، وكانَ قد وَصَلَهُم نَجدةٌ في البحر، فخرَجُوا بأجمَعِهم وكَرُّوا على عسكَرِ المسلمين، فانْهَزَمُوا بينَ أيديهِم في أوديةٍ وَعِرةٍ لا خبرةَ لهُم بها، فنالُوا منهُم مَنالًا عظيمًا، وقَتَلُوا وأسَرُوا خَلْقًا كثيرًا، وغَنِمُوا غَنائمَ عظيمةً. وعادُوا إلى حِصْنِهم مَغْبوطِينَ، وحَصَلَ للمسلمينَ وَهْنٌ عظيمٌ. ثم مَنَّ اللهُ تعالى واستَنْقَذَ السُّلطانُ الملكُ المنصورُ أكثرَ من أُسرَ في هذه الوقْعة، وذلك عندما انْبَرَم الصُّلحُ بينَهُ وبينَ

(1)

لم أقف على ترجمتها.

ص: 165

الفِرَنْج في أوّلِ سنةِ ثمانينَ وستِّ مئة. ولكنَّهُم أخْفَوا جماعةً، وسفَّرُوا جماعةً إلى الجزائر

(1)

.

‌ذو الحِجّة

763 -

وفي ليلةِ الثُّلاثاءِ ثالثِ ذي الحِجّةِ تُوفِّي القاضي مُحْيي الدِّينِ أبو حَفْصٍ عُمَرَ

(2)

بنُ موسى بنِ عُمَرَ بنِ مُحمدِ بنِ جعفرٍ الكُرديُّ الشّافعيُّ، قاضي غَزّةَ وأعمالَها، بغَزّة.

وكانَ كريمًا، شجاعًا، كبيرَ القَدْرِ، مُحترمًا عندَ المُلوك، معروفًا بالدِّيانةِ والإقْدام وقُوّةِ النَّفْس، ولهُ حُرمة في الدَّولة، وكلمةٌ مسموعةٌ. وكانَ نَزِهًا، عَفيفًا، حَسنَ السِّيرة، وعندَهُ تَورُّع. وحَضَرَ عدّةَ مَصافّاتٍ معَ الفِرَنْج، ولهُ المواقفُ المشهورةُ، والآثارُ المذكورةُ.

ومَولدُه سنةَ ستٍّ وستِّ مئة في رابعَ عَشَرَ جُمادى الآخرةِ منها. وكانَ دَفْنُهُ يومَ الخميسِ خامسِ ذي الحِجّةِ بمقبُرةِ السّاهرةِ منَ القدس الشَّريف، وصُلِّيَ عليه يومَ الجُمُعةِ ثالثَ عَشَرَ ذي الحِجّة بجامع دمشقَ صلاةَ الغائب.

رَوَى عنِ الرَّضِيِّ ابنِ البُرهانِ، ودَرَّسَ بالصَّلاحيّة بالقدس.

وأجازَ لي بمدينةِ غَزّةَ.

• - وفي يوم الأحدِ مُستهلّ ذي الحِجّة خَرجَ السُّلطانُ منَ الدِّيارِ المِصريّةِ

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 52، ونهاية الأرب 31/ 69، وكنز الدرر 9/ 239، والمختصر في أخبار البشر 4/ 14، وتاريخ الإسلام 15/ 217، وعيون التواريخ 21/ 249، ومسالك الأبصار 27/ 430، وتاريخ ابن الوردي 2/ 325، والنهج السديد، ورقة 73/ أ، وتاريخ ابن الفرات 7/ 195، وتاريخ ابن خلدون 5/ 471، وعقد الجمان 2/ 256، والسلوك 1/ 3/ 684. وحصن المرقب تقدم ذكره.

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 57، وتاريخ الإسلام 15/ 375.

ص: 166

بالعَساكرِ كُلِّها قاصدًا الشّام، وتَرَكَ وَلدَهُ الملكَ الصّالحَ مُباشر الأمور بالدِّيارِ المِصريّة

(1)

.

• - وفي يوم عَرَفةَ وَقعَ بالدِّيارِ المِصريّة بَرَدٌ كِبارُ الحَجْم، فأهلكَ منَ الغِلالِ والزِّراعاتِ ما لا يُحْصَى. وكانَ معظمُ ذلكَ بالوَجهِ البَحريِّ. ووَقعَ بظاهرِ القاهرةِ تحتَ الجَبل الأحمر

(2)

صاعقة على حَجَرٍ فأحْرَقَتْهُ، فأُخِذَ من ذلكَ الحَجَرَ قطعةٌ وسُبِكت، فاستُخرِجَ منها قِطعةٌ منَ الحديدِ بَلَغَتْ زِنَتُها أواقيَ منَ الرِّطْلِ المِصرِيِّ. ووَقعَ في ذلكَ اليوم صاعقةٌ بالإسكندريّة

(3)

.

• - وفي يوم الثُّلاثاءِ سابعَ عَشَرَ ذي الحِجّةِ نَزَلَ السُّلطانُ بجميع عَساكِرِه على منزلةِ الرَّوْحاءِ بالسّاحلِ قُبالةَ عَكّا، فراسَلَهُ الفِرنْجُ في تجديدِ الهُدْنةِ. واستَهَلَّتِ السَّنةِ وهو مُقيمٌ بهذهِ المَنزِلة

(4)

.

• - وفي هذا الشَّهْرِ قَدِمَ من جهةِ العراقِ عيسى بنُ مُهَنّا ملكُ العربِ داخلًا في طاعةِ السُّلطان، وحَضَرَ إليه وهُو بالرَّوْحاء، فرَكِبَ السُّلطانُ في

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 53، والمختصر في أخبار البشر 4/ 14، ونهاية الأرب 31/ 70، وكنز الدرر 8/ 239، والنهج السديد، ورقة 73/ ب، والبداية والنهاية 13/ 292، وتاريخ ابن الفرات 7/ 195، وتاريخ ابن خلدون 5/ 471، وتاريخ الإسلام 15/ 217، وعيون التواريخ 21/ 250.

(2)

الجبل الأحمر بالقاهرة، ويعرف بيحاميم. يراجع: المواعظ والاعتبار 2/ 207.

(3)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 53، وكنز الدرر 9/ 239، وتاريخ الإسلام 15/ 217، والنهج السديد، ورقة 73/ أ، وعيون التواريخ 21/ 250، وعقد الجمان 2/ 257.

(4)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 54، وكنز الدرر 9/ 239، وتاريخ الإسلام 15/ 217، والنهج السديد، ورقة 73/ ب، وعيون التواريخ 21/ 250، والبداية والنهاية 13/ 192، والنجوم الزاهرة 7/ 300، والسلوك 1/ 3/ 685، وعقد الجمان 2/ 257. والروحاء لم أجدها في كتب البلدان، وذكروا عدة مواضع ليس من بينها هذه.

ص: 167

الموكبِ لتَلَقِّيه، وبالَغَ في إكْرامِهِ واحتِرامُهُ وعامَلَهُ بالإحسان

(1)

.

764 -

وفي ليلةِ الخميسِ تاسعَ عَشَرَ ذي الحِجّةِ تُوفِّي العَدْلُ مُحْيي الدِّينِ أحمدُ

(2)

بنُ عليِّ بنِ عبدِ الواحدِ ابن السّابقِ الحَلَبيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسيُونَ.

وكانَ من عُدُولِ حلبَ ودمشقَ. وكَتَبَ الحُكْمَ للقُضاة. وعندَهُ ديانةٌ وعَقْلٌ وسدادٌ.

ومَولدُه سنةَ ثمانٍ وتسعينَ وخَمْسِ مئة بدمشقَ.

وكانَ موتُهُ بسببِ قُولَنْج عَرضَ لهُ ساعة منَ النَّهار.

765 -

وفي بُكرةِ السَّبتِ الثّامنِ والعشرينَ من ذي الحِجّةِ تُوفِّي الشَّيخُ عَفيفُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ رافعُ

(3)

بنُ أبي العِزِّ بنِ رافع الشُّرَيْحيُّ الحَنْبَليُّ الضَّريرُ المُقرِئُ، ودُفِنَ من يومِه بسَفْح قاسِيُونَ قِبْليِّ تُربةِ الشَّيخ أبي عُمَرَ.

رَوَى عنِ ابنِ الصَّلاح أحاديثَ من "سُننِ البيهقيِّ". ولي منهُ إجازةٌ.

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 54، وكنز الدرر 9/ 239، وتاريخ الإسلام 15/ 217، والعبر 5/ 323، وعيون التواريخ 21/ 151.

(2)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 54، وتاريخ الإسلام 15/ 371، وعيون التواريخ 21/ 267، والبداية والنهاية 13/ 292، وتاريخ ابن الفرات 7/ 200، والسلوك 1/ 3/ 684، والنجوم الزاهرة 7/ 344.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 372. قال: "حدث عن تقي الدين ابن الصلاح

وأخذ عنه ابن أبي الفتح". وهو مستدرك على الحافظ ابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة 4/ 159.

ص: 168

‌سنة ثمانين وستِّ مئة

‌المُحَرَّمِ

766 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ ثاني المُحَرَّم تُوفي قاضي القُضاةِ نَجْمُ الدِّينِ أبو بكرٍ مُحمدُ

(1)

ابنُ قاضي القُضاةِ صَدْرِ الدِّينِ أبي العبّاس أحمدَ ابنِ قاضي القُضاةِ شَمْسِ الدِّينِ أبي البَرَكاتِ يحيى بنِ هِبةِ الله بنِ الحَسَنِ بنِ يحيى بنِ مُحمدِ بنِ عليِّ الشّافعيُّ، ابنُ سنِيِّ الدَّولةِ، ودُفِنَ منَ الغَدِ يومَ تاسوعاء بتربة جده بسَفْح قاسِيُونَ.

ومَولدُهُ سنةَ ستَّ عَشْرةَ وستِّ مئة.

وكانَ عارفًا بمذهَب الشّافعيِّ مُتَبحِّرًا فيه. نابَ عن والده في القَضاء. وكانَ سديدًا في الأحكام مُتحرِّيًا، ووَليَ مستقلًا في أوّلِ الدَّولةِ المُظَفَّريّة نحوَ سنة، ثم صُرِفَ ورُسمَ لهُ بالسُّكْنى بالدِّيارِ المِصْريّة، فأقامَ بها، وتَنَكَّدَ

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 123، وتاريخ الإسلام 15/ 398، والعبر 5/ 330، والإشارة إلى وفيات الأعيان 370، وتالي وفيات الأعيان 143، ومرآة الجنان 4/ 192، والوافي بالوفيات 2/ 127، والبداية والنهاية 13/ 297، وعيون التواريخ 21/ 296، ودرة الأسلاك، ورقة 67، وتذكرة النبيه 1/ 66، وتاريخ ابن الفرات 7/ 239، والسلوك 1/ 3/ 704، والمقفى الكبير 5/ 289، وقضاة دمشق 74، والثغر البسام 70، والدارس 1/ 181، والشذرات 5/ 367 (7/ 641). ووالده القاضي أحمد بن يحيى (ت 658 هـ)، وجده القاضي يحيى بن هبة الله (ت 635 هـ) لهما ذكر وأخبار حافلة، قال الأسنوي في طبقاته:"المعروفين قبل ذلك بأولاد الخياط الشاعر المشهور"، والخياط أو ابن الخياط أبو عبد الله أحمد بن محمد بن علي بن يحيى بن صدقة التغلبي (ت 517 هـ) صاحب الديوان المشهور الذي حققه الأستاذ خليل مردم بك رئيس المجمع العلمي بدمشق سنة 1377 هـ. ويرتفع نسب المترجم هنا إليه هكذا: محمد بن أحمد بن يحيى بن هبة الله بن الحسن سني الدولة بن يحيى أخو الشاعر بن محمد بن علي بن يحيى بن صدقة، فهم من أولاد أخيه لا من أولاده. وجده الأعلى الحسن بن يحيى سني الدولة أبو الكتائب، "كان كاتب الإنشاء لصاحب دمشق قبل نور الدين الشهيد، وكان له ثروة وحشمة، ووقف على ذريته أوقافًا، وهو ابن أخي أحمد بن محمد ابن الخياط الشاعر المشهور"، كذا قال ابن تغري بردي في المنهل الصافي 2/ 258.

ص: 169

وصُودِرَ، ودَرَّسَ بجامع مصرَ، ثم عادَ إلى الشّام. ووَلِيَ تدريسَ الأمِينِيّة

(1)

، والرُّكْنيّة

(2)

، وباشرَ قضاءَ حَلَبَ مدةً. رَوَى عن الحُسَين بن صَصْرَى، وزَينِ الأُمناءِ، وابنِ باسُوْية، وغيرِهِم. رَوَى عنه الدِّمْياطيّ في "مُعجمِه"

(3)

.

767 -

وفي يوم الخميسِ عاشرِ المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ عِمادُ الدِّينِ عبدُ الرَّحيم

(4)

الهاشميُّ العباسيُّ، المعروفُ بالسَّلمانيِّ، بمصرَ.

وكان رئيسًا، فاضلًا، فقيهًا، مدرِّسًا بمدرسةِ زَينِ التُّجارِ

(5)

بمصرَ. وكانَ متأهِّلًا للمَناصبِ الجَليلة، وتَرَسَّلَ إلى بعضِ المُلوك.

(1)

المدرسة الأمينية بانيها أمين الدولة، ربيع الإسلام كمشتكين بن عبد الله الطُّغْتِكي (ت 541 هـ). يراجع: الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 231، والدارس 1/ 133، ومختصره 33. وذكرا ممن درس فيها القاضي نجم الدين المذكور نيابة عن القاضي بدر الدين يوسف بن سنجار ثم وليها ثانية قال ابن شداد:"ثم أخذها نجم الدين أبو بكر محمد بن أحمد ابن سني الدولة وهو مستمر بها إلى الآن"، وفي الدارس:"وبقي مستمرًّا بها إلى حين طلب إلى الديار المصرية".

(2)

المدرسة الركنية بانيها ركن الدين منكورس، عتيق فلك الدين سليمان أخو الملك العادل سيف الدين أبي بكر لأمه. وليها شمس الدين ابن سني الدولة، ثم من بعده ولده صدر الدين

أبو العباس أحمد، وبعده ولده نجم الدين محمد كما درس الثلاثة في المدرسة الفلكية. يراجع: الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 236، والدارس 1/ 253، 431، ومختصره 42، 67. ودرس نجم الدين المذكور هنا بالمدرسة الأمجدية كما في الأعلاق الخطيرة 252، والدارس 1/ 169، ومختصره 30.

(3)

قال الدمياطي في معجمه 1/ الورقة 86: "أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد قراءة عليه وأنا أسمع قال: أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الدمشقي قراءة عليه".

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 392 مختصر من كلام المؤلف.

(5)

هي المدرسة الناصرية، قال المقريزي:"هذه المدرسة عرفت أولًا بالمدرسة الناصرية ثم عرفت بزين التجار وهو أبو العباس أحمد بن المظفر بن الحسين الدمشقي المعروف بزين التجار أحد أعيان الشافعية درس بهذه المدرسة مدة طويلة ومات في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وخمس مئة، ثم عرفت بالمدرسة الشريفية وهي الآن تعرف بذلك وكان موضعها يقال له: الشرطة". المواعظ والاعتبار 4/ 454، والانتصار لابن دقماق 4/ 93، والنجوم الزاهرة 5/ 385، واتعاظ الحنفاء 3/ 319. وزين التجار له أخبار في المقفى الكبير 1/ 664.

ص: 170

ومَولدُهُ سنةَ خَمْسٍ أو ستٍّ وستِّ مئة بسَلَمية

(1)

منَ الشّام.

768 -

وفي يوم الأحدِ الثّالثِ عَشَرَ من المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ زينُ الدِّينِ مُحمدُ

(2)

بنُ الحَسَنِ بن سالم بن نَبْهانَ الحِمْصيُّ الشّاهدُ، فُجاءةً بحَصِيرةِ الشُّبّاكِ تحتَ السّاعات، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمقبُرةِ بابِ الصَّغير.

ومَولدُهُ في يوم عاشوراءِ سنةَ اثنتينِ وستِّ مئة.

رَوَى عن ابن صَبّاح. ولي منهُ إجازةٌ.

769 -

وفي يوم الخميس عاشرِ المُحَرَّم تُوفِّي قاضي القُضاةِ صَدْرُ الدِّينِ عُمَرُ

(3)

ابنُ قاضي القُضاةِ تاج الدِّينِ عبدِ الوهّاب بن خَلَفِ بن أبي القاسم العَلاميُّ المِصْريُّ، المعروفُ بابنِ بنتُ الأعَزِّ، بالقاهرة، ودُفِنَ بالقَرافة.

(1)

تقدم ذكرها.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 399، قال:"والد شيخنا البدر ابن الصَّوّاف" وذكر الحافظ الذهبي ابنه أحمد بن محمد بن الحسن في معجمه 1/ 90، وذكر وفاته في شوال سنة 712 هـ. وذكر المؤلف في موضعه في السنة والشهر المذكورين يوم الأحد الحادي والعشرين منه ولقبه: زين الدين وقال: "وأخوه سالم خطيب عقرباء".

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 19، وتاريخ الإسلام 15/ 396، والعبر 5/ 329، ومرآة الجنان 4/ 192، والبداية والنهاية 13/ 297، وعيون التواريخ 21/ 294، وتذكرة النبيه 1/ 67، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 67، طبقات الشافعية للسبكي 8/ 310، وتاريخ ابن الفرات 7/ 239، والمنهل الصافي 8/ 303، والدليل الشافي 1/ 501، والسلوك 1/ 3/ 704، والنجوم الزاهرة 7/ 350، وذيل رفع الأصر 201، وحسن المحاضرة 1/ 415 و 2/ 167، والشذرات 5/ 329 (7/ 640). ووالده القاضي عبد الوهاب بن خلف (ت 665 هـ) تقدم ذكره في وفيات رجب، وتقدمت نسبته العلامي وابن بنت الأعز في ترجمة أبيه.

قال ابن تغري بردي في المنهل الصافي: "وقرأ النحو على الأستاذ أبي بكر الخفاف الأندلسي، وكتب له شرحًا عليه، وكان الخفاف علامة في النحو رحمه الله تعالى". ولا شك أن هذه العبارة لحقها نقص فقوله: "كتب له شرحًا عليه" لا يوجد ما يعود عليه الضمير؟! فلعل صحتها قرأ عليه الجمل وكتب له شرحًا عليه أو نحوها فإن الخفاف المذكور شرح الجمل شرحًا جيدًا مفيدًا. رأيت قطعة منه في المكتبة المحمودية (مكتبة الملك عبد العزيز) بالمدينة المنورة الجزء الثالث في 227 ورقة بخط أندلسي رقمه هناك (2171). واسمه "المنتخب الأكمل في شرح الجمل".

ص: 171

ومَولدُهُ سنةَ خَمْس وعشرينَ وستِّ مئة بالقاهرة.

وكان عارفًا بالمَذْهب، ووَلِيَ القضاءَ بالدِّيارِ المِصْريّة. وسلَكَ طريقةَ والدِهِ في الصَّلابةِ وتَحرِّي الحقَّ. ودَرَّسَ بالصّالحيةِ وأفتى. ورَوَى عن الزَّكيِّ، والرَّشِيد

(1)

، وغيرِهِما.

• - وفي يوم الخميسِ عاشرِ المُحَرَّم رَحَلَ السُّلطانُ الملكُ المنصورُ منَ الرَّوحاءِ

(2)

بالسّاحل، ونَزَلَ اللَّجُّونَ

(3)

. وعادَ رَسولُهُ من عكِّا وصَحِبتْهُ رُسُلُ الفِرَنْج من عكّا والمَرْقَب. فاستَحْضَرَهُم يومَ الجُمُعةِ حادي عَشَرَ مُحَرّم بحُضورِ الأُمراء، وسمِعَ رسالتَهُم، وحَصَلَ الاتِّفاقُ. وحَلَفَ السُّلطانُ وانبَرَمَ الصُّلحُ، وانعَقَدَتِ الهُدْنة

(4)

.

• - وفي يوم الأحدِ ثالثَ عَشَرِ مُحَرَّم قَبَضَ السُّلطانُ على الأميرِ سَيْفِ الدِّينِ كوندك الظّاهريِّ السَّعيديِّ، وعلى جماعةٍ من الأُمراءِ الظّاهريّة بمنزلةِ حمراءِ بَيْسانَ وَقتَ الظُّهر. وعند قَبْضِهِم هَرَبَ الأميرُ سيْفُ الدِّينِ بَلَبانُ الهارُونِيُّ ومعَه جماعةٌ، وقَصَدُوا صِهْيَونَ، ورُكِبَتِ الخَيلُ في طَلَبِهم فلم يُدْرِكُوهم

(5)

.

(1)

الزكي هو الحافظ المنذري، والرشيد هو رشيد الدين العطار.

(2)

تحرفت في ذيل مرآة الزمان إلى: "البَرُوحا" الرَّوْحاء هذه لم أجد لها ذكرًا، وفي معاجم البلدان 3/ 87 قال:"قرية من قرى الرحبة لا يقول أهلها إلا مقصورًا" وما أظن أن هذه المقصودة هنا. لقوله: "بالساحل" وهي منزلة كما في كنز الدرر 9/ 239.

(3)

اللَّجُون، بفتح أوله وضم ثانيه وتشديده وسكون الواو وآخره نون: بلد بالأردن بينه وبين طبرية عشرون ميلًا. يراجع: معجم البلدان 5/ 13، والأعلاق الخطيرة (تاريخ لبنان والأردن) 277، ومعجم بلدان فلسطين (137).

(4)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 86، وتاريخ الإسلام 15/ 218، والعبر 5/ 325، وعيون التواريخ 21/ 276، وعقد الجمان 2/ 263.

(5)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 86، وكنز الدرر 8/ 240، وتاريخ الإسلام 15/ 218، والعبر 5/ 325، وعيون التواريخ 21/ 276، وعقد الجمان 2/ 263. وفي كنز الدرر أنه غرق في بحيرة طبريا في خبر أكثر تفصيلًا. وحمراء بيسان من بلاد فلسطين. يراجع: معجم بلدان فلسطين 300.

ص: 172

• - وفي ليلةِ الأربعاءِ سادسَ عَشَرَ المُحَرَّم هَرَبَ الأميرُ سَيْفُ الدِّينِ أيْتمشُ السَّعديُّ، ومعَهُ جماعةٌ إلى جهةِ صِهْيَونَ من منزلةِ خَرِبة اللُّصوص. ورَكِبَ في طَلَبِهم جماعةٌ منهُم الأميرُ رُكنِ الدِّينِ بَيْبَرْسُ النّاصريُّ طَقْصُو، فأدْرَكَهُ. وجُرِحَ طَقْصُو ولم يَقدَرْ على رَدِّه، فعادَ عنه

(1)

.

• - وفي يوم السَّبتِ تاسعَ عَشَرَ مُحَرَّم دَخَلَ السُّلطانُ إلى دمشقَ ونَزَلَ بالقلعة، وخَرَجَ النّاسُ لتَلَقِّيه، وزُيِّنَ البلدُ لقُدُومِه

(2)

.

• - وفي عَشِيّةِ الاثنينِ التّاسع والعشرينَ من المُحَرَّم وَلِيَ قاضي القُضاةِ عِزُّ الدِّينِ ابنُ الصّائغ قَضاءَ البلادِ الشّاميّة، وصُرِفَ قاضي القُضاةِ شَمْسُ الدِّينِ ابنُ خَلِّكان

(3)

.

‌صَفَر

770 -

وفي يوم الخميسِ تاسعَ صَفَرٍ تُوفِّي القاضي نَفِيسُ الدِّينِ أبو القاسم هِبةُ الله

(4)

بنُ مُحمدِ بنِ هِبةِ الله بنِ عليِّ بنِ جَريرٍ الحارثيُّ الزَّبَدانيُّ، قاضيها، فُجاءةً بدمشقَ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسيُونَ.

رَوَى عن ابنِ مُلاعِبٍ حُضُورًا، وعنِ ابنِ اللَّتِّيِّ.

وكانَ صَدْرًا فاضلًا، كثيرَ الكَرَم، واسعَ الصَّدْر، لهُ وَجاهةٌ وحُرْمةٌ،

(1)

الخبر في المصادر السابقة.

(2)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 87، وكنز الدرر 9/ 241، وتاريخ الإسلام 15/ 218، وعيون التواريخ 21/ 277، والسلوك 1/ 3/ 686، وعقد الجمان 2/ 266.

(3)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 87، وكنز الدرر 9/ 241، وتاريخ الإسلام 15/ 218، وعيون التواريخ 21/ 277، والسلوك 1/ 3/ 686، وعقد الجمان 2/ 266.

(4)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 131، وتاريخ الإسلام 15/ 406، ومعجم الشيوخ للذهبي 2/ 358. ووالده محمد بن هبة الله مهذب الدين (ت 616 هـ)، ذكره الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام 13/ 488.

ص: 173

وعندَهُ مُشاركةٌ في الفَضِيلة، وعُرِضَتْ عليه بعْلَبَكّ

(1)

فلم يَرَ مُفارقةَ بلدِه، وكانَ من حَسَناتِ الزَّمانِ، معَ الدِّيانةِ والتَّقْوى.

مَولدُهُ في أواخرِ سنةِ سَبْع وستِّ مئة ببلدِ الزَّبَدانِيِّ

(2)

.

وحُضُورُه على ابنِ مُلاعبٍ في سنةِ عَشْرٍ وستِّ مئة وهو في الرّابعة. ووفاةُ والدِهِ القاضي المُهَذَّبِ في أواخرِ سنةِ ستَّ عَشْرةَ وستِّ مئة، وعُمُرُهُ ستُّونَ سنةً.

وحَدَّثَ القاضي النَّفيسُ المذكورُ بالجُزْءِ الأوَّل من "حديثِ بِشْرِ بنِ مَطَرٍ"

(3)

عن ابنِ مُلاعب، قَرَأهُ عليه الوَجيهُ السَّبتِيُّ سنةَ سَبْعٍ وستِّين وستِّ مئة. وقُرِئَ عليه بعدَ ذلك مرّات. وسَمِعْتُهُ عليه بدمشقَ قبلَ موتِه بشَهْرَين.

771 -

وفي العَشْرِ الأوسطِ من صَفَرٍ تُوفِّي الشَّيخُ بهاءُ الدِّينِ سلامةُ

(4)

بن سُلَيمانَ بنِ سلامةَ الرَّقيُّ، بالمَقْسِ ظاهرِ القاهرة، وقد ناهَزَ ثمانينَ سنةً.

(1)

بعد وفاة قاضيها صدر الدين عبد الرحيم بن نصر بن يوسف (ت 656 هـ).

(2)

معجم البلدان 3/ 130، قال:"بفتح أوله وثانيه ودال مهملة وبعد الألف نون ثم ياء مشددة كياء النسبة: كورة مشهورة معروفة بين دمشق وبعلبك". ويراجع: الروض المعطار 296.

(3)

بشر بن مطر الواسطي، أبو أحمد الدقاق (ت 262 هـ). ترجمته في: تاريخ واسط 286، وثقات ابن حبان 8/ 145، والجرح والتعديل 2/ 268، وتاريخ مدينة السلام 7/ 567، وحديثه في الظاهرية، وهو منشور في المكتبة الشاملة منذ سنة 2004 م.

(4)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 110، وتاريخ الإسلام 15/ 390، والوافي بالوفيات 15/ 329، وبغية الوعاة 1/ 593. والرَّقِّي: منسوب إلى الرَّقّة مدينة مشهورة على الفرات بينها وبين حران ثلاثة أيام، معدودة في بلاد الجزيرة. معجم البلدان 3/ 58، والروض المعطار 270، والأعلاق الخطيرة 3/ 1/ 69، وبلدان الخلافة الشرقية 41، 47.

قال السيوطي: "قال ابن مكتوم: "كان من أجل تلاميذ الجمال ابن مالك وأكبرهم، وكان يجلس للشهادة في المقسم ويقرئ به النحو، وكان صالحًا، سليم الصدر، حسن الأخلاق، على طريقة شيخه ابن مالك في عدم احتمال من ينازعه في الكلام، وعنده توقف في العبارة وعدم انطلاق، وكان ابن مالك يعظمه جدًّا، ويثني عليه، ويصفه بالفضل، وقرأ جماعة تصريف ابن الحاجب على الضياء صالح الفارقي فحضرته الوفاة فأوصاهم أن يكملوه على البهاء هذا، وقال: هو بقية المشايخ".

أقول -وعلى الله أعتمد-: نسخته المصححة من التسهيل في النحو لابن مالك عند أبي حيان.

ص: 174

وكانَ فاضِلًا في عِلْم النَّحو والتَّصريف. اشتَغلَ عليه جماعةٌ.

772 -

وفي بُكرةِ الأربعاءِ الثّاني والعشرينَ من صَفَرٍ تُوفِّي عِزُّ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبدُ العزيز

(1)

بنُ عبدِ المُنْعم بنِ نَصْرِ الله بنِ أحمدَ بنِ حَواري التَّنُوخيُّ، بقريةِ المَنِيحةِ

(2)

من قُرى دمشقَ، ودُفِنَ هناك.

رَوَى عن ابنِ المُقَيَّرِ وغيرِه.

وهو أخُو الشَّيخَين شَرَفِ الدِّينِ نَصْرِ الله، وتاج الدِّينِ مُحمدٍ رَحمَهُم اللهُ تعالى.

• - وفي أوائلِ صَفَرٍ خَرَجَ قِطعةٌ جيِّدةٌ من العَسكرِ مُقَدَّمُهُم الأميرُ عِزُّ الدِّينِ أيْبَكُ الأفْرَمُ قاصدينَ شَيْزَر

(3)

.

• - وفي العَشْرِ الأوَلِ من صَفَرٍ باشَرَ القاضي نَجْمُ الدِّينِ أحمدُ ابنُ الشَّيخ شَمْسِ الدِّينِ عبدِ الرَّحمن ابنِ الشَّيخ أبي عُمرَ المَقدسيُّ الحَنْبَليُّ قضاءَ القُضاةِ بالشّام على مَذهَبِه. وكانَ المَنصِبُ شاغِرًا منذُ عَزَلَ والدُهُ نفسَهُ، وكانت تَولِيَتُهُ يومَ الثُّلاثاءِ سَلْخ مُحَرَّم بعدَ مُراجعةِ والدِهِ وتَعْيينِه لهُ

(4)

.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 393، وأخواه نصر الله بن عبد المنعم (ت 673 هـ) في ربيع الأول، ومحمد بن عبد المنعم (ت 669 هـ) في صفر ذكرهما المؤلف.

(2)

بالفتح ثم الكسر ثم ياء وحاء مهملة، من قرى دمشق بالغوطة. معجم البلدان 5/ 217، والأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 182، وغوطة دمشق 20 المليحة.

(3)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 87، وتاريخ الإسلام 15/ 218، ولم يذكر اليونيني إلا علاء الدين كُشْتَغْدي الشمسي، وكلاهما خرج إلى شيزر. يراجع: تاريخ ابن الفرات 7/ 209، والسلوك 1/ 3/ 687، وعقد الجمان 2/ 267.

(4)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 87، ونهاية الأرب 31/ 79، ويراجع: تاريخ الإسلام 15/ 218، والبداية والنهاية 13/ 293، وتذكرة النبيه 1/ 64، وتاريخ ابن الفرات 7/ 207، والسلوك 1/ 3/ 386، وعقد الجمان. والشيخ نجم الدين ابن عبد الرحمن بن أبي عمر (ت 689 هـ)، ذكره المؤلف في موضعه في وفيات جمادى الآخرة.

ص: 175

• - وفي العَشْرِ الأوسطِ من صَفَرٍ وَلِيَ قضاءَ حَلَبَ القاضي تاجُ الدِّينِ يحيى بنُ مُحمدِ بنِ إسماعيلَ الكُرديُّ الشّافعيُّ؛ ولّاه السُّلطانُ

(1)

.

• - وفي صَفَرٍ جَلَسَ السُّلطانُ بدمشقَ بدارِ العَدْل

(2)

.

• - وفي صَفَرٍ وَصَلَ صاحبُ حَماةٍ إلى دمشقَ لخِدمةِ السُّلطانِ والسَّلام عليه، فخَرَجَ السُّلطانُ في المَوكبِ لتَلَقِّيه، ونَزَلَ بداره داخلَ بابِ الفَرادِيْس.

‌ربيع الأول

• - وتَردَّدَتِ الرُّسُلُ بينَ السُّلطانِ وبينَ سُنْقُرَ الأشقَرِ في تَقريرِ الصُّلْح، فلمّا كانَ يومَ الأحدِ رابعَ ربيع الأوّلِ وَصَلَ من جِهةِ سُنْقُرَ الأشقَرِ الأميرُ عَلَمُ الدِّينِ الدَّوَادَارِيُّ، ومعَهُ خِزَنْدارُ سُنْقُرَ الأشقَرِ في معنى الصُّلْح والوقوفِ على اليمين. فحَلَفَ الملكُ المَنْصورُ يوم الاثنينِ خامسَ ربيع الأوّل، ونُودِيَ بدمشقَ باجتماع الكلمة. ورَجَعَ الذين حَضَرُوا من جهةِ سُنْقُرَ الأشقَرِ ومعَهُم الأميرُ فَخْرُ الدِّينِ المُقْرِي ليَحْضُرَ يمينَ سُنْقُرَ الأشقَر، فحَلَّفَهُ وعادَ إلى دمشقَ يومَ الاثنينِ ثاني عَشَرَ ربيع الأوّل فضُرِبَتِ البَشائرُ بالقلعة، وسُرَّ النّاسُ بذلك. ومَضْمونُ الصُّلْح أنَّ سُنْقُرَ الأشقَرَ سلَّمَ شَيْزَر إلى نُوّاب السُّلطان، وعَوَّضَهُ السُّلطانُ عنها فامِيةَ، وكَفْرطابَ، وأنطاكِيّة، والشُّغْرَ، وبَكاسَ

(3)

،

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 87، والبداية والنهاية 13/ 293، وتذكرة النبيه 1/ 64، وعقد الجمان 2/ 266، والقاضي يحيى توفي في هذه السنة كما سيأتي.

(2)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 88، وعقد الجمان 2/ 267.

(3)

الشُّغْر، بضم أوله وسكون ثانيه وآخره راء: قلعة حصينة مقابلها أخرى يقال لها: بكاس على جبلين بينهما واد كالخندق لهما وهما قرب أنطاكية. معجم البلدان 3/ 352، وفي المعجم 1/ 474:"بَكاس: بتخفيف الكاف قلعة من نواحي حلب على شاطئ العاصي يقابلها قلعة أخرى يقال لها: الشُّغْر بينهما واد كالخندق يقال له: الشَّغْرُ وبَكاس معطوف، ولا يكادون يفردون واحدة منهما".

ص: 176

وعِدّةَ ضِياع مُتفرقةٍ. وشَرَطَ سُنْقُرَ الأشقَرُ على نفسِهِ أنّه يُقِيمُ على ما بِيدِهِ ستَّ مئة فارِس. وكان بيدِهِ أيضًا صِهْيَونُ، وبلاطنسُ، وبرزيةُ، وجَبَلةُ، واللّاذِقيّةُ. وخُوطِبَ في المُكاتباتِ بالمَقَرِّ العالي المَوْلَوِيِّ، السِّيَّدِيِّ، العالميِّ، العادِليِّ، الشَّمسيِّ

(1)

.

• - وفي العَشرِ الأوسطِ من ربيع الأوّل ضُمِّنَ الخَمْرُ والزِّنا بدمشقَ، وأُقيمَ لذلكَ ديوانٌ ومَشَدٌّ، ثم خَرَجَ مَرسومُ السُّلطانِ بإبطالِ ذلكَ وإراقةِ الخُمُور، وإقامةِ الحُدودِ في يوم الأحدِ الخامسِ والعشرينَ من ربيع الأوّل. وقامَ في ذلك جماعةٌ من أهلِ العِلْم والدِّين

(2)

(3)

.

• - وفي يوم الأحدِ التاسع والعشرينَ من ربيع الأوّل عادَتِ العساكرُ الشّاميّةُ وبعضُ العساكرِ المِصْريّة من جهةِ شَيْزَرَ إلى دمشقَ للاستغناءِ عنهُم بالصُّلح

(4)

.

• - وفي يوم الأحدِ التّاسع والعشرينَ من ربيع الأوّل انبَرَمَ الصُّلحُ بينَ السُّلطانِ وبينَ الملكِ المَسعودِ نَجْم الدِّينِ خَضِرِ ابنِ الملكِ الظّاهرِ صاحبِ الكرك، وحلَفَ السُّلطانُ على الصُّلح، ونادَتِ المُناديةُ بذلك بدمشقَ

(5)

.

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 88، وتاريخ الإسلام 15/ 218، والعبر 5/ 326، وعيون التواريخ 21/ 277، والمختصر في أخبار البشر 4/ 14، ونهاية الأرب 31/ 21، ومسالك الأبصار 27/ 430، والجوهر الثمين 2/ 94، والبداية والنهاية 13/ 293، وتذكرة النبيه 1/ 64، والسلوك 1/ 3/ 686، وتاريخ ابن الفرات 7/ 209، وعقد الجمان 2/ 267.

(2)

قال القطب اليونيني: "فركب الولاة وطافوا على مظان ذلك بدمشق وظاهرها وأراقوا الخمور، وأزالوا ما يناسب ذلك، وشددوا غاية التشديد في ذلك، وتضاعفت الأدعية للسلطان على ذلك".

(3)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 13/ 294، وتاريخ الإسلام 12/ 218، ونهاية الأرب 31/ 80، والبداية والنهاية 13/ 294، والسلوك 1/ 3/ 688، وعقد الجمان 2/ 269. قال الحافظ الذهبي:"وأديرت بالديار المصرية أيضا قبل هذا التاريخ بمدة".

(4)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 89.

(5)

الخبر في: المصدر السابق، وتاريخ الإسلام 15/ 219، وعيون التواريخ 21/ 277.

ص: 177

• - وفي شهر ربيع الأول قبض بالدِّيار المِصْريّة على الوزيرِ الصّاحبِ بُرهانِ الدِّينِ السِّنْجاريِّ، وصُرِفَ عن الوِزارة، واعتُقِلَ بقلعةِ الجَبل. وكانَ قد تَقَدَّمَ بأيام قَبْضُ وَلَدِه وحاشيَتِه وخَواصِّه وأتباعِهِ وغِلمانِه، وحُبِسَ الجميعَ، وطُولِبَ بُرهانُ الدِّينِ بمالٍ كَثير

(1)

.

• - وفي العَشْرِ الأوسطِ من ربيع الأوّل عادَ صاحبُ حماةَ الملكُ المَنصورُ إلى بلدِه، وخَرَجَ السُّلطانُ لوداعِه إلى القابُون

(2)

(3)

.

‌ربيع الآخر

773 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ رابع ربيع الآخرِ قُتِلَ الحاجُّ مُحمدُ

(4)

بنُ عبدِ الأحدِ بنِ عبدِ الله بنِ سلامةَ بنِ خليفةَ ابنِ شقَيْرٍ الحَرّانِيُّ عندَ الغَورِ

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 89، وكنز الدرر 8/ 241. وفيه: في أول صفر، ويراجع: المختصر في أخبار البشر 2/ 347، وتاريخ الإسلام 15/ 219، وتاريخ ابن الفرات 7/ 210، والسلوك 1/ 3/ 688، وعقد الجمان 2/ 268. والوزير السِّنْجاري تولى الوزارة بعد الصاحب بهاء الدين علي بن محمد بن سليم بن حنا الذي تقدم ذكره في وفيات ذي القعدة سنة 677 هـ. وكان السِّنْجاري قد فعل مثل ذلك بأولاد ابن حنا وأتباعه وحاشيته.

(2)

موضع بينه وبين دمشق ميل واحد في طريق القاصد إلى العراق في وسط البساتين. معجم البلدان 4/ 290.

(3)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 90.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 401. وهو من أسرة علمية منها: عبد الله بن عبد الأحد بن عبد الله بن عبد الأحد (ت 708 هـ)، وأخوه: عبد الأحد بن عبد الله (ت 709 هـ) وغيرهما. ونهر الشريعة هو القسم الشمالي من نهر الأردن. قال ابن شداد في الأعلاق الخطيرة (تاريخ لبنان والأردن) 130 ذكر بحيرة طبريا وقال: "ماؤها حلو يخرج منه نهر الأردن المعروف بالشريعة ويصب في البحيرة الميتة". ويراجع: كتاب البلدان لليعقوبي 366، وصبح الأعشى 4/ 83، ومعجم بلدان فلسطين 108، وربما سمي شريعة المناذرة، والشريعة في الأصل: الماء الجاري الذي تشرع فيه الإبل. ولا تزال العامة بنجد تسميه بذلك. وممن غرق في نهر الشريعة محمد بن عبد الرزاق بن رزق الله الرَّسْعني (ت 689 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في جمادى الآخرة.

ص: 178

ونهرِ الشَّريعة، وهو راجعٌ من ديارِ مصرَ إلى دمشقَ، وحُمِلَ إلى ظاهرِ دمشقَ، فصُلِّيَ عليه بُكرةَ الخميسِ ثالثَ عَشَرِ الشَّهْرِ خارجَ بابِ النَّصْر

(1)

، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ.

774 -

وفي ليلةِ الخميسِ ثالثَ عَشَرَ شهْرِ ربيع الآخرِ تُوفِّي الشَّيخُ مَجْدُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبدُ العزيز

(2)

بنُ الحُسَين بنِ الحَسَنِ بنِ إبراهيمَ الخليليُّ الدّاريُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

ومَولدُهُ في حادي عَشَرَ رَجَبِ سنةَ تسع وتسعينَ وخَمْس مئة بمصرَ. وكانَ رجلًا كثيرَ الدِّينِ والتَّعبُّد، وقَصْدِ المَزارات، حَسَنَ الظَّنِّ بالفقراءِ والصّالحين، يَبَرُّهُم ويُحْسِنُ إليهِم ويَخدِمُهُم بنفسِه، ولهُ وَجاهةٌ وثروةٌ، وعندَهُ مَكارمٌ وحُسْنُ مُحاضرةٍ بالحكاياتِ والنَّوادر، وعلى ذِهْنِهِ منَ التَّواريخ وأيام النّاسِ قِطعةٌ صالحةٌ. وكانَ يكتُبُ عن نَفْسه: عَتيقُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فسُئِلَ عن ذلك، فقال: أصابَني خُرّاجٌ، واشتَدَّ عَلَيَّ الألم، فرأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في المَنام، فسألْتُهُ أنْ يَدعُو لي، فوَضعَ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ الكريمةَ الشَّريفةَ على مكانِ الألم، فانتَبَهْتُ وقد حَصلَتِ العافية.

سَمِعَ كتابَ "الشِّفا" للقاضي عِياضٍ على ابنِ جُبَيْرٍ في سنةِ تسع وستِّ مئة بمصرَ. وسمِعَ ببغدادَ سنةَ عشرينَ وبعدَها منَ الفَتْح بن عبدِ السَّلام، وعُبَيدِ الله بن عليِّ بنِ نَغُوبا، وزيدِ بنِ يحيى بنِ هِبةَ، والحَسَنِ ابنِ الجَوالِيقيِّ،

(1)

في هامش الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 30 عن باب الجنان: "في الشمعة المضيئة 11، ويقال له: باب النصر، وباب دار السعادة".

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 111، وتاريخ الإسلام 15/ 393، والعبر 5/ 329، والوافي بالوفيات 18/ 473، وعيون التواريخ 21/ 296، والمنتخب المختار 101، وذيل التقييد 2/ 125، وتاريخ ابن الفرات 7/ 239، والشذرات 5/ 366 (7/ 640).

ص: 179

والدّاهِريِّ، وابنِ الخَبّازة، وابنِ عُصَيّة

(1)

، ومُحمدِ بنِ النَّفيسِ بنِ عَطاء، وعبدِ السَّلام ابنِ سُكَيْنة، وابنِ رُوْزْبةَ وغيرِهِم. وسَمِعَ كتابَ "عوارفِ المَعارف" على مُؤلِّفِه السُّهْرَوَرْدِيِّ في سنةِ إحدى وعشرينَ وستِّ مئة.

سَمِعْتُ منه "المئة" لشيخ الإسلام

(2)

بسماعِهِ من ابنِ الخَبّازَةِ عن أبي الوقت، و"جُزءَ ابنِ نُجَيْد"

(3)

بإجازته من أبي رَوْح، والمُؤَيَّد، وزينبَ الشَّعريّة، وغيرَ ذلك.

• - وفي يوم الأربعاءِ تاسعَ عَشَرَ ربيع الآخرِ وَصَلَ إلى ظاهرِ دمشقَ زوجةُ الملكِ الظّاهر، وهي بنتُ بَركةَ خان، من الكرك، وصُحْبَتُها وَلدُها السَّعيدُ ميِّتًا في تابوتٍ نقلَتْهُ من قريةِ المَساحِدِ

(4)

بقربِ الكركِ إلى دمشقَ.

(1)

كذا في الأصل: "عُصَيّة" على العين ضمة. مع عدم اهتمام الناسخ بالضبط وفي إكمال الإكمال لابن نقطة 4/ 174، قال:"وأما عصية بفتح العين المهملة وكسر الصاد المهملة"، وذكر منهم عبد الرحمن بن أبي حامد وأبا جعفر، وأبا بكر وأبا نصر الحرانيون، وذكر كلامًا طويلًا موثِّقًا عن خطوط الأئمة. ويراجع: التكملة للمنذري 3/ 554، والتوضيح لابن ناصر 6/ 290، قال الزكي المنذري:"بفتح العين وكسر الصاد المهملتين، هذا هو الصحيح فيه، وقد قيل فيه عُصَيّة بضم العين وفتح الصاد، وقيل: إن الضم فيه تصحيف".

(2)

هو شيخ الإسلام عبد الله بن محمد بن علي، أبو إسماعيل الهروي الأنصاري (ت 481 هـ) وكتابه "المئة" رواه الحافظ ابن حجر في المجمع المؤسس 1/ 393 عن شيخه أحمد بن علي بن محمد بن عبد الحق، عن الحافظين المزي والبرزالي، قالا: أخبرنا عبد العزيز بن الحسين الخليلي، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي العز ابن الخبازة، قال: أخبرنا أبو الوقت، قال: أخبرنا الهروي".

(3)

هو إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف النيسابوري (ت 365 هـ). يراجع: سير أعلام النبلاء 16/ 146. وجزؤه ويسمى "حديث ابن نجيد"، توجد له ثلاث نسخ خطية في كوبرلي، وشهيد علي، ودار الكتب المصرية. رواه الحافظ ابن حجر في المجمع المؤسس 1/ 326 و 2/ 561، 615. وفي الموضع الثاني رواه الحافظ ابن حجر عن شيخته مريم بنت أحمد بن محمد بن إبراهيم الأذرعي (ت 805 هـ) سمعته من الواني، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبي الفضل المرسي، قال: أخبرنا المؤيد بن محمد بن علي الطوسي، وأبو روح، عبد المعز بن محمد الهروي، وزينب بنت عبد الرحمن الشعري. وهؤلاء الثلاثة هم الذين أسند عنهم المترجم هنا.

(4)

لم أجد لها ذكرًا في كتب المواضع والبلدان.

ص: 180

فلمّا كانَ آخرُ النَّهارِ ليلةَ الخميس العشرينَ من ربيع الآخر رُفِعَ التّابوتُ بالحِبالِ من السُّور، ودُخِل به إلى تُربةِ والدِه، ودُفِنَ في ضَرِيحِه وأُلْحِدَ، ودَخَل القبرَ القاضي عِزُّ الدِّينِ ابنُ الصائغ. ونَزَلَتْ أُمُّهُ في دارِ صاحبِ حِمْصَ، وأُكْرِمَتْ غايةَ الإكرام، وأُجْرِيَ لها الإقاماتُ. وعُمِلَ العَزاءُ بُكرةَ الجُمُعةِ الحادي والعشرينَ من ربيع الآخرِ بالتُّربةِ المذكورة، وحَضَرَهُ السُّلطانُ الملكُ المَنْصور، وأعيانُ الأمراء، وأربابُ الدَّولة، والوُعّاظُ والقُرّاءُ

(1)

.

• - وفي العَشْرِ الآخرِ من ربيع الآخر عُزِلَ التَّقِيُّ تَوبةُ منَ الوزارة بدمشقَ، وباشَرَ عِوَضَهُ تاجُ الدِّينِ ابنُ السَّنْهُورِيِّ يومَ السَّبتِ التّاسعَ والعشرينَ من شهر ربيع الآخر

(2)

.

‌جُمادى الأولى

775 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ ثاني جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ أمينُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ القاسمُ

(3)

بنُ أبي بكرِ بنِ قاسم بنِ غَنِيمةَ الإرْبليُّ التّاجرُ، ودُفِنَ من يومِهِ بمقبُرةِ الصُّوفيّة

(4)

.

ومَولدُهُ بإرْبلَ سنةَ أربع أو خَمْس وتسعينَ وخَمْس مئة.

(1)

الخبر في: الذيل على مرآة الزمان 4/ 90، وتاريخ الإسلام 15/ 219، وعيون التواريخ 21/ 277، ونهاية الأرب 31/ 25، والبداية والنهاية 13/ 294، وتاريخ ابن الفرات 7/ 211، والسلوك 1/ 3/ 689.

(2)

الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 219، والبداية والنهاية 13/ 294، وعقد الجمان 2/ 269. وتوبة: هو توبة بن علي بن مهاجر التكريتي (ت 698 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات جمادى الآخرة. وابن السَّنْهوري عبد الرحيم بن عبد الوهاب (ت 612 هـ) ذكره المؤلف في وفيات ربيع الآخر.

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 121، وتاريخ الإسلام 15/ 396، ودول الإسلام 2/ 184، ومعجم الذهبي 2/ 114، والعبر 5/ 330، والمعين في طبقات المحدثين 116، وتذكرة الحفاظ 4/ 1465، والإشارة إلى وفيات الأعيان 371، والإعلام بوفيات الأعلام 283، والوافي بالوفيات 24/ 115، والنجوم الزاهرة 7/ 353، والشذرات 5/ 367 (7/ 641).

(4)

ذكر القطب اليونيني، والحافظ الذهبي أنه مات بالعادلية الكبرى في التاريخ المذكور.

ص: 181

وكانَ من أعيانِ التُّجّار، ودَخَلَ العَجَمَ، وانتهى إلى خُوارِزْم. وسمِعَ "صحيحَ مسلم" على المُؤَيَّدِ الطُّوسيِّ بنَيْسابُورَ. وسافَرَ كثيرًا إلى الدِّيارِ المِصْريّة، ثم رَقَّ حالُهُ، وقَلَّ ما بيَدِه، وجَلَسَ يَشهَدُ معَ الشُّهودِ تحتَ السّاعات بدمشقَ.

سَمِعْتُ عليه "صحيحَ مسلم" بكَمالِه، بقراءةِ شَمْسِ الدِّينِ ابنِ أبي الفَتْح البَعْلَبَكِّيِّ بإفادة والدِي وحُضُورِه

(1)

.

776 -

وفيَ يوم الأحدِ سابعَ جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ إبراهيمُ

(2)

بنُ سعيدٍ الشّاغُوريُّ المُوَلَّهُ، المعروفُ بجَيْعانةَ، ودُفِنَ من يومِه بمقبُرةِ المُوَلَّهِينَ بسَفْح قاسِيُونَ، ولهُ منَ العُمُرِ نحو سبعينَ سنة، وكانت جنازَتُهُ جِنازةً حَفِلةً.

ولجماعةٍ من أهل دمشقَ فيه عَقيدةٌ حسنةٌ، ويذكُرُونَ عنه كراماتٍ، ومُكاشفاتٍ، معَ تَوَلُّهِهِ وعَدَم صَلاتِهِ وصِيامِه

(3)

.

777 -

وفي يوم الاثنينِ ثامنِ جُمادى الأولى تُوفِّي النُّورُ السّامِرِى أخُو سَيْفِ الدِّين

(4)

.

778 -

وفي يوم الأربعاء عاشِرِ جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ الصّالح كمالُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبدُ الرَّحيم

(5)

بنُ عبدِ الملكِ بنِ عبدِ الملكِ بنِ

(1)

قال الحافظ الذهبي: "سمعه منه ابن تيمية، وابن أبي الفتح، وابن الوكيل، والمزي، والبرزالي، والفقيه عبادة، وطائفة سواهم".

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 100، وتاريخ الإسلام 15/ 387، والعبر 5/ 328، والنجوم الزاهرة 7/ 358، والشذرات 5/ 366.

(3)

انظر كيف أدت به مكاشفاته الشيطانية إلى عدم صلاته وصيامه "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر".

(4)

لم أقف على ترجمته ولا ترجمة أخيه سيف الدين.

(5)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 111، ومعجم الدمياطي 2/ ورقة 36، ومشيخة ابن جماعة 1/ 321، وتاريخ الإسلام 15/ 392، وتذكرة الحفاظ 4/ 1465، والعبر 5/ 328، والإشارة إلى وفيات الأعيان 381، والوافي بالوفيات 18/ 334، وذيل التقييد 2/ 110، والشذرات 5/ 366 (7/ 639). والده: عبد الملك (ت 622 هـ)، وعمه محمد بن عبد الملك (ت 638 هـ)، وأخواه محمد (ت؟)، ويحيى (ت 660 هـ)، وأخته عزية (ت 676 هـ)، ذكرها المؤلف في موضعها.

ص: 182

يوسُفَ بن مُحمدِ بنِ قُدامةَ المَقْدسيُّ، ودُفِنَ بكرةَ الخميسِ بسَفْح قاسِيُونَ بتُربةِ الشَّيخ مُوفَّقِ الدِّين.

حَضَرَ على حَنْبَل، وسمِعَ من ابنِ طَبَرْزَد، والكِنْدِيِّ، وابنِ الحَرَسْتانِيِّ، وابنِ مُلاعِبٍ، وابنِ الزَّنْفِ، وابنِ سُبَيْع. ولهُ إجازاتٌ من دمشقَ، وبغدادَ، وواسِطَ، وأصبهانَ، ونَيْسابورَ، وهَراةَ، وهَمَذانَ، ومَرْوَ. وممَّن أجازَ لهُ أبو جَعفرٍ الصَّيْدلانِيُّ، وعَفِيفةُ الفارفانيّة، والمُؤيَّدُ ابنُ الإخوة.

ومَولدُهُ سنةَ تسع وتسعينَ وخَمْس مئة.

وكان شيخًا صالحًا. سَمِعْتُ منه، وقَرأتُ عليه.

رَوَى لنا عن جماعةٍ بالسَّماع والإجازة. رَوَى عنه الدِّمْياطيُّ

(1)

وقاضي القُضاةِ بَدْرِ الدِّينِ ابن جماعةَ

(2)

.

779 -

وفي ليلةِ السَّبتِ ثالثَ عَشَرَ جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ الفَقيهُ العالمُ جَمالُ الدِّينِ أبو المَحاسِنِ يوسُفُ

(3)

ابنُ الشَّيخ القُدوةِ يعقوبَ بنِ يَعيشَ السُّلَميُّ، ودُفِنَ بُكرةَ السَّبتِ بمقابرِ الصُّوفية، حُمِلَ من مَغارةِ العَزيزِ التي بسَفْح قاسِيُونَ التي كانَ ساكنًا بها إلى مقابرِ الصُّوفية.

(1)

قال الحافظ الدمياطي في معجمه: "عبد الرحيم بن عبد الملك بن عبد الملك بن يوسف بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر، أبو محمد النابلسي المحتد، الدمشقي الدار والمولد، الحنبلي، أخو يحيى. قرأت على عبد الرحيم بن عبد الملك بدمشق: أخبرك أبو علي حنبل بن عبد الله حضورًا بدمشق، قال: أخبرنا هبة الله بن محمد الشيباني" وذكر مولده وذكر أخاه يحيى في موضعه.

(2)

قال القاضي ابن جماعة في مشيخته: "أخبرنا الشيخ الصالح أبو محمد عبد الرحيم بن عبد الملك بن عبد الملك المقدسي قراءة عليه وأنا أسمع في سنة ثلاث وسبعين وست مئة بالجامع المظفري بسفح قاسيون قال: أخبرنا أبو القاسم، هبة الله بن محمد"، وبالغ القاضي رحمه الله في ذكر شيوخه، فذكر أعدادًا كبيرة منهم.

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 140، وتاريخ الإسلام 15/ 408، ووالده يعقوب لم أقف على ترجمته.

ص: 183

وكانَ رجلًا فاضلًا، صالحًا، من أولادِ المَشايخ الصّالحين، وكانُ لهُ سَماعٌ ولم يُعْرَفْ. وكان شيخُنا ابنُ الخَلّال مُقيمًا عندَهُ، مُلازِمًا خِدْمَتَه

(1)

.

780 -

وفي يوم السَّبتِ ثالثَ عَشَرَ جُمادى الأولى تُوفِّي شَمْسُ الدِّينِ مُحمدُ

(2)

ابنُ التَّقِيِّ مَعْتُوقِ بنِ عليِّ بنِ عُمَرَ النَّصِيبِيُّ، الشّاهدُ بمسجدِ سوقِ القَمْح بدمشقَ.

781 -

وفي يوم الاثنينِ الثّاني والعشرينَ من جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّريفُ عِمادُ [الدِّين، المعروفُ] بالصَّيْداويُّ

(3)

.

782 -

وفي يوم الاثنينِ الثّاني والعشرينَ من جُمادى الأولى [تُوفِّي] بَدْرُ الدِّينِ مُحمدُ

(4)

ابنُ القاضي بهاءِ الدِّينِ عليِّ ابنِ نُورِ الدَّولةِ أبي بكرِ مُحمد بنِ إلياسَ بنِ عبدِ الرَّحمن الأنصاريُّ، ابنُ الشَّيْرَجِيِّ. وصُلِّيَ عليه العصرُ، ودُفِنَ بمقبُرةِ بابِ الصَّغير.

أخَذْتُ خَطَّهُ في الإجازة.

(1)

قال الحافظ الذهبي في معجمه 1/ 311: "وكان شيخنا أبو علي ابن الخلال يصحبه ويخدمه"، وأبو علي الخلال الحسن بن علي الدمشقي (ت 702 هـ)، وذكره المؤلف في موضعه من وفيات ربيع الأول.

(2)

لم أقف على ترجمته، وسوق القمح تقدم ذكره.

(3)

لم أقف على ترجمته، وما بين الحاصرتين مشوش في الأصل بسبب تمزق الورقة.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 402. وأسرتهم أسرة علم ورئاسة، فوالده علي بن محمد بن بهاء الدين (ت 640 هـ)، وعماه نصر الله بن محمد الأجل، جمال الدين (ت 652 هـ)، ومظفر بن محمد نجم الدين، أبو غالب (ت 657 هـ)، وعمته مُدَلَّلة بنت محمد (670 هـ) ذكرها المؤلف في موضعها في وفيات شعبان، وأخوه هو الحسن بن علي بن محمد (ت 677 هـ) ذكره المؤلف في موضعه. وللمظفر ابن اسمه عيسى، وحفيد اسمه أحمد. قال الحافظ الذهبي في ترجمته 14/ 868:"وقد ولي أيضًا حسبة دمشق ونظر الجامع كابنه عز الدين عيسى، وابن ابنه شرف الدين أحمد". فأما عز الدين عيسى (ت 682 هـ) فذكره المؤلف في موضعه في وفيات رجب. وأما حفيده أحمد فلم أقف على أخباره، ولا يلزم أن يكون ابن عيسى، فقد يكون حفيدًا له من ابن له آخر. ووجدت حفيدًا له آخر هو: علي بن عيسى بن المظفر (ت 740 هـ) عن ثمانين سنة. ذكره الصفدي في أعيان العصر 3/ 470، والحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة 3/ 94. وغيرهم. والشَّيْرَجي: منسوب إلى الشَّيْرج، وهو دهن السمسم.

ص: 184

• - وفي يوم السَّبتِ [العشرينَ]

(1)

من جُمادى الأولى أُحْضِرَ إلى السُّلطانِ بالميدانِ الأخضرِ

(2)

ظاهرَ دمشقَ أميرُ آخُر

(3)

مَنْكُوتَمر بنُ هُولاكو أسيرًا تحتَ الحَوْطة. وأخْبَرَ أنَّ التَّتارَ على عَزْم الحَركةِ والرُّكوب. فخَرَجَ أمْرُ السُّلطانِ بعَرْضِ الجُيوشِ والاهتمام بأمْرِ الجِهادِ ومُلْتَقاهُم. وكانَ المذكورُ أسَرَهُ كَشّافةُ السُّلطانِ من كَيْنُوكَ

(4)

.

783 -

وفي يوم الخميسِ الخامسِ والعشرينَ من جمادى الأولى تُوفِّي ناصِرُ الدِّينِ نَصْرُ الله

(5)

بنُ القَمَرِ من كَفْرَبْطَنا

(6)

. وكانَ رجلًا جيِّدًا، حَضرْتُ في بُستانِه غيرَ مرّة، وسَمِعَ بقِراءَتي.

784 -

وفي جُمادى الأولى تُوفِّي شمْسُ الدِّينِ مُحمدُ

(7)

بن محمودِ بنِ أحمدَ بنِ أبي الفَوارِسِ الجَزَريُّ التّاجرُ.

أجازَ لنا على يَدِ ابنِ الخَبّاز. وذَكَرَ أنَّ مَولدَهُ سنةَ ثمانٍ وستِّينَ وخَمْسِ مئة بالجَزيرة

(8)

. وأنّه سَمِعَ على الإمام أبي الفَرَج ابنِ الجَوزِيِّ ببغدادَ. وقيل: إنّ وَفاتَه في العام الذي قبلَ هذا. واللهُ أعلم.

(1)

خرم في الأصل والمثبت عن "ذيل مرآة الزمان".

(2)

الخبر أكثر تفصيلًا في ذيل مرآة الزمان 4/ 91، وكنز الدرر 8/ 242، وتفصيله أدق؛ لأنه يروي عن والده الذي شهد المعركة. وتاريخ الإسلام 15/ 219، وتاريخ ابن الفرات 7/ 213، والسلوك 1/ 3/ 690، وعقد الجمان 2/ 270. واسم الأمير حلتار بن بهادر، وأنه كان أمير آخور أبغا بن هولاكو، كذا قال النويري.

(3)

هكذا في الأصل: "آخر"، والمراد:"آخور" فكأنه استعاض بالضمة عن الواو.

(4)

تكرر ذكرها في كنز الدرر 9/ 194، 198، 204، 205.

(5)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 406، قال:"الحريري، الدمشقي. والد بدر الدين حموي".

(6)

تقدم ذكرها.

(7)

ترجمته في تاريخ الإسلام 15/ 403. وفيه: "شيخ معمر، ذكر أنه سمع الكثير من أبي الفرج ابن الجوزي وطبقته. وأجاز لأبي عبد الله ابن سامة، وأبي الفداء ابن الخباز، والبرزالي".

(8)

على هذا يكون عمره اثنتي عشرة سنة فوق المئة.

ص: 185

‌جُمادى الآخرة

785 -

وفي يوم الخميسِ ثاني جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الأميرُ عِزُّ الدِّينِ أيْبَكُ

(1)

الشُّجاعيُّ الصّالحيُّ العِمادِيُّ، والي الوُلاة بحَورانَ والصَّفقةِ

(2)

القِبْليّة، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ صارِمًا، عفيفًا، أمينًا، شديدًا على أهلِ الرِّيَب. وبَلَغَ منَ العُمُرِ خَمْسًا وثمانينَ سنة. وكانَ أستاذَ دارِ مُعْتِقِه الصّالح إسماعيلَ، وتَنقَّلَتْ به الأحوالُ، وكانَ الملكُ الظّاهرُ يعتمدُ عليه، ويَتحقَّقُ أمانتَهُ، وهو مسموعُ الكلمةِ عندَهُ. وعُزِلَ وقُطِعَ خُبزُهُ، ولَزِمَ بيتَهُ قبلَ مَوتِه بأشْهُر.

786 -

وفي يوم الجُمُعةِ ثالثِ جُمادى الآخرةِ دُفِنَ الصَّدْرُ مُحْيي الدِّينِ أبو القاسم

(3)

بنُ عبدِ الكريم بنِ الحَسَنِ ابنُ الكُوَيِّسِ العامِرِيُّ بمقابرِ بابِ الصَّغير، وكانت وفاتُه بالصُّبَيْبة

(4)

.

وظَهَرَ سماعُهُ على جعفرٍ الهَمْدانيِّ بعدَ مَوتِه.

787 -

وفي يوم الجُمُعةِ عاشر جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الحاجُّ شَرَفُ

(5)

بنُ مُحْسِنٍ التَّلِّيُّ النَّسّاجُ، ودُفِنَ من يومِه بسَفْح قاسيُون.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 105، وتاريخ الإسلام 15/ 388، والوافي بالوفيات 9/ 479، ودرة الإسلام، ورقة 67، وتذكرة النبيه 1/ 67، والسلوك 1/ 3/ 704، والنجوم الزاهرة 7/ 349.

(2)

الصفقة: الجهة.

(3)

ترجمته في: المختار من تاريخ ابن الجزري 305، وتاريخ الإسلام 15/ 406 "يحيى ابن الكُوَيِّس". قال محققه:"التقييد من خط المصنف، وكتب المصنف في الحاشية بخطه: "ابن الكويس" الصحيح أن اسمه أبو القاسم".

(4)

في الأعلاق الخطيرة (تاريخ لبنان والأردن) 139: "بانياس: وهي مدينة كورة الجولان ولها قلعة تسمى الصُّبَيْبة بناها الفرنج بعد الخمس مئة". ويراجع: صبح الأعشى 4/ 104.

(5)

لم أقف على ترجمته. والتَّلِّي منسوب إلى تل لا تعرف إلا بالإضافة، والمشهور تل باشِر قلعة حصينة، وكورة واسعة شمال حلب. معجم البلدان 2/ 40.

ص: 186

وكانَ صالحًا، كثيرَ السُّكُوتِ، مُلازِمًا لحُضورِ الجماعات.

788 -

وفي عَشِيّةِ الثُّلاثاءِ رابعَ عَشَرَ جُمادى الآخرةِ تُوفِّي أبو العبّاسِ أحمدُ

(1)

بنُ يوسُفَ بنِ محمودِ بنِ الحُسَين السّاويُّ، الصُّوفيُّ، بالقاهرة، ودُفِنَ بسَفْح المُقَطَّم.

وقد أجازَ لي ما يَروِيه.

• - وفي يوم السَّبتِ ثامنَ عَشَرَ جُمادى الآخرةِ وَصَلَ إلى دمشقَ خَلْقٌ كثيرٌ منَ العُرْبانِ صُحْبةَ الأميرِ أحمدَ بنِ حِجِّي، ودَخَلَ معَهُم نَجْدَةُ الملكِ المسعودِ صاحبِ الكركِ في تَجَمُّلٍ عظيم. وكانَ السُّلطانُ قد تَقدَّمَ إلى جميع البلادِ بالحُضُورِ إلى دمشقَ بسببِ قُربِ العَدُوِّ من أطرافِ البلاد

(2)

.

• - وحَضَرَ أيضًا في هذا الشَّهْرِ جُمادى الآخرةِ مَن تأخَّرَ منَ العساكرِ بالدِّيارِ المِصْريّةِ ولم يتأخَّرْ أحد منَ العُرْبانِ والتُّرْكُمانِ وسائرِ الطَّوائف، وكَثُرَتِ الأراجِيفُ، وخَرجَتِ العساكرُ في جُمادى الآخرةِ كُلَّ يوم طائفةٌ منهُم بالعُدَد.

• - وفي العَشْرِ الأوسطِ من جُمادى الآخرةِ تَقدَّمَ العَدُوُّ إلى أطرافِ بلادِ حَلَبَ، فخَلَتْ حَلَبُ من أهلِها وجُنْدِها، ونَزَحُوا إلى حماةَ وحِمْصَ، وتَرَكُوا الغِلالَ والحَواصلَ والأمتِعة، وخَرَجُوا جَرائدَ على وُجُوهِهم، وترادَفَت لذلكَ خُروجُ العَساكرِ من دمشقَ.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 384، قال:"سمَّعه أبوه من المطهر بن أبي بكر البيهقي. روى عنه أبو الفتح اليعمري، وأجاز للبرزالي". ووالده يوسف بن محمود (ت 647 هـ)، ذكره الحسيني في صلة التكملة 1/ 209 (309)، وقال: "وكان أحد المشايخ المشهورين بعلو الإسناد. والسّاوي: منسوب إلى ساوةُ من بلاد فارس بين الرَّيّ وهَمَذان. معجم البلدان 3/ 179.

(2)

الخبر والأخبار بعده في: ذيل مرآة الزمان 4/ 90، وكنز الدرر 8/ 442. ويراجع: تاريخ الإسلام 15/ 219، والبداية والنهاية 13/ 294، وتذكرة النبيه 1/ 62، وتاريخ ابن الفرات 7/ 213، والسلوك 1/ 3/ 690، وعقد الجمان 2/ 270، والنجوم الزاهرة 7/ 302.

ص: 187

• - وفي العَشْرِ الأخيرِ من جُمادى الآخرةِ وَصَلَ مَنْكُوتَمر بنُ هُولاكُو إلى عَيْنِ تابَ

(1)

وما جاوَرَها منَ المُروج، ونازَلَتْ طائفةٌ منَ التَّتار قلعةَ الرَّحْبةِ يومَ الأحدِ السّادسِ والعشرينَ من جُمادى الآخرةِ نحوَ ثلاثةِ آلافِ فارِسٍ. وكانَ أبغَا ملكُ التَّتارِ معَهُم مُسْتخْفِيًا بنواحي الرَّحْبةِ على شاطئ الفُراتِ يَنتظِرُ ما يكونُ منَ المُلتَقى.

• - وفي يوم الأحدِ السّادسِ والعشرينَ من جُمادى الآخرةِ خَرَجَ السُّلطانُ بنفسِهِ من دمشقَ، وخَيَّمَ بالمَرْج. ولم يَتخَلَّفْ أحدٌ منَ العساكرِ والجُمُوع بدمشقَ. ووَصَلَ العَدُوُّ إلى بُغْراسَ، وقَنَتَ الخَطيبُ بجامع دمشقَ، وسائرُ الأئمةِ في الصَّلوات

(2)

.

• - وفي يوم الخميسِ سَلْخَ جُمادى الآخرةِ رَحَلَ السُّلْطانُ منَ المَرْج لاحقًا بالعساكرِ المُتقدِّمةِ إلى ظاهرِ حِمْصَ

(3)

.

• - وفي جُمادى الآخرةِ بَرَزَ مَرسومُ السُّلطانِ أن يُعْرَضَ الإسلامُ على أهلِ الذِّمّةِ منَ الدَّواوينِ والمُسْتَوفِينَ، فإنِ امتَنَعُوا صُلِبُوا. فجُمِعَ جماعةُ نَصارى وسامِرةٌ، فعُرِضَ عليهِم الإسلامُ، فأبَوا فأُخْرِجُوا إلى سوقِ الخَيْل

(1)

عَيْنتاب: قلعة حصينة على جبل شمال حلب بينها وبين أنطاكية في جنوب تركيا. يراجع: معجم البلدان 4/ 176، والدر المنتخب 170، ولها ذكر في الأعلاق الخطيرة 3/ 1/ 60 - 61.

(2)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 92، وتاريخ الإسلام 15/ 222، والبداية والنهاية 13/ 294.

(3)

الخبر وما يتبعه من أخبار في: تاريخ الزمان 341، والحوادث الجامعة 452، وذيل مرآة الزمان 4/ 92، والمختصر في أخبار البشر 2/ 347، ونهاية الأرب 31/ 32، وكنز الدرر 8/ 242، وتاريخ الإسلام 15/ 219، ومسالك الأبصار 27/ 431، وتاريخ ابن الوردي 2/ 326، والنهج السديد، ورقة 75/ ب، ومرآة الجنان 4/ 191، والبداية والنهاية 13/ 294، وتذكرة النبيه 1/ 62، وتاريخ ابن الفرات 7/ 214، وتاريخ ابن خلدون 5/ 472، والجوهر الثمين 2/ 94، والسلوك 1/ 3/ 690، وعقد الجمان 2/ 271، والنجوم الزاهرة 7/ 302.

ص: 188

ظاهرَ دمشقَ، ونُصِبَتْ لهُم المَشانِقُ، وجُعِلَتِ الحِبالُ في أعناقِهِم فأسْلَمُوا، وأُحْضِرُوا إلى الحاكم بدمشقَ فجَدَّدُوا إسلامَهُم عندَهُ.

‌رَجَب

• - وفي يوم الأحدِ ثالثِ رَجَبٍ نَزَلَ السُّلطانُ وجميعُ العَساكرِ والجُمُوع على حِمْصَ. وراسلَ سُنْقُرَ الأشقَرَ في الحُضورِ بمَن معَهُ منَ الأُمراءِ والعَسكَر، وكذلكَ الأميرَ سَيْفَ الدِّينِ أيْتَمُش السَّعدِيَّ ومَن معَه. فوَصَلَ سنْقُرُ الأشقرُ أولًا واجتمَعَ بالسُّلطان، واستحْلَفَهُ لأيْتَمُشَ السَّعديِّ يمينًا ثانيةً ليزدادَ طُمأنينةً، ثم أحضَرَهُ وتكاملَ حَضُورُهم يومَ الجُمُعةِ ثامنِ رَجَبٍ، وحَصَلَ الاجتماعُ والاتِّفاقُ على العدوِّ، وعُومِلَ سُنْقُرُ الأشقرُ ومَن معَهُ بالاحترام والخِدْمةِ والإقاماتِ والرَّواتب.

• - وفي بُكرةِ الأربعاءِ ثالثَ عَشَرِهِ فَزعَ النّاسُ إلى جامع دمشقَ بالضُّعفاءِ والصِّغارِ والشُّيُوخ مُتضَرِّعينَ إلى الله تعالى في نُصْرةِ الإسلام وهَلاكِ عَدُوِّهِم، وأُخرِجَ المُصحفُ الكريمُ العُثمانيُّ وغيره على الرُّؤوس، وخَرَجَ الخَطيبُ والقُرّاءُ والمُؤذِّنونَ إلى المُصَلَّى ظاهرَ دمشقَ يسألونَ اللهَ تعالى النَّصرَ والظَّفَرَ.

• - وفي هذه الأيام ما بَرِحَتِ التَّتارُ تَتقَدَّمُ قليلًا قليلًا على خِلافِ عادَتِهم، فلمّا وَصَلُوا حَماةَ أفْسَدُوا في ضَواحِيها وشَعَّثُوا وأحرَقُوا بُستانَ الملكِ المَنْصورِ صاحبِ حَماةَ وجَوْسَقَهُ وما به منَ الأبنية، وعَسكَرُ المسلمينَ بظاهرِ حِمْصَ على حالِه.

• - فلمّا كانَ يومُ الخميس رابعَ عَشَرَ رَجَبٍ التَقَى الجَمْعانُ عندَ طُلوع الشَّمس، وكانَ عددُ التَّتارِ مئة ألف وأكثَر، وعَسَكرُ المسلمينَ على النَّصفِ من ذلك أو أقلَّ. وتواقَعُوا من ضَحْوةِ النَّهار إلى آخِرِه. وكانت وَقعةً عظيمةً

ص: 189

لم يُشهَدْ مثلُها من سنينَ كثيرةٍ. وكانَ المُلتَقى ما بينَ مَشهدِ خالدٍ رضي الله عنه إلى الرَّستَنِ

(1)

والعاصي ومَجْمَع المُرُوج وتلكَ النَّواحي.

واستَظهَرَ التَّتارُ في أوّلِ الأمر، واضْطَرَبتْ مَيمنةُ المسلمينَ، وحَمَلَ التَّتارُ على مَيسرةِ المُسلمينَ فكَسَرُوها، وانْهزَمَ منَ كانَ بها، وكذلكَ جَناحُ القلبِ الأيسرُ. وثَبَتَ السلطانُ الملكُ المَنْصورُ في جَمْع قليل بالقَلْبِ ثَباتًا عظيمًا. ووَصَلَ جماعةٌ كبيرةٌ منَ التَّتارِ خَلْفَ المُنكَسرينَ منَ المسلمينَ إلى بُحيرةِ حِمْصَ، ووَصَلُوا إلى حِمْصَ وهي مُغلقةُ الأبواب، وبَذَلُوا سُيوفَهم فيمَنْ وجَدُوه منَ العَوامِّ والسُّوقةِ والرَّجالةِ المُجاهدينَ والغِلْمانِ ظاهرَ حِمْصَ، وقَتلُوا جَماعةً كبيرةً. وأشرَفَ الإسلامُ على خُطّةٍ صَعْبةٍ.

ثم إنَّ أعيانَ الأمراءِ ومَشاهِيرَهُم وشُجْعانَهُم مثل: سُنْقُرَ الأشقَر، وبَيْسَرِيِّ، وطِيبَرْسَ الوَزِيرِيِّ، وأميرِ سلاح، وأيْتَمُشَ السَّعدِيِّ، وحُسام الدِّينِ لاجِينَ، وحُسام الدِّينِ طَرَنْطايَ والدَّوَادَارِيِّ وأمثالِهم، لمّا رَأوا ثَباتَ السُّلطانِ رَدُّوا على التَّتار، وحَمَلُوا فيهِم عِدّةَ حَمَلاتٍ فكَسَرُوهُم كَسْرةً عَظيمةً، وجُرِحَ مَنْكُوتَمر مُقدَّمُ جيشِ التَّتار. وجاءَهُم عيسى بنُ مُهَنّا في أصحابِه عَرَضًا، فتَمَّتْ هَزِيمَتُهُم وقَتَلُوا منهُم مَقتلةً عظيمةً.

واتَّفقَ أنَّ مَيسرةَ المسلمينَ انكَسَرت كما تَقدَّم، والميمنةُ ساقَتْ على العَدُوِّ، ولم يَبقَ مع السُّلطانِ إلّا النَّفَرُ اليسيرُ، والأميرُ حُسام الدِّينِ طَرَنْطايُ قُدّامَهُ الصَّنْجَقِيّة

(2)

، فعادَتْ ميمنةُ التَّتارِ الذينَ كَسَرُوا المَيسرةَ في

(1)

الرَّسْتَن، بفتح أوله وسكون ثانيه، وتاء مثناة من فوق، وآخره نون: بليدة بين حماة وحمص في نصف الطريق على نهر العاصي. معجم البلدان 3/ 43.

(2)

السُّنْجَقُ أو الصَّنْجَقُ، بالسين والصاد: هي الراية الخاصة بالسلطان، عليها ألقاب السلطان واسمه، وهي من شعارات الملك. والسَّنْجَقُ: اسم تركي يعني الرُّمح، والراية تكون في أعلاه. يراجع: صبح الأعشى 5/ 430، والمعجم الجامع 120.

ص: 190

خَلْقٍ عَظيم ومَرُّوا بالسُّلطانِ وهُو في ذلكَ النَّفَرِ اليَسيرِ تحتَ السَّناجِقِ، والكُوساتُ تُضْرَبُ، وما حَولَهُ منَ المُقاتِلةِ ألفُ فارِس. فلمّا مَرُّوا به ثبتَ لهُم ثباتًا عظيمًا، فلمّا تَعَدَّوهُ قليلًا ساقَ عليهِم فانْهَزَمُوا لا يَلْوُونَ على شيء. وكانَ ذلكَ تمامُ النَّصْر. وكانَ انْهِزامُهُم عن آخرِهم قبل الغُرُوب، وافْتَرَقُوا فِرْقَتَيْن، ففِرقة أخَذَت جهةَ سَلَمْيةُ

(1)

والبرِّيّة، وفِرقةٌ جهةَ حَلَبَ والفُرات. ولمّا انْقَضى الحربُ في ذلكَ النَّهارِ عادَ السُّلطانُ إلى مَنزِلَتِه.

• - وفي بُكرةِ الجُمُعةِ خامسَ عَشَرَ رَجَبٍ جَهَّزَ السُّلطانُ وَراءَهُم جماعةً كبيرةً منَ العَسكَرِ والعُربانِ مُقَدَّمَهُم الأميرُ بَدْرُ الدِّينِ بَيْلِيكُ الأيْدَمُرِيُّ. ولمّا ماجَ النّاسُ نُهِبَ للمسلمينَ منَ الأقْمشةِ والأمْتعةِ والخَزائنِ والسِّلاح ما لا يُحْصَى كثرةً، وذَهبَ ذلكَ كلُّهُ. أخَذَهُ الحَرافِشةُ

(2)

وغيرُهُم.

وبعدَ صلاةِ الجُمُعةِ خامسَ عَشَرَ رَجَبٍ جاءَتْ بطاقةٌ إلى دمشقَ منَ القَرْيَتَينِ

(3)

تَتضَمَّنُ النَّصْرَ والظَّفَرَ وانْهِزامَ العَدُوِّ، فضُرِبَتِ البَشائرُ على

(1)

سَلَمِيّة: ضبطها أبو عبيد البكري في معجم ما استعجم 751 بكسر الميم وضبطها ياقوت في معجمه 3/ 240: "بفتح أوله وثانيه وسكون الميم وياء مثناة من تحت خفيفة، كذا به المتنبي في قوله:

تراها في سَلَمْيةَ مُصْبَطرًّا

وفي الروض المعطار 320: "بفتح أوله وكسر الميم" عن تحفة المشتاق 196، وضبطت اللفظة في بعض نسخ "الفَسْر" شرح ديوان المتنبي لابن جني بكسر الشين والشطر الذي أورده ياقوت للمتنبي، من قصيدة له في ديوانه الفَسْر لابن جني 3/ 64 وعجزه:

تَناكَرُ تَحتَهُ لولا الشِّغارُ

أولها:

طِوالُ قَنا تُطالِعُنا قِصارُ

وقَطْرُكَ في وَغًى ونَدًى بِحارُ

(2)

الحرافشة: واحدهم حُرْفُوش، وهو الذي ليس له صنعة أو حرفة، وتطلق على الرَّعاع. يراجع: المعجم الجامع 74.

(3)

القريتان: قرية كبيرة من أعمال حمص في طريق البرية.

ص: 191

قلعةِ دمشقَ، وسرَّ النّاسُ، وزُيِّنَتِ القلعةُ والمدينةُ، وأُوقِدَتِ الشُّمُوعُ. فلمّا كانت ليلةُ السَّبتِ سادسَ عَشَرَ رَجَبٍ بعدَ نِصْف اللَّيلِ وَصَلَ إلى ظاهرِ دمشقَ جماعةٌ كثيرةٌ من جيشِ المُسلمينَ، وفيهِم جماعةٌ منَ الأمراءِ مُنهَزِمِينَ. وأخْبَرُوا بما شاهَدُوهُ في أوّلِ الأمر، وأنَّ الكسرةَ كانت عليهِم، ولم يَعلَمُوا ما تَجَدَّدَ بعدَهُم، فحَصَلَ لأهل دمشقَ قَلَقٌ عظيم، وخَوْفٌ شديدٌ. وتَجَهَّزَ منهُم خَلْقٌ للهزيمة، وفُتِحَ بعضُ أبوابِ البلدِ، ولم يَبْقَ إلّا الشُّروعُ في الانتزاح. فوَصَلَ في تلكَ السّاعةِ بَريديٌّ من جهةِ السُّلطانِ بالنَّصْر، وكانَ وُصولُهُ عندَ أذانِ الصُّبْح، فقُرِئَ كتابُ السُّلطانِ إلى الأميرِ ناصرِ الدِّينِ ابنِ الحَرّانيِّ المُتضَمِّنُ البِشارةَ في تلكَ السّاعةِ بجامع دمشقَ، فطابَتْ قُلوبُ النّاس. ثم وَرَدَ بَريديٌّ آخَرُ بمثلِ ذلكَ، فتكاملَ السُّرُورُ وتَمَّ الأمنُ، وعادَ النّاسُ الى ما كانوا عليه منَ الزِّينة.

ومن مَضمونِ بعضِ الكُتبِ الواردة: " {نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [الصف: 13]. صَدَرَت هذهِ المُكاتبةُ إلى المَجلسِ نُعْلِمُه أنّنا ضَرَبْنا مَصافًّا معَ العَدوِّ المَخْذُول على ظاهرِ حِمْصَ في يوم الخميسِ رابعَ عَشَرَ رَجبٍ سنةَ ثَمانينَ وستِّ مئة. وكان العَدوُّ في مئةِ ألفِ فارسٍ أو يَزِيدونَ، والتَحَمَ القتالُ من ضَحْوةِ النَّهارِ إلى غُرُوبِ الشَمْسِ ففَتَحَ اللهُ تعالى ونَصَرَ، وساعَدَنا بمساعَفةِ القَدَر، ونَصَرَنا -والحمدُ لله- على أناذِلِ الأعداءِ وكَسَرَهُم. وكتابُنا هذا والفتحُ قد ضُرِبَتْ بَشائِرُه، وحَلَّقَ طائِرُهُ، وامْتلأتِ القُلوبُ سُرورًا، وأوْلى اللهُ الإسلامَ من تَفَضُّلِهِ علينا وعليهِم خَيْرًا كثيرًا. فيأخُذُ المَجلسُ حَظَّهُ من هذه البُشْرى العَظيمة، ويَتَقلَّدُ عُقُودَها النَّظِيمة. واللهُ تعالى يَخُصُّهُ بنِعَمِهِ العَميمةِ إنْ شاءَ اللهُ تعالى".

وأجْلَت هذهِ الوَقعةُ عن قَتْلِ جَمٍّ غَفِيرٍ منَ التَّتارِ لا يُحْصَونَ كَثْرةً. واستُشِهدَ منَ المسلمينَ دونَ المائتَيْن، منهُم: الحاجُّ أزْدَمُرُ، وسيْفُ الدِّينِ الرُّوميُّ، وشِهابُ الدِّينِ تُوتلُ الشَّهْرَزُورِيُّ، وناصِرُ الدِّينِ مُحمدُ ابنُ جَمالِ الدِّينِ

ص: 192

ابنِ صَيْرَم الكامِليُّ، وعِزُّ الدِّينِ ابنُ النُّصْرة، من بيتِ أتابِكَ صاحبِ المَوْصِلِ المَشهورِ بالقُوّةِ المُفرِطةِ والبَأسِ الشَّديدِ والعَرامةِ، وكانَ سَكَنَ جبلَ الصّالحيّةِ فخُتِمَ لهُ بخَيْر.

• - ثم إنَّ السُّلطانَ انتَقلَ من مَنْزِلتِهِ بظاهرِ حِمْصَ إلى البُحيرةِ التي لها ليُبعِدَ عنِ الجِيف. ثم تَوَجَّهَ عائدًا إلى دمشقَ، فدَخَلَها يومَ الجُمُعةِ الثّاني والعشرينَ من رَجَبٍ قبلَ الصَّلاة، وخَرَجَ النّاسُ إلى ظاهرِ دمشقَ للِقائِه. ودَخَلَ بينَ يدَيهِ جماعةٌ من أسْرَى التَّتار، وبأيديهِم رِماحٌ عليها شُعَفُ رُؤوسِ القَتْلى منَ التَّتار، وكانَ يومًا مَشهُودًا. ودَخَلَ مع السلطانِ ممَّن كانَ معَ سُنْقُرَ الأشقَرِ الأميرُ سيْفُ الدِّينِ أيتُمُشُ السَّعديُّ، والأميرُ سَيْفُ الدِّينِ بَلَبانُ الهارُونِيُّ، والأميرُ عَلَمُ الدِّينِ الدَّوَادَارِيُّ وغيرُهُم. ودَخَلَ السُّلطانُ قلعةَ دمشقَ. وأمّا الأميرُ شَمْسُ الدِّينِ سُنْقُرُ الأشقَرُ فإنّهُ وَدَّعَ السُّلطانَ من حِمْصَ، وعادَ إلى صِهْيَون.

• - ولمّا استقَرَّ السُّلطانُ بدمشقَ جَرَّدَ عَسكرًا إلى الرَّحْبةِ لدَفْع مَن عليها منَ التَّتار. فلمّا كانَ يوم الاثنينِ الخامسِ والعشرينَ من رَجَبٍ وَصَلَتْ قُصّادُ الرَّحْبةِ وأخبَرُوا برَحِيل التَّتارِ عنها في يوم الجُمُعةِ الثاني والعشرينَ من رَجَبٍ قبلَ حركةِ المُجَرَّدينَ إليها.

• - وفي يوم الجُمُعةِ التّاسع والعشرينَ من رَجَبٍ وَصَلَ الأميرُ بَدْرُ الدِّينِ الأيْدَمُرِيُّ إلى دمشقَ بمَنْ معَهُ منَ العَسْكَر عائدًا من تَتبُّع التَّتار، وقد أنْكَى فيهم، ووَصَلَ إلى حَلَبَ وأقامَ بها، وسَيَّرَ أكثرَ من معَه فتَبِعوهُم إلى الفُرات، فهَلكَ منهُم خلقٌ عظيم غَرِقُوا بها عندَ عُبُورِهم. ونَزَلَ إليهِم أهل البِيرةِ فقَتَلُوا منهُم مَقْتلةً عظيمةً، وأسَرُوا منهُم جمعًا كبيرًا. وقيلَ إنَّ أهلَ المَعَرّةِ أيضًا خَرَجُوا إليهِم عندَ عُبورِهِم عليهم، وأنْكَوْا فيهم، وتَفَرَّقَ شَمْلُهُم. وما بَرِحَتِ الأسرى في هذه الأيام مُتواصِلةً إلى دمشقَ، والأخبارُ مُترادِفة بما نالَهُم منَ

ص: 193

الضَّعفِ والمَشَقّة، وهلاكِ خُيُولِهم، وتَخَطُّفِ أهلِ البلادِ لهُم، وأنَّهم تَمزَّقُوا في البَراري والجبال، وهَلَكُوا جُوعًا وعَطَشًا، والحمدُ لله ربِّ العالمين.

‌ذكرُ مَن استُشهِدَ في هذهِ الوقعةِ منَ المَشهُورين

789 -

تُوفِّي الأميرُ الحاج عِزُّ الدِّينِ أزْدَمُرُ

(1)

الجَمَدارُ، ودُفِنَ جِوارَ مشهَدِ خالدٍ رضي الله عنه. وعُمُرهُ نحوٌ من ستِّينَ سنةً، رحمه الله.

وهُو من أعيانِ الأُمراءِ وأماثِلِهم، وعندَهُ فَضيلةٌ ومعرفةٌ وحُسْنُ تَدْبير، وفيه مَكارمُ كثيرةٌ، ومُراعاةٌ لمَعارِفِه وتَفقُّدٌ لأحوالِهم، ولم يَزَلْ مُحترمًا في الدُّول. وأبلَى في هذهِ الوَقعةِ بَلاءً حَسَنًا

(2)

. وكانت نَفسُهُ تُحدِّثُهُ بأمورٍ قَصَّرَ عنها أجَلُهُ، رَحمَهُ اللهُ تعالى.

790 -

والأميرُ بَدْرُ الدِّينِ بكْتُوتُ

(3)

الخِزَنْدار، نائبُ الأميرِ بَدْرِ الدِّينِ الخِزَنْدارِ بالشّام، ومُقَدَّمُ الطلْبِ الذي لهُ بدمشقَ، ومُتَوَلِّي أقطاعِهِ وأملاكِهِ وسائرِ تَعَلُّقاتِهِ بالشّام.

وكانَ مَشكُورَ السِّيرة، حَسَنَ المُعاملة، لَيِّنَ الكلمة، كثيرَ البِرِّ والصَّدَقة، كريمَ الأخلاق، حَسَنَ الشَّكْل، واستُشْهِدَ وهُو في عَشْرِ الخَمسين

(4)

، رحمه الله.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 105، وتالي وفيات الأعيان 14، وتاريخ الإسلام 15/ 388، والعبر 5/ 328، والإشارة إلى وفيات الأعيان 371، ومرآة الجنان 4/ 191، والوافي بالوفيات 8/ 370، وتاريخ ابن الوردي 2/ 229، والبداية والنهاية 13/ 298، وعيون التواريخ 21/ 292، والمنهل الصافي 2/ 348، والدليل الشافي 114، وتاريخ ابن الفرات 7/ 236، والشذرات 5/ 366 (7/ 639). وفي ذيل مرآة الزمان:"وكان يزعم أنه شريف النسب".

(2)

في تاريخ الإسلام: "وصدق الله، فاستشهد مقبلًا غير مدبر

وهو الذي طعن طاغية العدو".

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 106، وتاريخ الإسلام 15/ 389، وعيون التواريخ 21/ 294، وتاريخ ابن الفرات 7/ 237، والسلوك 1/ 3/ 696، والمقفى الكبير 2/ 475.

(4)

في ذيل مرآة الزمان: "قاتل يوم المصاف الذي ضربه المسلمون مع التتر، وأبلى بلاء حسنًا، وقاتل، وفقد ولم يقع له أحد، والظاهر أنه استشهد".

ص: 194

791 -

والأميرُ الكبيرُ سَيفُ الدِّينِ بَلَبانُ

(1)

الرُّوميُّ الدَّوَادَارُ، ودُفِنَ بالقُربِ من مَشهدِ خالدٍ رضي الله عنه.

وكانَ من أعيانِ الأُمراءِ وأجِلّائِهم، عندَهُ معرفة وحَزْمٌ ورِئاسةٌ ومَكارمُ أخْلاق، وإحْسان إلى مَن يَخْدِمُه ويتَّصِلُ به. وكانَ الملكُ الظّاهرُ يَعتمدُ عليه ويَثِقُ به، ويُطْلِعُه على أسرارِهِ ومُكاتَباتِه. ومعَ ذلكَ فلم يُؤَمِّرْهُ، وإنّما أمَّرَهُ الملكُ السَّعيدُ.

792 -

والأميرُ شهابُ الدِّينِ تَوْتلُ

(2)

الشَّهْرَزُورِيُّ.

وهُو من أُمراءِ دمشقَ الأبطالِ الشُّجْعانِ. وقد نَيَّفَ على السِّتين. وقاتَلَ قتالًا شديدًا، وأنْكَى في العَدوِّ، وقَتَلَ جماعةً بيَدِه.

793 -

والشيخُ الصّالحُ عبدُ الله

(3)

ابنُ الشَّيخ مُحمدِ ابنِ الشَّيخ عبدِ الله بنِ عُثْمانَ بنِ القاسم بنِ جَعفرٍ اليُونِينِيُّ، ودُفِنَ بقربِ مَشهدِ خالدٍ.

وكان رجلًا كثيرَ التَّعبُّد، سَليمَ الصَّدْر، لَيِّنَ الكَلمةِ، مُتواضِعًا، خَيِّرًا، حَسَنَ المَلْقَى، كَريمَ الأخلاقِ، واسِعَ الصَّدْرِ، عندَهُ احتِمالٌ ومُرُوءةٌ وشَجاعةٌ، وقاتلَ قِتالًا شديدًا.

ومَولدُهُ سنةَ أربع وستِّ مئة بظاهرِ بَعْلَبَكَّ.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 106، وكنز الدرر 8/ 38، 267، وتاريخ الإسلام 15/ 389، والوافي بالوفيات 10/ 282، وتاريخ ابن الفرات 7/ 237، والسلوك 1/ 3/ 696، والمنهل الصافي 3/ 419، والدليل الشافي 1/ 199، والنجوم الزاهرة 7/ 332، وفي ذيل مرآة الزمان: استشهد رحمه الله تعالى يوم الخميس رابع عشر شهر رجب وفي تاريخ ابن الفرات وفاته في رابع رجب. ولعل لفظة عشر سقطت من الناسخ أو المؤلف.

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 108، وتاريخ الإسلام 15/ 389، والوافي بالوفيات 10/ 436، وعيون التواريخ 21/ 294. وفي ذيل مرآة الزمان: "استشهد يوم المصاف ظاهر حمص وهو يوم الخميس رابع عشر شهر رجب من هذه السنة

وقد نيف على ستين سنة من العمر".

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 111، وتاريخ الإسلام 15/ 391. والده محمد بن عبد الله بن عثمان (ت 651 هـ)، وجده عبد الله بن عثمان (ت 617 هـ) المعروف بأسد الشام لهما ذكر وأخبار.

ص: 195

794 -

والأميرُ جَمالُ الدِّينِ عُمَرُ

(1)

بنُ مُظَفَّرٍ الحاجِبُ الهَكّارِيُّ، وقد نَيَّفَ على الخَمْسين.

وكانَ من أعيانِ مُفارِدةِ الحَلْقة بدمشقَ وأكابِرِهم، كثيرَ الدَّيانةِ والمُرُوءةِ والشَّجاعةِ والمَكارم، قاضيًا للحَوائج، بارَّا بالفُقراءِ، حَسَنَ الظَّنِّ، مَشكورَ السِّيرةِ، سَديدَ الأفعالِ والأقوال.

795 -

وشَمْسُ الدِّينِ مُحمدُ

(2)

بنُ أحمدَ بنِ مكتُوم البَعْلَبَكِّيُّ المعروفُ بابنِ أبي الخُشْتَيْن، ولم يَبلُغ الأربعين.

وكانَ فاضلًا، مُشارِكًا في عُلُوم، مُستقِلًّا بعِلْم الأدبِ والنَّظْم. وكانَ مُعِيدًا بالأمِينِيّةِ التي ببَعْلَبَكَّ وإمامَها

(3)

. وأقْرَأَ النَّحْوَ بعدَ شَيخِهِ ابنِ العُقَيْب. وكانَ يَحفظُ "المَقاماتِ"

(4)

ويَعرِفُها، وكثيرًا

(5)

منَ الأشعارِ، وقِطعةً منَ التّاريخ. وعندَهُ حُسْنُ مُحاضرةٍ ودِيانةٌ، وشَرَفُ نَفْسٍ، وكَثْرةُ قُنعْ، وأشعارُهُ جيِّدةٌ.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 120، وتاريخ الإسلام 15/ 396.

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 121، وتاريخ الإسلام 15/ 399، والوافي بالوفيات 1/ 129، وعيون التواريخ 21/ 295، وتذكرة النبيه 1/ 69، ودرة الأسلاك 1/ ورقة (69)، وتاريخ ابن الفرات 7/ 241، والسلوك 1/ 3/ 705، والشذرات 5/ 368 (7/ 642).

(3)

المدرسة الأمينية واقفها أمين الدولة أبو الحسن ابن غزال (ت 648 هـ) كما في بعلبك في التاريخ 56، 57. وفي ذيل مرآة الزمان: "وكان معيدًا بمدرسة أمين الدولة علي ابن العقيب رحمه الله بجامع بعلبك. فهل ابن الغزال هو نفسه ابن العقيب؟ لا أظن ذلك. قال اليونيني: اشتغل بالفقه على مذهب الإمام الشافعي رحمة الله عليه وكان أولًا حنبلي المذهب، ثم صار شافعيًّا وحفظ التنبيه

وأما حسن محاضرته، ودماثة أخلاقه، وشرف نفسه، وكثرة قنعه فقل من يضاهيه فيه، وكان رحمه الله كثير الملازمة لي، لا يكاد يفارقني ليلًا ولا نهارًا إلا في النادر، وإذا عرض لي سفر صحبني فيه، فلما كان المصاف ظاهر حمص بين الملك المنصور سيف الدين قلاوون رحمه الله وبين التتار في شهر رجب هذه السنة توجهت لحضوره وهو صحبتي فاستشهد إلى رحمة الله تعالى في ذلك اليوم، وهو يوم الخميس رابع عشر رجب، ولم يستكمل أربعين سنة من العمر، وله أشعار كثيرة" وأورد منها قصيدة وقطعة.

(4)

مقامات القاسم بن محمد الحريري (ت 516 هـ).

(5)

في الأصل: "وكثير".

ص: 196

796 -

والقاضي تاجُ الدِّينِ يحيى

(1)

بنُ مُحمدِ بنِ إسماعيلَ الإرْبِليُّ الكُرْديُّ، ودُفِنَ بمقابرِ حِمْصَ، وقد نَيَّفَ على السِّتين.

وكانَ فَقيهًا، فاضِلًا دَيِّنًا يُكرِّرُ على "الوَجيز"

(2)

. وباشَرَ الحُكْم بحِمْصَ وبَعْلَبَكَّ وغيرِهِما. ونابَ في الحُكْم بدمشقَ ثم وَلِيَ قَضاءَ حَلَبَ وباشَرَهُ مُدّةَ شَهرَيْن. وجَفَلَ على حِمْصَ وأقامَ بها إلى أنْ قُتِلَ.

797 -

وشَمْسُ الدِّينِ يوسُفُ

(3)

بنُ إبراهيمَ بنِ قُريشٍ المَخْزوميُّ المِصريُّ، وُجِدَ مَقتولًا بتَلِّ فَرُّوحيّة

(4)

قِبْليَّ حِمْصَ.

وكانَ من قُدماءِ كُتّابِ الدَّرْج بالدِّيارِ المِصْريّة. كَتَبَ في الدَّولةِ الصّالحيّةِ وبعدَها. وكانَ وافِرَ الحُرْمةِ، كثيرَ النِّعْمةِ، ولهُ صِلةٌ بذُرِّيةِ القاضي الفاضل

(5)

، ونَيَّفَ على السَّبعين.

798 -

وفي ليلةِ الأحدِ ثالثِ رَجَبٍ تُوفِّي قاضي القُضاةِ تَقِيُّ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(6)

بنُ الحُسَينِ بنِ رَزِين بنِ موسى بنِ عيسى بنِ موسى العامِرِيُّ

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 133، وتاريخ الإسلام 15/ 407.

(2)

للإمام الغزالي (ت 505 هـ) تقدم ذكره.

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 133، وتاريخ الإسلام 15/ 407.

(4)

تل فروحية: لم أجد له ذكرًا.

(5)

عبد الرحيم بن علي البيساني (ت 596 هـ) مشهور.

(6)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 124، ومشيخة ابن جماعة 2/ 488، وتاريخ الإسلام 15/ 599، ودول الإسلام 2/ 184، والعبر 5/ 331، وتذكرة الحفاظ 4/ 1465، والإشارة إلى وفيات الأعيان 370، والإعلام بوفيات الأعلام 283، والمعين في طبقات المحدثين 216، ومرآة الجنان 4/ 192، والوافي بالوفيات 3/ 18، وعيون التواريخ 21/ 296، والبداية والنهاية 13/ 298، وطبقات الشافعية للسبكي 7/ 46، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 478، وتذكرة النبيه 1/ 65، وتاريخ ابن الفرات 7/ 243، والعقد المذهب 170، وذيل التقييد 1/ 118، والسلوك 1/ 3/ 704، والمقفى الكبير 5/ 579، والنجوم الزاهرة 7/ 350، والدليل الشافي 2/ 616، وحسن المحاضرة 1/ 417 و 2/ 167، وتاريخ الخلفاء 484، وطبقات المفسرين للداودي 2/ 138، والشذرات 5/ 368 (7/ 642). وابن رَزِين، بفتح أوله وكسر الراء وسكون المثناة تحت ثم نون. التوضيح 2/ 56.

ص: 197

الحَمَويُّ الشّافعيُّ بالقاهرة، ودُفِنَ منَ الغَدِ بعدَ الظُّهرِ بسَفْح المُقَطَّم بالقَرافة الصُّغرى.

ومَولدُهُ يومَ الثُّلاثاءِ ثالثِ شَعْبان سنةَ ثلاثٍ وستِّ مئة بحَماةَ.

وكانَ إمامًا، عارِفًا بالمَذهب، من أصحابِ ابنِ الصَّلاح، وتَمَيَّزَ في حياتِه، وأفْتَى، ودَرَّسَ بالشّاميّة

(1)

، ووَليَ وِكالةِ بيتِ المال، ثم جَفَلَ إلى الدِّيارِ المِصْريَة واستَوطَنَها. ودَرَّسَ بعِدّةِ مدارِس. ووَليَ الحُكْمَ بالدِّيارِ المِصْريّة، ورَوَى عن كريمةَ، والسَّخاوِيِّ، وشيخِهِ ابنِ الصَّلاح، وغيرِهِم. وصُلِّيَ عليه بجامع دمشقَ يومَ الجُمُعةِ الثّاني والعشرينَ من رَجَب.

وأجازَ لنا جميعَ ما يَروِيه، ورَوَى لنا عنهُ صاحبُهُ قاضي القُضاة، بَدْرُ الدِّينِ ابنُ جماعةَ

(2)

.

799 -

وفي سابع رَجَبِ تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ مُوَفَّقُ الدِّينِ أحمدُ

(3)

بنُ يوسُفَ بنِ حَسَنِ بنِ رافع الكَوَاشيُّ، بالمَوْصِل، وقد نَيَّفَ على التِّسعينَ بأشْهُر.

(1)

في دمشق ثلاث مدارس تسمى كل واحدة منها الشامية والمقصود هنا: الشامية البرانية أنشأتها ست الشام ابنة نجم الدين أيوب بن شادي بن مروان (ت 616 هـ) أخت الملك الناصر صلاح الدين. ذكرها ابن شداد في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق)249. ويراجع: الدارس 1/ 277، ومختصره 46، 48، والمواكب الإسلامية 1/ 337، ومنادمة الأطلال 104، وخطط الشام 6/ 75. وذكروا ممن درس فيها المترجم.

(2)

قال ابن جماعة في مشيخته: "أخبرنا الشيخ الإمام العلامة

".

(3)

ترجمته في: تلخيص مجمع الآداب 5/ 593، وذيل مرآة الزمان 4/ 104، والمختار من تاريخ ابن الجزري 306، وتالي وفيات الأعيان، 42، وتاريخ الإسلام 15/ 385، ودول الإسلام 2/ 183، وتذكرة الحفاظ 4/ 1465، والعبر 5/ 327، ومعرفة القراء الكبار 2/ 685، والإشارة إلى وفيات الأعيان 380، والمعين في طبقات المحدثين 216، وتاريخ ابن الوردي 2/ 328، ومرآة الجنان 192، والوافي بالوفيات 8/ 291، ونكت الهميان 116، وتذكرة النبيه 1/ 86، ودرة الأسلاك ورقة 63، وعيون التواريخ 21/ 298، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 461، والمقفى الكبير 1/ 742، والسلوك 1/ 3/ 705، والنجوم الزاهرة 7/ 35، وتاريخ الخلفاء 483، وبغية الوعاة 1/ 401، وطبقات المفسرين للداودي 1/ 98، والشذرات 5/ 365 (7/ 638).

ص: 198

وهو صاحبُ التَّفسيرِ الكبيرِ

(1)

والصَّغير، وقد أجادَ فيهما وأحْسَنَ. وعُمِّرَ، وكانَ مُقيمًا بالجامع العَتيقِ بالمَوْصِل، مُنقَطِعًا عنِ النّاس، مُجتَهِدًا في العِبادةِ، لا يَقْبَلُ لأحدٍ شيئًا، ولهُ مُجاهَداتٌ وكراماتٌ، وعَمِيَ قبلَ موتِه بأكثرَ من عَشْرِ سِنينَ. وتَلَقّى ذلكَ بالرِّضا والتَّسليم.

وكَوَاشَةُ

(2)

: قلعةٌ من عَمَلِ المَوْصِل.

وقيل: إنَّ وَفاتَهُ كانت في تاسعَ عَشَرَ جُمادى الآخرة، وأنَّه بَقِيَ لهُ منَ التِّسعينَ أشهُر، واللهُ أعلمُ.

800 -

وفي بُكرةِ الاثنينِ الحادي عَشَرَ من رَجَبٍ تُوفِّي بَدْرُ الدِّينِ أحمدُ

(3)

بنُ عبدِ الله بنِ عبدِ الملكِ بنِ عُثْمانَ بنِ عبدِ الله بنِ سَعْدٍ المَقْدسيُّ، ودُفِنَ بالقُربِ من والدِهِ بسَفْح قاسِيُونَ.

سمِعَ من ابنِ الزَّبِيدِيِّ، وابنِ اللَّتِّيِّ، والهَمْدانيِّ، وحَضَرَ على الحُسَين بنِ صَصْرَى. وكانَ مُؤدِّبَ مكتبِ الوَجيهِ ابنِ سُوَيْدٍ

(4)

بسَفْح قاسيُونَ.

ومَولدُهُ سنةَ إحدى وعشرينَ وستِّ مئة.

وأجازَ لي ما يَروِيه، وسمِعْتُ على والدَتِهِ زينبَ بنتِ مَكِّيٍّ.

(1)

تفسيره الكبير يعرف بتبصرة المتذكر، نسخهُ كثيرة جدًّا، ولا أعلم أنه طبع. ومختصره في الظاهرية وغيرها.

(2)

معجم البلدان 4/ 486 قال: "الكَواشَى، بالفتح وشينه معجمة: قلعة حصينة في الجبال التي في شرق الموصل ليس لها إلا طريق لرجل واحد". والأعلاق الخطيرة 1/ 36.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 383. ووالده: عبد الله بن عبد الملك (ت 660 هـ) وأمه المحدثة زينب بنت مكي، ذكرها المؤلف في موضعها في وفيات شوال. توفيت بعد ابنها؛ لأنها كانت معمرة.

(4)

محمد بن علي بن أبي طالب، وجيه الدين ابن سويد التكريتي (ت 670 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات ذي القعدة.

ص: 199

801 -

وفي يوم الأحدِ عاشرِ رَجَبٍ تُوفِّي الشَّيخُ جَمالُ الدِّينِ يحيى

(1)

بنُ عبدِ المُنْعم المِصْريُّ الشّافعيُّ قاضي الغَربيّة.

ونابَ في الحُكْم بالقاهرةِ سِنينَ، وتَوَلّى تَدرِيسَ المَشْهَد

(2)

. وكانَ من أعيانِ الفُقهاء، المُكثِرينَ منَ النَّقْل، المُحَقِّقينَ للمَذهَب. ماتَ وقد ناهَزَ ثمانينَ سنةً.

802 -

وفي يوم الاثنينِ رابع رَجَبٍ تُوفِّي صَفِيُّ الدِّينِ

(3)

ابنُ أمينِ الدَّولةِ الحَلَبيُّ الشّاهدُ تحتَ السّاعات.

803 -

وفي يوم الاثنينِ ثامنَ عَشَرَ رَجَبٍ تُوفِّي الشَّيخُ المُسنِدُ بَقِيّةُ مَشايخ العراقِ شِهابُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(4)

بنُ يَعقوبَ بنِ أبي الفَرَج بنِ

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 133، وتاريخ الإسلام 15/ 407، والعقد المذهب 373، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 574.

(2)

هو المشهد الحسيني بالقاهرة ووصفه الإسنوي بأنه "كان إمامًا كبيرًا في المذهب".

(3)

لم أقف على ترجمته.

(4)

ترجمته في: معجم الدمياطي 1/ ورقة 92، وتاريخ الإسلام 15/ 403، والعبر 5/ 332، والمعين في طبقات المحدثين 217، وتذكرة الحفاظ 4/ 247، والمنتخب المختار 208، والوافي بالوفيات 5/ 228، والتوضيح 4/ 24، 83، 338، والشذرات 5/ 369 (7/ 644). قال الدمياطي:"ويدعى أحمد أيضًا، أخو شيخنا عبد الوهاب"، وآخر الترجمة مقطوع؛ لخرم أصاب النسخة. قال الفاسي في منتخب المختار:"البغدادي الأزجي أبو عبد الله وأبو سعد الحنبلي المنعوت بالشهاب" ووصفه بأنه كان شيخ دار السنة بالمستنصرية، ووالده يعقوب بن أبي الفرج. ذكره ابن ناصر الدين في التوضيح 4/ 24، 82، 338. عن الحافظ ابن نقطة في إكمال الإكمال 2/ 625، وأخوه عبد الوهاب بن يعقوب (ت؟) ذكره الحافظ الدمياطي في معجمه 2/ ورقة 67 وأثنى عليه، وذكر مروياته، ولم يذكر وفاته. ومن هذه الأسرة: عبد الرحمن بن علي بن أبي الفتح، أبو القاسم ابن أبي الدِّيْنة، وأخوه عبد الله بن علي بن أبي الفتح، أبو الفتح. ذكرهما الحافظ الدمياطي في معجمه 1/ ورقة 252 و 2/ ورقة 25، وذكر الحافظ الدمياطي في معجمه 1/ ورقة 60، عمهما محمد بن أبي الفتح بن أبي الحسن بن الدِّيني (ت 651 هـ) والدِّيني أو ابن الدِّينة بالدال المهملة المشددة والياء المثناة التحتية الساكنة والنون.

ص: 200

عُمَرَ بنِ خَطّاب بنِ أبي الدِّيْنَة، الأزَجِيُّ البغداديُّ الحَنْبَليُّ ببغدادَ، ودُفِنَ بدارِهِ بدَربِ عَفَّانَ منَ الرَّزّازين من بابِ الأزَج

(1)

شرقيِّ بغدادَ.

سمِعَ من ابنِ الخُرَيْف، وابنِ سُكَينةَ، وحَنْبَل، وابنِ طَبَرْزَد، وابنَ الأخْضَرِ، وابنِ شُنَيْفٍ، وعليِّ بنِ المُباركِ بنِ جابرٍ، وغيرِهِم. وأجازَ له ابنا

(2)

حَمْدُوْية أبو طاهرٍ وأبو مَنْصورٍ، وذاكِرُ بنُ كامل، وابنُ كُلَيْبٍ، وابنُ بَوْشٍ، وعبدُ الخالقِ ابنُ الصّابونِيِّ، والبُوصِيرِيُّ، وابنُ مُوَقَّى والخُشُوعيُّ، وغيرُهُم.

ومَولدُهُ يومَ الجُمُعةِ السّابع والعشرينَ من ذي الحِجّةِ سنةَ تسع وثمانينَ وخَمْسِ مئة ببغدادَ بمَحِلّةِ الرَّزَازين من بابِ الأزَج. وتاريخُ سماعِهِ في رَجَبٍ سنةَ أربع وتسعينَ وخَمْسِ مئة. وأجازَ لنا جميعَ ما يَروِيه. وهو من شُيوخ الدِّمْياطيِّ في مُعجمِه

(3)

.

804 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ سَلْخ رَجَبٍ تُوفِّي أبو مُحمدٍ عبدُ الرَّحيم

(4)

بنُ مُحمدِ بنِ عبدِ الله بنِ عازَرٍ الصّالحيُّ اللَّحَام بجَبلِ الصّالحيّة، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

أجازَ لهُ زاهرٌ الثَّقفيُّ، وابنُ سُكَينةَ، وابنُ طَبَرْزَد، وعائشةُ بنتُ مَعْمَرِ بنِ الفاخرِ، وغيرُهُم.

وكَتَبْتُ عنهُ في الإجازةِ لي ولجماعة.

(1)

باب الأزج، هي محلة باب الشيخ الآن، منسوبة إلى الفقيه الحنبلي الشهير الشيخ عبد القادر بن أبي صالح الجيلي.

(2)

في الأصل: "وابن".

(3)

قال الحافظ الدمياطي في معجمه: "قرأت على أبي عبد الله بن يعقوب ببغداد: أخبرك حنبل بن عبد الله الرصافي قراءة عليه".

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 392.

ص: 201

805 -

وفي يوم الجُمُعةِ سَلْخ رَجَبٍ تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ تَقِيُّ الدِّينِ أبو إسحاقَ إبراهيمُ

(1)

ابنُ النّاصح مُحمدِ بنِ إبراهيمَ بنِ سَعْدٍ المَقدسيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ بتُربةِ الشَّيخ أبي عُمَرَ.

ومَولدُهُ سنةَ اثنتي عَشْرةَ وستِّ مئة.

سَمِعَ من الشَّيخ مُوَفَّقِ الدِّينِ، وابنِ الزَّبِيديِّ، وابنِ اللَّتِّيِّ، وابنِ الحَنْبَليِّ، والفَخْرِ الإرْبليِّ، وجماعة. وكانَ منَ العُدُول. وكتابَتُهُ حَسنةٌ.

قرأتُ عليه "جُزءَ أبي الجَهْم"، وغيرَ ذلك.

806 -

وفي رَجَبِ تُوفِّيت خَديجةُ

(2)

بنتُ الشَّيخ مُحمدِ بنِ أبي الحُسَين اليُونِينيِّ الفقيه، ببَعْلَبَكَّ.

وكانت صالحةً، كثيرةَ العبادةِ والخير.

‌شَعْبان

807 -

وفي شَعْبانَ تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ أبو الخَيْرِ عبدُ الدّائم

(3)

بنُ محمودِ بنِ

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 387. ووالده الناصح محمد بن إبراهيم بن سعد بن عبد الله المقدسي (ت 618 هـ) له ذكر وأخبار.

(2)

لم أقف على ترجمتها مفصلة. ووالدها محمد بن أحمد بن عبد الله بن عيسى بن أبي الرجال البعلي اليونيني (ت 658 هـ) الشيخ الفقيه المشهور. وهي أخت القطب اليونيني مؤلف ذيل مرآة الزمان. قال في ترجمة والده في ذيل مرآة الزمان 1/ 429: "وتزوج ست زوجات، وخلف خمسة أولاد؛ عليًّا، وخديجة، وآمنة، وأمهم تركمانية" وأخواتها: آمنة، وأمة الرحيم، وفاطمة، ونفيسة، وإخوانها: علي، وموسى، وعبد القادر.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 392، والجواهر المضية 2/ 372، والطبقات السنية (1159). ووالده محمود بن مودود (ت 623 هـ) ذكره القرشي في الجواهر المضية 3/ 452 قال:"والد عبد الله منصف المختار وعبد الدائم، وعبد العزيز، وعبد الكريم. تقدم كل واحد في بابه" وذكر عبد العزيز 2/ 433، ولم يذكر وفاته ووصفه بالقاضي وعبد الكريم 2/ 453 وذكر مولده سنة 632 ولم يذكر وفاته. ووصفه بالفقيه، الإمام، الحنفي المفسر. ويراجع: طبقات المفسرين للداودي 1/ 338 عن "الجواهر". =

ص: 202

مَوْدُودِ ابنِ بُلْدِجيِّ الحَنَفيُّ، أخُو الشَّيخ مَجْدِ الدِّينِ عبد الله، وكانت وَفاتُهُ بالمَوْصِل.

سَمِعَ من مِسمارِ بنِ العُوَيْس، وحَدَّثَ. سَمِعَ منهُ الفَرَضيُّ، وكانَ من أهلِ الفِقْهِ والتَّدْرِيس.

808 -

وفي ليلةِ الأحدِ ثاني شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ شَمْسُ الدِّينِ أبو بكرِ

(1)

بنُ عُمرَ بنِ يونُسَ المِزِّيُّ الحَنَفيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

ومَولدُهُ في سنةِ ثلاثٍ وسبعينٍ وخَمْسِ مئة بالمِزّة.

رَوَى "صحيحَ البخاريِّ" عن ابنِ مَنْدُوْيةَ والعَطّار. ورَوَى "صحيحَ مسلم" عن ابنِ الحَرَسْتانِيِّ. سَمِعْتُ عليه "الصَّحيحَيْن". وكان شيخًا صالحًا، فقيهًا بالمدرسةِ القَيمازِيّةِ

(2)

ومُقيمًا بها إلى أنْ ماتَ.

• - وفي يوم الأحدِ ثاني شَعْبانَ خَرجَ السُّلطانُ من دمشقَ متوَجِّهًا إلى الدِّيارِ المِصْريّة، وخَرَجَ النّاسُ لوَداعِهِ مُبْتهِلينَ بالدَّعاءِ لهُ. ودَخَلَ الدِّيارَ المِصْريّةِ يومَ السَّبتِ الثاني والعشرينَ من شَعْبانَ. وعُقَيْبَ وصولِهِ اعتقلَ الأميرُ رُكن الدِّينِ أباجِي الحاجبُ، وبَهاءُ الدِّينِ يَعقُوبا مُقدَّمُ الشَّهْرَزُورِيّة

(3)

.

= وأما أخوهم عبد الله فهو المشهور (ت 683 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات المحرم وأخوهم أيضًا: محمد بن محمود (ت؟) ذكره الحافظ الدمياطي في معجمه 1/ ورقة 77 قال: "محمد بن محمود بن مودود بن محمود بن بلدجي الموصلي الحنفي، أخو شيخنا عبد الله. وذكر مولده يوم الاثنين من المحرم سنة خمس وتسعين وخمس مئة" ولم يذكر وفاته وهذا الأخير لم يذكره القرشي في الجواهر المضية. والعلم في أسرتهم كثير.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 409، والعبر 5/ 333، وذيل التقييد 2/ 346، والمنهل الصافي 2/ 12/ 300، والدليل الشافي 2/ 820، وفيهما وفاته في شعبان سنة 667 هـ، وشذرات الذهب 5/ 370 (7/ 645).

(2)

تقدم ذكرها. ولم يذكر ابن شداد ولا النعيمي المترجم في شيوخها.

(3)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 97، وكنز الدرر 8/ 248، وتاريخ الإسلام 15/ 221، والمختصر في أخبار البشر 4/ 15، ونهاية الأرب 31/ 360، وعيون التواريخ 21/ 480، والسلوك 1/ 3/ 702.

ص: 203

• - وفي سَلْخ شعْبانَ باشرَ الحُكْمَ بالقاهرةِ ومصرَ القاضي وَجِيهُ الدِّينِ البَهْنَسِيُّ الفَقيهُ الشّافعيُّ

(1)

.

• - وفي شَعْبان بعدَ سَفَرِ السُّلطانِ باشَرَ الأميرُ عَلَمُ الدِّينِ الدَّوادَارِيُّ الشَّدَّ بالشّام وتَكلَّمَ في الأموالِ والمَصالح، وشارَكَ في الجيش. وكانَ خَرَجَ معَ السُّلطان، ووَصَلَ معَهُ إلى قُربِ غزّةَ ثم عادَ بهذِه التَّولِية

(2)

.

809 -

وفي يوم الخميسِ ثالثَ عَشَرَ شَعْبانَ تُوفِّي شَرَفُ الدِّينِ إبراهيمُ

(3)

ابنُ قاضي القُضاةِ مُحْيي الدِّينِ يحيى بنِ مُحمدِ بنِ عليِّ ابنُ الزَّكيِّ القُرَشيُّ، ودُفِنَ يومَ الجُمُعةِ بالتُّربةِ بسَفْح قاسِيُونَ.

810 -

وفي ليلةِ الخميسِ ثالثَ عَشَرَ شَعْبانَ تُوفِّي الشَّيخُ شمْسُ الدِّينِ أبو الفِداءِ إسماعيلُ

(4)

بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ يَعيشَ القَيسيُّ المالِكيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمقابرِ بابِ الصَّغير.

رَوَى عن ابنِ الحَرَسْتانيِّ، وظَهَرَ سَماعُهُ بعدَ موتِهِ على الكِنْدِيِّ. ومَولدُهُ تقريبًا سنةَ ستِّ مئة.

وكانَ إمامَ مسجدٍ بجَيْرُونَ.

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 97، ونهاية الأرب 31/ 83، والبداية والنهاية 13/ 299، وتاريخ ابن الفرات 7/ 228، وتذكرة النبيه 1/ 65، والسلوك 1/ 3/ 702، ورفع الأصر 257. والقاضي وجيه الدين عبد الوهاب بن الحسن (ت 686 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في جمادى الآخرة.

(2)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 97، وتوفي الأمير علم الدين المذكور سنة 693 هـ مقتولًا في صفر كما سيأتي في موضعه.

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 100، ووالده القاضي يحيى بن محمد (ت 668 هـ) ذكره المؤلف في وفيات رجب، وذكرت في هامش ترجمته من عرفت من مشاهير أهل بيته. وسيأتي في وفيات شعبان من هذه السنة ترجمة أخيه أحمد بن يحيى.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 388 قال: "شيخ مسند، صالح، خير

روى عنه المزي، وجماعة، وليس بالمكثر".

ص: 204

سَمِعْتُ منهُ الأوّلَ من "حديثِ الإخْمِيميِّ"

(1)

، وسَمِعَ منهُ الطَّلبةُ.

811 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ ثالثَ عَشَرَ شعْبانَ تُوفِّي ببغدادَ الشَّيخُ عِمادُ الدِّينِ أبو ذي الفَقَارِ مُحمدُ

(2)

بنُ أشرَفَ بنِ أبي جَعفرِ بنِ ذي الفَقَارِ بنِ مُحمدٍ العَلويُّ الحُسَينيُّ

(3)

المَشْهَدِيُّ

(4)

.

ومَولدُهُ في أولِ سنةَ سبع وسبعينَ وخَمْسِ مئة.

812 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ رابعَ عَشَرَ شَعْبانَ تُوفِّي الأميرُ بهاءُ الدِّينِ بَهادُرُ

(5)

ابنُ الأميرِ حُسام الدِّينِ بِيجَارَ بنِ بَخْتِيارَ، بمدينةِ غَزّةَ، ودُفِنَ من يومِهِ، وهُو في عَشْرِ السَّبعين.

(1)

الإخميمي: منسوب إلى إخميم بالكسر ثم السكون وكسر الميم وياء ساكنة وميم أخرى، بلد بالصعيد. معجم البلدان 1/ 123، وهو الشيخ الثقة المسند، أبو الحسن محمد بن أحمد بن العباس المصري الإخميمي، بقية الرواة. (ت 395 هـ) سير أعلام النبلاء 17/ 85، ويراجع: العبر 3/ 59، وحسن المحاضرة 1/ 372.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 399 - 400، وذيل التقييد 1/ 103، كرره الحافظ الذهبي مرتين بمحمد بن أشرف وبمحمد بن ذي الفقار قال في الموضع الأول:"السيد الحسيب العالم، الشافعي، مدرس المستنصرية ولما كبر نزل عنها لابنه شرف الدين. ولد بمَرَنْد سنة سبع وتسعين وخمس مئة". وقال في الموضع الثاني: "الصدر الإمام

الحسني المَرَنْدي ثم البغدادي الشافعي مدرس المستنصرية سمع صحيح البخاري من أبي الحسن القطيعي ودرس وأفاد

وله أربع وثمانون سنة وشهر"، ولم يرد في تاريخ علماء المستنصرية، ولا في مجمع الآداب عماد الدين، فهو مستدرك عليهما.

(3)

هكذا في النسخة الخطية، ووقع بخط الذهبي في تاريخ الإسلام:"الحسني".

(4)

هكذا في الأصل، ولعله منسوب إلى "المشهد"، وهو مشهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه في النجف، على أنه مرندي الأصل، نص على نسبته كذلك الذهبي في تاريخ الإسلام، ومرند من مشاهير مدن أذربيجان. معجم البلدان 5/ 110.

(5)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 157، وتاريخ الإسلام 15/ 389، والوافي بالوفيات 10/ 295، وتاريخ ابن الفرات 7/ 238، والسلوك 1/ 3/ 625، والمنهل الصافي 3/ 427، والدليل الشافي 1/ 199، وله ذكر في كنز الدرر 8/ 188، 189، 191.

ص: 205

وكانَ من أعيانِ الأُمراء، مَشْهورًا بالشَّجاعة، ولهُ مواقفُ معروفةٌ. وهو كانَ السَّببَ في حُضُورِ والدِهِ ومَن معَهُ إلى بلادِ المسلمين

(1)

. وكانت وَفاتُهُ وهُو مُتوَجِّهٌ إلى القاهرةِ صُحْبةَ العَساكِر. ووالدُهُ حَيٌّ

(2)

مُقيمٌ بالقاهرةِ قد كُفَّ بَصَرُه

(3)

.

813 -

وفي يوم الجُمُعةِ رابعَ عَشَرَ شَعْبانَ تُوفِّي البُرهانُ إبراهيمُ

(4)

بنُ مُحمدِ بنِ إسماعيلَ الحَنَفيُّ، أخُو الكَمالِ تَمّام النَّقِيب.

814 -

وفي ليلةِ الأحدِ الثّالثِ والعشرينَ من شَعْبانَ تُوفِّي الشَّيخُ أبو مُحمدٍ عبدُ الله

(5)

بنُ أبي العِزِّ بنِ صَدقةَ بنِ إبراهيمَ بنِ خالدٍ الحَرّانيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

ومَولدُهُ سنةَ ثمانٍ وستِّ مئة.

رَوَى عن الشَّيخ فَخْرِ الدِّينِ ابنِ تَيميّة، والمَجْدِ القَزْوِينيِّ. ولهُ إجازةُ ابنِ الأخْضَر، وابنِ هَبَلِ الطَّبِيب، وابنِ الدَّبَيْقيِّ، وابنِ مَنِينَا، وسُلَيمانَ ابنِ المَوْصليِّ، وعبدِ القادرِ اَلرُّهاوِيِّ.

سَمِعْتُ منهُ.

(1)

في المنهل الصافي: "من بلاد التتار إلى الديار المصرية".

(2)

توفي والده الأمير بيجار بعده بعام سنة 681 هـ في شعبان. قال الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام 15/ 448: "كان له ببلاد الروم قلاع وأموال وحشمة فنزح إلى المسلمين مهاجرًا، ومفارقًا للتتار -خذلهم الله- في أواخر الدولة الظاهرية. وحج من الديار المصرية وأنفق مبلغًا في القربة والخير، وعاد، ولزم بيته، وترك الإمرة"، قال القطب اليونيني في ذيل مرآة الزمان:"ولما حضر وصل معه خلق كثير من أمراء الروم وأعيانه وطائفة كثيرة من غلمانه وأتباعه وذريته".

(3)

لم يذكره الصفدي في نكت الهميان.

(4)

لم أقف على ترجمته، ولا ترجمة أخيه تمام النقيب. وذكر التميمي في الطبقات السنية 2/ 267: "تمام بن إسماعيل بن تمام السلمي الحنفي الشيخ ظهير الدين أبا كامل.

وقال: سمع على أبي حفص ابن طبرزد

" ولم يذكر وفاته، فلعله عم المذكورين.

(5)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 391 مختصرًا من هنا. قال: "سمع منه البزالي والطلبة".

ص: 206

815 -

وفي يوم السَّبتِ الثاني والعشرينَ من شَعْبانَ تُوفِّي الأديبُ بَدْرُ الدِّينِ يوسُفُ

(1)

بنُ لُؤُلؤِ بنِ عبدِ الله المعروفُ بالذَّهبيِّ، ودُفِنَ بمقبُرةِ بابِ الصَّغير.

ومَولدُهُ سنةَ سبع وستِّ مئة.

وكانَ أبوهُ عَتِيقَ بَدْرِ الدِّينِ دَلدرمَ اليارُوقِيِّ

(2)

، صاحب تَلِّ باشِرَ

(3)

. وكانَ هُو فاضِلًا نَبِيهًا، وشاعِرًا مُجِيدًا

(4)

، يَغُوصُ على المَعاني المُبتكَرةِ. وكانَ مُنقَطعًا، مُحِبَّا للرّاحةِ والعُزلةِ، مُقتنِعًا باليَسير.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 134، وتالي وفيات الأعيان 133، والمختار من تاريخ ابن الجزري 306، وتاريخ الإسلام 15/ 407، والعبر 5/ 333، ومرآة الجنان 4/ 193، والوافي بالوفيات 29/ 278، وفوات الوفيات 5/ 368، وعيون التواريخ 21/ 287، وتذكرة النبيه 1/ 70، ودرة الأملاك 1/ ورقة (69)، والسلوك 1/ 3/ 705، والمنهل الصافي 12/ 234، والدليل الشافي 2/ 805، والنجوم الزاهرة 7/ 351، وبدائع الزهور 1/ 1/ 116، والشذرات 5/ 369 وأنشدوا له أشعارًا حسنة، وكان من الظرفاء. قال المقريزي:"كان له نظم يروق الأسماع، ويعقد على فضله الإجماع" والعبارة للصفدي في الوافي بالوفيات وقال: "كان له بيت في الجاروخية".

(2)

هو الأمير دلدرم، بدر الدين الياروقي (ت 611 هـ) مقدم الجيوش الحلبية. له أخبار في الوافي بالوفيات 14/ 24، وتاريخ الإسلام 10/ 488.

(3)

سبق ذكره في ترجمة التَّلِّي.

(4)

من شعره: أنشدها الصفدي، والمقريزي:

رِفْقًا أذَبْتَ حُشاشةَ المُشْتاقِ

وأسَلْتَها دَمْعًا منَ الآماقِ

وأحَلْتَهُ من بَعْدِ تَسْويفٍ على الـ

ـصَّبْرِ الذي لم يَبْقَ منهُ بَواقِ

وطَلَبْتَ منِّي في هَوانَ مواثِقًا

والقَلبُ عندَكَ في أشَدِّ وِثاقِ

قلبٌ بعَيْنٍ قد أُصِيبَ وعارِضٌ

فأعِدْهُ لي فالدَّمْعُ ليسَ بِراقِ

ألقِي الدُّموعَ على الدُّموعِ ولَيتَني

أدْرِي بما ألْقَى بها وأُلاقي

لا تَلْتَقي فيها الجُفُونُ وإنَّني

لا أرْتَجِي منها ومنكَ تَلاقي

أشَقيقَ بَدْرِالتَّمِّ طالَ تَلَهُّفي

وأطالَ فيكَ العاذِلونَ شِقاقِي

ولها بقية، وأشعاره كثيرة في فوات الوفيات وحياة الحيوان 1/ 142، وأغلب مصادر ترجمته.

ص: 207

816 -

وفي ليلةِ الأحدِ الثّالثِ والعشرينَ من شَعْبانَ تُوفِّي الشَّريفُ العَدْلُ فَخْرُ الدِّينِ. أبو عبدِ الله مُحمدُ

(1)

بنُ مُحمدِ بنِ عبدِ الوهّابِ بنِ مَناقبَ بنِ أحمدَ الحُسَينيُّ المُنْقِذيُّ، ودُفِنَ بمقبُرةِ بابِ الصَّغير.

وكانَ منَ العُدُولِ تحتَ السّاعات. رَوَى عن ابنِ طَبَرْزَد حُضُورًا، ورَوَى بالإجازة عن جَماعة، منهُم: أبو رَوْح عبدِ المُعِزِّ، وابنِ الجُنَيْدِ الصُّوفيِّ، وابنِ الصَّفّار. وظَهَرَ لهُ بعدَ موته إجازةٌ من عَفيفةَ الفارفانِيّة وأسْعَدَ بنِ رَوْح، وغيرِهِما.

سمِعْتُ عليه عدّةَ أجزاء

(2)

.

817 -

وفي ليلةِ الاثنينِ الرّابع والعشرينَ من شعْبانَ قُتِلَ الشَّيخ سعيدُ

(3)

بنُ صالح بن أبي الكَرَم الأمْشَاطِيُّ، سِبْطُ الشَّيخ عُثْمانَ الرُّوميِّ، ودُفِنَ يومَ الاثنينِ بسَفْح قاسِيُونَ قَتلتْهُ الحَراميّةُ واللُّصُوصُ في دارِه.

وكانَ إمامًا بمسجدِ تُرْبةِ الحِلِّي بسَفْح قاسِيُونَ. وكانَ منَ القُرّاءِ المَشهورينَ بحُسْنِ الصَّوت.

818 -

وفي ليلةِ السَّبتِ مُنتصَفِ شَعْبانَ تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ صَفِيُّ الدِّينِ

(1)

ترجمته في: معجم الدمياطي 1/ ورقة 71، ومعجم الشيوخ للذهبي 2/ 273، وتاريخ الإسلام 15/ 402، والمقفى الكبير 7/ 67.

(2)

قال الحافظ الذهبي: "روى عنه الدمياطي، والمزي، وجماعةٌ. وأجاز لي مروياته" وفي المعجم له: "وأجاز لي جميع مروياته".

(3)

لم أقف على ترجمته. ولم أجد للمسجد المذكور ذكرًا، ولا لتربة الحلي، وعثمان الرومي (ت؟) من شيوخ الصوفية، له زاوية بالجبل بدمشق ذكر الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام 15/ 956 حفيده عثمان بن محمد بن عثمان (ت 700 هـ) وقال:"شيخ زاوية جده وأبيه التي بالجبل" وأبوه شرف الدين، محمد بن عثمان (ت 684 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات جمادى الأولى.

ص: 208

أبو القاسم

(1)

بنُ مُحمدِ بنِ عُثمانَ بنِ مُحمدٍ الحَنَفيُّ البُصْرَوِيُّ، بها، ودُفِنَ هناك.

وكانَ من أعيانِ الفُقهاء، وَلِيَ تَدرِيسَ الأمِينيّة ببُصْرَى مُدّةَ سنينَ مُتطاولةً إلى حينِ وَفاتِه. وكانَ لهُ مَكارمٌ، ورئاسةٌ.

ومَولدُهُ ليلةَ السَّبتِ مُنتصَفِ شوّالٍ سنةَ ثلاثٍ وثَمانينَ وخَمْسِ مئة.

819 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ الثّامنِ والعشرينَ من شَعْبانَ تُوفِّي القاضي الإمامُ الصَّدْرُ الكبيرُ علاءُ الدِّينِ أبو العبّاس أحمدُ

(2)

ابنُ قاضي القُضاةِ مُحْيي الدِّينِ أبي الفَضْل يحيى بنِ مُحمدِ بنِ عليِّ بنِ مُحمدِ بنِ يحيى بنِ عليِّ بنِ عبدِ العزيزِ القُرَشيُّ الدِّمشقيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بتُربتِهم بسَفْح قاسِيُونَ.

وكان رئيسًا، عالِمًا فاضلًا في الفِقْهِ والأُصولِ والأدب، وكَتَبَ الإنشاءَ في الدَّولةِ النّاصِريّة، وفي الدَّولةِ الظّاهريّةِ بالدِّيارِ المِصْريّة، ودَرَّسَ بالعَزيزيّة والتَّقوِيّةِ

(3)

بدمشقَ.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 120، وتاريخ الإسلام 15/ 409، وعيون التواريخ 21/ 300، والجواهر المضية 4/ 113، والبداية والنهاية 13/ 299، والطبقات السنية (2913). وبصرى من بلاد الشام تقدم ذكرها. وابنه القاضي الكبير صدر الدين علي بن أبي القاسم (ت 727 هـ) ذكره القرشي في الجواهر المضية 2/ 586، وقال:"وخرج له الحافظ البرزالي مشيخة وحدث بها". وأخباره كثيرة كأنه ولي قضاء القضاة في بلاد الشام كما في قضاة دمشق 195، وترجم له القرشي مرة ثانية في الجواهر 2/ 629. ويراجع: من ذيول العبر 153، والدرر الكامنة 3/ 170، والدارس 1/ 621، والشذرات 6/ 76. وغيرها ونسبهم في بني دارم من بني تميم.

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 104، ومرآة الجنان 4/ 192، والوافي بالوفيات 8/ 250، والمنهل الصافي 2/ 256، والدليل الشافي 1/ 95.

(3)

المدرسة العزيزية تقدم ذكرها. أما التقوية فبانيها الملك المظفر تقي الدين عمر شاهنشاه بن أيوب (ت 574 هـ). يراجع: الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 235، والدارس 1/ 216، ومختصره 37، وهي داخل باب الفراديس وذكرا أن ممن درس بها العلاء المذكور. ويراجع: منادمة الأطلال 90.

ص: 209

ومَولدُهُ سنةَ اثنتَيْن وثلاثينَ وستِّ مئة بدمشقَ.

رَوَى لنا عنِ ابنِ المَنِّيِّ وابنِ الخازِن.

• - وفي بُكرةِ السَّبتِ التّاسع والعشرينَ من شَعْبانَ وَقَعتْ مِئذنةُ مدرسةِ الشَّيخ أبي عُمَرَ بسَفْح قاسِيُونَ على بعضِ المَسجدِ العَتِيقِ بسببِ كثرةِ الثَّلْج، وهَلَكَ شَخْصٌ واحدٌ، وسَلَّمَ اللهُ تعالى

(1)

.

‌رَمَضان

• - وفي يوم الأحدِ سابع رَمَضانَ فُتِحَتِ المدرسةُ الجَوهريّةُ بدمشقَ في حياةِ مُنشِئها وواقِفِها الشَّيخ نَجْم الدِّينِ مُحمدِ بنِ عبّاسِ بن أبي المَكارم التَّمِيميِّ الجَوهَريِّ

(2)

. ودَرَّسَ بها قاضي القُضاة حُسامُ الدِّينِ الحَنفيُّ

(3)

.

• - وفي سَحَرِ يوم الأربعاءِ عاشرِ رَمَضانَ وَقَعَ بدمشقَ ثَلْجٌ كثيرٌ بهواءٍ عاصفٍ، وبَقِيَ إلى ضُحَى يوم الخميسِ مُستمرًّا، بحيثُ بَقِيَ على الأرضِ منهُ في بعضِ الأماكنِ قُربَ نصفِ ذِراع. وكانَ قارَنَهُ بَرْدٌ مُفْرِطٌ يابسٌ،

(1)

الخبر في: البداية والنهاية 13/ 299.

(2)

توفي نجم الدين المذكور سنة 694 هـ. والقاضي حسام الدين الحنفي الحسن بن أحمد الرازي (ت بعد 699 هـ) أخباره كثيرة جدًّا، منها في الجواهر المضية 1/ 187، ورفع الأصر 1/ 183، والدرر الكامنة 2/ 91، والنجوم الزاهرة 18/ 190، والشذرات 5/ 446، والطبقات السنية 3/ 38، والفوائد البهية 6.

والمدرسة المذكورة لم يذكرها ابن شداد في الأعلاق الخطيرة. فانتقده النعيمي في الدارس 1/ 604، ومختصره 112، وفيه:"واكتمل بناؤها سنة 676 هـ". فلعل ابن شداد أنهى كتابه قبل ذلك.

(3)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 98، وتاريخ الإسلام 15/ 222، والبداية والنهاية 13/ 299، ويراجع: الدارس 1/ 498، ومختصره 84، ومنادمة الأطلال 164.

ص: 210

وطالَتْ مُدةُ مَقامِه على الأرض، وصُقِعَتِ الخُضْرواتُ، وفَسَدَتِ الفَواكهُ منَ الجليدِ في المَخازن

(1)

.

820 -

وفي يوم السَّبتِ مُنتصفِ رَمَضانَ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ مُحمد

(2)

الحاوِي المُقيمُ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكان رجلًا صالحًا، قاضيًا لحَوائج النّاس.

• - وفي رَمَضانَ قُبِضَ بدمشقَ على الصّارم المَطْرُوحيِّ، والباخِليِّ، وسُنْقُرانَ الرُّوميِّ.

821 -

وفي رَمَضانَ تُوفِّي صَفِيُّ الدِّينِ إسحاقُ

(3)

بنُ مُحمدِ بنِ يونُسَ، بدمشقَ.

كَتَبَ في الإجازات.

822 -

وفي ليلةِ الثُّلاثاءِ سادسَ عَشَرَ رَمَضانَ تُوفِّي فَخْرُ الدِّينِ أحمدُ

(4)

بنُ النُّعْمانِ بنِ أحمدَ المعروفُ بابنِ المُنذِرِ الحَلَبيِّ، ناظرُ الجُيوشِ بالشّام، ودُفِنَ يوم الثُّلاثاءِ بسَفْح قاسِيُونَ، وقد ناهزَ ستِّينَ سنةً.

ووَليَ المَناصبَ، ولهُ الوَجاهةُ، وكانَ رئيسًا عندَهُ مكارِمُ، وحُسْنُ عِشْرة، ولا يَصدُرُ منهُ في حقِّ أحدٍ إلّا الخَيْر. ويُنسَبُ إلى التَّشَيُّع، ومعَ ذلك فلم يُسْمَعْ منهُ ما يُؤخَذْ عليه. وكانَ على حِمْصَ في المَصافِّ، واتَّفَقَ وُقوفُهُ في المَيسَرةِ، فلمّا كُسِرَتْ كانَ في جملةِ المُنهَزِمِين. فوَصَلَ إلى بَعْلَبَكَّ وقد خامَرَهُ الرُّعْبُ، وتَغَيَّرَ مِزاجُهُ من شِدّةِ الحَركةِ والسَّوْق.

(1)

الخبر في ذيل مرآة الزمان 4/ 98، وتاريخ الإسلام 15/ 222، والبداية والنهاية 13/ 296.

(2)

لم أقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.

(3)

لم أقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.

(4)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 103، والوافي بالوفيات 8/ 219، وعيون التواريخ 21/ 297، وتذكرة النبيه 1/ 68.

ص: 211

823 -

وفي يوم الخميسِ التَاسعَ عَشَرَ من رَمَضانَ تُوفِّي الشَّيخُ مُحمدُ

(1)

بنُ مَنَعَةَ بنِ مُطَرَّفٍ القَنَويُّ الصّالحيَّ، بالصّالحيّةِ ظاهرَ دمشقَ، ودُفِنَ بسَفْح قاسيُونَ يومَ الجُمُعةِ.

ولي منهُ إجازةٌ.

824 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ السّابع والعشرينَ من رَمَضانَ تُوفِّي الشَّيخُ المُعَمَّرُ الأديبُ المُنَجِّمُ علاءُ الدِّينِ أبو الحَسَن عليّ

(2)

بنُ محمودِ بنِ الحَسَنِ بنِ نَبْهانَ بنِ بَشيرِ بنِ سنَدٍ الرَّبَعيُّ اليَشْكُرِيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمقابرِ بابِ الفَرادِيس.

ومَولدُهُ في مُستهلِّ ذي القَعْدةِ سنةَ خَمْسٍ وتسعينَ وخَمْسِ مئة بالقاهرة.

وكانَ شيخًا فاضلًا في النُّجُوم، يُحِلُّ الأزْياج، ويَعمَلُ التَّقاويمَ، وعندَهُ أيضًا مَعرفةٌ تامّةٌ بالأدَب، ولهُ نَظْم جيِّدٌ

(3)

. ورَوَى الحديثَ عنِ ابن طَبَرْزَد، والكِنْديِّ. سَمِعْتُ منهُ عنهُما. وهو من شُيوخِ الدِّمْياطيِّ وغيرِه. وسَمِعَ أيضا من حَنْبَلٍ الرُّصافيِّ.

825 -

وفي العَشْرِ الأخيرِ من شَهْرِ رَمَضانَ تُوفِّي أبو الحَسَن عليّ

(4)

بنُ صالح بنِ فَوْزٍ القَطّان.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 403 مختصرة لم يزد على قوله: "توفي في رمضان".

(2)

ترجمته في: قلائد الجمان 4/ 45، ومرآة الزمان 4/ 113، وتالي وفيات الأعيان 162، وتاريخ الإسلام 15/ 395، والعبر 5/ 329، وعيون التواريخ 21/ 282، وفوات الوفيات 2/ 170، والوافي بالوفيات 22/ 185، وتذكرة النبيه 1/ 67، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 68، والسلوك 1/ 3/ 705، والنجوم الزاهرة 7/ 355، والشذرات 5/ 367 (7/ 640).

(3)

ذكر ابن الشعار طائفة منه في "قلائد الجمان".

(4)

لم أقف على ترجمته.

ص: 212

ومَولدُهُ سنةَ إحدى عشرةَ وستِّ مئة بالقاهرةِ بالمَحْموديّة

(1)

.

ضَبطَهُ ابنُ يونُسَ الإرْبِليُّ.

‌شوّال

826 -

وفي ليلةِ الخميس ثالثِ شوّالٍ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ بقيةُ السَّلَفِ وليُّ الدِّينِ عليُّ

(2)

بنُ أبي القاسم أحمدُ بنُ بَدْرٍ الجَزَرِيُّ، المُقيمُ كانَ بجامع بيت لِهْيَا، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ بتُربةِ القاضي عِزِّ الدِّينِ ابنِ الصّائغ، وقد نَيَّفَ على الخمسين.

وهو كُرْديُّ الأصل. اشْتغلَ بالمَوْصِل وحَلَبَ، ودَخَلَ الدِّيارَ المِصْريّةَ ثم أقبَلَ على العِبادةِ والتَّبَتُّل لها. وبَنَى لهُ مَعْبَدًا بجامع بيتِ لِهْيَا من غُوطةِ دمشقَ وانقَطعَ فيه مُدّةً كثيرةً على قَدَم التَّوكُّلِ والتَّجرُّدِ. وللنّاسِ فيه عَقيدةٌ حَسَنة. وكانت وَفاتُهُ بالمدرسةِ القَيْمُريّةِ بدمشقَ.

827 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ رابع شوّالٍ تُوفِّي المُعَلِّمُ حِصْن الحَجّارُ النَّجّارُ المُهندسُ وهو جَدُّ شَمْسِ الدِّينِ ابنِ المُهندس

(3)

.

(1)

حارة من حارات القاهرة قرب باب زَوِيلة. قال المقريزي في المواعظ والاعتبار 3/ 125: "درب الصُّفَّيرة بتشديد الفاء، هذا الدرب بجوار باب زويلة وهو من حقوق حارة المحمودية وكان نافذًا إلى المحمودية وهو الآن غير نافذ".

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 112، وتاريخ الإسلام 15/ 394، والعبر 5/ 329، والإشارة إلى وفيات الأعيان 271، والإعلام بوفيات الأعلام 283، ومرآة الجنان 4/ 193، والنجوم الزاهرة 7/ 53، والشذرات 5/ 367.

(3)

محمد بن إبراهيم بن غنائم (ت 733 هـ). قال الحافظ الذهبي في معجمه 2/ 135: "العدل الفقيه المحدث المتقن

الصالحي الحنفي". ترجمته في: الوافي بالوفيات 2/ 21، وأعيان العصر 4/ 214، والدرر الكامنة 3/ 297، ومن ذيول العبر 179، والشذرات 6/ 105. ولعل المذكور هنا جده لأمه. ونسخته التي بخطه من تهذيب الكمال للحافظ المزي في إستانبول تنقص بعض أجزائها اعتمدها الدكتور بشار عواد في إخراج الكتاب.

ص: 213

• - وحَجَّ بالنّاسِ من دمشقَ الأميرُ كُنْجُكُ الخُوارِزْميُّ، وكانَ منَ الحُجّاج والدِي، والشَّيخُ فَخْرُ الدِّينِ إسماعيلُ ابنُ عِزِّ القُضاة، تَرافَقا في الرُّكوب، وكانَ بينهُما صُحْبةٌ مُتأكَّدةٌ، والخَطيبُ مُحْيي الدِّينِ ابنُ الحَرَسْتانِيِّ خَطيبُ دمشقَ، ومُحْيي الدِّينِ أحمدُ وَلدُ قاضي القُضاةِ عِزِّ الدِّينِ ابنِ الصّائغ. وحَدَّثَ والدِي بعَرفةَ ومسجدِ المدينةِ النَّبويةِ صَلَّى اللهُ على ساكِنِها. قَرَأ عليه بهما شَرَفُ الدِّينِ ابنُ الصّابونِيِّ.

• - وفي شوّالٍ وَصَلَ إلى دمشقَ صاحبُ سِنْجارَ

(1)

مُقفزًا

(2)

من جهةِ التَّتار، داخلًا في طاعةِ السُّلطان. وكانَ وُصولُهُ بأهلِهِ وحَريمِهِ وأموالِه. فخَرَجَ نائبُ السَّلْطنةِ لتَلَقِّيه، وأكرَمَهُ واحتَرَمَهُ، ثم جَهَّزَهُ إلى الدِّيارِ المَصْريّة

(3)

.

• - وفي شوّالٍ أيضًا استُفْتِيَ الكُتّابُ الذين أسلَمُوا على ما تَقدَّم، وعُقِدَ لهُم مجلسٌ، ووُسِمَ للقاضي جمالِ الدِّينِ أبي يَعقوبَ المالكيِّ أنْ يَحكُمَ فيهم، فكُتِبَ لهُم مَحْضَرٌ، وشَهِدَ فيه جماعةٌ بانهم كانوا مُكرَهينَ، وأُثْبِتَ المَحضَرُ، وعادَ أكثرُهُم إلى دينِه، وأُعِيدَتِ الجزيةُ عليهم، وقيل: إنَّهم غَرِمُوا جُملةً كبيرةً حتى تمَّ مَقصُودُهُم من ذلك

(4)

.

(1)

بكسر أوله وسكون ثانيه ثم جيم وآخره راء: مدينة من نواحي الجزيرة بينها وبين الموصل ثلاثة أيام. ينظر: معجم البلدان 3/ 262، وتقويم البلدان 282، والأعلاق الخطيرة 3/ 1/ 154، وفيه ص 211، 212: استيلاء التتار على سِنْجار وصاحب سنجار آنذاك شمس الدين البَرْلي، وهزيمته يوم الأحد رابع عشر جمادى الآخرة، فانهزم جريحًا في رجله، وقتل أكثر من كان معه من أصحابه، وعاد إلى البيرة ورتب التتار فيها الأمير علم الدين الموصلي نائبًا بها، ولم تزل بأيديهم إلى تاريخ وضعنا هذا الكتاب، وهو سنة تسع وسبعين وستِّ مئة.

(2)

كذا في الأصل.

(3)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 98، والبداية والنهاية 13/ 299.

(4)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 98، وتاريخ الإسلام 15/ 222، والبداية والنهاية 13/ 199.

ص: 214

828 -

وفي شوّالٍ تُوفِّي الأميرُ نورُ الدِّينِ عليُّ

(1)

ابنُ الملكِ الظّاهرِ عليِّ ابنِ العزيزِ مُحمدِ ابنِ الظّاهرِ غازي ابنِ صَلاح الدِّينِ يوسُفُ بنِ أيوبَ بالقاهرة، وعُمُرُهُ نحو من ست

(2)

وعشرينَ سنة.

وكانت لهُ جِنازةٌ حَفِلةٌ، وحَزِنَ النّاسُ لفَقْدِه، وكانَ شابًّا حَسَنَ الصُّورة، تامَّ الخِلْقةِ، بارعَ الحُسْن، عندَه عَقْل وسكُونٌ، وكَرَم وشجاعة، وأخلاقٌ مُلوكِيّةٌ. وكانت والدتُهُ زوجةَ الأميرِ بَدْرِ الدِّينِ بَيْسَرِيِّ

(3)

.

‌ذو القَعْدة

829 -

وفي يوم الأحدِ رابع ذي القَعْدةِ تُوفِّيتِ الشَّيخةُ الصّالحةُ أسماءُ

(4)

بنتُ زَيْنِ الأُمناءِ أبي البَرَكاتِ الحَسَنِ بنِ مُحمدِ بنِ الحَسَنِ بنِ هِبةِ الله بنِ عَساكِر، ودُفِنَتْ ضُحَى نهارِ الاثنينِ ظاهرِ دمشقَ.

سَمِعَتْ من والدِها، وأجازَها أبو رَوْح، والمُؤَيَّدُ، وزَينبُ الشَّعْرِيّة، والقاسمُ ابنُ الصَّفّار، وعبدُ الرَّحيم ابن السَّمْعانِيِّ، وغيرُهُم.

830 -

وفي يوم الجُمُعةِ سادسَ عَشَرَ ذىِ القَعْدةِ تُوفِّي الشَّيخُ المُحَدِّثُ شَرَفُ الدِّينِ مُحمدُ

(5)

بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ عيسى بنِ مُحمدٍ القُرَشيُّ

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 112، وتاريخ الإسلام 15/ 394، والوافي بالوفيات 21/ 339، ونهاية الأرب 29/ 339، والسلوك 1/ 3/ 706.

(2)

في الأصل: "ستة".

(3)

بدر الدين بَيْسَري (ت 698 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات ذي القعدة.

(4)

ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 38. ووالدها الحسن بن محمد (ت 627 هـ).

(5)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 398، والعبر 5/ 331، وميزان الاعتدال 3/ 457، والوافي بالوفيات 2/ 131، والمقفى الكبير 15/ 117، ولسان الميزان 5/ 647، وذيل مشتبه النسبة 39، والشذرات 5/ 368.

ص: 215

الكُتُبيُّ النّاسخُ المعروفُ بابنِ المُجِيرِ، وصُلِّيَ عليه عَقِيب الجُمُعةِ بجامع دمشقَ، ولهُ سبعونَ سنةً وأشْهُر.

سمِعَ بدمشقَ من الحُسَينِ ابنِ صَصْرَى، وابنِ الزَّبِيدِيِّ، وجماعةٍ. وسَمِعَ ببغدادَ من ابنِ القَطِيعيِّ، وابنِ اللَّتِّيِّ، وجماعةٍ. وسَمِعَ بديارِ مصرَ من أصحابِ السِّلَفيِّ، وحَدَّثَ.

ومَولدُهُ في ربيع الأوّل سنةَ عَشْرٍ وستِّ مئة بدمشقَ.

وكان شيخًا ناسخًا، نَسَخَ الكثيرَ بخَطِّه، وفي كتابَتِهِ سُقْمٌ. وخَرَّجَ لهُ ابنُ بَلَبانَ رَفيقُهُ "أربعينَ حديثًا"، ورَواها ببلادٍ وحُصُونٍ بالشّام مثل: دمشقَ، وحَلَبَ، وحماةَ، وحِمْصَ، وبَعْلَبَكَّ، وأنطاكِيّة، ومَنْبِجَ

(1)

، وغيرِ ذلك.

831 -

وفي ليلةِ الخميسِ مُنتصَفِ ذي القَعْدةِ تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ الحافظُ جمالُ الدِّينِ أبو حامدٍ مُحمدُ

(2)

بنُ عليِّ بنِ محمودِ بنِ أحمدَ، ابن المَحْمُوديِّ، الصّابونِيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

(1)

مَنْبِج: من بلاد الشام، معروفة. معجم البلدان 5/ 205.

(2)

ترجمته في: معجم الدمياطي 1/ ورقة 54، وذيل مرآة الزمان 4/ 125، ومشيخة ابن جماعة 2/ 506، وتاريخ الإسلام 15/ 401، والعبر 5/ 332، والإشارة إلى وفيات الأعيان 370، والإعلام بوفيات الأعلام 283، وتذكرة الحفاظ 5/ 1464، والمعين في طبقات المحدثين 217، وتاريخ ابن الوردي 2/ 229، ومرآة الجنان 4/ 193، والوافي بالوفيات 4/ 188، وعيون التواريخ 21/ 297، وفوات الوفيات 4/ 188، وتذكرة النبيه 1/ 70، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 68، وتوضيح المشتبه 5/ 394، ولسان الميزان 5/ 310، والسلوك 3/ 1/ 705، والمنهل الصافي 10/ 205، والدليل الشافي 2/ 657، والنجوم الزاهرة 7/ 353، وطبقات الحفاظ 508، والدارس 1/ 110، وهو صاحب "تكملة إكمال الإكمال" والأصل الإكمال للأمير ابن ماكولا، ثم إكماله لابن نقطة البغدادي الحنبلي. وتكملة إكمال الإكمال حققه الأستاذ الدكتور مصطفى جواد رحمه الله تعالى. وطبعه المجمع العلمي العراقي سنة 1957 م.

ص: 216

ومَولدُهُ في ثاني عَشَرَ رَمَضان سنةَ أربع وستِّ مئة بدمشقَ.

وكانَ من مَشايخ الحديثِ المَشهورين، وعندَهُ حِفْظٌ ومَعرفةٌ ونَباهةٌ. رَوَى عن ابنِ الحَرَستانِيِّ، وابنِ مُلاعِبٍ، وأبي الفُتُوح البَكْرِيِّ، والعَطّارِ السُّلَميِّ. ووَلِيَ مَشيخةَ دارِ الحديثِ النُّورِيّةِ بدمشقَ، وبها ماتَ. ورَوَى الكثيرَ بدمشقَ وديارِ مصرَ، وسمِعَ أيضا بحَلَبَ منَ المُوفَّقِ عبدِ اللَّطيفِ بنِ يوسفَ البغداديِّ، وغيرِه. ولهُ إجازةُ ابنِ طَبَرْزَد، وجماعةٍ من البغداديِّين، ومنَ الخُراسانيِّين، والأصْبَهانيِّين. وحَدَّثَ هوُ والرَّشيدُ العَطّارُ معًا بمصرَ سنةَ تسع وثلاثينَ وستِّ مئة. سَمِعَ منهُما في هذا التّاريخ تَقِيُّ الدِّينِ عُبيدٌ الإسْعِرْديُّ

(1)

.

832 -

وفي يوم السَّبتِ الرّابع والعشرينَ من ذي القَعْدةِ تُوفِّي الملكُ الأشرفُ مُظفَّرُ الدِّينِ موسى

(2)

ابنُ الملكِ الزّاهرِ مُجِيرِ الدِّينِ داودَ بنِ شِيركُوه بنِ مُحمدِ بنِ شِيركُوه، ابن صاحب حِمْصَ، ودُفِنَ بتُربتِهم بسَفْح قاسيُونَ.

833 -

وفي يوم الأحدِ الخامسِ والعشرينَ من ذي القَعْدة تُوفِّي ابنُ المُعلِّمةِ الفُقّاعيُّ

(3)

، بدمشقَ.

834 -

وفي ذي القَعْدةِ تُوفِّي القاضي مُحْيى الدِّينِ أحمدُ

(4)

بنُ عبدِ الصَّمدِ بنِ عبدِ الله المِصْرِيُّ الشافعيُّ، المعروفُ بقاضي عجلونَ، وكانت وَفاتُهُ بدِمْياطَ، وهو ابنُ الرَّشيدِ قاضي قَلْيُوبَ.

(1)

عبيد بن محمد بن عباس (ت 692 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات شعبان.

(2)

لم أقف على ترجمته.

(3)

لم أقف على ترجمته. ونسبته الفقاعي تقدمت.

(4)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 101، وتاريخ الإسلام 15/ 383، والوافي بالوفيات 7/ 66. وعجلون تقدم ذكرها.

ص: 217

كانَ فقيهًا، رئيسًا، كثيرَ الكَرَم، واسعَ الصَّدْر، أقامَ قاضِيًا بعجلونَ مُدّةً. وكانَ يُكرِمُ الوارِدِينَ ويتَنوَّعُ في المَكارم. وكانَ لهُ مكانة عندَ الملكِ النّاصرِ صاحبِ دمشقَ، وأقْطَعَهُ عدّةَ قُرًى. ووَليَ وِكالةَ بيتِ المال، وتَدريسَ الشّاميّةِ

(1)

في أوّلِ الدَّولةِ الظّاهريّة عِوَضًا عن ابنِ رَزِينٍ، ثم صُرِفَ عن ذلكَ سَريعًا، وطُلِبَ إلى الدِّيارِ المِصْريّة، ومُنِعَ منَ العَوْدِ إلى الشّام، وحَصَلَ لهُ ضَرَرٌ. وجَلَسَ معَ الشُّهود، ثم وَليَ في آخرِ عُمُرِهِ قضاءَ دِمْياطَ، وأدْرَكَتْهُ المَنِيّةُ بها.

• - وفي يوم الاثنينِ خامسِ ذي القَعْدةِ قبض السُّلطان على الأميرِ سيفِ الدِّينِ أيْتمش السَّعْديِّ، وحَبَسَهُ بقلعةِ الجَبل.

• - وفي يوم السَّبتِ عاشرِ ذي القَعْدةِ قَبَضَ نائبُ السَّلطنةِ على سَيْفِ الدِّينِ بَلَبانَ الهارُونِيِّ، وكانَ في الصَّيدِ معَ نائبِ السَّلْطنةِ بالمَرْج، فقيَّدَهُ وحَمَلَهُ إلى قلعةَ دمشقَ.

• - وفي بُكرةِ الخميسِ التّاسع والعشرينَ من ذي القَعْدة استَسْقَى النّاسُ بدمشقَ بالمُصَلَّى

(2)

. خَرجَ نائبُ السَّلْطنةِ والأُمراءُ والجُنْدُ وعامّةُ النّاسِ رَجّالةً، وصَلَّوا صلاةَ الاستسقاءِ. وحَضَرُوا الخُطْبةَ، وابتَهَلُوا في الدُّعاءِ بطَلَبِ الغَيْثِ. وكانَ ذلكَ في الثاني عَشَرَ من آذارَ، ووَقَعَ الغَيثُ بعدَ ذلكَ بعَشَرةِ أيام.

(1)

تقدم ذكرها، وفي الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 249، والدارس 1/ 277 - 279. وذكر ابن شداد ممن درس بها أبا عبد الله، محمد بن الحسين بن رزين الشافعي. قال: ثم ناب عنه بها شمس الدين، أبو عبد الله المقدسي، ولم يذكر قاضي عجلون هذا، ولعله درس بها بعد ذلك. وست الشام المذكورة (ت 616 هـ).

(2)

الخبر وما بعده في: ذيل مرآة الزمان 4/ 99، ونهاية الأرب 31/ 81، والبداية والنهاية 13/ 297، وتاريخ ابن الفرات 7/ 233، والسلوك 1/ 3/ 704، والنجوم الزاهرة 7/ 307.

ص: 218

• - وفي شَهْرِ ذي القَعْدة أخرجَ السُّلطانُ بدْرُ الدِّينِ سلامُش

(1)

ابنَ المَلِكِ الظّاهِر، وجميعَ العِتْرةِ الظّاهريّةِ من النِّساءِ والاتباع لهُم منَ الخَدَم وغيرِهِم من الدِّيارِ المِصْريَة، وجَهَّزَهُم إلى الملكِ المَسعودِ نَجْم الدِّينِ خَضِرِ بالكرك.

835 -

وفي العَشْر الأخيرِ من ذي القَعْدة تُوفِّي العَدْلُ عِزُّ الدِّينِ أبو القاسم

(2)

ابنُ الرَّبيع بنِ أبي القاسم اللَّخْمِيُّ بطريقِ الحِجازِ بمَنزلةٍ اسمُها شجْوةُ

(3)

.

• - وفي يوم الخميسِ التّاسع والعشرينَ من ذي القَعْدةِ اسْتَسْقى النّاسُ بدمشقَ، وخَطَبَ بُرهانُ الدِّينِ الإسْكَنْدَريُّ نائبُ الخَطِيب. وكانَ ذلك بالمُصَلّى

(4)

.

836 -

وفي يوم الخميسِ التَاسع والعشرينَ من ذي القَعْدةِ تُوفِّي الشَّيخُ كمال الدِّينِ مُكَثِّرُ

(5)

بنُ غالب بنِ مُحمدٍ الأنصاريُّ، ودُفِنَ يومَ الجُمُعةِ مُستهلّ ذي الحِجّةِ بمقابرِ بابِ الفَرادِيس.

وسَمِعَ الحديثَ، ولهُ نَظْم. وأجازَ لنا ما يَروِيه.

‌ذو الحِجّة

837 -

وفي يوم الجُمُعةِ مُستهلِّ ذي الحِجّةِ تُوفِّي قاضي القُضاةِ نَفِيسُ الدِّينِ ابنُ شُكْرٍ

(6)

المالكيُّ بالدِّيارِ المِصْريّة.

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 99، والبداية والنهاية 13/ 297.

(2)

لم أقف على ترجمته.

(3)

لم أجد لها ذكرًا، وهي غير شجوة التي ذكرها ياقوت في معجم البلدان 3/ 369 من أودية تهامة.

(4)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 99، والبداية والنهاية 13/ 297.

(5)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 405.

(6)

هو نفيس الدين أبو البركات محمد بن هبة الله بن أحمد بن شكر المالكي، وترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 406، والديباج المذهب 2/ 321، ونيل الابتهاج 615، وحسن المحاضرة 1/ 458.

ص: 219

838 -

وفي يوم الخميسِ سابع ذي الحِجّةِ تُوفِّي الشَّيخُ جَمالُ الدِّينِ

(1)

الإسْكَندرِيُّ الحاسِبُ بدمشقَ.

وكانَ لهُ مكتبٌ تحت مِئذنةِ فَيرُوزَ، وانتَفعَ به خَلْقٌ كثيرٌ. وكانَ شيخَ الحساب في وَقْتِه.

839 -

وفي سَحَرِ يوم الجُمُعةِ ثامنِ ذي الحِجّة تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ عَلَمُ الدِّينِ أبو الحَسَنِ مُحمدُ

(2)

ابنُ الإمام أبي عليٍّ الحُسَينِ بنِ عَتيقِ بنِ عبدِ الله بنِ رَشيقٍ الرَّبَعيُّ المالكيُّ، وصُلِّيَ عليهِ بعدَ صلاةِ الجُمُعةِ بالمُصَلَّى، ودُفِنَ بالقَرافة، وحَضَرَهُ جَمْعٌ كَبيرٌ.

ومَولدُهُ يومَ الأحدِ العشرينَ من شَهْرِ رَجَبٍ سنةَ خَمْسٍ وتسعينَ وخَمْس مئة بمصرَ.

وكان فقيهًا مُفتِيًا. سَمِعَ من ابنِ المُفَضَّل المَقْدِسيِّ، وابنِ جُبَيْر، وابنِ المَحَلِّي، وغيرِهِم. ورَوَى لنا عنهُ الدَّوادَارِيُّ.

• - وفي عَشِيّةِ عَرَفةَ أُفرِجَ عنِ الصّاحبِ بُرْهانِ الدِّينِ السِّنْجارِيِّ منَ الاعتقالِ ولَزِمَ بيتَهُ بعدَ مكابدةِ مَشاقٍّ كثيرةٍ

(3)

.

840 -

وفي ليلةِ الخميس رابعَ عَشَرَ ذي الحِجّة تُوفِّي الشَّيخُ أمينُ الدِّينِ أحمدُ

(4)

بنُ عَطّافِ بنِ أحمدَ الكِنديُّ الرُّهاويُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقابرِ

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 400. ووالده: الإمام العلامة (ت 632 هـ)، وأخوه: عبد الحميد (ت 632 هـ) توفي كهلًا بعد أبيه بأشهر. وجده: عتيق (ت 573 هـ)

وغيرهم، فالعلم في أسرتهم كثير.

(3)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 99، وتاريخ الإسلام 15/ 222.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 383.

ص: 220

الصُّوفيّة. وكانَ لهُ ثَبَتٌ وإجازاتٌ. وهو صِهْرُ الكَمالِ بنِ عَبْدٍ. وأجازَ لنا جميعَ ما يَروِيه.

841 -

وفي يوم الجُمُعةِ مُنتصَفِ ذي الحِجّةِ تُوفِّي أبو مُحمدٍ عبدُ السَّميع

(1)

بنُ أحمدَ بنِ عبدِ السَّميع بنِ يَعقوبَ ابنُ مَطْرُوح التَّمِيميُّ، بثَغْرِ الإسكندرية.

ومَولدُهُ في سنةِ تسع وستِّ مئة في شَعْبانَ منها. أجازَ لي من الإسكندريّة في سنةِ إحدى وتسعينَ وستِّ مئة.

842 -

وفي ليلةِ الأحدِ سابعَ عَشَرَ ذىِ الحِجّة تُوفِّي شَمْسُ الدِّينِ مُحمدُ

(2)

بنُ عليِّ بنِ عُلْوانَ المِزِّيِّ مُفَسِّرُ المَنامات، ودُفِنَ منَ الغَدِ ببابِ الصَّغير، وقد ناهَزَ خمسينَ سنة.

وكان رجلًا جيَّدًا، تَفرَّدَ بعِلْم تَعبيرِ الرُّؤيا، وفاقَ في ذلك، ولهُ فيه ما لا يُحْكَى مثلُهُ عنِ المُتَقَدِّمين. وكان ضريرَ البَصَر، تاليًا للقُرآن، وحَجَّ، رحمه الله.

843 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ تاسعَ عَشَرَ ذي الحِجّة تُوفِّي شَرَفُ الدِّينِ ابنُ قَفَرْجَلٍ

(3)

، بدمشقَ.

844 -

وفي يوم الاثنينِ الخامسِ والعشرينَ من ذي الحِجّة تُوفِّي الشَّيخُ الصَّدْرُ الكبيرُ شَمْسُ الدِّينِ أبو الغَنائم المُسَلَّمُ

(4)

بنُ مُحمدِ بنِ المُسَلَّم

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 125، وتاريخ الإسلام 15/ 402، والوافي بالوفيات 4/ 189.

(3)

لم أقف على ترجمته.

(4)

ترجمته في: معجم الدمياطي 2/ ورقة 152، وذيل مرآة الزمان 4/ 125، وتاريخ الإسلام 15/ 404، ومعجم الشيوخ 2/ 340، وتذكرة الحفاظ 4/ 1466، والعبر 5/ 332، والمعين في طبقات المحدثين 217، والإشارة إلى وفيات الأعيان 370، والإعلام بوفيات الأعلام 283، وعيون التواريخ 21/ 198، والبداية والنهاية 13/ 299، وتذكرة النبيه 1/ 69، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 68، وذيل التقييد 2/ 288، والسلوك 1/ 3/ 705، والدليل الشافي 2/ 734، والنجوم الزاهرة 7/ 353، والشذرات 5/ 369.

ص: 221

ابنِ مَكِّيِّ بن خَلَفِ بنِ عَلّانَ القَيْسيُّ الدِّمشقيُّ، ودُفِنَ من يومِه بسَفْح قاسيُونَ.

ومَولدُهُ بدمشقَ في حادي عَشَرَ جُمادى الأولى سنةَ أربع وتسعينَ وخَمْسِ مئة.

وكانَ من أعيانِ الدِّمشقيِّين، وأربابِ البيوتِ المعروفةِ بها، ومن كُرماءِ النّاس، رئيسًا، وَجِيهًا، تَنقَّلَ في الخِدَم، ووَليَ نَظَرَ الدَّواوينَ بدمشقَ ونَظَرَ بَعْلَبَكَّ غيرَ مرّةٍ، وانفَصَلَ عنهُ وتَرَكَ الخِدمةَ، وأقامَ بدمشقَ يُسمِعُ الحديث، ولازَمَهُ الطَّلبةُ يَسْمعُونَ عليه ويأخُذُونَ عنهُ. رَوَى "مسندَ الإمام أحمدَ" رضي الله عنه ثلاثَ مرّات، وحَدَّث بـ"صحيح مسلم"، و"جامع التِّرمذيِّ"، وغيرِ ذلك من الكُتبِ والأجزاء. ولهُ شِعْر، وكان يكتُبُ سَريعًا، يَنسخُ في اليوم الكُرّاسَيْن والثلاثة.

قال الشَّيخُ قُطْبُ الدِّينِ

(1)

: مررتُ بغَزّةَ في سنةِ تسع وخمسينَ وستِّ مئة، وهو ناظِرُ تلكَ الأعمال في شَهْرِ رَمَضان. وكنتُ أنا مُفْطِرًا وَحْدِي من بينِ الرِّفاق، فكانَ يأمُرُ في كلِّ يوم بعَمَلِ شيءٍ كثيرٍ من الأطعمةِ الفاخرةِ، فكَتَبْتُ أسألُهُ الاختصارَ، فيَأبَى إلّا كَرَمًا وتَفَضُّلًا.

845 -

وفي ذي الحِجّةِ تُوفِّي أبو عبدِ الله مُحمدُ

(2)

بنُ أحمدَ بنِ مُحمدِ بنِ أبي عَطّافٍ المَقْدسيُّ الحَنْبَليُّ، بسَفْح جَبل قاسيُونَ.

أجازَ لنا على يَدِ ابنِ الخَبّاز.

• - وفي هذه السَّنةِ تَرتَّبَت جزيرةٌ كبيرةٌ ببَحْرِ النِّيلِ تِجاهَ قريةِ بُوْلاقَ

(1)

ذيل مرآة الزمان 4/ 127.

(2)

لم أقف على ترجمته.

ص: 222

واللُّوْقِ، وانْقطعَ بسبَبِها مَجْرَى البَحْرِ ما بينَ قلعةِ المَقْسِ وساحلِ بابِ البَحْرِ والرَّملةِ، وبينَ جزيرةِ الفِيل

(1)

الوَقْف على مدرسةِ الإمام الشّافعيِّ رضي الله عنه، وهُو المارُّ تحتَ مُنْيةِ الشَّيْرَج

(2)

، واسْتَدَّ ونَشَفَ بالكُلِّيّة. واتَّصَلَ ما بينَ المَقْسِ وجزيرةِ الفِيل. ولم يُعْهَدْ هذا فيما تَقدَّمَ. وحَصَلَ لأهلِ القاهرةِ مَشَقّة يسيرةٌ من نَقْلِ الماءِ الحُلْوِ لبُعْدِ البَحْرِ عنهُم

(3)

.

846 -

وفيها ماتَ ملكُ التَّتارِ أبَغَا

(4)

بنُ هُولاكُو بنواحي هَمَذانَ. وكانَ موتُهُ بينَ العِيدَيْن، ولهُ منَ العُمُرِ نحوَ خمسينَ سنةً.

وكانَ مَلِكًا عالي الهِمّة، شُجاعًا مِقْدامًا، خَبيرًا بالحُرُوب، لم يكُنْ

(1)

هي التي تعرف الآن بشُبْرا إحدى أحياء مدينة القاهرة الشمالية، وسميت بذلك أنها كان موضعها غامرًا بالماء في أيام الدولة العبيدية، فلما كان بعد ذلك غرق في موضعها مركب كبير يسمى الفيل وترك على حاله، فربا عليه الرمل وانطرد عنه الماء فصارت جزيرة تكاملت عام 570 هـ وبدأ الناس في زراعتها أيام السلطان صلاح الدين الأيوبي. يراجع: المواعظ والاعتبار 3/ 590.

(2)

كانت تسمى مُنْية الأمراء، وهي اليوم من ضواحي شُبْرا شمال القاهرة. ينظر: الروضة البهية 128، والمواعظ والاعتبار 3/ 428، ومعجم البلدان 5/ 218.

(3)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 100، والنجوم الزاهرة 7/ 307. وأسهب محققه في بيان عدم دقة العبارة بما يوهم أن بولاق كانت موجودة قبل ظهور هذه الجزيرة، بينما بولاق أنشئت عام 713 هـ على جزء من هذه الجزيرة.

(4)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 100، وتاريخ الإسلام 15/ 387، والعبر 5/ 328، والإشارة إلى وفيات الأعيان 371، وتاريخ ابن العبري 343، وتاريخ مختصر الدول 289، والمختصر في أخبار البشر 4/ 16، والوافي بالوفيات 6/ 187، وعيون التواريخ 21/ 293، والبداية والنهاية 13/ 267، ومآثر الإنافة 2/ 120، 127، 129، والسلوك 1/ 3/ 704، والمنهل الصافي 1/ 198، والدليل الشافي 1/ 33، والنجوم الزاهرة 7/ 348، والشذرات 5/ 366.

ص: 223

بعدَ والدِهِ مثلُهُ. ومَمْلَكَتُهُ مُتَّسِعة، وعساكِر جَمّةٌ، وأموالُهُ غزيرةٌ، وكلِمَتُهُ في جُنْدِهِ معَ كثرتِهم مسموعةٌ، ولهُ رأيٌ وحَزْمٌ وتَدبيرٌ. ولمّا تَوجَّهَ أخوهُ مَنْكُوتَمر إلى الشّام بالعَساكِر، لم يكُنْ ذلكَ عن رَأيِه، بل أُشِيرَ عليه به فوافقَ. ونَزلَ في ذلكَ الوقتِ بالقربِ من الرَّحْبةِ في جماعةٍ من خَواصِّهِ المُغْلِ يَنتظِرُ ما يكُونُ. فلمّا تَحَقَّقَ الكسرةَ رَجعَ على عَقِبِه، وماتَ غَمًّا وكَمَدًا.

847 -

وفيها تُوفِّي نَجْمُ الدِّينِ أحمدُ

(1)

ابنُ شمْسِ الدِّينِ عليِّ ابنِ المُظَفَّرِ الحِلِّيّ التّاجر في أواخرِ رَمَضانَ أو أوائلِ شوّالٍ بالقاهرة.

ومَولدُهُ بها سنةَ ثلاثٍ وستِّ مئة.

وكانَ صاحبَ نِعْمةٍ وثَروةٍ ومَتاجِر ومعاملاتٍ وأموال، ولهُ التَّقَدُّمُ والوَجاهةُ. وخَلَّفَ تَرِكةً عظيمةً، أُخِذَ منها جُملةٌ كبيرةٌ لبيتِ المال. وكانَ لَطيفًا، حَسَنَ العِشْرةِ، كثيرَ التَّوَدُّدِ. ويُنْسَبُ إليه تَشَيُّع، وإليه يُنسَبُ الأميرُ عِزُّ الدِّينِ أيْدَمُر الحِلِّيُّ.

848 -

وفيها تُوفِّي المُوَفَّقُ خَضِرُ

(2)

بنُ مَحاسِنِ الرَّحَبييُّ، بدمشقَ في أحدِ الرَّبيعَيْن، ودُفِنَ ببابِ الصَّغير، وقد قاربَ سبعينَ سنة.

وكانَ من رجالِ الدَّهْرِ شجاعةً وإقدامًا وحَزْمًا وتَدبيرًا ومُداراةً وسياسةً وفِطْنةً. وكانَ يَعتَضِدُ بعيسى بنِ مُهَنّا أميرِ العَرَب، وتَرَقَّتْ به الأحوالُ إلى أنْ صارَ نائبَ الرَّحْبةِ.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 102، وتاريخ الإسلام 15/ 383، والوافي بالوفيات 7/ 240، وعيون التواريخ 21/ 293، والنجوم الزاهرة 7/ 348.

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 108، وتاريخ الإسلام 15/ 390، والوافي بالوفيات 13/ 335، وتاريخ ابن الفرات 7/ 172، 238.

ص: 224

849 -

وفيها تُوفِّي الأميرُ شَمْسُ الدِّينِ سُنْقُرُ

(1)

الألْفِيُّ مُعتَقَلًا بالإسكندريّة، وله منَ العُمُر نحوَ الأربعينَ. وكانَ من أعيانِ الأمَراءِ في الدَّولةِ الظّاهرية. وكانَ من مماليكِ الملكِ المُظَفَّرِ قُطُزَ، وكان الملكُ الظّاهرُ لا يُؤثِرُ مُفارَقتَهُ. وباشَرَ نِيابةَ السَّلْطنةِ في أيام الملكِ السَّعيدِ بعدَ مَسْكِ الفارِقانِيّ.

وكان حَسَنَ السِّيرةِ في مُباشَرَتِه، مَحْبوبًا إلى الجُندِ والرَّعية، وعنده فضيلةٌ ومَعرفةٌ بالأدبِ والكتابة، ثم استَعْفَى من النِّيابة، فرُتِّبَ عِوَضُه سيفُ الدِّين كَوندَكُ، فكانت ذهابُ الدَّولةِ السَّعيديةِ على يَدِه.

850 -

وفي أواخرِ السَّنةِ تُوفِّي بَلَبانُ عَتِيقُ

(2)

المَجْدِ ابنِ الحُلْوانِيّةِ المُحَدِّث، وكانت وفاتُه بحَماةَ.

أجازَ لنا على يدِ ابنِ الخَبّاز.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 110، وتاريخ الإسلام 15/ 391، وعيون التواريخ 21/ 294، والوافي بالوفيات 15/ 490، والبداية والنهاية 13/ 297، وتذكرة النبيه 1/ 67، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 67، وتاريخ ابن الفرات 7/ 238، والمنهل الصافي 7/ 86، والدليل الشافي 1/ 326، والشذرات 5/ 368.

(2)

لم أقف على ترجمته. وابنُ الحُلْوانيّة: المحدث مجد الدين، أحمد بن عبد الله بن أبي الغنائم الأزدي (ت 666 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات ربيع الأول.

ص: 225

‌سنة إحدى وثمانين وستِّ مئة

‌صَفَر

851 -

في خامسِ صَفَرٍ تُوفِّيت أُمُّ محمّدٍ زَينبُ

(1)

بنتُ كمالِ الدِّينِ تَمّام بنِ يحيى الحِمْيَريِّ.

رَوَت بالإجازةِ عن ابنِ مُلاعِبٍ، وجماعةٌ.

852 -

وتُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ المُقرئُ بَقِيّةُ المَشايخ بُرهانُ الدِّينِ أبو إسحاقَ إبراهيمُ

(2)

ابنُ الشَّيخ الإمام صَفيِّ الدِّين أبي الفداء إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ بنِ يحيى بنِ عَلَويِّ، ابن الدَّرَجِيِّ، الحَنَفيُّ، إمامُ المدرسةِ العِزِّيةِ الحَنَفيّة

(3)

بالكُشْك، في يوم الأحَدِ سابع صَفَر، بدمشقَ، يومَ دُخولِ الحُجّاج إليها.

(1)

ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 449. قال: "صالحة، عابدة، من بيت الرواية". واشتهر من أهل بيتها: يحيى بن تمام بن يحيى بن عبّاس بن يحيى بن أبي الفتوح بن تميم، الشيخ عماد الدين أبو زكريا الحميري الدمشقي (ت 668 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات شعبان. وابنه: محمد بن يحيى (ت 683 هـ) ذكره المؤلف أيضًا في موضعه في وفيات جُمادى الآخرة. كما سيأتي.

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 148، ومعجم الدمياطي 1/ ورقة 136، وتاريخ الإسلام 15/ 445، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 130، والعبر 5/ 335، والإشارة إلى وفيات الأعيان 371، والإعلام بوفيات الأعلام 284، والمعين في طبقات المحدثين 317، والبداية والنهاية 13/ 300، والوافي بالوفيات 5/ 327، وعيون التواريخ 21/ 316، والجواهر المضية 1/ 72، وذيل التقييد 1/ 419، والمنهل الصافي 1/ 53، والدليل الشافي 1/ 9، والسلوك 1/ 3/ 711، والدارس 1/ 556، والشذرات 5/ 327 (7/ 650)، والطبقات السنية 1/ 184. قال الحافظ الدمياطي في معجمه:"ابن شيخنا إسماعيل" وذكر والده إسماعيل في معجمه 1/ ورقة 123، وقال:"أبو شيخنا إبراهيم" وذكر وفاته سنة 664 هـ، وقيد "الدَّرَجي: بفتح الدال والراء".

(3)

هي المدرسة العِزِّيّة الجُوّانيّة، وتعرف هذه المدرسة بدار ابن منقذ منشئها الأمير عز الدين أيبك المعظمي أستاذ دار المعظم سنة 645 هـ. يراجع: الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 215، والدارس 1/ 555، ومختصره 97، وذكر ممن درس فيها المذكور هنا، وخطط الشام 6/ 95.

ص: 226

وكان هو معهم، ولم يسافر في عُمُرِهِ غيرَها، فقَضَى فَريضتَهُ، وأكْملَ حَجَّهُ، وحَدَّثَ بالأماكنِ الشَّريفة، ووَصلَ إلى دمشقَ المَحرُوسة، وماتَ بعدَ اسْتِقرارِه بالبلد.

وكانَ رَجلًا صالحًا، مُباركًا خيِّرًا، مُحبًّا لإسماع الأحاديثِ النَّبويّة، على قائلِها أفضلُ الصَّلاةِ والسَّلام، بارًّا بالطَّلبةِ من أهلِ القُرآنِ العظيم. سَمِعَ من أبي الفُتُوح ابنِ البَكْريِّ "الأربعينَ السُّباعيّات" لابنِ القُشَيْريِّ

(1)

.

ولهُ إجازةٌ من أبي جَعفرٍ الصَّيْدَلانِيِّ، وأبي القاسم عبدِ الواحدِ الصَّيْدَلانِيِّ، وعَفِيفةَ الفارِفانِيّة، ومُحمدِ بنِ مَعْمَرِ ابنِ الفاخِرِ، وأبي المَجْدِ زاهرِ بنِ أبي طاهرٍ الثَّقَفيِّ، وجماعةٍ من أصْبهانَ أجازُوا لهُ في سنةِ اثنتينِ وستِّ مئة. ولهُ إجازةٌ نَيسابُورِيّةٌ، أجازَهُ فيها أبو رَوْح عبدُ المُعِزِّ الهَرَويُّ، والمُؤَيَّدُ الطُّوسيُّ، وزينبُ الشَّعْريّةُ، والقاسمُ ابنُ الصَّفّار، وعبدُ الرَّحيم ابنُ السَّمْعانِيِّ، وغيرُهُم.

وحَدَّثَ بالكثير، وممّا قُرِئَ عليه كتابُ "المعجم الكبير" لأبي القاسم الطَّبَرانِيِّ، سَمِعتُهُ عليه بقراءة الشَّيخ الإمام الحافظ جَمالِ الدِّين أبي الحَجّاج يوسفَ المِزِّيِّ.

وظَهَرَ بعدَ موتِهِ سماعُهُ على الإمام تاجِ الدِّين زيدِ بنِ الحَسَنِ الكِنْدِيِّ، والقاضي جَمالِ الدِّينِ أبي القاسم عبدِ الصَّمَدِ ابنِ الحَرَسْتانِيِّ الأنصاريِّ، وإجازةُ ابنِ المَنْدائيِّ وجماعةٍ في إجازةٍ عِراقيّة، ظَهَرَتْ أيضًا بعدَ موتِه.

ومَولدُهُ في شَعْبانَ سنةَ تسع وتسعينَ وخَمْسِ مئة بدمشقَ المَحْرُوسة.

(1)

لعله الموجود في جامعة ليدن 20 (2/ 3074) ينظر: الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط (مؤسسة آل البيت) 1/ 86.

ص: 227

853 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ الثّالثِ والعِشرينَ من صَفَرٍ تُوفِّي الشَّيخُ الفاضلُ الزّاهدُ عِمادُ الدِّينِ إسماعيلُ

(1)

بنُ إسماعيلَ بنِ جَوْسَلينَ البَعْلَبَكيُّ، ببَعْلَبَكَّ، ودُفِنَ هناكَ ببابِ سَطْحا.

حَدَّثَ بـ"سنن ابن ماجة" عن الشَّيخ مُوفَّقِ الدِّينِ ابنِ قُدامة، وحَدَّثَ عن جماعةٍ غيرِه. وكان فاضِلًا، صالحًا، كثيرَ العِبادة، كريمَ الأخلاق.

854 -

وفي يوم الأربعاءِ الرّابع والعشرينَ من صَفَرٍ تُوفِّي سَعْدُ الدِّينِ أبو طالبِ

(2)

بنُ إسماعيلَ بنِ بَدْرٍ العَطّارُ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُون.

وكانَ شيخًا طويلًا، كبيرَ الرِّجْلَين. سمِعَ منَ ابنِ اللَّتِّيِّ.

855 -

وفي صَفَرٍ تُوفِّي القاضي فَخْرُ الدِّينِ سلَيمانُ

(3)

بنُ أيوبَ بنِ مُرْهِف، قاضي نَوَى، بها.

وكانَ رَجلًا جيِّدًا، كان الشَّيخُ مُحيي الدِّين النَّواويُّ رحمه الله يُحِبُّهُ ويثني عليه.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 67، ونهاية الأرب 31/ 94، ومعجم الشيوخ للذهبي 1/ 172، وتاريخ الإسلام 15/ 446، والإشارة إلى وفيات الأعيان 371، وتاريخ ابن الفرات 7/ 256، وذيل التقييد 1/ 464، والنجوم الزاهرة 7/ 456. قال الحافظ الذهبي:"وكان من خيار من حدث في زمانه، لعلمه، ودينه، وثقته، وورعه، وكان خبيرًا بكتابه الحكم والوثائق، دمث الأخلاق، كثير التلاوة، حسن الزهادة، حنبلي المذهب" وقال في معجمه: "تفقه في مذهب أحمد، وأتقن الشروط

" ومع هذا لم يذكره الحافظ ابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة. واستدركه ابن حميد النجدي في هامش نسخته من الذيل عن تاريخ ابن رسول وذكره ابن رسول في تاريخه نزهة العيون 1/ ورقة 112، وذكره ابن مفلح في المقصد الأرشد 1/ 256.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 461، وقال:"وقد رأيته ولم يكن أحد في البلد أطول منه، وكان لا يجد مداسًا إلا أن يستعمله على قالب أُعدَّ له".

(3)

لم أقف على ترجمته، ونوى ذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان 5/ 306، وابن شداد في الأعلاق الخطيرة (تاريخ لبنان والأردن) 271، قال ياقوت:"بليدة من أعمال حوران وقيل: هي قصبتها".

ص: 228

• - وفي صَفَرٍ وَصَلَ الخَبرُ إلى دمشقَ بمَسْكِ الأميرِ الكبيرِ بَدْرِ الدِّينِ بَيْسَرِي الشَّمْسِيِّ، والأميرِ الكبيرِ علاءِ الدِّينِ كُشْتَغْدِي الشَّمْسِيِّ وحَبْسِهِما. وكان ذلكَ في مُستَهلِّ الشَّهْر

(1)

.

• - وفي سابع عَشَر صَفَرٍ ذَكَرَ الدَّرسَ بالمدرسةِ الأمِينيِّة قاضي القَضاةِ شمْسُ الدِّين أبو العَبّاس أحمدُ بنُ خَلِّكان رحمه الله وحَضَرَ قاضي القُضاة عِزُّ الدِّينِ ابنُ الصّائغ، وجماعةٌ

(2)

.

‌ربيع الأول

856 -

وفي يوم الخميس الرّابع والعشرينَ من شَهْرِ ربيع الأوّلِ تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العالمُ الزّاهِدُ المُحدِّثُ المُقْرئُ بَقيّةُ السَّلَفِ أمينُ الدِّينِ أبو العَبّاس أحمدُ

(3)

ابنُ شَمْسِ الدِّينِ أبي بَكْرٍ عبدِ الله بنِ مُحمدِ بنِ عبدِ الجبّارِ بنِ طَلحةَ

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 141، ونهاية الأرب 31/ 88، ويراجع: تاريخ الإسلام 15/ 417، والبداية والنهاية 13/ 300، وتاريخ ابن الفرات 7/ 246، والسلوك 1/ 3/ 706، والنجوم الزاهرة 7/ 310.

(2)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 142، وتاريخ الإسلام 15/ 417، والمختار من تاريخ ابن الجزري 308، وعيون التواريخ 21/ 304، والدارس 1/ 191. والمدرسة الأمينية منسوبة لبانيها أمين الدولة ربيع الإسلام كمشتكينَ بنِ عبد الله الطغتكي (ت 541 هـ). يراجع: الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 231، والدارس 1/ 177، ومختصره 33، قبلي باب الزيادة من أبواب الجامع الأموي. وخطط الشام 6/ 77.

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 165، وتاريخ الإسلام 15/ 443، والعبر 5/ 434، ومعجم الذهبي 1/ 54، والمعجم المختص 23، والمشتبه للذهبي 1/ 28، وتوضيح المشتبه 1/ 235، وتبصير المنتبه 1/ 46، والإشارة إلى وفيات الأعيان 372، والإعلام بوفيات الأعلام 284، والوافي بالوفيات 7/ 124، والمنهل الصافي 1/ 46، والدليل الشافي 1/ 55، وطبقات الشافعية للإسنوي 1/ 454، والبداية والنهاية 13/ 300، وطبقات الفقهاء الشافعيين له 2/ 917، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 20، وذيل التقييد 1/ 323، والنجوم الزاهرة 7/ 357، والعقد المذهب 373، والدارس 2/ 141، والشذرات 5/ 370 (7/ 647).

ص: 229

الأشَتْرِيُّ الحَلَبيُّ الشّافعيُّ رحمه الله بالخانِقاهُ الأندلسيّة

(1)

جِوارَ جامع دمشقَ، ودُفِنَ بمَقبُرةِ الصّوفيّةِ ظاهِرَ دمشقَ، حَرَسَها اللهُ تعالى.

وكانَ رَجلًا صالحًا، فَقيهًا، كثيرَ التِّلاوة، ونَفْع الطَّلبة، وسَمِعَ الكثيرَ. وكانت أجزاؤُهُ ومَسْموعاتُهُ عندَهُ، ووَقَفَها بدارِ الحديثِ الأشرفيّة. رَوَى عن ابنِ رُوْزْبةَ، وعبدِ اللَّطيفِ بنِ يوسُفَ، وعبدِ الرَّحمنِ بنِ عُلْوانَ، والمَجْدِ القَزْوِينيِّ، وجماعةٍ من أهلِ حَلَبَ والوارِدينَ إليها.

وكانَ الشَّيخُ مُحْيي الدِّينِ النَّواوِيُّ يُرسِلُ إليه الصِّبيانَ يُقْرِئُهُم كتاب "التَّنبيه"

(2)

وغيرَهُ لصِيانَتِهِ وعَفافِهِ ودِينِهِ وبَرَكَتِهِ.

ومَولدُهُ سنةَ خَمْسَ عَشرةَ وستِّ مئة بحَلَبَ.

857 -

وفي يوم الأحَدِ السّابع والعشرينَ من ربيع الأوّلِ تُوفِّي عَلاءُ الدِّينِ عليّ

(3)

بنُ السّابقِ بِشارةَ بنِ عبدِ الله الشِّبْليُّ، ناظِرُ الشِّبْليّة

(4)

، والِدُ شَرَفِ الدِّينِ حُسَين، ودُفِنَ منَ الغَدِ بالجبل، رحمه الله.

(1)

منسوبة إلى أبي عبد الله محمد بن محمد بن أحمد بن يوسف الأندلسي، ذكرها ابن شداد في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 191، والنعيمي في الدارس 2/ 141، وقال:"شرقي العزيزية داخل الكلّاسة لَصِيقِ الجَقْمَقِيّة غربي السميساطية وقال بعضهم: وقفها مختلط" وذكر المترجم هنا.

(2)

"التنبيه" كتاب مختصر مطبوع مشهور في فروع الشافعية، تأليف أبي إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي (ت 476 هـ) عليه شروح.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 455. وابنه شرف الدين الحسين (ت 737 هـ)، ترجمته في: معجم شيوخ الذهبي 1/ 216، والوفيات لابن رافع 1/ 134، والدرر الكامنة 2/ 146. قال ابن رافع: "وخرج له الحافظ أبو محمد البرزالي جزءًا وخرج له غيره مشيخة

وكان يحب الحديث والرواية، ويخزن الكتب التي بدار الحديث الأشرفية بدمشق المحروسة". وأخوه أحمد (ت 682 هـ) ذكره المؤلف في موضعيه في وفيات رجب.

(4)

المقصود هنا المدرسة الشبلية الحسامية، بانيها الطَّواشي شبل الدولة الحسامي في سنة ست وعشرين وستِّ مئة، وهو طواشي حسام الدين محمد بن لاجين، توفي شبل الدولة سنة 623 هـ. =

ص: 230

‌ربيع الآخر

858 -

وفي بُكرةِ السَّبتِ ثالثِ شَهْرِ ربيع الآخِرِ تُوفِّي العَدْلُ ضِياءُ الدِّينِ أحمدُ

(1)

بنُ عبدِ اللَّطيفِ بنِ رِضْوانَ التَّكْريتيُّ، بالجَبل.

وكانَ رَجلًا جيِّدًا حَسَنَ الخُلُق، يَشهدُ على القُضاة، وَيلوذُ بوَجِيهِ الدِّينِ ابنِ سُوَيْد

(2)

. ووَلِيَ مَشْيخةَ الرِّباطِ النّاصِريِّ ثم صُرِفَ عنهُ. ووُجِدَ سَماعُهُ بحَلَبَ على يوسُفَ بن خليل، ولم يُحَدِّث، وإنّما حَدَّثَ أخوهُ مُحمد.

859 -

وفي يوم الأربعاءِ الحادي والعشرينَ من ربيع الآخِرِ تُوفِّي الشَّيخُ عيسى

(3)

بنُ عَليٍّ الأنْدَلُسيُّ الدَّلالُ في الكُتُب.

= يراجع: الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 227، والدارس 530، ومختصره 93، والقلائد الجوهرية 125، ولم يذكر النعيمي في الدارس المترجم هنا. وذكر حفيده الفقيه الإمام العالم علاء الدين علي ابن الشيخ الإمام شرف الدين الحسين بن علي بن بشارة الشبلي الحنفي (ت 634 هـ) قبل والده كما ترى. نقل النعيمي في الدارس عن المؤلف البرزالي قوله:"وكان شابًّا فاضلًا عفيفًا عاقلًا". أخباره في الوافي بالوفيات 21/ 62، وأعيان العصر 3/ 349، والدرر الكامنة 3/ 41، والطبقات السنية 3/ 150، ونقلوا ترجمته عن الحافظ البرزالي، قال الصفدي: قال شيخنا علم الدين البرزالي: "سمع معنا كثيرًا، ورافقته في الحج رحمه الله تعالى. فلعل البرزالي ذكره في القسم المفقود الآن من تاريخه".

(1)

لم أقف على ترجمته، ولا ترجمة أخيه محمد.

(2)

وجيه الدين ابن سويد علي بن أبي طالب التكريتي (ت 670 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات ذي القعدة.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 456. وابنه: محمد بن عيسى (ت 726 هـ) ذكره الحافظ الذهبي في معجمه 2/ 261، والحافظ ابن حجر في الدرر 4/ 246، وقال: "ولد سنة 610 هـ"، وكتب الحافظ ابن رافع على نسخته: "الذي في معجم الذهبي أنه ولد سنة 650 هـ ولعله الأصوب". وقال الحافظ ابن حجر: "سمع من ابن أبي اليسر: "الرسالة" للشافعي و"الجامع" للخطيب، وحدث"، وقال الحافظ الذهبي: "المُكبِّر المُجلِّد

وكان ذاهب العين".

أقول -وعلى الله أعتمد-: لم يذكره الصفدي في كتابه: الشعور بالعور ولا استدركه محققه.

ص: 231

وكانَ سَمِعَ منَ السُّخاوِيِّ، ولم يُحَدِّثْ. وهو والِدُ مُحمدِ بنِ عيسى المُجَلِّد.

860 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ الثّالثِ والعِشرينَ من ربيع الآخِرِ تُوفِّي الشَّيخُ الإمالم بُرهانُ الدِّينِ أبو الثَّناءِ محمودُ

(1)

بنُ عبدِ الله بنِ عبدِ الرَّحمنِ المَراغِيُّ الشّافعيُّ، مُدرِّسُ الفَلَكيّة

(2)

، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمقابرِ الصّوفيّة.

وكانَ من أعيانِ الشّافعيّةِ في الفَضِيلة، وفيه تَزَهُّدٌ وتَصَوُّفٌ، وعُرِضَ عليه القَضاءُ. رَوَى عن ابنِ رَواحةَ، والقاضي زَينِ الدِّينِ ابنِ الأستاذ، وشيخ الشُّيوخ، تاج الدِّين ابنِ حَمُّوْيَة، وسَمِعَ من غيرِهِم.

ومَولدُهُ سنةَ خَمْسِ وستِّ مئة بمَراغة

(3)

أذْرَبيجان.

861 -

وفي يوم الخميسِ التّاسع والعشرينَ من ربيع الآخِرِ تُوفِّي الشَّرفُ أحمدُ

(4)

بنُ حُذيفةَ بنِ أبي القاسم العبّاسيُّ الدّلّالُ في العَقار.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 177، وتاريخ الإسلام 15/ 458، ومعجم الشيوخ 2/ 328، والعبر 5/ 336، والإشارة إلى وفيات الأعيان 372، وطبقات الشافعية للسبكي 5/ 154، وتذكرة النبيه 1/ 177، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 72، والبداية والنهاية 13/ 300، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 2/ 929، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 456، وطبقات الشافعية للسبكي 5/ 154، وعيون التواريخ 21/ 315، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 58، والسلوك 1/ 3/ 71، والعقد المذهب 376، والدارس 1/ 432، والشذرات 5/ 374 (7/ 653).

(2)

مدرسة أنشأها فلك الدين سليمان، أخو الملك العادل سيف الدين أبي بكر لأمه. كذا قال ابن شداد في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 236، وقال:"ثم تولاها الشيخ برهان الدين المَراغيُّ، وهو مستمر بها إلى الآن". ويراجع: الدارس 1/ 431، ومختصره 67، وفلك الدين أبو منصور سليمان بن شروة (ت 599 هـ).

(3)

بالفتح والغين المعجمة، كذا ضبطها ياقوت في معجم البلدان 5/ 93، وقال: بلدة عظيمة مشهورة، أعظم وأشهر بلاد أذربيجان.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 443. وقال: "ولد سنة اثنتي عشرة وحدث بجزء ابن أبي ثابت عن كريمة أو مكرم. وروى عنه ابن أبي الفتح وأبو محمد البرزالي والطلبة".

ص: 232

وكانَ شيخًا مُتَجَمِّلًا في لِباسِهِ، لهُ شُهْرةٌ في وَظيفَتِه. رَوَى عن كَريمةَ القُرشيّة، وسُليمانَ الإسعِرْدِيِّ.

• - وفي يوم الخميسِ التّاسع والعشرينَ من ربيع الآخِرِ دَرَّسَ بالمدرسةِ الفَلَكيّةِ القاضي بهاءُ الدِّينِ يوسفُ ابنُ قاضي القُضاةِ مُحْيي الدِّينِ ابنِ الزِّكِيِّ القُرَشيُّ، عِوَضًا عن الشَّيخ بُرهانِ الدِّينِ المَراغِيِّ رحمه الله

(1)

.

‌جُمادى الأولى

862 -

وفي يوم الخميسِ الثّامن والعشرينَ من جُمادى الأولى تُوفِّي شَمْسُ الدِّينِ حُسينُ

(2)

بنُ عبِّاسِ بنِ عَبْدانَ الكُتاميُّ، المعروفُ بالمَنادِيليِّ.

من عُدُولِ القَيِّمة. وهو والدُ زَيْنِ الدِّين أحمدَ. وكانا سمِعا منَ الرَّشيدِ ابنِ مَسْلَمةَ.

‌جُمادى الآخرة

863 -

وفي ليلةِ الخميسِ السّادس والعشرينَ من جُمادى الآخرةِ تُوفي الشَّيخُ فَخْرُ الدِّينِ العِراقيُّ

(3)

، ودُفِنَ منَ الغَدِ بالجبل، بتُربةِ القاضي ابنِ الصائغ.

وكانَ وَليَ مَشْيخةَ الشُّيوخ بدمشقَ، أخَذَها من فَخْرِ الدِّينِ ابنِ الشَّيخ شَرَفِ الدِّينِ ابنِ حَمُّوْيَة، ثم أُعِيدَتْ إليه.

(1)

الخبر في: البداية والنهاية 13/ 300، والدارس 1/ 433.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 448. وابنه زين الدين أحمد (ت 703 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات جمادى الأولى.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 456 قال: "شيخ الصوفية بدمشق توفي في جمادى الآخرة" ولم يزد.

ص: 233

‌رَجَب

864 -

وفي ليلةِ الثُّلاثاءِ ثامنِ رَجَبٍ تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العَلّامة القُدْوةُ شيخُ القُرّاءِ مُفْتِي المسلمينَ قاضي القُضاة زينُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبدُ السَّلام

(1)

بنُ عليّ بنِ عُمرَ الزَّواوِيُّ المالكيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقبر بابِ الصَّغير على بابِ تُربةِ بني الشَّيْرَجيِّ رحمه الله.

وكانَ من أعيانِ مَشايخ العَصْرِ في العِلْم والدِّينِ والشَّيخُوخةِ وقِدَمِ الهِجرة، والزُّهْد. رَوَى القراءاتِ عنِ ابنِ عيسى

(2)

، والسَّخاوِيِّ، وسَمِعَ الحديثَ منه، ومن أبي عَمرِو ابنِ الحاجب. وتَولَّى قضاءَ المالكيّة على مذهبِه

(3)

تسعَ سِنين، ثمّ تَركَهُ وعَزلَ نفسَهُ دِيانةً ووَرَعًا، وعاشَ بعدَ ذلك مدّةً ثمانِ سنين.

ومَولدُهُ سنةَ ثمانٍ أو تسع وثمانينَ وخَمْسِ مئة

(4)

. ودَخلَ دمشقَ سنةَ ستَّ عَشْرةَ وستِّ مئة

(5)

، واستَوْطَنَها.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 173، وتالي وفيات الأعيان 105، ونهاية الأرب 31/ 92، وتاريخ الإسلام 15/ 451، والعبر 5/ 335، والمعين في طبقات المحدثين 217، والإعلام بوفيات الأعلام 284، ومعرفة القراء الكبار 2/ 676، والإشارة إلى وفيات الأعلام 371، ومرآة الجنان 4/ 197، والبداية والنهاية 13/ 300، والوافي بالوفيات 18/ 431، وعيون التواريخ 21/ 307، وتذكرة النبيه 1/ 76، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 66، وغاية النهاية 1/ 386، وتاريخ ابن الفرات 7/ 256، والمنهل الصافي 7/ 265، والدليل الشافي 1/ 413، والسلوك 1/ 3/ 711، والنجوم الزاهرة 7/ 356، وقضاة دمشق 243، والشذرات 5/ 374 (7/ 652) وعرف بابن سيد الناس.

(2)

هو عيسى بن عبد العزيز بن عيسى اللخمي الإسكندري الأندلسي الشريشي الأصل المقرئ (ت 629 هـ) قال الذهبي في تاريخه 13/ 899 - 900: "كان بصيرًا بالقراءات المشهورة والشواذ، تصدر ببلدة مدة، وقرأ عليه الشيخ زين الدين عبد السلام الزواوي".

(3)

أي بدمشق وهو أول قاض تولى قضاء المالكية هناك بعد أن جعل القضاء بها على المذاهب الأربعة. يراجع: قضاة دمشق 243 هـ، وكان توليه للقضاء سنة 243.

(4)

قال الحافظ الذهبي: "ولد بظاهر بجاية من المغرب".

(5)

وكان قد دخل القاهرة سنة أربع عشرة وستِّ مئة كما في المنهل الصافي 7/ 265.

ص: 234

865 -

وفي يوم الاثنينِ سابع رَجَبٍ تُوفِّي شَمْسُ الدِّين آقْ سُنقُر

(1)

الشِّبْليُّ الصَّفَوِيُّ.

وكانَ جُندِيًّا، ويُشرِفُ في البَريد. حدَّثَ بـ"جُزءِ حَنْبَل" عن ابنِ قُمَيْرةَ، وكانت لهُ مَسمُوعاتٌ كثيرةٌ مع سيِّدِهِ الطَّواشيِّ شِبْل الدَّولةِ الصفَويِّ الخِزَنْدار.

• - وفي أوّلِ رَجَبٍ تَوجَّهَ القاضي نَجْمُ الدِّينِ عُمرُ البَيْسانِيُّ إلى حَلَبَ حاكِمًا بها. وباشَرَ عِوَضَهُ نِيابةَ الحُكم بدمشقَ عنِ القاضي عزِّ الدِّينِ ابنِ الصّائغ الشَّيخُ شَمْسُ الدِّين عبدُ الواسع بنُ عبدِ الكافي الأبْهَرِيُّ في عاشرِ رَجَب

(2)

.

• - وفي رَجَبٍ وَصلَ الخَبَرُ بتوليةِ القاضي شهابِ الدِّينِ ابنِ الخُوَيِّيِّ قضاءَ القاهرةِ عِوَضًا عنِ الوَجيهِ البَهْنَسِيِّ، واستمرَّ هو على قضاءِ مِصْرَ

(3)

.

866 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ الثاني والعشرينَ من رَجَبٍ تُوفِّي صَلاحُ الدِّينِ مُحمدُ

(4)

ابنُ القاضي شَمْسِ الدِّينِ عليِّ بنِ محمودِ بنِ عليٍّ الشَّهْرَزُورِيُّ، مُدرِّسُ المدرسةِ القَيْمُرِيّة، ودُفِنَ من يومِهِ عندَ والدِه بمقابرِ الصوفيّةِ، ولم يبلُغ الأربعين.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 447.

(2)

الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 417، وتذكرة النبيه 1/ 73. والقاضي نجم الدين عمر البيساني (ت 683 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات شوال. والقاضي عز الدين محمد بن عبد القادر (ت 683 هـ) أيضًا ذكره المؤلف في موضعه في وفيات ربيع الآخر. والشيخ عبد الواسع بن عبد الكافي (ت 690 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات شوال.

(3)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 144، والسلوك 1/ 3/ 706، وتاريخ ابن الفرات 7/ 247. وشيه: "وفي أواخر جمادى الآخرة

"، ثم ذكر الخبر مفصلًا وقال في آخره: "قال ابن المكرم: إن ولاية قاضي القضاة الخُوَييّ كانت في رجب" والخُوَييّ سبق ذكره. والقاضي البهنسي عبد الوهاب بن حسن (ت 685 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات جمادى الآخرة.

(4)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 175، وتاريخ الإسلام 15/ 457، والبداية والنهاية 13/ 301، وعيون التواريخ 21/ 314، والدارس 1/ 337، وقد تقدم ذكر والده في وفيات شوال سنة 675 هـ.

ص: 235

867 -

وتُوفِّي بعدَهَ بشَهْرٍ ويومَيْن أخوهُ شرَفُ الدِّينِ أحمدُ

(1)

في يوم السَّبت الخامس والعشرينَ من شعبانَ.

868 -

وفي يوم السَّبتِ آخِرَ النَّهارِ السّادسِ والعشرينَ من رَجَب تُوفِّي قاضي القُضاةِ شَمْسُ الدِّينِ أبو العبّاسِ أحمدُ

(2)

بنُ مُحمد بنِ إبراهيمَ بنِ

(1)

ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام ضمن ترجمة أخيه.

(2)

ترجمته في: قلائد الجمان لابن الشعار 1/ 345، وذيل مرآة الزمان 4/ 149، وتكملة إكمال الإكمال 231، وتالي وفيات الأعلام 5، والمختصر في أخبار البشر 4/ 16، وتاريخ الإسلام 15/ 444، والإشارة إلى وفيات الأعيان 371، والإعلام بوفيات الأعلام 284، والعبر 5/ 334، والمعين في طبقات المحدثين 217، والمختار من تاريخ ابن الجزري 308، وتاريخ ابن الوردي 2/ 230، وعيون التواريخ 21/ 308، وفوات الوفيات 1/ 100، وطبقات الشافعية للسبكي 5/ 14، وطبقات الشافعية للإسنوي 1/ 496، ومرآة الجنان 4/ 193، ونهاية الأرب 31/ 93، والبداية والنهاية 13/ 301، وطبقات الفقهاء الشافعيين 2/ 917، وعيون التواريخ 21/ 308، وتاريخ ابن الفرات 7/ 253، والوافي بالوفيات 7/ 308، وتذكرة النبيه 1/ 74، ودرة الأسلاك 71، وذيل التقييد 1/ 374، وتبصير المنتبه 4/ 1403، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 22، والسلوك 1/ 3/ 711، والمقفى الكبير 1/ 598، والنجوم الزاهرة 7/ 353، والدليل الشافي 1/ 74، وحسن المحاضرة 1/ 302، وتاريخ الخلفاء 484، والدارس 1/ 193، والقلائد الجوهرية 1/ 123 و 2/ 435، وقضاة دمشق 76، وبدائع الزهور 1/ 1/ 351، والشذرات 5/ 371 (7/ 647). وأسرته أسرة علم فوالده عالم مشهور بإربل (ت 610 هـ)، وأمه من نسل خلف بن أيوب، صاحب أبي حنيفة رضي الله عنه كما في المنهل الصافي واسمها آمنة بنت شمس الدين، وأعمامه الحسين (ت 622 هـ) وعمر (ت 609 هـ) وعبد الرحمن (ت؟) وإخوانه هم: محمد (ت 683 هـ) وعيسى (ت بعد 619 هـ) والمترجم أصغرهم.

فائدة: نقل ابن تغري بردي في المنهل الصافي عن معجم البرزالي قال: "وذكره أيضًا الحافظ أبو محمد البرزالي في معجمه وقال فيه: "أحد علماء عصره المشهورين، وسيد أدباء دهره المذكورين، جمع بين علوم جمة، فقه وعربية، وتاريخ، ولغة، وغير ذلك. وجمع تاريخًا نفيسًا، اقتصر فيه على المشهورين من كل فن، وولي قضاء الشافعية مدة، ودرس وأفتى، وسمع الحديث من ابن المكرم الصوفي بإربل، وسمع منه "البخاري" عن أبي الوقت، وسمع من الساوي، وابن الجميزي، وأجازه المؤيد الطوسي، وأبو روح، وابن الصفا، والحسين بن أحمد القشيري، وإسماعيل، ومحمد بن علي بن عبد الله السيد الحسيني، وآخرون من نيسابور وذكر مولده ثم قال:"له يد طولى في علم اللغة، لم ير في وقته من يعرف ديوان المتنبي كمعرفته، وكان مجلسه كثير الفوائد والتحقيق والبحث، لا يوجد فيه غير ذلك" انتهى.

ص: 236

أبي بَكْرِ ابنِ خَلِّكانَ الإرْبِليُّ الشّافعيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ، رحمه الله.

وكانَ من أعيانِ القُضاةِ الفُضلاء، والصُّدُورِ النُّبلاء. حَكَمَ نيابةً بالقاهرةِ عن بَدْر الدِّينِ السِّنْجارِيِّ مُدةً، وتَولَّى قضاءَ دمشقَ عَشْرَ سنينَ، ودَرَّسَ بعدّةِ مدارس، وصنَّفَ تاريخًا حَسَنًا سمّاهُ "وَفيات الأعيان"

(1)

. ولهُ نَظْمٌ جيِّدٌ

(2)

. وكانت مَجالسُهُ كثيرةَ الفَوائدِ في كُلِّ فَنٍّ.

ومَولدُهُ سنةَ ثمانٍ وستِّ مئة بإرْبِلَ

(3)

.

ورَوَى عن ابنِ المُكَرَّم الصُّوفيِّ "ثُلاثيّاتِ البُخاريِّ"، ورَوَى "جُزءَ ابنِ نُجَيْد"

(4)

بالإجازة عن أبي رَوْح، والمُؤَيَّد، وزينبَ. ودَرَّسَ بعدَهُ بالأمِينِيّة

(5)

الشَّيخُ علاءُ الدِّينِ عليّ ابنُ الإمام كمالِ الدِّين عبدِ الواحدِ بنِ عبدِ الكريم بنِ الزَّمَلُكانِيِّ في مُستَهلِّ شَعْبان.

‌شَعْبان

869 -

وفي يوم الأربعاءِ ثامنِ شعْبانَ تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ نَجِيبُ الدِّينِ أبو المُرْهفِ المِقْدادُ

(6)

بنُ أبي القاسم هبةِ الله بنِ المِقْدادِ بنِ عليٍّ القَيْسيُّ الصِّقِلِّيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسيُونَ رحمَهُ اللهُ تعالى.

(1)

مطبوع مشهور.

(2)

أشعاره في قلائد الجمان

وغيره.

(3)

قال ابن الشعار: "شاب من أحداث الأربليين، وكانت ولادته على -ما أخبرني به من لفظه- يوم الخميس حادي عشر ربيع الآخر سنة ثمان وستِّ مئة بإربل بالمدرسة المظفرية وهو من بيت فقه وعلم"، وزاد ابن الفرات في ولادته:"بعد العصر بمدينة إربل".

(4)

تقدم ذكره.

(5)

المدرسة الأمينية تقدم ذكرها. وعلاء الدين (ت 690 هـ) ذكره المؤلف في وفيات ربيع الآخر.

(6)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 177، وتاريخ الإسلام 15/ 459، ومعجم الذهبي 2/ 341، والعبر 5/ 336، والإشارة إلى وفيات الأعيان 371، والإعلام بوفيات الأعلام 284، وعيون التواريخ 21/ 314، والبداية والنهاية 13/ 399، وذيل التقييد 1/ 289، والسلوك 1/ 3/ 705، والنجوم الزاهرة 7/ 356، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 262، والشذرات 5/ 374 (7/ 653).

ص: 237

وكانَ رَجلًا جيِّدًا، عاقلًا، كثيرَ السُّكُون، من المشهورينَ بالعَدالةِ والأمانةِ، وروايةِ الحديثِ، وكانت مَسْمُوعاتُهُ عندَهُ. رَوَى عن عبدِ العزيزِ بنِ الأخْضَرِ الحافظ، وابنِ مَنِينا، وابنِ الدَّبِيْقِيِّ، وغيرِهِم، وعنِ ابنِ الحُصْرِيِّ الحافظِ نَزِيلِ مكّةَ؛ سَمِعَ منهُ الكثيرَ في مُدّةِ مُقامِهِ معَ والدِهِ بمكّة.

• - وفي يوم الأحَدِ تاسعَ عَشَرَ شَعْبانَ دَرَّسَ شَمْسُ الدِّينِ ابنُ الصَّفِيِّ، الحَرِيريُّ الحَنَفيُّ، بالمدرسةِ الفَرُّخْشاهِيّة ظاهرَ دمشقَ

(1)

.

870 -

وفي يوم الأحَدِ السّادسِ والعشرينَ من شَعْبانَ تُوفِّي الشَّيخُ شَرَفُ الدِّينِ مُحمدُ

(2)

ابنُ الشَّيخ الإمام عِزِّ الدِّينِ عبدِ العزيزِ بنِ عبدِ السَّلام بنِ أبي القاسم السُّلَمِيُّ، بالقاهرة، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقبُرةِ والدِهِ بالقَرافةِ الصُّغْرى، وصَلَّيْنا عليه بدمشقَ في الثاني والعشرينَ من رَمَضان.

ورَوَى عن الحُسَينِ ابنِ صَصْرَى، وعليِّ بنٍ عبدِ الوَهّابِ بنِ الحَبَقْبَقِ وجماعةٌ. وكانَ أكبرَ أولادِ والدِه.

871 -

وماتَ بالقُدْسِ الشَّيخُ أحمدُ

(3)

ابنُ الشَّيخ غانم، وصُلِّيَ عليه بدمشقَ في سابع عَشْرِ شَعْبان.

(1)

الخبر في تاريخ الإسلام 15/ 417، والبداية والنهاية 13/ 300، والدارس 1/ 563.

والمدرسة الفَرُّخشاهِيّة منسوبة إلى عز الدين فرخشاه بن شاهِنْشاه بن أيوب، صاحب بعلبك ونائب دمشق لعمه صلاح الدين الأيوبي، واقفتها والدته خط الخير بنت إبراهيم بن عبد الله، سنة 578 هـ. يراجع: الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 219، والدارس 1/ 561، ومنادمة الأطلال 191. وشمس الدين الحريري محمد بن عثمان (ت 728 هـ).

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 75، ونهاية الأرب 31/ 93، وتاريخ الإسلام 15/ 457، والوافي بالوفيات 3/ 263، وتذكرة النبيه 1/ 78، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 72، والمنهل الصافي 1/ 78، والدليل الشافي 2/ 263، والمقفى الكبير 6/ 85. ووالده الإمام المشهور عز الدين، عبد العزيز بن عبد السلام (ت 660 هـ).

(3)

لم أقف على ترجمته.

ص: 238

872 -

وفي ليلهِ الخميسِ سَلْخ شَعْبانَ تُوفِّي ضِياءُ الدِّين إسماعيلُ

(1)

بنُ عبدِ الجبّارِ بنِ بَدْر، ابنُ النّابلسيِّ، ابنُ عَمِّ الشَّيخ شَرَفِ الدِّينِ يوسُفَ بنِ الحَسَنِ الحافظِ شيخ دارِ الحديثِ النُّوريّة، ودُفِنَ منَ الغَدِ بالجبل.

رَوَى عن زَيْنِ الأُمَناءِ ابنِ عساكر. وكانت لهُ إجازات

(2)

.

‌رَمَضان

873 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ خامسِ رَمَضانَ تُوفَي الشَّيخُ الصّالحُ محمودُ

(3)

ابنُ الشَّيخ سُلطانَ بنِ محمود، من أهل بعْلَبَكَّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ إلى جانبِ والدِهِ بتُربةِ الشَّيخ عبدِ الله اليُونِينيِّ ظاهرَ بَعْلَبَكَّ.

وكانَ منَ المشايخ الصّالحينَ، أربابِ الأحوال.

ومَولدُهُ سنةَ اثنتين وثمانينَ وخَمْسِ مئة.

وزُرْتُهُ في يوم الجُمُعةِ بعدَ العصرِ ثامنَ عَشَرَ ربيع الأول سنةَ إحدى وثمانين وستِّ مئة بمنزلِهِ ببَعْلَبَكَّ معَ والدي وجماعةٌ. فدَعا لنا. وسَمِعتُهُ في هذا التّاريخ يقولُ: عُمُرِي مئة سنة.

• - وفي ليلةِ الاثنينِ حادي عَشَرَ رَمَضانَ وَقعَ الحريقُ العظيمُ باللَّبّادِينَ وما حولَها، وما تَحتَها. وحَضَرَ لأجلِه نائبُ السَّلطنةِ والأُمراءُ. وكانت ليلةً عظيمةً.

(1)

ترجمته في تاريخ الإسلام 15/ 447، وابن عمه يوسف بن الحسن (ت 671 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات المحرم.

(2)

قال الحافظ الذهبي: "وعنه المزي والبرزالي وجماعة".

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 176، وتاريخ الإسلام 15/ 458. ووالده سلطان بن محمود (ت 641 هـ) له ترجمة في: تاريخ الإسلام 14/ 380، والعبر 5/ 168، والشذرات 7/ 365، وهو من شيوخ الصوفية، من أصحاب الشيخ عبد الله اليونيني.

ص: 239

واستَدركَ النّاظرُ مُحيي الدِّينِ ابنُ النّحّاس ما وَقَعَ بحُسْنِ تَدبِيرِه، وعَمَّرَهُ أحسنَ عِمارة، أجودَ ممّا كان

(1)

.

874 -

وفي حادي عَشَرَ رَمَضانَ تُوفِّي الفَقيهُ الإمامُ كمالُ الدِّينِ عليُّ

(2)

بنُ إسحاقَ بنِ عبدِ الوهّابِ بنِ سَلّام الدِّمشقيُّ الشّافعيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمقابرِ بابِ الصَّغير.

وكانَ مشهورًا بالفَضيلةِ والدِّيانة.

875 -

وفي ليلةِ الخميسِ رابعَ عَشَرَ رَمَضانَ تُوفِّي الملكُ الظّاهِرُ غِياثُ الدِّينِ شاذِي

(3)

ابنُ الملكِ النّاصرِ داودَ ابنِ الملكِ المعظَّم عيسى ابنِ الملكِ العادلِ أبي بكرِ بنِ أيوبَ بنِ شاذي، بقريةٍ بالغُور، وحُمِلَ إلى القُدسِ ودُفِنَ به.

وكانَ شجاعًا، كريمَ الأخلاق، كثيرَ التَّواضُع، شريفَ النَّفْس، مُقيمًا بسَفْح قاسِيُون. روى عنِ ابنِ اللَّتِّيِّ.

ومَولدُهُ في ذي الحِجّةَ سنةَ خمسٍ وعشرينَ وستِّ مئة بقلعةِ دمشقَ.

‌شَوّال

876 -

وفي يوم الجُمُعةِ رابعَ عَشَرَ شَوّالٍ تُوفِّي الشَّيخُ الفَقيهُ العَدْلُ بهاءُ الدِّينِ عليُّ

(4)

بنُ أحمدَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ الشَّهْرَزُورِيُّ.

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 164، ونهاية الأرب 31/ 89، ويراجع: تاريخ الإسلام 15/ 417، ودول الإسلام 2/ 184، والعبر 5/ 333، والبداية والنهاية 13/ 300، وعيون التواريخ 21/ 305، وتذكرة النبيه 1/ 73، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 70، وتاريخ ابن الفرات 7/ 246، والسلوك 1/ 3/ 709، والشذرات 5/ 370 (7/ 647).

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 455.

(3)

ترجمته في: معجم الدمياطي 1/ ورقة 221، وذيل مرآة الزمان 4/ 172، وتاريخ الإسلام 15/ 449، ونهاية الأرب 31/ 93، والوافي بالوفيات 16/ 72، والمنهل الصافي 6/ 194، والدليل الشافي 1/ 339.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 454. وسوق القمح تقدم ذكره.

ص: 240

وَلِيَ قضاءَ زُرَعَ، وكانَ يَشهدُ بمسجدِ سُوقِ القَمح. ورأيتُ سماعَهُ بعدَ موتِه على ابنِ الصَّلاح وغيرِه.

• - وفي يوم الأحدِ ثالثَ عِشْري شوّالٍ دَرَّسَ بالقَيْمُريّة بدمشقَ القاضي بَدْرُ الدِّينِ مُحمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ سَعْدِ الله ابنِ جَماعةَ الحَمَويُّ الشّافعيُّ

(1)

، وحَضَرَ عندَهُ جَماعةٌ

(2)

.

‌ذو القَعْدة

877 -

وفي ليلةِ الخميسِ رابع ذي القَعْدةِ تُوفِّي الشَّيخُ المُقرئُ المُعَمَّرُ قُطبُ الدِّينِ سُلَيمانُ

(3)

بنُ عبدِ الله بنِ عِمْرانَ الزِّيْلَعيُّ الحَنَفيُّ، خازِنُ المُصحفِ الكريم العُثمانيِّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقابرِ الصُّوفيّة.

رَوَى عنِ ابنِ اللَّتِّيِّ، وابنِ المُقَيَّر.

‌ذو الحِجّة

• - وفي أوَّلِ ذي الحِجّةِ وَليَ نِظامُ الدِّينِ أحمدُ ابنُ الشَّيخ جَمالِ الدِّينِ محمودٍ الحَصِيريُّ الحَنفيُّ نيابةَ الحُكْم بدمشقَ عنِ القاضي حُسام الدِّين الرّازي

(4)

.

(1)

هو الإمام المشهور المتوفى سنة 733 هـ.

(2)

الخبر في: نهاية الأرب 31/ 92، والبداية والنهاية 13/ 300، وتاريخ ابن الفرات 7/ 250، والدارس 1/ 443.

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 170، وتاريخ الإسلام 15/ 449، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 270. قال الذهبي:"كتب عنه البرزالي وجماعةٌ، وأجاز لي".

(4)

نظام الدين أحمد هذا (ت 698 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات المحرم. وحسام الدين الرازي الحسن بن أحمد بن الحسن (ت 699 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات وقعة الخزندار لأنه لا يعلم يوم وفاته، نزيد ذلك إيضاحًا في ترجمتهما إن شاء الله تعالى. قال ابن طولون في قضاة دمشق 191 في ترجمة القاضي حسام الدين:"قدم الشام سنة خمس وسبعين وستِّ مئة، واستناب نظام الدين، أحمد بن الشيخ جمال الدين الحصيري، وولده هو قاضي القضاة، جلال الدين، والقاضي شمس الدين الملطي في سنة ست وتسعين" كذا، فلعل النيابة هنا نيابة أخرى بعد ذلك.

ص: 241

‌سنة اثنتين وثمانينَ وستِّ مئة

‌صَفَر

• - وَصَلَ الحُجّاج إلى دمشقَ في خامسِ صَفَر، وأميرُهُم الطَّواشِي بَدْرُ الدِّينِ الصَّوَابيُّ. ومنهم قاضي حَماةَ جَمالُ الدِّينِ ابنُ واصِل

(1)

.

878 -

وفي يوم الأحدِ سادسَ عَشَرَ صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ عِمادُ الدِّينِ أبو الحَسَن عليُّ

(2)

بنُ يَعقوبَ بنِ شُجاع بنِ عليِّ بنِ إبراهيمَ بنِ مُحمدِ بنِ أبي زَهْرانَ المَوْصِليُّ المُقْرِئ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقْبُرةِ بابِ الصَّغير إلى جانبِ الزَّوَاوِي

(3)

.

وكانَ من الفُضَلاءِ المَشْهورين، والقُرّاءِ المُجَوِّدِينَ. رَوَى القراءاتِ عن ابنِ وَثِيقٍ

(4)

.

ومَولدُهُ في ذي الحِجّةِ سنةَ إحدى وعشرينَ وستِّ مئة.

879 -

وفي بُكرةِ الاثنينِ سابعَ عَشَرَ صَفَر تُوفِّي الصَّدْرُ الكبيرُ عِمادُ الدِّينِ

(1)

محمدبن سالم بن نصر الله (ت 697 هـ).

(2)

ترجمته في ذيل مرآة الزمان 4/ 192، وتاريخ الإسلام 15/ 477، ودول الإسلام 2/ 185، والعبر 5/ 339، ومعرفة القراء الكبار 2/ 687، والإشارة إلى وفيات الأعيان 372، والإعلام بوفيات الأعلام 285، وتذكرة الحفاظ 4/ 1492، ومرآة الجنان 198، والوافي بالوفيات 2/ 333، وعيون التواريخ 21/ 1/ 33، وتذكرة النبيه 1/ 83، ودرة الأسلاك، ورقة 70، وغاية النهاية 1/ 584، والنجوم الزاهرة 7/ 360، والشذرات 5/ 379 (7/ 661).

(3)

عبد السلام بن علي (ت 681 هـ) تقدم ذكره في السنة الماضية في وفيات رجب.

(4)

إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن وثيق الإشبيلي (ت 654 هـ). ترجمته في: تاريخ الإسلام 14/ 753، وسير أعلام النبلاء 23/ 303، ومعرفة القراء الكبار 2/ 522، وغاية النهاية 1/ 24، والشذرات 5/ 264. قال الحافظ الذهبي:"أخذ عنه القراءات الأستاذ عماد الدين بن أبي زهران".

ص: 242

أبو الفَضْلِ مُحمدِ

(1)

ابنِ القاضي شَمْسِ الدِّينِ أبي نَصْرٍ مُحمدِ بنِ هِبةِ الله، ابن الشِّيرازِيّ، بقريةِ المِزّة

(2)

، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ.

حَضَرْتُ جَنازتَهُ، وكانَ حَصَلَتْ لهُ سَكْتةٌ قبلَ مَوتِهِ بثلاثِ لَيالٍ، واستَمرَّتْ إلى أنْ ماتَ. وكانَ من أعيانِ الدِّمَشقيِّين، وأكابرِ العُدُولِ بها. وكَتبَ الخَطَّ المَنسوبَ، وفاقَ فيه أهلَ العَصْر. رَوَى الحديثَ عن والدِه، والقاضي ابنِ الحَرَسْتانيّ، وابنِ مُلاعِبٍ، وغيرِهِم.

• - ووَليَ مَشْيخةَ القراَءةِ بتُربةِ أُمِّ الصّالح الشَّيخُ المُقْرِئُ جَمالُ الدِّينِ الفاضِليُّ. باشَرَها يومَ الأربعاءِ لثلاثٍ بَقِينَ من صَفر، عِوَضًا عن العِمادِ المَوْصِليّ

(3)

.

‌ربيع الأول

• - وفي عاشِرِ ربيع الأوّلِ وَلِيَ بُرهانُ الدِّينِ السِّنْجارِيُّ تَدريسَ مدرسةِ الإمام الشّافعيّ رضي الله عنه، بالدِّيارِ المِصريّة

(4)

.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 197، والمختار من تاريخ ابن الجزري 313، وتاريخ الإسلام 15/ 483، ودول الإسلام 2/ 185، وتذكرة الحفاظ 4/ 1491، والعبر 5/ 341، والإشارة إلى وفيات الأعيان 372، والإعلام بوفيات الأعلام 285، والمعين في طبقات المحدثين 218، والبداية والنهاية 13/ 302، وعيون التواريخ 21/ 336، والوافي بالوفيات 1/ 203، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 75، وتذكرة النبيه 1/ 84، والمقفى الكبير 7/ 26، وعقد الجمان 2/ 312، والنجوم الزاهرة 7/ 360، وتاريخ الخلفاء 484، والشذرات 5/ 370 (7/ 647). ووالده محمد بن هبة الله (ت 632 هـ) قاضٍ مشهور.

(2)

بالكسر ثم التشديد: من قرى دمشق. معجم البلدان 5/ 122.

(3)

الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 418، وطبقات القراء الكبار 3/ 272، والفاضلي إبراهيم بن داود العسقلاني (ت 691 هـ)، والعماد الموصلي هو ابن زهران المذكور قبل ترجمة. وتربة أم الصالح بدمشق.

(4)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 180، ونهاية الأرب 31/ 95، وتاريخ ابن الفرات 7/ 272، والسلوك 1/ 3/ 713. وبرهان الدين السنجاري الخضر بن الحسن (ت 686 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات صفر.

ص: 243

880 -

وفي يوم الأحدِ مُنْتَصف ربيع الأوّلِ تُوفِّي العِزُّ إسحاقُ

(1)

العَبّاسيُّ الحَنَفيُّ، مُدَرِّسُ العِزِّيّةِ ظاهرَ دمشقَ، ووَلِيَ المدرسةَ عِوَضَهُ قُطْبُ الدِّينِ ابن قاضي العَسْكُر، ابنُ أختِ القاضي مَجْدِ الدِّينِ ابنِ العَدِيم.

• - وفي عاشِرِ ربيع الأوّلِ عُزِلَ صارِمُ الدِّينِ المَطْرُوحيُّ من وِلايةِ البَرِّ، ووَلِيَ عِوَضَهُ سيْفُ الدِّينِ البِيْرِيُّ

(2)

.

881 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ سابعَ عَشَرَ ربيع الأوّلِ تُوفِّي الشَّيخُ عبدُ الرَّحمن

(3)

بنُ أحمدَ بنِ مُحمدِ بنِ مُفْلِح، بَوّابُ المدرسةِ الشّاميّةِ البَرّانيّة.

سَمِعَ من ابنِ الزَّبِيدِيّ، وابنِ اللَّتِّي. وحَدَّثَ.

• - وفي تاسعَ عَشَرَ ربيع الأوّلِ وَصَلَ تاجُ الدِّينِ عبدُ القادرِ ابنُ البُخاريِّ من حَلَبَ إلى دمشقَ، وتَكلَّمَ في القاضي عِزِّ الدِّينِ ابنِ الصّائغ. وذَكَرَ أنَّ عندَهُ وَدِيعةً للسَّلْطنةِ، وأنَّ ثَمَّ بيِّنةً تَشْهدُ بذلك. ثُمّ إنَّ القَضيةَ سكَنتْ في هذا الوَقْت

(4)

.

(1)

ذكره ابن شداد في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 222 ذكرها مقتضبًا في ذكر من درس بالمدرسة العزية وعنه في الدارس 1/ 551 قال: "

ثم تولى بعده عز الدين إسحاق المعروف بالعباسي وهو مستمر بها إلى الآن". وابن قاضي العسكر لم أعرفه إلا أن يكون ابنًا للشيخ محمد بن الحسين شمس الدين الأرموي (ت 650 هـ) المعروف بقاضي العسكر. ومجد الدين بن العديم، عبد الرحمن بن عمر بن أحمد (ت 677 هـ).

(2)

صارم الدين المطروحي (ت 688 هـ) في تاريخ الإسلام 15/ 607. وسيف الدين البيري لم أقف على ترجمته.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 468. والمدرسة الشامية تقدم ذكرها.

(4)

الخبر في: نهاية الأرب 31/ 97، والبداية والنهاية 13/ 301.

ص: 244

882 -

وفي يوم الخميسِ تاسع ربيع الأوّلِ تُوفِّي الشَّيخُ حَسَنُ

(1)

بنُ عليِّ بنِ عَسْكَرٍ البَغْدادِيُّ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ قيِّمًا في الحَمِّام، ويَصْحَبُ الشَّيخَ شَمْسَ الدِّينِ ابنَ الكمال. رَوَى عن ابنِ الزَّبِيدِيِّ، وابنِ اللَّتِّي.

‌ربيع الآخر

883 -

وفي يوم الخميسِ رابع ربيع الآخر تُوفِّي علاءُ الدِّينِ عليُّ

(2)

بنُ سُلَيمانَ بنِ جُودِي المِهْرانِيُّ، رَفيقُنا في سَماع الحديثِ، ودُفِنَ بمَقابرِ بابِ الصَّغير.

884 -

وفي يوم الجُمُعةِ ثاني عَشَرَ ربيع الآخر تُوفِّي الشَّيخُ شَرَفُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(3)

بنُ عبدِ المُنْعم بن عُمَرَ بنِ عبدِ الله بن غَدِيرِ ابنِ القَوّاسِ الدِّمَشْقيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

حَضَرْتُ جِنازتَهُ. وكانَ رجُلًا جيِّدًا. رَوَى عن الكِنْدِيِّ، وابنِ الحَرَسْتانيِّ وغيرِهِما. وكانَت له إجازةُ ابنِ طَبَرْزَد وغيرِهِ.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 466، وقال:"أخو الشيخة هدية". وهدية بنت علي بن عسكر (ت 612 هـ) محدثة، معمرة مشهورة، روى عنها الذهبي، وذكرها في معجمه: 2/ 362 وغيره. ذكرها المؤلف في موضعها في وفيات جمادى الأولى من السنة المذكورة. وشمس الدين ابن الكمال، محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد المقدسي (ت 688 هـ) ذكره المؤلف في موضعه.

(2)

لم أقف على ترجمته.

(3)

ترجمته في: معجم الدمياطي 2/ ورقة 44، وتاريخ الإسلام 15/ 482، وتذكرة الحفاظ 4/ 1492، والعبر 5/ 341، والإشارة إلى وفيات الأعيان 373، والإعلام 284، والمقفى الكبير 6/ 142، والنجوم الزاهرة 7/ 361، وشذرات الذهب 5/ 380 (663). قال الحافظ الذهبي:"أخو شيخنا ناصر الدين، عمر". وذكر أخاه عمر في معجم شيوخه 2/ 74 وقال: "الثقة المعمر مسند وقته" وذكر وفاته 698 هـ. وذكره المؤلف في موضعه في وفيات ذي القعدة.

ص: 245

ومَولدُهُ سنةَ اثنتينِ وستِّ مئة.

885 -

وفي يوم الخميسِ الخامس والعشرينَ من ربيع الآخر تُوفِّي الشَّيخُ كمالُ الدِّينِ عبدُ الرَّحيم

(1)

بنُ أحمدَ بنِ عبدِ الله بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ سُلطانَ بنِ يحيى القُرَشِيُّ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ.

رَوَى عنِ ابنِ اللَّتِّي.

886 -

وفي بُكرةِ الاثنين التّاسع والعشرينَ من ربيع الآخر تُوفِّي نجْمُ الدِّينِ أحمدُ

(2)

ابنُ الشَّيخ شِهابِ الدِّينِ إسماعيلَ بنِ حامدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ القُوْصِيُّ، ودُفِنَ من يومِه.

رَوَى عن زَيْنِ الأُمَناءِ إبنِ عَساكِر. وكانَ سَمِعَ الكثيرَ بإفادةِ والدِهِ، وكانَ شاهِدًا بسُوقِ القَمْح، أسْمَرَ اللَّون.

887 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ تاسع ربيع الآخر تُوفِّيتْ أُمُّ مُحمدٍ صَفِيّةُ

(3)

بنتُ الشَّرَفِ مُحمد ابنِ المَجْدِ عيسى ابنِ شيخ الإسلام مُوفَّقِ الدِّينِ عبدِ الله بنِ أحمدَ بنِ مُحمدِ بن قُدامةَ المَقْدِسيِّ ودُفِنَتْ من يومِها بسَفْح قاسِيُونَ.

وهي زوجةُ الشَّيخ تقيِّ الدِّينِ ابنِ الواسطيِّ، أُمُّ أولادِه. رَوَت عنِ ابنِ اللَّتِّي، وجَعْفَرٍ الهَمْدانيِّ.

888 -

وفي ليلةِ الثُّلاثاءِ سَلْخ ربيع الآخر تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 475.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 462.

(3)

ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 467، ووالدها محمد (ت 643 هـ)، وزوجها تقي الدين، إبراهيم بن علي الواسطي (ت 692 هـ)، وأولاده منها في هامش ترجمته في ذيل طبقات الحنابلة 4/ 254.

ص: 246

الخطيبُ شيخُ الإسلام قاضي القُضاةِ شمْسُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبدُ الرَّحمن

(1)

ابنُ الشَّيخ الإمام أبي عُمَرَ مُحمدِ بنِ أحمدَ بنِ مُحمدِ بنِ قُدامةَ المَقْدِسيُّ الحَنْبليُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بتُربةِ والدِهِ بسَفْح قاسِيُونَ، وحَضَرَهُ خَلْقٌ كثيرٌ.

وكانَ شيخَ الوَقْت، وبَرَكةَ العَصْر. وَلِيَ الحُكْمَ والخَطابةَ والمَشْيَخةَ والتَّدريسَ مُدّةً طويلةً.

رَوَى عن حَنْبَل، وابنِ طَبَرْزَد، والكِنْدِيِّ، وستِّ الكَتبة، وابنِ الحَرَسْتانيِّ، وابنِ مُلاعِب، وجَماعة. وأجازَهُ الصَّيْدَلانيُّ، وأبو سَعْد ابنُ الصَّفّار، وأبو الفَرَج ابنُ الجَوْزيّ وغيرُهُم.

ومَولدُهُ سنةَ سَبْع وتسعينَ وخَمْسِ مئة، رَحِمَهُ اللهُ تعالى.

‌جُمادى الأولى

889 -

وفي يوم الجُمُعةِ ثالثِ جُمادى الأولى تُوفِّيتْ زَيْنُ الحَرَمَيْنِ

(2)

بنتُ القاضي كمالِ الدِّينِ عُمَرَ بنِ أحمدَ بنِ هِبةِ الله ابنِ أبي جَرادةَ.

(1)

ترجمته في: معجم الدمياطي 2/ ورقة 30، ومعجم ابن فضل الله، ورقة 115، وذيل مرآة الزمان 4/ 186، وتالي وفيات الأعيان 106، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 375، والمعجم المختص 138، وتذكرة الحفاظ 1492، والعبر 5/ 338، وتاريخ الإسلام 15/ 469، والإشارة إلى وفيات الأعيان 372، والإعلام بوفيات الأعلام 284، والمعين في طبقات المحدثين 218، والبداية والنهاية 13/ 302، والوافي بالوفيات 18/ 240، ومسالك الأبصار 6/ 420، ومرآة الجنان 4/ 197، وذيل طبقات الحنابلة 4/ 172، ومختصره ورقة 82، وتذكرة النبيه 1/ 81، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 74، والمنهل الصافي 7/ 212، والدليل الشافي 1/ 404، وعقد الجمان 2/ 311، والسلوك 1/ 3/ 720، وتاريخ ابن الفرات 7/ 282، والمقصد الأرشد 2/ 107، والنجوم الزاهرة 7/ 358، والمنهج الأحمد 4/ 317، والدر المنضد 1/ 424، وقضاة دمشق 273، والشذرات 5/ 376 (7/ 657)، والمدخل 414، 435.

(2)

ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 466. ووالدها كمال الدين، عمر (ت 660 هـ) الإمام المشهور صاحب "تاريخ حلب"، وابنها بهاء الدين، يوسف بن أحمد بن عبد العزيز ابن العجمي (ت 716 هـ). يراجع: معجم شيوخ الذهبي 2/ 381.

ص: 247

رَوَتْ شيئًا منَ الحديثِ، وهي والدةُ بَهاءِ الدِّينِ ابنِ العَجَمِيِّ.

• - وفي مُنْتَصفِ جُمادى الأولى دَرَّسَ بَدْرُ الدِّينِ مُحمدٌ وَلَدُ القاضي نَجْم الدِّينِ ابن سَنِيِّ الدَّولةِ بالأمينيةِ عِوَضًا عن علاءِ الدِّينِ ابنِ الزَّمَلُكانيِّ، وعُوِّضَ علاءُ الدِّينِ بالرُّكْنِيّة

(1)

.

• - وفي ثامنِ جُمادى الأولى ذَكَرَ الدَّرسَ بدارِ الحديثِ الأشرفيّةِ بالجَبَلِ القاضي نَجْم الدِّين، وَلَدُ الشَّيخ شَمْسِ الدِّينِ الحَنْبليِّ، عِوَضًا عن والدِهِ. وخُلِعَ عليه في وَسَطِ الشَّهْر

(2)

.

890 -

وفي ليلةِ الخميسِ سادسَ عَشَرَ جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّريفُ

(1)

المدرسة الأمينية تقدم ذكرها. وولاية ابن الزملكاني للمدرسة أكثر من مرة، فدرس بها في العشرين من المحرم، فأقام بها سنة وأيامًا، فأخذها منه القاضي شمس الدين ابن خلكان. ونقل النعيمي عنِ ابنِ كثير قوله:"وقد استعادها علاء الدين ابن الزملكاني ثانيًا -أي بعد وفاة القاضي ابن خلكان- ودرس بها بدر الدين ابن قاضي القضاة، صدر الدين ابن سني الدولة، قدم من مصر ومعه مرسوم بها عوضًا عنِ ابنِ الزملكاني، فدرس بها في جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين وستِّ مئة، ثم تركها بعد شهرين لصاحبها". وابن الزملكاني تقدم التعريف به. وبدر الدين محمد بن محمد بن أحمد بن سني الدولة لم أقف على أخباره. ووالده القاضي مشهور (ت 680 هـ). والمدرسة الركنية واقفها ركن الدين منكورس عتيق فلك الدين سليمان، أخو الملك العادل سيف الدين أبي بكر لأمه، قاله أبن شداد في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 236، ويراجع: الدارس 1/ 235، ومختصره 42. قال ابن شداد:"وليها شمس الدين ابن سني الدولة، ثم ولده صدر الدين قاضي القضاة، ثم نجم الدين ولد صدر الدين القاضي، ثم شمس الدين ابن خلكان، وكان ينوب بها عنه محيي الدين النووي، ثم بدر الدين محمد ابن سني الدولة، وهو مستمر بها إلى الآن" ولم يذكر تدريس ابن خلكان فيها لا أصالة ولا نيابة.

(2)

الخبر في: البداية والنهاية 13/ 302، والدارس 1/ 49. ودار الحديث الأشرفية تقدم ذكرها، ونجم الدين ابن قدامة أحمد بن عبد الرحمن (ت 689 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات جمادى الأولى.

ص: 248

يَعقوبُ

(1)

بنُ فَضْلِ ابنِ طَرْخانَ الجَعْفَريُّ الحَنْبليُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ رجُلًا صالحًا، من أهل السُّنةِ والاتِّباع. سَمِعَ الكثيرَ منَ الحافظِ ضياءِ الدِّينِ مُحمدِ بنِ عبدِ الواحد. وحَدَّثَ.

891 -

وفي ليلةِ الخميس سادسَ عَشَرَ جُمادى الأولى تُوفِّي الإمامُ شمْسُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(2)

ابنُ كمالِ الدِّينِ مُحمدِ ابنِ شِهابِ الدِّينِ عبّاسِ بنِ أبي بكرِ بنِ جَعْوانَ الأنصاريُّ المُحَدِّثُ النَّحْويُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقابرِ بابِ الصَّغير، رَحمَهُ اللهُ تعالى.

وكانَ رجُلًا فاضِلًا، عارِفًا بالنَّحْوِ واللُّغة، كثيرَ الضَّبطِ والإتقان

(3)

. سَمِعَ الكثيرَ من ابنِ عبدِ الدّايم، وابنِ أبي اليُسْر، وابن أبي الخَيْر، وأصحابِ ابنِ طَبَرْزَد.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 488، والمقصد الأرشد 3/ 124، والمنهج الأحمد 4/ 323، ومختصره الدر المنضد 1/ 425.

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 198، ونهاية الأرب 31/ 113، والمختار من تاريخ ابن الجزري 313، وتاريخ الإسلام 15/ 483، ودول الإسلام 2/ 185، والعبر 5/ 441، والإشارة إلى وفيات الأعيان 373، وتذكرة الحفاظ 4/ 1492، والوافي بالوفيات 1/ 201، والبداية والنهاية 13/ 303، وتذكرة النبيه 1/ 82، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 69، وعيون التواريخ 21/ 328، والمنهل الصافي 11/ 47، والدليل الشافي 2/ 687، والمقفى الكبير 7/ 97، والسلوك 1/ 3/ 718، وعقد الجمان 2/ 311، والنجوم الزاهرة 7/ 359. وأخوه الفقيه شهاب الدين أحمد بن محمد بن عباس (ت 699 هـ) ترجمته في: طبقات الشافعية للإسنوي 1/ 380، والعبر 6/ 394، والشذرات 5/ 444.

(3)

قال الصفدي: "أخذ النحو عن جمال الدين محمد بن مالك، وكان من كبار أصحابه، ثم أقبل على الحديث وعني به أتم عناية

وقرأ "المسند" على ابن علان قراءة لم يسمع الناس مثلها في الفصاحة والصحة، وحضره جماعة من الأئمة فما أمكنهم أن يأخذوا عليه لحنة واحدة".

ص: 249

‌جُمادى الآخرة

892 -

وفي يوم الأربعاءِ سابع جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الشَّيخُ نَجْمُ الدِّينِ مُحمدُ

(1)

ابنُ شَرَفِ الدِّينِ عُثْمانَ بنِ عبدِ الوَهّابِ بنِ يوسُفَ التَّغْلبيُّ، المعروفُ بابنِ السّائق، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ.

893 -

وفي يوم الجُمُعةِ تاسع جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الشَّريفُ مُحْيي الدِّينِ يحيى

(2)

ابنُ الشَّريف علاءِ الدِّينِ عليِّ بنِ أبي طالب بن أبي عبدِ الله الحُسَينيُّ المُوسَوِيُّ، ودُفِنَ من يومِهِ بمَقابرِ الصُّوفيّة.

رَوَى عنِ ابنِ الزَّبِيدِيّ، والفَخْرِ الإربْلِيِّ.

894 -

وفي يوم الأحدِ ثامِن عَشَرَ جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الشَّيخُ الخَطيبُ مُحْيي الدِّينِ أبو حامدٍ مُحمدُ

(3)

ابنُ الخَطيب القاضي عِمادِ الدِّينِ أبي الفَضائل

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 482. قال: "ولد العدل الكبير شرف الدين الدمشقي"، ووالده عثمان بن عبد الوهاب بن يوسف بن معالي (ت 663 هـ). يراجع: تاريخ الإسلام 15/ 88، وذيل الروضتين 234، وذيل مرآة الزمان 2/ 327.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 487. قال: "روى عنه أبو محمد البرزالي".

(3)

ترجمته في: تالي وفيات الأعيان 97، وذيل مرآة الزمان 4/ 196، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 223، وتاريخ الإسلام 15/ 481، ودول الإسلام 2/ 185، والعبر 5/ 340، والإشارة إلى وفيات الأعيان 372، والإعلام بوفيات الأعلام 284، والبداية والنهاية 13/ 302، وطبقات الشافعية للإسنوي 1/ 447، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 2/ 932، وعيون التواريخ 21/ 329، والوافي بالوفيات 3/ 282، وتذكرة النبيه 1/ 86، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 74، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 53، وذيل التقييد 1/ 162، وعقد الجمان 2/ 132، والنجوم الزاهرة 7/ 360، والدارس 2/ 421، والشذرات 5/ 380 (7/ 663).

وجده أبو القاسم، عبد الصمد قاضي دمشق (ت 614 هـ) وأبوه عبد الكريم كان إمامًا، فقيهًا، محدثًا (ت 662 هـ) ومن ذوي قرابته: عبد الكريم بن محمد (ت 561 هـ). والحرستاني: منسوب إلى حرستا من قرى دمشق. يراجع: معجم البلدان 2/ 251، واللباب 1/ 191.

ص: 250

عبدِ الكريم ابنِ القاضي جَمالِ الدِّينِ أبي القاسم عبدِ الصَّمدِ بنِ مُحمدِ بن أبي الفَضْل، ابنُ الحَرَستانيِّ، الأنصاريُّ، رَحمَهُ اللهُ تعالى، ودُفِنَ من يومِهِ بسَفْح قاسِيُونَ.

وحَضَرَ الجِنازةَ نائبُ السَّلطنة، وخَلْقٌ كثيرٌ. وكانَ رجُلًا صالحًا، باشَرَ الخَطابةَ بعدَ والدِه، ودَرَّسَ بالغَزّاليّةِ

(1)

وغيرِها. وأفتَى، ورَوَى الحديثَ عنِ ابنِ البُنّ، وابن الزَّبِيدِيِّ، وابنِ اللَّتِّي، وابنِ الهادي، وابنِ غَسّان، وجماعةٌ. ورَوَى بالإجازةِ عن المُؤيَّدِ الطُّوسيِّ، وأبي رَوْح الهَرَويّ، وزينبَ الشَّعْريّة، وغيرِهِم.

ومَولدُهُ سنةَ أربع عَشْرةَ وستِّ مئة.

895 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ العشرينَ من جُمادى الآخرةِ تُوفِّي علاءُ الدِّينِ عليُّ

(2)

بنُ مُحمدِ بن نَصْرِ الله بنِ أبي سُراقةَ الهَمْدانيُّ الكاتبُ الأعْرَج، ودُفِنَ من يومِهِ بسَفْح قاسيُونَ.

سَمِعَ من ابن الزَّبِيدِيِّ، وجَعْفَرٍ الهَمْدانيّ.

ومَولدُهُ سنةَ عَشْرٍ وستِّ مئة.

896 -

وفي سَلْخ جُمادى الآخرةِ يوم الجُمُعةِ صُلِّيَ على الشَّيخ إبراهيمَ

(3)

ابنِ الشَّيخ عُثْمانَ العَدَوِيِّ، المقيمِ بدَيْرِ ناعِسٍ.

وكانَ رجُلًا صالحًا، من أولادِ المَشايخ الكِبار.

(1)

منسوبة إلى الغزالي الإمام (ت 505 هـ) كما في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 246، والدارس 1/ 413، ومختصره 64. وذكرا ممن درس فيها المترجم هنا. قال ابن شداد:"وهو مستمر بها إلى الآن".

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 476.

(3)

لم أقف على ترجمته. ودير ناعس ذكره ياقوت الحموي في كتابه الخزم والدأل 2/ 225 قال: "قرية قرب بعلبك".

ص: 251

‌رَجَب

897 -

وفي ليلةِ الأحدِ ثاني رَجَب تُوفِّي زَيْنُ الدِّينِ يحيى

(1)

ابنُ الحاجِّ أحمدَ بنِ سالم القُرَشِيُّ الخَشّابُ، المعروفُ بابنِ السَّلالمِيِّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقْبرةِ بابِ الصَّغير.

وكانَ من عُدُولِ القِيْمة، مَشكورَ السِّيرة. سمِعَ منَ الرَّشِيدِ ابنِ مَسْلَمةَ، ولم يُحَدِّث.

898 -

وفي ليلةِ الأحدِ ثاني رَجَبٍ تُوفِّي عِمادُ الدِّينِ أحمدُ

(2)

ابنُ السّائق بشارةَ بنِ عبدِ الله الشِّبْليُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

رَوَى عنِ ابنِ اللَّتِّي.

899 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ سابع رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ الصّالح صَفِيُّ الدِّينِ خليلُ

(3)

بنُ عبدِ الغنيِّ بنِ خليل، ابنُ الصّائغ، الأنصاريُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقْبُرةِ ابنِ

(4)

عَمِّهِ القاضي عِزِّ الدِّينِ بالجَبَل.

وكانَ رجُلًا صالحًا، أخَذْتُ خَطَّهُ في بعضِ الإجازات

(5)

.

• - ووَصَلَ السُّلطانُ الملكُ المَنْصورُ سَيْفُ الدِّينِ قَلاوُونُ إلى دمشقَ يومَ الجُمُعةِ قبلَ الصَّلاةِ سابع رَجَبٍ منَ القاهرة، وكانَ دُخولًا حَسَنًا

(6)

.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 486.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 462، وتقدم ذكر أخيه علاء الدين علي (ت 681 هـ) في وفيات ربيع الأول.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 466، وابن عمه القاضي عز الدين أبو المفاخر محمد بن عبد القادر ابن عبد الخالق بن خليل بن مخلد (ت 683 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات ربيع الآخر.

(4)

"ابن" مكررة في الأصل.

(5)

قال الحافظ الذهبي: "لا أعلم له رواية".

(6)

الخبر في: تشريف الأيام والعصور 43، ونهاية الأرب 31/ 96، والبداية والنهاية 13/ 301، ويراجع: تاريخ الإسلام 15/ 418، وتاريخ ابن الفرات 7/ 275، وتذكرة النبيه 1/ 80، والسلوك 1/ 3/ 715، وفي معظمها أن دخوله كان يوم الجمعة ثامن الشهر.

ص: 252

900 -

وفي سابع رَجَبِ صَلَّيْنا بدمشقَ على الشَّيخ الكبيرِ صَفِيِّ الدِّينِ أبي عبدِ الله الحُسَين

(1)

بنِ عَليِّ بنِ أبي المَنْصور الأنصاريِّ، وكانَت وفاتُهُ يومَ الجُمُعةِ ثاني عَشَرَ شَهْرِ ربيع الآخِر، ودُفِنَ منَ الغَدِ بزاويتِهِ بالقرافةِ الكُبرى.

رَوَى "التِّرمذي" عنِ ابنِ البَنّاء.

ومَولدُهُ في ذي القَعْدةِ سنةَ خَمْسٍ وتسعينَ وخَمْسِ مئة.

901 -

وكذلكَ صَلَّيْنا بدمشقَ على الأميرِ أحمدَ

(2)

بنِ حِجِّي، مع ابنِ أبي المَنْصورِ المذكور، وكانَت وفاتُهُ ببُصْرَى

(3)

يومَ الأربعاءِ خامسِ رَجَب.

902 -

وفي ليلةِ الخميسِ ثالثَ عَشَرَ رَجَبٍ تُوفِّي الصَّدْرُ عِزُّ الدِّينِ أبو البَرَكات عيسى

(4)

ابنُ نَجْم الدِّينِ المُظَفَّرِ بنِ مُحمدِ بنِ إلياس، ابن الشَّيْرَجيِّ، الأنصاريُّ، مُحتسبُ دمشقَ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقْبُرةِ بابِ الصَّغير.

903 -

وفي يوم الأحدِ خامسَ عَشَرَ رَجَبٍ تُوفِّي ناصِرُ الدِّينِ نَصْرُ الله

(5)

بنُ عليِّ بنِ هِبةِ الله، ابنُ سَنِيِّ الدَّولة، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ.

(1)

ترجمته في: المختار من تاريخ ابن الجزري 312، وتاريخ الإسلام 15/ 466، وعيون التواريخ 21/ 327، والمقفى الكبير 3/ 565.

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 183، والمختار من تاريخ ابن الجزري 312، ونهاية الأرب 31/ 117، وتاريخ الإسلام 15/ 462، والعبر 5/ 338، والوافي بالوفيات 6/ 304، والمنهل الصافي 1/ 261، والدليل الشافي 1/ 42، والبداية والنهاية 13/ 303، وعيون التواريخ 21/ 337، وتاريخ ابن الفرات 7/ 282، وصبح الأعشى 4/ 203، والسلوك 1/ 3/ 721، وعقد الجمان 2/ 314، والنجوم الزاهرة 7/ 357، والشذرات 5/ 236 (7/ 656).

(3)

من بلاد الشام مشهورة.

(4)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 195، وتالي وفيات الأعيان 94، وتاريخ الإسلام 15/ 479، وعيون التواريخ 21/ 236. تقدم ذكر كثير من أهل بيته.

(5)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 486، قال:"وهو والد شيخنا محمد".

أقول -وعلى الله أعتمد-: هو من بيت علم كبير. وولده محمد بن نصر الله (ت 725 هـ) ذكره الحافظ الذهبي في معجم شيوخه 2/ 293.

ص: 253

وكانَ يَشهدُ تحتَ السّاعات. ووَجَدْتُ لهُ سَماعًا بعدَ موتِه، ولم يُحَدِّث.

• - وفي يوم الجُمُعةِ الحادي والعشرينَ من رَجَب وَلِيَ الخطابةَ بجامع دمشقَ الشَّيخ جَمالُ الدِّين عبدُ الكافي بنُ عبدِ الملكَ بنِ عبدِ الكافي عِوَضًا عنِ ابنِ الحَرَسْتانيّ رحمه الله. وخَطَبَ في اليوم المَذْكور

(1)

.

• - وفي هذا اليوم يوم الجُمُعةِ طُلِبَ قاضي القُضاةِ عِزُّ الدِّينِ ابنُ الصّائغ منَ الجامع قبلَ الصَّلاة، وحُبِسَ بالقلعةِ في مسجدٍ. وأُحْضِرَ النِّظامُ ابنُ الحَصِيرِيِّ نائبُ الحَنَفيِّ. وأُثبِتَ عليه مَحْضَرٌ مضمونُهُ أنَّ عندَ القاضي عِزِّ الدِّينِ وَديعةً، ثمانيةَ آلاف دينار، اتَّصَلَتْ إليه من جهةِ ابنِ الإسكاف. ومُنِعَ النّاسُ منَ الدُّخولِ إلى زيارَته.

وسُعِيَ في إثباتِ مَحْضَرٍ آخَرَ عليه يَتضَمَّنُ أنَّ عندَهُ وَديعةً قِيمتُها خمسةٌ وعشرونَ ألفَ دينارٍ اتَّصلَتْ إليه من جهةِ الصّالح إسماعيلَ بنِ أسَدِ الدِّين، ودَخَلَ في ذلكَ ابنُ السَّكاكِريِّ، والجَمالُ ابنُ الحَمَويِّ، وجماعةٌ. وأُرْسِلَ إلى القاضي، وأُمِرَ بالشُّروع في حَمْلِ المال، وقيلَ لهُ القَضيةُ الأُولةُ ثَبتَتْ، والثانيةُ قد قاربَ ثُبوتها. ثم تَحدَّثوا في قضيةٍ ثالثة، وهي أنَّ ناصرَ الدِّينِ ابنَ نائب السَّلطنةِ عِزّ الدِّينِ الظّاهرِيِّ أودَعَ عندَهُ وَديعةً، فسُئِلَ عنها فقال: ليسَ عندي شيءٌ، وإنّما أحضِرَ إلي شيءٍ من جِهتِهِ فلم أستودِعْهُ. وشَهِدَ لهُ بذلك بَدْرُ الدِّينِ أميرُ مجلسٍ، وقال: أنا حَمَلْتُها إليه فلم يَستَودِعْها، وأدّى الشَّهادةَ فيما يتعلَّقُ بالوَديعةِ المَنسوبةِ إلى الصّالح أخي الزّاهرِ الجَمالُ ابنُ الحَمَويِّ وغيره عندَ القاضي حُسام الدِّين

(2)

.

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 180، والبداية والنهاية 13/ 301. والشيخ عبد الكافي (ت 689 هـ)، ذكره المؤلف في موضعه في وفيات جمادى الأولى، وابن الحرستاني تقدم ذكره في وفيات جمادى الآخرة.

(2)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 180، ونهاية الأرب 31/ 97، والبداية والنهاية 13/ 301، وتاريخ ابن الفرات 7/ 275، وتذكرة النبيه 1/ 81، والسلوك 1/ 81. وكذا الأخبار الآتية المتصلة بهذه الحادثة.

ص: 254

• - ودَخَلَ نائبُ السَّلطنةِ حُسام الدِّينِ لاجِينُ على القاضي عِزِّ الدِّينِ ليلةَ السّابع من شَعْبان، وتَحدَّثَ معَه، وكانَ السُّلطانُ غائبًا بالمَرْج، فحَضَرَ إلى البلدِ في سادسَ عَشَرَ شَعْبان، فتَكلَّمَ معَه في أمرِ القاضي، فرَسَمَ بحَمْلِه على الشَّرْع، فعُقِدَ لهُ مَجالسُ، وحَصَلَ عليه تَعَصُّبٌ. ثم إنَّ جماعةً من الأُمراءِ وَجَدُوا خَلْوةً من السُّلطان، فحَدَّثوهُ في أمرِه، فأمَرَ بإطلاقِه. فحَضَرَ إليه نائبُ السَّلطنةِ حُسام الدِّينِ لاجِيْنُ، فخَرَجَ من القَلعةِ إلى الجامع، وحَضَرَ النّاسُ إليه للتَّهنئةِ بالسَّلامة، وذلكَ يوم الاثنينِ الثّالث والعشرينَ من شَعْبان.

• - وانتَقلَ منَ المدرسةِ العادليّةِ إلى دارِهِ بدَرْبِ النَّقّاشة

(1)

. وصارَ يَقطَعُ الوقتَ بالجُلوسِ في المَسجدِ الذي قُبالةَ دارِه، ويَخرُجُ إلى المَزاراتِ بالغُوطة، وزيارةِ المَشايخ من الأحياءِ والأموات. وبعدَ ذلكَ عُزِّرَ ابنُ الحَمَويِّ ومَنْ شَهِدَ معَه على دَوابٍّ في العشرينَ من رَمَضان.

• - وكان ممَّن آذى القاضي عِزَّ الدِّينِ في هذه الواقعةِ بَدْرُ الدِّينِ بَكْتُوتُ المُشِدّ الأقْرَعيُّ. وكذلكَ آذى جماعةً في هذا التّاريخ منَ الوُلاة، والكُتّاب، وأعيانِ الدِّمَشقيِّين. وحَصَلَ للنّاسِ منهُ خَوفٌ شديدٌ.

• - وفي يوم الأحدِ الثّالث والعشرينَ من رَجَبٍ وَلِيَ القاضي بهاءُ الدِّينِ يوسُفُ ابنُ قاضي القُضاةِ مُحْيي الدِّينِ يحيى بنِ الزَّكيِّ القضاءَ بدمشقَ

(2)

.

(1)

من دروب دمشق ذكره ابن شداد في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 114، 276. ومثله في الدارس وثمار المقاصد لابن عبد الهادي. كما له ذكر في تاريخ دمشق لابن عساكر. ولم يذكره ياقوت في معجم البلدان ويقال: درب النقاشين أيضًا.

(2)

يراجع المصادر السابقة في الخبر الذي قبله. ولي القضاء بعد القاضي عز الدين ابن الصائغ في هذه السنة. قال ابن طولون في قضاة دمشق 79: "واستمر في ذلك إلى أن توفي في ذي الحجة سنة خمس وثمانين عن خمس وأربعين سنة، وهو زكي بيت الزكي، وآخر من ولي القضاء منهم، رحمهم الله تعالى وعفا عنهم". أقول: تقدم التعريف ببعض مشاهير هذه الأسرة في أول الكتاب، وذكر المؤلف القاضي بهاء الدين في موضعه.

ص: 255

904 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ الخامسِ والعشرينَ من رَجَبٍ تُوفِّي الشِّهابُ مُحمدُ

(1)

بنُ عبد الرّاحم القَوّاس.

وكانَ سَمِعَ الكثيرَ على ابنِ عبدِ الدّائم، وغيرِه، وأسْمَعَ ولدَهُ معَه

(2)

.

• - ووَلِي حِسْبةَ دمشقَ الصَّدْرُ جَمالُ الدِّينِ ابن صَصْرَى يومَ الأربعاءِ السّادسِ والعشرينَ من رَجَب

(3)

.

• - وفي هذا اليوم دَرَّسَ بالدَّوْلَعِيّةِ كمالُ الدِّينِ النَّجّارُ الذي كانَ وَكيلَ بيتِ المال، عِوَضًا عن جمالِ الدِّينِ عبدِ الكافي بمُقتَضى تَولِيَتِه الخَطابة

(4)

.

• - وفي هذا التّاريخ رَجَعَتِ الأمينِيّة إلى علاءِ الدِّينِ ابنِ الزَّمَلُكانِيِّ باتِّفاقٍ جَرَى بينَه وبينَ ابنِ سَنِيِّ الدَّولة، وذَكَرَ الدَّرسَ بها في ثالثِ رَمَضان

(5)

.

905 -

وفي ليلةِ السَّبتِ التّاسع والعشرينَ من رَجَبِ تُوفِّي الطَّواشِي

(1)

لم أقف على ترجمته. واسم والده: عبد الراحم، كذا جاء في الأصل وهي غريبة.

(2)

ولده هو عليّ بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الراحم القواس الدمشقي، توفي سنة 726 هـ، وهو مترجم في معجم شيوخ الذهبي 2/ 45، وذيل التقييد 2/ 213 (بشار).

(3)

الخبر في تاريخ الإسلام 15/ 419، والبداية والنهاية 13/ 302، وعيون التواريخ 21/ 327. وجمال الدين ابن صصرى، إبراهيم بن عبد الرحمن بن سالم (ت 693 هـ)، ذكره المؤلف في موضعه في وفيات شوال وذكر أنه ولي الحسبة.

(4)

الخبر في: البداية والنهاية 13/ 302. والمدرسة الدولعية أنشأها جمال الدين الدولعي خطيب دمشق محمد بن أبي الفضل بن زيد (595 هـ) وهو منسوب إلى الدولعية من قرى الموصل (معجم البلدان 2/ 486). يراجع: الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 234، والدارس 1/ 242، ومختصره 41، وذكر النعيمي في الدارس ممن درس فيها الكمال ابن النجار محمد بن أحمد بن علي (ت 688 هـ) لكنه لم يذكر أنها نيابة عنِ ابنِ عبد الكافي. ذكره المؤلف في موضعه في وفيات شعبان. وابن عبد الكافي تقدم ذكره.

(5)

تقدم ذكر الخبر، ويراجع: الدارس 1/ 193.

ص: 256

بَدْرُ الدِّينِ بَدْرٌ

(1)

الآمِدِيُّ المعروفُ بالصَّغير، المُقيمُ بالظّاهريّة، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ صالحًا، رَوَى عنِ ابنِ مَسْلَمة، ومَكِّيِّ بنِ عَلّان.

906 -

وفي يوم الخميسِ ثالثَ عَشَرَ رَجَبٍ تُوفِّي الشَّيخُ المُحَدِّثُ شَمْسُ الدِّينِ مُحمدُ

(2)

بنُ مُحمدِ بنِ حُسَينٍ الكَنْجِيُّ الصُّوفيُّ، بالقُدْس الشَّريف، ودُفِنَ يوم الجُمُعةِ بمَقْبرةِ ماملّا.

وكانَ رجُلًا مُباركًا، لهُ رحلةٌ، ومسموعاتٌ، وتَخريجاتٌ. وحَدَّثَ بالكثيرِ في عِدّةِ بلاد

(3)

.

‌شَعْبان

907 -

وفي يوم الجُمُعةِ العشرينَ من شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ كمالُ الدِّينِ عبدُ الرَّحمن

(4)

بنُ أحمدَ بنِ عبّاس الفاقُوسيُّ، ويُعرفُ بالفُقَيْسيِّ، المُقيمُ بالمدرسةِ المُجاهديّة

(5)

.

وكانَ لهُ نَظْمٌ. رَوَى عنِ ابنِ الحَرَسْتانِيّ، وابن مُلاعِب، وغيرِهِما.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 465. قال الحافظ الذهبي: "بدر بن عبد الله الآمدي الخادم. يروي عن كريمة، وسمع الكثير من الشرف النابلسي، كتب عنه علم الدين، وغيره".

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 484، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 267، وتذكرة الحفاظ 4/ 1492، والوافي بالوفيات 8/ 330.

(3)

قال الحافظ الذهبي: "وخرج لنفسه معجمًا

وكان عريًا من العربية، قليل البضاعة في الحديث

وروى عنه ابن أبي الفتح، وابن العطار، وابن الخباز، والبرزالي، وغيرهم

كتب إلى مروياته".

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 469، والوافي بالوفيات 18/ 101، والمنهل الصافي 2/ 286، والدليل الشافي 1/ 397.

(5)

المدرسة المجاهدية واقفها الأمير الكبير مجاهد الدين أبو الفوارس بزان بن مامين بن علي بن محمد الجلالي الكردي، أحد مقدمي الجيش بالشام في دولة نور الدين (ت 555 هـ). ذكرها ابن شداد في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 232، والدارس 1/ 451، ومختصره 72.

ص: 257

• - وذَكَرَ الدَّرْسَ بالغَزّاليّةِ الشَّيخُ جمالُ الدِّينِ ابنُ عبدِ الكافي الخطيبُ في الثاني والعشرينَ من شَعْبان، ولم تستمرَّ بيدِه، ثم أخَذَها منهُ الشَّيخُ شَمْسُ الدِّينِ الأيْكِيُّ، ودَرَّسَ بها في حادي عَشَرَ شَوّال

(1)

.

908 -

وفي مُنْتَصف شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ عُمَرُ

(2)

بنُ محمودِ بنِ خليفةَ الرَّقِّيُّ، السّاكنُ بالصّالحيّة، ويُعرَفُ بابنِ الرُّقْية. وحَدَّثَ.

‌رَمَضان

909 -

وفي يوم الأربعاءِ ثاني رَمَضانَ تُوفِّي نُورُ الدِّينِ عليُّ

(3)

بنُ عبدِ الرَّحمنِ ابنِ مُحمدِ بنِ عَطاءٍ الحَنَفيُّ، إمامُ الخاتُونيّة بالجَبَل.

سَمِعَ منَ ابنِ الزَّبِيدِيّ.

910 -

وفي ليلةِ الخميسِ ثالثِ رَمَضانَ تُوفِّي بَدْرُ الدِّينِ عليُّ

(4)

بنُ عُمَرَ بنِ أحمدَ بنِ عُمَرَ ابن الشَّيخ أبي عُمَرَ ابنِ قُدامة، ودُفِنَ منَ الغَدِ بتُربةِ الشَّيخ أبي عُمَرَ.

وكانَ رجُلًا جيِّدًا، سَمِعَ من ابن الزَّبِيدِيّ، وابن اللَّتِّي، وجَعْفَرٍ الهَمْدانيّ، وغيرِهِم.

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 181، وجعله في حادي عشر شوال، والبداية والنهاية 13/ 302، وفيه:"شمس الدين الإربلي"، والدارس 1/ 422. وشمس الدين الأيكي محمد بن أبي بكر (ت 697 هـ). ذكره المؤلف في موضعه في وفيات رمضان. والمدرسة الغزالية تقدم ذكرها.

(2)

لم أقف على ترجمته.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 476. ومسجد خاتون في المدرسة الخاتونية التي أنشأتها خاتون بنت معين الدين أنر زوجة الشهيد نور الدين محمود بن زنكي. الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 305، والدارس 1/ 507، ومختصره 87، وثمار المقاصد 130، 211، والمروج السندسية 37. ولعل المذكور هنا ابن أخي مدرسها عبد الله بن محمد بن عطاء الحنفي الأذرعي (ت 673 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات جمادى الآخرة.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 476. والده عمر بن أحمد، أخو حمزة بن أحمد (ت 632 هـ) والد القاضي تقي الدين سليمان (ت 715 هـ).

ص: 258

911 -

وفي ليلةِ الاثنينِ سابع رَمَضانَ تُوفِّي الصَّدْرُ مَجْدُ الدِّينِ مُحمدُ

(1)

بنُ أحمدَ بنِ أبي طالب الأنصاريُّ الكاتبُ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بالجَبَل.

وكانَ تَولَّى نَظَرَ صَفَدَ وغيرِ ذلك. رَوَى عنِ ابنِ الزَّبِيدِيّ.

• - وباشَرَ نيابةَ الحُكْم بدمشقَ الشَّيخُ شَرَفُ الدِّينِ أحمدُ بنُ أحمدَ بنِ نِعْمةَ المَقْدِسيِّ في يوم الأربعاءِ تاسع رَمَضانَ عن قاضي القُضاةِ بَهاءِ الدِّين

(2)

.

912 -

وفي يوم الخميسِ عاشرِ رَمَضان تُوفِّي الصّاحبُ مَجْدُ الدِّينِ إسماعيلُ

(3)

بنُ إبراهيم بن كُسَيْرات، ودُفِنَ من يومِهِ بالجَبَل.

وكانَ رجُلًا جيِّدًا، خَدَمَ في جهاتٍ كِبارٍ منَ الأنظار، ووَلِيَ الوِزارةَ في سَلْطَنةِ سُنْقُر الأشْقَر.

913 -

وفي يوم الخميسِ عاشرِ رَمَضانَ تُوفِّي الملكُ العادلُ سَيْفُ الدِّينِ أبو بكرِ

(4)

ابنُ السُّلطانِ الملكِ النّاصِرِ داودَ ابنِ الملكِ المُعظَّم عيسى ابنِ الملكِ العادلِ أبي بكرٍ، ودُفِنَ يوم الجُمُعةِ بالمدرسةِ المُعَظَّميّةِ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ وافِرَ العَقْل، مشكورَ السِّيرة.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 480، وفيه: "ناظر بلاد صفد

روى ثلاثيات البخاري عنِ ابنِ الزبيدي، سمع منه البرزالي وغيره". صفد تقدم ذكرها.

(2)

الخبر في: البداية والنهاية 13/ 302. وأحمد بن محمد بن نعمة النابلسي (ت 694 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات رمضان، والقاضي بهاء الدين يوسف بن يحيى بن الزكي (ت 685 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات ذي الحجة.

(3)

ترجمته في: تالي وفيات الأعيان 35، وتاريخ الإسلام 15/ 464، ونهاية الأرب 31/ 114، والوافي بالوفيات 9/ 74، وعيون التواريخ 21/ 330، وتاريخ ابن الفرات 7/ 283، والسلوك 1/ 3/ 18، والمقفى الكبير 2/ 70.

(4)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 201، وتاريخ الإسلام 15/ 488، ونهاية الأرب 31/ 115، وعيون التواريخ 21/ 330، وتذكرة النبيه 1/ 87، والسلوك 1/ 3/ 719، وهو أخو شاذي المتقدم في السنة التي قبلها في وفيات ذي الحجة.

ص: 259

• - وباشَرَ أيضًا نيابةَ الحُكْم عن قاضي القُضاةِ بَهاءِ الدِّينِ القاضي نَجْمُ الدِّينِ البَيْسانِيُّ في سابع عَشَرَ رَمَضان.

914 -

وفي يوم الأربعاءِ الثّالثِ والعشرينَ من شَهْرِ رَمَضانَ تُوفِّي الفَقيهُ شَمْسُ الدِّين مُحمدُ بنُ البابا بُريك بنِ عبدِ الله الشّافعيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بميدانِ الحَصا

(1)

.

وكانَ فقيهًا فاضلًا.

‌شَوّال

915 -

وفي ليلةِ الثُّلاثاءِ سادسِ شَوّال تُوفِّي شَمْسُ الدِّينِ مُحمدُ

(2)

بنُ عليِّ، ابنُ القَباقِبيِّ، الأنصاريُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بالجَبَل.

وكانَ من شيوخ الكُتّاب، وهُو والدُ مَجْدِ الدِّين يوسُف، ومُحْيي الدِّين يحيى.

• - وباشَرَ قاضي القُضاةِ بهاء الدِّينِ تَدريسَ العادِليّةِ في ثاني عَشَرَ شَوّال

(3)

.

• - وتَوجَّهَ الرَّكبُ الشّاميُ إلى الحِجاز يومَ الخميسِ مُنْتَصفِ شَوّال، وأميرُهُم صارِمُ الدِّينِ المَطْرُوحِيُّ

(4)

.

916 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ الثّالثِ والعشرينَ من شَوّالٍ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ

(1)

الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 184، قال:"قبلي دمشق به قبر ذكروا أنه قبر أم عاتكة، أخت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعنده قبر ذكر أنه قبر صهيب الرومي، وقبر أخته، والصحيح أنه بالمدينة".

(2)

ترجمته في: تالي وفيات الأعيان 150، وتاريخ الإسلام 15/ 482 كما هنا. وابنه يوسف (ت 701 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات جمادى الأولى وابنه الآخر يحيي (ت 721 هـ) وحفيده محمد بن يوسف (ت 694 هـ) قبل أبيه، ذكره المؤلف في موضعه في وفيات ذي الحجة وقال:"كان شابًّا ابن ست وعشرين سنة".

(3)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 181، والدارس 1/ 222، والمدرسة العادلية تقدم ذكرها. وقاضي القضاة بهاء الدين، هو ابن الزكي يوسف بن يحيى (ت 685 هـ).

(4)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 181، وتاريخ ابن الفرات 7/ 276. وصارم الدين المطروحي تقدم ذكره.

ص: 260

المُحَدِّثُ جمالُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبدُ الله

(1)

بنُ يحيى بن أبي بكرٍ الجَزائريُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقابرِ الصُّوفيّة.

وكانَ رجُلًا صالحًا، معروفًا بالحديثِ وكتابتِه. رَوَى عن كَرِيمةَ، وأصحابِ السِّلَفِي.

917 -

وفي ليلةِ الأربعاءِ الثّامنِ والعشرينَ من شَوّالٍ تُوفِّي الصَّدْرُ مُحْيي الدِّينِ أبو الفَضْل يحيى

(2)

ابنُ علاءِ الدِّينِ عليِّ بنِ مُحمد، ابنُ القَلانِسيِّ، التَّمِيميُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ من أعيانِ الصُّدور، حَسَنَ الشَّكل، كَريمَ الأخلاق، عندَهُ فَضيلةٌ وأدَبٌ. ورَوَى الحديثَ عن الشَّيخ مُوفَّقِ الدِّينِ ابن قُدامة، والمَجْدِ القَزْوِينيِّ، وابنِ الزَّبِيدِيِّ، وجماعة.

‌ذو القَعْدة

918 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ مُستهلِّ ذي القَعْدةِ تُوفِّي بُرهانُ الدِّينِ أبو إسحاق إبراهيمُ

(3)

بنُ تُرُوْسِ بنِ عبدِ الله الحَنْبليُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقابرِ بابِ الصَّغير.

وكانَ تاجرًا بقَيْساريّةِ الفُرش

(4)

، ويَلوذُ بمُؤيَّد الدِّينِ ابنِ القَلانِسِيِّ

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 467، والعبر 5/ 338، وتذكرة الحفاظ 4/ 1402، والمعين في طبقات المحدثين 217، والإشارة إلى وفيات الأعيان 373، والإعلام بوفيات الأعلام 285، والوافي بالوفيات 17/ 671، والنجوم الزاهرة 7/ 361، والشذرات 5/ 376 (7/ 657).

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 200، وتالي وفيات الأعيان 176، وتاريخ الإسلام 15/ 487، والعبر 5/ 342، وتذكرة الحفاظ 4/ 1492، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 370، والإشارة إلى وفيات الأعيان 373، والإعلام بوفيات الأعلام 285، ومرآة الجنان 4/ 198، والوافي بالوفيات 28/ 241، وعيون التواريخ 21/ 331، وتذكرة النبيه 1/ 85، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 75، وذيل التقييد 2/ 305، والنجوم الزاهرة 7/ 361، والشذرات 5/ 381 (7/ 665).

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 463.

(4)

الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 115، وفي الدارس وثمان المقاصد:"الفرس".

ص: 261

وأولادِه

(1)

. وسَمِعَ من ابنِ مَسْلَمة، ومَكِّيِّ بنِ عَلّان، وابنِ الصَّلاح، والسَّخَاوِيِّ، وجماعة. وحَصَّلَ نُسَخًا بمَسْمُوعاتِه.

919 -

وفي يوم الاثنينِ رابع ذي القَعْدةِ تُوفِّي الشَّيخُ الأصيلُ مُحْيي الدِّينِ أبو حَفْصٍ عُمَرُ

(2)

ابنُ القاضي مُحْيي الدِّينِ أبي حامدٍ مُحمدِ ابنِ الشَّيخ شَرَفِ الدِّينِ أبي سَعْدٍ عبدِ الله بنِ مُحمدِ بنِ هِبةِ الله بن أبي عَصْرُونَ التَّمِيميُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

ودَرَّسَ بمدرسةِ جَدِّه

(3)

. ورَوَى الحديثَ عنِ ابنِ طَبَرْزَد، والكِنْدِيِّ، وابنِ الحَرَسْتانِيّ، وجماعة. وكانَت لهُ إجازاتٌ عاليةٌ.

920 -

وفي يوم الأربعاءِ ثالثَ عَشَرَ ذي القَعْدةِ تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ الزّاهدُ شَمْسُ الدِّينِ مُفْتي المسلمينَ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(4)

بنُ أحمدَ بنِ نِعْمةَ بنِ أحمدَ

(1)

مؤيد الدين ابن القلانسي أسعد بن المظفر بن أسعد (ت 672 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات المحرم، ومن أولاده إبراهيم بن أسعد (ت 689 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات ذي القعدة مات شابًّا ولم يعقب. وحمزة بن سعد (ت 729 هـ) ذكره الحافظ ابن حجر في الدرر 2/ 162، وقال: "الصاحب أبو يعلى، رئيس الشام

" وأثنى عليه، ونقل عن البرزالي قوله: "قال البرزالي: رافقته في الحج، وقرأت عليه بالمدينة وغيرها، وكان من أكابر عدول البلد وأقدمهم".

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 194، وتاريخ الإسلام 15/ 478، والعبر 5/ 339، وتذكرة الحفاظ 4/ 1492، والإشارة إلى وفيات الأعيان 372، وتذكرة النبيه 1/ 85، وذيل التقييد 2/ 253، والنجوم الزاهرة 7/ 382، والدارس 1/ 403، والشذرات 5/ 379 (7/ 661).

(3)

مدرسة جده تعرف بالعصرونية. يراجع: الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 238، والدارس 1/ 455، ومختصره 72، وخطط الشام 6/ 86.

(4)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 195، وتاريخ الإسلام 15/ 479، والعبر 5/ 340، والإشارة إلى وفيات الأعيان 372، والإعلام بوفيات الأعلام 284، وتذكرة الحفاظ 4/ 1492، ومعجم الذهبي 2/ 164، ومرآة الجنان 4/ 198، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 2// 929، وعيون التواريخ 21/ 331، والوافي بالوفيات 2/ 131، وتاريخ ابن الفرات 7/ 285، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 457، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 49، والمقفى الكبير 6/ 286، والنجوم الزاهرة 7/ 360، والشذرات 5/ 383.

ص: 262

المَقْدِسيُّ الشّافعيُّ، مُدَرِّسُ الشّاميّةِ البَرّانيّة

(1)

، ودُفِنَ من يومِهِ عندَ والدِه بمَقابرِ بابِ كَيْسانَ

(2)

.

وكانَ من أعيانِ الفُقهاءِ وصُلَحائِهم. باشَرَ نِيابةَ الحُكْم مُدّةً، ثم تَرَكَهُ. رَوَى عن الشَّيخ عَلَم الدِّينِ السَّخَاوِيِّ.

921 -

وفي يوم الأربعاءِ ثالثَ عَشَرَ ذي القَعْدةِ تُوفِّي الشَّيخُ علاءُ الدِّينِ أبو المَعالي مُحمدُ

(3)

بنُ عبدِ القادرِ بنِ عبدِ الخالقِ بنِ خليلٍ الأنصارِيُّ، ابنُ الصّائغ، أخو القاضي عِزِّ الدِّين، ودُفِنَ من يومِهِ آخِرَ النَّهارِ بتُربتِهِم بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ رجُلًا جيِّدًا، أمينًا، وَلِيَ نَظَرَ الجهاتِ الدِّينيّة، ودَرَّسَ بالفَتْحِيّة

(4)

. ورَوَى الحديثَ عنِ ابنِ الزَّبِيدِيِّ، وابنِ اللَّتِّي، وابنِ صَبّاح، وابنِ غَسّان، وجماعة.

• - وذَكَرَ الدَّرْسَ بالعادِليّةِ الصَّغيرةِ قاضي القُضاةِ نَجْمُ الدِّينِ ابنُ صَصْرَى يومَ الأربعاءِ العشرينَ من ذي القَعْدةِ عِوَضًا عن الشَّيخ شَرَفِ الدِّينِ ابنِ المَقْدِسيّ بمُقتَضى انتِقالِه إلى الشّاميّةِ البَرّانيّةِ عِوَضًا عن أخيه

(5)

.

(1)

تقدم ذكرها، قال ابن شداد في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 250: "

ثم استقل بها شمس الدين محمد المقدسي المذكور، وهو مستمر بها إلى الآن، وهو آخر سنة أربع وسبعين وست مئة".

(2)

ذكر ابن شداد في الأعلاق الخطيبة (مدينة دمشق) 34 أبواب دمشق وذكر الباب الصغير، ثم قال:"الباب الذي يليه من القبلة بشرق ويعرف بباب كيسان ينسب إلى كيسان مولى بشر بن عبادة بن حسان بن جبار بن قرط الكلبي، وهو الآن مسدود".

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 196، وتاريخ الإسلام 15/ 480، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 2/ 930، وعيون التواريخ 21/ 332، والوافي بالوفيات 3/ 369.

(4)

قال ابن شداد في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 244: "أنشأها فتح الدين صاحب بارين نسيب صاحب حماة وجعل نظر التدريس فيها إلى القاضي عماد الدين الحرستاني، ثم من بعده ولده محيي الدين، ثم أخذت منه سنة تسع وستين وست مئة، وأعطيت علاء الدين محمد بن عبد القادر بن عبد الحق بن خليل الأنصاري، وهو مستمر بها إلى الآن". ويراجع: الدارس 1/ 439، ومختصره 66 وفيه:"صاحب ماردين".

(5)

الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 419، والبداية والنهاية 13/ 302.

ص: 263

922 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ تاسعَ عَشَرَ ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ أبو يحيى إسماعيلُ

(1)

بنُ أبي عبدِ الله بن حَمّادِ بن عبدِ الكريم، ابنُ العَسْقَلانِيِّ، من أهلِ الصّالحيّة، ودُفِنَ من يومِه العَصْرَ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ من رواةِ "مسند الإمام أحمد" بكمالِهِ عن حَنْبَل الرُّصافي. وسَمِعَ الكتيرَ من ابن طَبَرْزَد، والكِنْدِيِّ. ولهُ إجازةُ الصَّيْدَلانِيّ وجماعة. وحَدَّثَ.

‌ذو الحِجّة

923 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ رابع ذي الحِجّة تُوفِّي الشَّيخُ عَفِيفُ الدِّينِ عبّاسُ

(2)

بنُ عُمَرَ بنِ عَبْدانَ البَعْلَبكِّيُّ، ودُفِنَ من يومِهِ بمَقابرِ بابِ الفَرادِيس.

وكانَ رجُلًا جيِّدًا، من [أهل]

(3)

القُرآن. سَمِعَ منَ الشَّيخ مُوفَّق الدِّينِ ابنِ قُدامة، وقَرأ عليه "العُمْدةَ"

(4)

من تصنيفِه، وسَمِعَ منَ البهاءِ عبدِ الرَّحمن، وجماعة.

924 -

وفي ليلةِ الخميسِ العشرينَ من ذي الحِجّةِ تُوفِّي الشَّيخُ عبدُ الصَّمدِ

(5)

المَغربيُّ، المُقيمُ داخلَ باب تُوْما

(6)

، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ من المَشايخ الصُّلحاء.

(1)

ترجمته في: المختار من تاريخ ابن الجزري 313، وذيل مرآة الزمان 4/ 183، وتاريخ الإسلام 15/ 465، والعبر 5/ 375، وتذكرة الحفاظ 4/ 1492، وذيل التقييد 1/ 465، والمقصد الأرشد 1/ 264، والقلائد الجوهرية 2/ 420، والشذرات 5/ 375 (7/ 656).

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 467، والعبر 5/ 337، وتذكرة الحفاظ 4/ 1492، وذيل التقييد 2/ 162.

(3)

ما بين الحاصرتين زيادة متعينة أخلت بها النسخة الخطية.

(4)

في الفقه مطبوع.

(5)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 475.

(6)

من أبواب دمشق شامي ينسب إلى عظيم من عظماء الروم اسمه توما. الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق)35.

ص: 264

925 -

وفي ليلةِ الاثنينِ الرّابع والعشرينَ من ذي الحِجّةِ تُوفِّي رَشِيدُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(1)

بنُ أبي بكرِ بنِ مُحمدِ بنِ سُلَيمانَ العامِريُّ، المُقيمُ بالمدرسةِ المُجاهِديّة

(2)

، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقْبُرةِ باب الصَّغير.

رَوَى عن الكِنْدِيّ، وابن الحَرَسْتانِيّ.

• - ودَرَّسَ بالرَّواحِيّة نَجْمُ الدِّينِ البَيْسانِيُّ، نائبُ الحُكْم في الثّالثِ والعشرينَ من ذي الحِجّة، عِوَضًا عن الشَّيخ شَرَفِ الدِّينِ ابنِ المَقْدِسيِّ بمُقتَضى انتِقالِه إلى الشّاميّة

(3)

.

926 -

وفي ليلةِ الثُّلاثاء الخامسِ والعشرينَ من ذي الحِجّة تُوفِّي جلالُ الدِّينِ محمودُ

(4)

بنُ أحمدَ بنِ رِضوانَ بنِ مُنْقِذٍ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُون بتُربةِ ابنِ القَلانِسِيّ.

رَوَى عن الحُسَين بن صَصْرَى.

927 -

وفي يوم الخميسِ السّابع والعشرينَ من ذي الحِجّةِ تُوفِّي الأميرُ بَدْرُ الدِّينِ مُحمدُ

(5)

بنُ عبدِ العزيزِ بنِ عليِّ بنِ المُنْذِرِ العامِرِيُّ.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 485، والعبر 5/ 341، وتذكرة الحفاظ 4/ 1492، والإشارة إلى وفيات الأعيان 373، والمعين في طبقات المحدثين 218، وذيل التقييد 1/ 106، والنجوم الزاهرة 7/ 361، والشذرات 5/ 381 (7/ 664).

(2)

مدرسة بناها الأمير الكبير مجاهد الدين أبو الفوارس بزان بن مامين (ت 555 هـ). الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 232، والدارس 1/ 454.

(3)

الخبر في: المختار من تاريخ ابن الجزري 312، وتاريخ الإسلام 15/ 419، والبداية والنهاية 13/ 302، وعيون التواريخ 1/ 327، وفي البداية والنهاية والدارس:"البياني" خطأ، وهو عمر بن نصر نجم الدين، أبو حفص البيساني (ت 683 هـ)، ذكره المؤلف في موضعه في وفيات شوال. والرواحية بانيها زكي الدين أبو القاسم ابن رواحة هبة الله بن محمد الأنصاري (ت 622 هـ) في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 241، والدارس 1/ 265، ومختصره 43.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 485.

(5)

لم أقف على ترجمته.

ص: 265

رَوَى الحديثَ وكَتبَ في الإجازات.

928 -

وفي ليلةِ الأحدِ سَلْخ ذي الحِجّة تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ شِهابُ الدِّينِ أبو المَحاسن عبدُ الحليم

(1)

ابنُ الشَّيخ العَلّامةِ مَجْدِ الدِّينِ أبي البَرَكاتِ عبدِ السَّلام بنِ عبدِ الله بن أبي القاسم بن محمد، ابنُ تيميّةَ الحَرّانِيّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقابرِ الصُّوفيّة.

وكانَ من أعيانِ الحَنابلة، وعندَهُ فضائلُ وفُنونٌ. رَوَى عنِ ابنِ اللَّتِّي، وابن رَوَاحةَ، ويوسُفَ بنِ خليل، ويَعِيشَ النَّحْويِّ، وجماعة.

929 -

وفي يوم الجُمُعةِ الثّامن والعشرينَ من ذي الحِجّةِ تُوفِّي بالصَّلْتِ

(2)

قاضيها الشَّيخ نَجْمُ الدِّينِ عُمَرُ

(3)

بنُ مُحمدِ بنِ أبي بكرِ بنِ الحُسَين الكُرَيْدِيُّ.

سَمِعَ بإرْبِلَ من عبدِ الرَّحمن ابنِ المُشتَرِي، ومن ابنِ مُكْرَم الصُّوفيُّ.

وكانَ لهُ أخٌ اسمُهُ مُحمدٌ، وكانَ رفيقَهُ في السَّماع. وحَدَّثَ بالقاهرة، وماتَ أوّلَ سنةِ تسع وسبعينَ وستِّ مئة.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 185، وتاريخ الإسلام 15/ 468، والعبر 5/ 337، والإشارة إلى وفيات الأعيان 372، والإعلام بوفيات الأعلام 284، ومرآة الجنان 4/ 197، والوافي بالوفيات 17/ 69، والبداية والنهاية 13/ 303، وعيون التواريخ 21/ 338، وذيل طبقات الحنابلة 4/ 185، ومختصره، ورقة 83، والنجوم الزاهرة 7/ 358، والدليل الشافي 1/ 394، وتذكرة النبيه 1/ 85، والمقصد الأرشد 2/ 166، والمنهج الأحمد 4/ 324، ومختصره الدر المنضد 1/ 425، وتاريخ الخلفاء 484، والدارس 1/ 74، والقلائد الجوهرية 426، والشذرات 5/ 376 (7/ 656). وهو والد شيخ الإسلام تقي الدين، أحمد (728 هـ).

(2)

بلد معروف بالأردن قرب عَمّان. قال ابن شداد في الأعلاق الخطيرة (تاريخ لبنان والأردن) 87، 88:"وفي حدود جبل عوف من القبلة وادي الزرقاء الفاصل بين بلد عجلون وبين بلد الصلت فكل ما هو قبليه فمن عمل الصلت وكل ما هو من شماليه من عمل عجلون". كذا في تاريخ الإسلام أيضًا. وهي المعروفة الآن بالسلط.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 478.

ص: 266

‌سنة ثلاث وثمانينَ وستِّ مئة

‌المُحَرَّم

• - في يوم الاثنينِ ثامنِ المُحَرَّم ذَكَرَ الدَّرْسَ الشَّيخُ الإمامُ تَقيُّ الدِّينِ ابنُ تيميّةَ مكانَ والدِهِ بدارِ الحديثِ بالقَصّاعِينَ. وحَضَرَ قاضي القُضاةِ بَهاءُ الدِّين، والشَّيخُ تاجُ الدِّينِ الفَزارِيُّ، وزَيْنُ الدِّينِ ابنُ المُرَحِّل

(1)

، وزَيْنُ الدِّينِ ابنُ المُنَجَّى، وجماعة

(2)

.

930 -

وفي يوم الاثنينِ مُنْتَصف المُحَرَّم تُوفِّي عِزُّ الدِّينِ يوسُفُ

(3)

ابنُ الشَّيخ زَيْنِ الدِّينِ عليِّ بنِ أحمدَ بن يوسُف القُرْطُبيُّ المُتَطَبِّبُ.

وكانَ لهُ سَماعٌ، ولم يُحَدِّث. وكانَ أبوهُ أيضًا من شُيُوخ الرِّواية.

‌صَفَر

• - دَخَلَ الرَّكْبُ الشّاميُّ إلى دمشقَ في ثامن صَفَر، وأميرُهُم صارمُ الدِّينِ المَطْرُوحيُّ

(4)

.

(1)

ضبطه السيد الزبيدي في تاج العروس فقال: "وكمُحَدِّث صدر الدين ابن المُرَحِّل" 29/ 65، وزين الدين هذا هو والد صدر الدين.

(2)

الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 419، والبداية والنهاية 13/ 303، والدارس 1/ 75 وفيهما:"في ثاني الشهر" وعقد الجمان 2/ 330، والمراد هنا دار الحديث السكرية بالقصاعين داخل باب الجابية وهي منسوبة إلى واقفها شرف الدين عمر بن محمد السلمي السكري (ت 671 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات جمادى الأولى، وذكره الحافظ الذهبي في وفياتها في تاريخ الإسلام 15/ 226، 229 في موضعين ذكره بلقبه، ثم باسمه، فتكرر عليه، قال:"وقف داره بالقصاعين لأهل العلم والحديث، وهي التي يسكنها شيخنا ابن تيمية" وقد درست آثارها. وذكر الشيخ عبد القادر بدران في منادمة الأطلال 46، أنه اطلع على رسالة "الكلام على بناء التدمري" فكان محصلها أن شمس الدين محمد بن عبد الكريم التدمري -وهو من أعيان التجار- جدد بناء هذه المدرسة وزاد فيها سنة 785 هـ.

(3)

لم أقف على ترجمته ولا على ترجمة أبيه.

(4)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 203، وتاريخ ابن الفرات 8/ 2، وصارم الدين تقدم ذكره.

ص: 267

931 -

وفي ليلةِ الأحدِ ثاني عَشَرَ صَفَر تُوفِّي الفَقيهُ شَمْسُ الدِّينِ مُحمدُ

(1)

بنُ بَدْرِ بنِ سَعِيدٍ البُصْراوِيُّ الشّافعيُّ، مُعِيدُ الرَّواحيّة، ويُعرَفُ بالفَصِيح، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ فقيهًا، فاضلًا، من أصحابِ الشَّيخِ شَرَفِ الدِّينِ ابن المَقْدِسيّ.

932 -

وفي ليلةِ الأربعاءِ مُنْتَصفِ صَفرٍ تُوفِّي العَدْل فَخْرُ الدِّينِ أبو الفَتْح

(2)

بنُ إسحاقَ بنِ نَصْرِ الله بن هِبةِ الله بنِ الحَسَن، ابن سَنِيِّ الدَّولة، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ من عُدُولِ دمشقَ، شَهِدَ تحتَ السّاعات، ويَضبطُ شيئًا من التَّواريخ.

933 -

وفي يوم الخميسِ سادسَ عَشَرَ صَفَرٍ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ طالبُ

(3)

ابنُ عَبْدانَ بنِ فَضائلِ البَطائحيُّ الرِّفاعيُّ، المُقيمُ بقَصْرِ حَجّاج

(4)

.

وكانَ يُصَلِّي الَجُمُعةَ إلى جانبِ البَرّادةِ بجامع دمشقَ ولهُ روايةٌ. وهو جَدُّ الشَّيخ مُحمد، إمام الرَّبْوة.

• - وفي يوم الجُمُعةِ عاشرِ صَفَرٍ جَلَسَ الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ ابنُ تيميّةَ بجامع دمشقَ على المِنْبَرِ لتَفسيرِ القُرآنِ العظيم مكانَ والدِه، وابتَدَأ من أوّلِ القرآنِ العظيم

(5)

.

(1)

لم أقف على ترجمته. والرواحية تقدم ذكرها. والشيخ شرف الدين المقدسي أحمد بن أحمد بن نعمة (ت 694 هـ) درس بالرواحية فلعل المذكور كان نائبًا عنه.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 514 وأسرته أسرة علم مشهورة، تقدم ذكرها.

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 214، وتاريخ الإسلام 15/ 495، والبداية والنهاية 13/ 304، وعقد الجمان 2/ 335.

(4)

قال في معجم البلدان 4/ 357: "محلة كبيرة في ظاهر باب الجابية من مدينة دمشق منسوب إلى حجاج بن عبد الملك بن مروان، قاله الحافظ أبو القاسم". وذكر ذلك الحافظ أبو القاسم ابن عساكر في تاريخ دمشق 7/ 71 في ترجمة حجاج المذكور.

(5)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 203، وتاريخ الإسلام 15/ 419، والبداية والنهاية 13/ 303، وعقد الجمان 2/ 330.

ص: 268

934 -

وفي ليلةِ الأربعاءِ الثّامنِ والعشرينَ من صَفَرٍ تُوفِّي الشَّيخُ مُحمدُ

(1)

ابنُ الحاجِّ زنطار غُلام الله بنِ حَرِيز بنِ رافع اللَّخْميُّ الأشْرَفيُّ، خادِمُ الأثَرِ الشَّريفِ بدارِ الحديثِ الأشرفيّة، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ فقيرًا من الحَرِيريّة. سَمِعَ من ابن الزَّبِيدِيِّ، والفَخْرِ الإرْبِليِّ، وحَدَّثَ بـ"مسند الإمام الشّافعيّ" رضي الله عنه.

ومَولدُهُ سنةَ ثلاثٍ وعشرينَ وستِّ مئة.

‌ربيع الأول

935 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ ثاني شهر ربيع الأوّلِ تُوفِّيت ابنةُ الملكِ المُعظَّم

(2)

ابن الملكِ العادِل، زوجةُ الملكِ الزّاهرِ ابن صاحبِ حِمْصَ، ودُفِنَتْ منَ الغد بسَفْح قاسِيُونَ.

936 -

وفي ليلةِ الثُّلاثاءِ سادس ربيع الأوّلِ تُوفِّي الشَّيخُ الصَّدْرُ الكبيرُ عِمادُ الدِّينِ مُحمدُ

(3)

ابنُ شَرَفِ الدِّينِ أحمدَ ابنِ فَخْرِ الدِّينِ مُحمدِ بنِ عبدِ الوَهّاب، ابنُ الشَّيْرَجيِّ، الأنصاريُّ الدِّمَشْقيُّ، ناظِرُ الخِزانة السُّلطانيّة، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقابرِ بابِ الصَّغير، حَضَرْتُ دَفْنَه.

رَوَى عن أبي المَجْدِ القَزْوِينيِّ، وابنِ الزَّبِيدِيِّ، وعن جَدِّه فخرِ الدِّين، وغيرِهِم. وكانَ رجُلًا جيِّدًا، ليِّنَ الكلمة، مُواظِبًا على الصَّلَواتِ في الجامع.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 505.

(2)

لم أقف على ترجمتها.

(3)

ترجمته في: تالي وفيات الأعيان 150، وذيل مرآة الزمان 4/ 232، وتاريخ الإسلام 15/ 503، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 157، وعيون التواريخ 21/ 344، والوافي بالوفيات 2/ 135، وذيل التقييد 1/ 79، ووالده شرف الدين أحمد (ت 635 هـ) وجده فخر الدين محمد بن عبد الوهاب (ت 627 هـ).

ص: 269

ومَولدُهُ سنةَ ثلاثَ عَشْرةَ وستِّ مئة.

937 -

وفي هذه اللَّيلةِ تُوفِّيت والِدةُ القاضي حُسام الدِّينِ الحَنَفيِّ

(1)

، ودُفِنَت بسَفْح قاسِيُونَ.

938 -

ووَصَلَ الخَبرُ إلى دمشقَ بموتِ الأميرِ الكبيرِ شَرَفِ الدِّينِ عيسى

(2)

بنِ مُهَنّا، أميرِ آلِ فَضْل، وصُلِّيَ عليه بالنِّيّة في تاسع ربيع الأوّل.

‌ربيع الآخر

939 -

في عَشِيّةِ الأحدِ تاسع ربيع الآخِرِ تُوفِّي قاضي القُضاةِ عِزُّ الدِّينِ أبو المَفاخِرِ مُحمدُ

(3)

ابنُ شَرَفِ الدِّينِ عبدِ القادرِ ابنِ عَفِيف الدِّينِ عبدِ الخالقِ بنِ خليلٍ الأنصاريُّ الدِّمَشْقيُّ الشّافعيُّ، ببُستانِهِ بأرضِ حُمَيْصٍ ظاهِرَ دمشقَ،

(1)

لم أقف على ترجمتها. وولدها حسام الدين الحسن بن أحمد بن الحسن الرازي (ت 699 هـ) من كبار القضاة، ذكره المؤلف في موضعه.

(2)

ترجمته في: تالي وفيات الأعيان 110، وذيل مرآة الزمان 4/ 231، وتشريف الأيام والعصور 111، والمختار من تاريخ ابن الجزري 314، ونهاية الأرب 31/ 120، وتاريخ الإسلام 15/ 502، ودول الإسلام 2/ 186، والعبر 5/ 344، والإشارة إلى وفيات الأعيان 374، ومرآة الجنان 4/ 199، وتاريخ ابن الوردي 2/ 332، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 70، وتذكرة النبيه 1/ 90، وتاريخ ابن الفرات 8/ 12، والسلوك 1/ 3/ 726، وعيون التواريخ 21/ 344، وعقد الجمان 2/ 336، والنجوم الزاهرة 7/ 363، والشذرات 5/ 383 (7/ 668).

(3)

ترجمته في: تالي وفيات الأعيان 149، وذيل مرآة الزمان 4/ 232، ونهاية الأرب 31/ 97، وتاريخ الإسلام 15/ 506، ودول الإسلام 2/ 186، والعبر 5/ 344، والإشارة إلى وفيات الأعيان 373، والإعلام بوفيات الأعلام 285، ومرآة الجنان 4/ 199، وتاريخ ابن الوردي 2/ 332، وطبقات الشافعية للسبكي 2/ 49، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 49، والوافي بالوفيات 3/ 270، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 78، وتذكرة النبيه 1/ 91، والعقد المذهب 376، وطبقات الشافعية، لابن قاضي شهبة 3/ 51، وذيل التقييد 1/ 161، والسلوك 1/ 3/ 727، وعقد الجمان 2/ 333، والمنهل الصافي 10/ 119، والدليل الشافي 2/ 638، وقضاة دمشق 76، والشذرات 5/ 383 (7/ 669).

ص: 270

وحُمِلَ من هناك يوم الاثنينِ إلى ظاهِرِ البَلدِ، فصُلِّيَ عليه بسُوقِ الخَيْل، ودُفِنَ بتُربتِه بسَفْح جبل قاسِيُونَ.

وصَلَّى عليه وَلدُهُ، ثم الشَّيخ تَقِيُّ الدِّينِ ابنُ الواسِطيِّ، ثم الشَّيخُ فَخْرُ الدِّينِ البَعْلَبكِّيُّ. وكانَت جنازَتُهُ حَفِلةً.

وَلِيَ قضاءَ دمشقَ مرَّتَيْن، وكانَ مَشكُورًا في ولايَتِه، وعندَهُ دَيانةٌ، ولهُ سَمْتٌ ووَقارٌ، وفيه عَقْلٌ وافِرٌ، وسياسةٌ وحُسْنُ تَصَرُّف.

رَوَى الحديثَ عنِ ابنِ اللَّتِّي، وابنِ الجُمَّيْزِيِّ، والسَّخَاوِيّ، وابن الصَّلاح، ويوسُفَ بنِ خَليل، وغيرِهِم. وخَرَّجَ لهُ ابنُ بَلَبانَ "مشيخةً" قَرَأها ابنُ جَعْوانَ وغيرُه.

ومَولدُهُ سنةَ ثمانٍ وعشرينَ وستِّ مئة.

• - ودَرَّسَ بالعَذْراوِيّة الشَّيخُ زَيْنُ الدِّينِ عُمَرُ بنُ مَكِّيٍّ، وَكيلُ بيتِ المالِ بدمشقَ يومَ الأحدِ سادسَ عَشَرَ ربيع الآخِرِ عِوَضًا عن قاضي القُضاةِ عِزّ الدِّين

(1)

.

• - ودَرَّسَ مُحْيي الدِّينِ أحمدُ ابنُ القاضي عِزِّ الدِّينِ بالمدرسةِ العِماديّة، وزاويةِ الكَلّاسةِ يومَ الأربعاءِ تاسعَ عَشَرَ ربيع الآخِر

(2)

.

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 234، والبداية والنهاية 13/ 304، والدارس 1/ 376. وعمر بن مكي بن عبد الصمد الشافعي، والأصولي المتكلم (ت 691 هـ في شوال) ترجمته في: العبر 5/ 373، والبداية والنهاية 13/ 231، والشذرات 6/ 431. وعز الدين هو القاضي ابن الصائغ السالف الذكر. والعذراوية تقدم ذكرها.

(2)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 234، والبداية والنهاية 13/ 304، والدارس 1/ 412، ومحيي الدين أحمد ابن القاضي عز الدين ابن الصائغ في هذه السنة. والمدرسة العمادية بانيها عماد الدين إسماعيل بن نور الدين، داخل بابي الفرج والفراديس، لصيق المدرسة الدماغية من قبله. يراجع: الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 237، والدارس 1/ 406، ومختصره 64.

ص: 271

‌جُمادى الأولى

940 -

في سادسِ جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ الفَقيهُ الخَطيبُ زَيْنُ الدِّينِ عبدُ الرَّحيم

(1)

بنُ سَعْد بن أبي المَواهبِ بنِ خالدٍ

(2)

اليَحْفُوفيُّ البَعْلَبكِّيُّ الشّافعيُّ، ببَعْلَبَكَّ.

سَمِعَ بدمشقَ من ابنِ البُنِّ، وابنِ صَصْرَى، وجماعة. وسَمِعَ ببَعْلَبَكَّ منَ المَجْدِ القَزْوِينيّ، وابنِ رَواحةَ. رَوَى عن البَهاءِ عبدِ الرَّحمن، وكانَ يَعرِفُ الفَرائضَ، وعندَهُ فِقةٌ ودِيانةٌ ووَرَعٌ.

941 -

وفي ليلةِ الخميسِ ثاني عَشَرَ جُمادى الأولى تُوفِّي الحاجُّ نُورُ الدَّولةِ عليُّ

(3)

بنُ خَيْلَخانَ الخِيَميُّ. وكانَ شيخًا كثيرَ البِرِّ، وَقَفَ على حديثٍ بالفُسْقار.

942 -

وفي يوم الجُمُعةِ ثالثَ عَشَرَ جُمادى الأولى تُوفِّي العَدْلُ نَجْمُ الدِّينِ مُحمدُ

(4)

بنُ مُحمدِ بنِ يحيى السَّبْتِيُّ، ودُفِنَ من يومِهِ بمَقْبُرةِ بابِ الصَّغير عندَ شَمْس الدِّينِ خَطيبِ جامع جَرّاح.

وكانَ شاهِدًا مَشهورًا. رَوَى عنِ ابنِ اللَّتِّي، وله تقدُّمُ اشْتِغالٍ بالحديثِ بالكامليّةِ عندَ ابني ابنِ دَحْيةَ، وبالأشرفيّةِ بدمشقَ عندَ ابنِ الصَّلاح.

ومَولدُهُ بسَبْتةَ

(5)

سنةَ عَشَرَ وستِّ مئة.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 223، وتاريخ الإسلام 15/ 500. قال اليونيني: "كان فقيهًا عالمًا ديِّنًا خيِّرًا حسن العشرة، يحاضر بالحكايات والأشعار والنوادر، سافر إلى بلاد متعددة، وسمع الكثير من الحديث، ثم استوطن بعلبك

وتوفي يوم الجمعة

وقد نيف على الستين".

(2)

هكذا في النسخة الخطية، وفي ذيل المرآة وتاريخ الإسلام:"سعد".

(3)

لم أقف على ترجمته. والفسقار: موضع بدمشق تقدم ذكره.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 511.

(5)

من بلاد المغرب مشهورة، يراجع: معجم البلدان 3/ 182، والروض المعطار 303، وتقويم البلدان 27، وآثار البلاد 201.

ص: 272

943 -

وفي يوم الأحدِ خامسَ عَشَرَ جُمادى الأولى تُوفِّيت أُمُّ الحَسَنِ مَوْهوبةُ

(1)

بنتُ تاج الدِّينِ عبدِ الوَهّابِ ابنِ زَيْنِ الدِّينِ أبي البَرَكاتِ الحَسَنِ بنِ مُحمدِ بنِ الحَسَنِ بنِ هِبةِ الله ابنِ عَساكِر، ودُفِنَت من يومِها بسَفْح قاسِيُونَ.

رَوَت عن جَدِّها، وابنِ صَبّاح، وغيرِهِما.

وهي والِدةُ عَزيزِ الدِّينِ وشَرَفِ الدِّينِ ابنَي ابنِ العِمادِ الكاتب. ومَولدُها في أوائلِ سنة إحدى وعشرينَ وستِّ مئة.

‌جُمادى الآخرة

• - دَخَلَ السُّلطانُ الملكُ المَنْصورُ سَيْفُ الدِّينِ قَلاوُونُ إلى دمشقَ يومَ السَّبتِ وَسَطَ النَّهار، ثاني عَشَرَ جُمادى الآخِرة

(2)

.

943 ب- ووَصَلَ الخَبرُ في هذا التاريخ بوفاةِ بنتِ بركةَ خان، والدةِ الملكِ السَعِيدِ ابنِ الملكِ الظّاهرِ بالقاهرة

(3)

.

944 -

وفي يوم السَّبتِ السّادس والعشرينَ من جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الأميرُ عَلَم الدِّينِ سَنْجَرُ زُرَيْقُ الجَوْلانيُّ

(4)

بدمشقَ.

• - وفي هذا اليوم وَصَلَ صاحبُ حَماةَ المَلكُ المَنْصورُ إلى خدمةِ السُّلطان، وخَرَجَ السُّلطانُ للِقائِه

(5)

.

(1)

ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 514، يبدو أنه عن المؤلف لا غير.

(2)

الخبر في تشريف الأيام والشهور 131، وفيه:"في ثاني الشهر"، وذيل مرآة الزمان 4/ 201، ونهاية الأرب 31/ 119، ويراجع: البداية والنهاية 13/ 303، وتاريخ ابن الفرات 8/ 5، والسلوك 1/ 3/ 722، وعقد الجمان 2/ 322، والنجوم الزاهرة 7/ 314.

(3)

ترجمتها في: زبدة الفكر 246، وجعل وفاتها سنة 682 هـ، وتاريخ الإسلام 15/ 515، قال:"بنت مقدم الخوارزمية بركة خان. توفيت بالقاهرة وسط السنة، واسمها ألْتَطْمُشُ".

(4)

لم أقف على ترجمته. والجولاني منسوب إلى الجولان من بلاد الشام مشهورة.

(5)

الخبر في: المختصر في أخبار البشر 2/ 352، ومسالك الأبصار 27/ 438، وتاريخ ابن الوردي 2/ 330، والبداية والنهاية 13/ 303، وتاريخ ابن الفرات 8/ 7.

ص: 273

945 -

وفي يوم الأحدِ السّابع والعشرينَ من جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الأميرُ الكبيرُ شَمْسُ الدِّينِ قراسُنْقُرُ

(1)

المُعِزِّيُّ ببيتِ لِهْيا، ودُفِنَ منَ الغَد.

946 -

وفي ليلةِ الاثثينِ الثّامنِ والعشرينَ من جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الأميرُ الأجَلُّ ناصِرُ الدِّينِ إسماعيلُ

(2)

ابنُ الأميرِ جمالِ الدِّينِ قايْمازَ بنِ عبدِ الله الرُّوميُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

سَمِعَ من شَرَفِ الدِّينِ أحمدَ ابن الصَّابونيّ "الثَّقفيّات"

(3)

في شَوّالٍ سنةَ خمسٍ وعشرينَ وستِّ مئة. وحَدَّثَ.

ومَولدُهُ في رَجَب سنةَ سبع عَشْرةَ وستِّ مئة.

947 -

وفي عَشِيّةِ الثُّلاثاءِ سَلْخ جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ الحاجُّ عليُّ

(4)

ابنُ الشَّيخ الصّالح يوسُفَ بنِ عليِّ بنِ جَلُّوْنَ الحَرّانِيُّ التّاجرُ، ودُفِنَ يومَ الأربعاءِ مُستهلِّ رَجَب بمَقابرِ الصُّوفيّة.

وكانَ رجُلًا صالحًا عَدْلًا. سَمِعَ بحَرّانَ منَ ابنِ رُوْزْبةَ، والمَجْدِ القَزْوِينيِّ، وحَدَّثَ.

‌رَجَب

948 -

في ليلةِ الجُمُعةِ ثالثِ رَجَب تُوفِّي العَدْلُ عِزُّ الدِّينِ عُمَرُ

(5)

بنُ مَكيِّ بنِ مُحمدِ بنِ المُسَلَّم الحارِثِيُّ، المعروفُ بابنِ أبي الخَوْف، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 503 عن المؤلف فيما يظهر.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 494.

(3)

أجزاء حديثية للقاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي، أبي عبد الله (ت 489 هـ) من شيوخ الرواية بأصبهان وهو شيخ الحافظ السلفي. أخباره في: سير أعلام النبلاء 19/ 8، وتذكرة الحفاظ 4/ 1227، والشذرات 3/ 393.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 502، وفيه:"سمع منه البرزالي والطلبة".

(5)

لم أقف على ترجمته.

ص: 274

وكانَ رجُلًا جيِّدًا، من عُدُولِ القِيمة، وحَجَّ إلى بيتِ الله الحرام مرّاتٍ مُتعدِّدة.

949 -

وفي ليلةِ الأربعاءِ ثامنِ رَجَب تُوفِّي مُحْيي الدِّينِ أحمدُ

(1)

ابنُ القاضي عِزِّ الدِّينِ مُحمدِ بنِ عبدِ القادر، ابنُ الصّائغ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

وأُبْقِيتِ الدِّماغِيّةُ والعِمادِيّةُ على إخْوتِه، ونابَ عنهُمُ الشَّيخُ زَيْنُ الدِّينِ الفارِقِيُّ.

950 -

وفي يوم الجُمُعةِ سابعَ عَشَرَ رَجَب تُوفِّي شِهابُ الدِّينِ أحمدُ

(2)

ابنُ الحاجِّ صالح الدُّنَيْسِرِيُّ التّاجرُ، ودُفِنَ بمَقابرِ الصُّوفيّة.

951 -

وفي يوم السَّبتِ ثامنَ عَشَرَ رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ داودُ

(3)

بنُ عبدِ القَوِيِّ ابنِ قاسم العَسْقَلانِيُّ بمِصْرَ، ودُفِنَ بالقَرافةِ الكُبرى.

سَمِعَ منَ ابنِ باقا، والهَمْدانِيِّ، وابنِ دينار، وابنِ الجمل، وجماعة.

952 -

وفي يوم الأربعاءِ الثاني والعشرينَ من رَجَب تُوفِّي القاضي بَهاءُ الدِّينِ مُحمدُ

(4)

ابنُ الشَّيخ بَهاءِ الدِّينِ مُحمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ أبي بكرِ ابن خَلِّكانَ

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 210، وتاريخ الإسلام 15/ 490. والمدرستان تقدم ذكرهما، وزين الدين الفارقي عبد الله بن مروان (ت 703 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات صفر.

(2)

لم أقف على ترجمته.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 595.

(4)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 234، وتاريخ الإسلام 15/ 510، والعبر 5/ 345، والوافي بالوفيات 1/ 203، وعيون التواريخ 21/ 344، وذيل التقييد 1/ 215، والمنهل الصافي 11/ 42، والدليل الشافي 2/ 686، والشذرات 5/ 384 (7/ 670). قال الحافظ الذهبي:"وهو والد النجم ابن خلكان صاحب الفيض والخيال الشيطاني".

ص: 275

الإرْبِليُّ الشّافعيُّ. قاضي بَعْلَبَكَّ بها، ودُفِنَ منَ الغَدِ يومَ الخميسِ بتُربةِ الشَّيخ عبدِ الله اليُونِينيِّ، وصُلِّيَ عليه بدمشقَ بالنِّيّة.

ومَولدُهُ سنةَ أربع وستِّ مئة.

وهُو أخُو قاضي القُضاةِ شَمْس الدِّين، وكانَ بينَهُما مَحبّةٌ كبيرةٌ

(1)

. رَوَى عنِ ابنِ المُكَرَّم الصُّوفيِّ، والسّاوِيِّ. ولهُ إجازةُ المُؤيَّد الطُّوسيِّ، وأبي رَوْح، وزَيْنَبَ الشَّعْرِيّة، وجماعة. وكانَ رجُلًا جيِّدًا، كثيرَ المَكارِم، حَسَنَ الخُلُق.

953 -

وفي يوم الأحدِ السّادس والعشرينَ من رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ عَفِيفُ الدِّينِ أبو بكرِ

(2)

بنُ يوسُفَ بنِ صَدَقةَ الأُرْبُسِيُّ، ودُفِنَ منَ الغَد.

ومَولدُهُ سنةَ سبع وستِّ مئة.

وحَدَّثَ بشيءٍ يَسير، وكانَ شاهدًا تحتَ السّاعات.

وهُو والِدُ فَخْرِ الدِّينِ عُثْمانَ ابنِ الأُرْبُسِيِّ الكاتب.

954 -

وفي يوم الاثنينِ السّابع والعشرينَ من رَجَب تُوفِّي القاضي بَدْرُ الدِّينِ مُحمدُ

(3)

ابنُ قاضي القُضاةِ نَجْم الدِّينِ أبي بكرٍ مُحمدِ ابنِ قاضي القُضاةِ

(1)

قال اليونيني: "وهو أسن من قاضي القضاة شمس الدين رحمه الله ومنذ بلغه وفاة أخيه قاضي القضاة شمس الدين، حصل له من الحزن ما لا مزيد عليه، ولم يكن دمعه يرقأ في غالب أوقاته، ولازم الحزن والبكاء إلى حيث لحق به رحمهما الله تعالى".

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 514. منسوب إلى الأُرْبُس بالضم ثم السكون والباء الموحدة مضمومة وسين مهملة: مدينة وكورة بإفريقية وكورتها واسعة، بينها وبين القيروان ثلاثة أيام من جهة الغرب. يراجع: معجم البلدان 1/ 136، والروض المعطار 24. ولم أقف على ترجمة ابنه عثمان.

(3)

لم أقف على ترجمته ووالده (ت 680 هـ)، مشهور توفي في المحرم، ذكره المؤلف، وأسرتهم كثيرة العلماء مر كثير منهم.

ص: 276

صَدْرِ الدِّينِ أحمدَ ابنِ قاضي القُضاةِ شَمْسِ الدِّينِ يحيى بنِ هِبةِ الله بنِ الحَسَن، ابنُ سَنِيِّ الدَّولة، الدِّمَشْقيُّ الشّافعيُّ، ودُفِنَ من يومِهِ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ مُدَرِّسَ الرُّكْنِيّة

(1)

، ودَرَّسَ أيضًا بالأمِينِيّة ثم عُزِلَ منها. وكانَ لهُ سماعاتٌ، ولم يُحَدِّث.

955 -

وفي يوم الخميسِ سَلْخ رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ شَمْسُ الدِّينِ أحمدُ

(2)

بنُ إبراهيمَ بنِ يحيى الإسْعِرْدِيُّ التّاجِرُ، بقَيْسارِيّةِ الشُّرُب، ودُفِنَ من يومِه.

وكانَ عَدْلًا، يَشْهَدُ على القُضاة.

956 -

وفي رَجَبٍ تُوفِّي الشَّيخُ الكبيرُ العَدْلُ نَجِيبُ الدِّينِ مَحاسِنُ

(3)

بنُ الحَسَنِ بنِ عبدِ الله السُّلَميُّ، بأذْرِعات

(4)

.

ومَولدُهُ سنةَ تسع وثمانينَ وخَمْسِ مئة.

حَدَّثَ بالإجازةِ عنِ ابنِ الحَرَسْتانيّ. وكانَ من عُدُولِ القاضي صَدْرِ الدِّينِ ابنِ سَنِيِّ الدَّولة ومَنْ بعدَهُ.

957 -

وفي رَجَبٍ تُوفِّي قُطْبُ الدِّينِ الحَسَنُ

(5)

بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ هِبةِ الله، ابنُ المَسِيْرِيِّ، ببَعْلَبَكَّ.

(1)

تقدم ذكرها، وذكر الأمينية وأن ممن درس فيها بدر الدين المذكور.

(2)

ترجمته في: معجم شيوخ الذهبي 2/ 129، وتاريخ الإسلام 15/ 490، وفيه:"السعردي"، وهو منسوب إلى إسْعرْدَ ويقال فيها:"سعرد" وربما قيل: "سعرت" بالتاء من بلاد الجزيرة قرب ميافارفين. يراجع: تقويم البلدان 289، ولما عدد ابن شداد في الأعلاق الخطيرة 1/ 249، ديار بكر ذكر إسعرد من بينها. وقيسارية تقدم ذكرها.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 513. وقال: "شيخ معمر كان يمكنه السماع من الخشوعي ونحوه. سمع منه علم الدين، وغيره".

(4)

بلدة بالشام مشهورة لها ذكر في شعر امرئ القيس، وغيره، وينسب إليها الخمر، يراجع: أحسن التقاسيم 162، وصورة الأرض 1/ 185، ومعجم ما استعجم 1/ 131، ومعجم البلدان 1/ 130، والأعلاق الخطيرة 1/ 66، والروض المعطار 19، وصبح الأعشى 4/ 105.

(5)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 213، وتاريخ الإسلام 15/ 494، والوافي بالوفيات 12/ 65.

ص: 277

وهو سَبْطُ شيخ الشُّيوخ تاج الدِّينِ ابن حَمُّوْيَة

(1)

. وكانَ أبوه وَزيرًا

(2)

، وخَدَمَ هو جُنديًّا مُدّة. ثم تَرَكَ ذلك، ولَبِسَ البَقْيار

(3)

، وصارَ شيخَ الخانِقاهِ

(4)

ببَعْلَبَكَّ، وخَدَمَ في الدَّواوين، وكانَ رجُلًا جيِّدًا. رَوَى عن جَدِّه ابنِ حَمُّوْيَة، وكَريمةَ القُرَشِيّةَ، وسَمِعَ من جماعة.

ومَولدُهُ في ربيع الأوّلِ سنةَ ثلاثينَ وستِّ مئة بدمشقَ.

‌شَعْبان

958 -

في ليلةِ الثُّلاثاءِ خامسِ شَعْبانَ تُوفِّي شَمْسُ الدِّينِ مُحمدُ

(5)

بنُ مُحمدِ بنِ بِشارةَ بنِ ذُبْيانَ الكِلابيُّ الدِّمَشْقيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقابرِ بابِ الصَّغير بقربِ المَوضِع المعروفِ بأُوَيْسٍ القَرَنِيِّ

(6)

رَحْمةُ اللهِ عليه.

وكانَ شابًّا طَلَبَ الحديثَ مُدّة، ولهُ أثباتٌ وإجازاتٌ، وقَرَأ القُرآنَ العظيمَ برواياتٍ، واشْتَغلَ، ووَقَفَ أجزاءَهُ بدارِ الحديثِ النُّورِيّة.

959 -

وفي ليلةِ الأربعاءِ ثالثَ عَشَرَ شَعْبانَ تُوفِّي الشَّيخُ العَدْل جمالُ الدِّينِ

(1)

تقدم ذكره.

(2)

والده وزير الملك العادل (ت 643 هـ) ترجمته في: مرآة الزمان 8/ 501، والشذرات 7/ 383.

(3)

البقيار (فارسية): ضرب من العمائم الكبيرة يعتمرها الوزراء والكتاب والقضاة. (تكملة المعاجم لدوزي 1/ 407).

(4)

الخانقاه النجمية هذه ببعلبك كما يقول المؤلف هنا، وكما هو ظاهر كلام اليونيني. وكلام الذهبي والصفدي لا يدل على أنها ببعلبك وفي دمشق الخانقاه النجمية أيضًا. الدارس 2/ 174، والأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 193، وفيه:"خانقاه بنواحي باب البريد أنشأها نجم الدين أيوب والد صلاح الدين"، وفي الدارس:"فلما ولي بعلبك بها استناب نجم الدين فعمر بها الخانقاه الكبيرة وغيرها".

(5)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 511. قال: "وخطه معروف في الطباق".

(6)

القرني بفتح القاف والراء: منسوب إلى قرن قبيلة من مراد من اليمن، وأويس المذكور زاد من خيار التابعين، مشهور.

ص: 278

مُحمدُ

(1)

ابنُ الصَّلاح بنِ عُبَيدٍ الكِنانِيُّ الحَنَفيُّ الخَشّابُ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقابرِ بابِ الفَرادِيس.

وكانَ من عُدُولِ القِيمة، مَشهورًا بالمُروءةِ وقَضاءِ أشْغالِ النّاس.

960 -

وفي بُكرةِ الأربعاء ثالثَ عَشَرَ شَعْبانَ تُوفِّي ناصِرُ الدِّينِ مُحمدُ

(2)

بنُ عيسى بنِ تَمِيم، ودُفِنَ من يومِهِ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ جُندِيًّا، من بيتٍ مَعْروف.

• - وتَولَّى الأميرُ سَيْفُ الدِّينِ طُوغانُ ولايةَ دمشقَ يومَ الجُمُعةِ مُنْتَصفِ شَعْبانَ عِوَضًا عنِ الأميرِ ناصرِ الدِّينِ ابنِ الحَرّانِيِّ. وأُعيدَ صارِم الدِّينِ المَطْرُوحيُّ إلى وِلايةِ البَرِّ عِوَضًا عن سَيْف الدِّينِ طُوْغانَ

(3)

.

961 -

وفي ليلةِ الاثنينِ ثامنَ عَشَرَ شَعْبانَ تُوفِّي الأميرُ الكبيرُ بَدْرُ الدِّينِ بَكْتُوتُ

(4)

الجاشْنَكِيرُ، ودُفِنَ يومَ الاثنينِ بتُربةِ الشَّيخ سُلَيمانَ ابنِ الرَّقِّيِّ، بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ يَسْكُنُ الدّارَ التي قُبالةَ المَدرسةِ التَّقويّة. وكانَ الصَّدْرُ شِهابُ الدِّينِ الحَنَفيُّ وَكِيلَهُ.

• - وسافَرَ الأميرُ حُسام الدِّينِ طَرَنْطاي من دمشقَ إلى الدِّيارِ المِصْريّةِ يومَ الثُّلاثاءِ سابعَ عَشَرَ شَعْبان

(5)

.

(1)

ترجمته في: المختار من تاريخ ابن الجزري 316، وتاريخ الإسلام 15/ 505.

(2)

لم أقف على ترجمته.

(3)

الخبر في: نهاية الأرب 31/ 119، وتاريخ الإسلام 15/ 419، وتاريخ ابن الفرات 8/ 7، والسلوك 1/ 3/ 733.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 494.

(5)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 204، وفيه:"في تاسع عشره".

ص: 279

962 -

وفي ليلةِ الثُّلاثاءِ تاسعَ عَشَرَ شَعْبان تُوفِّيت الشَّيخةُ الكبيرةُ أُمُّ العَرَبِ فاطمةُ

(1)

بنتُ الحافظِ عِمادِ الدِّينِ أبي القاسم عليِّ ابنِ الحافظِ بَهاءِ الدِّينِ أبي مُحمدٍ القاسم ابنِ الحافظِ الكبيرِ أبي القاسم عليِّ بنِ الحَسَنِ بنِ هِبةِ الله بنِ عبدِ الله بن الحُسَينِ ابنِ عَساكِر، ودُفِنَت منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

حدَّثَت عن حَنْبَل، وابن طَبَرْزَد، وسِتِّ الكَتَبة، والخَضِرِ ابنِ سُبَيْع، وفَرْقَدٍ الكِنانِيِّ.

ورَوَتْ بالإجازةِ عن جماعةٍ منهُم أبو جَعْفَرٍ الصَّيْدَلانِيُّ، وأبو الفَتْح ابنُ المَنْدائي.

ومَولدُها سنةَ تسع وتسعين وخَمْسِ مئة.

• - وفي ليلةِ الأربعاءِ العشرينَ من شَعْبانَ وَقَعَ مَطَرٌ عظيمٌ، وحَصَلَ رَعْدٌ وبَرْقٌ. وحَصَلَتْ زِيادةٌ، وارتفعَ الماءُ في بعضِ الأماكنِ قَدْرَ قامةٍ وأكثرَ، وكانَت العَساكرُ المِصْريّةُ ظاهرَ دمشقَ، فغَرَقَ شيءٌ كثيرٌ من الجِمالِ والدَّوابِّ والقُماشِ والأثاث، ووَقَعَتْ بُيوتٌ، وذُكِرَ أنَّ بابَ الفَرادِيسِ انكَسَرَتْ أقْفالُهُ من قُوّةِ السَّيل، واللهُ أعلم

(2)

.

963 -

وفي ليلةِ السَّبتِ الثّالثِ والعشرينَ من شَعْبانَ تُوفِّي الحاجُّ الصّالحُ مَكيُّ

(3)

بنُ عبدِ الرَّحمن بنِ غَنّام الحَرّانِيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح جبل قاسِيُونَ.

(1)

ترجمتها في: معجم الشيوخ للذهبي 2/ 111، وتاريخ الإسلام 15/ 503، والعبر 5/ 344، وذيل التقييد 2/ 388، والشذرات 5/ 383 (7/ 669).

(2)

الخبر في: تشريف الأيام والعصور 72، وذيل مرآة الزمان 4/ 204، ونهاية الأرب 31/ 119، ويراجع: كنز الدرر 8/ 265، وتاريخ الإسلام 15/ 419، وتاريخ ابن الوردي 2/ 331، ومرآة الجنان 4/ 198، والبداية والنهاية 13/ 303، وعيون التواريخ 21/ 342، وتذكرة النبيه 1/ 80، وتاريخ ابن الفرات 8/ 7، والسلوك 1/ 3/ 724، وعقد الجمان 2/ 309. مع اختلاف في التواريخ.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 513. وزوجته ست الدار (ت 686 هـ) ذكرها المؤلف في موضعها في وفيات ربيع الآخر.

ص: 280

وكانَ يَسْكُنُ هناكَ بالقُربِ من حَمّام ابنِ دَبُوقَا. وكانَ شيخًا صالحًا، وهو زَوجُ سِتِّ الدّارِ بنتِ الشَّيخ مَجْدِ الدِّينِ ابن تَيميّة.

رَوَى بالإجازةِ عنِ الحافظِ عبدِ القادرِ الرُّهاوِيِّ. وأجازَهُ من بغدادَ ابنُ الدَّبِيقيِّ، وسُلَيمانُ ابن المَوْصِليِّ، وابنُ مَنِيْنا، وعبدُ العزيزِ ابنُ النّاقِدِ وجَماعةٌ. وتاريخُ الإجازةِ سنةَ إحدى عَشْرةَ وستِّ مئة.

• - وخَرَجَ السُّلطانُ الملكُ المَنْصورُ سَيْفُ الدِّينِ قَلاوُونَ من دمشقَ مُتوَجِّهًا إلى القاهرةِ يومَ السَّبتِ الثّالثِ والعشرينَ من شَعْبانَ ومعهُ العَساكِرُ المِصْريّة

(1)

.

• - وفي شَهْرِ شَعْبانَ وَلِيَ شَدَّ الدَّواوِينِ السُّلطانيّةِ بدمشقَ الأميرُ شَمْسُ الدِّينِ سُنْقُرُ الأعْسَرُ العِزِّيُّ المَنْصورِيُّ عِوَضًا عنِ الأميرِ عَلَم الدِّينِ الدَّوَادَارِيّ

(2)

.

‌رَمَضان

964 -

وفي ليلةِ الاثنينِ ثالثَ شَهْرِ رَمَضانَ تُوفِّي شَرَفُ الدِّينِ مُحمدُ

(3)

بنُ مُحمدِ بنِ صالح بن رَمَضانَ الأنصاريُّ الدِّمَشْقيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

وهُو أخُو العَدْلِ مُحْيي الدِّينِ أحمدَ، وكانَ شابًّا حَسَنًا، سَمِعَ معَنا شيئًا منَ الحديث.

(1)

الخبر في: تشريف الأيام والعصور 72، وذيل مرآة الزمان 4/ 205، ونهاية الأرب 31/ 120، وتاريخ ابن الفرات 8/ 8، والسلوك 1/ 3/ 724، وفيه: إن خروجه كان في رابع عشر الشهر، والنجوم الزاهرة 7/ 314.

(2)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 204، ونهاية الأرب 31/ 119، ويراجع: تاريخ الإسلام 15/ 420، والبداية والنهاية 13/ 303، وتاريخ ابن الفرات 8/ 7، والسلوك 1/ 3/ 723.

(3)

لم أقف على ترجمته.

ص: 281

965 -

وفي هذه اللَّيلةِ تُوفِّي الملكُ السَّعِيدُ فَتْحُ الدِّينِ عبدُ الملكِ

(1)

ابنُ السُّلطانِ الملكِ الصّالح عِمادِ الدِّينِ أبي الفِداءِ إسماعيلَ ابنِ السُّلطانِ الكبيرِ الملكِ العادلِ سَيْفِ الدِّينِ أبي بكرٍ مُحمدِ بنِ أيّوبَ، ودُفِنَ منَ الغَدِ ضَحْوةً بتُربةِ أُمِّ الصّالح، داخلِ دمشقَ.

وكانَ رجُلًا جيِّدًا مُحْتَرمًا، رَوَى "موطّأ يحيى بن بَكِير" عن مُكْرَم بن أبي الصَّقْر، ورَوَى عنِ ابنِ اللَّتِّي أيضًا.

وهُو والدُ المَوْلى الملكِ الكاملِ ناصِرِ الدِّينِ مُحمد.

ومَولدُهُ مُستهلَّ رَمَضانَ سنةَ تسع وعشرينَ وستِّ مئة.

966 -

وفي يوم الجُمُعةِ رابعَ عَشَرَ رَمَضانَ تُوفِّي الشَّيخُ زَكيُّ الدِّينِ إسرائيلُ

(2)

بنُ إسماعيلَ بن أبي الفَضْل بنِ شُقَيْرٍ الدِّمَشْقيُّ، من أصحابِ الشَّيخ أبي البَيان، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقْبُرةِ بابِ الفَرادِيس.

ومَولدُهُ سنةَ تسع وثمانينَ وخَمْسِ مئة. رَوَى عن الحُسَين ابنِ صَصْرَى.

967 -

وفي العَشْرِ الأوسَطِ من رَمَضانَ ماتَ حُسامُ الدِّينِ لاجِينُ

(3)

نائبُ السَّلطنةِ بحِمْصَ.

وكانَ موتُهُ بقارا

(4)

، وهو متوجِّهٌ من حِمْصَ إلى دمشقَ. ووَلِيَ عِوَضَهُ الأميرُ ناصِرُ الدِّينِ ابنُ الحَرّانِيِّ. وسافرَ في ثامنَ عَشَرَ رَمَضان.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 224، ونهاية الأرب 31/ 112، وتاريخ الإسلام 15/ 501، والبداية والنهاية 13/ 304، والوافي بالوفيات 19/ 155، وتذكرة النبيه 1/ 94، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 80، وتاريخ ابن الفرات 8/ 13، وعقد الجمان 2/ 335، والمنهل الصافي 7/ 362، والدليل الشافي 1/ 430، والدارس 1/ 317.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 494.

(3)

لم أقف على ترجمته.

(4)

ويقال: "قارة قرية كبيرة على قارعة الطريق، وهي المنزل الأول من حمص للقاصد إلى دمشق". معجم البلدان 4/ 293.

ص: 282

968 -

وفي يوم الجُمُعةِ الثّامنِ والعشرينَ من شَهْرِ رَمَضانَ تُوفِّي الشَّيخُ عبدُ الرَّحمن

(1)

، رسولُ السُّلطانِ أحمدَ ملكِ التَّتارِ في الاعتقالِ بقَلعةِ دمشقَ، ودُفِنَ بمَقابرِ الصُّوفيّة.

969 -

وفي يوم الأحدِ سَلْخ رَمَضانَ تُوفِّي الشِّهابُ أحمدُ

(2)

بنُ مُحمدِ ابنِ النَّجِيب الخِلاطِيُّ.

وكانَ رجُلًا جيِّدًا، وهو صِهْرُ شَمْسِ الدِّينِ إمام الكَلّاسة، ودُفِنَ من يومِهِ بسَفْح قاسِيُونَ. سَمِعَ كثيرًا منَ الحديث، هو وأولادُهُ.

‌شَوّال

• - في ثاني شَوّالٍ نُودِيَ بسَفَرِ الحاجِّ، وأنَّ الأميرَ عليهم عِزُّ الدِّينِ يوسُفُ ابنُ الأميرِ عِزِّ الدِّينِ القَيْمَرِيّ

(3)

.

970 -

وفي هذا اليوم تُوفِّي صلاحُ الدِّين

(4)

ابنُ صاحبِ صِهْيَونَ، ودُفِنَ بمَقابرِ باب تُوْما.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 215، وتاريخ الإسلام 15/ 497، وكتاب الحوادث 467، وهو فيها أكثر تفصيلًا.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 490. وإمام الكلاسة أبو العباس، أحمد بن عثمان بن سَياوُوش الخِلاطي (ت 671 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات رمضان، وشمس الدين إنما هو ابنه محمد بن أحمد (ت 706 هـ) وذكره المؤلف في موضعه في وفيات شوال، وهو أيضًا إمام الكلاسة كأبيه، والإشكال هنا أن ابن شداد في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 76، وتبعه النعيمي في الدارس 1/ 447 جعلا إمام الكلاسة أحمد بن محمد الخلاطي قال: "ثم تولى إمامتها في الأيام الصالحية النجمية الشيخ أحمد بن محمد الخلاطي الصوفي، ولم يزل بها إلى أن توفي في سنة إحدى وسبعين وست مئة، وتولى بعده ولده وهو مستمر بها إلى يومنا هذا"، فهل المتوفى في هذه السنة أحمد بن عثمان، أو أحمد بن محمد؟! وابن المترجم هنا: أبو بكر بن أحمد بن محمد بن النجيب (ت؟) ذكره الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة 1/ 470.

(3)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 205.

(4)

لم أقف على ترجمته.

ص: 283

971 -

وفي بُكرةِ الجُمُعةِ خامسِ شَوّالٍ تُوفِّي القاضي نَجْمُ الدِّينِ أبو حَفْصٍ عُمَرُ

(1)

بنُ نَصْرِ بنُ مَنْصورٍ البَيْسانِيُّ الشّافعيُّ، ودُفِنَ بمَقابرِ بابِ الصَّغير.

وَلِيَ قَضاءَ زُرَعَ مُدّةً طويلةً، ووَلِيَ القضاءَ مُستَقلًّا بحَلبَ، ووَلِيَ نائبًا بدمشقَ. ورَوَى عنِ ابنِ اللَّتِّي، والشَّيخ أبي عَمْرِو ابنِ الصَّلاح.

972 -

وفي يوم الاثنينِ ثامن شَوّال تُوفِّي كمالُ الدِّينِ مُحمدُ

(2)

ابنُ الشَّيخ نَجْم الدِّينِ مُحمدِ بنِ عبّاسِ بنِ أبي المَكارِم الجَوْهَرِيُّ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ.

• - ودَرَّسَ بالمدرسةِ الرَّواحِيّة بدمشقَ الشَّيخُ ناصِرُ الدِّينِ مُحمدُ ابنُ الشَّيخ العلّامةِ شَمْس الدِّينِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ نُوح المَقْدِسيُّ يومَ الأربعاءِ عاشرِ شَوّال، عِوَضًا عنِ القاضي نَجْم الدِّينِ البَيْسانِيّ

(3)

.

973 -

وفي العاشرِ من شَوّال تُوفِّي بحَماةَ مَلِكُها وابنُ مَلِكِها السُّلطانُ الملكُ المَنْصورُ ناصِرُ الدِّينِ مُحمدُ

(4)

بنُ محمودِ بنِ مُحمدِ بنِ عُمَر بنِ شاهِنْشاه بنِ أيّوبَ، بعدَ أنْ أعتقَ وتَصَدَّقَ بجُملةٍ طائلة.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 502، والبداية والنهاية 13/ 304، وعيون التواريخ 21/ 344، وتذكرة النبيه 1/ 94، ودرة الأسلاك 1/ 78، والسلوك 1/ 3/ 727، وعقد الجمان 2/ 334.

(2)

لم أقف على ترجمته.

(3)

الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 502، والبداية والنهاية 13/ 304. ومحمد بن عبد الرحمن بن نوح المقدسي (ت 689 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات رمضان ووالده علامة مشهور. ونجم الدين البيساني تقدم ذكره في وفيات هذه السنة.

(4)

ترجمته في: تالي وفيات الأعيان 136، وتشريف الأيام والعصور 73، وذيل مرآة الزمان 4/ 236، والمختصر في أخبار البشر 4/ 18، والمختار من تاريخ ابن الجزري 315، وتاريخ الإسلام 15/ 511، ودول الإسلام 2/ 186، والعبر 5/ 345، والإشارة إلى وفيات الأعيان 373، ونهاية الأرب 31/ 121، وتاريخ ابن الوردي 2/ 231، ومرآة الزمان 4/ 200، والبداية والنهاية 13/ 304، وعيون التواريخ 21/ 345، والوافي بالوفيات 5/ 11 و 30/ 301، وتذكرة النبيه 1/ 88، وزبدة الفكرة 246، وتاريخ ابن الفرات 8/ 13، ومآثر الإنافة 2/ 108، والسلوك 1/ 3/ 745، والمقفى الكبير 7/ 142، وعقد الجمان 2/ 324، والنجوم الزاهرة 7/ 363، والمنهل الصافي 11/ 114، والدليل الشافي 2/ 703، والشذرات 5/ 384 (7/ 670).

ص: 284

وكانَ ملكَ حَماةَ سنةَ اثنتينِ وأربعين، وعُمُرُهُ عَشْرُ سِنين.

ومَولدُهُ في ربيع الأوّلِ سنةَ اثنتينِ وثلاثينَ وستِّ مئة بقلعةِ حَماةَ.

وصُلِّيَ عليه بدمشقَ يومَ الجُمُعةِ السّادسِ والعشرينَ منَ الشَّهرِ المَذكور.

• - وفي عَشِيّةِ الاثنين خامسَ عَشَرَ شَوّالٍ مَرَّ بدمشقَ الأميرُ عَلَمُ الدِّينِ أبو خُرْصٍ المَنْصوريُّ الحَمَويُّ مُتَوجِّهًا إلى القاهرةِ إلى حَضْرةِ السُّلطانِ من جهةِ الملكِ المُظَفَّرِ وَلِدِ الملكِ المَنْصورِ صاحِبِ حَماة، فأُجِيبَ إلى ما سَألَه، وكُتِبَ تَقليدُهُ بحَماةَ على عادةِ والدِهِ في الشَّهْر المَذْكور

(1)

.

• - وتَوَجَّهَ الرَّكْبُ الشّاميُّ من دمشقَ يومَ الاثنينِ مُنْتَصفِ شَوّال، وكانَ رَكْبًا كبيرًا

(2)

.

‌ذو القَعْدة

• - توجَّهَ الأميرُ عَلَمُ الدِّينِ الدَّوَادَارِيُّ إلى القاهرةِ يوم السَّبتِ حادي عَشَرَ ذي القَعْدة بطَلَبٍ منَ السُّلطان

(3)

.

974 -

وفي يوم الأحدِ السّابع والعشرينَ من ذي القَعْدة تُوفِّي عِزُّ الدِّينِ عبدُ العزيز

(4)

بنُ أحمدَ بنِ رَمَضانَ الدِّمَشْقيُّ، ودُفِنَ بمَقابرِ بابِ الصَّغير.

وكانَ رجُلًا جيِّدًا. سَمِعَ من عبدِ الحقِّ بنِ خَلَف، ولم يُحَدِّث.

وهُو والدُ سَيْفِ الدِّينِ أبي بكر

(5)

.

(1)

الخبر في: تشريف الأيام والعصور 74، والمختصر في أخبار البشر 2/ 354.

(2)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 205.

(3)

لم أقف على الخبر.

(4)

لم أقف على ترجمته.

(5)

ابنه أبو بكر بن عبد العزيز (ت 757 هـ) ترجمته في: معجم السبكي 532، وذيل العبر للحسيني 313، ووفيات ابن رافع 2/ 196، والدرر الكامنة 1/ 477، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 113، وذيل التقييد 2/ 345. وفي معجم السبكي أنه جاوز التسعين.

ص: 285

975 -

وفي ليلةِ الاثنينِ الثّامن والعشرينَ من ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ برهانُ الدِّينِ إبراهيمُ

(1)

بنُ إسماعيلَ بنِ عيسى الهِيْتِيُّ، السّاكِنُ بالصّالحيّة، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ شاهدًا بالعُقَيْبة، وظَهرَ سَماعُهُ على أبي صادقِ ابنِ صَبّاح، وغيرِهِ، ولم يَرْوِ شيئًا.

976 -

وفي يوم الخميسِ بعدَ العَصْرِ الثّالثِ والعشرينَ من ذي القَعْدةِ [تُوفِّي قاضي القُضاةِ جمالُ الدِّينِ أبو يَعقوبَ يوسُفُ بنُ عبدِ الله بن عُمَرَ الزَّواوِيُّ المالِكيُّ]

(2)

، وهُو راكِبٌ في المَحارةِ مُتَوجِّهُ إلى الحِجازِ بفَلاةٍ من الأرضِ بعدَ الرَّحيل من جَفْرِ المُعظَّم

(3)

، ودُفِنَ عندَ نُزولِ الحاجِّ في الفَلاةِ بعدَ عشاءِ الآخِرةِ من ليلةِ الجُمُعة.

وكانَ رجُلًا فاضلًا، عاقلًا، عارِفًا بالأمور، مُلازِمًا لبَيتِه، قليلَ الحُكوماتِ والإثْبات. يَجلِسُ في الجُمُعةِ مرّةً واحدةً. وهُو ابنُ عَمِّ الشَّيخ زَيْنِ الدِّينِ الزَّواوِيِّ، ونابَ عنهُ في الحُكْم مُدّةً، ولمّا عَزلَ الشَّيخُ نفسَهُ استَقلَّ هُو في المُباشرةِ مُدّةً بإذنٍ شَرْعيٍّ، ثمّ وَلِيَ القضاءَ مُستَقلًّا على قاعدةِ الشَّيخ، وذلكَ في حياتِه. ولم يَزلْ على ذلكَ إلى أنْ ماتَ. وبقيَ مَنصِبُ القضاءِ شاغِرًا بعدَهُ أكثرَ من ثلاثِ سنين.

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

ما بين الحاصرتين زيادة متعينة من ذيل مرآة الزمان لا يستقيم النص إلا بها، وترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 239، وتاريخ الإسلام 15/ 514، والوافي بالوفيات 29/ 235، والبداية والنهاية 13/ 305، وتذكرة النبيه 1/ 50، ودرة الأسلاك ورقة 60، وتاريخ ابن الفرات 8/ 14، والمنهل الصافي 12/ 219، والدليل الشافي 2/ 802، وقضاة دمشق 243، والدارس 2/ 5.

(3)

"المعظم على اسم المفعول من التعظيم، كان من منازل الحج الشامي منذ أن أنشأها فيه

الملك المعظم عيسى ابن العادل محمد الأيوبي (567 - 624 هـ) بركة لا تزال قائمة" كذا

قال شيخنا العلامة حمد الجاسر رحمه الله في المعجم الجغرافي (شمال المملكة) 3/ 1240.

ص: 286

• - وباشَرَ التَّدريسَ للمالِكيّةِ والمَشْيخةَ عليهِم الشَّيخُ جمالُ الدِّينِ الشَّرِيشيُّ، وبعدَهُ الشَّيخُ أبو إسحاقَ اللَّوْرِيُّ، وبعدَهُ بَدْرُ الدِّينِ أبو بكرٍ السُّوسِيُّ، ثم عُزِلَ لمّا وَصَلَ القاضي جمالُ الدِّينِ ابنُ سُلَيمانَ حاكِمًا ومُدرِّسًا

(1)

.

977 -

وفي ليلةِ الخميسِ عاشرِ ذي القَعْدةِ تُوفِّي قاضي القُضاةِ نَجْمُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبدُ الرَّحيم

(2)

ابنُ قاضي القُضاةِ شَمْسِ الدِّينِ أبي الطّاهرِ إبراهيمَ بنِ هِبةِ الله بنِ المُسَلَّم، ابن البارِزِيِّ، الحَمَوِيُّ بالفَلاةِ بدِيسةِ تَبوكَ

(3)

، وهو مُتوَجِّهٌ إلى الحِجاز، وحُمِلَ مع الرَّكْبِ إلى المدينةِ النَّبويّةِ على ساكِنِها أفضلُ الصَّلاةِ والسَّلام، فدُفِنَ بالبقيع ضُحَى الخميس الرّابع والعشرينَ من ذي القَعْدة المَذْكور.

وكانَ معَهُ وَلدُهُ القاضي شَرَفُ الدِّينِ أبو القاسم هِبةُ الله.

(1)

النص في قضاة دمشق 243. وجمال الدين الشريشي محمد بن أحمد بن محمد (ت 685 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات رجب، وهو شارح المقامات المشهور، وأبو إسحاق اللوري إبراهيم بن عبد العزيز الرعيني الأندلسي (ت 687 هـ) وبدر الدين السوسي لم أعرفه، وجمال الدين ابن سليمان: محمد بن سليمان بن يوسف الزواوي، أبو عبد الله (ت 717 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات جمادى الآخرة.

(2)

ترجمته في: تالي وفيات الأعيان 104، وذيل مرآة الزمان 4/ 218، وتاريخ الإسلام 15/ 499، والعبر 5/ 343، والإشارة في وفيات الأعيان 373، والإعلام بوفيات الأعلام 285، ومرآة الجنان 4/ 198، وطبقات الفقهاء الشافعيين 2/ 923، وطبقات الشافعية للسبكي 8/ 189، وفوات الوفيات 2/ 206، وعيون التواريخ 21/ 245، والوافي بالوفيات 18/ 317، وتذكرة النبيه 1/ 92، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 71، وتاريخ ابن الفرات 8/ 13، والسلوك 1/ 3/ 93، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 34، والعقد المذهب 172، والنجوم الزاهرة 7/ 362، والمنهل الصافي 7/ 238، والدليل الشافي 1/ 408، والتحفة اللطيفة 3/ 206، وتاريخ الخلفاء 484، والشذرات 5/ 381 (7/ 667). ووالده القاضي شمس الدين إبراهيم (ت 669 هـ) ذكره المؤلف في وفيات جمادى الآخرة، وابنه الآخر: هبة الله بن عبد الرحيم (ت 738 هـ) ذكره الحافظ الذهبي في معجمه 2/ 356 وله ذكر وأخبار ومصنفات.

(3)

"تقع في وادي السرير بقرب خيبر" كذا قال شيخنا العلامة حمد الجاسر في كتابه "في شمال غرب الجزيرة"533.

ص: 287

وكانَ رحمه الله رجُلًا فاضلًا، كثيرَ التَّحصيلِ للعُلُوم والكُتُب، مَعروفًا بالدِّيانة والعِلْم.

مَولدُهُ سنةَ ثمانٍ وستِّ مئة. وَلِيَ قَضاءَ بَلدِهِ مُدّة، وماتَ مُنفصِلًا عنهُ. وسَمِعَ على موسى بنِ عبدِ القادر، وحَدَّثَ. سَمِعَ منهُ وَلدُهُ، وابنُ الظّاهِريِّ، وجَماعةٌ. وهو وأبوهُ ووَلدُهُ منَ القُضاةِ الفُضلاءِ الصُّلَحاء.

‌ذو الحِجّة

978 -

في بُكرةِ الثُّلاثاء سادسِ ذي الحِجّةِ تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ الزّاهدُ تَقِيُّ الدِّينِ مُحمدُ

(1)

بنُ عبدِ الوَليِّ بنِ جُبارةَ بنِ عبدِ الوَليِّ المَرْداوِيُّ المَقْدِسيُّ الحَنْبَليُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بتُربةِ المَرْداوِيِّين بسَفْح قاسِيُونَ.

سَمِعَ ببغدادَ من ابنِ القَطِيعيِّ، وجَماعة. وكانَ عَسِرًا في التَّحدِيث.

وهو والِدُ الشَّيخ شِهابِ الدِّينِ ابنِ جُبارةَ المُقْرِئ.

979 -

وفي يوم الأربعاءِ سابع ذي الحِجّة تُوفِّي الشَّيخُ شَرَفُ الدِّينِ أبو الفَضْل إسماعيلُ

(2)

بنُ عيسى الهِيتيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ، حَضَرْتُ جِنازَتَه.

وهُو والدُ الفقيهِ عِمادِ الدِّينِ عيسى الشّافعيّ.

980 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ الثّالثِ والعشرينَ من ذي الحِجّة تُوفِّي الشَّيخُ

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 505، محمد بن جبارة وأعاده 510 في محمد بن عبد الولي، والذيل على طبقات الحنابلة 4/ 190، ومختصره لابن نصر الله، ورقة 85، والمقصد الأرشد 2/ 454، والمنهج الأحمد 4/ 325، ومختصره الدر المنضد 1/ 426، والقلائد الجوهرية 416، والشذرات 5/ 384 (7/ 671)، وأخوه: عبد الله بن عبد الولي (ت 699 هـ)، وابنه: أحمد بن محمد (ت 728 هـ) لهما ذكر وأخبار.

(2)

في الأصل: "أبو الفضل بن إسماعيل"، خطأ، بدليل قوله في آخر الترجمة:"وهو والد الفقيه عماد الدين عيسى الشافعي"، وولده عيسى بن إسماعيل (ت 733 هـ) ذكره الصفدي في أعيان العصر 3/ 713، والحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة 3/ 202، وغيرهما.

ص: 288

الزّاهِدُ القُدوةُ أبو القاسم

(1)

بنُ أحمدَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ المَراغيُّ الصَّعِيديُّ، بالقاهرة، ودُفِنَ منَ الغَد.

وكانَ شيخًا صالحًا، من أصحابِ ابن الصَّبّاغ، ورَوَى شيئًا من كلام شيخِهِ عنهُ.

981 -

وفي يوم الاثنينِ السّادسِ والعشرينَ من ذي الحِجّة تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو بكرِ

(2)

بنُ عُمَرَ بنِ عليٍّ البَقّالُ الصّالحيُّ، المعروفُ بأبي السَّوالم، ودُفِنَ من يومِهِ بسَفْح قاسِيُونَ.

سَمِعَ منَ الشَّيخ مُوفَّق الدِّين، وأبي المَجْد القَزْوِينيّ، والكاشْغَرِيِّ.

982 -

وفي هذه السَّنةِ تُوفِّي أبو عبدِ الله مُحمدُ

(3)

بنُ عبدِ العزيزِ بنِ يحيى بن عليٍّ اللَّوْرِيُّ، أخو الشَّيخ أبي إسحاقَ اللَّوْرِيِّ، بسِجِلْماسةَ

(4)

من بلادِ إفريقيّة

(5)

.

ذَكَرَ لنا ذلكَ أخُوهُ، وكانَ دَخَلَ دمشقَ معَ أخيه، وسَمِعَ من ابنِ مَسْلَمةَ، وابنِ عَلّانَ، وجَماعة. وحَجَّ مرَّتَيْن.

983 -

وتُوفِّيت حَليمةُ

(6)

بنتُ شيخِنا العِمادِ أحمدَ بنِ مَنَعةَ بنِ مُطَرِّفٍ أُمُّ مُحمدِ ابنِ الحَكيم، من أهلِ الصّالحيّة، في شَهْرِ رَمَضان.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 515، ونهاية الأرب 31/ 124، وتاريخ ابن الفرات 8/ 14.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 514.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 506، وأخوه أبو إسحاق إبراهيم بن عبد العزيز (ت 687 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات صفر وقال هناك:"بقلعة لورة من عمل إشبيلية"، قال ابن ناصر الدين في التوضيح 7/ 370:"وهو ابن عبد العزيز بن يحيى بن علي الرعيني الأندلسي اللوري نزيل دمشق".

(4)

بكسر أوله وثانيه وسكون اللام وبعد الألف سين مهملة: مدينة في جنوب المغرب. معجم البلدان 3/ 192، والروض المعطار 305، وأطال في وصفها.

(5)

كان ينبغي أن يقول: من بلاد المغرب، وإفريقية يراد بها تونس وهي بعيدة عنها.

(6)

ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 495. ووالدها أحمد بن نعمة (ت 689 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات ربيع الآخر وأخوها محمد (ت 682 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات ذي القعدة.

ص: 289

سَمْعَتْ من جَعْفَرٍ الهَمْدانيّ.

984 -

وتُوفِّي الشَّيخُ مُحمدُ

(1)

ابن الشَّيخ الحافظِ تَقِيِّ الدِّينِ إبراهيمَ بنِ مُحمدِ بنِ الأزهَرِ الصَّرِيفِينِيُّ في شَعْبان.

سَمِعَ منَ المُوفَّق عبدِ اللَّطيفِ البَغْدادِيِّ، وابن رُوْزْبة، وجَماعة.

985 -

وتُوفِّي العَفِيفُ بلالٌ

(2)

النِّفْطِيُّ المُقْرِئ الأسودُ بدِيارِ مِصْرَ في ذي الحِجّة.

وكانَ مُقْرِئًا بالتُّربةِ الظّاهريّة. رَوَى بدمشقَ عن الشَّيخ عَلَم الدِّينِ السَّخَاوِيّ.

986 -

وفي هذه السَّنةِ تُوفِّي القاضي ناصِرُ الدِّينِ أحمدُ

(3)

بنُ مُحمدِ بنِ مَنْصورِ بنِ أبي بكرٍ الجُذامِيُّ، ابنُ المُنَيِّر، قاضي الإسْكنْدَرِيّة، بها، في ليلةِ الخميسِ مُستهلِّ ربيع الأوّلِ.

ومَولدُهُ في ثالثِ ذي القَعْدةِ سنةَ عشرينَ وستِّ مئة.

وكانَ رجُلًا فاضلًا، مَشْهورًا بالعِلْم.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 504. ووالده إبراهيم (ت 641 هـ) من كبار فقهاء الحنابلة. يراجع: الذيل على طبقات الحنابلة 3/ 497.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 194.

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 206، وتاريخ الإسلام 15/ 491، ودول الإسلام 2/ 185، والعبر 5/ 342، والإشارة إلى وفيات الأعيان 373، والإعلام بوفيات الأعلام 285، والمعين في طبقات المحدثين 218، ومرآة الجنان 3/ 198، وتاريخ ابن الوردي 2/ 232، وعيون التواريخ 21/ 348، والوافي بالوفيات 8/ 128، وفوات الوفيات 1/ 132، وتاريخ ابن الفرات 8/ 12، وتذكرة النبيه 1/ 92، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 79، والمنهل الصافي 2/ 185، والدليل الشافي 1/ 86، والنجوم الزاهرة 7/ 361، والسلوك 1/ 3/ 727، والمقفى الكبير 1/ 628، وتاريخ الخلفاء 484، وطبقات المفسرين للداوودي 1/ 88، والشذرات 5/ 381 (7/ 666). وهو من أسرة علمية مشهورة، فأبوه: محمد بن منصور (ت 664 هـ) قال الذهبي في ترجمته 15/ 104: "وروى هو وأبوه وجده أبيه وجد جده" وأخو المترجم هنا: زين الدين علي بن محمد (ت 696 هـ) يوم عيد النحر ذكره المؤلف في موضعه

وغيرهم. والمُنَيِّرُ بتشديد الياء. وأصلهم من صقلية ثم استوطنوا الإسكندرية فأصبحوا قضاتها.

ص: 290

987 -

وفيها تُوفِّي الشَّيخُ القُدْوةُ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(1)

بنُ موسى بن النُّعمانِ المَغْرِبيُّ، في ليلةِ الأحدِ تاسع رَمَضانَ بمِصْرَ، ودُفِنَ بالقرافة.

ومَولدُهُ سنةَ ستٍّ أو سبع وستِّ مئة بتِلْمِسانَ

(2)

.

رَوَى عنِ ابنِ عِمادٍ، وابنِ الصَّفْراوِيِّ، وابنِ الطُّفَيْل، وغيرِهِم. وكانَ منَ المَشايخ المَشْهورين، ولهٌ نَظْمٌ جيِّدٌ.

988 -

وفيها تُوفِّي شِهابُ الدِّينِ أحمدُ

(3)

بنُ بَرّاقِ بنِ طاهرٍ المُؤدِّبُ في رَمَضانَ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

رَوَى عنِ ابنِ اللَّتِّي.

989 -

والشَّيخُ الإمامُ مَجْد الدِّينِ أبو الفَضْل عبدُ الله

(4)

بنِ محمودٍ بنِ مَوْدود، ابنُ بُلْدِجِي

(5)

، الحَنَفيُّ، ببغدادَ يومَ السَّبتِ تاسعَ عَشَرَ المُحَرَّم.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 236، وتاريخ الإسلام 15/ 512، والعبر 5/ 346، والإشارة إلى وفيات الأعيان 374، والإعلام بوفيات الأعلام 285، ومرآة الجنان 4/ 200، والوافي بالوفيات 5/ 89، وتذكرة النبيه 1/ 91، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 80، وذيل التقييد 1/ 269، والسلوك 1/ 3/ 727، والنجوم الزاهرة 7/ 363، والمقفى الكبير 7/ 221، والشذرات 5/ 384 (7/ 670).

(2)

بكسرتين وسكون الميم وسين مهملة. قاعدة المغرب الأوسط (الجزائر). يراجع: معجم ما استعجم 76، ومعجم البلدان 2/ 44، والروض المعطار 135.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 490، وفيه:"روى عنِ ابنِ اللتي، والهمداني".

(4)

ترجمته في: معجم الحافظ الدمياطي 1/ ورقة 253، وكتاب الحوادث 480، وتلخيص مجمع الآداب 4/ 440، والمنتخب المختار 75، وتاريخ الإسلام 15/ 496، وتاج التراجم 31، والجواهر المضية 2/ 349، وتذكرة النبيه 1/ 90، ودرة الأسلاك ورقة 79، والمنهل الصافي 7/ 22، والدليل الشافي 1/ 391، والفوائد البهية 106، وهو من أسرة مشهورة بالعلم، أخوه عبد الدائم بن محمود (ت 680 هـ)، وقريبهم: عبد الدائم بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن محمود، ذكره ابن الفوطي في مجمع الآداب 442 بلقبه مجد الدين وترجمته في المنهل الصافي مستوفاة.

(5)

قيّده وجيه الدين منصور بن سليم الإسكندراني في تذييله على إكمال الإكمال لابن نقطة (1/ 118).

ص: 291

رَوَى عنِ ابنِ طَبَرْزَد، وجَماعة. وكانَ مُدَرِّسَ المَشهدِ ببغداد

(1)

، وهناك دُفِنَ.

ومَولدُهُ يومَ الجُمُعةِ سَلْخَ شَوِّالٍ سنةَ تسع وتسعينَ وخَمْسِ مئة بالمَوْصِل، وصنَّفَ "المختارَ في الفَتْوى".

990 -

ونظام الدِّينِ مُحمدُ

(2)

بنُ الحُسَين بن الحَسَن، ابن الخَليليِّ، في ربيع الأوّلِ بالقاهرة.

ولهُ إجازةٌ بَغداديّةٌ مُورَّخةٌ بسنةِ ستٍّ وتسعينَ وخَمْسِ مئة، فيها ابنُ الجَوْزيّ، وابنُ المَعْطُوش، وابنُ السِّبْط، وجَماعةٌ.

991 -

والشَّيخُ المُحَدِّثُ شَرَفُ الدِّينِ مُحمدُ

(3)

بنُ إبراهيمَ بنِ أبي القاسم المَيْدُوميُّ النَّحْوِيُّ في صَفَر، بالقاهرة.

وكانَ من أعيانِ أصحابِ الشَّيخ زَكيِّ الدِّينِ عبدَ العظيم.

ومَولدُهُ في سنةِ إحدى عَشْرةَ وستِّ مئة بالقاهرة.

992 -

والقاضي صَفِيُّ الدِّين أبو مُحمدٍ عبدُ الوَهّاب

(4)

بنُ الحَسَن بنِ إسماعيلَ بنِ مُظَفَّرِ ابنِ الفُرات اللَّخْميّ، بالإسْكنْدَرِيّة يومَ الثُّلاثاءِ نصف جُمادى الآخرة.

ومَولدُهُ بها في سنةِ إحدى وتسعين وخَمْسِ مئة. ولهُ إجازةُ الغَزْنَويِّ، وابنِ ياسين، وعبدِ اللَّطيفِ ابنِ شيخ الشُّيوخ إسماعيلَ بنِ أبي سَعْد.

(1)

يعني: مشهد أبي حنيفة، وهي المدرسة التي أنشأها شرف الدين أبو سعد محمد بن منصور العميد الخوارزمي سنة 459 هـ، وأما مدفنه ففي مقبرة الخيزران.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 505، والمقفى الكبير 5/ 577. ورفع نسبه هكذا: محمد بن الحسين بن الحسن بن إبراهيم بن سنان بن موسى بن حسن بن بشر بن إبراهيم أبو عبد الله ابن أبي علي التميمي الداري المعروف بالخليلي. قال الحافظ الذهبي: "عم الصاحب فخر الدين" وقال: "خرج له التقي عبيد مشيخة".

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 504، والمعين في طبقات المحدثين 218، والوافي بالوفيات 2/ 10، وتاريخ ابن الفرات 8/ 16، والمقفى الكبير 4/ 14، وعقد الجمان 2/ 336.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 504، وذيل التقييد 2/ 158.

ص: 292

‌سنة أربع وثمانينَ وستِّ مئة

‌المُحَرَّم

• - وَصَلَ السُّلطانُ الملكُ المَنْصورُ سَيْفُ الدِّينِ قَلاوُونُ منَ القاهرةِ إلى دمشقَ يوم السَّبتِ الثاني والعشرينَ من المُحَرَّم بالعساكرِ المِصْريّة. وخَرَجُوا من دمشقَ، وخَرَجَ معهُم عَسكرُ دمشقَ في يوم الاثنينِ ثاني صَفَرٍ قاصِدينَ حِصارَ المَرْقَب. ونَزَلُوا عليه، ومَنَّ اللهُ تعالى بفَتْحِهِ يومَ الجُمُعةِ ثامنَ عَشَرَ ربيع الأوّلِ. ووَصَلَ الخَبرُ بذلكَ إلى دمشقَ، وقُرِئَ كتابُ السُّلطانِ بجامع دمشقَ في الحادي والعشرينَ من الشَّهْر، وزُيِّنَ البلدُ. ودَخَلَ السُّلطانُ والعساكرُ إلى دمشقَ بعدَ هذا الفَتْح المبارك يومَ الأحدِ ثالثِ جُمادى الأولى

(1)

.

• - ثم سافَرَ السُّلطانُ والجيوش معَه من دمشقَ إلى القاهرةِ بُكْرةَ الاثنينِ ثامنَ عَشَرَ جُمادى الأولى المَذْكور

(2)

.

• - ولمّا وَصَلَ ركابُ السُّلطانِ في أوّلِ السَّنةِ إلى دمشقَ عُزِلَ مُحْيي الدِّينِ ابنُ النَّحّاس عن نَظَرِ الجامع، ووُلِّيَ عِزُّ الدِّينِ ابنُ القاضي مُحْيي الدِّينِ ابنُ الزَّكيِّ

(3)

.

(1)

الخبر في: تشريف الأيام 76، وذيل مرآة الزمان 4/ 239، والفضل المأثور 141، والمختصر في أخبار البشر 2/ 355، ونهاية الأرب 31/ 39، 125، وكنز الدرر 8/ 268، ويراجع: تاريخ الإسلام 15/ 420، ومسالك الأبصار 27/ 443، وتاريخ ابن الوردي 2/ 332، والبداية والنهاية 13/ 305، وتاريخ ابن الفرات 8/ 17، وتذكرة النبيه 1/ 96، والجوهر الثمين 2/ 96، والسلوك 1/ 3/ 727، وعقد الجمان 2/ 337، والنجوم الزاهرة 7/ 314.

(2)

الخبر في: البداية والنهاية 13/ 305.

(3)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 259، ونهاية الأرب 31/ 125، وتاريخ الإسلام 15/ 420، ومسالك الأبصار 27/ 443، والبداية والنهاية 13/ 305، وتاريخ ابن الوردي 2/ 232، وعيون التواريخ 21/ 356، وتاريخ ابن الفرات 8/ 22، وعقد الجمان 2/ 341، ومحيي الدين ابن النحاس محمد بن يعقوب (ت 695 هـ)، وعز الدين ابن الزكي عبد العزيز بن يحيى (ت 699 هـ) ذكرهما المؤلف في موضعيهما.

ص: 293

• - وقَدِمَ عليه الملكُ المُظَفَّرُ صاحبُ حَماةَ في سَلْخ مُحَرَّم، فخَرَجَ لتَلَقِّيهِ والجيشُ جميعُهُ، وخَلَعَ عليهِ خِلْعةَ السَّلطنة

(1)

.

993 -

وفي يوم السَّبتِ التّاسع والعشرينَ من المُحَرَّم تُوفِّيت الشَّيخةُ المُسْنِدةُ أُمُّ الخَيْرِ ستُّ العَرَبِ

(2)

بنتُ شَمْس الدِّينِ يحيى بنِ قايمازَ بنِ عبدِ الله التّاجيِّ الكِنْدِيِّ، ودُفِنَت في هذا اليوم بسَفْح قاسِيُونَ.

وهي أُمُّ العَدْل ناصر الدِّينِ سُلَيمانَ بنِ عبدِ العزيز التَّنُوخيِّ.

رَوَت عن سيِّدِها أبي اليُمْن الكِنْدِيّ، وابنِ طَبَرْزَد، وبالإجازةِ عن جماعةٍ منَ الأصْبَهانيِّين.

ومَولدُها في شَهْرِ ربيع الآخِرِ سنةَ تسع وتسعينَ وخَمْسِ مئة.

‌صَفَر

994 -

وفي يوم الاثنينِ مُنْتَصفِ صَفَرٍ تُوفِّي الشَّيخُ الأجَلُّ شَمْسُ الدِّينِ عُمَرُ

(3)

بنُ إسحاق بنِ وَفاءٍ النّاصِريُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ بتُربةٍ مَعْروفةٍ به.

وكانَ رجُلًا جيِّدًا من بقايا الدَّولةِ النّاصِريّة. ولهُ وَقْفٌ وَبِرٌّ، حَضَرْتُ جِنازَتَهُ.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 259، ونهاية الأرب 31/ 125، وتاريخ الإسلام 15/ 421، والبداية والنهاية 13/ 305، وتاريخ ابن الفرات 8/ 22، والسلوك 1/ 3/ 728، وعقد الجمان 2/ 341.

(2)

ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 519، والعبر 5/ 347، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 288، والإشارة إلى وفيات الأعيان 374، ومرآة الجنان 4/ 201، وذيل التقييد 2/ 375، والشذرات 5/ 385 (6/ 672). ووالدها يحيى لم أقف على ترجمته. ونسبته التاجي الكندي إلى ولائه لتاج الدين زيد بن الحسن الكندي (ت 613 هـ) محدث مشهور، وعالم لغوي متميز. ولم أقف على ترجمة ابنها.

(3)

لم أقف على ترجمته.

ص: 294

• - وحَكَمَ القاضي شَمْسُ الدِّينِ مُحمدُ بنُ مُحمدِ بنِ بَهْرام الكُرْدِيُّ الكُورانِيُّ الأصلِ الشّافعيُّ، المعروفُ بالدِّمَشْقيِّ، بدمشقَ في يوم الجُمُعةِ السّادسِ والعشرينَ من صَفَرٍ نيابةً عن قاضي القُضاةِ بَهاءِ الدِّينِ ابنِ الزَّكيِّ

(1)

.

995 -

وفي ليلةِ الاثنينِ التّاسع والعشرينَ من صَفَرٍ تُوفِّي الشَّيخُ بَدْرُ الدِّينِ خليلُ

(2)

بنُ يوسُفَ بنِ خليلِ العَدَوِيُّ الإرْبِليُّ، المعروفُ بابنِ الفَحّام.

رَوَى عن الفَقيهِ بَهاءِ الدِّينِ ابنِ الجُمَّيْزِيِّ. وكانَ شيخًا لهُ زاويةٌ وجماعةٌ.

ومَولدُهُ سنةَ تسع وستِّ مئة بإرْبِلَ.

996 -

وفي يوم الأربعاءِ سابعَ عَشَرَ صَفَرٍ تُوفِّي الشَّيخُ عِزُّ الدِّينِ مُحمدُ

(3)

بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ بنِ شَدّاد، بالقاهرةِ، ودُفِنَ من يومِهِ بسَفْح المُقَطَّم، وصَلَّيْنا عليهِ بدمشقَ في ثامنَ عَشَرَ ربيع الأوّل.

وكانَ رجُلًا مَشْهورًا في الدَّولةِ، مُكَرَّمًا. وجَمعَ سِيرةَ الملكِ الظّاهِر

(4)

، وكانَ يُؤرِّخُ ويُحِبُّ التَّواريخ. ورَوَى شيئًا منَ الحديثِ عنِ المُعَظَّم تُوْرَانْشاه بنِ صَلاح الدِّين.

(1)

شمس الدين ابن بهرام (ت 705 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات جمادى الأولى، وبهاء الدين يوسف ابن الزكي (ت 685 هـ) ذكره المؤلف في وفيات ذي الحجة.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 518. قال: "سمع منه البرزالي والطلبة".

(3)

ترجمته في: تالي وفيات الأعيان 145، وذيل مرآة الزمان 4/ 270، وتاريخ الإسلام 15/ 426، وكرره 530 نبه على ذلك المحقق، والعبر 5/ 349، ومرآة الجنان 4/ 201، والوافي بالوفيات 4/ 189، والبداية والنهاية 13/ 305، وتاريخ ابن الفرات 8/ 33، والشذرات 5/ 388 (6/ 677).

(4)

طبع بعنوان "تاريخ الملك الظاهر" سنة 1403 هـ بتحقيق أحمد حطيط (ط) جمعية المستشرقين الألمانية. وهو مؤلف "الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة"(ط) بعضه في المعهد الفرنسي بدمشق 1375 - 1382 هـ، وبعضه في وزارة الثقافة والإرشاد بدمشق 1978 م.

ص: 295

‌ربيع الأول

997 -

في يوم الاثنينِ سابع ربيع الأوّلِ تُوفِّي الفَقيهُ أمينُ الدِّين سُلطانُ

(1)

بنُ أبي العلاءِ بنِ سِنانَ التَّنُوخِيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقابرِ بابِ الصَّغير.

وكانَ إمامَ الرَّواحيّةِ ومُعِيدَها، من أصحابِ الشَّيخ شَرَفِ الدِّينِ ابنِ المَقْدِسيِّ. ولهُ نَظْمٌ حَسَنٌ.

‌جُمادى الأولى

998 -

تُوفِّي الأميرُ الكبيرُ علاءُ الدِّينِ البُنْدُقْدارُ الصّالحيُّ

(2)

، بالقاهرةِ، وصُلِّيَ عليه بدمشقَ مُستهَلَّ جُمادى الأولى. وكانَ من أعيانِ الأُمراءِ، وكانَ أستاذَ السُّلطانِ الملكِ الظّاهِر، فلذلكَ كانَ يُعرَفُ الملكُ الظّاهِرُ قبلَ السَّلطنةِ بالبُنْدُقْدارِيِّ.

• - ووَلِيَ الصّاحبُ مُحْيي الدِّينِ ابنُ النَّحّاس الوزارةَ بدمشقَ يومَ الخميسِ سابع جُمادى الأولى، وخُلِعَ عليهِ عِوَضًا عن تَقِيِّ الدِّين، تَوْبة

(3)

.

• - وعُزِلَ الأميرُ سَيْفُ الدِّينِ طُوغانُ من ولايةِ البلدِ في رابع عَشَرَ جُمادى الأولى، ووَلِيَ عِوَضَهُ الأميرُ عِزُّ الدِّينِ ابنُ أبي الهَيجاءِ الإرْبِليُّ

(4)

.

(1)

لم أقف على ترجمته. وشرف الدين المقدسي، أحمد بن أحمد النابلسي الشافعي تقدم ذكره.

(2)

ترجمته في: تاريخ الملك الظاهر 240 - 241، وذيل مرآة الزمان 4/ 262، وتالي وفيات الأعيان 26، وتاريخ الإسلام 15/ 525، والعبر 5/ 348، ونهاية الأرب 31/ 128، والبداية والنهاية 13/ 305، والوافي بالوفيات 9/ 491، والدرة الزكية 276، وعيون التواريخ 21/ 357، وتاريخ ابن الفرات 8/ 33، والمقفى الكبير 2/ 347، والسلوك 1/ 3/ 730، وعقد الجمان 2/ 346، والنجوم الزاهرة 7/ 365، والمنهل الصافي 3/ 155، والدليل الشافي 1/ 165، والشذرات 5/ 388 (7/ 677)، وفي تاريخ ابن الفرات:"أيدكين بن عبد الله التركي الصالحي النجمي".

(3)

الخبر في ذيل مرآة الزمان 4/ 259، وقد سبق كما سبق ذكر ابن النحاس وتوبة.

(4)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 259، والبداية والنهاية 13/ 305، وعيون التواريخ 21/ 356، وتاريخ ابن الفرات 8/ 32، وعقد الجمان 2/ 342.

ص: 296

999 -

وفي يوم الاثنينِ ثامنَ عَشَرَ جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ العالمُ الصَّدْرُ علاءُ الدِّينِ أبو الحَسَن عليُّ

(1)

بنُ مُحمدِ بنِ عليِّ بنِ عبد الرَّحمنِ البَكْرِيُّ المُرّاكُشيُّ، بسَفْح قاسِيُونَ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقابرِ الصُّوفيّة.

وكانَ طَلبَ الحديثَ بنفسِه، وكَتبَ وحَصَّلَ الأجزاءَ الكثيرةَ. رَوَى لنا عنِ ابنِ الزَّبِيدِيّ، وابنِ اللَّتِّي، والهَمْدانِيِّ، والسَّخَاوِيِّ.

ووَلِيَ نَظَرَ المارِسْتانِ النُّورِيِّ، وصحابةَ الدِّيوانِ الكبيرِ السُّلطانِيِّ. وكانَ خبيرًا بصناعةِ الكتابة، عارفًا بها، من أعيانِ العُدُولِ المَشْهورينَ بالأمانة.

ومَولدُهُ في شَهْرِ رَمَضان سنةَ ستَّ عَشْرةَ وستِّ مئة بدمشقَ.

1000 -

وفي ليلةِ الأربعاءِ العشرينَ من جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ العالمُ القُدوةُ العارفُ أبو عبدِ الله محمدُ

(2)

بنُ الحَسَن بن إسماعيلَ الإخْمِيميُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ، حَضَرْتُ جِنازَتَه.

وكانَ من مَشايخ الشّام في وَقْتِه، يُقْصَدُ ويُزارُ ويُتَبرَّكُ به، وفيه تَواضُعٌ، وكلامُهُ حُلْوٌ عَذْبٌ. رَوَى "جزءَ ابن نُجَيْد" عن الكمالِ ابن طَلْحة.

1001 -

وفي يوم الجُمُعةِ الثاني والعشرينَ من جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 524، ومعجم الشيوخ للذهبي 2/ 49، والعبر 5/ 348، والوافي بالوفيات 22/ 101، والمنهل الصافي 8/ 154، والدليل الشافي 1/ 470، والشذرات 5/ 388 (7/ 677).

(2)

ترجمته في ذيل مرآة الزمان 4/ 271، وتالي وفيات الأعيان 150، وتاريخ الإسلام 15/ 527، والعبر 5/ 350، والإعلام بوفيات الأعلام 285، والإشارة إلى وفيات الأعيان 374، ومرآة الجنان 4/ 201، والبداية والنهاية 13/ 306، والوافي بالوفيات 9/ 353، وتاريخ ابن الفرات 8/ 34، وعقد الجمان 2/ 343، والنجوم الزاهرة 7/ 368، والشذرات 5/ 389 (7/ 678).

ص: 297

الجليلُ الزّاهِدُ العارفُ شَرَفُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(1)

ابنُ الشَّيخ عُثْمانَ بنِ عليٍّ الرُّوميُّ، ودُفِنَ بالزّاويةِ المعروفةِ به وبوالدِه بسَفْح قاسِيُونَ، لم تخرُجْ جِنازَتُهُ منها.

وكانَ حَسَنَ الشَّكل، مَليحَ الشَّيْبةِ، عليهِ جَلالةٌ ووَقارٌ. وكانَ كريمًا لا يَدَّخِرُ شيئًا، وفيه تَواضُعٌ ولُطْفٌ. ويَعملُ السَّماعات، ويَرقُصُ غالبَ اللَّيل، ويَخْلَعُ ثيابَهُ على المَغاني. وكانَ حَضرَ حِصارَ المَرْقَب. وقارَبَ الثَّمانينَ، ولم تكن لهُ روايةٌ.

1002 -

وفي يوم الأحدِ الرّابع والعشرينَ من جُمادى الأولى تُوفِّي بَدْرُ الدِّينِ حَسَنُ

(2)

بنُ عليِّ بنِ أبي طالب طبيبُ السُّلطان، ويُعرَفُ بابن الزُّبَيِّبة، بدمشقَ.

وكانَ لهُ سَماعٌ من يوسُفَ بنِ خليل، ولم يُحَدِّث.

‌جُمادى الآخرة

1003 -

وفي يوم الأربعاءِ حادي عَشَرَ جُمادى الآخرة تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ المُقْرِئ شَمْسُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(3)

بنُ عامرِ بنِ أبي بكرٍ الغَسُوليُّ الحَنْبليّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ بالقُربِ من تربةِ الشَّيخ عبدِ الله الأرْمَنيِّ، حَضَرْتُ جِنازتَهُ.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 274، وتاريخ الإسلام 15/ 530، والعبر 5/ 350، والإشارة إلى وفيات الأعيان 374، والبداية والنهاية 13/ 307، والوافي بالوفيات 4/ 86، وتذكرة النبيه 1/ 98، ودرة الأسلاك ورقة 83، وعقد الجمان 2/ 345، والنجوم الزاهرة 7/ 368، والشذرات 5/ 389 (7/ 679).

(2)

لم أقف على ترجمته.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 529، والبداية والنهاية 13/ 106، وعقد الجمان 2/ 243. والغسولي: منسوب إلى الغسولة من قرى دمشق، كذا في معجم البلدان 4/ 204، قال:"الغسولة: منزل للقوافل فيه خان على يوم من حمص بين حمص وقارا".

ص: 298

ورَوَى الحديثَ عنِ ابنِ مُلاعِب، والشَّيخ مُوفَّق الدِّينِ ابن قُدامة. وكانَ شيخ مِيعادِ الخَتْم في ليالي الأحدِ بدمشقَ وظاهِرِها، وإليه يُنسَبُ المِيعادُ. وكانَ يَعِظُ عَقِيب الخَتْم، ويَدعُو بأدعيةٍ حَسَنةٍ من حِفْظِه.

1004 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ الثّالث عَشَرَ من جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الشَّيخُ نَجْمُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(1)

ابنُ عِزِّ الدِّينِ عبدِ العزيز بنِ مُحمدِ بنِ الحَسَن الصّالحيُّ الدِّمَشْقيُّ المعروفُ بابنِ الدَّجاجِيّة الشّاهدُ بسُوقِ القَمْح، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقابرِ باب الصَّغير.

رَوَى عن القاضي أبي نَصْرِ ابن الشِّيرازِيِّ.

ومَولدُهُ سنةَ خمسٍ وستِّ مئة تقريبًا.

وهو والدُ العَدْلِ تاج الدِّينِ أحمدَ.

1005 -

وفي يوم الأحدِ خامسَ عَشَرَ جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الملكُ المَسْعودُ جلالُ الدِّينِ عبدُ الله

(2)

ابنُ الملك الصّالح عِمادِ الدِّينِ إسماعيلَ ابنِ الملك العادلِ أبي بكرِ بن أيّوب، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ بالقُربِ من الشَّيخ مُحمدٍ الإخْمِيميِّ.

1006 -

وفي يوم الجُمُعةِ العشرينَ من جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الفَقيهُ مَجْدُ الدِّينِ عبد الحميدِ

(3)

بنُ أحمدَ بنِ عليٍّ المَنْبِجيُّ، المعروفُ بالمَلُّوحيِّ، بمدينةِ عجلون. وكانَ قاضيًا ببَيْسان، وقبلَ ذلكَ كانَ يَشهدُ تحتَ السّاعات.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 529، وقال:"أخذ عنه علم الدين وغيره". ولم أقف على ترجمة ابنه أحمد.

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 268، وتاريخ الإسلام 15/ 520، والوافي بالوفيات 17/ 75، وفيه وفاته سنة أربع وسبعين وست مئة لعله سهو من الناسخ.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 521. والملوحي يظهر أنه منسوب إلى الملوحة بالفتح وتشديد اللام وضمها، وحاء مهملة: قرية كبيرة من قرى حلب كما في معجم البلدان 5/ 195. وعجلون وبيسان تقدم ذكرهما.

ص: 299

1007 -

وفي ليلةِ الأحدِ التّاسع والعشرينَ من جُمادى الآخرةِ تُوفِّي شَمْسُ الدِّينِ مُحمدُ

(1)

ابنُ العَدْلِ عِماد الدِّينِ يحيى بنِ تَمّام، ابن الحِمْيَريِّ، بالمِزّة، ودُفِنَ بمَقابرِ بابِ الصَّغير يومَ الأحدِ.

وكانَ شابًّا جميلًا عاقلًا، من عُدُولِ البلد. وهو أخُو العَدْلِ علاءِ الدِّينِ عليٍّ.

‌رَجَب

• - تَوَجَّهَ الصّاحبُ تَقِيُّ الدِّينِ تَوْبةُ التَّكرِيتيُّ إلى القاهرةِ في حادي عَشَرَ رَجَبٍ بالطَّلَب، ورُسِمَ بالاحتياطِ على مالِه وأملاكِه

(2)

.

1008 -

وفي النِّصفِ من رَجَبٍ توفي الشَّيخُ الصّالحُ أبو محمدٍ عبدُ الرَّحمن

(3)

بنُ عبّاسِ بنِ مُحمدِ بنِ عِنانَ الدِّمَشْقيُّ، بقريةِ السَّمُوقةِ

(4)

من عملِ دمشقَ. وكانَ رجُلًا صالحًا، كثيرَ التِّلاوةِ والعِبادةِ. رَوَى عنِ ابنِ الزَّبِيدِيّ، والحافظِ ضِياءِ الدِّينِ المَقْدِسيِّ.

1009 -

وفي يوم الخميسِ ثامنَ عَشَرَ رَجَبٍ تُوفِّي الشَّريفُ بَدْرُ الدِّينِ

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 531. وأخوه علاء الدين علي توفي سنة 726 هـ، وهو مترجم في معجم شيوخ الذهبي 2/ 63، وذيل التقييد 2/ 227.

(2)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 259، والبداية والنهاية 13/ 305، وعقد الجمان 2/ 342.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 521. قال: "الشيخ الصالح أبو الفرج الدمشقي الخباز زوج جدتي، كان رجلًا صالحًا خيرًا تاليًا لكتاب الله، له بيت وفرن بحكر العنابة وكنت أفرح بالمبيت عنده للفرجة على العسكر وغير ذلك

قال ابن أبي الفتح: هو ابن عم والدتي، وذكر أنه سمع منه "الثلاثيات". قلت: سمع منه البرزالي وغيره

وبقي في صحبة أم أبي ثلاثين سنة، ثم توفيت بعد وفاة جدي لأمي، فتزوج بجدتي لأمي".

(4)

في تاريخ الإسلام: "بقرية السموقة من الغوطة". في غوطة دمشق لمحمد كرد علي 172: "السموقية في الدارس أن الموقوف على مدرسة الإقبالية الضيعة المعروفة بالسموقية" فهل هي المقصودة هنا.

ص: 300

مُحمدُ

(1)

ابنُ الشَّريفِ شَمْسِ الدِّينِ الحَسَنِ بنِ المُظَفَّرِ بنِ عبدِ المُطَّلبِ بنِ عبدِ الوَهّابِ الحُسَيْنيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمسجدِ النّارِنْج.

طَلَبَ الحديثَ مُدّةً، وسَمِعَ على مشايِخِنا. وكانَ شابًّا حَسَنًا، من أولادِ العُدُول.

1010 -

وفي أواخِرِ رَجَبٍ أو أولِ شَعْبانَ تُوفِّي المَجْدُ عبدُ الرَّحيم

(2)

ابنُ القاضي ضياءِ الدِّينِ الحُسَينِ ابن القاضي الأشْرفِ بَهاءِ الدِّينِ أحمدَ ابنِ القاضي الفاضل أبي عليٍّ عبدِ الرَّحيم بنِ عليٍّ البَيْسانِيُّ.

وكانَ رَوَى عن جَعْفَرٍ الهَمْدانِيِّ، وغيرِه، ولم يُسْمَعْ عليه.

‌شَعْبان

1011 -

في مُستهلِّ شَعْبانَ تُوفِّي الشَّيخُ الجليلُ فارسُ الدِّينِ أبو المِقْدام فارسُ

(3)

بنُ آقْ سُنْقُرَ بنِ عبدِ الله الكَرَكيُّ النّاصِريُّ، بالقاهرة.

وكانَ قَدِمَ دمشقَ معَ العَسْكر. ورَوَى لنا عنِ ابنِ اللَّتِّي. وهو شيخٌ، جُنديٌّ يَسكُنُ بالحُسَيْنيّة.

1012 -

وفي ليلةِ الأربعاءِ تاسع شَعْبانَ تُوفِّي الصَّدْرُ عِزُّ الدِّينِ أحمدُ

(4)

بنُ يوسُفَ بنِ المُرَتِّب، ودُفِنَ ببستانٍ بالمِزّة.

(1)

لم أقف على ترجمته. وتوفي والده بعده سنة 697 هـ في ربيع الأول ومسجد النارنج تقدم ذكره.

(2)

هو ابن حفيد القاضي الفاضل، والده حسين لم أقف على ترجمته، وجده أحمد (ت 643 هـ) قال الحسيني في صلة التكملة (الترجمة 150):"كان رئيسًا مقدمًا ذا سمت ووقار" وأبو جده القاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي وزير الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي مشهور جدًّا.

(3)

لم أقف على ترجمة. والحسينية في الروضة البهية 122، والمواعظ والاعتبار 3/ 61 - 62. قال: "اعلم أن الحسينية شقتان؛ إحداهما: ما خرج ما باب الفتوح

وهذه الشقة هي التي يسكنها الجند

".

(4)

لم أقف على ترجمته. والمرتب: الذي يرتب الصفوف يوم الجمعة. يراجع: ذيل تاريخ بغداد لابن النجار 2/ 150.

ص: 301

1013 -

وفي ليلةِ الثُّلاثاءِ ثامن شَعْبانَ تُوفِّي الصَّدْرُ جمالُ الدِّينِ أحمدُ

(1)

بنُ هاشم بنِ أحمدَ بنِ عُمَرَ التَّفْليسيُّ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ.

وهو والدُ فَتْح الدِّين مُحمد.

1014 -

وفي ليلةِ الثُّلاثاءِ مُنْتَصفِ شَعْبانَ تُوفِّي الشَّيخُ الفَقيهُ القاضي عِمادُ الدِّينِ داودُ

(2)

بنُ يحيى بن كامل القُرَشيُّ البُصْرَوِيُّ الحَنَفيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ.

وكانَ شيخًا كبيرًا، يُدَرِّسُ بالمدرسةِ العِزِّيةِ بالكُشْك، ونابَ في الحُكْم بدمشقَ مُدّةً عن القاضي مَجْدِ الدِّينِ ابن العَدِيم

(3)

. ورَوَى عن الشِّهابِ عبدِ الرَّحمن ابنِ النُّصُوليِّ. وهو والدُ الفقيهِ الفاضلِ نَجْم الدِّينِ عليٍّ المعروفِ بالقَحْفارِيِّ الحَنَفيِّ

(4)

.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 516 مختصرة جدًّا. والتفليسي منسوب إلى تفليس بفتح أوله ويكسر: بلد بأرمينية الأولى. معجم ما استعجم 316، ومعجم البلدان 2/ 35، والروض المعطار 139، وهي عاصمة جورجيا في العصر الحالي. وابنه محمد لم أقف على ترجمته.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 519، والجواهر المضية 2/ 197، والبداية والنهاية 13/ 306، والوافي بالوفيات 13/ 498، وعقد الجمان 2/ 344، والمنهل الصافي 5/ 307، والدليل الشافي 1/ 297، والدارس 1/ 556، والطبقات السنية 3/ 240. ورفع القرشي في الجواهر المضية نسبه هكذا:"داود بن يحيى بن كامل بن يحيى بن جبارة بن عبد الملك، ينتهي نسبه إلى الزبير بن العوام"، وزاد الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة 3/ 116: "عبد الملك: ابن موسى بن جبارة بن محمد بن زكريا بن كليب بن جميل بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير

كذا أملى نسبه، فإن يكن مضبوطًا فقد سقط منه عدة آباء"، وقارن بما جاء في المنهل الصافي 8/ 73 فهو هناك أكثر نقصًا.

(3)

عبد الرحمن بن عمر (ت 677 هـ) ذكره المؤلف في موضعه. والمدرسة العزية تقدم ذكرها.

(4)

ابنه هذا علي بن داود (ت 645 هـ) قال عنه الحافظ الذهبي في معجمه 2/ 25: "وهو من أذكياء أهل وقته"، وقال الحافظ ابن حجر في الدرر 3/ 117:"كان بقية أعيان الشاميين في العربية، كتب عنه البرزالي من نظمه، ووصفه بالتميز في الفقه والعربية، وصحة المناظرة، وملازمة الاشتغال"، وقد احتفل العلماء بترجمته، وكثر الثناء عليه في كتب التراجم. يراجع: البداية والنهاية 14/ 214، وذيول العبر 245، وبغية الوعاة 2/ 166.

ص: 302

1015 -

وفي يوم الخميسِ عاشرِ شَعْبان تُوفِّي المُحَدِّثُ عِمادُ الدِّينِ أبو عليٍّ حَسَنُ

(1)

ابنُ الحكيم مُحْيي الدِّين إبراهيمَ بنِ أحمدَ بنِ سُوْنج، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ. وكانَ مُحَدِّثًا فاضِلًا، وفَقيهًا نَبيهًا، حَصَّلَ، وكَتبَ، وسَمِعَ الكثير. وكانَ حَنَفيَّ المذهب، من فقهاءِ المدرسةِ الشِّبْليّة

(2)

.

1016 -

وفي يوم السَّبتِ الثاني عَشَرَ من شَعْبان تُوفِّي الأميرُ عَلَمُ الدِّينِ سلطان

(3)

، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ وَلِيَ ولايةَ دمشقَ مَرّةً، وشَكَرْتُ سَيرتَهُ.

1017 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ مُنْتصفِ شَعْبانَ تُوفِّي الأميرُ ناصرُ الدِّينِ مُحمدُ

(4)

ابنُ الأميرِ افتخارِ الدِّينِ إيازَ بنِ عبدِ الله الحَرّانِيُّ، بمدينةِ حِمْصَ، وكانَ نائبَ السَّلطنةِ بها. وحُمِلَ إلى تُربةِ الشَّيخ أبي عُمَرَ بسَفْح قاسِيُونَ، فدُفِنَ بها في السّابع عَشَرَ من الشَّهْر.

وكانَ قبلَ ذلكَ مُتَولِّي دمشقَ مُدّةً، وهو مَشْهورٌ بالمعرفةِ والخبرةِ والنَّهضةِ والكَفاءة.

1018 -

وفي ليلةِ الثّامنِ والعشرينَ من شَعْبانَ تُوفِّي شَمْسُ الدِّينِ مُحمدُ

(5)

بنُ حَسَنٍ، المعروفُ بالسّاعاتيِّ، المُؤذِّنُ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقابرِ بابِ الصَّغير.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 517. قال: "أخو الشيخ إسماعيل ابن سونج، وأخو صاحبنا حسين، وأبوهم هو الحكيم محيي الدين إبراهيم بن أحمد بن سونج الطبيب. وذكر إسماعيل (ت 700 هـ) في تاريخ الإسلام 15/ 948، وقال: أخو حسن وحسين.

(2)

تقدم ذكرها.

(3)

لم أقف على ترجمته.

(4)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 275، وتاريخ الإسلام 15/ 527، والعبر 5/ 349، ومرآة الجنان 4/ 201، ونهاية الأرب 31/ 128، وتاريخ ابن الفرات 8/ 34.

(5)

لم أقف على ترجمته.

ص: 303

1019 -

وفي عَشِيّةِ الأربعاءِ سَلْخ شَعْبانَ تُوفِّي الطَّواشِي الكبيرُ شِبْلُ الدَّولةِ كافورُ

(1)

بنُ عبدِ الله الصَّفَويُّ الخِزَنْدارِ بقلعةِ دمشقَ، ودُفِنَ مُستهلَّ رَمَضانَ بسَفْح قاسِيُونَ بتُربةِ جِوار تربةِ الملكِ الزّاهِر.

وكانَ من العُقلاءِ الأخيار، جاوزَ الثَّمانينَ. ورَوَى الحديثَ عنِ السَّخاوِيّ، وابنِ الجُمَّيْزِيِّ، وابنِ الجَبّاب، وابنِ رَواج، وابن قُمَيْرةَ، وجماعةٍ من شُيوخ دمشقَ ومِصْرَ.

1020 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ الثاني والعشرينَ من شَعْبانَ تُوفِّي الشَّيخُ نَجْمُ الدِّينِ إسماعيلُ

(2)

بنُ أحمدَ بنِ عُمَرَ ابن الشَّيخ أبي عُمَرَ مُحمدِ بنِ أحمدَ ابنِ قُدامةَ المَقْدِسيِّ الحَنْبليُّ، بقريةِ جَمّاعِيل

(3)

.

وكانَ سَمِعَ من موسى بنِ عبدِ القادر، والشَّيخ مُوفَّقِ الدِّين، وجماعة.

وهو عَمُّ قاضي القُضاةِ تَقِيِّ الدِّينِ سُلَيمان.

1021 -

وفي يوم الاثنينِ الثّامنِ والعشرينَ من شَعْبانَ تُوفِّي الشَّيخُ الفَقيهُ الإمامُ شَمْسُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبيدُ الله

(4)

بنُ مُحمدٍ ابنِ الشَّرفِ أحمدَ بنِ

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 270، وتالي وفيات الأعيان 131، وتاريخ الإسلام 15/ 525، والعبر 5/ 349، ومعجم الشيوخ للذهبي 2/ 120، والوافي بالوفيات 24/ 315، وتاريخ ابن الفرات 8/ 33.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 517، والده أحمد بن عمر، جمال الدين (ت 633 هـ).

(3)

بالفتح وتشديد الميم وألف وعين مهملة مكسورة وياء ساكنة ولام: قرية في جبل نابلس من أرض فلسطين. كذا في معجم البلدان 2/ 159.

(4)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 269، وتاريخ الإسلام 15/ 522، والعبر 5/ 348، والذيل على طبقات الحنابلة 4/ 192، ومختصره لابن نصر الله، ورقة 85، والمنهج الأحمد 4/ 326، ومختصره الدر المنضد 1/ 427، والشذرات 5/ 348 (7/ 673) من آل قدامة أبو جده: عبيد الله بن أحمد (ت 575 هـ) أخو الشيخ الموفق عبد الله بن أحمد (ت 620 هـ)، وأخوه أبو عمر (ت 607 هـ)، ووالده هو محمد لم يشتهر بعلم، واشتهر جده أحمد بن عبيد الله (ت 613 هـ)، وأخوه هو أحمد بن أحمد (ت 687 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات المحرم.

ص: 304

عُبيدِ الله بنِ أحمدَ بنِ مُحمدِ ابنِ قُدامة المَقْدِسيُّ الحَنْبليُّ، بقريةِ جَمّاعِيل، ودُفِنَ بها.

وكانَ فقيهًا فاضلًا، من أعيانِ الحنابلة، من أصحابِ الشَّيخ شَمْس الدِّين، المُلازِمينَ له، كثيرَ الكَرَم والخِدْمةِ والتَّواضُع والسَّعْي في قضاءِ حَوائج النّاس. سَمِعَ الكثيرَ ورَوَى حُضورًا عن جَعْفَرٍ الهَمْدانيّ، وسماعًا عن كريمةَ، وقَرأ الحديثَ بنفسِه، وجَمعَ وألَّف.

ومَولدُهُ سنةَ خمسٍ وثلاثينَ وستِّ مئة.

‌رَمَضان

1022 -

في بُكرةِ الخميسِ مُستهلّ شَهْرِ رَمَضانِ تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ المُحَدِّثً علاءُ الدِّينِ أبو القاسم، عليُّ

(1)

بنُ بَلَبانَ بنِ عبدِ الله المُشَرَّفُ النّاصِريُّ، ودُفِنَ بمَقابرِ بابِ الصَّغير في اليوم المَذْكور.

وكانَ رجُلًا جيِّدًا، وعندَهُ فَضيلةٌ، وسَمِعَ الكثيرَ ببغدادَ، وديارِ مِصْرَ، ودمشقَ. حَدَّثَ عنِ ابنِ القَطِيعيِّ، وابنِ اللَّتِّي، ونَصْرِ ابنِ الجِيلِيِّ، وجماعةٍ من أصحابِ ابنِ البَطِّيِّ، وشُهْدةَ، والسِّلَفيِّ وطَبقَتِهم.

ومَولدُهُ سنةَ اثنتي عَشْرةَ وستِّ مئة بالقُدْس.

وخَرَّجَ لنفسِه تخاريجَ وفوائدَ، ولغيرِه. ولهُ نَظْمٌ وخُطَبٌ.

1023 -

وفي يوم السَّبتِ ثالثِ شَهْرِ رَمَضانَ تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ الفَقيهُ

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 269، وتاريخ الإسلام 15/ 523، ومعجم الشيوخ للذهبي 2/ 22، والمعجم المختص 163، والإشارة إلى وفيات الأعيان 374، والإعلام بوفيات الأعلام 285، والمعين في طبقات المحدثين 218، والبداية والنهاية 13/ 307، وتذكرة النبيه 1/ 101، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 82، والسلوك 1/ 3/ 730، وعقد الجمان 2/ 345، والنجوم الزاهرة 7/ 368، وبغية الوعاة 2/ 152، والشذرات 5/ 388 (7/ 676).

ص: 305

المُفْتي رَشِيدُ الدِّينِ سَعِيدُ

(1)

بنُ عليِّ بنِ سَعِيدٍ البُصْرَويُّ الحَنَفيُّ، ودُفِنَ من يومِهِ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ إمامًا في الفقهِ والنَّحو

(2)

وغيرِهِما، ولهُ تصانيفُ ونَظْمٌ. وصارَ من أعيانِ الحَنَفيّة، حَدَّثَ بشيءٍ من شِعْرِه. وسَمِعَ من ابنِ عبدِ الدائم، وغيرِه، وقَرأ الحديثَ بنفسِه.

ومَولدُهُ ببُصْرى سنةَ ثمانٍ وعشرينَ وستِّ مئة تقريبًا.

1024 -

وفي ليلةِ الخميسِ التّاسع والعشرينَ من رَمَضانَ تُوفِّي أبو العِزِّ مُظَفَّرُ

(3)

ابنُ المُحَدِّث شَمْسِ الدِّينِ عليِّ بنِ المُظَفَّرِ بن القاسم، ابنُ النُّشْبيِّ

(4)

، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقابرِ باب الصَّغير. رَوَى عن زَيْن الأُمَناء، وأخيه الفقيهِ فَخْرِ الدِّين، وغيرِهِما.

ومَولدُهُ سنة عَشَرَ وستِّ مئة بدمشقَ.

• - وأُعِيدَ الأميرُ سَيْفُ الدِّين طُوغانَ إلى وِلايةِ دمشقَ يومَ السَّبتِ الثّالثِ والعشرينَ من شَهْرِ رَمَضان.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 265، وتالي وفيات الأعيان 76، وتاريخ الإسلام 15/ 519، والعبر 5/ 347، والإشارة إلى وفيات الأعيان 374، والإعلام بوفيات الأعلام 285، والبداية والنهاية 13/ 306، والوافي بالوفيات 15/ 245، وتذكرة النبيه 1/ 99، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 82، والسلوك 1/ 3/ 730، وعقد الجمان 2/ 344، والنجوم الزاهرة 7/ 366، والمنهل الصافي 5/ 396، والدليل الشافي 1/ 314، وبغية الوعاة 1/ 585، والقلائد الجوهرية 2/ 197، والطبقات السنية 4/ 37، والشذرات 5/ 385 (7/ 672).

(2)

في المنهل الصافي: "كان إمامًا فقيهًا بارعًا في النحو وغيره، قرأ على الإمام جمال الدين ابن مالك كتاب سيبويه".

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 534. وتقدم الحديث عن نسبته وأسرته هي هامش ترجمة أخيه محمد بن علي (ت 670 هـ) في وفيات ذي الحجة.

(4)

بضم النون وسكون الشين المعجمة منسوب إلى نُشْبة بن ربيع بن عمرو.

ص: 306

‌شَوّال

1025 -

في يوم الثُّلاثاءِ خامسِ شَوّالٍ تُوفِّي الشَّيخُ عبدُ الرَّحمن

(1)

ابنُ الشَّيخ أبي القاسم العَوْفيُّ بقريةِ حُوّارَى، ودُفِنَ من الغد، وصُلِّيَ عليه بجامع دمشقَ في الثاني والعشرينَ منه.

وكانَ شيخَ ناحيَتِه

(2)

، ومن أولادِ الشُّيوخ.

1026 -

وفي ليلةِ السَّبتِ تاسع شَوّال تُوفِّي زينُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبدُ الله

(3)

ابنُ الشَّيخ ناصح الدِّينِ عبدِ الرَّحمن بن نَجْم بنِ عبدِ الوَهّاب بنِ عبدِ الواحدِ ابنُ الحَنْبليّ، الأنصاريُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ من أولادِ المَشايخ. سَمِعَ بالمَوْصِل "جُزءَ ابن كَرامة"

(4)

على الخطيبِ عبدِ المُحْسنِ ابنِ الطُّوسِيّ، وسَمِعَ ببغدادَ من الدّاهِرِيِّ، وبدمشقَ من الحَسَنِ ابنِ البُنّ، وأبي المَجْدِ القَزْوِينيِّ. ورَوَى بالإجازةِ عن عَفِيفةَ الفارفانيّة، وغيرِها.

ومَولدُهُ بدمشقَ في سنةِ ثلاثٍ وستِّ مئة.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 522. وفي ترجمة أبيه 15/ 95: "العوفي" أيضًا، وفي ذيل طبقات الحنابلة 4/ 87 في ترجمة أبيه أبي القاسم (ت 663 هـ): "الصوفي" وهو الصحيح؛ لأن لهم زاوية من زوايا الصوفية في قريتهم حَوّارى. قال الحافظ ابن رجب: "له أتباع وأصحاب ومريدون في كثير من قرايا حوران"، وذكر الحافظ ابن رجب في نسبه:"الأموي" فكيف يكون عوفيًّا؟!

(2)

ذكر الحافظ ابن رجب أن الذي قام مقام والده هو ابنه عبد الله أخو المذكور هنا، وهو عبد الرحمن بن أبي القاسم (ت 730 هـ) ولهم أخ ثالث هو يعقوب بن أبي القاسم (ت 720 هـ) لهما ذكر وأخبار.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 521، والعبر 5/ 347، والمقصد الأرشد 2/ 43، والشذرات 5/ 347 (7/ 673)، وأسرته أسرة علمية كبيرة، من أكبر الأسر العلمية في بلاد الشام، تعرف بآل الحنبلي، والده الناصح عبد الرحمن بن نجم (ت 634 هـ)، وجده نجم (ت 586 هـ)، وأبو جده عبد الوهاب، وجد جده عبد الواحد (ت 486 هـ)، ولهم من الأولاد والأحفاد أعداد كبيرة.

(4)

ابن كرامة المحدث الثقة أبو جعفر محمد بن عثمان العجلي، مولاهم، الكوفي (ت 256 هـ) ترجمته في: الجرح والتعديل 8/ 25، وتاريخ مدينة السلام 4/ 66، وسير أعلام النبلاء 12/ 296.

ص: 307

• - وخَرَجَ الرَّكْبُ الشّاميُّ من دمشقَ إلى الحِجازِ في يوم السَّبتِ تاسع شَوّال، وأميرُهُم الأميرُ سَيْفُ الدِّينِ ابن أبي القاسم الهَكّارِيُّ

(1)

.

1027 -

وتُوفِّي كمالُ الدِّينِ مُحمدُ

(2)

ابنُ الشَّيخ أبي مُحمدٍ عبدِ الله ابنِ الشَّيخ أبي طاهرٍ بركاتِ بنِ إبراهيمَ القُرشيُّ الخُشُوعيُّ في شَوّال.

رَوَى عن عَمِّه إبراهيمَ بنِ بَرَكات.

• - وصُرِفَ القاضي نظامُ الدِّينِ أحمدُ ابنُ الشَّيخ جمالِ الدِّينِ الحَصِيرِيُّ الحَنَفيُّ، عن نيابَتِهِ الحُكْم بدمشقَ في الثاني عَشَرَ من شَوّال

(3)

.

• - وتَوَجَّهَ القاضي شَمْسُ الدِّينِ مُحمدُ بنُ مُحمدِ بنِ بَهْرامَ الدِّمَشْقيُّ نائبُ الحُكم بدمشقَ إلى حَلَبَ حاكمًا بها مستقِلًّا في يوم الخميسِ الحادي والعشرينَ من شَوّال

(4)

.

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 259.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 529. وهو من أسرة مشهورة بالعلم وجدهم الأعلى طاهر بن بركات بن إبراهيم بن علي بن محمد بن أحمد بن العباس بن هاشم أبو الفضل القرشي (ت 482 هـ) ثم اشتهر ابنه المحدث إبراهيم بن طاهر بن بركات (ت 534 هـ)، ثم ابنه بركات بن إبراهيم (ت 598 هـ)، وأبناؤه: علي بن بركات (ت 630 هـ)، وعبد الواحد بن بركات (ت 636 هـ)، وعبد العزيز بن بركات (ت 637 هـ)، وإبراهيم بن بركات (640 هـ)، وعبد الله بن بركات (ت 658 هـ) وهذا الأخير هو والد المترجم هنا، وابنه: علي بن محمد (ت 718 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات جمادى الَاخرة وهو من شيوخ الحافظ الذهبي ذكره في معجم شيوخه 2/ 42، وقال: "روى هو وأبوه وجده وأبو جده وجد جده، وجدهم طاهر وأبوه

"، والخشوعي في نسبهم نسبة إلى الخشوع، قال الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق 13/ 26/ 314 في ترجمة جدهم الأعلى طاهر بن بركات: "وسألت ابنه أبا إسحاق إبراهيم لِمَ سُمُّوا الخشوعيين؟ فقال: كان جدنا الأعلى يؤم بالناس فتوفي في المحراب، فسمي الخشوعي".

(3)

هو أحمد بن محمود بن عبد السيد (ت 698 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات المحرم. ونيابته في الحكم عن القاضي حسام الدين الحسن بن أحمد الرازي (ت 699 هـ).

(4)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 259، وتاريخ الإسلام 15/ 421، وتذكرة النبيه 1/ 57، والسلوك 1/ 3/ 730. والقاضي شمس الدين ابن بهرام (ت 755 هـ) ذكره المؤلف في وفيات جمادى الأولى.

ص: 308

1028 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ السّادسِ والعشرينَ من شَوّالٍ تُوفِّيت أُمُّ مُحمدٍ هَديّةُ

(1)

بنتُ المُحَدِّثِ العَدْلِ مُعِينِ الدِّينِ إبراهيمَ بنِ عُمَرَ بنِ عبدِ العزيزِ بنِ الحَسَنِ بنِ عليّ القُرَشيِّ، ودُفِنَتْ بسَفْح جبل قاسِيُونَ.

رَوَتْ عن زَيْن الأُمَناء، وابنِ الزَّبِيدِيّ، وابن اللَّتِّي، والفَخْرِ الإرْبِليِّ، وعَلَم الدِّينِ ابنِ الصَّابونيِّ، وغيرِهِم.

ومَولدُها سنةَ اثنتينِ وعشرينَ وستِّ مئة تقريبًا.

‌ذو القَعْدة

1029 -

في ليلةِ الخميسِ ثالثَ عَشَرَ ذي القَعْدة تُوفِّي الأميرُ الأجَلُّ شِهابُ الدِّينِ أحمدُ

(2)

ابنُ شَرَفِ الدِّينِ عُثْمانَ ابنِ الشَّيخ رَشِيدِ الدِّينِ مُحمدِ بنِ عبدِ الكريم بن يحيى بن الهادي القَيْسيُّ الدِّمَشْقيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

رَوَى عن أبي المُنَجَّى ابن اللَّتِّي، وجَدِّهِ، وغيرِهِما.

‌ذو الحِجّة

1030 -

في يوم الاثنينِ مُستَهلّ ذي الحِجّةِ تُوفِّي بالقاهرةِ الشَّيخُ المُسنِدُ زَيْنُ الدِّينِ أبو بكرٍ مُحمدُ

(3)

ابنُ الحافظِ تَقِيِّ الدِّينِ إسماعيلَ بنِ عبدِ الله بنِ عبدِ المُحْسِن، ابن الأنماطيِّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ خارجَ بابِ النَّصْر.

(1)

ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 534. ووالدها إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز القرشي المعروف بابن الزكي (ت 663 هـ).

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 516. لم يشتهر أبوه بعلم واشتهر جده محمد بن عبد الكريم بن يحيى (ت 637 هـ)، وأبو جده عبد الكريم بن يحيى (ت 573 هـ) ويقال له: كرم.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 526، والعبر 5/ 349، والإشارة إلى وفيات الأعيان 374، والإعلام بوفيات الأعلام 285، والوافي بالوفيات 2/ 219، وذيل التقييد 1/ 99، والنجوم الزاهرة 7/ 368، والشذرات 5/ 388 (7/ 678). وأبوه: إسماعيل بن عبد الله (ت 619 هـ) محدث مشهور.

ص: 309

وكانَ كثيرَ المَسْموعاتِ والإجازات. اعتَنَى به أبوهُ وأحضَرَهُ على الكِنْدِيِّ، وابنِ الحَرَسْتانِيِّ، وأسمَعَهُ من ابن مُلاعِب، وموسى بنِ عبدِ القادر، والشَّيخ مُوفَّقِ الدِّين، وجماعة. واستجازَ لهُ أبوهُ شيوخَ الوقتِ عندَ ولادَتِه منَ البلاد

(1)

.

ومَولدُهُ سنةَ تسع وستِّ مئة بدمشقَ.

1031 -

وفي يوم الجُمُعةِ ثاني عَشَرَ ذي الحِجّةِ تُوفِّي ببَعْلَبَكَّ الشَّيخُ طَيِّءُ

(2)

بنُ مُصَبِّح بنِ طَيِّءٍ البَعْلَبكِّيُّ الخَبّاز.

وكانَ رجُلًا صالحًا، وسَمِعَ منَ البهاءِ عبدِ الرَّحمن المَقْدِسيِّ.

وحَدَّثَ.

1032 -

وفي يوم السَّبتِ العشرينَ من ذي الحِجّةِ تُوفِّي الشَّيخُ بَدْرُ الدِّينِ يوسُفُ

(3)

بنُ إبراهيمَ بنِ يوسُفَ ابنِ الزَّرّاد، سِبْطُ الشِّهابِ عبدِ الكريم بنِ نَجْم ابنِ الحَنْبليّ، ودُفِنَ يومَ الأحدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

رَوَى عنِ ابنِ الزَّبِيدِيِّ، والنّاصح ابنِ الحَنْبليِّ، ويوسُفَ بنِ خليل.

ومَولدُهُ في أواخرِ سنةِ اثنتي عَشْرةَ وستِّ مئة بدمشقَ.

(1)

قال الحافظ الذهبي: "سألت المزي فقال: شيخ حسن، من أولاد المحدثين، سمعه أبوه الكثير من أبي اليمن

وكان سهلًا في الرواية سمعنا منه كثيرًا بالقاهرة سنة ثلاث وثمانين، وكان قد لفق له أبوه سماع جميع تاريخ ابن عساكر وهممت بقراءته عليه، وكلمته في ذلك ففرح وأجاب، ثم تركته لطوله

وقد حدث بدمشق سنة ثمان وستين، وسمع منه -بقراءة ابن نفيس- شيخنا ابن تيمية، وأخواه عبد الرحمن، وعبد الله

".

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 520. وقال: "الفقير، الصالح

أخذ عنه ابن أبي الفتح، والبرزالي وغيرهما

".

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 534. وعبد الكريم بن نجم الحنبلي (ت 619 هـ) ترجمته في الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب 3/ 275 وتخريجها هناك.

ص: 310

1033 -

وماتَ بالقاهرةِ الشَّيخُ حَسَنٌ

(1)

الرُّوميُّ، شَيخُ خانِقاهِ سَعِيدِ السُّعداء، وصُلِّيَ عليه بدمشقَ في ثاني عَشَرَ ذي الحِجّة.

ووَلِيَ عِوَضَهُ المَشيخةَ الشَّيخُ شَمْسُ الدِّينِ الأيْكِيُّ.

1034 -

وفي يوم السَّبتِ السّابع والعشرينَ من ذي الحِجّةِ تُوفِّي الشَّيخُ الفَقيهُ العَدْلُ تَقِيُّ الدِّينِ مَعْتوقُ

(2)

بنُ عليِّ بنِ عُمَرَ النَّصِيبيُّ الشّاهدُ، بمسجدِ سُوقِ القَمْح.

ومَولدُهُ سنةَ ستِّ مئة. وسَمِعَ منَ السَّخَاوِيّ، وغيرِه. ولم يُحَدِّث.

1035 -

وفي ليلةِ الثُّلاثاءِ سَلْخ ذي الحِجّةِ تُوفِّي الفَقيهُ قُطْبُ الدِّينِ مُحمدُ

(3)

بنُ عبدِ الله بنِ مُحمدِ بنِ يوسُفَ بنِ الخَضِرِ الحَنَفيُّ، ابن قاضي العَسْكر، ودُفِنَ منَ الغَدِ بتُربةِ خالِهِ القاضي مَجْدِ الدِّينِ ابنِ العَدِيم

(4)

.

ومَولدُهُ سنةَ تسع وأربعينَ وستِّ مئة.

سَمِعَ من مَكِّيِّ بنِ عَلّانَ حُضُورًا، ومن جماعةٍ. وكانَ مُدَرِّسَ العِزَّيةِ ظاهِرَ دمشقَ.

(1)

ترجمته في: زبدة الفكرة 253، وتاريخ الإسلام 15/ 518، والبداية والنهاية 13/ 306، وعقد الجمان 2/ 344، وشمس الدين الأيكي (ت 697 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات رمضان.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 534. وسوق القمح تقدم ذكره ومسجد سوق القمح في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 120 وهما مسجدان، ويراجع: ثمار المقاصد لابن عبد الهادي 88، ذكرهما عنِ ابنِ شداد.

(3)

ترجمته في: الجواهر المضية 3/ 196، وعنه في الطبقات السنية (2056). ووالده: عبد الله بن محمد بن يوسف (ت 658 هـ)، وجده: يوسف بن الخضر بن عبد الله (ت 592 هـ) لهم تراجم في الجواهر المضية وغيره.

(4)

تقدم ذكره، كما تقدم التعريف بالمدرسة العزية.

ص: 311

1036 -

وتُوفِّي الشَّيخُ المُقْرِئُ بُرْهانُ الدِّينِ إبراهيمُ

(1)

بنُ إسحاق بنِ مُظَفِّرٍ الوَزِيرِيُّ في الخامسِ والعشرينَ من ذي الحِجّةِ بوادي بني سالم، بينَ الحَرمَيْنِ الشَّريفَيْن بعدَ الحَجّ. وكانَ شيخًا من أعيانِ القُرّاء، قَرأ على جماعةٍ، وحَصَّلَ إجازاتِ القُرّاء، وسَمِعَ الحديثَ. ومن شُيوخِه في القراءاتِ الكَمالُ الضَّريرُ، وعَلَمُ الدِّينِ القاسم الأندَلُسيُّ، وابنُ الفَصّال، والدَّهّان، وابنُ فارس رحِمَهُم اللهُ تعالى.

ومَولدُهُ سنةَ تسعَ عَشْرةَ وستَّ مئة.

1037 -

وتُوفِّي الشَّيخُ ناصِر

(2)

، وُيعرَفُ بنُوَيْصِر، ابنُ عُمَرَ بنِ خَضِرِ بنِ راهِبةَ البَعْلَبكِّيُّ، في يوم السَّبتِ ثاني جُمادى الأولى ببَعْلَبَكَّ.

سَمِعَ منَ البهاءِ عبدِ الرَّحمن المَقْدِسيّ. وكانَ قَيِّمًا في الحَمّام، ثم ضَعُفَ عن ذلك، ولَزِمَ بيتِه.

1038 -

وفي هذه السَّنةِ تُوفِّي فَخْرُ الدِّينِ الحُسَينُ

(3)

بنُ عليِّ بنِ أبي بكرِ ابنِ الخَلّال، بقُوْصَ.

وكانَ سَمِعَ منَ الهَمْدانِيّ، وكريمةَ، وجماعةٍ.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 516، والعبر 5/ 346، والإشارة إلى وفيات الأعيان 375، وغاية النهاية 1/ 9، والمقفى الكبير 1/ 94، وحسن المحاضرة 1/ 503، والشذرات 5/ 385 (7/ 672). وابنه: إسحاق بن إبراهيم بن إسحاق (ت 719 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات شعبان.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 534، وقال:"كتب عنه ابن أبي الفتح، وابن البرزالي وجماعة".

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 518، وأخوه حسن (ت 702 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات ربيع الأول.

ص: 312

1039 -

والإمام رَضِيُّ الدِّينِ مُحمدُ

(1)

بنُ عليِّ بنِ يوسف الشّاطبيُّ اللُّغَويُّ، بالقاهرةِ في جُمادى الأولى.

ومَولدُهُ سنةَ إحدى وستِّ مئة.

رَوَى عنِ ابنِ الجُمَّيْزِيِّ.

1040 -

ومصطفى

(2)

بنُ عيسى الدِّلاصِيُّ.

ومَولدُهُ سنةَ أربع وستِّ مئة.

رَوَى عن عليِّ بنِ المُفَضَّلِ ابنِ المَقْدِسيِّ.

1041 -

وعبدُ الله

(3)

بنُ مُحمدِ بنِ أبي الفَتْح مُحمدِ بنِ مُحمدِ بنِ أحمدَ الحَدّادُ المَقْدِسيُّ الصّالحيُّ المَعْروفُ بابنِ المُجاهِدِ في ثاني ذي القَعْدة.

سَمِعَ من ابنِ صَصْرَى، وابنِ الزَّبِيدِيِّ.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 276، وتاريخ الإسلام 15/ 530، والعبر 5/ 351، والإشارة إلى وفيات الأعيان 374، والمعين في طبقات المحدثين 218، والوافي بالوفيات 5/ 190، والمقفى الكبير 6/ 394، والسلوك 1/ 3/ 730، وغاية النهاية 2/ 213، وحسن المحاضرة 1/ 533، ونفح الطيب 2/ 373، والشذرات 5/ 389 (7/ 679)، واختصر المؤلف أخباره، وترجمته في المصادر حافلة جدًّا.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 533، وفيه: "مصطفى بن أبي زرعة بن عبد الرزاق، صفي الدين الجروي الدلاصي ثم المصري

ومات في شعبان".

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 521، وفيه: "ابن المجاهد القواس

وهو أخو شيخنا أحمد، وابن المجاهد هو لقب لأبيهما"، وذكره الحافظ الذهبي في معجمه 1/ 100، وذكر وفاته سنة 699 هـ، وذكره المؤلف في وفياتها دون تحديد اليوم والشهر.

ص: 313

‌سنة خمس وثمانينَ وستِّ مئة

‌المُحَرَّم

1042 -

في يوم الجُمُعةِ وَسَطَ النَّهار السّابع عَشَرَ من المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ المُحَدِّثُ الزّاهدُ عَفِيفُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبدُ الرَّحيم

(1)

بنُ مُحمدِ بنِ أحمدَ بنِ فارس، ابن الزَّجّاج، البَغْدادِيُّ، ودُفِنَ من يومِهِ بذاتِ حَجٍّ

(2)

بطريقِ الحِجازِ بعدَ عودِهِ من الحَجّ، وصُلِّيَ عليه بجامع دمشقَ في مُستهلِّ صَفَر.

وكانَ رجُلًا صالحًا، وَرِعًا، مُحَدِّثَ بغدادَ في وقتِه. سَمِعَ منَ الفَتْح بن عبدِ السَّلام، وابنِ صَرْما، وعبدِ السَّلام العَبَرْتِيِّ. وسَمِعَ بنفسِهِ على جماعةٍ من شُيُوخ العراق، ولهُ إجازاتٌ.

وكُنّا سَمِعْنا عليهِ لمّا قَدِمَ دمشقَ حاجًّا. وكانَ مَوْصوفًا باتِّباع السُّنةِ ونَصْرِها والذَّبِّ عنها.

ومَولدُهُ ببغدادَ في ربيع الأوّلِ سنة اثنتَيْ عَشْرةَ وستِّ مئة.

(1)

ترجمته في: رحلة ابن رشيد ملء العيبة 5/ 26، وتلخيص مجمع الآداب 1/ 447، وتاريخ الإسلام 15/ 545، والعبر 5/ 353، والإشارة إلى وفيات الأعيان 375، والإعلام بوفيات الأعلام 286، والوافي بالوفيات 18/ 293، وذيل طبقات الحنابلة 4/ 199، ومختصره لابن نصر الله، ورقة 85، وذيل التقييد 2/ 112، ومنتخب المختار 91، والنجوم الزاهرة 7/ 370، والمقصد الأرشد 2/ 187، والمنهج الأحمد 4/ 328، ومختصره الدر المنضد 1/ 428. وابنه: محمد بن عبد الرحيم، وأخوه: أحمد بن محمد ذكره ابن ناصر الدين في التوضيح 6/ 619، وابن أخيه عبد الحميد بن أحمد (ت 693 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات ذي الحجة وعم أبيه علي بن فارس، وسبطاه هما: علي بن محمد بن محمد بن حسين الرفاء (ت 740 هـ) وعمر بن محمد بن الحسن كمال الدين ذكره ابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب 4/ 212، ولم يذكر وفاته. وتعرف أسرتهم بالعلثي. والعَلْثُ: من قرى بغداد.

(2)

سبق ذكرها.

ص: 314

• - وأُعيدَ الأميرُ عَلَمُ الدِّينِ الدَّوَادَارِيّ إلى الشَّدِّ في مُنْتَصفِ المُحَرَّم عِوَضًا عن الأميرِ شَمْس الدِّينِ الأعْسَر

(1)

.

1043 -

وفي ليلةِ الخميسِ الثّالث والعشرينَ من المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ جمالُ الدِّينِ أبو العَبّاس أحمدُ

(2)

ابنُ الحاجِّ نَصْرِ ابنِ تُرُوسِ بنِ قَسْطةَ الدِّمَشْقيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ رجُلًا جيِّدًا، مُنقطِعًا عنِ النّاس، مُلازِمًا للجامع. سَمِعَ منَ الفَخْرِ الإرْبِليِّ، والنّاصح ابنِ الحَنْبليّ، وابنِ المُقَيَّر، وحَدَّثَ. ولم يُعْقِبْ، وإنَّما العَقِبُ لإخوتِه.

1044 -

وفي ليلةِ الاثنينِ السّابع والعشرينَ من المُحَرَّم تُوفِّي سَعْدُ الدِّينِ سَعِيدُ

(3)

ابنُ الشَّيخ الإمام رَشِيدِ الدِّينِ عُمَرَ بنِ إسماعيلَ الفارِقيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقابرِ بابِ الصَّغير.

وكانَ شابًّا فيه فَضيلةٌ، ولهُ نَظْمٌ.

‌صَفَر

• - أُخِذَتِ الكركُ منَ الملكِ المَسْعودِ نَجْم الدِّينِ خَضِرِ ابنِ السُّلطانِ الملكِ الظّاهر، ودُقَّتِ البَشائرُ لذلكَ في سابع صَفَر

(4)

.

(1)

الخبر في: نهاية الأرب 31/ 129، وتاريخ الإسلام 15/ 421، والبداية والنهاية 13/ 307، وتاريخ ابن الفرات 8/ 35، وعقد الجمان 2/ 354.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 537. وذكر المؤلف أخاه إبراهيم في وفيات جمادى الأولى.

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 283، وتاريخ الإسلام 15/ 542، وعيون التواريخ 21/ 387، والوافي بالوفيات 15/ 248. والده الشاعر الأديب الكبير (ت 689 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات المحرم.

(4)

الخبر في: تشريف الأيام 123، وذيل مرآة الزمان 4/ 281، والفضل المأثور 135. ويراجع: المختصر في أخبار البشر 2/ 356، وكنز الدرر 8/ 277، وتاريخ الإسلام 15/ 421، وتاريخ ابن الوردي 2/ 333، ومرآة الجنان 4/ 201، والبداية والنهاية 13/ 307، وتاريخ ابن الفرات 8/ 35، وتذكرة النبيه 1/ 102، والسلوك 1/ 3/ 730، وعقد الجمان 2/ 348، والنجوم الزاهرة 7/ 319.

ص: 315

• - وحَصَلَتْ زيادةٌ بدمشقَ وغيرِها في العَشْرَ الأوّلَ من صَفَر.

1045 -

وتُوفِّي الشَّيخُ عُثْمانُ

(1)

ابنُ أبي مُحمدِ ابنِ خَوْلانَ بنِ عبدِ الباقي البَعْلَبكِّيُّ ببَعْلَبَكَّ في صَفَر.

وكانَ رجُلًا ديِّنًا، مُلازِمًا للخَيْر. سَمِعَ منَ الشَّيخ بهاءِ الدِّين عبدِ الرَّحمن المَقْدِسيِّ، وحَدَّثَ.

• - ووَرَدَ كتابٌ من الأميرِ بَدْرِ الدِّينِ بَكْتُوتَ العَلائيِّ إلى نائبِ السَّلطنةِ بدمشقَ الأميرِ حُسام الدِّينِ لاجِينَ، يذكُرُ فيه أنّهُ في يوم الخميسِ رابع عَشَرَ صَفَرٍ وقتَ العَصرِ حَصَلَ بالغَسُولةِ إلى جهةِ عَيونِ القَصَبِ

(2)

غَمامةٌ سَوداءُ، وأرْعَدَتْ، وظَهرَ شِبهُ دُخانٍ أسْوَدَ، وحَصَلَ منَ الدُّخانِ صورةٌ هائلةٌ مثلَ الزَّوبعةِ تَحملُ الحجارةَ وتَرفَعُها كَرَميةِ سَهْم نُشّاب، وتَلاطَمتِ الحِجارةُ، وسُمِعَ صوتُها من مكانٍ بعيد، واتَّصلَ بطَرَفِ العَسْكر، وما صادَفَ شيئًا إلا رَفَعهُ من آلاتِ الحَربِ وغيرِها. وممّا رُفِعَ تَطابيقُ نِعالِ جَمَلِه، في خُرْج، ورُفِعَ بعضُ الجمالِ بأحمالِها مقدارَ رُمْح، وحَملَ جماعةً منَ الجُنْدِ والغِلْمان، وأهلكَ شيئًا كثيرًا، وغابتِ الزوبعةُ عن العينِ إلى جهةِ الشَّرق

(3)

.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 547، وكان قد ترجم له في السنة التي قبلها، وأخوه: عبد الولي (ت 690 هـ) ذكره المؤلف في وفيات شوال، وابنه: محمد بن عبد الولي (ت 701 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات شعبان، والعلم في أسرتهم كثير.

(2)

الغسولة تقدم ذكرها، وعيون القصب لم أعرفها.

(3)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 281، ونهاية الأرب 31/ 129، وكنز الدرر 8/ 277. ويراجع: تاريخ الإسلام 15/ 421، والبداية والنهاية 13/ 307، وتذكرة النبيه 1/ 102، والسلوك 1/ 3/ 731، وعقد الجمان 2/ 354.

ص: 316

1046 -

وفي يوم الخميسِ الثّامن والعشرينَ من صَفَرٍ تُوفِّي الشَّيخُ المُسندُ بَدْرُ الدِّينِ أبو العبّاس أحمدُ

(1)

بنُ شَيْبانَ بنِ تَغْلبَ الشَّيْبانيُّ الصّالحيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

ومَولدُهُ سنةَ تسع وتسعين وخَمْسِ مئة تقريبًا.

سَمِعَ من حَنْبَل، وابنِ طَبَرْزَد، والكِنْدِيِّ، وابن الحَرَسْتانيِّ وجماعة. وأجازَهُ أبو جَعْفَر الصَّيْدَلانيُّ وجماعةٌ. وحَدَّثَ بالكثير. ومما قُرِئَ عليه "مسندُ الإمام أحمدَ بن حَنْبَل". وكانَ بينَ خَتْمِه عليه ومَوتِهِ تسعةُ أيام.

‌ربيع الأول

1047 -

في أوّلِ ربيع الأوّلِ تُوفِّي بالإسكنديّةِ الشَّيخُ سِراجُ الدِّينِ أبو بكرٍ عبدُ الله

(2)

ابن الوزير النَّجِيبِ أحمدَ بنِ إسماعيلَ بنِ فارس.

رَوَى عنِ ابنِ الحَرَسْتانيِّ، وابن مُلاعِب.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 282، ومعجم الدمياطي 1/ ورقة 102، وتاريخ الإسلام 15/ 536، والعبر 5/ 351، ودول الإسلام 2/ 187، والإشارة إلى وفيات الأعيان 374، والإعلام بوفيات الأعلام 286، والمعين في طبقات المحدثين 219، والوافي بالوفيات 6/ 417، والبداية والنهاية 13/ 308، وذيل التقييد 1/ 316، والسلوك 1/ 3/ 33، والمنهل الصافي 1/ 295، والدليل الشافي 1/ 49، والنجوم الزاهرة 7/ 370، والشذرات 5/ 390 (7/ 681)، ووالده: شيبان بن تغلب (ت 620 هـ)، وأخوه: محمد بن شيبان (ت 643 هـ)، وابنه هو: محمد بن أحمد بن شيبان (ت 743 هـ)، وابنه الآخر: علي بن أحمد بن شيبان (ت 731 هـ).

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 544، والعبر 5/ 353، وذيل التقييد 2/ 24، وحسن المحاضرة 1/ 383، والشذرات 5/ 391 (7/ 683)، ووالده: أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن فارس السعدي التميمي (ت 638 هـ). قال الذهبي في تاريخ الإسلام 14/ 261: "وهو والد الكمال إبراهيم

وأخيه عبد الله"، وإبراهيم (ت 676 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات صفر كما تقدم.

ص: 317

ومَولدُهُ سنةَ إحدى وستِّ مئة بالإسْكنْدَرِيّة.

وهو أخو كمالِ الدِّين إبراهيمَ الذي رَوَى القراءاتِ عن الكِنْدِيّ.

1048 -

وفي سَلْخ ربيع الأوّلِ تُوفِّي مُعينُ الدِّينِ عُثْمانُ

(1)

بنُ سَعِيدِ بنِ عبدِ الرَّحمن بنِ تُوْلُو.

ومَولدُهُ سنةَ خمس وستِّ مئة بالمَغْرب

(2)

.

ولهُ شِعْرٌ فائقٌ

(3)

. ورَوَى عنِ القاضي أبي نَصْر ابنِ الشِّيرازِيِّ.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 286، والمختار من تاريخ ابن الجزري 319، وتاريخ الإسلام 15/ 547، والعبر 5/ 354، وفوات الوفيات 2/ 440، وتذكرة النبيه 1/ 105، ودرة الأسلاك، ورقة 78، والسلوك 1/ 3/ 733، والنجوم الزاهرة 7/ 369، والمنهل الصافي 7/ 411، والدليل الشافي 1/ 439، وحسن المحاضرة 1/ 568، والشذرات 5/ 392 (7/ 685)، وتُوْلُو: كذا هي مضبوطة في تاريخ الإسلام. قال محققه: "الضبط بالحركات من خط المؤلف" وهي في أغلب المصادر المطبوعة مضبوطة بفتح التاء.

(2)

في أغلب المصادر: ولد بتِنِّيس وهي من الديار المصرية كما هو معلوم.

(3)

من رائق شعره قوله -أنشدها القطب اليونيني في الذيل-:

ماذا على بارِقٍ بالغَوْرِ يأْتَلِقُ

لو لم يَهِجْ حُزْنَ قلبٍ ماؤُهُ حَرِقُ

ذَكَرْتُ والذِّكْرَى مُشَوِّقةٌ

ثَغْرَ السَّلامَى حَكاهُ اللُّؤْلُؤُ النَّسِقُ

في ذِمَّةِ اللهِ أيامُ العَقِيقِ وإنْ

تَمَلَّكَ اللَّيْثَ فيها شادِنٌ خَرِقُ

تَرْنُو بألْحاظِ رِئْمٍ قَطُّ ما رَمَقَتْ

فغادَرَتْ في البَرايا مَنْ بهِ رَمَقُ

......................... .........................

فالخَدُّ والثَّغَرُ ذا جَمْرٌ وذا بَرَدٌ

والوَجْهُ والثَّغْرُ ذا صُبْحٌ وذا غَسَقٌ

وهي طويلة جدًّا تجدها هناك. وأنشد غيرها ص 286 - 291، ومن ألطفها قوله:

يا أهلَ مِصْرَ وَجَدْتُ أيدِيَكُمْ

مِنْ بَسْطِها بالنَّوالِ مُنْقَبِضَهْ

فمُذْ عَدِمْتُ الغَداءَ عِنْدَكُمُ

أكَلْتُ كُتْبِي كأنَّنِي أَرَضَهْ

ص: 318

‌ربيع الآخر

1049 -

في يوم الثُّلاثاءِ ثاني شهر ربيع الآخر تُوفِّيت عائشةُ

(1)

بنتُ سالم بنِ نَبْهانَ الحَمَويّةُ، زوجةُ الشَّيخ تَقِيُّ الدِّينِ إدريسَ بنِ مُزَيْز، بحَماةَ، ودُفِنَت ظاهرَ البابِ الغربي.

رَوَت "جُزءَ ابنِ مَلّاس"

(2)

عنِ ابنِ رَوَاحةَ.

1050 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ تاسعَ ربيع الآخر تُوفِّيت أُمُّ أحمدَ خديجةُ

(3)

بنتُ الشَّيخ زينِ الدِّينِ أحمدَ بنِ عبد الدّائم بنِ نِعْمةَ المَقْدِسيِّ، ودُفِنَت من يومِها بسَفْح قاسِيُونَ.

رَوَت بالإجازةِ عن الصَّيْدَلانيِّ، وعَفِيفةِ الفارفانيّة، وجماعةٍ. وكانَت امرأةً صالحةً. وممَّن أجازَ لها الشَّيخُ أبو عَمْرٍ والكِنْدِيُّ، وابنُ الحَرَسْتانيِّ، وأسْعدُ بنُ رَوْح، وزاهِرٌ الثَّقَفِيُّ، وتاريخُ إجازتِها سنةَ خمسٍ وستِّ مئة

(4)

.

(1)

ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 544، قال: "وزوجة المحدث تقي الدين، وزوجها: إدريس بن محمد (ت 693 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات ربيع الآخر ونذكر من عرفنا من أولادها في هامش ترجمته إن شاء الله تعالى.

(2)

هو محمد بن هشام بن مَلّاس، أبو جعفر النميري، الدمشقي (ت 270 هـ). ترجمته في: الجرح والتعديل 8/ 116، وسير أعلام النبلاء 12/ 353. ويعرف بالسباعيات في مكتبة شهيد على بتركيا مجموع رقم 539/ 3/ ورقة 24 - 25، وابن رواحة محمد بن الحسين بن رواحة الحموي الأنصاري (ت 642 هـ) ترجمته في: تاريخ الإسلام 14/ 423، وذكر من الآخذين عنه زوج المذكورة هنا إدريس بن مزيز.

(3)

ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 450، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 225، والدها: أحمد ابن عبد الدائم (ت 668 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات رجب، وأخوها: عبد الدائم بن أحمد ذكره المؤلف في وفيات هذه السنة في رمضان، وزوجها: حسين بن عبد الله بن عبد الرحمن الآمدي له ذكر في معجم السماعات الدمشقية 277، وابنتها منه: فاطمة بنت حسين (ت 698 هـ) ذكرها المؤلف في وفيات المحرم، وزوجها: علي بن محمد بن علي بن بقاء (ت 698 هـ) أيضًا في شوال.

(4)

مولدها سنة 598 هـ.

ص: 319

• - ودَخَلَ تَقِيُّ الدِّينِ تَوْبةُ التَّكْريتيُّ إلى دمشقَ من القاهرةِ في يوم الثُّلاثاءِ سَلْخ ربيع الآخِر، متولِّيًا الوزارةِ عِوَضًا عن مُحْيي الدِّينِ ابن النَّحّاس

(1)

.

‌جُمادى الأولى

1051 -

في يوم الجُمُعةِ ثالث جُمادى الأولى تُوفِّي شَرَفُ الدِّينِ إبراهيمُ

(2)

بنُ نَصْرِ بنِ تُرُوسٍ الدِّمَشْقيُّ. وكانَ سَمِعَ من مَكِّيِّ بنِ عَلّانَ، ولم يُحَدِّث.

1052 -

وفي يوم الجُمُعةِ عاشرِ جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ الفَقيهُ عِزُّ الدِّينِ عبدُ الله

(3)

بن حِجِّيِّ بنِ عليٍّ الكُرديِّ، أحدُ المُعِيدينَ بالمدرسةِ الأمِينيّةِ، ودُفِنَ من يومِهِ بميدانِ الحَصا، بالتُّربةِ التي دُفِنَ فيها شَرَفُ الدِّينِ الأرْدَوِيليُّ.

‌جُمادى الآخرة

• - ذَكَرَ الدَّرْسَ بالغَزَّاليّة القاضي بَدْرُ الدِّينِ ابنُ جماعة مُدَرِّسُ القَيْمُريّةِ في مُستهلِّ جُمادى الآخِرة، انتَزعَها من شَمْسِ الدِّينِ إمام الكَلّاسة، نائبِ الشَّيخ شَمْسِ الدِّينِ الأيْكِيِّ. وأنّه استَناب عنهُ الشَّيخ جمالَ الدِّينِ الباجُرَبَقِيَّ، فباشَرَ الباجُرْبَقِيُّ في ثالثَ عَشَرَ رَجَب

(4)

.

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 282، ونهاية الأرب 31/ 129، وتاريخ الإسلام 15/ 421، ويراجع: البداية والنهاية 13/ 307، وتاريخ ابن الفرات 8/ 38، والسلوك 1/ 3/ 732، وعقد الجمان 2/ 354.

(2)

لم أقف على ترجمته. وتقدم ذكر أخيه أحمد في وفيات المحرم من هذه السنة.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 544، ولقبه: عز الدين، ويعرف بالعِزِّبَتَر، قاله الذهبي وقال:"أعاد بالصالحية بمصر عند ابن عبد السلام، وكان من فقهاء الأكراد، له شكل، وصوت جهوري. توفي فجاءة رحمه الله". والمدرسة الأمينية وميدان الحصا تقدم ذكرهما.

(4)

الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 421، والبداية والنهاية 13/ 308. والمدرستان المذكورتان تقدم ذكرهما، وكذلك الكلاسة وتقدم أيضًا التعريف بشمس الدين الأيكي. وجمال الدين الباجربقي عبد الرحيم بن عمر بن عثمان الموصلي (ت 699 ص) في شوال ذكره المؤلف ونسبته إلى باجُرْبَقَ من بلاد الجزيرة بين البقعاء ونِصِيبين بضم الجيم، وسكون الراء وفتح الباء الموحدة وقاف. معجم البلدان 1/ 313.

ص: 320

1053 -

وتُوفِّي شَمْسُ الدِّينِ مُحمدُ

(1)

ابنُ الشَّرَفِ عبدِ الله بنِ عبدِ الرَّحمنِ ابن سَلامةَ المَقْدِسيُّ الحَنْبليُّ المعروفُ أبوهُ بالسَّرّاج، في يوم الخميسِ مُستهلّ جُمادى الآخِرة، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ.

رَوَى عن جَعْفَرٍ الهَمْدانِيِّ.

ومَولدُهُ سنةَ اثنتينِ وعشرينَ وستِّ مئة.

وهو جَدُّ برهانِ الدِّينِ ابن قاضي الحِصْنِ الحَنَفيِّ لأمِّهِ.

1054 -

ووَصَلَ الخَبرُ إلى دمشقَ بوفاةِ القاضي وَجيهِ الدِّينِ البَهْنَسِيِّ

(2)

، وصُلِّيَ عليه بدمشقَ في سادسَ عَشَرَ جُمادى الآخِرة

(3)

.

وكانَ وَلِيَ قضاءَ الدِّيارِ المِصْريّة. وكانَ من الفُقهاءِ الأعيان.

1055 -

وفي يوم الجُمُعةِ سَلْخ جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الشَّيخُ الأجَلُّ

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 553، ووالده: عبد الله (ت 668 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات ذي القعدة، وجده: عبد الرحمن بن سلامة (ت 630 هـ)، والبرهان ابن قاضي الحصن، إبراهيم بن علي بن أحمد، يعرف أيضًا بابن عبد الحق (ت 744 هـ). والحصن إنما هو حصن الأكراد بين بعلبك وحمص. معجم البلدان 2/ 264، وعبد الحق إنما هو عبد الحق بن خلف الواسطي الحنبلي المحدث (ت 641 هـ). يراجع: الذيل على طبقات الحنابلة 3/ 395، والطبقات السنية 1/ 211.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 573، ونهاية الأرب 31/ 133، وتذكرة النبيه 1/ 106، ودرة الأسلاك ورقة 78، والوافي بالوفيات 30/ 249، وطبقات الشافعية للإسنوي 1/ 283، وطبقات الشافعية للسبكي 8/ 317، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 37، وتاريخ ابن الفرات 8/ 41، ورفع الإصر 375، والعقد المذهب 370، وحسن المحاضرة 1/ 191، وبغية الوعاة 2/ 132، والشذرات 5/ 396 (7/ 693) في وفيات سنة 686 هـ. واختصر المؤلف هنا أخباره اختصارًا مخلًّا، ومثله فعل الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام، فلم يذكره باسمه، وهو عبد الوهاب بن الحسن بن عبد الوهاب.

(3)

صلي عليه بالنية كما هو عادة المؤلف صلاة الغائب ووفاته بمصر.

ص: 321

جمالُ الدِّينِ مُحمدُ

(1)

بنُ أحمدَ بنِ يَمَنٍ العُرْضِيُّ، ثم الدِّمَشْقيّ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ من أربابِ الأموال، يُعاني الجُنْدِيّة. ورأيتُ اسمَهُ في إجازةٍ من إجازاتِ بني القَوّاس، فيها عُمَرُ بنُ كَرم الدِّينُورِيُّ، وابنُ القَطِيعيِّ، وابنُ الزَّبِيدِيِّ، وأخوهُ، والسُّهْرَوَرْدِيُّ، وابنُ رُوْزْبةَ. ولم يُحَدِّث.

‌رَجَب

1056 -

تُوفِّي الحاجُّ شَرَفُ بنُ مِرَي النَّواوِيُّ

(2)

بها في يوم الثُّلاثاءِ حادي عَشَرَ رَجَب، وصُلِّيَ عليهِ بجامع دمشقَ في رابع عَشَرِه. وهو والدُ الشَّيخ الإمام مُحْيي الدِّينِ النَّواوِيِّ رحمه الله

(3)

.

1057 -

وفي ليلةِ العاشر من رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ الخَطيبُ جمالُ الدِّينِ أبو البَرَكات مُحمدُ

(4)

ابنُ الشَّيخ عزيزِ الدِّينِ عُمَر بن عبدِ الملكِ الدِّينَورِيُّ بقريةِ كَفْرِ بَطْنا، وكانَ خَطيبَها، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ عندَ والدِه. حَضَرْتُ جِنازَتَهُ معَ الشَّيخ تاج الدِّين.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 291، وتاريخ الإسلام 15/ 552، وعيون التواريخ 21/ 386. والعُرضِيّ في نسبه تقدمت في ترجمة سابقة، ويَمَنُ بالفتحتين عن خط الذهبي كما في هامش ترجمته.

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 184، وتاريخ الإسلام 15/ 543، والبداية والنهاية 13/ 309، والوافي بالوفيات 16/ 133، والمنهل الصافي 6/ 230، والدليل الشافي 1/ 343. ذكره اليونيني في وفيات سنة 682 هـ.

(3)

ذكره المؤلف في موضعه في وفيات سنة 676 هـ.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 560، والعبر 5/ 355، والإشارة إلى وفيات الأعيان 375، والوافي بالوفيات 4/ 262. وكفر بطنا تقدم ذكرها.

ص: 322

وكانَ شيخًا حَسَنًا، لهُ أُبَّهةٌ ووَقارٌ، وأخلاقٌ جميلةٌ. رَوَى عنِ الفَخْرِ الإرْبِليِّ، وابن غَسّان، والنّاصح ابن الحَنْبليِّ وغيرِهِم.

ومَولدُهُ في ثالثَ عَشَرَ شَوّالٍ سنةَ ثلاثَ عَشْرةَ وستِّ مئة بالدِّيْنَوَر

(1)

.

1058 -

وفي ليلةِ السَّبتِ الثاني والعشرينَ من رَجَبٍ تُوفِّي الصَّدْرُ الفاضلُ المُدرِّسُ تقيُّ الدِّينِ أحمدُ

(2)

ابنُ الشَّيخ صَدْر الدِّينِ سُلَيمانَ بنِ أبي العِزِّ بنِ وُهَيْبٍ الحَنَفيّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ مُدَرِّسَ الشِّبْلِيّة وغيرِها. وسَمِعَ منَ الرَّضِيِّ ابنِ البُرْهان، ولم يَرْوِ شيئًا.

1059 -

وفي يوم السَّبتِ الثاني والعشرينَ من رَجَب تُوفِّي زَكيُّ الدِّينِ إبراهيمُ

(3)

بنُ عُثْمانَ بنِ مُحمدٍ القُرَشيُّ الحَنَفيُّ، المعروفُ بابنِ المُعلِّم، عاملُ ديوانِ الأيتام بدمشقَ، ودُفِنَ من يومِهِ بسَفْح قاسِيُونَ.

رأيتُ سماعَهُ على الشُّيُوخ الاثني عَشَرَ: السَّخَاوِيِّ، وابنِ الصَّلاح، وغيرِهِما في بعض "صحيح مسلم"، ولم يُحَدِّث.

وهو أخُو الشَّيخ رَشِيدِ الدِّين، إسماعيل.

1060 -

وفي يوم الاثنينِ الرّابع والعشرينَ من رَجَبٍ تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ

(1)

دينور: مدينة من أعمال الجبل قرب قَرْمِيسِين. معجم البلدان 2/ 545.

(2)

ترجمته في: الجواهر المضية 1/ 172، والمنهل الصافي 1/ 310، والدليل الشافي 1/ 48، وكتائب أعلام الأخيار (514)، والطبقات السنية 1/ 354، والفوائد البهية 22. ووالده: سليمان (ت 677 هـ) ذكره المؤلف في وفيات شعبان، وأخوه: العلامة القاضي شمس الدين محمد (ت 699 هـ).

(3)

لم أقف على ترجمته. وأخوه: إسماعيل رشيد الدين (ت 714 هـ) مشهور، ذكره المؤلف في موضعه في وفيات رجب، وابن أخيه: يوسف بن إسماعيل (ت 714 هـ) مع أبيه.

ص: 323

العلّامةُ شيخُ الإسلام جمالُ الدِّينِ أبو بكرٍ مُحمدُ

(1)

بنُ أحمدَ بنِ مُحمدِ بنِ عبدِ الله بنِ سُجْمانَ البَكْرِيُّ الشَّرِيشيُّ المالِكيُّ، بالرِّباطِ النّاصِرِيِّ بسَفْح قاسِيُونَ، ودُفِنَ منَ الغَدِ قُبالةَ الرِّباطِ المَذْكور.

وكانَ إمامًا في عُلوم شَتّى، كبيرَ القَدْر، مُعَظَّمًا مُبَجَّلًا، وافِرَ الدِّيانة، من أكابرِ عُلماءِ عَصْرِه. وكانَ وَلِيَ مشيخةَ الرِّباطِ النّاصِريِّ في زمنِ الواقِف

(2)

، ثم إنّه سافَرَ إلى الدِّيارِ المِصْريّة، وأقامَ هناكَ مُدرِّسًا بالفاضِليّة

(3)

، ثم أقامَ بالقدسِ شيخَ الحَرَم، ثم عادَ إلى دمشقَ إلى الرِّباطِ مع مَشْيخةِ الحديثِ بتُربةِ أُمِّ الصّالح. وفي أواخِرِ عُمُرهِ عُرِضَ عليهِ قَضاءُ المالكيّةِ فامتَنعَ، ووَلِيَ التَّدريسَ والمَشيخةَ فقط، وأقامَ على ذلكَ إلى أنْ ماتَ. وكانَ من جُلّةِ مَشايخ الحَديث

(4)

، ولهُ رحلةٌ.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 292، وتاريخ الإسلام 15/ 549، ومعجم الشيوخ 2/ 155، والمعجم المختص 219، والعبر 5/ 360، ودول الإسلام 2/ 187، والمعين في طبقات المحدثين 219، والإشارة إلى وفيات الأعيان 374، ومرآة الجنان 4/ 201، وتاريخ ابن الوردي 2/ 233، والبداية والنهاية 13/ 308، والوافي بالوفيات 2/ 131، وتذكرة النبيه 1/ 107، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 86، وعيون التواريخ 21/ 374، وتاريخ ابن الفرات 8/ 46، والديباج المذهب 2/ 319، والمقفى الكبير 5/ 268، والسلوك 1/ 3/ 733، وعقد الجمان 2/ 355، وتاريخ الخلفاء 505، وبغية الوعاة 1/ 44، ونفح الطيب 2/ 1311، وشذرات الذهب 2/ 392 (7/ 685)، ودرة الجمال 2/ 244. وابنه: محمد بن أحمد (ت 718 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات شوال، وحفيده: محمود بن محمد العلامة شرف الدين (ت 795 هـ) في الدرر الكامنة 4/ 333، وإنباء الغمر 3/ 186.

(2)

قال الحافظ الذهبي: "ودرس بالرباط الناصري بحضور السلطان واقفه".

(3)

تقدم ذكرها، وهي منسوبة إلى القاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي البيساني (ت 596 هـ).

(4)

قال الحافظ الذهبي: "وتفقه حتى برع في المذهب، وأتقن العربية والأصول والتفسير، وتفنن في العلوم، ودرس، وأفتى، وأقرأ الحديث، وعني به، وقال الشعر

صنف لألفية ابن مُعْطٍ شرحًا نفيسًا، وقد مدحه شيخه علم الدين السخاوي بقصيدة مشهورة". وقال في معجم شيوخه:"وأحكم العربية وألف فيها شرحًا لألفية شيخه ابن مُعْطٍ"، وقال السيوطي في البغية:"وألف شرحًا جليلًا لألفية ابن مُعْطٍ وكتابًا في الاشتقاق"، وذكر الإمام العلامة =

ص: 324

وأقامَ ببغدادَ مُدّةً يَسمعُ الحديثَ ويَقرأُ ويَتفَقَّهُ. فمن شُيُوخِه ببغدادَ: ابنُ القَطِيعيِّ، وابنُ رُوْزْبةَ، وابنُ اللَّتِّي، ونَصْرُ بنُ عبدِ الرَّزاق، وعبدُ العزيز بنُ دُلَف، وابنِ القُبَّيْطيِّ، وعبدُ الواحد بنُ نِزارِ الحَمّالُ، والكاشْغَرِيُّ، والمارِسْتانيُّ، وابنُ شُفْنِينَ

(1)

، وابنُ السّبّاك، وخليلٌ الجَوْسَقيُّ، وابنُ التَّعاوِيذِيِّ، وابنُ الخازِن، وابنُ الدُّبَيْثيِّ الواسِطيُّ، وابنُ النَّجّار، وعبدُ الحميدِ بنُ بُنَيْمان، وابنُ بَهْرُوزٍ، والأنْجَبُ الحَمّاميُّ.

وسَمِعَ بإرْبِلَ على الفَخْرِ الإرْبِليِّ، وبَدَلٍ التِّبْرِيزِيِّ. وبحَلبَ على ابنِ رَوَاحةَ، وابنِ خليل. وبحَرّانَ على أبي الفَضْل ابنِ سَلامةَ العَطّار، وابنِ ظَفَرٍ. وبدمشقَ على مُكْرَم بن أبي الصَّقْر، وابن باسُوْيَة، وابن المُقَيَّر، وكريمةَ، والسَّخَاوِيِّ. وكانَ سَمِعَ أوّلَ دخولِه البلادِ بالإسْكنْدَرِيّةِ على ابنِ عِماد. ولم يوجَدْ سَماعُهُ إلا بعدَ موتِه.

ومَولدُهُ في سنةِ إحدى وستِّ مئة بشَرِيشَ بالمَغْرب

(2)

.

= أحمد بن يوسف الرعيني، أبو جعفر الغرناطي الأندلسي (ت 779 هـ) في مقدمة شرحه العظيم لألفية ابن مُعْطٍ لما عدد شراحها قال:"فمنهم الإمام العلامة الأديب كمال الدين محمد بن أحمد الوائلي، عرف بالشريشي، واسم شرحه "التعليقات الوفية بشرح الدرة الألفية". ووصل إلينا عدد من نسخ الكتاب، منها: نسخة قديمة في مكتبة جستربيتي، رقم 3456، وأخرى بدار الكتب المصرية، رقم 494، وثالثة في مكتبة (لا له لي) بتركيا، رقم 3280

وغيرها، وحقق الجزء الأول منه الدكتور محمد محمد سعيد سنة 1976 (رسالة دكتوراه) بجامعة الأزهر ولم يطبع. شأن أغلب رسائل القوم، وقصيدة علم الدين السخاوي في مدحه وإجابته عليها في ذيل مرآة الزمان، ومنهما في تاريخ الإسلام وغيرها.

(1)

ابن شُفْنِين كذا مضبوط في ترجمته في تكملة المنذري 3/ رقم 3090، وتاريخ الإسلام 14/ 328. وهو محمد بن عبد الواحد بن أحمد (ت 640 هـ). قال الحافظ الذهبي:"روى عنه ابن النجار في تاريخه وأثنى عليه، وجمال الدين الشريشي".

(2)

يعني الأندلس، قال الحميري في الروض المعطار 340:"من كورة شَذُونة بالأندلس بينها وبين قَلْشانة خمسة وعشرون مبلًا". ويراجع: معجم البلدان 3/ 340.

ص: 325

1061 -

وفي التّاسع والعشرينَ من رَجَبٍ تُوفِّي الشَّيخُ شِهابُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(1)

بنُ عبدِ المُنْعم بن مُحمد، ابنُ الخِيَميِّ، الشّاعرُ الأنصاريُّ، بالقاهرة، ودُفِنَ بسَفْح المُقَطَّم.

ومَولدُهُ سنةَ اثنتينِ وستِّ مئة.

رَوَى عنِ ابنِ البَنّاء الصُّوفيِّ وغيرِه. وكانَ من شُيوخ الأدب، وهو صاحبُ القصيدةِ التي أوَّلُها

(2)

:

(1)

ترجمته في: رحلة ابن رشيد ملء العيبة 3/ 191، وذيل مرآة الزمان 4/ 300، ومعجم الدمياطي 1/ ورقة 44، والمختار من تاريخ ابن الجزري 319، وتاريخ الإسلام 15/ 553، والعبر 5/ 354، والإشارة إلى وفيات الأعيان 375، ونهاية الأرب 31/ 135، والوافي بالوفيات 4/ 50، وفوات الوفيات 3/ 413، وعيون التواريخ 21/ 375، والبداية والنهاية 13/ 308، وتذكرة النبيه 1/ 106، ودرة الأسلاك، ورقة 79، وتاريخ ابن الفرات 8/ 42، وذيل التقييد 1/ 167، والسلوك 1/ 3/ 733، والمقفى الكبير 6/ 143، وعقد الجمان 2/ 356، والنجوم الزاهرة 7/ 369، والمنهل الصافي 10/ 168، والدليل الشافي 2/ 649، وحسن المحاضرة 1/ 569، ونفح الطيب 2/ 619، والشذرات 5/ 393 (7/ 686).

(2)

عجزه:

*إليكَ آلَ التَّقَصِّي وانتَهَى الطَّلبُ*

أنشدها ابن رشيد في رحلته، وابن تغري بردي في المنهل الصافي. ويراجع: الذيل على مرآة الزمان، وتاريخ الإسلام، وفوات الوفيات، وتاريخ ابن الفرات وغيرها. قال اليونيني -بعد إنشاد القصيدة-: "ولما نظم شهاب الدين هذه القصيدة بلغت نجم الدين محمد بن إسرائيل

فادعاها"، وفي المنهل الصافي: "ولما حج نجم الدين بن إسرائيل الشاعر المتقدم ذكره، رأى ورقة ملقاة فيها قصيدة شهاب الدين

فادعاها لنفسه". قال اليونيني: "وحكى لي صاحبنا الموفق عبد الله بن عمر رحمه الله أن ابن إسرائيل وابن الخيمي اجتمعا بعد ذلك بحضرة جماعة من الأدباء، وجرى الحديث في الأبيات المتقدمة، وأصر ابن إسرائيل على أنه ناظمها، فتحاكما إلى شرف الدين عمر بن الفارض رحمه الله -وهو المشار إليه في معرفة الأدب ونقد الشعر في ذلك الوقت- فقال: ينبغي لكل واحد منكما أن ينظم أبياتًا على هذا الوزن والروي ليستدل بها، فنظم ابن الخيمي هذه الأبيات:

للهِ قَوْمٌ بجَرْعاءِ الحِمَى غِيَبُ

جَنَوْا عَلَيَّ ولَمّا جَنَوْا عَتَبُوا =

ص: 326

يا مَطْلَبًا ليسَ لي في غيرِهِ أرَبُ

التي ادَّعاها ابنُ إسرائيلَ، رحمَهُما اللهُ تعالى.

= وذكر القصيدة، ونظم نجم الدين محمد بن إسرائيل قوله:

لم يقْضِ مِنْ حُبِّكُمُ بعضُ الذي يَجِبُ

قَلْبٌ متى عَنَّ ذِكْراكُمُ لهُ يَجِبُ

وفيه: "بعض الذي" خطأ ظاهر. ووردت القصيدتان في كثير من المصادر، ولما عرضت القصيدتان على الشيخ شرف الدين ابن الفارض أنشد مخاطبًا لابن إسرائيل بيت ابن الخيمي؛ وهو:

*لَقدْ حَلَيْتَ ولكِنْ فاتَكَ الشَّنَبُ*

وحكم بالقصيدة الأولى لابن الخيمي، واستحسن بعض الحاضرين أبيات ابن إسرائيل وقال: من ينظم مثل هذه ما الحامل له على ادعاء ما ليس له؟! فقال ابن الخيمي: هذه سرقة عادة، لا سرقة حاجة، وانفصل على ذلك

".

قال ابن تغري بردي في المنهل الصافي: "قال العلامة شهاب الدين محمود: قلت لابن إسرائيل: لأي شيء قصرت عنِ ابنِ الخيمي في هذا المعنى؟ قال: هو شاعر فحل، وأخذ المعنى بكرًا فجوده ولم يدع فيه فضلة"، وقال العلامة الذهبي: "طلب القاضي شمس الدين ابن خلكان -وهو نائب الحكم بالقاهرة- الأبيات من ابن الخيمي فكتبها له، وذيل في آخرها أبياتًا وسأله الحكم أيضًا بينه وبين من ادعاها

" وأوردها الحافظ وأولها:

والهَجْرُ إنْ كانَ يُرْضِيهِمْ بلا سَبَبٍ

فإنَّهُ من لَذِيذِ الوَصْلِ مُحْتَسِبُ

وإنْ هُمُ احْتَجَبُوا عَنِّي فإنَّ لهُمْ

في القَلْبِ مَشْهورَ حُسْنٍ لَيسَ يَحْتَجِبُ

وهي طويلة قال الحافظ الدمياطي في معجمه: أنشدنا أبو عبد الله محمد بن عبد المنعم الخيمي المنعوت بالشهاب لنفسه على سطح جامع الفيلة بالعراء الغربي القصيدة التي فيها:

باللهِ إنْ جِئْتَ كُثْبانَا بذي سَلَمِ

قِفْ بي عليها وقُلْ لي هذِهِ الكُثُبُ

وأورد القصيدة وهي سبعة عشر بيتًا.

وجامع الفيلة في المواعظ والاعتبار 4/ 146، وشرحه يطول، ولابن الخيمي قصائد ومقطعات في المصادر المختلفة تصلح أن تكون أساسًا لدراسة شعره والحكم على شاعريته. والله تعالى أعلم.

فائدة: قال ابن رشيد في رحلته ملء العيبة 205: "وكان ساكنًا في بعض بيوت المدارس أو الخانات، فأخذ مبيضة ما صنع من هذه القصيدة ووضعها في ثقب في الحائط، فاتقف أن أنسي ذلك، وطالت المدة، وكان هناك الأديب الصوفي، المعروف بالنجم الإسرائيلي فوجد تلك المبيضة في ذلك الثقب فانتحلها".

ص: 327

‌شَعْبان

1062 -

في ليلةِ الجُمُعةِ السّادسِ من شَعْبانَ تُوفِّيت أُمُّ أحمدَ فاطمةُ

(1)

بنتُ الشَّيخ الإمام العَلّامةِ شَمْس الدِّينِ أبي مُحمدٍ عبدِ الرَّحمن ابن الشَّيخ أبي عُمَرَ مُحمدِ بنِ أحمدَ بنِ مُحمدِ ابنِ قُدامةَ المَقْدِسيِّ الحَنْبليِّ، ودُفِنَت بسَفْح جَبَل قاسِيُونَ يوم الجُمُعةِ.

سَمِعَتْ من أبي الفَضْل جَعْفَرِ بنِ عليٍّ الهَمْدانيِّ، وأبي عبدِ الله مُحمدِ بنِ عبدِ الواحد المَقْدِسيِّ الحافِظ. ورَوَتِ الحديث. وهي زوجةُ عِمادِ الدِّينِ إبراهيمَ بنِ أحمدَ بنِ مُحمدِ بنِ خَلَف، المعروفِ بالماسِح، أُمُّ أولادِه

(2)

.

1063 -

وفي يوم الأحدِ ثامنِ شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ كمالُ الدِّينِ أبو الحَسَن عليُّ

(3)

ابنُ الشَّيخ مُحمدِ بنِ حُسَين بن عليٍّ، المعروفُ بالفَرْنَثِيِّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ وقتَ الضُّحى بسَفْح قاسِيُونَ.

سَمِعَ من ابن الزَّبِيدِيّ، وابنِ اللَّتِّي، وجَعْفَرٍ الهَمْدانيِّ، والحافظِ ضِياءِ الدِّينِ

(1)

ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 549، ووالدها: القاضي شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر (ت 682 هـ) تقدم ذكره، وزوجها المذكور (ت 699 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات رجب.

(2)

عرفت من أولاده منها: ابنه أحمد بن إبراهيم (ت 700 هـ)، وابنته: زينب بنت إبراهيم (ت 729 هـ).

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 548، والتوضيح 7/ 89، والدارس 2/ 161. ووالده: محمد بن الحسين (ت 663 هـ) ذكره الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام 15/ 90، وقال:"والد علي، وموسى، وأحمد، وذكر موسى (ت 686 هـ) في تاريخ الإسلام 15/ 583، ولم يذكر أحمد، وقال: "وكان شيخ الزاوية بعد أخيه"، وذكره المؤلف في موضعه في وفيات رمضان. والفَرْنَثي: بفتح أوله وسكون الراء تليها نون مفتوحة ثم مثلثة مكسورة كذا في التوضيح، وقال: "وفَرْنَثُ من قرى دُجَيْل"، ودُجَيْلٌ المقصود به هنا: بلد لم يزل قائمًا شمالي بغداد.

ص: 328

المَقْدِسيِّ، وحَدَّثَ. وكانَ شيخ الزّاويةِ المَعروفةِ بزاويةِ الفَرْنَثيِّ بعدَ والدِه

(1)

. وفيه مَكارِم أخْلاق. وعَمِلَ سَماعًا للشَّيخ حَسَن ابنِ الحَرِيريِّ، أنفَقَ فيه ألفَ دِرْهم مع فَقْرِه

(2)

.

ومَولدُهُ في جُمادى الأولى سنةَ ستٍّ وعشرينَ وستِّ مئة بسَفْح قاسِيُونَ.

1064 -

وفي يوم الأربعاءِ بعدَ العَصْرِ حادي عَشَرَ شَعْبانَ تُوفِّي عِماد الدِّينِ مُحمدُ

(3)

ابنُ الشَّيخ الإمام عِمادِ الدِّينِ عبدِ العزيزِ بنِ مُحمدِ بنِ عبدِ القادرِ بنِ عبدِ الخالقِ ابن الصّائغ الأنصاريُّ الدِّمَشْقيُّ، المعروفُ بالسَّبْتيِّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بتُربَتِهم بسَفْح قاسِيُونَ.

ماتَ شابًّا. وسَمِعَ الحديثَ من ابنِ عبدِ الدّايم، وابنِ أبي اليُسْر، وعبد العزيز بن عَبْدٍ، وجماعةٍ. وحَدَّثَ

1065 -

وفي العَشْرِ الأوْسطِ من شَعْبانَ تُوفِّي سَيْفُ الدِّينِ مُحمدُ

(4)

ابنُ جمالِ الدِّينِ أبي الفَضْل مُحمدِ بنِ الحَسَن، ابنُ صَصْرَى، التَّغْلبيُّ الدِّمَشْقيُّ الضَّرِيرُ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ سَمِعَ منَ السَّخَاوِيِّ، وعبدِ العزيزِ ابنِ الدَّجاجِيّة، والمُخْلِص بنِ هِلال، وعَتِيقٍ السَّلْمانِيِّ، وجماعةٍ. ولم يُحَدِّث.

(1)

في التوضيح: "وكان شيخ زاويتهم بالسفح بعد أبيه، وأبوه هو خليفة الشيخ علي الفرنثي، وابن زوجته، وخادمه، وصاحبه، وقائم مقام والده فيما ذكر الحافظ أبو محمد القاسم ابن البرزالي"، وعنه تمامًا في الدارس وهذا لم يرد بلفظه هنا، فإما أنه ذكر ذلك في معجمه، وإما أنه تصرف من الحافظ ابن ناصر الدين، وهذا ما أستبعده.

(2)

زاد الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام: "لا أثابه الله".

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 560، وفيه: "محمد بن محمد بن عبد القادر

"، وذكر المؤلف والد عبد العزيز (ت 674 هـ) في وفيات رجب، قال الذهبي في تاريخ الإسلام: "محمد ويسمى عبد العزيز"، ووافق المؤلف على ذلك، وعمه القاضي المشهور عز الدين محمد بن عبد القادر (ت 683 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات السنة المذكورة.

(4)

لم أقف على ترجمته. ووالده الحسن بن سالم (ت 664 هـ).

ص: 329

‌رَمَضان

1066 -

في ليلةِ السَّبتِ سادسِ شَهْرِ رَمَضانَ تُوفِّي الشَّيخُ الزّاهِدُ الكبيرُ بَقِيّةُ السَّلفِ أبو مُحمدٍ عبدُ الواحدِ

(1)

بنُ عليِّ بنِ أحمدَ القُرشِيُّ الهَكّارِيُّ، بالقاهرةِ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقابرِ بابِ النَّصْر.

وكانَ رجُلًا صالحًا، كبيرَ السِّنِّ. رَوَى عن مِسْمارِ ابن العُوَيْس، والحُسَينِ ابنِ بازٍ، سَمِعَ منهُما بالمَوْصِل. وعن الشَّيخ مُوفَّقِ الدِّينِ ابن قُدامةَ، وموسى بنِ عبدِ القادر.

ومَولدُهُ في مُنْتَصفِ رَمَضانَ سنةَ إحدى وتسعينَ وخَمْسِ مئة.

1067 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ سادسَ عَشَرَ رَمَضانَ تُوفِّي شَمْسُ الدِّينِ مُحمدُ

(2)

ابنُ المُنتجَبِ عليّ ابن القاضي الظَّهيرِ عبدِ الواحدِ ابنِ زينِ القُضاةِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ سُلطانَ بنِ يحيى القُرَشيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ سَمِعَ من أحمدَ بنِ مَسْلَمةَ، وجماعةٍ. ولم يُحَدِّث. وهو أخُو المُنْتَجَب.

1068 -

وفي ليلةِ الأحدِ الحادي والعشرينَ من رَمَضانَ تُوفِّي الفَقيهُ شَمْسُ الدِّينِ أحمدُ

(3)

بنُ مُحمدِ بنِ أحمد، ابنُ الأبْرادِيِّ، البَغداديُّ الحَنْبليُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقابرِ باب الصَّغير.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 546، والعبر 5/ 453، والإعلام بوفيات الأعلام 286، والشذرات 5/ 392 (7/ 684).

(2)

لم أقف على ترجمته.

(3)

لم أقف على ترجمته. وآل الأبرادي أسرة علمية حنبلية، منهم: أحمد بن علي (ت 530 هـ)، وابنه: محمد بن أحمد بن علي (ت 554 هـ)، وحفيده: أحمد بن محمد بن أحمد (ت 612 هـ)، ويبدو أن المذكور هنا حفيد هذا الأخير. ومن هذه الأسرة: عمر بن علي بن عمر، أبو حفص الأبرادي ذكره الحافظ الدمياطي في معجمه 2/ ورقة 122، ولم يذكر وفاته.

ص: 330

وكانَ رجُلًا جيِّدًا، وعندَهُ فَضِيلة، ويُنَظِّم الشِّعْر. وكانَ يَحضُرُ معَنا سَماعَ الحديثَ، ويَكتُبُ أسماءَ السّامِعين، ويَضبِطُ ضَبْطًا جيِّدًا.

1069 -

وفي ليلةِ الاثنينِ الثاني والعشرينَ من رَمَضانَ تُوفِّي الأجَلُّ جمالُ الدِّينِ عبدُ الدّائم

(1)

بنُ إسحاق بنِ مَسْعودِ بنِ أبي الوَحْشِ الشَّيْبانِيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

رَوَى عن كريمةَ القُرَشِيّة. وسَمِعَ أيضًا من السَّخَاوِيِّ، وتاج الدِّينِ ابنِ حَمُّوْيَة. ولهُ إجازةُ السُّهْرَوَرْدِيِّ، وعليِّ ابنِ الجَوْزيِّ، وزكريّا العُلْبِيِّ، وابنِ رُوْزْبةَ، وابنِ القَطِيعيِّ، وجماعةٍ. وكانَ يَشهدُ تحتَ السّاعات. وتَزَوَّجَ بأختِ كمالِ الدِّينِ ابنِ العَطّار. ووَلِيَ خَزْنَ الكُتبِ بمَشهدِ ابنِ عُروةَ.

1070 -

وفي يوم الاثنينِ الثاني والعشرينَ من رَمَضانَ تُوفِّيت آسِيةُ

(2)

بنتُ علاءِ الدِّينِ عليِّ بنِ مُحمدِ بنِ سَعِيدِ بنِ حَمْزةَ التَّمِيميِّ ابنِ القَلانِسيِّ، ودُفِنَتْ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

وهي والِدةُ الصَّدْرِ عِزِّ الدِّينِ ابنِ القَلانِسيِّ.

1071 -

وفي ليلةِ الثُّلاثاءِ الثّالثِ والعشرينَ من رَمَضانَ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ الزّاهدُ العابِدُ بَقِيّةُ السَّلفِ تاجُ الدِّينِ أبو البقاءِ عبدُ الدّائم

(3)

ابنُ الشَّيخ زَيْنِ الدِّينِ أحمدَ بنِ عبد الدّائم بنِ نِعمةَ المَقْدِسيّ الحَنْبليُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ بتُربةِ الشَّيخ أبي عُمَرَ.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 545.

(2)

لم أقف على ترجمتها. وابنها: عز الدين، حمزة بن المؤيد ابن القلانسي (ت 729 هـ)، وترجمته في: ذيول العبر 163، والدرر الكامنة 2/ 75، والشذرات 8/ 156.

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 286، وتاريخ الإسلام 15/ 544، والعبر 5/ 353، والشذرات 5/ 391 (7/ 684).

ص: 331

وكانَ مَشْهورًا بالصَّلاح والكَرامات. سَمِعَ الحديث من موسى بنِ عبدِ القادر، والشَّيخ مُوفَّقِ الدِّين، وابنِ الزَّبِيدِيِّ، وابنِ اللَّتِّي، والكاشْغَرِيِّ، والفَخْرِ الإرْبِليِّ.

ومَولدُهُ في سنةِ ثلاثَ عَشْرةَ وستِّ مئة.

وهو شَيخُ الشَّيخ مُحمدِ بنِ تَمّام

(1)

.

1072 -

وفي ليلةِ الاثنينِ التّاسع والعشرينَ من رَمَضانَ تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ نَجْمُ الدِّينِ أبو الفِداءِ إسماعيلُ

(2)

ابنُ زينِ الدِّينِ إسحاقَ ابنِ الشَّيخ شَمْسِ الدِّينِ أبي القاسم الحُسَينِ بنِ هِبةِ الله بن محفوظِ، ابنُ صَصْرَى، التَّغْلبيُّ الدِّمَشْقيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

رَوَى الحديثَ عن جَدِّه المَذْكور، وعن أبي عليٍّ، حَسَنِ بنِ أحمدَ بنِ يوسُفَ الإوَقِيِّ

(3)

؛ سَمِعَ منهُ بالقُدْس.

ومَولدُهُ ليلةَ الرّابعَ عَشَرَ من رَجَبٍ سنةَ أربع وستِّ مئة بدمشقَ.

وكانَ يَشهدُ على القُضاة.

‌شَوّال

1073 -

في يوم عيدِ الفِطْرِ تُوفِّي الشَّرَفُ خَضِرُ

(4)

ابنُ الشَّيخ رَشِيدِ الدِّينِ أحمدَ بنِ المُفَرِّج بن عليِّ بنِ مَسْلمةَ الدِّمَشْقيُّ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ عندَ والدِه.

(1)

محمد بن أحمد بن تمام التلي، الصالحي (ت 741 هـ).

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 538. والده: إسحاق بن الحسين (ت 643 هـ)، وجده: هبة الله بن محفوظ (ت 626 هـ)، وأسرتهم أسرة علم ورواية مشهورة.

(3)

الإوقي بكسر الهمزة.

(4)

لم أقف على ترجمته ولا على ترجمة أبيه.

ص: 332

ومَولدُهُ -تقريبًا- سنةَ اثنتينِ وثلاثينَ وستِّ مئة.

رَوَى عن والدِه، وسَمِعَ أيضًا من السَّخَاوِيِّ، وابن حَمُّوْيَة، وإبراهيمَ ابنِ الخُشُوعيِّ، وعبدِ العزيزِ الصّالحيِّ وجماعة. وكانَ يعملُ الأزْرارَ في بيتِه.

1074 -

وفي ليلةِ السَّبتِ خامسَ شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ الفَقيهُ الزّاهدُ العابدُ أبو مُحمدٍ طاهِرُ

(1)

بنُ عُمَرَ بن طاهِرِ بنِ فُتُوح بن جَعْفَر المِصْرِيُّ ثم الدِّمَشْقيُّ الشّافعيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ إلى جانبِ قَبْرِ الشَّيخ يوسُفَ الفُقّاعِيِّ

(2)

، وكانَ من أعيانِ أصحابِه.

وله أورادٌ وعبادةٌ واجتهادٌ. وكانَ يُطيلُ الصَّلاةَ إمامًا ومُنفَرِدًا. سَمِعَ بحَلبَ من ابنِ خليل، وبدمشقَ من ابنِ الصَّلاح، وحَدَّثَ.

ومَولدُهُ في سنةِ إحدى عَشْرةَ وستِّ مئة بالمَوْصِل.

1075 -

وفي يوم الأربعاءِ تاسع شَوّالٍ تُوفِّي النَّفِيسُ أحمدُ

(3)

بنُ عامرِ بنِ أبي بكرٍ الغَسُوليُّ ثم الصّالحيُّ، بالمارِسْتان بالصّالحيّة، ودُفِنَ من يومِهِ بسَفْح قاسِيُونَ.

سَمِعَ من ابن الزَّبِيدِيّ، وابن اللَّتِّي، والعَلَم ابن الصَّابونيُّ، والحُسَين ابن صَصْرَى، وجَعْفَرِ الهَمْدانِيِّ، وابنِ المُقَيَّر.

1076 -

وفي ليلةِ الاثنينِ رابعَ عَشَرَ شَوّالٍ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ مُحِبُّ الدِّينِ

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 284، والمختار من تاريخ ابن الجزري 319، وتاريخ الإسلام 15/ 543، والوافي بالوفيات 16/ 405، والمنهل الصافي 6/ 369، والدليل الشافي 1/ 358.

(2)

ذكره المؤلف في موضعه في وفيات شوالى سنة 679 هـ.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 537. منسوب إلى الغسولة من قرى دمشق تقدم ذكرها.

ص: 333

أبو الحَسَن عليُّ

(1)

بنُ أبي الفَتْح بن نَصْرِ بنِ عَسْكَرٍ السِّنْجارِيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقابرِ الصُّوفيّة.

وكانَ شيخًا يُؤدِّبُ الصِّبيانَ بدَرْبِ القُرَشِيِّين

(2)

، وله مسجدٌ. رَوَى عنِ ابنِ رَوَاحةَ وغيرِه، وظَهرَ سَماعُهُ على مُكْرَم بن أبي الصَّقْر لكتاب "المُوطّأ" روايةِ ابنِ بُكَيْر.

ومَولدُهُ في سنةِ ستٍّ وستِّ مئة بسِنْجار

(3)

.

• - وسافَرْتُ إلى القاهرةِ يوم الاثنينِ رابعَ عَشَرَ شَوّالٍ لأجْلِ سَماع الحديث، وتَحصيلِ الشُّيوخ والرِّوايات العالية. يقولُ هذا مؤلِّفُ الكتاب.

‌ذو القَعْدة

1077 -

في يوم الجُمُعةِ سابع ذي القَعْدةِ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو القاسم

(4)

بنُ سُلَيمانَ بنِ محمودِ بنِ عَرّازٍ الواسِطيُّ المُقْرِئُ، ودُفِنَ من يومِهِ آخِرَ النَّهارِ بقُربِ الشَّيخ مُوفَّقِ الدِّين.

رَوَى عن جَعْفَرٍ الهَمْدانيِّ. وكانَ يُعَلِّمُ الصِّبْيان.

ومَولدُهُ في ذي القَعْدةِ سنةَ سبع وعشرينَ وستِّ مئة.

1078 -

وفي ليلةِ السَّبتِ سابع عَشَرَ ذي القَعْدةِ تُوفِّي بالقاهرةِ وأنا بها

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 548. وقال: "والد شيخنا محمد"، وذكر محمدًا هذا في معجمه 2/ 252 وذكر وفاته سنة 722 هـ وقال: "خرج له الشيخ علم الدين مشيخة".

(2)

من دروب دمشق، وذكر ابن شداد في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 98 - 99 ثلاثة مساجد في هذا الدرب، وعنه في ثمار المقاصد 65 والأصل للحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق.

(3)

من بلاد الجزيرة تقدم ذكرها.

(4)

لم أقف على ترجمته.

ص: 334

القاضي الإمامُ القُدْوةُ صَفِيُّ الدِّينِ أبو الصَّفاءِ خَليلُ

(1)

بنُ أبي بكرِ بنِ مُحمدِ بنِ صِدِّيقٍ المَراغيُّ الحَنْبليُّ ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقابرِ بابِ النَّصْر.

وكانَ شيخًا جليلًا، كبيرَ السِّنِّ. نابَ في الحُكْم بالقاهرةِ مُدّةً، وأقْرَأَ القراءات، وكانَ مشهورًا بالصَّلاح. رَوَى عنِ ابنِ مُلاعِب، وابنِ الحَرَسْتانيِّ، وأبي الفُتُوح البَكْرِيِّ، وموسى بنِ عبدِ القادر، والشَّيخ المُوفَّقِ وجماعةٍ. وخَرَّجَ لهُ الإمامُ الحافظُ سَعْد الدِّينِ الحارِثيُّ

(2)

"مَشيخةً" في ستّةِ أجزاء.

1079 -

وفي يوم الاثنينِ تاسعَ عَشَرَ ذي القَعْدةِ تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العالمُ المُحَدِّثُ الزّاهِدُ مَجْدُ الدِّينِ يوسُفُ

(3)

بنُ مُحمدِ بنِ عبدِ الله المِصْرِيُّ ثم الدِّمَشْقيُّ الشّافعيُّ الكاتبُ المعروفُ بابنِ المِهْتارِ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقْبُرةِ بابِ الفَرادِيس.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 283، ومعجم الدمياطي 1/ ورقة 197، ورحلة ابن رشيد ملء العيبة 3/ 211، وتاريخ الإسلام 15/ 541، ومعرفة القراء الكبار 2/ 682، والعبر 5/ 352، والإشارة إلى وفيات الأعيان 375، والإعلام بوفيات الأعلام 286، وتذكرة النبيه 1/ 238، ودرة الأسلاك ورقة 75، والوافي بالوفيات 13/ 196، وذيل طبقات الحنابلة 4/ 203، ومختصره لابن نصر الله، ورقة 85، وغاية النهاية 1/ 275، وذيل التقييد 1/ 523، والمقفى الكبير 3/ 770، والنجوم الزاهرة 7/ 370، والمقصد الأرشد 1/ 374، والمنهج الأحمد 4/ 330، ومختصره الدر المنضد 1/ 429، وحسن المحاضرة 1/ 504، ودرة الحجال 1/ 356، والشذرات 5/ 395 (7/ 681). وابنه: محمد بن خليل (ت 749 هـ) في الدرر الكامنة 4/ 54.

(2)

مسعود بن أحمد الحارثي الحنبلي (ت 711 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات ذي الحجة. ولا أعلم الآن لمشيخته وجودًا. ذكر ابن رشيد في رحلته مشيخته وقال: "قرأت عليه منها جملة، وضاق وقت السفر عن استيفائها نسخًا وقراءة، وقد علقت منها ما تيسر"، وأورد منها نماذج مطولة تدل على سعة هذه المشيخة، وكثرة فوائدها.

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 307، وتاريخ الإسلام 15/ 563، والعبر 5/ 356، ومعجم الذهبي 2/ 392، والمعجم المختص 301 وفيه: ابن المنذر، خطأ واضح، والإعلام بوفيات الأعلام 286، والبداية والنهاية 13/ 308، والوافي بالوفيات 29/ 337، ونكت اليمان 306، وعيون التواريخ 21/ 386، وذيل التقييد 2/ 327، وعقد الجمان 2/ 356، والتوضيح 8/ 399، وحسن المحاضرة 5/ 383، والدارس 1/ 46، والشذرات 5/ 394 (7/ 687)، وابنه عبد الرحمن بن يوسف بن محمد (ت 694 هـ) ذكره المؤلف في وفيات المحرم.

ص: 335

وكانَ رجُلًا مبارَكًا فاضِلًا في الحديثِ والأدب. وتَولَّى مشيخةَ دارِ الحديثِ النُّورِيّة. رَوَى "صحيحَ البُخاريّ" عنِ ابنِ الزَّبِيدِيِّ. وسَمِعَ أيضًا من ابنِ اللَّتِّي، وجَعْفَرٍ الهَمْدانِيّ، وعَلَم الدِّينِ ابنِ الصَّابونِيِّ، والفَخْرِ الإرْبِليِّ، وأبي الحَسَنِ عليِّ ابنِ باسُوْيَة المُقْرِئ، والنّاصِح ابن الحَنْبليِّ، وابنِ المُقَيَّر، وابن صَبّاح، ومُكْرَم بن أبي الصَّقْر، ومُحمدِ بنِ غَسّان، وغيرِهِم. وكَتبَ النّاسُ عليه الخَطَّ المَنْسوب، وانتفَعُوا بخَطِّهِ وبَرَكتِه.

1080 -

وفي ليلةِ الأحدِ رابع ذي القَعْدةِ تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ شَرَفُ الدِّينِ أبو نَصْر مُظَفَّرُ

(1)

بنُ مُحمدِ بنِ أبي الفَضْل بنِ عبدِ الوَهّاب السُّلَمِيُّ، المعروفُ بابنِ قُصَيْباتٍ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ رجُلًا جيِّدًا، عَدْلًا، كبيرًا، صالحًا. رَوَى الجُزءَ الأوّلَ الكبيرَ من "حديثِ المُخَلِّص"

(2)

عن عُمَرَ بنِ كَرَم الدِّينَورِيِّ، وسَمِعَ بدمشقَ من ابن صَبّاح، والنّاصح ابنِ الحَنْبليِّ.

ومَولدُهُ في نصفِ رَجَبٍ سنةَ تسع وستِّ مئة بدمشقَ.

1081 -

وفي شَهْرِ ذيَ القَعْدةِ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالح العارِفُ القدرةُ أبو بكرِ

(3)

بنِ حياةِ بنِ أبي بكرِ بنِ الشَّيخ حَياةِ بنِ قَيْسٍ الحَرّانيُّ، برأسِ العَيْن، وصُلِّيَ عليه بجامع دمشقَ صلاةَ الغائب.

وكانَ قَدِمَ دمشقَ وحَجَّ في سنةِ اثنتينِ وثمانينَ وستِّ مئة. ورَوَى الحديثَ عن عيسى ابنِ الخَيّاط، والمُرَجّى بنِ شُقَيْرةَ وجماعةٍ من شيوخ حَرّان.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 562.

(2)

محمد بن عبد الرحمن بن العباس، أبو طاهر (ت 293 هـ). تاريخ الخطيب 3/ 558. جزؤه يعرف بفوائد المخلص في مجاميع الظاهرية رقم 66 مكتوبة سنة (518 هـ) ويعرف أيضًا بأمالي طبع بتحقيق محمد بن ناصر العجمي سنة 1425 هـ.

(3)

ترجمته في: تالي وفيات الأعيان 65، وتاريخ الإسلام 15/ 565، وأسرتهم مشهورة ترفع إلى أبي جده حياة بن قيس (ت 581 هـ) لهم ذكر وأخبار.

ص: 336

1082 -

وفي يوم الخميسِ مُستهلّ ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ مَنْصورُ

(1)

بنُ أبي الفَضْل بن مَنْصورٍ الحَرّانيُّ، المجاورُ بحَلْقةِ الحنابلةِ بجامع دمشقَ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ، وكانَت جِنازتُهُ كبيرةً.

‌ذو الحِجّة

1083 -

في يوم الجُمُعةِ مُستهلّ ذي الحِجّةِ تُوفِّي قاضي القُضاةِ تَقِيُّ الدِّينِ الحُسَينُ

(2)

بنُ عبدِ الرَّحمن بنِ عبدِ الله بنِ شاسٍ المالِكيُّ، بمِصْرَ، ودُفِنَ يومَ السَّبتِ.

وكانَ حاكمًا بالدِّيارِ المِصْريّةِ على مذهبِ مالكٍ رضي الله عنه، وفَقيهًا مَشْهورًا بمعرفةِ الحُكْم. نابَ عن النَّفِيس بنِ شُكْر، ثم استقلَّ بالقضاءِ. ورَوَى الحديثَ عنِ ابنِ الجُمَّيْزِيِّ.

1084 -

وفي يوم الأربعاءِ السّادسِ من ذي الحِجّةِ تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ كمالُ الدِّينِ أبو الحَسَنِ عليُّ

(3)

بنُ عبدِ الله بن إبراهيمَ بن عيسى، ابنُ المَتِّيْجِيِّ الإسْكنْدَرِيُّ، بمِصْرَ.

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 540، ونهاية الأرب 31/ 133، والوافي بالوفيات 12/ 418، وتذكرة النبيه 1/ 106، ودرة الأسلاك ورقة 87، وعيون التواريخ 21/ 386، وتاريخ ابن الفرات 8/ 41، والسلوك 1/ 3/ 733، والمنهل الصافي 5/ 158، ورفع الأصر 1/ 205.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 548، والتوضيح لابن ناصر الدين 8/ 277، ووالده: عبد الله بن إبراهيم (ت 636 هـ)، وأخواه: محمد (ت 659 هـ)، وعبد الرحمن لم يشتهر، واشتهر ابنه: إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله (ت 729 هـ) من شيوخ الذهبي في معجمه 1/ 140، وفي المطبوع:"المنبجي" خطأ ظاهر، وتصحيف من المحقق، لأن الحافظ الذهبي حرر ذلك بخطه في تاريخ الإسلام ومشتبه النسبة له (615). وقيدها ابن ناصر الدين فقال:"بفتح الميم وكسر المثناة فوق المشددة وتليها مثناة تحت ساكنة ثم جيم مفتوحة ثم هاء"، وقال ابن ناصر الدين:"ومتيجة قبيلة من البربر"، والصحيح أنها ناحية وولاية بالمغرب، كذا قال الحفاظ: ابن نقطة، والمنذري، والذهبي. ويراجع: معجم ما استعجم، ومعجم البلدان 5/ 63، والروض المعطار 523، ولا يمنع أن تكون البلدة باسم القبيلة.

ص: 337

وكانَ مُؤذِّنًا للسُّلطان، ويَحضُرُ إلى دمشقَ عندَ حُضورِ الرِّكابِ السُّلطانيِّ. حَدَّثَ بدمشقَ عنِ ابنِ عِمادٍ بـ"مجلسِ ابنِ مَخْلِد"

(1)

، والأجزاءِ السِّتةِ من أولِ "الخِلَعيّات"

(2)

.

ومَولدُهُ ليلةَ السَّبتِ لأربع عَشْرةَ ليلةٍ خَلَتْ من شَوّالٍ سنةَ تسع وستِّ مئة بالإسكَندريّة.

1085 -

وفي ليلةِ السَّبتِ ثاني ذي الحِجّةِ تُوفِّي الشَّيخُ الصَّدْرُ فَخْرُ الدِّينِ مُحمدُ

(3)

ابنُ الشَّيخ الفَقيهِ الإمام المُفْتي جمالِ الدِّينِ يحيى بنِ أبي مَنْصورِ بنِ أبي الفَتْح، ابنُ الصَّيرفيِّ، الحَرّانِيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقْبُرةِ بابِ الفَرادِيس.

حَضَرَ على عُمَرَ بنِ كَرَم، وسَمِعَ من ابن رُوْزْبةَ، وابنِ اللَّتِّي، والأنْجَبِ الحَمّاميِّ. وسَمِعَ بحَلبَ من المُوفَّقِ يَعيشَ النَّحْويِّ، وبدمشقَ من كريمةَ.

ومَولدُهُ في التّاسع والعشرينَ من جُمادى الآخرةِ سنةَ ستٍّ وعشرينَ وستِّ مئة ببغدادَ.

1086 -

وفي ليلةِ الاثنينِ حادي عَشَرَ ذي الحِجّةِ تُوفِّي قاضي القُضاةِ

(1)

ابن مخلد هو: محمد بن مخلد بن حفص الدوري العطار (ت 331 هـ). الإكمال 2/ 247، وتذكرة الحفاظ 3/ 828، ومجلسه جزء ابن مخلد في مجاميع الظاهرية رقم 1/ 248 مكتوبة سنة (597 هـ) جزء فيه من فوائد.

(2)

الخِلَعيّات: أجزاء حديثية من حديث علي بن الحسن بن الحسين الخلعي الموصلي الشافعي (ت 492 هـ) خرجها له أبو نصر محمد بن هبة الله الشيرازي (ت 516 هـ) في الظاهرية بدمشق بعنوان: الفوائد الحسان رقم (103) مجاميع.

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 306، وتاريخ الإسلام 15/ 561، ومعجم الشيوخ للذهبي 2/ 300، وابنه نصر الله بن محمد بن يحيى (ت 743 هـ) له أخبار في الوفيات لابن رافع 1/ 419، ووصفه بالقاضي الأصيل ونقل عن البرزالي قوله فيه: "رجل جيد، له مسجد يؤم فيه، وباشر عمائر الجامع بدمشق وفيه سكون واحتمال

وقال في معجمه

ص: 338

بهاءُ الدِّين أبو الفَضْل يوسُفُ

(1)

ابنُ قاضي القُضاةِ مُحْيي الدِّينِ يحيى بنِ مُحمدِ بنِ عليِّ بنِ مُحمدِ بنِ يحيى بن عليِّ بنِ عبدِ العزيزِ القُرشيُّ الدِّمَشْقيُّ، المعروفُ بابنِ الزَّكيِّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ بالتُّربةِ المَعروفةِ بهم.

وكانَ صَدْرًا كبيرًا، وصاحِبَ فُنونٍ وفَضائِل، وفَصاحةٍ ومُناظرةٍ، وبَحْثٍ، وذِهْنٍ، يَحفَظُ الدُّروسَ الطَّويلةَ بمُطالعةٍ يَسيرةٍ. ودَرَّسَ بعدّةِ مَدارِس، ووَلِيَ قضاءَ الشَام إلى أنْ ماتَ. ورَوَى الحديثَ عنِ ابنِ الجُمَّيْزِيِّ، وسَمِعَ من ابن رَوَاج أيضًا.

ومَولدُهُ ليلةَ الثّالثِ عَشَرَ من ذي الحِجّةِ سنةَ أربعينَ وستِّ مئة.

1087 -

وفي يوم الاثنينِ ثامنَ عَشَرَ ذي الحِجّةِ تُوفِّي الشَّيخُ الفَقيهُ صائِنُ الدِّينِ عبدُ العزيز

(2)

بنُ مُحمدِ بنِ عليِّ ابنِ الكَوّازِ البَصْرِيُّ بالمارِسْتانِ الصَّغيرِ بدمشقَ.

1088 -

وفي ليلةِ الأربعاءِ ثالثَ عَشَرَ ذي الحِجّة تُوفِّي الشَّيخُ أيّوبُ

(3)

بنُ أبي بكرٍ الأطْرُوشُ الدَّلالُ في الكُتُب، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقابرِ باب الفَرادِيس.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 307، وتاريخ الإسلام 15/ 564، ودول الإسلام 2/ 187، والعبر 5/ 356، والإشارة إلى وفيات الأعيان 375، والإعلام بوفيات الأعلام 286، ونهاية الأرب 31/ 134، ومرآة الجنان 4/ 302، وتاريخ ابن الوردي 2/ 233، والبداية والنهاية 13/ 308، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 2/ 933، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 61، وتذكرة النبيه 1/ 301، ودرة الأسلاك ورقة 74، وعيون التواريخ 21/ 387، والسلوك 1/ 3/ 733، والنجوم الزاهرة 7/ 370، والشذرات 5/ 394 (7/ 688).

(2)

لم أقف على ترجمته. وهو من أسرة علمية مشهورة آنذاك بالبصرة، تعرف بالكوّاز وبآل وَرْخَز يظهر أن والده: محمد بن علي بن مكي (ت 622 هـ) وعمه: عبد الله بن علي بن مكي (ت 674 هـ)، وعمه الآخر: عبد الرحيم (ت 700 هـ)، وجده: علي بن مكي بن جراح بن علي (ت 588 هـ)، وابن عم والده: عبد الرزاق بن أسعد بن مكي (ت 682 هـ)، وابن هذا الأخير: عبد العزيز بن عبد الرزاق (ت بعد 720 هـ).

(3)

لم أقف على ترجمته.

ص: 339

1089 -

وفي الرّابع والعشرينَ من ذي الحِجّةِ تُوفِّيت الشَّيخةُ الصّالحةُ فاطمةُ

(1)

بنتُ أحمدَ بنِ مُحمدِ بنِ يوسُفَ بنِ الخَضِرِ ابنِ قاضي العَسْكرِ الحَلَبِيّةُ بقريةِ المِزّةِ، ودُفِنَتْ هناك.

رَوَتْ "جُزءَ البانِياسِيِّ" عن ثابتِ بنِ مُشَرَّفٍ حُضُورًا.

1090 -

وفي هذه السَّنةِ في أواخِرِ شَهْرِ رَمَضانَ تُوفِّيت الشَّيخةُ الكبيرةُ المُسنِدةُ الأصيلةُ أَمةُ الحَقِّ شاميّةُ

(2)

بنتُ الحافظِ صَدْرِ الدِّينِ أبي عليٍّ الحَسَنِ بنِ مُحمدِ بنِ مُحمدِ بنِ مُحمدِ بنِ مُحمدِ ابنِ البَكْرِيِّ التَّيْميِّ بقلعةِ شَيْزَرٍ، ودُفِنَت هناك.

ومَولدُها سنةَ ثمانٍ وتسعينَ وخَمْسِ مئة.

ورَوَت الحديثَ عن حَنْبَل، وابنِ طَبَرْزَد، وجَدِّها أبي الفُتُوح البَكْرِيِّ، وعبدِ الجليل ابن مَنْدُوْيَة، وابنِ مُلاعِب، وابنِ البَنّاء. وحَدَّثَت بدمشقَ والقاهرةِ، وسُمِعَ عليها في حياةِ والدِها.

1091 -

وفي التّاسع عَشَرَ من ذي الحِجّةِ تُوفِّي الشَّيخُ الفَقيهُ بُرْهانُ الدِّينِ إسحاقُ

(3)

بنُ خَلَفٍ الحَنَفيُّ، مُدَرِّسُ المارِدانِيّة

(4)

على نَهرِ ثَوْرةَ

(5)

. وكانَ شيخًا، فَقيهًا، مبارَكًا.

(1)

ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 549، ووالدها: أحمد بن محمد بن يوسف (ت 658 هـ)، وعمها: عبد الله (ت 665 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات رجب.

(2)

ترجمتها في: معجم الدمياطي أ/ ورقة 224، وتاريخ الإسلام 15/ 542، والعبر 5/ 352، والإعلام بوفيات الأعلام 286، والإشارة إلى وفيات الأعيان 375، والوافي بالوفيات 16/ 89، وذيل التقييد 2/ 377، والنجوم الزاهرة 7/ 370، والشذرات 5/ 391 (7/ 683)، ووالدها: الحسن بن محمد (ت 656 هـ)، وجدها (ت 665 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات رجب وهي أول ترجمة في الكتاب، ومولدها بمصر كما في معجم الدمياطي.

(3)

لم أقف على ترجمته.

(4)

مدرسة أنشأتها عزيزة الدين أخشاوخاتون بنت الملك قطب الدين صاحب ماردين زوجة الملك المعظم. يراجع: الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 277، والدارس 1/ 592، ومختصره 107، والقلائد الجوهرية 1/ 111.

(5)

من أنهار الصالحية بدمشق. القلائد الجوهرية 1/ 368.

ص: 340

1092 -

وممَّن تُوفِّي في هذه السَّنةِ بالدِّيارِ المِصْريّةِ الشَّيخُ المُقْرِئُ حَسَنُ

(1)

بنُ عبدِ الله الرّاشِدِيُّ في صَفَر.

وهو من أصحابِ الكمالِ الضَّرِير. وقَرَأ عليه جماعةٌ منهُم الشَّيخُ مَجْدُ الدِّينِ التُّونسيُّ، والشَّيخُ شِهابُ الدِّينِ ابنُ جُبارةَ.

1093 -

والشَّيخُ أحمدُ

(2)

بنُ عبدِ الله بنِ عبدِ الهادي بنِ يوسُفَ المَقْدِسيُّ المَراوِحِيُّ في صَفَر.

رَوَى عن موسى بنِ عبدِ القادر.

1094 -

1095 - والأخَوانِ مَجْدُ الدِّينِ حَسَنٌ وشَرَفُ الدِّينِ عبدُ المَوْلى

(3)

، ابنا الشَّيخ تاج الدِّينِ عليِّ بنِ أحمدَ القَسْطَلّانِيُّ. ماتَ حَسَنٌ في خامس ربيع الأوّلِ. وماتَ عبدُ المَوْلى في رَجَب.

سَمِعا من ابن المُقَيَّر وجماعةٍ، وأجازَهُما الفَتْحُ بنُ عبدِ السَّلام، وابنُ بُورَنْداز

(4)

، وابنُ الجَوالِيقيِّ وجماعةٌ من بغدادَ في سنةِ ثلاثٍ وعشرينَ وستِّ مئة.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 539، ومعرفة القراء الكبار 2/ 701، والعبر 5/ 352، والإعلام بوفيات الأعلام 286، والإشارة إلى وفيات الأعيان 375، والوافي بالوفيات 12/ 92، وغاية النهاية 1/ 218، والمقفى الكبير 3/ 342، وحسن المحاضرة 1/ 504، والشذرات 5/ 390 (7/ 381). و"الراشدي: منسوب إلى بني راشد، قبيلة من البربر لا إلى الراشدية التي هي من قرى ديار مصر" قاله الذهبي.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 537. قال: "وهو ابن عم شيخنا العز أحمد بن العماد"، ولعل والده عبد الله بن أحمد (ت 689 هـ) المذكور في المقصد الأرشد 2/ 21.

(3)

ترجمة مجد الدين في: تاريخ الإسلام 15/ 540، وترجمة شرف الدين في: تاريخ الإسلام 15/ 546. ووالدهما: علي بن أحمد بن علي (ت 665 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات شوال، وعمه قطب الدين، محمد بن أحمد (ت 686 هـ) ذكره المؤلف في وفيات المحرم.

(4)

هو أبو الحسن علي بن النفيس بن بورنداز بن الحسام (ت 623 هـ)، ترجمته في: التاريخ المجدد لابن النجار، الورقة 59 (باريس)، وتاريخ ابن الدبيثي 4/ 552، وتكملة المنذري 3/ الترجمة 2130، وتاريخ الإسلام 13/ 745 وغيرها.

ص: 341

‌سنة ستٍّ وثمانينَ وستِّ مئة

‌المُحَرَّم

1096 -

في يوم الأربعاءِ رابع المُحَرَّم تُوفِّي تاج الدِّينِ خَلَفُ

(1)

بنُ أحمدَ بنِ أبي القاسم بنِ غَسّانَ المَيْدُوميُّ الشّافعيُّ بالقاهرة.

1097 -

وفي يوم الأحدِ ثامنِ المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ بَدْرُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(2)

ابنُ الشَّيخ الإمام العلّامةِ جمالِ الدِّينِ أبي عبدِ الله مُحمدِ بنِ عبدِ الله بنِ عبدِ الله بنِ مالكٍ الطّائيُّ الجَيّانِيُّ، ودُفِنَ من يومِهِ بمَقْبُرةِ بابِ الصَّغير ظاهرِ دمشقَ.

وكانَ عارِفًا بالنَّحْو والمَنْطِق، ولهُ مشاركةٌ في أصولِ الفِقْه، صَحيحُ الذِّهْن، سريعُ الفَهْم، فَصيحُ العِبارة، طَويلُ النَّفَسِ في البَحْث، قَعَدَ بعدَ والدِهِ في حَلْقَتِه بجامع دمشقَ يُقْرِئُ ويُفيدُ إلى أنْ ماتَ.

شَرَحَ "الألفيّة"، و"العُمْدة"، و"لاميّةَ الأفعال" لوالدِه. وصَنَّفَ "المصباح" في عِلْم البَيان

(3)

. وتَولَّى إعادةَ الأمِينِيّة عِوَضًا عنهُ الإمامُ العلّامةُ كمالُ الدِّينِ ابنُ الزَّمَلُكانِيِّ -حَرسَهُ اللهُ تعالى- وذَكَرَ بها دُروسًا حَسَنةً يومَ الأحدِ خامسَ عَشَرَ المُحَرَّم. وحَضَرَ عندَهُ جَمْعٌ منَ الفُضلاءِ والأكابِر.

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 329، وتاريخ الإسلام 15/ 581، والإشارة إلى وفيات الأعيان 375، والإعلام بوفيات الأعيان 283، ومرآة الجنان 4/ 203، والبداية والنهاية 13/ 313، والوافي بالوفيات 1/ 204، وطبقات الشافعية 8/ 98، وتذكرة النبيه 1/ 110، وعيون التواريخ 21/ 395، والعقد المذهب 372، وطبقات الشافعية لابن قاضي ثمهبة 3/ 54، وعقد الجمان 2/ 365، والنجوم الزاهرة 7/ 373، وبغية الوعاة 1/ 125، والشذرات 5/ 398 (7/ 696).

(3)

شرح الألفية طبع، وشرح العمدة لم أقف عليه، وشرح لامية الأفعال طبع، والمصباح طبع.

ص: 342

1098 -

وفي يوم الأحدِ ثامنِ المُحَرَّم تُوفِّي ناصرُ الدِّينِ مُحمدُ

(1)

ابنُ مَجْدِ الدِّينِ مُحمدِ بن أبي العلاء بن أبي بكرٍ بن المبارك بن أبي طالبٍ المعروفُ بابن أخي المِهْتارِ، بالقاهرة.

سَمِعَ من ابنِ رَوَاج.

• - وفي مُنْتَصفِ المُحَرَّم حَكَمَ القاضي جلالُ الدِّينِ أحمدُ ابنُ قاضي القُضاةِ حُسام الدِّينِ الحَنَفيِّ بدمشقَ نيابةً عن والدِه

(2)

.

• - وفي ليلةِ السَّبتِ الحادي عَشَرَ من المُحَرَّم نَزَلَ جَماعةٌ منَ الجيشِ على صِهْيَون، ومُقدَّمُهُم الأميرُ حُسامُ الدِّينِ طَرَنْطاي. وكانَ تَوجَّهَ معهُم من دمشقَ نائبُ السَّلطنةِ بها الأميرُ حُسامُ الدِّينِ لاجِيْنُ، وعَسكرُ الشّام. وأقامُوا عليها مُدّةً، وقاسَوا منَ الأوحالِ شِدّةً. فلمّا تَسَلَّمُوا حِصْنَ بَرْزُيةَ نَزَلَ صاحبُها الأميرُ شَمْسُ الدِّين سُنْقُر الأشقرُ وسَلَّمَها إلى الأميرِ حُسام الدِّين، ووَعَدَهُ بأمور، وحَلَف لهُ. ووَصَلَوا كُلُّهُم إلى دمشقَ يومَ الأحدِ السّادسِ والعشرينَ من شَهْرِ ربيع الأوّلِ، ثم تَوجَّهُوا إلى الدِّيارِ المِصْريّةِ وأُعطيَ سُنْقُر الأشقرُ خُبزَ مئةِ فارسٍ، وبقيَ وافرَ الحُرمةِ إلى آخرِ الدَّولةِ المَنْصوريّة

(3)

.

(1)

لم أقف على ترجمته. وبنو المهتار مشهورون تقدم منهم مجد الدين يوسف بن محمد في وفيات ذي العقدة من السنة الماضية، وأولاده مشهورون أيضًا.

(2)

في قضاة دمشق 192، إن ولايته القضاء نيابة عن والده سنة ست وتسعين وست مئة. قال:"وفي سنة سبع وتسعين ولي القضاء بها استقلالًا" ووفاته سنة 745 هـ. ترجمته في: الدرر الكامنة 1/ 126، والبداية والنهاية 14/ 214، والسلوك 2/ 3/ 674، والمنهل الصافي 1/ 249، وقضاة دمشق 192، والطبقات السنية 1/ 324، وفيه: "قال البرزالي: ولي قضاء الشام، وناب عن والده قبل ذلك

"، ومات البرزالي قبله، فلعله ذكره في معجمه.

(3)

الخبر في: تشريف الأيام 149، وزبدة الفكر 258، وذيل مرآة الزمان 4/ 315، ونهاية الأرب 31/ 23، والمختصر في أخبار البشر 4/ 22، وكنز الدرر 8/ 280، والفضل المأثور 91، وتاريخ الإسلام 15/ 422، وتاريخ ابن الوردي 2/ 334، والبداية والنهاية 13/ 309، وتاريخ ابن الفرات 8/ 49، وتذكرة النبيه 1/ 108، والجوهر الثمين 2/ 97، والسلوك 1/ 3/ 734، وعقد الجمان 2/ 358، والنجوم الزاهرة 7/ 319.

ص: 343

1099 -

وفي يوم الخميسِ تاسعَ عَشَرَ المُحَرَّم تُوفِّي الأميرُ علاءُ الدِّينِ عليُّ

(1)

ابنُ السُّلطانِ الملكِ النّاصِرِ يوسُفَ ابن الملكِ العزيزِ مُحمدِ ابن الظّاهرِ غازي ابن صلاح الدِّين، يوسُف بن أيّوبَ بقلعةِ القاهرة، ودُفِنَ بالقَرافة.

1100 -

وفي يوم الأحدِ الثاني والعشرينَ من المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ المُقْرِئُ صَفِيُّ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبدِ الله

(2)

بنُ محمودِ بنِ أبي مُحمدٍ، المعروفُ بابنِ الفُقّاعيِّ، إمامُ مقصورةِ الحَنَفيّةِ بجامع دمشقَ، ودُفِنَ من يومِهِ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ حَسَنَ التِّلاوةِ للقُرآنِ العَظيم، طَيِّبَ الصَّوْت، عارِفًا بالأنغام. وقَرَأ معَهُ جماعةٌ وانتَفَعُوا به، ورَوَى الحديثَ عنِ ابنِ اللَّتِّي.

ومَولدُهُ سنةَ ثلاثَ عَشْرةَ وستِّ مئة بدمشقَ.

1101 -

وفي ليلةِ السَّبتِ الثّامنِ والعشرينَ من المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العلّامةُ القُدوةُ الزّاهدُ المُفْتي قُطْبُ الدِّينِ أبو بكرٍ مُحمدُ

(3)

ابنُ الشَّيخ الإمام أبي العبّاس أحمدَ بنِ عليٍّ بنِ مُحمدِ بنِ الحَسَنِ بنِ عبدِ الله بنِ أحمدَ بنِ المَيمُونَ القَيْسيُّ التُّوزَرِيُّ، ثم المِصْرِيُّ، ثم المَكِّيُّ، المعروفُ بابن القَسْطَلّانِيِّ، شيخُ

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 328.

(2)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 328، وتاريخ الإسلام 15/ 571.

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 330، ورحلة ابن رشيد ملء العيبة 3/ 415 و 5/ 305، وتاريخ الإسلام 15/ 578، ودول الإسلام 2/ 187، والإشارة إلى وفيات الأعيان 386، والإعلام بوفيات الأعلام 286، والمعين في طبقات المحدثين 219، وطبقات الشافعية للسبكي 8/ 43، ومرآة الجنان 4/ 202، والوافي بالوفيات 2/ 132، وعيون التواريخ 21/ 395، وفوات الوفيات 3/ 310، وتذكرة النبيه 1/ 100، والبداية والنهاية 13/ 310، والعقد المذهب 375، رتاريخ ابن الفرات 8/ 59، والعقد الثمين 1/ 321، وذيل التقييد 1/ 59، والمقفى الكبير 5/ 230، والسلوك 1/ 3/ 738، والمنهل الصافي 9/ 261، والدليل الشافي 2/ 588، وعقد الجمان 2/ 364، والنجوم الزاهرة 7/ 373، والشذرات 5/ 397 (7/ 694).

ص: 344

دارِ الحديثِ الكامليّةِ بالقاهرة، ودُفِنَ منَ الغَدِ بالقَرافةِ الكبرى بعدَ العَصْر. وكانَت جِنازتُهُ حَفِلةً، وحَضَرْتُ هذه الجِنازةَ.

وكانَ شيخًا جَليلًا، حَسَنَ الخُلُقِ، فاضِلًا، مُبارَكًا، يُفْتي في مَذهبِ الشّافعيِّ. ورَحلَ في طَلبِ العِلْم إلى بغدادَ، وأقامَ بمكّةَ مُدّةً ظويلةً، ولهُ أتباعٌ ومُحِبُّونَ. ورَوَى كتابَ "التِّرمذيِّ" عنِ ابنِ البَنّاء المَكِّيِّ، ورَوَى عنِ الشَّيخ شِهابِ الدِّينِ السُّهْرَوَرْدِيِّ، والحَسَنِ ابن الزَّبِيدِيّ وغيرِهِم.

ومَولدُهُ صَبيحةَ الاثنينِ السّابع والعشرينَ من ذي الحِجّةِ سنةَ أربع عَشْرةَ وستِّ مئة بمِصْرَ.

‌صَفَر

1102 -

في ليلةِ الأربعاءِ تاسع صَفَر تُوفِّي الصّاحبُ قاضي القُضاةِ بُرْهانُ الدِّينِ أبو العبّاس الخَضِرُ

(1)

بنُ الحَسَنِ بنِ عليٍّ الزَّرْزارِيُّ الشّافعيُّ بالمدرسةِ المُعِزِّيّة

(2)

بمِصْرَ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمدرسةِ أخيه

(3)

جِوارَ قُبّةِ الإمام الشّافعيِّ رضي الله عنه بالقَرافة.

(1)

ترجمته في: تاريخ الملك الظاهر 235، وذيل مرآة الزمان 4/ 319، وتالي وفيات الأعيان 69، وتاريخ الإسلام 15/ 568، والإشارة إلى وفيات الأعيان 376، والإعلام بوفيات الأعلام 286، والوافي بالوفيات 13/ 335، وفوات الوفيات 2/ 57، وعيون التواريخ 21/ 402، وطبقات الشافعية للسبكي 8/ 143، والبداية والنهاية 13/ 310، وتاريخ ابن الفرات 8/ 57، والانتصار لابن دقماق 90، وذيل تذكرة الحفاظ 79، وتذكرة النبيه 1/ 109، ونزهة النظار في قضاة الأمصار لابن الملقن 198، والمقفى الكبير 3/ 756، والسلوك 1/ 3/ 738، وعقد الجمان 2/ 365، والنجوم الزاهرة 7/ 373، والمنهل الصافي 5/ 222، والدليل الشافي 1/ 288، والشذرات 5/ 395 (7/ 690)، وابنه: عيسى بن الخضر (ت 682 هـ) قبل والده، ذكره المؤلف في موضعه في وفيات المحرم.

(2)

المدرسة المعزية: أنشأها السلطان الملك المعز أيبك على النيل بمصر القديمة سنة (654 هـ) في برحة دار الملك وتعرف ببرحة الحزوب ثم ببرحة الحناء، يراجع: النجوم الزاهرة 7/ 14.

(3)

يبدو أن أخاه عيسى، والد القاضي أحمد بن عيسى (ت 689 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات جمادى الأولى.

ص: 345

وكانَ شيخًا مَليحَ الهَيْئة، كثيرَ المَكارِم. وَلِيَ المَناصِبَ وبَلَغَ الرُّتبَ العاليةَ، وفي آخِرِ عُمُرِهِ وَلِيَ قضاءَ القاهرةِ عِوَضًا عن قاضي القُضاةِ شِهابِ الدِّينِ ابنِ الخُوَيِّيِّ لمّا نُقِلَ إلى قضاءِ دمشقَ. فبَقِيَ حاكمًا أقلَّ من شَهْرِ وماتَ.

ومَولدُهُ في سنةِ ستَّ عَشْرةَ وستِّ مئة.

رَوَى شيئًا منَ الحديثِ عن عبدِ الله بنِ يوسُفَ ابنِ اللَّمطِ. وحَضَرْتُ جِنازتَهُ، وصُلِّيَ عليه بدمشقَ في ثامنَ عَشَرَ صَفَر.

ووَلِيَ قضاءَ القاهرةِ بعدَهُ يوم موتِهِ الحاكمُ بمِصْرَ قاضي القُضاةِ تَقِيُّ الدِّينِ عبدُ الرَّحمن ابنُ قاضي القُضاةِ تاج الدِّينِ عبدِ الوَهّابِ المعروفُ بابنِ بنتِ الأعَزِّ. جُمِعَ لهُ قضاءُ البلدَيْن وأعمالُهُما

(1)

.

1103 -

وفي ليلةِ السَّبتِ خامسِ صَفَرٍ تُوفِّي الشَّيخُ الخَطيبُ تَقِيُّ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبدُ الرَّحيم

(2)

بنُ داودَ بنِ فارسٍ المَنْبِجِيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقْبُرةِ المِزّةِ من غُوطةِ دمشقَ.

وكانَ خطيبَها من مُدّةِ سنينَ. وكانَ شيخًا مُباركًا، يَخطُبُ بصَوتٍ عالٍ، ويَحفَظُ خُطَبًا مُطوَّلةً، ويَشهدُ بالمسجدِ المُعلَّقِ بالمَناخِليِّينَ

(3)

. ورَوَى شيئًا من "صحيح البُخاريّ" عنِ ابنِ رُوْزْبةَ.

ومَولدُهُ في المُحَرَّم سنةَ سبع وستِّ مئة بمَنْبِج.

1104 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ ثامنِ صَفَرٍ تُوفِّي الشَّيخُ الفاضلُ الأديبُ الحكيمُ

(1)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 320، ونهاية الأرب 31/ 145، والبداية والنهاية 13/ 309، وتاريخ ابن الفرات 8/ 48، وتذكرة النبيه 1/ 109، والسلوك 1/ 3/ 734، وعقد الجمان 2/ 461. توفي القاضي تقي الدين المذكور (ت 695 هـ) ذكره المؤلف في وفيات المحرم.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 572.

(3)

لم أعرف المسجد المعلق.

ص: 346

عِمادُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(1)

بنُ عبّاسِ بنِ أحمدَ بنِ عُبيدِ بنِ صالح الدُّنَيْسِرِيُّ الرَّبَعِيُّ، ودُفِنَ يومَ الأربعاءِ بمَقابرِ بابِ الصَّغير.

وكانَ طبيبًا بالمارِسْتان النُّورِيِّ، ولهُ نَظْمٌ كثيرٌ، ومُحاضَرتُهُ حَسَنةٌ. وكانَ من أصحابِ البهاءِ زُهَيرٍ صاحبِ الدِّيوان

(2)

، ولهُ اختصاصٌ به. ورَوَى الحديثَ عنِ ابنِ المُقَيَّر، وعليِّ بنِ مُختارِ بنِ نَصْر العامِرِيِّ، وسَمِعَ بحَماةَ من صَفيّةَ القُرَشِيّة.

ومَولدُهُ ليلةَ الرّابع عَشَرَ من ربيع الأوّلِ من سنةِ خمسٍ أو ستٍّ وستِّ مئة بدُنَيْسِر

(3)

.

1105 -

وفي ليلةِ الثُّلاثاءِ خامسَ عَشَرَ صَفَرٍ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو مُحمدٍ إسرائيلُ

(4)

بنُ إبراهيمَ بنِ طالبٍ المِزِّيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ رجُلًا مُباركًا، مُقيمًا بزاويةِ السَّلاوِيّةِ ضاإهرَ دمشقَ. رَوَى عن الصَّفِيِّ عُمَرَ بن عبدِ الوَهّاب ابن البَراذِعيِّ، وسَمِعَ منَ البِرْزاليِّ أيضًا.

(1)

ترجمته في: عيون الأنباء 2/ 267، وذيل مرآة الزمان 4/ 328، والمختار من تاريخ ابن الجزري 323، وتاريخ الإسلام 15/ 580، والإشارة إلى وفيات الأعيان 376، والبداية والنهاية 13/ 310، ودرة الأسلاك، ورقة 111، وتذكرة النبيه 1/ 112، والوافي بالوفيات 3/ 200، وعيون التواريخ 21/ 397، وفوات الوفيات 2/ 440، والسلوك 1/ 3/ 739، وعقد الجمان 2/ 365، والنجوم الزاهرة 7/ 373، والدارس 2/ 133.

(2)

هو بهاء الدين زهير بن محمد بن علي المهلبي العتكي، شاعر وكاتب، ذائع الصيت، مولده بمكة، وإقامته ووفاته بمصر (ت 656 هـ)، له ديوان مشهور طبع، وترجم إلى اللغة الإنجليزية. ترجمته في: ذيل الروضتين 201، ووفيات الأعيان 2/ 332، والوافي بالوفيات 14/ 231، وسير أعلام النبلاء 13/ 355، وحسن المحاضرة 1/ 567، وغيرها.

(3)

دُنَيْسِر: من بلاد الجزيرة ولما عدد ابن شداد في الأعلاق الخطيرة 3/ 1/ 249 بلاد ديار بكر ذكر من بينها دنيسر. ويراجع: معجم البلدان 2/ 478. ولها تاريخ في جزء لطيف جمعه الطبيب أبو حفص عمر بن الخضر بن اللمش (ت 640 هـ) طبع سنة 1407 هـ.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 567.

ص: 347

ومَولدُهُ في ثامنَ عَشَرَ جُمادى الآخرةِ سنةَ أربع وستِّ مئة بقريةِ المِزّة.

1106 -

وفي وَسَطِ صَفَرٍ تُوفِّي الشَّيخُ بَدْرُ الدِّينِ أبو البَدْرِ

(1)

بنُ عبدِ الله بنِ أبي الزِّيْنِ الكاتبُ، بمِصْرَ.

ومَولدُهُ سنةَ اتنتينِ وستِّ مئة بمُنْيةِ غَمْر

(2)

.

وسَمِعَ بدمشقَ من ابنِ اللَّتِّي، وكانَ شيخًا، مَليحَ الهَيْئة.

1107 -

وفي يوم الجُمُعةِ ثامنَ عَشَرَ صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ الأديبُ الفاضلُ الكبيرُ شَرَفُ الدِّينِ أبو الرَّبيع سُلَيمانُ

(3)

بنُ بُلَيْمانَ بنِ أبي الجيشِ بنِ بلَيْمانَ بنِ عبدِ الجَبّارِ الإرْبِليُّ، ودُفِنَ بمَقابرِ الصُّوفيّة.

وكانَ فاضلًا في الشِّعْرِ والأدبِ، كثيرَ المَحْفُوظِ، حَسَنَ المُجالسةِ، إذا حَضَرَ في مجلسٍ لا يَترُكُ لغيرِهِ كلامًا، ولهُ أجوبةٌ مُسكتةٌ، ونوادِرُ وزَوائدُ.

مولدُهُ سنةَ تسعينَ وخَمْسِ مئة تقريبًا.

1108 -

وفي ليلةِ الأربعاءِ الثّالثِ والعشرينَ من صَفَرٍ تُوفِّي الشَّيخُ الأجَلُّ رَضِيُّ الدِّينِ أبو الفَضْل فضائلُ

(4)

ابنُ الحَكيم إبراهيمَ بنِ أبي الفَضْل الدِّمَشْقيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ عندَ والدِهِ بسَفْح قاسِيُونَ.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 584.

(2)

تقدم ذكرها.

(3)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 321، وتالي وفيات الأعيان 80، والمختار من تاريخ ابن الجزري 321، وتاريخ الإسلام 15/ 570، والإشارة إلى وفيات الأعيان 376، والإعلام بوفيات الأعيان 286، والوافي بالوفيات 15/ 356، وفوات الوفيات 2/ 557، وعيون التواريخ 21/ 403، والبداية والنهاية 13/ 310، ودرة الأسلاك، ورقة 90، وتذكرة النبيه 1/ 111، والسلوك 1/ 3/ 738، وعقد الجمان 2/ 366، والنجوم الزاهرة 7/ 372، والمنهل الصافي 6/ 24، والدليل الشافي 1/ 317، والشذرات 5/ 395 (7/ 690).

(4)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 333، وتاريخ الإسلام 15/ 577.

ص: 348

ومَولدُهُ سنةَ عشرينَ وستِّ مئة.

وكانَ شيخًا، حَسَنَ الهَيْئة، رَوَى الحديثَ عنِ ابنِ الزَّبِيدِيّ، وابنِ صَبّاح.

1109 -

وفي ليلةِ السَّبتِ السّادسِ والعشرينَ من صَفَرٍ تُوفِّىِ الشَّيخُ الصّالحُ يحيى

(1)

بنُ إسماعيلَ بنِ يحيى بن صغيرٍ الحَرّانِيُّ، ودُفِنَ بمَقابرِ بابِ الصَّغير.

وكانَ رجُلًا صالحًا، من أهل القُرآن. رَوَى الحديثَ عن المَجْدِ القَزْوِينيِّ، والشَّيخ مُوفَّقِ الدِّين، عبدِ اللَّطيف بن يوسُفَ البَغدادِيِّ.

1110 -

وفي صَفَرٍ تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ عَفِيفُ الدِّينِ مُحمدُ

(2)

بنُ أبي بكرِ بنِ يوسُفَ بنِ يحيى بنِ كاملٍ، المعروفُ بابنِ خَطيبِ بيتِ الآبار، بحِصنِ المَرْقَبِ، ودُفِنَ هناك.

رَوَى عنِ ابنِ اللَّتِّي، والفَخْرِ الإرْبِلِيِّ

‌ربيع الأول

• - وَصَلَ قاضي القُضاةِ شِهابُ الدِّينِ مُحمدُ ابنُ قاضي القُضاةِ شَمْسِ الدِّينِ أحمدَ الخُوِيِّيُّ الشّافعيُّ إلى مدينةِ دمشقَ من القاهرةِ في الثّالث عَشَرَ من شَهْرِ ربيع الأوّل. وحَكَمَ في هذا اليوم بدمشقَ عِوَضًا عن قاضي القُضاةِ بَهاءِ الدِّينِ ابنِ الزَّكيِّ رحمه الله. وقُرِئَ تَقليدُهُ يومَ الجُمُعةِ مُستهلّ شَهْرِ ربيع الآخِرِ. واستَمرَّ بنِيابةِ الشَّيخ شَرَفِ الدِّينِ المَقْدِسيِّ

(3)

.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 333، وتاريخ الإسلام 15/ 583. وفيه:"ومات في المحرم".

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 583. وبيت الآبار من قرى غوطة دمشق. يراجع: معجم البلدان 1/ 519، وغوطة دمشق 109، 120، 164، 165.

(3)

الخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 315، ونهاية الأرب 31/ 146، وتاريخ الإسلام 15/ 422، والبداية والنهاية 13/ 309، وعيون التواريخ 21/ 393، ودرة الأسلاك، ورقة 90، وتذكر ة النبيه 1/ 109، والسلوك 1/ 3/ 734، وتاريخ ابن الفرات 8/ 48.

ص: 349

1111 -

وفي يوم الأحدِ تاسعَ عَشَرَ ربيع الأوّلِ تُوفِّي الشَّيخُ الخَطيبُ شَمْسُ الدِّينِ أبو إسحاق إبراهيمُ

(1)

ابنُ الشَّيخ الإمام شيخ الإسلام عِزِّ الدِّينِ عبدِ العزيزِ بنِ عبدِ السَّلام بنِ أبي القاسم السُّلَمِيُّ، ودُفِنَ من يومِهِ بمَقابرِ بابِ الصَّغير.

وكانَ يَخطُبُ بجامع العُقَيْبةِ مُدّةَ سِنينَ. رَوَى الحديثَ عنِ ابنِ البُنِّ، وابن اللَّتِّي، والنّاصِح ابن الحَنْبليّ، وسالم بنِ صَصْرَى، وابنِ الشِّيرازِيِّ، وابن صَبّاح، وزَيْنِ الأمَناءِ ابنِ عَساكِر، وغيرِهِم.

ومَولدُهُ سنةَ إحدى عَشْرةَ، أو اثنتَيْ عَشْرةَ وستِّ مئة.

1112 -

وفي يوم الجُمُعةِ الثاني والعشرينَ من شَهْرِ ربيع الأوّلِ تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ المُحَدِّثُ جمالُ الدِّينِ أبو صادقٍ مُحمدُ

(2)

ابنُ الشَّيخ الإمام الحافظِ رَشِيدِ الدِّينِ أبي الحُسَينِ يحيى بنِ عليِّ بنِ عبدِ الله القُرَشيُّ العَطّار، ودُفِنَ منَ الغَد.

وكانَ مَليحَ الهَيْئة، مُحَدِّثًا، عَدْلًا، حَسَنَ الكِتابة، جَيِّدَ الضَّبْط. سَمِعَ منَ ابنِ عِماد، وابنِ باقا، والقاضي ابنِ شَدّاد، وابنِ الجَمَل، وجَماعة.

• - وفي شَهْرِ ربيع الأوّلِ أُعِيدَ الصّاحبُ مُحْيي الدِّينِ ابنُ النَّحّاس إلى نَظَرِ الجامع المَعْمور، وعُزِلَ عِزُّ الدِّينِ ابنُ الزَّكِيِّ.

(1)

ترجمته في: ذيل مرآة الزمان 4/ 315، وتاريخ الإسلام 15/ 567، وعيون التواريخ 21/ 206، وتاريخ ابن الفرات 8/ 54.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 582، وذيل التقييد 1/ 275، والمقفى الكبير 7/ 440، والمنهل الصافي 9/ 273، والدليل الشافي 1/ 778، وحسن المحاضرة 1/ 383، والشذرات 5/ 399 (7/ 697). وسيف الدين كُجْكُنُ بن عبد الله المنصوري (ت 739 هـ) بعد أن عمر دهرًا ترجم له ابن تغري بردي في المنهل الصافي 9/ 121.

وضبط كُجْكُن: "بضم الكاف وسكون الجيم وضم الكاف الثانية أيضًا وسكون الميم، ومعناه باللغة التركية: يوم صعب".

ص: 350

• - وفيه وَلِيَ صارِمُ الدِّينِ المَطْرُوحِيُّ الوِلايةَ بدمشقَ عِوَضًا عنِ ابنِ أبي الهَيْجاء.

1113 -

وفيه تُوفِّي بالقاهرةِ الأميرُ الكبيرُ عَلَمُ الدِّينِ سَنْجَرُ

(1)

الدَّوَادَارُ الصّالحيُّ، وصُلِّيَ عليهِ بدمشقَ في ثامنِ ربيع الآخِرِ.

وكانَ أميرًا كبيرًا، وهو أستاذُ الأميرِ سَيْفِ الدِّين، كُجْكُنَ المَنْصورِيِّ.

1114 -

وفي ليلةِ الأربعاءِ غُرّةِ ربيع الأوّلِ تُوفِّي الشَّيخُ مَجْدُ الدِّينِ عيسى

(2)

ابنُ الشَّيخ عبدِ الحميدِ بنِ مُحمدِ بنِ أبي بكرِ بنِ ماضي المَقْدِسيُّ الحَنْبليُّ، ببغدادَ، ودُفِنَ بمَقْبُرةِ الإمام أحمدَ، رضي الله عنه.

سَمِعَ من موسى ابنِ الشَّيخ عبدِ القادر، والشَّيخ المُوفَّق، وسَمِعَ من جَماعةٍ ببغدادَ منهُم: ابن رُوْزْبةَ، وابن اللَّتِّي، وابن السَّبّاك، وابن القُبَّيْطِيِّ.

ومَولدُهُ سنةَ عَشْرٍ وستِّ مئة تقريبًا.

‌ربيع الآخر

1115 -

وفي يوم الجُمُعةِ مُستهلّ شَهْرِ ربيع الآخِرِ تُوفِّيتِ الشَّيخةُ الصّالحةُ أمُّ أحمدَ ستُّ الدّارِ

(3)

ابنةُ الشَّيخ الإمام العلّامةِ مَجْدِ الدِّينِ أبي البَرَكاتِ عبدِ السَّلام بن عبدِ الله بن أبي القاسم بن مُحمدِ ابنِ تيميّةَ الحَرّانِيِّ، ودُفِنَت يومَ السَّبتِ بسَفْح قاسِيُونَ.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 571، والوافي بالوفيات 15/ 472، وتاريخ ابن الفرات 8/ 58، والمنهل الصافي 6/ 73، والدليل الشافي 1/ 324.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 577، والمقصد الأرشد 2/ 287، والمنهج الأحمد 1/ 430، ومختصره الدر المنضد 1/ 430، ووالده: عبد الحميد بن أبي بكر (ت 639 هـ).

(3)

ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 570، والمقصد الأرشد 1/ 433، والمنهج الأحمد 4/ 331، ومختصره الدر المنضد 1/ 430، والدها: مجد الدين عبد السلام (ت 652 هـ) وهي عمة شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبد الحليم (ت 728 هـ)، وزوجها: مكي بن عبد الرحمن بن غنام الحراني (ت 683 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات شعبان.

ص: 351

رَوَت عنِ ابنِ رُوْزْبةَ، والموفَّق عبدِ اللَّطيف بن يوسُفَ البَغدادِيِّ.

1116 -

وفي ليلةِ الأحدِ عاشرِ ربيع الآخرِ تُوفِّي الشَّيخُ الحاجُّ أبو مُحمدٍ عبدُ الكريم

(1)

بنُ محمد بنِ عليٍّ الشَّمّاع القُرَشِيُّ، مُقدَّمُ الفِتْيان، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ رجُلًا جيِّدًا، رَوَى شيئًا من "الغَيْلانيّات" بنُزُول.

1117 -

وفي ليلةِ رابعَ عَشَرَ ربيع الآخرِ تُوفِّي عِمادُ الدِّينِ مُحمدُ

(2)

بنُ شاه ملكَ الفُقّاعيُّ.

وكانَ رجُلًا جيِّدًا، من أهلِ القُرآن، يَشهدُ تحتَ السّاعاتِ بحَصيرةِ الشُّبّاك.

1118 -

وفي يوم الأربعاءِ السّابع والعشرينَ من شَهْرِ ربيع الآخِرِ تُوفِّي الأميرُ الكبيرُ سَيْفُ الدِّينِ بَكْتِيُّ

(3)

.

1119 -

وفي سَلْخ ربيع الآخرِ تُوفِّي نَجْمُ الدِّينِ ابنُ النُّقْويش

(4)

.

1120 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ الحادي والعشرينَ من شَهْرِ ربيع الآخِرِ تُوفِّي الشَّيخُ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(5)

بنُ أحمدَ بنِ مُحمدِ بنِ مِعْضادٍ الصَّرْصَرِيُّ المُقْرِئُ الضَّريرُ، ببغدادَ.

رَوَى عن أبي الفَضْل ابنِ السَّبّاك، وابن اللَّتِّي، وابنِ القُبَّيْطِيِّ.

1121 -

وفي ليلةِ الأربعاءِ العشرينَ من ربيع الآخِرِ تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

لم أقف على ترجمته.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 568، والمنهل الصافي 3/ 413، والدليل الشافي 1/ 169. وفيه:"بكتي بن عبد الله الخوارزمي ما كان من أكابر الأمراء".

(4)

لم أقف على ترجمته.

(5)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 579.

ص: 352

العالمُ ضياءُ الدِّينِ أبو الحَسَنِ عليُّ

(1)

بنُ مُحمدِ بنِ يوسُفَ الخَزْرَجِيُّ الغَرْناطيُّ، بالإسْكنْدَرِيّة، ودُفِنَ بينَ المِيناوَيْن.

وكانَ من شُيُوخ الأدب، ومنَ الشُّعراءِ المَشْهورِين

(2)

، والصُّلحاءِ المَعرُوفين.

ومَولدُهُ سنةَ أربع أو خَمْسٍ وتسعينَ وخَمْسِ مئة ببلدٍ يُعرَفُ ببِيغُو ابنِ الهَيْثَم

(3)

بينَ غَرناطةَ وقُرطبةَ. وخَرَجَ من بلدِهِ سنةَ إحدى عَشْرةَ وستِّ مئة، فحَجَّ وأقامَ بمِصْرَ سِنِين، ثم عادَ إلى المغربِ ولَقِيَ أبا زَيْد الفَازازِيَّ، وجالَ في الأندلُسِ ثمّ

(4)

قَدِمَ الإسْكنْدَرِيّةَ واستَوْطَنَها، رَحمَهُ اللهُ تعالى.

‌جُمادى الأولى

1122 -

في ليلةِ الأحدِ مُستهلّ جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ الصّالح مُحمدُ

(5)

بنُ أحمدَ بنِ مُحمدٍ الوانِيُّ الصُّوفيُّ، مُؤذِّنُ مسجدِ أبي الدَّرْداءِ رضي الله عنه، بقلعةِ دمشقَ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ.

(1)

ترجمته في: رحلة ابن رشيد ملء العيبة 3/ 43، وتاريخ الإسلام 15/ 576، والوافي بالوفيات 22/ 157، ودرة الأسلاك، ورقة 891، وتذكرة النبيه 1/ 114، وعيون التواريخ 21/ 410، والسلوك 1/ 3/ 738، والمنهل الصافي 8/ 177، والدليل الشافي 1/ 475، ودرة الحجال 423، ونفح الطيب 2/ 195.

قال الصفدي: "الصوفي، الشاعر، ينتسب إلى سعد بن عبادة، وقال الشعر على طريق محيي الدين ابن عربي، وله مدائح مؤنقة في النبي صلى الله عليه وسلم، وأضر بأخرة وزمن وعُمِّر. روى عنه الدمياطي، والبرزالي

"، ولم يرد في نسختي من معجم الدمياطي لوجود خرم بها.

(2)

جمعه في ديوان سماه "المواجد الخزرجية" كما في رحلة ابن رشيد.

(3)

الروض المعطار 122، ومعجم البلدان 1/ 532.

(4)

في الأصل: "في".

(5)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 579. وذكر الحافظ الذهبي ابنه إبراهيم (ت 735 هـ) في معجمه 1/ 151، قال الحافظ الذهبي: "أندى من رأينا صوتًا مع كونه في سن الثمانين"، وقال الحافظ ابن حجر: "وخرج له البرزالي مشيخة عن ستة شيوخ من الرواة".

ص: 353

سَمِعَ منَ الصَّفيِّ عُمَرَ بنِ عبدِ الوَهّاب ابنِ البَراذِعيِّ. وكانَ شيخًا، صالحًا، مُتصَوَّفًا، حَسَنَ الهَيْئة، نظيفَ الثِّياب.

وهو والِدُ بُرْهانِ الدِّينِ رئيسِ المُؤذِّنِينَ بجامع دمشقَ.

1123 -

وفي ليلةِ السَّبتِ سابع جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ المُحَدِّثُ وَجيهُ الدِّينِ أبو القاسم عبدُ الرَّحمن

(1)

بنُ حَسَنِ بنِ يحيى بن مُحمدٍ القَيْسيُّ السَّبْتيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقْبُرةِ بابِ الصَّغير.

وكانَ منَ الطَّلبةِ المَشْهورِينَ. قَرَأ كثيرًا من الكُتُبِ والأجزاء، وحَصَّلَ النُّسَخ، ووَقَفَ أجزاءَهُ بدارِ الحديثِ النُّورِيّة. وسَمِعَ جماعةٌ معَهُ وبإفادتِه. ولمّا قَدِمَ منَ المَغربِ سَمِعَ بديارِ مِصْرَ من أصحابِ البُوصِيْرِيِّ، والنَّجِيبِ عبدِ اللَّطيف. وحَجَّ وسَمِعَ بالحَرمَيْن، ثم قَدِمَ دمشقَ وأدركَ ابنَ عبدِ الدّائم، وأصحابَ الخُشوعيِّ. ولم يَزلْ يقرأُ إلى أنْ ماتَ، وما حَدَّثَ.

1124 -

وفي ليلةِ الأحدِ ثامنِ جُمادى الأولى تُوفِّيت أُمُّ مُحمدٍ شاهَلْتي

(2)

بنتُ مُحمدِ بنِ عُثْمانَ الدِّمَشْقيّة، ودُفِنَت بسَفْع قاسِيُونَ.

وهي زوجةُ العَدْلِ ضياءِ الدِّينِ البالِسيِّ، أمُّ أولادِه. رَوَت الحديثَ عن كريمةَ القُرَشِيّة.

1125 -

وفي ليلةِ الأحدِ خامسَ عَشَرَ جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ عِزُّ الدِّينِ إسرائيلُ

(3)

بنُ عبدِ العزيزِ بنِ أحمدَ بنِ يوسُفَ بنِ يحيى بن كاملِ المَقْدِسيُّ، بقريةِ بيتِ الآبار، ودُفِنَ هناك.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 572، والإعلام بوفيات الأعلام 287، والنجوم الزاهرة 7/ 373.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 571، وزوجها ضياء الدين، علي بن محمد بن علي البالسي (ت 662 هـ)، ومن أولاده: عماد الدين محمد بن علي (ت 711 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات جمادى الأولى.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 567، وأخوه: إبراهيم (ت 696 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات شعبان، وأرزونا: من قرى دمشق. معجم البلدان 1/ 151.

ص: 354

رَوَى عن الفَخْرِ مُحمدِ بنِ إبراهيمَ الإرْبِلِيِّ.

ومَولدُهُ سنةَ سبعَ عَشْرةَ وستِّ مئة بقريةِ بيتِ راس.

وهو أخُو البُرهانِ خَطيبِ أرْزُونا.

1126 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ سادسِ جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ صَدْرُ الدِّينِ القَزْوِينيُّ

(1)

الصُّوفيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بعدَ الصَّلاةِ بالقَرافةِ الصُّغرى.

وكانَ إمامَ صُفّةِ صَلاح بخانِقاهِ سَعِيدِ السُّعَداء.

1127 -

وفي يوم الجُمُعةِ ثالثَ عَشَرَ جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ عَلَمُ الدِّينِ أحمدُ

(2)

بنُ إبراهيمَ بنِ الحَسَنِ بنِ جَعْفَرِ بنِ أحمدَ بنِ هشام الأُمويُّ القِمَنِيُّ الضَّريرُ، ودُفِنَ من يومِهِ بعدَ الصَّلاةِ بالقَرافة.

وكانَ من فُضَلاءِ الشّافعيّة، مُعِيدًا بالظّاهريّة، ويُكْتبُ عنهُ في الفَتاوى.

ومَولدُهُ سنةَ عشرينَ وستِّ مئة. سَمِعَ من ابنِ الجُمَّيْزِيِّ، وابنِ الجَبّاب.

1128 -

وفي يوم الجُمُعةِ ثالثَ عَشَرَ جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ زكيُّ الدِّينِ يحيى

(3)

بنُ الخَضِرِ بنِ حاتم بن سُلطانَ الأنصاريُّ، المعروفُ بابنِ قَمَرِ الدَّولة، بقَلْيوبَ، وحُمِلَ منَ الغَدِ إلى قَرافةِ مِصْرَ فدُفِنَ بها.

ومَولدُهُ في العَشْرِ الأخيرِ من ذي الحِجّةِ سنةَ ستٍّ وتسعينَ وخَمْسِ مئة بقَلْيُوبَ.

رَوَى بالإجازةِ عنِ ابنِ باقا ومُكْرَم.

(1)

ترجمته في: زبدة الفكرة 261، واسمه فيه: محمد بن سديد الدين، ووصفه بالحافظ المجود.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 566، والوافي بالوفيات 6/ 217، ونكت الهميان 91، وطبقات الشافعية للسبكي 8/ 5، والمقفى الكبير 1/ 345، والمنهل الصافي 1/ 209، والدليل الشافي 1/ 34. والقِمَني، بكسر القاف وفتح الميم منسوب إلى قِمَن، بوزن سِمَن: قرية من قرى مصر نحو الصعيد. (معجم البلدان 4/ 398).

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 583.

ص: 355

1129 -

وفي يوم الخميسِ ثاني عَشَرَ جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ عبدُ القُدُّوس

(1)

بنُ إبراهيمَ بن يحيى الشَّقْراوِيُّ الحَنْبليُّ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ.

سَمِعَ من كريمةَ، والحافظِ ضياءِ الدِّين، وجماعةٍ.

وهو أخُو الشَّيخ المُحَدِّثِ نَجْم الدِّينِ الشَّقْراويِّ.

1130 -

وفي العَشْرِ الأوسَطِ من جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ الزّاهدُ أمينُ الدِّينِ أبو اليُمْن عبدُ الصَّمد

(2)

بنُ عبدِ الوَهّاب بنِ الحَسَنِ بنِ مُحمدِ بنِ الحَسَنِ بنِ هِبةِ الله الدِّمَشْقيُّ الشّافعيُّ، المعروفُ بابنِ عساكِر، بمدينةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ودُفِنَ بالبَقيع. وقيل: إنَّ موتَهُ في مُستهلِّ الشَّهْرِ المَذْكور.

وكانَ جاوَرَ بمكّةَ أكثرَ عُمُرِه، ووَردَ المدينةَ زائرًا، فأقامَ بها مُدّةً يَسيرةً وماتَ

وكانَ شيخًا فاضِلًا في الحديثِ والأدبِ، ولهُ نَظْمٌ جيِّدٌ رَقيقٌ، وعندَهُ صَلاحٌ وعِبادةٌ، واشتُهِرَ بمكّةَ وقَصَدَهُ النّاسُ بالزِّيارةِ والسَّماع منه.

رَوَى عن الشَّيخ مُوفَّق الدِّينِ ابن قُدامةَ، وابن البُنِّ، والمَجْدِ القَزْوِينيِّ، وجدِّهِ زَيْنِ الأُمناء، والكاشْغَرِيِّ، وابنِ الزَّبِيدِيِّ، وابن اللَّتِّيِّ، والحُسَينِ بنِ صَصْرَى، وابنِ أبي لُقْمةَ، وابنِ صَبّاح، وابنِ الشِّيرازِيِّ، والنّاصح ابن الحَنْبليِّ، وابنِ شَدّاد، وعِزِّ الدِّينِ ابنِ الأثير، ومُكْرَم، وابنِ غَسّان، وغيرِهِم.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 375. ذكر المؤلف -فيما تقدم- أخاه صفي الدين إسحاق بن إبراهيم (ت 678 هـ) في وفيات ذي الحجة، وذكرنا في هامش ترجمته من عرفنا من أهل بيته، ومنهم: أخوه نجم الدين موسى (ت 702 هـ) وذكره المؤلف في موضعه في وفيات جمادى الآخرة.

(2)

ترجمته في: رحلة ابن رشيد ملء العيبة 5/ 145، وتاريخ الإسلام 15/ 572، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 394، والمعجم المختص 145، والإشارة إلى وفيات الأعيان 376، والإعلام بوفيات الأعلام 286، والمختار من تاريخ ابن الجزري 324، ومرآة الجنان 4/ 202، والوافي بالوفيات 18/ 447، وفوات الوفيات 2/ 328، وعيون التواريخ 21/ 406، والبداية والنهاية 13/ 311، والمنتخب المختار 96، وذيل التقييد 2/ 122، والعقد الثمين 5/ 432، وعقد الجمان 2/ 367، والمنهل الصافي 7/ 266، والدليل الشافي 1/ 413، والتحفة اللطيفة 3/ 18، والشذرات 5/ 395 (7/ 692)، وترجمته حافلة جدًّا في رحلة ابن رشيد.

ص: 356

ومَولدُهُ يومَ الاثنينِ لاثنتَيْ عَشْرةَ ليلةً خَلَتْ من شَهْرِ ربيع الأوّلِ سنةَ أربعَ عَشْرةَ وستِّ مئة بدمشقَ. وأجازَهُ في هذه السَّنةِ المُؤيَّدُ الطُّوسيُّ، وأبو رَوْح، عبدُ المُعِزِّ الهَرَويّ، والقاسمُ ابنُ الصَّفّار، وإسماعيلُ بنُ عُثْمان القارئُ، وعبدُ الرَّحيم ابنُ السَّمْعانِيِّ، وزَيْنَبُ الشَّعْرِيّةُ، وجماعةٌ.

ورَحَلَ إلى حَلبَ وبغدادَ وسَمِعَ بهما.

1131 -

وفي ليلةِ السَّبتِ سابع جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ أبو مُحمدٍ خليفةُ

(1)

بنُ مُحمدِ بن عليِّ، ابنُ القَصّار، الحَرّانيُّ، بالقاهرة.

وكانَ شيخًا صالحًا، حَدَّثَ ببعضِ "جُزءِ ابنِ عَرَفة" عن أصحابِ ابنِ أبي الوَفاء.

1132 -

وفي يوم الاثنينِ الثّالث والعشرينَ من جُمادى الأولى تُوفِّي القاضي الصَّدْرُ العالمُ جمالُ الدِّينِ أبو الخَيْرِ الفَضْلُ

(2)

بنُ عليِّ بنِ نَصْرِ بنِ رَوَاحةَ الأنصاريُّ الحَمَويُّ ببِلْبِيسَ

(3)

من ديارِ مِصْرَ، ودُفِنَ هناك خارجَ دَرْبِ الصَّحراء يومَ الثُّلاثاءِ.

وكانَ شيخًا فاضِلًا، جيِّدَ النَّظْم. وَلِيَ نَظَرَ بِلْبِيسَ مُدّةً. ورَوَى الحديثَ عن عبدِ اللَّطيف بنِ يوسُف، ويحيى بنِ جَعْفَرٍ الدّامَغانِيِّ، والعَلَم ابنِ الصَّابونيِّ، والعِزِّ ابنِ رَوَاحةَ، وغيرِهِم. وكانَ اسمُه مُضَمَّنًا في إجازةٍ فيها أبو رَوْح، والمُؤيَّدُ الطُّوسيُّ، وجماعةٌ كبيرةٌ. خَرَّجَ لهُ الشَّيخ تقيُّ الدِّين عبيدٌ الإسْعِرْدِيُّ "مشيخةً" في مجلد.

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 577، ودرة الأسلاك، ورقة 109، وتذكرة النبيه 1/ 113، والسلوك 1/ 3/ 739.

(3)

بكسر الباءين وسكون اللام وياء وسين مهملة، كذا ضبطه نصر الإسكندري، قال والعامة تقول: بِلْبيس. معجم البلدان 1/ 479.

ص: 357

ومَولدُهُ في الثاني والعشرينَ من شَوّالٍ سنةَ إحدى وستِّ مئة بحَماةَ.

1133 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ الرّابع والعشرينَ من جُمادى الأولى تُوفِّي السَّيِّدُ الشَّريفُ إسحاقُ

(1)

بنُ يحيى بنِ مَنْصورِ بنِ أبي السَّعاداتِ الحَسَنيُّ اليَمانِيُّ العابِرُ فُجاءةً بمشهَدِ الحُسَين رضي الله عنه، ودُفِنَ من يومِهِ بالقَرافة، وكانَت جِنازتُهُ مَشهُودة.

1134 -

وفي يوم الأحدِ التّاسع والعشرينَ من جُمادى الأولى تُوفِّي القاضي شِهابُ الدِّينِ إسحاقُ

(2)

بنُ إبراهيمَ الشّافعيُّ المُفْتي، بالقاهرة، ودُفِنَ منَ الغَدِ بالقَرافة.

1135 -

وفي يوم الاثنينِ سَلْخ جُمادى الأولى تُوفِّيت زينبُ

(3)

بنتُ مُحمدِ بنِ أبي عبدِ الله بنِ جبريلَ بنِ عَزّاز الأنصاريِّ، بالقاهرةِ، ودُفِنَت منَ الغَد.

رَوَت عن جَعْفَرٍ الهَمْدانِيِّ. وكانَ أبوها من أهلِ الحديث، وكانَ يَسكُنُ الشّارعَ ظاهرَ القاهرة.

ومَولدُها سنةَ ستٍّ وعشرينَ وستِّ مئة.

• - ووَصَلَ الشَّيخُ سَعْدُ الدِّينِ مَسْعودٌ الحارِثيُّ الحَنْبليُّ منَ القاهرةِ إلى دمشقَ مُتولِّيًا مشيخةَ الحديثِ بدارِ الحديثِ النُّورِيّة، فباشَرَها يومَ الأربعاءِ الرّابع والعشرينَ من جُمادى الأولى عِوَضًا عن الشَّيخ شَرَفِ الدِّينِ ابنِ المَقْدِسيِّ، وأقامَ بها إلى يوم السَّبتِ الثاني والعشرينَ من رَمَضان، فرجعَ إلى القاهرةِ واستنابَ الشَّيخَ فَخْرَ الدِّينِ البَعْلَبكِّيَّ الحَنْبليَّ.

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 567.

(3)

ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 570.

ص: 358

‌جُمادى الآخرة

1136 -

في مُستهلِّ جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ عبدُ الله

(1)

بنُ عبدِ الحميد البَعْلَبكِّيُّ، المُقيمُ بالمدرسةِ التَّقَويّة.

وكانَ رجُلًا مُباركًا، ويُلقَّبُ بالوَخِم.

1137 -

وفي ليلةِ الخميسِ ثالثِ جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الشَّيخُ فَخْرُ الدِّينِ عُثْمانُ

(2)

بنُ عليِّ بنِ عُثْمانَ بنِ أبي الحَسَنِ الكاشِيُّ الحَنَفيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقابرِ بابِ النَّصْر ظاهرَ القاهرة.

سَمِعَ من ابن اللَّتِّيِّ بالكرَك، ورَوَى عنهُ. وكانَ والدُهُ قاضيًا بالكرَك، وهُو من قاشانَ.

ومَولدُهُ سنةَ سبعَ عَشْرةَ وستِّ مئة بدمشقَ.

1138 -

وفي يوم الأربعاءِ السّادس عَشَرَ من جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الشَّيخُ أبو مُحمدٍ عبدُ الغنيِّ

(3)

بنُ مُحمدِ بنِ أبي الحَسَنِ الصَّعْبيُّ المِصْرِيُّ، ودُفِنَ من يومِهِ بسَفْح المقطم.

سَمِعَ من ابن باقا، وغيرِه. وكانَ رجُلًا صالحًا.

ومَولدُهُ يومَ الخميسِ ثاني عَشَرَ صَفَرٍ سنةَ تسع عَشْرةَ وستِّ مئة بمِصْرَ.

1139 -

وفي يوم الجُمُعةِ التّاسعَ عَشَرَ من جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الشَّيخُ يحيى

(4)

بنُ خَلَفِ بنِ يوسُفَ بنِ عليِّ بنِ مَهْدِي المَقاماتِيُّ، ابنُ أختِ الحكمةِ بمِصْرَ، ودُفِنَ من يومِه.

(1)

لم أقف على ترجمته، والوخِمُ في اللغة: الثقيل من الرجال.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 575. ووالده لم أقف على ترجمته. وقاشان: مدينة قرب أصبهان. معجم البلدان 4/ 296.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 575.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 584.

ص: 359

ومَولدُهُ بمِصْرَ سنة اثنتينِ وستِّ مئة.

رَوَى عن مُكْرَم بن أبي الصَّقْر.

1140 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ الخامس والعشرينَ من جُمادى الآخرةِ تُوفِّي القاضي صَدْرُ الدِّينِ ابنُ عُمَرَ

(1)

، شاهِدُ الخِزانةِ السُّلطانيّةِ بالقاهرةِ. ودُفِنَ منَ الغَدِ بعدَ صلاةِ الجُمُعة.

1141 -

وفي يوم الجُمُعةِ الخامس والعشرينَ من جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الوجيهُ إبراهيمُ

(2)

بنُ عبدِ الغنيِّ بنِ بَنِينَ، ودُفِنَ منَ الغَد.

ومَولدُهُ سنةَ عَشْرٍ وستِّ مئة.

1142 -

وفي ليلةِ الاثنينِ الثاني والعشرينَ من جُمادى الآخرةِ تُوفِّي تاجُ الدِّينِ أحمدُ

(3)

ابنُ الشَّيخ نَجْم الدِّينِ ابنِ إسْفَنْديارَ الواعِظ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقابرِ الصُّوفيّة.

وكانَ شابًّا عاقلًا، حَسَنَ الصُّورة.

1143 -

وفي اللَّيلةِ المَذْكورةِ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ ربيعُ

(4)

بنُ يحيى السِّنْجاريُّ المُقيمُ بمسجدِ حُمَيْصَ ظاهرَ دمشقَ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بقريةِ المِزّة.

وكانَ يلوذُ بالقاضي عِزِّ الدِّينِ ابن الصّائغ أيامَ إقامتِهِ في البُسْتان.

1144 -

وفي ليلةِ الاثنينِ التّاسع والعشرينَ من جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الشَّيخُ الأجَلُّ نَجْمُ الدِّينِ أيّوبُ

(5)

بنُ أبي بكر بن الصّارم خُطْلُبا التِّبْنِينيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

لم أقف على ترجمته. ووالده عبد الغني (ت 661 هـ)، وجده الأديب النحوي اللغوي سليمان بن بنين بن خلف (ت 614 هـ) صاحب التصانيف في النحو.

(3)

لم أقف على ترجمته.

(4)

لم أقف على ترجمته.

(5)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 568. والتبنيني: نسبته إلى تبنين سبق ذكرها.

ص: 360

رَوَى عنِ ابنِ اللَّتِّيِّ.

ومَولدُهُ في شَعْبانَ سنةَ عشرينَ وستِّ مئة.

وكانَ جُنديًّا، ولهُ نَظَرٌ في التُّربةِ الشَّركَسيّة.

‌رَجَب

1145 -

وفي ليلةِ السَّبتِ حادي عَشَرَ رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ الأجَلُّ العَدْلُ الرَّئيسُ مُحْيي الدِّينِ أبو بكر

(1)

بنُ عبّاس بنِ أبي بكرِ بنِ جَعْوانَ الأنصاريُّ الدِّمَشْقيُّ، رحمه الله، بسَفْح قاسِيُونَ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقْبُرةِ الشَّيخ عبدِ الله الأُرْمَوِيِّ.

رَوَى عن الحافظِ ضياءِ الدِّينِ المَقْدِسيِّ. وكانَ يَخدِمُ في جهاتٍ ديوانيّةٍ، وفيهِ رئاسةٌ ومُكارمةٌ، ومن عُدُولِ البلد.

ومَولدُهُ سنةَ خمسٍ وثلاثينَ وستِّ مئة بدمشقَ.

1146 -

وفي ليلةِ الأحدِ ثاني عَشَرَ رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ الأجَلُّ الأصيلُ شِهابُ الدِّينِ أبو الحَسَنِ عليُّ

(2)

بنُ مُحمدِ بنِ أحمدَ بنِ حَمْزةَ بنِ عليِّ بنِ هِبةِ الله، ابنُ الحُبُوبيِّ، الثَّعلبيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ رَحمَهُ اللهُ تعالى.

وكانَ يَشهدُ تحتَ السّاعات. ورَوَى الحديثَ عن القاضي أبي القاسم عبدِ الصَّمدِ ابن الحَرَسْتانيِّ، وعن جَدِّه أبي العبّاس، أحمدَ بنِ حَمْزة، وابن اللَّتِّيِّ، وغيرِهِم.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 584.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 576. وأخوه: يحيى (ت 671 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات ربيع الآخر، وجده: أحمد بن حمزة (ت 616 هـ)، وأبو جده: حمزة بن علي بن هبة الله، وابن المترجم هنا: إبراهيم بن علي (ت 708 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات شوال، والعلم في أسرتهم كثير.

ص: 361

وكانَت لهُ إجازاتٌ عاليةٌ من الكِنْدِيِّ، وابنِ الأخْضَر، وعبدِ القادرِ الرُّهاويِّ، وأبي رَوْح عبدِ المُعِزِّ الهَرَويِّ، والمُؤيَّدِ الطُّوسيِّ، والقاسم ابن الصَّفّار، وزَيْنَبَ الشَّعْرِيّة، وجَماعةٍ كثيرةٍ.

ومَولدُهُ سنةَ أربع وستِّ مئة تقريبًا بدمشقَ.

1147 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ رابعَ عَشَرَ رَجَبٍ تُوفِّي الشَّيخُ الجليلُ المُسندُ الكبيرُ عِزُّ الدِّينِ أبو العِزِّ عبدُ العزيز

(1)

ابنُ الشَّيخ الإمام نَجْم الدِّينِ عبدِ المُنْعم بنِ عليِّ بنِ نَصْرِ بنِ مَنْصورِ بنِ هِبةِ الله بنِ الصَّيْقَل الحَرّانِيُّ التّاجرُ بمِصْرَ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بالقَرافةِ الصُّغرى.

ورَوَى عن أبي الفُتُوح، يوسُفَ ابنِ الخَفّاف، وأبي عليٍّ ضياءِ الدِّينِ ابنِ الخُرَيْف، وأبي حامدٍ عبدِ الله بن مُسْلم ابنِ جُوالقٍ الوَكيل، وأبي القاسم سَعِيدِ بنِ مُحمدِ بنِ مُحمدِ بنِ مُحمدِ بنِ عَطّافٍ المُؤدِّب، وأبي مُحمدٍ إسماعيلَ بنِ أحمدَ بنِ إبراهيمَ الكاتِب الشِّيرازِيِّ ثم البَغْداديِّ، وأبي عليٍّ يحيى بن الربيع بن سُلَيمانَ الشّافعيِّ الفَقِيه، وأبي العبّاس أحمدَ بنِ الحَسَنِ بنِ أبي البقاءِ العاقُوليِّ، وأبي الفَرَج مُحمدِ بنِ هِبةِ الله بن كامل البغداديِّ، وأبي حَفْصِ ابنِ طَبَرْزَد، وعبدِ العزيز ابن الأخْضَر، وأبي الفَضْل سُلَيمانَ بنِ

(1)

ترجمته في: معجم الدمياطي 2/ ورقة 46، ورحلة ابن رشيد ملء العيبة 3/ 435، ومرآة الزمان 4/ 328، وتالي وفيات الأعيان 113، وتاريخ الإسلام 15/ 574، والمعين في طبقات المحدثين 219، والإعلام بوفيات الأعلام 286، والوافي بالوفيات 15/ 356، والبداية والنهاية 310، وعيون التواريخ 21/ 406، ودرة الأسلاك، ورقة 89، وتذكرة النبيه 1/ 113، وذيل التقييد 2/ 128، وتاريخ ابن الفرات 8/ 58، والسلوك 1/ 13/ 738، والنجوم الزاهرة 7/ 373، والمنهل الصافي 7/ 281، والدليل الشافي 1/ 415، والشذرات 5/ 394 (7/ 692)، وأخوه النجيب عبد اللطيف (ت 672 هـ)، ووالدهما عبد المنعم بن علي (ت 601 هـ) لهما ذكر وأخبار.

ص: 362

مُحمدِ بنِ عليٍّ المَوْصِليِّ، وعزيزةَ بنتِ عليِّ بنِ يحيى ابنِ الطَّرّاح، وأبي نَصْرٍ مُحمدِ بنِ سَعْد الله بنِ نَصْرِ ابن الدَّجاجيِّ، وغيرِهِم. وسَمِعَ بحَرّانَ منَ الحافظِ عبدِ القادرِ الرُّهاوِيِّ.

ورَوَى بالإجازةِ عن أبي الفَرَج ابنِ كُلَيْب، وأبي الفَرَج ابن الجَوْزيِّ، وأبي طاهرِ ابنِ المَعْطُوش، وعَفِيفةَ الفارفانيّة، وعائشةَ بنتِ مَعْمَرِ بنِ الفاخِر، وغيرِهِم

(1)

. وتفرَّدَ بالرِّوايةِ عن جماعةٍ ممَّن ذَكَرنا.

وكانَ هُو وأخوهُ الشَّيخُ نَجيبُ الدِّينِ عبدُ اللَّطيف الحَرّانيُّ تاجرَيْن مشهورَيْن من تُجّارِ الخليفة، وافتقَرَ في آخرِ عُمُرِه واحتاجَ إلى النّاس.

ومَولدُهُ بحَرّانَ في سنةِ ثلاثٍ أو أربع وتسعينَ وخَمْسِ مئة. وكانَ أبوهُما فقيهًا واعظًا من أصحاب ابنِ المَنِّي، ماتَ سنةَ إحدى وستِّ مئة.

1148 -

وماتَ الشَّيخُ الصّالحُ مِرَي

(2)

، المُقيمُ بجبل الصّالحيةِ في يوم السَّبتِ الخامسِ والعشرينَ من رَجَب.

1149 -

وفي يوم الجُمُعةِ الرّابع والعشرينَ من رَجَب تُوفِّي البَدْرُ

(1)

جمعهم معجم شيوخه. قال ابن رشيد: "وخرج له جمال الدين ابن الظاهري (ت 696 هـ) مشيخة حافلة في أربعة أجزاء كبار. قرأت جميعها عليه، بإرشاد شيخنا جمال الدين إلى ذلك، فإني لما لقيته سألني: من لقيت؟ وماذا سمعت؟ فذكرت له إني لقيت الشيخ عز الدين، وذكرت له ما سمعت عليه، فقال لي: ما نصح الأصاغر! عنده ما هو أعلى من هذا ثم دفع لي المشيخة التي خربها له بخطه، وأمرني أن أقرأها عليه فاستوفيت قراءتها، وعلقت منها أحاديث وحكايات، وحان سفري إلى الشام وكان شيخنا جمال الدين وعدني بانتساخها، وقال: تجدها مخلصة عند قفولك من الحج، فلم يفعل! واعتذر بما لم يظهر لي وضوح العذر فيه، فكدت لا أقبل، والله أعلم بما منعها، ثم وصلتني منها بعد ذلك نسخة، والحمد لله، تولى نسخها من خط المخرج لها، وتعارفتها به بعض الأصحاب شكره الله، وجزاه خيرًا". وكرر ذلك في ترجمة ابن الظاهري 3/ 379 - 380.

(2)

لم أقف على ترجمته.

ص: 363

الحَرّانيُّ

(1)

خطيبُ بيتِ لِهْيا، بها، وحُمِلَ إلى مقابرِ بابِ الصَّغير فدُفِنَ بها.

وكانَ رجُلًا صالحًا. ووَلِيَ مكانَه بهاءُ الدِّينِ ابنُ زِيادٍ الحَرّانيُّ.

‌شَعْبان

• - ذَكَرَ الدَّرسَ الشَّيخُ صَفِيُّ الدِّينِ الهِنْدىُّ بالمدرسةِ الرَّواحيّةِ يومِ الأحدِ ثالثِ شَعْبانَ، وحَضَرَ القُضاةُ، والشَّيخُ تاجُ الدِّين، والأميرُ عَلَمُ الدِّينِ الدَّوَادَارِيُّ، وجماعةٌ

(2)

.

1150 -

وفي يوم الجُمُعةِ ثامنِ شَعْبانَ تُوفِّي القاضي الفَقيهُ أمينُ الدِّين مُحمدُ

(3)

بنُ مُحمدٍ القَزْوِينيُّ، ببُصْرَى، ودُفِنَ يومَ السَّبتِ هناك.

وكانَ مُعيدًا بالباذِرائيّة، ثم وَلِيَ قضاءَ بُصْرَى فأدركَهُ أجَلُهُ بها. وماتَ أبوهُ بعدَهُ بأيام قليلة، نحوَ الجُمُعة.

1151 -

وفي ليلةِ الاثنينِ الثّامنَ عَشَرَ من شَعْبانَ تُوفِّي الطَّواشِيُّ صوابٌ عطاءُ الله

(4)

بقلعةِ الجَبَل ظاهرَ القاهرة، ودُفِنَ منَ الغَدِ بالقَرافة.

رَوَى الحديثَ عن سِبْطِ السِّلَفيِّ.

1152 -

وفي ليلةِ الاثنينِ هذه تُوفِّي نَصِيرُ

(5)

بنِ أبي الكَرَم بنِ تَغْلِبَ الصّائغُ، ودُفِنَ بالقَرافة.

سَمِعَ من أصحابِ البُوصِيرِيِّ، وفاطمةَ بنتِ سَعْدِ الخَيْر، وكانَ مُكْثِرًا. رَوَى عنهُ الأبِيْوَرْدِيّ في "معجمه".

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

الخبر في: البداية والنهاية 13/ 309، والمدرسة الرواحية تقدم ذكرها.

(3)

لم أقف على ترجمته ولا على ترجمة أبيه.

(4)

ترجمته في: رحلة ابن رشيد ملء العيبة 5/ 331، وتاريخ الإسلام 15/ 571، وإنما ذكره كذلك لأن اسمه صواب ويُعرف بعطاء الله.

(5)

لم أقف على ترجمته.

ص: 364

1153 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ الثاني والعشرينَ من شَعْبانَ تُوفِّيت أُمُّ الفَضْل زينبُ

(1)

بنتُ الشَّيخ الإمام العلّامةِ مُوفَّقِ الدِّينِ أبي مُحمدٍ عبدِ اللَّطيفِ بنِ يوسُفَ بنِ مُحمدِ بنِ عليٍّ البَغْداديِّ، ودُفِنَت بالقَرافة، وذلكَ بعدَ أن صُلِّيَ عليها عَقِيبَ صلاةِ الجُمُعةِ بالجامع الأزْهَر.

سَمِعَت كثيرًا من والدِها، ورَوَتْ عنهُ، وما نَعلَمُ لها روايةً عن غيرِه. وكانَت تَسكُنُ بالقاهرةِ في خان مَسْرُور

(2)

.

‌رَمَضان

1154 -

في ليلةِ الأحدِ ثاني شَهْرِ رَمَضانَ تُوفِّي القاضي الأجَلُّ الرَّئيسُ مُحْيي الدِّينِ أبو العبّاسِ أحمدُ

(3)

ابنُ القاضي ناصرِ الدِّينِ يوسُفَ ابنِ القاضي نَجْم الدِّينِ عبدِ الرَّحمنِ ابن قاضي القُضاةِ شَرَفِ الدِّينِ أبي سَعْدٍ عبدِ الله بنِ مُحمدِ ابنِ أبي عَصْرُونَ التَّمِيميُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ يَخْدِمُ في الجهاتِ الدِّيوانيّة. ورَوَى لنا عن الرَّشِيد أحمدَ بنِ مَسْلَمة.

1155 -

وفي يوم الجُمُعةِ الرّابعَ عَشَرَ من شَهْرِ رَمَضانَ تُوفِّي الشَّيخُ

(1)

ترجمتها في: رحلة ابن رشيد ملء العيبة 3/ 319، وتاريخ الإسلام 15/ 569. ووالدها طبيب لغوي محدث مشهور، مكثر من التصانيف (ت 629 هـ)، رأيت نسخة بخطه من شرح الكتاب لأبي سعيد السيرافي تنقص الجزء الأخير، وهو خط متقن جميل، في المكتبة التيمورية دار الكتب المصرية.

(2)

خان مسرور في المواعظ والاعتبار 3/ 304، قال:"ومسرور هذا من خدام القصر، خدم الدولة المصرية، واختص بالسلطان صلاح الدين رحمه الله وقدمه على حلقته، ولم يزل مقدمًا في كل وقت، وله بر وإحسان، ومعروف كذا في المواعظ والاعتبار، وقال: ومناقبه رحمه الله أكثر من أن تحصى، وصلاته أعظم من أن تستقصى".

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 567، ودرة الأسلاك، ورقة 91، وتذكرة النبيه 1/ 114. من بيت علم مشهور، جده سبق الحديث عنه في ترجمة عمه يعقوب (ت 665 هـ) في وفيات رمضان.

ص: 365

الجليلُ المُحَدِّثُ شَرَفُ الدِّينِ أبو القاسم مُحمدُ

(1)

بنُ عبدِ الحَكَم بنِ حَسَن بن عَقِيلِ بنِ شَريفِ بنِ رِفاعةَ بن غَدِيرٍ السَّعْديُّ المِصْرِيُّ، المعروفُ بابنِ الماشِطة، بمِصْرَ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بالقَرافة.

وكانَ مُقيمًا برباطِ مُحْيي الدِّينِ ابنِ الصّاحب بمِصْرَ. ووَلِيَ مَشْيخةَ الحديثِ بالمدرسةِ الصّاحبةِ بمِصْرَ بعد الشَّيخ جمالِ الدِّينِ أبي صادقِ ابن الرَّشِيد العَطّار. وكانَ يقرأُ الحديثَ على كرسيٍّ بجامع مِصْرَ، وبالجامع الأزهرِ بالقاهرة. رَوَى جزأين من "الخِلَعيّات" عن جَدِّه، بروايتِه عن عَمِّه عبدِ الله بن رِفاعة.

ومَولدُهُ سنةَ ثمانٍ وستِّ مئة.

1156 -

وفي يوم الخميسِ العشرينَ من شَهْرِ رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو مُحمدٍ موسى

(2)

ابنُ الشَّيخ مُحمدِ بنِ حُسَين بن عليٍّ القُرَشيُّ، بالزّاويةِ المعروفةِ بِهِم بسَفْح قاسِيُونَ، ودُفِنَ يومَ الجُمُعةِ هناك.

سَمِعَ الحديثَ من ابن اللَّتِّيِّ، وجَعْفَرٍ الهَمْدانيّ، والحافظِ ضياءِ الدِّينِ مُحمدِ المَقْدِسيّ. وكانَ شيخَ الزّاويةِ بعدَ أخيه الشَّيخ كمالِ الدِّينِ عليّ.

1157 -

وفي الثّالثِ والعشرينَ من شَهْرِ رَمَضانَ تُوفِّي الشَّيخُ الفَقيهُ الإمامُ الفاضلُ جمالُ الدِّينِ أبو الحَسَنِ عليُّ

(3)

بنُ زكريّا بنِ مَسْعودِ بن يحيى بن زكريّا المَنْبَجيُّ الحَنَفيُّ، بالقُدْس الشَّريف.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 581، وجده: حسن بن عقيل (ت 616 هـ) ذكره الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام 13/ 466، وذكر في الآخذين عنه: حفيده محمد بن عبد الحكم. وعمه: عبد الله بن رفاعة (ت 561 هـ) ذكره الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام 12/ 249.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 583. وأخوه: كمال الدين علي (ت 685 هـ) ذكره المؤلف في وفيات شعبان.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 575، والجواهر المضية 2/ 570، والطبقات السنية (1488). وأخوه: يحيى (ت 676 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات المحرم، وابنه هو: محمد بن علي ذكره القرشي في الجواهر المضية 3/ 259، ولم يذكر وفاته.

ص: 366

وكانَ مُدَرِّسًا هناك. وعندَهُ فضائلُ وديانةٌ. رَوَى عن يوسُفَ بن خليلٍ الحافظ.

ومَولدُهُ سنةَ ستٍّ وثلاثينَ وستِّ مئةَ بمَنْبِج.

وهو أخو الشَّيخ يحيى المَنْبِجيِّ.

1158 -

وفي سَلْخ رَمَضانَ تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العالمُ المُقْرِئُ المُجيدُ الزّاهدُ الوَرعُ نورُ الدِّينِ أبو الحَسَنِ عليُّ

(1)

بنُ مُحمدِ بنِ عليِّ بنِ بَرَكاتٍ الأنصاريُّ العامريُّ المعروفُ بالبَديع المُقْرِئُ بمدينةِ الخليل صلى الله عليه وسلم، ودُفِنَ هناك.

وكانَ شيخَ الإقراءِ بحرم الخليل عليه السلام، يُقْرِئُ القرآنَ العظيمَ بالرِّوايات، ويُقْرِئُ النَّحْوَ. قَرأ على الكمالِ الضِّرير، وسَمِعَ من أصحابِ البُوصِيريِّ. وأجازَ لهُ ابنُ الجُمَّيْزِيِّ، وابنُ رَوَاج وغيرُهُما.

ومَولدُهُ بالقاهرةِ في رَجَبٍ سنةَ ثمانٍ وثلاثينَ وستِّ مئة.

‌شَوّال

1159 -

في يوم عيدِ الفِطْرِ تُوفِّي الشَّيخُ أحمدُ

(2)

المَلُّوحيُّ، ودُفِنَ بمَقْبُرةِ بابِ الصَّغير.

1160 -

وفي ليلةِ الأربعاءِ رابعَ شَوّال تُوفِّي بَدْرُ الدِّينِ عبدُ الرَّحيم

(3)

ابنُ عِزِّ الدِّينِ عبدِ العزيزِ بنِ رِضْوانَ الشَّرْكَسيُّ.

1161 -

والشَّيخُ أحمدُ الواسطيُّ المُلَقِّنُ

(4)

على بابِ الخَطيب، وصُلِّيَ عليهِ ظُهْرَ الأحدِ بجامع دمشقَ.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 576، ومعرفة القراء الكبار 3/ 1401 (ط) تركيا، وغاية النهاية 1/ 278، وبغية الوعاة 2/ 196.

(2)

لم أقف على ترجمته.

(3)

لم أقف على ترجمته.

(4)

لم أقف على ترجمته.

ص: 367

1162 -

وفي يوم الخميسِ خامسَ شَوّال تُوفِّي عَلَمُ الدِّينِ قَيْصَرٌ

(1)

الكَنْجِيُّ التّاجِرُ.

1163 -

وفي يوم السَّبتِ سابع شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ الجليلُ عِزُّ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبدُ العزيزِ

(2)

بنُ أحمدَ بنِ مُحمدٍ بنِ المُؤيَّد الهَمَذانيُّ، ودُفِنَ من يومِهِ بالقَرافة.

رَوَى عنِ ابنِ باقا، والقاضي زَيْنِ الدِّينِ الدِّمَشْقيِّ، ومُكْرَم بن أبي الصَّقْر. وهو ابنُ عمِّ الشَّيخ شِهابِ الدِّينِ الأبَرْقُوهيُّ.

ومَولدُهُ سنةَ سبع وستِّ مئة.

1164 -

وفي يوم الأربعاءِ ثامنَ عَشَرَ شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ عِمادُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(3)

بنُ مَكِّيِّ بن حامدٍ بنِ أبي القاسم الأصْبَهانِيُّ ثم الدِّمَشْقيٌّ الرَّقّامُ، ودُفِنَ من يومِهِ بمَقابرِ بابِ النَّصْر.

سَمِعَ بدمشقَ من داودَ ابن مُلاعِب. وسَمِعَ ببغدادَ من ابنِ القُطَيْعيِّ، وابن رُوْزْبةَ، والأنْجَبِ الحَمّاميِّ، وخليل الجَوْسَقيِّ، وعبدِ العزيزِ بن دُلَفٍ، وعبدِ اللَّطيفِ ابنِ القُبَّيْطيِّ وغيرِهِم. وكانَ زَرْكشِيًّا بدربِ مُلُوخْيا

(4)

بالقاهرة.

1165 -

وفي شَهْرِ شَوّالٍ تُوفِّيت أُمُّ إسماعيلَ، كُنَيْنةُ

(5)

بنتُ أيْبَكَ بنِ عبدِ الله الجَزَرِيّ، بالحُسَيْنيّةِ ظاهرَ القاهرة.

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 574. وابن عمه: شهاب الدين، أحمد بن إسحاق بن محمد الأبرقوهي (ت 701 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات ذي الحجة.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 582.

(4)

في المواعظ والاعتبار 3/ 111: هذا الدرب كان يعرف بحارة قائد القواد. وملوخيا: كان صاحب ركاب الحاكم بأمر الله ويعرف بملوخيا الفراش، وقتله الحاكم، وباشر قتله. وفي هذا الدرب مدرسة القاضي الفاضل.

(5)

ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 578.

ص: 368

سَمِعَتْ من ابنِ اللَّتِّيِّ بالكرَك، ورَوَتْ عنهُ. وهي زوجةُ فارِسِ بنِ آق سُنْقُر الكرَكيِّ.

1166 -

وفي أواخِرِ شَوّالٍ تُوفِّي الأميرُ سُلَيمانُ ابنُ الأميرِ أحمدَ

(1)

بنِ حِجِّيٍّ أميرُ العربِ مَحْبوسًا بقلعةِ دمشق، وأُخرِجَ وصُلِّيَ عليهِ ظاهرَ البلد.

1167 -

وفي شَوّالٍ تُوفِّي أميرٌ منَ الأمراءِ يُعرَفُ بالمَلَكيِّ

(2)

، وكانَ ساكنًا بقاعةِ الفاضل قُبالةَ بابِ النَّطّاقين.

1168 -

وتَقِيُّ الدِّين صالحُ

(3)

بنُ أبي عليِّ بنِ أبي الثَّناءِ الحَرِيميُّ الحَلَبيُّ الفَقيهُ بالمدرسةِ الباذِرائيّة.

1169 -

وزَيْنُ الدِّينِ أبو الحَرَم بنُ عُمَرَ

(4)

الدَّلّالُ في أملاكِ بيتِ المال.

1170 -

والحاجُّ نُورُ الدَّولةِ عليٌّ

(5)

المُغَرْبلُ التّاجِرُ بقَيْساريّةِ الشُّرُب.

1171 -

وزَيْنُ الدِّينِ الهَمْدانيُّ

(6)

صاحبُ الملكِ الحافظِ ابنِ صاحبِ بَعْلَبَكَّ.

‌ذو القَعْدة

1172 -

في بُكرةِ الخميس رابع ذي القَعْدةِ تُوفِّي الشَّيخُ جمالُ الدِّينِ أبو العبّاس الخَضِرُ

(7)

بنُ أبي الحَسَن بن صالح الخليليُّ الصُّوفيُّ، ودُفِنَ من يومِه بمَقْبُرةِ الرَّوضةِ ظاهرَ القاهرة.

(1)

لم أقف على ترجمته. وتقدم ذكر والده في وفيات سنة 682 هـ.

(2)

لم أقف على ترجمته. وباب الناطفانيين له ذكر في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 78، وتكرر ذكره في الدارس.

(3)

لم أقف على ترجمته.

(4)

لم أقف على ترجمته.

(5)

لم أقف على ترجمته.

(6)

لم أقف على ترجمته.

(7)

لم أقف على ترجمته.

ص: 369

وكانَ صوفيًّا بخانِقاه سَعِيدِ السُّعَداء. ورَوَى عن جَعْفَرٍ الهَمْدانيِّ.

1173 -

وفي بُكرةِ السَّبت ثالثَ عَشَرَ ذي القَعْدةِ تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ شَرَفُ الدِّينِ أبو الفَضْل عيسى

(1)

بنُ سالم بن أبي الفَتْح بنِ سالم، ابنُ السَّقْلاطُونيِّ، ودُفِنَ من يومِه بسَفْح قاسِيُونَ.

رَوَى عن الشَّيخ عَلَم الدِّينِ السَّخَاوِيِّ. وكانَ شاهِدًا تحتَ السّاعات، وعامِلًا بديوانِ الحَشْر

(2)

.

1174 -

وفي ذي القَعْدةِ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ مُحمدُ

(3)

ابنُ البُقْسُماطيِّ.

1175 -

والشَّيخُ الفَقيهُ العَدْلُ شَرَفُ الدِّينِ إدْريسُ

(4)

المالِكيُّ.

‌ذو الحِجّة

1176 -

وفي يوم الخميسِ يوم عَرَفةَ تُوفِّي شَرَفُ الدِّينِ مُحمدُ

(5)

بن عبدِ الرَّحمنِ بنِ صديقٍ الدِّمَشْقيُّ بمدينةِ حَلبَ، ودُفِنَ يومَ الجُمُعةِ، يومَ عيدِ الأضْحى.

وكانَ رجُلًا حَسَنًا، بينَهُ وبينَ الشَّيخ بَدْرِ الدِّينِ ابنِ الخَلّالِ قَرابةٌ. ولمّا دَخَلتُ حَلبَ نَزَلْنا عندَهُ.

ومَولدُهُ سنةَ خمسٍ وأربعينَ وستِّ مئة. وله وَلدٌ اسمُهُ علاءُ الدِّينِ عليٌّ.

1177 -

وفي ليلةِ الأحدِ تاسعَ عَشَرَ ذي الحِجّةِ تُوفِّي الشَّيخُ وَجيهُ الدِّينِ

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 577.

(2)

ديوان الحشر: هو ديوان التركات التي لا وارث لها.

(3)

لم أقف على ترجمته، وهو منسوب إلى البُقْصماط: نوع من الكعك، مستعمل إلى يوم الناس هذا في اللهجة العراقية باسم "بقصم"، وينظر: معجم دوزي 1/ 392.

(4)

لم أقف على ترجمته.

(5)

لم أقف على ترجمته.

ص: 370

عبدُ المُحْسِنِ

(1)

بنُ سُلَيمانَ بنِ عبدِ الكريم القُرَشيُّ المَخْزُوميُّ، المعروفُ بابنِ السُّلَّم، بمِصْرَ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح المُقَطَّم.

• - وسافَرَ الصَّدْر عِزُّ الدِّينِ ابنُ القَلانِسِيِّ إلى القاهرةِ على البريدِ في شَهْرِ ذي الحِجّة.

1178 -

وفي هذه السَّنةِ تُوفِّي الشَّيخُ أبو حَفْصٍ عُمَرُ

(2)

بنُ أحمدَ بنِ عُمَرَ بنِ أبي بكر بنِ شُكْرِ بنِ عَلّانَ المَقْدِسيُّ الفقيرُ، المعروفُ بالمِغْزَل. رَوَى عنِ ابنِ اللَّتِّيِّ.

1179 -

وعبدُ الغنيِّ

(3)

بنُ أبي بكرٍ بن عليِّ الفارِقِيُّ.

وكانَ يَشهدُ بحَصيرةِ الشُّباكِ تحتَ السّاعات. وكَتبَ في الإجازات.

1180 -

وعُثْمانُ

(4)

بنُ مَنْصورِ بنِ عُثْمانَ بنِ حَيْدرةَ الدِّمَشْقيُّ.

ومَولدُهُ سنةَ خمسٍ وستِّ مئة بقاسِيُونَ.

1181 -

والشَّيخُ إبراهيمُ

(5)

المعروفُ بالمُهِين.

وكانَ مُقيمًا بمسجدِ سُوقِ الخَيْل ظاهِرَ دمشقَ.

1182 -

والقاضي شَرَفُ الدِّينِ أحمدُ ابنُ التَّوْرِيزِيِّ

(6)

قاضي الصَّلْت. وكنتُ رأيتُهُ بقَطْيةَ

(7)

بالرَّمْل متوجِّهًا إلى تَلَقِّي قاضي القُضاةِ شهابِ الدِّينِ ابنِ الخُوَيِّيِّ، فأحْسَنَ إليه ووَلّاهُ قضاءَ الصَّلْت. فبَقيَ بها أشْهُرًا وماتَ رَحمَهُ اللهُ تعالى.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 575.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 576، قال:"أخو زينب بنت شكر"، وقال:"أخو الجمال المغزل"، وأخته زينب محدثة مشهورة (ت 722 هـ) ذكرها الحافظ الذهبي في معجمه 1/ 248.

(3)

لم أقف على ترجمته.

(4)

لم أقف على ترجمته.

(5)

لم أقف على ترجمته.

(6)

لم أقف على ترجمته.

(7)

بالفتح ثم السكون وياء مفتوحة: قرية في طريق مصر في وسط الرمل، قرب الفرما. معجم البلدان 4/ 429.

ص: 371

‌سنة سبع وثمانينَ وستِّ مئة

‌المُحَرَّم

1183 -

في ليلةِ الثُّلاثاءِ خامس المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ الزّاهدُ العابدُ شَرَفُ الدِّينِ أبو العبّاسِ أحمدُ

(1)

ابنُ شَرَفِ الدِّينِ أحمدَ بنِ عُبَيد الله بنِ أحمدَ بنِ مُحمدِ بنِ قُدامةَ المَقْدِسيُّ الحَنْبليُّ، وصُلِّيَ عليه ظُهْرَ الثُّلاثاء بالجامع المُظَفَّرِيِّ، ودُفِنَ بتُربةِ الشَّيخ مُوفَّق الدِّينِ رَحمَهُ اللهُ تعالى، وهو جَدُّهُ لأمِّه

(2)

، وعَمُّ والدِه.

ومَولدُهُ في رابع عَشَرَ المُحَرَّم سنةَ أربع عَشْرةَ وستِّ مئة بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ شيخًا صالحًا، مُباركًا، عارِفًا بالفرائض. قَرأ عليهِ جماعةٌ وانتفَعُوا به. سَمِعَ الحديثَ من الشَّيخ مُوفَّقِ الدِّين، وموسى بنِ عبدِ القادر، وابنِ أبي لُقْمةَ، وابنِ البُنِّ، وابن صَصْرَى، والمَجْدِ القَزْوِينيِّ، والبهاءِ عبدِ الرَّحمن، والنّاصح ابنِ الحَنْبليِّ، وابنِ الزَّبِيدِيِّ، وابنِ اللَّتِّيِّ، وابنِ المُقَيَّر، وغيرِهِم.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 585، والإشارة إلى وفيات الأعيان 376، وتذكرة النبيه 1/ 118، ودرة الأسلاك، ورقة 111، والوافي بالوفيات 6/ 330، وذيل طبقات الحنابلة 4/ 217، ومختصره لابن نصر الله، ورقة 86، والنجوم الزاهرة 7/ 377، والمنهل الصافي 1/ 228، والدليل الشافي 1/ 38، والمقصد الأرشد 1/ 76، والنجوم الزاهرة 7/ 377، والمنهج الأحمد 4/ 332، ومختصره الدر المنضد 1/ 430، والقلائد الجوهرية 479، والشذرات 5/ 399 (7/ 698). والده شرف الدين أحمد بن عبيد الله (ت 613 هـ) وجده عبيد الله بن أحمد (ت 575 هـ) أخو الموفق عبد الله بن أحمد (ت 620 هـ)، وأخوه أبو عمر محمد بن أحمد (ت 607 هـ)، وابنته: صفية (ت 741 هـ) ذكرها الحافظ الذهبي في معجم شيوخه 1/ 307، وابن رافع في وفياته 1/ 386، والحسيني في ذيل العبر 223، والحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة 2/ 306. وزوجها علي بن عمر بن أحمد بن أبي بكر، من آل سعد ابن مفلح (ت 749 هـ). يراجع: ذيل العبر 273، وأعيان العصر 3/ 467.

(2)

اشتهر للموفق رحمه الله ثلاث بنات هن: فاطمة، وصفية (ت 643 هـ) معًا وزينب ولا أدري أي واحدة منها هي أم المذكور؟

ص: 372

سَمِعْنا عليه، وكانَ مُنَوّرَ الوَجْه، كثيرَ الخَيْرِ والبَركة، عليهِ مَهابةُ الدِّينِ والعِلْم.

• - وطُلِبَ قاضي القُضاةِ حُسام الدِّينِ الحَنَفيُّ، وتَقيُّ الدِّينِ تَوبةُ التَّكرِيتيُّ، وشَمْسُ الدِّينِ ابنُ غانم إلى الدِّيارِ المِصْريّةِ في رابع المُحَرَّم، فتوجَّهُوا على البَريد

(1)

.

1184 -

وفي ليلةِ الأربعاءِ رابعَ عَشَرَ المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ الزّاهِدُ العابدُ القدوةُ المُحَدِّثُ مَجْدُ الدِّينِ أبو المَعالي مُحمدُ

(2)

بنُ خالدِ بنِ حَمْدُونَ الهَذَبانيُّ الحَمَوِيُّ، بمدينةِ حَلبَ، ودُفِنَ عند قَبْرِ يوسُفَ بنِ خليل، بمَقْبُرةِ ابن الأستاذِ بالجُبَيْل ظاهرَ حَلبَ.

وكانَ شيخًا كبيرًا، صالحًا، مشهورًا بالصَّلاح، يَقصِدُهُ النّاسُ للزِّيارة. وكانَ يَتَّجِرُ في الكُتُب.

وسَمِعَ ببغدادَ من أبي بكرِ ابنِ بَهْرُوزٍ المُتَطَبِّب، وإبراهيمَ بنِ الخَيِّر، ومُحمدِ بنِ المَنِّيِّ، وغيرِهِم. وبالدِّيارِ المِصْريّةِ من ابنِ الجُمَّيْزِيِّ، وابنِ الجَبّاب، وغيرِهِما. وبحَلبَ من المُوفَّقِ يَعيشَ النَّحْوِيّ، وابنِ رَوَاحةَ، وابنِ خليل. وبدمشقَ منَ ابن مَسْلَمة، وابن عَلّان، وجماعةٍ.

وحَدَّثَ بالبلاد، وجاوَرَ بمكّةَ مُدّةً، وأقامَ بدمشقَ مُدّةً بالمدرسةِ البَلْخيّةِ

(3)

(1)

الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 423، وتاريخ ابن الفرات 8/ 62، والسلوك 1/ 3/ 739.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 598، والوافي بالوفيات 3/ 36، ودرة الأسلاك، ورقة 114، وتذكرة النبيه 1/ 118، وعيون التواريخ 21/ 431، وتاريخ ابن الفرات 8/ 75، وذيل التقييد 1/ 122، والمقفى الكبير 4/ 619، والسلوك 1/ 3/ 746، ودرة الحجال 2/ 23.

(3)

ذكرها ابن شداد في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 201، والدارس 1/ 481، ومختصره 80. قال ابن شداد:"كانت تعرف قديمًا بخربة الكنيسة وتعرف أيضًا بدار أبي الدرداء أنشأها الأمير أُكُز الدّقّاقي (حاجب نور الدين محمود) بعد سنة خمس وعشرين وخمس مئة للشيخ برهان الدين أبي الحسن علي البلخي".

ص: 373

جِوارَ الجامع. وكانَ الصّاحبُ مُحْيي الدِّينِ ابنُ النَّحّاس يُعَظِّمُهُ ويُبَجِّلُهُ، ويُكثرُ منَ الاجتماع به. ولمّا وَصَلَ خَبرُ موتِه إلى دمشقَ صُلِّيَ عليهِ في يوم الجُمُعةِ التّاسع والعشرينَ من المُحَرَّم، وعلى شيخ آخرَ ماتَ في السَّنةِ الماضية، وهو الشَّيخُ أمينُ الدَّولة عبدُ الصَّمدِ ابنُ عساكرٍ المُتوفَّى بالمدينةِ النَّبوية، على ساكِنِها أفضلُ الصَّلاة والسَّلام.

وكانَ شيخُنا ابنُ الظّاهريِّ يُعَظِّمُهُ ويُكرِمُهُ، ويَذكُرُ أنَّه كانَ شيخًا بحَلبَ مع والدِه

(1)

، لكلٍّ منهُما زاويةٌ وجماعةٌ. سَمِعْتُ منهُ بدمشقَ، وحَماةَ، وحَلبَ.

1185 -

وفي ليلةِ الأربعاءِ ثالثَ عَشَرَ المُحَرَّم تُوفِّي الصَّدْرُ الكبيرُ بَدْرُ الدِّينِ الآمِدِيُّ

(2)

ناظِرُ الدِّيوان، بدمشقَ.

وكانَ بدمشقَ ناظِرٌ اسمُهُ بَدْرُ الدِّينِ الآمِدِيُّ أيضًا تُوفِّي في شَوّال سنةَ خَمْسٍ وسبعينَ وستِّ مئة

(3)

، وهو والدُ جلالِ الدِّين، وضياءِ الدِّين إسماعيل

(4)

.

1186 -

وفي هذا اليوم تُوفِّي الشَّيخُ الفَقيهُ بَدْرُ الدِّينِ مِيكائيلُ

(5)

الجِيلِيُّ.

وكانَ مُقِيمًا بالمدرسةِ النّاصِريّة، ووَلِيَ قبلَ ذلكَ إعادةَ المدرسةِ الباذِرائيّة. وكانَ فقيهًا صالحًا.

1187 -

وفي يوم الخميسِ رابعَ عَشَرَ المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو مُحمدٍ عبدُ العزيز

(6)

بنُ عبدِ القادرِ بنِ إسماعيلَ الفَيّاليُّ الصّالحيُّ الحَنْبليُّ، بالقاهرةِ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقْبُرةِ بابِ النَّصْر.

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 590. قال: "واسمه أحمد".

(3)

لم يذكره المؤلف رحمه الله في وفياتها.

(4)

لم أقف على ترجمة ولديه المذكورين.

(5)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 600، والمدرستان المذكورتان تقدم ذكرهما.

(6)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 595.

ص: 374

وكانَ رجُلًا صالحًا، وثَقُلَ سَمْعُهُ في آخِرِ عُمُرِه. ورَوَى عن داودَ بنِ مُلاعِب، وسَمِعَ منَ الشِّهاب ابنِ راجح.

ولم يَحصُلْ لي منهُ سَماعٌ للصَّمَم الذي كانَ به. وأشارَ الإمامُ سَعْدُ الدِّينِ مَسْعودٌ الحارِثيُّ أنّا نَدخُلُ معَهُ إلى مشهدِ الحُسَين رضي الله عنه، ونُلقِّنُهُ حديثًا واحدًا، فلم يَتَّفقْ ذلك وعَسُرَ.

1188 -

وفي ليلةِ الأحدِ السّابع عَشَرَ من المُحَرَّم جُرحَ الحاجُّ الصّالحُ عليٌّ

(1)

بنُ مُحمدِ بنِ مَلْزُوزٍ البَلَنْسيُّ المَغْربيُّ، بطاحُونَتِه بالشّاغُور، دَخَلَ عليه الحَراميّةُ فضَرَبوهُ وجَرَحُوهُ، فبَقيَ ثلاثةَ أيام وماتَ يومَ الأربعاءِ العشرينَ من الشَّهْر، ودُفِنَ يومَ الخميسِ إلى جانبِ رفيقِه الحاجِّ سَعِيدِ بنِ عليِّ بنِ يَعْلَى الغَرْناطيِّ، جَدِّي لأُمِّي، بمَقابرِ بابِ الصَّغير. وكانَ رجُلًا صالحًا، وَقَفَ وَقْفًا على الأسرى وغيرِهِم.

1189 -

وفي يوم السَّبتِ الرّابع والعشرينَ من المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ القُدوةُ العارفُ الزّاهدُ تَقيُّ الدِّينِ أبو إسحاق إبراهيمُ

(2)

بنُ مِعْضادَ بنِ شَدّادِ بنِ ماجدٍ الجَعْبَريُّ الشّافعيُّ، بالحُسَيْنيّةِ خارجَ بابِ النَّصرِ ظاهرَ القاهرة، ودُفِنَ هناكَ في موضع موتِه.

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

ترجمته في: زبدة الفكر 264، وتاريخ الإسلام 15/ 589، ودول الإسلام 2/ 143، والإشارة إلى وفيات الأعيان 376، والإعلام بوفيات الأعلام 287، والمختار من تاريخ ابن الجزري 326، وعيون التواريخ 21/ 420، وفوات الوفيات 1/ 49، والوافي بالوفيات 6/ 147، ودرة الأسلاك، ورقة 112، وتذكرة النبيه 1/ 116، والبداية والنهاية 13/ 312، وطبقات الشافعية للسبكي 8/ 123، وتاريخ ابن الفرات 8/ 72، والمقفى الكبير 1/ 320، وعقد الجمان 2/ 373، والنجوم الزاهرة 7/ 374، والمنهل الصافي 1/ 163، وحسن المحاضرة 1/ 300، والشذرات 5/ 399 (7/ 698).

ص: 375

ومَولدُهُ يوم الجُمُعةِ سابعَ عَشَرَ ذي الحِجّةِ سنةَ تسع وتسعينَ وخَمْسِ مئة بقلعةِ جَعْبَرَ

(1)

.

وكانَ شيخًا مَشْهورًا، مَليحَ الشَّيْبة، جَليلَ القَدْرِ، لهُ مسجدٌ بالقاهرة، ومِيعادٌ يَجتمعُ النّاسُ عندَهُ ويتكلَّمُ عليهم ويأمرُهُم ويَنهاهُم، ويُفَسِّرُ الكتابَ العزيزَ، وله أتباعٌ ومُحِبُّون.

رَوَى الحديثَ عن الشَّيخ عَلَم الدِّينِ السَّخَاوِيّ. قرأتُ عليه في مسجدِهِ "حديثَ إسماعيلَ الصَّفّار"

(2)

.

1190 -

وفي يوم الخميسِ الثّامنِ والعشرينَ من المُحَرَّم تُوفِّي فَخْرُ الدِّينِ سُلَيمانُ

(3)

ابنُ الشَّيخ تاج الدِّينِ مُظَفَّرِ بنِ عبدِ الكريم بن نَجْم بن عبدِ الوَهّاب ابنِ الشَّيخ أبي الفَرَج عبدِ الواحدِ بنِ مُحمدِ بن عليٍّ الحَنْبليُّ، ودُفِنَ يومَ الجُمُعةِ.

ماتَ شابًّا، وكانَ من الشُّهود، وسَمِعَ منَ الشَّيخَيْن جمالِ الدِّينِ ابنِ الصَّيْرَفيِّ، وجمالِ الدِّينِ ابنِ البَغْداديِّ "جُزءَ الأنصاريِّ" في جُمادى الأولى سنةَ ثمانٍ وستِّينَ وستِّ مئة. وسَمِعَ غيرَ ذلك.

‌صَفَر

• - دَخَلَ الحُجّاجُ إلى دمشقَ يومَ الثُّلاثاءِ رابع صَفَر، وأميرُهُم الأميرُ بهاءُ الدِّينِ يَمَكُّ النّاصِريُّ.

(1)

قلعة على الفرات بين بالس والرقة قرب صفين وكانت قديمًا تسمى دَوْسَر فملكها رجل من بني قُشَيْر أعمى يقال له: جعبر بن مالك، كذا في معجم البلدان 2/ 141 - 142، وقال:"بالفتح ثم السكون وباء موحدة مفتوحة وراء".

(2)

إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، أبو علي البغدادي (ت 341 هـ) ترجمته في: سير أعلام النبلاء 15/ 440. وحديثه في مجاميع الظاهرية رقم (3761) و (3768).

(3)

لم أقف على ترجمته، وله ذكر في معجم السماعات الدمشقية 329. وتقدم ذكر والده مظفر (ت 667 هـ) في وفيات صفر.

ص: 376

1191 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ سابع صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ كمالُ الدِّينِ أبو عَمْرٍ وعُثْمانُ

(1)

بنُ عُمَر بن ناصرِ بنِ هِبةِ الله بنِ أبي الفَرَج الأنصاريُّ، وصُلِّيَ عليهِ بجامع دمشقَ عَقِيبَ الجُمُعة، ودُفِنَ بمَقابرِ باب تُوْما.

وكانَ شيخًا حَسَنَ الأخلاق، لهُ نَظْمٌ جيِّدٌ. وكانَ يَنُوبُ في الحِسْبةِ بدمشقَ، ويَشْهَدُ بمركزِ المَناخِليِّين. ورَوَى الحديثَ عنِ ابنِ اللَّتِّي، وأبي نَصْرِ ابنِ الشِّيرازِيِّ، والرَّشِيدِ بنِ الهادي،، ومُكْرَم ابنِ أبي الصَّقْر، والسَّخَاوِيِّ.

1192 -

وفي ليلةِ الاثنينِ الرّابع والعشرينَ من صَفَرٍ تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العالمُ المُحَدِّثُ الزّاهدُ العابدُ القُدوةُ الفَقيهُ المُفْتي زكيُّ الدِّينِ أبو إسحاق إبراهيمُ

(2)

بنُ عبدِ العزيز بنِ يحيى بن عليٍّ اللَّوْرِيُّ الإشْبيليُّ الأندَلُسيُّ المالكيُّ. وكانَت وفاتُه بالمُنَيْبِع

(3)

ظاهرَ دمشقَ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقابرِ الصُّوفيّة.

وكانَ رجُلًا عالمًا، صالحًا، كثيرَ الخَيْر، قاضيًا لحوائج النّاسِ بمالِه وجاهِه، وجاوَرَ بمكّةَ مُدّةً، وكانَ بدمشقَ مَقصِدًا لمَنْ يَرِدُ منَ الحِجازِ والمَغْرب. ووَلِيَ علينا مَشيخةَ دارِ الحديثِ الظّاهريةِ مُدّةَ سنين، وهو أولُ مَن باشَرَها منَ الشُّيوخ. ووَلِيَ مَشيخةَ المالكيّةِ والتَّدريسِ في آخِر عُمُرِه بعدَ موتِ الشَّيخ جمالِ الدِّينِ الشَّرِيشيِّ، واستَمرَّ في ذلك إلى حينِ موتِه.

وسَمِعَ الحديثَ بالدِّيارِ المِصْريّةِ من ابنِ رَوَاج، وابنِ الجُمَّيْزِيِّ، وجماعةٍ.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 596، ومعجم الشيوخ له 1/ 436.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 587، والإشارة إلى وفيات الأعيان 377، والإعلام بوفيات الأعلام 287، والمعين في طبقات المحدثين 219، ومرآة الجنان خ 4/ 204، ودرة الأسلاك، ورقة 91، وتذكرة النبيه 1/ 118، والمقفى الكبير 1/ 228، والنجوم الزاهرة 7/ 378، والشذرات 5/ 400 (7/ 699).

(3)

منتزه كان به سويقة وحمام وأفران، وبه مسجد كبير فيه بركة وسقاية. يراجع: غوطة دمشق 77، والأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق)151.

ص: 377

وبدمشقَ من ابنِ مَسْلَمة، والسَّدِيدِ مَكِّيِّ بنِ عَلّان، وجماعةٍ. وبحَلبَ من الضِّياءِ صَقْرٍ، والشَّيخ شَرَفِ الدِّينِ ابنِ العَجَمِيِّ، والضِّياءِ مُحمدِ بنِ أبي القاسم الصُّوفيِّ القَزْوِينيِّ، وغيرِهِم.

ومَولدُهُ في أحدِ الرَّبيعَيْن من سنةِ أربع عَشْرةَ وستِّ مئة بقلعةِ لَوْرةَ

(1)

من عَمَلِ إشْبِيليّة.

وسَمِعْنا عليه كثيرًا، من ذلك "سنن النَّسائيِّ" بكَمالِه.

‌ربيع الأول

1193 -

في يوم الأربعاءِ ثالثِ شَهْرِ ربيع الأوّلِ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ ياسينُ

(2)

المَغْربي الحَجّام، ودُفِنَ بمَقابرِ باب شَرقيّ

(3)

.

وكانَ مَشْهورًا بالصَّلاح، وهو صاحُبُ الشَّيخ مُحْيي الدِّينِ النَّواوِيِّ، وكانَ يُعَظِّمُه ولا يُخالِفُه فيما يأمُرُهُ به ويُشيرُ عليه به؛ لِمَا عَلِمَهُ من صَلاحِه.

1194 -

وفي هذا اليوم تُوفِّي الشَّيخُ كمالُ الدِّينِ مُحمدُ

(4)

بنُ عبدِ الرَّحيم بن مُسْلم الطَّبيب، ودُفِنَ يوم الخميسِ بمَقابرِ بابِ الصَّغير.

وكانَ رجُلًا جيِّدًا، صالحًا، كثيرَ العِبادةِ، يُداوِي الفقراءَ بغيرِ أُجرةٍ. وكانَ مُدرِّسًا بمدرسةِ الطِّب بدمشقَ. ولهُ محبّةٌ في قلوبِ الفُقراءِ والصُّلحاء.

1195 -

وفي يوم الأربعاءِ الحادي عَشَرَ من شَهْرِ ربيع الأوّلِ

(1)

لورة: من بلاد الأندلس، تقدم ذكرها.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 601، والمختار من تاريخ ابن الجزري 326، ومرآة الجنان 4/ 206، والبداية والنهاية 13/ 312، وعيون التواريخ 21/ 429، وعقد الجمان 2/ 375، والشذرات 5/ 403 (7/ 704).

(3)

الباب الشرقي في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق)35.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 601، وعيون التواريخ 21/ 431، والوافي بالوفيات 3/ 248.

ص: 378

تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ عَلَمُ الدِّينِ سُلَيمانُ

(1)

الفارِقيُّ الحَنَفيُّ النَّحْويُّ، بالقاهرةِ، ودُفِنَ من يومِه بمَقابرِ بابِ النَّصْر.

1196 -

وفي ليلةِ الأحدِ رابعَ عَشَرَ ربيع الأوّلِ تُوفِّي الأميرُ الكبيرُ العالمُ الفاضلُ ناصرُ الدِّينِ أبو عليٍّ الحَسَنُ

(2)

بنُ شاوُرَ بنِ طَرْخانَ الكِنانِيُّ، ابنُ الفُقَيْسِيِّ، المعروفُ بابنِ النَّقِيب، بالقاهرةِ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح المُقَطَّم.

وكانَ من أعيانِ الشُّعراء. رَوَى عنهُ الشَّيخ شَرَفُ الدِّينِ الدِّمياطيُّ في "معجمه" ولم يتَّفِق لي به اجتماعٌ، ولا كَتبتُ عنهُ شيئًا.

1197 -

وفي ليلةِ الأربعاءِ سابعَ عَشَرَ شَهْرِ ربيع الأوّلِ تُوفِّي الشَّيخُ أبو العبّاس أحمدُ

(3)

بنُ عبدِ الرَّحمن بن عبدِ العزيز بن ظافرٍ الشَّرابيُّ، بمِصْرَ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بالقَرافة.

رَوَى لنا عنِ ابنِ الطُّفَيْل. وكانَ شَرابيًّا بالمارِسْتان المَنْصورِيِّ.

ومَولدُهُ في ثامنَ عَشَرَ صَفَر سنةَ أربع وعشرينَ وستِّ مئة.

1198 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ العشرينَ من شَهْرِ ربيع الأوّلِ تُوفِّي الأميرُ

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 593، والطبقات السنية 4/ 48، ونقل أخباره عن أبي حيان وابن مكتوم، قال التميمي في الطبقات السنية:"مات بالمارستان المنصوري بالقاهرة في حدود سنة تسعين وست مئة".

(2)

ترجمته في: معجم الدمياطي أ/ ورقة 177، وزبدة الفكر 264، والمغرب في حلي المغرب 1/ 258، وتاريخ الإسلام 15/ 590، والمختار من تاريخ ابن الجزري 327، والوافي بالوفيات 12/ 44، وفوات الوفيات 1/ 324، وعيون التواريخ 21/ 421، ودرة الأسلاك، ورقة 112، وتذكرة النبيه 1/ 117، والمقفى الكبير 3/ 324، وعقد الجمان 2/ 376، والمنهل الصافي 5/ 81، والدليل الشافي 1/ 263، وحسن المحاضرة 1/ 569، والشذرات 5/ 400 (7/ 700).

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 585.

ص: 379

الكبيرُ فَخْرُ الدِّينِ أبو أحمدَ أيازُ

(1)

بنُ عبدِ الله الكُرْجيُّ، المعروفُ بالمَقَرِّيِّ

(2)

الصّالحيُّ النَّجْميُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح المُقَطَّم بعد أن صُلِّيَ عليه بالجامع الأزهرِ بالقاهرة.

ورَوَى لنا الحديثَ عنِ ابنِ المُقَيَّر. وكانَ فصيحَ العبارةِ، خَبيرًا كافيًا، عارِفًا بأمورٍ الدَّولة، وتَرسَّلَ في الأيام الظّاهريّةِ إلى صاحبِ اليَمن، وإلى ملوكِ التَّتار والفِرِنْج. وكانَ حاجبًا يَقضِي حَوائج النّاس، ويُعظِّمُ أهلَ العِلْم، ويَعرِفُ حقَّهُم. وكانَت إمرتُهُ في الدَّولةِ المَنْصوريّة. وحَجَّ في آخِر عُمُرِه، وأصلَحَ أمورَهُ، وباعَ كثيرًا من آلاتِ الجُندِيّة، وجَمعَ ذلكَ لورَثَتِه، وماتَ بعدَ قُدومِه منَ الحَجّ.

1199 -

وفي يوم السَّبتِ لتسع بَقِينَ من شَهْرِ ربيع الأوّلِ تُوفِّي الحاجبُ الأجَلُّ غَرْسُ الدِّينِ أبو سَعِيدٍ خُطْلُبا

(3)

بنُ عبدِ الله الأرْمنيُّ القَضائيُّ الزَيْنيُّ، بحَلبَ، ودُفِنَ بالجُبَيْل.

وكانَ حاجبًا للقاضي كمالِ الدِّينِ ابنِ مُعْتِقِه القاضي زَيْنِ الدِّينِ ابنِ الأستاذ.

رَوَى لنا عنِ ابنِ رُوْزْبةَ، وابنِ الزَّبِيدِيِّ. وسَمِعَ أيضًا من ابن اللَّتِّيِّ، وابنِ خليل، وغيرِهِم. وحَدَّثَ بحَلبَ ودمشقَ.

(1)

ترجمته فِى: تالي وفيات الأعيان 15، وتشريف الأيام 257، وتاريخ الإسلام 15/ 589، ونهاية الأرب 31/ 160، والوافي بالوفيات 9/ 458، وعيون التواريخ 21/ 428، ودرة الأسلاك، ورقة 112، وتذكرة النبيه 1/ 121، وتاريخ ابن الفرات 8/ 74، والمقفى الكبير 2/ 320، والمنهل الصافي 3/ 121، والدليل الشافي 1/ 159.

(2)

التقييد عن تاريخ الإسلام، وفي تاريخ ابن الفرات:"المُعَزِّي".

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 592. وابن الأستاذ كمال الدين، أحمد بن عبد الله (ت 662 هـ)، ووالده القاضي زين الدين، عبد الله بن عبد الرحمن (ت 635 هـ) لهما ذكر وأخبار، وأسرتهم كثيرة العلماء.

ص: 380

‌ربيع الآخر

1200 -

في ليلةِ العاشرِ من شَهْرِ ربيع الآخِرِ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ شَرَفُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(1)

بنُ عبدِ الخالق بنِ طَرْخانَ بنِ الحُسَينِ بنِ مُغِيثِ بنِ عَمّارٍ القُرَشيُّ الأمَويُّ الإسكَندَرِيُّ، المعروفُ بابنِ السَّخاوِيِّ، بالإسْكنْدَرِيّة.

وكانَ شيخًا مُكْثِرًا، سَمِعَ من أبي الحَسَن عليِّ ابنِ الخَلّالِ المَكِّيِّ، وأبي الحُسَين ابنِ جُبَيْر، والحافظِ أبي الحَسَنِ عليِّ بنِ المُفَضَّل، وعبدِ الله بنِ عبدِ الجَبّارِ العُثْمانيِّ، وعبدِ الكريم بنِ عَتِيقٍ الرَّبَعيِّ، ويحيى الدَّمَنْهُورِيِّ، ومُحمدِ بنِ عِمادٍ، وغيرِهِم. وأجازَ لهُ أسعدُ بنُ سَعِيد ابنِ رَوْح، وعَفِيفةُ الفارفانِيّة، وعُمَرُ ابنُ طَبَرْزَد، والمُؤيَّدُ ابن الإخْوة، وزاهِرٌ الثَّقَفِيُّ، وعائشةُ بنتُ مَعْمَرِ ابنِ الفاخِر، وعينُ الشَّمْسِ بنتُ أحمدَ بنِ أبي الفَرَج الثَّقَفِيّة، وغيرُهُم.

وكانَ رجُلًا صالحًا، لهُ بُستانٌ خارجَ البلدِ يقومُ بمصالحِه ويَشُقُّ عليهِ التَّسميعُ، وكانَ مُسندَ البلدِ في آخِر عُمُرِه. قرأتُ عليه كتابَ "الأربعينَ" لابنِ المُفَضَل المَقْدِسيِّ التي جَمعَها على طبقاتِ الحُفّاظِ الأربعينَ بسَماعِه منهُ، وعَشْرةُ أجزاءَ أُخَر

(2)

.

ومَولدُهُ في سنةِ أربع وستِّ مئة بالإسْكنْدَرِيّة.

• - ووَصَلَ الشَّيخُ ناصرُ الدِّينِ مُحمدُ ابنُ الشَّيخ شَمْسِ الدِّينِ عبدِ الرَّحمن

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 599، والوافي بالوفيات 3/ 219، وذيل التقييد 1/ 150، والمنهل الصافي 10/ 95، والدليل الشافي 2/ 632. ووالده عبد الخالق (ت 632 هـ)، تاريخ الإسلام 41/ 71.

(2)

قرأها عليه الحافظ المزي أيضًا كما في تاريخ الإسلام، وذكر الحافظ الذهبي في ترجمة ابن المفضل من تاريخ الإسلام 13/ 321 في الآخذين عنه محمد بن عبد الخالق بن طرخان.

ص: 381

المَقْدِسيِّ [إلى دمشقَ]

(1)

منَ القاهرةِ يومَ الاثنينِ الحادي والعشرينَ من شَهْرِ ربيع الآخِرِ، متولِّيًا وكالةَ بيتِ المال عِوَضًا عن الشَّيخ زَيْنِ الدِّينِ ابنِ المُرَحِّل، ومتولِّيًا نَظَرَ الأوقاف، ووكالةَ الخاصِّ السُّلطانيِّ، ومعَهُ تقاليد وخِلَعٌ لَبِسَها في أيام مُتفرِّقة، وتَردَّد النِّاس إلى بابِه، وتَكلَّم في جميع الأُمور

(2)

.

1201 -

وفي ليلةِ الثُّلاثاءِ الثاني والعشرينَ من شَهْرِ ربيع الآخِرِ تُوفِّي الطَّواشيُّ الكبيرُ المُعَمَّرُ الصّالحُ بَدْرُ الدِّينِ أبو الضَّوءِ بَدْرُ

(3)

بنُ عبدِ الله الحَبَشيُّ الأتابِكيُّ عَتِيقُ السِّتِّ أقصَرَةَ، ثم الأشْرفيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بتُربتِه بسَفْح قاسِيُونَ.

رَوَى عنِ ابنِ الزَّبِيدِيّ، وابن صَبّاح، وكريمةَ، وأبي نَصْرِ ابن الشِّيرازِيِّ، ومُكْرَم بنِ أبي الصَّقْر، والسَّخَاوِيِّ، والحافظِ ضياءِ الدِّينِ المَقْدِسيِّ، وشيخ الشُّيُوخ تاج الدِّينِ ابنِ حَمُّوْيَة، وجماعةٍ كبيرة. وكانَ مُحِبًّا لإسماع الحديث، وبيدِهِ أثباتٌ بمَسْمُوعاتِه. وكانَ رجُلًا صالحًا، مُنقطِعًا في بستانٍ لهُ بالسَّهم.

• - ووَقعَ للخَطيب جمالِ الدِّينِ ابنِ عبدِ الكافي حَدَثٌ في الرَّكعةِ الأولى من صلاةِ الجُمُعةِ الخامس والعشرينَ من شَهْرِ ربيع الآخرِ، فاستَخْلَفَ نَجْمَ الدِّينِ مؤذِّنَ النَّجِيبيِّ تَمَّمَ الصَّلاةَ بالنّاسِ وانصَرَفَ هو إلى دارِ الخَطابة، فصَلَّى النّاسُ الجُمُعةَ خَلْفَ إمامَيْن في هذا اليوم

(4)

.

• - ووَصَلَ الشَّيخُ شَمْسُ الدِّينِ ابنُ غانم إلى دمشقَ يومَ السَّبتِ السّادسِ والعشرينَ من شَهْرِ وبيع الآخِرِ منَ القاهرة

(5)

.

(1)

خرم في الأصل والزيادة من "تاريخ ابن الفرات" وغيره.

(2)

الخبر في تاريخ الأرب 31/ 157، والبداية والنهاية 13/ 311، وتاريخ ابن الفرات 8/ 64، والسلوك 1/ 3/ 741.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 590.

(4)

الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 424.

(5)

الخبر في: السلوك 1/ 3/ 741.

ص: 382

• - ووَصَلَ بعدَهُ القاضي جمالُ الدِّينِ ابنُ صَصْرَى يومَ الأربعاءِ سَلْخَ الشَّهرِ مُتولِّيًا النَّظرَ بدمشقَ

(1)

.

1202 -

وفي هذا الشَّهرِ تُوفِّي الشَّيخُ الفَقيهُ تاجُ الدِّينِ عبدُ الوَهّاب

(2)

ابن المُعَلِّم.

وكانَ ساكنًا بالمدرسةِ العادليّة، وأُقْعِدَ في آخِرِ عُمُرِه. وكانَ رجُلًا جيِّدًا، عزيزَ النَّفْس، فَقيرًا.

1203 -

وفيه تُوفِّي عبدُ السَّلام ابنُ الشَّيخ تاج الدِّينِ مُحمدِ

(3)

بنِ عبدِ السَّلام ابنِ المُطَهَّرِ بنِ عبدِ الله بنِ أبي عَصْرُون.

وكانَ يَسْمَعُ معَنا على والدِه، وفيهِ وَلَهٌ وتَغَيُّرٌ.

‌جُمادى الأولى

1204 -

في ليلةِ الخميسِ مُستهلّ جُمادى الأولى ماتَ الشَّيخُ أحمدُ

(4)

بنُ مُحمدِ بنِ أحمدَ بن عيّاشٍ الصّالحيُّ النَّجّارُ الفَقيرُ الحَريريُّ، المعروفُ بالباشِق. دَخَلَ عليهِ الحَرامِيّةُ بيتَه وأخَذُوا ما قَدَرُوا عليه، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ شَرقيِّ تُربةِ الشَّيخ أبي عُمَرَ.

وكانَ حَسَنَ الخُلُق، فَقيرًا، نَظيفًا، مُتنعِّمًا، عارفًا بالأمور، صَديقًا للشَّيخ شَرَف الدِّينِ النّاسخ وجارَهُ.

وهو ابنُ أخي الشَّيخ ناصرِ الدِّينِ نَصْرِ الله ابنِ عَيّاشٍ السَّكاكِينيِّ

(5)

.

(1)

الخبر في المصدر السابق.

(2)

لم أقف على ترجمته.

(3)

لم أقف على ترجمته. لأنه -فيما يظهر- مات شابًّا، فوالده: محمد (ت 695 هـ) بعد ابنه. وجده: عبد السلام (ت 632 هـ) وأسرتهم مشهورة.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 586، وهو من أسرة علمية.

(5)

وعمه نصر الله بن محمد (ت 695 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات شوال.

ص: 383

1205 -

وفي يوم الجُمُعةِ ثاني جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ المُسندُ شِهابُ الدِّينِ أبو الفَرَج نَصْرُ

(1)

بنُ أبي القاسم عبدِ الرَّحمن بن أبي الفَرَج نَصْرِ بنِ علي النّابُلُسيُّ، ودُفِنَ عَصْرَ النَّهارِ بمَقابرِ بابِ الصَّغير.

ومَولدُهُ في رَجَب سنةَ إحدى عَشْرةَ وستِّ مئة بدمشقَ.

سَمِعَ من ابنِ البُنِّ، وابنِ صَصْرَى، وزَيْنِ الأُمناء، وابنِ صَبّاح، وابنِ الزَّبِيدِيِّ، وابنِ اللَّتِّيِّ، ومُحمدِ بنِ حُسَينِ بنِ المجاور، ومُحمدِ بنِ غَسّان، والحافظِ أبي موسى عبدِ الله بنِ عبدِ الغنيِّ، وجماعةٍ. وكانَ مُكثِرًا من المَسمُوعاتِ والشُّيوخ، وكانَ لهُ شِعْرٌ ضَعيفٌ، وله دُكّانٌ عندَ كنيسةِ مريمَ فيها شيءٌ من الأسْطالِ والحِبالِ يُكرِيها ويَتبلَّغُ بذلك. وصارَ شاهدًا في آخِر عُمُرِه.

وهو خالُ القاضي شَرَفِ الدِّينِ ابن المَقْدِسيِّ

(2)

.

• - وفي عاشرِ جُمادى الأولى وَصَلَ من القاهرةِ إلى دمشقَ قاضي القُضاةِ حُسامُ الدِّينِ والصّاحبُ تَقِيُّ الدِّينِ تَوبةُ التَّكرِيتيُّ، وقاضي القُضاةِ جمالُ الدِّينِ مُحمدُ بنُ سُلَيمانَ الزَّواوِيُّ المالكيُّ مُتولِّيًا قضاءَ المالكيّةِ بدمشقَ

(3)

. وكانَ هذا المَنْصِبُ شاغِرًا من ثلاثِ سنينَ ونصفِ من حينِ ماتَ القاضي جمالُ الدِّينِ أبو يَعقوبَ بطريقِ الحِجاز، فباشَرَ القضاءَ والتَّدريسِ وأقامَ المَنْصِبَ والمَذهبَ، وكَثُرَ عليهِ المُتحاكِمُون، وطالَت مُدّتُه، وعَمَرَ المدرسةَ، وظَهرَ في أيامِهِ من مَذهبِ مالكٍ رضي الله عنه ما لم يكن مَعْروفًا.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 600، ومعجم الشيوخ 2/ 354.

(2)

القاضي شرف الدين المقدسي أحمد بن أحمد بن نعمة (ت 694 هـ) ذكره المؤلف في وفيات رمضان.

(3)

الخبر في نهاية الأرب 31/ 157، والبداية والنهاية 13/ 312، وتاريخ ابن الفرات 8/ 71، وتذكرة النبيه 1/ 115. وجمال الدين الزواوي (ت 717 هـ) ترجمته في: ذيول العبر 93، والدرر الكامنة 3/ 448، والنجوم الزاهرة 9/ 239، وقضاة دمشق 243، والشذرات 8/ 82.

ص: 384

‌جُمادى الآخرة

1206 -

في يوم السَّبتِ مُستهلّ جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو إسحاق إبراهيمُ

(1)

بنُ عُثْمانَ بنِ يحيى بنِ أحمدَ المَرّاكُشيُّ اللَّمْتُونيُّ الصِّنهاجيُّ الأصل الدِّمَشْقيُّ المُؤذِّن، كانَ أبوهُ، بالكَلّاسة، ودُفِنَ من يومِه آخِر النَّهار بمَقابرِ الصُّوفيّة بالقُربِ من قبرِ ابنِ سِمِنْدِيار.

ومَولدُهُ في سنةِ تسع وتسعينَ وخَمْسِ مئة بدمشقَ.

سَمِعَ من ابنِ البُنِّ، وابن صَصْرَى، وزَيْن الأُمَناءِ ابنِ عساكِر، وابنِ صَبّاح، والمَجْدِ القَزْوِينيِّ، وفَخْرِ الدِّينِ ابنِ الشَّيْرَجيِّ، وابنِ الزَّبِيدِيِّ، ومُكْرَم ابن أبي الصَّقْر، والفَخْرِ الإرْبِليِّ، والعَلَم ابن الصَّابونيِّ، وجماعةٍ.

وكانَ رجُلًا صالحًا مُباركًا، لهُ دُكّانٌ في سُوقِ الزِّيادة.

وهو أخُو الشَّيخ عليِّ السَّجّان الشَّوّاء الأحْدَب، وسيأتي ذِكْرُه

(2)

. سَمِعْنا منهُما.

1207 -

وفي يوم الأربعاءِ خامس جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الشَّيخُ جمالُ الدِّينِ أحمدُ

(3)

بنُ مُحمدِ بنِ أحمدَ البغداديُّ، بالعُقَيْبةِ، ودُفِنَ بمَقابرِ بابِ الصَّغير.

وكانَ والي العُقَيْبةِ ثم عُزِلَ وافتَقَرَ. وكانَ ابن الخَبّاز يأخُذُ خَطَّهُ في الإجازات.

• - وفي سادس جُمادى الآخرةِ تَولَّى القاضي شرَفُ الدِّينِ ابنُ عِزِّ الدِّينِ، ابنُ الشَّيْرَجِيِّ الحِسبةَ بدمشقَ عِوَضًا عن القاضي جمالِ الدِّينِ ابن صَصْرَى

(4)

.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 588.

(2)

في وفيات ذي القعدة سنة 694 هـ.

(3)

لم أقف على ترجمته.

(4)

الخبر في: نهاية الأرب 31/ 157، وتاريخ الإسلام 15/ 424.

ص: 385

• - ووَلِيَ الشَّيخُ فَخْرُ الدِّينِ عُمَرُ بنُ يحيى الكَرَجِيُّ مَشيخةَ الحديثِ بالمدرسةِ الظّاهريّةِ بدمشقَ، وباشَرَها يومَ الأحدِ تاسعَ جُمادى الآخرةِ عِوَضًا عن الشَّيخ أبي إسحاقَ اللَّوْرِيِّ رحمه الله، وحَضرَ أوّلَ يوم عندَهُ الشَّيخُ تاجُ الدِّينِ وأخُوهُ وجماعةٌ

(1)

.

1208 -

وفي ليلةِ السَّبتِ مُنْتَصفِ جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الشَّيخُ الأمينُ العَدْلُ سَعْدُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ سَعْدُ الخَيْر

(2)

بنُ أبي القاسم عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي الفَرَج نَصْرِ بنِ عليٍّ النّابُلُسيُّ ثم الدِّمَشْقيُّ، في بُستانٍ بظاهرِ دمشقَ عندَ عَينِ الكَرْش

(3)

، وصُلِّيَ عليه ظُهْر السَّبت بجامع العُقَيْبة، ودُفِنَ بمَقابرِ بابِ الصَّغير.

ومَولدُهُ في سنةِ سبعَ عَشْرةَ وستِّ مئة.

سَمِعَ من ابنِ البُنِّ، والحُسَينِ ابن صَصْرَى، وزَينِ الأُمناءِ ابنِ عساكِر، وابنِ صَبّاح، وابنِ الزَّبِيدِيِّ، وابنِ اللَّتِّيِّ، ومُحمدِ بنِ الحُسَينِ بنِ المُجاوِر، ومُحمدِ بنِ غَسّان، وجماعةٍ كبيرةٍ. وخَرَّجَ لهُ ابنُ الخَبّاز "مَشْيخةً". وكانَ سَماعُهُ معَ أخيه الشِّهابِ نَصْر

(4)

، قلَّ أنْ ينفرِدَ أحدُهُما عن الآخَرِ بشيءٍ. وعاشَ هذا بعدَ أخيه شَهْرًا ونِصْف.

وهُما خالا القاضي شَرَفِ الدِّينِ ابنِ المَقْدِسيِّ.

وكانَ هذا يَشهَدُ تحتَ السّاعاتِ بحصيرةِ الشُّباكِ مُدّةً طويلةً. وهُو والدُ نَجْم الدِّين عبدِ الرَّحمن بنِ سَعْدٍ الخَيْر.

(1)

عمر بن يحيى بن عمر الكرجي (ت 690 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات ربيع الآخر.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 592، وعيون التواريخ 21/ 430، والشذرات 5/ 400 (7/ 700).

(3)

لها ذكر في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 157 ذكر مسجدها، والدارس 1/ 408 و 2/ 279.

(4)

أخوه نصر تقدم ذكره في وفيات هذه السنة في جمادى الأولى.

ص: 386

1209 -

وفي يوم الجُمُعةِ الحادي والعشرينَ من جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ شَعْبان

(1)

ابن الشَّيخ يونُسَ بنِ شَعْبانَ بنِ أبي الفَتْح العَدَوِيُّ، ودُفِنَ عَصْرَ النَّهارِ بزاويتِهِ بسَفْح قاسيُونَ عندَ والدِه.

وكانَ رجُلًا صالحًا، يُحبُّ سَماعَ الحديثَ والخَيْر. وسَمِعَ بديارِ مِصْرَ من أصحابِ البُوْصِيريِّ، وحَدَّثَ. وكانَ الطَّلبةُ يَسْمعونَ على جماعةٍ من الشُّيوخ بحُضُورِه في زاويتِه. وهو من بيتِ مشيخةٍ وصلاح، ولهُ عَقِبٌ.

• - ووَصَلَ الشَّيخُ الصَّدْرُ سَيْفُ الدِّينِ أحمدُ بنُ مُحمدِ بنِ جَعْفَرٍ السّامَرِّيُّ من القاهرةِ إلى دمشقَ يوم السَّبت الثاني والعشرينَ من جُمادى الآخِرة.

1210 -

وفي جُمادى الآخرةِ تُوفِّي أحمدُ

(2)

بنُ مُحمدِ بنِ عليِّ بنِ سُنْقُرشاه الحَنَفيُّ.

رأيتُ خَطَّهُ في إجازة، وذَكَرَ أنَّه وُلِدَ بجزيرةِ ابنِ عُمَرَ في سنةِ سبع وستِّ مئة. وما أعرِفُ شيئًا من حالِه.

‌رَجَب

1211 -

في يوم الخميسِ الخامس من رَجَب تُوفِّيت الشَّيخةُ الصّالحةُ أُمُّ عبدِ الله آسيةُ

(3)

بنتُ الشَّيخ زَيْنِ الدِّينِ أحمدَ بنِ عبدِ الدّايم بنِ نِعْمةَ بنِ أحمدَ المَقْدِسيِّ، ودُفِنَتْ يومَ الجُمُعةِ بعدَ الصَّلاةِ بسَفْح قاسِيُونَ عندَ والدِها بتُربةِ الشَّيخ أبي عُمَر رحمه الله.

وكانَت امرأةً صالحةً مباركةً، وحافِظةً للقرآنِ العَزيز، وكانَت تُلَقِّنُ النِّساءَ بالدَّيْر، وبيتُها مَعْمُورٌ، بكَثْرةِ التِّلاوةِ والدِّراسة.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 593.

(2)

لم أقف على ترجمته.

(3)

ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 589. ووالدها أحمد (ت 668 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات رجب.

ص: 387

وتاريخُ إجازتِها في رَمَضانَ سنةَ ستٍّ وستِّ مئة؛ أجازَها أسعدُ بنُ سَعِيدِ بنِ رَوْح، وداودُ بنُ الفاخر، وأبو المَجْدِ زاهرُ بنُ أبي طاهرٍ الثَّقَفِيّ، وعبدُ اللَّطيفِ الخُوارزْميُّ، وأبو القاسم عليُّ بنُ مَنْصور بنِ الحَسَن الثَّقَفِيُّ، وأبو الفُتُوح مُحمدُ بنُ مُحمدِ بنِ الجُنَيْد المُؤدِّبُ، وأبو الغَنائم مُحمدُ بنُ أبي طالبٍ بن أبي الرَّجاءِ بنِ شَهْرَيار، وأبو بكرٍ مُحمدُ بنُ أبي طاهرِ بنِ غانِم بن خالدٍ، وعائشةُ بنتُ مَعْمَرِ بنِ الفاخِر، وجماعةٌ من أصْبَهانَ وغيرِها من بلادِ العَجَم. ومن بغدادَ أبو أحمدَ ابن سُكَينة، وعُمَرَ ابنُ طَبَرْزَد، وعبدُ العزيز ابنُ الأخضرِ وغيرهُم. سَمِعْنا عليها وعلى إخوتِها الخَمْسة

(1)

.

1212 -

وفي يوم السَّبتِ سابعَ شَهْرِ رَجَبٍ تُوفِّي الشَّيخُ الأمينُ العَدْلُ بَدْرُ الدِّينِ أحمدُ

(2)

بنُ أبي بكرِ بنِ يوسُفَ بنِ يحيى بنِ كامل ابنِ خَطيبِ بيتِ الآبار، ودُفِنَ من يومِه بمَقابرِ بابِ الصَّغير، حَضَرْتُ دَفْنَه.

رَوَى لنا عن الفَخْرِ مُحمدِ بنِ إبراهيمَ بنِ سَلْمانَ الإرْبِلِيِّ. وسَمِعَ منَ اليَلْدانِيِّ أيضًا، وابنِ أبي جَعْفَر، وزينبَ بنتِ عبدِ الرَّزاق بنِ يحيى أُمِّ الخُطَباء، وغيرِهِم.

وكانَ رجُلًا جيِّدًا، عَدْلًا، مُتولِّيًا بديوانِ المارِسْتانِ الصَّغير.

وهو أخُو العَفِيفِ والمُوفَّق

(3)

رحمهم الله.

(1)

إخوتها الخمسة هم: أبو بكر (ت 719 هـ)، وعبد الدايم (ت 685 هـ)، وعلي (ت 699 هـ)، وعمر (ت 699 هـ) أيضًا، وعبد الله والد محمد بن عبد الله بن أحمد (ت 728 هـ)، وعبد الله هذا لم يشتهر بالعلم، فلعل خامسهم: خديجة (ت 685 هـ).

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 586، ووالده: أبو بكر بن يوسف بن يحيى (ت 629 هـ)، وعمه: عمر بن يوسف (ت 628 هـ)، وهما من أسرة علمية مشهورة في بلاد الشام.

(3)

أخواه: العفيف محمد بن أبي بكر (ت 686 هـ) ذكر المؤلف في موضعه في وفيات صفر، والموفق عمر بن أبي بكر (ت 697 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات صفر أيضًا.

ص: 388

1213 -

وفي ليلةِ الأحدِ ثامنِ رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ الفَقيهُ العَدْلُ نَجْمُ الدِّينِ أبو زكريّا يحيى

(1)

ابنُ الشَّيخ الإمام المُقْرِئ جمالِ الدِّينِ أبي الحَسَنِ عليِّ بنِ أبي بكرِ بنِ مُحمدِ بنِ موسى بنِ أحمدَ بنِ عبدِ الله التُّجِيبيُّ الأندلسيُّ الشّاطبيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقابرِ بابِ الفَرادِيس، حَضَرْتُ دَفْنَه.

ومَولدُهُ في سابع رَمَضانَ سنةَ اثنتي عَشْرةَ وستِّ مئة بظاهرِ دمشقَ.

وكانَ رجُلًا جيِّدًا، لطيفَ الخُلُق، حَسَنَ العِشْرةِ، فَقيهًا بالمَدارس، وشاهِدًا تحتَ السّاعات.

سَمِعَ منَ الشَّيخ عَلَم الدِّينِ السَّخِاوِيِّ في سنةِ ثمانٍ وعشرينَ وستِّ مئة، ثم إنَّه سَمِعَ بنفسِهِ معَ أولادِهِ كثيرًا من الرَّشِيدِ ابنِ مَسْلمةَ، ومَكِّيِّ بنِ عَلّانَ، واليَلْدانِيِّ، وإسماعيلَ العِراقيِّ، والصَّدْرِ البَكرِيِّ، ومُحمدِ بنِ سَعْدٍ المَقْدِسيِّ، وخطيبِ مَرْدا، وابنِ طَلْحة، وإبراهيمَ بنِ خليل، وجماعةٍ غيرِهِم. وأقامَ مُدّةً نَقيبًا بالمدرسةِ الشّاميّة ظاهرَ دمشقَ. وكانَ الفقهاءُ يُثنُونَ عليه وُيحِبُّونَه.

1214 -

وفي ليلةِ الثُّلاثاءِ السّابع عَشَرَ من رَجَبٍ تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العالمُ الأوحَدُ القُدوةُ الزّاهدُ بَقِيّةُ السَّلفِ تاج الدِّينِ أبو العبّاس أحمدُ

(2)

بنُ مُحمدِ بنِ مُحمدِ بنِ أبي الفَرَج نَصْرِ الله الحَمَوِيُّ الشّافعيُّ، المعروفُ بابنِ المُغَيْزِل، بحَماةَ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بتُربةِ الشَّيخ شَرَفِ الدِّينِ عبدِ العزيزِ الأنصاريِّ شيخ الشُّيوخ.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 601، والوافي بالوفيات 28/ 241، ووالده علي بن أبي بكر (ت 626 هـ) من تلاميذ الشاطبي المشهور، قرأ عليه بالسبع. وابنه: علي بن يحيى (ت 721 هـ) من شيوخ الحافظ الذهبي ذكره في معجمه 2/ 63، ومن ذيول العبر 119، والدرر الكامنة 3/ 212.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 585، وعيون التواريخ 21/ 428، ودرة الأسلاك، ورقة 111، وتذكرة النبيه 1/ 119، والدارس 1/ 403. واشتهر إخوته الثلاثة: عبد اللطيف بن محمد (ت 690 هـ)، وابنه علي بن عبد اللطيف في العام الذي مات فيه أبوه في المحرم.

ص: 389

ومَولدُهُ في سنةِ اثنتينِ وستِّ مئة بحَماةَ.

رَوَى لنا عنِ ابنِ رَوَاحةَ، ولهُ إجازاتٌ من بغدادَ، وديارِ مِصْرَ، ودمشقَ. وكانَ شيخًا جليلًا، عالمًا، صالحًا، مُدرِّسا بالعَصْرُونيّة بحَماةَ، كثيرَ التِّلاوةِ للقُرآن، مُنقطِعًا عن النّاس، مُتولِّيًا أمرَ مَشيخةِ الخانِقاه.

ولهُ أولادٌ أعيانٌ: زَيْنُ الدِّين، وناصِرُ الدِّين، وفَخْرُ الدِّين

(1)

. تَركَ لهُم المَناصِب، واشتَغلَ بنفسِه. وصُلِّيَ عليه بدمشقَ في رابع شَعْبان.

‌شَعْبان

1215 -

في ليلةِ الجُمُعةِ رابع شعْبان تُوفِّي السُّلطانُ الملكُ الصّالحُ علاءُ الدِّينِ عليُّ

(2)

ابنُ السُّلطانِ الملكِ المَنْصورِ سَيْفِ الدِّينِ قَلاوُونَ الصّالحيُّ، ودُفِنَ ضُحَى نهارِ الجُمُعةِ بتُربةِ والدتِه. وتقدَّمَ في الصَّلاةِ عليهِ بالقلعةِ قاضي القُضاةِ، تَقِيُّ الدِّينِ ابنُ بنتِ الأعَزِّ، وصَلَّى عليه خَلْفَهُ والدُهُ السُّلطانُ الملكُ المَنْصورُ، وأخوهُ الملكُ الأشرفُ، والأمراءُ، والنّاسُ، وصُلِّيَ عليه بدمشقَ يومَ الجُمُعةِ حادي عَشَرَ شَعْبان.

وذَكَرَهُ الخَطيبُ في الخُطْبة، وتَرَحَّمَ عليه ودَعا لوالدِه بالثَّباتِ والصَّبْر. وكانَ وَلِيَ العَهْدَ، وخُطِبَ لهُ على المنابرِ معَ والدِه سِنين، وكانَ والدُهُ يُحِبُّهُ ويَختارُهُ. وهُو أستاذُ الأميرِ سَيْفِ الدِّينِ سَلّار

(3)

.

(1)

وكذا قال الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام ولم أعرف الآن من أولاده المذكورين إلا زين الدين، محمد بن أحمد (ت 699 هـ).

(2)

ترجمته في: تحفة الفكرة 263، وتاريخ الإسلام 15/ 597، والمختار من تاريخ ابن الجزري (327)، ونهاية الأرب 31/ 159، وتاريخ ابن الوردي 2/ 234، والبداية والنهاية 13/ 312، وعيون التواريخ 21/ 428، ودرة الأسلاك، 1/ ورقة 81، وتذكرة النبيه 1/ 115، وتاريخ ابن الفرات 8/ 70، والجوهو الثمين 2/ 98، والسلوك 1/ 3/ 744، وعقد الجمان 2/ 377، والنجوم الزاهرة 7/ 377.

(3)

سلار بن عبد الله المنصوري (ت 710 هـ) ذكره المؤلف في وفيات ربيع الآخر.

ص: 390

1216 -

وفي يوم الاثنينِ سابع شَعْبانَ تُوفِّي علاءُ الدِّينِ عليُّ

(1)

بنُ عُمَرَ بنِ نَصْرِ الله، نَسيبُ الشَّيخ رُكنِ الدِّينِ ابنِ أفْتَكينَ، وزَوجُ بنتِ أخيه.

وكانَ يتَولَّى شيئًا من أمرِ المدرسةِ المَسْرُورِيّة.

1217 -

وفي يوم الجُمُعةِ رابع شَعْبان توفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو حَفْصٍ عُمَرَ

(2)

بنِ أبي الحَسَنِ بنِ مُفَرِّج بنِ يوسفَ بنِ حامدِ بنِ حَسّان البَعْلَبكِّيُّ، المُؤذِّنُ، ببَعْلَبَكَّ، ودُفِنَ هناك.

ومَولدُهُ سنةَ أربع عَشْرةَ وستِّ مئة ببَعْلَبَكَّ.

وكانَ رجُلًا صالحًا، أمينًا، عارِفًا بالمَنازل والأوقات. سَمِعَ منَ البهاءِ، عبدِ الرَّحمن المَقْدِسيِّ، وأبي المَجْدِ مُحمدِ بنِ الحُسَينِ القَزْوِينيِّ، وابنِ رَوَاحةَ.

وقدم علينا دمشق، وسمعنا عليه بدمشقَ وبعلبك.

1218 -

وفي يوم الأحدِ ثالثَ عَشَرَ شَعْبانَ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ جمالُ الدِّينِ أبو القاسم عبدُ الرَّحمن

(3)

بنُ أبي البَرَكات عبدِ المُنْعم بنِ خَلَفِ بنِ أبي يَعْلَى اللَّخْميُّ المُنْذِريُّ المِصْرِيُّ، المعروفُ بابنِ الدَّمِيريِّ، بمَنارةِ جامع مِصْرَ، كانَ يُؤذِّنُ، فلمّا فَرَغَ منَ الأذانِ غَلبَتْ عليه الصَّفراءُ، فمالَ فضَربَ الرُّكْنَ في صَدْغِهِ فماتَ، ودُفِنَ بالقَرافة.

(1)

لم أقف على ترجمته، وركن الدين يونس بن علي بن مرتفع بن أفتكين الجميزي المصري الدمشقي العدلي (ت 693 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات رجب، والمدرسة المسرورية ذكرها ابن شداد في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 238 قال بباب البريد:"أنشأها الطواشي شمس الدين الخواص مسرور، وكان من خدام الخلفاء المصريين، وهو صاحب خان مسرور بالقاهرة". وقال النعيمي في الدارس 1/ 455: "وقال الشيخ تقي الدين الأسدي: رأيت بخط شيخنا أنها منسوبة إلى الأمير فخر الدين مسرور الملكي العادلي وقفها عليه شبل الدولة، كافور الحسامي واقف الشبلية". وخان مسرور المذكور في المواعظ والاعتبار 3/ 304.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 598.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 593.

ص: 391

ومَولدُهُ تقريبًا سنةَ ثمانٍ وستِّ مئة بمِصْرَ.

سَمِعَ منَ القاضي زَيْنِ الدِّينِ عليِّ بنِ يوسُفَ الدِّمَشْقيِّ، ورَوَى لنا عنهُ. وأجازَ له الشَّيخُ تاجُ الدِّينِ الكِنْدِيُّ، والشَّيخُ مُوفَّقُ الدِّينِ ابن قُدامةَ، وجماعةٌ.

وهو أخُو مُحْيي الدِّينِ ابنِ الدَّمِيريِّ

(1)

، إمام السُّلطانِ رحمَهُما اللهُ تعالى.

1219 -

وفي يوم الاثنينِ الحادي والعشرينَ من شَعْبانَ تُوفِّي الشَّيخُ الجليلُ عِزُّ الدِّينِ أبو القاسم عبدُ الرَّحمن

(2)

بنُ هِبةِ الله بنِ عبدِ الوَهّابِ الأمْيُوطِيُّ الإسْكنْدَرِيُّ المعروفُ بابنِ القَدّارِ المالكيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقْبُرةِ بينَ المِيْناوِينَ بساحلِ البَحرِ ظاهرَ الإسْكنْدَرِيّة.

ومَولدُهُ تقريبًا سنةَ اثنتي عَشْرةَ وستِّ مئة، أو نحوَها بالإسْكنْدَرِيّة.

سَمِعَ من مُحمدِ بنِ عِمادِ الحَرّانِيِّ، وجَعْفَر الهَمْدانيِّ. وكانَ رجُلًا صالحًا، متعبِّدًا، ولهُ ثروةٌ ويَسارٌ ببلدِه.

سَمِعْتُ منهُ الرّابع من "الخِلَعيّات".

‌رَمَضان

1220 -

في ليلةِ الثُّلاثاءِ سابع رَمَضانَ المُعَظَّم تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العالمُ الخَطيبُ قُطْبُ الدِّينِ أبو الذَّكاءِ عبدُ المُنْعِم

(3)

بنُ يحيى بنِ إبراهيمَ بنِ عليِّ بنِ جَعْفَرِ بنِ عُبيدِ الله بنِ الحَسَنِ بنِ عُبيدِ الله بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عبدِ الله بنِ

(1)

أخوه محيي الدين عبد الرحيم (ت 695 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات المحرم.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 594، والأميوطي: منسوب إلى أميوط من بلاد الغربية بمصر. معجم البلدان 1/ 256.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 595، والإعلام بوفيات الأعلام 287، والإشارة إلى وفيات الأعيان 376، والبداية والنهاية 13/ 312، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 113، وتذكرة النبيه 1/ 119، وعيون التواريخ 21/ 428، وتاريخ ابن الفرات 8/ 74، والسلوك 1/ 3/ 746، والنجوم الزاهرة 7/ 378، والمنهل الصافي 7/ 366، والدليل الشافي 1/ 430، والشذرات 5/ 401 (7/ 701).

ص: 392

مُحمدِ بنِ سَعْدِ بنِ إبراهيمَ بنِ سَعْدِ بنِ إبراهيمَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوْفِ القُرشيُّ الزُّهرِيُّ، خَطيبُ القُدْس. وزُرْتُه في مَرضِ موتِه، وفي ليلةِ موتِه سافَرتُ منَ القُدْس ولم يُقَدَّرْ حُضُورُ جِنازته، وصُلِّيَ عليه منَ الغَدِ بالمسجدِ الأقصى، ودُفِنَ بمَقْبُرةِ ماملّا، وحَضَرَ جَمعٌ كبيرٌ، وحُمِلَ على رؤُوسِ الأصابع.

ومَولدُهُ سنةَ ثلاثٍ وستِّ مئة تقريبًا بنابُلُس.

وخَطبَ بالقُدْس أكثرَ من أربعينَ سنةً. ولهُ شُهرةٌ بتلكَ البلاد. وكانَ حَسَنَ الهيئةِ، جيِّدَ الأداءِ للخُطبةِ، مَهِيبًا، عَزيزَ النَّفْس، وكانَ يُفْتي النّاسَ، ويَذكُرُ التَّفسيرَ من حِفظِهِ في كلِّ يوم في المِحْرابِ بعدَ الصُّبح. سمِعَ من ابنِ مُلاعِب، وابن البَنّاء الصُّوفيِّ، ورَوَى لنا عنهُما.

وأجازَ لهُ المُؤيَّدُ الطُّوسيُّ، وأبو رَوْح الهَرَويُّ، والقاسمُ ابنُ الصَّفّار، وعبدُ الرَّحيم ابنِ السَّمْعانِيِّ، وزَيْنَبُ الشَّعْرِيّةُ، وعبدُ البَرِّ ابنُ الحافظِ أبي العَلاء، وجماعةٌ منَ العَجَم. ومنَ العراقِ أبو أحمدَ ابنُ سُكينةَ، وأبو الفَتْح ابن المَنْدائيِّ، وعُمَرُ ابنُ طَبَرْزَد، وجماعةٌ. ومن دمشقَ الكِنْدِيُّ، وابنُ الحَرَسْتانيِّ.

ورَوَى الحديثَ قديمًا في سنةِ أربع وخمسين وستِّ مئة وبعدَها. سَمِعَ منهُ الأبِيْوَرْدِيُّ، وابنُ الظّاهريِّ، وجماعةٌ منَ الطَّلبة، طَبقةً بعدَ طَبقةٍ. وصَلَّيْنا عليهِ بدمشقَ يومَ الجُمُعةِ سابعَ عَشَرَ شهر رَمَضان.

1221 -

وفي يوم الخميسِ تاسع رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ الجليلُ الفاضلُ المُسندُ شِهابُ الدِّينِ عبدُ الرَّحيم

(1)

بنُ يوسُفَ بنِ يحيى بن يوسُفَ بنِ أحمدَ بنِ سليم، المعروفُ بابنِ خَطيبِ المِزّة، وصُلِّيَ عليهِ منَ الغَدِ خارجَ بابِ زَوِيلةَ، ودُفِنَ بالقَرافةِ الصُّغرى.

(1)

ترجمته في: رحلة ابن رشيد ملء العيبة 3/ 159، وتاريخ الإسلام 15/ 594، والمعين في طبقات المحدثين 219، والعبر 5/ 364، وعيون التواريخ 21/ 430، والوافي بالوفيات 18/ 399، وذيل التقييد 2/ 114، والشذرات 5/ 401 (7/ 701).

ص: 393

وكانَ شيخًا حَسَنَ الأخلاق، فيهِ فضيلةٌ ونَباهةٌ، وعندَهُ صلاحٌ ودِيانةٌ، ويَخدِمُ في بعضِ الدَّواوين.

ومَولدُهُ بسَفْح قاسِيُونَ في ذي القَعْدةِ سنة ثمانٍ وتسعينَ وخَمْسِ مئة.

رَوَى لنا عنِ ابنِ طَبَرْزَد، وحَنْبَل، والشَّيخ أبي عُمَرَ ابنِ قُدامةَ وغيرِهِم. سَمِعْتُ منهُ أحَدَ عَشَرَ جُزءًا. وكتبَ عنةُ الحافظُ زَكيُّ الدِّين عبدُ العظيم المُنذِريُّ شِعْرًا أنشَدَهُ إيّاهُ بظاهرِ مَنْبِج.

• - وفي أوائل شَهْرِ رَمَضان مُسِكَ شَخصٌ نَصرانِيُّ بدمشقَ عندَ امرأةٍ مُسْلمةٍ جميلةٍ، وهم يَشربونَ الخَمرَ نهارًا. فأمرَ نائبُ السَّلطنةِ الأميرُ حُسامُ الدِّينِ لاجِينُ بإحراقِ النَّصرانِيِّ. فبَذلَ في فِداءِ نفسِهِ جُملةً كبيرةً، فلم يَلتفِتْ إلى ذلكَ الأميرُ، وأمرَ بإضرامِّ نارٍ عظيمةٍ وأُلْقي فيها. ومَدَحَهُ على ذلكَ الصَّدْرُ شِهابُ الدِّينِ محمودٌ المُوقِّعُ بقصيدةٍ أولها:

يا مَنْ بهِ وبرَأيِهِ ورَوائِهِ

بَلَغَ المُرادَ الدِّينُ من أعْدائِهِ

(1)

ولمّا وَقَعتْ هذه الواقعةُ كنتُ غائبًا بالقُدْسِ صُحْبةَ الشَّيخ تاج الدِّينِ رحمه الله.

1222 -

وفي يوم السَّبتِ حادي عَشَرَ شَهْرِ رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ رَشِيدُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبدُ الرَّحمن

(2)

بنُ عبدِ الوَهّاب بنِ عَبْدانَ، المعروفُ بالفاخُورِيِّ، وصُلِّيَ عليه ظُهْر النَّهار، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ.

(1)

الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 424، ونهاية الأرب 31/ 158، والبداية والنهاية 13/ 312، وعيون التواريخ 21/ 417، وتاريخ ابن الفرات 8/ 71، وعقد الجمان 2/ 371. واسم الرجل: بدر بن النفيس، وكان كاتبًا للأمير سيف الدين كُجْكُن المنصوري.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 593. والمدرسة التقوية بمصر منسوبة إلى الملك المظفر تقي الدين عمر ابن أخي صلاح الدين. ذكر ذلك المقريزي في المواعظ والاعتبار 3/ 587، في حديثه عن جزيرة الروضة بمصر، وأن الملك اشتراها وبنى المدرسة المذكورة ووقف عليها الجزيرة بكاملها، وذكر المترجم المذكور هنا.

ص: 394

وكانَ شيخًا صالحًا، مُلازمًا لحُضورِ الجماعاتِ بالكَلّاسةِ، ويَسكُنُ بالمدرسةِ التَّقَوِيّةِ، ولهُ عِبادةٌ. ورَوَى الحديثَ عن الشَّيخ تَقِيِّ الدِّينِ ابنِ الصَّلاح. وتَركَ مَبلَغًا منَ المال. سَمِعَ منهُ سِبْطُ إمام الكَلّاسةِ وغيرُه.

• - وفي يوم الأحدِ تاسعَ عَشَرَ شَهْرِ رَمَضانَ ذَكرَ الدَّرسَ بالمدرسةِ القَيْمُرِيّةِ بدمشقَ القاضي علاءُ الدِّينِ أحمدُ ابنُ قاضي القُضاةِ تاج الدِّينِ ابنِ بنتِ الأعَزِّ، عِوَضًا عن الشَّيخ بَدْرِ الدِّينِ ابنِ جَماعةٍ بمُقْتضى توليتِه خَطابةَ القُدْس الشَّريف

(1)

.

• - وفي شَهْرِ رَمَضانَ وَلِيَ الحِسْبةَ بدمشقَ الصَّدْرُ شَمْسُ الدِّينِ ابنُ السَّلْعُوسِ عِوَضًا عن شَرَفِ الدِّينِ ابنِ الشَّيْرَجِيِّ

(2)

.

‌شَوّال

• - وتَوجَّهَ القاضي بَدْرُ الدِّينِ ابنُ جماعةَ إلى القُدْس الشَّريفِ في رابع شَوّالٍ خَطِيبًا به عِوَضًا عن الخَطِيب قُطْبِ الدِّين، وحاكمًا به عِوَضًا عن فَخْرِ الدِّينِ الزُّرَعيِّ. وأقامَ به قريبًا من ثلاثِ سنين، ثم نُقِلَ إلى قضاءِ الدِّيارِ المِصْريّة

(3)

.

• - وتَوجَّهَ الرَّكبُ الشّاميُّ من دمشقَ إلى الحِجازِ الشَّريفِ في يوم الاثنينِ رابع شَوّال، وأميرُهُم مَنْكُورَسُ الظّاهرِيُّ.

(1)

الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 424، والبداية والنهاية 13/ 312، ونهاية الأرب 31/ 157، وتاريخ ابن الفرات 8/ 71، وعيون التواريخ 21/ 419، والسلوك 1/ 3/ 745، والدارس 443. والمدرسة القيمرية أنشأها ناصر الدين الحسين بن علي القيمري الكردي سنة 665 هـ. يراجع: الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 245، والدارس 1/ 441، ومختصره 52، والبداية والنهاية 13/ 250.

(2)

الخبر في: نهاية الأرب 31/ 157، وتاريخ الإسلام 15/ 424، والبداية والنهاية 13/ 312، وعيون التواريخ 21/ 416، وتاريخ ابن الفرات 8/ 71، والسلوك 1/ 3/ 745.

(3)

الخبر في: نهاية الأرب 31/ 156، وتاريخ الإسلام 15/ 424، والبداية والنهاية 13/ 312، وتاريخ ابن الفرات 8/ 71، وتذكرة النبيه 1/ 120، والسلوك 1/ 3/ 745، وعقد الجمان 2/ 373.

ص: 395

1223 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ خامسِ شَوّالٍ تُوفِّيت الشَّيخةُ الصّالحةُ أُمُّ أحمدَ زينبُ

(1)

بنتُ العَلَم أحمدَ بنِ كامل بنِ عُمَرَ بنِ عُثْمانَ المَقْدِسيّةُ، ودُفِنَت من يومِها بسَفْح قاسِيُونَ عندَ مَقبُرةِ الشَّيخ أبي عُمَرَ.

وكانَت امرأةً صالحةً، خَيِّرةً. خفيفةَ الرُّوح، مَحْبوبةً إلى النّاس، دايةً. حَضَرَت على ابنِ طَبَرْزَدَ، وسَمِعَت من ابنِ الزَّبِيدِيِّ، ورَوَتْ لنا عنهُما. وأجازَها من بغدادَ ابنُ سُكينةَ، وابنُ الأخْضرِ وغيرُهُما. ومن أصبهانَ أسعَدُ بنُ سَعِيدِ بنِ رَوْح، وعائشةُ بنتُ مَعْمَرِ بنِ الفاخِر، وأخوها داودُ، وزاهرٌ الثَّقَفِيُّ، وعليُّ بنُ مَنْصورٍ الثَّقَفِيُّ، ومُحمدُ بنُ مُحمد بن الجُنَيْدِ المُؤدِّبُ، وجماعةٌ.

ومَولدُها سنةَ إحدى وستِّ مئة تقريبًا.

• - وفي يوم الأحدِ سابعَ عَشَرَ شَوّال وَصَلَ البريدُ منَ الدِّيارِ المِصْريّة إلى دمشقَ وأخبَر بسَلطنةِ الملكِ الأشرفِ صلاح الدِّينِ خليلِ ابنِ السُّلطانِ الملكِ المَنْصورِ سَيْفِ الدِّينِ قَلاوُونَ وأنَّ والدَهُ أقامَهُ في السَّلطنةِ مَقامَ أخيهِ الملكِ الصّالح رحمه الله، وجَعلَهُ وَليَّ العَهْد، وأمرَ بذِكْرِه في الخُطَبِ على المَنابِر. فدُقَّتِ البَشائرُ لذلكَ بدمشقَ سبعةَ أيام، وحَلَفَ الأُمراءُ، وخُلِعَ على العَسْكر، ورَكِبُوا في المَوكِب بالخِلَع يومَ الاثنينِ الخامسِ والعشرينَ من الشَّهْر. وكانَ الخَطيبُ قد ذَكَرَهُ في الخُطبةِ، ودَعا لهُ يومَ الجُمُعةِ الثاني والعشرينَ منه

(2)

.

(1)

ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 592، والمعين في طبقات المحدثين 219، وذيل التقييد 2/ 267، والشذرات 5/ 404 (7/ 706). قال الحافظ الذهبي:"وهي بنت عم إبراهيم بن حمد بن كامل" ذكره المؤلف في موضعه في وفيات سنة (676 هـ) في جمادى الآخرة.

(2)

تقدم ذكر وفاة الملك الصالح في رابع شعبان من هذه السنة، وكان تنصيب أخيه الملك الأشرف في حادي عشر شعبان. ينظر: نهاية الأرب 31/ 159، وكنز الدرر 8/ 282، وتاريخ الإسلام 15/ 597، وفيه:"إن الولاية في رمضان"، والبداية والنهاية 13/ 312، وتذكرة النبيه 1/ 115، وعيون التواريخ 21/ 429، وتاريخ ابن الفرات 8/ 69، والسلوك 1/ 3/ 745، والنجوم الزاهرة 7/ 320، والجوهر الثمين 2/ 98.

ص: 396

1224 -

وفي ليلةِ الأحدِ الرّابع والعشرينَ من شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ الجليلُ الصَّدْرُ الكبيرُ الخَطيبُ فَخْرُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبدُ العزيز

(1)

ابنُ قاضي القُضاةِ عِمادِ الدِّينِ أبي القاسم عبدِ الرَّحمنِ بنِ عبدِ العَليِّ، ابنُ السُّكَّرِيِّ، المِصْرِيِّ، بالمدرسةِ التي كانَ مُدَرِّسَها بمِصْرَ المعروفةِ بمنازلِ العِزِّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بالقَرافةِ بتُربةٍ لهُم.

ومَولدُهُ في العُشْرِ الأخيرِ من شَعْبانَ سنةَ أربع وستِّ مئة بمِصْرَ.

وكانَ شيخًا جليلًا، من أعيانِ المِصْرِيِّين، تَزوَّجَ ببنتِ الشَّيخ بَهاءِ الدِّينِ ابنِ الجُمَّيْزِيِّ، وتَولَّى مكانَهُ في خَطابةِ جامع الحاكم.

ورَوَى لنا بالإجازةِ عن عَفِيفةَ الفارفانيّة، والمُؤيَّدِ ابنِ الإخْوة، ومَحفوظِ بنِ مَزِيدٍ، وجَعْفَرِ بنِ أبي سَعِيدٍ آمُوسان، وأسْعَدِ بنِ سَعِيدِ بنِ رَوْح، وعائشةَ بنتِ مَعْمَرِ بنِ الفاخِر، وعَيْن الشَّمْس الثَّقَفِيّة.

1225 -

وفي يوم الخميسِ الثّامنِ والعشرينَ من شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أحمدُ

(2)

ابنُ الشَّيخ عبدِ الله بنِ مُحمدِ ابن الشَّيخ الكبير عبدِ الله اليُونِينيُّ، ببَعْلَبَكَّ، ودُفِنَ من يومِه، وصُلِّيَ عليهِ بجامع دمشقَ أوّلَ جمعةٍ من ذي القَعْدة.

وكانَ لهُ إجازةٌ في سنةِ إحدى وثلاثين وستِّ مئة من ابنِ اللَّتِّيِّ، وابنِ رُوْزْبةَ، والأنْجَبِ الحَمّاميِّ، ونَصْرِ بنِ عبدِ الرَّزاق الجِيلِيِّ، وابنِ بَهْرُوزَ وجماعة.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 595، ونهاية الأرب 31/ 161، وعيون التواريخ 21/ 429، وتاريخ ابن الفرات 8/ 75. ووالده القاضي عبد الرحمن بن عبد الأعلى (ت 624 هـ)، وزوجته بنت بهاء الدين الجميزي، علي بن هبة الله (ت 624 هـ)، وولده منها: علي بن عبد العزيز (ت 713 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات صفر.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 585. ووالده عبد الله بن محمد (ت 680 هـ) ذكره المؤلف في وفياتها شهيدًا يوم حمص.

ص: 397

1226 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ التّاسع والعشرينَ من شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ الصَّدْرُ الرَّئيسُ العَدْلُ فَخْرُ الدَّولةِ أبو إسحاقَ إبراهيمُ

(1)

ابنُ الشَّيخ العَدْلِ نَجِيبِ الدَّولةِ أبي العشائرِ فِراس بن عليّ بن زيد، ابن العَسْقَلانِيِّ، وصُلِّيَ عليه عَقِيبَ الجُمُعةِ بجامع دمشقَ، ودُفِنَ بمَقْبُرةِ بابَ الصَّغير جِوارَ المُصَلَّى عندَ والدِه.

ومَولدُهُ في شَهْرِ ربيع الأوّلِ سنةَ ستٍّ وستِّ مئة بدمشقَ.

رَوَى عن زَيْنِ الأُمناءِ ابنِ عساكر، وسَمِعَ أيضًا من عِزِّ الدِّينِ ابنِ عَساكِر، وتاج الدِّينِ القُرطُبيِّ. وكانَ عَدْلًا كبيرًا، من مَشايخ الدِّمَشْقيِّين ورُؤسائِهم.

‌ذو القَعْدة

1227 -

في ليلةِ الاثنينِ ثالثِ ذي القَعْدةِ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو العبّاس أحمدُ

(2)

بنُ أبي بكرِ بنِ عبدِ الباقي بنِ عليِّ بنِ حفاظ الصّالحيُّ، المعروفُ بالبُستانِيِّ، وصُلِّيَ عليه ظُهْرَ الثُّلاثاء بالجامع المُظَفَّرِيِّ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ بتُربةِ الشَّيخ مُوفَّقِ الدِّينِ ابن قُدامة.

ومَولدُهُ في ربيع الآخِرِ سنةَ تسعَ عَشْرةَ وستِّ مئة.

سَمِعَ الحديثَ من ابنِ أبي لُقْمةَ، وابنِ صَصْرَى، والكاشْغَرِيِّ، وابنِ الزَّبِيدِيِّ، وابنِ اللَّتِّيِّ، وأبي المَجْدِ القَزْوِينيِّ، والفَخْرِ مُحمدِ بنِ إبراهيمَ الإرْبِلِيِّ، وابنِ المُقَيَّر، وجَعْفَرٍ الهَمْدانيِّ، وغيرِهِم.

وكانَ رجُلًا صالحًا، لهُ بُستانٌ بالصّالحيّةِ يَزْرعُهُ ويَستَغِلُّهُ. وكانَ مَشْهورًا ببَيْع الهَلْيُونِ الجيِّد.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 588، وعيون التواريخ 21/ 429، ووالده فراس (ت 663 هـ) له ذكر وأخبار.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 586.

ص: 398

1228 -

وفي سَحَرِ يوم السَّبتِ ثامنِ ذي القَعْدةِ تُوفِّي الشَّيخُ الأصيلُ الصّالحُ كمالُ الدِّينِ أبو حَفْصٍ عُمَرُ

(1)

ابنُ الشَّيخ الصَّدْرِ الكبيرِ العَدْلِ عِمادِ الدِّينِ أبي عبدِ الله مُحمدِ بنِ عُمَرَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عبدِ الواحدِ بنِ مُحمدِ بنِ المُسَلَّم بنِ هِلالٍ الأزْدِيُّ الدِّمَشْقيُّ، وصُلِّيَ عليه ظُهْرَ السَّبتِ بالجامع المُظَفَّرِيِّ، ودُفِنَ بتربَتِهم بسَفْح جَبَل قاسِيُونَ.

ومَولدُهُ في شَوّالٍ سنةَ خَمْسٍ وثلاثينَ وستِّ مئة.

وكانَ رجُلًا جيِّدًا، مُنقطِعًا عنِ النّاس. ورَوَى عن الشَّيخ عَلَم الدِّينِ السَّخَاوِيِّ، وشيخ الشُّيوخ تاج الدِّينِ ابن حَمُّوْيَة، والشَّيخ تاج الدِّينِ القُرْطبيِّ، والأخوَيْن أبي المعالي أحمدَ وأبي الفَتْح أسْعَدَ ابنَيْ مُحمدِ بنِ هِبةِ الله الشِّيرازِيِّ، والشَّيخ تَقِيِّ الدِّينِ أبي عَمْرو بنِ الصَّلاح، وشَمْسِ الدِّينِ عُمَرَ بنِ أسْعَدَ ابنِ المُنَجَّى، وعَمِّ والدِه مُخْلِص الدِّينِ عبدِ الواحدِ بنِ عبدِ الرَّحمن بنِ هِلال

(2)

، وجماعةٍ. قرأتُ عليه "مُجابي الدَّعوة"

(3)

لابن أبي الدُّنيا، وغيرَ ذلك.

1229 -

وفي ليلةِ الثُّلاثاءِ حادي عَشَرَ ذي القَعْدةِ تُوفِّي الشَّيخُ الفاضلُ المُسنَدُ نَجيبُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(4)

بنُ أحمدَ بنِ مُحمدِ بنِ المُؤيَّدِ بنِ عليِّ بنِ إسماعيلَ بنِ خَلَفِ بنِ أبي طالبٍ الهَمْذانيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بالقَرافةِ الصُّغرى.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 398. ووالده محمد بن عمر (ت 638 هـ)، وهو من بيت مشهور بالعلم. قال الحافظ الذهبي في ترجمة محمد في تاريخ الإسلام 14/ 181: "من بيت كبير قديم". ونقل عن الحافظ المنذري قوله: "حدث من أهل بيته جماعة".

(2)

عمه مخلص الدين (ت 641 هـ) ترجمته في: ذيل الروضتين 173، والعبر 5/ 169، وتاريخ الإسلام 15/ 385، والنجوم الزاهرة 6/ 349، والشذرات 7/ 367.

(3)

مجابو الدعوة لابن أبي الدنيا (ط).

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 598، وذيل التقييد 1/ 82، والمقفى الكبير 4/ 275، وحسن المحاضرة 1/ 384، والشذرات 5/ 402 (7/ 703).

ص: 399

ومَولدُهُ في مُستهلِّ ذي القَعْدةِ سنة اثنتَيْن وستِّ مئة.

وسَمِعَ بنفسِه، وقَرأ "سُننَ النَّسائي" بكمالِه على أبي بكرِ ابنِ باقا. ومن شُيوخِه مُكْرَم بنُ أبي الصَّقْر، وعليُّ بنُ إسماعيلَ بنِ جُبارةَ الكِنْدِيُّ، وعبدُ القويِّ ابنُ الجَبّاب، والقاضي زَيْنُ الدِّينِ الدِّمَشْقيُّ.

وأجازَ لهُ عُمَرُ ابنُ طَبَرْزَدَ، وعَفِيفةُ الفارفانيّة، وأسْعَدُ بنُ رَوْح، وعبدُ العزيزِ ابنُ الأخْضَر، وابنُ مَنِينا، وابنُ الدَّبِيقيِّ، وابنُ هَبَل الطَّبيبُ، وسُلَيمانُ ابنُ المَوْصِليِّ، وأخُوه عليٌّ، وجماعةٌ. وكانَ كاتبًا في آخِرِ عُمُرِه في بعضِ الدَّواوين، ويُعرَفُ بالنَّجِيبِ ابنِ العَجَمِيِّ. وهو ابن عَمِّ شيخِنا الأَبَرْقُوهيِّ رحمَهُما الله تعالى.

1230 -

وفي ليلةِ الثُّلاثاءِ ثامنَ عَشَرَ ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ الحاجُّ أيّوبُ

(1)

بنُ مَنْصورِ بنِ وزيرٍ المَقْدِسيُّ، بالقُدس الشَّريف، وهو والد الفقيه الإمام علاء الدِّين علي المَقْدِسيّ المُقيمُ بالباذِرائيّة.

وكنّا اجتمَعْنا به بالقُدْس الشَّريف، وأضافَنا في دارِه.

1231 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ الخامسِ والعشرينَ من ذي القَعْدةِ تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ الفاضلُ تاجُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبدُ الغنيِّ

(2)

بنُ يوسُفَ بنِ عبدِ الغَنيِّ بنِ موسى بنِ عبدِ الله بنِ مُحمدٍ الجُذاميُّ الإسكَندَرِيُّ، المعروفُ بابنِ غَنُّوم، ودُفِنَ بمَقْبُرةِ المِيناوِينَ ظاهرِ الإسْكنْدَرِيّة.

وكانَ رجلًا فاضلًا، ولهُ شِعرٌ جيِّدٌ، ومن أعيانِ بلدِه. ورَوَى عن مُحمدِ بنِ عِمادٍ الحَرّانِيِّ وغيرِه.

ومَولدُهُ في العُشْرِ الأوّلِ من ذي القَعْدةِ سنةَ سَبعْ وستِّ مئة بالإسْكنْدَرِيّة.

(1)

أيوب لم أقف على ترجمته.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 595.

ص: 400

قَرأتُ عليه الحادي عَشَرَ من "الخِلَعيّات" بدارِه بالإسْكنْدَرِيّة.

1232 -

وفي سَلْخ ذي القَعْدةِ تُوفِّي الشَّيخُ زَيْنُ الدِّينِ البُوشِيُّ

(1)

، بالقاهرة.

سَمِعَ وحَدَّثَ. كذا وَرَدَ عَلَيَّ كتابٌ بمَوتِه، ولم أعلمْ شيئًا من حالِه، ولا من مَرْويّاتِه.

‌ذو الحِجّة

1233 -

في ليلةِ الاثنينِ مُستهلّ ذي الحِجّةِ أو ثاني الشَّهْر تُوفِّي الشَّيخُ عِزُّ الدِّينِ أبو عُمَرَ عبدُ الرَّحمنِ

(2)

ابنِ الشَّيخ الإمام الحافظِ زكيِّ الدِّينِ أبي مُحمدٍ عبدِ العظيم بنِ عبدِ القويِّ بن عبدِ الله المُنْذَرِيُّ، وصُلِّيَ عليهِ منَ الغَدِ ظاهرِ بابِ زَوِيلةَ، ودُفِنَ عندَ والدِه بسَفْح المُقَطَّم.

ومَولدُهُ في العشرينَ من شَهْرِ ربيع الآخِرِ سنةَ إحدى وثلاثينَ وستِّ مئة بالجامع الظّافِريِّ بالقاهرة.

سَمِعَ من عليِّ بنِ مُختارِ بنِ نَصْرٍ العامِرِيِّ، ورَوَى لنا عنهُ. وسَمِعَ أيضًا منَ الحَسَنِ بنِ دينار، وابنِ المُقَيَّر، ويوسُفَ ابنِ المَخِيليّ، وابنِ الجُمَّيْزِيِّ، وغيرِهِم.

1234 -

وفي يوم الاثنينِ ثاني ذي الحِجّةِ تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ جمالُ الدِّينِ أبو العبّاس أحمدُ

(3)

بنُ مُحمدِ بنِ أبي سَعْدِ بنِ سعِيدٍ الواسِطيُّ، بدمشقَ، ودُفِنَ بمَقابرِ بابِ الصَّغير.

ومَولدُهُ في ثامنَ عَشَرَ شَعْبانَ سنةَ خَمْسٍ وستِّ مئة.

سَمِعَ منَ الشَّيخ تَقِيِّ الدِّينِ ابنِ باسُوْيَة المُقْرِئ الواسِطيِّ، ورَوَى لنا عنهُ. وأجازَ لهُ ابنُ أبي لُقْمةَ، والحُسَينُ بنُ صَصْرَى، وزَيْنُ الأمناءِ ابنُ عَساكِر،

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 593.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 586، وذكر مولده في 13/ 126.

ص: 401

وجماعةٌ. وكانَ شاهِدًا تحت السّاعات، وإمامًا بقريةِ كَفْرُ سوسية من غُوطةِ دمشقَ.

1235 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ ثالثَ عَشَرَ ذي الحِجّة تُوفِّي الشَّيخُ جمالُ الدِّينِ أبو العبّاس أحمدُ

(1)

ابنُ الشَّيخ حُسام الدِّينِ أبي بكرٍ بنِ سُلَيمانَ بنِ عليِّ بنِ سالم ابنِ الحَمَوِيِّ، بدُوَيْرةِ حَمَدٍ بدَرْبِ السِّلسلةِ بدمشقَ، وصُلِّيَ عليه عَقِيبَ صلاةِ الجُمُعةِ بجامع دمشقَ، ودُفِنَ بسَفْح جَبَل قاسِيُونَ.

ومَولدُهُ سنةَ اثنتينِ وستِّ مئة تقريبًا. وحَضَرَ على ابنِ طَبَرْزَدَ وهو في الثانيةِ من عُمْرِه. وسَمِعَ منَ الكِنْدِيِّ، وابنِ الحَرَسْتانِيِّ، وعبدِ الجليل ابنِ مَنْدُوْيَة، وأبي القاسم أحمدَ بنِ عبدِ الله السُّلَمِيِّ العَطّار، وأبي المَجْدِ القَزْوِينيِّ، وابنِ الزَّبِيدِيِّ، وجماعةٍ.

وأجازَ له مَنْصورٌ الفُراويُّ، والمُؤيَّدُ الطُّوسيُّ، وعبدُ القادرِ الرُّهاوِيُّ، وابنُ هَبَل الطَّبيبُ، وأحمدُ بنُ الحَسَنِ العاقُوليُّ، والحُسَينُ بنُ سَعِيدِ بن شُنَيفٍ، وعَيْنُ الشَّمْس الثَّقَفِيّة، وحَفصةُ بنتُ مُحمدِ بن أبي زَيْدِ حَمَكا، ومُحفوظُ بنُ مَسْعودِ بنِ مَزْيَد، والقاسمُ ابنُ الصَّفّار، وعبدُ اللَّطيفِ بنُ مُحمدِ بنِ ثابتٍ الخُوارِزْميُّ، وأبو رَوْح عبدُ المُعِزِّ الهَرَويُّ، وزَيْنَبُ الشَّعْرِيّةُ، وجماعةٌ من بلادٍ عديدةٍ، وحَدَّثَ هُو وجماعةٌ من أقاربِه.

وكانَ رجلًا حَسَنًا يَشهدُ على القُضاة، ويُلازمُ حُضورَ الجَماعات، ويُكثِرُ الصَّلاةَ والتَّنفُّلَ بالجامع. ومع هذا كلِّهِ كانَ مَشْهورًا بالتَّساهل في الشَّهادات. ووَقَعَ في آخِرِ عُمُرِه في واقعةِ قاضي القُضاةِ عِزِّ الدِّينِ ابنِ الصّائغ، وشَهِدَ

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 586، والإشارة إلى وفيات الأعيان 376، وذيل التقييد 1/ 300، وشذرات الذهب 5/ 400.

ص: 402

عليه، ومَقَتَهُ النّاسُ كثيرًا من ذلكَ الوَقْت، وعُزِّرَ بعدَ ذلك، وأُخْرِقَ به. ولم يَزلْ خامِلًا خَجِلًا منَ النِّاسِ إلى أن ماتَ عفا اللهُ عنه.

1236 -

وفي ليلةِ السَّبتِ الحادي والعشرينَ من ذي الحِجّةِ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ طَلحةُ

(1)

بنُ قَرُورِ بنُ حازم السَّوادِيُّ، بالمارِسْتان الكبير، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقابرِ بابِ الصَّغير.

وكانَ مُقيمًا بالجامع خَلْفَ مِحْراب الحنابلة. وهو مَعروفٌ بالصَّلاح، ويُطْعِمُ الفُقراءَ. وسَمِعَ الحديثَ على الشُّيوخ رحمه الله.

1237 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ السّابع والعشرينَ من ذي الحِجّةِ تُوفِّي الشَّيخُ الفَقيهُ الإمامُ الفاضلَ بَهاءُ الدِّينِ أبو بكرٍ

(2)

ابنُ الشَّيخ أبي البقاءِ حياةُ بنُ يحيى بنِ مُحمدِ الرَّقِّيُّ الشّافعيُّ، بالمدرسةِ الشّاميّةِ ظاهرَ دمشقَ، وصُلِّيَ عليهِ عَقِيبَ صلاةِ الجُمُعةِ بجامع العُقَيْبة، ودُفِنَ بسَفْح قاسيونَ قُبالةَ الرِّباطِ النّاصِرِيِّ.

ومَولدُهُ في ربيع الأوّلِ سنةَ اثنتينِ وعشرينَ وستِّ مئة بالرَّقّة.

سَمِعَ ببغدادَ من أبي الحَسَنِ المُباركِ بنِ أبي بكرٍ مُحمدِ بنِ مَزْيَدِ بنِ هِلالٍ الخَوّاص، والإمام مُحْيي الدِّينِ أبي مُحمد يوسُفَ ابنِ الشَّيخ أبي الفَرَج ابنِ الجَوْزيِّ، وغيرِهِما.

وكانَ مُعيدًا بالمدرسةِ العادليّةِ الصَّغيرة. وكانَ حَسَنَ الخُلُق، مُطْرِحَ التَّكلُّف.

وحَدَّثَ بحِمصَ، سَمِعَ منهُ ابنُ فَرَج، والدَّوَادَارِيُّ، وأخُوهُ الأكبرُ القاضي تَقِيُّ الدِّينِ ابنُ حياة، وجماعةٌ.

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 602.

ص: 403

1238 -

وفي اللَّيلةِ المذكورةِ تُوفِّي الأميرُ جمالُ الدِّينِ آقُوشُ

(1)

الباخِليُّ أستاذُ دارِ السُّلطان.

1239 -

وفيها تُوفِّي والدُ شَرَفِ الدِّينِ ابن نَبْهانَ الكاتبُ

(2)

.

1240 -

وفي هذه السَّنةِ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ بَقِيّةُ السَّلفِ شَمْسُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(3)

بنُ عليِّ بنِ أبي بكرِ بنِ مُحمدٍ الواسطيُّ المُقْرِئُ في أحدِ الجُمادَيْن منها بقريةٍ بحَورانَ، ودُفِنَ هناك.

ومَولدُهُ في عاشرِ المُحَرَّم سنةَ أربع وستِّ مئة.

وكانَ رجلًا صالحًا، مُباركًا. سَمِعَ من أبي الفُتُوح ابن الجَلاجِليِّ، والشَّيخ مُوفَّقِ الدِّين ووَلِدهِ مَجْدُ الدِّينِ عيسى، وابنِ الزَّبِيدِيِّ، وغيرِهِم. وأجازَهُ في سنةِ سَبْع وستِّ مئة أبو اليُمْن زَيْدُ بنُ الحَسَنِ الكِنْدِيُّ، وأبو الفُتُوح ابنُ البَكريِّ، وغيرُهُما.

(1)

له ذكر في السلوك للمقريزي 2/ 120 (ط. العلمية).

(2)

لم أقف على ترجمته.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 600.

ص: 404

‌سنة ثمانٍ وثمانينَ وستِّ مئة

‌المُحَرَّم

1241 -

في ليلةِ الأربعاءِ ثامنِ المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو إسحاقَ إبراهيمُ

(1)

بنُ سَلامةَ بن أبي بكرٍ الرَّقِّيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بتُربةِ خادِم البَيْسَرِيِّ خارجَ بابِ البَرقيّة.

وكانَ رجُلًا جيِّدًا، ورافَقَني في السَّماع بالقاهرة، وسَمِعَ معي كثيرًا. وسَمِعَ أيضًا بدمشقَ على جماعةٍ.

• - وفي يوم الثُّلاثاءِ خامسَ عَشَرَ مُحَرَّم سافَرَ من دمشقَ إلى القاهرةِ شَمْسُ الدِّينِ ابنُ السَّلْعُوس، واستنابَ عنهُ في الحِسْبةِ بدمشقَ تاجَ الدِّينِ ابنَ الشِّيْرازِيِّ، فلمّا وَصَلَ إلى القاهرةِ باشَرَ نَظَرَ ما يَتعلَّقُ بالملكِ الأشرفِ بالدِّيارِ المِصْريّةِ والشّاميّةِ وتَرَقَّتْ حالُه عندَه، وواصلَهُ بالخِلَع والأموال، وأقبلَ عليه، ورَفَعَ من قَدْرِه

(2)

.

1242 -

وفي يوم الجُمُعةِ الثّامنِ عَشَرَ من المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ الجليلُ العَدْلُ فَخْرُ الدِّينِ أبو المَكارِم خَطّابُ

(3)

بنُ مُحمدِ بنِ أبي الكَرَم بن خَطّابِ بنِ أحمدَ بنِ كَنانةَ المَوْصِليُّ التّاجرُ، ودُفِنَ يومَ السَّبتِ بمَقابرِ الصُّوفيّة.

سَمِعَ بدمشقَ من العَدْلِ أبي الغَنائم سالم بن صَصْرَى، وبالقاهرةِ منِ ابنِ رَوَاج، وفَخْرِ القُضاةِ أحمدَ ابنِ الجَبّاب. وكانَ رجُلًا جيِّدًا، تاجرًا، ثمّ اقتصَرَ على ما يَحصُلُ لهُ من مِلكِه، وضَعُفَ حالُهُ في آخِرِ عُمُرِه رحمه الله. سَمِعْتُ منهُ "الثَّقفِيّات" وغيرَها.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 604.

(2)

الخبر في: كنز الدرر 8/ 287، وعقد الجمان 2/ 286.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 606.

ص: 405

1243 -

وفي هذا التّاريخ تُوفِّي الفَقيهُ زَيْنُ الدِّينِ بَركةُ

(1)

بنُ عليِّ بنِ ظاهرٍ السُّلَميُّ، ودُفِنَ بباب الصَّغير.

وكانَ فقيهًا بالمدرسةِ الباذَرائيّة، ويَنسَخُ ويكتُبُ خطًّا جيِّدًا. وسَمِعَ معَنا "صحيح مسلم" وغيرَ ذلك.

‌صَفَر

1244 -

في يوم الجُمُعةِ عاشرِ صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو الفِداءِ إسماعيلُ

(2)

ابنُ الشَّيخ عليِّ بنِ إبراهيمَ بنِ طلحةَ بنِ عبدِ الله بنِ عبدِ الكافي المَقْدِسيُّ، المعروفُ بابنِ الحَنْبليِّ، ودُفِنَ من يومِهِ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ رجُلًا صالحًا، سَمِعَ من مُحمدِ بن غَسّان، ورَوَى لنا عنهُ. وسَمِعَ أيضًا من الحافظِ ضياءِ الدِّينِ المَقْدِسيِّ، وابنِ المُقَيَّر، وإبراهيمَ ابنِ الخُشُوعيِّ، وغيرِهِم. ورَوَى عمّاهُ ووالدُهُ عن الخُشُوعيِّ.

ومَولدُهُ في سنةِ اثنتينِ وعشرينَ وستِّ مئة.

سَمِعتُ عليه العشرينَ من "فوائد النَّسِيب"

(3)

عنِ ابنِ غَسّان.

1245 -

وفي هذا التّاريخ تُوفِّيَت امرأةٌ بغداديةٌ، زوجةُ الشَّيخ الفَقيهِ شَمْسِ الدِّينِ مُحمدٍ البغداديِّ، المُلقَّب بنِفْطُوْيَة

(4)

، ودُفِنَت ببابِ الصَّغير. وكانَت امرأةً مُباركةً، فُتِحَ عليها كلامٌ جيِّدٌ كثيرٌ من غيرِ اشْتِغال.

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 605، والمقصد الأرشد 1/ 269.

(3)

علي بن إبراهيم بن العباس بن الحسن بن الحسين الحسيني الدمشقي (ت 508 هـ). يراجع: سير أعلام النبلاء 19/ 358. انتخب عليه الخطيب البغدادي عشرين جزءًا عرفت بفوائد النسيب وهي في المكتبة الظاهرية بدمشق "الفوائد المنتخبة الصحاح والغرائب" رقم (40/ 9 مجاميع).

(4)

لم أقف على ترجمتها ولا على ترجمة زوجها.

ص: 406

وحَضَرَ عندَها جماعةٌ منَ الفُضلاءِ والصُّلحاء، وأثْنَوا عليها، وقالوا: هذهِ امرأةٌ مَفتوحٌ عليها. وقَصَدَها النّاس، وصار لزوجِها مكانةٌ بسبَبها.

• - وفي يوم السَّبتِ الحادي عَشَرَ من صَفَر دَخَلَ الحُجّاجُ إلى دمشقَ، وأميرُهُم الأميرُ [رُكنُ]

(1)

الدِّينِ مَنْكورَسُ الظّاهرِيُّ.

• - وفي يوم الاثنينِ ثالثَ عَشَرَ صَفَرٍ وَصَلَ السُّلطانُ الملكُ المَنْصورُ سَيْفُ الدِّينِ قَلاوونُ إلى دمشقَ بالعساكرِ المَنْصورة، وتَوجَّه منها في يوم الاثنينِ العشرينَ من صَفَرٍ بالعَساكر المِصْريّة والشّاميّةِ قاصدِينَ طَرابُلُس يَسَّرَ اللهُ فَتْحَها. وتَوَجَّهَ بعدَهُ جماعةٌ من المُتطوِّعةِ لحُضورِ هذهِ الغَزاة، منهُم: قاضي القُضاةِ نَجْم الدِّينِ الحَنْبليُّ، والشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ ابنُ الواسطيِّ، وشِهابُ الدِّينِ ابنُ الشَّرَفِ حَسَن، وجماعةٌ منَ الحَنابلة. وكانَ سفرُهُم في الخامسِ والعشرينَ من صَفَر

(2)

.

1246 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ الثّامنِ والعشرينَ من صَفَرٍ تُوفِّي الشَّيخُ عَلَمُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ قَيصَرُ

(3)

بنِ عبدِ الله الفَرّاشُ المُسْتَنْصِريُّ الباذَرائيُّ، ودُفِنَ من يومِهِ بسَفْح جَبَل قاسِيُونَ، وكانَ قد قاربَ السَّبعين.

وذَكَرَ أنَّه حُرُّ الأصل، وأنَّ اسمَهُ أوّلًا مُحمدُ بنُ أحمدَ، وأنَّ والدَهُ من هَمَذان. وكانَ فرّاشًا بالمدرسةِ الباذَرائيّة.

سَمِعَ من أبي بكرٍ مُحمدِ بنِ سَعِيدِ ابنِ الخازنِ ببغدادَ، ورَوَى لنا عنهُ. وسَمِعَ منهُ ابنُ جَعْوانَ، وابنُ الخَبّاز، وأحمدُ بنُ سامةَ، والمِزِّيُّ، والوَجِيهُ السَّبْتيُّ، وجماعةٌ.

(1)

بياض في الأصل، ولعله المذكور في وفيات ربيع الآخر من هذه السنة.

(2)

الخبر في: كنز الدرر 8/ 283، ونهاية الأرب 31/ 47، والبداية والنهاية 13/ 313، وتاريخ ابن الفرات 8/ 80، والسلوك 1/ 3/ 747.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 614.

ص: 407

‌ربيع الأول

• - ووَصَلَ السُّلطانُ الملكُ المَنْصورُ والعساكرُ المَنْصورةُ الإسلاميةُ إلى طَرابُلُس، وخَيَّمُوا عليها في يوم الجُمُعةِ مُستهلِّ ربيع الأوّلِ، ونَصَبُوا عليها المَجانِيقَ، وضايَقُوها مُضايقةً شديدةً

(1)

.

1247 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ الثاني عَشَرَ من ربيع الأوّلِ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ كمالُ الدِّينِ أبو حامدٍ مُحمدُ

(2)

ابنُ الشَّيخ الإمام الزّاهدِ العارفِ شَرَفِ الدِّينِ أبي حفصٍ عُمَرَ بن عليِّ بنِ الأسْعَدِ بنِ مُرْشدٍ الحَمَويُّ الأصل الضَّريرُ المُقْرِئ، المعروفُ بابنِ الفارِض، بالقاهرةِ، ودُفِنَ منَ الغَد. وكانَ إمامَ مسجدٍ بدَرْبِ شَمْسِ الدَّولة

(3)

.

سَمِعَ من ابنِ رَوَاجِ. وأجازَ لهُ أبو رَوْح عبدُ المُعِزِّ الهَرَويُّ، والمُؤيَّدُ الطُّوسيُّ، وجماعةٌ. وخَرَّجَ لهُ الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ عُبيدٌ الإسْعِرْدِيُّ "جُزءًا" عن شُيوخِه بالإجازة، قَرأتُ عليه "الأربعين" لابنِ سُفْيانَ

(4)

بإجازتِهِ من المُؤيَّد، وزينبَ.

(1)

الخبر في: زبدة الفكرة 266، وكنز الدرر 8/ 283، ونهاية الأرب 31/ 46، وتاريخ ابن الفرات 8/ 80، ويراجع: المختصر في أخبار البشر 2/ 357، والفضل المأثور 149، وتاريخ الإسلام 15/ 424، ومسالك الأبصار 27/ 450، وتاريخ ابن الوردي 2/ 335، ومرآة الجنان 4/ 207، والبداية والنهاية 13/ 313، وتذكرة النبيه 1/ 122، وتاريخ ابن خلدون 5/ 476، والجوهر الثمين 2/ 98، والسلوك 1/ 3/ 747، وعقد الجمان 2/ 380، والنجوم الزاهرة 7/ 321.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 619. ووالده: عمر بن علي شرف الدين ابن الفارض الصوفي (ت 632 هـ)، صاحب الديوان المشهور، ترجمته في: وفيات الأعيان 3/ 454، وسير أعلام النبلاء 22/ 129، والعبر 5/ 129، والشذرات 7/ 261. وأطال في ترجمته لميله إلى مذهبه فىِ التصوف.

(3)

درب الشمس في المواعظ والاعتبار 3/ 108.

(4)

تقدم ذكره.

ص: 408

• - وفي هذا التّاريخ وَعَظَ الشَّيخُ نَجْمُ الدِّينِ مَعتُوقُ بنُ محفوظٍ، ابنُ البُزُورِيِّ بجامع دمشقَ. وكانَ فاضلًا، مَشكورًا في الوَعْظ، حَسَنَ العبارة، كثيرَ المَحْفوظ

(1)

.

1248 -

وفي يوم الأربعاءِ ثالثَ عَشَرَ شهر ربيع الأوّلِ تُوفِّيت الشَّيخةُ فاطمةُ

(2)

بنتُ الشَّيخ إبراهيمَ الزُّعْبيِّ، ودُفِنَت بمَقابرِ بابِ تُوْما، وحَضَرَ جنازَتَها خَلْقٌ كثيرٌ.

وكانَت فقيرةً مشهورةً، وهي زوجةُ الشَّيخ نَجْم الدِّينِ ابنِ إسرائيلَ -رَحمَهُ اللهُ تعالى-.

1249 -

وفي شَهْرِ ربيع الأوّلِ تُوفِّي الأميرُ عِزُّ الدِّينِ مَعنٌ

(3)

، واسمه أيْبَكُ السَّيْفيُّ، أميرُ شَكار، جاءَهُ سَهْمٌ في عينِه وخالطَ دماغَهُ فاستُشْهِدَ على طَرابُلُس، ودُفِنَ عندَ قُبورِ الشُّهداء.

وكانَ رجُلًا خيِّرًا، ولهُ حُرمةٌ وافرةٌ عندَ السُّلطانِ الملكِ المَنْصورِ ومكانةٌ.

وماتَ في عَشْرِ السَّبعينَ رحمه الله.

1250 -

وفي هذا الشَّهْرِ تُوفِّي الأميرُ رُكْنُ الدِّينِ مَنْكُورَسُ

(4)

الفارِقانِيُّ، اسْتُشهِدَ أيضًا على طَرابُلُس، أصابَه حَجَرُ مَنْجَنيقٍ وهو فوقَ السِّتارةِ يُحَذّر فقَتلَهُ. ودُفِنَ أيضًا عندَ الشُّهداء. وكانَ رجُلًا خيِّرًا، مَشْكورَ السِّيرة، مُجْتهِدًا في الغَزاة.

(1)

الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 430.

(2)

ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 613، والدها: إبراهيم بن أبي بكر (ت 656 هـ)، وزوجها المذكور: محمد بن سوار بن خضر، نجم الدين بن إسرائيل (ت 677 هـ) ذكره في وفيات ربيع الآخر.

(3)

ترجمته في: زبدة الفكرة 267، وتاريخ الإسلام 15/ 622، والمختار من تاريخ ابن الجزري 448، وتاريخ ابن الفرات 8/ 89، وعقد الجمان 2/ 391، والسلوك 1/ 3/ 747.

(4)

ترجمته فِى: زبدة الفكرة 267، وتاريخ الإسلام 15/ 622، والمختار من تاريخ ابن الجزري 448، وتاريخ ابن الفرات 8/ 89، والسلوك 1/ 3/ 747، وعقد الجمان 2/ 291، والدليل الشافي 2/ 746.

ص: 409

‌ربيع الآخر

• - في يوم الثُّلاثاءِ رابع ربيع الآخِرِ فُتِحَت طَرابُلُس، وكانَ ذلكَ في السّاعةِ الرّابعةِ منَ النَّهار. وشَمِلَ القَتْلُ والأسْرُ جميعَ مَن فيها، وغَرِقَ بعضُهُم في المِيناء، ونُهِبَ فيها منَ الأموالِ والذَّخائِر والمتاجِر وغيرِ ذلك ما لا يُوصَفُ، ثم أُحْرِقَت وخُرِّبَ سُورُها، وكانَ من أعْظَم الأسوارِ وأمنَعِها. وتَسَلَّمَ السُّلطانُ البَثَرُونَ وأنَفةَ

(1)

، وجميعَ ما في تلكَ الخُطّةِ منَ الحُصُونِ والمَعاقِل. وبعدَ خَرابِ طَرابُلُسَ أمرَ السُّلطانُ بتَجديدِ مدينةٍ على مَيلٍ منْ طَرابُلُس، فبُنِيَت وسَكَنَها النّاس. وحَصلَ عَقِيبَ ذلكَ وَخَمٌ شديدٌ، ثم تَناقصَ وزال. وبَقيتْ طَرابُلُسُ في أيدي الفِرِنْج من سنةِ ثلاثٍ وخَمْسِ مئة إلى هذا التّاريخ، والحمدُ لله على فَتْحِها

(2)

.

• - ووَصَلَ الخَبرُ إلى دمشقَ بفَتْح طَرابُلُسَ يومَ الأربعاءِ خامسَ شَهْرِ ربيع الآخِرِ نصفَ النَّهار معَ الطّائر، فشُرِعَ في دَقِّ البَشائرِ والزِّينة، ثم وَصَلَ البَريدُ يومَ الجُمُعةِ سابعَ الشَّهْرِ بالكُتُبِ منَ السُّلطان، فقُرِئَت على النّاسِ إلى قاضي القُضاةِ شِهابِ الدِّينِ ابنِ الخُوَيِّيِّ، والأميرِ عَلَم الدِّينِ أرجُواش، والأميرِ سَيْفِ الدِّينِ طُوْغانَ.

(1)

بثرون وأنفة في معجم البلدان 1/ 271، 338.

(2)

الخبر في: كتاب الحوادث 496، وزبدة الفكرة 266، وكنز الدرر 8/ 283، وتاريخ ابن الفرات 8/ 80. ويراجع: المختصر في أخبار البشر 2/ 357، والفضل المأثور 149، وتاريخ الإسلام 15/ 424، ودول الإسلام 2/ 188، ومرآة الجنان 4/ 207، ومسالك الأبصار 27/ 450، وتاريخ ابن الوردي 2/ 335، والبداية والنهاية 13/ 313، وتذكرة النبيه 1/ 122، وتاريخ ابن خلدون 5/ 476، ومآثر الإنافة 1/ 122، والجوهر الثمين 2/ 98، والسلوك 1/ 3/ 747، وعقد الجمان 2/ 380، والنجوم الزاهرة 7/ 321، وتاريخ الخلفاء 482.

ص: 410

• - وفي يوم الأربعاءِ خامسِ شَهْرِ ربيع الآخِرِ دَرَّسَ الفَقيهُ فَخْرُ الدِّينِ أحمدُ ابنُ الشَّيخ الإمام العلّامةِ تاجُ الدِّينِ موسى بنِ مُحمدِ بن مَسْعودٍ المَراغيُّ المعروفِ بابنِ الحَيوان بالمدرسةِ الإقباليّة. تَركَها لهُ والدُه، وحَضرَ تَدرِيسَهُ جماعةٌ

(1)

.

1251 -

وفي ليلةِ الخميسِ سادسِ شَهْرِ ربيع الآخِرِ تُوفِّي الأميرُ الأجَلُّ المُحَدِّثُ علاءُ الدِّينِ عليُّ

(2)

بنُ سالم بنِ سَلْمانَ العَرَبانيُّ

(3)

الحِصْنيُّ، والي زُرَعَ، بالمدرسةِ العَذْراويّةِ بعدَ أنْ عُصِرَ وطُلِبَ منهُ مئةُ ألفِ دِرهَم، وقيلَ إنَّه شَنَقَ نفسَهُ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ يومَ الخميسِ.

وكانَ طَلَبَ الحديثَ، وسَمِعَ من ابنِ عبدِ الدّايم وجماعةٍ، وحَدَّثَ ووَقفَ أجزاءَهُ.

1252 -

وفي يوم الأحَدِ سادسَ عَشَرَ شهْرِ ربيع الآخِرِ تُوفِّي الشَّيخُ كمالُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(4)

بنُ يحيى بنُ مُحمدِ بنِ خَلَفٍ الهَمْدانيُّ المِصْرِيُّ الشّافعيُّ، بمِصْرَ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بالقَرافة.

سَمِعَ من مُرتَضَى ابن العَفِيف، وابنِ الطُّفَيْل، ويوسُفَ ابنِ المَخِيليِّ، وابن المُقَيَّر، وجماعةٍ. وكانَ شيخًا صالحًا، مُحَدِّثًا، وعندَهُ عُسْرٌ في التَّحَدُّث.

• - ووَصَلَ القاضي نَجْمُ الدِّينِ الحَنْبليُّ وجماعةٌ من الغَزاةِ يومَ الاثنينِ سابعَ عَشَرَ شَهْرِ ربيع الآخِر.

1253 -

وفي ليلةِ الخميسِ العشرينَ من شَهْرِ ربيع الآخِرِ تُوفِّي الشَّيخُ

(1)

الخبر في: الدارس 1/ 161. وفيه: "ابن الجواب" وفي الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 235، ذكر المدرسة الإقبالية وقال: "ثم تولاها تاج الدين محمد المراغي المعروف بابن الحيوان

وهو مستمر بها إلى الآن"، وفي الدارس: ذكر طرفًا من أخباره، وذكر وفاته سنة 693 هـ.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 613، وفيه:"عصر فشنق نفسه، ولعلهم شنقوه سرًّا".

(3)

منسوب إلى "عَرَبان" بليدة بالخابور من أرض الجزيرة. معجم البلدان 4/ 96.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 621، والمقفى الكبير 7/ 244 (ط 2).

ص: 411

الصّالحُ زَيْنُ الدِّينِ أبو زكريّا يحيى

(1)

بنُ سالم بن طَلائع بن سالم الياسُوفيُّ المَقْدِسيُّ الشّافعيُّ، بخانِقاهِ الطَّواوِيس

(2)

، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقْبُرةِ الصُّوفيّة.

ومَولدُهُ في تاسع صَفَرٍ سنة تسعَ عَشْرةَ وستِّ مئة بسَفْح قاسِيُونَ.

سَمِعَ من ابن الزَّبِيدِيِّ، وابن اللَّتِّيِّ. وأجازَ لهُ من بغدادَ ابنُ القَطِيعيِّ، وعليُّ بنُ الحُسَين بنِ يُوحَنَ، والأنْجَبُ الحَمّاميُّ، ويونُسُ بنُ سَعِيدِ بنِ مسافرٍ القَطّانُ، وخليلُ بنُ أحمدَ الجَوْسَقيُّ، والشَّيخُ شِهابُ الدِّينِ عُمَرُ السُّهْرَوَرْدِيُّ، وأبو الحَسَنِ عليُّ بنُ رُوْزْبةَ، وأبو بكرٍ مُحمدُ بنُ بَهرُوزِ الطَّبيبُ، وزكريّا العُلْبيُّ، والضَّحّاكُ ابنُ الأُطْرُوش، وعبدُ الرَّزاقِ ابنُ سُكَينة، وإسماعيلُ بنُ باتِكينَ الجَوْهَرِيُّ، ونَصْرُ بنِ عبدِ الرَّزاق الجِيلِيُّ، وغيرُهُم. وكانَ رجُلًا جيِّدًا، فقيهًا بالشّاميّة والعَذْراويّة.

• - وفي يوم الجُمُعةِ الحادي والعشرينَ من شَهْرِ ربيع الآخِرِ باشَرَ الحِسبةَ بدمشقَ جمالُ الدِّينِ يوسُفُ بن عليِّ بن مُهاجرٍ التَّكرِيتيُّ، أخو الصّاحبِ تَقِيِّ الدِّينِ تَوْبة، عِوَضًا عن شَمْسِ الدِّينِ ابنِ السَّلْعُوس. وانفصلَ نائبُه تاجُ الدِّينِ ابنُ الشِّيرازِيِّ

(3)

.

1254 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ الحادي والعشرينَ من شَهْرِ ربيع الآخِرِ تُوفِّي الشَّيخُ الفاضلُ الكبيرُ عَلَمُ الدِّينِ أحمدُ

(4)

بنُ يوسُفَ بن عبدِ الله بن شُكْر، بالقاهرة، ودُفِنَ منَ الغَد.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 623 مختصرة جدًّا. والياسوفي منسوب إلى ياسوف بالسين المهملة بعد الواو فاء: قرية بنابلس من فلسطين. معجم البلدان 5/ 425.

(2)

في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 192: "منسوب إلى دقاق أو لابنه". ويراجع: الدارس 2/ 164. ودقاق شمس الملوك أبو نصر ابن تاج الدولة تتش ابن السلطان ألب أرسلان السلجوقي صاحب دمشق (ت 497 هـ).

(3)

الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 430، والبداية والنهاية 13/ 314.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 603، والعبر 5/ 357.

ص: 412

وكانَ يُعرَفُ بالعَلَم ابنِ الصّاحب. عندَهُ فَضيلةٌ، ولهُ نوادِرُ وزوائِدُ ومُجُونٌ.

وتَركَ الرِّئاسةَ والتَّدريسَ والملابسَ الفاخرةَ، واختارَ لنفسِهِ صُحْبةَ الصَّعاليكِ والحَرافِشةِ والمَبيتَ معَهم، وكانَ على رأسِه شَرْطُوطٌ طويلٌ قليلُ العَرْض يتعمَّمُ به. وشاخَ على هذهِ الحالةِ وضَعُفَ، وكانَ يُحمَلُ في قَفَص، ويَطلُبُ منَ النّاس فيُعْطُونَه لبيتِه وفَضيلَتِه، ولسُلطَتِه عليهِم في الكلام. وكانَ لهُ أولادٌ صُدُورٌ فُضَلاءُ، لا يَقدِرونَ على تغييرِه عن هذه الحالة، ولا يَلتفِتْ عليهِم.

1255 -

وفي ليلةِ الأحدِ سَلْخ شَهْرِ ربيع الآخِرِ تُوفِّي الإمامُ السَّيِّدُ الشَّريفُ جمالُ الدِّينِ أبو الطّاهرِ إسماعيلُ

(1)

بنُ يحيى بن مَنْصورٍ الحَسَنيُّ اليَمنيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بالقَرافة.

ومَولدُهُ سنةَ عشرينَ وستِّ مئة بمَشهدِ الحُسَين رضي الله عنه بالقاهرة.

وكانَ عَدْلًا، فاضِلًا، صُوفيًّا بالخانِقاه. وكانَ أبوهُ من طلبةِ الحديث، فأسمَعَهُ منَ العَلَم ابن الصَّابونيِّ، وابنِ الجَبّاب.

‌جُمادى الأولى

1256 -

في يوم الاثنينِ مُستهلِّ جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ المُسنذ شَمْسُ الدِّينِ أبو إبراهيمَ

(2)

المُظَفَّرُ بنُ عبدِ الصَّمدِ بنِ خليلِ بنِ مُقلَّدِ بنِ جابرِ بنِ أبي مُحمدِ بنِ عبدِ الله الأنصاريُّ الدِّمَشْقيُّ الصّائغُ

(3)

، بقريةِ تَلْتياثا

(4)

ببُستانِه، ودُفِنَ يومَ الثُّلاثاءِ بسَفْح جَبَل قاسِيُونَ بتُربةِ والدِه -رحمَهُما اللهُ تعالى -.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 163.

(2)

كتب الناسخ فوقها: "غالب".

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 621. ووالده: عبد الصمد بن خليل (ت 655 هـ).

(4)

هكذا مجودة في النسخة، وكذا بخط الذهبي في تاريخ الإسلام، وهي من قرى غوطة دمشق، ذكرها ياقوت في معجم البلدان 2/ 42 لكنه سماها:"تلفياثا" بالفاء بدل التاء الثانية. وينظر التعليق على تاريخ الإسلام.

ص: 413

ومَولدُهُ في العشرينَ من المُحَرَّم سنةَ ستٍّ وستِّ مئة بدمشقَ.

سَمِعَ منَ القاضي أبي القاسم عبدِ الصَّمدِ ابنِ الحَرَسْتانيِّ، والحُسَين ابن صَصْرَى. وسَمِعَ ببغدادَ من الإمام أبي الفَضْل اسْفَنْديارَ ابنِ المُوفَّقِ ابنِ أبي عليٍّ البُوشَنْجِيِّ في آخِرِ سنةِ تسعَ عَشْرةَ وستِّ مئة. ولَبِسَ الخِرقةَ منَ الشَّيخ شِهابِ الدِّينِ السُّهْرَوَرْدِيِّ في سنةِ عشرينَ وستِّ مئة. وكانَ رجُلًا جيِّدًا، خيِّرًا، مُقيمًا في بُستانِه. سَمِعْتُ منهُ "فوائدَ الإخْميميِّ" الثَّلاثةَ بسَماعِه من ابنِ الحَرَسْتانيّ.

1257 -

وفي ليلةِ الأربعاءِ ثالثِ جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ مَرْوانُ

(1)

النَّجّارُ الدِّمَشْقيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقْبُرةِ بابِ الصَّغير بتُربةِ بني الشَّيْرَجيِّ، وكانَت جِنازتُهُ مَشهودةً حَضَرْتُها، -رَحمَهُ اللهُ تعالى-.

1258 -

وفي ليلةِ الثُّلاثاءِ تاسع جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العالمُ الزّاهدُ العابدُ الفَقيهُ المُحَدِّثُ شَمْسُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(2)

بنُ عبدِ الرَّحيم بنِ عبدِ الواحدِ بنِ أحمدَ المَقْدِسيُّ الحَنْبليُّ، بالمدرسةِ الضِّيائيّةِ بسَفْح قاسِيُونَ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بتُربةِ ابنِ عبدِ الملك، بقربِ تُربةِ الشَّيخ مُوفَّقِ الدِّين.

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

ترجمته في تاريخ الإسلام 15/ 617، ومعجم الشيوخ للذهبي 2/ 214، والمعجم المختص له 239، والإشارة إلى وفيات الأعيان 377، والإعلام بوفيات الأعلام 287، والمعين في طبقات المحدثين 220، والوافي بالوفيات 3/ 247، وتذكرة النبيه 1/ 128، ودرة الأسلاك، ورقة 117، والذيل على طبقات الحنابلة 4/ 224، ومختصره لابن نصر الله، ورقة 86، وذيل التقييد 1/ 155، والنجوم الزاهرة 7/ 382، والمقصد الأرشد 2/ 455، والمنهج الأحمد 4/ 333، ومختصره الدر المنضد 1/ 431، والقلائد الجوهرية 135، والشذرات 5/ 405 (7/ 709)، ودرة الحجال 2/ 32. ووالده: عبد الرحيم بن عبد الواحد (ت 612 هـ)، وعمه: الحافظ الضياء محمد بن عبد الواحد (ت 643 هـ) مشهور جدًّا. وابنه هو: أحمد (ت 693 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات ذي الحجة.

ص: 414

وكانَ شيخًا صالحًا، كثيرَ العِبادة، مُجتهدًا، من أعيانِ شُيوخِنا. وحَدَّثَ بالكثير، وتَخرَّجَ به جماعةٌ في قراءةِ الحديث، واستفادُوا منه. وكانَ عُمُرُه على حالةٍ واحدة، مُواظِبًا للمدرسةِ، والعبادةِ، وقيام اللَّيلِ، وسماع الحديثِ وإسماعِه.

سَمِعَ منَ الكِنْدِيِّ، وابنِ الحَرَسْتانيِّ، وداودَ بنُ مُلاعِب، وموسى بنِ عبدِ القادر، وأبي الفُتُوح البَكرِيِّ، والشَّيخ مُوفَّقِ الدِّينِ المَقْدِسيِّ، وابن البُنِّ، وابن أبي لُقْمة، وابنِ صَصْرَى، وابنِ صَبّاح، وابنِ الزَّبِيدِيِّ، وابنِ اللَّتِّيِّ، والمَجْدِ القَزْوِينيِّ، وجماعةٍ.

وأجازَ لهُ جماعةٌ كبيرةٌ، منهُم: أبو المُظَفَّرِ عبدُ الرَّحيم ابنُ السَّمْعانيِّ، وأبو رَوْح عبدُ المُعِزِّ بنُ مُحمدٍ الهَرَوِيُّ، والقاسمُ ابنُ الصَّفّار، والمُؤيَّدُ الطُّوسيُّ، وزَيْنَبُ الشَّعْرِيّة.

واشْتغلَ بالعِلْم وحَفِظَ، ودَرَّسَ بالمدرسةِ الضِّيائيّةِ مُدَة. وكانَ يَحفَظُ الدَّرسَ ويُلقِيهِ إلقاءً حَسَنًا. ووَلِيَ مَشيخةَ الحديثِ بدارِ الحديثِ الأشرفيّة بالجَبل.

ومَولدُهُ في ليلةِ الخميسِ الحادي عَشَرَ من ذي الحِجّةِ سنةَ سَبْع وستِّ مئة بقاسِيُونَ -رَحمَهُ اللهُ تعالى-.

1259 -

وفي يوم السَّبتِ ثالثَ عَشَرَ جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ المُسنِدُ كمالُ الدِّينِ أبو العبّاس أحمدُ

(1)

بنُ يوسُفَ بنِ نَصْرِ بنِ شاذي، ابنُ الطَّبّاخ الفاضليُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

ومَولدُهُ سنةَ عَشَرَ وستِّ مئة بمِصْرَ.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 603، والإشارة إلى وفيات الأعيان 377، والوافي بالوفيات 8/ 294، والمنهل الصافي 2/ 279، والدليل الشافي 1/ 100.

ص: 415

وكانَ رجُلًا جيِّدًا. سَمِعَ بإفادةِ القاضي الأشْرفِ بدمشقَ من ابنِ البُنِّ، وابنِ صَبّاح، وابنِ أبي لُقْمة. وببغدادَ من الشَّيخ شِهابِ الدِّينِ السُّهْرَوَزدِيِّ، والحَسَنِ ابنِ الجَواليقيِّ، ومَحاسنِ الحَرّانيِّ، وأبي هريرةَ ابنِ الوَسْطانيِّ، والأنْجَبِ الحَمّاميِّ، وعبدِ السَّلام الدّاهرِيِّ، وابنِ اللَّتِّيِّ. وحَدَّثَ وسَمِعْنا منهُ، وكانَ مُحِبًّا للتَّسميع سَهْلًا.

• - ووَصَلَ السُّلطانُ الملكُ المَنْصورُ إلى دمشقَ من غَزاةِ طَرابُلُسَ بكرةَ الاثنينِ مُنْتَصفِ جُمادى الأولى، وكانَ أقامَ بحِمْصَ أيامًا. ولمّا دَخَلَ دمشقَ رَسَمَ للشُّجاعيِّ بالتَّكلُّم في الأموال، فحَصَلَ جُمَلًا طائلةً مُعظمُها مُصادراتٌ ومُوفَراتٌ. وممَّن صُودرَ الصّاحبُ تَقِيُّ الدِّينِ تَوْبةُ. وأُخْرِقَ به، وأُوذِيَ كثيرًا

(1)

.

1260 -

وفي ليلةِ الاثنينِ مُستهلِّ جُمادى الأولى تُوفِّي الصَّدْرُ الكبيرُ العالمُ الفاضلُ نَجْمُ الدِّينِ أبو المَكارِم عبدُ الغَفّارِ

(2)

بنُ مُحمدِ بنِ مُحمدِ بنِ نَصْرِ الله الحَمَويُّ الكاتبُ، المعروفُ بابنِ المُغَيْزِل، كاتبُ الإنشاءِ بحَماةَ.

ومَولدُهُ في صَفَر سنةَ أربع وعشرينَ وستِّ مئة بحَماةَ.

وسَمِعَ من أبي القاسم عبدِ الله بنِ الحُسَينِ بنِ رَوَاحةَ، وصَحِبَ شيخَ الشُّيوخ شَرَفَ الدِّينِ عبدَ العزيز الأنصاريَّ، وانتفَعَ به. وخَدَمَ الملكَ المَنْصورَ صاحِبَ حَماة، وكانَ يُحِبُّهُ يَحتَرِمُهُ ويُقرِّبُهُ، واستفادَ بخِدمَتِهِ أموالًا كثيرةً، وخَدَمَ وَلدَهُ من بَعدِه. وحَجَّ في سنةِ ستٍّ وثمانينَ وستِّ مئة. ووَقفَ وَقْفًا بحَماةَ، ولهُ شِعْرٌ حَسَنٌ. كَتبَ عنهُ الشَّيخُ شَرَفُ الدِّينِ الدِّمْياطيُّ في "معجمه".

(1)

الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 429، ونهاية الأرب 31/ 163، والبداية والنهاية 13/ 313، وعيون التورايخ 23/ 22، وتاريخ ابن الفرات 8/ 81، والسلوك 1/ 3/ 748، وعقد الجمان 2/ 382 مع اختلاف في التواريخ.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 609، ودرة الأسلاك، ورقة 116، وتذكرة النبيه 1/ 124، والسلوك 1/ 3/ 750. أخوه عبد اللطيف تقدم ذكره في السنة الماضية في وفيات رجب.

ص: 416

1261 -

وفي ليلةِ الثّامنِ من جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(1)

بنُ محفوظِ بنِ محمودِ بنِ بلالِ بنِ يوسُفَ الإرْبِليُّ المَولدِ المَرَنْدِيُّ الأصل، نَزيلُ الحُسَينيّة ظاهرَ القاهرةِ بالمارِسْتان المَنْصوريِّ

(2)

، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقْبُرةِ بابَ النَّصْر.

وكانَ رجُلًا صالحًا، فقيرًا. سَمِعَ من إسماعيلَ بنِ ظَفَرٍ النّابُلُسيِّ المُحَدِّث. سَمِعَ منهُ أبو العلاء البُخاريُّ، وغيرُه.

1262 -

وفي ليلةِ الثُّلاثاءِ الثّالثِ والعشرينَ من جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ المُقْرِئ بَقِيّةُ السَّلفِ ضِياءُ الدِّينِ خليلُ

(3)

بنُ عليِّ بنِ أحمدَ بنِ مُحمدِ بنِ عليِّ بنِ جَمِيلِ المالِقيُّ المَعافِرِيُّ، المعروفُ بالكَركيِّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ تحتَ الكهف.

وكانَ رجُلًا صالحًا إمامًا بالمدرسةِ المُرْشِديّة بسَفْح قاسِيُونَ. قَرأ عليه القُرآنَ جماعةٌ كبيرةٌ.

1263 -

وفي جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ عُمَرُ

(4)

التَّدْمُرِيُّ، بتَدْمُر.

وكانَ يُقال: إنَّه أدركَ صلاحَ الدِّينِ وهو رَجُلٌ، ورَآهُ، واجتَمعَ بهِ في بعضِ الغَزوات.

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

المارستان المنصوري من أعظم المارستانات بالبلاد المصرية يومئذٍ، وهو بين القصرين. ينظر: المواعظ والاعتبار 2/ 228 - 229، 249 وغيرها.

(3)

لم أقف على ترجمته. والمدرسة المرشدية بالصالحية على نهر يزيد جوار دار الحديث الأشرفية. قال ابن شداد: "منشئتها بنت الملك المعظم شرف الدين عيسى ابن الملك العادل في سنة أربع وخمسين وست مئة". يراجع: الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 228، والدارس 1/ 576، ومختصره 105، والقلائد الجوهرية 151. وفيه:"منشئتها خديجة خاتون".

(4)

لم أقف على ترجمته. وتدمر من بلاد الشام مشهورة. يراجع: معجم البلدان 2/ 20، وآثار البلاد 169، والروض المعطار 131.

ص: 417

‌جُمادى الآخرة

• - في عاشرِ جُمادى الآخرةِ وَقَعَ حَريقٌ في مَشهدِ عليٍّ رضي الله عنه بجامع دمشقَ في خِزانةِ المُصحفِ الكريم والسِّتْرِ الذي عليها، وتدارَكوهُ سريعًا، وسَلَّمَ اللهُ تعالى.

1264 -

وفي يوم الأحدِ ثاني عَشَرَ جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ كمالُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(1)

ابنُ العَدْل شَرَفِ الدِّينِ عبدِ الواحدِ بنِ أبي بكرِ بنِ سُلَيمانَ بنِ عليِّ بنِ سالم، ابنُ الحَمَويُّ، الدِّمَشْقيُّ، ودُفِنَ ضُحَى الاثنينِ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ رجُلًا جيِّدًا، مُتودِّدًا إلى النّاس، يَشهدُ تحتَ السّاعات، وهو فَقيرٌ ولهُ عِيالٌ. رَوَى لنا عنِ ابنِ الزَّبِيدِيِّ، وحَدَّثَ هُو وأبوهُ وجَدُّهُ وجماعةٌ من أقاربِه. سَمِعَ عليه ابنُ عبدِ الكافي، والوَجيهُ السَّبْتيُّ، وابنُ الشَّمّاع، وغيرُهُم.

‌رَجَب

1265 -

في ليلةِ السَّبتِ ثالثِ شَهْرِ رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ عِمادُ الدِّينِ أبو زكريّا يحيى

(2)

بنُ عبدِ الكافي بنِ يحيى بنِ مُسَلَّم القُرَشيُّ، المعروفُ بابنِ الشَّمّاع، وصُلِّيَ عليه منَ الغَدِ بجامع عَمْرِو بنِ العاص رضي الله عنه بمِصْرَ، ودُفِنَ بالقَرافة.

وكانَ شيخًا صالحًا، مُقرِئًا، ولهُ حانوتٌ بسُوقِ البَزّازِين

(3)

بمِصْرَ، ويَنوبُ في الإمامةِ بجامع مِصْرَ. وكانَ مُواظبًا على الصَّلاةِ في الجامع، قيل: إنّه ما فاتَتهُ صلاةٌ فيه منذُ أربعينَ سنةً، إمّا إمامًا وإمّا مأمُومًا. سَمِعَ من فَخْرِ القُضاةِ ابنِ الجَبّاب.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 619. والده: عبد الواحد (ت 658 هـ)، وجده: أبو بكر (ت 649 هـ) لهما ذكر وأخبار.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 623.

(3)

له ذكر في المواعظ والاعتبار 4/ 80، 456، 872.

ص: 418

ومَولدُهُ في سنةِ تسع وستِّ مئة بمِصْرَ.

1266 -

وفي ليلةِ الأربعاءِ سابع رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ الزّاهدُ العابدُ بَقِيّةُ السَّلَفِ فَخْرُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبدُ الرَّحمن

(1)

بنُ يوسُفَ بنِ مُحمدِ بنِ نَصْرِ بنِ أبي القاسم بنِ عبدِ الرَّحمن البَعْلَبكِّيُّ الحَنْبليُّ، وصُلِّيَ عليه ظُهْرَ الأربعاءِ بجامع دمشقَ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ بتُربةِ الشَّيخ مُوفَّقِ الدِّين، -رحمَهُما اللهُ تعالى-.

وكانَ شيخًا صالحًا، فَقيهًا، عالمًا، متواضعًا، مُباركًا. وكانَ يُدرِّسُ ويُفْتي ويُسمِعُ الحديثَ. رَوَى عن الشَّيخ بَهاءِ الدِّينِ عبدِ الرَّحمن، والمَجْدِ القَزْوِينيِّ، وابنِ الزَّبِيدِيِّ، وابن اللَّتِّيِّ، والفَخْرِ الإرْبِلِيِّ، والنّاصح ابنِ الحَنْبليِّ، وابنِ الصَّلاح، والحافظِ أبي عبدِ الله البِرْزاليِّ، وجماعةٍ غيرِهِم.

ومَولدُهُ سنةَ إحدى عَشْرةَ وستِّ مئة ببَعْلَبَكَّ.

1267 -

وفي يوم الأحدِ الحادي عَشَرَ من رَجَبٍ تُوفِّي الشَّيخُ الفَقيهُ الإمامُ

(1)

ترجمته في: تلخيص مجمع الآداب 3/ 50، وصلة الخلف 3/ 81، ومستفاد الرحلة 437، وبرنامج الوادي آشي 95، وتاريخ الإسلام 15/ 608، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 434، والمعجم المختص 142، والعبر 5/ 358، والإشارة إلى وفيات الأعيان 377، والإعلام بوفيات الأعلام 287، ومرآة الجنان 4/ 208، والوافي بالوفيات 18/ 211، والبداية والنهاية 13/ 316، والذيل على طبقات الحنابلة 4/ 221، ومختصره لابن نصر الله، ورقة 861، وذيل التقييد 2/ 104، والمقصد الأرشد 2/ 115، والمنهل الصافي 7/ 235، والنجوم الزاهرة 7/ 382، والدارس 1/ 87. 118، والقلائد الجوهرية 2/ 369، والشذرات 5/ 404 (7/ 706)، واشتهر بالعلم أبناؤه: عبد القادر بن عبد الرحمن (ت 675 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات شوال، ومحمد بن عبد الرحمن (ت 699 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات رمضان، وأحمد بن عبد الرحمن (ت 732 هـ)، وأبناء ابنه محمد: عبد الرحمن (ت 732 هـ) وعبد القادر (ت 741 هـ) وعبد الله (744 هـ) والعلم في أسرتهم كثير.

ص: 419

الفاضلُ الصَّدْرُ العَدْلُ الكبيرُ زينُ الدِّينِ أبو الفَضائل المُهَذَّب

(1)

بنُ أبي الغَنائم ابنِ أبي القاسم التَّنُوخيُّ الكاتبُ، وصُلِّيَ عليه ظُهْرَ هذا اليوم بجامع دمشقَ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ مُتقِنًا لكتابةِ الشُّروط، خَبيرًا بها، حَسَنَ الخَطِّ، وعندَهُ فِقهٌ وقراءات، وفضيلةٌ حَسَنةٌ. وكانَ شاهدًا بديوان الخِزانةِ السُّلطانية، وعُيِّنَ لنيابةِ الحُكْم في وِلايةِ قاضي القُضاةِ، بَهاءِ الدِّين، فبَلَغَهُ ذلك فقال: الكتابةُ أسْلَمُ لي في الدِّينِ والدُّنيا. سَمِعَ الحديثَ من ابنِ اللَّتِّيِّ، ومُكْرَم بن أبي الصَّقْر، والسَّخَاوِيّ، وأسْعَدَ بنِ عَلّان.

سَمِعْتُ منهُ "جُزءَ بِيْبَى" الهَرْثَمِيّة

(2)

.

1268 -

وفي ليلةِ الأربعاءِ رابعَ عَشَرَ رَجَب تُوفِّي الأديبُ الفاضلُ الرَّئيسُ شَمْسُ الدِّينِ مُحمدُ

(3)

ابنُ الشَّيخ الإمام عَفِيفِ الدِّينِ سُلَيمانَ بنِ عليِّ بنِ عبدِ الله بنِ عليِّ التِّلِمْسانِيُّ، وصُلِّيَ عليه ظُهْر الأربعاءِ بجامع دمشقَ، ودُفِنَ بمَقابرِ الصُّوفيّة.

وكانَ شابًّا فاضِلًا، وشاعِرًا مُجيِّدًا، وكاتبًا مُحْسِنًا، وأُصيبَ به والدُهُ ورَثاهُ، أنشَدَني مُقطَّعاتٍ من شِعْرِهِ وكَتَبها لي بخَطِّه.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 623، والعبر 5/ 360، والإشارة إلى وفيات الأعيان 377، والإعلام بوفيات الأعلام 287، وعيون التواريخ 23/ 34، ودرة الأسلاك، ورقة 118، وتذكرة النبيه 1/ 128، وذيل التقييد 1/ 270، والنجوم الزاهرة 7/ 382، والشذرات 5/ 407 (7/ 711).

(2)

تقدم ذكره.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 615، والعبر 5/ 359، والبداية والنهاية 13/ 315، والوافي بالوفيات 3/ 129، وفوات الوفيات 3/ 372، وعيون التواريخ 23/ 24، ومسالك الأبصار 16/ 178، ودرة الأسلاك، ورقة 117، وتذكرة النبيه 1/ 126، وتاريخ ابن الفرات 8/ 85، والسلوك 1/ 3/ 750، والمقفى الكبير 5/ 694، والنجوم الزاهرة 8/ 29، وتاريخ الخلفاء 484، والشذرات 5/ 405 (7/ 708)، يعرف بالشاب الظريف. له ديوان شعر نشره شاكر هادي شكر في النجف سنة 1967 م. ووالده: عفيف الدين، سليمان بن علي (ت 690 هـ) الشاعر، أحد زنادقة الصوفية كما قال ابن العماد في الشذرات 7/ 719.

ص: 420

• - ووَصَلَ الأميرُ حُسام الدِّينِ طَرَنْطاي المَنْصوريُّ من حَلبَ إلى دمشقَ في يوم الأربعاءِ سابعَ عَشَرَ رَجَب، وتَلَقَّاهُ السُّلطانُ الملكُ المَنْصورُ والأمراءُ كلُّهم

(1)

.

1269 -

وفي ليلةِ الاثنينِ تاسعَ عَشَرَ رَجَبٍ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ العالمُ شَرَفُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(2)

بنُ يحيى بنِ عطاءِ الله بنِ خَيْرٍ الهَمْدانيُّ الضَّريرُ، المعروفُ بابنِ الحَضْرَميِّ، بثَغْرِ الإسْكنْدَرِيّة، ودُفِنَ منَ الغَد.

ومَولدُهُ في سنةِ أربعَ عَشْرةَ وستِّ مئة أو نحوها بالإسكندرية.

وكانَ لهُ ثَروةٌ ومالٌ وتَفَقّهٌ، وكانَ رجُلًا صالحًا.

رَوَى لنا عن جَعْفَرٍ الهَمْدانيِّ. قرأتُ عليه المجلسَ الأوّلَ من المَجالسِ السَّلَماسِيّة

(3)

.

1270 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ العشرينَ من رَجَبٍ تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العلّامةُ شَمْسُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(4)

بنُ محمودِ بنِ مُحمدِ بنِ عَبّاد، الكافي الأصْبَهانيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بالقَرافة.

(1)

الخبر في: تاريخ ابن الفرات 8/ 82، والسلوك 1/ 3/ 748.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 620، والمقفى الكبير 7/ 439.

(3)

هي خمسة مجالس أملاها الحافظ السلفي على علماء سَلْماس، وسلماس من بلاد أذربيجان. يراجع: معجم البلدان 3/ 238، وآثار البلاد 391، وصبح الأعشى 4/ 358. وتوجد نسختان من المجالس في مجاميع الظاهرية رقم (64) و (387).

(4)

ترجمته في: رحلة ابن رشيد ملء العيبة 3/ 351، وتاريخ الإسلام 15/ 619، والعبر 5/ 359، والإعلام بوفيات الأعلام 287، والإشارة إلى وفيات الأعيان 377، ومرآة الجنان 4/ 208، والوافي بالوفيات 5/ 12، ودرة الأسلاك، ورقة 116، وتذكرة النبيه 1/ 125، وعيون التواريخ 23/ 37، وفوات الوفيات 2/ 265، والبداية والنهاية 13/ 315، وطبقات الفقهاء الشافعيين 2/ 932، وطبقات الشافعية للسبكي 8/ 99، والعقد المذهب 377، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 55، والمقفى الكبير 7/ 143، والسلوك 1/ 3/ 750، وعقد الجمان 2/ 387، والنجوم الزاهرة 7/ 382، وحسن المحاضرة 1/ 313، وتاريخ الخلفاء 484، وبغية الوعاة 1/ 103، والشذرات 5/ 406 (7/ 710).

ص: 421

وخَرَجَ من أصْبهانَ شابًّا، ودَخلَ بغدادَ واشتغلَ بها. وكانَ عارفًا بأصولِ الفِقهِ والخلافِ والمَنطِق، وصَنَّفَ في ذلك، وشَرَحَ "المحصول" لابن الخطيب، ولم يُكمِلْه وصنَّف "القواعدَ" مُشتملًا على فُنون أربعة: أصولِ الفِقْه، وأصولِ الدِّين، والمَنْطِق، والخِلاف. وأقامَ بحلبَ مُدّة، ووَلِيَ قضاءَ مَنْبِج، ثم انْتقلَ إلى الدِّيار المِصْريّةِ ووَلِيَ قضاءَ قُوصَ، وقضاءَ الكرك. ثم درَّسَ بالمدرسةِ الصّاحبيّةِ بمِصْرَ، ثم دَرَّسَ بمَشهَدِ الحُسَين رضي الله عنه، ثمّ بالمدرسةِ المُجاورةِ لتُربةِ الإمام الشّافعيِّ رضي الله عنه، وماتَ وهُو مُدَرِّسُها. واشْتغَلَ النّاسُ عليهِ وانْتفَعُوا به. ورَوَى لنا شيئًا من أوّلِ "سُننِ أبي داودَ" عن طُغْرِيل المُحْسِنيِّ عنِ ابنِ طَبَرْزَد.

وسَألتُهُ عن مَولدِهِ فقال: في سنةِ ستَّ عَشْرةَ وستِّ مئة بأصْبَهان.

‌شَعْبان

• - تَوجَّهَ السُّلْطانُ الملكُ المَنْصورُ إلى الدِّيارِ المِصْريّة من دمشقَ في يوم الأحدِ ثاني شَعْبان

(1)

.

1271 -

وفي يوم الاثنينِ ثالثِ شَعْبانَ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ مُعِينُ الدِّينِ أبو اليُمْن بركوت

(2)

بنُ عبدِ الله الجابِريُّ الإسْكندَرِيُّ الضَّريرُ الأسودُ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بالقَرافة.

وكانَ رجُلًا صالحًا مُتعبِّدًا، صَحِبَ الفُقراءَ، وسَمِعَ كثيرًا من الحديث؛ سَمِعَ بحَلبَ من المُوفَّقِ يَعيشِ النَّحْويِّ، وابنِ رَوَاحةَ، وابنِ خليل. وبدمشقَ من كريمةَ القُرَشيّة، والسَّخَاوِيِّ، وابنِ أبي جَعْفَرٍ القُرطُبيِّ، وعِزِّ الدِّينِ

(1)

الخبر في: نهاية الأرب 31/ 164، والبداية والنهاية 13/ 314، وتاريخ ابن الفرات 8/ 82، والسلوك 1/ 3/ 749، وعقد الجمان 2/ 382.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 606.

ص: 422

عبدِ الرَّحمنِ بنِ عبدٍ، وغيرِهِم. وكانَ في آخِرِ عُمُرِه مُقِيمًا برباطِ يُمْن المَسْعوديِّ

(1)

بالقَرافة.

قرأتُ عليه السّابعَ من "المَحامِليّات"

(2)

عنِ ابنِ رَوَاحةَ.

1272 -

وفي يوم الأحدِ تاسع شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ الجليلُ الصَّدْرُ الكبيرُ الفَقِيهُ كمالُ الدِّينِ أبو المَعالي مُحمدُ

(3)

ابنُ الشَّيخ العَدْل رَضِيِّ الدِّينِ أحمدَ بنِ عليِّ بنِ أبي الفَوارسِ بنِ الحَسَنِ الأنصارِيُّ، المعروفُ بابنِ النَّجّار، فُجاءةً بقريةِ بِراقِ اللِّوَى بالقُربِ من دَيْرِ الحِجْر

(4)

، وحُمِلَ من هناكَ إلى سَفْح قاسِيُونَ فدُفِنَ به مساءَ يومَ الاثنينِ عاشرِ الشَّهْرِ بعدَ المَغْرب.

ومَولدُهُ في رابع عَشَرَ جُمادى الآخرةِ سنةَ سبعَ عَشْرةَ وست مئة

(5)

بدمشقَ.

وكانَ يَذكُرُ لنفسِه نَسَبًا إلى أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه، بينَهُ وبينَهُ أربعةَ عَشَرَ رجُلًا. وسَمِعَ الحديثَ من الحُسَينِ بنِ صَصْرَى، وأبي المَجْدِ القَزْوِينيِّ، وابن أبي لُقْمةَ، وابن الزَّبِيدِيِّ وابنِ اللَّتِّيِّ، وزَيْنِ الأُمناءِ ابنِ عَساكِر، ومُحمدِ بنِ غَسّان، وغيرِهِم.

وكانَ وَلِيَ وَكالةَ بيتِ المالِ بدمشقَ في الأيام الظّاهِريّة، ثمّ عُزِلَ وصُودِرَ وخَمَلَ أمْرُهُ. ووَلِيَ في آخِرِ عُمُرِه تَدريسَ المدرسةِ الدَّولَعِيّة، ولم يَزَلْ مُدَرِّسَها إلى حينِ موتِه.

(1)

لم أعرفه.

(2)

لعله المعروف بحديث المحاملي أو أمالي المحاملي مشهور (ص) بدار ابن القيم في الدمام من المملكة العربية السعودية سنة 1411 هـ). والمحاملي الحسين بن إسماعيل بن محمد الضبي البغدادي القاضي، شيخ بغداد ومحدثها (ت 330 هـ) ترجمته في: تاريخ مدينة السلام 8/ 536.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 614، والعبر 5/ 358، والدارس 1/ 244.

(4)

براق اللوى: واد من أودية بني سُليم، أكثرت الشعراء من ذكره، كما في معجم البلدان 5/ 23، وينظر عن وادي الحجر معجم البلدان 2/ 221 - 222.

(5)

شطح قلم الناسخ فكتب "سبع مئة".

ص: 423

1273 -

وفي الرّابع عَشَرَ من شَعْبانَ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ تاجُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(1)

بنُ صِدِّيقِ بنِ بَهْرامَ الصَّفّارِ الدِّمَشْقيُّ بدمشقَ، ودُفِنَ بسَفْح جَبَل قاسِيُونَ.

وكانَ رجُلًا خيِّرًا مُباركًا مُتديِّنًا، يَعملُ في تَخاتج الفِضّةِ بالذَّهَبِيين، ويُعرَفُ صانِعُها بالبُشْكار.

سَمِعَ من ابنِ اللَّتِّيِّ، وجَعْفَرٍ الهَمْدانيِّ، ومُكْرَم بن أبي الصَّقْر، وأبي نَصْرِ ابنِ الشِّيرازِيِّ، وسالم بنِ صَصْرَى، والسَّخَاوِيِّ، وغيرِهِم، وحَدَّثَ.

1274 -

وفي العشر الأوسط من شَعْبانَ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو عَمْرٍو عُثْمانُ

(2)

ابنُ الشَّيخ تَقِيِّ الدِّينِ نَصْرِ الله بنِ حَسّان بنِ أبي الزَّهْرِ بنِ حَسّان الدِّمَشْقيُّ السَّقَطيُّ الحَرّانيُّ الأصل الغُلْفيُّ، ودُفِنَ بمَقْبُرةِ بابِ الصَّغير.

وكانَ رجُلًا مُباركًا، خيِّرًا. سَمِعَ منَ المُسَلَّم المازِنيِّ، والنّاصح ابنِ الحَنْبليِّ، والعلم ابنِ الصَّابونيِّ، وسالم بنِ صَصْرَى، وغيرِهِم. وكانَ أبوهُ شَرُوطيًّا ببابِ الجامع، رَوَى عن الخُشُوعيِّ؛ رَوَى عنهُ ابنُ الحاجب.

1275 -

وفي يوم الثُّلاثاء ثامنَ عَشَرَ شَعْبان تُوفِّي الملكُ المَنْصورُ شِهابُ الدِّينِ أبو الثَّناءِ محمودُ

(3)

ابنُ السُّلطانِ الملكِ الصّالح عِمادِ الدِّينِ

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 617، والمختار من تاريخ ابن الجزري 457، وفوات الوفيات 3/ 375، وعيون التواريخ 23/ 24، وتاريخ ابن الفرات 8/ 86. قال الحافظ الذهبي: "أخو محمد بن يعقوب الإربلي الذهبي لأمه

وهو أكبر من يعقوب (ت 662 هـ)، وعمه: عبد العزيز بن عثمان (ت 644 هـ) محدثان لهما ذكر وأخبار".

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 612.

(3)

ترجمته في: نهاية الأرب 31/ 165، والمختصر في أخبار البشر 4/ 23، وتاريخ الإسلام 15/ 621، والإعلام بوفيات الأعلام 287، ومرآة الجنان 4/ 208، والبداية والنهاية 13/ 315، وعيون التواريخ 23/ 38، وفو ات الوفيات 3/ 203، وتذكرة النبيه 1/ 124، ودرة الأسلاك، ورقة 98، وتاريخ ابن الفرات 8/ 85، وعقد الجمان 2/ 390، والنجوم الزاهرة 7/ 292، والشذرات 5/ 409 (7/ 711).

ص: 424

إسماعيلَ ابنِ السُّلطانِ الملكِ العادلِ سَيْفِ الدِّينِ أبي بكرٍ مُحمدِ بنِ أيّوب، وصُلِّيَ عليهِ من يومِهِ بعدَ العَصْر بجامع دمشقَ، ودُفِنَ بتُربةِ أُمِّ الصّالح داخلَ دمشقَ.

رَوَى عنِ ابنِ الزَّبِيدِيِّ، وابن اللَّتِّيِّ، ومُكْرَم بن أبي الصَّقْر، وغيرِهِم. وكانَ ناظِرَ تُربةِ جدَّتِه، وفيه لُطْفٌ وتواضُع، ويُحِبُّ إسماعَ الحديث.

ومَولدُهُ في يوم الأحدِ سابع جُمادى الأولى سنةَ تسعَ عَشْرةَ وستِّ مئة بقلعةِ بُصْرَى.

1276 -

وفي بُكرةِ الخميس العشرينَ من شَعْبانَ تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ المُقْرِئُ المُجيدُ تَقِيُّ الدِّينِ أبو يوسفَ يُعْقوبُ

(1)

بنُ بَدْرانَ بنِ مَنْصورِ بنِ بَدْرانَ القاهِريُّ، ثم الدِّمَشْقيُّ، المعروفُ بالجَرائِديِّ، ودُفِنَ من يومِهِ بمَقابرِ بابِ النَّصْر خارجَ القاهرة.

وكانَ شيخًا مَشْهورًا في علم القِراءات وما يَتعلَّقُ بذلك، لهُ فيه تصانيفُ ونَظْمٌ. وقَرأ على ابنِ عيسى، وابنِ باسُوْيَة، والسَّخَاوِيِّ، وغيرِهِم. وسَمِعَ الحديثَ من ابنِ الزَّبِيدِيِّ، وابنِ اللَّتِّيِّ، ورَوَى لنا عنهُما. وكانَ شيخَ القَرَأةِ بالمدرسةِ الظّاهرِيّةِ بالقاهرة.

1277 -

وفي الرّابع والعشرينَ من شَعْبانَ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ جمالُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(2)

بنُ عبدِ الكريم بنِ عليِّ بنِ جَعْفرِ بنِ دُرادةَ القُرشيُّ المُؤذِّنُ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بالقَرافة الكُبرى.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 623، ومعرفة القراء 2/ 609، والعبر 5/ 360، والإعلام بوفيات الأعلام 287، والإشارة إلى وفيات الأعيان 377، والوافي بالوفيات 28/ 489، وعيون التواريخ 23/ 34، وغاية النهاية 2/ 389، وذيل التقييد 2/ 313، والنجوم الزاهرة 7/ 382، والدليل الشافي 2/ 790، وحسن المحاضرة 1/ 504، والشذرات 5/ 407 (7/ 711).

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 618.

ص: 425

وكانَ شيخًا صالحًا مُحَدِّثًا، طَلبَ ونَسخَ بخَطِّه، وقَرأ على الزَّكيِّ عبدِ العظيم الحافِظ، ولهُ مَعرفةٌ بالأوقات، ووَقفَ أجزاءَهُ وكُتُبَه. سَمِعَ من ابنِ المُقَيَّر، وابنِ الجُمَّيْزِيِّ، وابنِ رَوَاج، وغيرِهِم.

ومَولدُهُ سنةَ اثنتينِ وستِّ مئة.

قرأتُ عليهِ عَشْرةَ أحاديثَ من أول "الأربعينَ" لابن المُقَيَّر.

1278 -

وفي شَعْبانَ تُوفِّي الشَّيخُ شَمْسُ الدِّينِ أبو العبّاس أحمدُ

(1)

بنُ أبي العِزِّ بنِ مُشَرَّفِ بنِ بَيانٍ الأنصاريُّ البَرّاز، أبوهُ، بدمشقَ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ يُعلِّمُ الصِّبيانَ. سَمِعَ من مُكْرَم بنِ أبي الصَّقْر، وابنِ المُقَيَّر.

ومَولدُهُ سنةَ سبع وعشرينَ وستِّ مئة.

‌رَمَضان

1279 -

في ليلةِ الثُّلاثاءِ ثالثِ شَهْرِ رَمَضانَ تُوفِّيت الشَّيخةُ الصّالحةُ أُمُّ مُحمدٍ سِتُّ الفُقهاءِ

(2)

بنتُ زَيْنِ الدِّينِ أحمدَ بنِ عبدِ الملكِ بنِ عُثْمانَ بنِ عبدِ الله بنِ سَعْدٍ المَقْدِسيِّ، وصُلِّيَ عليها ظُهْر الثُّلاثاءِ بالجامع المُظَفَّرِيِّ، ودُفِنَت بسَفْح قاسِيُونَ.

سَمِعَت منَ الحُسَين بن صَصْرَى، وأبي المَجْدِ القَزْوِينيِّ.

سَمِعْتُ منها "جزءَ عليِّ بنِ حَرْب"

(3)

.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 604.

(2)

ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 607. والدها: أحمد (641 هـ)، وجدها: عثمان (ت 600 هـ)، وأخوها: عبد الرحمن (ت 689 هـ)، ذكره المؤلف في السنة التالية في وفيات ذي القعدة، وأختها زينب، وابنة أخيها: زينب بنت عبد الرحمن.

(3)

علي بن حرب الطائي الموصلي، محدث أخباري (ت 265 هـ) له مسند. ترجمته في: العبر 2/ 30، وجزؤه هذا يسمى (حديث علي بن حرب) أيضًا رواية العباداني أحمد بن سليمان (ت 345 هـ).

ص: 426

وهي زوجةُ ابنِ عمِّها البَدْرِ أحمدَ المعروفِ بالفَصيح مؤدِّبِ مكتبِ ابنِ سُوَيْد

(1)

.

1280 -

وفي ليلةِ السَّبتِ سابع رَمَضانَ تُوفِّي الشِّهابُ أبو مُحمدٍ عبدُ القادر

(2)

بنُ عبدِ القادر بنِ خَلَفِ بنِ نَبْهانَ الأنصاريُّ الزَّمَلُكانيُّ، بها، ودُفِنَ منَ الغَدِ وقتَ الظُّهْر بمَقْبُرةِ زَمَلُكا.

ومَولدُهُ سنةَ عشرينَ وستِّ مئة تقريبًا بالقريةِ المذكورة.

سَمِعَ من عمِّهِ الخطيبِ عبدِ الكريم بن خَلَف، ورَوَى لنا عنهُ. ولهُ إجازةٌ من عبدِ اللَّطيف بن يوسُفَ البغداديِّ.

1281 -

وفي ليلةِ الأحدِ ثامنِ شَهْرِ رَمَضانَ تُوفِّي الشَّيخُ الصِّالحُ عِزُّ الدِّينِ أبو نَصْرٍ عبدُ العزيز

(3)

ابنُ الشَّيخ الإمام الحافظِ بُرهانِ الدِّينِ أبي الفُتُوح نَصْرِ بنِ أبي الفَرَج بنِ عليٍّ الحُصْرِيُّ البَغْداديُّ. وقيل: إنَّ وَفاتَهُ كانَت يومَ السَّبتِ، ودُفِنَ يومَ الأحدِ بمَقابرِ بابِ النَّصْرِ ظاهرَ القاهرة.

وكانَ شيخًا كبيرًا مُسِنًّا، قيل: إنَّه بَلغَ المئة.

ومَولدُهُ ببغدادَ.

ولم يَظهَرْ لهُ سَماع، وهُو من أولادِ المُحَدِّثين، وكانَ يَذكُرُ أنَّه سَمِعَ كثيرًا من والدِه وغيرِه. ورَوَى بالإجازةِ عن المُؤيَّدِ الطُّوسيِّ، وأبي رَوْح، والقاسم ابن الصَّفّار، وزَيْنَبَ الشَّعْرِيّة، وغيرِهِم.

(1)

زوجها هذا لم أقف على ترجمته، ولعله ابن لعمها عبد الله.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 611. وعمه عبد الكريم (ت 633 هـ) خطيب زملكا.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 609، والمنتخب المختار 114، وفيه:"الحضرمي"، ووالده المحدث الكبير نصر (ت 619 هـ)، وأخوه: محمد بن نصر محدث روى عنه الحافظ الدمياطي، وذكره في معجمه 1/ ورقة 87، ذكر مولده ولم يذكر وفاته. وأختهما: ست الأهل (ت 689 هـ) ذكرها المؤلف في وفيات صفر.

ص: 427

سمعت عليه العاشِرَ من "فوائدِ الحاكم أبي أحمدَ"

(1)

بإجازَتِه من زينبَ الشَّعْرِيّةِ بقراءةِ سَعْدِ الدِّينِ الحارثيِّ. وقَرأتُ عليه الثاني من "فوائدِ أبي عَمْرِو بن حَمْدان"

(2)

بإجازَتِه من أبي رَوْح.

1282 -

وفي يوم الجُمُعةِ ثالثَ عَشَرَ شَهْر رَمَضانَ صُلِّيَ بجامع دمشقَ على غائبٍ وهُو الأميرُ علاءُ الدِّينِ الكَبْكيُّ

(3)

، تُوفِّيَ بالقُدْس الشَّريف.

1283 -

وفي التّاسع عَشَر من رَمَضانَ تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ كمالُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبدِ الوَهّاب

(4)

ابنُ القاضي مُحْيي الدِّينِ أبي يَعْلَى حَمْزةَ بنِ مُحمدِ ابن القاضي أبي القاسم الحُسَينِ بنِ حَمْزةَ بنِ الحُسَينِ بنِ حَمْزةَ البَهْرانيُّ الحَمَوِيُّ بحَماةَ.

ومَولدُهُ في ذي الحِجّة سنةَ إحدى وعشرينَ وستِّ مئة بحَماةَ.

وكانَ رجُلًا جيِّدًا من شهودِ حَماة. وكَتبَ شيئًا من أجزاءِ الحديث، وسَمِعَ بنفسِهِ من جَدَّتِه صَفيّةَ بنتِ عبدِ الوَهّابِ القُرشِيّة

(5)

، وأبي القاسم

(1)

أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق (ت 378 هـ) ترجمته في: سير أعلام النبلاء 86، 370، والجزء العاشر من فوائده بإسناد فيه: زينب الشعرية، عن زاهر بن طاهر في مجاميع الظاهرية رقم 55/ 6 ومعه الجزء الحادي عشر.

(2)

أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان (ت 378 هـ) ترجمته في: المنتظم 7/ 134. وفوائده وتسمى "أمالي

" و"حديث

" منها: فوائد الحاج وسؤالات أبي عمرو منتقى منها في مكتبة فيض الله بتركيا رقم 2169/ 10، مجموع برواية أبي روح.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 605، ونهاية الأرب 31/ 165، والوافي بالوفيات 9/ 484، وتذكرة النبيه 1/ 128، والمنهل الصافي 3/ 164، والدليل الشافي 1/ 167.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 611. والده: القاضي حمزة بن محمد بن الحسين (ت 663 هـ)، وجد أبيه: القاضي الحسين بن حمزة بن الحسين في تاريخ الإسلام 12/ 832.

(5)

صفية بنت العدل عبد الوهاب بن علي الزبيرية القرشية (ت 646 هـ) من أسرة علمية مشهورة. تاريخ الإسلام 14/ 544، وهي أخت كريمة القرشية (ت 641 هـ).

ص: 428

عبدِ الله بن الحُسَين بن رَوَاحة. ورَحَل إلى حلبَ وسَمِعَ من ابن خليل، وغيرِه، وكانَ والدُه قاضي حَماةَ مُدّةَ سِنين.

1284 -

وفي تاسع عَشَرَ رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ جمالُ الدِّينِ يوسُفُ

(1)

بنُ أحمدَ ابنِ عبدِ الله الشّاهدِ تحتَ السّاعات، بحَصيرةِ الشُّبّاك، ودُفِنَ بمَقابرِ باب تُوْما.

1285 -

وفي شَهْرِ رَمَضانَ تُوفِّي الشَّيخُ أبو حَسَنٍ عَنْبرُ

(2)

بنُ عبدِ الله المِزِّيُّ، عَتيقُ عبدِ الوَهّاب بنِ عبدِ الكريم بن أبي يَعْلَى الحارِثيِّ المِزِّيِّ بقريةِ المِزّة، ودُفِنَ هناك.

وكانَ شيخًا أسودَ، قَيِّمًا في الحَمّام. وسَمِعَ من أخي مُعتِقِه خاطَبِ بنِ عبد الكريم المِزِّي، ورَوَى عنهُ جُزءَ "المِزّةِ" لابن عساكِر، بعضُهُ سَماعًا وبعضُهُ إجازةً.

1286 -

وفي شَهْرِ رَمَضانَ تُوفِّي الشَّيخُ العَفِيفُ أبو الحَسَنِ عليُّ

(3)

بنُ حَسَنِ بنِ أبي طالبٍ مَحاسِنِ المَقْدِسيُّ المُقْرِئُ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ. وكانَ يَبيعُ الخِفافَ بجَيْرُونَ، ويَدعُو بالسُّبُع الكبير.

ومَولدُهُ بالقُدْسِ سنةَ ستٍّ وستِّ مئة.

سَمِعَ من زكريّا بنِ يحيى بنِ مُحمدِ الحِمْيَرِيِّ حكايةً عنِ الشّافعيِّ رضي الله عنه في المرأةِ التي رآها باليَمَنِ لها بَدَنان. وتاريخُ سماعِهِ في رَجَبٍ سنةَ ثلاثَ عَشْرةَ بالقُدْسِ بسَماعِهِ من الشَّريفِ الجَوّانيِّ النَّسَابةِ، عنِ ابنِ رِفاعةَ، عنِ الخِلَعيِّ بسَنَدِه. سَمِعناها منهُ بإفادةِ ابنِ الخَبّاز.

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 613. وخاطب بن عبد الكريم (ت 642 هـ).

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 612.

ص: 429

‌شَوّال

1287 -

في ليلةِ الأربعاءِ التّاسع من شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ الحافظُ المُحَدِّثُ الزّاهدُ العابدُ الوَرِعُ ضِياءُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(1)

بنُ عُثْمانَ بنِ سُلَيمانَ بنِ عليِّ بنِ سُلَيمانَ الزَّرْزارِيُّ الإرْبِلِيُّ الشّافعيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بالقَرافة.

وكانَ شيخًا صالحًا، مُتعَبِّدًا، فاضِلًا، طَلبَ الحديثَ، وسَمِعَ من ابنِ عِمادٍ، ثم قَرأ الكثيرَ بنفسِه. وكانَ يَمتنعُ عن التَّحْديث.

سَمِعَ منهُ أبو العلاءِ البُخاريُّ وغيرُه.

1288 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ حادي عَشَرَ شَوّال تُوفِّي القاضي الفَقيهُ الإمامُ كمالُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبدِ القادر

(2)

ابنُ القاضي زَيْنِ الدِّينِ عبدِ العزيزِ بنِ صالح بنِ سُلَيمانَ بنِ مُعافَى، المعروفِ بابنِ أبي الرِّضا، الكِنْدِيُّ الإسكنْدَرِيُّ المالكيُّ، ودُفِنَ يومَ الجُمُعةِ بالجزيرةِ ظاهرَ الإسْكنْدَرِيّة.

ومَولدُهُ في سنةِ ثلاثٍ وستِّ مئة بالإسْكنْدَرِيّة.

وكانَ شيخًا فقيهًا مُفْتيًا، من بيتِ القَضاء، ونابَ في الحكم بالإسْكنْدَرِيّة مُدّةً ثم تركَهُ ولَزِمَ بيتَه، وأُقعِدَ في آخرِ عُمُرِه. وسَمِعَ الحديثَ من ابنِ الخَلّال المَكِّيِّ، وابنِ عِماد، وابنِ الصَّفْراوِيِّ، وجَعْفَرٍ الهَمْدانيِّ. وكانَ سيِّئَ الخُلُق، عَسِرًا في الرِّواية، لم يحصُلْ لي منهُ سَماع، ولم أقْصُدْهُ لِمَا بَلَغَني من امتِناعِه، وسُوءِ خُلُقِه.

1289 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ رابع شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ نَجْم الدِّينِ أيّوبُ

(3)

ابنُ القاضي صَدْر الدِّينِ أحمدَ بنِ عليِّ، ابنُ الكاشيِّ، الحَنَفيُّ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ مُدرِّسًا.

(1)

ترجمته في: زبدة الفكرة 269، وتاريخ الإسلام 15/ 619، وغاية النهاية 2/ 196، والمقفى الكبير 6/ 211، وعقد الجمان 2/ 390.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 610.

(3)

لم أقف على ترجمته.

ص: 430

• - وفي يوم السَّبتِ الثاني عَشَرَ من شَوّال تَوجَّهَ الرَّكبُ من دمشقَ إلى الحِجازِ الشَّريف، وأميرُهُم الأميرُ زَين الدِّينِ غُلْبُكُ الفَخْرِيُّ، وسافَرْتُ معَهُم لأداءِ حَجّةِ الإسلام. وكانَ قاضي الرَّكْبُ القاضي جلالُ الدِّينِ الحَنَفيُّ، ومن جُملةِ الحُجّاج الشَّيخُ زَيْنُ الدِّينِ وَكيلُ بَيتِ المال، وشَمْسُ الدِّينِ ابنُ غانم، ورَشِيدُ الدِّينِ ابنُ المُعَلِّم، والملكُ الأوحَدُ ابنُ النّاصِرِ داود

(1)

.

1290 -

وفي ليلةِ الأحدِ ثالثَ عَشَرَ شوّال تُوفِّي الصَّدْرُ الفاضلُ علاءُ الدِّينِ عليُّ

(2)

ابنُ القاضي صَدْرِ الدِّينِ أسْعَدَ بنِ عُثْمانَ بنِ أسْعَدَ، ابنُ المُنَجَّى، التَّنُوخِيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ رجُلًا صالحًا، جيِّدًا أمِينًا.

• - وفي شَوّال وَقَعَ جماعةٌ من عَسكرِ حَلبَ على أميرٍ من أُمراءِ المُغْل

(3)

اسمُهُ خَرْبَندا وجماعَتِه، فكَسَرُوهُم وهَزَموهُم، وقُتِلَ جماعةٌ من المُقَدَّمِين. ثم قَصَدَ العسكرُ قلعةَ زِبَطْر

(4)

ففتَحُوها وقَتلُوا مَن فيها. وقبلَ ذلك كانَ نائبُ التَّتارِ بمَلَطْيةَ جَمَعَ جَمْعًا وأغارَ على كَرْكَرَ

(5)

، فجَهَّزَ إليهم الأميرُ

(1)

الخبر في: زبدة الفكرة 270، وتاريخ الإسلام 15/ 430، غلبك (ت 692 هـ) تاريخ الإسلام 15/ 755.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 612، والمقصد الأرشد 2/ 479، والمنهج الأحمد 4/ 336، ومختصره الدر المنضد 1/ 432. ووالده: أسعد (ت 657 هـ)، وجده: عثمان (ت 641 هـ)، وأبو جده: أسعد ويسمى محمد (ت 606 هـ) لهم ذكر وأخبار.

(3)

الخبر في: البداية والنهاية 13/ 314، وعقد الجمان 2/ 386.

(4)

قلعة زِبَطْرُ أو زِبَطْرةُ، بكسر الزاي وفتح ثانيه وسكون الطاء المهملة: مدينة بين ملطية وسميساط والحرث في طرف بلاد الروم. ينظر: معجم البلدان 3/ 130، والأعلاق الخطيرة 2/ 180. وملطية تقدم ذكرها.

(5)

كركر، بفتح الكاف وسكون الراء المهملة ثم كاف مفتوحة ثانية بعدها راء مهملة ثانية: قلعة على نحو خمس مراحل شمال حلب، كانت من أعظم الثغور زمن التتار. ينظر: معجم البلدان 4/ 452، وتقويم البلدان 264، وصبح الأعشى 4/ 124.

ص: 431

شَمْسُ الدِّينِ قَرَاسُنْقُر المَنْصورِيُّ جماعةً من العَسْكر، فاستَوْلَوا على قلعةِ فراسار

(1)

، ويَسَّرَ اللهُ تعالى فَتْحَها، وأُسِرَ النّائبُ بها، والحمدُ لله.

1291 -

وفي ليلةِ الثُّلاثاءِ الثاني والعشرينَ من شَوّالٍ تُوفِّيت الحاجّةُ أُمُّ مُحمدٍ بَهْجةُ

(2)

بنتُ رِضْوانَ بنِ صُبْح، ودُفِنَت منَ الغَد بسَفْح قاسِيُونَ. سَمِعَت "المئةَ الفُراوِيّة"

(3)

من زوجِها العَدْلِ عِزِّ الدِّينِ عُثْمانَ بنِ المُنَجَّى.

وهي والدةُ الشَّيخ وَجيهِ الدِّين، والشَّيخ زَيْنِ الدِّين. وكنتُ انتَقَيْتُ أحاديثَ منَ "المئة" لتُقرَأَ عليها، فماتَت قبلَ ذلك.

1292 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ الثاني والعشرينَ من شَوّالٍ تُوفِّيت الشَّيخةُ الصّالحةُ المُسْنِدَةُ المُعمَّرةُ أُمُّ أحمدَ زينبُ

(4)

بنتُ مَكِّيِّ بنِ عليِّ بنِ كامل الحَرّانيِّ، الصّالحيّةُ الحَنْبليّةُ، ودُفِنَت العَصْر من يومِها بتُربةِ الشَّيخ مُوفَّقِ الدِّين.

(1)

قلعة فراسار: لم أجدها.

(2)

ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 606. وزوجها عز الدين عثمان بن أسعد (ت 641 هـ)، ووالداها منه: وجيه الدين محمد بن عثمان (ت 701 هـ)، وزين الدين منجى بن عثمان (ت 695 هـ) ذكرهما المؤلف في موضعيهما.

(3)

الفراوي: اشتهر بهذه النسبة جماعة من المحدثين، والمقصود هنا محمد بن الفضل (ت 539 هـ). يراجع: التقييد 1/ 100 منسوب إلى فُراوة بضم الفاء، من بلاد خوارزم. معجم البلدان 4/ 245، وضبطها بالفتح. وضبطها الحافظ أبو سعد السمعاني في الأنساب 9/ 256، وعنه في اللباب 2/ 416 بالضم. والأربعين له موجود مخطوط في مكتبة شهيد علي بتركيا رقم (2531)، وفي المكتبة الظاهرية بدمشق منه نسخ، تراجع الأرقام (22/ 3) و (61/ 14) هل هي له؟ و (87/ 20) ناقصة.

(4)

ترجمتها في: معجم الدمياطي 1/ ورقة 206، وتاريخ الإسلام 15/ 606، والعبر 5/ 358، والإشارة إلى وفيات الأعيان 377، والوافي بالوفيات 15/ 67، ومرآة الجنان 4/ 207، وذيل التقييد 2/ 371، والنجوم الزاهرة 7/ 382، والشذرات 5/ 404 (7/ 706). وزوجها: عبد الله بن عبد الملك بن عثمان المقدسي (ت 660 هـ)، وابنه منها: أحمد بن عبد الله بن عبد الملك (ت 680 هـ)، وابنته منها: عائشة (ت 693 هـ).

ص: 432

وكانَت امرأةً صالحةً، مُنقطِعةً إلى العِبادة، مُجتهدةً في ذلك ليلًا ونهارًا. رَوَت "المسندَ الكبير" للإمام أحمدَ بنِ حَنْبَل، عن حَنْبَل الرُّصافيِّ. وسَمِعَت كثيرًا من ابنِ طَبَرْزَدَ، وسَمِعَت من أبي المَجْدِ مُحمدِ بنِ مُحمدِ بنِ إسماعيلَ الكَرابِيسيِّ، وأبي القاسم أحمدَ بنِ عبدِ الله بنِ عبدِ الصَّمدِ السُّلَميِّ العَطّار. وحَضرَت على ستِّ الكَتبةِ بنتِ الطَّراح في سنةِ ثمانٍ وتسعينَ وخَمْسِ مئة. وسَمِعَ عليها الحافظُ أبو عبدِ الله البِرْزاليِّ ووَلدِهِ وجماعةٌ في سنةِ سبع وعشرينَ وستِّ مئة. ومَولدُها -تقريبًا- سنةَ ثلاثٍ أو أربع وتسعينَ وخَمْسِ مئة، وهي أختُ شيخِنا فَخْرِ الدِّينِ ابنِ البُخاريِّ منَ الرَّضاع، وكانَت أكبرَ منه.

ولها إجازةٌ من أبي أحمدَ مُحمدِ بنِ أبي نَصْرٍ الصَّبّاغ، وأبي مُحمدٍ جَعْفَرٍ بنِ مُحمدِ بنِ آمُوسانَ، وزاهرِ بن أبي طاهرٍ الثَّقَفِيِّ، والمُؤيَّدِ ابنِ الإخْوة، وأسعَدَ بن سَعِيدِ بنِ رَوْح، وعائشةَ بنتِ مَعْمَرِ بنِ الفاخِر، وعَيْنِ الشَّمْسِ الثَّقَفِيّة، وعليِّ بن مَنْصورٍ الثَّقَفِيِّ، وغيرِهِم من أصْبَهانَ. ومن أبي رَوْح، والمُؤيَّدِ الطُّوسيِّ، والقاسم ابنِ الصَّفّار، وعبدِ الرَّحيم ابنِ السَّمْعانيِّ، وغيرِهِم منَ الخُراسانِيِّين. ومن عبدِ الوَهّاب ابنِ سُكينةَ، وابنِ الأخْضَر، وغيرِهِما من البغدادِيِّين.

‌ذو القَعْدة

1293 -

في ليلةِ السَّبتِ ثالثِ ذي القَعْدةِ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ الفَقيهُ شَمْسُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(1)

بنُ أحمدَ بنِ عطاءِ الله المَرْداوِيُّ المَقْدِسيُّ الحَنْبليُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

رَوَى لنا عنِ ابنِ اللَّتِّيِّ. ولهُ إجازةٌ منَ الكاشْغَرِيِّ، وابنِ القُبَّيطيِّ، والمارِسْتانيِّ، وجماعةٌ. وكانَ فقيهًا صالحًا.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 614.

ص: 433

‌ذو الحِجّة

1294 -

في ليلةِ الأحدِ ثالثِ ذي الحِجّة تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو إسحاقَ إبراهيمُ

(1)

بنُ مَسْعود بنِ عبدِ الله الحَبَشيُّ

(2)

، والدُه، الدِّمَشْقيُّ النَّجّار، عَتيقُ الشَّيخ أبي الحُسَين ابن الصّائغ التَّمِيميِّ الدِّمَشْقيِّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقْبُرةِ بابِ الصَّغير.

ومَولدُهُ بدمشقَ في ثالثَ عَشَرَ جُمادى الآخرةِ سنةَ سبع وتسعينَ وخَمْسِ مئة.

ودَخلَ بغدادَ وسَمِعَ بها من ابن القَطِيعيِّ، وأبي القاسم عليِّ ابنِ الجَوْزيِّ، وابنِ عُصَيّةَ، وابنِ صِيْلا الحَرْبِيِّين.

1295 -

وفي ليلةِ السَّبتِ ثاني ذي الحِجّة تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ جمالُ الدِّينِ أبو العبّاس أحمدُ

(3)

بنُ أبي مُحمد بنِ عبدِ الرَّزاق بن هِبةِ الله بنِ كتائبٍ العَطّار، إمام مَغارةِ الدَّم بسَفْح قاسِيُونَ، ودُفِنَ منَ الغَدِ هناكَ بسَفْح جبل قاسِيُونَ تحتَ بُرْج ابنِ الحَكيم.

ومَولدُهُ في شَوّالٍ سنةَ إحدى عَشْرةَ وستِّ مئة بسَفْح قاسِيُونَ.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 604، والمشتبه 194، والتوضيح 2/ 551.

(2)

هكذا في الأصل، وفي تاريخ الإسلام وغيره:"الحُوَيْري"، و"الحويري نسبة إلى الحُوَيْرة: حارة بدمشق وهي بضم الحاء المهملة وفتح الواو وسكون المثناة من تحت وفتح الراء ثم هاء، وعامة الدمشقيين يكسرون الراء منها" كذا في المشتبه والتوضيح، وكذا قيّده الذهبي بخطه في تاريخ الإسلام.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 604، والعبر 5/ 357، والمنهل الصافي 2/ 150، والدليل الشافي 1/ 82، والشذرات 5/ 404 (7/ 706). وهو أخو عيسى (ت 704 هـ)، وابنه هو: عبد الله بن أحمد (ت 749 هـ)، وبنته: زينب بنت أحمد، زوجة أحمد بن المحب عبد الله المقدسي أم أولاده: عبد الرحمن وإبراهيم وفاطمة. وأخوه عيسى غير قريبه وسميه: عيسى بن عبد الرحمن بن معالي بن حمد المغاري المسند المحدث (ت 719 هـ) السِّمسار المعروف بالمطعم وذوي قرابته، وفيهم كثرة.

ص: 434

سَمِعَ من موسى بن عبدِ القادر الجِيلِيّ، والشَّيخ مُوفَّقِ الدِّينِ ابن قُدامة، وأبي عبدِ الله مُحمدِ بن خَلَف بن راجح، وابن أبي لُقْمة، وابنِ البُنِّ، وابنِ صَصْرَى، والمَجْدِ القَزْوِينيّ، والكاشْغَرِيِّ، والبهاءِ عبدِ الرَّحمن المَقْدِسيِّ، وشَمْسِ الدِّينِ البُخاريِّ.

1296 -

وفي يوم الجُمُعةِ ثامنِ ذي الحِجّةِ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ الزّاهدُ العابدُ عِمادُ الدِّينِ أبو العبّاس أحمدُ

(1)

ابنُ الشَّيخ الإمام القُدوة شيخ الإسلام عِمادِ الدِّينِ أبي إسحاقَ إبراهيمَ بنِ عبدِ الواحدِ بنِ عليِّ بنِ سُرُور بنِ رافع بنِ حَسَنِ بنِ جَعْفَرٍ المَقْدِسيُّ الحَنْبليُّ، وصُلِّيَ عليه يومَ السَّبتِ، يومَ عَرَفةَ المُبارَك، بالجامع المُظَفَّريِّ، ودُفِنَ عند والدِه بتُربةِ الشَّيخ مُوفَّقِ الدِّين.

ومَولدُهُ سنةَ ثمانٍ وستِّ مئة بسَفْح قاسِيُونَ.

سَمِعَ من ابنِ الحَرَسْتانيِّ، وابن مُلاعِب، وموسى بنِ عبدِ القادر، والشَّيخ مُوفَّقِ الدِّين، والقَزْوِينيِّ، وابن البُنِّ. ودَخلَ بغدادَ غيرَ مَرّة، وسَمِعَ منَ الدّاهرِيِّ، والدِّينَورِيِّ، والسُّهْرَوَرْدِيِّ، وابن السِّمِّذِيِّ

(2)

، وابنِ النَّرْسِيِّ. وسَمِعَ بالمَوْصِل وحَلبَ.

(1)

ترجمته في: تلخيص مجمع الآداب 2/ 10، وتاريخ الإسلام 15/ 603، والإشارة إلى وفيات الأعيان 377، والعبر 5/ 357، ومرآة الجنان 4/ 207، والوافي بالوفيات 6/ 218، ونكت الهميان 92، وعيون التواريخ 23/ 35، والنجوم الزاهرة 7/ 372، والمنهل الصافي 2/ 207، والدليل الشافي 1/ 34، والمقصد الشافي 1/ 379، والدارس 2/ 205، والشذرات 5/ 403 (7/ 705). والده: العماد إبراهيم بن عبد الواحد (ت 614 هـ) أخو الحافظ المشهور عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي (ت 600 هـ)، وأخو المترجم محمد المعروف بابن العماد قاضي الديار المصرية (ت 676 هـ)، وحفيده: أحمد بن إبراهيم بن أحمد (ت 748 هـ).

(2)

نسبة إلى عمل السَّمِيذ، قيده الذهبي في المشتبه 371، وابن ناصر الدين في التوضيح 5/ 172، وهو أحمد بن أحمد بن أبي غالب ابن السمذي الدقاق (ت 629 هـ)، ترجمه ابن الدبيثي في تاريخه 2/ 208، والمنذري في التكملة 3/ الترجمة 2369، والذهبي في تاريخ الإسلام 13/ 875 وغيرهم.

ص: 435

وكانَ شيخًا صالحًا مُتعبِّدًا، سَليمَ الصَّدْر، عَديمَ التَّكلُّف والتَّصنُّع، مُجرَّدًا منَ الدُّنيا، لا يَدَّخِرْ شيئًا، ولهُ مكانٌ بسَفْح قاسِيُونَ بالقُربِ منَ الكَهفِ يُقيمُ فيه هُو وجماعتُهُ. وانقطَعَ في آخِرِ عُمُرِه بالكُلِّيّة، وعَمِيَ وأقْعِدَ، وثَقُلَ سَمْعُهُ، رحمه الله.

1297 -

وفي يوم السَّبتِ تاسع ذي الحِجّةِ يومَ عَرَفةَ المُباركِ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالح أبو مُحمدِ فَخْراوَرُ

(1)

بنُ مُحمدِ بنِ فَخْراوَرِ بنِ محمودِ بنِ هندُوْيَة الكَنْجِيُّ السُّهْرَوَرْدِيُّ الصُّوفيُّ نَزِيل القاهرة، ودُفِنَ بالقَرافة.

سَمِعَ منَ المعظَّم تُوْرَانْشاه ابنِ صلاح الدِّينِ يوسُفَ بنِ أيّوب، ومن جماعةٍ من أصحابِ البُوصِيرِيِّ. سَمِعَ منهُ أبو العلاءِ البُخاريُّ.

• - وفي يوم الجُمُعةِ الثاني والعشرينَ من ذي الحِجّة وُضِعَ مِنبَرٌ إلى جانبِ مِحْرابِ الصَّحابةِ بجامع دمشقَ، وأُقيمَتِ الجُمُعةُ هناك بسببِ عِمارةٍ في مَقْصورةِ الخَطابة. وخَطَبَ الشَّيخُ بُرهانُ الدِّينِ الإسكندريُّ، واستَمرَّ الحالُ على ذلكَ أكثرَ من شَهْر، يُخْطَبُ وتُصَلَّى الصَّلَواتِ الخَمسُ هناك

(2)

.

1298 -

وفي يوم الخميسِ الثّامن والعشرينَ من ذي الحِجّةِ تُوفِّي الشَّيخُ المُحَدِّثُ شَمْسُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(3)

بنُ مُظَفَّرِ بنِ سَعِيدِ بنِ الحُسَينِ بنِ ياسينَ بنِ الخَضِرِ السَّعْدِيُّ الأنصاريُّ المِصْرِيُّ الحَنَفيُّ، بالفَيّوم من دِيارِ مِصْرَ.

ومَولدُهُ في أحدِ الجُماديين سنةَ ثلاث عَشْرةَ وستِّ مئة بالقاهرة. وكانَ عَدْلًا، سَمِعَ من ابنِ الصَّابونيِّ، وابنِ الطُّفَيْل، وابنِ المَخِيليِّ. ودَخَلَ حَلبَ سنةَ إحدى وأربعينَ وستِّ مئة. وقَرأ على ابنِ رَوَاحةَ وغيرِه.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 614.

(2)

الخبر في: البداية والنهاية 13/ 314.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 620، والمقفى الكبير 7/ 269.

ص: 436

1299 -

وفي هذه السَّنةِ تُوفِّي الشَّيخُ ناصِرُ الدِّينِ أبو الحُسَين يحيى

(1)

ابنُ الشَّيخ الإمام المُقْرِئ أبي القاسم عيسى ابنِ الشَّيخ المُحَدِّث عبدِ العزيز بنِ عيسى اللَّخْميُّ الإسْكنْدَرِيُّ، بها.

وكانَ من عُدُولِ الإسْكنْدَرِيّة. سَمِعَ من والدِهِ في سنةِ تسعَ عَشْرةَ وستِّ مئة. وسَمِعَ من ابنِ عِماد، وابنِ رَوَاج، وغيرِهِم. وأجازَ لهُ عليُّ بنُ المُفَضَّل المَقْدِسيُّ سنةَ إحدى عَشْرةَ وستِّ مئة، وأبو الحُسَينِ بنُ جُبَيْر، وعبدِ المُحْسنِ بنِ مُحمدِ الكِرْكِنتي

(2)

، والفَخْرِ الفارِسيِّ.

• - وفي هذه السَّنةِ أُعيدَ تاجُ الدِّينِ ابنُ الشِّيرازِيِّ إلى تَوليةِ الحِسبةِ بدمشقَ مُستَقلًّا، وانصرَفَ جمالُ الدِّينِ يوسُفُ أخو الصّاحبِ تَقِيِّ الدِّينِ التَّكْرِيتيُّ

(3)

.

• - وفيها في مُدّةِ إقامةِ السُّلطانِ الملكِ المَنْصورِ بدمشقَ بعدَ عَودِهِ من طَرابُلُسَ ولَّى شدَّ الشام الأميرَ شَمْسَ الدِّينِ سُنْقُرَ الأعسَرَ، مع الأستاذِ داريّة، وتدبيرِ الأحوال.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 623. والده: عيسى بن عبد العزيز (ت 629 هـ)، وجده: عبد العزيز بن عيسى (ت 596 هـ) من أكابر العلماء. تقدم ذكرهما استطرادًا.

(2)

الكركنتي، بكسر الكافين وبينهما راء مهملة ساكنة: منسوب إلى كركنت من قرى القيروان، قيدها عز الدين الحسيني في صلة التكملة 1/ 230، وهو أبو الحسن علي بن عبد المجيد بن محمد المتوفى بالإسكندرية سنة 648 هـ. وينظر: تاريخ الإسلام 14/ 606.

(3)

الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 430، والمختار من تاريخ ابن الجزري 331، والبداية والنهاية 13/ 314.

ص: 437

‌سنة تسع وثمانينَ وستِّ مئة

‌المُحَرَّم

1300 -

في ليلةِ الأحدِ مُستهلِّ المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ الفَقيهُ فَخْرُ الدِّينِ موسى

(1)

ابنُ هلالِ بنِ موسى الحَنَفيُّ، وصُلِّيَ عليه منَ الغَد، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ بقُرْبِ المدرسةِ المُعظَّمِيّة.

وكانَ مُدرِّسًا بمسجدِ خاتُونَ ظاهرَ دمشقَ. وسَمِعَ "صحيحَ مسلم" على الحَصِيرِيِّ. وهُو حَمْو الصّاحبِ شِهابِ الدِّينِ الحَنَفيِّ، جَدُّ أولادِه.

1301 -

وفي يوم الأربعاءِ رابع مُحَرَّم قبلَ الظُّهْرِ ماتَ الشَّيخُ الإمامُ العلّامةُ رَشِيدُ الدِّينِ أبو حَفْصٍ عُمرُ

(2)

بنُ إسماعيلَ بنِ مَسْعودِ بن سَعْدِ بنِ سَعِيدِ بنِ

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 647. ومسجد خاتون على الشرف القبلي عند مكان يسمى صنعاء الشام المطل على وادي الشقراء وهو مشهور بدمشق واقفته الست خاتون أم شمس الملوك، أخت الملك دُقاق، تاريخ وقفه سنة ست وعشرين وخمس مئة. كذا قال ابن شداد في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 218، وذكر ممن درس به المترجم هنا، وقال:"وهو مستمر بها إلى الآن" وعنه في الدارس 1/ 502، وزاد بعد قوله:"وهو مستمر بها إلى الآن سنة أربع وسبعين وست مئة".

(2)

ترجمته في: قلائد الجمان 4/ 260، ومعجم الدمياطي 2/ ورقة 178، وتالي وفيات الأعيان 115، وتاريخ الإسلام 15/ 637، والعبر 5/ 363، والإشارة إلى وفيات الأعيان 377، والإعلام بوفيات الأعلام 288، ونهاية الأرب 31/ 217، ومرآة الجنان 4/ 208، والبداية والنهاية 13/ 118، وطبقات الفقهاء الشافعيين 2/ 926، والوافي بالوفيات 22/ 431، وفوات الوفيات 3/ 129، وعيون التواريخ 23/ 48، وتذكرة النبيه 1/ 132، ودرة الأسلاك، ورقة 101، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 286، والعقد المذهب 374، وتاريخ ابن الفرات 8/ 104، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 43، والسلوك 1/ 3/ 759، وعقد الجمان 2/ 4، والنجوم الزاهرة 7/ 385، وبغية الوعاة 2/ 216، وطبقات المفسرين للداودي 2/ 2، والدارس 10/ 351، والشذرات 5/ 409 (7/ 715).

ص: 438

أبي الكتائبِ بنِ أبي العَشائرِ الفارِقيُّ الشّافعيُّ، وصُلِّيَ عليِه من يومِهِ بالجامع وَقْتَ العَصْر، ودُفِنَ بمَقابرِ الصُّوفيّة.

وكانَ مُدرِّس الظّاهريّة، ذَكَرَ الدَّرسَ في هذا اليوم ودَخلَ إلى مَسكنِهِ بها على العادة، فدَخلَ عليه شَخْصانِ ممَّن كانَ يَلوذُ به، فخَنَقاهُ لأجلِ مالِه وخَرَجا.

وكانَ شيخًا جليلًا فاضِلًا، شيخَ الأدبِ في زمانِه. ورَوَى لنا الحديثَ عنِ ابنِ باقا، وابن الزَّبِيدِيِّ. وظَهرَ سماعُهُ بعدَ وفاتِه على فَخْرِ الدِّينِ ابن تَيميّةَ بحَرّانَ في سنةِ إحدى وعشرينَ وستِّ مئة.

ومَولدُهُ في سنةِ ثمانٍ وتسعينَ وخَمْسِ مئة بميّافارِقِينَ.

سَمِعَ عليه شيئًا من نَظْمِه الشَّيخ تاجُ الدِّينِ القُرطبيُّ والنَّجِيبُ نَصْرُ الله ابنُ الصَّفّار، وجماعةٌ منَ الطَّلبة. وكَتبَ عنهُ الدِّمياطيُّ في "معجمِه". وكانَ مُشاركًا في أكثرِ العلوم، ولهُ الشِّعْرُ الرّائق، وهو حَسَنُ المُذاكرة، مَليحَ المُحاضَرة، لهُ مَعرفةٌ بالتَّفسيرِ وعِلْم البَيان والبَدِيع. ودَرَّسَ أيضًا بالمدرسةِ النّاصِريّةِ مُدّةَ سِنين

(1)

.

1302 -

وفي ليلةِ يوم عاشوراء تُوفِّي الشَّيخُ الجليلُ رَشِيدُ الدِّينِ أبو بكرٍ مُحمدُ

(2)

بنُ عبدِ الحقِّ بنِ مكِّيِّ بنِ صالح بنِ سُلْطانَ القُرَشيُّ، ابنُ الرَّصّاص، بمِصْرَ، ودُفِنَ منَ الغَد.

سَمِعَ من ابنِ باقا، وابنِ عِماد، وابنِ دِحْيةَ، وابنِ الصَّفْراوِيِّ، وغيرِهِم.

ومَولدُهُ يومَ تَسَلَّمَ المسلمونَ دِمْياطَ وهُو العشرونَ من رَجَبٍ سنةَ ثمان عَشْرةَ وستِّ مئة بالقاهرة. ومن مَسمُوعاتِه "مسندُ الحُمَيديِ" على ابنِ عِماد.

(1)

ودرس أيضًا في المدرسة الشريفية كما في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 244، 246.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 642. قال: "وله أخ اسمه جمال علي، حدث عن ابن باقا، وأجاز في سنة أربع وسبعين وست مئة".

ص: 439

1303 -

وفي يوم الاثنينِ قبلَ الظُّهْر الرّابع والعشرينَ من المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ شَمْسُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(1)

بنُ عليِّ بنِ أبي عبدِ الله بنِ شَمّام الذَّهبيُّ الصّالحيُّ، ودُفِنَ من يومِهِ بسَفْح قاسِيُونَ.

سَمِعَ من ابن البُنِّ، وابنِ صَصْرَى، والقَزْوِينيِّ، وابنِ الزَّبِيدِيِّ، وغيرِهِم. وحَدَّثَ.

1304 -

وفي بُكرةِ الأربعاءِ السّادسِ والعشرينَ من المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العالمُ شَرَفُ الدِّينِ مُحمدُ

(2)

ابنُ القاضي ناصرُ الدِّينِ يوسُفُ ابنِ القاضي نَجْم الدِّينِ عبدِ الرَّحمن ابنِ الشَّيخ شَرَفِ الدِّينِ أبي سَعْدٍ عبدِ الله بنِ مُحمدِ بنِ أبي عَصْرُونَ التَّمِيميُّ بعدَ الحَجّ، وهو في محارتِه

(3)

في حالِ السَّيرِ من بِركةِ زَيْزَاء

(4)

، ودُفِنَ ضُحَى النَّهار بمَوضع يُعرَفُ بصُنْع سِمْعانَ بينَ زِيْزَى والزَّرقاء، حَضَرْتُ دَفْنَهُ والصَّلاةَ عليه.

رَوَى لنا عنِ ابنِ رُوْزْبةَ "ثلاثيّاتِ البُخاريّ" بدمشقَ والمدينةِ النَّبويّةِ والقُدْس. وكانَ فَقيهًا، وَلِيَ قضاءَ حِمْصَ نِيابةً عن القاضي عِزِّ الدِّينِ ابنِ الصّائغ، ثم تَركَهُ.

ومَولدُهُ بحَماةَ في سابع عَشَرَ شَعْبان سنةَ تسعَ عَشْرةَ وستِّ مئة.

• - وذَكَرَ الدَّرْسَ بالمدرسةِ الظّاهريّةِ القاضي علاءُ الدِّينِ ابنُ بنتِ الأعَزِّ في يوم الأربعاءِ السّادس والعشرينَ من المُحَرَّم عِوَضًا عن الشَّيخ رَشِيدِ الدِّينِ الفارِقيِّ.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 645.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 645، من أسرة علمية تقدم ذكرها.

(3)

المحارة: الرجوع.

(4)

معجم البلدان 3/ 163.

ص: 440

• - وفي سَلْخ المُحَرَّم وَصَلَ الرَّكبُ الشَّاميُّ إلى دمشقَ من الحِجازِ الشَّريف، وأميرُهُم الأميرُ زَيْنُ الدِّينِ غُلْبَكُ الفَخْرِيُّ، وقاضيهُم القاضي جلالُ الدِّينِ ابن قاضي القُضاةِ حُسامُ الدِّينِ الحَنَفيُّ وكنتُ أنا معَهُم في هذه السَّنةِ، وسَمِعْتُ الحديثَ على خمسةٍ وعشرينَ شيخًا

(1)

.

• - وفي هذا التاريخ وَصَلَ والدي إلى دمشقَ منَ الدِّيارِ المِصْريّة. وكانَ قد تَوجَّهَ إليها في شهادةٍ سُلطانيّة، هو وعِزُّ الدِّينِ الحَمَويُّ، وشَمْسُ الدِّينِ ابنُ المُحَدِّث، وعِمادِ الدِّين البالسيُّ. وكانَت مُدّةُ غَيبةِ والدي عن دمشقَ مُدّةَ غَيْبَتي. كنتُ أنا بالحِجاز، وهو بالدِّيارِ المِصْريّة. وحَدَّثَ هناكَ بـ"مشيخةِ كريمة"

(2)

، و"جزءِ ابن أبي ثابت"

(3)

، وغيرِ ذلك. سَمِعَ منهُ الشَّيخُ فَخْرُ الدِّينِ التَّوْزَرِيُّ، وسَعْدُ الدِّينِ الحارِثيُّ، والشِّهابُ ابنُ الدُّفُوفيُّ، وغيرُهُم

(4)

.

‌صَفَر

1305 -

في ليلةِ السَّبتِ سادسَ صَفَر تُوفِّي المُحَدِّثُ بَدْرُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(5)

بنُ أحمدَ بنِ مُحمدِ بنِ النَّجِيبِ الخِلاطيُّ، ابنُ أختِ الشَّيخ

(1)

الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 430، والعبر 3/ 370، ومرآة الجنان 4/ 209، والدارس 1/ 352، والشذرات 7/ 715.

(2)

كريمة بنت عبد الوهاب القرشية الزبيرية (ت 641 هـ) لا أعلم لمشيختها وجودًا.

(3)

جزؤه يسمى "نسخة حديث

" وابن أبي ثابت إبراهيم بن محمد بن أحمد القاضي، أبو إسحاق (ت 338 هـ) محدث وثقه الخطيب. يراجع: تاريخ مدينة السلام 7/ 101، وجزؤه المذكور في مجاميع الظاهرية (8/ 89) في أربع وعشرين ورقة.

(4)

الخبر في: فوات الوفيات 3/ 197، والوافي بالوفيات 24/ 162.

(5)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 641، والعبر 5/ 363، والشذرات 7/ 716. قال الحافظ الذهبي: "مات في وسط الطلب

وكان من أبناء الثلاثين". ووالده: أحمد بن محمد بن النجيب (ت 683 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات رمضان.

ص: 441

شَمْسِ الدِّينِ إمام الكَلّاسة، وصُلِّيَ عليهِ ظُهْرَ السَّبت بجامع دمشقَ، ودُفِنَ بتُربَتِهم بسَفْح قاسِيُونَ -رَحمَهُ اللهُ تعالى-، حَضَرْتُ دَفْنَهُ والصَّلاةَ عليه.

وكانَ رجُلًا جيِّدًا، عَفِيفًا، من أهل القُرآن، اشتَغلَ بالحديث، وسَمِعَ الكثيرَ على المَشايخ، وكَتبَ وجَمعَ. سَمِعَ من ابن عبدِ الدّايم، وابنِ أبي اليُسْر، وجماعةٍ من أصحابِ ابن طَبَرْزَد والكِنْدِيِّ. وحَدَّثَ.

1306 -

وفي ليلةِ الأحدِ سابع صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ الخَطيبُ العَدْلُ عِمادُ الدِّينِ أبو بكرٍ عبدُ الله

(1)

بنُ مُحمدِ بنِ حَسّانَ بنِ رافع العامِريُّ، بمسجدِهِ بقَصْرِ حَجّاج ظاهرَ دمشقَ، وصُلِّيَ عليه بسُوقِ الخَيل، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ بالقُربِ من مَغارةِ الجُوع عَقِيبَ قُدُومِه منَ الحَجّ.

رَوَى عنِ ابنِ أبي لُقْمةَ، وابنِ البُنِّ، وابنِ صَصْرَى، وزَيْنِ الأُمناء، والقَزْوِينيِّ، والشَّيخ مُوفَّقِ الدِّينِ المَقْدِسيِّ، والشَّيخ فَخْرِ الدِّينِ ابن عَساكِر، والكاشْغَرِيِّ، وابنِ الزَّبِيدِيِّ، والبهاءِ عبدِ الرَّحمن، والنّاصح ابن الحَنْبليِّ، ومُحمدِ بن غَسّان.

ومَولدُهُ في سنةِ ستَّ عَشْرةَ وستِّ مئة.

وأجازَ لهُ سنةَ سَبْعَ عَشْرةَ نَصْرُ ابنُ الحُصْريِّ من مكةَ. وحَجَّ به أبوهُ وأسمَعَهُ بمكّةَ من الحَسَنِ ابنِ الزَّبِيدِيِّ، وعبدِ العزيز بنِ دُلَفٍ، وبالمدينةِ النَّبويّةِ وتَبوكَ من يوسُفَ بن خليل، وبالعُلَى من عبدِ الرَّزاق ابنِ سُكَينةَ. وكانَ رجُلًا جيِّدًا، خيِّرًا. سَمِعْتُ منهُ بالمدينةِ النَّبويّةِ وبمَواضعَ من طريقِ الحِجاز، -رَحمَهُ اللهُ تعالى-.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 634، والإعلام بوفيات الأعيان 288، والعبر 5/ 361، وقصر حجاج وسوق الخيل ومغارة الجوع تقدم ذكرها.

ص: 442

1307 -

في يوم الثُّلاثاءِ تاسع صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ الجليلُ أبو مُحمدٍ عبدُ الله

(1)

بنُ خَيْرِ بنِ حُمَيدِ بنِ خَلَفٍ القُرَشيُّ المالكيُّ الإسكندريُّ، بها.

سَمِعَ من ابنِ عِماد، وجماعةٍ من أصحابِ السِّلَفيِّ. وكانَ رجُلًا صالحًا، كثيرَ المَسمُوعات، يَتعيَّشُ بسُوقِ النُّحَاس تارةً سِمسارًا وتارةً تاجرًا. رَوَى لنا عن مُحمدِ بنِ عليِّ بنِ المُفضَّل المَقْدِسيِّ، ويحيى الدَّمَنْهُورِيِّ، ومُحمدِ بنِ عِماد الحَرّانيِّ.

ومَولدُهُ سنةَ عَشْرٍ وستِّ مئة تقريبًا.

1308 -

وفي يوم الجُمُعةِ ثاني عَشَرَ صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ شَرَفُ الدِّينِ مُحمدُ

(2)

بنُ عبدِ القويِّ بن عبدِ الكريم الكِنانيُّ القُرَشيُّ، رئيسُ المُؤذِّنينَ بجامع الحاكم بالقاهرة، ودُفِنَ منَ الغَد.

رَوَى لنا عنِ ابنِ باقا. وكانَ يَعرِفُ المواقيتَ وعِلْمَ الإصْطِرْلاب. ذَكَرَ لي قاضي القُضاةِ بَدْرُ الدِّينِ ابنُ جماعةٍ أنّه قَرأ عليه في ذلك.

ومَولدُهُ ليلةَ عاشرِ رَجَبٍ سنةَ ثلاثَ عَشْرةَ وستِّ مئة بالقاهرة.

• - ودَخَلَ الشَّيخُ ناصرُ الدِّينِ ابنُ المَقْدِسيِّ إلى دمشقَ من الدِّيارِ المِصْريّةِ في يوم الخميسِ الرّابع والعشرينَ من صَفَر.

1309 -

وفي ليلةِ يوم الخميسِ المذكور تُوفِّي عِزُّ الدِّينِ رزقُ الله

(3)

ابنُ الحاجِّ حُسَينِ بنِ رِزْقِ اللهِ الحِجازيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بالجَبَل.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 634.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 644.

(3)

لم أقف على ترجمته. ووالده الحسين بن رزق الله الحنبلي (ت 676 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات جمادى الأولى.

ص: 443

وكانَ يَتكلَّمُ في وَقْفِ رِباطِ بَلْدَقَ بدمشقَ. وعنهُ اتَّصلَ نَظَرُهُ بقاضي القُضاةِ نَجْم الدِّينِ ابنِ صَصْرَى.

1310 -

وفي يوم الجُمُعةِ السّادس والعشرينَ من صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ شَرَفُ الدِّينِ مُحمدُ

(1)

بنُ عبدِ السَّلام بنِ عليِّ بنِ عبدِ الله القُرَشيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح المُقَطَّم.

سَمِعَ من ابن المَخِيليِّ.

ومَولدُهُ سنةَ ثلاثٍ وعشرينَ وستِّ مئة بالقاهرة. وهو سِبْطُ الشَّيخ عبدِ الظّاهر المُقْرِئ.

1311 -

وفي العَشْرِ الأخيرِ من صَفَرٍ تُوفِّيت أُمُّ مُحمدٍ سِتُّ الأهل

(2)

بنتُ الحافظِ أبي الفُتُوح نَصْرِ بنِ أبي الفَرَج بن عليٍّ الحُصْرِيِّ، بالقاهرة.

رَوَت بالإجازة. سَمِعَ منها أبو العلاءِ البُخاريُّ وغيرُه.

‌ربيع الأول

1312 -

في يوم الأحدِ السّادس من شَهْرِ ربيع الأوّلِ تُوفِّي القاضي الأجَلُّ الصَّدْرُ الرَّئيسُ عِمادُ الدِّينِ أبو العبّاس الخَضِرُ

(3)

بنُ سَعْدِ الله بنِ عيسى بنِ جَيْشِ الرَّبَعيُّ المَعروفُ بابنِ دَبُوقا، بدمشقَ وصُلِّيَ عليهِ ضُحَى الاثنين بجامع العُقَيْبة، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ قُبالةَ رِباطِ ابنِ سُوَيْد.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 644، والمقفى الكبير 6/ 74.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 632. وتقدم ذكر أخيها عبد العزيز في سنة 688 هـ في وفيات رمضان، ووالدهما محدث مكة شرفها الله (ت 619 هـ).

(3)

ترجمته في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 23، وتاريخ الإسلام 15/ 632، والوافي بالوفيات 13/ 338، وعيون التواريخ 23/ 56، ودرة الأسلاك، ورقة 90، وأخوه: يوسف بن سعد الله ذكره المؤلف في وفيات شوال من هذه السنة.

ص: 444

رَوَى لنا ببَعْلَبَكَّ عنِ اليَلْدانيِّ، وسَمِعَ من جماعة. وكانَ عندَهُ أدبٌ، ولهُ شِعْرٌ رقيقٌ.

ومَولدُهُ بسِنْجارَ في تاسع ربيع الأوّلِ سنةَ ثلاثٍ وثلاثين وستِّ مئة. وهو من بيتٍ معروفٍ بالكتابةِ والدِّيوان

(1)

.

1313 -

وفي يوم الأربعاءِ تاسع شهر ربيع الأوّلِ تُوفِّي الشَّيخُ جمالُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(2)

ابنُ أبي عليٍّ حَسَنِ بن أبي مَرْوانَ عبدِ الملكِ بنِ مُحمدِ بنِ عبدِ الله بنِ شاطِرٍ البونِيُّ المالكيُّ الطَّبيبُ التَّمِيميُّ، فُجاءةً، بالإسْكنْدَرِيّة.

رَوَى عنِ ابنِ عِماد "الخِلَعيّات" كاملة. ومَولدُهُ في حادي عَشَرَ جُمادى الأولى سنةَ إحدى وعشرينَ وستِّ مئة بالإسكنْدَرِيّة.

قرأتُ عليه ثلاثةَ أجزاءٍ عنِ ابنِ عِمادٍ بدُكّانِه.

1314 -

وفي ليلةِ السَّبتِ تاسعَ عَشَرَ شهر ربيع الأوّلِ تُوفِّي الشَّيخُ عُمَرُ

(3)

ابنُ الشَّيخ شَرَفِ الدِّينِ مُحمدِ ابن الشَّيخ عُثْمانَ بنِ عليٍّ الرُّوميُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ إلى جانبِ قَبرِ والدِه بالزّاويةِ بسَفْح قاسِيُونَ.

حَضَرْتُ دَفْنَهُ والصَّلاةَ عليه. وكانَ شابًّا عاقلًا عارِفًا، وَلِيَ المَشيخةَ بعدَ والدِه، وقامَ بذلكَ أحْسنَ قِيام. وسافَرَ إلى دِيارِ مِصْرَ واجتمعَ بالسُّلطان، وحَصلَ لهُ كرامةٌ.

(1)

منهم جعفر بن القاسم بن جعفر بن علي بن حبيش (ت 691 هـ)، وأخوه: أحمد بن القاسم بن جعفر (ت 699 هـ).

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 642، والمقفى الكبير 5/ 547.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 640. ووالده: محمد بن عثمان (ت 684 هـ)، وجده: عثمان الرومي صاحب الزاوية المعروفة بسفح قاسيون، وأخوه هو: عثمان بن محمد بن عثمان (ت 700 هـ).

ص: 445

1315 -

وفي يوم الجُمُعةِ الخامسِ والعشرينَ من شَهْرِ ربيع الأوّلِ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ محمودٌ

(1)

الرُّوميُّ، المُجاورُ قُبالةَ حَلقةِ الشَّيخ تاج الدِّينِ بجامع دمشقَ، صاحبِ الصُّنْدوقِ وخَلَفهُ الشَّيخ عليٌّ الخُتَنِيُّ في الجُلُوسِ عندَ الصُّندوقِ والانتِفاع به.

‌ربيع الآخر

1316 -

في ليلةِ الأربعاءِ رابعَ عَشَرَ ربيع الآخِرِ تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ المُقْرِئُ الزّاهدُ نورُ الدِّينِ أبو الحَسَنِ عليُّ

(2)

بنُ ظَهيرِ بنِ شِهابٍ المُوَشِّي، المعروف بابنِ الكُفْتِيِّ، بالقاهرة.

رَوَى عنِ ابنِ المَخِيليِّ، وكانَ مُتصَدِّرًا بجامع الأزْهَر بالقاهرة، من أعيانِ القُرّاء. قَرأتُ عليه ما كانَ عندَهُ من الأوّلِ من "حديثِ عليِّ بنِ حَرْب".

1317 -

وفي يوم الأحدِ ثامنَ عَشَرَ شهر ربيع الآخِرِ تُوفِّي الشَّريفُ السَّيِّدُ شَرَف الملكِ أبو البَشائِر مُحمدُ

(3)

ابنُ الشَّريف وَليِّ الدَّولةِ أبي العبّاس أحمدَ ابنِ شَرَفِ الملكِ أبي البَشائرِ مُحمدِ ابنِ وَليِّ الدَّولةِ أبي العبّاس أحمدَ بنِ جَعْفَرِ بنِ أبي الجِنِّ الحُسَينيُّ، نَقيبُ الأشرافِ بدمشقَ، وصُلِّيَ عليه عَصْرَ النَّهارِ بالجامع، ودُفِنَ خارجَ بابِ تُوْما بالقُربِ من قُبّةِ الشَّيخ رَسْلانَ. حَضَرْتُ دَفْنَهُ والصَّلاةَ عليه.

1318 -

وفي ليلةِ الحادي والعشرينَ من شَهْرِ ربيع الآخِرِ تُوفِّي الشَّيخُ

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 646. ولا علاقة له بسابقه.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 636، والعبر 5/ 362، ومعرفة القراء الكبار 2/ 704، والإشارة إلى وفيات الأعيان 378، والإعلام بوفيات الأعلام 288، وغاية النهاية 1/ 547، وعقد الجمان 3/ 546، وحسن المحاضرة 1/ 504، وشذرات الذهب 5/ 409 (7/ 714).

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 646، وهو من أسرة علمية مشهورة.

ص: 446

الفَقيهُ الصّالحُ عِمادُ الدِّينِ حَسّانُ

(1)

بنُ سُلطانَ بنِ رافع بنِ مِنْهالِ بنِ حَسّانَ بنِ عيسى اليُونِينيُّ، ببَعْلَبَكَّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بالقُربِ من تربةِ الشَّيخ عبدِ الله اليُونِينيِّ.

وكانَ خطيبَ قريةِ زَحْلةَ منَ البِقاع البَعْلَبكِّيِّ قريبًا من عشرينَ سنةً. سَمِعَ من ابنِ رَوَاحةَ، وإسماعيلَ بنِ ظَفَر. وكانَ من أصحابِ الشَّيخ إبراهيمَ البَطائحيِّ

(2)

، وصَحِبَ جماعةً منَ المَشايخ، وكانَ يَحفظُ أَخبارَهُم. وكانَ كثيرَ التِّلاوةِ والذِّكْر، وبيتُهُ مأوى الأضْياف.

ومَولدُهُ سنةَ ثلاثٍ وعشرينَ وستِّ مئة بيُونِينَ

(3)

.

قرأتُ عليه "الأربعينَ السِّلَفِيّة"

(4)

.

1319 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ الثّالث والعشرينَ من شَهْرِ ربيع الآخِرِ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ عِمادُ الدِّينِ أبو العبّاس أحمدُ

(5)

بنُ مَنعةَ بنِ مُطرِّفِ بنِ مَنِيع الحَوْرانِيُّ الصّالحيُّ، وصُلِّيَ عليه عَقِيبَ الجُمُعةِ بالجامع المُظَفَّرِيِّ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ، حَضَرْتُ الصَّلاةَ عليه.

رَوَى لنا عن المَجْدِ القَزْوِينيِّ.

ومَولدُهُ في عاشرِ صَفَرٍ سنةَ عَشْرٍ وستِّ مئة.

(1)

ترجمته في: تلخيص مجمع الآداب 2/ 52، وتاريخ الإسلام 15/ 631.

(2)

إبراهيم بن محمود بن جوهر البعلبكي (ت 648 هـ).

(3)

من قرى بعلبك. يراجع: معجم البلدان 5/ 517.

(4)

كتاب الأربعين للحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي (ت 576 هـ) الأربعين البلدانية فيه أربعون حديثًا، عن أربعين شيخًا، كل شيخ من أربعين بلدًا. وقد ألف عدد كبير من العلماء على هذا المنهج. وكتاب السِّلَفي له نسخ كثيرة، وشرحه الحافظ القاسم ابن عساكر. نسخته في المكتبة الظاهرية بدمشق رقم 279 حديث.

(5)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 626، وابنه: محمد بن أحمد (ت 727 هـ).

ص: 447

• - وفي هذا الشَّهْرِ ذَكَرَ الدَّرْسَ الشَّيخُ صَفِيُّ الدِّينِ الهِنْديُّ بالمدرسةِ الدَّوْلَعِيّة

(1)

.

• - ووَصَلَ القاضي تَقِيُّ الدِّينِ عبدُ الكريم وَلَدُ قاضي القُضاةِ مُحْيي الدِّينِ ابنُ الزَّكيِّ من القاهرةِ إلى دمشقَ، ولَبِسَ خِلْعةً بطَرْحةٍ في سَلْخ ربيع الآخِر. وذَكَرَ الدَّرسَ بها بالمدرسةِ التَّقَوِيّةِ في يوم الأربعاءِ الثّامنِ والعشرينَ منه

(2)

.

‌جُمادى الأولى

1320 -

في ليلةِ الخامسِ من جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ الصَّدْرُ الرَّئيسُ كمالُ الدِّينِ أبو الحَسَنِ عليُّ

(3)

بنُ يحيى بنِ مُحمدِ بنِ المَهْدَوِيِّ الكاتبُ، بدمشقَ.

وكانَ منَ العُدُولِ المَعْرُوفِين. سَمِعَ منَ التّاج القُرْطُبيِّ "نُسخةَ أبي مُسْهِر".

1321 -

وفي يوم الجُمُعةِ ثامن جُمادى الأولى تُوفِّي فَخْرُ الدِّينِ عبدُ الله

(4)

بنُ مُحمدِ ابن الشَّيخ الخَطيبِ شَرِفِ الدِّينِ أبي بكرٍ عبدِ الله ابنِ الشَّيخ أبي عُمَرَ مُحمدِ بنِ أحمدَ بنِ قُدامةَ المَقْدِسيُّ، ودُفِنَ بالجَبَل.

(1)

الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 430.

(2)

الخبر في المصدر السابق.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 636، وتالي وفيات الأعيان 115، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 14، والمختار من تاريخ ابن الجزري 0336 ابن مسهر: عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى الغساني الدمشقي (ت 218 هـ)، ونسخته في دار الكتب المصرية منه نسختان رقم (2551) و (1558) حديث، وفي مجاميع الظاهرية ثالثة رقم (59/ 6)، والتاج القرطبي: محمد بن أبي جعفر (ت 643 هـ) إمام الكلاسة وابن إمامها، سير أعلام النبلاء 23/ 217.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 634.

ص: 448

وكانَ شابًّا حَسَنًا. سَمِعَ من ابنِ عبدِ الدّائم وغيرِه. وكانَ صَديقًا للقاضي نَجْم الدِّينِ الحَنْبليِّ، مُلازِمًا لهُ. فمَرِضا معًا، وماتَ القاضي بعدَهُ بأربعةِ أيام.

1322 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ ثاني عَشَرَ جُمادى الأولى تُوفِّي قاضي القُضاةِ نَجْمُ الدِّينِ أبو العبّاس أحمدُ

(1)

ابنُ الشَّيخ الإمام قاضي القُضاةِ شَمْسِ الدِّينِ عبدِ الرَّحمن ابنِ الشَّيخ أبي عُمَرَ مُحمدِ بنِ أحمدَ بن قُدامةَ المَقْدِسيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ ضُحَى النَّهارِ عندَ والدِه بسَفْح قاسِيُونَ، وحَضَرَ نائبُ السَّلطنة، والأمراءُ، والقُضاةُ، والأعيانُ.

ومَولدُهُ سنةَ إحدى وخمسينَ وستِّ مئة.

وكانَ خَطيبَ الجَبَل، وقاضي القُضاةِ، ومُدرِّسَ أكثرِ المَدارس، وشيخَ الحَنابلة. وسَمِعَ الكثيرَ منَ الحديث، ولم يُحَدِّث. حَضرَ على خَطيبِ مَرْدا وغيرِه.

وكانَ فقيهًا فاضِلًا، سريعَ الحِفْظ، جيِّدَ الفَهْم، كثيرَ المَكارِم، شَهْمًا شُجاعًا. وَلِيَ القَضاءَ ولم يكن بلغَ ثلاثينَ سنةً، فقامَ به أتمَّ قيام رَحمَهُ اللهُ تعالى.

1323 -

وفي يوم الخميسِ رابعَ عَشَرَ جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ الجليلُ

(1)

ترجمته في: نهاية الأرب 31/ 171، وتاريخ الإسلام 15/ 625، والعبر 5/ 360، والإشارة إلى وفيات الأعيان 378، والإعلام بوفيات الأعلام 288، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 16، والوافي بالوفيات 7/ 46، والبداية والنهاية 13/ 319، وتذكرة النبيه 1/ 64، 129، ودرة الأسلاك، ورقة 288، والذيل على طبقات الحنابلة 4/ 231، ومختصره لابن نصر الله، ورقة 86، وتاريخ ابن الفرات 8/ 104، والسلوك 1/ 3/ 759، وعقد الجمان 3/ 45، والمقصد الأرشد 1/ 127، والمنهل الصافي 1/ 310، والدليل الشافي 1/ 52، والنجوم الزاهرة 7/ 385، والمنهج الأحمد 4/ 336، ومختصره الدر المنضد 1/ 432، وقضاة دمشق 273، والدارس 1/ 249 و 2/ 33، والقلائد الجوهرية 496، والشذرات 5/ 407 (7/ 712).

ص: 449

الصَّدْرُ شَمْسُ الدِّينِ مُحمدُ

(1)

ابنُ عَوْنِ الدِّينِ يحيى ابنِ شَمْسِ الدِّينِ عليِّ ابنِ عِزِّ الدِّينِ مُحمدِ ابنِ الوزيرِ العالم عَوْنِ الدِّينِ يحيى بنِ مُحمدِ بنِ هُبَيرةَ الشَّيْبانيُّ، وصُلِّيَ عليهِ منَ الغَد بجامع بِلْبِيسَ، ودُفِنَ هناك.

ومَولدُهُ ليلةَ الثُّلاثاءِ ثامنَ عَشَرَ شَوّالٍ سنةَ سبع وستِّ مئة بدمشقَ.

سَمِعَ منَ الدّاهِرِيِّ، ونَصْرِ بنِ عبدِ الرَّزاق، وابنِ اللَّتِّيِّ، وعليِّ ابنِ الجَوْزيِّ، وغيرِهِم. قرأتُ عليهِ ببِلْبِيسَ أربعةَ أجزاءً. وكانَ يَخدِمُ في الدِّيوانِ هناك، وهُو من بيتٍ مَشْهور.

1324 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ ضَحْوةَ النَّهارِ الثّاني عَشَرَ من جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ مُحمدُ

(2)

بنُ سُلطانَ بنِ سَعِيدِ بنِ يوسُفَ بنِ سَلمانَ البُزاعِيُّ، ودُفِنَ من يومِهِ بمَقابرِ بابِ النَّصْرِ ظاهرَ القاهرة.

• - وفي يوم الأربعاءِ العشرينَ من جُمادى الأولى عادَ الأميرُ شَمْسُ الدِّينِ الأعْسَرُ من الدِّيارِ المِصْريّةِ إلى دمشقَ، وتَلَقّاهُ النّاس

(3)

.

• - وفي هذا الشَّهْر بلغَ السُّلطان الملكَ المَنْصورَ عن الأميرِ سَيْف الدِّينِ جَرْمَكُ النّاصِريِّ ما أوجَبَ مَسْكَهُ ومَسْكَ شَمْس الدِّينِ ابنِ السَّلْعوسِ وحَبسَهُما وعُقوبَتَهُما. أمّا جَرْمَكُ فاستمَرَّ في الحَبْسِ إلى حينِ وَفاةِ السُّلطان.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 645، والذيل على طبقات الحنابلة 4/ 237، ومختصره لابن نصر الله، ورقة 86، والمقصد الأرشد 2/ 540، والمقفى الكبير 7/ 442، والمنهج الأحمد 4/ 339، ومختصره الدر المنضد 1/ 433، والشذرات 5/ 410 (7/ 716). وهو من أسرة مشهورة، جده الأعلى الوزير الكبير عون الدين يحيى بن محمد (ت 560 هـ)، وأبوه لم يشتهر، واشتهر جده علي (ت 609 هـ)، وأبو جده: محمد بن يحيى (ت 561 هـ) وجد جده الوزير المذكور.

(2)

لم أقف على ترجمته.

(3)

الخبر في: نهاية الأرب 31/ 167، وفيه: في ربيع الآخر، وتاريخ ابن الفرات 8/ 90، والسلوك 1/ 3/ 751. وجَرْمَكُ (ت 691 هـ).

ص: 450

وأمّا ابنُ السَّلْعوسِ فأُفْرجَ عنهُ بعدَ مُدّةٍ يسيرةٍ، ولَزِمَ بيتَهُ إلى حين تَوجَّهَ النّاسُ إلى الحِجازِ فتَوجَّهَ معَهُم منَ الدِّيارِ المِصْريّة

(1)

.

1325 -

وفي ليلةِ الثُّلاثاءِ السّادسِ والعشرينَ من جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ الفَقيهُ العَدْلُ شَرَفُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ

(2)

بنُ يونسَ بنِ أبي بكرٍ الرَّسْعَنيُّ الحَنَفيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقابرِ بابِ الصَّغير.

وكانَ فقيهًا وَلِيَ قضاءَ عَجْلون، وكانَ يَشهدُ بحَصيرةِ الشُّباكِ تحتَ السّاعات. سَمِعَ منَ السَّفاقُسِيِّ الحديثَ المُسلسلُ بالأوّليّةِ عنِ السِّلَفيِّ، ورواهُ لنا عنهُ.

ومَولدُهُ يومَ عاشوراءِ سنةَ اثنتينِ وعشرينَ وستِّ مئة برأسِ العين.

1326 -

وفي ليلةِ الخميسِ الثّامن والعشرينَ من جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ نَجْمُ الدِّينِ أبو حَفْصٍ عُمَرُ

(3)

بنُ أبي الرَّجاءِ بنِ أبي الزَّهْرِ التَّنُوخِيُّ، ابنُ السَّلْعُوس، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

أجازَ لهُ الكِنْدِيُّ، وابنُ الحَرَسْتانيِّ، وجماعةٌ. وحَدَّثَ.

• - وفي يوم الخميسِ الثّامنِ والعشرينَ من جُمادى الأولى ذَكَرَ الدَّرْسَ القاضي شَرَفُ الدِّينِ الحَسَنُ بنُ عبدِ الله ابنِ الشَّيخ أبي عُمَرَ، بدارِ الحديثِ الأشرفيّةِ بالجَبَل عِوَضًا عن القاضي نَجْم الدِّينِ رحمه الله

(4)

.

(1)

الخبر في: نهاية الأرب 31/ 168، وتاريخ الإسلام 15/ 431. ويراجع: البداية والنهاية 13/ 317، وتاريخ ابن الفرات 8/ 90، والسلوك 1/ 3/ 751.

(2)

لم أقف على ترجمته.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 640، وهو من أسرة علمية، اشتهر منها: أخواه: عثمان بن أبي الرجاء (ت 673 هـ)، ومحمد (ت 672 هـ) ذكرهما المؤلف في موضعيهما. وابنا أخيه عثمان: محمد بن عثمان (ت 693 هـ) وأحمد بن عثمان (ت 697 هـ) ذكرهما المؤلف في موضعيهما أيضًا. وأشهرهم الصاحب محمد بن عثمان.

(4)

الخبر في: الدارس 1/ 50، والقاضي شرف الدين (ت 695 هـ) ذكره المؤلف في موضعه.

ص: 451

1327 -

وفي عَصْرِ يوم الجُمُعةِ التّاسع والعشرينَ من جُمادى الأولى تُوفِّي القاضي الفَقيهُ عَلَمُ الدِّينِ أحمدُ

(1)

بنُ عيسى بن الحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ الخَضِرِ الزَّرْزارِيُّ الشّافعيُّ، بالقاهرة، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقابرِ بابِ النَّصْر.

وهو ابنُ أخي القاضي بَدْرِ الدِّينِ السِّنْجارِيِّ.

رَوَى لنا عن سِبْطِ السِّلَفْيِّ، وسَمِعَ من يوسُفَ السّاوِيِّ أيضًا. وكانَ من عُدُولِ القاهرة.

ومَولدُهُ بالخابورِ في أوّلِ سنةِ تسع وعشرينَ وستِّ مئة.

1328 -

وفي بُكرةِ السَّبتِ سَلْخ جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ الخَطيبُ جمالُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبدُ الكافي

(2)

بنُ عبدِ الملكِ بنِ عبدِ الكافي بنِ عليٍّ الرَّبَعيُّ الشّافعيُّ، وصُلِّيَ عليه ظُهْرَ اليوم المَذْكورِ على بابِ دارِ الخَطابةِ بجامع دمشقَ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ إلى جانبِ قَبرِ الشَّيخ يوسُفَ الفُقّاعيِّ، وعُمِلَ عَزاؤُهُ على بابِ دارِ الخَطابة.

وكانَ شيخًا مَليحًا، بَهِيَّ الصُّورة، حسَنَ الخُلُق، وَلِيَ نِيابةَ الحُكْم بدمشقَ مُدّة، ثمّ انتَقلَ منها إلى الخَطابة.

ورَوَى لنا عنِ ابنِ الزَّبِيدِيِّ، وابنِ اللَّتِّيِّ، والفَخْرِ الإرْبِليِّ، والهَمْدانيِّ،

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 626.

(2)

ترجمته في: تالي وفيات الأعيان 116، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 18، وتاريخ الإسلام 15/ 635، ومعجم الشيوخ للذهبي 1/ 411، والعبر 5/ 362، والإشارة إلى وفيات الأعيان 378، والإعلام بوفيات الأعلام 288، ومرآة الجنان 4/ 208، والبداية والنهاية 13/ 318، وطبقات الفقهاء الشافعيين 2/ 925، والوافي بالوفيات 19/ 71، وعيون التواريخ 23/ 53، وتذكرة النبيه 1/ 131، ودرة الأسلاك، ورقة 101، وطبقات الشافعية للسبكي 8/ 280، والعقد المذهب 374، وذيل التقييد 2/ 143، وعقد الجمان 3/ 43، والنجوم الزاهرة 7/ 386، والدارس 1/ 158، والشذرات 5/ 409 (7/ 714).

ص: 452

والسَّخَاوِيِّ، والقاضي أبي نَصْرِ ابنِ الشِّيرازِيِّ، وجماعةٍ. وكانَ لديهِ فَضْلٌ، ومَعرفةٌ بالفِقه، وكانَ فَصِيحًا حَسَنَ القِراءة، من أصحابِ السَّخاوِيِّ.

مَولدُهُ في حادي عَشَرَ شَعْبانَ سنةَ اثنتَيْ عَشْرةَ وستِّ مئة بسَنْهُورَ

(1)

بالدِّيارِ المِصْريّة.

قرأتُ عليه "صحيح البُخاريّ"، و"مسندَ الشّافعيّ"، وغيرَ ذلك.

‌جُمادى الآخرة

• - وَلِيَ الخَطابةَ بجامع دمشقَ الشَّيخُ زينُ الدِّينِ عُمَرُ بنُ مكِّيِّ بنِ عبدِ الصَّمدِ الشّافعيُّ، وَكيلُ بيتِ المالِ كان. وباشَرَ صلاةَ الظُّهْر يومَ الأحدِ مُستهلَّ جُمادى الآخِرة، عِوَضًا عن الشَّيخ جمال الدِّينِ ابنِ عبدِ الكافي رحمه الله

(2)

.

• - ووَلِيَ قضاءَ الحنابلةِ بدمشقَ قاضي القُضاةِ شَرَفُ الدِّينِ الحَسَنُ ابنُ الخَطيبِ شَرَفِ الدِّينِ عبدِ الله ابنِ الشَّيخ أبي عُمَرَ بن قُدامةَ في يوم الأحدِ مُستهلِّ جُمادى الآخِرة. وقُرِئَ تَقليدُهُ في ثاني الشَّهْر، ولَبِسَ الخِلْعةَ يومَ الاثنينِ تاسِعَهُ، ودَخلَ البلدَ وحَكمَ عِوَضًا عنِ ابنِ عَمِّه قاضي القُضاةِ نَجْم الدِّينِ الحَنْبليِّ

(3)

.

• - وفي يوم الاثنينِ تاسع جُمادى الآخِرةِ طَلَبَ الأعْسَرُ الشَّيخَ تاجَ الدِّينِ والشَيخَ زَيْنَ الدِّينِ الفارقيَّ، وآذاهُما وشَتَمَهُما بسببِ كراهِيَتهِما لتَوليةِ

(1)

معجم البلدان 3/ 269.

(2)

الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 430، والبداية والنهاية 13/ 317، وعقد الجمان 3/ 38.

(3)

الخبر في: نهاية الأرب 31/ 172، وتاريخ الإسلام 15/ 431، والبداية والنهاية 13/ 317، وفيه:"حسين بن أحمد" وهو تصحيف، وتاريخ ابن الفرات 8/ 91، والسلوك 1/ 3/ 751، وعقد الجمان 3/ 46.

ص: 453

زَيْنِ الدِّينِ ابنِ المُرَحِّلِ الخَطابة، وإنكارِهما ذلك. وتأكَّدتْ كراهيةُ النّاس لتَوليَتِه بسببِ هذه الواقعة

(1)

.

• - وفي ثاني جُمادى الآخرةِ ذَكرَ الدَّرسَ بَدْرُ الدِّينِ وَلَدُ قاضي القُضاةِ عِزِّ الدِّينِ ابنِ الصّائغ بالمدرسةِ العِمادِيّة، بحَضرةِ قاضي القُضاةِ شِهابِ الدِّينِ والأعيان. وكانَ صَغيرَ السِّنِّ

(2)

.

1329 -

وفي يوم الأحدِ الثاني والعشرينَ من جُمادى الآخرةِ تُوفِّي الشَّيخُ الجليلُ الفاضلُ العَدْلُ شَمْسُ الدِّينِ أبو الفضائل مُحمدُ

(3)

ابنُ الشَّيخ عِزِّ الدِّينِ عبدِ الرَّازِق

(4)

ابنِ رِزْقِ الله بنِ أبي بكرِ بنِ خَلَفٍ الرَّسْعَنيُّ الحَنْبليُّ، المعروفُ بابنِ المُحَدِّث، غريقًا في نَهرِ الشَّريعة

(5)

وهو راجعٌ من القاهرةِ إلى دمشقَ.

رَوَى عنِ ابنِ بَهْرُوز، وابنِ القُبَّيْطيِّ، وغيرِهِما من شُيوخ بغدادَ وسَمِعَ

(1)

الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 430، وذكر ابن كثير في البداية والنهاية 13/ 317: أن ابن المرحل كان قد تولى الخطابة بمساعدة الأعسر.

(2)

الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 430، والدارس 1/ 411. المدرسة العمادية بانيها عماد الدين إسماعيل ابن نور الدين. الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 237، والدارس 1/ 166، ومختصره 30، قبالة الشبلية الحنفية، ويراجع: التعليق على الدارس.

(3)

ترجمته في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 25، وتالي وفيات الأعيان 148، وتاريخ الإسلام 15/ 643، والعبر 5/ 364، والوافي بالوفيات 3/ 251، وفوات الوفيات 3/ 399، وعيون التواريخ 23/ 58، ودرة الأسلاك، ورقة 102، وتذكرة النبيه 1/ 134، والذيل على طبقات الحنابلة 4/ 236، ومختصره، ورقة 86، وذيل التقييد 1/ 158، والسلوك 1/ 3/ 760، والمقصد الأرشد 2/ 456، وعقد الجمان 3/ 46، والمنهج الأحمد 4/ 338، ومختصره الدر المنضد 1/ 432، والنور السافر 112، والشذرات 5/ 410 (7/ 716). والده: عبد الرزاق بن رزق الله (ت 661 هـ) إمام علامة. وأخوه: إبراهيم (ت 695 هـ)، وأخته: ست الفقهاء (ت 695 هـ)، وابنه: نصير الدين، محمد (ت 692 هـ).

(4)

وقع في بعض المصادر: "عبد الرزاق" من غلط الطبع.

(5)

نهر الشريعة تقدم ذكره.

ص: 454

بدمشق من كريمةَ، والحافظِ ضياءِ الدِّينِ المَقْدِسيِّ، وسَمِعَ ببلدِه "صحيحَ البُخاريّ" من ابنِ رُوْزْبةَ.

ومَولدُهُ في ثالثَ عَشَرَ ربيع الآخِرِ سنةَ إحدى وعشرينَ وستِّ مئة برأسِ العَيْن

(1)

. وكانَ لديهِ فَضْل، ويَنظَمُ الشِّعْرَ. وباشرَ نَظَرَ ديوانِ الصَّدَقات، وكانَ يَشْهَدُ تحتَ السّاعات.

• - وفي الثاني والعشرينَ من جُمادى الآخرةِ باشَرَ الشَّيخُ وَجيهُ الدِّينِ ابنُ المُنَجَّى نَظَرَ الجامع المَعْمُور بدمشقَ عِوَضًا عن ناصرِ الدِّينِ ابنِ المَقْدِسيّ. واعتُقِلَ ناصرُ الدِّينِ بالمدرسةِ العَذْراويّة، ورُسِّمَ عليه، ثم أُحْضِرَ إلى دارِ السَّعادةِ وضُرِبَ وأُخْرِقَ به في شَهْرِ رَجَب

(2)

.

‌رَجَب

• - في يوم الأحدِ سابع رَجَب باشرَ شَمْسُ الدِّينِ عليُّ ابنُ الشَّيخ شَمْس الدِّينِ عبدِ الرَّحمن ابن الشَّيخ أبي عُمَرَ الإمامةَ بالجامع المُظَفَّريِّ، شَرِيكًا لابنِ أخيهِ الخطيب سَعْدِ الدِّينِ ابنِ قاضي القُضاةِ نَجْم الدِّين

(3)

.

1330 -

وفي ليلةِ السَّبتِ سابعَ عَشَرَ رَجَب تُوفِّي مُحْيي الدِّينِ عبدُ الرَّحيم

(4)

ابنُ فَخْرِ الدِّينِ عبدِ القاهرِ ابنِ الشَّيخ سَيْفِ الدِّينِ عبدِ الغنيِّ بنِ مُحمدِ بنِ أبي القاسم ابن تيميّةِ الحَرّانيُّ، ودُفِنَ بمَقابرِ الصُّوفيّة.

وسَمِعَ من ابن عبدِ الدّائم وجماعةٍ، ولم يُحَدِّث.

(1)

رأس العين: من بلاد الجزيرة. تقدم ذكرها.

(2)

الخبر في: نهاية الأرب 31/ 168، وتاريخ الإسلام 15/ 431، والبداية والنهاية 13/ 316.

ويراجع: تاريخ ابن الفرات 8/ 92، والسلوك 1/ 3/ 753، وعقد الجمان 3/ 38.

(3)

علي بن عبد الرحمن (ت 699 هـ)، وابن أخيه: سعد الدين محمد بن أحمد بن عبد الرحمن (ت 698 هـ) وخطب بعده أخوه علي بن أحمد (ت 727 هـ).

(4)

لم أقف على ترجمته. ووالده: عبد القاهر (ت 671 هـ) تقدم ذكره في وفيات ذي القعدة، وأخوه: عبد الملك (ت 720 هـ).

ص: 455

وهو أخُو نَجْم الدِّينِ عبدِ الملك الشّاهدِ بمسجدِ المَناخِلِيِّين.

1331 -

وفي يوم الأحدِ الثاني والعشرينَ من رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ أحمدُ

(1)

بنُ يوسُفَ بنِ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ بنِ عبدِ الله بنِ طَلحةَ المَقْدِسيُّ الحَنْبليُّ، مُؤذِّنُ المدرسةِ النُّورِيّة، ودُفِنَ من يومِهِ بمَقابرِ بابِ الفَرادِيس.

رَوَى عنِ ابنِ المُقَيَّر. وهو أخُو المُوفَّقِ مُحمدٍ الشّاهدِ القَصيرِ الحَنْبليِّ.

ومَولدُهُ تقريبًا سنةَ ستٍّ وعشرينَ وستِّ مئة.

• - وفي الرّابع والعشرينَ منهُ وَقَعَ حريقٌ بناحيةِ دَرْبِ اللَّبّانِ ودَرْبِ الوزيرِ بدمشقَ. ذَهبَ فيه أموالٌ جمّةٌ. ولم يزلْ يَعملُ يومًا وليلة

(2)

.

‌شَعْبان

1332 -

في يوم الجُمُعةِ ثالث شَعْبانَ تُوفِّي الشَّيخُ الصَّدْرُ الكبيرُ ناصرُ الدِّينِ أبو المَكارِم مُحمدُ

(3)

ابنُ الشَّيخ الإمام المُفْتي الزّاهدِ شَمْسِ الدِّينِ عبدِ الرَّحمن بنِ نُوح بن مُحمدٍ المَقْدِسيُّ، بالمدرسةِ العَذْراويّةِ بدمشقَ، وكانَ مَحْبُوسًا بها فخُنِقَ، وصُلِّيَ عليه بجامع دمشقَ عَقِيبَ الجُمُعة، ودُفِنَ بمَقابرِ الصُّوفيّةِ عندَ والدِه، حَضَرْتُ دَفْنَه.

وَلِيَ تَدريسَ الرَّواحيّةِ وتَربةِ أُمِّ الصّالح، ونَظَرَ ديوانِ السُّبُع، ثم وَلِيَ وَكالةَ بيتِ المال، ووَكالةَ السُّلطان، ونَظَرَ الأوقافِ جميعِها. وخُلِعَ عليه الخِلَعُ السَّنِيّةُ غيرَ مَرّةً، وصارَتْ لهُ حُرْمةٌ وافرةٌ، ومَنْزلةٌ كبيرةٌ.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 627، وأخوه: الموفق محمد (ت 699 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات شعبان.

(2)

الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 431، والبداية والنهاية 13/ 317.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 642، والعبر 5/ 364، والنجوم الزاهرة 7/ 386، والشذرات 7/ 717. ووالده: المفتي الفقيه عبد الرحمن بن نوح بن محمد (ت 654 هـ) صاحب تقي الدين ابن الصلاح. يراجع: ذيل الروضتين 189، وتاريخ الإسلام 14/ 758. وأخوه: إبراهيم بن عبد الرحمن بن نوح (ت 721 هـ) ترجمته في: معجم الذهبي 1/ 141، والدرر الكامنة 1/ 38.

ص: 456

رَوَى لنا عنِ ابنِ اللَّتِّيِّ حُضُورًا، وعن شيخ الشُّيُوخ ابن حَمُّوْيَة. وسَمِعَ من ابنِ قُمَيْرةَ، وجماعةٍ.

ومَولدُهُ سنةَ تسع وعشرينَ وستِّ مئة تقريبًا كَتبَهُ من خطِّه.

• - وفي يوم الأحدِ ثاني عَشَرَ شَعْبانَ ذَكَرَ الدَّرْسَ بتُربةِ أُمِّ الصّالح بدمشقَ القاضي إمامُ الدِّينِ عُمَرُ بنُ عبدِ الرَّحمن بنِ عُمَرَ القَزْوِينيُّ الشّافعيُّ، عِوَضًا عن ناصرِ الدِّينِ ابنِ المَقْدِسيِّ

(1)

.

• - وفي هذا اليوم ذَكَرَ الدَّرسَ بالمدرسةِ الرَّواحِيّةِ القاضي شَمْسُ الدِّينِ ابنُ قاضي القُضاةِ بَهاءِ الدِّينِ ابنِ الزَّكيِّ، عِوَضًا عن ناصرِ الدِّينِ ابنِ المَقْدِسيِّ

(2)

.

1333 -

وفي يوم الخميسِ سادسَ عَشَرَ شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ الفَقيهُ العَدْلُ نَجْمُ الدِّينِ مُحمدُ

(3)

بنُ وفاءِ بنِ عبدِ السَّيِّدِ المَراغِيُّ ثمَّ المِصْرِيُّ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ وَرَدَ دمشقَ مع قاضي القُضاةِ شِهابِ الدِّينِ ابن الخُوَيي، وكانَ أيضًا وَرَدَ دمشقَ سنةَ خَمْسٍ وخمسينَ وستِّ مئة، وسَمِعَ منَ العِمادِ ابنِ عبدِ الهادي، وابنِ عبدِ الدّائم.

1334 -

وفي ليلةِ النِّصفِ من شَعْبانَ تُوفِّي الشَّيخُ النَّفيسُ أبو عليٍّ حَسَنُ

(4)

بنُ زيادةَ بنِ رَسْلانَ بنِ نِزارٍ القُرَشيُّ المِصْرِيُّ، بها، ودُفِنَ بالقَرافة.

سَمِعَ من ابن الطُّفَيْل، وابنِ الصَّابونيِّ. وكانَ مُتصَدِّرًا بجامع مِصْرَ.

(1)

الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 431، والبداية والنهاية 13/ 317. وفيه:"إمام الدين القُوْنَوِيّ" وهو خطأ.

(2)

الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 431، والبداية والنهاية 13/ 323، والدارس 1/ 271، وفيهما أن الذي تولاها بعد المقدسي هو نجم الدين ابن مكي.

(3)

لم أقف على ترجمته.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 631 عن ابن الفرضي.

ص: 457

1335 -

وفي يوم السَّبتِ الثّامن عَشَرَ من شَعْبانَ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ بَقِيّةُ السَّلَفِ أبو الحَسَنِ عليُّ

(1)

بنُ عبدِ الكريم بنِ عبدِ الله الدِّمَشْقيُّ المُحَدِّثُ، خادمُ الشَّيخ زَكِيِّ الدِّينِ عبدِ العظيم المُنْذِريِّ بمدينةِ بِلْبِيسَ، وكانَ أقامَ بها مُدّةً.

رَوَى عن كريمةَ، والحافظِ ضياءِ الدِّين، وسِبْطِ السِّلَفِيِّ، وابن المُقَيَّر. وخَرَّجَ لهُ الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّين عبيدٌ

(2)

جُزأين "مُوافقاتٌ"، وجُزءٌ آخر "مُصافحاتٌ".

ومَولدُهُ سنةَ سبع وتسعينَ وخَمْسِ مئة.

وكانَ رجُلًا صالحًا مُباركًا، مُحِبًّا للسَّماع والطَّلبة، ولم يَزَلْ على ذلكَ أكثرَ عُمُرِه. قرأتُ عليه "حديثَ الصُّوليِّ" عن سِبْطِ السِّلَفِيِّ.

1336 -

وفي يوم السَّبتِ الخامس والعشرينَ من شَعْبانَ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ شهابُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ شَعْبانُ

(3)

بنُ أبي الطّاهر بنِ عُمَرَ الخِلاطيُّ الصُّوفيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بالقَرافة.

وكانَ إمامَ مَشهدِ الحُسَينِ رضي الله عنه بالقاهرة. رَوَى عنِ ابنِ المُقَيَّر، ويوسُفَ السَّاويِّ

(4)

. حَدَّثَ قديمًا سنةَ تسع وخمسينَ وستِّ مئة.

قَرأتُ عليهِ المجلسَ الأوّلَ من سابع "المَحامِلِيّات".

• - وفي شَعْبانَ وَقَعَ بحَماةَ في دارِ السُّلطانِ نارٌ فاحتَرقَتْ، وكانَ غائبًا في الصَّيْد. وأرسَلَ اللهُ الرِّياحَ فاشْتدَّ عَمَلُها، ولم يَتجاسَرْ أحدٌ على دُخُولِها، فاحتَرقَتْ وجميعُ ما فيها. وأقامتِ النّارُ تَعملُ يومَيْن فاحتَرِقَ فيها منَ الأقمشةِ والأمتعةِ والذَّخائرِ والسِّلاح والكُتُبِ وغيرِ ذلكَ ما لا يُحْصى

(5)

.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 636.

(2)

هو عبيد الإسعردي، تقدم ذكره.

(3)

ترجمته في: رحلة ابن رشيد ملء العيبة 3/ 283.

(4)

هو يوسف بن محمود بن الحسين الساوي الأصل الدمشقي المولد المصري الصوفي المعروف بابن المخلص المتوفى سنة 647 هـ ترجمته في تاريخ الإسلام 14/ 588 وغيره.

(5)

الخبر في: نهاية الأرب 31/ 170، وتاريخ الإسلام 15/ 431. ويراجع: البداية والنهاية 13/ 317، وتاريخ ابن الفرات 8/ 93، وعقد الجمان 3/ 38.

ص: 458

• - وفي شَعْبانَ ثارَ جماعةٌ منَ الفِرَنْج بعكّا، وقَتلُوا خَلْقًا كثيرًا من المسلمينَ كانوا قَدِمُوها للتِّجارة. وقيل: إنَّ ذلكَ إنَّما فَعلَهُ أقوامٌ غرباءُ قَدِمُوا عكّا، وأنَّ فِعْلَهُم لم يكنْ برِضَى أهلَ عكّا، واللهُ أعلم

(1)

.

1337 -

وفي يوم الأربعاءِ سَلْخ شَعْبانَ تُوفِّي الأميرُ نورُ الدِّينِ عليُّ

(2)

ابنُ الأميرِ الكبيرِ عَلَم الدِّينِ سَنْجَرَ الحِصْنِيُّ الصّالحيُّ، وكانَت وفاتُهُ بالغَور، ودُفِنَ بسَفْح جَبَل قاسِيُونَ بتُربةِ والدِه.

وكانَ أصْغَرَ إخْوتِه منْ مُقَدَّمي الحَلْقة. وكانَ والدُهُ من أعيانِ الأُمراء، وكانَ بينَ والدِي وبينَهُم صُحبةٌ ومَعرِفةٌ مُتأكَّدةٌ.

‌رَمَضان

1338 -

في ليلةِ السَّبتِ ثالثِ شَهْرِ رَمَضانَ تُوفِّي الفَقيهُ المُحَدِّث شَمْسُ الدِّينِ عُمَرُ

(3)

ابنُ الشَّيخ الإمام شَرَفِ الدِّينِ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ سِباع الفَزارِيُّ، بالرِّباطِ النّاصِريِّ بقاسِيُونَ، ودُفِنَ منَ الغَدِ قُبالةَ الرِّباط.

(1)

الخبر في: تشريف الأيام 177، وزبدة الفكرة 270، والفضل المأثور 173، ونهاية الأرب 31/ 171، وكنز الدرر 8/ 300. ويراجع: تاريخ الإسلام 15/ 431، والنهج السديد، ورقة 89، والبداية والنهاية 13/ 320، في أحداث سنة 890 هـ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 336، وعيون التواريخ 23/ 47، وتاريخ ابن الفرات 8/ 93، وتاريخ ابن خلدون 5/ 478، والسلوك 1/ 3/ 753، وعقد الجمان 3/ 10.

(2)

لم أقف على ترجمته. ووالده: سنجر الحصني (ت 674 هـ) في جمادى الأولى ذكره المؤلف في موضعه.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 637. وقال: "ابن شيخنا الإمام شرف الدين أحمد بن إبراهيم

ومات شابًّا لم تطلع لحيته بعد، وعاش نحوًا من عشرين سنة"، وذكر الحافظ الذهبي والده (ت 705 هـ) في معجمه 1/ 27، كما ذكره المؤلف في موضعه في وفيات شوال، وعمه: عبد الرحمن بن إبراهيم (ت 690 هـ)، وابن عمه: إبراهيم بن عبد الرحمن (ت 729 هـ) والعلم في أسرتهم كثير.

ص: 459

وكانَ شابًّا مُباركًا، من أهلِ القُرآن، طَلبَ الحديثَ مُدّةً، وحَصَّلَ، واقْتَنى الأجزاءَ. وماتَ على ذلك، ولم يَبلُغ الثَّلاثينَ من العُمُر، رَحمَهُ اللهُ تعالى.

1339 -

وفي ثامن شَهْرِ رَمَضانَ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو الحَسَنِ عليُّ

(1)

بنُ عبدِ الله بنِ سَعْدِ الله الصُّوَّرِيُّ الخابُوريُّ ثم الحَلَبِيُّ الحَنْبليُّ الضَّريرُ الأُطْرُوشُ المُجاورُ بحَلْقةِ الحَنابلة.

سَمِعَ بحَلبَ من ابنِ رَوَاحةَ، وابنِ خليل. ذَكَرَهُ الشَّيخُ جمالُ الدِّينِ ابنُ الصَّابونيِّ في كتابِه "تكملةِ إكمالِ الإكمال"، وقال: هذه النِّسبةُ بضمِّ الصّادِ وفَتْح الواو المُشدَّدة، وهي بُليدةٌ على شَطِّ الخابُور. وكَتبَ عنهُ الشَّيخُ شَرَفُ الدِّينِ الدِّمْياطيُّ شيئًا منَ الشِّعْر، وقال: هُو رَفيقُنا. سَمِعَ معَنا كثيرًا بحَلبَ.

• - وفي يوم السَّبتِ ثالث رَمَضان جُعِلَ البابُ الذي يَتطَرَّقُ منهُ إلى بابِ الزِّيادةِ البابَ الذي يَلي مَشهَدَ عُروةَ؛ وذلك لأنَّ المَطرَ لا يُصيبُ المارَّ،

(1)

ترجمته في: معجم الدمياطي 2/ ورقة 98، وتكملة إكمال الإكمال 244، والمشتبه للذهبي 2/ 413، وتوضيح المشتبه 5/ 443، وتبصير المنتبه 3/ 850، والنسبة إلى المواضع ورقة 252.

قال الحافظ الدمياطي: "أنشدنا بحلب لبعضهم:

سَرَى طَيْفُ مَنْ أهْواهُ سَيْرًا فأحْيانِي

وأدْهَشَ عَقْلي ثُمّ سِرِّي وجِثْمانِي

ومِن عَجَبِ الأشياءِ طَيُّ مُبَرْقَعٍ

يَمِيسُ بأعْطافٍ ويَرْنُو بأجْفانِ

فمَسْكَنُهُ بينَ التَّرائِبِ والحَشا

فواعَجَبًا مِن رَوْضةٍ وَسْطَ نِيْرانِ

لقدْ صارَ قَلْبي قابِلًا كُلَّ صُورةٍ

ودَيْرًا لرُهْبانٍ ومَرْعًى لغِرْبانِ

وبَيتًا لأوْثانٍ وكَعْبةَ طائفٍ

وألواحَ تَوراةٍ ومُصْحَفَ قُرآنِ

سمع علي هذا بقراءة الحافظ أبي الحجاج يوسف بن خليل كثيرًا، وكتبت عنه هذه الأبيات لغرابة نسبته".

ص: 460

ولكونِه مُناسبًا للبابِ الذي يلي بابَ السّاعات، وشَقَّ ذلكَ على المالكيّةِ بسببِ دَرْسِهم، فبَقِيَ مُدّةً ثم أُعِيدَ إلى ما كانَ عليه.

1340 -

وفي يوم السَّبتِ سابع عَشَرَ رَمَضانَ تُوفِّي الشُّجاعُ مُؤمنٌ

(1)

نائبُ الولايةِ بدمشقَ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ مَشكورًا في مُدّةِ نِيابتِه، وكانَ عَزَلَ نفسَهُ قبلَ موتِه بأكثرَ من سَنةٍ.

1341 -

وفي ليلةِ الأربعاءِ الحادي والعشرينَ من شَهْرِ رَمَضانَ تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ الفاضلُ الزّاهدُ العابدُ فَخْرُ الدِّينِ أبو الطّاهرِ إسماعيلُ

(2)

بنُ عليِّ بنِ مُحمدِ بنِ عبدِ الواحدِ بنِ أبي النَّمِرِ، المَعروفُ بابنِ عِزِّ القضاة، وصُلِّيَ عليه ظُهْر الأربعاءِ بجامع دمشقَ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ بتُربةِ القاضي مُحْيي الدِّين التي فيها قَبرُ الشَّيخ مُحْيي الدِّينِ ابنِ العَرَبي.

وكانَ في أوّلِ أمْرِهِ كاتبًا، أديبًا فاضلًا، وخَدَمَ في جِهات، وكانَ لهُ نَظْمٌ حَسَنٌ، ودُخولٌ على الملكِ النّاصِرِ مع الشُّعراءِ وأهلِ الحَضْرة. فلمّا جَفَلَ النّاسُ من دمشقَ بسببِ التَّتار، سافَرَ وأقامَ بمِصْرَ مُدّةً، ورَجَعَ مُتزهِّدًا، مُعرِضًا عنِ الدُّنيا، ولَزِمَ طريقةً حميدةً جميلةً إلى أنْ ماتَ، ولم يُخَلِّفْ شيئًا. وكانَ

(1)

ترجمته في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 31، وتاريخ الإسلام 15/ 647. وقال:"وكان قد أودع جملة من الذهب عند صاحب له ليدفنه فأصابته السكتة ومات، فجاء الشجاع مؤمن إلى أهله وقال: هل ذكرني بشيء؟ قالوا: لا، فرأى أن الكلام لا يفيد، فحمل على قلبه وتعلل، ومات غبنًا".

(2)

ترجمته في: تالي وفيات الأعيان 43، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 18، وتاريخ الإسلام 15/ 628، والعبر 5/ 361، والإشارة إلى وفيات الأعيان 378، والإعلام بوفيات الأعلام 288، والوافي بالوفيات 9/ 166، وفوات الوفيات 1/ 179، وعيون التواريخ 23/ 54، والبداية والنهاية 13/ 318، وتذكرة النبيه 1/ 130، ودرة الأسلاك، 1/ ورقة 102، والسلوك 1/ 3/ 760، والمقفى الكبير 2/ 127، وعقد الجمان 3/ 44، والنجوم الزاهرة 7/ 386، والمنهل الصافي 2/ 408، والدليل الشافي 1/ 125، والشذرات 5/ 408 (7/ 713).

ص: 461

لا يَملكُ طاسةً ولا غيرَها، ومهما فَضَلَ عن مَصلَحَتِه الضَّروريّةِ ممّا يُفْتَحُ عليه يَتَصدَّقُ به، ولا يَدَّخِرُ شيئًا. وحَضَرَ جِنازتَهُ جَمْعٌ كبيرٌ، وحُمِلَ على الأعْناق. وحَمَلَهُ من باب التُّربةِ إلى القَبْرِ المَسْعودِيُّ، والمَطْرُوحِيُّ، وغيرُهُما.

ومَولدُهُ في الخامس والعشرينَ من شَوّال سنةَ ثلاثينَ وستِّ مئة بدمشقَ.

رَوَى لنا عن السَّخاوِيِّ، وابنِ الصَّلاح، والصَّرِيفِينيِّ، وجماعةٍ قِطعةً من "صحيح مسلم". وكَتبَ عنهُ الشَّيخُ جمالُ الدِّينِ ابنُ الصَّابونيِّ من نَظْمِه، ونَسَخَ بخطِّه نحوَ خمسينَ مُجلَّدًا ووَقَفَها. ومن جُملَتِها "جامعُ الأصول" لابنِ الأثير، و"الفُتُوحاتُ المَكِّيّة" لشَيخِهِ الشَّيخ مُحْيي الدِّينِ ابنِ العربيِّ، وغيرُ ذلك من تواليفِه. وكانَ يُعظِّمُهُ تَعظِيمًا كثيرًا، ويُلازِمُ زيارة قَبْرِه كلَّ جُمُعة

(1)

.

• - وفي يوم الأحدِ الخامسِ والعشرينَ من شَهْرِ رَمَضانَ ذَكَرَ الدَّرْسَ بالمدرسةِ الرَّواحِيّةِ بَدْرُ الدِّين أحمدُ بنُ ناصرِ الدِّينِ، ابنُ المَقْدِسيِّ، رعايةً لخاطِرِه، وتسكينًا لِمَا وَقَعَ في حَقِّ والدِه. وانفَصَلَ شَمْسُ الدِّينِ ابنُ القاضي بهاءِ الدِّينِ منَ المدرسةِ المَذْكورة

(2)

.

‌شَوّال

1342 -

في يوم الأربعاءِ خامسِ شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ الأصيلُ الصّالحُ سَيْفُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ بَلاشُو

(3)

بنُ عيسى بنِ مُحمدِ بنِ عيسى بنِ بَلاشُو

(1)

قال الإمام الذهبي في تاريخ الإسلام: "والظن به أنه لم يقف على حقيقة مذهبه، بل كان ينتفع بظاهر كلامه، ويقف عن متشابهه، لأنه لم يحفظ عنه ما يشينه في دينه من قول ولا فعل، بل كان عبدًا قانتًا لله، صاحب أوراد وتهجد، وخوف، واتباع للأثر، وصدق في الطلب، وتعظيم لحرمات الله، لم يدخل في تخبيطات ابن العربي، ولا دعا إليها، وكان عليه نور الإسلام وضوء السنة، رضي الله عنه

وكان شيخنا ابن تيمية يعظمه ويبالغ".

(2)

تاريخ الإسلام 15/ 431. قال: "ولم يكن أهلًا لذلك".

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 631.

ص: 462

الهَكّارِيُّ، ودُفِنَ عَصْرَ النَّهارِ المَذْكورِ بتُربةِ جمالِ الدِّينِ ابنِ القَلانِسيِّ بسَفْح قاسِيُونَ.

رَوَى لنا عن السَّخَاوِيِّ. وسَمِعَ من ابن الحاجِب، وإبراهيمَ ابن الخُشُوعيِّ، وغيرِهِم.

ومَولدُهُ سنةَ خَمْسٍ وعشرينَ وستِّ مئة.

وكانَ رجُلًا جيِّدًا، خيِّرًا، مُقيمًا عندَ الصَّدْرِ عِزّ الدِّينِ ابنِ القَلانِسيِّ.

• - وتَوجَّهَ رَكْبُ الحِجازِ الشَّريفِ من دمشقَ يومَ السَّبتِ ثامنِ شَوّال، وأميرُهُم الأميرُ الكبيرُ بَدْرُ الدِّينِ الزُّوباشِيُّ. وممَّن حَجَّ في هذا العام قاضي القُضاةِ شِهابُ الدِّينِ ابنُ الخُوَييِّ، قاضي دمشق

(1)

.

• - وفي شَوّال تَوجَّهَ الأميرُ شَمْسُ الدِّينِ الأعسَرُ إلى وادي مُرَبِّينَ لقَطْع أخشابِ المَجانِيق، فقَطَعَ منها ما يَقصُرُ الوَصْفُ عن عَظَمَتِه، وجَرَّها إلى دمشقَ. وحَصَلَ من ذلك مَشَقّةٌ عظيمةٌ، وكُلفةٌ كثيرةٌ

(2)

. ومَدَحَهُ علاءُ الدِّينِ الكِنْدِيُّ بقصيدةٍ ذَكَرَ ذلك فيها

(3)

.

1343 -

وفي العَشْرِ الأُوَلِ من شَوّالٍ تُوفِّي الشَّيخُ أبو العبّاس أحمدُ

(4)

بنُ عبدِ الله بنِ مُحمدِ بنِ عيّاشِ بنِ حامدٍ الصّالحيُّ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ.

(1)

الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 432، والبداية والنهاية 13/ 317، وفيه:"الدوباسي"، تصحيف ظاهر، وعقد الجمان 3/ 40، وفيه:"الرومانتي"، خطأ أيضًا.

(2)

سبب ذلك سقوط ثلج عظيم حتى تركها ونجا بنفسه كما يقول ابن الفرات في تاريخه 8/ 94.

(3)

الخبر في: نهاية الأرب 31/ 169، وتاريخ الإسلام 15/ 431، وتاريخ ابن الفرات 8/ 93، ويراجع: البداية والنهاية 13/ 316، والسلوك 1/ 3/ 754. ومربين: واد بين جبال عكار وبعلبك كما في نهاية الأرب، وتاريخ ابن الفرات.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 625. وعمه: نصر الله بن محمد (ت 695 هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات شوال، وجده: محمد (ت 642 هـ).

ص: 463

رَوَى لنا عنِ ابنِ اللَّتِّي حُضُورًا.

ومَولدُهُ سنةَ إحدى وثلاثينَ وستِّ مئة.

وهو ابن أخي الشَّيخ ناصرِ الدِّينِ نَصْرِ الله بنِ مُحمدِ بنِ عَيّاش.

1344 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ حادي عَشَرَ شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ الفَقيهُ الإمامُ مَجْدُ الدِّينِ محمودُ

(1)

بنُ عبدِ الرَّحمن بنِ أحمدَ بنِ عَطّافٍ الكُردِيُّ الشّافعيُّ، ودُفِنَ من يومِهِ بميدانِ الحَصا بتُربةِ الأرْدَوِيليِّ، جِوارَ مسجدِ فُلُوس

(2)

.

وكانَ فَقيهًا فاضِلًا، مُدَرِّسًا بالأكَزِيّة

(3)

، ومُعِيدًا بالنّاصِريّةِ والأمِينِيّةِ وغيرِهِما. وعندَهُ دِيانةٌ وصَلاحٌ.

1345 -

وفي ليلةِ الجُمُعةِ رابعَ عَشَرَ شَوّالٍ تُوفِّي الشَّيخُ أبو الثَّناءِ محمودُ

(4)

بنُ يونُسَ بنِ محمودٍ الحِمْيَرِيُّ التَّفْلِيسيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقابرِ الصُّوفيّة.

وكانَ شابًّا، مُباركًا، خيِّرًا، سَمِعَ كثيرًا وقَرأ وكَتبَ. وكانَ فيه مُروءةٌ وتواضعٌ.

1346 -

وفي ليلةِ الأربعاءِ ثاني عَشَرَ شَوّال تُوفِّيت أُمُّ الخَيْر

(5)

بنتُ الشَّيخ

(1)

ترجمته في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 30، والمختار من تاريخ ابن الجزري 337، وتاريخ الإسلام 15/ 646.

(2)

مسجد قبلي الميدان على طريق حوران. الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 155، وزاد:"وأم به الحافظ زكي الدين البرزالي، رحمه الله تعالى".

(3)

بانيها: أكز صاحب نور الدين، محمود، كذا في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 237، وذكر ممن درس فيها: مجد الدين محمود الشهرزوري، قال:"وهو مستمر بها إلى الآن"، ولعله المقصود هنا. وعنه في الدارس 1/ 166.

(4)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 646. وقال: "عاش أبوه بعده مدة طويلة".

(5)

لم أقف على ترجمتها.

ص: 464

الفَقيهِ ظَهيرِ الدِّينِ تَمّام بنِ إسماعيلَ بنِ تَمّام السُّلَميِّ، ودُفِنَت منَ الغَدِ بمَقابرِ بابِ الصَّغير.

وكانَت امرأةً صالحةً مُباركةً. عاشَت نَحْوًا من تسعينَ سنةً. وكانَ اسمُها مُضَمَّنًا في إجازةِ البِرْزاليِّ الأصْبَهانيّةِ المُؤرَّخةِ بسنةِ تسع وستِّ مئة، وفيها نَحْوٌ من مئتَيْ شيخ، منهُم: أبو الغَنائم مُحمدُ بنُ أبي جَعْفَرِ بنِ زَيْدِ بنِ شَهْرَيار، وأبو الفُتُوح مُحمدُ بنُ مُحمدِ بنِ مُحمدِ ابنِ الجُنَيْدِ الصُّوفيُّ، وأبو بكرٍ مُحمدُ بنُ أبي طاهر بنِ غانم بنِ خالد، وابنُ عمِّه أبو الفَضْل مُحمدُ بنُ أبي نَصْرِ بنِ غانم، وأبو بكرٍ أحمدُ بنُ مُحمدِ ابنِ الصَّبّاغ، وإسماعيلُ بنُ عُثْمانَ القارئ، وأبو الفَتْح الحُسَينُ بنُ أحمدَ بنِ مُحمدِ بنِ جامع القُشَيريُّ، وداودُ بنُ الفاخِر، وأبو اليُمْن الكِنْدِيُّ، وابنُ الحَرَسْتانيِّ، وابنُ الأخْضَر، وأبو القاسم الهَرَويُّ، وأبو القاسم عَرَبْشاهُ بنُ أحمدَ النَّهاوَنْدِيُّ، وأبو بكرٍ القاسمُ ابنُ الصَّفّار، والمُؤيَّدُ الطُّوسيُّ، ومحفوظُ بنُ مَسْعودِ بنِ مُحمدِ بنِ مَزْيَد، وزُبِيدةُ بنتُ عبدِ الرَّزاق الطَّبَسِيُّ، وزينبُ الشَّعْرِيّةُ، وزَيْنُ النِّساءِ بنتُ سَعِيدِ بن أبرُوْيَة، وستُّ الشَّرَفِ بنتُ سفيانَ بنِ مَنْدةَ، ورُقيّةُ بنتُ مَعْمَرِ بنِ الفاخِر، وعَيْنُ الشَّمْسِ بنتُ أحمدَ بنِ أبي الفَرَج الثَّقَفِيِّ، وقَمَرُ سِتِّي بنتُ عبدِ الرَّزاق الحَسَنآباذِيِّ، وغيرُهُم.

• - وفي يوم الأربعاءِ ثاني عَشَرَ شَوّالٍ ذَكَرَ الدَّرسَ القاضي شَمْسُ الدِّينِ ابنُ قاضي القُضاةِ بَهاءِ الدِّينِ ابنِ الزَّكيِّ بالمدرسةِ العَزيزِيّةِ مُشارِكًا لأعمامِه.

1347 -

وفي ليلةِ الأحدِ سادسَ عَشَرَ شَوّالٍ تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العالمُ الصَّدْرُ مَجْدُ الدِّينِ أبو الفِداءِ إسماعيلُ

(1)

بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ مَكِيٍّ المارِدِينيُّ

(1)

ترجمته في: حوادث الزمان 1/ 30، والمختار من تاريخ ابن الجزري 337، وتاريخ الإسلام 15/ 627، ودرة الأسلاك، ورقة 101، وتذكرة النبيه 1/ 134، والسلوك 1/ 3/ 717. كان أول أمره حنبليًّا ثم تحول شافعيًّا.

ص: 465

الشَّافعيُّ بسَفْح جبل قاسِيُونَ بالمدرسةِ الأتابِكِيّة

(1)

، وحُمِلَ إلى جامع العُقَيْبةِ فصُلِّيَ عليه به ظُهْرَ الأحد، ودُفِنَ بميدانِ الحَصا بتُربةِ الأرْدَوِيليِّ إلى جانبِ صاحبِه الشَّيخ مَجْدِ الدِّينِ محمود، وبينَهُما خمسةُ أيام.

وكانَ من أعيانِ الفُقهاء، وَلِيَ قضاءَ حَلبَ ودَرَّسَ بالعَزيزِيّةِ نِيابةً عن أولادِ القاضي بَهاءِ الدِّين، وأفْتَى. وكانَ سافَرَ إلى الرُّوم، وقَرأ "التَّحصيل" على مُصَنِّفِه سراج الدِّينِ الأُرْمَويِّ

(2)

.

ومَولدُهُ في أحدَ الرَّبِيعَيْنِ سنةَ ستٍّ وعشرينَ وستِّ مئة بمارِدِينَ

(3)

.

• - وفي شَوّالٍ وَصَلَ الأميرُ عِزُّ الدِّينِ الأفْرَمُ منَ القاهرةِ إلى دمشقَ ودَخَلَ دارَ الصِّناعةِ لوَقْتِه، وأخْرَجَ المَجانيقَ إلى المَيْدان.

1348 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ ثامنَ عَشَرَ شَوّالٍ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ إسحاقُ

(4)

الفَجّال، ودُفِنَ بمَقابرِ بابِ الصَّغير.

وكانَ رجُلًا صالحًا، فُتِحَ عليه، فكانَ يَتكلَّمُ بأشياءَ حَسَنةٍ، ويُجيبُ جواباتٍ مُصيبةً من غيرِ تَقدُّم اشْتِغال، ولا مُطالعةٍ، ولا مُجالسةٍ لأهلِ العِلْم

(5)

.

(1)

أنشأتها بنت نور الدين رسلان ابن أتابك صاحب الموصل وهي بصالحية دمشق شرق المرشدية، ودار الحديث الأشرفية. يراجع: الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 251، والدارس 1/ 121، ومختصره 26، والقلائد الجوهرية 102. والصواب أنها أخت رسلان. قال ابن شداد:"ثم ذكر بعده مجد الدين إسماعيل المعروف بالمارداني وهو مستمر بها إلى آخر سنة أربع وسبعين وست مئة".

(2)

محمود بن أبي بكر بن حامد (ت 682 هـ) اختصر فيه كتاب "المحصول" لفخر الدين محمد بن عمر الرازي (ت 606 هـ) ويعتبر "التحصيل" اختصارًا وشرحًا لـ "المحصول" وهو من أمتع الكتب وأكثرها فائدة. يراجع: كشف الظنون 2/ 1615، وهو مطبوع.

(3)

من بلاد الجزيرة مشهورة. معجم البلدان 5/ 39، وآثار البلاد 259، والأعلاق الخطيرة 3/ 2/ 542.

(4)

ترجمته في: المختار من تاريخ ابن الجزري 337، وتاريخ الإسلام 15/ 627.

(5)

هذا أمر لا يمكن تصوره، ولا يمكن قبوله.

ص: 466

1349 -

وفي ليلةِ السَّبتِ الثاني والعشرينَ من شَوّالٍ تُوفِّي السَّيِّدُ الشَّريفُ الإمامُ العلّامةُ الزّاهدُ العابدُ المُفتي بُرهانُ الدِّينِ أبو المَعالي أحمدُ

(1)

بنُ ناصرِ بنِ طاهرٍ الحُسَينيُّ الحَنَفيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقابرِ الصُّوفيّة.

وكانَ إمامَ المَقْصورةِ الحَنَفيّةِ الشَّماليّة

(2)

. وعندَهُ عِلْمٌ، وانقِطاعٌ، وعِبادةٌ، وزُهْدٌ، ومَعرفةٌ بالتَّفسيرِ والفِقْهِ والأُصُول، ولهُ تَفسيرٌ في سَبْع مُجَلَّدات. وسَمِعَ منهُ سِبْطُ إمام الكَلّاسةِ "ثلاثيّاتِ الدّارميِّ" عنِ ابنِ اللَّتِّيِّ، وتَبِعناهُ في ذلك، ولم أقِفْ على سَماعِه.

1350 -

وفي يوم الأحدِ الثّالثِ والعشرينَ من شَوّالٍ تُوفِّي القاضي الأجَلُّ الرَّئيسُ مَعْينُ الدِّينِ يوسُفُ

(3)

بنُ سَعْدِ الله بنِ عيسى بنِ جَيشٍ الرَّبَعِيُّ، المعروفُ بابنِ دَبُوقا، ودُفِنَ من يومِهِ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ ناظِرَ الصَّفْقةِ القِبْليّة. وسَمِعَ منَ العراقيِّ، واليَلْدانيِّ، وجماعةٍ. وتَقدَّمتْ وفاةُ أخيهِ في هذه السَّنةِ

(4)

، رحمَهُما اللهُ تعالى.

• - وكانَ الملكُ المَنْصورُ سُلطانُ المسلمينَ قد عَزمَ على الحَجِّ في هذه السَّنةِ، فلمّا بَلَغَهُ ما فَعلَ أهلُ عكّا بمَن كانَ بها من المسلمينَ غَضِبَ

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 626، والوافي بالوفيات 8/ 209، والجواهر المضية 1/ 341، وتاج التراجم 11، والنجوم الزاهرة 7/ 383، والمنهل الصافي 2/ 237، والدليل الشافي 1/ 91، وطبقات المفسرين للسيوطي 7، وطبقات المفسرين للداودي 1/ 94، ونقل عن البرزالي ويظهر أنه عن معجمه، والطبقات السنية 2/ 115.

(2)

المقصورة الحنفية داخل الجامع الأموي، وتعرف بمقصورة الحلبيين. قال ابن شداد في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) 181 - وفي وصف الجامع الأموي -:"ويشتمل هذا الجامع في الوقت الذي وضعنا فيه هذا الكتاب على تسعة أئمة يصلون فيه الصلوات الخمس، منهم: الخطيب، وإمام مقصورة الحنابلة، وإمام مقصورة الحنفية. . ."، وذكرها ص 264، في المشترك وذكر بعض من درس فيها. ويراجع: الدارس 1/ 604، ومختصره 112.

(3)

ترجمته في: تلخيص مجمع الآداب 5/ 422، وتاريخ الإسلام 15/ 648.

(4)

في وفيات صفر.

ص: 467

لذلكَ غَضَبًا شديدًا، ورأى أنْ يُقَدِّمَ غَزْوَهُم والانتقامَ منهُم على الحَجّ. وأخَذَ في تَجْهيزِ العَساكِر لمُضايقَتِها، وضَرَبَ الدِّهْلِيزَ ظاهِرَ القاهرةِ وبابُه إلى جهةِ عكّا. وخَرَجَ إلى الدِّهْليز وهو مُتَوعِّكٌ في شَوّال

(1)

.

1351 -

وفي ليلةِ الأحدِ سَلْخ شَوّالٍ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو الزَّهْرِ

(2)

بنُ سالم بنِ زُهَيْرٍ الغَسُوليُّ الحَنْبليُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بعدَ الظُّهْر بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ رجُلًا مُباركًا، خيِّرًا، مَقصودًا بالزِّيارة، رَوَى لنا عنِ ابنِ اللَّتِّيِّ، والحافظِ ضياءِ الدِّينِ المَقْدِسيِّ.

‌ذو القَعْدة

1352 -

وفي يوم السَّبتِ سادس ذي القَعْدة توفِّي السُّلطانُ الملكُ المَنْصورُ سَيْفُ الدِّينِ قُلاوُونُ

(3)

بنُ عبدِ الله الصّالِحيُّ المعروفُ بالألْفِيِّ، بالمُخَيَّم

(1)

الخبر في: تشريف الأيام 177، وزبدة الفكرة 270، والفضل المأثور 175، وتاريخ ابن الفرات 8/ 96. ويراجع: كنز الدرر 8/ 301، وتاريخ الإسلام 15/ 432، والنهج السديد، ورقة 85/ ب، والجوهر الثمين 2/ 99، والسلوك 1/ 3/ 754، وعقد الجمان 3/ 10، والنجوم الزاهرة 7/ 324.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 648، وعيون التواريخ 23/ 17، وعقد الجمان 3/ 48.

(3)

الخبر في: تشريف الأيام والعصور 177، والفضل المأثور 175، وزبدة الفكرة 270، وتالي وفيات الأعيان 129، وكنز الدرر 8/ 301، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 39، والمختصر في أخبار البشر 2/ 358، وتاريخ الإسلام 15/ 432، والعبر 5/ 363، ودول الإسلام 2/ 881، ومسالك الأبصار 27/ 451، وتاريخ ابن الوردي 2/ 335، والنهج السديد، ورقة 85/ ب، ونهاية الأرب 31/ 173، والبداية والنهاية 13/ 316، وتاريخ ابن الفرات 8/ 97، ومرآة الجنان 4/ 208، وتذكرة النبيه 1/ 135، ودرة الأسلاك، ورقة 97، وعيون التواريخ 23/ 63، والوافي بالوفيات 24/ 266، وتاريخ ابن خلدون 5/ 478، والجوهر الثمين 2/ 92، والسلوك 1/ 3/ 754، وعقد الجمان 3/ 21، والنجوم الزاهرة 7/ 292، وموارد اللطافة 12، وتاريخ الخلفاء 482، والشذرات 5/ 409 (7/ 715).

ص: 468

ظاهِرَ القاهرة، وحُمِلَ إلى القَلعةِ في ليلةِ الأحدِ، وجَلَسَ ولدُهُ السُّلطانُ الملكُ الأشرفُ صلاحُ الدِّينِ خليلٌ في دَسْتِ المملكة، وحَلفَ لهُ جميعُ العَساكِر يومَ الاثنينِ ثامنَ الشَّهْر، وخُطِبَ لهُ يومَ الجُمُعةِ ثاني عَشَرِهِ بجوامع مِصْرَ والقاهرة. ورَكِبَ عَقِيبَ صلاةِ الجُمُعةِ المَذْكورةِ في المَوكبِ والعَساكرُ في خَدمَتِه في المَيدانِ الأسودِ الذي تحتَ القَلْعة، المعروفِ بسُوقِ الخَيْل، بعدَ أنْ خَلَعَ على جميع أعيانِ العَساكِر، والقُضاةِ، والكَتَبة، ووُجُوهِ الدَّولة. وصَعَدَ إلى القلعةِ قبلَ أذانِ عَصْرِ النَّهارِ المَذْكور.

• - ووَصَلَ الخَبرُ بذلكَ إلى دمشقَ يومَ السَّبتِ العشرينَ من الشَّهْر، وخُلِعَ على أُمراءِ دمشقَ يومَ الثُّلاثاءِ ثالثَ عَشْرِيِّهِ بعدَ تَحْلِيفِهِم في ثلاثةِ أيام: السَّبتِ والأحدِ والاثنين

(1)

.

• - وفي يوم الجُمُعةِ السّابع والعشرينَ منهُ ذَكَرَ الخَطيبُ في خُطبَتِه بجامع دمشقَ وَفاةَ السُّلطان، ودَعا لوَلدِهِ استِقلالًا، ونُودِيَ للصَّلاةِ عليهِ بالنِّيّة. فصَلَّى عليه النّاسُ بعدَ صلاةِ الجُمُعة، وصَلَّى القُضاةُ وأربابُ الولاياتِ في يوم الجُمُعةِ هذا بالخِلَع

(2)

.

1353 -

وفي مُستهلِّ ذي القَعْدةِ تُوفِّيت ستُّ الأُمناء

(3)

بنتُ أبي نَصْرٍ عبدِ الرَّحيم بنِ مُحمدِ بنِ الحَسَنِ بنِ هِبةِ الله ابنِ عَساكِر، بظاهرِ دمشقَ.

رَوَت لنا عن والدِها. وأجازَ لها المُؤيَّدُ الطُّوسيُّ، وأبو رَوْح، وزينبُ، والقاسمُ ابن الصَّفّار، وعبدُ البَرِّ ابنُ الحافظِ أبي العلاء، وأُختاهُ فاطمةُ وفاختةُ، وأحمدُ بنُ شيرُوْيَة الدَّيْلَميُّ، وعبدُ الرَّحيم ابنُ السَّمْعانيِّ، وأخُوهُ مُحمدٌ،

(1)

الخبر استكمال لخبر وفاة والده الملك المنصور، لذا تخريجه في أغلب المصادر السابقة.

(2)

كسابقه أيضًا.

(3)

ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 632. من الأسرة الدمشقية المشهورة آل عساكر، ووالدها عبد الرحيم بن محمد، أبو نصر (ت 631 هـ).

ص: 469

وإسماعيلُ القارئ، وجماعةٌ في الإجازةِ المُؤرَّخةِ بشَهْرِ ربيع الأوّلِ سنةَ أربعَ عَشْرةَ وستِّ مئة.

1354 -

وفي يوم الخميسِ رابع ذي القَعْدةِ تُوفِّي الصَّدْرُ مَجْدُ الدِّينِ إبراهيمُ

(1)

ابنُ الرئيس مُؤيَّدِ الدِّينِ أسعَدَ بنِ المُظَفَّرِ بنِ أسْعَدَ بنِ حَمْزةَ بنِ أسَدِ بنِ عليِّ بنِ مُحمدٍ التَّمِيميُّ، ابنُ القَلانِسيِّ، وصُلِّيَ عليه عَقِيبَ الجُمُعةِ بالجامع المُظَفَّرِيِّ، ودُفِنَ بتُربةِ والدِهِ بسَفْح قاسِيُونَ.

وكانَ حَسَنَ الكتابة، مَلِيحَ الشَّكْل، لهُ إلْمامٌ بالأدَبِ ويَنْظِمُ الشِّعْرَ، وخَدَمَ في نَظَرِ الجهاتِ الدِّيوانيّة، ووَقَفَ وَقْفًا، ولم يَعْقِب رحمه الله.

1355 -

وفي ليلةِ السَّبتِ ثالثَ عَشَرَ ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ الأجَلُّ عِمادُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبدُ الرَّحمن

(2)

ابنُ الشَّيخ مَجْدِ الدِّينِ مُحمدِ بنِ إسماعيلَ بنِ عُثْمانَ بنِ هِبةِ الله ابنِ عساكِر، وصُلِّيَ عليه ظُهْرَ السَّبتِ بجامع دمشقَ، ودُفِنَ بتُربةِ لهُم بسَفْح قاسِيُونَ.

رَوَى لنا عن المُخْلِص بنِ هِلال، ومَكِّيِّ بنِ عَلّان. وكانَ يَشْهَد تحتَ السّاعات.

ومَولدُهُ في سنةِ ثلاثٍ وثلاثينَ وستِّ مئة بدمشقَ.

1356 -

وفي يوم الثُّلاثاءِ ثاني ذي القَعْدةِ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أحمدُ

(3)

بنُ إبراهيمَ بنِ أحمدَ بنِ سونج، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ.

(1)

ترجمته في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 31، والمختار من تاريخ ابن الجزري 337، وتاريخ الإسلام 15/ 627، والمنهل الصافي 1/ 36، وهو أيضًا من أسرة علمية دمشقية مشهورة سبق الحديث عنها في ترجمة والده، ووالده أسعد بن المظفر (ت 672 هـ) ذكره المؤلف في وفيات المحرم.

(2)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 635.

(3)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 625.

ص: 470

سَمِعَ من ابنِ عبدِ الدّايم، وجماعةٍ. وكانَ رجُلًا صالحًا مُباركًا، وهو أحدُ الإخْوةِ الخَمْسة: الموفَّقُ مُحمدٌ العَطّار، والشَّيخُ أحمدُ هذا، والشَّيخُ إسماعيلُ المعروفُ بالبَكرِيِّ، والفَقيهُ عِمادُ الدِّينِ حَسَنٌ أحَدُ طَلبةِ الحديثِ، والشَّيخُ حُسَيْنٌ، وكلُّهُم أخيارٌ صُلَحاءُ. وكانَ والدُهُم طَبيبًا بالصّالحِيّة. وكانَ من خِيارِ الأطبّاءِ رحمه الله.

• - وفي تاسع عَشَرَ ذي القَعْدةِ وَصلَتِ الأخشابُ التي من وادي مرّبين إلى سَطْح المِزّة، وسُخِّرَ النّاس لجَرِّها إلى المَيْدان

(1)

.

• - ووَرَدَ الخَبرُ إلى دمشقَ في هذا التّاريخ بوفاةِ السُّلطانِ الملكِ المَنْصورِ رحمه الله. وفيه مُسِكَ الأميرُ بَدْرُ الدِّينِ المَسْعُودِيُّ، واحْتِيطَ على ما يَتعلَّقُ بالأميرِ حُسام الدِّينِ طَرَنْطاي

(2)

.

• - وفي أواخِرِ هذا الشَّهْرِ مَسَكَ السُّلطانُ الملكُ الأشْرفُ الأميرَ حُسامَ الدِّينِ طَرَنْطايَ، والأميرَ زَيْنَ الدِّينِ كَتْبُغا، واعتقَلَهُما. أمّا الأميرُ حُسامُ الدِّينِ طَرَنْطاي فعاقَبهُ إلى أنْ ماتَ. وأمّا الأميرُ زَيْنُ الدِّينِ فاعتُقِلَ مُكَرَّمًا، وبَقِيَ مُدّةً ثم أُفْرجَ عنهُ، ورُدَّ إلى مكانَتِه

(3)

.

• - ووَرَدَ المَرْسومُ لتاج الدِّينِ ابنِ الشِّيرازِيِّ بوكالةِ بيتِ المال، وخُلعَ عليه. وذلكَ مضافًا إلى حِسْبةِ دمشقَ، ونَظَرِ الخاصِّ السُّلْطانيِّ

(4)

.

(1)

الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 432، والبداية والنهاية 13/ 316.

(2)

الخبر في: زبدة الفكرة 274، ونهاية الأرب 31/ 180، وكنز الدرر 8/ 304، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 31، وتاريخ الإسلام 15/ 432. ويراجع: دول الإسلام 2/ 212، والنهج السديد، ورقة 85/ ب، والبداية والنهاية 13/ 317، وفيه:"طرقطاي" تحريف، وتاريخ ابن الفرات 8/ 100، 192، والسلوك 1/ 3/ 758، وعقد الجمان 3/ 26.

(3)

الخبر في المصادر السابقة.

(4)

الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 432.

ص: 471

1357 -

وفي يوم الاثنينِ التّاسع والعشرينَ من ذي القَعْدةِ تُوفِّي الشَّيخُ الجليلُ المُسنِدُ الكبيرُ شَمْسُ الدِّينِ أبو الفَرَج عبدُ الرَّحمن

(1)

بن أحمدَ بنِ عبدِ الملكِ بن عُثْمانَ المَقْدِسيُّ المعروفُ بابنِ الزَّيْن، وصُلِّيَ عليه ظُهْرَ هذا اليوم بالجامع المُظَفَّرِيِّ، ودُفِنَ بالقُربِ من تُربةِ الشَّيخ أبي عُمَرَ، رحمَهُما اللهُ تعالى.

رَوَى عن الكِنْدِيِّ، وابنِ الحَرَسْتانيِّ، وابنِ مُلاعِب، والشَّيخ مُوفَّقِ الدِّين، وموسى بنِ عبدِ القادر، وعبدِ الجليل ابن مَنْدُوْيَة، وابنِ البَنّاء وابن الجَلاجِليّ. ورَحلَ إلى بغدادَ وسَمِعَ منَ الفَتْح بن عبدِ السَّلام، والدّاهِريِّ، وابنِ بُورِنْداز، والدِّيْنَوَرِيِّ، والسُّهْرَوَرْدِيِّ، وابنِ الجَواليقيِّ.

وسَمِعَ بحَلبَ، وحَرّانَ، والمَوْصِل.

وحَدَّثَ بالكثير. وكانَ سَهْلًا في التَّسْمِيع، ويُسْمِعُ بإنصاتٍ وحُضُور.

ولهُ إجازاتٌ عاليةٌ أيضًا من أسْعَدَ بنِ رَوْح، وأحمدَ ابن الصَّبّاغ، وزاهرٍ الثَّقَفِيِّ، وعُمَرَ بنِ طَبَرْزَدَ، وابنِ سُكَينةَ، وعبدِ اللَّطيفِ الخُوارِزميِّ، وجَماعةٍ غيرِهِم. وكانَ شيخًا صالحًا مُباركًا، متعبِّدًا، عليه سَكينةٌ ووَقارٌ.

ومَولدُهُ في ذي القَعْدةِ سنةَ ستٍّ وستِّ مئة بسَفْح قاسِيُونَ.

سَمِعْنا عليهِ جملةً صالحةً منَ العَوالي.

(1)

ترجمته في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 33، وتاريخ الإسلام 15/ 634، ومعجم الشيوخ 1/ 155، والمعجم المختص 136، والعبر 5/ 362، والإشارة إلى وفيات الأعيان 387، والإعلام بوفيات الأعلام 288، والمعين في طبقات المحدثين 220، والوافي بالوفيات 8/ 108، وذيل طبقات الحنابلة 4/ 234، ومختصره لابن نصر الله، ورقة 86، والمنتخب المختار 87، والنجوم الزاهرة 7/ 386، والمنهج الأحمد 4/ 339، ومختصره الدر المنضد 1/ 432، والقلائد الجوهرية 391، والشذرات 5/ 408 (7/ 713)، ووالده: أحمد (ت 639 هـ)، وأخته ست الفقهاء (ت 688 هـ) تقدم ذكرها. وإخوته: محمد وعبد الرحيم ويوسف لهم ذكر في معجم السماعات الدمشقية 358، 374، 500، 635.

ص: 472

‌ذو الحِجّة

1358 -

في يوم الأربعاءِ يومَ عَرَفةَ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ الحاجُّ أبو مُحمدٍ عبدُ الكريم

(1)

بنُ عبدِ الله بنِ بَدْرانَ السَّرّاج الدِّمَشْقيُّ، ودُفِنَ من يومِهِ بسَفْح قاسِيُونَ آخرَ النَّهار.

رَوَى لنا عن الخَطيبِ النَّجيبِ أبي حامدٍ عبدِ الله بنِ عُمَرَ خَطيبِ بيتِ الآبار، وأخيه يوسُفَ، وأُمِّهِما زينبَ بنتِ عبدِ الرَّزاق، والتّاج القُرْطبيِّ. وسَمِعَ في كِبَرِهِ من ابنِ عبدِ الدّايم، وجماعةٍ من أصحابِ الخُشُوعيِّ. وكانَ يُسْمِعُ أولادَه، ويَعْتَني بهم، ويُحَصِّلُ النُّسَخ، وتَرَكَ أجزاءً، ووَقَفَ بعضَها.

ومَولدُهُ بدمشقَ سنةَ سَبْع عَشْرةَ وستِّ مئة.

1359 -

وفي يوم عيدِ الأضحى وَصَلَ الخَبرُ إلى دمشقَ بموتِ الأميرِ حُسام الدِّينِ طَرَنْطايَ

(2)

المَنْصورِيِّ، بالقاهرةِ بعدَ الاحتياطِ عليه والعُقُوبة. وكانَ نائبَ السَّلطنةِ بالدِّيارِ المِصْريّةِ مُدّةَ سِنين، وتَرَكَ أموالًا كثيرةً، ولم يكُنْ لهُ نَظيرٌ في مَعْرِفَتِه وذَكائِه وفِطْنَتِه وشَجاعَتِه وإقْدامِه وحُسْنِ تَدبيرِه. وبَنَى مدرسةً بالقاهرة. وقيل: إنَّه خَلَّفَ ألفَ ألفِ دينارٍ وستِّ مئة ألف دينارٍ منَ الذَّهبِ العَيْنِ خاصّةً. ولم يبلُغْ عُمُرُهُ خمسينَ سنةً.

1360 -

وفي أوّلِ ليلةِ الحادي عَشَرَ من ذي الحِجّةِ تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ الزّاهدُ شَرَفُ الدِّينِ أبو بكرِ

(3)

بنُ مُحمدٍ الرَّقِّيُّ، بالقاهرةِ بعدَ أنْ صَلَّى المَغْربَ

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 636.

(2)

ترجمته في: تالي وفيات الأعيان 94، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 31، والمختصر في أخبار البشر 4/ 24، وتاريخ الإسلام 15/ 632، والعبر 5/ 361، ودول الإسلام 2/ 189، والبداية والنهاية 13/ 318، وعيون التواريخ 23/ 64، والوافي بالوفيات 16/ 429، ودرة الأسلاك، ورقة 118، وتذكرة النبيه 1/ 136، والجوهر الثمين 2/ 105، والسلوك 1/ 3/ 757، وعقد الجمان 3/ 29، والنجوم الزاهرة 7/ 383، والمنهل الصافي 6/ 386، والدليل الشافي 261.

(3)

لم أقف على ترجمته.

ص: 473

وجَمَعَ إليها العِشاءَ، وتُوفِّي عَقِيبَ صلاتِه لهُما، ودُفِنَ منَ الغَدِ بينَ القَرافتَيْن عندَ قُبورِ الصَّحابة.

وجاوَرَ بمكّةَ مُدّةً، زُرْتُه هناك. وسافَرَ معَنا إلى المدينةِ النَّبويِّةِ للزِّيارة. ورأيتُه بها أيضًا. وكانَ مَشْهورًا بالزُّهدِ والعِبادة.

1361 -

وفي عَشِيّةِ السَّبتِ ثاني عَشَرَ ذي الحِجّةِ تُوفِّي الشَّيخُ أبو الحَسَنِ عليُّ

(1)

بنُ أبي المَجْدِ بنِ مَنْصورِ بنِ أبي الفَرَج الصّالحيُّ القَصّاب، بسُوقِ الصّالحيّة، ودُفِنَ يومَ الأحدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

رَوَى عن الشَّيخ مُوفَّق الدِّينِ ابن قُدامةَ، وشِهابِ الدِّينِ مُحمدِ بنِ خَلَفِ بنِ راجِح، وسمِعَ من غيرِهِما. وكانَ شيخًا جاوَزَ الثَّمانينَ، ويُعرَفُ بابنِ مَجِيدٍ اللَّحّام. سَمِعْتُ منهُ التّاسعَ من "فوائدِ الحَمّاميِّ"

(2)

بسماعِه من الشَّيخ مُوفَّقِ الدِّينِ في سنةِ أربعَ عَشْرةَ وستِّ مئة. وقَرأتُ عليه "جُزءَ الأصَمِّ"

(3)

عنِ الشَّيخ مُوفَّقِ الدِّينِ أيضًا.

• - وفي السّابع والعشرينَ من ذي الحِجّةِ سافَرَ من دمشقَ إلى القاهرةِ الملكُ المُظَفَّرُ ابنُ المَنْصور، صاحبُ حَماةَ والصَّدْرُ تاجُ الدِّينِ ابنُ الشِّيْرازِيِّ

(4)

.

(1)

ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 636.

(2)

علي بن أحمد بن عمر الحمامي البغدادي، أبو الحسن (ت 417 هـ) مقرئ محدث ثقة. ترجمته في: تاريخ مدينة السلام 13/ 232، والمنتظم 8/ 28، وسير أعلام النبلاء 17/ 402، وغاية النهاية 1/ 521، وفوائده ويعرف بـ "جزء خفاجة" و"حديث الحمامي" في مجاميع الظاهرية رقم (118/ 3) و (91/ 16) انتقاء أبي الفتح بن أبي الفوارس.

(3)

محمد بن يعقوب بن يوسف الأموي النيسابوري (ت 346 هـ) جامع مسند الشافعي رحمهما الله. ترجمته في: تاريخ دمشق 56/ 287 - 296، وتاريخ الإسلام 7/ 841 - 846. وجزؤه يسمى "فوائد الأصم" و"حديث الأصم" في مجاميع الظاهرية رقم (64/ 8) و (111/ 3) و (28/ 9) الفوائد المنتقاة.

(4)

الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 432.

ص: 474