الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة تسعين وستِّ مئة
المُحَرَّم
• - في يوم الخَمِيس مُستَهلّ المُحَرَّم نَزلَ إلى القُبّة المنصورية بالقاهرة صدقاتٌ عظيمةٌ عميمةٌ شملت الناسَ من ذَهَبٍ وفِضّة.
فلما كانَ الليلُ بعد أن صُلِّيت العِشاء حُمِلَ السُّلطان الملك المنصور سَيْف الدِّين قلاوون من القَلْعة على أعناق الرِّجال إلى القُبّة المذكورة، ودخلَ معه إلى القَبْر الأميران: بَدْر الدِّين بَيْدرا، وعلمُ الدِّين الشُّجاعيّ، وفُرِّق صبيحة الدَّفن على كلِّ من قرأ عليه من القُرّاء دينار ذَهَب لكلِّ إنسان
(1)
.
1362 -
وفي يوم الجُمعة ثاني المُحَرَّم توفِّي الشَّيخُ الفقيهُ الإمامُ سيفُ الدِّين عليُّ
(2)
ابنُ الخطيب بدر الدِّين عبد اللَّطيف بن مُحمد بن مُحمد بن نَصْر الله الحَمَويُّ، المعروفُ بابن المُغَيْزل، بمصرَ، ودُفِنَ من الغد بسَفْح المقطَّم.
وكان دَرَّس مدةً بمدرسة الفَيُّوم، سَمِعَ من شيخ الشيوخ شَرَف الدِّين عبد العزيز الأنصاريّ، وجماعةٍ، ولم يحدِّث، وكانَ فقيهًا فاضلًا.
1363 -
وفي يوم الجُمُعة المذكور صَلَّينا بدمشقَ على غائب، وهو الأمير الكبير علاء الدِّين طَيْبَرس
(3)
الوَزِيريّ، توفِّي بالقاهرة.
(1)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 544.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 668.
(3)
كانت وفاته بمصر في ذي الحجة من السنة الماضية، وبها ترجمه ابن الجزري في تاريخه 1/ الورقة 19 (باريس)، والذهبي في تاريخ الإسلام 15/ 633، وتنظر ترجمته أيضًا في: الوافي بالوفيات 16/ 508، وعيون التواريخ 23/ 65، والبداية والنهاية 15/ 542، وتاريخ ابن الفرات 8/ 104، والمقفى للمقريزي 4/ 12 (1404)، والنجوم الزاهرة 7/ 385، والمنهل الصافي 7/ 35، وغيرها.
وكانَ من أعيان الأُمراء، وَلِيَ نيابةَ السَّلْطنة بدمشقَ في أوائل الدولة الظاهرية، وله أوقافٌ وصدقاتٌ، رحمه الله.
• - ودخل الصّاحب تقيّ الدِّين تَوْبة التَّكْريتيّ إلى دمشقَ بُكْرة الاثنين خامس المحرّم من القاهرة
(1)
.
• - وتَعَرَّضوا إلى دار الأمير شَمْس الدِّين الأعْسَر يوم الخميس ثامن المحرَّم.
• - وطُلب ابن المَسْعودي وقُرِّرَ على مالِ والده.
• ووَلِيَ الشَّدَّ بدمشقَ الأمير سيف الدِّين طُوغان، وخُلِعَ عليه لذلك، وباشرَ يوم الأربعاء رابع عَشَر المُحَرَّم.
• - وحضرَ شَمْسُ الدِّين إبراهيم ابن قاضي القضاة نجم الدِّين ابن سنيّ الدولة ومعه مرسوم بتدريس الأمينية فدَرَّسَ بها دَرْسًا واحدًا، ثم مَنَعَهُ الأميرُ حسامُ الدِّين لاجين نائبُ السلطنة وأخذَ توقيعَهُ، ولم يغيّر على مُدرسِها الشَّيخ علاءِ الدِّين ابن الزَّمَلُكاني ولا على نائبه ولده الشَّيخ كمال الدِّين شيئًا، وكانَ تدريس ابن سَنيّ الدَّولة المَذْكور يوم الاثنين رابع عَشَر المحرَّم.
1364 -
وفي المُحرَّم توفِّي الشَّيخُ العَدْلُ الكبيرُ الفَقيهُ سَيْفُ الدِّين أبو بَكْر
(2)
بنُ رَجَب بن موسى الإرْبِليُّ الحَنَفيُّ، بطريق الحِجاز الشريف بعد قضاءِ حجه.
وكان عَدْلًا مَشْهورًا، مُلازمًا للشهادة، سَمِعَ "جُزء الأنصاريّ" على اليَلْدانيّ، في سنة تسع وثلاثين وست مئة. ووَلِيَ خطابة النَّيْرَب، ثم انفصلَ عنها.
(1)
تأتي ترجمته في وفيات سنة 698 من هذا الكتاب.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 54 (باريس).
• - وفي يوم الخميس الثاني والعشرين من المُحَرَّم طَلَبَ سَيْف الدِّين طُوغان المُشِدّ المَكْسَ من أهل الصّالحية، وشدَّد عليهم، فنَزلَ الشَّيخ تقيُّ الدِّين ابن الواسطيّ يوم الأحد وتكلَّم مع نائب السَّلْطنة، فآذاهُ سيفُ الدِّين طُوغان وعاملَهُ بما لا يليق بمثله.
1365 -
وفي يوم الاثنين السّادس والعشرين من المُحَرَّم تُوفي عبدُ الرحمن
(1)
ابنُ عزيز الدِّين يحيى ابن الشَّيخ فَخْر الدِّين عُمر بن يحيى الكَرَجيُّ، ودُفِنَ بمقابر الصُّوفية.
وكان شابًّا حَسَنًا.
وهو أخو أمين الدِّين عبد الله. سَمِعا معنا على جَدِّهما، وغيرِه.
• - ووَصلَ الصّاحبُ شَمْسُ الدِّين ابنُ السَّلْعُوس إلى القاهرةِ من الحجاز الشَّريف على النَّجائب في يوم الثلاثاء العشرين من المُحرم، واجتمعَ بالسُّلطان الملك الأشرف في اليوم المذكور، وفي يوم الأربعاء والخَمِيس.
وفيه رُسِمَ بكَتْب تقليدِه فكتبه القاضي مُحْيي الدِّين ابن عبد الظاهر بخطِّه من إنشائه، وحُمِلَ إليه إلى داره في دَسْتِ لم يُرَ مثلُه، وذلك يوم الجُمعة الثالث والعشرين من الشهر صُحبة بهاء الدِّين بُغْدِي الدَّوادار، والطواشِي مُرْشِد، ومع التَّقْليد الخِلْعة والدَّواة والبَغْلة، وصَلَّى الجُمعة وهو لابسٌ الخِلْعة، وركب في دَسْتٍ حَفِلٍ.
1366 -
وفي السّادس والعشرين من المُحرَّم توفِّي الشَّيخُ الإمامُ الخطيبُ
(1)
لم نقف على ترجمة هذا الشاب، وستأتي ترجمة جده فخر الدِّين عمر في وفيات هذه السنة (الترجمة 1382).
شَمْسُ الدِّين أبو العباس أحمدُ
(1)
بنُ عبد الله بن الزُّبَير بن أحمد الخابُوريُّ خطيب حَلَب، بها، وصُلِّي عليه بدمشقَ يوم الجمعة رابع عشر صَفَر.
وكان إمامًا في القراءاتِ والعربية، صاحبَ فُنون وفضائل، وبقيَ مُدة خطيب حَلَب.
ورَوَى الحديثَ عن عبد الرحمن بن عُلْوان، والقاضي ابن شَدّاد، وابن رُوْزْبة، وعبد العزيز بن هِلالة، وأبي غانم بن أبي جَرَادة، والموفَّق يعيش، وابنِ خليل. وسَمِعَ ببغدادَ من الدّاهريِّ، وابن اللَّتِّي، وسَمِعَ بدمشقَ من ابن صَبّاح.
ومَولدُهُ سنة ست مئة بالحَدْقانية
(2)
من الخابور.
وكان حَسَن الأخلاق، بَشُوش الوجه، مليحَ المُحاضرة، لم يجتمع به أحد إلّا وأحبّه واغتبط بمجالسته.
سمعتُ منه عَشرة أجزاء من مَسْموعاته.
صَفَر
1367 -
في ليلة الأحد ثاني صَفَر تُوفِّي جمالُ الدِّين أبو بكر عبدُ الله
(3)
ابنُ القاضي ضياء الدِّين الحُسين ابن القاضي الأشرف بهاء الدِّين أحمد ابن
(1)
ترجمته في: قلائد الجمان 1/ 287، وتاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 36 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 649، والعبر 5/ 365، ومعرفة القراء الكبار 2/ 705، والوافي بالوفيات 7/ 124، وعيون التواريخ 23/ 85، والسلوك 2/ 232، وتذكرة النبيه 1/ 145، وغاية النهاية 1/ 73، والمنهل الصافي 1/ 355، وبغية الوعاة 1/ 315، وديوان الإسلام 2/ 220، وشذرات الذهب 7/ 718.
(2)
لم يذكرها ياقوت في معجم البلدان، فتستدرك عليه، وذكرها ابن الشّعّار في ترجمة أحمد هذا من قلائد الجمان 1/ 287، فقال:"زعم أنه من قرية بالخابور تدعى الحدقانية قريبة من المجدل".
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 41، وتاريخ الإسلام 15/ 659.
القاضي الفاضل أبي عليّ عبد الرَّحيم البَيْسانيّ، بمنزله دمشق، وصُلِّي عليه ظُهْر الأحد بالجامع، ودُفن بسَفْح قاسيون.
حَضرتُ دَفْنه، وكان جارَنا بدَرْب الفاضل مدةً، وظهرَ سماعه على اليَلْداني، ولم يُحدِّث.
1368 -
وفي عَشِيّة الاثنين ثالث صَفَر توفِّي الشَّيخُ الصالحُ المُحدِّث شَرَفُ الدِّين أبو سُليمان داودُ
(1)
بنُ أحمد بن سُنْقُر بن عبد الله المُقَدَّميُّ الصُّوفيُّ، وصلِّي عليه ظُهر الثلاثاء بجامع دمشق، ودُفن بسَفْح قاسيون.
رَوَى عن ابن رَوَاج، وابن الجُمَّيْزيّ، وفَخْر القُضاة ابن الجَبّاب، والسّاويّ. وسمع بدمشقَ من مَكّي بن عَلّان، وغيرِه ونسخَ بخطّه جُملةً من الأجزاء. وكان صوفيًّا بالسُّمَيْساطية.
ومَولدُهُ في رابع صَفَر سنة ثمانٍ وعشرين وست مئة بحماة.
وكانَ حَسَن الشّكْل، طويلَ القامة، عاقلًا، كثيرَ السُّكون، وكان نقيبَ المُحَدِّثين بتُربة أم الصالح.
1369 -
وفي ليلة الجُمُعة رابع عَشَر صَفَر توفِّيت أمُّ مُحمد آمنةُ
(2)
بنتُ الشَّيخ نجم الدِّين أبي عبد الله مُحمد بن أبي بكر بن أحمد بن خَلَف، المعروف والدُها بابن النُّور البَلْخيِّ، وصُلِّي عليها من الغد عَقِيب الجُمُعة بجامع دمشق، ودُفِنَت بسَفْح قاسيون.
رَوَت الحديث عن والدِها، وكانت امرأة جَيِّدة، كثيرةَ المعروف، مُلازمةً للصَّدقة، وحَجَّت وأنفقت في ذلك عشرة آلاف درهم.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 653.
(2)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 652.
وهي زوجة زين الدِّين أحمد بن حُسين ابن المَنَاديليّ
(1)
.
قرأتُ عليها جزءًا باللَّجون
(2)
من عَمَل الكَرَك.
1370 -
وفي ليلة الثلاثاء رابع صَفَر تُوفي الأمير جمال الدِّين كُشْتُغْدي
(3)
بن عبد الله الغِرِّي، بالراء بعد الغَين المُعجمة
(4)
، ودُفن من الغَد بسَفْح المُقَطَّم.
رَوَى عن سِبط السلفيّ.
1371 -
وفي يوم الثلاثاء رابع صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ المُسندُ شهابُ الدِّين أبو الهَيْجاء غازي
(5)
بن أبي الفَضْل بن عبد الوهّاب الدمشقيّ الحَلَاويّ، بالقاهرة بالمارستان المَنْصوريّ، ودُفِنَ من الغد بسَفْح المُقَطّم بالقَرَافة الصُّغرى.
وكان قد تفرَّد في الدِّيارِ المِصْريّة برواية "الغَيْلانيات" عن ابن طَبَرْزَد وبرواية قطعة من "المُسْنَد" عن حَنْبل
(6)
.
ومَولدُهُ تقريبًا سنة أربع وتسعين وخَمْس مئة بدمشق.
وكان شيخًا مُباركًا، خيِّرًا، يحفظُ القُرآن.
رَوَى عنه الدِّمياطيُّ، والطَّلَبةُ القُدماء. حدَّث بدمشقَ وديار مصر، وأقامَ مدةً بقَطْيا بالرَّمْل عند متولّيها ابن التُّركماني، وكان طَلَبة الحديث يمرّون به ويَسْمعُون عليه، ويَفْرحون به لعُلُو سنده وتَحْصيل حَرْف الغين.
(1)
ستأتي ترجمته في وفيات سنة 703 هـ.
(2)
معجم البلدان 5/ 13.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 671.
(4)
قال الذهبي في تاريخ الإسلام: "والغِرِّي: بمعجمة ثم مهملة، مستفاد مع الغَزّي بمعجمتين وبالفتح، والغُزّي بمعجمتين وبالضم، والعِزي، بمهملة ثم معجمة، والعربي بزيادة باء".
(5)
ترجمته في: معجم شيوخ الدمياطي 2/ الورقة 128، وتاريخ الإسلام 15/ 670، والعبر 5/ 369، وذيل التقييد 2/ 264، والنجوم الزاهرة 8/ 32، وحسن المحاضرة 1/ 384، وديوان الإسلام 3/ 369، وشذرات الذهب 7/ 727.
(6)
حنبل بن عبد الله بن فرج البغدادي الرصافي المكبّر.
قرأتُ عليه بقَطْيا
(1)
في الذَّهاب والرُّجوع، رحمه الله.
• - ودخلَ الحاج إلى دِمَشق يوم السَّبْت مُسْتَهلّ صَفَر، وكانَ أميرُهم الزُّوباشِي. وممّن حَجَّ في هذه السَّنة قاضي القضاة شهاب الدِّين الخُوَيّي، وحضرَ معهم من مكة الشَّيخ عزّ الدِّين الفارُوثيّ، ونزل بالمَدْرسة الباذرائية، ثم انتقلَ إلى المَدْرسة النّاصرية، والشيخُ نجم الدِّين ابن ملّي، ونزل بالدِّماغيّة، والشَّيخ ظهيرُ الدِّين النُّوجاباذيّ الحَنَفي، والشيخُ جلال الدِّين الخَبّازيُّ الحَنَفيُّ، وأقاموا بدمشقَ، وتولَّى كلٌّ منهم التدريس.
• - وانتزعَ قاضي القُضاة شهاب الدِّين الخُويّي عَقِيب الحجِّ المدرسة النّاصريّة من الشَّيخ زين الدِّين الفارِقيّ، وذَكَرَ الدَّرْس بها يوم الأربعاء ثاني عَشَر صَفَر بحُكْم محضر أثبتَهُ يتضمّن أنَّ واقفَها جعلَ من شُروط المُدَرِّس أن يكون الحاكم بالبَلَد، وحضرَ درسَهُ جماعةٌ كبيرةٌ.
1372 -
وفي يوم الاثنين عاشر صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ عليّ
(2)
، أخو الشَّيخ عبد الرحمن القَرَامزيّ، ودُفِنَ بمقابر باب الصَّغير.
• - وفي هذا الشهر دَرَّسَ الشَّيخُ مُعينُ الدِّين ابنُ المُغَيْزِل بالمدرسة التَّقَوية بدمشقَ بولاية من جِهة صاحب حَماةَ ناظر المدرسة.
(1)
قال الذهبي في تاريخ الإسلام: "قال لي أبو الحجاج المزي: دخلتُ إلى مسجد قطيا فرأيت شيخًا كأنه باب، فسألته: هل تعرف غازي الحلاوي؟ فقال: أنا هو. فقرأت عليه عوالي الغيلانيات". وقد روى عنه المزي في تهذيب الكمال 9/ 205 و 10/ 383 و 15/ 57 و 33/ 120 وغيرها.
(2)
لم نقف على ترجمته، وأخوه الشيخ عبد الرحمن هو ابن أبي محمد بن محمد بن سلطان القرامزي الحنبلي تأخرت وفاته إلى محرم سنة 732 هـ، وكان مولده سنة 644 هـ بجوبر ظاهر دمشق. ترجمته في: أعيان العصر 3/ 42، وذيل طبقات الحنابلة 5/ 28 وفيه مصادر ترجمته.
• - ودخلَ صاحبُ حَماةَ إلى دِمَشقَ ليلة الأحد سادس عَشَر من صَفَر عائدًا من الدِّيارِ المِصْريّة.
1373 -
وفي عَشِيّة الأحد سادس عَشَر صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ الفقيهُ عزُّ الدِّين مُحمد
(1)
بنُ عُمر بن عثمانَ الجاكيُّ
(2)
الشافعيُّ، وصُلِّي عليه ظُهر الاثنين بجامع العُقَيبة، ودُفِنَ بمقابر باب الفَرَاديس.
وكان تولَّى قضاءَ عَجْلون وغيرَها، ثم أقامَ بدمشقَ فقيهًا ومحدِّثًا بالمدرسةِ الظّاهريّة، وظهرَ سماعُه على ابن خَلِيل، وابن طَلْحة، وما رَوَى شيئًا، وكان من أصحاب قاضي القضاة ابن خَلِّكان.
1374 -
وفي يوم الأربعاء السادس والعشرين من صَفَر تُوفِّي شَمْسُ الدِّين مُحمد
(3)
المؤذِّن المعروف بالمُحَمَّديّ، ودُفن بمقبَرة باب الصَّغير.
1375 -
وفي ليلة الاثنين الرابع والعشرين من صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ الزّاهدُ الورعُ نورُ الدِّين عُمَرُ
(4)
بنُ عبدِ الرَّحمن بن جِبْريل الطالْقانِيُّ الحَنَفيُّ، بدمشقَ بالمارِستان الصَّغير، وصُلِّي عليه ضُحَى يوم الاثنين المذكور بجامع دمشق، ودُفِنَ بمقابر الصُّوفية بقرب قَبْر ابن سَمَنْديار.
وكانَ رجلًا صالحًا، مُنْقطعًا عن الناس، كثيرَ التَّواضع، حَسَن الخُلُق، إمامًا في الفقه والأصول والنَّحو، وغير ذلك. وكان يَسْمع معنا ويُحبّ سماعَ الحديث.
(1)
لم نقف على ترجمته.
(2)
نسبة إلى جاكه، ناحية من بلاد الأهواز (معجم البلدان 2/ 95)، وذكرها السيد الزبيدي في (جوك) من "تاج العروس" ونسب إليها الزاهد بدر الدِّين الحسين بن إبراهيم الكردي نزيل القاهرة المتوفى بها سنة 739 هـ.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 674.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 669، والوافي بالوفيات 22/ 505.
• - وفي ليلة الجُمُعة الثّامن والعشرين من صَفَر عُمِلَ بالقُبّة المَنْصورية مُهِمٌّ عظيمٌ أُنفِقَ فيه أموالٌ عظيمة، ونَزلَ السُّلطان الملكُ الأشرف من الغد لزيارة قبر والده، وفَرَّق على الفُقراء وعلى أهل المَدارس والزَّوايا جُمْلةً من الفِضّة خمسة وأربعين ألف دِرْهم، ومن الثياب نحو ألف ثَوْب، وودَّعَ السُّلطانُ قبرَ والده وهِمّته قوية على جهاد أهل عَكّا.
• - ووَصلَ الأميرُ عزُّ الدِّين الأفْرَم إلى دمشقَ من القاهرةِ يوم السَّبْت سَلْخ صَفَر لتجهيز المَجانيق والآلات إلى عَكّا.
ربيع الأول
• - نُودي بجامع دمشقَ يوم الجُمعة قبل الصَّلاة أول جُمُعة من شَهْر ربيع الأول بالغَزاة إلى عَكّا، وبُيِّنَ للنّاسِ الوجه الذي يتوجّهونَ إليه، وكُشِفَ لهم الأمرُ، وأُخرِجَت المَجانيق من دمشق، وخرجَ كثيرٌ من النّاس وساعدُوا في جرِّها
(1)
.
• - وفي عاشر الشَّهْر نزلَ الحنابلة من الصّالحية وساعَدُوا في جَرِّ المَجانيق، منهم قاضي القضاة شَرَفُ الدِّين حَسَن، والصُّلَحاء، والفُقهاء.
ونُودِي في البلد بسفر السُّوقيين
(2)
إلى عكّا، وخُوِّفوا من التأخر عن ذلك.
1376 -
وفي ليلةِ الاثنين تاسع شَهْر ربيع الأول توفِّي الشَّيخُ العَدْلُ مُوفَّقُ الدِّين أبو مُحمد عبدُ العزيز
(3)
بنُ عليّ بن مُحمد المعروف بابن سُبَيْط اللَّخْميُّ الشافعيُّ الشُّرُوطيُّ، بالقاهرة، ودُفِنَ منَ الغد، وكان الجمعُ في جِنازتِه وافرًا.
(1)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 545.
(2)
السوقيون: الظاهر أنهم أهل آبل السُّوق من وادي بردى من أعمال دمشق، أو هم أهل السُّوق، واحدهم سوقي، كما في أوهام الخواص 244، وتقويم اللسان لابن الجوزي 131.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 662.
رَوَى لنا عن ابن الجُمَّيْزِيّ، وكان فقيهًا من أعيان العُدُول بالدِّيار المِصْرية.
ومَولدُهُ سنة ثلاث وستِّ مئة تقريبًا.
1377 -
وفي يوم الثُّلاثاء عاشر شَهْر ربيع الأول تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ، شهابُ الدِّين أبو الخَيْر رشيدُ
(1)
بنُ عبدِ الله الأشْرَفيُّ الفاضِلِيُّ، بالمارستان السَّيْفيّ بسَفْح قاسيون، وصُلِّي عليه ظُهر النَّهار بالجامع المُظَفَّري، ودُفِنَ بتربةِ قاضي القُضاةِ ابن الخُوَيّي.
وكان يَحفظُ القُرآن، ويكتب جيّدًا.
رَوَى لنا عن جعفر الهَمْدانيّ.
1378 -
وفي يوم الأربعاء ثامن عَشَر شَهْر ربيع الأول تُوفِّي الشَّيخُ المُقرئُ العدلُ جمالُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(2)
بنُ عُثمان بن عبد الوَهّاب الأبهريُّ، وصُلِّي عليه ظُهر الخميس بجامع دمشق، ودُفِنَ بمقابر الصُّوفية.
وكان شاهدًا بالبَياطِرة، وصُوفيًّا بالأَسَدية، وفيها مات.
سَمِعَ من ابن صَصْرَى، والمَجْد القَزْوينيّ، وزَيْن الأُمناء، وابن الزَّبِيديّ، وابن الصّابونيّ، وغيرهم. وحَدَّثَ.
ومَولدُهُ في ذي القَعْدة سنة أربع عشرة وستِّ مئة.
1379 -
وفي شهر ربيع الأول تُوفِّي الشَّيخُ عُمَرُ
(3)
بنُ غَلَنْدِي، الحارس بالبيمارِسْتان، ودُفِن ببابِ الصَّغير.
وكان سَمِعَ من ابن اللَّتِّي، وكريمة القُرَشية. وكانَ ابنُ الخَبّاز يعرفُه ويكتب عنه في الإجازات.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 653.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 674.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 669.
• - وخرجَ الأميرُ حسامُ الدِّين لاجينُ نائبُ السَّلْطنة بدمشقَ إلى عَكّا يوم الجُمُعة العشرين من شهر ربيع الأولُ.
• - ووَصلَ الملكُ المُظَفَّر صاحبُ حَماةَ إلى دمشقَ يوم الاثنين الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول، ومعه أيضًا المَجَانيق وعسكره ورَجَّالة كثيرة.
• - ثم وَصلَ عَسْكر حِمْص.
• - ثم عَسْكرَ حِصْن الأكراد والمَجَانيق والأثقال.
• - ودَخلَ الأمير سيفُ الدِّين الطَّبّاخِيّ بأُبّهةٍ عظيمة وتَجَمُّلٍ كثير.
• - ووَصلَ تاجُ الدِّين ابن الشِّيرازي المُحْتَسب إلى دمشقَ من القاهرةِ يوم الخميس السّادس والعشرين من شَهْر ربيع الأول بعد الظُّهر.
1380 -
وفي يوم الجُمُعة السّابع والعشرين من شَهْر ربيع الأول تُوفِّيت بنت الملك العزيز
(1)
صاحب الصُّبَيْبة، ودُفِنت بالتُّربة المعظَّميّة بسَفْح قاسيون.
1381 -
وفي يوم السَّبْت الثامن والعشرين من شَهْر ربيع الأول تُوفِّي شَمْسُ الدِّين مُحمدُ
(2)
بنُ أبي التّائِب، ودُفِنَ بتربةِ المُبارز ابن المعتَمد بسَفْح قاسِيُون.
(1)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، والظاهر أنه مات شابًا قبل أن يحدث، ولذلك لم يُعن به مترجمو الرجال. وهو - فيما نرى - أخ للشيخ بدر الدِّين أبي محمد عبد الله بن الحسين بن أبي التائب الأنصاري المتوفى سنة 735 هـ والمترجم في معجم شيوخ الذهبي 1/ 321، وذيل العبر، له 185، والوافي بالوفيات 17/ 147، ومعجم شيوخ السبكي 199 (58)، وذيل تذكرة الحفاظ للحسيني 15، وذيل التقييد 2/ 33 وغيرها. والدليل على ذلك أنه قُبر في التربة نفسها، قال تاج الدِّين السبكي في معجم شيوخه:"ودُفن بسفح قاسيون بتربة ابن المعتمد بالقرب من مدرسة الشيخ أبي عمر (المقدسي) رحمه الله تعالى وإيانا". وهو أخو مجد الدِّين إسماعيل المتوفى سنة 721 هـ المترجم في ذيل العبر أيضًا (ص 118)، وذيل التقييد 1/ 466، وتوضيح المشتبه 2/ 9، ولحظ الألحاظ 68، وغيرها.
• - ونُودِي في البلدِ بالاجتماعِ في الجامع لقراءة "صحيح البخاري"، وكان الشُّروع فيه يوم الاثنين الثالث والعشرين من الشهر قرأهُ الشَّيخُ شَرَفُ الدِّين الفَزَاريُّ على قاضي القضاة شهاب الدِّين الخُوَيّي، والقاضي شَرَفُ الدِّين، والفارُوثي، وحَضَرَ جماعةٌ كبيرة، وكانوا يختمون المواعيد بالدُّعاء بنصر المُسلمين.
1382 -
وفي يوم الاثنين سَلْخ شَهْر ربيع الأول توفِّي الشَّيخُ أبو مُحمد لؤلؤُ
(1)
بنُ عبد الله الدّلّال مولى الصّاحب ابن جرير، ودُفِنَ يوم الثلاثاء بسَفْح قاسيون.
رَوَى لنا عن ابن اللَّتِّي.
1383 -
وفي يوم الاثنين هذا توفِّي الشَّيخُ رشيدُ الدِّين
(2)
الكاشْغَريُّ الحنفيُّ، بالمدرسةِ النُّوريّة، ودُفن بمقابر الصُّوفية.
1384 -
وفيه أيضًا تُوفِّيت والدةُ شَمْسِ الدِّين مُحمدِ بنِ أبي زَيْد، شيخ خانكاه خاتون، ودُفِنَت بسَفْح قاسيون
(3)
.
ربيع الآخر
• وَصلَ السُّلْطان الملكُ الأشرف صلاحُ الدِّين خليل إلى عَكّا في يوم الخَمِيس ثالث شهر ربيع الآخر، وهو خامس نَيْسان، ومعه العساكر والوزير، وخَيَّم ظاهرَها، وأقامَ عليها مُحاصرًا بالجيوش والمُتَطوِّعة من الفُقهاء، والصُّلحاء، والخاصّة، والعامة من البُلْدان شهرًا ونصف، وفَتحَها الله على يديه.
وكان خروجه من القاهرةِ في ثالث ربيع الأول.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 671 - 672 وقال الذهبي: وسمع منه الفرضي أيضًا والمزي.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
لم نقف على ترجمتها، وأما ابنها محمد بن أبي زيد الصوفي شيخ خانكاه خاتون فستأتي ترجمته في وفيات ربيع الأول من سنة 700 من هذا الكتاب.
1385 -
وفي يوم الأربعاء ثاني شَهْر ربيع الآخِر تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ الزّاهدُ المُسندُ الكبيرُ بقيةُ المشايخ والسَّلف فخرُ الدِّين أبو الحَسَن عليُّ
(1)
بنُ أحمدَ بن عبد الواحد بن أحمد المقدسيُّ الحنبليُّ، وصُلِّي عليه ظُهر اليوم المذكور بالجامع المُظَفِّريّ، ودُفن عند والده بتُربة الشَّيخ موفّق الدِّين، رحمة الله عليهم.
وكان شَيْخًا جليلًا، صالحًا، فاضِلًا، يحفظُ كثيرًا من الأحاديث ومن الألفاظ المُشْكِلَةِ، والحكايات والنُّوادر، ويردُّ على مَن يَقْرأ عليه مواضع تدلُّ على فَضْل ومطالعة ومَعْرفة، وقرأ في شبابه كتاب "المُقْنع" على مصنِّفه الشَّيخ مُوفَّق الدِّين، فأذِن له في إقرائه، ثم اشتغلَ بالتجارة والسَّفَر، ثم اشتغل بالعبادةِ والانقطاع، وأسمع كثيرًا من الأحاديث النبوية، وطال عُمُره وماتَ رفاقُه، وانفردَ بكثيرٍ من مسموعاته وإجازاته، وسُمِعَ عليه في سنة اثنتين وثلاثين وست مئة وما بعدها.
ومن شيوخه: أبو المَحاسن مُحمد بن كامل التَّنُوخيُّ، وأبو عليّ حَنْبل بن عبد الله الرُّصافيُّ، وأبو المعالي أسعد بن المُنَجَّى، والشَّيخ أبو عُمَر بن قُدامة، وأبو المَحاسن مُحمد بن وَهْب بن سَلْمان السُّلَميُّ، وأبو حفص عمر بن مُحمد بن طَبَرْزَد، وعبد المُجيب بن أبي القاسم بن زُهير الحَرْبي، وست الكتبة بنت الطرّاح، وأبو اليُمْن الكِنْديّ، وابنُ الحَرَستانيّ، وابنُ مُلاعِب،
(1)
هو المعروف والده بالبخاري، وترجمته مشهورة وسيرته مذكورة في الكتب المستوعبة لعصره ومصره، منها: تلخيص مجمع الآداب 4/ الترجمة 2211 (ط. الشام)، وقال:"كتب لنا في الإجازة سنة اثنتين وثمانين وست مئة"، وتاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 36 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 665 وهي ترجمة حفلة، ومعجم شيوخ الذهبي الكبير 2/ 13، والمعجم المختص 159، والعبر 5/ 368، وعيون التواريخ 23/ 85، وذيل طبقات الحنابلة 4/ 241 وفيه العديد من مصادر ترجمته فراجعه تجد فائدة.
والخَضِر بن كامل، وابنُ الجَلاجِليّ، وابنُ البَنّاء الصُّوفيّ، وابن مَنْدُوْيَة، وأبو الفُتوح البَكْري، وهبة الله بن طاووس.
وسَمِعَ بالقاهرة من عبد القويّ ابن الجَبّاب، ومُرتَضَى بن حاتم، وستّ العباد المِصْرية.
وسَمِعَ ببغدادَ من الدّاهريّ، والدِّيْنَوَريّ.
وسَمِعَ بالقُدس من أبي عليّ الأُوَقِيّ.
وسَمِعَ بالإسكندرية من ظافر بن شَحْم
(1)
، وابن رَوَاج، وسِبْط السلفيّ.
وسَمِعَ بحَلَب من ابن خَلِيل.
وخَرَّج له ابنُ الظاهري "مشيخةً" عنهم سَمِعَها عليه أكثر من ألف نفس.
وأجازَ لهُ من أصبهان أبو المكارم اللَّبّان، وأبو عبد الله مُحمد بن أبي زَيْد الكَرّانيُّ، وأبو جعفر الصَّيْدلانيُّ، وأبو محمود بن أسعد بن أحمد بن حامد الثقفيُّ، وإسماعيل بن إبراهيم كُوتاه، ومُحمد بن أحمد الفارفانيُّ، وأخته عَفِيفة، ومحمود بن أحمد العَبْدَكُوي، ومُحمد بن حامد المُضَريُّ، ومُحمد بن مَعْمَر بن الفاخر، ومحمود الثَّقفِيّ، ورِضْوان الثَّقَفيّ، وعبد الواحد بن أبي المُطَهَّر الصَّيْدلانيُّ، وأبو زُرْعة اللَّفْتُوانيُّ، وخَلَف بن أحمد الفَرّاء، وأسعد بن أبي الفضائل العِجْليُّ، وجماعةٌ. وتاريخ إجازته ثاني صَفَر سنة سبع وتسعين وخمس مئة.
(1)
هو الشيخ أبو المنصور ظافر بن طاهر بن ظافر الأزدي الإسكندراني المالكي المطرز المعروف بابن شَحْم المتوفى سنة 642 هـ، وشَحْم، قيده عز الدِّين الحسيني في صلة التكملة 1/ 94 (67) فقال:"بفتح الشين المعجمة وسكون الحاء المهملة وآخره ميم"، وترجمته في: تكملة المنذري 3/ الترجمة 3160، وتاريخ الإسلام 14/ 411، والسير 23/ 116 وغيرها.
ومن نَيْسابور: أبو سَعْد ابن الصّفّار، ومنصور الفُرَاويُّ، وعبد السلام الأكّافيُّ، وغيرُهم.
ومن بغداد: أبو الفَرَج ابن الجَوْزيّ، والمُبارك ابن المَعْطوش، وهبة الله ابن السِّبْط، وأبو شُجاع بن المَقْرون، وأحمد بن مُحمد ابن البَخِيل، وأحمد بن مُحمد بن منكبر الحَرْبيّ، وبَقَاء بن حُنَّد
(1)
، وعبد الله بن كارِه، وعبد الله بن أحمد بن أبي المَجْد، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أيوب البَقْليُّ، وعبد الله ابن الطَّوِيلة، وعبد الله بن نَصْر بن مَزْروع، وعبد الرَّحمن بن أحمد ابن العُمَريِّ، وعبد الرَّحمن بن أبي ياسر بن ملّاح الشَّطِّ، وعبد السَّلام بن أبي خطّاب، وعليّ بن مُحمد بن يَعِيش، وعُمَر بن عليّ الحَرْبي، ومَسْعود بن غَيْث الدَّقّاق، وجماعة غيرُهم.
ومن دمشق: أبو طاهر الخُشُوعيُّ، وعليّ بن مُحمد ابن جمال الإسلام، ومُحمد بن الحُسين بن الخَصِيب، وغيرُهم.
قرأت عليه "سُنن أبي داود"، و"جامع التِّرمذي"، وكتاب "عَمَل يوم وليلة" لابن السُّنّي، و"مشيخته" تَخْريج ابن الظّاهري، و"الخُطَب النُّباتية". وسمعتُ عليه "جامع الخَطِيب"
(2)
، و"المقامات الحريرية"، و"الزُّهد" لابن المبارك، و"مشيخته" تخريج ابن بَلَبان، و"الجَعْديّات"، و"الغيلانيات"، و"الدُّعاء" للطبراني، و"مسند أبي داود الطيالسي"، ونحو الثُّلُث الأول من "سُنَن البيهقي"، و"الشَّمائل" للترمذي، و"فوائد" تمّام الرازي، و"الوَقْف والابتداء" لابن الأنباري، ومن الأجزاء بقراءتي وقراءة غيري ما يزيد على خَمْس مئة جزء.
(1)
هو أبو المعمر بقاء بن عمر بن عبد الباقي البغدادي الأزجي الدقاق المتوفى سنة 600 هـ، وحُنّد: قيده المنذري في التكملة (2/ الترجمة 786) فقال: "بضم الحاء المهملة وتشديد النون وفتحها وبعدها دال مهملة".
(2)
يعني: الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع.
وكان من أجلِّ شُيوخنا، رحمه الله تعالى
(1)
.
• - وفي شَهْر ربيع الآخر حَصَل تَشْويش للشيخ تَقيّ الدِّين ابن تيمية، وذلك أنه جلسَ يوم الجُمُعة رابع الشهر على كُرسيِّه، وجَرَى ذِكْر شيءٍ من الصِّفاتِ. وكان نور الدِّين ابن مُصْعَب حاضرًا فشنَّع عليه، وساعدَهُ سليمان الغث الفقير الحَرِيريُّ، وصَدْرُ الدِّين ابن الوكيل، وأمينُ الدِّين سالم، وجماعة. ومَشوا إلى الشَّيخين شَرَفِ الدِّين ابن المَقْدسي، وزين الدِّين الفارِقي، وغيرهما، واجتهدوا في أذاهُ أو مَنْعِه من الجُلُوس، فلم يتّفق، واستمرَّ على عادتِه، وجلسَ يوم الجُمعة الآتية.
وقال قاضي القضاة شهاب الدِّين: أنا على اعتقاد الشَّيخ تَقِيِّ الدِّين، فعُوتِبَ في ذلك، فقال: لأنَّ ذهنَهُ صحيح ومواده كثيرة، فهو لا يقول إلّا الصحيح.
ثم إنَّ القاضي شَرَف الدِّين ابن المَقْدسي قال: أنا أرجو بَرَكته ودعاءَهُ، وهو صاحبي وأخي، فاجتمعَ وجيهُ الدِّين ابن المُنَجَّى بالشَّيخ زين الدِّين ابن المُرَحِّل الخطيب يومئذ، فتبرّأ من القضية وحَلَف، وعاتب ولدَهُ وخاصَمَه، وسكنَ الأمرُ، واللهُ المستعان.
1386 -
وفي يوم الأربعاء ثاني ربيع الآخر تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ المُحدِّثُ
(1)
قال الذهبي في تاريخ الإسلام 15/ 666: "سألت أبا الحجاج الحافظ عنه، فقال: أحد المشايخ الأكابر والأعيان الأماثل، من بيت العلم والحديث. تفرد بالرواية عن عامة مشايخه سماعًا وإجازة. سمعنا منه أشياء كثيرة جدًّا، ولا نعلم أنَّ أحدًا حصل له من الحظوة في الرواية في هذه الأزمان ما حصل له".
وقال الذهبي 15/ 667: "وقال شيخنا ابن تيمية: ينشرح صدري إذا أدخلت ابن البخاري بيني وبين النبي صلى الله عليه وسلم في حديث".
العَدْلُ فَخْرُ الدِّين أبو حفص عُمَرُ
(1)
بنُ يحيى بن عُمَر الكَرَجيُّ الشافعيُّ، ودُفن من الغد ضُحَى النَّهار بمقابر الصُّوفية بتُربة الشيخ تقيّ الدِّين ابن الصَّلاح.
وكان شيخًا حسنًا، لطيفَ الكَلِمة، وتَقَدَّم له اشتغالٌ بالفقهِ والحديث، وصَحِبَ ابن الصَّلاح، وزوَّجه ابنتَهُ، ولازَمَه وخدمَهُ إلى أن مات.
وسَمِعَ من البهاء عبد الرَّحمن المقدسيِّ، وابن الزَّبِيديّ، وابن اللَّتِّي، وجماعة. وحَدَّث بـ "صحيح البُخاري"، ووَلِيَ مشيخةَ دار الحديث الظاهرية وغيرَها. وكان مشهورًا بالحديث والرِّواية. وقرأ عليه الشَّيخ محيي الدِّين النَّواوي "عُلوم الحديث" لابن الصَّلاح.
ومولدُه بمدينة الكَرَج، وهو بَلَد بين هَمَذان وأصبهان من عِراق العَجَم قبل الست مئة. كتبَ مرةً بخطّه: سنة تسع وتسعين، ثم كتب خمس وتسعين، والله أعلم.
قرأتُ عليه "صحيح مُسلم"، و"موطأ" مالك، رواية أبي مُصْعَب، وغير ذلك.
1387 -
وفي ليلةِ الجُمُعة رابع شَهْر ربيع الآخر توفِّيت الشَّيخةُ الجليلةُ الأصيلةُ أمُّ مُحمد مُؤْنِسةُ
(2)
بنتُ الصّاحب كمال الدِّين أبي القاسم عُمَر بن أحمد بن هبة الله بن مُحمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن أبي
(1)
ترجمته في: تلخيص مجمع الآداب 4/ الترجمة 2272 (ط. دمشق)، وتاريخ الإسلام 15/ 669، ومعجم شيوخ الذهبي الكبير 2/ 81، والمعجم المختص 185، والعبر 5/ 369، وعيون التواريخ 23/ 93، وطبقات السبكي 8/ 344، والبداية والنهاية 15/ 556، وطبقات الشافعيين 2/ 928، والعقد المذهب 375، وذيل التقييد 2/ 256، ولسان الميزان 6/ 159، والنجوم الزاهرة 8/ 33، وشذرات الذهب 7/ 727.
(2)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 674، ووالدها كمال الدِّين هو صاحب كتاب "بغية الطلب في تاريخ حلب" المتوفى سنة 660 هـ.
جَرَادة الحَلَبيّ الحَنَفيّ، وصُلِّي عليها بعد الجُمُعة بجامع دمشق، ودُفِنَت بتربتهم قبالة جَوْسَق والدها على الشَّرَف القِبْليّ ظاهر دمشق.
رَوَت عن الرُّكن إبراهيم بن عُثمان الحَنَفيّ جزءًا يُعرف بـ "جزء الشُّجاعيّ". حَدَّثت بالقاهرة ودمشق.
1388 -
وفي ليلة السَّبْت خامس شَهْر ربيع الآخر تُوفي الشَّيخُ الفقيهُ الإمامُ العالمُ الفاضلُ عمادُ الدِّين أبو زكريّا يحيى
(1)
ابنُ الشَّيخ الفقيه كمال الدِّين أحمدَ بن سُلَيْمان بن إبراهيم الشافعيُّ، ابن بنت الشَّيخ جمال الدِّين أبي عَمْرو ابن الحاجب المالكيِّ، وصُلِّي عليه ظُهْر السَّبْت بجامع دمشق، ودُفِنَ بسَفْح قاسيون بتُربة القاضي عزّ الدِّين ابن الصّائغ.
وكان فقيهًا فاضلًا، من أعيان العُدُول، وسَمِعَ من جدِّه المذكور، والشَّيخ عَلَم الدِّين السَّخاوي، وأبي الطّاهر إسماعيل بن ظَفَر النابلسيّ، وأبي طالب مُحمد بن عبد الله بن صابر، والشَّيخ تاج الدِّين القُرْطُبيِّ، وجماعة. وما رَوَى شيئًا.
ولم يبلغ الستين من العُمُر.
وكتبَ بخطِّه كثيرًا، وكان يكتب خطًّا مليحًا واضحًا صحيحًا. وكان رفيقَ والدي في الشَّهادة تحت السّاعات، ولما مات جلستُ مكانه بإذن قاضي القُضاة شهاب الدِّين الخُويّي، رحمه الله.
• - وأُعيدت المَدْرسة التَّقوية إلى القاضي عزِّ الدِّين ابن الزَّكي، وباشرَها يوم الأحد سادس ربيع الآخر، وخَلَع عليه الملك المظفّر صاحبُ حماة بطرحة.
1389 -
وفي هذا اليوم تُوفِّي البَدْر نقيب المُحْتَسب
(2)
، ودُفِنَ من الغد بمقابر باب الصغير، وكان له مدة في هذه الوظيفة.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 37 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 675.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
• - ووصلت الآدُر السُّلطانية
(1)
الملكية الأشرفية إلى قَلْعة دمشق ليلة الاثنين سابع ربيع الآخر.
• - وفي العَشْر الأخير من الشَّهْر باشرَ الشَّيخ عزُّ الدِّين الفارُوثيُّ مشيخةَ الحديث بالمدرسة الظاهرية، عِوَضًا عن الكَرَجيّ، وباشرَ بهاءُ الدِّين ابنُ النَّحّاس الحنفيُّ مشيخة الحديث بالمدرسة القَلِيجيّة، عِوَضًا عن الكَرَجيّ أيضًا.
1390 -
وفي ليلة الثلاثاء التّاسع والعشرين من شَهْر ربيع الآخر تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ الصَّدرُ الكبيرُ علاءُ الدِّين أبو الحَسَن عليُّ
(2)
ابنُ الشَّيخ الإمام العلّامة كمال الدِّين عبد الواحد بن عبد الكريم بن خَلَف الأنصاريُّ ابنُ الزَّمَلُكانيّ، مدرِّس المدرسة الأمينية، وكانت وفاته بها، وصُلِّي عليه ظُهْر الثلاثاء بجامع دمشق، ودُفن بمقابر الصُّوفية عند والده.
وكان سَمِعَ من خطيب مَرْدا، وغيرِه، وسَمِعَ بالقاهرة أيضًا من الرَّشيد العَطّار، وجماعة، ولم يُحَدِّث.
وكان له هِمّة عالية، وفيه مكارم وإحسان إلى من يَقْصده وينتمي إليه. وكان والدُه من أعيان الفُضَلاء، وكذلك ولدُه الشيخُ الإمامُ العلّامةُ كمال الدِّين حَرَسه اللهُ تعالى ونفعَ به.
(1)
الآدر: كناية عن النساء.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 39 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 668، والعبر 5/ 369، والوافي بالوفيات 21/ 291، ومرآة الجنان 4/ 219، وطبقات الإسنوي 2/ 13، والبداية والنهاية 15/ 556، وطبقات الفقهاء الشافعيين 2/ 926، وعيون التواريخ 23/ 92، والعقد المذهب 374، وقلادة النحر 5/ 433، وشذرات الذهب 7/ 726.
وتوفي أبوه العلامة كمال الدين عبد الواحد سنة 651 هـ، وهو مترجم في ذيل الروضتين 187، وتاريخ الإسلام 14/ 711 وغيرهما. وابنه العلامة كمال الدين محمد بن علي توفي سنة 727 هـ، وهو مترجم في الوافي بالوفيات 4/ 214، وفوات الوفيات 4/ 7، والدرر الكامنة 5/ 328 وغيرها.
جُمادى الأولى
• - حَصَل في ثامن جُمادى الأولى تَشْويش في العَسْكر على عَكّا وقَلَقٌ شديدٌ بسبب مَسْك الأمير عَلَم الدِّين المعروف بأبي خُرْص الحَمَويّ، ثم بعده بستة أيام مُسِكَ نائبُ السَّلْطنة بدمشقَ الأمير حُسام الدِّين لاجِين، والأمير رُكن الدِّين بَيْبَرس النَّاصريّ طقصو، وأُرْسِلا إلى القاهرة.
ووصلَ البَرِيد إلى دمشقَ في تاسع الشهر بمَسْك بَدْر الدِّين بَكْتاش أستاذ دار الأمير حُسام الدِّين لاجِين والاحتياط على مالِه، فحضرَ إلى داره الأميرُ سيفُ الدِّين طوغان المُشِدّ، وهو الذي يَنُوب في السَّلْطنة أيضًا، والأمير سيف الدِّين أسَنْدَمُر والي البَرّ، والصَّاحب تقيّ الدِّين، وابن مُزْهر، وابن الشِّيرازي، وقُيِّد وأُرسِلَ إلى حضرة السُّلطان بعَكّا، ونُودِي في دمشق يوم الاثنين سابع عِشْري الشهر: مَن كان بَكْتاش ارتشى منه أو ظلمَهُ فليحضر إلى باب السُّلطان.
1391 -
وفي ليلة الأحد ثاني عَشَر جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ الجليلُ العدلُ عزُّ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(1)
بنُ أحمد بن أبي الفَهْم الأنصاريُّ الدِّمشقيُّ، المعروف بابن البَقّال، وصُلِّي عليه ظُهْر الأحد بجامع دمشق، ودُفِنَ بسَفْح قاسيون.
سَمِعَ من السَّخاوي، وابن الحاجب، ومُحمد بن صابر، وإبراهيم ابن الخُشُوعيّ، وعَتِيق السَّلْمانيِّ، وغيرِهم. وكان تاجرًا ثم تركَ ذلك، وواظب مجالس الحُكّام والعدالة وشهادة القِيْمة.
ومَولدُهُ في العَشْر الأخير من شَهْر رَمَضان سنة اثنتين وعشرين وست مئة بدمشق. نقلتُه من خطِّه، ورأيته أيضًا بخَطِّه سنة إحدى وعشرين وست مئة، والله أعلم.
1392 -
وفي سَحَر يوم الاثنين ثالث عَشَر جُمادى الأُولى توفِّي الشَّيخُ
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 672.
الفقيهُ الإمامُ الزاهدُ مُفتِي المُسلمين تقيُّ الدِّين أبو الرَّبيع سُليمانُ
(1)
بنُ عُثمان بن يوسُف الحَنَفيُّ المعروف بالتُّركمانيِّ، وصُلِّي عليه ظُهْر هذا اليوم بالجامع المُظَفَّري، ودُفن بسَفْح قاسيون.
وكان مُدرّس الشِّبْلية، ودَرَّس قبلها بالمعظّميّة، وحَكَم بدمشقَ مدة نيابةً عن القاضي مجد الدِّين ابن العَدِيم. وكان رجلًا صالحًا، مواظِبًا على الاشتغال بالعِلْم، والإشْغال والإفادة والتعبُّد والزَّهادة، رحمه الله تعالى.
• - وعُمِلت خَتْمة بجامع دمشق ليلة الجُمُعة سابع عَشَر جُمادَى الأُولى، وتَضَرَّع النّاسُ إلى الله تعالى، واجتمعت قُلُوبهم وهِمَمُهُم ودَعا الخَطِيب يوم الجُمُعة.
وفُتِحَت عَكّا في يوم الجُمُعة سابع عَشَر جُمادى الأُولى زَحَفَ عليها المُسلمون، فألقَى اللهُ الرُّعْبَ في قلوب أهلِها فَهَربوا منها في البَحْر، ووصلت البِطاقةُ إلى دمشقَ في اليوم المَذْكور بعد صلاة الجُمُعة بيسير. وكان ذلك يومًا مُبارَكًا وفَرَحًا وسُرُورًا عامًّا، وأمرًا عظيمًا، وزُيِّنت مدينة دِمَشق
(2)
.
• - ثم وَصلَ يوم الاثنين العِشْرين من الشَّهْر بطاقة أُخرى بفتح صُور، ويَسَّر الله أخْذ ما حولَها من بلاد الإفرنج، وخلا السَّاحلُ منهم بحمد الله تعالى
(3)
.
• - وحَضَرَ عَكّا من المتطوِّعة أكثر من الجُنْد، ونُصِبَ عليها من المَجانق الكبار الإفرنجية خمسة عشر مَنْجنيقًا، منها ما يرمي بقِنْطار دِمَشقيّ وأكثر، ومنها ما هو دون ذلك ومن اللعب والشَّيطانية والقُرابُغا
(4)
شيء كثير.
1393 -
وفي يوم الاثنين ثالث عَشَر جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ الصالحُ
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 40 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 654، والوافي بالوفيات 15/ 404، والمنهل الصافي 6/ 37، والدليل الشافي 1/ 319.
(2)
تنظر التفاصيل في تاريخ الإسلام 15/ 432 - 435.
(3)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 435.
(4)
القُرابُغا: نوع من المجانيق، وكذا اللعب والشيطانية.
ناصرُ الدِّين أبو مُحمد عبدُ الوليّ
(1)
بنُ عبد الرَّحمن بن أبي مُحمد المُجَوِّد المقدسيُّ ثم الدِّمشقيُّ الحَنَفيُّ، وصُلّي عليه ظُهر يوم الثلاثاء بجامع دمشق، ودُفِنَ بسَفْح جبل قاسيون.
رَوَى لنا عن ابن اللَّتِّي، وكان يُعَلِّم الصِّبْيان بباب الناطفانيّين، ويؤمُّ بالمدرسة النُّورية ويَسْكن بها.
ومَولدُهُ في جُمادى الآخرة سنة إحدى وستِّ مئة.
وسَمِعَ أيضًا من مُكْرَم بن أبي الصَّقْر، وقرأ القُرآن على السَّخاوي.
• - وتولَّى ولاية الصَّالحية الشَّرَفُ مُحمد ابنُ شَيْخِنا عزِّ الدِّين أحمدَ بنِ عبد الحميد بنِ عبد الهادي يوم الأربعاء الثاني والعِشْرين من جُمادى الأولى، عِوَضًا عن ابن ظاعن.
• - ولما فَتَحَ اللهُ عَكّا تأخَّر في وسطها عِدَّة أبراج عَصَى فيها جماعةٌ من الإفرنج، وكان تكميلُها وتنظيفُها منهم يوم الثُّلاثاء الثامن والعشرين من جُمادى الأولى.
• - وعند مُنازلة عَكّا كانَ السُّلطان جَهَّزَ جماعةً مقدَّمهم عَلَمُ الدِّين سَنْجَر الصَّوابيّ الجاشْنَكير والي بَرِّصَفَد إلى صُور، لحفْظِ الطرق وتَعَرُّف الأخبار ومُضايقة صور.
فلما فُتِحت عَكّا وأُحْرِقت وطلعَ دخانها وفَرّ منها من فرَّ في البحر عَلِم أهل صُور فُتُوح عَكّا فَهَربوا وأخلوا صُور، فدخلَها الصَّوابيّ بمن مَعه، وطالعَ السُّلطان بذلك، فجَرَّدَ إليه طائفةً مع الأمير سَيْف الدِّين قُطُز المَنْصوري وجماعة من الحَجَّارين والزرَّاقين والنَّجّارين لخرابِها، وكانت من أحصن الأماكن وأكثر الحُصون مَنَعة لا تُرام، فيسَّر الله تعالى أمرَها من غير قتالٍ ولا مُنازلة.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 37 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 664.
1394 -
وفي أيام مُحاصرة عَكّا وردَ الخبرُ على السُّلطان الملك الأشرف بموت أرْغون
(1)
بن أَبَغا ملكِ التتار، وقيل: إنّه سُقِيَ
(2)
.
وكان شَهْمًا شُجاعًا مِقْدامًا، حَسَنَ الصُّورة، سَفّاكًا، شديد السَّطْوة.
1395 -
وممّن استُشْهدَ على عَكّا الأمير جمال الدِّين آقوش
(3)
الغُتْميّ من أمراء مصر. وكان شُجاعًا مِقْدامًا.
1396 -
والأمير بدر الدِّين بَيْلِيك
(4)
المَسْعوديُّ، من أُمراء مِصْر أيضًا. وكان شُجاعًا مَشْهورًا بالخَيْر ومكارم الأَخْلاق.
جُمادى الآخرة
1397 -
وفي أول ليلة السَّبْت ثالث جُمادى الآخرة توفِّي الشيخُ الإمامُ الخطيبُ بدرُ الدِّين أبو مُحمد عبدُ اللَّطيف
(5)
بنُ مُحمد بنِ مُحمد بن نصر الله الحَمَويُّ الشافعيُّ خطيبُ جامع السُّوق الأعلى، بمدينة حَمَاة، وصُلِّي عليه ظُهْر السَّبْت بالجامع، ودُفِنَ بمقبَرة عَقَبة نَقِيرين بتُربة الشَّيخ شَرَف الدِّين
(1)
ترجمته في التواريخ المستوعبة لعصره، وله ترجمة في تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 54 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 651، والكتاب المسمى بالحوادث 503، والوافي بالوفيات 8/ 350، وعيون التواريخ 23/ 103، والسلوك 2/ 231، والمنهل الصافي 2/ 310 وغيرها.
(2)
قال الذهبي: "ولم يصح، فاتهم المغول اليهود بقتله ونصوا على سعد الدولة، ومالوا على اليهود قتلًا ونهبًا، وأخذوا لهم أموالًا عظيمة".
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 652، وتاريخ ابن الفرات 8/ 133، والمقفى 2/ 141 (813).
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 653، والوافي بالوفيات 10/ 367، والسلوك 2/ 224، وكنز الدرر 8/ 311، والمنهل الصافي 4/ 511.
(5)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 55 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 662، والسلوك 2/ 232، وسيأتي ذكر ابنه عمر بن عبد اللطيف المتوفى سنة 704 هـ، وتأخرت وفاة ابنه الآخر أبي بكر إلى سنة 724 هـ، وهو مترجم في تلخيص مجمع الآداب 6/ 368 (ط. طهران)، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 409، والدرر الكامنة 1/ 534 وغيرها.
عبد العزيز الأنصاريِّ، ووصلَ خبرُه إلى دمشق، وصَلَّينا عليه بالنّيّة يوم الجُمُعة تاسع الشَّهْر.
ومَولدُهُ سنة عشرين وستِّ مئة بحَماة.
وكانَ رَجُلًا فاضلًا صالحًا، كثيرَ العبادة. سَمِعَ بحَماة من ابن رَوَاحة، وصفيّة القُرَشية، وعبد المُنعم بن أبي المَضَاء. وبحَلَب من ابن خليل، وبديار مصر من عبد الرَّحيم بن الطُّفَيل، وابن الجُمَّيْزيِّ، والحَسَن بن دينار، وفَخْر القُضاة ابن الجَبَّاب، وأبي فُصَيْد قايماز المُعَظَّمي، وابن الصَّابوني، وغيرهم. وببغداد من ابن الخازن، والكاشْغَري، وابن قُمَيْرة.
سَمِعتُ عليه "مُسنَد الإمام الشَّافعي" رضي الله عنه، و"الثَّقَفيّات"، وعدّة أجزاء.
1398 -
وفي يوم الاثنين خامس جُمادى الآخرة تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العلّامةُ شيخُ الإسلام فقيهُ الشَّام تاجُ الدِّين أبو مُحمد عبدُ الرَّحمن
(1)
بنُ إبراهيمَ بنِ سِبَاع بن ضِياء الفَزَاريُّ البَدْريُّ الشافعيُّ، بالمدرسة الباذَرائية بدمشق، وصُلِّي عليه بعد الظهر بجامع دمشق، ودُفِنَ بمقابر باب الصغير، رحمه الله تعالى، وكانت جنازته حَفِلة.
وكان شيخَ الشَّافعية في آخر عُمُره، كثيرَ العِلْم، غزيرَ الفقه، انتهت إليه رئاسةُ الفَتْوى والإشغال في مَذْهبه، وانتفعَ الناسُ به. وله تصانيفُ حَسَنة. وكان حَسَن الخُلُق، متواضعًا سَمْحًا، كثيرَ الذِّكر والصَّدقة في السِّرِّ.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 37 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 660، والعبر 5/ 367، وفوات الوفيات 1/ 32، وعيون التواريخ 23/ 86، والوافي بالوفيات 18/ 96، ومرآة الجنان 4/ 218، وطبقات السبكي 8/ 163، وطبقات الشافعيين 921، والبداية والنهاية 15/ 554، وطبقات الإسنوي 2/ 287، وذيل التقييد 2/ 97، وتوضيح المشتبه 1/ 438، والسلوك 2/ 231، والنجوم الزاهرة 8/ 31، والمنهل الصافي 7/ 153، وشذرات الذهب 7/ 721.
رَوَى لنا الحديث عن ابن الزَّبِيديّ، وابن اللَّتِّي، ومُكْرَم بن أبي الصَّقْر، وابن باسُوْيَة المُقْرئ، والسَّخاوي، وجماعة كثيرة.
وحدَّث بـ "صحيح البخاري" مَرَّات. سمعتُه منه.
ومَولدُهُ في شَهْرِ ربيع الأول سنة أربعٍ وعشرين وستِّ مئة بدمشق.
قرأتُ عليه "مُسند الدَّارميّ"، و"مُسنَد عَبْد بن حُمَيد"، و"صحيح مُسلم"، وغير ذلك من الكتب والأجزاء.
• - وفي بُكرة نهار الاثنين خامس جُمادى الآخرة رحلَ السُّلطان الملك الأشرف عن عَكّا.
• - وعُمِلَت القباب بدمشقَ وزِيدت الزِّينة، تولَّى ذلك الأميرُ شَمْسُ الدِّين الأعسر، والصاحب تقيّ الدِّين.
وقيل: إنّ عدد القِباب ستَ عَشَر قُبَة للشُجاعيّ، وطُوغان، والصاحب وأخيه، وابن مُصْعَب، وسُوق عليّ، والخَوَّاصين، والنَّحّاسين، والصَّاغة، وغيرهم
(1)
.
• - ودَخَلت الخِزَانة السُّلطانية إلى دمشقَ يوم السَّبْت عاشر جُمادى الآخرة.
• - ووَصلَ السُّلْطان الملك الأشْرف إلى دمشقَ في يوم الاثنين ثاني عَشَر جُمادى الآخرة من غَزَاة عَكّا، وقد عُمِلَت القِباب حول البَلَد، وفرحَ الناسُ به فَرَحًا عظيمًا، وكان يومًا مشهودًا استمر فيه دخول الأطلاب والكُوسات والسَّنَاجق والبَيَارق إلى بعد العَصْر
(2)
.
(1)
الخبر في: الدرة الزكية، ص 311، وتاريخ الإسلام 15/ 435.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 435.
• - وذَكرَ الدَّرسَ بالمدرسةِ الباذرائيّةِ الشَّيخُ بُرهانُ الدِّين ولد الشَّيخ تاج الدِّين عبد الرَّحمن الشافعيّ في يوم الأحد ثامن عَشَر جُمادى الآخرة، وحضر عَقِيب الدرس إلى الحَلْقة بالجامع، فأقرأ الطَّلَبة، وكَتَبَ في الفَتَاوى وخَلَفَ والدَهُ، رحمه الله، في جميع وظائفه
(1)
.
1399 -
وفي تاسع جُمادى الآخرة تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ عُمَر
(2)
بن سليمان بن أبي الحَسَن المُوْصليُّ المُقْرئُ، بالبيمارِستان بالصّالحيّة.
وكانَ يُخْبِر أنه سَمِعَ على ابن المُقَيَّر بالقاهرة، وكان يُكْتَب عنه في الإجازات.
• - ووَليَ نيابةَ السَّلْطنة بالشام المَحْروس الأميرُ عَلَمُ الدِّين سَنْجَر الشُّجاعيُّ المَنْصوريُّ، عِوَضًا عن الأمير حُسام الدِّين لاجِين، ودخل طُلْبُهُ يوم دخول السُّلطان من عَكّا في غاية الحُسْن والزِّينة والتجمُّل الوافر، ونزلَ بدار السَّعادة، وذلك يوم الاثنين ثاني عَشَر جُمادى الآخرة
(3)
.
• - وفي هذا التاريخ مُسِك الأميرُ عَلَمُ الدِّين أرجواش النّائب بالقَلْعة، وضُرِبَ بين يدي السُّلطان، وحَصَلَ في حقّه إخراقٌ وإهانة إلى غاية، وقُطِع خُبْزُه، ثم أُفرِجَ عنه ولزم بيته. وأُعِيدَت ولايةُ البَرِّ إلى الأميرِ سَيْفِ الدِّين طُوغان.
• - وأُفرجَ عن بَدْر الدِّين بَكْتاش أستاذ دار الأمير حُسام الدِّين لاجِين.
• - ونُودِيَ يوم الأربعاء رابع عَشَر جُمادى الآخِرة بدمشقَ أنَّ السُّلطانَ يجلسُ بدار العَدْل في غدٍ فمن كان له حاجة أو قصّة، فلْيحضر، فجلسَ بحضور
(1)
هو برهان الدين إبراهيم بن عبد الرحمن المتوفى سنة 729 هـ، وترجمته في المعجم المختص 55، ومعجم شيوخ الذهبي الكبير 1/ 138، وبرنامج الوادي آشي 89، وطبقات السبكي 9/ 312، ومعجم شيوخه 38 (5)، والوافي بالوفيات 6/ 43، وطبقات الإسنوي 2/ 290، وذيل التقييد 1/ 429، والدرر الكامنة 1/ 36، والمنهل الصافي 1/ 80، والدارس 1/ 208، ودرة الجمال 1/ 188 وغيرها.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
الخبر في: زبدة الفكرة، ص 283.
الوزير والقُضاة. ومُدّ السِّماط السُّلطاني بالمَيْدان، وبعد ذلك لعب السُّلطان بالكُرة.
• - وفي يوم الخميس خامس عَشَر جُمادى الآخرة مُسِكَ جماعة من الدواوين وضُرِبوا بالقَلْعة، وأُخذت خطوطهم بأموال.
• - ومُسِكَ سيف الدِّين طُوغان بالقَلْعة، والتقيّ تَوْبة، وابن مُزْهر، ورُسِّم على فخر الدِّين ابن الشَّيْرَجيّ، ثم أُطلِقَ، وكذلك أُحْضِرَ الدواوين من البلاد.
• - وفي يوم الجُمُعة الثالث والعشرين من جُمادى الآخرة صَلَّى السُّلطان بمقصورة الخطابة بجامع دمشق، ومعهُ الأمراء وأوقِدَت الشُّموع من باب القَلْعة إلى الجامع.
وفي هذا اليوم قَصَدَ الصَّاحبُ شَمْسُ الدِّين أن يخطب بالسُّلطان غير الشَّيخ زين الدِّين ابن المُرَحِّل لِما بلغه من تَقْصيره والكراهةِ له، فَطَلَب زينَ الدِّين الفارقيَّ وأمرَهُ أن يخطب فلم يكن حَفِظَ خُطبةً، وطُلِبَ إمامُ الكلّاسة، فتغيَّبَ وطُلِبَ خطيب الصّالحية أيضًا. وأرادَ اللهُ استمرار زَيْن الدِّين ابن المُرَحِّل، فخطبَ واستمرَّ أمرُه لكنْ بعد تقلقُل وإزعاج وإرْهاب وتَهْديد
(1)
.
• - وفي يوم السَّبْت الرابع والعشرين من جُمادى الآخرة توجّه الملك المظفَّر صاحبُ حماه إلى بَلَده.
• - وتوجَّهت العساكرُ إلى الدِّيارِ المِصْريّة يتلو بعضُها بعضًا.
• - وغُيِّرت السِّباع الظاهريّة
(2)
من الأبراج والأبواب والجُدْران بمرسومٍ سُلْطانيّ.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 439.
(2)
لم نقف على معنى السباع الظاهرية، والظاهر أنها صور سباع أمر بنقشها الملك الظاهر بيبرس على الأبراج والأبواب والجدران.
• - وجعلَ الشُّجاعي سِتْرًا على الباب الثاني بدار السَّعادة، وأخرجَ الدَّواوين إلى خارج، ورَسَم أن لا تقف الدَّوابَ إلّا خارج دِهْليز باب النَّصْر.
• - ومَسَكَ السُّلطانُ الأميرَ علاء الدِّين أيْدُغْدِي الألدَكْزيّ نائب صَفَد والزُّرَيْقيّ عند وصولهما من صَفَد، وحُبِسَا بالقَلْعة.
• - وتَوَلَّى نيابةَ السَّلْطنة بصَفَد الأميرُ علاءُ الدِّين أيدَكين الصَّالحيُّ، وأُضيفَ إليه ما استجدَّ من الفتوحات الأشرفية
(1)
.
• - وتَوَلَّى الشَّدَّ بالشام الأميرُ شَمْسُ الدِّين الأعْسَر لما مُسِكَ سيفُ الدِّين طُوغان.
• - واستدْعَى السُّلطانُ الأميرَ ركنَ الدِّين بَيْبَرس الدَّوادار المَنْصوريّ الخَطَائِي نائبَ الكَرَك، ووَلَّى عِوَضَهُ الأميرَ جمالَ الدِّين آقوش الأشْرفيَّ.
1400 -
وفي جُمادى الآخرة تُوفِّي الشَّيخُ أبو عبد الله مُحمدُ
(2)
بنُ يحيى بن أبي نَصْر الإرْبِليُّ، ودُفِنَ بسَفْح قاسيون.
نقلته من خطّ ابن الخَبّاز.
رَجَب
• - ذَكَرَ الدَّرْسَ الشَّيخُ عزُّ الدِّين الفاروثِيُّ بالمدرسةِ النَّجِيبيةِ في يوم الأحد ثاني رَجَب، عِوَضًا عن كمال الدِّين ابن خَلِّكان
(3)
.
• - وفي هذا اليوم ذَكَرَ الدَّرْسَ الشَّيخُ نجمُ الدِّين ابنُ ملي
(4)
بالمَدْرسةِ الرَّواحيّةِ عِوَضًا عن ولد ناصر الدِّين ابن المَقْدسيّ.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 435.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
هو ابن شمس الدين ابن خلكان صاحب "وفيات الأعيان" وستأتي ترجمته في وفيات سنة 717 هـ، والخبر في البداية والنهاية 15/ 551.
(4)
هو أحمد بن مُحَسّن بن ملي بن حسن بن عبق بن ملي، نجم الدين أحد العلماء الأذكياء، وستأتي ترجمته في وفيات سنة 699 هـ من هذا الكتاب.
• - وفي هذا اليوم ذَكَرَ الدَّرْسَ جمالُ الدِّين المُحَقِّق بالدَّخْواريّة
(1)
.
• - وفي يوم الاثنين ثالثه ذَكَرَ الدَّرْس الشَّيخُ جلالُ الدِّين الخَبَّازِيُّ
(2)
الحنفيُّ بمسجد خاتون ظاهر دمشق.
• - وفي يوم الأربعاء خامسه ذَكَرَ الدَّرْسَ الشَّيخُ جمالُ الدِّين الباجُرْبَقيُّ
(3)
بالفتحيّة
(4)
.
• - والشَّيخُ بُرهانُ الدِّين الإسكندريُّ
(5)
بالقُوصيّة بالجامع.
• - ونجمُ الدِّين الدِّمشقيُّ بالمدرسةِ الشَّريفيّة
(6)
.
1401 -
وفي يوم الأربعاء خامس رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ الفاضلُ عفيفُ الدِّين أبو الربيع سُليمانُ
(7)
بنُ عليّ بن عبد الله بن عليّ بن ياسين
(1)
المدرسة الدخوارية منسوبة إلى الطبيب عبد الرحيم بن علي بن حامد، مهذب الدين الدخوار شيخ أطباء دمشق في زمانه ورئيسهم بدمشق، أوقف داره بالصاغة العتيقة مدرسة للطب، ولد سنة 565 هـ، وتوفي سنة 628 هـ، وترجمته في تاريخ الإسلام 13/ 862، وسيرة أعلام النبلاء 22/ 316 وفيه مصادر ترجمته.
وأما المدرس فهو جمال الدين المحقق أحمد بن عبد الله بن الحسين الدمشقي والآتية ترجمته في وفيات سنة 694 هـ من هذا الكتاب.
(2)
هو جلال الدين عمر بن محمد الخجندي الحنفي الآتية ترجمته في ذي الحجة من السنة الآتية.
(3)
عبد الرحيم بن عمر بن عثمان الباجربقي الموصلي الآتية ترجمته في وفيات 699 هـ من هذا الكتاب.
(4)
منسوبة إلى مؤسسها الملك الغالب فتح الدين صاحب بارين.
(5)
إبراهيم بن فلاح بن محمد الآتية ترجمته في وفيات سنة 702 هـ.
(6)
المدرسة الشريفية منسوبة إلى شرف الإسلام عبد الوهاب بن عبد الواحد الأنصاري الشيرازي ثم الدمشقي شيخ الحنابلة بالشام المتوفى سنة 536 (تاريخ الإسلام 11/ 657).
(7)
ترجمته في: تلخيص مجمع الآداب 4/ الترجمة 691 (ط. الشام)، وتاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 42 - 53، وتاريخ الإسلام 15/ 654، والعبر 5/ 367، والوافي بالوفيات 15/ 408، وفوات الوفيات 2/ 72، وعيون التواريخ 23/ 96، والبداية والنهاية 15/ 690، ومرآة الجنان 4/ 216، والسلوك 2/ 213، والنجوم الزاهرة 8/ 29، والمنهل الصافي 6/ 38، والإحاطة 2/ 314، وسلم الوصول (1951)، وشذرات الذهب 7/ 719 وغيرها، وهو من غلاة الاتحادية القائلين بوحدة الوجود، أعاذنا الله من ترهاته.
العابديُّ ثم الكُوفيُّ ثم التِّلِمْسانيُّ، بدمشق، وصُلِّي عليه عَصْر النهار بالجامع، ودُفِنَ بمقابر الصّوفية.
وكان رَجُلًا فاضِلًا، وشَيْخًا متميّزًا، غزيرَ الأدب، بارعًا في النَّظْم، مشهورًا، وكان يخدم في الجهات الدِّيوانية.
ومَولدُهُ في سنة عشرٍ وستِّ مئة
(1)
.
وحَدَّثَ بالقاهرةِ بشيءٍ من "صحيح مسلم" عن المشايخ الاثني عشر السَّخَاوي، وابن الصَّلاح، وغيرهما. وكان له كلام على طريق الصّوفية المتأخّرين وشرح "مقامات النِّفّري".
ومن شِعره من أول قصيدة
(2)
:
ما دُون رامةَ للمُحِبّ مَرامُ
…
سِيما إذا لاحت له الأعلامُ
لا تَمْلك العبراتُ مُقْلته ولا
…
يَثْني أعِنّةَ شوقِه اللّوامُ
ووراء هاتيك السُّتور مُحجبٌ
…
لا تَهْتَدي لجماله الأفهامُ
لو لاحَ أدنَى بارقٍ من حُسْنِهِ
…
للكَوْن رنَّحَه جوًى وغرامُ
يا عُرب نجْدٍ ما مَضَى من عَيْشنا
…
أتُرَى تَعُودُ لَنا به الأيامُ
1402 -
وفي ليلة الخميس ثالث عَشَر رَجَب تُوفِّي الأميرُ الكبيرُ بهاءُ الدِّين يَمَك
(3)
بن عبدِ الله النّاصريُّ، ودُفِنَ في الرابعة من يوم الخميس بسَفْح قاسيون بمقبَرة الرِّباط النّاصريّ.
(1)
هكذا في النسخة، وقال الذهبي في ترجمته من تاريخ الإسلام - وهو بخطه -:"وكتب بخطه: مولدي سنة ست عشرة وست مئة".
(2)
الأبيات في تاريخ ابن الجزري وعيون التواريخ وغيرهما.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 40 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 675، وتاريخ ابن الفرات 8/ 134.
وكان من خيارِ الأُمراء، وحَجَّ بالناس، وكانَ ينظرُ في أمر الرِّباط النّاصريّ، وهو الذي اختارَ الشَّيخ شَرَفَ الدِّين الفَزَاري وولّاهُ مشيختَهُ.
1403 -
وفي يوم الجُمُعة سابع رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ أبو النُّور إسماعيل
(1)
بن نُور بن قَمَر الهِيتيُّ الحَوْرانيُّ ثم الصَّالحيُّ المُتَعَيِّش، ودُفِنَ بسَفْح قاسيون.
ومَولدُهُ سنةَ عَشْر وستِّ مئة.
رَوَى عن موسى بن عبد القادر، والشَّيخ موفَّق الدِّين، وابن البُنّ، وابن الزَّبِيديّ، وابن أبي لُقْمَة، والكاشْغَريّ.
وذَكَرَه ابنُ نُقْطَة في كتابه في "الهيتي" و"الهيثي"
(2)
. قال: وأمّا هيت حَوْران فكتب إليَّ مُحمد بن عبد الواحد الحافظ يُخْبرني أنَّ عندَهُم منها فُلان وفُلان سَمِعوا الحديث. وذكر هذا الرَّجل، وكان في ذلك الوقت شابًّا.
1404 -
وفي تاسع رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ أحمد
(3)
العَجَميُّ الرُّوميُّ مؤذِّن الرَّبْوة، ودُفِنَ بالصالحية.
وكانَ من أصحاب الشَّيخ شَرَف الدِّين ابن الرُّومي يحضر عنده في السَّماعات ويتردَّد إليه.
• - وأُطْلِقَ الأميرُ سَيْفُ الدِّين طُوغان في عاشر رَجَب، وباشَر ولاية البَرِّ يوم الأربعاء ثاني عَشَره.
• - وأُطْلِقَ أيضًا الصاحب تقيّ الدِّين، وابن مُزْهِر.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 651، والعبر 5/ 366، وذيل التقييد 1/ 475، وتوضيح المشتبه 9/ 159، وشذرات الذهب 7/ 719، وروى عنه المزي في تهذيب الكمال 6/ 53.
(2)
لم نقف على هذه المادة في المطبوع من كتابه "إكمال الإكمال" وأما محمد بن عبد الواحد الذي ينقل عنه هذا القول فهو الضياء المقدسي المتوفى سنة 643 هـ، ترجمته في سير أعلام النبلاء 23/ 126 وتعليقنا عليها.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
• - وطيفَ بمحمل الحاج، وأُعْلِمَ النَّاسُ بالسَّفَر إلى الحجاز في هذه السنة يوم الخميس ثالث عَشَر رَجَب.
• - وزارَ السُّلطانُ الملكُ الأشرفُ الشَّيخ إبراهيم ابن الشَّيخ عبد الله الأُرْمَويَّ ليلة الجُمُعة رابع عَشَر رَجَب بعد عشاء الآخرة، وكان شيخ دمشق في هذا الوقت فتبرَّكَ به ووصلَهُ، واستجلَبَ دعاءَهُ وانصرفَ
(1)
.
• - ونُودِيَ بدمشقَ بالتَّشْديد في شُرْب الخَمْر وبَيْعها على كافّة الناس، خصوصًا أهل الذّمّة، وذلك بأمرِ السُّلطان.
• - وتُكُلِّم في أمر الشُّهود، وجلسَ القُضاةُ بالكَلّاسة لذلك.
• - ووَلِيَ نظرَ الجامع بدمشقَ الصَّدْر الكبير شهاب الدِّين أحمد ابن السَّلْعُوس أخو الصَّاحب شَمْس الدِّين، وخُلِعَ عليه خِلْعةً سَنِيّة بطَرْحة.
• - ووَلِيَ أخُوه جمالُ الدِّين محمود نظرَ المارستان النُّوريّ.
• - وتوجّه السُّلْطان من دمشق إلى الديارِ المِصْرية بُكْرة الأربعاء تاسع عَشَر رَجَب.
• - وأُعيدَت المدرسة النَّاصرية إلى الشَّيخ زين الدِّين الفارِقيِّ، وذَكَرَ الدَّرْسَ بها يوم الأربعاء السادس والعِشْرين من رَجَب.
• - وفي هذا اليوم دَرَّس قاضي القضاة نجم الدِّين ابن صَصْرَى بالمدرسة الأمينية.
• - وفي هذا اليوم ذَكَرَ الدَّرْسَ مجدُ الدِّين ابن الشَّيخ فَخْر الدِّين موسى الحَنَفيُّ بالمدرسة العِزّية ظاهر دمشق.
1405 -
وفي يوم السَّبْت الثاني والعشرين من رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ الجليلُ
(1)
ينظر عن هذه الأخبار: تاريخ الإسلام 15/ 439.
الصَّدْرُ الكبير بدرُ الدِّين أبو بكر عبدُ الله
(1)
ابنُ الصَّدْر الكبير مجد الدِّين أبي الفَتْح نَصْر الله بن أحمد بن رَسْلان بن فِتْيان، ابنُ البَعْلَبكيِّ، الأنصاريُّ، ودُفِنَ من يومه بسَفْح قاسيون.
رَوَى عن أبي البَرَكات داود بن مُلاعب، وأبي القاسم السُّلَمي العطّار.
ومَولدُهُ يوم الاثنين تاسعَ عَشَر شَعْبان سنة ستٍّ وستِّ مئة بدمشق.
وكان رجلًا جَيِّدًا، عزيزَ النَّفْس، عالي الهِمَّة، شَهْمًا، شُجاعًا، عارفًا بالأمور، من بيت حِشْمة ورياسة وعَدَالة.
• - ووَلِيَ الصَّدْرُ شَرَفُ الدِّين ابن عزِّ الدِّين ابن الشَّيْرَجيّ
(2)
الحِسْبة بدمشق، عِوَضًا عن تاج الدِّين ابن الشِّيرازي.
• - ووَلِيَ أمينُ الدِّين ابن هلال نَظَر الخِزَانة السُّلطانية، عِوَضًا عن محيي الدِّين ابن النَّحّاس.
• - ووَلِيَ الصَّاحبُ مُحيي الدِّين ابن النَّحّاس نَظَر الدَّواوين. وخُلِعَ على مَجْد الدِّين ابن القَبَاقِبيِّ.
• - ودُقَّت البَشَائر بدمشقَ يوم الأحد الثالث والعشرين من رَجَب بسبب أخْذ عَثْلِيث، وحَضَرت المَغَاني إلى القَلْعة. وكان حِصْنًا مُحْكَم البناء، والبحر مُكْتَنِفه من جميعِ جهاته. ولما عَلِمَ أهلُه فتْحَ صَيْدا وبيروت بعد عَكّا وصُور أحرقوا ما قَدِروا عليه، وقتلوا الخُيول والمَرَاكيب وهربوا
(3)
.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 659، قال:"وهو والد شيخنا أمين الدين أحمد". قلنا: وأمين الدين أحمد هذا ستأتي ترجمته في وفيات سنة 701 هـ وترجمة الذهبي في معجم شيوخه الكبير 1/ 55 (39).
(2)
قيد السمعاني هذه النسبة بكسر الشين المعجمة، والصواب فتحها كما في معجمات اللغة، نسبة إلى "الشَّيْرَج". ولم يجوّز اللغويون كسر الشين.
(3)
تنظر التفاصيل في تاريخ الإسلام 15/ 436.
• - وكان فتح صَيْدا في نِصْف رَجَب، وهَرَب أهلُها إلى قُبْرص، وأُحْرِقَت قَلْعتها
(1)
.
• - وكانَ الاستيلاء على بَيْروت في الثالث والعشرين من رَجَب يوم الأحد، وخُرّبت قَلْعتُها، وكانت من أحصن القلاع
(2)
.
1406 -
وفي يوم الأحد الثالث والعِشْرين من رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ عبدُ الخالق
(3)
بنُ مكّي بن عُثمان الدُّنَيْسَريُّ، بظاهر دمشق.
وكان رجلًا صالحًا من أهل القُرآن. رَوَى عن أبي مَنْصور عبد الله بنِ الوليد المُحَدِّث البَغْداديّ
(4)
.
ومَولدُهُ بدُنَيْسر في أواخرِ سنة إحدى عَشْرة وستِّ مئة.
1407 -
وفي رَجَب تُوفِّي الأميرُ بدرُ الدِّين مُحمدُ
(5)
ابنُ شَيْخنا الأمير عِمَاد الدِّين داود بن مُحمد بن أبي القاسم الهَكَّاريُّ، بالقُدس.
وكان رجلًا جَيِّدًا وأميرًا مُحْتَشِمًا، موصوفًا بالعَقْل والشَّجاعة.
رَوَى لنا عن ابن قُمَيْرة وسَمِعَ أيضًا من ابن رَوَاحة، وابن خَلِيل، وغيرِهم.
ومَولدُهُ في سنة سَبْع وثلاثين وستِّ مئة بحَلَب.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 435.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 436 وفيه تفصيل.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 660.
(4)
هو موفق الدين أبو منصور عبد الله بن الوليد بن منصور البغدادي، كان يقرأ الأحاديث بدار السنة المحمدية بالمدرسة المستنصرية، وتوفي في جمادى الأولى من سنة 643 هـ، وترجمته في الملقبين بموفق الدين من تلخيص مجمع الآداب 6/ 618 (5835) من طبعة إيران نقلًا من تاريخ ابن الساعي.
(5)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 672.
ورأيت بخط ابن المُهَنْدس
(1)
أنّه تُوفِّي في شَعْبان.
1408 -
وفي رَجَب تُوفِّي عليّ
(2)
بنُ صالح بنِ مُحمد القُرَشيُّ المكيُّ.
رأيتُ خَطَّه في بعض الإجازات. وذكر أنَّ مولده سنة خمس عشرة وست مئة ببُصْرَى.
1409 -
وفي ليلة السَّبْت التاسع والعشرين من رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ المقرئُ العدلُ شهابُ الدِّين أبو بكر مُحمدُ
(3)
بنُ عبدِ الخالق بنِ عُثمان بن مُزْهِر الأنصاريُّ، بتُرْبة أمِّ الصّالح بدمشق، وصُلِّي عليه ظُهر السَّبْت بجامع دمشق، ودُفِنَ بمقابر بابِ الصَّغير بقُرب الصَّحابة رضي الله عنهم.
رَوَى عن السَّخاويِّ، والقُرْطُبيِّ. وسَمِعَ من جماعةٍ، منهم: إبراهيم ابن الخُشُوعيِّ، وشيخ الشيوخ تاج الدِّين ابن حُمُّوْيَة، وعَتِيق السَّلْمانيُّ، ومكّي بن عَلّان، وأحمد بن مَسْلَمة، والحافظ أبو عبد الله مُحمد البِرْزاليُّ.
وكان إمامًا بتُربة أمِّ الصالح، وشيخ الإقراء بمدرسة الزَّنْجِيليّ ظاهر دمشق. وكان يُقْرئ القراءات السَّبْعة عن السَّخاويّ.
ومَولدُهُ سنة خَمْسَ عَشْرةَ وستِّ مئة بدمشق.
وكان له اختصاصٌ بخدمة الشَّيخ علم الدِّين السَّخاويّ، لازمَهُ وانتفعَ به.
(1)
هو أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن غنائم الصالحي الحنفي ابن المهندس ولد سنة 665 هـ تقريبًا، وتوفي سنة 733، وترجمته في المعجم المختص 210، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 135، والجواهر المضية 2/ 4 وغيرها، وتنظر تفاصيل عنه في مقدمة تهذيب الكمال.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 39 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 673، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 208، ومعرفة القراء الكبار 2/ 706 (674)، والعبر 5/ 370، وغاية النهاية 2/ 159، وذيل التقييد 1/ 150، والنجوم الزاهرة 8/ 33، وشذرات الذهب 7/ 727.
شَعْبان
1410 -
في ليلة الثلاثاء ثالث شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ الصَّدْرُ العالمُ الحكيمُ الفاضلُ عزُّ الدِّين أبو إسحاق إبراهيمُ
(1)
بنُ مُحمد بن طَرْخان الأنصاريُّ، السُّوَيْديُّ الطبيبُ، ودُفِنَ ظُهْر الثلاثاء بسَفْح قاسيون بالقُرب من مقبَرة المُوَلَّهين.
تفرَّد برواية "جزء ابن عَمْشَلِيق"
(2)
عن عليّ بن عبد الوَهْاب ابن الحَبَقْبَق
(3)
. وروى عن ابن رَوَاحة. وسَمِعَ من زين الأُمناء ابن عساكر، وإبراهيم وطاهر ابني الخُشُوعيّ، والحُسَين بن مَسْلَمَة، وجماعةٍ. ثم طَلَبَ الحديثَ بنفسِهِ، وسمعَ وقَرأَ، وكتبَ الأثبات والإجازات لنفسه ولابنه مُحمد. سمعا معًا على أحمد بن مَسلَمَة، ومكّي بن عَلّان، وإسماعيل العراقي، وجماعة فوق المئة. وكان قرأ عِدَّة كُتُب على الشَّيخ زين الدِّين بن مُعْطي النَّحْوي في سنة تسع عَشْرة. وقرأ "المَقَامات" على التَّقِيّ خَزْعل في هذه السنة أيضًا.
(1)
ترجمته في: عيون الأنباء 759، وتاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 38 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 649، والعبر 5/ 366، وفوات الوفيات 1/ 48، وعيون التواريخ 23/ 88، والوافي بالوفيات 6/ 123، ومرآة الجنان 4/ 216، والبداية والنهاية 15/ 555، وتاريخ ابن الفرات 8/ 131، والمقفي للمقريزي 1/ 183 (358)، والنجوم الزاهرة 8/ 28، والمنهل الصافي 1/ 142، وقلادة النحر 5/ 431، ومسلم الوصول (98)، وشذرات الذهب 7/ 718.
(2)
أبو الطيب أحمد بن علي بن محمد الجعفري، وجزؤه هذا مطبوع (بيروت، دار ابن حزم 1996 م).
(3)
توفي سنة 618، وهو مترجم في التكملة المنذرية 3/ الترجمة، 179، وتاريخ الإسلام 13/ 550. ووالده عبد الوهاب ترجمه المنذري في وفيات سنة 590 هـ من التكملة (1/ الترجمة 202)، كما ترجم لأخته كريمة بنت عبد الوهاب في وفيات سنة 641 هـ (3/ الترجمة 3125). ووالدهم عبد الوهاب هو أخو المحدث المشهور أبي المحاسن عمر بن علي بن الخضر الدمشقي المتوفى سنة 575 هـ (ترجمته في تاريخ ابن الدبيثي 4/ 329 والتعليق عليها).
ومَولدُهُ ليلة الثلاثاء سادسَ عَشرَ ذي القَعْدة سنة ستِّ مئة بدمشق.
وكانَ بارعًا في عِلْم الطِّب. اشتغلَ وحَصَّل وسافرَ، ونسخَ بخطِّه، واعتنَى بهذا الفنّ، وصارَ رئيس الأطباء بدمشق، وصَنَّف، وجمعَ، ورَوَى الحديث بالقاهرة ودمشق.
سَمِعَ منه أبو الفتح الأَبِيْوَرْدي، والشِّهاب ابن الدُّفُوفيّ، وجماعةٌ.
• - ودخلَ السُّلطان قَلْعة الجَبَل بالقاهرة يوم الاثنين تاسع شَعْبان، وأطلق جماعةً من الأُمراء وأطلقَ رُسُل عَكا، وأخرجَ الخليفة الحاكم وصارَ يَرْكب في موكبه.
1411 -
وفي يوم الثلاثاء عاشر شَعْبان تُوفِّي أبو طلحة
(1)
بن فَرْقد بمصرَ، ودُفِنَ من الغد بالقَرَافة.
1412 -
وفي ليلة الثلاثاء عاشر شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أيوبُ
(2)
بنُ أبي القاسم بن عُمر السَّلاويُّ اليُونينيُّ، شيخُ زاوية السَّلاوية، بالزَّاوية المذكورة، ودُفن بسَفْح قاسيون.
وكان شيخًا مليحَ الشيبة، صالحًا، يُصلّي الجُمُعة برواق الحنابلة هو وجماعتُه.
1413 -
وفي الليلة المذكورة أيضًا تُوفِّي الشَّيخُ الفَقيهُ الإمامُ نورُ الدِّين أبو بكر
(3)
بنُ يحيى السَّراويُّ الشافعيُّ، أحد الفُقهاء بالمدرسة الظاهرية.
وكان رجلًا جَيِّدًا. سَمِعَ معنا.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام 15/ 653.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
• - وفي يوم الاثنين ثاني شَعْبان قُرِئَ توقيعُ شهابِ الدِّين ابن السَّلْعُوس بنظر الجامع، وحضرَ جَمْعٌ كبيرٌ خدمةً له ولأخيه.
• - واحتاطَ الطَّبّاخيّ بأنْطَرسُوس ليلة الخَمِيس خامس شَعْبان، فهربَ أهلُها إلى جَزِيرة أرواد وهي بالقُرب منها
(1)
.
• - وبعد دُخول السُّلطان إلى القاهرة خَلَعَ على الصَّاحب شَمْس الدِّين ابن السَّلْعُوس جميع مَلْبُوسه ومَرْكُوبه الذي كان تحته، وأعطاهُ ثلاثة آلاف دينار، وورد توقيعٌ إلى دمشقَ بأن يُحْمَل إليه من مال الخِزَانة مئة ألفٍ وسَبْعون ألف دِرْهم يَشْتري بها قُرَحْتا
(2)
من وكيل بيت المال أو غيرها ممّا يختاره من الأملاك.
1414 -
وفي يوم الثُّلاثاء سابع عَشَر شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ الفقيهُ الصَّالحُ المُسْندُ علاءُ الدِّين أبو الحسن عليّ
(3)
ابن الشَّيخ ضياء الدِّين أبي صادق الحَسَن بن يحيى بن صَبّاح المَخْزوميُّ المِصْريُّ، ثم الدِّمشقِيُّ، ودُفِنَ من يومه بسَفْح قاسيون ظاهر دمشق.
رَوَى عن والده، وأبي القاسم أحمد بن عبد الله بن عبد الصَّمَد بن عبد الرزاق السُّلَمِيّ العَطّار، وابن أبي لُقْمَة، وابن الزَّبِيديّ، وابن اللَّتِّي، وأبي المَجْد القَزْوينيِّ، والنَّاصح ابن الحَنْبلي، وجماعة. وكان رجلًا صالحًا، مُنْقطعًا عن الناس، ملازِمًا لبيتِه، فقيهًا في المدارس.
ومَولدُهُ في سنة ستٍّ وستِّ مئةَ بدمشق.
وحَدَّث بـ "صحيح البُخاري" وغيرِه.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 437.
(2)
من قرى دمشق كان يسكنها أشراف بني أمية. ينظر: معجم البلدان 4/ 320.
(3)
ترجمته في تاريخ الإسلام 15/ 668 وذكر أن له منه إجازة، وعيون التواريخ 23/ 19.
1415 -
وفي ليلة الأربعاء ثامن عَشَرِه بعدَ العِشاء تُوفِّي الشَّيخُ الصَّالحُ عزّ الدِّين أبو مُحمد عبدُ الله
(1)
بنُ أبي الزَّهْر بن عيسى بن نِعْمة بن نَصْر الصَّرَفَنْديُّ، بالقاهرة، ودُفِنَ منَ الغد بالقَرافة الصُّغرى.
سَمِعَ من ابن الزَّبِيديّ، وابن صَبّاح، وابن غَسّان، وابن الشِّيرازيّ، والنَّاصح ابن الحَنْبليّ، وجماعةٍ. وسمِعَ بالقاهرة من مُرتضَى ابن العَفِيف، وابن المُقَيَّر، وغيرهما.
وكانَ رجُلًا جَيِّدًا، يكتبُ كتابةً حَسَنة، ويُعَلِّم الصِّبْيان بمكتب ابن القَيْسرانيّ بالقاهرة.
ومَولدُهُ في سنة خَمْسَ عَشرةَ وستِّ مئة بقرية بُسْر من قُرى حَوْران
(2)
.
وأسرَهُ الفِرَنْج وبقِي عندهم بصَرْفَند مدّة سنين، ثم استنقذَهُ غانم الصِّقِليِّ وبقي عنده مدّة، وأسمعَهُ على الشيوخ، وحَفَّظه القُرآن.
سمعتُ منه مُنتَقي من "صحيح البخاري"، وغيرَ ذلك.
• - وفي يوم الخميس السادس والعِشْرين من شَعْبان وَفَّى النَّيْلُ بالديار المصرية على العادة وكُسِرَ الخَليج، وحَصَل الاستبشار بذلك.
• - ووَصلَ الأمير علمُ الدِّين الشُّجاعيُّ إلى دمشقَ بُكْرة الجُمُعة السابع والعشرين من شَعْبان في زَخْمٍ عظيم، وبُسِطَ له باب البَرِيد، وأوقدت الشُّموع، وهي المكان الذي جَرَت عادة النوّاب بالصَّلاة فيه بالمَشْهد الجديد، فحضَرَ ولم يُصَلِّ فيه، بل دخلَ إلى مَقْصورة الخطابة لسماع الخُطبة والقُرب من الإمام. ونُودِي بجُلوس الشُّجاعيِّ نائب السَّلْطنة بدار العَدْل يوم الثلاثاء.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 659، وذيل التقييد 2/ 71، وذكر ابن حجر في الدر الكامنة ولده خليل بن عبد الله بن أبي الزهر 2/ 211.
(2)
معجم البلدان 1/ 420.
• - وكان بدر الدِّين بَكْتاش الحُساميُّ بعد إطلاقِه باشرَ الأستاذ دارية عند الشُّجاعيّ أيامًا، ثم مُسِكَ مرة أخرى في سَلْخ شَعْبان وعُصِرَ.
• - وكان السُّلطان تركَ الشُّجاعِيّ بعسكر الشَّام مُنازلًا صَيْدا، وجَهَّزَ إليه خِلَعًا ونَفَقة صُحْبة الأمير زين الدِّين كَتْبُغا، وعندما عَزَمَ السُّلْطان على السَّفَر إلى الديار المصرية حضَرَ الشُّجاعِيُّ إلى دمشقَ فودَّعه وقتَ سَفَره وعادَ إلى حيث كان.
1416 -
وفي شَهر شَعْبان تُوفِّيت أمّ فاطمة عَزِيزة
(1)
بنت عبد العظيم بن عبد القويّ المقدسيّ، بدمشق، ودُفِنَت بمقابر باب الصغير.
رَوَت لنا عن إبراهيم ابن الخُشُوعيّ، وكريمة القُرَشية.
وهي زوجة المُحَدِّث زين الدِّين عبدِ الرحمن بنِ هارون الثَّعْلَبِيّ، ومعه سَمِعَت.
رمضان
• - في يوم الأربعاء ثالث شهر رَمَضان دَرَّس الشَّيخُ الإمامُ العَلّامةُ كمالُ الدِّين ابنُ الزَّمَلُكانيِّ بالمدرسةِ العادليّة الصغيرة بدمشق، عِوَضًا عن قاضي القضاة نجم الدِّين ابن صَصْرَى بمقتضى انتقاله إلى المدرسة الأمينية، وحضرَ دَرْسهُ جماعةٌ من الأعيان.
1417 -
وفي عَصْر يوم الثلاثاء ثاني رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ الأجَلُّ مُجاهدُ الدِّين أبو سعيد قايماز
(2)
بنُ عبد الله عَتِيق البابا بريك بن عبد الله الناصريّ، وصُلِّي عليه يوم الأربعاء بجامع دمشق، ودُفِنَ بسَفْح قاسيون.
وكان رَجُلًا جَيِّدًا، حَج إلى بيت الله الحرام.
(1)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 665، وزوجها عبد الرحمن بن هارون ممن سمع تاريخ واسط لبحشل كما في طبقة سماع على نسخته الخطية (ص 269 من المطبوع).
(2)
لم نقف على ترجمة له في هذا الكتاب.
ورَوَى لنا عن يوسف بنِ خليل. سمعنا منه بإفادة الشَّيخ جمال الدِّين ابن الظَّاهريّ. وهو جدّ بَدْر الدِّين ابن البابا لأُمِّه
(1)
.
• - ورَسَم الشُّجاعي أنه لا يمشِي أحد بعد العِشاء، وغَلْق الدكاكين أوّل الليل، فتأخر بعضهم فحُبسوا، ثم شُكِيَ إليه ما لحِق الناس من الضَّرر بسبب ذلك فأطلقهم ورَسَمَ أن مشايخَ الدُّروب والحُرَّاس يُخْبِرُونَهُ بجميع ما يَجْري من الأمور من الجليل والحَقِير.
وأمرَ بخراب السقاية التي بناها أرجواش خارج باب الفَرَج، وخراب المغاسل والدَّكاكين وما حول ذلك من الدُّور والأماكن التي خارج باب النَّصْر إلى باب المَيْدان وقُلِعت أعمدة كبار رُوميّة من البَلَد وحُمِلَت إلى القَلْعة.
1418 -
وفي ليلة العاشر من شهر رَمَضان وَقْت السَّحَر تُوفِّي الشَّيخُ الصَّالحُ زينُ الدِّين أبو بكر
(2)
بنُ عباس بن غَرِيب البَغْداديُّ، ثم الدِّمشقيُّ، بالقاهرة.
رَوَى لنا عن ابن صَبّاح، وابن الزَّبِيديّ.
ومَولدُهُ سنة عَشْرٍ وستِّ مئة.
وكان رجلًا جَيّدًا، مُباركًا. سمعتُ منه بدمشقَ والقاهرة.
• - ووَصلَ البريدُ من القاهرة إلى بَيْت المَقْدس في طَلَب القاضي الخطيب بدر الدِّين ابن جَمَاعة، فتَوجَّه معه، ودخلَ القاهرة يوم الاثنين رابعَ عشر شهر رمضان، وأفطر ليلة الخميس عند الصَّاحب شَمْس الدِّين ابن السَّلْعُوس، فأكرمَهُ وبَجَّلَهُ.
(1)
هو الأمير بدر الدين جَنْكَلِي بن محمد بن البابا أحد كبار الدولة من أمراء الألوف، وكان ممن يميل إلى شيخ الإسلام ابن تيمية وينتشي بذكره، وتوفي سنة 746 هـ (أعيان العصر 2/ 163، والوافي بالوفيات 11/ 199).
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 676.
فلمّا كانَ يوم الخميس سابع عَشَرِه مَشَى مع الصَّاحب إلى خِدْمة السُّلطان بين الصَّلاتين، فَولّاه قضاءَ الديار المصرية. ثم حضرَ ليلة الجُمُعة للإفطار عند الصَّاحب، فخاطبه بقاضي القُضاة، وصَرَّح لمن حَضَرَهُ بعزل قاضي القضاة تَقِيّ الدِّين ابن بنت الأعزَ، وطُلِبَ في تلك الليلة الحكام ليُهَنّؤوه، واشتُهر الخَبَر في البلد. فلما خرجَ من عند الصَّاحب وصل إليه التقليد والخِلْعة. وأصبحَ يوم الجُمُعة وحضر الشُّهود إلى خِدْمته فركبَ بالخِلْعة إلى دار الصَّاحب، ورجعَ إلى منزله، ثم رَكِبَ إلى جامع الأزهر ليخطب به وعليه الخِلْعة، وكانت الفوقانية بيضاء، والتي تحتها زرقاء، ورُسِمَ له وللقضاة بلبْس الطَّرْحات دائمًا، وانتقلَ يوم الجمعة التي بعدها إلى المدرسة الصَّالحية بين القَصْرين
(1)
.
• - وفي بُكْرة يوم الخميس سابع عَشَر رَمَضان وصلَ الأمير علمُ الدِّين الدَّوَاداريّ إلى القاهرة من دمشق تحت الحَوْطة مُقَيِّدًا. وكان مَسْكه بدمشقَ في عاشر الشهر
(2)
.
1419 -
وفي العَشْر الأُول من رَمَضان تُوفِّي بصفَد النائب بها الأميرُ علاءُ الدِّين أيْدَكِين
(3)
الصَّالِحيُّ، وصُلِّي عليه وعلى آخرَ معه من الأُمراء بدمشقَ في يوم الجُمُعة ثاني عَشَر رَمَضان، ولم يُعيّنا.
1420 -
وفي ليلة الخَمِيس حادِي عَشَر رَمَضان تُوفِّي الأميرُ سيفُ الدِّين بَكْتوت
(4)
القَلِيجيُّ.
(1)
ينظر: تاريخ الإسلام 15/ 438، والبداية والنهاية 15/ 548، وفيه مزيد تفصيل.
(2)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 549.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 4 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 652، والوافي بالوفيات 9/ 490، وتاريخ ابن الفرات 8/ 133، والمقفى للمقريزي 2/ 198 (875)، والمنهل الصافي 3/ 153، والدليل الشافي 1/ 165، ونقل الذهبي من ترجمة قطب الدين اليونيني له.
(4)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
وكان يسكن بالعُقّيبة عند مَسْجد الجَوْزة، وكان مَشْكور السِّيرة.
• - وفي هذا اليوم طُلِبَ الأمير سيف الدِّين كُجْكُن المَنْصوريّ إلى الدِّيار المِصْرية.
• - وأُعطي الأمير عَلَم الدِّين أرْجُواش خُبْز القَلِيجيّ، وخُلِعَ عليه، وخرجَ وركب في المَوْكب، وأُعيد إلى نيابة القَلْعة.
1421 -
ومات بَدْران
(1)
المَنْجَنِيقيّ في رَمَضان.
• - ونُودِيَ يوم الخميس الخامس والعشرين من رَمَضان بسبب النِّساء وتركهنَّ العمائم، وأنّ من خالف غلظت عقوبتُه، وامتنعَ النِّساءُ من لُبْسِها على كراهةٍ وألم، وذلك بأمر الشُّجاعي
(2)
.
• - وأمر أيضًا أن لا يُكتب البسملة ولا غيرها من القرآن على المناديل، وشدّد على أهل الزَّبَدانيِّ أن لا يعصروا خَمْرًا، وشُدّد في أمر الخَمْر والحَشِيشة
(3)
.
• - ونُودي غير مَرّة بالسَّفَر إلى العراق والاستعداد لذلك.
• - وشُرِعَ في خَراب حَمَّام الملك السعيد ابن الملك الظاهر الذي كان خارج باب النَّصْر يوم الأحد الثامن والعشرين من شهر رَمَضان، وكان حَمَّامًا مَلِيحًا كبيرًا.
• - ووصلت الأخبار أنَّ السُّلطان أفرجَ عن الأمراء حُسام الدِّين لاجِين، وركن الدِّين طَقْصو النَّاصريّ، وشَمْس الدِّين سُنْقُر الأشقر، وبدر الدِّين بَيْسَرِي الشَّمْسِيّ، وشَمْس الدِّين سُنْقُر الطويل، وبَدْر الدِّين الخَضِر بن جُودي القَيْمُري، وغيرهم
(4)
.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 439 مع أوامر أخرى.
(3)
نفسه.
(4)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 437.
1422 -
وفي يوم السَّبْت السَّادس والعشرين من شهر رَمَضان توفِّي القاضي الأجلُّ الصَّدرُ المُسْنِدُ ظهيرُ الدِّين أبو المَجْد إسحاق
(1)
بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن قُريش المَخْزوميُّ بالمَحَلَّة من ديار مِصْرَ، وكان مُحْتَسبًا بها.
وكان يَرْوي "جامع" التِّرمذيّ، عن أبي الحَسَن علي ابن البَنّاء المكّي. وسَمِعَ من عبد القويّ ابن الجَبَّاب أيضًا. وله شعر. روى عنه الشَّيخ شَرَف الدِّين الدِّمياطي في مُعجم شيوخه
(2)
.
ومَولدُهُ بالقاهرةِ في شَهْرِ ربيع الأول سنة خَمْس وستِّ مئة.
وأُقعِد في آخر عُمُره. وكان ابن أخته يَنُوب عنه في الحِسْبة.
[شَوّال]
(3)
1423 -
في ليلة السَّبْت رابع شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ الصَّالحُ الكبيرُ بهاءُ الدِّين أبو مُحمد عبدُ الوَلِيّ
(4)
ابنُ الحاج أبي مُحمد بن خَوْلان بن عبد الباقي البَعْلَبكيُّ، بها، ودُفِنَ من الغد.
وكان شيْخًا مُباركًا، كثيرَ التِّلاوة والذِّكْر، مَحْبوبًا إلى النّاس، كثيرَ الصَّدَقة والإيثار، من أعيانِ العُدُول.
رَوَى لنا عن ابن رَوَاحة.
وعاشَ قريبًا من ثمانين سنة.
مولده في سابع عَشَر شَعْبان سنة إحدَى عَشْرة وست مئة ببعْلَبَك.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 651 نقلًا عن معجم شيوخ الفرضي، وتكملة السير 365 (371)، وذيل التقييد 1/ 478.
(2)
معجم شيوخ الدمياطي 1/ الورقة 147.
(3)
كتب في النسخة لفظة "شوال" بعد قوله: "رابع" بخط أحمر غليظ، فوضعناها هنا بين حاصرتين على قاعدة المؤلف في ذكر الشهر.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 664 ونقل أكثر ترجمته عن شيخه ولده أمين الدين محمد بن عبد الولي.
1424 -
وفي ليلة الأربعاء ثامن شَوَّال تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العالمُ بقيّةُ المَشايخ شَمْسُ الدِّين أبو مُحمد عبدُ الواسع
(1)
بنُ عبدِ الكافي بنِ عبد الواسع بن عبد الجليل الأبهريُّ الشافعيُّ، وصُلِّي عليه ظُهْر الأربعاء بجامع دمشق، ودُفِنَ بمقبَرة الصُّوفية، رحمه الله.
ومولده بمدينة أبْهَر لثلاثٍ خَلَون من شهر ربيع الأول سنة تسعٍ وتسعين وخَمْس مئة.
وكان فقيهًا فاضِلًا، قَرأ على الرَّافعيّ بقَزْوين، وصَحِبَ المشايخ، وكان مُعيدًا بالغَزَّالية، ونابَ في الحُكْم بدمشقَ عن القاضي عز الدِّين ابن الصَّائِغ، وسَمِعَ من ابن رُوْزْبة بالمَوْصل، ومن ابن اللَّتِّي، وابن باسُوْيَة، والفَخْر الإرْبِليّ، وابنِ رَوَاحة، وإبراهيم ابنِ الخُشُوعيّ، وجماعةٍ غيرهم.
وأجازَ له من العراق أبو الفتح ابن المَنْدائيِّ، وحَنْبلُ المُكبِّر، وابنُ طَبَرْزَد، وأبو أحمد بن سُكَيْنة، ومُحمدُ بنُ هبة الله بن كامل الوكيل، وعبدُ العزيز بن الأخْضَر، والحُسين بن أحمد بن أيوب الكاتب الكَرْخيُّ، وعبدُ الواحد بن عبد السَّلام بن سُلْطان، وعبدُ الرزاق بن عبد القادر الجيليُّ، وعاتكةُ بنتُ الحافظ أبي العلاء، والحُسين بن سعيد بن شُنَيْف، وعليّ بن عليّ بن المبارك بن نَغُوبا، وأحمد بن الحَسَن العاقُوليُّ، وسعيد بن مُحمد بن عَطّاف، والمُظفَّر بن إبراهيم ابن البَرْني، والحُسين بن أبي نَصْر بن أبي حنيفة، وجماعةٌ. وتاريخُ الإجازة في شَوّال سنة إحدى وست مئة.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 39 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 663، والعبر 5/ 368، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 426، والوافي بالوفيات 19/ 285، وطبقات السبكي 8/ 316، وطبقات الإسنوي 1/ 81، والعقد المذهب 374، والنجوم الزاهرة 8/ 33، وشذرات الذهب 7/ 723. وستأتي ترجمة ابنه عبد الكافي في وفيات سنة 694 هـ. وهو شيخ الجمال المزي، روى عنه الكثير، انظر مثلًا: تهذيب الكمال 5/ 16، 59 و 6/ 19 و 7/ 229، 441 و 9/ 445، 513 و 12/ 577 و 16/ 536 و 18/ 311 و 20/ 44 و 23/ 388 و 26/ 106 و 28/ 582. . . إلخ.
وأجازَهُ من مكةَ زاهر بن رُسْتُم، ويونُس الهاشميُّ، ومُحمدُ بنُ وَهْب ابن الزَّنْف.
وأجازَهُ من أصبهان وغيرها في أجازةٍ مؤرّخة بسنة ثمان وست مئة: مَحْفوظُ بن مسعود بن مَزْيَد، وداود بن الفاخر، وعينُ الشَّمس الثَّقفية، ومُحمدُ بن أبي طالب بن شَهْريار، وحَفْصة بنت حَمَكا، وأحمد ابن الصَّبّاغ، وجماعةٌ. وحَدَّث، وسَمِعَ منه الناسُ
وفي يوم الجُمُعة عاشر شوّال صَلَّينا بجامع دمشق على غائبين وهما:
1425 -
الشَّيخُ القُدوةُ برهانُ الدِّين الهَرَويُّ، شيخ الصّوفيّة بالقدس.
1426 -
والشَّيخُ الصّالحُ أبو بكر اليَعْفُوريُّ المُقيم بيَعْفُور
(1)
، رحمَهُما اللهُ تعالى.
• - وفي يوم الأحد ثاني عَشَر شَوّال دَرَّسَ قاضي القضاة بَدْرُ الدِّين ابنُ جَمَاعة بالمدرسةِ الصّالحيّةِ بالقاهرة، وكان دَرْسًا حَفِلًا.
• - وجرى على قاضي القُضاة تقيّ الدِّين ابن بنت الأعزّ أمور كثيرة، وصودِرَ بنحو أربعين ألف دِرْهم، ونالَهُ كُلَفٌ وغَرَامات، ورأى الناس منه الثَّبات والصَّبْر، ثم انقطعَ بالقَرَافة ولم يُتْرَك له من مناصبه شيءٌ البتة
(2)
.
• - ووقعَ بين الشَّيخ زَيْن الدِّين الفارِقيّ وأمين الدِّين سالم فعزلَهُ من الحِزابةِ
(3)
بدار الحديث الأشرفية وأعادَها إلى علاء الدِّين ابن العَطّار وعزلَهُ من إعادَةِ الناصرية، وولّاها للشَّيخ عز الدِّين الفارُوثيّ في العَشْر الأُول من شَوّال.
(1)
ذكرهما ابن الجزري في تاريخه 1/ الورقة 53 (باريس)، والذهبي في تاريخ الإسلام 15/ 676. وقرية يعفور لم يذكرها ياقوت في معجم البلدان، وهي من قرى دمشق كما في خطط الشام 4/ 163.
(2)
قال الذهبي في تاريخ الإسلام 15/ 438: "ولم يترك لقاضي القضاة تقي الدين ابن بنت الأعز سوى المدرسة الشريفية فقط"، ثم كتب في حاشية النسخة بخطه:"المدرسة قد أخذت منه أيضًا ودرَّس بها غيره".
(3)
هكذا موجودة في النسخة، وكأنها وظيفة تعنى بقراءة حزب من القرآن، والله أعلم.
• - وتَوَجَّه أمير الحاج الطَّواشيُّ بدرُ الدِّين بَدْر الصَّوابيُّ ومعه الرَّكْبُ الشّاميُّ إلى الحجاز الشَّريف من دمشق يوم الخميس سادس عَشَر شَوّال، وخرجَ الشُّجاعيُّ لتوديعِه.
1427 -
وفي ليلة الأربعاء خامس عَشَر شَوّال تُوفِّي شهابُ الدِّين أحمدُ
(1)
بنُ عليّ بن نَصْر الفاضِليُّ، ودُفِنَ من الغد بسَفْح قاسيون.
وكان جارَنا مدة بدَرْب الفاضِل.
1428 -
وفي يوم السَّبْت الخامس والعشرين من شَوّال توفِّيت دُنْيا
(2)
بنتُ الصَّدْر جمال الدِّين مُحمد بن نَصْر الله بن المُظَفَّر التَّمِيميِّ، ابنِ القلانسيِّ، أخت الصَّدْر شرف الدِّين، ودُفِنت من يومها بسَفْح قاسيون.
1429 -
وفي يوم الأحد السّادس والعشرين من شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ رَسْلان
(3)
بن حَيْدر البَغْداديُّ الحنبليُّ، بالمارِستان الصَّغير بدمشق.
وكان رجُلًا مُبارَكًا. سَمِعَ معنا الحديث.
• - وفي يوم الجُمُعة الرّابع والعشرين من شَوّال رُسِم بإخراج الإمام الحاكم بأمر الله أميرِ المؤمنين ليخطُب بنفسِه ويَذْكر في خُطْبته توليتَهُ الأمور للسُّلطان الملك الأشرف، فخرجَ بخِلْعة عظيمة سوداء، وهو متقلِّدٌ بسيفٍ مُحَلًّى، فخطبَ بالخُطْبة التي خطبَ بها في الأيام الظاهرية وهي من إنشاءِ القاضي شَرَف الدِّين ابن المَقْدسيّ، لكنه غيَّر منها ما يليقُ باسم السُّلطان، فلما فرغَ من الخُطبة تقدَّمَ قاضي القضاة بدر الدِّين ابن جَمَاعة، وصلَّى الجُمعة بالنّاس
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، والظاهر أن المؤلف أرخه لأنه كان جاره.
(2)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب.
(3)
ذكر الفاسي في ذيل التقييد 1/ 532: "رسلان بن حيدر بن رسلان البغدادي. سمع على الفخر ابن البخاري مشيخته الظاهرية، وبقي إلى سنة أربعين وسبع مئة"، فلعله حفيده.
وذلك بجامع القَلْعة، واستمرَّ قاضي القُضاة بدر الدِّين يَخْطب به، واستنابَ عنه بجامع الأزْهر صَدْر الدِّين ابن رَزِين.
وكانت خُطبة الخليفة المَذْكور في الأيام الظاهرية يوم الجُمُعة حادي عَشَر مُحرَّم سنة ستين وست مئة، فيكون بين الخُطْبَتين ثلاثون سنة وتسعة أشهر وثلاثة عَشَر يومًا.
1430 -
وفي يوم السَّبْت الخامس والعشرين من شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ المُسْنِدُ عمادُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(1)
بنُ عُثمان بن سَلَامة بن عبد الرحمن البزّاز الدِّمشقيُّ، المعروف بابن الزّاهد، ودُفِنَ بمقابر باب الصَّغير.
سَمِعَ من ابن صَصْرَى، والبهاء عبد الرَّحمن المقدسيّ، وابن البُنّ، وابن صَبّاح.
ومولده سنة خمس عَشْرة وست مئة بدمشق.
وكانَ رجلًا جَيِّدًا من أهل القُرآن، يحضر السُّبُع الكبير، ورَوَى كتاب "الزُّهد" للإمام أحمد عن البَهاء عبد الرحمن المَقْدسيّ.
سَمِعنا منه، وهو الذي دَلَّنا على رَفِيقه في السَّماع الحاج مُحمد ابن المَوَازيني.
ذو القَعْدة
1431 -
وفي ليلة الجُمُعة ثامن ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ نجمُ الدِّين مُحمدُ
(2)
بنُ أسعد بن نَصْر الله بن عبد الكريم بن مُحمد بن أبي الفَضْل، ابنُ الحَرَستانيِّ، الأنصاريُّ، بالبيمارستان الصَّغير بدمشق، وصُلِّي عليه عَقِيب الجُمُعة بالجامع المَعْمور، ودُفِنَ بسَفْح قاسيون بتُربة أولاد الحَرَستانيّ.
وكانَ ساكنًا بالمدرسةِ الأمِينيّة.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 673، وذكر مولده في 13/ 462.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 672.
ورَوَى لنا عن عبد الرَّحيم بن عليّ بن مَكارم ابن أُخت سَلامة الحَدّاد، وظهر سماعُه بعد موتِه على المَجْد القَزْويني.
ومَولدُهُ في سنة عَشْر وستِّ مئة يوم الأحد عاشر رَجَب بدمشق.
1432 -
وفي ليلة الخميس رابع عَشَر ذي القَعْدة تُوفِّي الفقيهُ فَخْرُ الدِّين عبدُ الله
(1)
الجاكي ابن أخي الشيخ مجد الدِّين محمود الكُرديّ، بالمارستان الصَّغير، ودُفِنَ بمقابر باب الصَّغير.
وكان من فُقهاء المدرسةِ الشّاميّة.
1433 -
وفي اللَّيلةِ المَذْكورة تُوفِّي ناصرُ الدِّين مُحمدُ
(2)
ابنُ الأمير نجم الدِّين عُمَرُ القَيْمُريُّ، أخو شهاب الدِّين أحمد، ودُفِنَ بتُربةِ جَدَّتِهِ جوار التُّربة الحافظية بطريق الجَبَل.
• - وفي ليلة الاثنين حادِي عَشَر ذي القَعْدة رَسَم الأميرُ عَلَمُ الدِّين الشُّجاعي نائبُ السَّلْطنة باجتماع القُضاة والفُقهاء والمُدَرِّسين والصُّوفية والصُّلحاء وغيرِهم بالمَيْدان ظاهر دمشق، فاجتمعَ النّاسُ وتُلِيَت عدّة خَتْمات، وقُدِّم للناس ألوان الأطعمة والحَلْواء، وخَدَم الأميرُ النّاسَ بنفسه، ووعظَ الشَّيخ عزُّ الدِّين الفارُوثي، وغيرُه. وكان ذلك عند انقضاء سنة من وفاة السُّلْطان الملك المَنْصور.
• - وكذلكَ اجتمعَ النّاسُ بالقاهرة ليلة الاثنين رابع ذي القَعْدة قبل اجتماعنا بجُمعة، وعُمِلَ أيضًا خَتْمة لتمام السَّنة من مَوْت السُّلطان، وحضرَ من الغَدِ الملكُ الأشرفُ ومعه الإمام الحاكم أميرُ المؤمنين وعليه السَّواد وقد وَخَطَه الشَّيْبُ، ورآه النّاسُ في القاهرة، وكان وَقتًا عظيمًا.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
لم نقف على ترجمته في غير هذا الكتاب، والجاكي: قد تكون نسبة إلى قرية جاكه بالأهواز، كما في معجم البلدان 2/ 95.
1434 -
وفي يوم السَّبْت الثالث والعِشْرين من ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ عمادُ الدِّين سُلَيمانُ
(1)
بنُ عيسى بن شَدّاد، بالصّالحية.
سَمِعَ من الشَّرَف المُرْسي، ولم يحدِّث. وكَتَبَ خطَّه في بعض الإجازات.
1435 -
وفي شهر ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ الأجَلُّ شَرَفُ الدِّين مُحمدُ
(2)
بنُ قايماز بن عبد الله الكُتُبيّ الخَيّاط، عتيق ابن أبي جَمِيل الإسْعِرديّ، وكان يُعْرف بخادم الكُورانيّ، ويلازِم فُقراء المَقْصورة بالجامع، وله بيتٌ بالمدرسة الصّادرية.
رَوَى لنا عن مُكْرَم بن أبي الصَّقْر، وكان يتَّجِرُ في الكُتُب.
1436 -
وفي ليلة الأربعاء الثامن والعِشْرين من ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ الجليلُ الأصيلُ المُسنِدُ الفاضلُ نجمُ الدِّين أبو الفَتْح يوسفُ
(3)
ابنُ الصّاحب شهاب الدِّين يَعْقوب بن مُحمد بن عليّ ابن المُجَاور الشَّيْبانيُّ، وصُلِّي عليه ظُهْر الأربعاء بجامع دمشق، ودُفِن بتُربة والده بسَفْح قاسيون.
رَوَى عن الخَضِر بن كامل، وعبد الرَّحمن بن نَسِيم، وزَيْنب القيسيّة، وهو آخر من رَوَى عنهم.
وسَمِعَ أيضًا من أبي اليُمْن الكِنْديّ، وداود بن مُلاعب، وابن مَنْدُوْيَة العَطّار، وابن قُدامة، وابن البُنّ، وأحمد بن الخَضِر بن طاووس، وغيرهم.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، ويستدرك على ابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 674.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 39 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 675، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 396، والعبر 5/ 370، والوافي بالوفيات 29/ 361، وعيون التواريخ 23/ 91، وغاية النهاية 2/ 405، وذيل التقييد 2/ 333، والنجوم الزاهرة 8/ 33، وسلم الوصول (5515)، وشذرات الذهب 7/ 728. وهو ممن أكثر عنه جمال الدين المزي في تهذيب الكمال.
وأجازَهُ ابنُ الأخْضَر، وعبدُ الملك بن المُبارك قاضي الحَرِيم، وأحمدُ ابنُ العاقُوليّ، والحُسين بن سعيد بن شُنَيْف، وجماعةٌ في سنة سبع وست مئة.
ومَولدُهُ في سنةِ إحدى وستِّ مئة بدمشق.
وحَدَّثَ بـ "تاريخ بغداد" للخطيب، عن الكِنْديّ، وكان يَخْدم في الدَّواوين السُّلطانيّة.
1437 -
وفي ليلةِ سَلْخ ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ الكبيرُ كمالُ الدِّين أبو مُحمد عبدُ الوَهّاب
(1)
بنُ مُحمد بن فارس بن حُسين بن إسماعيل المُرِّي، بالقاهرة.
رَوَى لنا عن عبد العزيز بن باقا أحاديثَ من مُسْند الإمام الشّافعيِّ رضي الله عنه.
ومَولدُهُ سنة ثلاث وستِّ مئة ببلد من عَمَلِ قَلْيوب.
وكان عَدْلًا بالقاهرة، فقيهًا.
ذو الحجّة
1438 -
في ليلة الخَمِيس ثالث عَشَر ذي الحِجّة تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو أحمد عبدُ الوَلِي
(2)
بنُ بُحْتُر بن حُمَادَى
(3)
البَعْلَبكيُّ المقيمُ بمسجد الحلبيّين، بالقاهرة، ودُفن بمقابر باب النَّصْر يوم الخميس.
سَمِعَ من الفَخْر الإرْبِليّ، وحامد بن أميري القَزْوينيِّ، ويوسُف بن خليل، وغيرهم. وكان رجلًا صالحًا، مُتَعبّدًا.
ومولدُه في أحد الرَّبيعين من سنة إحدى عَشْرة وست مئة ببعلبك.
قرأتُ عليه "جُزء الأصمّ" وغيرَهُ.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 664، وقيّد المُرِّي فقال:"بالراء".
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 664، وملء العيبة 3/ 399، ودرة الجمال 3/ 172، وتوضيح المشتبه 3/ 296.
(3)
هكذا في الأصل، وكذا قيّده ابن ناصر الدين في توضيح المشتبه 3/ 296، ووجدناه مقيدًا بخط الذهبي في تاريخ الإسلام بفتح الحاء والباقي مثله.
1439 -
وفي يوم الخميس ثالث عَشَر ذي الحجة تُوفِّي صدرُ الدِّين مُحمدُ
(1)
ابنُ الشَّيخ فَخْر الدِّين يوسُف ابن الشَّيخ شَرَف الدِّين بن حَمُّوْيَة، ودُفِنَ بالجَبَل.
وكان صبيًّا. سَمِعَ معنا على الشَّيخ فَخْر الدِّين ابن البخاري كتابَ التِّرمذي، وغيرَهُ.
• - وفي هذا اليوم خَتَم القُرآنَ العظيمَ بجامع دمشقَ مُحمدُ ابنُ شهاب الدِّين، الحَضْرَميُّ، وحَضَرْتُ ختمتَهُ.
1440 -
وفي يوم الثلاثاء ثامن عَشَر ذي الحِجّةِ توفِّي عمادُ الدِّين مُحمدُ
(2)
ابنُ الشَّيخ الإمام شَرَف الدِّين الحَسَن ابن الحافظ جمال الدِّين أبي موسى عبد الله ابن الحافظ عبد الغني المَقْدسيُّ، ودُفِنَ عَصْر هذا اليوم بتُربة الشيخ أبي عُمَر.
وكان من بيت الحديث، وسمع كثيرًا، ولم يحدِّث. وله أولاد وعَقِب.
1441 -
وفي يوم السَّبْت خامس عَشَر ذي الحجة تُوفِّي الشَّيخ المُسْنِد بقيّة المَشايخ شَمْسُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(3)
بنُ عبدِ المؤمن بن أبي الفَتْح
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وهو من البيت العريق في المشيخة والتصوف والإمارة، ووالده فخر الدين أصله من جوين انتقل إلى مصر وسكنها وصار شيخ الشيوخ بها وأعقب أولادًا نجباء، واستشهد في قتال الكفّار بالمنصورة مقبلًا غير مدبر سنة 647 هـ، وترجمته في مرآة الزمان 8/ 776، والذيل لأبي شامة 184، وصلة التكملة للحسيني 1/ 211 (317)، وتلخيص مجمع الآداب 4/ الترجمة 2543 (ط. الشام)، وتاريخ الإسلام 14/ 586، وسير أعلام النبلاء 23/ 101، والعبر 5/ 194، وطبقات السبكي 8/ 97 ضمن ترجمة أبيه، وعيون التواريخ 20/ 32 وغيرها.
(2)
لم نقف على ترجمته، وهو من بيت العلم والحديث، وجد أبيه عبد الغني صاحب "الكمال في أسماء الرجال" الذي هذبه المزي، وأبو عمر المقدسي الذي دفن عنده توفي سنة 607 هـ وله الكرامات المشهورة.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 673، والعبر 5/ 370، وعيون التواريخ 23/ 29، وذيل التقييد 1/ 168، والمقفّى للمقريزي 6/ 81 (2610)، والنجوم الزاهرة 8/ 33 وغيرها. وهو في معجم شيوخ الدمياطي.
الصُّوريُّ، وصُلِّي عليه ظُهْر يوم الأحد بالجامع المُظَفَّري، ودُفِنَ بسَفْح قاسيون، رحمه الله.
سَمِعَ من أبي اليُمْن الكِنْدي، وتَفَرَّد بالسَّماع منه، ومن ابن الحَرَستاني، وابن مُلاعب، وابن الجَلاجِليّ، وابن البنّاء، والشَّمْس العَطّار.
ورحلَ إلى بغدادَ، وسَمِعَ من السُّهْرَوَرْديِّ، والدّاهِريِّ، وعُمر بن كَرَم، وابن الجَوَاليقيّ، والحَسَن ابن الزَّبِيدي، وزكريّا العُلْبِيّ، وجماعة.
ومَولدُهُ سنة ثلاث وستِّ مئة تقريبًا.
وكان يكتبُ خَطًّا حَسَنًا، ويخرُجُ إلى القُرى أمينًا.
قرأتُ عليه كتابَ "التَّوابين" للشيخ موفّق الدِّين ابن قُدامة بسماعه منه، وغيرَ ذلك.
• - وفي العَشْر الأخير من ذي الحِجّةِ مَسَكَ الأميرُ عَلَمُ الدِّين الشُّجاعيُّ الشَّيخَ سَيْف الدِّين الرُّجَيْحِيَّ وجَهَّزَهُ إلى الدِّيارِ المِصْرية.
1442 -
وفي ذي الحِجّة تُوفِّي الشَّيخُ الواعظُ يوسُفُ
(1)
بنُ إبراهيم بن يوسُف المَلَطيّ، ودُفِنَ بمقابر الصُّوفية.
وذَكَرَ أنَّ مَولدَهُ في سنة خَمْسَ عَشرةَ وستِّ مئة.
أخذ خَطَّه ابن الخَبّاز في بعض الإجازات.
1443 -
وفي هذه السنة تُوفِّي الشَّيخُ العَدلُ الرَّضيُّ جمالُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(2)
ابنُ الشَّيخ الإمام العلّامة سيْف الدِّين أبي الحَسَن عليّ بن أبي عليّ بن مُحمد بن سالم الآمِديُّ الشافعيُّ.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 675.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 674.
وكان شاهدًا بالبياطرة. رَوَى لنا عن أبي المجد القَزْوينيّ.
ومَولدُهُ بحماةَ في الثّالث والعشرين من شَوّال سنة اثنتين وست مئة.
1444 -
وفي هذه السَّنة تُوفِّي الملكُ العادلُ بَدْرُ الدِّين سُلامُش
(1)
ابن السُّلطان الملك الظّاهر بمدينة اصطنبول من بلاد الأشْكَرِي.
وكان الملك الأشْرف في أول سَلْطنته أرسلَهُ وأرسلَ أخاه الملك المسعود إلى هناك وكان، رحمه الله، شابًّا مَلِيحًا، كاملَ الهيئة، وافرَ الحُسْن، وأقامُوه في السَّلْطنة أشهُرًا بعد خَلْع أخيه الملك السَّعيد، رحمهم الله تعالى.
1445 -
وفي هذه السَّنةِ تُوفِّيت أمُّ مُحيي الدِّين أحمد
(2)
بن عُقْبة الحَنَفي.
وكانت امرأةً كبيرةً لها جماعةٌ من الأولاد، وتُعرف بأمّ البَنِين.
• - وفي هذه السَّنةِ قُلِعَت ثمانية أعْمِدة عظيمة رُومية من طَرَف سُوق الرَّمّاحين، وكانت نازلةً في الأرض كثيرًا، وعُمِلَ لها دَوَاليب وآلة جُرَّت بها إلى بناء الجَمَلُون بالقَلْعة، وقاسوا المَشاقّ في نَصْبها.
• - وفي هذه السَّنةِ عُمِلت الطّارمة والقُبّة الزَّرْقاء وقاعة الذَّهَب والرّواق، ودخلَ في ذلك من الذَّهَب والزَّخْرفة نحو أربعة آلاف دينار، وكان عَمَل ذلك كُلّه في سبعة أشهر بتَوَلِّي الشُّجاعِيّ وهِمَّتِه.
• - وفي هذه السَّنةِ انتهت عِمَارة قَلْعة حَلَب.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 40 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 653، والعبر 5/ 367، والبداية والنهاية 15/ 557، والوافي بالوفيات 15/ 326، وعيون التواريخ 23/ 93، وتاريخ ابن الفرات 8/ 130، والنجوم الزاهرة 7/ 286، والدليل الشافي 1/ 315، وشذرات الذهب 7/ 719.
(2)
لم نقف على ترجمتها في غير هذا الكتاب.
سنة إحدى وتسعين وستِّ مئة
المُحَرَّم
1446 -
في يوم السَّبْت سادس مُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ إبراهيمُ
(1)
بنُ نَجِيب الواسطيُّ، المقيمُ بدَرْب السِّلْسِلَة، ودُفِنَ يوم الأحد بسَفْح قاسِيُون.
وكان له مِلْكٌ وشيءٌ من الدُّنيا، ويَلْبَس زيَّ الفُقراء.
1447 -
وفي هذا اليوم تُوفِّي العفيفُ
(2)
ابن شَرَف الدِّين ابن بَصْخان
(3)
، أخو بَدْر الدِّين المُقْرئ.
1448 -
وفي ليلة الاثنين مُسْتَهلّ المُحَرَّم تُوفِّي الشَّريفُ أبو المَعالي إدريسُ
(4)
بنُ مُحمد بن عبد العزيز بن أبي القاسم الإدريسيُّ، بالقاهرة، ودُفِنَ من الغد بالقَرافة.
رَوَى لنا عن عبدِ العزيز بن باقا.
وكان يمدُّ في شَرِيط الذَّهَب.
ومَولدُه في سنةِ سَبْع عَشرةَ وستِّ مئة بالقاهرة.
سَمعتُ منه الأحاديث الأربعة الموافقات من "مسْنَد الشافعي" رضي الله عنه.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
كذلك، وأما أخوه بدر الدين محمد بن أحمد بن بصخان ابن السراج الدمشقي المقرئ فقد ولد سنة 668 هـ (تاريخ الإسلام 15/ 163)، وبقي إلى سنة 643 هـ، وترجمته في الوافي 2/ 159، وأعيان العصر 4/ 282، ونكت الهميان 226، ووفيات ابن رافع 1/ 440 وفيه الكثير من مصادر ترجمته.
(3)
قيده الصفدي في الوافي وأعيان العصر، فقال:"بفتح الباء الموحدة وسكون الصاد المهملة وبعدها خاء معجمة وألف ونون".
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 724، والطالع السعيد 154.
1449 -
وفي يوم الأحد سابع المُحَرَّم تُوفِّيت أمُّ مُحمد أسماءُ
(1)
بنتُ أبي بَكْر بن يونُس بن يوسُف ابن الخَلّال، بدمشق، ودُفِنَت يوم الاثنين بسَفْح قاسِيُون.
رَوَت عن ابنِ اللَّتِّي، وجعفر الهَمْدانيّ، وكَرِيمة. وأجازَها جماعةٌ من بغدادَ، وديارِ مصرَ، ودمشق. وكانت امرأةً صالحةً، خَيِّرة.
وهي زوجة ابن الوَزّان.
سمعتُ منها "أمالي ابن بِشْران"، وغيرَ ذلك.
1450 -
وفي يوم السَّبْت ثالثَ عَشَر مُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ شَرَفُ الدِّين إبراهيمُ
(2)
بنُ بَرّاق بن ظاهر السَّوادِيُّ، ثم الصّالحِيُّ القَوّاس، بسَفْح قاسِيُون، ودُفِنَ من يومِه بمَقبَرةِ الإماج.
رَوَى عن ابن اللَّتِّي، وجعفر الهَمْدانيّ، وكان أحد الشُّهود.
وقرأتُ عليه بالمدينةِ النَّبوية.
وشهدَ فَتْح عكّا وحَدَّث هناك.
1451 -
وفي ليلةِ الأحد رابعَ عَشَر مُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ الفقيهُ جمالُ الدِّين يوسُفُ
(3)
بنُ يعقوب بن المَهْديّ الغُمَارِيُّ المالكيُّ، ودُفِنَ من الغد بمقابرِ باب الصَّغير.
وكان من فُقهاء المالكيّة، ورفيقنا بدار الحديثِ الظّاهرية، ويَجْلس مع الشُّهود وحفظ "المُلَخَّص" للقابسي، وغيرَهُ.
(1)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 724.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 723.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 740.
1452 -
وفي ليلةِ الأربعاء سابعَ عَشَر مُحَرَّم تُوفِّيت زَيْنَبُ
(1)
ابنةُ الشَّيخ فَخْر الدِّين عليّ بن أحمد بن عبد الواحد ابن البُخاريِّ، زَوْجة قاضي القضاة شَرَف الدِّين الحَنْبليّ، ودُفنت من الغد بسَفْح قاسِيُون.
1453 -
وفي يوم السَّبْت العشرين من المُحَرَّم تُوفِّي الخطيبُ بَكْرانُ
(2)
الزَّمَلُكانيُّ، خطيبُها، ودُفِنَ من الغد بمقابرِ القَرْية المذكورة.
1454 -
وفي هذا اليوم تُوفِّي أيضًا ناصرُ الدِّين نَصرُ الله
(3)
بنُ نَبْهان بن تَمِيم الغَسّانيُّ الحِمْصيُّ التّاجرُ، وكان يسكن بجَيْرون قبالة المدرسةِ الطَّرْخانية.
1455 -
وفي يوم السَّبْت العشرين من المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ العدلُ سيفُ الدين أبو الفَرَج عبدُ الرحمن
(4)
ابنُ الشَّيخ مَحْفوظ بن هِلال بن مَحْفوظ الرَّسْعَنِيُّ الحَنْبليُّ، بمنزله بدَرْب الأكفانيّين بدمشق، وصُلِّي عليه ظُهْر الأحد بالجامع، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون عند والدِه، رحمه الله.
رَوَى لنا عن الموفَّق ابن الطّالبانيّ، والشَّيخ فَخْر الدِّين ابن تَيْمية، وعبد العزيز بن هِلالة المُحَدِّث، والمجد القَزْويني، وابن رُوْزْبَة، وابن اللَّتِّي، وجماعة. وبالإجازة عن ابن مَنِينا، وعليّ ابن المَوْصليّ، وأبي البقاء العُكْبَريّ، وجماعة.
(1)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب، إذ ليس لها سيرة علمية أو سياسية، ووالدها فخر الدين مسند الدنيا تقدمت ترجمته في وفيات سنة 690 هـ من هذا الكتاب، وزوجها قاضي القضاة شرف الدين نظنه هو عبد الله بن الحسن بن عبد الله المتوفى سنة 732 هـ (أعيان العصر 2/ 674 وغيره).
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 725.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(4)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 70 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 731، والعبر 5/ 372، وشذرات الذهب 7/ 730.
وكان رجلًا مُبارَكًا يشهدُ تحتَ السّاعات، ويتلو الكتابَ العزيز كثيرًا. وحدّث بـ "شرح السُّنة" للبَغَويّ، وغيرِه.
ومَولدُه في سنة سَبْع وستِّ مئة برأس العَيْن.
وهو من بيت صلاح ومَشْيَخة.
1456 -
وفي ليلةِ الأحد الحادي والعشرين من المُحَرَّم توفِّيت الستّ إيبار
(1)
زوجة الأمير عزّ الدِّين بن أبي الهيجاء الإرْبِليّ، متولِّي دمشق، ودُفِنَت من الغد بسَفْح قاسِيُون.
1457 -
وفي ليلةِ الأربعاء الرابع والعشرين من المُحَرَّم تُوفِّي تاجُ الدِّين أبو القاسم عبدُ الرحمن
(2)
ابنُ العَدْل نَجْم الدِّين يحيى بن عليّ بن أبي بكر بن مُحمد ابن الشّاطِبيّ، ودُفِنَ من الغد بمقابرِ باب الفراديس.
وكانَ من أهل القُرآن، وأسمعه والده من جماعةٍ كبيرة، منهم: ابن عبد الدائم، والمَجْد ابن عساكر، ويوسُف الذَّهبي الإرْبِليّ.
1458 -
وفي يوم الخَميس الخامس والعشرين من المُحَرَّم تُوفِّي أبو بكر
(3)
بنُ مُحمد بن حَكَم القُرْطُبيُّ، المؤذن بجامع دمشق، وأحد الشُّهود.
1459 -
وفي بُكْرة الجُمُعة السّادس والعشرين من المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ
(1)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب.
(2)
لم نقف على ترجمة عبد الرحمن هذا، وقد تقدمت ترجمة والده في وفيات سنة 687 هـ، وبقي أخوه علاء الدين علي بن يحيى بن علي إلى سنة 621 هـ، وهو مترجم في معجم شيوخ الذهبي الكبير 2/ 63 وغيره، وترجم السبكي في معجم شيوخه لابنه محمد بن علي بن يحيى بن علي الشاطبي المتوفى سنة 747 (الترجمة 136)، وهو مترجم في وفيات ابن رافع 2/ 27، وذيل التقييد 1/ 193 وغيرهما.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
الفقيهُ العدلُ كمالُ الدين أبو إسحاق إبراهيمُ
(1)
بنُ عبدِ الله بنِ عبدِ المُنعم ابن أمين الدولة الحَلَبيّ، بالبيمارستان بالقاهرة، ودُفِنَ بمقابر باب النَّصْر عند قَبْر علاء الدِّين ابن النَّحّاس، وصُلِّي عليه بجامع الحاكم عقيب صلاة الجُمُعة.
سمع ببغدادَ من الكاشْغَري، ومَوْهُوب ابن الجَوَاليقيّ، وفَضْل الله بن عبد الرزاق
(2)
، وبحَلَب من ابن رَوَاحة، وابن خليل. وبمكةَ من شُعَيْب الزَّعْفَرانيّ. ودَرَّس بالحلاوية بحَلَب.
ومَولدُه سنة عشرين وستِّ مئة بحَلَب.
قرأتُ عليه "جزء البانياسي" بحَلَب.
1460 -
وفي يوم الثلاثاء سَلْخ مُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ الفقيهُ العدلُ شهابُ الدِّين أبو العباس أحمدُ
(3)
ابنُ الشَّيخ الإمام زينِ الدِّين يحيى بنِ عليّ بن أحمد بن غالب الحَضْرَميُّ المالقيُّ، ودُفِنَ من يومِه بمقبَرة الشَّيخ تاج الدِّين بباب الصَّغير.
وكانَ من العُدول تحتَ السّاعات، وفيه فضيلةٌ. وسَمِعَ كثيرًا، وطلبَ الحديثَ بنفسه، ورَوَى شيئًا يسيرًا عن ابن مَسْلَمة، والبَكْريّ، والعماد ابن النَّحّاس، وغيرِهم.
وكان رفيق والدي في الشَّهادة، ورافقْتُه أيضًا أشهُرًا قليلة.
(1)
ترجمته في: تلخيص مجمع الآداب 4/ 93 (3418) ط. إيران، وتاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 70 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 723، والجواهر المضية 1/ 40، والسلوك 2/ 236، والمنهل الصافي 1/ 95، والطبقات السنية 1/ 202.
(2)
سمع منه جزء الحسن بن عرفة سنة 642 هـ، ذكر ذلك كمال الدين عبد الرزاق ابن الفوطي في ترجمته من التلخيص.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 70 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 722.
صَفَر
• - دخلَ الحُجّاج إلى دمشقَ يوم الاثنين سادس صَفَر.
• - وأمرَ الشُّجاعيُّ نائبُ السَّلْطنة بحمل جُرنٍ أحمرَ أُحْضِرَ من عكّا من القَلْعة إلى الجامع، فحُملَ ليلةَ السَّبْت ثالثَ عَشَر صَفَر، وجُعل بباب البَرّادة، وقُلِعَ الدَّسْتُ النَّحاس ووُضِعَ مكانه. وكان حَمْله إلى الجامع والقُرّاء والمؤذّنون أمامه يقرأون والصِّبْيان والناسُ يَصِيحون
(1)
.
1461 -
وفي يوم الأحد التاسع عَشَر من صَفَر تُوفِّي الشيخُ الإمامُ الأديبُ الفاضلُ نجمُ الدِّين أبو بكر
(2)
بنُ أبي العِزّ بن مُشَرَّف الدِّمشقيُّ الشافعيُّ، التاجر، ودُفِنَ من يومه بسَفْح قاسِيُون.
وكان رجلًا فاضلًا، حَسَن الكِتابة، مُشْتغلًا بالعِلْم، أجازَ له ابن اللَّتِّي، وابنُ شفنين، وجَعْفر الهَمْدانيُّ، وابنُ المُقَيَّر، ويعيش النَّحويُّ، وجماعةٌ. وقرأ الكُتُب الأدبية على شَرَف الدِّين الحُسين الإرْبِليّ، وأقرأ جماعةً. وكانَ له نَظْم جَيِّد فصيحٌ. وكان تاجرًا بسوق الخَوّاصين مدّةً، ثم تركَ ذلك وانقطعَ في بيته.
(1)
قال الذهبي في تاريخ الإسلام 15/ 679: "في صفر أمر نائب دمشق، وهو الشجاعي، بإنزال الكأس السُّمّاقي البَرّاق من القلعة إلى الجامع
…
ولم يكن هذا الكأس مثقوبًا فثقبهُ المرخمون في أيام. وهو كأس كأنه هَناب مرحرح يسع نحو عشرة أرطال ماء أو أقل، وحجره من جنس اللوحين عن جنبتي محراب جامع دمشق، حجر أملس بَصّاص مانع قليل الوقوع، ثم أجري فيه الماء وسُمّرت المغرفتان مع الركن وشربنا منه. ثم أخذوه إلى القلعة وعمل في دار السلطنة بعد أيام".
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 70 - 71 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 739، والعبر 5/ 373، وعيون التواريخ 23/ 120، والنجوم الزاهرة 7/ 34، وشذرات الذهب 7/ 732.
1462 -
وفي يوم الاثنين العشرين من صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ شهابُ الدِّين أبو مُحمد عبدُ الرَّحمن
(1)
بنُ عليّ بن مَنْصور بن محمود بن أحمد بن إسماعيل بن عَطّاف المَقْدسيُّ، ثم الصالحيُّ، القَصّاع، ودُفِنَ من يومه بسَفْح قاسِيُون.
وكان رجلًا جيِّدًا. سَمِعَ من ابن الزَّبِيدي، وابن صَبّاح، والفَخْر الإرْبِليّ، والهَمْدانيّ، وجماعة. وحَدَّث.
رَوَى لنا "جُزء الحَفّار"، قرأتُه عليه بدكّانه بقيسارية القَصْع.
1463 -
وفي يوم الثُّلاثاء رابع عَشَر صَفَر تُوفِّي أبو الفَضْل أحمدُ
(2)
بنُ أبي المَكارم الحَسَن بن أبي البَرَكات مُحمد بن أبي المَكارم الحَسَن بن عبد الله بن الحُسين ابن الجَبّاب السَّعْديُّ الأغلبيُّ، بثغر الإسكندرية.
رَوَى عن مُظفَّر بن الفُوِّي. وهو من شيوخ أبي العلاء البُخاريّ.
1464 -
وفي عَشِيّة الخَميس السادس عَشَر من صَفَر، وقيل: ليلة الجُمُعة الرابع والعِشْرين منه، تُوفِّي القاضي جلال الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(3)
بنُ عبدِ الله بنِ يحيى بنِ مُحمد بن غَضْبان العَسْقلانيُّ الكِنانيُّ، عُرِفَ بابن أبي نُعَيْر، بمدينة بِلْبِيس، ودُفِنَ من الغد بعد أن صُلِّي عليه عَقِيب الجُمُعة بجامع بِلْبِيس.
سَمِعَ من مُرْتَضى ابن العَفِيف، وحَدَّث. سَمِعَ منه أبو العلاء البُخاريّ.
ومَولدُه سنة تسع وست مئة ببِلْبِيس.
1465 -
وفي ليلة الحادي والعشرين من صَفَر تُوفِّي القاضي شَرَفُ الدِّين
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 730.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 721.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 737، وينظر عن مدينة بلبيس وضبطها معجم البلدان 1/ 479.
أبو بَكْر
(1)
بنُ مُحمد بن ياقوت بن مَعَدّ بن المُنْتَصر بن عبد العزيز القُرشيُّ، المعروف بابن البُوري بالقاهرة، ودُفِنَ من الغد بالقَرافة.
سَمِعَ من ابن رَوَاج، وحَدَّث بالقاهرة والقُدس الشَّريف.
• - وفي يوم الجُمُعة الرابع والعشرين من صَفَر ظهرَ بقَلْعة الجَبَل ظاهر القاهرة حريقٌ عظيم في بعض الخزائن الخاص وأتلفَ شيئًا عظيمًا من الذَّخائر والنَّفائس والكُتُب.
1466 -
وفي ليلة السَّبْت الخامس والعِشْرين من صَفَر، وقيل يوم الأحد السادس والعِشْرين منه تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ ضياءُ الدِّين أبو الفضل موسى
(2)
بنُ أحمد بن موسى بن أحمد بن موسى بن أبي بكر بن علي الأُشْنُويُّ
(3)
الشُّرُوطيُّ، ودُفِنَ من الغد بالقَرافة.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 71 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 741. وتوفي أخو جده هبة الله بن معد سنة 599 هـ (تاريخ الإسلام 12/ 1188)، وكذلك عبد الله بن معد سنة 639 (تاريخ الإسلام 14/ 294)، وستأتي ترجمة قريبه هبة الله بن أحمد بن هبة الله بن معد في وفيات ذي القعدة من هذه السنة، وهو منسوبون إلى "بور" بلدة صغيرة بقرب دمياط.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 739.
(3)
هذه النسبة قيدها ابن ناصر الدين في التوضيح فقال: "بضم الهمزة ثم شين معجمة ساكنة ثم نون مضمومة" ونسب إليها أبا الخير صالح بن مختار بن صالح بن أبي الفوارس الأُشنُوي العراقي الصوفي، ثم قال:"ويقال في هذه النسبة أيضًا الأُشنهي - بهاء بدل الواو - وهو الأكثر، كما تقدم، ومنها الفقيه عبد العزيز بن علي الأشنهي الشافعي صاحب المختصر في الفرائض (توضيح المشتبه 1/ 248)، وصالح هذا ترجمه التاج السبكي في معجم شيوخه وذكر أنه توفي سنة 738 هـ وقال فيه: "الأشْنُوي، ويقال أيضًا: الأُشْنُهي" ثم قال: "والأُشْنُهي: بضم الهمزة وسكون الشين المعجمة وضم النون وكسر الهاء نسبة إلى أشنه، قال ابن السمعاني: أظن أنها بليدة بأذربيجان". (معجم شيوخ السبكي 187) وينظر: وفيات ابن رافع 1/ 204، وذيل التقييد 2/ 19، والوافي بالوفيات 16/ 271.
حَدَّث عن يوسُف ابن المَخِيليّ، وابن الصّابونيّ، ويُعرف بابن الفَرّاش، وأصله من بلاد أذْرَبِيجان. وكان من العُدُول المَشْهورين بالقاهرة.
ومَولدُه بها سنة سبع عَشرة أو ثمان عَشرة وستِّ مئة.
قرأتُ عليه قطعةً من أول الثاني من "حديث عليّ بن حَرْب" عن ابن المَخِيليّ.
1467 -
وفي الرابع والعشرين من صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ الأصيلُ سيفُ الدِّين داودُ
(1)
بنُ مَسْعود بن أبي الفَضْل بن أبي الفَرَج التِّنَّبيُّ
(2)
الحلبيُّ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.
ضَبطَه لنا ابن الخَبّاز. وقيل: يوم السَّبْت الخامس والعشرين منه.
وكان رجلًا جيِّدًا، يجلسُ بعد العصر عند شُبّاك التُّربة الكاملية. وحَدَّث عن ابن اللَّتِّي بـ "البعث" لابن أبي داود، سمعناه منه.
ومَولدُه يوم الجمعة ثاني رجب سنة أربع عشرة وست مئة بحَلَب.
• - وخُرِّب حَمّام الملك السعيد خارج باب النَّصْر يوم الثلاثاء السابع والعشرين من صَفَر، وكذلك خُرِّبت أماكن كثيرة حوله في هذه الأيام، وشُرِعَ في عمارة حائط المَيْدان وتغيير الباب بهمّة قويّة وسُرعة. تولَّى ذلك العَسْكر الشاميّ
(3)
.
ربيع الأوّل
1468 -
في ليلة الجُمُعة مُستهلّ شهر ربيع الأول تُوفِّي الشَّيخُ أبو الجُود حاتِمُ
(4)
بنُ الحُسين بن مُرتضَى بن حاتِم بن مُسَلَّم بن أبي العَرَب الحارثيُّ المقدسيُّ، بمصرَ، وصُلِّي عليه بعد العصر بجامع مصر، ودُفِنَ بالقَرافة الكبرى.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 727.
(2)
منسوب إلى "تِنَّب": قرية كبيرة من قرى حلب. (معجم البلدان 2/ 47).
(3)
ينظر: تاريخ الإسلام 15/ 679.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 726.
سَمِعَ من جدِّه مُرْتَضى ابن العَفِيف، ورَوَى عنه.
• - وفي مُسْتَهلِّ هذا الشَّهْر أُجْرِيَ الماءُ في الجُرْن الأحْمَر الذي وُضِعَ بباب البَرّادة بجامع دمشق.
• - وفي أوائل هذا الشَّهْر شُنِقَ عبدُ المنعم ابن إمام الأتابكية ورفيقه بسبب قَتْلهم نسيب ابن قوام التّاجر بوادي فَحْمة، واعترافهم بأمور ارتَكَبُوها، وأراحَ اللهُ منهم.
1469 -
وفي هذا
(1)
تُوفِّي الفَخْر الحَنْبلِيُّ، إمامُ مشهد عيسى عليه السلام بالقُدس الشِّريف.
• - ووصلَ يوم الأحد عاشره أميران من القاهرة على خُبْز الأمير عَلَم الدِّين الدَّوَادارِيّ.
• - وفي ليلة الخَميس رابع عَشَر الشَّهر كان عُرْس الصَّدْر جمال الدِّين ابن شَرَف الدِّين ابن القَلانسي على بنت القاضي أمين الدِّين ابن صَصْرَى.
• - وفي صَبِيحة هذا اليوم عُقِدَ عَقْد الشيخ بُرهان الدِّين ابن الشَّيخ تاج الدِّين، نفع الله به، على بنت قاضي القضاة شِهاب الدِّين الخُوَيّي بالمدرسة الباذرائيّة. وكان عَقدًا حَفِلًا، حضرَهُ أكابرُ النّاسِ من العُلماء والرُّؤساء والصُّدور وعامة النّاس.
1470 -
وفي ليلة التاسع عَشَر من شهر ربيع الأول تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ سُليمانُ
(2)
بنُ ثابت بن مَنِيع التِّيْزينيُّ
(3)
، الفقير، وصُلِّي عليه ظُهْر هذا اليوم بمُصَلّى باب النَّصْر ظاهر القاهرة، ودُفِنَ بمقبَرة باب النَّصْر.
حَدَّث عن ابن رَواج.
(1)
يعني: في هذا الشهر.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 727.
(3)
منسوب إلى "تيزين" قرية كبيرة من نواحي حلب، كانت تعد من أعمال قنسرين، ثم صارت في أيام الرشيد من العواصم مع منبج وغيرها. معجم البلدان 2/ 66.
1471 -
وفي ليلة السَّبْت الثالث والعِشْرين منه تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العلّامةُ الأوحدُ مفتي المُسلمين زينُ الدِّين أبو حفص عُمَرُ
(1)
بنُ مكّي بن عبد الصَّمد الشّافعيُّ، خطيبُ دمشق، وصُلِّي عليه ظُهْر اليوم المَذْكور بجامع دمشقَ على باب دار الخطابة، تقدَّم في الصَّلاة عليه الشَّيخ عزّ الدِّين الفاروثيُّ، ودُفِنَ بمقبَرةِ بابِ الصَّغير.
وكان رجُلًا فاضلًا، عارفًا بالفقه والأصول، من أعيانِ الفُقهاء وَلِيَ قضاء دِمْياط ووكالةَ بيتِ المال بدمشقَ مدةً، ودَرَّس بالعَذْراوية، وغيرِها. وسَمِعَ من الشَّيخ زكيّ الدِّين، وشَمْس الدِّين ابن سُودكين، ولم يحدِّث. وكان له مَعْرفة تامّة بعلم الهيئة والمَواقيت وما يتعلّق بذلك.
1472 -
وفي ليلة الثُّلاثاء السادس والعشرين منه تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو الحَرَم
(2)
بنُ سالم بن عبد الرحمن الطَّبّاخ، ويُعرف بالطَّحّان الفقير الفَرْنَثِيِّ
(3)
، ودُفِنَ من الغد بسَفْح قاسِيُون.
رَوَى لنا عن جعفر الهَمْدانيّ. وسمع من الحافظ ضياء الدِّين.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 71 - 72 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 734، والعبر 5/ 373، وعيون التواريخ 23/ 120، ومرآة الجنان 4/ 219، وطبقات السبكي 8/ 342، وطبقات الإسنوي 2/ 459، والبداية والنهاية 15/ 565، والعقد المذهب 382، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 190، والنجوم الزاهرة 8/ 36، والمنهل الصافي 8/ 335، وحسن المحاضرة 1/ 419، وشذرات الذهب 7/ 731، وستأتي ترجمة ولده صدر الدين محمد في وفيات سنة 716 من هذا الكتاب.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 741.
(3)
منسوب إلى فَرْنَث من قرى دُجيل بالعراق، كما في المشتبه للذهبي 404، والزاوية الفرنثية بسفح قاسيون، واشتهر منهم الشيخ علي الفرنثي المتوفى سنة 621 هـ (تاريخ الإسلام 13/ 677) وذريته.
1473 -
وفي يوم الأربعاء السابع والعشرين منه تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ الفاضلُ زينُ الدِّين أبو زكريّا يحيى
(1)
ابنُ الشَّيخ الإمام زين الدِّين يحيى بن عليّ بن أحمد الحَضْرَميُّ المالقيُّ، ودُفِنَ من يومه بعد العصر بمقبَرة باب الصَّغير، عند أخيه.
رَوَى مَجْلس "نفي التَّشْبيه" عن ابن مَسْلَمة. وكان فيه فضيلةٌ وأدب، وله شعرٌ وخَطّ جيِّد، وسمعَ كثيرًا هو وأخوه من جماعة، منهم: البَكْريُّ، والعماد ابن النَّحّاس، وخالد النابُلُسيُّ الحافظ، وخطيب مَرْدا، وأبو الحَسَن عليّ ابن النُّشْبِيُّ، وتاج الدِّين عبد الوهاب بن عساكر، واليَلْدانيّ، وشَرَفُ الدِّين الحُسين بن إبراهيم الإرْبِليّ، وابنُ عبد الدائم، والأخوان: الضياءُ مُحمد والشهابُ أبو بكر ابنا عُمر بن خَواجا إمام، والخطيب عِمادُ الدِّين ابن الحَرَسْتانيّ، والشهابُ القُوصيّ.
• - وفي يوم الخَميس الحادي والعشرين من شهر ربيع الأول عُمِلَ في القبّة المَنْصورية بالقاهرة مهمٌّ عظيم أُنْفِقت فيه أموالٌ كثيرةٌ، ونزلَ السُّلطان الملكُ الأشرف من الغد لزيارة قَبْر والده وتوديعه، وشَقَّ البلدَ، ولم يُر له يومٌ أحسن منه.
• - وفي يوم الجُمُعة التاسع والعشرين من شهر ربيع الأول خَطَب الخليفةُ الإمامُ الحاكمُ بجامع قَلْعة القاهرة خُطبةً حَسَنةً، حضَّ فيها على الجِهاد، وأمرَ بالنَّفير، وأمَّ في الناس بالجُمُعة، وجَهَر في قراءتِه بالبسملة.
(1)
ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام مع ترجمة أخيه أحمد بن يحيى 15/ 722، ووالدهما يحيى نحويٌّ مشهور ولد سنة سبع أو ثمان وسبعين بمالقة، وقدم المشرق وصحب الزكي عبد العظيم المنذري عند شيخهما علي بن المفضل المقدسي، وتوفي بغزة في سنة 630 هـ وترجمته في التكملة المنذرية 3/ الترجمة 3086 وتاريخ الإسلام 14/ 335 وغيرهما.
• - وفي يوم الجُمُعة الثاني والعشرين منه استسقَى النّاسُ في خُطبة الجُمُعة بجامع دمشق، وقامَ الناس وتَضَرَّعوا إلى الله تعالى ساعةً. وكان الخطيب بُرهان الدِّين الإسكندريّ نائبُ الخطيب.
• - ووَلِيَ الخطابة الشيخُ الإمامُ العلّامةُ الزّاهدُ القُدوةُ عزُّ الدِّين أحمدُ بنُ إبراهيم بن عُمَر الفاروثيُّ الواسطيُّ، نفع الله ببركته، وباشرَ يوم السَّبْت الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول، عِوَضًا عن الشَّيخ زين الدِّين ابن المُرَحِّل، رحمه الله، وخرجَ الشَّيخُ عزُّ الدِّين المَذْكور بالنّاس للاستسقاء إلى مَسْجد القَدَم في يوم الاثنين الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول، وكان مَحْفَلًا كبيرًا.
1474 -
وفي هذا الشَّهر تُوفِّي أحمدُ
(1)
بنُ مُحمد بن أحمد بن جُمَيْع الرَّقِّيُّ، الشافعيُّ.
ومَولدُهُ في سنة عَشْر وستِّ مئة.
وكتبَ في بعض الإجازات، وما أعرفُ حالَهُ.
• - وحَصَلَ صَقْعة في أواخر الشَّهْر، ووافقَ وَسَط آذار، فتشَوَّهت الأشجارُ
(2)
ومُعظم صَحْراء دمشق، ولطفَ الله تعالى.
ربيع الآخر
1475 -
وفي يوم السَّبْت ثامن شَهْر ربيع الآخر تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ الزّاهدُ فخرُ الدِّين أبو مُحمد عبدُ الغَفّار
(3)
ابنُ الشَّيخ رُكن الدِّين عبد اللَّطيف ابن زَيْن الأُمناء أبي البَرَكات الحَسَن بن مُحمد بن الحَسَن بن هبة الله بن عَسَاكر الدِّمشقيُّ، ودُفِنَ من يومه بسَفْح قاسِيُون عند أمِّه.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
يعني: أتلفت الثمار، كما ذكر الذهبي في تاريخ الإسلام 15/ 680.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 73 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 731.
سَمِعَ من المُرْسي، وغيرِه. وأجازَ له ابن المُقَيَّر، وجماعة من أصحاب السَّلَفيّ. وكان رجلًا جيِّدًا، وحَدَّث، وذكرَ أنه دخلَ اليمن وحَدَّث بها.
• - وخرجَ النّاسُ إلى صلاةِ الاستسقاء في يوم الاثنين ثالث شَهْر ربيع الآخر إلى الصَّحْراء عند مسجد القَدَم، وخطبَ الشَّيخ عزُّ الدين الفاروثيّ، وحَضَرَ الأميرُ عَلَمُ الدِّين الشُّجاعيُّ ماشيًا والجَيْش والخاصّة والعامّة، وطلعَ أيضًا جماعةٌ إلى مغارة الدَّم، وأقاموا بها ليالي يقرؤون ويَبْكون ويتضَرَّعُون، فما بَرِحوا حتَّى سَقَى الله العباد وأنزلَ الغَيْث
(1)
.
• - وفي يوم الأربعاء خامس شَهْر ربيع الآخر دَرَّس القاضي صَدْرُ الدِّين عبد البَرِّ ابن قاضي القضاة تقيّ الدِّين ابن رَزِين بالمدرسة القَيمُرية بدمشق، عِوَضًا عن القاضي علاء الدِّين أحمد ابن قاضي القُضاة تاج الدِّين عبد الوَهّاب ابن بنت الأعزّ بحُكْم سَفَره إلى القاهرة، ورغبتِه عن الإقامة بدمشق
(2)
.
• - ووصلَ الأميرُ الكبيرُ بدرُ الدِّين بَيْلِيك أبو شامة المُحْسِنيُّ الصالحيُّ إلى دمشقَ في يوم الاثنين الرابع والعشرين من شهر ربيع الآخر مُقيمًا بها أميرًا وحاجب الحُجّاب. وكان أميرًا جيِّدًا من رواة الأحاديث النبوية.
• - ووصلَ الأميرُ عزُّ الدِّين الأفْرم إلى دمشقَ في ليلة الجُمُعة الثامن والعشرين من ربيع الآخر في مُهمات السَّلْطنة، وهو أمرَ بخراب الحائط الذي كانَ بناه الشُّجاعيُّ قبالة القَلْعة، وكان بسببه قد امتنعَ النّاسُ من المشي هناك، فسُرَّ الناسُ بخرابه، وعادَ الأمرُ إلى ما كانَ عليه.
• - وتوجَّه جماعةٌ من العَسْكر الشّامي إلى جهة الرَّحْبة في الثامن
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 680.
(2)
نفسه.
والعِشْرين من شَهْر ربيع الآخر بسببِ أخبار البَرِيد أنَّ التتار أغارُوا على ظاهرها، واستاقوا من المواشي وغيرِها شيئًا كثيرًا.
• - وفي شَهْر ربيع الآخر انتهت العمارة المُسْتجدة بقَلْعة دمشق في أيام الشُّجاعي
(1)
.
[جُمادى الأولى]
(2)
• - وباشرَ الحِسْبة بدمشقَ شَمْسُ الدِّين عُمرُ بنُ جَعْوان، ودارَ في البلد يوم الاثنين ثاني جُمادى الأولى نيابةً عن شَرَف الدِّين ابن الشَّيْرجيّ.
• - وحُملَ الدِّهليز الذي عَمِلهُ الشُّجاعي في المَيْدان إلى المَرْج يوم الثُّلاثاء عاشر جُمادى الأولى ليراه السُّلطان، ونُصب هناك من الغد، ثم حصل هواء عظيم قَطَّعَهُ وأتلفَ أكثره، فشُرِعَ في عملِ دهليزٍ آخر
(3)
.
• - ودخلَ السُّلْطان الملكُ الأشرفُ والعَساكر المِصريّة والوزير شَمْسُ الدِّين ابن السَّلْعُوس إلى دمشقَ يوم السَّبْت سابع جُمادى الأولى، وصَلَّى السُّلطان بمقصورة الخطابة يوم الجمعة ثالث عَشَر الشهر، وأُسرِجَت الشُّموع من باب القَلْعة إلى الجامع لأجل عُبور السُّلطان، وخُلِعَ على الشَّيخ عزِّ الدين الفاروثيّ يوم الأحد منتصف الشَّهر، وتوجَّه السُّلطان والوزير والعَساكر من دمشق يوم الاثنين سادس عشره.
وكان خروج السُّلطان في الساعة الخامسة من النَّهار، ودخلَ مدينة حَلَب في الثامن والعشرين من هذا الشَّهر
(4)
.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 680.
(2)
كتب الناسخ "جمادى الأولى" في الخبر الآتي بالخط الأحمر الكبير إشارة إلى الشهر، وما بين الحاصرتين منا.
(3)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 680.
(4)
نفسه.
• - ووصلَ الملكُ المُظفَّر ابن الملك المَنْصور صاحب حَماة إلى دمشقَ ليلة الأربعاء حادي عَشَر جُمادى الأولى على البَريد، وأقامَ يومين أو ثلاثة وعادَ إلى بلده بعد اجتماعه بالسُّلطان.
• - وعُرِضَ جَيْش دمشق على السُّلطان الملك الأشرف يوم السَّبْت رابع عَشَر جُمادى الأول.
• - وفي يوم الخَمِيس الذي بعده وآخر مَن خرجَ الأميرُ عَلَمُ الدِّين الشُّجاعيُّ نائبُ السَّلطنة في موكب عظيم وبين يديه جماعة من النَّقابين والزّرّاقين والحَجّارين والجرخية بالعُدَد الوافرة وآلة الحرب.
• - وذكرَ الدَّرْس الشَّيخ العلّامة صفيُّ الدِّين مُحمد بنُ عبد الرحيم الأُرْمُوي، المعروف بالهِنْدي، بالمدرسة الظاهرية بدمشقَ يوم الاثنين ثاني جُمادى الأولى، عِوَضًا عن علاء الدين ابن بنت الأعز
(1)
.
• - وفي هذا اليوم ذَكَرَ الدَّرْسَ بالدَّوْلعيّة كمالُ الدِّين ابن قاضي القُضاة مُحيي الدِّين ابن الزَّكيّ
(2)
.
1476 -
وفي الثاني عَشَر من جُمادى الأولى تُوفِّي أبو عبد الله مُحمدُ
(3)
بنُ أبي بكر بن داود بن أبي بكر العِماديُّ الهَكّاريُّ، بمدينة الرَّمْلة، ودُفِنَ هناك، وكان مقيمًا بها.
رَوَى عن يوسف بن خليل الحافظ. سَمِعَ منه أبو العلاء البُخاريُّ.
وهو مَنْسوب إلى العِمادية
(4)
من بلاد المَوْصل.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 680، والبداية والنهاية 15/ 559.
(2)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 559.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 738.
(4)
معجم البلدان 4/ 149، وهي قائمة إلى اليوم، منسوبة إلى الأمير الشهير القدير عماد الدين زنكي.
1477 -
وفي هذا الشَّهْر تُوفِّي الشَّيخُ أبو القاسم عبدُ الرَّحمن
(1)
بنُ عبد النَّصِير بن عبد الوَهّاب بن سالم الجُذاميُّ الإسكَنْدريُّ، المعروف بالقارئ المؤدِّب، بالإسكندرية.
رَوَى لنا جزءًا من "الخِلَعيات" عن ابن عِماد، وهو السادس عَشَر.
وسَمِعَ من ابن عيسى، وجَعْفر الهَمْدانيّ. وكانَ رجلًا صالحًا، ظاهرَ الخَيْر.
ومَولدُه في سنة ثلاث عَشرة وستِّ مئة بالإسكندرية.
• - وفي جُمادى الأولى بعد دُخول السُّلْطان إلى دمشقَ وقبلَ سَفَره منها عُقِدَ عَقْد الأمير شَمْس الدِّين سُنْقُر الأعْسَر على بنت الصّاحب شَمْس الدِّين ابن السَّلْعُوس، ومبلغ الصداق ألف وخَمْس مئة دينار، المعجَّل منه خَمْس مئة دينار
(2)
.
• - وحُبِسَت الشَّيخةُ فاطمةُ البَغْدادية يوم الأحد سَلْخ جُمادى الأولى وتَعَصَّب عليها جماعةٌ من الأحمدية الرِّفاعية وأُوذِيَت، ومع ذلك لم تذلّ ولا طَلَبت من أحدٍ شفاعة، ولكنْ بذَلَت نفسَها وصرَّحت بعدم الرُّجوع عن طريقتها، وباستمرارها على إنكارِ المُنْكرات، وصَبَرت وثَبَتت، وسَلَّمَها الله تعالى هي وأصحابُها، بحمد الله تعالى
(3)
.
جُمادى الآخرة
• - توجَّه السُّلْطانُ الملكُ الأشرفُ من حَلَب إلى قَلْعة الرُّوم بجيوش الإسلام في رابع جُمادى الآخرة، ونزلَ على القَلْعة المذكورة في ثامن الشَّهر، وأقاموا عليها محاضرين لها شَهْرًا وثلاثة أيام
(4)
.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 730.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 681.
(3)
نفسه.
(4)
نفسه.
• - وذكرَ الدَّرْسَ بالمدرسة النَّجِيبية الشَّيخُ ضياءُ الدِّين عبدُ العزيز الطُّوسِيُّ يوم الاثنين سابع جُمادى الآخرة، عِوَضًا عن الشَّيخ عزِّ الدِّين الفاروثيّ بمقتضى نُزُوله عنها له
(1)
.
• - ودخلَ الأميرُ شَمْسُ الدِّين الأعْسَر على بنت الصّاحب شَمْس الدِّين ابن السَّلْعوس ليلة الاثنين مستهلّ جُمادى الآخرة.
1478 -
وتُوفِّي وجيهُ الدِّين ابن الكُوَيْك
(2)
التَّكْرِيتيُّ يوم الخَمِيس رابع جُمادى الآخرة، ودُفِنَ بباب الصَّغير.
وكان وقعَ من فَرَسٍ على حَجَر وحَطّمته الفَرسُ
(3)
، رحمه الله.
• - وفي ليلةِ الخَمِيس رابع جُمادى الآخرة وقعَ من ابن مؤذِّن القَلْعة ومن رَفيقٍ له عبدٍ أسود أمرٌ عظيم، وهو أنهما عَمِلا على النُّزول على الحُرَم السُّلْطانية، فنزلَ أحدهما وبقي الآخر يريد النُّزول ففُطن بهما فمُسِكا وحُبِسَا وكُوتب فيهما، فأُمر بتسميرهما فسُمّرا، ثم ماتا في سابع الشَّهْر
(4)
.
• - وفي ليلةِ الاثنين ثامن جُمادى الآخرة دخلَ الشَّيخُ بُرهانُ الدِّين ابنُ الشَّيخ تاج الدِّين الفَزَاري على بنت قاضي القُضاة شهاب الدِّين الخُوَيِّي.
1479 -
وفي ليلةِ الخميس عاشِر جُمادى الآخرة تُوفِّي الحاجُّ إبراهيمُ
(5)
بنُ إياسِ بنِ عبد الله النِّظاميُّ الحَلَبِيُّ، المقيمُ بمصرَ وقت الثُّلُث الأخير من الليل، ودُفِنَ من الغد بالقَرافة بعد أن صُلِّي عليه بجامع مِصْر وبالمُصَلَّى.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 681.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 739.
(3)
قال الذهبي: "وأظنها وقعت فوقه".
(4)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 681.
(5)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 723.
روى "جُزء الدّارع" عن ابن خَلِيل.
ومَولدُه بحَلَب في عاشر المُحَرَّم سنة أربع وثلاثين وستِّ مئة.
1480 -
وفي ليلة السَّبْت خامس جُمادى الآخِرة تُوفِّي الفقيهُ شَمْسُ الدِّين الجِيليُّ
(1)
الساكن بالنّاصرية بدمشق.
1481 -
وفي يوم الأحد السّابع والعشرين من جُمادى الآخرة تُوفِّي الشَّيخُ ناصرُ الدِّين ابنُ البَخْتَريّ
(2)
، ودُفِنَ من يومه بمقابر باب الفَراديس.
وكان رجُلًا جيِّدًا يجلس بالعادلية بين يدي نُواب القُضاة.
1482 -
وفي العَشْر الأخير من جُمادى الآخِرة تُوفي الشيخُ الصّالحُ أحمدُ
(3)
المعروف بالشَّعْفُور، البَعْلَبَكّيُّ، اليُونينيُّ، ببعلبك.
1483 -
وفي يوم الخَمِيس الرابع والعشرين من جُمادى الآخرة تُوفِّي الشَّيخُ الصّالح الخَطِيب شَرَفُ الدِّين أبو عَمْرو عُثمان
(4)
بنُ يوسُف بن أبي الفَرَج التَّنوخيُّ خطيبُ حَرَسْتا، وصُلِّي عليه يوم الجُمُعة بجامع القَرْية، ودُفِنَ هناك.
رَوَى عن ابن اللَّتِّي "المئة الشُّريحية" و"مُسنَد عَبْد بن حُمَيْد"، وكان رجلًا صالحًا.
ومَولدُه سنة اثنتي عَشرة وستِّ مئة تقريبًا.
ويُعرف بابن كَوَانُو.
وبينَهُ وبينَ الشَّيخ زين الدِّين المُهَذَّب قَرابة.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(4)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 74 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 732.
1484 -
وفي يوم السَّبْت السّادس والعِشْرين من جُمادى الآخرة آخر النهار تُوفِّي الشَّيخُ الفقيهُ الإمامُ العالمُ الزّاهدُ العابدُ بدرُ الدِّين أبو بكر
(1)
بنُ إبراهيم بنِ عبد الرَّحمن ابن النَّقِيب الشافعيُّ، وصُلِّي عليه ظُهْر يوم الأحد بجامع دمشق، ودُفِنَ بتُربةِ والده بسَفْح قاسِيُون بقُرب الجامع المُظَفَّري.
رَوَى عن إسماعيل العِراقي، وعُثمان ابن خَطِيب القَرافة، وفَرَج الحَبَشيّ، وجماعةٍ.
وكانَ رجلًا صالحًا، مُبارَكًا، متعبِّدًا، مُنقطعًا إلى الخَيْر، كثيرَ السُّكون، عديمَ الشَّرِّ. وكان مُعيدًا بالمدرسة الإقبالية، ومقيمًا بدار الحديثِ الأشرفية، رحمه الله تعالى.
1485 -
وفي يوم الأحد السّابع والعشرين من جُمادى الآخرة تُوفِّي الشَّيخُ الخطيبُ نجيبُ الدِّين أبو حَفْص عُمَرُ
(2)
ابنُ الخطيب نَجِيبِ الدِّين أبي حامد عبدِ الله ابن الشَّيخ الزّاهد الخَطِيب موفَّق الدِّين أبي حَفْص عُمَر بن يوسُف بن يحيى بن عامر بن كامل المقدسيُّ، خطيبُ بَيْت الآبار
(3)
، وصُلِّي عليه في السّاعة الرّابعة من نهار الاثنين بجامع بيت الآبار، ودُفِنَ في مَقْبَرة القَرْية عند والده، حضرتُ دفنَهُ.
وكان حَسَنَ الهَيْئةِ، مليحَ الشَّكْل، فصيحَ العِبارةِ، كثيرَ التِّلاوةِ. رَوَى عن ابن اللَّتِّي، والفَخْر الإرْبِليّ، وعن والدِه وأعمامِه، وأبي الغَنائم سالم بن صَصْرَى، والشِّهاب ابن النَّصُولي، والتاج بن أبي جعفر القُرْطبيّ، وغيرهم.
ومَولدُه سَحر ليلة الجُمُعة العشرين من جُمادى الآخرة سنة عشرين وستِّ مئة بجامع قرية بيت الآبار.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 74 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 740.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 74 - 75 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 733.
(3)
عن بيت الآبار. ينظر: معجم البلدان 1/ 519.
1486 -
وفي جُمادى الآخرة تُوفِّي الشَّيخُ أبو عَمْرو عُثمان
(1)
بنُ خَضِر بن غُزِّي
(2)
بن عامر بن عبد الله بن عليّ بن مُحمد الأنصاريُّ القاهريُّ الشارِعيُّ المؤدِّبُ، بالقاهرة.
رَوَى لنا عن مُكْرَم بن أبي الصَّقْر. وسَمِعَ من ابن باقا أيضًا.
ومَولدُه في سنة ست عشرة وستِّ مئة باليانسيّة من الشارع ظاهر القاهرة.
رجب
1487 -
في يوم الأحد خامس رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ مُحْيي الدِّين يحيى
(3)
بنُ أحمدَ بنِ عليّ بن ياسين الحِمْيَريُّ، المعروفُ بابن المُعَلِّم، ودُفِنَ من يومه عَصْر النَّهار بسَفْح جبل قاسِيُون.
رَوَى "صحيحَ البُخاريّ" عن ابن الزَّبِيديّ. وله شعر. وكان رجُلًا جيِّدًا، فَقِيرًا، مُتواضعًا.
1488 -
وفي ليلة الأربعاء ثامن رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ أبو الحجّاج يوسفُ
(4)
بنُ عبد العظيم بن يوسُف بن عليّ بن داود بن حُميد الصَّنّاج، وصُلِّي عليه من الغد بجامع مِصْر بعد الظُّهر، ودُفِنَ بالقَرافة.
ومَولدُه في ليلة الجُمُعة عاشر شَهْر رمضان سنة سبع عشرة وستِّ مئة بمصر.
سمع من مُكْرَم بن أبي الصَّقْر "الموطّأ"، وسَمِعَ من أبي الفَضْل عبد الله بن إسماعيل بن رَمَضان. وكان ضريرَ البَصَر.
• - وانتقلَ أهلُ سوق الحَرِيريّين بدمشقَ إلى قيسارية القُطْن
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 72 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 732.
(2)
الضبط من النسخة.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 74 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 739.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 740.
في يوم الأحد خامس رَجَب، ألزمهم بذلك ابنُ جَرَادة وكيل الأمير سيف الدِّين طُغْجِي الأشرفِيّ
(1)
.
1489 -
وفي بُكْرة السَّبْت رابع رَجَب تُوفِّي علاءُ الدِّين عليُّ
(2)
بنُ إسكندر بن مُحمد الخَيّاط.
وكان شابًّا جيِّدًا. فقيهًا بالقَيْمُرية.
وسمع معنا الحديث، وكان له ثَبَت. وبقي أبوه بعدهُ مُدَّة.
1490 -
وقُتل على قَلْعة الرُّوم مُعينُ الدِّين مُحمدُ
(3)
ابنُ الشَّيخ نجم الدِّين عُمَر بن أبي القاسم بن أبي الطَّيِّب.
وكان شابًّا كثيرَ المُخالطة والعِشْرة والبَسْط، رحمه الله.
• - وأُفْرِجَ عن الأمير عَلَم الدِّين الدَّوَادارِيّ عَقِيب فَتْح قَلْعة الرُّوم، ودُقّت البشائر على باب داره بدمشق
(4)
.
1491 -
وقُتِلَ الأمير شَرَفُ الدِّين ابن الخَطِير
(5)
على قَلْعة الرُّوم يوم الجُمُعة عاشر رَجَب.
• - وكان فَتْح قَلْعة الرُّوم في يوم السَّبْت حادي عَشَر رَجَب قَهْرًا بالسَّيف، ووصلت البشارة بذلك ضُحَى نهار الاثنين ثالث عَشَرِه إلى دمشق، ودُقَّت
(1)
إنما فعل ذلك لأن سيف الدين طغجي هذا كان قد اشترى قيسارية القطن من بيت المال بمرسوم من السلطان، فنقل سوق الحريريين إليها.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(4)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 682 بتفصيل أكثر.
(5)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 729، قال:"من أمراء دمشق في الدولة المنصورية. وكان شابًّا مليح الشكل، فيه لعب وانبساط، فلما تملك الأشرف وحاصر عكا رآه، وخفّ على قلبه، وصار من ندمائه، فأخذه معه إلى مصر، ومات شهيدًا على قلعة الروم قبل أن يتكهل، وخلّف ابنين أحدهما من حجّاب دمشق"، وتنظر البداية والنهاية 15/ 560.
البَشائر، وزُيِّن البَلَد. ثم وردت الكُتُب بالفَتْح من السُّلطان الملك الأشرف وغيرِه في نصف الشَّهْر يوم الأربعاء، وقُرِئت بمَقْصورة الخَطابة. وبعد فَتْحها رحلَ السُّلطان بالعساكر المصرية إلى حَلَب. وأقامَ الأمير علم الدِّين الشُّجاعيُّ بعَسْكر الشّام عليها، لعمارتها وتَرْميم ما تَشَعَّث منها
(1)
.
• - ولما توجَّه السُّلطان إلى حَلَب بعد فَتْح قَلْعة الرُّوم عزلَ منها الأمير شَمْسَ الدِّين قَراسُنْقُر المَنْصوريّ، وولَّى عِوَضه الأمير سَيْفَ الدِّين بَلَبان السِّلَحْدار المنصوريّ المعروف بالطَّبّاخي، ووَلَّى عِوَضَهُ في الفتوحات الأمير سَيْف الدِّين طُغْرِيل الإيغاني. ووَلَّى في قلعة الرُّوم الأميرَ عزّ الدِّين المَوْصلي، فامتنعَ، فغَضِبَ عليه السُّلطان ومسكَهُ، وولَّى في قَلْعة الرُّوم الأمير جمال الدِّين آقوش الفارسيّ، فبقي أيامًا وماتَ، فوَلَّى السلطانُ الأميرَ عزّ الدِّين المَوْصلي المَذْكور، فلم يُمْكنه أن يُخالف
(2)
.
• - وفي أواخر رَجَب فَتَحَ الأمير عَلَمُ الدِّين الشُّجاعيُّ الزّاكات، وهي حُصونٌ ممتنعة للأرمن على الفُرات، وأخذَ منها قريبًا من ألف نَفَر
(3)
.
1492 -
وفي بُكْرةِ السَّبْت الحادي والعشرين من رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ الكبيرُ الشَّريفُ العالمُ الفاضلُ شَمْسُ الدِّين أبو الحَسَن عليُّ
(4)
بنُ مُحمد بن أحمد بن علي الحَسَنيُّ الحَلَبيُّ الميناويُّ الزجّاجُ، بمصرَ، وصُلِّي عليه بجامع مصر بعد الظهر، ودُفِنَ بالقَرافة.
(1)
ينظر: تاريخ الإسلام 15/ 681، والبداية والنهاية 15/ 559 - 563.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 681.
(3)
نفسه.
(4)
ترجمته في: قلائد الجمان لابن الشعار 4/ 137، وتلخيص مجمع الآداب 4/ 368 (إيران)، وتاريخ الإسلام 15/ 733، وذيل التقييد 2/ 211.
سَمِعَ "صحيحَ البُخاري" بحَلَب من ابن رُوْزْبة، وسَمِعَ بالقاهرة من ابن المُقيَّر، وابن الجُمَّيزي، وابن الجَبّاب.
ومَولدُه بحَلَب في شوّال سنة ثمانِ وستِّ مئة.
وكان أحد المعدَّلين بمصرَ يشهد على باب الجامع.
قرأتُ عليه بمصرَ أحاديث من "الأربعين" لابن المقيَّر، بسماعه منه.
1493 -
وفي بُكرة الأحد السادس والعشرين من رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العالمُ المقرئ رضيُّ الدِّين أبو الفَضْل جعفرُ
(1)
ابنُ القاضي الصَّدْر بهاءِ الدِّين القاسم بن جعفر بن عليّ بن مُحمد بن جَيْش الرَّبَعيُّ، المعروف بابن دَبُوقا الضَّرير، وصُلِّي عليه ظُهْر الأحد بجامع دمشق، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون، بتُربةٍ لهم على نَهْر يزيد في وسط السُّوق. سَمِعَ من السَّخاويّ وقرأ عليه القراءات السَّبْعة. وأقرأ القراءات مُدةً بجامع دِمَشق.
وكانَ رجُلًا فاضِلًا، جيِّدَ النَّظْم، له محفوظاتٌ يُكرِّر عليها إلى حين موته.
ومولدُه بُكرة الاثنين الرابع والعشرين من ذي الحجة سنة إحدى وعشرين وستِّ مئة بحَرّان.
وكانَ خدمَ في جهات الكِتابة قبل العَمَى، فلما عَمِيَ أقبلَ على إقراءِ القُرآن ومُلازمة العبادة.
قرأتُ عليه عدة ختمات ولازمتُهُ مدّةَ سنين، رحمَهُ اللهُ تعالى.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 75 - 76 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 725، والعبر 5/ 372 وتحرف فيه "جيش" إلى حبيش، والمشتبه 281، ومعرفة القراء الكبار 2/ 706، وعيون التواريخ 23/ 121، والوافي بالوفيات 11/ 124 وتحرف فيه "جيش" إلى "حبيش" أيضًا، وغاية النهاية 1/ 194، ونهاية الغاية، الورقة 37، وتوضيح المشتبه 4/ 12، والنجوم الزاهرة 8/ 36، والمنهل الصافي 4/ 369، وشذرات الذهب 7/ 730 وتحرف فيه "جيش" إلى "حبيش" أيضًا.
1494 -
وفي ليلة الثلاثاء الثامن والعشرين من رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ عبدُ الله
(1)
بنُ مُحمد بن عبد الله المَوْصليُّ الفقير، المعروف بعبدَة، ودُفِنَ من الغد بمقابر الصُّوفية.
سَمِعَ من سِبْط السِّلَفي مع صَدْر الدِّين ابن الرِّفاعيّ ومات، ولم يظهر سماعه. وكان مُجاورًا بالجامع يَجْلسُ بين باب النطّافين والكَلّاسة.
1495 -
وفي يوم الخَميس سَلْخ رَجَب تُوفِّيت أمُّ أحمد فاطمةُ
(2)
بنتُ أحمد بن يحيى ابن الشَّيخ أبي الحُسين الزّاهد، ودُفِنَت آخر النَّهار بسَفْح قاسِيُون.
رَوَت لنا عن ابن اللَّتِّي، وسَمِعَت من ابن الزَّبِيديِّ أيضًا.
وكانت امرأة مُباركة
(3)
، ويُعرف أبوها بابن تَوْبة.
[شَعْبان]
1496 -
وفي يوم الثلاثاء الخامس من شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ الجليلُ العَدْلُ الأصيلُ علاءُ الدِّين أبو الحَسَن عليُّ
(4)
ابنُ العَدْل ضياء الدِّين أبي بكر بنِ أبي الفَتْح نَصْر الله بن مُحمد بن محفوظ بن صَصْرَى الرَّبَعيُّ التَّغْلبيُّ الضَّريرُ، وصُلّي عليه عَصْر النهار بجامع دمشق، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.
سَمِعَ "صحيحَ البُخاري" كاملًا على عبد الجليل بن مَنْدُوْيَة، والشَّمْس السُّلَمِيّ العَطّار في سنة ستٍّ وستِّ مئة. وسَمِعَ من المَجْد القَزْوينيّ، وجماعة.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 1/ 734، وستأتي ترجمة أخيها علي في هذه السنة (الترجمة 1528).
(3)
قال الذهبي: "كانت ساذجة بلهاء".
(4)
ترجمته في: تلخيص مجمع الآداب 4/ الترجمة 1548 (ط. دمشق)، وتاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 75 - 76 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 733، والعبر 5/ 372، وذيل التقييد 2/ 230، والنجوم 8/ 36، وشذرات الذهب 7/ 730.
وهو آخر من روى بالسَّماع عن ابن مَنْدُوْيَة. وكان عَدْلًا يشهد على القُضاة. فلما أضرَّ انقطع في بيته مدّة سنين.
قرأتُ عليه المئة المُنقاة من "صحيح البُخاري"، وسمعتُ منه أحاديث من "شَرْح السُّنة" للبَغَوي، وغير ذلك.
1497 -
وفي رابع عَشَر شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ بهاءُ الدِّين أبو المَجْد سُليمانُ
(1)
بنُ أبي بكر عبدِ الله بنِ محمد بن الحُسين بن حَمْزة بن الحُسين البَهْرانيُّ الحَمَويُّ، سِبط عليّ بن عبد الوهّاب القُرشيِّ، المعروفُ بابن الحَبَقْبَق، ودُفِنَ بباب الصَّغير.
وكانَ من شهود حَماة، سمِعَ من زين الأُمناء ابن عَساكر، وفَخْر الدِّين ابن الشَّيْرَجيّ، ومُحمد بن غَسّان، والنّاصح ابن الحَنْبليّ، وسالم بن صَصْرَى، ومن عمَّتَي والدته: كريمة، وصَفِيّة، ابنتي عبد الوهّاب بن علي القُرشِي.
سمعتُ منه بحماة ودمشق.
ومَولدُه في آخر سنة ست عشرة وستِّ مئة، أو أول سنة سبع عشرة.
وأُقعِدَ في آخر عُمُره ثلاث سنين.
وكانَ جدُّ والده القاضي أبو القاسم الحُسين بن حَمْزة قاضيًا بحَماة في زَمَن صلاح الدِّين، وكذلك عَمّه القاضي محيي الدِّين حمزة بن مُحمد وَلِيَ قضاء حَماة أيضًا.
1498 -
وفي ليلة الخامس من شَعْبان تُوفِّي مُحمدُ
(2)
ابنُ الملك الظّاهر شاذي ابن الملك النّاصر داود، ودُفِنَ بالتُّربة المُعَظمية.
وكان شابًّا، رحمه الله تعالى.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 727.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وتقدمت ترجمة والده الملك الظاهر شاذي بن داود في وفيات سنة 681 هـ من هذا الكتاب.
• - ونُصِبَ الدِّهْليز على الزَّنبقيّة يوم الجُمُعة سادس عَشَر شَعْبان، وهو الدِّهْليز الثاني، بحضور المُشِدّ والوُلاة وجماعة من الناس.
• - وفي يوم الثُّلاثاء ثالث عَشَر شَعْبان بَدَرت من جمال الدِّين المُحَقِّق مُعيد القَيْمُرية هفوة، فقامَ مدرِّس المَدْرسة صدر الدِّين ابن رَزِين وشَكاهُ، وجرت أمور أوجبت أنّ المُحقق أسلمَ عند القاضي شرَف الدِّين الحَنْبلي وحَكَمَ بإسلامه وحَقْنِ دَمِهِ، وتركَ إعادة القَيْمُرية، وقايضَ نجمَ الدِّين الدِّمشقيّ إلى إعادة الرَّواحية
(1)
.
1499 -
وفي ليلة الاثنين الحادي عَشَر من شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ الجليلُ الفاضلُ عزُّ الدِّين أبو العزّ يوسُفُ
(2)
بنُ عبد المُحْسِن بن يوسُف الشّارعيُّ، الحَمْزيُّ الواعظُ، بالقاهرة، ودُفن من الغد بالقَرافة.
سَمِعَ من ابن باقا، وابنِ عماد، وغيرِهما.
ومَولدُه سنة ثمانٍ وستِّ مئة بالشّارع.
ووعظَ مدّة، وعَلَّم النّاسَ الوعظَ.
قرأتُ عليه جزأين من "الخِلَعيات"، عن ابن عِماد، وهما: الثاني والثالث، بالجامع الأزهر بالقاهرة، وأحاديث من "رباعيات النَّسائي"، عن ابن باقا بمسجد بخان مَسْرور.
1500 -
وفي بُكْرة الخَمِيس رابع عَشَر شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ شَمْسُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(3)
بنُ أبي الفَضْل مُحمد بن أبي الوَرْد وَرْد بن أبي القاسم
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 681.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 73 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 740، وذيل التقييد 2/ 329. وهو مما يستدرك على ابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب، في الملقبين بعز الدين.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 738.
عبد الله بن عبد الرحمن الدِّمشقيُّ، المعروفُ بابن وَرْد، برباط الأفْرَم ظاهرِ مصرَ، ودُفِنَ من يومه بعد العَصْر.
رَوَى "صحيحَ البُخاري"
(1)
عن ابن الزَّبِيدي، وسَمِعَ من جماعةٍ غيره بدمشق.
ومَولدُه في رابع رَجَب سنة ستٍّ وعشرين وستِّ مئة بدمشق.
1501 -
وفي يوم الاثنين الثامن عَشَر من شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ أبو حَفْص، عُمَرُ
(2)
بنُ عبد الرَّحمن بن عبد العزيز بن عليّ المَخْزوميُّ، ابنُ الصَّيْرَفيِّ، في آخر النَّهار، وصُلِّي عليه من الغَد بباب زَوِيلة، ودُفِنَ بالقَرافة.
سَمِعَ من مُكْرَم بن أبي الصَّقْر. وكان يسكن الحِكْرَ ظاهر القاهرة.
1502 -
وفي يوم الثُّلاثاء التّاسع عَشَر من شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ المُسندُ عمادُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(3)
بنُ عبد الرَّحمن بنِ عبد الرَّحيم بن رَمَضان بن عليّ بن هبة الله بن مُلْهم الصّائغُ القُرشيُّ الدِّمشقيُّ، ودُفِنَ من الغد بتربته بسَفْح قاسِيُون، بعد أن صُلِّي عليه الظُّهْر بالجامع المُظفَّريّ.
سَمِعَ من ابن الزَّبِيدي، وابن اللَّتِّي، والفَخْر الإرْبِليّ، وغيرِهم. وحضرَ على أبي مُحمد الحَسَن بن عليّ بن البُنّ.
ومَولدُه ليلة السَّبْت خامس ربيع الأول سنة ثمان عَشْرة وستِّ مئة بدمشق.
وكان رجُلًا جيِّدًا، من عُدولِ دمشقَ، وله وقْفٌ على مُسَمِّع وقارئ حديث بالجامع المُظفَّريّ، ووَقْفٌ على تُربتِه أيضًا.
(1)
ذكر الذهبي أن سماعه للصحيح في الخامسة.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 733.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 77 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 737، وهو مما يستدرك على ابن الفوطي في الملقبين بعماد الدين من تلخيص مجمع الآداب.
ورأيتُ خَطَّه في إجازة سنة ستِّين وستِّ مئة. وسَمِعَ منه ابنُ الخَبّاز سنة ستٍّ وستِّين عن ابن البُنّ.
• - ودخلَ السُّلْطان الملكُ الأشرفُ إلى دمشقَ في بُكْرة الثُّلاثاء تاسع عَشَر شَعْبان
(1)
، واحتُفِلَ لدخوله كما جَرَت العادة من البَسْط وغيرِه، ودخلَ بين يديه الأسرى وخليفة الأرْمَن.
• - ودخلَ قبله بيومين الصّاحب شَمْسُ الدِّين ابن السَّلْعُوس من طريق بَعْلَبك.
• - ووردَ بَعْلَبك في أثناء هذا الشَّهر الأميرُ بَدْرُ الدِّين بَيْدَرا بمعظم العساكر المصرية، ومعه من أعيان الأُمراء: شَمْسُ الدِّين سُنْقُر الأشقَر، وشمسُ الدِّين قَرَاسُنْقُر المَنْصوريُّ، وبَدْر الدِّين بَكْتُوت الأتابكيُّ، وبَدْر الدِّين بَكْتُوت العلائيُّ، وغيرُهم، وقصدَ جَبلَ الجُرديّين والكسروانيّين، ولقِيه من جهة السّاحِل الأميرُ رُكْن الدِّين طَقْصو، وعزُّ الدِّين أيْبَك الحَمَوي، وغيرُهما من الأمراء، وتلاقوا إلى الجَبَل. وقد حَضَرَ إلى الأمير بَدْر الدِّين بَيْدَرا من كَسَر حِدَّته وأثنَى عَزْمَهُ عنهم، فحصلَ الفُتور في أمرهم وتمكّنوا من بعض العَسْكر في تلك الجبالِ الوَعرة فنالُوا منهم، وعادَ العَسْكر شبه المَكْسور، وحَصَلَ للجَبَلِيين الطمع والقوة، وخُلِعَ على جماعة منهم، وأُجيبوا إلى جميع ما سألوا، وطَلَبوا مَحابيسَ لهم بدمشقَ أرباب جَرائم عَظِيمة فأُطلقوا لهُم وحصلَ لهم من القَتْل والنَّهْب وبلوغ المَقاصد ما لم يكن في حِسابهم، وحصل لكثير من العَسْكر من الوَهْن والغُبْن ما لا يُعَبَّر عنه، وكل ذلك لسوء التدبير وكثرة الطَّمَع والإهمال والإصْغاء إلى من يغشّ المسلمين
(2)
.
(1)
هكذا في النسخة، ووقع بخط الذهبي: تاسع شعبان. تاريخ الإسلام 15/ 682.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 682.
• - وتَوجَّه الأميرُ بَدْرُ الدِّين بَيْدَرا إلى دمشقَ فتلقّاهُ السُّلطان وترجَّل له عند السَّلام، ثم بعد ذلك عَتَبَهُ على ما حَصَلَ من التَّفْريط، فحملَ على خاطِره ومرضَ مرضةً قويّةً، وزارَهُ السُّلطان، ثم عُوفي وتَصَدَّق السُّلطانُ عنه بجملةٍ وتصدَّقَ هو أيضًا عن نفسه بألفي دينار، وتركَ كثيرًا مما كان بيده من الضَّمانات، وأطلقَ السُّلطان كثيرًا ممّن كان في السُّجون، وعُمِلَ لأجل عافيته خَتْمة بجامع دمشق في ليلة الخميس ثالث عشر رمضان حَضَرها القُراءُ والفُقهاءُ والأمراءُ
(1)
.
1503 -
وفي ليلةِ الأربعاء العشرين من شَعْبان تُوفِّي الحاجُّ أبو الحَرَم
(2)
بنُ أبي الوَرْد بن عبد الله الغاسِل للأموات بقرية سَقْبا، وصُلِّي عليه الظُّهر يوم الأربعاء بالمدرسة الزَّنْجِيلية، ودُفِنَ بمقبَرة باب تُوما.
وكان شيخًا مليحَ الشَّيْبة، مشهورًا في وظيفته.
1504 -
وفي هذه اللَّيلة تُوفِّي أيضًا الأميرُ شَرَفُ الدِّين عيسى
(3)
ابنُ الأمير الكبير عَلَم الدِّين سَنْجَر الدَّواداريّ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.
وكانَ من أجناد والده، وسَمِعَ من أصحاب البُوصيريّ. ولم يُحدِّث.
1505 -
وفي يوم السَّبْت الثالث والعشرين من شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ الجليلُ الصَّدْرُ نَجْمُ الدِّين أبو مُحمد عبدُ المُنْعم
(4)
ابنُ الشَّيخ نَجِيب الدِّين عبد اللطيف بن عبد المُنعم بن عليّ بن نَصْر بن مَنْصور بن هبة الله بن الصَّيْقل الحَرّانيُّ، بالإسكندرية.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 682.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 741.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 731، ووالده النجيب عبد اللطيف صاحب المشيخة المشهورة تقدمت ترجمته في وفيات سنة 672 هـ.
رَوَى لنا عن الشَّيخ موفَّق الدِّين ابن قُدامة، والفَخْر الفارسيِّ، وابن عِماد، والفَخْر ابن تَيْمية، والقاضي زَيْن الدِّين الدِّمشقيّ، وابن الزَّبِيديّ، وسَمِعَ من غيرِهم.
مَولدُه في سنة ثمانٍ وستِّ مئة بحرّان.
وكان من العُدُولِ الأخيارِ الأعيان.
قرأتُ عليه بالإسكندرية عَشرة أجزاء.
1506 -
وفي عَشِيّة الخَميس الثامن والعِشْرين من شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ معينُ الدِّين أبو الحَسَن عليُّ
(1)
ابنُ القاضي أبي القاسم بنِ عبدِ الرَّحمن بن أبي حَفْص عُمَر بن عليّ الزُّهْريّ الصِّقِلّيّ الإسكندريِّ، بالإسكندرية، ودُفِنَ يوم الجُمُعة.
رَوَى لنا عن جَعْفر الهَمْدانيُّ "المجالس السَّلَمَاسِيّة".
ومَولدُه ليلة عيد الأضحَى سنة اثنتي عَشرة وستِّ مئة بالإسكندرية.
وكان من العُدُول، ومن الكُتّاب المُتَصرِّفين.
رَمَضان
1507 -
في أوائل شَهْر رَمَضان أو أواخر الذي قبلَهُ تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ شَمْسُ الدِّين أحمدُ
(2)
ابنُ الأمير جمالِ الدِّين مُحمد بنِ أحمدَ بن يَمَن
(3)
العُرْضِيُّ، ثم الدِّمشقيُّ، بوادي فَحْمَة
(4)
، ودُفِنَ هناك.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 732 - 733.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 722.
(3)
الضبط من خط الذهبي في تاريخ الإسلام بفتحتين.
(4)
وادي فحمة، لم يذكره ياقوت في معجم البلدان، وهو في فلسطين في الطريق إلى البلاد المصرية، كما يستفاد من تاريخ الإسلام 15/ 813.
وجدتُ سماعَهُ على الرَّشيد بن مَسْلَمة
(1)
، ولم يُحدِّث. وكانَ يشهد على القُضاة وتحتَ السّاعات، ووَلِيَ خَطابة المِزّة مدّة.
وهو سِبْط قاضي القُضاة صدر الدِّين ابن سَنِيّ الدَّولة.
1508 -
وفي ليلة السّابع من شَهْر رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ سُليمانُ
(2)
بنُ مُحمد بن مُسلم الحَرِيريُّ، المُغَرْبل، المعروف بالغَثِّ، وصُلِّي عليه عَقِيب الجُمُعة بالجامع بدمشق، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.
وكان من الفُقراء المُخالطين للأمراء، وبينه وبين الشُّجاعي صُحْبة.
1509 -
وفي ليلة الأربعاء خامس شَهْر رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ الأصيلُ نورُ الدِّين أبو الثَّناء محمودُ
(3)
ابنُ قاضي القُضاة نَجْمُ الدِّين أبي البَركات عبدِ الرَّحمن ابن قاضي القُضاة شيخ المَذاهب شَرَفِ الدِّين أبي سَعْد عبد الله بن مُحمد بن أبي عُصْرُون التَّمِيميُّ بدمشق، بدار ابن عَصْرون، وصُلِّي عليه ضُحَى نهار الأربعاء بجامع دمشقُ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.
رَوَى بالإجازة عن أبي رَوْح عبد المُعِزّ، والمؤيَّد الطُّوسي، وزَيْنَب الشَّعرية، وغيرِهم.
ومولدُه في ثالث رَجَبَ سنة عَشْر وستِّ مئة بحَماة.
سَمِعتُ منه بدمشقَ وحَماة.
(1)
توفي الرشيد بن مسلمة سنة 650 هـ، ومشيخته التي حَدّث بها حققها الشيخ كامران سعد الله الدَّلوي بإشراف الدكتور بشار عواد معروف ونال بها رتبة الماجستير، ونشرتها دار الغرب سنة 2002 م.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 728، قال:"وله صورة، وفيه مردكة وقلة خير". قلنا: والمردكة لفظة فارسية تعني في أصلها الرجولة، ولعل المراد هنا أعمال الشر.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 77 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 738.
1510 -
وفي يوم الاثنين ثالث رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ عَلَمُ الدِّين أبو القاسم عبدُ الرحمن
(1)
بنُ سَلِيم
(2)
بن مَنْصور بن فُتُوح بن يَخْلُف الجُذاميُّ الإسكندريُّ، بها، ودُفِنَ من الغد.
رَوَى عن ابن عِماد جميع "الخِلَعيات". وقرأتُ عليه الثاني منها. وهو أخو الحافظ وجيه الدِّين مَنْصور
(3)
المعروف بابن العِماديّة.
ومَولدُه في سنة أربع عشرة وستِّ مئة بالإسكندرية.
وكان من عُدُول بلدِه.
1511 -
وفي يوم الجُمُعة الرّابع عَشَر من شَهْر رَمَضان تُوفِّي الشَّريفُ العَدْلُ نظامُ الدِّين أبو عبد الله مُحمد
(4)
ابنُ الشَّيخ العَدْلِ كمالِ الدِّين المُسَلَّم بن عبد الوَهّاب بن مَناقب بن أحمد بن عليّ بن أحمد بن الحَسَن بن أحمد بن
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 730.
(2)
قيده أخوه منصور في كتابه الذي ذيّل به على ابن نقطة 1/ 347.
(3)
تقدمت ترجمته في وفيات سنة 673 من هذا الكتاب.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 738. وتوهم الذهبي فذكر بعد ترجمتين فقال: "المسلم بن عبد الوهاب بن مناقب، كمال الدين الحسيني المنقذي. عن إبراهيم ابن الخشوعي، وعمر بن المُنَجى. مات في رمضان". وهذا يفترض أن يكون والده، ولكن الصواب أنه هو نفسه توهم الذهبي فترجمه مرتين، مرة باسم محمد، ومرة باسم المُسَلّم. وأما أبوه فقديم الوفاة، توفي سنة 635 هـ، وهناك ترجمهُ في تاريخ الإسلام 14/ 194 لكنه توهم في نسبه فذكر أنه من ذرية جعفر الصادق، وإنما جعفر المذكور في نسبه هو جعفر بن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، هكذا ترجمه العلامة زكي الدين المنذري في وفيات سنة 635 هـ من التكملة فقال (3/ الترجمة 2819): "وفي الحادي عشر من رجب توفي الشريف الأجل أبو الغنائم المسلم بن عبد الوهاب بن مناقب بن أحمد بن علي بن أحمد"، فذكر نسبه باختلاف أشير إليه في الحاشية والصواب ما ذُكر هنا، فيعلق على تاريخ الإسلام بهذه الفوائد. ووالده أبو الغنائم هذا ترجمه ابن الصابوني في تكملة إكمال الإكمال 297، وذكر أنه سمع منه.
الحَسَن بن عليّ بن مُحمد بن إسماعيل المُنْقِذ بن جعفر بن عبد الله بن الحُسين الأصغر بن زين العابدين عليّ بن الحُسين بن عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنهم، الحُسينيُّ المُنْقِذِيُّ، ودُفِنَ يوم السَّبْت بمقابر باب الصَّغير.
وكانَ من عُدُول تَحْت السّاعات، ووَلِيَ خَزْنَ المُصحف الكريم بمَشْهد عليّ بجامع دمشق. سَمِعَ من والده، ودِرْع بن فارس، وإبراهيم ابن الخُشُوعي، وعُمَر بن مُنَجَّى، وغيرِهم.
1512 -
وفي ليلة السَّبْت مُنتصف شَهْر رَمَضان تُوفِّي الصَّدْرُ الكبيرُ العالمُ الصّاحبُ فتحُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(1)
ابنُ القاضي مُحْيي الدِّين عبد الله ابن الشَّيخ المُقْرئ عبد الظاهر بن نَشْوان بن عبد الظاهر السَّعديُّ المِصْريُّ، بقلعة دمشق، وصُلِّي عليه ضُحَى يوم السَّبْت بسوق الخَيْل ظاهر دمشق، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون بتُربة ابن السُّوَيديّ، بالقُرب من تُربة المَوَلَّهين.
رَوَى لنا عن ابن الجُمَّيْزيّ "مشيختَهُ"، والثاني من "المَحامِليّات"، وسَمِعَ أيضًا من المُرْسي، والزّكيّ عبد العظيم، وغيرِهم.
ومَولدُه يوم الجُمُعة مُنْتصف شهر ربيع الآخر سنة ثمانٍ وثلاثين وستِّ مئة بالقاهرة.
وكان رئيسًا فاضلًا، وافرَ العَقْل، له مشاركةٌ في كثير من الفُنون. أقامَ مدّةً كاتب السِّرِّ بالدِّيار المِصْرية فلم يُنقَم عليه شيءٌ، وكانت الأمور مُسَدَّدة، ولم يتغيَّر عليه السُّلطان مع كثرةِ المُعاندين، ودامَ على رياسته ومَنْصبه إلى أن مات.
(1)
ترجمته في: تلخيص مجمع الآداب 4/ الترجمة 1879، وتاريخ الإسلام 15/ 736، والعبر 5/ 373، والوافي بالوفيات 3/ 366، وعيون التواريخ 23/ 124، والبداية والنهاية 15/ 566، والنجوم الزاهرة 8/ 35، والدليل الشافي 2/ 622، وشذرات الذهب 7/ 731.
1513 -
وفي يوم السَّبْت مُنْتصف رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ الفاضلُ الصَّدرُ سعدُ الدِّين أبو الفَضْل سعدُ اللهُ
(1)
بنُ مَرْوان بن عبد الله الفارِقيُّ، الكاتبُ بالمدرسة الناصرية بدمشق، قبل العصر، وصُلِّي عليه بُكْرة الأحد بجامع دمشق، ودُفِنَ بسَفْح جبل قاسِيُون بتُربة ابن الخَطِيريّ بالقُرب من الرِّباط النّاصري.
ومَولدُه سنة خمسٍ وثلاثين وستِّ مئة.
وكانَ فاضلًا في النَّظْم والنَّثْر، وعنده ديانة وأمانة ومُروءة، ويَبْتكرُ المعاني الحِسان، وإنشاؤه بديع، ونَظْمُهُ فائقٌ. ولم يَزَل متقدِّمًا قاضيًا لحوائج النّاس، مُثابرًا على الإحسان.
سَمِعَ من كريمةَ، والسَّخاويِّ، وابنِ رَوَاحة، وابن خليل، والحافظ ضياء الدين، وغيرِهم.
قرأتُ عليه "موافقات" ابن مَنْدَة، و"موافقات" الرُّسْتُمي، بسماعه من كريمة، وغير ذلك.
1514 -
وفي يوم الأحد سادس عَشَر شهر رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ بهاءُ الدِّين أبو حَفْص عُمَرُ
(2)
بنُ مُحمد بنِ عبد العزيز بن أحمدَ بنِ عُمَر بن سالم بن باقا، بالقاهرة، وصُلِّي عليه بعد العَصْر من يومه، ودُفِنَ بسَفْح المُقطَّم.
رَوَى لنا عن جَدّه أحاديث من "رُباعيات" النَّسائي. وسَمِعَ من غيرِه.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 77 - 78 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 727، والعبر 5/ 372، وتكملة السير 1/ 379، والوافي بالوفيات 15/ 187، وفوات الوفيات 2/ 47، وعيون التواريخ 23/ 125، وتالي وفيات الأعيان 78، والسلوك 2/ 236، وشذرات الذهب 7/ 730. وترجم ابن رافع في وفيات سنة 637 لابنه شرف الدين أحمد المتوفى بالقدس الشريف (الوفيات 1/ 143)، وستأتي ترجمة ولده الآخر محمد في وفيات سنة 717 من هذا الكتاب.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 734، وذيل التقييد 2/ 253.
ومَولدُه في العَشْر الأوسط من شَعْبان سنة إحدى وعشرين وستِّ مئة.
وكان رجُلًا جيِّدًا، يتَّجِر ويَقْتات.
1515 -
وفي ليلة الاثنين سابع عَشَر شَهْر رَمَضان تُوفِّي القاضي صَدْرُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(1)
ابنُ الشَّيخ مُحْيي الدِّين أبي الفَضْل عبد الرَّحيم بن عبدِ المُنْعم بن خَلَف، ابنُ الدَّمِيريِّ، اللخميُّ المِصْريُّ، إمامُ السُّلطان بدمشق، ودُفِنَ من الغد بسَفْح قاسِيُون.
حدَّث عن ابن الجُمَّيْزيّ بالحديث المُسَلْسل، ولبسَ منه الخِرْقة عن السِّلَفي. وسَمِعَ أيضًا من الرَّشيد العَطّار. وهو من شيوخ أبي العلاء البُخاريّ.
• - وفي العَشْر الأخِير من شَهْر رَمَضان أُحْضِرَ الأميرُ عَلَمُ الدِّين الدَّواداري من الاعتقال بالدِّيار المِصْرية إلى دمشق، وخُلِعَ عليه وأُعطيَ خُيولًا وقُماشًا وذَهَبًا، وأُفرجَ له عما احتيطَ عليه من موجودِه، ورُسِمَ له بالتوجّه صُحْبة السُّلطان إلى الدِّيار المِصْرية
(2)
.
1516 -
وفي يوم السَّبْت الثاني والعِشْرين من شَهْر رَمَضان تُوفِّي العَدْلُ زينُ الدِّين عُمَرُ
(3)
ابنُ شيخِنا كمال الدِّين عبد الرَّحيم بن أحمدَ بن عبد الله بن عبد الرَّحمن بن سُلطان بن يحيى القُرشيُّ، بظاهر دمشق، بالنَّيْرَب، ودُفِنَ بسَفْح جبل قاسِيُون.
وكانَ يشهدُ تحتَ السّاعات.
من بيت القاضي زكيّ الدِّين، رحمه الله.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 737.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 682.
(3)
لم نقف على ترجمته في غير هذا الكتاب، وتقدمت ترجمة أبيه عبد الرحيم في وفيات ربيع الآخر من سنة 682 هـ من هذا الكتاب.
• - وجَلَسَ السُّلطان الملكُ الأشرفُ بدار العَدْل بدمشقَ يوم الخميس عاشِر شَهْر رَمَضان.
• - وفي يوم الجُمُعة رابع عَشَر رَمَضان أقامَ عَسْكر مِصْرَ بدمشق النَّيْروز، وهو يوم لَعِبٍ عندهم وتنزُّه وفَرْحة، فوافقَ هذا اليوم وهم بدمشق، فعَمِلُوا ذلك، وحَصَلَ تشويشٌ على الناس، لكونِه خلاف العادة بدمشق.
1517 -
وفي يوم الأحد سادس عَشَر رَمَضان تُوفِّي الأميرُ بُغْدِي
(1)
سِلَحْدار السُّلطان بقَلْعة دمشق، ودُفِنَ بباب الصَّغير.
• - ووَلِيَ الخطابةَ بجامع دمشق الشَّيخُ الإمامُ الخطيبُ موفَّقُ الدِّين أبو المعالي مُحمد ابنُ الصَّدْر الكبير عزِّ الدِّين أبي مُحمد مُحمد بن أبي المكارم الفَضْل بن عبد المُنعم بن حُبَيش البَهْرانيّ الحَمَوي، وباشَرَ الخَطابة والإمامة يوم الجُمُعة الثامن والعِشْرين من شَهْر رَمَضان، عِوَضًا عن الشَّيخ عزّ الدِّين الفاروثيّ
(2)
.
• - وفي هذا اليوم صَلَّى بجامع دمشق في المَقْصورة السُّلطان الملك الأشرف
(3)
.
• - وفي العَشْر الأخِير من رَمَضان تولَّى الشَّيخُ رَشِيدُ الدِّين رَشِيد بن كامل الرَّقِّيُّ وكالةَ بيتِ المال بحَلَب، وتوجَّه إليها، وباشرَ ودَرَّسَ بالعَصْرُونية على عادة من تَقَدَّمه في الوكالة، وبَقِيَ على ذلك عِشْرين سنة.
• - وفي العَشْر الأخِير منه أيضًا رُسِّم
(4)
على فَخْر الدِّين ابن الشَّيْرَجيّ، وأهانَهُ الصّاحبُ وعَتَبَ عليه بسبب ديوان السُّكّر، وعَتَبَ على مُحْيي الدِّين ابن النَّحّاس، فحلفَ أنه لم يَعْلم ما جَرَى.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 682.
(3)
نفسه.
(4)
الضبط من الأصل.
• - وفي ليلة السَّبْت ويوم السَّبْت التّاسع والعِشْرين من رَمَضان نادَت المُنادية بدمشقَ على الأمير حُسام الدِّين لاجِين المَنْصوري، وكان هَرَبَ بسبب مَسْك الأمير رُكن الدِّين طَقْصو
(1)
.
شَوّال
• - وأُقيمت صَلاةُ عيد الفِطْر بالمَيْدان ظاهر دمشق، وخَطَبَ الخطيبُ موفَّق الدِّين الحَمَويّ، ولم يَحْضر السُّلطان لخروجِه في طَلَب حُسام الدِّين لاجِين، وحضرَ الصّاحب وجماعة كبيرة، ووصلَ العَسْكر الشّامي مع الأمير عَلَم الدِّين الشُّجاعي نائب السَّلْطنة بدمشق في يوم السَّبْت سابع شوّال إلى دمشقَ من قَلْعة الرُّوم، وكان تأخّر هو وجماعة هناك في مَصالح، ووَصلَ معه جماعةٌ من الأسْرَى، وتلقّاهُ الناسُ.
• - وفي هذا النَّهار قُبِضَ على الأمير شَمْس الدِّين الأعْسَر وقُيِّدَ، وأُرسِلَ إلى الدِّيار المِصْرية
(2)
.
• - وعُزِلَ الأميرُ عَلَمُ الدِّين الشُّجاعيُّ من نِيابة السَّلْطنة، ووُلِّي عِوَضه الأمير عزّ الدِّين أيبك الحَمَويّ، وباشرَ يوم الاثنين تاسع الشَّهر
(3)
.
• - وسافَر السُّلطان والوزير والعَساكر المَنْصورة من دمشقَ إلى القاهرةِ في سَحَر يوم الثُّلاثاء عاشر شَوّال بعد أن كتبَ توقيعًا بالمُسامحة بالبَوَاقي
(4)
.
• - وقُرئ تَقْليد الأمير عزّ الدِّين الحَمَويّ بنيابةِ السَّلْطنة بدمشقَ بدارِ السَّعادة في يوم الخميس ثاني عَشَر شَوّال.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 682.
(2)
نفسه.
(3)
نفسه.
(4)
نفسه.
• - وأُحْضِرَ الأمير حُسام الدِّين لاجِين مُحْتاطًا عليه إلى دمشقَ يوم الأربعاء بعد الظُّهر رابع شَوّال، ونُهبت دار بَدْر الدِّين بَكْتاش أستاذ داره.
وكانَ الأميرُ حُسامُ الدِّين لاجِين توجَّه إلى بعض أُمراء العَرَب بأرض صَرْخَد ليوصله إلى الحِجاز فقبَضَهُ وأحضرَهُ إلى السُّلطان، فقيَّدَهُ وجهَّزَهُ إلى الدِّيار المِصْرية. وكذلك مسك سُنقر الأشقر وجهّزه أيضًا
(1)
.
• - وخُلع على القضاة بدمشقَ يوم الجُمُعة سادس شَوّال.
• - وخُلع أيضًا على الأمير عَلَم الدِّين الشُّجاعيّ خِلعة نفيسة يوم الأحد ثامن الشَّهر. ولما وصلَ من قلعة الرُّوم رُسم له بالنُّزول بمنزلة المصريِّين والتَّوجّه صُحبة السُّلطان.
• - ووَلِيَ الصَّدرُ جمالُ الدِّين ابنُ صَصْرَى نَظَرَ الدَّواوين بدمشقَ يوم الأربعاء حادي عَشَر شَوّال، ولبِسَ الخِلْعة في هذا اليوم عِوَضًا عن مُحْيي الدِّين ابن النَّحّاس، وكان قد استعفَى من ذلك، وعُوِّض بنظر الخِزانة، وصُرفَ أمين الدِّين ابن هِلال
(2)
.
• - ورُتِّب الصَّدرُ أمين الدِّين ابن صَصْرَى في نَظَر الخاص، وأُفرِدَ ذلك عن تاج الدِّين ابن الشِّيرازي.
• - وتَوجَّه الحاج إلى مكةَ من دمشقَ يوم الخَمِيس تاسع عَشَر شَوّال، وأميرهم الأمير سَيْف الدِّين باسِطي
(3)
.
1518 -
وفي يوم عيد الفِطْر يوم الأحد تُوفِّي العَدْلُ شهابُ الدِّين أحمدُ
(4)
بنُ
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 683.
(2)
نفسه.
(3)
نفسه.
(4)
ترجمته في: المختار من تاريخ ابن الجزري 357، وتاريخ الإسلام 15/ 722.
أبي بَكْر بن مكّي بن عبد الصَّمد بن المُرَحِّل، ابن أخي الشَّيخ زين الدِّين وَكِيل بيت المال، ودُفِنَ بالجَبَل.
وكان يَشْهد تحتَ السّاعات.
1519 -
وفي ليلة العِشْرين من الشَّهْر تُوفِّي الأميرُ سابقُ الدِّين المَيْدانيُّ
(1)
، وحَضَر الصَّلاةَ عليه نائبُ السَّلْطنة وجماعةٌ كبيرةٌ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.
• - وفي يوم خُروج الحاجّ مُسِكَ خَطِيب جامع جَرّاح علاء الدِّين عليّ المعروف بابن الجابي وأُخِذَ ماله، واتُّهم بضَرْب الزَّغَلِ
(2)
وعَملِ الكيمياء، وضُرِبَ بدار الوالي وحُبِسَ مدّة، وأُعيد إلى الخَطابة يوم عيد الأضحى
(3)
.
• - وتَوجَّه مع الحاجّ الشَّيخُ عزّ الدِّين الفاروثيّ، وكانَ قد عُزِلَ من الخَطابة وعُوِّضَ ببعضِ المدارس فلم يَقْبل، وخَرَجنا لتوديعِه، واستنابَ عنه في مشيخة الحديث بالمَدْرسةِ الظاهريةِ الشَّيخَ تقيّ الدِّين ابن الواسطيّ، فباشرَها إلى أن مات، وحَصَلَ بذلك نفعٌ، وسَمِعَ الناسُ عليه وانتفعوا ببركتِه.
1520 -
وفي ليلة الثُّلاثاء ثالث شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ شَرَفُ الدِّين أبو بكر
(4)
بنُ إبراهيم بن عُمَر الحَلَبيُّ، المعروف بالزَّجّاج، ودُفِنَ بالجبل.
وهو أخو الصَّدْر شهاب الدِّين محمود الكاتب لأمِّه. وكان إمامًا بالتُّربة المَنْكَلانيّة وشاهدًا تحتَ السّاعات، ويَنْسخ بالأُجرة.
1521 -
وفي عَشِيَة الجُمُعة سادس شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ أبو عَمْرو
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 727، قال: "كان شيخًا تركيًّا قد شاخ وابيضت لحيته، وهو معروف بالشجاعة والفروسية
…
وكان علمه أبيض، وداره بقرب حمام كرجي".
(2)
الزَّغَل: العملة المغشوشة.
(3)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 683.
(4)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
عُثمانُ
(1)
بنُ عبد الله بن عَلّاق بن طَعّان
(2)
المُدْلِجيُّ، النَّحْويُّ، بالقاهرة، ودُفِنَ من الغد.
رَوَى عن ابن المُقَيَّر، وابن الجُمَّيزيّ.
ومَولدُه في سنة ثلاثٍ وعشرين وستِّ مئة تقريبًا.
1522 -
وفي يوم الخَمِيس التاسع عَشَر من شَوّال تُوفِّي الصَّدْرُ الكبيرُ العالمُ الفاضلُ تاجُ الدِّين أحمدُ
(3)
بنُ سعيد بن الأثير الحَلَبيُّ الكاتب، بمدينة غَزّة، ودُفِنَ ليلًا هناك. وكان تَمَرَّض بالغَوْر، ووصلَ إلى غَزّة في شِدّة المَرَض فأدركهُ أجلُه بها.
وكانَ من أعيان المُوَقِّعين، وصارَ صاحب ديوان الإنشاء بعد فَتْح الدِّين ابن عبد الظّاهر، وهو مشهورٌ بالفضيلةِ في فَنِّه ومَكارم الأخلاقِ، والإحسانِ، والتَّقَدُّم، وصُلِّي عليه بدمشقَ يوم الجُمُعة السابع والعشرين من شَوّال.
1523 -
وفي ليلة الثُّلاثاء ثالث شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ نَجْمُ الدِّين أبو بكر مُحمدُ
(4)
ابنُ العَدْلِ شَرَفِ الدِّين أبي الفَضْل مُحمدِ بن أبي عبد الله مُحمدِ بن أبي الفُتُوح مُحمد بن أبي سَعْد مُحمد بن عَمْروك، ابنُ البَكْريّ، التَّيميُّ، برباط جَدِّه بدمشق، وصُلِّي عليه ظُهْر الثُّلاثاء بجامع دمشق، ودُفِنَ بمقابر باب الصَّغير عند قَبْر جدِّه أبي الفُتُوح البَكْري.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 732.
(2)
قال الذهبي: "ضبطه الفرضي مشددًا".
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 85/ 86 (باريس)، وتالي وفيات الأعيان 33، وتاريخ الإسلام 15/ 721، والمختار من تاريخ ابن الجزري 37، ومسالك الأبصار 19/ 417، والوافي بالوفيات 6/ 392، وعيون التواريخ 23/ 129، وتاريخ ابن الفرات 8/ 147، والنجوم الزاهرة 8/ 34، والمنهل الصافي 1/ 300، وإعلام النبلاء 4/ 516 وغيرها.
(4)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 78 - 83 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 738.
رَوَى لنا بالقاهرة عن ابن اللَّتِّي، وسَمِعَ من جماعةٍ، ولم يُحدِّث بدمشقَ بشيء، فإنَّه دخلَها وهو مريضٌ، واستمر في مَرَضِهِ إلى أن ماتَ ولم يُفطن له.
ومَولدُه سنة سَبْع وعِشْرين وستِّ مئة يوم عَرَفة بدمشق.
وكان عَدْلًا من كُتّاب الحُكْم.
1524 -
وفي ليلة السَّبْت سابع شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ المسندُ الزّاهدُ العابدُ زكيُّ الدِّين أبو إسحاق إبراهيمُ
(1)
بنُ عبدِ الرَّحمن بن أحمد بن عبد الكريم، ابن المَعَرِّيّ، البَعْلَبكيُّ، بها، وصُلِّي عليه قبل الظُّهر، ودُفِنَ خارج باب سَطْحا بتُربةٍ لهم.
رَوَى عن الشيخ مُوفَّق الدِّين ابن قُدامة حُضُورًا، وعن البَهاء عبد الرحمن، والمَجْد القَزْوينيِّ، وابنِ رَوَاحة، وجماعةٍ. وله إجازةُ الكِندي.
وكان شَيْخًا صالحًا، عابدًا مُجْتهدًا، كثيرَ الصَّلاة والصَّوم والتِّلاوة وقيام اللَّيل والأذكار. صَحِب المشايخَ الأكابر ولم يشتغل بشيءٍ من الدُّنيا طول عُمُره، وعنده قناعة وزُهْد.
ومَولدُه ليلة الثلاثاء تاسع عَشَر شَعْبان سنة تسع وستِّ مئة ببعلبك.
وكان قرأ "المُقْنِع" وتفقَّه، وقال في مرضه:"ما أعلم أنّي فعلتُ كبيرةً قطّ".
قرأتُ عليه ببعلبك "جزءَ البانياسي" و"جزء الحَفّار" وغيرَ ذلك.
1525 -
وفي ليلة الأحد مُنْتَصف شَوّال تُوفِّيت أمُّ أحمد حَرَمِيّةُ
(2)
بنت
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 723، والعبر 5/ 371، والذيل على طبقات الحنابلة 4/ 251، وذيل التقييد 1/ 430، وشذرات الذهب 7/ 729.
(2)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 726.
الشيخ ظَهِير الدِّين تَمّام بن إسماعيل بن تَمّام السُّلَميِّ، بدمشق، وصُلِّي عليها الظُّهر بالجامع، ودُفِنت بمقابر باب الصَّغير.
وكانت امرأةً صالحةً، كثيرةَ الخَيْر من الصَّلاة والصِّيام والتَّسْبيح وقيام الليل والشَّفَقة على الأولاد وحُسْن تَرْبيتهم وتَعْلِيمهم أفعالَ الخَيْر. وكانت إذا سَمِعَت شيئًا من أمر الآخرة تَبْكي وتَخْشَع.
ومَولدُها تقريبًا سنة ستِّ مئة.
رَوَت لنا بالإجازة عن القاضي عَرَبْشاه النَّهاوندي. قرأتُ عليها عنه "الأربعين" المخرجة لإمام الحرمين. ورَوَت لنا أيضًا عن عَيْن الشَّمْس الثقفية. وكانت قرابة الشَّيخ الإمام كمال الدِّين ابن الزَّمَلُكانيّ، وسَمِعنا عليها معه، رحمها الله تعالى.
1526 -
وفي يوم الأربعاء ثامن عَشَر شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العالمُ مجدُ الدِّين أبو مُحمد عبدُ الله
(1)
بنُ مُحمدِ بنِ مُحمد بنِ أبي بكر ابن الطَّبَريِّ، المكيُّ، بالقدس الشَّريف، ودُفِنَ يوم الخميس بمقبَرة مامُلا.
ومَولدُه بمكةَ في تاسع عَشَر رَمَضان سنة تسع وعشرين وستِّ مئة.
وكان شَيْخًا مُباركًا، فقيهًا، محدِّثًا، حَسَنَ القِراءة، مواظبًا على الإمامة. وهو من بيتٍ مَشْهور بمكةَ، وانتقلَ إلى سكن المدينة النبوية، على ساكنها أفضل الصَّلاة والسَّلام، ووَلِيَ بها إمامةَ الرَّوضة الشَّريفة مدّة سِنين، ثم وقعَ بينَهُ وبين صاحب المدينة، فانتقلَ إلى الشام، ووَلِيَ إمامة صَخْرة بيت المَقْدس إلى أن مات.
(1)
ترجمته في: تلخيص مجمع الآداب 4/ 437 (ط. إيران)، وتاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 83 (باريس)، وتالي وفيات الأعيان 116، وتاريخ الإسلام 15/ 729، ومعجم شيوخ الذهبي الكبير 1/ 334، والمعجم المختص 128، والوافي بالوفيات 17/ 586، وعيون التواريخ 23/ 128، والعقد الثمين 5/ 267، وذيل التقييد 2/ 62، وغيرها.
سَمِعَ بمكةَ من ابن المُقَيَّر، وابن الجُمَّيْزيّ، وغيرِهما. وله رحلةٌ إلى ديار مصرَ وإلى دمشقَ فسمعَ فيهما من جماعةٍ من أصحاب الثَّقَفيّ، والبُوصيريّ، والخُشُوعيّ. وسَمِعَ بالقاهرة من سِبْط السِّلَفي، وبدمشقَ من ابن مَسْلَمة، وابن عَلّان. وكانت أجزاؤه عنده، وحَدَّث كثيرًا.
سَمِعتُ منه بدمشقَ والبَيْت المُقَدّس.
1527 -
وفي ليلة الجُمُعة العشرين من شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ الأجلُّ الكبيرُ عمادُ الدِّين أبو الفَضْل يونُس
(1)
بنُ عليّ بن رِضْوان بن مُحمد بن قُرسُق الدِّمشقيُّ. وصُلِّي عليه من الغد عَقِيب الجُمُعة، ودُفِنَ داخل البَلَد بمحلة الخُريميّين بتُربة والده.
رَوَى لنا بالإجازة عن المَجْد القَزْوينيّ. وسَمِعَ من النِّظام ابن البانياسيّ، ويوسف الحَصْكَفِيّ، والفقيه مُحمد اليُونينيّ.
ومَولدُه سنة ستّ عشرة وستِّ مئة. وكان عمه شِحْنة دمشق في زمن المُعَظَّم.
1528 -
وفي عَشِيّة الجُمُعة السّابع والعِشْرين من شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ مجدُ الدِّين أبو الفداء إسماعيلُ
(2)
بنُ إلياس بن أحمدَ بن إلياس بن إبراهيم التَّنُوخِيُّ الذهبيُّ، المعروف بابن ذؤابة، ببستانِه بقَصْر اللَّبّاد ظاهر دمشق، ودُفِنَ يوم السَّبْت بسَفْح قاسِيُون.
وكانَ شيخًا صالحًا، مُنقطعًا. رَوَى عن ابن باسُوْيَة، وابن المُقَيَّر، والسَّخاويِّ، وسالم بن صَصْرَى.
سمعتُ منه عن كريمة، والسَّخاوي.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 84 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 740، والمختار من تاريخ ابن الجزري 356، وعيون التواريخ 23/ 129، والبداية والنهاية 15/ 567.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 724.
1529 -
وفي يوم الأحد قَبْل العَصْر الثاني والعِشْرين من شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ شَرَفُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(1)
ابنُ الشَّيخ جمالِ الدِّين أبي عَمْرو عُثمان بن مكي بن عُثمان بن إسماعيل بن إبراهيم بن رشيد
(2)
السَّعْديُّ المِصْريُّ الشارِعيُّ، المؤذّن بقبّة الإمام الشافعيّ رضي الله عنه، ودُفِنَ من الغد بالقَرافة.
رَوَى لنا عن ابن باقا أحاديث من النَّسائيّ، قرأتُها عليه عند قَبْر الإمام الشافعي رضي الله عنه.
وأجازَ له عليُّ بنُ المفضَّل، وأبو نِزار ربيعة اليَمانيُّ.
ومَولدُه يوم الأحد ثامِن ربيع الأول سنة خَمْس وستِّ مئة بالشّارع ظاهر القاهرة.
وهو من بيتِ روايةٍ ووَعْظٍ وديانةٍ وصَلاح.
وولدُه تاجُ الدِّين ابنُ عُثمان واعظٌ مَشْهورٌ، فاضلٌ، له نظمٌ جيِّد. كتبَ عنه الشَّيخ شَرَف الدِّين الدِّمياطيُّ عدّة مقاطيع من شِعْره.
ذو القعدة
1530 -
في ليلةِ الأحَد سادس ذي القَعْدة تُوفِّي الأميرُ الكبيرُ بَكْتاش
(3)
الناصريُّ، وصُلِّي عليه من الغد قبل الظُّهر، ودُفِنَ بمقابر باب النَّصْر ظاهر القاهرة.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 737.
(2)
هكذا في النسخة الخطية، وهو محرَّف، فهو بخط عز الدين الحُسيني في ترجمة والده أبي عمرو عثمان المتوفى سنة 659 هـ من صلة التكملة 1/ 452 (821):"شبيب"، وكذا جاء بخط الذهبي في تاريخ الإسلام 14/ 914، وهو كذلك "شبيب" في تكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 226، وسير أعلام النبلاء 23/ 351، والوافي 19/ 513 وغيرها. وكذا ذكر زكي الدين المنذري في ترجمة جده أبي الحرم مكي المتوفى في الثالث عشر من صفر سنة 613 هـ (التكملة 2/ الترجمة 1454).
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
• - وفي هذا الشَّهْر أغارَ طائفةٌ من التتار على ظاهر الرَّحْبة، فجُرّدَ إليها من دمشقَ جماعةٌ من العَسْكر.
• - وفيه فُوِّض إلى الأمير عَلَم الدِّين الدَّواداريّ شدّ الدِّيار المصرية، وأعطي خُبْز مئة فارس.
• - وفيه أُفْرِجَ عن الأمير حُسام الدِّين لاجِين، وأُعطي خُبْز مئة فارس أيضًا، بالدِّيار المِصْرية.
1531 -
وفي يوم الاثنين رابع عَشَر ذي القَعْدة تُوفِّي تاجُ الدِّين عبد الوهّاب
(1)
ابنُ بَدْر الدِّين مُحمد بن الحُسين بن عليّ بن القاسم ابن الحافظ ابن عساكر، رحمه الله، ودُفِنَ يوم الثلاثاء بسَفْح قاسِيُون.
وكان شابًّا حَسَنًا، عاقلًا. سمع معنا الحديث من ابن البُخاري، والفاروثيّ، وجماعة.
1532 -
وفي ليلة الاثنين رابع عَشَر ذي القَعْدة تُوفِّي مُحمدُ
(2)
ابنُ الشَّيخ جمال الدِّين عبد الرحمن ابن الشَّيخ الإمام نجم الدين الباذَرائي، ودُفِنَ يوم الاثنين بسَفْح قاسِيُون، رحمه الله تعالى.
وكان شابًّا حَسَنًا، لطيفًا، ختمَ القُرآن، وخَطَب بمدرسة جَدِّه، رحمه الله.
1533 -
وفي الثالث والعشرين من ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ عليُّ
(3)
بنُ أحمد بن يحيى بن أبي الحُسين الزّاهد الصّالحيُّ، المعروف بابن تَوْبة، ودُفِنَ بالجبل.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 731 وقال عنه: "رفيقنا في المكتب".
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 732.
رَوَى لنا عن ابن اللَّتِّي "جزء أبي الجَهْم". وسَمِعَ من جعفر الهَمْدانيّ أيضًا. وقد تقدَّم في هذه السَّنة موت أخته فاطمة
(1)
.
1534 -
وفي يوم الجمعة عَصْر النَّهار السّابع والعشرين من ذي القَعْدة تُوفِّي القاضي زين الدِّين أبو القاسم هبةُ الله
(2)
بنُ أبي العباس أحمدَ بنِ أبي القاسم هبة الله بن مَعَدّ بن عبد العزيز بن عبد الكريم بن المُنْتَصر القُرشيُّ الأمويُّ الإسكندريُّ، المعروف بابن البُورِي، مُحْتَسِب الإسكندرية
(3)
، وكانت وفاتُه بالقُدس الشَّريف، ودُفِنَ ضُحَى يوم السَّبت بمقبَرة مامُلا.
ومَولدُه يوم عيد الأضحى سنة اثنتين وعشرين وستِّ مئة بالإسكندرية.
رَوَى لنا عن عليّ بن مختار العامري "المَجالس السَّلَماسيّة"، وكان يُدَرِّس بمدرسة السِّلَفي المعروفة بالحافظيّة بثغر الإسكندرية. ولم يَزَل مقيمًا بالثغر، فلما كان في آخر عُمُره قصدَ زيارة القُدس الشَّريف، فوصلَ إليه وأقام به دون شهْرٍ، وكانت وفاته به.
ذو الحِجّة
• - تَوجَّه قاضي القُضاة شَرَفُ الدِّين الحَنْبليُّ إلى زيارة القُدس في يوم السَّبْت رابع ذي الحِجّة، وتَوجَّه معه جماعة.
1535 -
في يوم الاثنين سادس الحِجّة تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو العبّاس أحمدُ
(4)
بنُ سُليمان بنِ أحمدَ بن سُليمان ابن الرَّحَبيّ، البطائِحِيُّ الرِّفاعيُّ، ودُفِنَ من الغد بزاويته بالهلالية ظاهر القاهرة تحت القلعة.
(1)
الترجمة (1490).
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 84 - 85 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 739.
(3)
قال الذهبي: "لم تحمد سيرته".
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 722 وذكر أنه كان شيخ الطائفة الرفاعية بالقاهرة.
رَوَى لنا عن سِبْط السِّلَفي أحاديث من أول "حديث عليّ بن حَرْب".
وكانَ كثيرَ السُّكون لا يتكلّم كثيرًا، ولا يَنْبَسط، يقصدُه النّاس ويُقَبِّلُون يده. وقَدِمَ مع السُّلْطان الملك الأشرف إلى دمشق، وصَلّى الجمعة إلى جانبه بالمَقْصورة، وكان يُكْرمه، وأقطعَهُ قريةً من عَمَل بيروت. وكان صَحِب الشَّيخ نَجْم الدِّين ابن الرِّفاعي، ولبسَ منه الخِرْقةَ.
1536 -
وفي يوم الخَميس سادس عَشَر ذي الحِجّة بعد العَصْر تُوفِّي أخي أبو الطّاهر إسماعيلُ
(1)
بنُ مُحمدِ بن يوسُف بن مُحمد بن يوسُف بن مُحمد البِرْزاليُّ، وصُلِّي عليه يوم الجُمُعة بعد الصَّلاة بجامع دمشق، ودُفِنَ بمقابر باب الصَّغير، رحمه الله.
وكانَ حفظَ القُرآن وصَلَّى به في شَهْر رَمَضان سنة ثمانين وستِّ مئة بالمدرسة العادلية، وسَمِعَ معي كثيرًا من الأحاديث النبوية. ومن مسموعاته:"مسند الإمام أحمد" رضي الله عنه، والكُتُب الستة، و"الدَّلائل" للبَيْهقي، و"المعاني" للزَّجّاج.
وزارَ القُدس مع والده، وسَمِعَ به، وبمدينة الخليل عليه الصلاة والسلام، وعَجْلون، وبَعْلَبك، وغيرها. وكتبَ مُصْحفًا كريمًا بخطِّ حَسَن، ونَسَخَ غيرَ ذلك، وحَفِظَ أكثر "التَّنْبيه"، و"الجُرْجانية".
وكان مرضه بالسُّل أكثر من ستة أشهر، وحَصَل له في المرض خَيْرٌ وإقبالٌ على الطاعة ومُلازمة للفَرائض في أوقاتِها مع الضَّعْف وقوّة المَرَض، وبلغَ من أمره أنه كان يُصَلِّي بالإيماء من شدّة الضَّعْف.
وقال له الوالد قبل موته بيوم: "أي شيءٍ تشتهي من المأكل"؟ قال: "أشتهي أنَّ الله يغفر لي، وأن تَقْرأ القُرآن وتهديه إليّ". فلازم والده من ذلك
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 725 مستفادة من هذا الكتاب.
الوَقْت قراءة سُبْع كامل في كل يوم، وكان يَجْعل خَتْمهُ يوم الجمعة دائمًا، ويَجْمعنا حوله ويهديها إليه، دامَ على ذلك قريبًا من ثمان سنين إلى أن تُوفِّي.
وتأخر عنده أربعون درهمًا كانت مختصّة به، فقال:"اقسموها نِصْفين بين المَسْجونين بسجن باب الصَّغير والجَذْمي"، ففُعِلَ ذلك يوم موته.
ولما اشتدّ به ألم الموت أكثرَ من ذِكْر الله تعالى والاستغاثة به ليخفّف عنه. وقال لنا: ادعوا لي بالتَّخْفيف، فتَضرَّعْنا واستغثنا، فسكنَ قليلًا، ثم قال لوالده:"اقرأ سورة يس". فشرعنا في القراءة، وهو يَقْرأ معنا بمشقّة عَظِيمة، فختمناها، ثم قرأنا "الواقعة". فلما فرغنا قال:"أنا أموتُ السّاعة، فأحضِروا المُغَسِّل". فقال له والده: "إنه ما يحضر معنا إلّا بعد المَوْت". فقال: "أنا والله ميّتٌ في هذه السّاعة، فأسرِعُوا في إحضار المُغَسِّل والحوائج". فأذَّنَ العَصْر، فأجابَ المؤذِّن، فقال له أبوه:"مَن أحبَّ لقاءَ الله أحبَّ اللهُ لقاءه". فقال: "إنّي والله أحبّ لقاءَ الله". ثم قال: "أنا أرُوح إلى دار السَّعادة"، وكَرَّرها، ثم قال:"هذه دار الشقاء تُتْعِب وتقتل". فقال والده: "يا بُنيّ، ونحن نشتهي أن نكون من أهل دار السَّعادة". فقال: "آمين آمين".
وكان يوم موته من أول النَّهار إلى حين قُبِضَ عَقِيب صلاة العصر مشتغلًا بقول: "الله يا الله"، فلما ارتخَت عيناه وتبيَّن الموتُ عليه، قلت له:"يا أخي اذكُر الله"، فقال:"ففي أيّ شيء نحنُ من أول النَّهار إلى السّاعة؟ "، ثم حَرّك شَفَتيه ووضعَ يده تحت حنكِه ورفعَهُ وغَمَّض عينيه بنَفْسه، وماتَ رحمه الله. فقامَ أبوه وصَلَّى رَكْعتين وشكرَ الله تعالى على حُسْن الخاتمة له، وسألَهُ حُسْن الخاتمة لنفسه.
وكان مَولدُه في رابع شَهْر ربيع الأول سنة إحدى وسبعين وستِّ مئة.
وسَمِعَ الحديثَ في سنة ست وسبعين. وفي سنة سبع وسبعين سَمِعَ "صحيح مُسلم" على الأمين الإرْبليّ، وغيرِه، وسَمِعَ من الشَّيخ شَمْس الدِّين
ابن أبي عُمر، وابن أبي الخَيْر، وابن البُخاري، وابن الدَّرَجي، وابن الصَّابوني، والمِقْداد، والكَمال عبد الرَّحيم، وصَفِيّة بنت مَسْعود، وابن شَيْبان، وزينب بنت مكّي، وابن عَلّان، وجماعة من شيوخي.
1537 -
وفي ليلة السَّبْت السّادس والعشرين من ذي الحِجّة تُوفِّي القاضي الجليلُ الكبيرُ شَرَفُ القُضاة أبو الفَتْح مُحمدُ
(1)
ابنُ فَخْر القُضاةِ أبي الفَضْل أحمدَ بنِ مُحمد بنِ عبدِ العزيز بن الحُسين بن عبد الله بن الحُسين بن أحمدَ بن الفَضل بن جعفر بن الحُسين ابن الجَبّاب السَّعْدِيُّ المِصريُّ، بمصرَ، ودُفِنَ من الغد بالقَرافة.
رَوَى لنا عن عليّ بن مُختار العامريِّ، المعروف بابن الجَمَل. وسَمِعَ من والده، ومن القاضي أبي البَركات عبد القويّ ابن الجَبّاب.
ومَولدُه عاشر ذي الحِجّة سنة ثمانٍ وستِّ مئة بمصر.
وله إجازة الكِنْديّ، وابن الحَرَستاني وابن مُلاعِب، وجماعة. وكانَ من صدور مصرَ يخدم في بعض الدَّواوين.
1538 -
وفي يوم الأحد السّابع والعِشْرين من ذي الحِجّة تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ المُفتي أبو عبد الله مُحمدُ
(2)
بنُ عبد الحَكَم بن عبد المُحْسِن القُسْطيُّ، الشافعيُّ، بمصر، ودُفِنَ من الغد بالقَرافة.
رَوَى عن ابن الجُمَّيْزِيّ.
ومَولدُه في الخامس عشر من شَعْبان سنة خمس عشرة وستِّ مئة.
سمعَ منه أبو العلاء البُخاري.
1539 -
وفي يوم السَّبْت السّادس والعِشْرين من ذي الحِجّة تُوفِّي الشَّيخُ
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 735.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 737.
الإمامُ الفقيهُ العلّامةُ جلالُ الدِّين أبو مُحمد عُمَرُ
(1)
بنُ مُحمدِ بن عُمَر الخُجَنْديُّ
(2)
الخَبّازيُّ الحنفيُّ، وصُلِّي عليه ضُحَى الأحد بجامع دمشق، ودُفِنَ بمقابر الصّوفية.
وكان شيخًا فاضلًا، صالحًا، دَرَّس بخوارزم، وأعادَ بالنِّظامية ببغداد، ودَرَّسَ بدمشق بالعزّيّة البَرّانية. ولما ماتَ كان مدرِّسًا بمسجد خاتون وشرطه أن يكون فيه أفضل الحنفية، وكان له تصانيف.
1540 -
وفي ليلة الأحَد السابع والعِشْرين من ذي الحِجّة تُوفِّي أحمدُ
(3)
ابنُ الشَّيخ كمالِ الدِّين أحمدَ بن أبي الفَتْح الشَّيبانيُّ، ابنُ العَطّار، ودُفِنَ من الغد بسَفْح قاسِيُون.
وكان حَفظَ القُرآن، ومات صَبِيًّا، وسَمِعَ معي على جماعة، منهم الشَّيخ فَخْر الدِّين ابن البُخاري، وغيره.
1541 -
وفي يوم الخَمِيس آخر ذي الحِجّة تُوفِّي الشِّهاب أبو العبّاس أحمدُ
(4)
بنُ مُحمدِ بنِ أحمد بن يونُس بن يوسُف بن حَسَن المَقْدِسيُّ الحَنْبليُّ الحدّاد، ابنُ أخت ابن المُجاهد، وصُلِّي عليه بجامع الجَبَل، ودُفِنَ بتُربة الشَّمْس ابن الصَّفِيّ بالجَبَل.
وكان مَرِيضًا بالارتعاش من مُدّة.
رَوَى لنا عن ابن اللَّتِّي، وحَضَرَ على ابن الزَّبِيدي، وسَمِعَ من جعفر الهَمْداني، وكان رجلًا صالحًا.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 726، والجواهر المضية 1/ 398، والبداية والنهاية 15/ 567، والدليل الشافي 1/ 505، وتاج التراجم 164، والدارس 1/ 504، وشذرات الذهب 7/ 730.
(2)
شطح قلم الناسخ فكتب "الجندي"، والصواب ما أثبتنا، وهو منسوب إلى خجندة البلدة المشهورة بما وراء النهر على شاطئ سيحون. (معجم البلدان 3/ 347).
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب كونه مات صبيًّا.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 722.
1542 -
وفي هذا اليوم تُوفِّي الشَّيخُ عليُّ
(1)
بنُ حَسَن بن عليّ الحَرّاني القَلانسيُّ.
وكان رجلًا صالحًا، مشهورًا بالصَّلاح، مُعمّرًا.
مَولدُه سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة بحرّان.
وصُلِّي عليه وعلى ابن يونُس جميعًا.
• - وفي أواخر ذي الحِجّة وردَ دمشق جماعةٌ من التتار مُقفزين من ناحية الرَّحْبة قيل: إنهم فوق ثلاث مئة فارس
(2)
.
1543 -
وفي هذه السَّنة تُوفِّي الشَّيخُ بُرهانُ الدِّين أبو إسحاق إبراهيمُ
(3)
ابنُ العَدْلِ مَجْد الدِّين أبي الفَتْح نَصْر الله بن أحمد بن رَسْلان ابن البعلبكيِّ، الأنصاريُّ، بصَفَد.
وكان رجُلًا جيِّدًا من أرباب البيوت المعروفة بدمشق.
رَوَى لنا عن ابن اللَّتِّي، وسَمِعَ أيضًا من ابن الزَّبِيدي، وابن المُقَيَّر، وأبي سُليمان بن عبد الغني، وغيرِهم. وسافَر مع والدِه إلى بغدادَ، وسَمِعَ منه في الطريق بمَنْبِج وغيرها بإفادة المَجْد ابن الحُلْوانية.
1544 -
وفي هذه السَّنة تُوفِّي الملكُ المظفَّر فَخْرُ الدِّين قَرَأرسلان
(4)
ابنُ الملك السَّعيد نَجْم الدِّين غازِي صاحب ماردين، واستقرَّ ولده عِوَضَه
(5)
.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 732 نقلًا عن ابن الخباز.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 683.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 724.
(4)
ترجمته في: تلخيص مجمع الآداب 4/ الترجمة 2290 (ط. دمشق)، وتوهم في تاريخ وفاته فذكر أنها سنة 681 هـ، وتاريخ الإسلام 15/ 735، والبداية والنهاية 15/ 567، والدليل الشافي 1/ 536.
(5)
كتب الناسخ في الحاشية بلاغًا بمقابلة النسخة: "بلغ مقابلة".
سنة اثنتين وتسعين وستِّ مئة
المُحَرَّم
1545 -
في أوائل هذه السَّنة، أو في آخرِ التي قَبْلها هلكَ بالدِّيار المِصْريّة الأميرُ الكبيرُ شَمْسُ الدِّين سُنْقُر الأشْقَر
(1)
.
1546 -
وطَقْصُو
(2)
النّاصريّ.
1547 -
وجَرْمك
(3)
النّاصريّ، وغيرهم في السِّجْن رحمهم الله تعالى.
1548 -
وفي يوم الأربعاء السادس من المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو مُحمد عبد الحميد
(4)
بنُ أحمدَ بنِ عبد الرَّحمن بن عليّ البِجَّديّ
(5)
، الصّالحي، بسَفْح قاسِيُون.
سَمِعَ من ابن صَصْرَى، وابن الزَّبيدي، وابن اللَّتِّي، وكتائِب بن مَهْدي، وابن جُزَيّ الرقّيّ، وغيرِهم.
ومَولدُه بالصّالحية. وأصلُه من قرية بِجَّد بالقُرب من الزَّبَدانيّ. وكانَ يعمل في الطَّواحين، ثم انتقلَ إلى ضَمان البَساتين في الصَّحْراء.
(1)
ترجمته في: تلخيص مجمع الآداب 5/ 341 (5214)، وتاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 94 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 728، والوافي بالوفيات 15/ 490، والسلوك 2/ 236، والمنهل الصافي 6/ 87، وغيرها، وأخباره مبثوثة في التواريخ التي تناولت عصره.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 729، والوافي بالوفيات 16/ 469، والمنهل الصافي 6/ 423، والنجوم الزاهرة 8/ 13 وغيرها.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 679، 725، والسلوك 2/ 215، 222، وتاريخ ابن الوردي 2/ 230، والبداية والنهاية 17/ 632.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 750، وتوضيح المشتبه 9/ 38.
(5)
قيدها الذهبي في المشتبه، وعنه ابن ناصر الدين في التوضيح 9/ 38 فقال: بموحدة مكسورة، مع فتح الجيم مشددة، ثم قال: وقد ضبطه الفرضي: البَجَّدي: بفتحتين. قال ابن ناصر الدين: مع التشديد، والأول معروف.
سَمِعْنا منه "ثلاثيات البُخاريّ".
• - وفي يوم الأحد يوم عاشوراء ذكرَ الدَّرْس بالشامية الجوّانية القاضي الإمام صَدْر الدِّين ابن الشَّيخ زَيْن الدِّين ابن المُرَحِّل الشافعيّ، عِوَضًا عن حَمْوِهِ الشَّيخ تاج الدِّين ابن عَصْرون برضاهُ وإذْنِه، وحضرَ جماعةٌ من العُلماء والأكابر
(1)
.
1549 -
وفي يوم الثُّلاثاء ثاني عَشَر المُحَرَّم توفِّي الشَّيخُ السَّيد العارف القُدْوة العالم العامل بقية السَّلَف أبو إسحاق إبراهيمُ
(2)
ابنُ الشَّيخ السَّيِّد القُدوة أبي مُحمد عبد الله، واسمه يوسُف، ابن يونُس بن إبراهيمَ بن سُليمان بن البَنْكُو الأُرْمويّ وَقْت الظُّهْر، وصُلِّي عليه عصر النَّهار بالجامع المظفَّريّ، ودُفِنَ عند والده بسَفْح قاسِيُون، رحمهما الله تعالى. وحَضَرَ نائبُ السَّلطنة والقُضاةُ وعامةُ النّاس، وحُمِلَ على الأصابع.
ومَولدُه في سنة خمس عشرة وستِّ مئة بسَفْح قاسِيُون.
وكانَ كثيرَ الانقطاع، مُلازِمًا لبيته، مَقْصودًا من النّاس، قاضيًا للحوائج، لم يَقْصده أحدٌ في شفاعةٍ إلا وشفعَ له وكتبَ له خَطَّهُ.
رَوَى لنا الحديثَ عن الشيخ موفَّق الدِّين ابن قُدامة، وابن الزَّبيديّ، وكريمة القُرشية، والحافظ ابن خَليل، والحافظ ضياءِ الدِّين المَقْدسيّ. وسَمِعَ من غيرِهم. وحَدَّث بـ "صحيح البخاري" غير مرّة.
حدَّثني في ثامن مُحَرَّم سنة ثمانين وستِّ مئة أنه رأى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في النَّوم قبلَ ذلك بأيام، وهو واقفٌ على حائطٍ عالٍ والناس تحتَهُ في صعيدٍ واحدٍ،
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 685.
(2)
ترجمته في: تلخيص مجمع الآداب 2/ 535 (1919)، وتاريخ الإسلام 15/ 744، والوافي بالوفيات 6/ 36، وفوات الوفيات 1/ 31، والبداية والنهاية 15/ 570، والمقفى للمقريزي 1/ 146 (273)، والنجوم الزاهرة 8/ 38، والدارس 2/ 196، وشذرات الذهب 7/ 734.
وجميعُهم مُضْطَجِعون ينظرون إليه صلى الله عليه وسلم وهو وحده واقفٌ بين يديه ينظرُ إلى وجهه الكريم، وخَطَرَ من خاطرِه أنَّ الإنسانَ إذا دعا اللهَ تعالى بشيءٍ وهو ناظرٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم يُستجابُ له، فرفعَ يديه، وقال: اللهمَّ بحقِّه عندَك وبحقِّكَ عندَهُ لا تُخْرجُني من الدُّنيا إلا وأنتَ راضٍ عنّي.
وحدَّثني في التّاريخ المَذْكور أنَّه رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم واقفًا على الجِلْد الذي يجلسُ عليه وهو يَمْسَحُ الحَبْلُ المُعَلَّق في الطاقة التي إلى جانبه. وهذا الحَبْلُ كان الشيخ عَلَّقَهُ لتُرْبَط فيه الأوراق التي يُسألُ فيها الشَّفاعات.
1550 -
وفي يوم الثُّلاثاء ثاني عَشَر المُحرَّم تُوفِّي الشَّيخُ الجليلُ العَدْلُ الكبيرُ المُسنِدُ المُحدِّثُ كمالُ الدِّين أبو العباس أحمدُ
(1)
ابنُ الشَّيخ زَيْن الدِّين مُحمدِ بنِ عبد القاهِر بن هبة الله بن عبد القاهِر بن عبد الواحد بن طاهر بن يوسُف الحَلَبيُّ، المعروف بابن النَّصِيبيّ، بحَلَب، ودُفِنَ من يومه بمقبَرة المَقام.
ومَولدُه بحَلَب في الخامس والعشرين من رَجَب سنة تسع وستِّ مئة.
وكانَ رجُلًا جيِّدًا، عَدْلًا، صالحًا، من أهل الخَيْر، معروفًا بالرواية، تَفَرَّد بكتاب "الشَّمائل" للتِّرمذي، عن الشَّيخ افتخار الدِّين عبدِ المطَّلب الهاشميِّ. وسَمِعَ من الشَّيخ عبد الرحمن بن عُلْوان المعروف بابن الأستاذ، وثابت بن مُشَرَّف، وابن رُوْزْبَة، والشَّيخ مُوفَّق الدِّين عبد اللَّطيف بن يوسُف البَغْداديّ، وأبي عبد الله مُحمد بن عُمَر بن عبد الغالب العُثمانيّ.
ورحلَ إلى دمشق، وسَمِعَ بها، وحجّ وسَمِعَ بمكةَ من ابن المُقَيَّر. وقرأ على ابن خليل.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 110 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 742، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 95، والعبر 5/ 374، والوافي بالوفيات 8/ 56، وذيل التقييد 1/ 388، والنجوم الزاهرة 8/ 40، وشذرات الذهب 7/ 735.
وسَمِعَ منه جماعةٌ من مشايخنا، منهم: الدِّمياطي، وابنُ الظّاهريّ. وسَمِعَ منه أيضًا الإبِيْوَرْديّ، وابن صابر المالِقيّ، وجماعة من الطلبة القُدماء
(1)
.
وحَدَّث بـ "الشمائل" للتِّرمذيّ بالمدينةِ النبوية، وقرأتُها عليه بحَلَب، وسمعتُ عليه أيضًا خمسة وعشرين جُزءًا.
1551 -
وفي يوم الأربعاء ثالث عَشَر مُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ الأديبُ الفاضلُ كمالُ الدِّين أبو الحَسَن عليُّ
(2)
ابنُ الشَّيخ ظَهِير الدِّين مُحمد بنِ المُبارك بن سالم بن أبي الغَنائم الدمشقيّ المُقْرئ المَعْروف بابن الأعْمَى، بدمشق، وصُلِّي عليه الظُّهر بالجامع المعمور، ودُفِنَ بمقابر الصُّوفية.
ومَولدُه في الخامس والعشرين من شَهْر رَمَضان سنة عَشْرٍ وستِّ مئة بدمشق.
وكان رجلًا فاضلًا، مشهورًا بالأدب والشِّعْر الجَيِّد، له قصائد نبوية على الحُروف سَمّاها "التَّشْفيع"، عدد كل قصيدة منها اثنان وعشرون بيتًا، قرأتُها عليه. وله مقامةٌ مشهورة. وكان مُقْرِئًا بالتُّربة الأشْرفية، وغيرِها.
رَوَى لنا عن ابن اللَّتِّي، والسَّخاويّ.
(1)
وسمع منه جمال الدين المزي وروى عنه. انظر مثلًا: تهذيب الكمال 1/ 214 و 6/ 19 و 7/ 317 و 9/ 278 و 18/ 400 و 31/ 126 و 32/ 203، 386. . . إلخ. وقال الإمام الذهبي: أجاز لي مروياته.
(2)
ترجمته في: تلخيص مجمع الآداب 4/ 204 (3674)، وتاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 95 - 97 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 754، والعبر 5/ 376، وفوات الوفيات 3/ 87، وعيون التواريخ 23/ 134، والوافي بالوفيات 22/ 129، والبداية والنهاية 15/ 570، والتعليق عليها، وعقود الجمان للزركشي 225، والسلوك 2/ 243، وشذرات الذهب 7/ 736، وديوان الإسلام 1/ 199.
وكان والده عن شيوخ النَّحْو والأدب، مدحَ ابن شُكْر، وخطبَ بالقُدس، وأضرّ في آخر عُمُره.
1552 -
وفي أواخر شَهْر المُحَرَّم ذكرَ لي قاضي القُضاة شهاب الدِّين أنه ورد عليه كتابٌ من القاهرة فيه ذِكْر وفاة القاضي مُحْيي الدِّين ابن البَلّان
(1)
المِصْريّ الذي كانَ وردَ الشام ووَلِيَ قضاءَ حِمْص هو وولدُه شَرَفُ الدِّين مُحمد في أيام متقاربة، رحمهما الله تعالى.
• - وفي أوّل المُحَرَّم دَرَّسَ الشَّيخُ شَمْسُ الدِّين ابن غانِم بالمدرسة العَصْرونية، عِوَضًا عن الشَّيخ تاج الدِّين ابن عَصْرون بإذنِهِ ورِضاه
(2)
.
1553 -
وفي ليلة الأحد سابع عَشَر المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ فَخْرُ الدِّين إلياسُ
(3)
الحَرِيريّ، الفقيرُ المعروف بالمُشَوْرَب، بالمارِستان بدمشق، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.
وكان مشهورًا بين الفُقراء.
(1)
لم نقف على ترجمته، وبيت البَلّان، أصلهم من عسقلان واستوطنوا مصر، وعرف منهم الشيخ الصالح أبو الحسن علي بن علي بن عبد الله بن ياسين بن نجم الكناني العسقلاني الأصل التنيسي المولد المصري المنشأ، كان من القراء المعروفين، توفي بمصر سنة 636 هـ، وهو مترجم في تكملة المنذري 3/ الترجمة 2897، وتاريخ الذهبي 14/ 218 وغيرهما، وكان له مسجد بالقاهرة معروف به. وأخوه إبراهيم بن علي المصري سكن دمشق وتوفي سنة 644 هـ، وذكره معين الدين ابن نقطة في إكمال الإكمال 1/ 340، فقال:"إبراهيم بن علي بن عبد الله بن ياسين المصري المعروف بابن البَلّان، كان يتردد إلى بغداد في التجارة، وسمع بها من جماعة". والبَلّان قيده المنذري وقال: "هذه النسبة تقال بمصر لمن يخدم الناس في الحمام".
قلنا: فلا نشك أن هذا القاضي وابنه محمدًا من ذرية هؤلاء، والله أعلم.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 685.
(3)
لم نقف على ترجمته، ولعله هو الذي له ذكر في تاريخ الإسلام 15/ 198، في معرض ذكر اعتقاد الولاية في كثير من الفساق المكبين على الكبائر، قال:"كالمشورب المشهور".
1554 -
وفي ليلة الاثنين ثامن عَشَر مُحرَّم تُوفِّي شَمْسُ الدِّين مُحمدُ
(1)
بنُ أبي العَجائز فُجاءةً ببستانِه ببيت أبيات
(2)
، ودُفِن بسَفْح قاسِيُون.
1555 -
وفي يوم الثُّلاثاء تاسع عَشَر مُحرم تُوفِّي جمالُ الدِّين إبراهيمُ
(3)
بنُ إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل المَلَطيُّ الحَنفِيُّ، ابنُ أخي القاضي شَمْس الدِّين سَلْمان نائب الحكم العزيز الحَنفيّ، ودُفِنَ من الغد بسَفْح قاسِيُون.
1556 -
وفي ليلة الخَميس الحادي والعشرين من المُحرَّم تُوفِّي الشَّيخُ العالمُ الفاضلُ إمامُ الدِّين عبد الرَّحيم
(4)
بنُ يحيى بن عُمر المَذْهَبيّ التِّبْريزيّ الصُّوفي، بالبيمارستان الصَّغير، وصُلِّي عليه من الغَد بالجامع، ودُفِنَ بمقبَرة باب الصَّغير إلى جانب صاحبه سَيْف الدِّين الأفشنْجِي.
وكان رجُلًا حَسَنًا، صُوفيًّا بالخانقاه، وفقيهًا بالمدارس، وعندَهُ فضيلة في الخِلاف والمَنْطق، وسَمِعَ معنا كثيرًا من الأحاديث النَّبوية.
1557 -
وفي ليلة الأحد الرّابع والعِشْرين من المُحَرَّم تُوفِّي صارمُ الدِّين خليفةُ
(5)
ابنُ الشَّيخ بَدْر الدِّين مُحمد بن خَلَف بن مُحمد بن عَقِيل المَنْبِجيّ التّاجر، ودُفِنَ من الغد بمقابر باب الصَّغير. حضرتُ دفنَهُ.
وكان رجُلًا جيِّدًا، خَيِّرًا، أمينًا، صدوقًا، متحرِّيًا.
(1)
لم نقف على ترجمته عند غير المؤلف.
(2)
بيت أبيات، من قرى دمشق بسفح قاسيون. ينظر: معجم شيوخ السبكي 615، وغوطة دمشق لمحمد كرد علي 163.
(3)
لم نقف على ترجمته، والظاهر أنه كان شابًّا، فإن عمه نائب الحكم سلمان بن إبراهيم بن إسماعيل تأخرت وفاته إلى سنة 703 هـ، كما ستأتي ترجمته في وفيات ذي القعدة من سنة 703 من هذا الكتاب.
(4)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 100 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 747.
(5)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 747.
ومَولدُه سنة ستِّين وستِّ مئة بظاهرِ حَماة.
وتأسَّفَ النّاسُ لفَقْده، وتركَ أولادًا كَفَلَهُم جَدُّهم المذكور.
وكانَ سَمِعَ بقراءتي أجزاءَ حديث، وكانَ يلازم الشَّيخ جمال الدِّين الباجُرْبَقيّ
(1)
تَحْت النَّسْر ويقرأ عليه في "التنبيه"، وعنده فَهْمٌ ومعرفة ونَباهة.
1558 -
وفي ليلة الاثنين الخامس والعشرين من المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ محمودُ
(2)
الشِّيرازيُّ، المعروف بسابقان بالكَلّاسة، ودُفِنَ من الغد بزاوية القَلَنْدَرِية بمقبَرة باب الصَّغير.
وكان فَقِيرًا مَشْهورًا، له معرفةٌ بالأمراءِ والأكابر، وفيه قوةُ نَفْسٍ، وكان له مَقْصورة بالكَلّاسة، وأوصَى أن يتولَّى غَسْلَهُ وجنازته القَلَنْدَرِيّة
(3)
، فحضرُوا كلُّهم إلى الكَلّاسة وغَسَّلُوه وحَمَلُوه على رِقابِهم، ودفنُوه عندهم. وحضرَ الجنازة جماعةٌ من النّاس.
وكان بيننا وبينَهُ معرفةٌ واجتماعٌ بسبب الشَّيخ شَرَف الدِّين النّاسخ
(4)
، رحمهما الله تعالى.
• - وحصل للحُجّاج مَشقّة عظيمة بمُعان
(5)
بسبب ريح شديد وبرد،
(1)
منسوب إلى باجُرْبَق، كورة بين البقعاء ونصيبين (معجم البلدان 1/ 313)، وهو عبد الرحيم بن عمر بن عثمان الموصلي الشافعي الآتية ترجمته في وفيات شوال سنة 699 هـ.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 100 - 101 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 748، وعيون التواريخ 23/ 139، والوافي بالوفيات 15/ 71، والمنهل الصافي 5/ 378، والدليل الشافي 1/ 311.
(3)
فرقة صوفية، وقلندر لفظة فارسية معناها الدرويش الذي نفض يده من الدنيا وزهدت نفسه في زخارفها، ويعرفون بحلق لحاهم ورؤوسهم، وشيخهم محمد الساوجي.
(4)
هو شرف الدين أبو حفص عمر بن محمد بن عمر الفارسي ثم الدمشق الناسخ شيخ دار الحديث الظاهرية المتوفى سنة 702 هـ والآتية ترجمته في هذا الكتاب.
(5)
المحدثون يقيدونها بضم الميم (معجم البلدان 5/ 153).
ومات بعض الناس، وحملت الريح بعض الجمال الواقفة، وتطايرت العمائم، واشتغل كل امرئ بنفسه وهلكت الأمتعة والثياب
(1)
.
• - وفي يوم الثلاثاء السّادس والعشرين من المُحَرَّم حَكَمَ قاضي القضاة حُسام الدِّين الحنفيّ بدار العَدْل للأعناكيّين
(2)
بصحّة نسبهم إلى جعفر الطيّار، رضي الله عنه.
• - وفي يوم الأربعاء السّابع والعِشْرين من المُحَرَّم ذَكَرَ الدَّرْسَ بالمدرسة الخاتونية التي ظاهر دمشق الشَّيخُ شَمْس الدِّين وَلَد الشَّيخ صَدْر الدِّين سُليمان الحَنفيّ، وحضرَ درسَهُ القُضاة والفُقهاء.
1559 -
وفي ليلة الأربعاء السّابع والعشرين من المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو المَعالي مَعالي
(3)
بنُ خَضِر المَعَرِّي، ودُفِنَ من الغد.
وهو والد الفقيه شَمْس الدِّين خَضِر المعروف بخازن الباذرائية
(4)
.
1560 -
وفي يوم الخَمِيس الثامن والعشرين من المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ عُثمان
(5)
، المعروف بالأُخَيّ، بالبيمارستان.
وكانَ يَقْرأ على الجَنائز، ويُكْثِر تلاوةَ القُرآن، وله حَلْقة بين العشاءين تحتَ النَّسْر يقرأُ فيها هو ومَن اتفقَ حُضوره.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 685.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 685 وفيه: "العناكيين"، والبداية والنهاية 15/ 569.
(3)
لم نقف على ترجمته في غير هذا الكتاب.
(4)
وهو والد أبي الحسن عليّ بن معالي بن خضر بن أبي الفرج بن جباه - بجيم مكسورة ثم باء موحدة - المتوفى سنة 737 هـ، شيخ الذهبي (ترجمته في معجم شيوخ الذهبي 2/ 59، ووفيات ابن رافع 1/ 148، والدرر الكامنة 4/ 158)، ووالد عثمان بن معالي والآتية ترجمته في وفيات سنة 720 من هذا الكتاب. وينظر: توضيح المشتبه 3/ 398.
(5)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 752.
ذَكَرَ أنَّه قرأ في ذلكَ المكان ثلاث مئة ختمة، وكان يُطْعِم الجماعةَ عند فراغ كلِّ خَتْمة ما تَيَسَّر.
• - وفي هذا اليوم قَدِمَ الأميرُ عَلَمُ الدِّين الدَّوَادَارِيّ وجماعةٌ من الأُمراءِ من الدِّيار المِصْرية، وتلقّاهُم نائبُ السَّلْطنة، وكانَ خُرُوجهم من القاهرة يوم الاثنين ثالث الشَّهْر
(1)
.
• - ودخلَ دمشقَ في هذا التّاريخ الأميرُ عزُّ الدِّين أيْبَك الخِزَنْدار المَنْصوريّ متولِّيًا نيابةَ السَّلْطنة بالفُتوحات الطرابُلُسيّة، عِوَضًا عن الأمير سَيْف الدِّين طُغْريل الإيغانيّ
(2)
.
صَفَر
• - في يوم الأحد مُستهلّ صَفَر ذَكَرَ الدَّرْسَ بالمدرسةِ الرَّواحيةِ الشَّيخُ الإمامُ العلّامةُ كمالُ الدِّين ابنُ الزَّمَلُكانيّ، عِوَضًا عن الشَّيخ نَجْم الدِّين ابن مَلّي بمُقْتَضَى انتقاله إلى حَلَب
(3)
.
1561 -
وفي يوم الاثنين ثاني صَفَر بعد صلاة الصُّبْح تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ، أبو العبّاس أحمدُ
(4)
بنُ عُمَر بنِ عليّ بن حَمْزةَ بن أبي الحَسَن بن عَدِيّ بن مُحمد الجَزَريُّ، ثم الحَلَبيُّ، بزاوية الشَّيخ جمال الدِّين ابن الظّاهريّ، ودُفِنَ بمقبَرة باب النَّصْر ظاهر القاهرة.
وكانَ رجُلًا صالحًا، مُقيمًا بالزّاويةِ المَذْكورة في خدمةِ الشَّيخ جمال الدِّين، وكانَ زوج خالتِه، وخَدَمَ والدَهُ الشَّيخ مُحمد الظّاهري.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 686.
(2)
نفسه. وتاريخ ابن الفرات 8/ 153.
(3)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 686، والبداية والنهاية 15/ 565.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 742.
وسَمِعَ من الفَخْر الإرْبِليّ، وابنِ رَوَاحةَ، وابنِ خليل.
قرأتُ عليه كتاب "التَّصْديق بالنَّظَر إلى الله عز وجل" للآجُرِّي، و"الوصية" لأبي هُريرة رضي الله عنه، رواية ابن السَّمّاك، والرابع من "حديث إسماعيل الصفّار" بسماعه للثلاثة من الفَخْر الإرْبِلي.
• - وفي يوم الخَميس خامس صَفَر دخل الرَّكْب الشّاميُّ إلى دمشقَ وأميرهم الباسطيّ وكان ممّن حجّ معهم الشَّيخ تقيّ الدِّين ابن تَيْمية
(1)
.
• - وفي يوم الأربعاء حادي عَشَر صَفَر ذَكَرَ الدَّرْسَ علاءُ الدِّين عليُّ بنُ مُحمد بنِ عبد العزيز الحَنَفيّ، المعروف بابن الدَّقّاق بالمدرسة المُعَظَّمية، بسَفْح قاسِيُون، وحضرَ قاضي القُضاة والجماعة. وكان متولِّيًا نَظَرَ ديوان الأمير عزّ الدِّين الحَمَويّ نائب السَّلْطنة
(2)
.
1562 -
وفي يوم الاثنين سادس عَشَر صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ الفقيهُ الإمامُ العَدْلُ نَجْمُ الدِّين حَسَنُ
(3)
بنُ إبراهيم بن عليّ المِهْرانيُّ، ودُفِنَ من يومه بمقبَرة باب الصَّغير.
وكان مُدَرِّسًا بالصَّلاحية والأكْزِية، ومُعيدًا بالأمينية وأحدَ الشُّهود العُدُول.
ووَلِيَ قضاءَ بعض أعمال دمشق.
1563 -
وفي ليلة الأربعاء
(4)
ثامن عَشَر صَفَر تُوفِّي الأميرُ شَمْسُ الدِّين طُقْصان
(5)
الظاهريّ، ودُفِنَ من الغد بسَفْح قاسِيُون.
وكان رجُلًا صالحًا.
(1)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 570.
(2)
ثم انتزعت منه سنة في رجب سنة 694 هـ (ينظر: الدارس في تاريخ المدارس 450).
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 101 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 747.
(4)
شطح قلم الناسخ فكتب "الاثنين"، وهو غلط بَيّن.
(5)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
1564 -
وفي يوم الجُمُعة العشرين من صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ أبو عبد الله مُحمدُ
(1)
بنُ أبي بكر بن غُنَيْم بن حمّاد بن غُنَيْم بن محمود الحرّانيّ، بمِصْرَ، ودُفِنَ بالقَرافة.
وكان رجُلًا جيِّدًا يبيع الخَلِيعَ من الثِّياب بمصرَ، وهو فقير ضعيف الحال.
قرأتُ عليه "جزء القَزّاز" بسماعه من الشَّيخ موفّق الدِّين عبد اللطيف البَغْداديّ.
ومَولدُه بحَرّان في سابع صَفَر سنة إحدى وعشرين وستِّ مئة.
1565 -
وفي يوم السَّبْت الثامن والعشرين من صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ الفقيهُ العَدْلُ شهابُ الدِّين أبو العبّاس أحمدُ
(2)
بنُ عليّ بن يوسُف بن إبراهيمَ الحَنَفيّ، سِبط الشَّيخ عبد الحق
(3)
بن خَلَف الحنبليّ، بقرية بمّارع
(4)
من البقاع العزيزيّ، ودُفِنَ هناك.
رَوَى "المُنتَقى" من سبعة أجزاء من حديث المُخَلِّص عن أبي نصر موسى ابن الشَّيخ عبد القادر الجِيلي. وروى عن الشَّيخ موفَّق الدِّين ابن قُدامة، وابن الزَّبِيديّ. وسَمِعَ من غيرِهم.
وكان رجُلًا مُباركًا، يجلسُ مع الشُّهود بدمشق، ثم انتقلَ إلى القرية المذكورة وأقامَ بها مدّةً وماتَ بها.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 757.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 742، والعبر 5/ 374، وشذرات الذهب 7/ 735.
(3)
توفي في العشرين من شعبان سنة 641 هـ، وترجمته في تكملة المنذري 3/ الترجمة 3131، وصلة الحسيني (31)، وتاريخ الإسلام 14/ 382، وسير أعلام النبلاء 23/ 106، والوافي بالوفيات 18/ 59 وغيرها.
(4)
الضبط من الأصل وخط الذهبي في تاريخ الإسلام، ولم يذكرها ياقوت في معجم البلدان، فتستدرك عليه.
ولم يتّفق لي السَّماع منه لغيبته عن دمشق، ورحلَ إليه جماعةٌ من الطَّلَبة وسمعوا عليه هناك.
وهو جدّ الشَّيخ بُرهان الدِّين ابن قاضي الحِصْن الحَنَفيّ
(1)
.
• - وحصلَ في صَفَر بدمشقَ من الأمطار والثُّلوج وشِدّة البَرْد ما لا عُهِدَ، بحيثُ أُبِيعَ الفَحْم كل عشر إواق بدِرْهم، وماتَ من الأغنام والدَّوابّ والمسافرين في الطُّرُق شيء كثير
(2)
.
• - وفي أواخر صَفَر وَرَدَ المرسومُ من الدِّيارِ المِصْرية إلى دمشقَ بعمل مئة شمعدان مطعّمة، ومئة وخمسين سُرُج مُسقّطة، وتَخْت مُصَفَّح بالذَّهَب والفِضّة، وغير ذلك من الأواني، وألف ثوب مَرْوَزي، وغير ذلك من الأقمشة بسبب خِتَان الملك النّاصر ابن السُّلطان الملك المنصور وولد أخيه الملك المُعظَّم مُظفَّر الدِّين موسى ابن المَلِك الصّالح بالدِّيار المِصْرية، وتأخّر الخِتان إلى آخر السَّنة
(3)
.
• - وعُمِلَ للسُّلطان الملك الأشرف دِهْليز عظيم أطْلَس مطرَّز زَرْكَش غُرِمَ عليه من الأموال ما لا يُحْصَى
(4)
.
• - ووردَ الخبر بهَدْم جُدْران أبراج قَلْعة الكَرَك وبعض الأبْنِية بها بسبب زلزلة عظيمة حَصَلت في شهر صَفَر، فتوجّه الأمير علاء الدِّين أيْدُغْدِي
(1)
هو برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن أحمد المتوفى سنة 744 هـ، ترجمته في: ذيل تذكرة الحفاظ للحسيني 32، والجواهر المضية 1/ 42، ووفيات ابن رافع 1/ 478، وأعيان العصر 1/ 98، والمنهل الصافي 1/ 127 وغيرها.
(2)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 570.
(3)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 686، والبداية والنهاية 15/ 569، والنجوم الزاهرة 8/ 16.
(4)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 686.
الشُّجاعيّ أحدُ أمراء دمشق، وأستاذ الدّار بالشام، وصُحْبتُه جماعةٌ من الحَجّارين والصُّنّاع والآلات لإصلاح ذلك. وتهدّم بسبب هذه الزلزلة أبنيةٌ كثيرةٌ بغَزّة والرَّملة وتلك النَّواحي
(1)
.
ربيع الأول
1566 -
في ليلة الاثنين سابع شَهْر ربيع الأوّل تُوفِّي الشَّيخُ جمالُ الدِّين أبو مُحمد
(2)
بنُ عبد الوَهّاب بن مَحَاسن، ابنُ النخائِليِّ، الدِّمشقيُّ، ودُفِنَ من الغد بسَفْح قاسِيُون.
وكان تاجرًا بالخَوّاصِين ثم تركَ ذلك في آخر عُمُره.
رَوَى لنا جزءًا عن شَمْس الدِّين عُمَر بن أسعد بن المُنَجَّى، وتاج الدِّين القُرْطُبي.
ومَولدُه سنة اثنتين وستِّ مئة تقريبًا.
1567 -
وفي بُكْرة يوم الأحد ثالث عَشَر شَهْر ربيع الأوّل تُوفِّي سَيْف الدِّين الدُّنَيْسَريُّ
(3)
بالقاهرة، ودُفِنَ بالقَرافة.
1568 -
وفي ليلة الجُمُعة آخر الليل الثامن عَشَر من شَهْر ربيع الأول تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ تقيُّ الدِّين يوسُفُ
(4)
بنُ أبي بكر بن عُثمان النَّسائيُّ الأصل الحَرّانيُّ الصُّوفيُّ، ودُفِنَ بعد صلاة الجُمُعة بالقَرافة.
وكان من أكابر الصّوفية بخانقاه سعيد السُّعَداء، وكَتَبَ بخطِّه كثيرًا من الحديث للناس.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 686، والبداية والنهاية 15/ 570.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 758 ووقع فيه: "النحائلي" بالحاء المهملة.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 757.
رَوَى لنا عن يوسُف السّاوي، وابنِ خليل الحافظ.
ومَولدُه ليلة الثُّلاثاء عاشر مُحَرَّم سنة اثنتين وستِّ مئة بحرّان.
وهو والدُ عفيفِ الدِّين أبي بكر الصُّوفيّ الذي كانَ يقرأ الحديث بالحائطِ الشَّمالي بجامع دمشق
(1)
.
1569 -
وفي ليلةِ السَّبْت الحادي والعِشْرين من شَهْر ربيع الأول تُوفِّي الشَّيخُ الجليلُ العدلُ الكبيرُ زينُ الدِّين أبو الحَسَن عليُّ
(2)
بنُ محمود بن عبد الله بن مُحمد بن يوسُف بن محمود ابن المَلَثَّم الأُمويُّ الحَنَفيُّ العادليُّ، بالقاهرة، ودُفِنَ من الغد.
وكان رجُلًا جيِّدًا من أعيان عُدُول القاهرة.
رَوَى لنا عن ابن المُقَيَّر. وسَمِعَ أيضًا من ابن رَوَاج، وسِبْط السِّلَفيّ.
1570 -
وفي يوم الاثنين الثامن والعِشْرين من شَهْر ربيع الأوّل تُوفِّي الشَّيخُ الجليلُ الأصيلُ الزّاهدُ العابدُ بقيّةُ السَّلَف عزُّ الدِّين أبو الفَتْح عُمرُ
(3)
ابنُ القاضي جمال الدِّين مُحمد ابن الشَّيخ الحافظ الزّاهد أبي مُحمد عبد الرحمن بن عبد الله بن عُلْوان الأسَدِيُّ الحَلَبيُّ الشافعيُّ المعروف بابن الأُستاذ، بالمدرسة الظاهرية ظاهر دمشق، ودُفِنَ من يومه بمقبَرة المِزّة.
ومَولدُه في شَوّال سنة إحدى وعشرين وستِّ مئة بحَلَب.
(1)
توفي سنة 723، ولم تصل إلينا ترجمته في هذا الكتاب، وترجمته في ذيل سير أعلام النبلاء 206، والمعجم المختص 308، والدرر الكامنة 1/ 560، وتصحفت نسبته "النسائي" في المعجم المختص والدرر إلى "النشائي".
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 754.
(3)
ترجمته في: تلخيص مجمع الآداب 4/ الترجمة 358 (ط. دمشق)، وتاريخ الإسلام 15/ 755، وطبقات السبكي 8/ 341، والعقد المذهب 375، وذيل التقييد 2/ 254، وتوضيح المشتبه 1/ 196، وشذرات الذهب 7/ 737.
وكان شيخًا صالحًا، معروفًا بالدِّين وكَثْرة الذِّكْرِ والانقطاع ومَحَبّة الصّالحين، والسّعي في أنواع الخَيْر، وحضور الغَزَوات.
قرأتُ عليه "سنن ابن ماجه" بكماله، بسَمَاعه من الشَّيخ موفَّق الدِّين عبد اللَّطيف البغداديّ.
ورَوَى لنا عن يحيى ابن الدّامَغاني، وابن اللَّتِّي، وابن خليل، وسَمِعَ من جماعةٍ بحَلَب ودمشق، وأجازَ له عُمَر بن كَرَم الدِّيْنوَرِيّ، والدّاهريّ، وعبد السَّلام بن سُكَيْنة، والسُّهْرَوَرْديّ، وجماعة.
ولم يَزَل مُدَرِّسًا بالمدرسة الظاهرية التي ظاهر دمشق إلى أن تُوفِّي.
ووَلِيَ قضاءَ حَلَب والدُه، وأخُوه، وعَمُّه، وابنُ عَمِّه، رحمهم الله تعالى.
1571 -
وفي ليلة التّاسع والعِشْرين من شهر ربيع الأول تُوفِّي الشَّيخُ الفقيهُ الإمامُ بهاءُ الدِّين عبد المَوْلى
(1)
بنُ عليّ بن أبي المَجْد البَغْداديُّ، خازنُ الكُتُب بالمدرسة الباذرائية، ودُفِنَ من الغَد بمقابر باب الصَّغير.
وكانَ فقيهًا فاضلًا، عارفًا بمذهب الشّافعيّ رضي الله عنه. انتفعَ به جماعة.
ومَولدُه سنة خَمْسين وستِّ مئة تقريبًا بقرية من قُرى بغداد.
• - وفي هذا الشَّهْر تَوجَّه الأميرُ سَيْفُ الدِّين طُوغَان إلى حَلَب لتلقّي رسول صاحب سِيس، وقَبْض الحِمْل الواصل من جِهَته، وعادَ بالحِمْل معه في ربيع الآخر
(2)
.
• - وفي شَهْر ربيع الأوّل شُدِّد في أمر الخَمْر، وكُتِبَ وثائق على الحُرّاس وشُيوخ الحارات بدمشق، والحمدُ لله على ذلك.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري، الورقة 101 (من مجلد باريس).
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 685.
• - وفي شَهْر ربيع الأوّل ورد الخَبَرُ إلى دمشقَ بوصول رسول صاحب سِيس إلى حَلَب بمفاتيح قَلْعة بَهَسنا، وطُولِعَ في أمرِه، فوردَ المرسوم من مِصْر بإحضاره، فتوجّه الأمير سَيْف الدِّين طُوغان من دمشقَ لإحضارِه.
• - وفي العَشْر الأُول من ربيع الأول تَوجَّه من دمشقَ إلى الدِّيارِ المِصْرية الأميرُ شَمْسُ الدِّين سُنْقُر البَكْتُوتيّ المعروف بالمَسّاح، بمقتضَى مرسوم ورد بطلبه
(1)
.
ربيع الآخر
1572 -
في بُكْرة الأربعاء السّابع من شَهْر ربيع الآخِر تُوفِّي الشَّيخُ ضياءُ الدِّين أبو مُحمد عبد الرَّحمن
(2)
بنُ أبي الحَرَم مكّيّ بن أبي المَحاسن بن عبد الرحمن بن عليّ بن المُسَلَّم اللَّخْمِيُّ الخِرَقيُّ، بدمشق، ودُفِنَ من يومه بسَفْح قاسِيُون.
ومَولدُه تقريبًا سنة ثلاثين وستِّ مئة، أو سنة تسع وعشرين.
ورأيتُ خَطَّه في إجازةٍ في سنة تسع وستِّين وستِّ مئة.
سَمِعَ هو وأخوه أبو المَحاسن
(3)
كثيرًا بإفادة خالهما جمال الدين ابن شُعَيْب
(4)
من جعفر الهَمْدانيّ، وكريمة القُرَشيّة، وأبي الغَنائم سالم بن صَصْرَى، والسَّخَاويّ، وشيخ الشُّيوخ ابن حَمُّوْيَة، وعليّ بن عبد الصمد
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 686.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 751.
(3)
تأتي ترجمته في وفيات سنة 698 من هذا الكتاب.
(4)
هو أحمد بن عبد الله بن شعيب بن محمد، جمال الدين أبو العباس التميمي الصقلي الأصل الدمشقي المقرئ الذهبي، ولد سنة 590 هـ وتوفي سنة 664 هـ، وترجمته في: صلة التكملة للحسيني 2/ 531 (980)، وذيل المرآة 2/ 350، وتاريخ الإسلام 15/ 97، ومرآة الجنان 4/ 162 وغيرها.
الرّازيّ، ومَحاسن الجَوْبَري، والمُخْلِص بن هلال، والسَّديد بن عَلّان، وابن الصَّلاح، وعَتِيق السَّلْماني، وعُمَر ابن البَرَاذعيّ، والعزّ ابن عَساكر النَّسّابة، وإبراهيم ابن الخُشُوعيّ، وجماعة من أصحاب الثَّقَفيّ والخُشُوعيّ.
وكان في آخر عُمُره يقرأ مع أخيه على الجَنائز.
قرأتُ عليه الثاني من "الثقفيات" عن الشيخين: الهَمْدانيّ، والسّخَاويّ.
• - وفي الحادي والعِشْرين من شَهْر ربيع الآخِر وصلَ صاحبُ حَماة الملك المُظفَّر تقيّ الدِّين محمود وعمُّه الأفضل نُور الدِّين عليّ من حَماة على البَرِيد إلى دمشق، وتلقّاه نائبُ السَّلْطنة، وتوجّه إلى الدِّيار المِصْرية
(1)
.
• - وفي مُسْتهلِّ شَهْر ربيع الآخِر وصلَ إلى دمشقَ العَسْكر الذي كان مُجَرَّدًا بالرَّحْبة، وهم عِدّة أمراء، مُقدّمهم الأمير عزّ الدين أزْدَمُر العَلّاني، فحال وُصولهم استُدْعِيَ العَلّاني إلى دار السَّعادة وقُيِّد وسُيِّر إلى الدِّيار المِصْرية بُكرة الجُمُعة ثاني الشَّهر المذكور
(2)
.
• - وفي العِشْرين من شَهْر ربيع الآخِر وصلَ إلى دمشقَ الأميرُ سَيْفُ الدِّين بَلَبان الخِزَنْدار الحَلَبيُّ من الدِّيار المِصْرية على خُبْز المَسّاح وهو مئة فارس، وزيدَ عليه جملة من عَيْن وغَلّة
(3)
.
• - وفي هذا الشَّهر قَدِمَ الأميرُ شَمْسُ الدِّين الأعْسَر مُشِدِّ الشام من الوجه القِبْلي إلى دمشق، وأحضرَ صُحْبَتَهُ ست مئة ألف دِرْهَم حَصَّلَها، غير ما جهَّزَ إلى الدِّيار المِصْرية من الزَّيت والصّابون والحَبّ رُمّان والزَّبيب، وغير ذلك فوق ثلاث مئة حِمْل، وغير ما حَصَّله من هذه الأصناف لتُحْضَر إلى دمشق.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 686.
(2)
نفسه.
(3)
نفسه.
• - وفي الثّامن والعِشْرين من شَهْر ربيع الآخر وصلَ مَرْسومُ الأمير سَيْف الدِّين طَغْجِي بالحَوْطة على الشَّمْس ابن جَرَادة ومَسْكه والاحتياط على مَوْجودِه وتجهيزه إلى الدِّيار المِصْرية
(1)
.
جُمادى الأولى
1573 -
في ليلةِ الجُمُعة مستَهلّ جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ المُقرئُ جمالُ الدِّين أبو إسحاق إبراهيمُ
(2)
بنُ داود بن ظافر بن ربيعة الفاضِلِيُّ، العَسْقلانيُّ، بسَكَنه بدرب السِّلْسِلة بدمشق، وصُلِّي عليه عَقِيب الجُمُعة بالجامع المَعْمور، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون بتُربة الشَّيخ عَلَم الدِّين السَّخَاويّ.
وكانَ له اختصاصٌ كثير بالشَّيخ عَلَم الدِّين المذكور، وقرأ عليه القراءات السَّبْعة، وجَمَعَ عليه سَبْع مَرّات، وكتب عنه من تصانيفه وفوائِده. وكان خَطّه مَليحًا واضحًا مُتْقنًا. وله نَظْم.
وسَمِعَ الحديثَ على ابن الزَّبيديّ، وابن اللَّتِّي، وجعفر الهَمْدانيّ، والسَّخَاويّ، والفَخْر الإرْبِليّ، ومُكْرَم بن أبي الصَّقْر، وسالم بن صَصْرَى، وجماعة. وكان قارئ الحديث بالزّاوية الفاضلية بالكلّاسة. قرأ كثيرًا على اليَلْداني، ومَن بعدَهُ، ثم وَلِيَ المشيخة بها إلى حين وفاته. وجَمَعَ عليه القراءات جماعةٌ ورووها عنه.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 686.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 97 - 98 (بارس)، وتاريخ الإسلام 15/ 744، ومعرفة القراء الكبار 2/ 703، والعبر 5/ 374، وتذكرة الحفاظ 4/ 1477، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 135، والوافي بالوفيات 5/ 345، ومرآة الجنان 4/ 220، وعيون التواريخ 23/ 138، وذيل التقييد 1/ 425، وغاية النهاية 1/ 14، والنجوم الزاهرة 8/ 40، والمنهل الصافي 1/ 62، والدليل الشافي 1/ 11، وشذرات الذهب 7/ 734.
ومَولدُه بدمشق في ثامن صَفَر سنة اثنتين وعشرين وستِّ مئة.
1574 -
وفي يوم الأربعاء سادس جُمادى الأولى تُوفيت زَيْنَب
(1)
بنت قاضي القُضاة شهاب الدِّين ابن الخُوَيي
(2)
، زَوْجة الشَّيخ بُرهان الدِّين
(3)
ابن الشَّيخ تاج الدِّين ودُفِنَت بتُربة جَدِّها بسَفْح قاسِيُون.
• - وفي يوم الأحد عاشِر جُمادى الأولى ذَكَرَ الدَّرْسَ القاضي الإمامُ الصَّدْرُ الكبيرُ إمامُ الدين أبو المَعالي عُمَر بن عبد الرَّحمن القَزْوينيُّ بالمدرسة الظّاهرية ظاهر دمشق، وحَضَرَ القُضاةُ والفُقهاء، عِوَضًا عن الشَّيخ عزِّ الدِّين ابن الأستاذ. وكان وَلِيَها الشَّيخ زين الدِّين الفارِقيّ، ووُقِّعَ له بها في أواخر المُحَرَّم، ثم أُبْطِلَ توقيعُهُ ولم تتم ولايته
(4)
.
• - وفي جُمادى الأولى وَصَلَت الأخبار أنَّ السُّلْطان الملك الأشرف على عَزْم الوُصول إلى الشام جريدةً في طائفة من الخاصَّكِيّة والأُمراء والمُقَدَّمين، وأنه يبدأ برؤية الكَرك وما تهدّم منها، ثم يَقْدم دمشق.
وكانَ السُّلْطان قد نَقَم على أهل الكَرَك ورَسَمَ بإخراج جماعةٍ منهم، وأرادَ أن ينقل إليه من البلاد مَن يستوطنه غيرهم.
(1)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب، والظاهر أنها توفيت وهي شابة.
(2)
هو قاضي القضاة شهاب الدين أبو عبد الله محمد ابن قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن الخليل الشافعي المتوفى سنة 693 هـ، والآتية ترجمته في هذا الكتاب.
(3)
هو شيخ الشافعية برهان الدين إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم الفزاري الصعيدي الأصل الدمشقي مدرس الباذرائية وابن مدرسها، ولد سنة 660 هـ وتوفي سنة تسع وعشرين وسبع مئة، وترجمته مشهورة، منها في: المعجم المختص 55، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 138، وفوات الوفيات 1/ 33، والوافي 6/ 43، وأعيان العصر 1/ 85، ومعجم شيوخ السبكي 38، وطبقاته 9/ 312، وذيل التقييد 1/ 429، والدرر الكامنة 1/ 36، والمنهل الصافي 1/ 99، وقلادة النحر 6/ 189 وغيرها.
(4)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 569.
وتوجَّه الأمير شَمْس الدِّين الأعْسَر إلى بعلبك لاستخدام الرِّجال لذلك.
• - وفي هذا الشَّهْر كَثُرت الأخبار أنَّ الفِرَنْج كَثُر تردُّدهم في البَحْر بالقُرب من ساحل الشام، وأنهم طَلَعوا إلى جزيرة النَّخْلة
(1)
، وهي على قَدْر ميلٍ من طرابُلُس في البَحْر وقصدوا بناءها.
وطلَع منهم جماعةٌ إلى أنْطَرسوس وشَعَّثوا فيها، وكذلك طَلَعُوا إلى صَيْدا
(2)
.
• - وفي هذا الشَّهر تَسَلَّم الأمير فخر الدِّين محمود بن قَرَمان قلعة العَلايا من بلاد الرُّوم
(3)
.
جُمادى الآخرة
• - وخرجَ القُضاة من دمشق لتلقّي الصّاحب شَمْس الدِّين ابن السَّلْعُوس يوم الأحد ثاني جُمادى الآخرة، ووصل الصّاحب عشية الأربعاء خامسه، ونزل ببستانه بالمِزّة
(4)
.
• - ووصلَ الأميرُ بَدْرُ الدِّين بَيْدرا نائب السَّلطنة بمن معه من الأمراء إلى دمشقَ بُكْرة الخَمِيس سادس جُمادى الآخرة، وتلقّاهُ النّاسُ
(5)
.
• - ثم وصلَ السُّلطانُ الملكُ الأشرفُ صلاحُ الدِّين خليل بُكْرة الأحد تاسع جُمادى الآخرة، ونزل بالقَصْر ظاهر دمشق. وكان جعل طريقه على
(1)
جزيرة صغيرة مقابل طرابلس (تاريخ ابن الفرات 8/ 80).
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 686 باختصار.
(3)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 687.
(4)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 686.
(5)
نفسه.
الكَرك والشَّوْبك. وكان خروجُه من الكَرَك إلى دمشق في سَلْخ جُمادى الأولى، وجَرَّد جماعةً لخراب قلعة الشَّوْبك
(1)
.
1575 -
ووصلَ الخبرُ إلينا في العَشْر الأُوَل من جُمادى الآخرة بوفاة الشَّيخ تقيِّ الدِّين أبي بكر
(2)
ابن الحاج مُحمد بن سلطان الرَّسْعَنيِّ التّاجر الحَنْبليّ.
وكان رجلًا مباركًا صالحًا توفي ببلد الخليل، عليه السلام، ودُفِن هناك. وكان قد عَمَّر تُربةً وبَنَى مسجدًا بدمشق خارج باب الصَّغير. وكانَ له ولوالده معرفةٌ بالسُّلطان الملك المَنْصور، رحمه الله. وسَمِعَ كثيرًا من الحديث مع الشَّيخ شَمْس الدِّين ابن أبي الفَتْح، وكان صاحبهُ ورفيقه.
1576 -
وفي ليلة الأربعاء ثاني عَشَر جُمادى الآخِرة تُوفِّي الملكُ الزّاهر، مُجيرُ الدِّين أبو سُليمان داودُ
(3)
ابنُ السُّلطان المَلِك المُجاهد أسدِ الدِّين شِيْركُوه بن مُحمد بن شِيْركُوه بن شاذِي، ابن صاحب حِمْص. وكانت وفاتُه ببستان سامةَ، وصُلِّي عليه من الغد بالجامع المُظَفَّري بسَفْح قاسِيُون، ودُفِنَ بتربته.
وكانَ رجُلًا كبيرًا جاوزَ الثمانين، وفيه ديانةٌ ومواظبةٌ على الصَّلَوات بالجامع، ومَحَبةٌ للفقراء. وكانت له إجازةٌ من أبي رَوْح، والمؤيَّد الطُّوسيّ، وزَيْنَب الشَّعْرية، وجماعةٍ أجازوا في سنة أربع عشرة وستِّ مئة للموجودِين من ذُريّة أسدِ الدِّين شيركوه، وكان هو من الموجودِين وحَدَّث بهذه الإجازة بالقُدس الشَّريف. سَمِعَ عليه ابن النَّجِيب وغيرُه.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 686 - 687.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 101 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 747، والوافي بالوفيات 13/ 471، وعيون التواريخ 23/ 139، والبداية والنهاية 15/ 571، وتاريخ ابن الفرات 8/ 161.
1577 -
وفي يوم الجُمُعة آخر النَّهار رابع عَشَر جُمادى الآخرة توفِّي الشَّيخُ الإمامُ القُدوةُ الزّاهدُ العابدُ شيخُ الإسلام تقيُّ الدِّين أبو إسحاق إبراهيمُ
(1)
بنُ عليّ بن أحمد بن فَضْل الواسطيّ، الحَنْبليُّ، وصُلِّي عليه بُكْرة السَّبْت، ودُفِنَ بتُربة الشَّيخ موفَّق الدِّين، رحمهما الله تعالى، وحَضَرَ الجنازة القُضاة والصّاحب ابن السَّلْعُوس والأُمراء والأعْيان.
وكان قد تَفَرَّد بعُلُوّ الإسناد وكَثْرة الرِّوايات والعِبادة، لم يخلِّف مثلَهُ.
ومَولدُه سنة اثنتين وستِّ مئة.
وتفقّه، ورحل إلى بَغْداد في طلب العِلْم وسماع الحديث، فسَمِعَ بها وبطريقها، ودَرَّس بالمدرسة الصّاحبية نَحْوًا من عشرين سنة.
ومن شيوخه بدمشق: ابن الحَرَستانيُّ، وابنُ البَنّاء، وابن مُلاعِب، وابن الجَلاجِليّ، والشَّمْس العَطّار السُّلَمِيّ، وموسى بن عبد القادر، والشَّيخ موفَّق الدِّين ابن قُدامة، وابن أبي لُقْمة، والمَجْد القَزْويني، وابن البُنّ، وابن صَصْرَى، وابن صَبّاح.
ومن شيوخه في الرِّحلة: الشَّيخ عبد الرَّحمن بن عُلْوان بحَلَب، وأحمد بن سَلامة النَّجار بحَرّان، ومحمود بن أبي العزّ ابن الشَّطِيطي بالمَوْصل وببغداد الفَتْح بن عبد السَّلام، وابن الجواليقيّ، وعبد السَّلام بن سُكَيْنة، وابن قُنَيْدة، والدّاهريّ، والسُّهْرَوَرْديّ، وعُمَر بن كَرَم، وأبو مَنْصور بن
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 99 - 100 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 745، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 143، والمعجم المختص 59، والعبر 5/ 375، والوافي بالوفيات 6/ 66، والبداية والنهاية 15/ 571، وذيل طبقات الحنابلة 4/ 254، وذيل التقييد 1/ 433، والمنهل الصافي 1/ 122، والدليل الشافي 1/ 23، والمقصد الأرشد 1/ 231، وشذرات الذهب 7/ 733، وغيرها كثير.
عُفَيْجة، وأبو هريرة ابن الوَسْطاني، وأبو الرِّضا ابن عُصَيّة، وأبو المَحاسن مُحمد بن هبة الله الدِّيْنَورِيّ المَرَاتبيّ، وأبو نَصْر أحمد بن الحُسين النَّرْسِيّ، والحَسَن ابن الزَّبِيديّ، وأخُوه، وزكريّا العُلْبِيّ، وابن اللَّتِّي، وعبد الرَّحمن بن صِيْلا، وابن بُورنداز
(1)
، وابن رُوْزْبة.
وأجازَ له جماعةٌ من أصبهان، منهم: أسْعدُ بنُ رَوْح، وعائشةُ بنت مَعْمَر بن الفاخر، وزاهرٌ الثَّقَفيُّ، وعبد اللَّطيف الخَوارِزْميُّ، وابن الجُنَيْد المؤدِّب. ومن بغداد: ابن طَبَرْزَد، وابن سُكَيْنة، وابن الأخْضَر، وأبو البقاء العُكْبَري، وغيرهم.
وكانَ كبيرَ القَدْر، له وقْعٌ في القُلُوب وجلالة، مُلازمَ التَّعَبُّد ليلًا ونهارًا، وعنده عِلْمٌ جيِّد، وفِقْهٌ حَسَنٌ، وكان داعيةً إلى مَذْهب السَّلَف والصَّدْر الأول، ويعودُ المَرْضَى، ويشهدُ الجَنائز، ويبالغُ في إنكار المُنْكَر لا يُبالي على من أنْكَر. وكان قائمًا بما يعجزُ غيرُه عنه.
ووَلِيَ في آخر عُمُره مشيخةَ الحديث بالمدرسة الظّاهرية بدمشق بعد سَفَر الشَّيخ عزّ الدين الفارُوثي، فتَرَدَّدَ إلى البلد أشهرًا. وقُرِئ عليه قِطْعة من الأجزاء العالية، وشُرِعَ في "سنن النَّسائي" فقُرِئ عليه المجلد الأوّل من الكتاب، وخُتم يوم الخَمِيس، وكان موته يوم الجُمُعة، رحمه الله وإيّانا.
قرأتُ عليه "سُنن النَّسائي" بكمالِه، وغير ذلك من الأجزاء العالية.
1578 -
وفي يوم الجُمُعة رابع عَشَر جُمادى الآخرة تُوفِّي الفقيه رِزْق الله
(2)
بن عبد الملك بن عبد الباقي الحَنْبليُّ، بالقاهرة، وصُلِّي عليه من الغد بمُصَلَّى باب زَوِيْلَة، ودُفِنَ بالقَرافة.
(1)
انظر: تاريخ ابن الدبيثي 4/ 552.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
وكان من أعيان الفُقهاء الحنابلة بديارِ مِصْرَ، رحمه الله، وسَمِعَ من سَعْد الدِّين الحارثيّ كثيرًا.
• - وفي يوم الخَمِيس تاسع عَشَر جُمادى الآخِرة ذَكَرَ الدَّرْسَ الشَّيخُ شَمْسُ الدِّين ابن عبد القَويّ المَرْداويُّ الحنبليُّ بالمدرسة الصّاحِبية بسَفْح قاسِيُون، عِوَضًا عن الشَّيخ تقيّ الدِّين ابن الواسطيّ.
• - وفي يوم الأربعاء ثامن عَشَر جُمادى الآخرة باشَر مَشْيَخةَ الحديث بالمدرسة الظاهرية بدمشق الشَّيخ شَرَف الدِّين عُمَر بن خَواجا إمام المعروف بالنّاسخ، عِوَضًا عن الشَّيخ تقيّ الدِّين ابن الواسطيّ.
• - وخَرَجَ السُّلطان والعَسْكر إلى المَرْج فأقامُوا به أيامًا ثم دَخَلُوا البَلَد في الثالث والعشرين من جُمادى الآخرة.
1579 -
وفي يوم الأربعاء الخامس والعِشْرين من جُمادى الآخرة تُوفِّي الشَّيخُ الجليلُ الفاضلُ الصّالحُ مُحْيي الدِّين مُحمدُ
(1)
بنُ مُحمد بن أبي الفَضْل مَهِيب بن عبد الرَّحمن بن مُجاهر الرَّبَعِيُّ الصِّقِلّيُّ الأصل المِصْريّ، بها، ودُفِنَ بقَرافة سارية.
ومَولدُه بمصرَ أيضًا في سادس عَشَرَ ربيع الأول سنة ثمانٍ وستِّ مئة.
سَمِعَ من مُكْرَم بن أبي الصَّقْر في سنة ست عشرة وستِّ مئة، ومن غيره. وكان مُحْتَسِبًا بمصر. وهو من شيوخ أبي العلاء البُخاري.
• - وفي التاسع والعشرين من جُمادى الآخرة دَخَلَ الأميرُ بَدْر الدِّين بَكْتاش الفَخْريُّ أميرُ سلاح دمشق، وصُحْبته جماعةٌ من الأُمراء والجُنْد، وتَلَقّاهُ السُّلطان إلى الجُسُورة بطريق الكُسْوة، وتَرَجَّل له عند السَّلام عليه، ومَشَى إليه عِدَّة خطوات.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 756.
1580 -
وفي ثالث جُمادى الآخرة تُوفِّي الصَّدْرُ الكبيرُ العالمُ المُنشئُ بهاءُ الدِّين أبو الحَسَن عليُّ
(1)
ابنُ الأمير فَخْر الدِّين عيسى بن أبي الفَتْح الشَّيْبانيُّ الإرْبِليُّ، ببغداد، ودُفِنَ بمقبَرة مَشْهد الإمامين: موسى والجواد، رضي الله عنهما، وهو في عَشْر السَّبْعين.
وكان صَدْرًا كبيرًا، فاضلًا في الأدب، مُجِيدًا في النَّظْم والنَّثْر، عارفًا بالتاريخ. وكَتَبَ لابن صَلَايا بإرْبِل، ثم خدمَ الدَّولة الصّاحبية
(2)
بالعراق إلى أن انقَضَت، ثم نَقَصَ أمره في دولة اليَهُود
(3)
، ثم تراجعَ قليلًا بعدَهُم، وسَلَّمه الله تعالى، ولم يُنْكَب إلى أن مات.
وكان أبوه واليًا بإربل.
(1)
ذكره كمال الدين عبد الرزاق ابن الفوطي في ترجمة والده فخر الدين عيسى من تلخيص مجمع الآداب 4/ الترجمة 2276 (ط. دمشق)، قال: فخر الدين أبو علي عيسى بن أبي الفتح بن هندي الشيباني الإرْبليّ الأمير يُعرف بابن جِجْني، هو والد شيخنا بهاء الدين، وكان حاكمًا بإربل ونواحيها أيام الصاحب تاج الدين أبي المعالي محمد بن الصلايا الحسيني، وإليه رياسة البلد، وأصله من جبل الهكارية، وتوفي بإربل سنة أربع وستين وست مئة. وترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام 15/ 753 ترجمة جيدة مستفادة من جزء ألفه في سيرته عز الدين حسن بن أحمد الإربلي ومن ابن الفوطي الذي قال فيه:"سكن بهاء الدين بغداد في سنة سبع وخمسين، وعَمَّرَ بها دارًا جميلة، وكان يتشيّع، سمعت عليه كتابه في "فضائل الأئمة"، وروى فيه عن الكمال ابن وَضّاح والشيخ عبد الصمد. وترجمه ابن شاكر في فوات الوفيات 3/ 57، والزركشي في عقود الجمان 219، وقال الأدفوي في البدر السافر 21: "وكان شيعيًّا إلا أنه متأدب مع علماء السنة ويوافقهم في عقائدهم وكان كريمًا متواضعًا، وله مجلس ببغداد يجلس فيه طرفي النهار ويجتمع عنده الفضلاء وتجري بينهم بحوث في أنواع من العلوم". وذكره صاحب الكتاب المسمى بالحوادث في وفيات سنة 693 هـ (ص 519) وأخذ به بعضهم، ولم يصب، فإن تلميذه ابن الفوطي من أعرف الناس به وهو الذي ورّخه في الثالث من جمادى الآخرة سنة 692 هـ، وكذا ذكر البرزالي هنا.
(2)
يعني الصاحب علاء الدين عطا ملك الجويني حاكم العراق بعد الغزو المغولي.
(3)
يريد بذلك ولاية سعد الدولة مسعود اليهودي الماشعيري الذي تولى الإشراف على العراق، وكان وزيرًا لأرغون، وقتل سنة 690 هـ. تنظر التفاصيل في الكتاب المسمى بالحوادث ص 501.
رَجَب
1581 -
في يوم الأربعاء ثالث رَجَب بعد صلاة الفَجْر تُوفِّي القاضي الإمامُ العالمُ الصَّدْرُ الكبيرُ مُحْيي الدِّين أبو الفضل عبدُ الله
(1)
ابنُ الشَّيخ الإمام المُقْرئ أبي مُحمد عبد الظّاهر بن نَشْوان بن عبد الظاهر بن عليّ بن نَجْدة السَّعْديُّ الجُذامِيُّ المِصْريُّ، بالقاهرة، وصُلِّيَ عليه بعد الظُّهْر بباب زَوِيلَة، ودُفِنَ بسَفْح المُقَطَّم بالقَرافة.
ومَولدُه ليلة السَّبت تاسع المُحَرَّم سنة عشرين وستِّ مئة، بالقاهرة.
وكان من أعيان المُوَقّعين، وله النَّظْمُ الفائق، والنَّثْر الرّائق.
رَوَى لنا عن جَعْفر الهَمْدانيّ، وابن الجَمَّيْزيّ، وعبد الرَّحيم بن الطُّفيل، ويوسف ابن المَخِيليّ
(2)
، وأبي الفَضْل عبد الله بن إسماعيل بن رَمَضان، وفَخْر القُضاة ابن الجَبّاب، وعبد العزيز ابن النَّقّار، وهؤلاء السَّبْعة من أصحاب السِّلَفِيّ.
ورَوَى لنا أيضًا عن ابن المُقَيَّر، والقاضي زين الدِّين ابن الأستاذ قاضي حَلَب. وسَمِعتُ منه جزأين من عوالي حديثه بقراءة مُخَرِّجها الشَّيخ تقيّ الدِّين عُبيد الإسعِرْديّ، رحمه الله.
1582 -
وفي عَشِيّة الجُمُعة خامس رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ الصّالح تقيُّ الدِّين
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 103 - 108 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 749، والعبر 5/ 376، وتذكرة الحفاظ 4/ 1477، والوافي بالوفيات 17/ 257، وفوات الوفيات 2/ 179، والبداية والنهاية 15/ 572، وتاريخ ابن الفرات 8/ 162، والمقفى للمقريزي 4/ 320 (1536)، والنجوم الزاهرة 8/ 38، والمنهل الصافي 7/ 98، والدليل الشافي 1/ 387، وحسن المحاضرة 1/ 570 وغيرها.
(2)
قال عز الدين الحسيني في ترجمته من "صلة التكملة" 1/ 100 (78): "والمخيلي: بفتح الميم وكسر الخاء المعجمة وسكون الياء آخر الحروف وبعدها لام وياء النسب: نسبة إلى مخيل، بلدة من بلاد برقة، وقيل: إن في أجداده رجلًا اسمه مَخِيل".
أحمدُ
(1)
بنُ أبي الطّاهر بن أبي الفَضْل بن أبي الطّاهر بن مُحمد بن إبراهيم بن أحمدَ بن مُحمد بن بُكَيْر الشَّهيد بن أحمد بن مُحمد بن سَهْل، قاضي مصر الحِمْيَريّ المَقْدسيّ، وصُلِّي عليه ظُهْر السَّبْت بالجامع المُظَفَّري، ودُفِنَ بتُربةِ الشَّيخ موفَّق الدِّين، رحمهما الله تعالى.
ومَولدُه في ليلة الرّابع عَشَر من شَعْبان سنة خمس عشرة وستِّ مئة، بسَفْح قاسِيُون.
وكان شَيْخًا مُباركًا، مواظبًا على الصَّلَوات في الجماعة. سَمِعَ من الشَّيخ موفَّق الدِّين ابن قُدامة، وأبي المَجْد القَزْوينيّ، وابن الزَّبِيديّ، وابن اللَّتِّي، وغيرِهم.
• - وفي يوم الاثنين ثامن رَجَب وردت البطايق إلى دمشقَ بتَسْلِيم بَهَسْنا من نواب صاحب سِيس بغير قتال، وضُرِبَت البشائر لذلك
(2)
.
• - وفيه دخلَ الأميرُ حُسام الدِّين لاجِين المَنْصوريّ إلى دمشق، وصُحْبتُه الأمير حُسام الدِّين مُهَنّا بن عيسى وإخوته مُحْتاطًا عليهم، وذُكِرَ أنَّ السُّلطان أمر بمَسْكهم بسَلَمية لأمرٍ نَقَمه عليهم
(3)
.
• - وفي تاسع رَجَب توجَّه من دمشقَ إلى القاهرةِ مَلِك الأُمراء الأميرُ بَدْرُ الدِّين بَيْدَوا، والصاحب شَمْس الدِّين ابن السَّلْعُوس. وتوجَّه السُّلطان الملك الأشرف يوم السَّبْت وَسَط النَّهار ثالث عَشَر رَجَب
(4)
.
• - وفي شَهْر رَجَب رُسِم بإبطال المَكْس عن الصالحية ظاهر دمشق.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 743، والعبر 5/ 374.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 685.
(3)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 687.
(4)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 686 - 687.
وكان الشَّيخ تقيّ الدِّين ابن الواسطيّ
(1)
، رحمه الله، قبل موته، قد تَحَدَّث في ذلك مع الصّاحب شَمْس الدِّين.
• - وفي يوم الأربعاء حادي عَشَر رَجَب ذَكَرَ الدَّرْس بمدرسة الشَّيخ أبي عُمر بسَفْح قاسِيُون الشَّيخ الفَقيه الصّالح شَمْس الدِّين مُحمد ابن التاج عبد الرَّحمن بن عُمَر بن عوض عِوَضًا عن الشيخ تقيّ الدِّين ابن الواسطيّ. وحَضَرَ قاضي القُضاة شهاب الدِّين الخُوَيّي، وجماعة من الحَنابلة، وغيرُهم، فبقي ثمانية أشهر، ثم عُزِلَ عن التَّدْريس
(2)
.
• - وفي رَجَب، قبل رحيل السُّلطان من دمشق أُرْسِلَ الأميرُ سَيْف الدِّين طُوغان إلى نيابة قَلْعة الرُّوم
(3)
، ووَلِيَ مكانه في ولاية البَرِّ بدمشق الأمير سَيْفُ الدِّين أسنْدَمُر.
• - وبعد توجّه السُّلطان المَلِك الأشرف أمَرَ بخراب قلعة الشَّوْبك ونَقْل ما بها من الذَّخائر إلى الكَرَك. وكانت من القلاع المَشْهورة بالحُسن والمَنَعة، ولها شأن عظيم عند الملوك، وإنما أخْرَبَها برأي عُبَيّة بن نَجاد العُقْبِي، فإنها كانت شَجًى في حُلُوق عَرَب تلك البلاد بني عُقبة وغيرِهم
(4)
.
1583 -
وفي يوم الأحد التاسع والعِشْرين من رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ أبو عبد الله مُحمدُ
(5)
بنُ إبراهيم بن تَرْجَم بن حازم المازِنيُّ، ودُفِنَ من يومه بمقابر باب النَّصْر ظاهر القاهرة.
ومَولدُه في سنة اثنتين وستِّ مئة.
(1)
تقدمت ترجمته قبل قليل.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 687.
(3)
نفسه.
(4)
نفسه باختصار.
(5)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 756، والعبر 5/ 377، وتذكرة الحفاظ 4/ 1477، وذيل التقييد 1/ 87، والمقفى الكبير 5/ 49 (1619)، وتبصير المنتبه 4/ 1488، وشذرات الذهب 7/ 737.
سَمِعَ من أبي الحَسَن علي ابن الخَلّال المكّي المعروف بابن البَنّاء كتاب "الجامع" للتِّرمذيّ، وهو آخرُ مَن رواه عنه، وسَمِعَ أيضًا من عبد القويّ ابن الجَبّاب، وعبد العزيز بن باقا. وأجازَ لنا ما يَرْويه.
1584 -
وفي هذا اليوم المَذْكور تُوفِّيت أمُّ الخَيْر أفضَلِيّة
(1)
ابنة أبي مُحمد عبد الحق بن مَكّي بن صالح بن سُلْطان ابن الرَّصّاص القُرشيِّ المِصْريِّ، بالقاهرة.
رَوَت بالإجازة عن الحافظ ابن الحُصْريّ نزيلِ مَكّة، وكانت تَسْكن بالصفافيريّين.
أجازَت لنا. وكَتَبَ عنها مُحمد بن سَنْجَر العَجميّ، رحمه الله، وسَمِعَ منها أبو العلاء البُخاري، وذكرَها في شُيوخه.
• - وفي يوم الأحد المَذْكُور انكسَفَت الشَّمْسُ وصُلِّي بجامع دمشقَ صلاة الكُسوف، وخَطَبَ الخطيب موفَّق الدِّين الحَمَويّ
(2)
.
شعبان
1585 -
في بُكْرةِ يوم الأربعاء ثاني شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ الأصيلُ الفاضلُ الأمينُ الصّالحُ ناصرُ الدِّين أبو الحَسَن عليّ
(3)
ابن الأمير الكبير شَمْس الدِّين محمود بن عليّ بن محمود بن قَرْقِين
(4)
البَعْلَبَكِّيُّ، بداره بالقُلّة من قَلْعة بَعْلَبَك، وصُلّي عليه ظهر هذا اليوم بجامع بَعْلَبك، ودُفِنَ خارج باب سَطْحا.
(1)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 747.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 687.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 754، والعبر 5/ 377، وتذكرة الحفاظ 4/ 1477، وله ذكر في ذيل مرآة الزمان 2/ 79، 485 و 4/ 126 فهو شيخه.
(4)
هذه اللفظة قيدها الزكي المنذري في ترجمة والده محمود (3/ الترجمة 2615) فقال: "بفتح القاف وسكون الراء المهملة وبعدها قاف مكسورة وياء آخر الحروف ساكنة ونون".
سَمِعَ من أبي المَجْد القَزْوينيّ، والشَّيخ بهاءِ الدِّين عبدِ الرَّحمن المَقْدسيّ، والقاضي تقيِّ الدِّين أبي أحمد عليّ بن إبراهيم بن واصل البَصْري. وأجازَهُ الشَّيخُ تاجُ الدين الكِنْدي، وجماعةٌ.
سَمِعتُ عليه بدمشق جزءًا من حديث أبي القاسم إبراهيم بن مُحمد المَنادِيليّ، بسماعه من ابن واصل المَذْكور في ذي القَعْدة سنة ثمانين وست مئة، بقراءة الشَّيخ تقيّ الدِّين ابن تَيْمية، ثم قرأته عليه بعد أربعة أشهر ببَعْلَبَك. ثم قرأتُ عليه في سنة خمس وثمانين ببَعْلَبَك "الأربعين" التي انتقاها الشَّيخ شَمْس الدِّين ابن أبي الفَتْح من كتاب "شَرْح السُّنة" للبَغَوي، بسماعه من القَزْويني.
وكانَ من أعيان العُدُول وأكابر المُعْتَمَدين، والي قُلّة قَلْعة بَعْلَبك عُمُره، وكان ديِّنًا كثيرَ الخَيْر، فاضلًا في عِلْم الاصطرلاب، ويَعْرف شيئًا من الهندسة وغيرها.
ومَولدُه في الثاني والعشرين من صَفَر سنة إحدى وستِّ مئة ببَعْلَبَك.
1586 -
وفي يوم الأحد السّادس من شَعْبان تُوفِّي القاضي الإمامُ العالمُ أقضَى القُضاة عمادُ الدِّين أبو مُحمد عبدُ الرَّحمن
(1)
بنُ سالم بن نَصْر الله بن واصل الحَمَويُّ الشافعيُّ، ودُفِنَ من يومه بتُربةٍ له بعَقَبة نَقِيرين
(2)
، وكان موته بقرية لباد
(3)
بالقُرب من حَماة.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 751.
(2)
لم يذكرها ياقوت في معجم البلدان، وهي قرية بضواحي حماة، لها ذكر في العديد من الموارد، منها: أعيان العصر 3/ 105، 141، ومعجم شيوخ السبكي 485، والسلوك 5/ 322، 377 و 6/ 91، 243، 247، وطبقات ابن قاضي شهبة 2/ 299، والضوء اللامع 10/ 15، ومفرج الكروب 4/ 118 وغيرها.
(3)
لم يذكرها ياقوت، وما وقفنا عليها.
وكان فقيهًا مُدَرِّسا، وشيخَ حديث، وحَكَمَ بحماةَ مدةً نيابةً عن أخيه قاضي القضاة جمال الدين. وكانت الأمور كُلُّها إليه، سَمِعَ بحَماة من أبي القاسم عبد الله بن رَواحة، وعبد المُنعم بن أبي المَضَاء، وصَفِيّة بنتُ عبد الوَهّاب القُرَشية. وقرأ بالقاهرة "جزء ابن عَرَفة" على النَّجيب عبد اللَّطيف. وكان له مشاركةٌ في الحديث ومَحَبة للرواية.
ومَولدُه في العَشْر الأُول من ذي الحِجّة سنة أربع وعِشْرين وستِّ مئة بقاع البَزْوة
(1)
بين الحَرَمين الشَّريفين.
قرأتُ عليه بدمشق "الأربعين السِّلَفِيّة"، وبحَماة الثالث من "الثَّقِفيّات".
1587 -
وفي ليلةِ الأحَد قبلَ الفَجْر السّادس من شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العالمُ الحافظُ المُفِيدُ تقيُّ الدِّين أبو القاسم، عُبَيْدُ
(2)
بنُ مُحمد بنِ عَبّاس بن مُحمد بن مَوْهوب الإسْعِرديُّ، بالقاهرة، ودُفِنَ من الغد بالقَرافة.
ومَولدُه بإسْعِرْد سنة اثنتين وعشرين وستِّ مئة.
(1)
منزلة معروفة بين مكة والمدينة، لها ذكر في البيان والإعراب للمقريزي 43، ومفاكهة الخلان لابن طولون 285، وفي الغصن الداني في ترجمة وحياة الشيخ عبد الرحمن التنلاني 70 وغيرها.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 752، والعبر 5/ 376، والوافي بالوفيات 19/ 429، وذيل التقييد 2/ 162، وتوضيح المشتبه 1/ 224، وتبصير المنتبه 1/ 46، والنجوم الزاهرة 8/ 40، والمنهل الصافي 7/ 407، والدليل الشافي 1/ 437، وحسن المحاضرة 1/ 356، وشذرات الذهب 7/ 735. وذكر السبكي في مشيخته 173 ابنه بكار بن عبيد، وذكرهُ ابن رافع في الوفيات 1/ 501 في وفيات سنة 745 هـ، وهو مترجم في الدرر الكامنة 1/ 231 وأشار ابن ناصر الدين إلى ابنته أم عمرو حفصة بنت عُبيد التي روى عنها علي بن قيران السكري وغيره. وقد روى عبيد هذا تاريخ واسط عن المرجى بن أبي الحسن بن هبة الله الواسطي، وسمع عليه سنة وفاته 692 هـ بالقاهرة، كما هو ثابت في طبقة السماع على مخطوطة هذا الكتاب، ص 258 الذي حققه صديقنا العلامة أبو سهيل كوركيس عَوّاد.
وكان شيخًا فاضلًا، عارفًا بمسموعاته ومَسْموعات شيوخ وَقْته، حَسَن التَّخْريج، خَرَّجَ لجماعةٍ من الشُّيوخ. سَمِعَ من عليّ بن مُختار العامريّ، وحَسَن بن دينار، وابن المَخِيلي، وابن رَوَاج، والسّاوي، وابن الجُمَّيْزِيّ، وابن الجَبّاب، وحَمْزة بن عَتِيق، وسِبْط السِّلَفيّ، وغيرِهم من أصحاب السِّلَفيّ. وسَمِعَ من ابن المُقَيَّر. ورحلَ إلى الإسكندرية، ودمشق، وقرأ الكثير، وكَتَبَ، وحَصَّل. وكان رجلًا جيِّدًا، ثقةً، مأمونًا، خَيِّرًا.
سألتُ عنه شيخَنا ابن الظّاهري، فأثنَى عليه ورجَّحَهُ على جميع المحدِّثين بالدِّيار المِصْرية.
قرأتُ عليه الأول من "فوائد أبي عُمر الزّاهد"، بسماعه من عليّ بن مُختار العامري، عن السِّلَفيّ، و"مَجْلِسَيّ أبي مُطيع" الرابع والخامس، بسماعه من ابن الجَبّاب، وهبة الله بن مُحمد بن الحُسين المَقْدسيّ، بسماعهما من السِّلَفي. وسمعت بقراءته على بعض الشُّيوخ.
1588 -
وفي شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ الأجلُّ الرئيسُ الأصيلُ الفاضلُ مُحْيي الدِّين أبو يوسُف مُحمدُ
(1)
ابنُ الإمام العالم فَخْر الدِّين أبي الفَضْل يوسُف ابن الشَّيخ الإمام العلّامة شيخ الحَنَفية شهاب الدِّين أبي العباس أحمد بن يوسُف بن أحمد بن يوسف، ابنُ الأنصاريّ، الحَلَبيُّ، بحَلَب.
ومَولدُه بها في خانقاه سُنقرجا
(2)
تخط القَلْعة في سادس عَشَر شعبان سنة تسع وثلاثين وستِّ مئة.
وكان شَيْخ هذه الخانقاه إلى حين وفاته.
سَمِعَ من ابن رَوَاحة، وابن قُمَيْرة، وابن خليل، وجماعة.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 756، والجواهر المضية 2/ 145.
(2)
ويكتب "سنقرشاه" أيضًا كما بخط الذهبي وغيره.
سمعتُ عليه "جزء المُخَرِّمي" و"المَرْوَزي"، والسابع من "الثَّقَفيات" بحَلَب.
وكان جدُّه من أعيان الحنفية، درَّس بالمدرسة المُستنصرية ببغداد
(1)
.
1589 -
وفي ليلة السَّبت ثاني عَشَر شَعْبان تُوفِّي الفقيهُ العَدْلُ الرئيسُ تاجُ الدِّين عبدُ الواحد
(2)
ابنُ الشَّيخ علاء الدِّين عليّ بن عبد الواحد ابن الزَّمَلُكانيّ، أخو الشَّيخ كمال الدِّين، ودُفِنَ ضُحَى نَهار السَّبت بمقابر باب الصَّغير.
ومَولدُه في عيدِ الأضحى سنة أربع وستّين وستِّ مئة.
وكان حفظ "التَّنْبيه"، و"المُنْتَخب"، وتردّد إلى المدارس وجلسَ مع الشُّهود، رحمه الله.
1590 -
وفي شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ الفقيهُ عزُّ الدِّين عبدُ الرَّحمن
(3)
أيْبَك، عتيق الشَّريف.
(1)
توفي في تاسع شعبان سنة 649 هـ وترجمته في صلة التكملة للحسيني 1/ 248 (402)، وتاريخ الإسلام 14/ 615، والجواهر المضية 1/ 132، وعقد الجمان للعيني 1/ 57. وأحمد هذا استدعي للتدريس بالمدرسة المستنصرية للطائفة الحنفية، فدَرّس بها يوم الخميس العشرين من جمادى الأولى سنة 633 هـ، وعاد إلى بلده حلب في صفر سنة 635 هـ. وكان في صحبته ولده فخر الدين أبو العز يوسف الذي رُتِّب نائبًا للتدريس بالمدرسة التتشية وحضره الأئمة والفقهاء وألقى عدة دروس أبان فيها عن فضل وافر، ذكر ذلك ابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب نقلًا عن شيخه تاج الدين ابن الساعي (4/ الترجمة 2534 من الطبعة الشامية)، واستشهد يوسف هذا في وقعة التتار بحلب سنة 658 هـ، وترجمه عز الدين الحسيني في صلة التكملة 1/ 428 (775)، والذهبي في تاريخ الإسلام 14/ 902، والقرشي في الجواهر 2/ 223.
(2)
لم نقف على ترجمته.
(3)
لم نقف على ترجمته في غير هذا الكتاب.
وكان خازن الباذرائية، ثم وَلِيَ الإعادةَ بها، ثم خرجَ منها، وصارَ شيخ الخانقاه الحُسامية.
1591 -
والفقيه مجدُ الدِّين نَصْر الله
(1)
بن أحمد بن ناصر بن نصر بن قوام الرُّصافيُّ.
وكان شابًّا حسَنًا، اشتغل بالفقه على الشَّيخ تاج الدِّين، وحَصَّل وتنبَّه، وكان إمامَ مَسْجد القَلانِسيّ السُّفليّ بالرَّمّاحين، تولّاهُ بعد شيخنا رضيّ الدِّين ابن دَبُوقا لما نُقِلَ إلى إمامة التُّربة الأشرفية.
1592 -
والشِّهابُ أحمدُ
(2)
ابنُ شيخِنا مجدِ الدِّين إسماعيل بن إلياس التَّنُوخيُّ الذَّهَبيُّ المقيمُ بقصر اللَّبَّاد، المعروف بابن ذُؤابة.
وكان رجُلًا جيِّدًا.
• - وفي أوّل شَعْبان باشرَ الصَّدْرُ أمينُ الدِّين ابنُ عِماد الدِّين ابن إهْلال نظرَ ديوان الجامع المَعْمور بدمشق، عِوَضًا عن شهاب الدِّين ابن السَّلْعُوس.
رمضان
1593 -
في ليلةِ الثُّلاثاء رابع عَشَر رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ الأصيلُ نَجْمُ الدِّين أبو مُحمد الحُسينُ
(3)
ابنُ شَرَف الدِّين أبي مُحمد عبد الله ابن القاضي نَجْم الدِّين أبي المَكارم الحَسَن بن عبد الله بن حَمْزة بن أبي الحجحاح العَدَويّ، الحَلَبيُّ ثم الدِّمشقيُّ، وصُلِّي عليه من يومه بعد العَصْر بالجامع المُظَفّري، ودُفِنَ بتُربة ابن البانياسيّ بسَفْح قاسِيُون.
(1)
لم نقف على ترجمته في غير هذا الكتاب.
(2)
تقدمت ترجمة والده مجد الدين إسماعيل في وفيات سنة 691 هـ من هذا الكتاب (الترجمة 1526).
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 747.
ومَولدُه بحَلَب في سنة سبع وعشرين وستِّ مئة.
سَمِعَ من جعفر الهَمْدانيّ، والسَّخاويّ، وإبراهيم ابن الخُشُوعيّ، وشيخ الشُّيوخ ابن حَمُّوْية، وجماعة. وكان شاهدًا تحتَ السّاعات. وباشرَ نيابةَ الحِسْبة بدمشق، وكان شيخًا كيِّسًا، كثيرَ العِشْرة والمُخالطة.
سَمِعتُ عليه الجزء الأول من "حديث الحُرْفي"
(1)
بسماعه من جَعْفر. وسَمِعَ منه ابن جَعْوان، والمِزّي، وجماعة من الطَّلبة.
وكان جدُّه المذكور نائبَ الحُكم بحَلَب، وكان فاضلًا في المَذْهب والخلاف، ودَرَّس بالمدرسة الظّاهرية ظاهر دمشق، روى عنه القُوصي في "مُعْجَمه"
(2)
.
• - ووصلَ مرسومُ السُّلطان إلى دمشقَ بإلزام المُسْتَخَدَمين من أهل الذِّمّة بالإسلام، ومَن امتنعَ يؤخذ منه ألف دينار، فشُرِعَ في امتثال هذا المَرْسوم يوم الأربعاء ثامن رَمَضان، فأسلمَ أربعةُ أنفس
(3)
.
1594 -
وفي ليلة ثالث عَشَر رَمَضان توفِّي الشَّمْس مُحمدُ
(4)
بنُ مُعَمّر الطَّحّان، بدمشق.
وكان كثيرَ الصَّدَقة والبِرّ، وتأسّفَ لفقده جماعةٌ.
(1)
هو عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله السمسار المعروف بابن الحرفي بغدادي من أهل الحربية توفي سنة 423 هـ، وهذه النسبة تقال للبقال في بغداد ولمن يبيع الأشياء التي تتعلق بالبزور والبقالين، ترجمه الخطيب في تاريخه 11/ 612، والسمعاني في "الحُرْفي" من الأنساب، والذهبي في وفيات سنة 423 من تاريخه، وحديثه هذا مطبوع مشهور.
(2)
وترجمه ابن العديم في بغية الطلب 5/ 542 (ط. الفرقان) وذكر أنه توفي بحلب يوم السبت ثالث عشر شهر ربيع الأول من سنة ثلاث وعشرين وست مئة.
(3)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 687.
(4)
لم نقف على ترجمته.
1595 -
وفي يوم الجُمُعة الرابع والعشرين من رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ جلالُ الدِّين أبو مُحمد عيسى
(1)
بنُ الحَسَن بن أبي مُحمد بن عبد الواحد بن الحَسَن بن سِنان القاهريُّ، ويُكْنَى أبا الفَضْل وأبا موسى.
سقطَ من سطح جامع ابن عبد الظاهر بالقَرافة فمات، ودُفِنَ هناك.
ومَولدُه تقريبًا سنة عَشْر أو سنة إحدى عشرة وستِّ مئة بالقاهرة. وكان رجُلًا صالحًا مُباركًا. سَمِعَ من القاضي الأشرف حَمْزة بن عُثمان، والشَّيخ فَخْر الدِّين الفارسيّ، والقاضي أبي طالب أحمدَ بنِ عبد الله بن حديد، وابنِ باقا، ومُكْرَم بن أبي الصَّقْر، وغيرِهم.
قرأتُ عليه "الأربعين السِّلَفِية"، والثالث من "مشيخة الفَسَويّ"، و"جزء الغَضَائريّ"، و"أخبار الشّافعي" للرّازي، والثاني والثالث من "الهاشميات"، وسَمعتُ عليه الأول منها بقراءة شَمْس الدِّين مُحمد بن مُحمد بن أبي الحَرَم القلانسيّ الحنبليّ، رحمه الله.
شَوّال
1596 -
وفي يوم عيد الفِطْر تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو الفِدا إسماعيلُ
(2)
بنُ الشَّيخ زينِ الدِّين أحمدَ بنِ جَمِيل بن حَمْد بن أحمد بن أبي عَطّاف المَقْدسيُّ الصّالحيُّ البَقّال، ودُفِنَ من الغَد يوم السَّبْت بسَفْح قاسِيُون.
سَمِعَ من ابن الزَّبِيديّ، وابن اللَّتِّي، وابن صَبّاح، وابن المُقَيَّر، وجماعة. ومن مسموعاته "صحيح البخاري" بكماله.
قرأتُ عليه "جزء بِيْبَى الهَرْثَمية".
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 102 - 103 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 755.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 746.
وكان والدُه
(1)
من الرُّواة عن حَنْبل
(2)
، وابن طَبَرْزَد
(3)
، وهو من شُيوخ الدِّمياطي.
1597 -
وفي يوم الثُّلاثاء ثاني عَشَر شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ أبو مُحمد عبد العزيز
(4)
بن إبراهيم بن نَصْر بن سعيد الرُّقُوقِيّ، الصّالحيُّ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.
رَوَى عن ابن الزَّبِيدي.
وهو ابنُ أخت شيخنا عزّ الدين إسماعيل ابن الفَرّاء.
ولي منه إجازة.
1598 -
وفي يوم السَّبت سادس عَشَر شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ المسندُ العَدْلُ سَيْفُ الدِّين أبو الحَسَن عليُّ
(5)
ابنُ الشَّيخ الإمامُ الصّالحُ المُقرئُ رضيّ الدِّين أبي مُحمد عبد الرَّحمن بن مُحمد بن عبد الجبّار المقدسيُّ الحنبليُّ، بسَفْح قاسِيُون، ودُفِنَ من يومه بتُربة الشَّيخ موفَّق الدِّين.
حَضَرَ على موسى بن عبد القادر، وأحمد بن الخَضِر بن طاوس، والشَّيخ موفَّق الدِّين. وسَمِعَ على ابن البُنّ، وابن صَصْرَى، والمَجْد القَزْويني، وابن أبي لُقْمة، وبهاءِ الدِّين عبد الرَّحمن المَقْدسيّ، وابنِ الزَّبِيديّ، وابن اللَّتِّي، وابنِ صَبّاح، والفَخْر الإرْبِليّ، وجَعْفر الهَمْدانيّ، والكاشْغَرِيّ، وغيرِهم.
ومَولدُه سنة ست عشرة وستِّ مئة بسَفْح قاسِيُون.
(1)
تقدمت ترجمته في وفيات سنة 665 من هذا الكتاب.
(2)
حنبل بن عبد الله بن الفرج الرصافي.
(3)
أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 751. وترجم الذهبي لأخيه أحمد المتوفى سنة 701 في معجم شيوخه 1/ 33، وستأتي ترجمته في موضعها من هذا الكتاب.
(5)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 753، والعبر 5/ 376، وذيل التقييد 2/ 197، وشذرات الذهب 7/ 736.
• - وخرجَ الرَّكْبُ الشّامي من دمشقَ إلى الحجاز الشَّريف يوم الاثنين حادي عَشَر شَوّال، وأميرُهم الأمير بَدْر الدِّين بَيْلِيك المَنْصوريّ المعروف بالطّيّار.
1599 -
وفي السّابع عَشَر من شَوّال تُوفِّي شَرَفُ الدِّين عيسى
(1)
ابنُ الشَّيخ نور الدِّين أحمدَ بنِ إبراهيم بنِ عبد الضَّيْف بن مُصْعَب، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.
وكان شابًّا، أسمعه أبوه على ابن عبد الدّائم، وغيرِه، ولم يُحدِّث.
1600 -
وفي يوم الثُّلاثاء تاسع عَشَر شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ المسنِدُ شَرَفُ الدِّين أبو مُحمد
(2)
بن غلام الله ابن الشَّمْعة إسماعيل بن عبد الله المِسْكيُّ الشّارعيُّ الصَّوّاف.
وله اسمان: شاكر الله وعبد الله.
وصُلِّي عليه من الغد بمُصلّى الشارع خارج باب زَوِيلَة ظاهر القاهرة، ودُفِنَ بسَفْح المُقطَّم.
وكان صالحًا كثيرَ الصَّلاة، وله مسجدٌ بالشّارع وحانوت يبيع الصُّوفَ.
سَمِعَ من ابن عِماد، وابن باقا، ومُكْرَم، وعبد القويّ ابن الجَبّابُ، وابن الصَّفْراوي، والهَمْداني، وعبد المُحسن ابن الدَّجاجيّ، وعبد الغفّار المَحَلّي، وغيرِهم.
قرأتُ عليه الثاني والثالث من "الخِلَعيّات" و"المجلس" الذي من أمالي نَصْر المقدسيّ، وآخره شُروط عُمر رضي الله عنه على النَّصارى، وقطعة من آخر "رُباعيّات النَّسائي".
• - وفي شَوّال وردَ الخبرُ إلى الشام أنَّ السُّلْطان قطعَ خُبْزَ الأمير عزّ الدِّين
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 102 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 750.
أيْبَك الأفْرَم، وضَيَّقَ عليه، وأخذَ منه أموالًا جَمّة، وأقطعَ خُبْزَهُ للأمير حُسام الدِّين لاجِين المَنْصوريّ
(1)
.
• - وفي هذا الشَّهْر وردَ سَيْفُ الدِّين بَلَبان التقويّ إلى ساحل الشّام في البحر بشواني كثيرة، وغَزَا وعادَ.
1601 -
وفي ليلةِ الخَمِيس الثامن والعِشْرين من شَوّال تُوفِّي الصَّدْرُ الكبيرُ الفقيهُ الإمامُ العالمُ شَمْسُ الدِّين أبو العباس أحمدُ
(2)
ابنُ شيخِنا وجيه الدِّين مُحمد بن عُثمان بن أسعد بن المُنَجّى التَّنُوخيُّ الحَنْبليُّ، بالمدرسة المِسْماريّة بدمشق، ودُفِنَ بسَفْح جبل قاسِيُون شماليّ الجامع المُظَفَّري.
وكان مدرِّسًا بالمدرسة المَذْكورة وبحلقة الأوزاعيّ بجامع دمشق.
وكان فاضلًا مليحَ الهيئة، حَسَنَ الشَّكْل، مُنْقطعًا عن النّاس.
سَمِعَ من نَجْم الدِّين المُظَفَّر ابن الشَّيْرَجيّ في سنة ستِّ وخمسين، وسَمِعَ بعد ذلك كثيرًا مع ابن جَعْوان وغيرِه من الطلبة.
ذو القَعْدة
1602 -
في ليلةِ الجُمُعة سابع ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ الأصيلُ الرئيسُ عزُّ الدِّين أبو مُحمد عبدُ الحميد
(3)
ابنُ العَدْل فَخْر الدِّين أبي عليّ
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 687، وعيون التواريخ 23/ 133.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 743.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 100 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 750. ووالده فخر الدين عبد الرحمن توفي في الثالث عشر من شوال سنة 657 هـ، وترجمه عز الدين الحسيني في صلة التكملة 1/ 419 (751)، والذهبي في تاريخ الإسلام 14/ 862. وجده مخلص الدين أبو المكارم عبد الواحد توفي في الحادي والعشرين من شهر رجب سنة 641 هـ، وترجمه الزكي المنذري في التكملة 3/ الترجمة 3128، وأبو شامة في ذيل الروضتين 173، وعز الدين الحسيني في صلة التكملة 1/ 71 (28)، والذهبي في تاريخ الإسلام 14/ 385، وتذكرة الحفاظ 4/ 1435، والعبر 5/ 169، وابن تغري بردي في النجوم 6/ 349 وغيرهم، وهم بيت رواية وعدالة بالشام.
عبد الرَّحمن ابن العَدْل مُخْلِص الدِّين أبي المَكارم عبد الواحد بن عبد الرَّحمن بن عبد الواحد بن مُحمد بن المُسَلّم بن الحَسَن بن هلال بن الحَسَن بن عبد الله بن مُحمد الأزْديُّ الدِّمشقيُّ، ببستانه بالسَّهْم، وحُمِلَ يوم الجُمُعة إلى جامع جبل قاسِيُون، وصُلِّي عليه عَقِيب صلاة الجُمُعة، ودُفِنَ بتربةٍ له بالقُرب من المدرسةِ الرُّكنية الحَنَفية.
وهو من بيت روايةٍ وعَدالةٍ وأمانةٍ. سَمِعَ حُضورًا من ابن اللَّتِّي، وسمعَ من جدِّه المُخْلص أبي المكارم، والشَّيخ عَلَم الدِّين السَّخَاوي، وشيخ الشُّيوخ تاج الدِّين ابن حَمُّويَة، والنَّسّابة عزّ الدِّين ابن عَساكر، وجماعةٍ.
ومَولدُه في شهر رَجَب سنة ثلاثين وستِّ مئة.
قرأتُ عليه "الأربعين البلدانية" للسِّلَفي، ولابن عَساكر.
1603 -
وفي آخر ليلة السّابع من ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ نَجْمُ الدِّين أبو بكر عبد الله
(1)
ابنُ الشَّيخ الإمام المُقْرئ المحدِّث جمالِ الدِّين أبي القاسم سُليمان بن عبد الكريم بن عبد الرحمن بن سَعْد الله بن أبي القاسم الأنصاريُّ الدِّمشقيُّ، بحِصْن الأكراد من الحُصون الشّامية، ودُفِنَ من الغَد غَرْبي زاوية الشَّيخ حُسين التي أنشأها الطَّبّاخي.
وكانَ شيخًا من أولاد المُحَدِّثين، أحضرَهُ أبوه
(2)
على ابن اللَّتِّي، وابن المُقَيَّر، والهَمْدانيّ. وأسمَعَهُ من كريمةَ، والسَّخَاويّ، وإبراهيم ابن الخُشُوعيّ، وشيخ الشُّيوخ بن حَمُّويةَ، وجماعةٍ كثيرة.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 750، وستأتي ترجمة أخته الشيخة فاطمة بنت سليمان في وفيات سنة 708 من هذا الكتاب، وهي شيخة الذهبي (معجم الشيوخ 2/ 107).
(2)
ولد أبوه سنة 585، وقرأ القرآن بالروايات، وسمع الكثير بدمشق وبغداد، وحَدّث، وتوفي في شعبان من سنة 642 هـ، وهو مترجم في ذيل الروضتين 174، وصلة التكملة 1/ 103 (84)، وتاريخ الإسلام 14/ 410 وغيرها.
ومَولدُه في ليلة أوّل جُمُعة من رَجَب سنة اثنتين وثلاثين وستِّ مئة.
قرأتُ عليه الأحاديث الخَمْسة الموافقات من "البَعْث" لابن أبي داود. وحَدَّث بـ "جزء المِزّة" لابنِ عساكر، عن خاطب المِزّي.
1604 -
وفي غُرّة ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ الزّاهدُ العابدُ بقيّةُ السَّلَف شيخُ القرّاء مكينُ الدِّين أبو مُحمد عبدُ الله
(1)
بنُ مَنْصور بن علي اللَّخْميّ الغَمْريُّ المالكيُّ الإسكندريُّ الأسمرُ، بالإسكندرية.
قرأ بالرِّوايات على الإمام أبي القاسم ابن الصَّفْراوي، وسَمِعَ منه الحديث، ومن جَعْفر الهَمْدانيّ.
وكانَ مُشارًا إليه ببلده في الصَّلاح والعبادة، وأقرأ القُرآن بالرِّوايات.
قرأتُ عليه المَجْلس الخامس من "المجالس السَّلَماسِيّة"، بسماعه من جَعْفر الهَمْدانيّ.
1605 -
وفي ليلة السَّبْت مُنتَصف ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ أبو البَركات رَمَضانُ
(2)
بنُ سَلامة بن صَدَقة بن نَجَا بن سالم بن سَلْمان الدُّنَيْسَريّ الحَدّاد بالقاهرة، وصُلِّي عليه منَ الغد بعد الظُّهر خارج باب زَوِيْلَة، دُفِنَ بالقَرافة.
وكان رجُلًا صالحًا.
ومَولدُه بدُنَيْسَر في السّابع والعشرين من رَمَضان سنة ستّ مئة.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 111 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 750، ومعرفة القراء الكبار 2/ 688، والعبر 5/ 376، والوافي بالوفيات 17/ 643، ومرآة الجنان 4/ 221، وغاية النهاية 1/ 460، ونهاية الغاية، الورقة 128، وحسن المحاضرة 1/ 505، ودرة الحجال 3/ 45، وشذرات الذهب 7/ 735.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 748.
سَمِعَ بحَلَب من طُغْرِيل المُحْسِنيّ. وسَمِعَ بالقاهرة من أصحاب البُوصيري. وكَتب عنه الإبِيْوَرْدِيّ في "معجمه" شيئًا من الشِّعر.
قرأتُ عليه أحاديث من كتاب "العِلْم" لأبي خَيْثمة في دُكّانه بين القَصْرين.
1606 -
وفي ليلةِ الأحد سَلْخ ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ الأمينُ العَدْلُ زينُ الدِّين أبو مُحمد عبدُ الرَّحيم
(1)
ابنُ الشَّيخ عزِّ الدِّين أبي القاسم عبد الله بن الحُسين بن عبد الله بن رَوَاحة الأنصاريُّ الحَمَويُّ، بمدينة حَماة، بالسُّوق الأعلى، وصُلِّي عليه ظهر الأحد بجامع السُّوق الأعلى، ودُفِنَ بمقبَرةِ الباب القِبْلي.
وكان شَيْخًا حَسَنًا، مليحَ السَّمْتِ، وافرَ العَقْل، من عُدُولِ بَلَده.
سَمِعَ من والدِه وعَمِّه النَّفيس، وأبي بكر مُحمد بن عُمر بن يوسُف بن بَهْزوز البَغْداديّ، وصفيّة القُرشية، وغيرِهم. وله إجازةٌ من الافتخار الهاشميِّ، والشَّيخ موفَّق الدِّين ابن قُدامة، والفَتْح بن عبد السَّلام، وجماعة.
ومَولدُه بحَماة في سنة ثلاث عشرة وستِّ مئة.
سَمِعتُ عليه بدمشقَ "الثَّقَفيّات"، و"جُزئي الفاكهي"، و"جُزء ابن مَلّاس"، وبحَماة "عَوالي" طِراد الزَّيْنَبِي.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 751. وآل رواحة هؤلاء أصلهم من المغرب، ولد والده أبو القاسم عبد الله بجزيرة من جزائر المغرب في سنة 560 هـ، وسمع بالإسكندرية من السِّلفي وغيره، وبالقاهرة، وحدث كثيرًا بدمشق وحلب وتوفي في جمادى الآخرة من سنة 646 هـ، وترجمه الجم الغفير لعلو إسناده وفضله، منهم: ابن المستوفي في تاريخ إربل 2/ 412، وابن الشعار في قلائد الجمان 3/ الورقة 159 (من نسخة أسعد أفندي)، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب 4/ الترجمة 218 (ط. دمشق)، وعز الدين في صلة التكملة 1/ 194 (277)، والذهبي في تاريخ الإسلام 14/ 547، والسير 23/ 261، والعبر 5/ 189، وابن شاكر في عيون التواريخ 20/ 24، والصفدي في الوافي 17/ 144، والفاسي في ذيل التقييد 2/ 34 وغيرهم.
ذو الحِجّة
1607 -
وفي ليلةِ الجُمُعة الخامس من ذي الحِجّة تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ الفاضلُ شهابُ الدِّين أبو المَعالي أحمدُ
(1)
ابنُ الشَّيخ الإمام الحافظِ جمالِ الدِّين أبي حامد مُحمد ابن الشَّيخ عَلَم الدِّين أبي الحَسَن علي ابن الشَّيخ القُدوة جَمال الدِّين أبي الفَتْح محمود بن أحمد بن عليّ بن أحمد بن عُثمان بن موسى ابن الصّابونيّ المَحْموديّ، وصُلِّي عليه بجامع مِصْرَ عَقِيب صلاة الجُمُعة، ودُفِنَ عند جدِّه بالقَرافة الصُّغْرى.
وكانَ رجُلًا جيِّدًا، كثيرَ السُّكون، من أعيانِ عُدول مِصْرَ، وتقدَّم له اشتغال بالأدب.
وأحضرَهُ والدُه على ابن اللَّتِّي، وأبي نَصْر ابن الشِّيرازيّ، ومُكْرَم بن أبي الصَّقْر، وجماعة.
وسَمِعَ من ابن المُقَيَّر، وجَعْفر الهَمْدانيّ، وجدّه عَلَم الدِّين، وابن الطُّفيل، وابن دينار، وابن الجُمَّيْزِي، وابن الجَبّاب، وجماعة من شُيوخ دمشقَ وديار مصر.
ومَولدُه في السّابع والعشرين من صَفَر سنة ثلاثين وستِّ مئة بدمشق.
قرأتُ "مشيخةَ ابن اللَّتِّي" في أول سنة ثمانين وستِّ مئة بدمشق.
وقرأتُ عليه "جزء بِيْبَى" بمصرَ. ثم قَدِمَ علينا دمشق في سنة تسعين وستِّ مئة فسَمِعتُ عليه أكثر من أربعين جزءًا، رحمه الله تعالى.
1608 -
وفي يوم الاثنين مُستهلّ ذي الحِجّة تُوفِّي بدمشقَ الأميرُ الكبيرُ
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 743، وتقدمت ترجمة والده العلامة أبي حامد ابن الصابوني في وفيات سنة 680 هـ من هذا الكتاب.
الملكُ الأفضلُ نورُ الدِّين عليُّ
(1)
ابنُ الملك المظفَّر تقيّ الدِّين محمود ابن الملك المَنْصور مُحمد ابن تَقِيّ الدِّين عُمَر بن شاهان شاه بن أيوب، وصُلِّي عليه بجامع دمشق، وحضرَ نائبُ السَّلطنة والأكابر، وأخرجَ من باب الفَراديس، وتوجَّهوا به إلى مدينة حَماة.
وهو والدُ الأميرَيْن الكبيرَيْن الفاضلَيْن: بَدْر الدِّين حَسَن، وعِماد الدِّين إسماعيل.
1609 -
وفي يوم الاثنين مُستهلّ ذي الحِجّة أيضًا تُوفِّي الأميرُ علاءُ الدِّين كُشْتُغْدِي
(2)
نائبُ الأمير الكبير نائب السَّلْطنة بَدْر الدِّين بَيْدرا، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون بالقُرب من عقبة دُمَّر.
وكان مشهورًا بالظُّلم والعسف.
1610 -
وفي العَشْر الأُول من ذي الحِجّة قُتلَ نصيرُ الدِّين مُحمدُ
(3)
ابن الشَّيخ شَمْس الدِّين مُحمد بن عبد الرَّزاق بن رِزْق الله ابن المُحدِّث الرَّسْعَنِيّ، بحَوْران.
وكان شابًّا حَسَنًا، أسمعه أبُوه على جماعة.
1611 -
وفي حادي عَشَر ذي الحِجّة تُوفِّي الشَّيخُ الرَّشيدُ أبو اليُسْر
(4)
بن إسماعيل الحَلَبيُّ الكاتب المعروف بالمُسْلِمانيّ، أخو الشَّيخ الأمين عبد الله، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 101 - 102 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 754، والوافي بالوفيات 22/ 186، وعيون التواريخ 23/ 139، والبداية والنهاية 15/ 572، وتاريخ ابن الفرات 8/ 162، والمنهل الصافي 8/ 207، والدليل الشافي 1/ 482.
(2)
لم نقف على من ترجم هذا الظالم.
(3)
ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام 15/ 756 وقال: "كان جارنا، وكان شابًّا مليحًا
…
وقتل شهيدًا بحوران في ذي الحجة وله عشرون سنة".
(4)
لم نقف على ترجمته في غير هذا الكتاب.
وهو والد شِهاب الدِّين أحمد. وكان أكبر من أخيه الأمين بسبع سنين. ومولد الأمين سنة خمسٍ وعشرين وستِّ مئة
(1)
.
• - وفي ذي الحِجّة طَهَّر السُّلطان أخاه الملك النّاصر، وابنَ أخيه الأمير موسى ابن الملك الصّالح، وعُمِلَ لذلك حفلة عظيمة
(2)
.
• - وفي أواخر هذا الشَّهْر جَهَّزَ السُّلطان للأمير
(3)
عَلَم الدِّين الدَّواداري رسولًا إلى ملك القُسطنطينية العُظْمَى وأولاد بركة والملوك الذين في بَرّ القَفْجاق، وبعثَ صُحبتَهُ هدايا سَنِيّة وتُحَفًا عظيمة. وانقضت السَّنة وهو على أُهبة السَّفَر
(4)
.
1612 -
وفي ليلةِ الأحد الثامن والعِشْرين من ذي الحِجّة تُوفِّيت الشَّيخةُ الصّالحةُ أمُّ مُحمد صفيّةُ
(5)
بنتُ عليّ بن أحمد بن فَضْل ابن الواسطيّ، وصُلِّي عليها من الغَد، ودُفِنَت بسَفْح قاسِيُون.
سَمِعتْ من الشَّيخ موفَّق الدِّين، وشهاب الدِّين مُحمد بن خَلَف بن راجح، والنّاصِح مُحمد بن إبراهيم بن سَعْد، وغيرِهم.
ومَولدُها سنة إحدى عشرة وستِّ مئة.
وهي زَوْجة عبد الله بن مؤمن الصُّوريِّ
(6)
.
قرأتُ عليها "جزء الأصمّ" وغيره.
(1)
ذكر الذهبي مولده في السنة المذكورة من تاريخ الإسلام 13/ 807.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 686.
(3)
هكذا في الأصل، ولو قال:"الأمير" لكان أحسن.
(4)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 569.
(5)
ترجمتها في تاريخ الإسلام 15/ 749.
(6)
قال الذهبي: "ووالدة الشيختين: عائشة وهدية".
1613 -
وفي هذه السَّنةِ تُوفِّي قاضي القُضاةِ بالدِّيار المِصْرية معزّ الدِّين نُعمانُ
(1)
ابنُ تاج الدِّين الحَسَن بنِ يوسف الخَطِيبيُّ الحنفيُّ، بالقاهرة.
وكان رجُلًا جيِّدًا، فقيهًا، نابَ مُدّةً في الحُكْم عن الشَّيخ صَدْر الدِّين سُليمان، ثم استقلَّ بعدَهُ، وكان يحضر إلى دمشق مع العَساكر المَنْصورة حاكمًا بها، ويَقْضِي الأشغال، ويُثبت وينفّذ الأُمور.
حضرتُ مجلسَهُ بالمدرسةِ الإقباليةِ الحَنَفيةِ وشهدتُ عليه.
1614 -
وفيها تُوفِّي الأميرُ الكبيرُ عَلَمُ الدِّين سَنْجَر
(2)
الحَلَبيُّ الكبيرُ، وهو الذي تَسَلْطَن بدمشقَ مُدّةً يسيرةً في الدَّولة الظّاهرية، ولقّب نفسه بالملك المجاهد.
وكان من أعيان الأمراء الموصوفين بالشِّدّة والشَّجاعة.
1615 -
وفيها تُوفِّي الأميرُ زَيْن الدِّين أغْلَبك
(3)
الفَخْريُّ.
وكان من أمراء دمشق، وهو الذي حجّ أميرًا علينا في سنة ثمانٍ وثمانين.
وسَمِعَ بقراءتي "مجالس ابن مَحْمَش" على نصر الله بن عَيّاش
(4)
بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 102 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 757، وتاريخ ابن الفرات 8/ 164، وحسن المحاضرة 2/ 121.
(2)
ترجمته في التواريخ المستوعبة لعصره، وله ترجمة جيدة في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 111 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 747 وقال: "رأيته شيخًا أبيض الرأس واللحية من أبناء الثمانين
…
وكان من بقايا الأمراء الصالحية"، والوافي بالوفيات 15/ 473، والبداية والنهاية 15/ 572، والسلوك 2/ 243، والنجوم الزاهرة 8/ 39، والدليل الشافي 1/ 325 وغيرها.
(3)
هكذا في الأصل، وفي تاريخ الإسلام 15/ 755:"غُلْبك" بخط الذهبي، وينظر: التوضيح لابن ناصر الدين 6/ 340.
(4)
هو نصر الدين بن محمد بن عياش الصالحي السكاكيني الآتية ترجمته في شوال من سنة 695 هـ من هذا الكتاب.
سنة ثلاث وتسعين وستِّ مئة
المُحَرَّم
1616 -
في أوائلِ هذه السَّنة أو في آخر التي قَبْلها تُوفِّي ببغدادَ الشَّيخُ الجليلُ العَدْلُ مكينُ الدِّين أبو القاسم عبدُ الحميد
(1)
بنُ أحمدَ بنِ مُحمد بن أحمدَ بن فارس بن راضي ابن الزَّجّاج العَلْثيُّ البَغْداديُّ الحَنْبليُّ.
وكان رجُلًا صالحًا، دائِمَ الذِّكْر، كثيرَ التِّلاوة، مُلازِمًا لقيامِ اللَّيل، مليحَ المُحاضرة، شديدًا في إنكارِ المُنْكر، من أعيان عُدُول بَغْداد.
سَمِعَ من ابن القَطِيعيّ، وابن رُوْزْبة، وابن بَهْروز، وابن اللَّتِّي، والحَسَن بن الأمير السَّيِّد، والأنجب الحَمّاميّ، وابن السَّبّاك، وابن القُبَّيْطيّ، وابن الخازن، والكاشْغَريّ، وغيرهم. وأجازَهُ أحمد بن صِرْما، وجماعةٌ.
ومَولدُه ليلة الجُمُعة العشرين من جُمادى الآخرة سنة عشرين وستِّ مئة ببغداد بالمأمونية.
قَدِمَ علينا دمشق حاجًّا في أوائل شَوّال سنة أربع وثمانين وستِّ مئة، فسمعتُ عليه "المئة الشريحية"، و"جزء ابن العالي"، و"جُزء البانياسي"، والأول من "فوائد ابن البَخْتَري"، والأول من "مَشْيخة ابن الخَل". ولما رجع من الحج سمعتُ عليه الثاني من "حديث البِرْتي"، و"أخبار عُمر بن عبد العزيز" للآجُرّي، و"مَجْلس ابن مَخْلَد" ثم اجتمعتُ به في آخر سنة ثمانٍ وثمانين وستِّ مئة بالمدينة النبوية، على ساكنها أفضل الصَّلاة والسَّلام، فقرأتُ عليه "المئة الشُّريحية"، وكان يروي "البُخاري" كاملًا عن ابن القَطِيعي، وابن رُوْزْبة، رَحِمه الله تعالى.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 151 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 769. وتقدمت ترجمة أخيه عبد الرحيم في وفيات سنة 685 هـ.
ثم
(1)
تحقّقتُ أنّ ابنَ الزَّجّاج هذا تُوفِّي ليلة الأربعاء سابع عَشر دي الحِجّة سنة اثنتين وتسعين وستِّ مئة، ودُفِنَ بمقبَرة باب حَرْب.
1617 -
وفي يوم الثُّلاثاء مُسْتَهلّ مُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ شَرَفُ الدِّين حُسين
(2)
المَوْصليُّ بَوّاب التُّربة الأشرفية صِهْر الشَّيخ تقيّ الدِّين المَوْصليّ المُقرئ، ودُفِنَ بمقابر باب الصَّغير.
• - وفي أول يوم من السَّنة تَوجَّه الأميرُ بَدْر الدِّين أميرُ سِلاح وجماعةٌ من دمشق إلى القاهرة، وكانوا مجرَّدين بحَلَب.
1618 -
وفي ثالث المُحَرَّم خرجَ السُّلطانُ الملكُ الأشرفُ من القاهرة، فوصلَ معه الصّاحب شَمْسُ الدِّين إلى الطرّانة، وفارقَهُ وتَوجّه إلى الإسكندرية فدخلَها واستحضرَ العُمّال لتحصيلِ الأموال.
ووصلَ السُّلطان إلى أرض تَرُوجَة
(3)
بالقُرب من الإسكندرية فقُتِل بها يوم السَّبْت ثاني عَشَر المُحرم، وكان أول من أقدَم عليه وضَرَبه الأميرُ بَدْر الدِّين بَيْدَرا، وشاركهُ الأمير حُسام الدِّين لاجِين، واختفَى لما قُتِلَ بَيْدرا، وبقي أيامًا لا يَحْصل له ما يأكلُه، وتنقّل في أماكنَ وسَلَّمه الله تعالى إلى أن ظهرَ في رَمَضان وقَبّلَ يوم العيد يَدَ السُّلطان الملك النّاصر وخَلَعَ عليه، وأُقيم عُذْره، وكانوا اتفقوا على إقامة الأمير بدر الدِّين بَيْدَوا في السَّلْطنة في اليوم الذي قُتِلَ فيه السُّلطان، فسُمِّي الملك القاهر، ولم يتمّ ذلك، وقُتِلَ يوم الأحد ثالث عَشَر المُحرّم، بينهما ليلة واحدة، فاتفقَ رأي الأميرين
(1)
من هنا إلى آخر الترجمة كتب في حاشية النسخة، فكأن المؤلف ألحقها بأخرة.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
معجم البلدان 2/ 27.
زين الدِّين كَتْبُغا، وعَلَمُ الدِّين الشُّجاعي على سَلْطنة الملك النّاصر أخي السُّلطان، وهو ابن ثماني سنين وأشهُر، فأجلسُوه على تَخْت السَّلْطنة في الرابع عَشَر من المُحَرَّم
(1)
.
1619 -
وأما الصّاحب شَمْس الدِّين ابن السَّلْعوس فإنه وصلَ إليه الخَبَر بقتل السُّلطان وهو بالإسكندرية فسافَر مُسْرعًا إلى القاهرة ودخلَ دارَهُ، وحضرَ إليه النُّظّار والأكابر، فعاملهم بما جَرَت به عادته في الوزارة وبقي خمسة أيام. ثم طُلب إلى القَلْعة، وأعيدَ إلى البَلَد ماشيًا ولم يُمكن بعدها من القَلْعة ولا من دارِه، واحتيط على أموالِه وذَخائره وودائِعه، وقُرِّر على الأموال وضُرِبَ، ولم يزل تحت العُقُوبة والعذاب إلى أن مات يوم السَّبت عاشر صَفَر، وقيل في ثامن عَشَره، بالقاهرة بعد أن احتيط على موجوده بدمشقَ في تاسع صَفَر
(2)
.
• - ووصلَ إلى دمشقَ أميران في ليلة الجُمُعة الرابع والعشرين من المُحَرَّم بسبب هذه الواقعة، فحَلَف الأمراء والجُند للسُّلطان الملك النّاصر بولاية العهد لأخيه، ورُسِم للخطيب أن يَذْكره في الخطبة بعد أخيه، واستمرَّ الحال على ذلك نحوًا من شَهْرين.
(1)
تنظر تفاصيل ترجمة الملك الأشرف خليل ومقتله في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 125 - 126 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 764 - 767، وعيون التواريخ 23/ 160 - 162، وفوات الوفيات 1/ 406، والوافي بالوفيات 13/ 399 - 410، والبداية والنهاية 15/ 573 - 575، وتاريخ ابن الفرات 8/ 166، والنجوم الزاهرة 8/ 3 - 4 وغيرها، وأكثر التفاصيل في تاريخ ابن الجزري.
(2)
ترجمة ابن السَّلعوس في التواريخ المستوعبة لعصره، وله ترجمة في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 127 - 129 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 777 - 778، والوافي بالوفيات 4/ 86، وعيون التواريخ 23/ 151، والبداية والنهاية 15/ 579 - 580، وشذرات الذهب 7/ 741.
• - وسافرَ من القاهرةِ الأميرُ سَعْد الدِّين كَوْجَبا لإحضار السُّلطان الملك الأشرف ودفنه، وكانَ قد جُعِلَ في تابوت، وبقي عند والي تَرُوجة أيامًا، فقَدِم به القاهرة سَحَر يوم الخميس الثاني والعشرين من صَفَر، فدُفِنَ بتُربته ظاهر القاهرة، رحمه الله تعالى، وتألّم الناس لفَقْده واستعظموا ما وقعَ في حقّه.
وكان مَلِكًا جليلًا، كثير الغَزْو والجهاد، نفعَ المُسلمين في مدة سَلْطنته وكانت ثلاث سنين فتحَ فيها عَكّا والساحل جميعَهُ، وقَلْعة الرُّوم وبَهَسْنا، تغمّده الله برحمته.
• - واستقرَّ في نيابة السَّلْطنة بالدِّيار المِصْرية الأمير زين الدِّين كَتْبُغا، عِوَضًا عن الأمير بَدْر الدِّين بَيْدَرا، وجعل تَدْبير الأحوال والمُشاورة في أمور المملكة إلى الأمير عَلَم الدِّين الشُّجاعيّ، فبقي أيامًا، ثم قُتلَ يوم السَّبْت الرابع والعِشْرين من صَفَر بقَلْعة الجَبَل، وأرسِلَ رأسه إلى الأمير زين الدِّين والأُمراء. واستقلّ الأمير زين الدِّين بالأمر بمُشاورة أكابر الأمراء والاستضاءة برأيهم ومُراجعتهم
(1)
.
1620 -
وفي يوم الجُمُعة يوم عاشوراء تُوفِّي الشَّيخُ الجليلُ الصَّدْرُ نَجْمُ الدِّين أبو مُحمد عبدُ الواحد
(2)
بنُ عُثمانَ بنِ عبدِ الواحد بن عبد الرَّزاق البالسيُّ، ابن قاضي بالِس، بمنزله بدمشق، ودُفِنَ يوم السَّبْت بمقابر الصُّوفية.
وكان رجُلًا جيِّدًا.
رَوَى لنا عن ابن اللَّتِّي "جُزء ابن مَخْلَد"، وسَمِعَ أيضًا من ابن الجُمَّيْزِيّ، والسَّخاويّ، وابنِ الصَّلاح، وابن مَسْلَمة، وجماعة.
(1)
تنظر ترجمة علم الدين سنجر الشجاعي في: تاريخ الإسلام 15/ 767، والوافي بالوفيات 15/ 475، وتاريخ ابن الفرات 8/ 188، وتالي وفيات الأعيان 90.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 127 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 769.
وهو ابن بنت الصّاحب جمال الدِّين ابن جَرِير وزير الملك الأشرف موسى، رحمه الله.
1621 -
وفي ليلة الثالث عَشَر من المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ المُحدِّثُ الصّالحُ شهابُ الدِّين أبو الطّاهر أحمدُ
(1)
بنُ يونُس بنِ أحمد بن بَرَكة الإرْبِليُّ، بالقاهرة، ودُفِنَ من الغَد.
وكانَ من الطَّلَبة المَشْهورينَ بديار مِصْرَ ودمشق. سَمِعَ من ابن الجُمَّيْزيّ، والصَّدْر البَكْريّ، وصالح المُدْلِجيّ، والزَّكي عبد العظيم، ومُحمد الإدريسيّ، وجماعة. ثم إنه طَلَب الحديثَ بنفسه من سنة ستين وستِّ مئة. وسمع الكثير من أصحاب البُوصيريّ، ومن النَّجِيب عبد اللطيف، وغيرِهم.
ورحلَ إلى دمشقَ وسَمِعَ من ابن عبد الدائم، وجماعة من أصحاب الخُشُوعيّ، وابن طَبَرْزَد، وغيرِهم. وجمع لنفسه "مُعْجَمًا"، وكانت أجزاؤه حَسَنة، ونسخَ كثيرًا، وقَدِمَ علينا دمشق.
سَمِعتُ عليه "الثَّقَفيّات"، و"جُزء سُفيان"، و"جُزء الدَّسْكري"، وغير ذلك. وقرأتُ عليه "صحيحَ مُسلم" بكماله، عن صالح المُدْلِجيِّ، عن المأمون.
ورُتِّب صوفيًّا بالسُّمَيْساطية. ثم رجعَ إلى القاهرة فأقامَ قليلًا ومات.
ومَولدُه في سنة إحدى وأربعين وستِّ مئة بالقاهرة.
• - وخُسِفَ القمرُ ليلة الرّابع عَشَر من المُحَرَّم في أواخر الليل
(2)
.
1622 -
وفي الرّابع عَشَر من المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ العدلُ تاجُ الدِّين أبو
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 760.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 688.
مُحمد كِنْدي
(1)
بنُ عُمَر بن كِنْدي بن سعيد بن عليّ الكِنْديُّ الدِّمشقيُّ، بحصن بلاطُنُس
(2)
، ودُفِنَ هناك.
وكانَ رجُلًا جيِّدًا، حَسَن الهيئة، كثيرَ الصَّلاةِ، لطيفَ الكَلِمة، خَدَمَ في عمالة الأيتام بدمشق مدّةً، وباشرَ غير ذلك.
رَوَى لنا عن كريمة القُرشية، وسَمِعَ أيضًا من سُليمان الإسعِرديّ، ومُحمد بن عبد الواحد الحافظ. وله إجازة ابن باقا، وجماعة.
ومَولدُه في العَشْر الثاني من ذي الحِجّة سنة سبع عَشرة وستِّ مئة بدمشق.
1623 -
وفي ثامن عَشَر مُحَرَّم توفِّيت امرأةٌ صالحةٌ من أصحاب الشَّيخ يوسف الفُقّاعيّ، وهي أمّ منصور من قرية حارس
(3)
.
وكانت كثيرة الذِّكر والعِبادة، ودُفِنت برباط الشَّيخ يوسف بالجَبَل.
جاوزت السَّبعين.
1624 -
وفي ليلة الأربعاء الثاني والعِشْرين من المُحَرَّم تُوفِّيت حَسنةُ
(4)
بنتُ قاضي القُضاة مُحْيي الدِّين يحيى بن مُحمد بن علي ابن الزَّكيّ القُرشيِّ.
وكانت امرأةً صالحةً لها أوراد وعِبادة. وكانت تَزوَّجت بابن عَمِّها المنتجب مُحمد ابن القاضي زكيّ الدِّين الطّاهر، ثم بفَتْح الدِّين ابن العَدْل.
وذَكَرَ أخوها عزُّ الدِّين أنَّ مولدها سنة اثنتي عشرة وستِّ مئة.
وكان اسمُها في بعض الإجازات، ولم تُحدِّث بشيءٍ.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 771، وهو أخو الشيخة زينب بنت عمر الكندية الآتية ترجمتها في وفيات سنة 699 هـ.
(2)
بضم الطاء والنون، حصن مقابل اللاذقية. (معجم البلدان 1/ 478).
(3)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب، وقرية حارس لم نقف عليها أيضًا، ولعلها من قرى دمشق.
(4)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب.
صَفَر
• - وبعد قَتْل السُّلطان الملك الأشْرَف وقَبْل قَتْل الشُّجاعي صُرِفَ قاضي القُضاة بَدْر الدِّين ابن جَماعة عن قضاء الدِّيار المِصْرية، وأُعيدَ قاضي القضاة تقيّ الدِّين ابن بنت الأعزّ إلى القَضاء على ما كان عليه، واستقرّ قاضي القُضاة بَدْر الدِّين المَذْكور في تدريسٍ وكفاية
(1)
.
• - وبعد قَتْل الشُّجاعي أُفرِجَ عن الأمير عزّ الدِّين أيْبَك الأفرَم وغيرِه ممن كان له رأي في اعتقاله
(2)
.
• - ورُتِّب في الوَزارة الصّاحبُ تاج الدِّين ابن فَخْر الدِّين ابن الصّاحب بهاء الدِّين ابن حِنّا، وكُتبَ له تقليدٌ بذلك
(3)
.
• - ودخلَ الحُجّاج إلى دمشقَ يوم السَّبْت ثالث صَفَر، ومنهم قاضي القُضاة جمال الدِّين المالكيّ، وأمين الدِّين ابن شُقَيْر، وشهاب الدِّين ابن السَّلْعُوس، وناصر الدِّين بن عبد السَّلام، والشَّريف زَيْن الدِّين ابن عَدْنان، وإمام الدِّين ابن شَرَف الدِّين النّاسخ، وغيرهم.
• - وفي يوم الخَمِيس ثامن صَفَر وَلِيَ عِماد الدِّين حَسَن ابن النُّشّابيّ ولاية دمشق، عِوَضًا عن الأمير عزّ الدِّين ابن أبي الهيجاء الإرْبليّ
(4)
.
1625 -
وفي ليلة الاثنين ثاني عَشَر صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ الكبيرُ العَدْلُ الرَّضيُّ مجدُ الدِّين إبراهيمُ
(5)
بنُ أبي بَكْر بن إبراهيم بن عبد العزيز
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 688.
(2)
نفسه.
(3)
نفسه.
(4)
نفسه.
(5)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 129 - 136، وتاريخ الإسلام 15/ 761، والوافي بالوفيات 5/ 338، وتالي وفيات الأعيان 30.
الجَزَريُّ التاجرُ، وصُلِّي عليه ظُهر يوم الاثنين بجامع دمشق، ودُفِنَ بمقابر باب الصَّغير.
وكان رجُلًا جيِّدًا، عَدْلًا، أمينًا، مشهورًا بالدِّيانة، من أعيان أهل بَلَده. حجّ وجاوَر، وسافرَ إلى العراق، والهِنْد، واليَمَن، وغير ذلك.
ذَكرَ أنه دخلَ سبعينَ مدينةً وأكثر، وصَحِبَ المَشايخ، ولازمَ الشَّيخ على الخَبّاز ببغدادَ مدّةً.
ومَولدُه في رَمَضان سنة تسع وستِّ مئة بالجزيرة.
1626 -
وفي يوم الأربعاء الحادي والعِشْرين من صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ المُقرئُ شَمْسُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(1)
بنُ عبدِ العزيز بنِ أبي عبد الله بن صَدَقة الدِّمْياطيُّ، وصُلِّي عليه من الغَد بجامع دمشق، ودُفِنَ بمقابر الصُّوفية.
وكانَ رجلًا حَسَنًا من أهل القُرآن. قرأ بالرِّوايات على الشَّيخ عَلَم الدِّين السَّخاويّ وأقرأ عنه، وسَمِعَ الحديثَ منه ومن عَتِيق السَّلْمانيّ، وعزّ الدِّين ابن عَساكر، وتاج الدِّين القُرْطبيّ، والشَّيخ تقيّ الدِّين ابن الصَّلاح، وجماعة. وتأخّر عن أقرانه من أصحاب السَّخَاوي فانتفعَ به جماعةٌ، وقرأوا عليه وأدركوا به تلك الطبقة، وأقبلَ عليهم، ولازمَ الإقراء إلى أن مات.
ومَولدُه سنة إحدى وعشرين وستِّ مئة أو اثنتين وعشرين.
• - وفي ظُهْر يوم الأربعاء الحادي والعِشْرين من صَفَر تقرّر بمِحْراب الصَّحابة بجامع دمشق إمامٌ راتبٌ، وباشرَ ذلك القاضي كمال الدِّين عبد الرَّحمن
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 776، ومعجم شيوخ الذهبي الكبير 2/ 218 - 219، والعبر 5/ 379، ومعرفة القراء الكبار 2/ 707، والوافي بالوفيات 3/ 263، ومرآة الجنان 4/ 222، وغاية النهاية 2/ 173، ونهاية الغاية، الورقة 242، والنجوم الزاهرة 8/ 54، وحسن المحاضرة 1/ 505، وشذرات الذهب 7/ 741.
ابن قاضي القُضاة مُحْيي الدِّين ابن الزَّكيّ، وصلَّى بالناس عَقِيب صَلاة الخطيب، واستمرّ
(1)
.
• - وكذلك قُرِّر في هذا الشَّهْر إمامٌ في المَكْتب الذي بباب النَّطّافين، وصَلّى فيه ضياءُ الدِّين أحمد ابنُ الشَّيخ بُرهان الدِّين الإسكندريّ
(2)
.
1627 -
وفي عَشِيّة الجُمُعة الثالث والعِشْرين من صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العلّامةُ مُفتي المُسلمين تاجُ الدِّين موسى
(3)
ابنُ الشَّيخ فَخْرِ الدِّين مُحمد بن مَسْعود المَرَاغيُّ الشّافعيُّ، المعروفُ بابن الحَيوان، فُجاءةً، وصُلِّي عليه يوم السَّبْت بجامع دمشق، ودُفِنَ بمقابرِ باب الصَّغير، رحمه الله تعالى.
وكان من مشايخ الشّافعية وفُضَلائهم، يَعْرف الفقه والأصول والنَّحْو، وله ذهنٌ جَيِّد، وكان مواظبًا على الإقراء بالمَدْرسة النّاصرية؛ كان مُعيدًا بها ومدرِّسًا بالإقبالية.
ومَولدُه في مُنْتصف صَفَر سنة ثمانٍ وعشرين وستِّ مئة.
• - وفي شَهْر صَفَر مُسِكَ زين الدِّين ابن حُمَيْد وكيل بَيْدَرا، واحتيطَ على ما بيده من حَواصله.
ربيع الأول
• - في أوائل شَهْرِ ربيع الأوّل وَصَلَ المَرْسوم إلى دمشقَ بالاحتياط على ما يتعلَّق بالأمير عَلَم الدِّين الشُّجاعيّ، رحمه الله تعالى.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 688.
(2)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 574.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 136 - 137 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 763، والبداية والنهاية 15/ 577، وعقد الجمان 3/ 147، والدارس 1/ 161، والدليل الشافي 2/ 752.
1628 -
وفي يوم الاثنين عاشر شَهْر ربيع الأول تُوفِّي الشَّيخُ مُحْيي الدِّين عبدُ الرَّحيم
(1)
ابنُ الشَّيخ القُدْوة العارف مُحمد بن الحَسَن بن إسماعيل، الإخميميُّ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.
وكانَ رجُلًا جيِّدًا، عاقلًا، حَسَن الهيئة، ولم يَزَل في خِدْمة والده إلى أن تُوفِّي، وصارَ عِوَضه في مكانه، وكان كثيرَ المروءة، كريمَ النَّفْس.
ماتَ وهو ابن خَمْسٍ وثلاثين سنة، رحمه الله.
• - وفي شَهْرِ ربيع الأوّل تركَ القاضي تاج الدِّين الجَعْبَري قضاءَ بعْلَبَك، وقَدِمَ دمشقَ واستوطنَها، ووَلِيَ بها إعادة المَدْرسة النّاصرية وغيرها.
• - وفي هذا الشَّهْرِ رَجَعَ أهلُ سوق الحَرِيريّين بدمشقَ إلى سُوقِهم، وأخْلَوا قَيْسارية القُطن. وكان نُوّاب الأمير سَيْف الدِّين طُغْجِي ألزموهم باستئجارها
(2)
.
• - وكان الأمير عَلَم الدِّين الدَّوَادَاريّ قد تهيّأ في آخر السَّنةِ الخالية في السَّفَر حسبما رُسِمَ له به كما تقدّم، فانتقضَ ذلك بقتل السُّلطان وتغيُّر الدَّولة.
فلما كان ثالث عَشَر ربيع الأوّل دخلَ إلى دمشقَ من الدِّيارِ المِصْرية بعد أن طُيِّبَ قلبُه، وخُلِعَ عليه الخِلَع السَّنية.
• - وفي يوم الجُمُعة الحادي والعِشْرين من شَهْرِ ربيع الأوّل خُطِبَ بجامع دمشقَ للسُّلطان الملك الناصر ابن الملك المَنْصور وحده، وتُرُحِّم على أخيه السُّلطان الملك الأشرف رحمه الله.
• - وفي يوم الجُمُعة الحادي والعِشْرين من شَهْر ربيع الأوّل وَصلَ الصَّدْرُ شهابُ الدِّين ابن عطاء الحَنَفي إلى دمشقَ من القاهرة متولِّيًا حِسْبةَ
(1)
لم نقف على ترجمة عبد الرحيم، أما والده الشيخ شرف الدين محمد بن الحسن فتقدمت ترجمته في وفيات سنة 685 هـ من هذا الكتاب.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 688.
دمشق ونَظَرَ ديوان الأمير زين الدِّين كَتْبُغا، مُضافًا إلى وكالته المتقدِّمة ومعه عِدّة خِلَع لَبِسَها في أيام متفرّقة، وخُلِعَ عليه أيضًا بدمشق خِلْعة الحِسْبة بطَرحةٍ، وأُكْرِمَ كرامةً وافرة
(1)
.
1629 -
وفي ليلة الاثنين الرابع والعِشْرين من شَهْر ربيع الأوّل تُوفِّي شهابُ الدِّين غازي
(2)
ابنُ الأمير مُجير الدِّين يَعْقوب ابن السُّلطان الملك العادِل أبي بكر بن أيوب.
وكان يَسْكُن بالحُوَيْرة بدمشق.
1630 -
وفي ليلة الثُّلاثاء الخامس والعِشْرين من شَهْر ربيع الأوّل تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ كريمُ الدِّين حَبِيبي
(3)
، ويُسَمَّى عبد الكريم بن صُدَيْق بن عُثمان التِّبْرِيزيُّ، التَّفْلِيسيُّ التاجر، صاحبُ الشَّيخ عزّ الدِّين الفاروثي.
وكانَ رجُلًا صالحًا، مُباركًا، حَسَنَ الهيئة، مليحَ الشَّكْل، سَمِعَ بأصبهان مع الشَّيخ عزّ الدِّين جزءًا من "حديث ابن مَنْدَة" من عبد اللطيف بن عبد الرَّشيد الرَّجائِي سنة ثلاثٍ وستِّين وستِّ مئة. وكان بدمشقَ يسمع معنا عليه كثيرًا ولا يُفارقه.
ربيع الآخر
1631 -
في يوم الأربعاء ثالث شَهْر ربيع الآخِر تُوفِّيت أمُّ عبد الله، عائشةُ
(4)
بنتُ الشَّيخ جمال الدِّين عبدِ الله بنِ عبد الملك بن عُثمان المقدسيِّ، ودُفِنَت بسَفْح قاسِيُون.
سمعنا عليها "جُزء الشّحاذي"، بسماعها من المَجْد القَزْويني.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 688 - 689.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(4)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 768.
وهي بنت شيختنا زَيْنَب بنت مكّي، وزَوْجة شيخنا نصر الله بن عَيّاس، رحمهم الله.
• - وفي يوم الأربعاء ثالث شَهْر ربيع الآخِر وَلِيَ الشَّريف زَيْن الدِّين حُسين بن مُحمد بن عَدْنان الحُسينيُّ نظرَ ديوان الجامع المَعْمور بدمشق، ولبِسَ الخِلْعة وباشرَ الوظيفة.
• - وفي هذا الشَّهْر توجَّه الأمير بَدْر الدِّين بَيْلِيك أبو شامة إلى الدِّيار المِصْرية بمرسوم السُّلطان.
1632 -
وفيه تُوفِّيت زَيْنَب
(1)
بنت الشَّيخ أبي العباس أحمد بن أحمد بن عُبيد الله المَقْدسيِّ الحنبليِّ، زوجة عزّ الدِّين مُحمد ابن الشَّيخ شَمْس الدِّين الحَنْبليِّ، أم ولده نَجْم الدِّين أحمد.
سَمِعَتْ من خطيب مَرْدا.
1633 -
وفي يوم الأحد الرابع عَشَر من شَهْر ربيع الآخر تُوفِّي الشَّيخُ السَّيِّد العالمُ العارفُ القُدوةُ أبو عبد الله مُحمدُ
(2)
ابنُ الشَّيخ السَّيِّد القُدْوة عبد الله ابن الشَّيخ غانِم بن عليّ بن إبراهيم النابُلُسيُّ، بمدينة نابُلُس، ودُفِنَ يوم الاثنين عند والده، وصَلَّينا عليه بدمشقَ صلاة الغائب في يوم الجُمُعة تاسع عَشَر الشَّهْر المذكور.
وكانَ شَيْخًا جليلًا، فاضلًا، له معرفة بالفقه. وقرأ على الشَّيخ تاج الدِّين، وأذِن له أن يُفتي ببلَدِه، ففعلَ ذلك مدّة سنين إلى حين موته، وكان له فُقراء أتباع ومُريدون، وكلمته نافذة، وأمرُهُ مُطاع.
(1)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب، ووالدها أبو العباس أحمد بن أحمد بن عبيد الله المقدسي تقدمت ترجمته في وفيات سنة 687 هـ من هذا الكتاب.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 137 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 775، والوافي بالوفيات 3/ 369، وعيون التواريخ 23/ 162.
وهو من بيت المشيخة والصَّلاح.
1634 -
وفي آخر يوم السَّبْت الحادي والعِشْرين من شَهْرِ ربيع الآخر تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ المحدِّثُ الحافظُ العَدْلُ تقيُّ الدِّين أبو مُحمد إدريسُ
(1)
بنُ مُحمدِ بنِ أبي الفَرَج المُفَرِّج بن إدريس بن مُزَيْز التَّنُوخيُّ الحَمَويُّ، بها، وصُلِّي عليه بُكرة الأحد، تَقَدَّم في الصَّلاة عليه قاضي القُضاة جمال الدِّين ابن واصِل.
سَمِعَ ببلدِه من العزّ بن رَوَاحة، وأخيه النَّفِيس، وصَفِيّة بنت عبد الوهّاب، وعبد المُنعم بن أبي المضاء، وجماعة. ورحلَ إلى حَلَب وسَمِعَ من يَعِيش النَّحوي، ويوسُف بن خليل، وغيرِهما.
ودخلَ دمشقَ والدِّيار المِصْرية، وسَمِعَ بهما وأسمع أولادَهُ
(2)
، وكان مُحدِّث حَماة، مَشْهورًا بالرِّواية، وله تخاريج في الحديث.
وذكرهُ شيخُنا جمالُ الدِّين ابن الصّابوني في كتابه "التكملة"
(3)
، وسَمِعَ منه الدِّمياطيّ، وجماعةٌ.
قَدِمَ علينا دمشقَ سنة تسع وسبعين وستِّ مئة، وفي سنة ثمانين أيضًا، وسمعتُ عليه في المَرّتين، ثم رحلتُ إلى حَماة وقرأتُ عليه نحوًا من عَشْرة أجزاء.
1635 -
وفي ليلة الأربعاء الرّابع والعِشْرين من شَهْرِ ربيع الآخِر تُوفِّيت
(1)
ترجمته في: تكملة إكمال الإكمال 295 - 296، وتاريخ الإسلام 15/ 762، والعبر 5/ 378، والمشتبه 478، وتوضيح المشتبه 1/ 318 و 8/ 137، وشذرات الذهب 7/ 740، وتصحف فيه "مزيز" إلى "مزير".
(2)
قال الذهبي في تاريخ الإسلام: "وقد سمعت من أولاده: ست الدار، وتاج الدين أحمد، وزين الدين عبد الرحيم".
(3)
تكملة إكمال الإكمال 295.
الخاتون الكبيرة المُعَمَّرة مؤنسة خاتون
(1)
بنتُ السُّلطان الكبير المَلِك العادل سَيْف الدِّين أبي بكر مُحمد بن أيوب بن شاذِي، بالقاهرة، وصُلِّي عليها من الغَد بباب زَوِيلَة، ودُفِنَت بالقَرافة الصُّغْرى. وكانت تُعرفُ بالدار القُطْبِية، وبدار إقبال.
ومَولدُها سنة ثلاثٍ وستِّ مئة.
رَوَت بالإجازة عن جماعةٍ من الأصبهانيّين، مثل: عفيفة الفارفانِيّة، والمُؤيَّد بن الإخوة، وعَيْن الشَّمس بنت أحمد بن أبي الفرج الثَّقَفية، وغيرِهم.
1636 -
وفي يوم الأربعاء الرّابع والعِشْرين من شَهْرِ رَبيع الآخِر تُوفِّي الشَّيخُ أبو المِسْك، كافور
(2)
بنُ عبد الله الصَّوّاف المِصْريُّ، عتيقُ القاضي الحُسين بن عبد الله الفُوّيّ، وصُلِّي عليه من الغَد بجامع مِصرَ، ودُفِنَ بالقَرافة.
وكان له دُكّان بقيسارية ابن المَحَلِّي بسوق الأنْماطيّين بمصرَ. سمع "الخِلَعيّات" من ابن عماد.
قرأتُ عليه أحاديث من الثالث منها.
ومَولدُه سنة عشر وستِّ مئة بمصرَ.
1637 -
وفي الرابع والعِشْرين من شَهْر ربيع الآخِر تُوفِّيت أمُّ عبدِ الله نَسَب
(3)
بنت يوسُف بن عبد الكريم ابن الأطلسِيِّ البغدادية الحَنْبلية، بالقاهرة، ودُفِنَت من يومها بسَفْح المُقَطَّم.
(1)
ترجمتها في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 151 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 779، وعيون التواريخ 23/ 176، والبداية والنهاية 15/ 577، والدارس 2/ 188، والدليل الشافي 2/ 755، وترويح القلوب 64، 81.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 771.
(3)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 779 نقلًا من هذا الكتاب تصريحًا.
وكانت امرأة صالحة.
رَوَت لنا بالإجازة عن ابن القَطِيعي، والأنْجَب الحَمّامي، وابن اللَّتِّي، والكاشْغَري، وغيرِهم. قرأتُ عليها جزءًا خَرَّجَهُ لها الإمامُ سَعْد الدِّين الحارثيّ.
جُمادى الأولى
1638 -
في ليلة الجُمُعة رابع جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ الأصيلُ الفاضلُ الكاتبُ فَخْرُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(1)
ابنُ الصَّدْرِ بهاءِ الدِّين مُحمدِ بنِ عَقِيل بن سالم بن عَقِيل بن التِّنَّبِيُّ
(2)
، بالمدرسة الجاروخية بدمشق، وصُلِّي عليه عَقِيب الجُمُعة بجامع دمشق، ودُفن بمقابر الصّوفية.
رَوَى لنا عن الشَّيخ موفَّق الدِّين ابن قُدامة، والسَّخاوي، وأقامَ بالصّالحية مدّة في المَدْرسة الضِّيائية، ثم انتقلَ إلى البَلَد، وسكنَ الجاروخِيّة إلى أن مات.
وكان كاتبًا مُجِيدًا، كَتَبَ على الوليّ الكاتب وانتفعَ به، وكان يؤثِرُ الخُمولَ والانقطاعَ، ويتجنَّبَ الناسَ. وهو من بيتٍ تولَّى أبوه دِيوانَ الزَّكاة بدمشق، وحدَّث أيضًا
(3)
.
• - وفي يوم الخَميس ثالث جُمادى الأولى توجَّه الأميرُ عَلَمُ الدِّين الدَّوَاداريُّ ومعه جماعةٌ من العَسْكر من دمشقَ إلى جهة حِمْص.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 137 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 778، والمشتبه 117، والوافي بالوفيات 1/ 205، وتوضيح المشتبه 2/ 66.
(2)
قيده الذهبي في المشتبه والصفدي في الوافي وابن ناصر الدين في التوضيح.
(3)
أبوه هذا ذكره جمال الدين أبو حامد المحمودي في تكملة إكمال الإكمال 63 (44) قال: "أبو عبد الله محمد بن أبي طالب عقيل بن سالم بن عقيل يُعرف بابن الإمام وينعت بالبهاء
…
سمع منه جماعة من أصحابنا، وتولى ديوان الزكاة بدمشق مدة وتقلّب في الخدم الديوانية، ولم أتحقق مولده ولا وفاته".
• - وفي أوائل جُمادى الأولى وصلَ إلى دمشقَ عدةُ أمراء من الدِّيارِ المِصْرية وطائفةٌ كبيرةٌ من العسكر، مقدَّمهم الأميرُ بَدْرُ الدِّين بَكْتُوت الأتابكيّ.
1639 -
وفي ليلة الخَميس سابع عَشَر جُمادى الأولى تُوفِّي رُكْن الدِّين عُمَر
(1)
، ولد الأمير عِزِّ الدِّين الحَمَوي، نائبِ السَّلْطنة بدمشق، ودُفِنَ من الغَد بسَفْح قاسِيُون.
جُمادى الآخرة
1640 -
في عاشر جُمادى الآخرة تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ رشيدُ الدِّين أبو مُحمد عبدُ الله
(2)
بنُ الحَسَن بن أبي مُحمد بن عبد الواحد، ابنُ القاهريِّ، الضَّريرُ بالقاهرة، ودُفِنَ من الغَد بالقَرافة. كذا كَتَبَ إلينا ابن سامةَ.
وقيل: إنه تُوفي يوم الجُمُعة العشرين من هذا الشَّهر.
وفي كتاب الفَرَضي: إنه تُوفِّي في سادس عَشَرِه.
وكان شيخًا حَسَنًا.
رَوَى لنا عن الفَخْر الفارسي، وأبي طالب بن حَدِيد، والأشرف حمزة بن عُثمان. وسَمِعَ أيضًا من ابن باقا، ومُكْرَم بن أبي الصَّقْر، وجماعة.
1641 -
وفي عَشِيّةِ الجُمُعة عاشر جُمادى الآخِرة تُوفِّي الشَّيخُ كمالُ الدِّين أبو مَرْوان عبدُ الملك بنُ
(3)
أبي المَعَالي
(4)
بن مُفَضَّل الدُّنَيْسريُّ الجَزَريُّ، ثم الواسطيُّ، نزيلُ مصرَ، بفُنْدق بيان بمصرَ، وصُلِّي عليه من الغَد بجامعها، ودُفِنَ بالقَرافة.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 143 - 144 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 768، وتقدمت وفاة أخيه عيسى في وفيات السنة الفائتة (الترجمة 1590).
(3)
ترجمته في تاريخ الإسلام 15/ 769.
(4)
في تاريخ الإسلام وبخط الذهبي: "عبد الملك بن معالي"، ولعل الصواب ما هنا.
وكان شيخًا صالحًا، سَمِعَ من ابن المُقَيَّر، وشُعيب الزَّعْفَرانيّ، وابن رَوَاج، وابن الجُمَّيْزيّ.
ومَولدُه بواسط.
1642 -
وفي يوم الثُّلاثاء ثالث عَشَر جُمادى الآخرة تُوفِّي العَدْلُ نَجْمُ الدِّين مُحمدُ
(1)
بنُ الرَّبيع بن أبي القاسم اللَّخْمِيُّ، ودُفِنَ بتُربة الشَّيخ يوسف الفُقّاعيّ بسَفْح قاسِيُون.
وكان رجلًا جيِّدًا، خَيِّرًا، عَدْلًا هو وأبوه وأخوه.
1643 -
وفي نِصْف جُمادى الآخرة تُوفِّي فَخْرُ الدِّين عُثمانُ
(2)
بنُ يوسُف بن مُحمد بن رَسْلان الحَنَفيُّ الدِّمشقيُّ، بالقاهرة.
سَمِعَ من الصَّدْر البَكْري.
1644 -
وفي هذا التّاريخ وصلَ الخبرُ إلى دمشق بوفاة الأمير الكبير بَدْرِ الدِّين بَكْتُوت
(3)
العلائيِّ، بالقاهرة.
وكان من أعيان الأُمراء.
1645 -
وفي يوم الخَميس الثّالث والعِشْرين من جُمادى الآخرة تُوفِّي الصّاحب فَخْر الدِّين أبو إسحاق إبراهيمُ
(4)
بنُ لُقْمان بن أحمد بن
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
لم نقف على ذكر له في غير هذا الكتاب، ويستدرك على ابن الفوطي في الملقبين بفخر الدين من تلخيصه.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 139 - 140 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 763، والعبر 5/ 378، والوافي بالوفيات 10/ 200، وتاريخ ابن الفرات 8/ 188، والمقفى للمقريزي 2/ 272 (940)، والمنهل الصافي 2/ 411، والدليل الشافي 1/ 196.
(4)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 138 - 139 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 770، وفوات الوفيات 1/ 43، والوافي بالوفيات 6/ 97، وتاريخ ابن الفرات 8/ 189، والمنهل الصافي 1/ 118، والنجوم الزاهرة 8/ 50. وذكره الذهبي عرضًا في تاريخ الإسلام 15/ 210.
مُحمد الشَّيْبانيُّ المِصْريُّ الإسْعِرديُّ الأصل، بمصرَ، ودُفِنَ بالقَرافة، وصَلَّينا عليه بدمشق في ثامن رَجَب.
وكانَ من أعيان المُوقّعين بديار مِصْر، ووَلِيَ الوزارة أيضًا.
ورَوَى لنا عن ابن رَوَاج.
ومولدُه سنة اثنتي عشرة وستِّ مئة تقريبًا بمعدنِ النُّحاس من بلاد خِلاط.
رَجَب
1646 -
في يوم الأحد رابع رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ المُحدِّثُ الصّالحُ نَجْمُ الدِّين أبو بكر مُحمدُ
(1)
بنُ عبدِ الحميد بن عبد الله بن خَلَف القُرشيُّ المصريُّ، بمكةَ، ودُفِنَ بالقرب من قبر الفُضَيل بن عِياض رحمه الله.
وكان رجُلًا صالحًا، مُحَدِّثًا، حريصًا على السَّماع والرِّحْلةِ والإفادةِ. سَمِعَ من ابن عبد الدائم. والنَّجيب عبد اللَّطيف، وأصحاب البُوصِيريّ، والخُشُوعيّ، وجماعة.
اجتمعتُ به بمكةَ، وسمعتُ بقراءته، وكان كثيرَ المُجاورة بمكةَ، ودخل اليَمَن وحدَّث بها، وجمعَ الشُّيوخ، وحَصَّلَ، رحمه الله تعالى.
1647 -
وفي ليلة الجُمُعة ثامن رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ الفقيهُ شَمْسُ الدِّين أبو عبد الله حُسين
(2)
بنُ داود بن حُسين الشَّهْرَزُوريُّ الكاتبُ، وصُلِّي عليه عَقِيب الجُمُعة بالجامع المُظَفَّري، ودُفِنَ بقُرب تُربة الشَّيخ أبي عُمر، رحمه الله.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 776، وقال: "روى عنه قطب الدين في معجمه
…
وهو أخو شيخنا محمد المؤدب". قلنا: شرف الدين محمد المؤدب هذا ولد سنة 626 هـ، وستأتي ترجمته في وفيات سنة 716 هـ.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 151 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 764.
وكان شَيْخًا كبيرَ السِّنّ، فقيهًا، فاضلًا، حَسَنَ الأخلاق، حَريصًا على التَّعْليم والإفادة، وكَتَبَ عليه جماعةٌ كبيرةٌ وانتَفَعُوا به، منهم الشَّيخُ شرَفُ الدِّين ابن المَقْدسيّ. سَمِعَ من مُحمد بن عُمر بن عبد الرحمن بن أبي العَجائز، والتاج القُرْطُبي، وغيرِهما. وحَدَّث.
سَمِعْنا منه، وسَمِعَ منه الطلبةُ، قرأتُ عليه "الأربعين البَلَدية" لابن عساكر، وغيرَها.
• - وفي يوم الخَمِيس رابع عَشَر رَجَب باشرَ الإمامةَ بجامع دمشق الشَّيخُ الإمامُ أقضَى القُضاة شَرَفُ الدِّين أحمد ابنُ الشَّيخ كمال الدِّين أحمد بن نِعْمة المقدسيُّ الشافعيُّ، وخطبَ يوم الجمعة نِصْف الشَّهْر، وقُرئ توقيعُه السُّلْطانيّ بذلك عَقِيب صلاة الجُمُعة عِوَضًا عن الخطيب موفَّق الدِّين الحَمَوي، وكانت ولايته بإشارة الصّاحب تاج الدِّين ابن حِنّا. وأقامَ الخطيب موفَّق الدِّين أيامًا وسافرَ إلى حَماة
(1)
.
1648 -
وفي نِصْف رَجَب تُوفِّي القاضي الفقيهُ الإمامُ نَجْمُ الدِّين أبو عليّ الحَسَنُ
(2)
بنُ عيسى بن الحَسَن بن عليّ الزَّرْزاريُّ الشافعيُّ، ابنُ أخي القاضي بَدْر الدِّين السِّنجاريِّ، بالقاهرة، ودُفِنَ من يومه بسَفْح المُقَطَّم.
وكان قاضيًا بمَيْدان القَمْح خارج باب القَنْطرة. رَوَى عن السّاويّ، وسِبْط السِّلَفيّ.
ومَولدُه في سنة ست وعشرين وستِّ مئة.
قرأتُ عليه قطعة من الأول من "حديث عليّ بن حَرْب"، بسماعه من السِّبْط.
(1)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 574.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 764.
1649 -
وفي عَشِيّةِ الاثنين ثامن عَشَر رَجَب تُوفِّيت أمُّ مُحمد آمنةُ
(1)
بنتُ الشَّيخ تَقِيّ الدِّين مُحمدِ ابنِ الشَّيخ بهاءِ الدِّين عبد الرَّحمن بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرَّحمن المَقْدسيِّ، ودُفِنَت يوم الثُّلاثاء بسَفْح قاسِيُون بتُربة الشِّهاب ابن مؤمن.
وكانت امرأةً صالحةً، عابدةً، كثيرةَ الخَيْر، سَمِعت من ابن الزَّبِيدي، وعَلَم الدِّين ابن الصّابوني. وسَمِعتْ حضورًا من جَدِّها الشَّيخ بهاء الدِّين.
ومَولدُها في وَسَط ذي الحِجّة سنة اثنتين وعشرين وستِّ مئة.
ورَوَت الحديثَ في سنة ست وخمسين وستِّ مئة.
وهي زوجة الإمام سَيْف الدِّين أحمد بن عيسى ابن الشَّيخ موفَّق الدِّين ابن قُدامة.
• - وفي يوم الخَميس الحادي والعِشْرين من رَجَب حَلَف الأمراءُ ومَن جَرَت العادةُ بتَحْلِيفه بدمشق للأمير زين الدِّين كَتْبُغا، مَقْرونًا بتجديد الحلف للسُّلطان الملك الناصر، وأُرسل إلى البلاد لتحليف النُّواب بها على هذه الصورة.
1650 -
وفي يوم الخميس الحادي والعِشْرين من رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ عِمادُ الدِّين أبو بكر أحمدُ
(2)
بنُ عبدِ الرَّحمن بن أبي القاسم هبة الله بن أحمد بن الحَسَن بن الأشقر الحَرِيميُّ الحَنْبليُّ، خطيب جامع الحَرِيم غربيّ بَغْداد، ودُفِنَ بمقبَرة الإمام أحمد، رضي الله عنه.
ومَولدُه في أول سنة عِشْرين وستِّ مئة بالحَريم.
(1)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 762. وكان الذهبي قبل هذا قد ترجمها في وفيات سنة 690 هـ (15/ 652)، وفي سنة 593 هـ أصح إن شاء الله.
(2)
ترجمته في: تلخيص مجمع الآداب 4/ الترجمة 956 (ط. دمشق)، وتاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 151 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 759.
قَدِمَ علينا دمشق، ورَوَى لنا عن ابن بَهْرُوز، وابن العُلَّيْق، وغيرِهما. وأجازَ له محمود بن مَنْدَة، وعُمَر بن كَرَم الدِّيْنَوَري، وغيرُهما. وكان رجُلًا صالحًا.
1651 -
وفي يوم الخميس الحادي والعِشْرين من رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العَدْلُ الصَّدْرُ ركنُ الدِّين أبو الفَضائل يونسُ
(1)
ابنُ الشَّيخ ناصح الدِّين عليّ بن مُرْتَفع بن أفتِكين الحِمْيَريُّ المِصْريُّ، ثم الدِّمشقيُّ، وصُلِّي عليه عصر النَّهار بالجامع المُظَفَّري، ودُفِنَ بتُربةٍ عند حَمّام عبد الحميد بسَفْح قاسِيُون.
وكان مُدَرّسَ المدرسة المَسْرُورية وناظرَها، ويُصْلِح بين النّاس في أمر الجَوائح من جهةِ القُضاة، ومن أعيان عُدُول البَلَد، وفيه مروءة ويقضي حَوائج الناس.
سَمِعَ من ابن اللَّتِّي، وابن المُقَيَّر، والنّاصح ابن الحَنْبليّ، ومُكْرَم بن أبي الصَّقْر، وابن باسُوْيَة المُقْرِئ، ومُحمد بن غَسّان، وغيرهم.
ومَولدُه في سنة إحدى وعشرين وستِّ مئة.
ووَلِيَ المَدْرسة المَسْرورية بعدَهُ الشَّيخُ شَرَفُ الدِّين الفَزَاريُّ، فتوقّف في المُباشرة أيامًا، ثم جَزَم بتركها، واستمرَّ في الفقاهة بها عند من وَلِيها بعده.
• - وفي يوم الثُّلاثاء السّادس والعِشْرين من رَجَب وصلَ الشَّيخُ صَدْرُ الدِّين ابن قاضي القضاة تَقِيّ الدِّين ابن رَزِين إلى دمشق متولِّيًا وكالةَ بَيْت المال، وخُلِعَ عليه، وقُرِئَ تقليدُه، فباشرَ نِصْف شَهْر، ثم أُعيدت إلى القاضي تاج الدِّين ابن الشِّيرازي
(2)
.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 137 - 138 (باريس)، وتالي وفيات الأعيان 174، وتاريخ الإسلام 15/ 779، وعيون التواريخ 23/ 163.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 689.
1652 -
وفي يوم الثُّلاثاء المذكور تُوفِّي المُعَلِّم إبراهيمُ
(1)
بنُ غَنائم بن وافد المُهَنْدس، ودُفِنَ من يومه بسَفْح قاسِيُون.
وكان رجُلًا مبارَكًا.
وهو والد المُحَدِّث العَدْل شَمْس الدِّين ابن المُهَنْدس
(2)
.
• - وفي يوم الخَميس الثّامن والعِشْرين من رَجَب دخل الشَّيْخ زَيْن الدِّين الفارِقيّ، والشَّيخ تَقِيّ الدِّين ابن تَيْميّة ومعهما جَمْع كبير من المُسلمين إلى نائبِ السَّلْطنة الأمير عزّ الدِّين الحَمَوي وكلّمَاهُ في أمر النَّصْراني الذي سَبّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بالسُّويداء، فأجابهما إلى إحضاره، وخَرَجَ النّاسُ فرأوا عَسّاف بن أحمد بن حِجّي، وهو الذي أجارَ النَّصْراني وحَمَاهُ وناضلَ عنه، فكلَّمُوه في أمرِه، وكان معه رجلٌ من العَرَب، فقال للناس: إنه خَيْرٌ منكم - يعني النَّصْراني - فضربُوه بالحِجارة، وهربَ عَسّاف من العَوام، فلما بلغَ ذلك نائب السَّلْطنة غَضِبَ وأمرَ بإحضار الشيخين، فأُحضِرا، فأخْرَقَ بهما وأمر بضَرْبِهما، فضُرِبا وحُبِسَا في المدرسةِ العَذْراوية، ثم ضُرِبَ جماعةٌ من العامة، واعتُقِلَ منهم ستة نَفَر، ثم تَتّبع والي البَلَد الناسَ وضَرَبَ جماعةً وعلَّق جماعةً، ثم سَعَى نائبُ السَّلْطنة في إثبات العداوة بين النَّصْراني وبين من شَهِدَ عليه ليخلِّصه بذلك. فلما بلغَ النَّصْراني ما جَرَى بسببه خافَ وأسلَم، ثم عقدَ نائبُ السَّلْطنة عنده مَجْلسًا، وأحضر القاضي الشّافعي وجماعةً من الشّافعية، واستفتاهُم في حَقْن دمِه بعد الإسلام، فقالوا:"مَذْهبُنا أنَّ الإسلام يحقن دَمَه".
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
هو أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن غنائم الصالحي الحنفي، ولد سنة 665 هـ وتوفي سنة 733 هـ، وترجمته في مقدمة تهذيب الكمال 1/ 74 - 75 وفيها مصادر ترجمته، فقد كتب نسخة من "تهذيب الكمال" تعد أفضل نسخة منتسخة عن نسخة المؤلف ومقابلة بدقة وإتقان عليه.
وطُلِبَ الشَّيخ زَيْن الدِّين الفارِقيّ من الاعتقال، فوافقَهُم وأُطْلِق. ثم أُحْضِرَ الشَّيخ تقيّ الدِّين، فطيَّبَ خاطرَهُ وأطلقَهُ. ثم أُحْضِرَ النَّصْرانيّ إلى دمشقَ واعتُقلَ أيامًا. واجتهدَ الأمير شَمْس الدِّين الأعْسَر في تَخْليصه لأجل عَسّاف، فأُطْلِق، وشَقَّت هذه الواقعة على المُسلمين وقَبَّحوا فِعْل نائب السَّلْطنة وإصراره على ما فَعلَ
(1)
.
• - وفي يوم الجُمُعة التّاسع والعِشْرين من رَجَب أُحضر سَنْجق الحُجّاج إلى جامع دمشق.
• - وفي عَشِيّةِ السَّبْت سَلْخ رَجَب وصلَ الخَبرُ إلى دمشقَ بركوبِ السُّلْطان الملك النّاصر، وأنه شَقَّ القاهرة راكبًا، فضُرِبَت لذلك البَشائر بدمشق، وزُيّن البلد أكمل زينة، واستمرَّت الزِّينة إلى سابع شَعْبان. وكان هذا أول ركوبه بأُبَّهة السَّلْطنة
(2)
.
شَعْبان
1653 -
في يوم الاثنين ثاني شَعْبان تُوفِّيت نَفِيسةُ
(3)
بنتُ قاضي القُضاة بهاء الدِّين ابن الزَّكيّ، ودُفِنت في هذا اليوم بسَفْح قاسِيُون.
• - وطيفَ بالمَحْمَل يوم الثُّلاثاء ثالث شَعْبان، وحضرَ القُضاة والأمير شَمْس الدِّين الأعْسَر كما جَرَت العادة.
• - وفي سادس شَعْبان يوم الجُمُعة قُرِئ على منبرٍ نُصِبَ قبالة شُبّاك القضاة بجامع دمشقَ مرسوم وردَ من الدِّيار المِصْرية يتضمّن نَشْر العَدْل وإبطال ضَمانات الأوقاف والأملاك إلا برضَى أصحابِها وما فيه الغِبْطة لهم، وغير ذلك.
(1)
تاريخ الإسلام 15/ 689، وفيها صَنّف الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية يرحمه الله كتابه "الصارم المسلول على ساب الرسول"، وتنظر مزيد تفاصيل في البداية والنهاية لابن كثير 15/ 575.
(2)
تاريخ الإسلام 15/ 689.
(3)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب.
• - وفي يوم الاثنين تاسع شَعْبان دخلَ الأمير عَلَمُ الدِّين الدَّوَادَارِيُّ وجماعةٌ من الجَيْش إلى دمشق، وكانوا مُجَرَّدين على حِمْص وتلقّاهم نائبُ السَّلْطنة والعسكر المِصْري الذي كان في هذا الوقت بدمشق، وأقامَ العسكر المِصْري المشارُ إليه بعد ذلك أيامًا، وتَوجَّه إلى القاهرة في العشرين من شَعْبان.
1654 -
وفي يوم الخَميس خامس شَعْبان تُوفِّي الملكُ الحافظُ غياثُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(1)
ابنُ الملك السَّعيد مُعين الدِّين شاهان شاه ابن الملك الأمجد مَجْد الدِّين بَهْرام شاه ابن الملك المُعزّ عزِّ الدِّين أبي سَعِيد فَرُّوخ شاه بن شاهان شاه بن أيوب بن شاذِي، ودُفِنَ يوم الجُمُعة بتُربة جدّه لأمّه ابن المُقَدّم خارج باب الفَراديس.
وكانَ من أعيان النّاس من بيت المُلْك والجَلالة، وكانت فيه فَضِيلة، وعنده مَكارم، وحُسْن خُلُق وتودُّد.
رَوَى "صحيح البخاري" عن ابن الزَّبِيديّ.
ومَولدُه في حادي عَشَر ذي الحِجّة سنة ست عَشْرة وستِّ مئة.
وله إجازة القاضي ابن شدّاد، وابن اللَّتِّي، وأبي نَصْر ابن الشِّيرازيّ، وجماعة.
وكانَ جدُّه الملك الأمجد فاضلًا، له ديوان شِعْر، مَلَك بعْلَبَك قريبًا من خَمْسين سنة.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 140 (باريس)، وتالي وفيات الأعيان 152، وتاريخ الإسلام 15/ 774، والعبر 5/ 379، ونهاية الأرب 31/ 280، والوافي بالوفيات 3/ 147، وعيون التواريخ 23/ 166، ومرآة الجنان 4/ 222، والبداية والنهاية 15/ 578، وترويح القلوب 50، وتاريخ ابن الفرات 8/ 189، وذيل التقييد 1/ 129، والمقفى للمقريزي 5/ 380 (2339)، والمنهل الصافي 10/ 81، والدليل الشافي 1/ 627، وشذرات الذهب 7/ 740.
وأبوه عزّ الدِّين فَرُّخشاه كان من الفُضلاء الأسخياء. ماتَ سنة ثمانٍ وسبعين وخمس مئة. وهو صاحبُ الإمام تاج الدِّين الكِنْدي، وله في مَدْحه قصائد.
• - وفي يوم الأربعاء حادي عَشَر شَعْبان وَصَل إلى دمشق تَقْليدُ الأمير عزِّ الدِّين الحَمَويّ بالنِّيابة، وتَقْليد الأمير شَمْس الدِّين الأعْسَر بالشدِّ على عادتهما، وخُلِعَ عليهما، ولبس كلٌّ منهما خِلْعتَهُ يوم الخَميس ثاني عَشَر شَعْبان.
وقُرِئ في هذا اليوم تَقْليد نائبِ السَّلْطنة، وكذلك وصلَ تقليدُ المَلِك المظفَّر تقيّ الدِّين محمود صاحب حَماة
(1)
.
• - وفي يوم الجُمُعة ثالث عَشَر شَعْبان خَطَبَ بجامع دمشق الشَّيخُ جمالُ الدِّين الباجُرْبَقِيّ نيابةً عن القاضي شَرَف الدِّين ابن المَقْدسيّ.
• - ووصلَ إلى دمشقَ من القاهرة تاجُ الدِّين ابن الشِّيرازيّ في يوم الثُّلاثاء سابع عَشَر شَعْبان متولِّيًا وكالةَ بيت المال على عادتِه، وأُضيفَ إليه نظر ديوان الجامع المَعْمور بدمشق، فباشرَ المَنْصبين المذكورَين، وانفصلَ صدر الدِّين ابن رَزِين من الوكالة، والشَّريف زين الدِّين من نَظَر الجامع.
1655 -
وفي النِّصف الثاني من شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ حافظُ الدِّين أبو الفَضْل مُحمدُ
(2)
بنُ مُحمد بن نَصْر، ابنُ القَلانسيِّ، الحَنَفيُّ البُخاريُّ، ببخارا، ودُفِنَ بمحلة كَلاباذ عند والده جوار ضريح أبي بكر بن طَرْخان.
وكان إمامًا زاهدًا مُدَرِّسًا، عارفًا بالفقه والتَّفْسير والأصلين. قَدِمَ بغداد حاجًّا، ودخل الشام، وعادَ إلى بلده. وكان سخيًّا جوادًا، مُشْفِقًا على الطَّلبة،
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 689.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 764، وتكملة السير 1/ 402، والجواهر المضية 2/ 121، والدليل الشافي 2/ 688.
مُكْرِمًا لهم، وتفقّه على شَمْس الأئمّة الكَرْدَريّ وسَمِعَ الحديثَ من أبي رَشِيد ابن الغَزال.
ومَولدُه ببُخارا في سنة خمس عَشْرة وستِّ مئة تقريبًا.
وهو من شيوخ أبي العلاء البُخاريّ.
• - وفي يوم الأحد الثاني والعِشْرين من شَعْبان ذَكَرَ الدَّرْسَ بالمدرسةِ المَسْرورية القاضي جلال الدِّين أخو القاضي إمام الدِّين القَزْوينيّ الشّافعيّ، وحَضَر أخوه، وقاضي القُضاة شهاب الدِّين وأعيان المُدرِّسين
(1)
.
1656 -
وفي ليلة التاسع والعِشْرين من شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ نَجْمُ الدِّين أبو مُحمد عبدُ الرَّحمن
(2)
بنُ عُمَر بنِ عبد الرَّحمن المَراغيُّ، بالقاهرة، ودُفِنَ من الغَد بسَفْح المُقَطَّم.
وكان من عُدُول القاهرة ومن الصُّوفية بخانقاه سَعِيد السُّعْداء. سَمِعَ من القاضي زَيْن الدِّين ابن الأستاذ، والحافظ شَمْس الدِّين ابن خليل بحَلَب.
قرأتُ عليه "المُنْتَخب" من "مُسنَد الحارث بن أبي أُسامة"، بسماعِه من ابن خَلِيل.
1657 -
وفي شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ زَيْنُ الدِّين خَضِر
(3)
، إمام مَسْجد ابن قُرسق، وكان رجُلًا صالحًا.
• - وفيه اشتُهِرَ أنّ في الغَيضة بجسرين تنّينًا عظيمًا ابتلع رأسًا كبيرًا من المَعِز. ثم سُئِلَ أهل الناحية فأنكروا وقوعَ ذلك
(4)
.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 689.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 769.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(4)
ذكره ابن كثير في البداية والنهاية 15/ 576 نقلًا عن هذا الكتاب.
شَهْر رَمَضان المُعَظَّم
1658 -
في يوم الخَمِيس رابع شَهْر رَمَضان تُوفِّي بالقاهرة تَقِيُّ الدِّين السُّرُوجيّ
(1)
.
1659 -
وفي يوم الأحد سابع شَهْر رَمَضان تُوفِّي أمينُ الدِّين أحمدُ
(2)
بنُ مُحمد بن مُرْتَفع بن قَراتكين، بالقاهرة، ودُفِنَ من الغَد بالقَرافة.
رَوَى الحديثَ عن أبي البيان نَبَأ بن هَجّام الطرابُلُسيِّ. وكان رئيس المؤذِّنين بالجامع الجديد بالحُسَينية ظاهر القاهرة.
• - وفي شَهْر رَمَضان وردت الأخبار أنّ عَسْكر حَلَب أغارَ على بلاد التَّتار المجاورة لهم، وغَنِموا غنائمَ عظيمة، فأخذَ عَسْكر التَّتار عليهم المَضايق والطُّرُق، فاعتصموا ببعض الجبال المَنِيعة العاصية على التَّتار، ثم عادُوا بغنائم كثيرة بعد أن أشرفوا على الهَلاك، ووجدوا في طريقهم جماعةً من أهل البلاد قاصدين الحِجاز الشَّريف فأخذُوهم وما معهم، فاستُقْبِحَ هذا الفعل منهم.
• - وجُرِّدَ في العَشْرِ الأخير من رَمَضان الأمير عَلَمُ الدِّين الدَّوادارِيّ بطائفة من عَسكر الشام إلى جهة حَلَب
(3)
.
• - وفي أواخر رَمَضان ظهر الأمير حُسام الدِّين لاجِين المَنْصوريّ من الاختفاء، وأُنْعِمَ عليه إنعامٌ كثيرٌ، وأُقطِعَ خُبز الأمير بَدْر الدِّين بَكْتوت العلائي بالدِّيار المِصْرية
(4)
.
(1)
هو عبد الله بن علي بن منجد، الأديب البارع تقي الدين السروجي، ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 146 - 150 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 768، وفوات الوفيات 2/ 196 - 206، والوافي بالوفيات 17/ 341 - 349، والسلوك 2/ 257، والمنهل الصافي 7/ 100.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 760.
(3)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 689.
(4)
نفسه.
1660 -
وفي يوم الأحد الحادي والعِشْرين من شَهْر رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ موفَّقُ الدِّين جعفرُ
(1)
بنُ إبراهيم الحَرّانيُّ الكَحّالُ، ودُفِنَ يوم الاثنين بمقابر الصُّوفية.
وكان رجُلًا جيِّدًا.
وهو والدُ بُرهان الدِّين ابن الكَحّال المُقْرِئ
(2)
.
1661 -
وفي يوم الخَمِيس الخامس والعِشْرين من شَهْر رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العلّامة قاضي القُضاة شهابُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(3)
ابنُ قاضي القُضاة شَمْس الدِّين أبي العباس أحمد بنِ الخليل بن سَعادة بن جعفر بن عيسى بن مُحمد الخُوَيِّيُّ الشّافعيُّ، ودُفِنَ من يومه بتُربة والده بسَفْح قاسِيُون ظاهر دمشق.
وكانَ إمامًا فاضلًا يَعرفُ التَّفسيرَ والفقهَ والأصْلَين والنَّحو والخِلاف وعلومَ الأدب من البيان والمَعاني والعَرُوض، ويَعْرف الحساب والفَرائض والجَبْر والمُقابلة، ويشارك في إقليدس وغيرِه من نوعه. وصَنَّف كتابًا يشتملُ على عِشْرين فنًّا، وشرحَ فصولَ ابن مُعْطي في النَّحو، ونَظَمَ "الفَصِيح"،
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
هو برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن جعفر المتوفى سنة 744 هـ، وترجمته في: معجم شيوخ الذهبي، الورقة 30 (أحمد الثالث)، ووفيات ابن رافع 1/ 452 وغيرهما.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 140 - 143 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 771، ومعجم شيوخ الذهبي الكبير 2/ 144، والمعجم المختص 93، والعبر 5/ 379، ومسالك الأبصار 19/ 305، والوافي بالوفيات 2/ 137، وفوات الوفيات 3/ 313، وعيون التواريخ 23/ 166، ومرآة الجنان 4/ 222، وطبقات الإسنوي 1/ 501، والبداية والنهاية 15/ 578، والعقد المذهب 382، وتاريخ ابن الفرات 8/ 189، والمقفى للمقريزي (1716)، وطبقات ابن قاضي شهبة 3/ 47، والنجوم الزاهرة 8/ 5، وحسن المحاضرة 2/ 233، وغيرها.
و"كِفاية المُتَحفِّظ"، و"عُلوم الحديث" لابن الصَّلاح. وله تصانيف غير ذلك، وله شِعْرٌ حَسَنٌ، وله يدٌ في المُناظرة.
وعنده تحقيقٌ وإنصاف، وتواضع في بَحْثِهِ ولُطف، وكان يُحِبُّ أصحابَ الفضائل، ويُذاكر كُلَّ واحدٍ منهم فيما يَعْرفه، ولا يَخْلو وقته عن استفادةٍ أو إفادة. وكان يَسْهر كثيرًا من الليل في الاشتغال.
وسَمِعَ الحديثَ من ابن اللَّتِّي، وابن المُقَيَّر، والسَّخاوي، وابن الصَّلاح، وغيرِهم. وأجازَ له جماعةٌ من أصبهانَ، وبغدادَ، والدِّيار المِصْرية، والبلادِ الشّامية.
وخرّجَ له الشَّيخُ تقيُّ الدِّين عُبَيد الإسْعِرديّ مشيخةً عل حُروف المُعْجَم عِدّة شيوخها مئتان وستة وثلاثون شَيْخًا. وله شُيوخٌ لم يُكْتَب عنهم في هذا المُعْجَم نحو الثلاث مئة. وممّن أجازَ له: مُحمدُ بنُ عِماد، وابنا الزَّبِيديِّ، والدّاهريُّ، وعُمَرُ بنُ كَرَم، وعبدُ اللَّطيف ابن الطَّبَريّ، وعبدُ اللَّطيف بنُ يوسُف، وابن باتَكِين، وابن صَبّاح، وزكريّا العُلْبِيّ، والسُّهْرَوَرْديّ، وابن رُوْزْبة. وخرّج له الشَّيخُ جمال الدِّين المِزّي أربعين حديثًا متباينة الإسناد.
وكانَ يُحبُّ الحديثَ وأهلَهُ ويُسَرُّ بهم، ويقول: أنا من الطَّلَبة، ودَرَّس وهو صغيرٌ بالمدرسة الدِّماغية بدمشق، ثم وَلِيَ قضاء القُدْس ثم وَلِيَ قضاءَ البَهَنْسا والمحلة، ثم وَلِيَ قضاءَ حَلَب، ثم عاد إلى المحلة، ثم وَلِيَ قضاءَ القاهرة، ثم نُقِلَ إلى قضاءِ البلاد الشّامية، واستمرَّ فيه إلى حين وفاته.
وكان مُدَرِّسًا بالعادلية والغَزّالية، ودَرَّسَ بغيرهما.
ومولده في شَوّال سنة ست وعشرين وستِّ مئة بمدينة دمشق.
قرأتُ عليه "مُسْنَد الدّارمي"، و"عَبْد بن حُمَيْد"، و"عُلوم الحديث" لابن الصَّلاح، وغير ذلك.
شَوّال
1662 -
في أوائل شَوّال تُوفِّي الأميرُ شَرَفُ الدِّين الجاكيّ
(1)
متولِّي الإسكندرية، بها.
وكان صائمًا الأيام السِّتة.
• - وفي يوم الخَمِيس عاشر شَوّال خَرجَ رَكْب الحُجّاج من دمشق، وأميرهم الأمير عزّ الدِّين أيبك الطويل المَنْصوريّ
(2)
.
1663 -
وفي يوم الجُمُعة حادي عَشَر شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ صفيُّ الدِّين المُلَقِّن
(3)
تحتَ قُبة النسر بجامع دمشق فُجاءةً، ودُفِنَ بمقابر باب الصَّغير.
وكان رجُلًا صالحًا.
• - وفي هذا اليوم صَلَّينا بجامع دمشق على شَيْخٍ من اليُونِينِيّين تُوفِّي ببَعْلَبَك.
• - وفي يوم الأربعاء سادس عَشَر شَوّال ذكرَ الدَّرْس برواق الحَنابلة بجامع دمشق بالحلقة المعروفة بابن مُنَجَّى الشيخ العلّامة تقيّ الدِّين ابن تيمية وحَضَرَ جماعةٌ من الأعيان.
• - وفي يوم الخَمِيس الرّابع والعِشْرين من شَوّال ذكرَ الدَّرْس بالمدرسة الصّارمية بدمشقَ الخطيب ناصرُ الدِّين ابن عبد السَّلام، عِوَضًا عن بَدْر الدِّين ابن ناصر الدِّين ابن المَقْدسيّ بمُقْتَضى نزوله عنها له.
1664 -
وصَلَّينا يوم الجُمُعة الخامس والعِشْرين من شَوّال بجامع دمشقَ
(1)
له ذكر في ذيل مرآة الزمان 2/ 160، والمختصر لأبي الفدا 3/ 216، وتاريخ ابن الوردي 2/ 209، والسلوك للمقريزي 1/ 542، 550 و 2/ 153 وغيرها.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 689.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
على غائبٍ تُوفِّي بالقُدْس الشَّريف وهو الأمير الكبير علاءُ الدِّين أيدُغْدي
(1)
الرَّكْنِيُّ الصّالحيُّ الضَّريرُ، النّاظرُ في أوقات حَرَم القُدْس والخَلِيل عليه السلام، ومُنشئ العمارات والرُّبُط والمَرافق بهما، وباني الطَّهارة بدِهْليز المَسْجد النَّبوي، وغير ذلك.
وكانَ أميرًا جَلِيلًا من أعيان الأمراء وأكابر الدَّولة. ولما كُفَّ بصرُه انقطع بالقُدْس. وكانَ خبيرًا بالعِمارة، كافيًا، ناهِضًا، يباشرُ الأمورَ بنفسه، وله همّةٌ عاليةٌ وحُرمةٌ وافرةٌ لا يَجْسر أحدٌ يخالفُ أمرَهُ، رحمه الله.
1665 -
وفي ليلةِ الجُمُعة الخامس والعِشْرين من شَوّال تُوفِّي القاضي الصَّدْرُ الكبيرُ جمالُ الدِّين أبو إسحاق إبراهيمُ
(2)
ابنُ القاضي شَرَفِ الدِّين عبدِ الرَّحمن ابنِ القاضي أمين الدِّين سالم ابن الحافظِ بهاء الدِّين أبي المَواهب الحَسَن بن هبة الله بن مَحْفوظ بن صَصْرَى التَّغْلِبيُّ الدِّمشقيُّ، بداره بدمشق، وصُلِّي عليه عَقِيب الجُمُعة بالجامع المَعْمور، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون، رحمه الله تعالى، وكانت جنازته حَفِلةٌ جدًّا، وعُمِلَ عزاؤه بالمَدْرسة الصّاحبية بسَفْح قاسِيُون، بالقُرب من التُّربة.
وكانَ من أعيان الدِّمَشْقيين وأكابر المُتَعَمِّمين. وَلِيَ بدمشق الحِسْبة ونظر الدَّواوين، وغير ذلك. ولم يَزَل مُباشرًا المَناصب، وحُرْمتُه وافرة.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 143 - 144 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 770، والوافي بالوفيات 9/ 485، ونكت الهميان 123، والبداية والنهاية 15/ 579، والمنهل الصافي 3/ 163، والدليل الشافي 1/ 166، والأنس الجليل 270.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 143 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 761، وعيون التواريخ 23/ 169. وذكر تقي الدين ابن رافع ابنته ملكة بنت إبراهيم المرأة الصالحة الخيّرة المتوفاة سنة 749 هـ. (الوفيات 2/ 89).
وكان معروفًا بالرِّياسة والعَقْل الوافر والكَفاءة والخِبْرة والنَّهْضة في ولاياته
(1)
.
وسَمِعَ الحديث من السَّديد بن عَلّان، وغيرِه. ولم يحدِّث.
ومَولدُه في العَشْر الأول من رَجَب سنة أربعين وستِّ مئة بدمشق.
1666 -
وفي ليلة الجُمُعة الخامس والعشرين من شَوّال تُوفِّيت زين العَرَب
(2)
بنت نَصْر الله بن هِبة الله بن الحَسَن بن يحيى بن مُحمد بن عليّ بن يحيى بن صَدَقة ابن سَنِيّ الدَّولة، ببَعْلَبَك، ودُفِنَت من الغَد بمَقْبَرة باب سَطْحا، وقد نيّفت على الثمانين.
وكانت امرأةً صالحة تقوم اللَّيل.
وهي والدة الشَّيخ قُطْب الدِّين اليُونينيّ.
• - وفي شَوّال ذُكر أنّ الأمير مُهَنّا بن عِيسى خرجَ عن طاعة صاحِب مصرَ وانحازَ إلى بلاد التَّتار
(3)
.
• - وفي آخر شَوّال وصلَ إلى دمشق رُكنُ الدِّين الفارِقانيُّ من سِيس، وأحْضَرَ القَطِيعة التي على صاحبها.
• - واحترقت أماكن ودُور بدمشق بين المَدْرسة المُجاهدية والمَدْرسة النَّجِيبية في ليلة الأربعاء سَلْخ شَوّال.
(1)
قال الإمام الذهبي: "إلا أنه كان ظالمًا، سامحه الله {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا} [الكهف: 49].
(2)
ذكرها ولدها قطب الطين اليونيني في ترجمة والده من ذيل مرآة الزمان فقال (2/ 72): "وزين العرب والدتي رحمها الله تعالى توفيت سحر ليلة الجمعة خامس عِشْري شوال سنة ثلاث وتسعين وست مئة بمنزلي ببعلبك، ودفنت بعد صلاة الجمعة في مقابر باب سطحا وقد نيّفت على الثمانين سنة من العمر، وكانت امرأة صالحة كثيرة العبادة وقيام الليل".
(3)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 576.
ذو القَعْدة
1667 -
في ليلةِ الخَمِيس مُسْتهلّ ذي القَعْدة تُوفِّي الصَّدْرُ شَرَفُ الدِّين مُحمدُ
(1)
ابنُ الشَّيخ علاءِ الدِّين مُحمد بنِ عبد القادر بن عبد الخالق بن خليل الأنصاريُّ، ابنُ الصّائغ، ودُفِنَ من الغَد بتُرْبَتِهم بسَفْح قاسِيُون.
وكانَ حَسَن الهيئة، مليحَ الشَّكْل، يشهدُ على القُضاة، وكان يُباشِر ديوان الزَّكاة، وسَمِعَ الحديث مع عَمِّه وأقاربه. ولم يُحدِّث.
1668 -
وفي هذا التاريخ تُوفِّي أمين الدِّين إبراهيمُ
(2)
بنُ شهاب الدِّين أحمد بن عُمَر بن إلياس الرُّهاوِيُّ، ودُفِنَ بباب الصَّغير.
وكان شابًّا، سَمِعَ معنا كثيرًا من الأحاديث النَّبوية.
1669 -
وفي ليلةِ الاثنين خامس ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ بَدْرُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(3)
بنُ أبي طاهر بن عبد الوَهّاب بن فَضْل الله بن يوسُف بن مُحمد بن ربيع الشَّيْخِيُّ، ودُفِنَ من الغَد بمقبَرة باب النَّصْر ظاهر القاهرة.
وكان يسكن عند مَسْجد صَنْدَل على الجُرف ظاهر القاهرة.
وهو ابن خالة الحُسام ابن المُدَرِّس. رَوَى لنا عن يوسُف بن خليل. وكان صُوفيًّا بالخانقاه بالقاهرة، ومشرفًا بها.
ومَولدُه في جُمادى الأولى سنة سبع وعشرين وستِّ مئة بحَلَب.
قرأتُ عليه عَشرة أحاديث من أول الجُزء الثاني من "حديث ابن الأنباري".
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 144 (باريس). وتقدمت ترجمة والده في وفيات سنة 682 هـ من هذا الكتاب.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 1 (باريس).
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 778.
1670 -
وفي يوم الثُّلاثاء سادس ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ شَمْسُ الدِّين عبدُ الكافي
(1)
بنُ عبد القادر بن خَلَف بن نَبْهان الأنصاريُّ الزَّمَلُكانيُّ، بها، ودُفِنَ بمقابر القَرْية.
وكانَ شَيْخًا مُعَمَّرًا، وله همّةٌ ونَهْضةٌ، يَمْشي من البَلَد إلى القَرْية، ويَعْمل الكَرْم بيدِه، ويقوم بأمورِه ومصالِحه. وكان من العُدُول.
وهو حَمْو فَتْح الدِّين ابن الزَّمَلُكانيّ وابنُ عمِّ والده.
• - وفي يوم الأربعاء سابع ذي القَعْدة ذَكَرَ الدَّرْسَ بالزّاوية الغَزّالية بجامع دمشقَ الشَّيخُ شَرَفُ الدِّين ابن المقدسيّ خطيبُ دمشق، عِوَضًا عن قاضي القُضاة شهابِ الدِّين ابن الخُوَيِّيّ رحمه الله تعالى، وانفصلَ عن تَدْريس المدرسة الشّامية بمقتَضَى أنَّ من شَرْط مُدَرِّسِها أن لا يَجْمع بينها وبين تَدْريس مدرسةٍ أُخرى
(2)
.
• - وجُرِّدَ جماعةٌ من جيش دمشق في يوم الخَمِيس ثامن ذي القَعْدة إلى جهة حِمْص، ووصلَ جماعةٌ من جيش مِصْرَ إلى دمشقَ يوم السَّبْت عاشر ذي القَعْدة ومقدَّمهم طُرْطُج.
1671 -
وفي يوم الاثنين الثاني عَشَر من ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ شَمْسُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(3)
بنُ إسرائيلَ بنِ يوسُف بنِ أبي الحَسَن المِعْمار الكَرَكيُّ، النّاصريُّ، فُجاءةً بالحَمّام، ودُفِنَ من الغَد بسَفْح قاسِيُون.
رَوَى لنا عن ابن اللَّتِّي. قرأتُ عليه المجلس العاشر من "أمالي الحُرْفيّ"، وكان فَرّاشًا بالمدرسة المُعَظَّمية بسَفْح قاسِيُون.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 769.
(2)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 576.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 1 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 774.
• - وفي يوم الاثنين ثاني عَشَر ذي القَعْدة باشرَ نَظَر الدَّواوين بالشّام المَحْروس القاضي الصَّدْر الكبير أمينُ الدِّين سالم ابن القاضي عِماد الدِّين ابن صَصْرَى، عِوَضًا عن ابن عَمِّه جمال الدين، وخُلِعَ عليه كما جَرَت العادة، وسرَّ الناسُ بولايته لما هو مَعْروفٌ به من الأمانة والدِّيانة والمَرُوءة الوافرة، رَزَقَهُ الله تعالى المَعُونة
(1)
.
1672 -
وفي يوم الأربعاء رابع عَشَر ذي القَعْدة تُوفِّي جمالُ الدِّين عُمَرُ
(2)
ابنُ شهاب الدِّين أحمدَ بنِ عُمَر بن إلياس بن الخَضِر الرُّهاويُّ، ودُفِنَ من الغَد بمَقْبَرة باب الصَّغير عند أخيه الأمين إبراهيم، المُقدَّم ذِكْره
(3)
، وبَينَهُما أربعة عَشَر يومًا.
وكانا سَمِعا معنا كثيرًا على أصحاب ابن طَبَرْزَد، وغيرِهم.
1673 -
وفي هذا التّاريخ تُوفِّي الأميرُ نُور الدِّين
(4)
ابن المَلِك الحافظ ابن صاحب بَعْلَبك، ودُفِنَ عند والده خارج باب الفَراديس.
1674 -
وفي ليلةِ الخَمِيس الثاني والعِشْرين من ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ الصَّدْرُ مُحْيي الدِّين أحمدُ
(5)
بنُ عبدِ الواحد، ابنُ الطَّرَسُوسِيِّ، الحَلَبيُّ، بقريةِ المِزّة، ودُفِنَ من الغَد هناك.
وكانَ رجُلًا جيِّدًا من أعيان الحَلَبيّين، وباشرَ ديوان الجامع بدمشق نيابةً عن الصّاحب مُحْيي الدِّين ابن النَّحّاس.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 689.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 1 (باريس).
(3)
في وفيات هذه السنة (الترجمة 1666).
(4)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(5)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 144 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 759.
1675 -
وفي يوم الأحد الخامس والعِشْرين من ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ شَرَفُ الدِّين أبو الفَضْل إسحاقُ
(1)
بنُ إبراهيمَ بن سُلْطان البَعْلَبَكيُّ الكَتّانيُّ، إمام مسجد ابن البَعْلَبَكيّ عند حَمّام الجُبن بدمشق، ودُفِنَ من يومه بمقبَرة باب الصَّغير.
وكان رجُلًا صالحًا من أهلِ القُرآن.
رَوَى لنا عن الشَّيخ بهاء الدِّين عبد الرَّحمن المقدسيّ، سمع منهُ ببَعْلَبَك.
ومَولدُه سنة بِضْع عَشْرة وستِّ مئة. وقيل: سنة عَشْرٍ.
1676 -
وفي شَهْر ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ عبدُ الله
(2)
البَلْخيُّ شيخ القَلَنْدَرِية، ودُفِنَ بزاويتهم بمقابر باب الصَّغير.
ذو الحِجّة
1677 -
في ليلةِ الجُمُعة مُسْتهلّ ذي الحِجّة تُوفِّي الشَّيخُ الخطيبُ كمالُ الدِّين أبو مُحمد عبدُ الحق
(3)
بنُ أبي بكر عبد الله بن عليّ بن مَسْعود بن شَمائل الصَّيْدلانيُّ، ببغدادَ، ودُفِنَ بمقبَرة الإمام أحمد، رضي الله عنه.
رَوَى عن عبد الحميد بن عبد الرَّشيد بن بُنَيْمان الهَمَذانيّ، سِبط أبي العلاء.
وكانَ خطيب جامع فَخْر الدَّولة بن المُطَّلب غَربيّ بغداد.
ومَولدُه سنة اثنتين وعشرين وستِّ مئة تقريبًا ببغدادَ.
1678 -
وفي ليلة السّابع من ذي الحِجّة تُوفِّي الشَّيخُ الأجلُّ الفقيهُ العَدْلُ
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 144 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 762، ومعجم شيوخ الذهبي الكبير 1/ 162/ 163، والعبر 5/ 378.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 151 (باريس).
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 769.
شَرَفُ الدِّين أبو إبراهيمَ سُلْطانُ
(1)
بنُ عبدِ الوَهّاب بن سُلْطان البَعْلَبَكيُّ التاجرُ، ببَعْلَبَك، ودُفِنَ من الغَد بباب سَطْحا بتُربةٍ أعدَّها لنفسه.
وكان من عُدُول بَعْلَبَك، ومشهورًا بالخيرِ والصَّلاح وتلاوةِ القُرآنِ والصَّدقةِ والإصلاح بينَ النّاس.
ورَوَى لنا عن الفقيه مُحمد اليُونينيِّ، رحمه الله، وصَحِبَ جماعةً من الصّالحين وانتفعَ بهم، ويُعرف بابن اللفتية.
1679 -
وفي يوم عيد الأضْحَى تُوفِّي الشَّيخُ أبو عبد الله مُحمدُ
(2)
ابنُ الشَّيخ مَجْد الدِّين أبي الوَفاء عبدِ الملك بنِ عبد الحق بنِ عبد الوهّاب ابنِ الشَّيخ أبي الفَرَج ابن الحنبليّ، ودُفِنَ بمقبَرة باب الفَراديس.
رَوَى عن والدِه "الأربعين السِّلَفية". وكانَ له دكّانٌ بسوقِ الحَرِيريّين.
1680 -
وفي يوم الاثنين حادِي عَشَر ذي الحِجّة تُوفِّي الفقيهُ الإمامُ المُحَدِّث موفَّقُ الدِّين أبو بكر أحمدُ
(3)
ابنُ الشَّيخ الإمام القُدوةِ الزّاهدِ العابدِ المُحدِّث شَمْسِ الدِّين مُحمدِ ابن الكَمال عبدِ الرَّحيم بنِ عبدِ الواحد بن أحمد، المقدسيُّ الحنبليُّ، ودُفِنَ من يومه بتُربة الشَّيخ أبي عُمَر، بسَفْح قاسِيُون.
وكان مُدرِّسًا بالمدرسة الضِّيائية وخازِن كُتُبها، وله ميعادٌ بالجامع المُظَفَّري عَقِيب الجُمَع يقرأُ فيه الحديث. واعتنَى به والدُه وأسمعَهُ الكثير. وكانَ مدّة عُمره يسمع، ولم يُحدِّث بشيء. مات شابًّا لم يبلغ الثلاثين.
وذَكرَ الدَّرسَ بعده بالمدرسة شَمْسُ الدِّين مُحمدُ ابنُ الشَّيخ فَخْر الدِّين علي ابن البُخاريّ.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 777.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 760.
وقرأ الحديث بالجامع الشَّيخُ شمسُ الدِّين مُحمدُ بنُ حمزة.
• - ووصلَ إلى دمشقَ قاضي القُضاة بَدْرُ الدِّين ابن جَماعة في بُكْرة الخَمِيس الرّابع عَشَر من ذي الحِجّة متولِّيًا قضاءَ القُضاة بالبلاد الشّامية، عِوَضًا عن قاضي القُضاة شهاب الدِّين ابن الخُوَيِّي. وخرجَ نائبُ السَّلْطنة والجَيْش والقُضاة والرُّؤساء لتلقّيه، ودخلَ العادليةَ وحكمَ بها، ومُدِحَ بقصائدَ، وقُرئ تقليدُه من الغَد يوم الجُمُعة بالجامع بحُضور نائبِ السَّلْطنة، قَرَأهُ الشَّيخ ضياء الدِّين ابنُ عبدِ الكافي
(1)
.
• - وباشرَ نيابةَ الإمامة بجامع دمشقَ القاضي تاجُ الدِّين الجَعْبَريّ في يوم السَّبْت سادس عَشَر ذي الحِجّة عن الشَّيخ شَرَف الدِّين المَقْدسيّ، وباشرَ أيضًا نيابةَ الحُكم يوم الأحد سابع عَشَره عن قاضي القُضاة بَدْر الدِّين ابن جماعة، وخطبَ يوم الجُمُعة التاسع والعِشْرين من الشَّهْر.
• - وفي يوم الأحد سابع عَشَر ذي الحِجّة ذكرَ الدَّرْس بالمدرسة الشّامية ظاهر دمشقَ الشَّيخُ زَيْنُ الدِّين الفارِقيُّ، وحضرَ عنده قاضي القُضاة بَدْر الدِّين، والشَّيخ زَيْن الدِّين ابن المُنَجَّى وجماعة، وانتُزِعت من يدِه المدرسة النّاصرية لقاضي القُضاة بَدْر الدِّين.
• - وفي يوم الأربعاء العِشْرين من ذي الحِجّة ذكرَ الدَّرْسَ قاضي القُضاة بَدْرُ الدِّين ابن جَماعة بالمَدْرستين: العادلية، عِوَضًا عن القاضي شهاب الدِّين، رحمه الله، والنّاصرية، عِوَضًا عن الشَّيخ زَيْن الدِّين الفارِقي، بمُقْتَضَى انتقالِه إلى تَدْريس المدرسة الشّامية
(2)
.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 689.
(2)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 576.
1681 -
وفي ليلةِ الثالث والعِشْرين من ذي الحِجّة تُوفِّي شهابُ الدِّين أحمدُ
(1)
بنُ آقُش المُقْرئ بالدِّيار المِصْرية.
وكان مشهورًا بالقراءة والصَّوت الحَسَن، ومن أئمّة السُّلْطان.
وأبوه فَتَى ابنِ قُريش.
• - وفي ذي الحِجّة أُخرِجت الكِلاب من داخل دمشقَ إلى ظاهر البَلَد بأمر الوالي عِماد الدِّين ابن النُّشّابيّ، وشُدِّدَ على البوّابين في أمرِهم، ورُسِم لهم بمَنْعهم من الدُّخول والاحترازِ من ذلك
(2)
.
1682 -
وفي هذه السَّنة تُوفِّي الشَّيخُ عزُّ الدِّين يعقوبُ
(3)
بنُ إسماعيلَ بنِ عبد الله ابن قاضي اليَمَن، بحِصْن الأكراد.
رَوَى عن ابن اللَّتِّي.
ومَولدُه في العِشْرين من شَوّال سنة ستّ عشرة وستِّ مئة.
1683 -
وفيها تُوفِّي الأميرُ علاء الدِّين أيدُغْدِي
(4)
الألدَكُزي.
1684 -
وبَدْر الدِّين بَكْتاش
(5)
الحُساميُّ، أستاذُ دار الأمير حُسام الدِّين لاجِين نائبُ السَّلْطنة، كان، بدمشق
(6)
.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 1/ الورقة 145 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 759.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 689.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 1 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 779.
(4)
ترجمته في: الوافي بالوفيات 9/ 486 وقيّد الألدكزي بالحروف فقال: بفتح الهمزة وسكون اللام وفتح الدال المهملة وضم الكاف وبعدها زاي وياء النسبة. وله ذكر في تاريخ الإسلام 15/ 432، والنجوم الزاهرة 8/ 9، وكان علاء الدين هذا نائب صفد.
(5)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 763، والوافي بالوفيات 10/ 188، والمنهل الصافي 3/ 386، والدليل الشافي 1/ 193.
(6)
كتب الناسخ في حاشية النسخة: "بلغ مقابلة".
سنة أربع وتسعين وست مئة
المُحَرَّم
1685 -
في ليلة الجُمُعة سادس المُحَرَّم تُوفِّي شَمْسُ الدِّين عبدُ الرَّحمن
(1)
ابنُ الشَّيخ الإمام مَجْدِ الدِّين يوسُف بن مُحمد بن عبدِ الله ابن المِهْتار، بمسجد الرَّأس، ودُفِنَ بمقابر باب الصَّغير.
ومَولدُه سنة أربعين وستِّ مئة بدمشق.
وكانَ نقيبًا لقاضي القُضاة عزِّ الدِّين ابن الصّائغ وغيرِه، وخازنَ الكُتُب الحُكْمية. وسَمِعَ كثيرًا من الحديث من مكي بن عَلّان، والمُرْسيّ، وعثمان ابن خَطِيب القَرافة، والمُعظَّم ابن صلاح الدِّين، وعبد الله ابن الخُشُوعيّ، وإبراهيم بن خليل، وإسماعيل العِراقي، وجماعة. وأجازَ له شيخُ الشُّيوخ ابن حَمُّوْيَة، والسَّخاويُّ، وعَتِيق، والمُخْلِصُ ابن هِلال، والموفَّق يعيش، ويوسُف بنُ خليل، وعبد الله بنُ رَوَاحة، وابنُ الجُمَّيزيّ، وابنُ الجَبّاب، وجماعةٌ.
1686 -
وفي ليلة السَّبْت سابع المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ فتحُ الدِّين أبو الفَتْح ظافِر
(2)
بن أبي غانم بن سَيْف بن طيّء بن مُحمد بن أبي سالم الطائيُّ الأرفادِيُّ
(3)
الحَلَبيُّ، بالقاهرة، ودُفِنَ من الغَد بسَفْح المُقَطَّم.
طلبَ بنفسه، وقرأ الحديثَ، وكَتَب الطِّباقَ، وله شعرٌ. كتبَ عنه الإبِيْوَرْدِيُّ في "مُعجمه".
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 789.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 788، والوافي بالوفيات 16/ 532، والمنهل الصافي 7/ 46، والدليل الشافي 1/ 377.
(3)
نسبة إلى أرفاد - بالفتح ثم السكون - قرية كبيرة من نواحي حلب، ثم من نواحي عزاز. (معجم البلدان 1/ 153، والمنهل الصافي 7/ 46).
ومَولدُه في ربيع الأول سنة سبع وعِشْرين وستِّ مئة.
وكان بَوّابًا بباب القَرّاطين بالقاهرة.
روى لنا عن ابن مَسْلَمة. وسَمِعَ من جماعةٍ غيره بدمشق والقاهرة في سنة تِسْع وأربعين، ونحوها.
1687 -
وفي يوم الثُّلاثاء عاشر المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ الزّاهدُ العابدُ العارفُ أبو الرِّجال
(1)
بن مِرَي بن بُحْتُر المَنِينيُّ، بمنزله بها، ودُفِنَ في آخر النَّهار بزاويته بقرية مَنِين
(2)
، وخرجَ النّاسُ من دمشق لحضور الجنازة، فمنهم من أدركَ الدَّفْن، ومنهم من صَلَّى على القَبْر.
وكان شيخًا صالحًا، مُباركًا، جليلَ القدر من أعيان الشُّيوخ. وعُمِّر وجاوزَ الثمانين، قَصَدتُ زيارتَهُ مع والدي مرّات، وكتبتُ شيئًا من كلامِه، وقرأتُ الحديثَ بحضوره.
1688 -
وفي يوم الأربعاء حادي عَشَر مُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ المُسندُ الأصيلُ فَخْر الدِّين أبو صالح إسماعيلُ
(3)
بنُ هبةِ الله بن مُحمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن أبي جَرادة الحَلَبيُّ، بحَلَب.
سَمِعَ من جدِّه الشَّيخ الزّاهد أبي غانِم مُحمد، وجماعةٍ بحَلَب. وسَمِعَ بدمشقَ من زَيْن الأُمناء ابن عَساكر، والمُعين مُحمد مُحمد بن
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 14 - 15 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 801، والعبر 5/ 385، والوافي بالوفيات 14/ 107، وعيون التواريخ 23/ 189، ومرآة الجنان 4/ 277، والبداية والنهاية 15/ 584، والسلوك 1/ 3/ 806، والنجوم الزاهرة 8/ 76، وقلادة النحر 5/ 452، وشذرات الذهب 7/ 747.
(2)
قرية في جبل سنير من أعمال الشام. (معجم البلدان 5/ 218).
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 17 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 786، والمنهل الصافي 2/ 429، والطبقات السنية 2/ 206، والدليل الشافي 1/ 130.
الحُسين ابن المُجاور، وابن غَسّان، وجماعةٍ. وبالقاهرةِ من ابن الطُّفَيل، وابن دينار، وغيرِهما من أصحاب السِّلَفيّ. وبحَماة من النَّفيس ابن رَوَاحة. وحَجَّ وهو صغير مع أقاربه، وسَمِعَ بطريق الحجاز.
ومَولدُه في سابع عَشَر رَمَضان سنة سَبْع عَشْرة وستِّ مئة بحَلَب.
• - وفي يوم الأربعاء حادي عَشَر المُحَرَّم باشرَ السَّلْطنة بالدِّيار المِصْرية السُّلطان الملكُ العادلُ زَيْنُ الدِّين كَتْبُغا، وجلسَ على سرير المُلْك، ووصلَ الخَبَر بذلك إلى دمشقَ يوم الثُّلاثاء سابع عَشَر الشَّهْر، وحَلَف له الأُمراء والجُنْد يوم الأربعاء ثامن عَشَرِه بحضُور القُضاة، وضُرِبَت السكة باسمِه، وزُيِّن البَلَد، ودُقَّت البشائرُ، وخُطِبَ له يوم الجُمُعة العشرين من الشَّهر بحضور نائب السَّلْطنة والأُمراء والقُضاة.
وعُمُره نحوٌ من خمسين سنة. وهو من سَبْي واقعةِ حِمْص الأولى من التَّتار
(1)
.
• - وكان المَطَر تأخّر إلى سابع عَشَر المُحَرَّم، وهو سابع كانون الأوّل، فمَنَّ اللهُ تعالى باستمراره عِدّة أيام.
• - وفي يوم الأربعاء الحادي عَشَر من المُحَرَّم باشرَ نِيابة القضاء بدمشقَ القاضي جلالُ الدِّين عبدُ المُنعم بنُ أبي بَكْر بنِ أحمد الشافعيُّ قاضي القُدس نيابةً عن قاضي القُضاة بَدْر الدِّين ابن جَماعة.
1689 -
وفي شَهْرِ المُحَرَّم تُوفِّيت نَفِيسةُ
(2)
بنتُ الشَّيخ زَيْن الدِّين الفارِقيّ زوجة صَدْر الدِّين ابن رَزِين، ودُفِنَت بسَفْح قاسِيُون.
• - وفي المُحَرَّم باشرَ نظرَ الأيتام شَرَفُ الدِّين ابن عزِّ الدِّين ابن الشَّيْرَجيّ، عِوَضًا عن نَفِيس الدِّين بن صَدَقة.
(1)
ينظر: تاريخ الإسلام 15/ 690، والبداية والنهاية لابن كثير 15/ 581.
(2)
لم نقف على ترجمتها، وستأتي ترجمة والدها في سنة 703 هـ (2800).
1690 -
وفي يوم الاثنين سَلْخ المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ الفاضلُ البارعُ مجموعُ الفضائل زَيْنُ الدِّين مُحمدُ
(1)
بنُ مُحمد بنِ مُحمد بن عبد العظيم بن عبدِ اللَّطيف التَّنُوخِيُّ المَعَرِّيُّ الحَلَبِيُّ المنشأ الشافعيُّ، بمصرَ.
وكان إمامًا فاضلًا في فُنون. رَوَى عن إبراهيم بن خليل. وأضرَّ في آخرِ عُمُره. ويُعرف بالزَّيْن المَعَرّي، وهو من شيوخ أبي العلاء البُخاري.
وبعضُهم ذكرَ اسمه، فقال: مُحمد بن مُحمد بن عَمْرو.
صَفَر
1691 -
في يوم الخَمِيس ثالث صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ شَرَفُ الدِّين شريفُ
(2)
بنُ يوسُف بن مَكْتوم بن مَوْهُوب السُّلَمِيُّ الزُّرَعيُّ، التّاجرُ بفرجة ابن عَمُود، بدمشقَ، ودُفِنَ بسَفْح جبل قاسِيُون.
حدّث بـ "مُسْنَد الدّارمي"، عن ابن اللَّتِّي، ورَوَى عنه غيرَ ذلك، ولا نَعرفُ له سَماعًا من غيرِه. وكان رجُلًا جيِّدًا، أمينًا، صالحًا.
ومَولدُه في جُمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين وستِّ مئة بزُرَع.
1692 -
وفي ليلة الثُّلاثاء ثامن صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ الجليلُ العَدْلُ الصَّدْرُ الكبيرُ العالمُ عزُّ الدِّين أبو بكر مَحْفوظُ
(3)
بنُ مَعْتوق بن أبي بكر بن عُمَر، ابنُ البُزُورِيِّ، البغداديُّ، ودُفِنَ من الغَد بسَفْح قاسِيُون.
ومَولدُه بعد سنة ثلاثين وستِّ مئة ببغدادَ.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 796.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 788.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 11 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 797، والعبر 5/ 383، ومعجم شيوخ الذهبي الكبير 2/ 127، والوافي بالوفيات 25/ 185، وذيل التقييد 2/ 277، والدارس 2/ 227، ولعل ترجمته سقطت من تلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي في الملقبين بعز الدين، فاستدركها العلامة مصطفى جواد في تعليق له 4/ الترجمة 388.
سَمِعَ من ابن القُبَّيْطي، وعبد الرَّحمن بن عبد اللَّطيف بن أبي سَعْد الصُّوفيّ.
وكان شيخًا جليلًا، حَسَنَ الهيئة، بهيَّ المَنْظر، من أعيان التُّجّار، وله فضيلةٌ، وكتبَ بخطِّه كثيرًا، وحَصَّل كتبًا كثيرة ووقفها في تُربته بسَفْح قاسِيُون.
وهو والدُ الشَّيخ نَجْم الدِّين مَعْتُوق الواعظ البَغْداديّ.
قرأتُ عليه "فَضائلَ القُرآن" لأبي عُبَيْد، و"الجزءَ القادريّ"، و"أخْلاق حَمَلة القرآن" للآجُرّي، وغير ذلك.
1693 -
وفي ليلة الثُّلاثاء ثامن صَفَر أيضًا تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ الفقيهُ العَدْلُ صَدْرُ الدِّين أبو داود سُليمانُ
(1)
ابنُ الشَّيخ جمالِ الدِّين مُحمد ابنِ الشَّيخ عبد الحَق بن خَلَف بن عبد الحق الحَنْبليُّ، ودُفِنَ من الغَد بسَفْح جبل قاسِيُون.
وكانُ رجُلًا جيِّدًا يشهدُ بالعُقَيْبة، وفيه تواضعٌ وتودُّدٌ إلى النّاس.
رَوَى لنا عن جَدِّه عبد الحق، وجعفر الهَمْدانيّ.
ومَولدُه في شَهْر ربيع الأول سنة ثلاثين وستِّ مئة.
1694 -
وفي ليلة الثُّلاثاء ثامن صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ عِمادُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(2)
بنُ عليّ بن مَنْصور بن محمود بن أحمد بن إسماعيل بن أبي عَطّاف المَقْدسيُّ الصّالحيُّ القَصّاعُ، ودُفِنَ من الغَد بسَفْح قاسيُون.
رَوَى لنا "جُزء الحَفّار" عن الإرْبليّ حُضورًا، حضرهُ عليه في أول سنة ثلاثين وستِّ مئة. وسَمِعَ من جعفر الهَمْدانيّ.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 788.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 794.
1695 -
وفي يوم الأربعاء حادي عِشْري صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ أبو عبد الله مُحمدُ
(1)
بنُ إبراهيم بن أبي الفَرَج بن أبي الطّاهر الحِمْيَريُّ المَقْدسيُّ القَوّاس، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.
سَمِعَ من ابن الزَّبِيديِّ، وابنِ اللَّتِّيِّ، والفَخْر الإرْبِليِّ، وجعفر الهَمْدانيِّ، وغيرهم.
ومَولدُه في سنة ثلاثٍ وعشرين وستِّ مئة تقريبًا.
• - في رابع صَفَر تَوجَّه الأميرُ سَيْفُ الدِّين طُغْجِي الأشرفيُّ من دمشقَ إلى الدِّيار المِصْرية، وخرجَ نائبُ السَّلْطنة لتوديعه، وكان قد قَدِمَ لتحليف صاحب حَماة.
• - وفي هذا اليوم سافر الصَّدْر عزّ الدِّين ابنُ القَلانسيِّ وجماعةٌ إلى القاهرة.
1696 -
وفي ليلة الأربعاء تاسع صَفَر تُوفِّي الأميرُ الكبيرُ عزُّ الدِّين يوسُفُ
(2)
ابنُ الأمير عِزّ الدِّين القَيْمُريّ، ودُفِنَ من الغَد بسَفْح قاسِيُون، وحَضَر جنازته نائبُ السَّلْطنة.
وكانَ من أعيان الأُمراء، وهو من أمراء الحَج، حجَّ بالنّاس سنة ثلاثٍ وثمانين وستِّ مئة، رحمه الله.
• - ووصلَ الصّاحبُ تقيّ الدِّين تَوْبة التَّكْريتيّ إلى دمشقَ متولِّيًا الوزارةَ في مُنْتصف صَفَر.
• - وباشرَ الصَّدْرُ أمينُ الدِّين ابن هلال نَظَر ديوان الأمير حُسام الدِّين لاجِين نائب السَّلْطنة بالدِّيار المِصْرية في يوم الخَميس سابع عَشَر صَفَر.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 794.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 790، وهو مما يستدرك على ابن الفوطي في الملقبين بعز الدين.
1697 -
وفي يوم الخَمِيس سابع عَشَر صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ شَمْسُ الدِّين مُحمدُ
(1)
ابنُ الشَّيخ العَدْلِ نجيبِ الدِّين مَحَاسن بن الحَسَن بن عبد الله السُّلَمِيُّ الدِّمشقيُّ، وصُلِّي عليه بجامع دمشق.
وكانت له إجازةٌ من ابن اللَّتِّيّ، وابن بَهْرُوز، وابن القَطِيعيِّ، والدّاهِرِيِّ، وعُمَر بن كَرَم، والسُّهْرَوَرديِّ، والحَسَن ابن الزَّبِيديّ، وأخيه، وابن رُوْزْبة، وغيرِهم من البَغْداديّين في سنة سبع وعشرين وستِّ مئة، وأجازَ له من دمشق: ابنُ صَبّاح، وابنُ الشِّيرازيِّ، ومُكْرَم بن أبي الصَّقْر، وجماعةٌ.
1698 -
وفي ليلة الجُمُعة ثامن عَشَر صَفَر تُوفِّي الأميرُ الأجلُّ مجاهدُ الدِّين
(2)
ابنُ شَهْوان، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.
وكانَ من مُقَدَّمي الحَلقة المَنْصورة الشّامية، وعُمِلَ عزاؤه بالقَيْمُرية بُكْرة السَّبْت.
1699 -
وفي ليلة الاثنين الثامن والعِشْرين من صَفَر تُوفِّيت أمُّ يعقوب أَمةُ المُحْسِن سِتُّ الأهل
(3)
بنتُ القاضي العالم الصَّدْر أمين الدِّين أبي الفَضْل عبد المُحْسِن بن حَمُّود بن المُحْسِن بن عليّ بن يوسُف التُّنُوخِيِّ الحَلَبيِّ، الكاتب، ودُفِنَت من الغَد بسَفْح قاسِيُون.
وهي والدة الشَّيخ شَرَف الدِّين يعقُوب المعروف بابن الصّابُوني
(4)
.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 796.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 798.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 787.
(4)
هو شرف الدين يعقوب بن أحمد بن يعقوب الحلبي عرف بابن الصابوني، لأن أبا حامد ابن الصابوني المتوفى سنة (680 هـ) كان زوج خالته، وهو الذي رباه فعرف به، وستأتي ترجمته في المتوفين في رجب من سنة 720 هـ.
ولها "مشيخةٌ" خَرَّجها لها والدُها المذكور عن جماعةٍ بالإجازة، منهم: القاضي ابن الشِّيرازيّ، ومُكْرَم بن أبي الصَّقْر، وابنُ اللَّتِّي، وابنُ بَهْروز، ومُرْتَضَى بن حاتِم، وابنُ الطُّفيل، وجعفر الهَمْدانِيُّ.
سَمِعتُ عليها "المشيخة" المذكورةَ بقراءة ولدِها المُخَرِّج في سنة إحدى وثمانين وستِّ مئة.
1700 -
وفي ليلة الثّامن والعِشْرين من صَفَر قُتل بداريّا الشَّيخُ إسماعيلُ
(1)
خادم تُربة الشَّيخ أبي سُليمان الدّارانيّ، وهو صاحبُ الشَّيخ خَضِر الكُرْدي وخادمُه.
ربيع الأول
1701 -
في يوم السَّبْت رابع شَهْر ربيع الأوّل تُوفِّي الأميرُ الكبيرُ بَدْرُ الدِّين بَكْتُوت
(2)
الأقْرَعيُّ، بدمشق، ودُفِنَ بعد العَصْر بمقبَرة باب الصَّغير.
وكانَ من الأمراءِ المَشْهورين.
• - وفي هذا التّاريخ وصلَ الأميرُ بَدْرُ الدِّين المَسْعودي إلى دمشقَ من القاهرة متولِّيًا ديوانَ الأميرِ حُسام الدِّين لاجِين نائبِ السَّلْطنة بالدِّيار المِصْرية
(3)
.
• - وفي مُستَهلِّ ربيع الأول يوم الأربعاء رَكب السُّلطان الملكُ العادلُ زَيْنُ الدِّين كَتْبُغا بالقاهرة في دَسْت المَمْلكة
(4)
.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 15 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 786، والوافي بالوفيات 10/ 200، وعيون التواريخ 23/ 189، والمنهل الصافي 3/ 411، والدليل الشافي 1/ 196.
(3)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 690.
(4)
الخبر في: البداية والنهاية لابن كثير 15/ 582.
1702 -
وفي ليلةِ الثُّلاثاء سابع شَهْر ربيع الأول تُوفِّي الشَّيخُ مُحمدُ
(1)
بنُ عَمّار الرُّهاويُّ الواعظُ في الأعزيةِ والمحافِل، ودُفِنَ من الغَد بمقابرِ باب الصَّغير بالقُرب من قبرِ الشَّيخ زَيْن الدِّين الزَّواويِّ.
1703 -
وفي ليلة الاثنين العِشْرين من شَهْر ربيع الأول تُوفِّي الشَّيخُ علاءُ الدِّين
(2)
التُّركيُّ الضَّريرُ، بقريةِ المِزّة، ودُفِنَ هناك.
وكانَ شيخًا صالحًا له زاويةٌ بالقرية المَذْكورة، وخَلَفَهُ في الزّاوية عتيقُهُ الشَّيخُ بَدْرُ الدِّين لؤلؤ. وهو رجل جَيِّد من أهلِ القُرآن العظيم.
1704 -
وفي ليلة الاثنين العِشْرين من شَهْر ربيع الأول تُوفِّي الفقيهُ شَرَفُ الدِّين
(3)
ابن بِطْريق الحَنَفيُّ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.
وكانَ فاضلًا يَصْحبُ الفُقراء.
1705 -
وفي ليلة السَّبْت الخامس والعِشْرين من شَهْر ربيع الأوّل تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ القُدوةُ الفقيهُ الصّالحُ فَخْرُ الدِّين الخَلْخاليُّ
(4)
، أحد الصّوفية بالسُّمَيْساطِيّة، ودُفِنَ من الغَد بسَفْح قاسِيُون بتُربة الشَّيخ يوسُف الفُقّاعِي.
1706 -
وفي يوم الأحدِ السّادس والعِشْرين من شَهْر ربيع الأوّل وصلَ الخبرُ إلى دمشق بقَتْلِ عَسّاف
(5)
بن أحمدَ بن حِجّي، قتلَهُ ابنُ أخيه جَمّاز بن
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 794.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 793.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 793.
(5)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 15 - 16 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 791، والوافي بالوفيات 20/ 73 (طبعة إحياء التراث)، وعيون التواريخ 23/ 190، والبداية والنهاية 15/ 585، والنجوم الزاهرة 8/ 74.
سُليمان بالقُرب من المدينة النبوية، على ساكنها أفضل الصَّلوات والسَّلام، وفرحَ النّاسُ بقتلِه بسبب ما وقعَ منه في أمرِ النَّصْرانيّ الذي تعرَّض للنبيِّ صلى الله عليه وسلم.
1707 -
وفي يوم الاثنين السّابع والعِشْرين من شَهْر ربيع الأوّل تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ نَجْمُ الدِّين أحمدُ
(1)
ابنُ شَرَف الدِّين مُحمدِ بنِ عُمَر بن كِنْدي بن سعيد الدِّمشقيُّ، ودُفِنَ يوم الثُّلاثاء بمقابر باب الفَراديس.
حضرتُ جنازته. وكانَ رجُلًا جيِّدًا، عندهُ فضيلةٌ ومعرفةٌ، وكان يشهدُ ويكتبُ الحُكْمَ. وسَمِعَ كثيرًا من الأحاديث النبوية.
1708 -
وفي شَهْر ربيع الأوّل تُوفِّي الشَّيخُ العمادُ المُوَلّه
(2)
المَكْشوف الرأس، وصُلِّي عليه بجامع دمشق، وحضرهُ خَلْقٌ.
ربيع الآخر
1709 -
في ليلةِ الأحد عاشر ربيع الآخر تُوفِّي القاضي الصَّدْرُ الكبيرُ جمالُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(3)
ابنُ القاضي نَجْم الدِّين أبي عبد الله مُحمد ابن القاضي شَمْس الدِّين سالم بن يوسُف بن صاعد بن السَّلْم القُرشيُّ النابُلُسيُّ، بمدينة نابُلُس، ودُفِنَ من الغدِ هناك.
ومَولدُه سنة عشرين وستِّ مئة بنابُلُس.
وكان من القُضاة المَعْروفين بالكَرَم والإفْضال. وهو من بيتِ رياسةٍ وجَلالةٍ.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 785.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 11 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 795، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 269، والعبر 5/ 384، والوافي بالوفيات 1/ 205، والمقفى للمقريزي 7/ 9 (3079)، وشذرات الذهب 7/ 746.
سَمِعتُ منه بدمشقَ "مشيخةَ الفَسَويّ"، وبنابُلُس "مُسنَد أنس" رضي الله عنه، للحُنَيْنِي
(1)
، بسماعه لذلك من الشَّيخ الصّالح أبي علي الأوَقيّ ببيتِ المَقْدس.
وكانَ قاضيًا ببلدِه مُدةً، وأضيفَ إليه في آخر عُمُره قضاءَ القُدس أيضًا، رحمه الله تعالى.
1710 -
وفي أوائل شَهْر ربيع الآخر تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو إسحاق إبراهيمُ
(2)
بنُ أبي بكر بن يحيى البَغْداديُّ بسَفْح قاسِيُون.
ومَولدُه تقريبًا سنة ثمان عَشْرة وستِّ مئة ببغدادَ.
وكانَ رجُلًا صالحًا من المُقِيمين بالرِّباط النّاصريِّ.
سَمِعَ ببغدادَ من إبراهيم بن الخَيِّر. وسَمِعَ بدمشقَ من اليَلْدانيّ، وخطيب مَرْدا، وإبراهيم بن خليل، وغيرِهم.
1711 -
وفي ليلةِ الاثنين حادي عَشَر شَهْر ربيع الآخر تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ شهابُ الدِّين أحمدُ
(3)
بنُ مُحمدِ بنِ صالح بن نَدَى العُرْضيُّ، ابنُ خَطِيب عُرْض
(4)
، ودُفِنَ من الغَد بمقابر باب الصَّغير.
وهو في عَشْر الستِّين.
وكانَ إمامًا بمسجدِ الرَّحْبة بدمشق، وشاهدًا بمسجدِ البَياطِرة، وكانَ له عدّةُ أولاد. وكانَ حريصًا على إقرائِهم القُرآنَ وإشغالهم، وكان كثير التَّزْويج.
• - وفي يوم الخَمِيس الحادي والعِشْرين من شَهْر ربيع الآخر وصلَ
(1)
هو أبو جعفر محمد بن الحسين بن موسى الكوفي الحنيني المتوفى سنة 277 هـ، وترجمته في: تاريخ الخطيب 3/ 9 - 10، وتاريخ الإسلام 6/ 370.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 785.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 785.
(4)
بليدة في برية الشام، من أعمال حلب، بين تدمر والرصافة الشامية. (معجم البلدان 4/ 103).
الملكُ الأوحدُ تقيُّ الدِّين شاذِي ابنُ الملك الزّاهر من القاهرة إلى دمشقَ. وقد جُعِلَ أميرًا بطَبْلِخاناه.
1712 -
وفي ليلة الجُمُعة الثاني والعِشْرين من شَهْر ربيع الآخر تُوفِّي شَمْسُ الدِّين العَقِيميُّ
(1)
، التّاجرُ، ودُفِنَ من الغَد.
وهو والدُ سعد الدِّين مَسْعود ابن العَقِيميّ.
1713 -
وفي ليلةِ الأحدِ الرّابع والعِشْرين من شَهْر ربيع الآخر تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ بقيةُ السَّلَف جمالُ الدِّين أبو القاسم عبدُ الصَّمد
(2)
ابنُ الخَطِيب قاضي القُضاة عمادِ الدِّين أبي الفَضائل عبد الكريم ابن قاضي القُضاة جمالِ الدِّين أبي القاسم عبد الصَّمد بن مُحمد بن أبي الفَضْل الأنصاريُّ، ابنُ الحَرَستانِيِّ، ودُفِنَ من الغَد بسَفْح قاسِيُون.
ومَولدُه في آخرِ شَوّال سنة تِسْع عَشْرة وستِّ مئة بدمشق.
سَمِعَ من زَيْن الأُمناء ابن عَساكر، وابن الزَّبِيديّ، وابن اللَّتِّيِّ، والقاضي أبي نَصْر ابن الشِّيرازيّ، وسَيْف الدَّولة بنِ غَسّان، وأبي الحَسَن ابن الصّابونيّ، وأبي القاسم بن رَوَاحة، وغيرِهم. وسَمِعَ بالقاهرة من عبد الرَّحيم بن الطُّفَيْل، وغيرِه.
وكانَ رجُلًا صالحًا مُباركًا، ونابَ في الإمامةِ بجامع دمشق عن والدِه، وكان يحضر الدَّرْس بالغَزّالية، وأعرضَ في آخر عُمُره عن أمورِ الدُّنيا بالكُلِّية، وكان النّاس يُقَبِّلون يده ويسألونه الدُّعاءَ.
• - وفي يوم الاثنين الخامس والعِشْرين من شَهْر ربيع الآخر ذكرَ الدَّرْس
(1)
لم نقف على ترجمته، وهو منسوب إلى عَقِيمة قرية كبيرة مقابلة سنجار، كما في تاريخ الإسلام 15/ 922.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 11 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 789، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 393، والعبر 5/ 383، والوافي بالوفيات 18/ 446، والبداية والنهاية 15/ 585، وشذرات الذهب 7/ 745.
الشَّيخُ تاجُ الدِّين ابن عَصْرون بالشّامية الجَوّانية، ثم حضرَ صِهْرُه صَدْرُ الدِّين ابن الوكيل بعدَ جُمُعة من ديارِ مِصْرَ، وذكر بها الدَّرْس على عادتِه باتفاقٍ من غيرِ نزاع.
1714 -
وفي شَهْر ربيع الآخِر تُوفِّي الشَّيخُ الشَّرفُ ابنُ الصَّوّاف
(1)
الفقير، بدمشق.
وكان يأوي إلى مَسْجدِ ابنِ عبد الكافي بالمُطَرِّزيينَ.
1715 -
وفي أحد الرَّبيعين تُوفِّي الشَّيخُ مؤيَّدُ الدِّين أبو الفَهْم تَمّامُ
(2)
بنُ أحمدَ بنِ أبي الفَهْم بن يحيى بن إبراهيم السُّلَمِيُّ الدِّمشقيُّ، المعروفُ بابن النَّمِيس، بمدينة دمشق.
ومَولدُه بها داخل باب السَّلامة في الخامس والعشرين من ذي الحِجّة سنة إحدى عَشْرة وست مئة.
سمِعَ بدمشقَ من الشَّيخ موفَّق الدِّين ابن قُدامة، وأبي صادق بن صَبّاح، وجدِّه لأمِّه إسماعيلَ بنِ إبراهيم بن عليّ الدِّمشقيِّ، ومُحْيي الدِّين يوسُف ابنِ الجَوْزيّ، وكَرِيمة القُرشية. وسَمِعَ بالقاهرة من ابن رَوَاج.
قرأتُ عليه "تَذْكرةَ الحُمَيْديّ" وغيرَها.
جُمادى الأولى
• - واستَسْقَى النّاسُ بدمشقَ يوم الأربعاء خامس جُمادى الأُولى عند مَسْجد القَدَم، خرجَ النّاسُ مُشاةً كلُّهم، نائبُ السَّلْطنة فمَن دُونه. وخطب القاضي تاج الدِّين الجَعْبَري نيابةً عن الشَّيخ شَرَف الدِّين ابن المَقْدسيّ، وكان مَجْمعًا عظيمًا
(3)
.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
ترجمه الذهبي في معجم شيوخه 1/ 196.
(3)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 690.
• - وفي هذا اليوم عَزَلَ القاضي تاجُ الدِّين المذكور نفسَهُ عن نيابةِ القَضاء، فعل ذلكَ قبل الصَّلاة والخطبة بإشارةِ الأمير عَلَم الدِّين الدَّوَاداريّ.
• - ثم استَسْقَى النّاسُ مرةً ثانيةً في المَوْضع المَذْكور يوم السَّبْت سابع جُمادى الأُولى، وخطب في هذه المرّة الشَّيخ شَرَفُ الدِّين ابن المَقْدسيّ خطيبُ دمشق، وكان الجَمْعُ أكثر من المرّة الأولى.
1716 -
وفي ليلةِ الثُّلاثاء عاشِر جُمادى الأُولى تُوفِّي الشَّيخُ شهابُ الدِّين عبدُ المُحْسِن
(1)
بنُ الحَسَن النّابُلُسيُّ، ثم الدِّمشقيُّ، ودُفِنَ من الغَد.
وكانَ رجُلًا صالحًا، جاوزَ الثّمانين.
وهو والدُ القاضي نَجْم الدِّين الدِّمشقيّ
(2)
.
1717 -
وفي هذا التّاريخ تُوفِّي نَجْمُ الدِّين يحيى
(3)
بنُ أبي القاسم الدِّمشقيُّ الحَرِيريُّ، وهو جدُّ شَمْس الدِّين ابن صَلاح الدِّين مُدرِّس القَيْمُرية من جهة الأمّ
(4)
.
1718 -
وفي هذا التّاريخ أيضًا تُوفِّيت والدةُ الشَّيخ ضياءِ الدِّين ابن عبد الكافي
(5)
، ودُفِنَت بسَفْح قاسِيُون.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
هو أحمد بن عبد المحسن بن معالي، القاضي نجم الدين الدمشقي الشافعي المتوفى سنة 726 هـ، ترجمته في أعيان العصر 1/ 277، والدرر الكامنة 1/ 223 وغيرهما.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(4)
هو شمس الدين أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن محمود بن علي الشهرزوري الدمشقي الشافعي المتوفى في شعبان سنة 749 هـ، كما في ذيول العبر 272، وعيون التواريخ 2/ الورقة 101، ووفيات ابن رافع 2/ 93 (559) وغيرها.
(5)
هو ضياء الدين عبد الرحمن بن عبد الكافي بن عبد الملك بن عبد الكافي الربعي، الآتية ترجمته في وفيات رجب من سنة 701 هـ. أما والدته فلم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب.
1719 -
والشَّيْخ المُقْرئ إبراهيمُ
(1)
بنُ عليّ بن أحمدَ الأنصاريُّ الإسْتِجِيُّ المَغْربيُّ، المقيم بالمدرسة العزيزية، ودُفِنَ بمقابر باب الصَّغير.
وكانَ من حُفّاظ القُرآن المُجِيدين لحفْظِه بحيثُ كانَ يقرأ كثيرًا من السُّور من آخر آياتها إلى أوّلها بسرعةٍ وعَجَلةٍ من غيرِ توقّفٍ ولا فِكْرة، ولَقَّن القُرآن مدّةً بمسجد السَّلاليين، ثم ضَعُف فجلسَ بالجامع قُبالةَ قَبْر زكريّا عليه السلام، إلى أن ماتَ.
وكانَ من أصحاب الشَّيخ أبي إسحاق اللوريّ.
• - وخطبَ سعدُ الدِّين مُحمدُ ابنُ قاضي القُضاة نَجْم الدِّين ابن الشَّيخ شَمْسِ الدِّين الحنبليُّ بالجامع المُظَفّريّ، بسَفْح قاسِيُون في رابع عَشَر جُمادى الأُولى واستقلَّ بنفسه، وانفصلَ خالُه تقيّ الدِّين ابن الشَّيخ عزّ الدِّين عن النِّيابة.
1720 -
وفي هذا التّاريخ تُوفِّي شَمْسُ الدِّين مُحمدُ
(2)
بنُ بَدْر الدِّين إسحاق بن إبراهيم بن أبي اليُسْر التَّنُوخيُّ.
1721 -
وفي يوم الأربعاء تاسع عَشَر جُمادى الأُولى عُمِلَ عزاءٌ بجامع دمشقَ على باب الخطابة لعزِّ الدِّين ابنِ الصّاحب مُحيي الدِّين ابن الصّاحب الكبير بهاءِ الدِّين ابن حِنّا، وكان تُوفِّي بمِصْرَ ليلةَ الثُّلاثاء حادي عَشَر هذا الشَّهر، وحضرَ العزاء جماعةٌ، تولَّى عملَهُ الخطيبُ شَرَفُ الدِّين ابن المَقْدسيّ، واحتفلَ بأمرِه.
وكان عزُّ الدِّين هذا سَمِعَ من أصحاب البُوصيريّ.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
لم نقف على ترجمته.
• - وفي يوم الثُّلاثاء الخامس والعِشْرين من جُمادى الأولى وَلِيَ الوزارة بالدِّيار المِصْرية الصّاحبُ فَخْرُ الدِّين ابنُ الخليليّ، عِوَضًا عن الصّاحب تاج الدِّين ابن حِنّا، ووصلَ الخبرُ إلى دمشقَ بذلك بعد جُمُعة
(1)
.
جُمادى الآخرة
1722 -
في ليلةِ السَّبْت سادس جُمادى الآخرة تُوفِّي رُكن الدِّين عُمَرُ
(2)
ابنُ جمالِ الدِّين آقُش، عَتِيق المَيْدانيّ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون بتُربة المَيْدانيّ يوم السَّبْت.
وكان شابًّا صالحًا مُشْتغلًا، مُلازمًا للخَيْر، ذكيًّا، فَطِنًا، رحمه الله.
• - وفي يوم السَّبْت المذكور وصلَ الملكُ المظفَّر تقيُّ الدِّين محمودُ ابنُ الملك المَنْصور صاحب حَماة من بَلَده إلى دمشق، وأقامَ نحوًا من عَشَرة أيام، وتَوجَّه إلى الدِّيار المِصْرية.
1723 -
وفي جُمادى الآخرة تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ الفقيهُ المحدِّثُ الزّاهدُ بقيّةُ المَشايخ مُفْتِي الحجاز واليَمَن محبُّ الدِّين أبو العباس أحمدُ
(3)
بنُ عبدِ الله بنِ مُحمد بن أبي بكر بن مُحمد بن إبراهيم الطَّبَريُّ المكيُّ الشافعيُّ، بمكة، زادَها الله شَرَفًا.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 690.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
ترجمته مشهورة مذكورة في كتب التراجم المستوعبة لعصره، منها: تلخيص مجمع الآداب 5/ 7 (ط. إيران)، وتاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 17 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 784، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 50، والعبر 5/ 382، والمعجم المختص 22، والمعين في طبقات المحدثين 221، وتذكرة الحفاظ 4/ 177، والوافي بالوفيات 7/ 135، ومرآة الجنان 4/ 224، وعيون التواريخ 23/ 191، وطبقات الشافعية للإسنوي (796)، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/ 18، وطبقات الشافعيين لابن كثير 939، والعقد الثمين 3/ 61 فما بعد، وذيل التقييد 1/ 46، والمنهل الصافي 1/ 342 وغيرها.
قرأتُ عليه أحاديثَ من أول "عوالي طِراد" بسماعِه بقراءته على ابن المُقَيَّر.
وقرأ كثيرًا على ابن الجُمَّيْزيّ، وشعيب الزَّعْفَرانيِّ، وعبد الرَّحمن بن أبي حَرَمي، وجماعةٍ من شُيوخ الحِجاز والواردينَ. وله تصانيفٌ في الحديثِ والفِقه، وجمعَ كتابًا مُطوَّلًا على تَرْتيب "جامع المَسانيد"، وأسمعَهُ لصاحب اليَمَن، وكان شيخَ الجماعةِ بمكّةَ.
ومَولدُه في يوم الخَمِيس السّابع والعِشْرين من جُمادى الآخِرة سنة خَمْس عَشْرة وستِّ مئة بمكةَ.
وله شِعرٌ، كَتَبَ عنه الشَّيخ شَرَفُ الدِّين الدِّمياطي في "مُعْجَمه" قصيدتَهُ التي ذكر فيها المَنازل بين مكّةَ والمدينة، وهي نحوٌ من مئة وستّين بيتًا.
1724 -
وفي يوم الثُّلاثاء سادس عَشَر جُمادى الآخِرة تُوفِّيت ستّ العَبِيد
(1)
بنتُ العَدْل شَمْس الدِّين مُحمد بن عبد الكافي، ودُفِنَت بسَفْح قاسِيُون بتُربة جَدِّها لأمِّها الشَّيخ ناصح الدِّين ابن الحَنبليّ.
1725 -
وفي يوم الجُمُعة تاسع عَشَر جُمادى الآخرة تُوفِّي الشَّيخُ شَرَفُ الدِّين يعقوبُ
(2)
بنُ عليّ بنِ إلياس بالمدرسة الدِّماغِيّة بدمشق، ودُفِنَ يوم السَّبْت بسَفْح قاسِيُون.
وكان رجُلًا جيِّدًا، مَقْبولًا في الشَّهادة، سليمَ الصَّدْر، عنده ديانة وشَفَقة ونُصْح.
1726 -
وفي العَشْر الأوسط من جُمادى الآخرة تُوفِّي القاضي شَمْس الدِّين مُحمدُ
(3)
بنُ يوسُف الكُرْديُّ الكيكانيُّ، المعروفُ بالأقطع، قاضي غَزّة، بها،
(1)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب،
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
ودُفِنَ بالبَيْت المُقَدَّس، ووَلِيَ القضاءَ بها بعده القاضي تقيّ الدِّين حَرَمي بن كَوْكب الخَلِيلي
(1)
مع مباشرته قضاء مدينة الخليل عليه الصلاة والسلام.
• - وفي الثاني والعِشْرين من جُمادى الآخرة سافرَ القاضي جلالُ الدِّين عبدُ المُنعم نائبُ الحُكْم بدمشق إلى البيت المُقَدَّس تاركًا للنِّيابة راغبًا في المقام هناك عند أهله، فوصلَ إلى القُدْس وأقامَ يومين، وفي اليوم الثالث حضرت إليه التَّولية بقضاء القُدْس على عادته، فباشرَهُ يوم الجُمُعة رابع رَجَبَ.
• - وفي يوم الأحَد الثامن والعِشْرين من جُمادى الآخرة باشَرَ نيابةَ الحُكْم بدمشق القاضي كمالُ الدِّين أحمد ولدُ الشَّيخ جمالِ الدِّين الشَّرِيشيّ، عِوَضًا عن القاضي جلال الدِّين عبد المُنعم المقدَّم ذِكْرُه.
• - وفي بُكْرة السَّبْت السّابع والعِشْرين من جُمادى الآخرة سافرتُ من دمشق لزيارةِ القُدس والخليل عليه السلام، ومررتُ بعَجْلون ونابُلُس وغيرِهما، وسمعتُ في هذه السفرة على ثلاثةَ عَشَر شيخًا زيادة على خَمْسين جُزءًا، ودخلتُ دمشق يوم السَّبْت تاسع عَشَر رَجَب بخيرٍ وعافية.
رَجَب
1727 -
في ليلةِ الأربعاء تاسع رَجَب بعد المغرب تُوفِّي بَدْرُ الدِّين بَيْلِيك
(2)
بنُ عبدِ الله السِّلَحْدار التُّركي الجَمّال، أحدُ غِلْمان الأمير جمال الدِّين أيدُغْدِي العَزِيزيّ، ودُفِنَ من الغَد بمقبَرة باب النَّصْر ظاهر القاهرة.
وكان يَرْوي "جُزء الذُّهْلي" عن سِبْط السِّلَفي.
سَمِعتُ عليه "الأحاديث الموافقات" من هذا الجُزء بمدينة دمشق.
وكان من أصحابِ الشَّيخ إبراهيم بن مِعْضَاد الجَعْبَريّ.
(1)
ستأتي ترجمته في وفيات سنة 719 هـ من هذا الكتاب.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 786.
1728 -
وفي يوم الخَمِيس عاشِر رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ شَرَفُ الدِّين مُحمدُ
(1)
بنُ إسماعيل بن مِرَي بن ربيعة الجِيْتِيُّ المَقْدسيُّ، ثم الصّالحيُّ الحنبليُّ، المعروف بابن حَلِيمةَ، بسَفْح قاسِيُون.
سَمِعَ من المُؤتَمن بن قُمَيْرة، والشَّرَف المُرْسيّ، وغيرِهما. ولم يحدِّث.
وهو ابنُ عَمِّ الآخَوَين: مُحمد وأحمد ابني إبراهيم بن مِرَي الجِيتي.
1729 -
وفي شَهْر رَجَب تُوفِّي السُّلطانُ الملكُ المُظَفَّرُ شَمْسُ الدِّين يوسُفُ
(2)
ابنُ المَلِك المنصورِ نُورِ الدِّين عُمَر بن عليّ بن رَسُول، صاحب اليَمَن.
وكان أقامَ في مملكة اليَمَن بَعْد والده سبعًا وأربعين سنة.
قُتل أبوه سنة ستٍّ وأربعين وستِّ مئة، ووَلِيَ بعد المظفّر ولدُه الأشرف مُمَهّدُ الدِّين، فأقامَ دون سنة، ثم وَلِيَ أخوه الملك المؤيَّد هِزَبْر الدِّين داود ابن الملك المُظفَّر المَذْكور.
وكان الملكُ المَنْصور والد المُظفَّر أقامَ في المملكة أكثر من عشرين سنة. وكان قبله الملك المَسْعود أقسيس ابن الملك الكامل ابن العادل. وكان عُمر بن رسول المَذْكور مقدَّم عسكره. فلما ماتَ المسعود بمكةَ، وثبَ على المُلْك واستقلَّ أمرُه ودام سلطانُه وسلطان ذرّيته.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 794، وهو منسوب إلى "جيت"، من أعمال نابلس، قيدها ابن ناصر الدين بالحروف فقال:"بكسر الجيم وسكون المثناة تحت"(توضيح المشتبه 2/ 212).
(2)
ترجمته في: تلخيص مجمع الآداب 5/ 226 (ط. إيران)، وتاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 9 - 10 (بارس)، وتاريخ الإسلام 15/ 799، وبهجة الزمن في تاريخ اليمن 99/ 100، والعبر 5/ 384، والوافي بالوفيات 29/ 263، وعيون التواريخ 23/ 180، ومرآة الجنان 4/ 225، والبداية والنهاية 15/ 586، والعقد الثمين 7/ 488، والنجوم الزاهرة 8/ 73، وشذرات الذهب 7/ 746 وغيرها.
وجاوزَ الملك المُظفَّر الثّمانين من العُمر
(1)
. وبلغني أنَّهُ جمعَ لنفسه أربعينَ حديثًا بأسانيده في التَّرغيب والتَّرهيب، وحدَّث بها. وله مسموعات على مشايخ اليَمَن ومَن تقدَّم من الرُّواة.
1730 -
وفي شَهْر رَجَب تُوفِّيت صالحةُ
(2)
بنتُ الأمير ناصر الدِّين القَيْمُريِّ
(3)
، صاحبِ المدرسة بدمشق، ووالدة العَدْل عزّ الدِّين ابن أبي الخَوْف، وزوجة نَجْم الدِّين ابن الأسعد.
وهي عمّة جمال الدِّين ابن الجُوَخِيّ
(4)
.
1731 -
وبالقاهرة تُوفِّي الأميرُ الكبيرُ بَدْرُ الدِّين بَكْتُوت
(5)
الأتابكيُّ. وكانَ من أعيان الأُمراء، وصلِّي عليه بدمشق في ثاني شَعْبان.
• - وفي شَهْر رَجَب ذكرَ الدَّرسَ بالمدرسة المُعَظَّمية الفقيه شَمْسُ الدِّين مُحمد ابن الشَّيخ شَرَف الدِّين ابن العزّ الحَنَفي، انتزعَها من يدِ علاءِ الدِّين ابن الدَّقّاق
(6)
.
(1)
هكذا قال، وكذا نقله عنه ابن كثير في البداية والنهاية 15/ 586، وقال الذهبي في تاريخ الإسلام:"وضبط القاضي تاج الدين عبد الباقي اليمني عمره أربعًا وسبعين سنة وثمانية أشهر وعشرة أيام"، وتاج الدين هذا هو صاحب كتاب بهجة الزمن في تاريخ اليمن.
(2)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب.
(3)
هو ناصر الدين الحسين بن عبد العزيز بن أبي الفوارس القيمري المتوفى سنة 665 هـ، وترجمته في: ذيل المرآة 2/ 366، وتاريخ الإسلام 15/ 113 وغيرهما.
(4)
هو جمال الدين محمد بن أحمد بن محمود الجوخي المعروف بابن الزقاق المتوفى سنة 707 هـ، والآتية ترجمته في هذا الكتاب.
(5)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 16 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 786، والنجوم الزاهرة 8/ 74.
(6)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 582.
• - وفيه وَلِيَ نَظَرَ القُدْس والخَلِيل الملكُ الأوحدُ نَجْمُ الدِّين وَلَد المَلِك النّاصر داود من الدِّيار المِصْرية
(1)
.
1732 -
وفي يوم الأحد بعد العَصْر السّابع والعِشْرين من رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ المُحَدِّثُ العَدْلُ الزّاهدُ، بقيّةُ السَّلَف تاجُ الدِّين أبو الطّاهر إسماعيلُ
(2)
بنُ إبراهيم بن عبد الرَّحمن بن عليّ بن عبد العزيز بن عليّ بن قُريش القُرشيُّ المَخزوميُّ المِصْريُّ، بالقاهرة، ودُفِنَ بالغَد بسَفْح المُقَطَّم.
وكانَ رجُلًا صالحًا، محدِّثًا، من قُرّاء الحديث. سَمِعَ من جعفر الهَمْدانيِّ، وابن المُقَيَّر، وابن رَوَاج، وابن الطُّفَيل، وابن الجَمَّيْزيّ، وسِبْط السِّلَفي، وغيرِهم. وكانَ كثيرَ الحجّ والعبادة.
ومَولدُه سنة إحدى عَشْرة وستِّ مئة تقريبًا، وقيل: بعد ذلك، بالقاهرة بحارة الدَّيْلم.
سَمِعتُ عليه الأول والثاني من "حديث أبي بكر ابن المُنَقِّي"
(3)
بسماعه من جعفر الهَمْدانيِّ الأول من لفظه، والثاني بقراءتي عليه، وذلك بمسجده بحارة الدَّيْلم بالقاهرة.
شَعْبان
1733 -
في يوم الخَمِيس مُسْتَهلّ شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ الأجلُّ الكبيرُ شَمْسُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(4)
ابنُ الحاجّ نَصْر بن تَروس بن قُسْطة الدِّمشقيُّ، ودُفِنَ من يومه بسَفْح قاسِيُون ظاهر دمشق.
(1)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 583.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 785، والعبر 5/ 382، والوافي بالوفيات 9/ 64، والمقفى للمقريزي 2/ 45 (730)، والمنهل الصافي 2/ 375، والدليل الشافي 1/ 120، وشذرات الذهب 7/ 744.
(3)
هو أحمد بن طلحة البغدادي المتوفى سنة 420 هـ (تاريخ الإسلام 9/ 316).
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 796.
سَمِعَ من الإرْبِليّ، وابن المُقَيَّر. وله إجازةُ ابنِ القَطِيعيّ، وابن بَهْرُوز، والأنجَب الحَمّامي، وخليل الجَوْسَقيّ، وغيرِهم.
قرأتُ عليه "الأحاديث الموافقات" من "جُزء هلال الحَفّار".
1734 -
وفي ليلةِ الجُمُعة الثّالث والعِشْرين من شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ شَمْسُ الدِّين أحمدُ
(1)
ابنُ الشَّيخ العَدْلِ زَيْنِ الدِّين إبراهيمَ بنِ أحمدَ بنِ عُثمانَ بنِ عبدِ الله بن غَدِير، ابن القَوّاس، وصُلِّي عليه عَقِيب الجُمُعة بجامع دمشق، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.
سَمِعَ من ابن مَسْلَمة، وابن عَلّان، والعِراقي، وجماعةٍ. وحضرَ في الثالثة من عُمُره على المؤتَمَن بن قُمَيْرة.
ومَولدُه في شَوّال سنة اثنتين وأربعين وستِّ مئة.
وكانَ رجُلًا جيِّدًا، مواظبًا على حُضور الجماعات، كثيرَ السُّكون، قليلَ الكلام.
1735 -
وفي ليلةِ الأحد الخامس والعِشْرين من شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ الأصيلُ قُطبُ الدِّين أبو الحَسَن عليُّ
(2)
ابنُ قاضي القُضاة زكيِّ الدِّين الطّاهر بن مُحمد بن عليّ بن مُحمد بن يحيى بن عليّ بن عبد العزيز القُرشيُّ، ودُفِنَ من الغَد بسَفْح قاسِيُون بتُربتهم.
رَوَى لنا عن عليّ بن حجّاج البَتْلَهيِّ، ومُحمد بن طَرْخان الصّالحيِّ.
ومَولدُه يوم الجُمُعة ثامن جُمادى الأولى سنة خَمْس عَشْرة وستِّ مئة بدمشق.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 784، وترجم ابن رافع في الوفيات لولده تقي الدين عبد الرحمن في وفيات سنة 743 هـ (الوفيات 1/ 429).
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 11 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 791.
• - وفي شَعْبان عُقِدَ عَقْد فَخْر الدِّين ابن عِماد الدِّين ابن المنذر على بنت الشَّريف زَيْن الدِّين ابن عَدْنان.
1736 -
وتُوفِّي الحاجّ قاسم
(1)
التّاجر بسوق عليّ.
1737 -
وبنت فَخْر الدِّين ابن الشَّيْرَجيّ
(2)
زوجة ابن تعاسِيف
(3)
.
1738 -
وبنت نظام الدِّين ابن البانياسيّ
(4)
، زوجة أمين الدِّين ابن هِلال
(5)
.
1739 -
والأمير الدِّمياطيّ
(6)
حَمْو السُّلطان الملك العادل؛ تُوفِّي هؤلاء بدمشق.
1740 -
وتُوفِّيت بالقاهرة بنت السُّلطان الملك الأشرف
(7)
موسى ابنِ العادل، زوجة ابن عَمِّها الملك المَنْصور ابن الصّالح إسماعيل، رحمهم الله تعالى.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب، ووالدها هو فخر الدين سليمان ابن العماد محمد بن أحمد بن محمد المعروف بابن الشيرجي، والآتية ترجمته في وفيات رجب من سنة 699 هـ من هذا الكتاب.
(3)
هو فخر الدين أحمد بن عبد الله بن تعاسيف، وسيأتي ذكر وفاة ولدها محمد شابًّا في وفيات السنة الآتية.
(4)
نظام الدين ابن البانياسي والدها، هو عبد الله بن يحيى بن الفضل بن الحسين المتوفى سنة 663 هـ كما في تاريخ الإسلام 15/ 85.
(5)
هو أمين الدين محمد بن محمد بن عمر بن هلال الآتية ترجمته في سنة 702 هـ من هذا الكتاب.
(6)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 16 (باريس).
(7)
هي الست خاتون، ترجمتها في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 16 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 787، والبداية والنهاية 15/ 589.
شهر رَمَضان المعظّم
1741 -
في ليلةِ الجُمُعة مُستَهلّ شهر رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ يوسُفُ
(1)
التّاذِفيُّ، بتاذِف
(2)
، من بلاد حَلَب.
وكانَ مُقيمًا بقرية مَنِين، وغابَ عن بَلَده وأقاربه أكثر من ثلاثين سنة، فقصد زيارتَهم فمرض في الطَّريق، وماتَ عندهم، رحمه الله تعالى.
1742 -
وفي ليلةِ الجُمُعة ثامن شَهْر رَمَضان تُوفِّي الصَّدْر جمالُ الدِّين يوسُفُ
(3)
بنُ عليّ بن مُهاجر التَّكْريتيُّ التّاجر، وصُلِّي عليه بجامع دمشق، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون. وكانت جَنازته حَفِلة، وولي الحِسْبة بدمشق.
وهو أخو الصّاحب تقيّ الدِّين تَوْبة التَّكْريتيّ.
1743 -
وفي يوم الأحد عاشِر شَهْر رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ الخطيبُ الصّالحُ أبو مُحمد عبدُ الوليّ
(4)
بنُ عبد الرَّحمن بن رافع بن مِنْهال اليُونِينيُّ الحنبليُّ، بقرية يُونِين، ودُفِنَ يوم الاثنين بمقابر يُونين، وتُعرف بمقابر الشُّهداء.
رَوَى لنا عن ابن اللَّتِّي، وابن رَوَاحة، وإسماعيل بن ظَفَر.
وكانَ شيخًا صالحًا، حَسَن القِراءة، جَمِيلَ السِّيرة، خَطَب بالقَرْية المَذْكورة نحوًا من خمسين سنة. وكانَ من قُوّام اللَّيل من أصحاب الشَّيخ إبراهيم البَطائحيّ، والشَّيخ عيسى اليُونيني، ولم يَزَل على قَدَم الفَقْر إلى أن مات وليسَ يملك كَفَنًا، رحمه الله.
(1)
لم نقف على ترجمته في غير هذا الكتاب.
(2)
معجم البلدان 2/ 6.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 16 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 799، والوافي بالوفيات 29/ 262، وعيون التواريخ 23/ 190، والبداية والنهاية 15/ 590، والنجوم الزاهرة 8/ 188، والدليل الشافي 2/ 804.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 790، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 427.
1744 -
وفي يوم الجُمُعة النِّصف من رَمَضان تُوفِّيت آمنةُ
(1)
بنتُ مُنْتَجَب الدِّين مُحمد ابنِ قاضي القُضاة زكيّ الدِّين الطّاهر بن مُحمد بن عليّ بن مُحمد بن يحيى بن عليّ بن عبد العزيز القُرَشيِّ، ودُفِنَت بتُربتهم بسَفْح قاسِيُون.
وكانَ مَولدُها في سنة إحدى وثلاثين وستِّ مئة.
وأجازَ لها في سنة أربع وثلاثين القاضي أبو نَصْر ابن الشِّيرازي، وابن المُقَيَّر، وعبد المَلِك ابن الحَنْبلي، وأبو طالب ابن صابِر، وجماعة، وحَضَرَتْ "جُزء ابن السمّاك" على عَمّةِ والدِها أم داود فاطمة بنت مُحمد بن عليّ القُرشيّ، وهي في السنة الثالثة في ربيع الآخر سنة أربع وثلاثين بسماعها من جَدّتها لأبيها آمنة بنت مُحمد بن الحَسَن بن الرّان، بسماعها من جدِّها لأمِّها القاضي الزكيّ الكبير أبي المُفَضَّل يحيى بسماعه من المِصِّيصيّ، عن ابن داود الرَّزّاز، عنه.
1745 -
وفي يوم الأحد السّابع عَشَر من شَهْر رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العلّامةُ القاضي الخطيب شَرَفُ الدِّين، أبو العباس أحمدُ
(2)
ابنُ الشَّيخ كمالِ الدِّين أحمدَ بنِ نِعْمة بن أحمد بن جعفر بن حُسين بن حَمّاد المقدسيُّ الشافعيُّ، ودُفِنَ من يومه بعد العَصْر بمقابر باب كَيْسانَ عند والده.
ومَولدُه بالقُدْس الشَّريف في شَهْر ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين وستِّ مئة.
(1)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 786.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 11 - 13 (باريس)، وهي ترجمة رائقة، وتاريخ الإسلام 15/ 781، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 34، والمعجم المختص 12، والعبر 5/ 380، والوافي بالوفيات 6/ 231، وعيون التواريخ 23/ 181، وفوات الوفيات 1/ 57، وطبقات الإسنوي 2/ 456، وطبقات السبكي 8/ 15، والبداية والنهاية 15/ 586، وذيل التقييد 1/ 288، والمقفى للمقريزي (423)، والمنهل الصافي 1/ 299 وغيرها كثير.
رَوَى لنا عن السَّخاويِّ، والمُرْسي، والقُرْطُبي، وابن مَسْلَمة، وغيرِهم سَماعًا. وعن الدّاهريِّ، والدِّينَوَريّ، والسُّهرَوَرديّ، وعبد اللطيف ابن الطَّبَريّ، وابن القَطِيعيّ، وغيرهم إجازةً. وكانت له أيضًا إجازةُ الفَتْح بنِ عبد السَّلام، ولم يُعْلَم بذلك حتى مات، وتاريخ الإجازة في أول سنة أربع وعشرين وستِّ مئة.
وولي التَّدْريس بعدّة مدارس، وحَكَمَ بدمشق عَشْر سنين، وخَطبَ بجامع دمشق في آخر عُمُره، ومات وهو خطيب البَلَد، ومدرِّس الغَزّالية، وشيخ دار الحديث النُّورية. ولم يزل يُقرئ بجامع دمشق بحَلقته أنواعًا من العُلوم، وانتهت إليه رئاسةُ الشافعية.
وكان جامعًا لفنون شَتّى من الفقه وأصولِه، والنَّحْو، وكَتَبَ الخَطَّ المَنْسوب وأتقنَهُ، وكان ينظم شعرًا جيِّدًا. وصَنَّف كتابًا في أصول الفقه، وقرأهُ عليه جماعةٌ، وأذِنَ لجماعةٍ من أصحابه في الفَتْوى فأفتوا في حياته.
وكان ثاقبَ الذِّهن، حَسَنَ المُناظرة، متواضعًا، يشتري حاجتَهُ بنفسه في بعض الوَقْت، ويقفُ مع ذي الحاجة، وقُصِدَ بالفتوى وانتشر ذِكْرُه.
1746 -
وفي ليلة الاثنين الخامس والعِشْرين من شَهْر رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ الفقيهُ الإمامُ العالمُ الفاضلُ جمالُ الدِّين أبو العباس أحمدُ
(1)
بنُ عبدِ الله بن الحُسين بن أبي نَصْر الدِّمشقيُّ الشافعيُّ، المعروف بالمُحَقِّق، وصُلِّي عليه من الغَد بجامع دمشق، ودُفِنَ بمقابر الصُّوفية عند قبر الحَصِيريّ الحنفيّ.
وكان مدرِّسًا، ومُعيدًا، وطبيبًا، ويكتبُ في الفَتاوى. رَوَى "رسالة القُشَيْري" عن ابن طَلْحة.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 13 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 785، والعبر 5/ 382، والوافي بالوفيات 7/ 136، وعيون التواريخ 23/ 184، والبداية والنهاية 15/ 589، وذيل تذكرة الحفاظ لابن فهد (84)، وشذرات الذهب 7/ 744.
وقرأتُ عليه "جزء ابن عَرَفة" بسماعه من ابن عبد الدائم.
وكانَ له مشاركاتٌ في علوم، وله ذِهْنٌ جيدٌ، ودَرَّس بالفَرُّخْشاهية ظاهر دمشق، وبالدَّخْواريّة مدرسةِ الأطباء، وأعاد بعِدّةِ مدارس، وباشرَ المرضَى بالمارستان.
ومولدُهُ سنة ثلاثين وست مئة.
1747 -
وفي يوم الاثنين الخامس والعِشْرين من شَهْر رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ عزُّ الدِّين أحمدُ
(1)
ابنُ الشَّيخ الحافظ المُحَدِّث بقيّةِ السَّلف عزّ الدِّين عبدِ الرَّحمن ابن الحافظ عِزِّ الدِّين أبي الفَتْح مُحمد ابن الحافظ الكبير أبي مُحمد عبد الغني بن عبد الواحد بن عليّ بن سُرور المَقْدسيُّ الحنبليُّ، ودُفِنَ من يومه بسَفْح قاسِيُون.
وكانَ عبدًا صالحًا، كثيرَ السُّكون، وعنده أجزاء جدّه وأصوله.
رَوَى لنا [عن]
(2)
كريمة حُضُورًا.
وحَضرَ أيضًا على الحافظ ضياء الدِّين المَقْدسيّ، وعبد الحقّ بن خَلَف، وجماعة. وسَمِعَ من المؤتَمَن بن قُمَيْرة، والمُرْسي، وابن مَسْلَمة، وجماعة. ورأيت حُضورَهُ في السنة الثانية من عُمُره في رَجَب سنة أربعين وستِّ مئة.
• - وقَدِمَ قاضي القُضاة نَجْمُ الدِّين ابن صَصْرَى إلى دمشقَ من الدِّيار المِصْرية متولِّيًا قضاءَ العسكر الشّامي على مذهب الإمام الشّافعيّ رضي الله عنه
(3)
.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 785.
(2)
ما بين الحاصرتين زيادة متعينة أخلت بها النسخة.
(3)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 690.
1748 -
وفي سَلْخ رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ عامرُ
(1)
بنُ يحيى بنِ رَيّان، ببَعْلَبَك.
وكان فقيرًا، من المُقيمين بمسجد الحَنابلة من أصحاب الشَّيخ الفقيه مُحمد اليُونينيّ.
سُمِعَ منه الحديث، وأضرَّ في آخر عُمُره.
• - وفي شَهْر رَمَضان استقرَّت صلاة الحنابلة بجامع دمشق قبل صلاة الخطيب، وكانوا قبل ذلك يُصلُّون بعده، فلما زاحَمَهم إمامُ مِحْراب الصّحابة صاروا يصلُّون معه، فطُلب منهم أن يصلُّوا بعده، فامتنعوا، فأُذِن لهم في الصَّلاة قبل الخطيب
(2)
.
1749 -
وفيه تُوفِّي سَيْفُ الدِّين أبو بكر
(3)
ابنُ الشَّيخ كمال الدِّين عبدِ الله ابن قِوَام الرُّصافيُّ.
• - وفيه باشرَ الصَّدْرُ مُحْيي الدِّين يحيى ابنُ المَوْصليِّ نظرَ جامع دمشق، عِوَضًا عن تاج الدِّين ابنِ الشِّيرازيّ
(4)
.
1750 -
وتُوفِّي الشَّيخُ شَمْسُ الدِّين مُحمدُ
(5)
بنُ أبي بكر بن عُثمان المَقْدسيُّ الصُّوفيُّ، بالسُّمَيْساطية.
وكانَ كثيرَ الصَّلاة.
1751 -
وبهاءُ الدِّين الأقصرائيّ العَجَميُّ
(6)
.
(1)
له ذكر في: ذيل مرآة الزمان 1/ 30.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 690.
(3)
لم نقف على ترجمة أبي بكر بن قوام في غير هذا الكتاب، وستأتي ترجمة أبيه كمال الدين عبد الله بن محمد بن نصر بن قوام في وفيات ذي القعدة من السنة الآتية.
(4)
الخبر في: تاريخ الإسلام ح 15/ 690.
(5)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(6)
كذلك.
1752 -
والشَّيخُ مُحمدُ
(1)
بنُ رَشِيد الشِّيرازيُّ رفيقُ الشَّيخ عليّ الخُتَنِيّ
(2)
.
شَوّال
1753 -
في شَهْر شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ بَدْرُ الدِّين أبو مُحمد سونج
(3)
بنُ مُحمد بن سونج بن عُمر بن إبراهيم التُّركمانيُّ الأصل الدِّمشقيُّ، المعروف بابن الرَّحَبِيّ.
وكانَ فَقِيرًا، يجلسُ عندَ مَقْصورة الخطابة بجامع دمشق ويطلبُ من النّاس، وكانَ من رُواة "صحيح البُخاري" عن ابن الزَّبِيدي. حدَّث بـ "الثلاثيات" وغيرها، وسَمِعَ أيضًا من السَّخاويّ، وابن الصَّلاح، وجماعة.
ومَولدُه سنة عشرين وستِّ مئة بدمشق.
وكان أصله من جَبَل ياش
(4)
.
1754 -
وفي ليلةِ الثُّلاثاء سابع عَشَر شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ الصَّدْرُ الكبيرُ العَدْلُ نَجْمُ الدِّين أبو بكر مُحمدُ
(5)
بنُ عبّاس بن أبي المَكارم التَّميميُّ
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
هو أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله الجندي الخُتَني، منسوب إلى خُتَن - بضم الخاء المعجمة وفتح التاء ثالث الحروف تليها نون، قريبة من كاشغر، توفي سنة 717 هـ كما ستأتي ترجمته، وينظر: توضيح المشتبه 2/ 210.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 788، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 277.
(4)
لم نقف على موضع هذا الجبل فيما توفر لدينا من مصادر.
(5)
هو صاحب المدرسة الجوهرية التي افتتحت في يوم الأحد سابع شهر رمضان سنة 680 هـ، وذكر الدرس بها قاضي قضاة الحنفية حسام الدين الحنفي، كما في ذيل مرآة الزمان 4/ 98، والبداية والنهاية 15/ 496، وترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 16 - 17 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 801، والعبر 5/ 385، والبداية والنهاية 15/ 587، والدارس 1/ 498، وشذرات الذهب 7/ 747.
الجَوْهريُّ، وصُلِّي عليه ظُهر الثُّلاثاء بجامع دمشق، ودُفِنَ بمدرسته التي وقفها على الحنفية بدمشق.
وكانَ شيخًا كبيرًا، جاوزَ الثَّمانين.
وهو من أصحابِ الأموال ومن أكبر العُدُول، وله دُخول في الدَّولة، وخدمَ السَّلاطين.
• - وفي شَوّال كَمُلَت عِمارة الحَمّام الذي بناهُ الأمير عزّ الدِّين الحَمَويُّ، نائبُ السَّلْطنة، خارج باب السَّلامة، ودخلَ النّاسُ إليه
(1)
.
1755 -
وفيه تُوفِّي القاضي الفقيه بَدْرُ الدِّين أبو بكر
(2)
بن مُحمد بن ميمون السُّوسي المالكيُّ، يوم الثُّلاثاء سَلْخ شَوّال، وقع وهو راكب فرسًا من شاهق بأرض قرية قبتولا من قُرى شرف بَنِي المَيْداني من عَمَل صَيْدا. وكان وقوعه وقت الظُّهر، وماتَ وقت العصر، وحُمِلَ من القرية المذكورة إلى قرية جُبَع من إقليم التُّفّاح من عَمَل صَيْدا
(3)
، فدُفِنَ بها يوم الأربعاء مُستَهلّ ذي القَعْدة، وبين القرية التي مات بها، والقرية التي دُفِنَ بها كما بين دمشق والكسوة.
وكانَ رجُلًا فاضلًا من أعيان المالكية، وباشرَ القضاءَ في بعض الأعمال الشّامية عن الحاكم الشافعيّ. ولما تُوفِّي الشَّيخُ أبو إسحاق اللّورِيّ طُلِبَ ووُلِّيَ التَّدريس للمالكية بدمشق، فباشرَهُ إلى أن وصلَ قاضي القُضاة جمال الدِّين ابن سُليمان المالكيّ فانفصلَ وعادَ إلى ولايتِه في البَرِّ إلى أن ماتَ هناك. وكانَ سَمِعَ "صحيح مسلم" على ابن عبد الدائم.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 690.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 801.
(3)
قبتولا وجبع لم يذكرهما ياقوت في معجم البلدان.
• - ووَصلَ الصَّدْرُ مَجْدُ الدِّين يوسُف ابن القَباقِبيّ ناظر الفُتوحات إلى دمشقَ مَمْسوكًا مُصادَرًا في تاسع عَشَر شَوّال، وأُرْسِلَ إلى الدِّيار المِصْرية واحتِيطَ على ما يتعلَّق به بدمشق، ورُسِمَ على أخيه وولده بدمشق أيامًا ثم أُطلِقا.
• - وخَطبَ بالنّاس يوم عيد الفِطْر بالمُصَلَّى ظاهر دمشقَ الشَّيخُ شَرَفُ الدِّين الفَزَاريُّ بإذن نائب السَّلْطنة، وذلك بين وفاة الشَّيخ شَرَف الدِّين المَقْدسيّ، وتولية قاضي القُضاة بَدْر الدِّين ابن جَماعة.
1756 -
وفي ليلةِ العيد المَذْكور تُوفِّي الشَّيخُ الأجلُّ موفَّق الدِّين عيسى
(1)
بنُ أبي القاسم بن مَنْصور الدِّمشقيُّ الحَنَفيُّ، ودُفِنَ بباب الصَّغير، ويُعرف بوكيل ابن مُجَلّي نائب حَلَب.
• - ووَصلَ من الدِّيار المِصْرية تولية الخطابة بجامع دمشقَ لقاضي القُضاة بَدْر الدِّين ابن جَماعة الحاكم يومئذ بدمشق، عِوَضًا عن الشَّيخ شَرَف الدِّين ابن المَقْدسي، رحمه الله، فباشرَ الإمامةَ ظُهْر الخَميس خامس شَوّال، وخطبَ من الغَد، وحضرَ نائب السَّلْطنة والأُمراء، وكان كافيًا في جميع مناصبِه. ووَصلَ تقليدُه بذلك في تاسع عَشَر الشَّهر، وتأخَّر حَمْل الخِلْعة إليه إلى ثامن عَشَر ذي القَعْدة فلبسَها في هذا اليوم، واستقلَّ بالمَنْصبين: الحُكْم، والخَطابة
(2)
.
• - وخرجَ الرَّكبُ الشّاميُّ من مدينة دمشقَ إلى الحجاز الشّريف في يوم السَّبْت رابع عَشَر شَوّال، وأميرُهم الأميرُ بهاءُ الدِّين قَرَأرسلان المَنْصوريُّ، والقاضي صَدْرُ الدِّين ابن رَزِين. ومن جُملة الحُجّاج الشَّيخ إبراهيم الرَّقِّي، والقاضي عزِّ الدِّين ابن الزَّكي وأخوه القاضي تقيّ الدِّين، وجماعة.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، لكن ذكر ابن رافع السّلامي ابنه سيف الدين أبا بكر المعروف بابن قواليج في وفيات سنة 739 هـ، وذكر التقي الفاسي حفيده محمد بن علي بن عيسى في ذيل التقييد 1/ 183 - 184 وذكر أنه ولد سنة 695 هـ وتوفي سنة 778 هـ.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 690.
وممّن حَجَّ في هذه السَّنة من الدِّيار المِصْرية الملكُ المُجاهد أنص ابن السُّلطان الملك العادل كَتْبُغا، ومعه جمعٌ كبيرٌ من الأُمراء، ومن نساء السُّلطان وغِلْمانه. وحصل بهم رِفْقٌ لأهلِ مكّةَ، وتَصَدَّق ولدُ السُّلطان وبَذَلَ جملةً مستكثرةً.
• - وباشرَ الشَّيخُ علاءُ الدِّين ابن العَطّار صاحبُ الشَّيخ مُحْيي الدِّين النَّواوي مشيخةَ دار الحديث النُّورية بدمشقَ يوم الأربعاء حادي عَشَر شَوّال، عِوَضًا عن الشيخ شَرَف الدِّين المَقْدسيّ
(1)
.
1757 -
وتُوفِّي الشَّيخ عبد الرَّحمن الشُّوشِيُّ
(2)
المُقيم بالتُّربة القَيْمُرية بطريق الصّالحية في سادس عَشَر شَوّال.
وكان رجُلًا صالحًا.
• - وفي ثامن عَشَر شَوّال ذكرَ الدَّرْس بالمدرسة الفَرُّخشاهيّة كمال الدِّين ولد قاضي القضاة شَمْس الدِّين ابن خَلِّكان، عِوَضًا عن جمال الدِّين المُحَقِّق.
• - وفي العَشْر الأخير من شَوّال دَرَّس قاضي القُضاة نَجْم الدِّين ابن صَصْرَى بالغَزّالية بجامع دمشق، عِوَضًا عن الشَّيخ شَرَف الدِّين ابن المَقْدسيّ
(3)
.
• - والقاضي جلال الدِّين القَزْويني بالمدرسة الظّاهرية البَرّانية، عِوَضًا عن أخيه القاضي إمام الدِّين.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 691.
(2)
هذه النسبة إلى خمسة مواضع تسمى "الشوش"، الأول: قلعة بنواحي الموصل، والثاني: محلة بجرجان، والثالث: أسفل الحلة المزيدية، والرابع: قرب جزيرة ابن عمر، والخامس: في خوزستان، ولا ندري إلى أي هذه المواضع نُسب عبد الرحمن هذا، إذ لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب. وينظر: توضيح المشتبه 5/ 209.
(3)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 690 وغيره.
ذو القَعْدة
1758 -
في يوم الخَمِيس ثالث ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ العَدْل كمال الدِّين أبو الخَيْر تَمّام
(1)
بن مُحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن ضَيْفي الحنفيُّ الدمشقيُّ، وصُلِّي عليه من يومه بجامع دمشق، ودُفِنَ بمقابر باب الصَّغير.
سَمِعَ من مُحمد بن غَسّان الأنصاريِّ بعض "فوائد النَّسِيب"، وكان نقيب القاضي الحَنَفي. وكان حَسَنَ السِّيرة، متلطِّفًا بالنّاس.
1759 -
وفي ليلةِ السَّبْت خامس ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العالمُ الفاضلُ مَجْدُ الدِّين أبو مُحمد عبدُ الوَهّاب
(2)
بنُ أحمدَ بنِ أبي الفَتْح بن سُحْنون التَّنُوخيُّ الحَنَفيُّ الطبيبُ، وصُلِّي عليه ظُهْر السَّبْت، ودُفِنَ بمقابر النَّيْرَب ظاهر دمشق.
وكانَ فقيهًا حنفيًّا، مُدَرِّسًا بالدِّماغية، وطبيبًا فاضلًا، من أعيان الأطباء، مرتّبًا بالمارستان السَّيفي بالجَبَل، وخَطِيبًا بجامع النَّيرَب. وله شعرٌ جيِّدٌ، وفضيلةٌ وافرة.
قرأتُ عليه "مجلس البطاقة" بسماعه من خَطِيب مَرْدا.
ومَولدُه في شَوّال سنة تسع عَشْرة وستِّ مئة.
(1)
ترجمه ابن الفوطي في الملقبين بكمال الدين من تلخيص مجمع الآداب 4/ 133 (ط. إيران) لكنه كناه أبا الفضل، والذهبي في تاريخ الإسلام 15/ 787، ومعجم الشيوخ الذهبي 1/ 197.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 13 - 14 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 790، والعبر 5/ 383، والوافي بالوفيات 19/ 294، وفوات الوفيات 2/ 417، وعيون التواريخ 23/ 185، والبداية والنهاية 15/ 588، وذيل ابن فهد، ص 59، والمنهل الصافي 7/ 379، والدليل الشافي 1/ 432، والدارس 1/ 519، والطبقات السنية 4/ 404، وشذرات الذهب 7/ 745.
1760 -
وفي أوائل ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ الفقيهُ مُحْيي الدِّين عبد الكافي
(1)
ابنُ الشَّيخ الإمام شَمْس الدِّين عبد الواسع بن عبد الكافي بن عبد الواسع بن عبد الجليل الأبهريُّ الصُّوفيُّ، بمدينة حَلَب، ودُفِنَ بمقبَرة المَقام ظاهر حَلَب.
سَمِعَ من ابن الصَّلاح، وابن أبي جعفر القُرْطُبيّ، وجماعةٍ.
ورَوَى لنا عن الشَّيخ شَرَف الدِّين المُرْسي.
وكان رجُلًا جيِّدًا يجلسُ مع الشُّهود، ويحضر مع الصُّوفية في الخانكاه الأسَدية.
1761 -
وفي آخر ليلةِ الأربعاء السّادس عَشَر من ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ الصّالح المُسْنِد أبو الحَسَن عليُّ
(2)
بنُ عُثمانَ بن يحيى بن أحمد اللَّمْتُونيُّ، الصِّنهاجيُّ، ثم الدِّمشقيُّ، ابنُ مؤذِّن الكَلّاسةِ، وصُلِّي عليه من الغَد بجامع دمشق، ودُفِنَ بمقابر الصُّوفية.
سَمِعَ من ابنِ الزَّبِيديّ، وابنِ اللَّتِّي، والفَخْر الإرْبِليّ، وابن المُقَيَّر، وابن باسُوْيَة، ومُكْرَم بن أبي الصَّقْر، ومُحمد بن غَسّان، وعبد الرَّحيم بن مُحمد بن عساكر، وجماعة. وكان من رُواة "صحيح البُخاري". وكان أمينًا على سِجْن القاضي. وفي بعض الأوقات كان يبيعُ الشِّواءَ. وكان أحدَبَ.
قرأتُ عليه قطعةً من أول "صحيح البخاري"، وجميع "فوائد النَّسِيب" عشرين جُزءًا، و"جزء الحَفّار"، وغير ذلك.
ومَولدُه سنة ثلاثٍ وعشرين وستِّ مئة تقريبًا بدمشق.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 789، وتقدمت ترجمة والده شمس الدين عبد الواسع في وفيات سنة 690 هـ من هذا الكتاب.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 792، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 36، والعبر 5/ 383، ولحظ الألحاظ لابن فهد، ص 59، وشذرات الذهب 7/ 745.
1762 -
وفي ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العالمُ القاضي جمالُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(1)
ابنُ الشَّيخ الإمام شيخ الحِجاز محبِّ الدِّين أحمدَ بنِ عبد الله بن مُحمد بن أبي بكر الطَّبَريُّ المكيُّ الشافعيُّ، قاضي مكّة، بها.
رَوَى عن ابن الجُمَّيْزيّ، وكانَ فاضلًا في فُنون، وله نظمٌ جَيّدٌ، وأصابَهُ الفالجُ مُدةً إلى أن ماتَ. وكانَ يُفضَّل على والده في الفقه والنَّحو.
• - وفي يوم الأربعاء ثاني ذي القَعْدة ذكرَ الدَّرْس بالمدرسة الأمينية بدمشق القاضي إمام الدِّين القَزْوينيُّ، عِوَضًا عن القاضي نَجْم الدِّين ابن صَصْرَى، بمُقتَضى انتقاله إلى تدريس الغَزّالية
(2)
.
• - وفي يوم الخَمِيس ثالث ذي القَعْدة وَصلَ إلى دمشقَ الأمير عزّ الدِّين أيبَك الخِزَنْدار نائبُ السَّلْطنة بالفُتوحات متوجِّهًا إلى الدِّيار المِصْرية مطلوبًا.
1763 -
وفي شَهْر ذي القَعْدة تُوفِّي بحَماة الشَّيخُ الفقيهُ الإمامُ موفَّقُ الدِّين مُساعد
(3)
الشّافعيُّ، ووَصلَ خَبَرُه إلى دمشقَ في نِصْف الشَّهْر.
وكانَ أقامَ بدمشقَ مدّةً مُعيدًا بالباذرائية، ثم وَلِيَ التَّدريس بها، ثم عُزِلَ منها وانتقلَ إلى حَماة. وكان يبلغنا عنه تَقَشّفٌ وعِبادةٌ وانقطاعٌ إلى أن ماتَ.
1764 -
وفيه تُوفِّي بدمشقَ شَمْسُ الدِّين ابن العُدَيْسة
(4)
، السّاكِن بقُرب المدرسة الظّاهرية.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 794، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 144، والوافي بالوفيات 2/ 141، وذيل التقييد 1/ 146، والعقد الثمين 1/ 294، وسلم الوصول (3831).
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 691.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 799.
(4)
لم نقف على ترجمته، ولكن ذُكر من هذه العائلة المحدث محمد بن علي ابن العديشة المتوفى سنة 736 هـ، كما في أعيان العصر 4/ 642، وهو ليس بابن المذكور لأن أباه يلقب "تاج الدين".
• - وفي نِصْف ذي القَعْدة وقعَ حريقٌ قُبالة دَرْب العَجَم بجَيْرون من دمشق، وكانَ نهارًا، فكفَى اللهُ تعالى أمرَهُ.
ذو الحِجّة
1765 -
في ليلةِ الاثنين السّادس من ذي الحِجّة تُوفِّي الشَّيخُ المُقْرئ، تقيُّ الدِّين أبو الحَجّاج يوسُفُ
(1)
ابنُ الرَّشيد أبي مُحمد بن أبي الفُتُوح المَقْدسيُّ، ثم المِصْريُّ، ودُفِنَ من الغد بسَفْح قاسِيُون بالقُرب من مسجد الشَّيخ أحمد الجوالقيّ.
رَوَى لنا جزءًا من "الثقفيّات" وهو الخامس، عن ابن الجُمَّيْزيّ.
وكانَ شَيْخًا حَسَنًا، في سَمْعِهِ ثِقَلٌ، ثم عَمِيَ، وكان كثيرَ التِّلاوة، وسكنَ بالمدرسة العزيزية مُدّةً، ثم انتقلَ إلى الصّالحية، وكان إمامَ الرِّباط النّاصريّ، ثم عُزِلَ في آخر عُمُره بسبب ضَرَره وضَعْفه.
ومَولدُه سنة أربع وستِّ مئة تقريبًا بمِصْر.
وقرأ القراءات على الشَّيخ عبد الظّاهر ابن نَشْوان. سَمِعَ منه الشَّيخ تقيُّ الدِّين ابن تَيْمية، وشَمْسُ الدِّين ابن سامةَ، وجماعةٌ.
1766 -
وفي بُكْرة يوم الأربعاء مُستَهلّ ذي الحِجّة تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العارفُ الزّاهدُ العابدُ الفقيهُ المُفْتِي المقرئُ المفسِّرُ المحدِّثُ الواعظُ شيخُ الإسلام عزُّ الدِّين أبو العبّاس أحمدُ
(2)
ابنُ الشَّيخ الإمام مُحْيي الدِّين إبراهيم بن
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 800، وذكر السبكي في معجم شيوخه ولده شرف الدين أبا زكريا يحيى بن يوسف المتوفى سنة 737 هـ (ص 496).
(2)
ترجمته مشهورة مذكورة في المصادر المستوعبة لعصره، منها: تاريخ الإسلام 15/ 588، والعبر 5/ 381، ومعرفة القراء الكبار 2/ 691، والوافي بالوفيات 6/ 219، وفوات الوفيات 1/ 55، وطبقات الشافعية الكبرى 8/ 6، وطبقات الإسنوي 2/ 90، والبداية والنهاية 15/ 588، وذيل التقييد 1/ 292، والنجوم الزاهرة 8/ 76، والدارس 1/ 355، وشذرات الذهب 7/ 343 وغيرها.
عُمَر بن الفَرَج بن أحمد بن سابور بن عليّ بن غَنِيمة الفاروثيُّ الواسطيُّ، بمدينة واسط، وصُلِّي عليه بجامعها، ودُفِنَ من يومه برباط والده إلى جانب قَبْره رحمهما الله تعالى. وكان يومًا مشهودًا، وصُلِّي عليه بدمشق يوم الجُمُعة رابع عشر رَجَب من السنة الآتية سنة خمس وتسعين.
ومَولدُه في السّادس والعِشْرين من ذي القَعْدة سنة أربع عشرة وستِّ مئة بواسط.
وكانَ إمامًا من الأئمّة، عليه جلالة، وله قُبُول من النّاس، وعنده معرفةٌ بالفقه، والتَّفْسير، والحديث، وغير ذلك. وكان متواضعًا، سالكًا مذهب التَّصوُّف ومكارم الأخلاق، مُلازمًا للإشغال والاشتغال ليلًا ونهارًا، وكان لا يَبْخل بمالِهِ وجاهة.
وأقرأ القراءات العَشْر عن أصحاب أبي بكر ابن الباقلّانيّ، وأُلبِس خِرْقة التصوُّف عن الشَّيخ شهاب الدِّين السُّهْرَوَردي. ورَوَى الحديثَ عنه، وعن عُمَر بن كَرَم، وعبد اللَّطيف ابن الطَّبَري، وإسماعيل بن باتكين، وابن رُوْزْبة، والحَسَن ابن الزَّبِيديّ، وابن اللَّتِّي، وابن بَهْرُوز، والأنجب الحَمّامي، وعبد اللَّطيف سِبْط التَّعاويذي، ويونُس بن جَميل القَطّان، وسعيد بن ياسين، وعبد اللَّطيف ابن القُبَّيْطِي، وابن الخازن، وغيرِهم. وسَمِعَ بأصبهان، وشِيراز، ودمشق، وغيرِها. وتركَ من الكتب ألْفَي مُجلّد ومئتي مُجلّد.
لقيتُه بمكّةَ والمدينة شَرَّفهما الله تعالى، وسمعتُ عليه بهما، ثم قدم علينا دمشق، ووَلِيَ الخطابة بها، ومشيخةَ دار الحديث الظّاهرية، وتَدْريس النَّجيبية، وغير ذلك.
قرأتُ عليه بدمشق: "سنن ابن ماجةَ"، و"جامع التِّرمذيّ"، و"مُسنَد الشافعيّ"، و"مُسنَد عَبْد بن حُمَيد"، و"مُعجم الطَّبَراني الصَّغير". وسَمِعتُ منه
"صحيح البخاري"، و"مغازي موسى بن عُقبة"، و"المُسْتَنير" في القراءات لابن سِوَار، و"فَضائل القرآن" لأبي عُبَيْد، و"مُسنَد الدارِمي". وسمعت منه بقراءتي وقراءة غيري نحوًا من ثمانين جزءًا.
1767 -
وفي يوم الجُمُعة يوم عيد الأضحَى تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ تقيُّ الدِّين أبو الخطّاب محفوظُ
(1)
بنُ عُمَر بن أبي بكر بن عُمَر بن أبي بكر بن خليفة البغداديُّ القُطُفْتِيُّ التّاجر الحَنْبليُّ المعروف بابن الحامض، بمِصْرَ.
رَوَى عن عبد السَّلام الدّاهريِّ، والحَسَن ابن الزَّبِيديّ، وابن اللَّتِّيّ، وخليل الجَوْسقيّ، وإبراهيم بن الخَيِّر، وغيرِهم.
1768 -
وفي الثّامن من ذي الحِجّة تُوفِّي العَدْلُ عِمادُ الدِّين أبو سُليمان داودُ
(2)
بنُ عليّ بن مُحمد اللَّخْميُّ المعروف بابن سُبَيْط الوَرّاق الشّاهد، بالقاهرة، المعروف بالتُّركيّ، ودُفِنَ من الغَد بقَرافة سارِية.
رَوَى لنا عن ابن الجُمَّيْزيّ.
وكان يشهدُ على باب جامع الصّالح بالشّارع.
ومَولدُه سنة أربع عَشْرة وستِّ مئة بالقاهرة.
وهو أخو الفقيه العَدْل موفَّق الدِّين عبد العزيز بن سُبَيْط
(3)
، رحمهما الله تعالى.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 796، والعبر 5/ 384، وذيل التقييد 2/ 277، ولحظ الألحاظ، ص 59، وقلادة النحر 5/ 455، وحسن المحاضرة 1/ 384، وشذرات الذهب 7/ 745.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 787.
(3)
عبد العزيز هذا ترجمه ابن الفوطي في الملقبين بموفق الدين من تلخيصه 6/ 622 (ط. إيران)، وذكر أنه كتب له بالإجازة من الديار المصرية سنة 683 هـ.
1769 -
وفي يوم عَرَفة تُوفِّي أبو عَمْرو عُثمانُ
(1)
بنُ أحمدَ بنِ منصور بن مُفَضَّل بن فَضْل الله بن شيخيان
(2)
المِيهَنيُّ الخُراسانيُّ الصُّوفيُّ، بالقاهرة فُجاءةً، وقع عليه حائط وهو مارّ ببعض الطرقات، فمات.
ضبطَهُ ابنُ جابر الهاشمي.
سَمِعَ من السّاوي، وسِبْط السِّلَفي.
ومَولدُه سنة اثنتين وثلاثين وستِّ مئة.
سَمِعَ منه النَّجْم ابنُ عبد الحميد، وقُطْب الدِّين عبد الكريم بن عبد النُّور، وغيرُهما.
وقيل: إنّ وفاتَهُ في المحرَّم سنة خَمْسٍ وثمانين وستِّ مئة، ضبطه كذلك ابن سامة، والقُطْب، وابن النَّفْريّ، والله أعلم.
1770 -
وفي يوم القَرّ، وهو حادي عَشَر ذي الحِجّة، تُوفِّي الأجلُّ افتخارُ الدِّين أبو الدُّر ياقوتُ
(3)
بنُ عبد الله الحاسب المَسْعوديُّ، بالقاهرة.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 790.
(2)
هكذا في الأصل، وقيده الذهبي بخطه في تاريخ الإسلام:"شخيان" من غير الياء آخر الحروف بعد الشين المعجمة. ويلاحظ أن الذهبي كتب ترجمة مضافة بخطه في تاريخ الإسلام 15/ 794 في وفيات السنة نفسها، بل في اليوم نفسه، وهو يوم عرفة، نصها:"محمد بن أحمد بن منور بن شخيان الصوفي، أخو علي. من مشيخة ابن حبيب. توفي يوم عرفة. روى عن السبط وغيره". وكان قد ذكره أولًا في وفيات سنة 693 هـ، قال:"محمد بن أحمد بن منور بن شخيان الصوفي. سمع يوسف الساوي. مات بمصر في ذي القعدة". وأخوه نور الدين علي بن محمد بن شخيان تأخرت وفاته إلى سنة 716 هـ كما سيأتي في وفيات السنة المذكورة من هذا الكتاب. ويلاحظ تقارب رسم "منور" مع "منصور"، ونحن أخوف ما نكون أن يكون "منصور" محرف عن "منور"، فهؤلاء بلا شك أولاد عمومة مشتركون في الشيوخ، ومقيمون في الزاوية نفسها، ولعل الخلط من الرواة عنهم.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 799.
وكانَ يكتب كتابة حسنةً، ويُباشر الشَّدَّ بدار الطِّراز بالقاهرة.
رَوَى عن ابن الجَبّاب "مجلسيّ أبي مُطيع". قرأتُ عليه الأول منهما بمشهد الحُسين رضي الله عنه.
1771 -
وفي هذه السَّنة تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ الفقيهُ عزُّ الدِّين أبو بكر
(1)
بنُ إلياس بن مُحمد بن سعيد بن مُحمد بن هارون الحُمَيْديُّ الكُرديُّ الرَّسعنيُّ الحَنْبليُّ، بالقاهرة.
بلغتني وفاته وأنا بالقدس الشَّريف في رَجَب.
رَوَى عن الشَّيخ فَخْر الدِّين ابن تيميّة، والمَجْد القَزْوينيّ، وكان فقيهًا بالمدرسة الصّالحية، وساكنًا بمسجدٍ بالشارع، من أهل التَّقْوى والوَرَع.
قرأتُ عليه رواية الأكابرِ عن الإمام مالك، جَمْع ابن مَخْلَد، بسماعه من ابن تيمية بحَرّان، عن ابن البَطِّي.
1772 -
وفيها تُوفِّي الشَّيخُ نَجْمُ الدِّين أبو الفَتْح موسى
(2)
بن أبي الفَتْح بن أبي بكر بن جَرّاح بن ناجِي بن عُثمان بن أبي بكر الكِنانيُّ
(3)
العَسْقلانيُّ الحجاويُّ النابُلُسيُّ المَقْدسيُّ.
رَوَى لنا عن الكاشْغَري "جُزء البانياسي"، وغيرَه. وسمِعَ من ابن الخازن، وعليّ بن معالي الرُّصافي، وغيرهم ببغداد. وسمع بدمشقَ من جعفر الهَمْدانيّ، وأحمد بن سَلامة النّجار الحَرانيّ، والحافظ ضياء الدِّين المَقْدسيّ، وجماعة.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 800، والعبر 5/ 385، وشذرات الذهب 7/ 747.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 798.
(3)
في الأصل: "الكتاني"، خطأ، والمثبت من خط الذهبي في تاريخ الإسلام، والكنانيون مشهورون بعسقلان.
ومَولدُه تقريبًا سنة عشرين وستِّ مئة، أو بعدها بقليل.
سَمِعَ منه ابن الخَبّاز، والبُخاري، وابن يونُس الإرْبِليّ، وجماعة.
1773 -
وفي أواخر السَّنة تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أحمدُ
(1)
بنُ عبد الله بن عبد المطّلب، المعروف بالجازُوز، بقرية المِزّة.
وكانَ رجُلًا صالحًا. رَوَى عن الشَّرَف المُرسيّ، والصَّدْر البَكْريّ. وسَمِعَ من غيرهما. كتبَ عنه ابنُ الخَبّاز في الإجازات في سنة أربع وستِّين وستِّ مئة.
سَمِعتُ منه مئة حديث من حديث قُتيبة، بسماعه من البَكْريّ، عن أبي رَوْح، بقراءة جمال الدِّين المِزِّي، بقرية المِزّة في سنة ثمانين وستِّ مئة.
1774 -
وفي يوم السَّبْت الحادي عَشَر من ذي الحِجّة تُوفِّي القاضي الإمامُ العَلّامةُ الصَّدْرُ الكبيرُ الصّاحبُ جمالُ الدِّين أبو غانم مُحمدُ
(2)
ابنُ الصّاحب العلّامة كمال الدِّين أبي القاسم عُمَر ابن قاضي القُضاة نَجْم الدِّين أحمد بن هبة الله بن مُحمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن أبي جَرَادة العُقَيليُّ الحَلَبيُّ الحَنَفيُّ، بحَماة، ودُفِنَ يوم الأحد بتُربةٍ له بعقبة نَقِيرين، وحَضَرَ السُّلطان الملك المُظفَّر، وجميع الأكابر والأعيان جنازتَهُ، ومَشَى السُّلطان فيها. وصلَّينا عليه بدمشقَ يوم الجُمُعة الرّابع والعِشْرين من ذي الحِجّة.
وكانَ رجُلًا فاضلًا في فُنون، وله ذِهْنٌ ثاقبٌ، وفَهْم صائب. وسَمِعَ من ابن رَوَاحة، وابن قُمَيْرة، وابن خَلِيل، وغيرِهم. وحَضرَ في رَجَب سنة ستٍّ وثلاثين
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 784.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 14 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 795، والعبر 5/ 384، والوافي بالوفيات 4/ 263، والجواهر المضية 2/ 100، والسلوك 4/ 275 (ط. العلمية)، والمقفى 6/ 216 (2886).
وستِّ مئة، وهو في السَّنة الثانية من عُمُره على الحافظ زكيّ الدِّين البِرْزالي بحَلَب، ورحل به والده إلى دمشقَ وبغدادَ، وأسمعَهُ على مشايخ عصره.
سَمِعتُ عليه بحَماة "حديث المُخَرِّمي"، والمَرْوَزيّ، عن ابن قُمَيْرة، و"أحاديث الأصْمَعي"، و"حديث الفِرْسانيّ
(1)
"، عن ابن رَوَاحة.
• - وفي يوم عَرَفة نُودي بدمشقَ أن لا يركب أحدٌ من أهل الذِّمّة الخَيْلَ، وأن يركبوا البِغالَ بالبَراذع، ومن وجدَ ذِمِّيًّا خالف ذلك فله سَلَبُه
(2)
.
1775 -
وفي ليلةِ السَّبْت ثامن عَشَر ذي الحِجّة تُوفِّي أمين الدِّين مُحمدُ
(3)
ابنُ الصَّدْر مَجْد الدِّين يوسُف ابن شَمْس الدِّين مُحمد بن عليّ الأنصاريُّ ابن القَباقِبيّ، ودُفِنَ من الغَد بسَفْح قاسِيُون بتُربة معروفة بهم.
وكان شابًّا ابنُ ست وعشرين سنة.
خدمَ في ديوان الجَيْش، وكان عاقلًا، حَسَنَ الهيئة، مليحَ الصُّورة، محبوبًا إلى النّاس، رحمه الله تعالى.
1776 -
وفي ذي الحِجّة تُوفِّي شَرَفُ الدِّين عيسى
(4)
ابنُ الجَنَاحيّ، بالقُدْس الشَّريف.
وكان شابًّا حَسَنًا، باشرَ نيابة الشّدِّ بدمشقَ عن الأمير عَلَم الدِّين الدَّوَادارِيّ.
(1)
منسوب إلى "فرسان" من قرى أصبهان، كما في أنساب السمعاني ومعجم البلدان 4/ 294.
(2)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 584.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 796، وقال: "فجمع به أبوه، ورثاه صاحبنا الإمام نجم الدين علي بن داود القرشي بقصيدة أولها:
أسعدي يا حمام قلبًا عميدا
…
لدروس الفراق أضحى معيدا"
(4)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 17 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 793.
وحَصلَ في أواخر هذه السَّنة وفي السَّنة الآتية بالدِّيار المِصْرية غلاءٌ وموتٌ عظيم، بحيثُ وصلَ في بعض الكُتب أنَّ في شَهْر ذي الحِجّة أُحصي مَن ماتَ بالقاهرة خاصة ممّن أُثبت اسمه في ديوان المواريث سِوَى مَن لم يصل إليهم عِلْمه من الغُرباء والفُقراء فبلغوا تسعة عَشَر ألفًا وخَمْس مئة
(1)
.
• - وفي هذه السَّنة دَخلَ في الإسلام سُلْطان التَّتار، وهو غازان، ويقال: قَزَان بن أرغون بن أبَغَا بن هلاوو، وتَسَمَّى بمحمود. وكان إسلامه في شَعْبان بخُراسان بالقُرب من الريّ.
وكانَ شابًّا أشقر لم يبلغ الثَّلاثين، ونُثِرَ الذَّهبُ والفضّةُ واللؤلؤُ على النّاس يوم إسلامه، وفَشَى الإسلام في التَّتار. وكانَ ذلك بسبب النَّوروز التُّركي وزير قَزَان وزَوْج عَمَّته، فإنّه كانَ مُسلمًا يحفظ كثيرًا من الزُّهْديّات والأذْكار. وله نيّة جيِّدة ومحبّة للإسلام وأهلِه
(2)
.
• - وفي ذي القَعْدة دَخلَ قَزَان إلى تَوْريز وأمر بخراب الكنائس، وحَضرَ إلى الجُمُعة وظهرت السُّبُح والهياكل مع التَّتار.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 691.
(2)
الخبر بتفصيل أفضل في تاريخ الإسلام 15/ 691.
سنة خمس وتسعين وست مئة
المُحَرَّم
1777 -
في يوم الخَمِيس مُستَهلّ المُحَرَّم تُوفِّي المُحدِّثُ المُحصِّلُ الصّالحُ شَمْسُ الدِّين أبو عُمَر مُحمدُ
(1)
بنُ سَنْجَر بن عبد الله العَجَمِيُّ، بالقاهرة، ودُفِنَ من الغَد.
وكان شابًّا، مُشْتَغلًا بالحديث، سَمِعَ وكتبَ كثيرًا، وكان ديِّنًا، خَيِّرًا، من أولادِ الجُنْد.
1778 -
وفي يوم الأحَد رابع المُحَرَّم تُوفِّي حَسَنُ
(2)
بنُ إسماعيل بن الفُرات، بالقاهرة.
1779 -
وفي يوم الاثنين خامس المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ عليُّ
(3)
بنُ عُمَر بن قاسم، ابنُ أخت الشَّيخ ناصر السَّلَاويِّ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون، وحَضرَ جنازتَهُ جمعٌ كبيرُ من الفُقراء وغيرِهم.
وسَمِعَ "مَجْلس البِطاقة" على الرَّشيد العَطّار، بمصرَ سنة إحدى وستِّين وستِّ مئة، ولم يُحدِّث.
1780 -
وفي هذا التّاريخ تُوفِّي يوسُفُ
(4)
ابنُ الرَّشِيد العَجَميُّ الصّائغ.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 828.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وكتب الناسخ "بدر الدين حسن" ثم ضرب على "بدر الدين".
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وستأتي ترجمة ابن أخت آخر للشيخ ناصر الدين السَّلاوي في وفيات ذي الحجة من سنة 707 هـ من هذا الكتاب، وهو عمر بن أبي الفتح بن أبي القاسم اليونيني.
(4)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
1781 -
وفي يوم الأرْبعاء وَقْت الظُّهْر سادس المُحَرَّم تُوفِّي القاضي الأجلُّ الرَّئيسُ العَدْلُ ناصرُ الدِّين أبو الحَسَن مُحمدُ
(1)
ابنُ الشَّيخ علاءِ الدِّين أبي المَعالي مُحمد بن عبد القادر بن عبد الخالق بن خَلِيل الأنصاريُّ الدِّمشقيُّ، المعروفُ بابن الصّائغ، ودُفِنَ من يومه بعد العَصْر بسَفْح قاسِيُون.
وكانَ مُباشرًا ديوان الإشراف، وديوان الصَّدَقات.
• - وباشرَ نَظَر ديوان الأيتام بدمشقَ الشَّيخُ نَجْمُ الدِّين ابن هِلال في السّابع من المُحَرَّم، عِوَضًا عن شَرَف الدِّين ابن الشَّيْرَجِيّ
(2)
.
1782 -
وفي السّابع من المُحَرَّم تُوفِّي صَدْرُ الدِّين سُليمانُ
(3)
ابنُ العَدْل جمالِ الدِّين أحمدَ بنِ ناصر بن نَصْر بن قوام الرُّصافيّ
(4)
.
1783 -
وفي ليلةِ الثُّلاثاء السّادس من المُحَرَّم تُوفِّي الشَّريفُ الحافظُ المُحدِّثُ المؤرِّخ عزُّ الدِّين أبو القاسم أحمدُ
(5)
ابنُ الشَّريف شَرَفِ الدِّين مُحمد بنِ عبد الرَّحمن بن عليّ بن مُحمد بن مُحمد الحُسَيْنيُّ، نقيبُ الأشراف، بالقاهرة، ودُفِنَ من الغَد بسَفْح المُقَطَّم.
(1)
تفرّد البرزالي بترجمته في هذا الكتاب، وتقدم من هذا البيت ترجمة أبيه علاء الدين أبي المعالي محمد بن عبد القادر في وفيات سنة 682 هـ، وترجمه عمه عماد الدين محمد بن عبد القادر في وفيات سنة 674 هـ، وعمه الآخر عز الدين محمد بن عبد القادر في وفيات سنة 683 هـ، وستأتي ترجمة غير واحد من أقربائه.
(2)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 590.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(4)
وقعت هنا إشارة إلى مقابلة الكتاب بالأصل المنتسخ منه ونصها: "بلغ مقابلة والحمد لله".
(5)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 47 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 806، والوافي بالوفيات 8/ 44، وأعيان العصر 1/ 344، وعيون التواريخ 23/ 219، والسلوك 1/ 831، والمقفى 1/ 357، وعقد الجمان، وفيات 695 هـ، والمنهل الصافي 2/ 119، وحسن المحاضرة 1/ 357، وغيرها، وتنظر مقدمة كتابه: صلة التكملة.
رَوَى "مَجْلِسَي أبي مُطيع" عن فَخْر القضاة ابن الجَبّاب، قرأتُهما عليه.
وسَمِعَ الكثير وقرأ وكَتَبَ، وكانَ من أعيان المُحَدِّثين، وله "وَفَيات" ذيَّل بها على الشَّيخ زكيّ الدِّين عبد العظيم، رحمه الله
(1)
.
ومَولدُه في آخرِ ليلةِ الخَمِيس العِشْرين من شَوّال سنة ستٍّ وثلاثين وستِّ مئة بالقاهرة.
• - وفي السّادس من المُحَرَّم قَدِمَ الأميرُ عَلَمُ الدِّين الدَّوَادَارِيُّ دمشقَ من جهة القُدْس، وكان مُجَرَّدًا من نحو سبعة أشهُر بسبب الحنطة المَخْزونةِ في البلاد وإرسال بعضها إلى الدِّيار المِصْرية بسبب ما نالَهُم من القَحْطِ والجَدْب والغَلاء
(2)
.
1784 -
وفي يوم الثُّلاثاء خامس المُحَرَّم تُوفِّيت الشَّيخةُ الصّالحةُ أمُّ مُحمد زَيْنبُ
(3)
بنتُ عليّ بن أحمد بن فَضْل ابن الواسطيِّ، ودُفِنَت من يومِها بسَفْح قاسِيُون.
سَمِعتْ من الشَّيخ موفَّق الدِّين ابن قُدامةَ في سنة إحدَى عَشَرة وستِّ مئة، كتابَ "النَّهْي عن الهِجْران" للحَرْبي، وسَمِعْناهُ منها.
وهي أختُ الشَّيخ تقيِّ الدّين ابن الواسطيِّ، ووالدةُ شَمْسِ الدِّين ابن الزَّيْن الحَرِيريّ
(4)
.
(1)
هو كتاب "صلة التكملة لوفيات النقلة"، نشرته دار الغرب الإسلامي سنة 2007 م في مجلدين بتحقيق الدكتور بشار.
(2)
تاريخ الإسلام 15/ 691.
(3)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 811، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 253، ولحظ الألحاظ ص 63، وشذرات الذهب 7/ 751.
(4)
هو العالم المسند شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي الهيجاء ابن الزراد الصالحي الحريري المتوفى سنة 726 هـ، وترجمته في: ذيل العبر للذهبي، ص 148، ومعجم شيوخه 2/ 196، والدرر الكامنة 5/ 110 وغيرها.
وكانت من الصّالحات العابِدات، كان أخُوها يقصد زيارتها والتَّبرُّك بها.
1785 -
وفي يوم الجُمُعة تاسع المُحَرَّم تُوفِّي العَدْلُ مُعين الدِّين أبو الطّاهر إسحاقُ
(1)
بنُ عبد الجبّار بن أبي الفَتْح بن عبد الرَّحمن بن عَلَوي بن المعلَّى السِّنْجاريُّ الحَنَفِيُّ، بالقاهرة، ودُفِنَ من الغَد بسَفْح المُقَطَّم.
رَوَى "جُزء أبي الجَهْم"، عن ابن الزَّبِيديّ. وكان قاضيًا بالمَقْسَم ظاهر القاهرة.
ومَولدُه بسِنْجار في سنة أربع عشرة وستِّ مئة.
ولي منه إجازة.
1786 -
وفي يوم الأحد حادي عَشَر مُحَرّم تُوفِّي شَرَفُ الدِّين الحُسينُ
(2)
بنُ أبي المَنْصور بن أبي الفرج المعروف بابن حيدوس، مستوفي الأوقاف الحُكْمِيّة، ودُفِنَ من الغَد بسَفْح المُقَطَّم.
رَوَى عن بعض أصحاب البُوصيريّ.
1787 -
وفي يوم الجُمُعة تاسع المُحَرَّم تُوفِّي الأميرُ الكبيرُ بَدْرُ الدِّين أبو أحمد بَيْلِيك
(3)
بن عبد الله التُّركيُّ، أبو شامة المُحْسِنِيُّ الصّالحيُّ الحاجبُ بمُنية بني خَصِيب، وحُمِلَ إلى القَرافة فدُفِنَ بها يوم السَّبْت عاشر الشَّهْر.
وكانَ أقامَ بدمشقَ حاجبًا مُدّةً. ورَوَى عن ابن المُقَيَّر، وابن الجُمَّيْزيّ، وابن رَوَاج.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 808.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 30، 47 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 809، والوافي بالوفيات 10/ 386، وعيون التواريخ 23/ 220، والمقفى (1020)، والنجوم الزاهرة 8/ 79، والمنهل الصافي 3/ 511، والدليل الشافي 1/ 211.
سَمِعتُ منه "حديث الصَّفّار" عن عبّاس الدُّوري، والصَّغَانيّ، بسماعه من ابن رَوَاج.
وماتَ وهو ابن خَمْسٍ وستِّين سنة تقريبًا.
وكانَ له مَيْل إلى أهل الخَيْر والدِّين، وله هِمّة عالية.
1788 -
وفي مُنْتَصف المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ عَرَبشاه
(1)
الرُّوميُّ.
وكانَ مُقيمًا بداريّا. وله هناك أراضٍ من جهة السَّلْطنة من أيام الملك النّاصر يوسُف.
1789 -
وفي نِصْف المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ فَخْرُ الدِّين عُثمانُ
(2)
بنُ أبي الفَتْح بن إسماعيل الخُوَييّ الصُّوفيُّ الشافعيُّ، بالقاهرة.
رَوَى عن يوسُف السّاوي السّابع والثامن من "الثَّقَفِيات". وكانَ من عُدُول القاهرة.
1790 -
وفي ليلةِ الأحَد ثامن عَشر المُحَرَّم تُوفِّي الأسْعَد
(3)
ابن السَّدِيد الماعز، مُستوفي الدِّيار المِصْرية، ودُفِنَ من الغَد بطرف القَرافة.
وكان أسلم في الدَّولة الأشرفية، وله مكانة، وهو موصوف بالمعرفة والأمانة.
• - وفي يوم الأربعاء العِشْرين من المُحَرَّم حَكَمَ بدمشق القاضي زَيْنُ الدِّين عبدُ الله ابن القاضي شهاب الدِّين قاضي الخَلِيل نيابةً عن قاضي القُضاة بَدْر الدِّين ابن جَماعة، وانفصلَ عن قضاء حِمْص.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 30 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 818.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 818.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 30 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 808، والنجوم الزاهرة 8/ 79، والمنهل الصافي 2/ 370، والدليل الشافي 1/ 118.
• - وفي ليلةِ الأربعاء العِشْرين من المُحَرَّم في أوائل الليل وُلدَ ابني مُحمد، وفَّقه الله تعالى، بمنزلنا بدرب الفاضل قبالة باب النَّطّافين بدمشق المحروسة.
1791 -
وفي العِشْرين من المُحَرَّم تُوفِّي الفقيهُ الإمامُ شَرَفُ الدِّين مُحمدُ
(1)
ابنُ الشَّيخ فَخْر الدِّين عُثمان بنِ عليّ بن يحيى الأنصاريُّ الشّافعيُّ، المعروفُ بابن بنت أبي سَعْد، بالقاهرة.
وكانَ شابًّا فاضلًا، أُصيبَ به والده، نفعَ اللهُ به.
1792 -
وفي ليلةِ الثّالث والعِشْرين من المُحَرَّم تُوفِّيت أمُّ عليّ صالحةُ
(2)
بنتُ الشَّيخ الحافظ جمال الدِّين أحمد بن مُحمد بن عبد الله الظّاهريِّ.
1793 -
وفي يوم السَّبْت الثّالث والعِشْرين من المُحَرَّم تُوفِّي الحاجّ سَلْمانُ
(3)
بنُ فارس بن عَيّاد المِزِّي، بقرية المِزّة.
وكانَ رجُلًا جيِّدًا من عُدُول المِزّة.
1794 -
وفي يوم الأحَد الرّابع والعِشْرين من المُحَرَّم تُوفِّي سَيْفُ الدِّين أحمدُ
(4)
ابنُ الأمير الكبير عزّ الدِّين يوسُف ابن عزّ الدِّين القَيْمُريّ.
1795 -
وفي الخامس والعِشْرين من المُحَرَّم تُوفِّي شرَفُ الدِّين عبد الباقي
(5)
ابنُ العَدْلِ نَجْمُ الدِّين عبدِ اللَّطيف بن عبد العزيز ابن الشَّيخ مجد الدِّين عبد السَّلام بن عبد الله ابن تَيْميّة الحَرّانيُّ، بمدينة رأسِ العَيْن.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 823، وطبقات الشافعية الكبرى 8/ 76، وتأخرت وفاة والده فخر الدين عثمان إلى سنة 719 هـ، وستأتي ترجمته في موضعها من هذا الكتاب.
(2)
لم نقف على ترجمتها في غير هذا الكتاب.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(4)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(5)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
وكانَ تاجرًا أدركَتْه وفاته هناك. وسَمِعَ معنا كثيرًا من الحديث، وكان شابًّا حَسَنًا.
• - ووَصلَ كتابٌ من القاهرة تاريخه ثاني عَشَر مُحَرَّم، وفيه: إنه بلغَ الإردبّ إلى مئة وعشرين دِرْهمًا، وإنّ الغَلاءَ في جَمِيع ما يُؤكل، فرِطْلُ اللَّحْم بالدِّمشقيّ بسبعة دَراهم، والإلية باثني عَشَر دِرْهمًا، واللَّبَن بدِرْهمين، والفَرُّوج الصَّغير بثلاثة دراهم، والبَيْض كل ستة بدِرْهم، ورِطْل السَّمْن بستة عَشَر دِرْهمًا، والزيت بثمانية، والشَّيرَج كذلك، وقَدَح الرزّ بِدِرْهمين. وقَلّت المَعِيشة، بحيث يبقَى البزّاز عشرين يومًا لا يبيع بدِرْهم.
وقَدِمَ من بَرْقة خَلْقٌ كثير، وشَحَّت النُّفوس، وقد أفنَى الموتُ خَلْقًا كثيرًا، يُحْمَلُ في كُلِّ نهارٍ إلى سقايةٍ يُغَسَّل فيها الغُرباء مئةٌ وخمسون مَيّتًا ونحو ذلك، وتُحفر لهم حُفرة ويُرَصّون فيها، ويُجعل الصِّغار بين الكبار، ويُرْمَى عليهم التُّراب، وبعضهم تجرّه في ليلته الكلابُ
(1)
.
1796 -
وفي صبيحة الجُمُعة سَلْخ المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ مُحْيي الدِّين أبو الفَضْل عبدُ الرَّحيم
(2)
بنُ عبدِ المُنعم بن خَلَف بن عبد المنعم، ابنُ الدَّميريِّ، اللخْميُّ المِصْريُّ، بها، ودُفِنَ من يومه بالقَرافة.
وهو آخرُ مَن حَدَّث عن الحافظ أبي الحَسَن عليّ بن المُفَضَّل المَقْدسيّ، وابن أبي الفَخْر البَصْريّ، وأبي طالب بن حَدِيد، والزَّيْن ابن فَتْح الدِّمياطيِّ، وأبي الطّاهر إسماعيل بن ظافِر العُقَيليّ. وسَمِعَ أيضًا من عبد الصَّمد الغَضَاريّ،
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 691 وغيره.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 817، والوافي بالوفيات 18/ 330، والنجوم الزاهرة 8/ 77، وحسن المحاضرة 1/ 385، وشذرات الذهب 7/ 752.
والفَخْر الفارسيّ، والقاضي زَيْن الدِّين الدِّمشقيِّ، ومُرتضَى بن حاتِم، وابن باقا، ومُكْرَم بن أبي الصَّقْر، وغيرِهم.
ومَولدُه سنة ثلاثٍ وستِّ مئة.
وكانَ إمامَ السُّلطان، وقارئ المُصْحف الكريم بجامع مِصْر، ومتصدِّرًا به مدةً طويلةً ولبِسَ الخِرْقةَ من السُّهْرَوَرْديّ بمكّة، ومن الفَخْر الفارسيّ، ومن ابن الجُمَّيْزيّ، وسَماعه على ابن المُفَضَّل سنة عَشْر وستِّ مئة. وخَرَّجَ له سَعْد الدِّين الحارثي جُزءًا.
1797 -
ووَصلَ في المُحَرَّم الخبر بوفاةِ جمالِ الدِّين مُحمدُ
(1)
ابنُ الشَّيْخ زين الدِّين الفارِقيّ، بالقاهرة.
1798 -
وبوفاة شهاب الدِّين أحمدُ
(2)
ابنُ كمال الدِّين عليّ بن يَحْيى ابن المَهْدَويّ بقَلْعة الرُّوم.
• - ووَصلَت الأخبارُ بالقَحْط بالدِّيار المِصْرية والوباء وضيق الحال، بحيث أُكِلت الميتات. ووَصلَ كتابٌ يتضمَّن أنه خرجَ من مصر خاصةً في يوم واحد ألف وخمس مئة جنازة.
صَفَر
• - دخل الرَّكْب الشّاميُّ إلى دمشقَ من الحجاز الشَّرِيف في يوم الاثنين ثالث صَفَر، وأميرهم الأمير بهاءُ الدِّين قَرَأرسلان المَنْصوريّ في عافيةٍ وسلامةٍ.
وذَكروا أنَّهُ وصلَ إلى صاحب مكّةَ من وَلَد السُّلطان سبعون ألفًا، وأنه حَسُنت سيرتُه مع الرَّعية والمُجاورين بسبب ذلك.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، والظاهر أنه توفي شابًّا، وستأتي ترجمة والده زين الدين أبي محمد عبد الله بن مروان الفارقي في وفيات سنة 703 هـ من هذا الكتاب.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
1799 -
وفي يوم الأحد ثاني صَفَر تُوفِّيت أمُّ موسى عائشةُ
(1)
بنتُ الشَّيخ مُحمد بن عبد الله الظّاهريّ، أختُ الشَّيخ جمالِ الدِّين.
وكانت امرأةً صالحةً، كثيرةَ العِبادة، وسرَدت الصَّومَ في آخر عُمُرها أكثرَ من اثنتي عَشرة سنة. وكانت
(2)
تَخْدم الفُقراء بنفسها.
سَمِعَت من أحمد بن سَلامة النّجار، وإبراهيم بن خليل. ولها إجازة ابن الزَّبِيديّ. رَوَت لنا عنهم.
1800 -
وفي يوم الخَمِيس سادس صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العلّامةُ الفقيهُ البارعُ ذو الفنون بقيّة المَشايخ نَجْمُ الدِّين أبو عبد الله أحمدُ
(3)
بنُ حَمْدان بن شَبِيب بن حَمْدان بن محمود الحَرّانيُّ الحَنْبليُّ، بالقاهرة، بالمدرسة المَنْصورية، ودُفِنَ من يومه بسَفْح المُقَطَّم، بالقَرافة الصُّغْرى.
ومَولدُه بحَرّان في عاشر رَمَضان سنة ثلاثٍ وستِّ مئة.
وصُلِّي عليه بالجامع المُظَفّري بسَفْح قاسِيُون يوم الجُمُعة سادس شَهْر ربيع الأول.
وكان شيخ المذهب، وله معرفة بالأُصول، ويدٌ باسطةٌ في عِلْم الخِلاف، والجَبْر، والمُقابلة. وهو صاحبُ كتاب "الرِّعاية" في الفِقه، وهو كتابٌ موصوفٌ بكثرة النَّقْل.
(1)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 814.
(2)
في الأصل: "وكان"، وهو سبق قلم.
(3)
ترجمته في: معجم الدمياطي 1/ الورقة 98، وتاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 46 - 47 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 803، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 40، والوافي بالوفيات 6/ 360، وعيون التواريخ 23/ 219، وذيل طبقات الحنابلة 4/ 266، وذيل التقييد 1/ 310، ولحظ الألحاظ، ص 63، والمقصد الأرشد 1/ 99، وشذرات الذهب 7/ 748.
سَمِعَ بحرّان من الحافظ عبد القادر الرُّهاويّ، والخطيب فَخْر الدِّين ابن تَيْمية، وابن رُوْزْبة، وغيرِهم. وسَمِعَ بحَلَب من ابن خليل. وبدمشق من ابن صَبّاح، ومُحمد بن غَسّان، وعُمَر ابن المُنَجّى، وغيرِهم. وبالقُدْس من أبي عليّ الحَسَن بن أحمد الأُوَقيّ الصُّوفيّ.
قرأتُ عليه جزأين من "أمالي ابن مَنْدَة"، فيهما سبعة مَجالس بسماعِه من الحافظ عبد القادر، عن مَسْعود الثَّقفيّ، وثلاثة عَشَر جُزءًا من أول كتاب "الأربعين" لعبد القادر الرُّهاوي، بسماعه منه، سِوَى الحادي عَشَر والثالث عَشَر، فبإجازته منه، وجزءًا من "حديث الثَّقفي"، عن شيوخه النَّيْسابوريين، بسماعه من الأُوَقيّ، وقصيدتين من شِعْره، إحداهما على حرف الراء، سمّاها "غاية المُراد في السُّنة والاعتقاد"، والثانية على حرف الباء الموحّدة، سمّاها "القَصِيدة المُفيدة في السُّنة والعَقِيدة".
1801 -
وصَلَّينا بدمشقَ يوم الجُمُعة رابع صَفَر على غائب، وهو الشَّيخُ جمالُ الدِّين الأصبهانيُّ
(1)
، شيخُ الشُّيوخ بالقاهرة، ومدرِّسُ المدرسة الشَّريفيّة.
• - وتأخَّر المَطَر بدمشقَ وبلاد حَوْران، ودخلَ فصلُ الشتاء، وكانَ دخولُه في سادس صَفَر والنّاسُ في ضِيقٍ وشِدّةٍ، والأسعار غالية، والنّاسُ بحَوْران في شدّةٍ من قِلّة المياه. وكانَ المُسافر يحتاجُ أن يسقِي دابّتَهُ بدِرْهم، ويشرب برُبع دِرْهم، وظهرَ القَحْط وقِلّة المَرْعَى
(2)
.
• - فقُرِّر يوم الأحد تاسع صَفَر الميعاد لقراءة "صحيح البُخاري"، فأنزلَ اللهُ تعالى المَطَر قبل الشُّروع، وشُرِعَ في القراءة والمَطَر واقعٌ، وحَصَلت رحمةٌ عظيمة، واستبشرَ النّاسُ بذلك.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 30 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 809.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 692.
1802 -
وفي يوم الاثنين عاشر صَفَر تُوفِّي ناصرُ الدِّين مُحمدُ
(1)
ابنُ الشَّيخ العَدْل شهاب الدِّين أحمد بن يحيى بن عليّ ابن الحَضْرَميّ.
وكانَ شابًّا، وسَمِعَ كثيرًا من الأحاديث على أصحاب ابن طَبَرْزَد، وغيرهم. وكان والده مُجتهدًا في تسميعه وإرسالِه إلى مواعيد السَّماع.
1803 -
وفي يوم الثُّلاثاء حادي عَشَر صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ شهابُ الدِّين أبو الفَضْل سُليمانُ
(2)
ابنُ الشَّيخ الفقيه فَخْر الدِّين إبراهيم بن بَدْران بن القائد الحَنَفيّ، المعروف بالسَّرْكَسِيّ، ودُفِنَ يوم الأربعاء بسَفْح جَبَل قاسِيُون.
سَمِعَ من ابن الزَّبِيديّ، والفَخْر الإرْبِليُّ، وابن صَبّاح، وابن اللَّتِّي، والنّاصح ابن الحَنْبليّ، وجماعة.
ومَولدُه سنة ثلاثٍ وعشرين وستِّ مئة بسَفْح قاسِيُون.
ورأيتُ خَطَّهُ في إجازةٍ في سنة ستين وستِّ مئة. قرأتُ عليه "ثُلاثيّات البُخاري".
• - وتوجَّه ناصرُ الدِّين بنُ عبد السَّلام خطيب العُقَيبة على البَرِيد إلى القاهرة يوم الأربعاء ثاني عَشَر صَفَر.
1804 -
وفي ليلةِ الجُمُعة رابع عَشَر صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ الفقيهُ الإمامُ شَمسُ الدِّين مُحمدُ
(3)
ابنُ عِمادِ الدِّين مُحمد ابن القاضي عَزيزِ الدِّين مُحمد ابن القاضي الإمام عمادِ الدِّين مُحمد بن مُحمد بن حامد بن مُحمد بن عبد الله بن عليّ بن محمود بن هبة الله القُرشيُّ، المعروف جَده بالعماد الكاتب الأصبهانيّ، وصُلِّي عليه يوم الجُمُعة بالجامع المُظَفَّري، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وتقدمت وفاة والده في محرم سنة 691 هـ.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 812، وتوضيح المشتبه 7/ 147 ووقعت فيه وفاته سنة 692 هـ خطأ.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 823.
وكانت له حَلْقة بالجامع يدرِّس بها، وكان مُعيدًا عند بني الزَّكي. وكانَ رجُلًا جيِّدًا.
سَمِعَ من ابنِ المُقَيَّر، وابنِ رَوَاحة، وكريمة القُرَشية، والسَّخاويّ، وتاج الدِّين بن حَمُّويَة، وغيرِهم.
سَمِعتُ منه المجلس الثَّمانين بعد الثلاث مئة في "فَضْل الشَّيْب" لابنِ عساكر، بسماعه من ابن الدَّجاجِيّة، عنه.
1805 -
وفي يوم السَّبْت أو ليلة الأحد سادس عَشَر صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ العَدْل فَخْرُ الدِّين أبو الرَّبيع سُليمانُ
(1)
بنُ يوسُف بن أُبيّ بن محمود بن داود الهَكّارِيُّ، ودُفِنَ من الغَد بسَفْح المُقَطَّم.
رَوَى لنا عن سِبْط السِّلَفيّ. وسَمِعَ من أحمد ابن القَيْسرانيّ.
ومَولدُه سنة ثمانٍ وستِّ مئة بالقاهرة.
وكانَ شَيْخًا من عُدُول القاهرة. وكان ولدُه الموفَّق من كُتّاب الحُكْم بها.
قرأتُ عليه "أحاديثَ منصور بن عَمّار" بسماعه من سِبْط السِّلَفيّ، عن جَدِّه.
1806 -
وفي يوم الأحد سادس عَشَر صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ بهاء الدِّين ابن المُعَلِّم
(2)
.
وكانَ رجُلًا صالحًا من أهلِ القُرآن، كبيرَ السِّنِّ، من قُرّاء التُّربة الكاملية وغيرها، وحَجَّ مرّات.
1807 -
وفي يوم الأربعاء تاسع عَشَر صَفَر تُوفِّي سَيْفُ الدِّين الماردِينيُّ
(3)
، والي السَّواد، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 813.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
وهو حَمْو بدر الدين كَيْكَلْدي
(1)
الأتابكيّ.
1808 -
وفي يوم الخَمِيس العِشْرين من صَفَر تُوفِّي شهابُ الدِّين أحمدُ
(2)
بنُ عبد الرَّحيم بن أبي عبد الله ابن المُقَشِّرانيّ، بالقاهرة.
وكانَ من طَلَبة الحديث، ممن حَصَّل وكَتَب الكثير، وسَمِعَ وقرأ بنفسه، ورحلَ إلى دمشق، وأفادَ، وسَمَّع، وكتبَ الإجازات، وفيه ديانةٌ وتواضعٌ، رحمه الله.
1809 -
وفي ليلةِ الثُّلاثاء الخامس والعِشْرين من صَفَر تُوفِّي القاضي وجيهُ الدِّين سُليمانُ
(3)
بن هُمَام بن مُرْتَضَى، المعروف بابن البَيّاع، بالقاهرة، ودُفِنَ من الغد بسَفْح المُقَطَّم.
رَوَى عن جعفر الهَمْدانيّ. وكانَ من عُدُول القاهرة، وعنده فقهٌ وفَضِيلةٌ، ولي منه إجازة.
1810 -
وفي يوم الجُمُعة الثامن والعِشْرين من صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ العَدْل عمادُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(4)
ابنُ الشَّيخ الفقيه ركن الدِّين عبد الرحمن بن سُلْطان بن جامع التَّمِيميُّ الحَنَفيُّ، وصُلِّيَ عليه عَقِيب الجُمُعة بجامع دمشق، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.
(1)
هو كيكلدي بن عبد الله عتيق ابن الشيرجي، بدر الدين أبو محمد المتوفى سنة 742 هـ، وترجمته في معجم شيوخ الذهبي 2/ الورقة 140 (نسخة أحمد الثالث)، ومعجم شيوخ السبكي، ص 329، ووفيات ابن رافع 1/ 416 وغيرها.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 805.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 812، وتبصير المنتبه 4/ 1455، وولده محمد أحد كتاب الإنشاء بدمشق وناظر ديوان الرباع توفي سنة 730 هـ، وترجمته في أعيان العصر 4/ 460، والدرر الكامنة 5/ 192 وغيرهما.
(4)
ترجمته في: معجم شيوخ الذهبي 2/ 210، وتاريخ الإسلام 15/ 821، ولحظ الألحاظ، ص 64، وشذرات الذهب 7/ 754.
وكان شاهدًا بمسجد البَياطِرة، وإمامَ المَسْجد المَذْكور من مدّةٍ طويلة، وانقطعَ في آخر عُمُره، وعجزَ عن الحركة.
سَمِعَ من والدِه، ومن ابن صَبّاح، والقاضي شَمْس الدِّين يحيى بن سَنِيّ الدَّولة، والشِّهاب ابن النَّصُوليّ، وجماعة.
ومَولدُه في ليلة الجُمُعة مُستَهلّ جُمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وستِّ مئة بظاهر دمشق.
رَوَى لنا جُزءًا من "الخِلَعِيّات" عن ابن صَبّاح، وهو السادس عَشَر.
• - ووَصلَت أخبارُ الدِّيار المِصْرية باستمرار الغَلاء، وأنَّ الغِرَارة تُساوي هناك أربع مئة وخمسين، وكل خَمْس أواقي بالدِّمشقيّ من الخُبْز بدِرْهم. ونالَ الضَّرَرُ الفُقراء والأغنياء، بَلَغَنا أنَّ بعضَ الناس كان يأتي سِماط بعض الأُمراء ومعه مملوك، فيُمنع مملوكه من الدُّخول خَشْية أن يضيّق على مماليكه في راتِبِهم، وإذا رُفِعَ السِّماط لا يُوجد فيه لُبابة. وفي كل يوم يُعزَّر جماعةٌ على الحمير بسبب بيع لحم الكِلاب والحَمِير
(1)
.
• - وأمّا بدمشقَ فإنَّ غِرارةَ القَمْح وَصلَت إلى مئة وخَمْسين، وبيعَ الخُبْز كل رِطْل ووقيتين بدِرْهم، واللُّحْم بأربعة دراهم.
وأمّا الوباء بالدِّيار المِصْرية فقيل إنه أُحصِيَ مَن مات في هذا الشَّهْر شهر صَفَر، فبلغوا مئة ألف وسبعة وعشرين ألفًا.
• - ووقعَ بدمشقَ في أواخر صَفَر مطرٌ جيِّد آخر يوم من كانون الأول، واستمر أيامًا، ووقعَ الثَّلْج.
• - وفي صَفَر قَدِمَ الشَّيخُ صَدْرُ الدِّين إبراهيمُ ابنُ الشَّيخ سَعْد الدِّين مُحمد بن المؤيَّد بن أبي بكر عبد الله بن عليّ بن مُحمد بن حَمُّوْيَة الجُوَيْنيُّ
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 692 وغيره.
إلى دمشق من الحجاز الشَّريف، ومَرَّ بطريقه على البيت المُقَدَّس وكانَ قدومه الشام لأجل زيارة القُدْس، ولزيارة زاوية والده بسَفْح قاسِيُون.
وهو رجُلٌ جيِّدٌ، غزيرُ العَقْل، كثيرُ السُّكون، من بيت المَشْيخة والصَّلاح.
ومَولدُه سنة أربع وأربعين وستِّ مئة
(1)
.
• - وقَدِمَ أيضًا القاضي بَدْرُ الدِّين مُحمدُ بنُ عليّ بن المَلّاق الرَّقِّيُّ الحَنَفيُّ، قاضي الجانب الغربي ببغدادَ، وهو رجل حَسَنٌ.
مَولدُه سنة تِسْع عَشْرة وستِّ مئة
(2)
.
• - سافرَ الأميرُ عَلَمُ الدِّين الدَّوَاداريُّ وجماعةٌ من جَيْش دمشق بمرسوم السُّلطان في يوم الأحد مُستَهلّ شهر ربيع الأول لتلقّي الرُّسُل والتَّتار الذينَ لحِقوا ببلادِ الإسلام.
1811 -
وفي أوائل ربيع الأوّل تُوفِّي الأميرُ شَرَفُ الدِّين ابن بَكّا
(3)
بسَفْح قاسِيُون.
1812 -
وفي يوم الخَمِيس قبل العَصْر ثاني عَشَر شهر ربيع الأول تُوفِّي الشَّيخُ الصّالح، المُقْرئ أبو مُحمد رَمَضانُ
(4)
بنُ عبد الله بنِ يوسُف الآمِديُّ، ودُفِنَ يوم الجُمُعة بالقُرب من المدرسة المُعَظَّمِية بسَفْح قاسِيُون.
(1)
توفي ببغداد سنة 722 هـ، وترجمته في أعيان العصر للصفدي 1/ 121، والوافي بالوفيات 6/ 141، والدرر الكامنة 1/ 75، والمنهل الصافي 1/ 155 ووقعت وفاته في أعيان العصر سنة 723 هـ.
(2)
وتوفي في رمضان سنة 697 هـ وترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 116 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 865.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 811.
ومَولدُه بآمِد في سنة ثلاث وعشرين وستِّ مئة تقريبًا.
وكان شيخًا مليحَ الشَّكل، عاقلًا، وقورًا، من أهل القُرآن المرتَّبِين بالرِّباط النّاصري بسَفْح قاسِيُون.
سَمِعَ من الصَّدْر البَكْريّ، والنَّجْم ابن النُّور البَلْخِيّ، وغيرهما.
قرأتُ عليه "حكايات الكَنْكَشِيّ
(1)
"، بسماعه من البَلْخيّ.
1813 -
وفي يوم الجُمُعة ثالث عَشَر شَهْر ربيع الأول صَلَّينا بدمشقَ على غائب تُوفِّي بالقاهرة، وهو الأميرُ الكبيرُ عزُّ الدِّين أيْبَك
(2)
بنُ عبدِ الله الأفْرَم السّاقيّ الصّالحيّ.
وكانَ سَمِعَ الأجزاء السِّت والأوّل من "الثَّقَفِيات" على ابن رَوَاج، بقراءة المَيْدُوميّ في سنة اثنتين وأربعين وستِّ مئة بالقاهرة.
1814 -
وفي يوم الجُمُعة ثاني عَشَر شهر ربيع الأول تُوفِّي العَدْل فَتْحُ الدِّين أبو الفَتْح نَصْرُ الله
(3)
بنُ عبد الله بن عبد القويّ بن نَصْر بن بَقَاء بن عَدِيّ الأنصاريُّ ابنُ الأُطروش الشّاهد، ويُسَمَّى نصرًا أيضًا، بالقاهرة، ودُفِنَ من الغَد بسَفْح المُقَطَّم.
رَوَى لنا عن ابنِ رَوَاج. قرأتُ عليه "مجلسَ ابنِ هارون الواسطي القطان".
1815 -
وفي ليلة السَّبْت ثالث عَشَر شَهْر ربيع الأول تُوفِّي الشَّيخُ أبو
(1)
هو أحمد بن الحسن بن عنان، أبو العباس الكنكشي الزاهد المتوفى سنة 449 هـ، وترجمته في: تاريخ الإسلام 9/ 721.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 30 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 809، والوافي بالوفيات 9/ 478، وعيون التواريخ 23/ 197، وتاريخ ابن الفرات 8/ 215، والمقفى 2/ 187 (863)، والمنهل الصافي 3/ 130، والدليل الشافي 1/ 161، والنجوم الزاهرة 8/ 80 وغيرها.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 828.
مُحمد نَجَاح
(1)
بنُ خليل بن عبد الله المولّد، عَتيق عيسى بن شِهاب المَحلِّي التّاجر بواب المَدْرسة المَسْرُورية بالقاهرة، ودُفِنَ من الغَد.
رَوَى لنا عن ابن رَوَاج. قرأتُ عليه "مجلس الأُسْواريّ"
(2)
.
ومَولدُه سنة ثمان عَشَرة وستِّ مئة.
• - وفي نِصْف ربيع الأول ورَدَت الأخبارُ باستمرار الغَلاء بالدِّيار المِصْرية، وأنّ الإردب بلغَ مئةً وستِّين، وأنَّ كل رِطْل ونصف بالرِّطْل المِصْريّ من الخُبْز بدِرْهم.
وأمّا الوَباء فذُكِرَ أنّه أُحصِيَ مَن ماتَ من أول شَهْر ربيع الأول إلى اليوم السادس منه فبلغوا خمسة وعشرين ألفًا.
1816 -
وفي يوم الأحد رابع عَشَر شَهْر ربيع الأوّل تُوفِّي الشَّيخُ المحدِّثُ أمينُ الدِّين أبو الأمانة جِبْريلُ
(3)
بنُ أبي الحَسَن بن جِبْريل بن إسماعيل بن إبراهيم العَسْقلانيُّ، بالمدرسة الظاهرية بالقاهرة، وصَلَّى عليه الدِّمْياطيُّ، ودُفِنَ من الغَد بمَقْبَرة باب النَّصْر.
وضَبَطهُ بعضُهم في ليلة السّادس عَشَر من الشَّهْر المذكور.
رَوَى عن ابن المُقَيَّر، وعلم الدِّين ابن الصّابونيّ، وابن الجُمَّيْزيّ، وغيرِهم. ورحلَ إلى دمشق، وسَمِعَ من بعض أصحاب ابن عَساكر. وكانَ من أهل القُرآن والحديث، وكان معيدَ الحديثِ بالمدرسة الظّاهرية عند الدِّمياطيّ.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 828.
(2)
هو أبو الحسن علي بن محمد بن علي الأسواري، منسوب إلى أسوارية من قرى أصبهان، كما في معجم البلدان 1/ 190، ذكر الذهبي في السير 17/ 592 أنه توفي سنة 437 هـ، وقال العلامة ابن ناصر الدين في توضيح المشتبه 1/ 209:"هو أبو الحسن علي بن محمد بن علي، وله مجلسان مرويان. . . إلخ".
(3)
ترجمته في: معجم شيوخ الذهبي 1/ 203، وتاريخ الإسلام 15/ 810، وذكر أنه ولد سنة 610 هـ.
قرأتُ عليه الأول من "الثَّقَفيّات" بقراءته على ابن الصّابونيّ. وسماعه من ابن الجُمَّيْزيّ.
1817 -
وفي ليلة الثُّلاثاء الثالث والعِشْرين من شَهْر ربيع الأول تُوفِّي الشَّيخُ زين الدِّين أبو العباس أحمدُ
(1)
بنُ مُحمد ابن الشَّيْخ شرَف الدِّين أبي مُحمد عبد القادر بن مُحمد بن الحَسَن بن الحُسين، ابنُ البَغْداديِّ، بالقاهرة، ودُفِنَ من الغَد بسَفْح المُقَطَّم.
حَدَّث عن جدِّه حُضورًا عن ابن عساكر. وكانَ من عُدُول القاهرة، ويَكْتب الشُّروط، وعنده فَضِيلة.
ولي منه إجازة.
1818 -
وفي سَحْرة يوم الاثنين التاسع والعِشْرين من شَهْر ربيع الأول تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ المُقْرئ أبو العباس أحمدُ
(2)
بنُ جِبْريل بن مَرْزا
(3)
بن عيسى الهَذَبانيُّ، الإرْبِليُّ، بالقاهرة، ودُفِنَ من الغَد خارج باب النَّصْر.
حَدَّث بـ "جزء عَبّاس التَّرْقُفِيّ" عن إبراهيم بن الخَيِّر؛ سَمِعهُ منه ببغدادَ، وسَمِعَ بدمشقَ والقاهرة. وكان شيخًا صالحًا، مُلازمًا للعبادة، يُلقِّن القُرآن العظيم بالمَقْسَم
(4)
ظاهر القاهرة، ويُكثر التِّلاوة.
ولي منه إجازة.
• - وفي يوم الأحد الثاني والعِشْرين من شَهْر ربيع الأوّل وَصلَ من الدِّيار المِصْرية إلى دمشقَ الأمير شَمْسُ الدِّين قراسُنْقُر المَنْصوريُّ وجماعةٌ، وتَلَقّاهم نائبُ السَّلْطنة.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 807.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 803.
(3)
الضبط من خط الذهبي.
(4)
هو المَقْس، فإن بعض الناس يسمونه المقسم. وينظر: خطط المقريزي 3/ 222.
• - وفي يوم الاثنين الثالث والعِشْرين من شهر ربيع الأوّل وصلَ إلى دمشق الأعيان من التَّتار اللّاحقينَ بالبلاد الإسلامية صُحْبة الأعْسَر، وهم نحو مئة فارس من جَيْش بيدوا، واحتُفِلَ لدخُولهم، وخرجَ نائب السَّلْطنة وجميع الجَيْش والعوام لأجل الفُرْجة
(1)
.
1819 -
وفي ليلة الأربعاء الخامس والعِشْرين من شَهْر ربيع الأوّل تُوفِّي الشَّيخُ عبدُ الرَّحمن
(2)
ابنُ الشَّيخ السَّيِّد الزّاهد أبي الحَسَن بن عبد الله بن غانِم، ودُفِنَ من الغَد بسَفْح قاسِيُون.
وكان شابًّا مُباركًا.
1820 -
وفي يوم الاثنين آخر النَّهار سَلْخ شَهْر ربيع الأول تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العالمُ تاجُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(3)
ابنُ القاضي شِهاب الدِّين عبدِ السَّلام بن المُطَهَّر ابن الشَّيخ شَرَف الدِّين أبي سَعْد عبدِ الله بن مُحمد بن هبة الله بن عليّ بن أبي عَصْرون التَّمِيميُّ، ودُفِنَ يوم الثُّلاثاء مُستَهلّ ربيع الآخِر بسَفْح قاسِيُون، بالقُرب من حَمّام النَّحّاس.
ومَولدُه في سادس عَشَر مُحَرَّم سنة عَشْر وستِّ مئة بحَلَب.
وكانَ رجُلًا جيِّدًا، مُباركًا، متواضِعًا، دَرَّسَ مُدةً طويلةً بالمدرسة الشّامية الجَوّانية بدمشق، وحَضرَ دَرْسه الأكابرُ والأعيان من الفُقهاء، وكانَ يحفظ الدُّروس حِفْظًا جيِّدًا، ويوردُها بلفظ الكتاب.
(1)
ذكر ابن كثير في البداية والنهاية 15/ 591 أن هؤلاء إنما قدموا لما بلغهم سلطنة كتبغا لأنه منهم.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
ترجمته في: قلائد الجمان 6/ 220 وتوفي قبله بأكثر من أربعين عامًا، وتاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 32 (باريس)، والذهبي في تاريخ الإسلام 15/ 821، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 217، والوافي بالوفيات 3/ 256، وطبقات الشافعيين لابن كثير، ص 124، والعقد المذهب، ص 383، وذيل التقييد 1/ 158، والسلوك 2/ 270، ولحظ الألحاظ، ص 64، والنجوم الزاهرة 8/ 77، والدارس 1/ 229، وشذرات الذهب 7/ 754.
سَمِعَ من والده، وابن رُوْزْبة، ومُكْرَم بن أبي الصَّقْر، وأبي الحَسَن ابن الصّابونيّ، وغيرِهم. وأجازَ له المؤيَّد الطوسيُّ، وأبو رَوْح عبد المُعزّ، وأبو المظفَّر ابن السَّمْعاني، وأخوه مُحمد، وأبو بكر القاسم ابن الصَّفّار، وزَيْنب الشَّعْرية، ومُحمد بن صاعد العَطّاريُّ، ومُحمد بن محمود ابن الحَمّاميِّ، وشهاب الحاتِميُّ، وأحمد بن شِيْرُوْيَة الدَّيْلَميُّ، وإسماعيل بن عُثمان القارئ، والأخوة الأربعة: مُحمد، وعبد البرّ، وفاطمة، وفاختة، أولاد الحافظ أبي العلاء الهَمَذانيّ، والافتخار الهاشميّ، وأبو البقاء العُكْبَريُّ، وأحمد بن سَلْمان بن الأصفر، ومِسْمار بن العُوَيْس، وسعيد ابن الرَّزاز، وغيرُهم.
قرأتُ عليه "صحيح مُسلم"، و"موطأ أبي مُصعَب"، عن مالك، بإجازته من المؤيَّد الطوسيِّ، وغيرَ ذلك.
ربيع الآخِر
1821 -
في ليلةِ الثُّلاثاء مُسْتَهلّ شَهْر ربيع الآخِر تُوفِّيت خديجةُ
(1)
بنتُ الشَّيخ الزّاهد إبراهيم بن أحمد بن مُحمد الرَّقِّيّ، ودُفِنت بسَفْح قاسِيُون.
وكانت شابّة. وقد حَفِظَت الكتابَ العزيز، وفهمَت شيئًا من الفقهِ والنَّحو، ونَسَخت بخطِّها، وانتخبَت لنفسها أشياءَ من الرقائق والمَواعظ.
• - وسافرَ الأميرُ شَمْسُ الدِّين قَرَاسُنْقُر المَنْصوريُّ من دمشقَ إلى القاهرةِ في يوم الاثنين سابع شَهْر الآخر ومعه التَّتار الذين تَقَدَّم ذِكْرُهم
(2)
.
• - وفي وَسطِ الشَّهْر وَصلَت غِرارة القَمْح بدمشق إلى مئة وثمانين،
(1)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب.
(2)
هذا الخبر والأخبار التي بعده ينظر: تاريخ الإسلام 15/ 692، وعيون التواريخ 23/ 194، والبداية والنهاية 15/ 591.
وغِرارة الشَّعير إلى مئة، واشتدَّ الأمرُ على الفُقراء والصَّعاليك، وعَسُر عليهم تَحْصيل القُوت.
• - وفي يوم الثُّلاثاء مُنْتَصف شَهْر ربيع الآخِر بَلَغنا أنَّ الشَّيخَ شهابَ الدِّين الحَنْبليَّ مُفَسِّر المنامات تغيَّر عليه أميرُه ألْطبرس ونهبَ دارَهُ وطلبَ ولدَهُ الكبير عبد الرَّحمن فألقَى بنفسه من موضع عال طلبًا للخَلاص من الوقوع في يده، فبقي أيامًا وماتَ، ورُسِمَ له بالسَّفَر إلى الشّام.
• - وفي العَشْر الأوسط من شَهْر ربيع الآخِر ظهرَ بدمشق قَتْلُ جماعةٍ بالليل في الدُّروب، وأكثرهم من الحُرّاس بالدُّروب، في كل ليلة يصبح واحدٌ أو اثنان قد قُتِلا، وجَرَى ذلك في ليالٍ متعدِّدة وأماكنَ متفرقةٍ، ولم تَظْهر سرقة، ولا عُدِمَ لأحدٍ شيء، فاحترزَ الوالي، ووكَّل الناس بالمواضع، وضَيَّق البَلَد بإحداث شرائجَ وأبواب، واجتهدَ غاية الاجتهاد، ولم يظهر من فعل ذلك، واستمرَّ الأمرُ إلى آخرِ الشَّهْر، ثم مُسِكَ شخصٌ اعترف بقتل جماعة من المقتولين. فسُمِّر ثم خُنِقَ وسكنَ الأمرُ، ورجعَ الناسُ إلى عادتهم.
• - وفي يوم الأربعاء السّادس عَشَر من شَهْر ربيع الآخِر وَصلَ من القاهرةِ إلى دمشقَ الصَّدْرُ مَجْدُ الدِّين يوسفُ ابنُ القَباقِبيّ، وقد أُعيدَ إلى مَنْصبِه ومكانتِه، وقصدَهُ النّاسُ للتهنئة بالسَّلامة، والتَّعْزية في ولدِه أمين الدِّين مُحمد، رحمه الله.
1822 -
وفي ليلةِ الجُمُعة ثامن عَشَر شَهْر ربيع الآخِر تُوفِّي الفقيهُ الإمامُ العالمُ موفَّقُ الدِّين أبو مُحمد عبدُ الله
(1)
ابنُ نَجْم الدِّين عبد الرَّحمن ابن القاضي العلّامة نَجْم الدِّين أحمد ابن الشَّيخ شهاب الدِّين مُحمد بن خَلَف بن راجِح المَقْدسيُّ الحَنْبليُّ، بالقاهرة، ودُفِنَ من الغَد بسَفْح المُقَطَّم.
(1)
ترجمته في: المختار من تاريخ ابن الجزري، ص 378، وتاريخ الإسلام 15/ 815، والوافي بالوفيات 17/ 251، والمقصد الأرشد 2/ 43.
وكانَ فقيهًا فاضلًا، صالحًا، وسَمِعَ كثيرًا مع سَعْد الدِّين الحارثيِّ، وغيرِه.
وهو سِبْطُ الشَّيخ شَمْسُ الدِّين ابن الشَّيخ العِماد المَقْدسيّ قاضي القُضاة بالدِّيار المِصْرية.
1823 -
وفي اليوم الثّامن عَشَر، أو ليلة السَّبْت التّاسع عَشَر من شَهْر ربيع الآخِر تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ شَمْسُ الدِّين أبو الطّاهر إسماعيلُ
(1)
بنُ عبد المُنعم بن مُحمد بن أحمد بن يوسُف، ابنُ الخِيَميِّ، الأنصاريُّ، ودُفِنَ يوم السَّبْت تاسع عَشَر الشَّهْر بسَفْح المُقَطَّم.
رَوَى عن ابن باقا، ومُرتضَى ابن العَفِيف، وكانَ خطيبًا بالقَرافة الصُّغرى، وصوفيًّا بالخانكاه.
وهو أخو الشَّيخ شهاب الدِّين ابن الخِيَميّ الشّاعر المشهور
(2)
، وأصلُهم من اليَمَن.
ومَولدُه بالقاهرة في السّابع والعِشْرين من ذي الحِجّة سنة ثلاث عَشْرة وستِّ مئة.
قرأتُ عليه "مُنتقَى من النَّسائي" بسماعه من ابن باقا.
1824 -
وفي يوم السَّبْت تاسع عَشَر شَهْر ربيع الآخِر تُوفِّي الشَّيخُ أبو بكر
(3)
، المعروف بمُقَيْق الفقير الحَرِيريُّ، بالقَصّاعين بدمشق.
وهو فقيرٌ معروفٌ، كانَ يجلسُ عند قَبْر زكريّا عليه السلام بالجامع. وبالمِزّة مسجدٌ منسوبٌ إليه.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 808، والوافي بالوفيات 9/ 153، وذيل التقييد 1/ 468 (ط. العلمية).
(2)
تقدم في وفيات سنة 685 هـ من هذا الكتاب.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
• - ووَصلَ الخبرُ أنّه أُبيعَ الفَرُّوجُ في الإسكندرية بستّةٍ وثلاثين دِرْهمًا نُقْرة، وبالقاهرة بتسعة عَشَر دِرْهمًا، وذلك لكثرة المَرَض، وأُبيعَ البيضُ ثلاثة بدِرْهم، وهَلَكت الحَمِيرُ والكلابُ والقِطاط، ولم يَبْق حمارٌ للكِراء، ولا يوجدُ أحد ممن يَرْتزق بهذه الحِرْفة
(1)
.
1825 -
وفي يوم الأحد العِشْرين من شَهْر ربيع الآخِر تُوفِّي الشَّيخُ الفقيهُ العالمُ مُحْيي الدِّين عبدُ اللَّطيف
(2)
ابنُ الشَّيخ العلّامة عزّ الدِّين عبد العزيز بن عبد السَّلام بن أبي القاسم السُّلَميُّ، ودُفِنَ من يومه بسَفْح المُقَطَّم.
وضبطَ بعضُهم موتَهُ في التّاسع والعِشْرين من الشَّهْر المذكور.
رَوَى عن ابن اللَّتِّي، وطلبَ الحديث. وقرأ بنفسه، وكان أفضل إخوته. قرأ الفقهَ والأصول، وكان يَعْرف تصانيف والده معرفةً جيِّدة.
ومَولدُه سنة ثمانٍ وعِشْرين وستِّ مئة بدمشق.
ولي منه إجازة.
1826 -
وفي ليلة الجُمُعة الخامس والعِشْرين من شَهْر ربيع الآخِر تُوفِّي الشَّيخُ أبو الفَتْح المَنْبِجيُّ
(3)
المُقْرئ بالرِّباط النّاصريِّ بسَفْح قاسِيُون، ودُفِنَ عند بُرْج ابنِ الحكيم.
وكانَ رجُلًا صالحًا، مُبارَكًا.
قرأتُ عليه بعض القُرآن العظيم.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 691.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 817، والوافي بالوفيات 19/ 119، وطبقات الشافعية الكبرى 8/ 312، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 199، وذيل التقييد 2/ 148، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 182، والمقصد الأرشد 2/ 169.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وستأتي ترجمة أبي الفتح المنبجي المقرئ أيضًا، نصر بن سليمان في وفيات جمادى الآخرة من سنة 719 هـ.
1827 -
وفي يوم الاثنين الحادي والعِشْرين من شَهْر ربيع الآخِر تُوفِّي القاضي الفقيهُ الإمامُ العالمُ أقضَى القُضاة جلالُ الدِّين أبو مُحمد عبدُ المُنعم
(1)
بنُ أبي بكر بنِ أحمدَ بن عبد الرَّحمن بن محمود الأنصاريُّ، بالقُدْس الشَّريف، ودُفِنَ من يومه بمَقْبَرة مامُلا، ووَصلَ خَبَره إلى دمشقَ بعدَ جُمُعة.
وكانَ فقيهًا، حَسَن الهيئة، قاضيًا لأشغال النّاس. وَلِيَ خطابةَ صَفَد، وقضاءَ الصَّلْت، وعَجْلون، والقُدْس، ونابَ بدمشق عن قاضي القُضاة بَدْر الدِّين ابن جَماعة. ورَوَى عن ابن المُقَيَّر.
قرأتُ عليه بالصَّلْت "مجلس ابن الفاخر"، وبالقُدس "حديث ابن زَيْدان البَجَليّ".
ومَولدُه في النِّصف من سنة تسع عَشَرة وستِّ مئة بالقاهرة.
1828 -
وفي ليلةِ الاثنين الثّامن والعِشْرين من شَهْر ربيع الآخِر تُوفِّي الشَّيخُ الفاضلُ تقيُّ الدِّين أبو عبد الرَّحمن شَبِيبُ
(2)
بنُ حَمْدان بنِ شَبِيب بن حَمْدان بن شَبِيب بن محمود الحَرّانيُّ الطبيبُ الكَحّال، بالقاهرة، ودُفِنَ من الغَد بمَقْبَرة الرَّوضة خارج باب زَوِيلة.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 818، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 421، وطبقات الشافعية للسبكي 8/ 315، ولحظ الألحاظ، ص 64، وحسن المحاضرة 1/ 385، وشذرات الذهب 7/ 753.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 33 - 36 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 813، وفوات الوفيات 2/ 98، والوافي بالوفيات 16/ 107، وذيل طبقات الحنابلة 4/ 269، وذيل التقييد 2/ 16، ولحظ الألحاظ، ص 63، والمقصد الأرشد 1/ 439، وحسن المحاضرة 1/ 543، وشذرات الذهب 7/ 749. وتوفي أبوه حمدان في صفر من سنة 648 هـ، وهو مترجم في صلة التكملة للحسيني 1/ 218 (331).
وضبطَ بعضُهم موتَهُ في مُستهَلِّ جُمادى الأُولى، وأنَّه دُفِنَ بالقَرافة.
ومَولدُه سنة إحدى وعِشْرين وستِّ مئة بحَرّان تقريبًا.
رَوَى عن ابن رُوْزْبة، والفَخْر الإرْبِليّ. وله شعرٌ جيِّد، وذِهنٌ حَسَنٌ. كتبَ عنه الدِّمياطيُّ.
وهو أخو الشَّيخ العلّامة نَجْم الدِّين ابن حَمْدان الحَنْبليّ
(1)
.
قرأتُ عليه الخامس من "حديث ابن السَّمّاك" بسماعه من الفَخْر الإرْبِليِّ بحَرّان، عن ابن النَّقُّور.
1829 -
وفي شَهْر ربيع الآخِر تُوفِّي تاجُ الدِّين ابن قُرْصة
(2)
، أحد المُدرّسين بالقاهرة.
1830 -
وفي هذا الشَّهْر بَلَغنا وفاة القاضي عَلَمِ الدِّين أحمدَ
(3)
بنِ إبراهيم بن حَيْدَرة بن عليّ بن حَيْدَرة بن عليّ بن عَقِيل بن القَمّاح القُرَشيِّ، بالقاهرة.
وكانَ من الفُضلاء.
ومَولدُه في سنة ثلاثين وستِّ مئة.
1831 -
ووفاة الأمير فَخْرِ الدِّين
(4)
أمير شكار أحد الأُمراء المصريّين.
(1)
تقدمت ترجمته في وفيات هذه السنة أيضًا (1794).
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب. وهذا البيت من البيوتات المشهورة بصعيد مصر، كما في الوافي بالوفيات 8/ 83 وغيره.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 41 - 42 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 803، وعيون التواريخ 23/ 206، وطبقات الشافعية للسبكي 8/ 5، والمقفى للمقريزي 1/ 210 (407)، وعقد الجمان 3/ 330.
(4)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
جُمادى الأولى
1832 -
في ليلةِ الأربعاء مُسْتَهلّ جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ، أبو بكر
(1)
بنُ عبّاس بن أبي مَنْصور بن عَجْرَمة البانياسيُّ الحجارُ الصّالحيُّ، بسَفْح قاسِيُون، وصُلِّي عليه ظُهْر الأربعاء بالجامع المُظَفَّريِّ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.
وكانَ من رُواة "صحيح البُخاري" عن ابن الزَّبِيديّ.
ومَولدُه في رابع عَشَر رَمَضان سنة سبع عَشَرة وستِّ مئة
(2)
.
قرأتُ عليه "ثلاثيات البُخاري".
1833 -
وفي يوم الجُمُعة ثالث جُمادى الأولى تُوفِّي السِّراجُ الوَرّاقُ
(3)
الشّاعرُ المَشْهور بمصرَ صاحب أبي الحُسين الجَزّار، رحمهما الله.
1834 -
وفي هذا اليوم تُوفِّي الخطيبُ تقيُّ الدِّين مُحمدُ
(4)
ابنُ الشَّيخ مَجْد الدِّين الحَسَن ابن الشَّيخ تاج الدِّين عليّ بن أحمد بن عليّ بن مُحمد بن الحَسَن، ابنُ القَسْطلّانيّ، خطيب جامع عَمْرو بن العاص رضي الله عنه، بمصرَ.
تَولَّى الخطابةَ بعد قُطْب الدِّين عبد الباقي الأنصاريّ.
رَوَى لنا عن سِبْط السِّلَفيّ.
ومَولدُه سنة ثلاث وأربعين وستِّ مئة.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 829، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 406.
(2)
رأى الذهبي مولده بخطه.
(3)
اسمه عمر بن محمد بن حسن، وترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 42 - 43 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 812، وفوات الوفيات 3/ 140، والنجوم الزاهرة 8/ 83، وشذرات الذهب 7/ 753.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 821.
ووَلِيَ الخطابة بعده وَلَدُهُ.
قرأتُ عليه التاسع من "المُزَكيات"، بسماعه من سِبْط السِّلَفِيّ، بسنده وذلك بجامع مِصْر.
1835 -
وفي بُكْرةِ يوم الأربعاء ثامن جُمادى الأولى تُوفِّي مَجْدُ الدِّين غازي
(1)
بنُ أزْبك بن آق سُنقُر بن عبد الله المُظَفَّري، ويُدعى أيدَمُر أيضًا، بالقاهرة.
وكانَ من الجُنْد، وهو ابن خَدِيجة أخت الشَّيخ جمال الدِّين ابن الظّاهري.
قرأتُ عليه "مَجْلس البطاقة" بسماعه من أحمد ابن القاضي زَيْن الدِّين الدِّمشقيّ. وكان مُكْثِرًا. أسمَعَهُ خالُه مع أولادِه، وكان يحبُّه ويُثْنِي عليه.
1836 -
وفي ثامن جُمادى الأُولى شُنِقَ بدمشق أحمدُ
(2)
بنُ مُحمد ابن الفقيه عبّاس بن عُمر بن عَبْدان البَعْلَبكيُّ، بسبب جريمة ارتكبَها، ودُفِنَ بمَقْبَرة باب الفَراديس.
وكانَ سَمِعَ على جدِّه.
1837 -
وفي يوم الجُمُعة عاشِر جُمادى الأولى تُوفِّي العَدْلُ صفيُّ الدِّين عبدُ الرَّحمن
(3)
بنُ محمود بن مَحَاسن الإرْبِليُّ التّاجرُ، ودُفِنَ بمقابر الصُّوفية.
وكانَ رجُلًا جيِّدًا، مَشْكورَ السِّيرة، قاضيًا لحوائج النّاس، عَدْلًا أمينًا، يشهدُ على القُضاة بدمشق.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وستأتي ترجمة خاله الجمال ابن الظاهري في وفيات السنة الآتية.
(2)
لم نقف على ذكر له في غير هذا الكتاب.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري، كما في المختار منه للذهبي، ص 378، ولكنه ذكر وفاته في جمادى الآخرة.
1838 -
ووَصلَ الخبرُ في ثاني عَشَر جُمادى الأولى بوفاة نَجْم الدِّين أيوبَ
(1)
ابنِ الوزّان صِهْر الشَّيخ شَمْس الدِّين ابن العِماد الحَنْبليّ.
1839 -
وبوفاة الشَّيخ الصّالح عبدِ الله
(2)
الباعشِيقيِّ، كلاهما بالقاهرة. وكانَ هذا الشَّيخ عبد الله من أعيان الفُقراء الصُّلَحاء.
• - وفي يوم الأحد ثاني عَشَر جُمادى الأولى سافرَ من دمشق الشَّيخُ صَدْرُ الدِّين إبراهيمُ ابنُ الشَّيخ سَعْدِ الدِّين ابن حَمُّوْيَة إلى بَلَده، وخرجَ معه الصُّوفية وجماعةٌ للوداع بعد أن أقامَ بدمشق نحو ثلاثة أشهُر، وسَمِعَ بها كثيرًا على الشُّيوخ، وكانَ حريصًا على ذلك، ولَبِسَ النّاسُ منه الخِرْقةَ عن والدِه.
• - ووقعَ مطرٌ في ثاني عَشَر جُمادى الأُولى، وحصلَ بسببه رُخْصٌ في الغَلّة بحيث أُبيعت الغِرارة من القَمْح بمئة، ومن الشَّعير بأربعين.
ثم وقعَ مطرٌ كثير في سادس عَشَره وهو يوم الخميس الكبير.
• - وفي يوم الأحد ثاني عَشَر جُمادى الأُولى باشرَ نيابةَ الحِسْبة بدمشقَ شهابُ الدِّين أحمدُ ابنُ الشَّيخ جمالِ الدِّين يحيى بن أحمدَ الحَنَفيُّ، عِوَضًا عن أخيه بهاء الدِّين إبراهيم.
1840 -
وفي العَشْر الأوسط من جُمادى الأُولى تُوفِّي الشَّيخُ عِمادُ الدِّين أبو الطّاهر مُحمدُ
(3)
ابنُ الشَّيخ تاج الدِّين عليّ بن أحمدَ بن عليّ، ابنُ القَسْطَلّانيِّ، المِصْريُّ، بها.
ومَولدُه في شَوّال سنة سَبْع عَشَرة وستِّ مئة بمِصْرَ.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري، كما في المختار منه، ص 378.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 32 - 33، وتاريخ الإسلام 15/ 814.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 823.
قرأتُ عليه العَشَرة الأخيرة من "الأربعين" لابن المُقَيَّر، عنه.
وكان رجُلًا صالحًا، مواظِبًا على حُضور الجَماعات بجامع مِصْر. سَمِعَ من ابن المُقَيَّر، وابنِ الجُمَّيزِي، وسِبْط السِّلَفيّ. وأجازَ له الفَتْح بن عبد السَّلام، وجماعةٌ.
ووَصلَ إلى القاهرةِ كتابٌ من الإسكندرية بخط مُحمد بن صالح الطَّرابُلُسيِّ، تاريخه سابع عَشَر جُمادى الأُولى، وفيه ذكر وفاة الأخَوين:
1841 -
زَيْن القُضاة.
1842 -
وجمال القُضاة ابني عَطِيّة
(1)
.
1843 -
وصَدْر الدِّين أحمدَ
(2)
بنِ عبد الرَّحمن بن حَسَن بن عبد الرَّحمن بن حمزة الحارثيِّ المالكيِّ.
وكانَ سَمِعَ من ابن عِماد، وابن الصَّفْراويّ.
ومَولدُه في ليلة حادي عَشَر ربيع الآخر سنة ثمان عَشْرة وستِّ مئة بالإسكندرية.
قرأتُ عليه جزأين من "الخِلَعِيات"، وهما الثاني عَشَر والثالث عَشَر عن ابن عِماد.
1844 -
وشهابِ الدِّين أحمدَ
(3)
بنِ عبد البارِي بن عبد الرَّحمن بن عبد الكريم الصَّعِيديّ المؤدِّب.
(1)
لم نقف على ترجمة لهما في غير هذا الكتاب.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 804.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 804، ومعرفة القراء الكبار 2/ 693 (663)، والوافي بالوفيات 7/ 12، وذيل تذكرة الحفاظ، ص 91، وغاية النهاية 1/ 65، والمقفى للمقريزي 1/ 275 (460)، والمنهل الصافي 1/ 329، والدليل الشافي 1/ 52، وحسن المحاضرة 1/ 505، وشذرات الذهب 7/ 750.
ومَولدُه في عاشِر صَفَر سنة اثنتي عَشَرة وستِّ مئة بالإسكندرية.
وكانَ رجُلًا صالحًا، سَمِعَ الكثيرَ، وقرأ القراءات على ابنِ عيسى، وابنِ الصَّفْراويّ.
قرأتُ عليه "المجالس السَّلَماسيّة" عن ابن عيسى.
1845 -
وأحمدَ
(1)
بنِ عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك التَّنُوخِيِّ القُرطبيِّ.
وكانَ مُحدِّثًا صالحًا. سَمِعَ من ابن رَوَاج.
1846 -
وعمادِ الدِّين سُليمانَ
(2)
بنِ أحمد بن سُليمان بن أحمد المَرْجانيِّ المكيِّ، ثم الإسكندريّ.
ومَولدُه سنة اثنتين وعِشْرين وستِّ مئة تقريبًا.
وكنتُ قرأتُ عليه ثالث "الخِلَعيّات" عن ابن عِمَاد.
1847 -
وأبي بَكْر
(3)
بن مُحمد بن أبي عبد الله ابن المَغَازليّ، الخَيّاط. ومَولدُه سنة ثلاثين وستِّ مئة.
1848 -
ونَجْم الدِّين ابن المُقنع
(4)
.
1849 -
والموفَّق الكُتُبيّ
(5)
.
1850 -
وولده عبد الرَّحمن
(6)
.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 805.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 812.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(4)
كذلك.
(5)
كذلك.
(6)
كذلك.
1851 -
وفي يوم الخَمِيس السّادس عَشَر من جُمادى الأُولى تُوفِّي قاضي القُضاة تقيُّ الدِّين أبو القاسم عبدُ الرَّحمن
(1)
ابن قاضي القُضاة تاج الدِّين أبي مُحمد عبد الوَهّاب ابن القاضي الأعزّ أبي القاسم خَلَف بن بَدْر العَلَاميُّ
(2)
الشّافعيُّ، ودُفِنَ من الغَدِ بسَفْح المُقَطَّم، وكان الجَمْع وافرًا.
حَدَّث عن الرَّشيد العَطّار، ورَوَى عنه شيخُنا شَرَفُ الدِّين الدِّمياطيُّ في "مُعجمه" شيئًا من نَظْمه.
وكانَ حاكمًا بالدِّيار المِصْرية، وهو من نوادر العَصْر وأفراد الدَّهر، وصُلِّي عليه بجامع دمشقَ يوم الجُمُعة مُنْتَصف جُمادى الآخرة
(3)
.
1852 -
وفي يوم الجُمُعة سابع عَشَر جُمادى الأُولى تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ إبراهيمُ
(4)
بنُ جامع بن نَماء المَنْبِجيُّ، بالمارستان بدمشق.
وكانَ مُلازمًا لسماع الحديث، سَمِعَ من ابن عبد الدّائم وجماعة.
• - وفي يوم الجُمُعة السّابع عَشَر من جُمادى الأُولى خُلِعَ على الصَّدْر شهاب الدِّين الحَنَفيِّ وكيل السُّلطان ولَبِسها في هذا اليوم.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 46 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 816، والوافي بالوفيات 18/ 179، وفوات الوفيات 2/ 279، وعيون التواريخ 23/ 201، وطبقات الشافعية للسبكي 8/ 172، وطبقات الشافعية للإسنوي 1/ 151، وطبقات الشافعيين لابن كثير، ص 942، والعقد المذهب، ص 174، والنجوم الزاهرة 8/ 82، والمنهل الصافي 7/ 188، وحسن المحاضرة 1/ 415، وشذرات الذهب 7/ 752 وغيرها.
(2)
نسبة إلى "علام" قبيلة.
(3)
قال الذهبي في تاريخ الإسلام: "مولده في ثاني عشر رمضان سنة تسع وثلاثين وست مئة، نقلته من خط الحافظ سعد الدين الحارثي رحمه الله، وهو عزيز الوجود، أعني ذكر مولده، فإنه كان لا يخبر به أحدًا".
(4)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
• - وفي يوم السَّبْت الثّامن عَشَر من جُمادى الأُولى وَلِيَ القضاءَ بالدِّيار المِصْرية الشَّيخُ الإمامُ العلّامةُ مفتي الفرق بقيّةُ السَّلَف تقيّ الدِّين أبو الفَتْح مُحمد ابن الشَّيخ مَجْد الدِّين عليّ بن وَهْب القُشَيْريُّ المَعْروف ابن دَقِيق العيد، عِوَضًا عن قاضي القُضاة تقيّ الدِّين ابن بنت الأعزّ
(1)
.
1853 -
وفي ليلةِ الاثنين العِشْرين من جُمادى الأُولى تُوفِّي الشَّيخُ أبو الحَسَن عليُّ
(2)
بنُ حَمْزة بن عبد الرَّزاق المَحَجيُّ الصّالحيُّ، المعروف بالفَلْو، بسَفْح قاسِيُون، ودُفِنَ من الغَد هناك.
سَمِعتُ منه "جُزء أبي الجَهْم" عن ابن اللَّتِّي.
1854 -
وفي يوم الأحد السّادس والعِشْرين من جُمادى الأُولى تُوفِّي شهاب الدِّين أحمدُ
(3)
ابنُ الشَّيخ العَدْلِ شَمْسِ الدِّين مُحمد بن إبراهيم بن عبد السَّلام، ابنُ المُصَلِّي، المعروف بالجَبَليّ، ودُفِنَ يوم الاثنين بسَفْح قاسِيُون، رحمه الله.
1855 -
وفي يوم الأحد السّادس والعِشْرين من جُمادى الأُولى تُوفِّي جمال الدِّين يوسُفُ
(4)
بنُ الخَضِر بن خُطْلخ البهائيُّ، بالقاهرة.
وكان من الأجناد.
وهو ابن بنتُ فاطمة أُخت الشَّيخ جمال الدِّين ابن الظّاهريّ.
قرأتُ عليه "مَجْلس البِطاقة" عن ابن عَلّاق.
وكان دَيِّنًا، له منامات حَسَنة.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 692.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 818.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وسيأتي ذكر والده شمس الدين محمد في وفيات سنة 703 هـ من هذا الكتاب.
(4)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وستأتي ترجمة ابن الظاهري في وفيات السنة الآتية.
1856 -
وفي يوم الثُّلاثاء الثّامن والعِشْرين من جُمادى الأُولى تُوفِّي شَمْسُ الدِّين مُحمدُ
(1)
بنُ حِصْن، أخو إبراهيم بن حِصْن، ودُفِنَ من يومه.
1857 -
وفي بُكْرةِ الأربعاء التّاسع والعِشْرين من جُمادى الأُولى تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ المُحَدِّث الزّاهدُ مَجْدُ الدِّين أبو بكر
(2)
بنُ عبدِ الرَّحمن بن مَنْصور بن جامع الكِنانيُّ المَوْصِليُّ، بالمدرسة العادلية، وصُلِّي عليه بالجامع، ودُفِنَ بمقابر الصُّوفية.
سَمِعَ بالمَوْصل "جزء ابن عَرَفة"، على مُحمد بن إبراهيم ابن البَرْني، ثم سَمِعهُ بدمشق على ابن عبد الدّائم، وسمع الكثير، وكانَ مواظبًا على المُطالعة والنَّظَر، وعنده فوائدُ، وفيه صلاحٌ وسكونٌ. ووَلِيَ مشيخةَ الحديث بالزّاوية الفاضليّة والإمامة بالمَدْرسة العادلية الكبيرة.
1858 -
وفي يوم الخَمِيس سَلْخ جُمادى الأُولى تُوفِّيت الحاجّة أيجهان
(3)
التُّركية، ودُفِنَت من يومها بمقبَرة باب النَّصْر.
وهي والدة فَخْر الدِّين عُثمان ابن الشَّيخ جمال الدِّين ابن الظّاهريّ.
1859 -
ووَصلَ الخَبرُ في هذا الشَّهْر بموتِ شهابِ الدِّين
(4)
ابنِ شَمْسِ الدِّين يوسُف بن قُريش.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 36 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 830، والمعجم المختص، ص 305 ووقع فيه تاريخ وفاته 693 هـ وهو غلط، فقد ذكره على الوجه في تاريخ الإسلام.
(3)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب، وتوفي ولدها فخر الدين عثمان بن أحمد بن محمد أبو العباس الظاهري سنة 730 هـ، وترجمته في الوافي بالوفيات 19/ 466، والجواهر المضية 2/ 517، وذيل التقييد 2/ 165، والدرر الكامنة 3/ 246، والمنهل الصافي 7/ 414، والدليل الشافي 2/ 438، وحسن المحاضرة 1/ 393.
(4)
اسمه أحمد، وترجمته في تاريخ ابن الجزري، كما في المختار منه للذهبي، ص 378، وتحرف فيه اسم جده إلى "فرش".
1860 -
وشهابِ الدِّين عبد العزيز
(1)
ابن كمال الدِّين أحمد ابن العَجَميِّ، وكلاهما من المُوَقِّعينَ بالقاهرة.
1861 -
وبموتِ ولد مُوفَّق الدِّين
(2)
الهَكّاريِّ الشُّرُوطيِّ.
1862 -
وبموتِ كمالِ الدِّين
(3)
بنِ مِنْهال، والد عزّ الدِّين ابنِ مِنْهال.
1863 -
ونورِ الدِّين السُّوسِيّ
(4)
الحَنَفيّ، كاتب الحكم.
1864 -
وبَدْر الدِّين الدِّمشقيّ الحَنَفيّ، أحد المُدَرِّسين
(5)
.
جُمادى الآخرة
1865 -
في يوم الأحد ثالث جُمادى الآخرة تُوفِّي الشَّيخُ شَرَفُ الدِّين مُحمدُ
(6)
بنُ عبد الملك بن عُمَر، المعروف بالأَرْزونيِّ، بقرية بَيْت لِهْيا، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون بتُربةِ الشَّيخ مُوفَّق الدِّين، عند قبر شَيْخنا تقيّ الدِّين ابن الواسطيّ، رحمه الله، وحضرَهُ جمعٌ كبيرٌ.
وكانَ مشهورًا بالصَّلاح، وله زوايا في أماكن. وجاوزَ الثَّمانين.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري، كما في المختار منه للذهبي، ص 378.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
هو عبد القادر بن عثمان بن منهال المصري، لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، ولكن ستأتي ترجمة ولده عز الدين محمد بن عبد القادر في وفيات شهر جمادى الأولى سنة 709 هـ من هذا الكتاب، وهو مترجم في أعيان العصر 4/ 516 وغيره.
(4)
هو علي بن نصر بن عمر السوسي، ترجمته في: الجواهر المضية 1/ 381.
(5)
لم نعرفه.
(6)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 36 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 822، والوافي بالوفيات 4/ 45، وأعيان العصر 4/ 550 وقال الصفدي فيهما:"انقطع سنة ست وتسعين وست مئة"، ولا شك أن ما ذكره البرزالي هو الصواب، وينظر: لحظ الألحاظ، ص 64، وشذرات الذهب 7/ 755.
1866 -
وفي يوم الأحد ثالث جُمادى الآخرة تُوفِّيت أمُّ الخَيْر عائشةُ
(1)
بنتُ الشَّيخ المُحدِّث الزّاهد برهانِ الدِّين إبراهيم بن مُحمد بن عبد الغني بن النَّشْو القُرَشيِّ، ودُفِنتْ من يومها بسَفْح قاسِيُون عند زاوية سَعْد الدِّين ابن حَمُّوْيَة.
وهي زوجة شيخ الشُّيوخ فَخْر الدِّين يوسُف بن حَمُّوْيَة.
وسمعت من جماعة بعد سنة خمسين وستِّ مئة مع والدها.
1867 -
وكانت أمُّها ماتت قبلها بنحو جُمُعة، وهي أمُّ الحَسَن فاطمةُ
(2)
بنتُ مُحمد بن يوسف الخُوْنَجيّة
(3)
.
وقد سَمِعَتا "مجلس ابن مَيْلة
(4)
" على عُثمان ابن خَطِيب القَرافة، بإجازته من السِّلَفِي. وسَمِعَتا على جَماعةٍ غيره.
1868 -
وفي يوم الأحد ثالث جُمادى الآخرة تُوفِّيت أمُّ مُحمد خَدِيجةُ
(5)
بنتُ الشَّيخ مُحمد بن عبد الله الظّاهريّ، ودُفِنَت بمَقْبَرة باب النَّصْر ظاهر القاهرة.
رَوَت لنا عن أحمد بن سَلامة النَّجّار حُضورًا، وإبراهيم بن خليل سَماعًا.
وهي أمُّ المَجْد غازي الذي تقدَّمت وفاته
(6)
، بينهما أقلّ من شَهْر.
وكانت امرأةً صالحة، كثيرةَ الحياء.
(1)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 814، وتقدمت ترجمة والدها في وفيات ذي الحجة من سنة 673 هـ، وستأتي ترجمة زوجها فخر الدين يوسف بن حَمُّوْيَة في وفيات سنة 701 هـ.
(2)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب.
(3)
منسوبة إلى "خُوْنَج" من أعمال أذربيجان (معجم البلدان 2/ 407).
(4)
هو علي بن محمد بن أحمد بن ميلة، أبو الحسن الأصبهاني الزاهد الفقيه الفرضي المتوفى سنة 414 هـ. ينظر: إكمال الإكمال لابن نقطة 1/ 302، وتاريخ الإسلام 9/ 239.
(5)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب.
(6)
في هذه السنة برقم (1832).
1869 -
وفي ليلةِ الأربعاء سادس جُمادى الآخرة تُوفِّي الفقيهُ الفاضلُ كمال الدِّين يوسُفُ
(1)
ابنُ العَدْل عزِّ الدِّين مُحمد بن أحمد بن عبد المَوْلَى بن السَّيِّد ابن السَّقْلاطونيّ، ودُفِنَ من الغَد بمقابر الصُّوفية.
وكانَ رجُلًا جيِّدًا، فقيهًا بالنّاصرية، وسَمِعَ "صحيحَ مُسلم" من ابن عبد الدّائم، وغير ذلك.
1870 -
وفي ليلةِ السّابع من جُمادى الآخرة تُوفِّي الحاجّ شَمْسُ الدِّين مكِّيُّ
(2)
بنُ عُثمان بن بَدْر الحِمْيَريُّ، بالقاهرة.
وكان من طَلَبة الحديث، سَمِعَ كثيرًا، وكتبَ بخَطِّه، ولازمَ الشَّيخ شَرَف الدِّين الدِّمياطيَّ مدّةً.
• - وفي بُكْرةِ الاثنين حادي عَشَر جُمادى الآخرة وَصلَ من القاهرةِ إلى دمشقَ الخطيبُ ناصرُ الدِّين ابن عبد السَّلام، وأحْضَرَ معه خِلْعةً لبِسَها في نصف الشَّهْر، وخطبَ بها.
1871 -
وفي حادي عَشَر جُمادى الآخرة تُوفِّي الشَّيخُ أبو بكر
(3)
بنُ مُحمد بن غانِم، بنابُلُس.
وكان شيخَ الزّاوية المعروفة بهم بنابُلُس بعد موت أولاد عَمِّه. وسَمِعَ من ابنِ عبد الدّائم.
1872 -
وفي وَسط جُمادى الآخرة تُوفِّي الشَّيخُ المُحدِّثُ وجيهُ الدِّين أبو القاسم مُوسى
(4)
بنُ مُحمد بن موسى ابن النِّفَّريِّ، المِصْريُّ الأنصاريُّ، بالقاهرة.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري، كما دل عليه المختار منه للذهبي، ص 378.
(2)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 831.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 828، وتوضيح المشتبه 9/ 108.
وكانَ سَمِعَ الكثيرَ وطلب بنفسه، وكتبَ الطِّباقَ، وقرأ على الشُّيوخ، ورحلَ إلى البلاد. وكانَ يَسْمع الجُزء على مئة شيخٍ ويأخذ خُطوطَهُم تحتَ الطِّباق، ويُثَبِّت ما يسمعه. وصارَ شاهدًا بالقاهرة.
• - وفي جُمادى الآخرة وَصلَت غِرارة القَمْح بدمشقَ إلى مئة وخمسة وسبعين دِرْهمًا، ثم قاربت المئتين، وغِرارة الشَّعير إلى خمسة وسبعين دِرْهمًا، ثم زادت على المئة. وبيع الخُبز عَشَرة أواق بدِرْهم، وإحدى عَشَرة أوقية بدِرْهم. ثم تناقصَ الأمرُ في آخِر الشَّهْر
(1)
.
• - ووَصلَت الأخبارُ في هذا الشَّهْر من الدِّيار المِصْرية برُخْص السِّعر، وأنّ الإرْدِبّ أُبيعَ بخمسة وثلاثين دِرْهمًا. ثم بلغنا أنه نزل إلى خمسة وعِشْرين دِرْهمًا
(2)
.
• - وبَلَغَنا أنَّ الغلاءَ كان بالحجاز أيضًا، وأنّ غِرارة القَمْح أُبيعت بالمدينة النَّبوية - على ساكنها أفضل الصَّلوات - بألف دِرْهم، وغِرارة الشَّعير بسبع مئة دِرْهم
(3)
.
1873 -
وفي يوم الاثنين الخامس والعِشْرين من جُمادى الآخرة تُوفِّيت بنتُ فَخْر الدِّين ابن الشَّيْرَجيّ
(4)
، زوجة سَيْف الدِّين ابن الأمير جمال الدِّين المَطْروحيّ، ودُفِنَت بمقابر باب الصَّغير.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 693، والبداية والنهاية 15/ 591.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 693.
(3)
كذلك.
(4)
لم نقف على ترجمتها لعدم ذكر اسمها، وأبوها فخر الدين ابن الشيرجي، هو الرئيس الصاحب أبو الفضل سليمان ابن الشيخ عماد الدين محمد ابن شرف الدين أحمد الأنصاري الدمشقي الآتية ترجمته في وفيات رجب من سنة 699 هـ، وكذا والد زوجها جمال الدين المطروحي الذي عُدِمَ بعد الوقعة الغازانية (الخزندار) سنة 699 هـ.
1874 -
وفي عَشِيّة الأربعاء السّابع والعِشْرين من جُمادى الآخرة تُوفِّي الرَّئيس الصَّدْر ضياءُ الدِّين إسماعيلُ
(1)
ابنُ الصّاحب بَدْرِ الدِّين الآمِديِّ، ودُفِنَ يوم الخَمِيس بسَفْح قاسِيُون.
وكانَ شابًّا جيِّدًا مُتودِّدًا مشكورَ السِّيرة، وكانَ متولِّيًا نظر بيت المال والأهراء والذَّخائر، وخَلّف أربعةَ أولاد، وهم أولاد بنت بَدْر الدِّين ابن فَضْل الله. وكانَ والده ناظر الدَّواوين بدمشق، وكانَ يُعرَف بأخي المُوفَّق الآمِديّ، وهم بيت كتابةٍ ورياسةٍ وفَضْلٍ.
1875 -
وفي يوم الخَمِيس الثّامن والعِشْرين من جُمادى الآخرة تُوفِّيت ستُّ الفُقهاء
(2)
بنتُ الشَّيخ الصّالح حَسَن بن أبي عبد الله بن صَدَقة الصِّقِلِّيِّ، ودُفِنَت بسَفْح قاسِيُون.
وهي زوجة الشَّيخ جمال الدِّين الفاضِليّ، أمُّ ولَدِه حَسَن.
1876 -
وفي سَلْخ جُمادى الآخرة تُوفِّي جمالُ الدِّين إسماعيلُ
(3)
بنُ إسماعيل ابن مَجْد الدِّين مُحمد بن إسماعيل بن عُثمان بن عساكر.
وكانَ فقيهًا بالمدرسة المَسْرُورية.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري، كما في المختار منه للذهبي، ص 379، وأبوه بدر الدين الآمدي هو جعفر بن محمد بن علي أخو موفق الدين علي، تقدمت وفاته في شوال سنة 675 هـ.
(2)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب، وتقدمت ترجمة والدها الشيخ حسن بن أبي عبد الله بن صدقة بن أبي الفتوح الأزدي الصقلي في وفيات ربيع الأول من سنة 669 هـ. وأما زوجها جمال الدين الفاضلي فهو إبراهيم بن داود بن ظافر بن ربيعة المقرئ الشافعي المعروف الذي تقدمت ترجمته في وفيات جمادى الأولى من سنة 692 هـ.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، والظاهر أنه توفي صغيرًا قبل أوان الرواية، وجده مجد الدين محمد بن إسماعيل تقدمت وفاته في ذي قعدة سنة 669 هـ.
رَجَب
1877 -
في مُسْتَهلِّ يوم السَّبْت تُوفِّي الشَّيخُ الفقيهُ العَدْلُ جمالُ الدِّين عبدُ الرَّحمن
(1)
ابنُ الشَّيخ الفقيه بهاءِ الدِّين عليّ بن أحمد بن عبد الرَّحمن الشَّهْرزوريّ، ودُفِنَ عَصْر النَّهار بمقابر باب الصَّغير.
وكانَ من عُدُول دمشق، ويشهد بسوق القَمْح، ويحضر المدارس.
1878 -
وفي يوم الأحد ثاني رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ الأصيلُ سَعْدُ الدِّين أبو القاسم عبدُ الرَّحمن
(2)
ابنُ زينِ الدِّين أبي الحَسَن عليّ ابن القاضي الأشْرف بهاءِ الدِّين أحمد ابن القاضي الفاضل أبي عليّ عبد الرَّحيم بن عليّ بن الحَسَن بن الفَرَج بن الحُسين البَيْسانيُّ، بمِصْرَ، ودُفِنَ من الغَد بسَفْح المُقَطَّم.
رَوَى عن ابن باقا حُضورًا، وعن جعفر الهَمْدانيِّ، وعبد الصَّمد الغَضَاريِّ، وغيرِهم.
قرأتُ عليه الأجزاء الخمسة من "حديث أبي نَصْر السِّمْسار"، بسماعه من عبد الصَّمد الغَضَاريّ، وذلك بمدرسة جَدِّه بالقاهرة، وكان خازنَ الكُتُب بها.
1879 -
وفي يوم الجُمُعة سادس شَهْر رَجَبَ تُوفِّيت الشَّيخةُ الصّالحةُ أمُّ عبد الله خديجةُ
(3)
بنتُ الشَّيخ الإمام شيخ الإسلام قاضي القُضاة شَمْس الدِّين أبي بكر مُحمد ابن الشَّيخ عِماد الدِّين إبراهيم بن عبد الواحد بن عليّ بن سُرور
(1)
ترجمه ابن الجزري في تاريخه، كما في المختار منه للذهبي، ص 379، وتاريخ الإسلام 15/ 817، والوافي بالوفيات 18/ 198 ذكره تمييزًا في ترجمة عبد الرحمن بن علي بن أحمد البيساني المصري الآتية ترجمته بعد هذه الترجمة.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 816، والوافي بالوفيات 18/ 198، وحسن المحاضرة 1/ 385، وشذرات الذهب 7/ 752.
(3)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 811.
المَقْدسيِّ، والدة مُوفَّق الدِّين ابن راجِح المُقَدَّم ذِكْره
(1)
، ودُفِنَت من يومها إلى جانب ولدها بسَفْح المُقَطَّم.
قرأتُ عليها أربعةَ مجالسَ من "أمالي أبي القاسم بن بِشْران"، بروايتها عن الكاشْغَرِيّ حُضورًا ببغدادَ عن ابن البَطِّي.
1880 -
وفي هذا اليوم تُوفِّيت الشَّيخةُ الصّالحةُ أمُّ مُحمد سَيِّدة
(2)
بنتُ موسى بن عُثمان بن دِرْباس المارانيِّ، ودُفِنَت من الغَد بسَفْح المُقَطَّم.
سَمِعتْ من مِسْمار بن العُوَيْس بالمَوْصل، عن الأُرمويِّ، وابن ناصر. وأجازَ لها عبدُ العزيز بن الأخْضَر، وابن هَبَل الطَّبيب، وسُليمان ابن المَوْصليّ، وابن مَنِينا، وابن الدَّبِيقيّ، وهلال بن محفوظ، وجماعةٌ، وتاريخُ الإجازة سنة تسع وستِّ مئة.
1881 -
وفي ليلةِ الجُمُعة سابع رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ الفقيهُ صَدْرُ الدِّين عبد البَرِّ
(3)
ابنُ قاضي القُضاة تقيّ الدِّين مُحمد بن الحُسين بن رَزِين الشافعيُّ، مُدرِّس المدرسة القَيْمُرية بدمشق، بها، وصُلِّي عليه عَقِيب الجُمُعة بجامع دمشق، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.
وكانَ سَمِعَ من النَّجيب عبد اللَّطيف الحَرّانيِّ، وغيرِه.
• - وفي يوم الأربعاء ثاني عَشَر رَجَب دَرَّس القاضي الإمام الصَّدْر الكبير إمام الدِّين أبو المَعالي عُمَر بن عبد الرَّحمن القَزْوينيُّ بالمدرسة القَيْمُرية، عِوَضًا عن صَدْر الدِّين ابن رَزِين
(4)
.
(1)
في وفيات ربيع الآخر من هذه السنة.
(2)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 813، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 294، والوافي بالوفيات 16/ 65، وذيل التقييد 2/ 377، وبيتها من بيوتات الشافعية المشهورة بالبلاد المصرية.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 815، والوافي بالوفيات 18/ 31، والدارس 1/ 338، وشذرات الذهب 7/ 752.
(4)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 591، والدارس 1/ 146.
1882 -
وفي يوم الاثنين عاشِر رَجَبَ تُوفِّي شَمْسُ الدِّين مُحمدُ
(1)
ابنُ الحاجّ ناصر الإرْبِليُّ الشَّوّاء، كانَ والده، وكان جارنا بَدْرب الشَّعّارين داخل باب الجابية.
1883 -
وفي يوم الثُّلاثاء حادي عَشَر رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ جمالُ الدِّين عُمَرُ
(2)
بنُ أبي بكر المَجْدَلِيُّ، بسَفْح قاسِيُون، ودُفِنَ بتُربةِ الشَّيخ أبي عُمر.
وهو والد تقيّ الدِّين حمزة ابن المَجْدَلِيّ.
• - وفي العَشْر الأُوَل من رَجَب وَصلَ إلى دمشقَ الشَّيخُ شهابُ الدِّين أحمدُ بنُ عبد الرَّحمن الحنبليُّ، مُفَسِّرُ المنامات، وكان قُدُومه من القاهرة، ولكنه أقامَ بنابُلُس عند أقاربه مدّةً، وجلسَ بالمدرسة الجَوْزية للتعبير، وقصدَهُ النّاسُ.
• - وفي يوم الجُمُعة رابع عَشَر رَجَب تركَ القاضي كمالُ الدِّين ابن الشَّرِيشيِّ مُباشرة نيابة الحُكْم بدمشق.
1884 -
وفي يوم الأحد سادس عَشَر رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ الفقيهُ الفاضلُ زَيْنُ الدِّين كثيرُ
(3)
بنُ عُمَر بن عيسى السُّلَمِيُّ، ودُفِنَ من يومه بمقابر باب الصَّغير.
وكانَ فقيهًا، فاضلًا، مُقيمًا بالمدرسة الشّامية البَرّانية، ويُقْرئ الفُقهاء بها، ويفيدهم ورافقنا في سَمَاع "صحيح مُسلم" وغيره.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
هو جمال الدين عمر بن أبي بكر بن محمود بن مسعود المجدلي، لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، ولكن ستأتي ترجمة ولده حمزة بن عمر، تقي الدين ابن المجدلي في وفيات صفر من سنة 719 هـ، وبقي أخوه الآخر شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عمر إلى سنة 755 هـ حيث توفي بمدينة صفد، وترجمته في وفيات ابن رافع 2/ 168 (664)، وذيل العبر للحسيني 301، والدرر الكامنة 5/ 361، 383، وغيرها.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 820.
1885 -
وفي يوم الاثنين سابع عَشَر رَجَب تُوفِّيت أمُّ عُمَر
(1)
، زَوْجة الشَّيخ بَدْر الدِّين التّاذفيِّ المُقْرئ، ودُفِنَت من الغَد بسَفْح قاسِيُون.
• - وفي يوم الأربعاء تاسع عَشَر رَجَب ذكرَ الدَّرسَ الصَّدْرُ العالمُ جمالُ الدِّين أحمدُ ابنُ الرَّئيس شَرَف الدِّين ابن القَلانسيّ بالمَدْرسة الظّاهرية التي ظاهر دمشق، عِوَضًا عن القاضي جلال الدِّين القَزْوينيِّ، وحَضرَ القُضاة والفُقهاء والأكابر
(2)
.
• - وطيفَ بمَحْمَل السُّلطان بسبب الحجّ يوم الثُّلاثاء الخامس والعِشْرين من رَجَب.
• - وفي يوم الأربعاء السّادس والعِشْرين من رَجَب أُعيدَ الشَّيخُ بُرهانُ الدِّين الإسكندريُّ إلى نيابة الخطابة، وانفصلَ تاجُ الدِّين الجَعْبَريّ.
1886 -
وفي يوم الأحد آخر يوم من رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ المُقْرئ الزّاهدُ العابدُ المجتهدُ شَرَفُ الدِّين أبو الثَّناء محمودُ
(3)
بنُ مُحمدِ بنِ أحمدَ بن مُبادر بن ضَحّاك التّاذِفيُّ، ودُفِنَ العَصْر بتُربةِ الحِصْنيّ بسَفْح قاسِيُون.
ومَولدُه سنة أربع وعِشْرين وستِّ مئة بتاذِف
(4)
من أعمال حَلَب.
وكانَ شيخًا صالحًا، مُجتهدًا في العبادة، كثيرَ التِّلاوة، والتَّهجُّد، مُلازِمًا للخير حَسَن الظنّ، يزورُ القُدْس كل سنة ماشيًا، ويَسْعَى في قضاء حوائج النّاس. وسَمِعَ كثيرًا من ابن رَوَاحة، ويوسُف بن خليل، وجماعة.
(1)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب، وستأتي ترجمة زوجها بدر الدين محمد بن أيوب بن عبد القاهر التاذفي في الحلبي المقرئ الحنفي في وفيات رمضان من سنة 705 هـ.
(2)
الخبر في: الدارس 1/ 261.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 826، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 332، والوافي بالوفيات 25/ 297، والنجوم الزاهرة 8/ 77، وشذرات الذهب 7/ 756.
(4)
معجم البلدان 2/ 6 وتكتب بالدال المهملة أيضًا، كما بخط الذهبي.
سَمِعتُ عليه "فوائد الكُوفيِّين" لأُبَيّ النَّرْسيِّ، بسماعِه من ابن رَوَاحة.
1887 -
وفي رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ مُحمدُ
(1)
بنُ يَعقوب بن أبي طالب الكَتّانيُّ، بسَفْح قاسِيُون.
وكان رجُلًا صالحًا، فقيرًا. روى جزءًا من "الخِلَعِيّات" عن ابن صَبّاح.
ولي منه إجازة.
وهو أخو العفيف أبي بكر النَّحّات
(2)
.
1888 -
وفي شَهْر رَجَب وَقعَت صاعقةٌ على قُبّة زَمْزم بمكةَ، فماتَ الشَّيخُ عليُّ
(3)
بنُ مُحمد بن عبد السَّلام المكِّيُّ، مؤذِّن المسجد الحرام.
وكانَ رَوَى عن الشَّيخ شرَف الدِّين المُرْسيّ.
ولي منه إجازة.
ورأيتُه يؤذِّن على سطح زَمْزَم.
شَعْبان
1889 -
في يوم الخَمِيس رابع شَهْر شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العَلّامةُ الصَّدْرُ الكاملُ مُفتي المُسلمين زَيْنُ الدِّين أبو البَركات المُنَجَّى
(4)
ابنُ الصَّدْر
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 824.
(2)
ستأتي ترجمته في وفيات رمضان من هذه السنة.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 46 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 819، والبداية والنهاية 15/ 591، والعقد الثمين 6/ 233 نقلًا من هذا الكتاب، والسلوك 2/ 268.
(4)
ترجمته في: تالي وفيات الأعيان (251)، وتاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 38، وتاريخ الإسلام 15/ 826، وعيون التواريخ 23/ 203، والبداية والنهاية 15/ 593، وذيل طبقات الحنابلة 4/ 272، والدارس 2/ 57، وشذرات الذهب 7/ 756، وفي التعليق على ذيل طبقات الحنابلة مزيد موارد عنه.
الكبير عزِّ الدِّين أبي عَمْرو عُثمان بن أسعد بن المُنَجَّى بن بَرَكات بن المُؤمَّل التَّنُوخيُّ الحَنْبليُّ، وصُلِّي عليه يوم الجُمُعة بجامع دمشق، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون شمالي الجامع المُظَفَّريّ، وحضرَهُ جَمْعٌ كبيرٌ.
وماتَ هو وزوجته في يوم واحد، وخرجت جنازتهما معًا في وقت واحد، ودفنا بتربةٍ واحدة، رحمهما الله تعالى ورحم جميع المسلمين
(1)
.
ومَولدُه في عاشِر ذي القَعْدة سنة إحدى وثلاثين وستِّ مئة.
رَوَى لنا عن ابن المُقَيَّر، وجعفر الهَمْدانيّ، وسالم بن صَصْرَى حُضورًا.
وسَمِعَ من السَّخَاويّ وابن مَسْلَمة، والقُرْطبي، وجماعةٍ. وكان عالمًا بفنون شَتّى من الفقه، والأصْلَين، والنَّحو، وله يدٌ في التفسير. وانتهت إليه رياسة مَذْهبه، وله مصنَّف في أصول الفقه، وشرحَ "المُقْنِع" في الفقه، وله تعاليق في التَّفْسير، واجتمعَ له العلمُ والدِّينُ والمالَ والجاهُ وحُسْنُ الهيئة. وكان صحيحَ الذِّهن، جَيِّد المُناظرة، صَبُورًا فيها، وله بِرٌّ وصدقةٌ، وكان مُلازمًا للإقراء بجامع دمشق من غير معلوم.
وسُئِلَ الشَّيخ جمال الدِّين ابن مالك أن يشرحَ "ألفيّتَهُ" في النَّحو، فقال: ابن المُنَجَّى يَشْرحُها لكم.
1890 -
وفي ليلةِ الجُمُعة خامس شَعْبان تُوفِّيت أمُّ مُحمد ستُّ البهاء
(2)
بنتُ صَدْرِ الدِّين الخُجَنْديِّ، وصُلِّي عليها عَقِيب الجُمُعة بجامع دمشق مع زوجها الشَّيخ زَيْن الدِّين ابن المُنَجَّى المذكور، وحُمِلَت جنازتها مع جنازته، ودُفِنَت في التُّربة التي دُفِنَ فيها بسَفْح قاسِيُون، رحمهما الله تعالى.
(1)
كتبت هذه الفقرة في حاشية النسخة مُسْتدركة بعد المقابلة فيما يظهر.
(2)
ترجمتها في موارد ترجمة زوجها المتقدم.
1891 -
وفي ليلةِ الثُّلاثاء تاسع شَعْبان تُوفِّيت زاهدةُ
(1)
بنتُ الشَّيخ ضياءِ الدِّين عبد الرَّحمن بن عبد الكافي الرَّبَعيِّ، ودُفِنَت من الغَد بسَفْح قاسِيُون.
وهي زوجة الشَّيخ عَفِيف الدِّين ابن المَجْد عبد الله إمام التُّربة الظاهرية.
1892 -
وفي بُكْرةِ الأربعاء عاشِر شَعْبان تُوفِّيت الشَّيخةُ الصّالحة، أَمةُ الرَّحمن
(2)
ستُّ الفُقهاء بنتُ الشَّيخ الإمام العَلّامة عزِّ الدِّين أبي مُحمد عبد الرَّازق بن أبي بكر بن رِزْق الله بن خَلَف بن أبي الهَيْجاء الرَّسْعنيّ الحَنْبليِّ، المعروف والدُها بالمُحَدِّث، ودُفِنَت من يومها بسَفْح قاسِيُون عند جدِّها الشَّيخ مَحْفوظ، بتُربة الشَّيخ مُوفَّق الدِّين.
وكانت شيخة رِباط بَلْدَق
(3)
بدمشق.
رَوَت لنا عن ابن رُوْزْبة "الثُّلاثيات البُخارية"، وغيرها.
1893 -
وفي رابع عَشَر شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ تقيُّ الدِّين عبدُ الوَهّاب
(4)
بنُ عبد اللَّطيف بنِ عبد الوَهّاب بن عبد الرَّزاق بن سُلطان الفارغِيُّ
(5)
البَيانيُّ، ودُفِنَ بباب الصَّغير.
(1)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب، ووالدها ضياء الدين عبد الرحمن ستأتي ترجمته في وفيات رجب سنة 701 هـ، وزوجها هو عفيف الدين محمد بن عبد الله بن الحسين بن علي، أبو المعالي الإربلي ثم الدمشقي، إمام التربة الظاهرية، من شيوخ الذهبي، توفي سنة 725 هـ، وله ترجمة في معجم شيوخ الذهبي 2/ 199، وأعيان العصر 4/ 534، والدرر الكامنة 5/ 213 وغيرها.
(2)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 812.
(3)
تقدم ذكره غير مرة.
(4)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(5)
لم نقف على معنى هذه النسبة، وقد نُسبَ إليها أيضًا محيي الدين ابن الفارغي أحد الذين شهدوا بكفر الممخرق شهاب الدين محمد بن عبد الرحيم بن عمر الباجُربقي المتوفى سنة 724 هـ، كما في الوافي بالوفيات 3/ 249، وأعيان العصر 4/ 508، فلعله ابن هذا أو قريبه.
وكان رجُلًا مُباركًا.
• - وفي يوم الأربعاء سابع عَشَر شَعْبان دَرَّس الشَّيخُ الإمامُ العلّامةُ تقيُّ الدِّين ابنُ تَيْميّة بالمدرسة الحَنْبليّة، عِوَضًا عن الشَّيخ زَيْن الدِّين ابن المُنَجَّى
(1)
.
1894 -
وفي ليلةِ الجُمُعة تاسع عَشَر شَعْبان تُوفِّي الصَّدْرُ الفاضلُ علاءُ الدِّين عليُّ
(2)
بنُ مُحمد بن عبد العزيز الرَّسْعَنِيُّ الحَنَفيُّ، المعروف بابن الدَّقّاق، بظاهر دمشق، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.
وكانَ مُباشرًا ديوان الحَشْر
(3)
، وديوان السُّبُع؛ فتولّى ديوان الحَشْر جمالُ الدِّين ابن مُصْعَب، وتَوَلَّى ديوانَ السُّبُع جمالُ الدِّين ابنُ علاءِ الدِّين ابن السّابق.
1895 -
وفي ليلةِ الجُمُعة تاسع عَشَر شَعْبان تُوفِّي عِمادُ الدِّين إسماعيلُ
(4)
ابنُ شيخ الشُّيوخ شَرَفِ الدِّين أبي بَكْر عبد الله ابن الشَّيْخ الإمام تاج الدِّين أبي مُحمد عبد الله بن عُمَر بن عليّ بن مُحمد بن حَمُّوْيَة الجُوَيْنيُّ، بظاهر دمشق، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.
1896 -
وفي شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ شهابُ الدِّين أبو العبّاس
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 693، والبداية والنهاية 15/ 592، والدارس 2/ 57.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وذكر الحافظ ابن كثير في حوادث سنة 694 هـ من البداية والنهاية 15/ 582:"وفي رجب درس بالمعظمية شمس الدين بن أبي العز، انتزعها من علاء الدين ابن الدقاق"، ونقله عنه النعيمي في الدارس 1/ 450.
(3)
ديوان الحشر، هو المعروف بديوان التركات الحشرية، وهو المعني بالاحتياط على تركة مَن لا وارث له.
(4)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وهو من بيت مشهور بالتصوف وقد تقدم ذكر والده شيخ الشيوخ شرف الدين عبد الله في وفيات شوال من سنة 678 هـ.
أحمدُ
(1)
بنُ عُمَر بن إسماعيل بن مُحمد بن أبي بكر النَّصِيبيُّ الصُّوفيُّ، بالقُدْس الشَّريف.
وكانَ موقِّتًا للصَّلوات بالمسجد الأقْصَى.
قَدِمَ دمشقَ فسمِعنا منه السادس من "المَحامليّات" عن السّاويّ، ثم قرأتُ عليه بالقُدْس خمسة عَشَر جُزءًا من مَرْوياتِه.
ومَولدُه في النِّصف من شَعْبان سنة تسع وثلاثين وستِّ مئة بمَلَطْية من بلاد الرُّوم.
وكانَ رجُلًا مُبارَكًا، كثيرَ السُّكون، وافِرَ العقل، عارفًا بالمواقيت.
ورَوَى عن ابن الجُمَّيْزيّ، وسِبْط السِّلَفي، والوجيه عبد الرَّحمن بن مُحمد بن عبد العزيز اللَّخْمي الحَنَفي، وغيرِهم.
1897 -
وفي شَعْبان وصلَ الخبرُ بوفاة بَدْر الدِّين ابن القَباقِبيُّ
(2)
، وأنّه تُوفِّي بصَفَد.
1898 -
وفي يوم الجُمُعة السّادس والعِشْرين من شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو العبّاس أحمدُ
(3)
بنُ عليّ بن عبد الكريم بن عليّ بن أبي القاسم المَوْصليُّ، المعروف بالأثَرِيِّ، القادريُّ، بدمشق بدرب القَلِيّ، وصُلِّي عليه يوم السَّبْت بجامع دمشق، وحضرَ الجنازة خَلْقٌ كثير، ودُفِنَ بمقابر باب الصَّغير.
ومَولدُه سنة أربع وتسعين وخمس مئة.
وكان رجُلًا صالحًا، مُعمَّرًا، لبِسَ الخِرْقةَ من الشَّيخ أبي صالح نَصْر بن عبد الرَّزاق الجِيليّ في سنة أربع عشرة وستِّ مئة ببغدادَ، ولبسناها منهُ.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 806.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 806.
1899 -
وفي السّادس والعِشْرين من شَعْبان تُوفِّي الفقيهُ هارونُ
(1)
بنُ راجِح المَقْدسيُّ.
وكانَ من أصهار الشَّيخ شَمْسُ الدِّين ابن عبد القَويّ
(2)
. وكانَ يشهدُ بالصّالحية.
1900 -
وفي يوم السَّبْت السّابع والعِشْرين من شَعْبان تُوفِّي الأميرُ الكبيرُ بَدْرُ الدِّين لؤلؤ
(3)
بنُ عبد الله المَسْعوديُّ، ببُسْتانِه بقرية المِزّة، ودُفِنَ بُكْرة الأحد، بتربته بالمِزّة، وعُمِلَ عزاؤه بُكْرة الاثنين بجامع دمشق تحت النَّسر، وحضر الجنازة نائبُ السَّلْطنة وجمع كبير.
وكانَ وَلِيَ الشَّدَّ بالدِّيار المِصْرية، ووَلِيَ نيابةَ الأمير حُسام الدِّين طرنطاي بالشام مُدّة. ووَلِيَ نيابةَ الأمير حُسام الدِّين لاجِين بدمشقَ لما كانَ الأميرُ حُسام الدِّين نائب السَّلْطنة بالدِّيار المِصْرية. وماتَ وهو في هذه الولاية.
رَمَضان
• - في أوّلِ ليلة من شَهْر رَمَضان ليلة الثُّلاثاء احترقَ المسجدُ الذي بناهُ ملك الأُمراء عزّ الدِّين الحَمَويُّ خارج باب السَّلام جوار الحَمّام، ووَصلَ الحريقُ إلى ما حولَهُ، وماتَ فيه بعضُ النّاس.
1901 -
وفي ليلةِ السَّبْت خامس رَمَضان تُوفِّي الصَّدْرُ شَرَفُ الدِّين
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
هو شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد القوي بن بدران المقدسي المرداوي الجماعيلي الحنبلي الآتية ترجمته في وفيات ربيع الأول من سنة 699 هـ.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 38 - 39 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 820، والوافي بالوفيات 24/ 409، وعيون التواريخ 23/ 203، والبداية والنهاية 15/ 594، والدليل الشافي 1/ 568.
مُحمدُ
(1)
ابنُ الشَّيخ الصَّدْرِ الكبير شَمْسِ الدِّين عبدِ القادر بن يوسف بن صَدَقة
(2)
ابن الحَظِيريّ، وصُلِّي عليه ظُهْر السَّبْت بجامع دمشق، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون بتُربةٍ معروفةٍ بهم.
وكان شابًّا حَسَنًا، عاقلًا. وَلِيَ نظرَ ديوان العَمائر، ولم يبلغ من العمر ثلاثين سنة.
• - وفي يوم الأحد سادس شَهْر رَمَضان دَرَّسَ القاضي شهابُ الدِّين يوسُف ابن الصّاحب مُحْيي الدِّين مُحمد بن يعقوب بن إبراهيم ابن النَّحّاس، الحَنَفيُّ بالمدرسة الرَّيْحانية بدمشق، عِوَضًا عن والده بمقتضى تركه إيّاها له، وحَضَر والدُه وقاضي القُضاة بَدْر الدِّين، وقاضي القُضاة حُسام الدِّين، وجماعة
(3)
.
• - وفي عَشِيّة الأربعاء تاسع رَمَضان قَدِمَ الشَّيخُ الإمامُ العالمُ بَدْرُ الدِّين فَضْلُ الله ابنُ الشَّيخ إمام الدِّين عُمَر بن أحمد بن مُحمد القَزْوينيُّ إلى دمشق قاصدًا للحجّ.
وكان رجُلًا فاضلًا، عارفًا بالفقه، مُلازمًا للإشغال، صالحًا، خَيِّرًا، وكان متولِّيًا قضاءَ بعض بلاد الرُّوم.
وتلقّاهُ ابنا أخيه: القاضي إمامُ الدِّين والقاضي جلالُ الدِّين، وحضرَ النّاسُ إلى زيارته، وحصلَ له مرضٌ مَنَعهُ من السَّفَر واستمَرَّ كذلك إلى أن ماتَ
(4)
.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، ووالده شمس الدين أبو محمد عبد القادر، ستأتي ترجمته في وفيات جمادى الأولى سنة 716 هـ، والظاهر أنه ابنه البكر.
(2)
هكذا نسبه هنا، وإلا فهو: عبد القادر بن يوسف بن مظفر بن صدقة.
(3)
ذكر الذهبي ذلك في ترجمة يوسف نفسه من تاريخ الإسلام 15/ 890.
(4)
توفي في ربيع الآخر من السنة الآتية، وستأتي ترجمته في موضعها من هذا الكتاب.
1902 -
وفي ليلةِ الجُمُعة حادي عَشَر شَهْر رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ المُحدِّثُ شهابُ الدِّين أبو البَرَكات أحمدُ
(1)
بنُ نَصِير بن نبأ بن سُليمان المُقرئ المعروف بابن الدُّفُوفيِّ
(2)
، بالقاهرة، وصُلِّي عليه من الغَد بجامع الصّالح عَقِيب الجُمُعة، ودُفِنَ بالقَرافة.
وكان من المَشْهورينَ بطلب الحَدِيث ونَسْخِه وتَحْصِيلِه وكتابةِ الأسماء في مجالسِ السَّماع.
سَمِعَ من ابن رَوَاج، وابن الجُمَّيْزيّ، وابن الجَبّاب، وغيرِهم. ولم يَزَل يسمع إلى أن ماتَ.
ومَولدُه في خامس رَمَضان سنة عشرين وستِّ مئة بمِصْرَ.
وكانَ نقيبًا للطَّلَبة بالظّاهرية والمَنْصورية، ونسخَ كثيرًا بخَطِّه، من ذلك كتاب "الحِلْية" لأبي نُعَيْم، و"مُسند الطيالسيّ"، و"مُسند الدّارمي".
قرأتُ عليه ثمانية أجزاء من رواية السِّلَفيّ.
1903 -
وفي ليلةِ الخَمِيس عاشِر رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ إسرائيلُ
(3)
بنُ عليّ بن حُسين الخالديُّ، ودُفِنَ من الغَد بسَفْح جبل قاسِيُون.
وكان له زاوية بالعُقَيبة ظاهر دمشق، وفيه سُكُونٌ ومعرفةٌ، لا يَخْرجُ من بيته إلّا إلى الجُمُعة، والنّاسُ يقصدونَهُ ولا يقومُ لأحدٍ.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 805، والمشتبه 287، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 106، والوافي بالوفيات 7/ 158، وتوضيح المشتبه 2/ 99، وتبصير المنتبه 2/ 570، والمنهل الصافي 1/ 375، والدليل الشافي 1/ 57، ويقال في أبيه: عبد النصير، كما في الوافي، والمنهل الصافي وتصحف اسم جده في الوافي إلى "بنا"، وفي المنهل الصافي إلى "علي".
(2)
قيده الذهبي في المشتبه 287 بفاءين، وتبعه شارحاه.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري، كما في المختار منه للذهبي 379، والبداية والنهاية لابن كثير 1/ 118، والمنهل الصافي 2/ 367 وتحرف فيه اسم جده إلى "حسن"، والدليل الشافي 1/ 118.
حضرتُ عنده في عَقْد نكاح فدخلَ قاضي القُضاة بهاءُ الدِّين ابن الزَّكي وجماعة. فلم يَقُم لأحدٍ منهم ولا غَيَّرَ عادتَهُ.
1904 -
وفي ليلةِ الخَمِيس عاشِر رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ مَنْصورُ
(1)
ابنُ الشَّيخ مُحمد ابنِ الشَّيخ الكبير عليّ الحَرِيريّ، ودُفِنَ من الغَد.
وكانَ مُقيمًا عندَ ضَرِيح الشَّيخ رَسْلان
(2)
ظاهر دمشق.
• - وفي ليلةِ الجُمُعة حادي عَشَر رَمَضان قَدِمت والدةُ الملك العادل سُلامُش ابن السُّلطان الملك الظاهر ركن الدِّين بَيْبَرس إلى دمشقَ من بلاد الأشْكَرِيّ، ونزلت بالمدرسة الظاهرية، وأرسلَ إليها نائبُ السَّلْطنة هديةً وأكرمَها، وتوجَّهَتْ إلى القاهرة في ثامن عَشَر الشَّهْر
(3)
.
1905 -
وفي يوم الخَمِيس عاشِر رَمَضان تُوفِّي العِمادُ
(4)
ابنُ نَصْر الله بن عثمان الشّاغوريُّ، ودُفِنَ يوم الجُمُعة بباب الصَّغير.
وهو أخو العَدْل شهاب الدِّين الشّاغُوريّ.
1906 -
وفي ليلةِ السَّبْت ثاني عَشَر رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ حُسام الدِّين الكَرْدَرِيُّ
(5)
الحَنَفيُّ، بالمارستان الصَّغير، ودُفِنَ يوم السَّبْت بمقابر المِزّة.
وكان رجُلًا صالحًا مواظِبًا على الإمامة بجامع دمشق بعد الأئمة الرَّواتب.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري، كما في المختار منه للذهبي 379.
(2)
هو الشيخ رسلان بن يعقوب بن عبد الرحمن الجعبري الأصل الدمشقي الزاهد المشهور، ذكره الذهبي في المتوفين على التقريب من أصحاب الطبقة السادسة والخمسين من تاريخه 12/ 193 وهي التي توفي أصحابها بين 551 - 560 ولم يقف على وفاته.
(3)
الخبر في: المختار من تاريخ ابن الجزري، ص 376 وغيره.
(4)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وجاء بعد "العماد" فراغ قدر كلمة.
(5)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
1907 -
وفي يوم الاثنين رابع عَشَر رَمَضان تُوفِّي المُحدِّث شَمْسُ الدِّين مُحمدُ
(1)
بنُ مُحمد بنِ أبي الحَرَم القَلانسيُّ الحَنْبليُّ، بدمشق، ودُفِنَ من يومه بمَقْبَرة باب الفَراديس.
وكان رجُلًا جيِّدًا، صالحًا. سَمِعَ الكثير بديار مِصْر، وحجّ غير مرّة. واتّفق قُدُومه إلى دمشقَ وموته بها. وكان حَسَن الخُلُق، كثيرَ الخدمة للطَّلبة، وله اختصاصٌ بسَعْد الدِّين الحارثيّ.
وكان أبوه قد ماتَ قبلَهُ يوم مات الشَّيخ نَجْمُ الدِّين ابن حَمْدان
(2)
.
1908 -
وفي يوم الأربعاء السادس عَشَر من شَهْر رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ الفقيهُ الفاضلُ العَدْلُ بُرهانُ الدِّين أبو إسحاق إبراهيمُ
(3)
ابنُ الشَّيخ الإمام
(1)
هكذا ذكره المؤلف في وفيات هذه السنة، وبها كتبه الذهبي في نسخته من تاريخ الإسلام، ثم طلب حذفه منها، كما بيناه في تعليق لنا على وفيات هذه السنة 15/ 823 حاشية (2)، فكأنه وجد غلطًا في ذكر وفاته، فقد ترجمه في المعجم المختص، ص 256، وذكر أنه توفي سنة 710 هـ قال:"محمد بن محمد بن أبي الحرم، الفقيه شمس الدين القلانسي الحنبلي الشاهد. أحد من طلب وسمع وكتب طباقًا، رأيته بمصر فسلمتُ عليه. مات في الكهولة سنة 710 هـ. وكان من أتباع شيخنا الحافظ سعد الدين الحارثي. سمع من غازي الحلاوي وطبقته، وقبل ذلك من النجيب". وأما ابنه أبو الحرم محمد بن محمد بن محمد بن أبي الحرم فتحُ الدين فقد ولد سنة 683 هـ وسمع غازي الحلاوي وغيره، وخرّج له التقي ابن رافع مشيخة، وكان مسند الديار المصرية في زمانه، توفي في ربيع الآخر من سنة 765 هـ، ترجمه ابن رافع في وفياته 2/ 284، والفاسي في ذيل التقييد 1/ 259، وابن حجر في الدرر 5/ 505 وغيرهم، ونظن أنَّ الذي ذكره الذهبي في وفاته هو الصواب، والظاهر أنّ الذي توفي في هذه السنة هو أبوه وقد اختلط الأمر على المؤلف، وانظر التعليق الآتي.
(2)
توفي نجم الدين ابن حمدان في سادس صفر من هذه السنة، كما تقدم في ترجمته (1794).
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 39 - 40 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 807، والجواهر المضية 1/ 41، وعيون التواريخ 23/ 204، والمنهل الصافي 1/ 103، رالدليل الشافي 1/ 20، وتاج التراجم، ص 88، والطبقات السنية 1/ 237.
عزّ الدِّين عبد الرّازق بن أبي بكر بن رِزْق الله بن خَلَف الرَّسْعَنِيُّ الحَنَفيُّ، المعروفُ بابن المُحَدِّث، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون عند تُربة الشَّيخ موفَّق الدِّين.
وكان فقيهًا حنفيًّا، وله نَظْمٌ جيّدٌ، وسَمِعَ بالمَوْصل من والده وغيرِه.
ومَولدُه يوم الثلاثاء العِشْرين من جُمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين وستِّ مئة بالمَوْصل.
كتبتُ عنه أبياتًا من نَظْمه.
1909 -
وفي يوم الخَمِيس سابع عَشر رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ ناصرُ
(1)
بنُ داودَ بنِ أحمد العِراقيُّ، بظاهر دمشق، ودُفِنَ بمَسْجد النّارنج.
وكانَ رجُلًا صالحًا، كثيرَ التِّلاوةِ والحَجِّ، وسَماع الحديث. أقامَ مُدّة بالمدرسة الضِّيائية.
• - وفي يوم السَّبْت التاسع عَشَر من شَهْر رمضان وصلَ الأميرُ سَيْفُ الدِّين جاغان متولِّيًا ديوانَ نائب السَّلْطنة بالدِّيار المِصْرية الأمير حُسام الدِّين لاجِين، عِوَضًا عن المَسْعوديّ
(2)
.
1910 -
وفي يوم الثُّلاثاء الثاني والعِشْرين من رَمَضان تُوفِّي عبدُ الله
(3)
ابنُ الإمام شَمْس الدِّين عُبيد الله بن مُحمد بن أحمد بن عبيد الله المَقْدسيُّ.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 693.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، والظاهر أنه مات صغيرًا، وقد تقدمت ترجمة والده في وفيات شعبان سنة 684 هـ، وستأتي ترجمة أخيه أحمد بن عبيد الله في وفيات سنة 700 هـ، وأختهما فاطمة بنت عبيد الله، شيخة الذهبي والبرزالي المؤلف وابن جماعة، توفيت في ثالث عشري ربيع الآخر سنة 732 هـ، وهي مترجمة في هذا الكتاب، لكن هذا القسم لم يصل إلينا. أما أختها خديجة فعمرت إلى سنة 750 هـ حيث توفيت في ثاني عشر المحرم من السنة، وقد ترجمها ابن رافع في وفياته 2/ 119 (605).
وكانَ شابًّا حَسَنَ الهيئة، مليحَ الصُّورة، من بيتٍ مُبارك. وهو الثالث من إخوتِه.
1911 -
وفي ليلةِ الأحد السّادس والعِشْرين من رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ العفيفُ أبو بكر
(1)
بنُ يعقوب بن أبي طالب الكَتّانيُّ النَّحات، ببُستان ببَيْت لِهْيا، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.
ومَولدُه سنة اثنتين وعِشْرين وستِّ مئة.
رَوَى عن ابن الزَّبِيديّ.
ولي منه إجازة.
1912 -
وفي ليلةِ الأربعاء الثالث والعِشْرين من رَمَضان تُوفِّيت بنتُ المَلِك السَّعيد
(2)
ابن المَلِك الصّالح إسماعيل، أخت المَلِك الكامل، وزوجة المَلِك المُعَظَّم ابن الزّاهر، ودُفِنَت من الغَد بسَفْح قاسِيُون بتُربة الملك الزّاهر.
• - وفي يوم الأربعاء الثالث والعِشْرين من رَمَضان وَصلَ من القاهرة إلى دمشقَ الأمير ناصرُ الدِّين باشْقَرْد النّاصريُّ.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 831، وقال:"وأجاز لي مروياته"، وتقدم ذكر أخيه محمد بن يعقوب في وفيات رجب من هذه السنة.
(2)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب، وأبوها الملك السعيد اسمه عبد الملك ولقبه فتح الدين ويُكنى أبا محمد، تقدمت ترجمته في رمضان سنة 683 هـ، وجدها الملك الصالح إسماعيل توفي سنة 648 هـ، وهو مترجم في تاريخ الإسلام 14/ 593، وسير أعلام النبلاء 22/ 134، وينظر التعليق عليه، وأخوها الملك الكامل ناصر الدين أبو المعالي محمد توفي عشية الأربعاء العشرين من جمادى الأولى سنة 727 هـ، وهو مترجم في هذا الكتاب لكنه في القسم المفقود منه، وهو مترجم في البداية والنهاية 15/ 202 وفيه مصادر ترجمته، وزوجها الملك المعظم شرف الدين أبو البركات، ستأتي ترجمته في وفيات ذي القعدة من سنة 719 هـ.
1913 -
وفي ليلةِ الأحد السابع والعِشْرين من رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ أبو الحَسَن عليُّ
(1)
بنُ حَسَن بن بَدْر بن حِفَاظ بن بَرَكات الصّالحيُّ الصَّحْراويُّ، كان أبوه، ودُفِنَ من الغَد بسَفْح قاسِيُون تحتَ الكهف، وكان يسكن بالعُقَيْبة.
سَمِعَ من ابن اللَّتِّي، وابن المُقَيَّر، والفَخْر الإرْبِليّ، والحافظ ضياء الدِّين، وجماعة. قرأتُ عليه "جُزءَ الحَفّار" وغيرَهُ.
1914 -
وفي ليلةِ الأربعاء آخر يوم من رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ الفاضلُ ظهيرُ الدِّين أبو مُحمد الحُسين
(2)
بنُ عبدِ الله بن أبي بَكْر بن عليّ بن عبد الله الغُوريُّ الحَنَفيُّ، بالخانقاه السُّمَيْساطِيّة، ودُفِنَ من الغَد بسَفْح قاسِيُون بزاوية الشَّيخ سَعْد الدِّين ابن حَمُّوْيَة، وهو في عَشْر السَّبعين.
وكانَ رجُلًا فاضلًا، اشتغلَ وحَصَّلَ، وكتبَ بخَطِّه كثيرًا. وكانَ عنده معرفةٌ بالفِقه، والنَّحو، واللُّغة، وغيرِ ذلك. وله نظرٌ في التّاريخ والأحاديث، ولم يزل حريصًا على الاشتغال والتزيّد من العلم إلى أن ماتَ.
1915 -
وفي سَلْخ رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ مُحمدُ
(3)
ابنُ العَفِيف بن أبي شَرِيف المَحَجِّيُّ ثم الصّالحيُّ، المعروف بالسُّوس، ودُفِنَ من يومه بسَفْح قاسِيُون.
سَمِعَ من المُرْسيّ، وأجازَ له جماعةٌ.
1916 -
وفي سَلْخ رَمَضان تُوفِّي الحاجُّ عليُّ
(4)
بنُ صالح الحَرّانيُّ المُقَوِّم بدرب الحِجاز. وكانَ مَشْهُورًا بذلك، وفيه مروءة.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 818.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري، كما في المختار منه للذهبي، ص 379، وتاريخ الإسلام 15/ 814، والمعجم المختص، ص 192، والوافي بالوفيات 12/ 412، وبغية الوعاة 1/ 533 نقلًا عن الوافي.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(4)
كذلك.
شَوّال
1917 -
في ليلةِ الأحد رابع شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ الزّاهدُ زينُ الدِّين أحمدُ
(1)
بنُ عثمانَ بنِ نَذِير
(2)
الأرْدَبِيليُّ الشافعيُّ الصوفيُّ، بالخانقاه السُّمَيْساطية، ودُفِنَ من الغَد بمقابر الصُّوفية.
وكانَ فقيهًا صالحًا، كثير التَّعبُّد والتِّلاوة.
1918 -
وفي ليلةِ الجُمُعة ثاني شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو حَفْص عُمَر
(3)
بن مُسَلَّم بن عُمر بن ناصر الحَجّار البَنّاء الصالحيُّ، بقرية جِدْيا
(4)
، وصُلِّي عليه عَقِيب الجُمُعة بجامع الصّالحية، ودُفِنَ هناك.
رَوَى عن ابن الزَّبِيدي، وابن اللَّتِّي، وابن صَبّاح، والإرْبِلي.
وكانَ حَجّارًا يحضر الحِصارات في الدَّولة الظّاهرية.
وحدَّث ببعض الحُصُون؛ سَمِعتُ عليه "ثلاثيات البُخاري".
1919 -
وفي يوم الأحد رابع شَوّال تُوفِّيت خالةُ الشَّيخ تَقِيّ الدِّين ابن تَيْميّة، وهي: عائشة
(5)
بنت عبد الرَّحمن بن عليّ بن عَبْدوس ابن الحَلاويّ الحَرّانيّ، ودُفِنَت من يومها بسَفْح قاسِيُون.
وكانت صالحة، صَوّامة قَوّامة، كثيرةَ العِبادة، لا تخرجُ من بيتها في الأشهر الثَّلاثة. وحَضرَ الجنازة الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّين، وكان عَقِيب مَرَضٍ، وجماعةٌ.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري، كما في المختار منه للذهبي، ص 379.
(2)
هكذا في النسخة الخطية، وفي المطبوع من المختار:"أيدمر".
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 820.
(4)
من قرى دمشق، قال ياقوت: "بفتحتين وياء وألف مقصورة
…
، وهم يسمونها الآن جِدْيا بكسر أوله وتسكين ثانيه". (معجم البلدان 2/ 115).
(5)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب، وستأتي ترجمة أختها ست النعم والدة شيخ الإسلام ابن تيمية في وفيات شوال سنة 716 هـ.
وهي والدةُ تَقِيّ الدِّين ابن الحُبَيْشِيّ الحَرّانيِّ التّاجر.
1920 -
وفي هذا التّاريخ وَصلَ الخبرُ بموت الفقيه أبي بكر الجِيليِّ
(1)
، الحَنْبليِّ، أدركَتْه المَنِيّة بمدينة تِبْريز، وكان تَوجَّهَ من دمشقَ قاصدًا بلدَهُ وأهلَهُ.
وقد حَصَّل كُتُبًا وفوائد.
1921 -
وفي الرابع من شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ المُحَدِّث الفقيهُ المُقرئُ صَدْرُ الدِّين أبو القاسم عبدُ الرَّحمن
(2)
بن عبد الحَلِيم بن عِمْران الدَّكَاليُّ المالكيُّ، المعروف بسُحْنُون، بالإسكندرية.
وكان شيخًا فاضلًا في القراءات، والفقه، والعَربية. سَمِعَ من ابن الصَّفْراويِّ، وابن الجَمَل، وابن رَوَاج.
ومَولدُه سنة عَشْر وستِّ مئة.
وقَدِمَ شابًّا إلى الإسكندرية فقرأ على ابن الصَّفْراويّ.
وقرأ عليه الإمامُ شَمْسُ الدِّين الذَّهبي القُرآن في مَرَض موتِه.
قرأتُ عليه "مجلس القاضي أبي المَحاسن الرُّوباني"، بسماعه من ابن الصَّفْراويّ.
1922 -
وفي يوم الأحد حادي عَشَر شَوّال تُوفِّي ناصرُ الدِّين المعروف بالمِصْري
(3)
.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 815، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 361، والمعجم المختص، ص 103، ومعرفة القراء الكبار 2/ 694، والوافي بالوفيات 18/ 157، وغاية النهاية 1/ 371، ونهاية الغاية، الورقة 90، ولحظ الألحاظ، ص 91، والنجوم الزاهرة 8/ 78، وحسن المحاضرة 1/ 505، وشذرات الذهب 7/ 753.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
وكانَ شابًّا مَلِيحَ الصُّورة، وكان أبوه من دمشق يُعرف بابن قَلَنْجَح، ولكنّه سَكنَ ديار مِصْر.
• - وفي يوم الاثنين ثاني عَشَر شَوّال خرجَ الرَّكْب الشّاميُّ من دمشقَ إلى الحجاز الشَّريف، وأميرُهم الأميرُ سَيْفُ الدِّين بهادُر العَجَميُّ السّاكن بالدِّيْماس بدمشق
(1)
.
1923 -
وفي الثاني عَشَر من شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ يوسُفُ
(2)
بنُ مُحمد بن عَبْدان بن يوسُف البَكْريُّ، ودُفِنَ بمقابر باب الفَراديس.
رَوَى عن ابن اللَّتِّي، وله إجازةٌ تاريخُها سنة إحدى وثلاثين وستِّ مئة، فيها الفَخْر الإرْبِليُّ، ومُكْرَم بن أبي الصَّقْر. وأجازهُ أيضًا ابنُ الخازن، وابنُ القُبَّيْطيّ، وأبو الخَطّاب بن دِحْية، وابنُ الصَّفْراويّ، ومُرْتَضى ابنُ العَفِيف، وجعفر الهَمْدانيّ، وغيرُهم.
ومَولدُه في رَجَب سنة ثلاثين وستِّ مئة بقَلْعة دمشق.
ويُعرف بابن نَقِيب الفِتْيان
(3)
.
1924 -
وفي شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العلّامةُ رضيُّ الدِّين أبو بكر
(4)
بنُ عُمَر بن عليّ بن سالم القُسَنْطينيُّ الشّافعيُّ، بالقاهرة.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام: 15/ 693.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 829.
(3)
قال الذهبي في تاريخ الإسلام: "وأجاز لي، ولأولاد قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة، ولأحمد ابن قاضي القضاة شرف الدين الحنبلي، ولمحمد ابن جمال الدين ابن الفُوِيره، ولعبد الله ابن شمس الدين المهندس وجماعة".
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 830، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 411، والوافي بالوفيات 10/ 240، ولحظ الألحاظ، ص 65، وبغية الوعاة 1/ 470، وشذرات الذهب 7/ 757.
وكان مُدرِّس المدرسة الفَخْرية. ورَوَى الحديث عن الأُوَقيِّ؛ سَمِعَ منه بالقُدْس. وسَمِعَ أيضًا بالدِّيار المِصْرية من ابن المَخِيليّ، وابن عَوْف. وكانَ عارفًا بالنَّحو، قرأهُ على الشَّيخ زَيْن الدِّين ابن مُعْطِي، والشَّيخ جمال الدِّين ابن الحاجب. وسَمِعَ من ابن مُعطي "الألفية" التي له في النَّحو. وصاهَرَه تزوّجَ بابنته، ولهُ مشاركةٌ في الحديث.
وكانَ من الصّالحين المَشْهورين بالدِّيانة والصيانة. وذكرَ أنَّ بعضَ شيوخِه سَمّاه عتيقًا.
قرأتُ عليه "المجالس الأربعة" من أمالي الجُرْجانيّ، وجزءًا من "فوائد سَعْد الزَّنْجانيّ"، وغيره بسماعه لهما من الأُوَقي.
• - وكُسِر النِّيل في يوم الخَمِيس مُنْتَصف شَوّال
(1)
.
• - وخرجَ السُّلطان الملكُ العادلُ من القاهرةِ يوم السَّبْت سابع عَشَر شَوّال بعد الظُّهر قاصدًا الشامَ، ووصلَ البريدُ إلى دمشق وأخبر بذلك يوم السَّبْت الرّابع والعِشْرين من الشَّهْر، ورُسِمَ بضرب البَشائر بدمشق، فضُرِبت أيامًا بالقَلْعة، وعلى أبواب الأُمراء وأرباب الولايات السُّلطانية
(2)
.
1925 -
وفي يوم الجُمُعة سادس عَشَر شَوّال تُوفِّي الأميرُ سَيْفُ الدِّين أرغون
(3)
الجَمَدار العادليُّ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.
وكانَ قَدِمَ دمشقَ من نحو شهرين وسكنَ بدار ابن أتابك، وكانَ أميرَ خمسين.
(1)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري، كما في المختار منه، ص 376.
(2)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري، كما في المختار منه، ص 376، والبداية والنهاية 15/ 592، والنجوم الزاهرة 8/ 61.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري، كما في المختار منه، ص 380، وتاريخ الإسلام 15/ 808، والوافي بالوفيات 8/ 351.
1926 -
وفي يوم الجُمُعة سادس عَشَر شَوّال تُوفِّي عزُّ الدِّين عبدُ الله
(1)
ابنُ الأمير زَيْن الدِّين قَرَاجا المَيْدانيُّ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون، بتُربة السّابق المَيْدانيّ.
وكان شابًّا خيِّرًا من أصحابنا.
1927 -
وفي يوم الجُمُعة هذا تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو الفَضْل، سُليمانُ
(2)
ابنُ أبي الدُّر بنِ عبد الله سِبْط الرَّقِّيِّ، ودُفِنَ من يومه عصر النَّهار بالدّار التي كان يسكنها بسَفْح قاسِيُون، وكانَ من أصحاب الشَّيخ الحريريِّ، يَلْبَس القُبع العَسَليّ بغير عِمامة.
وسَمِعَ من الرَّشيد العَطّار، وابنِ عبد السَّلام، وابن البُرْهان، وأخذتُ خَطَّهُ في الإجازات.
1928 -
وفي ليلة الأحد خامس عِشْري شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ الأجلُّ الصَّدْرُ نَجْمُ الدِّين مُحمدُ
(3)
بنُ عليّ بن عبد العزيز بن حاتِم الأنصاريُّ، المعروفُ بابن بنت الأسْعَد، ودُفِنَ من الغَد بسَفْح قاسِيُون.
وكانَ رجُلًا جيِّدًا مشكورَ السِّيرة، لطيفَ الكَلِمة، حَسَنَ الخُلُق، عَفِيفًا، دَيّنًا. وسَمِعَ الحديث من ابن عبد الدائم، وجماعة.
وهو أخو القاضي علاء الدِّين ابن نَحْلَة
(4)
لأُمّه.
• - وفي يوم الاثنين تاسع عَشَر شَوّال باشرَ القاضي جمالُ الدِّين أبو داود
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 40، وتاريخ الإسلام 15/ 813.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(4)
هو علاء الدين علي بن يحيى بن عثمان الشافعي مدرس الدولعية بدمشق المتوفى سنة 723 هـ، وترجمته في أعيان العصر 3/ 572، وتوضيح المشتبه 8/ 34 و 9/ 46 وقيّد نحلة بالحروف فقال:"بفتح النون وسكون الحاء المهملة وفتح اللام تليها هاء"، والدرر الكامنة 4/ 162 وغيرها.
سُليمان بنُ عُمَر بن سالم الأذْرعيُّ الشّافعيُّ، قاضي زُرَع نيابةَ الحُكْم العزيز بمدينة دمشق عن قاضي القضاة بَدْر الدِّين ابن جَماعة
(1)
.
1929 -
وفي ليلةِ الأربعاء الحادي والعِشْرين من شَوّال تُوفِّيت أَمةُ الآخر
(2)
بنتُ الإمام ناصح الدِّين عبدِ الرَّحمن بن نَجْم ابن الحَنْبليِّ، ودُفِنَت عند والدها بسَفْح قاسِيُون.
ولم أجد لها سَمَاعًا. وقد سَمِعْنا من أختها أَمةِ الكريم
(3)
.
1930 -
وفي يوم الأربعاء الحادي والعِشْرين من شَوّال تُوفِّي شَمْسُ الدِّين أبو بكر
(4)
ابنُ أمينِ الدِّين، المعروف بكَرْتل التّاجر، ودُفِنَ يوم الخَمِيس بتُربة والده بسَفْح قاسِيُون بالقُرْب من رِباط ابن الإسْكاف.
1931 -
وفي ليلةِ الخَمِيس الثاني والعِشْرين من شَوّال تُوفِّي قاضي القُضاة شَرَفُ الدِّين أبو الفَضْل الحَسَن
(5)
ابن الشَّيخ الإمام الخَطِيب شَرَف الدِّين
(1)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 592. أما جمال الدين الأذرعي فقد تأخرت وفاته إلى سنة 734 هـ، وهو في القسم الذي لم يصل إلينا من هذا الكتاب، وترجمته في معجم شيوخ الذهبي 1/ 271، وأعيان العصر 2/ 450، والوافي بالوفيات 15/ 416، وطبقات السبكي 10/ 39، وذيل التقييد 2/ 10، والدرر الكامنة 2/ 302، وشذرات الذهب 8/ 187 وغيرها.
(2)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 808، ووالدها ناصح الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن نجم توفي سنة 634 هـ، وهو مترجم في التكملة المنذرية 3/ الترجمة 2688، ومرآة الزمان 8/ 700، وقلائد الجمان 2/ 262، وذيل الروضتين 164، وتاريخ الإسلام 14/ 142، والوافي بالوفيات 18/ 291، وذيل طبقات الحنابلة 3/ 423 وغيرها.
(3)
تقدمت ترجمتها في وفيات شوال سنة 679 هـ.
(4)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(5)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 40 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 810، والوافي بالوفيات 12/ 93، وعيون التواريخ 23/ 204، والبداية والنهاية 15/ 95، وذيل طبقات الحنابلة 4/ 274، والسلوك 2/ 270، ولحظ الألحاظ، ص 63، والمقصد الأرشد 1/ 323، والنجوم الزاهرة 8/ 77، والمنهل الصافي 5/ 89، والدارس 1/ 39، وشذرات الذهب 7/ 751 وغيرها.
أبي بكر عبد الله ابن الشَّيخ القُدْوة أبي عُمَر مُحمد بن أحمد بن مُحمد بن قُدامة المَقْدسيُّ، ودُفِنَ ضُحَى يوم الخَمِيس بمَقْبَرة جَدِّه بسَفْح قاسِيُون، وحَضرَ الجنازة نائبُ السَّلْطنة والقُضاة والأكابر، وعُمِلَ عزاؤه بُكْرة الجُمُعة بالجامع المُظَفَّريّ، وحضرَهُ خَلْقٌ كثير.
ومَولدُه في شَوّال سنة ثمانٍ وثلاثين وستِّ مئة.
وكانَ قاضيًا بالشام على مَذْهب الإمام أحمد، ومُدرِّسًا بدار الحديث الأشرفية، بسَفْح قاسِيُون، وبمدرسة جَدِّه. وكانَ مليحَ الشَّكْل، حَسَنَ المُحاضرة، كثيرَ المَحْفوظ، عنده فقهٌ ونحوٌ ولغة.
رَوَى لنا عن ابن مَسْلَمة، وسَمِعَ من المُرْسي، وظهرَ سَماعه بعد موته للرّابع من "حديث الصَّفّار"، على ابن قُمَيْرة، وحضرَ في الثالثة على اليَلْدانيّ في رَجب سنة إحدى وأربعين وستِّ مئة، وقرأ بنفسه على الكَفَرْطابيِّ سنة ستٍّ وخمسين وستِّ مئة.
1932 -
وفي ليلة الخَمِيس الثاني والعِشْرين من شَوّال تُوفِّي الحاجُّ مُحمدُ
(1)
بنُ عُثمان بن هشام البَيانيُّ التّاجرُ.
وهو والدُ فَخْر الدِّين ابن هِشام.
• - وفي يوم الاثنين السّادس والعِشْرين من شَوّال دَرَّس نظامُ الدِّين عبدُ الرَّحمن ابنُ شهابِ الدِّين يوسُف ابنِ الصّاحب مُحْيي الدِّين ابن النَّحّاس الحَنَفيُّ بالمدرسةِ القَيْمازيّة
(2)
، عِوَضًا عن والده بنزولِه عنها له، وحَضرَ قاضي القُضاة نجم الدِّين ابن صَصْرَى، وجماعةٌ.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وابنه فخر الدين عثمان بن محمد كان ناظر رباط أبي البيان الذي بحارة درب الحجر، توفي في ثامن عشر المحرم من سنة 738 هـ، وترجمته في وفيات ابن رافع 1/ 191 (63).
(2)
ينظر عن المدرسة القيمازية: الدارس 1/ 439 فما بعد.
1933 -
وفي ليلةِ الجُمُعة سَلْخ شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ ناصرُ الدِّين أبو الفُتُوح نصرُ الله
(1)
بنُ مُحمد بن عَيّاش بن حامد بن خُلَيف بن عَيّاش الحَنْبليُّ السَّكاكينيُّ، ودُفِنَ يوم الجُمُعة بعد الصَّلاةِ عند والده بتُربة الشَّيخ موفَّق الدِّين.
وكانَ رجُلًا جيِّدًا، كثير التَّودُّد، يبدأ من لَقِيه بالسَّلام.
مَولدُه في أول سنة ثمان عَشْرة وستِّ مئة.
سَمِعَ من أبي المَجْد القَزْوينيّ، وابن صَصْرَى، وابن غَسّان، وابن الزَّبِيديّ، وابن اللَّتِّي، وابن صَبّاح، والإرْبِليِّ. وسَمِعَ بالقاهرة من ابن المُقَيَّر، وغيرِه، وبالإسكندرية من ابن رَوَاج، ويوسف ابن المَخِيليّ، وابنِ ياقوت، والتَّسارسيِّ، وسِبْط السِّلَفيِّ، والظَّهِير ابن الجَبّاب، وكانت رحلته سنة تسع وثلاثين وستِّ مئة.
وكانَ يقرأ بنفسه في هذا التّاريخ، قرأتُ عليه بطريق الحجاز خمسة وعشرين جُزءًا في سنة ثمانٍ وثمانين وستِّ مئة.
1934 -
وفي شَوّال تُوفِّي الفقيهُ عبدُ الصَّمد
(2)
خطيب قرية سَقْبا
(3)
من غُوطة دمشق.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 40 - 41 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 828، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 352، والمعجم المختص، ص 288، وذيل التقييد 2/ 296، والمقصد الأرشد 3/ 65، والنجوم الزاهرة 8/ 78، وشذرات الذهب 7/ 757، وتصحف اسم جده في كثير من المصادر إلى:"عباس".
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 817.
(3)
معجم البلدان 3/ 226.
ذو القَعْدة
• - في يوم الأحد ثاني ذي القَعْدة ذكرَ الدَّرْس بدار الحديث الأشرفية بسَفْح قاسِيُون الشَّيخُ الإمامُ تقيُّ الدِّين سُليمان بن حَمْزة المَقْدسيُّ، عِوَضًا عن قاضي القُضاة شَرَف الدِّين الحَنْبليّ
(1)
.
1935 -
وفي يوم الجُمُعة السّابع من ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ الجليلُ العَدْلُ الأصيلُ المُسنِدُ كمالُ الدِّين أبو مُحمد عبدُ الله
(2)
ابنُ الشَّيخ الأمين أبي عبد الله مُحمد بن نَصْر بن قِوام بن وَهْب بن مُسَلَّم بن وَهْب الرُّصافيُّ، وصُلِّي عليه بالجامع عَقِيب الجُمُعة، ودُفِنَ بمقابر الصُّوفيّة عند والده.
وكانَ رجُلًا مُباركًا، عَدْلًا، قديمَ العَدالة والشَّهادة على القُضاة. حدَّث بـ "صحيح البخاري" عن ابن الزَّبِيدي، وبـ "شرح السُّنة" للبَغَوي، و"معالم التَّنْزيل" له، عن المجد القَزْويني، وروى أيضًا صحيفة هَمّام عن عَمِّه الشَّيخ أمين الدِّين أبي الفَتْح ناصر بن نَصْر بن قِوام، عن الرّارانيّ. سَمِعتُ منه ذلك كلّه. وسَمِعَ من والده، ومن الحافِظ أبي موسى عبد الله بن عبد الغنيّ.
ومَولدُه في نصف رَجَب سنة خَمْس عَشْرة وستِّ مئة بالرُّصافة.
1936 -
وفي ليلةِ الأحد تاسع ذي القَعْدة تُوفِّيت أمُّ عبد الله حبونة
(3)
بنتُ إبراهيم بن مُحمد الأندلسية، وهي جَدَّتي لأُمِّي. وكانت وفاتُها بسَفْح قاسِيُون، ودُفِنَت بمقابر باب الصَّغير يوم الأحد بعد الظُّهر.
(1)
ذكر ذلك ابن كثير في ترجمة شرف الدين الحنبلي 15/ 595.
(2)
ترجمته في: تلخيص مجمع الآداب 4/ 166 (ط. إيران)، وتاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 46 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 815، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 340، وعيون التواريخ 23/ 205، وذيل التقييد 2/ 64، ولحظ الألحاظ، ص 64، والنجوم الزاهرة 8/ 78، وشذرات الذهب 7/ 751.
(3)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب.
وكانت امرأة صالحة، خَيِّرة، مُبارَكة، كثيرةَ الصَّلاة والتَّسْبيح.
• - وفي يوم الأحد تاسع ذي القَعْدة شُرِعَ في تَزْيين أسواق دمشق، وكَمُلت الزِّينة يوم الثُّلاثاء، واستمرَّت أيامًا بسبب قُدوم السُّلطان الملك العادل
(1)
.
• - ووَلِيَ الشَّيخُ شهاب الدِّين الحَنْبليُّ مُفسِّر المنامات مشيخةَ الحديث بدار الحديث الأشرفية، بسَفْح قاسِيُون، في رابع ذي القَعْدة، وأسمعَ بها الحديث أشهُرًا ثم صُرِفَ.
1937 -
وفي يوم الأربعاء ثاني عَشر ذي القَعْدة تُوفِّي شهابُ الدِّين أحمدُ
(2)
بنُ مُحمد بن خَطّار التّاجر، وخَلَّف تَرِكةً بمئةٍ وخمسين ألفًا، وورثه أخوه فخر الدِّين عُثمان، المعروف بابن الجَوْبَرانيّ
(3)
.
• - وفي يوم السَّبْت مُنْتَصف ذي القَعْدة وَصلَ السُّلطان الملك العادل زَيْنُ الدِّين كَتْبُغا من الدِّيار المِصْرية إلى دمشق، ونَزلَ بالقَلْعة المَحْروسة، ووَصلَ معه الأمير حُسام الدِّين لاجِين نائبُ السَّلْطنة، ونَزلَ أيضًا بالقَلْعة، وأكابرُ الأمراءِ وأعيانُ الجيش والصّاحب فَخْر الدِّين ابن الخَلِيلي الوزير، ونزلَ بالدّار الأسَدية، وقَدِمَ معهم من طلبة الحديث: شَمْسُ الدِّين ابن سَامة، وتَقِيّ الدِّين عَتِيق العُمَري الصُّوفيّ
(4)
.
1938 -
ووَصلَ الخبرُ بموت ابن جَرَادة
(5)
بالقاهرة، وكانَ مَشْهورًا بالظُّلْم وخِدْمة الأُمراء.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 693، والبداية والنهاية 15/ 592.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
نسبة إلى: "جوبر" القرية المعروفة بغوطة دمشق.
(4)
الخبر في: المختار من تاريخ ابن الجزري، ص 376، وتاريخ الإسلام 15/ 693، والبداية والنهاية 15/ 592.
(5)
لم نقف على ترجمة هذا الظالم في غير هذا الكتاب.
• - وفي يوم الأحد سادس عَشَر ذي القَعْدة وَلِيَ الشَّيخُ الإمام تَقِيُّ الدِّين سُليمانُ بنُ حَمْزة المَقْدسيُّ قضاءَ القُضاةِ بالشّام، على مَذْهب الإمام أحمد، رضي الله عنه، وخُلِعَ عليه وعلى بقيّة الحُكّام، وعلى الصّاحب تَقِيّ الدِّين تَوْبة، والصَّدْرِ أمينِ الدِّين والقاضي نَجْم الدِّين ابني صَصْرَى، وعلى الصَّدْرِ شهابِ الدِّين الحَنَفي المُحْتَسب، وعلى الأمراء وأرباب الولايات
(1)
.
• - ووَلِيَ في هذا التّاريخ الشَّيخُ نَجْمُ الدِّين عُمَرُ بنُ أبي الطَّيِّب وكالةَ بيتِ المال، عِوَضًا عن تاج الدِّين ابن الشِّيرازيِّ، وخُلِعَ عليه مع الجماعة
(2)
.
• - ورُسِّمَ على
(3)
تاج الدِّين المَذْكور وأُخِذ منه جُملة من المال. ورُسِّمَ على الأمير شَمْسِ الدِّين الأعسر المُشِدّ، وعلى الأمير سَيْف الدِّين أسَندمُر والي البَرّ، وعلى جماعة من الكُتّاب والمُسْتَوفين وشهود القِيمة، وصُودِرُوا، وضُرِب بعضُهم. واحتيط على إمرة الأمير سَيْف الدِّين أسَندمُر، ووَلِيَ عِوَضه في ولاية البَرّ الأمير علاء الدِّين ابن الجاكي، وباشَرَ يوم الثُّلاثاء الخامس والعشرين من ذي القَعْدة.
ورُسِّمَ أيضًا على جَماعةٍ من أتباع المُشِدِّ وصُودِروا، ورُسِّم على فَلَك الدِّين ابن المُقَدَّم وكيل نائب السَّلْطنة عِزِّ الدِّين الحَمَويّ، وأُخِذت جهاته، وطُلبَ من جَمِيع الدَّواوين السُّلطانية جامكيّة سنة، وشَرَعوا في حَمْل ذلك، وعُزِلَ جماعةٌ، ووُلِّي جماعة.
• - ورُسِّمَ على شهابِ الدِّين ابن السَّلْعُوس، وأُخِذَ منه جُملة، وعلى أخيه، وعلى شَرَف الدِّين ابن الشَّيْرَجيّ، وطُلِبَت زَوْجة الصّاحب ابن السَّلْعوس
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 693 - 694، والبداية والنهاية 15/ 592.
(2)
كذلك.
(3)
رسم عليه: خُصِّصَ له من يراقبه، كما في تكملة المعاجم لدوزي 5/ 136.
وابنته، وطُولبَ زوجُها الأعْسَر بصَداقها، ورُسِّم على ابن النُّشّابيّ والي دمشق، وأُخِذَ منه جُملة، ثم أُطلِقَ بشفاعة أمير سِلاح، واحتيطَ على دار الأعْسَر وخُتِمت أبوابه، وصُودر، وباع جملةً من أملاكِه.
• - وممّن رُسِّمَ عليه وطُولِبَ وعُزِلَ الشَّريف زَيْنُ الدِّين ابن عَدْنان ناظر البَرِّ، ثم أُعيد إلى مكانه.
• - وممّن ضُرِبَ وأُخِذَ منه جُملة المُجِير الضَّرّاب بدمشق، وكانَ من الأمور الشاقّة على النّاس التَّراسيم من جهة باب الصّاحب فإنَّهم ظَلَمة لا يقنعون باليسير، بل يريدُ كلٌّ منهم في كُلِّ يوم عِشْرين دِرْهمًا، ويأكل بسبعة وثمانية، ولا يكتفي في التَّرْسيم بواحدٍ ولا باثنين، بل بجماعة
(1)
.
• - وفي يوم الاثنين سابع عَشَر ذي القَعْدة دَرَّس بحلقة العِماد ابن مُنَجَّى بجامع دمشق الإمامُ شَمْسُ الدِّين ابنُ الشَّيخ فَخْرِ الدِّين البَعْلَبَكيّ، عِوَضًا عن الشَّيخ تَقِيّ الدِّين ابن تَيْميّة، وحَضَرَ درسَه الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّين وقاضي القضاة تَقِيّ الدِّين الحَنْبلي، وكان لابِسًا خِلْعة القضاء، وجماعةٌ من الفُقهاء
(2)
.
1939 -
وفي التّاسع عَشَر من ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ الإمام أبو مُحمد
(3)
بنُ أبي جَمْرة المَغْرِبيُّ المالكيُّ، بالدِّيار المِصْرية.
وكان رجُلًا صالحًا، قَوّالًا بالحقّ، وصُلِّيَ عليه بجامع دمشق يوم الجُمُعة بحُضور السُّلطان.
• - ودَخل شَرَفُ الدِّين ابن مُزْهِر إلى الصّاحب فَخْرِ الدِّين ولازَمَه، وتكلَّم في المتوليين والجهات، ووُعِدَ بولايةٍ تَصْلُح لمثله، ثم إنّه رُسمَ عليه،
(1)
ينظر: تاريخ الإسلام 15/ 693 - 694، والبداية والنهاية 15/ 592.
(2)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 592، والدارس 2/ 58.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 36 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 831، والبداية والنهاية 15/ 596.
وأخْرِقَ به
(1)
، ثم خَلَص وعادَ إلى ما هو عليه وخرجَ معهم إلى حِمْص فوَلِيَ نظرَ الصَّفْقة القِبْلية
(2)
.
1940 -
وفي ليلةِ الخَمِيس العِشْرين من ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ عليُّ
(3)
بنُ مُحمد بن خَيْلَخان النَّجّار، المعروف بالقُبْح، ودُفِنَ من الغَد بالجَبَل.
وكانَ مُلازمًا لشهاب الدِّين الحَنَفيّ، يَعْمل عنده صناعة النِّجارة، وهو فقيرٌ مطبوع.
سَمِعَ معنا شيئًا من الحديث.
• - وقَدِمَ الشَّيخُ حَسَن ابنُ الحَرِيريِّ إلى دمشق يوم السَّبْت الرّابع والعِشْرين من ذي القَعْدة، هو وأخوه الشَّيْخ مُسَيَّب وأولادُهما وجماعةٌ من الفُقراء، واجتمعَ بالسُّلطان، وعَمِلَ له الشَّيخ حُسين الجوالقيّ ضيافةً، وأحضرَ إليه ألفَ دِرْهَم، وفَرَّق على الفُقراء عَشرة آلاف دِرْهم. وعَمِلَ أيضًا ضيافةً أُخرى لأصحابه القَلَنْدَرِيّة المُقِيمين بمقابر باب الصَّغير، ولغيرهم، ومَدَّ سِماطًا بصحراء المِزّة في أواخر الشَّهْر، حضرَهُ الشَّيخ ابن الحَرِيريّ المَذْكور وجماعتُه، وجَمْعٌ من الفُقراء وغيرُهم، ونُصِبَ هناك الدِّهْليز السُّلْطانيّ، والأحواض السُّلْطانية، والمَطْبخ السُّلطانيّ، وقَصَدَ النّاسُ الشَّيخَ حَسَن ابن الحَرِيريّ في هذه السفرة وزاروه، وهو شيخٌ ساكنٌ وقورٌ.
مَولدُه سنة إحدى وعِشْرين وستِّ مئة.
(1)
أخرق به: أخذ بذنوبه وجوزي على سوء عمله، كما في معجم دوزي 4/ 68.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 694.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وقد يكون حفيد أبي محمد خيلخان بن عبد الوهاب بن محمود القرشي العمري المصري المتوفى سنة 648 هـ، وترجمته في تاريخ الإسلام 14/ 601 وغيره.
وأقامَ في هذه المَرّة بدمشق هو وجماعتُه عَشْرة أيام، وعادَ إلى زاويتهم بحَوْران، بعد أن حَصَل لهم رِفْد من السُّلطان والوزير وغيرُهما
(1)
.
• - وتَوجَّه السُّلطان من دمشق إلى الصَّيْد فغابَ أيامًا وعادَ عشيّة الجُمُعة الحادي والعِشْرين من ذي القَعْدة.
• - ورَسَم الصّاحبُ ببيع أملاكٍ من أملاك بَيْت المال للأيتام، فامتُثِل مرسومُه. وكذلك رَسَم بنقض بعض ما كان وقفه ابنُ السَّلعوسِ الوزيرُ
(2)
.
• - وصَلَّى الصّاحبُ بالمَقْصورة يوم الجُمُعة حادي عِشْري الشَّهر، وعَمِلَ ليلة هذه الجُمُعة ختمةً لوالده حَضَرها القُضاة والقُرّاء المِصْريون، وغيرُهم.
• - ووَصلَ الملكُ المُظَفَّر صاحبُ حَماة إلى دمشق، وحَضرَ اللَّعِب بالكُرة بالمَيْدان في خِدْمة السُّلطان يوم الثُّلاثاء الخامس والعِشْرين من ذي القَعْدة
(3)
.
• - وخَلَعَ السُّلطانُ على نائبِ السَّلْطنة عزّ الدِّين الحَمَويّ حياصةً، وأعطى لولده صلاحَ الدِّين فَرَسًا
(4)
. وجلسَ على مِنْبَر السَّلْطنة بالمَيْدان والنّاسُ بين يديه، ودخل آخرَ النَّهار إلى القَلْعة.
• - وأُعيدَ بُرهانُ الدِّين ابن مؤذِّن القَلْعة إلى رئاسة المؤذِّنين بجامع دمشق يوم الثُّلاثاء الخامس والعِشْرين من ذي القَعْدة. ورجعَ بَدْر الدِّين ابن صبيح أحد المؤذِّنين كما كانَ.
1941 -
وفي السّادس والعِشْرين من ذي القَعْدة تُوفِّي فَخْرُ الدِّين أحمدُ
(5)
بنُ يوسُفَ بنِ المُرَتّب، بالمِزّة ظاهر دمشق.
(1)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 592.
(2)
الخبر في: المختار من تاريخ ابن الجزري، ص 377، وتاريخ الإسلام 15/ 694، والبداية والنهاية 15/ 592.
(3)
الخبر في: المختار من تاريخ ابن الجزري، ص 377.
(4)
ينظر: تاريخ الإسلام 15/ 694.
(5)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
• - وشَكَى جماعةٌ من الأشراف من النَّقيب زَيْن الدِّين ابن عَدْنان فرفعَ الصّاحبُ يدَهُ وجعلَ الأمرَ إلى الحاكم الشافعي.
• - وفي عَشِيّة الخَمِيس السّابع والعِشْرين من ذي القَعْدة قَدِمَ من القاهرة إلى دمشق المُحدِّث شَمْس الدِّين الذَّهبيّ بعد أن حَصَّل وكتب وسَمِعَ.
1942 -
وفي يوم الجُمُعة الثامن والعِشْرين من ذي القَعْدة تُوفِّي الأميرُ الكبيرُ سَيْفُ الدِّين باسطي
(1)
المَنْصوريُّ، ودُفِنَ من الغَد بسَفْح قاسِيُون.
وكانَ من أُمراءِ دمشق.
• - وفي يوم الجُمُعة الثّامن والعِشْرين من ذي القَعْدة صَلَّى السُّلطانُ بمقصورة الخَطابة بجامع دمشق، وحَضرَ معه الأُمراء، وصَلَّى عن يمينه صاحبُ حَماة، وإلى جانبه الأمير بَدْر الدِّين بَكْتاش أميرُ سلاح، وصَلَّى عن يَساره الشَّيخُ حَسَن ابن الحَرِيريّ وأخواه، وإلى جانبهم الأمير حُسام الدِّين لاجِين، والأميرُ عزُّ الدِّين الحَمَويُّ، والأميرُ بَدْرُ الدِّين بَيْسرِي، والأميرُ شَمْسُ الدِّين قَرَاسُنْقُر المَنْصوريّ، والحاجّ بَهادُر، وخَلْفهم أمراءُ وأعيان، وخُلِعَ على الخطيب قاضي القُضاة بَدْر الدِّين خِلْعة حَسَنة، وخَطبَ بها، وسَلَّم عَقِيب الصَّلاة على السُّلطان وتَوجَّه السُّلطان إلى زيارة المُصْحَف الكريم العُثمانيّ
(2)
.
• - وحَضرَ السُّلْطان يوم السَّبْت التّاسع والعِشْرين من ذي القَعْدة بالمَيْدان للَّعب بالكُرة ومعه الخَواصّ ومَن له عادةٌ بذلك
(3)
.
• - وباشرَ ناصرُ الدِّين ابنُ عبدِ السَّلام نظرَ المارستان النُّوويّ يومَ السَّبْت التّاسع والعِشْرين من ذي القَعْدة.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 809.
(2)
الخبر في: المختار من تاريخ ابن الجزري، ص 377، وتاريخ الإسلام 15/ 694، والبداية والنهاية 15/ 593.
(3)
تاريخ الإسلام 15/ 694، والبداية والنهاية 15/ 593.
ذو الحِجّة
• - في يوم الاثنين ثاني ذي الحِجّة باشرَ نيابة السَّلْطنة بدمشق الأمير الكبير سَيْفُ الدِّين غرلُو العادليُّ وعُمُره ثلاثون سنة تقريبًا عِوَضًا عن الأمير عزّ الدِّين الحَمَويّ، وأحضرَ السُّلطانُ الأميرَ عزَّ الدِّين وعاتَبَه على أمور صَدَرَت منه في نِيابته، ورُسِمَ له بالخُروج من دار السَّعادة، والسَّفَر إلى الدِّيار المِصْرية في خدمة السُّلطان، وخُلِعَ عليه، وأُعطي خُبْز سَيْف الدِّين غرلُو، وجُعِلَ مكانه أحد الأستاذ داريّة
(1)
.
• - وفي يوم الثُّلاثاء ثالث ذي الحِجّة رَكبَ السُّلطانُ إلى المَيْدان وحَضرَ للَّعب بالكُرة.
• - وفي يوم الخَمِيس خامس ذي الحِجّة خَرجَ السُّلطانُ إلى الصَّيد ورَجعَ من يومِه.
• - وفي يوم الجُمُعة سادسِه صَلَّى السُّلطان بالمَقْصورة بجامع دمشقَ كما صَلّى في الجُمُعة الماضية.
• - وفي يوم السَّبْت سابعِه جلسَ بدار العَدْل بدمشق، وحَضَرَ الصّاحبُ والقُضاة والأكابر
(2)
.
1943 -
وفي ليلةِ الجُمُعة سادس ذي الحِجّة تُوفِّي الشَّيخُ شهاب الدِّين إبراهيمُ
(3)
ابنُ الشَّيخ ضياءِ الدِّين مُحمد بن أبي القاسم بن مُحمد بن أبي بكر القَزْوينيُّ، ثم الحَلَبيُّ، الصُّوفيُّ، بالقاهرة، ودُفِنَ من الغَد بمقابر باب النَّصْر.
(1)
الخبر في: المختار من تاريخ ابن الجزري، ص 377، وتاريخ الإسلام 15/ 694، والبداية والنهاية 15/ 593.
(2)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 593.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 807، والمقفى للمقريزي 1/ 192.
رَوَى عن والده. سَمِعَ منه جماعةٌ من الطَّلَبة، منهم: ابنُ سامة، وابنُ المُقَشِّرانيِّ، وابنُ الظاهريّ، وأخوه.
ومَولدُه بحَلَب سنة سَبْع عَشْرة وستِّ مئة.
1944 -
وفي ليلةِ الثامن من ذي الحِجّة توفِّيت الشَّيخةُ أمُّ صِدِّيق ستُّ الأُمناء آمنةُ
(1)
بنتُ أبي طالب عَقِيل بن أبي يَعْلَى حَمْزة بن عليّ الشَّيْبانيِّ الصَّفّار، المعروف والدها بابنِ شُقَيْشِقة، وتُدعى: أمّ يحيى، أيضًا، ودُفِنت بسَفْح قاسِيُون عند الكَهْف بتُربةٍ لهم.
وهي عمّة المُحدِّث نَجِيب الدِّين نَصْر الله ابن الصَّفّار
(2)
.
سَمِعتْ من أخيها أبي العِزّ مُظَفَّر
(3)
، ومن جَهْمَة بنت ابن مَسْلَمة، ومن الأُختين كريمة وصَفِيّة ابنتي عبد الوَهّاب ابن الحَبَقْبَق
(4)
.
(1)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 811.
(2)
هو أبو الفتح نصر الله بن أبي العز المظفر بن أبي طالب عقيل المعروف بابن الصفار، توفي في عشية السادس من جمادى الآخرة سنة 656 هـ، وترجمته في صلة التكملة للحسيني 1/ 384 (684)، وذيل الروضتين 201، وتاريخ الإسلام 14/ 849، والعبر 5/ 236، وفوات الوفيات 4/ 185، وعيون التواريخ 20/ 205، والنجوم الزاهرة 7/ 68، والدارس 1/ 60، والشذرات 7/ 492.
(3)
توفي في الرابع والعشرين من جمادى الأولى سنة 628 هـ، فبينه وبين أخته آمنة (67) سنة، ومولده سنة 557، وترجمته في تكملة المنذري 3/ الترجمة 2337، وتكملة ابن الصابوني، ص 265، وتاريخ الإسلام 13/ 871.
(4)
توفيت كريمة في ليلة النصف من جمادى الآخرة سنة 641 هـ وترجمتها في التكملة المنذرية 3/ الترجمة 3125، وذيل الروضتين، ص 173، وتكملة ابن الصابوني، ص 281، وصلة الحسيني 1/ 67 (24)، وتاريخ الإسلام 14/ 392، وسير أعلام النبلاء 23/ 92 وغيرها. أما أختها صفية فتوفيت في الخامس من رجب سنة 646 هـ وترجمتها في صلة الحسيني 1/ 195 (279)، وتاريخ الإسلام 14/ 544، وسير أعلام النبلاء 23/ 270 وغيرها، وهما من بيت علم ورواية.
سَمِعتُ عليها جُزءًا من "مُسنَد ابن وَهْب" بسماعها من أخيها، بسماعِه من ابن عَساكر.
• - وفي ليلةِ الأحد ثامن ذي الحِجّة دخل جماعةٌ من الحَرامية إلى سووا الصّالحية بسَفْح قاسيُون وكَسَرُوا بعضَ حوانيت التُّجّار، وأخذُوا قُماشًا يساوي جُملةً، وكانَ معهم شَمْع فظنّ بعضُ النّاس أنّها زَفّة، فخَرجوا فضربُوهم بالدَّبابيس والسُّيوف.
1945 -
وممّن ضُرِبَ: شرَفُ الدِّين عليُّ
(1)
ابنُ الشَّرَف عبد الله بن عبد الرَّحمن بن سَلامة المَقْدسيُّ، ابنُ السَّرّاج نقيبُ القاضي الحَنْبليّ، فمات ليلة الثُّلاثاء ليلة العيد، ودُفِنَ من الغَد بسَفْح قاسِيُون.
وكانَ رجُلًا حَسَنًا، وسَمِعَ الكثير، وطلبَ بنفسه، ولازمَ السَّماعَ مع الطَّلَبة مدّة، ومن سَمَاعه "نسخة أبي مُسْهِر"، على إبراهيم بن خليل.
1946 -
وفي يوم عيد الأضحى تُوفِّي بالإسكندرية القاضي زَيْنُ الدِّين عليُّ
(2)
بنُ مُحمد بن مَنْصور بن أبي القاسم بن مُختار بن أبي بكر الإسكندَرِيّ، أخو القاضي ناصر الدِّين ابن المُنَيِّر.
ووَلِيَ الحُكم بالإسكندرية مدّةً، وله تَصْنيفٌ. ورَوَى "الأربعين" للسِّلَفِي، عن ابن المَخِيليّ. ووصلَ إلينا خبرُ موته إلى دمشق في صَفَر.
ومَولدُه بالإسكندرية في العَشْر الأُوَل من شَهْر ربيع الأول سنة تسع وعِشْرين وستِّ مئة.
ولي منه إجازة.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 819.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 47، وتاريخ الإسلام 15/ 819، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 50، والوافي بالوفيات 22/ 142، وحسن المحاضرة 1/ 317.
• - وفي يوم عيد الأضْحَى صَلَّى السُّلطان بالمَيْدان ظاهر دمشق، وحَضرَ الوزيرُ وأُمراءُ الدَّولة، وخَلقٌ من العامّة، وخطبَ بهم الخَطِيب فَخْرُ الدِّين خطيب جامع الحُسينية.
• - وفي ليلة الخَمِيس ثاني عَشَر ذي الحِجّة أُفرجَ عن الأمير شَمْس الدِّين الأعْسَر، ومَضَى إلى داره مُسْتَمِرًّا على مُباشرة الشَّدِّ، واستنابَ شَمْسَ الدِّين الكُرْديّ مَنْدوه، واشتغلَ جمالُ الدِّين الجرتاني بأستاذداريّة نائبِ السَّلْطنة.
• - وفي يوم العيد تَولَّى الوزارة بدمشق الصّاحبُ شهابُ الدِّين أحمدُ الحَنَفيُّ، وكيلُ السُّلطان، عِوَضًا عن تَقِيّ الدِّين تَوْبة، وخُلِعَ عليه يوم الخَمِيس ثاني عَشَر الشَّهْر.
وباشَرَ الحِسْبة ولدُه تَقِيّ الدّين مُحمد أيامًا، ورَكِبَ بدمشق يوم الثُّلاثاء سابع عَشَر ذي الحِجّة. ثم وليها عَمُّه زَيْنُ الدِّين عُمر
(1)
.
• - وسافرَ السُّلطان من دمشق إلى جُوسية
(2)
يوم الخَمِيس ثاني عَشَر الشَّهْر ومعه العَسَاكر المِصْرية والشّامية، وأقامَ بالبرِّية أيامًا، ودَخلَ حِمْص يوم الخَمِيس تاسع عَشَر ذي الحِجّة ونَزلَ بالمَرْج عند البَحْرة، وحَضرَ إليه نوابُ البلاد
(3)
.
1947 -
وفي يوم ثالث عيد النَّحْر تُوفِّي بالقاهرة شَمْسُ الدِّين خليلُ
(4)
بنُ بَدْران الحَلَبِيُّ الصُّوفيُّ، نقيبُ المُحَدِّثين.
سَمِعَ كثيرًا من النَّجِيب، وأصحاب البُوصِيريِّ.
(1)
ينظر: المختار من تاريخ ابن الجزري، ص 377، وتاريخ الإسلام 15/ 694، والبداية والنهاية 15/ 593.
(2)
من قرى حمص (معجم البلدان 2/ 185).
(3)
تنظر المصادر في الهامش السابق.
(4)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
1948 -
وفي يوم الأحد مُنْتَصف ذي الحِجّة تُوفِّي الشَّمْس مُحمدُ
(1)
بنُ عُمَر بن أبي عابد الصَّحْراويُّ المَقْدسيُّ، بسَفْح قاسِيُون.
• - وفي يوم الثُّلاثاء سابع عَشَر ذي الحِجّة جَلَس الأميرُ سَيْفُ الدِّين غُرْلُو نائب السَّلْطنة بدار العَدْل، ونظرَ في المَصالح، وشَكِرَت سيرتُه
(2)
.
1949 -
وفي يوم الخَمِيس تاسع عَشَر ذي الحِجّة تُوفِّي الشَّيخُ عليُّ
(3)
ابنُ الخِلاطيِّ، أحدُ الفُقراء بمَقْصورة الحَلَبيِّين بجامع دمشق.
• - وفي هذا اليوم قَدِمَ الصَّدْرُ بَدْرُ الدِّين ابن الجَوْهريّ من القاهرة، فأقامَ ثلاثة أيام، وبَلَغَهُ موت زوجته وولده الصَّغير فسافرَ راجعًا.
1950 -
وفي ليلةِ الجُمُعة العِشْرين من ذي الحِجّة تُوفِّي الشَّيخُ بَدْرُ الدِّين أبو الغَنائم
(4)
بن مَحاسن بن أحمد ابن الكَفْرابيُّ، الحرّانيُّ المِعْمارُ، بمنزله بالقَصّاعين، ودُفِنَ من الغَد بمقابر الصُّوفية.
ومَولدُه سنة أربع عَشرة وستِّ مئة بحرّان، في العَشْر الأوسط من شَوّال.
سَمِعَ من جدِّه لأمّه القاضي جمال الدِّين عبد الله بن نَصْر قاضي حَرّان، وابن رُوْزْبة، والمَجْد القَزْويني، وحَمْد بن صُدَيْق، وابن المُقَيَّر، والمُرَجَّى ابن شُقَيْرة، وغيرِهم. سمعتُ منه "المئة البُخارية".
1951 -
وفي يوم الجُمُعة العِشْرين من ذي الحِجّة تُوفِّي الجمالُ يوسُفُ
(5)
بنُ مُحمد بنِ إسماعيل الحَنَفيُّ، أخو الكمال تَمّام نقيب القاضي الحَنَفيّ.
(1)
لم نقف على ترجمته، وترجم ابن رافع لابنه علي في وفيات سنة 749 هـ (الوفيات 2/ 94).
(2)
ينظر: تاريخ الإسلام 15/ 694، والبداية والنهاية 15/ 593.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 831، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 425، ولحظ الألحاظ، ص 65.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 831، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 425، وذيل التقييد 2/ 265، 355، ولحظ الألحاظ، ص 65، وشذرات الذهب 7/ 757.
(5)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وتقدمت ترجمة أخيه تمام بن محمد في وفيات ذي القعدة من السنة الماضية.
1952 -
وفي يوم السَّبْت الحادي والعِشْرين من ذي الحِجّة تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ المُقْرئ شيخُ القُرّاء موفَّقُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(1)
بنُ أبي العلاءِ مُحمد بن عليّ بن المُبارك النَّصِيبيُّ الرَّبانيُّ الأنصاريُّ الشافعيُّ، ببَعْلَبَك.
وكان شيخَ البَلَد في القِراءات، قرأ على السَّديد عيسى بن مكّي بن الحُسين صاحب الشّاطبي، وقرأ على أبي عَمْرو بن الحاجِب، عن الشّاطبي، وأبي الجُود، وغيرهما. وسَمِعَ على ابن الحاجب "مقدّمته" في النَّحو و"أُرجوزته" في النَّحْو، وغير ذلك
(2)
.
• - وفي يوم الاثنين الثالث والعِشْرين من ذي الحِجّة نُودي بدمشق: "من كانَ له حق على الأمير عزّ الدِّين الحَمَوي فلْيَحضر".
1953 -
وفي ليلةِ الثُّلاثاء الرّابع والعِشْرين من ذي الحِجّة تُوفِّي مُحمدُ
(3)
ابنُ فَخْر الدِّين أحمد بن تَعاسِيف، ودُفِنَ من الغَد بباب الصَّغير.
وكان شابًّا حسنًا.
وهو ابنُ بنت فَخْر الدِّين ابن الشَّيْرَجيّ.
وسَمِعَ معي الحديث.
1954 -
وفي يوم الثُّلاثاء الرّابع والعِشْرين من ذي الحِجّة
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 47، وتاريخ الإسلام 15/ 823، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 324، ومعرفة القراء الكبار 2/ 710، وغاية النهاية 2/ 197، والمقفى للمقريزي 7/ 61 (3200)، ولحظ الألحاظ، ص 64، والنجوم الزاهرة 8/ 78، وشذرات الذهب 7/ 755.
(2)
قال الذهبي في تاريخ الإسلام: "وقلَّ من رأيتُ بفصاحته على كثرة من رأيت من القراء، ومنه تعلمتُ التجويد، وقرأت عليه ختمة للسبعة في أحد وخمسين يومًا ببعلبك في سنة ثلاثة وتسعين".
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 820.
تُوفِّي أمينُ الدِّين مُحمدُ
(1)
ابنُ بَدْر الدِّين ابن طُلَيْس صِهْر عِمادِ الدِّين ابن النُّشّابيِّ، والي البلد، ودُفِنَ من الغَد بسَفْح قاسِيُون.
وكانَ شابًّا حَسَنًا عليه سُكون وحِشْمة.
1955 -
وفي ليلةِ الأربعاء الخامس والعِشْرين من ذي الحِجّة تُوفِّي الفقيهُ الفاضلُ شهابُ الدِّين أحمدُ
(2)
بنُ فارس بنِ حامد المَنْبِجيُّ الشّافعيُّ، بالعُقَيْبة، ودُفِنَ من الغَد.
وكانَ فقيهًا فاضلًا، ديِّنًا.
1956 -
وفي يوم الأربعاء الخامس والعِشْرين من ذي الحِجّة تُوفِّي سَيْفُ الدِّين رَسْلانُ
(3)
ابنُ الأميرِ جمالِ الدِّين ابن زُوَيْزان.
1957 -
وفي يوم الخَمِيس السادس والعِشْرين من ذي الحِجّة تُوفِّي القاضي شَرَفُ الدِّين موسى
(4)
ابنُ القاضي نَجْم الدِّين مُحمد بن سالم بن السَّلَم القُرشِيُّ، النّابُلُسيُّ، بها.
وكانَ قاضيًا بها، وكان رجُلًا جيِّدًا، مُكْرِمًا للنّاس على قاعدةِ أخيه وسَلَفِه.
1958 -
وفي يوم الجُمُعة السابع والعِشْرين من ذي الحجة تُوفِّي الشَّريفُ مُحْيي الدِّين أحمدُ
(5)
ابنُ الشَّريف شهاب الدِّين عبد الرَّحمن بن مُحمد بن
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 820.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
لم نقف على ترجمته، ووالده هو الأمير جمال الدين (الدولة) خليل بن إسماعيل بن علي بن زويزان المتوفى سنة 628 هـ، وترجمته في مرآة الزمان 8/ 445، وتاريخ الإسلام 13/ 860، والوافي بالوفيات 13/ 394، والبداية والنهاية 15/ 181، والدارس 2/ 192.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 828، وعقد الجمان للعيني 3/ 330.
(5)
ترجمته في: تلخيص مجمع الآداب 2/ 666 (ط. إيران)، وتاريخ الإسلام 15/ 804، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 62.
عبد الوَهّاب بن مناقب بن أحمد الحُسينيُّ المُنْقِذيُّ، ودُفِنَ من الغَد بمقابر باب الصَّغير بمَقْبَرة الأشراف.
وكانَ خازِنًا للمُصحف الكريم الذي بمَشْهد عليّ، رضي الله عنه، بجامع دمشق. وسَمِعَ من ابن اللَّتِّيّ، وأبي نَصْر ابن الشِّيرازيّ، ومُحمد بن غَسّان، وابن صَبّاح، ومُكْرَم بن أبي الصَّقْر، وغيرِهم.
وحَضَرَ على دِرْع بن فارس العَسْقلاني. سَمِعتُ عليه أحاديثَ البَغَويِّ من "المئة الشُّرَيْحية".
• - وفي يوم الأحد التاسع والعِشْرين من ذي الحِجّة انكسفت الشَّمْسُ وتغير ضوؤها ولم يذهب بالكُلّية، وصَلّى الشَّيخُ بُرهان الدِّين الإسكندريّ وخَطَب بجامع دمشق
(1)
.
1959 -
وفي يوم الاثنين سَلْخ ذي الحِجّة تُوفِّي الشَّيخُ العَدْل عِمادُ الدِّين أبو العباس أحمدُ
(2)
بنُ هبةِ الله بن نَصْرِ الله بن عليّ بن المُفَرِّج بن مَسْلَمة الدِّمشقيُّ، وصُلِّيَ عليه من يومه بجامع دمشق، ودُفِنَ بمقابر باب الصَّغير.
ومَولدُه في سنة ثلاثٍ وعِشْرين وستِّ مئة.
رَوَى لنا عن جَعْفر الهَمْدانيِّ. وله إجازةُ ابنِ باقا، وجماعةٍ.
وهو زَوْج أخت عِماد الدِّين ابن الشَّيْرَجيّ، وكان يشهد بمَسْجد سُوق القَمْح.
1960 -
وفي ذي الحِجّة تُوفِّي أحمدُ
(3)
بنُ أبي بكر ابن الشَّيخ
(1)
الخبر في: المختار من تاريخ ابن الجزري، ص 379.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 807، وعقد الجمان 3/ 330.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 807.
نَجْم الدِّين مُحمد بن أبي بكر بن أحمد بن خَلَف البَلْخيُّ، المعروفُ جَدُّه بابن النُّور، بدمشق، ودُفِنَ بمقابر باب الفَراديس.
سَمِعَ حُضورًا من ابن اللَّتِّي، وابن المُقَيَّر، وسَمِعَ من السَّخاويِّ، وغيرِه.
ومَولدُه سنة إحدى وثلاثين وستِّ مئة بدمشق.
ولي منه إجازة.
1961 -
وفي عَشِيّةِ يوم الاثنين سَلْخ ذي الحِجّة تُوفِّي الصّاحبُ السَّيِّدُ الإمامُ العلّامةُ الأوحد البارعُ رئيسُ الأصحاب مُفتي الفِرق صَدْرُ العُلماء شيخُ الحَنَفية مُحْيي الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(1)
ابنُ القاضي بَدْرِ الدِّين يعقوب بن إبراهيم بن هبة الله بن طارق بن سالم ابن النَّحّاس الأَسَديُّ الحَلَبِيُّ الحَنَفِيُّ، ببُستانه بقرية المِزّة من غوطة دمشق، ودُفِنَ بُكْرة يوم الثُّلاثاء مُستهلّ سنة ستٍّ بمَقْبَرةٍ له بالمِزّة، وخَرجَ نائبُ السَّلْطنة والقُضاة والأعيان لحضور الجَنازة.
ومَولدُه سنة أربع عَشرة وستِّ مئة بحَلَب.
وكانَ من أعيانِ المُدَرِّسين، دَرَّس بالمدرسة الرَّيْحانية، والمدرسة الظّاهرية بدمشق، ووَلِيَ القضاءَ بحَلَب، ووَلِيَ الوزارةَ بدمشق، ونَظَرِ الخَزانة السُّلطانية، ونظرِ الدَّواوين، ونظرِ الأوقاف. ولم يزل مُكَرَّمًا مُعَظَّمًا، مشهورًا بالكفاءةِ والأمانةِ والمعرفة، معروفًا بالفضيلة والإنصاف في المُناظرة.
(1)
ترجمته في: تلخيص مجمع الآداب 5/ 108 (ط. إيران)، وتالي وفيات الأعيان، ص 154، وتاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 58 - 59 (باريس) وفيهما أن وفاته سنة 696 هـ، وتاريخ الإسلام 15/ 825، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 301، والوافي بالوفيات 5/ 224، والجواهر المضية 2/ 144، والبداية والنهاية 15/ 596، والسلوك 2/ 270، ولحظ الألحاظ، ص 64، والنجوم الزاهرة 8/ 78، وشذرات الذهب 7/ 755 وغيرها.
سَمِعَ الحديث من القاضي ابن شَدّاد، والموفَّق يعيش النَّحْويِّ، وشعيب الزَّعْفرانيِّ، والكاشْغَريِّ، والنَّشْتَبريّ، وابنِ الخازن، وابنِ خَلِيل، والمُرْسِي، وغيرِهم.
ووَلِيَ إمرةَ الحجّاج من دمشق سنة خمس وسبعين وستِّ مئة. وكان حجّ قبل ذلك. وكانَ يحبُّ الحديثَ والسّنةَ، ويُعَظِّم الشَّيخَ عبد القادر والسَّلَف الصّالح.
قرأتُ عليه "جُزء البانياسيّ".
• - وفي ذي الحِجّة وَصلَ الخَبرُ بأنَّ الإردب بالقاهرة بأربعين دِرْهمًا، وأنه عادَ شيء من الوَباء، وأنَّ الموت كثيرٌ في الصِّبْيان والنِّساء.
1962 -
وممَّن ماتَ في هذه السَّنة بالقاهرة كمالُ الدِّين عُمَرُ
(1)
بنُ فَتْح الدِّين ابن المُكَرَّم، الكاتبُ الشُّرُوطيُّ.
1963 -
وبصَفَد الشَّيخُ الصّالحُ شَمْسُ الدِّين مُحمدُ
(2)
بنُ أبي بَكْرِ بن عبدِ الملك بن مالك الحَرّانيُّ، القطّانُ.
وكانَ رجُلًا جيِّدًا، وسَمِعَ بنفسه من ابن اللَّتِّي بحَلَب، ومن ابن رَوَاحة، وابن خَلِيل وجماعة.
ومَولدُه بحَرّان سنة سبع وعِشْرين وستِّ مئة.
سَمِعتُ منه "الأحاديث الموافقات الخَمْس" من كتاب "البَعْث" لابن أبي داود، وغيرَ ذلك
(3)
.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 826.
(3)
كتب الناسخ في هامش النسخة: "بلغ مقابلة".
سنة ست وتسعين وست مئة
المُحَرَّم
• - دخلَ السُّلطان الملكُ العادلُ زينُ الدِّين كَتْبُغا ومَن معه إلى دمشق ضُحَى نهار الأربعاء ثاني المُحَرَّم من مدينة حِمْص
(1)
.
• - وقَدِمَ في أثناء النَّهار الصّاحبُ فخرُ الدِّين ومَن معه من طريق بَعْلَبك بعد زيارته نُوح عليه السلام، وحصلَ له عَقِيب ذلك مَرَضٌ منعهُ من حُضور الجُمُعة
(2)
.
• - وفي يوم الجُمُعة رابع مُحَرَّم حضرَ السُّلطان وأتباعُه إلى الجامع لصلاة الجُمُعة بالمَقْصورة. وأخذَ من النّاس قَصَصَهُم، حتّى قيلَ إنه رأى شَخْصًا بيده قِصّة
(3)
، فتقدَّم بنفسه إليه خُطوات، وأخذَها منه، وشُكِرت سيرتُه، وحُمِدَ فِعْلُه
(4)
.
• - وخُلِعَ على شرَف الدِّين ابن الشَّيْرَجيّ بسبب مُباشرته لنظرِ دِيوان نائب السَّلْطنة سيف الدِّين غُرْلُو، ولَبِسها يوم الجُمُعة رابع مُحَرَّم.
• - وحضرَ السُّلطان بدار العَدْل يوم السَّبْت خامس مُحَرَّم
(5)
.
• - وباشرَ الوَزارة بدمشق شهابُ الدِّين الحَنَفيُّ، وخاطبَهُ السُّلطان بالنَّظَر في أمرِ المتولِّين
(6)
، وأمرِ الأوقاف، وأمرِ المَصالح ودَفْعها إلى المُسْتَحقين
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 694، والبداية والنهاية 15/ 597.
(2)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 41 (باريس).
(3)
القصة: الطَّلَب.
(4)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 42 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 694، والبداية والنهاية 15/ 597.
(5)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 597.
(6)
في الأصل: "المتوليّين"، ولا معنى لها.
وبَسَطَ السُّلطانُ قلمَهُ ووقعَ على القَصَص هو والوزير الكبير فخرُ الدِّين ابن الخَلِيليّ
(1)
.
• - وركبَ يوم الأحد سادس مُحَرَّم الصَّدْرُ بهاءُ الدِّين ابنُ جمالِ الدِّين يحيى الحَنَفيُّ بخِلْعةٍ.
1964 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ نجمُ الدِّين أبو تَغْلِب
(2)
بن أحمد بن أبي تَغْلِب بن أبي الغَيْث الفارُوثيُّ في ليلةِ الأحد سادس مُحَرَّم، وصُلِّي عليه ظُهر الأحد بالجامع، ودُفن بمقبَرة باب الصَّغير.
حَدَّث بـ "صحيح البُخاري". ورَوَى لنا عن ابن الزَّبيديِّ، وابن باسُوْيَة، ويوسُف السّاويِّ.
ومولدُه في شَوّال سنة خمس وست مئة ببغدادَ.
• - وذكر الدَّرْس القاضي شهابُ الدِّين ابن مُحيي الدِّين ابن النَّحّاس بالمَدْرستين الرَّيحانية والظّاهرية على قاعدة والده، ولم يتغيَّر عليه حالٌ، وحضرَ درسَهُ بالظاهرية الطَّواشيُّ عزُّ الدِّين دينار النّاظر، ومدرِّس الشافعية الشَّيخُ صفيُّ الدِّين، وجماعة. وكان ذلك يوم الأحد سادس مُحَرَّم
(3)
.
1965 -
وتُوفِّي شَمْسُ الدِّين العِراقيّ
(4)
الضَّريرُ المقرئُ يوم السَّبت خامس مُحَرَّم.
(1)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 597.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 59 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 848، وتذكرة الحفاظ 4/ 181، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 422، والوافي بالوفيات 10/ 383، وذيل التقييد 2/ 355، وشذرات الذهب 7/ 763.
(3)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 597.
(4)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
وكانَ له حَلْقة مُصَدَّرة، يجلسُ في أوّل رواق قَبْر زكريّا من جهة المُصْحف العُثمانيّ، وكان مُقْرئًا بالتُّربةِ الأشرفية، وله مسجدٌ، وكان قديمًا مُقرئًا بالظّاهرية، وأخذَ حَلْقتَهُ
(1)
صاحبُنا شَمْسُ الدِّين الذَّهبيُّ المُحَدِّثُ المُقْرئُ.
• - وحضرَ السُّلطان دارَ العَدْل أيضًا يوم الثلاثاء ثامن مُحَرَّم
(2)
.
1966 -
وفي يوم الأربعاء ثاني المُحَرَّم توفِّي الشهابُ أحمدُ
(3)
بنُ عبد الله بن مُحمد ابن الأوحد القُرشيُّ الحَنَفيُّ، ابن الكعكيِّ، بالمارستان النُّوريّ، ودُفن بمقابر باب الصَّغير.
وأجازَ لنا على يد ابن الخَبّاز. وكان يَرْوي عن كَرِيمة القُرَشية.
1967 -
وتوفِّي القَمَرُ
(4)
مُحمدُ
(5)
بنُ بَلْغَزا
(6)
بن مُحمد بن بَلْغَزا بن دارة بن رُسْتُم البَعْلَبَكيُّ الحنبليُّ، المُتعَيِّش، في ليلةِ الجُمُعة رابع مُحَرَّم، بمدينة بَعْلَبك، ودُفن يوم الجُمُعة.
ومولدُه في مُنْتصف جُمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة وست مئة ببعلَبَك.
(1)
في الأصل: "وأخذ حلقة"، ولا يصح، فالذهبي هو الذي خلفه في حلقته، قال الحافظ ابن حجر في ترجمة الذهبي من الدرر الكامنة 5/ 68: "قرأت بخط البدر النابلسي في مشيخته: كان علامة زمانه في الرجال
…
وأول ما ولي تصدير حلقة إقراء بجامع دمشق في أول رواق زكريا عوضًا عن شمس الدِّين العراقي الضرير المقرئ في المحرم سنة 699 هـ (كذا، والصواب 696) بعد رجوعه من رحلته من مصر بقليل". وقد تقدم في السنة الماضية أن الذهبي عاد من رحلته المصرية عشية الخميس السابع والعشرين من ذي القعدة.
(2)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 597.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 833.
(4)
يعني: قمر الدين.
(5)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 845، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 179.
(6)
في الأصل: "بلغر" بالراء، والمثبت من خط الذهبي في تاريخ الإسلام، وقال:"وكتب إليَّ بوفاته شيخنا أبو الحسين في رابع المحرم".
وكان مُكثرًا عن البهاء عبد الرَّحمن المَقْدسيّ، رحمه الله تعالى.
سمعتُ عليه الرابع من "المَحامليّات" والثالث من "أمالي يحيى بن مَنْدة".
• - وباشرَ زينُ الدِّين عُمر أخو الصّاحب شهابِ الدِّين الحَنَفيّ حِسْبةَ دمشق في العَشْر الأُوَل من المُحَرَّم
(1)
.
ورأيته بالخِلْعة يوم الثلاثاء مُنْتَصف الشَّهْر المذكور، وتاريخُ تَقْليده في سابع مُحَرَّم.
• - وصلَّى السُّلطان أيضًا بالجامع يوم الجُمُعة حادي عَشَر مُحَرَّم، وخرجَ عَقِيب الصَّلاة إلى عند المكان المعروف بقَبْر هُود فصلَّى هُناك. وفي هذا اليوم صَعد إلى مَغارة الدَّم وزارَ ودَعا وتَصَدَّقَ بجملةٍ
(2)
.
• - وحَضَرَ الصاحبُ فخرُ الدِّين إلى الجامع ليلة الأحد ثالث عَشَر مُحَرَّم بعد العشاء، وجلسَ عند شُبّاك الكامل، وجلسَ جماعةٌ قبالته بقُبّة يزيد، وقرأ ابن البشْطاريُّ، وذكر تصديقَهُ، ودعا إلى أن مَضَى جُزءٌ كبيرٌ من الليل، ورَسَم في هذه الليلة بأن يُبْسَطَ داخل الجامع جميعهُ، ويُمْلأ حُصُرًا، فبادرَ الناظر ورفاقُه إلى امتثال مَرْسومِه من الغد، وملأوا الجامع كما رَسَم، وبَقِيَ الأمرُ على ذلك نحوًا من شَهْرين
(3)
.
1968 -
وتُوفِّي الشَّيخُ جمالُ الدِّين الإرْبِليُّ
(4)
، بالخانقاه الشِّهابية
(5)
.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 694.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 694، والبداية والنهاية 15/ 597.
(3)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 597.
(4)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(5)
منسوبة إلى الأمير أيدكين بن عبد الله الشهابي الذي تقدمت ترجمته في وفيات سنة 677 هـ، وكانت داخل باب الفرج غربي العادلية الكبرى.
وهو والد بهاء الدِّين الإرْبِليِّ، يوم السبت ثاني عَشَر مُحَرَّم، ووَلِيَ مكانه الشَّيخُ شَمْسُ الدِّين الشَّروانيّ
(1)
.
• - ودَرَّس الشَّيخُ شَمْسُ الدِّين ابن الحَرِيري الحَنَفيُّ بالقَيْمازية تحتَ القَلْعة يوم الأحد ثالث عَشَر مُحَرَّم، عِوَضًا عن شِهاب الدِّين ابن النَّحّاس باتفاقٍ وقعَ بينهم، وحضرَ عنده جماعةٌ
(2)
.
1969 -
وفي ليلة الأربعاء تاسع المُحَرَّم تُوفِّي القاضي الإمامُ العالمُ تاجُ الدِّين أبو مُحمد عبدُ الخالق
(3)
بنُ عبد السَّلام بنِ سعيد بن عُلْوان البَعْلَبكيُّ الشافعيُّ، ببَعْلَبكَ، ودُفِنَ من الغَدِ بمقابر باب سَطْحا خارج بَعْلَبك.
ومولدُه سنة ثلاثٍ وست مئة في ليلة الخميس الثاني والعِشْرين من إحدى الجُمادَيَيْن منها.
وكانَ شيخًا فقيهًا فاضلًا، حسنَ الأخلاق، عالي الرِّواية، شيخَ بَلَدِه.
رَوَى عن الشَّيخ موفَّق الدِّين ابن قُدامة، والبهاء عبد الرَّحمن، وابن رَوَاحة، والكاشْغَريّ، والمَجْد القَزْوينيّ، وجماعة.
ووَلِيَ قضاءَ بَعْلَبك.
سمعتُ منه بدمشق "سنن ابن ماجةَ" بكَمالِه، وببَعْلَبك "الرِّقة والبُكاء" للشَّيخ موفَّق الدِّين، وسمعتُ عليه بدمشق وبَعْلَبك عشرين جُزءًا.
(1)
هو شمس الدين محمد بن أحمد بن صلاح الآتية ترجمته في الثاني من محرم سنة 699 هـ.
(2)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 598.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 88، وتاريخ الإسلام 15/ 840، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 351، والمعجم المختص، ص 134، وتذكرة الحفاظ 4/ 181، والوافي بالوفيات 18/ 92، وذيل التقييد 2/ 118، والنجوم الزاهرة 8/ 111، وشذرات الذهب 7/ 760.
• - وصَلَّى السُّلطان يوم الجُمُعة ثامن عَشَر مُحَرَّم بالجامع على العادة، وحضرَ الصّاحبُ فخرُ الدِّين أيضًا الجُمُعة وهو ضعيفٌ
(1)
.
1970 -
وتُوفِّي الشَّيخُ كمالُ الدِّين أحمدُ
(2)
بنُ مُظَفَّر الحَظِيريُّ التّاجرُ يوم الجُمُعة ثامن عَشَر مُحَرَّم، ودُفِنَ بمقابر الصّوفية بعد أن صُلِّي عليه بجامع دمشق عَقِيب الجُمُعة.
وكانَ رجلًا جيِّدًا، فيه مكارم وفَضِيلة، وحُسْن خُلُق، وانقطعَ عن أسباب الدُّنيا مُدّة قبل موتِه. وذكرَ أنّه سمعَ "المقامات" على ابن القُبَّيْطيّ، وما حدّث بشيء.
ومولده سنة ثمانٍ وست مئة.
1971 -
وصَلَّيْنا يوم الجُمُعة ثامن عَشَر مُحَرَّم بجامع دمشق على غائب بالنِّيّة، وهو الشَّيخ الصّالحُ الزّاهدُ العابدُ مُحمدٌ
(3)
الخُجَنديُّ، تُوفِّي بالقاهرة.
• - وجُعِلَ الملك الكامل ابن الملك السَّعيد ابن السُّلطان الملك الصّالح إسماعيل أحد الأُمراء بدمشق، وخُلِعَ عليه لذلك يوم الخَمِيس سابع عَشَر مُحَرَّم، ولَبِسَها ودخلَ القَلْعة، وضُرِبَت الكُوسات على بابِهِ
(4)
.
• - وفي يوم الاثنين الحادي والعِشْرين من مُحَرَّم مُسِكَ الأمير سيفُ الدِّين أسَندَمُر وقُيّد وحُبِسَ بالقَلْعة
(5)
.
(1)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 598.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 59 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 836.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(4)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري، كما في المختار منه، ص 380 - 381، وتاريخ الإسلام 15/ 695، والبداية والنهاية 15/ 598.
(5)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري، كما في المختار منه، ص 381، وتاريخ الإسلام 15/ 695.
• - ورُسِمَ للأمير شَمْسُ الدِّين الأعْسَر أن يُسافِرَ مع السُّلطان في بُكْرة الاثنين المذكور، ووَلِيَ الشدَّ عِوَضه فتحُ الدِّين ابن صَبْرةَ
(1)
.
• - وخُلِعَ على الشَّيخ مُحيي الدِّين ابن المَوْصلي ناظرِ الجامع في يوم الاثنين حادي عِشْري مُحَرَّم بسبب وكالته للأمير بَدْر الدِّين بَيْسَريّ الشَّمْسِي
(2)
.
• - وتَوَجَّه السُّلطانُ الملكُ العادلُ بالجَيْش إلى الدِّيار المِصْرية بُكْرة الثلاثاء ثاني عِشْري مُحَرَّم
(3)
.
• - وخرجَ الصّاحبُ أيضًا بعدَهُ ومَرَّ بدار الحديث الأشرفية، وزارَ الأثرَ النبويَّ بها، وخرجَ إليه الشيخُ زين الدِّين الفارِقيُّ وشافَهَهُ بتوليةِ المدرسة الناصرية، وتَرْك الشَّيخ زَيْن الدِّين الشامية فولِيَها القاضي كمالُ الدِّين ابن الشَّرِيشي.
وبَلَغنا أنَّ الصّاحب وصلَ الشَّيخ زينَ الدِّين بشيءٍ فقبِلَهُ، وكذلكَ وصل المُعِين خَطّاب خادمَ الأثر. وخرجَ القُضاة لتوديع الصّاحب، فرجعَ مَن رَجَعَ بعد الظُّهْر، ومنهم مَن استمرّ معه
(4)
.
• - ووقعَ في هذا اليوم في أثناء النهار مَطَرٌ جيّد صَيِّبٌ استبشرَ النّاسُ به وغَسَلَ الأوساخَ التي كانت على الأرض بسبب نُزول الجَيْش
(5)
.
(1)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري، كما في المختار منه، ص 381، وتاريخ الإسلام 15/ 695.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 695.
(3)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري، كما في المختار منه، ص 381، وتاريخ الإسلام 15/ 695، والبداية والنهاية 15/ 598، وكنز الدرر 8/ 366.
(4)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 695، والبداية والنهاية 15/ 598.
(5)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 598.
1972 -
وفي الثالث والعِشْرين من المُحَرَّم تُوفِّي يوسُف
(1)
بن هِلال بن أبي البَرَكات الحَلَبيُّ، بالقاهرة.
ومولده سنة ثمانٍ وعِشْرين وست مئة تَخْمِينًا بالشام.
1973 -
وتُوفِّي مُحمدُ
(2)
ابنُ الشَّيخ عليّ المَرْوَزيِّ أبوهُ سبط الشَّيخ شَرَف الدِّين الرُّوميّ يوم السَّبْت سادس عِشْري مُحَرَّم، ودُفِنَ يوم الأحد بزاوية جَدِّه بالجَبَل.
سَمِعَ معي على ابن البُخاريّ وغيرِه.
1974 -
وتُوفِّي الفقيهُ شهابُ الدِّين أحمدُ
(3)
ابنُ تقيّ الدِّين إبراهيم بن إسماعيل الرَّقيُّ الحَنَفيُّ الشاهدُ يوم الأحد سابع عِشْري مُحَرَّم، ودُفِنَ بمقابر باب الصَّغير.
سَمِعَ من ابن البُرهان، وكان فقيهًا نبيهًا.
1975 -
وفي المُحَرَّم توفِّي الشَّيخُ محيي الدِّين أبو المُفَضَّل يحيى
(4)
بنُ مُحمد بن عبد الصَّمد بن عبد الله بن عبد الله بن حَيْدَرة ابن العَدْل السُّلَمِيُّ، بالزَّبَدانيِّ، ودُفِنَ هناك.
ومولدُه في العَشْر الأوسط من شعبان سنة اثنتين وعشرين وست مئة بدمشق.
وكان رجلًا جيِّدًا، متواضعًا، مُتزهدًا، من بيتٍ معروف.
رَوَى عن ابن الزَّبِيديّ، وابن اللَّتِّي.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 848، وأعيان العصر 5/ 671، وتاج التراجم، ص 321.
(2)
لم نقف على ترجمته، وتقدم ذكر جده شرف الدين الرومي في وفيات سنة 684 هـ.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(4)
ترجمته في: تلخيص مجمع الآداب 5/ 118 (ط. إيران)، وتاريخ الإسلام 15/ 847، وتذكرة الحفاظ 4/ 181، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 373، ومرآة الجنان 4/ 228، وشذرات الذهب 7/ 762.
قرأتُ عليه "جزء أبي الجَهْم" عنهما بجامع الزَّبَدانيّ، وسمعتُ عليه قبل ذلك بدمشق.
• - ووصلَ الجماعةُ الذين خَرَجُوا لتوديع الصّاحب فَخْر الدِّين يوم السَّبْت سادس عِشْري مُحَرَّم، وهم: الصّاحبُ شهابُ الدِّين الحَنَفيّ، والأخوان الصدران: أمينُ الدِّين والقاضي نجمُ الدِّين ابنا ابن صَصْرَى، والشَّيخ نجمُ الدِّين بن أبي الطيّب وكيل بيت المال، وتَقِيّ الدِّين تَوْبة وصلَ معهم، وقد وَلِيَ نظرَ الخزانة السُّلطانية. وانفصلَ شهابُ الدِّين ابن النَّحّاس
(1)
.
• - ودَرَّس الشَّيخُ زينُ الدِّين الفارقي بالنّاصرية يوم الأربعاء آخر المُحَرَّم، عِوَضًا عن قاضي القضاة بدر الدِّين ابن جَماعة
(2)
.
• - ولمّا كانَ بُكْرة يوم الأربعاء آخر يوم من المُحَرَّم تحدَّثَ الناسُ بدمشقَ باختباطٍ حصلَ بين العَسْكر المتوجِّه إلى الدِّيار المصرية وخُلْفٍ وقعَ بينَهُم، وأُغْلِقَ بابُ القلعة بدمشق ساعةً من النهار، ودخلَ الصاحبُ شهابُ الدِّين الحَنَفيُّ إليها من باب الخوخة، وتهيأ نائبُ السَّلْطنة، وجمعَ الأمراءَ، وأمرَ جماعةً من العَسْكر بالوقوف على خَيْلهم خارج باب النَّصْر. فلما كانَ قريب العَصْر من اليوم المذكور وصلَ السُّلطانُ الملكُ العادل زينُ الدِّين إلى القَلعة ومعه أربعة أو خمسة من مماليكه حسبُ.
وكانَ وصلَ أول النهار أميرُ شكار مَجْروحًا، وهو الذي أعلمَ النُّوابَ بالأمر، بحيث استعدُّوا وتهيّأوا. وحضرَ أُمراء الدَّولة عندَ السُّلطان، وخلعَ على جماعةٍ منهم، ورَسَمَ بالاحتياط على نواب الأمير حُسام الدِّين لاجِين وحواصلِه بدمشق.
(1)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 51 (باريس).
(2)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 598، والدارس 1/ 352.
وبَلَغْنا أنَّ الخُلْفَ الذي وقعَ كان باللَّجُون بقُرب وادي فَحْمة في بُكرة يوم الاثنين الثامن والعشرين من المُحَرَّم، وأنَّ الأميرَ حسامَ الدِّين لاجين قتلَ الأمير سيفَ الدِّين بَتْخاص العادلي وبَكْتوتَ الأزرقَ العادليَّ، وأخذَ الخزانة بين يديه والعَسْكر، وتوجَّه إلى الدِّيار المِصْرية، وأنَّ السُّلطان لما بلغَهُ قَتْل بتخاص خرجَ من الدِّهْليز ولم يُفطَن به وسَلَّمه اللهُ تعالى إلى أن وصلَ إلى دمشق
(1)
.
ولمّا وصلَ السُّلطان إلى دمشقَ طلبَ قاضي القضاة بدرَ الدِّين فدخلَ عليه هو والقاضي حُسام الدِّين الحنفيّ، وحَضَرا تحليفَ الأُمراء والمُقدَّمين وتجديد المَواثيق منهم.
1976 -
وفي شَهْر المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ العدلُ الفاضلُ الصّالحُ نجمُ الدِّين أبو يعقوب إسحاق
(2)
بن أبي نَصْر نَصْر الله بن أحمد بن خَلَف بن شِبْل، المعروف بابن البَصْباص الحِمْصيُّ، بها.
وكان رجلًا جيِّدًا فاضلًا، فقيهًا، ملازمًا للصِّيام، وكان كاتب الحُكْم بحِمْص.
سمعتُ عليه قطعةً من أول "التِّرمذي" عن القاضي صالح بن أبي بكر بن أبي الشِّبل.
صَفَر
• - في يوم الخميس مُستهلّ صَفَر احتيطَ على دارِ الأمير عزِّ الدِّين الحَمَويِّ.
(1)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 52 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 695، والبداية والنهاية 15/ 598.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
• - ووصلَ في أثناء النَّهار زينُ الدِّين غُلْبَك
(1)
العادليّ ومعه جماعةٌ يسيرة من غِلْمان السُّلطان. وخُلِعَ على الأمير ناصر الدِّين باشْقَرد الناصريّ.
• - ولَزِمَ الصّاحبُ شهابُ الدِّين الحَنَفيُّ القلعةَ لتدبير الدَّولة وإصلاح أُمور السَّلْطنة
(2)
.
• - وذَكَر الدَّرْس القاضي كمالُ الدِّين ابن الشَّيخ جمال الدِّين الشَّرِيشيّ بالمدرسة الشامية ظاهر دمشق بُكْرة الخميس مُستهلّ صَفَر، وحضرَ القاضي إمامُ الدِّين والقاضي نجمُ الدِّين ابن صَصْرَى وصدرُ الدِّين ابن الوكيل، وجماعةٌ، ووصلَ توقيعُه وتوقيعُ الشَّيخ زين الدِّين بالنّاصرية يوم السَّبْت ثالث صَفَر، مؤرَّخَين برابع عِشْري مُحَرَّم
(3)
.
1977 -
وتُوفِّيت الحاجّة الكبيرة دُرّة خاتون
(4)
ابنة الأمير حُسام الدِّين الحَسَن بن أبي الفوارس القَيْمُريّ، زوجة الأمير ناصر الدِّين القَيْمُريّ في يوم الجُمُعة ثاني صَفَر، ودُفِنَت يوم السَّبْت بتُربتها جوار الحافظية بطريق الجَبَل، وعُمِلَ لها العزاء والختمات.
وكانت امرأةً صالحةً، مُحتَرَمة.
(1)
في الأصل: "أغلبك"، والمثبت مما سيأتي ومن موارد التخريج، وهكذا يُضبط هذا الاسم، قال الذهبي في "المشتبه":"بمعجمة مضمومة وبموحدة" وذكر العلامة ابن ناصر الدين في توضيح المشتبه 6/ 340 أن الموحدة مفتوحة.
(2)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 52 (باريس)، والمختار منه، ص 381، وتاريخ الإسلام 15/ 695.
(3)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 599، والدارس 1/ 211.
(4)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب، لكن أختها قماري خاتون هي التي أوقفت الخان بمسجد القصب سنة 694 هـ، وهي صاحبة التربة القمارية بسفح قاسيون (الدارس 2/ 210)، وأما زوجها الأمير ناصر الدين القيمري فهو حسين بن عزيز بن أبي الفوارس أحد الأبطال الشجعان، تقدمت ترجمته في وفيات ربيع الأول من سنة 665 هـ.
1978 -
وتُوفِّي جمالُ الدِّين أحمدُ
(1)
ابنُ الشَّيخ العَدْل شَمْس الدِّين عبدِ الأحد بن عبد الله بن شُقَيْر الحَرّانيُّ، أخو الصَّدْر أمين الدِّين، بقرية طفس
(2)
يوم السَّبْت ثالث صَفَر، وحُمِلَ من هناك إلى دمشق، فوُصِل به إلى جبل الصّالحية بُكْرة الأحد رابع صَفَر، فغُسِّل ودُفِن.
وكان راجعًا من ديار مصر هو وأولاد أخيه.
• - ودخلَ رَكْب الحجاز الشّاميُّ إلى دمشقَ يوم الاثنين الخامس من صَفَر، وأميرُهم الأميرُ سيفُ الدِّين بهادُر العَجَميُّ المَنْصوريُّ، الساكن بالدِّيماس يومئذ
(3)
.
• - وبلغَ القَمْح بعد رُجوع السُّلطان إلى مئتي دِرْهم كلّ غِرَارة، ثم نقصَ قليلًا
(4)
.
• - ووَلِيَ نَظَرَ الجامع المَعْمور الصَّدرُ شَرَفُ الدِّين ابنُ عزِّ الدِّين ابنِ الشَّيْرَجيّ، عِوَضًا عن الشَّيخ محيي الدِّين ابن المَوْصليّ، وباشرَهُ يوم الثلاثاء سادس صَفَر.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وتقدمت ترجمة أخيه محمد في وفيات سنة 680 هـ. أما أخوه أمين الدين عبد الله فتوفي سنة 708 هـ في رمضان، وستأتي ترجمته في موضعها من هذا الكتاب. ومن أولاد عبد الله: خليفة بن عبد الله، والآتية ترجمته في هذه السنة بعد قليل، وعبد الأحد بن عبد الله الآتية ترجمته في وفيات سنة 709 هـ، وسلامة بن عبد الله المتوفى سنة 727 هـ (كما في معجم شيوخ الذهبي 1/ 266 وغيره)، وعمر بن عبد الله بقي إلى سنة 744 هـ، كما في المعجم المختص، ص 182، وأعيان العصر 3/ 632. وأما ابنه أبو القاسم قاسم بن أحمد بن عبد الواحد فتوفي سنة 746 هـ، وترجمته في وفيات ابن رافع السلامي 2/ 18 وذيل التقييد 2/ 267 وغيرهما.
(2)
طفس: مدينة من أعمال حوران، لم يذكرها ياقوت في معجم البلدان، وذكرها ابن الشعار في قلائد الجمان 4/ 293، ولها ذكر في التواريخ كما في أعيان العصر 4/ 92.
(3)
تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 52 (باريس).
(4)
تاريخ الإسلام 15/ 695، والبداية والنهاية 15/ 599.
• - وفي يوم الثُّلاثاء ثالث عَشَر صَفَر اشتُهِرَ بدمشق سلْطنة الأمير حُسام الدِّين لاجِين، واستقرار أمرِه، والحَلْف له، وأنه لُقِّب "الملك المَنْصور"، وخُطِبَ له بالقُدس والخليل وغَزّة، وغيرها من بلاد الشّام
(1)
.
• - وكانَ الملكُ العادلُ قد عَزمَ على مُكاتبة الأمير حُسام الدِّين وإرسال رَسُول من جهته إليه، ثم بَطَلَ ذلك، وأقامَ بدمشق هذه الأيام لا يَخْرجُ من قَلْعتها، وأمَّرَ جماعةً بدمشق، وأطلقَ بعضَ المَكُوس، وقُرئ بذلك توقيعٌ يوم الجُمُعة سادس عَشَر صَفَر عَقِيب الجُمُعة بمقصورة الخطابة، قرأهُ شَمْسُ الدِّين ابن غانِم على سُدّة المؤذّنين
(2)
.
1979 -
وتُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ فخرُ الدِّين أبو المُرَجَّى سالمُ
(3)
ابنُ الحاج أحمد بن سالم بن سَيْف بن عَوْن بن عبد الله الخَشّاب القُرشيُّ، المعروف بابن السَّلالميِّ، ليلة الجُمعة سادس عَشَر صَفَر، وحُمِلَ قبل الصَّلاة إلى الجامع وصُلِّي عليه فيه عَقِيب الجُمُعة، ودُفِنَ بمقابر باب الصَّغير، رحمه الله وإيّانا.
وكان سَمِعَ من الحُسين ابن صَصْرَى
(4)
، وأحمد بن مَسْلَمة، وحدَّث. وكان يشهد على القُضاة، ويشهد في قِيَم الأملاك.
قرأتُ عليه عشرة أحاديث من أول العاشر من "حديث المُخَلِّص"، بسماعه من ابن صَصْرَى، بإجازته من ابن الزّاغُوني.
ومولدُه سنة ست عشرة وست مئة.
(1)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 52 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 695، والبداية والنهاية 15/ 599 - 600 وغيرها.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 695 - 696، والبداية والنهاية 15/ 599.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 59، وتاريخ الإسلام 15/ 839.
(4)
هو أبو القاسم الحسين بن أبي الغنائم ابن صصرى المتوفى سنة 626 هـ، وترجمته في تاريخ الإسلام 13/ 810 وغيره.
1980 -
وكذلك تُوفِّي الشَّيخُ نجمُ الدِّين عبدُ الرحمن
(1)
ابنُ الثَّلّاج التاجر بقَيْسارية الشُّرُب، وصَلَّينا عليه مع فخر الدِّين المذكور بالجامع المعمور.
• - وباشرَ الشَّيخُ شَمْسُ الدِّين مُحمد بن حَمْزة المَقْدسيُّ مشيخةَ الحديث بدار الحديث الأشرفية بالجَبَل في ثالث عَشَر صَفَر، عِوَضًا عن الشَّيخ شهاب الدِّين الحنبليّ مُفَسِّر المنامات.
1981 -
وفي يوم الاثنين تاسع عَشَر صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ المُقرئُ شَمْسُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(2)
بنُ جَوْهَر بن مُحمد التَّلَعْفَريُّ الصّوفيُّ، بدمشق بالخانقاه السُّمَيْساطِية، وصُلِّي عليه بعد العصر بالجامع، ودُفِنَ بمقابر الصُّوفية.
رَوَى لنا عن ابن خَلِيل.
ومولدُه في ليلة الثلاثاء ثالث عَشَر جُمادى الأولى سنة خمس عَشْرة وست مئة بتَلَّعْفَر من ديار بَكْر بقُرب سِنْجار.
وكان من شيوخ القُرّاء والصُّوفية، وسَمِعَ أيضًا من ابنِ رَوَاحة، والصَّلاح مُوسى بن خَلَف، والضياء صَقَر، وغيرِهم.
1982 -
وأخبرنا الحُجّاج القادمونَ بوفاةِ القاضي شَمْس الدِّين مُحمد
(3)
ابنِ قاضي القضاة عزِّ الدِّين الحَنْبليّ، قاضي الدِّيار المِصْرية، تُوفِّي وهو متوجِّه إلى الحجاز مع الرَّكْب المِصْريّ بمكان يُعرف بالحَوْرة
(4)
في طريق المصريِّين.
وكان من أصحاب ابن السَّلْعوس وعَظُمَ في أيامِه.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 845، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 181، وأعيان العصر 4/ 395، والوافي بالوفيات 2/ 314، وشذرات الذهب 7/ 762.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(4)
معجم البلدان 2/ 318، والضبط من الأصل.
• - ووصلَ الخبرُ بتزيين صَفَد ودَقِّ البَشائِر بها بسَلْطنة الملك المَنْصور حسام الدِّين، وكذلك بنابُلُس، والكَرَك، وجَرَّد الملكُ العادل جماعةً من جُند دمشق مقدَّمهم الأمير علمُ الدِّين طَقْصبا النّاصريّ لكشف الأمر وتحقيق الخَبَر، فتوجَّهوا يوم الخَمِيس ثاني عِشْري صَفَر، فتحقَّقوا بعد خروجهم من دمشق في النَّهار المَذْكور دُخول السُّلطان الملك المنصور حُسام الدِّين قلعةَ القاهرة، وثبوت مُلْكه وطاعة الرَّعِيّة له، فرجعوا لعدم الفائدة في توجههم.
وفي يوم الجُمُعة ثالث عِشْريه ظهرَ الأمرُ بدمشق، وانكشفَ الحال، وتَحقّق الملكُ العادلُ ذلك
(1)
.
• - ووصلَ بُكْرة السَّبْت رابع عِشْريه الأمير سيفُ الدِّين كُجْكُن وجماعةٌ من الأُمراء من الرَّحْبة فلم يدخلوا دمشق، بل توجَّهوا إلى جهة مَيْدان الحَصَا، وأظهرَ الأمير سيف الدِّين كُجْكُن سَلْطنة الملك المنصور حُسام الدِّين، وأعلمَ جيشَ دمشق بذلك، فخرجَ إليه الأمراءُ طائفة بعد طائفة. وقد كانَ توجَّهَ يوم الجُمُعة أميران من دمشق إلى جهة القاهرة.
ولمّا تَحَقَّق الملكُ العادلُ ذلك، وعَلِمَ انحلال أمرِه بالكُلية أذعنَ بالطاعة للأُمراء، وقال لهم:"هذا الرَّجلُ هو خُشْداشي، وأنا في خِدْمته وطاعتِه". وأُحْضِرَ الأميرُ سيف الدِّين جاغان الحُساميُّ إلى القَلْعة، فقال له الملك العادل:"أنا أجلِس في مكانٍ بالقَلْعة حتى تُكاتب السُّلطان وتعتمد ما يَرْسِم به". فلما رأى الأمراءُ منه ذلك تَفَرَّقوا واجتمعوا بباب المَيْدان، وحَلَفوا لصاحب مِصْر، وأُرسِلَت البُرُد مساء نهار السَّبْت، واحتُفظ على القَلْعة وعلى الملك العادل، ولبسَ جُنْد دمشق، وسَيَّروا ظاهر القَلْعة وخارج البَلَد عامة نهار السَّبْت، والناسُ في هَرَج، وأقوالٍ مُخْتلفة، وأبواب البلد مُغْلَقة سوى باب النَّصْر، وباب القَلْعة
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 696، والبداية والنهاية 15/ 600.
مُغْلَق، فُتِحَ منه الخُوخة حسبُ، واجتمعَ العامة والنّاسُ من باب القَلْعة إلى باب النَّصْر وظاهر البَلَد، حتى سَقَط منهم جماعة في الخَنْدق، فسَلِم جماعةٌ، وهلكَ نفرٌ يسير دون العَشَرة. وأمسَى النّاسُ يوم السَّبْت وقد أُعلنَ باسم الملك المَنْصور ولا يَخْتَفِي أحد بذلك، وشُرِعَ وقت العَصْر في دقّ البشائر على القَلْعة.
وفي سَحَر ليلة الأحمد ذكره المؤذِّنون بجامع دمشق، وتَلَوا قوله تعالى:{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} [آل عمران: 26] الآيةَ إلى آخِرِها، وأظهرُوا اسمَهُ والدُّعاءَ له، وذكرَهُ قارئ المُصْحف بعد صلاةِ الصُّبْح بمقصورة الخطيب، ودُقَّت البشائر على أبواب أُمراء دمشق دقًّا مُزْعِجًا، وأُظْهِرَ الفرحُ والسُّرور، وزُيِّنت أسواق البَلَد جميعها.
وأمّا الصّاحب شهاب الدين الحَنَفي فإنّه دخلَ يوم السَّبْت من الصّالحية فرأى الأمرَ قد اضمَحَلَّ فرجع وحده وخَفِي أمره، وكذلك أخُوه المُحْتَسب زين الدِّين، وبقيت البَلَد مُعَطّلة من الحِسْبة، فركب ابن النُّشّابي الوالي ونظرَ في الحِسْبة وفي أمر الخَبّازين، وأحكمَ أمرَهُم يوم السَّبْت.
وفي يوم الأحد نادَى جماعةٌ بدمشق بسَلْطنة الملك المَنْصور حُسام الدِّين وأُمِرَ النّاسُ بفتح حوانيتهم واشتغالهم بمَعايِشهم على عادتهم.
وكذلك يوم السَّبْت نُودي أيضًا.
وفي يوم الأحد حَضَر القُضاة الأربعة بدار السَّعادة وحَلَفَ الأمراءُ بحضورهم بتحليف شَمْس الدِّين ابن غانِم، وكذلك حَلَف المقدَّمون والجُنْد، وكُتِبت المطالعات بذلك من جهة الأُمراء والقُضاة، وحضرَ ذلك الأمير سيفُ الدِّين غُرْلُو العادليُّ نائبُ السَّلْطنة، وأظهرَ السُّرور، وحَلَف مع الجماعة. وقال:"السلطان الملك المَنْصور حسامُ الدِّين هو الذي عَيَّنني للنيابة، وأستاذي كان استَصْغَرني".
ثم إنه سافرَ هو والأمير سيف الدِّين جاغان، ولم يظهر زين الدِّين غُلْبَك. وقيل إنه خرجَ مع الصاحب شهاب الدِّين الحَنَفي. ثم ظهرَ يوم الاثنين سادس عِشْرِيه.
وكذلك باشرَ الحِسْبة زين الدِّين أخو شهابِ الدِّين في هذا اليوم.
وفيه حلف بدار السَّعادة جماعةٌ كان تأخَّر تَحْليفُهم
(1)
.
• - وكان أول هذه الشَّهْر بالقاهرة يوم الأربعاء، وعندنا بدمشق يوم الخَمِيس.
• - ووصلَ كتاب السُّلطان الملك المَنْصور حُسام الدِّين يذكرُ فيه أنَّهُ جلسَ على سرير المُلْك يوم الجُمُعة عاشِر صَفَر، ووصلَ الخَبَرُ أنه ركبَ وشَقَّ القاهرةَ يوم الخميس سادس عَشَر صَفَر
(2)
.
• - وركبَ الصاحبُ شهاب الدِّين بدمشق وباشرَ الوزارة يوم الأربعاء الثامن والعشرين من صَفَر بطلب فَتْح الدِّين ابن صَبْرة المُشِدّ، والأمير سيف الدِّين كُجْكُن
(3)
.
• - وكان الأمير شَمْس الدِّين الأعْسَر حضرَ إلى دمشق مُخْتفيًا ليلة الأحد رابع صَفَر، وباتَ بظاهرها ثلاث ليال، وأرسلَ كُتُبًا كانت معه إلى الأُمراء بدمشق أوصلت إليهم، وكتب جواباتها، وحَلَّف جماعةً وتوجّه في ليلة واحدة إلى قارا، وكان بها جماعة من الأُمراء كانوا مجرَّدين بحِمْص، فاجتمعَ أيضًا بهم وأحكمَ الأمر معهم، وأرسل بعضَ مماليكه إلى ديار مِصْرَ
(1)
ينظر في ذلك كله: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 52 - 53، وتاريخ الإسلام 15/ 695 - 696، والبداية والنهاية 15/ 600 - 601 وغيرها من التواريخ المستوعبة لهذا العصر.
(2)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 53 (باريس).
(3)
المصدر السابق.
يُعلِمُ السلطان بما فعلَهُ وسَعَى فيه. ورجعَ إلى لُدّ وأقام بها هو وجماعتُهُ حفظًا للبلاد وصيانةً للطُّرُق، كلُّ ذلك ولم يُفْطَن به إلّا بعد رُجوعه. ولم يَزَل مُقيمًا بالسّاحل حتى بَلَغه استقرار الأمر بدمشق للسُّلطان الملك المنصور حُسام الدِّين، فتوجَّه إلى دمشق ودخلَها بُكْرة الخَمِيس التاسع والعشرين من صَفَر، وتلقاهُ النّاس، وأُسْرِجَت الشُّموع نهارًا، وحَضَرَ النّاس للتهنئة إلى دارِه، ونُودِيَ في البلد: من له مَظْلَمة فليحضر إلى دار الأمير شَمْس الدِّين
(1)
.
1983 -
وفي صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ زينُ الدِّين أبو العباس أحمدُ
(2)
بنُ عبدِ الكريم بن غازي بن أحمدَ بن عبد الله بن أحمدَ الواسطيُّ، ثم القاهريُّ المعروف بابن الأغْلاقيِّ، بالقاهرة، وكان نائب الحِسْبة بها.
سَمِعَ من ابن باقا، وجَعْفر الهَمْدانيِّ، وهبة الله المَقْدسيِّ، والقاضي زينِ الدِّين الدِّمشقيِّ، وعبد القويّ ابن الجَبّاب، وعبد الغَفّار بن شُجاع المَحَلِّي، ونَصْر بن جرو بن عنان، وغيرِهم.
ومولده سنة عَشْر وست مئة بالقاهرة.
وكانَ إمام مَسْجد قبالة الجامع الأزْهر.
قرأتُ عليه أحاديث من "النَّسائي"، بسماعه من ابن باقا.
1984 -
وتُوفِّي تقيُّ الدِّين قاسمُ
(3)
بنُ عليّ بن بلال الخِلاطيُّ، الفقيه بالأمينية والشامية، ابنُ أخت بُرْهان الدِّين الهَمَدانيّ الشاهد، في يوم السَّبْت الرابع والعشرين من صَفَر، وصُلِّي عليه الظُّهر بالجامع، ودُفِنَ بالجَبَل.
(1)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 52 (باريس).
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 833، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 70، وتذكرة الحفاظ 4/ 181، وذيل التقييد 1/ 339، وشذرات الذهب 7/ 758.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
1985 -
وتُوفِّي شهابُ الدِّين خَلِيفة
(1)
ابنُ الصَّدْر أمين الدِّين عبد الله بن عبد الأحد بن شُقَيْر الحَرّانيُّ، في يوم الاثنين السادس والعشرين من صَفَر بدمشق، وصُلِّي عليه الظُّهر بالجامع، ودُفِنَ بسَفْح جبل قاسيون.
وكانَ شابًّا حَسَنًا، رئيسًا، لديه فَضْلٌ وجودةُ كتابةٍ، وحُسْنُ معاشرة. وسَمِعَ كثيرًا، ولم يحدِّث.
ومن سماعه "جزء ابن عَرَفة" على ابن عبد الدائم.
1986 -
وكذلك تُوفِّي الشَّيخ علاءُ الدِّين ابنُ الليث
(2)
الفقير الحريريُّ، وكانت الصَّلاة عليهما جميعًا، ودُفنا بمقابر الصُّوفية، وكان من بقية الفقراء الحريرية، وحج مراتٍ كثيرةً.
1987 -
وفي صَفَر تُوفِّي بالقاهرة قاضي القضاة عزُّ الدِّين أبو حَفْص عُمر
(3)
بنُ عبد الله بن عُمر بن عِوَض المقدسيُّ الحَنْبليُّ، وصُلِّيَ عليه في اليوم الذي ماتَ فيه خارج باب زَوِيلة، ودُفِنَ بسَفْح المُقَطَّم، بتُربة الحافظ عبد الغني.
وكان حاكمًا بالدِّيار المِصْرية على مَذْهب الإمام أحمد، مشكورَ السِّيرة، مُحْتَرزًا متثبّتًا.
ومولدُه سنة إحدى وثلاثين وست مئة.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 59 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 838، وينظر تعليقنا علي ترجمة عمه أحمد قبل قليل.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 89 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 843، وتذكرة الحفاظ 4/ 181، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 72، وأعيان العصر 3/ 632، والوافي بالوفيات 22/ 503، والبداية والنهاية 15/ 603، والذيل لابن رجب 4/ 285 وفيه المزيد من موارد ترجمته، وذيل التقييد 2/ 242، والسلوك 2/ 281، والمقصد الأرشد 2/ 301، والنجوم الزاهرة 8/ 111، وحسن المحاضرة 1/ 480، وشذرات الذهب 7/ 761.
سَمِعَ حُضُورًا من ابن اللَّتِّي، وسَمِعَ من جعفر الهَمْدانيِّ، والحافظ ضياء الدِّين، وابن رَوَاج، وسِبْط السِّلَفي، وغيرهم.
قرأتُ عليه "جُزء الغَضَائريّ".
ربيع الأول
• - وخُطِبَ على مِنْبر جامع دمشق للسُّلطان الملكِ المنصور حُسام الدِّين لاجِين يوم الجُمُعة أول يوم من شَهْر ربيع الأول، وحَضَرَ بالمَقْصورة القضاةُ والأميرُ شَمْسُ الدِّين الأعسر وسيفُ الدِّين كُجْكُن، وسيفُ الدِّين أسَنْدَمُر، وجماعةٌ من أُمراء دمشق
(1)
.
• - وذكرَ الدَّرسَ شَمْسُ الدِّين مُحمدُ بنُ عيسى بن أحمدَ بن حَوَاري الحَنَفيُّ، المعروف بابن الخَشّاب، صِهْر القاضي حُسام الدِّين بالمدرسة الشِّبْلية ظاهر دمشق، عِوَضًا عن الشَّيخ ظهير الدِّين البُخاريّ، برضاهُ ونُزوله عنها له، وحضرَ القُضاةُ والفُقهاء، وذلك في يوم الأحد ثالث شَهْر ربيع الأول.
• - وفي هذا اليوم حَكَمَ بدمشق القاضي جلالُ الدِّين الحَنَفيّ نيابةً عن والده قاضي القُضاة حسامُ الدِّين
(2)
.
• - ووصلَ يوم الجُمُعة ثامن ربيع الأول الأميرُ حُسامُ الدِّين أستاذُ الدّار إلى دمشق ومعهُ مرسومٌ بتحليف الأُمراء، فاجتمعُوا بدار السَّعادة بحضورِ القُضاة يوم السَّبْت، وامتُثِلَ ما حُضِرَ بسببه، ومعه من السُّلطان كتابٌ يقتَضِي دخوله القاهرة يوم الجُمُعة عاشر صَفَر، وركوبه بها يوم الاثنين تاسع عَشَره بالخِلْعة الخَلِيفتية والتَّقْليد، كما جَرَت عادة المُلوك، وأنّهُ لم يختلف عليه أحدٌ
(3)
.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 696، والبداية والنهاية 15/ 601.
(2)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 52 (باريس).
(3)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 52 (باريس)، والمختار منه، ص 382، والبداية والنهاية 15/ 600 - 601.
1988 -
وتُوفِّي الأميرُ الأجلُّ الصالحُ جمالُ الدِّين آقُش
(1)
بنُ عبدِ الله الفارقانيُّ، المعروف بالفارس، وصُلِّي عليه الثالثة من يوم الأحد عاشر شَهْر ربيع الأول بجامع دمشق، ودُفِنَ بالجَبَل، وصَلَّى عليه جمعٌ كبيرٌ من الفُقهاء والفُقراء والجُند.
وكانَ رجلًا صالحًا، كثيرَ التواضع، مُحِبًّا لأهل الخَيْر، وحرصَ على تَسْميع ولدِه مُحمد جُملة كثيرة من الأحاديث النَّبوية، وكان بيننا وبينَهُ معرفة بهذا السَّبب
(2)
.
• - وتوجَّه القاضي إمامُ الدِّين القَزْويني إلى ديار مِصْرَ يوم الجُمُعة بعد الصَّلاة ثامن شهر ربيع الأول. وتوجَّه بعدَهُ القاضيان: حسامُ الدِّين الحَنَفيُّ وجمالُ الدِّين المالكيُّ في يوم الأحد عاشر الشهر المَذكور
(3)
.
• - ونابَ عن القاضي إمام الدِّين في مدرستيه: الأمينية والقيْمُرية، أخوهُ القاضي جلالُ الدِّين، وباشرَ التَّدْريس بهما يوم الأحد عاشر الشَّهْر
(4)
.
• - وفي عشيّة الاثنين الحادي عَشَر من ربيع الأول وصلَ الأميرُ سيفُ الدِّين جاغان المَنْصوريُّ الحُساميُّ إلى دمشق، ودخلَ يوم الثلاثاء من الغد إلى القَلْعة على الملك العادلِ هو والأميرُ حُسام الدِّين أستاذُ الدار والأمير سيفُ الدِّين كُجْكُن، وحضرَ قاضي القُضاة بدرُ الدِّين، وتكلَّم السُّلطانُ معهم بالتُّركي كلامًا كثيرًا، بحيث طال المَجْلس، وفيه عَتَب عليهم. ثم إنه حَلف يمينًا طويلة يقول في أولها:"أقولُ وأنا كَتْبُغا المَنْصوريّ"، ويكرّر اسم الله تعالى
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
بقي محمد هذا إلى سنة 740 هـ، كما في ذيل التقييد 1/ 103.
(3)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 696.
(4)
الخبر في: الدارس 1/ 146.
في الحَلف مرةً بعد مرة، ومَضْمونها إنه يَرْضَى بالمكان الذي يعيّنه السُّلطان له، ولا يُكاتب ولا يُسارر، وإنّه تحتَ الطاعة، وخرجوا من عنده، واشتُهِرَ أنَّ المكان المعيَّن له قَلْعة صَرْخد، ولم تُعَيَّن في اليَمِين
(1)
.
• - ووصلَ مع الأمير سيف الدِّين جاغان توليه الصّاحب تقيِّ الدِّين تَوْبة الوزارة، عِوَضًا عن شهاب الدِّين الحَنَفيّ، وتولية أمين الدِّين ابن هلال نظر الخِزانة، عِوَضًا عن تقيّ الدِّين تَوْبة، وتولية الحِسْبة لأمين الدِّين يوسُف الرُّومي الإمام الحُسامي صاحب الشَّيخ شمس الدِّين الأيْكي، عِوَضًا عن زَيْن الدِّين أخي شهابِ الدِّين الحَنَفيّ
(2)
.
• - وفي ليلةِ الاثنين حادي عَشَر ربيع الأوّل مَرَّ الأميرُ سيفُ الدِّين سنكو الدَّوادار الأشرَفيُّ بدمشق قاصدًا حَمَاة وغيرَها للتحليف، ودخلَ دار السَّعادة، وذُكر أنه عادَ إلى وظيفتِه ونالَهُ من السُّلطان إحسانٌ كثير، وأنَّ السُّلطان لم يختلف عليه أحدٌ، ورخَصَت الأسعارُ بالقاهرة، واستبشرَ النّاسُ بسلطنته
(3)
.
1989 -
وفي ثاني عَشَر ربيع الأوّل تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ ضياءُ الدِّين أبو الفَضْل جَعْفرُ
(4)
بنُ مُحمدِ بنِ عبد الرَّحيم بن أحمدَ بن حَجُّون بن مُحمد بن
(1)
الخبر في: المختار من تاريخ ابن الجزري، ص 383، وتاريخ الإسلام 15/ 696 - 697، والبداية والنهاية 15/ 601.
(2)
الخبر في: المختار من تاريخ ابن الجزري، ص 383، وتاريخ الإسلام 15/ 697، والبداية والنهاية 15/ 601.
(3)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 53 (باريس).
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 837، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 203، والمعجم المختص، ص 82، والوافي بالوفيات 11/ 150، وأعيان العصر 2/ 156، وطبقات السبكي 8/ 137، والعقد المذهب، ص 380، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 26، والمقفى للمقريزي 3/ 38، والطالع السعيد، ص 182 - 185، وحسن المحاضرة 1/ 420.
حمزة بن جعفر بن إسماعيل بن جعفر بن مُحمد بن الحُسين بن عليّ بن مُحمد بن جعفر الصّادق الحُسينيُّ، بمصر.
سَمِعَ من ابن الجُمَّيْزيّ، والسِّبْط.
ومولدُه في أواخر سنة ثمان عَشْرة أو أوائل سنة تسع عَشْرة وست مئة، بقَنا من الصَّعيد.
وكانَ من أعيان المُفْتِيين والمُدرّسين. دَرَّس بالمَشْهد ومدرسة زين التجار وغيرهما. وأفتَى نحوًا من خمسين سنة.
قرأتُ عليه من أول السابع إلى آخر العِشْرين من "الأربعين" لابن الجُمَّيْزيّ، تخريج العَطّار.
1990 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الأجلُّ العَدلُ بدرُ الدِّين يوسُف
(1)
ابنُ قاضي القُضاة شَمْس الدِّين عبد الله بن مُحمد بن عطاء الحَنَفيُّ في يوم الأربعاء ثالث عَشَر ربيع الأوّل، ودُفِنَ ضُحَى يوم الخَمِيس عند والده بالقُرب من المدرسة المُعظَّمية بالجَبَل.
رَوَى عن ابن الزَّبيديّ، وسَمِعَ من الحَصِيريّ أيضًا.
ومولدُه في رَجَب سنة تسع عَشْرة وست مئة بالصّالحية.
قرأتُ عليه "جُزء أبي الجَهْم"، و"ثلاثيات البُخاري".
• - وعُقِدَ عَقْد علاء الدِّين ابنِ الصَّدْر شَرَف الدِّين ابن القلانِسِيِّ على بنت القاضي شَرَف الدِّين بن فَضْل الله صاحب ديوان الإنشاء بُكْرة الجُمُعة النصف من شهر ربيع الأول.
(1)
ترجمته في: تالي وفيات الأعيان، ص 31، وتاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 59 - 60 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 848، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 387، وتذكرة الحفاظ 4/ 181، والجواهر المضية 2/ 228، والوافي بالوفيات 29/ 235، وأعيان العصر 5/ 643، وذيل التقييد 2/ 323، وشذرات الذهب 7/ 763.
• - ودخلَ الأميرُ سيفُ الدِّين قَبْجَق بن عبد الله المَنْصوريُّ إلى دمشق متولِّيًا نيابةَ السَّلْطنة بها بُكْرة السَّبْت سادس عَشَر شهر ربيع الأول، ونزلَ بدار السَّعادة كعادة النُّواب، وخرجَ جميعُ الجَيْش والأكابر من أهل البَلَد لتلقّيه وخدمته، عِوَضًا عن الأمير سيف الدِّين غُرْلُو العادليّ
(1)
.
• - وبَلَغنا يوم السَّبْت سادس عَشَر ربيع الأول تولية القاضي شَرَفِ الدِّين عبد الغني ابن القاضي بَدْرِ الدِّين يحيى بن مُحمد ابن القاضي جمال الدِّين أبي بكر عبد الله بن نَصْر الحَرّانيّ قضاء الحنابلة بالدِّيار المِصْرية، عِوَضًا عن القاضي عزّ الدِّين ابن عِوَض.
1991 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ الزّاهدُ تقيُّ الدِّين صالحُ
(2)
بنُ سَلْمان بن جابر المالكيُّ في ليلة الأحد سادس عَشَر شَهْر ربيع الأول، وصُلِّي عليه ظُهر الأحد، ودُفن بمقابر باب الصَّغير.
وكان رجلًا مُباركًا. سَمِعَ من ابن عبد الدائم، والزَّين خالد، وجماعةٍ كبيرة. وحدَّث، وابتُلِيَ بمرض الفالج سنين.
1992 -
وتُوفِّي نُورُ الدِّين أحمدُ
(3)
بنُ ناجح الحَمَويُّ الحَنَفيُّ ليلة الاثنين سابع عَشَر شَهْر ربيع الأول وصُلِّي عليه ظُهر الاثنين، ودُفِنَ بالجَبَل.
وكانَ شابًّا حَسَنًا، فاضلًا، مشهورًا بحُسن العِشْرة ولُطف المُجالسة وطيب المُحاضرة.
1993 -
وفي يوم الاثنين ثامن عَشَر ربيع الأول تُوفِّي الشَّيخُ شَرَفُ الدِّين
(1)
الخبر في: المختار من تاريخ ابن الجزري، ص 383، وتاريخ الإسلام 15/ 697، والبداية والنهاية 15/ 601.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 839.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
أبو عبد الله مُحمدُ
(1)
بنُ أحمدَ بن عبد الله الأندلسيُّ، ثم الدِّمشقيُّ، نزيلُ القاهرة، المعروف بابن التُّلَيْل
(2)
، بالقاهرة.
رَوَى عن السَّخاويّ، وابنِ الصَّلاح، وشيخ الشُّيوخ بن حَمُّوية.
ومولدُه تقريبًا سنة تسع عشرة وست مئة بدمشق.
وكان محدِّثًا صالحًا.
ولنا منه إجازة،
• - وسافَرَ الملكُ العادلُ زينُ الدِّين كَتْبُغا المَنْصوريّ من قَلْعة دمشق إلى صَرْخَد في ليلة الثلاثاء تاسع عَشَر شهر ربيع الأول، وتوجَّه معه مماليكُه، وجُرِّد صُحبته جماعة من جيش دمشق نحو مئتي فارس
(3)
.
• - ورُسِّم على الصّاحب شهاب الدِّين الحَنَفي بالشامية الجَوّانية في يوم الأربعاء العشرين من شَهْر ربيع الأوّل، وخرجَ ظُهْر الثلاثاء سادس عِشْري الشهر بعد أن التزمَ بإعادة ما كانَ أُخِذَ من الدِّيوان الحُسامي، يستعيدهُ من الديوان الزَّيْنيّ العادليّ.
• - وقُرئَ يوم الجُمُعة الثاني والعِشْرين من شَهْر ربيع الأول بالجامع عَقِيب الجُمُعة على السّدّة كتابٌ سُلْطانيٌّ حُساميٌّ مَضْمونه حل الضَّمانات من الأوقاف وما يجري مجراها وفيه تأكيدٌ كثيرٌ في ذلك. فكان القارئ له القاضي مُحيي الدِّين صاحبُ ديوان الإنشاء بدمشق، والمُبَلِّغ عنه جمالُ الدِّين عبد الغَني الحَرّانيّ المؤذِّن، وحَضَرَ قراءتهُ نائبُ السَّلْطنة الأميرُ سيفُ الدِّين
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 844.
(2)
قال الذهبي في تاريخ الإسلام: "ويُعرف أيضًا بابن صُمادح، كان يذكر أنه من أولاد صاحب المرية المعتصم ابن صمادح. روى عنه الحافظ عبد الكريم في تاريخه".
(3)
الخبر في: المختار من تاريخ ابن الجزري، ص 383.
قَبْجَق المَنْصوري، ونُودِيَ بعد فراغ قراءته بإذن نائب السَّلْطنة:"من كانَ له مَظْلمة فليحضر دار العدل يوم الثلاثاء"
(1)
.
• - وصَلَّينا يوم الجُمُعة المذكور وهو الثاني والعِشْرين من شَهْر ربيع الأول بجامع دمشق على غائبين، وهما:
• - قاضي القضاة عزّ الدِّين الحَنْبليّ
(2)
.
1994 -
ونُور الدِّين ابنِ الصّاحب فَخْر الدِّين ابن الخَلِيليّ
(3)
. تُوفّيا بالقاهرة.
1995 -
وفي صَفَر، أو ربيع الأوّل، تُوفِّي الأميرُ الكبير الحاج علاءُ الدِّين سُنْقُر
(4)
التُّركيُّ الخِزَنْدار، عَتِيق الأمير جمال الدِّين إيدُغْدِي العَزِيزيّ، بالقاهرة، بعد دُخول العَسْكر إليها بأيام.
سمعتُ عليه "موافقات جزء الذُّهلي"، بسماعه من السِّبْط. وبَلَغني أنّه أوصَى لشيخنا جمال الدِّين ابن الظّاهري بجملةٍ.
وكان رجلًا جيِّدًا من خيار الجُنْد.
1996 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ الحافظُ جمالُ الدِّين أبو العبّاس أحمدُ
(5)
(1)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 601.
(2)
تقدمت ترجمته قبل قليل (1981).
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 87 (باريس).
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 5/ 839.
(5)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 60، وتاريخ الإسلام 15/ 834، وتذكرة الحفاظ 4/ 180، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 93، وأعيان العصر 1/ 340، والوافي بالوفيات 8/ 36، وعيون التواريخ 23/ 278، وذيل التقييد 1/ 386، وغاية النهاية 1/ 122، والسلوك 2/ 282، والمقفى الكبير 1/ الترجمة 580، والنجوم الزاهرة 8/ 111، والمنهل الصافي 2/ 121، والدليل الشافي 1/ 78، وحسن المحاضرة 1/ 357، وشذرات الذهب 7/ 759.
ابنُ الشَّيخ مُحمد بن عبد الله الظّاهريُّ، شيخُ المُحَدِّثين بالدِّيار المِصْرية ليلة الثُّلاثاء قبل المُسَبِّح السادس والعِشْرين من شَهْر ربيع الأول بزاويته ظاهر القاهرة، ودُفِنَ بمقبَرة باب النَّصْر، وصَلَّينا عليه بدمشق في يوم الجُمُعة ثالث عَشَر ربيع الآخر.
ومولدُه بحَلَب ليلة الاثنين الرابع والعشرين من شَوّال سنة ستٍّ وعشرين وست مئة.
طلبَ الحديثَ ورحلَ إلى البلاد، وخَرَّج لنفسه ولجماعةٍ من الشُّيوخ، وكانَ كثيرَ الإفادة، مواظبًا على الاشتغال بالحديث إلى حين وفاته.
رَوَى لنا عن أكثر من مئة شيخ، منهم: ابن اللَّتِّي، والإرْبِليّ، وابن رَوَاحة، وابن خليل، وابن الجُمَّيزي، والسّاوي، وابن قُمَيْرة، والنَّشْتَبْريّ، والموفَّق يعيش النَّحويّ، وشُعيب الزَّعْفرانيّ، وأحمد ابن الجَبّاب، وكَرِيمة القُرَشية، وأختها صفيّة. سمعتُ عليه أكثر من مئتي جُزء، رحمه الله تعالى
(1)
.
1997 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ ناصحُ الدِّين أحمدُ
(2)
بنُ عبدِ الرَّحمن بنِ أبي الحُسين الزَّبِيديّ، الصّوفي، خازن الخانكاه بالسُّمَيْساطية، بالمارستان النّوريّ، في يوم الأحد الرابع والعِشْرين من شهر ربيع الأول، وصُلِّيَ عليه الظُّهر بالجامع، ودُفِنَ بمقابر الصُّوفية.
سَمِعَ من جماعةٍ من شيوخنا، وقَرَأ بنفسه، وحدَّث
(3)
.
(1)
قال الإمام الذهبي في تاريخ الإسلام: "وبه افتتحت السماع في الديار المصرية، وبه اختتمت، وعنده نزلتُ، وعلى أجزائه اتكلتُ".
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 833.
(3)
قال الذهبي: "وكان يعيرنا الأجزاء بسهولة، وتوفي في ربيع الأول، وهو فيما أحسب في عشر السبعين".
1998 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ عليُّ
(1)
بنُ سعيد بن أحمد الزّوليُّ، رحمه الله، بظاهر دمشق، يوم الأربعاء سابع عِشْري ربيع الأول، ودُفِنَ يوم الخميس.
وكان رجلًا صالحًا، من رفقتنا في سَماع الحديث، وفي دار الحديث الأشرفية
(2)
.
1999 -
ووصلَ الخَبرُ بموتِ القاضي وليِّ الدِّين طَلْحة
(3)
ابنِ الشَّيْخ تقيّ الدِّين ابن دقيق العيد، بالقاهرة. وقيل: إنَّ موته وموت نور الدِّين ولد الصّاحب ابن الخَلِيلي
(4)
في يوم واحد.
ربيع الآخر
2000 -
في ليلة الأحَد مُسْتَهلّ ربيع الآخر تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ عُثمان
(5)
بن موسى بن رافع بن مِنْهال بن عيسى اليُونينيُّ المقرئُ، الدَّيِّن الصّالح، الخَيِّر، ودُفِنَ من يومه بمقابر باب سَطْحا ظاهر بَعْلَبك.
مولدُه سنة اثنتين وعشرين وست مئة.
قرأتُ عليه "الأربعين السِّلَفية" ببعلبك عن ابن رَوَاحة، وسَمِعَ أيضًا من ابن ظَفَر، وكانَ فقيه قرية نَبْحا
(6)
.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 842.
(2)
قال الذهبي: "وكان دينًا خيّرًا متعففًا شيخًا طُوالًا، أحسبه كرديًا، وكان يبيع في الكتب والكراريس يوم الجمعة، ويرتفق بذلك، توفي في ربيع الأول، وقد نيّف على السبعين".
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 60 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 840، والطالع السعيد، ص 272، والوافي بالوفيات 16/ 485، وأعيان العصر 2/ 622، والمقفى للمقريزي 4/ 25 (1424) والمنهل الصافي 6/ 431.
(4)
تقدمت ترجمته في (1988).
(5)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 842، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 438.
(6)
من أعمال بعلبك، كما في تاريخ الإسلام، ولم يذكرها ياقوت في معجم البلدان.
• - وباشرَ يوم الأحد مُسْتَهلّ ربيع الآخر نَظَرَ الجامع المَعْمور القاضي عزُّ الدِّين ابن قاضي القضاة مُحيي الدِّين ابن الزَّكيّ، ولبسَ الخِلْعة في ثامن الشَّهْر
(1)
.
• - وفيه باشرَ حِسْبة دمشق أمينُ الدِّين يوسُف الرُّوميُّ، واستنابَ معينَ الدِّين ابن اللَّبَنِيّ، وخُلِعَ على أمين الدِّين بطرحةٍ ولَبِسَها وحضرَ إلى دَكّة الحِسْبة يوم الاثنين والأمراءُ والحجّابُ بين يديه
(2)
.
• - وفيه حَضَرت الخِلَعُ إلى أرباب الولايات مثل القُضاة، والأُمراء، والمُقَدَّمين والوزير والنُّظّار، وديوان الإنشاء، وديوان الجَيْش، ومَن جَرَت العادة بتشريفه بالخِلَع السُّلطانية. وبلغت عدّة الخِلَع الشامية ست مئة خِلْعة
(3)
.
2001 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العالمُ القاضي بدرُ الدِّين فضلُ الله
(4)
ابنُ الشَّيخ إمام الدِّين عُمر بن أحمد بن مُحمد القَزْوينيُّ الشافعيُّ، بتُربة أم الصالح بدمشق في ليلة الأربعاء الحادي عَشَر من شَهْر ربيع الآخر، وصُلِّي عليه ظُهر الأربعاء بالجامع المَعْمور، ودُفِنَ بمقابر باب الصَّغير، وعُمِل عزاؤه بُكْرة الخميس.
وكان رَجُلًا مُباركًا فقيهًا كثيرَ الاشتغال والإشغال بالفقه، كان مُقيمًا بتِبْريز يُقرئ في اليوم سبعين دَرْسًا من الفقه وأكثر من ذلك، وكانَ يكرِّر
(1)
الخبر في: المختار من تاريخ ابن الجزري، ص 383.
(2)
الخبر في: المختار من تاريخ ابن الجزري، ص 383، وتاريخ الإسلام 15/ 697، والبداية والنهاية 15/ 601.
(3)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 53 (باريس).
(4)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 60، والمختار منه، ص 385، وتاريخ الإسلام 15/ 844، والوافي بالوفيات 24/ 56، وأعيان العصر 4/ 41.
إلى حين موته على "الوَجِيز" في الفقه، وكانَ في آخر أمره قاضيًا ببلدةٍ بالرُّوم اسمُها يَنكسار
(1)
، وخرجَ منها قاصدًا للحج ومن نيّته الرُّجوع إليها، وتركَ أهلَهُ وولدَهُ هناك، فلما قَدِمَ دمشق نزل عند ابن أخيه القاضي إمام الدِّين ابن القاضي سَعْد الدِّين، فحصلَ له ضَعْفٌ بسبب الحَرَكة والسَّفَر، فبقي لا يقدر على القيام، فلم يُمكنه الحج لذلك، فلما عادَ رفقته من الحج عزمَ على السَّفَر إلى بَلَده فلم يستطع، ورأى من نَفْسه العجزَ عن ذلك. فاستمرَّ إلى أن أدركَهُ أجلُه بدمشق.
وذكرَ لي ابنُ أخيه القاضي جلالُ الدِّين أنَّهُ بعد قُدومه إلى دمشق لم يزل يُكَرِّر على "الوَجِيز" في كلِّ يوم على نحو خَمْسين وَرَقة منه، ويُقْرئ في الفقه وفي الحِساب، وغير ذلك مع ضَعْفِه وانقطاعِه وعدم حَرَكته، ولم يَنْقطع عن ذلك إلّا قبل وفاتِه بستة أيام، فإنّه قَلّ غذاؤه واستشعرَ الموتَ، رحمه الله.
• - وباشرَ نظرَ ديوان الخِزانة السُّلطانية الصَّدْرُ أمينُ الدِّين ابنُ هلال في العاشر من شَهْر ربيع الآخر، عِوَضًا عن تقيّ الدِّين تَوْبة بمقتضَى انتقاله إلى الوزارة
(2)
.
• - وخُلِعَ خِلْعَة الخَطابة على قاضي القُضاة بدرِ الدِّين، حُمِلَت إليه عَشِيّة الخميس ثاني عَشَر الشَّهر، ولَبِسها يوم الجُمُعة ثالث عَشَره بعد صلاة الجُمُعة، ولم يخطب بها، وكانَ قد خُلِعَ عليه مع المُتوَلِّين خِلْعة القَضاء، ولكن تأخَّرت خِلْعة الخَطابة ثم حُمِلت إليه
(3)
.
(1)
تحرفت في المطبوع من الوافي بتحقيق البخيت والحياري إلى: "نيكسار"، وهي مجودة في النسخة وبخط الذهبي في تاريخ الإسلام.
(2)
تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 54 (باريس).
(3)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 602.
2002 -
وتُوفِّيت مُدَلَّلة
(1)
بنت الشَّيخ حَسَن الصِّقِلِّيّ والدة فخر الدِّين عُثمان ابن الأُرْبُسيّ
(2)
في ليلة الجُمُعة ثالث عَشَر شهر ربيع الآخر، وصُلِّي عليها بالجامع، ودُفِنَت بالجَبَل.
2003 -
وتُوفِّي الأميرُ الكبيرُ الغازي الصّالحُ سيفُ الدِّين بهادُر
(3)
بنُ عبد الله المَنْصوريُّ، المعروف بالعَجَميِّ، في ليلة السَّبت رابع عَشَر ربيع الآخر، بسَكَنِه بالدِّيماس بدمشق.
وكانَ حجَّ بالنّاسَ أميرًا من دمشق في السنة الماضية، وشُكِرت سيرتُه، وحُمِدَت طريقتُه، وكان شابًّا حَسَن الهَيْئةِ، مليحَ الجُملةِ، موصوفًا بالدِّيانة، وحُسْن الخُلُق، ومحبّة العِلْم والدِّين، وصُلِّي عليه بجامع دمشق ضُحَى يوم السَّبت، ودُفِنَ بسَفْح قاسيون.
2004 -
وتُوفِّي في أواخر صَفَر الشَّيخُ أبو عبد الله مُحمدُ
(4)
بنُ أبي بَكْر بن بَرَكات بن يوسُف بن بِطّيخ، الدّلّال بسوق الرَّحْبة، وبَلَغَني ذلك يوم الاثنين تاسع ربيع الآخر.
وكان رَوَى لنا عن النّاصح ابن الحَنْبليّ، وسَمِعَ من ابن اللَّتِّي، وذكرَ أنه سَمِعَ من ابن الزَّبِيديّ.
ومولده سنة عشرين وست مئة تقريبًا، بين سِنْجار ورأسِ العَيْن.
(1)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب، ووالدها هو الإمام المقرئ الزاهد أبو علي حسن بن أبي عبد الله بن صدقة الأزدي الصقلي المتقدمة ترجمته في ربيع الآخر سنة 669 هـ.
(2)
منسوب إلى "أُربُس" مدينة بإفريقية (معجم البلدان 1/ 136).
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 60 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 837، وأعيان العصر 2/ 59، وعيون التواريخ 23/ 229.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 846، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 314، وتبصير المنتبه 1/ 95، وشذرات الذهب 7/ 762.
وكان أبوه مِعْمارًا في خِدْمة الملك الأشرف موسى.
2005 -
وتُوفِّيت والدة بَدْر الدِّين ابن كمال الدِّين ابن العَطّار
(1)
يوم الجمعة بعد الصَّلاةِ ثالث عَشَر ربيع الآخر، ودُفِنَت من يومها بسَفْح قاسيون.
2006 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ مُسَيَّب
(2)
ولد الشَّيخ عليّ الحَرِيريّ، بقريتهم المُسمّاة بُسْر بحَوْران، يوم الجُمُعة ثالث عَشَر ربيع الآخر، وتوجَّه أخوهُ من دمشق وجماعةٌ من الفُقراء لزيارة قبرِه وتعزية أخيه الأكبر، وصُلِّي عليه بدمشق يوم الجُمُعة السابع والعشرين من ربيع الآخر.
وعُمِلَت له خَتْمة وسَمَاع في زاويتهم ظاهر دمشق ليلة الاثنين الثاني والعشرين من جُمادى الأولى.
• - ووصلَ كتابٌ من القاهرة يتضمَّن دخول القضاة المتوجهين من دمشق إلى القاهرة في يوم الخَمِيس خامس ربيع الآخر، وإقبال السُّلطان عليهم، وتشريفهم بالخِلَع.
2007 -
وتوفِّي العَدْل شهابُ الدِّين أحمدُ
(3)
بنُ عُمر بن إلياس بن الخَضِر الرُّهاويُّ التّاجرُ، بقيسارية الشُّرُب
(4)
في يوم الثلاثاء سابع عشر شهر ربيع الآخر، ودُفِنَ من يومه بعد العَصْر بمقابر باب الصَّغير.
(1)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب، وابنها بدر الدين هو محمد بن أحمد بن محمود بن أسد بن سلامة بن سلمان بن فتيان الشيباني القاضي الصدر الرئيس المتوفى في ليلة الرابع والعشرين من ذي قعدة سنة 725 هـ، وهو في القسم الذي لم يصل إلينا من هذا الكتاب، قال الصفدي في أعيان العصر 4/ 241:"قال شيخنا علم الدين البرزالي: ورافقني في سماع مسند أحمد وصحيح البخاري وغير ذلك. . . إلخ"، وتنظر ترجمته في الدرر الكامنة 5/ 101 وغيرها.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 60، وتاريخ الإسلام 15/ 847، وعيون التواريخ 23/ 229، والبداية والنهاية 15/ 604.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 834.
(4)
الشُّرُب: جَمْع شَرب، وهو نسيج الكتان الرفيع المرتفع الثمن، كما في معجم دوزي 6/ 281، وتجمع على "شرابي" أيضًا.
وكانَ تاجرًا عَدْلًا يشهدُ على القُضاة، ولديه فَضْل، وله اشتغالٌ على الشُّيوخ، وسَمِعَ الكثيرَ، وأسمعَ أولادَهُ، وكان مشكورَ السِّيْرة.
2008 -
وتُوفِّي الشَّيخُ تقيُّ الدِّين أحمدُ
(1)
بنُ غازِي بن عليّ شِير التُّرْكُمانيُّ الحَنَفيُّ، الشاهدُ بالعُقَيْبة، ليلة الأحد ثاني عِشْري شَهْر ربيع الآخر بالجَبَل، ودُفِنَ من الغد هناك بتُربة علي الحجّاوي.
وكانَ رجلًا جَيِّدًا، حجّ، ورَوَى في مَرَض موتِه جُزءًا من تَخْريج الحافظ ضياء الدِّين، عنه. ولم يَرْوِ شيئًا غيرَهُ، وكتب عنه في بعض الإجازات، ورأيتُ سماعَهُ على ابن عبد الدّائم، والنَّجِيب عبد اللَّطيف.
ومولدُه سنة اثنتين وثلاثين وست مئة تقريبًا.
2009 -
وتُوفِّي إبراهيمُ
(2)
ابنُ قاضي بالِس، أحد فُقهاء الظاهرية ليلة الأحد ثاني عِشْري ربيع الآخر، ودُفن ظهر الأحد بباب الصَّغِير.
وكان شابًّا حَسَنًا مُشتغِلًا عاقلًا.
• - وباشرَ تاجُ الدِّين ابنُ الشَّيرازيِّ نظرَ ديوان نائب السَّلْطنة الأمير شَمْس الدِّين قَرَاسُنْقُر المَنْصوريّ في وَسَط شهر ربيع الآخر.
2010 -
وفي العَشْر الأوسط من شَهْر ربيع الآخر تُوفِّي العَدْل مُعينُ الدِّين مُحمدُ
(3)
بنُ أحمدَ بنِ عبد العزيز بن عبد الله بن عليّ بن عبد الباقي بن عليّ ابن الصَّوّاف، بالإسكندرية.
سَمِعَ من جَدِّه "الأربعين" للسِّلَفيّ.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 834، والجواهر المضية 1/ 89، والمنهل الصافي 2/ 57، والدليل الشافي 1/ 68.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 844، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 147، والوافي بالوفيات 2/ 141، وأعيان العصر 4/ 235، والمقتفي للمقريزي 5/ 115 (1757).
ومولده سنة اثنتين وعشرين وست مئة بالإسكندرية.
وكان فقيهًا عَدْلًا ببلَدِه. ولي منه إجازة.
2011 -
وفي شَهْر ربيع الآخر تُوفِّي نجمُ الدِّين عبدُ الكريم
(1)
بنُ عبد الرَّحمن بن عبد الواحد بن مُحمد بن صَدَقة الحَرّانيُّ، بحِصْن صافيثا
(2)
.
سَمِعَ من أحمدَ بنِ مَسْلَمة، وطلبَ الحديثَ بنفسه. وسَمِعَ من إبراهيم بن خليل، وجماعةٍ. وحفظ "التنبيه"، وخَدَم في جهات الكتابة إلى حينِ موته
(3)
.
وهو ابن عَمِّ نفيس الدِّين ابن صَدَقة
(4)
.
جُمادى الأولى
2012 -
تُوفِّيت والدة الصاحب شهاب الدِّين الحَنَفيّ
(5)
في ليلة الأربعاء عاشر جُمادى الأولى، ودُفِنت من الغد بالجَبَل.
• - وفي الرابع عَشَر من جُمادى الأولى وصلَ إلى دمشق البريد وأخبرَ بتولية قاضي القُضاة إمام الدِّين القَزْوينيّ قضاءَ البلاد الشّامية، عِوَضًا عن قاضي القضاة بدر الدِّين ابن جَماعة، وأنَّ توقيعَةُ كُتِبَ في الرابع من الشَّهْر المذكور يوم الخميس
(6)
.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 841، والوافي بالوفيات 19/ 78، وأعيان العصر 3/ 135.
(2)
من حصون طرابلس الشام، كما في السلوك 6/ 478، والمنهل الصافي 6/ 152 وغيرهما، ويكتب بالثاء المثلثة وبالتاء ثالث الحروف، ولم يذكره ياقوت في معجم البلدان.
(3)
قال الذهبي: "خدم في جهات الظُّلْم".
(4)
هو الشيخ نفيس الدين أبو الفداء إسماعيل بن محمد بن عبد الواحد الآتية ترجمته في وفيات ذي القعدة من هذه السنة (الترجمة 2038).
(5)
لم نقف على ذكر لها في غير هذا الكتاب.
(6)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 54 (بارس)، وتاريخ الإسلام 15/ 697، والبداية والنهاية 15/ 602.
2013 -
وتُوفِّيت زوجة جَمال الدِّين ابن الهِنْديّ
(1)
أُمّ أولاده يوم الاثنين نصف جُمادى الأولى.
2014 -
وبَلَغني في يوم السَّبْت ثالث عَشَر جُمادى الأولى وفاةَ بهاء الدِّين أبي بكر
(2)
بن سَنْجَر بن عبد الله الإرْبِليُّ، وأنّه تُوفِّي بالخَطّارة
(3)
بعد خروجه من القاهرةِ إلى دمشق.
وكان شابًّا حَسَنًا، حفظ القُرآن على شَمْس الدِّين مُحمد بن أبي غانم المَعَرِّيِّ، وكان يقرأ بصوت حَسَن.
2015 -
ووفاةَ طيبرس
(4)
بن أقباش بن قِزِلْجا، وأنه توفِّي بالقاهرة.
وكان شابًّا حَسنًا، عاقلًا، سَمِعَ معي كثيرًا على ابن الخلّال، وكان مقيمًا عنده.
2016 -
ودُفِنَت ابنة الملك الحافظ
(5)
ابن صاحب بعلبك، والدة شَمْس الدِّين ابن المُشِدّ بتُربة ابن المُقدَّم ظاهر دمشق يوم الأحد حادي عِشْري
(1)
لم نقف على ذكر لها في غير هذا الكتاب، وزوجها جمال الدين ابن الهندي هو الفقيه العدل أحمد بن محمود الشافعي الآتية ترجمته في وفيات شهر شعبان سنة 699 هـ.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
الخطارة: موضع قرب القاهرة من أعمال الشرقية، لم يذكره ياقوت في معجم البلدان، وله ذكر في كتب التراجم والتاريخ، ينظر: أعيان العصر 2/ 73، والسلوك 2/ 448 و 6/ 507، والدرر الكافية 2/ 47، والمنهل الصافي 5/ 51، والنجوم الزاهرة 8/ 274. وينظر:"خطر" في تاج العروس.
(4)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(5)
لم نقف على ذكر لها في غير هذا الكتاب، ووالدها الملك الحافظ غياث الدين محمد بن شاهنشاه تقدمت ترجمته في وفيات شعبان من سنة 693 هـ (الترجمة 1649)، وزوجها هو القاضي عماد الدين محمد بن محمد بن يعقوب النويري المصري، ستأتي ترجمته في وفيات شعبان من سنة 717 هـ.
جُمادى الأولى، ماتت بصَفَد عند زوجها عماد الدِّين النُّوَيريّ، وحُملت إلى دمشق.
2017 -
وقُتِلَ ناصر الدِّين عبد الرَّحمن
(1)
بنُ مُحسن العطّار ببستانِهِ بالسَّهم ليلة الجُمُعة تاسع عَشَر جُمادى الأولى.
• - ووصلَ كتاب قاضي القضاة إمام الدِّين إلى الشَّيخ زين الدِّين الفارقيّ، وإلى أخيه القاضي جلال الدِّين يوم الأحد عشيّة النَّهار حادي عَشَر جُمادى الأولى، وفي كتاب أخيه تولية قاضي القُضاة بدر الدِّين تَدْريس القَيْمُريّة مُضافةً إلى الخطابة
(2)
.
2018 -
وفي جُمادى الأولى توفِّي الحاج عُمر
(3)
بنُ يعقوب بنِ إسكندر، من أهل الصّالحية.
وكانَ سَمِعَ معنا بطريق الحجاز.
جُمادى الآخرة
• - تَوجَّه الملكُ الكامل ناصرُ الدِّين ابن الملك السَّعيد ابن الصّالح إسماعيل إلى القاهرة يوم الثلاثاء مُسْتهلّ جُمادى الآخرة
(4)
.
• - وسافرَ القاضي جلالُ الدِّين لتلقّي أخيه قاضي القُضاة إمام الدِّين يوم السَّبْت ثاني عَشَر جُمادى الآخرة.
• - ووصلَ شَمْسُ الدِّين عبد الرَّحمن وَلَد سَعْد الدِّين الحارثيّ إلى دمشق يوم الخميس عاشر الشَّهْر من القاهرة.
(1)
لم نقف على ذكر له في غير هذا الكتاب.
(2)
الخبر في: المختار من تاريخ ابن الجزري، ص 384، وتاريخ الإسلام 15/ 697، والبداية والنهاية 1/ 602.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(4)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 697.
• - وتوجَّهَ والدي إلى صَرْخَد بُكْرة الأربعاء تاسع جُمادى الآخرة، ودخلَها يوم الجُمُعة، واجتمعَ بالملك العادل، وشَهِدَ عليه بالقَلْعة، وعادَ فوصلَ إلينا عشيّة الأحد ثالث عَشَر الشهر.
2019 -
وتُوفِّي جمالُ الدِّين داودُ
(1)
بنُ أبي العَجائز الدِّمشقيُّ يوم السَّبْت خامس جُمادى الآخرة، ودُفِنَ بباب الصَّغير.
وكانَ رجُلًا جَيِّدًا، يحضرُ مجالسَ القُرآن، ويقصدُ أهلَ الخَيْر. سَمِعَ بقراءتي. وهو والد أمينِ الدِّين ابن الفاخُوريّ
(2)
.
• - وسافرَ الصَّدْرُ عزُّ الدِّين ابن القَلانسي إلى القاهرة ليلة الأحد سادس جُمادى الآخرة
(3)
.
• - وذكرَ الدرسَ بالعِزِّية التي ظاهر دمشق فَلَكُ الدِّين ابنُ المُقَدَّم في يوم الخميس عاشر جُمادى الآخرة عِوَضًا عن زينِ الدِّين ابن الفَخْر موسى. ووَلِيَ أخوه تدريس العِزِّية التي داخل دمشق، عِوَضًا عن تاج الدِّين المَلَطيّ، المعروف بالأشقر.
• - ووصلَ إلى دمشقَ الأميرُ شَمْسُ الدِّين الأعْسَر يوم الاثنين رابع عَشَر جُمادى الآخرة، فأقامَ يومين ثم رجع إلى القاهرة على البَرِيد.
• - وفيه وصلَ شُعور جماعة من التتار الذين كانوا أرادُوا اللِّحاق ببلادهم والرُّجوع إلى ديارهم، وكانوا طائفة يسيرة نحو الأربعين، مُسِكت عليهم الطُّرق، وتولَّى أمرَهُم عَربُ السُّخْنَة ونواحيها، فاحتاطُوا بهم على بئر قَبَاقب، فقتلوا أكثرَهُم، وقُتِل من العرب واحد، وجُرِح سبعة.
(1)
ترجمته في: المختار من تاريخ ابن الجزري، ص 385.
(2)
لم نقف على ترجمة ولده هذا.
(3)
الخبر في: المختار من تاريخ ابن الجزري، ص 384، والسلوك 2/ 280.
• - وتوجّه الصّاحب تقيُّ الدِّين إلى القاهرة على البَرِيد بُكْرة الاثنين رابع عَشَر جُمادى الآخرة
(1)
.
2020 -
وتُوفِّي بالجَبَل نجمُ الدِّين أحمدُ
(2)
ابنُ الشَّيخ شمسِ الدِّين مُحمد بن حَمْزة المَقْدسيُّ في العَشْر الأوسط من جُمادى الآخرة.
2021 -
وتُوفِّي يوم الجُمُعة ثامن عَشَر جُمادى الآخرة الفقيهُ تقيُّ الدِّين سعيد
(3)
بن سالم بن عِماد الشافعيُّ الإربِديُّ، الشاهدُ بالبَياطرة، وأحدُ فُقهاء القَيْمُرية، وصلَّينا عليه بالجامع عَقِيب الجُمُعة، رحمه الله.
كان سَمِعَ معي من الشَّيخ جمال الدِّين ابن الصّابونيّ، وغيرِه.
2022 -
وتُوفِّي علاءُ الدِّين عليُّ
(4)
ابنُ بدر الدِّين مُحمد بن الحُسين بن عليّ بن القاسم ابن الحافظ ابن عَساكر ليلة السَّبت تاسع عَشَر جُمادى الآخِرة، ودُفِنَ من الغد بالجَبَل.
وكان شابًّا حَسَنًا، بلغ قريبًا من عشرين سنة.
سَمِعَ معي كثيرًا، وحفظ "التنبيه"، رحمه الله تعالى.
2023 -
وتُوفِّي الشَّيخُ شَمْسُ الدِّين مُحمد
(5)
بن عبد الله ابن الأعزّ المُقرئ المقدسيُّ، بالمدرسةِ الشّامية داخل دمشق يوم الاثنين الحادي والعشرين من جُمادى الآخِرة، ودُفِنَ بمقابر باب الصَّغير.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 697، والمختار من تاريخ ابن الجزري، ص 383.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وستأتي ترجمة والده شمس الدين محمد بن حمزة بن أحمد بن عمر بن أبي عمر المقدسي في وفيات صفر سنة 698 هـ.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، والظاهر أنه توفي شابًا، فشيخه ابن الصابوني توفي سنة 680 هـ.
(4)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وقد تقدم ذكر أخيه تاج الدين عبد الوهاب في وفيات سنة 691 هـ، وتوفي شابًا أيضًا، وأبوهما بدر الدين محمد روى عن أصحاب الخشوعي، ذكره ابن الملقن في العقد المذهب، ص 451 (92)، وآل عساكر مشهورون مذكورون.
(5)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
2024 -
وتُوفِّي الشيخُ خَضِر
(1)
ابنُ الشَّيخ نَجْم الدِّين عيسى السُّيوفيُّ الرُّوميُّ، البُلُسْتَيْنِيُّ، بالجَبَل، يوم الأربعاء ثالث عِشْري جُمادى الآخرة، ودُفِنَ إلى جانب زاوية والده بسَفْح قاسيون
(2)
.
2025 -
وتُوفِّي بدرُ الدِّين أحمدُ
(3)
ابنُ الحاج عبد الله الخَرَزِيُّ، بالزيادة، يوم الجُمُعة خامس عِشْري جُمادى الآخرة.
وكان شابًّا حَسنًا يحفظُ القُرآنَ، ويلازمُ الجماعات.
• - ووصلَ كتابُ السُّلطان الملك المَنْصور حسامُ الدِّين إلى قاضي القُضاة بدر الدِّين ابن جماعة، وهو مُؤَرَّخ بالعَشْر الأُوَل من جُمادى الآخرة، يتضمَّنُ استمراره على الخَطابة، وإضافة تَدْريس القَيْمُرية إليه، وأنَّ القَصْد تَوْفيره على الأدعية لنا وللمُسلمين، ويعلم أنَّ مكانته عندنا مَكِينة، فيطالِعُنا بأخباره ومهماتِه. وهو كتاب يتضمّن إكرامًا كثيرًا
(4)
.
2026 -
وفي ليلةِ الجُمُعة الخامس والعشرين من جُمادى الآخرة تُوفِّي الصَّفِيُّ إسحاقُ
(5)
ابنُ الشَّيخ شهابِ الدِّين أحمدَ بنِ عليّ بن يوسُف الحَنَفيُّ، إمامُ مسجد العماد ابن النَّحّاس بالجَبَل.
وهو أخو قاضي حِصْن الأكراد.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، والظاهر أنه مات شابًّا فقد بقي والده عيسى السيوفي إلى سنة 716 هـ كما سيأتي ذلك، وهو منسوب إلى "البُلُستين" مدينة من بلاد الروم (ينظر: تاريخ الإسلام 15/ 31، 202، 207، 316)، وسماها ياقوت "أبُلُسْتَين" بزيادة همزة في أوله (معجم البلدان 1/ 75).
(2)
ذكرها النعيمي في الدارس 2/ 157 - 158.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(4)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 602، والدارس 1/ 275.
(5)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وأخوه قاضي حصن الأكراد كمال الدين علي ستأتي ترجمته في وفيات ذي القعدة من سنة 702 هـ.
رَجَب
• - دَرَّس الخطيبُ قاضي القُضاة بدر الدِّين بالمَدْرسة القَيْمُرية يوم الخميس الثاني من رَجَب
(1)
.
• - وفي هذا اليوم طِيفَ بمَحْمَل الحاجّ السُّلْطانيّ على جارِي العادة.
• - وفي يوم السَّبْت رابع الشَّهْر جلسَ نجمُ الدِّين مَعْتوق بن مَحْفوظ ابن البُزُوريِّ الواعظ بالجامع المَعْمور على عادته، وهو واعظٌ معروفٌ من البَغْداديين، كان يعِظ ببغداد بالرَّيْحانيين بمسجد يانس، ويجتمعُ عنده جماعة.
وهو من أصحابِ الشَّيْخ جلالِ الدِّين ابن عَكْبَر البَغْداديّ
(2)
.
• - وفي يوم الأربعاء عَقِيب الظُّهر الثامن من رَجَب دخل قاضي القُضاة إمامُ الدِّين أبو حَفْص عُمر بنُ عبد الرحمن بن عُمر القَزْوينيُّ الشافعيُّ إلى دمشق مُتولِّيًا قضاءَ القُضاة بها، وجلسَ بإيوان العادلية على العادة، وحكمَ بين الخُصوم، وتكلَّم المُدّاحُ بين يديه، وأُنشِدت قصيدة حَسَنة أولها:
تَبَدَّلت الأيام من عُسْرها يُسْرا
…
فأضْحت ثُغورُ الشّام تَفَتَّرُ بالبُشْرَى
وشُكرت سيرتُه في سَفَره، وذُكِرَت مكارمُه ومحاسنُ أخلاقِه.
وكذلك دخلَ معه قاضي القُضاة جمالُ الدِّين المالكيّ، وكلُّ واحدِ منهما لابس الخِلْعة السُّلطانية
(3)
.
(1)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 602، والدارس 1/ 275.
(2)
هو الإمام جلال الدين عبد الجبار بن عبد الخالق بن محمد بن أبي نصر بن عبد الباقي بن عَكْبَر العَكْبَري، نسبة إلى جده، شيخ الحنابلة المتوفى سنة 581 هـ وهو مدرس المستنصرية (تاريخ الإسلام في 15/ 450 والتعليق عليه).
(3)
البداية والنهاية 15/ 602.
• - ودَرَّس قاضي القضاة إمامُ الدِّين بالمدرسة العادلية بُكْرة الأربعاء منتصف رَجَب، وعَقِيب الدَّرس المَذْكور أُشهِدَ عليه بتولية أخيه القاضي جلال الدِّين نيابة الحُكْم بدمشق، فجلسَ في الإيوان الصغير، وحضرَ عنده جماعةٌ للتهنئة، ولَبِسَ خِلْعة أخيه ألْبَسَه إيّاها
(1)
.
• - وقُرئ تقليدُ قاضي القُضاة إمامُ الدِّين يوم الجُمُعة عَقِيب الصَّلاة سابع عَشَر رَجَب بجامع دمشق قبالة الشُّبّاك، قرأهُ الشَّيخُ شَرَفُ الدِّين الفَزَاريُّ بحضرةِ نائب السَّلْطنة والأمراءِ والقُضاةِ والفُقهاء والعُدُول، وجمعٍ كبيرٍ من الناس، وإنّما أُخِّرت قراءتُه في الجُمُعة الماضية لغيبة نائبِ السَّلْطنة عن البَلَد
(2)
.
• - ووَلِيَ الشَّدَّ بالشّام الأميرُ سيفُ الدِّين جاغان المَنْصوريُّ الحُساميُّ، وباشرَهُ يوم الاثنين العشرين من رَجَب الفَرْد، عِوَضًا عن الأمير فتح الدِّين ابن صَبْرة
(3)
.
• - وباشرَ في أواخر رَجَب شَمْسُ الدِّين ابن الحَظيرِي نظر مَخْزن الأيتام، عِوَضًا عن نجم الدِّين ابن هلال.
2027 -
وتُوفِّي الشَّيخُ المُقرئُ جمالُ الدِّين أبو مُحمد عبدُ الواحد
(4)
بن كَثِير بن ضِرْغام المِصْريُّ، ثم الدمشقيُّ، في يوم الأربعاء التاسع والعشرين من رَجَب بين الظُّهْر والعَصْر، وأُخِّر إلى ظَهْر الخَمِيس سَلْخ الشَّهْر، فصُلِّي عليه بجامع دمشق، ودُفِنَ بالقُرب من قُبة الشَّيخ رَسْلان ظاهر باب تُوما.
(1)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 602، والدارس 1/ 275.
(2)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 1/ 340 (من المطبوع).
(3)
الخبر في: المصدر السابق 1/ 339، والمختار منه، ص 384.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 841، ومعرفة القراء 2/ 730، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 426، والبداية والنهاية 15/ 604، وغاية النهاية 1/ 477.
وكانَ من أهل القُرآن. قرأ على الشَّيخ علم الدِّين السَّخَاويِّ وسمعَ منه الحديث، وروى لنا "الأربعين السِّلَفية". وكان نقيب السُّبُع الكبير والزّاوية الغَزّالية، وغيرِهما.
• - ودخلَ الصّاحبُ تقيُّ الدِّين تَوْبة التَّكْريتيُّ إلى دمشق من القاهرة بُكْرة الخميس سَلْخ رَجَب.
• - وفي العَشْر الأخير من رَجَب حَكَم الشَّيخُ شَمْسُ الدِّين ابنُ حَمْزة بدمشقَ نيابةً عن أخيه قاضي القُضاة تقيّ الدِّين سُليمان الحنبليِّ.
وكانَ رجلًا صالحًا مُباركًا، راغبًا في هِداية النّاسِ وصَلاحِهم والرِّفْق بهم، فبقيَ أكثر من نصف سنة إلى أن تُوفِّي.
2028 -
وتُوفِّي الصَّدرُ ضياءُ الدِّين أبو المَعالي مُحمدُ
(1)
بنُ مُحمدِ بنِ عبد القاهر بن هبة الله بن عبد القاهر بن عبد الواحد بن هبة الله بن طاهر بن يوسُف، ابنُ النَّصِيبيِّ، الحَلَبيُّ، في رَجَب، بحَلَب.
وكانَ رئيسًا كبيرًا فاضِلًا، حَسَنَ الكِتابة، وزَرَ بحماةَ، ووَلِيَ المناصب، ودَرَّسَ بالعَصْرونية بحَلَب، وحدَّث بالكثير. سَمِعَ من ابن شَدّاد، والموفَّق عبد اللطيف، والكاشْغَريّ، وابنِ رُوْزْبة، وابنِ اللَّتِّي، وابن خليل. وقرأ بنفسِه على المشايخ.
سمعتُ منه بحَلَب سبعة أجزاء منها "المئة الشُّرَيحيّة"، و"ثلاثيات البُخاري"، والأول من "مُسند عَمّار بن ياسر".
ومولدُه في خامس صَفَر سنة ثمان عَشْرة وست مئة بحَلَب.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 61 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 846، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 270، وأعيان العصر 5/ 135، وشذرات الذهب 7/ 762.
2029 -
وتُوفِّي الشَّيخُ بهاءُ الدِّين إبراهيمُ
(1)
بنُ مُحمد بن عُثمان بن الخَضِر، ابنُ الأرْزَنيِّ، الكاتبُ، في رَجَب بحَلَب.
وكانَ شيخًا كاتبًا، حَسَنَ الخَطِّ، مليحَ الضَّبْط. سَمِعَ الكثيرَ وكتبَ الأجزاء والطِّباقَ، وحدَّث.
2030 -
وفي ليلة الاثنين تاسع عَشَر رَجَب تُوفِّي بالقاهرة الشيخُ الإمامُ ضياءُ الدِّين أبو الهُدَى عيسى
(2)
بنُ يحيى بن أحمدَ بن مُحمد بن مسعود بن خَلَف السَّبْتيُّ
(3)
المُحَدِّث الصُّوفيُّ، فُجاءةً، ودُفِنَ من الغد بالقَرافة.
سَمِعَ الكثيرَ، وخُرِّج له، وحدَّث.
ومولدُه بسَبْتةَ سنة ثلاث عَشْرة وست مئة.
ومن شيوخه: ابنُ الصَّفْراويِّ، تفرَّدَ عنه بالقاهرة، وابنُ الطُّفَيْل، وابنُ المَخِيليّ، وابنُ دينار، وابنُ الجُمَّيزيّ، وسِبْط السِّلَفيّ، وابن المُقَيَّر، وحمزة بن عُمر الغَزّال، ويوسُف السّاويّ، وعلمُ الدِّين ابن الصّابونيّ.
رَوَى لنا عن هؤلاء العَشَرة، وعن غيرِهم. قرأتُ عليه "الأربعين الأبدال التُّساعيات" تخريج الشيخ تقيّ الدين عُبَيْد له، و"مجلسَي ابن البَخْتَري"، و"أحاديث مُسَلْسلة".
(1)
ترجمته في: تالي وفيات الأعيان، ص 36، وتاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 61 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 836.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 61 (بارس)، وتاريخ الإسلام 15/ 843، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 87، والمعجم المختص، ص 190، وتذكرة الحفاظ 4/ 198، وأعيان العصر 3/ 725، والنجوم الزاهرة 8/ 111، وحسن المحاضرة 1/ 385 وشذرات الذهب 7/ 761.
(3)
توهم ابن العماد فقيدها: "السَّبَني"، وتابعه (محقق) حسن المحاضرة من غير روية، والرجل سبتي من أهل سبتة المدينة المشهورة، قدم منها في صباه واستوطن القاهرة، وسكن دمشق مدة في الدولة الناصرية، قال الإمام الذهبي: "ألبسني الخرقة (يعني: خرقة التصوف) وذكر لي أنه لبسها بمكة من الشيخ شهاب الدين السهروردي
…
وكان لشيخنا الدمياطي رفيقًا وصديقًا" (تاريخ الإسلام 15/ 843).
[شَعْبان]
• - وباشرَ نظرَ الدِّيوان السُّلطانيّ بدمشق الصدرُ فخرُ الدِّين سُليمان ابن الشَّيْرَجيّ في رابع شَعْبان عِوَضًا عن القاضي أمينِ الدِّين ابن صَصْرَى
(1)
.
• - وفي يوم الخَمِيس سابع شَعْبان وصلَ الخبرُ إلى دمشق بتولية الأمير شَمْس الدِّين الأعسر الوزارة وشَدّ الدَّواوين بالدِّيار المِصْرية، وأنَّهُ باشرَ ذلك في سادس عِشْري رَجَب وأنه عُزِلَ فخرُ الدِّين ابن الخَلِيليّ الوزير وسُلِّم إليه هو وأتباعه، وأُخِذَ خَطُّه بجملةٍ كثيرةٍ
(2)
.
• - وتوجَّه أمينُ الدِّين ابن صَصْرَى إلى القاهرة آخر نهار الأحد عاشر شَعْبان بطلبٍ سُلْطانيٍّ.
• - ووصلَ في العَشْر الأُول من شَعْبان الشَّريف زينُ الدِّين ابن عَدْنان من القاهرة متولِّيًا مكانَ فخر الدِّين ابن الشَّيْرَجيّ صاحب الدِّيوان، وخُلِعَ عليه خِلْعةً ولَبِسها يوم الجُمُعة منتصف الشَّهْر المذكور
(3)
.
2031 -
وتُوفِّي الخطيبُ بُرهان الدِّين أبو إسحاق إبراهيمُ
(4)
بنُ عبد العزيز بن أحمدَ بنِ يوسُف بن يحيى بن كامل المَقْدسيُّ، خطيبُ قرية أرْزُونا، يوم السَّبْت السّادس عَشَر من شَعْبان، ودُفِنَ ظُهْر اليوم المذكور بالقَرْية المَذْكورة.
(1)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 1/ 338 (مطبوع)، والمختار منه، ص 383، وتاريخ الإسلام 15/ 697.
(2)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 1/ 338 (مطبوع)، وتاريخ الإسلام 15/ 697، والبداية والنهاية 15/ 602.
(3)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 1/ 338، وتاريخ الإسلام 15/ 697.
(4)
ترجمته في: تالي وفيات الأعيان، ص 36، وتاريخ الإسلام 1/ 836.
وكان يروي عن الفَخْر الإربلي وغيره، سَمِعنا منه.
ومولدُه في جُمادى الآخرة سنة عشرين وست مئة ببيت الآبار.
ووَلِيَ خطابة القَرْية عِوَضه الفقيه زينُ الدِّين عُمر بن بكتَمُر عُرف بالتُّرَيْكيّ.
2032 -
وتُوفِّي كمالُ الدِّين الرَّفاء
(1)
وَلَدُ الشَّيخ عفيفِ الدِّين الأُرْبُسيُّ الشّاهد في يوم الأحد سابع عشر شَعْبان.
وكان شابًّا مليحَ الصُّورة، صَيِّنًا، مُلازِمًا لدُكّانه لا يُخالطُ ولا يعاشرُ.
2033 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الصَّدرُ الكبيرُ الفاضلُ الأديبُ سيفُ الدِّين أبو العبّاس أحمدُ
(2)
بنُ مُحمد بن عليّ بن جَعْفر السُّرَّمَريُّ التاجرُ، في يوم الاثنين ثامن عَشَر شَعْبان، وصُلِّي عليه العصر بالجامع، ودُفِنَ بداره جوار المدرسة الكَرُوسية
(3)
داخل دمشق.
وكان رجلًا جيِّدًا، حَسَن المُعاشرة، طيِّبَ الأخلاق، كثيرَ التَّودد لمن يصحبه. ويتردَّد إليه. وله أشعارٌ جيِّدةٌ، ومكانةٌ عند النّاس. ورَوَى عنه من شِعْره الشَّيخُ شَرَفُ الدِّين الدِّمياطيُّ. ووقفَ دارَهُ تُربةً ومسجدًا ودارَ حديث، ووقفَ عليها أوقافًا.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وتقدم ذكر والده عفيف الدين أبي بكر بن يوسف بن صدقة في وفيات رجب سنة 683 هـ (الترجمة 951).
(2)
ترجمته في: تالي وفيات الأعيان، ص 25، ونهاية الأرب 31/ 327، وتاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 61 - 71 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 835، وفوات الوفيات 1/ 134، وأعيان العصر 1/ 347، والوافي بالوفيات 8/ 66، والسلوك 2/ 282، والمقفى (594)، والمنهل الصافي 2/ 148، والدليل الشافي 1/ 81، وغيرها. وهو منسوب إلى "سامراء" المدنية المشهورة بالعراق.
(3)
منسوبة إلى واقفها محمد بن عقيل بن كروس محتسب دمشق المتوفى سنة 641 هـ (الدارس 1/ 339).
رَمَضان
• - أُعيدت الشّامية البَرّانية إلى الشَّيخ زين الدِّين الفارقيِّ، ودَرَّس فيها عَصْرَ الاثنين ثالث رَمَضان بحضور ناظرها فخر الدِّين، مُضافةً إلى تَدْريس النّاصرية بسبب غَيْبةِ كمالِ الدِّين ابن الشَّرِيشيِّ بالقاهرة
(1)
.
2034 -
وفي بُكْرةِ الخميس سادس رَمَضان عُمِلَ على باب مئذنةِ العَرُوس بجامع دمشق عزاءٌ للشَّيخ شَمْس الدِّين أبي عَمْرو عُثمان
(2)
بن مُحمد بن مَنِيع بن عُثمان بن شاذِ ابن البُشْطاريِّ، المُقْرئ المؤذِّنِ، تُوفِّي بقُوص في هذه السنة.
ورَوَى لنا عن الشَّرَف المُرْسيّ، وسَمِعَ من ابن رَوَاج أيضًا.
ومولدُه سنة إحدى وأربعين تقريبًا بالقاهرة.
2035 -
وفي يوم الأربعاء خامس رَمَضان وصلَ الخبرُ إلى دمشق بوفاةِ الشَّيْخ الإمام الحافظِ السيدِ القُدوةِ عفيفِ الدِّين أبي مُحمد عبد السَّلام
(3)
بن مُحمد بن مَزْرُوع بن أحمد بن عزاز البَصْريِّ الحنبليِّ، تُوفِّي بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الثلاثاء بعد الصُّبح السّابع والعشرين من صَفَر من هذه السنة، ودُفِنَ من يومه بالبَقيع.
وقيل: إنّه ماتَ في الثالث والعشرين من صَفَر.
(1)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 602، والدارس 1/ 211.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 841، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 438، وأعيان العصر 3/ 228، والوافي بالوفيات 19/ 507.
(3)
ترجمته في: تلخيص مجمع الآداب 4/ الترجمة 709 وتصحف فيه "عزاز" إلى "عزان" من غلط الطبع، وتاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 71 - 73 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 840، وتذكرة الحفاظ 4/ 181، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 393، والمعجم المختص، ص 145، والوافي بالوفيات 18/ 435، والبداية والنهاية 15/ 603، وذيل طبقات الحنابلة 4/ 234، والعقد الثمين 5/ 429، والسلوك 2/ 282، والمقصد الأرشد 2/ 190، وحسن المحاضرة 1/ 480، وشذرات الذهب 7/ 760، وفي التعليق على ذيل طبقات الحنابلة مزيد تراجم.
وكان رجلًا فاضلًا، عاقِلًا، خَيِّرًا، حَسَنَ الهيئة. سمعَ، وحدَّث عن المُؤْتَمن ابن قُمَيْرة، وفَضْل الله ابن الجِيْليّ، وغيرِهما. وجاورَ بالمدينةِ الشَّريفة قريبًا من خمسين سنة، وحجَّ منها أربعين حجة على الولاءِ، وصَلَّينا عليه بجامع دمشق يوم الجُمُعة سابع رَمَضان المذكور.
ومولدُه في شَوّال سنة خمسٍ وعشرين وست مئة بالبَصْرة.
قرأتُ عليه بدمشق "مشيخة ابن شاذان الكُبرى"، ثم قرأتها عليه بالحِجاز، برابِغ وخُلَيْص. وقرأتُ عليه بالمدينة النَّبوية ثلاثةَ أجزاء، وهي الخامس من "حديث الحَمّامي"، والثاني والثالث من "حديث أبي الأحْوَص".
2036 -
وصُلِّي بجامع دمشق على الشَّيخ عليّ
(1)
الفارقيِّ العَدَويِّ، خادم الشَّيخ يوسف أبونا، المتوفَّى بالقاهرة.
وكانت الصَّلاةُ عليه مع الشَّيخ عفيفِ الدِّين ابن مَزْروع، رحمهما الله تعالى.
2037 -
وتُوفِّي القاضي الصَّدر تاجُ الدِّين أبو مُحمد عبدُ القادر
(2)
ابنُ القاضي عزيز الدِّين مُحمد بن أبي الكَرَم عبد الرَّحمن بن عَلَويّ بن المُعَلّى بن عَلَويّ بن جعفر بن الحَسَن بن أبي الفَضْل العُقَيْليُّ السِّنْجاريُّ الحَنَفيُّ، بحَلَب، في يوم الخميس الثامن والعشرين من شَعْبان، ودُفِنَ هناك، وبَلَغَنا خبرُه بدمشق في العَشْر الأُول من رَمَضان.
ومولدُه في ثامن رَجَب سنة ثلاث وعشرين وست مئة بدمشق.
رَوَى لنا عن ابن الزَّبِيدي "المئة" من البُخاريّ.
(1)
ترجمته في: المختار من تاريخ ابن الجزري، ص 386.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 841، والوافي بالوفيات 19/ 42، وأعيان العصر 3/ 119، والجواهر المضية 1/ 324، وذيل التقييد 2/ 141، والنجوم الزاهرة 8/ 110، والمنهل الصافي 7/ 323، والدليل الشافي 1/ 422، والطبقات السنية (1291)، وتاج التراجم، ص 195.
وسَمِعَ من الحَصِيريّ، وابنِ الصَّلاح. وكانَ وَلِيَ قضاءَ حَلَب للحنفيّة. وكان ناظرًا على الأوقاف العَصْرونيّة.
• - ووصلَ الصَّدْران عزُّ الدِّين ابنُ القَلانسيِّ وأمينُ الدِّين ابنُ صَصْرَى من القاهرة إلى دمشق في يوم الأربعاء الخامس والعِشْرين من رَمَضان، وخُلِعَ على عِزِّ الدِّين خِلْعة الوزراء بطَرْحة، وخُلِعَ على وَلَديه، وخُلِعَ على أمين الدِّين على عادته بعد أن أُخذ منه جُملة كبيرة
(1)
.
2038 -
وفي شَهْر رَمَضان تُوفِّي القاضي الإمامُ ضياءُ الدِّين أبو الفَضائل دانيال
(2)
بنُ مَنْكلي بنِ صرفا التُّركمانيُّ الكَرَكيُّ، قاضي الشَّوْبَك، بها.
ومولدُه في ذي الحِجّة سنة سبع عَشْرة وست مئة.
وكان شيخًا مليحَ الهيئة، تامَّ الشَّكْل، وسَمِعَ بالكَرَك من ابن اللَّتِّي، وبدمشق من السَّخاويِّ وقرأ عليه القراءات، ومن كَرِيمة، والمُرَجَّى بن شُقَيْرة، وغيرِهم. وسَمِعَ ببغدادَ من ابن الخازن، وابن المَنِّي، وابن الدَّواميّ، وأبي مُحمد عبد الله بن عُمر بن النَّخّال
(3)
الأَزَجِيّ، والمؤتمن بن قُمَيْرة، وأبي الوَقْت الرَّكْبَدار، وإبراهيم بن الخَيِّر، وغيرِهم. وبالقاهرة من ابن الجُمَّيْزيّ،
(1)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 1/ 338، والمختار منه، ص 384.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 75 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 838، ومعرفة القراء الكبار 2/ 713، ومستدرك العبر 560، وأعيان العصر 2/ 340، والوافي بالوفيات 13/ 455، ومنتخب المختار (47)، وذيل التقييد 1/ 527، وغاية النهاية 1/ 278، وتوضيح المشتبه 7/ 320، وتبصير المنتبه 3/ 1213، وشذرات الذهب 7/ 760.
(3)
توفي سنة 643 هـ أو بعدها، والنخال قيده الزكي المنذري في ترجمة أخيه محمد من التكملة 3/ الترجمة 2494 فقال: بفتح النون وتشديد الخاء المعجمة وبعد الألف لام، وترجمة عبد الله هذا في تاريخ الإسلام 14/ 446، وكناه أبا بكر، والصواب ما هنا، كما ذكر المنذري في ترجمة أخيه.
ويوسُف السّاويّ. وبحَلَب من يوسُف بن خليل. وتفقّه، وحَصَّل، ثم عادَ إلى بَلَده، ووَلِيَ قضاءَ الشَّوْبَك مدّة، ثم نزحَ عنها إلى دمشق، ووَلِيَ القضاءَ بعدّةِ أماكن من عَمَل دمشق. ثم إنّهُ عادَ إلى بلده ورجعَ إلى مَنْصبه إلى أن مات.
وخَرَّجَ له ابن بَلَبان "مشيخةً" سَمِعناها منه في جُمادى الآخرة سنة ثمانين وست مئة، بقراءة الشَّيخ شَرَف الدِّين الفَزَاريّ. وخَرَّجَ له ابن جَعْوان "أربعين من عَواليه" سمعناها منه بقراءته. وسمعتُ عليه أيضًا ثلاثين جزءًا من مسموعاته.
وكتبَ عنه الشَّيخُ جمالُ الدِّين ابن الصّابوني بمدينة غَزّة في سنة سبع وأربعين وست مئة قطعة شِعْر عن السَّخاوي.
شَوّال
• - في يوم الثلاثاء ثاني شَوّال وصلَ مرسومٌ بتولية الصَّدْرِ أمينِ الدِّين ابنِ هِلال نظرَ الدِّيوان الكبير بدمشق، عِوَضًا عن فَخْر الدِّين ابن الشَّيْرَجيّ، وبتولية القاضي أمين الدِّين ابن صَصْرَى نظرَ الخِزانة، عِوَضًا عن أمين الدِّين ابن هلال
(1)
.
2039 -
وفي ضُحَى يوم الخَمِيس رابع شَوّال صُلِّي بجامع دمشق على زَوْجة الملك الكامل
(2)
ابن السَّعيد أمِّ صلاح الدِّين، وحَضَرَها قاضي القُضاة وأكابر البَلَد.
• - وخَرَجَ الحاجُ إلى مكةَ شَرَّفها الله تعالى من دمشقَ في يوم السَّبت ثالث عَشَر شوّال، وأميرُهم الأميرُ عزُّ الدِّين كُرْجي، ومنهم: الأمير جمال الدِّين المَطْرُوحيّ، والأميرُ الكبيرُ سيفُ الدِّين بهادُر آص، وعمادُ الدِّين ابن المُنْذِر،
(1)
الخبر في: المختار من تاريخ ابن الجزري، ص 384، والبداية والنهاية 15/ 602.
(2)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب.
وأبو الحَسَن بنُ مُحمد ابن الشَّيخ الحريريِّ، وشَرَفُ الدِّين ابن الصّابونيِّ، وهو قاضي الرَّكْب
(1)
.
2040 -
وعُدِمَ زينُ الدِّين عبّاس
(2)
ابنُ المَجْدَليّ بطريق بَعْلَبَك بين الرُّمّانة والزَّبَدانيّ في وسط شوّال.
2041 -
وتُوفِّي القاضي شهابُ الدِّين أبو الفَضْل أحمدُ
(3)
ابنُ الشَّيخ بهاءِ الدِّين عبدِ الله بن الحَسَن بن مَحْبُوب البَعْلَبكيُّ، في يوم الثلاثاء سادس عَشَر شَوّال، بدمشق، ودُفِنَ بمقبَرة الصُّوفية.
ومولدُه في مُحَرَّم سنة ثمانٍ وعشرين وست مئة.
وكان قاضيًا بكَرْك نُوح والبِقاع مدّة، وكان مَشْكورًا، كثيرَ التِّلاوة، خَيِّرًا، صالحًا.
2042 -
وتُوفِّي الصَّدْرُ الكبيرُ الفاضلُ الأديبُ نورُ الدِّين أبو العبّاس أحمدُ
(4)
بنُ إبراهيمَ بن عبد الضَّيف بن مُصْعَب الخَزْرَجيُّ الدِّمشقيُّ، في ليلة السَّبْت العشرين من شَوّال، ببُستانه بسَطْرا، وحُمل الظُّهر إلى جامع العَقَيْبة فصُلِّي عليه، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون بتُربة والده، قبالة المدرسة الأتابكية.
وكان فاضلًا في النَّحو واللُّغة والأدب، وله نظمٌ جَيِّد، واشتغالٌ على الشُّيوخ، وعندهُ فَصاحةٌ وبلاغةٌ، ومخالطةٌ للدولة. وكان من أرباب الأموال.
ومولدُه في ذي القَعْدة سنة اثنتين وعشرين وست مئة بدمشق.
(1)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 1/ 343، وتاريخ الإسلام 15/ 697.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 73 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 833.
(4)
ترجمته في: تالي وفيات الأعيان، ص 28 - 29، وتاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 73 - 75، وتاريخ الإسلام 15/ 833، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 30، ومعرفة القراء الكبار 2/ 731، والوافي بالوفيات 6/ 221، وأعيان العصر 1/ 152، وعيون التواريخ 23/ 240، وغاية النهاية 1/ 34، وتذكرة النبيه 1/ 197.
ورَوَى لنا الحديث عن التَّقِيّ عبد الرحمن اليَلْدانيِّ المحدِّث، وذكر أنَّهُ قرأ على السَّخَاويِّ.
• - وباشرَ فخرُ الدِّين ابن الشَّيْرَجيّ نظرَ الخِزانة، عِوَضًا عن أمين الدِّين ابن صَصْرَى، وخُلِعَ عليه خِلْعة بطَرْحة، وذلك يوم الثلاثاء الثالث والعِشْرين من شَوّال
(1)
.
2043 -
ووصلَ الخبرُ يوم سَفَر الحجاج بوفاة علاء الدِّين عليّ
(2)
الأبّار، تُوفِّي ببعض القُرى بالغَوْر.
وكان شابًّا أديبًا جَيّد الشِّعْر.
ذو القَعْدة
2044 -
تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ الرئيسُ نفيسُ الدِّين أبو الفِدَاء إسماعيل
(3)
ابن العَدْل شَمْسِ الدِّين مُحمدِ بنِ عبد الواحد بن إسماعيل بن سَلامة بن عليّ بن صَدَقة الحَرّانيُّ الأصل الدِّمشقيُّ، بداره بدمشق يوم السَّبْت بعد الظُّهر الرابع من ذي القَعْدة. وصُلِّي عليه بجامع دمشق بُكْرة الأحد، ودُفِنَ بالجَبَل.
وكان أحد المُعَدَّلين ومن عُدُول القِيمة، ووَلِيَ نظرَ الأيتام مدّةً، وله ثروةٌ ودُنيا. وسَمِعَ من مُكْرَم بن أبي الصَّقْر "موطأ" يحيى بن بُكَيْر، عن مالك، ثم سَمِعَ بنفسه على ابن مَسْلَمة، وغيرِه وحدَّث.
قرأتُ عليه "الأربعين" من الموطّأ.
(1)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 1/ 339، وتاريخ الإسلام 15/ 697.
(2)
ذكره الذهبي في المختار من تاريخ ابن الجزري، ص 387 لكن وقع فيه:"عبد الله بن علي الأبار"، والصواب ما هنا.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 837، والوافي بالوفيات 9/ 212، وأعيان العصر 1/ 515، والبداية والنهاية 15/ 605، والمنهل الصافي 2/ 428، والدليل الشافي 1/ 130، والدارس 1/ 84، وشذرات الذهب 7/ 759.
ومولدُه سنة ثمانِ وعشرين وست مئة.
ووقفَ دارَهُ دارَ حديث.
2045 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الأجلُّ شَمْسُ الدِّين أحمدُ
(1)
الحَلَبيُّ نقيبُ قاضي القُضاة عزِّ الدِّين وقاضي القضاة شِهاب الدِّين الخُوَيّي، يوم الأحد بعد الظُّهر خامس ذي القَعْدة، وصُلِّي عليه بالجامع عَقِيب العَصْر، ودُفِنَ بالجبل.
وكانَ تامّ الشَّكْل، له أُبّهة في وظيفتِه، وجلسَ آخر أمرِه يشهدُ بمسجدِ البَياطرة.
• - وباشرَ القاضي جمال الدِّين سُليمان بن عُمر بن سالم الأذْرعيُّ نائبُ الحُكْم بدمشق، نظرَ مخزنِ الأيتام، مُضافًا إلى الحُكْم يوم الاثنين الرابع عَشَر من ذي القَعْدة.
• - ومُسِكَ الأمير شَمْسُ الدِّين قَرَاسُنْقُر وجماعة يوم الثُّلاثاء منتصف ذي القَعْدة بالقاهرة، ووصلَ الخَبر إلى دمشق بذلك في ظُهر يوم الأربعاء الثاني والعشرين من ذي القَعْدة، وبتولية الأمير سَيْفِ الدِّين مَنْكُودَمُر الحُساميِّ مكانهُ في نيابة السَّلْطنة بالدِّيار المِصْرية، واحتيطَ بدمشق على حَواصل قَراسُنْقُر وأمواله
(2)
.
2046 -
وتُوفِّي الأميرُ الكبيرُ عزُّ الدِّين أزْدَمُر
(3)
العَلّانيُّ
(4)
ليلة الخميس الثالث والعشرين من ذي القَعْدة، وصُلِّي عليه بُكْرةً بجامع دمشق، وحضرَ
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 839.
(2)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 1/ 339، وتاريخ الإسلام 15/ 697، والبداية والنهاية 15/ 602 - 603.
(3)
ترجمته في: تاريح ابن الجزري 2/ الورقة 75 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 837، والوافي بالوفيات 8/ 370، وأعيان العصر 1/ 438، وعيون التواريخ 23/ 243، والنجوم الزاهرة 8/ 110، والمنهل الصافي 2/ 347، والدليل الشافي 1/ 113.
(4)
تحرف في أكثر الموارد إلى: "العلائي"، والمثبت مجود في النسخة وكذا هو بخط الذهبي.
نائبُ السَّلطنة وأكثرُ الأمراء إلى حارته، ودُفِنَ داخل البَلَد عند مسجد ابن فريدُون من نواحي مئذنة فَيْروز.
وكان أميرًا كبيرًا، قليلَ الفَهْم، شَرِسَ الأخلاق.
وهو أخو الحاج علاء الدِّين طَيْبَرس.
2047 -
وتُوفِّي الحاج عبدُ الحَلِيم
(1)
ابن الحاجّ أبي سعْد بن نُمَيْران الصَّيْرفيُّ الحَرّانيُّ في ليلة الخميس ثالث عِشْري ذي القَعْدة، وصُلِّي عليه الثالثة بجامع دمشق، ودُفِنَ بباب الصَّغير بتربة الشَّيخ فخر الدِّين الإعزازي.
وكان رجلًا جيِّدًا، أمينًا، مشكورَ السِّيرة.
2048 -
وفي الرّابع والعِشْرين من ذي القَعْدة توفي بظاهر دمشق الأمير
(2)
وَلَد الأمر الكبير علاء الدِّين الرُّكْنيّ، الضَّرير، الذي كان ناظرَ حَرَم القُدْس.
ذو الحِجّة
2049 -
تُوفِّيت والدة نائب السَّلْطنة
(3)
الأمير سيف الدِّين قَبْجَق ليلة الأحد ثالث ذي الحجّة، ودُفِنت بالجَبَل.
• - ووصلَ القاضي كمالُ الدِّين ابن الشِّرِيشيّ يوم الثلاثاء خامس ذي الحجّة ومعه ولاية سلْطانية بالمدرسة النّاصرية عِوَضًا عن الشّامية البَرّانية، ودَرَّس بها يوم السَّبْت يوم عَرَفة، عِوَضًا عن الشَّيخ زين الدِّين الفارِقيّ
(4)
.
2050 -
وفي خامِس ذي الحِجّة تُوفِّي ناصرُ الدِّين مُحمد
(5)
ابن علاءِ الدِّين إسماعيل بن إبراهيمَ بن أيدَكين عُرِف بابن قَرَاجا.
(1)
ترجمته في: المختار من تاريخ ابن الجزري، ص 387.
(2)
بعده فراغ في النسخة قدر كلمة كأن المؤلف تركه ليعرف اسمه فما عاد إليه.
(3)
لم نقف على خبر لها في غير هذا الكتاب.
(4)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 1/ 341، والبداية والنهاية 15/ 603.
(5)
ترجمته في: المختار من تاريخ ابن الجزري، ص 387.
وكانَ شابًّا حسنًا أصيبت به والدتُه. وقد كانت أصيبت بأخيه محمود قبلَهُ، وكانا حَجّا سنة ثمانٍ وثمانين وست مئة.
سَمِعا من ابن عَلّان "جُزء الأنصاري".
• - ووصلَ توقيع الشَّيخ شَمْس الدِّين ابن الحَرِيريّ الحَنَفيّ بتدريس الرَّيْحانية يوم الاثنين ثامن عَشَر ذي الحجة، فمنعَهُ الأمير سيفُ الدِّين جاغان المُشِدّ وأقرها بيد ابن النَّحّاس، ولم ير التغيير عليه.
• - ومُسِكَ الأمير شَمْس الدِّين سُنْقُر الأعْسَر بالدِّيار المِصْرية يوم السَّبْت الثالث والعشرين من ذي الحِجّة، وكان مباشرَ الوِزارة والشَّدِّ معًا، ووصلَ الخبرُ بذلك إلى دمشقَ في ضُحى نهار الخميس الثامن والعشرين من ذي الحِجة، فحضرَ إلى داره الأمير سيفُ الدِّين جاغان المُشدُّ والناظرُ والدِّيوان وجماعة، واحتيطَ على جميع ما وُجد له، وضُبِطَ ذلك، ورُفِعَ إلى الخِزانة السُّلطانية
(1)
.
2051 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ الصّالحُ بقيةُ السَّلَف شَمْسُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(2)
ابنُ الشّيخ القُدوة حازِم بنِ حامد بن حَسَن المَقْدسيُّ، إمامُ دار الحديث الأشْرفية بالجَبَل، في ليلة الاثنين الثامن عَشَر من ذي الحِجّة بمدينة نابُلُس، ودُفِنَ بمقبَرة الزّاهرية بعد عَوده من زيارةِ القُدس الشَّريف.
وكانَ شيخًا صالحًا، بهيّ المنظر، حَسَنَ الهيئة، كثيرَ الخير، مشكورَ السِّيرة.
حدَّث بـ "صحيح البُخاري"، وغيرِه. وسَمِعَ من ابن اللَّتِّي، والحُسين بن صَصْرَى، والنّاصِح ابن الحنبليّ، وابن غسّان، والفَخْر الإرْبِليّ، وغيرِهم.
(1)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 603.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 75 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 845، وتذكرة الحفاظ 4/ 181، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 182، وأعيان العصر 4/ 395، وذيل طبقات الحنابلة 4/ 287، وذيل التقييد 1/ 113، والنجوم الزاهرة 8/ 111، وشذرات الذهب 7/ 761.
ومولدُه سنة عشرين وست مئة أو بعدها بقليل.
وُجِدَ سماعُه في أول سنة خمسٍ وعشرين وست مئة حُضُورًا.
• - وفي الرّابع عَشَر في ذي الحِجّة نُودي بالقاهرة أن لا يركب يَهُوديٌّ ولا نَصْرانيٌّ على فَرَس ولا بَغْل، وأُذِن للعامة أنّه من وُجِدَ راكبًا من أهل الذّمّة يأخذ مركوبه
(1)
.
2052 -
وفي الحادِي والعِشْرين من ذي الحِجة تُوفِّي بمكةَ الشَّيخُ الإمامُ رضيُّ الدِّين أبو عبد الله مُحمد
(2)
بن أبي بكر بن خَلِيل بن إبراهيم بن يحيى بن فارس بن أبي عبد الله المكيُّ، ودُفِنَ بالمَعْلَى بالقُرب من قبر سُفيان بن عُيَيْنة.
رَوَى لنا عن ابن الجُمَّيْزِي.
وكانَ شيخَ الحجاز، فقيهًا فاضلًا، صاحَب فُنون وصلاح، وعبادةٍ وتواضُع.
ومولدُه سنة ثلاث وثلاثين وست مئة في أحد أيام التَّشْريق بمِنَى.
وكانَ يحفظ "المُفَصَّل" ويَعْرف "التَّنْبيه" مسألةً مسألة.
وكانَ بَلَغَنا أنّ موته في أول هذه السنة، فلما اجتمعتُ بولَدِه الفقيه عبد الله أخبرني به على الوجه المذكور.
2053 -
ووصلَ كتابُ ابنِ سامة يذكرُ أنَّ في هذه السنة تُوفِّي قُطْبُ الدِّين مُحمدُ
(3)
ابنُ عزّ الدِّين عبد الباقي الأنصاريُّ، ابنُ خَطِيب مِصْرَ.
(1)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 603.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 88 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 847، وتذكرة الحفاظ 4/ 181، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 315، والمعجم المختص، ص 126، والوافي بالوفيات 2/ 264، وأعيان العصر 4/ 353، والعقد الثمين 2/ 59، والنجوم الزاهرة 8/ 111، وشذرات الذهب 7/ 762.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 846.
2054 -
وجمالُ الدِّين مُحمدُ
(1)
بنُ عاصم بن عُبَيد الله الرُّنْديُّ، وخلقٌ كثير.
وكانا من طلبة الحديث الفُضلاء النُّبَهاء. اجتمعتُ بهما.
أمّا قُطب الدِّين فرأيتُه بالقاهرة ومصرَ، وكان حَسَن الهيئة، له طَيْلَسان وثياب حَسَنة، وكان سريعَ الكتابة، وكان يجمعُ شيئًا من الحديث.
وأمّا الرُّنْدي فرأيتُه في الحَجّ بمِنَى، وسمِعَ بقراءتي على الشريف الغَرّافي.
2055 -
وفي هذه السنة تُوفِّي بظاهر دمشق الشَّيخُ الصّالحُ أبو عبد الله مُحمدُ
(2)
بنُ بَرَكة بن أبي الحَسَن بن أبي البركات، ابنُ الشَّمْعيِّ، البَغْداديُّ الحَرِيميُّ، المعروف بابن المُسَدِّي.
وكانَ شيخًا مُتعفِّفًا، مُتَقَنِّعًا صالحًا، سَمِعَ من ابن المَنِّي، وابن قُمَيْرة، وإبراهيم بن الخَيِّر، ومُحمد بن عليّ بن أبي السَّهْل الواسطيّ، وغيرهم.
سمعتُ عليه "جُزء ابن مِقْسم".
ومولدُه سنة ثلاثين وست مئة تقريبًا ببغدادَ.
أفادَنا السَّماع عليه أبو العلاء البُخاري
(3)
، وكان سَمِعَ منه ببغداد.
2056 -
وفي أواخر السَّنة تُوفِّي الشَّيخُ أبو عَمْرو عُثمان
(4)
بنُ يوسفَ بنِ مَكْتُوم بن مَوْهُوب السُّلَميُّ الزُّرَعِيُّ، بقرية من قرى نَوَى من عَمَل دمشق.
رَوَى لنا عن ابن اللَّتِّي.
ومولدُه سنة أربع وعشرين وست مئة بزُرَع.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 846.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 844، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 178.
(3)
هو أبو العلاء الفرضي شيخ المؤلف وشيخ الذهبي.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 842.
سنة سبع وتسعين وست مئة
المُحَرَّم
• - سافرَ القاضي زَيْنُ الدِّين ابن قاضي الخليل من دمشق إلى بَعْلَبك قاضيًا بها وبأعمالِها يوم الأربعاء رابع مُحَرَّم، ودخلها بُكْرَة الجُمُعة
(1)
.
2058 -
وتُوفِّي مُجيرُ الدِّين مُحمدُ
(2)
بنُ إبراهيمَ بنِ أبي بَكْر بن يونُس بن يوسُف ابن الخَلّال الدمشقيُّ في ليلة الجُمُعة ثالث عَشَر مُحَرَّم بِيَبْرُود، وحُمِلَ على الرِّقاب إلى ظاهر دمشق، فوُصِلَ به ضُحَى نهار السَّبْت رابع عَشَره، فدُفِنَ بسَفْح جَبَل قاسيون بتُربة جدّ والدته الشَّيخ عماد الدِّين ابن النَّحّاس.
وكانَ جاوزَ الخمسينَ من العُمُر.
وحدَّث. قرأتُ عليه بالقاهرة "مشيخة" ابن النَّحّاس المَذْكور، تخريج ابن الصّابونيّ، بسماعه منه.
وكانَ يُعاني التِّجارة والتَّرَدُّد إلى القاهرة، وله مُخالطة بالجُنْد، وتَوَكَّلَ لبعضهم، وفيه همّة ونَهْضة.
2059 -
وتُوفِّيت الشَّيخةُ الأصيلةُ أمُّ أحمدَ شاه ستّ
(3)
ابنةُ شَيْخنا الصَّدْر الكبير شَمْس الدِّين أبي الغَنَائم المُسَلَّم بن مُحمد بن المُسَلَّم بن عَلّان القَيْسيِّ، والدة السَّيِّدين الكبيرين الصَّدْرَين الرئيسين: الصّاحب أمين الدِّين، والقاضي نَجْم الدِّين ابني صَصْرَى، في ليلة الجُمُعة العشرين من المُحَرَّم
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 698، وسقط الرقم (2057) من غلط الطبع.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 96، وتاريخ الإسلام 15/ 863.
(3)
ترجمتها في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 96 - 97 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 855، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 299.
بدارها بدمشق، وصُلِّيَ عليها بجامع دمشق يوم الجُمُعة عَقِيب الصَّلاة، ودُفِنَت بسَفْح جَبَل قاسيون بتُربةِ والدها، وحضرَ جنازتها خَلْقٌ كثير وجَمٌّ غفيرٌ، وعُمل لها العزاء.
وكانت امرأةً صالحةً، كثيرةَ البِرِّ، وكُفَّ بَصَرُها مدةً. سمعت من سالم بن صَصْرَى، ومكيّ بن عَلّان، وحَدَّثت.
ومولدُها سنة ثمان عَشْرة وست مئة تقريبًا، رحمها الله تعالى.
2060 -
وتُوفِّي الشَّيخُ أبو عبد الله مُحمدُ
(1)
بنُ عَيْشُون المالقيُّ، شيخُ المقام بقرية بَرْزَة
(2)
يوم الجُمُعة العشرين من المُحَرَّم، ودُفِنَ يوم السَّبْت.
وكانَ رجلًا حَسَنًا، مليحَ المُفاكهة، حسنَ المُحاضرة.
2061 -
وبَلَغنا من كُتُب الحجّاج الواردة وفاة الشَّيخ مَسْعود
(3)
الحَبَشيِّ أحد فُقراء مَقْصورة الحَلَبيِّين الملقِّن للقرآن بالقُرب منها، تُوفِّي بمكة، وكان مجاورًا هناك، رحمه الله تعالى.
2062 -
وفي يوم السَّبْت رابع عَشَر المُحَرَّم تُوفِّي بحماة الشَّيخُ الفاضلُ الصَّدْرُ الكبيرُ شَرَفُ الدِّين أبو السَّماح عبدُ الكريم
(4)
بنُ مُحمدِ بنِ مُحمد بن نصر الله الحَمَويُّ، المعروف بابن المُغَيْزِل، وكيل بيت المال بحماة.
وكان شيخًا حَسَنَ الخَلْق، بشوشَ الوجه، قاضيًا للحاجة، كريمَ النَّفْس، يخدم النّاسَ بنفسه ومالِه، حَسَن التوصُّل إلى قَضاءِ أشغاله ونَجاح أمورِه،
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
قرية من غوطة دمشق (معجم البلدان 1/ 382).
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(4)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 97 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 860، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 412، وأعيان العصر 3/ 141، وتذكرة النبيه 1/ 208، وشذرات الذهب 7/ 765.
وحدَّث بديار مِصر والشّام. سَمِعَ ببغداد من الكاشْغَرِيّ، وابن الخازن، وابن قُمَيْرة، وسَمِعَ بحماةَ من العِزِّ ابنِ رَوَاحة.
ومولدُه سنة ستّ عَشْرة وست مئة بحماة.
• - ودخلَ الحاجُ إلى دمشقَ وأميرُهم الأميرُ عزُّ الدِّين كُرْجي في يوم الجُمُعة السابع والعشرين من المُحَرَّم، وخَرَجَ نائب السَّلْطنة لتلقِّيهم وجماعةٌ كبيرةٌ. واتفقَ في دخولِهم أمران على خِلافِ العادة، أحدهما: التَّبْكير بالوصول. والثاني: دخولهم في أثناء النَّهار، فإنَّ النّاسَ بدمشق صَلُّوا الجُمُعة وخَرَجُوا إلى تلقِّيهم، وكان منهم الأمير سيفُ الدِّين بهادُر آص، والمَطْرُوحي. وكان رَكْبًا كبيرًا.
وكان أمير الحاج من المِصْريِّين الأميرُ شَمْس الدِّين كرتيه
(1)
.
صَفَر
• - رَكِبَ القاضي جلالُ الدِّين وَلَدُ قاضي القُضاة حُسام الدِّين الحَنَفيّ عشيّةَ الأربعاء عاشِر صَفَر في دمشق بخِلْعة القَضاء: الجُبّةِ البَيْضاء والطَّرْحَةِ، وقصدَهُ النّاسُ للتهنئةِ، وخُوطبَ بقاضي القُضاة في إسجالاتِه، وأُنشِدَت بينَ يديه القصائدُ، وتكلَّم المُدّاحُ عندَهُ، ووصلَ تقليدُه بعد ذلك بنحو جُمُعة، وقُرِئَ مرّات متعددة، وعادَ النّاس إليه بالتَّهْنِئة مرةً ثانيةً، واستقرَّ والدُه بالدِّيار المِصْرية عند السُّلطان الملك المنصور حُسام الدِّين، وولّاه قضاء الدِّيار المِصْرية، وعَزَل القاضي شَمْس الدِّين السَّرُوجيّ
(2)
.
2063 -
وتُوفِّي صَبِيح
(3)
الحَبَشِيُّ المقرئ، مولى الشَّيخ صَوَاب المالَقِيِّ، يوم الجُمُعة ثاني عَشَر صَفَر بالقاهرة.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 698.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 698، والبداية والنهاية 15/ 606.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 856، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 306.
رَوَى لنا عن ابنِ المُقَيَّر، وسَمِعَ من ابن رَوَاج أيضًا.
وكانَ رجلًا جيِّدًا، يؤذِّن بمسجدٍ بالحُسينية.
ومولدُه تقريبًا سنة خمس وعشرين وستِّ مئة.
ضَبَطَهُ ابنُ النِّفَّرِيِّ.
• - وفي يوم الجُمُعة تاسع عَشَر صَفَر وَصَلَت البَرِيديةُ بعافية السُّلطان وركوبِه، وكانَ قد وقعَ، وحصل وَهْن في رجله، فأظهرَ الناسُ السُّرورَ، ورُسِمَ بزينة الأسواق بدمشق، وضُرِبت الكوسات بالقَلْعة، وعلى أبواب الأُمراء
(1)
.
2064 -
وتُوفِّي صلاحُ الدِّين
(2)
ولدُ الصّاحبِ نَجْمِ الدِّين ابن اللبوديّ في العَشْر الأوسط من صَفَر بدمشق.
2065 -
وبَلَغني يوم السَّبْت العشرين من صَفَر وفاة الشَّيخ مُحيي الدِّين يحيى
(3)
بن أسعد بن عبد الوهاب الواسطيِّ، ثم الدمشقيِّ، المعروف بابن البَيِّع، وأنّه تُوفي من نحو شَهْر ببيروت.
وكانت له إجازة مؤرَّخة بسنة ثمانٍ وعشرين وست مئة، فيها من بغداد: عُمر بن كَرَم، والسُّهْرَوَرديّ، وعبد اللطيف ابن الطَّبَريّ، وعبد اللطيف بن يوسف البَغْداديّ، وجماعة.
أجازَ لنا، ولم يحدِّث.
(1)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 1/ 386، وتاريخ الإسلام 15/ 698، والبداية والنهاية 15/ 607.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، ووالده الصاحب نجم الدين يحيى بن محمد بن عبد الواحد الطبيب المشهور، تقدمت ترجمته في وفيات ذي الحجة من سنة 670 هـ، وجده شمس الدين محمد بن عبد الواحد من كبار الأطباء أيضًا توفي سنة 621 هـ (عيون الأنباء، ص 663، وتاريخ الإسلام 13/ 679).
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 866.
2066 -
وكذلك بَلَغني وفاة علاء الدِّين عليّ
(1)
ابن زَيْن الدِّين إبراهيم ابن الشِّيرازيِّ، ببلدةِ عَزَاز من بلاد حَلَب، وأنّه تُوفي من أكثر من شَهْر.
• - واستقرّت المدرستان: الخاتُونية والمُقَدَّمية لقاضي القُضاة جلال الدِّين ابن حُسام الدِّين الحَنفيّ على ما كانَ عليه والدُه، وتركَ مدرستَهُ التي بالقَصّاعين لصِهْره شَمْس الدِّين ابن الخَشّاب، فدرَّس بها يوم الأربعاء الرابع والعشرين من صَفَر، وخَلَت عنه الشِّبلية التي بالجَبَل فوليها الشَّيخ فصيح الدِّين المارديني الحَنَفِيّ، ودَرَّس بها يوم الأحد الحادي والعشرين من صَفَر
(2)
.
2067 -
وتُوفِّي الصَّدْر الكبير علاءُ الدِّين عليُّ
(3)
بنُ عبد الواحد بن أحمد بن الخَضِر الحَلَبيُّ، المعروف بابن السابق، ليلة الثلاثاء ثالث عِشْري صَفَر، ودُفِنَ يوم الثلاثاء بالجَبَل، وحضرَهُ خلقٌ كثيرٌ من الأعيان.
وكان من المُتَقَدِّمين في الدَّولة النّاصرية، ولم يزل يَخْدمُ في المناصِب إلى آخرِ وَقْت. وكانَ ناظرَ البيمارستان النُّوري. ولما مات كانَ ناظر ديوان العُشر والوَكالة.
2068 -
وفي هذا اليوم، يوم الثُّلاثاء تُوفِّي الشِّهابُ الشاعرُ الملقَّب باللَّوْعة
(4)
، بالبيمارستان، وكان يمدحُ الناسّ ويَسْتَعطي منهم.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 607.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 97، وتاريخ الإسلام 15/ 861، وأعيان العصر 3/ 457، والوافي بالوفيات 21/ 291.
(4)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 97 (باريس) وسَمّاه أحمد ونسبَهُ حلبيًّا.
2069 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ الزّاهدُ القاضي شَمْسُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(1)
بنُ حَمْزةَ بنِ أحمدَ بن عُمرَ ابنِ الشَّيخ أبي عُمر المقدسيّ، في ليلة الخميس الخامس والعشرين من صَفَر، ودُفِنَ ظُهْر الخميس بالجَبَل بتُربة الشَّيخ موفق الدِّين، وحضرَهُ جماعةٌ كبيرة.
وكان رجلًا فاضلًا، صالحًا، كثيرَ الخَيْر، يعلِّم النّاسَ ما ينفعهم، ويحرص على هدايتهم ومَيْلِهم إلى مَذْهب أهل الحديث ويشدِّد على المُخالفينَ ولا يُبالي بهم. ووَلِيَ نيابةَ الحُكْم عن أخيه عِدّة شهور إلى حين وفاته.
ورَوَى الحديث عن ابن اللَّتِّي، والهَمْداني حُضورًا، وسَمِعَ من الحافظ ضياء الدِّين وكَرِيمة القُرشية، وجماعة.
ومولدُه في النِّصف من شَعْبان، سنة إحدى وثلاثين وست مئة بسَفْح قاسيون.
ربيع الأول
2070 -
تُوفِّي الصَّدرُ جمالُ الدِّين إبراهيمُ
(2)
ابنُ الشَّيخ شمس الدِّين أبي الحَسَن ابن شَيْخ السَّلامية في ليلة الأربعاء ثاني ربيع الأول، ودُفِنَ ظُهر الأربعاء بمقابر باب الفراديس.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 97، وتاريخ الإسلام 15/ 863، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 185، والمعجم المختص، ص 227، والوافي بالوفيات 3/ 26، وأعيان العصر 4/ 418، والمقصد الأرشد 2/ 403.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 97 - 98 (باريس). وفي أعيان العصر 1/ 97، والدرر الكامنة: إبراهيم بن علي القاضي جمال الدين ابن شمس الدين ابن شيخ السلامية الكاتب، لكنه عندهما توفي سنة 703 هـ، وسيذكر المؤلف في وفيات المحرم من سنة 703 هـ شمس الدين ابن شيخ السلامية! فكأنه والده.
وكانَ له خِدَم منها: نَظَر بعلبك. وكان رجلًا جيِّدًا، مُحِبًّا لأهل الدِّين، وعندهُ فضيلةٌ وكتابةٌ.
• - ووصلَ عصر الأربعاء المذكور توقيعٌ سُلطاني لنائب السَّلْطنة الأمير سيف الدِّين قَبْجَق بالاستمرار في النيابة وخلعةٌ وحِصانٌ، ولم يكن كُتِبَ له تقليدٌ في هذه المدة المتقدّمة، وحُلّف أيضًا آخر النهار بحضور القُضاة والأُمراء، وركب بُكْرة الخميس وقَبَّل العتبةَ وهو لابس الخِلْعة وراكب على الحِصان.
2071 -
وتُوفِّي الشَّيخُ سعيد
(1)
الكازَرُونيُّ المقيمُ بمَقْصورةِ الخَطابة ليلة الاثنين سابع ربيع الأول بظاهر دمشق، ودُفن بالجَبَل، وحضرَهُ جماعةٌ.
2072 -
وتُوفِّي الصَّدْر عزُّ الدِّين أبو الفضل أحمدُ
(2)
ابنُ شيخِنا شَمْس الدِّين المُسَلَّم بن مُحمد بن المُسَلَّم بن مكيّ بن خَلَف بن المُسَلَّم بن أحمد بن مُحمد بن أحمد بن عَلّان القيسيُّ، بدمشق، بدَرْب العَجَم في ليلة الاثنين سابع ربيع الأول، وصُلِّي عليه ظُهر الاثنين بالجامع، ودُفِنَ بالجَبَل، وحضرَ جنازته خلقٌ كثيرٌ.
وكانَ من الكُتّاب، تولَّى نظرَ بعلبك مَرّات، وماتَ مَصْروفًا لازمًا بيتَهُ. وكانَ حفِظَ "التنبيه" في صِغَره، وسَمِعَ الحديثَ من جماعةٍ، منهم: القاضي أبو نَصْر ابن الشِّيرازيّ، والقُرْطبيّ، والعزّ ابن عساكر، والسَّخاويّ، وشيخُ الشُّيوخ بن حَمُّوْيَة، وابن مَسْلَمة، وإبراهيم ابن الخُشُوعيّ.
ومولدُه في عاشر صَفَر سنة أربع وعشرين وست مئة بدمشق.
وكتبه مرةً أخرى في العشرين من صَفَر.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 98 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 855.
(2)
ترجمته في: تالي وفيات الأعيان، ص 49، وتاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 98 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 852، والوافي بالوفيات 8/ 180، وأعيان العصر 1/ 390، وعيون التواريخ 23/ 249، والمنهل الصافي 2/ 216، والدليل الشافي 1/ 90.
2073 -
وتُوفّيت فاطمةُ
(1)
بنتُ نُور الدَّولة عليّ بن داود الجُوَخِيِّ
(2)
، والدة الخطيب ناصر الدِّين ابن عبد السَّلام
(3)
في ليلة الأربعاء تاسع ربيع الأول، ودُفِنَت ظُهر الأربعاء بمقابر باب الصَّغير.
وكانت سمعت بقراءة زوجها مع وَلَدها في سنة ثلاث وخمسين وست مئة من شيوخ دمشق، ولم تحدِّث.
• - ودَرَّس القاضي عزُّ الدِّين مُحمد ابن قاضي القُضاة تقيّ الدِّين سُليمان الحنبليُّ بالمدرسة الجَوْزية يوم الأربعاء سادس عَشَر ربيع الأول، وحضر قاضي القضاة إمامُ الدِّين، وأخوه، والقاضي عزُّ الدِّين، ابن الزَّكيّ، وأخواهُ، والقاضي نَجْمُ الدِّين ابن صَصْرَى وجماعةٌ من المُفْتِين، وكان قد استنابَهُ قبل ذلك بأيام، وجلسَ للحُكْم عن أبيه
(4)
.
2074 -
وتُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ موفَّقُ الدِّين أبو حَفْص عُمر
(5)
بنُ أبي بَكْر بن يوسُف بن يحيى بن عامر بن كامل المَقْدسيُّ ابن خطيب بيت الآبار
(1)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب.
(2)
قيد هذه اللفظة ابن ناصر الدين فقال: "بضم أوله وفتح الواو وكسر الخاء المعجمة"(توضيح المشتبه 2/ 514).
(3)
هو ناصر الدين أحمد بن يحيى بن عبد السلام الآتية ترجمته في وفيات سنة 709 هـ ووالده يحيى بن عبد العزيز بن عبد السلام كان خطيبًا أيضًا، توفي سنة 656 هـ (تاريخ الإسلام 14/ 851) وجده هو شيخ الإسلام عز الدين أبو محمد السُّلمي الدمشقي، تأخرت وفاته بعد ابنه يحيى حيث توفي في جمادى الأولى من سنة 660 هـ وترجمته مشهورة، فقد ترجمه أبو شامة في الذيل، ص 216، والحسيني في صلة التكملة 1/ 466 (847)، والذهبي في تاريخ الإسلام 14/ 933 وغيرهم كما هو مفصل في التعليق على الصلة الحُسينية.
(4)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 607، والدارس 2/ 29.
(5)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 98 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 861، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 82 - 83، والوافي بالوفيات 22/ 441.
بدمشق في ليلة الخميس عاشر شهر ربيع الأول، وصُلِّي عليه الظُّهر بالجامع، ودُفِنَ بباب الصَّغير.
وكان رجلًا مُنْقطعًا عن النّاس من مُدّة، مواظبًا على الذِّكْر وحُضور الجماعات.
رَوَى عن ابن اللَّتِّي، والفَخْر الإربليّ، وجماعة من أقاربه. وقد كانَ فيما تقدَّم يشهدُ على القُضاة، ويَلِي بعض خِدَم الدِّيوان.
قرأت عليه "المئة الشُّريحية" بقرية بيت الآبار.
2075 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ المقرئُ بدرُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(1)
بنُ سُليمان بن مَعالي بن أبي سعيد، ابنُ المَغْربيِّ، الحلبيُّ، بدمشق في ليلة الثلاثاء الخامس عَشَر من شهر ربيع الأول، وصُلِّي عليه بالجامع، ودُفِنَ بالجَبَل.
وكان من خِيار النّاس، كثيرَ التِّلاوة للقُرآن، مأمونًا، صالحًا، خَيِّرًا. وسَمِعَ بحَلَب، وديار مصر والشّام، فمن شيوخه: ابنُ خليل، وكريمة، وابنُ الجُمَّيْزيّ، وشيخ الشُّيوخ ابن حَمُّوْيَة، وابن الجَبّاب، والسَّخاويُّ، وابنُ المُقَيَّر.
ومولدُهُ في أوائلِ سنة تسع عَشْرة وستِّ مئة في صَفَر.
2076 -
وبَلَغني في ثالث عِشْري شَهْر ربيع الأول بدمشق وفاة شيخ الشُّيوخ نَجْم الدِّين أبي مُحمد عبد اللطيف
(2)
ابن الشَّيخ بهاءِ الدِّين أبي الفُتوح نَصْر بن سعيد بن سَعْد بن مُحمد بن ناصر بن أبي سعيد المِيْهَنيِّ، الشِّيْحِي، بحَلَب.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 98 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 864، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 196، والمعجم المختص، ص 232، وبرنامج الوادي آشي، ص 137 (180)، والمقفّى (2314)، والنجوم الزاهرة 8/ 113، وشذرات الذهب 7/ 766.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 98 - 99 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 860، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 415، والوافي بالوفيات 19/ 118، وأعيان العصر 3/ 166.
سَمِعنا عليه "منتقى من صحيح البخاري"، عن ابن رُوْزْبَة، وسَمِعَ أيضًا من جدِّه لأمِّه حامد بن أميري، وعبد الحميد بن بُنَيْمان، ومن يحيى بن جعفر الدّامَغانيّ.
وكان موته في أوائل هذه السنة فُجاءة من غُصّة بلُقْمة.
ومولدُه يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأول سنة تسع وست مئة بحِمْص.
2077 -
وماتت الخاتون نَسَب
(1)
خاتُون بنت الملك الجَواد مظفَّر الدِّين يونُس ابن شَمْس الدِّين مَمْدود ابن المَلِك العادل أبي بكر مُحمد بن أيوب عَشِيّة الخميس السابع عَشَر من شهر ربيع الأول، ودُفِنَت بتُربة الشَّيخ أبي عُمر بالجَبَل.
قرأتُ عليها "نُسخة أبي مُسْهِر" عن إبراهيم بن خليل، ولا أعلم أنها رَوَت غيرَها. وكانت سمِعت أيضًا من خطيب مَرْدا، وابن عبد الدّائم.
وكانت كبيرة السِّنِّ، مُعَمَّرة، لم تزل شيخةً برباط بَلْدق إلى حين وفاتِها. وكانت كثيرة الإقامة عند الحنابلة بالدَّيْر تحبُّهم وتُؤْثِرهم، وعندهم سمعت الحَدِيث.
2078 -
وتُوفِّي الشَّريفُ العَدْلُ شَمْسُ الدِّين أبو مُحمد الحَسَنُ
(2)
بنُ المظفَّر بن عبد اللطيف بن عبد الوَهّاب بن مَناقب بن أحمد الحُسَينيُّ المُنْقِذِيُّ يوم السَّبت السّادس والعشرين من شهر ربيع الأول، وصُلِّي عليه الظُّهر بالجامع ودُفِنَ بمسجد النّارنج جوار المُصَلَّى ظاهر دمشق.
(1)
ترجمتها في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 99 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 866، وأعيان العصر 5/ 501، وتوضيح المشتبه 9/ 76، وتبصير المنتبه 4/ 1414.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 854، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 214، وأعيان العصر 2/ 252، والوافي بالوفيات 12/ 272.
رَوَى لنا عن الفَخْر الإرْبِلي، وغيره.
وكانَ سمعَ أيضًا من ابن الشِّيرازيِّ، وإبراهيم ابن الخُشُوعيِّ، وعبد العزيز ابن الدَّجاجية، وغيرهم.
ومولدُه ليلة الثُّلاثاء ثامن عَشَر ذي القَعْدة سنة ثمان عَشْرة وست مئة بدمشق.
وكانَ شاهدًا تحتَ السّاعات، وباشَر نيابة الحِسْبة بدمشق.
2079 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العالمُ الزّاهدُ برهانُ الدِّين عبدُ العزيز
(1)
بنُ مُحمد بن محمود الخُتَنِيُّ الحَنَفيُّ بدُوَيرة السُّمَيْساطيِّ يوم الاثنين الثامن والعشرين من شهر ربيع الأول، وصُلِّي عليه العَصْر، ودُفِنَ بمقبَرة الصُّوفية، وحضرَهُ جمعٌ كبير.
وكانَ مَوْصوفًا بالفَضْل والزُّهْد والانقطاع والتَّقليل من الدُّنيا.
[ربيع الآخر]
• - ورُتِّب للقاضي كمال الدِّين ابن قاضي القُضاة مُحيي الدِّين ابن الزَّكيّ حَلْقةُ تَصْدير بجامع دمشق بمئة دِرْهم، وجلسَ لذلك بمِحْراب الصَّحابة يوم الأحد خامس ربيع الآخر، وألقَى دُرُوسًا بحضرة قاضي القُضاة إمام الدِّين، وخطيب المُسلمين بَدْر الدِّين وجماعة من الفُضلاء
(2)
.
• - وأُقيمت الجُمُعة بالمدرسة المُعَظَّمية بسَفْح قاسيون، وخطبَ بها مُدَرِّسُها الفقيه الإمامُ شَمْسُ الدِّين ابنُ شَرَفِ الدِّين ابنِ العزّ الحَنَفيُّ في يوم الجُمُعة العاشر من شهر ربيع الآخر
(3)
.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 99 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 853.
(2)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 1/ 388.
(3)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 698، والبداية والنهاية 15/ 607.
2080 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ بقيّةُ المشايخ حَسَن
(1)
ابنُ الشَّيخ عليِّ بن أبي الحَسَن بن منصور الحَرِيريُّ، رحمه الله تعالى، في يوم السَّبت عاشر شهر ربيع الآخر بزاويته بقرية بُسْر، ودُفِنَ يوم الأحد.
وكان المتعيَّن في الطّائفة المُنْتَسبين إلى والدِه لسِنِّه وحُسْن خُلُقه وهيئته، وله مكانةٌ عندَ الناس. وحضرَ مرّات إلى دمشق، وكانَ النّاسُ يُكْرِمونه ويَقْصُدون رؤيته، وكذلك أرباب الدَّولة.
وعُمِلَ عزاؤه تحت النَّسْر يوم الثلاثاء ثالث عَشَر الشَّهر، وصُلِّي عليه يوم الجُمُعة بالجامع سادس عَشَر الشَّهر.
ومولدُه سنة إحدى وعِشْرين وست مئة.
2081 -
وصَلَّينا بجامع دمشق على غائبٍ تُوفِّي بالدِّيار المِصْرية يوم الجُمُعة الثالث والعشرين من شَهْر ربيع الآخر، وهو الشَّيخ زَيْنُ الدِّين
(2)
ابنُ شَرَفِ الدِّين ابن الشَّيخ حَسَن بن عَدِيّ بن أبي البَرَكات العَدَويُّ.
• - واشتُهِرَ القَبْض على الأمير بَدْر الدِّين بَيْسَري بديار مصر في وسط ربيع الآخر
(3)
.
• - وانتقمَ المُشِدُّ الأمير سيف الدين جاغان من نائبه جمال الدِّين الجرتانيّ وحَبَسَهُ وضربَهُ، وشدَّدَ الأمرَ عليه في الشَّهر المذكور.
(1)
ترجمته في: تالي وفيات الأعيان، ص 65، وتاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 99 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 854، والوافي بالوفيات 12/ 162، وأعيان العصر 2/ 209، والبداية والنهاية 15/ 609، والنجوم الزاهرة 8/ 113، والمنهل الصافي 5/ 104، والدليل الشافي 1/ 266.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 855.
(3)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 1/ 338، وتاريخ الإسلام 15/ 698، والبداية والنهاية 15/ 607.
• - وقُبِضَ على ناصر الدِّين ابن عبد السَّلام بسببِ مخدومٍ له من الأُمراء أيامًا ثم أُطْلِق.
• - ودَرَّس مجد الدِّين ابن الفخر موسى بالعِزّية البَرّانية، عِوَضًا عن الفَلَك ابن المُقَدَّم وكيل بَيْسَري في يوم الأحد خامس عِشْري شهر ربيع الآخر، وحضرَهُ جماعةٌ من الشّافعية والحنفية.
• - واشتُهِرَ بدمشق في شهر ربيع الآخر أنَّ قاضي الدِّيار المِصْرية الشافعي تقيّ الدِّين ابن دقيق العيد تركَ مُباشرة القضاء أيامًا ثم طُيِّب خاطرُه وخُلِعَ عليه، ورُسِمَ له أن لا يستنيب ولده المُحِبّ
(1)
.
2082 -
وماتَ في العَشْر الأخِير من شَهْر ربيع الآخر بدر الدِّين
(2)
قاضي الزَّبَدانيّ، بها.
2083 -
وتُوفِّي شهابُ الدِّين أحمدُ
(3)
بنُ عثمان الذهبيُّ باللَّبّادين، والد صاحبنا شَمْس الدِّين مُحمد المحدِّث المُقْرئ، ليلة الجمعة آخر يوم من ربيع الآخر، ودُفِنَ بالجَبَل.
وكانَ رَجُلًا جيدًا، مُلازمًا لفرائضِه وحانوتِه، سَمْح النفس، غزير المروءة. سمع منه ولدُه المذكور.
2084 -
وفي السّادس والعشرين من شَهْر ربيع الآخر تُوفِّيت فاخرة
(4)
(1)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 607 وفيه: في ربيع الأول.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 99 - 100 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 851، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 75، والوافي بالوفيات 7/ 179، وأعيان العصر 1/ 238، والمنهل الصافي 1/ 385، والدليل الشافي 1/ 59.
(4)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 862، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 102.
بنتُ شِهاب الدِّين أبي صالح عُبَيْد الله بن عُمر بن عبد الرَّحيم بن عبد الرَّحمن بن الحَسَن بن عبد الرَّحمن ابن العَجَميِّ الحَلَبيِّ، بشَيْزَر، ودُفِنَت بها.
رَوَت لنا عن ابن رَوَاحة. رأيتُ ذلك بخط يوسُف الدِّمياطيّ، نقلَهُ عن صِهْرها سيفُ الدِّين عبد اللطيف بن يوسُف، ابنُ العَجَمي.
وأبوها من شيوخ الدِّمياطيّ.
جُمادى الأولى
• - اشتُهر بدمشق في العَشْر الأُول من جُمادى الأولى تَوْلية الصّاحبِ فخرِ الدِّين ابن الخليلي الوزارة بالدِّيار المِصْرية على ما كان عليه
(1)
.
• - واشتُهر خروج الأمير علم الدِّين الدَّواداريّ من ديار مصر قاصدًا الشام، وأنه وصلَ إلى غزة في ثامن عَشَر جُمادى الأولى
(2)
.
2085 -
وتُوفِّي الصَّدْر شهابُ الدِّين أبو العبّاس أحمدُ
(3)
بنُ عُثمان بن أبي الرَّجاء بن أبي الزَّهْر، ابنُ السَّلْعُوس التَّنُوخيُّ الدمشقيُّ، في ليلة الاثنين ثامن عَشَر جُمادى الأولى، وصُلِّي عليه الظُّهر بالجامع، ودُفِنَ بمقبَرة باب الصَّغير، ونُودِيَ له، وعُمِلَ عزاؤه بمسجد ابن هشام بقرب داره.
وكان مشهورًا بالبر والصَّدقة، ويظهر منه المحبّة للأخيار والانتماء إليهم، ويحبّ سَماع الحديث. وكتبَ شيئًا بخطه، وسمعَ في تجارته بديار مصر، وكان يحرص على تَسميع أولاده. وكان وَلِيَ نظر جامع دمشق في وزارة أخيه،
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 698.
(2)
الخبر في المصدر السابق.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 99 - 100 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 852، والوافي بالوفيات 7/ 179، وأعيان العصر 1/ 283، والبداية والنهاية 15/ 609، والمقفّى (513)، والمنهل الصافي 1/ 387، والدليل الشافي 1/ 59.
وكان مَشْكورًا في ذلك، ورُزِقَ جاهًا طائلًا وخِدْمة من النّاس، ثم ذهبَ ذلك وعادَ إلى ما كان عليه إلى أن مات، وحضرَ جنازته جمعٌ كبير من الأعيان، وحدّث.
قرأتُ عليه "مشيخة الرّازي" سَمِعها من عُثمان بن عَوْف بالإسكندرية، عن ابن مُوَقَّى. وسَمِعَ من ابن عبد الدّائم.
2086 -
وتُوفِّي الأميرُ علمُ الدِّين سَنْجَر
(1)
المِصْريُّ، أحدُ أمراء دمشق يوم الأربعاء سابع عِشْري جُمادى الأولى.
وذُكر أنّه غُصَّ بشربةٍ من المُسْكِر.
2087 -
وفي يوم الجُمُعة تاسع عِشْرية تُوفِّي جمال الدِّين عبد الله
(2)
الزَّرّاديُّ الضَّريرُ، المقرئ بالظاهرية والأشرفية.
وكان رجلًا حَسَنًا، عاقلًا.
2088 -
وفي يوم السَّبْت سَلْخ جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ عليّ
(3)
المُبَخِّر أخي شهاب الدِّين الأصفهانيِّ المؤذِّن.
جُمادى الآخرة
• - دخلَ إلى دمشق الأميرُ علمُ الدِّين الدَّوَادارِيُّ وجماعةٌ من الأُمراء المِصْريِّين في يوم الخميس خامس جُمادى الآخرة مُتوجِّهين إلى حَلَب، وخرجَ النّاسُ لتلقِّيهم والتَّفرج على أطلابِهم، واحتفلَ أهلُ دمشق بالأمير علم الدِّين، وخرجَ كثيرٌ من الأكابر إلى الكسوة ودَخَلوا في خدمتِه، وتوجَّه من دمشق يوم الاثنين ثامن الشَّهر
(4)
.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 855، وأعيان العصر 2/ 472.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 857.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(4)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 698.
وحضرَ معه من الدِّيار المِصْرية المحدِّث نَجْم الدِّين يوسُف بن عيسى بن يوسف الدِّمياطيُّ، واجتمعتُ به، وذكر لي وفاة جماعةٍ من شيوخنا المِصْريِّين، منهم: سُليمان بن كِسَا، ببِلْبيس، ومنهم: جبريل بن الخطّاب، ومُحمد بن صالح الجُهَنيّ، بالقاهرة.
2089 -
أمّا ابن كِسَا، فهو ضياءُ الدِّين أبو الرَّبيع سُليمان
(1)
بن داود بن سُليمان بن حُمَيْد بن ماجد بن طَرْخان بن يوسُف بن خالد بن كِسَا البِلْبِيسيُّ، الكاتب على باب الولاية ببِلْبيس.
ومولدُه في منتصف رمضان سنة عشرين وست مئة ببِلْبِيس.
وقيل: سنة ثمان عشرة وست مئة.
سَمِعَ من ابن غَسّان، والنّاصح ابن الحَنْبلي، وأبي نَصْر ابن الشِّيرازيّ، ومُكْرَم بن أبي الصَّقْر، والفَخْر الإرْبِليّ، وغيرِهم.
قرأتُ عليه "فضائل الصَّحابة" رضي الله عنهم لطِراد بمدينة بِلْبِيس.
2090 -
وأمّا جِبْريل
(2)
، فهو الشَّيخ أبو الأمانة جِبْريل بن إسماعيل بن جِبْريل بن سَيِّد الأهل بن رافع بن أبي الطّاهر المقدسيُّ، ثم الشارعيُّ العَطّار، المعروف بالحَطّاب.
وُلد سنة أربع وعِشْرين وست مئة.
وقيل: سنة اثنتين وعشرين، بالشّارع.
سَمِعَ من ابن باقا، ومُكْرَم، ومرتَضَى ابن العفيف.
قرأتُ عليه قطعة من "رُباعيات السُّنن" للنَّسائيِّ، بسماعه من ابن باقا.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 855، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 269.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 853، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 202، وذيل التقييد 1/ 496، وشذرات الذهب 7/ 765.
2091 -
وأمّا مُحمد
(1)
بن صالح، فهو: شَرَفُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ بنُ صالح بن خَلَف بن أحمد بن علي الجُهَنيُّ.
شيخٌ حَسَنٌ، من أهل العَدالة، سمِعَ من ابن باقا، وجعفر الهَمْدانيِّ. وكان يقرأ بسُبْع المَدْرسة الظّاهرية. وله مسجد بدرب مَلُوخيا يصلِّي فيه.
قرأتُ عليه أحاديث من "سنن النَّسائي" بسماعه من ابن باقا.
• - ووصلَ الصَّدْرُ أمينُ الدِّين يوسُفُ المُحتسب إلى دمشق ليلة الاثنين تاسع جُمادى الآخرة متولِّيًا نظرَ البيمارستان النُّوريّ، عِوَضًا عن ابن عبد السَّلام، مضافًا إلى ما بيده من أمر الحِسْبة، مُكرَّمًا مُحْتَرمًا، وقصدَهُ الناس للتهنئة.
ووصلَ معه كتابٌ إلى قاضي القضاة إمام الدِّين وهديةٌ من السُّلطان.
2092 -
وتُوفي زكي الدِّين ابن اللَّبّان
(2)
يوم الخميس ثاني عَشَر جُمادى الآخرة.
وكانَ من أصحاب القاضي عِزِّ الدِّين ابن الصائغ.
2093 -
ومضينا إلى دار أمة الرَّحمن شُهْدَة
(3)
بنت مُحمد بن حَسّان بن رافع بن سُمَيْر بن ثابت العامريّ لنسمع عليها في يوم الجُمُعة ثالث عَشَر جُمادى الآخرة، فأُخبِرنا بموتها من نحو أربعة أشهر أو خمسة، فترحَّمنا عليها ورجعنا، وكنّا قبل ذلك سمعنا عليها عن جَعْفر الهَمْدانيّ، وحَضَرَت على الفَخْر الإرْبِليِّ.
ومولدُها تقريبًا في سنة ثمانٍ وعشرين أو تسع وعشرين وست مئة.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 856، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 198، والمقفّى (2355)، وحسن المحاضرة 1/ 386، وشذرات الذهب 7/ 767.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 854.
(3)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 867، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 301.
ولها إجازة ابن باقا، وابن عِماد، وابن القَطِيعيّ، وجماعة.
2094 -
وتُوفِّي في أواخر جُمادى الآخرة مُحيي الدِّين يحيى
(1)
بن عبد الرَّحمن بن أحمد الشَّماع، خادم سجّادة الخَطِيب.
وهو والد أمين الدِّين مُحمد المُقرئ بالتُّربة الظاهرية.
2095 -
وفي أحد الجُماديين تُوفيت أمّ يحيى جَوْزةُ
(2)
بنتُ عبد الله، عتيقةُ الشَّيخ نَجْم الدِّين مُحمد بن أبي بكر بن أحمد بن خلف البَلْخيِّ، أم ولديه يحيى وآمنة، ودُفنت بسَفْح قاسيون.
وكانت امرأةً صالحة، كثيرة الصَّدقة، مُحبة للفقراء وأهل الصَّلاح، كريمة النَّفْس، سَخِيّة. حجّت سَبْع حجات. رَوَت عن مُعتِقها المَذْكور.
قرأتُ عليها "جزءًا" باللجون من عَمَل الكَرَك.
رَجَب
• - دُقَّت البشائر بدمشق عشيّة الأحد الحادي والعشرين من رَجَب.
• - وطيف بمحمل الحاج بدمشق يوم الاثنين الثاني والعشرين رَجَب، وتعيّن للإمرة عليهم الأمير عزّ الدِّين أيْبَك الطويل.
2096 -
وفي أوائل الشَّهْر تُوفِّي أبو العبّاس أحمدُ
(3)
بنُ إسماعيل بن مَكارم القلانسيُّ.
قرأتُ عليه "مُسند عَبْد بن حُميد" بسماعه من ابن اللَّتِّي.
وكان فقيرًا صُعْلُوكًا، ضعيفَ الأمر، رثَّ الحال. وسَمِعَ أيضًا من جعفر الهَمْدانيّ، وكريمة القُرشية، وكان سماعه بإفادة ابن الجَوْهري.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 854، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 206.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 850.
وذكر لي بدر الدِّين ابنُ الخَلّال أنّه ماتَ قبل هذا التاريخ.
2097 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ المُقرئُ الفقيهُ شهابُ الدِّين أبو الفِداء إسماعيلُ
(1)
بنُ أبي بكر بن صِدّيق
(2)
الدِّمشقيُّ الشافعيُّ المعروف بالخُيوطيِّ، في ليلة الاثنين التاسع والعشرين من شهر رَجَب، وصُلِّي عليه ظُهر الاثنين، ودُفن بمقبَرة باب الصَّغير.
وكان صالحًا، فقيهًا بالمدارس من أهل القُرآن.
وسَمِعَ من ابن قُمَيْرة، وابن الصَّلاح، وغيرهما، وحدَّث.
قرأتُ عليه "جزء حَنْبل بن إسحاق"، وذكر لنا أنه سَمِعَ بديار مصرَ من ابن الجُمَّيْزيّ، وغيره.
ومولدُه سنة ثلاث عشرة وست مئة.
شَعْبان
2098 -
تُوفِّي شَمْسُ الدِّين مُحمدُ
(3)
بنُ أبي القاسم بن أبي الزَّهْر الدِّمشقيُّ، المُشِدُّ بديوان الجامع، ويُعْرف بالغَزال، ليلة الأحد خامس شَعْبان، ودُفِنَ من الغد بسَفْح قاسيون.
2099 -
وتُوفِّي ناصرُ الدِّين أبو حَفْص عُمر
(4)
بنُ أبي طالب مُحمد بن أبي بكر مُحمد بن أبي طالب بن أبي القاسم بن الحَسَن بن رَحْمة الأنصاريُّ الدمشقيُّ، المعروفُ بابن القَطَان، في ثامن شَعْبان.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 853، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 182 - 183.
(2)
التقييد من خط الذهبي.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 100 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 866.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 862.
حدَّث عن كريمة، وسمعَ أيضًا من خاطب المِزّي، والقُرْطبيّ، وجماعة.
ومولدُه سنة اثنتين وثلاثين وست مئة في يوم الاثنين ثامن جُمادى الأولى بقرية المِصّيصة ظاهر دمشق
(1)
.
2100 -
وتُوفِّي زَيْنُ الدِّين عبدُ الكريم
(2)
بنُ عساكر بن سَعْد بن أحمد بن مُحمد بن سُلَيْم القَيْسيُّ، إمامُ المدرسة الباذرائية يوم السَّبْت ثاني عَشَر شعبان بدمشق.
وكان سَمِعَ من جماعة، ومن سماعه "المئة الفُراوية" على عدة شيوخ، منهم قاضي القُضاة شَمْس الدِّين ابنُ سَنِيّ الدَّولة، والقُرْطُبيُّ، وإسماعيل بن ظَفَر، ولم يحدِّث.
وهو والد شَرَف الدِّين عيسى المعروف بابن مَكْتوم.
2101 -
وتُوفِّيت الشَّيخةُ الصّالحةُ الأصيلةُ أمُّ أحمد عائشة
(3)
بنتُ الشَّيخ مجد الدِّين عيسى ابن الشَّيخ موفَّق الدِّين عبد الله بن أحمد بن مُحمد بن قُدامة المقدسيِّ، ليلة السَّبت آخر الليل التاسع عَشَر من شَعْبان، وصُلِّي عليها ظُهر السَّبْت بالجامع المظفَّريّ، ودُفِنت بتُربة زوجها عزّ الدِّين عبد الرَّحمن ابن العزّ ابن الحافظ بسَفْح قاسيون.
وكانت امرأةً صالحةً من نِساء الدَّيْر المُبارك. رَوَت عن جَدِّها، وابن راجِح، والعزّ ابن الحافظ، وجماعة، وأجازَها ابنُ الحَرَسْتانيِّ، وجماعةٌ من الدمشقيِّين.
(1)
هي غير الثغر المعروف، ينظر عنهما: معجم البلدان 5/ 145 وقد قيدها بفتح الميم، والصواب بكسرها، كما في أنساب السمعاني، وقد أطال البحث فيها.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 860.
(3)
ترجمتها في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 100 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 857، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 92، والمقصد الأرشد 2/ 290، وشذرات الذهب 7/ 765، ولم يذكرها ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة مع أنها من شرطه.
مولدُها سنة إحدى عَشْرة وست مئة.
وحَضَرت في سنة أربع عشرة، ورَوَت الحديث في سنة اثنتين وخمسين وست مئة وبعدها.
2102 -
وفي شَعْبان تُوفِّيت أمّ مُحمد زينب
(1)
بنت جابر بن حبيب الخَبّاز، بسَفْح قاسيون، ودُفِنَت هناك.
ضبطَهُ لنا ابن الخَبّاز.
وكانت امرأة صالحة تخدم الناس، وتلوذُ بالمَرْداويّين.
رَوَت لنا عن ابن اللَّتِّي.
شَهْر رَمَضان
2103 -
تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العالمُ الفاضلُ شَمْسُ الدِّين مُحمدُ
(2)
بنُ أبي بكر بن مُحمد الفارسيُّ المعروف بالأيكيِّ، في يوم الجُمُعة قبل العَصْر ثالث شهر رَمَضان بقرية المِزّة، وصُلِّي عليه ضُحَى السَّبت بجامع المِزّة، وحُمِلَ إلى مقابر الصُّوفية فدُفِنَ في طَرَفها مما يلي القَنَوات، إلى جانب الشَّيخ شَمْلة، وتقدَّم في الصَّلاة عليه قاضي القضاة إمامُ الدِّين، ومَشَى في الجنازة، وتبِعَهُ النّاسُ وكانت جنازة حَفِلَة، وعُمِلَ له العزاء بُكْرة الأحد بخانقاه السُّمَيْساطيّ حضره الأكابر.
(1)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 855.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 100 - 102 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 865، وأعيان العصر 4/ 351، وعيون التواريخ 23/ 250، ومرآة الجنان 4/ 229، وطبقات الشافعية للسبكي 8/ 114، والبداية والنهاية لابن كثير 15/ 609، والعقد المذهب، ص 375، وتوضيح المشتبه 1/ 137، وطبقات ابن قاضي شهبة 2/ 191، والدارس 2/ 125، والشذرات 7/ 767 وغيرها.
وكان شيخًا فاضلًا، كثيرَ الفُنون، وَلِيَ مشيخةَ الشُّيوخ بديار مصر، ودَرَّس بزاوية الغَزّاليّ بدمشق مدة، ولم يزل مُعَظّمًا مُكَرَّمًا، موصوفًا بالفضل وحل المشكلات.
2104 -
وفي يوم السَّبت حادي عَشَر رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ صَدْرُ الدِّين إبراهيمُ
(1)
ابنُ الشَّيخ مُحيي الدِّين أحمد بن عُقْبة بن هبة الله بن عطاء البُصْراويُّ، الحَنَفيُّ، بسَفْح جبل قاسيون، ودُفِنَ يوم الأحد الثالثة من النّهار بالجَبَل.
وكانَ مدرِّسًا ومُعيدًا ومُفتيًا، ووَلِيَ مدّةً قضاء حَلَب، ثم عُزِلَ مدّةً طويلة، ثم إنه قبل وفاته بقليل سافرَ إلى الدِّيار المِصْرية وتوصَّل إلى أن كُتب تقليدُه بقضاء حَلَب، فرجع به إلى دمشق، فأقامَ أيامًا ليفرغ شهر الصَّوم ويُسافر، فأدركته المنيّة قبل بُلُوغ قَصْده، وتعجَّب النّاسُ من حِرْصه على الولاية مع كِبَر سنِّه والكفاية في الرِّزْق.
ومولده في ربيع الآخر سنة تسع وست مئة ببُصْرَى.
• - وضُربت البَشائر بدمشق مرّةً ثانية بُكْرة الأحد ثاني عَشَر رَمَضان لأجل فَتْح قلعة تل حَمْدون وكانَ أخْذُها نهار الأربعاء سابع شَهْر رَمَضان، وأُذِّن بها الظُّهر، وضُربت بها النَّوبة الخَلِيلية
(2)
.
2105 -
وتُوفِّي الفقيه الفاضلُ يُونُس
(3)
ابنُ شَرَف الدِّين فلاح، من فقهاء الشامية البَرّانية يوم الأربعاء النصف من رَمَضان، ودُفِنَ بباب الفَراديس.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 102 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 852، والوافي بالوفيات 5/ 311، وأعيان العصر 1/ 46، والجواهر المضية 1/ 67، والبداية والنهاية 15/ 610، والمقفّى (8)، والنجوم الزاهرة 8/ 113، والمنهل الصافي 1/ 31، والدليل الشافي 1/ 5، وتاج التراجم، ص 87، والطبقات السنية (9)، وشذرات الذهب 7/ 764 وغيرها.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 698، والبداية والنهاية 15/ 607 - 608.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
• - وفي يوم الأربعاء التاسع والعشرين من رَمَضان حَضَر نائبُ السَّلْطنة والقُضاة والأمير ناصر الدِّين باشقُرد لمحاققة ديوان الجامع على المصروف بالمَيْدان الكبير
(1)
.
• - وفي هذا اليوم ضُرِبت البَشائر بأخْذ قلعة مَرْعَش، ووصل الخَبَر أنَّ المُسلمين مُحاصرين قلعة حَمُّوص، وأنَّ الأميرَ عَلَم الدِّين الدَّوَاداريَّ جاءه حَجَر في رِجْله
(2)
.
2106 -
وتُوفِّي الأميرُ الكبير عَلَمُ الدِّين سَنْجَر
(3)
بن عبد الله طَقْصُبا النّاصريُّ، أحدُ أُمراء الشّام في التاسع والعشرين من شهر رَمَضان، ودُفِنَ من الغد يوم العيد بالمقام ظاهر حَلَب.
رَوَى الحديث عن سِبْط السِّلَفيّ.
سَمِعْنا منه "موافقات" جُزء الذُّهْلي.
وكان أميرًا مَهيبًا، مشهورًا بالعَقْل والسُّكون، شُجاعًا مِقْدامًا، معروفًا بكثرة الجهاد، مُلازمًا لما هو بصَدَده، قليلَ الدُّخول فيما لا يعنيه. وكان أصابه زيار
(4)
من العَدُو في حِصَار حَمُّوص
(5)
ببلاد سِيس في رُكْبته فكسر العَظْم، فحُمِلَ منها إلى حَلَب، فماتَ في الطريق قبل الوصول، فحُمِلَ ميتًا إلى حَلَب، رحمه الله تعالى.
(1)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 1/ 391.
(2)
تاريخ الإسلام 15/ 698، والبداية والنهاية 15/ 608.
(3)
الخبر في: ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 102 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 856، والوافي بالوفيات 9/ 360، وأعيان العصر 1/ 599، والسلوك 2/ 295، والنجوم الزاهرة 8/ 89، والمنهل الصافي 3/ 50، والدليل الشافي 1/ 150.
(4)
الزيار: آلة من آلات الحرب ترمى منها السهام أو النفط (معجم دوزي 5/ 399).
(5)
لم يذكرها ياقوت في "معجم البلدان" فتستدرك عليه، وهي قلعة على ستة فراسخ من حلب (تاريخ الإسلام 7/ 433).
شَوّال
2107 -
تُوفِّي الطَّواشيُّ جمالُ الدَّولة كافور
(1)
بن عبد الله الدِّشْناويُّ خادِم التُّربة الظّاهرية يوم الثلاثاء خامس شَوّال، ودُفِنَ بالجَبَل.
• - وفي يوم الجُمُعة ثامن شَوّال ذكرَ الشَّيخ تقيُّ الدِّين ابن تيميّة في ميعاد تفسيره فصلًا في الجهاد، وحَرَّض على إمداد المُحاصِرين بسِيس. وكان مِيعادًا جليلًا
(2)
.
• - وخرجَ الرَّكْبُ من دمشق إلى الحِجاز الشَّريف يوم الاثنين حادي عَشَر شَوّال، وأميرُهم الأميرُ عزُّ الدِّين أيْبَك الطَّويل، والقاضي جمال الدِّين الرَّحَبيّ
(3)
.
• - ووصلَ الأميرُ نَجْمُ الدِّين الخَضِر ابنُ السُّلطان الملكِ الظّاهر ركنِ الدِّين بَيْبَرس الصّالحِيُّ من بلاد الأشْكَريّ إلى ديار مِصْر في سادس شَوّال، وكان أرسلَهُ إلى هناك الملكُ الأشرف
(4)
.
2108 -
وتُوفِّي الشَّيخُ عزُّ الدِّين أبو مُحمد عبدُ العزيز
(5)
بنُ أبي القاسم بن عُثمان بن عبد الوَهّاب البابَصْرِيُّ البَغْداديُّ الحنبليُّ في يوم الأحد قبل العصر
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وهو منسوب إلى "دِشْنا" بلد بصعيد مصر (معجم البلدان 2/ 456).
(2)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 608.
(3)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 1/ 395، وتاريخ الإسلام 15/ 698.
(4)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 1/ 392، وتاريخ الإسلام 15/ 698، والبداية والنهاية 15/ 608.
(5)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 102 - 105 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 859 - 860، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 399 - 400، وأعيان العصر 3/ 102، والوافي بالوفيات 18/ 538، وعيون التواريخ 23/ 251، وذيل طبقات الحنابلة 4/ 292، والمقصد الأرشد 2/ 170، والمنهج الأحمد، ص 407، وتذكرة النبيه 1/ 208.
سابع عَشَر شَوّال بالخانقاه السُّمَيْساطية، ودُفِنَ ضُحَى الاثنين ثامن عَشَره بمقابر الصُّوفية.
وكانَ لديه فَضِيلةٌ، وله اشتغالٌ بالفقه والأدب، ويحفظُ كثيرًا من التاريخ والأشعار، وله نظمٌ حَسَنٌ.
ومولدُه في صَفَر سنة أربع وثلاثين وست مئة ببغدادَ.
وسَمِعَ "مشيخة الباقَرْحيّ" على ابن الأجلِّ سنة إحدى وستين
(1)
بسماعه من ذاكِر بن كامل سنة سبع وثمانين، وسَمِعَ بدمشق من جماعةٍ.
2109 -
وتُوفِّي قاضي القُضاة جمالُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(2)
ابنُ القاضي عمادِ الدِّين سالم بن نَصْر الله بن سالم بن واصل الحَمَويُّ الشافعيُّ يوم الجُمُعة الثاني والعشرين من شوّال، بحماةَ، ودُفِنَ بتُربته بعَقَبة نَقِيرين.
وكان متولِّيًا القضاءَ بها من مدّةٍ طويلةٍ، وكان مُشارًا إليه في الفضائل والعلوم العَقْلية، وكانَ حريصًا على الاشتغال وتَحْصيل الفوائدِ إلى حين موتِه، وله معرفةٌ بالحِكْمة وأنواعِها، والرِّياضيّات، وعلم التّاريخ. وغلبَ عليه الفكر حتى صارَ يغفل عن أحوال نفسه وعمَّن يجالسُه.
ورَوَى عن الحافظ أبي عبد الله البِرْزالي. سَمِعَ منه جماعةٌ من الطَّلَبة بحماة ودمشق.
(1)
يعني: وست مئة.
(2)
هو المؤرخ المشهور صاحب كتاب "مفرج الكروب في أخبار بني أيوب" وترجمته مشهورة مذكورة في الموارد المستوعبة لعصره، فانظر مثلًا: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 105 - 106 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 864، ومسالك الأبصار 9/ 620، وتاريخ ابن الوردي 2/ 244، والوافي بالوفيات 3/ 85، ونكت الهميان، ص 336، وأعيان العصر 4/ 446، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 555، وطبقات الشافعية لابن كثير، ص 947، والعقد المذهب، ص 382، والسلوك 2/ 295، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 194، والنجوم الزاهرة 8/ 113، والمنهل الصافي 10/ 57، وشذرات الذهب 7/ 766 وغيرها.
ومولدُه في ثاني شوال سنة أربع وست مئة بحَماة.
2110 -
وتُوفِّي بدرُ الدِّين مُحمدُ
(1)
ابنُ الجَمَال المَغْرِبيّ، ابنُ أخت عزيز الدِّين ابن العماد الكاتب يوم الخميس ثامن عِشْري شَوّال، ودُفِنَ بالجَبَل. وكانَ شابًّا.
• - وفي شوّال هذا جلسَ المدرِّسونَ بالمدرسة التي أنشأها الأميرُ الكبيرُ سيفُ الدِّين مَنْكُودَمُر نائبُ السلطنة، وهي بالقاهرة داخل باب القَنْطرة
(2)
.
ذو القَعْدة
• - دُقَّت البشائرُ بدمشق بالقَلْعة عصرَ الثلاثاء ثالث ذي القَعْدة، وعلى أبواب الأُمراء لأخذِ قَلْعة حُمَيْمص ونُجيمة من قلاع الأرْمن
(3)
.
2111 -
وتُوفِّي الشَّيخُ السَّيِّد الفاضِل القُدْوة أبو الحَسَن
(4)
ابنُ الشَّيخ عبدِ الله ابنِ الشَّيخ غانِم بن عليّ بن إبراهيم النّابُلُسيُّ يوم الأربعاء رابع ذي القَعْدة، ودُفِنَ من يومه بالتُّربة المعروفة بالشَّيخ عبد الله الأُرْمويِّ، بسَفْح قاسيون.
وكانَ رجُلًا صالحًا فاضلًا، كان كثيرَ السُّكُون والتَّقَشُّف، حَسَنَ المُحاضرة، متواضعًا، خيِّرًا. سمِعَ من ابن عبد الدّائم، وعُمر الكِرْماني. وكانَ له شِعْرٌ لطيفٌ
(5)
، وتطلُّع إلى معرفة الفقه، وله كلامٌ حَسَنٌ، وفكرٌ دقيق.
ومولدُه في شَوّال سنة أربع وأربعين وست مئة بنابُلُس.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 698، والبداية والنهاية 15/ 608.
(3)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 699، والبداية والنهاية 15/ 608.
(4)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 108 - 116 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 867، وعيون التواريخ 23/ 257.
(5)
ذكر الذهبي منه في تاريخ الإسلام.
• - ووصلَ كتابٌ من صاحب حَمَاة أرسلَهُ من أنطاكية إلى دمشق إلى الخطيب موفَّق الدِّين الحَمَويّ يطلبهُ فيه إلى تولية القَضاء بحماةَ عِوَضًا عن ابنِ واصل، فأجابَ، وذلك يوم الاثنين تاسع ذي القَعْدة.
ثم وصلَ التَّقليدُ إليه بذلك في سابع عَشَر ذي الحِجّة وسافر في السّادس والعشرين من ذي الحِجّة
(1)
.
• - وجُعِلَ الأميرُ جمالُ الدِّين المَطْروحي أميرًا بدمشق في ذي القَعْدة، وركب بالخِلْعة يوم الأربعاء حادي عَشَر الشَّهْر، ومضَى قاضي القُضاة إمامُ الدِّين وغيرُه إلى تهنئتِه
(2)
.
• - ووصلَ جيشٌ من القاهرة قاصدينَ حَلَب نحوٌ من ثلاثة آلاف فارس، مُقدَّمُهم الأمير سيفُ الدِّين بَكْتَمُر السِّلَحْدار الظّاهريُّ المنصوريُّ، وكان وصولهم إلى دمشق يوم الثلاثاء سابع عَشَر ذي القَعْدة
(3)
.
2112 -
وصُلِّي بالنِّية على غائب بجامع دمشق يوم الجُمُعة السابع والعشرين من ذي القَعْدة مات بحَلَب وهو الأمير سيفُ الدِّين شاورشِي
(4)
.
وكان يَسْكن بدرب كسك بدمشق.
• - وسافرتُ إلى بَعْلَبك في الثامن والعشرين من ذي القَعْدة، فأقمتُ بها جُمُعة قرأتُ على خمسةِ عَشَر شَيْخًا، ومما قرأته "مسند الإمام الشّافعي" رضي الله عنه، و"الثَّقَفيات" عَشَرة أجزاء، و"مَشْيخة الشَّيخ شَرَف الدِّين
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 699.
(2)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 1/ 393.
(3)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 1/ 393، وتاريخ الإسلام 15/ 699، والبداية والنهاية 15/ 608.
(4)
ترجمته في: المختار في تاريخ ابن الجزري، ص 390، وتاريخ الإسلام 15/ 855.
اليُونِيني" ثلاثة عَشَر جُزءًا، وأكثر من ستين جُزءًا، ووصلتُ إلى دمشق في ثامن ذي الحِجّة.
2113 -
وتُوفِّي عمادُ الدِّين عُثمانُ
(1)
بنُ حَسَن بن ناصر التاجر بالزِّيادة، عصر السَّبْت الثامن والعشرين من ذي القَعْدة، ودُفِنَ ضُحَى الأحد بمقابر باب الصَّغير.
وكان رجلًا جيِّدًا، مواظبًا على الخَيْر.
وهو والد تقيّ الدِّين مُحمد المعروف بابن السَّكاكينيِّ
(2)
.
2114 -
وتُوفِّيت يوم الأحد تاسع عَشَر ذي القَعْدَة والدة الشَّيخ شَمْسِ الدِّين إمام الكَلّاسة
(3)
، ودُفنت الظُّهْر بالجَبَل.
2115 -
وتُوفِّي يوم الأحد التاسع والعشرين من ذي القَعْدة الشَّيخُ الإمامُ الزّاهدُ، شهابُ الدِّين أبو العبّاس أحمدُ
(4)
ابنُ الشَّيخ جمالِ الدِّين عبدِ الرَّحمن بن عبد المُنعم بن نِعْمة المقدسيُّ الحنبليُّ، مُفَسِّر المنامات، ودُفِنَ العصر بمقابر باب الصَّغير بتربة ابن أبي الطيِّب، وكانت جنازته حَفِلةً، وخرجَ نائبُ السَّلْطنة للصلاة عليه، والقضاةُ والأكابر.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
ذكر الذهبي في تاريخ الإسلام أنه ولد سنة 667 هـ (تاريخ الإسلام 15/ 150).
(3)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب، وابنها شمس الدين هو محمد بن أحمد بن عثمان الخلاطي، والده أحمد بن عثمان توفي سنة 671 هـ، وتقدمت ترجمته، أما هو فستأتي ترجمته في: وفيات سنة 706 هـ من هذا الكتاب.
(4)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 106 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 850، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 60، والمعجم المختص، ص 27، والوافي بالوفيات 7/ 48، وأعيان العصر 1/ 258، وفوات الوفيات 1/ 86، وعيون التواريخ 23/ 256، وذيل طبقات الحنابلة 4/ 288، وفيه مزيد تراجم، والمقفّى (463)، والسلوك 2/ 294، والمقصد الأرشد 1/ 126، والنجوم الزاهرة 8/ 113، وشذرات الذهب 7/ 764.
رَوَى عن السّاوي، وابن رَوَاج، وابن الجُمَّيْزيّ، وسِبْط السِّلَفيّ. وسَمِعَ بنابُلُس من عَمِّه تقيّ الدِّين يوسُف في سنة ستّ وثلاثين وست مئة، ومن الصّاحب مُحيي الدِّين يوسُف ابن الجَوْزيّ.
وكانَ مُنْفَرِدًا في تَعْبير الرُّؤيا، والنّاسُ يحفظونَ عنه في ذلك العجائب والغَرائب. وكانَ كثير الصَّلاة والأوراد والعِبادة.
ومولدُهُ ليلة الثلاثاء ثالث عَشَر شَعْبان سنة ثمان وعشرين وست مئة بنابُلُس.
قرأتُ عليه "الثَّقَفيّات"، ومقدِّمته في تفسير المَنامات، التي سَمّاها "البدر المُنير"، وغيرَ ذلك سمعتُ منه بالقاهرة ودمشق.
ذو الحِجّة
2116 -
تُوفِّي شَمْسُ الدِّين مُحمدُ
(1)
ابنُ الكُرَيْديّ المقرئ بالتُّربةِ الظّاهرية يوم الأحد سادس ذي الحِجّة.
وكانَ حَسَن الصَّوْت.
2117 -
وتوفِّي الأميرُ صُنْبُغا
(2)
، وصلَ من جهة حَلَب مَجْروحًا فمات بدمشق يوم الاثنين سابع ذي الحِجّة.
2118 -
وماتَ أيضًا من الأمراء التَّكْريتيّ
(3)
في ذي الحِجِّة.
2119 -
وتُوفِّي علاءُ الدِّين عليّ
(4)
ابنُ التاج عبد الرَّحمن بنِ أحمد ابن القَطّان يوم الأحد ثالث عَشَر ذي الحِجّة، ودُفِنَ بباب الصَّغير.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
ترجمته في: المختار من تاريخ ابن الجزري، ص 390، وتاريخ الإسلام 15/ 856.
(3)
اسمه سُنْقُر ولقبه شمس الدين، قال الذهبي:"رأيته تركيًا مليح الشكل لم يتكهل"(تاريخ الإسلام 15/ 853).
(4)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
وكانَ وكيل ابن الحِلِّي، وله نِعْمةٌ ومماليك، وتَجَمُّلٌ. مات شابًّا.
2120 -
وتُوفِّي الشَّيخُ ظهيرُ الدِّين
(1)
محمودُ بنُ عثمانَ بنِ محمود، المعروف بابن الفُقّاعيِّ، التاجرُ السَّفّار، الذهبِيُّ، يوم الاثنين رابع عَشَر ذي الحِجّة بعد أن انقطعَ في بيته مدّة بسببِ الأمراض.
• - وانخسفَ القَمرُ جميعُه وذهبَ نورُه ليلة الاثنين رابع عَشَر ذي الحِجّة، وصَلَّى بجامع دمشق صلاةَ الخُسُوف الشَّيخُ برهانُ الدِّين الإسكندريُّ وقرأ في جَمِيعها بنحو نصف جزءٍ وخطبَ إلى جانب المِحْراب قائمًا
(2)
.
• - واستُبْدِل بديوان الجامع المعمور في وسط ذي الحِجّة، ووَلِيَ النَّظَر شهابُ الدِّين ابن النَّحّاس، عِوَضًا عن القاضي عزّ الدِّين ابن القاضي مُحيي الدِّين
(3)
.
2121 -
وتُوفِّي عبدُ الرَّحمن ابنُ المحدِّث شَمْسِ الدِّين مُحمد
(4)
ابنِ المُعَلِّم إبراهيم المُهَندس في يوم السَّبْت تاسع عَشَر ذي الحِجّة.
وكان أسمَعَهُ أبوهُ الكثيرَ، ولم يبلغ الحُلُم.
• - ووصلَ الخبرُ إلى دمشق من القاهرة بمَسْك الأمير عزِّ الدِّين الحَمَويّ نائب السَّلْطنة، كان، بدمشقَ، وذلك يوم السَّبْت سادس عَشَر ذي الحِجّة
(5)
.
وقيل: إنَّهُ مُسِكَ معه جماعةٌ.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 857.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 699.
(3)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 1/ 393.
(4)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(5)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 1/ 393، وفي المختار منه، ص 388.
2122 -
وتُوفِّي الشَّيخُ بدرُ الدِّين مُحمدُ
(1)
بنُ خَلَف بن مُحمد بن عَقِيل المَنْبِجيُّ التاجرُ، يوم السَّبْت السادس والعشرين من ذي الحِجّة، ودُفِنَ بباب الصَّغير.
وكان رجلًا جيِّدًا من أعيانِ التُّجّار المعروفين بالأمانة والدِّيانة.
2123 -
وتُوفِّي بدرُ الدِّين مُحمدُ
(2)
ابنُ المُجاهد عُمر بن رِضْوان، ابن أخت زَيْن الدِّين بن عمود في يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من ذي الحِجّة.
2124 -
وفي يوم الأربعاء آخرِ يوم من السنة قُتِلَ الأمير الأجلّ شهابُ الدِّين مُحمدُ
(3)
بنُ عليّ بنِ أحمد بن سعيد العُقَيليُّ، نائبُ الأمير عَلَم الدِّين الدَّوَاداريّ في الشدِّ، كانَ.
وسُمِّر قاتلُه من الغد. وكانت فيه فَضِيلةٌ وله نَظْمٌ.
2125 -
وتُوفِّي تاجُ الدِّين عليُّ
(4)
ابنُ الصّاحبِ مجدِ الدِّين إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ بن كُسَيْرات المَخْزوميُّ، بطرابُلُس في يوم السَّبْت السادس والعشرين من ذي الحِجّة.
وكانَ يخدمُ هناك من مدة سنين، وبيني وبينَهُ مودةٌ ورفقة في طريق الحجاز، وسمع معي كثيرًا.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 846، والمختار من تاريخ ابن الجزري، ص 390، والوافي بالوفيات 3/ 46، وأعيان العصر 4/ 421، والمنهل الصافي 10/ 44، قال الذهبي:"كان يحضر معنا مجالس الحديث".
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 106 - 107 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 865.
(4)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 107 - 108 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 861، وأعيان العصر 3/ 284، والوافي بالوفيات 20/ 147 (218)(ط. دار إحياء التراث)، وذكره ابن حجر في الدرر 4/ 28 لأنه لم يقف على وفاته.
ومولدُه يوم السَّبْت مُسْتَهلّ ذي الحِجّة سنة تسع وستين وست مئة بسَفْح قاسيون.
وكان حَسَن الخُلُقِ، كثيرَ المروءةِ، وله نظمٌ واشتغالٌ، رحمهُ الله تعالى.
2126 -
وماتَ بالمِزَّة الشَّيخُ بدرُ الدِّين أبو خَلَف عبدُ الرَّحيم
(1)
بنُ خَلَف بن أبي يَعْلى بن خَلَف بن مُحمد بن عليّ بن زُهَير الحارثيُّ المِزِّيُّ، في أوائل السَّنة.
حَدَّث بـ "جزء المِزّة"
(2)
عن عَمِّه خطّاب المِزِّي.
2127 -
وماتَ ببغدادَ الشَّيخُ كمالُ الدِّين أبو الفَرَج عبدُ الرَّحمن
(3)
بنُ عبدِ اللَّطيف بن مُحمد بن عبدِ الله بن وَرِّيدة المُكَبِّر البَزّاز، المعروف بالفُوَيْرِه
(4)
الحنبليُّ المقرئُ المُحَدِّث.
وكان له إجازة ابن طَبَرْزَد، وابن سُكَيْنةَ، وأحمدَ بن الحَسَن العاقوليّ، والحُسين بن شُنَيْف، وعبد الملك بن المبارك قاضي الحَرِيم، ومُحمد بن هبة الله بن كامل الوكيل، وابن الأخْضَر، وأبي البَقاء العُكْبَري، وسُليمان
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 859.
(2)
هو "تاريخ من نزل المزة"، كما ذكر الذهبي.
(3)
ترجمته في: تلخيص مجمع الآداب 4/ 173 (ط. إيران)، وتاريخ الإسلام 15/ 858، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 365، ومعرفة القراء الكبار 2/ 695 (665)، ومستدرك العبر، ص 567، والوافي بالوفيات 18/ 159، وأعيان العصر 3/ 28، ومرآة الجنان 4/ 229، ومنتخب المختار (78)، وتوضيح المشتبه 7/ 132، وغاية النهاية 1/ 372، والنجوم الزاهرة 8/ 114، والمقصد الأرشد 2/ 92، وشذرات الذهب 7/ 765، وله ترجمة جيدة في تاريخ علماء المستنصرية للعلامة الدكتور ناجي معروف يرحمه الله.
(4)
من الفروهية، ينعتونه بها لاشتغاله وفهمه.
ابنِ المَوْصليِّ، وعبد الله بن المُبارك بن أحمد بن سِكِّينة
(1)
، وغيرِهم. وسَمِعَ من ابن صِرْما، ومحمود بن مَنْدة، وعُمر بن كَرَم، ويَعِيش بن مالك بن رَيْحان، وأبي القاسم علي بن يوسُف ابن أبي الكَرَم الحَمّاميِّ، ومُحمد بن الحَسَن بن أُشنانةَ الفَرغانيِّ، ومُحمد بن أحمد بن صالح الجِيليِّ، وزَيْد بن يحيى بن هِبة، وأبي الحَسَن مُحمد بن مُحمد بن أبي حرب النَّرْسيِّ، وغيرِهم. وقرأ القراءات على الفَخْر المَوْصليِّ صاحب يحيى بن سَعْدون القُرطُبيّ.
وكانت وفاتُه في أواخر السنة في ذي القَعْدة، ودُفِنَ بباب حرب.
وتاريخ إجازته في رَمَضان سنة خمس وست مئة.
ومولده سنة ثمان وتسعين أو تِسْع وتسعين، قارب المئة.
وهو آخر مَن روى بالإجازة عن ابن طَبَرْزَد، وابن سِكِّينة، وغيرِهما. وكان شيخ الحديث بالمدرسة المُسْتَنصرية ببغداد، لعلوِ إسناده.
أجاز لي ولابني مُحمد غيرَ مرة
(2)
.
(1)
قيدته كتب المشتبه والمنذري الذي قال: بكسر السين المهملة وتشديد الكاف وكسرها وياء آخر الحروف ونون (التكملة 2/ الترجمة 1309)، وقيده ابن نقطة في إكمال الإكمال 3/ 186 والعلامة ابن ناصر الدين في توضيح المشتبه 5/ 129، وابن حجر في تبصير المنتبه 2/ 686، وله ترجمة جيدة في تاريخ ابن الدبيثي 3/ 512، وتاريخ الإسلام 13/ 240 وغيرهما، وتوفي في شعبان سنة 610 هـ.
(2)
قال الإمام الذهبي: "وكنتُ في سنة أربع وتسعين وسنة خمس أتلهف على لقيّه وأتحسّر، وما يمكنني الرحلة إليه لمكان الوالد ثم الوالدة
…
وقد أذن لي في الرواية عنه بجميع مروياته، وكتب بيده في ربيع الأول، في حال استقامته، من هذا العام وأجاز معي لمحمد ابن البرزالي رحمه الله، ولأولاد قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة، ولمحمد ابن الإمام كمال الدين الشريشي، ولأولاد شمس الدين ابن الفخر الخمسة، ولمحمد ابن جمال الدين ابن الفويره، ولفخر الدين المقاتلي، ولابن عمتي محمد ابن الطّحان، وخلق سواهم" (تاريخ الإسلام 15/ 858 - 859).
سنة ثمان وتسعين وست مئة
المُحَرَّم
2128 -
تُوفِّي القاضي نظامُ الدِّين أحمدُ
(1)
ابنُ الشَّيخ الإمام العلّامة جمال الدِّين محمود بن أحمد بن عبد السيد الحَصِيريُّ الحنفيُّ في يوم الخميس ثامن المُحَرَّم، ودُفِنَ يوم الجُمُعة تاسعه بمقبَرة الصُّوفية عند والدِه.
وكانَ يُدَرِّس بالنُّورية إلى حين وفاته، ونابَ مدّةً في الحُكْم بدمشق، وكان يكتبُ في الفَتاوى، وله ذهنٌ جيِّدٌ، وعبارةٌ طَلْقةٌ، ولا أعرفُ له روايةً.
• - وانفصلَ الأميرُ علاءُ الدِّين ابنُ الجاكي من ولاية البَرِّ يوم التاسع من المُحرَّم
(2)
.
• - وكانَ قد رجعَ جماعةُ من الجَيْش الذي توجَّه إلى بلاد سِيس، منهم من اعتلَّ بمرض، ومنهم من طالَ عليه الأمرُ، ومنهم من رجعَ مُخْتَفيًا، وفيهم بعض الأُمراء أيضًا، ووصلَ خبرُهم إلى السُّلطان، فوصلَ من جهته أميران يوم الخميس ثامن المُحَرَّم بالعَتَب البَليغ، والتَّعْنيف الشَّديد، وإنكار ما وقعَ، والأمر بالرُّجوع، وأن لا يتخلَّف أحدٌ، لا لعُذرٍ ولا لغير عُذر، وشُدِّد الأمرُ في ذلك، ونُصِبَت مشانق ظاهر البَلَد ليُنْتَقَم ممن يخالف ذلك أو يتأخر عن اليوم المُعيّن للخروج، وسارعَ الجُنْد إلى قضاء أشغالهم وخَرَجوا بأجمعهم مع
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 135 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 885، والوافي بالوفيات 8/ 165، وأعيان العصر 1/ 387، وعيون التواريخ 23/ 272، والبداية والنهاية 15/ 615، والنجوم الزاهرة 8/ 182، والمنهل الصافي 2/ 210، والدارس 1/ 477، وسلم الوصول 1/ 248، وشذرات الذهب 7/ 769.
ووالده العلامة جمال الدين البخاري الحصيري توفي سنة 636 هـ، وترجمته في التكملة المنذرية 3/ الترجمة 850، والتعليق عليها، وتاريخ الإسلام 14/ 226 ونِسبتهم بالحصيري إلى محلة ببخارى تنسج فيها الحُصر.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 699.
نائبِ السَّلْطنة الأمير سيف الدِّين قَبْجَق في يوم الخميس الخامس عَشَر من المُحَرَّم. وكانَ خُروج نائبِ السَّلْطنة في غاية التَّجَمُّل والاستعداد الباهر
(1)
.
• - ووصلَ الأميرُ حُسام الدِّين لَاجين المَنْصوري متولِّيًا ولاية البَرِّ في يوم الأحد الثامن عَشَر من المُحَرَّم
(2)
.
• - ودَرَّسَ الشَّيخُ شَمْسُ الدِّين ابن الحَرِيريّ بالخاتُونية ظاهرِ دمشق يوم الاثنين ثاني عَشَر مُحَرَّم
(3)
.
• - ودَرَّسَ الشَّيخُ شَمْسُ الدِّين ابن القاضي صَدْر الدِّين سُليمان الحَنَفيّ بالنُّورية يوم الأربعاء رابع عَشَر مُحَرَّم
(4)
.
2129 -
وتُوفِّي مُحمدُ
(5)
ابنُ العَفِيف ظبيان التّاجِر يوم الأحد ثامن عَشَر المُحَرَّم، ودَفِنَ بباب الصَّغير.
2130 -
وتُوفِّيت زوجةُ الشَّيخ جمالِ الدِّين الباجُرْبَقيِّ
(6)
يوم الاثنين تاسع عَشَر المُحَرَّم.
2131 -
وتُوفِّي الشَّيخُ أبو بكر
(7)
الكُرْديُّ المقيمُ بدار الحديث الأشرفية، بها، في ليلة الثُّلاثاء السابع والعشرين من المُحَرَّم، ودُفِنَ من الغد بالجَبَل.
(1)
الخبر في: نهاية الأرب 31/ 352، والمختار من تاريخ ابن الجزري، ص 391، وتاريخ الإسلام 15/ 699، والبداية والنهاية 15/ 616.
(2)
الخبر في: المختار من تاريخ ابن الجزري، ص 391، وتاريخ الإسلام 15/ 699.
(3)
ينظر: الدارس 1/ 386.
(4)
ينظر: الدارس 1/ 477.
(5)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وستأتي ترجمة أبيه عفيف الدين ظبيان (ويقال فيه: ذبيان) بن أبي الحسن عثمان في وفيات جمادى الأولى سنة 702 هـ.
(6)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب، وزوجها هو أبو محمد عبد الرحيم بن عمر بن عثمان الباجربقي الآتية ترجمته في وفيات السنة الآتية.
(7)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 890.
وكانَ رجلًا صالحًا قد ابتُلِيَ في جَسَده من مُدة سنين، وله قوّةُ حالٍ وصَبْرٌ واحتسابٌ.
• - ودخلَ الحاجُّ إلى دمشقَ في يوم الأربعاء الثامن والعِشْرين من المُحَرَّم، وأميرُهم الأميرُ عزّ الدِّين أيْبَك الطَّويل.
2132 -
وفي عاشر المُحَرَّم تُوفِّي النَّفِيس عبدُ الرَّحمن
(1)
بنُ سُليمان بن طَرْخان قَيِّم مَشْهد الستّ نَفِيسة، ودُفِنَ من يومه بمقبَرة المَشْهد المذكور ظاهر القاهرة.
رَوَى عن العَلَم ابن الصّابونيّ، وابنِ الجُمَّيْزِيّ.
2133 -
وتُوفِّي الشَّيخُ بدرُ الدِّين مُحمدُ
(2)
بنُ عُمر بن حَمّاد الحَلَبيُّ أحدُ فُقراء مَقْصورة الحَلَبيِّين في ليلة الجُمُعة الثالث والعشرين من المُحَرَّم، بدمشق.
وكانَ كثيرَ السَّفَر إلى حَلَب، وله هِمّة، وبيننا وبينه اجتماعٌ عند الصّاحب شهاب الدِّين الحَنَفيّ.
2134 -
وفي المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العلّامةُ الزّاهدُ الوَرِعُ جمالُ الدِّين أبو عبدِ الله مُحمدُ
(3)
بنُ سُليمانَ بنِ الحَسَن بن الحُسين البَلْخيُّ، ثم المَقْدسيُّ الحَنَفيُّ، المعروفُ بابنِ النَّقيب، بالقُدس الشَّريف.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 875، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 359.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 145 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 881، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 193، والعبر 5/ 389، والوافي بالوفيات 3/ 136، وأعيان العصر 4/ 453، وفوات الوفيات 3/ 382، والجواهر المضية 2/ 57، والبداية والنهاية 15/ 615، والمقفّى (2298)، والنجوم الزاهرة 8/ 188، والمنهل الصافي 10/ 75، وطبقات السيوطي، ص 100، والأنس الجليل 2/ 217، وطبقات الداودي 2/ 149، وسلم الوصول 3/ 146، وشذرات الذهب 7/ 770 وغيرها.
ومولدُه في نِصْف شَعْبان سنة إحدى عَشْرة وست مئة بالقُدس.
وكان مُدرِّسًا بالمدرسة العاشُورية بالقاهرة، ثم تَرَكها وأقامَ بالجامع الأزهر مدةً، ثم انتقلَ إلى القُدس وأقامَ به.
وكانَ شيخًا فاضلًا في تفسير القُرآن؛ صَنَّف كتابًا في التَّفْسير جمع فيه خمسين مُصَنَّفًا من التفاسير، وذكرَ أسبابَ النُّزول، والقِراءات، والإعراب، وذكر فيه شيئًا من عِلْم الحقائق والبَواطن. وكان فقيهًا حَنفيًّا، ويَعْرفُ طَرَفًا من الأُصول. وكانَ عنده ورعٌ وزهدٌ، تركَ المناصبَ وتوجَّه إلى الله تعالى وأنكرَ على الشُّجاعي مرةً، وكانَ النّاسُ يَقْصدونَ زيارته ويتبرّكون بدعائِه.
قرأتُ عليه الجُزء الثاني من حديث "علي بن حَرْب"، بسماعه من ابن المَخِيليّ، بسنده.
2135 -
وفي المُحرَّمِ أيضًا تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو يعقوب المَغْربيُّ
(1)
، المُقيمُ بحَرَم القُدس الشَّريف.
وكان رجلًا صالحًا، مقصودًا بالزِّيارة.
وزُرتُه مع شيخِنا الشَّيخ تاج الدِّين، رحمه الله، ودَعا لنا، وتَكَلَّم مع الشَّيخ في أنَّ الحقيقة ليست مُنافية للشَّريعة، وذكرَ قِصّة موسَى والخَضِر عليهما السلام، وأنَّ موسى نظر إلى الظّاهر، وخَفِي عليه الباطن، فلما عَلِمَ حصلَ الوفاق.
وسألتُه عن مَرَضه، فقال: أنا أطْيَب مما تقدَّم. وقال: كلُّ حالة منهما فيها خيرة كبيرة. ثم ذكرَ ضَعْف العَبْد وعجزه. وكان ذلك في سَلْخ شعبان سنة سَبْع وثمانين وست مئة.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 146 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 891، والبداية والنهاية 15/ 615، وعقد الجمان للعيني 3/ 447، والأنس الجليل 2/ 152.
2136 -
وتُوفِّيت أمُّ مُحمد فاطمة
(1)
بنتُ حُسَين بن عبد الله بن عبد الرَّحمن الآمديِّ، زوجة الشَّيخ عليّ المُلَقِّن بجبل الصّالحية، في شهر المُحَرَّم.
وكانت صالحةً، مُقْعَدة، روت "صحيحَ البُخاري" عن ابن الزَّبِيديّ، وغير ذلك، وسَمِعَتْ من الفَخْر الإرْبِليّ أيضًا.
وهي بنتُ خديجة بنت الشَّيخ زَيْن الدِّين بن عبد الدّائم.
2137 -
وتُوفِّي القاضي جلالُ الدِّين عُثمانُ
(2)
بنُ أبي بَكْر بن مُحمد النَّهاونديُّ، قاضي صَفَد، في يوم السَّبْت الرابع والعشرين من المُحَرَّم بصَفَد.
وكانَ قاضيًا بها منذُ فَتَحَها الملكُ الظاهرُ، رحمه الله.
صَفَر
2138 -
تُوفِّي المُبارز عبدُ الله
(3)
ابن الظَّهِير غازِي بن سُنْقُر الحَلَبيُّ في ليلة الجُمُعة سابع صَفَر، ودُفِنَ بمقابر الصُّوفية.
وكانَ من الفُقراء الحريرية، وأنفقَ أموالًا كثيرةً. وجدُّه كان أميرًا كبيرًا في زمن المُعَظَّم عيسى.
2139 -
ووصلَ الخبرُ يوم الخميس سادس صَفَر إلى دمشق بموت الدَّوادار المَغْربيّ
(4)
بديار مِصْر، زوج بنت الإسكاف، حمو شهاب الدِّين أحمد ابن القَيْمُريّ
(5)
.
(1)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 878، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 105، وبرنامج الوادي آشي، ص 171 (272).
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 872.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 135 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 883، وعيون التواريخ 23/ 373.
(4)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(5)
هو الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن يوسف بن داود القيمري الدمشقي المتوفى سنة 749 هـ (وفيات ابن رافع 2/ 84).
2140 -
وتُوفِّي الأميرُ الكبيرُ عزّ الدِّين أيْبَك
(1)
بن عبد الله المَوْصليُّ، نائبُ السَّلْطنة بطرابُلُس والفتوحات الساحليّة، ووصلَ خبرُه إلى دمشق يوم الثلاثاء حادي عَشَر صَفَر.
2141 -
وتُوفِّي النُّور محمود
(2)
والي الصّالحية يوم السَّبْت خامس عَشَر صَفَر، وكان يُعرف بالجمص.
2142 -
وتُوفِّي إبراهيمُ
(3)
ولدُ شَمْسِ الدِّين مُحمد بن عليّ الصَّيْرَفيّ يوم السَّبْت خامس عَشَر صَفَر، ودُفِنَ بالجَبَل.
وكانَ شابًّا، رحمه الله تعالى.
2143 -
وتُوفِّيت والدةُ الشَّيخ شَمْس الدِّين ابن النَّقِيب
(4)
ليلة الأحد سادس عَشَر الشَّهر.
2144 -
وتُوفِّي الأمير علاءُ الدِّين الخطائيُّ النّاصريُّ
(5)
، السّاكن بالعُقَيْبة يوم الثلاثاء ثامن عَشَر صَفَر.
(1)
ترجمته في: المختصر في أخبار البشر 4/ 38، وتاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 135 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 870، والوافي بالوفيات 9/ 478، وأعيان العصر 1/ 644، وعيون التواريخ 23/ 273، وتاريخ ابن الفرات 8/ 199، والسلوك 2/ 294، والمقفّى (761)، والنجوم الزاهرة 3/ 183، والمنهل الصافي 3/ 133، وغيرها.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
كذلك.
(4)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وابنها شمس الدين ابن النقيب هو قاضي القضاة أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن إبراهيم ابن النقيب الشافعي المتوفى سنة 745 هـ، ترجمته في: طبقات الإسنوي 2/ 512، وذيل العبر للحسيني، ص 248، ووفيات ابن رافع 1/ 504 وغيرها.
(5)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
2145 -
وتُوفِّي الشَّيخ عليُّ
(1)
بنُ مُحمدِ بن أبي عابِد مِرَي بن ماضِي بن نامِي المَقْدسيُّ الصَّحراويُّ، في يوم الثلاثاء ثامن عَشَر صَفَر أيضًا بسَفْح قاسيون، ودُفِنَ هناك.
رَوَى لنا عن جَعْفر الهَمْدانيّ.
وكانَ رجلًا جيِّدًا، وحجّ، وكان يَعمل في الحَواكير بالصّالحية، يَغْرس ويَنْصب، ولم يَزَل على ذلك إلى أن ماتَ.
2146 -
وتُوفِّي سيفُ الدِّين أبو بَكْر
(2)
ابن الأمير الكَبِير جمال الدِّين آقوش بن عبد الله المَطْروحِيّ في ليلة الخميس السابع والعشرين من صَفَر، ودُفِنَ من الغد بالجبل.
وكانَ شابًّا حَسَنًا، مشكورًا. وكانَ والده غائبًا بحِمْص.
• - وقَدِمَ الأميرُ عَلَمُ الدِّين الدَّواداري من حَلَب إلى دمشق يوم السَّبت آخر صَفَر
(3)
.
ربيعُ الأول
• - وفي شهر ربيع الأوّل قامَ جماعةٌ من الشّافعية وأنكرُوا على الشَّيخ تقيّ الدِّين ابن تيميّة كلامه في الصِّفات ووقعت في أيديهم فُتْياهُ في ذلك المعروفة بالحَمَويّة، فردّوا عليه وانتصبوا لمعاداتِه، وسَعَوا إلى القُضاة والعُلماء، وكان ذلك في أيام شديدة البَرْد، كثيرة الأمطار، فوافَقَهم القاضي جلال الدِّين الحَنَفي في الدُّخول في القَضِيّة، فطلَبَه، فلم يحضر، فأمرَ بالنِّداء على إبطال
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 876.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، ووالده الأمير جمال الدين آقوش ستأتي ترجمته في السنة الآتية.
(3)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 699.
العقيدة الحَمَوية، فنُودي في بعض البَلَد. ثم انتصرَ الأمير سيفُ الدِّين جاغان المُشِدّ للشيخ تَقِيّ الدِّين. وطَلَب جماعة ممن قامَ عليه، فاختفَى بعضُهم وتشفَّعَ بعضُهم، وضُرِبَ المُنادي وجماعة ممّن كان معهُ.
وفي يوم الجُمُعة ثالث عَشَر الشَّهر جلسَ الشَّيخُ تقيُّ الدِّين في الجامع على عادته وتكلَّم على قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]. وحَضَرَ من الغد عند قاضي القُضاة إمام الدِّين القَزْوينيّ الشافعيّ، وقُرِئت العَقِيدة الحَمَوية بحضورِ جماعة وحُوقق الشَّيخُ تقيُّ الدِّين على ما فيها وأجابَ بما عندَهُ في ذلك، وانفصلَ المجلس على خَيْر، وسكنت القضية. وكان رأي قاضي القُضاة إمام الدِّين تَسْكين الفِتْنة وإخْمادها
(1)
.
2147 -
وفي يوم الأربعاء رابع ربيع الأول تُوفِّي الشَّريفُ عبد القادر
(2)
ابنُ الشَّيخ شَمْسِ الدِّين مُحمد بن هاشم بن عبد القاهِر بن عَقِيل العباسيُّ، بالمِصِّيصة ظاهر دمشق.
وهو والد الأخوين: فَخْر الدِّين سُليمان، وبهاء الدِّين عبد القاهر.
2148 -
وماتَ جمالُ الدِّين الواسطيُّ
(3)
المقرئ المُقيمُ بالدَّوْلَعية في يوم الأربعاء رابع ربيع الأوّل.
2149 -
وماتَ الفقيهُ مُحمدُ
(4)
بنُ عُمرَ بن أبي بَكْر البانياسيُّ المقرئُ الفقيه بالظّاهرية ليلة الجمعة سادس ربيع الأوّل.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 699 - 700، والبداية والنهاية 15/ 613 - 614.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وستأتي ترجمة أبيه في وفيات رمضان من السنة الآتية.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 882، وأعيان العصر 4/ 675، والوافي بالوفيات 4/ 284، وفيهما أن وفاته في سنة 699 هـ.
وكانَ شابًّا ذكيًّا، له نَظْمٌ واشتغالٌ بالعربية والقِراءات، وكانَ له نحو عشرين سنة.
ووصلَ الخبرُ إلى دمشق يوم الخَمِيس خامِس ربيع الأوّل بموت أميرين بحَلَب، وهما:
2150 -
أحمد شاه
(1)
صِهْر الملك العادل.
2151 -
وطُقْطية
(2)
.
2152 -
ووصلَ أيضًا خَبرُ موت عزّ الدِّين أيْدَمُر
(3)
الجَناحِيِّ نائب غزة.
كانَ صاحبَ الوديعة العظيمة المَشْهورة، ذَهَب وغيره، بستين ألف دينار التي كانت عند فَخْر الدِّين عُثمان العَزازيّ، فماتَ ولم يعْلم بها إلا الله تعالى، فحملَها إلى بيتِ المال، فرحمهُ الله وأثابَهُ الجنّة.
2153 -
وماتَ الشَّيخُ عليُّ
(4)
بنُ خميس الزَّيْلعيُّ قَيِّمُ دارِ الحديث الظّاهرية يوم الأحد ثامن ربيع الأوّل، سقطَ من شاهقٍ فماتَ لساعتِه.
وكانَ رجلًا جيِّدًا، وسَمِعَ كثيرًا مع الوجيه السَّبْتيِّ، ورافقناهُ بدار الحديث الظّاهرية مدةً.
2154 -
وماتَ الفقيهُ مُحبُّ الدِّين يوسُفُ
(5)
بنُ أحمد بن مُحمد بن عُمر المَقْدِسيُّ الحنبليُّ، بالجَبَل يوم الخميس ثاني عَشَر ربيع الأوّل.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 869.
(2)
لم نقف على ذكر له في غير هذا الكتاب.
(3)
ترجمته في: أعيان العصر 1/ 655، وله ذكر في حوادث سنة 698 هـ من تاريخ الإسلام 15/ 699، وعيون التواريخ 23/ 273.
(4)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(5)
ترجمته في: أعيان العصر 5/ 606، وابنه مجد الدين إسماعيل بقي إلى سنة 749 هـ، حيث ترجمه ابن رافع فيها (الوفيات 2/ 79).
وكانَ يشهدُ تحتَ السّاعات، وعندَهُ فضيلةٌ ومعرفةٌ، وفيه إقدامٌ وشهامةٌ، ودخل بلادَ الرُّوم وغيرها. وسَمِعَ من خطيب مَرْدا وغيرِه، ولم يحدِّث.
2155 -
وتُوفِّيت ستّ القُضاة
(1)
بنتُ القاضي تقيِّ الدِّين ابن رَزِين زوجة الشَّيخ زَيْن الدِّين الفارِقيّ، يوم الجُمُعة العشرين من ربيع الأوّل.
2156 -
وتُوفِّي شَرَفُ الدِّين عبدُ الله
(2)
ابنُ كمالِ الدِّين مُحمد ابن الشَّيخ نَجْم الدِّين الجوهريُّ، في ليلة الأحد الثاني والعشرين من ربيع الأوّل.
2157 -
وتُوفِّي الأميرُ شَمْسُ الدِّين سُنْقُر
(3)
القَشْتَمُريُّ العادليُّ، ثم السِّيفيُّ المَنْكُودَمُرِيُّ يوم الاثنين ثالث عِشْري ربيع الأوّل.
2158 -
وتُوفِّي الفقيهُ العالمُ شَمْسُ الدِّين مُحمدُ
(4)
بنُ عيسى بن أحمدَ بن حواري، المعروف بابن الخَشّاب، صِهْر قاضي القُضاة حسام الدِّين الحَنَفيِّ، في ليلةِ الاثنين آخرِ يوم من ربيع الأوّل، ودُفِنَ ظُهْرَ الاثنين بباب الصَّغير.
وكانَ مُدرِّسًا بالقَصّاعين، ودَرَّس قبلها بالمَدْرسة الشِّبْلية.
2159 -
وتُوفِّي في هذا الشَّهر الشَّيخ الفقيه مُحيي الدِّين مُحمدُ
(5)
بنُ مظفَّر بن عبد الغني القَصّاع، بطرابُلُس.
وكانَ ممن حَصَّل وقرأ القِراءات والفِقْه والأصول وتَمَيَّز. وسَمِعَ كثيرًا مع ابن جَعْوان وغيرِه.
(1)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب، ووالدها تقي الدين ابن رزين تقدمت ترجمته في وفيات سنة 686 هـ، وزوجها الشيخ زين الدين الفارقي عبد الله بن مروان بن عبد الله ستأتي ترجمته في وفيات سنة 703 هـ من هذا الكتاب.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 135 (باريس).
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 883.
(5)
ترجمته في: أعيان العصر 5/ 267 وذكر أن وفاته في ربيع الآخر.
2160 -
وفي الرّابع عَشَر من شَهْر ربيع الأوّل تُوفِّي بحَلَب الشَّيخُ الصّالحُ، أبو الرَّبيع سُليمانُ
(1)
بنُ قَيْمازَ بن عبد الله، عتيق كافور النُّوريِّ، ودُفِنَ بالجُبَيْل.
وكانَ رجُلًا خيِّرًا.
وسَمِعنا عليه بحَلَب ودمشق؛ رَوَى لنا عن ابن رَوَاحة "جزء ابن مَلّاس".
وكانَ مُقيمًا بالمدرسة الأتابكية ظاهر حَلَب.
ومولدُه سنة إحدى وعشرين وست مئة بحَلَب.
ربيع الآخر
• - وحصلَ تَشْويشٌ بدمشق في شَهْر ربيع الآخر بسبب ما وَقَع بحِمْص من تَغَيُّر خاطر الأمير سَيْف الدِّين قَبْجَق نائب السَّلْطنة، وبَكْتَمُر السِّلَحْدار والبَكّي ومَن انضافَ إليهم من الأُمراء والجُنْد. وكان سبب تغَيُّر خواطرهم ما وقعَ من سيفِ الدِّين مَنْكُودَمُر الحُساميّ من السَّعْي في إعدامِ جماعةٍ من الأُمراء المُجَرَّدين بحَلَب، وعَلِمُوا أنَّ السُّلطان الملك المنصور حُسام الدِّين لا يزيل شكايتهم لمحبّته لمملوكه، واعتماده في كُلِّ الأمور عليه، فرأوا من المَصْلحة لأنفسهم الخروج من الشام والدخول إلى بلاد التَّتار وكانَ مسيرُهم من حِمْص ليلة الثلاثاء ثامن ربيع الآخر وتألّمَ النّاسُ بدمشق لذلكَ محبةً لسيف الدِّين قَبْجَق النائب ولجميل سيرته بدمشق وخوفًا من دُخوله إلى بلاد التَّتار، ورجعَ جماعةٌ كبيرةٌ من المُجَرَّدين بحِمْص إلى دمشق
(2)
.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 873، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 272، وأعيان العصر 2/ 452 وذكر أن وفاته في ربيع الآخر.
(2)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 1/ 426، والمختار منه، ص 392، وتاريخ الإسلام 15/ 700 - 701، والبداية والنهاية 1/ 611.
2161 -
وفي يوم السَّبْت آخر النَّهار تاسع عَشَر ربيع الآخر وصلَ جماعةٌ على البَريد إلى دمشق وأخبروا بقَتْل الملك المنصور حُسام الدِّين
(1)
.
2162 -
وقَتْل نائبه سَيْف الدِّين
(2)
وأنَّ ذلك وقعَ ليلة الجُمُعة حادي عَشَر الشَّهر بحضور القاضي حُسام الدِّين الحَنَفيّ على يد كُرجي الأشْرَفي ومَن وافقَهُ.
أمّا السُّلطان ففُتِكَ به. وأما نائبُه فقُتِلَ صَبْرًا، ذُبِحَ بُكْرةَ الجُمُعة من الغد، وأنّه اتفقَ الرأيُ على إقامة السُّلطان الملك النّاصر ابن المَلِك المَنْصور سيف الدِّين قلاون، وكان بالكَرَك، فنُودِي يوم الجُمُعة المَذْكور له في القاهرة، وخُطِبَ له في اليوم المَذْكور
(3)
، ووصلَ معَهُم كُتُبٌ إلى الأمير سَيْف الدِّين قَبْجَق بذلك من حُسام الدِّين أستاذ الدار، وسَيْف الدِّين طُغْجي، وكَرْت وكُرْجي لأنَّهم لم يكونوا عَلِموا ما وقعَ من سَيْف الدِّين قَبْجَق فاعتُمِدَ بدمشق على ما في الكتب المُرْسلة وحُلِّفَ من بها من الأُمراء للملك النّاصر. ونودِيَ يوم الأحد العشرين من ربيع الآخر وسَطَ النَّهارِ بدمشق بسَلْطنته، وأُرْسِلت الرُّسلُ إلى سَيْف الدِّين قَبْجَق ليرجعَ إلى نيابته ومكانته على ما كانَ عليه، فلم يدركوهُم ولازمَ سيفُ الدِّين جاغان الإقامة عند الأُمراء المُرْسَلين من
(1)
ترجمته مشهورة مذكورة في أغلب المصادر المستوعبة لعصره، منها ترجمته في: المختصر لأبي الفدا 4/ 39، وتاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 135 - 136 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 885، والوافي بالوفيات 24/ 384، وأعيان العصر 4/ 165، وعيون التواريخ 23/ 267، والبداية والنهاية 15/ 611 - 612، والسلوك 2/ 306، والنجوم الزاهرة 8/ 98، والتحفة اللطيفة 2/ 568، والأنس الجليل 2/ 91، وشذرات الذهب 7/ 769 وغيرها.
(2)
تنظر المصادر السابقة، وتاريخ الإسلام 5/ 884، وأعيان العصر 5/ 455.
(3)
ينظر: نهاية الأرب 31/ 370، وتاريخ ابن الجزري 1/ 433، وتاريخ الإسلام 15/ 701، والبداية والنهاية 15/ 613.
ديار مصر، وخُتِمَ على حواصلِ سَيْف الدِّين مَنْكُودَمُر، وضُمِّن على بَدْر الدِّين كَيْكَلْدي الأتابكيّ متولّي خاص السُّلطان، وعلى أمين الدِّين المُحْتَسِب لاختصاصِه بالسُّلطان أيضًا.
• - وفي يوم الثُّلاثاء الثاني والعِشْرين منه رجعَ سَيْفُ الدِّين جاورجي من حَلَب بعد تَحْليفه للطبّاخيّ، وكانَ مرَّ بدمشق ولم يُعْلم ما وردَ بسببه.
• - ووَقعت في هذه النهار هَوْشة بأسواق البَلَد، وخافَ النّاسُ على دكاكينهم وغُلِّق كثيرٌ منها ومن الأبواب والشرائج واختبطَ البَلَدُ ساعةً قبل الظُّهر، ولم يكن لها أصل يَقْتَضي ذلك، بل تَشاجر بعضُ الأجناد مع بعض فشُهِرَ السِّلاحُ فظَنَّ النّاسُ أنّه أمرٌ عام فوقعَ ما وقع.
• - وفي هذا اليوم أُحْضِرَ سَيْفُ الدِّين جاغان وأُدخل القَلْعة وقُيِّدَ، وكذلك حُسام الدِّين لاجِين والي البَرِّ.
• - وفيه باشرَ ناصرُ الدِّين خطيبُ العُقَيْبَة نظرَ البيمارستان مكان الأمين المُحْتَسِب بإذن الصّاحب تقي الدِّين تَوْبة.
• - وفي يوم الخميس الرابع والعشرين من ربيع الآخر وصلت الأخبارُ من مِصْرَ بقتل أميرين هما: سَيْفُ الدِّين طَغْجي الأشْرفيُّ وسَيْفُ الدِّين كُرْجي الذي تولَّى قَتْل السُّلطان
(1)
، وقُرئَ بذلك كتاب الأمير بدر الدِّين أمير سِلاح إلى الأمير عَلَم الدِّين الدَّوادَاري يذكرُ فيه أنَّه لم يكن حاضرًا قَتْل السُّلطان وإنما أدركَهُ خبرُه بالصّالحية، وأنّهُ دخلَ نصفَ الشَّهْر إلى القاهرة وحالةَ دخولِه قُتِلَ الأميران المذكوران
(2)
.
(1)
ستأتي ترجمتهما بعد قليل.
(2)
ينظر: تاريخ الإسلام 15/ 701، والبداية والنهاية 15/ 612.
• - وفي يوم الجمعة الخامس والعشرين من ربيع الآخر خُطِبَ بدمشق للسُّلطان الملك النّاصر ناصر الدِّين ابن السُّلطان الملك المَنْصور سَيْف الدِّين قَلاون، وحضرَ لسماع الخُطْبة القُضاة الأربعة والأميرُ بهاء الدِّين قَرَأرْسلان والأميرُ سيْفُ الدِّين قُطْلُوبك وجماعة.
2163 -
وكان سَيْفُ الدِّين طُغْجِي باشرَ نيابةَ السَّلْطنة أربعة أيام عَقِيب قَتْل السُّلطان، ثم قُتل يوم الثلاثاء، ورُمِيَ على مَزْبلة، وقصدَهُ العامّة والسُّوقة للتفرج، ودُفِنَ بتُربته
(1)
.
2164 -
وكذلك لما قُتِلَ سَيْفُ الدِّين كُرْجي
(2)
، طيفَ برأسِه وشُهِرَ أمرُه.
• - ودُفِنَ السُّلطان بالقُرب من تُرْبة ابن عَبُود، ودُفِنَ مملوكه سَيْف الدِّين مَنْكُودَمُر عند رجليه
(3)
.
جُمادى الأولى
2165 -
في يوم الأربعاء مُستهلّ جُمادى الأولى تُوفِّي بدمشق الأمير بهاء الدِّين قَرَأرْسلان
(4)
المَنْصوريُّ السَّيْفيُّ عصرَ النَّهار، ودُفِنَ من الغدِ يوم الخميس.
وكانَ أميرًا كبيرًا، وتكلَّم في الأمور في هذه الأيام بدمشق لخُلوّها من نائب.
(1)
ينظر: تاريخ الإسلام 15/ 873، وأعيان العصر 2/ 604، والوافي بالوفيات 16/ 452، وعيون التواريخ 23/ 269، والمقفّى (1415)، والنجوم الزاهرة 8/ 183، والمنهل الصافي 6/ 414، وشذرات الذهب 7/ 769.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 879، والوافي بالوفيات 24/ 333، وأعيان العصر 4/ 157، وعيون التواريخ 23/ 269، والنجوم الزاهرة 8/ 183.
(3)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 701.
(4)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 136 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 879، والوافي بالوفيات 24/ 211، وأعيان العصر 4/ 87، والسلوك 2/ 309.
• - ثم باشرَ نَظَر البيمارستان أمينُ الدِّين المُحْتَسِبُ بُكْرة الأحد خامس جُمادى الأولى.
• - وباشرَ الشَّدَّ بالشّام الأميرُ سَيْفُ الدِّين قُطْلُوبك يوم الاثنين سادس جُمادَى الأولى، وجلسَ غير مُسْتَقِلٍ بل لتَسْكن الأحوال بدارِ السَّعادة
(1)
.
• - وكذلكَ باشرَ ولاية البَرِّ سَيْفُ الدِّين أقْجَبا والي الولاة ببَعْلَبك
(2)
.
• - وفي يوم الثُّلاثاء سابع جُمادى الأولى وَرَدت بطاقةٌ بدُخول السُّلطان الملك النّاصر إلى القاهرة يومَ السَّبْت رابع جُمادى الأولى
(3)
.
• - وفي يوم الثُّلاثاء هذا وصلَ الأميرُ سَيْفُ الدِّين بلغاق وذكر أنَّ الأميرَ سَيْفَ الدِّين قَبْجَق وأصحابَهُ، وبَكْتَمُر السِّلَحْدار، وألبكي وبُزْلار ومَن تَبِعَهُم وصلوا إلى رأس عَيْن واحتاطَ عليهم جَمعٌ من التَّتار وأنّه أُيِسَ من رُجُوعهم.
2166 -
وفي يوم الثُّلاثاء هذا مات من تجار الخوّاصين الشَّمسُ ابنُ حسّان
(4)
وصُلِّي عليه بالجامع الظُّهْرَ.
• - وتَكَلَّمَ في أمور السَّلْطنة بدمشق الأمير علمُ الدِّين أرجواش متولّي القلعة، ودخلَ قاضي القُضاة إمام الدِّين إليه يوم الثُّلاثاء سابع الشَّهْر للتَّحليف.
• - وفي يوم الخَمِيس تاسع الشَّهر ضُرِبَت البَشائرُ بدمشق لدخول السُّلطان الملك النّاصر ولد السُّلْطان الملك المَنْصور القاهرة وجُلوسه في المملكة.
(1)
الخبر مذكور في ترجمة قطلوبك من أعيان العصر 4/ 122، وينظر: المختار من تاريخ ابن الجزري، ص 395.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 701.
(3)
الخبر في: المختار من تاريخ ابن الجزري، ص 395 ووقع فيه: الثامن من جمادى الأولى.
(4)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
2167 -
وسافرَ الطَّواشِيُّ الأميرُ الكبيرُ بدرُ الدِّين أبو المحاسِن بَدْر
(1)
الصَّوابيُّ، بُكْرة الأربعاء ثامن جُمادى الأولى إلى قرية الخِيَارة
(2)
، فباتَ بها ليلة الخميس وأدركه أجَلُه بها فُجاءةً، فحُمِلَ منها إلى سَفْح جبل قاسيون، بُكْرة الخميس تاسع الشَّهر، فدُفِنَ به بتُربةٍ كان أعدَّها لنفسه، ووقفَ عليها وقفًا.
وحجّ بالنّاس غير مرّة، ورَوَى لنا الحديث عن ابن عبد الدّائم. وجاوزَ الثَّمانين.
وكان صالحًا، خَيِّرًا بارًّا بأهله ومماليكه وأتباعه، وكانَ أميرًا مُقدَّمًا من أكثر مِن أربعين سنة. ولم يَزل خُبْزُه مئة فارس ونحوها.
وهو منسوبٌ إلى الطواشيّ شَمْس الدِّين صَوَاب المَلَكيّ العادليّ.
2168 -
وفي ليلة الخَمِيس التاسع من جُمادى الأُولى تُوفِّي الشَّيخُ الصَّدرُ الرئيسُ المرتَضَى الفاضلُ زَيْنُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(3)
بنُ أحمد بن محمود بن مُحمد بن مُحمد العُقَيْليُّ القلانِسيُّ الدِّمشقيُّ، وصُلِّي عليه الظُّهر بجامع دمشق، ودُفِنَ بسَفْح قاسيون.
قرأ على الشَّيخ عَلَم الدِّين السَّخاويِّ القُرآنَ، وسَمِعَ عليه الحديثَ، وعلى عَتِيق السَّلْمانيِّ، ومكّي بن عَلّان، وحدَّث عنهم. وكانَ شيخًا حَسَنًا من الكُتّاب المُتَصَرِّفين العُقلاء الأخيار.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 136 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 871، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 191، وأعيان العصر 1/ 680، والوافي بالوفيات 10/ 95، وعيون التواريخ 23/ 272، والمنهل الصافي 3/ 243، والنجوم الزاهرة 8/ 183، وشذرات الذهب 7/ 770.
(2)
قرية قرب طبرية من جهة عكا قرب حطّين (معجم البلدان 2/ 409).
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 136 - 137 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 879، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 160، والوافي بالوفيات 2/ 141، وعيون التواريخ 23/ 274.
ومولدُه في سابع عِشْري ذي الحِجّة سنة أربع وعشرين وست مئة بدمشق، بدَرْب الفراش.
2169 -
وفي ليلة الجُمُعة عاشر جُمادى الأُولى مات الشَّيخُ شِبْلُ
(1)
الحَوْرانيُّ الصَّرْخَديُّ، الفقيرُ الحريريُّ، بدار القُرآن وَقْف ابن مُنَجَّى، ودُفِنَ بباب الصَّغير.
وكانَ شَيْخًا مُعَمَّرًا صَحِبَ الفُقراء.
2170 -
وكذلك تُوفِّي الشَّيخُ زمامُ
(2)
بنُ مُحمد بن زِمام، أحدُ فُقراء المَقْصورة.
وكانَ رجُلًا مُباركًا، ودُفن بمقابر الصُّوفية. وسَمِعَ من ابن الصَّيْرفيّ، وجماعة.
• - وفي يوم الجُمُعة المَذْكور وصلَ بُكْرة النَّهار أميرٌ من الدِّيار المِصْرية هو مُغْلُطاي العَلائي في البَرِيد، ومعه كُتُبُ السُّلطان الملك النّاصر مُتضمِّنةً ما كانت البطاقة وَرَدَتْ به من دخول السُّلطان إلى القاهرة يوم السَّبْت رابع هذا الشَّهْر، وجُلوسه على كُرسيّ السَّلْطنة واجتماع الكَلِمة وتلقّي النّاس له على أكمل حال. وقُرئ كتابه العام بذلك عَقِيب الجُمُعة على السُّدّة بالجامع، قرأهُ الصَّدْرُ مُحيي الدِّين ابنُ فَضْل الله وبَلَّغه إلى النّاس عبدُ الغنيّ المؤذِّن. وهو كتابٌ إلى الأمراءِ والمُقدَّمين وإلى القُضاةِ والعلماءِ والرُّؤساءِ وأماثلِ الرَّعيّة، وفيه أن لا تُجْبَى البِشارةُ من النّاسِ تخفيفًا عنهم، فدُعي له
(3)
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
البداية والنهاية 15/ 613.
وأخبر من حَضَر في البريد أنّه استقرَّ في أتابكية العساكر الأميرُ حسامُ الدِّين لاجِين أستاذُ الدّار
(1)
. وفي نيابة السَّلْطنة بالدِّيار المِصْرية الأميرُ سَيْفُ الدِّين سَلار المَنْصوريّ الصالحيّ
(2)
.
2171 -
وتُوفِّي القاضي الفقيهُ مجاهدُ الدِّين مُحمدُ
(3)
بنُ سالم بن أبي بَكْر الشافعيُّ، في يوم الأحد ثاني عَشَر جُمادى الأولى، بدمشق.
وكانَ فقيهًا فاضلًا وَلِيَ القضاءَ ببُصْرَى وأذْرِعات، وغيرِهما من عَمَلِ دمشق وتَرَكهُ قبل موته بنحو سنتين.
• - وحَصَلت زيادةٌ بسبب كَثْرة المَطَر بدمشق في أواخر ليلة الاثنين وأول يوم الاثنين ثالث عَشَر جُمادى الأولى ووقعت أماكنُ وجُسورٌ وحِيطانُ.
• - ورَكِبَ السُّلطان الملكُ الناصر بالقاهرة يوم الأحد ثاني عَشَر جُمادى الأولى بتقليد الخَليفة، وتَرَجَّل الجيشُ في خدمته، وقبّلوا بين يديه، واستقرّت سَلْطنتُه، ووصلت البَريدية بذلك إلى دمشق يوم السَّبْت ثامن عَشَر الشَّهر، وضُرِبَت البَشائرُ لذلك مرةً ثانية بالقَلْعة وعلى أبواب الأُمراء
(4)
.
2172 -
وتُوفِّي الشَّيخُ حَسَن
(5)
الكُرْدي يوم الأحد تاسع عَشَر الشَّهر.
وكانَ يحضر الغَزَوات وعِنْده فَرَسٌ يرتبطه دائمًا ويقوم بكُلْفتِه للغَزْو، وعنده صلاحٌ وخَيْرٌ، رحمه الله تعالى.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 701، والبداية والنهاية 15/ 613.
(2)
الخبر في المصدرين السابقين.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 881.
(4)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 1/ 432، والمختار منه، ص 395، والبداية والنهاية 15/ 613.
(5)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وستأتي ترجمة سَمِيّ له "حسن الكردي"، وهو صوفي مُعَمّر توفي سنة 700 هـ.
2173 -
وتُوفِّي الشَّيخُ شَرَفُ الدِّين أبو مُحمد جعفرُ
(1)
بنُ عليّ بن جعفر بن الحَسَن بن عليّ بن إبراهيم ابن الرَّشِيد المَوْصليُّ المقرئُ، يوم الاثنين العشرين من جُمادى الأولى، ودُفِنَ بمقبَرة الصّوفية.
وكانَ شيخًا حَسَنًا، يحفظُ كثيرًا من الأخبار والنُّتَف والأشْعار، وعنده صلاحٌ وديانةٌ، وذكرَ لي أنَّه سَمِعَ على الشَّيخ شهاب الدِّين السُّهْرَوَرْديِّ كتابه "العَوَارف" بالمَوْصل. وأنّه سَمِعَ بدمشقَ من ابن الزَّبِيديّ، وبمصرَ من ابن الجُمَّيْزيّ، وبالإسكندرية من ابن رَوَاج.
ومولدُه يوم الاثنين سادس عَشَر ذي القَعْدة سنة أربع وست مئة بالمَوْصِل. كتبَ عنه الدِّمياطي في "مُعْجَمِه".
2174 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ حُجّة العَرَب، بهاءُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(2)
بنُ إبراهيمَ بن أبي عبد الله مُحمد بن أبي نَصْر، ابنُ النَّحّاس الحَلَبيُّ النَّحْويُّ، بالقاهرة، في يوم الثُّلاثاء سابع جُمادى الأولى، في الثالثة من النَّهار، وأخْرِجَ من الغَدِ يوم الأربعاء، وصُلِّي عليه عند الهَلِيلجة خارج باب زَوِيلة، ودُفِنَ بالقَرافة الصُّغرى عند والديه بالقرب من تربةِ الملك العادل زَيْن الدِّين كَتْبُغا، وصُلِّي عليه بدمشق يوم الجمعة الرابع والعشرين من الشَّهر المذكور.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 871، والوافي بالوفيات 11/ 117، وأعيان العصر 2/ 155، والمنهل الصافي 4/ 68، وسلم الوصول 1/ 413.
(2)
ترجمته في: تالي وفيات الأعيان، ص 143، ونهاية الأرب 31/ 380، وتاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 137 - 139 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 880، والعبر 5/ 389، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 136، والمعجم المختص، ص 211، والوافي بالوفيات 2/ 10، وأعيان العصر 4/ 194، وفوات الوفيات 3/ 294، وعيون التواريخ 23/ 275، والمقفّى (1578)، وذيل التقييد 1/ 94، والنجوم الزاهرة 8/ 183، وبغية الوعاة 1/ 13، وشذرات الذهب 7/ 772 وغيرها كثير.
ومولدُه يوم الأربعاء سَلْخ جُمادى الآخرة سنة سبع وعشرين وست مئة بحَلَب.
رَوَى لنا عن ابن اللَّتِّي. وسَمِعَ أيضًا من يعيش النَّحْوي، وابن قُمَيْرة، وابن رَوَاحة، وابن خليل، وغيرِهم.
وكانَ إمامًا في العربية، يُشار إليه في عَصْره، وعنده مُروءةٌ، وحُسْن خُلُق، ومعرفةٌ بالمنطق. وله أورادٌ من العِبادة، وله تَصْديرٌ بمصرَ والقاهرة. وكان يحلُّ المشكلات وحصَّلَ كتبًا كثيرةً.
• - ووصلَ إلى دمشقَ يوم الأربعاء قبلَ العَصْر ثاني عِشْري جُمادى الأولى من القاهرة نائبُ السَّلْطنة وهو الأميرُ جمالُ الدِّين آقوشُ الأفْرَم المَنْصوريُّ، ونزلَ بدار السَّعادة على عادة النوّاب وانتقلَ منها أهلُ الأمير سَيْف الدِّين قَبْجَق، وكانَ وصولُه على البريد وصَلَّى الجُمُعة بالمَقْصورة وأُشْعِلَت الشُّموع في طريقه إلى الجامع، ثم وصلَ طُلْبُهُ يوم الخميس نصف جُمادى الآخرة، وخَرَجَ النّاس لرؤيتِه، وكان المَوْكبُ جميعُه بالخِلَع
(1)
.
• - وباشرَ الأميرُ سَيْفُ الدِّين أقْجَبا المَنْصوريُّ الشَّدَّ بدمشق في يوم الأحد السادس والعشرين من جُمادى الأولى، وأعرض عن الشَّدِّ وتركَهُ الأميرُ سَيْفُ الدِّين قُطْلُوبك، وسافرَ إلى القاهرة يوم الجُمُعة ثاني جُمادى الآخرة.
• - ورُتِّبَ حاجب الحجّاب عوض كُرد، وكُرد وَلِيَ نيابة السَّلْطنة بطرابُلُس.
2175 -
وتُوفِّي الفقيه سيفُ الدِّين محمودُ
(2)
بنُ مُحمد بنِ أيوب
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 701، والبداية والنهاية 15/ 613.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، ولم نقف على نسبة "الكُهنباني"، ولعلها إلى موضع من كرمان.
الكُهنّبانيُّ الكِرْمانيُّ يوم الجُمُعة الرّابع والعشرين من جُمادى الأولى، ودُفِنَ بمقابر باب الصَّغير.
وكانَ رجُلًا صالحًا، كثيرَ الاشتغال، مُلازمًا لبيته، مُنقطِعًا عن النّاس، صَحِبَ الشَّيخ عزّ الدِّين الفارُوثي، ودخلَ معه إلى دمشق، وكان الشَّيخ يُكرمه ويُبَجِّلُهُ.
• - وأخرج من الحَبْس بقَلْعة دمشق الأمير سيف الدِّين جاغان الحُساميُّ يوم الأربعاء التاسع والعشرين من جمادى الأولى فمضَى إلى داره، وقُصِدَ للتهنئة
(1)
.
• - وكذلك أُخرِجَ الأميرُ حُسام الدِّين لاجِين الذي كان باشرَ ولاية البَرِّ
(2)
.
2176 -
وتُوفِّي الشَّيخُ فصيحُ الدِّين أحمدُ
(3)
الماردينيُّ الحَنَفيُّ، مدرِّس الشِّبْلية بالجَبَل في يوم الخَمِيس آخر يوم من جُمادى الأولى، ودُفِنَ بالجَبَل.
وكانَ شيخًا حَسَنًا مَليحَ الشَّيْبةِ، وكانَ اشتغالُهُ بحَلَب، وسكنَ بلادَ الرُّوم مدّةً طويلةً، ووَلِيَ هناك نيابةَ الحُكْم، ودَرَّس.
جُمادى الآخرة
• - باشرَ يوم الجُمُعة ثاني جُمادى الآخرة ولايةَ البَرِّ عمادُ الدِّين ابن النُّشّابيِّ، وباشَرَ عِوَضه في ولاية البَلَد
(4)
جمالُ الدِّين إبراهيمُ بنُ خالد بن عبّاس ابن النَّحاس
(5)
.
(1)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 613.
(2)
كذلك.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 878، والجواهر المضية 1/ 135.
(4)
يعني: ولاية بر البلد.
(5)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 701.
• - ووقفَ الأميرُ عَلَمُ الدِّين الدَّواداري الرِّواقَ المُجاور لدارِه، وجعلَ فيه مُدَرِّسًا يكون شيخَ حديث. وعَيَّن الشَّيخَ علاءَ الدِّين ابنَ العَطّار لذلك، فجلسَ وألقَى فيه الدَّرْسَ يوم الأحد رابع جُمادى الآخرة بحضُور الواقف وجَمعٍ كبيرٍ من القُضاة والفُضَلاء والصُّدُور والأُمراء والجُنْد وغيرِهم. وأحضرَ الأميرُ سِمَاطًا حَسَنًا وضَيَّفَ النّاس
(1)
.
• - وباشرَ في أول جُمادى الآخرة نَظَرَ الجامع المعمور الخطيبُ ناصرُ الدِّين أحمد بن يحيى ابن الشَّيخ عز الدِّين بن عبد السَّلام، بتولية نائبِ السَّلْطنة وقاضي القُضاة، عِوَضًا عن شهاب الدِّين ابن النَّحاس، وجلسَ بالدِّيوان في رابع الشَّهْر، ولبس الخِلْعة بالطَّرْحة في خامس الشَّهْر
(2)
.
• - ودَرَّسَ الفقيهُ زكيّ الدِّين زَكْرِي
(3)
بن محمود بن زَكْرِي البُصْرَويُّ، بالمدرسة الشِّبْلية بسَفْح قاسيون يوم الاثنين خامِس جُمادى الآخرة، عِوَضًا عن فَصِيح الدِّين المارديني، وأُخذت منه المدرسة الفَرُّخْشاهية فدرَّس بها ركنُ الدِّين عُبيد الله السَّمَرقَنديُّ في رابع الشَّهر.
2177 -
وتُوفِّي الصّاحب تقيُّ الدِّين أبو التُّقَى تَوْبة
(4)
بن عليّ بن مهاجر بن شُجاع بن تَوْبة الرَّبَعيُّ التَّكْرِيتيُّ، في ليلة الخميس ثامن جُمادى الآخرة،
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 701، والبداية والنهاية 15/ 614.
(2)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 1/ 442.
(3)
في الأصل: "زكي الدين بن زكري"، وسيأتي على الوجه بعد قليل في ترجمته.
(4)
ترجمته في: تالي وفيات الأعيان، ص 60، ونهاية الأرب 31/ 380، وتاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 139 - 140 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 871، والعبر 5/ 387، ومسالك الأبصار 19/ 326، والوافي بالوفيات 10/ 438، وعيون التواريخ 23/ 278، وفوات الوفيات 1/ 261، والبداية والنهاية 15/ 616، والمقفّى (1036)، والنجوم الزاهرة 8/ 185، والمنهل الصافي 4/ 179، والدارس 2/ 185، وشذرات الذهب 7/ 770 وغيرها.
وصُلِّي عليه ضُحَى نهار الخميس بالجامع، وبسُوق الخَيْل، ودُفِنَ بسَفْح جبل قاسيون، بتُربتِه، وحضر جنازته نائبُ السَّلْطنة، وأمراءُ الدَّولة، والقُضاةُ، والوُلاةُ، وأعيانُ النّاس.
ومولدُه سنة عشرين وست مئة يوم عَرَفة بعَرَفات.
2178 -
وتُوفِّيت عَمّة فخر الدِّين ابن الشَّيْرَجيِّ
(1)
يوم الثُّلاثاء ثالث عَشَر جُمادى الآخرة.
• - وخُلِعَ على جميع أربابِ الولاياتِ من المُتَعمِّمين والأُمراء والمُقَدَّمين وغيرهم يوم الثُّلاثاء ثالث عَشَر جُمادى الآخرة، ولَبِسوها يوم الأربعاء، بسبب تَجَدُّد الدَّولة الناصرية
(2)
.
2179 -
وتُوفِّي الشَّيخُ العدلُ شَمْسُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(3)
ابنُ فَخْر الدِّين محمود بن عبد اللَّطيف بن مُحمد بن سيما السُّلَمِيُّ الدِّمشقيُّ في يوم الأربعاء رابع عَشَر جُمادى الآخرة، وصُلِّي عليه من الغد يوم الخميس الظُّهر بالجامع، ودُفِنَ بسَفْح قاسيون.
حضرتُ الصَّلاةَ عليه، وكان رَوَى لنا عن والده.
وله إجازات من بَغْدادَ، وأصبهانَ، ودمشقَ، وديارِ مِصْرَ.
ومولدُه في العِشْرين من ذي القَعْدة سنة اثنتين وعشرين وست مئة بدمشق.
وكانَ عدلًا، قديمَ الشَّهادة على القُضاة، ومن شُهود القِيمة.
(1)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب، وفخر الدين الشيرجي هو الرئيس الصاحب أبو الفضل سليمان بن محمد بن أحمد الأنصاري الدمشقي الآتية ترجمته في وفيات رجب من السنة الآتية.
(2)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 1/ 436.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 883.
• - وباشرَ نَظر الدِّيوان بدمشق الصَّدْرُ فخرُ الدِّين ابن الشَّيْرَجيّ في الخامس والعِشْرين من جُمادى الآخرة، وخُلِعَ عليه
(1)
.
• - ووَلِيَ الصَّدرُ أمين الدِّين ابن هلال نظر الخِزانة السُّلطانية.
2180 -
وفي العَشْر الأخير من جُمادى الآخرة تُوفِّي بحماة القاضي كمالُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(2)
ابنُ قاضي القُضاة نَجْم الدِّين عبدِ الرَّحيم بن إبراهيم بن هبة الله، ابنُ البارِزِيِّ، الجُهَنِيُّ الحَمَويُّ.
وكانَ رجلًا جيِّدًا، موصوفًا بالخَيْر، وعنده مروءة وانقطاع، وكانَ من الفُقهاء المُدرِّسين.
رَوَى لنا عن جدِّه. وسَمِعَ حضورًا من صفيّة القُرشيّة.
ومولدُه في ثالث صَفَر سنة إحدى وأربعين وست مئة بحماةَ.
رَجَب
• - في يوم الخميس سادس رَجَب وردَ جَيْشٌ من الدِّيار المِصْرية إلى دمشق فيه جماعةٌ من الأُمراء وأمراء الحَلْقة، ومُقَدَّم الجميع الأمير الكبير سَيْفُ الدِّين بَلَبان الحُبيشيّ
(3)
.
2181 -
وفي يوم الأحد السادس عَشَر من رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ الفقيه زكيُّ الدِّين زَكْرِي
(4)
بن محمود بن زَكْرِي البَصْرَويُّ الحَنَفيُّ، مُدرِّس الشِّبْلية، ودُفِنَ يوم الاثنين بسَفْح قاسيون.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 701.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 882، والوافي بالوفيات 3/ 248، وأعيان العصر 4/ 505.
(3)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 702.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 872، وأعيان العصر 2/ 381.
وكانَ دَرَّس مدّة بالمدرسة الفَرُّخْشاهية، وفي آخر عُمُره دَرَّسَ أيامًا يسيرةً بالشِّبْلية، وكانت مدّة ولايته لها أربعين يومًا.
• - وطِيفَ بمَحْمَل الحاج بدمشق يوم السَّبْت النِّصْف من رَجَب وعُيِّن الأميرُ شَمْس الدِّين العَيْنتابي لإمرةِ الحاجّ
(1)
.
• - ومُسِكَ الأميرُ سيفُ الدِّين كُجْكُن المَنْصوريّ يوم الجُمُعة الحادي والعِشْرين من رَجَب، وحُبِسَ بقلعة دمشق
(2)
.
• - وفي النِّصف الثاني من رَجَب حَصَل لعماد الدِّين ابن النُّشّابيّ والي البَرّ إخراقٌ من نائب السَّلْطنة وتَرْسيم ومُطالبةٌ بمالٍ.
• - وفي يوم الأحد الثالث والعِشْرين من رَجَب دَرَّس بالزّنْجِيلية ظاهر دمشق بَدْرُ الدِّين ابن النَّخِيليِّ، عِوَضًا عن شَمْس الدِّين الأذْرَعيّ
(3)
.
• - وفي يوم الأربعاء سادس عِشْري رَجَب دَرَّس الشَّيخُ شَمْسُ الدِّين الأذْرِعيُّ بالمدرسة الشِّبْلية بجبل قاسيون، عِوَضًا عن زكيّ الدِّين زَكْري
(4)
.
2182 -
وفي ليلة الأربعاء السادس والعِشْرين من رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ الأصيلُ العدلُ الزّاهدُ شهابُ الدِّين أبو الثناء محمودُ
(5)
ابنُ شَرَفِ الدِّين مُحمد ابن القاضي شَرَف الدِّين أبي طالب عبد الله ابن زَيْن القُضاة أبي بكر عبد الرَّحمن ابن القاضي الإمام أبي المكارم سُلطان ابن قاضي القُضاة زكيّ الدِّين يحيى بن عليّ بن عبد العزيز القُرَشيُّ، بالدار المَحْيَويّة بقُرب باب البريد بدمشق، وصُلِّي عليه ظُهر الأربعاء بالجامع، ودُفِنَ بسَفْح جبل قاسيون.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 702.
(2)
نفسه.
(3)
الخبر في: الدارس 1/ 404.
(4)
الخبر في: الجواهر المضية 2/ 2.
(5)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 883، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 232.
رَوَى لنا عن ابن اللَّتِّي. وكانَ شاهدًا وصوفيًّا بخانكاه خاتون.
ومولدُه في رَجَب سنة اثنتين وعشرين وست مئة.
وكانَ كثيرَ السُّكون، قليلَ الكلام، لطيفَ الخُلُق، لا يُداخلُ الناسَ ولا يتردَّد إلى أحد.
• - ووَلِيَ شَرَفُ الدِّين أحمد ابنُ عزّ الدِّين ابنُ الشَّيْرَجيِّ في يوم الجُمُعة الثامن والعِشْرين من رَجَب نظر البيمارستان النُّوريّ، عِوَضًا عن أمين الدِّين المُحتسب.
شَعْبان
• - ووصلَ الأميرُ سلامُش من الرُّوم إلى دمشق، وخرجَ نائبُ السَّلْطنة لتلقّيه، وذلك يوم الخميس ثاني عَشَر شَعْبان، وتوجَّه إلى القاهرة، ثم عادَ منها إلى دمشق في الحادي والعِشْرين من رَمَضان، ثم رجعَ إلى وطنِه
(1)
.
2183 -
وتُوفِّي زَيْنُ الدِّين ابن القَفْصيِّ
(2)
الذي كان يُباشر ديوانُ البيمارستان النُّوري في العَشْر الأخير من شَعْبان.
2184 -
وفي يوم الأربعاء خامس عِشْري شَعْبان تُوفِّي شَمْسُ الدِّين أبو سعيد سُنْقُر
(3)
بن عبد الله المُوغانيُّ، أحدُ طلبة الحديث.
وكان رجُلًا مُباركًا، عاقلًا، نبيهًا، وكانت وفاتُه بالشّارع ظاهر القاهرة.
2185 -
وفي عَشِيّة الخامس عَشَر من شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ حسامُ الدِّين أبو مُحمد عبدُ الحميد
(4)
بنُ عبدِ الرَّحمن بن رافع بن مِنْهال بن
(1)
الخبر في: السلوك 2/ 313، والنجوم الزاهرة 8/ 119.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 873.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 875، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 349، والوافي بالوفيات 18/ 84، والمقصد الأرشد 2/ 167.
عيسى اليُونِينيُّ، الحنبليُّ، فقيه قرية عَمِشْكا
(1)
في اليوم السادس عَشَر من الشَّهْر بالقرية المذكورة.
وكانَ ليلة اليوم الذي ماتَ فيه صَلَّى بالنّاس في القرية صلاة النِّصْف مئة رَكْعة، وأصبحَ وعمل شَجَر الكَرْم الذي له مُعْظَم النَّهار، وعرضَ له شيء، فمات آخر النَّهار.
وكانَ من كبار الصّالحين، حافظًا لكتاب الله
(2)
تعالى، زاهدًا عابدًا ورعًا، ناسكًا، ديِّنًا من صُوّام النَّهار وقُوّام الليل، كثيرَ التِّلاوة والذِّكر، مستحضرًا للموت مُراقِبًا لة، لا يَفتُر من عَمَل الآخرة. وكانَ من أصحاب الشَّيخ إبراهيم البطائحيّ، لم يكن في أصحابه مثله، وصَحِبَ الشَّيخ الفقيه مُحمدًا اليُونينيَّ أيضًا.
رَوَى لنا عن إسماعيل بن ظَفَر النّابُلُسيّ؛ قرأت عليه ببعْلَبَك ويُونين.
رَمَضان
2186 -
تُوفِّي الشَّيخُ الأجلُّ الفاضلُ الرئيسُ علاءُ الدِّين أبو الحَسَن عليُّ
(3)
ابن الشَّيخ العَدْل شَرَفُ الدِّين أبي عَمْرو عُثمان بن يوسُف بن عبد الوهّاب التَّغْلِبيُّ الشُّرُوطيُّ، والدُه، الكاتبُ، المعروف بابن السّائق، في ليلة الخميس رابع رَمَضان، وصُلِّي عليه ظُهر الخميس بالجامع، ودُفِنَ بسَفْح جبل قاسيون.
حضرتُ الصلاةَ عليه، ورَوَى لنا عن الرَّشيد ابن مَسْلَمة. وكانَ سَمِعَ وكتبَ الخطَّ المنسوب، ولديه فضل في الأدب، وله شِعْرٌ، ونسخَ كُتُبًا كثيرةً،
(1)
الضبط من خط الذهبي في "تاريخ الإسلام"، وهذه القرية لم يذكرها ياقوت في معجم البلدان وهي في شرقي بعلبك، كما في ذيل مرآة الزمان 4/ 55.
(2)
شطح قلم الناسخ فكتب "الدين".
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 141 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 876، والوافي بالوفيات 21/ 299.
وكانَ كثير التَّخَلِّي مُنقطعًا عن النّاس، وثقل سَمْعُه في آخر عُمُره، فكانَ إذا كُلِّم يُكتَب له على الأرض أو في الهواء فيَفهم ما يُكْتَب.
2187 -
وفي يوم الجُمُعة ثاني عَشَر رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ الفاضلُ مجدُ الدِّين عبد الرَّحيم
(1)
بن أبي بكر بن أحمد الجَزَريُّ النَّحْويُّ الصُّوفيُّ، بالخانقاه الشَّهابيّة، ألقى نفسَهُ عن سَطْحها إلى قارعة الطريق فمات. وكان مريضًا بالماخوليا، ودُفِنَ عصر النَّهار بمقابر الصُّوفية.
وكان عارفًا بالنَّحو والتَّصْريف، وله مشاركةٌ في فنون أُخَر، وكان حَسَنَ الأخلاق، كثيرَ المُروءة؛ وقرأ عليه جماعةٌ.
2188 -
وفي ليلة الأحد حادي عِشْري رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو الفَضْل يوسُف
(2)
بن عليّ بن رَسْلان الواسطيُّ المُقْرئُ، إمامُ مسجدٍ على بابِ الجابية القِبْلي، ودُفِنَ من الغد بمقبَرة باب الصَّغير.
وكان حَدَّثَ عن المُرَجّى بن شُقَيْرة، وهو شيخٌ مُقرئٌ، وُلد ببغدادَ، ونشأ بواسط، وقرأ بها القُرآنَ على المُرَجَّى بن شُقَيْرة، والشَّريف بن الدّاعيّ، وابن حَلُّوبة
(3)
، وهم من أصحاب ابن الباقِلّاني.
ومولدُه، تقريبًا سنة عِشْرين وست مئة.
وقَدِمَ دمشق صُحبةَ الباذرائيِّ، وكانَ من أصحابه، يُقرئ ولده وحاشيته، واستوطنَ دمشق إلى أن مات.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 141 - 142 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 883، والوافي بالوفيات 18/ 324، وأعيان العصر 3/ 50، وبغية الوعاة 2/ 91.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 889، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 390، وغاية النهاية 2/ 401.
(3)
هكذا موجودة في النسخة، وكذا بخط الذهبي في تاريخ الإسلام، وكذلك هي في غاية النهاية لابن الجزري 2/ 401، ولقبه جمال الدين، ولم نقف على ترجمته، ولعله علي بن محمد بن حلوبة نزيل المحمدية من أعمال الصلح بواسط المتوفى سنة 654 هـ (تاريخ الإسلام 14/ 759).
• - وحُبِسَ عمادُ الدِّين ابن النُّشّابي بقلعة دمشق ليلة واحدة، وهي ليلة الأحد الحادي والعشرين من رَمَضان، وأُخْرجَ ظهرَ الأحد.
• - ووَلِيَ بهاءُ الدِّين إبراهيم ابنُ جمالِ الدِّين يحيى الحَنَفيُّ حِسْبة دمشق، وباشرَ يوم الثُّلاثاء الثالث والعشرين من رَمَضان، عِوَضًا عن أمين الدِّين الرُّوميّ.
[شَوّال]
• - ووصلَ الخبرُ إلى دمشق بخروج الأمير شَمْس الدِّين الأعْسَر من الحَبْس يوم الاثنين التاسع والعشرين من رَمَضان وذُكِرَ أنَّ خروجَهُ كان يوم الاثنين أيضًا الذي قبل هذا
(1)
. ووَلِيَ الوزارةَ في أوائل شوّال، وكان قبل ذلك بنحو شَهْر أُخْرِجَ الأميرُ شَمْس الدِّين قَرَاسُنْقُر المَنْصوريّ وأُعطي الصُبَيْبَة وأعمالَها وتوجَّه إليها
(2)
.
2189 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ العابدُ بقيّةُ السَّلف أبو الحَسَن عليُّ
(3)
بن مُحمد بن عليّ بن بَقاء البَغْداديُّ، المُلَقِّن بجامع الصّالحية في يوم السَّبْت رابع شَوّال، ودُفِنَ يوم الأحد الظُّهر بسَفْح قاسيون، وخرجَ جماعةٌ من البَلَد لحضور الجَنازة والتَّبرك به.
وكان صالحًا، خيِّرًا مُجْمَعًا على صلاحه وحُسْن طريقته، ومن رواةِ الحديثِ عن ابن الزَّبيديّ وابن اللَّتِّي، والنّاصح ابن الحنبليّ، وابن صَبّاح، والقاضي ابن الشِّيرازيّ، ومُحمد بن غَسّان، والجمال أبي حَمْزة، وعَلَم الدِّين ابن الصّابونيّ، وكريمة القُرَشية، وغيرهم.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 702، والبداية والنهاية 15/ 613.
(2)
الخبر في: نهاية الأرب 31/ 372، وتاريخ الإسلام 15/ 702، والبداية والنهاية 15/ 613.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 876، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 48، وأعيان العصر 3/ 503، وذيل التقييد 2/ 214، والنجوم الزاهرة 8/ 189، وشذرات الذهب 7/ 772.
وخرجتُ له "مشيخة"، وحدَّث بها.
ومولدُه في سنة ثلاث عشرة وست مئة بسَفْح قاسيون.
2190 -
وتُوفِّي الشَّيخُ العدلُ بُرهان الدِّين إبراهيمُ
(1)
بنُ عبد المُظْهِر الخُوَيّي في يوم الثُّلاثاء رابع عَشَر شَوّال، ودُفِنَ ضُحَى نهار الأربعاء بالجَبَل.
وكان رجلًا جيِّدًا مَشْكورًا من ألزام قاضي القُضاة شِهاب الدِّين ابن الخُوَيّي وخواصّه.
2191 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الجليلُ الصَّدرُ الكبيرُ مُحيي الدِّين يحيى
(2)
بن عُمر بن أبي الحَسَن ابن المَوْصليّ، يوم الأربعاء النِّصف من شَهْر شَوّال، وصُلِّي عليه الظهر بالجامع، ودُفِنَ بسَفْح جبل قاسيون.
وكانَ رجُلًا معروفًا بالأنظارِ الكتابية، وَلِيَ نظرَ صَفَد، ونظرَ البَرِّ، ونظرَ جامع دمشق. وكان سَمِعَ من ابن عبد الدّائم مع أولادِه، ولم يحدِّث.
• - وكانَ خروجُ الحُجّاج من دمشق، وأميرُهم الأميرُ شَمْسُ الدِّين العَيْنتابيّ في يوم السَّبْت حادي عَشَر شوّال
(3)
.
• - وعَمَّرَ ناصرُ الدِّين ابنُ عبد السَّلام في ولايته لنظر الجامع المَعْمور المشهدَ الذي تُصَلِّي فيه القُضاة يوم الجُمُعة، وأضافَ إليه زاوية الخُدّام وما وراءها. وصارَ مكانًا كبيرًا ضاهَى به مَشْهد عليّ، وسَمّاه مَشْهد عُثمان رضي الله عنهما، ورَتَّب فيه إمامًا راتبًا، وشُرِعَ في إقامة الجَماعة به يوم الجمعة صلاة العَصْر رابع عِشْري شَوّال
(4)
.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 884.
(3)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 702.
(4)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 1/ 442، وتاريخ الإسلام 15/ 702.
2192 -
وتُوفِّيت بنتُ الشَّيخ يوسُف الفُقاعيّ
(1)
زَوْجة شَمْس الدِّين ابن الحَظِيريِّ
(2)
يوم الأحد السّادس والعِشْرين من شَوّال، ودُفِنَت برباط والدها بالجبل عَصْرَ النَّهار.
2193 -
وتُوفِّي شَمْسُ الدِّين أبو الفَتْح مُحمدُ
(3)
ابنُ الشَّيخ بُرهان الدِّين إبراهيم بن مُحمد بن عبد الغنيّ بن أبي مُحمد بن خَلَف بن إسماعيل بن النَّشو القُرشيُّ يوم الأحد السّادس والعِشْرين من شَوّال، ودُفِنَ من الغد بسَفْح قاسيون.
وكانَ نزحَ من دمشق وأقامَ مُدةً بحَلَب فمرضَ بها فحَنَّ إلى الوطن فوصلَ إلى ظاهر دمشق إلى الجَبَل فأقامَ به أيامًا يسيرة نحو العَشرة أيام شديدَ المَرَض وماتَ رحمه الله.
وكانَ أبوهُ أسمعَهُ الكثيرَ على أصحاب يحيى الثقفيّ والخُشُوعي وغيرهما وسَمِعَ حُضورًا من عُثمان ابن خَطِيب القَرافة في سنة أربع وخمسين وست مئة.
2194 -
وتُوفِّي الصَّدر زَيْن الدَّولة أحمدُ
(4)
ابنُ الرئيس فَخْر الدَّولة إبراهيم ابن نجيب الدَّولة فِراس بن عليّ بن زَيْد بن معروف، ابنُ العَسْقلانيِّ، الدمشقيُّ في العَشْر الأخِير من شَوّال، ببانياس، وكان متولِّي النظر بها، وحُمِلَ إلى دمشق فوُصِلَ به إليها يوم الاثنين السّابع والعِشْرين من الشَّهْر، ودُفِنَ بمقبَرة باب الصَّغير.
وكانَ باشر الحِسْبة عن حَمْوهِ جمال الدِّين ابن صَصْرَى في غَيْبتِه.
(1)
هو يوسف بن نجاح بن موهوب المتوفى سنة 679 هـ، وقد تقدمت ترجمته.
(2)
شمس الدين ابن الحظيري هو عبد القادر بن يوسف بن مظفر الآتية ترجمته في وفيات سنة 716 هـ من هذا الكتاب.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 881، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 138.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 869.
2195 -
وفي شَوّال تُوفِّي بحَلَب الشَّيخُ المُحدِّث نَجْمُ الدِّين أبو العبّاس أحمدُ
(1)
بنُ إسماعيل بن منصور الحَلَبيُّ التُّبَّليُّ، المعروف بابن الخَلّال.
ومولدُه في سنة إحدى وثلاثين وست مئة بحَلَب.
وكانَ شيخًا محدِّثًا، وشاهدًا، من عُدُول حَلَب. سَمِعَ كثيرًا من ابن رَوَاحة، وابن خليل، وغيرهما. وقرأ بنفسه وكتب الطِّباق، ولازمَ السَّماع مع الحافظ شرَف الدِّين الدِّمياطي مدّة مقامه بحلب.
سمعت عليه بحلب: السادس من "حديث المَحَامليّ"، و"حديث عليّ بن حَرْب" رواية العَبّادانيِّ.
2196 -
وفي ليلة الخَمِيس سَلْخ شَوّال تُوفِّي بدرُ الدِّين ابن القَيْسرانيّ
(2)
بحَبْس القَلْعة بالقاهرة في بُرْج، ودُفِنَ من الغد.
ذو القَعْدة
2197 -
في يوم السَّبْت الثاني من ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ المُسْنِدُ بقيّةُ الشُّيوخ ناصرُ الدِّين أبو حَفْص عُمر
(3)
بنُ عبدِ المُنعم بن عُمر بن عبد الله بن غَدِير القَوّاسُ الدِّمشقيُّ، بمنزله بدَرْب مُحْرِز بدمشق، وحُمِلَ إلى الجامع وصُلِّي عليه، ودُفِنَ بسَفْح قاسيون بين الظُّهر والعَصْر.
ومولدُه بدمشق سنة خمس وست مئة، وحجّ سنة ثمان وعشرين وست مئة.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 869، والوافي بالوفيات 6/ 255، وأعيان العصر 1/ 173، وتوضيح المشتبه 1/ 688، والمنهل الصافي 1/ 240، وهو منسوب إلى "تُبَّل" قرية من قرى حلب ثم من ناحية عزاز، كما في معجم البلدان 2/ 14.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
ترجمته في: مشيخة محيي الدين اليونيني، ص 91، وتاريخ الإسلام 15/ 877، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 74، والوافي 22/ 520، وأعيان العصر 3/ 639، وذيل التقييد 2/ 245، والنجوم الزاهرة 8/ 189، والمنهل الصافي 8/ 300، وشذرات الذهب 7/ 772.
وكانَ رجُلًا جيِّدًا، خَيِّرًا، كثيرَ البَشاشة، وضيءَ الوَجْه، حَسَنَ الخُلُق، مُحِبًّا للحديثِ وسَمَاعه، تَفَرَّد بالرِّواية عن ابن الحَرَستانيّ وحمزة بن أبي لُقْمة سماعًا وإجازةً، وعن جماعةٍ من شيوخ دمشق بالإجازة، مثل ابن مُلاعب، والجَلاجِليّ، وابن البَنّاء، وتاج الأُمَناء ابن عَساكر، وعبد الجليل بن مَنْدُوْيَة، وعبد الرَّحمن بن نَسِيم، وأحمد بن حَمْزة ابن الحُبُوبيّ، وهبة الله بن الخَضِر بن طاوس، وأحمد بن مُحمد بن سَيّدهم، وفِتْيان الشّاغوريّ، وأبي الفُتُوح ابن البَكْريِّ. وأجازَ له أيضًا الشَّيخُ تاجُ الدِّين الكنديُّ، والشَّيخُ موفَّق الدِّين ابن قُدامة، والشَّيخُ فخرُ الدِّين ابنُ عَساكر، وموسى ابنُ الشَّيخ عبد القادر، وجماعةٌ، وسَمِعَ أيضًا من القاضي أبي نَصْر ابن الشِّيرازي، وكريمة القُرشية.
أحضرتُ ابني مُحمدًا عليه سماع عدة كُتُب، وأكثر من مئتي جزء، رحمه الله تعالى.
2198 -
وفي آخر يوم الاثنين رابع ذي القَعْدة تُوفِّي الصَّدرُ العالمُ نظامُ الدِّين عبد الرَّحمن
(1)
ابن القاضي شهاب الدِّين يوسُف ابن الشَّيخ مُحيي الدِّين ابن النَّحّاس الحَنَفيّ، ببستانِهم بالمِزّة، ودُفِنَ من الغد هناك بتُربة جَدِّه.
وكانَ مُدَرِّسًا بالمدرسة العِزّية بالكُشك، ودَرَّس قبل ذلك بالقَيْمازية.
2199 -
وفي يوم الخميس سابع ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ إبراهيمُ
(2)
بنُ عليّ بن حُسين الخالديُّ الصَّرْخَديُّ الحَجّارُ، بزاويته الجديدة بالمِزّة، ودُفِنَ
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وستأتي ترجمة أبيه شهاب الدين يوسف في وفيات ذي الحجة من هذه السنة، وتقدمت ترجمة جده الإمام محيي الدين محمد بن يعقوب بن إبراهيم في وفيات سنة 685 هـ من هذا الكتاب.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 142 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 869.
بسَفْح جَبَل قاسيون، بتُربة المُوَلَّهِين عند أخيه وشيخهما رحمهم الله. وكانَ الدَّفْنُ قَبْل العَصْر بقليل.
وكانَ رجُلًا مشهورًا بالصّلاح، وكانَ له زاوية بالعُقَيبة، والتزمَ أن لا يَخْرج منها إلا لصلاةِ الجُمُعة بجامع العُقَيْبة، ولا يدخل البَلَد، ولا يَمْشي إلى أحدٍ أصلًا، ولا يأكلُ الخبزَ، ولا يَشْرب الماء، بل ما يقومُ مقامهما.
2200 -
وفي يوم الأحد عاشر ذي القَعْدة وصلَ الخبرُ إلى دمشقَ بوفاة الأمير الكبير بَدْر الدِّين بَيْسَرِي
(1)
الشَّمسيِّ، بالسِّجن بقلعة القاهرة، وعُمِلَ له عَزاءٌ بجامع دمشق تحت النَّسْر بُكْرة الأربعاء ثالث عَشَر الشَّهْر، وحضر نائبُ السَّلْطنة والخطيب والقُضاة، وأعيانُ الأمراء.
2201 -
وفي هذا التاريخ وصلَ الخبرُ أيضًا بوفاة مُحيي الدِّين مُحمدُ
(2)
ابنُ عمادِ الدِّين مُحمد ابن الشَّيخ مُحيي الدِّين ابن العربي، تُوفي بطرابُلُس.
وكانَ مُدرِّسًا بمقصورة الخَضِر، بجامع دمشق بحَلْقة ابنِ صاحب حِمْص بمقتضى شَرْط واقفِها. وتَزَوَّج ببنت قاضي القُضاة بهاء الدِّين ابن الزَّكيّ.
2202 -
وفي يوم الاثنين حادي عَشَر ذي القَعْدة تُوفِّي عمادُ الدِّين عبدُ السَّلام
(3)
بنُ أبي عبد الله بن عبد السَّلام الرّامِي، ابنُ المُصَلِّي، ونودِيَ له، ودُفِنَ بسَفْح قاسيون وهو في عَشْر السَّبعين.
وكانَ رجُلًا جيِّدًا يُعَلِّم النّاس الرَّمْيَ، وهو ابنُ عَمِّ شَمْس الدِّين الجَبَليِّ.
(1)
كانت وفاته في تاسع عشر شوال على ما في المنهل الصافي وغيره، وترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 142 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 870، والوافي بالوفيات 6/ 364، وأعيان العصر 2/ 99، والبداية والنهاية 15/ 616، والمقفّى (1016)، والنجوم الزاهرة 8/ 185، والمنهل الصافي 3/ 500، وغيرها من التواريخ المستوعبة لعصره.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 884.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 876.
2203 -
وفي يوم الأحد سابع عَشَر ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ سَمَنْديار
(1)
بن خَضِر بن سَمَنْديار الجَعْبَريُّ، بسَفْح قاسيون، ودُفِنَ آخر النَّهار المَذْكور هناك.
وكانَ رجُلًا صالحًا كثيرَ السُّكون مُحِبًّا للخَيْر متواضعًا، رَوَى لنا عن ابن عبد الدّائم.
2204 -
وفي الثاني عَشَر ذي القَعْدة تُوفِّي بَدْرُ الدِّين أبو المَحَاسن
(2)
بنُ أبي الحَرَم بن أبي المَحَاسن بن عبد الرَّحمن بن عليّ بن المُسَلَّم اللَّخْمِيُّ الخِرَقيُّ، ابنُ أخت جمال الدِّين ابن شُعيب.
وكان فقيرًا صُعْلوكًا، يرتزق بالمشي مع الجنائز
(3)
.
سَمِعَ من جعفر، والسَّخاوي، وكَرِيمة، وابن الصَّلاح، وعَتِيق السَّلْمانيّ، وعُمر ابن البَرَاذعيّ، والعزّ ابن عَساكر، وشيخ الشُّيوخ بن حَمُّوْيَة، وإبراهيم بن الخُشُوعيّ، ويحيى بن عبد الرّزاق، وأخيه سالم، وابن مَسْلَمة وجماعة.
ومولدُه سنة خمس وعشرين وست مئة بدمشق.
سمعتُ منه عن الهَمْدانيّ والسَّخاويّ.
2205 -
وفي يوم الخَمِيس الحادي والعِشْرين من ذي القَعْدة تُوفِّي الملك المظفَّر تقيُّ الدِّين محمودُ
(4)
ابنُ الملك المَنْصور ناصر الدِّين مُحمد ابن الملك
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 873.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 891، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 287.
(3)
قال الذهبي: افتقر وصار يقرأ على الجنائز
…
سمعت منه شرح الرائية للسخاوي وغير ذلك".
(4)
سيرته مشهورة في تواريخ عصره، وترجمته في: المختصر لأبي الفدا 4/ 41، وتالي وفيات الأعيان، ص 136، ونهاية الأرب 31/ 379، وتاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 142 - 143 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 884، ومرآة الجنان 4/ 229، والبداية والنهاية 15/ 616، ونزهة الأنام، ص 160، والنجوم الزاهرة 8/ 189، والدليل الشافي 2/ 728، وشذرات الذهب 7/ 773، وترويح القلوب، ص 55، وغيرها.
المُظَفَّر تقيّ الدِّين محمود ابن السُّلطان الملك المَنْصور ناصر الدِّين مُحمد ابن تقيّ الدِّين عُمر بن شاهنشاه بن أيوب، صاحب حَماة، رحمه الله، ودُفِنَ ليلة الجُمُعة آخر الليل.
ذو الحِجّة
• - وكَثُرَت الأخبارُ في أوّل ذي الحِجّة بأمرِ التَّتار وحَرَكتهم وقَصْدهم البلادَ، ووردت القُصّادُ بذلك، ونُوِّرت النِّيرانُ في أماكنها، وعَرَضَ نائبُ السَّلْطنة بدمشق في ثاني ذي الحِجّة بعد أن حَضَر ليلًا بنفسه إلى خزائن السِّلاح، وأُشْعِلَت المَشاعلُ، وظهرت الحَرَكة على النّاس
(1)
.
2206 -
وتُوفِّي الصَّدرُ شَمْسُ الدِّين مُحمدُ
(2)
ابنُ الشَّيخ جمالِ الدِّين عبد الله بن مَسْعود بن مُحمد، ابنُ اليَزْديِّ، ببيروت، ظُهْر يوم الاثنين ثالث الشَّهر، وحُمِلَ في تابوت إلى سَفْح جبل قاسيون فصُلِّي عليه بجامعه ظُهْر الأربعاء خامسه، ودُفِنَ هناك، رحمه الله.
وكانَ رجُلًا حَسَنَ الأخلاق، تنقل في الخِدَم، ويَشْهد على القُضاة، ويكتبُ خطًّا حَسَنًا.
• - ووصلَ قاضي القُضاة حُسام الدِّين الحَنَفيُّ إلى دمشق من الدِّيار المِصْرية يوم الخميس سادس الشَّهر، وخرجَ النّاسُ لتلقّيه كما جَرَت العادة، وهو مُسْتَمرّ على قاعدتِه في القَضاء بدمشقَ والتَّدْريس، وغيرِ ذلك من المَناصب، وبيدِه تقليدٌ جديدٌ بذلك، ومعه خِلْعة سُلْطانية لبسَها يوم دُخولِه، وانصرفَ وَلدُهُ القاضي جلالُ الدِّين عن القضاء بدمشق
(3)
.
(1)
الخبر في: نهاية الأرب 31/ 380، وتاريخ الإسلام 15/ 702.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 882.
(3)
الخبر في: تاريخ ابن الجزري 1/ 442، وتاريخ الإسلام 15/ 702.
2207 -
وتُوفِّي الشَّريفُ نور الدِّين أحمدُ
(1)
ابنُ الشَّريف مؤيد الدِّين الحُسَين الحُسَينيُّ في يوم الأربعاء خامس الشَّهر، ودُفِنَ ظُهر الخميس بسَفْح جَبَل قاسيون.
وكانَ ولد زوجة القاضي شرَف الدِّين المَقْدسيّ.
2208 -
وتُوفِّي على السَّماع ابن أخي بهاءِ الدِّين أيوب
(2)
ابن السَّقاء يوم الثُّلاثاء رابع الشَّهر، ودُفِنَ ضُحَى الأربعاء بمقابر باب الصَّغير.
2209 -
وتُوفِّي الفقيهُ كمالُ الدِّين أحمدُ
(3)
ابنُ القاضي تاج الدِّين صالح بن ثامر بن حامد الجَعْبَريُّ في يوم عَرَفة يوم الأحد، ودُفِنَ من يومه بمقابر الصُّوفية.
وكانَ رجُلًا جيِّدًا، لم يَبْلغ الأربعين. له اشتغالٌ وعَقْلٌ وافرٌ وعدالةٌ وأمانة، وحُسنُ مُعاشرة. وسمِعَ "جُزءَ ابنِ عَرَفة" من النَّجيب عبد اللطيف، ولم يحدِّث.
• - واشتُهِرَ يوم عَرَفة بدمشقَ أنَّ أمرَ حماة فُوِّضَ إلى الأمير شَمْسِ الدِّين قَرَاسُنْقُر المَنْصوريّ، ورُسِمَ له بالانتقال من الصُّبَيْبَة إليها
(4)
.
2210 -
وتُوفِّي الملكُ الأوحدُ نَجْمُ الدِّين أبو المَحَاسن يوسُفُ
(5)
ابنُ السُّلطان الملك النّاصر صلاح الدِّين أبي المُظَفَّر داود ابن الملك المُعَظَّم
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 869.
(4)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 702.
(5)
ترجمته في التواريخ المستوعبة لعصره، ومنها: نهاية الأرب 31/ 379، وتاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 143، وتاريخ الإسلام 15/ 889، والعبر 5/ 390، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 386، وأعيان العصر 5/ 623، والبداية والنهاية 15/ 616، وذيل التقييد 2/ 320، والنجوم الزاهرة 8/ 189، والدليل الشافي 2/ 801، وشذرات الذهب 7/ 774، وترويح القلوب، ص 74، وغيرها.
شَرَف الدِّين عيسى ابن الملك العادل سَيْف الدِّين أبي بَكْر مُحمد بن أيوب بن شاذِي، في ليلة الثُّلاثاء رابع ذي الحِجّة بالقُدس، ودُفِنَ من الغد برباطه بعد الظُّهر، عند باب حطّة شمالي الحَرَم، وحضرَهُ خلقٌ كثيرٌ جدًّا.
رَوَى لنا عن ابن اللَّتِّي.
وكانَ من أعيانِ أولاد المُلوك وأكابرهم، ومن المَشْهورينَ بالفَضِيلةِ والدِّيانةِ والجَلالةِ والمَكانةِ والتَّقدُّم في المجالس وعند المُلوك.
وبَلَغني أنّهُ كان مُحْسنًا إلى الضُّعفاء والمَرْضَى، ولم يزل عنده الأكْحال والأدهان والأدوية يفرِّقها احتسابًا.
ومولدُه في ليلة السّابع من شَهْر ربيع الأول سنة ثمانٍ وعشرين وست مئة بقلعة الكَرَك.
رَوَى عنه الدِّمياطي في "مُعْجَمه".
2211 -
وتُوفِّي القاضي الإمامُ العالمُ الكاملُ شهابُ الدِّين يوسُفُ
(1)
ابنُ الصّاحب مُحيي الدِّين مُحمد بن يعقوب بن إبراهيم ابن النَّحّاس الحَلَبيُّ الحَنَفيُّ، ببستانه بالمِزّة، في ليلة الخميس ثالث عشر ذي الحِجّة ونُودِيَ له بُكْرةً بجامع دمشق، ودُفِنَ ضُحَى النَّهار بتُربتهم بالمِزّة ظاهر دمشق.
وكانَ صدْرًا كبيرًا، خَلَف والدَهُ في تدريس المدرستين الرَّيْحانية والظّاهرية، وباشرَ في حياة والده نظرَ الخِزانة السُّلطانية، وباشرَ بعد موتِه نظرَ الجامع المعمور مدّةً. وكانَ مُتعيِّنًا للمناصب كافيًا خَبِيرًا عارفًا.
(1)
ترجمته في: تالي وفيات الأعيان، ص 154، وتاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 146 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 890، وأعيان العصر 5/ 662، والجواهر المضية 2/ 233، والبداية والنهاية 15/ 617، والدليل الشافي 2/ 806، والدارس 1/ 402، وشذرات الذهب 7/ 772، وتقدمت قبل قليل ترجمة ابنه.
2212 -
وفي ثالث عَشَر ذي الحِجّة تُوفِّي شَمْسُ الدِّين مُحمدُ
(1)
ابنُ الشَّيخ زَيْنِ الدِّين رَمَضان بن أبي الحَسَن بن مَكارم، الخَشّاب كان أبوه.
وكان شاهدًا بديوان السُّبُع.
2213 -
وفي يوم الجُمُعة رابع عَشر ذي الحِجّة تُوفِّي نَجْمُ الدِّين أيوب
(2)
ابنُ الملكِ الأفْضل عليّ ابنِ الملك النّاصر داود ابن المُعَظَّم ابن العادل، وصُلِّي عليه بالجامع بعد الجُمُعة، ودُفِنَ بسَفْح قاسيون بعد عَمِّهِ الملكِ الأوحد بعَشَرة أيام.
2214 -
وفي يوم الجُمُعة عَصْر النَّهار رابع عَشَر ذي الحِجّة تُوفِّي الأميرُ جمالُ الدِّين أبو مُحمد موسى
(3)
ابنُ الأمير الكبير عَلَم الدِّين سَنْجَر الدَّوَادارِيُّ الصّالحيُّ، بداره بدمشق، وصُلِّي عليه بُكْرة السَّبْت بجامع دمشق، ودُفِنَ بسَفْح قاسيون بتُربة والده بالقُرب من الرِّباط النّاصريِّ، وعُمِلَ عزاؤه بجامع دمشق، حضرَهُ نائبُ السَّلْطنة والأمراءُ والقُضاة والأكابر.
وكانَ مشكورَ السِّيرة، محمودَ الطريقة، شُجاعًا، باشرَ الحُروبَ، وحجَّ وكان شابًّا.
مولدُه بعد الستين والست مئة بالقاهرة.
وسَمِعَ من النَّجيب عبد اللَّطيف الحَرّانيِّ، ومن بعضِ أصحاب البُوصيريّ. وسَمِعَ بدمشق، وحَلَب، ورَوَى الحديثَ.
قرأتُ عليه "الجُمُعة" للنَّسائي عن ابن عَلّاق.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
ترجمته في: نهاية الأرب 31/ 380، وتاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 143 (باريس)، والسلوك 2/ 315.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 143 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 885، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 345.
2215 -
وفي يوم الأحد سادس عَشَر ذي الحِجّة تُوفِّي الشَّيخُ عبدُ الملك
(1)
بنُ عليّ بن عبد الملك بن فَهْد الكَفْرَبَطناويّ القَوّاس، السالك طريقَ الفَقْر، ودُفِنَ من يومه آخر النَّهار بمقبَرة الصُّوفية.
رَوَى لنا عن عبد العزيز الكَفْرَطابيّ "جُزء أَسِيد بن عاصم"
(2)
.
وكانَ في شبابه يُغنّي للفُقراء.
2216 -
وفي يوم الثَّلاثاء ثامن عَشَر الشَّهر تُوفِّي الفقيهُ العَدْلُ مجدُ الدِّين عبدُ القادر
(3)
ابنُ مجدِ الدِّين يحيى ابن قاضي القُضاة شَمْس الدِّين أبي البَرَكات يحيى بن هبة الله بن الحَسَن الشافعيُّ، ابنُ سَنِيّ الدَّولة، بظاهر دمشق، ودُفِنَ بالجَبَل.
وكانَ يَشْهد ويحضر المَدارس. وسَمِعَ الحديث من العِماد ابن النَّحّاس في سنة تسع وأربعين وست مئة وهو حاضرٌ في الخامسة، ومن جدِّه لأمِّه تقيّ الدِّين إسماعيل بن أبي اليُسْر، ومن غيرِهما، ولم يُحدِّث.
• - وذكرَ الدَّرْسَ القاضي جلالُ الدِّين وَلَدُ قاضي القُضاة حُسام الدِّين الحَنَفيّ بالمدرسة الرَّيْحانية يوم الأربعاء التاسع عَشَر من ذي الحِجّة، عِوَضًا [عن]
(4)
شِهاب الدِّين ابن النَّحاس، وحضرَ قاضي القُضاة إمامُ الدِّين وجماعة من المُدَرِّسين.
2217 -
وتُوفِّي الخطيبُ سَعْدُ الدِّين مُحمدُ
(5)
ابنُ قاضي القُضاة
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 875.
(2)
هو أسيد بن عاصم بن عبد الله الثقفي، مولاهم، الأصبهاني المتوفى سنة 270 هـ، قال الذهبي:"وقع لنا جزء من حديثه تختلف به النسخ، وتزيد النسخة على الأخرى أحاديث" تاريخ الإسلام 6/ 301.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، لأنه لم يُحَدِّث.
(4)
حرف الجر أخلت به النسخة.
(5)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 144 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 879.
نَجْم الدِّين أحمدَ ابنِ قاضي القُضاة شيخ الإسلام شَمْس الدِّين عبد الرَّحمن ابن الشَّيخ أبي عُمر المقدسيّ ليلة الاثنين الرابع والعشرين من ذي الحِجّة، ودُفِنَ عند والده ظُهْر الاثنين.
وكان شابًّا حَسَنًا، مليحَ الهيئة، ذكيًّا فَطِنًا، سريعَ الحِفْظ، فيه رياسةٌ وكرمُ نَفْسٍ وحُسْن خُلُق. ماتَ وهو من أبناءِ العشرين.
• - ودخلَ جَيْشٌ من القاهرة إلى دمشق يوم الاثنين رابع عِشْري ذي الحِجّة، مُقَدَّمهم الأميرُ سيفُ الدِّين قُطْلُوبك، والأمير نُكَية الظّاهري حَمْو السُّلطان الملك الأشرف.
2218 -
وتُوفِّي عليُّ
(1)
بنُ خليل بن مُقْبِل الحَرّانيُّ يوم الثُّلاثاء الخامس والعشرين من ذي الحِجّة.
وكان شابًّا حَسَنًا، قرأ القُرآن، وسَمِعَ معنا كثيرًا من الحديث على أصحاب ابن طَبَرْزَد، وغيرِهم.
2219 -
وتُوفِّي عُمر
(2)
ابنُ الشَّيخ عليّ بنِ أحمدَ بنِ عبد الدّائم المقدسيُّ ليلة الخميس السابع والعشرين من ذي الحِجّة، ودُفِنَ من الغد بمقبَرة الشَّيخ أبي عُمر.
وكانَ قَيِّم الجامع المُظَفَّري. ماتَ شابًّا. وكان مشكورًا، قاضيًا لحوائج النّاس.
2220 -
وتُوفِّي القاضي الصَّدْر الكبيرُ أمينُ الدِّين أبو الغَنائم سالمُ
(3)
بنُ
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وستأتي ترجمة والده في وفيات السنة الآتية.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 143 - 144 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 872، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 261، والوافي بالوفيات 15/ 90، وأعيان العصر 2/ 394، والبداية والنهاية 15/ 617، ونزهة الأنام، ص 123، والسلوك 2/ 316، والمنهل الصافي 5/ 380، والدليل الشافي 1/ 311.
مُحمد بن سالم بن الحَسَن بن هبة الله بن مَحْفوظ بن صَصْرَى، في بُكْرة يوم الجُمُعة الثامن والعشرين من ذي الحِجّة، بداره بدمشق، وصُلِّي عليه بالجامع عَقِيب الجُمُعة، ودُفِنَ بسَفْح قاسيون رحمه الله تعالى، وحضرَهُ جمعٌ كبيرٌ، وعُمِلَ عزاؤه بُكْرة السَّبْت بالمدرسة الصّاحبية.
وكانَ مشكورًا في ولايته، طاهرَ اللِّسان، ذا مُروءةٍ وطَهارةِ نَفْسٍ وديانة. وكان تولَّى نظرَ الدِّيوان الكبير، ونظرَ الخِزانة، وغيرَ ذلك من المَناصب، ثم انفصلَ من ذلكَ كُلِّه، وحجَّ وجاورَ بمكةَ، ورجعَ إلى دمشق، ولم يُكمِل السنة بعد ذلك.
رَوَى لنا عن مكي بن عَلّان. وسَمِعَ أيضًا من ابن البُرْهان، وخطيب مَرْدا، وإبراهيم بن خليل، وابن عبد الدّائم، والرَّشيد العطّار، والنَّجيب عبد اللطيف، وغيرهم.
ومولدُه في سابع عَشَر أحد الربيعين من سنة أربع وأربعين وست مئة بدمشق.
2221 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الزّاهدُ القُدوةُ عمادُ الدِّين أبو مُحمد عبد الحافظ
(1)
بن بَدْران بن شِبْل بن طَرْخان المقدسيُّ النابُلُسيُّ، بمدينة نابُلُس في يوم الاثنين الرابع والعِشْرين من ذي الحِجّة، أول النَّهار، ودُفِنَ من يومه آخر النَّهار بتربتِه ظاهر نابُلُس.
وكان شيخَ تلك البلاد، مَقْصودًا، مُعظمًا، مُتَبرَّكًا به.
رَوَى لنا عن الشيخ موفَّق الدِّين ابن قُدامة، والبهاءِ عبدِ الرَّحمن، وابن راجِح، وموسى بنِ عبد القادر الجيلي، وأحمد بن الخَضِر بن طاووس، وابن الزَّبِيديّ، وغيرهم.
(1)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 144 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 874، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 347، والعبر 5/ 388، وأعيان العصر 3/ 18، والوافي بالوفيات 18/ 57، وذيل طبقات الحنابلة 4/ 302، وذيل التقييد 2/ 166، والنجوم الزاهرة 8/ 189، والمقصد الأرشد 2/ 125، وشذرات الذهب 7/ 772.
وتَفَرَّد برواية أشياء حَسَنة، وانقطعَ في زاويته بنابُلُس، وبَنَى المدرسةَ، وجدَّد الطَّهارةَ، وكانَ لا يخرجُ من بيته، مواظبًا على العبادة.
قرأتُ عليه بنابُلُس أكثر من عَشْرة أجزاء.
2222 -
وتُوفِّي المَجْد عَطاء
(1)
ابنُ بَدْرِ الدِّين حَسَن بن أحمدَ بنِ عَطاء، ابن أخي الصّاحب شهاب الدِّين الحَنَفي، في يوم السَّبْت تاسع عِشْري ذي الحِجّة، وعُمِلَ عزاؤه بُكْرة الأحد بالمعظَّمية، حضره القُضاة والأكابر.
2223 -
وبَلَغنا في أواخر السنة وفاةُ الأمير جمال الدِّين آقوش
(2)
المُغِيثيُّ، متولِّي البيرة.
وكانَ متولِّيًا هناك من نحو أربعين سنة، وقد سَدَّ ذلك الثَّغْر وخَبرهُ وعرفَ أحوالَهُ.
2224 -
وفي أوائل هذه السَّنة تُوفِّي الشَّيخ الإمامُ الفاضلُ بدرُ الدِّين يونُس
(3)
بن إبراهيمُ بنِ سُليمان الصَّرْخَديُّ الحنفيُّ، خطيبُ مدينة صَرْخَد، بها.
ومولدُه في آخر ذي الحِجّة سنة أربع عشرة وست مئة.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وهو حفيد أحمد بن عطاء بن حسن بن عطاء بن جبير بن جابر، أبي العباس الأذرعي الصحراوي المتوفى سنة 653 هـ، قال الذهبي في ترجمته:"وهو والد الصاحب شهاب الدين الحنفي ووالد شيخنا أبي محمد الحسن بن أحمد الشروطي الذي روى لنا عن ابن الزبيدي، وكان حاجًّا صدوقًا، تزوج الدمياطي بعده بامرأته أم شهاب الدين"(تاريخ الإسلام 14/ 739)، ووالده الحسن بن أحمد ستأتي ترجمته في وفيات رمضان سنة 709 هـ من هذا الكتاب.
(2)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 144 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 884، وأعيان العصر 1/ 575.
(3)
ترجمته في: تاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 146 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 890، وأعيان العصر 5/ 678، والجواهر المضية 2/ 235، وبغية الوعاة 2/ 365، وسلم الوصول 3/ 442.
وكانَ رجُلًا فاضلًا فقيهًا، أديبًا، جَيِّد الشِّعر، عارفًا بالنَّحو واللغة، أقامَ مدّةً بالمدرسة العِزّية بالكُشك مُنْقطعًا عن النّاس، له نَفْسٌ شريفةٌ يتقنَّع بالقليل. وفي أواخر عُمُره طُلِبَ إلى خطابة صَرْخَد فأجابَ، ففرحَ به أقاربُه وأهلُ البَلَد، وأقامَ عندهم إلى أن ماتَ.
وذكرَ أنّهُ سَمِعَ من الصَّرِيفينيِّ، وكتبَ عنه ابنُ الخَبّاز قطعةً من شِعره في سنة سبعين وست مئة، منها:
ظَمِئْت إلى سَلْسال حُسْنكَ مُقْلةٌ
…
رُوِّيت مَحَاجِرُها من العَبَراتِ
تَشْتاقُ رَوضًا من جَمالك طالما
…
سَرحت به وجَنَتْ من الوَجَناتِ
حَجَبوكَ عن عَيْني وما حَجَبوك عن
…
قَلْبي ولا مَنَعُوك من خَطَراتي
هل تَنْقَضِي أمدُ البعاد ونَلْتقي
…
بلِوَى المُحَصَّب أو على عَرَفاتِ
وتضمُّنًا بعدَ البعاد منازلُ
…
بالخيف أو بمِنَى على الجَمَراتِ
وأفيقُ من وَلَهي عليكَ
…
وينقضي شَوْقي إليك وتنطفي جَمَراتي
2225 -
وتُوفِّي في هذه السَّنة الشَّيخُ العالمُ الفاضلُ جمالُ الدِّين أبو الدُّرّ ياقوت
(1)
بن عبد الله الرُّوميُّ المُسْتَعْصِميُّ الكاتب، ببغدادَ.
وكان رجُلًا فاضلًا مليحَ الخطِّ. كتبَ عليه خَلْقٌ من أولاد الأكابر والصُّدُور بالعراق. وكان مُحتَرمًا مُعظمًا، حَسَن الهيئة، مليحَ البِزّة مُحْتَشِمًا، وله نَظْم جيِّد، منه ما أنشدنيه ابن سامةَ، عنه:
تجدِّدُ الشَّمسُ شَوْقي كلِّما طلعتْ
…
إلى مُحيّاك يا سَمْعي ويا بَصَرِي
(1)
ترجمته في: وفيات الأعيان 6/ 118، والكتاب المسمى بالحوادث، ص 541، وتاريخ ابن الجزري 2/ الورقة 145 - 146 (باريس)، وتاريخ الإسلام 15/ 888، والعبر 5/ 390، والوافي بالوفيات 28/ 37، وفوات الوفيات 4/ 263، والبداية والنهاية 15/ 617، ومنتخب المختار، ص 233، والنجوم الزاهرة 8/ 187، والدليل الشافي 2/ 773، وشذرات الذهب 7/ 773.
وأسهرُ اللَّيل ذا أنس بوحشتِه
…
إذْ طيب ذِكْرك في ظَلْمائه سَمَري
وكل يوم مضى لي لا أراكَ بهِ
…
فلستُ مُحْتَسِبًا ماضيه من عُمُري
ليلي نهارٌ إذا ما دُرْتَ في خَلَدي
…
لأنّ ذِكْرك نورُ القَلْب والبَصَرِ
2226 -
وفيها تُوفِّي الشَّيخُ الزّاهدُ المُقْرئ أبو الحَسَن عليُّ
(1)
بنُ شَعْبان الفاميُّ، بمكةَ.
وكان مُجاورًا بها، وكانَ صالحًا، مُلازمًا للجماعات. وقرأ القراءات على الشَّيخ زَيْن الدِّين الزّواويِّ، ولم يتزوج. وكان له حانوت بجَيْرون تحت القَنْطرة.
وماتَ عن أكثر من خمسين سنة.
2227 -
وفيها تُوفِّي الخطيب شرَف الدِّين أبو الخير مُحمدُ
(2)
ابنُ الشَّيخ كمال الدِّين عُمر بن مُحمد بن عُمر بن مُحمد بن إبراهيم الأنصاريُّ الهَسْكُوريُّ، ثُمَّ العَجْلُونيُّ خطيب عَجْلون، بحَلَب.
ومولدُه في سادس جُمادى الأولى سنة تسع وأربعين وست مئة بعَجْلون.
وكان رجُلًا جيِّدًا، سَمِعَ بالقاهرة من ابن القَسْطَلّانيِّ، وأبي عبد الله بن النُّعمان. وسَمِعَ من القادمين إلى عَجْلون
(3)
.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 875.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، والظاهر أنه لم يحدث لذلك لم تذكره كتب التراجم، ووالده كمال الدين عمر تأخرت وفاته إلى سنة 728 هـ، وهو مترجم في أعيان العصر 3/ 652، والدرر الكامنة 4/ 223.
(3)
هذا هو آخر المجلد الأول من النسخة الخطية، وجاء في آخره:"آخر المجلد الأول من التاريخ المسمى بالمقتفي تأليف الحافظ علم الدين ابن البرزالي، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، صلاة دائمة إلى يوم الدين، يتلوه في الثاني: سنة تسع وتسعين وست مئة، أحسن الله عقباها".
سنة تسع وتسعين وست مئة
المُحَرَّم
• - ذَكَرَ الدَّرسَ يوم الاثنين مُستَهلَّ المُحَرَّم الشَّيخُ شَمْسُ الدِّين ابن أبي الفتح الحنبليُّ، إمامُ الحنابلة، بمَقصورةِ الخَضِر بالجامع، بحَلْقةِ الصّالح ابن صاحبِ حِمْصَ، عِوَضًا عن مُحيي الدِّين ابن العَرَبيّ، وحَضرَ قاضي القُضاة، وجماعةٌ.
2228 -
وتُوفِّيت أسماءُ
(1)
بنتُ القاضي شَرَفِ الدِّين ابن المَقْدسيِّ ليلةَ الاثنين مُستَهلّ المُحَرَّم، ودُفِنَت ضُحَى النَّهار بالجَبَل.
وكانت زوجةَ عزِّ الدِّين قاسم ابن المؤيَّدِ ابن عساكر.
2229 -
وتُوفِّي الشَّيخُ نورُ الدِّين عمرُ
(2)
بنُ مُحمدِ المَرْجانيُّ، والدُ شهابِ الدِّين التّاجر، في يوم الاثنين مُستَهلّ المُحَرَّم، ودُفِنَ آخر النَّهار بالجَبَل، وحضر جنازته قاضي القُضاة، وجماعة.
• - وضُربت بشائرُ بدمشقَ يومَ الثلاثاء ثاني المُحَرَّم بسبب توجُّه السُّلطانِ من القاهرةِ إلى الشّام
(3)
.
2230 -
وتُوفِّي الشَّيخُ شَمْسُ الدِّين مُحمدُ
(4)
بنُ أحمدَ بن صلاح الشَّرْوانيُّ
(5)
في يوم الثُّلاثاء ثاني المُحَرَّم بالخانقاه الشِّهابيّة، وكان شيخًا بها، ودُفِنَ آخرَ النَّهارِ بمقابرِ الصُّوفية، وكمَّل ستين سنة لم يتجاوزها.
(1)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب، ولعلها ابنة أقضى القضاة شرف الدين أبي العباس أحمد بن أحمد بن نعمة المقدسي (622 - 694 هـ) المتقدمة ترجمته.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 923.
(3)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 702، والبداية والنهاية 15/ 618.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 928، والوافي بالوفيات 2/ 142.
(5)
هذه النسبة إلى مدينة "شَرْوان" بفتح الشين المعجمة وسكون الراء وفتح الواو وآخره نون، هكذا قيدها أبو سعد السمعاني في "الأنساب"، وتبعه ياقوت في "معجم البلدان" وابن الأثير في "اللباب"، وقيدها الصفدي بضم الشين، ولم نجد له فيها سلف.
وكانَ حَسَنَ الأخلاق؛ مُتواضعًا، يعرفُ الرياضيَّ معرفةً جيدةً، ويشاركُ في غيرِه.
2231 -
وتُوفِّي فخرُ الدِّين أحمدُ
(1)
ابنُ الشَّيخ الإمام العالم تاج الدِّين موسى بن مُحمدِ بن مسعودٍ المَراغيُّ، عُرف بابنِ الحَيَوان، في ليلةِ الأربعاءِ ثالثَ المُحَرَّم، ودُفِنَ من الغَدِ بسَفْح قاسيون.
وكان شابًّا لم يبلُغ الثلاثين، وكان دَرَّس بالإقباليّة
(2)
مدّةَ سنين في حياةِ والدِه وبعد موتِه، إلى أن تُوفِّي رحمه الله تعالى. وولِيَها بعده الشَّيخُ علاءُ الدِّين عليُّ بن إسماعيلَ القُونَويّ
(3)
، وذَكرَ الدَّرسَ بها يومَ الخميسِ رابع المُحَرَّم، وحَضرَ قاضي القُضاةِ وأعيانُ المُدرِّسين.
2232 -
وتُوفِّي بُرهانُ الدِّين إبراهيمُ
(4)
بنُ أحمدَ بن أبي عَمْرو المِصْريُّ الإسكندريُّ في ليلةِ الأربعاءِ ثالثَ محرَّم، بالمدرسةِ الرَّواحية، ودُفِنَ من الغد.
وكانَ شاهدًا بسوقِ القَمْح، وكان صَحِبَ العفيفَ التِّلِمْسانيّ، وله فيه حُسنُ ظنٍّ وتعظيم. وكان ساكنًا، قليلَ الأذَى إلّا أنه كان مُتَّهمًا بجملةٍ من المالِ تركَها ولم يكن له وارثٌ. وكان مُقتِّرًا على نفسِه، مات على حَصيرٍ وليس له غطاءٌ ولا وِطاءٌ، ولم يكن على جسدِه قميصٌ ولا لباسٌ.
وكانَ سَمِعَ كثيرًا من الحديثِ من أصحابِ الخُشُوعيّ، وغيرِهم، مع ابنِ جَعْوان وجماعةٍ من الطَّلبة.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 897.
(2)
انظر عن المدرسة الإقبالية: الدارس 1/ 118.
(3)
بقي علاء الدين القونوي إلى سنة 729 هـ حيث توفي في ذي القعدة منها، وترجمته في: ذيل العبر، ص 16، ومرآة الجنان 4/ 280 وغيرهما.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 898.
• - وباشرَ ولاية البَرِّ بدمشق الأميرُ عَلَمُ الدِّين سَنْجَرُ بن عبد الله البَدْريُّ الصَّوابيُّ، أحدُ المقدَّمين بالحلقةِ المنصورةِ، في ثالثِ المُحرَّم، عِوَضًا عن ابن النُّشّابيِّ.
2233 -
وتُوفِّي علاءُ الدِّين عليُّ
(1)
ابنُ الصَّدرِ العالمِ الفاضلِ حسام الدِّين عبدِ الله بن عليِّ بن طُغْرِيل بن عُمر المِهْرانيُّ في ليلةِ السَّبتِ سادسَ المُحَرَّم، ودُفِنَ قبل الظُّهرِ من يوم السَّبْتِ بسَفْح قاسيون.
2234 -
وتُوفِّي الشَّريفُ العدلُ الأمينُ بَدْرُ الدِّين الحَسَنُ
(2)
بنُ حَمْزةَ بن أبي المَحاسن الحُسينيُّ في يوم الأحد سابعَ مُحَرَّم، بسَفْح قاسيون، ودُفِنَ بتُربةٍ لهم بالجَبَل، وخَرَجَ قاضي القُضاة وجماعةٌ لحضورِ دفنِه.
وكانَ عَدْلًا يشهدُ تحتَ السّاعات.
2235 -
وتُوفِّي الحاجّ حازمُ
(3)
بنُ عبد الغَنِي بن حازم المَقْدسيُّ التّاجر بسوق الصّالحية يوم الأربعاء يوم عاشوراء المبارك، ودُفِنَ من يومه بتُربة الشَّيخ موفَّق الدِّين.
وكانَ رجلًا صالحًا، كثيرَ التِّلاوة، حَفِظَ القُرآن على كِبَر، وكان يتلوه كثيرًا.
وهو صِهْر قاضي القُضاة تقيّ الدِّين الحَنْبليّ.
• - وفي يوم عاشوراء تقرّر بالجامع إمامٌ راتبٌ عند قبر زكريّا، وهو الفقيه شَرَفُ الدِّين أبو بكر الحَمَويّ، وحضرَ الصَّلاةَ خَلْفه ظُهْر هذا اليوم
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وستأتي ترجمة والده حسام الدين عبد الله بن علي في وفيات جمادى الأولى سنة 706 هـ من هذا الكتاب.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 904.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 902.
قاضي القُضاة إمامُ الدِّين وقاضي القضاة حُسام الدِّين وجماعة، ولم تطُلْ مدّته، وعاد إلى بلده، وبطَلَت الوظيفة.
• - ودُخِلَ في ليلة حادي عَشَر مُحَرَّم على حُرَم الأمير الزُّوباشيّ وصِغاره قُبالة دار الحديث الأشْرفية، فقُتل منهم جماعة نحو السَّبعة، ومُسِكَ من ارتكب ذلك، وسُمِّر في اليوم المذكور سَرِيعًا، وطِيف به على جَمَل، ورجمه العوامّ وأحرقوه.
2236 -
وتُوفِّي بَدْر الدِّين حَسَن
(1)
ابن علاء الدِّين عليّ بن بشارة الشِّبْليُّ يوم الأحد رابع عشر مُحَرَّم بدمشق؛ ودُفِنَ من يومه بالجبل.
وكانَ شابًّا حَسَن الصُّورة.
2237 -
وتُوُفِّيت زوجة قاضي القضاة حسام الدِّين الحَنَفيّ
(2)
أخت حسام الدين ابن المِهْرانيّ يوم الخميس الخامس والعشرين من المُحَرَّم، ودُفِنَت يوم الجُمُعة بالجَبَل.
• - ودَخلَ الحاجّ إلى دمشقَ المَحْروسة يوم الجُمُعة السّادس والعشرين من المُحَرَّم، بُكْرة النَّهار على العادة، وخرجَ النّاسُ لتلقّيهم، وكانَ أميرُهم الأمير شمسُ الدِّين العَيْنتابيّ، وقاضيهم القاضي عزّ الدِّين ابن الحَنْبليّ، وحصلَ لهم تَشْويش في عَرَفات، وهَوْشةٌ كبيرة في نَفْس مكة، ونُهِبَ خلقٌ كثير، وأُخِذت ثيابُهم، وقُتل نفرٌ يسيرٌ، أحدَ عشر نَفْسًا، وجُرح جماعةٌ، ولَطَفَ الله تعالى.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وتقدمت ترجمة والده علي بن بشارة في وفيات سنة 681 هـ من هذا الكتاب.
(2)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب، وزوجها حسام الدين الحنفي هو الحسن بن أحمد بن الحسن بن أنوشروان الآتية ترجمته في وفيات هذه السنة حيث فقد في الوقعة الغازانية، وأخوها حسام الدين المهراني تأتي ترجمته في وفيات سنة 706 هـ.
2238 -
وتُوفِّي الصَّدْرُ الأجَلِّي شَمْسُ الدِّين مُحمدُ
(1)
ابنُ الشَّيخ علاء الدِّين عليّ بن مُحمد بن عليّ البَكْريُّ المَرّاكُشيُّ، في يوم السَّبْت السّابع والعشرين من المُحَرَّم، بدمشق، ودُفِنَ بعد الظُّهر بمقابر الصوفيّة.
سَمِعَ كثيرًا من جماعة، منهم: الرضيُّ ابنُ البُرهان، وعُثمانُ ابنُ خطيب القَرافة، وفَرَج الحَبَشيُّ. وما حدَّث بشيءٍ.
2239 -
وتُوفِّي الأميرُ الكبير سَيْف الدِّين بَلَبان
(2)
بن عبد الله القَشْتَمُريُّ، أحدُ أُمراء دمشق، يوم السَّبْت السابع والعِشْرين من المحَرَّم، بداره بدَرْب الرَّيْحان بدمشق، ودُفِنَ بمقبَرة باب الصَّغير.
2240 -
وفي شَهْر المُحَرَّم تُوفِّي ببِرْكة زَيْزاء
(3)
شَمْسُ الدِّين مُحمدُ
(4)
ابنُ البَدْر عليّ بن عُمر بن أحمد بن عُمر ابن الشَّيخ أبي عُمر بن قُدَامة المقدسيُّ، راجعًا من الحجّ، ودُفِنَ هناك.
2241 -
وفي يوم الخَميس الخامس والعِشْرين من المُحَرَّم تُوفِّي الخطيب زَيْنُ الدِّين مُحمدُ
(5)
ابنُ الشَّيخ تاج الدِّين أحمدَ بنِ مُحمد بن مُحمد، ابنُ المُغَيْزل الحَمَويُّ، بها، ودُفِنَ عند والده بعَقَبة نَقِيرين.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وتقدمت ترجمة والده علاء الدين علي في وفيات سنة 684 هـ.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 926.
(3)
من قرى البلقاء، فيها بركة عظيمة، وأصله في اللغة المكان المرتفع (معجم البلدان 2/ 163).
(4)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وتقدمت ترجمة والده بدر الدين علي بن عمر المقدسي في وفيات رمضان سنة 682 هـ.
(5)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 929، والوافي بالوفيات 8/ 124، وأعيان العصر 1/ 362، وتوهم الصفدي فسمّاه باسم أبيه "أحمد" مع أنه ذكر أباه أحمد في الترجمة التي قبل هذه في الوافي 8/ 123 - 124، وقد تقدمت ترجمة الأب تاج الدين أحمد في وفيات سنة 687 هـ.
أجازَ لنا من حَماة. وكانَ سَمِعَ من شَيْخ الشُّيوخ شَرَفِ الدِّين عبد العزيز "جُزء ابن عَرَفة". وكان يخطب بجامع سُوق الأسفل، ويتولّى أمرَ الخانكاه التي بحَماة.
2242 -
وفي يوم الخَمِيس حادي عَشَر مُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخ الفقيه بُرهان الدِّين إبراهيمُ
(1)
بنُ يحيى بنِ يوسُف بن طَرْخان بن تَمِيم بن فِتيان الكِنانيُّ العَسْقلانيُّ الحنبليُّ، المعروف بالغَزّاويِّ
(2)
، بالقاهرة، وصُلِّي عليه من الغد بباب النَّصْر، ودُفِنَ هناك.
سَمِعَ من السّاوي، وابنِ الجُمَّيْزي، وابن رَواج، وسِبْط السِّلَفي، وغيرِهم.
وكانَ رجلًا صالحًا من أهل العلم والقُرآن والعَدالة، وكانَ يَشْهَدُ بين القَصْرين. وأضَرَّ مدّةً في آخر عُمُره.
ومولدُه بغَزّة في سنة ثلاثٍ وعشرين وست مئة.
قرأتُ عليه الثاني من "حديث مالك"، تأليف إسماعيل القاضي، بسماعِه من ابن رَوَاج.
صَفَر
2243 -
في ليلة الأربعاء مُستَهلّ صَفَر تُوفِّي شُجاعُ الدِّين عبدُ الرَّحمن
(3)
ابنُ كمال الدِّين مُحمد ابن الصَّدْر الكبير نَجْم الدِّين مُحمد بن عبّاس بن أبي المكارم التَّمِيميُّ الجَوْهريُّ، ودُفِنَ من الغد بمدرسة جدّه بدمشق.
وكانَ شابًّا حَسَنًا. سَمِعَ معي جميع "كتاب التِّرمذي"، على الشَّيخ عزّ الدِّين الفاروثيِّ.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 899.
(2)
هكذا عُرف بمصر، كما ذكر الذهبي.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وهو حفيد الصدر الكبير واقف الجوهرية نجم الدين أبي بكر محمد بن عباس الجوهري المتقدمة ترجمته في وفيات سنة 694 هـ.
2244 -
وفي ليلة الخَمِيس ثاني الشَّهْر العماد عبدُ الوهّاب
(1)
ابنُ الشَّيخ الإمام زَيْن الدِّين عُمر بن مكي ابن وكيل بَيْت المال، بالبيمارستان الصَّغير، ودُفِنَ من الغَد قُبالة تُربة والده بالقُرب من المُصَلَّى ظاهر دمشق.
وكانَ سَلَك زِيّ الفَقْر والارتزاق بالطَّلَب من النّاس بعد أن كانَ اشتغلَ وحَفِظَ وحضرَ الدُّروس وسافرَ وحجّ.
2245 -
وفي يوم الجُمُعة ثالث صَفَر تُوفِّي إبراهيمُ
(2)
الملقّب بالنَّورس، أحد المؤذِّنين بجامع دمشق.
2246 -
وعبدُ الحميد
(3)
ابنُ الشَّيخ عفيفِ الدِّين مُحمد بن عليّ بن عبد الجبّار الباب شَرْقي المؤذِّن، كانَ، بإيوان الحنفية بالظاهرية، وصُلِّي عليهما بجامع دمشق عَقِيب صلاة الجُمُعة.
2247 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الأجلُّ أمينُ الدِّين أبو مُحمد عبدُ المؤمن
(4)
بنُ حَسَن بن يونُس النَّصِيبيُّ التّاجر بسوق عليّ، بدمشق، يوم الخَمِيس تاسع صَفَر، ودُفِنَ من يومه آخر النّهار بمقبَرة باب الصَّغير.
وكانَ مشكورًا ويتَّجر في مال الأيتام، ولم يُعرف منه إلّا الأمانة والجَوْدة والتَّردُّد إلى مجالس الحديث والقراءة. وكانَ أسمعَ أولادَهُ كثيرًا، وسمِعَ معهم.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 918، وأعيان العصر 3/ 190، والوافي بالوفيات 19/ 317.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 942.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وذكر الحافظ ابن حجر عميه: إبراهيم بن علي بن عبد الجبار المتوفى سنة 736 هـ (الدرر الكامنة 1/ 49)، وجمال الدين محمود بن علي بن عبد الجبار المتوفى سنة 736 هـ نقلًا من هذا الكتاب (الدرر 6/ 88).
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 918.
وكتبَ عنه الشَّيخ شَرَف الدِّين الدِّمياطي شِعْرًا لأجل موافقة اسمه لاسمه، فإنّه جَمَعَ مَن اسمُهُ عبد المُؤمن.
2248 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الأمينُ العَدْلُ الفقيهُ الفاضلُ فتحُ الدِّين أبو العبّاس أحمدُ
(1)
ابنُ الشَّيخ الإمام العلّامة كمال الدِّين عبد الواحد بن عبد الكريم بن خَلَف الأنصاريُّ الزَّمَلْكانيُّ، ظُهر يوم الاثنين ثالث عَشَر صفر، بدمشق، ودُفِنَ عصر النَّهار بمقابر الصُّوفية عند والده وأخيه الشَّيخ علاء الدِّين.
وحدَّث عن خطيب مَرْدا، والبَكْريّ، وابنِ عبدِ الدّائم، وغيرِهم.
ومولدُه يوم الثُّلاثاء سابع عِشْري جُمادى الآخرة سنة خمسٍ وأربعين وست مئة.
سَمِعتُ عليه خمسة عَشَر جُزءًا.
2249 -
وتُوفِّي بهاءُ الدِّين مُحمدُ
(2)
بنُ مُحمدِ بنِ يوسُف السَّبْتيُّ، جابي دار الحديث الأشرفية، ليلة الثُّلاثاء رابع عَشَر صَفَر، ودُفِنَ بمقابر باب الصَّغير.
سَمِعَ من ابن أبي اليُسْر، ومُحمد ابن النُّشْبِيّ، والعماد داود ابن الحَمَويّ، والشَّيخ شهاب الدِّين أبي شامة.
ولم يحدِّث.
2250 -
وتُوفِّي شرَفُ
(3)
بنُ أحمد بن بُهَيّ المِزّيُّ ليلة الثُّلاثاء رابع عَشَر صَفَر أيضًا، ودُفِنَ من الغد بالمِزّة.
وهو عمّ بنت خالتي، وكانت له خِدْمة بقَلْعة دمشق.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 925، وأعيان العصر 1/ 278، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 165، وسلم الوصول 1/ 171.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
2251 -
وتُوفِّي عزُّ الدِّين عبدُ العزيز
(1)
ابنُ شيخِنا نَجْم الدِّين يحيى بن عليّ بن أبي بكر بن مُحمد بن موسى بن أحمد بن عبد الله الشّاطبيُّ الدمشقيُّ المُقْرئ، في يوم الأربعاء منتصف صفر، ودُفِنَ الثالثة من نهار الخميس سادس عَشَرِه بمقابر باب الفَراديس، عند والده وأخيه.
وكانَ نقيبًا بالغَزّاليّة، والسُّبُع الكبير، وله جهاتُ قراءةٍ. وكان أبوه أسمعه في صِغَره كثيرًا من الحديث، وله ثَبَت وإجازات، ولم يحدِّث، لكنّي استَجَزْتُه.
ومولدُه سنة خمس وأربعين وستّ مئة بدمشق.
حَضرَ على ابن مَسْلَمة، وإسماعيل العِراقيّ، والشَّريف بهاء الدِّين النَّقيب، والنَّجْم البَلْخيِّ، وعبد الله ابن الخُشُوعيّ، وشَرَفِ الدِّين عبد العزيز الأنصاريِّ، ومُحمد بن سَعْد المقدسيِّ. وسَمِعَ من اليَلْدانيّ، وخطيب مَرْدا، وفَرَج القُرْطُبيّ، وابنِ طَلْحة، وغيرهم.
ومن سماعاته "صحيح مُسلم" على البَكْريّ.
• - ودرّس بالظّاهرية للحَنفيّةِ القاضي شَمْسُ الدِّين سَلْمان المَلَطيُّ، نائبُ الحُكْم بدمشق، في يوم الأحد التاسع عَشَر من صَفَر، عِوَضًا عن شهاب الدِّين ابن النَّحّاس، وحَضرَ القضاةُ وجماعةٌ
(2)
.
2252 -
وتُوفِّي الصَّدْر الأجلّ شَمْسُ الدِّين عبدُ الله
(3)
ابنُ الشَّيخ عِمادِ الدِّين عبد العزيز [بن]
(4)
مُحمد بن عبد القادر بن عبد الخالق الأنصاريُّ، عُرِفَ
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 917.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 702.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 912.
(4)
ما بين الحاصرتين زيادة متعينة أخلت بها النسخة.
بابن الصّائغ، في ليلة الخَمِيس سَلْخ صَفَر بدمشق، ودُفِنَ من يومه بسَفْح قاسيون بتُربتهم.
وكان يخدم في ديوان الخاصّ المَنْصوريّ، ولم يزل يَتَقلّب في خِدَم الدِّيوان، وكان يحافظ على الصَّلَوات في الجماعة ويجتهدُ في الدُّعاء.
وسَمِعَ الحديث من ابن عبد الدّائم، وابن أبي اليُسْر، وجماعة. ولم يحدِّث.
وحدَّثني من أثق به أنَّه رآه في النَّوم عَقِيب موته فسأله: ماذا وجدتَ من الله سُبحانه؟ فقال: كلّ خَيْر.
2253 -
وفي صَفَر وصلَ شرَفُ الدِّين مُحمدُ
(1)
ابنُ شيخنا عِزّ الدِّين أحمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي الحَنْبليّ من القاهرة إلى صَفَد، وقد حَصَّل معه شيئًا، وأقامَ بها أيامًا، ومن عَزْمِه الرُّجوع للقاء العَسْكر المَنْصور والمسير معهم، فانقطعَ خبرُه، ولم يظهر أثرُه.
سَمِعَ من جدِّه، وعَمِّ والده مُحمد بن عبد الهادي، واليَلْدانيِّ، والمُرْسي، وابن عبد الدّائم، وجماعة. وظهرَ سَماعُه بعد موته للجُزء الرابع من "حديث إسماعيل الصّفّار"، على المؤتمَن بن قُمَيْرة التّاجر. وله إجازةُ ابنِ القُبَّيْطيّ، والكاشْغَري، وابن الخازن، وابن الصّابوني، وابن رَوَاج، والسّاوي، وجماعة، وحدَّث.
ومولدُه في ثالث عَشَر ربيع الأول سنة أربعين وست مئة بسَفْح قاسيون، وحَضرَ سماعَ الحديث في رَجَب سنة إحدى وأربعين وست مئة.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 929، وستأتي ترجمة والده عز الدين أحمد في وفيات سنة 700 هـ من هذا الكتاب.
[ربيع الأول]
(1)
2254 -
وفي ليلة السَّبْت ثاني شهْر ربيع الأول تُوفِّي الشَّيخُ الفقيهُ برهانُ الدِّين إبراهيمُ
(2)
بنُ أحمد بن مُحمد الهَمَذانيُّ، ودُفِنَ من الغد بسَفْح قاسِيون.
وكان فقيهًا في المدارس، وإمامَ مسجدٍ، ويَشْهد تحتَ السّاعات، وهو من أصحاب إمام الكَلّاسة.
2255 -
وفي ليلةِ الاثنين رابع شَهْر ربيع الأول تُوفِّي شَمْسُ الدِّين مُحمدُ
(3)
ابن الظَّهير يحيى بن محمود الأصبهانيُّ، المعروفُ بالحَنْبَليِّ
(4)
، مُشْرِف جامع دمشق، ودُفِنَ من الغد بسَفْح قاسيون، وحَضَرَ قاضي القُضاة والخطيب.
سَمِعَ من ابن عبد الدّائم، والكِرْمانيّ، ولم يحدِّث.
وهو أخو نَجْم الدِّين وشهاب الدِّين ابنَي الحَنْبليّ لأمّهما.
2256 -
وفي يوم الثُّلاثاء خامس ربيع الأول تُوفِّي الأميرُ سَيْفُ الدِّين بَكْتُوت
(5)
بن عبد الله الغَرْزيُّ العزيزيُّ الناصريُّ، ودُفِنَ بسَفْح قاسيون.
وكانَ حاجبَ الشام، وكانَ رجُلًا جيِّدًا من أعيانِ الأُمراء، مشكورَ السِّيرة، له هِمّةٌ مع كِبَر السِّنِّ، وكانَ مواظبًا على المَشْي إلى الجامع في أوقات الصَّلوات وحده، ويَحْمل نعلَهُ بيده.
وسَمِعَ من النَّجيب عبد اللَّطيف الحَرّانيِّ هو وأولاده، وما رَوَى شيئًا.
(1)
ما بين الحاصرتين زيادة منا على منهج المؤلف.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 911.
(4)
هكذا في النسخة الخطية، وفي تاريخ الإسلام بخط المؤلف:"الحُنَيْبِلي".
(5)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 924، وأعيان العصر 1/ 717.
2257 -
وفي ليلةِ الخَمِيس سابع ربيع الأول تُوفِّي نورُ الدِّين عبدُ الله
(1)
ابنُ الشَّيخ ضياءِ الدِّين عبدِ الرَّحمن ابنِ الخطيب جمالِ الدّين عبد الكافي بن عبد الملك بن عبد الكافي الرَّبَعيُّ الدمشقيُّ، ودُفِنَ من الغد بسَفْح قاسيون بتُربة الشَّيخ يوسف الفُقّاعيِّ.
وكانَ له نَظْم وكتابة حَسَنة، وجلسَ تحت السّاعات مدّةً، وشَهِدَ على القُضاة. وسَمِعَ من جماعةٍ مع عَمِّه المحدِّث نجم الدِّين عليّ بنِ عبد الكافي.
ومولدُه سنة أربع وستين وست مئة.
2258 -
وفي ليلةِ الخَمِيس سابع ربيع الأول تُوفِّي الحاج مُحمدُ
(2)
بنُ يونُس القوّاس، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.
وكانَ رجُلًا جيِّدًا يحبُّ الفُقراء، وخَدَم الشَّيخ ابن هُود ولازَمَه مدّة.
وهو والد إبراهيمُ
(3)
ابنُ القوّاس.
• - وفي يوم الجُمُعة ثامن شَهْر ربيع الأول دخلَ السُّلطانُ الملكُ الناصرُ ابنُ السُّلطانِ الملكِ المَنْصور قلاون إلى قَلْعة دمشق، وكانَ المطرُ وقعَ قبلَ ذلك يومين، والطينُ كثيرٌ في الطُّرقات، ومع هذا احتُفِل لقُدومه، وخرجَ النّاسُ على العادة، وزُيّن البلدُ أيامًا. وكانَ أقامَ على غزّة قريبًا من شَهْرين
(4)
.
فلما كثُرَت أخبار التَّتار وقُربهم من البلاد حَضَرَ بالجُيوش المِصْرية، وحَضَرَ إلى دمشق الجُفّالُ من حَلَب وأعمالِها في الشتاء، ووصل كَرْي الحَمْل من حَماة إلى دمشق إلى مئة وتسعين دِرْهمًا.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 941، وأعيان العصر 2/ 693، والوافي بالوفيات 17/ 294.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
ولد إبراهيم هذا سنة 677 هـ وتوفي في ثامن عشري شعبان سنة 761 هـ، وترجمته في وفيات ابن رافع 2/ 233 (745)، وذيل العبر، ص 336، والدرر الكامنة 1/ 80.
(4)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 703.
وجلسَ الأميرُ شَمْسُ الدِّين الأعْسَر وزيرُ الدَّولة وطالبَ العُمّال، واقتُرِضت أموال الأيتام وأموالُ الأسرى.
• - وخرجَ السُّلطان والجيشُ من دمشق يوم الأحد سابع عَشَر ربيع الأول، ولم يتخلّف أحد، وأكثَرَ المُسلمون بدمشق من الدُّعاء والتَّضَرّع. وشرعَ الخطيب في القُنُوت يوم الجُمُعة الثاني والعِشْرين من ربيع الأول في جَمِيع الصَّلوات، ووافقَهُ جميعُ الأئمّة.
2259 -
وفي يوم الاثنين حادي عَشَر ربيع الأول تُوفِّي الشَّيخُ شهاب الدِّين مُحمدُ
(1)
بنُ نَصْر الله بن محمود الشَّيْبانيُّ العطّارُ، ودُفِنَ بسَفْح قاسيون.
سَمِعَ من ابن مَسْلَمة في سنة ثمانٍ وأربعين وست مئة الجزء الذي كان عنده من "مُوافقات" ابن عَساكر. وسَمِعَ أيضًا من العِراقيّ، وفَرج الحَبَشيّ، وغيرِهم، ولم يحدِّث.
2260 -
وفي يوم الثُّلاثاء ثاني عَشَر ربيع الأول تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العالمُ الفاضلُ شَمْسُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(2)
بنُ عبد القَوِيّ بن بَدْران المَقدسيُّ المَرْداويُّ، بسَفْح قاسيون، ودُفِنَ من يومه بمقبرة المَرْداويّين بوادي العظام.
ومولدُه سنة ثلاثين وست مئة بمَرْدا.
وكانَ شيخًا فاضلًا في الفقه والنحو واللغة، كثيرَ المحفوظ، وأفتَى
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 936، وأعيان العصر 5/ 295.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 933، والعبر 5/ 403، والمعجم المختص، ص 241، والوافي بالوفيات 3/ 278، وأعيان العصر 4/ 516، وذيل طبقات الحنابلة 4/ 307، والمقصد الأرشد 2/ 459، والمنهج الأحمد، ص 408، وبغية الوعاة 1/ 161، والدارس 2/ 65، وشذرات الذهب 7/ 789.
ووَلِيَ تَدْريس المدرسة الصّاحبية مدّةً، وسَمِعَ كثيرًا بنفسه، وقرأ على الشُّيوخ، وله نَظْم كثير، من ذلك قصيدة داليّة في الفقه.
ومن مَسْموعاته "المُعجم الصغير" للطبراني، على الفقيه مُحمد بن عبد الهادي، عن الثقفي. وسَمِعَ بالقُدس على تاج الدِّين ابن عساكر سنة أربع وخمسين وست مئة. وسمع من خطيب مَرْدا، وإبراهيم بن خليل، وعثمان ابن خطيب القرافة، والمظفّر ابن الشَّيْرَجيّ، وغيرِهم.
2261 -
وفي يوم الاثنين حادي عَشَر ربيع الأول تُوفِّي القاضي زَيْنُ الدِّين مُحمدُ
(1)
بنُ عبدِ الوَهّاب بن أحمد بن مُحمد بن عبد العزيز بن الحُسين ابن الجَبّاب المِصْريُّ.
وكانَ ناظرَ بيتِ المال بالدِّيار المِصْرية.
رَوَى "جُزء الحَفّار" عن علي بن مُخْتار بن الجَمَل، وسَمِعَ أيضًا من جدّه، وابن الجُمَّيْزي.
ومولدُه في ليلة الاثنين سابع شَهْر ربيع الأول سنة أربع وعشرين وست مئة.
وكانَ موصوفًا بالأمانة والنزاهة، من رؤساء المِصْريين.
2262 -
وفي يوم الخَمِيس في شَهْر ربيع الأول تُوفِّي الشَّيخُ زَيْنُ الدِّين أبو الكَرَم وَهْبان
(2)
بنُ عليّ بن مَحْفوظ بن أبي الحَياء الشَّيْبيُّ الجَزَريُّ، المؤذِّن ببابِ السُّلطان، ودُفِنَ بمقبَرة السيِّدة نفيسة خارج القاهرة.
ومولدُه في سنة أربع وست مئة بجزيرة ابن عُمر.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 933، والعبر 5/ 404، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 228، وأعيان العصر 4/ 557، وشذرات الذهب 7/ 790.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 942، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 363، والعبر 3/ 405، وأعيان العصر 5/ 44، وشذرات الذهب 7/ 792.
رَوَى لنا عن ابن باقا الجُزء الثالث من البيوع من "مسائل الإمام أحمد" للأثرم. قرأتُه عليه بمنزله بعُلُوّ خان مَسْرور بالقاهرة. وكنتُ قرأتُ عليه قبل ذلك مُنتقَى منه بقَلْعة دمشق.
2263 -
وفي ليلة الجُمُعة خامس عَشَر شَهْر ربيع الأول تُوفِّي جمالُ الدِّين إبراهيمُ
(1)
بنُ نَصْر الله ابنِ الشَّيخ إبراهيم بن سعْد الله بن جَماعة الحَمَويُّ، ودُفِنَ من الغد بمقابر باب الفَراديس.
وكانَ شابًّا حَسَنًا عاقلًا، جَلَس مع الشُّهود تحت السّاعات.
وهو ابن أخي قاضي القُضاة بَدْر الدِّين.
• - وفي يوم الأربعاء السابع والعِشْرين من شهر ربيع الأول كانت الوَقْعة بين المُسلمين والتَّتار - خَذَلهم الله - بوادي الخِزَنْدار بالقُرب من سَلَمية وحِمْص، وانكسرَ جيشُ المُسلمين وهربوا إلى الدِّيار المِصْرية، ومنهم من مَرَّ بدمشق، ومرَّ السُّلطان على طريق بَعْلَبك. ولما وصلَ الخبرُ إلى دمشق تركوا القُنوت في الصَّلوات
(2)
.
2264 -
وقُتِلَ يوم الوقعة سَنْجَر
(3)
الجَماليُّ العزيزيُّ، وكان يَرْوي "جُزء الذُّهليّ"، عن سِبْط السِّلَفيّ.
2265 -
وأيدَكين
(4)
الجَماليُّ العزيزيُّ. وكان يروي بعض "مُسلم" عن المُرْسيّ، ولم يحدِّث بشيء.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 899.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 703، والبداية والنهاية 15/ 619.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 911.
(4)
المصدر السابق.
2266 -
والأميرُ نَجْمُ الدِّين أبو البَقاء نُوحُ
(1)
بنُ عبد الملك ابن الأمير الكبير شَمْس الدِّين مُحمد بن عبد الملك ابن المُقَدَّم، وحُمِلَ إلى حَماة ميتًا، فدُفِنَ بها بعد أيام، وكان من عَسْكر حماة.
ومولدُه في العَشْر الأخير من رَمَضان سنة أربع وعِشْرين وست مئة بحَماة.
سمعتُ عليه الأول من "الثقفيّات" بحماة، بسماعه من ابن رَوَاحة.
2267 -
والأميرُ الكبيرُ سَيْفُ الدِّين كُرْد
(2)
المَنْصوريُّ.
وكانَ أميرًا ديِّنًا، له رباط في القُدس، وكانَ كثيرَ الخَيْر والصَّدقة، وله اعتناء بأهل الحَرَمين، وله صفاتٌ جميلة. وكانَ مملوكًا للأمير ضياء الدِّين ابن الخَطِير. وكانَ أمير آخُر، ثم جعلَهُ حُسام الدِّين لاجين حاجبًا، ثم وَلِيَ نيابة السَّلْطنة الشَّريفة بالمملكة الطَّرابُلُسية والفُتوحات.
2268 -
والأميرُ رُكْن الدِّين مَنْكُبَرْس
(3)
بن عبد الله الجَماليُّ العزيزيُّ، المعروف بالسّاقي.
وكانَ نائبَ السَّلْطنة بغزّة، وكانَ رجُلًا جيِّدًا من خِيار الجُنْد.
رَوَى لنا عن سِبْط السِّلَفي "موافقات جزء الذُّهْلي". وسَمِعَ أيضًا من المُرْسي.
2269 -
وعُدِمَ في الوَقْعة قاضي القُضاة حُسام الدِّين أبو الفَضَائل
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 941، والعبر 5/ 406، وشذرات الذهب 7/ 792.
(2)
ترجمته في: نهاية الأرب 31/ 385، وتاريخ الإسلام 15/ 926، والعبر 5/ 406، والوافي بالوفيات 24/ 333، ومرآة الجنان 4/ 232، والنجوم الزاهرة 8/ 190، والسلوك 2/ 321.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 939، والعبر 5/ 406، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 342، وأعيان العصر 5/ 455.
الحَسَن
(1)
ابنُ قاضي القُضاة تاج الدِّين أبي المَفاخر أحمد بن الحَسَن بن أنوشروان الرّازيُّ الحنفيُّ.
وكانَ قاضيًا بمَلَطْية، ووردَ دمشق ووَلِيَ قضاءَها أكثر من عِشْرين سنة، ووَلِيَ أيضًا قضاءَ الدِّيار المِصْرية، وكان كثيرَ الفضائل والمَكارم، مُحْسنًا إلى النّاس، متودّدًا، وله نَظْم.
ومولدُه في ثالث عَشَر مُحرَّم سنة إحدى وثلاثين وست مئة، بآقْسَرا من بلاد الرُّوم.
2270 -
والقاضي عمادُ الدّين إسماعيلُ
(2)
ابنُ القاضي تاج الدِّين أحمدَ بنِ سعيد بن الأثير الحَلَبيُّ الكاتب.
وكانَ وَلِيَ كتابة الدَّرْج مدّةً، وباشرَ بعدَ والده كتابة السِّرِّ بالدِّيار المِصْرية مدّة، ثم تَرَكها ديانةً وورعًا. وكانَ كثيرَ الاشتغال، مُلازمًا للخَيْر، وهو الذي عَلّق "شَرْح العُمدة" للحافظ عبد الغَنِي، عن الشَّيخ تقيّ الدِّين ابن دَقِيق العيد. وله ديوان خُطَب استَعَرْتُه منه وتركَهُ عندي مُدّة.
2271 -
والأميرُ جمالُ الدِّين آقوش
(3)
المَطْروحيّ.
(1)
ترجمته في: تالي وفيات الأعيان، ص 64، وتاريخ الإسلام 15/ 903، والعبر 5/ 397، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 208، والوافي بالوفيات 11/ 397، وأعيان العصر 2/ 186، والبداية والنهاية 15/ 630، والجواهر المضية 1/ 187، والمقفّى (1147)، والدرر الكامنة 2/ 109، والنجوم الزاهرة 8/ 190، والمنهل الصافي 5/ 63، والدليل الشافي 1/ 259، وحسن المحاضرة 1/ 268، والطبقات السنية 3/ 38، وشذرات الذهب 7/ 779.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 921، والوافي بالوفيات 9/ 90، وأعيان العصر 1/ 498، والسلوك 2/ 321، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 170، والنجوم الزاهرة 8/ 190، والمنهل الصافي 2/ 391، والدليل الشافي 1/ 123.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 900، والعبر 5/ 396، وأعيان العصر 1/ 560، والوافي بالوفيات 9/ 325.
وكان حاجب الشام، وجُعِلَ أميرًا مدّةً يسيرة قبل مَوْته.
2272 -
والشَّيخُ الصّالحُ المُقْرئُ أبو جَعْفر عبدُ الرحمن
(1)
بنُ عبد الله ابن الشَّيخ أبي الحَسَن عليّ بن أبي عبد الله بن أبي الحَسَن، ابنُ المُقَيَّر البغداديُّ.
وكان شيخًا صالحًا يلقِّن القُرآن بجامع دمشق.
ومولدُه يوم الثُّلاثاء خامس عَشَر جُمادى الأولى سنة تسع وعشرين وست مئة ببغداد. وسَمِعَ بها من إبراهيم بن الخَيِّر، والمؤتَمَن بن قُمَيْرة، وأبي جعفر بن السيّدي، وابن المَنِّي، وغيرهم. وأجازَ له من دمشق جدّه أبو الحَسَن ابنُ المُقَيَّر، وابن اللَّتِّيّ، والنَّاصح ابن الحنبليّ، وأبو نصر ابن الشِّيرازي، ومُكْرَم، وكريمة.
قرأتُ عليه "مشيخة ابن شاذان"، والرّابع من "حديث الصَّفّار"، وثلاث مَجالس من "أمالي النَّجّاد"، وغير ذلك.
وكانَ مُلازمًا للسَّماع مع الشَّيخ علي المَوْصليّ، ويحرص على تَسْميع الصبيان الذين يقرؤون عليه.
ربيع الآخر
• - في ليلةِ السَّبْت مُستَهلّ شَهْر ربيع الآخر تَوجَّه القاضي إمامُ الدِّين قاضي القُضاة بدمشق والقاضي جمالُ الدِّين المالكيّ، وتاجُ الدِّين ابن الشِّيرازيّ، وعَلَم الدِّين الصَّوابيّ والي البَرّ، وجمالُ الدِّين ابن النَّحّاس والي البَلَد، والمُحْتَسب، وجماعة إلى الدِّيار المِصْرية
(2)
.
(1)
ترجمته في: تلخيص مجمع الآداب 1/ 528 (إيران)، وتاريخ الإسلام 15/ 915، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 360، والعبر 5/ 406، وتذكرة الحفاظ 4/ 185، وبرنامج الوادي آشي، ص 143 (199)، وذيل التقييد 2/ 83، وشذرات الذهب 7/ 792.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 705، والبداية والنهاية 15/ 619.
• - وفي ليلةِ الأحد ثاني ربيع الآخر أُحرِق باب الحَبْس داخل باب الصَّغير، وخرجَ جماعة من المَسْجونين نحوٌ من مئتَيْ رجلٍ وهَرَبوا
(1)
.
• - وفي يوم الأحد ثاني ربيع الآخر اجتمعَ جماعةٌ من الأعيان من العُلماء والأكابر بمَشْهد عليّ رضي الله عنه، بجامع دمشق، واتَّفقوا على التَّوجُّه للقاءِ ملكِ التَّتار وطلبِ الأمان منه، وتَوَجَّهوا يوم الاثنين ثالث شَهْر ربيع الآخر، وبَقِي البَلَد ليس فيه أحدٌ من أرباب الولايات فلقوا الملك بالنَّبَك، وغابُوا عن البَلَد أربعة أيام
(2)
.
• - وفي يوم الاثنين ثالث ربيع الآخر نُودي في البَلَد بأمر الأمير عَلَم الدِّين أرْجواش نائبِ السَّلْطنة بقَلْعة دمشق أن لا يُباع شيءٌ من آلات السِّلاح فإنَّها أبيعت بأثمانٍ رَخِيصة، أبيع الفَرَس بخمسين وأربعين، والجَوْشَن الذي قيمتُه مئة بعشرين ودُونها، والبساط الذي قيمته مئة بثلاثين ودُونها
(3)
.
2273 -
وفي ليلة الاثنين ثالث شَهْر ربيع الآخر تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو العبّاس أحمدُ
(4)
بنُ عُثمان بن مُفَرِّج بن حامد البَعلَبَكيُّ القيِّم، ببَعْلَبَك.
وبلغَ من العُمُر سبعًا وثمانين سنة.
وكانَ شيخًا صالحًا، خدمَ المشايخ، وسافرَ إلى العراق، ورَوَى لنا عن ابن المُقَيَّر "الأربعين" للحاكم. قرأتُها عليه ببَعْلَبَك. وسَمِعَ أيضًا من ابن رَوَاحة في أول سنة إحدى وعشرين وست مئة، وسَمِعَ من الشَّرَف المُرْسيّ، وغيرهم.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 705، والبداية والنهاية 15/ 620.
(2)
الخبر في المصدرين السابقين.
(3)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 705.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 894، وأعيان العصر 1/ 286.
ولَزِمَ في آخر عُمُره العبادةَ والمسجدَ، وكان حَسَنَ السَّمْت، كثير المروءة، ديِّنًا، عفيفًا.
• - وغَلا السِّعْر، فبيعَ رِطْل الخُبْز بدِرْهمين، ثم استقرَّ بدِرْهم، وطُحِنَت الغِرارةُ بأربعةٍ وعِشْرين درهمًا، ثم وصلت إلى أربعين، وخُبْز كل عشرة أرغِفةٍ بدرهم، ودخل أهل البَرِّ إلى البَلد فتمكَّنَت الحَرافشة من أماكنهم، فقلعوا الخَشَب والأبواب والحديد، وأتلفوا شيئًا كثيرًا
(1)
.
• - وفي يوم الخَمِيس سادس ربيع الآخر وصلَ أربعةٌ من التَّتار مع الشَّرِيف القُمّي، ونزلوا بالباذرائية
(2)
.
• - وفي يوم الجُمُعة سابع ربيع الآخر غُلِّقت أبواب البَلَد، ثم كُسِرت أقفال باب توما
(3)
، وفُتِحَ وحده، وأقيمت الجُمُعة، ولم يُذكر في الخُطْبة اسم السُّلطان.
وبعدَ صلاة الجُمُعة وصلَ جماعة من التَّتار مع الأمير إسماعيل، ونزلوا ببستان الظاهر بطريق القابون، وحضرَ الفَرَمان بالأمان، وطيفَ به على من بَقِيَ في البَلَد من الأعيان، واجتمعُوا لقراءته، فأُخِّر إلى يوم السَّبْت ثامن ربيع الآخر، فقُرئ بمقصورة الخطابة، ونُثر عليه شيء من الذَّهَب والفضّة
(4)
.
• - وفي يوم الأحد تاسع ربيع الآخر طُلِبَت الخَيْل والمال من النّاس بالمدرسة القَيْمُريّة
(5)
.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 705.
(2)
الخبر في المصدر السابق.
(3)
كسره نائب الوالي الشجاع همام وابن ظاعن، كما في تاريخ الإسلام.
(4)
الخبر في: نهاية الأرب 31/ 389، وتاريخ الإسلام 15/ 705 - 706، والبداية والنهاية 15/ 620، وساق الذهبي نص الفرقان.
(5)
الخبر في المصادر السابقة.
• - وفي يوم الاثنين عاشر ربيع الآخر قَرُب الجَيْش من البَلَد، وكثُر العَيْثُ والفسادُ، وقُتل جماعة من أهل البرّ
(1)
.
• - وفي عَشِيّة هذا اليوم وصل الأميرُ سَيْف الدِّين قَبْجَق، وبكتَمُر السِّلَحْدار، وجماعة، ونزلوا بالمَيْدان وتَكَلَّموا مع متولِّي القلعة وأشاروا عليه بتسليمها، فلم يُجِبْهم
(2)
.
• - وفي يوم الثُّلاثاء حادي عَشَر ربيع الآخر أُمِرَ أعيانُ البَلَد بالمَشْي إلى النّائب بالقَلْعة والتحدُّث معه في تَسْليمها، فاجتمعوا [به] وسألوه ذلك، فلم يلتفت عليهم
(3)
.
• - وفي يوم الأربعاء ثاني عَشَر ربيع الآخِر دخلَ السُّلطان الملك الناصر، والأمير سَيْف الدِّين سلّار نائبُ السَّلْطنة إلى القاهرة المَحْروسة
(4)
.
• - وفي هذا اليوم دخل الأمير سَيْفُ الدِّين قَبْجَق إلى دمشق وجلس بالمدرسة العزيزية، وأمر الأعيان بمراجعة النائب في القَلْعة في تسليمها، فعاودوه مرة ثانية فلم يُجِبْهم، وكتب للناس في هذا اليوم أمانات من جهة قَبْجَق وغيره من نواب التَّتار
(5)
.
• - وفي يوم الجُمُعة رابع عَشَر ربيع الآخر خُطِبَ على منبر دمشق لغازان ملك التَّتار وبحضور المُغل، ودُعي له عَقِيب الجُمُعة على السُّدّة، وقُرئ مَرْسوم بتولية قَبْجَق أمْرَ الشام، وحضرَ النّاسُ عنده للتهنئة فأظهرَ الكراهة
(1)
الخبر في: نهاية الأرب 31/ 389، وتاريخ الإسلام 15/ 705 - 706، والبداية والنهاية 15/ 620.
(2)
الخبر في: نهاية الأرب 31/ 393، وتاريخ الإسلام 15/ 708 وغيرهما.
(3)
الخبر في المصدرين السابقين.
(4)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 708.
(5)
الخبر في: نهاية الأرب 31/ 393 - 394.
بذلك، وأنه في تَعَب عظيم مع التَّتار، وأنه يريد لأجل المَرْسوم ألفي دينار. وعرض عليه بعض الجماعة فرسًا وبَغْلة، فقال: الخيل والبغال لهم ليس لكم فيها مانّة، وإنّما المطلوب الذَّهَب
(1)
.
• - وفي يوم الجُمُعة المَذْكور نزلَ شيخ المشايخ نظامُ الدِّين محمود بن عليّ الشيبانيّ بالمدرسة العادلية الكبيرة
(2)
.
• - وفي يوم السَّبْت مُنتصف ربيع الآخر شُرِعَ في نَهْب الصّالحية والعَيْث والفَساد فيه، وكَسَروا الأبوابَ، وقَلَعُوا الشبابيك، وأخذوا بُسُط الجامع، وحَصَلَ لهم في الصّالحية شيءٌ كثيرٌ من القَمْح والذَّخائر والمَطْعومات والكُتُب. والتجأ النّاس إلى دَيْر الحنابلة من جوانب الصّالحية، فاحتاطَ التَّتار به يوم الثُّلاثاء ثامن عَشَر ربيع الآخر، ودخلوا إليه ونَهَبوا منه وسَبَوا، وخرجَ إليهم في هذا اليوم يوم الثُّلاثاء شيخُ المشايخ المَذْكور وجماعةٌ بين الظُّهر والعصر فأدركوهم ورَدُّوا عنهم، وهربَ التَّتار بين أيديهم، وتوجَّهوا إلى قَرْية المِزّة، فنهبُوا وأسروا. وتوجَّهوا إلى داريّا، فدخلَ أهلها إلى الجامع، فاحتاطوا به ودخلُوه، ونهبوا وأسروا وقتلُوا أيضًا
(3)
.
• - وفي يوم الخميس العِشْرين من شَهْر ربيع الآخر خرجَ جماعة، منهم الشَّيخ تقيُّ الدِّين ابن تَيْمية إلى ملكِ التَّتار، وكان نازلًا بتلّ راهط بالمَرْج، فدخلَ عليه وأراد أن يشكو إليه ما وقعَ، فلم يُمَكَّن من ذلك، وأشارَ الوزير سَعْد الدِّين ومشير الدَّولة الرَّشيد بأن لا يُخاطب الملك بشيء من ذلك فإنَّه يَحْصل فِتْنة،
(1)
قال الذهبي: "وتعب قبجق بالتتار كل التعب، ولكنه كان شاطرًا ذا دهاءٍ ورأي وخبرة قد عرف سياستهم"(تاريخ الإسلام 15/ 708).
(2)
هو شيخ الشيوخ لغازان (تاريخ الإسلام 15/ 708) وتنظر: البداية والنهاية 15/ 622.
(3)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 709، والبداية والنهاية 15/ 622.
ونحنُ نتولَّى إصلاح الأمر، ولكنْ لا بُدّ من إرضاء المُغْل، فإنَّ منهم جماعة لم يحصل لهم شيء إلى الآن. وعادَ الشَّيخُ تقيُّ الدِّين ومَن معهُ إلى البَلَد ليلة السَّبْت الثاني والعِشْرين من شَهْر ربيع الآخر
(1)
.
• - وفي يوم السَّبْت هذا اشتُهِرَ أنه لا بُدّ من دخُولهم البَلَد والعَيْث فيه والنَّهْب، وخرجَ شيخ المشايخ من العادلية إلى العَسْكر، وأشارَ على النّاس بالخروج من البَلَد. ثم إنه عادَ آخر النَّهار وحضرَ إليه الأعيان وبَذَلُوا فداء البَلَد بالأموال.
• - وفي يوم الأحد الثالث والعشرين من ربيع الآخر أصبحَ النّاسُ في خوفٍ شديد وبردٍ شديد، وأُخِذَ من البَلَد في هذه الأيام أكثر من عَشرة آلاف فَرَس، واشتدَّ في آخر الشَّهْر الطلبُ من النّاس، وقُدِّر عليهم مبلغٌ، ثم أُضعِف، فقُرِّر على أهل الخوّاصين مئة ألف دِرْهم، وكذلك على أهل الرَّمّاحين، وستّون ألفًا على أهل سُوق عليّ، وعلى أكابر البَلَد وأوساط النّاس، ورَسَّم عليهم التَّتار وضُيِّق عليهم، وأُلزموا بالمبيت بالمَشْهد الجديد بجامع دمشق. وكثُر النَّهْب في البَلَد والخَطْف وتَشْليح الثياب.
وفي يوم الجُمُعة الثامن والعِشْرين من شَهْر ربيع الآخر كُسِرت بعض أبواب الدُّور، وصُعِدَ إلى الأسطحة، وأُرعِب النّاسُ، وحَصَلت ضَجّة وقت صلاة الجُمُعة. وجُبِيَ على الرؤوس وعلى الدُّور، واشتدَّ خوفُ النّاس كلّهم بسبب الطلب والجباية
(2)
.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 709، والبداية والنهاية 15/ 622.
(2)
تنظر: التفاصيل في تاريخ الإسلام 15/ 710 - 711. والبداية والنهاية 15/ 622 - 623 وغيرهما.
• - وفي عَشِيّة السَّبْت التاسع والعِشْرين من شهر ربيع الآخر نودي في البلد بإطلاق الطلب، فتوجَّه الأعيان إلى دُورهم ورُفع عنهم التَّرْسيم
(1)
.
• - وفي يوم الأحد سَلْخ ربيع الآخر ابتُدِئ بحصار القَلْعة من داخل البلد ومن ظاهره، ورُميَ من القَلْعة بالمَنْجنيق والنار، وظهرَ الدُّخان والغبرة
(2)
.
• - وفي آخر هذا اليوم نُهبَت دار السُّكَّر، ودخلَ إليها الحَرافشة والصَّعاليك، وأخذُوا منها القَطْر والسُّكَّر والأخشاب والآلات
(3)
.
• - ولمّا دخل العسكر إلى القاهرة في هذا الشهر مُسِك الأمير ناصر الدِّين باشْقَرد النّاصريّ، ورُسِّم على الأمير رُكن الدِّين الجالق ثم أُطلِقَ.
• - ودخلَ القاهرة من الجُفّال خَلْقٌ كثير، وحملتُهم الدِّيار المِصْرية، ورخص السِّعْر، ووصلَ الجيش في ضَعْف كثير، فمَنّ الله بالخَيْل والعُدَد وغَلَت أسعارها لكثرة الطلّاب لها، فكان الجَوْشن الذي يساوي عَشَرة دراهم يبلغ ثمنه إلى مئتي دِرْهم، وكذلك جميع آلات الجُنْدية والعمائم أيضًا، فإنّ الجيشَ رجعَ بغير عمائم، فكانت العِمامة التي تساوي خمسين درهمًا تُباع بمئتي دِرْهم، وأنفقَ السُّلطان في الجيش ذَهَبًا كثيرًا وأموالًا جمّة
(4)
.
2274 -
وفي أوائل شَهْر ربيع الآخر تُوفِّي الشَّيخُ إبراهيمُ
(5)
بنُ عَنْبَر بنِ عبد الله القيِّم والمؤذِّن بالتُّربة الأسديّة بسَفْح قاسيون، ويُعرف بالماردينيّ،
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 711، والبداية والنهاية 15/ 623.
(2)
الخبر في المصدرين السابقين.
(3)
تاريخ الإسلام 15/ 711.
(4)
قال الذهبي: "ولعلها تجاوزت ألف ألف دينار، وأزيحت علل الجيش بكل ممكن"(تاريخ الإسلام 15/ 711).
(5)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 799، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 148، والعبر 5/ 396، وتذكرة الحفاظ 4/ 185، وبرنامج الوادي آشي، ص 113، وشذرات الذهب 7/ 778.
لأنه كان قيِّمًا بالمدرسة الماردانية قبل التُّربة الأسَدِية، وكانت وفاته بالتُّربة الأسدية المذكورة.
ومولدُه في رجب سنة ستِّ وعِشْرين وست مئة.
رَوَى لنا عن أبي المُنَجَّى ابن اللَّتِّيّ.
2275 -
وفي أوائل شَهْر ربيع الآخر تُوفِّي الشَّريفُ فَلَكُ الدِّين عليُّ
(1)
بنُ مُحمد بن أبي المفاخر بن أبي الفَرَج الحُسَيْنيُّ الواسطيُّ، المعروف بابن الفاخر، بدمشق، ودُفِنَ بخان ابن المُقَدَّم داخل باب الفَراديس.
وكانَ مولدُه ليلة الجُمُعة في العَشْر الأخير من جُمادى الآخرة سنة ست مئة.
وكان خَدَمَ جُنديًّا مع باتكين بالبَصْرة وإرْبِل، ودخلَ دمشق سنة ثلاث وأربعين وست مئة، وصارَ تاجرًا، ثم عادَ إلى العِراق، ثم حَجَّ وجاورَ، ورُتِّب بالخانقاه الأندَلُسيّة إلى أن مات. وكان يَحْفظ ويُذاكر، وله حُرمة لأجل الشَّرَف والسِّنّ.
2276 -
وفي التّاسع من ربيع الآخر تُوفِّي الطَّوَاشيُّ الجليلُ الأميرُ الكبيرُ حسامُ الدِّين أبو المَناقب بلال
(2)
بن عبد الله الحَبَشيُّ الجَمَدار، المُغيثيُّ الصالحيُّ، وهو متوجّه من الشام إلى القاهرة عَقِيب الكَسْرة بالسَّوادة بِرَمْل مصرَ، وحُمِلَ إلى قَطْية فدُفِنَ بها.
وكان أمير عَشَرة، وكان يتولَّى أمرَ الملك الصّالح ابن الملك المَنْصور، ثم جعلَهُ الملك العادل كَتْبُغا ينظر في أمرِ المَلِك الناصر. وهو كبيرُ الخُدّام بالحرم النبوي على ساكنه أفضل الصَّلاة والسَّلام، وله نِعْمة طائلةٌ وأموالٌ وافرة.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 925.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 902، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 192، وأعيان العصر 2/ 42، والوافي بالوفيات 10/ 280، والسلوك 2/ 333، والمقفّى (949)، والتحفة اللطيفة 1/ 222، وشذرات الذهب 7/ 779.
رَوَى عن ابن رَوَاج؛ قرأتُ عليه بالقاهرة بالجامع الأزهر أربعة مجالس لابن مَيْلة، والأوّل من "فوائد" حاجب الطُّوسِيّ، و"حديث الآجُرّي"، "والخُتَّلي"، و"حديث الإفْك". وقرأتُ عليه بدمشق "جُزء سُفيان بن عُيَيْنة" و"جُزء ابن قَفَرْجَل"، و"مَجْلس الأُسواري"، ومن "فوائد عليّ النَّيْسابوريّ".
2277 -
وفي وَسَط شَهْر ربيع الآخر تُوفِّي الشَّيخُ أبو حامد
(1)
بنُ مُحمد بن مَسْعود بن حَسَن بن سَعْد الله بن سَرايا الحَرّانيُّ، المؤذِّن بجامع جَرّاح، وكانت وفاته بقَيْسارية داخل باب الصَّغير، ودُفِنَ من غير غُسْل داخل البَلَد إلى جانب السُّور.
ومولدُه سنة عشرين وست مئة بحَرّان.
قرأتُ عليه "جزء أبي الجَهْم"، عن ابن اللَّتِّي، ورَوَى أيضًا عن ابن خَلِيل. وكان يَحْفظ القُرآن العزيز ويُلازم حُضور السُّبُع الكبير.
2278 -
وفي العَشَر الأوسط من شَهْر ربيع الآخر تُوفِّي الشَّيخُ الفقيهُ الإمامُ العالمُ تقيُّ الدِّين أبو مُحمد عبدُ الله
(2)
ابنُ الشَّيخ الفقيه عبد الوليِّ بن جُبارة بن عبد الوليّ المَرْداويُّ المقدسيُّ الحنبليُّ، بسَفْح قاسيون.
وكان شيخًا فاضلًا في الفقه ومَعْرفةِ الحساب والجَبْر والمُقابلة، وغير ذلك. وهو من أهل الفَتْوى والتَّدْريس.
2279 -
وتُوفِّيت أمّ مُحمد هديّة
(3)
بنتُ الشَّيخ عبدِ الحميد بن مُحمد بن
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 944، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 423.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 914، والوافي بالوفيات 17/ 302، وأعيان العصر 2/ 695، وذيل طبقات الحنابلة 4/ 309، والمنهل الصافي 7/ 97، والمقصد الأرشد 2/ 41، وشذرات الذهب 7/ 783.
(3)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 942، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 362، والعبر 5/ 407، ومرآة الجنان 4/ 232، وشذرات الذهب 7/ 792.
سعد بن إبراهيم بن أحمد المَرْداويِّ المقدسيِّ، بسَفْح جبل قاسيون، بعد موت التقيّ عبد الله المذكور بيومين أو ثلاثة.
وكانت امرأةً صالحة. رَوَت لنا عن ابن الزَّبِيديّ.
وهي زوجة الفقيه أحمد المَرْداويّ أم أولاده الأربعة: عبد الحميد، وعبد الرحمن، ومُحمد، وعائشة.
2280 -
وقُتِلَ في هذا الشَّهْر بداريّا يوم دخول التَّتار إليها الخطيب زَيْنُ الدِّين أبو العبّاس أحمدُ
(1)
ابنُ الخطيب أبي عليّ شَمْخ بن ثابت بن عَنان بن وافد بن مُستفاد السِّنْبِسيُّ العُرْضيُّ.
وكانَ خطيب داريّا من مدّة طويلة، وله شُهرة.
وروى لنا حُضورًا عن الشُّيوخ الثلاثة أصحاب ابن عَساكر، وهم: محمود بن خُضَيْر، وشَعْبان ابن الحِمْصيِّ، ومُحمد بن أحمد بن زُهير الدَّارانيّون. ورَوَى لنا سَمَاعًا عن والده الخطيب شَمْخ، وعبد العزيز الكَفْرَطابيّ.
ومولدُه في ثامن عَشَر صَفَر سنة اثنتين وثلاثين وست مئة، بقرية داريّا.
2281 -
وفي الحادي والعشرين من شَهْر ربيع الآخر تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ الفقيه المُقْرئ شهابُ الدِّين أبو العبّاس أحمدُ
(2)
ابن الشَّيخ الزّاهد القُدْوة عبد الله بن عبد العزيز بن مَهاد اليُونينيُّ البَعْلَبَكيُّ الحَنَفيُّ، بسَفْح قاسيون، دَخلَ عليه التَّتار فآذوه ورَفَسُوه فمات.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 892، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 48، وتوضيح المشتبه 5/ 385.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 893، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 51، وتذكرة الحفاظ 4/ 185، والعبر 5/ 393، وبرنامج الوادي آشي، ص 103، وذيل التقييد 1/ 322، وشذرات الذهب 7/ 775.
وكانَ شيخًا صالحًا، مليحَ الصُّورة، فقيهًا بالمَدْرسة الظّاهرية.
سَمِعَ من الشَّيخ بهاء الدِّين عبد الرحمن المقدسيّ، وابن الزَّبِيديّ، وابن اللَّتِّيّ، وإسماعيل بن ظَفَر النابلسيّ. ورَوَى الحديث.
ومولدُه في سنة عِشْرين وست مئة.
2282 -
وفي الحادي والعِشْرين من شَهْر ربيع الآخر تُوفِّي الشَّيخُ شَمْسُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(1)
بنُ أبي الحَرَم مكّي بن أبي الذِّكْر بن عبد الغَنِي القُرشيُّ الصِّقَلّيُّ الرَّقّام، بالقاهرة، ودُفِنَ من الغد بالقَرافة الصُّغْرى.
ومولدُه بدمشق في العَشْر الأوسط من رَجَب سنة أربع وعشرين وست مئة.
رَوَى "صحيح البُخاري" عن ابن الزَّبِيديّ، وسَمِعَ من ابن اللَّتِّي، وابن صَباح، وأبي نَصْر ابن الشِّيْرازي، ومُكْرَم بن أبي الصَّقْر، وابن المُقَيَّر، وكريمة القُرشيّة، وجماعة من شيوخ دمشق.
2283 -
وفي يوم السَّبْت الثاني والعِشْرين من شَهْر ربيع الآخر تُوفِّي الشَّيخُ الجليلُ الكبيرُ عمادُ الدِّين أبو الحَجّاج يوسفُ
(2)
بنُ أبي نَصْر بن أبي الفَرَج بن أبي نَصْر، ابنُ الشُّقاريِّ، بداره بدمشق، ودُفِنَ بها، ثم نُقل إلى تُرْبته جوار جامع النَّيْرَب في يوم السَّبْت ثاني عَشَر جُمادى الآخرة.
سَمِعَ "صحيح البُخاري" هو وولده على ابن الزَّبِيديّ، وحَدّث به غير مرّة، سمعناهُ منه.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 936، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 286، وتذكرة الحفاظ 4/ 187، والعبر 5/ 405، وذيل التقييد 1/ 268، والنجوم الزاهرة 8/ 193، وشذرات الذهب 7/ 791.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 943، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 398، والعبر 3/ 405، وتذكرة الحفاظ 4/ 185، وبرنامج الوادي آشي، ص 163، والوافي بالوفيات 29/ 347، وأعيان العصر 5/ 670، وذيل التقييد 2/ 334، وتوضيح المشتبه 9/ 172، والنجوم الزاهرة 8/ 192، وشذرات الذهب 7/ 793.
وقرأتُ عليه "الأربعين الطائيّة"، وقرأتُ عليه بالمدينة النَّبوية، وببدر وزَيْزَاء
(1)
. وتولَّى أميرًا على الحَجّ مدّة سنين، ووقف بالنَّيْرَب التُّربة والمسجدَ والخانقاه جوار الجامع.
وكان رجُلًا جيِّدًا، مُباركًا، متواضعًا. وسَمِعَ أيضًا من الفَخْر الإربليّ، والرَّشيد ابن الهادي، والنّاصح ابن الحنبليّ، والسَّخاويّ، وجماعة.
2284 -
وفي ليلة الخَمِيس الثامن والعِشْرين من شَهْر ربيع الآخر تُوفِّي القاضي عمادُ الدِّين أبو الفَتْح مُحمدُ
(2)
ابنُ أقضى القُضاة بهاء الدِّين أبي عبد الله مُحمد ابن الشَّيخ بهاء الدِّين مُحمد بن إبراهيم بن أبي بكر ابن خَلِّكان الشافعيُّ، بقلعة عَجْلون، ودُفِنَ من الغد بمقابر الرَّبَض.
ومولدُه يوم السَّبْت عاشر جُمادى الآخرة سنة خمس وأربعين وست مئة بالقاهرة.
وكان قاضيًا بعَجْلُون، ونابَ قبل ذلك عن والده ببعلبك، ووَلِيَ قضاءَ بانياس أيضًا. وكان فيه كَرَم وخِدْمةٌ للناس، وهو من بيتٍ معروف.
قرأتُ عليه ببَعْلَبَك "الأربعين السِّلَفية" بإجازته من ابن الجُمَّيْزيّ، وابن الجَبّاب، وسِبْط السِّلَفي.
2285 -
وتُوفِّي الشَّيخُ ناصرُ الدِّين أبو السُّعود مُحمدُ
(3)
بنُ عبد الكريم بن
(1)
من قرى البلقاء (معجم البلدان 3/ 163).
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 935.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 933، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 222، وتذكرة الحفاظ 4/ 187، والعبر 5/ 404، وشذرات الذهب 5/ 404. وعمه الحافظ زكي الدين المنذري توفي سنة 656 هـ وهو صاحب "التكملة لوفيات النقلة" وغيره، وينظر: "المنذري وكتابه التكملة"، للدكتور بشار عواد معروف، النجف 1968 م.
عبد القويّ بن عبد الله بن سَلامة المُنْذِريّ، في يوم الخميس خامس أحد الرَّبِيعين، ودُفِنَ بعد العصر عند قَبْر عَمِّه الحافظ زكيّ الدِّين عبد العظيم.
ومولدُه بمصرَ في سنة ست وثلاثين وست مئة.
رَوَى عن ابن المُقَيَّر، وابن قُمَيْرة، وابن الجُمَّيْزي، وسِبْط السِّلَفي، وغيرِهم.
2286 -
وقُتل في أوائل شَهْر ربيع الآخر الأميرُ سيف الدِّين الطَّيّار
(1)
، أدركه التَّتار بطريق مِصْرَ فقاتلَهُم وردَّ عن أهلِه ومَن معه إلى أن قُتِلَ، وكان له نحو ستِّين سنة.
2287 -
وفي يوم الثُّلاثاء الخامس والعِشْرين من شَهْر ربيع الآخر تُوفِّي قاضي القضاة إمامُ الدِّين أبو المعالي عُمرُ
(2)
ابنُ القاضي سَعْد الدِّين أبي القاسم عبد الرحمن ابن الشَّيخ إمام الدِّين أبي حفص عُمر بن أحمد بن مُحمد القَزْوينيُّ الشافعيُّ، بالقاهرة، ودُفِنَ جوار قُبّة الإمام الشافعيُّ، رضي الله عنه، بالقَرافة.
وكانَ وصلَ جافلًا من التَّتار فأقامَ بالقاهرة أسبوعًا وماتَ، وحضرَ جنازته جَمْعٌ كبيرٌ، وصُلِّي عليه بجامع دمشق صلاة الغائب في يوم الجُمُعة التاسع من شعبان.
ومولدُه سنة ثلاث وخمسين وست مئة بتِبْريز.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 913، والعبر 5/ 399، وشذرات الذهب 7/ 783.
(2)
ترجمته في: تالي وفيات الأعيان، ص 117، وتذكرة الحفاظ 4/ 185، والعبر 5/ 402، والوافي بالوفيات 22/ 504، وأعيان العصر 3/ 633، والبداية والنهاية 15/ 631، والعقد المذهب، ص 382، والسلوك 2/ 333، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 189، والنجوم الزاهرة 8/ 192، والمنهل الصافي 8/ 293، والدارس 1/ 146، وشذرات الذهب 7/ 787.
وكان رجُلًا فاضلًا، عاقلًا، عارفًا، بصيرًا بالأمور، دَرَّس بدمشق بعدّة مدارس، ووَلِيَ قضاءَ القُضاة بها وأعمالها، وأحسنَ السِّيْرةَ، ودارَى النّاسَ، وساسَ الأمورَ، وكان حَسَن الهيئةِ، مليحَ الصُّورةِ، كثيرَ المروءةِ، وافرَ الإحسان.
2288 -
وتُوفِّي القاضي الإمامُ الصَّدْرُ علاءُ الدِّين أحمدُ
(1)
ابنُ قاضي القُضاة تاجُ الدِّين عبد الوَهّاب ابن القاضي الأعزّ أبي القاسم خَلَف بن محمود بن بدر العَلَاميُّ المِصْريُّ، بالقاهرة، بعد موت القاضي إمام الدِّين بأيام قليلة.
وكانَ أقامَ بدمشق مدّة، ووَلِيَ بها تَدْريس القَيْمُريّة، والظّاهريّة.
2289 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو أحمد مَنْصور
(2)
بنُ عبد الكريم بنِ أحمد السَّرَاويُّ، المعروف بابن العَجَميِّ، وبابن الحِمْصيّ.
حَضرَ واقعة التَّتار وعادَ إلى حِمْص فماتَ بها بعد الوقعة بعشرين يومًا.
ومولدُه بحِمْص أيضًا سنة خمس وأربعين وست مئة.
وكانَ شيخًا صالحًا، أقامَ بدمشق مدّةً في بُستانٍ جوار دار الطعم خارج باب تُوما.
حضرتُ عنده مرّةً فذكر لي أنَّ والدَهُ كان تاجرًا من أهل تِبْريز، وأنّه قرأ القرآن، ولازمَ التجارة مع والده إلى أن بلغ عِشْرين سنة، فتركَ ذلك، وحصلَ له إقبال على الطاعة، وحَجّ وجاورَ، وحضرَ واقعة حِمْص سنة ثمانين
(1)
ترجمته في: نهاية الأرب 31/ 89، وتالي وفيات الأعيان، ص 121، وتاريخ الإسلام 15/ 893، وفوات الوفيات 1/ 106، والوافي بالوفيات 7/ 163، وأعيان العصر 1/ 279، وطبقات الشافعية للسبكي 8/ 23، والعقد المذهب، ص 173، والسلوك 4/ 257، والمقفّى (507)، والنجوم الزاهرة 8/ 189، والمنهل الصافي 1/ 378، وشذرات الذهب 7/ 776.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 939، وأعيان العصر 5/ 452.
وست مئة، ورأى الملائكة فيها، وأنه نَظَم قصيدةً على حَرْف التاء أكثر من ألف بيت في السُّلوك، وأنشدني بعضَها، وكان اجتماعي به في جُمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين وست مئة. ثم بعد ذلك انتقلَ إلى حِمْص، وتولّى بها مشيخة الخانقاه إلى أن ماتَ.
جُمادى الأولى
• - في ليلة الاثنين مُستهلّ جُمادى الأولى باتَ جماعةٌ من التَّتار بباب البَرِيد وكَسَروا الدَّكاكين، ونَهَبوا ما فيها، وجَعَلُوا خيولَهُم بين أيديهم في وسط سُوق باب البَرِيد، وذلك لأجل حِفْظ المجانيق التي بالجامع، وامتنعَ النّاسُ من دخول الجامع من باب البريد، وانتقل السُّكّان بنواحي باب البَرِيد من الدُّور، وعَجَزوا عن حَمْل ما فيها من الأمتعة، وخافَ النّاسُ من الخروج، ولزموا البيوت، وقلَّ النّاس في البَلَد وخافوا من إلزامهم بطَمْر الخَنْدق، والاستعانة بهم في شيء من أمور الحِصار، ورُدَّت أبواب الجامع وغُلِق بعضُها، وقَلّ النّاسُ بالجامع، وقَلّ من يَحْضر الصَّلوات خوفًا من التَّشْليح. وقبل ذلك كان الجامع ممتلئًا من النّاس ومن الغُرباء والفلّاحين وأهل الحَواضر
(1)
.
• - وفي يوم الثُّلاثاء ثاني جُمادى الأولى نُهِبَ دَيْر الحنابلة بسَفْح قاسيون نهبًا عامًّا، وسُبِيَ من كانَ فيه، وأُوذِيَ قاضي القُضاة تقيّ الدِّين الحَنْبليّ، ودخلَ جماعة إلى البلد في ضرورة وحالٍ شديدة.
وقيل: إنه أُسِرَ من الصّالحية نحو الأربعة آلاف، وقُتِلَ نحو الأربع مئة، وأُحرق أماكن حول القَلْعة، منها دار الحديث الأشرفية ما جاورَها إلى دار الحديث النُّورية وما قبالتها إلى العادلية الصَّغِيرة، واحتاطَ التَّتارُ بهذه النَّواحي
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 711، والبداية والنهاية 15/ 623.
والأماكن التي لم يَصِل إليها الحريق، فنُهبت ونُقِضت أخشابُها، وقُلِعَ ما فيها من الرُّخام وأُخِذ ما فيها من الأثاث والكُتُب وبيع بأقلّ الأثمان، وبقيت تلك الأماكن موحشة لا يَجْسُر أحدٌ أن يَمرّ بها، وانتقلَ النّاسُ مما قارَبَها خَوْفًا من وصولِ الأمر إليهم، وكَثُر النَّهْب في البلد، وخافَ النّاس من المَشْي فيه. وكان الشخص إذا احتاجَ إلى الخروج لضرورة خرج مُسْرعًا خائفًا وَجِلًا في ثيابٍ رثّة، وكان الجامع يُغلَق من بين العشاءين، ومن تأخّر فيه شُلِّح، وكانَ يُصلِّي العشاء والفَجْر فيه نفرٌ يسيرٌ، وكان التَّتار يبيتونَ فيه بسبب المَجانيق
(1)
.
• - وفي يوم الجُمُعة خامس جُمادى الأولى حضرَ الجُمُعة بالجامع طائفةٌ قليلة، وخافَ النّاسُ من الخُروج من البيوت على أنفسهم وعلى أهلِيهم، والأمرُ في المُصادرة والجِباية من الأسواق على حاله، وطُلِبَ أيضًا من المَدارس مبلغٌ كثير أكثر من مئة ألف، ثم أُطلق بَعْضُه، وغَلَت الأسعار، وقُرئ في هذه الجُمُعة بالجامع مرسوم من ملك التَّتار فيه صيانة الجامع وحِفْظ أوقافه، وأن يُصْرَف في سبيل الحجاز ما كان يؤخذ لخزائن السِّلاح، وأن تُضرب الدَّراهم غير مغشوشة
(2)
.
واستمرَّ أمرُ التَّتار حول القَلْعة بباب البريد والرَّصيف وإلى الظاهرية، وانقطعت الطريق في هذه النواحي.
• - وفي يوم الجُمُعة ثاني عَشَر جُمادى الأولى أُقيمت الجُمُعة على طائفةٍ قليلة، ورجعَ مَن كان توجّه من التتار إلى غَزّة والسّاحل بعد أن أفْسَدوا وسَبوا.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 711 - 712.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 712.
• - وتوجَّه الملكُ غازان إلى بلادِه في يوم الجُمُعة المَذْكور ثاني عَشَر جُمادى الأولى، وتَخَلَّف نائبُ المملكة قُطْلُوشاه مع جَمْع كبير
(1)
.
• - ورُسِمَ يوم السَّبْت ثالث عَشَر جُمادى الأولى بإخلاء المَدْرسة العادلية لأجل حصار القَلْعة، وكانَ قد اجتمعَ فيها جماعةٌ من الفُقهاء وغيرهم، فخرجوا بمشقّة عظيمة، وتَرَكوا مُعظم حوائجِهم وأقواتِهم، وعَجَزوا عن حَمْلها، ودخلها التَّتار ونهبوا ما فيها
(2)
.
• - وفي يوم الخميس ثامن عَشَر جُمادى الأولى دخلَ إلى البَلَد طائفة من التَّتار نحو الستة آلاف، وأحدقَ بالقَلْعة منهم نحو ألف نفس
(3)
.
• - وفي وَسَط الشَّهْر احترقَ جامع العُقَيْبة وأماكن بالصّالحية، منها المدرسة الصّاحبية، والمارستان السَّيْفيّ، ومسجد خاتون، ودار الحديث الأشرفية، ومسجد الأسديّة، والرِّباط الناصريّ، وغير ذلك
(4)
.
• - وفي يوم الجُمُعة التاسع عَشَر من جُمادى الأولى قُرئ بالجامع على السُّدّة مرسوم بتولية الأمير سَيْف الدِّين قَبْجَق النِّيابة بالشّام، ومرسوم آخر بتولية الشدّ للأمير يحيى، وهو ناصر الدِّين ابن جلال الدِّين ابن صاحب خُتن. وفيه: إنّنا توجَّهنا إلى البلاد وتركنا بالشام ستين ألفًا من جَيْشنا، وإنّنا نرجع في فصل الخَرِيف لأجل
(5)
الدِّيار المِصْرية
(6)
.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 712.
(2)
الخبر في المصدر السابق.
(3)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 712 - 713.
(4)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 623.
(5)
في تاريخ الإسلام: "لأخذ".
(6)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 713، والبداية والنهاية 15/ 623 - 624.
• - وفي يوم الأحد الحادي والعِشْرين من جُمادى الأولى احترَقت المدرسة العادلية
(1)
.
• - وفي يوم الاثنين الثاني والعِشْرين منه تَفَرَّق التَّتارُ عن القَلْعة، ومَشَى النّاسُ إلى تلك الأماكن ورأوا ما خُرِّب واستُهدِمَ، ومن جُملة ما خُرِّب دار السَّعادة وما حولها
(2)
.
• - وفي يوم الثُّلاثاء الثالث والعِشْرين من الشَّهر بُطِّل عَمَل المَنْجنيق بالجامع. وخرجَ الأمير سَيْف الدِّين قَبْجَق لتوديع قُطْلُوشاه نائب المملكة. وفي هذا اليوم غُلِّقت أبواب الجامع لحفظ المَنْجنيق. وفيه دُقَّت البشائر بقَلْعة دمشق
(3)
.
• - وفي يوم الأربعاء الرابع والعِشْرين من جُمادى الأولى خرجَ جماعةٌ من القَلْعة وكسروا المَناجنيق
(4)
وأفسدوها، وطُلب جَماعة ممّن كان يلوذُ بالتَّتار إلى القلعة، وحُمِلَ الشَّريف القُمِّي وهو الشَّمْس مُحمد بن مُحمد بن أحمد بن أبي القاسم المرتضَى العَلَويّ إلى قَلْعة دمشق
(5)
.
• - وفي اليوم المذكور نودي في البلد: "طيّبوا قلوبكم وافتحُوا دَكاكينكم، وتَهَيَّئوا غدًا للقاءِ سُلطان الشام سَيْف الدِّين قَبْجَق، فقد دفعَ الله تعالى عنكم العدوّ". وآخر من توجّه من التَّتار الأمير يحيى ومعه الصَّفِيّ السِّنْجاري في عصر الثلاثاء الثالث والعِشْرين من الشَّهْر
(6)
.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 713، والبداية والنهاية 15/ 623.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 713، والبداية والنهاية 15/ 624.
(3)
الخبر في المصدرين السابقين.
(4)
هكذا في النسخة الخطية.
(5)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 713، والبداية والنهاية 15/ 624.
(6)
الخبر في المصدرين السابقين.
• - وفي هذا اليوم خرج جماعة من البلد إلى الصّالحية وإلى بعض القُرى، ورأوا ما خُرّب وتهدَّم، وكشفوا أخبار أماكنهم
(1)
.
• - وذكر لي الشَّيخ وجيه الدِّين ابن المُنَجَّى أنّه حُمِلَ إلى خزانة غازان ثلاثة آلاف ألف وست مئة ألف دِرْهم، سِوَى ما تمحّق من التَّراسيم والبراطيل والاستخراج لغيرِه من الأُمراء والوزراء، وأنَّ شَيْخ المشايخ الذي نزلَ بالعادلية حَصَل له ما قيمته ست مئة ألف دِرْهم، وللأصيل ابن النَّصِير الطُّوسي مئة ألف دِرْهم، وللصَّفِيّ السِّنْجاري ثمانون ألفًا
(2)
.
• - ورجعَ الأميرُ سَيْفُ الدِّين قَبْجَق يوم الخميس الخامس والعِشْرين من جُمادى الأولى بعد الظُّهر ومعه الألبَكيّ وجماعة، بين يديه سُيوف مَسْلولة، وعلى رأسه عصابة، ونزلَ بالقَصْر، ورجعَ الأمير يحيى وفي خِدْمته الصَّفِيّ السِّنْجاريّ وجماعة من التَّتار، وتوجَّهوا إلى القَصْر، ونُودي في البَلَدِ أنَّ: الأمير سَيْف الدِّين قَبْجَق نائبُ السُّلطان
(3)
.
• - وفي يوم الجُمعة السادس والعِشْرين من جُمادى الأولى نُودِيَ في البَلَد أن يَخْرج النّاس إلى البلاد والقُرى والحَواضر، ثم نُودي في اليوم المَذْكور أن لا يغرّر أحدٌ بنفسه
(4)
.
• - وبِيعَت الكُتُب بالأثمان البَخْسة، مع عِلْمهم أنها وَقْفٌ، وامتلأ السُّوق من وَقْف الحافظ عبد الغَنِي، والحافظ ضياء الدِّين، ودار الحديث الأشرفية التي بالصّالحية، ودار الحديث النُّورية التي في البَلَد، وكُتُب ابن البُزُوري البَغْداديّ،
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 713، والبداية والنهاية 15/ 624.
(2)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 624.
(3)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 713، والبداية والنهاية 15/ 624.
(4)
الخبر في: النهج السديد 3/ 499.
وكُتُب المدرسة الشِّبْلية الحنفية، ومن الكتب التي هي ملك لأهل الصّالحية. وصارَ الرجل يرى كُتُبَه تُباع ولا يتمكّن من شرائِها لضَعْف حالهم وفُتور الهِمَم
(1)
.
• - وفي يوم الأحد الثامن والعِشْرين من جُمادى الأولى رُئي جماعةٌ من التَّتار حول البَلَد.
• - وغَلَت الأسعار، فوصلت غِرَاة القَمْح إلى ثلاث مئة، وغِرَاة الشَّعير إلى مئة وعِشْرين دِرْهمًا، ثم ارتفعَ عن ذلك، وبِيعَ كَيْل القَمْح بثلاثين دِرْهمًا، والمُدّ بخَمْسة، وبِيعَ رِطْل الخُبز بدِرْهمين ونِصْف، وأوقية الجُبن بدِرْهم، ورِطْل اللَّحم بثمانية، ووصل إلى أحد عَشَر دِرْهمًا، وكان لا يُوجد، والبيض كل خَمْسة بدِرْهم، والدَّقيق العَشرة أرطال بسبعة وثلاثين دِرْهمًا
(2)
.
• - وفي يوم الاثنين التاسع والعِشْرين من جُمادى الأولى دخلَ الأميرُ سَيْف الدِّين قَبْجَق وجماعة إلى البَلَد ونزلوا تحت مئذنة فيروز، ونُودي في آخر النهار بخُروج النّاس إلى القُرى والحَواضر بمَرْسوم قَبْجَق
(3)
.
2290 -
وفي يوم الثُّلاثاء ثاني جُمادى الأولى جُرِحَ الشَّيخُ الصّالحُ أبو عبد الله مُحمدُ
(4)
بنُ مُحمد بن أبي عابد مِرَي بن ماضي بن نامِي المَقْدسيُّ الصّالحيُّ، المعروف بالحاجّ شَرَف الصَّحْراويّ، وأُوذي، فبَقِيَ أيامًا قليلة وماتَ في أيام التَّتار، وأيام التَّتار هي شَهْران: ربيع الآخر وجُمادى الأولى.
ومولدُه سنة خمس وعِشْرين وست مئة بسَفْح قاسيون.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 714.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 714، والبداية والنهاية 15/ 624.
(3)
الخبر في: النهج السديد 3/ 499.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 934.
رَوَى لنا عن جعفر الهَمْدانيّ "الأربعين الثقفية" وغيرها.
وجدّه من قرية قَرَاوَى بني حَسَان من قُرى نابُلُس.
2291 -
وفي يوم الثُّلاثاء تاسع جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو أحمد عبدُ الدّائم
(1)
بنُ أحمد بن عليّ بن رِبْح المَحَجّيُّ القَبّانيُّ الصّالحيُّ، ودُفِنَ من الغَد بسَفْح قاسيون.
وكانَ رجُلًا جيِّدًا. سَمِعَ من ابن الزَّبِيديّ، وابن اللَّتِّي، والإرْبِليّ، وجعفر الهَمْدانيِّ، وعَلَم الدِّين ابن الصّابونيّ، وابن المُقَيَّر، وغيرهم.
قرأتُ عليه "جزء بِيبَى" وغيرَه.
2292 -
وفي يوم الجُمُعة ثاني عَشَر جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ الصّالح أبو العبّاس أحمدُ
(2)
بنُ زَيْد بن أبي الفَضْل الصّالحيُّ، المعروف بالجَمّال، ودُفِنَ بسَفْح قاسيون.
رَوَى لنا عن ابن الزَّبِيديّ. قرأتُ عليه "المئة المُنْتقاة من صحيح البُخاريّ".
2293 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو الحَسَن عليُّ
(3)
ابنُ الشَّيخ زَيْن الدِّين أحمدَ بنِ عبد الدّائم بن نِعْمة بن أحمد بن مُحمد بن إبراهيم بن بُكَيْر المَقْدسيُّ الصّالحيُّ.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 914، وتذكرة الحفاظ 4/ 186، والعبر 5/ 399، وبرنامج الوادي آشي، ص 150، وذيل التقييد 28119، والنجوم الزاهرة 8/ 192.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 892، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 43، والعبر 5/ 395، وبرنامج الوادي آشي، ص 110.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 919، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 11، والعبر 5/ 401، والمعجم المختص، ص 157، وبرنامج الوادي آشي، ص 157، وأعيان العصر 3/ 254، وذيل التقييد 2/ 176، والنجوم الزاهرة 8/ 192، والمقصد الأرشد 2/ 214، وشذرات الذهب 7/ 786.
وكانَ عَبْدًا صالحًا، مُقْعَدًا في بيته يَتْلُو كل يوم خَتْمةً كاملةً، ولا يزال المُصْحف الكريم بين يديه، فلما حَضرَ التَّتار إلى الجَبَل أُخرجَ ووُضع في الجامع فعذَّبوه عذابًا شديدًا حتى ماتَ رحمه الله، وبقي أيامًا، ثم دُفِنَ بعد ذلك.
سَمِعَ من ابن الزَّبِيدي، وابن اللَّتِّي، وابن صَبّاح، ومُكْرَم بن أبي الصَّقْر، وابن الشِّيرازيّ، والإرْبليّ، والهَمْدانيّ، والحافظ أبي موسى عبد الله بن عبد الغَنِي، وابن المُقَيَّر، وابن غسّان، وكَرِيمة، وغيرهم.
وأقامَ ببَعْلَبَك مُدّة يخدم الفقيه اليُونينيّ، ثم سافرَ إلى بَغْدادَ، وسَمِعَ بها من الكاشْغَريّ، وابن قُمَيْرة، ودخلَ إلى واسط وجَرَّد بها القُرآن وأتقنَ حِفْظه، وانحدرَ إلى البَصْرة، ثم عادَ إلى وطنه، وكانَ قيِّم الجامع المُظَفَّري.
وآخر ما قرأتُ عليه الرابع من "حديث ابن البَخْتَريّ"، بسماعه من الكاشْغَريّ، وإجازته من ابن عماد، والدّاهريِّ، وابن راجح، وابن باز المَوْصليِّ، وغيرِهم.
2294 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ الحاجَ أبو حَفْص عُمرُ
(1)
ابنُ الشَّيخُ زَيْن الدِّين أحمد بن عبد الدّائم بن نِعْمة المقدسيُّ.
عذَّبه التَّتار بالصّالحية عَذابًا شديدًا، ثم حُمِلَ إلى داخل البَلَد فأقامَ أيامًا يسيرةً وهو مريض من شِدّة ما أصابَهُ، ثم ماتَ في دَرْب القِلَى، ودُفِنَ داخل البَلَد بالكُشك.
وكانَ رجُلًا مُباركًا.
مولدُه سنة خمسٍ وعِشْرين وست مئة تقريبًا.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 922، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 70، وبرنامج الوادي آشي، ص 153، وأعيان العصر 3/ 592، وذيل التقييد 2/ 232.
وحَضرَ على الحافظ أبي موسى بن عبد الغَنِي في جُمادى الآخرة سنة ثمانٍ وعشرين وست مئة، وسَمِعَ من ابن الزَّبِيدي، والهَمْدانيّ، والإرْبِليّ، وابن صَبّاح، والنّاصح ابن الحنبليّ، وغيرهم.
وآخر ما قرأتُ عليه الثالث والرّابع والخامس من "الخِلَعيّات"، بسماعه من ابن صَبّاح.
2295 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو مُحمد عبدُ الرَّحمن
(1)
بنُ عُمر بن صَوْمَع الدَّيْرقانونيُّ، ثم الصّالحيُّ، سِبْط الشَّيخ زَيْن الدِّين ابن عبد الدّائم، ضُربت رقبتُه بالصّالحية، ولم يتّفق دَفْنُه، وكان صائمًا عدّة أيام.
سَمِعَ من ابن اللَّتِّي، والهَمْدانيّ، والحافظ ضياء الدِّين المَقْدسيُّ، وغيرهم.
سمعتُ عليه "مُسنَد أبي بَكْر" رضي الله عنه، ومن أول "مُسنَد عَبْد بن حُمَيد" وغير ذلك.
ومولدُه سنة تسع وعشرين وست مئة.
2296 -
وتُوفِّيت خَدِيجةُ
(2)
بنتُ أحمدَ بن عُمر بن أبي بكر بن شُكْر بن عَلّان المقدسيِّ، داخل دمشق برباط البَغْدادية بعد خروج اليَزَك بيوم. وكانَ خروج اليَزَك في الثاني والعِشْرين من جُمادى الأولى، وحُمِلَت إلى الجبل فدُفِنَت هناك.
وهي زوجة شَمْس الدِّين مُحمد ابن العِماد عبد الحميد بن عبد الهادي
(3)
.
رَوَت عن جعفر الهَمْدانيّ.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 915، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 373، وبرنامج الوادي آشي، ص 144، وأعيان العصر 3/ 35، وذيل التقييد 2/ 90، وتوضيح ابن ناصر الدين 7/ 146.
(2)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 906.
(3)
تقدمت ترجمته في وفيات رمضان سنة 668 هـ.
2297 -
وفي يوم الثُّلاثاء الثالث والعِشْرين من جُمادى الأولى تُوفِّيت أمّ عبد الله مريمُ
(1)
بنتُ الجَمَال أحمد ابن الإمام أبي بكر مُحمد بن إبراهيم بن أحمد المقدسيِّ بدمشق، ودُفِنَت داخل البَلَد إلى جانب السُّور بالقُرب من باب تُوما.
ومولدُها تقريبًا سنة خمس وثلاثين وست مئة.
وكانت امرأةً صالحةً، خيِّرةً، حَضَرَتْ على الفقيه مُحمد بن عبد الملك بن عُثمان المقدسيّ، وأجازَها الكاشْغَريُّ، وابنُ القُبَّيْطيِّ، وجماعة.
وهي أخت الإمام مُحبّ الدِّين عبد الله المقدسيّ المُحَدِّث، وزوجة شيْخِنا أحمد بن أبي مُحمد العَطّار، إمام مَغارة الدَّم.
قرأتُ عليها جزءًا من "فوائد أبي عَرُوبة الحَرّاني"، وغير ذلك.
2298 -
وفي ليلة الخَمِيس الخامس والعِشْرين من جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ الجليلُ المُسنِدُ شَرَفُ الدِّين أبو الفَضْل أحمدُ
(2)
بنُ هبة الله بن أحمد بن مُحمد بن الحَسَن بن هبة الله بن عبد الله بن الحُسين بن عساكر الدِّمشقيُّ، بدرب الأكفانيِّين بدمشق، وصُلِّي عليه ظُهْر الخَمِيس بالجامع، ودُفِنَ بمقابر الصُّوفية بتُربة الشَّيخ فَخْر الدِّين ابن عساكر عمِّ والده، وحضرتُ هذه الجنازةَ، وخرجنا من نقب في السُّور بالقُرب من باب النَّصْر وهي أول جنازة خَرَجت على العادة.
(1)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 938، وأعيان العصر 5/ 415.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 897، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 107، وتذكرة الحفاظ 4/ 186، والعبر 5/ 395، والمعجم المختص، ص 45، وبرنامج الوادي آشي، ص 107، وأعيان العصر 1/ 407، والبداية والنهاية 15/ 631، وذيل التقييد 1/ 406، وغاية النهاية 1/ 146، والنجوم الزاهرة 8/ 192، والمنهل الصافي 2/ 254، وشذرات الذهب 7/ 778.
وكان شيخًا مُسنِدًا؛ سَمِعَ من زين الأُمَناء ابن عساكر، والحُسين بن صَصْرَى، وأبي المَجْد القَزْوينيِّ، وعزّ الدِّين ابن الأثير، ومُكْرَم بن أبي الصَّقْر، وابن صَبّاح، وابن الزَّبِيدي، وابن اللَّتِّي، وفخر الدِّين ابن الشَّيْرَجيّ، وأبي نصر ابن الشِّيرازيّ.
وأجازَ له أبو رَوْح عبد المُعِزّ الهَرَويّ، والمؤيّد الطُّوسي، وزينب الشَّعْرية، والقاسم ابن الصَّفّار، وعبد الرحيم ابن السَّمْعاني، وجماعة.
ومولدُه بدمشق في سنة أربع عشرة وست مئة.
قرأتُ عليه "صحيح مُسلم"، والزُّهد" للبَيْهقي، و"مُسنَد أبي يَعْلَى المَوْصلي"، و"موطأ أبي مُصْعبَ"، و"مُسنَد السَّرّاج" أربعة عَشَر جُزءًا، و"مشيخة ابن السَّمعاني"، سبعة عَشَر جزءًا، وأكثر من مئة وعشرين جزءًا، وسمعتُ عليه أكثر "تَفْسير البَغوي" من قوله تعالى في سورة النساء: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ} [النساء: 148]، إلى آخر التفسير، وأحضرتُ ابني مُحمدًا عليه "صحيحَ مسلم" و"موطأ أبي مُصْعَبَ"، ونحوًا من خمسين جزءًا.
2299 -
وقُتِلَ الشَّيخُ مُحمدُ
(1)
بنُ سُليمان بن داود الجَزَري المُقرئ، بالرِّباط النّاصريّ، بالقُرب من الرِّباط، وبقي أيامًا، ودُفِنَ يوم الخَمِيس الخامس والعِشْرين من جُمادى الأولى بسَفْح قاسيون، رحمه الله تعالى.
وكانَ رجُلًا صالحًا، خيِّرًا، مُكْثِرًا من سَمَاع الحديث، وحَصَّل أجزاء كثيرة واحترقت بالنّاصرية.
2300 -
وفي يوم السَّبْت السابع والعِشْرين من جُمادى الأولى تُوفِّي
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 930.
الشَّيخُ الحاجّ شَمْس الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(1)
بنُ يوسُف بن خَطّاب بن حَسّان بن حَسَن التَّلِّيُّ الحنبليُّ، داخل دمشق.
ومولدُه، تقريبًا، في سنة ثلاثين وست مئة.
وكانَ رجُلًا مباركًا، كثيرَ الحجّ، مُقيمًا بالصالحية. سمِعَ من جعفر الهَمْدانيّ.
قرأتُ عليه "جزء الغَضائري".
2301 -
وتُوفِّيت أمّ أحمد لَيْشةُ
(2)
بنتُ مفاخِر بن تَمّام بن عبد الرحمن بن حَمْزة بن البُنّ الأسديِّ الدمشقيِّ، في أيام التَّتار، داخل البلد، ودُفِنَت إلى جانب السُّور. وكانت مُقِيمة بقرية حَمُوريّة.
وهي زوجة الحاج مُحمد ابن السُّكّري، أمّ أحمد، وإبراهيم. وكانت تَرْبية الرَّشيد بن مَسْلَمة، من أقران وَلَدِه خَضِر. سَمِعت منه، ورَوَت لنا عنه جزءًا من مشيخته
(3)
.
2302 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الصّالح أبو الحَسن عليُّ
(4)
بنُ مَطَر بن رِبْح بن حُمَيْد المَحَجّيُّ الفاميُّ الصالحيُّ قُتل بالصّالحية في أيام التَّتار.
سَمِعَ من ابن الزَّبِيدي، وابن اللَّتِّي، والفَخْر الإربليّ.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 938، والعبر 5/ 405، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 305، وشذرات الذهب 7/ 791.
(2)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 927، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين 7/ 277، الذي قال في تقييدها:"بلام مفتوحة ثم مثناة تحت ساكنة ثم شين معجمة مفتوحة ثم هاء".
(3)
مشيخته حققها تلميذي الشيخ كامران سعبد الله الدلوي الكردي بإشرافي ونال بها رتبة الماجستير، ونشرتها دار الغرب الإسلامي ببيروت سنة 2002 م.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 920، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 57، وتذكرة الحفاظ 4/ 186، والعبر 5/ 401، وبرنامج الوادي آشي، ص 160، وذيل التقييد 2/ 223، والنجوم الزاهرة 2/ 192، وشذرات الذهب 7/ 786.
وكانَ رجُلًا مباركًا، خاشعًا، ذاكرًا للمَوْت، من أهل الصّالحية. عاشَ أربعةً وسبعين سنة تقريبًا، وهو أصغر من عبد الدّائم المَحَجّيّ.
سمعتُ عليه "جُزء أبي الجَهْم" عن ابن اللَّتِّيّ.
2303 -
وتُوفِّي الشَّيخُ مُحمدُ
(1)
بنُ أحمد بن نَوَال بن غَثْوَر بن عليّ الرُّصافيُّ، من أهل الصّالحية، في أيام التَّتار داخل دمشق، ودُفِنَ بخان ابن المُقَدَّم داخل باب الفَراديس.
سمِعَ "صحيح البُخاري" من ابن الزَّبِيدي، وسَمِعَ من الحافظ ضياء الدِّين.
ومولدُه ليلة عَرَفة الشَّريف سنة أربع وعِشْرين وست مئة بسَفْح قاسيون.
سمعتُ عليه "المنتَقَى" من البُخاري، انتقاء المِزّي.
2304 -
وتُوفِّيت الشَّيخةُ الصّالحةُ أمُّ مُحمد صَفِيّةُ
(2)
بنت عبد الرحمن بن عَمْرو بن موسى بن عَمِيرة الفَرّاء الصّالحيِّ، بسَفْح قاسيون، بعد دخول القاضي والجماعة إلى البَلَد، وكان موتها من الجُوع والبَرْد، رحمها الله.
ومولدُها تقريبًا سنة اثنتي عَشْرة وست مئة.
وكانت امرأةً صالحةً من القَوابل. سمعتْ من الشَّيخ موفَّق الدِّين ابن قُدامة، ورَوَت لنا عنه.
2305 -
وتُوفِّي الشَّيخُ أبو إسحاق إبراهيمُ
(3)
بنُ أبي الحَسَن بن عَمْرو بن موسى الفَرّاء الصّالحيُّ، بجامع الصالحية في الوَقْعة.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 928، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 165، والعبر 5/ 402.
(2)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 913، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 309، وتذكرة الحفاظ 4/ 186، والعبر 5/ 399، وبرنامج الوادي آشي، ص 171، ومرآة الجنان 4/ 231، وذيل التقييد 2/ 379، والنجوم الزاهرة 8/ 193، وشذرات الذهب 7/ 783.
(3)
تاريخ الإسلام 15/ 900، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 133، وتذكرة الحفاظ 4/ 186، والعبر 5/ 395، والنجوم الزاهرة 8/ 193.
وكانَ شيخًا صالحًا، أصابَهُ الارتعاشُ والفالجُ مُدّة. وهو أكبرُ من ابن عَمِّه العزّ إسماعيل؛ ومولد إسماعيل سنة عَشْرٍ وست مئة.
رَوَى لنا عن الشَّيخ موفَّق الدِّين، والمَجْد القَزْوينيِّ، والجمال أبي حمزة، وكريمة القُرَشية. وسَمِعَ من غيرهم أيضًا.
2306 -
وتُوفِّي الشَّيخُ أبو العبّاس أحمدُ
(1)
بنُ مُحمد بن أبي الفَتْح مُحمد بن أحمد المَقْدسيُّ الصالحيُّ، المعروف بابن المُجاهد، بالصّالحية. ولمّا خرجَ النّاسُ إلى الجَبَل بعد رحيل قُطْلُو شاه وجدُوه مَقْتولًا.
سَمِعَ من ابن الزَّبِيدي "صحيح البُخاري"، ومن ابن اللَّتِّي، والنّاصح ابن الحنبليّ، وابن جُزَيّ الرقّي التّاجر، وكتائب بن مَهْدي، وغيرهم.
ومولدُه في حُدود سنة عِشْرين وست مئة.
2307 -
وتُوفِّيت أمُّ مُحمد خَدِيجةُ
(2)
بنت الشَّيخ الفَقِيه الإمام تقيِّ الدِّين مُحمد بن محمود بن عبد المُنعم المَراتبيِّ الحَنْبليِّ، في يوم الاثنين التاسع والعشرين من جُمادى الأولى.
وكانت امرأةً صالحةً، عابدةً، سَلِيمةَ الصَّدْر، كثيرةَ التِّلاوة. سمعت من ابن الزَّبيدي، والفَخْر الإربلّيّ.
وهي بنت حبيبة بنت الشَّيخ أبي عُمر بن قُدامة.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 896، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 100، والعبر 5/ 394.
(2)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 906، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 233، وتذكرة الحفاظ 4/ 186، والعبر 5/ 397، وبرنامج الوادي آشي، ص 170، ومرآة الجنان 4/ 231، والنجوم الزاهرة 8/ 193.
2308 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو مُحمد عيسى
(1)
بن بَرَكة بن والي السُّلَمِيُّ المفعليُّ الحَوْرانيُّ.
وُجد مَيّتًا في بيتٍ من بُيوت مَدْرسة الشَّيخ أبي عُمر بالصّالحية في أواخر جُمادى الأولى مَلْفوفًا في لحاف خَلقٍ. وقيل: إنّه عُذِّب بالرَّمي في النَّهْر في البَرْد الشديد، فماتَ عَقِيب ذلك، رحمه الله، ودُفِنَ بعد موته بنحو عَشَرة أيام بتُربة ابن النَّقيب بسَفْح قاسيون.
وكانَ رَجُلًا صالحًا يؤدِّب الصِّبْيان ويُكابِد العيال، ويُكْثِر حَمْد الله تعالى ويَشْكره على نِعَمه، ولا يُظْهر شَكْوَى.
ومولدُه سنة عشرين وست مئة تقريبًا بجبل بني هلال من حَوْران.
رَوَى لنا عن ابن اللَّتِّيّ، وسَمِعَ من الحافظ ضياء الدِّين، وعبد الحق بن خَلَف، وغيرِهم.
2309 -
وتُوفِّي الشَّيخُ عمادُ الدِّين أبو مُحمد عبدُ الوليّ
(2)
بنُ عليّ بن أحمد بن أبي الغنائم، ابنُ السُّمّاقيِّ، الدَّقّاق في الحِنْطة، ودُفِنَ داخل البَلَد ببُستان القِطّ، وغازان نازِلٌ على البَلَد.
وكان شيخًا خَيِّرًا من أهل الصّالحية، مُلازمًا لحضورِ الجماعات، وله معروفٌ وبِرّ.
ومولدُه سنة ثمانٍ وعشرين وست مئة تقريبًا.
رَوَى لنا عن ابن اللَّتِّي.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 923، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 84، والعبر 5/ 402، وتذكرة الحفاظ 4/ 186، وبرنامج الوادي آشي، ص 161، وذيل التقييد 2/ 260، والمقصد الأرشد 2/ 282، وشذرات الذهب 7/ 788.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 918، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 428، وتذكرة الحفاظ 4/ 186، والعبر 5/ 400، وشذرات الذهب 7/ 785.
2310 -
وتُوفِّي الشَّرفُ أبو عبد العزيز عيسى
(1)
بنُ أحمدَ بنِ عليّ، ابنُ النّحّاس، الحَلَبيُّ، قتله التَّتار بالصّالحية.
وكانَ رَجُلًا جيِّدًا، وفي عَقْله ضَعْف. سَمِعَ من ابن اللَّتِّي.
2311 -
وتُوفِّي الشَّيخُ جمال الدِّين عبدُ الحميد
(2)
ابنُ الرضى رِضْوان بن إسماعيل العامريُّ، المعروف بالبَسْطيِّ، في أيام التَّتار في جُمادى الأولى، ودُفِنَ بالبلد بداره، ثم نُقل إلى الصّالحية آخر رَجَب.
وكانَ رَجُلًا جيِّدًا، سَمِعَ من عتيق السَّلْماني "حديث إسحاق بن راهُوْيَة" في سنة ثلاث وأربعين وست مئة.
ولم يحدِّث.
2312 -
وتُوفِّي نجيبُ الدِّين مُحمدُ
(3)
ابنُ الشَّيخ كمالِ الدِّين مُحمد بن أبي الفَتْح نَصْر الله بن إسماعيل بن نَصْر بن الخَضِر بن خليفة، ابنُ النَّحّاس، الأنصاريُّ الدمشقيُّ، في أيام التَّتار بحصن صافيثا.
وكانَ من الكُتّاب المُتَصرِّفين، وعنده معرفة، وفيه نهضة وكفاءة ومروءة ومَودّة. وسَمِعَ "جُزء ابن عَرفة" على ابن عبد الدّائم.
2313 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو العبّاس أحمدُ
(4)
ابنُ الفقيه الإمام أبي الرَّبيع سُليمان بن أحمد بن إسماعيل بن عَطّاف بن مُبارك بن عليّ بن أبي الجَيْش المقدسيُّ، في أيام التَّتار داخل البلد بعد أن أُخِذت بناتُه وأهلُه.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 923.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 914.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 941.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 892، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 45، والعبر 3/ 395، وشذرات الذهب 7/ 775.
وكان رجُلًا صالحًا، حَسَنَ السَّمْت، من أهل القُرآن، وكان والده من أولاد المقادسة، وإنّما سكنَ حَرّان، فوُلدَ هو بحرّان يوم الخميس آخر النّهار سادس عَشَر ربيع الآخر سنة خمس عَشْرة وست مئة. هكذا رأيتُه بخط والده، ثم انتقلَ من حرّان وأقام بتُربة تقيّ الدِّين ابن العادل بالصّالحية أكثر من أربعين سنة.
وسَمِعَ بحرّان "صحيحَ البُخاري" من ابن رُوْزْبَة وحدَّث به، ورَوَى عن والده "جزء ابن عَرَفة"، وسَمِعَ أيضًا من المَجْد القَزْوينيّ.
وكانَ له أخ أكبر منه يُعرف بالزَّين عبد الحليم.
2314 -
وتُوفِّي الشَّيخ جمال الدِّين أبو حفص عُمرُ
(1)
بنُ يحيى بن أبي بكر بن طَرْخان الدلّال البَعْلَبَكيُّ، المعروف بابن المَعَرِّيّ، ببعْلَبَك في أيام التَّتار، ودُفِنَ داخل السّور.
رَوَى لنا عن الفَخْر الإرْبِليّ، وابن رَوَاحة. قرأتُ عليه الجزء الأول من "القناعة" لابن أبي الدُّنيا، والأول من "فوائد ابن النقّور" تخريج ابن الأخضر، وخَمْسة أحاديث من أول الرابع من "الثقفيّات".
جُمادى الآخرة
• - في يوم الثُّلاثاء مستَهلّ جُمادى الآخرة نودي بدمشق بالخروج إلى القُرى والضواحي بمرسوم قَبْجَق.
• - وفي يوم الأربعاء ثاني جُمادى الآخرة وَلَّى قَبْجَقُ علاءَ الدِّين أستاذ دارِه ولاية البَرّ والبلد، وجعلَهُ أميرًا، وأمَّر جماعةً، وانضافَ إليه جماعةٌ من الجُنْد، وكَثُرَ النّاسُ على بابه، وفُتِحت أبواب البَلَد سوى الأبواب التي حول القَلْعة. ونودِي بتولية علاء الدِّين المَذْكور، وأنه من أرادَ
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 923، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 81، وشذرات الذهب 7/ 787.
الشكاية فلْيَمْض إلى بابه، وأنَّ سوق الدوابّ يكون بدار البِطّيخ
(1)
.
2315 -
وفي يوم الأربعاء ثاني جُمادى الآخرة تُوفِّي الشَّيخُ جمال الدِّين أبو مُحمد عُبَيد الله
(2)
ابنُ الجمال أحمد بن عُمر ابن الشَّيخ أبي عُمر مُحمد بن أحمد بن مُحمد بن قُدامة المقدسيُّ، بسَفْح قاسيون، ودُفِنَ هناك بتُربة الصّارم.
وكان قد بادَرَ بالخروج إلى الصّالحية فأدركَهُ أجَلُه هناكَ. وكانَ رجُلًا جيِّدًا يتعيّش ويقومُ بعياله.
وسألتُهُ عن مولدِه فقال: أنا من أقران ابن أخي الشَّمْس بن حمزة. ومولد المذكور في نصف شَعْبان سنة إحدى وثلاثين وست مئة.
سَمِعَ من جعفر الهَمْدانيّ، وكَرِيمة القُرَشيّة، واليَلْدانيّ، وغيرهم. قرأتُ عليه "الأربعين الثقفيّة".
• - وفي يوم الجُمُعة رابع جُمادى الآخرة صَلَّى الأمير يحيى من أمراء التتار بجامع دمشق
(3)
.
• - وفيه ضُربت البشائر بالقَلْعة وعلى باب قَبْجَق، وكذلك يوم السَّبْت والأحد
(4)
.
2316 -
وفي أول يوم من جُمادى الآخرة تُوفِّي الشَّيخُ نجيبُ الدِّين نَجِيبُ
(5)
بنُ مُحمد بن يوسف الخِلاطيّ، بالتُّربة القَيْمُرية، بالقباقبيّين.
ومولدُه سنة أربع وست مئة.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 714.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 918، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 430، والعبر 5/ 401، وشذرات الذهب 7/ 785.
(3)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 714، والبداية والنهاية 15/ 618.
(4)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 714.
(5)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 941.
وكانَ شيخًا، تامّ الشكل، حَسَنَ الخُلُق، ويتكلَّم في التصوّف، وله اختصاصٌ بالأُمراء القَيْمُرية، كان يصلِّي بهم ويقرأ القرآن بصوتٍ حَسَن.
2317 -
وفي يوم الأحد سادس جُمادى الآخرة تُوفِّي الطَّواشي الصّالح فخر الدِّين نجاحُ
(1)
بنُ عبد الله الخادمُ الأشرفيُّ الحِمْصيُّ.
وكانَ رَجُلًا جيِّدًا وله وَقْفٌ ومعروفٌ.
2318 -
وتُوفِّي الشَّيخُ شَمْسُ الدِّين مُحمدُ
(2)
بنُ آدمَ بن إبراهيم الدَّرْبَنديُّ الصُّوفيُّ، يوم الاثنين سابع جُمادى الآخرة.
وكانَ رَجُلًا جيِّدًا، شاهدًا وفقيهًا بالمدارس.
• - وقامَ الأميرُ سيفُ الدِّين قَبْجَق في هذه الأيام بدمشق بوظيفة السَّلْطنة، فكانَ يركبُ بالعُصابة والشاوشية بين يديه، واجتمعَ إليه خَلْق من أجنادِ دمشق، فكانوا يَرْكَبُونَ في خدمتِه ويترجّلون له، وكَتَبَ التواقيع لأرباب الولايات بدمشق، وجهَّز جماعةً من التَّتار نحو ألف فارس إلى جهة خِرْبة اللصوص والغَوْر، فتوجَّهوا في ثامن جُمادى الآخرة وقبلَهُ وبعدَه
(3)
.
2319 -
وفي ليلة الأربعاء التاسع من جُمادى الآخرة تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ الحافظُ المحدِّثُ الفقيهُ الزّاهدُ بقيّةُ السَّلَف شهابُ الدِّين أبو العبّاس أحمدُ
(4)
بنُ
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 928.
(3)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 714، والبداية والنهاية 15/ 625.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 894، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 82، وتذكرة الحفاظ 4/ 185، والمعجم المختص، ص 32، وبرنامج الوادي آشي، ص 110، وأعيان العصر 1/ 309، والوافي بالوفيات 7/ 286، وطبقات الشافعية للسبكي 8/ 26، وطبقات الإسنوي 2/ 143، والعقد المذهب، ص 379، وذيل التقييد 1/ 366، وتوضيح المشتبه 1/ 366، والمقفى الكبير 1/ 342، والنجوم الزاهرة 8/ 193، والمنهل الصافي 2/ 59، وطبقات الحفاظ، ص 518، وسلم الوصول 1/ 191، وشذرات الذهب 7/ 775، وهو أول من شرح الأربعين النووية، حققها الدكتور يوسف نجم بإشراف الدكتور بشار عواد معروف، ونال بها رتبة الدكتوراه.
فَرْح بن أحمد بن مُحمد اللَّخْميُّ الإشبيليُّ الشافعيُّ، بتُرْبة أمّ الصّالح داخل دمشق، وصُلِّي عليه ظُهر الأربعاء بالجامع، ودُفِنَ بمقابر الصُّوفية، وحضرَهُ جَمْع كبير مع عدم الأمن.
وكانَ مُقيمًا بالشّامية أيام التَّتار جميعها، فلما اشتدَّ مرضُه بالإسهال حُمِلَ إلى البَلَد للتداوي، فأقامَ يومين وماتَ، رحمه الله تعالى.
وكانَ رجُلًا فاضلًا في الحديث، رحلَ وكَتَب الكثيرَ، وسَمِعَ بقراءته على الشُّيوخ، وكان مُنْقطعًا عن النّاس، مُلازمًا للكِتابة والمُطالعة والمُقابلة والإفادة، متقنّعًا، عفيفًا.
ومن شيوخه بديار مِصْر: شيخُ الشُّيوخ شَرَفُ الدِّين عبد العزيز الأنصاريُّ، والنَّجيبُ عبد اللطيف الحَرّانيّ، وإسماعيلُ بنُ عَزّون، والمُعين أحمد ابنُ القاضي زين الدِّين الدمشقيُّ، وعبد الله بن عَلّاق.
وبدمشق: ابنُ عبد الدّائم، وابن أبي اليُسْر، ومظفَّر ابن الحَنْبليّ.
ومولدُه في ثالث شَهْر ربيع الأول سنة خمس وعشرين وست مئة.
• - وذكرَ الدَّرسَ بالمدرسة المُعِينية الحَنَفية بدمشقَ شهابُ الدِّين الرُّوميُّ، إمامُ الحنفيّةِ في العَشْر الأُوَل من جُمادى الآخرة عِوَضًا عن القاضي شمس الدِّين المَلَطِيِّ برِضاه وتَرْكه المكان
(1)
.
• - وفي التاسع من جُمادى الآخرة وَلِيَ الحِسْبة بدمشقَ الشَّمسُ ابنُ الصَّفِيّ عبد الباقي السِّنْجاريُّ، وركب بخِلْعة وطَرْحة وبينَ يديه جُنْدٌ وأكابر وجَمْع
(2)
.
(1)
الخبر في: الدارس 1/ 453.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 714.
2320 -
وفي ليلة الخميس عاشر جُمادى الآخرة تُوفِّي الشَّيخُ الأجلّ شَمسُ الدِّين أبو عبد الله مُحمد
(1)
بن مُظفّر بن أبي المُظفَّر قَيْماز بن عبد الله السَّقَطيُّ بالزِّيادة، وصُلِّي عليه ظُهر الخميس بجامع دمشق، ودُفِنَ بمقبَرة الباب الصَّغير.
ومولدُه سنة عشرين وست مئة تقريبًا بالحُوَيْرة
(2)
بدمشق. وضَبَطهُ بعضُهم سنة اثنتين وعشرين وست مئة.
وكان جدّه قَيْماز عَتِيق سَلامة الرقّي.
وقرأ هو القُرآنَ على الفقيه سُليمان بن عبد الكريم الأنصاريِّ المقرئ، وسَمِعَ معه على ابن المُقَيَّر، وكَرِيمة، والسَّخاويِّ، وجماعة.
وكانَ له ثَبَت وإجازات، وكتبَ بخَطِّه شيئًا من الأجزاء.
2321 -
وفي يوم الأحد ثالث عشر جُمادى الآخرة تُوفِّي الطَّواشيُّ شمس الدِّين صَوَاب
(3)
بن عبد الله الحَبَشيّ، عَتِيق القاضي شَرَف الدِّين عبد الرحمن بن صَصْرَى.
وكانَ رجُلًا جيِّدًا، سَمِعَ "صحيح مُسلم" على ابن البُرْهان، وسَمِعَ "المُعجم الصَّغير" للطَّبَرانيّ، على إبراهيم بن خليل، وخطيب مَرْدا، وسَمِعَ غير ذلك.
قرأتُ عليه أربعينَ حديثًا من "صحيح مُسلم".
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 935، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 285، وتذكرة الحفاظ 4/ 186، وبرنامج الوادي آشي، ص 138 (182).
(2)
كانت الحويرة قبلي سوق السلاح (تاريخ الإسلام 15/ 604).
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 913.
2322 -
وتُوفِّي الشَّيخُ زينُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(1)
ابنُ القاضي السَّدِيد أبي الفَضْل مَعَالي بن أبي الفَضْل فَضْل الله بن مَعَالي بن بَرَكات بن مُحمد بن أبي نَصْر بن المَلّاق الرقّيُّ، بدمشق، عَقِيب التَّتار.
وكان رَجُلًا جيِّدًا، يخدمُ في ديوان السُّكّر، وورثه الأمينُ إسماعيل الرقِّي الشّاهد.
ومولدُه بالرَّقّةِ في شَعْبان سنة اثنتين وعشرين وست مئة.
وأقامَ بدمشقَ أربعين سنة، ووَلِيَ أبوهُ الوِزارةَ والقضاءَ بالرَّقَّة. وجَدّهم أبو نَصْر ابن المَلّاق، نقلَهُ المُعتصم من بَغْداد إلى الرَّقّة وولّاه الخطابةَ بها.
قرأتُ عليه "جُزء البانياسي" بالإجازةِ عن جماعةٍ من البَغْداديّين، منهم: الشَّيخ شهاب الدِّين السُّهرَوَرْديُّ، وعبد السَّلام الدّاهِريُّ، وعليّ ابن الجَوْزيِّ، وعبد اللطيف ابنُ الطَّبريّ، وإسماعيل بن باتكين.
2323 -
وتُوفِّي أبو عُثمان صِدِّيق
(2)
بنُ مُحمد بن صِدِّيق الفَلّاح، من أهل قرية بيت الآبار، داخل البَلَد، عَقِيب التَّتار، ودُفِنَ بمقبَرة الباب الشرقي.
رَوَى لنا عن الفَخْر الإرْبِليّ، وغيرِه.
• - وفي العَشْر الأوسط من جُمادى الآخرة نُودِيَ بدمشقَ بإدارة الخَمْر والزِّنا، وجُعِلَ ذلك بدار ابن جَرادة خارج باب تُوما، وضُمِّن ذلك في كل يوم بأكثر من ألف درهم
(3)
.
• - ونُودي: من كانَ من غِلْمان الجَيْش المِصْريّ والشّاميّ عنده متاعٌ لأستاذه فلْيَحفظْه. وخرجَ جماعةٌ من القَلْعة إلى ظاهر باب الجابية ورَجَعُوا
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 936.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 912.
(3)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 714، والبداية والنهاية 15/ 625.
وبين أيديهم جماعة من التَّتار مُسْرعين هربًا منهم، فتوهَّم النّاسُ أنَّ المِصْريِّين قد قَدِمَ منهم جماعة، فضربوا التَّتار، وقَتَلُوا منهم، فحصلَ بذلك تَشْويش في البَلَد، وغُلِق باب الصَّغير، وجُبِيَ من المدارس مبلغٌ، وأُزعِجَ النّاسُ أيامًا، ورجع بُولاي المُقَدَّم من جهة الأغْوار ومعه عَسْكرٌ من التَّتار في العشرين من جُمادى الآخرة، وقَدِموا إلى ظاهر دمشق، وتخوّف الناسُ منهم
(1)
.
2324 -
وفي يوم السَّبْت تاسع عَشَر جُمادى الآخرة تُوفِّي الصَّدْرُ عزُّ الدِّين أحمدُ
(2)
بنُ مُحمد بن عبد الواحد بن إسماعيل بن سَلامة بن عليّ بن صَدَقة الحَرّانيُّ، ثم الدمشقيُّ، ودُفِنَ من يومه بسَفْح قاسيون بتُربته، وكان مرض مرضةً طويلة.
ومولدُه يوم السَّبت ثالث جُمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين وست مئة؛ رأيتُه بخط والدِه.
وكان رَجُلًا جيِّدًا، كثيرَ المروءة، من أربابِ الثَّرْوة والخِدَم الدِّيوانية. روى لنا عن: مكي بن عَلّان، وسَمِعَ أيضًا من ابن مَسْلَمة.
2325 -
وفي ليلة الاثنين الحادي والعِشْرين من جُمادى الآخرة تُوفِّي الشَّيخُ الفقيهُ الإمامُ العدلُ عزُّ الدِّين أبو مُحمد عبدُ العزيز
(3)
بن مُحمد بن عبد الحق بن خَلَف بن عبد الحق الدِّمشقيُّ الشافعيُّ، بالمَدْرسة الناصرية بدمشق، وصُلِّي عليه ظهر الاثنين بالجامع، ودُفِنَ بمقابر باب الفراديس.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 714، والبداية والنهاية 15/ 625.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 917، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 402، والمعجم المختص، ص 148، وبرنامج الوادي آشي 1/ 143، وأعيان العصر 3/ 106، وذيل التقييد 2/ 133، والنجوم الزاهرة 8/ 193.
(3)
ترجمته في: تلخيص مجمع الآداب 1/ 328 (إيران)، والعبر 5/ 400، والمعجم المختص 148، وتاريخ الإسلام 15/ 917، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 402، وبرنامج الوادي آشي، ص 143، وأعيان العصر 3/ 106، وذيل التقييد 2/ 133، والنجوم الزاهرة 8/ 193.
ومولدُه في تاسع عشر شَعْبان سنة خمس وعشرين وست مئة.
وكان رَجُلًا فاضلًا عندَهُ فقهٌ وحديثٌ، وله معرفةٌ بالشُّرُوط، وكان من أعيان الشُّهود، ودَرَّس بالمدرسة الأسَدِية ظاهر دمشق.
رَوَى لنا عن ابنِ الزَّبِيدي، وابن اللَّتِّي، وابن صَبّاح، والفَخْر الإرْبِليّ، وجعفر الهَمْدانيّ، وغيرِهم.
وله إجازةُ ابنِ القَطِيعيّ، وابن رُوْزْبَة، وجماعة من بَغْداد.
2326 -
وفي ليلة الثُّلاثاء الثاني والعشرين من جُمادى الآخِرة تُوفِّيت والدةُ الصَّدْر علاءِ الدِّين ابن غانم
(1)
، ودُفِنَت بمقابر باب الصَّغير، خُرِجَ بجنازتها من باب تُوما وداروا بها حَوْل البَلَد إلى مقبَرة باب الصَّغير بسبب غَلْق الأبواب.
• - وفي العَشْر الأخير من جُمادى الآخرة خرجَ جماعةٌ من القَلْعة، وأخذُوا غنائم من التَّتار، وقَتَلُوا منهم، وقُتِلَ أيضًا جماعة من المُسلمين، وحَصَلت خَبْطة في البَلَد، ومُسِك بعض مَن كان دخلَ مع التَّتار، وجُبِيَ من النّاس جبايةٌ لبُولاي المُقَدَّم
(2)
.
• - وفي يوم الاثنين الثامن والعِشْرين من جُمادى الآخرة دخلَ الخطيب بدرُ الدِّين ابنُ جماعة وجماعةٌ إلى القَلْعة ومعهم نائب الأمير يحيى وجماعة من جهته، وتكلّموا في صُلْح يكون بين نائب القَلْعة وبين نُواب التَّتار، ولم يَحْصل اتفاق
(3)
.
(1)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب، وهي زوجة الصدر شمس الدين محمد بن سلمان المقدسي وستأتي ترجمته في وفيات شعبان من هذه السنة. وابنها علي بن محمد المقدسي المتوفى سنة 737 هـ. وترجمته في: ذيل العبر، ص 195، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 41، ووفيات ابن رافع 1/ 129، وبرنامج الوادي آشي، ص 91 (58).
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 714 - 715، والبداية والنهاية 15/ 625.
(3)
الخبر في المصدرين السابقين.
2327 -
وفي يوم السَّبْت السادس والعِشْرين من جُمادى الآخرة تُوفِّي الشَّيخ الإمامُ العالمُ الخطيبُ موفَّقُ الدِّين أبو المَعالي مُحمدُ
(1)
ابنُ القاضي عزّ الدِّين أبي المُبَشّر مُحمد ابن القاضي نَجْم الدِّين أبي المَكارم المُفَضَّل ابن القاضي مهذّب الدِّين أبي عَدِيّ مُحمد ابن القاضي تاج الدِّين أبي سالم عبد المُنعم ابن القاضي أمين الدِّين أبي القاسم الحُسين بن حَمْزة بن الحُسين بن أحمد بن عليّ بن طاهر البَهْرانيُّ القُضاعيُّ الحمويُّ الشافعيُّ، بدمشق، بدَرْب القاضي الفاضل، وصُلِّي عليه ظُهر هذا اليوم بالجامع، ودُفِنَ بمقبَرة باب الفراديس. حضرتُ دفنَه.
ومولدُه يوم الجُمُعة العِشْرين من جُمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين وست مئة بحماة.
وكانَ شيخًا جليلًا، كبيرَ القَدْر، فاضلًا، مُحْتَشمًا، صاحبَ ثَرْوةٍ وبيتٍ ورياسةٍ، خطبَ بحماة مدّةً، وكانَ مدرِّسًا بها، ثم سكنَ دمشقَ، ووَلِيَ خطابتَها، ووَلِيَ أيضًا قضاءَ حماة.
2328 -
وتُوفِّي الشَّيخُ المُقْرئُ محبُّ الدِّين أبو الفَضْل صَدَقةُ
(2)
بنُ عليّ بن الحُسين بن عبد العزيز بن هِلالة اللَّخْمِيُّ الطَّبِيريُّ الإشبيليُّ، في العَشْر الأخير من جُمادى الآخرة.
وكانَ رَجُلًا مُباركًا من قُرّاء القُرآن بالرِّوايات السَّبْعة، وله حَلْقة مُصَدَّرة بجامع دمشق، وكان مقيمًا بالتربة الزُوَيزانية ظاهر دمشق.
رَوَى لنا عن إبراهيم بن خليل، وابنِ البُرْهان.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 939، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 280، والوافي بالوفيات 1/ 284، ومرآة الجنان 4/ 13، والبداية والنهاية 15/ 631، وشذرات الذهب 7/ 709.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 912.
ومولدُه في رَمَضان سنة خمسٍ وعشرين وست مئة بإشبيلية.
2329 -
وتُوفِّيت أمُّ أحمدَ زينبُ
(1)
بنتُ شَرَفِ الدِّين إسماعيل ابن المُحبّ مُحمد بن عُمر بن بَلْدق الحَرّانيِّ في العَشْر الأخير من جُمادى الآخرة، ودُفِنَت بسَفْح قاسيون.
رَوَت لنا عن خطيب مَرْدا. وسمعتْ أيضًا من مُحمد بن عبد الهادي، وإبراهيم بن خليل، وابن عبد الدّائم. ولها إجازة سِبْط السِّلَفي، وجماعة.
وهي بنتُ خديجة بنت التقيّ المَراتبيّ، وزوجة المُحبّ يوسف بن أحمد المَقْدسيّ.
2330 -
وفي ليلة الثُّلاثاء التاسع والعِشْرين من جُمادى الآخرة تُوفِّيت الشَّيخةُ الصّالحةُ أمُّ مُحمد زينب
(2)
بنتُ الحاج زكيّ الدِّين عُمر بن كِنْدي بن سعيد بن عليّ الدمشقية، بقلعة بَعْلَبَك المحروسة.
وكانت امرأةً صالحةً، صاحبةَ بِرَ وصَدَقة وإحسان، وبَنَت رِباطًا، ووقفت ما أمكنها على أبواب البِرِّ، وعاشَت سعيدة، وماتت حَمِيدة.
ولها إجازات عالية من المؤيد الطُّوسيّ، وأبي رَوْح عبد المُعِزّ الهَرَويّ، وزينب الشَّعْرية، والقاسم ابن الصَّفّار، وعبد الرحيم ابن السَّمْعاني، وغيرِهم.
قرأتُ عليها ببَعْلَبَك أكثر من ثلاثين جزءًا، وقَدِمت علينا دمشقَ في سنة إحدى وثمانين وست مئة، وقرأتُ عليها بالعُقَيْبة ظاهر دمشق عدّة أجزاء، منها "جزء ابن نُجَيْد".
(1)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 907.
(2)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 908، والعبر 5/ 398، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 254، وتذكرة الحفاظ 4/ 186، والوافي بالوفيات 15/ 66، وأعيان العصر 2/ 388، وذيل التقييد 2/ 371، والنجوم الزاهرة 8/ 193، وشذرات الذهب 7/ 782.
2331 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العالمُ الفاضلُ نَجْمُ الدِّين أبو العبّاس أحمدُ
(1)
بنُ مُحَسِّن بن مَلِيّ بن حَسَن بن عَبَق بن مَلِيّ بن رِكاب الأنصاريُّ البَعْلَبَكيُّ، وكانت وفاتُه في جُمادى الآخرة بقرية بَخْعون بجَبَل الظنّيّين، وكانَ قد التجأ إلى هذا المكان بسبب التَّتار.
ومولدُه في شهر رَمَضان سنة سبع عشرة وست مئة ببَعْلَبَك.
وكانَ شيْخًا فاضلًا في الفقه، والأصلين، والخِلاف، والنَّحو، والطبّ، والحِكْمة، وغير ذلك. وكان خارقَ الذِّهن، قويَّ الحافظة، طَلْقَ العبارة، صحيحَ المُناظرة، مقدامًا، شُجاعًا، وكانَ يطلب تَعْيين الآيات ويتكلَّم على تَفْسيرها كأنه يطالعه من كتاب.
قرأتُ عليه كتاب "الموطأ" رواية القَعْنَبيّ، عن مالك، وعدّة أجزاء بسماعه من الشَّيخ بهاء الدِّين عبد الرحمن المَقْدسيّ. وقرأتُ عليه "جزء أبي الجَهْم" بسماعه من ابن الزَّبِيدي. وسَمِعَ من أبي المَجْد القَزْويني، وابن رَوَاحة، وجماعة. وسَمِعَ بالإسكندرية من ابن رَوَاج، وقرأ النَّحو على أبي عَمْرو بن الحاجِب، وله شيوخٌ أعيان.
رَجَب
• - في يوم الخميس ثاني رَجَب طُلِبَ الأعيان من القُضاة والعُلماء والرُّؤساء بأوراق عليها علامة الأمير سيف الدِّين قَبْجَق إلى داره، فحضرَ جماعة منهم، فحلفوا للدولة المَحْمودية بالنُّصح وعَدَم المُداجاة وغير ذلك
(2)
.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 896، والعبر 5/ 394، وأعيان العصر 1/ 312، والوافي بالوفيات 7/ 305، ومرآة الجنان 4/ 231، وطبقات الشافعية للسبكي 8/ 31، وتوضيح المشتبه 8/ 274، والمقفى 1/ 349، والمنهل الصافي 2/ 65، وعقد الجمان، ص 380، وشذرات الذهب 7/ 777.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 715، والبداية والنهاية 15/ 625.
• - وفي يوم الخميس المذكور توجَّه الشَّيخ تقيّ الدِّين ابن تَيْمية إلى مُخيَّم بولاي بسبب الأسرى واستفكاكهم، وكانَ معهم خَلْق من الأسْرَى، فأقامَ ثلاث ليال
(1)
.
• - وفي يوم الجُمُعة ثالث رَجَب توجّه جماعةٌ من الرُّؤساء بطلب إلى مُخيم بولاي، ورجعوا يوم السَّبْت فنُهبوا عند باب شَرْقي، وأُخِذَت ثيابُهم وعَمائمهم، ودخلوا البلد ورؤوسهم مَكْشوفة، ثم طُلِبوا في اليوم بعينه، فاختفَى بعضُهم وتوجّه البعض، فسافروا، وأخذُوا بعض الجماعة معهم. ونُودي يوم الجُمُعة في الجامع بأمر متولّي القَلْعة أنّ العساكرَ واصلةٌ من الدِّيار المصرية
(2)
.
2332 -
وفي ليلة الجُمُعة ثالث رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ الفقيهُ جمالُ الدِّين أبو مَنْصور سُليمانُ
(3)
بنُ عبد الله بن عليّ بن مَنْصور ابن رِطْلين البَغْداديُّ الحنبليُّ.
قرأتُ عليه "كرامات الأولياء" للخَلّال، بسماعه من الأعزّ بن العُلِّيق.
ومولدُه سنة ثلاثين وست مئة تقريبًا.
وكان مُقيمًا بالجَوْزية، وتُوفِّي بالبيمارستان، وصُلِّي عليه ضُحَى نهار الجُمُعة.
2333 -
وتُوفِّي ليلة الجُمُعة ثالث رَجَب شَمْسُ الدِّين سُليمانُ
(4)
ابنُ شيخنا شَرَف الدِّين أحمد بن هبة الله ابن عَسَاكر، بعد والده بشهر وأيام.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 715، والبداية والنهاية 15/ 625.
(2)
الخبر في المصدرين السابقين.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 909.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 909.
لم يتمتّع بميراثه ولا أحرزَهُ، رحمه الله تعالى. وسَمِعَ معنا على والده وعلى جماعة من الشُّيوخ.
2334 -
وفي يوم السَّبْت رابع الشَّهْر تُوفِّي الشَّيخُ جمالُ الدِّين يحيى
(1)
بنُ أحمد بن يحيى الحَنَفيُّ، والد الصَّدْر بهاءِ الدِّين المُحْتَسب، ودُفِنَ يوم الأحد.
وكانَ رَجُلًا جيِّدًا. وانقطعَ في آخرِ عُمُره عن الخِدَم والولايات، ولازمَ العبادة.
• - وفي عَشِيّة السَّبْت رابع الشَّهْر طلعَ النّاسُ إلى منائِر الجامع والأماكن العالية، وأخْبروا أنهم رأوا خَلْقًا من التَّتار طالعين في عَقَبة دُمّر، فقيلَ إنهم متوجِّهون إلى بَعْلَبك لأذى تلك الجهة. وقيل: إنهم مُسافرون. وظهرَ الأمر أن بُولاي وأصحابَهُ رَحَلُوا عن دمشق، وبقي جماعة منهم يَعْبثونَ في الجَبَل والمِزّة وأطراف البَلَد ويؤذون، والناسُ في ضِيقٍ بسببهم. وبلغَ رِطْل اللحم في أوائل رَجَب إلى عَشَرة دراهم ونصف
(2)
.
• - وفي السابع من رَجَب اشتُهِرَ بدمشق أنه ليسَ في ضواحيها أحد من التَّتار، واستبشرَ النّاسُ بذلك، وذكروا أنهم تَوَجَّهوا إلى جِهة البقاع وبَعْلَبك
(3)
.
2335 -
وفي هذا اليوم ماتَ جمالُ الدِّين عبد الله
(4)
ابنُ الشيخ الصّالح زين الدِّين عبدِ الدّائم الكَرَكيّ.
وكان فقيهًا حنفيًّا، وشاهِدًا، ويسكن بالمدرسة الظاهرية.
• - ونُوديَ في هذا اليوم بأمر قَبْجَق أن يُسافر النّاس ويَخْرجوا إلى البلاد
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 942.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 715، والبداية والنهاية 15/ 626.
(3)
الخبر في المصدرين السابقين.
(4)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
والقُرى فقد أمِنت الطُّرق وسافرَ النّاسُ يوم الخميس تاسع رَجَب ويوم الجُمُعة والسَّبْت إلى القِبْلة والشمال
(1)
.
2336 -
وتُوفِّي الأميرُ شجاعُ الدِّين مُحمدُ
(2)
بنُ شَهْرِي، متولِّي بَعْلَبك، يوم الأحد خامس رجب، ودُفِنَ بمقبَرة اللوزة يوم الاثنين.
2337 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الفقيهُ الصّالحُ موفَّق الدِّين اليَسَريّ
(3)
الحَنبليّ، بالبيمارستان.
2338 -
والشَّيخُ يونُس
(4)
، عمُّ الشَّيخ سيفِ الدِّين الرُّجَيْحيّ.
كلاهما ليلة الجُمُعة عاشر رَجَب، وصُلِّي عليهما وعلى جماعةٍ يوم الجُمُعة. قيل: إنهم كانوا أحد عَشَر نَفْسًا.
• - وفي يوم الجُمُعة المذكور صلَّى قَبْجَق بالمقصورة هو وجماعة كبيرة معهم العُدَد والقسِيُّ والنّشّاب
(5)
.
2339 -
وفي يوم السَّبْت حادي عَشَر رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ الفقيهُ كمالُ الدِّين عبد الله
(6)
بن عليّ بن سوندك بن كيار الكَرَكيُّ، بمارستان نُور الدِّين، ودُفِنَ بباب الصَّغير.
وكان لديه فَضْل ومَعْرفة، وله شِعْر. وسَمِعَ كثيرًا من الحديث في سنة
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 715.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 911، وأعيان العصر 4/ 474.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 940، وتوضيح المشتبه 1/ 506، والمقصد الأرشد 3/ 44.
(4)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وهو عم سيف الدين الرجيحي وستأتي ترجمته في وفيات سنة 706 هـ.
(5)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 715، والبداية والنهاية 15/ 625.
(6)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 914، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 327، والمعجم المختص، ص 123، وبرنامج الوادي آشي، ص 143، والوافي بالوفيات 17/ 340.
تسع وأربعين وست مئة وبعدها. وحدَّث بـ "نُسْخة أبي مُسْهر"، عن إبراهيم بن خليل.
وكان أُوذي أيامَ التَّتار، واستمرّ ألمُه إلى أن ماتَ.
• - وتشوّش النّاسُ يوم الاثنين ثالث عشر رَجَب بسبب رجوع طائفة من التَّتار إلى ظاهر البلد. وكانَ الناسُ قد خَرَجوا للتفرُّج في غِياض السَّفَرْجَل، فرجعوا مُسْرعين، ونُهِبَ بعضُهم، ورَمَى بعضُهم نفسَهُ في النهر
(1)
.
2340 -
وماتَ الشَّيخُ أحمدُ
(2)
بنُ عليّ بن مُحمد بن قَيْصر البَغْداديُّ، سبْط ابن البُلَيْبل الحِمْصيِّ، المعروف بالحِمِّصانيِّ، من أهل الصّالحية في يوم الخميس تاسع رَجَب بدمشق، ودُفِنَ بمقبَرة باب شَرْقي.
رَوَى لنا عن: ابن اللَّتِّي "جزء أبي الجَهْم"، وسَمِعَ أيضًا من جعفر الهَمْدانيّ، والسَّخاويّ، والحافظ ضياء الدِّين، وغيرِهم.
2341 -
وفي ليلة الجُمُعة ثالث شَهْر رَجَب تُوفِّي الأميرُ الكبيرُ عَلَمُ الدِّين أبو موسى سَنْجَر
(3)
بن عبد الله الدَّوادارِيُّ الصالحيُّ، بحِصْن الأكراد.
وكانَ قد التجأ إليه عَقِيب الكَسْرة ودُفِنَ هناك، رحمه الله تعالى، وصَلّينا عليه بدمشق يوم الجمعة الرابع والعِشْرين من رَجَب.
وكانَ أميرًا جليلًا، شُجاعًا، مُثابرًا على الجهاد، وعنده مُشاركة في العلم واهتمام بالحَدِيث، طلبَهُ وسعَى في تَحْصيل المَرْويات العالية.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 715، والبداية والنهاية 15/ 626.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 894.
(3)
ترجمته في: نهاية الأرب 31/ 409، وتاريخ الإسلام 15/ 909، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 273، والمعجم المختص، ص 106، والعبر 5/ 399، وأعيان العصر 2/ 460، والوافي بالوفيات 15/ 479، وذيل التقييد 2/ 12، والسلوك 2/ 350، والنجوم الزاهرة 8/ 193، والمنهل الصافي 6/ 68، وشذرات الذهب 7/ 783، وغيرها.
ومن شيوخه: الحافظ عبد العظيم، والرَّشيد العَطّار، وابن البُرْهان، وجماعة من أصحاب البُوصيري، وله "مُعجم" فيه مخرَّج عن أكثر من مئتي شيخ، وحجّ وجاورَ، وسمِعَ هناك من شُيوخ مكةَ، ووقف أوقافًا، وعَمَّر رِباطًا حَسَنًا بالقُدس، وكانَ مُثابرًا على الخَيْرات.
قرأتُ عليه "المُعجم" أربعة عشر جزءًا، وغير ذلك.
2342 -
وفي ليلة الأربعاء منتصف رَجَب تُوفِّي العَدْلُ مؤيَّدُ الدِّين عليّ
(1)
بن إبراهيم ابن الخَطِيب يحيى بن عبد الرَّزاق بن يحيى بن عامر بن كامل الزُّبَيْديُّ المَقْدسيُّ، عُرِفَ بابن خطيب عَقْرَبا، وصُلِّي عليه ظُهر الأربعاء بجامع دمشق، وحُمِلَ إلى الجَبَل.
ومولدُه في رَجَب سنة إحدى وعشرين وست مئة.
وكانَ رجُلًا جيِّدًا، متودِّدًا إلى الناس باشرَ ديوان الأيتام وديوان الجامع، وغير ذلك.
رَوَى عن ابن اللَّتِّي، والفَخْر الإربليّ، ومُحمدُ بنُ غَسّان، وأبي نَصْر ابن الشِّيرازيّ، والنّاصح ابن الحنبليّ، وعن جدِّه يحيى، وغيرهم.
2343 -
وفي يوم الأربعاء مُنتصف رَجَب تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ المُسنِدُ شمسُ الدِّين مُحمدُ
(2)
بنُ عليّ بن أحمد بن فَضْل الواسطيُّ، أخو الشَّيخ تقيّ الدِّين ابن الواسطيِّ، بالبَلَد، ودُفِنَ يوم الخميس بالجبل.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 919، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 9، والعبر 3/ 400، وتذكرة الحفاظ 4/ 186، وأعيان العصر 3/ 245، وشذرات الذهب 7/ 786.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 934، والعبر 3/ 403، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 234، وتذكرة الحفاظ 4/ 187، وبرنامج الوادي آشي، ص 231، والوافي بالوفيات 4/ 193، وفيه أن وفاته سنة 700 هـ، وذيل التقييد 1/ 175، والنجوم الزاهرة 8/ 193، وشذرات الذهب 7/ 790.
ومولدُه تقريبًا سنة خمس عشرة وست مئة.
وكانَ شيخًا كثيرَ الرِّواية، سَمِعَ الكثير، وتَفرَّد ببعض المَرويّات.
وحدَّث عن ابن البُنّ، وابن صَصْرَى، وابن أبي لُقْمة، وابن صَبّاح، والإرْبِليّ، والمَجْد القَزْوينيّ، وابن الزَّبِيدي، وابن اللَّتِّي، والكاشْغَري، ومُحمد بن غَسّان، وجعفر الهَمْدانيّ، وغيرهم، سَمَاعًا. وعن الشَّيخ موفَّق الدِّين، وموسى بن عبد القادر الجِيليّ، والشِّهاب بن راجِح حُضورًا.
وخَرَّج له شَمْسُ الدِّين ابن الذَّهَبي "عوالي" قرأتُها عليه.
• - وحَصَل تَشْويش للنّاس عَصْر يوم الأربعاء المَذْكور. وقيل إنَّ قَبْجَق يريد الانفصالَ عن التَّتار، ويَبْقى أمرُ البلد مُضَيَّعًا، ونُودِيَ من جهة أرجواش بالجامع: احفظوا البَلَد، والزموا الأسوارَ، وأخرجوا العُدَدَ. وجُفّل الناس من خارج البَلَد. وباتَ الناسُ ليلة الخميس، وهو خَمِيس النَّصارى في شدّةٍ وخَوْفٍ.
وسافَر ليلًا قَبْجَق ورفاقه وأتباعه، وكذلك عزّ الدِّين ابن القلانسيّ، وجماعة إلى لقاء العساكر المِصْرية
(1)
.
• - وأصبحَ النّاسُ بدمشق يوم الخَمِيس فلم يُفتح من أبواب البَلَد شيء، واجتمع خَلْقٌ ظاهرَ البلد ممّن كان خرجَ ببعض حوائجه وأهلِه، فلمّا ارتفعَ النَّهار فُتح باب النَّصْر لقُربه من القَلْعة، ودَبَّر أرجواش أمرَ البَلَد، ونادَى مرارًا كثيرة بحفظ الأسوار، ومَن بات في داره شُنِقَ، ومن فَتح دكّانه غير الخبّازين والطبّاخين شُنِق، وشدّد في ذلك. ولم يَبْق في البَلَد من جهة التَّتار أحد البتّة في هذا اليوم.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 715، والبداية والنهاية 15/ 626.
ثم نُودِيَ في النَّهار المَذْكور: افتحوا دكاكينكم، فإذا كان مساءً فالزموا الأسوار
(1)
.
2344 -
وتُوفِّي مُحمدُ
(2)
ابنُ شَمْس الدِّين عُمر بن عبّاس بن جَعْوان يوم الخميس سادس عَشَر رَجَب، ودُفِنَ بمقبَرة باب الصَّغير بتُربة بَنِي الشَّيْرَجيّ.
وكانَ سَمِعَ كثيرًا مع ابن عمِّه الإمام شمس الدِّين، رحمهما الله تعالى.
• - وفي هذا اليوم ركبَ بَدْرُ الدِّين يوسُف ابنُ النَّخِيليّ في الحِسْبة بدمشق بأمر أرجواش.
• - وفي يوم الجُمُعة السابع عَشَر من رَجَب أُعيدت الخُطبة بجامع دمشق لصاحب مِصْر السُّلطان الملك الناصر مَقْرونًا باسم الخليفة على القاعدة الأولى، وفَرِحَ النّاسُ بذلكَ، ورفعوا أصواتَهم بالدُّعاء، وقد كان اسمهما أُسقِطَ من الخُطبة من سابع ربيع الآخر، فالمدّة مئة يوم
(3)
.
• - وفي بُكْرة الجُمُعة المَذْكور دارَ الشَّيخُ تقيّ الدِّين ابن تيميّة بدمشق على ما جُدِّد من الخَمّارات، فبدَّد الخُمُور، وكَسَر الجِرَار، وشَقَّ الظُّروف، وعَزَّر الخَمّارين هو وجماعتُه
(4)
.
• - ولازمَ النّاسُ هذه الليالي المبيت على الأسوار، وأظهروا عُددًا حَسَنة وتَجَمُّلًا. وكان الشَّيخُ تقيّ الدِّين وأصحابُه يَمْشون على النّاس، ويقرأ
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 715، والبداية والنهاية 15/ 626.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وستأتي ترجمة قريبه شهاب الدين أحمد ابن كمال الدين محمد في وفيات شعبان من هذه السنة.
(3)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 716، والبداية والنهاية 15/ 626 - 627.
(4)
الخبر في المصدرين السابقين.
الشَّيخُ عليهم سورة القِتال وآيات الجِهاد وأحاديث الغَزْو والرِّباط والحَرَس، ويحثُّهم على ذلك ويُحَرِّضُهم
(1)
.
• - ونُودِيَ بُكْرة السَّبْت الثامن عَشَر من رَجَب بالأمر بزينة البَلَد مع ملازمة السُّور، فشرعَ النّاسُ في الزينة
(2)
.
2345 -
وماتَ يوم السَّبْت المَذْكور الموفَّق
(3)
القَيْسيُّ، نقيبُ الجنائز بالأمينية، ودُفِنَ بمقابر باب الصَّغير.
• - وفتح يوم الأحد تاسع عَشَر رَجَب باب الفَرَج مُضافًا إلى باب النَّصْر، ففرحَ النّاسُ بذلك وانتفعوا بفتحه
(4)
.
2346 -
وتُوفِّي الصَّدْرُ شَمْسُ الدِّين طَلْحة
(5)
بن الخَضِر بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن الحَسَن بن عليّ بن مُحمد بن يحيى بن عليّ بن عبد العزيز القُرشيُّ الدمشقيُّ، يوم الجُمُعة الرابع والعِشْرين من رَجَب، ودُفِنَ من يومه بالجَبَل.
رَوَى لنا عن ابن عَلّان، وسَمِعَ من الصَّدْر البَكْريّ، وجماعة. وكان من المُعَدَّلينَ بدمشقَ ومن أرباب البُيوت والثَّروة.
2347 -
وتُوفِّي الشَّيخُ عمادُ الدِّين أبو إسحاق إبراهيمُ
(6)
بنُ أحمدَ بن مُحمد بن خَلَف بن راجِح بن بلال بن عيسى بن زُرَيق بن فَتْح
(1)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 626.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 716، والبداية والنهاية 15/ 627.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 940.
(4)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 627.
(5)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 913، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 312، وأعيان العصر 2/ 622، والوافي بالوفيات 16/ 486، والمنهل الصافي 6/ 431، والدليل الشافي 1/ 368.
(6)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 899، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 126، والمقفى 1/ 29، والمقصد الأرشد 1/ 215، وشذرات الذهب 7/ 778.
المَقْدسيُّ، بالجَبَل، في يوم الجُمُعة الرابع والعِشْرين من رَجَب، ودُفِنَ من يومِه بسَفْح قاسيون.
ومولدُه في العِشْرين من شَعْبان سنة ثمانٍ وعشرين وست مئة بسَفْح قاسيون.
وكانَ شيخًا حَسَنًا من العُدُول، وكان متصدِّيًا لقِسْمة الأملاك ومَسْح الأراضي من جهةِ القُضاة.
سَمِعَ من والدِه، وإسماعيل بن ظَفَر، والحافظ ضياء الدِّين. وأجازَ له من بغداد: السُّهْرَوَرْدي، وابن رُوْزْبَة، وعُمر بن كَرَم، وجماعةٌ في سنة تِسْعٍ وعشرين وست مئة. ومن أصبهان: محمود بن مَنْدَة، ومُحمد بن عبد الواحد المدينيُّ، وغيرُهما. وظهرَ بعد موته حضورُه على ابن الزَّبِيدي، وسماعُه على ابن قُمَيْرة. وهو سِبْط الشَّيخ عِماد الدِّين إبراهيم بن عبد الواحد المقدسيّ.
2348 -
وممّن مات في رَجَب: الحاج زيد
(1)
الكيّال.
2349 -
وعبدُ اللطيف
(2)
المعروف بشيخ البَط.
2350 -
وشَمْسُ الدِّين مُحمدُ
(3)
بنُ عُثمان ابن القَيِّم الحنفيُّ، الشاهدُ بباب الرّواحية.
2351 -
وعبدُ الرحمن
(4)
ابنُ الشَّيخ إبراهيم الحَجّار الخالديُّ.
2352 -
وفي يوم الأحد السادس والعِشْرين من رَجَب تُوفِّي القاضي الأصيل بهاءُ الدِّين يوسفُ
(5)
ابنُ القاضي مُحيي الدِّين مُحمد بن مُحمد ابن
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
كذلك.
(3)
كذلك.
(4)
كذلك.
(5)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 943.
الشَّيخ عبد الرحمن بن عُلْوان الأسَديُّ الحَلَبيُّ، بدمشق، ودُفِنَ من الغد، يوم الاثنين، بمقبَرة الصّوفية.
وكان مَشْهورًا بقضاء سَرْمين وأعمالِها، تَولّاه مُدّةً، وكانَ له هيئة حَسَنة، ومن بَيْتٍ مَعْروف، وعنده كَرَمٌ ورياسةٌ ومروءةٌ.
ورَوَى لنا عن ابن قُمَيْرة، وابن رَواحة، وابن خَلِيل. حدَّث بحَلَب، ودمشقَ، والقاهرة، وسَرْمين.
ومولدُه ليلة الجُمُعة رابع شعبان سنة تسع وثلاثين وست مئة بحلب.
2353 -
وتُوفِّي الصَّدْرُ الكبيرُ الصّاحبُ فخرُ الدِّين سُليمان
(1)
ابن شيخنا عِماد الدِّين مُحمد ابن شَرَف الدِّين أحمد ابن الشَّيخ فَخْر الدِّين مُحمد بن عبد الوَهّاب بن عبد الله، ابنُ الشَّيْرَجيِّ، الأنصاريُّ، في يوم الأربعاء التاسع والعِشْرين من رَجَب، بداره بدمشق، وصُلِّي عليه العَصْر بالجامع المَعْمور، ودُفِنَ بمقابر باب الصَّغِير، ومَشى النّاسُ في جنازته إلى باب البَرِيد، ومن هناك أمرهم أرجُواش بالرُّجوع، ونَهاهم عن حُضُور الجَنازة، ووقفَ جماعة من القَلْعة بالعِصيّ يَمْنعون النّاس، ومن تَقَدَّم ضَرَبُوه. ولمّا وَصَلت الجنازة إلى جهة القَلْعة أُذِنَ لولده شَرَف الدِّين أحمد في اتباعها ومعه التَّرْسيم، وكانَ عنده حنق عليه لدخوله في أيام التَّتار.
وكان سَمِعَ من الشَّرَف المُرْسي، ومن ابن الصَّلاح، وجماعة، ولم يُحَدِّث بشيء. وكان من أكابر البَلَد ورؤسائهم المَشْهورين، وهو معروف بالمَكارم والتَّواضع والإحسان.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 925، والعبر 3/ 399، وأعيان العصر 2/ 452، والوافي بالوفيات 15/ 575، وشذرات الذهب 7/ 783.
2354 -
وتُوفِّيت فاطمةُ
(1)
بنتُ الشَّيخ العالم الزّاهد أبي العبّاس أحمد بن أحمد بن عُبيد الله بن أحمد بن مُحمد بن قُدامة المَقْدسيِّ، داخلَ البَلَد قبل انتقال المَقادسة إلى الصّالحية.
رَوَت لنا عن إبراهيم بن خَلِيل. ولها إجازة سِبْط السِّلَفيّ، وجماعة في سنة خمسين وست مئة.
وهي أخت الإمام شَمْس الدِّين عُبيد الله لأمّه وبنت عَمّه.
شَعْبان
2355 -
في ليلة مُستَهلّ شَعْبان ماتَ الأميرُ عزُّ الدِّين أيبك
(2)
الزُّوَيْزانيُّ، الحاجبُ، بقريةٍ من قُرى السّاحل بقرب عَسْقلان، ودُفِنَ بها، وكان جاوزَ السَّبعين.
2356 -
وماتت أمةُ العزيز خَدِيجة
(3)
بنت يوسُف بن غَنِيمة بن حُسين البَغْداديِّ، يوم الخميس مُستهلّ شَعْبان، ودُفِنَت يوم الجُمُعة بالجَبَل.
وكانت عالمة تكتُب وتَقْرأ، وسَمِعت من ابنِ اللَّتِّي، وابن أبي الصَّقْر، وابن الشِّيرازيِّ، وابن المُقَيَّر، وكَرِيمة، وغيرِهم. وسمعت بالقاهرة من ابن الجُمَّيْزيّ، وعليّ بن مُختار بن نَصْر العامريّ، وغيرهما.
قرأتُ عليها بدمشق وبطريق الحجاز بالعُلَى وتَبُوك ومُعان.
ومولدُها سنة ثمانٍ وعِشْرين وست مئة.
(1)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 924.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 907، وأعيان العصر 1/ 645.
(3)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 907، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 234، والعبر 3/ 398، وتذكرة الحفاظ 4/ 186، وبرنامج الوادي آشي، ص 170، والوافي بالوفيات 13/ 296، وذيل التقييد 2/ 365، وشذرات الذهب 7/ 781.
• - ووصلَ جماعةٌ من جَيْش المُسلمين إلى دمشق يوم السَّبْت ثالث شَعْبان. وكثُرت الأخبار بخُروج السُّلطان والجَيْش ووصول بعضهم إلى غَزّة، وقُرْب وصولهم، وكان خروج السُّلطان والجَيْش في تاسع رَجَب.
2357 -
وتُوفِّي الشَّيخُ موفَّق الدِّين مُحمدُ
(1)
بنُ يوسُف بن إسماعيلَ بن إبراهيم بن طَلْحة المقدسيُّ الشّاهدُ الحنبليُّ، يوم الأحد رابع شَعْبان بدمشق، ودُفِنَ بالجَبَل.
رَوَى لنا عن ابن المُقَيَّر، "جزء عباس التَّرْقُفي"، وغيرَهُ.
ومولدُه في منتصف رَجَب سنة أربع وعِشْرين وست مئة.
وكان رَجُلًا جيِّدًا. كثيرَ التودّد إلى النّاس.
2358 -
وتُوفِّي مُعين الدِّين خَطّاب
(2)
بنُ مُحمد بن زنطار بن حَرِيز بن رافع اللَّخْميُّ الأشرفيُّ، متولِّي أمرَ الأثر الشَّريف النبويِّ بدارِ الحديث الأشرفية في بُكْرة الاثنين خامس شَعْبان بتُربة أمِّ الصالح، ودُفِنَ بالجَبَل من يومه، وعُمِلَ عزاؤه بتُربة أمِّ الصالح.
رَوَى لنا عن فرج القُرْطُبي، وعُثمان ابن خَطِيب القَرافة. وسَمِعَ على جماعةٍ بدار الحديث الأشرفية.
ومولدُه مستَهلّ سنة ثمانٍ وأربعين وست مئة بدمشق.
• - واشتُهِرَ بدمشقَ يوم الأحد أنّ العَساكر فارقوا السُّلطان بالصّالحية، وتقدَّموا كلُّهم وتَرَكُوه هناك راجعًا إلى قَلْعة القاهرة.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 940، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 304، وتذكرة الحفاظ 4/ 186، وشذرات الذهب 7/ 791.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 906، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 223.
2359 -
وتُوفِّي شَمْسُ الدِّين مُحمدُ
(1)
بنُ مُحمد بن عُمر بن كِنْدي، في ليلة الخميس ثامن شَعْبان، ودُفِنَ من الغد بمقبَرة باب الفراديس.
وكانَ مشكورًا يُعاني الجُنْدية، وفيه الدِّينُ والخَيْرُ والمروءةُ والشَّجاعةُ. وهو أخو العدل نَجْم الدِّين بن كِنْدي.
2360 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الفقيهُ الصّالحُ نَجْمُ الدِّين حَسَنُ
(2)
بنُ هارونَ بن حَسَن الهَذَبانيُّ الشافعيُّ، أحدُ أصحاب الشَّيخ مُحيي الدِّين النَّواويّ، في يوم الجُمُعة تاسع شَعْبان، بالمدرسة الأكزيّة، بدمشق.
وكانَ فقيهًا صالحًا، خَيِّرًا، كتبَ العِلْم وحفظ، وعندَهُ فوائد كثيرةٌ، وكان متورِّعًا قانعًا، مواظبًا على الطاعات. سَمِعَ من ابن عبد الدّائم، وجماعة، ولم يُحدِّث.
2361 -
وفي يوم الثُّلاثاء سادس شَعْبان تُوفِّيت أمُّ مُحمد فاطمةُ
(3)
بنتُ عبد الله ابن الرَّضيّ عبد الرَّحمن بن مُحمد بن عبد الجبّار المَقْدسيِّ، بالجَبَل، ودُفِنَت هناك من يومها.
رَوَت لنا عن كَرِيمة، وسَمِعت من الضِّياء، واليَلْدانيّ، وغيرِهم.
وهي زوجة الشهاب بن أبي راجح.
ووجدتُ سماعَها حُضُورًا في صَفَر سنة ثمان وثلاثين وست مئة، وذَكَرَت أنها وُلِدت بعد موت جَدّها، وكان موته في صَفَر سنة خمس وثلاثين وست مئة.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وتقدمت ترجمة أخيه أحمد في وفيات سنة 694 هـ.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 905، وأعيان العصر 2/ 255، والوافي بالوفيات 12/ 176، وطبقات الشافعية للسبكي 9/ 408، والمنهل الصافي 5/ 144، والدليل الشافي 1/ 271.
(3)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 924.
2362 -
وفي ليلة السَّبْت عاشر شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ مُحيي الدِّين أبو بَكْر
(1)
ابنُ الخطيب نَجِيب الدِّين عبد الله بن عُمر بن يوسُف بن يحيى بن عامر بن كامل المَقْدسيُّ، ابنُ خطيب بيت الآبار وأخو خَطِيبها، داخل البَلَد، ودُفِنَ يوم السَّبت بقرية بيت الآبار.
ومولدُه بالقَرْية المَذْكورة في سنة أربع وعشرين وست مئة.
وكانَ رَجُلًا جيِّدًا، مؤذِّنًا بالقَرْية، وحجَّ.
ورَوَى لنا عن ابن اللَّتِّي، والفَخْر الإرْبِليّ، وغيرهما.
• - ووصلَ من الدِّيار المِصْرية إلى دمشق الجَيْش المُخْتَصّ بها، مُقدَّمه الأمير جمال الدِّين الأفرَم يوم السَّبْت عاشر شَعْبان، وخرجَ النّاسُ لرؤيتهم، وشكروا الله تعالى على ما مَنّ به من تراجُع أمرهم
(2)
.
• - وذكرَ الدَّرْسَ القاضي جلالُ الدِّين القَزْوينيُّ، أخو قاضي القُضاة إمام الدِّين، بالمَدْرسة الأمينية، في يوم الأحد حادي عَشَر شَعْبان، عِوَضًا عن أخيه
(3)
.
• - وفي هذا اليوم فُتح باب الفراديس أيضًا.
• - ووصلَ إلى دمشقَ في يوم الأحد حادي عَشَر شَعْبان بقيّة عَسْكر الشّام، فيهم الأمير شَمْسُ الدِّين قَرَاسُنْقُر المَنْصوريّ، والأميرُ سَيْفُ الدِّين قُطْلُوبك، ودخل في تجمّل حَسَن.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 944، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 407، وتذكرة الحفاظ 4/ 186، وشذرات الذهب 7/ 793.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 716، والبداية والنهاية 15/ 627.
(3)
الخبر في المصدرين السابقين.
ودخلَ يوم الاثنين ثاني عَشَر شَعْبان مَيْسَرة الجَيْش المِصْري، ومنهم الأمير بَدْر الدِّين أمير سلاح
(1)
.
2363 -
وتُوفِّي تقيُّ الدِّين عبدُ الله
(2)
ابنُ الشَّيخ عِزِّ الدِّين أحمدَ بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسُف بن مُحمد بن قُدامة المقدسيُّ الحنبليُّ، في ليلة الاثنين ثاني عَشَر شَعْبان، ودُفِنَ من الغد بالجَبَل بتُربة الشَّيخ الموفَّق.
رَوَى لنا عن إبراهيم بن خليل، وغيره.
وكان فقيهًا، كَتَبَ الكثيرَ وسَمِعَ، وكتبَ الطِّباقَ، وصارَ نَقِيبًا للقاضي الحَنْبليِّ قبل موته بنحو شَهْر.
ومولدُه سنة إحدى وخمسين وست مئة.
وله حُضورٌ على خَطِيب مَرْدا وهو في ثاني سنةٍ من عُمُره، وسَمِعَ من جدِّه، ومن عمّ والده الفقيه مُحمد بن عبد الهادي، وابن عبد الدّائم، وغيرِهم.
2364 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الفقيهُ العدلُ جمالُ الدِّين أحمدُ
(3)
بنُ مُحمد بن عبدِ الله الشافعيُّ، المعروف بابن الهِنْدي، بمسجده بالعُقَيْبة، ليلة الاثنين ثاني عَشَر شَعْبان، ودُفِنَ من الغد بالجَبَل.
وكانَ رَجُلًا جيِّدًا، من أهل القُرآنِ والخَيْرِ والأمانةِ والعَدالة.
• - ودخلَ يوم الثُّلاثاء ثالث عَشَر شَعْبان ميمنة الجَيْش المِصْريّ، ومقدمهم الأمير حُسام الدِّين أستاذ الدار.
ودخلَ يوم الأربعاء رابع عَشَر شَعْبان قَلْب الجَيْش والمماليك السُّلطانية، ودخلَ معهُم نائبُ السَّلْطنة الأمير سيف الدِّين سَلّار.
(1)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 627.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 914، وأعيان العصر 2/ 656.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
وممّن دَخلَ بتجمُّل حَسَن الأميرُ سيفُ الدِّين الطَّبّاخيّ، وكانَ معهم الملك العادل زَيْن الدِّين كَتبُغا، دخلَ في خِدْمة نائب السَّلْطنة، ونزل جميع الجَيْش بالمَرْج
(1)
.
2365 -
وماتَ يوم الأربعاء رابع عَشَر شَعْبان بدرُ الدِّين بَيْلِيك
(2)
، عَتِيق الشَّيخ ضياء الدِّين ابن الحَمَويّ.
وكانَ سَمِعَ معنا كثيرًا من الحديث.
• - ووَلِيَ قضاءَ القُضاة الخطيبُ بَدْرُ الدِّين ابنُ جَمَاعة، والحِسْبة أمينُ الدِّين العَجَميِّ، كلاهما يوم الخميس منتصف شَعْبان
(3)
.
2366 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الصَّدْرُ الكبيرُ العالمُ شمْسُ الدِّين مُحمدُ
(4)
بنُ سَلْمان بن حَمَائل بن عليّ المَقْدسيُّ، المعروف بابن غانِم، في يوم الجُمُعة سادس عَشَر شَعْبان، ودَفِنَ يوم السَّبْت بالجَبَل.
ورَوَى لنا عن ابن حَمَّوْيَة، وابن الصَّلاح.
وكانَ من أعيان النّاس، مَعْروفًا بالكتابةِ، والكفاءةِ، والمَعْرفةِ، والتَّقدُّم، وحُسْنِ المُحاضرة، وحَصَّل كُتبًا نفيسةً، ووَلِيَ التَّدريسَ بالمدرسة العَصْرونية وغيرها.
وسَمِعَ أيضًا في سنة ثلاثٍ وثلاثين وست مئة من الشَّيخ تَقِيّ الدِّين
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 716، والبداية والنهاية 15/ 726.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، ومعتقه الشيخ ضياء الدين الحموي، هو إسماعيل بن عمر بن أبي الفضل، توفي سنة 727 هـ وترجمته في معجم شيوخ الذهبي 1/ 178، والدرر الكامنة 1/ 446 وغيرهما.
(3)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 716، والبداية والنهاية 15/ 627.
(4)
ترجمته في: تالي وفيات الأعيان، ص 156، وتاريخ الإسلام 15/ 930، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 192، والعبر 5/ 402، وأعيان العصر 4/ 452، وعيون التواريخ 23/ 296، والبداية والنهاية 15/ 632، والنجوم الزاهرة 8/ 193، وشذرات الذهب 7/ 788.
يوسُف بن عبد المُنعم بن نِعْمة بنابُليس، وسَمِعَ بدمشق من القُرْطبيّ، وابن مَسْلَمة، وجماعة.
وسألتُه عن مولده، فقال: في سنة سَبْع عَشْرة وست مئة.
• - وباشَرَ الصَّدْرُ تاجُ الدِّين ابنُ الشِّيرازيِّ نظَرَ الدَّواوين بالشّام، عِوَضًا عن فَخْر الدِّين ابن الشَّيْرَجيّ يوم السَّبْت سابع عَشَر شَعْبان مع الأمير سَيْف الدِّين أقْجَبا المُشِدِّ على باب الأمير الوزير شَمْس الدِّين الأعْسَر
(1)
.
• - وباشرَ الأميرُ عزّ الدِّين أيبك الدَّوادار النَّجِيبيُّ ولايةَ البَرِّ بدمشقَ في التاريخ المَذْكور بعد أن جُعل من أمراء الشام
(2)
.
2367 -
وتُوفِّي الشَّيخُ شهابُ الدِّين
(3)
إمامُ مَغارة العزيز بالجَبَل، أحدُ فقهاء الظاهرية، والغَزّالية، فجاءةً في يوم الخَمِيس مُنْتصف شَعْبان.
وكان رَجُلًا جيِّدًا مُباركًا، له سَمْتٌ حَسَن.
2368 -
وتُوفِّي زينُ الدِّين خَضِر
(4)
بن دانيال الزَّرّاديُّ الضَّرِيرُ المقرئُ، في يوم الأحد ثامن عَشَر شَعْبان.
وكان ذكيًّا، فاضِلًا، حَسَنَ التِّلاوة، ويخيط الثِّياب، ويُدْخِلُ الخَيْط في الإبرة وهو أعمَى.
2369 -
وتُوفِّي بُرهانُ الدِّين إبراهيمُ
(5)
بنُ أبي بَكْر بن سالم المَعَريُّ، ثم الدِّمشقيُّ، عُرِفَ بشيخ قَيْسارية الشُّرُب، في يوم الثّلاثاء العِشْرين من شَعْبان، وصُلِّي عليه العَصْر.
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 716، والبداية والنهاية 15/ 627 - 628، وعقد الجمان 4/ 80.
(2)
الخبر في المصادر السابقة.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 912.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 906.
(5)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
2370 -
وكذلك تُوفِّي بدرُ الدِّين موسى
(1)
ابنُ الصَّدْر فَخْر الدِّين سُليمان ابن الشَّيْرَجيّ، ودُفِنَ ظُهْرَ الثُّلاثاء المذكور بمقابر باب الصَّغِير بعد والده بعشرين يومًا.
2371 -
وتُوفِّي عليُّ
(2)
بنُ الصّارم أزْبك بن عبد الله، عتيقُ ابن دِرْع التاجر، بجَيْرون، الساكن بدرب الشعّارين، يوم الأربعاء الحادي والعشرين من شَعْبان.
وكان شابًّا، حَسَنًا، عاقلًا.
• - ودرّس الشَّيخُ كمالُ الدِّين ابن الزَّمَلُكانيّ في يوم الأربعاء الحادي والعِشْرين من شَعْبان بمدرسة أمّ الصّالح بدمشق، عِوَضًا عن القاضي جلال الدِّين القَزْوينيّ.
• - ووَلِيَ قَضاءَ الحنفية بدمشق القاضي شَمْس الدِّين ابنُ العَدْل صفيّ الدِّين الحَرِيريُّ الحَنَفيُّ، يوم الأربعاء الحادي والعِشْرين من شَعْبان، وباشرَ يوم الخَمِيس، وحضرَ النّاسُ عندَهُ للتهنئة، وفَرِحَ النّاسُ به، واتفقَ عليه أعيانُ البَلَد لديانتِه وفضيلتِه
(3)
.
2372 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ الزّاهدُ الورعُ الصّالحُ شهابُ الدِّين أحمدُ
(4)
ابنُ كمال الدِّين مُحمد ابن شهاب الدِّين عبّاس بن جَعْوان الأنصاريُّ الشافعيُّ، يوم الخميس الثاني والعِشْرين من شَعْبان، بالمَدْرسة النّاصريّة بدمشقَ، ودُفِنَ عَصْر النَّهار بمقبَرة باب الصَّغِير، رحمه اللهُ تعالى.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وتقدمت ترجمة أبيه في وفيات رجب من هذه السنة.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 716، والبداية والنهاية 15/ 628.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 895، وأعيان العصر 1/ 226، والوافي بالوفيات 7/ 11، وطبقات الشافعية للسبكي 8/ 35، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 168، والمنهل الصافي 1/ 328.
وكانَ فقيهًا فاضلًا، مُتَقَشِّفًا، مُنْقطعًا عن النّاس. سَمِعَ الكثير بإفادة أخيه شَمْس الدِّين. وحَدَّث "بجزء ابن عَرَفة" عن ابن عبد الدّائم، وكان يكتبُ في الفَتْوَى ويُعتَمَدُ عليه في نَقْل مَذْهب الشافعيّ رضي الله عنه.
2373 -
وتُوفِّي تقيُّ الدِّين أحمدُ
(1)
بنُ عبد الله بن عُمر بن عِوَض بن خَلَف بن راجح المقدسيُّ، في يوم السَّبْت الرّابع والعِشْرين من شَعْبان بالجَبَل، ودُفِنَ هناك.
وكانَ محتسبَ الصّالحية، ويَشْهد على القُضاة. وحَدَّث عن ابن عبد الدّائم.
وهو أخو قاضي القضاة عزّ الدِّين عُمر الحَنْبليّ قاضي الدِّيار المصرية.
2374 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الزّاهدُ بَدْرُ الدِّين حَسَنُ
(2)
بنُ عليّ بن يوسُف بن هُود المَغْربيُّ المُرْسِيُّ، في عَشِيّة الاثنين السادس والعِشْرين من شَعْبان، ودُفِنَ بُكْرة الثُّلاثاء بالجَبَل، وصَلَّى عليه قاضي القُضاة بَدْرُ الدِّين ابنُ جَمَاعة، ومشينا مع جنازته.
وسألتُه عن مولده فقال: في ثالث عَشَر شَوّال سنة ثلاثٍ وثلاثين وست مئة بمُرْسِية.
وكان من أصحاب ابن سَبْعين، وله اشتغالٌ بالحِكْمةِ والطِّبِّ، وعندهُ غَفْلةٌ وإعراضٌ عن الدُّنيا، وحَجّ مرات، ودخلَ اليمن، وذكرَ أنَّ والده كان نائبُ السَّلْطنة بمُرسية عن أخيه الخليفة المتوكّل أبي عبد الله مُحمد بن يوسُف بن هُود صاحب الأندلس.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 893.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 904، وتذكرة الحفاظ 4/ 186، والعبر 3/ 398، وأعيان العصر 2/ 200، والوافي بالوفيات 12/ 156، وفوات الوفيات 1/ 345، والمقفى 3/ 240، والنجوم الزاهرة 8/ 193، وشذرات الذهب 7/ 780.
2375 -
وتُوفِّي الشَّيخُ العدلُ الرئيسُ شَرَفُ الدِّين عبدُ العزيز
(1)
ابنُ فَخْر الدِّين عبدِ الرَّحمن ابن مُخْلِص الدِّين عبد الواحد بن عبد الرَّحمن بن عبد الواحد بن مُحمد بن المُسَلَّم بن هلال الأزْديُّ الدِّمشقيُّ، يوم الثُّلاثاء السابع والعشرين من شَعْبان، ودُفِنَ آخر النَّهار بالجَبَل.
وكان رَجُلًا ساكنًا، مَعْروفًا بالشَّهادة على القُضاة والشَّهادة بالقيم في الأملاك. ورَوَى الحديثَ عن جدِّه، وعن السَّخاويّ، والقُرطُبيّ، وجماعة.
ومولدُه في سنة ستّ وثلاثين وست مئة بدمشق.
2376 -
وتُوفِّي الفقيهُ فَخْر الدِّين المِصْريُّ
(2)
، المُلَقَّب بعين غَيْن، يوم الأربعاء الثامن والعِشْرين من شَعْبان بالمدرسة الناصرية، وصُلِّي عليه الظُّهر بالجامع.
وكان فقيهًا، نَبِيهًا مُشْتَغِلًا، وحَجَّ، وسَعَى قبل موتِه بنحو شهر في أن يؤذَن له في الفَتْوَى، فحصلَ له ذلكَ، وقامَ النّاس عليه في ذلك، ولم ينتفع بما سعَى فيه.
2377 -
وتُوفِّي شهابُ الدِّين أحمدُ
(3)
ابنُ بهاء الدِّين القاسم بن جعفر بن عليّ بن مُحمد بن جَيْش، عُرف بابن دَبوقا، في آخر يوم الأربعاء الثامن والعِشْرين من شَعْبان، ودُفِنَ يوم الخميس بالجَبَل.
وكانَ رَجُلًا جيِّدًا، مشكور السِّيرة.
وهو أخو الشَّيخ رضيّ الدِّين ابن دَبُوقا المُقْرئ
(4)
.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 916.
(2)
ذكر الذهبي في وفيات سنة 662 هـ، عثمان الفخر المصري، المعروف بعين غين. قال أبو شامة: جاءنا الخبر من مصر بوفاته. قتل: وكان لنا صاحبٌ فقيه حَجّ عام حججتُ وكانَ كثير التَّحْصيل، واسمُه الفخرُ عُثمان المِصْري لقبه ابن الوكيل عَيْن غين. لصغر عَيْنه الواحدة، مات في حدود السبع مئة (تاريخ الإسلام 15/ 57)، وهو هذا بلا شك.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 895.
(4)
تقدمت ترجمته في وفيات سنة 691 هـ.
2378 -
وتُوفِّي الفقيهُ العَدْلُ زينُ الدِّين عُمرُ
(1)
بنُ حَسَن بن جِبْريل الحَمَويُّ، نقيبُ قاضي القُضاة بَدْر الدِّين ابن جَمَاعة في ليلة الجُمُعة آخر يوم من شَعْبان، ودُفِنَ بعد صلاة الجُمُعة بمقبَرة باب الفَرَاديس.
رَمَضان
• - جلسَ الأميرُ سَيْفُ الدِّين سلّار في دار العَدْل بالمَيْدان والقُضاة والأمراء يوم السَّبْت أول رَمَضان
(2)
.
• - ورَفَعَ الأميرُ عَلَم الدِّين أرجواش الطوارقَ والسَّتائرَ من القَلْعة في ثالث رَمَضان
(3)
.
• - وذكرَ الدَّرْس بالخاتونية داخل دمشق قاضي القُضاة شَمْس الدِّين قاضي الحنفية في ثاني رَمَضان، عِوَضًا عن قاضي القُضاة حُسام الدِّين الحَنَفيّ.
2379 -
ومات الشَّيخُ ناصرُ
(4)
المُلَقِّن بجامع الجَبَل أخو أمين الدِّين الخيّاط.
2380 -
ومُحمدُ
(5)
بنُ عُمر، الفُقّاعيّ أبوه، جوار الرَّواحية، كلاهما، في خامس رَمَضان.
2381 -
وماتَ الشَّيخ رِضْوانُ
(6)
بنُ أحمد بن عُبَيد السَّواديُّ المُلَقِّن بدار الحديث الأشرفية، وبالجامع، يوم الخميس سادس رَمَضان بالظاهرية.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 923.
(2)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 628.
(3)
الخبر في المصدر السابق.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 941.
(5)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(6)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 907، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 243، وبرنامج الوادي آشي، ص 166.
رَوَى "جزء الوَخْشي" عن شيخنا ابن الأوحد.
• - وخُلِعَ على الصَّدْر عزّ الدِّين ابن القلانسي خِلْعةً فاخرةً في يوم السَّبْت ثامن رَمَضان، وجُعِلَ ولده عِمادُ الدِّين عبد العزيز شاهدًا بدِيوان الخِزانة
(1)
.
• - ورجعَ الأمير سيفُ الدِّين سَلّار نائبُ السَّلْطنة إلى الدِّيار المِصْرية بالجَيْش المِصْري كلّه في يوم السَّبْت ثامن شَهَر رَمَضان، وباقي الجَيْش تفرَّق بالبلاد الشّامية في شَهْر شَعْبان
(2)
.
2382 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الخطيبُ العَدْلُ نَجْمُ الدِّين عبدُ اللَّطيف
(3)
ابنُ عِزِّ الدِّين عبد العزيز ابن الشَّيخ العلّامة مجدِ الدِّين عبد السَّلام بن عبد الله بن تَيْمية الحَرّانيُّ، في يوم السَّبْت آخر النَّهار الثامن من شهر رَمَضان، ودُفِنَ ضُحَى يوم الأحد بمقابر الصُّوفية، إلى جانب عمّه الشَّيخ شهاب الدِّين، رحمه الله، وصلَّى عليه ابن عَمّه، ثم قاضيا القُضاة الشافعيُّ والحَنَفيُّ.
رَوَى عن جدِّه، وعن عيسى ابن الخياط، وابن عبد الدائم. وكانَ من العُدُول الأمناء المُحْتَرِزين المَشْكُورين، وخطبَ بحَرّان مدّة سنين.
ومولدُه في عاشر رَجَب سنة ثمانٍ، وثلاثين وست مئة بحرّان.
2383 -
وتُوفِّي الإمامُ العالمُ المُفْتِي الفاضلُ شمْسُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(4)
ابنُ الشَّيخ الإمام الزّاهد بقيّةِ السَّلَف فخرِ الدِّين عبدِ الرَّحمن بن
(1)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 628.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 716، والبداية والنهاية 15/ 628.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 917، وأعيان العصر 3/ 163، والوافي بالوفيات 19/ 118، والمنهل الصافي 7/ 358، والمقصد الأرشد 2/ 169.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 931، والمعجم المختص، ص 239، والعبر 5/ 403، وأعيان العصر 4/ 488، والوافي بالوفيات 3/ 238، وعيون التواريخ 23/ 301، وذيل طبقات الحنابلة 4/ 305، وفيه مزيد مصادر، والمقصد الأرشد 2/ 457، وشذرات الذهب 7/ 788.
يوسُف بن مُحمد، ابنُ البَعْلَبَكيِّ، الحنبليُّ، في ليلة الأحد، بين المغرب والعِشاء التاسع من شَهْر رَمَضان، بمنزلِه جِوار مَسْجد أبي الحُسين الزّاهد، وصُلِّي عليه ظُهْر الأحد بالجامع، ودُفِنَ بمقابر باب تُوما قِبْليّ مَقْبرة الشَّيخ رَسْلان، رحمه الله، وحضرَ جنازته جمعٌ كبيرٌ.
وكانَ من فُضلاء الحَنابلة في الفقه، والأصول، والنَّحو، والحديث، والأدب، وله ذهنٌ جيِّدٌ وبحثٌ صحيحٌ، ودَرَّس، وأعادَ، وأفتَى، ورَوَى الحديثَ عن ابن عبد الدّائم، وشيخ شيوخ حَمَاة، وخَطِيب مَرْدا، والفقيه مُحمد اليُونيني، وغيرهم.
ومولدُه في أواخر سنة أربع وأربعين وست مئة.
وكان والدُه من خِيار المُسلمين وكبارِ الصّالحين، رحمه الله تعالى.
2384 -
وتُوفِّي الشَّيخُ المُعَمّرُ الشَّريفُ شَمْسُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ
(1)
ابنُ الشَّريف تاج الدِّين هاشم ابن الشَّريف الكاتب بهاءِ الدِّين عبدِ القاهر بن الرَّبيع بن سُليمان بن حَمْزة بن طاهر بن مُحمد بن الحَسَن بن جَعْفر بن إبراهيم بن صالح بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب العباسيُّ، في يوم الأحد بعد الظُّهر تاسع رَمَضان، ببستانه بالمِصِّيصة ظاهر دمشق، ودُفِنَ آخر النَّهار المذكور بمقبَرة باب الفَرَاديس، بتُربةٍ لأهله، وجاوزَ ثلاثًا وتِسْعين سنة.
ورَوَى عن عَمِّ والده الفَضْل بن عَقِيل، وعن ابن الزَّبِيدي، وحَدَّث بـ "صحيح البُخاري" مرّات. وكانَ اسمُه مُضمّنًا في إجازة ابن عساكر. وحَدَّث عن أبي رَوْح الهَرَويّ بها.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 936، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 298، وأعيان العصر 5/ 296، وذيل التقييد 1/ 273، والنجوم الزاهرة 8/ 193، وشذرات الذهب 7/ 791.
ومولدُه في ثامن عَشَر جُمادى الأولى سنة ست وست مئة بدمشق.
2385 -
وتُوفِّي جمالُ الدِّين عُمرُ
(1)
بنُ ناصر بن نَصّار العُرْضيُّ الشاعرُ الكاتبُ، يوم الثُّلاثاء حادي عَشَر رَمَضان.
2386 -
وتُوفِّي الفقيهُ علاءُ الدِّين عليّ
(2)
الرقّيُّ ابن أخي القاضي شَمْس الدِّين الرَّقِّي بالعَذْراوية، يوم الخميس ثالث عَشَر رمضان.
وكان شابًّا نبيهًا فاضلًا.
• - ودَرَّس بالمَدْرسة المُقَدَّمية الشَّيخُ الإمامُ صَدْرُ الدِّين عليّ بن صَفِيّ الدِّين البُصْرويُّ الحنفيُّ، يوم الاثنين عاشر رمضان
(3)
.
2387 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ المُقرئُ الزّاهدُ أبو الحَسَن عليُّ
(4)
بنُ عبدِ الرَّحمن بن عليّ بن عبد الرَّحمن بن عليّ بن عَبْدُوس الحَرِّانيُّ، المعروف بابن الحَلَاويِّ، في ليلةِ الأحد سادس عَشَر رَمَضان المُبارك بالخانقاه الأسدية، وأُخرِجَ بُكْرة نهار الأحد، ودُفِنَ بالجَبَل عند والدته.
وكانَ رَجُلًا صالحًا، كثيرَ التِّلاوة، مُحبًّا للخَيْر، قد رأى المشايخَ والصّالحين، وسافرَ في ذلك إلى البلاد، وأنفقَ مالَهُ في وجوه الخَيْر، يحفظُ حكايات المشايخ والفُقراء.
وسَمِعَ من عيسى ابن الخيّاط، ورَوَى لنا عنه.
وهو خال الشَّيخ تقيّ الدِّين ابن تيمية.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 923، وأعيان العصر 3/ 702.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وعمه القاضي شمس الدين الرقي ستأتي ترجمته في وفيات صفر سنة 707 هـ.
(3)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 628.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 920.
2388 -
وتُوفِّي شهابُ الدِّين أحمدُ
(1)
ابنُ الأميرِ الأجلِّ عَلَم الدِّين سَنْجر الافتخاريُّ الحرّانيُّ، ليلة الأحد سادس عشر رَمَضان، ودُفِنَ من الغد.
وكان جُنديًّا حَسَنَ الصُّورة، معروفًا بالمُخالطة وطيبِ المُعاشرة. وأسمعَهُ أبوه كثيرًا من ابن عبد الدّائم، وغيره. ولم يحدِّث.
2389 -
وتُوفِّي الصَّدْر علاءُ الدِّين عليُّ
(2)
ابنُ الشَّيخ بهاءِ الدِّين ابن مَحْبُوب يوم الأحد ثالث عِشْري رَمَضان، ودُفِنَ بالصُّوفية.
2390 -
وتُوفِّي عزُّ الدِّين الحَكِيميُّ
(3)
، من أصحابِ الأمير عَلَم الدِّين أرجواش نائبِ القَلْعة يوم الاثنين رابع عِشْري رَمَضان.
وكان شابًّا حَسَنًا، مَشْكورًا، مُقَدَّمًا عند مَخْدُومه.
2391 -
وتُوفِّي الشَّيخُ عُثمانُ
(4)
العَدَويُّ، المُجاورُ برواق الحنابلة، ليلة الثلاثاء الخامس والعشرين من رَمَضان، ودُفِنَ بالصُّوفية.
وكانَ رَجُلًا جيِّدًا، حَسَنَ الهيئةِ، عليه سكينةٌ ووقارٌ.
2392 -
وتُوفِّي القاضي شَرَفُ الدِّين سالمُ
(5)
بنُ ناصر بن سالم الرَّقِّيُّ، قاضي قارا
(6)
، بها في يوم الاثنين الثالثة من النَّهار الرّابع والعِشْرين من شَهْر رَمَضان، ودُفِنَ من يومه بعد الظُّهْر.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 892.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 920.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 906.
(4)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(5)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 908، وأعيان العصر 2/ 396، والوافي بالوفيات 15/ 92.
(6)
قارة: قرية كبيرة على قارعة الطريق وهي المنزل الأول من حمص للقاصد إلى دمشق وأهلها كلهم نصارى (معجم البلدان 4/ 295).
وكانَ فاضلًا، مشكورَ السِّيرة
(1)
، فصيحَ الخَطابة، أقامَ مدّةً هناك قاضيًا وخطيبًا، وكان يُكْرِم الواردينَ ويتقرَّب إليهم بما تَصِلُ إليه يدُه.
وأنشدني من شعره بقارا.
2393 -
وتُوفِّي جمالُ الدِّين يوسفُ
(2)
ابنُ الخطيب صائن الدِّين ابن حَسّان، خَطِيب المُصَلَّى، يوم الأربعاء السّادس والعِشْرين من رَمَضان، ودُفِنَ ظُهْر النَّهار بمقبُرة أُوَيس بالقُرب من باب الجابية.
وكانَ شابًّا من أبناء الثلاثين، خَطَب عن والده مدّة.
2394 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الفاضلُ الأصيلُ شَمْسُ الدِّين أبو العبّاس أحمدُ
(3)
بنُ مُفَضَّل بن عيسى بن إبراهيمَ بن مَطْروح الأنصاريُّ الضَّرير، وهو ابن أخي الصّاحب جمال الدِّين، في يوم الخَمِيس السابع والعِشْرين من رَمَضان،، وصُلِّي عليه من الغد بالجامع.
وكان شاعرًا فاضلًا، كثيرَ الشِّعر، حَسَن الإيراد، يمدحُ ويهجو، ويخوضُ في أنواع الشِّعر.
كتبتُ عنه.
ومولدُه يوم الأربعاء مُستهلّ شَعْبان سنة خمس وعِشْرين وست مئة بالقاهرة.
2395 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الحكيمُ الفاضلُ نَجْمُ الدِّين أحمدُ
(4)
بنُ أبي بَكْر مُحمد بن حَمْزة بن مَنْصور الهَمَذانيُّ الأصل الدِّمشقيُّ، المعروفُ
(1)
في الأصل: "السورة".
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وتوفي أبوه محمد بن حسان بن رافع في صفر سنة 644 هـ (تاريخ الإسلام 14/ 505).
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 896.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 896، والوافي بالوفيات 8/ 77، وشذرات الذهب 7/ 776.
بالحنبليّ، طبيب مارستان الجَبَل، في ليلة السَّبت التاسع والعِشْرين من رَمَضان، بدُوَيْرة حَمْد بدمشق، ودُفِنَ بالجَبَل.
وكانَ آخر الأمر صارَ مُشارفًا للجامع عِوَضًا عن أخيه، وكان شَيْخًا حَسَنًا، كثيرَ المَحْفوظ، حَسَنَ المُعاشرة.
سَمِعَ "صحيحَ البُخاري" من ابن الزَّبِيدي، وسَمِعَ من ابن اللَّتِّي، ومن الحَصِيري، وجماعة.
ومولدُه سنة ست وعشرين وست مئة بدُوَيرة حَمْد جوار باب البَرِيد بدمشق.
• - وخُلِعَ على القاضي الشافعيّ، والقاضي الحنفيّ، وتاج الدِّين ابن الشِّيرازيِّ، وأمينِ الدِّين المُحْتَسب خِلَعٌ بطيالسة.
وخُلِعَ أيضًا على الأكرم ابن اللقْلَق صاحب الدِّيوان، وعلى تاج الرِّياسة مُستوفي الدِّيوان، ولبسوها يوم الجُمُعة الثامن والعِشْرين من رَمَضان.
2396 -
وماتت أم مُحمد مَرْيم
(1)
بنتُ الشَّيخ أحمد بن حاتِم بن عليّ ببَعْلَبَك في ليلة السَّبْت التاسع والعِشْرين من رَمَضان، ودُفِنَت بباب سَطْحا عند والدتها.
حَدَّثت عن البَهاء عبد الرحمن حُضُورًا، وعن الإرْبِلي سَمَاعًا.
ومولدُها ببَعْلَبَك في سنة اثنتين وعِشْرين وست مئة.
وكانت من أهلِ الدِّين والخَيْر والصَّلاح، ومَرِضت في آخر عُمُرها مَرَضًا طويلًا، وصَبَرت واحتسَبَت.
(1)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 938، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 350، والعبر 5/ 406، وشذرات الذهب 7/ 792.
شَوّال
2397 -
وماتَ ليلة عيد الفِطْر ناصرُ الدِّين نصرُ الله
(1)
، عَتِيق الشَّرف ابن المُرَحِّل، وكانَ تاجرًا بالرَّمّاحين، ودُفِنَ بباب الصَّغير.
• - وصُلِّي صلاة العيد بالمَيْدان، وحُمِلَ المِنْبر إلى هناك.
2398 -
وماتَ يوم عيد الفِطْر الشَّيخُ نَجْمُ الدِّين الدَّيْلَمِيُّ
(2)
، الفقيهُ بالأمينية والرَّواحية، وغيرِهما.
وكانَ يَحْفظ "الحاوي" ويُقْرئه، وفيه خَيْرٌ وسكونٌ، ودُفِنَ بمقبُرة باب الفَرَاديس.
2399 -
وماتَ الفقيهُ شَمْسُ الدِّين مُحمدُ
(3)
بنُ عَسْكر بن شَدّاد الزُّرَعيُّ، ليلةَ الثُّلاثاء، ثالث شَوّال، ودُفِنَ من الغد بباب الصَّغير.
وكانَ رَجُلًا صالحًا، فقيهًا، فاضلًا، مكثَ مدّةَ سنين يصومُ الدَّهْر ويقرأ كل يوم خَتْمة كاملة، ولم يَكُن في بيته حَصِير ولا آلة حَسَنة، زَجّى وقته على هذه الحال إلى أن ماتَ، رحمه الله.
• - وفي ثالث شَوّال كُحّل الحاج مَنْدوة السّاكن بالعُقَيْبة وقُطِعَ لسانُه
(4)
.
• - وفي ليلة رابع شَوّال سُمِّر ثلاثةٌ على جِمالٍ، وشُنِقَ اثنان؛ فالذين سُمّروا:
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 941.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 934.
(4)
الخبر في: أعيان العصر 5/ 134، والبداية والنهاية 15/ 628.
2400 -
الشَّريف القُمّي
(1)
.
وابن العَوْني البَرْدَدار
(2)
.
2401 -
وابن خُطليشي المِزّيّ
(3)
.
واللذان شُنِقا:
2402 -
كاتب مَصْطبة الولاية
(4)
.
2403 -
وآخر يهودي
(5)
؛ وذلك لدخولهم مع التَّتار وأذاهم للمُسلمين. ثم أُطلِقَ ابن العَوْني بعد ثلاثة أيام.
2404 -
وشُنِقَ يوم الجُمُعة سادس شَوّال إبراهيم مؤذِّن بيت لِهيا
(6)
، وقُطِعَ لسان ابن ضاعن
(7)
.
2405 -
وقُطعت يَد الدُّلدرميّ ورجله
(8)
.
(1)
ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام 15/ 926، قال:"القمي الشريف: إنسان أعجمي مليح الشكل، حسن البزة، يحضر المدارس ويناظر، وله فضيلة وتحصيل ومادة كلامية، وفيه رفض وقلة دين، فقام مع التتار وداخلهم، وآذى المسلمين ورافع الأعيان، وشفى غيظه من أهل السنة، ثم اغتر وقعد، فقبض عليه أرجواش، ثم سمر هو وابن العوني البرددار وابن خطليشي، واسم القمي شمس الدين محمد بن محمد بن أحمد ابن المرتضى العلوي، كان يلبس بقيارًا"، ونقلها الصفدي في أعيان العصر 5/ 134.
(2)
أطلق سراحه فيما بعد، ولذلك لم نعطه رقمًا.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، لكنه مذكور في ترجمة القمي الشريف.
(4)
قال الذهبي: "الشمس الأحول، كاتب مصطبة الوالي. أكثر الفضول، وتعاون أيام التتار، فلما انقلعوا مُسِك وشنق في ثالث شوال، هو وكاتب يهودي".
(5)
لم نعرف اسمه.
(6)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 900.
(7)
يظهر أنه لم يمت.
(8)
ثم مات بعد ثلاثة أيام، كما سيأتي (وينظر: تاريخ الإسلام 15/ 912).
2406 -
وكُحّل الشُّجاع هَمّام، وبقي ليلة ومات
(1)
، وبني الدُّلدرمي ثلاثة أيام ومات.
2407 -
وفي يوم الخَمِيس خامس شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ الزّاهدُ مُفتي المُسلمينَ جمالُ الدِّين أبو مُحمد عبدُ الرَّحيم
(2)
بنُ عمر بن عثمان الباجُرْبَقِيُّ المَوْصليُّ، بالمدرسة الفَتْحية بدمشق، وصُلِّي عليه يوم الجُمُعة عَقِيب الصَّلاة، ودَفِنَ بمقبُرة باب الصَّغِير.
وكان رَجُلًا صالحًا، فاضلًا، مُلازمًا للإشغال بالعِلْم الشَّريف، والجلوس بالجامع، والتَّصَدّي للفُتْيا على الدَّوام، قليلَ الكلام، لا يُداخِل النّاسَ ولا يتكلَّم فيما لا يَعْنيه، لا يَمْشي إلى أحدٍ، ولا يبدأ أحدًا بكَلام.
أقامَ بدمشقَ نحوًا من عِشْرينَ سنة على طريقةٍ واحدة، وسَمْتٍ واحدٍ لم يتغيَّر عنه. وكانَ قبل ذلك مُقيمًا بالمَوْصل، مُتَصَدِّيًا للمَشْيَخة والعِلْم، ودرَّس بدمشق، وأعادَ وخَطَب بجامعها نيابةً، وحدَّث بـ"جامع الأصول" لابن الأثير، عن بعض أصحابِ المُصَنِّف وكان له نَظْم ونَثْر.
2408 -
وتُوفِّي تقيُّ الدِّين مُحمدُ
(3)
ابنُ الشَّيْخ جمالِ الدِّين ابن مالك النَّحْويِّ، ليلة الأحد ثامن شَوّال.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 942، قال:"همام، شجاع الدين، النقيب بدار الولاية بدمشق، كحلت عيناه، ومات بعد يوم، وكان قد أعان التتار. وما كان بذاك الظالم، سامحه الله". قلنا: هذا جزاء خونة الأوطان عملاء الأعداء، ينعى عليهم سجيس الليالي.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 916، والعبر 5/ 400، وأعيان العصر 3/ 52، والوافي بالوفيات 18/ 330، ومرآة الجنان 4/ 14، وطبقات الشافعية للسبكي 8/ 190، والبداية والنهاية 15/ 632، والعقد المذهب، ص 381، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 180، والنجوم الزاهرة 8/ 194، وسلم الوصول 4/ 225، وشذرات الذهب 7/ 784.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وأبوه ابن مالك أشهر من أن يُذكر.
وكانَ من الشُّهود، وله مَسْجد يؤمّ به، وكان يَقْرأ بالتُّربة الظّاهرية وغيرها. وله صَوْتٌ حَسَنٌ، ويُعْرَف بالأسَد.
2409 -
ووصلَ الخبرُ إلى دمشقَ ظُهْر يوم الأربعاء حادي عَشَر شَوّال بوفاة الأمير سَيْف الدِّين جاغان
(1)
، بأرضِ البَلْقاء، وصُلِّي عليه ثالث عَشَر شَوّال صلاة الغائب.
2410 -
وبوفاة الأمير برجس
(2)
من أمراء العرب.
2411 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ بهاءُ الدِّين أبو صابر أيوبُ
(3)
بنُ أبي بكر بن إبراهيم بن هبة الله بن طارق بن سالم، ابنُ النَّحّاس الحَنَفيُّ الحَلَبيُّ، في ليلة الخَمِيس نِصْف الليل ثاني عَشَر شَوّال، بظاهر دمشق، ودُفِنَ بمقبُرة الصُّوفية.
سَمِعَ بحَلَب من ابن رُوْزْبة، ومُكْرَم، وابن خليل، وابن رَوَاحة، ويعيش النّحويّ. وسَمِعَ بمكةَ من شُعيب الزَّعْفرانيِّ، وابن الجُمَّيْزيِّ. وبالقاهرة من السّاوي. وسَمِعَ ببغدادَ من الكاشْغَري، وابن الخازِن، وفَضْل الله بن عبد الرزاق، وابن النَّخّال، وابن العُلِّيق، وابن السَّكَن، وغيرهم.
وكان مُدَرِّسًا بالمدرسة القَلِيجية مدةً طويلةً إلى أن مات، وأقامَ مدّة صوفيًّا بالخانقاه.
(1)
ترجمته في: نهاية الأرب 31/ 409، وتاريخ الإسلام 15/ 902، والعبر 5/ 396، وأعيان العصر 2/ 150، والوافي بالوفيات 11/ 39، والمقفى 3/ 9، والسلوك 2/ 333، وشذرات الذهب 7/ 779.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 901، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 185، والعبر 5/ 396، والمعجم المختص، ص 288، وبرنامج الوادي آشي، ص 121، وأعيان العصر 1/ 672، والوافي بالوفيات 10/ 36، والجواهر المضية 1/ 163، وذيل التقييد 1/ 483، والمقفى 2/ 215، والنجوم الزاهرة 8/ 194، والمنهل الصافي 3/ 224، وسلم الوصول 4/ 113، وشذرات الذهب 7/ 778.
ومولدُه بحَلَب سنة سبع عشرة وست مئة.
• - وقُرئ تَقْليد قاضي القُضاة بَدْر الدِّين ابن جَماعة بمَقْصورة الخَطابة عَقِيب صلاة الجُمُعة ثالث عَشَر شَوّال، قرأهُ الشَّيخُ شَرَفُ الدِّين الفَزاريُّ، بحضور نائب السَّلْطنة والقُضاة والأمراء، يتضمَّن توليته القضاء ونَظَر الأوقاف مع ما بيده من الخطابة
(1)
.
2412 -
وتُوفِّي العَدْلُ زَيْنُ الدِّين مُحمدُ
(2)
ابنُ الشَّيْخ شَرَف الدِّين إبراهيمَ بن إسماعيلَ بن إبراهيمَ بن محمود، المعروف بابن القَصّاع، يوم الجُمُعة ثالث عَشَر شَوّال.
وكانَ عَدْلًا يشهدُ على القُضاة وفي القِيْمة.
• - وذكر الدَّرْس بالدَّوْلَعية القاضي جمالُ الدِّين الأذْرِعيُّ نائبُ الحُكْم بدمشقَ يوم الأحد نصف شَوّال، عِوَضًا عن الشَّيخ جمال الدِّين الباجُرْبَقيّ
(3)
.
2413 -
وتُوفِّي مُحمدُ
(4)
ابنُ صائن الدِّين بن حسّان ليلة الأحد خامس عَشَر شَوّال، ودُفِنَ من الغد، بينه وبين أخيه ثمانية عَشَر يومًا، وفُجِعَ أبوهما بهما.
2414 -
وفي يوم الاثنين سادس عَشَر شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ مُحمدُ
(5)
بنُ حامد بن سَعِيد التَّنُوخيُّ، النَّوْرَس الخَيّاط، المُجاور بالحائِط الشَّمالي بقُرب باب النطّاقين، أخو الشَّيخ أحمد الحَرِيريّ الأعْقَف.
2415 -
وحَسَن ابن النَّشاوية
(6)
.
(1)
الخبر في: نهاية الأرب 31/ 406، وتاريخ الإسلام 15/ 716.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 908.
(3)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 629.
(4)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(5)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 942.
(6)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
وكانَ يَخْدم في مَواعيد الخِتَم المَنْسوبة إلى ابن عامر ليالي الأحد وفي غيرِها من مَجالس الذِّكْر والخَيْر.
2416 -
وصلَّينا يوم الجُمُعة العِشْرين من شَوّال بجامع دمشق على غائب، وهو علاءُ الدِّين عليُّ
(1)
ابنُ التَّتَرِيِّ، تُوفِّي بديار مِصْر.
2417 -
وتُوفِّي عَلَمُ الدِّين عيسى
(2)
بنُ أحمدَ بن طالب بن أحمد بن حَوَاري الخَشّاب الدِّمشقيُّ، يوم الجُمُعة العِشْرين من شَوّال، وصُلِّي عليه وقت الجُمُعة، ودُفِنَ بباب الصَّغير.
رَوَى لنا عن المُرْسي، والبَكْري.
2418 -
وتُوفِّي والدي الشَّيخُ بهاءُ الدِّين أبو الفَضْل مُحمدُ
(3)
بنُ يوسُف بن مُحمد بن يوسُف بن مُحمد البِرْزاليُّ الإشبيليُّ، ثم الدِّمشقيُّ، في يوم الجُمُعة بعد الصَّلاة، العِشْرين من شَوّال، وصُلِّي عليه عَصْر النَّهار المَذْكور بالجامع المَعْمور، ودُفِنَ بمقبُرة الباب الشَّرْفي إلى جانب قَبْر والده، رحمهما الله تعالى، وحضرَ جنازتَهُ جَمْعٌ كبيرٌ، وصُلِّي عليه ثلاث مرّات.
وكانَ مرضه حُمَّى حادّة دَمَوية بَلَغت به أربعة عَشَر يومًا ومات.
رَوَى عن السّخاويّ، وكَرِيمة، وابن الصَّلاح، وعَتِيق السَّلْمانيّ، والمُخْلِص بن هلال، ومُرَجَّى الواسطيّ، وجَمَاعة حُضُورًا. وأجازَ له جماعةٌ
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 923.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 937، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 307، وتذكرة الحفاظ 4/ 187، ومعرفة القراء البكار 2/ 738، وبرنامج الوادي آشي، ص 133، وأعيان العصر، ص 264، والوافي بالوفيات 5/ 252، وعيون التواريخ 23/ 289، وغاية النهاية 2/ 287، والنجوم الزاهرة 8/ 194.
من أصحاب ابن البَطِّي وشُهْدة من بَغْداد. وأجازَ له ابن المُقَيَّر، وجماعةٌ من أصحاب السِّلَفي من ديار مِصْر.
قرأتُ عليه كثيرًا، ومما قرأتُ عليه الكُتُب الستة.
وحَدَّث بالحجاز، والشّام، والدِّيار المِصْرية. وكانَ من عُدُول دمشق.
وكانَ مشكورَ السِّيْرة، مُلازمًا لوظيفتِه، مَعْروفًا بالصِّيانة والتَّحَرِّي، وحُسن الكتابة، وكانَ محبًّا لأهل الخَيْر والصَّلاح، وتقدَّم له اشتغالٌ بالعلم. وقرأ القراءات السَّبْعة على جَدِّه لأمّه الشَّيخ عَلَم الدِّين القاسم بن أحمد الأندلسيّ.
ومولدُه في ثاني عَشَر رَجَب سنة ثمانٍ وثلاثين وست مئة.
2419 -
وفي يوم الثُّلاثاء الرابع والعِشْرين من شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ ناصرُ الدِّين مُحمدُ
(1)
بنُ دِرْباس بن باساك بن دِرْباس بن عبد الله الجاكي الكُرْدي الحنبليُّ، بدمشق.
ومولدُه بالرُّها في تاسع ذي الحِجّة سنة سبع وعشرين وست مئة.
وكان رَجُلًا صالحًا، عنده فَضِيلةٌ ومعرفةٌ ومحبّةٌ للعِلْم والدِّين، وكان جنديًّا مُتميزًا معروفًا، قديمَ الهجرة.
ولما قطعَ طُرُنطاي أخبازَ جماعةٍ من الأكْراد قطعَ خبزَهُ، وحَجّ، واتصل بالشّام، وكانَ فقيرًا لا شيءَ له.
رَوَى الحديثَ عن عيسى ابن الخَيّاط، وعن صَقْر بن يحيى، وسَمِعَ أيضًا من الرَّشِيد العَطّار، والشيخ مجد الدِّين ابن تَيْميّة الحَرّانيّ، وجماعة.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 929، ومعجم الشيوخ للذهبي 2/ 189، وعيون التواريخ 23/ 288.
2420 -
وفي أواخر يوم الثُّلاثاء الرابع والعِشْرين من شَوّال أيضًا، تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ سَيْفُ الدِّين مُحمدُ
(1)
ابنُ الجَمَال أبي حَمْزة أحمدَ بنِ عُمر ابن الشَّيخ أبي عُمر بن قُدامة، بالجَبَل، ودُفِنَ من الغد هناك.
ومولدُه سنة إحدى وثلاثين وست مئة تقريبًا.
وهو عَمُّ قاضي القُضاة تقيّ الدِّين الحَنْبليّ.
رَوَى لنا عن كَرِيمة، وجَعْفر الهَمْدانيّ. وسَمِعَ أيضًا من الحافظ ضياء الدِّين، واليَلْداني، وجماعة.
وكانَ رَجُلًا صالحًا يتصيّد بالحَجَل، ويخرجُ إلى القُرى أمينًا.
• - ووصلَ الشَّريفُ زَيْنُ الدِّين ابن عَدْنان من ديار مصر مُقَيّدًا، مُضَيقًا عليه إلى دمشق، فأودعَ السِّجْن داخل باب الصَّغير يوم السَّبْت الحادي والعِشْرين من شَوّال
(2)
.
2421 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الفقيه ناصرُ الدِّين أحمدُ
(3)
بنُ مُحمدِ بن أبي الرَّجاء الخَيّاط الحَلَبيُّ، من فقهاء الشامية ظاهر دمشق، يوم الخَمِيس السادس والعِشْرين من شَوّال.
2422 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ الأديبُ الفاضِلُ جمالُ الدِّين عُمرُ
(4)
بنُ إبراهيم بن الحُسَيْن بن سَلامة بن الحُسَين الأنصاريُّ العَقِيميُّ الرَّسْعَنِيُّ، يوم الجُمُعة آخر النَّهار، سابع عِشْري شَوّال، ودُفِنَ يوم السَّبت ضُحَى النَّهار بالجَبَل.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 928.
(2)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 716.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 896.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 921، وتذكرة الحفاظ 4/ 187، والعبر 5/ 401، وبرنامج الوادي آشي، ص 154، وأعيان العصر 3/ 588، والوافي بالوفيات 22/ 413، وعيون التواريخ 23/ 279، والنجوم الزاهرة 8/ 194، والمنهل الصافي 8/ 260، وشذرات الذهب 7/ 789.
وكانَ رَجُلًا فاضلًا، جيِّد الشِّعْر، حَسَن النَّثْر، من الفُضَلاء المتقدِّمين، والكُتّاب المُتَصَرّفين، عُمِّرَ وجاوز ثلاثًا وتسعين سنة.
ورَوَى عن المَجْد القَزْويني، وابن رُوْزْبة، وابن رَوَاحة، والضياء ابن عبد الواحد. وكانت له إجازة الكِنْديّ، وحدَّث بها.
رَوَى عنه الدِّمياطيّ في "مُعْجمه"، وكَتَبَ عنه الصّاحبُ كمالُ الدِّين بن أبي جَرادة برأس عَيْن.
ومولدُه برأس العَيْن في سنة ستّ وست مئة.
والعَقِيميُّ: نسبة إلى عَقِيمة، وهي قرية كبيرة مقابلة سِنْجار من ديار بكر.
2423 -
ومات في شَوّال في عَشْرِهِ الوُسَط الشَّيخُ أحمدُ
(1)
بنُ عِيد الصَّرْخَدِيُّ، نقيبُ الفُقهاء بالعَذْراوية.
وكان رَجُلًا جيِّدًا، سَمِعَ من ابن عبد الدّائم، ولم يُحَدِّث.
2424 -
وتُوفِّي الأميرُ عمادُ الدِّين حَسَنُ
(2)
بنُ عليّ بن مُحمد النُّشّابيّ، بالبِقاع، ودُفِنَ بسَفْح جبل قاسيون، في يوم الاثنين سَلْخ شوال، وعُمِلَ عزاؤه بُكْرة الثُّلاثاء.
وكانَ وَلِيَ ولايات بالبرِّ، ثم وَلِيَ ولاية دمشق مدّةً، ثم وَلِيَ ولاية البَرِّ أيامًا، ثم جُعِلَ أميرًا من أُمراء الشام، فمكثَ قليلًا وماتَ. وكانَ مشكورًا في ولايته من جهة الشَّهامةِ والكَفاءةِ والنَّهْضةِ والخِبْرة.
• - وتوجَّه نائبُ السَّلْطنة الأميرُ جمالُ الدِّين الأفرم بعَسْكر دمشق في العِشْرين من شَوّال يوم الجُمُعة، وانضافَ إليهم جمعٌ من الفلّاحين ورجّالة
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 894.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 921، وأعيان العصر 2/ 205، والوافي بالوفيات 12/ 159، والمنهل الصافي 5/ 102، والدارس 2/ 231، وشذرات الذهب 7/ 781.
القُرَى، وتوجَّهوا بأجمعهم إلى جبال الجُرْد والكِسْرُوان لغَزْوهم وقِتالِهم لِما كانوا أجْرَمُوه من أذى الجَيْش عَقِيب الكَسْرة، وأخذ عُدَدِهم وقَتْل بعضهم والتعرَّض لهم، ولِما هم عليه من العقائد الفاسِدة والضَّلالات القَبِيحة، فحصل -بحمد الله تعالى- إذلالُهُم والانتصارُ عليهم
(1)
.
2425 -
وماتَ نجمُ الدِّين مُحمدُ
(2)
ابنُ الحُسام النّاصري في أواخر شَوّال.
وكانَ جُنْديًّا وعنده فَضِيلةٌ، وله شِعْرٌ ومعرفةٌ، وكان حَسَن المُحاضرة، مُلازمًا لأولاد المَلِك الناصر داود، من أتباعهم وغِلْمانهم.
وذكر لي أنه سَمِعَ على ابن اللَّتِّيّ، ولم أجد اسمَهُ في الطِّباق.
2426 -
وفي شَوّال ماتَ الأميرُ ناصرُ الدِّين مُحمدُ
(3)
ابنُ الأمير الكبير سَيْف الدِّين بَتْخاص المَنْصوريُّ العادليُّ.
وكانَ قَدِمَ الشامَ في خِدْمة الأمير سيف الدِّين سَلّار، ثم رجعَ معه فتشوَّشَ ووصلَ إلى القاهرة مَرِيضًا، واستمرَّ نَحْوًا من عَشَرة أيام، وماتَ، ودُفِنَ بتُربته بالقَرافة.
وكان شابًّا حَسَنًا، فصيحَ العبارة، كثيرَ الحياء، حَسَنَ الهيئةِ، مُحبًّا للفضائل. اشتغلَ وحَصَّل، وسَمِعَ الحديثَ.
ومولدُه يوم عاشوراء سنة سَبْع وسَبْعين وست مئة.
2427 -
وماتَ بالقاهرة تقيُّ الدِّين مُحمدُ
(4)
بنُ سعيد بن عبد الله المَدَنيُّ الحِجازيُّ، قارئ الحديث بالمدينة النَّبوية.
(1)
الخبر في: نهاية الأرب 31/ 407، وتاريخ الإسلام 15/ 716، والبداية والنهاية 15/ 629.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 929.
(3)
ترجمته في: أعيان العصر 4/ 345.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 903، وأعيان العصر 4/ 450، والتحفة اللطيفة 2/ 480.
وكانَ أسودَ اللَّون، فاضلًا في الأدب، وله نَظْمٌ جيِّد، وكانَ موته عَقِيب توجُّهه من دمشق إلى هناك قاصدًا العَود إلى المدينة الشَّريفة النَّبوية، فإنه أقامَ بدمشق في سنة تسع وتسعين أيام التَّتار، ومرض وقاسى مشقّةً كبيرةً، ونَدِمَ على سَفَره وخروجه من المدينة، ونَوَى أن لا يَخْرج منها، وانتظرَ سَفَر الرَّكْب فلم يتوجَّه من دمشق في هذه السَّنة أحد، فسافَرَ إلى القاهرة ومن قَصْده الرُّجوع إلى المدينة، فأدركَتْه المَنِيّة قبل الوصول إلى الوَطَن والاجتماع بالأهْل والوَلَد.
وكانت وفاتُه في شَوّال أو في ذي القَعْدة.
وكانَ يقرأ الحديثَ بصوتٍ طيّب، وسَمِعَ بالشّام ودِيار مِصْر.
كتبتُ عنه من شِعْره، وسألتُه عن مولده، فقال: يوم الجُمُعة في أحد الربيعين سنة ثلاث وخمسين وست مئة بالمدينة النبوية، على ساكنيها أفضل الصَّلاة والسَّلام.
ذو القَعْدة
2428 -
في يوم الأربعاء ثاني ذي القَعْدة تُوفِّي بهاءُ الدِّين يوسُفُ
(1)
ابنُ الشَّيخ تاج الدِّين موسى بن مُحمد بن مَسْعود المَرَاغيُّ، عُرف بابن الحَيَوان، بالمارستان النُّوريّ، ودُفِنَ من يومه عند والده بباب الصَّغِير، رحمهما الله تعالى.
وكانَ شابًّا، ذكيًّا، فاضلًا، وله شعر حَسَن، واشتغالٌ ومحفوظٌ وتَفَقُّر، ولازمَ ابن الباجُربَقيّ مدّةً وكانَ يعظّمه وله فيه مَدْح. وكان سَمِعَ الحديثَ على جماعةٍ من شيوخنا.
• - وفي يوم الخَمِيس ثالث ذي القَعْدة قُهِرَ أهلُ الجُرْد والكِسْروان الذين
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 943، وأعيان العصر 2/ 305، والوافي 29/ 346، وعيون التواريخ 23/ 283.
توجّه عَسْكر الشام إليهم، ودخلُوا في الطاعة قَسْرًا، وقُرِّر عليهم مبلغٌ كبيرٌ من المال، والتزموا بردّ جميع ما أخَذُوه لعَسْكر المُسلمين وأُقطِعت أراضيهم
(1)
.
2429 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ عيسى
(2)
بنُ ناشئ بن صالح المفعَليُّ الحَوْرانيُّ، المقيمُ بالعزيزية، صاحبُ الشَّيخ فَخْر الدِّين ابن عِزّ القُضاة، في ليلة الأربعاء تاسع ذي القَعْدة، ودُفِنَ ضُحَى نَهار الأربعاء، بتُربة القاضي مُحيي الدِّين ابن الزَّكيّ بالجَبَل.
وكانَ شيخًا صالحًا، كثيرَ التِّلاوة والذِّكْر، والصِّيام، والعبادة.
2430 -
وتُوفِّي العدلُ بهاءُ الدِّين يوسُفُ
(3)
ابنُ شَيْخِنا كمال الدِّين عبدِ الرَّحيم بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرَّحمن بن سُلطان، ابنُ الزَّكيّ، القُرشيُّ، ليلة الخميس عاشر ذي القَعْدة، ودُفِنَ يوم الخميس بالجَبَل.
وكان أحد الشهود تحت السّاعات، ويشهد على القُضاة.
2431 -
وفي ليلة الأحد سادس ذي القَعْدة تُوفِّيت أمُّ مُحمد فاطمةُ
(4)
بنتُ الشَّيخ الصَّدْرِ الكبيرِ العَدْلِ مَجْدِ الدِّين أبي الفَتْح نَصْر الله بن أحمد بن رَسْلان بن فِتْيان بن كامل البَعْلَبكيِّ، ودُفنت يوم الأحد بالجَبَل.
وهي أُمُّ شهاب الدِّين أحمدَ ابن شَرَف الدِّين حَسَن ابن الحافظ جمال الدِّين ابن الحافظ عبد الغني المَقْدسيِّ الحنبليِّ.
رَوَت لنا بالإجازة عن بعض شيوخ أصبهان، مثل محمود بن مَنْدةَ، ومُحمد بن عبد الواحد المَدِينيّ، وعبد الأعلى بن مُحمد القَطّان، وغيرهم.
وكانت امرأةً صالحةً، من خيار نِساء الدَّيْر، وابتُلِيت في أيام التَّتار بأمور،
(1)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 716، والبداية والنهاية 15/ 629.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
كذلك، وتقدمت ترجمة أبيه في وفيات ربيع الآخر سنة 682 هـ.
(4)
ترجمتها في: تاريخ الإسلام 15/ 924.
وأُسِر لها جماعة، فصَبرت واحتَسَبت، وكانت مُلازمة للذِّكْر والتَّسْبيح والإقبال على الله تعالى في تلك الحالة.
2432 -
وتُوفِّي مُحمدُ
(1)
ابنُ الشَّيخ عزِّ الدِّين ابن عبد الحَقّ يوم الجُمُعة حادي عَشَر ذي القَعْدة.
وكان صبيًّا دونَ البُلوغ، حَفِظَ القُرآن العزيز، وحضرَ الدروس، وسَمِعَ بقراءتي كثيرًا.
2433 -
وتُوفِّي أحمدُ
(2)
ابنُ الشَّيخ العَدْل تاج الدِّين إبراهيم بنِ خُسروشاه بن الحَسَن الخَلْخاليُّ الصُّوفيُّ، يوم السَّبْت ثاني عَشَر ذي القَعْدة.
2434 -
وتُوفِّي الأمير الأجلّ حُسام الدِّين أبو الحَمْد آقُش
(3)
بنُ عبد الله الافتِخاريُّ الشِّبْليُّ، يوم الأحد ثالث عَشَر ذي القَعْدة، ودُفِنَ من يومه بمقابر باب الصَّغِير قبل العَصْر.
وكانَ رَجُلًا جيِّدًا، مشكورًا، يكتبُ كتابةً جيّدةً، وله اعتناءٌ بالخُطوط الحِسَان وتَحْصيلها.
سَمِعَ بالقاهرة من ابن رَوَاج، وابن الجُمَّيْزي، وابن الجَبّاب، ويوسُف السّاويّ. وسَمِعَ بدِمْياط من الجَلال الدِّمياطيّ صاحب الحازميّ. وسَمِعَ بدمشق من ابن قُمَيْرة، وابن مَسْلَمة، وجماعة. وحَدَّث قديمًا مع أستاذه الطَّواشي شِبْل الدَّولة كافور الصَّفويّ الخِزَنْدار بقَلْعة دمشق.
2435 -
وتُوفِّي البُرْهان إبراهيمُ
(4)
بنُ صِدِّيق، بوّاب الظّاهرية، يوم الاثنين رابع عَشَر ذي القَعْدة، ودُفِنَ بالصُّوفية.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
كذلك.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 900، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 183، وتذكرة الحفاظ 4/ 187، وبرنامج الوادي آشي، ص 121، وأعيان العصر 1/ 560، والوافي بالوفيات 9/ 325.
(4)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
2436 -
وتُوفِّي أمينُ الدِّين مُحمدُ
(1)
ابنُ شهاب الدِّين أحمد بن نَصْر الله بن عُثمان الشّاغوريُّ، الشّاهِدُ بالبَيَاطرة، يوم الثُّلاثاء النِّصْف من ذي القَعْدة، ودُفِنَ الظُّهر بمقبُرة باب الصَّغير.
2437 -
وفي هذا اليوم تُوفِّيت والدة علاء الدِّين
(2)
ابن المَغْربيِّ، الوكيل بدار القاضي.
• - ووصلَ نائبُ السَّلْطنة الأميرُ جمالُ الدِّين الأفْرَم ومعه بقيّةُ العَسْكر إلى دمشق من بَعْلَبك في يوم الأحد ثالث عَشَر ذي القَعْدة، وخرجَ النّاسُ وَسَط النَّهار لتلقّيه بالشَّمْع.
2438 -
وتُوفِّي الجمال إبراهيمُ
(3)
بنُ شُعَيفات يوم الأربعاء سادس عَشَر ذي القَعْدة.
وكانَ رَجُلًا يَخْزنُ الفاكهة ويتعيَّش، وله ثَرْوة.
• - وفي يوم الأربعاء المَذْكور أُلزِمَ النّاسُ بدمشق بتَعْليق الأسْلِحة في الحَوَانيت وأُمروا بالرَّمي والتَّهيؤ للحَرْب، وعُمِلَت إماجات
(4)
للرَّمي في المَدارس والمَساجد، ونُودِيَ في النّاس بذلكَ من جهة نائب السَّلْطنة، وحَضَرت رسالة قاضي القُضاة بَدْر الدِّين بذلك إلى جَمِيع المَدارس، وكُتِبَ إلى جميع البلاد الشامية في هذا المَعْنى
(5)
.
2439 -
وفي عَشِيّة الخَمِيس السابع عَشَر من ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ
(1)
كذلك.
(2)
كذلك.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 899.
(4)
جمع إماجة، وهو الهدف الذي يرمى إليه السهم.
(5)
الخبر في: تاريخ الإسلام 15/ 716، والبداية والنهاية 15/ 629.
زَيْنُ الدِّين مُحمدُ
(1)
بنُ عبد الغَنِيّ بن عبد الكافي بن عبد الوَهّاب بن مُحمد بن أبي الفَضْل، ابنُ الحَرستانيِّ، الدمشقيُّ الذَّهبيُّ، المعروف بالنَّحْويِّ، ودُفِنَ يوم الجُمُعة.
ورَوَى "مُسند الدّارمي" بكماله عن ابن اللَّتِّي.
وكانَ رَجُلًا مُباركًا، تاليًا للقُرآن، كثيرَ الحِفْظ للحكايات والأشعار، حَسَنَ الإيراد لها. ولذلكَ سُمّي النَّحوي. وسَمِعَ أيضًا من ابن صَبّاح.
ومولدُه بدمشق في رَجَب سنة خمس وعشرين وست مئة.
2440 -
وفي العَشْر الأول من ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ الشَّريفُ أبو طالب المِعْمار
(2)
الحُسَينيُّ، بدمشق.
2441 -
وفي العَشْر الأُوَل من ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ الفاضلُ أبو عبد الله مُحمدُ
(3)
بنُ أحمد بن نُوح بن أحمد بن زَيْد بن مُحمد بن عُصفور الإشبيليُّ، بقرية مَسرابا من قُرى دمشق.
كانَ مُقيمًا هناك، أمينًا، فأدركَهُ أجلُهُ بها، وكانت حُفْرته فيها بعد أن جالَ في المَغْرب والمَشْرق، وقرأ على الشُّيوخ، وأخذَ عن الفُضَلاء، وحَصّل فَصْلًا كبيرًا من علم القُرآن والأدب وفنّ الكتابة الخَطابيّة والحِسابية، وكان مُقْتَدرًا على ما يؤلّفه من النَّظْم والنَّثْر، صالحًا، كثيرَ التِّلاوة للقرآن، جَيِّدَ الأداء له، متقنِّعًا.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 932، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 219، والعبر 5/ 403، وتذكرة الحفاظ 4/ 187، وبرنامج الوادي آشي، ص 123، وأعيان العصر 4/ 515، والوافي بالوفيات 3/ 268، وشذرات الذهب 7/ 789.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 927، وأعيان العصر 4/ 236، والوافي بالوفيات 2/ 142، وتذكرة التنبيه 1/ 231.
أنشدني من نَظْمه، وكانَ بيني وبين مودّة أكيدة.
ومولدُه يوم الجُمُعة ثالث المُحرّم سنة إحدى وثلاثين وست مئة بإشبيلية، وخرج منها سنة ستٍّ وأربعين، وأقامَ مدّة بمالقة وتُونس، وغيرهما. ودخلَ دمشق سنة تسعين وست مئة، وأقامَ بها إلى أن مات.
2442 -
وتُوفِّي هارونُ
(1)
ابنُ الأمير عَلَم الدِّين الدَّواداريّ، يوم الأحد العشرين من ذي القَعْدة.
وكان صَغِيرًا، حَضَر معنا السَّماع على والدِه.
2443 -
وتُوفِّي تقيُّ الدِّين عبد الرَّحمن
(2)
ابنُ صلاح الدِّين يوسُف ابن الملك الحافظ غياث الدِّين مُحمد بن شاهان شاه ابن الأمجد صاحب بَعْلَبك، ليلة الاثنين الحادي والعِشْرين من ذي القَعْدة، ودُفِنَ من الغَدِ بمقابر باب الفَرَاديس.
وكانَ شابًّا مشتغلًا، مقرئًا، يحضرُ الجهات والوَظائف.
سَمِعَ معي شيئًا من الحديث.
2444 -
وماتت بنتُ الشَّيخ صَدْر الدِّين
(3)
ابن الوكيل في الحادي والعشرين من ذي القَعْدة، ودُفِنَت بالجَبَل بتُربة جدّها لأمّها تاج الدِّين ابن عَصْرون.
وفي الحادي والعِشْرين من ذي القَعْدة عُرِضَت العامة بدمشق من أهل الأسْواق على نائِب السَّلْطنة وعليهم السِّلاح، وجُعِلَ لكل سُوق مُقَدِّمٌ بينهم، والباقي حوله
(4)
.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وتقدمت ترجمة أبيه في وفيات رجب من هذه السنة.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وستأتي ترجمة والده في وفيات ذي القعدة سنة 705 هـ، وتقدمت ترجمة جده في وفيات شعبان سنة 693 هـ.
(3)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب، وتقدمت ترجمة أبيها لأمها محمد بن عبد السلام بن عصرون في وفيات ربيع الأول سنة 695 هـ.
(4)
الخبر في: البداية والنهاية 15/ 629.
2445 -
وتُوفِّيت فاطمةُ
(1)
بنتُ القاضي شَرَف الدِّين عبد الرَّحمن بن سالم بن الحَسَن بن هبة الله بن صَصْرَى، زوجة ابن عَمِّها قاضي القُضاة نَجْم الدِّين في يوم الثُّلاثاء الثاني والعشرين من ذي القَعْدة، ودُفِنَت بالجَبَل.
• - وعُرِضَ السّادةُ الأشراف على نائب السَّلْطنة بالعُدَد والتَّجَمُّل يوم الخميس الرابع والعِشْرين من ذي القَعْدة مع نَقِيبهم نظام المُلك الحُسَيْنيّ.
2446 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ بهاءُ الدِّين
(2)
البَغْداديُّ، من جُمْلة فُقراء المَقْصُورة الكِنْدية، بجامع دمشق يوم الاثنين الثامن والعِشْرين من ذي القَعْدة، ودُفِنَ بمقبُرة الصُّوفية.
2447 -
وتُوفِّي الشَّيخُ عزُّ الدِّين مُحمدُ
(3)
ابنُ شيخ الإسلام شَمْس الدِّين عبدِ الرَّحمن ابن الشَّيخ أبي عُمر مُحمد بن أحمد بن قُدامة ليلة الثُّلاثاء التاسع والعِشْرين من ذي القَعْدة، ودُفِنَ ظُهر الثلاثاء بمقبُرة جدِّه الشَّيخ أبي عُمر بالقُرب من قَبْر القاضي شَرَف الدِّين حَسَن، رحمه الله.
رَوَى لنا عن خطيب مَرْدا، وسَمِعَ من اليَلْدانيِّ، وإبراهيم بن خليل، وجماعة. وأجازَ له سِبْط السِّلَفيّ، وجماعة في سنة خمسين وست مئة.
وكانَ رَجُلًا جيِّدًا، حَسَنَ الهيئة، شَهِدَ على القُضاة، وسافرَ مع العُدول سنة أربع وسبعين وست مئة إلى القاهرة، فأُكْرِمَ لأجل والدِه وخُلِعَ عليه بطَيْلسان.
2448 -
وتُوفِّي الأمينُ سالمُ
(4)
المَوْصليُّ المُنجِّمُ يوم الثُّلاثاء التاسع والعِشْرين من ذي القَعْدة.
وكان مشهورًا في النِّجامة حَلّالًا.
(1)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب، وتقدمت ترجمة أبيها في وفيات شعبان سنة 664 هـ.
(2)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 932، ومعجم شيوخ الذهبي 2/ 212 - 213.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 901.
2449 -
وفي ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ مُحمدُ
(1)
بنُ أحمد الياسُوفيُّ صاحبُ الشَّيخ يوسف الفُقّاعيِّ، بقريتِه من جَبَل نابُلُس، ودُفِنَ هناك.
وكانَ رَجُلًا صالحًا.
وهو والد الفقيه إسماعيل ابن الياسُوفيّ أحدُ فُقهاء المدرسة الشامية.
2450 -
وفي يوم الأربعاء السادس عَشَر من ذي القَعْدة قُتِلَ شَمْسُ الدِّين عليُّ
(2)
ابنُ الشَّيخ شَمْس الدِّين عبد الرَّحمن ابن الشَّيخ أبي عُمر المَقْدسيُّ، بأرض ديار بكر قَبْل جَملين
(3)
على مَرْحلتين من البِيرة.
وكانَ رَجُلًا حَسَنًا، دَرَّس بحَلْقة الحنابلة بجامع دمشق، وبمدرسة الشَّيخ أبي عُمر، وأمَّ بالنّاس بالجامع المُظَفّري، وقُتِلَ معه جماعةٌ من الحنابلة، وغيرُهم، رحمهم الله تعالى.
ذو الحِجّة
2451 -
وماتَ الرَّشيدُ المُسْلمانيُّ
(4)
، المُلقَّب: أوْحَشْتَني، كاتبُ البيوتات في خامس ذي الحجّة، ودُفِنَ بتُربتِه جوار مَسْجد أُبيّ بن كَعْب، رضي الله عنه، خارج باب شَرْقي.
2452 -
وفي ليلة الأربعاء سابع ذي الحِجّة مات الشِّهاب أحمدُ
(5)
ابنُ النّاصح عبد الرَّحمن بن مُحمد بن عَيّاش الصّالحيُّ التّاجر، بالجَبَل.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وهو صاحب الشيخ يوسف بن نجاح الفقاعي المتقدمة ترجمته في وفيات شوال سنة 679 هـ.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 920، وذيل طبقات الحنابلة 4/ 312، والمقصد الأرشد 2/ 234، والمنهج الأحمد، ص 409.
(3)
اسم قلعة بديار بكر، لم يذكرها ياقوت في معجمه، وذكرها ابن شداد في الأعلاق الخطيرة، ص 123، 153.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 907.
(5)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
2453 -
والكَمَال أحمدُ
(1)
بنُ خَلَف المؤذِّن، مقرئُ الجَنائز بالبَلَد، ودُفِنا يوم الأربعاء.
2454 -
وتُوفِّي الشَّيخُ وجيهُ الدِّين مُحمدُ
(2)
بنُ سُليمان القُونَويُّ الحنفيُّ، يوم الجُمُعة يومَ عَرَفة.
وكانَ إمامًا بالرَّبْوةِ مدّة. ووَلِيَ في آخر أمره تدريسَ العِزّيّة ظاهرَ دمشق مدّةً يسيرةً، وكانَ رَجُلًا جيِّدًا يشهدُ ويُعيدُ ويُفتِي، ووَلِيَ عِوَضه المدرسة رضيُّ الدِّين الرَّقِّيُّ.
2455 -
وتُوفِّي الشَّيخُ عبدُ الوليّ
(3)
بنُ أحمدَ بن مَشْهور الدِّمشقيُّ، إمامُ مَسْجد حُمَيص، به، ليلة السَّبْت يوم عيد الأضحَى، ودُفِنَ يوم السَّبْت بمقبُرة المِزّة.
وكانَ رَجُلًا صالحًا، سَمِعنا عليه، عن ابن عبد الدّائم، وسَمِعَ معي.
2456 -
وتُوفِّي القاضي عزّ الدِّين عبدُ العزيز
(4)
ابنُ قاضي القُضاة مُحيي الدِّين يحيى بن مُحمد بن عليّ ابن الزَّكيّ القُرَشيُّ، يوم الأحد حادي عَشَر ذي الحِجّة قبل العَصْر بدمشق بالمدرسة الرُّكنية، ودُفِنَ يوم الاثنين الثالثة من النَّهار، بتربتهم بالجَبَل.
وكانَ صدر بيتِه، ومن أعيان الدِّمشقيِّينَ في وَقْته، دَرَّسَ بمدارس كِبار، وأفتَى وتصدَّر في المجالس، ووَلِيَ نَظَرَ الجامع غيرَ مرّة.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 926.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 931، وأعيان العصر 4/ 455، والوافي بالوفيات 3/ 137، والمنهل الصافي 10/ 77.
(3)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 918.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 917، وأعيان العصر 3/ 107، والوافي بالوفيات 18/ 565، ومرآة الجنان 4/ 231، وشذرات الذهب 7/ 785.
قرأتُ عليه "نسخة أبي مُسْهِر" عن إبراهيم بن خَلِيل حُضُورًا.
ومولدُه ليلة الأربعاء العِشْرين من رَمَضان سنة أربع وخمسين وست مئة بدمشق.
2457 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ سُليمانُ
(1)
بنُ عليّ بن أيبك بن عبد الله المُعَظَّميُّ الصَّرْخديُّ، يوم الخَمِيس خامس عَشَر ذي الحِجّة بالبيمارستان الصغير، ودُفِنَ العصر بمقابر باب الصَّغير.
وكانَ رَجُلًا مباركًا، يلازم أهل الخَيْر ويَسْعَى في مَصالح الإخْوان، جَوادًا بما تحويه يَداهُ. سَمِعَ معي الحديث.
2458 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العالمُ الفقيهُ الصَّدرُ الكبيرُ مُفتي المُسلمين شَمْسُ الدِّين مُحمدُ
(2)
ابنُ الشَّيخ الإمام العلّامةِ شيخ المَذْهب قاضي القُضاة صَدْرِ الدِّين أبي الربيع سُليمان بن أبي العزّ بن وُهَيْب الحَنَفيُّ، يوم الجُمُعة سادس عَشَر ذي الحِجّة بالمدرسة النُّورية بدمشق، ودُفِنَ آخر النَّهار بسَفْح قاسيون بتُربة والده.
وكان فقيهًا كبيرًا في مَذْهبه، متصدِّيًا للفَتْوى، مَقْصُودًا بها، أفتَى أكثر من ثلاثين سنة، ونابَ في القَضاء بدمشقَ عن والده، ودَرَّس بالعَذْراويّة، والخاتونية البَرّانية، والنُّوريّة. ومات عن العَذْراوية والنُّورية، وكانَ لا يتردَّد إلى أحدٍ، ولا يحضر المَحافل، ولا يخالطُ النّاسَ، ولا يُزاحِمُ على المَناصب.
وكانت له إجازةٌ بعد سنة خَمْسين وست مئة، وما حدَّث بشيء.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 931، وأعيان العصر 4/ 454، والوافي بالوفيات 3/ 137، وعيون التواريخ 23/ 285، والجواهر المضية 2/ 57، والنجوم الزاهرة 8/ 191، والمنهل الصافي 10/ 75.
2459 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الزّاهدُ العارفُ سعيدُ الدِّين مُحمدُ
(1)
بنُ أحمد الكاسانيُّ الفَرْغانيُّ، شيخُ خانكاه الطّاحُون، ليلة السَّبْت سابع عَشَر ذي الحِجّة، بمنزله ظاهر دمشق، ودُفِنَ ضُحَى السَّبْت بمقابر الصُّوفية.
وكانَ شيخًا فاضلًا، عارفًا بكلام الشَّيخ ابن العَرَبي.
قرأ على تِلْميذِه صَدْر الدِّين القُونَوي ولازَمَه، وكانَ له كلامٌ ومعرفةٌ، وشَرَحَ قصيدةَ ابنِ الفارض.
• - وفي يوم الأربعاء الحادي والعِشْرين من ذي الحِجّة ذَكَرَ الدَّرسَ القاضي جلالُ الدِّين الحَنَفي بالمدرسة العَذْراوية.
• - وفيه أيضًا ذَكرَ الدَّرس رضيّ الدِّين الرَّقِّيُّ بالمدرسة العِزِّيّة ظاهر البَلَد، عِوَضًا عن الوجيه القُونَويِّ الذي وَلِيها عِوَضًا عن المجد ابن الفَخْر موسى بسبب إقامته بحماة، ولم تطُل مدّة الوجيه فيها.
2460 -
وتُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ شَرَفُ الدِّين الحَسَنُ
(2)
بنُ عليّ بن عيسى بن الحَسَن بن عليّ اللخميُّ، المعروف بابن الصَّيْرَفيِّ، شيخُ الحديث بمدرسة الفارِقانيّ بالقاهرة في ليلة الأربعاء الحادي والعِشْرين من ذي الحِجّة، ودُفِنَ بقَرافة الشافعيّ، رضي الله عنه.
رَوَى عن ابن رَوَاج، وابن الجُمّيْزي، وابن قُمَيْرة، والسّاوي، وابن الجَبّاب، وابن الفُوّيّ، وسِبْط السِّلفيّ، وغيرهم.
(1)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 909، والعبر 5/ 398، وأعيان العصر 4/ 235، والوافي بالوفيات 2/ 140.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 904، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 212، والعبر 5/ 397، وتذكرة الحفاظ 4/ 187، والمعجم المختص، ص 86، وبرنامج الوادي آشي، ص 119، وأعيان العصر 2/ 207، والوافي بالوفيات 12/ 106، والسلوك 2/ 234، والمنهل الصافي 5/ 102، وحسن المحاضرة 1/ 386، وشذرات الذهب 7/ 781.
وكانَ من أهل الحديث والرِّحلة والاشتغال.
2461 -
وماتَ عبد العزيز
(1)
ولدُ عَزِيز الدِّين يحيى ابن الشَّيخ فخرِ الدِّين الكَرَجيّ في يوم الأربعاء الحادي والعِشْرين من ذي الحِجّة.
2462 -
وتُوفِّي الحكيمُ الفاضلُ موفَّقُ الدِّين جعفرُ
(2)
بنُ إسماعيلَ بنِ مُحمد بن نبيل العباديُّ الكَحّال، سَحَر يوم السَّبْت الرابع والعِشْرين من ذي الحِجّة، ودُفِنَ الظُّهر بمقبُرة باب الفَراديس بقبر والده، رحمه الله.
رَوَى لنا عن الرَّضِيّ ابن البُرْهان أحاديث من "صحيح مسلم".
وكانَ رَجُلًا جيِّدًا، مواظبًا على وظيفته من صِغَره.
• - وانصرفَ ناصرُ الدِّين ابنُ عبدِ السَّلام عن نَظَر الجامع، وتركَ الكلام فيه يوم الأربعاء الحادي والعِشْرين من ذي الحِجّة.
2463 -
وتُوفِّي مُحيي الدِّين يحيى
(3)
ابنُ قاضي القُضاة عزِّ الدِّين ابن الصّائغ، في يوم الثُّلاثاء السابع والعِشْرين من ذي الحِجّة، ودُفِنَ بالجَبَل.
وكانَ شابًّا، فقيهًا بالمدارس، يَحْفظ القُرآن، و"التنبيه".
2464 -
وتُوفِّي الفقيهُ الإمامُ العالمُ جمالُ الدِّين أحمدُ
(4)
ابنُ الحاج زَيْد بن طَرِيف العُرَّمانيُّ الشافعيُّ، بُكْرةَ يوم الخَميس التاسع والعِشْرين من ذي الحِجّة، ببستانه على ثورا، ودُفِنَ بالجَبَل.
وكانَ فاضِلًا في الفِقْه، يَصْلُحُ للفتوى والتَّدْريس، ديِّنًا صالحًا، مُنْقطعًا.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 940.
(3)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وتقدمت ترجمة أبيه في وفيات سنة 683 هـ.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 892.
2465 -
وماتَ في آخر السنة بَدْرُ الدِّين مُحمدُ
(1)
بنُ أبي بكرِ بنِ مُحمد بن أحمد التاذفيُّ، ابنُ أخي الشَّيخ شَرَف الدِّين محمود التاذفيّ.
وكانَ يَشْهَدُ على جماعةٍ من القُضاة، ومَشَى أمرُه، ثم اطلعَ عليه بتَزْوير كتابٍ له فيه تَعَلُّق، فخَمَل لذلك وانقطعَ عن مَجالس القُضاة بعد الملازمة، وحصَلَ له مَن يطالبُهُ بديون وتعلُّقات. وكانَ مَرَضه بحَبْس باب الصَّغِير، فأُخرجَ منه وبقي أيامًا وماتَ.
2466 -
وممّن ماتَ في هذه السَّنة بعد التَّتار الأميرُ الأجلُّ شَمْسُ الدِّين أبو العبّاس الخَضِر
(2)
بن عليّ بن أقجا الأوْشَريُّ.
رَوَى "مَجْلس الكاتب" عن الشُّيوخ الثلاثة: الشَّرَف الإرْبِليّ، والتاج ابن عَساكر، والنَّظام ابنِ البانياسيّ، سَمِعَهُ عليهم في سنة خمسين وست مئة، عن الخُشُوعيّ.
2467 -
وماتت آمنةُ
(3)
بنتُ الشَّيخ تَقِيّ الدِّين مُحمدِ بنِ محمود بن عبد المُنعم المَراتبيِّ في آخر السنة أو أول سنة سَبْع مئة.
2468 -
وفي هذه السَّنة تُوفِّي الشَّيخُ أبو مُحمد عبدُ الله
(4)
المَرْجانيُّ، المُذَكِّر بتُونِس وصُلِّي عليه صلاة الغائب، بالقاهرة، بالجامع الأزهر، في رابع عَشَر رَمَضان.
وكان كبيرَ القَدْر، مشهورًا في الآفاق.
(1)
لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وتقدمت ترجمة عمه محمود بن أحمد التاذفي في وفيات رجب سنة 695 هـ.
(2)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 906.
(3)
لم نقف على ترجمة لها في غير هذا الكتاب، وتوفي أبوها في جمادى الآخرة سنة 644 هـ (تاريخ الإسلام 14/ 507، والمقصد الأرشد 2/ 505، وشذرات الذهب 7/ 398) وأختها خديجة تقدمت ترجمتها في وفيات جمادى الأولى من السنة نفسها.
(4)
ترجمته في: تاريخ الإسلام 15/ 945، وتذكرة الحفاظ 4/ 187، وأعيان العصر 2/ 719، والمنهل الصافي 7/ 117، وشذرات الذهب 7/ 787.