المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الثاني من كتاب التاريخ المسمّى بالمقتفي لتاريخ الشيخ الإمام العالم - تاريخ البرزالي المقتفي لتاريخ أبي شامة - ت تدمري - جـ ٣

[علم الدين البرزالي]

فهرس الكتاب

الثاني من كتاب التاريخ المسمّى بالمقتفي لتاريخ الشيخ الإمام العالم شهاب الدين أبي شامة رحمه الله

تأليف الشيخ الإمام العالم الحافظ علم الدين عمدة المحدّثين

أبي محمد القاسم بن محمد بن محمد بن يوسف بن البرزالي أدام الله فوائده طالعه وانتقى منه ونبّه على أوهامه داعيا لمالكه جعفر الأدفوي.

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله محمود الحمد لله حقّ حمده

وقف وحبس وسبّل المقرّ الأشرف العالي الجمالي محمود أستادّار العالية الملكي الظاهري، أعزّ الله تعالى أنصاره، جميع هذا المجلّد والذي قبله، كلاهما من تاريخ الشيخ علم الدين البرزالي، وقفا شرعيا على طلبة العلم الشريف، ينتفعون به على الوجه الشرعي، وجعل مقرّ ذلك بالخزانة السعيدة المرصدة لذلك، بمدرسته التي أنشأها بخط الموازينيين بالشارع الأعظم بالقاهرة المحروسة. وشرط أن لا يخرج ذلك وأدنى منه من المدرسة المذكورة برهن ولا بغيره، وجعل النظر في ذلك لنفسه أيّام حياته، ثم من بعده لمن يؤول إليه النظر على المدرسة المذكورة، على ما شرح في وقفها، وجعل لنفسه أن يزيد في شرط ذلك وينقص ما يراه، وولّى غيره من النّظّار كما خوّل ذلك لنفسه في وقف المدرسة المذكورة. {فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}

(1)

. بتاريخ خامس عشري شعبان سنة سبع وتسعين وسبع ماية.

كتبه الفقير عبد الله بن علي البينوني

(1)

سورة البقرة، الآية:181.

ص: 5

/2 أ/ بسم الله الرّحمن الرحيم

ربّ اغفر وارحم برحمتك

‌سنة تسع وتسعين وستماية

‌محرّم

[الدرس بمقصورة الخضر بالجامع الأمويّ]

ذكر الدرس يوم الإثنين مستهلّ المحرّم الشيخ شمس الدين ابن أبي الفتح

(1)

الحنبليّ، إمام الحنابلة، بمقصورة الخضر بالجامع

(2)

، بحلقة

(3)

الصالح ابن

(4)

صاحب حمص، عوضا عن محيي الدين ابن العربيّ

(5)

. وحضر قاضي القضاة، وجماعة.

[وفاة أسماء بنت القاضي شرف الدين]

1 -

وتوفّيت أسماء

(6)

بنت القاضي شرف الدين ابن المقدسيّ ليلة الإثنين مستهلّ المحرّم.

(1)

هو أبو عبد الله، محمد بن أبي الفتح بن أبي الفضل بن بركات البعلبكي، الحنبلي، توفي سنة 709 هـ. وستأتي ترجمته ومصادرها. أنظر رقم (999).

(2)

مقصورة الخضر غربيّ الجامع الأموي بدمشق. (الدارس، للنعيمي 1/ 207).

(3)

في رسالة الماجستير لمعن سعدون عيفان، التي نوقشت بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القدّيس يوسف، بيروت 1417 هـ، /1997 م. بعنوان: البرزالي ومنهجه التاريخي، ص 78، وردت:«حلقة» . وسأختصر هذا المرجع بعبارة: «رسالة عيفان» فيما يأتي لا حقا.

(4)

في الأصل: «بن» .

(5)

محيي الدين ابن العربيّ هو: محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله، أبو بكر الطائي، الحاتمي الأندلسيّ، المرسي، المتصوّف المشهور، صاحب المصنّفات. توفي بدمشق سنة 638 هـ. (انظر عنه في: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، للذهبي-بتحقيقنا- حوادث ووفيات 631 - 640 هـ. -ص 374 - 381 رقم 549، وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته.

(6)

لم أقف لأسماء هذه على ترجمة في المصادر. ولعلّها بنت أبي الفضل الحسن بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي، الصالحي، الحنبلي، شرف الدين، المتوفى-

ص: 7

ودفنت ضحى النهار بالجبل.

وكانت زوجة عزّ الدين قاسم بن المؤيّد

(1)

بن عساكر

(2)

.

[وفاة نور الدين المرجاني]

2 -

وتوفي الشيخ نور الدين، عمر بن محمد المرجاني

(3)

، والد شهاب الدين التّاجر

(4)

، في يوم الإثنين مستهلّ المحرّم.

ودفن آخر النهار بالجبل. وحضر جنازته قاضي القضاة، وجماعة.

[ضرب البشائر للسلطان]

وضربت بشائر بدمشق يوم الثلاثاء ثاني المحرّم بسبب توجّه السلطان من القاهرة إلى الشام

(5)

.

= 695 هـ. (أنظر: تاريخ الإسلام-ص 252 رقم 311) وقال السيد «معن سعدون عيفان» في رسالته، ص 89 حاشية 1: لعلّها بنت محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن السعدي، المقدسيّ الأصل، الصالحي لحنبلي (569 - 643 هـ). ويقول خادم العلم وطالبه عمر عبد السلام تدمري: إنّ محمد بن عبد الواحد هذا لقبه: «ضياء الدين» ، وهو الحافظ الإمام صاحب التصانيف. أنظر عنه في: تاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 641 - 650 هـ.) ص 208 وما بعدها، رقم 253، وفيه حشدنا مصادر ترجمته. فهو ليس والد «أسماء» ، والأرجح ما ذكرناه.

(1)

في رسالة عفيان، ص 89 «قاسم بن محمد المؤيد»! ويقول خادم العلم «عمر»: ليس في المخطوط «محمد» .

(2)

ذكر السيد «عفيان» في رسالته، ص 89 حاشية 3 أنّ المقصود بقاسم بن المؤيّد بن عساكر هو:«عز الدين القاسم بن علي بن هبة الله (527 - 600 هـ.) أبو محمد، ابن عساكر، محدّث من أهل دمشق، زار مصر وأخذ عنه أهلها، وهو ابن صاحب التاريخ الكبير، وله كتب كثيرة.» ثم أحال إلى «الزركلي» ، فخلّط بذلك تخليطا فاحشا. فهو أقحم في المتن اسم «محمد» بعد «قاسم» وهذا تغيير غير جائز في أصل المؤلف. وعاد في الحاشية فذكر أنه «القاسم بن علي» فاستبدل «محمدا» ب «عليّ» دون أن يتنبّه لذلك. ثم إنّ «القاسم بن علي بن هبة الله» المعروف بابن عساكر، هو «بهاء الدين» وليس «عزّ الدين» . والأهمّ من هذا وذاك، كيف يكون «عز الدين قاسم بن المؤيّد بن عساكر» هو «عز الدين القاسم بن علي بن هبة الله» المتوفى سنة 600 هـ. وتبقى «زوجته» بعده مئة عام وتتوفى سنة 699 هـ. فمتى تزوّجت منه وكم كان عمرها عندما ماتت؟ (انظر عن القاسم بن علي، المعروف بابن عساكر، في: تاريخ الإسلام-حوادث ووفيات 591 - 600 هـ، ص 471 رقم 614).

(3)

نقل «الذهبي» ترجمة «المرجاني» في: تاريخ الإسلام، وفيات 699 هـ. ص 430 رقم 679 وزاد في نسبته:«الهمداني» ، وقد جاوز السبعين.

(4)

زاد «الذهبي» : «الدمشقي» .

(5)

خبر السلطان في: تاريخ سلاطين المماليك، مجهول المؤلّف، نشره زترستين، ص 58، والتحفة الملوكية 156، وذيل مرآة الزمان 4/ورقة 305، ونهاية الأرب 31/ 383، والدرّ-

ص: 8

[وفاة شمس الدين الشرواني]

3 -

وتوفّي الشيخ شمس الدين، محمد بن أحمد بن صلاح الشّرواني

(1)

، في يوم الثلاثاء ثاني المحرّم

(2)

بالخانقاه الشهابيّة

(3)

، وكان شيخا بها.

ودفن آخر النهار بمقابر الصوفيّة، وكمّل ستين سنة لم يتجاوزها. وكان حسن الأخلاق؛ متواضعا، يعرف الرياضيّ معرفة جيّدة، ويشارك في غيره.

[وفاة فخر الدين المعروف بابن الحيوان]

4 -

وتوفّي فخر الدين، أحمد بن الشيخ الإمام العالم تاج الدين موسى بن محمد بن مسعود المراغي، عرف بابن الحيوان

(4)

، في ليلة الأربعاء ثالث المحرّم.

ودفن من الغد بسفح قاسيون.

وكان شابّا لم يبلغ الثلاثين، وكان درّس بالإقباليّة

(5)

ثلاث سنين في حياة والده وبعد موته، إلى أن توفّي رحمه الله تعالى.

ووليها بعده الشيخ علاء الدين، علي بن إسماعيل القونويّ

(6)

.

وذكر الدرس بها يوم الخميس رابع المحرّم، وحضر قاضي القضاة وأعيان المدرّسين.

[وفاة برهان الدين الإسكندري]

5 -

وتوفّي برهان الدين، إبراهيم بن أحمد بن أبي عمرو

(7)

المصري،

= الفاخر 15، والعبر 5/ 391، وتاريخ الإسلام-بتحقيقنا-ص 69، والبداية والنهاية 14/ 6، والسلوك ج 1 ق 3/ 882، وعقد الجمان (4)7.

(1)

انظر عن (الشرواني) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 236 رقم 448، وتاريخ الإسلام (وفيات 699 هـ.) ص 439 رقم 702، وقد قيّد الصفدي «الشرواني» بضم الشين المعجمة وسكون الراء.

(2)

في تاريخ الإسلام: «توفي في ثاني عشر المحرّم» .

(3)

الخانقاه الشهابية: بناها ووقفها الأمير علاء الدين أيدكين بن عبد الله الشهابي سنة 677 هـ. وهي بداخل باب الفرج. (الدارس 2/ 126 رقم 167).

(4)

انظر عن (ابن الحيوان) في: تاريخ الإسلام-ص 389 رقم 589، والدارس 1/ 120.

(5)

المدرسة الإقبالية: بناها ووقفها جمال الدولة إقبال خادم الملك صلاح الدين سنة 603 هـ. داخل باب الفرج وباب الفراديس، وهي الكبيرة للشافعية، وبنى أخرى صغيرة للحنفية. (الدارس 1، 118،119 رقم 31).

(6)

توفي القونوي سنة 729 هـ. انظر عنه في: ذيل تاريخ الإسلام، للذهبي، بتحقيقنا-دار الكتاب العربي، بيروت 1424 هـ. /2004 م. -ص 264،265 رقم 819 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.

(7)

في رسالة «عفيان» ص 92 رقم 7 «عمر» بإسقاط الواو، وهو غلط. انظر عن (ابن أبي عمرو) في: تاريخ الإسلام-ص 390 رقم 591 وتالي كتاب وفيات الأعيان للصقاعي-ص 8 رقم 16.

ص: 9

الإسكندريّ في ليلة الأربعاء ثالث محرّم، بالمدرسة الرّواحيّة

(1)

.

ودفن من الغد.

وكان شاهدا بسوق القمح، وكان صحب العفيف التلمسانيّ

(2)

، وله فيه حسن ظنّ وتعظيم. وكان ساكنا، قليل الأذى. /2 ب/إلاّ أنه كان متّهما بجملة من المال تركها ولم يكن له وارث. وكان مقتّرا على نفسه. مات على حصير وليس له غطاء ولا وطاء، ولم يكن على جسده قميص ولا لباس.

وكان سمع كثيرا من الحديث من أصحاب الخشوعيّ

(3)

، وغيرهم، مع ابن جعوان

(4)

وجماعة من الطلبة.

[ولاية البرّ بدمشق]

وباشر ولاية البرّ بدمشق الأمير علم الدين، سنجر بن عبد الله البدري، الصوابيّ

(5)

، أحد المقدّمين بالحلقة المنصورة، في ثالث المحرّم، عوضا عن ابن النشّابي

(6)

.

[وفاة علاء الدين بن المهراني]

6 -

وتوفّي علاء الدين، علي بن الصدر العالم الفاضل، حسام الدين، عبد الله بن علي بن طغريل بن عمر المهرانيّ

(7)

، في ليلة السبت سادس المحرّم.

(1)

المدرسة الرواحية: بناها زكيّ الدين، أبو القاسم، هبة الدين محمد الأنصاري، التاجر المعروف بابن رواحة، المتوفى سنة 622 هـ. وهي شرقيّ مسجد ابن عروة بالجامع الأموي ولصيقه، شماليّ جيرون. (الدارس 1/ 199).

(2)

هو محمد بن سليمان بن علي، العفيف التلمساني، الأديب، الشاعر ابن الشاعر. توفي سنة 688 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (681 - 690 هـ.) -بتحقيقنا-ص 340 - 344 رقم 523 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.

(3)

هو أبو إسحاق، إبراهيم بن بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي الدمشقيّ توفي سنة 640 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (631 - 640 هـ.) ص 429،430 رقم 642 وفيه مصادر ترجمته.

(4)

هو شهاب الدين أحمد بن محمد بن عباس بن جعوان الأنصاري، الدمشقي. توفي هذه السنة 699 هـ. وستأتي ترجمته في شهر شعبان، برقم 143.

(5)

ذكر السيد «عفيان» في رسالته، ص 94 رقم 8 حاشية 1 أنه هو الأمير علم الدين سنجر الدواداري الصالحي، المتوفى سنة 699 هـ. ونقول: إن المذكور في المتن نسبته: «البدري، الصوابي» ، وهو غير «الدواداري الصالحي» .

(6)

النشابي: وهو الأمير عماد الدين، حسن بن علي بن محمد، توفي هذه السنة 699 هـ. وستأتي ترجمته في شهر شوال، برقم 190.

(7)

لم أجد له ترجمة أخرى في المصادر.

ص: 10

ودفن قبل الظهر من يوم السبت بسفح قاسيون.

[وفاة الشريف الحسيني]

7 -

وتوفّي الشريف، العدل الأمين، بدر الدين، الحسن بن حمزة بن أبي المحاسن الحسيني

(1)

، في يوم الأحد سابع محرّم بسفح قاسيون.

ودفن بتربة لهم بالجبل. وخرج قاضي القضاة وجماعة لحضور دفنه.

وكان عدلا، يشهد تحت الساعات

(2)

.

[وفاة الحاج حازم المقدسي]

8 -

وتوفّي الحاجّ حازم بن عبد الغني

(3)

بن حازم المقدسيّ، التّاجر بسوق الصالحية يوم الأربعاء يوم عاشوراء المبارك.

ودفن من يومه بتربة الشيخ موفّق الدين

(4)

.

وكان رجلا صالحا، كثير التلاوة، حفظ القرآن على كبر، وكان يتلوه كثيرا.

وهو صهر قاضي القضاة تقيّ الدين الحنبليّ

(5)

.

[تقرير إمام بالجامع الأموي]

وفي يوم عاشوراء تقرّر بالجامع إمام راتب عند قبر زكريّا، هو الفقيه شرف الدين، أبو بكر الحمويّ، وحضر الصلاة خلفه ظهر هذا اليوم قاضي القضاة إمام الدين

(6)

. وقاضي القضاة حسام الدين

(7)

، وجماعة، ولم تطل مدّته، وعاد إلى بلده، وبطلت الوظيفة.

[الإعتداء على حرم الأمير الزوباشي]

ودخل في ليلة حادي عشر محرّم على حرم الأمير الزوباشي

(8)

وصغاره قبالة دار

(1)

انظر عن (الحسيني) في: تاريخ الإسلام-ص 399، رقم 610 نقلا عن المقتفي.

(2)

تحت الساعات: موضع بداخل الجامع الأمويّ بدمشق.

(3)

انظر عن (حازم بن عبد الغني) في: تاريخ الإسلام-ص 97 رقم 607.

(4)

موفّق الدين، هو الخطيب الحموي، أبو المعالي، محمد بن محمد بن المفضل بن محمد بن عبد المنعم بن حسين بن حمزة. توفي هذا العام 699 هـ. وستأتي ترجمته في وفيات جمادى الآخرة، برقم 98.

(5)

زاد الذهبي: «على بنته الكبرى» .

(6)

إمام الدين، هو: قاضي الشام، أبو المعالي، عمر بن سعد الدين بن عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن محمد القزويني، الشافعي. توفي هذه السنة. وستأتي ترجمته في شهر ربيع الآخر برقم 60.

(7)

هو الحسن بن أحمد بن الحسن بن أنو شروان، قاضي القضاة حسام الدين الرازي، الرومي، الحنفي. ستأتي ترجمته برقم 42.

(8)

الزوباشي-الصوباشي: لفظ فارسي مركب من: «صو» ومعناه: الجند. و «باشي» ومعناه: «رئيس» فيكون: رئيس الجند، أو أميرهم.

ص: 11

الحديث الأشرفية

(1)

، فقتل منهم جماعة نحو السبعة، ومسك من ارتكب ذلك، وسمّر في اليوم المذكور سريعا، وطيف به على جمل، ورجمه العوامّ وأحرقوه.

[وفاة بدر الدين ابن بشارة]

9 -

وتوفّي بدر الدين، حسن بن علاء الدين علي بن بشارة الشبليّ

(2)

يوم الأحد رابع عشر محرّم بدمشق.

ودفن من يومه بالجبل.

وكان شابّا حسن الصورة.

[وفاة زوجة قاضي القضاة الحنفي]

10 -

/3 أ/وتوفّيت زوجة قاضي القضاة حسام الدين الحنفيّ

(3)

، أخت حسام الدين ابن المهرانيّ، يوم الخميس الخامس والعشرين من المحرّم.

[دخول الحاج دمشق]

ودخل الحاجّ إلى دمشق المحروسة يوم الجمعة السادس والعشرين من المحرّم، بكرة النهار على العادة، وخرج الناس لتلقّيهم، وكان أميرهم الأمير شمس

(4)

الدين العينتابي، وقاضيهم القاضي عزّ الدين ابن الحنبليّ، وحصل لهم تشويش في عرفات، وشوشة

(5)

كبيرة في نفس مكة، ونهب خلق كثير، وأخذت ثيابهم، وقتل نفر يسير، أحد عشر نفسا، وجرح جماعة، ولطف الله تعالى.

[وفاة الصدر البكري المراكشي]

11 -

وتوفّي الصدر الأجلّ، شمس الدين محمد بن الشيخ علاء الدين علي بن

= وأثبتها «عفيان» في رسالته-ص 96 «الدوباشي» ، وقال في الحاشية (2):«لعلّه الملك شمس الدين دوباج، وكتبت بالشين في اللغة العربية، بن ملك شاه بن رستم صاحب جيلان، المتوفى سنة 714 هـ. ويقول خادم العلم «عمر» : إنّ ما ذهب إليه السيد «عفيان» غير صحيح، فالذي في المتن أمير، والذي في الحاشية ملك جيلان وهو معروف.

(1)

توجد بدمشق مدرستان تعرفان بدار الحديث الأشرفية، إحداهما برّانية، والأخرى جوّانية، بناهما الملك الأشرف موسى ابن الملك العادل أخي صلاح الدين الأيوبي وشقيق الملك المعظّم عيسى. وقد بنيت الأولى سنة 634 هـ. والجوانية سنة 630 هـ. وتوفي الأشرف سنة 635 هـ. (الدارس 1/ 15).

(2)

لم يذكره غير البرزالي.

(3)

هو الحسن بن أحمد الرازي، الرومي. ذكر قبل قليل.

(4)

وقع في رسالة عفيان ص 97 «شمسي» .

(5)

في رسالة عفيان: «هوشة» والمثبت هو الصحيح.

ص: 12

محمد بن علي البكري

(1)

، المرّاكشيّ، في يوم السبت السابع والعشرين من المحرّم بدمشق.

ودفن بعد الظهر بمقابر الصوفيّة.

سمع كثيرا من جماعة، منهم: الرضى ابن البرهان، وعثمان بن خطيب القرافة، وفرج الحبشيّ.

وما حدّث بشيء.

[وفاة الأمير بلبان القشتمري]

12 -

وتوفّي الأمير الكبير سيف الدين، بلبان بن عبد الله القشتمريّ

(2)

، أحد أمراء دمشق يوم السبت السابع والعشرين من المحرّم، بداره بدرب الريحان بدمشق.

ودفن بمقبرة باب الصغير.

[وفاة ابن قدامة المقدسي]

13 -

وفي شهر المحرّم توفّي ببركة زيزى

(3)

شمس الدين، محمد بن البدر علي بن عمر بن أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر بن قدامة المقدسيّ

(4)

، راجعا من الحجّ، ودفن هناك.

[وفاة الخطيب ابن المغيزل]

14 -

وفي يوم الخميس الحادي والعشرين من المحرّم توفي الخطيب زين الدين، محمد بن الشيخ تاج الدين أحمد بن محمد بن محمد بن المغيزل

(5)

الحمويّ، بها.

(1)

لم يذكره غير البرزالي.

(2)

تاريخ الإسلام 435 رقم 692، وفي رسالة عفيان: هو الأمير سيف الدين بلبان المنصوري الطباخي نائب حلب. . (ص 98 حاشية 1) وأحال إلى: تالي كتاب وفيات الأعيان للصقاعي 56 رقم 85، وشذرات الذهب 5/ 456. ويقول خادم العلم «عمر»: إن بلبان الطباخي توفي سنة 700 هـ. وهو غير المذكور في المتن قطعا، وسيأتي برقم 271.

(3)

هكذا في المخطوط. وكتبها «عفيان» : «زيزا» . وهي من قرى البلقاء. (معجم البلدان 3/ 163).

(4)

لم يذكره غير البرزالي، وقد نقل السيد «عفيان» اسم صاحب الترجمة كما هو حرفيا في حاشية الصفحة 99، رقم 5 وأضاف: توفي بمكة ويوجد خلاف بتاريخ وفاته. وأحال إلى: شذرات الذهب 5/ 27 - 29 ولم يتنبّه إلى أنّ المذكور في الشذرات هو: أبو عمر، محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام الحنبلي، المتوفى سنة 607 هـ.

(5)

انظر عن (ابن المغيزل) في: تاريخ الإسلام (691 - 700 هـ.) ص 407 رقم 627 وص 440 رقم 703، وأعيان العصر 1/ 362،363 رقم 184، والوافي بالوفيات 8/ 124، وذيل مفرّج-

ص: 13

ودفن عند والده بعقبة نقيرين

(1)

.

أجاز لنا من حماه. وكان سمع من شيخ الشيوخ، شرف الدين، عبد العزيز

(2)

«جزء ابن عرفة» . وكان يخطب بجامع سوق الأسفل، ويتولّى إمامة

(3)

الخانقاه التي بحماه.

[وفاة الفقيه الكناني العسقلاني]

15 -

وفي يوم الخميس حادي عشر محرّم توفّي الشيخ الفقيه، برهان الدين إبراههيم بن يحيى بن يوسف بن طرخان

(4)

بن تميم بن فتيان الكنانيّ، العسقلانيّ، الحنبليّ، المعروف بالغزّاويّ، بالقاهرة، وصلّي عليه من الغد بباب النصر ودفن هناك.

سمع من الساوي، وابن الجميزي، وابن رواج، وسبط السلفي، وغيرهم.

وكان/3 ب/رجلا صالحا من أهل العلم والقرآن والعدالة، وكان شهد بين القصرين. وأضر مدّة في آخر عمره.

ومولده بغزّة في سنة ثلاث وعشرين وستماية.

قرأت عليه: «الثاني من حديث مالك» ، تأليف إسماعيل القاضي، بسماعه من ابن رواج.

‌صفر

[وفاة شجاع الدين التميمي الجوهري]

16 -

في ليلة الأربعاء مستهلّ صفر توفّي شجاع الدين، عبد الرحمن بن كمال الدين محمد بن الصدر الكبير نجم الدين محمد بن عباس بن أبي المكارم

(5)

التميميّ، الجوهريّ.

ودفن من الغد بمدرسة جدّه بدمشق.

= الكروب لابن المغيزل-بتحقيقنا-طبعة المكتبة العصرية، صيدا-بيروت 1425 هـ. /2004 - ص 21 رقم 7.

(1)

عقبة نقيرين: مقبرة بظاهر حماه.

(2)

هو أبو محمد، عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن بن محمد بن منصور بن خلف الأنصاري، الأوسي، الدمشقي، ثم الحموي الشافعي، الأديب، الصاحب ابن قاضي حماه، ويعرف بابن الرفّاء. توفي سنة 662 هـ. انظر عنه في: ذيل مفرّج الكروب لابن المغيزل-حفيده -بتحقيقنا، ص 39 - 56 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.

(3)

في رسالة عفيان 99 رقم 20 «أمر» ، وما أثبتناه هو الصحيح.

(4)

انظر عن (ابن طرخان) في: تاريخ الإسلام 392 رقم 596.

(5)

لم يذكره غير البرزالي.

ص: 14

وكان شابّا حسنا.

سمع معي جميع «كتاب الترمذيّ» ، على الشيخ عزّ الدين الفاروثيّ

(1)

.

[وفاة العماد ابن مكي]

17 -

وفي ليلة الخميس ثاني الشهر العماد، عبد الوهاب بن الشيخ الإمام زين الدين عمر بن مكي

(2)

، ابن وكيل بيت المال، بالبيمارستان

(3)

الصغير.

ودفن من الغد قبالة تربة والده بالقرب من المصلّى ظاهر دمشق.

وكان سلك زيّ الفقر والارتزاق بالطلب من الناس بعد أن كان اشتغل وحفظ وحضر الدروس وسافر وحجّ.

[وفاة الملقّب بالنورس]

18 -

وفي يوم الجمعة ثالث صفر توفّي إبراهيم الملقّب بالنّورس

(4)

، أحد المؤذّنين بجامع دمشق.

[وفاة الباب شرقي]

19 -

وعبد الحميد بن الشيخ عفيف الدين محمد بن علي بن عبد الجبّار الباب شرقي

(5)

، المؤذّن كان بإيوان الحنفية بالظاهرية.

وصلّي عليهما بجامع دمشق عقيب صلاة الجمعة.

[وفاة أمين الدين النصيبي]

20 -

وتوفّي الشيخ الأجلّ، أمين الدين، أبو محمد عبد المؤمن بن حسن بن يونس. النصيبيّ

(6)

، التاجر بسوق علي بدمشق، يوم الخميس تاسع صفر.

ودفن من يومه آخر النهار بمقبرة باب الصغير.

وكان مشكورا ويتّجر في مال الأيتام، ولم يعرف عنه إلاّ الأمانة والجودة والتردّد

(1)

في رسالة عفيان 101 رقم 22 «الفاروقي» بالقاف، وهو غلط. والصواب ما أثبتناه، وهو العلاّمة عزّ الدين، أحمد بن إبراهيم المصطفوي. مشهور. توفي سنة 694 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام-ص 206،207 رقم 206 وفيه حشدنا مصادر ترجمته، و «الفاروثي»: نسبته إلى فاروث من قرى واسط. (توضيح المشتبه لابن ناصر الدين الدمشقي 7/ 12).

(2)

انظر عن (ابن مكي) في: تاريخ الإسلام 422،423 رقم 663، وأعيان العصر 3/ 190 رقم 1058، والوافي بالوفيات 19/ 317.

(3)

في رسالة عفيان، ص 102 سطر 1 «بالمارستان» ، وما أثبتناه هو الذي في المخطوط.

(4)

انظر عن (النورس) في: تاريخ الإسلام 460 رقم 748.

(5)

لم يذكره غير البرزالي.

(6)

انظر عن (النصيبي) في: تاريخ الإسلام 422 رقم 662.

ص: 15

إلى مجالس الحديث والقراءة. وكان أسمع أولاده كثيرا، وسمع معهم.

وكتب عنه الشيخ شرف الدين الدمياطي شعرا لأجل موافقة اسمه لاسمه، فإنّه جمع من اسمه عبد المؤمن.

[وفاة فتح الدين الزّملكاني]

21 -

وتوفّي الشيخ الأمين، العدل الفقيه، الفاضل، فتح الدين، أبو العباس أحمد بن الشيخ الإمام العلاّمة، كمال الدين عبد الواحد بن عبد الكريم بن خلف الأنصاريّ، الزّملكاني

(1)

، ظهر يوم الإثنين ثالث عشر صفر بدمشق.

/4 أ/دفن عصر النهار بمقابر الصوفية عند والده وأخيه الشيخ علاء الدين.

وحدّث عن خطيب مردا، والبكريّ، وابن عبد الدائم، وغيرهم.

ومولده يوم الثلاثاء سابع عشري جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين وستماية.

سمعت عليه خمسة عشر جزءا

(2)

.

[وفاة بهاء الدين السّبتي]

22 -

وتوفّي بهاء الدين، محمد بن محمد بن يوسف السّبتيّ

(3)

، جابي دار الحديث الأشرفية، ليلة الثلاثاء رابع عشر صفر.

ودفن بمقابر باب الصغير.

سمع من ابن أبي اليسر، ومحمد بن النشبي

(4)

، والعماد داود الحموي

(5)

، والشيخ شهاب الدين أبي شامة

(6)

.

ولم يحدّث.

(1)

انظر عن (الزملكاني) في: تاريخ الإسلام 433 رقم 689، وأعيان العصر 1/ 278 رقم 134 وفيه قال محققّوه بالحاشية:«لم نقف على ترجمة له» ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 21 رقم 461، ومعجم المؤلفين 1/ 305.

(2)

أضاف الذهبي إلى ترجمة الزملكاني: «وشرع في تاريخ كبير على نمط تاريخ القاضي شمس الدين ابن خلّكان، ولو كمل لجاء في ثلاثين مجلّدا، وعمل فيه إلى حرف الجيم، في نحو ثلاث مجلّدات» . (تاريخ الإسلام 434).

(3)

لم يذكره غير البرزالي.

(4)

في رسالة عفيان 104 «محمد بن أبي النشبي» بإقحام «أبي» على الأصول، وهي ليست فيه. و «النشبي»: بنون مضمومة، ثم شين معجمة ساكنة، ثم موحّدة مكسورة. من ولد نشبة بن ربيع، بطن من تيم الرباب. (توضيح المشتبه 5/ 26).

(5)

في رسالة عفيان 104 «العماد داود، وابن الحموي» ، وهذا غلط.

(6)

هو المؤرّخ الذي قفّى البرزالي كتابه عليه. توفي سنة 665 هـ.

ص: 16

[وفاة شرف المزّي]

23 -

وتوفّي شرف بن أحمد بن بقيّ

(1)

المزّي

(2)

ليلة الثلاثاء رابع عشر صفر أيضا.

ودفن من الغد بالمزّة.

وهو عمّ بنت خالتي. وكانت له خدمة بقلعة دمشق.

[وفاة عزّ الدين الشاطبي]

24 -

وتوفّي عزّ الدين، عبد العزيز بن شيخنا نجم الدين يحيى بن علي بن أبي بكر بن محمد بن موسى بن أحمد بن عبد الله الشاطبيّ

(3)

، الدمشقي، المقرئ، في يوم الأربعاء منتصف صفر.

ودفن الثالثة من نهار الخميس سادس عشره بمقابر باب الفراديس، عند والده وأخيه.

وكان نقيبا بالغزاليّة

(4)

، والسّبع الكبير، وله جهات قراءة. وكان أبوه أسمعه في صغره كثيرا من الحديث، وله ثبت وإجازات، ولم يحدّث، لكنّي استجزته.

ومولده سنة خمس وأربعين وستماية بدمشق.

حضر على ابن مسلمة، وإسماعيل العراقي، والشريف بهاء الدين النقيب، والنجم البلخيّ، وعبد الله بن الخشوعيّ، وشرف الدين عبد العزيز الأنصاريّ، ومحمد بن سعد المقدسيّ، وسمع من اليلدانيّ، وخطيب مردا، وفرج القرطبيّ، وابن طلحة، وغيرهم.

ومن سماعاته «صحيح مسلم» على البكريّ.

[التدريس بالظاهرية]

ودرّس بالظاهرية الحنفية القاضي شمس الدين سلمان الملطيّ، نائب الحكم

(1)

في رسالة عفيان 105 «يحيى» ، وما أثبتناه هو الصحيح كما في المخطوط. وستأتي ترجمة بنت أخيه:«فاطمة بنت بهاء بن أحمد بن بقيّ المزّي» في وفيات سنة 714 هـ.، وانظر 2/ورقة 213 ب رقم 239.

(2)

لم يذكره غير البرزالي.

(3)

انظر عن (الشاطبي) في: تاريخ الإسلام 421 رقم 659.

(4)

الغزالية: من مدارس الشافعية بدمشق، في الزاوية الشمالية الغربية شمالي مشهد عثمان المعروف بمشهد النائب من الجامع الأموي. عرفت بالغزالية لنزول الإمام الغزالي بها، وتعرف أيضا بزاوية الدولعي، وزاوية القطب النيسابوري، وزاوية الشيخ نصر المقدسي. (الدارس 1/ 313،314).

ص: 17

بدمشق، في يوم الأحد التاسع عشر من صفر، عوضا عن شهاب الدين ابن النحاس، وحضر القضاة وجماعة

(1)

.

[وفاة الصدر المعروف بابن الصائغ]

25 -

وتوفّي الصدر الأجلّ، شمس الدين، عبد الله بن الشيخ عماد الدين عبد العزيز [بن]

(2)

محمد بن عبد القادر بن عبد الخالق الأنصاريّ، عرف بابن الصائغ

(3)

، في ليلة الخميس سلخ صفر بدمشق.

ودفن من يومه بسفح قاسيون بتربتهم.

وكان يخدم/4 ب/في ديوان الخاصّ المنصوريّ، ولم يزل يتقلّب في خدم الديوان، وكان يحافظ على الصلوات في الجماعة ويجتهد في الدعاء

(4)

.

وسمع الحديث من ابن عبد الدائم، وابن أبي اليسر، وجماعة. ولم يحدّث.

وحدّثني من أثق به أنه رآه في النوم عقيب موته فسأله: ماذا وجدت من الله سبحانه؟ فقال: كلّ خير.

[وفاة شرف الدين ابن عبد الهادي الحنبلي]

26 -

وفي صفر وصل شرف الدين محمد بن شيخنا عزّ الدين أحمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي الحنبليّ من القاهرة إلى صفد، وقد حصّل معه شيئا

(5)

، وأقام بها أياما ومن

(6)

عزمه الرجوع

(7)

للقاء العسكر المنصور

(8)

والمسير معهم، فانقطع خبره، ولم يظهر أثره.

سمع من جدّه، وعمّ والده محمد بن عبد الهادي، واليلداني، والمرسي، وابن عبد الدائم، وجماعة. وظهر سماعه بعد موته للجزء الرابع من «حديث إسماعيل الصفّار» ، على المؤتمن بن قميرة التّاجر. وله إجازة [من]

(9)

ابن القبّيطي، والكاشغري، وابن الخازن، وابن الصابوني، وابن رواج، والساوي، وجماعة، وحدّث.

(1)

خبر التدريس في: تاريخ الإسلام (سنة 699 هـ.) ص 69.

(2)

ساقطة من المخطوط.

(3)

انظر عن (ابن الصائغ) في: تاريخ الإسلام 412 رقم 638.

(4)

وقال الذهي: كان أشقر، سمينا. . . مات كهلا.

(5)

في رسالة عفيان 108 «وقد حصل معه شيء» وهذا غلط، وما أثبتناه هو الصحيح عن المخطوط، وفيه ضبط الصاد من «حصّل» بالشدّة.

(6)

في رسالة عفيان 108 «وتم عزمه» ، والصواب ما أثبتناه.

(7)

في رسالة عفيان 108 «بالرجوع» ، والصواب ما أثبتناه.

(8)

في رسالة عفيان 108 «المنصوري» ، والصواب ما أثبتناه.

(9)

إضافة من عندنا.

ص: 18

ومولده في ثالث عشر ربيع الأول سنة أربعين وستماية بسفح قاسيون، وحضر سماع الحديث في رجب سنة إحدى وأربعين وستماية.

[ربيع الأول]

[وفاة الفقيه الهمداني]

27 -

وفي ليلة السبت ثاني شهر ربيع الأول توفّي الشيخ الفقيه برهان الدين، إبراهيم بن أحمد بن محمد الهمداني

(1)

.

ودفن من الغد بسفح قاسيون.

وكان فقيها في المدارس، وإمام مسجد، ويشهد تحت الساعات، وهو من أصحاب إمام الكلاسة

(2)

.

[وفاة شمس الدين الحنيبلي]

28 -

وفي ليلة الإثنين رابع شهر ربيع الأول، توفّي شمس الدين، محمد بن الظهير يحيى بن محمود الأصبهاني، المعروف بالحنيبليّ

(3)

، مشرف جامع دمشق.

ودفن من الغد بسفح قاسيون. وحضر قاضي القضاة والخطيب.

سمع من ابن عبد الدائم، والكرمانيّ، ولم يحدّث.

وهو أخو نجم الدين، وشهاب الدين ابنيّ الحنبليّ لأمّهما.

[وفاة الأمير بكتوت]

29 -

وفي يوم الثلاثاء خامس ربيع الأول توفّي الأمير سيف الدين، بكتوت

(4)

بن عبد الله الغرزي، العزيزي، الناصريّ.

ودفن بسفح قاسيون.

وكان حاجب الشام، وكان رجلا جيّدا من أعيان الأمراء، مشكور السيرة، له همّة مع كبر السنّ، وكان مواظبا على المشي إلى الجامع في أوقات الصلوات وحده، /5 أ/ويحمل نعله بيده.

وسمع من النجيب، عبد اللطيف الحرّاني

(5)

هو وأولاده، وما روى شيئا.

(1)

لم يذكره غير البرزالي، وفي رسالة عفيان 111 «الهمذان» .

(2)

الكلاّسة: مدرسة ملاصقة للجامع الأموي من شماليّه، ولها باب عليه. عمّرها نور الدين الشهيد في سنة 555 و (الدارس 1/ 340).

(3)

انظر عن (الحنيبلي) في: تاريخ الإسلام 411 رقم 636 وفيه قال الذهبي: «وعرف بالحنيبلي لأنه أخو الأخوين: النجم، والشهاب ابني الحنبلي لأمّهما» .

(4)

انظر عن (بكتوت) في: تاريخ الإسلام 432 رقم 685.

(5)

هو أبو طالب، عبد اللطيف بن محمد بن علي بن حمزة بن فارس الحرّاني، ابن القبّيطي، مسند

ص: 19

[وفاة نور الدين الربعي]

30 -

وفي ليلة الخميس سابع ربيع الأول توفي نور الدين، عبد الله بن الشيخ ضياء الدين عبد الرحمن بن الخطيب جمال الدين عبد الكافي بن عبد الملك بن عبد الكافي الربعيّ

(1)

، الدمشقيّ.

ودفن من الغد بسفح قاسيون بتربة الشيخ يوسف الفقاعيّ.

وكان له نظم وكتابة حسنة، وجلس تحت الساعات مدّة، وشهد على القضاة.

وسمع من جماعة مع عمّه المحدّث نجم الدين علي بن عبد الكافي.

ومولده سنة أربع وستين وستماية.

[وفاة الحاجّ القوّاس]

31 -

وفي ليلة الخميس سابع ربيع الأول توفّي الحاج محمد بن يونس القوّاس

(2)

.

ودفن بسفح قاسيون.

وكان رجلا جيّدا يحبّ الفقراء، وخدم الشيخ ابن هود

(3)

ولازمه مدّة.

وهو والد إبراهيم بن القوّاس.

[دخول الملك الناصر قلعة دمشق]

وفي يوم الجمعة ثامن شهر ربيع الأول دخل السلطان الملك الناصر بن السلطان الملك المنصور قلاون إلى قلعة دمشق، وكان المطر وقع قبل ذلك يومين، والطين كثير في الطرقات، ومع هذا احتفل لقدومه، وخرج الناس على العادة، وزيّن البلد أياما. وكان أقام على غزّة قريبا من شهرين.

فلما كثرت أخبار التتار وقربهم من البلاد حضر بالجيوش المصرية، وحضر إلى دمشق الجفّال من حلب وأعمالها في الشتاء، ووصل كري الحمل من حماه إلى دمشق إلى ماية وتسعين درهما.

= العراق في وقته. توفي سنة 641 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (641 - 650 هـ). ص 80 - 83 رقم 28 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.

(1)

انظر عن (الربعي) في: تاريخ الإسلام 460 رقم 747 وفيه: النور بن عبد الكافي هو عبد الله بن شيخنا العدل ضياء الدين ابن الخطيب الكبير جمال الدين عبد الكافي بن عبد الملك بن عبد الكافي. وانظر: معجم الشيوخ للذهبي 326،327 رقم 466.

(2)

لم يذكره غير البرزالي.

(3)

هو بدر الدين، أبو علي، الحسن بن علي بن يوسف بن هود المرسي، توفي هذه السنة 699 هـ. وستأتي ترجمته في شهر شعبان، برقم 145.

ص: 20

وجلس الأمير شمس الدين الأعسر وزير الدولة وطالب العمّال، واقترضت أموال الأيتام وأموال الأسرى

(1)

.

[خروج السلطان بالجيش]

وخرج السلطان والجيش من دمشق يوم الأحد سابع عشر ربيع الأول، ولم يتخلّف أحد، وأكثر المسلمون بدمشق من الدعاء والتضرّع. وشرع الخطيب في القنوت يوم الجمعة الثاني والعشرين من ربيع الأول في جميع الصلوات، ووافقه جميع الأئمّة.

[وفاة شهاب الدين الشيباني]

32 -

وفي يوم الإثنين حادي عشر ربيع الأول توفّي الشيخ شهاب الدين، محمد بن نصر الله بن محمود الشيباني

(2)

، العطّار.

ودفن بسفح قاسيون.

سمع من ابن مسلمة في سنة ثمان وأربعين وستماية الجزء الذي كان عنده من «موافقات» ابن عساكر. وسمع أيضا من العراقيّ، وفرج الحبشيّ، وغيرهم، ولم يحدّث.

[وفاة شمس الدين المرداوي]

33 -

/5 ب/وفي يوم الثلاثاء ثاني عشر ربيع الأول توفي الشيخ الإمام العالم الفاضل شمس الدين، أبو عبد الله، محمد بن عبد القويّ بن بدران المقدسي، المرداويّ

(3)

، بسفح قاسيون.

(1)

خبر دخول الملك الناصر في: التحفة الملوكية 157، وزبدة الفكرة 330، ومختار الأخبار 110، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 461،462، وذيل مرآة الزمان 4/ورقة 305، وتاريخ سلاطين المماليك 58، ونهاية الأرب 31/ 384، وتاريخ الإسلام (699 هـ.) ص 69، ومرآة الجنان 4/ 230، والسلوك ج 1 ق 3/ 885، وعقد الجمان (4) 8، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 403.

(2)

انظر عن (الشيباني) في: تاريخ الإسلام 452 رقم 728، وأعيان العصر 5/ 295،296 رقم 1806.

(3)

انظر عن (المرداوي) في: العبر 5/ 403، والإشارة إلى وفيات الأعيان 385، وتاريخ الإسلام 446،447 رقم 716، وذيل مرآة الزمان 4/ورقة 336،337، وذيل طبقات الحنابلة 2/ 342، والمنهج الأحمد 408، وأعيان العصر 4/ 516،517 رقم 1624، والوافي بالوفيات 3/ 278 رقم 1318، وتذكرة النبيه 1/ 222، والنجوم الزاهرة 8/ 192، والدليل الشافي 2/ 639 رقم 2897، والمنهل الصافي 10/ 122،123 رقم 2205، والمقصد الأرشد، رقم 1004، والدرّ المنضّد 1/ 442 رقم 1176، وبغية الوعاة 1/ 161، والدارس 2/ 65، وشذرات الذهب 5/ 452، ومختصر الذيل على طبقات الحنابلة 89.

ص: 21

ودفن من يومه بمقبرة المرداويّين بوادي العظام.

ومولده سنة ثلاثين وستماية بمردا.

وكان شيخا فاضلا في الفقه والنحو واللغة، كثير المحفوظ، وأفتى وولي تدريس المدرسة الصاحبية

(1)

مدّة، وسمع كثيرا بنفسه، وقرأ على الشيوخ، وله نظم كثير، من ذلك قصيدة داليّة في الفقه. ومن مسموعاته «المعجم الصغير»

(2)

للطبراني

(3)

، على الفقيه محمد بن عبد الهادي، عن الثقفي. وسمع بالقدس على تاج الدين ابن عساكر سنة أربع وخمسين وستماية. وسمع من خطيب مردا، وإبراهيم بن خليل، وعثمان ابن خطيب القرافة، والمظفّر بن الشيرجي، وغيرهم.

[وفاة القاضي ابن الحباب]

34 -

وفي يوم الإثنين حادي عشر ربيع الأول توفّي القاضي زين الدين، محمد بن عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن الحسين بن الجباب

(4)

المصريّ.

وكان ناظر بيت المال بالديار المصرية.

روى «جزء الحفّار» عن علي بن فخار

(5)

بن الجمل، وسمع أيضا من جدّه، وابن الجمّيزي.

ومولده في ليلة الإثنين سابع شهر ربيع الأول سنة أربع وعشرين وستماية.

وكان موصوفا بالأمانة والنزاهة، من رؤساء المصريين.

[وفاة المؤذّن بباب السلطان]

35 -

وفي يوم الخميس في شهر ربيع الأول توفي الشيخ زين الدين أبو الكرم،

(1)

المدرسة الصاحبية: بسفح قاسيون من الشرق. بنتها ربيعة خاتون بنت نجم الدين أيوب بجبل الصالحية. (الدارس 2/ 62).

(2)

طبع «المعجم الصغير» أكثر من مرة.

(3)

هو سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطيّر، أبو القاسم اللخمي، الطبراني أحد الأئمّة المعروفين، والحفّاظ المكثرين، والمشايخ المعمّرين، ولد بطبرية بفلسطين سنة 260، وتوفي بأصبهان في سنة 360 هـ. (انظر عنه في كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي، طبعة المركز الإسلامي للإعلام والإنماء، بيروت 1404 هـ. /1984 م-ج 2/ 306 - 315 رقم 653) وفيه مصادر ترجمته.

(4)

انظر عن (ابن الجباب) في: العبر 5/ 404 وفيه «ابن الحباب» ، ومعجم شيوخ الذهبي 527 رقم 785، مثله، وتاريخ الإسلام 447،448 رقم 718 مثله، وأعيان العصر 4/ 557 رقم 1644 وقال محقّقوه بالحاشية:«ولم نقف على ترجمته» ، وأشار إليه في سير أعلام النبلاء 23/ 77!، وشذرات الذهب 5/ 453.

(5)

في رسالة عفيان 114 «مختار» ، وما أثبتناه هو الصواب.

ص: 22

وهبان

(1)

بن علي بن محفوظ بن أبي الحياء الشيبي، الجزريّ، المؤذّن بباب السلطان.

ودفن بمقبرة السيّدة نفيسة خارج القاهرة.

ومولده في سنة أربع وستماية بجزيرة ابن عمر.

روى لنا عن ابن باقا «الجزء الثالث من البيوع» من «مسائل الإمام أحمد» للأثرم.

قرأته عليه بمنزله بعلوّ خان مسرور بالقاهرة. وكنت قرأت عليه قبل ذلك منتقى منه بقلعة دمشق.

[وفاة ابن جماعة الحموي]

36 -

وفي ليلة الجمعة خامس عشر شهر ربيع الأول توفّي جمال الدين، إبراهيم بن نصر الله بن الشيخ إبراهيم بن سعد الله بن جماعة

(2)

الحمويّ.

ودفن من الغد بمقابر باب الفراديس.

وكان شابّا

(3)

حسنا

(4)

عاقلا، جلس مع الشهود تحت الساعات.

وهو ابن أخي قاضي القضاة بدر الدين.

[وقعة الخزندار]

وفي يوم الأربعاء السابع/6 أ/والعشرين من شهر ربيع الأول كانت الوقعة بين المسلمين والتتار-خذلهم الله-بوادي الخزندار

(5)

بالقرب من سلمية وحمص، وانكسر جيش المسلمين وهربوا إلى الديار المصرية، ومنهم من مرّ بدمشق، ومرّ

(6)

السلطان على

(1)

انظر عن (وهبان) في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 386، والعبر 5/ 407، ومعجم شيوخ الذهبي 637 رقم 954، وتاريخ الإسلام 461،462 رقم 752، وأعيان العصر 5/ 544 رقم 1929، وشذرات الذهب 5/ 454.

(2)

انظر عن (ابن جماعة) في: تاريخ الإسلام 391،392، رقم 595.

(3)

قال الذهبي 392 وله خمس وعشرون سنة.

(4)

في رسالة عفيان 115 «وكان شابا حسن» ، وهو غلط.

(5)

انظر عن (وقعة الخزندار) في: زبدة الفكرة 331، والتحفة الملوكية 157،158، ومختار الأخبار 111، ونزهة المالك والمملوك 180، وتاريخ سلاطين المماليك 58،59، ونهاية الأرب 31/ 384، والمختصر في أخبار البشر 4/ 42،43، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 462، 463، وتاريخ الإسلام 52/ 70 وما بعدها، ودول الإسلام 2/ 204، وتاريخ ابن الوردي 2/ 247،248، والنهج السديد 470، ومرآة الجنان 4/ 230، والبداية والنهاية 14/ 6 - 12، وتذكرة النبيه 1/ 220،221، ومآثر الإنافة 1/ 120، والنفحة المسكية 106، وتاريخ ابن خلدون 5/ 413 - 415، والعبر 5/ 311، والسلوك ج 1 ق 3/ 886 - 901، والنجوم الزاهرة 8/ 117 - 128، وتاريخ ابن سباط 1/ 519،520، ومنتخب الزمان 2/ 376، ودول الإسلام الشريفة 52، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 403،404، وتاريخ الأزمنة 278 - 280.

(6)

في رسالة عفيان 115 «وبشر السلطان» . وهذا غلط.

ص: 23

طريق بعلبك. ولما وصل الخبر إلى دمشق تركوا

(1)

القنوت في الصلوات.

[مقتل سنجر الجمالي]

37 -

وقتل يوم الوقعة سنجر الجمالي

(2)

العزيزيّ، وكان يروي «جزء الذّهليّ» ، عن سبط السّلفيّ.

[مقتل أيدكين الجمالي]

38 -

وأيدكين الجمالي

(3)

العزيزيّ. وكان يروي بعض «مسلم» عن المرسي، ولم يحدّث بشيء

(4)

.

[مقتل الأمير ابن المقدم]

39 -

والأمير نجم الدين، أبو البقاء، نوح

(5)

بن عبد الملك بن الأمير الكبير شمس الدين محمد بن عبد الملك ابن المقدّم. وحمل إلى حماه ميتا فدفن بها بعد أيام، وكان من عسكر حماه.

ومولده في العشر الأخير من رمضان سنة أربع وعشرين وستماية بحماه.

سمعت عليه الأول من «الثقفيّات» بحماه، بسماعه من ابن رواحة.

[مقتل الأمير كرد المنصوري]

40 -

والأمير الكبير سيف الدين كرد

(6)

المنصوري.

وكان أميرا ديّنا، له رباط في القدس، وكان كثير الخير والصدقة، وله اعتناء بأهل الحرمين، وله صفات جميلة. وكان مملوكا للأمير ضياء الدين ابن الخطير.

وكان أمير آخر

(7)

، ثم جعله حسام الدين لاجين حاجبا، (ثم ولّي نيابة السلطنة الشريفة بالمملكة الطرابلسية والفتوحات)

(8)

.

(1)

في رسالة عفيان 115 «وتركنا» . والصحيح ما أثبتناه.

(2)

انظر عن (سنجر الجمالي) في: تاريخ الإسلام 411 رقم 634.

(3)

لم يذكره غير البرزالي.

(4)

في رسالة عفيان 115 «لم يحدّث شيء» .

(5)

انظر عن (نوح) في: العبر 5/ 406،407، وتاريخ الإسلام 459،460 رقم 746.

(6)

انظر عن (كرد) في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 342، ونهاية الأرب 31/ 385، ودول الإسلام 2/ 205، والعبر 5/ 406، وتاريخ الإسلام 436 رقم 694، ومرآة الجنان 4/ 232 دون ذكر اسمه، وأعيان العصر 4/ 155،156 رقم 1398، والوافي بالوفيات 24/ 333، وتذكرة النبيه 1/ 230، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 148، والسلوك ج 1 ق 3/ 886 - 888، وعقد الجمان (4) 113، والنجوم الزاهرة 8/ 117، والدليل الشافي 2/ 555،556 رقم 1903 والنهج السديد 3/ 506.

(7)

أمير آخر-أمير اخور: هو المسؤول عن الإسطبل السلطاني.

(8)

ما بين القوسين عن هامش المخطوط.

ص: 24

[مقتل الأمير منكبرس الجمالي]

41 -

والأمير ركن الدين منكبرس

(1)

بن عبد الله الجمالي العزيزيّ، المعروف بالساقي.

وكان نائب السلطنة بغزّة، وكان رجلا جيّدا من خيار الجند.

روى لنا عن سبط السلفيّ «موافقات جزء الذهلي» . وسمع أيضا من المرسي.

[مقتل قاضي القضاة حسام الدين الرازي]

42 -

وعدم في الوقعة قاضي القضاة، حسام الدين، أبو الفضائل، الحسن بن قاضي القضاة تاج الدين أبي المفاخر أحمد بن الحسن بن أنو شروان

(2)

الرازي، الحنفيّ.

وكان قاضيا بملطية، وورد دمشق وولي قضاءها أكثر من عشرين سنة، وولي أيضا قضاء الديار المصرية، وكان كثير الفضائل والمكارم، محسنا إلى الناس، متودّدا، وله نظم.

ومولده في ثالث عشر محرّم سنة إحدى وثلاثين وستماية، بآقسرا

(3)

من الروم

(4)

.

(1)

انظر عن (منكبرس) في: معجم شيوخ الذهبي 618،619 رقم 924، والعبر 5/ 406، وتاريخ الإسلام 456 رقم 736، وعقد الجمان (4)113.

(2)

انظر عن (ابن أنوشروان) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 64 رقم 65، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 342، وتاريخ الإسلام 397،398 رقم 609، والعبر 5/ 397، ومعجم شيوخ الذهبي 168 رقم 218، وتذكرة الحفّاظ 4/ 1487، وأعيان العصر 2/ 186 - 188 رقم 559، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 141 و 148، وتذكرة النبيه 1/ 204 و 227، والبداية والنهاية 14/ 13، والمقفّى الكبير 2/ 303 رقم 1147، والسلوك ج 1 ق 3/ 906، وعقد الجمان (4) 89،90، والدرر الكامنة 2/ 10 رقم 1492، والنجوم الزاهرة 8/ 190، والمنهل الصافي 5/ 63 - 65 رقم 887، والدليل الشافي 1/ 259 رقم 885، والدارس 1/ 512،513.

(3)

في رسالة عفيان 116 «بأقصرا» ، وما أثبتناه هو الوارد في المخطوط، والرسمان صحيحان، وهي الآن مدينة «آقسراي» المعروفة في تركيا.

(4)

وقال الذهبي: «حضرت مجلسه فجرى شيء من الكلام، فرأيته يرجّح طريقة السلف ويصوّبها، ثم إنه خرج في الغزاة وشهد المصافّ، وكان آخر العهد به. والأصحّ أنه لم يقتل في المصاف، وكثرت الأخبار بمروره مع المنهزمين بناحية جبل الجرديّين، وأنه أسر وبيع للفرنج وأدخل إلى قبرس هو وجمال الدين المطروحي الحاجب. وقيل إنه تعاطى الطبّ والعلاج، وأنه جلس يطبّب بقبرس وهو في الأسر، ولكن لم يثبت ذلك، فالله أعلم بما صار إليه» . (تاريخ الإسلام 398). وقال ابن حجر: ثم شاع في سنة 735 هـ. أن الخبر جاء إلى ولده جلال الدين أنّ والده حيّ-

ص: 25

[مقتل القاضي ابن الأثير الحلبي]

43 -

والقاضي عماد الدين، إسماعيل بن القاضي تاج الدين أحمد بن سعيد بن الأثير

(1)

الحلبيّ، الكاتب.

وكان ولي كتابة الدّرج مدّة، وباشر/6 ب/بعد والده كتابة السرّ بالديار المصرية مدّة، ثم تركها ديانة وورعا، وكان كثير الاشتغال، ملازما للخير، وهو الذي علّق «شرح العمدة» للحافظ عبد الغني، عن الشيخ تقيّ الدين ابن دقيق العيد. وله ديوان خطب استعرته منه وتركه عندي مدّة.

[مقتل الأمير آقوش المطروحي]

44 -

والأمير جمال الدين، آقوش المطروحيّ

(2)

.

وكان حاجب الشام

(3)

، وجعل أميرا مدّة يسيرة قبل موته

(4)

.

[وفاة المقرئ ابن المقيّر البغدادي]

45 -

والشيخ الصالح، المقرئ، أبو جعفر، عبد الرحمن بن عبد الله بن الشيخ أبي الحسن علي بن أبي عبد الله بن أبي الحسن بن المقيّر

(5)

البغداديّ.

= بقبرس وأنه يطلب ما يفتكّ به من الأسر، ولكن سكنت القضية وتبيّن أنها زور مفترى، ولا شك أنه عاش إلى بعد السبعمائة. (الدرر الكامنة 2/ 10). وقال ابن تغري بردي: وقيل إنه لما دخل إلى قبرس كان الملك ضعيفا، فطبّه إلى أن تعافى. وكان وعده أنه إذا تعافى يطلقه، فلما تعافى الملك مرض هو بالإسهال إلى أن مات رحمه الله. (المنهل الصافي 5/ 65). وينقل ابن تغري بردي عن اليونيني الذي قال: كذا حكى أحد أجناد نائب السلطنة بالإسكندرية، وذكر أنه ورد إلى إسكندرية مركب من قبرص وفيه إفرنج ونصارى مستعربة، وكان فيهم واحد يعرف بالقاضي حسام الدين وهو أخبر بأسره، وأنه لم يعرّفهم أنه قاضي بل إنه حكيم، وإنه حيّ عندهم، وعقيب ذلك توفي إلى رحمة الله. (ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 342).

(1)

انظر عن (ابن الأثير) في: تاريخ الإسلام 427 رقم 675، والوافي بالوفيات 9/ 90 رقم 4007، والسلوك ج 1 ق 3/ 905، والنجوم الزاهرة 8/ 190، والدليل الشافي 1/ 123 رقم 427.

(2)

انظر عن (آقوش المطروحي) في: العبر 5/ 396، وتاريخ الإسلام 455 رقم 734، وعقد الجمان (4)113.

(3)

في رسالة عفيان 117 «صاحب الشام» ، والصواب ما أثبتناه كما في المخطوط.

(4)

وقال الذهبي: شيخ مليح الشكل، مديد القامة، ظاهر الهيبة. كان حاجبا جليلا، خبيرا، عاقلا، ناهضا، مجمّلا لمنصبه. أعطي الطبلخاناه في أواخر عمره. جهل أمره من بعد الوقعة فقيل إنّ الكسروانيين باعوه للفرنج.

(5)

انظر عن (ابن المقيّر) في: برنامج الوادي آشي 148، وتاريخ علماء بغداد 81، والمعجم-

ص: 26

وكان شيخا صالحا يلقّن القرآن (بجامع)

(1)

دمشق.

ومولده يوم الثلاثاء خامس عشر جمادى الأولى سنة تسع وعشرين وستماية ببغداد.

وسمع بها من: إبراهيم بن الخيّر، والمؤتمن بن قميرة، وأبي جعفر بن السيّدي، وابن المنى، وغيرهم. وأجاز له من دمشق جدّه أبو الحسن بن المقيّر، وابن اللّتّي، والناصح بن الحنبلي، وأبو نصر بن الشيرازي، ومكرم، وكريمة.

قرأت (عليه)

(2)

«مشيخة ابن شاذان» ، والرابع من «حديث الصفّار» ، وثلاث

(3)

مجالس من «أمالي النجّاد» ، وغير ذلك.

وكان ملازما للسماع مع الشيخ علي الموصلي، ويحرص على تسميع الصبيان الذين يقرون

(4)

عليه.

‌ربيع الآخر

[توجّه جماعة من أعيان دمشق إلى مصر]

في ليلة السبت مستهلّ شهر ربيع الآخر توجّه القاضي إمام الدين قاضي القضاة بدمشق، والقاضي جمال الدين المالكي، وتاج الدين ابن الشيرازيّ، وعلم الدين الصوابيّ والي البرّ، وجمال الدين ابن النحّاس والي البلد، والمحتسب، وجماعة إلى الديار المصرية

(5)

.

[احتراق باب الحبس بدمشق]

وفي ليلة الأحد ثاني ربيع الآخر أحرق باب الحبس داخل باب الصغير، وخرج جماعة من المسجونين نحو من مايتي رجل وهربوا

(6)

.

= المختص بالمحدّثين 360، والعبر 5/ 406، وتاريخ الإسلام 417،418 رقم 652، والمنهج الأحمد 409، وذيل التقييد 2/ 83 رقم 1195، والدرّ المنضّد 1/ 443 رقم 1177، وشذرات الذهب 5/ 454.

(1)

ما بين القوسين ليس في رسالة عفيان 117.

(2)

كتبت فوق السطر. وقال السيد عفيان في رسالته 117 إنه أضاف هذه الكلمة من عنده ليستقيم المعنى!

(3)

هكذا في الأصل. والصواب: «ثلاثة» .

(4)

هكذا في الأصل. والصواب «يقرأون» .

(5)

خبر الأعيان في: نهاية الأرب 31/ 387، والدرّ الفاخر 18، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 463، 464، وتاريخ سلاطين المماليك 59، وتاريخ الإسلام (699 هـ.) ص 72،73، والبداية والنهاية 14/ 7، والسلوك ج 1 ق 3/ 889، وعقد الجمان (4) 30،31.

(6)

خبر الحبس في: نهاية الأرب 31/ 387، والدرّ الفاخر 18، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 464، -

ص: 27

[خروج جماعة من أعيان دمشق للقاء ملك التتار]

وفي يوم الأحد ثاني ربيع الآخر اجتمع جماعة من الأعيان من العلماء والأكابر بمشهد عليّ رضي الله عنه، بجامع دمشق، واتّفقوا على التوجّه للقاء ملك التتار وطلب الأمان منه، وتوجّهوا يوم الإثنين ثالث شهر ربيع الآخر، وبقي البلد ليس فيه أحد من أرباب الولايات فلقوا الملك بالنّبك، وغابوا عن البلد أربعة أيام

(1)

.

[النداء بمنع بيع السلاح]

وفي يوم الإثنين ثالث ربيع الآخر/7 أ/نودي في البلد بأمر الأمير علم الدين أرجواش نائب السلطنة بقلعة دمشق أن لا يباع شيء من آلات السلاح فإنّها أبيعت بأثمان رخيصة، أبيع الفرس بخمسين وأربعين، والجوشن الذي قيمته ماية بعشرين ودونها

(2)

، والبساط الذي قيمته ماية بثلاثين ودونها.

[وفاة ابن حامد البعلبكي]

46 -

وفي ليلة الإثنين ثالث شهر ربيع الآخر توفي الشيخ الصالح أبو العباس، أحمد بن عثمان بن مفرّج بن حامد البعلبكيّ

(3)

، القيّم ببعلبك.

وبلغ من العمر سبعا وثمانين سنة.

وكان شيخا صالحا، خدم المشايخ، وسافر إلى العراق، وروى لنا عن ابن المقيّر «الأربعين» للحاكم. قرأتها عليه ببعلبك.

وسمع أيضا من: ابن رواحة في أول سنة إحدى وعشرين وستمايّة، وسمع من الشرف المرسي، وغيرهم.

ولزم في آخر عمره العبادة والمسجد، وكان حسن السّمت، كثير المروءة، دينا، عفيفا

(4)

.

[غلاء السعر بدمشق]

وغلا السعر، فبيع رطل الخبز بدرهمين، ثم استقرّ بدرهم، وطحنت الغرارة

= وتاريخ الإسلام 73، وتاريخ سلاطين المماليك 59، والبداية والنهاية 14/ 7.

(1)

خبر خروج الأعيان في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 310، وتاريخ الإسلام 73،74، وتاريخ سلاطين المماليك 61،62، والسلوك ج 1 ق/3/ 889، والنهج السديد 3/ 473.

(2)

تاريخ سلاطين المماليك 60، وفي الدرّ الفاخر 19 «وبلغ الجوشن الذي قيمته مايتي ذرهم» ، وانظر: النهج السديد 3/ 474.

(3)

انظر عن (ابن حامد البعلبكي) في: تاريخ الإسلام (691 - 700 هـ.) ص 382 رقم 577، وأعيان العصر 1/ 286،287 رقم 141.

(4)

وقال الذهبي: كان خيّرا متواضعا، خدوما، وكسرت رجله فلزم العبادة ومسجد الحنابلة، وكان يحضر معنا السماع، ولم نسمع منه.

ص: 28

بأربعة وعشرين درهما، ثم وصلت إلى أربعين، وخبز كل عشرة أرغفة بدرهم، ودخل أهل البرّ إلى البلد فتمكنت الحرافشة

(1)

من أماكنهم، فقلعوا الخشب والأبواب والحديد، وأتلفوا شيئا كثيرا

(2)

.

[وصول أربعة من التتار]

وفي يوم الخميس سادس ربيع الآخر وصل أربعة من التتار مع الشريف القمّي، ونزلوا بالباذرائية

(3)

.

[قطع اسم السلطان من الخطبة]

وفي يوم الجمعة سابع ربيع الآخر غلّقت أبواب البلد، ثم كسرت أقفال باب توما. وفتح وحده، وأقيمت الجمعة، ولم يذكر في الخطبة اسم السلطان.

وبعد صلاة الجمعة وصل جماعة من التتار مع الأمير إسماعيل، ونزلوا ببستان الظاهر بطريق القابون، وحضر الفرمان بالأمان، وطيف به على من بقي في البلد من الأعيان، واجتمعوا لقراءته، فأخّر إلى يوم السبت ثامن ربيع الآخر، فقرئ بمقصورة الخطابة، ونثر عليه شيء من الذهب والفضّة

(4)

.

[طلب الخيل والمال من الناس]

وفي يوم الأحد تاسع ربيع الآخر طلبت الخيل والمال من الناس بالمدرسة القيمريّة

(5)

.

[كثرة العيث والفساد]

وفي يوم الإثنين عاشر ربيع الآخر قرب الجيش من البلد، وكثر العيث والفساد، وقتل جماعة من أهل البرّ

(6)

.

(1)

الحرافشة: الحرافيش، مفردها: حرفوش. لقب اتصل منذ بداية العصر الأيوبي بجماعة من أحطّ طبقات المجتمع، أكثرهم من الشحّاذين والمعوقين والمصابين ببعض العاهات، ونعتقد أنهم امتداد للجماعات التي كانت موجودة قبل ذلك وعرفت تارة بالأحداث، وتارة بالعيّارين أو الزعر أو الشطار وغير ذلك.

(2)

تاريخ الإسلام 74.

(3)

تاريخ الإسلام 74.

(4)

خبر اسم السلطان في: نهاية الأرب 31/ 389، وذيل مرآة الزمان 4/ورقة 309، والدرّ الفاخر 20، وتاريخ الأسلام 74، وتاريخ سلاطين المماليك 61، والبداية والنهاية 14/ 7.

(5)

خبر الخيل في: نهاية الأرب 31/ 393، وتاريخ الإسلام 78،79، والنهج السديد 3/ 481.

(6)

خبر الفساد في: تاريخ الإسلام 79، وتاريخ سلاطين المماليك 64 وفيه:«وقتلوا طائفة برّا البلد» ، والنهج السديد 3/ 481.

ص: 29

[وصول أميرين إلى دمشق]

وفي عشيّة هذا اليوم وصل/7 ب/الأمير سيف الدين قبجق، وبكتمر السلحدار، وجماعة، ونزلوا بالميدان وتكلّموا مع متولّي القلعة وأشاروا عليه بتسليمها، فلم يجبهم

(1)

.

[التحدّث لتسليم القلعة]

وفي يوم الثلاثاء حادي عشر ربيع الآخر أمر أعيان البلد بالمشي إلى النائب بالقلعة والتحدّث معه في تسليمها، فاجتمعوا به وسألوه ذلك، فلم يلتفت عليهم

(2)

.

[دخول السلطان القاهرة]

وفي يوم الأربعاء ثاني عشر ربيع الآخر دخل السلطان الملك الناصر، والأمير سيف الدين سلار نائب السلطنة إلى القاهرة المحروسة

(3)

.

[مراجعة نائب دمشق بتسليم القلعة]

وفي هذا اليوم دخل الأمير سيف الدين قبجق إلى دمشق وجلس بالمدرسة العزيزية، وأمر الأعيان بمراجعة النائب في القلعة في تسليمها، فعاودوه مرة ثانية فلم يجبهم، وكتب للناس في هذا اليوم أمانات من جهة قبجق وغيره من نواب التتار

(4)

.

[الخطبة لغازان بجامع دمشق]

وفي يوم الجمعة رابع عشر ربيع الآخر خطب على منبر دمشق لغازان ملك التتار

(1)

خبر الأميرين في: نهاية الأرب 31/ 393، والدرّ الفاخر 23،24، وتاريخ الإسلام 79، والعبر 5/ 392، ومرآة الجنان 4/ 230، والبداية والنهاية 14/ 7، والنفحة المسكية 106، والسلوك ج 1 ق 3/ 890، وعقد الجمان (4) 33، والنجوم الزاهرة 8/ 125.

(2)

خبر القلعة في: ذيل مرآة الزمان 4/ 312، والدرّ الفاخر 28، ونهاية الأرب 31/ 393،394، وتاريخ الأسلام 79،80، وتاريخ سلاطين المماليك 65، والبداية والنهاية 14/ 7،8 وفيه:«فإنّ الشيخ تقيّ الدين بن تيمية أرسل إلى نائب القلعة يقول له ذلك، لو لم يبق فيها إلا حجر واحد فلا تسلّمهم ذلك إن استطعت» .

(3)

خبر دخول السلطان في: تاريخ الإسلام 79، والنهج السديد 3/ 523.

(4)

خبر مراجعة النائب في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 312، ونهاية الأرب 31/ 393 و 394، والدرّ الفاخر 28، وتاريخ الإسلام 79،80، وتاريخ سلاطين المماليك 65، والبداية والنهاية 14/ 7،8. وقال الذهبي:«. . . فبعثوا من كلّمه، فأغلظ لهم وقال: أنتم منافقون، تلقّيتم التتار، وسلّمتم إليهم البلد، وجسّرتموهم. ومع هذا فهذه بطاقة صاحب مصر، وأنهم اجتمعوا على غزّة، وأنهم كسروا الطائفة التي اتّبعتهم» .

ص: 30

بحضور المغل، ودعي له عقيب الجمعة على السّدّة، وقرئ مرسوم بتولية قبجق أمر الشام، وحضر الناس عنده للتهنئة فأظهر الكراهة بذلك، وأنه في تعب عظيم مع التتار، وأنه يريد لأجل المرسوم ألفي دينار. وعرض عليه بعض الجماعة فرسا وبغلة، فقال: الخيل والبغال هم

(1)

ليس لكم فيها مانه

(2)

، وإنّما المطلوب الذهب

(3)

.

[نزول شيخ المشايخ بالعادلية]

وفي يوم الجمعة المذكور نزل شيخ المشايخ نظام الدين محمود بن علي الشيبانيّ بالمدرسة العادلية الكبيرة

(4)

.

[نهب الصالحية]

وفي يوم السبت منتصف ربيع الآخر شرع في نهب الصالحية والعيث والفساد فيه، وكسّروا الأبواب، وقلّعوا الشبابيك، وأخذوا بسط الجامع، وحصل لهم في الصالحية شيء كثير من القمح والذخائر والمطعومات والكتب. والتجأ الناس إلى دير الحنابلة من جوانب الصالحية، فاحتاط التتار به يوم الثلاثاء ثامن عشر ربيع الآخر، ودخلوا إليه ونهبوا منه وسبوا، وخرج إليهم في هذا اليوم يوم الثلاثاء شيخ المشايخ المذكور وجماعة بين الظهر والعصر فأدركوهم وردّوا عنهم، وهرب التتار بين أيديهم، وتوجّهوا إلى قرية المزّة، فنهبوا وأسروا. /8 أ/وتوجّهوا إلى داريّا، فدخل أهلها إلى الجامع، فاحتاطوا به ودخلوه، ونهبوا وأسروا وقتلوا أيضا

(5)

.

[خروج ابن تيمية إلى ملك التتار]

وفي يوم الخميس العشرين من شهر ربيع الآخر خرج جماعة، منهم الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّة إلى ملك التتار وكان نازلا بتلّ راهط بالمرج، فدخل عليه وأراد أن يشكوا

(6)

إليه ما وقع، فلم يمكّن من ذلك، وأشار الوزير سعد الدين مشير الدولة الدولة الرشيد بأن لا يخاطب الملك بشيء من ذلك وأنه يحصل فتنة، ونحن نتولّى إصلاح الأمر، ولكن لا بدّ من إرضاء المغل، فإنّ منهم جماعة لم يحصل لهم شيء إلى الآن.

(1)

في رسالة عفيان 122 رقم 70 «والبغال لهم» .

(2)

في رسالة عفيان 122 رقم 70 «حاجة» .

(3)

خبر الخطبة في: تاريخ الإسلام 80، وتاريخ سلاطين المماليك 66 - 68، والبداية والنهاية 14/ 8، والنهج السديد 3/ 483.

(4)

خبر شيخ المشايخ في: تاريخ الإسلام 81، والبداية والنهاية 14/ 8.

(5)

خبر نهب الصالحية في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 313،314، ونهاية الأرب 31/ 395، وتاريخ الإسلام 81، وتاريخ سلاطين المماليك 69، والسلوك ج 1 ق 3/ 892، والإلمام بالإعلام 5/ 235،236.

(6)

الصواب: «يشكو» .

ص: 31

وعاد الشيخ تقيّ الدين ومن معه إلى البلد ليلة السبت الثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر

(1)

.

[خوف أهل دمشق]

وفي يوم السبت هذا اشتهر

(2)

أنه لا بدّ من دخولهم البلد والعيث

(3)

فيه والنهب، وخرج شيخ المشايخ من العالية إلى العسكر، وأشار على الناس بالخروج من البلد. ثم إنه عاد آخر النهار وحضر إليه الأعيان وبذلوا فداء البلد بالأموال.

وفي يوم الأحد الثالث والعشرين من ربيع الآخر أصبح الناس في خوف شديد وبرد شديد، وأخذ من البلد في هذه الأيام أكثر من عشرة آلاف فرس، واشتدّ في آخر الشهر الطلب من الناس، وقدّر عليهم مبلغ، ثم أضعف، فقرّر على أهل الخوّاصين ماية ألف درهم، وكذلك على أهل الرمّاحين، وستّون ألفا على أهل سوق عليّ،

(1)

خبر خروج ابن تيمية في: نهاية الأرب 31/ 395،396، وتاريخ الإسلام 82، وتاريخ سلاطين المماليك 70، وذيل مرآة الزمان 4/ورقة 315، والبداية والنهاية 14/ 7، والإلمام بالإعلام 5/ 236، والنهج السديد 3/ 496. وقال ابن كثير:«وكلّمه الشيخ تقيّ الدين كلاما قوّيا شديدا فيه مصلحة عظيمة عاد نفعها على المسلمين» . وقال ابن أبي الفضائل: «وحكى الشيخ علم الدين البرزالي (في المطبوع: البورالي) قال: اجتمعت بالشيخ تقي الدين بن التيمية فذكر أنه اجتمع بشهاب الدين قطلو شاه، وذكر له أنه من أولاد جنكيز خان وأنه أجرود ولا شعرة بوجهه أصلا، وأنه في ذلك العهد له من العمر اثنين وخمسين سنة، وأنه ذكر له أن جنكيز خان جدّه كان مسلم (!) وكل من خرج عن ذريّته وعن طاعته فهو خارجيّ. وذكر أيضا اجتماعه بالملك غازان وبالوزيرين سعد الدين ورشيد الدولة الوزير المتطبّب، والشريف قطب الدين ناظر الخزانة، وبكاتبه صدر الدين، وبالنجيب الكحّال اليهودي، وبشيخ الشيوخ نظام الدين محمود، وبأصيل الدين ابن النصير الطوسي ناظر الأوقاف، وذكر أنه رأى عند قطلو شاه صاحب سيس وهو أشقر كثّ اللحية، ومعه طائفة قليلة، وذكر أن سفر قطلو شاه كان ظهر يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من الشهر، كان اجتماعه بهؤلاء بسبب الأسرى، وذكر أنهم يكتبون في جميع فرامينهم: بقوّة الله تعالى وبميامن الملّة المحمدية. وذكر أنه اجتمع بشخص منهم فيه دين وسكون وصلاة حسنة، فسألته: ما السبب في خروجك وقتالك المسلمين؟ قال: أفتانا شيخنا بتخريب الشام وأخذ أموالهم لأنهم لا يصلّون إلاّ بالأجرة، ولا يأذنون (!) إلا بالأجرة، ولا يتفقهون إلاّ لذلك). (النهج السديد 3/ 496 - 498).

(2)

في رسالة عفيان 123 رقم 74 «وفي يوم السبت هذا الشهر (تيقن). . . وقال في الحاشية: ما بين العضادتين-أي: تيقّن-ليست في الأصل، ولا بد منها لاستقامة المعنى» . ونقول إنّ ما أثبتناه هو الصحيح كما في المخطوط، وهو لم يحسن قراءة الجملة.

(3)

في رسالة عفيان 123 «العبث» . وما أثبتناه هو الصحيح.

ص: 32

وعلى أكابر البلد وأوساط الناس، ورسّم عليهم التتار وضيّق عليهم، وألزموا بالمبيت بالمشهد الجديد بجامع دمشق. وكثر النهب في البلد والخطف وتشليح الثياب.

وفي يوم الجمعة الثامن والعشرين من شهر ربيع الآخر كسّرت بعض أبواب الدّور، وصعد إلى الأسطحة، وأرعب الناس، وحصلت ضجّة وقت صلاة الجمعة.

وجبي على الروس

(1)

وعلى الدّور، واشتدّ خوف الناس كلّهم بسبب الطلب والجباية

(2)

.

[رفع الترسيم عن الناس]

وفي عشيّة السبت التاسع والعشرين من شهر ربيع الآخر نودي في البلد بإطلاق الطلب، فتوجّه الأعيان إلى دورهم/8 ب/ورفع الترسيم

(3)

.

[حصار قلعة دمشق]

وفي يوم الأحد سلخ ربيع الآخر ابتدئ بحصار القلعة وهي داخل البلد ومن ظاهره، ورمي من القلعة بالمنجنيق والنار، وظهر الدخان والغبرة

(4)

.

[نهب دار السكّر]

وفي آخر هذا اليوم نهبت دار السّكّر، ودخل إليها الحرافشة والصعاليك، وأخذوا منها القطر والسّكّر والأخشاب والآلات

(5)

.

(1)

الصواب: «الرؤوس» .

(2)

خبر الخوف في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 315، وتاريخ الإسلام 82،83، وعقد الجمان (4)35.

(3)

خبر رفع الترسيم في: تاريخ الإسلام 84. وذكر الذهبي ما حصل على أهل دمشق، ومما قاله: «وحمل الشيخ شمس الدين ابن غانم إلى الجامع مريضا، وطلب منه مائة ألف درهم، وصودر الفاميّة والقصّابون. وكان مشدّ المصادرة علاء الدين أستاذ دار قبجق، والذي يقرّر على الناس الصّفيّ السنجاري، قدم مع التتار، والحنّ والبنّ أولاد الحريريّ، وكثرت العوانية، وظهرت النفس الخبيثة بالأذيّة والمرافعة، ونهب أهراء الأمراء ودورهم. وذكر الشيخ وجيه الدين ابن المنجّا أنّ الذي حمل إلى خزانة قازان ثلاثة آلاف وستمائة ألف درهم سوى ما محق من الرسوم والبراطيل، وسوى ما استخرج لغيره من الكبار، بحيث أنه اتصل إلى شيخ الشيوخ ما يقارب ستمائة ألف درهم. قلت: واشتدّ البلاء وهلك ناس كثير في هذه المصادرة، وافتقروا، وإلى اليوم، وبعضهم ركبه الدّين، وجبي من بعض الناس على الرؤوس والدّور» (تاريخ الإسلام 84).

(4)

خبر الحصار في: تاريخ الإسلام 85، والسلوك ج 1 ق 3/ 892،893، وعقد الجمان (4) 41،42، وتاريخ ابن سباط (صدق الأخبار) -بتحقيقنا-ج 1/ 520.

(5)

خبر دار السّكّر في المصادر السابقة.

ص: 33

[إمساك الأمير باشقرد]

ولما دخل العسكر إلى القاهرة في هذا الشهر مسك الأمير ناصر الدين باشقرد الناصريّ.

[الترسيم على الأمير الجالق]

ورسّم على الأمير ركن الدين الجالق ثم أطلق.

[غلاء أسعار الخيل بالقاهرة]

ودخل القاهرة من الجفّال خلق كثير، وحملتهم الديار المصرية، ورخص السعر، ووصل الجيش في ضعف كثير، فمنّ الله بالخيل والعدد وغلت أسعارها لكثرة الطّلاب لها

(1)

، فكان الجوشن الذي يساوي عشرة دراهم يبلغ ثمنه إلى مايتي درهم، وكذلك جميع آلات الجندية والعمائم أيضا، فإنّ الجيش رجع بغير عمائم، فكانت العمامة التي تساوي خمسين درهما تباع بمايتي درهم، وأنفق السلطان في الجيش ذهبا كثيرا وأموالا جمّة

(2)

.

[وفاة القيّم المارديني]

47 -

وفي أوائل شهر ربيع الآخرة توفّي الشيخ إبراهيم بن عنبر بن عبد الله القيّم والمؤذّن بالتربة الأسديّة بسفح قاسيون، ويعرف بالمارديني

(3)

، لأنه كان قيّما بالمدرسة الماردانية قبل التربة الأسدية، وكانت وفاته بالتربة الأسدية، المذكورة

(4)

.

ومولده في رجب سنة ست وعشرين وستّمايّة.

روى لنا عن أبي المنجّا بن اللّتّي.

[وفاة الشريف ابن الفاخر]

48 -

وفي أوائل شهر ربيع الآخر توفي الشريف فلك الدين، علي بن محمد بن أبي المفاخر بن أبي الفرج الحسيني، الواسطي، المعروف بابن الفاخر

(5)

، بدمشق.

(1)

في رسالة عفيان 124 رقم 81 «عليها» ، وما أثبتناه هو الصحيح.

(2)

خبر الغلاء في: نزهة المالك والمملوك-بتحقيقنا-180، والعبر 5/ 392، وتاريخ الإسلام 85، ودول الإسلام 2/ 204، والنفحة المسكية 107، وعقد الجمان (4) 71، ومنتخب الزمان 2/ 376، والنهج السديد 3/ 523.

(3)

انظر عن (المارديني) في: برنامج الوادي آشي 118، والعبر 5/ 396، ومعجم شيوخ الذهبي 117 رقم 147، وتذكرة الحفاظ 4/ 1487، وتاريخ الإسلام (699 هـ.) ص 391 رقم 594.

(4)

وقال الذهبي في تاريخ الإسلام: «وكان أبوه عبدا حبشيّا» .

(5)

انظر عن (ابن الفاخر) في: تاريخ الإسلام 434،435 رقم 691.

ص: 34

ودفن بخان ابن المقدّم داخل باب الفراديس.

وكان مولده ليلة الجمعة في العشر الأخير من جمادى الآخرة سنة ستماية.

وكان خدم

(1)

جنديّا مع باتكين بالبصرة وإربل، ودخل دمشق سنة ثلاث وأربعين وستماية، وصار تاجرا، ثم عاد إلى العراق، ثم حجّ وجاور، ورتّب بالخانقاه الأندلسيّة إلى أن مات. وكان يحفظ ويذاكر، وله حرمة لأجل الشرف والسّنّ

(2)

.

[وفاة الطواشي الحبشي]

49 -

وفي التاسع من/9 أ/ربيع الآخر توفي الطواشي الجليل، الأمير الكبير، حسام الدين، أبو المناقب، بلال

(3)

بن عبد الله (الحبشي)

(4)

، الجمدار

(5)

، المغيثي، الصالحي، وهو متوجّه من الشام إلى القاهرة عقيب الكسرة بالسّوادة

(6)

برمل مصر، وحمل إلى قطية فدفن بها.

وكان أمير عشرة، وكان يتولى

(7)

أمر الملك الصالح بن الملك المنصور، ثم جعله الملك العادل كتبغا ينظر في أمر الملك الناصر وهو كبير الخدّام بالحرم النبوي -على ساكنه أفضل الصلاة والسلام

(8)

-، وله نعمة طائلة وأموال وافرة.

روى عن ابن رواج.

قرأت عليه بالقاهرة بالجامع الأزهر أربعة مجالس لابن ميلة، والأول من «فوائد» حاجب الطوسي، و «حديث الآجرّي» ، والختّلي»، و «حديث الإفك» . وقرأت عليه بدمشق «جزء سفيان بن عيينة» و «جزء ابن قفرجل» ، و «مجلس الإسواري» ، ومن «فوائد علي النيسابوريّ»

(9)

.

(1)

في رسالة عفيان 125 رقم 83 «وكان يخدم» ، والصواب ما أثبتناه.

(2)

وقال الذهبي: «وكان الكبر ظاهرا عليه والهرم» . وكان يمكنه السماع ببلده من أبي الفتح المندائي، ولو تهيّأ ذلك لصار مسند الوقت.

(3)

انظر عن (بلال) في: تذكرة الحفاظ 4/ 1487، ومعجم الشيوخ للذهبي 154،155 رقم 200، وتاريخ الإسلام 396 رقم 604، والعبر 5/ 396، والسلوك ج 1 ق 3/ 905، والمقفّى الكبير،481 رقم 949، وعقد الجمان (4) 16، وشذرات الذهب 5/ 446.

(4)

ساقطة من رسالة عفيان 125.

(5)

الجمدار: لفظ فارسيّ مركّب، معناه: المسؤول عن غرفة الملابس. جمعه: جمدارية.

(6)

في رسالة عفيان 125 «بالمنزلة» ، وما أثبتناه هو الصحيح.

(7)

في رسالة عفيان 125 «تولى» . وما أثبتناه هو الصحيح.

(8)

في الأصل: «الصلوه والسلم» .

(9)

وقال الذهبي: وكان ضخما، مهيبا، تامّ الشكل، حالك السواد.

ص: 35

[وفاة ابن سرايا الحرّاني]

50 -

وفي وسط شهر ربيع الآخر توفّي الشيخ أبو حامد بن محمد بن مسعود بن حسن بن سعد الله بن سرايا الحرّاني

(1)

، المؤذّن بجامع جرّاح.

وكانت وفاته بقيسارية داخل باب الصغير، ودفن من غير غسل داخل البلد إلى جانب السور.

ومولده سنة عشرين وستماية بحرّان.

قرأت عليه «جزء أبي الجهم» ، عن ابن اللتّي، وروى أيضا عن ابن خليل. وكان يحفظ القرآن العزيز ويلازم حضور السبع الكبير.

[وفاة الفقيه المرداوي]

51 -

وفي العشر الأوسط من شهر ربيع الآخر توفّي الشيخ الفقيه، الإمام، العالم، تقيّ الدين، أبو محمد، عبد الله بن الشيخ الفقيه عبد الوليّ

(2)

بن جبارة بن عبد الوليّ المرداوي، المقدسي، الحنبليّ، بسفح قاسيون.

وكان شيخا، فاضلا في الفقه ومعرفة

(3)

الحساب والجبر والمقابلة، وغير ذلك.

وهو من أهل الفتوى والتدريس.

[وفاة هديّة المرداويّة]

52 -

وتوفّيت أمّ محمد، هديّة

(4)

بنت الشيخ عبد الحميد بن محمد بن سعد بن إبراهيم بن أحمد المرداوي، المقدسيّ، بسفح جبل قاسيون، بعد موت التقيّ عبد الله المذكور بيومين أو ثلاثة.

وكانت امرأة صالحة.

(1)

انظر عن (ابن سرايا الحرّاني) في: معجم شيوخ الذهبي 685 رقم 1035، وتاريخ الإسلام 464،465 رقم 758.

(2)

انظر عن (ابن عبد الوليّ) في: تاريخ الإسلام 415،416 رقم 647، وأعيان العصر 2/ 695 رقم 880، والوافي بالوفيات 17/ 302، وذيل طبقات الحنابلة 2/ 343 رقم 451، والمنهج الأحمد 409، والدليل الشافي 1/ 386 رقم 1330 وفيه:«عبد الوالي» ، والمنهل الصافي 7/ 97 رقم 1333، والدرّ المنضّد 444 رقم 1179، والمقصد الأرشد، رقم 521، وشذرات الذهب 5/ 449، ومختصر الذيل على طبقات الحنابلة 89.

(3)

في رسالة عفيان 126 رقم 86 «في الفقه وعلم الحساب» ، وهذا غلط.

(4)

انظر عن (هديّة) في: معجم شيوخ الذهبي 635 رقم 952، وتاريخ الإسلام 461 رقم 750، والعبر 5/ 407، ومرآة الجنان 4/ 232، وشذرات الذهب 5/ 454، وأعلام النساء 5/ 208، ودرّة الحجال 3/ 323.

ص: 36

روت لنا عن ابن الزبيديّ.

وهي زوجة الفقيه أحمد المرداوي أمّ أولاده الأربعة: عبد الحميد، وعبد الرحمن، ومحمد، وعائشة.

[مقتل الشريف العرضي]

53 -

وقتل في/9 ب/هذا الشهر بداريّا يوم دخول التتار إليها، الخطيب زين الدين، أبو العباس، أحمد بن الخطيب أبي علي شمخ

(1)

بن ثابت بن عنان بن واقد بن مستفاد السنبسي، العرضيّ.

وكان خطيب داريّا مدّة طويلة، وله شهرة.

وروى لنا حضورا عن الشيوخ الثلاثة أصحاب ابن عساكر، وهم: محمود بن خضير

(2)

، وشعبان بن الحمصيّ، ومحمد بن أحمد بن زهير الدارانيّون. وروى لنا سماعا عن والده الخطيب شمخ، وعبد العزيز الكفرطابيّ.

ومولده في ثامن عشر صفر سنة اثنتين وثلاثين وستماية، بقرية داريّا

(3)

.

[وفاة الفقيه ابن مهاد اليونيني]

54 -

وفي الحادي والعشرين من شهر ربيع الآخر توفّي الشيخ الصالح، الفقيه، المقرئ، شهاب الدين، أبو العباس، أحمد بن الشيخ الزاهد، القدوة، عبد الله بن عبد العزيز بن مهاد اليونيني

(4)

، البعلبكّيّ، الحنفيّ، بسفح قاسيون.

دخل عليه التتار فآذوه ورفسوه فمات.

وكان شيخا صالحا، مليح الصورة، فقيها بالمدرسة الظاهرية.

سمع من الشيخ بهاء الدين عبد الرحمن المقدسي، وابن الزبيدي، وابن اللتّي، وإسماعيل بن ظفر النابلسيّ. وروى الحديث.

ومولده في سنة عشرين وستماية.

(1)

انظر عن (ابن شمخ) في: معجم شيوخ الذهبي 35 رقم 28 وفيه «سمج» وهو غلط، وتاريخ الإسلام 380 رقم 573.

(2)

في تاريخ الأسلام 380 «حضير» بالحاء المهملة.

(3)

وقال الذهبي: وكان له شهرة ووجاهة، وحصل له تمحيص وشهادة، وقتله التتار يوم أخذهم داريّا في ربيع الآخر، وقتلوا أكثر رجالها أو كثيرا منهم، لكونهم امتنعوا بالجامع.

(4)

انظر عن (ابن مهاد اليونيني) في: تذكرة الحفّاظ 4/ 1487، والعبر 5/ 393، وتاريخ الإسلام 381 رقم 575، وذيل مرآة الزمان 4/ورقة 337، وبرنامج الوادي آشي 97، ومشيخة محيي الدين عبد القادر اليونيني-بتحقيقنا-41، وذيل التقييد 1/ 322 رقم 641، وشذرات الذهب 5/ 443، وموسوعة علماء المسلمين-تأليفنا-ق 2 ج 1/ 322 رقم 164، وتاريخ بعلبك 39. و «ابن مهاد»: بفتح الميم والهاء المخفّفتين.

ص: 37

[وفاة ابن أبي الحرم الصقلّي الرقّام]

55 -

وفي الحادي والعشرين من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ شمس الدين، أبو عبد الله محمد بن أبي الحرم مكي

(1)

بن أبي الذكر بن عبد الغني القرشي، الصقلّي، الرقّام، بالقاهرة، ودفن من الغد بالقرافة الصغرى.

ومولده بدمشق في العشر الأوسط من رجب سنة أربع وعشرين وستماية.

روى «صحيح البخاري» عن ابن الزّبيدي، وسمع من ابن اللتّي، وابن صبّاح، وأبي نصر بن الشيرازي، ومكرّم بن أبي الصقر، وابن المقيّر، وكريمة القرشيّة، وجماعة من شيوخ دمشق

(2)

.

[وفاة عماد الدين الشقاري]

56 -

وفي يوم السبت الثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر توفّي الشيخ الجليل، الكبير، عماد الدين، أبو الحجّاج، يوسف بن أبي نصر بن أبي الفرج بن أبي نصر بن الشّقّاري

(3)

، بداره بدمشق، ودفن بها، ثم نقل إلى تربته جوار جامع النّيرب في يوم السبت ثاني عشر جمادى الآخرة.

سمع «صحيح البخاري» هو وولده على ابن الزبيدي، وحدّث به غير مرّة، سمعناه منه.

/10 أ/قرأت عليه «الأربعين الطائيّة»

(4)

، وقرأت عليه بالمدينة النبوية، وببدر،

(1)

انظر عن (ابن أبي الحرم مكي) في: معجم شيوخ الذهبي 574،575 رقم 853، والعبر 5/ 405، وتاريخ الإسلام 451 رقم 727، وذيل التقييد 1/ 268 رقم 528، والنجوم الزاهرة 8/ 193، شذرات الذهب 5/ 453.

(2)

وقال الذهبي: «وقرأت عليه عشرة أجزاء. . . ومن مسموعه كتاب التيسير من محيي الدين ابن العربي» . (تاريخ الأسلام 451،452).

(3)

انظر عن (ابن الشقّاري) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 175 رقم 289، وفيه «ابن السقاري» بالسين المهملة، وبرنامج الوادي آشي 164،165، وذيل مرآة الزمان 4/ورقة 337، والإعلام بوفيات الأعلام 292، والإشارة إلى وفيات الأعيان 385، ومعجم شيوخ الذهبي 664،665 رقم 1000، والعبر 5/ 407، وتاريخ الإسلام 463،464 رقم 756، وتذكرة الحفّاظ 4/ 1487، والوافي بالوفيات 29/ 347،348 رقم 182، وأعيان العصر 5/ 670،671 رقم 2006، وملء العيبة 5/ 65 - 67، وعيون التواريخ 22/ 289، وذيل التقييد 2/ 334 رقم 744، والنجوم الزاهرة 8/ 192، وعقد الجمان (4) 113، ودرّة الحجال 3/ 348، وفيه «الشقاوي» ، وشذرات الذهب 5/ 454.

(4)

في رسالة عفيان 129 «الأربعين البلدانية» ، وما أثبتناه هو الصحيح.

ص: 38

وزيزى

(1)

. وتولّى أميرا على الحجّ مدّة

(2)

سنين، ووقف بالنّيرب التربة والمسجد والخانقاه جوار الجامع.

وكان رجلا جيّدا، مباركا، متواضعا.

وسمع أيضا من الفخر الإربليّ، والرشيد بن الهادي، والناصح

(3)

بن الحنبليّ، والسّخاويّ، وجماعة

(4)

.

[وفاة القاضي ابن خلكان]

57 -

وفي ليلة الخميس الثامن

(5)

والعشرين من شهر ربيع الآخر توفّي القاضي عماد الدين، أبو الفتح، محمد بن أقضى

(6)

القضاة بهاء الدين أبي عبد الله محمد بن الشيخ بهاء الدين محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلكان

(7)

الشافعيّ، بقلعة عجلون.

ودفن من الغد بمقابر الربض.

ومولده يوم السبت عاشر جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين وستمايّة بالقاهرة.

وكان قاضيا بعجلون، وناب قبل ذلك عن والده ببعلبك، وولّي قضاء بانياس أيضا، وكان فيه كرم وخدمة للناس، وهو من بيت معروف.

قرأت عليه ببعلبكّ «الأربعين السلفية» بإجازته من ابن الجمّيزيّ، وابن الجبّاب، وسبط السلفيّ.

[وفاة ناصر الدين المنذري]

58 -

وتوفّي الشيخ ناصر الدين، أبو السعود، محمد بن عبد الكريم بن عبد القويّ بن عبد الله بن سلامة المنذريّ

(8)

، في يوم الخميس خامس أحد الربيعين.

ودفن بعد العصر عند قبر عمّه الحافظ زكيّ الدين عبد العظيم.

ومولده بمصر (في)

(9)

سنة ستّ وثلاثين وستماية.

(1)

في رسالة عفيان 129 «وببدر وغيرهما» ، وما أثبتناه هو الصحيح.

(2)

في رسالة عفيان 129 «لموة» ، وما أثبتناه هو الصحيح.

(3)

في رسالة عفيان 129 «والماصح» وهو غلط.

(4)

وقال الذهبي: «قرأت عليه الصحيح في عشرة أيام» .

(5)

في رسالة عفيان 129 رقم 92 «السابع» وهو غلط، والصحيح ما أثبتناه.

(6)

في رسالة عفيان 129 رقم 92 «قاضي» وهو غلط، والصحيح ما أثبتناه.

(7)

انظر عن (ابن خلّكان) في: تاريخ الإسلام 449 رقم 722، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 4/ 134،135 رقم 1142.

(8)

انظر عن (ابن سلامة المنذري) في: العبر 5/ 404، ومعجم شيوخ الذهبي 522 رقم 776، وتاريخ الإسلام 447 رقم 717، وشذرات الذهب 5/ 453.

(9)

ليست في رسالة عفيان 130.

ص: 39

روى عن ابن المقيّر، وابن قميرة، وابن الجمّيزي، وسبط السلفي، وغيرهم.

[مقتل الأمير سيف الدين الطيّار]

59 -

وقتل في أوائل شهر ربيع الآخر الأمير سيف الدين الطيّار

(1)

، أدركه التتار بطريق مصر فقاتلهم وردّ عن أهله ومن معه إلى أن قتل.

وكان له نحو ستين سنة.

[وفاة قاضي القضاة القزويني]

60 -

وفي يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر توفّي قاضي القضاة، إمام الدين، أبو المعالي عمر بن القاضي سعد الدين أبي القاسم عبد الرحمن بن الشيخ إمام الدين، أبي حفص، عمر بن أحمد بن محمد القزويني

(2)

، الشافعيّ، بالقاهرة.

ودفن جوار

(3)

قبّة الإمام الشافعيّ، رضي الله عنه، بالقرافة.

وكان وصل جافلا من التتار فأقام بالقاهرة أسبوعا ومات، وحضر جنازته جمع كثير، /10 ب/وصلّي عليه بجامع دمشق صلاة الغائب في يوم الجمعة التاسع من شعبان.

ومولده سنة ثلاث وخمسين وستمايّة بتبريز.

وكان رجلا فاضلا، عاقلا، عارفا، بصيرا بالأمور، درّس بدمشق بعدّة مدارس، وولّي قضاء القضاة بها وأعمالها، وأحسن السيرة، ودارى الناس، وساس الأمور، وكان حسن الهيئة، مليح الصورة، كثير المروءة، وافر الإحسان

(4)

.

(1)

انظر عن (الطيّار) في: العبر 5/ 399، وتاريخ الإسلام 414 رقم 644، وشذرات الذهب 5/ 449، والنهج السديد 3/ 507.

(2)

انظر عن (القزويني) في: تذكرة الحفاظ 4/ 1487، والعبر 5/ 402، وتاريخ الإسلام 393، 394 رقم 600، وطبقات الشافعية الكبرى 8/ 310، والبداية والنهاية 14/ 13، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 45، والنجوم الزاهرة 8/ 192، والدليل الشافي 1/ 499 رقم 1733، والمنهل الصافي 8/ 293،294 رقم 1740، وتالي كتاب وفيات الأعيان 117 رقم 181، والسلوك ج 1 ق 3/ 905، وعقد الجمان (4) 90، وتذكرة النبيه 1/ 226، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 148، والوافي بالوفيات 22/ 504 رقم 356، وأعيان العصر 3/ 633،634 رقم 1272، وشذرات الذهب 5/ 451، والعقد المذهب 382 رقم 1482.

(3)

في رسالة عفيان 130 رقم 95 «بجوار» ، والصحيح ما أثبتناه.

(4)

وقال الصفدي: «وكان ينتسب إلى أبي دلف العجلي، وفيه يقول الشيخ صدر الدين بن الوكيل، رحمهما الله تعالى: انتسب القاضي إلى قاسم فصدّقوا كلوتة الرجل العجل من ثور يرى دائما وما رأينا الثور من عجل وكان القاضي إمام الدين-رحمه الله تعالى-فاضلا في الأصول والخلاف والمنطق، وشرح مختصر ابن الحاجب. (أعيان العصر).

ص: 40

[وفاة القاضي العلامي]

61 -

وتوفّي القاضي، الإمام، الصدر، علاء الدين، أحمد بن قاضي القضاة تاج الدين عبد الوهاب بن القاضي الأعزّ أبي القاسم خلف بن محمود بن بدر العلاميّ

(1)

، المصريّ، بالقاهرة، بعد موت القاضي إمام الدين بأيام قليلة.

وكان أقام بدمشق مدّة، وولّي بها تدريس القيمريّة، والظاهريّة

(2)

.

[وفاة ابن العجمي]

62 -

وتوفّي الشيخ الصالح، أبو أحمد، منصور

(3)

بن عبد الكريم بن أحمد السراوي المعروف بابن العجميّ، وبابن الحمصيّ.

حضر واقعة التتار وعاد إلى حمص فمات بها بعد الوقعة بعشرين يوما.

ومولده بحمص أيضا سنة خمس وأربعين وستماية.

وكان شيخا صالحا، أقام بدمشق مدّة في بستان جوار دار الطعم خارج باب توما.

حضرت عنده مرّة فذكر لي أنّ والده كان تاجرا من أهل تبريز، وأنّه قرأ القرآن، ولازم التجارة مع والده إلى أن بلغ عشرين سنة، فترك ذلك، وحصل له إقبال على الطاعة، وحجّ وجاور، وحضر واقعة حمص سنة ثمانين وستمايّة، ورأى الملائكة فيها، وأنه نظم قصيدة على حرف التاء أكثر من ألف بيت في السلوك، وأنشدني بعضها، وكان اجتماعي به في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين وستمايّة. ثم بعد ذلك انتقل إلى حمص، وتولّى بها مشيخة الخانقاه إلى أن مات.

‌جمادى الأولى

[إفساد التتار بباب البريد]

في ليلة الإثنين مستهلّ جمادى الأولى بات جماعة من التتار بباب البريد وكسروا

(1)

انظر عن (ابن بدر العلامي) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 121 رقم 185، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 337 - 341، ونهاية الأرب 31/ 89 ولم يرد سوى اسمه، ففي ترجمته نقص في المخطوط، وتاريخ الأسلام 381،382 رقم 576، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 10 (8/ 26)، والوافي بالوفيات 7/ 163 رقم 3096، وأعيان العصر 1/ 279،280 رقم 135، وفوات الوفيات 1/ 106 وتذكرة النبيه 1/ 228،229، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 149، وذيل طبقات الفقهاء الشافعيين للعبّادي 104، والعقد المذهب 173 رقم 424، والسلوك ج 1 ق 3/ 904، وعقد الجمان (4) 94 - 98، والمنهل الصافي 1/ 378، والدليل الشافي 1/ 58 رقم 198، والمقفّى الكبير 1/ 519 رقم 507، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 585، وشذرات الذهب 5/ 444.

(2)

ذكر له الصفدي شعرا في (أعيان العصر).

(3)

انظر عن (منصور) في: تاريخ الإسلام 455،456 رقم 735، وأعيان العصر 5/ 452 رقم 1875.

ص: 41

الدكاكين، ونهبوا ما فيها، وجعلوا خيولهم بين أيديهم في وسط سوق باب البريد، وذلك لأجل حفظ المجانيق التي بالجامع، وامتنع الناس من دخول الجامع من باب البريد، وانتقل/11 أ/السكان بنواحي باب البريد من الدّور، وعجزوا عن حمل ما فيها من الأمتعة، وخاف الناس من الخروج، ولزموا البيوت، وقلّ الناس في البلد وخافوا من إلزامهم بطمّ الخندق، والاستعانة بهم في شيء من أمور الحصار، وردّت أبواب الجامع وغلّق بعضها، وقلّ الناس بالجامع، وقلّ من يحضر الصلوات خوفا من التشليح. وقبل ذلك كان الجامع ممتلئا من الناس ومن الغرباء والفلاّحين وأهل الحواضر.

(1)

[نهب دير الحنابلة]

وفي يوم الثلاثاء ثاني جمادى الأولى نهب دير الحنابلة بسفح قاسيون نهبا عامّا،

وسبي من كان فيه، وأوذي قاضي القضاة تقيّ الدين الحنبليّ، ودخل جماعة إلى البلد في ضرورة وحال شديدة.

وقيل إنه أسر من الصالحية نحو الأربعة آلاف، وقتل نحو الأربع ماية، وأحرق أماكن حول القلعة، منها دار الحديث الأشرفية وما جاورها إلى دار الحديث النورية وما قبالتها إلى العادلية الصغيرة، واحتاط التتار بهذه النواحي والأماكن التي لم يصل إليها الحريق. فنهبت ونقضت أخشابها، وقطّع ما فيها من الرخام وأخذ ما فيها من الأثاث والكتب وبيع بأقلّ الأثمان، وبقيت تلك الأماكن موحشة لا يجسر

(2)

أحد أن يمرّبها، وانتقل الناس ممّا قاربها خوفا من وصول الأمر إليهم، وكثر النهب في البلد، وخاف الناس من المشي فيه. وكان الشخص إذا احتاج إلى الخروج لضرورة خرج مسرعا خائفا وجلا في ثياب رثّة، فكان الجامع يغلق بين العشاءين، ومن تأخّر فيه شلح، وكان يصلّي العشاء والفجر فيه نفر يسير، وكان التتار يبيتون فيه بسبب المجانيق

(3)

.

[قراءة مرسوم ملك التتار]

وفي يوم الجمعة خامس جمادى الأولى حضر الجمعة بالجامع طائفة قليلة، وخاف الناس من الخروج من البيوت على أنفسهم وعلى أهليهم، والأمر في المصادرة والجباية من الأسواق على حاله، وطلب أيضا من المدارس مبلغ كثير أكثر من ماية ألف، ثم أطلق بعضه، وغلت الأسعار، وقرئ في هذه الجمعة بالجامع مرسوم/

(1)

خبر إفساد التتار في: تاريخ الإسلام 86،87، ودول الأسلام 2/ 204، والبداية والنهاية 14/ 8، ومنتخب الزمان 2/ 376.

(2)

في رسالة عفيان 133 «لا يجرؤ» ، وما أثبتناه هو الصحيح.

(3)

خبر الدير في: تاريخ الإسلام 86، وتاريخ سلاطين المماليك 73،74.

ص: 42

11 ب/من ملك التتار فيه صيانة الجامع وحفظ أوقافه، وأن يصرف في سبيل الحجاز ما كان يؤخذ لخزائن السلاح، وأن تضرب

(1)

الدراهم غير مغشوشة

(2)

.

واستمرّ أمر التتار حول القلعة بباب البريد والرصيف وإلى الظاهرية، وانقطعت الطريق في هذه النواحي.

[عودة التتار من غزّة]

وفي يوم الجمعة ثاني عشر جمادى الأولى أقيمت الجمعة على طائفة قليلة، ورجع من كان توجّه من التتار إلى غزّة والساحل بعد أن أفسدوا وسبوا

(3)

.

[رجوع الملك غازان إلى بلاده]

وتوجّه الملك غازان إلى بلاده في يوم الجمعة المذكور ثاني عشر جمادى الأولى، وتخلّف نائب المملكة قطلو شاه مع جمع كبير

(4)

.

[إخلاء المدرسة العادلية]

ورسّم يوم السبت ثالث عشر جمادى الأولى بإخلاء المدرسة العادلية لأجل حصار القلعة، وكان قد اجتمع فيها جماعة من الفقهاء وغيرهم، فخرجوا بمشقّة عظيمة، وتركوا معظم حوائجهم وأقواتهم، وعجزوا عن حملها، ودخلها التتار ونهبوا ما فيها

(5)

.

[إحداق التتار بالقلعة]

وفي يوم الجمعة ثاني عشر جمادى الأولى دخل إلى البلاد طائفة من التتار نحو الستّة آلاف، وأحدق بالقلعة منهم نحو ألف نفس.

(1)

في رسالة عفيان 133 «وأن تصرف» ، والصحيح ما أثبتناه.

(2)

خبر المرسوم في: تاريخ الإسلام 87.

(3)

خبر عودة التتار في: نزهة المالك والمملوك-بتحقيقنا-181، وتاريخ الإسلام 87، وتاريخ سلاطين المماليك 75. وقال ابن أبي الفضائل: «وتوجّهت إلى الصالحية مجرّدا بمن كان في القلعة ممن لم يشهد الواقعة، وكانوا دون المائتي فارس، فخرجنا في العشر الآخر من ربيع الآخر. وفي اليوم الذي وصلنا إلى الصالحية كانت غارة التتار من جهت (!) مولاي قد وصلت إلى غزّة ودخلوا إلى جامعها وقتلوا به خمسة نفر، فسعيت في تسليك القصّاد وإرسال الكشّافة وتأمين الطرقات وتثبيت نواب القلاع بهذا النفر اليسير، لكن استعنت على ذلك بالمعونة الربّانية وما أضمرته من المبايعة بخالص النّيّة، فأغار بكرمه ولطفه «. (النهج السديد 3/ 523).

(4)

خبر رجوع غازان في: تاريخ الإسلام 87، والإلمام بالإعلام 5/ 236.

(5)

خبر المدرسة العادلية في: تاريخ الإسلام 87، وتاريخ سلاطين المماليك 75.

ص: 43

[احتراق أماكن بالصالحية]

وفي وسط الشهر احترق جامع العقيبة وأماكن بالصالحية، منها المدرسة الصاحبية، والمارستان السيفي، ومسجد خاتون، ودار الحديث الأشرفية، ومسجد الأسديّة والرباط الناصريّ، وغير ذلك

(1)

.

[نيابة قبجق بالشام]

وفي يوم الجمعة التاسع عشر من جمادى الأولى قرئ بالجامع على السّدّة مرسوم بتولية الأمير سيف الدين قبجق النيابة بالشام

(2)

.

[تولية الشدّ بدمشق]

ومرسوم آخر بتولية الشدّ للأمير يحيى، وهو ناصر الدين ابن جلال الدين ابن صاحب ختن

(3)

.

[وعيد التتار بالعودة]

وفيه إنّنا توجّهنا إلى البلاد وتركنا بالشام ستّين ألفا من جيشنا، وإنّنا نرجع في فصل الخريف لأجل الديار المصرية

(4)

.

[احتراق المدرسة العادلية]

وفي يوم الأحد الحادي والعشرين من جمادى الأولى احترقت المدرسة العادلية

(5)

.

[تفرق التتار عن القلعة]

وفي يوم الإثنين الثاني والعشرين منه تفرّق التتار عن القلعة/12 أ/ومشى الناس إلى تلك الأماكن ورأوا ما خرّب واستهدم، ومن جملة ما خرّب دار السعادة وما حولها.

(1)

خبر الاحتراق في: تاريخ الإسلام 88، ودول الإسلام 2/ 203، والدر الفاخر 31 و 40، والبداية والنهاية 14/ 9، وعقد الجمان (4) 45، وتاريخ ابن سباط 1/ 520.

(2)

خبر نيابة قبجق في: المختصر في أخبار البشر 2/ 43، ودول الإسلام 2/ 204، وتاريخ الإسلام 88، والسلوك ج 1 ق 3/ 895.

(3)

ختن: بضم الخاء المعجمة وفتح المثنّاة من فوق. وهي بلدة ختن القريبة من كاشغر بالتركستان. (معجم البلدان 2/ 403). وخبر تولية الشدّ في: تاريخ الإسلام 88.

(4)

خبر الوعيد في: نهاية الأرب 31،398،399، وتاريخ الإسلام 88، وتاريخ سلاطين المماليك 75، وعقد الجمان (4)46.

(5)

خبر احتراق العادلية في: الدرّ الفاخر 31 و 40، ودول الإسلام 2/ 203، وتاريخ الإسلام 88، والبداية والنهاية 14/ 9، وعقد الجمان (4) 45، وتاريخ ابن سباط 1/ 520.

ص: 44

[تعطّل المنجنيق]

وفي يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من الشهر بطل عمل المنجنيق بالجامع.

وخرج الأمير سيف الدين قبجق لتوديع قطلو شاه نائب المملكة.

وفي هذا اليوم غلقت أبواب الجامع لحفظ المنجنيق.

وفيه دقّت البشائر بقلعة دمشق

(1)

.

[خروج جماعة من القلعة]

وفي يوم الأربعاء الرابع والعشرين من جمادى الأولى خرج جماعة من القلعة وكسروا المناجنيق

(2)

وأفسدوها، وطلب جماعة ممّن كان يلوذ بالتتار إلى القلعة، وحمل الشريف القمّي وهو الشمس محمد بن محمد بن أحمد بن أبي القاسم المرتضى العلويّ إلى قلعة دمشق

(3)

.

[النداء بلقاء سلطان الشام]

وفي اليوم المذكور نودي في البلد: «طيّبوا قلوبكم وافتحوا دكاكينكم، وتهيّئوا غدا للقاء سلطان الشام سيف الدين قبجق، فقد دفع الله تعالى عنكم العدوّ» . وآخر من توجّه من التتار الأمير يحيى ومعه الصفيّ السنجاري في عصر الثلاثاء الثالث والعشرين من الشهر

(4)

.

[معاينة أماكن الخراب]

وفي هذا اليوم خرج جماعة من البلد إلى الصالحية وإلى بعض القرى، ورأوا ما خرّب وتهدّم، وكشفوا أخبار أماكنهم

(5)

.

[الأموال المحمولة إلى غازان]

وذكر لي الشيخ وجيه الدين ابن المنجّا أنّه حمل إلى خزانة غازان ثلاثة آلاف ألف وستماية ألف درهم، سوى ما تمحّق من التراسيم والبراطيل والاستخراج لغيره

(6)

من الأمراء

(1)

خبر تفرّق التتار في: دولة الإسلام 2/ 203،204، وتاريخ الإسلام 89، وتاريخ سلاطين المماليك 76، والبداية والنهاية 14/ 9.

(2)

في رسالة عفيان 35 «المجانيق» ، وما أثبتناه هو الصحيح كما في المخطوط.

(3)

تاريخ الإسلام 89، البداية والنهاية 14/ 9.

(4)

خبر النداء في: تاريخ الإسلام 89.

(5)

وقال الذهبي يصف ما رآه من خراب: «وعبرنا في باب البريد فإذا هو أنحس من خان في منزلة، دكاكينه بوائك، وأرضه مرصوصة بالزبل سمك ذراع وأقلّ. ووصلنا إلى باب النصر» . (تاريخ الإسلام 89).

(6)

في رسالة عفيان 136 رقم 112 «من التراسيم والبراطيل وما أخذ غيره» . والصحيح ما أثبتناه.

ص: 45

والوزراء، وأنّ شيخ المشايخ الذي نزل بالعادلية حصل له ما قيمته ستماية ألف درهم، وللأصيل بن النصير الطوسي ماية ألف درهم، وللصفيّ

(1)

السنجاري ثمانون ألفا

(2)

.

[عودة قبجق والأمراء إلى دمشق]

ورجع الأمير سيف الدين قبجق يوم الخميس الخامس والعشرين من جمادى الأولى بعد الظهر ومعه الألبكيّ وجماعة، بين يديه سيوف مسلولة، وعلى رأسه عصابة. ونزل القصر، ورجع الأمير يحيى وفي خدمته الصفيّ السنجاريّ وجماعة من التتار، وتوجّهوا إلى القصر، ونودي في البلدان: الأمير سيف الدين قبجق نائب السلطان

(3)

.

[النداء في البلدان والقرى]

وفي يوم الجمعة/12 ب/السادس والعشرين من جمادى الأولى نودي في البلد «أن يخرج الناس إلى البلاد والقرى والحواضر» ، ثم نودي في اليوم المذكور أن لا يغرّر أحد بنفسه

(4)

.

[بيع الكتب بأثمان بخسة]

وبيعت الكتب بالأثمان البخسة، مع علمهم أنها وقف، وامتلأ السوق من وقف الحافظ عبد الغني، والحافظ ضياء الدين، ودار الحديث الأشرفية التي بالصالحية، ودار الحديث النورية التي في البلد، وكتب ابن البزوري البغدادي، وكتب المدرسة الشبلية الحنفية

(5)

، ومن الكتب التي هي ملك لأهل الصالحية. وصار الرجل يرى كتبه تباع ولا يتمكّن من شرائها لضعف حالهم

(6)

وفتور الهمم

(7)

.

[غلاء الأسعار]

وفي يوم الأحد الثامن والعشرين من جمادى الأولى رئي جماعة من التتار حول البلد.

وغلت الأسعار، فوصلت غرارة القمح إلى ثلاثماية، وغرارة الشعير إلى ماية وعشرين درهما، ثم ارتفع عن ذلك، وبيع كيل القمح بثلاثين درهما، والمدّ بخمسة،

(1)

في رسالة عفيان 136 رقم 112 «والمصفي» ، وهو غلط.

(2)

خبر الأموال في: تاريخ الإسلام 83،84، وتاريخ سلاطين المماليك 71، والنهج السديد 3/ 498، ودول الإسلام 2/ 204، والعبر 5/ 392، ومرآة الجنان 4/ 230، والبداية والنهاية 14/ 9، والسلوك ج 1 ق 3/ 894، وعقد الجمان (4) 47، والنجوم الزاهرة 8/ 127.

(3)

خبر عودة قبجق في: تاريخ الإسلام 90، وتاريخ سلاطين المماليك 76، والبداية والنهاية 14/ 9.

(4)

النهج السديد 3/ 499.

(5)

في رسالة عفيان 137 «الشبلية الحنفي» ، وهو غلط.

(6)

في رسالة عفيان 137 «حالها» ، وهو غلط.

(7)

خبر الكتب في: تاريخ الإسلام 91، والبداية والنهاية 14/ 8.

ص: 46

وبيع رطل الخبز بدرهمين ونصف، وأوقيّة الجبن بدرهم، ورطل اللحم بثمانية، ووصل إلى أحد عشر درهما، وكان لا يوجد، والبيض كل خمسة

(1)

بدرهم، والدقيق العشرة

(2)

أرطال بسبعة وثلاثين درهما

(3)

.

[دخول قبجق البلد والنداء بمرسومه]

وفي يوم الإثنين التاسع والعشرين من جمادى الأولى دخل الأمير سيف الدين قبجق وجماعة إلى البلد ونزلوا تحت ماذنة

(4)

فيروز. ونودي في آخر النهار بخروج الناس إلى القرى والحواضر بمرسوم قبجق

(5)

.

[وفاة الحاج شرف الصحراوي]

63 -

وفي يوم الثلاثاء ثاني جمادى الأولى خرج الشيخ الصالح أبو عبد الله، محمد بن محمد بن أبي عابد مرّي

(6)

بن ماضي بن نامي المقدسي، الصالحيّ، المعروف بالحاجّ شرف الصحراويّ، وأوذي، فبقي أياما قليلة ومات في أيام التتار.

وأيام التتار هي شهران: ربيع الآخر وجمادى الأولى.

ومولده سنة خمس وعشرين وستماية بسفح قاسيون.

روى لنا عن جعفر الهمداني «الأربعين الثقفية» وغيرها.

وجدّه من قرية قراوا

(7)

بني حسّان من قرى نابلس.

[وفاة ابن ربح المحجي القبّاني]

64 -

وفي يوم الثلاثاء التاسع جمادى الأولى توفّي الشيخ الصالح أبو أحمد، عبد الدائم

(8)

بن أحمد بن علي بن (ربح)

(9)

المحجي، القبّاني، الصالحيّ.

(1)

في رسالة عفيان 137 «كل خمس» ، وهو غلط.

(2)

في رسالة عفيان 137 «العشر» ، وهو غلط.

(3)

خبر الغلاء في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 32، وتاريخ الإسلام 91، والبداية والنهاية 14،10، والسلوك ج 1 ق 3/ 893، وعقد الجمان (4) 46، ومنتخب الزمان 2/ 377، والنهج السديد 3/ 499.

(4)

هكذا يكتبها المؤلّف.

(5)

خبر قبجق في: الدرّ الفاخر 34، وتاريخ الإسلام 91، وتاريخ سلاطين المماليك 77، والنهج السديد 3/ 499،500.

(6)

انظر عن (ابن أبي عابد مرّي) في: تاريخ الإسلام 499 رقم 721.

(7)

في رسالة عفيان 138 «قراوة» ، والصحيح ما أثبتناه.

(8)

انظر عن (عبد الدائم) في: الإشارة إلى وفيات الأعيان 385، والعبر 5/ 399، وتذكرة الحفاظ 4/ 1487، وتاريخ الإسلام 417 رقم 651، ومعجم الشيوخ للذهبي 282،283 رقم 392، وذيل التقييد 2/ 119،120 رقم 1270، والنجوم الزاهرة 8/ 192.

(9)

ساقطة من رسالة عفيان 138 رقم 119.

ص: 47

/13 أ/ودفن من الغد بسفح قاسيون، وكان رجلا جيّدا.

سمع من: ابن الزبيدي، وابن اللتّي، والإربلّيّ، وجعفر الهمدانيّ، وعلم الدين ابن الصابوني، وابن المقيّر، وغيرهم.

قرأت عليه «جزء بيبى»

(1)

وغيره

(2)

.

[وفاة ابن أبي الفضل الجمال]

65 -

وفي يوم الجمعة ثاني عشر جمادى الأولى توفي الشيخ الصالح أبو العباس، أحمد بن زيد بن أبي الفضل الصالحيّ

(3)

، المعروف بالجمّال.

ودفن بسفح قاسيون.

روى لنا عن ابن الزبيدي. قرأت عليه «الماية المنتقاة من صحيح البخاريّ» .

[وفاة ابن عبد الدائم المقدسي]

66 -

وتوفّي الشيخ الصالح أبو الحسن، علي بن الشيخ زين الدين أحمد بن عبد الدائم بن نعمة بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن بكير

(4)

المقدسيّ، الصالحيّ.

وكان عبدا صالحا، مقعدا في بيته يتلوا

(5)

كل يوم ختمة كاملة، ولا يزال المصحف الكريم بين يديه، فلما حضر التتار إلى الجبل أخرج ووضع في الجامع فعذّبوه عذابا شديدا حتى مات رحمه الله، وبقي أياما، ثم دفن بعد ذلك.

وسمع من: ابن الزبيدي، وابن اللتّي، وابن صبّاح، ومكرم بن أبي الصقر، وابن الشيرازي، والإربلي، والهمداني، والحافظ أبي موسى عبد الله بن عبد الغني، وابن المقيّر، وابن غسّان، وكريمة، وغيرهم.

وأقام ببعلبك مدّة يخدم الفقيه اليونيني، ثم سافر إلى بغداد، وسمع بها من

(1)

في رسالة عفيان 138 رقم 119 «جزء يعلى» ، وهو غلط.

(2)

وقال الذهبي: «حدّث عنه ابن الخبّاز في معجمه سنة اثنتين وستين. وعاش إلى هذا الوقت، وسمعنا منه. وكان وزّانا بسوق الجبل» . (تاريخ الإسلام).

(3)

انظر عن (ابن أبي الفضل الصالحي) في: برنامج الوادي آشي 115، ومعجم الشيوخ للذهبي 31 رقم 22، وتذكرة الحفّاظ 4/ 1487، والعبر 5/ 393، وتاريخ الإسلام 379 رقم 569.

(4)

انظر عن (ابن بكير المقدسي) في: برنامج الوادي آشي 159، ومشيخة عبد القادر اليونيني 67، والعبر 5/ 401، والإشارة إلى وفيات الأعيان 385، ومعجم شيوخ الذهبي 355 رقم 511، والمعجم المختص 157،158 رقم 192، وتاريخ الإسلام 425 رقم 669، وأعيان العصر 3/ 254 رقم 1106، والمنهج الأحمد 409، وذيل التقييد 2/ 167 رقم 1383، والنجوم الزاهرة 8/ 192 والدرّ المنضّد 1/ 443 رقم 1187، والمقصد الأرشد، رقم 700، ودرّة الحجال 3/ 229،330، وشذرات الذهب 5/ 451.

(5)

الصواب: «يتلو» .

ص: 48

الكاشغريّ، وابن قميرة، ودخل إلى واسط وجوّد بها القرآن وأتقن حفظه، وانحدر إلى البصرة، ثم عاد إلى وطنه، وكان قيّم الجامع المظفّري.

وآخر ما قرأت عليه: الرابع من حديث ابن البختريّ، بسماعه من الكاشغريّ، وإجازته من ابن عماد، والداهري، وابن راجح، وابن باز الموصلي، وغيرهم.

[وفاة عمر بن عبد الدائم المقدسي]

67 -

وتوفّي الشيخ الصالح، الحاج أبو حفص، عمر بن الشيخ زين الدين أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسيّ

(1)

.

عذّبه التتار بالصالحية عذابا شديدا، ثم حمل إلى دار البلد فأقام أياما يسيرة وهو مريض من شدّة ما أصابه، ثم مات في درب القلى ودفن داخل البلد بالكشك.

وكان رجلا مباركا.

مولده سنة خمس وعشرين وستماية تقريبا.

وحضر على الحافظ أبي موسى بن عبد الغني في جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين وستماية، وسمع من ابن الزبيدي، والهمداني، /13 ب/والإربلي، وابن صبّاح، والناصح بن الحنبليّ، وغيرهم.

وآخر ما قرأت عليه: الثالث والرابع والخامس من «الخلعيّات» ، بسماعه من ابن صبّاح.

[وفاة ابن صومع الدير قانوني]

68 -

وتوفي الشيخ الصالح، أبو محمد، عبد الرحمن بن عمر بن صومع

(2)

الدير قانوني، ثم الصالحي، سبط (الشيخ)

(3)

زين الدين بن عبد الدائم.

ضربت رقبته بالصالحية، ولم يتّفق دفنه، وكان صائما عدّة أيام.

سمع من ابن اللتّي، والهمداني، والحافظ ضياء الدين المقدسيّ، وغيرهم.

سمعت عليه «مسند أبي بكر» رضي الله عنه، ومن أول «مسند عبد بن حميد» وغير ذلك.

ومولده سنة تسع وعشرين وستماية.

(1)

انظر عن (ابن نعمة المقدسي) في: الإشارة إلى وفيات الأعيان 385، ومعجم شيوخ الذهبي 398 رقم 574، وتاريخ الإسلام 429،430 رقم 677، وبرنامج الوادي آشي 157، وذيل التقييد 2/ 232 رقم 1509، ودرّة الحجال 3/ 195.

(2)

انظر عن (ابن صومع) فى: تذكرة الحفّاظ 4/ 1487، ومعجم شيوخ الذهبي 298 رقم 421، وتاريخ الإسلام 418 رقم 653، وأعيان العصر 3/ 35 رقم 945 فيه قال محقّقوه بالحاشية:«لم نقف على ترجمة له» !، وذيل التقييد 2/ 90 رقم 1214.

(3)

ليست فى رسالة عفيان 140 رقم 123.

ص: 49

[وفاة خديجة المقدسيّة]

69 -

وتوفّيت خديجة

(1)

بنت أحمد بن عمر بن أبي بكر بن شكر بن علاّن المقدسيّ، داخل دمشق برباط البغدادية بعد خروج اليزك

(2)

بيوم.

وكان خروج اليزك في الثاني والعشرين من جمادى الأولى، وحملت إلى الجبل فدفنت هناك.

وهي زوجة شمس الدين محمد بن العماد عبد الحميد بن عبد الهادي.

روت عن جعفر الهمداني.

[وفاة مريم المقدسية]

70 -

وفي يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من جمادى الأولى توفّيت أمّ عبد الله مريم

(3)

بنت الجمال أحمد بن الإمام أبي بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد المقدسي بدمشق، ودفنت داخل البلد إلى جانب السور بالقرب من باب توما.

ومولدها تقريبا سنة خمس وثلاثين وستماية.

وكانت امرأة صالحة، خيّرة، حضرت على الفقيه محمد بن عبد الملك بن عثمان المقدسي، وأجازها الكاشغري، وابن القبّيطي، وجماعة.

وهي أخت الإمام محبّ الدين عبد الله المقدسي المحدّث، وزوجة شيخنا أحمد بن أبي محمد العطار، إمام مغارة الدم.

قرأت عليها جزءا من «فوائد أبي عروبة الحرّاني» ، وغير ذلك.

[وفاة شرف الدين بن عساكر الدمشقي]

71 -

وفى ليلة الخميس الخامس والعشرين من جمادى الأولى توفّي الشيخ الجليل، المسند، شرف الدين، أبو الفضل، أحمد بن هبة الله

(4)

بن أحمد بن

(1)

انظر عن (خديجة) في: تاريخ الإسلام 403 رقم 618.

(2)

اليزك: طلائع الجيش.

(3)

انظر عن (مريم) في: العبر 5/ 406، وتاريخ الإسلام 454،455 رقم 732، ومعجم شيوخ الذهبي 624،625، والوافي بالوفيات 5/ 311، وشذرات الذهب 5/ 454، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 5/ 203 رقم 1584.

(4)

انظر عن (أحمد بن هبة الله) في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 341، وتذكرة الحفاظ 4/ 1487، والإشارة إلى وفيات الأعيان 385، والعبر 5/ 395، والإعلام بوفيات الأعلام 292، ومعجم شيوخ الذهبي 83،84 رقم 101، وتاريخ الإسلام 389،390 رقم 590، والمعجم المختص 45 رقم 48، وأعيان العصر 1/ 407،408 رقم 215، والبداية والنهاية 14/ 13، وذيل التقييد 1/ 406 رقم 796، وغاية النهاية 1/ 146، وعقد الجمان (4) 91، والنجوم الزاهرة 8/ 192، والمنهل الصافي 2/ 254 رقم 333، والدليل الشافي 1/ 59 رقم 331 وشذرات الذهب 5/ 445.

ص: 50

محمد بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين بن عساكر الدمشقي، بدرب الأكفانيّين بدمشق، وصلّي عليه ظهر الخميس بالجامع، ودفن بمقابر الصوفية بتربة الشيخ فخر الدين ابن عساكر عمّ والده، وحضرت هذه الجنازة، وخرجنا من نقب في السور بالقرب من باب النصر/14 أ/وهي أول جنازة خرجت على العادة.

وكان شيخا مسندا.

سمع من زين الأمناء ابن عساكر، والحسين بن صصرى

(1)

، وأبي المجد القزويني، وعزّ الدين ابن الأثير، ومكرم بن أبي الصقر، وابن صبّاح، وابن الزبيدي، وابن اللتي، وفخر الدين ابن الشيرجي، وأبي نصر بن الشيرازيّ.

وأجاز له أبو روح عبد المعزّ الهروي، والمؤيّد الطوسي، وزينب الشعرية، والقاسم بن الصفّار، وعبد الرحيم بن السمعاني، وجماعة.

ومولده بدمشق في سنة أربع عشرة وستماية.

قرأت عليه «صحيح مسلم» ، و «الزهد» للبيهقي، و «مسند أبي يعلى الموصلي» ، و «موطّأ أبي مصعب» ، و «مسند السرّاج» أربعة عشر جزءا، و «مشيخة ابن السمعاني» ، سبعة عشر جزءا، وأكثر من ماية وعشرين جزءا، وسمعت عليه أكثر «تفسير البغوي» من قوله تعالى في سورة النساء:{لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ}

(2)

، إلى آخر التفسير، وأحضرت ابني محمدا عليه. «صحيح مسلم» و «موطأ أبي مصعب» ، ونحوا من خمسين جزءا.

[مقتل ابن داود الجزري]

72 -

وقتل الشيخ محمد بن سليمان بن داود الجزري

(3)

المقرئ، بالرباط الناصري، بالقرب من الرباط، وبقي أياما.

ودفن يوم الخميس الخامس والعشرين من جمادى الأولى بسفح قاسيون، رحمه الله تعالى.

وكان رجلا صالحا، خيّرا، مكثرا من سماع الحديث، وحصّل أجزاء كثيرة واحترقت بالناصرية.

[وفاة شمس الدين التلّي]

73 -

وفي يوم السبت السابع والعشرين من جمادى الأولى توفّي الشيخ الحاج

(1)

في رسالة عفيان 141 رقم 126 «حصري» . وهو غلط.

(2)

سورة النساء، الآية 148.

(3)

انظر عن (الجزري) في: تاريخ الإسلام 443 رقم 710.

ص: 51

شمس الدين أبو عبد الله، محمد بن يوسف بن خطّاب بن حسّان بن حسن التلّي

(1)

، الحنبلي، داخل دمشق.

ومولده، تقريبا، في سنة ثلاثين وستماية.

وكان رجلا مباركا، كثير الحجّ، مقيما بالصالحية.

سمع

(2)

من جعفر الهمداني.

قرأت عليه «جزء الغضائري»

(3)

.

[وفاة ليشة بنت مفاخر]

74 -

وتوفّيت أمّ أحمد ليشة

(4)

بنت مفاخر بن تمّام بن عبد الرحمن بن حمزة بن البنّ الأسدي، الدمشقيّ، في أيام التتار، داخل البلد.

ودفنت إلى جانب السور. وكانت مقيمة بقرية حموريّة.

وهي زوجة الحاج محمد بن السّكّري، أمّ أحمد، وإبراهيم. وكانت تربية الرشيد بن مسلمة، /14 ب/من أقران ولده خضر. سمعت منه وروت (لنا)

(5)

عنه جزءا من مشيخته.

[وفاة علي بن مطر المحجي]

75 -

وتوفّي الشيخ الصالح، أبو الحسن، علي بن مطر

(6)

بن ربح بن حميد المحجّي، الفامي، الصالحي. قتل بالصالحية في أيام التتار.

سمع من ابن الزبيدي، وابن اللتّي، والفخر الإربليّ.

وكان رجلا مباركا، خاشعا، ذاكرا للموت، من أهل الصالحية. عاش أربعة

(7)

وسبعين سنة تقريبا، وهو أصغر من عبد الدائم المحجّي.

سمعت عليه «جزء أبي الجهم» عن ابن اللتّي.

(1)

انظر عن (التلّي) في: العبر 5/ 405، ومعجم شيوخ الذهبي 589 رقم 875 وفيه:«بن خطاب بن حسان» ، وتاريخ الإسلام 454، رقم 731، وشذرات الذهب 5/ 454.

(2)

في رسالة عفيان 143 «مع جعفر» ، وهو غلط.

(3)

وقال الذهبي: قرأ لنا عليه البرزالي جزءا عن جعفر الهمداني.

(4)

انظر عن (ليشة) في: تاريخ الإسلام 436 رقم 696.

(5)

«لنا» ليست في رسالة عفيان 143 رقم 129.

(6)

انظر عن (علي بن مطر) في: تذكرة الحفاظ 4/ 1487، والعبر 5/ 401، ومعجم شيوخ الذهبي 389 رقم 561 وفيه:«علي بن مظفر. .» ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 385، وتاريخ الإسلام 426،427 رقم 673، وذيل التقييد 2/ 223 رقم 1485، والنجوم الزاهرة 8/ 192، وشذرات الذهب 5/ 451.

(7)

الصواب: «عاش أربعا» .

ص: 52

[وفاة ابن عثور الرصافي]

76 -

وتوفي الشيخ محمد بن أحمد بن نوال بن عثور

(1)

بن علي الرصافيّ، من أهل الصالحية، في أيام التتار داخل دمشق.

ودفن بخان ابن المقدّم داخل باب الفراديس.

سمع «صحيح البخاري» من ابن الزبيدي، وسمع من الحافظ ضياء الدين.

ومولده ليلة عرفة الشريف سنة أربع وعشرين وستماية بسفح قاسيون.

سمعت عليه «المنتقى» من البخاري، انتقاء المزّي.

[وفاة صفيّة الفرّاء]

77 -

وتوفّيت الشيخة الصالحة أمّ محمد، صفيّة

(2)

بنت عبد الرحمن بن عمرو بن موسى بن عميرة الفرّاء، الصالحي، بسفح قاسيون، بعد دخول القاضي والجماعة إلى البلد.

وكان موتها من الجوع والبرد، رحمها الله.

ومولدها تقريبا سنة اثنتي عشرة وستماية.

وكانت امرأة صالحة من القوابل.

سمعت من الشيخ موفّق الدين بن قدامة، وروت لنا عنه.

[وفاة إبراهيم الفراء]

78 -

وتوفّي الشيخ أبو إسحاق، إبراهيم بن أبي الحسن بن عمرو بن موسى الفرّاء

(3)

الصالحي، بجامع الصالحية في الوقعة.

وكان شيخا صالحا، أصابه الارتعاش والفالج مدّة. وهو أكبر من ابن عمّه العزّ إسماعيل. ومولد إسماعيل سنة عشر وستماية.

روى لنا عن الشيخ موفّق الدين، والمجد القزويني، والجمال أبي حمزة، وكريمة القرشية. وسمع من غيرهم أيضا.

(1)

انظر عن (ابن عثور) في: العبر 5/ 402، وتاريخ الإسلام 439 رقم 701، ومعجم شيوخ الذهبي 476،477 رقم 700 وفيه:«محمد بن أحمد بن نوال بن علي بن غوث» ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 385.

(2)

انظر عن (صفيّة) في: الإشارة إلى وفيات الأعيان 385، والعبر 5/ 399، وتذكرة الحفاظ 4/ 1487، وتاريخ الإسلام 413،414 رقم 642، والمعين في طبقات المحدّثين 224 (بالحاشية)، ومعجم شيوخ الذهبي 246،247 رقم 340، ومرآة الجنان 4/ 231، وذيل التقييد 2/ 779 رقم 1849، والنجوم الزاهرة 8/ 193، وشذرات الذهب 5/ 449، وأعلام النساء 2/ 341.

(3)

انظر عن (ابن موسى الفرّاء) في: العبر 5/ 395، وتاريخ الإسلام 392 رقم 597.

ص: 53

[وفاة ابن المجاهد]

79 -

وتوفّي الشيخ، أبو العباس، أحمد بن محمد بن أبي الفتح محمد بن أحمد المقدسي، الصالحي، المعروف بابن المجاهد

(1)

، بالصالحية.

ولما خرج الناس إلى الجبل بعد رحيل قطلو شاه وجدوه مقتولا.

سمع من ابن الزبيدي «صحيح البخاري» ، ومن ابن اللتّي، والناصح بن الحنبلي، وابن جريّ

(2)

الرقّي التّاجر/15 أ/وكتائب بن مهدي، وغيرهم.

ومولده في حدود سنة عشرين وستماية.

[وفاة خديجة المراتبي]

80 -

وتوفّيت أمّ محمد، خديجة

(3)

بنت الشيخ الفقيه، الإمام، تقيّ الدين محمد بن محمود

(4)

بن عبد المنعم المراتبي

(5)

، الحنبليّ، في يوم الإثنين التاسع والعشرين من جمادى الأولى.

وكانت امرأة صالحة، عابدة، سليمة الصدر، كثيرة التلاوة.

سمعت من: ابن الزبيدي، والفخر الإربلّيّ.

وهي بنت حبيبة بنت الشيخ أبي عمر بن قدامة.

[وفاة ابن بركة السلمي]

81 -

وتوفّي الشيخ الصالح، أبو محمد، عيسى بن بركة

(6)

بن والي السلمي، المفعلي، الحورانيّ

(7)

.

(1)

انظر عن (ابن المجاهد) في: معجم شيوخ الذهبي 78،79 رقم 93، وتاريخ الإسلام 385 رقم 583، والعبر 5/ 394، والإشارة إلى وفيات الأعيان 385، وشذرات الذهب 5/ 444.

(2)

ابن جري: بضم الجيم وفتح الراء، ثم ياء. وهو أبو عبد الله محمد بن محمود بن عون الرقي، المتوفى 630 هـ. (تكملة إكمال الكمال لابن الصابوني 85، والتكملة لوفيات النقلة للمنذري 3/رقم 2477، وتوضيح المشتبه 2/ 305).

(3)

انظر عن (خديجة) في: برنامج الوادي آشي 172، ومعجم شيوخ الذهبي 187 رقم 249، والعبر 5/ 397، والإشارة إلى وفيات الأعيان 385، وتاريخ الإسلام 403،404 رقم 619، ومرآة الجنان 4/ 231، والنجوم الزاهرة 8/ 193.

(4)

في رسالة عفيان 145 رقم 135 «ومحمود» والصحيح ما أثبتناه.

(5)

في رسالة عفيان 145 رقم 135 «الحراني» ، والصحيح ما أثبتناه.

(6)

انظر عن (عيسى بن بركة) في: تذكرة الحفاظ 4/ 1487، والعبر 5/ 402، والإشارة إلى وفيات الأعيان 385، ومعجم شيوخ الذهبي 409 رقم 594، وتاريخ الإسلام 431،342 رقم 684، والمنهج الأحمد 409، وذيل التقييد 2/ 260 رقم 1580، ودرّة الحجال 3/ 186، والمقصد الأرشد، رقم 788، والدرّ المنضد 1/ 445 رقم 1183، وشذرات الذهب 5/ 451.

(7)

قال الذهبي: «ويقال له: تبّع» .

ص: 54

وجد ميتا في بيت من بيوت مدرسة الشيخ أبي عمر بالصالحية في أواخر جمادى الأولى ملفوفا في لحاف خلق.

وقيل إنّه عذّب بالرمي في النهر في البرد الشديد، فمات عقيب ذلك، رحمه الله، ودفن بعد موته بنحو عشرة أيام بتربة ابن النقيب بسفح قاسيون.

وكان رجلا صالحا يؤدّب الصبيان ويكابد العيال، ويكثر حمد الله وتعالى ويشكره على نعمه، ولا يظهر شكوى.

ومولده سنة عشرين

(1)

وستماية تقريبا بجبل بني هلال من حوران.

روى لنا عن ابن اللتّي، وسمع من الحافظ ضياء الدين، وعبد الحق بن خلف، وغيرهم.

[وفاة ابن السّمّاقي الدّقّاق]

82 -

وتوفي الشيخ عماد الدين، أبو محمد، عبد الوليّ بن علي بن أحمد بن أبي الغنائم بن السّمّاقي

(2)

، الدّقّاق في الحنطة.

ودفن داخل البلد ببستان القطّ، وغازان نازل على البلد.

وكان شيخا خيّرا من أهل الصالحية، ملازما لحضور الجماعات، وله معروف وبرّ.

ومولده سنة ثمان وعشرين وستماية تقريبا.

روى لنا عن

(3)

ابن اللتّي.

[وفاة ابن النحاس الحلبي]

83 -

وتوفّي الشرف

(4)

أبو عبد العزيز، عيسى بن أحمد بن علي بن النّحاس الحلبيّ. قتله التتار بالصالحية.

وكان رجلا جيّدا، وفي عقله ضعف.

سمع من ابن اللتّي.

[وفاة جمال الدين المعروف بالبسطي]

84 -

وتوفّي الشيخ جمال الدين، عبد الحميد بن الرضى رضوان بن إسماعيل العامري، المعروف بالبسطي

(5)

، في أيام التتار في جمادى الأولى.

(1)

في رسالة عفيان 146 «سنة عشر» وهو غلط، والصواب ما أثبتناه.

(2)

انظر عن (ابن السمّاقي) في: العبر 5/ 40، ومعجم شيوخ الذهبي 340 رقم 487، وتاريخ الإسلام 423 رقم 664، وتذكرة الحفاظ 4/ 1487، وشذرات الذهب 5/ 450.

(3)

في رسالة عفيان 146 رقم 137 «عنه» ، وهو غلط.

(4)

في رسالة عفيان 146 رقم 138 «الشيخ» ، وهو غلط.

(5)

انظر عن (البسطي) في: تاريخ الإسلام 416 رقم 650.

ص: 55

ودفن بالبلد بداره، ثم نقل إلى الصالحية آخر رجب.

وكان رجلا جيدا، سمع من عتيق السلماني «حديث إسحاق بن راهويه» في سنة ثلاث/15 ب/وأربعين وستماية.

ولم يحدّث.

[وفاة نجيب الدين الأنصاري]

85 -

وتوفّي نجيب الدين

(1)

، محمد بن الشيخ كمال الدين محمد بن أبي الفتح نصر الله بن إسماعيل بن نصر بن الخضر بن خليفة بن النحّاس، الأنصاري، الدمشقي، في أيام التتار بحصن صافيثا

(2)

.

وكان من الكتّاب المتصرّفين

(3)

، وعنده معرفة، وفيه نهضة وكفاءة ومروءة ومودّة.

وسمع «جزء ابن عرفة» على ابن عبد الدائم.

[وفاة ابن أبي الجيش المقدسي]

86 -

وتوفّي الشيخ الصالح أبو العباس، أحمد بن الفقيه الإمام أبي الربيع سليمان بن أحمد بن إسماعيل بن عطّاف

(4)

بن مبارك بن علي بن أبي الجيش المقدسي، في أيام التتار داخل البلد بعد أن أخذت بناته وأهله.

وكان رجلا صالحا، حسن السّمت، من أهل القرآن، وكان والده من أولاد المقادسة، وإنّما سكن حرّان، فولد هو بحرّان يوم الخميس آخر النهار سادس عشر ربيع الآخر سنة خمس عشرة وستماية. هكذا رأيته بخط والده، ثم انتقل من حرّان وأقام بتربة تقيّ الدين ابن العادل بالصالحية أكثر من أربعين سنة.

وسمع بحرّان «صحيح البخاري» من ابن روزبة وحدّث به، وروى عن والده «جزء ابن عرفة» ، وسمع أيضا من المجد القزوينيّ.

وكان له أخ أكبر منه يعرف بالزين عبد الحليم.

[وفاة ابن طرخان الدلاّل]

87 -

وتوفي الشيخ جمال الدين، أبو حفص، عمر بن يحيى بن أبي بكر بن

(1)

انظر عن (نجيب الدين) في: تاريخ الإسلام 459 رقم 743.

(2)

صافيثا-صافيتا: بلدة هي قصبة جبال العلويين بسوريا.

(3)

في رسالة عفيان 147 رقم 140 «المتصوفين» ، وهو غلط.

(4)

انظر عن (ابن عطّاف) في: العبر 5/ 393، والإشارة إلى وفيات الأعيان 386، ومعجم شيوخ الذهبي 32،33 رقم 24، وتاريخ الإسلام 379،380 رقم 571، وتذكرة الحفاظ 4/ 1487، والمقفّى الكبير 1/ 393 رقم 447، وشذرات الذهب 5/ 443.

ص: 56

طرخان الدلاّل

(1)

، البعلبكيّ، المعروف بابن المعرّي، ببعلبك في أيام التتار، ودفن داخل السور.

روى لنا عن الفخر الإربلي، وابن رواحة.

قرأت عليه الجزء الأول من «القناعة» لابن أبي الدنيا، والأول من «فوائد ابن النقّور» تخريج ابن الأخضر، وخمسة أحاديث من أول الرابع من «الثقفيّات» .

‌جمادى الآخر

[النداء بالخروج إلى القرى]

في يوم الثلاثاء مستهلّ جمادى الآخرة نودي بدمشق بالخروج إلى القرى والضواحي بمرسوم قبجق.

[ولاية البرّ]

وفي يوم الأربعاء ثاني جمادى الآخرة ولّى قبجق علاء الدين أستاذ (داره)

(2)

ولاية البرّ والبلد، وجعله أميرا، وأمّر جماعة، وانضاف إليه جماعة من الجند، وكثر الناس على بابه، وفتحت أبواب البلد سوى الأبواب التي حول القلعة. /16 أ/ونودي بتولية علاء الدين المذكور، وأنه من أراد الشكاية فليمض إلى بابه، وأنّ سوق الدوابّ يكون بدار البطّيخ

(3)

.

[وفاة جمال الدين بن قدامة]

88 -

وفي يوم الأربعاء ثاني جمادى الآخرة توفّي الشيخ جمال الدين، أبو محمد، عبيد الله بن الجمال أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة

(4)

المقدسي، بسفح قاسيون، ودفن هناك بتربة الصارم.

وكان قد بادر بالخروج إلى الصالحية فأدركه أجله هناك. وكان رجلا جيّدا يتعيّش ويقوم بعياله.

(1)

انظر عن (ابن طرخان الدلاّل) في: معجم شيوخ الذهبي 407 رقم 590، والعبر 5/ 402، وتاريخ الإسلام 431 رقم 681، وشذرات الذهب 5/ 451، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 3/ 122 رقم 824.

(2)

ليست في رسالة عفيان 149 رقم 144.

(3)

خبر ولاية البرّ في: الدرّ الفاخر 34، وتاريخ الإسلام 91، وتاريخ سلاطين المماليك 77، والبداية والنهاية 14/ 10، وعقد الجمان (4) 46، والنهج السديد 3/ 500.

(4)

انظر عن (ابن قدامة) في: العبر 5/ 401، ومعجم شيوخ الذهبي 341،342 رقم 489، وتاريخ الإسلام 423،424 رقم 666، وبرنامج الوادي آشي 146، وشذرات الذهب 5/ 450.

ص: 57

وسألته عن مولده فقال: أنا من أقران ابن أخي الشمس بن حمزة.

ومولد المذكور في نصف شعبان سنة إحدى وثلاثين وستماية.

سمع من جعفر الهمداني، وكريمة القرشية، واليلداني، وغيرهم.

قرأت عليه «الأربعين الثقفية» .

[صلاة أمير من التتار بجامع دمشق]

وفي يوم الجمعة رابع جمادى الآخرة صلّى الأمير يحيى من أمراء التتار بجامع دمشق

(1)

.

[ضرب البشائر]

وفيه ضربت البشائر بالقلعة وعلى باب قبجق، وكذلك يوم السبت والأحد

(2)

.

[وفاة نجيب الدين الخلاطي]

89 -

وفي أول يوم من جمادى الآخرة توفي الشيخ نجيب الدين، نجيب بن محمد بن يوسف الخلاطي

(3)

، بالتربة القيمرية، بالقباقبيّين.

ومولده سنة أربع وستماية.

وكان شيخا، تامّ الشكل، حسن الخلق، ويتكلّم في التصوّف، وله اختصاص بالأمراء القيمريّة، كان يصلّي بهم ويقرأ القرآن بصوت حسن.

[وفاة الطواشي نجاح]

90 -

وفي يوم الأحد سادس جمادى الآخرة توفي الطواشي الصالح، فخر الدين، نجاح

(4)

بن عبد الله الخادم الأشرفي، الحمصيّ.

وكان رجلا جيّدا، وله وقف معروف.

[وفاة ابن آدم الدربندي]

91 -

وتوفّي الشيخ شمس الدين محمد بن آدم

(5)

بن إبراهيم الدربندي، الصوفّي، يوم الإثنين سابع جمادى الآخرة.

وكان رجلا جيّدا، شاهدا وفقيها بالمدارس.

[قيام قبجق بوظيفة السلطنة]

وقام الأمير سيف الدين قبجق في هذه الأيام بدمشق بوظيفة السلطنة، فكان

(1)

خبر صلاة الأمير في: تاريخ الإسلام 92.

(2)

خبر البشائر في: تاريخ الإسلام 92، والبداية والنهاية 14/ 10، والنهج السديد 3/ 500.

(3)

انظر عن (الخلاطي) في: تاريخ الإسلام 459 رقم 744.

(4)

لم يذكره غير البرزالي.

(5)

انظر عن (ابن آدم) في: تاريخ الإسلام 440 رقم 705.

ص: 58

يركب بالعصابة والشاوشية بين يديه، واجتمع إليه خلق من أجناد دمشق، فكانوا يركبون في خدمه/16 ب/ويترجّلون له، وكتب التواقيع لأرباب الولايات بدمشق، وجهّز جماعة من التتار نحو ألف فارس إلى جهة خربة اللصوص والغور

(1)

، فتوجّهوا في ثامن جمادى الآخرة وبعده

(2)

.

[وفاة الفقيه الإشبيلي]

92 -

وفي ليلة الأربعاء التاسع من جمادى الآخرة توفّي الشيخ الإمام، الحافظ، المحدّث، الفقيه، الزاهد، بقيّة السلف شهاب الدين، أبو العباس، أحمد بن فرح بن أحمد بن محمد اللخمي، الإشبيلي

(3)

، الشافعيّ، بتربة أمّ الصالح داخل دمشق، وصلّي عليه ظهر الأربعاء بالجامع، ودفن بمقابر الصوفية، وحضره جمع كبير مع عدم الأمن.

وكان مقيما بالشاميّة أيام التتار جميعها، فلما اشتدّ مرضه بالإسهال حمل إلى البلد للتداوي، فأقام يومين ومات، رحمه الله تعالى.

وكان رجلا فاضلا في الحديث، رحل وكتب الكثير، وسمع بقراءته على الشيوخ، وكان منقطعا عن الناس، ملازما للكتابة والمطالعة والمقابلة والإفادة، متقنّعا، عفيفا.

ومن شيوخه بديار مصر: شيخ الشيوخ شرف الدين عبد العزيز الأنصاري، والنجيب عبد اللطيف الحرّاني، وإسماعيل بن عزّون، والمعين أحمد بن القاضي زين الدين الدمشقي، وعبد الله بن علاّق.

وبدمشق: ابن عبد الدائم، وابن أبي اليسر، ومظفّر بن الحنبلي.

(1)

في رسالة عفيان 150 رقم 151 «النور» ، والصحيح ما أثبتناه.

(2)

خبر قبجق في: الدرّ الفاخر 34، وتاريخ الإسلام 91، وتاريخ سلاطين المماليك 77، والنهج السديد 3/ 500.

(3)

انظر عن (الإشبيلي) في: العبر 5/ 393،394 وفيه «فرج» ، وتذكرة الحفاظ 4/ 1486، والإشارة إلى وفيات الأعيان 385 وفيه «فرج» ، والإعلام بوفيات الأعلام 292 وفيه «فرج» ، والمعين في طبقات المحدّثين 223 رقم 2308، ومعجم شيوخ الذهبي 64 رقم 69، وتاريخ الإسلام 383،384 رقم 580، وذيل مرآة الزمان 4/ورقة 342،343، ومرآة الجنان 4/ 231 وفيه «فرج» ، وطبقات الشافعية الكبرى 8/ 26 رقم 1052، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 143، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 2/ 940 رقم 4 وفيه «فرج» ، والوافي بالوفيات 7/ 286 رقم 3266، والسلوك ج 1 ق 3/ 904، والمقفّى الكبير 1/ 561 رقم 550، وعقد الجمان (4) 98 - 100، وذيل التقييد 1/ 366 رقم 711، والمنهل الصافي 2/ 59،60 رقم 240 وفيه «فرج» ، والدليل الشافي 1/ 69 رقم 238، والنجوم الزاهرة 8/ 193، وشذرات الذهب 5/ 443، ودرّة الحجال 1/ 36 رقم 41، والعقد المذهب 379 رقم 1474.

ص: 59

ومولده في ثالث شهر ربيع الأول سنة خمس وعشرين وستماية.

[الدرس بالمعينية الحنفية]

وذكر الدرس بالمدرسة المعينية الحنفية بدمشق شهاب الدين الروميّ، إمام الحنفية في العشر الأول من جمادى الآخرة عوضا عن القاضي شمس الدين الملطيّ برضاه وتركه المكان.

[الحسبة بدمشق]

وفي التاسع من جمادى الآخرة ولّي الحسبة بدمشق الشمس بن الصفيّ عبد الباقي السّنجاريّ، وركب بخلعة وطرحة وبين يديه جند وأكابر وجمع

(1)

.

[وفاة شمس الدين السقطي]

93 -

وفي ليلة الخميس عاشر جمادى الآخرة توفي الشيخ الأجلّ، شمس الدين، أبو عبد الله، محمد بن مظفّر بن أبي المظفّر قيماز بن عبد الله السقطي

(2)

، بالزيادة، وصلّي عليه/17 أ/ظهر الخميس بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الباب الصغير.

ومولده سنة عشرين وستماية تقريبا بالحويرة بدمشق. وضبطه بعضهم سنة اثنتين وعشرين وستماية.

وكان جدّه قيماز عتيق سلامة الرقّي.

وقرأ هو القرآن على الفقيه سليمان بن عبد الكريم الأنصاري المقري، وسمع معه على ابن

(3)

المقيّر، وكريمة، والسخاوي، وجماعة.

وكان له ثبت وإجازات، وكتب بخطّه شيئا من الأجزاء.

[وفاة الطواشي الحبشي]

94 -

وفي يوم الأحد ثالث عشر جمادى الآخرة توفّي الطواشي شمس الدين، صواب بن عبد الله الحبشيّ

(4)

، عتيق القاضي شرف الدين عبد الرحمن بن صصرى.

وكان رجلا جيّدا، سمع «صحيح مسلم» على ابن البرهان، وسمع «المعجم الصغير» للطبراني، على إبراهيم بن خليل، وخطيب مردا، وسمع غير ذلك.

(1)

خبر الحسبة في: تاريخ الإسلام 91.

(2)

انظر عن (السقطي) في: برنامج الوادي آشي 142، ومعجم شيوخ الذهبي 573 رقم 851، وتاريخ الإسلام 450 رقم 725.

(3)

في رسالة عفيان 152 رقم 155 «علي بن» ، وهو غلط.

(4)

انظر عن (صواب الحبشي) في: تاريخ الإسلام 414 رقم 643.

ص: 60

قرت عليه أربعين حديثا من «صحيح مسلم» .

[وفاة زين الدين بن الملاق الرقّي]

95 -

وتوفي الشيخ زين الدين، أبو عبد الله، محمد بن القاضي السديد أبي الفضل معالي بن أبي الفضل فضل الله بن معالي بن بركات بن محمد بن أبي نصر بن الملاق الرقّي

(1)

بدمشق، عقيب التتار.

وكان رجلا جيّدا، يخدم في ديوان السّكّر، وورثه الأمين إسماعيل الرقّي الشاهد.

ومولده بالرقّة في شعبان سنة اثنتين وعشرين وستماية.

وأقام بدمشق أربعين سنة، وولي أبوه الوزارة والقضاء بالرقّة.

وجدّهم أبو نصر بن الملاق، نقله المعتصم من بغداد إلى الرقّة وولاّه الخطابة بها.

قرأت عليه «جزء البانياسي» بالإجازة عن جماعة من البغداديّين، منهم: الشيخ شهاب الدين السّهروردي، وعبد السلام الداهري، وعلي بن الجوزي، وعبد اللطيف بن الطبري، وإسماعيل بن باتكين.

[وفاة صدّيق الفلاّح]

96 -

وتوفّي أبو عثمان، صدّيق بن محمد بن صدّيق الفلاح

(2)

من أهل قرية بيت الآبار، داخل البلد، عقيب التتار. ودفن بمقبرة الباب الشرقي.

روى لنا عن الفخر الإربلّيّ، وغيره.

[النداء بإدارة الخمر والزنا]

وفي العشر الأوسط من جمادى الآخرة نودي بدمشق بإدارة الخمر والزنا، / 17 ب/وجعل ذلك بدار ابن جرادة خارج باب توما، وضمن ذلك في كل يوم بأكثر من ألف درهم

(3)

.

[التشويش بدمشق]

ونودي: من كان من غلمان الجيش المصري والشامي عنده متاع لأستاذه

(1)

انظر عن (ابن الملاق الرقي) في: تاريخ الإسلام 451 رقم 726.

(2)

انظر عن (ابن صدّيق الفلاح) في: تاريخ الإسلام 413 رقم 641.

(3)

خبر الخمر في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 326، والدرّ الفاخر 34، ونهاية الأرب 31/ 400، وتاريخ الإسلام 92، وتاريخ سلاطين المماليك 78، والنهج السديد 3/ 501، والبداية والنهاية 14/ 10.

ص: 61

فليحفظه. وخرج جماعة من القلعة إلى ظاهر باب الجابية ورجعوا وبين أيديهم جماعة من التتار مسرعين هربا منهم، فتوهّم الناس أنّ المصريّين قد قدم منهم جماعة، فضربوا التتار، وقتلوا منهم، فحصل بذلك تشويش في البلد، وغلّق باب الصغير.

وجبي من المدارس مبلغ، وأزعج الناس أياما، ورجع بولاي المقدّم من جهة الأغوار ومعه عسكر من التتار في العشرين من جمادى الآخرة، وقدموا إلى ظاهر دمشق، وتخوّف الناس منهم

(1)

.

[وفاة الصدر ابن صدقة الحرّاني]

97 -

وفي يوم السبت تاسع عشر جمادى الآخرة توفّي الصدر عزّ الدين، أحمد بن محمد بن عبد الواحد بن إسماعيل بن سلامة بن علي بن صدقة الحرّاني

(2)

، ثم الدمشقي، ودفن من يومه بسفح قاسيون بتربته.

وكان مرض مرضة طويلة.

ومولده يوم السبت ثالث جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين وستماية. رأيته بخط والده.

وكان رجلا جيّدا، كثير المروءة، من أرباب الثروة والخدم الديوانية.

روى لنا عن: مكي بن علان، وسمع أيضا من ابن مسلمة.

[وفاة ابن عبد الحق الدمشقي]

98 -

وفي ليلة الإثنين الحادي والعشرين من جمادى الآخرة توفّي الشيخ الفقيه، الإمام، العدل، عزّ الدين، أبو محمد، عبد العزيز بن محمد بن عبد الحق بن خلف

(3)

بن عبد الحق الدمشقي الشافعيّ، بالمدرسة الناصرية بدمشق، وصلّي عليه ظهر الإثنين بالجامع، ودفن بمقابر باب الفراديس.

ومولده في تاسع عشر شعبان سنة خمس وعشرين وستماية.

وكان رجلا فاضلا عنده فقه وحديث، وله معرفة بالشروط، وكان من أعيان الشهود، ودرّس بالمدرسة الأسدية ظاهر دمشق.

(1)

خبر التشويش في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 326، والدرّ الفاخر 35، وتاريخ الإسلام 92، وتاريخ سلاطين المماليك 78، والبداية والنهاية 14/ 10، والنهج السديد 3/ 501.

(2)

انظر عن (ابن صدقة الحرّاني) في: تاريخ الإسلام 424 رقم 667.

(3)

انظر (ابن عبد الحق بن خلف) في: تذكرة الحفاظ 4/ 1487، والعبر 5/ 400، والإشارة إلى وفيات الأعيان 386، ومعجم شيوخ الذهبي 320،321 رقم 457، وتاريخ الإسلام 420، 421 رقم 658، والمعجم المختص 148 رقم 175، وأعيان العصر 3/ 106 رقم 995، وذيل التقييد 2/ 133،134 رقم 1295، والنجوم الزاهرة 8/ 193.

ص: 62

روى لنا عن: ابن الزبيدي، وابن اللتّي، وابن صبّاح، والفخر الإربلّي، وجعفر الهمداني، وغيرهم.

وله إجازة ابن القطيعي، وابن روزبة، وجماعة/18 أ/من بغداد.

[وفاة والدة الصدر ابن غانم]

99 -

وفي ليلة الثلاثاء الثاني والعشرين من جمادى الآخرة توفّيت والدة الصدر علاء الدين ابن غانم، ودفنت بمقابر باب الصغير.

خرج بجنازتها من باب توما وداروا بها حول البلد إلى مقبرة باب الصغير بسبب غلق الأبواب.

[مقتل جماعة من التتار]

وفي العشر الأخير من جمادى الآخرة خرج جماعة من القلعة، وأخذوا غنائم من التتار، وقتلوا منهم، وقتل أيضا جماعة من المسلّحين، وحصلت خبطة في البلد، ومسك (بعض)

(1)

من كان (دخل)

(2)

مع التتار. وجبي من الناس جباية لبولاي المقدّم

(3)

.

[فشل اتفاق الصلح بين نائب القلعة والتتار]

وفي يوم الإثنين الثامن والعشرين من جمادى الآخرة دخل الخطيب بدر الدين ابن جماعة وجماعة إلى القلعة ومعهم نائب الأمير يحيى وجماعة من جهته، وتكلّموا في صلح يكون بين نائب القلعة وبين نواب التتار، ولم يحصل اتفاق

(4)

.

[وفاة موفّق الدين البهراني القضاعي]

100 -

وفي يوم السبت السادس والعشرين من جمادى الآخرة توفّي الشيخ الإمام، العالم، الخطيب، موفّق الدين

(5)

، أبو المعالي، محمد بن القاضي عزّ الدين

(1)

ليست في رسالة عفيان 155 رقم 166.

(2)

ليست في رسالة عفيان 155 رقم 166.

(3)

خبر مقتل الجماعة في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 326، والدرّ الفاخر 35، وتاريخ الإسلام 92، وتاريخ سلاطين المماليك 78، والداية والنهاية 14/ 10، والنهج السديد 3/ 503.

(4)

خبر فشل الصلح في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 327، والدرّ الفاخر 35، والمختصر في أخبار البشر 4/ 43، وتاريخ الإسلام 92،93، وتاريخ سلاطين المماليك 78، وتاريخ ابن الوردي 2/ 247، والبداية والنهاية 14/ 10، والنجوم الزاهرة 8/ 125، والنهج السديد 3/ 504.

(5)

انظر عن (موفق الدين) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 156 رقم 255، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 343، والإعلام بوفيات الأعلام 292، ومعجم شيوخ الذهبي 569،570 رقم 846، وتاريخ الإسلام 456،457 رقم 737، والعبر 5/ 404،405، ومرآة الجنان 4/ 13، والبداية والنهاية 14/ 13، وعقد الجمان (4) 92، وشذرات الذهب 5/ 453.

ص: 63

أبي المبشّر محمد بن القاضي نجم الدين أبي المكارم المفضّل بن القاضي مهذّب الدين أبي عديّ محمد بن القاضي تاج الدين أبي سالم عبد المنعم بن القاضي أمين الدين أبي القاسم الحسين بن حمزة بن الحسين بن أحمد بن علي بن طاهر البهراني، القضاعي، الحموي، الشافعيّ، بدمشق، بدرب القاضي الفاضل. وصلّي عليه ظهر هذا اليوم بالجامع، ودفن بمقبرة باب الفراديس.

حضرت دفنه.

ومولده يوم الجمعة العشرين من جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين وستماية بحماه.

وكان شيخا جليلا، كبير القدر، فاضلا، محتشما، صاحب ثروة وبيت ورياسة خطب بحماه مدّة، وكان مدرّسا بها، ثم سكن دمشق، وولّي خطابتها، وولّي أيضا قضاء حماه.

[وفاة محبّ الدين بن هلالة اللخمي]

101 -

وتوفّي الشيخ المقرئ، محبّ الدين، أبو الفضل، صدقة بن علي بن الحسين بن عبد العزيز بن هلالة اللخمي

(1)

، الطبيري

(2)

، الإشبيلي، في العشر الأخير من جمادى الآخرة.

وكان رجلا مباركا من قرّاء القرآن بالروايات السبعة

(3)

، وله حلقة مصدّرة/ 18 ب/بجامع دمشق. وكان مقيما بالتربة الزويزانية ظاهر دمشق.

روى لنا عن إبراهيم بن خليل، وابن البرهان.

ومولده في رمضان سنة خمس وعشرين وستماية بإشبيلية.

[وفاة زينب الحرّانية]

102 -

وتوفّيت أمّ أحمد، زينب

(4)

بنت شرف الدين إسماعيل بن المحبّ محمد بن عمر بن بلدق الحرّاني، في العشر الأخير من جمادى الآخرة. ودفنت بسفح قاسيون.

روت لنا عن خطيب مردا. وسمعت أيضا من محمد بن عبد الهادي، وإبراهيم بن خليل، وابن عبد الدائم. ولها إجازة سبط السلفي، وجماعة.

وهي بنت خديجة بنت التقيّ المراتبيّ

(5)

، وزوجة المحبّ يوسف بن أحمد المقدسي.

(1)

انظر عن (ابن هلالة اللخمي) في: تاريخ الإسلام 413 رقم 640.

(2)

في رسالة عفيان 156 رقم 169 «الطبري» وهو غلط.

(3)

الصواب: «الروايات السبع» .

(4)

انظر عن (زينب) في: تاريخ الإسلام 405،406 رقم 624.

(5)

في رسالة عفيان 156 رقم 170 «الحراني» ، والصحيح ما أثبتناه.

ص: 64

[وفاة زينب الدمشقية]

103 -

وفي ليل الثلاثاء التاسع والعشرين من جمادى الآخرة توفّيت الشيخة الصالحة، أمّ محمد، زينب

(1)

بنت الحاج زكيّ الدين عمر بن كندي بن سعيد بن علي الدمشقية، بقلعة بعلبك المحروسة.

وكانت امرأة صالحة، صاحبة برّ وصدقة وإحسان، وبنت

(2)

رباطا، ووقفت أماكنها على أبواب البرّ، وعاشت سعيدة، وماتت حميدة.

ولها إجازات عالية من المؤيّد الطوسي، وأبي روح عبد المعزّ الهروي، وزينب الشعرية، والقاسم بن الصفّار، وعبد الرحيم بن السمعاني، وغيرهم.

قرأت عليها ببعلبك أكثر من ثلاثين جزءا، وقدمت علينا دمشق في (سنة)

(3)

إحدى وثمانين وستماية، وقرأت عليها بالعقيبة ظاهر دمشق عدّة أجزاء، منها «جزء ابن نجيد» .

[وفاة ابن مليّ البعلبكي]

104 -

وتوفّي الشيخ الإمام، العالم، الفاضل، نجم الدين، أبو العباس، أحمد بن محسّن بن مليّ بن حسن بن عبق بن مليّ

(4)

بن ركاب الأنصاري، البعلبكّيّ.

(1)

انظر عن (أم محمد زينب) في: العبر 5/ 398، والإشارة إلى وفيات الأعيان 386، والمعين في طبقات المحدّثين 223 رقم 2311، وتذكرة الحفاظ 4/ 1488، ومعجم شيوخ الذهبي 204 رقم 277، وتاريخ الإسلام 406،407 رقم 625، ومشيخة عبد القادر اليونيني 117، وسير أعلام النبلاء 7/ 328 و 8/ 165 و 200 و 10/ 513 و 11/ 399، وأعيان العصر 2/ 388،389 رقم 673، وصلة الخلف للروداني 4/ 354، والوفيات لابن رافع السلامي 2/ 45 و 87، والوافي بالوفيات 15/ 66 رقم 83، وذيل التقييد 2/ 371 رقم 1727، وذيل تذكرة الحفاظ 385، والسلوك ج 2 ق 2/ 365، وإنباء الغمر 1/ 109، والدرر الكامنة 1/ 194 و 2/ 12 و 97 و 3/ 4 و 11 و 92، والنجوم الزاهرة 8/ 193، وشذرات الذهب 6/ 250، وأعلام النساء 2/ 101، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 5/ 180 - 182 رقم 1551.

(2)

في رسالة عفيان 157 رقم 171 «وقفت» ، والصحيح ما أثبتناه.

(3)

ليست في الرسالة.

(4)

انظر عن (ابن مليّ) في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 386 وفيه «مكي» ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 386، والعبر 5/ 394،395، والإعلام بوفيات الأعلام 292، وتاريخ الإسلام 387، 388 رقم 587، ومرآة الجنان 4/ 231 وفيه: نجم الدين أحمد بن مكي، وطبقات الشافعية الكبرى 8/ 31 رقم 1055، والوافي بالوفيات 7/ 305 رقم 3294، وأعيان العصر 1/ 312، 313 رقم 160، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 2/ 941 رقم 5، وذيل طبقات الفقهاء الشافعيين للعبّادي 126 والترجمة ناقصة من أولها وقد سقطت في تنضيد الطباعة، وتذكرة النبيه-

ص: 65

وكانت وفاته في جمادى الآخرة بقرية بخعون بجبل الظنّيّين، وكان قد التجأ إلى هذا المكان بسبب التتار.

ومولده في شهر رمضان سنة سبع عشرة وستماية ببعلبك.

وكان شيخا فاضلا في الفقه، والأصلين، والخلاف، والنحو، والطبّ، والحكمة، وغير ذلك. وكان خارق الذهن، قويّ الحافظة، طلق العبارة، صحيح المناظرة، مقداما، شجاعا، وكان يطلب تعيين الآيات ويتكلّم على تفسيرها كأنه يطالعه من كتاب.

قرأت عليه كتاب «الموطّأ» رواية القعنبيّ، عن مالك، وعدّة أجزاء بسماعه/19 أ/ (من الشيخ بهاء الدين عبد الرحمن المقدسي. وقرأت عليه جزء أبي الجهم بسماعه)

(1)

من ابن الزبيدي. وسمع من أبي المجد القزويني، وابن رواحة، وجماعة. وسمع بالإسكندرية من ابن رواج، وقرأ النحو على أبي عمرو بن الحاجب، وله شيوخ أعيان.

‌رجب

[تحليف أعيان دمشق للدولة المحمودية]

وفي يوم الخميس ثاني رجب طلب الأعيان من القضاة والعلماء والرؤساء بأوراق عليها علامة الأمير سيف الدين قبجق إلى داره، فحضر جماعة منهم، فحلفوا للدولة المحمودية بالنصح وعدم المداجاة وغير ذلك

(2)

.

[توجّه ابن تيميّة إلى بولاي]

وفي يوم الخميس المذكور توجّه الشيخ تقيّ الدين بن تيميّة إلى مخيّم بولاي

= 1/ 230،231، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 150، والعقد المذهب 373،374 رقم 1452، والمقفى الكبير 1/ 572 رقم 560، وعقد الجمان (4) 108، والمنهل الصافي 2/ 65 - 67 رقم 245، والدليل الشافي 1/ 70 رقم 243، وشذرات الذهب 5/ 445، والدر المنتخب في تكملة تاريخ حلب، لابن خطيب الناصرية (مخطوط) 87 أ-88 أ، وتاريخ علماء بغداد للسلامي 37، وعيون التواريخ 23/ 284،285، وتشويق الأرواح والقلوب إلى ذكر علاّم الغيوب، لابن السرّاج الدمشقي (مخطوط عمجه زاده، رقم 272) ورقة 39، 40، والديباج، للختّلي 126،127 وفيه:«أحمد بن محسن بن علي» ، وأضواء على رسالة النصيحة الذهبية، المنسوبة للذهبي، دراسة أبي الفضل محمد بن عبد الله القونوي، دار المأمون للتراث، بيروت 1423 هـ. /2002 م. ص 46، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 1/ 348،349 رقم 200.

(1)

ما بين القوسين ساقط من رسالة عفيان 158.

(2)

خبر التحليف في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 327، والدرّ الفاخر 35، وتاريخ الإسلام 93، وتاريخ سلاطين المماليك 78، والبداية والنهاية 14/ 10.

ص: 66

بسبب الأسرى واستفكاكهم، وكان معهم خلق من الأسرى، فأقام ثلاث ليال

(1)

.

[نهب جماعة من الرؤساء]

وفي يوم الجمعة ثالث رجب توجّه جماعة من الرؤساء بطلب إلى مخيّم بولاي، ورجعوا يوم السبت فنهبوا عند باب شرقي، وأخذت ثيابهم وعمائمهم، ودخلوا البلد وروسهم

(2)

مكشوفة، ثم طلبوا في اليوم بعينه، فاختفى بعضهم وتوجّه البعض، فسافروا، وأخذوا بعض الجماعة معهم. ونودي يوم الجمعة في الجامع بأمر متولّي القلعة أنّ العساكر واصلة من الديار المصرية

(3)

.

[وفاة جمال الدين البغدادي]

105 -

وفي ليلة الجمعة ثالث رجب توفّي الشيخ الفقيه، جمال الدين، أبو منصور، سليمان بن عبد الله بن علي بن منصور بن رطلين البغدادي

(4)

، الحنبليّ.

قرأت عليه «كرامات الأولياء» للخلاّل، بسماعه من الأعزّ بن العلّيق.

ومولده سنة ثلاثين وستماية تقريبا.

وكان مقيما بالجوزية، وتوفّي بالبيمارستان، وصلّي عليه ضحى نهار الجمعة.

[وفاة شمس الدين بن عساكر]

106 -

وتوفي ليلة الجمعة ثالث رجب شمس الدين، سليمان بن

(5)

شيخنا شرف الدين أحمد بن هبة الله بن عساكر

(6)

، بعد والده بشهر وأيام.

لم يتمتّع بميراثه ولا أحرزه، رحمه الله تعالى.

وسمع معنا على والده وعلى جماعة من الشيوخ.

[وفاة جمال الدين الحنفي]

107 -

وفي يوم السبت رابع الشهر توفي الشيخ جمال الدين

(7)

، يحيى بن أحمد بن يحيى الحنفي، والد الصدر بهاء الدين المحتسب. ودفن يوم الأحد.

/19 ب/وكان رجلا جيّدا. وانقطع في آخره عمره عن الخدم والولايات، ولازم العبادة.

(1)

خبر ابن تيميّة في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 327، والدرّ الفاخر 36، وتاريخ الإسلام 93، وتاريخ سلاطين المماليك 78، والبداية والنهاية 14/ 10، والنهج السديد 3/ 504.

(2)

الصواب: «رؤوسهم» .

(3)

خبر النهب في: تاريخ الإسلام 93، والبداية والنهاية 14/ 10.

(4)

انظر عن (ابن رطلين البغدادي) في: تاريخ الإسلام 408 رقم 632.

(5)

الصواب: «ابن» .

(6)

انظر عن (ابن عساكر) في: تاريخ الإسلام 408 رقم 631.

(7)

انظر عن (جمال الدين) في: تاريخ الإسلام 462 رقم 753.

ص: 67

[رحيل بولاي عن دمشق]

وفي عشيّة السبت رابع الشهر طلع الناس إلى منائر الجامع والأماكن العالية، وأخبروا أنهم رأوا خلقا من التتار طالعين في عقبة دمّر، فقيل إنهم متوجّهون إلى بعلبك لأذى تلك الجهة. وقيل إنهم مسافرون. وظهر الأمر أن بولاي وأصحابه رحلوا عن دمشق، وبقي جماعة منهم يعيثون في الجبل والمزّة وأطراف البلد ويؤذون، والناس في ضيق بسببهم. وبلغ رطل اللحم في أوائل رجب إلى عشرة دراهم ونصف

(1)

.

[خلوّ ضواحي دمشق من التتار]

وفي السابع من رجب اشتهر

(2)

بدمشق أنه ليس في ضواحيها أحد من التتار، واستبشر الناس بذلك، وذكروا أنهم توجّهوا إلى جهة البقاع وبعلبك

(3)

.

[وفاة جمال الدين الكركي]

108 -

وفي هذا اليوم مات جمال الدين، عبد الله بن الشيخ الصالح زين الدين، عبد الدائم الكركيّ

(4)

.

وكان فقيها حنفيّا، وشاهدا، ويسكن بالمدرسة الظاهرية.

[النداء بإطلاق السفر]

ونودي في هذا اليوم بأمر قبجق أن يسافر الناس ويخرجوا إلى البلاد والقرى فقد أمنت الطرق وسافر الناس يوم الخميس تاسع رجب ويوم الجمعة والسبت إلى القبلة والشمال

(5)

.

[وفاة متولّي بعلبك]

109 -

وتوفي الأمير شجاع الدين، محمد بن شهري

(6)

، متولّي بعلبك، يوم الأحد خامس رجب.

ودفن بمقبرة اللوزة يوم الإثنين

(7)

.

(1)

خبر رحيل بولاي في: نهاية الأرب 31/ 401، وتاريخ الإسلام 93.

(2)

في رسالة عفيان 160 رقم 179 «أشهر» ، والصحيح ما أثبتناه.

(3)

خبر خلوّ الضواحي في: زبدة الفكر 345، والتحفة الملوكية 160، ونزهة المالك والمملوك 181، وذيل مرآة الزمان 4/ورقة 328، وتاريخ الإسلام 94، والبداية والنهاية 14/ 11، والنهج السديد 3/ 505.

(4)

لم يذكره غير البرزالي.

(5)

خبر النداء في: تاريخ الإسلام 94، والنهج السديد 3/ 505.

(6)

انظر عن (ابن شهري) في: تاريخ الإسلام 411 رقم 635، وأعيان العصر 4/ 474 رقم 1594.

(7)

وقال الذهبي: شيخ كبير من أبناء الثمانين. وكان عاقلا محمود السيرة، قليل الشرّ، ضبط بعلبك من التتار، وامتنع عليهم بإعانة أهلها، فلم يقدروا عليها.

ص: 68

[وفاة موفّق الدين البيسري]

110 -

وتوفّي الشيخ الفقيه الصالح، موفّق الدين اليسريّ

(1)

، الحنبليّ، بالبيمارستان

(2)

.

[وفاة يونس الرجيحي]

111 -

والشيخ يونس

(3)

، عمّ الشيخ سيف الدين الرجيحيّ.

كلاهما ليلة الجمعة عاشر رجب، وصلّي عليهما وعلى جماعة يوم الجمعة. قيل إنهم كانوا أحد عشر نفسا.

[صلاة قبجق بالمقصورة]

وفي يوم الجمعة المذكور صلّى قبجق بالمقصورة هو وجماعة كبيرة معهم العدد والنّشّاب

(4)

.

[وفاة كمال الدين الكركي]

112 -

وفي يوم السبت حادي عشر رجب توفي الشيخ الفقيه، كمال الدين، عبد الله بن علي بن سوندك بن كيار الكركي

(5)

، بمارستان نور الدين، ودفن بباب الصغير.

وكان لديه فضل ومعرفة، وله شعر.

وسمع كثيرا من الحديث في سنة تسع وأربعين وستماية/20 أ/وبعدها. وحدّث بنسخة أبي مسهر، عن إبراهيم بن خليل.

وكان أوذي أيام التتار، واستمرّ ألمه

(6)

إلى أن مات.

[رجوع طائفة من التتار]

وتشوّش الناس يوم الإثنين ثالث عشر رجب بسبب رجوع طائفة من التتار إلى

(1)

انظر عن (اليسري) في: المشتبه في الرجال 1/ 75، وتاريخ الإسلام 458 رقم 740 وفيه «البيسري» ، وتوضيح المشتبه 1/ 506.

(2)

وقال ابن ناصر الدين: «شيخ حنبليّ رأيته يبحث» (التوضيح).

(3)

لم يذكره غير البرزالي.

(4)

خبر الصلاة في: تاريخ الإسلام 94، والبداية والنهاية 14/ 11.

(5)

انظر عن (ابن كيار الكركي) في: برنامج الوادي آشي 146، والمعجم المختص 123 رقم 141، ومعجم شيوخ الذهبي 263 رقم 362، وتاريخ الإسلام 416 رقم 648، والوافي بالوفيات 17/ 340. وهو في رسالة عفيان 161 رقم 186 «الكرمي»، وهو غلط.

(6)

في رسالة عفيان 161 رقم 186 «أمله» ، وهو غلط.

ص: 69

ظاهر البلد. وكان الناس قد خرجوا للتفرّج في غياض السفرجل، فرجعوا مسرعين، ونهب بعضهم، ورمى بعضهم نفسه في النهر

(1)

.

[وفاة سبط ابن البليبل]

113 -

ومات الشيخ أحمد بن علي بن محمد بن قيصر

(2)

البغدادي، سبط ابن (البليبل)

(3)

الحمصيّ، المعروف بالحمصاني، من أهل الصالحية في يوم الخميس تاسع رجب بدمشق، ودفن بمقبرة باب شرقي.

روى لنا عن: ابن اللتّي «جزء أبي الجهم» ، وسمع أيضا من جعفر الهمداني، والسخاوي، والحافظ ضياء الدين، وغيرهم.

[وفاة الأمير سنجر الدواداري]

114 -

وفي ليلة الجمعة ثالث شهر رجب توفّي الأمير الكبير علم الدين، أبو موسى، سنجر

(4)

بن عبد الله الدواداري، الصالحي، بحصن الأكراد.

وكان قد التجأ إليه عقيب الكسرة ودفن هناك، رحمه الله تعالى وصلّينا عليه بدمشق يوم الجمعة الرابع والعشرين من رجب.

وكان أميرا جليلا، شجاعا، مثابرا على الجهاد، وعنده مشاركة في العلم واهتمام بالحديث، طلبه وسعى في تحصيل المرويّات العالية.

ومن شيوخه: الحافظ عبد العظيم، والرشيد العطّار، وابن البرهان، وجماعة من أصحاب البوصيري، وله «معجم» فيه مخرّج عن أكثر من مايتي شيخ، وحجّ

(1)

خبر رجوع الطائفة في: الدرّ الفاخر 36، وتاريخ الإسلام 94، وتاريخ سلاطين المماليك 79، والبداية والنهاية 14/ 11، والنهج السديد 3/ 505.

(2)

انظر عن (ابن قيصر البغدادي) في: العبر 5/ 393، وتاريخ الإسلام 383 رقم 578.

(3)

ليست في رسالة عفيان 162 رقم 188.

(4)

انظر عن (أبي موسى سنجر) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 87 رقم 128، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 344، والعبر 5/ 399، والمعين في طبقات المحدّثين 223 رقم 2312، والإشارة إلى وفيات الأعيان 386، والإعلام بوفيات الأعلام 92، وتذكرة الحفاظ 4/ 1488، والمعجم المختص 106،107 رقم 124، وتاريخ الإسلام 409،410 رقم 633، وتذكرة النبيه 1/ 229، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 147، والوافي بالوفيات 15/ 479 - 482 رقم 644، ومعجم شيوخ الذهبي 219،220 رقم 302، وأعيان العصر/460 - 464 رقم 734، وذيل التقييد 2/ 12،13 رقم 1066، ونهاية الأرب 31/ 409، وعقد الجمان (4) 114،115، والسلوك ج 1 ق 3/ 905، والمنهل الصافي 6/ 68 - 72 رقم 1109 والدليل الشافي 1/ 324 رقم 1105، والنجوم الزاهرة 8/ 193، والدارس 1/ 50،51، وشذرات الذهب 5/ 449، وموسوعة علماء المسلمين ق 2/ج 2/ 127،128 رقم 443، والنهج السديد 3/ 530،531.

ص: 70

وجاور، وسمع هناك من شيوخ مكة، ووقف أوقافا، وعمّر رباطا حسنا بالقدس، وكان مثابرا على الخيرات.

قرأت عليه «المعجم» أربعة عشر جزءا، وغير ذلك.

[وفاة مؤيّد الدين الزبيدي]

115 -

وفي ليلة الأربعاء منتصف رجب توفّي العدل مؤيّد الدين، علي بن إبراهيم بن الخطيب يحيى بن عبد الرزاق بن يحيى بن عامر بن كامل الزبيدي، المقدسي، عرف بابن خطيب عقربا

(1)

، وصلّي عليه ظهر الأربعاء بجامع دمشق، وحمل إلى الجبل.

ومولده في رجب سنة إحدى وعشرين وستماية.

وكان رجلا جيّدا، متودّدا إلى الناس/20 ب/باشر ديوان الأيتام وديوان الجامع، وغير ذلك.

روى عن ابن اللتّي، والفخر الإربلي، ومحمد بن غسّان، وأبي نصر بن الشيرازي، والناصح بن الحنبلي، وعن جدّه يحيى، وغيرهم.

[وفاة شمس الدين الواسطي]

116 -

وفي يوم الأربعاء منتصف رجب توفي الشيخ الصالح، المسند، شمس الدين، محمد بن علي بن أحمد بن فضل الواسطي

(2)

، أخو الشيخ تقيّ الدين ابن الواسطي، بالبلد

(3)

، ودفن يوم الخميس بالجبل.

ومولده تقريبا سنة خمس عشرة وستماية.

وكان شيخا كثير الرواية، سمع الكثير، وتفرّد ببعض المرويّات.

وحدّث عن ابن البنّ، وابن صصرى

(4)

، وابن أبي لقمة، وابن صبّاح، والإربلي، والمجد القزويني، وابن الزبيدي، وابن اللتّي، والكاشغري، ومحمد بن

(1)

انظر عن (ابن خطيب عقربا) في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 344 - 347، والعبر 5/ 401، والإشارة إلى وفيات الأعيان 386، ومعجم شيوخ الذهبي 354 رقم 509، وتاريخ الإسلام 424 رقم 668، وأعيان العصر 3/ 245 رقم 1099، وشذرات الذهب 5/ 450.

(2)

انظر عن (الواسطي) في: مشيخة عبد القادر اليونيني 101، والعبر 5/ 404، وتذكرة الحفاظ 4/ 1489، والمعين في طبقات المحدّثين 224 رقم 2314، والإشارة إلى وفيات الأعيان 386، ومعجم شيوخ الذهبي 531،532 رقم 793، وتاريخ الإسلام 448،449 رقم 720، وذيل التقييد 1/ 175 رقم 315، والنجوم الزاهرة 8/ 193، وشذرات الذهب 5/ 453، وبرنامج الوادي آشي 135،136.

(3)

في رسالة عفيان 163 رقم 191 «في البلد» ، والصحيح ما أثبتناه.

(4)

في رسالة عفيان 163 رقم 191 «حصري» ، وهو غلط.

ص: 71

غسّان، وجعفر الهمداني، وغيرهم، سماعا. وعن الشيخ موفّق الدين، (و)

(1)

موسى بن عبد القادر الجيلي، والشهاب بن راجح حضورا.

وخرّج له شمس الدين ابن الذهبي «عوالي» قرأتها عليه

(2)

.

[تشويش الناس بدمشق]

وحصل تشويش للناس عصر يوم الأربعاء المذكور. وقيل إن قبجق يريد الانفصال عن التتار، ويبقى أمر البلد مضيّعا، ونودي من جهة أرجواش بالجامع:

احفظوا البلد، والزموا الأسوار، وأخرجوا العدد. وجفّل الناس من خارج البلد.

وبات الناس ليلة الخميس، وهو خميس النصارى في شدّة وخوف.

وسافر ليلا قبجق ورفاقه وأتباعه، وكذلك عزّ الدين ابن القلانسيّ، وجماعة إلى لقاء العساكر المصرية

(3)

.

[تدبير أرجواش أمر البلد]

وأصبح الناس بدمشق يوم الخميس فلم يفتح من أبواب البلد شيء، واجتمع خلق ظاهر البلد ممّن كان خرج ببعض حوائجه وأهله، فلما ارتفع النهار فتح باب النصر لقربه من القلعة، ودبّر أرجواش أمر البلد، ونادى مرارا كثيرة بحفظ الأسوار، ومن بات في داره شنق، ومن فتح دكّانه غير الخبّازين والطبّاخين شنق، وشدّد في ذلك. ولم يبق في البلد من جهة التتار أحد البتّة في هذا اليوم.

ثم نودي في النهار المذكور: افتحوا دكاكينكم، فإذا كان/21 أ/ (مساء)

(4)

فالزموا الأسوار

(5)

.

(1)

في رسالة عفيان 163 رقم 191 من غير (و).

(2)

قال الذهبي 448: «خرجت له عوالي في جزء ضخم. وخرّج له ابن النابلسي مشيخة في جزءين» .

(3)

خبر التشويش في: «الدرّ الفاخر» 36، وتاريخ الإسلام 94، وتاريخ سلاطين المماليك 79، والبداية والنهاية 14/ 11، والنهج السديد 3/ 506.

(4)

في رسالة عفيان 164 رقم 192 «إذا كان شيء» ، والصحيح ما أثبتناه.

(5)

خبر أرجواش في: الدرّ الفاخر 36،37، ونهاية الأرب 27/ 411 - 413، ودول الإسلام 2/ 204، وتاريخ الإسلام 94،95، والمختصر في أخبار البشر 4/ 43،44، وتاريخ ابن الوردي 2/ 247،248، ومرآة الجنان 4/ 230، والبداية والنهاية 14/ 11، وتذكرة النبيه 1/ 220، 221، وتاريخ ابن خلدون 5/ 413 - 415، ومآثره الإنافة 2/ 120،121، وتاريخ سلاطين المماليك 80، والسلوك ج 1 ق 3/ 886 - 908، والنجوم الزاهرة 8/ 117 - 128، وتاريخ ابن سباط 1/ 521، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 403 - 407، وتاريخ الأزمنة 278 - 280، ومنتخب الزمان 2/ 328.

ص: 72

[وفاة ابن جعوان]

117 -

وتوفّي محمد بن شمس الدين عمر بن عبّاس بن جعوان

(1)

يوم الخميس سادس عشر رجب، ودفن بمقبرة باب الصغير بتربة بني الشيرجي.

وكان سمع كثيرا مع ابن عمّه الإمام شمس الدين، رحمهما الله تعالى.

[الحسبة بدمشق]

وفي هذا اليوم رتب بدر الدين يوسف بن النخيلي في الحسبة بدمشق بأمر أرجواش.

[إعادة الخطبة للملك الناصر]

وفي يوم الجمعة السابع عشر من رجب أعيدت الخطبة بجامع دمشق لصاحب مصر السلطان الملك الناصر مقرونا باسم الخليفة على القاعدة الأولى، وفرح الناس بذلك، ورفعوا أصواتهم بالدعاء، وقد كان اسمهما أسقط من الخطبة من سابع ربيع الآخر، فالمدّة ماية يوم

(2)

.

[كسر جرار الخمر بدمشق]

وفي بكرة الجمعة المذكورة دار الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّة بدمشق على ما جدّد من الخمّارات، فبدّد الخمور، وكسّر الجرار، وشقّ الظروف، وعزّر الخمّارين هو وجماعته

(3)

.

[مبيت الناس على الأسوار]

ولازم الناس هذه الليالي المبيت على الأسوار، وأظهروا عددا حسنة وتجمّلا

(4)

. وكان الشيخ تقيّ الدين وأصحابه يمشون على الناس، ويقرأ الشيخ عليهم سور القتال وآيات الجهاد وأحاديث الغزو والرباط والحراس، ويحثّهم على ذلك ويحرّضهم.

(1)

لم يذكره غير البرزالي. وستأتي ترجمة ابنه أحمد برقم 143.

(2)

خبر الخطبة في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 329، ونهاية الأرب 31/ 401، وتاريخ الإسلام 95، وتاريخ سلاطين المماليك 79، والعبر 5/ 392، والبداية والنهاية 14/ 11، والنفحة المسكية 107، والسلوك ج 1 ق 3/ 900، وعقد الجمان (4) 47، والنجوم الزاهرة 8/ 128، ومنتخب الزمان 2/ 376.

(3)

خبر جرار الخمر في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 329، ونهاية الأرب 31/ 401، وتاريخ الإسلام 95، وتاريخ سلاطين المماليك 79، والبداية والنهاية 14/ 11، والسلوك ج 1 ق 3/ 900، وعقد الجمان (4)47.

(4)

النهج السديد 3/ 506.

ص: 73

[تزيين دمشق]

ونودي بكرة السبت الثامن عشر من رجب بالأمر بزينة البلد مع ملازمة السور، فشرع الناس في الزينة

(1)

.

[وفاة نقيب الجنائز]

118 -

ومات يوم السبت المذكور الموفّق القيسي

(2)

، نقيب الجنائز بالأمينية، ودفن بمقابر باب الصغير.

[فتح باب الفرج]

وفتح يوم الأحد تاسع عشر رجب باب الفرج مضافا إلى باب النصر، ففرح الناس بذلك وانتفعوا بفتحه.

[وفاة طلحة القرشي]

119 -

وتوفّي الصدر شمس الدين، طلحة

(3)

بن الخضر بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن الحسن بن علي بن محمد بن يحيى بن علي بن عبد العزيز القرشي، الدمشقيّ، يوم الجمعة الرابع والعشرين من رجب، ودفن من يومه بالجبل.

روى لنا عن ابن علاّن، وسمع من الصدر البكري، وجماعة.

وكان من المعدّلين بدمشق ومن أرباب البيوت والثروة.

[وفاة عماد الدين المقدسي]

120 -

وتوفي الشيخ عماد الدين، أبو إسحاق، إبراهيم بن أحمد بن محمد بن خلف بن راجح بن بلال بن/21 ب/عيسى بن زريق بن فتح المقدسي

(4)

بالجبل، في يوم الجمعة الرابع والعشرين من رجب، ودفن من يومه بسفح قاسيون.

ومولده في العشرين من شعبان سنة ثمان وعشرين وستماية بسفح قاسيون.

وكان شيخا حسنا من العدول، وكان متصدّيا لقسمة الأملاك ومسح الأراضي من جهة القضاة.

(1)

خبر التزيين في المصادر السابقة.

(2)

انظر عن (الموفق القيسي) في: تاريخ الإسلام 458 رقم 741.

(3)

انظر عن (طلحة) في: معجم شيوخ الذهبي 250 رقم 344، وتاريخ الإسلام 415 رقم 645، وأعيان العصر 2/ 622 رقم 831، والوافي بالوفيات 16/ 486 رقم 531، والدليل الشافي 1/ 368 رقم 1265، والمنهل الصافي 6/ 431 رقم 1268.

(4)

انظر عن (ابن فتح المقدسي) في: العبر 5/ 395، ومعجم شيوخ الذهبي 99 رقم 121، وتاريخ الإسلام 391 رقم 592، والمقفّى الكبير 1/ 39 رقم 13، وشذرات الذهب 5/ 445.

ص: 74

سمع من والده، وإسماعيل

(1)

بن ظفر، والحافظ ضياء الدين، وأجاز له من بغداد: السّهروردي، وابن روزبة، وعمر بن كرم، وجماعة في سنة تسع وعشرين وستماية. ومن أصبهان: محمود بن مندة، ومحمد بن عبد الواحد المديني، وغيرهما. وظهر بعد موته حضوره على ابن الزبيدي، وسماعه على ابن قميرة، وهو سبط الشيخ عماد الدين إبراهيم بن عبد الواحد المقدسيّ.

[وفاة جماعة]

121 -

وممّن مات في رجب: الحاج زيد الكيّال.

122 -

وعبد اللطيف المعروف بشيخ البط.

123 -

وشمس الدين محمد بن عثمان بن القيّم الحنفيّ، الشاهد بباب الرواحية.

124 -

وعبد الرحمن بن الشيخ إبراهيم الحجّار، الخالديّ.

[وفاة القاضي الأسدي]

125 -

وفي يوم الأحد السادس والعشرين من رجب توفّي القاضي الأصيل، بهاء الدين، يوسف بن القاضي محيي الدين محمد بن محمد بن الشيخ عبد الرحمن بن علوان الأسدي

(2)

، الحلبي، بدمشق، ودفن من الغد، يوم الإثنين، بمقبرة الصوفية.

وكان مشهورا بقضاء سرمين وأعمالها، تولاّه مدّة، وكان له هيئة حسنة، ومن بيت معروف، وعنده كرم ورياسة ومروءة.

وروى لنا عن ابن قميرة، وابن رواحة، وابن خليل. حدّث بحلب، ودمشق، والقاهرة، وسرمين.

ومولده ليلة الجمعة رابع شعبان سنة تسع وثلاثين وستماية بحلب.

[وفاة الصاحب ابن الشيرجي الأنصاري]

126 -

وتوفّي الصدر الكبير الصاحب، فخر الدين، سليمان بن

(3)

شيخنا عماد الدين محمد بن شرف الدين أحمد بن الشيخ فخر الدين محمد بن عبد الوهاب بن عبد الله بن الشيرجي

(4)

الأنصاريّ، (في)

(5)

يوم الأربعاء التاسع

(1)

في رسالة عفيان 166 رقم 201 «سمع من والده اسماعيل» ، وهو غلط.

(2)

انظر عن (ابن علوان الأسدي) في: تاريخ الإسلام 462 رقم 754.

(3)

الصواب: «ابن» .

(4)

انظر عن (ابن الشيرجي) في: تاريخ الإسلام 434 رقم 690، والعبر 5/ 398،399، وشذرات الذهب 5/ 448.

(5)

ساقطة من رسالة عفيان 167 رقم 207.

ص: 75

والعشرين من رجب، بداره بدمشق، وصلّي عليه العصر بالجامع المعمور.

ودفن بمقابر باب الصغير، ومشى الناس في جنازته إلى باب البريد، ومن هناك أمرهم أرجواش بالرجوع، ونهاهم عن حضور الجنازة، ووقف جماعة من القلعة/ 22 أ/بالعصيّ يمنعون الناس، ومن تقدّم هزموه. ولما وصلت الجنازة إلى جهة القلعة أذن لولده شرف الدين أحمد في اتباعها ومعه الترسيم، وكان عنده حنق عليه لدخوله في أيام التتار.

وكان سمع من الشرف المرسي، ومن ابن الصلاح، وجماعة، ولم يحدّث بشيء.

وكان من أكابر البلد ورؤسائهم المشهورين، وهو معروف بالمكارم والتواضع والإحسان.

[وفاة فاطمة المقدسيّة]

127 -

وتوفّيت فاطمة

(1)

بنت الشيخ العالم، الزاهد، أبي العباس، أحمد بن أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسيّ، داخل البلد قبل انتقال المقادسة إلى الصالحية.

روت لنا عن إبراهيم بن خليل. ولها إجازة سبط السلفيّ، وجماعة في سنة خمسين وستماية.

وهي أخت الإمام شمس الدين عبيد الله لأمّه وبنت عمّه.

‌شعبان

[وفاة الأمير الزويزاني]

128 -

في ليلة مستهلّ شعبان مات الأمير عزّ الدين، أيبك الزّويزانيّ

(2)

، الحاجب، بقرية من قرى الساحل بقرب عسقلان، ودفن بها.

وكان جاوز السبعين.

[وفاة أمة العزيز]

129 -

وماتت أمّة العزيز

(3)

خديجة بنت يوسف بن غنيمة بن حسين البغدادي، يوم الخميس مستهلّ شعبان، ودفنت يوم الجمعة بالجبل.

(1)

انظر عن (فاطمة) في: تاريخ الإسلام 432 رقم 686.

(2)

انظر عن (الزويزاني) في: تاريخ الإسلام 405 رقم 623 وفيه: «الزويراني» .

(3)

انظر عن (أمّة العزيز) في: العبر 5/ 398، وتاريخ الإسلام 404 رقم 620، ومعجم شيوخ الذهبي 234 رقم 251، وبرنامج الوادي آشي 172، ومرآة الجنان 4/ 231، والوافي بالوفيات 13/ 296،297 رقم 360، ودرّة الحجال 1/ 264 رقم 399، وشذرات الذهب 5/ 447، وأعلام النساء 1/ 339 و 345.

ص: 76

وكانت عالمة تكتب وتقرأ، وسمعت من: ابن اللتّي، وابن أبي الصقر، وابن الشيرازي، وابن المقيّر، وكريمة، وغيرهم. وسمعت بالقاهرة من ابن الجمّيزي، وعلي بن مختار بن نصر العامريّ، وغيرهما.

قرأت عليها بدمشق وبطريق الحجاز بالعلا وتبوك ومعان.

ومولده سنة ثمان وعشرين وستماية

(1)

.

[وصول جماعة من الجيش إلى دمشق]

ووصل جماعة من جيش المسلمين إلى دمشق يوم السبت ثالث شعبان.

وكثرت الأخبار بخروج السلطان والجيش ووصول بعضهم إلى غزّة وقرب وصولهم، وكان خروج السلطان والجيش في تاسع رجب.

[وفاة موفق الدين المقدسي]

130 -

وتوفّي الشيخ موفّق الدين، محمد بن يوسف بن إسماعيل بن إبراهيم بن طلحة

(2)

المقدسيّ، الشاهد، الحنبليّ، يوم الأحد رابع شعبان بدمشق، ودفن بالجبل.

روى لنا عن ابن المقيّر، «جزء عباس الترقفي» ، وغيره.

ومولده في منتصف رجب سنة أربع وعشرين وستماية.

وكان رجلا جيّدا. /22 ب/كثير التودّد إلى الناس.

[وفاة معين الدين اللخمي]

131 -

وتوفّي معين الدين خطّاب

(3)

بن محمد بن زنطار بن حريز

(4)

بن رافع اللخمي، الأشرفي، متولّي أمر الأثر (الشريف)

(5)

النبويّ بدار الحديث الأشرفية في بكرة الإثنين خامس شعبان بتربة أمّ الصالح. ودفن بالجبل من يومه، وعمل عزاؤه بتربة أمّ الصالح.

(1)

وقال الذهبي: تعرف ببنت القيّم، كان أبوها قيّم حمّام، فحرص عليها لما رأى نجابتها، وأسمعها الكثير، وعلّمها الخط والقرآن والوعظ وغير ذلك. وكانت تعظ النساء، ثم تركت ذلك ولزمت بيتها. وهي زوجة الحاج محمود الذهبي. . . وقرأت مقدّمتين في العربية أو أكثر، وأعربت على النحاة. وقرأ لنا عليها البرزالي، أبقاه الله، مقامات الحريري، وكانت قد تفرّدت بها بدمشق. (تاريخ الإسلام 404).

(2)

انظر عن (ابن طلحة) في: معجم شيوخ الذهبي 589 رقم 874، والعبر 5/ 405، وتاريخ الإسلام 457 رقم 738، وشذرات الذهب 5/ 454.

(3)

انظر عن (خطاب) في: تاريخ الإسلام 403 رقم 617.

(4)

في رسالة عفيان 170 رقم 213 «حرير» وهو غلط.

(5)

كلمة «الشريف» ليست في رسالة عفيان 170.

ص: 77

روى لنا عن فرج القرطبيّ، وعثمان بن خطيب القرافة. وسمع على جماعة بدار الحديث الأشرفية.

ومولده مستهلّ سنة ثمان وأربعين وستماية بدمشق.

[مفارقة العساكر للسلطان بالصالحية]

واشتهر بدمشق يوم الأحد أنّ العساكر فارقوا السلطان بالصالحية، وتقدّموا كلّهم وتركوه هناك راجعا إلى قلعة القاهرة.

[وفاة شمس الدين بن كندي]

132 -

وتوفي شمس الدين، محمد بن محمد بن عمر بن كندي

(1)

، في ليلة الخميس ثامن شعبان، ودفن من الغد بمقبرة باب الفراديس.

وكان مشكورا يعاني الجندية، وفيه الدين والخير والمروءة والشجاعة.

وهو أخو العدل نجم الدين بن كندي.

[وفاة الفقيه الهذباني]

133 -

وتوفّي الشيخ الفقيه، الصالح، نجم الدين، حسن بن هارون بن حسن الهذباني

(2)

، الشافعيّ، أحد أصحاب الشيخ محيي الدين النّواويّ، في يوم الجمعة تاسع شعبان، بالمدرسة الأكزيّة

(3)

بدمشق.

وكان فقيها صالحا، خيّرا، كتب العلم وحفظه، وعنده فوائد كثيرة، وكان متورّعا قانعا، مواظبا على الطاعات.

سمع من ابن عبد الدائم، وجماعة، ولم يحدّث.

[وفاة فاطمة المقدسية]

134 -

وفي يوم الثلاثاء سادس شعبان توفّيت أمّ محمد، فاطمة

(4)

بنت عبد الله بن الرضيّ عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبّار المقدسيّ، بالجبل، ودفنت هناك من يومها.

روت لنا عن كريمة، وسمعت من الضياء، واليلداني، وغيرهم.

(1)

لم يذكره غير البرزالي.

(2)

انظر عن (الهذباني) في: تاريخ الإسلام 402 رقم 613، وطبقات الشافعية الكبرى 9/ 408، والوافي بالوفيات 12/ 283، وأعيان العصر 2/ 255 رقم 588 وهو مكرّر، والمنهل الصافي 5/ 144 رقم 935، والدليل الشافي 1/ 271 رقم 933.

(3)

المدرسة الأكزية: بناها أكز حاجب نور الدين محمود، وتمّت عمارتها في أيام صلاح الدين الأيوبي، ووقف عليها في سنة 587 هـ. (الدارس 1/ 124).

(4)

انظر عن (فاطمة) في: تاريخ الإسلام 433 رقم 687.

ص: 78

وهي زوجة الشهاب بن أبي راجح.

ووجدت سماعها حضورا في صفر سنة ثلاث وثلاثين وستماية.

وذكرت أنها ولدت بعد موت جدّها، وكان موته في صفر سنة خمس وثلاثين وستماية.

[وفاة محيي الدين المقدسي]

135 -

وفي ليلة السبت عاشر شعبان توفّي الشيخ محيي الدين أبو بكر

(1)

بن الخطيب نجيب الدين عبد الله بن عمر بن يوسف بن يحيى بن عامر بن كامل المقدسيّ ابن خطيب بيت الآبار وأخو خطيبها، داخل البلد، ودفن يوم السبت بقرية بيت الآبار.

ومولده بالقرية المذكورة/23 أ/في سنة أربع وعشرين وستماية.

وكان رجلا جيّدا، (مؤذّنا بالقرية)

(2)

، وحجّ.

وروى لنا عن ابن اللتّي، والفخر الإربلي، وغيرهما.

[عودة الجيش من مصر]

ووصل من الديار المصرية إلى دمشق الجيش المختصّ بها، مقدّمه الأمير جمال الدين الأفرم يوم السبت عاشر شعبان، وخرج الناس لرؤيتهم، وشكروا الله تعالى على ما منّ به من تراجع أمرهم

(3)

.

[التدريس بالأمينية]

وذكر الدرس القاضي جلال الدين القزويني أخو قاضي القضاة إمام الدين، بالمدرسة الأمينية، في يوم الأحد حادي عشر شعبان، عوضا عن أخيه

(4)

.

[فتح باب الفراديس]

وفي هذا اليوم فتح باب الفراديس أيضا.

(1)

انظر عن (أبي بكر) في: العبر 5/ 408، ومعجم شيوخ الذهبي 672 رقم 1013، وتاريخ الإسلام 464 رقم 757، وشذرات الذهب 5/ 455.

(2)

ما بين القوسين ليس في رسالة عفيان 171 رقم 218.

(3)

خبر عودة الجيش في: نزهة المالك والمملوك 181، وتاريخ الإسلام 95، وتاريخ سلاطين المماليك 80، والبداية والنهاية 14/ 11، والسلوك ج 1 ق 3/ 900،901، والنجوم الزاهرة 8/ 130.

(4)

خبر الأمينية في: نهاية الأرب 31/ 406، وتاريخ الإسلام 96، والبداية والنهاية 14/ 11، والسلوك ج 1 ق 3/ 901، وعقد الجمان (4)80.

ص: 79

[وصول بقية الجيش إلى دمشق]

ووصل إلى دمشق في يوم الأحد حادي عشر شعبان بقيّة عسكر الشام، منهم الأمير شمس الدين قرا سنقر المنصوري، والأمير سيف الدين قطلوبك، ودخل في تجمّل حسن.

ودخل يوم الإثنين ثاني عشر شعبان ميسرة الجيش المصري، ومنهم الأمير بدر الدين أمير سلاح.

[وفاة تقيّ الدين المقدسي]

136 -

وتوفّي تقيّ الدين، عبد الله بن الشيخ عز الدين أحمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي

(1)

بن يوسف بن محمد بن قدامة المقدسي، الحنبليّ، في ليلة الإثنين ثاني عشر شعبان، ودفن من الغد بالجبل بتربة الشيخ الموفّق.

روى لنا عن إبراهيم بن خليل، وغيره.

وكان فقيها، كتب الكثير وسمع، وكتب الطباق، وصار نقيبا للقاضي الحنبليّ قبل موته نحو شهر.

ومولده سنة إحدى وخمسين وستماية.

وله حضور على خطيب مردا وهو في ثاني سنة من عمره، وسمع من جدّه، ومن عمّ والده الفقيه محمد بن عبد الهادي، وابن عبد الدائم، وغيرهم.

[وفاة جمال الدين بن الهندي]

137 -

وتوفّي الشيخ الفقيه، العدل، جمال الدين، أحمد بن محمد

(2)

بن عبد الله الشافعي، المعروف بابن الهندي

(3)

، بمسجده بالعقيبة، ليلة الإثنين ثاني عشر شعبان. ودفن من الغد بالجبل.

وكان رجلا جيّدا، من أهل القرآن والخير والأمانة والعدالة.

[دخول نائب السلطنة دمشق]

ودخل يوم الثلاثاء ثالث عشر شعبان ميمنة الجيش المصري، ومقدّمهم الأمير حسام الدين أستاذ الدار.

/23 ب/ودخل يوم الأربعاء رابع عشر شعبان قلب الجيش والمماليك السلطانية، ودخل معهم نائب السلطنة الأمير سيف الدين سلار.

(1)

انظر عن (ابن عبد الهادي) في: تاريخ الإسلام 415 رقم 646، وأعيان العصر 2/ 656 رقم 857.

(2)

في رسالة عفيان 173 رقم 224 «محمود» ، والصحيح ما أثبتناه.

(3)

لم يذكره غير البرزالي.

ص: 80

وممّن دخل بتجمّل حسن الأمير سيف الدين الطبّاخي، وكان معهم الملك العادل زين الدين كتبغا، دخل في خدمة نائب السلطنة، ونزل

(1)

جميع الجيش بالمرج

(2)

.

[وفاة الأمير بدر الدين بيليك]

138 -

ومات يوم الأربعاء رابع عشر شعبان بدر الدين، بيليك

(3)

، عتيق الشيخ ضياء الدين بن الحمويّ.

وكان سمع معنا كثيرا من الحديث.

[تولية القضاء والحسبة]

وولي قضاء القضاة الخطيب بدر الدين ابن جماعة، والحسبة أمين الدين العجميّ، كلاهما يوم الخميس منتصف شعبان.

[وفاة شمس الدين بن غانم]

139 -

وتوفّي الشيخ الصدر الكبير، العالم، شمس الدين، محمد بن سلمان بن حمائل بن علي المقدسي، المعروف بابن غانم

(4)

، في يوم الجمعة سادس عشر شعبان، ودفن يوم السبت بالجبل.

وروى لنا عن ابن حمّويه، وابن الصلاح.

وكان من أعيان الناس معروفا بالكتابة، والكفاءة، والمعرفة، والتقدّم، وحسن المحاضرة، وحصّل كتبا نفيسة، وولّي التدريس بالمدرسة العصرونية وغيرها.

وسمع أيضا في سنة ثلاث وثلاثين وستماية من الشيخ تقيّ الدين يوسف بن عبد المنعم بن نعمة بنابلس، وسمع بدمشق من القرطبي، وابن مسلمة، وجماعة.

وسألته عن مولده فقال: في سنة سبع عشرة وستماية

(5)

.

(1)

في رسالة عفيان 173 رقم 226 «وترك» ، والصحيح ما أثبتناه.

(2)

خبر نائب السلطنة في: نزهة المالك والمملوك 181، وتاريخ الإسلام 95، وتاريخ سلاطين المماليك 80، والبداية والنهاية 14/ 11، والسلوك ج 1 ق 3/ 900،901، والنجوم الزاهرة 8/ 130، والنهج السديد 3/ 529،530.

(3)

لم يذكره غير البرزالي.

(4)

انظر عن (ابن غانم) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 156 رقم 254، والعبر 5/ 402،403، وتاريخ الإسلام 441، رقم 709، والإشارة إلى وفيات الأعيان 386، والإعلام بوفيات الأعلام 293، ومعجم شيوخ الذهبي 498 رقم 734، وذيل مرآة الزمان 4/ورقة 348 وفيه «محمد بن سليمان» ، ومرآة الجنان 4/ 232 وفيه «محمد بن سليمان» ، والبداية والنهاية 14/ 14 وفيه «سليمان» ، وأعيان العصر 4/ 452 رقم 1578، وعيون التواريخ 23/ 296،297، وعقد الجمان (4) 92،93، والنجوم الزاهرة 8/ 193، وشذرات الذهب 5/ 451.

(5)

وقال الذهبي: وسمعت منه كتاب «مجابي الدعوة» لابن أبي الدنيا. (تاريخ الإسلام 442).

ص: 81

[نظر الدواوين بالشام]

وباشر الصدر تاج الدين ابن الشيرازي نظر الدواوين بالشام، عوضا عن فخر الدين ابن الشيرجي يوم السبت سابع عشر شعبان مع الأمير سيف الدين أقجبا المشدّ على باب الأمير الوزير شمس الدين الأعسر

(1)

.

[ولاية البرّ بدمشق]

وباشر الأمير عزّ الدين أيبك الدوادار النجيبي ولاية البرّ بدمشق في التاريخ المذكور بعد أن جعل من أمراء الشام

(2)

.

[وفاة إمام مغارة العزيز]

140 -

وتوفّي الشيخ شهاب الدين

(3)

إمام مغارة العزيز بالجبل، أحد فقهاء الظاهرية، والغزالية (فجأة)

(4)

في يوم الخميس منتصف شعبان.

وكان رجلا جيّدا مباركا، له سمت حسن.

[وفاة زين الدين الزرادي]

141 -

/24 أ/وتوفّي زين الدين خضر

(5)

بن دانيال الزرّادي، (الضرير)

(6)

، المقرئ، في يوم الأحد ثامن عشر شعبان.

وكان ذكيّا، فاضلا، حسن التلاوة، ويخيط الثياب، ويدخل الخيط في الإبرة وهو أعمى.

[وفاة برهان الدين المعرّي]

142 -

وتوفّي برهان الدين (إبراهيم)

(7)

بن أبي بكر بن سالم المعرّي

(8)

، ثم الدمشقي. عرف بشيخ قيسارية (الشرب)

(9)

، في يوم الثلاثاء العشرين من شعبان، وصلّي عليه العصر.

(1)

خبر الدواوين في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 330، وتاريخ الإسلام 96، والبداية والنهاية 14/ 11، وعقد الجمان (4)80.

(2)

خبر ولاية البر في: تاريخ الإسلام 96 وفيه «النجمي» بدل «النجيبي» ، والبداية والنهاية 14/ 12، والسلوك ج 1 ق 3/ 901.

(3)

انظر عن (شهاب الدين) في: تاريخ الإسلام 413 رقم 639.

(4)

كلمة «فجأة» ليست في رسالة عفيان 174 رقم 232.

(5)

انظر عن (خضر) في: تاريخ الإسلام 402،403 رقم 615.

(6)

في رسالة عفيان 174 رقم 233 «المفسر» ، والصحيح ما أثبتناه.

(7)

في رسالة عفيان 174 رقم 234 «برهان الدين أبو عمر بن أبي بكر» وهو غلط.

(8)

لم يذكره غير البرزالي.

(9)

في رسالة عفيان 174 رقم 234 «قيسارية النيرب» ، وهو غلط.

ص: 82

[وفاة بدر الدين الشيرجي]

143 -

وكذلك توفّي بدر الدين، موسى

(1)

بن الصدر فخر الدين سليمان بن الشيرجي، ودفن ظهر الثلاثاء المذكور بمقابر باب الصغير بعد والده بعشرين يوما.

[وفاة ابن الصارم أزبك]

144 -

وتوفّي علي بن الصارم أزبك

(2)

بن عبد الله، عتيق ابن درع التاجر، بجيرون، الساكن بدرب الشعّارين، يوم الأربعاء الحادي والعشرين من شعبان.

(و)

(3)

كان شابا، حسنا، عاقلا.

[التدريس بمدرسة أمّ الصالح]

ودرّس الشيخ كمال الدين ابن الزملكانيّ في يوم الأربعاء الحادي والعشرين من شعبان بمدرسة أمّ الصالح بدمشق، عوضا عن القاضي جلال الدين القزوينيّ.

[قضاء الحنفية بدمشق]

وولي قضاء الحنفية بدمشق القاضي شمس الدين ابن العدل صفيّ الدين الحريري

(4)

، الحنفيّ، يوم الأربعاء الحادي والعشرين من شعبان، وباشر يوم الخميس، وحضر الناس عنده للتهنئة، وفرح الناس به، واتفق عليه أعيان البلد لديانته وفضيلته.

[وفاة ابن جعوان الأنصاري]

145 -

وتوفّي الشيخ الإمام، الزاهد، الورع، الصالح، شهاب الدين أحمد بن كمال الدين محمد بن شهاب الدين عباس بن جعوان

(5)

الأنصاري، الشافعيّ، يوم الخميس الثاني والعشرين من شعبان، بالمدرسة الناصرية بدمشق، ودفن عصر النهار بمقبرة باب الصغير، رحمه الله تعالى.

وكان فقيها، فاضلا، متقشّفا، منقطعا عن الناس. سمع الكثير بإفادة أخيه

(1)

لم يذكره غير البرزالي.

(2)

لم يذكره غير البرزالي.

(3)

حرف «و» سقط من رسالة عفيان 176 رقم 236.

(4)

خبر قضاء الحنفية في: نهاية الأرب 31/ 406، وتاريخ الإسلام 96 وفيه «الجريري» ، والبداية والنهاية 14/ 11، والسلوك ج 1 ق 3/ 901، وعقد الجمان (4)8.

(5)

انظر عن (ابن جعوان) في: العبر 5/ 394، وتاريخ الإسلام 385 رقم 582، وأعيان العصر 1/ 226 رقم 114 وفيه «أحمد بن العباس بن جعوان» ، وأعاده ثانية على الصحيح كما هو أعلاه في ج 1/ 379 رقم 192، والوافي بالوفيات 7/ 11، والمنهل الصافي 1/ 328، وشذرات الذهب 5/ 444، والعقد المذهب 379 رقم 1475، وطبقات الشافعية الكبرى 8/ 35.

ص: 83

شمس الدين. وحدّث «بجزء ابن عرفة» عن ابن عبد الدائم، وكان يكتب في الفتوى ويعتمد عليه في نقل مذهب الشافعيّ رضي الله عنه.

[وفاة تقيّ الدين المقدسيّ]

146 -

وتوفّي تقيّ الدين، أحمد بن عبد الله بن عمر بن عوض بن خلف بن راجح

(1)

المقدسي، في يوم السبت الرابع والعشرين من شعبان بالجبل، ودفن هناك.

وكان محتسب الصالحية، ويشهد على القضاة.

وحدّث عن ابن عبد الدائم.

/24 ب/وهو أخو قاضي القضاة عزّ الدين عمر الحنبليّ قاضي الديار المصرية.

[وفاة بدر الدين المرسي]

147 -

وتوفي الشيخ الزاهد، بدر الدين، حسن بن علي بن يوسف بن هود

(2)

المغربي، المرسي، في عشيّة الإثنين السادس والعشرين من شعبان، ودفن بكرة الثلاثاء بالجبل، وصلّى عليه قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة، ومشينا مع جنازته.

وسألته عن مولده فقال: في ثالث عشر شوال سنة ثلاث وثلاثين وستماية بمرسيه.

وكان من أصحاب ابن سبعين، وله اشتغال بالحكمة والطبّ، وعنده غفلة وإعراض عن الدنيا، وحجّ مرات، ودخل اليمن، وذكر أن والده كان نائب السلطنة بمرسية عن أخيه الخليفة المتوكّل أبي عبد الله محمد بن يوسف بن هود صاحب الأندلس.

[وفاة شرف الدين الأزدي]

148 -

وتوفّي الشيخ العدل، الرئيس، شرف الدين، عبد العزيز بن فخر الدين عبد الرحمن بن مخلص الدين عبد الواحد بن عبد الرحمن بن عبد الواحد بن محمد بن المسلم بن هلال الأزدي

(3)

، الدمشقيّ، يوم الثلاثاء السابع والعشرين من شعبان، ودفن آخر النهار بالجبل.

(1)

انظر عن (ابن راجح) في: تاريخ الإسلام 380 رقم 574.

(2)

انظر عن (ابن هود) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 65،66 رقم 100 وفيه: أبو علي الحسن بن هود المغربي، والعبر 5/ 397، وتاريخ الإسلام 400،401 رقم 612، والإعلام بوفيات الأعلام 293، والإشارة إلى وفيات الأعيان 386، ومسالك الأبصار (مركز زايد) ج 8/ 395 - 401 رقم 100، وأعيان العصر 2/ 200 - 205 رقم 571، والوافي بالوفيات 12/ 156، وفوات الوفيات 1/ 345، رقم 122، وتذكرة النبيه/231،232، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 150، والمقفى الكبير 3/ 432 رقم 1201، والسلوك ج 1 ق 3/ 905، وعقد الجمان (4) 109 - 113، وشذرات الذهب 5/ 447.

(3)

انظر عن (ابن هلال الأزدي) في: تاريخ الإسلام 420 رقم 657 وفيه «عبد العزيز بن عبد الرحيم» .

ص: 84

وكان رجلا ساكنا، معروفا بالشهادة على القضاة والشهادة بالقيم في الأملاك.

وروى الحديث عن جدّه، وعن السخاوي، والقرطبيّ، وجماعة.

ومولده في سنة ستّ وثلاثين وستماية بدمشق.

[وفاة الفقيه فخر الدين المصري]

149 -

وتوفّي الفقيه فخر الدين المصري

(1)

، الملقّب بعين غين، يوم الأربعاء الثامن والعشرين من شعبان بالمدرسة الناصرية، وصلّي عليه الظهر بالجامع.

وكان فقيها، نبيها، مشتغلا، وحجّ، وسعى قبل موته بنحو شهر في أن يؤذن له في الفتوى، فحصل له ذلك، وقام الناس عليه في ذلك، ولم ينتفع بما سعى فيه.

[وفاة شهاب الدين ابن دبوقا]

150 -

وتوفي شهاب الدين، أحمد بن بهاء الدين القاسم بن جعفر بن علي بن محمد بن حبيش، عرف بابن دبوقا

(2)

، في آخر يوم الأربعاء الثامن والعشرين من شعبان، ودفن يوم الخميس بالجبل.

وكان رجلا جيّدا، مشكور السيرة.

وهو أخو الشيخ رضيّ الدين (ابن)

(3)

دبوقا المقرئ.

[وفاة زين الدين ابن جماعة]

151 -

وتوفّي الفقيه العدل، زين الدين، عمر بن حسن بن جبريل

(4)

الحمويّ، نقيب قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة في ليلة الجمعة آخر يوم/25 أ/ شعبان، ودفن بعد صلاة الجمعة بمقبرة باب الفراديس.

‌رمضان

[الجلوس بدار العدل]

جلس الأمير سيف الدين سلار في دار العدل بالميدان

(5)

والقضاة والأمراء يوم السبت أول رمضان.

(1)

لم يذكره غير البرزالي.

(2)

انظر عن (ابن دبوقا) في: تاريخ الإسلام 385 رقم 581.

(3)

كلمة «ابن» ليست في رسالة عفيان 177 رقم 244.

(4)

انظر عن (ابن جبريل) في: تاريخ الإسلام 430 رقم 678.

(5)

في رسالة عفيان 178 رقم 246 «بالأعيان» ، والصحيح ما أثبتناه.

ص: 85

[رفع الستائر من القلعة]

ورفع الأمير علم الدين أرجواش الطوارق والستائر من القلعة في ثالث رمضان.

[التدريس بالخاتونية]

وذكر الدرس بالخاتونية داخل دمشق قاضي القضاة شمس الدين قاضي الحنفية في ثاني رمضان، عوضا عن قاضي القضاة حسام الدين الحنفيّ.

[وفاة الشيخ ناصر الملقّن]

152 -

ومات الشيخ ناصر

(1)

الملقّن بجامع الجبل أخو أمين الدين الخيّاط.

[وفاة الفقاعي]

153 -

ومحمد بن عمر الفقاعي

(2)

أبوه جوار الرواحيّة، كلاهما، في خامس رمضان.

[وفاة رضوان السوادي]

154 -

ومات الشيخ رضوان بن أحمد بن عبيد السوادي

(3)

، الملقّن بدار الحديث الأشرفية، وبالجامع، يوم الخميس سادس رمضان بالظاهرية.

روى «جزء الوحشي»

(4)

عن شيخنا ابن الأوحد.

[الخلعة على ابن القلانسي]

وخلع على الصدر عزّ الدين ابن القلانسي خلعة فاخرة في يوم السبت ثامن رمضان، وجعل ولده عماد الدين عبد العزيز شاهدا بديوان الخزانة.

[عودة الجيش إلى مصر]

ورجع الأمير سيف الدين سلار نائب السلطنة إلى الديار المصرية بالجيش المصري كلّه في يوم السبت ثامن شهر رمضان، وباقي الجيش تفرّق بالبلاد الشامية في شهر شعبان

(5)

.

(1)

انظر عن (ناصر) في: تاريخ الإسلام 458 رقم 742.

(2)

في رسالة عفيان 178 رقم 250 «القضاعي» ، والصحيح ما أثبتناه.

(3)

انظر عن (السوادي) في: معجم شيوخ الذهبي 195،196 رقم 262، وتاريخ الإسلام 405 رقم 622.

(4)

في رسالة عفيان 178 رقم 251 «والوحشي» بالحاء المهملة، والصحيح ما أثبتناه بالمعجمة.

(5)

خبر عودة الجيش في: الدرّ الفاخر 39، ونزهة المالك والمملوك 182، وزبدة الفكرة 345، ونهاية الأرب 31/ 406، وتاريخ الإسلام 96، ودول الإسلام 2/ 204، وتاريخ سلاطين المماليك 80، والبداية والنهاية 14/ 11 والنجوم الزاهرة 8/ 130.

ص: 86

[وفاة نجم الدين ابن تيميّة]

155 -

وتوفي الشيخ الخطيب، العدل، نجم الدين، عبد اللطيف

(1)

بن عزّ الدين عبد العزيز بن الشيخ العلاّمة مجد الدين عبد السلام بن عبد الله بن تيميّة الحرّاني، في يوم السبت آخر النهار الثامن من شهر رمضان، ودفن ضحى يوم الأحد بمقابر الصوفية، إلى جانب عمّه الشيخ شهاب الدين، رحمه الله. وصلّى عليه ابن عمّه، ثم قاضي القضاة الشافعيّ والحنفي.

روى عن جدّه، وعن عيسى بن الخياط، وابن عبد الدائم.

وكان من العدول الأمناء المحترزين المشكورين، وخطب بحرّان مدّة

(2)

سنين.

ومولده في عاشر رجب سنة ثمان، وثلاثين وستماية بحرّان.

[وفاة شمس الدين البعلبكي]

156 -

وتوفّي الإمام العالم، المفتي، الفاضل، شمس الدين، أبو عبد الله، محمد بن الشيخ الإمام، الزاهد، بقيّة السلف، فخر الدين، عبد الرحمن بن يوسف بن محمد بن البعلبكي

(3)

، الحنبليّ، في ليلة الأحد، بين/25 ب/المغرب والعشاء التاسع من شهر رمضان، بمنزله جوار مسجد أبي الحسين الزاهد، وصلّي عليه ظهر الأحد بالجامع، ودفن بمقبرة باب توما قبليّ مقبرة الشيخ رسلان، رحمه الله، وحضر جنازته جمع كبير.

وكان من فضلاء الحنابلة في الفقه، والأصول، والنحو، والحديث، والأدب، وله ذهن جيّد وبحث صحيح، ودرّس، وأعاد، وأفتى، وروى الحديث عن ابن عبد الدائم، وشيخ شيوخ حماه، وخطيب مردا، والفقيه محمد اليونيني، وغيرهم.

(1)

انظر عن (عبد اللطيف) في: تاريخ الإسلام 422 رقم 661، وطبقات الشافعية الكبرى 8/ 312 رقم 1215، وأعيان العصر 3/ 163 رقم 1036، والوافي بالوفيات 19/ 118، والمنهج الأحمد 409، والمنهل الصافي 7/ 358 رقم 1484، والدليل الشافي 1/ 428 رقم 1478، وحسن المحاضرة 1/ 196، والمقصد الأرشد، رقم 652، والدرّ المنضد 1/ 445 رقم 1184.

(2)

في رسالة عفيان 179 رقم 254 «بحرّان من» ، والصحيح ما أثبتناه.

(3)

انظر عن (ابن البعلبكي) في: الديباج للختّلي 120،121، ومشيخة ابن طهمان 239، وذيل مرآة الزمان 3/ورقة 351 - 360، والمعجم المختص 238، رقم 295، والعبر 5/ 403، والإشارة إلى وفيات الأعيان 386، والإعلام بوفيات الأعلام 293، وتاريخ الإسلام 444، 445 رقم 713، وأعيان العصر 4/ 488،489 رقم 1605، والوافي بالوفيات 3/ 238، و 30/ 290 رقم 414، وعيون التواريخ 23/ 301 - 305، وذيل طبقات الحنابلة 2/ 341، 342، وعقد الجمان (4) 100 - 103، والدارس 2/ 92، وشذرات الذهب 5/ 452، والمقصد الأرشد، رقم 1002، والدرّ المنضد 1/ 445 رقم 1185، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 4/ 40،41 رقم 1034.

ص: 87

ومولده في أواخر سنة أربع وأربعين وستماية.

وكان والده من خيار المسلمين وكبار الصالحين، رحمه الله تعالى.

[وفاة الشريف العباسي]

157 -

وتوفّي الشيخ المعمّر

(1)

، الشريف، شمس الدين، أبو عبد الله، محمد بن الشريف تاج الدين هاشم

(2)

بن الشريف الكاتب بهاء الدين عبد القاهر بن الربيع بن سليمان بن حمزة بن طاهر بن محمد بن الحسن بن جعفر بن إبراهيم بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطّلب العباسيّ، في يوم الأحد بعد الظهر تاسع رمضان، ببستانه بالمصّيصة ظاهر دمشق، ودفن آخر النهار المذكور بمقبرة باب الفراديس، بتربة لأهله.

وجاوز ثلاثا وتسعين سنة.

وروى عن عمّ والده الفضل بن عقيل، وعن ابن الزبيدي، وحدّث ب «صحيح البخاري» مرّات. وكان اسمه مضمّنا في إجازة ابن عساكر. وحدّث عن أبي روح الهرويّ بها.

ومولده في ثامن عشر جمادى الأولى سنة ستّ وستماية بدمشق.

[وفاة جمال الدين العرضي]

158 -

وتوفّي جمال الدين، عمر بن ناصر بن نصار العرضي

(3)

، الشاعر، الكاتب، يوم الثلاثاء حادي عشر رمضان.

[وفاة الفقيه الرقّي]

159 -

وتوفي الفقيه علاء الدين، علي الرقّي

(4)

ابن أخي القاضي شمس الدين الرقّي بالعذراوية، يوم الخميس ثالث عشر رمضان.

وكان شابّا نبيها فاضلا.

[التدريس بالمقدّميّة]

ودرّس بالمدرسة المقدّمية الشيخ الإمام، صدر الدين، علي بن صفيّ الدين البصروي، الحنفي، يوم الإثنين عاشر رمضان.

(1)

في رسالة عفيان 180 رقم 256 «المفسر» ، والصحيح ما أثبتناه.

(2)

انظر عن (محمد بن هاشم) في: ذيل مرآة الزمان 3/ورقة 360، والعبر 5/ 360، والعبر 5/ 405 وفيه:«عبد القادر» بدل «عبد القاهر» ، ومثله في: الإشارة إلى وفيات الأعيان 386، ومعجم شيوخ الذهبي 584 رقم 867، وتاريخ الإسلام 452 رقم 729، وأعيان العصر 5/ 296،297 رقم 1808، وذيل التقييد 1/ 273 رقم 542، والنجوم الزاهرة 8/ 193، وشذرات الذهب 5/ 454.

(3)

انظر عن (العرضي) في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 360 - 366، وتاريخ الإسلام 430 رقم 680.

(4)

لم يذكره غير البرزالي.

ص: 88

[وفاة ابن الحلاوي]

160 -

وتوفّي الشيخ الصالح، المقرئ، الزاهد، أبو الحسن، علي بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن علي بن عبدوس

(1)

الحرّاني، المعروف بابن الحلاوي، في ليلة الأحد سادس عشر رمضان (المبارك)

(2)

بالخانقاه الأسدية، وأخرج بكرة نهار الأحد، /26 أ/ودفن بالجبل عند والدته.

وكان رجلا صالحا، كثير التلاوة، محبّا للخير، قد رأى المشايخ والصالحين، وسافر في ذلك إلى البلاد، وأنفق ماله في وجوه الخير، يحفظ حكايات المشايخ والفقراء.

وسمع من: عيسى بن الخيّاط، وروى لنا عنه.

وهو خال الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّة.

[وفاة شهاب الدين ابن سنجر]

161 -

وتوفّي شهاب الدين أحمد بن الأمير الأجلّ علم الدين سنجر الافتخاري

(3)

، الحرّاني، ليلة الأحد سادس عشر رمضان، ودفن من الغد.

وكان جنديّا حسن الصورة، معروفا بالمخالطة وطيب المعاشرة.

وأسمعه أبوه كثيرا من ابن عبد الدائم، وغيره، ولم يحدّث.

[وفاة علاء الدين ابن محبوب]

162 -

وتوفّي الصدر علاء الدين، علي بن الشيخ بهاء الدين ابن محبوب

(4)

يوم الأحد ثالث عشري رمضان، ودفن بالصوفية

(5)

.

[وفاة عزّ الدين الحكيمي]

163 -

وتوفّي عزّ الدين الحكيميّ

(6)

، من أصحاب الأمير علم الدين أرجواش نائب القلعة يوم الإثنين رابع عشري رمضان.

وكان شابا حسنا، مشكورا، مقدّما عند مخدومه.

(1)

انظر عن (ابن عبدوس) في: تاريخ الإسلام 426 رقم 671.

(2)

«المبارك» ليست في رسالة عفيان 181 رقم 260.

(3)

انظر عن (الافتخاري) في: تاريخ الإسلام 380 رقم 572.

(4)

انظر عن (ابن محبوب) في: تاريخ الإسلام 425 رقم 670.

(5)

وصفه الذهبي بالكاتب، البعلبكي، ثم الدمشقي. وقال: إنسان عاقل، ديّن، خبير بالكتابة، حسن المشاركة في العلم، خدم في ديوان ابن أتابك وغيره. وكانت أمّه حبشية. . . قارب الخمسين.

(6)

انظر عن (الحكيمي) في: تاريخ الإسلام 402 رقم 614 وفيه: «الحكمي» .

ص: 89

[وفاة عثمان العدوي]

164 -

وتوفّي الشيخ عثمان العدوي

(1)

، المجاور برواق الحنابلة، ليلة الثلاثاء الخامس والعشرين من رمضان، ودفن بالصوفية.

وكان رجلا جيّدا، حسن الهيئة، عليه سكينة ووقار.

[وفاة قاضي قارا]

165 -

وتوفّي القاضي شرف الدين، سالم

(2)

بن ناصر بن سالم الرقّي، قاضي قارا

(3)

، بها (في)

(4)

يوم الإثنين الثالثة من النهار الرابع والعشرين من شهر رمضان، ودفن من يومه بعد الظهر.

وكان فاضلا، مشكور السيرة

(5)

، فصيح الخطابة، أقام مدّة هناك قاضيا وخطيبا، وكان يكرم الواردين ويتقرّب إليهم بما تصل إليه يده.

وأنشدني من شعره بقارا.

[وفاة جمال الدين خطيب المصلّى]

166 -

وتوفّي جمال الدين، يوسف

(6)

بن الخطيب صائن الدين ابن حسّان، خطيب المصلّى، يوم الأربعاء السادس والعشرين من رمضان، ودفن ظهر النهار بمقبرة أويس بالقرب من باب الجابية.

وكان شابا من أبناء الثلاثين، خطب عن والده مدّة.

[وفاة ابن مطروح الأنصاري]

167 -

وتوفّي الشيخ الفاضل، الأصيل، شمس الدين، أبو العباس، أحمد بن مفضّل بن عيسى بن إبراهيم بن مطروح

(7)

الأنصاري الضرير، وهو ابن أخي الصاحب جمال الدين، في يوم الخميس السابع والعشرين من رمضان، /26 ب/ وصلّي عليه من الغد بالجامع.

(1)

لم يذكره غير البرزالي.

(2)

انظر عن (سالم) في: تاريخ الإسلام 407 رقم 628، وأعيان العصر 2/ 396 رقم 684، والوافي بالوفيات 15/ 92 رقم 123، وتذكرة النبيه 1/ 226، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 150.

(3)

قارا-قارة، بلدة بين حمص ودمشق، أهلها نصارى.

(4)

«في» ليست في رسالة عفيان 182 رقم 265.

(5)

في رسالة عفيان 182 رقم 265 «وكان فاضلا مشكورا» ، وهو غلط.

(6)

لم يذكره غير البرزالي.

(7)

انظر عن (ابن مطروح) في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 366 - 368، وتالي كتاب وفيات الأعيان 45 رقم 68، وتاريخ الإسلام 386،387 رقم 586، وتذكرة النبيه 1/ 222،223، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 151، وعقد الجمان (4)105.

ص: 90

وكان شاعرا فاضلا، كثير الشعر، حسن الإيراد، يمدح ويهجوا

(1)

، ويخوض في أنواع الشعر.

(كتبت عنه)

(2)

.

ومولده يوم

(3)

الأربعاء مستهلّ شعبان سنة خمس وعشرين وستميّة بالقاهرة.

[وفاة نجم الدين الحنبلي]

168 -

وتوفّي الشيخ الحكيم، الفاضل، نجم الدين، أحمد بن أبي بكر محمد بن حمزة بن منصور الهمذانيّ

(4)

الأصل، الدمشقيّ، المعروف بالحنبليّ

(5)

، طبيب مارستان الجبل، في ليلة السبت التاسع والعشرين من رمضان، بدويرة حمد بدمشق، ودفن بالجبل.

وكان آخر الأمر صار مشارفا للجامع عوضا عن أخيه، وكان شيخا حسنا، كثير المحفوظ، حسن المعاشرة.

سمع «صحيح البخاري» من ابن الزبيدي، وسمع من ابن اللتّي، ومن الحصيري، وجماعة.

ومولده سنة ستّ وعشرين وستماية بدويرة حمد جوار باب البريد بدمشق.

[الخلعة على القضاة وغيرهم]

وخلع على القاضي الشافعي، والقاضي الحنفي، وتاج الدين ابن الشيرازي، وأمين الدين المحتسب (خلع)

(6)

بطيالسة.

وخلع أيضا على الأكرم بن اللقلق صاحب الديوان، وعلى تاج الرياسة مستوفي الديوان، ولبسوها يوم الجمعة الثامن والعشرين من رمضان.

[وفاة أمّ محمد مريم]

169 -

وماتت أم محمد، مريم

(7)

بنت الشيخ أحمد بن حاتم بن عليّ ببعلبكّ في ليلة السبت التاسع والعشرين من رمضان، ودفنت بباب سطحا عند والدتها.

(1)

الصواب: «يهجو» .

(2)

ما بين القوسين ساقط من رسالة عفيان 183 رقم 267.

(3)

في الرسالة: «مولده في يوم» و «في» مقحمة ليست في المخطوط.

(4)

انظر عن (ابن منصور الهمذاني) في: العبر 5/ 394، وتاريخ الإسلام 386 رقم 584.

(5)

في العبر: «الحنيبلي» .

(6)

في رسالة عفيان 183 183 رقم 269 «خلعا» ، والصحيح ما أثبتناه.

(7)

انظر عن (مريم) في: العبر 5/ 406، وتاريخ الإسلام 454،455 رقم 732، ومعجم شيوخ الذهبي 624،625، والوافي بالوفيات 5/ 311، وشذرات الذهب 5/ 454، وأعلام النساء 5/ 27، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 5/ 203 رقم 1584.

ص: 91

حدّثت عن (البهاء)

(1)

عبد الرحمن حضورا، وعن الإربلي سماعا.

ومولدها ببعلبك في سنة اثنتين وعشرين وستماية.

وكانت من أهل الدين والخير والصلاح، ومرضت في آخر عمرها مرضا طويلا، وصبرت واحتسبت.

‌شوال

[وفاة ناصر الدين بن المرحّل]

170 -

ومات ليلة عيد الفطر ناصر الدين، نصر الله

(2)

، عتيق الشرف بن المرحّل.

وكان تاجرا بالرمّاحين، ودفن بباب الصغير.

[صلاة العيد]

وصلّي صلاة العيد بالميدان، وحمل المنبر إلى هناك.

[وفاة نجم الدين الديلمي]

171 -

ومات يوم عيد الفطر الشيخ نجم الدين الديلميّ

(3)

، الفقيه بالأمينية، والرواحية، وغيرهما.

وكان يحفظ «الحاوي» ويقرئه، وفيه خير وسكون. ودفن بمقبرة باب الفراديس.

[وفاة شمس الدين الزرعي]

172 -

ومات الفقيه شمس الدين محمد بن عسكر

(4)

بن/27 أ/شدّاد الزرعيّ، ليلة الثلاثاء، ثالث شوال، ودفن من الغد بباب

(5)

الصغير.

وكان رجلا صالحا، فقيها، (فاضلا)

(6)

، مكث مدّة سنين يصوم الدهر ويقرأ كل يوم ختمة كاملة، ولم يكن في بيته حصير (ولا آلة حسنة، رجيّ وقته)

(7)

على هذه الحال إلى أن مات، رحمه الله.

(1)

في رسالة عفيان 184 «البهائي» ، والصحيح ما أثبتناه.

(2)

لم يذكره غير البرزالي.

(3)

انظر عن (الديلمي) في: تاريخ الإسلام 459 رقم 745.

(4)

انظر عن (ابن عسكر) في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 368، وتاريخ الإسلام 448 رقم 719.

(5)

في رسالة عفيان 185 رقم 275 «ودفن من الغدفي باب الصغير» ، وما أثبتناه هو الصحيح.

(6)

في الرسالة: «زاهدا» ، والصحيح ما أثبتناه.

(7)

ما بين القوسين ليس في رسالة عفيان، وفيها فقط:«وبقي على هذه الحال» .

ص: 92

[تكحيل الحاج مندوه]

وفي ثالث شوال (كحّل)

(1)

الحاج (مندوه)

(2)

الساكن بالعقيبة وقطع لسانه.

[تسمير وشنق جماعة]

وفي ليلة رابع شوال سمّر ثلاثة على جمال، وشنق اثنان. فالذين سمّروا:

الشريف القمّي

(3)

.

وابن العوني البرددار

(4)

.

وابن خطليشى

(5)

المزّي.

واللذان شنقا:

كاتب (مصطبة)

(6)

الولاية

(7)

.

وآخر يهوديّ

(8)

.

وذلك لدخولهم مع التتار وأذاهم

(9)

للمسلمين. ثم أطلق ابن العوني بعد ثلاثة أيام.

173 -

وشنق يوم الجمعة سادس شوال إبراهيم مؤذّن بيت لهيا

(10)

.

وقطع لسان ابن ضاعن

(11)

،

وقطعت يد الدلدرمي

(12)

ورجله.

174 -

وكحّل الشجاع همام

(13)

، وبقي ليلة ومات.

(1)

لم يقرأها عفيان فترك فراغا في رسالته 185 رقم 276.

(2)

لم يذكرها عفيان فترك فراغا في رسالته 185 رقم 276.

(3)

تاريخ الإسلام 412 و 435 رقم 693، وأعيان العصر 5/ 134 رقم 1737.

(4)

تاريخ الإسلام 412.

(5)

في رسالة عفيان 186 رقم 277 «ابن خطلشي» بحذف الياء، والصحيح ما أثبتناه كما في: تاريخ الإسلام 412.

(6)

كلمة «مصطبة» ليست في رسالة عفيان 186.

(7)

قال الذهبي: الشمس الأحول كاتب مصطبة الوالي، أكثر الفضول، وتعاون أيام التتار، فلما انقلعوا مسك وشنق في ثالث شوال، هو وكاتب يهودي، (تاريخ الإسلام 411 رقم 637).

(8)

انظر ما قبله.

(9)

في رسالة عفيان 186 «وإيذائهم» ، والصحيح ما أثبتناه.

(10)

قال الذهبي: «لقيامه وشرّه» . (تاريخ الإسلام 412).

(11)

في تاريخ الإسلام 412 «ابن ظاعن» من نقباء الوالي. ووقع في رسالة عفيان 186 «ابن خطلش» وهو غلط.

(12)

تاريخ الإسلام 412، وسقط «الدلدرمي» من رسالة عفيان 186.

(13)

تاريخ الإسلام 412، و 461 رقم 751.

ص: 93

175 -

(وبقي الدلدرمي ثلاثة أيام ومات

(1)

)

(2)

.

[وفاة المفتي الباجربقي]

176 -

وفي يوم الخميس خامس شوال توفّي الشيخ الإمام، الزاهد، مفتي المسلمين، جمال الدين، أبو محمد، عبد الرحيم

(3)

بن عمر بن عثمان الباجربقيّ

(4)

، الموصليّ، بالمدرسة الفتحية بدمشق، وصلّي عليه يوم الجمعة عقيب الصلاة، ودفن بمقبرة باب الصغير.

وكان رجلا صالحا، فاضلا، ملازما للإشغال

(5)

بالعلم الشريف، والجلوس بالجامع، والتصدّي (للفتيا على الدوام)

(6)

، قليل الكلام، لا يداخل الناس ولا يتكلّم فيما لا يعنيه (لا يمشي إلى أحد، ولا يبدأ أحدا بكلام)

(7)

.

أقام بدمشق نحوا من عشرين سنة على طريقة واحدة، (وسمت واحد)

(8)

لم يتغيّر عنه. وكان قبل ذلك مقيما بالموصل، متصدّيا

(9)

للمشيخة والعلم، ودرّس بدمشق، وأعاد وخطب بجامعها نيابة، وحدّث ب «جامع الأصول» لابن الأثير، عن بعض أصحاب المصنّف وكان له (نظم)

(10)

ونثر

(11)

.

(1)

ما بين القوسين ساقط من رسالة عفيان 186 رقم 278.

(2)

وزاد الذهبي في تاريخ الإسلام 412: «وكحّل مندوه الجندي الكردي وليس له ذنب إلاّ قيامه في خدمة قبجق» .

(3)

انظر عن (عبد الرحيم) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 122 رقم 186، وذيل مرآة الزمان 3/ورقة 368، والعبر 5/ 400 وفيه:«عبد الله بن عمر» ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 387 وفيه:«عبد الرحيم بن عمرو» ، والإعلام بوفيات الأعلام 293، ومرآة الجنان 4/ 14، وتاريخ الإسلام 419، 420 رقم 656، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 2/ 943 رقم 8، والبداية والنهاية 14/ 14، وأعيان العصر 3/ 52،53 رقم 968، والوافي بالوفيات 18/ 330، وتذكرة النبيه 1/ 228 وفيه:«عبد الرحيم بن عبد المنعم بن عمر» ، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 150، وعيون التواريخ 23/ 287، والعقد المذهب 381 رقم 1479 وفيه:«عبد الرحيم بن عمرو» ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 35، رقم 473، وعقد الجمان (4) 93، وشذرات الذهب 5/ 449.

(4)

في البداية والنهاية 14/ 14 «الباجريقي» ، وفي العقد المذهب، رقم 1479 «الباخربقي». و «الباجربقي» نسبة إلى: باجربق بين البقعاء ونصيبين.

(5)

في رسالة عفيان 186 رقم 279 «للاشتغال» ، والصحيح ما أثبتناه.

(6)

ما بين القوسين ساقط من رسالة عفيان 186.

(7)

ما بين القوسين ساقط من رسالة عفيان 186.

(8)

ما بين القوسين ساقط من رسالة عفيان 186.

(9)

في رسالة عفيان 186 «منصرفا» .

(10)

في رسالة عفيان 186 «شعر» ، والصحيح ما أثبتناه.

(11)

وقال الذهبي: «قد نظم كتاب التعجيز وعمله برموز» . (تاريخ الإسلام 420).

ص: 94

[وفاة ابن مالك النحوي]

177 -

وتوفّي تقيّ الدين، محمد بن الشيخ جمال الدين ابن مالك

(1)

النّحويّ، ليلة الأحد ثامن شوال.

وكان من الشهود، وله مسجد يؤمّ به، وكان يقرأ بالتربة الظاهرية/27 ب/ وغيرها. وله (صوت حسن، ويعرف بالأسد)

(2)

.

[وفاة الأمير جاغان]

178 -

ووصل الخبر إلى دمشق ظهر يوم الأربعاء حادي عشر شوال بوفاة الأمير سيف الدين جاغان

(3)

، بأرض البلقاء، وصلّي عليه ثالث عشر شوال صلاة الغائب.

[وفاة الأمير برجس]

179 -

وبوفاة الأمير برجس

(4)

من أمراء العرب.

[وفاة بهاء الدين بن النحاس]

180 -

وتوفّي الشيخ الإمام بهاء الدين، أبو صابر، أيوب بن أبي بكر بن إبراهيم بن هبة الله بن طارق بن سالم بن النحاس

(5)

الحنفي، الحلبيّ، في ليلة الخميس نصف الليل ثاني عشر شوال، بظاهر دمشق، ودفن بمقبرة الصوفية.

سمع بحلب من ابن روزبة، ومكرم، وابن خليل، وابن رواحة، ويعيش النّحويّ. وسمع بمكة من شعيب الزعفراني، وابن الجمّيزي، وبالقاهرة من الساوي، وسمع ببغداد من الكاشغري، وابن الخازن، وفضل الله بن

(1)

لم يذكره غير البرزالي.

(2)

ما بين القوسين ليس في رسالة عفيان 187 رقم 280، والموجود فيها فقط:«وله شعر» .

(3)

انظر عن (جاغان) في: نهاية الأرب 31/ 409، وتاريخ الإسلام 396، والعبر 5/ 396 وفيه «جاعان» بالعين المهملة، وأعيان العصر 2/ 150 رقم 533، والوافي بالوفيات 11/ 39، والمقفّى الكبير 3/ 10 رقم 1050، وعقد الجمان (4) 117، وشذرات الذهب 5/ 446.

(4)

لم يذكره غير البرزالي.

(5)

انظر عن (ابن النحاس) في: ذيل مرآة الزمان 3/ورقة 368، والمعجم المختص 76 رقم 89، والإشارة إلى وفيات الأعيان 386، والعبر 5/ 396، والإعلام بوفيات الأعلام 393، ومعجم شيوخ الذهبي 148،149 رقم 192، وتاريخ الإسلام 395 رقم 603، وتذكرة الحفاظ 4/ 1488، وأعيان العصر 1/ 672،673 رقم 380، والوافي بالوفيات 10/ 36، وذيل التقييد 1/ 483 رقم 944، والمقفى الكبير 2/ 377 رقم 894، وعقد الجمان (4) 104، والنجوم الزاهرة 8/ 194، والمنهل الصافي 3/ 224،225 رقم 630، والدليل الشافي 1/ 177 و 178 رقم 629، وشذرات الذهب 5/ 445، والدارس 1/ 571، وأعيان الشيعة 1/ 158.

ص: 95

عبد (الرزاق)

(1)

، (وابن النخّال)

(2)

، وابن العلّيق، وابن السّكن، وغيرهم.

وكان مدّرسا بالمدرسة القليجية مدّة طويلة إلى أن مات، وأقام مدّة صوفيّا بالخانقاه.

ومولده بحلب سنة سبع عشرة وستماية.

[تولية قضاء القضاة]

وقرئ تقليد قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة بمقصورة الخطابة عقيب صلاة الجمعة ثالث عشر شوال، قرأه الشيخ شرف الدين الفزاري، بحضور نائب السلطنة والقضاة والأمراء، يتضمّن توليته القضاء ونظر الأوقاف مع (ما بيده من)

(3)

الخطابة

(4)

.

[وفاة زين الدين بن القصاع]

181 -

وتوفّي المعدّل زين الدين، محمد بن الشيخ شرف الدين إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن محمود، المعروف بابن القصّاع

(5)

، يوم الجمعة ثالث عشر شوال.

وكان عدلا يشهد على القضاة وفي القيمة.

[التدريس بالدولعية]

وذكر الدرس بالدولعية القاضي جمال الدين الأذرعي

(6)

نائب الحكم بدمشق يوم الأحد نصف شوال، عوضا عن الشيخ جمال الدين الباجربقيّ.

[وفاة ابن صائن الدين]

182 -

وتوفي محمد بن صائن الدين بن حسّان

(7)

ليلة الأحد خامس عشر شوال، ودفن من الغد، بينه وبين أخيه ثمانية عشر يوما، وفجع أبوهما بهما.

[وفاة التنوخي النورسي]

183 -

وفي يوم الإثنين/28 أ/سادس عشر شوال توفي الشيخ محمد بن

(1)

في رسالة عفيان 187 رقم 282 «عبد الرزاق» ، والصحيح ما أثبتناه.

(2)

ما بين القوسين ساقط من رسالة عفيان.

(3)

ما بين القوسين ساقط من رسالة عفيان.

(4)

خبر تولية القضاء في: نهاية الأرب 31/ 406، وتاريخ الإسلام 96، والبداية والنهاية 14/ 11، والسلوك ق 3/ 901، وعقد الجمان (4)80.

(5)

انظر عن (ابن القصاع) في:407 رقم 626.

(6)

في رسالة عفيان 188 رقم 285 «الأزرعي» ، والصحيح ما أثبتناه.

(7)

في رسالة عفيان 188 رقم 286 «محمد بن صائن الدين إبراهيم في ليلة الأحد» ، والصحيح ما أثبتناه. ولم يذكر ابن صائن الدين غير البرزالي.

ص: 96

حامد بن سعيد التنوخي، النّورس

(1)

، الخيّاط، المجاور بالحائط الشمالي بقرب، باب النطّافين، أخو الشيخ أحمد الحريري الأعقف.

[وفاة ابن النشاوية]

184 -

وحسن بن النشاوية

(2)

.

وكان يخدم في مواعيد الختم المنسوبة إلى ابن عامر ليالي الأحد وفي غيرها من مجالس الذكر والخير.

[وفاة ابن التتري]

185 -

وصلّينا يوم الجمعة العشرين من شوال بجامع دمشق على غائب، وهو علاء الدين، علي بن التتري

(3)

، توفّي بديار مصر.

[وفاة علم الدين الخشاب]

186 -

وتوفي علم الدين، عيسى

(4)

بن أحمد بن طالب بن أحمد بن حواري

(5)

الخشّاب الدمشقي، يوم الجمعة العشرين من شوال، وصلّي عليه وقت الجمعة، ودفن بباب الصغير.

روى لنا عن المرسي، والبكري.

[وفاة والد المؤلّف بهاء الدين البرزالي]

187 -

وتوفّي والدي الشيخ بهاء الدين، أبو الفضل، محمد بن يوسف بن محمد بن يوسف بن محمد البرزالي

(6)

، الإشبيلي، ثم الدمشقيّ، في يوم الجمعة بعد الصلاة، العشرين من شوال، وصلّي عليه عصر النهار المذكور بالجامع المعمور،

(1)

في رسالة عفيان 188 رقم 287 «النورسي» ، والصحيح ما أثبتناه كما في الأصل، وتاريخ الإسلام 460 رقم 749.

(2)

لم يذكر ابن النشاوية غير البرزالي. وقد ذكره عفيان في رسالة 188 ضمن ترجمة النورس رقم 287 وهو لا علاقة له به.

(3)

لم يذكره غير البرزالي.

(4)

انظر عن (عيسى) في: تاريخ الإسلام 431 رقم 682.

(5)

في رسالة عفيان 189 رقم 289 «هواري» ، والصحيح ما أثبتناه.

(6)

انظر عن (البرزالي) في: ذيل مرآة الزمان 3/ورقة 369 - 374، والإشارة إلى وفيات الأعيان 387، والإعلام بوفيات الأعلام 293، ومعجم شيوخ الذهبي 590،591 رقم 878، وتاريخ الإسلام 453،454 رقم 730، وبرنامج الوادي آشي 137، والوافي بالوفيات 5/ 252 رقم 2331، وأعيان العصر 5/ 321،322 رقم 1826، وتذكرة النبيه 1/ 224، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 149، وغاية النهاية 2/ 287 رقم 3559، وعقد الجمان (4) 104،105، وعيون التواريخ 23/ 289، والنجوم الزاهرة 8/ 194، والدليل الشافي 2/ 714 رقم 2441.

ص: 97

ودفن بمقبرة الباب الشرقي إلى جانب (قبر)

(1)

والده، رحمهما الله تعالى، وحضر جنازته جمع كبير، وصلّي عليه ثلاث مرات.

وكان مرضه حمّى حادّة دموية بلغت به أربعة عشر يوما ومات.

روى عن: السخاوي، وكريمة، وابن الصلاح، وعتيق السّلماني، والمخلص بن هلال، ومرجّى

(2)

الواسطي، وجماعة حضورا، وأجاز له جماعة من أصحاب ابن البطي، وشهدة من بغداد

(3)

. وأجاز له ابن المقيّر، وجماعة من أصحاب السلفي من ديار مصر.

قرأت عليه كثيرا، ومما قرأت عليه الكتب الستة.

وحدّث بالحجاز، والشام، والديار المصرية. وكان من عدول دمشق.

وكان مشكور السيرة، ملازما لوظيفته، معروفا بالصيانة والتحرّي، وحسن الكتابة، وكان محبّا لأهل الخير والصلاح، وتقدّم له اشتغال بالعلم. وقرأ القراءآت السبعة

(4)

على جدّه لأمّه (الشيخ)

(5)

علم الدين القاسم بن أحمد الأندلسيّ.

ومولده في ثاني عشر رجب سنة ثمان وثلاثين وستماية.

[وفاة ناصر الدين ألجاكي]

188 -

وفي يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من شوال توفي الشيخ الصالح، ناصر الدين، محمد بن درباس

(6)

/28 ب/بن باساك

(7)

بن درباس بن عبد الله ألجاكي

(8)

، الكردي، الحنبليّ، بدمشق.

ومولده بالرها في تاسع ذي الحجّة سنة سبع وعشرين وستماية.

وكان رجلا صالحا، عنده فضيلة ومعرفة ومحبّة للعلم والدين. وكان جنديّا متميزا معروفا، قديم الهجرة.

ولما قطع طرنطاي أخباز جماعة من الأكراد قطع خبزه، وحجّ

(9)

، واتصل بالشام، وكان فقيرا لا شيء له.

(1)

«قبر» ليست في رسالة عفيان 189.

(2)

في رسالة عفيان 189 «مرجا» .

(3)

في رسالة عفيان 189 «شهدة الكاتبة» ، والصحيح ما أثبتناه.

(4)

الصواب: «القراءآت السبع» .

(5)

ليست في رسالة عفيان.

(6)

انظر عن (ابن درباس) في: معجم شيوخ الذهبي 495 رقم 729، وتاريخ الإسلام 441 رقم 707، وعيون التواريخ 23/ 288.

(7)

في معجم الشيوخ: «آساك» .

(8)

في رسالة عفيان 190 رقم 291 «الحاكي» بالحاء المهملة، والصحيح ما أثبتناه.

(9)

في رسالة عفيان 190 «قطع خبزه من القاهرة وحج» ، والصحيح ما أثبتناه.

ص: 98

روى الحديث عن عيسى بن الخياط، وعن صقر بن يحيى، وسمع أيضا من الرشيد العطار، والشيخ مجد الدين ابن تيميّة الحرّانيّ، وجماعة.

[وفاة سيف الدين بن قدامة]

189 -

وفي أواخر يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من شوال أيضا، توفي الشيخ الصالح سيف الدين محمد بن الجمال أبي حمزة أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر بن قدامة

(1)

، بالجبل، ودفن من الغد هناك.

ومولده سنة إحدى وثلاثين وستماية تقريبا.

وهو عمّ قاضي القضاة تقيّ الدين الحنبليّ.

روى لنا عن كريمة، وجعفر الهمدانيّ. وسمع أيضا من الحافظ ضياء الدين، واليلداني، وجماعة.

وكان رجلا صالحا يتصيّد بالحجل، ويخرج إلى القرى أمينا.

[سجن الشريف ابن عدنان]

ووصل الشريف زين الدين ابن عدنان من ديار مصر مقيّدا، مضيّقا عليه إلى دمشق، فأودع السجن داخل باب الصغير يوم السبت الحادي والعشرين من شوال

(2)

.

[وفاة ابن أبي الرجاء الخياط]

190 -

وتوفي الشيخ الفقيه، ناصر الدين، أحمد بن محمد بن أبي الرجاء الخيّاط

(3)

، الحلبيّ، من فقهاء الشامية ظاهر دمشق، يوم الخميس الاسدس والعشرين من شوال.

[وفاة جمال الدين العقيمي]

191 -

وتوفّي الشيخ الإمام

(4)

، الأديب، الفاضل، جمال الدين، عمر بن إبراهيم بن الحسين بن سلامة بن الحسين الأنصاري، العقيمي

(5)

، الرسعنيّ، يوم

(1)

انظر عن (ابن قدامة) في: تاريخ الإسلام 439 رقم 700.

(2)

خبر سجن الشريف في: تاريخ الإسلام 96.

(3)

انظر عن (الخياط) في: تاريخ الإسلام 386 رقم 585.

(4)

في رسالة عفيان 191 رقم 295 «الشيخ الفقيه الإمام» وقد أقحم لفظ «الفقيه» وهو ليس في المخطوط.

(5)

انظر عن (العقيمي) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 122،123 رقم 187، والعبر 5/ 401، 402، والمعين في طبقات المحدّثين 224 رقم 313، وتذكرة الحفاظ 4/ 1488، والإشارة إلى وفيات الأعيان 387، والإعلام بوفيات الأعلام 293، ومعجم شيوخ الذهبي 396،397 -

ص: 99

الجمعة آخر النهار، سابع عشري شوال، ودفن يوم السبت ضحى النهار بالجبل.

وكان رجلا فاضلا، جيّد الشعر، حسن النثر، من الفضلاء المتقدّمين، والكتّاب المتصرّفين، (عمّر)

(1)

وجاوز ثلاثا وتسعين سنة.

وروى عن المجد القزويني، وابن روزبة، وابن رواحة، والضياء بن عبد الواحد.

وكانت له إجازة الكنديّ، وحدّث بها.

روى عنه الدمياطيّ في «معجمه» ، وكتب عنه الصاحب كمال الدين ابن أبي جرادة برأس عين.

/29 أ/ومولده برأس العين في سنة ستّ وستماية.

والعقيميّ: نسبة إلى عقيمة، وهي قرية كبيرة مقابلة

(2)

سنجار من ديار بكر.

[وفاة ابن عيد الصرخدي]

192 -

ومات في شوال في عشره الوسط الشيخ أحمد بن عيد

(3)

الصرخدي، نقيب الفقهاء بالعذراوية

(4)

.

وكان رجلا جيّدا.

سمع من ابن عبد الدائم، ولم يحدّث.

[وفاة الأمير عماد الدين النشابي]

193 -

وتوفّي الأمير عماد الدين، حسن بن علي بن محمد النشابيّ

(5)

، بالبقاع، ودفن بسفح جبل قاسيون، في يوم الإثنين سلخ شوال، وعمل عزاؤه بكرة الثلاثاء.

وكان ولي ولايات بالبرّ، ثم ولي ولاية دمشق مدّة، ثم ولي ولاية البرّ أياما، ثم

= رقم 571، ومشيخة عبد القادر اليونيني 90، وذيل مرآة الزمان 3/ورقة 374 - 379، وتاريخ الإسلام 428،429 رقم 676، وتذكرة النبيه 1/ 225، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 151، وعيون التواريخ 23/ 279 - 283، وعقد الجمان (4) 105 - 107، والوافي بالوفيات 22/ 413 رقم 292، والمنهل الصافي 8/ 260،261 رقم 1715، والدليل الشافي 1/ 492 رقم 1708، والنجوم الزاهرة 8/ 194، وشذرات الذهب 5/ 451، وبرنامج الوادي آشي 157.

(1)

ليست في رسالة عفيان 191 رقم 295.

(2)

في رسالة عفيان 191 رقم 295 «مقابل» ، والصحيح ما أثبتناه.

(3)

في رسالة عفيان 192 رقم 296 «عبد» ، ومثله في: تاريخ الإسلام 383 رقم 579، وما أثبتناه كما في المخطوط.

(4)

في رسالة عفيان 192 رقم 296 «العراوية» وهو غلط.

(5)

انظر عن (النشابي) في: تاريخ الإسلام 427 رقم 674، والدليل الشافي 1/ 265 رقم 909، وشذرات الذهب 5/ 447.

ص: 100

جعل أميرا من أمراء الشام، فمكث قليلا ومات. وكان مشكورا في ولايته من جهة الشهامة والكفاءة والنهضة والخبرة.

[الغزوة إلى جبال الجرد والكسروان]

وتوجّه نائب السلطنة الأمير جمال الدين الأفرم بعسكر دمشق في العشرين من شوال يوم الجمعة، وانضاف إليهم جمع من الفلاّحين ورجّالة القرى، وتوجّهوا بأجمعهم إلى جبال الجرد والكسروان

(1)

لغزوهم وقتالهم لما كانوا أجرموه من أذى الجيش عقيب الكسرة، وأخذ عددهم وقتل بعضهم والتعرّض لهم، ولما هم عليه من العقائد الفاسدة والضلالات القبيحة، فحصل-بحمد الله تعالى-إذلالهم والانتصار عليهم

(2)

.

[وفاة نجم الدين الناصري]

194 -

ومات نجم الدين، محمد بن الحسام

(3)

الناصري في آخر شوال.

وكان جنديّا وعنده فضيلة، وله شعر ومعرفة، وكان حسن المحاضرة، ملازما لأولاد الملك الناصر داود من

(4)

أتباعهم وغلمانهم.

وذكر لي أنه سمع من ابن اللتّي، ولم أجد اسمه في الطباق.

[وفاة الأمير ناصر الدين المنصوري]

195 -

وفي شوال مات الأمير ناصر الدين محمد

(5)

بن الأمير الكبير سيف الدين بتخاص

(6)

المنصوري، العادليّ.

وكان قدم الشام في خدمة الأمير سيف الدين سلار، ثم رجع معه فتشوّش ووصل إلى القاهرة مريضا، واستمرّ نحوا من عشرة أيام، ومات، ودفن بتربته بالقرافة.

وكان شابا حسنا، فصيح العبارة، كثير الحياء، حسن الهيئة، محبّا للفضائل.

اشتغل وحصّل، وسمع الحديث.

(1)

جبال الجرد والكسروان: في وسط سلسلة جبال لبنان الغربية تشرف على بيروت.

(2)

خبر غزوة الجرد في: ذيل مرآة الزمان 3/ورقة 332، ونهاية الأرب 31/ 407،408، والدرّ الفاخر 40، وتاريخ الإسلام 97، وتاريخ سلاطين المماليك 81، والبداية والنهاية 14/ 12، والسلوك-ق 3/ 902،903، وعقد الجمان (4) 81 - 83، والنهج السديد 3/ 529.

(3)

انظر عن (ابن الحسام) في: تاريخ الإسلام 440 رقم 706.

(4)

في رسالة عفيان 192 «ومن» .

(5)

لم يذكره غير البرزالي.

(6)

في رسالة عفيان 193 رقم 300 «تخاص» ، والصحيح ما أثبتناه.

ص: 101

/29 ب/ومولده يوم عاشوراء سنة سبع (وسبعين)

(1)

وستماية.

[وفاة تقيّ الدين الحجازي]

196 -

ومات بالقاهرة تقيّ الدين، محمد بن سعيد

(2)

بن عبد الله المدني، الحجازيّ، قارئ الحديث بالمدينة النبوية.

وكان أسود اللون، فاضلا في الأدب، وله نظم جيّد، وكان موته عقيب توجّهه من دمشق إلى هناك قاصدا العود

(3)

إلى المدينة الشريفة النبوية، فإنه أقام بدمشق في سنة تسع وتسعين أيام التتار، ومرض وقاسى مشقّة كبيرة، وندم على سفره وخروجه من المدينة، ونوى أن لا يخرج منها، وانتظر سفر الركب فلم يتوجّه من دمشق هذه السنة أحد، فسافر إلى القاهرة ومن قصده الرجوع إلى المدينة، فأدركته المنيّة قبل الوصول إلى الوطن والاجتماع بالأهل والولد.

وكانت وفاته في شوال أو في ذي القعدة.

وكان يقرأ الحديث بصوت طيّب، وسمع بالشام وديار مصر.

كتبت عنه من شعره، وسألته عن مولده، فقال: يوم الجمعة في أحد الربيعين سنة ثلاث وخمسين وستماية بالمدينة النبوية، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام.

‌ذو القعدة

[وفاة بهاء الدين المعروف بابن الحيوان]

197 -

في يوم الأربعاء ثاني ذي القعدة توفّي بهاء الدين، يوسف بن الشيخ تاج الدين موسى بن محمد بن مسعود

(4)

المراغيّ، عرف بابن الحيوان

(5)

، بالمارستان النوريّ، ودفن من يومه عند والده بباب الصغير، رحمهما الله تعالى.

وكان شابا، ذكيّا، فاضلا، وله شعر حسن، واشتغال ومحفوظ وتفقّه، ولازم ابن الباجربقيّ مدّة وكان يعظّمه وله فيه مدح. وكان سمع الحديث على جماعة من شيوخنا.

(1)

ساقطة من رسالة عفيان 193 رقم 300.

(2)

انظر عن (محمد بن سعيد) في: ذيل مرآة الزمان 3/ورقة 380، وتاريخ الإسلام 441 رقم 708، وأعيان العصر 4/ 450 رقم 1575 وفيه قال محقّقوه:«لم نقف على ترجمة له» !، وتذكرة النبيه 1/ 222، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 152.

(3)

في رسالة عفيان 193 رقم 301 «العودة» ، والصحيح ما أثبتناه.

(4)

في رسالة عفيان 194 رقم 302 «سعود» ، والصحيح ما أثبتناه.

(5)

انظر عن (ابن الحيوان) في: ذيل مرآة الزمان 3/ورقة 38، وتاريخ الإسلام 462،463 رقم 755، وأعيان العصر 5/ 669،670 رقم 2004 وذكر محققوه بالحاشية:«لم نقف على ترجمة له» ، والوافي بالوفيات 29/ 346 رقم 179، وعيون التواريخ 23/ 283،284.

ص: 102

[إقطاع أهل الجرد والكسروان]

وفي يوم الخميس ثالث ذي القعدة قهر أهل الجرد والكسروان الذين توجّه عسكر الشام إليهم، ودخلوا في الطاعة قسرا، وقرّر عليهم مبلغ كبير من المال، والتزموا بردّ جميع ما أخذوه لعسكر المسلمين وأقطعت أراضيهم

(1)

.

[وفاة عيسى بن ناشئ]

198 -

وتوفّي الشيخ الصالح عيسى بن ناشئ

(2)

بن صالح المفعلي، الحوراني، المقيم بالعزيزية، صاحب الشيخ فخر الدين ابن عزّ القضاة، في ليلة الأربعاء تاسع ذي القعدة، ودفن ضحى نهار الأربعاء، بتربة القاضي محيي الدين ابن الزكيّ بالجبل.

وكان شيخا صالحا، كثير/30 أ/التلاوة، والذكر، والصيام، والعبادة.

[وفاة بهاء الدين بن الزكيّ]

199 -

وتوفّي العدل بهاء الدين، يوسف

(3)

ابن شيخنا كمال الدين عبد الرحيم بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سلطان بن الزكيّ، القرشيّ، ليلة الخميس عاشر ذي القعدة، ودفن يوم الخميس بالجبل.

وكان أحد الشهود تحت الساعات، ويشهد

(4)

على القضاة.

[وفاة فاطمة البعلبكيّة]

200 -

وفي ليلة الأحد سادس ذي القعدة توفّيت أمّ محمد، فاطمة

(5)

بنت الشيخ الصدر الكبير، العدل، مجد الدين، أبي الفتح، نصر الله بن أحمد بن رسلان بن

(6)

فتيان بن كامل البعبلكيّ، ودفنت يوم الأحد بالجبل.

وهي أمّ شهاب الدين أحمد بن شرف الدين حسن بن الحافظ جمال الدين ابن الحافظ عبد المغني المقدسي، الحنبليّ.

روت لنا بالإجازة عن بعض شيوخ أصبهان، مثل محمود بن منده، ومحمد بن

(1)

خبر إقطاع الجرد في: ذيل مرآة الزمان 3/ورقة 332، والدر الفاخر 40، وتاريخ الإسلام 97، ونهاية الأرب 31/ 407،408، وتاريخ سلاطين المماليك 81، والبداية والنهاية 14/ 12، والسلوك ج ق 3/ 902،903، وعقد الجمان (4) 81 - 83.

(2)

لم يذكره غير البرزالي.

(3)

لم يذكره غير البرزالي.

(4)

في رسالة عفيان 195 رقم 306 «وشهد» ، والصحيح ما أثبتناه.

(5)

انظر عن (فاطمة) في: تاريخ الإسلام 433 رقم 688.

(6)

في رسالة عفيان 195 رقم 306 «وبن» ، والصحيح ما أثبتناه.

ص: 103

عبد الواحد المديني، وعبد الأعلى

(1)

بن محمد القطّان، وغيرهم.

وكانت امرأة صالحة، من خيار نساء الدير، وابتليت في أيام التتار بأمور، وأسر لها جماعة، فصبرت واحتسبت، وكانت ملازمة للذكر والتسبيح والإقبال على الله تعالى في تلك الحالة.

[وفاة ابن عبد الحق]

201 -

وتوفّي محمد بن الشيخ عزّ الدين ابن

(2)

عبد الحق

(3)

يوم الجمعة حادي عشر ذي القعدة.

وكان صبيّا دون البلوغ، حفظ القرآن العزيز، وحضر الدروس، وسمع بقراءتي كثيرا.

[وفاة أحمد الخلخالي]

202 -

وتوفّي أحمد بن الشيخ العدل تاج الدين إبراهيم بن خسروشاه

(4)

بن الحسن الخلخالي، الصوفيّ، يوم السبت ثاني عشر ذي القعدة.

[وفاة الأمير حسام الدين الافتخاري]

203 -

وتوفّي الأمير الأجلّ، حسام الدين أبو الحمد، آقش

(5)

بن عبد الله الإفتخاري، الشبليّ، يوم الأحد ثالث عشر ذي القعدة، ودفن من يومه بمقابر باب الصغير قبل العصر.

وكان رجلا جيّدا، مشكورا، يكتب كتابة جيّدة، وله اعتناء بالخطوط الحسان وتحصيلها.

سمع بالقاهرة من ابن رواج، وابن الجمّيزي، وابن الجبّاب، ويوسف السامري.

وسمع بدمياط من الجلال الدمياطي صاحب الحارمي

(6)

. وسمع بدمشق من ابن قميرة، وابن مسلمة، وجماعة. وحدّث قديما مع أستاذه الطواشي شبل الدولة كافور الصوفي الخزندار بقلعة دمشق.

(1)

في رسالة عفيان 195 رقم 306 «عبد العلي» ، وهو غلط.

(2)

الصواب: «بن).

(3)

لم يذكره غير البزالي.

(4)

لم يذكره غير البرزالي.

(5)

انظر عن (آقوش) في: برنامج الوادي آشي 125، ومعجم شيوخ الذهبي 146،147 رقم 190، وتاريخ الإسلام 393 رقم 599، وأعيان العصر 1/ 560 رقم 304، والوافي بالوفيات 9/ 325، وذيل التقييد 1/ 484،485 رقم 948، والدرر الكامنة 1/ 426، والدليل الشافي 1/ 146 رقم 518، والمنهل الصافي 3/ 30،31 رقم 519.

(6)

في رسالة عفيان 196 رقم 309 «الحازمي» ، والصحيح ما أثبتناه.

ص: 104

[وفاة البرهان بن صدّيق]

204 -

(وتوفّي البرهان، إبراهيم بن/30 ب/صدّيق

(1)

، بوّاب الظاهرية، يوم الإثنين رابع عشر ذي القعدة، ودفن بالصوفية)

(2)

.

[وفاة أمين الدين الشاغوري]

205 -

وتوفّي أمين الدين، محمد بن شهاب الدين أحمد بن نصر الله بن عثمان الشاغوريّ

(3)

، الشاهد بالبياطرة، يوم الثلاثاء النصف من ذي القعدة، ودفن الظهر بمقبرة باب الصغير.

[وفاة والدة ابن المغربي]

206 -

وفي هذا اليوم توفّيت والدة علاء الدين

(4)

ابن المغربي، الوكيل بدار القاضي.

[رجوع نائب السلطنة إلى دمشق]

ووصل نائب السلطنة الأمير جمال الدين الأفرم ومعه بقيّة العسكر إلى دمشق من بعلبك في يوم الأحد ثالث عشر ذي القعدة، وخرج الناس وسط النهار لتلقّيه بالشمع

(5)

.

[وفاة الجمال بن شعيفات]

207 -

وتوفّي الجمال إبراهيم بن شعيفات

(6)

يوم الأربعاء سادس عشر ذي القعدة.

وكان رجلا يخزن الفاكهة ويتعيّش، وله ثروة.

[تعليق الأسلحة في الحوانيت]

وفي يوم الأربعاء المذكور ألزم الناس بدمشق بتعليق الأسلحة في الحوانيت وأمروا بالرمي والتّهيّ

(7)

للحرب، وعملت إماجات

(8)

للرمي في المدارس والمساجد،

(1)

لم يذكره غير البرزالي.

(2)

ما بين القوسين لم يرد في رسالة عفيان 196.

(3)

لم يذكره غير البرزالي.

(4)

لم يذكرها غير البرزالي.

(5)

النهج السديد 3/ 530.

(6)

انظر عن (ابن شعيفات) في: تاريخ الإسلام 391 رقم 593.

(7)

الصواب: «التهيّوء» .

(8)

إماجات: مفردها: إماج. وهو لفظ كان شائعا في عصر المماليك معناه: الهدف الذي يرمى إليه السهم. (معجم المصطلحات والألقاب التاريخية 40).

ص: 105

ونودي في الناس بذلك من جهة نائب السلطنة، وحضرت رسالة قاضي القضاة بدر الدين بذلك إلى جميع المدارس، وكتب إلى جميع البلاد الشامية في هذا المعنى

(1)

.

[وفاة زين الدين الذهبي المعروف بالنحوي]

208 -

وفي عشيّة الخميس السابع عشر من ذي القعدة توفّي الشيخ زين الدين، محمد بن عبد الغني بن عبد الكافي بن عبد الوهاب بن محمد بن أبي الفضل بن الحرستاني

(2)

، الدمشقي، الذهبي، المعروف بالنحويّ، ودفن يوم الجمعة.

وروى «مسند الدارميّ» بكماله عن ابن اللتّي.

وكان رجلا مباركا، تاليا للقرآن، كثير الحفظ للحكايات والأشعار، حسن الإيراد لها. ولذلك سمّي النحوي.

وسمع أيضا من ابن صبّاح.

ومولده بدمشق في رجب سنة خمس وعشرين وستماية.

[وفاة الشريف المعمار]

209 -

وفي العشر الأول من ذي القعدة توفّي الشيخ الشريف أبو طالب المعمار

(3)

الحسيني، بدمشق.

[وفاة ابن عصفور الإشبيلي]

210 -

وفي العشر الأول من ذي القعدة توفّي الشيخ الصالح، (الفاضل)

(4)

، أبو عبد الله، محمد بن أحمد بن نوح بن أحمد بن زيد بن محمد بن عصفور

(5)

الإشبيلي، بقرية مسرابا من قرى دمشق.

وكان مقيما هناك، أمينا، فأدركه أجله بها، وكانت/31 أ/حفرته فيها بعد أن جال في المغرب والمشرق.

(1)

خبر الأسلحة في: تاريخ الإسلام 97، والبداية والنهاية 14/ 12.

(2)

انظر عن (ابن الحرستاني) في: ذيل مرآة الزمان 3/ورقة 381،382، والعبر 5/ 403، ومعجم شيوخ الذهبي 519،520 رقم 771، وتاريخ الإسلام 445،446 رقم 715، والوافي بالوفيات 3/ 268 رقم 1309، وأعيان العصر 4/ 515 رقم 1621، والدليل الشافي 2/ 638 رقم 2193، والمنهل الصافي 10/ 118 رقم 2201، وشذرات الذهب 5/ 452.

(3)

لم يذكره غير البرزالي.

(4)

ليست في رسالة عفيان 197 رقم 318.

(5)

انظر عن (ابن عصفور) في: ذيل مرآة الزمان 3/ورقة 382، وتاريخ الإسلام 438 رقم 698، وأعيان العصر 4/ 236 رقم 1447، والوافي بالوفيات 2/ 241 رقم 496، وتذكرة النبيه 1/ 231، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 156.

ص: 106

وقرأ على

(1)

الشيوخ، وأخذ عن الفضلاء، وحصّل فصلا

(2)

كبيرا من علم القرآن والأدب وفنّ الكتابة الخطابية

(3)

والحسابية، وكان مقتدرا على ما يؤلّفه من النظم والنثر، صالحا، كثير التلاوة للقرآن، جيّد الأداء له، متقنّعا.

أنشدني من نظمه، وكان بيني وبينه مودّة أكيدة.

ومولده يوم الجمعة ثالث المحرّم سنة إحدى وثلاثين وستماية بإشبيلية، وخرج منها سنة ستّ وأربعين، وأقام مدّة بمالقة وتونس، وغيرهما. ودخل دمشق سنة تسعين وستماية، وأقام بها إلى أن مات.

[وفاة هارون ابن الدواداري]

211 -

وتوفّي هارون

(4)

ابن الأمير علم الدين الدواداريّ، يوم الأحد العشرين من ذي القعدة.

وكان صغيرا، حضر معنا السماع على والده.

[وفاة تقيّ الدين بن الأمجد]

212 -

وتوفّي تقيّ الدين، عبد الرحمن

(5)

بن صلاح الدين يوسف ابن الملك الحافظ غياث الدين محمد بن شاهان شاه بن الأمجد، صاحب بعلبك، ليلة الإثنين الحادي والعشرين من ذي القعدة، ودفن من الغد بمقابر باب الفراديس.

وكان شابا مشتغلا، مقرّبا

(6)

، يحضر الجهات والوظائف.

سمع معي شيئا من الحديث.

[وفاة بنت صدر الدين الخابوري]

213 -

وماتت بنت الشيخ صدر الدين

(7)

ابن الوكيل في الحادي والعشرين من ذي القعدة، ودفنت بالجبل بتربة جدّها لأمّها تاج الدين ابن عصرون.

[عرض السلاح على نائب السلطنة]

وفي الحادي والعشرين من ذي القعدة عرضت العامّة بدمشق من أهل

(1)

في رسالة عفيان 197 رقم 318 «وقرأ عليه» .

(2)

في رسالة عفيان 197 رقم 318 «فضلا» .

(3)

في رسالة عفيان 197 رقم 318 «البلاغية» .

(4)

لم يذكره غير البرزالي.

(5)

لم يذكره غير البرزالي.

(6)

في رسالة عفيان 198 رقم 320 «مقرئا» ، وهو غلط.

(7)

لم يذكرها غير البرزالي.

ص: 107

الأسواق على نائب السلطنة وعليهم السلاح، وجعل لكلّ سوق مقدّم بينهم، والباقي حوله.

[وفاة فاطمة بنت القاضي ابن صصرى]

214 -

وتوفّيت فاطمة

(1)

بنت القاضي شرف الدين عبد الرحمن بن سالم بن الحسن بن هبة الله بن صصرى

(2)

، زوجة ابن عمّها

(3)

قاضي القضاة نجم الدين في يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من ذي القعدة، ودفنت بالجبل.

[عرض الأشراف على النائب]

وعرض السادة الأشراف على نائب السلطنة بالعدد والتجمّل يوم الخميس الرابع والعشرين من ذي القعدة مع نقيبهم

(4)

نظام الملك الحسيني.

[وفاة بهاء الدين البغدادي]

215 -

وتوفّي الشيخ الصالح بهاء الدين

(5)

البغداديّ، من جملة فقراء المقصورة الكندية، بجامع دمشق يوم الإثنين الثامن والعشرين من ذي القعدة، ودفن بمقبرة/31 ب/الصوفية.

[وفاة عزّ الدين بن قدامة]

216 -

وتوفّي الشيخ عزّ الدين، محمد بن شيخ الإسلام (شمس الدين)

(6)

عبد الرحمن بن الشيخ أبي عمر محمد بن أحمد بن قدامة

(7)

ليلة الثلاثاء التاسع والعشرين من ذي القعدة، ودفن ظهر الثلاثاء بمقبرة جدّه الشيخ أبي عمر بالقرب من قبر القاضي شرف الدين حسن، رحمه الله.

روى لنا عن خطيب مردا، وسمع من اليلداني، وإبراهيم بن خليل، وجماعة.

وأجاز له سبط السلفيّ، وجماعة في سنة خمسين وستمايّة.

وكان رجلا جيّدا، حس الهيئة. شهد على القضاة، وسافر مع العدول سنة أربع وسبعين وستماية إلى القاهرة، فأكرم لأجل والده وخلع عليه بطيلسان.

(1)

لم يذكرها غير البرزالي.

(2)

في رسالة عفيان 198 رقم 323 «حصري» ، والصحيح ما أثبتناه.

(3)

في رسالة عفيان 198 رقم 323 «زوجة بنت ابن عمها» .

(4)

في رسالة عفيان 199 رقم 324 «نقبهم» ، وهو غلط.

(5)

لم يذكره غير البرزالي.

(6)

ما بين القوسين ليس في رسالة عفيان 199 رقم 326.

(7)

انظر عن (ابن قدامة) في: تاريخ الإسلام 445 رقم 714.

ص: 108

[وفاة الأمين الموصلي]

217 -

وتوفّي الأمين سالم

(1)

الموصلي

(2)

المنجّم يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من ذي القعدة.

وكان مشهورا

(3)

في النجامة حلاّلا.

[وفاة الياسوفي صاحب الفقاعي]

218 -

وفي ذي القعدة توفّي الشيخ الصالح محمد بن أحمد الياسوفي

(4)

صاحب الشيخ يوسف الفقاعي، بقريته

(5)

من جبل نابلس، ودفن هناك.

وكان رجلا صالحا.

وهو والد الفقيه إسماعيل بن الياسوفي أحد فقهاء المدرسة الشامية.

[مقتل شمس الدين المقدسي]

219 -

وفي يوم الأربعاء السادس عشر من ذي القعدة قتل شمس الدين، علي بن الشيخ شمس الدين عبد الرحمن بن الشيخ أبي عمر المقدسيّ

(6)

، بأرض ديار بكر قبل جملين على مرحلتين من البيرة.

وكان رجلا حسنا، درّس حلقة الحنابلة بجامع دمشق، وبمدرسة الشيخ أبي عمر، وأمّ بالناس

(7)

بالجامع المظفّري، وقتل معه جماعة من الحنابلة، وغيرهم، رحمهم الله تعالى

(8)

.

‌ذو الحجّة

[وفاة الرشيد المسلماني]

220 -

ومات الرشيد المسلماني

(9)

، الملقّب: أوحشتني، كاتب البيوتات في

(1)

انظر عن (سالم) في: تاريخ الإسلام 394 رقم 601.

(2)

في رسالة عفيان 199 رقم 327 «الموصل» ، وهو غلط.

(3)

في رسالة عفيان 199 رقم 327 «مشتهرا» ، وهو غلط.

(4)

لم يذكره غير البرزالي.

(5)

في رسالة عفيان 199 رقم 328 «بتربته» ، وهو غلط.

(6)

انظر عن (المقدسي) في: تاريخ الإسلام 426، رقم 672، وذيل طبقات الحنابلة 2/ 343، والمنهج الأحمد 409، والمقصد الأرشد، رقم 731، والدرّ المنضد 2/ 444 رقم 181، ومختصر الذيل على طبقات الحنابلة 89.

(7)

في رسالة عفيان 200 رقم 329 «بالناس» ، والصحيح ما أثبتناه.

(8)

في رسالة عفيان 200 رقم 329 «رحمه الله» ، والصحيح ما أثبتناه.

(9)

انظر عن (الرشيد) في: ذيل مرآة الزمان 3/ورقة 383 وفيه اسمه «فرج الله» ، وتاريخ الإسلام 405 رقم 621.

ص: 109

خامس ذي الحجّة، ودفن بتربته جوار مسجد أبيّ بن كعب، رضي الله عنه، خارج باب شرقيّ.

[وفاة الشهاب بن عيّاش]

221 -

وفي ليلة الأربعاء سابع ذي الحجّة مات الشهاب، أحمد بن الناصح عبد الرحمن بن محمد بن عيّاش

(1)

الصالحيّ، التاجر بالجبل.

[وفاة الكمال بن خلف]

222 -

والكمال، أحمد بن خلف

(2)

المؤذّن، مقرئ الجنائز بالبلد

(3)

، ودفنا يوم الأربعاء.

[وفاة وجيه الدين القونويّ]

223 -

وتوفّي الشيخ وجيه الدين، محمد بن سليمان القونويّ

(4)

، الحنفيّ، يوم الجمعة يوم عرفة.

وكان إماما بالربوة مدّة.

/32 أ/وولّي في آخر أمره تدريس العزّيّة ظاهر دمشق مدّة يسيرة، وكان رجلا جيّدا يشهد ويعيد ويفتي، وولي عوضه المدرسة رضيّ الدين الرقّيّ.

[وفاة عبد الوليّ بن مشهور]

224 -

وتوفّي الشيخ عبد الوليّ بن أحمد (بن)

(5)

مشهور

(6)

الدمشقيّ، إمام مسجد حميص، به، ليلة السبت يوم عيد الأضحى، ودفن يوم السبت بمقبرة المزّة.

وكان رجلا صالحا، سمعنا عليه، عن ابن عبد الدائم، وسمع معي.

[وفاة القاضي عزّ الدين القرشي]

225 -

وتوفّي القاضي عزّ الدين، عبد العزيز

(7)

ابن قاضي القضاة محيي الدين

(1)

لم يذكره غير البرزالي.

(2)

انظر عن (ابن خلف) في: تاريخ الإسلام 436 رقم 695.

(3)

وقال الذهبي: «توفي في ذي الحجة كهلا، وكان فيه عقل ودين» .

(4)

انظر عن (القونوي) في: تاريخ الإسلام 443،444 رقم 712، وأعيان العصر 4/ 455 رقم 1581 وفيه «سلمان» ، والوافي بالوفيات 3/ 137، رقم 1078، والدليل الشافي 2/ 626 رقم 2152، والمنهل الصافي 10/ 77 رقم 2160.

(5)

ليست في رسالة عفيان 201 رقم 333.

(6)

انظر عن (ابن مشهور) في: تاريخ الإسلام 423 رقم 665.

(7)

انظر عن (عبد العزيز) في: ذيل مرآة الزمان 3/ورقة 382، والعبر 5/ 400، وتاريخ الإسلام-

ص: 110

يحيى بن محمد بن علي بن الزكيّ، القرشي، يوم الأحد حادي عشر ذي الحجّة قبل العصر بدمشق بالمدرسة الركنية، ودفن يوم الإثنين الثالثة من النهار، بتربتهم بالجبل.

وكان صدر بيتهم، من أعيان الدمشقيّين في وقته، ودرّس بمدارس كبار، وأفتى وتصدّر في المجالس، وولي نظر الجامع غير مرة.

قرأت عليه نسخة أبي مسهر عن إبراهيم بن خليل حضورا.

ومولده ليلة الأربعاء العشرين من رمضان سنة أربع وخمسين وستماية بدمشق.

[وفاة ابن أيبك المعظّمي]

226 -

وتوفّي الشيخ الصالح سليمان

(1)

بن علي بن أيبك بن عبد الله المعظّمي الصرخديّ، يوم الخميس خامس عشر ذي الحجّة بالبيمارستان الصغير، ودفن العصر بمقابر باب الصغير.

وكان رجلا مباركا، يلازم أهل الخير ويسعى في مصالح الإخوان، جوادا بما تحويه.

سمع معي الحديث.

[وفاة مفتي المسلمين شمس الدين الحنفي]

227 -

وتوفّي الشيخ الإمام، العالم، الفقيه، الصدر الكبير، مفتي المسلمين، شمس الدين، محمد بن الشيخ الإمام العلاّمة، شيخ المذهب، قاضي القضاة، صدر الدين أبي الربيع سليمان بن أبي العزّ بن وهيب

(2)

الحنفيّ، يوم الجمعة سادس عشر ذي الحجّة بالمدرسة النورية بدمشق، ودفن آخر النهار بسفح قاسيون بتربة والده.

وكان فقيها كبيرا في مذهبه، متصدّيا للفتوى، مقصودا بها، أفتى أكثر من ثلاثين سنة، وناب في القضاء بدمشق عن والده، ودرّس بالعذراويّة، والخاتونية البرّانية، والنوريّة. (ومات عن العذراوية والنورية)

(3)

، وكان لا يتردّد إلى أحد، ولا يحضر المحافل، ولا يخالط الناس، ولا يزاحم على المناصب.

= 421،422 رقم 660، ومرآة الجنان 4/ 231، وأعيان العصر 3/ 107 رقم 997، والوافي بالوفيات 18/ 565، وعقد الجمان (4) 21، والدارس 1/ 167، وشذرات الذهب 5/ 405.

(1)

لم يذكره غير البرزالي.

(2)

انظر عن (ابن أبي العز بن وهيب) في: ذيل مرآة الزمان 3/ورقة 385، وتاريخ الإسلام 443 رقم 711، والوافي بالوفيات 3/ 137 رقم 1077، وأعيان العصر 4/ 454،455 رقم 1580، وتذكرة النبيه 1/ 225، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 149، وعيون التواريخ 23/ 285، والسلوك ج 1 ق 3/ 906، والنجوم الزاهرة 8/ 191،192، والدليل الشافي 2/ 625 رقم 2149، والمنهل الصافي 10/ 75 رقم 2157.

(3)

ما بين القوسين ليس في رسالة عفيان 202 رقم 337.

ص: 111

وكانت له إجازة/32 ب/بعد سنة خمسين وستماية، وما حدّث بشيء.

[وفاة سعيد الدين الكاساني]

228 -

وتوفّي الشيخ الزاهد، العارف، سعيد الدين، محمد بن أحمد الكاساني

(1)

، الفرغاني، شيخ خانكاه

(2)

الطاحون، ليلة السبت سابع عشر ذي الحجّة، بمنزله ظاهر دمشق، ودفن ضحى السبت بمقابر الصوفية.

وكان شيخا فاضلا، عارفا (بكلام)

(3)

الشيخ ابن العربيّ.

قرأ على تلميذه صدر الدين القونوي ولازمه، وكان له كلام ومعرفة، وشرح قصيدة ابن الفارض.

[التدريس بالعذراوية]

وفي يوم الأربعاء الحادي والعشرين من ذي الحجّة ذكر الدرس القاضي جلال الدين الحنفي بالمدرسة العذراوية.

[التدريس بالعزّية]

وفيه أيضا ذكر الدرس رضيّ الدين الرقّي بالمدرسة العزّيّة ظاهر البلد، عوضا عن الوجيه القونوي الذي وليها عوضا عن المجد من الفخر موسى بسبب إقامته بحماه، ولم تطل مدّة الوجيه فيها.

[وفاة شرف الدين بن الصيرفي]

229 -

وتوفي الشيخ الإمام شرف الدين، الحسن بن علي بن عيسى بن الحسن بن علي اللخمي

(4)

، المعروف بابن الصيرفيّ، شيخ الحديث بمدرسة الفارقاني بالقاهرة في ليلة الأربعاء الحادي والعشرين من ذي الحجّة، ودفن بقرافة الشافعيّ، رضي الله عنه.

(1)

انظر عن (الكاساني) في: العبر 5/ 398، وتاريخ الإسلام 408 رقم 630، والوافي بالوفيات 2/ 140، وأعيان العصر 4/ 235 رقم 1445، وفيه «سعد الدين» ، ومعجم المؤلفين 8/ 310. و «الكاساني»: نسبة إلى كاسان، مدينة كبيرة في أول بلاد تركستان وراء نهر سيحون. (معجم البلدان).

(2)

في رسالة عفيان 203 رقم 338 «خانقاه» ، والمثبت كما في المخطوط.

(3)

في رسالة عفيان 203 رقم 338 «يلازم» ، والمثبت كما في المخطوط.

(4)

انظر عن (اللخمي) في: برنامج الوادي آشي 102، وتذكرة الحفاظ 4/ 1488، وتاريخ الإسلام 399،400 رقم 611، والمعين في طبقات المحدّثين 223 رقم 2310، ومعجم شيوخ الذهبي 171،172 رقم 223، والمعجم المختص 86 رقم 99، وأعيان العصر 2/ 207 رقم 574، والوافي بالوفيات 12/ 160، والعبر 5/ 397، والسلوك ج 1 ق 3/ 909، والمنهل الصافي 5/ 102،103 رقم 912، والدليل الشافي 1/ 265 رقم 910، وحسن المحاضرة 1/ 162، وشذرات الذهب 5/ 448.

ص: 112

روى عن ابن رواج، وابن الجمّيزي، وابن قميرة، والساوي، وابن الجبّاب، وابن الفوّيّ

(1)

، وسبط السلفيّ، وغيرهم.

وكان من أهل الحديث والرحلة والاشتغال.

[وفاة عبد العزيز الكرجي]

230 -

ومات عبد العزيز ولد عزيز

(2)

الدين يحيى بن الشيخ فخر الدين الكرجيّ

(3)

في يوم الأربعاء الحادي والعشرين من ذي الحجّة.

[وفاة الحكيم العبادي]

231 -

وتوفّي الحكيم الفاضل، موفّق الدين، جعفر بن إسماعيل بن محمد بن نبيل العبادي

(4)

، الكحّال، سحر يوم السبت الرابع والعشرين من ذي الحجّة، ودفن الظهر بمقبرة باب الفراديس بقبر والده، رحمه الله.

روى لنا عن الرضيّ بن البرهان أحاديث من «صحيح مسلم» .

وكان رجلا جيّدا، مواظبا على وظيفته من صغره.

[نظر الجامع]

وانصرف ناصر الدين ابن عبد السلام عن

(5)

نظر الجامع، وترك الكلام فيه يوم الأربعاء الحادي والعشرين من ذي الحجّة.

[وفاة محيي الدين بن الصائغ]

232 -

وتوفّي محيي الدين، يحيى

(6)

بن قاضي القضاة عزّ الدين ابن الصائغ، في يوم الثلاثاء السابع والعشرين/33 أ/من ذي الحجّة، ودفن بالجبل.

وكان شابا، فقيها بالمدارس، يحفظ القرآن، و «التنبيه»

(7)

.

[وفاة جمال الدين العرماني]

233 -

وتوفّي الفقيه، الإمام، العالم، جمال الدين، أحمد بن الحاج زيد بن طريف

(8)

العرماني، الشافعيّ، بكرة يوم الخميس التاسع والعشرين

(1)

في رسالة عفيان 204 رقم 341 «وابن الغوري» ، والصحيح ما أثبتناه.

(2)

في رسالة عفيان 204 رقم 342 «ولد عز الدين» ، والصحيح ما أثبتناه.

(3)

لم يذكره غير البرزالي.

(4)

انظر عن (العبادي) في: تاريخ الإسلام 458 رقم 739.

(5)

في رسالة عفيان 204 «ناصر الدين أبو محمد المسلم من نظر الجامع» .

(6)

لم يذكره غير البرزالي.

(7)

في رسالة عفيان 204 رقم 345 «والتفسير» ، والصحيح ما أثبتناه.

(8)

انظر عن (ابن طريف) في: تاريخ الإسلام 379 رقم 570، والإشارة إلى وفيات الأعيان 385.

ص: 113

من ذي الحجّة، ببستانه على ثوره

(1)

، ودفن بالجبل.

وكان فاضلا في الفقه، يصلح للفتوى والتدريس، ديّنا

(2)

صالحا، منقطعا.

[وفاة بدر الدين التاذفي]

234 -

ومات في آخر السنة بدر الدين، محمد بن أبي بكر بن محمد بن أحمد التاذفي

(3)

ابن أخي الشيخ شرف الدين محمود التاذفي.

وكان يشهد على جماعة من القضاة، ومشى

(4)

أمره، ثم اطلع عليه بتزوير كتاب له فيه تعلّق، فخمل

(5)

لذلك وانقطع عن مجالس القضاة بعد الملازمة، وحصل له من يطالبه بديون

(6)

وتعلّقات. وكان مرضه بحبس باب الصغير، فأخرج منه وبقي أياما ومات.

***

[ومن وفيات هذه السنة]

[وفاة شمس الدين الأوشري]

235 -

وممّن مات في هذه السنة بعد التتار الأمير الأجلّ، شمس الدين، أبو العباس، الخضر بن علي بن أقجا

(7)

الأوشريّ.

روى «مجلس الكاتب» عن الشيوخ الثلاثة: الشرف الإربلي، والتاج بن عساكر، والنظام بن البانياسي، سمعه عليهم في سنة خمسين وستماية، عن الخشوعيّ.

[وفاة آمنة المراتبي]

236 -

وماتت آمنة

(8)

بنت الشيخ تقيّ الدين محمد بن محمود بن عبد المنعم المراتبي

(9)

، في آخر السنة أو أول سنة سبع ماية.

(1)

في رسالة عفيان 204 رقم 346 «على ثور» ، والصحيح ما أثبتناه.

(2)

في رسالة عفيان 204 رقم 346 «لينا» ، والصحيح ما أثبتناه.

(3)

لم يذكره غير البرزالي.

(4)

في رسالة عفيان 205 رقم 347 «وفشا» ، والصحيح ما أثبتناه.

(5)

في رسالة عفيان 205 رقم 347 «فحمل» ، والصحيح ما أثبتناه.

(6)

في رسالة عفيان 205 رقم 347 «يدوله» ، والصحيح ما أثبتناه.

(7)

انظر عن (ابن أقجا) في: تاريخ الإسلام 403 رقم 616.

(8)

لم يذكرها غير البرزالي.

(9)

في رسالة عفيان 205 رقم 349 «الحرائي» ، والصحيح ما أثبتناه.

ص: 114

[وفاة أبي محمد المرجاني]

237 -

وفي هذه السنة توفّي الشيخ أبو محمد، عبد الله المرجانيّ

(1)

، المذكّر بتونس وصلّي عليه صلاة الغائب، بالقاهرة، بالجامع

(2)

الأزهر، في رابع عشر رمضان.

وكان كبير القدر، مشهورا في الآفاق.

(1)

انظر عن (المرجاني) في: دول الإسلام 2/ 205، وتاريخ الإسلام 416 رقم 649، وشذرات الذهب 5/ 451.

(2)

في رسالة عفيان 205 رقم 350 «بجامع» ، والصحيح ما أثبتناه.

ص: 115

‌سنة سبعماية

‌محرّم

[استخراج مال الأملاك والأبقار]

جلس الديوان المستخدم لاستخراج أربعة أشهر من جميع الأملاك والأبقار التي بدمشق وظاهرها في يوم الأحد ثالث المحرّم، وعظم ذلك على الناس، وهرب خلق كثير، واستخفى جماعة

(1)

.

[وفاة عزّ الدين بن قدامة]

238 -

وفي بكرة الأحد ثالث المحرّم توفي الشيخ الصالح المسند، عزّ الدين، أبو العباس، أحمد بن عبد الحميد

(2)

بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة المقدسيّ، بجنينته قبالة بستان بني جعوان، بالجبل، ودفن ظهر النهار بتربة الشيخ موفّق الدين بالجبل عند والده وإخوته، رحمهم الله تعالى.

/33 ب/وكان شيخا مباركا، كثير الصلاة والذكر، حسن الخلق، متودّدا، مليح الهيئة.

سمع من الشيخ موفّق الدين ابن قدامة، وموسى بن عبد القادر، والشهاب بن راجح، والقزويني، وابن أبي لقمة، والقاضي أبي نصر بن الشيرازي، وابن الزبيدي، وابن اللتّي، والفخر الإربلي، والبهاء عبد الرحمن المقدسي، والناصح بن الحنبلي، وشمس الدين أحمد البخاري، وغيرهم

(3)

.

(1)

خبر استخراج المال في: ذيل مرآة الزمان 3/ورقة 392، ونهاية الأرب 31/ 411،412 والدرّ الفاخر 44، وتاريخ الإسلام 98، وتاريخ سلاطين المماليك 82، والبداية والنهاية 14/ 14.

(2)

انظر عن (أحمد بن عبد الحميد) في: ذيل مرآة الزمان 3/ورقة 410، ودول الإسلام 2/ 206، والإشارة إلى وفيات الأعيان 387، والإعلام بوفيات الأعلام 293، وتاريخ الإسلام 467،468 رقم 762، وأعيان العصر 1/ 253،254 رقم 199، والوافي بالوفيات 7/ 33، وذيل التقييد 1/ 326 رقم 648، وعقد الجمان (4) 148، وشذرات الذهب 5/ 455.

(3)

وقال الذهبي: «خرّجت له مشيخة في ثلاثة أجزاء، وسمعها خلق، وعدم منها جزءآن زمان التتار، وظهر له أيام التتار سماع مسند أبي داود الطيالسي من الشيخ الموفّق، وأظنّ له فوت، -

ص: 116

ومولده تقريبا سنة اثنتي عشرة وستماية بسفح قاسيون.

[وفاة موفق الدين ابن الواسطي]

239 -

وفي يوم الثلاثاء خامس محرّم توفي موفّق الدين، محمد بن شيخنا الشيخ القدوة تقيّ الدين إبراهيم بن علي بن أحمد بن فضل الحنبلي ابن الواسطي

(1)

.

ودفن من يومه عند والده.

وكان يصوم يوما ويفطر يوما من مدّة سنين، وكان كثير التلاوة، قليل الاختلاط بالناس، لا يعرف له صاحب ولا عشير. وسمع كثيرا من الحديث على المشايخ الذين أدركهم بالصالحية، وكان والده حريصا على تسميعه، رحمه الله.

[وفاة الموصلي العذري]

240 -

ومات الشيخ علي الموصلي

(2)

، العذريّ، يوم الجمعة سابع المحرّم بالبيماستان.

وكان مقيما بالخانقاه الصلاحية البكرية.

[وفاة عماد الدين المقدسي]

241 -

وتوفّي الشيخ الصالح، المسند، بقيّة السلف عماد الدين، أبو العباس، أحمد بن محمد بن سعد

(3)

بن عبد الله بن سعد بن مفلح بن هبة الله بن نمير المقدسي، الحنبليّ، بالجبل، في ليلة الخميس الرابع عشر من شهر المحرّم المبارك. ودفن يوم الخميس بمقبرة والده عند تربة الشيخ أبي عمرو، رحمه الله تعالى.

= وحدّث بالكثير، وصار من أعيان المسندين في زمانه، وقصد بالزيارة، وبقيت له صورة كبيرة. . . تفرّد بشيوخ وأجزاء عالية، وظهر له حضور بعد موته من الشمس أحمد بن عبد الله العطار، وتفرّد بذلك». (تاريخ الإسلام 467،468).

(1)

انظر عن (ابن الواسطي) في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 410، وتاريخ الإسلام 487 رقم 811، وأعيان العصر 4/ 2071 رقم 1428.

(2)

لم يذكره غير البرزالي.

(3)

انظر عن (ابن سعد) في: ذيل مرآة الزمان 3/ورقة 410، وبرنامج الوادي آشي 113، والإشارة إلى وفيات الأعيان 387، والإعلام بوفيات الأعلام 293، والعبر 5/ 409، ومعجم شيوخ الذهبي 71،72 رقم 83 وفيه:«أحمد بن محمد بن سعيد» ، وتاريخ الإسلام 468،469 رقم 764، وأعيان العصر 1/ 326،327 رقم 170، والوافي بالوفيات 7/ 402 رقم 3401، وذيل التقييد 1/ 383 رقم 384، وعقد الجمان (4) 148، والمنهل الصافي 2/ 84 رقم 258، والدليل الشافي 1/ 73 رقم 256، والمنهج الأحمد 409، والمقصد الأرشد، رقم 147، والدرّ المنضد 1/ 446 رقم 1186، وشذرات الذهب 5/ 455.

ص: 117

وكان يروي عن المجد القزويني، وابن الزبيدي، وابن اللتّي، والهمداني، والإربلي، وابن المقيّر، وغيرهم.

وله إجازة من الشيخ موفّق الدين، والفتح بن عبد السلام، ومسمار بن العويس، وأحمد بن صرما، وغيرهم.

ومولده في سنة سبع عشرة وستماية بسفح قاسيون.

وكان رجلا مباركا، صالحا، خيّرا، صحب الفقراء، وحجّ مرات، ورافقته في الحج، وقرأت عليه بوادي القرى، وبالمدينة النبوية، وبمنا

(1)

وخليص، وسدّ علي رضي الله عنه، وثمد الروم، وتبوك، والزّرقاء، وسمعت أيضا منه بحماه.

[كثرة الأراجيف من التتار]

وكثرت الأراجيف بدمشق يوم الأربعاء ثالث عشر المحرّم، وتحدّث الناس بالهرب، وجعلوا يذكرون التّوجّه إلى ديار مصر وإلى حصون الشام/34 أ/مثل الكرك والصبيبة، وحصن الأكراد، وصفد، وشقيف أرنون، وشقيف تيرون، وشيزر، وغير ذلك خوفا من التتار

(2)

.

[وفاة الفقيه شهاب الدين الجزري]

242 -

وتوفّي الفقيه الفاضل، المسند، المحصّل، شهاب الدين، أحمد بن العدل مجد الدين إبراهيم بن أبي بكر بن إبراهيم بن عبد العزيز الجزري

(3)

، الشافعيّ، في ليلة الثلاثاء تاسع عشر المحرّم ببستان الجبل، وحمل يوم الثلاثاء إلى ظاهر البلد، فصلّي عليه عقيب الظهر بجامع جرّاح على باب الصغير، ودفن بقبر والده بمقابر باب الصغير.

وكان شابا لم يكمل ثلاثين سنة، وحصّل تحصيلا جيّدا من الفضيلة بحثا وحفظا في الفقه، والأصلين، والنحو، وغير ذلك.

وكان بيني وبينه صحبة، وسمع بقراءتي كثيرا من الحديث على شيوخ جمّة، وكان يقصد السماع بقراءتي، ويحفظ أسماء مسموعاته وشيوخه ويذاكرني في ذلك.

(1)

الصواب: «وبمنى» .

(2)

خبر الأراجيف في: زبدة الفكر 349، والتحفة الملوكية 160، ومختار الأخبار 115، ونهاية الأرب 31/ 412، والدرّ الفاخر 45، وتاريخ الإسلام 98، وتاريخ سلاطين المماليك 83، ودول الإسلام 2/ 205، ومرآة الجنان 4/ 234، والبداية والنهاية 14/ 14، وعقد الجمان (4) 123، والنجوم الزاهرة 8/ 131، والنهج السديد 3/ 537.

(3)

انظر عن (الجزري) في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 410،411، وتاريخ الإسلام 467 رقم 761، وأعيان العصر 1/ 163،164.

ص: 118

ومولده في ليلة السبت الثالث والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة سبعين وستماية.

[وفاة قاضي بلاطنس الحسباني]

243 -

ومات ببلاطنس قاضيها يومئذ الفقيه، الفاضل، بدر الدين عبد الله بن عمرو الحسباني

(1)

، الشافعيّ، في المحرّم، ووصل خبره إلى دمشق في العشرين منه.

[وفاة شمس الدين الآملي]

244 -

وتوفّي شمس الدين، محمد بن جعفر بن محمد بن علي الآمليّ

(2)

، ابن خال صفيّ الدين الأرمويّ، الصوفيّ، المحدّث، ليلة الأربعاء السابع والعشرين من المحرّم، ودفن ضحى النهار بمقابر الصوفية.

وكان شابا لم يكمل الثلاثين، وسمع كثيرا من الحديث بالشام وديار مصر بإفادة ابن عمّته المذكور، وكتب بخطه.

[وفاة الأمير ناصر الدين المسعودي]

245 -

وفي هذا اليوم مات الأمير ناصر الدين

(3)

، محمد بن الأمير بدر الدين لولو المسعوديّ، وصلّي عليه بجامع دمشق بعد الظهر، وحمل إلى المزّة فدفن بتربة والده.

[وفاة شرف الدين العدوي]

246 -

وفي يوم الخميس الثامن والعشرين من المحرّم توفي شرف الدين، محمد بن الشيخ نجم الدين حسين بن عبد الله بن أبي الحجّاج

(4)

العدويّ، ودفن يوم الجمعة بمقابر باب الصغير بتربة بني الشيرجيّ.

وكان شاهدا تحت الساعات وكاتبا عند الأمير علم الدين الدواداري.

وسمع الحديث مع ابن جعوان، ولم يحدّث.

[وفاة إبراهيم الصهيوني]

247 -

وفي يوم السبت سلخ المحرّم توفي الشيخ إبراهيم بن علي بن خضر بن سعيد بن صاعد الصّهيونيّ

(5)

، المقرئ. /34 ب/ودفن يوم الأحد مستهلّ صفر، بمقابر باب الصغير.

(1)

انظر عن (الحسباني) في: تاريخ الإسلام 479 رقم 790.

(2)

انظر عن (الآملي) في: الإعلام بوفيات الأعلام 293، وتاريخ الإسلام 487 رقم 812.

(3)

لم يذكره غير البرزالي.

(4)

لم يذكره غير البرزالي.

(5)

انظر عن (الصهيوني) في: تاريخ الإسلام 469 رقم 766.

ص: 119

روى لنا عن ابن عبد الدائم.

وأصله من حصن كيفا.

ومولده في سنة أربعين وستماية باللاذقية.

وكان من القراء المشهورين، تلقّن عليه جماعة بجامع دمشق، وكانت له حلقة معروفة به.

[نظر الجامع]

وفي أواخر المحرّم باشر نظر الجامع الشريف نظام الملك أبو المناقب علي الحسيني، نقيب الأشراف. وقد كان رسّم بكتب تقليده بذلك من أول الشهر.

[وفاة خديجة بنت القاضي الشيباني]

248 -

وفي شهر المحرّم ماتت أمّ علي، خديجة

(1)

بنت القاضي كمال الدين، إسحاق بن خليل بن فارس بن مسعود الشيباني، الشافعيّ، بمدينة أذرعات، ودفنت هناك.

وكانت روت بالإجازة عن جماعة من شيوخ دمشق، منهم: ابن صبّاح، وابن اللتّي، وأبو نصر بن الشيرازي، وأبو الحسن علي بن باسويه، وجعفر الهمداني، وابن المقيّر.

‌صفر

[الخوف من قصد التتار دمشق]

واستهلّ شهر صفر والأخبار قد وصلت بقصد التتار البلاد، والناس بدمشق مهتمّون بأمر الهرب إلى الديار المصرية والكرك وغيرهما، والأراجيف يتبع بعضها بعضا، والإزعاج وافر، والصدور ضيّقة، وغلت الأكرية، وبلغ كري المحارة إلى مصر خمس ماية درهم، وبلغ ثمن الحمل ألف درهم، وثمن الحمار خمس ماية درهم، وباع الناس الأمتعة بالثمن البخس من الحليّ والنحاس والقماش، وطاشت الألباب، وتحيّر الناس، وتفرّقت القلوب.

وجلس الشيخ تقيّ الدين ابن تيمية في مكانه بالجامع يوم الإثنين ثاني صفر يفسّر آيات الجهاد، ويحضّ الناس على لقاء العدوّ وعلى الغزو ويضعّف أمرهم، ويوبّخ من قصده الهرب ويحضّه على إنفاق مقدار ما يخرجه في ذلك الغزو. واستمرّ يجلس أياما متوالية.

ونودي في البلد يوم الثلاثاء ثالث صفر أن لا يسافر أحد إلاّ بمرسوم أو ورقة

(1)

انظر عن (خديجة) في: معجم شيوخ الذهبي 182 رقم 241، وتاريخ الإسلام 474 رقم 777.

ص: 120

طريق، فسكن الناس لذلك، ورخصت الدّوابّ والأكرية عمّا كان عليه الأمر.

وتحدّث الناس يوم الأربعاء رابع صفر بخروج السلطان من القاهرة

(1)

.

[وفاة فخر الدين المعرّي]

249 -

/35 أ/وتوفّي فخر الدين، عثمان بن عبد الرحمن بن أبي علي المعرّي

(2)

، في ليلة الثلاثاء ثالث صفر، ودفن ضحى الثلاثاء خارج الباب الشرقيّ.

كتب لي في الإجازة، وكان سمع من ابن عبد الدائم.

ومولده سنة أربع وأربعين وستماية.

وكان مقرئا مشهورا، وملقّنا معروفا، وإماما بالمدرسة الظاهرية. وقرأ القراءات على الزواوي، وغيره.

[وفاة شمس الدين بن الفلمنط]

250 -

وتوفّي شمس الدين، عمر بن غلام الله

(3)

بن رضوان بن حسن بن علي بن أبي القاسم بن محمد بن الفلمنط المصريّ، في ليلة الأربعاء رابع صفر، ودفن من الغد بسفح قاسيون.

روى لنا عن ابن اللتّي، وكان ينتمي إلى الشيخ الحريري وأصحابه، ويعدّ منهم.

ومولده في يوم الإثنين رابع عشر شهر ربيع الأول سنة ثمان عشرة وستماية بدمشق.

[وفاة شمس الدين الحاضري]

251 -

وتوفّي الشيخ الفقيه، المقرئ، النحويّ، شمس الدين، محمد بن منصور

(4)

بن موسى الحاضري، الحلبيّ، في ليلة الخميس خامس صفر، وصلّي عليه ظهر الخميس بجامع دمشق، ودفن بمقابر باب توما.

روى القراءآت السبع عن الكمال الضرير، وكتب في الإجازات وكان أحد شيخي الإقراء بالتربة العادلية، وله تصدير في الجامع.

(1)

خبر الخوف من التتار في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 392، والعبر 5/ 408، وتاريخ الإسلام 98، والبداية والنهاية 14/ 14.

(2)

انظر عن (المعرّي) في: تاريخ الإسلام 483 رقم 801.

(3)

انظر عن (ابن غلام الله) في: تاريخ الإسلام 485 رقم 806.

(4)

انظر عن (ابن منصور) في: الإشارة إلى وفيات الأعيان 387، وتاريخ الإسلام 489 رقم 817، ومعرفة القراء الكبار 2/ 711،712 رقم 678، ومعجم شيوخ الذهبي 578 رقم 858، وأعيان العصر 5/ 281،282 رقم 1798، وتذكرة النبيه 1/ 234، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 153، والوافي بالوفيات 5/ 76 رقم 2068، وغاية النهاية 2/ 266 رقم 3486، ونهاية الغاية، ورقة 266، والدرر الكامنة 4/ 276، والنجوم الزاهرة 8/ 197.

ص: 121

[وفاة جمال الدين سبط النصير]

252 -

وتوفي جمال الدين، محمد بن الشمس محمد بن حسين الفرّاء المعرّي

(1)

، سبط النصير المؤذّن، يوم الجمعة سادس صفر، ودفن بمقابر باب الفراديس عند جدّه.

وكان مقرئا صيّتا، شابّا عفيفا، ساكنا.

[وفاة نجم الدين بن عروة]

253 -

وتوفّي نجم الدين، محمد بن شهاب الدين أحمد بن إبراهيم بن أبي منصور بن عروة

(2)

الموصليّ الأصل، الدمشقيّ، يوم الأحد ثامن صفر، ودفن بمقابر باب الصغير. وحضره قاضي القضاة وجماعة.

وكان أبوه مريضا يحمل في الجنازة، وحزن عليه، وتفجّع له، وكان من الشباب المشتغلين، وفيه عشرة وتودّد.

وسمع معي أشياء من الحديث.

[وفاة بدر الدين بن خيلجان]

254 -

وتوفّي بدر الدين، أحمد بن نور الدولة علي بن خيلجان

(3)

الحنفيّ، المقرئ، ليلة الإثنين تاسع صفر، ودفن يوم الإثنين.

وكان شابّا حسنا يقرأ مع شرف الدين ابن عربشاه المقرئ في الختم، ثم انقطع عن ذلك. /35 ب/ولزم الريّان.

وهو ابن خالة شمس الدين ابن جعوان المحدّث.

[وفاة شرف الدين التكريتي]

255 -

وتوفّي الصدر الكبير، العدل، شرف الدين، حسين بن الحاج علي بن حسين بن منّاع

(4)

التكريتي، التاجر، يوم الإثنين تاسع صفر، ودفن يوم الثلاثاء بسفح قاسيون.

وكان مشكور السيرة، خيّرا، عنده ورع في معاملته وأموره. وسمع من ابن عبد الدائم، ولم يحدّث.

[وفاة شمس الدين بن جعوان]

256 -

وتوفي الشيخ العدل، الرئيس، شمس الدين، أبو حفص، عمر بن

(1)

لم يذكره غير البرزالي.

(2)

لم يذكره غير البرزالي.

(3)

لم يذكره غير البرزالي.

(4)

انظر عن (ابن منّاع) في: تاريخ الإسلام 473 رقم 775.

ص: 122

عباس بن أبي بكر بن جعوان

(1)

الأنصاريّ، في أول ليلة الخميس ثاني عشر صفر بدمشق، وصلّي عليه ظهر الخميس بالجامع، ودفن بسفح قاسيون بتربة الشيخ ابن الأرمنّيّ.

ومولده سنة ستّ وثلاثين وستماية بدمشق.

وكان رجلا جيّدا، لطيف الكلمة، حسن الخلق، وأصيب في واقعة التتار، وذهب غالب ما يملكه في حريق العادلية.

روى لنا عن الحافظ ضياء الدين المقدسيّ

(2)

.

[وفاة فاطمة بنت عيسى]

257 -

وفي هذا اليوم توفّيت فاطمة

(3)

بنت عماد الدين عيسى بن القاضي محيي الدين بن الزكيّ، زوجة ابن عمّها شمس الدين ابن القاضي بهاء الدين.

[وفاة زينب بنت شهاب الدين]

258 -

وزينب

(4)

بنت شهاب الدين ابن شيخنا جمال الدين ابن الصابوني، زوجة شرف الدين يعقوب.

وكانت سمعت من أصحاب البوصيريّ، ولم تحدّث.

[اختباط الناس بدمشق]

وفي يوم الأربعاء حادي عشر صفر وصل قاصدان: الكلابي، والفارقي إلى نائب

(5)

السلطنة وأخبرا بركوب غازان من تبريز، وأنه يكون الآن في إربل، وأنه أنفق في عسكره، وقصد البلاد. فاختبط الناس بدمشق، وكان قد منع الناس من السفر منعا عامّا، وسكن الناس فأذن لهم بأوارق من نائب السلطنة.

وخرج ليلة الجمعة ثالث عشر صفر جمع في ضمن بيت القاضي محيي الدين ابن فضل الله صاحب ديوان الإنشاء

(6)

.

[وفاة شمس الدين القرطبي]

259 -

وتوفّي شمس الدين، محمد بن الحكيم عزّ الدين يوسف بن علي بن

(1)

انظر عن (ابن جعوان) في: تاريخ الإسلام 484،485 رقم 805، ومعجم شيوخ الذهبي 400 رقم 577.

(2)

وقال الذهبي: «سمعت منه بالمدينة النبوية» . (تاريخ الإسلام 485).

(3)

لم يذكرها غير البرزالي.

(4)

لم يذكرها غير البرزالي.

(5)

كلمة «نائب» مكرّرة.

(6)

خبر الاختباط في: تاريخ الإسلام 98،99.

ص: 123

أحمد بن يوسف القرطبيّ

(1)

، يوم الجمعة ثالث عشر صفر.

وكان قد اشتغل بصناعة والده، وجلس للمعالجة، ومات شابّا.

[وفاة الجمال النابلسيّ]

260 -

وتوفّي الجمال، يوسف

(2)

بن زريق النابلسيّ/36 أ/المقرئ، يوم السبت رابع عشر صفر.

وكان مقرئا حسن الصوت، جيّد القراءة.

[وفاة حسن المتوّز]

261 -

وفي ليلة السبت المذكور مات حسن المتوز

(3)

، القوّاس، الأعرج.

وكان صاحبنا ورفيقنا في الحجّ ويحضر مجالس الحديث بقراءتي ليلا.

[دقّ البشائر بقلعة دمشق]

وفي أواخر يوم السبت رابع عشر صفر دقّت البشائر بالقلعة بدمشق وعلى أبواب الأمراء بسبب خروج السلطان والعساكر من ديار مصر يوم الإثنين تاسع الشهر، وخروج الخليفة الحاكم، ونودي في البلد ليلة الأحد بين المغرب والعشاء بتزيين الأسواق

(4)

.

[وفاة إبراهيم البغدادي]

262 -

وفي ليلة الإثنين سادس عشر صفر توفي الشيخ إبراهيم بن الشيخ علي بن محمد بن علي بن بقاء

(5)

البغداديّ الأصل، الصالحيّ، الملقّن هو وأبوه بالجامع المظفّري، ودفن من الغد عند والده بالجبل.

سمع حضورا في سنة اثنتين وستين وستماية.

وروى لنا عن ابن عبد الدائم.

وكان رجلا صالحا من أبناء الأربعين ملازما لإقراء القرآن، وكذلك كان أبوه قبله.

[خروج جماعة من دمشق]

وخرج جماعة من دمشق ليلة الثلاثاء سابع عشر صفر إلى القاهرة هاربين،

(1)

لم يذكره غير البرزالي.

(2)

لم يذكره غير البرزالي.

(3)

لم يذكره غير البرزالي.

(4)

خبر البشائر في: تاريخ الإسلام 99، والبداية والنهاية 14/ 14.

(5)

انظر عن (ابن بقاء) في: تاريخ الإسلام 470 رقم 767.

ص: 124

منهم: بيت قاضي القضاة بدر الدين، وبيت بني القلانسي، وبيت بني صصرى، وابن المنّجا، وابن سويد، وابن الزّملكانيّ

(1)

.

[وفاة عمر الرومي]

263 -

وتوفي الشيخ عمر الروميّ

(2)

، المقيم بمشهد أبي بكر رضي الله عنه يوم السبت الثامن والعشرين من صفر.

وكان رجلا حسنا، من أصحاب الشيخ شرف الدين ابن الروميّ.

[الخوف بدمشق]

ولم يزل الناس في شهر صفر في هيازع ورجفات وأمر كبير بدمشق

(3)

.

[وفاة الشهاب الصيرفي]

264 -

وفي الثاني والعشرين من صفر مات الشهاب أحمد بن عبد المولى بن حسن الصيرفيّ

(4)

، والده المقرئ المؤذّن ببعلبك.

وكان يعلّم الصبيان ويكتب خطّا جيّدا، وسمع الحديث مع الوجيه السبتي.

[وفاة جمال الدين الساوجي]

265 -

وفي صفر توفّي جمال الدين، إبراهيم بن أبي القاسم بن محمد الساوجيّ

(5)

، ببانياس.

وكان قرأ على الشيخ تاج الدين، وهو صاحب أمين الدين سالم إمام مسجد ابن هشام.

[وفاة شهاب الدين النابلسي]

266 -

وفي صفر مات الشيخ الصالح، المقرئ، شهاب الدين، أحمد بن ياقوت

(6)

النابلسيّ. /36 ب/عرف بابن الأرمنيّة، بنابلس.

وكان يؤمّ بها في مسجد الشيخ العماد بن بدران. وكان شيخا كبيرا مباركا.

روى شيئا من الحديث عن الشيخ جمال الدين عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة النابلسي، وسمع أيضا من خطيب مردا.

(1)

خبر خروج الجماعة في: تاريخ الإسلام 99، والبداية والنهاية 14/ 14.

(2)

لم يذكره غير البرزالي.

(3)

خبر الخوف في: تاريخ الإسلام 99، والبداية والنهاية 14/ 14.

(4)

لم يذكره غير البرزالي.

(5)

لم يذكره غير البرزالي.

(6)

انظر عن (ابن ياقوت) في: معجم شيوخ الذهبي 85 رقم 103، وتاريخ الإسلام 469 رقم 765.

ص: 125

‌ربيع الأول

[وفاة الأمير عزّ الدين أيدمر]

267 -

توفّي الأمير الكبير عزّ الدين، أيدمر

(1)

الظاهريّ، نائب السلطنة، كان بالشام في الأيام الظاهرية يوم الأربعاء ثاني ربيع الأول برباطه بالجبل، ودفن هناك بالتربة على نهر ثورة قبالة المدرسة الماردانية الحنفية.

[وصول السلطان إلى غزّة]

وسكنت الأخبار في شهر ربيع الأول، وتحقّق وصول السلطان إلى غزّة، وقيل إنه جاوزها

(2)

.

[وفاة عماد الدين الأحمدي]

268 -

وتوفّي الشيخ عماد الدين، الفصّاص

(3)

الفقير، الأحمديّ، يوم الأحد ثالث عشر شهر ربيع الأول، ودفن يوم الإثنين بمقابر باب الصغير.

وكان فقيرا، حسنا، مليح الشيبة، معروفا، مشهورا.

[وفاة الخطيب الزرعي]

269 -

وتوفّي الخطيب يحيى بن عبد الله بن منصور الزرعي

(4)

، الحنبليّ، خطيب زرع بدمشق، يوم الثلاثاء خامس عشر ربيع الأول، ودفن بمقبرة باب الصغير.

وله مدّة يخطب، بزرع، وقدم دمشق فأقام بها خمسة أيام ومات.

[وفاة مجد الدين الحنفي]

270 -

وفي العشر الأول من شهر ربيع الأول توفي الشيخ الفقيه مجد الدين

(5)

، محمد بن الشيخ فخر الدين موسى الحنفيّ، بحماه.

وكان أقام هناك أياما للملك العادل كتبغا.

(1)

انظر عن (أيدمر) في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 413، ونهاية الأرب 31/ 442، والدرّ الفاخر 63، ودول الإسلام 2/ 206، وتاريخ الإسلام 2/ 206، وتذكرة النبيه 1/ 235، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 153، وتاريخ سلاطين المماليك 98، والسلوك ج 1 ق 3/ 917، والدليل الشافي 1/ 170 رقم 608 وفيه وفاته سنة 690 هـ. وهو وهم، وعقد الجمان (4) 154،155، وشذرات الذهب 5/ 456.

(2)

خبر وصول السلطان في: تاريخ الإسلام 99، وعقد الجمان (4) 126، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 409.

(3)

انظر عن (الفصّاص) في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 413، وتاريخ الإسلام 484 رقم 804.

(4)

انظر عن (الزّرعي) في: تاريخ الإسلام 493 رقم 826.

(5)

لم يذكره غير البرزالي.

ص: 126

[وفاة شمس الدين شيخ الخانكاه]

271 -

وتوفّي الشيخ شمس الدين، محمد بن الشيخ أبي زيد

(1)

شيخ خانكاه خاتون، ليلة الجمعة ثامن عشر شهر ربيع الأول داخل البلد، وصلّي عليه عقيب الجمعة.

[وفاة الطواشي شبل الدولة]

272 -

وتوفّي الطواشيّ، شبل الدولة

(2)

كافور الهمدانيّ، خادم الظاهرية، في يوم الأحد العشرين من شهر ربيع الأول بالظاهرية.

[وفاة سعد الدين معيد الشبلية]

273 -

وتوفّي الشيخ الفقيه سعد الدين، الياس بن عثمان الخوئيّ

(3)

، الحنفيّ، معيد الشبلية والظاهرية، في ليلة السبت السادس والعشرين من شهر ربيع الأول، داخل دمشق.

[وفاة الأمير بلبان الطبّاخي]

274 -

وفي السابع عشر من شهر ربيع الأول مات الأمير الكبير سيف الدين بلبان الطبّاخي

(4)

، بالعسكر المنصور على الساحل.

وكان من أعيان الأمراء ومن أحشمهم وأشجعهم، وأكثرهم عدّة/37 أ/ وأصحابه. وولي نيابة السلطنة بحرب مدّة وبالفتوحات مدّة.

[وفاة فخر الدين المقدسي]

275 -

وفي شهر ربيع الأول مات الشيخ الفقيه، الإمام، المحدّث، فخر الدين، خليل بن إسماعيل بن نابت

(5)

المقدسيّ، بالقدس الشريف.

(1)

انظر عن (ابن أبي زيد) في: تاريخ الإسلام 489 رقم 818.

(2)

لم يذكره غير البرزالي.

(3)

انظر عن (الخوئي) في: تاريخ الإسلام 472 رقم 771.

(4)

انظر عن (بلبان الطباخي) في: العبر 5/ 410، والوافي بالوفيات 10/ 282، وتاريخ ابن الفرات 8/ 111، وتذكرة النبيه 1/ 234، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 153، والسلوك ج 1 ق 3/ 764، والنجوم الزاهرة 8/ 194، والمنهل الصافي 3/ 422، وشذرات الذهب 5/ 457، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري-تأليفنا-ج 2/ 33 رقم 1، وأعيان العصر 2/ 42،43 رقم 454، وتالي كتاب وفيات الأعيان 56، وزبدة الفكرة 350.

(5)

انظر عن (ابن نابت) في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 413 وفيه: خليل بن ثابت بن إسماعيل، وتاريخ الإسلام 475 رقم 779.

ص: 127

وكان فقيها، محدّثا، نحويّا، فاضلا، جيّد الذهن، حسن البحث. درّس بالمدرسة الأمجديّة وغيرها بالقدس، ورحل في طلب الحديث، وقرأ على المشايخ، وكتب، وكان مفيد القدس وقارئ الحديث هناك.

[وفاة ستّ الأمناء بنت صدر الدين]

276 -

وفي شهر ربيع الأول ماتت ستّ الأمناء

(1)

بنت الشيخ صدر الدين أسعد بن عثمان بن أسعد بن المنجّا، بالسعيدية، قبل وصولها إلى القاهرة.

وهي والدة الخطيب معين الدين ابن المغيزل

(2)

وإخوته، وكانت تدعى أمّ عزّ الدين، وهو ولدها الأول.

روت الحديث وسمعنا عليها، عن جدّها. وكانت أكبر من عمّها وجيه الدين بسنين.

ومولد وجيه الدين في سنة ثلاثين وستماية

(3)

.

[وفاة جمال الدين المعروف بابن العنيّقة]

277 -

وفي بكرة يوم الجمعة، آخر جمعة من شهر ربيع الأول، مات الشيخ جمال الدين، عبد الملك بن عبد الرحمن بن عبد الأحد بن عبد العزيز بن أبي نصر بن حمّاد بن صدقة الحرّاني، العطار، التاجر، عرف بابن العنيّقة

(4)

، قبل وصوله إلى القاهرة.

وكان شيخا صالحا، مسندا، مكثرا.

سمع من ابن رواحة، وابن خليل، ويعيش النحوي، وجماعة بحلب، وحرّان.

وكان موته في المحارة بعد الرحيل من الصالحية إلى العبّاسية بالطريق، ووصل إلى العبّاسية ميّتا، فأحضروه إلى الجامع، وكان يوم الجمعة، فصلّى عليه الناس عقيب الصلاة ودفن هناك.

(1)

انظر عن (ست الأمناء) في: تاريخ الإسلام 477 رقم 784، وأعيان العصر 2/ 401 رقم 691.

(2)

هو أبو بكر بن عبد اللطيف بن محمد بن محمد بن نصر الله الحموي، العبدي الشافعي، معين الدين ابن المغيزل. توفي سنة 724 هـ. انظر عنه في: ذيل مفرّج الكروب لابن المغيزل- بتحقيقنا-المكتبة العصرية، صيدا-بيروت 1425 هـ 2004 م. -ص 21 رقم 8، ومعجم شيوخ الذهبي 674 رقم 1016، وذيل تاريخ الإسلام 376 رقم 718، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 198،199، وتذكرة النبيه 2/ 148، ودرّة الأسلاك 2/ورقة 238، والدرر الكامنة 1/ 447 رقم 1194.

(3)

وقال الذهبي: ولدت سنة ثمان وعشرين أو نحوها.

(4)

انظر عن (ابن العنيّقة) في: معجم شيوخ الذهبي 333،334 رقم 478، وتاريخ الإسلام 482 رقم 798، وبرنامج الوادي آشي 154.

ص: 128

ومولده تقريبا في سنة ثمان وعشرين وستماية بحرّان.

سمعت عليه «الفوائد الملتقطة» و «الفرائد الملتقطة» المخرّجة من مسموعات أبي الفتح عبد الله بن أحمد بن أبي الفتح الخرقي الأصبهاني، إنتقاء محمد بن مكي الحنبلي، بسماعه من الشيخ العدل أبي الفضل معالي، ويسمّى محمد بن سلامة بن عبد الله العطّار الحرّاني، بسماعه من الخرقي المذكور بأصبهان، وذلك في جمادى الأولى سنة إحدى وثمانين وستماية، بقراءة الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّة. ثم قرأت عليه عدّة أجزاء.

[وفاة شمس الدين بن أبي العلاء]

278 -

وتوفّي الشيخ الإمام، المحدّث، شمس الدين، أبو العلاء، محمود بن أبي بكر بن أبي العلاء بن علي بن أبي العلاء

(1)

/37 ب/البخاري، الفرضي، الحنفيّ، في العشر الأول من ربيع الأول بماردين، وتأخّر وصول خبره إلى دمشق إلى شهر ذي القعدة.

ومولده ليلة الأربعاء مستهلّ جمادى الأولى سنة أربع وأربعين وستماية ببخارا.

وكان رجلا فاضلا في علم الفرائض له فيه عدّة مصنّفات، وكان محدّثا متقنا، ضابطا محترزا، صالحا، خيّرا.

سمع ببخارا

(2)

، ومرو، وأبيورد، وسرخس، والدامغان، وغيرها. ثم دخل بغداد وأقام بها مدّة، وسمع على جماعة كبيرة وكتب عنهم، وسمع أيضا بالموصل، وماردين.

ودخل دمشق في سنة أربع وثمانين وستماية، ورحل إلى القاهرة، وحجّ، وهو في جميع ذلك لا يفتر عن السماع والتحصيل والكتابة. ولم يزل بدمشق إلى أن انقضت أيام التتار في العام الماضي، فتوجّه إلى الشرق خوفا من الغلاء بدمشق، فلم تطل مدّته ومات بعد سفره بأشهر. وكان وقف أجزاءه بالخانقاه السميساطية، وانتفع بها الناس.

‌ربيع الآخر

[وفاة الشريف الدقاق]

279 -

توفّي الشريف الدقّاق

(3)

، التاجر بالخوّاصين يوم الخميس أول شهر ربيع الآخر.

(1)

انظر عن (ابن أبي العلاء) في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 415،416، وتاريخ الإسلام 490، 491 رقم 821، والمعين في طبقات المحدثين 24 رقم 2318، والإشارة إلى وفيات الأعيان 387، والإعلام بوفيات الأعلام 293، والعبر 5/ 412، ومرآة الجنان 4/ 234، وأعيان العصر 365،366 رقم 1836، والدرر الكامنة 4/ 342، والسلوك ج 1 ق 3/ 918، وعقد الجمان (4) 147،148، وتاج التراجم 70 رقم 210، والنجوم الزاهرة 8/ 197، والدليل الشافي 2/ 721 رقم 2463، وشذرات الذهب 5/ 457.

(2)

بخارا-بخارى.

(3)

لم يذكره غير البرزالي.

ص: 129

[وفاة الزكيّ الحرّاني]

280 -

ومات الزكيّ، عبد اللطيف

(1)

الحرّاني، الضرير، مفسّر المنامات يوم الأحد رابع شهر ربيع الآخر، ودفن بمقابر باب الصغير.

وكان له معرفة جيّدة بتفسير المنامات.

وهو أخو الشيخ أحمد المعروف بالمنجنيقي الفقير.

[الخوف بدمشق من جديد]

ومن أول شهر ربيع الآخر اشتهرت أمور التتار بدمشق، ورجع الناس إلى الخوف والإرجاف والإزعاج. وصحّ أنّ طائفة من التتار وصلت إلى البيرة، ثم تأخّرت عنها، وأنّ قوما كشفوا المخاضة، ودخلوا البلاد ونودي بدمشق يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الآخر، أن يخرج الناس من الغد بأجمعهم كبيرهم وصغيرهم مع العسكر الشامي، وورد كتاب نائب السلطنة من المرج إلى والي البلد بذلك، فتقدّم إلى القضاة، والمدرّسين، والفقهاء، والشهود، وأهل الأسواق، وعامّة الناس بالخروج، فخرجوا يوم الثلاثاء ثالث عشر الشهر وعرضوا.

وقيل: كانوا نحوا من خمسة آلاف نفس من عامّة البلد مسلّحين، كلّ على قدر طاقته

(2)

.

[وفاة نجم الدين النابلسي]

281 -

ووصل/38 أ/الخبر في ثاني عشر ربيع الآخر بموت نجم الدين

(3)

، عبد الرحمن بن سعد الدين سعد الخير النابلسي، ثم الدمشقيّ، بديار مصر.

[وفاة الأمير عمر الحنفي]

282 -

وتوفّي الأمير عمر

(4)

بن قاضي القضاة حسام الدين الحنفيّ، يوم الأحد حادي عشر ربيع الآخر.

[وفاة محمد الكنجي]

283 -

وتوفي الشيخ الصالح أبو عبد الله، محمد بن أبي بكر عبد الرحمن بن عبد الله الكنجي

(5)

في ليلة الأربعاء رابع عشر شهر ربيع الآخر، وصلّي عليه ظهر

(1)

لم يذكره غير البرزالي.

(2)

خبر الخوف في: تاريخ الإسلام 99، والبداية والنهاية 4 - /14،15.

(3)

لم يذكره غير البرزالي.

(4)

لم يذكره غير البرزالي.

(5)

انظر عن (الكنجي) في: تاريخ الإسلام 488 رقم 814، وأعيان العصر 4/ 353 رقم 1521، وعقد الجمان (4)149.

ص: 130

الأربعاء بالجامع، ودفن بمقابر باب الصغير، بالقرب من صفّة الصحابة، وحضره قاضي القضاة وجماعة من العلماء والصلحاء.

وكان بلغ التسعين، وله مجاورة بالجامع مدّة طويلة أكثر من ستين سنة.

وسمع كثيرا بعد الخمسين والستماية على الزين خالد، والخطيب عماد الدين ابن الحرستاني، وابن عبد الدائم، والرضى ابن البرهان، وطبقتهم. وحدّث بشيء يسير.

[مباشرة الشدّ بالشام]

وباشر الشدّ بالشام المحروس الأمير الكبير، سيف الدين، بلبان الجوكندار

(1)

المنصوريّ، في يوم الجمعة السادس عشر من شهر ربيع الآخر، عوضا عن الأمير سيف الدين أقجبا على قاعدته في الشدّ وأستاذ الداريّة. وكان متولّي قلعة صفد، وقبل مباشرة الشدّ كان أمير حاجب بالشام

(2)

.

[النداء بمزاولة الزراعة]

وفي بكرة السبت سابع عشر ربيع الآخر نودي بدمشق بتطييب قلوب الناس وأمروا بالزراعة وتتميم الفلاحة وحفظ أماكنهم.

ومع هذا، فكان الناس يتكلّمون في تعدية التتار المخذولين، وأنهم قتلوا في الباب جماعة، وأخبروا بأمور مكروهة.

[القنوت في الصلوات]

وفي يوم الأحد الخامس والعشرين من ربيع الآخر قنت الخطيب قاضي القضاة بدر الدين في الصلوات الخمس، وتبعه جماعة من الأئمّة

(3)

.

[النداء بتطييب قلوب الناس]

ونودي يوم الأحد الخامس والعشرين من ربيع الآخر بتطييب القلوب، وأنّ السلطان والعساكر واصلة.

وكان الناس قد اشتدّ بهم الأمر لكثرة أخبار التتار وقربهم، وأنهم بحلب، ونواحيها، وأنّ نائب حلب تأخّر إلى حماه، وما أشبه ذلك من الأخبار المرجفة.

(1)

الجوكندار: لفظ فارسيّ مركّب من «الجوكان» بمعنى العصا المعقوفة، و «دار» بمعنى: حامل. والعصا هي التي كان يلعب بها السلطان ويقذف بها الكرة، وهي عصا البولو التي تشبه لعبة الهوكي.

(2)

خبر الشدّ بالشام في: تاريخ الإسلام 99.

(3)

خبر القنوت في: تاريخ الإسلام 99، وتاريخ سلاطين المماليك 84، والبداية والنهاية 14/ 15.

ص: 131

وتجهّز الناس من دمشق وأكروا المحارة بثلاثماية، واجتمع خلق كثير للهرب

(1)

.

[النداء بإبطال الجباية]

وفي يوم الإثنين السادس والعشرين من ربيع الآخر نودي بدمشق بإبطال الجباية. /38 ب/وأقيم ديوان المستخرج وبطل أمرهم. وكان قد جبي من أكثر الناس، ولكن بقي بواقي على جماعة تأخّروا، ومنهم من اختفى، ومنهم من رشي، ومنهم من حمل البعض وبقي البعض، فاستبشر كثير من الناس بذلك

(2)

.

[رجوع السلطان إلى مصر]

وفي يوم الثلاثاء السابع والعشرين من الشهر تحدّث الناس برحيل السلطان والعساكر من المنزلة التي كانوا مقيمين بها بالساحل راجعين إلى الديار المصرية

(3)

.

[عودة المطر والأوحال]

وعاد المطر في هذا اليوم وليلته. وقد كان الخطيب دعا في خطبة الجمعة الماضية الثالث والعشرين من ربيع الآخر وطلب الصحو، وذكر ما نال الطرق من الوحل والمياه

(4)

.

[هرب طائفة كثيرة إلى مصر]

وكان الأمير سيف الدين بتخاص المنصوري توجّه إلى السلطان ليخبره بقرب العدوّ، ويسأل حضور الجيش، فقد آن ذلك، فرجع آخر يوم من ربيع الآخر إلى دمشق، ولم يظهر لوصوله ثمرة ولا طمأنينة، فتشوّشت الخواطر، وأيقن الناس بالهرب على أيّ حالة كانت.

وكان بكرة النهار قد توجّه قفل كبير إلى القاهرة، وتبعهم خلق كثير من الناس في الوحل والمطر والبرد والشدّة، وفيهم الأطفال والصغار على الدّوابّ الضعيفة، واكتريت المحارة بأكثر من خمس ماية

(5)

.

(1)

خبر النداء في المصادر السابقة.

(2)

خبر النداء بالجباية في: تاريخ الإسلام 100، والبداية والنهاية 14/ 15.

(3)

خبر رجوع السلطان في: العبر 5/ 408،409، وتاريخ الإسلام 100، والمختصر في أخبار البشر 4/ 45، ومرآة الجنان 4/ 234، والبداية والنهاية 14/ 15، والسلوك ج 1 ق 3/ 908، والنجوم الزاهرة 8/ 131.

(4)

خبر المطر في المصادر السابقة.

(5)

خبر الهرب في: المصادر السابقة.

ص: 132

[وفاة زينب بنت يوسف]

284 -

وفي الرابع والعشرين من ربيع الآخر توفّيت زينب

(1)

بنت ضياء الدين يوسف بن عمر ابن خطيب بيت الآبار، بمصياف.

روت لنا عن الفخر الإربليّ.

‌جمادى الأولى

[اشتداد خوف أهل الشام]

واستهلّ جمادى الأولى والناس في رجفات وخوف ووجل وشدّة، وأرباب المناصب قد ضاقت صدورهم وتمنّوا الهرب، وأن يؤذن لهم في ذلك، والناس في خوف من عدم قدوم العساكر والسلطان، ومن لم يتحيّل أولا قام وتحيّل وباع ورهن، وقاسى الناس شدّة شديدة، ويقولون: أين العسكر؟ وما هذه أحوال من نيّته الحضور، وهؤلاء قد تركوا الشام، وإنّما يقاتلون عن ديار مصر، وما شابه ذلك

(2)

.

[خروج ابن تيميّة إلى مخيّم النائب]

وخرج الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّة مستهلّ جمادى الأولى إلى المرج إلى المخيم، فاجتمع بنائب السلطنة وسكّنه وثبّته، وأقام عنده إلى بكرة الأحد ثالث الشهر، فودّعه، وساق على خيل البريد/39 أ/إلى الجيش المصري، فما أدركهم إلاّ بعد دخولهم القاهرة

(3)

.

[استمرار الخوف بالشام]

وصلّى الناس الجمعة مستهلّ جمادى الأولى وعليهم كآبة وحزن يشبه يوم وصول الخبر بالكسرة في العام الماضي، والناس يتجّهزون إلى ديار مصر، وتزلزل من كانت نيّته الإقامة، ولم يبق ممّن يمكنه التحيّل في السفر إلاّ القليل من الناس، وبقي ضعفاء الناس ينتظرون قدوم التتار، مع أنه نودي في البلد عقيب صلاة الجمعة بتطييب القلوب، ولم يركن الناس إلى ذلك

(4)

.

(1)

انظر عن (زينب) في: تاريخ الإسلام 477 رقم 783.

(2)

خبر اشتداد الخوف في: تاريخ الإسلام 101.

(3)

خبر ابن تيمية في: العبر 5/ 409، وتاريخ الإسلام 101، والبداية والنهاية 14/ 15، وعقد الجمان (4)130.

(4)

خبر استمرار الخوف في: تاريخ الإسلام 101، ودول الإسلام 2/ 205، والبداية والنهاية 14/ 15،16، والنجوم الزاهرة 8/ 132.

ص: 133

[وصول جماعة من المقدّمين من مصر]

واستمرّ الناس في سكون إلى يوم الخميس سابع جمادى الأولى، فوصل فيه الأمير سيف الدين بكتمر السلحدار وجماعة من المقدّمين ومعهم من جيش مصر نحو الألف فارس، ففرح الناس بهم، لكن اشتهر في اليوم المذكور أنّ السلطان توجّه راجعا إلى القاهرة، وأنّ هذا هو الجيش المرسل إلى الشام. فوجفت القلوب، واستمرّ الناس في الكرى والسفر، وباتوا ليلة الجمعة في خوف ووجل

(1)

.

[وصول نائب بعلبك]

وفي بكرة الجمعة ثامن جمادي الأولى وصل نائب بعلبك ومعه جماعة من الرجال

(2)

.

[والي دمشق يحثّ الناس على الرحيل]

وفي يوم السبت تاسع جمادى الأولى أصبح الناس في خوف عظيم، وذلك أنّ والي المدينة ابن النحاس جفّل الناس بنفسه، وصار يمرّ على الناس في الأسواق ويقول: ما يجلسكم، وفي أيّ شيء أنتم قعود؟ سافروا، كل قادر لا يقعد.

فلما كان وسط النهار المذكور نادت المنادية في وسط البلد وأسواقه بذلك، فعرف ذلك الخاص والعام، وبقي الناس في أمر كبير، وصاح النساء والولدان، وبقي على الناس ذلّة وخمدة، وغلّقت الحوانيت، وجرى أمر كبير، وذكر الناس أن أمر عسكر المسلمين قد فرط فيه الأمر، وذلك أنّ المصريين قد رجعوا، وعسكر دمشق لا يقوم بعساكر التتار لو ثبتوا، كيف وهم عازمون على الهرب، ونائب السلطنة من عزمه اللقاء لو ثبتت معه الناس، أمّا إذا خذلوه فلا حيلة له، وإنّ الناس بدمشق قد صاروا طعمة للعدوّ، /39 ب/فإنّه قد قارب الوصول إليهم، وذكروا أنّ غازان يركب من مخيّمه ظاهر حلب في عاشر جمادى الأولى قاصدا دمشق

(3)

.

[احتماء الناس بقلعة دمشق]

ودخل القلعة في هذا اليوم خلق كثير من الناس ومن الأطعمة والحوائج والآلات، وصارت الأحمال تدخل إليها على الدّواب ولا يردّ أحد، وضاقت بالناس المنازل بها، بحيث رضي الناس أن يقعدوا جلوسا في مكان لا يستطيعون فيه النوم،

(1)

خبر وصول المقدّمين في: تاريخ الإسلام 101، والنهج السديد 3/ 540.

(2)

خبر نائب بعلبك في: تاريخ الإسلام 101.

(3)

خبر والي دمشق في: تاريخ الإسلام 101، ودول الإسلام 2/ 205، والبداية والنهاية 14/ 15، 16، والنجوم الزاهرة 8/ 132، والنهج السديد 3/ 540،541.

ص: 134

وتعذّرت عليهم المرافق والوصول إليها، وكانوا في شدّة شديدة

(1)

.

[النداء بالجهاد أو السفر]

وأصبح يوم الأحد عاشر جمادى الأولى نودي بكرة النهار كما نودي بالأمس أنّ من قصده الجهاد يتهيّأ له، ومن هو عاجز عن ذلك فليسافر من البلد وينجو بنفسه وأهله.

واستمرّ الناس في الخروج من دمشق، وبعض من دخل القلعة اشتدّ عليه الأمر، فأخرج أهله وسافر بهم، ورأى أنّ السفر فيه من النجاة والراحة ما ليس في القلعة

(2)

.

[وفاة حسن الكردي]

285 -

ومات في يوم الإثنين الرابع من جمادى الأولى الشيخ حسن الكردي

(3)

داخل باب الصغير، وصلّي عليه بجامع جرّاح، ودفن بمقابر باب الصغير.

وكان شيخا معمّرا جاوز الماية، صالحا، متعبّدا، له كرامات وأحوال وأخبار، وكان مقيما بالشاغور بحاكورة له في بستان، وكان يزرع بها القنّبيط والفجل والبقولات، ويفتح عليه في السنة بغلّة، فكان يطعم ذلك كلّ من يدخل عليه.

وذكر أنه حين موته اغتسل وأخذ من شعره واستقبل القبلة، وركع ركعات، ومات، رحمه الله تعالى.

[سفر بقيّة الأكابر من الشام]

وسافر من بقي من الأكابر بدمشق في هذه الرجفة العظيمة، فتوجّه قاضي القضاة الخطيب بدر الدين، وقاضي القضاة شمس الدين الحنفي، وقاضي القضاة نجم الدين ابن صصرى، وشرف الدين ابن القلانسي، وولده، في يوم الإثنين حادي عشر جمادى الأولى. وقبلهم بليلة: الشيخ وجيه الدين ابن منجّا

(4)

.

[الأخبار عن وصول التتار]

ووصلت الأخبار أنّ التتار صفّوا ميمنة وميسرة بحلب في رابع جمادى الأولى، وقصدوا جهة القبلة.

(1)

خبر الاحتماء بالقلعة في: العبر 5/ 409، وتاريخ الإسلام 102، والبداية والنهاية 14/ 16، والسلوك ج 1 ق 3/ 909.

(2)

خبر النداء بالجهاد في المصادر السابقة.

(3)

انظر عن (حسن الكردي) في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 417،418، وتاريخ الإسلام 473 رقم 774، وأعيان العصر 2/ 257، رقم 591، والوافي بالوفيات 2 - /313 رقم 285، وعقد الجمان (4) 147، والمنهل الصافي 5/ 146 رقم 937 وفيه «مات سنة ست وسبعمائة» وهو غلط، والدليل الشافي 1/ 272 رقم 935.

(4)

خبر السفر في: دول الإسلام 205، وتاريخ الإسلام 102، والبداية والنهاية 14/ 16.

ص: 135

ثم وردت الأخبار أنهم/40 أ/كانوا في سادس جمادى الأولى ببيادر سرمين وببنش.

ثم وردت أنّ في عشر جمادى الأولى رجع منهم طائفة إلى الجبّول

(1)

.

[نيابة الحكم بدمشق]

وفي يوم الجمعة النصف من جمادى الأولى باشر بدمشق نيابة الحكم القاضي تاج الدين الجعبري عن قاضي القضاة بدر الدين بعد سفره، وجلس في الشبّاك بالجامع.

وباشر أيضا الشيخ برهان الدين الإسكندري نيابة الحكم مع نيابة الخطيب.

وكان قاضي القضاة بدر الدين استناب كلاّ منهما في القضاء والخطابة

(2)

.

[عودة الأعيان من عند النائب بعد حثّه على الجهاد]

وفي يوم الخميس رابع عشر جمادى الأولى وصل من المرج الشيخ زين الدين الفارقي، والشيخ إبراهيم الرقّي، وشرف الدين ابن تيميّة، وابن قوام، وابن جبارة

(3)

، ومن معهم وكانوا اثني عشر رجلا، غابوا أربع ليال عن البلد، وكانوا قصدوا نائب السلطنة وحرّضوه على الجهاد، وشكوا إليه ما وقع في البلد من الجلاء.

ثم قصدوا الأمير مهنّا بن عيسى إلى ضمير، فوجدوه قد رحل عنها، فساروا خلفه إلى أن أدركوه في البرّيّة، فاجتمعوا به وقوّوا عزمه على الرجوع وملاقاة العدوّ مع نائب السلطنة، فأجابهم وأكرمهم، ورجعوا في خير وسلامة بعد أن سلّمهم الله تعالى من قوم خرجوا عليهم غير مرّة، وشهروا عليهم السلاح

(4)

.

[خروج طلب الأمير سلام]

وخرج طلب

(5)

الأمير سيف الدين سلار المقيم بدمشق إلى المرج يوم الأحد سابع عشر جمادى الأولى.

[وصول الأمير عزّ الدين الحموي]

ووصل الأمير عزّ الدين الحموي من صرخد هو وطلبه وجماعة يوم الإثنين ثامن

(1)

النهج السديد 3/ 541.

(2)

خبر نيابة الحكم في: تاريخ الإسلام 102.

(3)

في تاريخ الإسلام 102 «حبارة» بالحاء المهملة، وفي البداية والنهاية 14/ 16 «خبارة» بالخاء المعجمة.

(4)

تاريخ الإسلام 102،103، البداية والنهاية 14/ 16.

(5)

الطلب-التطليب: لفظ عامّي درج على ألسنة الناس في عصر المماليك، معناه: الحضور بمجموعة من فرق الجند إلى أماكن الاحتفالات على هيئة مخصوصة. أي مواكب. (معجم المصطلحات 108).

ص: 136

عشر جمادى الأولى، وقصد المرج وتلقّاه نائب السلطنة إلى القابون

(1)

.

[وفاة شرف الدين عيسى المعروف بابن الأغر]

286 -

وتوفي الشيخ شرف الدين، عيسى بن عمر بن أبي بكر المقدسي، عرف بابن الأغرّ

(2)

. في ليلة الإثنين ثامن عشر جمادى الأولى، وصلّي عليه ظهر الإثنين بالجامع، ودفن بمقابر الصوفية.

وكان رجلا جيدا، قليل المخالطة للناس، يؤمّ بمسجد الخوّاصين الأعلا

(3)

، ويحضر معنا بدار الحديث الظاهرية. وسمع مع الأمير ناصر الدين ابن الحرّاني على جماعة ولم يحدّث.

[إيقاع الحمويين بغيّارة التتار]

واشتهر في يوم الإثنين ثامن عشر جمادى الأولى بدمشق وصول بطاقة من حماه تتضمّن أنه في سابع عشره/40 ب/وقع يزك الحمويّين على غيّارة التتار، قتلوا منهم طائفة نحوا من المايتين، وقيل أكثر، وأسروا دون العشرين، وحصل بذلك نصر وبشرى، وأنّ ملك التتار خاض الفرات راجعا في حادي عشر جمادى الأولى، ومن تخلّف منهم بالبلاد في ضعف، لكن لهم عدد. وطلب متولّي حماه الإمداد.

وفي يوم الثلاثاء تاسع عشر جمادى الأولى وصل البريد وأخبر بتحقيق ذلك

(4)

.

[غلاء اللحم]

وغلا اللحم بدمشق في هذا الوقت، فكان الرطل بتسعة دراهم، ولحم الجدي رطله بخمسة وستة دراهم. وبيع خروفان بخمس ماية درهم.

ونقص سعر الغلّة في بعض الأيام من جمادى الأولى بحسب قوّة الجفل وسفر الناس، فكان يباع في اليوم الغرارة بماية ودونها، وفي الذي يليه بنحو المايتين أو ما يقاربها.

ووصل جفل كثير من حماه في العشرين من جمادى الأولى، وتشوّش الناس لذلك

(5)

.

[المطر العظيم في شباط]

وحصل ليلة الجمعة الثاني والعشرين من جمادى الأولى، وهي ليلة الثالث من

(1)

خبر الأمير عز الدين في: تاريخ المسلمين 103، والبداية والنهاية 14/ 16.

(2)

انظر عن (ابن الأغرّ) في: تاريخ الإسلام 485 رقم 807.

(3)

الصواب: «الأعلى» .

(4)

خبر الحمويين في: دول الإسلام 2/ 205، وتاريخ الإسلام 103.

(5)

خبر غلاء اللحم في: العبر 5/ 409، ودول الإسلام 2/ 206، وتاريخ الإسلام 104، ومرآة الجنان 4/ 234.

ص: 137

سباط مطر عظيم في مجموع الليل، وأصبح بكرة الجمعة والأمر على حاله

(1)

.

[دخول ابن تيميّة القاهرة]

وفي بكرة الإثنين الخامس والعشرين من جمادى الأولى وصل كتاب الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّة إلى دمشق متضمّنا أنه دخل القاهرة على البريد في سبعة أيام والثامن وأنّ وصوله كان يوم الإثنين حادي عشر جمادى الأولى، وأنه اجتمع بجميع أركان الدولة، وذكر لهم حاجة المسلمين إلى الإغاثة والغوث، وحصل بسببه همم عليّة، ونودي بالغزاة، وجرّد جماعة، وقويت العزائم، ونزل بالقلعة

(2)

.

[وصول ابن تيميّة إلى دمشق]

وفي ظهر يوم الأربعاء السابع والعشرين من جمادى الأولى وصل الشيخ تقيّ الدين المذكور إلى دمشق على البريد بعد أن أقام بقلعة القاهرة ثمانية أيام، وتكلّم مع السلطان والنائب والوزير والأمراء الأكابر أهل الحلّ والعقد في أمر الجهاد وكسر هذا العدوّ المخذول وقهره والظفر به، وإصلاح أمر الجند وتقوية ضعفائهم، والنظر في أرزاقهم والعدل/40 أ/في ذلك، وأمرهم بإنفاق فضول أموالهم في هذا الوجه وتلا عليهم آية الكثرة وقوله تعالى:{ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ اِنْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اِثّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ}

(3)

الآيات.

وكان خروجه من ديار مصر في يوم الثلاثاء التاسع عشر من جمادى الأولى

(4)

.

[قلق المقيمين بالقلعة]

وقلق الجماعة الذين اتخذوا لهم مواضع بالقلعة، وانتقلوا إليها أو نقلوا إليها أمتعتهم، واختاروا الخروج لما يبلغهم من سكون الوقت وطيب الأخبار، فمنعهم متولّي القلعة من الخروج بجميع أمتعتهم لا سيما الأقوات، فضاقوا كثيرا من ذلك ومن الحصر وضيق المنازل.

ثم إنّه أذن لهم إذنا عامّا في يوم الجمعة التاسع والعشرين من جمادى الأولى، فخرج غالبهم.

[كتاب الأمير مهنّا]

والنصف الأول من جمادى الأولى كان أشدّ على الناس ممّا تقدّمه، والنصف الثاني منه كان الناس في خير وسكون وأخبار سارّة ترد شيئا فشيئا، وقتل منهم وكسرهم، وأنّ

(1)

خبر المطر في: تاريخ الإسلام 104.

(2)

خبر ابن تيمية في: تاريخ الإسلام 104.

(3)

سورة التوبة، الآية 38.

(4)

خبر وصول ابن تيمية في: تاريخ الإسلام 104.

ص: 138

ذلك هو الذي أخّره عن الحضور إلى نائب السلطنة في الموعد الذي وعده للمشايخ.

[وفاة يحيى العسقلاني]

287 -

وتوفي الشيخ يحيى

(1)

بن شيخنا إسماعيل بن أبي عبد الله بن حمّاد بن عبد الكريم العسقلاني، الصالحي، الفامي، اللبّان، بدمشق بالبيمارستان.

وكان أهل الصالحية قد دخلوا البلد بسبب الخوف.

وكانت وفاته في ربيع الآخر أو في جمادى الأولى.

وروى عن الحافظ ضياء الدين المقدسي، وسعيدة بنت عبد الملك بن يوسف المقدسية.

[مقتل أبي جلنك الشاعر]

288 -

وقتل أبو جلنك

(2)

الشاعر الحلبيّ، أحمد بن أبي بكر، وكان بقلعة حلب أيام وصول التتار إليها في هذه السنة، فنزل هو وجماعة للكسب والغارة على طائفة من التتار، فوقعت نشّابة في فرسه فماتت، وبقي هو راجلا، فأحضر بين يدي المقدّم، فسأله عن عسكر المسلمين، فكثّرهم ورفع شأنهم، فأمر بقتله، رحمه الله.

وكان شاعرا فاضلا، وفقيها متميّزا.

[وفاة عائشة بنت القاضي كمال الدين]

289 -

وفي جمادى الأولى توفّيت أمّ عيسى، عائشة

(3)

بنت القاضي كمال الدين إسحاق بن خليل بن فارس بن مسعود الشيباني، الشافعيّ بدمشق، ودفنت بسفح قاسيون عند والدها.

/41 ب/روت بالإجازة عن جماعة منهم: ابن اللتّي، وابن صبّاح، وأبو نصر بن الشيرازي، وجعفر الهمداني، وابن المقيّر، وابن باسويه.

[جمادى الآخر]

[ترك القنوت]

وترك الناس القنوت في الصلوات في الثالث من جمادى الآخر، لنزوح العدوّ عن

(1)

انظر عن (يحيى) في: تاريخ الإسلام 492.

(2)

انظر عن (أبي جلنك) في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 416،417، وتاريخ الإسلام 494 رقم 828، والوافي بالوفيات 6/ 271 رقم 2766، وأعيان العصر 1/ 190 - 194 رقم 91، وتذكرة النبيه 1/ 236،237، ودرّة الأسلاك/ورقة 153، وفوات الوفيات 2/ 59 رقم 31، وعقد الجمان (4) 152 - 154، والنجوم الزاهرة 11/ 194، والمنهل الصافي 1/ 221 رقم 113، وشذرات الذهب 5/ 456، وتالي كتاب وفيات الأعيان 30 رقم 41.

(3)

انظر عن (عائشة) في: معجم شيوخ الذهبي 413 رقم 600، وتاريخ الإسلام 479 رقم 789.

ص: 139

البلاد وطيب الأخبار، وتراجع أمر الناس، وحضر بعضهم الوظائف وأقاموا الشعار

(1)

.

[وفاة زكيّ الدين الحموي]

290 -

وفي يوم الخميس سادس الشهر مات بحماه العدل زكيّ الدين، محمد بن محمد بن منجّا

(2)

الحموي، وقت الظهر، ودفن بعقبة نقيرين. وكان يعرف بابن سبيع.

قرأت عليه بحماه «مجلس بلوغ السبعين» لابن عساكر، بسماعه من عبد المنعم بن أبي المضاء، عنه.

وقيل إنّ وفاته كانت في نصف هذا الشهر.

[وفاة أبي الفداء المعروف بابن المنادي]

291 -

وتوفي الشيخ الصالح المسند، عزّ الدين، أبو الفداء، إسماعيل بن عبد الرحمن بن عمرو الفراء، المعروف بابن المنادي

(3)

، الصالحي، الحنبليّ في بكرة الجمعة السابع من جمادى الآخرة بسفح قاسيون، وصلّي عليه عقيب الجمعة بالجامع المظفّري، ودفن بتربة الشيخ موفق الدين، رحمهما الله تعالى.

ومولده سنة عشر وستماية بسفح قاسيون.

وكان تفرّد بأشياء عن الشيخ موفق الدين، وابن البنّ، وسمع أيضا من الشهاب بن راجح، والشمس البخاري، والبهاء عبد الرحمن، وابن صبّاح، وابن الزبيدي، والمجد القزويني، والحسين بن صصرى، وغيرهم.

وكان محبّا لسماع الحديث النبوي، كثير التلاوة لكتاب الله تعالى، ملازما للطاعات، حسن الخلق، صبورا على التسميع، ما أعلم أنّي سألته أن يسمعنا فأخّر ذلك.

حدّث ب «صحيح البخاري» مرّات، وبالتفسير، و «شرح السّنّة» للبغوي، سمعتهما منه، وقرأت عليه «المصافحة» للبرقاني، وسمعت منه «موطّأ» مالك، رواية سويد، وجملة من الأجزاء. وأسمعت إبني عليه أكثر من عشرين جزءا سوى ما حضره عليه.

[التدريس بالناصرية]

ودرّس الشيخ زين الدين الفارقيّ بالمدرسة الناصرية في يوم الأحد تاسع جمادى

(1)

خبر القنوت في: تاريخ الإسلام 104.

(2)

انظر عن (ابن منجّا) في: تاريخ الإسلام 489.

(3)

انظر عن (ابن المنادي) في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 418، ومشيخة عبد القادر اليونيني 52، والإشارة إلى وفيات الأعيان 387، والإعلام بوفيات الأعلام 293، والعبر 5/ 410، ومعجم شيوخ الذهبي 139،140 رقم 180، وذيل طبقات الحنابلة 2/ 465، وذيل التقييد 1/ 467، والنجوم الزاهرة 8/ 196، وشذرات الذهب 5/ 455.

ص: 140

الآخرة بتولية نائب السلطنة، عوضا عن القاضي كمال الدين ابن الشريشي لسفره في الجفل إلى الكرك.

[وفاة موسى بن الفسيتقة]

292 -

وتوفّي الحاج موسى بن الفسيتقة

(1)

، الدمشقيّ، في حادي عشر/42 أ/ جمادى الآخرة.

وكان من المحبّين لفعل الخير وتعظيم الفقراء والإنتماء إليهم.

[دخول النائب دمشق]

ودخل نائب السلطنة الأمير جمال الدين الأفرم من المرج إلى دمشق يوم الجمعة رابع عشر جمادى الآخرة، وصلّى الجمعة بالجامع المعمور بعد أن أقام بالمرج غائبا عن البلد أربعة أشهر كوامل، وصلّى الجمعة المذكورة مع الأمير عزّ الدين الحموي، والأمير سيف الدين بكتمر السلحدار، والأمير بهاء الدين يعقوبا، وجماعة من الأمراء الشاميين، وغيرهم

(2)

.

[تراجع الناس إلى البلد]

وشرع الناس في التراجع إلى الوطن، وأول من قدم علينا جماعة كانوا بقلعة الصبيبة، وكان وصولهم إلى دمشق يوم الأحد تاسع جمادى الآخرة

(3)

.

[وفاة الأمير ابن أبي الهيجاء]

293 -

ووصل الخبر إلى دمشق في نصف جمادى الآخرة بوفاة الأمير الكبير، الفاضل، عزّ الدين، محمد بن أبي الهيجاء

(4)

بن محمد الهذباني، الإربلّيّ، وأنّ وفاته كانت بمنزلة السّوادة برمل مصر.

وهو أمير مشهور، وله فضيلة في الأدب والشعر والتاريخ، كان حسن المجالسة.

ومولده في ذي القعدة سنة عشرين وستماية بإربل.

وولي ولاية دمشق مدّة، وكان مشكور السيرة، خبيرا، عارفا.

(1)

لم يذكره غير البرزالي.

(2)

خبر دخول النائب في: تاريخ الإسلام 104.

(3)

خبر تراجع الناس في: تاريخ الإسلام 104

(4)

انظر عن (ابن أبي الهيجاء) في: تاريخ الإسلام 483،484 رقم 802، وأعيان العصر 5/ 297، 298 رقم 1810، والوافي بالوفيات 5/ 170، والبداية والنهاية 14/ 17، والسلوك ج 1 ق 3/ 918، والدرر الكامنة 4/ 278، وعقد الجمان (4) 155، والمنهل الصافي 5/ 128 رقم 2135.

ص: 141

[إقامة التتار بنواحي بغراس ودربساك]

وفي وسط جمادى الآخرة بعد دخول نائب السلطنة إلى دمشق أكثر الناس من الحديث في أمر الطائفة من التتار المقيمين بالبلاد بناحية بغراس ودربساك، وأنهم ثابتون مقيمون ينتقلون من مرعى إلى مرعى، ومن غنيمة إلى غنيمة، ولم يجدوا رادّا ولا مانعا.

وتحدّثوا أيضا في أمر جهة الرحبة، وأنه ذكر أنّ في ناحيتها طائفة، وأنّ القصّاد أخبروا برؤية سواد كثير في وسطه خيمة كبيرة عند الرقّة وما قاربها

(1)

.

[وفاة سعيد بن نجم الدين التركستاني]

294 -

وتوفّي سعيد

(2)

بن العدل نجم الدين عمر بن بديع التركستاني، الحنفيّ، بالمدرسة النورية، يوم الجمعة رابع عشر جمادى الآخرة، ودفن يوم السبت.

وكان شابا يحفظ القرآن.

[البرد الشديد في آذار]

وكان أول آذار اليوم التاسع عشر من جمادى الآخرة يوم الأربعاء، وحصل برد شديد/42 ب/في أوائله.

[وفاة جمال الدين الكوافي]

295 -

وتوفّي جمال الدين، محمود بن الحاج علي بن معالي

(3)

الكوافي، الهمذاني، يوم الخميس ثالث عشر جمادى الآخرة.

وكان شابّا حسنا، وكان أبوه شيخا صالحا من أصحاب الشيخ شرف الدين ابن الروميّ.

[وفاة يحيى الحرّاني]

296 -

وتوفي الشيخ يحيى الحرّاني

(4)

، قرابة ابن نصّار، يوم الأحد الثالث والعشرين من جمادى الآخرة.

وكان صالحا متودّدا، خيّرا، ينكر على اليهود في أمر العلائم ويحبّ إظهارها وتكبيرها ليتبيّن المسلم من الذّمّي.

[وفاة علاء الدين المارديني]

297 -

وتوفّي الشيخ الفقيه، علاء الدين، علي بن عبد العزيز بن معتوق

(5)

(1)

خبر إقامة التتار في: تاريخ الإسلام 105.

(2)

لم يذكره غير البرزالي.

(3)

لم يذكره غير البرزالي.

(4)

لم يذكره غير البرزالي.

(5)

لم يذكره غير البرزالي.

ص: 142

المارديني، يوم الأربعاء السادس والعشرين من جمادى الآخرة.

وكان رجلا جيّدا، فقيها بالشاميّة البرّانيّة، ونائب الفقهاء بالعادلية الصغيرة.

[التدريس بالدولعية]

وفي اليوم المذكور ذكر الدرس القاضي كمال الدين ابن القاضي محيي الدين ابن الزكيّ، بالدولعية، عوضا عن القاضي جمال الدين الأوزاعي.

[وفاة إسماعيل المعروف بالبكري]

298 -

وفي يوم الخميس السابع والعشرين من جمادى الآخرة توفي الشيخ الصالح إسماعيل بن إبراهيم بن أحمد بن سونج

(1)

، المعروف بالبكريّ.

وكانت وفاته بجبل لبنان. وكان له أصحاب وطريقة، وفيه خير وديانة ومحبّة للفضيلة.

سمع من ابن عبد الدائم، ولم يحدّث.

وكان مرضه بالاستسقاء، وذكر أنه لما وصل إلى القرية التي مات بها قال:

«هاهنا أموت» ! وعيّن الموضع الذي دفن فيه أيضا، فلما مات عظّمه أهل تلك الجهة وبنوا

(2)

على قبره.

[وفاة علاء الدين الكركي]

299 -

وتوفّي علاء الدين، علي بن فخر الدين موسى بن سليمان الكركي، المعروف بابن ستيت

(3)

. قتله العشير بقرية من قرى صرخد، وبلغني خبره في تاسع جمادى الآخرة ورافقنا في السماع مدّة.

وكان شابّا حسنا، فيه مروءة ونهضة ومعرفة.

[وفاة يوسف الغسولي]

300 -

وفي يوم الخميس الثالث عشر من جمادى الآخرة توفي الشيخ المسند، بقيّة الشيوخ، أبو علي يوسف بن أحمد بن أبي بكر بن علي بن إسماعيل بن عمر بن عبد المجيد الغسولي

(4)

، المرجّى، الصالحي، المعروف بابن غالية، بسفح قاسيون، ودفن هناك.

(1)

انظر عن (ابن سونج) في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 413، وتاريخ الإسلام 470 رقم 768، ومرآة الجنان 4/ 234.

(2)

في المخطوط: «وبنو» .

(3)

لم يذكره غير البرزالي.

(4)

انظر عن (الغسولي) في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 413، ومشيخة عبد القادر اليونيني 105 -

ص: 143

ومولده سنة اثنتي عشرة وستماية بسفح قاسيون.

وكان رجلا حجّارا، /43 أ/ثم ضعف ولزم بيته، وكان فقيرا، متعفّفا، قانعا.

أسمعت ابني عليه «المنتقى» من سبعة أجزاء من «حديث المخلّص» ، والثاني من «حديث زغبة» ، عن الليث بسماعه لهما من موسى بن الشيخ عبد القادر الجيلي، وهو آخر من روى عنه. وروى لنا أيضا عن الشيخ موفّق الدين ابن قدامة.

وذكر لي قاضي القضاة تقيّ الدين الحنبلي موته، وقال: مات بعد انتقالنا من البلد إلى الصالحية، وطلب منّا شيء في تجهيزه.

[سفر المؤلّف إلى بعلبك]

وسافرت في آخر جمادى الآخرة إلى بعلبك، وسمعت بها نحوا من عشرين جزءا على عشرين شيخا، وكانت مدّة الغيبة عن دمشق ستة أيام.

‌رجب

[تأخّر التتار عن بلاد حماه وحلب]

واستهلّ رجب وأنا ببعلبك، ووردت بطاقة إلى هناك بتأخّر التتار عن بلاد حماه وحلب. وكان الناس ببعلبك يقنتون في الصلوات الخمس.

[وفاة أحمد بن الجرادقي]

301 -

وتوفي في اليوم الأول من رجب أحمد بن الجرادقي

(1)

، المؤذّن بجامع دمشق.

وكان من قراء الجنائز.

[وفاة نجم الدين المعروف بابن العنيّقة]

302 -

وتوفي في يوم الخميس رابع رجب الشيخ نجم الدين، أبو الفرج، عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن عبد الأحد بن عبد العزيز بن أبي نصر بن حمّاد بن صدقة العطار، الحرّاني، عرف بابن العنيّقة

(2)

.

= و 109، وتاريخ الإسلام 493،494 رقم 827، ودول الإسلام 2/ 206، والمعين في طبقات المحدّثين 224 رقم 2319، والإشارة إلى وفيات الأعيان 387، والإعلام بوفيات الأعلام 293، والعبر 5/ 412، ومعجم شيوخ الذهبي 652 رقم 980، والوافي بالوفيات 29/ 92، 93 رقم 52، وأعيان العصر 5/ 605،606 رقم 1968، وعقد الجمان (4) 149، والنجوم الزاهرة 8/ 197، ودرّة الحجال 2/ 497 رقم 1455، وشذرات الذهب 5/ 458.

(1)

لم يذكره غير البرزالي.

(2)

انظر عن (ابن العنيقة) في: تاريخ الإسلام 482 رقم 797.

ص: 144

وكان رجلا جيّدا، أمينا، عدلا، من أعيان بلده.

سمع بحرّان من محمد بن عبدان بن غريب، وعبد القادر بن عبد الله بن تيميّة، وغيرهما.

سمعنا منه أحاديث من «المسند» عنهما.

[وفاة العماد الحريري]

303 -

وفي يوم الجمعة خامس رجب توفي العماد، محمد بن رسلان

(1)

بن خضر الحريري، الفقير، الملقّب أباتي، ودفن بالجبل عند أصحابه ابن زنطار، والمشورب، وغيرهما.

وكان من قدماء الحريرية ومشايخهم، له سنّ وهجرة وحرمة بينهم.

[وصول الأمراء المجرّدين]

وفي يوم الخميس حادي عشر رجب وصل الأمراء المجرّدون بحمص وحماه إلى دمشق. وخرج نائب السلطنة لتلقّيهم، وسكنت خواطر الناس بذلك، وأيقن الناس بخروج التتار من البلاد الشامية.

وذكر أنّ قطعهم الفرات كان في ثاني رجب

(2)

.

[سفر أميرين إلى مصر]

وسافر الأمير سيف الدين بكتمر السلحدار، والأمير بهاء الدين يعقوبا، ومن كان معهما إلى الديار المصرية/43 ب/في يوم السبت ثالث عشر رجب

(3)

.

[سفر أمير إلى صرخد]

وسافر الأمير عزّ الدين الحموي إلى صرخد يوم الخميس ثامن عشر رجب

(4)

.

[وفاة شرف الدين بن عساكر]

304 -

وتوفّي شرف الدين، أبو الفضل، عبد المنعم

(5)

بن عبد اللطيف بن الحسن بن محمد بن عساكر، في يوم الخميس الثامن عشر من رجب بالخانقاه الحساميّة، ودفن بالجبل عند والدته.

(1)

لم يذكره غير البرزالي.

(2)

خبر الأمراء في: تاريخ الإسلام 105.

(3)

خبر سفر الأميرين في: تاريخ الإسلام 104.

(4)

خبر سفر الأمير في: تاريخ الإسلام 104.

(5)

انظر عن (عبد المنعم) في: تاريخ الإسلام 482،483 رقم 799، ومعجم شيوخ الذهبي 335،336 رقم 481، وذيل التقييد 2/ 156 رقم 1340، وشذرات الذهب 5/ 457.

ص: 145

وكان يروي عن ابن اللتّي، والإربلي، وابن غسّان، وابن الشيرازي، ومكرم بن أبي الصقر، وكريمة، وجماعة، وحدّث.

ومولده سنة خمس وعشرين وستماية.

[وفاة شمس الدين الكتبيّ]

305 -

وتوفّي الشيخ الكبير، المعمّر، شمس الدين، أبو إسحاق، إبراهيم بن أبي بكر بن عبد العزيز الجزري

(1)

، الكتبيّ، في يوم الجمعة التاسع عشر من رجب.

وكان مولده سنة اثنتين وستماية.

وكان مشهورا بالكتب ومعرفتها والتجارة فيها، وله فضيلة ومذاكرة، وانقطع قبل موته مدّة.

[وفاة الزوليّ المارديني]

306 -

وتوفي الشيخ عبد الرحمن الزولي

(2)

، المارديني، المجاور، خلف محراب الحنابلة بالجامع، في ليلة الإثنين الثاني والعشرين من رجب، ودفن بالصوفية.

وكان صالحا، عابدا، كثير الصلاة.

[وفاة الأمير عماد الدين الهكاري]

307 -

وتوفي الأمير الكبير، الأصيل، عماد الدين، أبو محمد، داود

(3)

بن الأمير بدر الدين محمد بن أبي القاسم بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الهكاري، بالقدس الشريف في رجب، ووصل خبره إلى دمشق في العشرين من الشهر.

ومولده في السابع والعشرين من رجب سنة تسع وستماية بالقدس.

روى لنا عن ابن رواحة، وجدّي، وابن خليل، وابن قميرة.

قرأت عليه بالقدس «الثقفيّات» العشرة، وغيرها، وقدم علينا دمشق، وسمعنا منه أيضا.

وسمع أيضا من ابن اللتّي، وحامد بن أبي العميد القزويني، وجماعة، وبدمشق من تاج الدين القرطبي، وبحرّان من عمّار بن منيع، وبالقاهرة من عبد الغني بن بنين.

وكان ولي نيابة السلطنة بقلعة جعبر في الأيام الناصرية، وكان رجلا جليلا،

(1)

لم يذكره غير البرزالي.

(2)

لم يذكره غير البرزالي.

(3)

انظر عن (داود) في: تاريخ الإسلام 475،476 رقم 780، وأعيان العصر 2/ 349،350 رقم 646، ولا وافي بالوفيات 13/ 494.

ص: 146

مقداما، شجاعا، كريما، لم يزل يركب ويتصيّد ويسافر إلى أن مات. وكان له أنسة بسماع الحديث، ويحفظ أشعارا ومحاضرات.

وذكر لي أنّ جدّي البرزالي نزل/44 أ/في داره بحلب لما قدمها سنة ستّ وثلاثين وستماية

(1)

.

[وفاة زوجة الملك الحافظ]

308 -

وكانت بديار مصر زوجة الملك الحافظ، المعروفة بدار جوهر

(2)

ابنة الملك الصالح إسماعيل، عمّة الملك الكامل.

وماتت شيخة رباط بلدق بدمشق.

[وفاة قماري بنت القيمري]

309 -

وتوفّيت قماري

(3)

بنت الأمير حسام الدين القيمريّ، زوجة الأمير عزّ الدين بن عزّ الدين القيمري، يوم الخميس الخامس والعشرين من رجب الفرد، ودفنت بسفح قاسيون.

وكانت امرأة خيّرة، لها صدقات وأوقاف وتربة.

[حبس جماعة وإطلاقهم]

ووصل من الكرك الشريف زين الدين، وشرف الدين ابن

(4)

فخر الدين

(5)

ابن الشيرجي، وناصر الدين ابن

(6)

الغرزي في الترسيم إلى دمشق، وجعلوا بالشامية الجوّانية أياما، ثم أطلقوا.

[وصول القاضي جلال الدين من مصر]

ووصل من الديار المصرية من الجفّال القاضي جلال الدين ابن قاضي القضاة حسام الدين الحنفيّ يوم السبت السابع والعشرين من رجب إلى دمشق.

[وفاة شرف الدين السرّاج]

310 -

وتوفّي الحاجّ شرف الدين محمود بن علي بن محمود السرّاج

(7)

يوم الأحد الثامن والعشرين من رجب.

(1)

وقال الذهبي: «وفاتني لقيّه فأنني قصدته بالقدس مقدمي من مصر، فإذا هو بدمشق، فأتيت دمشق فإذا هو رجع على أريحيا، وجئت على نابلس» . (تاريخ الإسلام 476).

(2)

لم يذكرها غير البرزالي.

(3)

لم يذكرها غير البرزالي.

(4)

الصواب: «بن» .

(5)

الصواب: «بن» .

(6)

الصواب: «بن» .

(7)

انظر عن (ابن السرّاج) في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 417، وتاريخ الإسلام 490 رقم 820.

ص: 147

[وفاة ابن غيلان البعلبكي]

311 -

وفي يوم الأربعاء سابع عشر رجب مات الشيخ أبو محمد، عبد الرحمن بن حصن بن غيلان النّحلي

(1)

، البعلبكيّ ببعلبك.

وذكر لي أنّ مولده في السنة التي أخذت بعلبك من الملك الأمجد بقرية نحلة من عمل بعلبك.

وكان رجلا صالحا مجاورا بمسجد الحنابلة أكثر عمره.

سمع من الشيخ الفقيه محمد اليونيني، وروى عنه، وكان من أصحابه من صوّام النهار وقوّام الليل، وكان حافظا لكتاب الله تعالى، كثير التلاوة، ملازما للمسجد والزاوية التي له ليلا ونهارا.

واجتمعت به في أول هذا الشهر، وزرته في مرضه، وقرأت عليه «موافقات جزء ابن جوصا» ، وكنت قرأت عليه قبل ذلك أيضا.

[وفاة شمس الدين ابن الحلاوي]

312 -

وفي رجب توفّي الشيخ شمس الدين، محمد بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن الحلاوي

(2)

، الحرّاني، التاجر ببغداد.

وهو خال الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّة.

‌شعبان

[وصول الجفّال إلى دمشق]

وفي أوائل شعبان كثر وصول الجفّال إلى دمشق من القاهرة والكرك وغيرهما طائفة بعد طائفة. وكان وصول قاضي القضاة بدر الدين ابن/44 ب/جماعة، والرئيس عزّ الدين ابن القلانسي في السابع والعشرين منه.

[قراءة الشروط على أهل الذمّة]

وفي يوم الإثنين سابع شعبان قرئت الشروط على أهل الذمّة بحضور نائب السلطنة بدمشق وجماعة الأمراء والقضاة، واتفقت الآراء على عزلهم من الولايات، وكتبت عليهم مكاتيب بالشروط وفيها المنع من ركوب الخيل ومن الذوائب

(3)

.

(1)

انظر عن (ابن غيلان النحلي) في: تاريخ الإسلام 480،481 رقم 793 و «النحلي» نسبة إلى «نحلة» قرية بالقرب من بعلبك.

(2)

لم يذكره غير البرزالي.

(3)

خبر الشروط في: زبدة الفكرة 352، والتحفة الملوكية 161، ومختار الأخبار 116،117، ونهاية الأرب 31/ 416 - 420، والمختصر في أخبار البشر 4/ 46، وتاريخ الإسلام 105، -

ص: 148

[الطواف بمحمل الحاجّ]

وفي يوم السبت ثاني عشر شعبان طيف بمحمل الحاجّ، وركب القضاة بين يديه والمقرئون، واستبشر المسلمون بذلك.

[وفاة عبد الغني بن قائد]

313 -

وفي يوم الأحد العشرين من شعبان توفي الشيخ عبد الغني بن قائد

(1)

المكبّر خلف المصلّين بعد الأئمّة بالجامع.

وكان ظاهره الفقر الشديد، فظهر له بعد موته أكثر من ألفي درهم احتاط عليها ديوان الحشر، وكان من ضياع سرمين.

وسمع معنا شيئا من الحديث.

[وفاة صدر الدين الأرموي]

314 -

وفي يوم الخميس الرابع والعشرين من شعبان توفي بكرة النهار الشيخ الفقيه الزاهد، العابد، صدر الدين، أبو عبد الله، محمد بن حسن بن يوسف بن موسى الأرمويّ

(2)

، بالبيمارستان الصغير، وصلّي عليه الظهر بالجامع، ودفن بمقبرة باب الصغير.

وكان كثير العبادة والصلاة، فقيها بالمدارس ودار الحديث من زمن الشيخ ابن الصلاح، وكان يؤمّ في بعض الأوقات بالجامع المعمور نيابة.

وروى عن: ابن الصلاح، وكريمة، وعتيق السلماني، والمؤتمن بن قميرة، وجماعة.

ومولده سنة عشر وستماية.

وكان له ورد من الليل.

[التدريس بالظاهرية]

وفي يوم الخميس الرابع والعشرين من شعبان ذكر الدرس بالمدرسة الظاهرية بدمشق قاضي القضاة شمس الدين الحنفي ابن الحريري، عوضا عن القاضي

= ودول الإسلام 2/ 206، وتاريخ ابن الوردي 2/ 249، ومرآة الجنان 4/ 234، وتاريخ سلاطين المماليك 84 - 86، والدرّ الفاخر 47 - 51، والبداية والنهاية 14/ 66، وتذكرة النبيه 1/ 233، وعقد الجمان (4) 140،141، والسلوك ج 1 ق 3/ 909 - 913، وتاريخ ابن سباط 1/ 523، وتاريخ الخميس 2/ 425، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 408، وتاريخ الأزمنة 282.

(1)

انظر عن (عبد الغني بن قائد) في: تاريخ الإسلام 481،482 رقم 796.

(2)

انظر عن (الأرموي) في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 414، وتاريخ الإسلام 487،488 رقم 813، ومعجم شيوخ الذهبي 491،492 رقم 722، والمعجم المختص 227 رقم 275، والإعلام بوفيات الأعلام 293، والوافي بالوفيات 2/ 372، وأعيان العصر 4/ 409 رقم 1549، وذيل التقييد 1/ 117 رقم 165، ودرّة الحجال 2/ 299.

ص: 149

شمس الدين الملطي، بحكم إقامته بالديار المصرية وتوليته نيابة الحكم هناك.

[وفاة زين الدين بن جماعة الحموي]

315 -

وتوفي الشيخ الصالح، زين الدين، عبد الرحمن بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة

(1)

الحمويّ، في سابع شعبان يوم الإثنين ظهر النهار بحماه.

وكان صالحا، خيّرا، شيخ أصحاب الشيخ أبي البيان.

ومولده في ربيع الأول سنة سبع وعشرين وستماية.

[إلزام أهل الذمّة لبس الغيار]

/45 أ/وفي يوم الجمعة الخامس والعشرين من شعبان نودي في البلد بإذن نائب السلطنة بإلزام أهل الذّمّة لبس الغيار في روسهم

(2)

، فيكون شعار النصارى الأزرق، وشعار اليهود الأصفر، وشعار السامرة الأحمر، وشدّد الأمر في ذلك، فظهر يوم الأحد اليهود بذلك ظهورا كثيرا وتميّزوا تميّزا جيّدا، ثم ظهرت النصارى والسامرة

(3)

.

[وفاة أم الخير زينب بنت قاضي القضاة]

316 -

وفي يوم الأربعاء تاسع شعبان ماتت أمّ الخير

(4)

، زينب بنت قاضي القضاة محيي الدين يحيى بن محمد بن علي بن الزكيّ، ببستانها بالجمرتين، ودفن بكرة الخميس بالجبل.

وكانت امرأة كبيرة. روت لنا عن ابن المقيّر، وعلي بن حجّاج البتلهيّ.

وسمعت أيضا من الشيخ محيي الدين ابن العربي، وأبي القاسم عبد الله بن رواحة، وفتوح بن نصر الخوي، ومن عمّتها فاطمة بنت القاضي أبي المعالي محمد بن علي القرشيّ، وغيرهم.

وكانت زوجة نظام الدين ابن البانياسيّ.

(1)

انظر عن (ابن جماعة) في: نهاية الأرب 31/ 442،443، وتاريخ الإسلام 480 رقم 792.

(2)

الصواب: «رؤوسهم» .

(3)

خبر أهل الذمّة في: زبدة الفكرة 352، والتحفة الملوكية 161، ومختار الأخبار 116،117، والدرّ الفاخر 47 - 51، ونهاية الأرب 31/ 416 - 420، والمختصر في أخبار البشر 4/ 46، ودول الإسلام 2/ 206، وتاريخ الإسلام 105، وتاريخ ابن الوردي 2/ 249، ومرآة الجنان 4/ 234، وتاريخ سلاطين المماليك 84 - 86، والبداية والنهاية 14/ 66، وتذكرة النبيه 1/ 233، والسلوك ج 1 ق 3/ 909 - 913، وعقد الجمان (4) 140،141، وتاريخ ابن سباط 1/ 523، ومنتخب الزمان 2/ 377،378، والنجوم الزاهرة 8/ 132 - 135، وتاريخ الخميس 2/ 425، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 408، وتاريخ الأزمنة 282، والنهج السديد 3/ 544.

(4)

انظر عن (أمّ الخير) في: معجم شيوخ الذهبي 207 رقم 283، وتاريخ الإسلام 476،477 رقم 782، ومرآة الجنان 4/ 234،235، وأعلام النساء 2/ 123.

ص: 150

‌شهر رمضان

[وفاة محيي الدين البغدادي]

317 -

توفّي الشيخ الفقيه محيي الدين، عبد القادر

(1)

بن أحمد البغداديّ في يوم الجمعة ثاني رمضان، وصلّي عليه بالجامع.

وكان موته فجأة، سقط من سلّم فمات. وكان لديه فضيلة، وجلس يشهد في آخر عمره. وكان في كلامه وبحثه يكثر من قوله «حينئذ» فعرف بها.

[وفاة الأمير سيف الدين الهكاري]

318 -

وتوفّي الأمير الأجلّ، الكبير، سيف الدين، علي بن الأمير شرف الدين عيسى

(2)

بن محمد بن أبي القاسم الهكّاري، أحد مقدّمي الحلقة الشامية، في يوم الأربعاء سابع رمضان، ودفن يوم الخميس بسفح قاسيون.

وكان متولّي البقاعات مدّة من عمره.

روى لنا الحديث عن ابن رواحة. سمعنا عليه في مرض موته.

[وفاة شمس الدين ابن عبد الكافي الربعي]

319 -

وتوفّي العدل شمس الدين، محمد بن الخطيب جمال الدين أبي محمد عبد الكافي بن عبد الملك بن عبد الكافي

(3)

الربعيّ، في يوم الجمعة تاسع رمضان ببستان عندعين القرش بطريق الجبل، ودفن ضحى يوم السبت بسفح قاسيون عند والده بتربة الشيخ يوسف الفقاعي.

وكان عدلا مشهورا، مشكور السيرة، من أعيان الشهود، ومن كتّاب الحكم.

روى لنا «جزء ابن عرفة» عن النجيب/45 ب/عبد اللطيف الحرّاني. وسمع بدمشق من جماعة مع أخيه.

ومولده في سنة سبع وثلاثين وستماية.

[شراكة الأمير أقجبا بقلعة دمشق]

وفي يوم السبت عاشر رمضان دخل أمير سيف الدين أقجبا المنصوري إلى قلعة دمشق، وجعل شريكا لأرجواش، ورسم لكلّ منهما أن يركب يوما، فامتنع أرجواش

(4)

.

(1)

لم يذكره غير البرزالي.

(2)

لم يذكره غير البرزالي.

(3)

انظر عن (ابن عبد الكافي) في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 414، ومعجم شيوخ الذهبي 522 رقم 775، وتاريخ الإسلام 488 رقم 815، وتذكرة النبيه 1/ 237، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 153.

(4)

خبر الشراكة في: تاريخ الإسلام 105.

ص: 151

[تدريس ابن الشريشي]

وذكر الدرس القاضي كمال الدين ابن الشريشي بالناصرية يوم الأحد حادي عشر رمضان، أعيدت إليه من الشيخ زين الدين الفارقيّ.

[وفاة الطواشي صفيّ الدين الظهيري]

320 -

وتوفّي الطواشيّ الصالح، المحدّث، صفيّ الدين، جوهر بن عبد الله الظهيري

(1)

، التّفليسيّ، في يوم الأربعاء رابع عشر رمضان بالبيمارستان النوري، ودفن من يومه بمقابر باب الصغير.

وكان سمع الكثير من شيوخنا، وحصّل من الأجزاء جملة، ووقفها، ووقف على قراءة قرآن، وحدّث بالجامع، وكان كثير التلاوة، حسن الخلق، ليّن الجانب، رجلا جيّدا، صالحا، مباركا، وحدّث.

سمع منه بعض الجماعة.

[نظر الجامع الأموي]

وولي نظر الجامع المعمور بدمشق الصدر شرف الدين، أحمد بن عزّ الدين عيسى بن الشيرجي في يوم الخميس آخر يوم من رمضان، ولبس فيه الخلعة بالطرحة، عوضا عن الشريف نظام الملك.

‌شوّال

[مولود المؤلّف]

وولد لي ولد سمّي أحمد، كانت ولادته ليلة الجمعة ثامن شوال.

[وفاة الأمير آقش الشريفي]

321 -

ومات الأمير الكبير جمال الدين، آقش

(2)

الشريفي، والي الولاة بالبلاد القبليّة، في العشر الأول من شوال.

وكانت له سطوة ومهابة.

[وفاة عزّ الدين بن قرناص]

322 -

ومات الصدر الكبير عزّ الدين، عبد الرحمن بن قرناص

(3)

الحموي، بمدينة حماه، في ثالث عشر شوال.

(1)

انظر عن (الظهيري) في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 148، وتاريخ الإسلام 472،473 رقم 773، ومعجم شيوخ الذهبي 165 رقم 215، والمعجم المختص 83 رقم 94، والبداية والنهاية 14/ 17، والمنهل الصافي 5/ 45 رقم 875، والدليل الشافي 1/ 255 رقم 873، وعقد الجمان (4)156.

(2)

لم يذكره غير البرزالي.

(3)

لم يذكره غير البرزالي.

ص: 152

وكان ناظر الجيش بحماه.

[التدريس بالإقبالية]

وذكر الدرس الشيخ شهاب الدين ابن الشيخ مجد الدين عبد الله، بالمدرسة الإقبالية، في يوم الأربعاء العشرين من شوال، عوضا عن علاء الدين القونوي، بحكم إقامته بالقاهرة.

[وفاة جلال الدين العقيلي]

323 -

ومات جلال الدين، علي بن عبد المحسن

(1)

العقيلي، المصري، الشاهد، المعروف بالخصيّ، يوم السبت الثالث والعشرين من شوال بالمدرسة العزيزية، ودفن آخر النهار.

[وفاة عبد الله المعروف بالفاتولة]

324 -

ومات الشيخ عبد الله، /46 أ/المعروف بالفاتولة

(2)

.

وذكر لي أنه من حلب، في ليلة الجمعة التاسع والعشرين من شوال بمسجد الصاغة العتيقة بدمشق، وصلّي عليه بجامع دمشق عقيب الجمعة، ودفن بسفح قاسيون بتربة المولّهين، وحضر جنازته خلق كثير من العوامّ وغيرهم.

وعظّموه وتبرّكوا بنعشه، وذكروا أنه كان من عقلاء المجانين، وله كرامات وإخبارات، وكان من زمن طويل على حالة واحدة مشقّة

(3)

.

‌ذو القعدة

[وفاة قاضي بالس]

325 -

ومات شمس الدين، محمد

(4)

بن قاضي بالس، التاجّر بالرمّاحين يوم الأحد ثامن ذي القعدة.

(1)

لم يذكره غير البرزالي.

(2)

انظر عن (الفاتولة) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 414، وتاريخ الإسلام 480 رقم 791، وأعيان العصر 3/ 7 رقم 913، والوافي بالوفيات 3/ 697، وعقد الجمان (4) 149 وفيه:«الفانوله» بالنون.

(3)

وقال الذهبي: «شيخ مسنّ، حرفوش، مكشوف الرأس، عليه دلق وقبق ورسخ من رقاع، وله مجمرة يتوضّأ بها، ويجلس عند قناة عقبة الكتّان، ويكابد البرد والمشقّة، ولا يسأل أحدا فيما علمت، ولا يقرب الصلاة وعقله ثابت، ورأيتهم يذكرون له كرامات وكشف من بابة كشف الرهبان والكهّان، وكان الصبيان يعبثون به فيزطّ عليهم» . (تاريخ الإسلام 480).

(4)

لم يذكره غير البرزالي.

ص: 153

[وفاة الأمير أيبك الكرجي]

326 -

وتوفي الأمير الكبير عزّ الدين، أيبك كرجي

(1)

، ليلة الثلاثاء عاشر ذي القعدة بدمشق، ودفن بالجبل.

وكان من أعيان أمراء الشام المقدّمين، ومرتبته كثيرة، ويحفظ أحاديث الجهاد.

وكان محتسبا في ذلك، يقول: لولا نعلم أنّ هذا الأمر من أفضل الأعمال ما دخلنا فيه.

[وصول الوزير سنقر الأعسر]

وفي آخر يوم الثلاثاء المذكور عاشر ذي القعدة وصل الأمير الكبير الصاحب الوزير، شمس الدين، سنقر الأعسر إلى دمشق من الديار المصرية.

[وفاة معين الدين بن هلال]

327 -

وتوفّي معين الدين

(2)

، عبد الرحيم بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الرحمن بن عبد الواحد بن محمد بن المسلم بن هلال، ببستانهم بالسهم في ليلة الأربعاء حادي عشر ذي القعدة، ودفن بالجبل.

وكان يخدم في بعض جهات الكتابة.

ومولده يوم الجمعة الثاني والعشرين من شوال سنة أربع وخمسين وستماية.

[التدريس بالعذراوية والشامية]

وفي يوم الخميس ثاني عشر ذي القعدة رسم للقاضي زين الدين ابن قاضي الخليل بالمدرستين: العذراوية، والشامية، عوضا عن صدر الدين ابن الوكيل، بحكم إقامته بالقاهرة، ثم سعى جماعة في نقض ذلك، فنقض من يومه.

[قضاء الحنفية بدمشق]

وولي قضاء القضاة للحنفية بدمشق القاضي جلال الدين ابن قاضي القضاة حسام الدين على عادته وعادة والده في يوم الجمعة بعد الصلاة، ثالث عشر ذي القعدة. /46 ب/ولاّه الأمير شمس الدين الوزير باتفاق منه ومن نائب السلطنة، وأذنا له في الحكم، وحضر الناس عنده للتهنئة.

وعقيب توليته المذكورة سافر الأمير شمس الدين الوزير من دمشق إلى البلاد الحلبية والحصون والأعمال الشمالية.

(1)

لم يذكره غير البرزالي.

(2)

لم يذكره غير البرزالي.

ص: 154

وانصرف قاضي القضاة شمس الدين ابن الحريري

(1)

عن الحكم، وثبت لذلك، والتزم أنه لا يتعرّض لطلب هذا الأمر، وذكر أنه في تعب كبير

(2)

.

[وصول رسول ملك التتار]

ووصل رسول ملك التتار ومعه جماعة دون العشرين إلى دمشق ليلة الثلاثاء الرابع والعشرين من ذي القعدة، وأنزل بالقلعة المنصورة، وسافروا إلى القاهرة ليلة السبت الثامن والعشرين من الشهر

(3)

.

[وفاة النجم بن الصيرفي]

328 -

وتوفي النجم، أيوب

(4)

بن علي بن إبراهيم بن الصيرفيّ يوم الأحد الثاني والعشرين من ذي القعدة.

ومات بعده بثلاثة أيام ابنه وابنته. وكانت ابنته الأخرى ماتت قبله بنحو جمعة رحمهم الله.

[وفاة صدر الدين الحرّاني]

329 -

ومات صدر الدين، محمد بن منصور

(5)

بن منصور الحرّاني، غاسل الموتى، في يوم الخميس السادس والعشرين من الشهر، ودفن بمقابر باب الصغير.

وكان رجلا جيّدا.

‌ذو الحجّة

[وفاة شمس الدين الأزدي]

330 -

وفي يوم الإثنين، أول يوم من ذي الحجّة، توفي الشيخ الجليل، الأصيل، شمس الدين أبو القاسم، الخضر

(6)

بن عبد الرحمن بن الخضر بن

(1)

في تاريخ الإسلام: «الجريري» .

(2)

خبر القضاء في: تاريخ الإسلام 106، والبداية والنهاية 14/ 16.

(3)

خبر الرسول في: نهاية الأرب 31/ 426، والدرّ الفاخر 51، وتاريخ الإسلام 106، والبداية والنهاية 14/ 17، وزبدة الفكرة 352، والنهج السديد 3/ 546.

(4)

لم يذكره غير البرزالي.

(5)

لم يذكره غير البرزالي.

(6)

انظر عن (الخضر) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 169،170، والإشارة إلى وفيات الأعيان 387، والإعلام بوفيات الأعلام 293، والعبر 5/ 411، وتاريخ الإسلام 474،475 رقم 778، والوافي بالوفيات 13/ 339، وذيل التقييد 1/ 521 رقم 1017 وفيه. «الخضر بن الحسين بن الخضر بن عبدان الأزدي» ، والمنهل الصافي 5/ 224 رقم 993، والدليل الشافي 1/ 288 رقم 990، والنجوم الزاهرة 8/ 197، وشذرات الذهب 5/ 457.

ص: 155

الحسين بن الخضر بن الحسين بن عبد الله بن عبدان الأزدي، الدمشقي، بداره بالخفّافين بدمشق، بعد الظهر، وصلّي عليه بعد العصر بالجامع، وحمل إلى الجبل فدفن بتربتهم عند الكهف.

وكان يروي «مغازي ابن عائذ» عن ابن البنّ، انفرد بها. قرأتها عليه. وروى لنا عن: الحسين بن صصرى، وزين الأمناء بن عساكر، والمجد القزويني، والمسلم بن أحمد المازني، ومحمد بن غسّان.

وتفرّد بالسماع من المعافى

(1)

بن أبي السنان الموصلي، وظهر سماعه بعد موته على ابن أبي لقمة حضورا في سنة عشرين وستماية. وأجازه الشيخ موفّق الدين ابن قدامة وغيره بدمشق، وببغداد/47 أ/الفتح بن عبد السلام، وجماعة.

ومولده بدمشق في شهر ربيع الأول سنة سبع عشرة وستماية.

[وفاة الفقيه المعرّي]

331 -

وفي يوم الأحد رابع عشر ذي الحجّة توفي الفقيه شمس الدين، محمد بن أبي غانم

(2)

بن عرفة المعرّي، المقرئ، إمام مسجد التوبة داخل باب شرقي.

وكان فقيها بالمدارس، وأقرأ القرآن جماعة كبيرة، وكان حريصا على ذلك.

[وفاة علاء الدين القوّاس]

332 -

وفي هذا اليوم أيضا توفي علاء الدين، علي بن محمد بن يونس القوّاس

(3)

.

وكان فقيها بالباذرائية، ثم صار إمامها، وكان رجلا جيّدا عنده معرفة وكفاءة.

وهو أخو برهان الدين إبراهيم بن القوّاس.

[وفاة أخت إمام الكلاّسة]

333 -

وفي هذا اليوم أيضا ماتت أخت الشيخ شمس الدين إمام الكلاّسة

(4)

.

وهي والدة المحدّث بدر الدين ابن النجيب وإخوته.

[وفاة نجم الدين بن عساكر]

334 -

وفي يوم الخميس ثامن عشر ذي الحجة توفي الشيخ نجم الدين،

(1)

في الأصل: «المعافا» .

(2)

انظر عن (محمد بن أبي غانم) في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 416، وتاريخ الإسلام 490 رقم 819.

(3)

لم يذكره غير البرزالي.

(4)

لم يذكره غير البرزالي.

ص: 156

محمد بن أمين

(1)

الدين إبراهيم بن محمود بن تاج الأمناء بن عساكر.

وكان ساكنا بدار الحديث النورية.

وهو عمّ شرف الدين بن سلام، أخو والده لأمّه.

وكان رجلا جيّدا، منقطعا عن الناس، منجذبا عنهم، وعنده فضيلة ومعرفة، وسمع من جماعة.

[وفاة عثمان الرومي]

335 -

وتوفي الشيخ عثمان

(2)

بن الشيخ شرف الدين محمد بن الشيخ عثمان الروميّ، في ليلة عيد الأضحى، ودفن بزاويتهم بسفح قاسيون، يوم العيد.

وكان شيخ الزاوية، وفيه خير ومروءة وديانة. وسمع من ابن عبد الدائم «جزء ابن الفرات» .

[سفر الأمير الأعسر إلى مصر]

ورجع الأمير شمس الدين الأعسر الوزير من البلاد الحلبية إلى دمشق، وأقام أياما، وتوجّه إلى الديار المصرية بكرة التاسع والعشرين من ذي الحجة يوم الإثنين.

[وفاة المعروف بابن الملطومة]

336 -

وتوفّي شمس الدين، محمد بن علي بن عثمان، التاجر بالرمّاحين، عرف بابن الملطومة

(3)

، في ليلة الإثنين التاسع والعشرين من ذي الحجّة، ودفن ظهر الإثنين بالجبل.

[وفاة نجم الدين المقدسي]

337 -

وتوفي في ذي الحجّة بعجلون الفقيه نجم الدين

(4)

، أحمد بن الشيخ الإمام شمس الدين عبيد الله بن محمد بن أحمد بن عبيد الله المقدسيّ.

وكان/47 ب/شابّا فاضلا، خيّرا، من أعيان أولاد المقادسة، وله حضور على ابن عبد الدائم. ولم يحدّث.

***

[ومن وفيات هذه السنة]

[وفاة فخر الدين القرشي]

338 -

وتوفّي بالقاهرة في عشر ذي الحجة فخر الدين عثمان بن الشرف

(1)

لم يذكره غير البرزالي.

(2)

انظر عن (عثمان) في: تاريخ الإسلام 483 رقم 800.

(3)

لم يذكره غير البرزالي.

(4)

لم يذكره غير البرزالي.

ص: 157

غنايم

(1)

القرشي، الحريري، التاجر، صهر ابن زويزان.

[وفاة عزّ الدين الأسنائي]

339 -

وتوفي الشيخ، الإمام، الفقيه، عزّ الدين، إسماعيل بن علي الأسنائي

(2)

، المصريّ، بالقاهرة، في السنة، قبل وصول الجفل إليها.

وكان من الفقهاء الفضلاء، ويكتب في الفتاوى، وولي نظر الأوقاف بحلب مدّة.

[وفاة أبي الحسن الصيقل]

340 -

وتوفّي الشيخ أبو الحسن، علي بن عمر بن عبد الله الصيقل

(3)

كان أبوه الدمشقيّ، الدّلاّل بسوق الزيادة، الفقير الحريريّ، المعروف بابن العالمة، في أوائل السنة بدمشق، قبل خروج الجفل منها، ودفن بمقابر باب الفراديس، وقد جاوز الثمانين.

وكان في صغره فقيها بالزاوية الغزالية، ثم إنه دخل بين الفقراء، وكان يزمزم، وله صوت طيّب، ويحفظ أشعارا حسنة من نظمه ومن نظم غيره، ثم حجّ، وترك ذلك وضعف.

كتبنا عنه من نظمه ومن نظم جدّه لأمّه المهذّب عبد الرزاق الدقوقيّ الضرير.

[وفاة ابن أبي الفتح الجمّاعيلي]

341 -

وتوفي الشيخ الحاج أبو محمد، عيسى بن عبد الغني بن حازم

(4)

بن عيسى بن مقدام بن أبي الفتح الجمّاعيلي، المقدسي، التاجر، في هذه السنة، قبل رجب بمدينة أخلاط، ودفن هناك.

وكان قد توجّه في طلب الأسرى فأدركه أجله هناك.

ومولده في سنة ثمان وأربعين وستماية.

روى لنا عن: خطيب مردا، وسمع أيضا من: اليلداني، وعبد الله الخشوعيّ.

[وفاة أبي عبد الله النّجّاري]

342 -

وتوفّي الشيخ أبو عبد الله، محمد بن يحيى بن محمد النجّاريّ

(5)

، في شوال أو ذي القعدة، بالبيمارستان، بدمشق.

(1)

لم يذكره غير البرزالي.

(2)

لم يذكره غير البرزالي.

(3)

لم يذكره غير البرزالي.

(4)

انظر عن (ابن حازم) في: تاريخ الإسلام 485 رقم 808.

(5)

لم يذكره غير البرزالي.

ص: 158

ومولده في سنة خمس وعشرين وستماية بسنجار.

وكان شيخا حسنا، من أهل القرآن، ويحفظ كثيرا من الأشعار، وله نظم أنشدنا منه، وكان فقيرا، ضعيف الحركة، شديد السمرة.

[وفاة شهاب الدين بن قرناص الحموي]

343 -

وتوفي الشيخ شهاب الدين، أبو محمد، عبد الرحيم بن يعقوب بن محمد بن أحمد بن هبة الله بن أحمد بن علي بن قرناص

(1)

الحمويّ، في هذه السنة بحماه، ودفن بمقبرة أقاربه/48 أ/بتلّ صفرون.

ومولده في سنة سبع وعشرين وستماية بحماه.

سمع من صفيّة بنت عبد الوهاب القرشية بحماه، ومن يوسف بن خليل الحافظ بحلب، ومن ابن مسلمة بدمشق، وطلب بنفسه.

وكنت سمعت منه بحماه ولقيته بالمدينة الشريفة النبوية، وسمع هناك بقراءتي، رحمه الله تعالى.

(1)

انظر عن (ابن قرناص) في: تاريخ الإسلام 481 رقم 795.

ص: 159

‌سنة إحدى وسبعماية

‌المحرّم

[وفاة فخر الدين الهدباني]

344 -

توفّي الشيخ الفقيه، العدل، فخر الدين، أبو عمرو، عثمان بن علي بن عثمان الهدباني

(1)

، الكردي، الشافعيّ، في يوم السبت ثالث محرّم، بدار الحديث النورية بدمشق، وصلّي عليه العصر بالجامع، ودفن بالجبل.

سمع من ابن عبد الدائم بعض «صحيح مسلم» ، ولم يحدّث، ولكنّه كتب في بعض الإجازات. وكان صالحا، فقيها، خيّرا، مواظبا على حضور الجماعات وملازمة أهل الخير.

[نيابة السلطنة بالفتوحات الساحلية]

وفي أول السنة وصل الأمير الكبير سيف الدين قطلوبك إلى دمشق منفصلا عن نيابة السلطنة بالفتوحات الساحلية، وولّي عوضه الأمير الكبير سيف الدين أسندمر، وتوجّه من دمشق في يوم السبت حادي عشر المحرّم

(2)

.

[صحبة ديوان الشام]

وفي المحرّم باشر الشريف زين الدين صاحب الديوان بالشام، عوضا عن فخر الدين بن مزهر، وقد كان مباشره قبل التتار.

[عزل الأعسر من الوزارة]

ووصل الخبر إلى دمشق يوم الأحد ثاني عشر محرّم بعزل الأمير شمس الدين الأعسر من الوزارة

(3)

.

[وفاة شهاب الدين الحجاوي]

345 -

وفي هذا اليوم مات شهاب الدين، أحمد بن علي بن أحمد بن خليفة الحجّاوي

(4)

، المقرئ، بجبل الصالحية.

(1)

في الدرر الكامنة 2/ 443 رقم 2593 «الهذباني» .

(2)

خبر النيابة في: زبدة الفكرة 351، والبداية والنهاية 14/ 17.

(3)

خبر عزل الأعسر في: زبدة الفكرة 362، والبداية والنهاية 14/ 17.

(4)

لم يذكر (الحجّاوي) غير البرزالي.

ص: 160

[وفاة شهاب الدين بن سيار]

346 -

وتوفي شهاب الدين، أحمد بن إبراهيم بن أبي منصور بن عروة بن سيّار

(1)

الموصليّ الأصل، الدمشقيّ في يوم الخميس سادس عشر المحرّم، بمنزله بدمشق، ودفن من يومه آخر النهار بمقابر باب الصغير.

[وفاة نجم الدين ابن سكّرة]

347 -

وتوفي نجم الدين ابن سكّرة الحلبيّ

(2)

يوم الخميس سادس عشر محرّم، ودفن يوم الجمعة بمقابر باب توما.

وكان شيخا حسنا ممّن يخدم في جهات الكتابة.

[وفاة زين الدين بن القوّاس]

348 -

وتوفّي الشيخ الأجلّ، الصدر، العدل، زين الدين، أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عثمان/48 ب/بن عبد الله بن غدير بن القوّاس

(3)

يوم الجمعة وسط النهار، سابع عشر محرّم ببستانه بقرية عربيل، وحمل يوم السبت أول النهار إلى تربته عند حمّام النحاس، بسفح قاسيون، فدفن هناك.

وكان عدلا كبيرا يشهد على القضاة من نحو خمسين سنة، ويشهد في القيمة.

وروى لنا الحديث عن سالم بن صصرى، وكريمة، وابن قميرة. وسمع أيضا من ابن مسلمة، ومكي بن علاّن، وإسماعيل العراقي، وعثمان بن

(4)

خطيب القرافة، وابن النور البلخيّ، والبكريّ، وابن طلحة، وجماعة. وأجاز له عمر بن كرم الدينوري، والسهروردي، وابن الزبيدي، وأخوه، وابن القطيعي، وابن روزبه.

وحصل له طرش في آخر عمره، وشقّ السماع عليه.

وهو سبط حليمة بنت عبد الوهاب القرشية أخت كريمة.

ومولده يوم الإثنين الثاني والعشرين من ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين وستماية بدمشق.

[وفاة بدر الدين بن شهوان]

349 -

وتوفي الصدر بدر الدين، محمد بن الرشيد بن شهوان

(5)

، يوم الجمعة

(1)

انظر عن (ابن سيّار) في: الدرر الكامنة 1/ 96 رقم 257.

(2)

انظر عن (ابن سكّرة) في: الدرر الكامنة 1/ 96 رقم 257.

(3)

انظر عن (ابن القوّاس) في: الدرر الكامنة 1/ 12 رقم 15.

(4)

الصواب: «ابن» .

(5)

انظر عن (ابن شهوان) في: الدرر الكامنة 3/ 440 رقم 1178.

ص: 161

سابع عشر محرّم، ودفن يوم السبت ضحّى بمقابر باب الصغير.

وكان من أرباب الأدب والشعر والعدالة.

[وفاة شهاب الدين المعروف بابن النحاس]

350 -

وتوفي الشيخ الزاهد، المقرئ الفاضل، شهاب الدين، أحمد بن عبد الرحيم بن شعبان الدمشقي، الحنفي، عرف بابن النحاس

(1)

في يوم التاسع عشر محرّم، ودفن من يومه بسفح قاسيون.

وكان من مشايخ القراءآت، له وظيفة بالمدرسة المقدّميّة وبالجامع يقرئ بالروايات، وعنده نسك وعبادة وصلاح وملازمة للجماعات، مرض شهرا لم ينقطع فيه عن الصلاة في الجامع إلاّ أسبوعا، وكان من أصحاب الشيخ زين الدين الزواويّ.

وسمع «الغيلانيّات» على جماعة من أصحاب ابن طبرزد مع ابن جعوان، وقرأ «ألفيّة ابن معطي» على الشيخ جمال الدين ابن مالك.

[وفاة عمر بن الزملكاني]

351 -

وتوفي عمر بن تاج الدين عبد الواحد بن الشيخ علاء الدين ابن الزّملكاني

(2)

في ليلة السبت خامس عشر المحرّم، ودفن من الغد بباب الصغير.

[وفاة نجم الدين بن تروس]

352 -

وتوفّي الشيخ نجم الدين، إسماعيل بن نصر بن تروس

(3)

الدمشقيّ في يوم الأحد السادس والعشرين من المحرّم، ودفن بسفح قاسيون.

سمع من مكي بن علاّن، وجماعة.

وكتب لي في/49 أ/الإجازة، وما حدّث بشيء.

[وفاة شرف الدين المنبجي]

353 -

وفي هذا التاريخ بلغنا وفاة شرف الدين، موسى بن مبشّر

(4)

المقرئ، المنبجيّ، الملقّن على باب الخطابة بالجامع.

وكان يسكن بدار الحديث القوصية بالقباقبيّين.

(1)

انظر عن (ابن النحاس) في: الدرر الكامنة 1/ 170 رقم 435.

(2)

لم يذكر (ابن الزملكاني) غير البرزالي.

(3)

هكذا (ابن تروس) في الأصل، وهو (ابن بردس) في: الدرر الكامنة 1/ 383 رقم 968 وقال: ذكره الحافظ أبو الحسين بن أيبك.

(4)

هكذا (ابن مبشّر) في الأصل.

ص: 162

[وفاة ابن صاحب بعلبك]

354 -

ووفاة إسماعيل بن

(1)

الملك الحافظ بن

(2)

صاحب بعلبكّ

(3)

. مات بالشوبك.

[نيابة السلطنة بغزّة]

ووصلت تولية الأمير سيف الدين أقجبا المنصوري المشدّ كان، لنيابة السلطنة بغزّة، عوضا عن الأمير الموفقي، وجعل مكانه بالقلعة الأمير سيف الدين بهادر السنجري، وهو أمير من البرجيّة

(4)

.

[وفاة خديجة بنت محمد المقدسي]

355 -

وتوفّيت أمّ محمد، خديجة

(5)

بنت الشيخ شمس الدين محمد بن سعد بن عبد الله المقدسيّ، في ليلة الأربعاء التاسع والعشرين من المحرّم، ودفنت من الغد بعد الظهر، بسفح قاسيون، بتربة والدها جوّا تربة الشيخ أبي عمر.

روت عن ابن الزبيدي، وابن صبّاح.

وهي أمّ شمس الدين ابن طرخان. وكانت امرأة صالحة، كثيرة الحياء، قليلة الكلام.

ومولدها تقريبا في سنة أربع وعشرين وستماية.

[صفر]

[وفاة جمال الدين القرشي]

356 -

ومات جمال الدين، محمد

(6)

بن التاج عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سلطان بن الزكي، القرشيّ، يوم السبت ثالث صفر، ودفن بكرة الأحد بالجبل.

سمع من ابن عبد الدائم، وكان يخدم في ديوان المارستان الصغير.

[وفاة والدة القاضي ابن الفويرة]

357 -

وتوفيت والدة القاضي جمال الدين

(7)

، يحيى بن الشيخ بدر الدين ابن الفويرة الحنفيّ.

(1)

الصواب: «ابن» .

(2)

الصواب: «ابن» .

(3)

لم يذكره غير البرزالي.

(4)

خبر نيابة غزة في: البداية والنهاية 14/ 17.

(5)

لم يذكر (خديجة) غير البرزالي.

(6)

لم يذكر (محمد) غير البرزالي.

(7)

لم يذكرها غير البرزالي.

ص: 163

[وفاة مجد الدين بن خلف الحنفي]

358 -

والفقيه الفاضل مجد الدين، عبد المجيد بن إسحاق بن خلف

(1)

، ابن مدرّس الماردانية، كلاهما يوم الثلاثاء سادس صفر، ودفنا يوم الأربعاء بسفح قاسيون.

*** أمّا والدة جمال الدين فكانت صالحة جليلة، وهي أخت حسام الدين ابن المهرانيّ.

وأمّا مجد الدين فكان شابّا، مشتغلا، حسن الخلق، كثير المخالطة، وولي في آخر أمره تدريس الحنفية بالقدس.

[وصول رسول ملك التتار]

ووصل رسول ملك التتار إلى دمشق من القاهرة في ليلة الخميس ثامن صفر، وتلقّاه نائب السلطنة والعسكر معه والعامّة

(2)

.

[وفاة سنجر عتيق الماشطة]

359 -

وتوفي العلم سنجر

(3)

/49 ب/عتيق الماشطة، عريف سوق الصاغة يوم السبت عاشر صفر، وصلّي عليه الظهر بالجامع.

وكان معروفا، مشهورا في صناعته.

[وفاة ناصر الدين بن قدامة]

360 -

وتوفّي الشيخ الصالح المقرئ، ناصر الدين، أبو محمد، داود

(4)

بن حمزة بن أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر بن قدامة، في ليلة الأحد أول الليل المسفر صباحها عن حادي عشر صفر، بسفح جبل قاسيون، وصلّي عليه ظهر الأحد بالجامع المظفّري، ودفن بتربة جدّه الشيخ أبي عمر. وكانت جنازته حفلة.

وكان رجلا صالحا، ملازما للتلاوة، وأقرأ الناس من نحو خمسين سنة، وله همّة في القرب وفعل الخير.

وروى الحديث عن ابن اللتّي، وجعفر الهمداني، وكريمة، والحافظ ضياء الدين، ويحيى بن قميرة، وغيرهم. وخرّج له محبّ الدين عبد الله بن المحب مشيخة.

(1)

لم يذكر (ابن خلف) غير البرزالي.

(2)

خبر الرسول في: البداية والنهاية 4 - /17.

(3)

لم يذكر (سنجر) غير البرزالي.

(4)

انظر عن (داود) في: الدرر الكامنة 2/ 97 رقم 1682 وفيه «داود بن حمزة بن عمر» .

ص: 164

وهو أخو قاضي القضاة تقيّ الدين سليمان لأبيه.

[وفاة ركن الدين السمرقندي]

361 -

وتوفّي الشيخ الإمام، العالم، الزاهد، العابد، مفتي المسلمين، ركن الدين، أبو محمد، عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز السمرقندي

(1)

، الحنفيّ، في ليلة الإثنين ثاني عشر صفر، بالمدرسة الظاهرية بدمشق.

وجد بكرة النهار بالبركة ميّتا مخنوقا، وصلّي عليه ظهر يوم الإثنين بالجامع، ودفن بمقابر الصوفية.

وكان رجلا فاضلا، صالحا، ملازما، لتعليم العلوم، وإفتاء الناس، كثير الصوم والصلاة والاجتهاد في العبادة.

وذكر بعض أصحابه أن أقلّ ورده من الصلاة في كل يوم ماية ركعة. وكان أعطي تدريس المدرسة النورية قبل موته بستة أيام، وذكر فيها دروسا أربعة لا غير، عوضا عن أولاد ابن الصدر سليمان، وأخذت منه الفرّخشاهيّة لسراج الدين الحنفيّ. فلما مات ولّي النوريّة الشيخ صدر الدين علي البصروي، الحنفيّ، وذكر منها في نصف صفر المذكور.

[وفاة صدر الدين بن الحريري]

362 -

وتوفّي الشيخ الصالح صدر الدين، إبراهيم بن العدل صفيّ الدين عثمان بن أبي الحسن بن عبد الوهاب الأنصاري، ابن الحريريّ

(2)

، بزاويته التي كان بناها بدار الحجارة من شرف الجامع المعمور في يوم الثلاثاء ثالث عشر صفر، وأخرج العصر إلى باب الصغير، فدفن عند/50 أ/أهله، وحضر جنازته جماعة.

وهو أخو قاضي القضاة شمس الدين ابن الحريري الحنفيّ.

[وفاة بدر الدين الصائغ]

363 -

ومات بدر الدين الصائغ

(3)

، الكاتب بالمارستان الصغير يوم الخميس خامس عشر صفر.

وكان يكتب المنسوب كتابة حسنة.

(1)

انظر عن (السمرقندي) في: دول الإسلام 2/ 206، ومرآة الجنان 4/ 235، والبداية والنهاية 14/ 18، وذيل تاريخ الإسلام 21 رقم 10، والدرر الكامنة 3/ 47 رقم 2559، وعقد الجمان (4) 192 و 201، والدليل الشافي 1/ 437 رقم 1508، والمنهل الصافي 7/ 406،407 رقم 1514.

(2)

لم يذكر (ابن الحريري) غير البرزالي.

(3)

لم يذكر (الصائغ) غير البرزالي.

ص: 165

[وصول ابن الأثير إلى دمشق]

ووصل شرف الدين محمد بن شمس الدين سعيد بن الأثير يوم الإثنين تاسع عشر صفر إلى دمشق من بلاد الشرق بعد أن أقام بإربل مدّة وبالموصل، ووصل إلى تبريز وتجاوزها وهو مأسور، ثم منّ الله عليه ونجّاه فهرب ولم يفطن له، وسلّمه الله تعالى.

[وفاة القاضي كمال الدين المالكي]

364 -

وتوفي القاضي، الإمام، العالم، العدل، كمال الدين، أبو محمد، عبد الله بن يحيى بن منصور

(1)

المالكيّ في يوم السبت الرابع والعشرين من صفر بدمشق، ودفن بمقبرة باب الصغير، عند الشيخ زين الدين الزواوي.

وكان فقيها فاضلا، وحكم بدمشق مدّة نيابة عن قاضي القضاة جمال الدين بن سليمان المالكي، وكان يشهد تحت الساعات.

[وفاة الحاج أبي العباس الرقوقي]

365 -

وتوفي يوم الأحد رابع صفر الحاج أبو العباس، أحمد بن إبراهيم بن نصر بن سعيد الرقوقي

(2)

، الصالحيّ، ببستان ابن القلانسيّ بالجبل، وحمل إلى الجامع ظهر النهار، ودفن بتربة الشيخ الموفّق.

وكان صالحا، ديّنا، مباركا، يروي جميع «صحيح البخاري» عن ابن الزبيدي.

وسمع من ابن رواحة.

ومولده سنة تسع عشرة وستمائة.

وهو ابن أخت الشيخ عزّ الدين إسماعيل بن الفرّاء، وكان يعمل المرقوق خارج باب السلامة، وكان والده رقوقيا أيضا ويعمل في الفراء.

[وفاة أحمد ابن القاضي الخياط]

366 -

وتوفي أحمد بن القاضي عبد الواحد الخيّاط

(3)

، خيّاط الخزانة بالقلعة، في يوم الأحد الخامس والعشرين من صفر، ودفن من الغد.

وكان أحد المؤذّنين بجامع دمشق، وعمل عزاؤه على باب ماذنة العروس. وكان شابّا تعلّق بالأذان عند نائب السلطنة، وحصّل توقيعا بزيادة في جامكيّة

(4)

، فمات قبل أن تصرف إليه.

(1)

انظر عن (ابن منصور) في: الدرر الكامنة 2/ 307 رقم 2244.

(2)

انظر عن (الرقوقي) في: الدرر الكامنة 1/ 96 رقم 258.

(3)

لم يذكر (الخياط) غير البرزالي.

(4)

الجامكية: المرتّب.

ص: 166

[وفاة جلال الدين الأنصاري]

367 -

وفي يوم السبت عاشر صفر توفي الشيخ جلال الدين، عبد الله بن هشام

(1)

بن شهاب الأنصاريّ، من رواة الحديث بالديار المصرية.

روى عن سبط السلفيّ. حدّث بحضور/50 ب/شيخنا ابن الظاهريّ، وكان يتردّد إليه.

[وفاة جمال الدين المعروف بابن أبي الحوافر]

368 -

وفي يوم الجمعة غرّة صفر

(2)

توفي الشيخ جمال الدين، أبو عمرو، عثمان بن فتح الله

(3)

بن أحمد بن عثمان بن هبة الله بن أحمد بن عقيل القيسي، الشافعي، المعروف بابن أبي الحوافر، الطبيب بالقاهرة.

ومولده في تاسع عشر شعبان سنة تسع وعشرين وستماية.

وكان له إجازة من ابن اللتّي، وابن المقيّر، وإبراهيم الخشوعيّ، وغيرهم.

‌ربيع الأول

[وفاة الشرف ابن الصوفي]

369 -

وفي يوم الأحد ثاني شهر ربيع الأول مات الشرف بن الصوفي

(4)

الفقير، المقيم بمسجد ابن عبد الكافي بالمطرّزيّين، ودفن بمقابر باب الصغير.

وكان عنده وله، ويوصف بالصلاح.

[وفاة شمس الدين ابن أبي الفرج العسقلاني]

370 -

وفي ليلة الإثنين ثالث شهر ربيع الأول مات شمس الدين، محمد بن المعلّم يوسف بن أبي الفرج العسقلاني

(5)

، المقرئ، الخيّاط والده، ودفن من الغد بعد الظهر بمقابر باب توما خلف قبّة الشيخ رسلان إلى جانب النهر.

وكان شابا مشتغلا، فاضلا في القراءات، حسن الخلق، مشكور السيرة. سمع معنا من الشيخ فخر الدين ابن البخاريّ، وغيره.

ومولده في شعبان سنة ثلاث وسبعين وستماية.

(1)

لم يذكر (ابن هشام) غير البرزالي.

(2)

تقدّم في الترجمة رقم 356 أنّ يوم السبت 3 صفر.

(3)

لم يذكر (ابن فتح الله) غير البرزالي.

(4)

لم يذكر (ابن الصوفي) غير البرزالي.

(5)

لم يذكر (العسقلاني) غير البرزالي.

ص: 167

[وفاة شهاب الدين أحمد الرقّي]

371 -

وتوفي الشيخ الصالح شهاب الدين

(1)

، أحمد الرقّي

(2)

، إمام مسجد درب محرز في يوم الإثنين عاشر ربيع الأول، ودفن بباب الصغير.

وكان قد قرأ عليه القرآن في ذلك المسجد جماعة، وعلّم الخط، وانتفع به، وكان صالحا.

[وفاة والدة زين الدين بن حبيب]

372 -

وتوفيت والدة زين الدين

(3)

، عمر بن الحسن بن عمر بن حبيب ليلة الإثنين عاشر ربيع الأول، ودفنت من الغد بمقابر الباب الشرقيّ.

[وفاة الأمير أيبك النجيبي]

373 -

وتوفي الأمير الكبير عزّ الدين، أيبك النجيبي

(4)

، الدوادار، أحد أمراء دمشق، ووالي البرّ، في يوم الثلاثاء سادس عشر ربيع الأول، ودفن من يومه بسفح قاسيون.

وكان محمودا في ولايته، ولم تطل مدّته.

[وفاة ناصر الدين الناصري]

374 -

وتوفي الشيخ الصالح، ناصر الدين، عمر بن ألطنبا الناصريّ، واسم والده أحمد بن مرداس

(5)

الحلبيّ، المقيم بمقصورة الحلبيّين بالجامع في يوم الجمعة بعد الصلاة، رابع عشر ربيع الأول، وصلّي عليه/51 أ/العصر، ودفن بسفح قاسيون مساء النهار بتربة نجم الدين ابن الأسعد، وشهده جماعة من أعيان الناس.

وكان له حرمة ومكانة عند الرؤساء والأمراء، وللفقراء به راحة ونفع.

روى الحديث بدمشق ومصر. سمعنا منه «جزء ابن الفرات» .

[وفاة بدر الدين بن عساكر]

375 -

وتوفي بدر الدين، يوسف بن عماد الدين عبد الرحمن بن مجد الدين محمد بن إسماعيل بن عثمان بن عساكر

(6)

يوم الأحد سادس عشر ربيع الأول، ودفن من يومه بسفح قاسيون.

(1)

كتب على الحاشية بحذائها: «بدر الدين» .

(2)

لم يذكر (الرقي) غير البرزالي.

(3)

لم يذكرها غير البرزالي.

(4)

انظر عن (النجيبي) في: الدرر الكامنة 1/ 423 رقم 1111.

(5)

انظر عن (ابن مرداس) في: الدرر الكامنة 3/ 153،154 رقم 363.

(6)

انظر عن (ابن عساكر) في: الدرر الكامنة 4/ 457 رقم 1260.

ص: 168

وكان أحد العدول تحت الساعات، ويخدم بديوان الخاص السلطاني.

[وفاة شيخ الشيوخ فخر الدين الجويني]

376 -

وتوفّي الشيخ الأصيل، شيخ الشيوخ، فخر الدين، يوسف بن شيخ الشيوخ شرف الدين أبي بكر عبد الله بن

(1)

شيخ الشيوخ تاج الدين أبي محمد عبد الله بن

(2)

شيخ الشيوخ عماد الدين أبي حفص عمر بن علي بن محمد بن حمّويه الجوينيّ، في يوم الإثنين سابع عشر ربيع الأول، بالخانقاه السميساطيّة بدمشق، ودفن من الغد بسفح قاسيون، وعمل عزاؤه يوم الأربعاء بالخانقاه.

وكان من أبناء الخمسين، واختار الصوفية قاضي القضاة (بدر الدين)

(3)

من جماعة للمشيخة، فأجابهم إلى ذلك، فبسطت سجّادته مكان المشيخة فجلس عليها يوم العزيّة، وهنّئ بذلك، وجلسوا حوله، وفرحوا به

(4)

.

[وفاة ابن الطبيل حفّار القبور]

377 -

وتوفي الشيخ أبو عبد الله، محمد بن أبي بكر بن عبد السلام بن إبراهيم بن إسماعيل بن محمد بن الطبيل

(5)

، حفّار القبور، بالجبل، يوم الأربعاء تاسع عشر ربيع الأول، وصلّي عليه العصر بجامع الصالحية، ودفن بالجبل عند أهله.

وكان شيخا كبيرا، معمّرا، سمع من ابن الزبيدي «صحيح البخاري» و «مسند الشافعيّ» وحدّث، وكان ملازما للصلوات في الجماعة.

وكان يقول إنه جاوز الماية، وبعضهم يقول: إنه جاوز الثمانين.

[ضرب عنق ابن البققي الحموي]

378 -

وفي يوم الإثنين الرابع والعشرين من ربيع الأول أحضر فتح الدين أحمد بن البققي

(6)

، الحمويّ من السجن بالقاهرة إلى بين القصرين، وأوقف قبالة شبّاك دار الحديث الكاملية بين يدي القضاة والفقهاء والشيوخ، فلفظ/51 ب/

(1)

الصواب: «ابن» .

(2)

الصواب: «ابن» .

(3)

ما بين القوسين عن هامش الأصل.

(4)

البداية والنهاية 14/ 17،18، نهاية الأرب،32/ 15،16.

(5)

انظر عن (ابن الطبيل) في: الدرر الكامنة 3/ 404 رقم 1072.

(6)

انظر عن (البققي) في: زبدة الفكرة 362، والدر الفاخر 76،77، وذيل العبر 15، وذيل تاريخ الإسلام 20،21، والمشتبه 1/ 88، والوافي بالوفيات 8/ 158 رقم 3583، والبداية والنهاية 14/ 18، وفيه:«الثقفي» ، والسلوك ج 1 ق 3/ 923 و 925، وتذكرة النبيه 1/ 241، والدرر الكامنة 1/ 329 رقم 748، وعقد الجمان (4) 177 - 183، والمنهل الصافي 1/ 43، وشذرات الذهب 6/ 2، ونهاية الأرب 32،12،13، والنهج السديد 3/ 581 - 583.

ص: 169

بالشهادتين، واستغاث بالشيخ تقيّ الدين قاضي الشافعية، فقال له: أمرك إلى القاضي زين الدين المالكي.

وكانت البيّنة قامت عليه قبل ذلك بما يوجب قتله، من التنقّص بالقرآن العزيز والرسول صلى الله عليه وسلم، وتحليل المحرّمات، والاستهانة بالعلماء، وغير ذلك. وقد رسم أن يعامل بما تقتضيه الشريعة. فأمر القاضي المالكي لوالي القاهرة الأمير ناصر الدين أن يضرب عنقه، فأمر الوالي بعض أعوانه فضربه بالسيف، ثم تمّم حزّ الرقبة بالسّكّين، وحمل الرأس على رمح، والجثّة على دابّة، وركب الوالي وأصحابه حوله، والمنادي ينادي:«هذا جزاء من طعن في الله ورسوله» ، إلى أن خرجوا من باب زويلة، فعلّق هناك، وأراح الله تعالى من شرّه.

وذكر عنه أنه كان يباطن جماعة من الترك والأشرار يدخل معهم في كل ما يريدون، ويحلّل لبعضهم اللواط، ولبعضهم الخمر.

وذكر أنه قال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشياء يتنقّصه بها، وأنه ذكر له رجل فاضل فقال: يصلّي الصلوات الخمس ويغتسل من الجنابة؟ قيل: نعم. فقال: ما يساوي شيئا، وأنه كان يتكلّم في القرآن ومتشابهه، ويضرب بعضه ببعض.

ومع هذا، فكان فاضلا، ذكيّا، فطنا، حسن الهيئة، مليح البزّة، وقلّ أن حضر فاضل إلاّ واستظهر عليه في البحث. ولما استغاث بالشيخ تقيّ الدين يوم قتله قال:

«أنا تردّدت إليك أربعة أشهر لازمتك فيها، هل رأيت فيّ شيئا ممّا ذكر هؤلاء» ؟

فقال: ما رأيت منك إلاّ الفضيلة.

[وفاة موسى بن البابا الإربلي]

379 -

وفي يوم السبت ثامن ربيع الأول توفي الشيخ أبو الفضل، موسى بن البابا قاسم بن عيسى بن محمد الإربلي

(1)

، ثم الكركي، العمريّ بالقاهرة.

روى لنا عن ابن اللتّي. قرأت عليه من أول «جزء أبي الجهم» إلى قوله:

أحاديث نافع، عن ابن عمر.

وكان بابا عند أولاد الأمير حسام الدين طرنطاي.

/52 أ/ومولده بقلعة الكرك في ليلة عاشوراء سنة ثمان وعشرين وستماية.

[وقوع البرد بحماه]

وفي وسط شهر ربيع الأول ورد كتاب من حماه يخبر فيه أنه وقع في هذه الأيام ببارين من عمل حماه برد على صور حيوانات مختلفة، منها سباع، وحيّات،

(1)

لم يذكر (الأربلي) غير البرزالي.

ص: 170

وعقارب، وطيور، ونفر، وبلشون، ورجال في أوساطهم عوائص، وأنّ ذلك ثبت بمحضر عند قاضي الناحية، ثم نقل ثبوته إلى قاضي حماه

(1)

.

[ربيع الآخر]

[شنق الحوراني قيّم دار الحديث]

380 -

ومسك علي الحوراني

(2)

، قيّم دار الحديث الظاهرية وضرب بدار الولاية، فاعترف بقتل الشيخ ركن الدين السمرقندي الحنفي، فشنق على باب الظاهرية بكرة الثلاثاء عاشر شهر ربيع الآخر

(3)

.

[وفاة خديجة بنت رضيّ الدين المقدسي]

381 -

وتوفيت الشيخة الصالحة أمّ محمد خديجة

(4)

بنت الشيخ رضيّ الدين عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبّار المقدسيّ، في ليلة الثلاثاء عاشر شهر ربيع الآخر، ودفنت يوم الثلاثاء بالجبل.

روت عن والدها، والقزوينيّ، والبهاء عبد الرحمن، والشمس البخاريّ، وابن الزبيديّ، وجماعة.

وجاوزت الثمانين.

وكانت صالحة خيّرة، كثيرة التلاوة، مباركة، تقرأ في المصحف، لا يزال المصحف بين يديها تارة تتلوا

(5)

، وتارة تنظر. ولها إجازة من الفتح بن عبد السلام، وابن حورندار، والحسن بن الجواليقي، وعبد السلام بن سكينة، وأبي منصور بن عفيجة، وغيرهم.

[وفاة شمس الدين الحريري]

382 -

وتوفي شمس الدين، محمد بن محمد بن أبي الفضل بن عثمان بن

(1)

خبر البرد في: تاريخ سلاطين المماليك 15، ونهاية الأرب 32/ 13، ودول الإسلام 2/ 166، والبداية والنهاية 14/ 18، ونثر الجمان 2/ورقة 60 أ، وتذكرة النبيه 1/ 239، والسلوك ج 1 ق 3/ 923، ومنتخب الزمان لابن الحريري 2/ 378 وفيه «ماردين» بدل «بارين» ، وذكر الخبر في حوادث سنة 700 هـ. وتاريخ ابن سباط-بتحقيقنا-2/ 576، وتاريخ الأزمنة للدويهي 283 وفيه:«ماردين» وهو غلط.

(2)

في البداية والنهاية: «الحويرالي» وهو غلط.

(3)

خبر الشنق في: البداية والنهاية 14/ 18.

(4)

انظر عن (خديجة) في: ذيل تاريخ الإسلام 5/رقم 1، وذيل العبر 16، والإعلام بوفيات الأعلام 293.

(5)

الصواب: «تتلو» .

ص: 171

الحكيم

(1)

الحريريّ، من أهل الصالحية، في يوم الأحد ثامن ربيع الآخر، بالجبل.

[التدريس بالناصرية]

وذكر الدرس قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة بالمدرسة الناصرية يوم الأحد خامس عشر ربيع الآخر، عوضا عن الشيخ كمال الدين ابن الشريشي بحكم تجديد أسباب المحضر المتضمّن أنّ التدريس لقاضي القضاة بدمشق، والحكم له به. وحضر الدرس جماعة كبيرة

(2)

.

[وفاة عبد الرزاق بن عثمان المؤذّن]

383 -

وتوفي عبد الرزاق

(3)

بن عثمان المؤذّن النابلسيّ، قيّم المدرسة الأمينية، ليلة الإثنين سادس عشر ربيع الآخر، /52 ب/ودفن ظهر الإثنين بمقبرة باب كيسان عند أهله.

وكان أحد المؤذّنين بجامع دمشق.

[وفاة الخطيب علاء الدين الشافعي]

384 -

وتوفي الشيخ الخطيب، المقرئ، علاء الدين، علي بن الحسن بن عبد الله الشافعيّ، المعروف بابن الجابي

(4)

، خطيب جامع خارج باب الصغير، في يوم الثلاثاء سابع عشر ربيع الآخر، ودفن من يومه بمقابر باب الصغير.

وكان خطيبا، حسن الصوت، يحفظ كتبا كثيرة مطوّلات ومستحسنات، ويوردها أحسن إيراد، وكان يقصد لسماع خطبته، وكان قرأ القراءآت بالسبع، وحصّل كتبا كثيرة وفوائد.

[خطابة الشرف الفزاري]

وولّي مكانه الشيخ شرف الدين الفزاريّ، وخطب يوم الجمعة العشرين من الشهر.

[نقابة الأشراف]

وولّي نقابة الأشراف بدمشق في شهر ربيع الآخر الشريف زين الدين بن عدنان الحسينيّ.

[وفاة العماد ابن البستاني]

385 -

وفي ربيع الآخر مات بالصالحية العماد، أبو بكر ابن شيخنا أبي

(1)

لم يذكر (ابن الحكيم) غير البرزالي.

(2)

خبر التدريس في: البداية والنهاية 14/ 18.

(3)

لم يذكر (عبد الرزاق) غير البرزالي.

(4)

انظر عن (ابن الجابي) في: الدرر الكامنة 3/ 39 رقم 86.

ص: 172

العباس أحمد بن أبي بكر بن عبد الباقي البستاني

(1)

.

وكان سمع من خطيب مردا، ولم يحدّث.

[وفاة عمر الصحراوي]

386 -

وفي يوم السبت رابع عشر ربيع الآخر توفي الشيخ عمر بن أبي الفتح بن سعد بن علي الصحراوي

(2)

، الدمشقيّ بالقاهرة، ودفن من يومه خارج باب البرقية.

وكان فقيه مكتب بالقرب من الجامع الأزهر.

روى عن ابن الزبيديّ، وابن اللتّيّ. سمع مع أهل الصالحية «صحيح البخاريّ» و «مسند الشافعيّ» و «جزء أبي الجهم» و «مسند عبد بن حميد» .

ومولده تقريبا في سنة سبع عشرة وستماية.

[وفاة علاء الدين ابن تيميّة]

387 -

وفي ليلة الثلاثاء سابع عشر ربيع الآخر توفي الشيخ العدل، علاء الدين، علي بن الشيخ سيف الدين عبد الغني

(3)

بن الشيخ فخر الدين محمد بن أبي القاسم بن محمد بن علي بن الخضر بن تيميّة الحرّاني، بالقاهرة، ودفن من يومه بالقرافة الصغرى.

ومولده يوم الثلاثاء تاسع عشر ذي الحجة سنة تسع عشرة وستماية بحرّان.

روى عن عبد اللطيف بن يوسف البغدادي، وابن روزبة، وابن اللتّيّ، وسمع من غيرهم.

‌جمادى الأولى

[وفاة عزّ الدين المقدسي]

388 -

في يوم الخميس عاشر جمادى الأولى/53 أ/توفّي عزّ الدين، محمد بن الشيخ شمس الدين عبيد الله

(4)

بن محمد بن أحمد بن عبيد الله المقدسيّ، بسفح قاسيون.

وكان شابا.

[وفاة أبي ناصر الجمّاعيلي]

389 -

وفي ليلة الجمعة حادي عشر جمادى الأولى توفي الشيخ أبو ناصر،

(1)

لم يذكره غير البرزالي.

(2)

لم يذكره غير البرزالي.

(3)

انظر عن (ابن عبد الغني) في: الدرر الكامنة 3/ 63 رقم 147.

(4)

لم يذكره غير البرزالي.

ص: 173

أحمد بن عبد الغني بن حازم

(1)

بن عيسى بن إبراهيم بن عيسى الجمّاعيلي، المقدسيّ، ودفن يوم الجمعة بالجبل.

روى لنا عن خطيب مردا، وسمع أيضا من اليلداني، وعبد الله، وعبد الرحمن ابني طعّان، وغيرهم.

وهو أخو حازم وعيسى.

ومولده بقرية جمّاعيل في سنة خمس وأربعين وستماية تقريبا.

وكان رجلا جيّدا.

[خسوف القمر]

وخسف القمر جميعه في ليلة الإثنين رابع عشر جمادى الأولى.

[نظارة الديوان الكبير بدمشق]

وباشر نظر الديوان الكبير بدمشق في يوم الإثنين رابع عشر جمادى الأولى شرف الدين ابن مزهر مع تاج الدين ابن الشيرازيّ.

[وفاة خديجة بنت زين الدين الزرّاد]

390 -

وتوفّيت خديجة

(2)

بنت زين الدين أحمد بن أبي الهيجاء الزّرّاد، المعروف أبوها بالحريريّ، يوم الأربعاء بكرة النهار الثالث والعشرين من جمادى الأولى، ودفنت من يومها بتربة الشيخ موفّق الدين.

روت عن خطيب مردا.

[عودة القاضي ابن القلانسي إلى دمشق]

وفي يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من جمادى الأولى وصل القاضي علاء الدين علي بن الصدر شرف الدين ابن القلانسيّ إلى دمشق بعد غيبة سنتين وأيام ببلاد التتار والحبس والتغرّب عن الوطن، وإقامته بإربل مدّة وبأرّجان، وتبريز. ثم منّ الله عليه بعد مفارقة رفيقه شرف الدين ابن الأثير أنه اختبأ بتبريز مدّة شهرين، وحرص في طلبه، ونودي عليه، ولم يقدّر الله الظفر به. فلما سكن الطلب توجّه وتوصّل وتنكّر إلى أن وصل إلى بلاد المسلمين في مدّة شهرين. وكان قد فقده أبواه وأخواه وأهله، فقدم عليهم بغتة، فكان يوما لم يروا مثله، وفرح الناس بخلاصه ووصوله، وخرجوا لتلقّيه، وقصدوا رؤيته

(3)

.

(1)

انظر عن (ابن حازم) في: الدرر الكامنة 1/ 174 رقم 450.

(2)

لم يذكرها غير البرزالي.

(3)

خبر عودة القاضي في: البداية والنهاية 14/ 18.

ص: 174

[وفاة يحيى المارديني]

391 -

ومات يوم الثلاثاء المذكور يحيى بن إدريس الماردينيّ

(1)

، أخو الفقيه شرف الدين/53 ب/الحنفي، ودفن بباب الصغير.

[وفاة الحاكم بأمر الله أبي العباس]

392 -

وفي ليلة الجمعة ثامن عشر جمادى الأولى توفي الإمام الحاكم بأمر الله

(2)

، أبو العباس أحمد أمير المؤمنين، ونسبه يتّصل بالمسترشد، وصلّي عليه عصر النهار بسوق الخيل، ودفن بجوار السيدة نفيسة.

وكان بويع بالخلافة في أول سنة إحدى وستين وستماية، وعهد بالخلافة إلى ولده أبي الربيع سليمان، ولقّب بالمستكفي بالله، وقرئ تقليده يوم الأحد العشرين من الشهر المذكور.

[وفاة كمال الدين الشهرزوري]

393 -

وفي يوم الأربعاء سادس عشر جمادى الأولى توفي الشيخ الصالح كمال الدين، أبو العباس، أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن علي بن يحيى بن محمد الشهرزوريّ

(3)

، أحد الفقراء بمسجد الحلبيّين بالقاهرة، وصلّي عليه العصر، ودفن من يومه خارج باب النصر بمقبرة الشيخ جمال الدين ابن الظاهري.

روى لنا عن: ابن اللتّي، وخدم الشيخ ابن الصلاح، واشتغل بالعلم، وعنده كرم وسماحة. وكان ينسخ خطّا حسنا. كتب عدّة مجلّدات للشيخ شرف الدين ابن اليونيني، ونسخ عدّة مصاحف.

ومولده في مستهلّ ذي الحجّة سنة تسع عشرة وستماية بقلعة باطبياثا من عمل إربل.

قرأت عليه «موافقات مسند عبد بن حميد» .

(1)

لم يذكر (المارديني) غير البرزالي.

(2)

انظر عن (الحاكم بأمر الله) في: زبدة الفكرة 362، والتحفة الملوكية 162، ومختار الأخبار 118، والدرّ الفاخر 78، ونزهة المالك والمملوك 183، والعبر 5/ 263، ودول الإسلام 2/ 167، والروض الزاهر 141،142، وتاريخ سلاطين المماليك 105،106، والوافي بالوفيات 6/ 317 رقم 2819، والبداية والنهاية 13/ 233،234، والجوهر الثمين 1/ 229، والسلوك ج 1 ق 3/ 919، والدرر الكامنة 1/ 119،120 رقم 332، والنجوم الزاهرة 7/ 118، 119، وتاريخ الخلفاء 511، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 320، والنهج السديد 3/ 584،585.

(3)

انظر عن (الشهرزوري) في: الدرر الكامنة 1/ 166 قم 416.

ص: 175

[وفاة الصدر مجد الدين بن القباقبي]

394 -

وفي ليلة السبت تاسع عشر جمادى الأولى توفّي الصدر الكبير، مجد الدين، يوسف بن الصدر شمس الدين محمد بن علي بن القباقبيّ

(1)

بالقاهرة.

وكان مليح الهيئة، عنده رياسة ومكارم، وأقام ناظرا بالفتوحات مدّة. وسمع من ابن عبد الدائم، وما حدّث. وعمل عزاؤه بدمشق يوم الخميس مستهلّ جمادى الآخرة برباط الشيخ أبي البيان، بالقرب من داره

(2)

.

‌جمادى الآخرة

[الخطبة للمستكفي بالله]

وخطب يوم الجمعة ثاني جمادي الآخرة بالقاهرة ومصر للإمام المستكفي بالله أمير المؤمنين

(3)

.

[وفاة تقيّ الدين بن وثّاب الصوري]

395 -

وفي يوم الخميس مستهلّ جمادى الآخرة توفي الشيخ الصالح، المسند، بقيّة السلف، تقيّ الدين، أبو العباس، أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المؤمن بن أبي الفتح بن وثّاب الصوريّ

(4)

، وصلّي عليه عقيب الجمعة/54 أ/بالجامع المظفّريّ، ودفن بالقرب من تربة الشيخ موفّق الدين.

ومولده سنة سبع عشرة وستماية تقريبا.

وكان رجلا صالحا، مسندا.

تفرّد في أواخر عمره بالرواية عن الشيخ موفّق الدين، وابن أبي لقمة، وسمع أيضا من الحسين بن صصرى، وأبي المجد القزويني، والبهاء عبد الرحمن المقدسيّ،

(1)

انظر عن (ابن القباقبي) في: الدرر الكامنة 4/ 471، رقم 1295.

(2)

وقال ابن حجر: له في علم الدين الدوادار: يا من كفاني وحرب الدهر قائمة بنصرة سمتها من فضلة الخدم حللت من بابك العالي بذي سلم ليهنني أنّني من جيرة العلم

(3)

خبر الخطبة في: زبدة الفكرة 363، والبداية والنهاية 14/ 18.

(4)

انظر عن (ابن وثّاب الصوري) في: المعين في طبقات المحدّثين 225 رقم 1321، وذيل تاريخ الإسلام 16،17 رقم 4، والإعلام بوفيات الأعلام 294، وذيل العبر 17، ودول الإسلام 2/ 207، ومعجم شيوخ الذهبي 46،47 رقم 46، وأعيان العصر 1/ 256،257 رقم 121، والوافي بالوفيات 7/ 46، والمنهج الأحمد 410، وذيل التقييد 1/ 330،331 رقم 658، والدرر الكامنة 1/ 168 رقم 426، والدرّ المنضد 2/ 449 رقم 1188، وشذرات الذهب 6/ 3، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 1/ 310 - 312 رقم 150.

ص: 176

وابن الزبيدي، وابن اللتّي، وجعفر الهمداني، والفخر الإربلي، وابن المقيّر، وكريمة، والكاشغريّ، وروى لنا عنهم.

وكان قرأ شيئا من الفقه، وترتّب في المدرسة الضيائية مدّة.

قرأت عليه جملة من مرويّاته، وأسمعت ابني محمدا عليه أكثر من سبعين جزءا.

[وصول خبر موت الحاكم بأمر الله]

وفي يوم الخميس مستهلّ جمادى الآخرة وصل الخبر إلى دمشق بموت الإمام الحاكم بأمر الله أبي العباس أحمد أمير المؤمنين وخليفة المسلمين، رضي الله عنه وعن سلفه الطيّبين.

وفي يوم الثلاثاء سادس جمادى الآخرة وصل البريد من القاهرة إلى دمشق وأخبر بموت الخليفة المذكور، وأنّه دفن بمشهد السيّدة نفيسه رضي الله عنها.

وكانت جنازته عظيمة، حضرها جميع الدولة كبيرهم وصغيرهم وعامّة الناس والجميع مشاة، لم يركب منهم أحد

(1)

.

[التقليد بقضاء ونظر الشام]

وأحضر معه تقليد القاضي القضاة

(2)

شمس الدين ابن الحريري الحنفي بقضاء دمشق. وتقليد الشرف الدين

(3)

ابن مزهر نظر الشام، عوضا عن تاج الدين ابن الشيرازي، فأمضيا وباشرا يوم الخميس ثامن جمادى الآخرة، بإذن نائب السلطنة وتقريره، وحضر الناس للتهنئة كما جرت العادة.

إلاّ أنّ الخاتونية استمرّ بها نائب السلطنة للقاضي جلال الدين ابن حسام الدين، ولم يمضها لقاضي القضاة شمس الدين

(4)

.

[الخطبة للإمام المستكفي]

وفي يوم الجمعة تاسع جمادى الآخرة خطب بدمشق للإمام المستكفي، وترحّم على والده، وصلّي عليه عقيب الجمعة، ونودي للصلاة على خليفة المسلمين الإمام الحاكم، وذلك حسب المرسوم الوارد إلى نائب السلطنة باعتماد ذلك في جميع البلاد الشاميّة

(5)

.

(1)

خبر وصول خبر الموت في: البداية والنهاية 14/ 18.

(2)

هكذا في الأصل.

(3)

هكذا في الأصل.

(4)

خبر التقليد في: البداية والنهاية 14/ 18.

(5)

خبر الخطبة في: البداية والنهاية 14/ 18.

ص: 177

[التدريس بالناصرية]

وأعطيت المدرسة الناصرية إلى القاضي كمال الدين ابن/54 ب/الشريشي، ودرّس بها يوم الأربعاء رابع عشر جمادى الآخرة عوضا عن قاضي القضاة بدر الدين الشافعيّ

(1)

.

[رجب]

[وفاة زين الدين الكركي]

396 -

وتوفي الشيخ زين الدين، عبد الدائم بن عبد الله الكركي

(2)

، إمام مسجد دار الطعم، خارج باب توما في يوم الجمعة مستهلّ رجب.

وكان شيخا صالحا، له أصحاب من الأمراء والأجناد وغيرهم.

[وفاة نور الدين ابن المغيزل الحموي]

397 -

وفي يوم الجمعة منتصف رجب وصل الخبر بوفاة الصدر، العالم، نور الدين، علي بن عبد الرحيم بن شيخنا تاج الدين أحمد بن محمد بن أحمد بن نصر الله الحموي ابن المغيزل

(3)

بطرابلس.

وكان هناك كاتب درج بين يدي الأمير سيف الدين أسندمر المنصوريّ. وقد كان مقدّم ديوان الإنشاء بحماه، وله اختصاص كثير بالملك المظفّر، ولديه فضيلة وأهليّة تامّة.

سمع «جزء ابن عرفة» من جدّه لأمّه شيخ الشيوخ شرف الدين الأنصاريّ، ولم يحدّث.

[وفاة ضياء الدين الربعي]

398 -

وفي ليلة الأحد سابع عشر رجب وصل الخبر إلى دمشق بوفاة الشيخ العالم، الفاضل، العدل، الكبير، الرئيس، ضياء الدين، عبد الرحمن بن

(4)

القاضي الخطيب، جمال الدين عبد الكافي بن عبد الملك بن عبد الكافي بن علي الربعي

(5)

، الشافعيّ، بالقاهرة.

(1)

خبر التدريس في: البداية والنهاية 14/ 18.

(2)

لم يذكره غير البرزالي.

(3)

انظر عن (ابن المغيزل) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 123 رقم 188، وذيل مرآة الزمان 3/ ورقة 477، وأعيان العصر 3/ 412، رقم 1173، والوافي بالوفيات 21/ 232، والدرر الكامنة 3/ 58 رقم 134، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري-تأليفنا-ج 2/ 75 رقم 4، ومقدّمة كتاب: ذيل مفرّج الكروب، بتحقيقنا.

(4)

الصواب: «ابن» .

(5)

انظر عن (الربعي) في: الدرر الكامنة 2/ 332 رقم 2308.

ص: 178

وكان من أكبر العدول بالشام، وعارفا بصناعة الشروط، حسن الكتابة، مليح العبارة، مشكور السيرة، حسن السمت، بهيّ المنظر، وله اشتغال بالعلم، وذهن جيّد. وكان مدرّسا بالقليجية، ومعيدا بتربة أمّ الصالح، وشاهدا بالخزانة السلطانية.

وروى عن ابن اللتّي حضورا، والسخاوي سماعا.

وكانت وفاته ليلة الأحد عاشر رجب، ودفن من الغد بالقرافة بالقرب من تربة الإمام الشافعيّ، رضي الله عنه.

ومولده في عاشر صفر سنة ثلاثين وستماية بدمشق.

[وفاة شهاب الدين الزولي]

399 -

وفي يوم الأحد سابع عشر رجب مات شهاب الدين الزولي

(1)

الفرّاء، التاجر، ودفن بالصوفية آخر النهار.

[وفاة عائشة بنت الصائغ]

400 -

وفي ليلة الإثنين ثامن عشر رجب ماتت عائشة

(2)

بنت قاضي القضاة، عزّ الدين ابن الصائغ، ودفنت بالجبل.

[وفاة جمال الدين خازن الباذرائية]

401 -

وفي يوم الإثنين المذكور توفي جمال الدين، /55 أ/محمد بن علي بن صالح المصريّ

(3)

، خازن الباذرائيّة، ودفن من يومه بباب الصغير.

وكان قرأ القراءات بالعراق على الرشيد بن الداعي، وكتاب «المبهج» ، وعلى الكمال الضرير بمصر، ثم ترك ونسي. وكان ملازما للنسخ وإقراء الصبيان.

[وفاة تقيّ الدين المقدسي]

402 -

وفي يوم الأربعاء العشرين من رجب توفي الفقيه الصالح، تقيّ الدين، عبد الله بن العدل عزّ الدين عمر بن أحمد بن عمر المقدسي

(4)

، الحنبليّ، بقرية زملكا، ودفن آخر النهار المذكور بمقابر القرية المذكورة.

وكان من أبناء الخمسين، وكان خطيبا بها من مدّة، وعنده فقر وصلاح وديانة، وكان حسن المعاملة، سليم الخاطر، صبورا على المجاهدة، طاهر اللسان، كريم النفس، صحب جماعة من الفقراء، وسافر كثيرا، وجمع حكايات

(1)

لم يذكره غير البرزالي.

(2)

لم يذكرها غير البرزالي.

(3)

انظر عن (المصري) في: الدرر الكامنة 4/ 66 رقم 188.

(4)

انظر عن (المقدسي) في: الدرر الكامنة 1/ 280 رقم 2187.

ص: 179

حسنة للشيخ عبد الله اليونينيّ وأصحابه بالأسانيد على قاعدة المحدّثين.

وروى لنا عن إبراهيم بن خليل، وسمع أيضا من ابن عبد الدائم، والكرماني، وجماعة.

[وفاة الأمير علاء الدين التقوي]

403 -

ومات الأمير علاء الدين

(1)

التقويّ، أحد الأمراء الشاميّين في ليلة الأحد الرابع والعشرين من رجب، ودفن من الغد بالجبل.

[وفاة محمد بن البعلبكي]

404 -

ومات محمد بن العدل ناصر الدين ابن البعلبكيّ

(2)

، بالقاهرة، في رابع عشر رجب.

[وفاة الخطيب فخر الدين الصرخدي]

405 -

وفي ليلة الخميس سابع رجب توفي الخطيب فخر الدين، حسن بن الكمال الصرخديّ

(3)

، خطيب جامع الحسينية بالقاهرة.

وكان من الخطباء الموصوفين، ويخطب بالسلطان.

‌شعبان

[وفاة ناصر الدين بن المنجّا]

406 -

وتوفي ناصر الدين، محمد بن علاء الدين علي بن صدر الدين أسعد بن عثمان بن أسعد بن المنجّا

(4)

، في عشية السبت سابع شعبان، ودفن يوم الأحد بسفح قاسيون.

[وفاة زوجة عماد الدين بن هلال]

407 -

وفي هذا التاريخ توفّيت زوجة الشيخ عماد الدين ابن

(5)

هلال، أمّ أمين الدين وإخوته.

[وفاة وجيه الدين التنوخي]

408 -

ومات الشيخ العالم، الصدر الكبير، وجيه الدين، أبو المعالي، محمد بن عثمان بن أسعد بن المنجّا بن بركات بن المؤمّل

(6)

التنوخي، الحنبليّ،

(1)

لم يذكره غير البرزالي.

(2)

لم يذكره غير البرزالي.

(3)

لم يذكره غير البرزالي.

(4)

لم يذكره غير البرزالي.

(5)

الصواب «بن» .

(6)

انظر عنه في: الإعلام بوفيات الأعلام 294، وذيل العبر 17، ومعجم شيوخ الذهبي 528 رقم 787، وذيل تاريخ الإسلام 17 رقم 5، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 347، والوافي-

ص: 180

بمدرسته دار القرآن بدمشق، في أول ليلة الإثنين الثالث والعشرين من شعبان، وصلّي عليه ظهر الإثنين بالجامع، ودفن بسفح قاسيون.

ومولده في جمادى الآخرة سنة ثلاثين وستماية بدمشق.

/55 ب/روى الحديث عن ابن اللتّي، ومكرم، وسالم بن صصرى، وجعفر الهمداني.

وكان شهما، مهيبا، ذا سطوة ونعمة واسعة، وكان محبّا للفقراء والمساكين، كثير الإيثار. ولّي نظر الجامع وأحسن فيه السيرة.

[وفاة أمين الدين بن خولان البعلبكي]

409 -

وفي عشيّة الجمعة السابع والعشرين من شعبان توفي الشيخ الفقيه، العالم، الفاضل، العدل، المحدّث، أمين الدين، أبو عبد الله محمد بن الشيخ العدل بهاء الدين عبد الوليّ بن أبي محمد بن خولان

(1)

البعلبكّيّ، الحنبليّ ببعلبكّ، ودفن يوم السبت بمقبرة بباب سطحا.

ومولده في رابع عشر محرّم سنة خمس وأربعين وستماية ببعلبك.

وكان فاضلا، عاقلا، ديّنا، عارفا، بصيرا بدنياه وآخرته، حسن الهيئة، كثير المروءة، وافر الديانة.

وروى عن الشيخ الفقيه محمد اليونيني، وابن عبد الدائم، وسمع من جماعة، وحدّث بالحجاز.

[وفاة الحاج داود السلامي]

410 -

وفي سابع عشر شعبان توفّي الحاج داود

(2)

بن عبد السيّد السلامي بدمشق.

= بالوفيات 4/ 91 رقم 1561، وأعيان العصر 4/ 566،567 رقم 1650، وتذكرة النبيه 1/ 242، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 156، والدرر الكامنة 4/ 157 رقم 3972، والمقفّى الكبير 3/ 197 رقم 2653، وعقد الجمان (4) 202، والمنهج الأحمد 410، والدارس 2/ 118، والمقصد الأرشد، رقم 1010، والدرّ المنضد 2/ 449 رقم 1189، وشذرات الذهب 6/ 3، ومختصر طبقات الحنابلة 90.

(1)

انظر عن (ابن خولان) في: معجم شيوخ الذهبي 526 رقم 784، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 347، والمعجم المختص 242 رقم 301، والمنهج الأحمد 410، والدرر الكامنة 4/ 154، والمقصد الأرشد، رقم 1005، والدر المنضد 2/ 449 رقم 1190، وشذرات الذهب 6/ 3، وهدية العارفين 2/ 139، والأعلام 7/ 136، ومعجم المؤلفين 10/ 267، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 4/ 77،78 رقم 1069.

(2)

لم يذكره غير البرزالي.

ص: 181

وكان من التجّار المشهورين.

[وفاة شرف الدين السنجاري]

411 -

وفي التاسع والعشرين من شعبان توفي الشيخ شرف الدين، أبو محمد، عبد الحميد بن عمر بن عبد الحميد بن أبي بكر السنجاري

(1)

، الشيباني، الحنبلي، بالحسينية، ظاهر القاهرة.

وكان رجلا حسنا، سمع من ابن قميرة، وابن المقيّر، وحدّث.

وكان والده من الصالحين المذكورين.

‌شهر رمضان

[وفاة والدة صالح بن عربشاه]

412 -

وتوفيت والدة شرف الدين

(2)

، صالح بن عربشاه المقرئ، يوم الإثنين ثامن رمضان، ودفنت بباب الفراديس.

وهي نسب بنت محمد بن أسعد بن عبد الرحمن بن حبيش التنوخيّ.

سمعت من والدها عن ابن طبرزد.

[وفاة المعروف بشيحه خادم جوجح]

413 -

وتوفي الشيخ أحمد المعروف بشيحه

(3)

خادم جوجح في يوم الثلاثاء تاسع رمضان، ودفن قبالة الشيخ رسلان.

[مقتل شرف الدين اليونيني]

414 -

وكان الشيخ الإمام (شرف الدين أبو الحسين علي بن

(4)

الشيخ الإمام)

(5)

العلاّمة، الحافظ، تقيّ الدين أبي عبد الله بن محمد بن أبي الحسين أحمد بن عبد الله بن عيسى بن أحمد بن محمد بن محمد اليونيني

(6)

قدم دمشق في

(1)

لم يذكره غير البرزالي.

(2)

لم يذكرها غير البرزالي.

(3)

لم يذكره غير البرزالي.

(4)

الصواب: «ابن» .

(5)

ما بين القوسين عن هامش المخطوط.

(6)

انظر عن (اليونيني) في: ذيل تاريخ الإسلام 18،19 رقم 6، والمعين في طبقات المحدّثين 225 رقم 2323، والإعلام بوفيات الأعلام 294، وذيل العبر 18، ودول الإسلام 2/ 207، ومعجم شيوخ الذهبي 376،377 رقم 543، والمعجم المختص 168،169 رقم 207، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 345، وتذكرة الحفاظ 4/ 1500 رقم 1، وتالي كتاب وفيات الأعيان 66 رقم 102، وذيل مرآة الزمان (مخطوطة استانبول) رقم 2097 ج 3/ورقة 239، ومرآة الجنان 4/ 235، والوافي بالوفيات 21/ 421، وأعيان العصر 3/ 476،477 رقم 1206، وتذكرة النبيه 1/ 242،243، وذيل التقييد 2/ 210،211 رقم 1452، والسلوك-

ص: 182

شعبان، وأقام مدّة، وحصل الأنس به، والسماع عليه، وتوجّه إلى بلده في آخر الشهر، فوصل أول رمضان فأقام أياما.

فلما كان يوم الجمعة خامس رمضان/56 أ/المبارك، الرابعة من النهار دخل إلى خزانة الكتب التي في مسجد الحنابلة ليعزل كتبه من كتب الوقف وعنده خادمه الشجاع، فدخل عليه فقير اسمه موسى، ذكر أنّه مصريّ، وهو غير معروف بالبلد، فضربه بعصا على رأسه ضربات، ثم أخرج سكّينا صغيرة فجرحه في رأسه، فاتّقا

(1)

بيده، فجرحه في يده، ففطن له ومسك بعد ذلك، وحمل إلى متولّي البلد فضرب، فصار يظهر من الاختلال وكلام غير منتظم ولم يعيّن في ذلك شيئا، فحبس بعد الضرب الكثير.

وأمّا الشيخ شرف الدين فإنه حمل إلى داره، وأقبل على أصحابه وتحدّث معهم، وأنشدهم على جاري عوائده، وأتمّ صوم يومه. ووصل خبر ذلك إلى دمشق يوم الأحد سابع الشهر.

ثم وصل الخبر أنه حصلت له حمّى واشتدّ مرضه واحتاج إلى الاحتقان والمداواة.

فلما كان يوم الجمعة ثاني عشر رمضان وصلت بطاقة بوفاته، وأنّ الوفاة كانت يوم الخميس في الساعة الثامنة من النهار، ودفن بباب سطحا في اليوم المذكور، وصلّي عليه عقيب الجمعة بجامع دمشق صلاة الغائب، رحمه الله تعالى، وتأسّف الناس عليه وعرفوا له هذه الكرامة، وهي موته شهيدا في رمضان ليلة الجمعة عقيب رجوعه من دمشق وإفادته الناس وإسماعه الأحاديث النبوية.

وروى لنا عن جماعة منهم: البهاء عبد الرحمن، وابن الزبيدي، وابن اللتّي، والإربلي، وجعفر الهمداني، وابن رواحة، وابن الجمّيزي، وابن رواج، والقاضي أبو نصر بن أبي الصقر، وابن صبّاح، ويوسف السامري.

وكان شيخا جليلا، حسن الوجه، بهيّ المنظر، له سمت حسن، وعليه سكينة،

= ج 1 ق 3/ 924، وطبقات الأولياء 513 رقم 176، والبداية والنهاية 14/ 20، والمنهج الأحمد 410، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 156، والدرر الكامنة 3/ 98 رقم 2853، وعقد الجمان (4) 199، والنجوم الزاهرة 8/ 198، والدليل الشافي 1/ 476 رقم 1652، وطبقات الحفّاظ 520، والمقصد الأرشد، رقم 759، والدر المنضد 2/ 450 رقم 1191، وشذرات الذهب 6/ 3، وديوان الإسلام 4/ 409 رقم 2226، ومختصر في ذيل طبقات الحنابلة 89، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 1/ 63 - 66 رقم 761، ومقدّمة مشيخة شرف الدين اليونيني-بتحقيقنا -طبعة المكتبة العصرية، صيدا-بيروت 1423 هـ. /2002 م. -ص 5 - 44.

(1)

الصواب: «فاتقى» .

ص: 183

ولديه فضل كثير، يحفظ كثيرا من الأحاديث بلفظها، ويفهم معانيها ويعرف كثيرا من اللغة. وكان فصيح العبارة، حسن الكلام، وكان له قبول من الناس، وهو كثير التودّد إليهم، قاض للحقوق، ويعظّم الناس، /56 ب/ويحسن إلى من ورد بلده.

ومولده ببعلبك في حادي عشر رجب سنة إحدى وعشرين وستماية.

دخلت إلى بعلبك أربع مرّات، وقرأت عليه فيها «مسند الإمام الشافعيّ» رضي الله عنه، و «الثقفيات العشرة» ، و «مشيخته» ، تخريج الشيخ شمس الدين بن أبي الفتح، وهي ثلاثة عشر جزءا، و «سنن الشافعيّ» ، رواية الطحاوي، عن المزني، ونحوا من عشرين جزءا.

وكان يقدم دمشق، وفي كل نوبة نسمع منه ونستفيد منه، وقدم علينا في سنة وفاته مرّتين في صفر وفي شعبان، وأسمعت ابني عليه فيهما نحوا من خمسة وعشرين جزءا.

‌شوّال

[خروج الركب الشاميّ]

وخرج ركب الحاجّ الشامي من دمشق يوم الإثنين سادس شوال، والأمير عزّ الدين بن صبرة الحاجب.

[وصول طائفة من العسكر المصري إلى دمشق]

ووصل طائفة من العسكر المصريّ إلى دمشق يوم الخميس تاسع شوال، ومعهم الأمير بدر الدين أمير سلاح، والأمير عزّ الدين أيبك الخزندار، وجماعة من الأمراء، وخرج جماعة من عسكر دمشق يوم الإثنين ثالث عشر شوال، منهم الأمير ركن الدين الجالق، والأمير سيف الدين قطلوبك، والأمير سيف الدين بهادر آص.

[مقتل أحمد بن البراجمي]

415 -

وقتل ليلة الثلاثاء سابع شوال أحمد بن البراجميّ، وحمل على باب بكرة الثلاثاء، وأحضر بدار العدل.

وكان شابّا مليحا، معروفا بدمشق.

[وفاة شهاب الدين عريف النحّاسين]

416 -

وتوفّي شهاب الدين، خالد بن عباس

(1)

عريف النحّاسين، والد الأمير جمال الدين والي دمشق يومئذ في يوم الأربعاء ثاني عشري شوال، ودفن بباب الصغير، وعمل له عزاء تحت النسر بكرة الخميس.

(1)

لم يذكره غير البرزالي.

ص: 184

[وفاة الأمير علاء الدين المسعودي]

417 -

وتوفّي الأمير علاء الدين، علي بن أبي بكر بن قيصر

(1)

المسعوديّ في ليلة الخميس الثالث والعشرين من شوال.

وكان من أصحاب الأمير علم الدين الدواداري، وبينهما مصاهرة.

[الجراد في البلاد الشامية]

وأرسل الله تعالى في هذه السنة على البلاد الشاميّة الجراد، وكثر في بعض الأماكن بحيث أهلك الفواكه والورق والكروم والتين، وكان ببصرى وزرع وحول دمشق. وكان معظم أمره والحكايات عنه وعمّا حصل من النقص بسببه في شوال، وبقيت الأشجار عصيّا مجرّدة. /57 أ/ولم يعهد مثله، ويبست أشجار كثيرة لما تجرّدت، وقوي عليها الحرّ، واستمرّ أيضا في ذي القعدة بغوطة دمشق، وكان يمرّ على البلد مرّات

(2)

.

[وفاة سبط ابن الأخضر البغدادي]

418 -

ووصل الخبر بوفاة الفقيه جلال الدين

(3)

أبي بكر سبط ابن الأخضر البغداديّ في أواخر شوال.

وكانت وفاته ببلد الخليل، عليه السلام، وهو راجع بأهله إلى دمشق.

[وفاة الحسام بن المدرّس]

419 -

وتوفّي الحسام بن المدرّس

(4)

في يوم الأربعاء تاسع عشري شوال.

وكان فقيرا فاضلا، حسن الكلام، أقام مدّة بالمزّة، ثم أقام بمسجد عند بستان ابن النشائي، وخدم شيخنا ابن الظاهري. وسمع معه على الشيوخ ومع أولاده.

[إلزام اليهود بأداء الجزية]

وفي هذا الشهر فطن باليهود الذين يزعمون أنّ معهم كتابا من النبيّ صلى الله عليه وسلم بإسقاط الجزية، فألزموا بأدائها بفتوى الفقهاء، وأمر نائب السلطنة فأظهروا الكتاب الذي بأيديهم، فعلم الفقهاء وأئمة الدين بطلانه، واستخرجوا منه أماكن كثيرة دالّة على

(1)

لم يذكره غير البرزالي.

(2)

لم يذكره غير البرزالي.

(3)

خبر الجواد في: ذيل العبر 16، وذيل تاريخ الإسلام 19، ودول الإسلام 2/ 207، ومرآة الجنان 4/ 235، والبداية والنهاية 14/ 18،19، وتذكرة النبيه 1/ 239، والسلوك ج 1 ق 3/ 923، وعقد الجمان (4) 193، وتاريخ ابن سباط 2/ 576.

(4)

لم يذكره غير البرزالي.

ص: 185

كذبهم وافترائهم، فأظهروا كتابا آخر وآخر، والجميع من وادي

(1)

واحد، والألفاظ ركيكة، فزجروا وتمنّوا الخلاص وأداء الجزية، وخافوا من مطالبتهم بالماضي، وسكنت القضيّة.

‌ذو القعدة

[وفاة جمال الدين المقدسي]

420 -

وفي ليلة الخميس من مستهلّ ذي القعدة مات جمال الدين، محمد بن زين الدين أيوب

(2)

بن نعمة بن محمد بن نعمة بن أحمد المقدسيّ، المقرئ، الملقّن، ولد الكحّال بدويرة حمد جوار باب البريد، وصلّي عليه ظهر الخميس بالجامع، ودفن بباب الصغير بحضرة قبر الحافظ زين الدين خالد النابلسي.

وكان شابا صالحا، قرأ القراءآت، وأقرأ الصبيان مدّة، وكان حسن التعليم، مواظبا، حريصا على من عنده يرغّبهم ويتألّفهم.

وممّن قرأ عليه ابني محمد، قرأ عليه نصف الختمة.

[شكوى جماعة على ابن تيميّة]

وفي أول ذي القعدة قام جماعة على الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّة وطلبوا من نائب السلطنة منعه ممّا يتعاطاه من إقامة الحدود والتعزير. /57 ب/وشكوا منه، وحصل كلام من الجهتين. وكان تقدّم منه ضرب جماعة من الصبيان وحلق رؤوسهم

(3)

، ثم سكنت القضية

(4)

.

[تولية قضاء حلب]

وسافر القاضي زين الدين ابن قاضي الخليل من دمشق إلى حلب متولّيا قضاها في ليلة الإثنين ذي القعدة بعد أن وصل تقليده من مصر مؤرّخا بالثالث والعشرين من شوال، وخلع عليه بدمشق خلعة بطرحة ولبسها، وركب في البلد بها.

[خسوف القمر]

وخسف القمر أول الليل ليلة رابع عشر ذي القعدة، وصلّينا بين المغرب والعشاء، وخطب الشيخ برهان الدين الإسكندري، وضربت البشائر بقلعة دمشق عشيّة الجمعة سادس عشر ذي القعدة، وبقيت أياما بسبب أماكن فتحها المسلمون من بلاد سيس.

(1)

هكذا في الأصل.

(2)

لم يذكره غير البرزالي.

(3)

الصواب: «رؤوسهم» .

(4)

خبر الشكوى في: البداية والنهاية 14/ 19.

ص: 186

[وفاة الصدر ابن الأثير]

421 -

وتوفي الصدر العالم، الفاضل، الكبير، الأصيل، شمس الدين، سعيد بن محمد بن سعيد بن الأثير

(1)

في ليلة السبت سابع عشر ذي القعدة، ودفن بتربة اشتريت له بسفح قاسيون، وذلك بعد أن صلّي عليه ظهر السبت بالجامع المظفّري، وعمل عزاؤه بالشبلية.

وكان رجلا جيّدا، عاقلا، من بيت مشهور بالكتابة والتقدّم في الدول قائما بوظيفته ملازما له، لا يدخل نفسه فيما لا يعنيه، ولديه فضل واشتغال. ولّي كتابة الدرج بدمشق مدّة، وصار في بعضها صاحب الديوان، وكان عارفا بالوظيفة.

[وفاة مجد الدين الإسفرائيني]

422 -

وتوفي الشيخ الفقيه، المسند الأصيل، مجد الدين، عبد الرحمن بن الشيخ المحدّث مجد الدين محمد بن محمد بن عمر بن الصفّار

(2)

الإسفرائينيّ، يوم السبت سابع عشر ذي القعدة بعد الظهر بالبيمارستان النوري، وصلّي عليه العصر بالجامع، ودفن بمقابر الصوفية عند والده.

ومولده سنة خمس وثلاثين وستماية.

وسمع على كريمة، وابن الصلاح، والقرطبي، وإسماعيل بن ظفر، وعتيق السلماني، وشيخ الشيوخ بن

(3)

حمّويه، وعمر بن البراذعي، والصريفيني، وجماعة. /58 أ/وحدّث بدمشق والقاهرة.

وكان رجلا جيّدا، قرأ كتاب «التعجيز» في الفقه، وأجاد حفظه، وقرأ غيره، وكان ملازما للإشغال، طاهر اللسان، حسن الأخلاق، قنوعا، وكان فقيها في المدارس، وولّي مشيخة الخانقاه الشهابية.

[مباشرة نظر الدواوين]

ووصل إلى دمشق الصدر الكبير، عزّ الدين ابن ميسّر

(4)

، ناظر الدواوين، ودخل البلد، وباشر الخلعة يوم الإثنين تاسع عشر ذي القعدة، عوضا عن شرف الدين ابن مزهر.

[وفاة ثامر بن خلف]

423 -

وفي يوم الإثنين تاسع عشر ذي القعدة توفي الحاج الصالح، ثامر

(5)

بن

(1)

انظر عن (ابن الأثير) في: الدرر الكامنة 2/ 136 رقم 1817.

(2)

انظر عن (ابن الصفّار) في: الدرر الكامنة 2/ 345، رقم 2359.

(3)

الصواب: «ابن» .

(4)

لم يذكره غير البرزالي.

(5)

لم يذكره غير البرزالي.

ص: 187

خلف العرضي، التاجر بالفرجة بالرمّاحين، ودفن آخر النهار بمقابر باب الصغير. وهو من أبناء الخمسين.

وكان عبدا صالحا، سمع معنا وسمعنا عليه لأجل اسمه.

[وفاة ضياء الدين ابن شيخ السلامية]

424 -

وتوفي الصدر الرئيس الكبير، ضياء الدين

(1)

، أحمد بن الحسين بن شيخ السلامية، في ليلة الثلاثاء والعشرين من ذي القعدة، ودفن من الغد بسفح قاسيون.

وعمل عزاؤه بالمدرسة الرواحية لقربها من دار ولده الصدر قطب الدين موسى.

[وفاة ابن ثروان التدمري]

425 -

وتوفّي الشيخ السيد، الزاهد، العابد، العالم، العامل، العارف، عيسى بن الشيخ ثروان

(2)

بن الشيخ محمد بن الشيخ الكبير ثروان بن محمد بن عبد الصمد بن عبد الباقي بن أبي الحسن القيسي، القضاعي، التدمري، البيانيّ بدمشق في يوم الأربعاء بعد العصر الحادي والعشرين من ذي القعدة. وأسرعوا في تجهيزه وحملوه إلى الجامع، وشيّعناه إلى باب الصغير، فدفن عند قبر الشيخ أبي البيان وقت المغرب.

وكان شيخ البيانية وشيخ بلده، له الصيت والقبول والكلمة المسموعة.

ومولده في نصف رمضان سنة ثلاث وثلاثين وستماية بتدمر.

وكان جدّ والده الشيخ ثروان من أصحاب الشيخ أبي البيان.

[وفاة أمين الدين بن فتيان البعلبكي]

426 -

وفي ليلة الجمعة سلخ ذي القعدة توفي الشيخ أمين الدين، أحمد بن شيخنا الشيخ الأجلّ بدر الدين، أبي بكر عبد الله بن الصدر الكبير/58 ب/ مجد الدين أبي الفتح نصر الله بن أحمد بن رسلان بن فتيان

(3)

بن كامل بن البعلبكيّ، الأنصاري، بسفح قاسيون، وصلّي عليه عقيب الجمعة بالجامع المظفّري، ودفن بتربة لهم بالجبل.

وكان رجلا صالحا، مباركا، من بيت دنيا وثروة وحشمة، وكان من رواة «صحيح البخاري» ، عن ابن الزبيدي، وحدّث به غير مرّة.

(1)

لم يذكره غير البرزالي.

(2)

انظر عن (ابن ثروان) في: الدرر الكامنة 3/ 202 رقم 491.

(3)

انظر عن (ابن فتيان) في: الدرر الكامنة 1/ 185 رقم 481.

ص: 188

وحدّث عن ابن اللتّي، وابن المقيّر أيضا. وروى لنا بالإجازة عن محمد بن عبد الواحد المديني، ومحمد بن زهير شعرانه، ومحمود بن منده، وجماعة من الأصبهانيين.

ومولده في خامس صفر سنة ستّ وعشرين وستماية بدمشق.

‌ذو الحجّة

[إسلام أولاد ديّان اليهود]

وفي يوم الثلاثاء رابع ذي الحجّة حضر عبد السيد بن المهذّب ديّان اليهود إلى دار العدل ومعه أولاده، وأسلموا جميعا، فخلع عليهم نائب السلطنة وأمر بركوبهم في البلد وأن تضرب الدبادب والأبواق خلفهم إظهارا لأمرهم وإشهارا لإسلامهم، ولازموا مجالس القرآن والعلم، وخرجوا يوم العيد إلى المصلّى مظهرين التكبير المشروع، وأكرمهم الناس كرامة كثيرة، وأسلم بسبب عبد السيد المذكور جماعة من اليهود معه وبعده

(1)

.

[وفاة شمس الدين الجعفري الأعناكي]

427 -

وفي ليلة الجمعة رابع عشر ذي الحجّة توفي الشيخ الصالح العابد، المقرئ، شمس الدين، محمد بن يحيى بن إبراهيم الجعفري

(2)

، الأعناكيّ، إمام مشهد أبي بكر رضي الله عنه، بجامع دمشق، ودفن من الغد بسفح قاسيون.

وكان ملازما للتلاوة والإمامة، لا يمشي إلى أحد، وعنده وسواس كثير في الطهارة، وانقطع مدّة في آخر عمره بسبب زمانة حصلت له.

وكان قرأ القراءآت على الشيخ علم الدين القاسم بن أحمد الأندلسيّ، وسمع منه الحديث، وكتب عن النواويّ شيئا من تصانيفه.

[وفاة فاطمة بنت الخطيب الحموي]

428 -

وكذلك توفيت فاطمة

(3)

بنت الخطيب موفّق الدين الحمويّ، زوجة ناصر الدين ابن الخيمي، ودفنت عند والدها بباب الفراديس.

[إمامة مشهد أبي بكر]

وولّي إمامة مشهد أبي بكر رضي الله عنه بالجامع استقلالا الشيخ برهان الدين الإسكندري. وكان باشر مدّة نيابة عن الشيخ محمد رحمه الله تعالى.

(1)

خبر إسلام اليهود في: ذيل تاريخ الإسلام 19، وذيل العبر 15،16، والبداية والنهاية 14/ 19.

(2)

لم يذكره غير البرزالي.

(3)

لم يذكره غير البرزالي.

ص: 189

[وفاة شرف الدين الجعبري]

429 -

/59 أ/وفي يوم السبت منتصف ذي الحجّة توفي الحاج الصالح، شرف الدين، عيسى بن عنان

(1)

الجعبريّ، ودفن يوم الأحد بمقابر باب الصغير.

وكان رجلا صالحا، وله صدقة ومعروف واجتهاد في الخير.

[وصول رسل ملك التتار]

وصلت الرسل إلى دمشق من جهة سلطان التتار غازان، ونزلوا بالقلعة في ليلة الإثنين سابع عشر ذي الحجّة، وسافروا منها إلى الديار المصرية ليلة الخميس العشرين من الشهر المذكور

(2)

.

[وفاة ناصر الدين البسطي]

430 -

وفي يوم الجمعة الحادي والعشرين من ذي الحجّة توفي ناصر الدين محمد بن

(3)

الشيخ الأجلّ جمال الدين، عبد الحميد بن رضوان البسطي

(4)

، العامريّ.

وكان يشهد بالبياطرة وحصلت له ضرورة وعيال في آخر أمره، ومات شابا، رحمه الله تعالى.

[وفاة الأمير سنجر المنصوري]

431 -

وفي ليلة السبت الثاني والعشرين منه توفي الأمير الكبير، علم الدين، سنجر بن عبد الله أرجواش

(5)

المنصوري، نائب السلطنة بقلعة دمشق المحروسة.

وكانت بالقلعة، وأخرج منها ضحوة يوم السبت، وحضر نائب السلطنة بالبلد وجميع الأمراء والجند وخلق كثير الجنازة إلى تربته بسفح قاسيون.

وكان أميرا مشكورا في عمارة القلعة وملازمتها وحفظها، وصار له ذكر جميل من وقت فتنة التتار بسبب تصميمه على غلق القلعة وصيانتها، مع أنّ جميع الناس في ذلك الوقت رأوا تسليمها، وكانت قدوة لجميع قلاع الشام.

(1)

لم يذكره غير البرزالي.

(2)

خبر الرسل في: البداية والنهاية 14/ 19.

(3)

الصواب: «ابن» .

(4)

لم يذكره غير البرزالي.

(5)

هكذا ورد اسمه في الأصل. والصواب: «أرجواش» . انظر عنه في: تالي كتاب وفيات الأعيان 91،92 رقم 133، والدرّ الفاخر 80، وذيل تاريخ الإسلام 20 رقم 7، والوافي بالوفيات 8/ 338 رقم 3766، وأعيان العصر 2/ 466، رقم 737، والسلوك ج 1 ق 3/ 924، والمقفّى الكبير 2/ 14 - 16 رقم 697، والدرر الكامنة 1/ 137 رقم 865، وعقد الجمان (4) 204، 205، والنجوم الزاهرة 8/ 198، والمنهل الصافي 2/ 294 رقم 358، والدليل الشافي 1/ 103 رقم 356.

ص: 190

[عودة العسكر من سيس]

وعاد العسكر المتوجّه إلى سيس إلى دمشق يوم الخميس العشرين من ذي الحجّة، وخرج الناس لتلقّيه.

وتوجّه المصريون منهم إلى القاهرة بكرة الإثنين الرابع والعشرين منه

(1)

.

[وفاة عزّ الدين النحاس]

432 -

وفي يوم الأحد الثالث والعشرين من ذي الحجّة توفي عزّ الدين، محمود

(2)

بن زين الدين محمد بن الحسن بن سالم الحمصيّ، النّحاس.

وهو أخو بدر الدين أحمد بن محمد الصواف الحمصيّ.

[وفاة الطبيب البعلبكي المعروف بابن الكلوتاتي]

433 -

وفي يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من ذي الحجّة توفي الطبيب الفاضل، ناصر الدين، محمد بن علي البعلبكّيّ، المعروف بابن الكلوتاتيّ

(3)

، ودفن من يومه بالجبل.

وكان مشتغلا فيها في الطّبّ، حريصا على الفضيلة والازدياد، وباشر المارستانين والقلعة، وعرف وشكرت فضيلته. ومات شابّا.

[وفاة شهاب الدين الأبرقوهي]

434 -

/59 ب/وفي يوم الخميس العشرين من ذي الحجّة توفي الشيخ الصالح، المسند، بقية المشايخ، شهاب الدين، أبو المعالي، أحمد بن إسحاق بن محمد بن المؤيّد بن علي بن إسماعيل بن أبي طالب الأبرقوهيّ

(4)

، الهمذانيّ، ثم المصريّ بمكة بعد خروج الحاج بأربعة أيام.

(1)

خبر عودة العسكر في: البداية والنهاية 14/ 19.

(2)

لم يذكره غير البرزالي.

(3)

لم يذكره غير البرزالي.

(4)

انظر عن (الأبرقوهي) في: ذيل تاريخ الإسلام 21،22 رقم 11، والمعين في طبقات المحدّثين 225 رقم 2324، والإعلام بوفيات الأعلام 294، وذيل العبر 18، ودول الإسلام 2/ 207، والمعجم المختص 14 - 16 رقم 9، ومعجم شيوخ الذهبي 26،27 رقم 14، وبرنامج الوادي آشي 105،106، وتاريخ علماء بغداد 20، وأعيان العصر (انظر فهرس الأعلام 6/ 21)، والوافي بالوفيات 9/ 242 رقم 2721، والبداية والنهاية 14/ 21، وتذكرة النبيه 1/ 243، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 157، وذيل التقييد 1/ 298،299 رقم 594، والعقد الثمين 3/ 51، والسلوك ج 1 ق 3/ 924، والمقفّى الكبير 1/ 262 رقم 424، وتكملة إكمال الإكمال 140، وعقد الجمان (4) 200، والدرر الكامنة 1/ 109،110 رقم 282، والنجوم الزاهرة 8/ 198، والمنهل الصافي 1/ 218، والدليل الشافي 1/ 99 رقم 123، وذيل تذكرة-

ص: 191

وكان مسند الديار المصرية، قصده الناس وسمعوا منه الكثير، وسمع منه جماعة من أهل دمشق في الجفل.

ومولده في سنة خمس عشرة وستماية في رجب أو شعبان بأبرقوه من بلاد شيراز.

وحضر بأبرقوه على أبي منصور ومحمد بن أبي المكارم الأصبهاني، المدينيّ، وأبي عبد الله محمد بن أبي القاسم المبيذي، الكسائيّ في سنة سبع عشرة، وحضر بها أيضا على أبي سهل عبد السلام بن أبي الفرج السرفوليّ، الهمذانيّ في سنة ثمان عشرة وستماية، وبشيراز على أبي بكر عبد الله بن محمد بن سابور القلانسيّ، في سنة تسع عشرة وستماية. وسمع ببغداد من أبي العباس أحمد بن أبي الفتح بن محمد بن صرما الأزجيّ، والفتح بن عبد الله بن محمد بن عبد السلام، وأبي القاسم المبارك بن علي بن المبارك بن أبي الجود، وأبي علي بن الحسن بن إسحاق بن الجواليقي، وعمر بن كرم الدّينوري، وشيخ الشيوخ أبي حفص عمر بن محمد بن عبد الله السهروردي، ومحمد بن إبراهيم بن معالي بن المغازليّ، ومحمد بن أحمد بن صالح الجيليّ، وأبي الحسن محمد بن أحمد بن القطيعيّ، وأبي الفضل محمد بن عمر بن علي بن خليفة الحربيّ، وأبي هريرة محمد بن ليث بن شجاع بن الوسطانيّ، وأبي بكر محمد بن المبارك بن أبي بكر الحريميّ المستعمل، وأبي الرضا محمد بن أبي الفتح بن عصيّة الحربيّ، ومحمد بن النفيس بن عطاء الصوفيّ، وأبي المحاسن محمد بن هبة الله بن عبد العزيز المراتبيّ، البيّع، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن القطيعيّ، وأبي محمد الأكمل بن أبي الأزهر الهاشميّ، الكرخي، وأبي علي الحسين بن الزبيديّ، وزكريّا العلبيّ، وأبي بكر زيد بن يحيى بن أحمد بن هبة الله الأزجيّ، وأبي حامد صالح بن أبي القاسم بن كور الحربي النسّاج، وأبي جعفر عبد الله بن نصر الله بن شريف الرحبة الهاشميّ، وأبي محمد عبد الرحمن بن عتيق بن صيلا الحربيّ، وأبي محمد عبد اللطيف بن المعمّر بن عسكر الأزجيّ المؤدّب، وأبي طالب/60 أ/ عبد المحسن بن أبي العميد الأبهريّ، وأبي الحسن علي بن روزبة، وأبي القاسم علي بن يوسف بن أبي الكرم بن صبوخا، وأبي حفص عمر بن محمد بن أبي الرباب الدارقزّيّ، ونصر بن عبد الرزاق الجيليّ، وأبي محمد النفيس بن كرم بن جبارة البابصريّ، وأبي الحسن واثلة بن بقاء بن كراز الحريميّ، وصفيّة بنت عبد الجبار بن البندار الحريميّة، ولبابة بنت أحمد بن الثّلاجيّ، وغيرهم. وبالموصل من:

= الحفاظ 34، وحسن المحاضرة 1/ 386، ودرّة الحجال 1/ 31،32 رقم 34، وديوان الإسلام 1/ 78 رقم 85، وشذرات الذهب 6/ 4، والأعلام 1/ 96.

ص: 192

الحسين بن عمر بن باز الموصليّ، وبحرّان من: الإمام أبي عبد الله محمد بن أبي القاسم بن تيميّة الخطيب، والقاضي أبي بكر عبد الله بن نصر، وأبي الخير عبد الله بن صدقة بن الصولية الفرضي، وحمد بن صدّيق، وغيرهم. وبالبيت المقدس من أبي علي الحسن بن أحمد الأوقي، وبالقاهرة ومصر من الشيخ فخر الدين محمد بن إبراهيم الفارسيّ، وأبي المجد محمد بن الحسين القزوينيّ، وأبي البركات عبد القويّ بن عبد العزيز بن الجبّاب، والقاضي أبي الحسن علي بن يوسف الدمشقيّ، وأبي بكر عبد العزيز بن باقا، والقاضي أبي المحاسن يوسف بن رافع بن تميم قاضي حلب، ومكرم بن أبي الصقر، ومرتضى بن حاتم، ويوسف بن جبريل القيسي، وأبي الحسن علي بن محمد بن رحّال، وجعفر الهمدانيّ، وابن الطفيل، وابن المقيّر، وغيرهم. وبدمشق من: أبي المحاسن بن أبي لقمة، والحسن بن علي بن البنّ، والحسين بن هبة الله بن صصرى، والحسن بن عساكر، وغيرهم.

وروى لنا عن هؤلاء الشيوخ الستّين وغيرهم في «معجم شيوخه» الذي خرّجه له الإمام الحافظ سعد الدين مسعود الحارثيّ، وهو أربعة عشر جزءا، قرأته عليه. وقرأت عليه أيضا نحوا من عشرة أجزاء.

وكان يقرأ في ترب بالقرافة، ويلبس الخرقة عن الشيخ شهاب الدين السّهرورديّ.

***

[ومن وفيات هذه السنة]

[وفاة الأمير ناصر الدين الماكسيني]

435 -

وتوفّي الأمير الأجلّ ناصر الدين، أبو العباس، أحمد بن أبي الفضل عباس

(1)

بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد الماكسينيّ

(2)

الأصل، ثم الدمشقيّ.

وكانت وفاته في أوائل هذه السنة، وبلغني ذلك في جمادى الأولى.

ومولده في سابع عشر رجب سنة خمس عشرة/60 ب/وستماية بدمشق.

روى لنا عن الأمير شرف الدين يعقوب بن محمد بن الحسن الهذبانيّ.

وحدّث والده عن حنبل. وهو من شيوخ الدمياطيّ. وروى جدّه عن الحافظ بن

(3)

عساكر.

روى لنا عنه ابن الصابونيّ.

(1)

انظر عن (ابن عباس) في: معجم شيوخ الذهبي 35 رقم 29.

(2)

في معجم الشيوخ: «الماكساني» .

(3)

الصواب: «ابن» .

ص: 193

وهذا الشيخ كان جنديّا في دولة الملك الصالح أيوب، وكان رجلا جيّدا، ملازما للصلوات في الجامع.

[وفاة الأمير الشريف أبي نميّ]

436 -

وفي هذه السنة توفّي الأمير الكبير، السيد الشريف، نجم الدين، أبو نميّ

(1)

، محمد بن الأمير أبي سعد حسن بن علي بن قتادة الحسنيّ صاحب مكة شرّفها الله تعالى، بها. وجاوز السبعين.

وكان أمير مكة وأعمالها من نحو أربعين سنة. وكان حليما، شجاعا، كريما، ذا رأي وسياسة وعقل ومروءة.

[وفاة المفتي جمال الدين المعرّي]

437 -

وفيها توفّي الشيخ الإمام، المفتي، جمال الدين المعرّي

(2)

بحلب.

وكان مشهورا بالفتوى على مذهب الإمام الشافعيّ، رضي الله عنه.

وكانت وفاته في أوائل السنة.

[وفاة خطيب حلب الخابوري]

438 -

وبعده بقليل توفّي خطيب حلب، تقيّ الدين، عبد الرزّاق ابن الشيخ الإمام شمس الدين أحمد بن عبد الله بن الزبير الخابوريّ

(3)

بحلب.

[الخطابة بحلب]

ولي الخطابة بعده قاضي القضاة، شمس الدين محمد بن محمد بن بهرام المعروف بالدمشقيّ قاضي حلب.

(1)

انظر عن (أبي نميّ) في: ذيل تاريخ الإسلام 20 رقم 8، والإعلام بوفيات الأعلام 294، وذيل العبر 16، والدرّ الفاخر 80، وأعيان العصر 5/ 102، وزبدة الفكرة 366، والبداية والنهاية 14/ 21، وتذكرة النبيه 1/ 241، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 165، ومآثر الأنافة 2/ 125، والسلوك ج 1 ق 3/ 926،927، وعقد الجمان (4) 203،204، والدرر الكامنة 4/ 42 رقم 3644، والنجوم الزاهرة 8/ 199، والدليل الشافي 2/ 612 رقم 2101، والمنهل الصافي 10/ 15 - 17 رقم 2109، والعقد الثمين 1/ 456 رقم 144، وغاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام 2/ 9 رقم 124، والتحفة اللطيفة 3/ 558 رقم 3716، وشذرات الذهب 6/ 2.

(2)

لم يذكره غير البرزالي.

(3)

لم يذكره غير البرزالي.

ص: 194

‌سنة اثنتين وسبعماية

‌محرّم

[وفاة فخر الدين النابلسي]

439 -

في ليلة الأحد مستهلّ المحرّم توفي الشيخ الإمام، العالم، الزاهد، العابد، فخر الدين، أبو الحسن، علي بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة بن سلطان بن سرور بن رافع بن حسن بن جعفر النابلسيّ

(1)

، المقدسيّ، بمدينة نابلس، ودفن من الغد عند والده بمقبرة الزاهرية، واجتمع خلق كثير في جنازته، وحضر أهل القرى من البرّ.

وكان شيخا صالحا، عالما، كثير التواضع، محبّبا إلى الناس، أقام يفتي بنابلس مدّة أربعين سنة.

وروى الحديث عن ابن الجمّيزيّ، وابن رواج، وسبط السلفيّ، ومحيي الدين يوسف بن الجوزيّ، وخطيب مردا.

ومولده في سنة ثلاثين وستماية بنابلس.

[وفاة ظهير الدين العنبري]

440 -

وفي هذا التاريخ توفي الصدر ظهير الدين، علي بن عبد الكريم بن أبي العزّ بن العنبريّ

(2)

، ببعلبك.

وكان/61 أ/من الكتّاب المعروفين. وله فضيلة وأدب، وينظم الشعر.

وهو خال الشيخ كمال الدين ابن الزّملكانيّ.

[وفاة علاء الدين الجوهري]

441 -

وفي يوم السبت سابع محرّم توفّي علاء الدين

(3)

بن الصدر الكبير نجم الدين الجوهريّ.

(1)

انظر عن (النابلسي) في: ذيل تاريخ الإسلام 22،23 رقم 12، ومعجم شيوخ الذهبي 370،371 رقم 534، وأعيان العصر 3/ 411،412 رقم 1172، والوافي بالوفيات 21/ 231، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 348، والمنهج الأحمد 411، والدرر الكامنة 3/ 59، والمقصد الأرشد، رقم 732، والدر المنضد 2/ 450،451 رقم 1192 وفيه:«عثمان» ، وقيل: عليّ.

(2)

لم يذكره غير البرزالي.

(3)

لم يذكره غير البرزالي.

ص: 195

وهو أخو بدر الدين أبي نجم الدين لأمّه.

[وفاة زوجة شرف الدين ابن هلال]

442 -

وزوجة العدل شرف الدين ابن هلال

(1)

أمّ أولاده، وهي أخت الشيخ بدر الدين بن الفويرة.

[التدريس بالقيمرية]

وفي يوم السبت المذكور درّس بالمدرسة القيمريّة شمس الدين علي بن صلاح الدين ابن الشمس علي، عوضا عن قاضي القضاة ابن جماعة.

[وفاة علاء الدين المعروف بابن السرّاج الصقلّي]

443 -

وفي يوم الأحد ثامن المحرم توفي الشيخ الصالح علاء الدين، أبو الحسن، علي بن أبي الحرم مكي

(2)

بن أبي بكر بن إبراهيم المعروف بابن السرّاج الصقلّي، ثم الدمشقي، ببستانه بالجبل، ودفن يوم الإثنين بسفح قاسيون.

روى بالإجازة عن ابن الزبيديّ، وابن صبّاح، والفخر الإربليّ، وغيرهم.

وكان صالحا، ملازما للتلاوة والذكر، منقطعا عن الناس، خيّرا، وضيء الوجه، كثير التودّد، حسن الملتقى، محمود الطريقة، مرضيّ السيرة.

ومولده في النصف من صفر سنة سبع وعشرين وستماية بدمشق.

[وفاة نجم الدين ابن حجّاج الربعي]

444 -

وفي يوم الإثنين تاسع المحرم توفي الشيخ الأصيل، المسند، العدل، نجم الدين، أبو المعالي، عبد العالي

(3)

بن الشيخ رضيّ الدين عبد الملك بن عبد الكافي بن علي بن موسى بن حجّاج الربعيّ، ببستان ظاهر دمشق، وصلّي عليه عصر النهار المذكور، خارج باب الصغير، ودفن بمقبرة الباب الصغير عند والده.

روى عن: ابن اللتّي، ومكرم، والسخاويّ، والقرطبيّ، وغيرهم.

وكان شاهدا تحت الساعات، ويشهد على القضاة.

ومولده سنة ثلاث وعشرين وستماية بمدينة سنهور من الديار المصرية.

445 -

واتّفق أنّ زوجته توفّيت في هذا اليوم.

(1)

لم يذكرها غير البرزالي.

(2)

انظر عن (ابن مكي) في: الدرر الكامنة 3/ 134 رقم 305.

(3)

انظر عن (عبد العالي) في: معجم شيوخ الذهبي 315،316 رقم 450، والدرر الكامنة 2/ 368 رقم 2423.

ص: 196

[وفاة تقيّ الدين بن الشرائحي]

446 -

وفي يوم الثلاثاء يوم عاشوراء توفي الفقيه الفاضل، العدل، تقيّ الدين، عبد الحميد بن أحمد بن إبراهيم بن الشرائحيّ

(1)

، ودفن بمقابر باب الصغير.

وكان فقيها في المدارس، وله فهم وفضيلة، ويشهد أيضا، ويكتب الشروط.

وهو من أصحاب الشيخ تاج الدين الفزاريّ، رحمه الله.

[وفاة الجمال أيدغدي]

447 -

/61 ب/وفي هذا اليوم توفي الجمال أيدغدي

(2)

، عتيق الشيخ عزّ الدين الكرديّ، المقيم بالمدرسة الشاميّة ظاهر دمشق.

وكان شابّا حسنا، فقيها في المدارس، رحمه الله.

[وفاة الزين ابن أبي الفضل]

448 -

وفي يوم الجمعة ثالث عشر المحرّم توفي الزين، محمد بن أبي الحرم

(3)

بن أبي الفضل.

قريبه قاضي القضاة عزّ الدين ابن الصائغ.

وكان في آخر أمره نقيب الرجّالة بباب القاضي الحنفيّ، وصار له رزق من ذلك.

[وفاة بوّاب الرواحية]

449 -

وفي يوم السبت الرابع عشر من المحرّم توفي عمر

(4)

بن الشيخ أبي عمر، بوّاب الرواحية، ودفن بباب الفراديس.

وكان من أهل القرآن. فقده أبوه.

[وفاة زينب المقدسية]

450 -

وفي سحر يوم السبت رابع عشر المحرّم توفّيت أمّ عبد الله، زينب

(5)

بنت الزين عبد الرحمن بن أبي بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد المقدسيّة، بجنينة الشيخ شمس الدين على حافّة نهر يزيد بسفح قاسيون، ودفنت من الغد بمقبرة الشيخ الموفّق بالقرب من قبر الشيخ فخر الدين علي.

وروت عن إبراهيم بن خليل، وغيره.

وكانت صالحة لم تتزوّج قطّ، وهي أصغر إخوتها.

(1)

لم يذكره غير البرزالي.

(2)

لم يذكره غير البرزالي.

(3)

لم يذكره غير البرزالي.

(4)

لم يذكره غير البرزالي.

(5)

انظر عن (زينب) في: معجم شيوخ الذهبي 202،203 رقم 274.

ص: 197

ومولدها سنة ثلاث وخمسين وستماية تقريبا.

[وفاة عبد الحميد البنّاء الصالحي]

451 -

وفي يوم الثلاثاء السابع عشر من المحرّم توفّي الحاج، المسند، أبو محمد، عبد الحميد بن أحمد بن خولان

(1)

بن كثير بن فايز البنّاء، الصالحيّ، ببستانه بقرية زملكا، ودفن من الغد بمقبرة القرية المذكورة.

روى عن: الحسين بن صصرى، وابن الزبيديّ، وابن اللتّي، والناصح بن الحنبليّ، والفخر الإربليّ، وغيرهم، وانفرد بشيء من مسموعه.

ومولده تقريبا سنة سبع عشرة وستماية بسفح قاسيون.

[وفاة الأمين عزّ الدين التاجر الجزري]

452 -

وفي ليلة الخميس التاسع عشر من المحرّم توفي الحاج الأمين، عزّ الدين عبد العزيز

(2)

بن أحمد بن إسماعيل التاجر الجزريّ، ودفن من الغد بالجبل.

وأوصى بجملة من ماله في وجوه البرّ.

[وفاة علي التبريزي]

453 -

وفي يوم الخميس المذكور توفي الشيخ علي التبريزيّ

(3)

، المعروف بخدمة قاضي القضاة إمام الدين القزوينيّ.

[وفاة والدة زين الدين ابن الحريري]

454 -

ووالدة الشيخ الفقيه زين الدين أبي بكر، المعروف بابن الحريريّ

(4)

.

[وفاة ستّ القضاة]

455 -

وكذلك أمّ محمد ستّ القضاة

(5)

، بنت شيخنا رضيّ الدين جعفر بن دبوقا.

[وفاة سارة خاتون بنت الملك المنصور]

456 -

وفي ليلة الجمعة العشرين من المحرّم/62 أ/توفّيت المرأة الجليلة سارة

(1)

انظر عن (ابن خولان) في: معجم شيوخ الذهبي 279 رقم 385.

(2)

انظر عن (عبد العزيز) في: الدرر الكامنة 2/ 368 رقم 2424.

(3)

لم يذكر «التبريزي» غير البرزالي.

(4)

لم يذكرها غير البرزالي.

(5)

لم يذكرها غير البرزالي.

ص: 198

خاتون

(1)

بنت الملك المنصور إبراهيم بن أسد الدين شيركوه، وتعرف بالدار الأشرفية، ودفنت من الغد بتربتها بسفح قاسيون.

[وفاة كمال الدين ابن أبي الظّاهر المقدسي]

457 -

وفي يوم الأحد بعد الظهر الثاني والعشرين من المحرم توفي الشيخ الفقيه الفاضل، العدل، كمال الدين، أبو بكر

(2)

بن الشيخ الصالح تقيّ الدين أحمد بن أبي (؟) بن أبي الفضل بن أبي الطاهر المقدسي، الحنبليّ، ودفن بكرة الإثنين بتربة الشيخ موفّق الدين.

وروى لنا عن خطيب مردا، وغيره. وكان فقيها، ويشهد تحت الساعات.

[وفاة عزّ الدين النحاس]

458 -

وفي يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من المحرّم توفّي الشيخ الصالح عزّ الدين النحّاس، عرف ابن وتر

(3)

.

[وفاة ابن السمّاقي]

459 -

ومجير الدين ابن السمّاقيّ

(4)

.

وكان شابا حسنا.

‌صفر

[دخول الحجّاج دمشق]

ودخل الحجّاج إلى دمشق يوم الخميس ثالث صفر، وأميرهم الأمير عزّ الدين بن صبرة الحاجب.

[وفاة عبد الله ابن الجوكندار]

460 -

ومات للأمير سيف الدين الجوكندار المشدّ ولد اسمه عبد الله

(5)

في يوم الجمعة رابع صفر.

[وفاة تاج الدين نقيب الظاهرية]

461 -

وفي هذا اليوم توفّي تاج الدين عبد الرحمن الحنفيّ

(6)

، نقيب الظاهرية، ونائب الشيخ عفيف الدين إسحاق في إشراف المساجد.

(1)

لم يذكره غير البرزالي.

(2)

لم يذكره غير البرزالي.

(3)

لم يذكره غير البرزالي.

(4)

لم يذكره غير البرزالي.

(5)

لم يذكره غير البرزالي.

(6)

لم يذكره غير البرزالي.

ص: 199

[فتح جزيرة أرواد]

وفتحت جزيرة أرواد

(1)

، وهي بقرب أنطرطوس

(2)

في يوم الأربعاء ثاني صفر، وصلت إليها شواني في البحر من الديار المصرية، وأعانهم جماعة في البرّ من جيش طرابلس فنازلوها إلى وقت الظهر وأخذوها قهرا، وقتلوا من كان بها، وأسروا الباقي.

وكان القتلى نحوا من ألفين، والأسرى قريبا من خمس ماية. ووصل هذا الخبر إلى دمشق يوم السبت خامس صفر، فدقّت البشائر ثلاثة أيام، وكان فيها مضرّة كبيرة على المسلمين المقيمين بالسواحل، فكفى الله تعالى أمرها، ووقى شرّها.

[وفاة الأمير باشقرد الناصري]

462 -

وتوفّي الأمير الكبير ناصر الدين باشقرد

(3)

بن عبد الله الناصريّ.

وكان من أكابر الأمراء، وله عقل غزير وحرمة وافرة وفضيلة وأدب، وله شعر.

قرأت عليه «مجلس البطاقة» بسماعه من عبد الله بن علاّق، عن البوصيريّ.

وكانت وفاته يوم الأحد ثالث عشر صفر، ودفن يوم الإثنين بسفح قاسيون.

وكان قد/62 ب/سجن بالديار المصرية عقيب كسرة حمص، فلما أنعم عليه وأفرج عنه ووصل إلى دمشق بقي أياما يسيرة نحو العشرة، ومات

(4)

.

[وفاة الشرف مشرف الوكيل]

463 -

وتوفي الشرف مشرّف

(5)

بن أحمد الوكيل بدار القاضي الحنفي ابن

(1)

خبر فتح أرواد في: نزهة المالك والمملوك 183،184، وزبدة الفكرة 366، والتحفة الملوكية 167، والدرّ الفاخر 80، ونهاية الأرب 32/ 19، وذيل مرآة الزمان 4/ 4،5، والمختصر في أخبار البشر 4/ 47، ودول الإسلام 2/ 207، ومرآة الجنان 4/ 236، ونثر الجمان 2/ورقة 62 ب،63 أ، وتاريخ ابن الوردي 2/ 250، والبداية والنهاية 14/ 21، والنهج السديد 3/ 587، وتذكرة النبيه 1/ 253، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 161، وفتوح النصر، لابن بهادر 2/ 169، وتاريخ ابن الفرات 8/ 111، وتاريخ سلاطين المماليك 108، وأعيان العصر 5/ 814، والسلوك ج 1 ق 3/ 929، وعقد الجمان (4) 184 - 188، والنجوم الزاهرة 8/ 154، والإلمام بالإعلام، للنويري السكندري 1/ورقة 716، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري 2/ 132،133.

(2)

في الأصل: «أنطرسوس» ، وهو غلط، والصواب ما أثبتناه، وهي طرطوس حاليا.

(3)

انظر عن (باشقرد) في: الدرر الكامنة 1/ 470،471 رقم 1268، والنهج السديد 3/ 596.

(4)

وقال ابن حجر: ذكر عنه أنه قال: بقيت عشرين سنة لا أتكلّم بالتركي حرصا على إتقان اللسان العربي. وكان قد سجن عقب كسرة حمص فلما أفرج عنه أعطي إقطاعاته في طرابلس فتوجّه إليها، فلما وصل إلى دمشق مرض يوم دخوله. . . وقال ابن الزملكاني: كان ينظم بالطبع لا يتعاطى قواعد الشعراء، وكان جمّ المحاسن، معمور الوقت بالفكر في علم أو عبادة أو نظر، وله إلمام بطريق أولي المعارف، وعنده عنهم فوائد حسنة ولطائف، مع صدق اللهجة والكرم والعفّة والسكون، ومحبّة المذاكرة.

(5)

لم يذكره غير البرزالي.

ص: 200

ركبدار القاضي حسام الدين في يوم الإثنين رابع عشر صفر، ودفن من الغد.

[وفاة حسن القوّاس]

464 -

وكذلك توفّي الحاجّ حسن القوّاس

(1)

، الأقطع.

[وفاة ابن دقيق العيد]

465 -

وفي يوم الخميس سابع عشر صفر وصل البريد وأخبر بوفاة الشيخ الإمام، العلاّمة، قاضي القضاة، تقيّ الدين أبي الفتح، محمد بن علي بن وهب بن مطيع بن أبي الطاعة القشيري، المعروف بابن دقيق العيد

(2)

.

(1)

لم يذكره غير البرزالي.

(2)

انظر عن (ابن دقيق العيد) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 105 رقم 158، والمختصر في أخبار البشر 4/ 50، والطالع السعيد 567 - 599 رقم 463، وذيل تاريخ الإسلام 23 - 25 رقم 14، والمعين في طبقات المحدّثين 225 رقم 2325، وتذكرة الحفاظ 4/ 1481 - 1483، وذيل العبر 21، ودول الإسلام 2/ 207، ومعجم شيوخ الذهبي 544، رقم 805، وتاريخ ابن الوردي 2/ 252، ومرآة الجنان 4/ 236 - 238، وطبقات الشافعية الكبرى 6/ 2 - 23، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 227 رقم 850، ومستفاد الرحلة والاغتراب 16، وتاريخ سلاطين المماليك 106، والبداية والنهاية 14/ 27، والوافي بالوفيات 4/ 193 - 209 رقم 1741، وأعيان العصر 4/ 576 - 603 رقم 1663، والوفيات لابن قنفذ 328، وفوات الوفيات 3/ 442 رقم 486، وتذكرة النبيه 1/ 254،255، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 162، وطبقات الفقهاء الشافعيين، لابن كثير 2/ 952 رقم 22، والديباج المذهب 2/ 318، وتاريخ ابن خلدون 5/ 418، والرد الوافر 58، والعقد المذهب 175 - 177 رقم 428، وذيل التقييد 1/ 191،192 رقم 355، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 84 - 86 رقم 517، والسلوك ج 1 ق 3/ 929 و 947،948، والمقفّى الكبير 6/ 367 رقم 2857، ومشارع الأشواق للدمياطي 174،175، و 190 و 224 و 369 و 505 و 614 و 639، والدرر الكامنة 4/ 91 - 96 رقم 256، والنجوم الزاهرة 8/ 206، والدليل الشافي 2/ 658 رقم 2264، والمنهل الصافي 10/ 208 - 212 رقم 2272، وتاريخ الخميس 2/ 426، وحسن المحاضرة 1/ 317، وطبقات الحفّاظ 513 رقم 1136، وتاريخ الخلفاء 483، وفتح المغيث للسخاوي 1/ 90، وفتح الباقي على ألفيّة العراقي، لزين الدين الأنصاري-طبعة فاس 1354 هـ.، ص 109، والدارس 1/ 53،54 و 99، وتاريخ ابن سباط 2/ 581، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 411، 412، ومفتاح السعادة 2/ 361، وديوان الإسلام 2/ 295،296 رقم 957، وكشف الظنون 135 و 158 و 1157 و 1165 و 1170 و 1176 و 1188 و 1856، ودرّة الحجال 2/ 15، وشذرات الذهب 6/ 5، والبدر الطالع 2/ 229 - 232 رقم 487، وإيضاح المكنون 1/ 54 و 2/ 120، وهدية العارفين 2/ 140، والخطط التوفيقية 14/ 135، وشجرة النور الزكية 189 رقم 629، والفتح المبين للمراغي 2/ 102، وجامع كرامات الأولياء 1/ 227، وتاريخ الأدب العربي 2/ 63، وذيله 2/ 66، والأعلام 7/ 173، ومعجم المؤلفين 11/ 70، والقاموس الإسلامي 2/ 377، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 2/ 339 - 341، والمستدرك-

ص: 201

ووصلت معه كتب بطلب قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة ليولّى عوضه بالديار المصرية، فشرع في التّهيء

(1)

في السفر امتثالا لأولي الأمر، فإنّ السلطان كتب إليه في ذلك، وذكر فيه أننا نختار قربه، وإنّ الآراء قد أجمعت على اختياره، وأن يعود إلى مكانه على ما كان عليه، وفيه إكرام له وتبجيل واحترام وافر.

وصلّي على الشيخ تقيّ الدين ابن دقيق العيد بجامع دمشق صلاة الغائب يوم الجمعة ثامن عشر الشهر. وكانت وفاته يوم الجمعة الذي قبل هذا حادي عشر صفر، وصلّي عليه يوم السبت تحت القلعة. وحضر نائب السلطنة والأمراء والناس، ودفن بالقرافة الصغرى.

وكان أجلّ من بقي من علماء المسلمين ديانة وعلما وتفنّنا ومكانة ورفعة ومنصبا، وعمّ مصابه جميع الفرق والطوائف. وكان من علماء الحديث، وباشر مشيخة دار الحديث الكاملية مدّة. وصنّف في الحديث وشرحه والكلام عليه.

وسمع من: ابن المقيّر، وابن الجمّيزي، وابن رواج، وفخر القضاة بن الجبّاب، وسبط السلفيّ. ورحل إلى دمشق، وسمع من ابن عبد الدائم، وجماعة.

ومولده يوم السبت الخامس والعشرين من شعبان سنة خمس وعشرين وستماية، بساحل مدينة الينبع من أرض الحجاز

(2)

.

[سفر قاضي القضاة ابن جماعة]

وسافر قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة صحبة البريد في بكرة السبت تاسع عشر صفر، وخرج نائب السلطنة بدمشق والقضاة والرؤساء والأكابر لتوديعه، وأظهر/ 63 أ/جماعة التّأسّف عليه. واستمرّ نوّابه في مناصبه بدمشق بعد سفره

(3)

.

[وفاة أمّ محمد خاتون بنت عبد الله]

466 -

وفي ليلة الجمعة ثامن عشر صفر توفيت أمّ محمد، خاتون

(4)

بنت

= على المعجم الشامل (صنعتنا) 2/ 170 - 172، وذخائر التراث العربي الإسلامي لعبد الجبّار عبد الرحمن 1/ 116، ودليل مؤلفات الحديث الشريف المطبوعة 2/فهرس الأعلام 961، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين 164 رقم 1134، وانظر: مقدّمة إحكام الأحكام-القاهرة 1372 هـ. /1982 م، والنهج السديد 3/ 588، ومجلة النصاب، ورقة 24 أ.

(1)

الصواب: «التهيّوء» .

(2)

انظر ترجمته المطوّلة في: الطالع السعيد.

(3)

خبر السفر في: البداية والنهاية 14/ 21.

(4)

انظر عن (خاتون) في: معجم شيوخ الذهبي 180،181 رقم 239.

ص: 202

عبد الله عتيقة زين الدين عبد الرحمن بن أبي بكر محمد بن إبراهيم المقدسي وزوجته، ودفنت عند زوجها بمقبرة الشيخ موفّق الدين يوم الجمعة.

روت عن إبراهيم بن خليل، وسمعت من خطيب مردا أيضا.

وهي حماة شمس الدين ابن التاج، وشرف الدين عبد الله بن الشيخ شمس الدين.

[وصول أسرى من أرواد]

ووصل جماعة من الفرنج الذين أسروا من الجزيرة المعروفة بجزيرة أرواد إلى دمشق يوم الإثنين الحادي والعشرين من صفر، وكانوا أكثر من أربع ماية على الجمال وفي السلاسل والقيود، وعلى الخيل، وبيد بعضهم رماح على الرؤوس والشعف، وخرج الناس للتفرّج عليهم كما جرت العادة

(1)

.

[وفاة بنت صاحب ديوان الإنشاء]

467 -

وتوفيت بنت القاضي شرف الدين

(2)

ابن فضل الله صاحب ديوان الإنشاء في يوم الإثنين حادي عشر صفر، ودفنت يوم الثلاثاء بالجبل، وعمل عزاؤها يوم الأربعاء بالكاملية بجامع دمشق.

[وفاة إبراهيم ولد علاء الدين ابن القلانسيّ]

468 -

وكانت زوجة علاء الدين

(3)

ابن شرف الدين بن القلانسيّ أمّ ولده إبراهيم. وبقي الولد بعدها شهرا وأياما ومات.

[وفاة عزّ الدين ابن الصيرفي]

469 -

وفي ليلة الأربعاء الثالث والعشرين من صفر توفي الرئيس الأجلّ عزّ الدين، أبو العزّ عبد العزيز بن الشيخ الصدر فخر الدين محمد بن الشيخ الإمام جمال الدين يحيى بن الصيرفي

(4)

، الحرّانيّ، ودفن من الغد بمقابر باب الفراديس عند والده وجدّه.

وكان من بيت حديث ورواية، وسمع هو كثيرا على جدّه، وعلى ابن عبد الدائم وعلى جماعة شيوخ، ولم يحدّث بشيء.

مات وله نحو من خمسين سنة.

(1)

خبر الأسرى في: زبدة الفكرة 366.

(2)

لم يذكرها غير البرزالي.

(3)

لم يذكرها غير البرزالي.

(4)

انظر عن (ابن الصيرفي) في: الدرر الكامنة 2/ 383 رقم 2449.

ص: 203

[وفاة ابن مفرّج الحرّاني]

470 -

وفي يوم الإثنين الثامن والعشرين من صفر توفي الشيخ الصالح، المقرئ، أبو بكر بن يوسف بن خضر

(1)

بن حرب بن مفرّج الحرّاني، سبط الشيخ الصالح أحمد بن سلامة النجّار الحرّاني، المحدّث، بسفح جبل قاسيون، ودفن بتربة أولاد الشيخ جبارة.

وكان عبدا صالحا، بشوشا، بسّاما، سليم الصدر، كثير التلاوة.

روى الحديث عن عيسى بن الخيّاط.

ومولده في سنة تسع وعشرين وستماية بحرّان.

‌ربيع الأول

[وفاة محيي الدين البيساني]

471 -

/63 ب/وفي يوم الخميس التاسع من شهر ربيع الأول توفي محيي الدين، يحيى

(2)

بن القاضي عزّ الدين محمد بن القاضي الأشرف أحمد بن القاضي الفاضل أبي علي عبد الرحيم البيساني، ودفن بالجبل.

[وصول بدر الدين ابن جماعة إلى القاهرة]

وفي يوم الجمعة عاشر ربيع الأول وصل كتاب قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة إلى دمشق يخبر فيه بوصوله إلى القاهرة في يوم الأربعاء مستهلّ هذا الشهر، وأنّ السلطان أكرمه وأقبل عليه، وذكر مباشرته للحكم في أيام أخيه السلطان الملك الأشرف، ويحضّ القاضي في كتابه على تجهيز أولاده وأهله إليه.

وكانت مباشرته للمنصب بالديار المصرية في يوم السبت رابع ربيع الأول، بعد أن خلع عليه الصوف، وهي رتبة شريفة، وأنعم عليه السلطان ببغلة قوّمت هي وعدّتها بأكثر من ثلاثة آلاف درهم

(3)

.

[وفاة شرف الدين ابن خواجا]

472 -

وفي ليلة السبت الحادي عشر من ربيع الأول توفي الشيخ العدل، الزاهد، المحدّث، شرف الدين، أبو حفص، عمر

(4)

بن محمد بن عمر بن الحسن بن خواجا،

(1)

انظر عن (ابن خضر) في: الدرر الكامنة 2/ 469 رقم 1261.

(2)

انظر عن (يحيى) في: الدرر الكامنة 4/ 426 رقم 1177.

(3)

خبر وصول ابن جماعة في: نهاية الأرب 32/ 21، والبداية والنهاية 14/ 21.

(4)

انظر عن (عمر) في: ذيل تاريخ الإسلام 25،26 رقم 15، ومعجم شيوخ الذهبي 404،405 رقم 586، وتذكرة الحفاظ 4/ 1483، وأعيان العصر 3/ 649،650 رقم 1288، والبداية-

ص: 204

إمام الفارسيّ بدار الحديث الظاهرية، وكان شيخها، وصلّي عليه ظهر السبت بالجامع المعمور بدمشق، ودفن عند ترب البغاددة، بالقرب من مسجد القدم بعيدا من البلد.

وكان أوصى بذلك، فعمل عزاؤه بالمدرسة الظاهرية، وكان مشكورا، حسن الأخلاق، صحب الفقراء وخدمهم بنفسه وماله، وكان فيه برّ ومعروف، وأسمع الحديث عن جماعة، وروى «صحيح البخاري» ، و «مسند الدارمي» مرات عديدة، وانفرد بالسماع من فخر الدين ابن الشّيرجي الكبير، وناهز التسعين وهو ممتّع بحواسّه وفهمه وكتابته ونظره.

مولده في ثالث عشر صفر سنة ثلاث عشرة وستماية بدمشق.

[وفاة بدر الدين الحنبلي]

473 -

وفي يوم الخميس التاسع من ربيع الأول توفي ببعلبك الشيخ الإمام، الفقيه، العالم، المفتي، بدر الدين

(1)

، أبو عبد الله محمد بن عبد المجيد بن أبي الفضل بن عبد الرحمن بن زيد الحنبليّ.

ومولده ثامن جمادى الأولى سنة خمس وأربعين وستماية ببعلبك.

وكان فاضلا، صالحا، مبجّلا/64 أ/ليس له في بلده نظير، وكان يكتب الشروط والإسجالات كتابة مليحة لفظا وخطّا، ويفتي الناس ويقرئ، رحمه الله

(2)

.

[وفاة صلاح الدين ولد الأمير باشقرد]

474 -

وفي يوم الخميس سادس عشر ربيع الأول مات صلاح الدين

(3)

، ولد الأمير ناصر الدين باشقرد. تقنطر به الفرس بسوق الخيل فوقع ومات، ودفن بالجبل عند والده، وبينهما شهر وثلاثة أيام.

وكان صبيّا جميلا.

[وفاة ناصر الدين الزنكاني]

475 -

وفي يوم الجمعة سابع عشر ربيع الأول مات ناصر الدين، منصور بن

= والنهاية 14/ 21، وذيل التقييد 2/ 255 رقم 1564، وعقد الجمان (4) 289،290، والدرر الكامنة 3/ 189 رقم 454، ودرّة الحجال 3/ 195، والدارس 1/ 270.

(1)

انظر عن (بدر الدين) في: الدرر الكامنة 4/ 27 رقم 73، والسحب الوابلة 410 رقم 640 وفيه وفاته سنة 752، وهو غلط، وموسوعة علماء المسلمين-تأليفنا-ق 2 ج 4/ 72 رقم 1063.

(2)

وقال ابن حميد النجدي: وهو الذي كتب للحافظ أبي الحسين اليونيني نسخته من صحيح البخاري التي اعتنى الحافظ بتصحيحها وضبطها واشتهرت في الآفاق باليونينية وعليها الاعتماد إلى اليوم كما ذكر ذلك الشيخ عبد الله بن سالم البصري ثم المكي في آخر نسخته التي نقلها منها. (السحب الوابلة).

(3)

لم يذكره غير البرزالي.

ص: 205

المقدّم منصور بن أبي البدر الزنكاني

(1)

، المعروف باللّبوديّ، الساكن بالحويرة، وصلّي عليه في الجامع عقيب الجمعة، ودفن بباب الصغير.

وكنّا نجتمع معه في صلاة الجمعة مدّة سنين.

[وفاة بدر الدين ابن الخلاّل الدمشقي]

476 -

وفي يوم الجمعة بعد العصر السابع عشر من ربيع الأول توفي الشيخ الجليل المسند، بدر الدين، أبو علي، الحسن

(2)

بن علي

(3)

بن أبي بكر بن يونس بن يوسف بن الخلاّل الدمشقيّ، بسفح جبل قاسيون، ودفن ضحى يوم السبت بمقبرة الشيخ موفّق الدين.

وكان مكثرا عن ابن اللتّي، وابن المقيّر، وجعفر الهمدانيّ، وكريمة. وسمع على نحو من مايتي شيخ، وأحضر على الفخر الإربليّ، وأبي نصر بن الشيرازيّ. وله إجازات بغدادية ومصرية.

وكان صالحا، وقورا، حسن الهيئة، له عقل وافر وفهم جيّد وديانة وأمانة وحرص على الإفادة والتحدّث.

قال لي: إنه ما قصده أحد ليسمع عليه إلاّ وقدّم التسميع على شغله ومصلحته.

سافرت معه إلى الديار المصرية والبلاد الحلبية. وكنت أسمع منه في البلاد والقرى والمنازل.

ومولده في حادي عشر صفر سنة تسع وعشرين وستماية بدمشق، رحمه الله تعالى.

[وفاة ابن ممدود الصوفي]

477 -

وفي شهر ربيع الأول المذكور توفي فخر الدين، عثمان بن ممدود

(4)

الصوفيّ بخانقاه الطواويس.

[وفاة رضيّ الدين البعلبكي]

478 -

ورضيّ الدين، أبو القاسم، بن زين الدين، عباس

(5)

بن أبي طالب بن حميد البعلبكيّ.

(1)

لم يذكره غير البرزالي.

(2)

انظر عن (الحسن) في: معجم شيوخ الذهبي 170،171 رقم 222، والمعجم المختص 86، 87 رقم 100، وتذكرة الحفّاظ 4/ 1483، وبرنامج الوادي آشي 123، والدرر الكامنة 2/ 21 رقم 1526.

(3)

في الأصل: «الحسن بن أبي علي» ، والتصحيح من المصادر.

(4)

لم يذكر (ابن ممدود) غير البرزالي.

(5)

لم يذكر (عباس) غير البرزالي.

ص: 206

[وفاة نجم الدين المالكي]

479 -

وفي ليلة الأربعاء الثاني والعشرين من ربيع الأول توفي الشيخ الأمين، العدل، نجم الدين

(1)

، أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله المالكيّ، التاجر بالرمّاحين، وصلّي عليه ظهر الأربعاء بالجامع المعمور.

وكان/64 ب/رجلا جيّدا، وبينه وبين الشيخ زين الدين الزواوي وصلة.

[وفاة ابن صباوة البعلبكي]

480 -

وفي يوم الخميس ثالث عشري ربيع الأول توفي الشاب الصالح المشتغل، تقيّ الدين، ابن صباوة

(2)

البعلبكّيّ بالعقيبة، وحمل إلى بعلبك.

وكان شابا مباركا، متعبّدا، ملازما للخير والاشتغال.

[وصول رسول غازان]

وفي ليلة الجمعة رابع عشري ربيع الأول وصل رسل السلطان غازان سلطان المشرق من الديار المصرية، وصحبتهم الأمير المجيريّ

(3)

، والقاضي عماد الدين ابن السكري

(4)

، وكان خروجهم من القاهرة سادس ربيع الأول، وأقاموا بدمشق ليلتين وسافروا

(5)

.

[وفاة أبي الحرم الصحراوي]

481 -

وفي يوم الجمعة الرابع والعشرين من ربيع الأول توفي الشيخ أبو الحرم

(6)

بن عثمان بن يحيى بن أبي القاسم الصحراويّ، السنبوسكيّ

(7)

، ودفن بعد العصر من يومه بالجبل.

روى لنا عن ابن اللتّي، ولم يرو لنا عن غيره، ولا وجدنا له غير ذلك.

(1)

لم يذكر (نجم الدين) غير البرزالي.

(2)

لم يذكر (ابن صباوه) غير البرزالي.

(3)

هو الأمير حسام الدين أزدمر المجيري. انظر عنه في: الدرّة الزكية 65 و 66، والدرر الكامنة 1/ 455 رقم 811 وقد ذكره ابن حجر دون أن يؤرّخ لوفاته، وانظر: التحفة الملوكية 161 (آخر حوادث سنة 700 هـ.) وزبدة الفكرة 356 (أول حوادث سنة 701 هـ.)، وتاريخ سلاطين المماليك 98 (حوادث سنة 701 هـ.).

(4)

هو كان من أعيان القضاة والكبراء، (زبدة الفكرة 356) وانظر المصادر السابقة.

(5)

الخبر في: نزهة المالك والمملوك 185 والمصادر السابقة، وزبدة الفكرة 366، والبداية والنهاية 14/ 21.

(6)

انظر عن (أبي الحرم) في: معجم شيوخ الذهبي 686 رقم 1037.

(7)

في الأصل: «السنوسلي» .

ص: 207

ومولده تقريبا في سنة أربع وعشرين وستماية.

وكان رجلا جيّدا، مشتغلا بالفلاحة والقيام بأمر البساتين.

[وفاة الأكرم بن اللقلق]

482 -

وفي يوم الأربعاء التاسع والعشرين من ربيع الأول مات الأكرم بن اللقّلق

(1)

المسلماني، الكاتب.

‌ربيع الآخر

[وفاة والدة المؤلّف]

483 -

وماتت والدتي زينب

(2)

بنت سعيد بن علي بن يعلا الأندلسيّ، الأغرناطيّ أبوها، في أول ليلة الأربعاء سابع شهر ربيع الآخر، وصلّي عليها ظهر الأربعاء بالجامع المعمور، ودفنت بمقبرة باب الصغير عند أهلها، وحضرها جماعة.

وكانت سمعت بقراءتي على بعض الشيوخ، وروت شيئا يسيرا عن شيختنا زينب بنت مكي الحرّاني، رحمهما الله تعالى.

ومولدها تقريبا سنة إحدى وخمسين وستماية.

[مشيخة دار الحديث بالظاهرية]

وباشر الشيخ شرف الدين الفزاري مشيخة دار الحديث بالظاهرية يوم الخميس ثامن ربيع الآخر عوضا عن الشيخ شرف الدين الناسخ، وذكر درسا مفيدا، وحضر عنده جماعة من الأعيان

(3)

.

[وفاة عمر المعرّي]

484 -

وتوفي الشيخ عمر المعرّي

(4)

، المجاور بالجامع، عن يمين المارّ إلى الماذنة الشرقية، في الرواق الثاني، ليلة الجمعة سادس عشر ربيع الآخر، ودفن بباب الصغير. وكانت وفاته في مكانه من الجامع.

[وفاة شمس الدين ابن أبي العيش الأنصاري]

485 -

/65 أ/وفي يوم الأحد ثامن عشر ربيع الآخر توفي الشيخ شمس الدين،

(1)

لم يذكر (ابن اللقلق) غير البرزالي.

(2)

لم يذكر (زينب) غير ابنها البرزالي.

(3)

خبر المشيخة في: البداية والنهاية 14/ 21.

(4)

لم يذكر (العمري) غير البرزالي.

ص: 208

محمد بن عماد الدين إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي العيش

(1)

الأنصاري، الدمشقيّ، ودفن يوم الإثنين.

ومولده في سنة أربع وعشرين وستماية.

روى عن جعفر الهمدانيّ «جزء الجمال» ، سمعه عليه بالنّيرب، وحدّث به غير مرة، ولم يظهر له سواه.

[وفاة خطيب المسجد الأقصى]

486 -

وفي شهر ربيع الآخر توفي بالقدس الشريف الخطيب، الإمام، العالم، الزاهد، العابد، ذو الفضائل، جمال الدين، أبو البقاء

(2)

، عبد الرحمن بن يوسف بن محمد الحرّانيّ، خطيب المسجد الأقصى.

[وفاة إمام قبّة الصخرة]

487 -

والشيخ الصالح، شمس الدين

(3)

، عرف بالمقرئ، إمام قبّة الصخرة المباركة، بينهما نحو جمعة.

*** وكان أبو البقاء رجلا فاضلا، صاحب فنون، ولّي الخطابة بعد قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة.

[وفاة فتح الدين ابن العنبري]

488 -

وفي ليلة الخميس منتصف شهر ربيع الآخر توفي بالقاهرة الشيخ المسند، فتح الدين، أبو عبد الله، محمد بن نصر

(4)

بن جبريل بن مرتفع

(5)

بن مهلهل بن غياث بن عنان

(6)

الأنصاريّ، الحنفيّ، المعروف بابن العنبريّ.

واسمه في طباق سماعه: فتح بن عبد الله.

وكان أحد المعدّلين بالقاهرة.

قرأت عليه «منتقى من سنن النّسائيّ» ، بسماعه من ابن باقا، وكتب إليّ بوفاته شمس الدين ابن سامه.

(1)

انظر عن (ابن أبي العيش) في: معجم شيوخ الذهبي 451 رقم 656، والدرر الكامنة 3/ 284 رقم 752.

(2)

انظر عن (أبي البقاء) في: الدرر الكامنة 2/ 351 رقم 2377.

(3)

لم يذكر (شمس الدين) غير البرزالي.

(4)

انظر عن (ابن نصر) في: الدرر الكامنة 4/ 275 رقم 768.

(5)

في الدرر: «مريفع» .

(6)

في الدرر: «عثمان» .

ص: 209

‌جمادى الأولى

[وفاة ذبيان البعلبكي]

489 -

وفي ليلة الثلاثاء رابع جمادى الأولى مات الحاج العفيف، أبو محمد، ذبيان

(1)

بن أبي الحسن بن عثمان المقنّى البعلبكيّ، التاجر، المعروف بظبيان، ودفن من الغد بسفح قاسيون.

وكان يروي عن الشيخ الفقيه محمد اليونينيّ، وابن عبد الدائم، وغيرهما، وحدّث ب «جزء ابن جوصا» .

وكان رجلا جيّدا من أهل القرآن، وله دكّان تجارة بدمشق.

[وفاة ابن أبي اليسر التنوخي]

490 -

وفي ليلة الجمعة سابع جمادى الأولى توفي الشيخ الأصيل بهاء الدين، أبو إسحاق، إبراهيم بن الشيخ تقيّ الدين إسماعيل

(2)

بن إبراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله التنوخيّ، وصلّي عليه بالجامع عقيب الجمعة، ودفن بسفح قاسيون.

وكان يشهد، وهو كثير السكون، قليل الكلام.

سمع من: السخاوي، وابن قميرة، وعزّ الدين ابن عساكر، وتاج الدين القرطبيّ، /65 ب/وغيرهم.

قرأت عليه «مشيخة ابن شاذان الكبيرة» وغيرها.

[توفي نجم الدين ابن القلانسي]

491 -

وفي ليلة الأربعاء تاسع عشر جمادى الأولى توفي نجم الدين

(3)

، سعيد بن الصدر نظام الدين حسن بن مؤيّد الدين ابن القلانسيّ، ودفن من الغد بتربتهم بالجبل.

[إمامة الجامع والمشدّ]

وفي يوم الخميس العشرين من جمادى الأولى باشر الشيخ زين الدين الفارقي الإمامة بالجامع، وقاضي القضاة نجم الدين ابن صصرى الحكم، والأمير ركن الدين

(1)

انظر عن (ذبيان) في: معجم شيوخ الذهبي 193 رقم 257، وأعيان العصر 2/ 361 رقم 655، والدرر الكامنة 2/ 104 رقم 1706، ودرّة الحجال 1/ 272، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 2/ 99 رقم 411.

(2)

انظر عن (إسماعيل) في: معجم شيوخ الذهبي 101،102 رقم 124.

(3)

لم يذكر (نجم الدين) غير البرزالي.

ص: 210

بيبرس التلاوي الشدّ. وخلع عليهم ولبسوا الخلع يوم الجمعة، وحضر نائب السلطنة والأمراء والقضاة لسماع الخطبة بالمقصورة. وقرئ عقيب الجمعة تقليد قاضي القضاة نجم الدين، قراءة الشيخ شرف الدين الفزاريّ بالمقصورة أيضا. وتوجّه إلى الشبّاك، وجلس مكان القضاة، وقرئ تقليده هناك مرة ثانية

(1)

.

[وقوع كتاب باطل بيد النائب الأفرم]

وفي جمادى الأولى وقع بيد نائب السلطنة الأمير جمال الدين الأفرم كتاب إليه صورة نصيحة على لسان قطز من مماليك الأمير سيف الدين قبجق، وفيه إنّ الشيخ شمس تقيّ الدين ابن تيميّة، والقاضي شمس الدين ابن الحريري يكاتبان قبجق ويختارانه لنيابة الملك، ويعملان على الأمير، وإنّ الصدر كمال الدين ابن العطار، والشيخ كمال الدين ابن الزملكانيّ يطالعان بأخبار الأمير، وإنّ جماعة من الأمراء معهم في هذه القضية، وذكروا جماعة من مماليك الأمير وخواصّه، وأدخلوهم في ذلك.

فلما قرأ الأمير هذا الكتاب وفهمه على بطلانه وأسرّه إلى بعض الكتّاب، وطلب التعريف بمن فعله، فاجتهد في ذلك حتى وقع الخاطر والحدس على فقير يعرف باليعفوري ممّن كان نسب قبل ذلك إلى فضول وتزوير، فمسك فوجد معه مسوّدة بالكتاب المذكور بعينه، فضرب، فأقرّ على شخص آخر يعرف بأحمد القباري، كان أيضا قد نسب إليه زور ودخول فيما لا يعنيه، فضرب الآخر، فاعترف، وعيّن جماعة من الأكابر أشاروا عليهما بذلك، وكان قصدهم تشويش خاطر الأمير على خواصّه، والسعي/66 أ/في إهلاك المذكور في الكتاب، فانجلت القضيّة للأمير، وعرف الأمر فيها معرفة شافية، وعزّر الفقيرين المذكورين في مستهلّ جمادى الآخرة، ثم بعد التعزير أمر بتوسيطهما وتعليقهما في اليوم المذكور. وكذلك أيضا عزّر التاج بن المناديلي الناسخ في التاريخ المذكور، وقطعت يمينه. وهو الذي كان كتب لهما الكتاب، وخطّه معروف

(2)

.

[نيابة السلطنة بقلعة دمشق]

وفي الخامس والعشرين من جمادى الأولى انتقل الأمير سيف الدين بلبان الجوكندار المنصوري إلى قلعة دمشق متولّيا نيابة السلطنة بها مكان الأمير علم الدين أرجواش

(3)

.

(1)

خبر الإمامة في: نهاية الأرب 32/ 21، والبداية والنهاية 14/ 21،22.

(2)

خبر الكتاب في: البداية والنهاية 14/ 22.

(3)

خبر النيابة في: البداية والنهاية 14/ 22.

ص: 211

[وفاة خديجة بنت عبد الرحمن المقدسي]

492 -

وفي يوم الإثنين الرابع والعشرين من جمادى الأولى توفيت أمّ محمد، خديجة

(1)

بنت زين الدين عبد الرحمن بن أبي بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد المقدسيّ، وهي أمّ صلاح الدين، زوجة شرف الدين ابن الشيخ شمس الدين الحنبلي، ودفنت من الغد يوم الثلاثاء بسفح قاسيون، بتربة الشيخ أبي عمر.

روت لنا عن خطيب مردا، وسمعت من اليلداني، ومحمد بن عبد الهادي، وإبراهيم بن خليل، وابن عبد الدائم. وأجاز لها سبط السّلفي، وجماعة.

ومولدها تقريبا سنة سبع وأربعين وستماية بسفح قاسيون.

وكانت

(2)

امرأة صالحة، ملازمة للخير، وخدمة زوجها وأولادها.

[وفاة أسد الدين الأغرّي]

493 -

وفي يوم الأحد الثاني من جمادى الأولى مات الشيخ الكبير، أسد الدين، إبراهيم بن الليث

(3)

مسعود بن إسماعيل بن علي الأغرّي، الحنفي، ودفن بمقابر باب الصغير عن اثنتين وتسعين سنة.

ومولده سنة عشر وستماية بدمشق.

روى لنا عن ابن البراذعيّ، عن ابن عساكر.

وكان شجاعا، له همّة ونهضة، يواظب على الصلاة في الجامع، ويركب ويسافر، وله معرفة ومطالعة للكتب.

494 -

وذكر لي أنّ والده توفي سنة ثلاث عشرة وستماية، وهو صغير.

[وفاة إبراهيم النصيبي]

495 -

وتوفي الشيخ إبراهيم النصيبيّ

(4)

، شيخ رباط العدوية بالقرافة في الليلة المسفرة عن يوم السبت، لليلة إن بقيت من جمادى الأولى.

قرأت ذلك في كتاب ابن سامه.

‌جمادى الآخر

[وفاة نجم الدين الشقراوي]

496 -

وفي/66 ب/آخر نهار الإثنين مستهلّ جمادى الآخرة توفي الشيخ

(1)

انظر عن (خديجة) في: معجم شيوخ الذهبي 184 رقم 245، وأعلام النساء 1/ 334.

(2)

في الأصل: «وكان» ، وهو سهو.

(3)

انظر عن (ابن الليث) في: الدرر الكامنة 1/ 54 رقم 141.

(4)

لم يذكر (النصيبي) غير البرزالي.

ص: 212

الإمام، المحدّث، الفقيه، الفاضل، نجم الدين، أبو إبراهيم، موسى

(1)

بن إبراهيم بن يحيى الشقراوي، الحنبليّ، بدار الحديث العالية بالقرب من الرباط الناصري، بسفح قاسيون، وصلّي عليه ظهر يوم الثلاثاء بالجامع المظفّري، ودفن بسفح قاسيون بالقرب من التربة السراجية.

وكان فاضلا، حسن المجالسة، كثير الفوائد. قرأ الحديث بنفسه على الحافظ ضياء الدين، وسمع على إسماعيل بن ظفر، وعلى خلق كثير، وقرأ الكتب الكبار، وسمع الناس بقراءته، وحدّث وكتب كثيرا من الكتب، واشتغل كثيرا بالفضائل، وكان متقنا، وله نظم حسن، وينقل كثيرا من اللغة، وعنده جملة من التاريخ، وأفتى في مذهبه، رحمه الله تعالى.

[وفاة ابن معضاد الجعبري]

497 -

وتوفي الشيخ شهاب الدين أحمد بن الشيخ إبراهيم بن معضاد

(2)

بن شدّاد الجعبريّ، في الليلة المسفرة عن يوم الجمعة الخامس من جمادى الآخرة، وصلّي عليه يوم الجمعة بعد الصلاة بجامع الحاكم، ودفن ظاهر باب النصر عند قبر والده.

[وفاة ابن محبوب الحريري]

498 -

وفي سادس عشر جمادى الآخرة يوم الجمعة مات الشيخ جمال الدين، عمر بن محبوب

(3)

الحريريّ، ودفن بالصوفية.

وهو والد مجد الدين أحمد بن محبوب.

[ظهور الدابة بالنيل]

وقرأت في بعض الكتب الواردة من القاهرة المحروسة أنه لما كان بتاريخ يوم الخميس رابع جمادى الآخرة ظهرت دابّة عجيبة الخلقة من بحر النيل إلى أرض المنوفية بين بلاد منية مسود واصطبارى والراهب، وهذه صفتها: لونها لون الجاموس، بلا شعر، وآذانها

(4)

كآذان الجمل، وعيناها وفرجها مثل الناقة، يغطّي

(1)

انظر عن (موسى) في: ذيل تاريخ الإسلام 27 رقم 18، والمعين في طبقات المحدّثين 225 رقم 2326، وتذكرة الحفاظ 4/ 1483، ومعجم شيوخ الذهبي 620 رقم 927، والمعجم المختص 284،285 رقم 364، وأعيان العصر 5/ 468،469 رقم 1885، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 348، والدرر الكامنة 4/ 371 رقم 1008، والمقصد الأرشد، رقم 1120، والدر المنضد 2/ 451 رقم 1193، وشذرات الذهب 6/ 7، ومختصر طبقات الحنابلة 90.

(2)

انظر عن (ابن معضاد) في: الدرر الكامنة 1/ 96 رقم 255.

(3)

لم يذكر (ابن محبوب) غير البرزالي.

(4)

الصواب: «وأذناها» .

ص: 213

فرجها ذنب طوله شبر ونصف، طرفه كذنب السمك، ورقبتها مثل غلظ التّلّيس

(1)

المحشوّ تبنا، وفمها وشفتاها مثل الكربال، ولها أربعة أنياب، اثنان من فوق واثنان من أسفل، طولهم

(2)

دون الشبر وعرض إصبعين، وفي فمها ثمانية وأربعون ضرسا وسنّا مثل بيادق

(3)

الشطرنج، وطول بدنها من باطنها إلى الأرض شبران ونصف من ركبتها إلى حافرها/67 أ/مثل بطن الثعبان أصفر مجعّد، ودور حافرها مثل السكرجة بأربع أظافير مثل أظافير الجمل، وعرض ظهرها مقدار ذراعين ونصف، وطولها من فمها إلى ذنبها خمسة عشر قدما، وفي بطنها ثلاث

(4)

كروش، ولحمها أحمر، وزفرته مثل السمك، وطعمه كطعم الجمل، وغلظ جلدها أربع أصابع، ما تعمل فيه السيوف، وحمل جلدها على خمسة أجمال في مقدار ساعة من نقله على جمل بعد جمل، وأحضروه إلى القلعة المعمورة بحضرة السلطان، وحشوه تبنا وأقاموه بين يديه

(5)

.

[وفاة ابن أبي القاسم السلمي]

499 -

وفي جمادى الآخرة توفي الشيخ الصالح أبو غانم

(6)

بن جعفر بن أبي القاسم السلميّ، بحماه، ووصل إلينا خبر موته في عاشر رجب.

ومولده سنة خمس عشرة وستماية، تقريبا، ببلد بارين من عمل حماه.

وكان رجلا جيّدا، فقيرا، مباركا، حسن الأخلاق، كثير السكون، أقام مدّة بمقصورة الحلبيّين بجامع دمشق. وفي أواخر عمره انتقل إلى حماه، وسمع كثيرا بدمشق مع الشيخ شرف الدين الدمياطيّ وغيره من مكيّ بن علاّن، وإسماعيل العراقيّ، والضياء محمد بن أبي القاسم القزوينيّ، وعبد العزيز الكفرطابيّ، وغيرهم.

قرأت عليه «مجلس رمضان» لابن عساكر، بسماعه من مكي بن علاّن، عنه، وغير ذلك.

(1)

التّلّيس: هو الكيس الذي يستعمل لتعبئة الغلال والأتبان، ويقال له: تلّيسة أيضا. ويقابله في الفرنسية. Treillis وفي (محيط المحيط): التلّيسة هي الخصية والهنة تسوّى من الخوص فتوضع فيها الزجاجة، وكيس الحساب أيضا. والتلّيس يساوي قفيزين بالمعدّل. (السلوك ج 1 ق 3/ 929 بالحاشية رقم 5) والتلّيس الدقيق مئة وخمسون رطلا. (قوانين الدواوين، لابن مماتي- جمعه وحقّقه عزيز سوريال عطية-طبعة مصر 1943 ص 365).

(2)

الصواب: «طولها» .

(3)

البيادق: مفردها بيدق، وهو الجندي في رقعة الشطرنج.

(4)

الصواب: «ثلاثة» .

(5)

خبر الدابة في: نزهة المالك والمملوك 186 و 187، ونهاية الأرب 32/ 23،24، والدرة الزكية 80،81، وتاريخ سلاطين المماليك 109، والبداية والنهاية 14/ 22، والنهج السديد 3/ 589،590.

(6)

لم يذكر (أبا غانم) غير البرزالي.

ص: 214

‌رجب

[طواف محمل الحاج]

وفي يوم السبت خامس رجب طيف بمحمل الحاج واستبشر الناس بذلك مع وجود الأراجيف والأخبار المزعجة بأمر العدو وأنّ حركتهم قويّة ظاهرة.

[وفاة إسماعيل البعلبكي المعروف باللبناني]

500 -

وفي هذا اليوم مات الشيخ إسماعيل

(1)

بن عبد الكريم بن سلطان البعلبكي المعروف باللّبنانيّ، بسفح قاسيون، ونودي له في البلد.

وكان شيخ زاوية وفقراء.

[وفاة تقيّ الدين ابن أيبك المعرّي]

501 -

وفي يوم الثلاثاء ثامن رجب مات الشيخ تقيّ الدين، عبد الملك

(2)

ابن

(3)

أيبك المعرّي، الفقيه، مدرّس الأصبهانية بالمارستان، ودفن بباب الصغير.

وكان فقيها صالحا، متنسّكا، وابتلي بالفالج مدّة طويلة، وطال مرضه، وحدّث بشيء يسير عن ابن عبد الدائم.

[اشتداد الأمر على الناس بسبب التتار]

وفي شهر رجب جميعه كان الناس في أمر شديد وضيق بسبب التتار ودخوله البلاد، وتأخّر عسكر المسلمين عن الحضور

(4)

.

[القنوت في الصلوات]

وفي سادس عشريه قنت/67 ب/الخطيب في الصلوات الخمس، وقرئ في «صحيح البخاري» ، وشرع الناس في الجفل إلى مصر والكرك والحصون

(5)

.

[وفاة كمال الدين الزرعي]

502 -

وفي ليلة الأحد السابع والعشرين من رجب توفّي الفقيه الفاضل كمال الدين، أحمد بن عسكر بن شدّاد الزرعيّ

(6)

بسكنه بالقوصيّة، ودفن ضحى الأحد بمقابر باب الصغير إلى جانب قبّة الجوالقيّة، وحضر قاضي القضاة وجماعة.

(1)

لم يذكر (إسماعيل) غير البرزالي.

(2)

لم يذكر (عبد الملك) غير البرزالي.

(3)

الصواب: «بن» .

(4)

خبر اشتداد الأمر في: زبدة الفكرة 367، والبداية والنهاية 14/ 22.

(5)

خبر القنوت في: البداية والنهاية 14/ 22.

(6)

انظر عن (الزرعي) في: الدرر الكامنة 1/ 203 رقم 571 وفيه: «الذرعي» بالذال.

ص: 215

وكان رجلا صالحا، وفقيها، نبيها، متقشّفا، متعفّفا، مقلاّ من الدنيا، ولم يمرض، ولكن حصل له وجع من القولنج، فمات.

سمع كثيرا مع شيخه الشيخ تاج الدين من ابن عبد الدائم، وابن أبي اليسر، وغيرهما، وحدّث، وحجّ غير مرة. وكان كل سنة يسافر ماشيا إلى القدس.

[وفاة أمين الدين ابن هلال الأزدي]

503 -

وفي ليلة الأربعاء سلخ رجب توفي الصدر الكبير، الفاضل، العدل، أمين الدين، محمد بن الشيخ عماد الدين محمد بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الواحد بن هلال الأزدي

(1)

، وصلّي عليه ظهر الأربعاء بالجامع المعمور، ودفن بالجبل.

وكان مرجّحا على صدور البلد وأكابره لما عرف به من الأمانة والكفاءة والسيرة المحمودة والعفّة والصيانة، وولي نظر الديوان الكبير ونظر الجامع المعمور، ونظر الخزانة السلطانية وغير ذلك من المناصب، ولم يتعرّض له في شيء من ولاياته، بل كان ينتقل في الولايات مطلوبا مخطوبا.

وكان سمع «صحيح مسلم» من الرضيّ بن البرهان، وغير ذلك، وحدّث.

ومولده بدمشق ليلة الثامن والعشرين من رجب سنة سبع وأربعين وستماية.

[نظارة الخزانة السلطانية]

وفي يوم الأربعاء المذكور باشر نظر الخزانة السلطانية الشيخ نجم الدين ابن أبي الطيب عوضا عن أمين الدين ابن هلال المذكور، وباشر نظر الجامع المعمور الصدر جمال الدين ابن شمس الدين ابن الصدر سليمان الحنفي، عوضا عن شرف الدين ابن السّيرجيّ

(2)

.

‌شعبان

[مشيخة الشيوخ بدمشق]

وفي يوم السبت ثالث شعبان باشر مشيخة الشيوخ بدمشق الخطيب ناصر الدين بن عبد السلام، عوضا عن قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة. وبعد سفر قاضي القضاة بدر الدين كان نائبه القاضي جمال الدين الزرعيّ، باشر ذلك إلى هذا التاريخ

(3)

.

(1)

لم يذكره غير البرزالي.

(2)

خبر النظارة في البداية والنهاية 14/ 23.

(3)

خبر المشيخة في: البداية والنهاية 14/ 23.

ص: 216

[وفاة إمام مشهد ابن عروة]

504 -

/68 أ/وفي ليلة السبت عاشر شعبان توفي محيي الدين، عثمان

(1)

بن الشيخ أحمد بن عثمان بن

(2)

إمام الكلاّسة

(3)

إمام مشهد ابن عروة

(4)

، ودفن ظهر السبت بسفح قاسيون بتربتهم، وحضره جمع كبير.

وكان سمع من ابن البرهان «صحيح مسلم» ، وسمع من ابن عبد الدائم وجماعة، وحدّث.

[خروج السلطان من مصر]

وفي يوم السبت المذكور ضربت البشائر بقلعة دمشق وعلى أبواب الأمراء بسبب خروج السلطان، أعزّ الله نصره، من الديار المصرية

(5)

.

[موقعة عرض]

وفي يوم السبت المذكور وقع مصافّ بأرض عرض

(6)

بين جماعة من جيش المسلمين، وبين جماعة من التتار، ونصر المسلمون عليهم وقتلوهم وأسروا منهم، ووصلت البطاقة بذلك إلى دمشق في عشيّة الأحد، ودخلوا دمشق بمقدّمين كبيرين مأسورين من التتار يوم الخميس منتصف شعبان وهو يوم خميس النصارى، وحضر من المسلمين في هذه الوقعة: الأمير سيف الدين أسندمر، والأمير سيف الدين بهادر آص، والأمير سيف الدين كجكن، والأمير سيف الدين غرلوا العادلي، وعدم فيها الأمير سيف الدين أنس، وعلاء الدين ابن باشقرد الناصري. وكان المسلمون نحوا من ألف وخمس ماية، وكان التتار بقدرهم مرتين أو ثلاثة، وهم الطائفة التي كانت وصلت إلى القريتين، ونهبت التركمان وشعّثت.

(1)

انظر عن (عثمان) في: الدرر الكامنة 2/ 436 رقم 2567.

(2)

الصواب: «ابن» .

(3)

الكلاّسة: مدرسة لصيقة بالجامع الأموي من شماليّه، ولها باب إليه، عمّرها الشهيد نور الدين محمود في سنة 555 هـ. وسمّيت بهذا الاسم لأنها كانت موضع عمل الكلس أيام بناء الجامع. (الدارس 1/ 340 رقم 80).

(4)

مشهد ابن عروة وهو دار الحديث العرويّة، بالجانب الشرقي من صحن الجامع الأموي، ويعرف قديما بمشهد علي رضي الله عنه. ينسب إلى ابن عروة شرف الدين محمد بن عروة الموصلي المتوفى سنة 620 هـ. لأنه أول من فتحه وكان يخزّن فيه آلات تتعلّق بالجامع، وعمل له المحراب والخزانتين ووقف فيهما كتبا وجعله دار حديث. (الدارس 1/ 61،62).

(5)

خبر خروج السلطان في: زبدة الفكرة 372، والبداية والنهاية 14/ 23.

(6)

في البداية والنهاية: «غرض» وهو تحريف. و «عرض» : بضم أوله، وسكون ثانيه. بليد في برّيّة الشام يدخل في أعمال حلب، بين تدمر والرصافة الهشامية. (معجم البلدان 4/ 103). -

ص: 217

ووصلت جماعة كبيرة من الجيش المصريّ إلى دمشق في يوم الأحد ثامن عشر شعبان، ومقدّمهم الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير، والأمير حسام الدين لاجين السلحدار المعروف بالأستاذ دار المنصوري، وفيهم الأمير سيف الدين كراي المنصوري، والأمير ركن الدين بيبرس الدوادار، وعلاء الدين ابن الحاج طيبرس، وجماعة، وفرح الناس بوصولهم، وقويت القلوب بذلك، ثم وصلت جماعة من المصريين، فيهم الأمير (بدر الدين)

(1)

أمير سلاح، وأيبك الخزندار، ويعقوبا.

ثم إنّ الجيش الذي كان قد اجتمع بحماه من عسكرها، وعسكر حلب، وعسكر الحصون تأخر إلى حمص، وخرج معهم جماعة كبيرة من حماه، وتركوا أهاليهم/ 68 ب/وأموالهم، وحصل لهم مشقّة كبيرة وشدّة عظيمة، ووصلوا إلى حمص فلم يروا المقام بها أيضا، خوفا من أن يدهمهم العدوّ المخذول، فتأخّروا عن حمص، فلم يروا منزلة تليق بالجيش، فوصلوا إلى المرج يوم الأحد الخامس والعشرين من شعبان.

وذكر أنّ التتار جاوزوا حمص إلى قارا، ثم رجعوا إلى حمص. وذكر أنّ طائفة

= وعرفت هذه الموقعة بموقعة عرض، وموقعة شقحب، وموقعة مرج الصّفّر. انظر عنها في: الروض الزاهر في غزوة الملك الناصر، مخطوط بتحقيقنا، صدر عن المكتبة العصرية، صيدا، بيروت 1426 هـ. /2005 م. والنهج السديد 3/ 591، وآثار الأول بترتيب الدول 233، ونزهة المالك والمملوك 185 و 187،188، وزبدة الفكرة في تاريخ الهجرة 366 - 378، والتحفة الملوكية 163 - 173، ومختار الأخبار 120 - 132، وذيل مرآة الزمان 4/ 7 - 23، والمختصر في أخبار البشر 4/ 48،49، ونهاية الأرب 32/ 24 - 56، والدر الفاخر 81 - 100، وتاريخ سلاطين المماليك 110 - 126، ومختصر في ذكر حال الشيخ الإمام. . ابن تيمية لابن عبد الهادي، ورقة 67 ب-69 ب، ومسالك الأبصار (حوادث سنة 702 هـ.)، ودول الإسلام 2/ 208 - 210، وذيل العبر 19،20، ومرآة الجنان 4/ 235،236، وتتمّة المختصر 2/ 250،251، وأعيان العصر 4/ 6 و 5/ 86، ونثر الجمان 2/ورقة 63 ب- 64 ب، والبداية والنهاية 4/ 23 - 26، وتذكرة النبيه 1/ 245 - 252، ودرّة الأسلاك (حوادث 702 هـ.)، والإلمام بالإعلام 5/ 236 - 238، والنفحة المسكية 108،109، والجوهر الثمين 2/ 133 - 135 وتاريخ الدول والملوك لابن الفرات ج 8 (حوادث سنة 702 هـ.)، والعبر في ديوان المبتدأ والخبر 5/ 417،418، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 186، والإعلام بتاريخ أهل الإسلام ج 1 (حوادث سنة 702 هـ.) والمقفّى الكبير 2/ 187، والسلوك ج 1 ق 3/ 390 - 940، وعقد الجمان (4) 207 - 259، والنجوم الزاهرة 8/ 158 - 168، والمنهل الصافي 8/ 130،313، وفتوح النصر لابن بهادر 2/ورقة 204، وروضة المناظر في أخبار الأوائل والأواخر، لابن الشحنة، ورقة 216 ب-220 ب، وتاريخ الخلفاء 484، وتاريخ ابن سباط 2/ 577 - 580، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 415، وتاريخ الأزمنة 285، وأخبار الدول 2/ 496.

(1)

ما بين القوسين مكرّر في المخطوط.

ص: 218

منهم وصلت بعلبك وجاوزتها، ثم رجعت، وذلك على طريق الغارة والعيث والفساد.

وأصبح الناس بدمشق يوم الأحد المذكور في أمر كبير لقرب العدوّ، وتأخّر السلطان وجمهور الجيش، فشرعوا وتحرّكوا في الجفل، وذكروا أنّ هذا الجيش الذي قد اجتمع بالمرج ودمشق ليس لهم طاقة بلقاء هذا العدوّ، وإنّما سبيلهم أن يتأخّروا عنهم مرحلة مرحلة، فاختبط البلد. فلما تعالى النهار اجتمع الأمراء بالميدان، وتحالفوا على لقائهم وشجّعوا أنفسهم. ونودي بالبلد أن لا يجفل أحد ولا يسافر أحد، فسكن الناس، وجلس القضاة بالجامع وحلّفوا جماعة من الفقهاء والعامّة على حضور الغزاة.

وتوجّه الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّة إلى جهة العسكر الواصل من حماه، فأدركه بالقطيّفة

(1)

والمرج، فاجتمع بهم وأعلمهم بما اتفق عليهم رأي الأمراء بدمشق، فوافقوا على ذلك.

وفي يوم الأربعاء الثامن والعشرين من شعبان اختبط الناس كثيرا، وجفل كثير من الناس إلى القلعة، وامتلأت المنازل والطرق، وحصل التنازع في ذلك، وتشوّشت القلوب بسبب أنّ جماعة من الجيش توجّهوا إلى الكسوة وناحيتها، فتكلّم الناس أنّ هؤلاء يريدون اللحاق بالسلطان وبقية الجيش، وهذا يقتضي ترك البلد ومن فيه وراء ظهورهم، وانزعج الناس لذلك. ومن الناس من ذكر أنّ القصد أن يختاروا موضعا للوقعة يكون أصلح من المرج، فإنّ فيه حفرا ومياها كثيرة.

وذكروا/69 أ/أنّ التتار قربوا جدّا، حتى ذكروا أنه وصل منهم طائفة إلى القطيفة، ومنهم من يقول إنهم على قارا، ونزل الجيش بأسره على الجسور قبليّ دمشق، فسكن الناس بين الظهر والعصر. فلما كان بعد العصر شرع الناس يتحدّثون في رحيلهم من هناك، فمن الناس من يقول: أنا كنت فيهم وهم ثابتون لا يتغيّرون من هناك أصلا. ومنهم من يقول: قد شرع المصريّون في الرحيل، والشاميّون يتبعونهم بلا شك، واضطرب الناس.

وكان الشيخ تقيّ الدين في البلد. وأمّا القضاة فكانوا خرجوا مع الجيش. وبات الناس ليلة الخميس، ففي أول الليل رأى الناس نيرانهم وخيمهم، وفي آخره لم يروا لهم أثرا، فأصبح الناس بكرة الخميس وقد اشتدّ الأمر واضطرب البلد، وغلّقت الأبواب، وازدحم الناس في القلعة، وهرب من قدر، وخرج الشيخ تقيّ الدين بكرة إلى جهتهم، ففتح له باب النصر بمشقّة، وحصل له لوم من الناس لكونه كان من

(1)

القطيّفة: تصغير القطيفة. وهي قرية دون ثنيّة العقاب للقاصد إلى دمشق في طرف البرّيّة من ناحية حمص. (معجم البلدان 4/ 378).

ص: 219

موانع، الجفل، وبقي البلد لا متولّي فيه، والناس رعاع، وغلا السعر حتى بيع الخبز ثلاث أواق بدرهم، وانحصر الناس فلا يجسر أحد على الخروج إلى بستانه ولا مزرعته ولا داره، وخرجت الشلوح واللصوص إلى البساتين يقطعون الفواكه قبل أوانه وكذلك الزروع والبقول وغير ذلك. والناس في حيرة، وحيل بينهم وبين خبر الجيش، وانقطعت الطريق إلى الكسوة

(1)

في ساعة واحدة، فيرجع هذا وهو مجروح، وآخر وهو مشلّح، وظهرت الوحشة على البلد والحواضر، وليس للناس غير الصعود في مواذن الجامع ينظرون كذا وكذا، فتارة يقولون: رأينا سوادا وغبرة من جهة المرج، فيخاف الناس ويجزمون أنّ التتار قد أحاطت بهم. وينظرون إلى جهة الكسوة، فيقولون: ليس ثم شيء بالكليّة، ويتعجّبون لما فعل الله تعالى بهذا الجيش، وأزاله في لحظة مع الكثرة وجودة العدد والسلاح/69 ب/والثياب والهيئات، ثم يقولون: ليس لهم من يجمعهم على أمر واحد، ولهذا حصل فيه الفشل والجبن والتخاذل وكثر اللجا

(2)

إلى الله تعالى. وقال الناس: قد بقينا أكلة في هذا البلد، فإنّ الأسباب قد زالت، الجيش بأسره توجّه عنّا وخذلنا، حتى أرباب الوظائف مثل الوالي ونحوه، فلا يرى في البلد جنديّ ولا فرس، والعدد الموجودة في البلد حملت إلى القلعة، والأكابر والقضاة الذين دخلوا تلك المرّة في المداراة وحقن الدماء توجّهوا بأسرهم. ومنهم من دخل القلعة، وانقطعت الآمال. وألحّ الناس في الدعاء في القنوت وعقيب الصلوات.

وكان هذا اليوم وهو يوم الخميس التاسع والعشرين من شعبان يوما عظيما هائلا جدّا، بحيث لو علم الناس أنّ الأمر يقع هكذا لما سكن أحد ولا أقام، ولو منعه ألف مانع، وكان بذل ما يملكه على الخلاص من ذلك.

وفي آخر هذا اليوم بعد العصر وصل الأمير فخر الدين إياس المرقبيّ من أمراء دمشق وذكر خيرا وقال: إنّ العساكر قد اجتمعت، والقصد هو انضمام الجيش بعضه إلى بعض، ووصول السلطان، وهذا قد حصل وهم راجعون، ذكروا أنه وصل يكشف هل أحاط العدوّ بالبلد. وكان القياس يقتضي ذلك لولا رحمة الله تعالى وعطفه ولطفه سبحانه وتعالى، فإنه لم يبق بيننا وبينهم حاجز، فإنهم كانوا على المعيصرة، وقد ذهب الجيش وتقدّم عن البلد إلى شقحب، وذهب اليزك ولحق بالجيش، فكان ممّن وصل منه الأمير سيف الدين سمز، فمرّ بالبلد وحذّر الناس، وأمر متولّي القلعة لشمس الدين الخطيري أن يتكلّم في أمر الولاية، ولابن النخيلي في الحسبة. وأمسى الناس عشيّة هذا اليوم الشديد وعندهم سكون يسير بسبب ما أخبرهم المرقبيّ. ومع هذا فالقلوب واجفة.

(1)

الكسوة: قرية في أول منزل تنزله القوافل إذا خرجت من دمشق إلى مصر. (معجم البلدان 4/ 461).

(2)

الصواب: «اللجوء» أو «الالتجاء» .

ص: 220

وكان نودي في البلد بتطييب الخواطر، وأنّ السلطان واصل، ونائبه قبجق. ثم ذكر/70 أ/أنّ هذه النيابة لا حقيقة لها، وحصل التعجّب من الإقدام على ذلك.

[وفاة علاء الدين الإربلي]

505 -

وممّن مات في شعبان علاء الدين، علي بن الأصيل

(1)

عبّاس بن نبهان الإربليّ، في ليلة الجمعة الثالث والعشرين منه، ودفن يوم الجمعة بالجبل.

[وفاة عفيف الدين الأعناكي]

506 -

وعفيف الدين، أحمد بن علي بن أحمد بن عقيل الأعناكيّ

(2)

، في ليلة الأربعاء ثامن عشري الشهر المذكور، ودفن بالجبل أيضا.

[رؤية هلال شهر رمضان]

وأمسى الناس في ذلك اليوم الشديد يوم الخميس سلخ شعبان. وكانت السماء مغيّمة، فحضر من شهد بالرؤية، فثبت عند قاضي القضاة تقيّ الدين الحنبليّ، فعلّقت القناديل وصلّيت التراويح، واستبشر الناس بدخول الشهر المبارك، ولعلّ الله تعالى أن يفرّج ويرحم بفضله

(3)

.

‌شهر رمضان

[تناقض الأخبار عن حقيقة الموقعة في عرض]

وأصبح الناس بكرة الجمعة مستهلّ رمضان وهم في حزن بسبب أنّ الأخبار قد عمّيت من جهة الجيش ولا يصح خبر. وصلّيت الجمعة، وحصل بعدها أخبار بأنّ التتار نزلوا المرج والغوطة وشلّحوا وأسروا بدومة، وحرستا، وسقبا، وعربيل.

ووصل قبل صلاة الجمعة الأمير سيف الدين غرلوا ومعه جماعة، فتحدّث مع متولّي القلعة، ورجع، فلم يعلم الناس حقيقة الحال، فمنهم من يقول: وصل كاشفا ما حدث بالبلد من العدوّ.

وأصبح الناس بكرة السبت فرأوا سوادا وغبرة من العدوّ إلى جهة العساكر الإسلامية، فغلب على الظنّ أنّ الوقعة في هذا اليوم، فابتهلوا بالدعاء إلى الله تعالى بالجامع والبلد، وطلع النساء والصغار على الأسطحة وكشفوا روسهم

(4)

، وضجّ أهل

(1)

لم يذكر (ابن الأصيل) غير البرزالي.

(2)

لم يذكر (الأعناكي) غير البرزالي.

(3)

خبر الهلال في: نهاية الأرب 32/ 57.

(4)

الصواب: «رؤوسهم» .

ص: 221

البلد ضجّة عظيمة. ووقع في ذلك الوقت مطر عظيم غزير. ثم سكت الناس. فلما كان بعد الظهر قرئت بطاقة بالجامع تتضمّن أنه في الساعة الثانية من نهار السبت هذا اجتمعت الجيوش، ووصل الركاب السلطاني إلى مرج الصّفّر. وفيها ظلّ الدعاء من الناس والأمر بحفظ القلعة والبلد

(1)

.

ثم وردت بطاقة أخرى/70 ب/فقرئت بين الظهر والعصر مكتوبة في الساعة الرابعة من نهار السبت المذكور تتضمّن قرب أمر الوقعة. وطلب الدعاء وحفظ القلعة والتحرّز على الأسوار، فدعا الناس في الماذنة والجامع والبلد، وانقضى النهار، وكان يوما مزعجا هائلا.

وأصبح الناس يوم الأحد وشرعوا في التحدّث بكسر التتار من أول النهار.

وخرج خلق كثير إلى جهة الكسوة فرجعوا برؤوس من رؤوسهم وبشيء من المكاسب، وصارت أدلّة الكسرة تقوى قليلا قليلا، والناس مما طرقهم من شدّة الخوف لا يصدّقون.

فلما كان بعد الظهر قرئ كتاب السلطان إلى متولّي القلعة يخبر فيه باجتماع الجيش ظهر السبت بشقحب وبالكسرة. وبعد العصر قرئت بطاقة من نائب السلطنة الأمير جمال الدين فيها تصريح بالمقصود أكثر من الكتاب السلطاني، من مضمونها أنّ الوقعة كانت من عصر السبت إلى الساعة الثانية من يوم الأحد، وأنّ السيف كان يعمل في رقابهم ليلا ونهارا، وأنهم هربوا وركنوا إلى الفرار، ومنهم من اعتصم بالهضاب والتلال، وأنه لا يسلم منهم إلاّ القليل. فأمسى الناس وقد استقرّت خواطرهم وتباشروا بهذا الأمر العظيم والنصر المبارك، ودقّت البشائر بالقلعة من أول النهار المذكور. وبعد الظهر نودي في القلعة بإخراج من دخلها من الجفّال، فشرع الناس في نقل أمتعتهم وحوائجهم.

ووقع أيضا بين الظهر والعصر مطر عظيم غزير.

[دخول ابن تيميّة دمشق]

وفي يوم الإثنين رابعه وصل الناس من الكسوة، ودخل الشيخ تقيّ الدين وأصحابه بكرة النهار والناس يهنّؤنهم ويدعون لهم. وخرج خلق كثير من البلد إلى مكان الوقعة للفرجة والعيان والمكاسب

(2)

.

[النداء بعدم المبيت بدمشق]

ووصل نائب الشام الأمير جمال الدين الأفرم والعسكر الشامي وتوجّهوا إلى

(1)

البداية والنهاية 14/ 24،25.

(2)

خبر ابن تيمية في: البداية والنهاية 14/ 25،26.

ص: 222

جهة المرج، ونودي أن لا يبيت بالبلد منهم أحد إلاّ شنق. وذكر أنّ ذلك للإسراع خلف المنهزمين. ونودي: من أراد الغزاة فليخرج إلى النفير.

/71 أ/وقيل: إنّ هناك طائفة كبيرة منهم.

[وصول السلطان]

وفي يوم الثلاثاء خامسه وصل السلطان، أعزّه الله تعالى، وبين يديه الخليفة المستكفي بالله، ونزل بالقصر ظاهر دمشق، وزيّن البلد، وترك الخطيب القنوت في الصلوات

(1)

.

[استشهاد الأمير لاجين الرومي]

507 -

وممّن استشهد في هذه الوقعة المباركة الأمير حسام الدين، لاجين الرومي

(2)

أستاذ الدار وأكثر أصحابه، منهم ثمانية مقدّمون.

[استشهاد ولد الملك الكامل]

508 -

وصلاح الدين ولد الملك الكامل بن السعيد بن الصالح إسماعيل، وحمل فدفن بالجبل بكرة الأربعاء سادس رمضان.

[استشهاد الأمير ابن الجاكي]

509 -

والأمير علاء الدين ابن

(3)

ألجاكي، من أمراء دمشق.

[استشهاد ابن دود التركماني]

510 -

وعلاء الدين ابن دود

(4)

التركمانيّ.

[استشهاد أيدمر المنصوري]

511 -

وعزّ الدين أيدمر

(5)

المنصوري الناصريّ، نقيب المماليك السلطانية.

[استشهاد سنقر شاه]

512 -

وشمس الدين سنقر شاه أستاذ دار الأمير ركن الدين الجالق.

(1)

خبر وصول السلطان في: نزهة المالك والمملوك 188، والبداية والنهاية 14/ 26.

(2)

انظر عن (لاجين الرومي) في: زبدة الفكرة 376، والدرر الكامنة 3/ 270 رقم 704، ونزهة المالك والمملوك 187، وذيل تاريخ الإسلام 27،28 رقم 19، وذيل العبر 20، ودول الإسلام 2/ 110، وأعيان العصر 4/ 176 - 178، والدر الفاخر 88، والنفحة المسكية 109، والسلوك ج 1 ق 3/ 947، وعقد الجمان (4) 252 و 253، والنجوم الزاهرة 8/ 206، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 413،414.

(3)

الصواب: «بن» .

(4)

في زبدة الفكرة 377 «علي بن ددا» .

(5)

انظر عن (أيدمر) في: زبدة الفكرة 377، ونزهة المالك والمملوك 187.

ص: 223

[استشهاد ابن الفاخري]

513 -

وشهاب الدين ابن الفاخري.

[استشهاد عزّ الدين أيبك]

514 -

وعزّ الدين، أيبك أستاذ دار الملك الكامل.

[استشهاد ابن يعقوبا]

515 -

وعزّ الدين محمود بن الأمير يعقوبا، من المقدّمين.

[استشهاد إيليا بن قرمان]

516 -

والأمير حسام الدين إيليا

(1)

ابن

(2)

قرمان.

[استشهاد سنقر الشمسي]

517 -

وجمال الدين، سنقر الشمسي الحاجب، من أمراء ديار مصر.

[استشهاد سنقر الكافري]

518 -

وشمس الدين سنقر الكافري

(3)

، أمير أيضا من الميمنة.

[استشهاد ابن عبيدان البعلبكي]

519 -

ومن الفقهاء إبراهيم بن عبيدان البعلبكي، الحنبليّ.

[دخول السلطان القلعة]

ودخل السلطان القلعة يوم الخميس سابع رمضان، وصلّى بها الجمعة ثامنه.

ووقع يوم الجمعة المذكور بعد الصلاة مطر عظيم وبرد كبار، لكن لم يطل أمره

(4)

.

[الخلعة على النواب]

وفي يوم الخميس رابع عشره خلع على النوّاب وأمر كلّ منهم بالرجوع إلى مكانه

(5)

.

[وفاة عماد الدين ابن عساكر]

520 -

وفي ليلة الخميس رابع عشر رمضان مات عماد الدين، حسين بن

(1)

في زبدة الفكرة 376 «مبارز الدين أوليا» ، وهو في: نزهة المالك والمملوك 187، والدرّة الزكية 88.

(2)

الصواب «بن» .

(3)

انظر عن (سنقر الكافري) في: زبدة الفكرة 376.

(4)

خبر السلطان في: نزهة المالك والمملوك 188، والبداية والنهاية 14/ 26، ومختار الأخبار 125.

(5)

خبر الخلعة في: البداية والنهاية 14/ 26.

ص: 224

بدر الدين محمد بن الحسين بن علي بن عساكر، ودفن من الغد بباب الصغير.

وكان مرض مدّة طويلة، سمع معنا، وكان شابّا حسنا، رحمه الله تعالى.

[ولاية البلد]

وعزل علاء الدين ابن النّحاس من ولاية البلد، وولّي مكانه الأمير علاء الدين أيدغدي أمير علم

(1)

.

[ولاية البرّ]

وعزل صارم الدين إبراهيم والي الخاص من ولاية البرّ، وولّي عوضه حسام الدين لاجين الحسامي، ويعرف بالصغير. وكان ذلك يوم الإثنين الخامس والعشرين من شهر رمضان

(2)

.

[هلاك الكثير من التتار]

/71 ب/وهلك من التتار في هذا الشهر المبارك خلق عظيم بأرض الشام من يوم المصافّ وإلى أن قطعوا الفرات، ومنهم خلق غرقوا في الفرات، وقوم هلكوا جوعا وعطشا، وقوم أدركوا وقتلوا وتبدّد شملهم، وحصل لهم الخذلان من الله سبحانه.

[تشليح الجفّال]

وممّن كان جفل من دمشق قبيل الوقعة بثلاثة أيام وأربعة وسار مسرعا أخذوا وشلّحوا وذهبت أموالهم وأثاثهم. وكان عذرهم في الإسراع أنه لحقهم قوم ممّن انهزم من الجيش، فذكروا لهم أنّ الكسرة كانت على المسلمين، فكانوا يسرعون أشدّ الإسراع خوفا من أن تلحقهم التتار.

[الغلاء بالقاهرة]

ووصل إلى القاهرة بعض المنهزمين من الجيش، فحصل تشويش وغلاء السعر، وتحيّر الناس، ولكن لم يطل الأمر حتى انجلا

(3)

وانكشف، وظهر أمر الله تعالى.

‌شوال

[سفر السلطان إلى مصر]

وسافر السلطان الملك الناصر-أعزّ الله نصره-بمن تأخّر من الجيش المصري إلى الديار المصرية في يوم الثلاثاء ثالث شوال ضحى النهار، أصحبهم الله السلامة

(4)

.

(1)

خبر الولاية في: البداية والنهاية 14/ 26.

(2)

خبر ولاية البر في: البداية والنهاية 14/ 26.

(3)

الصواب: «انجلى» .

(4)

خبر السفر في: نزهة المالك والمملوك 188، والبداية والنهاية 14/ 26.

ص: 225

[مشيخة الصوفية بدمشق]

وطلب الصوفية من نائب السلطنة أن يولّي عليهم المشيخة بدمشق الشيخ صفيّ الدين الهندي مدرّس الظاهرية، فأجابهم وأذن له في المباشرة يوم الجمعة سادس شوال عوضا عن ناصر الدين ابن عبد السلام

(1)

.

[وفاة برهان الدين الإسكندري]

521 -

وفي بكرة الثلاثاء الرابع والعشرين من شوال توفي الشيخ الإمام، العالم، المقرئ، الزاهد، الورع، برهان الدين، أبو إسحاق، إبراهيم بن فلاح

(2)

بن محمد بن حاتم الإسكندري، وصلّي عليه ظهر النهار، ودفن بمقبرة باب الصغير بالقرب من قبر الفندلاوي المالكي، وعمل عزاؤه بكرة الأربعاء تحت النسر بالجامع.

وكان شيخا مباركا، من المعروفين بالعلم والصلاح وإقراء القراءآت السبع، ملازما لوظائفه، له تلامذة وأصحاب، وباشر نيابة الخطابة مدّة طويلة عن جماعة من الخطباء. وكان مدرّسا ومعيدا، واستنابه القاضي بدر الدين في سفره إلى مصر في القضاء أيضا مع الخطابة.

وروى الحديث عن ابن عبد الدائم. وسمع أيضا من فرج الحبشيّ مولى القرطبي، وعماد الدين ابن الحرستانيّ، وابن أبي اليسر، وجماعة من أصحاب/72 أ/ الخشوعي، وابن طبرزد.

وكان حسن الهيئة، متواضعا، متودّدا، كثير الديانة.

وذكر أنّ مولده سنة ستّ وثلاثين وستماية تقريبا بالإسكندرية.

[دخول السلطان إلى القاهرة]

وفي يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من شوال دخل السلطان والعساكر إلى القاهرة منصورين سالمين غانمين، وزيّن البلد، وكان دخولا عظيما

(3)

.

(1)

خبر المشيخة في: البداية والنهاية 14/ 26،27.

(2)

انظر عن (ابن فلاح) في: البداية والنهاية 14/ 27، والدرر الكامنة 1/ 53 رقم 138، ومعجم شيوخ الذهبي 118،119 رقم 149، وتذكرة الحفاظ 4/ 1483، والمعجم المختص 61، 62 رقم 68، وبرنامج الوادي آشي 118، وغاية النهاية 1/ 22،23 رقم 23، وحسن المحاضرة 1/ 506.

(3)

خبر السلطان في: نزهة المالك والمملوك 188، والبداية والنهاية 14/ 27، والتحفة الملوكية 169، ومختار الأخبار 127، وتذكرة النبيه 1/ 252، والجوهر الثمين 2/ 135، والنفحة المسكية 110، والدر الفاخر 82 - 88، والسلوك ج 1 ق 3/ 939،940، وعقد الجمان (4) 353، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 414، والنهج السديد 3/ 592.

ص: 226

[وفاة فخر الدين عامل ديوان السُبع]

522 -

وفى آخر يوم من شوال مات الشيخ فخر الدين، عثمان بن علي، عامل ديوان السبع، ودفن بالجبل.

وكان رجلا جيّدا من أهل القرآن، وفيه معرفة ونهضة.

‌ذو القعدة

[وفاة نجم الدين ابن البُزوري]

523 -

وفي أول يوم من ذي القعدة بلغني وفاة الشيخ نجم الدين، معتوق

(1)

بن محفوظ بن معتوق به أبي بكر بن عمر بن محمد بن عمارة بن محمد بن البُزُوري الواعظ، ببغداد.

ومولده في أول سنة إحدى وخمسين وستماية.

وكان بارعا فى فنّه، على وعظه روح وحلاوة، وينظم في الحال.

[وفاة كمال الدين ابن عوض]

524 -

وكذلك وصل الخبر بوفاة كمال الدين ابن عوض الحنبلي، الصوفيّ، بحماه.

[مقتل تقيّ الدين ابن إمام الكلاّسة]

525 -

وفي ليلة الأحد سادسه وجد الشيخ شمس الدين إمام الكلاّسة في داره رجلا مختبئا في الطهارة، فأخرجه، وحضر ولده تقيّ الدين أحمد فضرب الرجل، فأخرج الرجل سكّينا وجرحهما بها، فمات تقيّ الدين أحمد في ساعته، وحضر الجرائحيّ فلم يدركه، فنظر في جراحة الشيخ وعزّاه في الولد. واجتمع الناس بكرة الأحد عنده للتعزية في هذا المصاب، ودفن بتربتهم بالجبل ضحى النهار.

وكان قد خلف عمّه في إمامة مشهد عروة، وناب عن أبيه في محراب الكلاّسة، رحمه الله، وأناله رتبة الشهدا.

ووُجد القاتل بكرة الجمعة ثامن عشر الشهر المذكور، وشُنق بعد اعترافه.

[وفاة الأمير ألبكي المنصوري]

526 -

وفي يوم الثلاثاء ثامن ذي القعدة مات الأمير الكبير فارس الدين، ألبكي

(2)

المنصوريّ، نائب السلطنة بحمص، بها.

(1)

انظر عن (معتوق) في: الدرر الكامنة 4/ 352 رقم 961.

(2)

انظر عن (ألبكي) في: نهاية الأرب 32/ 59، والدرر الكامنة 1/ 404،405 رقم 1040.

ص: 227

وكان أميرا مقدّما، وهو رفيق قِبجَق وبكتَمُر السلحدار في الدخول إلى التتار.

[وفاة الأمير شمس الدين العَينتابي]

527 -

وفي ليلة الجمعة ثامن عشر ذي القعدة مات بدمشق الأمير الكبير شمس الدين العينتابيّ

(1)

، ودفن بسفح قاسيون.

وكان مقدّم ألف فارس.

[وفاة كمال الدين ابن قنان الشيباني]

528 -

وفي ليلة الأربعاء الثالث والعشرين من ذي القعدة توفي/72 ب/الشيخ العالم، الفاضل، الصدر، الكبير، كمال الدين، أبو العباس، أحمد بن أبي الفتح بن محمود بن أبي الوحش

(2)

أسد بن سلامة بن سلمان بن قنان الشيبانيّ، كاتب الدرج، المعروف بابن العطّار، بداره بدمشق، وصُلّي عليه بالجامع المعمور في الساعة الرابعة من النهار، وحُمل إلى الجبل، فدُفن بتربة له بنواحي الكهف. وحضره جمع كبير من أعيان البلد، وكثُر الثناء عليه والتأسّف لفقده، فإنه كان على وظيفته من أكثر من أربعين سنة والناس شاكرون له، راضون طريقته.

وكان فيه تلاوة قرآن وملازمة للصلوات في الجماعة، وفضيلة وافرة، وعنده فوائد وكتب جليلة، ومحبّة لإسماع الحديث النبويّ.

روى عن ابن المقيّر، وابن الشيرازي، والسخاوي، وجماعة. وله إجازات من بغداد والديار المصرية والشامية.

وكان حَسَن السيرة، قريبا إلى الناس، متواضعا، وافر العقل، له النظم الحَسَن، والنثر الفائق، وكتب المنسوب، ولم يزل مبجّلا مقدّما بحُسن تصرّفه وغزارة عقله.

ومولده بدمشق في شعبان سنة ستّ أو سبع وعشرين وستماية، الشك منه.

[وفاة مجد الدين ابن نبهان]

529 -

وفي الليلة المذكورة توفي مجد الدين ابن نبهان عامل ديوان الجيش، أخو شرف الدين ابن نبهان، وصلّي عليه ظهر الأربعاء بالجامع، ودُفن بالجبل.

وكان شابّا حسنا.

[وفاة كمال الدين الحنفي]

530 -

وفي يوم الأحد بُكرة النهار العشرين من ذي القعدة توفّي القاضي

(1)

اسمه: «سُنقر» كما في: نهاية الأرب 32/ 59.

(2)

انظر عن (ابن أبي الوحش) في: نهاية الأرب 32/ 59، والبداية والنهاية 14/ 27.

ص: 228

الفقيه، الإمام، العالم، كمال الدين

(1)

، أبو الحسن، علي بن الشيخ شهاب الدين أحمد بن علي بن يوسف بن إبراهيم الحنفيّ، قاضي حصن الأكراد. وكانت وفاته به، ودفن قبل الظهر من يومه بتربة الخطيب.

وبقي قاضيا في الحصن المذكور مدّة طويلة.

وسمع «البخاري» من ابن الزبيدي حضورا، وسمع من ابن اللتّي، وجعفر، وجدّ والده عبد الحق بن خلف، وغيرهم. وحدّث.

ومولده تقريبا سنة ثمان وعشرين وستماية بسفح قاسيون.

‌ذو الحجة

[وفاة الملك العادل كتبغا]

531 -

وفي يوم عيد الأضحى يوم الجمعة توفي الملك العادل، زين الدين، كتبغا

(2)

/73 أ/بن عبد الله المنصوري، بحماه.

ووصل الخبر إلى دمشق بكرة الأحد ثاني عشر ذي الحجّة، ونقل من حماه بعد ذلك إلى التربة التي بنيت له بسفح جبل قاسيون، بالقرب من الرباط الناصري.

وكان رجلا جيّدا، ديّنا، كان [من]

(3)

أكابر المنصورية، وقام بأمر الملك مدّة، ثم خلع وأقام بصرخد مدّة، ثم نقل إلى حماه.

[وفاة علاء الدين العطار]

532 -

وتوفّي علاء الدين، علي بن الشهاب أحمد بن عبد القادر العطّار،

(1)

انظر عن (كمال الدين) في: الدرر الكامنة 3/ 19 رقم 36، ومعجم شيوخ الذهبي 359 رقم 516.

(2)

انظر عن (كتبغا) في: ذيل تاريخ الإسلام 28،29 رقم 21، وذيل العبر 22، ودول الإسلام 2/ 210، وتالي كتاب وفيات الأعيان 131،132 رقم 208، والدرّ الفاخر 109، والمختصر في أخبار البشر 4/ 49، ومرآة الجنان 4/ 238، وتاريخ ابن الوردي 2/ 151،152، والبداية والنهاية 14/ 27،28، والسلوك ج 1 ق 3/ 947، وتاريخ ابن خلدون 5/ 418، وتذكرة النبيه 1/ 254، وأعيان العصر 4/ 144 - 146 رقم 1793، والوافي بالوفيات 24/ 318، وتحفة ذوي الألباب 2/ 193، وفوات الوفيات 3/ 218، وعقد الجمان (4) 295،296، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 162، ومآثر الإنافة 2/ 125، والدرر الكامنة 3/ 262 - 264 رقم 681، والنجوم الزاهرة 8/ 206، والدليل الشافي 2/ 553 رقم 1897، والمنهل الصافي 9/ 115 - 118 رقم 1904، ونزهة الأساطين 89، والجوهر الثمين 2/ 319، والبدر الطالع 2/ 58 رقم 380، وتاريخ ابن سباط 2/ 580، وتاريخ الأزمنة 286، وشذرات الذهب 6/ 5، ونهاية الأرب 32/ 59،60، والنهج السديد 3/ 596.

(3)

إضافة على الأصل.

ص: 229

المتطبّب، عشيّة السبت، ودفن يوم الأحد ثاني عشر ذي الحجّة بباب الفراديس.

وكان شابّا صالحا، مواظبا على الصلوات بالجامع، كثير التودّد إلى الناس.

[وفاة شمس الدين الصنهاجي]

533 -

وفي يوم الثلاثاء رابع عشر ذي الحجّة توفي الشيخ الفقيه، الإمام، العالم، شمس الدين، محمد بن إبراهيم بن يحيى الصنهاجي

(1)

، المالكيّ، إمام المالكية بجامع دمشق. وكانت وفاته بالمارستان الصغير، وصلّي عليه عصر النهار بالجامع، ودفن بباب الصغير قبالة مقبرة الشيخ زين الدين الزواوي.

وكان فقيها، فاضلا، من أهل العلم والصلاح وملازمة الاشتغال، وولّي عوضه في الإمامة الشيخ الإمام أبو الوليد بن الحاج الإشبيلي، نفع الله به.

[الزلزلة بمصر والشام]

وزلزلت الأرض بدمشق في بكرة الخميس الثالث والعشرين من ذي الحجّة، ووصل خبرها من الديار المصرية وبلاد الشام جميعه، وكان لها تأثير كبير بديار مصر وبصفد وبالإسكندرية، وقتل خلق كثير فيها، وسقطت دور لا تحصى، وتشقّقت الحيطان، والتطمت البحار، وغرقت المراكب، ولم يعهد مثلها، وسلّم الله تعالى أهل الشام

(2)

.

(1)

انظر عن (الصنهاجي) في: الدرر الكامنة 3/ 299 رقم 800.

(2)

خبر الزلزلة في: نزهة المالك والمملوك 189، والتحفة الملوكية 173، وزبدة الفكرة 378، 379، ونهاية الأرب 32/ 57، وذيل العبر 20،21، والطالع السعيد 404، و 506، ومرآة الجنان 4/ 236، والمختصر في أخبار البشر 4/ 50، وتاريخ ابن الوردي 2/ 252، وتاريخ سلاطين المماليك 126 - 128، ونثر الجمان 2/ورقة 65 أ، والبداية والنهاية 14/ 27، وتذكرة النبيه 1/ 253، والنفحة المسكية 110، والجوهر الثمين 2/ 136، والسلوك ج 1 ق 3/ 942 - 945، وعقد الجمان (4) 260 - 265، والنجوم الزاهرة 8/ 201، وتاريخ الخلفاء 484، وحسن المحاضرة 2/ 159، وكشف الصلصلة 200 - 205، والدرر الكامنة 3/ 415، وتاريخ ابن سباط 2/ 582، ومنتخب الزمان 2/ 339، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 416،417، والنهج السديد 3/ 592 - 594، وفيه قال ابن أبي الفضائل: «وفيها في بكرة يوم الخميس الثالث والعشرين من ذي الحجة زلزلت الأرض وامتدّت في جميع بلاد الشام، وكان بصفد لها تأثير كبير بحيث وقع برجين (!) من أبرجة القلعة، وامتدّت إلى ديار مصر فأثّرت تأثيرا كبيرا وأقامت على ذلك تقدير ربع ساعة وكان لها دويّ مثل دويّ الهوى (!) وهدّمت منائر الجامع الحاكمي ووقعت أكثر جدرانه وخرّب خرابا شنيعا ولم تكن أثرت في شيء أكثر منه، وتشقّقت مأذنة (!) المدرسة المنصورية إلى أن احتيج إلى هدمها وإعادتها وكذلك جامع الفكّاهين المعروف بإنشاء الخليفة الظافر أحد الخلفاء المصريين وكذلك جامع مصر وجامع الصالح، وأكثر ما أثرت في المساجد والجوامع ثم عمّروا كما كانوا وكانت العمارة في سنة أربع-

ص: 230

[وفاة ابن الصارم قيماز]

534 -

وفي ليلة الإثنين السابع والعشرين من ذي الحجّة توفي الشيخ الصالح، المسند، شمس الدين، محمد بن الصارم قيماز

(1)

بن عبد الله، عتيق بشر الطحّان الدمشقيّ، بدمشق، ودفن ضحى يوم الإثنين بمقبرة باب الفراديس.

وكان شيخا مباركا، ممّن قرأ السبعة على السخاوي، وسمع الحديث من: ابن الزبيدي، وابن اللتي، وابن صبّاح، والفخر الإربلي، وغيرهم. وتفرّد بالسماع من ابن باسويه المقرئ، ومحمد بن نصر بن ناصر بن قوام الرصافي.

/73 ب/وحدّث ب «صحيح البخاري» كاملا عن ابن الزبيدي بسنده. قرأته عليه.

ومولده في آخر سنة تسع عشرة أو أول سنة عشرين وستماية بدمشق.

535 -

وكان أبوه طحّانا ذا ثروة. مات سنة ستّ وثلاثين وستماية.

وكذلك كان معتقه بشر طحّانا، كثير المال من الحنابلة.

[وفاة نور الدين التلمساني]

536 -

وفي ليلة الجمعة الرابع والعشرين من ذي الحجّة توفي الشيخ الصالح،

= وسبعمائة، وهدمت منارة الإسكندرية، وخربت دمنهور الوحش خرابا شنيعا، وكذلك مدينة أبيار ومدينة قوص، وحصل الخراب في كل الديار المصرية، وطلع البحر المالح إلى الإسكندرية، وغرق شيء كثير من قماش القصّارين وغلال كثيرة كانت على ساحل البحر، الجميع تلف بالغرق، وهاج البحر هيجان عظيم (!)، وهدم عدّة أبرجة من الإسكندرية. قال وبقيت الأرض ترجف إلى مدّة عشرين يوما والناس خائفين مرجوفين. وممّا قيل في الزلزلة: ما بال أرضكم البسيطة مالها قد زلزلت عند الضحى زلزالها أهوى لها بنيان كل مشيّد وارتاع ذعرا من رأى أهوالها أقول: ومما ذكروه في الزلزلة زعموا أنّ الأبخرة والأدخنة الكثيرة إذا اجتمعت تحت الأرض ولا يقاومها برودة حتى تصير ماء وتكون مادّتها كثيرة لا تقبل التحليل بأدنى حرارة ويكون وجه الأرض صلبا لا يكون فيها منفذ ومسامّ، فالبخارات إذا قصدت الصعود لا تجد المسامّ والمنافذ فتهتزّ منها بقاع الأرض وتضطرب كما يرتعد بدن المحموم عند شدّة الحمّى بسبب رطوبات عفنة احتبست في خلل أجزاء البدن فتشتعل فيها الحرارة العزيزية فتذيبها وتحلّلها وتصيّرها بخارا ودخانا فتخرج من مسامّ جلد البدن فيهتزّ من ذلك البدن ويرتعد ولا يزال كذلك إلى أن تخرج تلك الموادّ، فإذا خرجت يسكن، وهكذى (!) حركات بقاع الأرض بالزلازل فربّما ينشقّ ظاهر الأرض وتخرج من الشق تلك الموادّ المحتبسة دفعة واحدة. والله أعلم بحقائق الأمور».

(1)

انظر عن (ابن قايماز) في: الإعلام بوفيات الأعلام 294، وذيل تاريخ الإسلام 29،30 رقم 22، وذيل العبر 22،23، ومعجم شيوخ الذهبي 555،556 رقم 823، وتذكرة الحفاظ 4/ 1483، ومعرفة القراء الكبار 2/ 731 رقم 700، ومرآة الجنان 4/ 238، وأعيان العصر 5/ 72،73 رقم 1719، وغاية النهاية 2/ 233، وذيل التقييد 1/ 208،209 رقم 394، والدرر الكامنة 4/ 143، والنجوم الزاهرة 8/ 201، وشذرات الذهب 6/ 7.

ص: 231

المقرئ، نور الدين، علي بن عبد الحق بن يوسف بن محمد التلمساني، الأنصاري، المعروف بابن المغربيّ. كانت وفاته بقرية حموريّة ودفن هناك.

وروى لنا عن مكي بن علاّن. وسمع على جماعة، منهم: الصدر البكري، وابن سلمة.

وباشر الإمامة بالتربة الأشرفية بدمشق مدّة، وكان يقرأ قراءة حسنة بصوت طيّب.

ومولده في ليلة النصف من شعبان سنة إحدى وعشرين وستماية بدمشق.

[وفاة بهاء الدين ابن جرير الرّقي]

537 -

وفي ذي الحجّة بعد العيد مات بسلمية القاضي، الفقيه، الفاضل، بهاء الدين، أبو بكر بن الشيخ القاضي زين الدين محمود بن علي بن جرير الرقّي.

وكان فقيها، نبيها، فاضلا، من أصحاب الشيخ تاج الدين وولده الشيخ برهان الدين. ووصل خبره إلى دمشق في يوم تاسوعا.

***

[من وفيات هذه السنة]

[وفاة ابن أبي المجد الكركي]

538 -

وتوفّي الشيخ الصالح أبو إسحاق، إبراهيم بن أبي المجد بن داود بن محمد الكركيّ، أحد فقراء مقصورة الحلبيّين بالجامع المعمور. وكانت وفاته في أوائل هذه السنة بالمارستان بدمشق.

وكان فقيرا، صالحا، متقنّعا، ملازما للخير والتعبّد وحضور مجالس الحديث.

وأصله من القدس، وسافر البلاد مجرّدا، وأقام بديار مصر مدّة.

وسمع من المرسي، والزكيّ عبد العظيم، والكمال الضرير، وابن البرهان، وغيرهم.

ومولده سنة أربع وعشرين وستماية بالكرك.

قرأت عليه «جزء ابن ثرثال» .

[وفاة زينب بنت الواسطي]

539 -

وتوفّيت أمّ محمد زينب بنت الشيخ الإمام، الزاهد، تقيّ الدين، أبي إسحاق إبراهيم بن علي بن أحمد بن فضل بن الواسطيّ في هذه السنة بسفح قاسيون.

سمعت من خطيب مردا، وابن عبد الدائم.

وهي زوجة العدل جمال الدين أحمد بن العزّ عمر المقدسيّ، أمّ أولاده.

ص: 232

/74 أ/‌

‌سنة ثلاث وسبعماية

‌محرّم

[وفاة ستّ النعم بنت الحارثي]

540 -

في ليلة الجمعة مستهلّ المحرّم توفّيت أمّ أحمد ستّ النّعم بنت نجم الدين عبد الرحيم بن المسلم بن الحسين بن علي بن أبي الخوف الحارثيّ.

ودفنت من الغد بسفح قاسيون، وصلّينا عليها بالجامع عقيب صلاة الجمعة.

روت لنا بالإجازة عن السخاويّ.

ولها أيضا إجازة عتيق السلمان، والعزّ بن عساكر، وابن مسلمة، وسالم بن عبد الرزاق، وأخيه يحيى، والحافظ ضياء الدين، وابن الصلاح، وغيرهم.

وهي بنت أخت الشيخ تاج الدين ابن الحبوبي، رحمه الله تعالى.

ومولدها سنة ثمان وثلاثين وستماية تقريبا، أو ذلك.

[وفاة شمس الدين السفار الرسعني]

541 -

وتوفّي شمس الدين محمد بن شهاب الدين ابن بذال التاجر، السفّار، الرسعنيّ

(1)

، في ليلة الجمعة مستهل المحرّم. وحضر جنازته القضاة والناس.

وكان تاجرا معروفا، مشكورا.

وهو ابن أخي الناهض التاجر بقيسارية الشرب.

[وفاة شمس الدين الضرير المعروف بالمزراب]

542 -

وتوفي الشيخ المقرئ الفاضل، شمس الدين، محمد بن عبد المحسن

(2)

الضرير، المصري

(3)

الأصل، المعروف بالمزراب، في ليلة الإثنين رابع المحرّم

(4)

، ودفن بباب الصغير.

(1)

الرسعني-الرأس عيني.

(2)

انظر عن (ابن عبد المحسن) في: الدرر الكامنة 4/ 30 رقم 79، وغاية النهاية 2/ 191 رقم 3208.

(3)

في الأصل: «المعري» .

(4)

في غاية النهاية: توفي في أول شوال.

ص: 233

وكان مقرئا فصيحا، طيّب الصوت، قرأ القراءآت على ابن فارس، وغيره.

وصار شيخ ميعاد ابن عامر.

[وفاة ابن شيخ السلامية]

543 -

وتوفي الصدر الكبير شمس الدين، ابن شيخ السلامية في يوم الإثنين الحادي صفر من المحرّم، ودفن بالجبل.

وكان رجلا جيّدا، كبيرا، عارفا بكتابة الديوان. وكان شاهد الخزانة السلطانية.

جاوز الثمانين.

[وفاة الأمير قراجا العلي]

544 -

وفي آخر يوم الإثنين حادي عشر المحرّم توفي الأمير زين الدين، قراجا

(1)

العلي، الدوادار، الصالحيّ، ودفن بميدان الحصا عند تربة صهيب.

وكان والي زرع، وأستاذ دار نائب السلطنة.

[وفاة أبي إسحاق الرقّي الحنبلي]

545 -

وفي ليلة الجمعة خامس عشر المحرّم توفي الشيخ القدوة، بقيّة السلف الصالح، أبو إسحاق، إبراهيم

(2)

بن أحمد بن محمد بن معالي بن محمد بن عبد الكريم الرقي، الحنبلي، بسكنه بالماذنة الشرقية، وصلّي عليه عقيب الجمعة/ 74 ب/بالجامع المعمور، وحمل إلى سفح قاسيون فدفن بتربة الشيخ أبي عمر، رحمهما الله تعالى.

(1)

انظر عن (قراجا) في: البداية والنهاية 14/ 30.

(2)

انظر عن (إبراهيم) في: ذيل تاريخ الإسلام 31،32 رقم 25، والمعين في طبقات المحدّثين 226 رقم 2327، والإعلام بوفيات الأعلام 295، وذيل العبر 23،24، ودول الإسلام 2/ 210، والمعجم المختص 52،53 رقم 58، ومعجم شيوخ الذهبي 99،100 رقم 122، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 349، ومرآة الجنان 4/ 238، والبداية والنهاية 14/ 29،30، وأعيان العصر 1/ 51،52 رقم 7، والوافي بالوفيات 5/ 313 رقم 2387، وتذكرة النبيه 1/ 260، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 166، والدر المنتخب في تكملة تاريخ حلب، لابن خطيب الناصرية 1/ورقة 19 ب، والدرر الكامنة 1/ 15 رقم 22، وعقد الجمان (4) 325، والمنهج الأحمد 412، والمنهل الصافي 1/ 34 رقم 5، والدليل الشافي 1/ 6 رقم 5، والدر المنضد 2/ 451،452 رقم 1194، والمقصد الأرشد، رقم 200، وكشف الظنون 14 و 456 و 1080، وديوان الإسلام 2/ 333،334 رقم 999، وشذرات الذهب 6/ 7،8، وهدية العارفين 1/ 13، ومعجم المصنّفين للتونكي 3/ 62،63 و 66، وتاريخ الأدب العربي 2/ 31، وذيله 2/ 26، ومختصر الذيل على طبقات الحنابلة 90، والأعلام 1/ 29، ومعجم المؤلفين 1/ 9، وطبقات المفسّرين للداودي 1/ 403 رقم 4.

ص: 234

وكانت جنازته عظيمة، وحمله الناس على الأعناق والروس

(1)

.

وكان رجلا صالحا، عالما، كثير الخير، قاصدا للنفع، كبير القدر، زاهدا في الدنيا، صابرا على مرّ العيش، عظيم السكون، ملازما للخشوع والانقطاع، قائما بعياله، وكان عارفا بالتفسير، والحديث، والفقه، والأصلين، وغير ذلك. ورزقه الله حسن العبارة وسرعة الجواب، وله خطب حسنة، وأشعار في الزهد، ومواعظ ومجموعات.

روى لنا عن الشيخ عبد الصمد بن أبي الجيش. سمع منه ومن جماعة ببغداد سنة اثنتين وستين وستماية.

ومولده تقريبا سنة سبع وأربعين وستماية بالرقّة.

[وفاة لؤلؤ عتيق ابن النجار]

546 -

وفي العشر الأول من المحرّم مات لؤلؤ بن عبد الله عتيق كمال الدين ابن النجّار، بالبيمارستان النوريّ، ودفن بمقابر المارستان خارج باب الصغير.

روى أحاديث من «جزء ابن عرفة» عن ابن عبد الدائم.

وهو من سيواس من بلاد الروم. سألته عن عمره، فقال: أذكر دولة الصالح أيوب وأنا صغير.

[وفاة ألطن عتيقة ابن القوّاس]

547 -

وفي ليلة الجمعة ثامن المحرّم ماتت ألطن عتيقة شيخنا ناصر الدين ابن القوّاس بعربيل، ودفنت بالجبل.

وكانت سمعت معنا كثيرا على معتقها.

[وفاة جمال الدين ابن أبي العزّ الحنفي]

548 -

وبلغنا يوم الخميس رابع عشر المحرّم أنّ جمال الدين، إبراهيم بن شرف الدين محمد بن أبي العزّ الحنفيّ، توفي ببصرى.

وكان فقيها فاضلا، صالحا.

وهو أخو القاضي شمس الدين نائب الحكم الحنفيّ.

[وفاة إدريس الحوراني]

549 -

وفي يوم السبت سادس عشر محرّم توفي الشيخ إدريس الحوراني المقيم بمسجد حميص.

[وفاة زوجة ابن المنجّا]

550 -

وزوجة شرف الدين ابن المنجّا.

(1)

الصواب: «الرؤوس» .

ص: 235

[وفاة زوجة ابن النخيلي]

551 -

وزوجة بدر الدين ابن النخيليّ.

[وفاة الأمير القرابلي]

552 -

وفي يوم الأحد سابع عشر المحرّم مات الأمير شرف الدين القرابلي مشدّ الأوقاف المعمورة.

[وفاة ابن سنجر الخياط]

553 -

وعبد الله بن العلم سنجر الخيّاط عند بوّاب التربة الأشرفية.

[وفاة خادم الشهود]

554 -

وعبد الحميد من مسجد البياطرة خادم الشهود.

[وفاة ستّ الأهل البعلبكية]

555 -

وفي ليلة الثلاثاء التاسع عشر/75 أ/من المحرّم توفيت الشيخة الصالحة، المسندة، أمّ أحمد، ستّ الأهل

(1)

بنت علوان بن سعيد بن علوان بن كامل البعلبكية، الحنبلية بأرض الغرسة، ودفنت بسفح قاسيون. وصلّي عليها بجامع العقيبة ظاهر دمشق.

روت الكثير عن الشيخ بهاء الدين عبد الرحمن المقدسيّ. وتفرّدت عنه بقطعة من المسموعات.

قرأت عليها بدمشق «الزهد» للإمام أحمد رضي الله عنه، أربع مجلّدات، وأجزاء كثيرة. وقرأت عليها ببعلبك «عوالي البهاء عبد الرحمن» و «محاسبة النفس» لابن أبي الدنيا.

وكانت من أهل الدين والصلاح والقناعة، لا تبالي بنفسها في مأكل ولا غيره.

وكان أبوها من الصالحين الكبار.

[وفاة أمّ هاني بنت مجد الدين]

556 -

وفي ليلة الأحد الرابع والعشرين من المحرّم توفّيت أمّ هانئ، فاطمة

(1)

انظر عن (ست الأهل) في: ذيل تاريخ الإسلام 32 رقم 26، والمعين في طبقات المحدّثين 226 رقم 2328، والإعلام بوفيات الأعلام 295، وذيل العبر 23، ومعجم شيوخ الذهبي 228 رقم 310، ومرآة الجنان 4/ 238،239، وأعيان العصر 2/ 402،403 رقم 694، والوافي بالوفيات 15/ 116، وذيل التقييد 2/ 373،374 رقم 1835، والدرر الكامنة 2/ 125 رقم 1778، وشذرات الذهب 6/ 8، وأعلام النساء 2/ 151، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 5/ 185،186 رقم 1556.

ص: 236

بنت الشيخ المحدّث مجد الدين، أحمد بن عبد الله بن المسلم بن حمّاد بن الحلوانية الأزدي، الدمشقيّ، ببستانها بسطرا. ودفنت بالجبل.

روت لنا عن عبد الله بن النجّار الأنصاريّ، وعبد العزيز الكفرطابيّ. وسمعت من جماعة منهم: إبراهيم بن خليل، ونقيب الأشراف الحسينيّ.

[وفاة شمس الدين ابن المصلّي]

557 -

وتوفي الشيخ شمس الدين، محمد بن إبراهيم بن عبد السلام بن المصلّي، عرف بالجبلي، في ليلة الخميس الثامن والعشرين من المحرّم، ودفن بسفح قاسيون.

وكان رجلا جيّدا من عدول دمشق، وله ترداد إلى عكا بسبب فكاك الأسرى.

[وفاة ابن طلحة القرشي]

558 -

وفي هذا التاريخ توفي محمد بن شمس الدين طلحة بن الخضر القرشيّ.

سمع معنا كثيرا من الشيوخ. وكان يصاهر ابن

(1)

منّاع التكريتي.

[وفاة ابن محفوظ البعلبكي]

559 -

وفي بكرة الجمعة الثاني والعشرين من المحرّم توفي الشيخ شهاب الدين، أبو إبراهيم، داود

(2)

بن إبراهيم بن محفوظ البعلبكيّ، الشاهد ببعلبك، وصلّي عليه عقيب الجمعة بجامعها، ودفن خارج باب حمص.

روى لنا عن البهاء عبد الرحمن المقدسيّ. قرأت عليه ببعلبك «أحاديث الصفات» الدارقطنيّ.

[وفاة خطيب قلعة بعلبك]

560 -

وفي ليلة الأحد سابع عشر المحرّم توفي الخطيب شمس الدين، / 75 ب/أحمد بن عثمان بن نصر بن يوسف الشافعيّ، خطيب قلعة بعلبك، ودفن خارج باب حمص أيضا.

وكان خطيبا من أكثر من أربعين سنة.

[وفاة ابن مجلّي اللبّان]

561 -

وفي يوم الإثنين ثامن عشر المحرّم توفي الشيخ الصالح، العابد،

(1)

في الأصل: «وكان يصاهر بن» .

(2)

انظر عن (داود) في: ذيل تاريخ الإسلام 30 رقم 23 ومشيخة عبد القادر اليونيني (بتحقيقنا) 54، ومعجم شيوخ الذهبي 191 رقم 253، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 2/ 93 رقم 403، وتاريخ بعلبك، لنصر الله 2/ 207.

ص: 237

المعمّر، أبو الفرج بن يوسف بن مجلّي، من قرية عمشكا، اللبّان، ودفن بمقبرة باب سطحا.

[وفاة زين الدين ابن الفوّي]

562 -

وفي يوم الأربعاء السادس والعشرين من المحرم توفي زين الدين، أبو عبد الله، محمد بن الحسين بن عبد الله بن الحسين القرشي ابن الفوّيّ

(1)

، بمصر.

روى «الخلعيّات» كاملة، عن ابن عماد.

وكان فقيها عدلا، خيّرا، وعمّر، وتفرّد بمصر في وقته، وأخذ الناس عنه.

ومولده سنة أربع عشرة وستماية. ولي منه إجازة.

‌صفر

[وفاة تاج الدين الشبيلي الحريري]

563 -

وفي ليلة الأحد ثاني صفر توفي الشيخ تاج الدين، يحيى بن زهمان

(2)

بن يوسف الشبيلي، الحريريّ، ودفن من الغد بالجبل.

وكان مقبولا في الشهادة، ملازما لحضور الجماعات، له ثروة وتجارة.

[وفاة ضياء الدين السلمي خطيب بعلبك]

564 -

وفي ليلة الإثنين في أولها الثالث من صفر توفي الخطيب ضياء الدين

(3)

، أبو محمد، عبد الرحمن بن الخطيب جمال الدين أبي الفرج عبد الوهّاب بن علي بن أحمد بن عقيل السلميّ، خطيب بعلبك، ودفن من الغد بمقبرة باب سطحا.

ومولده في ثاني عشر شوال سنة أربع عشرة وستماية ببعلبك.

وسمع من القزويني «شرح السّنّة» للبغويّ في سنة إحدى وعشرين وستماية ببعلبك. وسمع بعد ذلك بدمشق من ابن اللتّي، وابن الصلاح، وغيرهم.

(1)

انظر عن (ابن الفوّي) في: الدرر الكامنة 3/ 427 رقم 1142.

(2)

(ابن زهمان) في: ذيل تاريخ الإسلام 34 رقم 30 دون ترجمة.

(3)

انظر عن (ضياء الدين) في: ذيل تاريخ الإسلام 45 رقم 85، والمعين في طبقات المحدّثين 225 رقم 2322، والإعلام بوفيات الأعلام 295، وذيل العبر 24، ومعجم شيوخ الذهبي 295 رقم 415، وأعيان العصر 3/ 32 رقم 941، والوافي بالوفيات 18/ 683، والبداية والنهاية 14/ 30، وذيل التقييد 2/ 87 رقم 1206، وتذكرة النبيه 1/ 261،262، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 166 وفيه:«عبد الرحيم» ، وعقد الجمان (4) 325،326، والدرر الكامنة 2/ 335 رقم 2320، وشذرات الذهب 6/ 9، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 2/ 174 رقم 498.

ص: 238

سمعنا منه عنهم. وهو آخر من روى عن القزويني. وأقام في خطابة بعلبك نحو ستين سنة، فإنّه وليها سنة ستّ وأربعين وستماية عند موت والده. وكان قبل ذلك ينوب عنه. وكان حسن القراءة والخطبة رجلا جيّدا، من أعيان العدول.

[وفاة شهاب الدين الشوبكي]

565 -

وفي يوم السبت ثامن صفر توفي الشيخ الفقيه، الصالح، شهاب الدين، أحمد بن هندي بن ماضي بن مبادر الشّوبكيّ، الفقيه الشافعيّ. ودفن من يومه.

وكان فقيها فاضلا. وسمع من ابن عبد الدائم، وغيره. ولم يحدّث.

[تدريس المدرسة الخاتونية]

وأعيدت المدرسة الخاتونية التي داخل دمشق/76 أ/إلى قاضي القضاة شمس الدين الحنفي ابن الحريري، ودرّس بها يوم الأحد ثاني صفر، عوضا عن القاضي جلال الدين ابن قاضي القضاة حسام الدين الحنفي، وبقيت في يده نحو شهر ونصف. ثم انتزعها منه القاضي جلال الدين المذكور، ودرّس بها يوم الجمعة بعد الصلاة تاسع عشر ربيع الأول، واستمرّت في يده.

[وفاة ابن أبي بكر المقعد]

566 -

وفي يوم الجمعة رابع عشر صفر توفي بكفربطنا الشيخ علي بن أبي بكر المقعد.

وكان رجلا صالحا من أهلها.

[خطابة الذهبي]

وفيه خطب بها شمس الدين الذهبيّ، وسكن هناك

(1)

.

[وفاة أبي الفداء الخبّاز]

567 -

وفي يوم الثلاثاء حادي عشر صفر توفي الشيخ المحدّث، الصالح، نجم الدين، أبو الفداء

(2)

، إسماعيل بن إبراهيم بن سالم بن ركاب بن سعد بن

(1)

خبر الخطابة في: البداية والنهاية 14/ 28.

(2)

انظر عن (أبي الفداء) في: ذيل تاريخ الإسلام 44، رقم 84، والمعين في طبقات المحدّثين 226 رقم 2329، والإعلام بوفيات الأعلام 295، وذيل العبر 24،25، ومعجم شيوخ الذهبي 136،137 رقم 175، وتذكرة الحفاظ 4/ 1504، والمعجم المختص 72،73 رقم 83، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 350،351، ومرآة الجنان 4/ 239، والوافي بالوفيات 9/ 65، وأعيان العصر 1/ 492،493 رقم 251، وذيل التقييد 1/ 460 رقم 892، والدرر الكامنة 1/ 362،363 رقم 909، والدليل الشافي 1/ 121، والمنهل الصافي 2/ 382، وشذرات الذهب 6/ 8.

ص: 239

الخبّاز، المؤذّن، بمسكنه داخل باب توما، ودفن يوم الأربعاء بسفح قاسيون بعد أن صلّي عليه الظهر بجامع دمشق.

وكان كثير الرواية، وكتب الكثير، وقرأ، وجمع مجاميع. وكان قرأ بالجامع يوم الجمعة. ومات يوم الثلاثاء، ولم يزل يحدّث ويسمع نيّفا وأربعين سنة.

روى عن الحافظ ضياء الدين ابن عبد الواحد، والخطيب شرف الدين ابن أبي عمر، وعبد الحق بن خلف، والصدر البكري، والعماد بن عبد الهادي، وابن عبد الدائم، وشيخ الشيوخ شرف الدين الحموي، والنجيب عبد اللطيف، ونقيب الأشراف، ومحمد بن سليمان الصقلّي، وغيرهم.

ومولده في جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين وستماية بسفح قاسيون.

[وفاة شمس الدين الهسكوري]

568 -

وفي هذا التاريخ توفي الشيخ الفقيه شمس الدين، محمد بن عبد السلام بن هارون الهسكوريّ، خادم الشيخ عبد الصمد المغربيّ، ودفن بالجبل.

وكان صالحا، فقيها، مقرئا.

[نظارة الجامع بدمشق]

وفي يوم الأربعاء ثاني عشر صفر ولّي الشيخ كمال الدين ابن الشريشيّ نظر الجامع المعمور بدمشق، عوضا عن جمال الدين ابن شمس الدين بن صدر الدين سلمان الحنفيّ، وخلع عليه خلعة مطرحة، ولبسها يوم الجمعة الحادي والعشرين منه، وباشره إلى رجب، وأحسن السيرة، وعمّر الوقف، وساوى بين الناس، ثم عزل نفسه

(1)

.

[وفاة شرف بنت المؤيّد]

569 -

وفي وسط صفر توفّيت أمّ محمد، شرف بنت/76 ب/أحمد بن محمد بن المؤيّد زوجة الحاج عمر بن أحمد بن عبد الدائم المقدسي، أمّ أولاده.

وكانت امرأة صالحة، تكبّ الحرير. روت بالإجازة عن الكاشغري، وابن القبّيطي.

[وفاة شهاب الدين المعروف بالقاضي الطحّان]

570 -

وفي ليلة الأحد الثالث والعشرين منه توفي الشيخ شهاب الدين، أحمد بن محمد بن الصفيّ أحمد بن عبد الله بن موسى المقدسي، عرف بالقاضي الطحان

(2)

، ودفن من الغد بمقبرتهم بقرب التربة الموفّقية بالجبل.

(1)

خبر النظارة في: البداية والنهاية 14/ 28.

(2)

انظ عن (الطحان) في: ذيل تاريخ الإسلام 34 رقم 33 دون ترجمة.

ص: 240

وكان رجلا صالحا، أمينا بطاحون ابن مري.

روى لنا عن ابن اللتّي حضورا، وعن جعفر، وكريمة. وسمع أيضا من ضياء الدين ابن عبد الواحد، وعبد الحق بن خلف، والشرف المرسي، وغيرهم.

ومولده في أحد الربيعين سنة اثنتين وثلاثين وستماية. بسفح قاسيون.

[وفاة فاطمة الأندلسيّة]

571 -

وفي يوم الخميس العشرين من صفر توفيت فاطمة بنت محمد بن فرج الأندلسيّة، المدعوّة أمّ زوجة جدّ والدي لأمّه الشيخ علم الدين القاسم بن أحمد الأندلسيّ، ودفنت مساء النهار إلى جانب قبر والدتي بمقبرة باب الصغير.

وكانت امرأة مباركة أقامت عندنا في آخر عمرها مدّة إلى [أن]

(1)

ماتت.

[وفاة خطيب دمشق الفارقيّ]

572 -

وفي عصر يوم الجمعة الحادي والعشرين من صفر توفي الشيخ الإمام، العلاّمة، مفتي المسلمين، خطيب دمشق، زين الدين، أبو محمد، عبد الله بن مروان بن عبد الله بن منير بن الحسن الفارقيّ

(2)

، الشافعيّ، بدار الخطابة بجامع دمشق، وصلّي عليه بكرة السبت على باب الخطابة، قاضي القضاة نجم الدين ابن صصرى، وبسوق الخيل قاضي القضاة شمس الدين الحنفيّ، وعلى باب جامع الجبل قاضي القضاة تقيّ الدين الحنبليّ، ودفن بتربة له فوق تربة الشيخ موفّق الدين عند والدته وزوجته وأهله.

وكانت جنازته حفلة حضرها جمع كبير، وعمل عزاؤه بكرة الأحد على باب دار الخطابة.

وكان درّس بالناصرية، والشاميّة، وتولّى مشيخة دار الحديث الأشرفية سبعا وعشرين سنة، وتولّى الخطابة في آخر عمره تسعة أشهر.

(1)

إضافة يقتضيها السياق.

(2)

انظر عن (الفارقي) في: ذيل تاريخ الإسلام 32،33 رقم 27، والمعين في طبقات المحدّثين 226 رقم 2330، والإعلام بوفيات الأعلام 295، وذيل العبر 25، ودول الإسلام 2/ 211، ومعجم شيوخ الذهبي 274،275 رقم 378، والمعجم المختص 130،131 رقم 150، ومرآة الجنان 4/ 239، وطبقات الشافعية الكبرى 6/ 107 وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 144، وتالي كتاب وفيات الأعيان 9 رقم 11، وتاريخ ابن الوردي 2/ 253، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 2/ 498،949، وذيل طبقات الفقهاء الشافعيين للعبّادي 185 والبداية والنهاية 14/ 30، والوافي بالوفيات 17/ 602، وأعيان العصر 2/ 73،74 رقم 907، والعقد المذهب 384 رقم 1492، وذيل التقييد 2/ 66 رقم 1164، والسلوك ج 1 ق 3/ 957، وتذكرة النبيه 1/ 258،259، والدرر الكامنة 2/ 304 رقم 2237، وعقد الجمان (4) 326، والدارس 1/ 26، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 419، وشذرات الذهب 6/ 8.

ص: 241

وروى عن السخاوي، وابن الصلاح، وابن رواحة، وابن خليل، وكريمة القرشية، وشيخ الشيوخ بن حمّويه، وعتيق السلمانيّ، /77 أ/وعبد الملك بن الحنبليّ، والحافظ ضياء الدين المقدسيّ، وعمر بن عبد الوهاب القرشيّ، وغيرهم.

وكان معروفا بالفتوى، كثير النقل للمذهب، له وقار وهمّة في الأمور، ويلازم الصلوات في الجامع مع الأئمّة، ولا يتردّد إلى أحد، ويحافظ على وظائفه، وكان حسن الخلوة والمفاكهة.

ومولده بدمشق في المحرّم سنة ثلاث وثلاثين وستماية.

[وفاة كمال الدين ابن الهيتي]

573 -

وفي يوم الأربعاء خامس عشري صفر توفي كمال الدين، يوسف بن الشيخ شرف الدين أبي الفضل بن إسماعيل بن الهيتي الشاهد بالعقيبة، الساكن بالصالحية.

[وفاة شهاب الدين الطائي]

574 -

وفي ليلة الخميس السادس والعشرين من صفر توفي الشيخ العدل، الفقيه، المحدّث، شهاب الدين، أحمد بن سامة

(1)

بن كوكب بن عزّ بن حميد الطائي، الحنفيّ، ودفن من الغد بسفح قاسيون.

وكان عدلا على القضاة، ويكتب الحكم، ويرتزق بالكتابة والشهادة والأثبات.

وعنده تودّد إلى الناس، وفيه قضاء حاجة وخدمة. وسمع الحديث، وقرأ، ونسخ، وكتب. وروى أيضا.

سمعنا منه عن خطيب مردا، وابن عبد الدائم.

ومولده سنة أربع وأربعين وستماية تقريبا في شعبان.

[وفاة أبي حامد بن الخادم المكي]

575 -

وفي ليلة الجمعة سادس صفر توفي الشيخ أبو حامد، محمد بن محمد بن عبد الله بن عباس بن فضالة، عرف بابن الخادم المكي، بالحسينية، ظاهر القاهرة.

وكان شيخا حسنا من الصوفية.

سمع من ابن المقيّر «عوالي طراد» ، وسمع من ابن الجمّيزي بمكة «الأربعين الثقفية» وغيرها من الأجزاء.

(1)

انظر عن (ابن سامة) في: ذيل تاريخ الإسلام 34 رقم 34 و 78 رقم 164، وعقد الجمان (4) 339، والدرر الكامنة 1/ 144 رقم 376.

ص: 242

ومولده بمكة يوم الإثنين ثاني عشر ربيع الأول سنة ستّ وعشرين وستماية.

ولي منه إجازة.

‌ربيع الأول

[وفاة زينب زوجة ابن الأرموي]

576 -

وتوفيت زينب بنت الشيخ عزّ الدين، إبراهيم بن عبد الله بن الشيخ أبي عمر بن قدامة، زوجة الشيخ محمد بن الأرمويّ، يوم الأربعاء عصر النهار الثالث من ربيع الأول، ودفنت يوم الخميس بسفح قاسيون.

سمعت من خطيب مردا، وأجازت لنا.

[وفاة حسن السرّاج الملقّن بالكلاّسة]

577 -

وفي يوم الخميس رابع شهر ربيع الأول توفي شيخنا الشيخ المقرئ، الصالح، حسن السرّاج، الحلبي، الملقّن بالكلاّسة، ودفن بمقبرة باب الصغير.

وكان صالحا، /77 ب/مجتهدا في التلاوة، ومواظبا على الإقراء وقراءة الختم في ليالي الجمع بمكانه بالكلاّسة، وعمّر، وولّي في آخر عمره مشيخة الخانكاه الشهابية.

وهو شيخي الذي لقّنني القرآن العظيم.

[وفاة محمد بن الشوّاء الحرّاني]

578 -

وفي يوم الجمعة خامس ربيع الأول توفي الشيخ الصالح، المقرئ، محمد بن الشوّاء

(1)

الحرّانيّ، المقيم بقبر الست بقرية راوية. ودفن هناك.

وكان مقرئا حسن الصوت، طيّب النّغمة، مليح الهيئة، على خير وسداد وطريقة مرضية.

عاش نحو ستين سنة.

[وفاة شرف الدين ابن الأثير]

579 -

وفي ليلة الأحد سابع ربيع الأول توفي الصدر، الرئيس، الفاضل، شرف الدين، محمد بن الصدر شمس الدين سعيد بن محمد بن سعيد بن الأثير

(2)

الكاتب، ودفن من الغد بعد الظهر بسفح قاسيون عند والده.

وكان شابّا حسنا، عاقلا، ساكنا، وقورا، وخلّصه الله من بلاد التتار ومن

(1)

انظر عن (ابن الشوّاء) في: ذيل تاريخ الإسلام 35 رقم 35 دون ترجمة.

(2)

انظر عن (ابن الأثير) في: ذيل تاريخ الإسلام 35 رقم 36 دون ترجمة.

ص: 243

أسرهم، ومنّ عليه بالرجوع إلى الوطن والعود إلى منصبه، ثم أصيب بوالده وترك له ميراثا جيدا، فأدركته المنيّة، ولم يمتّع به، وطال مرضه، ومات على طريقة حميدة.

[وفاة عثمان الخالدي]

580 -

وفي يوم الجمعة ثاني عشر ربيع الأول توفي الشيخ عثمان بن الشيخ إسرائيل بن علي بن حسين الخالديّ، ودفن يوم السبت عند والده وعمّه بتربة المولّهين، بسفح قاسيون.

وكان رجلا حسنا، جلس في المشيخة بعد والده وحمدت طريقته، وكان فيه كرم ومروءة، ويتكلّم بشيء من كلام الفقراء وأدركته المنيّة شابّا.

[وفاة جمال الدين المقدسي]

581 -

وفي يوم الأحد رابع عشر ربيع الأول توفي الشيخ العدل، الأمين، جمال الدين، أحمد بن الشيخ عزّ الدين عمر بن أحمد بن عمر بن أبي بكر بن عبد الله بن سعد المقدسي، الحنبليّ، ودفن بسفح قاسيون.

وكان عدلا معروفا، وكاتبا عارفا بالشروط، وله معرفة بالحساب، وأمر الصحراء.

روى لنا عن خطيب مردا، وسمع الكثير بالجبل على مشايخ الحنابلة.

وله إجازة من سبط السلفيّ، وجماعة في سنة خمسين وستماية.

[وفاة شهاب الدين الهمذاني]

582 -

وفي يوم الأحد آخر النهار رابع عشر ربيع الأول توفي الشيخ الصدر، شهاب الدين، محمد بن أبي بكر

(1)

بن حمزة الهمذانيّ الأصل، عرف بابن الحنبليّ

(2)

، ناظر ديوان السكّر. ودفن يوم الإثنين/78 أ/بسفح قاسيون.

وكان معروفا بالأمانة والمروءة وحسن العشرة.

[وفاة ابن الأحمر الحلبي]

583 -

وفي يوم السبت العشرين من ربيع الأول توفي الشيخ المقرئ، أبو عبد الله، محمد بن قاسم بن الأحمر

(3)

الحلبيّ، إمام مسجد واثلة بن الأسقع، رضي الله عنه، داخل باب الصغير، ودفن بعد الظهر بمقبرة باب الصغير، خلف جامع جرّاح.

(1)

انظر عن (ابن أبي بكر) في: ذيل تاريخ الإسلام 35 رقم 37.

(2)

في ذيل تاريخ الإسلام: «الحنيبلي» .

(3)

انظر عن (ابن الأحمر) في: ذيل تاريخ الإسلام 35 رقم 38 دون ترجمة.

ص: 244

وكان روى لنا عن ابن عبد الدائم، وسمع الكثير بدمشق، وسمع بالقاهرة من النجيب عبد اللطيف، وبالإسكندرية من أحمد بن النحاس، وابن العمادية. وكان يقرأ بصوت حسن. وينشد شيئا من شعر الصرصريّ

(1)

.

[توجيه وظائف الفارقي بعد وفاته]

ولما مات الشيخ زين الدين الفارقي كان نائب السلطنة قد سافر لكشف بعض البلاد القبليّة، فاتّصل سفره بأذرعات والبلقاء وغاب ثلاث جمع. فلما وصل تكلّم الناس معه في مناصب الشيخ زين الدين تدريس الشامية ودار الحديث للشيخ كمال الدين بن الشريشيّ. وعيّن الشيخ جمال الدين ابن الزملكانيّ الناصرية عوضا عن ابن الشريشي، وعيّن الخطابة للشيخ شرف الدين الفزاريّ وأمره بالإمامة والخطابة، فباشر وخطب جمعتين، ولازم الإمامة عشرة أيام. وأما المدارس فاشتغلوا بكتابة تواقيعها، فوصل البريد من القاهرة يوم الإثنين منتصف ربيع الأول، ومعه تقليد بجميع جهات الشيخ زين الدين للشيخ صدر الدين ابن الشيخ زين الدين وكيل بيت المال، وكان بالقاهرة مضافا إلى ما كان بيده من المدرستين، فعلّم عليه نائب السلطنة، وشقّ على الناس خروج الشيخ شرف الدين الفزاري من منصب الخطابة بعد مباشرته، وجميل سيرته، وجودة قراءته، وحسن أدائه.

فلما كان بكرة الإثنين الثاني والعشرين من ربيع الأول وصل صدر الدين على البريد إلى دمشق، وتلقّاه جماعة، وحضر عند نائب السلطنة بالقصر، وانفصل عنه قاصدا الجامع المعمور عقيب الظهر، ففتح له باب دار الخطابة فدخلها، وحضر المهنّئون والمؤذّنون والقرّاء والناس/78 ب/على العادة. فلما حضرت العصر صلّى بالناس، وبقي يومين يباشر الإمامة، فأظهر جماعة التألّم من خطابته، واجتمعوا بنائب السلطنة، فمنعه من ذلك، ورسم له بالمدارس الثلاثة ودار الحديث، فباشرها يوم الأحد الثامن والعشرين من ربيع الأول.

ثم وصل توقيع سلطاني للشيخ شرف الدين الفزاري بالخطابة، فباشر يوم الجمعة سابع عشر جمادى الأولى، وخلع عليه ثامن جمادى الآخرة، وكذلك انتزعت من صدر الدين الشامية البرّانية للشيخ كمال الدين ابن الزملكاني، فباشرها في مستهلّ جمادى الأولى، واستقلّ صدر الدين بمدرستيه القديمتين ودار الحديث. وسكنت القضيّة

(2)

.

(1)

الصرصري: هو أبو زكريا، يحيى بن يوسف بن يحيى بن منصور بن المعمّر بن عبد السلام الأنصاري، الضرير، فقيه، مقرئ، أديب، لغويّ، شاعر. توفي سنة 656 هـ.

(2)

خبر وظائف الفارقي في: نهاية الأرب 32/ 81،82، والبداية والنهاية 14/ 28.

ص: 245

[وفاة أمّ علي حبيبة]

584 -

وفي شهر ربيع الأول توفيت أمّ عليّ، حبيبة

(1)

بنت الشيخ تقي الدين أحمد بن الحافظ عزّ الدين محمد بن الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسيّ، ودفنت بالجبل.

وكانت امرأة صالحة لا تخرج من بيتها أصلا، وأوذيت في زمن التتار، وبقيت عريانة، وصبرت واحتسبت.

وهي زوجة الشيخ شمس الدين ابن الشيخ أبي عمر.

سألتها عن مولدها فذكرت أنها أدركت من حياة والدها نحوا من أربع سنين ومات والدها سنة ثلاث وأربعين وستماية.

وسمعت من: اليلداني «جزء ابن عرفة» سنة إحدى وأربعين وستماية. وسمعت من والدها أيضا، وأجازها الكاشغريّ، وابن القبّيطيّ، وجماعة.

[وفاة ابن عبد الواسع الهروي]

585 -

وفي شهر ربيع الأول توفي أبو محمد، عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن أبي بكر بن عبد الواسع الهرويّ، المعروف بابن العجميّ، ويعرف بعبيد، ودفن بالجبل.

وكان فقيرا، ملازما لمسجد القاضي شقير.

روى لنا عن الشرف المرسي.

وكانت وفاته في اليوم الذي توفيت فيه حبيبة زوجة الشيخ شمس الدين.

ومولده تقريبا سنة سبع وثلاثين وستماية بالجبل.

[وفاة شمس الدين ابن الرشيد داود]

586 -

وفي يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من ربيع الأول توفي شمس الدين، محمد بن الرشيد داود التاجر، ودفن بباب الصغير.

وكان ذا ثروة تقارب نعمته/79 أ/ثمان ماية ألف درهم، وأوصى بثلث ماله في وجوه البرّ.

[وفاة القاضي ابن خلّكان]

587 -

وفي يوم السبت آخر النهار السابع والعشرين من ربيع الأول توفي القاضي كمال الدين، أبو الفتح موسى

(2)

بن قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن

(1)

انظر عن (حبيبة) في: معجم شيوخ الذهبي 176 رقم 232.

(2)

انظر عن (موسى) في: ذيل تاريخ الإسلام 35 رقم 39 دون ترجمة، والدرر الكامنة 4/ 372، 373 رقم 1012 وفيه وفاته سنة 717 هـ. وهذا غلط.

ص: 246

محمد بن إبراهيم بن خلّكان، بسفح قاسيون، ودفن يوم الأحد عند قبر والده.

سمعت منه ببعلبك أحاديث من «جزء ابن عرفة» ، عن النجيب الحرّاني، وله إجازة من السبط.

وكان رجلا عاقلا، ذكيّا، عارفا بالأمور، ودرّس بالمدرسة النجيبية في حياة والده، وبعده مدّة، وولي نظر بعض الدواوين الحكمية

(1)

.

ومولده أول يوم السبت حادي عشر صفر سنة إحدى وخمسين وستماية بالقاهرة.

[وفاة الأمير سنجر الحصني]

588 -

وفي ليلة الإثنين التاسع والعشرين من ربيع الأول توفي الأمير ناصر الدين، محمد بن الأمير الكبير علم الدين، سنجر بن عبد الله الحصني، الصالحيّ، ودفن من الغد بتربة والده بالجبل.

وكان من مقدّمي الحلقة.

[وفاة علاء الدين الكتّاني]

589 -

وفي ربيع الأول هذا توفي الشيخ علاء الدين، علي بن عبد الغفّار بن علي بن يونس الكتّاني، خطيب أفرى، أحد أصحاب الشيخ تقيّ الدين عبد الساتر بن عبد الحميد القدسيّ.

وذكر أنه سمع من ابن الزبيدي «مواعيد» من البخاريّ، بدار الحديث الأشرفية، ثم مرض وانقطع.

وكان رجلا جيّدا، وعنده كلام في العقائد. وأقام مدّة بمقابر باب الصغير بالمكان الذي بناه كشتغدي الشمسيّ.

ومولده سنة أربع وعشرين وستماية.

[وفاة ست الفقراء]

590 -

وفي العشر الأول من ربيع الأول توفيت أمّ عثمان، ستّ الفقراء

(2)

بنت الخطيب عماد الدين داود بن عمر بن يوسف خطيب بيت الآبار بالقرية المذكورة، ودفنت بتربتهم قبالة الجامع.

(1)

وقال ابن حجر: ولم يكن حسن السيرة، ويقال إنه كان السبب في عزل أبيه لسوء سيرته وطواعية أبيه له حتى قال فيه ابن ظهيرة: وكيف يؤتى رشده حا كم حكم في لحيته موسى

(2)

انظر عن (ست الفقراء) في: ذيل تاريخ الإسلام 35 رقم 40 وفيه «ست الفقهاء» .

ص: 247

روت عن عمّها الكبير النجيب عبد الله، وغيره.

وهي والدة الخطيب موفّق الدين محمد، ولم تبلغ الثمانين، ولكن قاربتها، فإنّ سماعها حضور [ا] سنة تسع وعشرين وستماية.

[وفاة الرئيس ابن غنائم]

وفي ربيع الأول توفي بكفر بطنا جماعة، منهم:

591 -

الرئيس علي بن الشمس محمد بن غنائم شيخ القرية، وله سبعون سنة.

[وفاة إسماعيل الشمعة]

592 -

/79 ب/وإسماعيل الشمعة ابن

(1)

أخيه.

[كان] شابا كريما، محبوبا، وتأسّفوا عليه.

[وفاة ابن الحلبي]

593 -

والجمال ابن الحلبيّ، من أعيان القرية. [كان]

(2)

شيخا.

[وفاة ابن الفامي]

594 -

والفقيه إبراهيم بن الفاميّ. وكان حفظ «التنبيه» على الشيخ تاج الدين، وأمّ بمسجد القاعة.

[وفاة أسماء بنت الجمال محمد]

595 -

وفي شهر ربيع الأول، أو آخر صفر، توفيت أسماء بنت الجمال محمد بن عبد الحق بن خلف بن عبد الحق الحنبليّ، ودفنت بالجبل.

روت لنا عن خطيب مردا، وسألتها عن مولدها فذكرت أنها رضيعة جمال الدين أحمد بن العزّ عمر. وذكرت أنه ولد لوالدها ثلاث بنات سمّاهنّ «أسماء» ، وهي الثالثة منهنّ، ولم تدرك اللتين قبلها.

‌ربيع الآخر

[وفاة بدر الدين السمرقندي]

596 -

في يوم الأربعاء ثاني شهر ربيع الآخر توفي الشيخ الإمام، الزاهد، بدر الدين، علي بن محمد بن إبراهيم السمرقندي

(3)

، الحنفي، شيخ خانكاه خاتون

(1)

في الأصل: «بن» .

(2)

إضافة يقتضيها السياق.

(3)

انظر عن (السمرقندي) في: ذيل تاريخ الإسلام 35 رقم 41 دون ترجمة، والدرر الكامنة 3/ 98 رقم 222.

ص: 248

وخانقاه الشبلية، ودفن من يومه بالجبل بتربة ابن الخطيري.

وكان شيخا مليح الهيئة، عليه سكينة ووقار، وعنده فضيلة، وله كلام حسن، وخطّه جيّد، ونسخ بخطّه. وكان كثير الاشتغال بالعلم والعبادة والمطالعة، وهمّته عليّة في أمور دينه ودنياه.

[وفاة نجم الدين المقدسي]

597 -

وفي ليلة الأحد سادس ربيع الآخر توفي الشيخ نجم الدين، إبراهيم بن محمود بن عامر بن يحيى المقدسي، المعروف بالعقرباني

(1)

، الشاهد تحت الساعات، ودفن من الغد بسفح جبل قاسيون.

ومولده سنة عشرين وستماية تقريبا. وضبطه بعضهم سنة ثلاث وعشرين وستماية.

وروى «جزء ابن عرفة» عن اليلداني، سمعه منه سنة ثلاثين وستماية. وسمع أيضا من النجم بن سلام، وغيره.

وروى والده «الأربعين الآجرّية» عن يحيى الثقفيّ.

[وفاة عزّ الدين ابن عساكر]

598 -

وفي يوم الإثنين الحادي والعشرين من ربيع الآخر مات عزّ الدين، قاسم بن مؤيّد الدين أحمد بن مجد الدين محمد بن إسماعيل بن عثمان بن عساكر.

وكان كاتبا جيّدا يخدم في الدواوين. وسمع الحديث على جماعة، ولم يرو شيئا.

[وفاة الأمير أيبك الحموي]

599 -

وفي يوم الأحد العشرين من ربيع الآخر مات الأمير الكبير عزّ الدين أيبك

(2)

الحمويّ، الذي كان نائب السلطنة بدمشق. /80 أ/ثم نقل إلى صرخد فبقي بها مدّة، ثم قبل موته بنحو شهر نقل إلى نيابة السلطنة بحمص، فأقام بها أياما.

(1)

انظر عن (العقرباني) في: ذيل تاريخ الإسلام 38 رقم 52.

(2)

انظر عن الأمير (أيبك) في: ذيل تاريخ الإسلام 52 رقم 97، والإعلام بوفيات الأعلام 295، وذيل العبر 25، وتالي كتاب وفيات الأعيان 16،17 رقم 25، والدر الفاخر 113، وأعيان العصر 1/ 643،644 رقم 351، والوافي بالوفيات 9/ 479 رقم 4440، وتذكرة النبيه 1/ 258، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 165، والبداية والنهاية 14/ 30، والسلوك ج 1 ق 3/ 956، والمقفّى الكبير 2/ 324،325 رقم 857، والدرر الكامنة 1/ 451 رقم 1107، وعقد الجمان (4) 340، والنجوم الزاهرة 8/ 212، والمنهل الصافي 3/ 132 رقم 576، والدليل الشافي 1/ 161 رقم 575، والنهج السديد 3/ 606.

ص: 249

وكانت وفاته هناك، وحمل إلى تربته بسفح جبل قاسيون بالقرب من زاوية الشيخ محمد بن

(1)

قوام البالسيّ، وعمل له عزاء بعد دفنه بها.

وكان أميرا كبيرا، شجاعا، مقداما، ديّنا، كثير التلاوة، عارفا، خبيرا.

[وفاة عماد الدين ابن جماعة الكناني]

600 -

وتوفي في ربيع الآخر بحماه عماد الدين، إسماعيل بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة

(2)

الكناني، الحموي، أخو قاضي القضاة بدر الدين.

وكان رجلا جيّدا، سمع من ابن البرهان بالقاهرة، وجلس بدمشق مع الشهود مدّة.

[وفاة مجير الدين ابن المغيزل]

601 -

وكذلك توفي في ربيع الآخر المذكور بحماه، الصدر، مجير الدين، محمد بن الشيخ شرف الدين عبد الكريم بن محمد بن محمد بن المغيزل

(3)

.

وكان ولي ببلده نظر الديوان.

[وفاة موفّق الدين البعلبكي]

602 -

ومات ببعلبك الشيخ موفّق الدين، أبو محمد، عبد السلام

(4)

بن القاضي الإمام تاج الدين عبد الخالق بن عبد السلام بن سعيد البعلبكي، في ثاني عشر شهر ربيع الآخر.

وكان من أعيان العدول ببعلبك.

روى عن أبي سليمان بن عبد الغني المقدسيّ، وظهر سماعه بعد موته على صفيّة بنت عبد الوهاب القرشية بحماه.

ومولده في مستهلّ رجب سنة ستّ وثلاثين وستماية ببعلبك.

[وفاة شمس الدين ابن عازر]

603 -

وفي آخر يوم من شهر ربيع الآخر، وهو يوم الثلاثاء، مات شمس الدين، محمد بن عبد الرحيم بن محمد بن عبد الله بن عازر، من أهل الصالحية. ودفن من يومه.

(1)

الصواب: «بن» .

(2)

انظر عن (ابن جماعة) في: الدرر الكامنة 1/ 363 رقم 910 وفيه وفاته سنة 730 هـ. وهو غلط.

(3)

توفي أبوه «عبد الكريم» سنة 697 هـ.

(4)

انظر عن (عبد السلام) في: معجم شيوخ الذهبي 312 رقم 444، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 2/ 206 رقم 534.

ص: 250

وكان تاجرا بالرمّاحين. وسمع من خطيب مردا «سداسيّات الرازي» وغير ذلك، ولم نسمع عليه شيئا.

[وفاة فتح الدين القرشي المعروف بابن القيسراني]

604 -

وفي يوم الجمعة الخامس والعشرين من ربيع الآخر توفي الشيخ الإمام، العالم، الصدر الكبير، فتح الدين، أبو محمد، عبد الله بن محمد بن أحمد بن خالد بن محمد بن نصر بن صغير القرشي، المخزومي، الخالدي، المعروف بابن القيسرانيّ

(1)

، بالقاهرة.

وكان شجاعا جليلا، فاضلا، أديبا، شاعرا، مجيدا. ولي الوزارة بدمشق، ولم يزل موقّعا بالديار المصرية من أعيان الجماعة، وعنده فضيلة، وله اشتغال بالحديث/ 80 ب/وتحصيله. وصنّف «أسماء الصحابة المذكورين في الصحيحين» وترجم لهم، وروى شيئا من حديثهم بأسانيده في مجلّدين، وهما وقف المدرسة الناصرية بدمشق.

وكان يذاكر بأشياء حسنة مذاكرة جيّدة، متقنة اللفظ والمعنى إلى أن توفي.

كتب الناس عنه قديما من نظمه. وممّن روى عنه في معجمه الحافظ شرف الدين الدمياطيّ، وهو آخر من مات من شيوخه الذين ذكرهم في «المعجم» .

وكان سمع بحلب من ابن رواحة، وابن خليل، وسمع بالقاهرة من ابن الجمّيزي، ويوسف الساوي، وابن الجبّاب. وكان يقرأ بنفسه ويكتب الطباق بخطّه.

ومولده في يوم الإثنين الثامن عشر من شوال سنة ثلاث وعشرين وستماية بدمشق.

605 -

وعمّه: عزّ الدين

(2)

أبو حامد، محمد، روى عن ابن طبرزد. وكان وزيرا بدمشق للملك الناصر. مات في رمضان سنة ستّ وخمسين وستماية.

606 -

وجدّه: موفّق الدين

(3)

، أبو البقاء، خالد، كان وزيرا بدمشق في أيام

(1)

انظر عن (ابن القيسراني) في: نهاية الأرب 3/ 82، والبداية والنهاية 14/ 31، والدرر الكامنة 2/ 284 رقم 2200، والنجوم الزاهرة 8/ 213، والدليل الشافي 1/ 390 رقم 1341، والمنهل الصافي 7/ 115،116 رقم 1344، وتالي كتاب وفيات الأعيان 22 رقم 32، والوافي بالوفيات 17/ 88 رقم 494، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 165، وتذكرة النبيه 1/ 261، وأعيان العصر 2/ 728 - 732 رقم 905، وكشف الظنون 1739، وشذرات الذهب 6/ 9، وإعلام النبلاء 4/ 495، ومعجم المؤلفين 6/ 108.

(2)

انظر عن (عز الدين) في: تاريخ الإسلام (651 - 660 هـ.) ص 295 رقم 321، وعيون التواريخ 20/ 179، والسلوك ج 1 ق 2/ 413.

(3)

انظر عن (موفّق الدين) في: العبر 4/ 266، وتاريخ الإسلام (581 - 590 هـ.) ص 296،297 رقم 293، وتكملة إكمال الأكمال لابن الصابوني 244 - 246 رقم 38، وتلخيص مجمع الآداب 5/رقم 1939، والوافي بالوفيات 3 - /282،283 رقم 343، والبداية والنهاية 14/ 31 (في ترجمة حفيده)، -

ص: 251

نور الدين، وأرسل رسولا إلى مصر، وسمع من ابن رفاعة، والسلفي. وكان كاتبا مجيدا، كثير التحرير في الخط. مات سنة ثمان وثمانين وخمسماية.

607 -

وأبوه: أبو عبد الله، محمد بن نصر

(1)

بن صغير. ولد بعكا سنة ثمان وسبعين وأربعماية. فلما استولى الفرنج عليها انتقل إلى حلب. وكان شاعرا مكثرا، له ديوان، وكان يعرف النجوم والهيئة، سمع منه ابن السمعانيّ،

= والمقفّى الكبير 3/ 740 - 745 رقم 1351، وبغية الوعاة 7/ 98 - 105 رقم 996، والأعلام 2/ 340.

(1)

انظر عن (محمد بن نصر) في: ديوان ابن منير الطرابلسي (من جمعنا وتحقيقنا) انظر فهرس الأعلام طبعة المكتبة العصرية، صيدا، بيروت 1426 هـ. /2005 م. (طبعة ثانية)، وذيل تاريخ دمشق، لابن القلانسي 322، والأنساب 10/ 291، والتحبير لابن السمعاني 2/ 242 - 244 رقم 898، وتاريخ دمشق، لابن عساكر 56/ 101 - 103 رقم 7061، وخريدة القصر (قسم شعراء الشام) 1/ 96 - 160، ومعجم الأدباء 19/ 64 - 81، والتاريخ الباهر 92، وتاريخ دولة آل سلجوق 225، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 213،214 (في وفيات 547 هـ.)، وكتاب الروضتين (في مواضع كثيرة)، ووفيات الأعيان 4/ 458 - 461، ومسالك الأبصار 10/ورقة 470،471، وأخبار الملوك ونزهة المالك والمملوك في طبقات الشعراء للملك الأيوبي، ورقة 177 أ، رقم 336، وجمهرة الإسلام ذات النثر والنظام، لابن رسلان الشيزري (مخطوط دار الكتب المصرية رقم 9223 أدب) ورقة 83، وبدائع البدائه، لابن ظافر الأزدي 257، وبغية الطلب في تاريخ حلب، لابن العديم (مصوّرة معهد المخطوطات العربية) ج 7/ 6564 و 8/ 160، وتكملة إكمال الإكمال 241،242، ومختصر تاريخ دمشق، لابن منظور 23،276،277 رقم 302، وتذكرة الحفاظ 4/ 1313، وتاريخ الإسلام (541 - 550 هـ.) ص 333 - 337 رقم 472، والإعلام بوفيات الأعلام 225، ودول الإسلام 2/ 64، والعبر 4/ 133، وسير أعلام النبلاء 20/ 224 - 226 رقم 144، والتذكرة الفخرية، للإربلي 243 و 373، وتاريخ ابن الوردي 2/ 84،85، ومرآة الجنان 3/ 287،288، والعسجد المسبوك (المخطوط) ورقة 68 أ، والوافي بالوفيات 5/ 112 - 121، وعيون التواريخ 12/ 467 - 471 و 480 - 483 (وفيه وفاته 547 هـ.)، والبداية والنهاية 12/ 231، وصبح الأعشى 2/ 31، والكواكب الدرّية في السيرة النورية، لابن قاضي شهبة 75 وما بعدها، وخزانة الأدب، لابن حجّة الحموي 175، والنجوم الزاهرة 5/ 202، وإيقاظ الغافل بسيرة الملك العادل نور الدين-بتحقيقنا-طبعة المكتبة العصرية-ص 84 - 87، وتاريخ الخلفاء 442، وكشف الظنون 768، وشذرات الذهب 4/ 150، والدارس 2/ 388، وديوان الإسلام 4/ 47 رقم 1722، وقلادة النحر بأعيان وفيات الدهر، لابن أبي مخرمة (مخطوطة دار الكتب المصرية، رقم 4410 تاريخ) ج 4/ 158، والفهرس التمهيدي 301، وتاريخ الأدب العربي 5/ 48، وذيله 1/ 455، وإعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 4/ 237، والأعلام 7/ 347، ومعجم المؤلفين 12/ 77، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 266، والحياة الأدبية في عصر الحروب الصليبية، للدكتور أحمد بدوي 141 - 148، والأدب في بلاد الشام للدكتور عمر موسى باشا 158 - 185، وصدى الغزو الصليبي في شعر ابن القيسراني للدكتور محمود إبراهيم، وشعر الجهاد في الحروب الصليبية في بلاد الشام للدكتور محمد علي الهرفي 224 - 254، وكتاب: محمد بن نصر القيسراني، حياته وشعره، لفاروق أنيس جرّار، والحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور الوسطى (تأليفنا) 334، 335، وشعر ابن القيسراني، للدكتور عادل جابر صالح محمد-الزرقاء 1411 هـ. /1991 م.

ص: 252

وابن عساكر. مات بدمشق في شعبان سنة ثمان وأربعين وخمس ميّة.

وأصلهم من قيسارية الشام.

‌جمادى الأولى

[وفاة ابن عبدان المعروف بابن المناديلي]

608 -

في ليلة الثلاثاء، سابع جمادى الأولى توفي الشيخ زين الدين، أحمد بن العدل شمس الدين حسين بن عياش بن عبدان الكتابي، عرف بابن المناديلي، وصلّي عليه ظهر الثلاثاء بالجامع المعمور، ودفن بسفح جبل قاسيون.

روى شيئا يسيرا عن ابن مسلمة. وكان رجلا جيّدا، قليل المخالطة للناس، مواظبا على الصلوات في الجامع.

[وفاة تاج الدين معتوق السميساطي]

609 -

وفي يوم الجمعة عاشر جمادى الأولى توفي تاج الدين، معتوق بن مسعود بن عبد الله السميساطي، الناسخ، الفقيه، الشاهد.

[وفاة فخر الدين ابن أبي العيش]

610 -

وفخر الدين، أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي العيش/81 أ/ الأنصاريّ.

[وفاة عماد الدين ابن حمائل النابلسي]

611 -

وفي يوم الأحد ثاني عشر جمادى الأولى مات عماد الدين، إسماعيل بن إبراهيم بن سلمان بن حمائل النابلسي، ثم الدمشقيّ ابن أخي الشيخ شمس الدين ابن غانم. ودفن بالجبل.

وكان نقيب المدرسة الظاهرية ومؤذّنا بالجامع، ويشهد تحت الساعات.

[نيابة قلعة دمشق]

وفي هذا اليوم وصل البريد بإعادة السنجري إلى نيابة قلعة دمشق

(1)

.

[نيابة السلطنة بحمص]

وتولية الأمير سيف الدين الجوكندار نيابة السلطنة بحمص، عوضا عن الأمير عزّ الدين الحمويّ

(2)

.

(1)

خبر نيابة القلعة في: البداية والنهاية 14/ 28.

(2)

خبر نيابة حمص في البداية والنهاية 14/ 28.

ص: 253

[وفاة ابن كثير القيسي]

612 -

وفي أوائل جمادى الأولى مات الشيخ عمر

(1)

بن كثير بن ضوء بن كثير القيسي، خطيب القرية من عمل بصرى.

وكان فاضلا، لغويّا، شاعرا. كتبنا عنه هناك من شعره بحضرة الشيخ تاج الدين.

[وفاة ابن نجيب الصوفي]

613 -

وفي جمادى الأولى توفي الشيخ أحمد بن عمر بن نجيب الصوفيّ، المعروف بخدمة أولاد القاضي محيي الدين.

ووجدت سماعه على إبراهيم بن خليل. ولم يحدّث بشيء.

‌جمادى الآخرة

[وفاة شمس الدين ابن الشمّاع]

614 -

في مستهلّ جمادى الآخرة مات الشيخ الفقيه الإمام العالم، الزاهد، الورع، شمس الدين، أبو عبد الله، محمد بن الحاجّ عبد الكريم بن محمد بن علي بن الشمّاع

(2)

الشافعيّ، بمدينة صفد، وكان أقام بها مدّة في آخر عمره.

وكان رجلا فاضلا من أعيان الفقهاء، وله مشاركة في القراءات والأصول والحديث والنحو. وتزهّد مدّة طويلة ولزم الطريقة الحميدة، ولم يزل في ازدياد إلى أن مات. وكان سمع الكثير من أصحاب الخشوعيّ، وابن طبرزد، وحصّل النسخ وكتب وقرأ وحدّث.

[ختم ابن المؤلّف القرآن الكريم]

وفي يوم الجمعة ثامن جمادى الآخرة ختم ابني محمد القرآن العظيم، واجتمع لذلك جماعة بالجامع المعمور، وصلّى التراويح في رمضان من هذه السنة بمشهد ابن عروة، وختم ليلة السابع والعشرين، وحضر جماعة من الأعيان.

[وفاة شرف الدين المصري]

615 -

وفي العشر الأول من جمادى الآخرة مات شرف الدين، إبراهيم بن علي بن محمد المصريّ، الذي كان على ديوان البيوتات.

(1)

انظر عن (عمر) في: البداية والنهاية 14/ 31 - 33، والدرر الكامنة 3/ 185 رقم 438.

(2)

انظر عن (ابن الشمّاع) في: ذيل تاريخ الإسلام 38 رقم 56 دون ترجمة، والدرر الكامنة 4/ 24 رقم 66.

ص: 254

وكان ابن أخت الشيخ عزّ الدين الإربليّ نائب القاضي عزّ الدين. وكان مصاهرا لكمال الدين ابن العطار.

[وفاة ابن العصيفير]

616 -

ومات فيه أيضا الشهاب، أحمد بن مظفّر بن العصيفير، نائب الوالي بباب البريد.

[وفاة عبد الحافظ المقدسي]

617 -

وفي/81 ب/يوم الأحد عاشر جمادى الآخرة توفي الشيخ الأجلّ، المحدّث، أبو محمد، عبد الحافظ

(1)

بن عبد المنعم بن غازي بن عمر بن علي المقدسيّ، من أهل الصالحية، ودفن بكرة يوم الإثنين بسفح قاسيون.

وكان سمع الكثير على الحافظ ضياء الدين، ومن بعده من الشيوخ، ونسخ الكثير لنفسه وللناس. ثم إنه بعد ذلك كتب الشروط وارتزق بذلك في أيام الشيخ شمس الدين ومن بعده من قضاة الحنابلة، وكان يكتب خطا حسنا.

ومن شيوخه: المرسي، ومكي بن علاّن، وخطيب مردا، وابن مسلمة، والصدر البكري، واليلداني، وإسماعيل العراقي، وإبراهيم بن خليل، والعماد بن النحّاس، وسمع بحلب والقدس، وكان يضبط أسماء الشاميّين ويكتب الطباق.

[وفاة ناصر الدين ابن النحاس]

618 -

وفي ليلة الثلاثاء ثاني عشر جمادى الآخرة توفي ناصر الدين محمد، ولد جمال الدين ابن النحّاس، والي دمشق كان. وحضره جمع كبير، وعمل عزاؤه بكرة الأربعاء بجامع جرّاح.

‌رجب

[وفاة أبي الفتح نصر الصحراوي]

619 -

وفي يوم الأحد مستهلّ رجب مات الحاج أبو الفتح، نصر بن أبي الضوء بن أحمد الصحراوي، الزبداني، ثم الصالحي، ويكنّى أبا عليّ. وصلّي عليه عصر هذا اليوم، ودفن بسفح قاسيون.

سمع «صحيح البخاري» من ابن الزبيديّ. وهو رجل جيّد.

مولده سنة عشرين وستماية تقريبا أو بعدها بقليل بسفح قاسيون.

(1)

انثر عن (عبد الحافظ) في: ذيل تاريخ الإسلام 38 رقم 57 دون ترجمة، والدرر الكامنة 2/ 318 رقم 2264.

ص: 255

[طواف محمل الحاج]

وفي يوم الإثنين ثاني رجب طافوا بمحمل الحاجّ وأخرجوه من القلعة على العادة، واحتفل لأمره أكثر من العادة، وتوفّرت همم الناس على الحج.

[وفاة الأمير بيبرس التلاوي]

620 -

وفي يوم الإثنين تاسع رجب توفي الأمير الكبير، ركن الدين، بيبرس التّلاوي

(1)

مشدّ الشام، وصلّي عليه الظهر بالجامع، ثم بسوق الخيل، ودفن بالجبل تحت تربة الطواشي بدر الدين الصوابي بعد أمراض مختلفة أصابته.

وكان مشهورا بالظلم والعسف، وفرح الناس بموته.

‌شعبان

[وفاة تقيّ الدين الجزري]

621 -

وفي يوم الثلاثاء ثاني شعبان مات الشيخ الصالح، تقيّ الدين، محمد بن محمد بن علي الجزريّ، أخو شهاب الدين أحمد، حمو شمس الدين بن المجد الجزريّ.

وكان صالحا خيّرا، من أصحاب الشيخ شمس الدين الحنبليّ.

[وفاة محيي الدين بن أبي الفتوح المقدسي]

622 -

/82 أ/وفي ليلة الخميس رابع شعبان مات الشيخ محيي الدين محمد بن الشيخ تقيّ الدين يوسف بن أبي محمد بن أبي الفتوح

(2)

بن ناصر المقدسي، ثم المصري، وصلّي عليه ظهر الخميس بجامع دمشق، ودفن بسفح جبل قاسيون عند والده.

روى لنا عن ابن رواج، وابن الجمّيزيّ.

وكان مقرئا، ويعرف طرفا من النحو. وكان متودّدا للناس، قاضيا لحقوقهم.

وكان يشغل المبتدئين في العربية. وكان حسن التعليم، ويقرئ القرآن.

ومولده سنة ثلاثين وستماية بمصر.

[وفاة شمس الدين ابن الشرائحي]

623 -

وفي يوم الجمعة خامس شعبان توفي شمس الدين، محمد بن

(1)

انظر عن (بيبرس التلاوي) في: نهاية الأرب 32/ 82، والدرر الكامنة 1/ 508 رقم 1375 وفيه:«التيلاوي» بكسر المثنّاة وتخفيف اللام.

(2)

انظر عن (ابن أبي الفتوح) في: معجم شيوخ الذهبي 594،595 رقم 883، والدرر الكامنة 4/ 316 رقم 751.

ص: 256

محمد بن إبراهيم، أخو تقيّ الدين عبد الحميد بن الشرائحيّ، ودفن بباب الصغير.

وكان فقيها بالمدرسة القيمريّة.

[وفاة رضيّ الدين السنجاري]

624 -

وفي عشيّة السبت سادس شعبان توفي الشيخ العدل، الفقيه، رضيّ الدين، عبد الرحمن بن أبي بكر بن منصور السنجاري، الحنفيّ، وصلّي عليه ظهر الأحد بالجامع، ودفن بسفح قاسيون.

وكان عدلا، وكاتبا معروفا. كتب الحكم للقاضي حسام الدين الحنفيّ مدّة.

وكان بيده تدريس حلقة بمقصورة الحنفية بالجامع، وله همّة، وعنده كفاءة ومعرفة.

[مباشرة الشدّ بالشام]

وفي يوم الخميس حادي عشر شعبان لبس الخلعة السلطانية الأمير الكبير شرف الدين قيران، وباشر الشدّ بالشام المحروس، عوضا عن التّلاوي. وكان وصل قبل ذلك بيومين من الفتوحات ونزل بدار صاحب حمص.

[نظارة الجامع بدمشق]

وفي هذا اليوم أيضا لبس خلعة نظر الجامع الشيخ ناصر الدين ابن عبد السلام، وجلس بها في الديوان، وتكلّم عنده الشهاب المقرئ. وقد كان باشر النظر قبل ذلك بنحو شهر، منذ عزل الشيخ كمال الدين ابن الشريشيّ منها.

[وفاة علاء الدين ابن برق]

625 -

وفي شعبان توفي علاء الدين، علي بن أحمد بن برق، أخو الأمير سيف الدين.

وكان ديّنا، خيّرا، كثير التلاوة، حسن السمت، في عشر السبعين.

[وفاة ناصر الدين الغرناطي]

626 -

وفي ثامن عشري شعبان توفي المحدّث ناصر الدين، محمد بن علي بن محمد بن يحيى الغرناطيّ، المعروف بابن سلمة بالقاهرة.

وكان محدّثا أثريّا على مذهب ابن حزم/82 ب/والظاهرية. وكان موته بالبيمارستان المنصوريّ.

‌شهر رمضان

[وفاة الكمال ميّاس الزرعي]

627 -

وفي النصف من رمضان مات الكمال، ميّاس الزرعي، رفيقنا بالمدرسة المسروريّة.

ص: 257

[وفاة ابن أبي القاسم النابلسي]

628 -

وفي يوم الأربعاء السادس عشر من رمضان توفي الشيخ أبو محمد بن أبي القاسم بن يوسف بن سعد النابلسيّ

(1)

، ودفن من يومه بمقابر باب الصغير.

وكان رجلا صالحا. سمع من القاضي أبي نصر بن الشيرازي، وعبد العزيز بن الدجاجية، وغيرهما. وأجازه الداهريّ، والدينوريّ، والسهرورديّ، وعبد اللطيف بن يوسف البغدادي، وغيرهم.

ومولده في سنة سبع وعشرين وستماية بحلب

(2)

.

[وفاة علي بن معالي الهمذاني]

629 -

وفي شهر رمضان مات الحاجّ علي بن معالي الهمذاني، الكوافي، ودفن بباب الصغير.

وكان ديّنا صالحا في عشر الثمانين. وهو من أصحاب الشيخ شرف الدين ابن الروميّ.

[وفاة نظام الدين ابن اسفنديار]

630 -

وفي شهر رمضان توفي بحلب الشيخ نظام الدين، أبو سالم، محمد بن الشيخ العالم نجم الدين علي بن علي بن اسفنديار البغداديّ.

وكان شيخ الخانكاه المجاهدية ظاهر دمشق مكان والده. وسمع من كمال الدين ابن طلحة «رسالة القشيري» ، ولم يحدّث. وكان حسن المخالطة والمعاشرة، مليح الهيئة، ظريفا، عنده فضيلة ومعرفة، ووعظ بجامع دمشق، ولم يستمرّ على ذلك.

[وفاة آمنة بنت محمد الظاهرية]

631 -

وفي ليلة الثالث والعشرين من رمضان توفيت أمّ محمد، آمنة بنت الشيخ محمد بن عبد الله الظاهري، الحلبيّ، بالقاهرة، أخت الشيخ جمال الدين.

روت لنا عن إبراهيم بن خليل.

وكان تزوّج بها قيران الناصري، وسنجر الشكاري. قرأت بذلك كتاب

(1)

انظر عن (النابلسي) في: ذيل تاريخ الإسلام 39 رقم 60، ومعجم شيوخ الذهبي 252،253 رقم 346، والدرر الكامنة 2/ 233 رقم 2068 وفيه اسمه:«ظافر بن جعفر بن أبي القاسم» . وكنيته في معجم الشيوخ «أبو غانم» ، وفي الدرر «أبو عامر» ، وفي نسخة أخرى «أبو غانم» .

(2)

وقال الذهبي في معجم شيوخه: مات بحماه في جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعمائة وقد قارب الثمانين. وقيل: ولد سنة خمس عشرة وستمائة تقريبا. ووقع في الدرر أنه ولد سنة 715 هـ. وهو غلط.

ص: 258

فخر الدين ابن أخيها بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشيخ علي النجار الفرّاشي يخبره فيه بموتها في التاريخ المذكور.

[فتح تلّ حمدون]

وفي يوم السبت ثاني عشر رمضان وصل إلى دمشق ثلاثة آلاف فارس من الديار المصرية مع ثلاثة من المقدّمين أمير سلاح، وسنقر شاه المنصوري، والصوابيّ، وجرّد من دمشق ألفا فارس، وقدّم عليهم/83 أ/الأمير سيف الدين بهادر آص، وسافر الجميع من دمشق سابع عشر رمضان، ووصلوا حماه، وتوجّه معهم النائب بها الأمير سيف الدين قبجق بعسكره والأمير سيف الدين أسندمر بعسكر طرابلس، والأمير سيف الدين الجوكندار بعسكر حمص، والأمير شمس الدين قرا سنقر بعسكر حلب، وتوجّهوا كلهم من حلب سوى بهادر آص فإنّه أقام بها لمرض أصابه، ودخلت فرقة منهم صحبة قبجق إلى ملطية وقلعة الروم، وفرقة أخرى دخلوا الدربند فغاروا ونهبوا، ونازلوا تلّ حمدون وحاصروها وتسلّموها يوم الخميس ثالث عشر ذي القعدة بالأمان. ودقّت البشائر بدمشق لذلك. ووقع الاتفاق مع صاحب سيس على أن يكون للمسلمين من غير جهان إلى حلب، وللأرمن من حدّ النهر، وأن يعجّلوا حمل سنتين. وقتل جماعة من أعيان الأرمن وأمرائهم. ودخلت العساكر إلى دمشق في الحادي والعشرين من ذي الحجّة ومعهم جماعة من أسرى الأرمن من أعيانهم، وتوجّه المصريّون من دمشق إلى القاهرة صحبة أمير سلاح في التاسع والعشرين من ذي الحجّة

(1)

.

‌شوّال

[وفاة فخر الدين أحمد بن مزهر]

632 -

وفي يوم عيد الفطر يوم الخميس مات فخر الدين، أحمد بن مزهر، أخو شرف الدين. ودفن من الغد بالجبل.

وكان من الكتّاب المشهورين.

[سفر ركب الحجّاج]

وفي يوم السبت عاشر شوال توجّه الركب إلى الحجاز الشريف من دمشق، وأميرهم الأمير فخر الدين أقجبا الظاهريّ.

(1)

خبر الفتح في: نهاية الأرب 32/ 75،76، والبداية والنهاية 14/ 28،29، ونزهة المالك والمملوك 189، والتحفة الملوكية 174، وزبدة الفكرة 383،384، والدر الفاخر 110 - 112، وتاريخ سلاطين المماليك 128،129، والنهج السديد 597 - 599.

ص: 259

[حجّ المؤلّف عن أمّه]

وتوجّهت معهم وقضيت فريضة الحجّ عن أمّي رحمها الله تعالى. وقرأت في هذه السفرة على عشرين شيخا أكثر من أربعين جزءا منها «جزء سفيان» بالكرك، و «جزء ابن عرفة» بالمدينة النبوية، وبمكة الخامس من «المزكيّات» ، و «جزء مطيّن» ، و «جزء القزّاز» ، و «الثمانون الآجرّية» ، و «فوائد المدينة» تخريج ابن مسّدي، لابن الجمّيزي، والثاني من «المحامليّات» ، والأول من «الثقفيات» ، ومنتقى منها، و «الأربعون الثقفية» .

[وفاة شرف الدين السعيدي]

633 -

وفي يوم الثلاثاء سابع شوال توفي/83 ب/شرف الدين، عبد الحق بن عبد الله بن عبد الحق السّعيديّ، ودفن بالجبل.

وكان مواظبا على خدمة الملك السعيد وبعده كان في خدمة ولده الملك الكامل. وكان سمع من ابن عبد الدائم، وعمر الكرماني، وحدّث.

قرأت عليه «الشهاب» للطبرانيّ، لابنه، على ابن فارس.

[وفاة غازان ملك التتار]

634 -

وفي شوال مات غازان

(1)

محمود بن أرغون بن أبغا ملك التتار، صاحب العراق، ودياربكر، وخراسان.

وقيل إنّ موته كان في رابعه، وقيل في حادي عشره، وقيل في ثالث عشره، وكانت وفاته بالقرب من همذان، وحمل إلى تربته بظاهر تبريز مكان يسمّى بالشام، فدفن فيه، وكان بين موته ودفنه أحد عشر يوما.

ويقال إنه تنعّم ووصل خبره إلى دمشق في ذي القعدة.

[الخطبة لابن أرغون]

وخطب لخربندا بن أرغون أخي غازان بعد موته أخيه، وذكر أنّ الخطبة أقيمت

(1)

انظر عن (غازان) في: ذيل تاريخ الإسلام 45،46 رقم 86، والإعلام بوفيات الأعلام 295، وذيل العبر 26، ودول الإسلام 2/ 211، والدر الفاخر 112،113، والتحفة الملوكية 174، ونهاية الأرب 27/ 416، وأعيان العصر (انظر فهرس الأعلام 6/ 156)، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 122، وتذكرة النبيه 1/ 257، والبداية والنهاية 14/ 29، والسلوك ج 1 ق 3/ 956، ومآثر الإنافة 120،121، و 128، وعقد الجمان (4) 316 - 319 و 341، والدرر الكامنة 3/ 294 رقم 3135، والنجوم الزاهرة 8/ 312، والدليل الشافي 2/ 517 رقم 1783، والمنهل الصافي 8/ 357 - 361 رقم 1791، والبدر الطالع ج 2/ 2 رقم 264، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 417، والنهج السديد 3/ 599 - 601 ويقال له:«غازان» و «قازان» .

ص: 260

له في خامس عشر شوال بسنجار، ولقّبوه السلطان غياث الدين خدابندا محمد

(1)

.

[الوزارة بالديار المصرية]

وفي يوم الإثنين سابع عشر شوال باشر الوزارة بالديار المصرية الأمير ناصر الدين محمد الشيخي، عوضا عن الأمير عزّ الدين البغدادي بسبب توجّهه إلى الحجاز الشريف، ولاّه ذلك الأمير سيف الدين سلاّر بالبركة قبل رحيله إلى الحجاز الشريف

(2)

.

[وفاة الصفيّ ابن جعبر القوّاس]

635 -

وفي شوال توفّي الصفيّ، أحمد بن يوسف بن جعبر القوّاس.

قرأ القراءآت على الزواوي، وكان كثير البيع والشراء في الكتب، وكان ديّنا متواضعا، من أصحاب الشيخ عزّ الدين الفاروثي.

[وفاة صبيح عتيق نصير]

636 -

وفي يوم السبت ثالث شوال توفي صبيح، عتيق نصير بن نبا بالبيمارستان المنصوريّ بالقاهرة.

سمع من بعض أصحاب الخشوعيّ.

‌ذو القعدة

[وفاة شمس الدين الملطي]

637 -

وفي يوم السبت منتصف ذي القعدة توفي القاضي، الفقيه، شمس الدين، أبو محمد، سلمان بن إبراهيم بن إسماعيل الملطي، الحنفيّ.

وكان ناب في الحكم مدّة طويلة بدمشق، ودرّس بالظاهرية، وغيرها. وناب أيضا بالقاهرة/84 أ/لما توجّه إليها في الجفّال. وكان رجلا، مباركا، صالحا، متواضعا.

[وفاة علاء الدين ابن مراجل]

638 -

وفي يوم الأحد السادس عشر من ذي القعدة توفي الصدر، علاء الدين، علي بن عبد الرحيم بن أبي سالم بن مراجل.

وكان فاضلا، أديبا، كاتبا، وله نظم حسن.

وسمع بقراءتي بالقدس.

(1)

خبر الخطبة في: البداية والنهاية 14/ 29.

(2)

خبر الوزارة في: نهاية الأرب 32/ 76، والنهج السديد 3/ 506.

ص: 261

[مشيخة الشيوخ]

وترك الشيخ صفيّ الدين الهندي مشيخة الشيوخ، فولي القاضي تقيّ الدين عبد الكريم بن

(1)

قاضي القضاة محيي الدين يحيى بن الزكيّ، وجلس بالسميساطية يوم الجمعة الحادي والعشرين من ذي القعدة، وحضر عنده قاضي القضاة نجم الدين، وعزّ الدين ابن القلانسي، وعزّ الدين ابن منير، والمحتسب، وجماعة.

[وفاة صدّيق بوّاب التربة الظاهرية]

639 -

وفي يوم السبت الثاني والعشرين من ذي القعدة توفي الشيخ صدّيق بوّاب التربة الظاهرية.

مرض في نومه وقت صلاة الصبح فمات في ساعته.

[وفاة عماد الدين داود]

640 -

وفي يوم الجمعة الثامن والعشرين من ذي القعدة توفّي عماد الدين، داود بن علي بن أحمد (. . .)

(2)

بسوق المطرّزيّين.

وكان رجلا جيّدا، سمع الحديث بنفسه (. . .)

(3)

بإجازات. وروى شيئا يسيرا عن ابن أبي اليسر، عن الخشوعيّ.

[وصول مقدّم ألف من التتار]

وفي يوم الثلاثاء حادي عشر ذي القعدة وصل إلى دمشق من التتار مقدّم ألف اسمه منكلي بن البابا وصحبته نحو من عشرة، وكان مقامه بالقرب من البلد، وكان يكاتب صاحب مصر، وصلّى هو وأصحابه الجمعة بالجامع المعمور، وتوجهوا بعد ذلك إلى القاهرة

(4)

.

‌ذو الحجّة

[وفاة زين الدين الأذرعي]

641 -

وفي يوم السبت السادس من ذي الحجّة توفي القاضي، الفقيه، زين الدين، عمر بن منصور بن ضياء الأذرعي، الشافعيّ.

وكان فقيها فاضلا، من أصحاب الشيخ محيي الدين النّواويّ، وولي القضاء ببعض أعمال دمشق، وسمع جماعة.

(1)

الصواب: «ابن» .

(2)

مقدار كلمتين مطموستين.

(3)

مقدار ثلاث كلمات مطموسة.

(4)

خبر وصول المقدّم في: نهاية الأرب 32/ 77.

ص: 262

[وفاة ابن شداد الزرعي]

642 -

وفي هذا اليوم أيضا توفي محمد بن كمال الدين أحمد بن عسكر بن شدّاد الزرعيّ.

وكان صبيّا نبيها. تولّى في أماكن والده بعد موته، فلم تطل مدّته.

[التدريس بالمدرسة الخاتونية]

وفيه أيضا قدم القاضي جلال الدين والد قاضي القضاة إمام الدين الحنفي من القاهرة، وقد حصّل مراسيم باستمراره في المدرسة الخاتونية. /84 ب/وقضى له مآرب

(1)

.

[وفاة بدر الدين الحموي]

643 -

وتوفي الفقيه، المقرئ، بدر الدين، محمد بن حسن بن إسماعيل بن (. . .)

(2)

الحمويّ في يوم الإثنين ثامن ذي الحجّة بعرفة المشرّفة، ودفن من يومه بها.

حضرت دفنه والصلاة عليه.

ومولده بكفر بطنا. وكان أبوه فاميّا

(3)

بها، ونشأ بحماه، وقرأ على الخابوريّ، وغيره.

وعاش نحو أربعين سنة.

[المطر بدمشق]

وفي يوم الإثنين الثامن والعشرين من ذي الحجّة، وهو ثالث آب، غيّمت السماء بدمشق، وأمطرت مطرا كثيرا.

[وفاة ابن الكركرينا الإربلي]

644 -

وفي العشر الأول من ذي الحجّة توفي الشيخ محمد بن أحمد بن أبي بكر بن أبي نصر بن الكركرينا الإربلي، الخيّاط بالبيمارستان بدمشق.

وكان فقيرا.

وروى لنا عن كريمة حضورا، وسمع من جماعة حضورا وسماعا.

***

(1)

في الأصل: «مآب» .

(2)

كلمة مطموسة.

(3)

الفاميّ: بائع الفاكهة.

ص: 263

[من وفيات هذه السنة]

[وفاة لؤلؤ بن سنقر الحرّاني]

645 -

وفي أوائل هذه السنة توفي البدر يوسف بن لؤلؤ بن سنقر بن عبد الله الحرّاني النشّار، عتيق بن

(1)

(. . . .)

(2)

بالإسكندرية ودفن هناك.

وكان توجّه إلى الديار المصرية في الجفل فأقام هناك، وانحدر إلى الإسكندرية وعمل صنعته، فأدركه أجله هناك.

روى لنا عن ابن عبد الدائم.

[وفاة ابن قدامة المقدسيّ]

646 -

وفي شهر ربيع الأول من هذه السنة (. . . .)

(3)

بموت الشيخ علي بن محمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة المقدسي، الصالحيّ، وأنّ موته من نحو سنتين.

وكان رجلا جيّدا.

مولده سنة أربع وخمسين وستماية تقريبا.

وروى لنا عن ابن عبد الدائم. وسمع من جماعة.

(1)

الصواب: «ابن» .

(2)

كلمة مطموسة.

(3)

كلمة مطموسة.

ص: 264

‌سنة أربع وسبعماية

‌المحرّم

[وفاة أمين الدين ابن القسطلاني]

647 -

في مستهلّ المحرّم توفي الشيخ الإمام، أمين الدين، أبو المعالي، محمد بن الشيخ قطب الدين أبي بكر محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن أحمد بن الميمون بن القسطلاّني

(1)

، المكيّ بها، ودفن بالمعلا

(2)

.

وكان شيخ الحديث بالحرم الشريف. وله بيت وصلاح وفضيلة.

قرأت عليه أحاديث من «الثقفيّات» عن ابن الجمّيزي وهو مريض بالإسهال، ولم يمكنه حضور الموقف. واستمرّ مرضه بعد رحيلنا أياما ومات، وصلّي عليه بالقاهرة في يوم الجمعة تاسع عشر جمادى الأولى من هذه السنة.

‌صفر

[دخول الحجّاج دمشق]

وفي أول يوم من صفر دخل/85 أ/الحاجّ إلى دمشق وأميرهم الأمير فخر العثماني الناصريّ.

[وفاة صفيّ الدين ابن خطيب رأس العين]

648 -

وفي ليلة السبت ثالث صفر توفي الشيخ الفقيه صفيّ الدين، أبو صالح بن

(3)

الخطيب معين الدين الحسن بن الحسين بن زيّاد ابن خطيب رأس العين ويسمّى الجاليشاه، ودفن يوم السبت بمقبرة باب الصغير جوار مقبرة بلال رضي الله عنه، وذلك بعد وصوله من الحجاز الشريف.

حدّث بالإجازة عن القاضي زين الدين ابن الأستاذ قاضي حلب. وذكر أنه سمع من والده.

(1)

انظر عن (ابن القسطلاني) في: ذيل تاريخ الإسلام 43 رقم 73 دون ترجمة.

(2)

الصواب: «بالمعلّى» .

(3)

الصواب: «ابن» .

ص: 265

وكان أبوه يروي عن ابن سكينة، وابن طبرزد.

وكان إمام مسجد رأس درب الحجر داخل باب شهبا من مدّة أربعين سنة، وفقيها بالمدرسة العادلية الصغيرة وغيرها.

ومولده سنة ثلاثين وستماية بمدينة رأس عين.

[وفاة نور الدين الموصلي]

649 -

وفي يوم الثلاثاء ثاني عشر صفر توفي الشيخ الصالح، المحدّث، الفاضل، بقيّة السلف، نور الدين، أبو الحسن، علي بن مسعود بن نفيس

(1)

بن عبد الله الموصليّ، ثم الحلبيّ، بالمارستان الصغير بدمشق، وصلّينا عليه الظهر بالجامع، ودفن بسفح قاسيون قبالة زاوية الشيخ (. . . .)

(2)

وحضرت دفنه، رحمه الله.

وكان رجلا صالحا، من المشهورين بطلب الحديث وكتابته وقراءته من نحو خمسين سنة.

روى عن ابن رواحة، وإبراهيم بن خليل، وأصحاب البوصيري، وأصحاب الخشوعيّ، وغيرهم. سمع الكثير بمصر ودمشق وحلب، وقرأ الكتب المطوّلة مرّات.

وعاش سبعين سنة.

[وفاة الصاحب ابن حنا]

650 -

وفي الثامن صفر توفي الصاحب زين الدين، أحمد بن الصاحب فخر الدين محمد بن الصاحب بهاء الدين علي بن محمد بن سليم المعروف بابن حنا

(3)

بمصر.

(1)

انظر عن (ابن نفيس) في: ذيل تاريخ الإسلام 41،42 رقم 64 (مكرر)، وذيل العبر 26، 27، والإعلام بوفيات الأعلام 295، ومعجم شيوخ الذهبي 388،389 رقم 560، والمعجم المختص 176،177 رقم 214، وتذكرة الحفاظ 4/ 1500، وبرنامج الوادي آشي 162، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 351،352 رقم 463، ومرآة الجنان 4/ 239، وأعيان العصر 3/ 545 رقم 1237، والوافي بالوفيات 22/ 194، وذيل التقييد 2/ 223 رقم 1484، والدرر الكامنة 3/ 129 رقم 2916، وعقد الجمان (4) 370، والدليل الشافي 1/ 484 رقم 1682، والمنهل الصافي 8/ 215 رقم 1698، والمنهج الأحمد 412، والمقصد الأرشد، رقم 771، والدر المنضد 2/ 453 رقم 1197، وشذرات الذهب 6/ 10، والمختصر على ذيل طبقات الحنابلة 90.

(2)

مقدار كلمتين مطموستين.

(3)

انظر عن (ابن حنا) في: ذيل تاريخ الإسلام 43 رقم 71، ونهاية الأرب 32/ 93، والمواعظ والاعتبار، بتحقيق د. أيمن فؤاد سيد-ج 4 ق 2/ 475.

ص: 266

وكان فقيها، ديّنا، كبير القدر، رفيع الشأن.

وروى عن سبط السلفيّ، ووصل خبره إلى دمشق، وصلّي عليه بجامعها يوم الجمعة مستهلّ ربيع الأول.

[وفاة أحمد بن خليل الخياط]

651 -

وفي يوم الإثنين السادس والعشرين من صفر توفي الشيخ أحمد بن خليل بن فارس الخيّاط الصفديّ، المعروف بخدمة بني صصرى، ودفن آخر النهار بمقبرة باب الصغير، وهو في عشر الستين.

[وفاة علاء الدين الأنصاري ابن الرسام]

652 -

وفي بكرة الخميس سلخ صفر توفي الشيخ الفقيه، العدل، المقرئ، علاء الدين، أبو الحسن، علي بن/85 ب/الشيخ جمال الدين عثمان بن يوسف بن محمد بن حيدرة الأنصاري عرف بابن الرسام

(1)

، ودفن بعد الظهر بمقبرة باب الصغير بالقرب من صفّة الصحابة رضي الله عنهم.

روى لنا عن المرسي، وغيره. وسمع من جماعة، منهم: تاج الدين ابن أبي جعفر، وعبد الله بن الخشوعي، وعبد الملك بن عبد الكافي، وإبراهيم بن خليل، وحمزة بن الحجّاج، والعزّ بن قفافة.

وكان رجلا جيّدا، يجلس مع الشهود، وينوب في إشراف المساجد عن فخر الدين ابن عساكر، وحجّ إلى بيت الله الحرام.

ومولده في حادي عشر ذي الحجّة سنة ثمان وثلاثين وستماية بدمشق.

[وفاة علم الدين الأنصاري المعروف بالعراقي]

653 -

وفي سابع صفر توفي الشيخ الإمام، علم الدين، عبد الكريم بن علي بن عمر الأنصاري، الشافعيّ المعروف بالعراقيّ

(2)

، بالقاهرة.

(1)

انظر عن (ابن الرسام) في: الدرر الكامنة 3/ 85 رقم 182.

(2)

انظر عن (العراقي) في: ذيل تاريخ الإسلام 46،47 رقم 87، وذيل العبر 29، وذيل تذكرة الحفاظ 95، ومرآة الجنان 4/ 240، وطبقات الشافعية الكبرى 6/ 129،130 (10/ 95، 96)، وطبقات الشافعية للإسنوي 339،340، ونكت الهميان 195، وأعيان العصر 3/ 138، رقم 1027، والوافي بالوفيات 19/ 95، والعقد المذهب 385،386 رقم 1498، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 73،74 رقم 507، والسلوك ج 2 ق 1/ 13، وعقد الجمان (4) 370، والدرر الكامنة 2/ 399 رقم 2486، وحسن المحاضرة 1/ 238، ومفتاح السعادة 2/ 221، وكشف الظنون 173 و 205 و 403 و 490 و 1477، وهدية العارفين 1/ 610، وديوان الإسلام 3/ 312،313 رقم 1476، والأعلام 4/ 53، ومعجم المؤلفين 5/ 319.

ص: 267

وكان شيخا فاضلا، مدرّسا، يعرف التفسير وغيره من العلوم، وأقرأ الناس مدّة.

وجاوز الثمانين.

وكان والده من أهل الأندلس من بليدة بقرب غرناطة.

[وفاة ناظر الصناعة بمصر]

654 -

وفي صفر توفي شرف الدين، محمد بن عبد المهيمن. وكان ناظر الصناعة بمصر وولي (. . . .)

(1)

.

وكان والده محتسب مصر.

‌ربيع الأول

[وفاة الشريف جمّاز بن شيحة]

655 -

ووصل الخبر في أواخر ربيع الأول إلى دمشق المحروسة بوفاة الشريف الكبير، الأمير عزّ الدين أبي سند، جمّاز

(2)

بن شيحة الحسينيّ، صاحب المدينة النبوية، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، بها، وصلّينا عليه بدمشق يوم الجمعة التاسع والعشرين من ربيع الأول.

وكان شيخا كبيرا، أضرّ في آخر عمره، وقام بالأمر عنه في حياته ولده الأمير ناصر الدين أبو عامر منصور.

[التدريس بالجامع الحاكمي بالقاهرة]

وفي يوم الأحد ثالث شهر ربيع الأول ابتدئ بذكر الدروس والحديث والقراءآت بالجامع الحاكمي بالقاهرة الذي جدّده بعد الزلزلة ووقف عليه الأمير الكبير ركن الدين بيبرس الجاشنكير المنصوري.

أمّا المدرّسون للفقه فهم القضاة الأربعة قضاة الديار المصرية، وشيخ الحديث سعد الدين الحارثي، وشيخ الإقراء بالسبع نور الدين الشطّنوفي، وشيخ إقراء العربية أثير الدين أبو حيّان، وشيخ إفادة العلوم علاء الدين القونويّ

(3)

.

‌ربيع الآخر

[وفاة ابن كتائب المغاري]

656 -

وفي/86 أ/آخر ليلة الإثنين الثالث من ربيع الآخر مات الشيخ الصالح

(1)

مقدار ثلاث كلمات مطموسة.

(2)

انظر عن (جمّاز) في: زبدة الفكرة 382، والنهج السديد 3/ 615.

(3)

خبر التدريس في: البداية والنهاية 14/ 33.

ص: 268

أبو الفضل، عيسى بن محمد بن عبد الرزاق بن هبة الله بن كتاب المغاري

(1)

، خادم مغارة الدم. وصلّي عليه ظهر الإثنين بالجامع المظفّري، ودفن بسفح جبل قاسيون عند قبر شيخنا تقيّ الدين ابن الواسطي، حموه بالتربة الموفّقيّة.

وكان شيخا حسنا، سمع «صحيح البخاري» و «مسند الشافعي» من ابن الزبيديّ.

وسمع من ابن اللتّي «الدارميّ» و «مسند عبد بن حميد» وأجزاء كثيرة. وسمع من ابن صبّاح، والفخر الإربلي، وابن المقيّر، والهمداني، وغيرهم. وكان سهلا في التسميع، محبّا للخير، حسن الهيئة.

ومولده في شهر شوال سنة خمس وعشرين وستماية.

[وفاة شمس الدين عمر بن المغيزل]

657 -

وفي ليلة الإثنين عاشر ربيع الآخر مات الفقيه، الفاضل، الصدر، شمس الدين، عمر ابن الشيخ الإمام بدر الدين، عبد اللطيف بن محمد بن محمد بن نصر الله الحموي، عرف بابن المغيزل بدمشق، ودفن بسفح جبل قاسيون.

وكان فاضلا، كيّسا، صاحب شعر وأدب وفصاحة وبيان، وقد بلغ الخمسين من العمر. وسمع من جماعة.

[وفاة أمة اللطيف ابن الزملكاني]

658 -

وتوفيت أمة اللطيف بنت الشيخ علاء الدين ابن الزملكاني في يوم الإثنين سابع عشر ربيع الآخر، ودفن بباب الصغير، وحضرها جمع كبير.

[وفاة جمال الدين ابن العرضي]

659 -

وفي يوم الأربعاء تاسع عشر ربيع الآخر توفي جمال الدين، يوسف بن العدل شهاب الدين أحمد بن محمد بن صالح بن العرضيّ بالقاهرة بالمارستان.

وكان شابّا من أبناء الثلاثين. وسمع معي كثيرا من ابن البخاريّ وغيره. وكان نبيها، ذكيّا، فطنا، حفظ «التنبيه» وغيره، وتردّد إلى الديار المصرية غير مرة في تجارة، فأدركه أجله هناك.

[وفاة نظام الدين التبريزي]

660 -

وفي يوم الأربعاء السادس والعشرين من ربيع الآخر توفي الشيخ الكبير

(1)

انظر عن (المغاري) في: ذيل تاريخ الإسلام 42 رقم 66 وص 52 رقم 98، وذيل العبر 27، وذيل تذكرة الحفاظ 95، ومعجم الشيوخ للذهبي 412،413 رقم 599، ومرآة الجنان 4/ 239، وأعيان العصر 3/ 726،727 رقم 1321، وذيل التقييد 2/ 263 رقم 1589، والدرر الكامنة 3/ 210 رقم 509، وشذرات الذهب 6/ 11.

ص: 269

المقرئ، نظام الدين، محمد بن عبد الكريم بن علي التبريزي

(1)

بالبيمارستان النّوريّ، ودفن يوم الخميس بمقابر الصوفية.

حضرت دفنه. وكان شيخا كبيرا بلغ التسعين. وكان كثير التلاوة لكتاب الله تعالى، وأقام مريضا في آخر عمره بالبيمارستان سنة كاملة.

وهو من أواخر من بقي/86 ب/من أصحاب الشيخ علم الدين السّخاويّ. قرأ عليه القراءات السّبع و «الشاطبيّة» ، وقرأ أيضا بالإسكندرية القرآن العزيز على ابن الصفراوي. وروى الحديث عن شيخه السخاوي، وعن ابن رواحة بحلب، وكان أقرأ القراءات أيضا، وهرم في آخر عمره.

ومولده تقريبا سنة ثلاث عشرة وستماية. وقيل: خمس عشرة بالموصل. ونشأ بتبريز، وأقام بحلب خمس عشرة سنة، وغالب إقامته بدمشق. وذكر أنه سمع من ابن شدّاد قاضي حلب بالقاهرة.

[وفاة ابن عبد الجبّار المقدسي]

661 -

ومات يوم الخميس العشرين من ربيع الآخر عبد الرحمن بن المجد أحمد بن الرضيّ عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار المقدسي، بسفح جبل قاسيون، ودفن به.

وكان رجلا مباركا، سمع من خطيب مردا وغيره، ودخل بلاد العجم بسبب الأسرى، ومات عقيب وصوله من هناك.

سمعنا على أخيه عبد الله، وعلى أخيه لأمّه أبي بكر، ولم نسمع منه شيئا.

[ولادة مولود للسلطان]

وفي يوم الخميس السابع والعشرين من ربيع الآخر ضربت البشائر بدمشق، وذكر أنّ ذلك بسبب ولادة ولد ذكر لسلطان المسلمين السلطان الملك الناصر، نصره الله تعالى.

‌جمادى الأولى

[وفاة ركن الدين القزويني الطاووسي]

662 -

وفي يوم الأربعاء آخر النهار عاشر جمادى الأولى توفي الشيخ الكبير،

(1)

انظر عن (التبريزي) في: الدرر الكامنة 4/ 23 رقم 62، وذيل تاريخ الإسلام 42 رقم 67 وص 51 رقم 95، ومعجم شيوخ الذهبي 523،524 رقم 778، ومعرفة القراء الكبار 2/ 696،697 رقم 666، والوافي بالوفيات 3/ 283، وأعيان العصر 4/ 517،518 رقم 1625 و 4/ 239، وغاية النهاية 2/ 174 رقم 3142.

ص: 270

المعمّر، المقرئ، ركن الدين، أبو العباس، أحمد بن عبد المنعم بن أبي الغنائم بن أحمد بن محمد القزويني

(1)

الطاووسيّ، الصوفي، بخانقاه السميساطيّ

(2)

، وصلّي عليه ظهر الخميس بجامع دمشق، ودفن بمقابر الصوفية، وحضره خلق كثير.

روى لنا عن ابن الخازن، وعن ابن خليل، والسخاوي، وغيرهم.

وحدّث بالإجازة العامّة عن الصيدلانيّ، وغيره.

ومولده في شعبان سنة إحدى وستماية بقزوين.

وكان شيخا من أعيان الصوفية، حسن الأخلاق، قاضيا للحقوق، من أهل القرآن العظيم.

وذكر لي أنه قدم دمشق سنة أربع وثلاثين مع ابن مرزوق، وكان يصلي به.

أرسله معه وأوصاه به الشيخ علم الدين السخاويّ. وذكر أنه سمع بقزوين «صحيح مسلم» على أبي بكر الشحاذي، وأنه اجتمع بالرافعيّ صاحب «الشرح الكبير» ، وأنه رأى السلطان علاء الدين محمد/87 أ/خوارزم شاه سنة خمس عشرة وستماية.

[إنعقاد مجلس عند نائب السلطنة]

وفي يوم الثلاثاء سادس عشر جمادى الأولى عقد مجلس لنجم الدين، أبي بكر بن بهاء الفضل بن خلّكان عند نائب السلطنة، حضر الشيخان: كمال الدين ابن الزملكاني، وصدر الدين بن الوكيل، وانفصل أمره على أنه من بيت وهو فقير، وقليل الاجتماع بالناس، وأنّ هذا الكلام الذي يبدو منه من أنواع الوساوس والسوداء. وتاب هو عمّا كان يلفظ به من أنه حكيم، وأنه يخاطب ويوحى إليه، وغير ذلك.

[وفاة تاج الدين ابن الرفاعي]

663 -

وفي سابع جمادى الأولى توفي الشيخ تاج الدين ابن الشيخ شمس الدين ابن الرفاعيّ

(3)

، بزاويتهم بالبطائح بقرية أمّ عبيدة، ودفن عند سلفه هناك.

(1)

انظر عن (القزويني) في: ذيل تاريخ الإسلام 40،41 رقم 64، والإعلام بوفيات الأعلام 295، وذيل العبر 27،28، وذيل تذكرة الحفاظ 95، ودول الإسلام 2/ 211، ومعجم شيوخ الذهبي 55،56 رقم 58، ومرآة الجنان 4/ 239، والوافي بالوفيات 7/ 158 رقم 3083، وأعيان العصر 1/ 275،276 رقم 131، وذيل التقييد 1/ 340،341 رقم 671، والدرر الكامنة 1/ 193،194 رقم 498، وعقد الجمان 4/ 370،371، والمنهل الصافي 1/ 373 رقم 197، والدليل الشافي 1/ 57 رقم 193، وشذرات الذهب 6/ 10.

(2)

خانقاه السميساطي: نسبة إلى أبي القاسم علي بن محمد بن يحيى السلمي الحبشي من أكابر الرؤساء بدمشق. توفي سنة 453 هـ. (الدارس 2/ 118 رقم 166).

(3)

انظر عن (ابن الرفاعي) في: ذيل تاريخ الإسلام 52،53 رقم 99، وذيل تذكرة الحفاظ 96، ومرآة الجنان 4/ 239، والبداية والنهاية 14/ 35.

ص: 271

وكان شيخ الأحمدية من مدّة طويلة، وكتب عنه في الإجازات للفقراء، ووصل الخبر إلى دمشق بذلك، فصلّي عليه بجامعها في سابع رمضان.

[وفاة الصدر شرف الدين ابن القلانسيّ]

664 -

وفي يوم الأحد الحادي والعشرين من جمادى الأولى توفي الشيخ الأجلّ، الصدر، شرف الدين محمد بن الصدر الكبير علاء الدين علي بن شرف الدين محمد بن محمد بن سعيد بن حمزة التميمي، ابن القلانسيّ، بداره بسفح جبل قاسيون، ودفن بعد أن صلّي عليه ظهر الأحد بالجبل، وحضره خلق كثير.

وكان غنيّا (. . .)

(1)

أموالا كثيرة، وتزوّج بنت قاضي القضاة سعد الدين ابن سنيّ الدولة في شبابه. وهو صاحب حمّام الزهور بالصالحية، وكان محبّا للفقراء والصالحين.

وسمع من: السخاوي، والقرطبي، والعزّ ابن عساكر، وابن مسلمة، وغيرهم، وحدّث.

سمعنا منه.

وهو خال المولى عزّ الدين ابن القلانسيّ.

ومولده في ثالث صفر سنة ثلاث وثلاثين وستماية بدمشق.

[وفاة فلك الدين ابن شردلين]

665 -

وفي يوم الخميس الخامس والعشرين من جمادى الأولى مات الصدر، الأجلّ، فلك الدين، محمد بن

(2)

الشيخ الصالح ناصر الدين محمد بن شردلين المقدسي، الحنفيّ.

وكان مرض مرضة طويلة. وكان ناظر العزّيّة البرّانيّة والجوّانية، ودرّس بهما، وتوكّل لجماعة من الأمراء، ودخل في أمور الدنيا.

‌جمادى الآخرة

[وفاة جمال الدين ابن فضل الله الخالدي]

666 -

وفي العشر الأول من جمادى الآخرة بلغني موت الفقيه جمال الدين، فاضل

(3)

بن علي/87 ب/بن فضل الله الخالديّ، قاضي القصير المعينيّ

(4)

هناك.

(1)

مقدار كلمتين مطموستين.

(2)

الصواب: «ابن» .

(3)

انظر عن (فاضل) في: الدرر الكامنة 3/ 219،220 رقم 534.

(4)

في الدرر الكامنة: «المعني» .

ص: 272

وله شعر جيّد وفضيلة. وسمع معنا الحديث.

ومات في عشر الخمسين.

[وفاة نجم الدين ابن أبي الطيب الدمشقي]

667 -

وفي يوم الثلاثاء الخامس عشر من جمادى الآخرة توفي الشيخ الصدر الكبير، العالم، نجم الدين، أبو حفص، عمر بن أبي القاسم

(1)

بن عبد المنعم بن محمد بن الحسن بن أبي الكتائب بن محمد بن أبي الطيب الدمشقي، الشافعيّ، بداره داخل باب الفرج، وصلّي عليه ظهر الثلاثاء بالجامع، ودفن بتربته بمقبرة باب الصغير.

وكان رجلا جيّدا مشكورا في ولاياته، قاضيا لحقوق الناس، يعود المرضى، ويشهد الجنائز، ويتقرّب إلى الناس بما أمكنه. باشر نظر المارستان، ونظر ديوان الخزندار، ووكالة بيت المال، ونظر ديوان الخزانة السلطانية، جمع له بينهما. وكان مدرّسا بالكروسيّة من نحو أربعين سنة.

وروى لنا عن الجمال العسقلاني «الأربعين الفراوية» بسماعه من منصور الفراوي.

ومولده سنة اثنتين وثلاثين وستماية بدمشق.

[وفاة الأمير ركن الدين بيبرس الموفّقي]

668 -

وفي يوم الأربعاء الثالث والعشرين من جمادى الآخرة توفي الأمير الكبير ركن الدين، بيبرس

(2)

بن عبد الله الموفّقي، المنصوريّ بدمشق. وحضر الأمراء جنازته.

وذكر أنه منصوريّ من عتقاء الملك الأشرف وكان نائب السلطنة بغزّة.

[خلاص ابن مجلّي من أسر التتار]

وفي يوم الأربعاء الثالث والعشرين من جمادى الآخرة وصل الشيخ الصدر الكبير، بدر الدين، محمد بن فضل الله بن مجلّي من بلاد التتار إلى مدينة دمشق، وفرح به أهله وأخوه وأصحابه. وكان أخذه التتار في سنة تسع وتسعين مأسورا، ثم إنّ الله تعالى أطلقه وخلّصه.

(1)

انظر عن (عمر بن أبي القاسم) في: ذيل تاريخ الإسلام 40 رقم 63، وتالي كتاب وفيات الأعيان 23 رقم 9، وأعيان العصر 3/ 647 - 649 رقم 1286، والدرر الكامنة 3/ 182 رقم 3057، وعقد الجمان (4) 371، والبداية والنهاية 14/ 35.

(2)

انظر عن (بيبرس) في: نهاية الأرب 32/ 93،94.

ص: 273

[مباشرة الحجابة بدمشق]

وفي منتصف جمادى الآخرة رسم للأمير الكبير ركن الدين بيبرس العلائي بمباشرة الحجبة بدمشق المحروسة، فامتنع من ذلك، وسأل الإعفاء، ثم إنه باشر يوم السبت العشرين من الشهر، وصار هو والأمير سيف الدين بكتمر حاجبين كبيرين بدمشق

(1)

.

[إحضار رسول التتار أمام نائب السلطنة]

وفي يوم الخميس الرابع والعشرين من جمادى الآخرة استحضر الرسول الواصل من ملك التتار إلى القصر إلى بين يدي نائب السلطنة بحضور الأمراء كلهم، وترتّبوا ترتيبا حسنا بتجمّل وحسن هيئة ولباس.

[وفاة الأمير شمس الدين الشيباني]

669 -

وفي ليلة الثلاثاء ثامن جمادى الآخرة/88 أ/توفي الأمير الكبير، العالم، الفاضل، المحدّث، شمس الدين، أبو عبد الله محمد بن الصاحب شرف الدين أبي الفداء إسماعيل بن أبي سعد بن علي بن المنصور بن محمد بن الحسين الشيباني

(2)

، الآمدي، المعروف بابن التيتي بالقاهرة، ودفن من الغد بالقرافة.

وكان جفلت به فرس فوقع وبقي معلّقا بها فتكسّرت أعضاؤه، وعاش أياما ومات.

وكان رجلا فاضلا وأميرا محترما، عارفا، خبيرا، خالط الملوك والدول، وله شعر جيّد ومعرفة باللغة والنحو والحديث.

وكان وصل من جهة السلطان أحمد ملك التتار في رسالة، فحبس سنين بدمشق والقاهرة، ثم أطلقه الملك الأشرف سنة فتح عكا، وأعطاه خبزا، وولاّه الملك المنصور حسام الدين لاجين النيابة بدار العدل.

روى لنا عن ()

(3)

وابن الجمّيزي، وابن المقيّر، وسمع من جماعة.

ومولده بمصر يوم الأحد العشرين من محرّم سنة سبع وثلاثين وستماية.

[وفاة الحاج محمد الصالحي الملقب خار الله]

670 -

وفي يوم السبت السادس والعشرين من جمادى الآخرة توفي الحاجّ، محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن فضل بن الواسطي، الصالحي، الحنبليّ،

(1)

خبر الحجابة في: نهاية الأرب 32/ 91، والبداية والنهاية 14/ 33.

(2)

انظر عن (الشيباني) في: ذيل تاريخ الإسلام 43 رقم 75، والدرر الكامنة 3/ 386 رقم 1021، ومعجم شيوخ الذهبي 481،482 رقم 707، وشذرات الذهب 6/ 11.

(3)

بياض مقدار كلمتين.

ص: 274

الملقّب خار الله

(1)

، ويعرف بمحمود، وصلّي عليه ظهر السبت بالجامع المظفّريّ، ودفن بسفح قاسيون.

وهو ابن أخي شيخنا تقيّ الدين ابن الواسطي، وابن أخت شيخنا عيسى المغاري.

سمع من ابن الزبيدي، وابن اللّتّي، وجعفر، والحافظ ضياء الدين، وجماعة.

وحدّث بدمشق والقاهرة.

[وفاة موفّق الدين الخراساني]

671 -

وفي ليلة الخميس سابع عشر جمادى الآخرة توفي الشيخ الصالح، المحدّث، موفّق الدين، محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد الخراساني

(2)

، التلمسانيّ الدار بالقاهرة.

ومولده بتلمسان سنة أربع عشرة وستماية.

روى عن ابن رواج، وابن الجمّيزي، وعبد الدائم بن الدجاجي.

ولي منه إجازة.

‌رجب

[طواف المحمل السلطاني]

وفي يوم الإثنين خامس رجب أخرج المحمل السلطاني من قلعة دمشق وطافوا به حول البلد، وتلقّاه عند باب الفرج نائب السلطنة والقضاة والأمراء على العادة.

[قصّ شعر وأظافر إبراهيم القطّان]

/88 ب/وفي ليلة الأحد رابع رجب أحضر المجاهد إبراهيم القطّان صاحب الدلق الكبير إلى الشيخ تفيّ الدين ابن تيميّة، فقصّ شعره المفتّل وشاربه المسبل والخفارة، وأمره بترك الصياح والفحش وأكل ما يغيّر العقل، وترك لبس الدلق الكبير، وأخذ وفتق، وكان قطعا كثيرة فيه بسط وعبي

(3)

.

[توبة الخبّاز البلاسي بين يدي ابن تيميّة]

وفي يوم السبت سابع عشر رجب أحضر الشيخ محمد الخبّاز البلاسي إلى

(1)

انظر عن (خار الله) في: ذيل تاريخ الإسلام 43 رقم 77 وفيه: «جار الله» ، ومعجم شيوخ الذهبي 464 رقم 680.

(2)

انظر عن (الخراساني) في: الدرر الكامنة 3/ 303 رقم 813.

(3)

خبر قص الشعر في: البداية والنهاية 14/ 33.

ص: 275

الشيخ تقيّ الدين أيضا فتاب على يده وأشهد عليه بترك المحرّمات واجتنابها، وإنه لا يخالط أهل الذمّة، ولا يتكلّم في تعبير الرؤيا ولا في شيء من العلوم بغير معرفة، وكتب عليه مكتوب شرعيّ بذلك

(1)

.

[جلوس قاضي القضاة الشافعي بالعادلية]

وفي يوم الجمعة تاسع رجب جلس قاضي القضاة نجم الدين ابن صصرى الشافعيّ بالعادلية، وعملت النحور

(2)

، وانقطع على الناس مجلس الحكم (ولم يكن أحد)

(3)

جلس بها بعد التتار بسبب خرابها

(4)

.

[وكالة بيت المال]

ووصل الخبر يوم الأربعاء الرابع عشر رجب بتولية الشيخ برهان الدين بن الفتح تاج الدين وكالة بيت المال، وبتولية الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني الخزانة السلطانية (فأما برهان الدين)

(5)

فإنه امتنع من ذلك. فأما الشيخ كمال الدين فإنه لبس الخلعة السلطانية بالطرحة يوم الجمعة الثالث والعشرين من الشهر المذكور، وصلّى بها في الجامع، وباشر الوظيفة

(6)

.

[وفاة جمال الدين ابن أبي البدر الباجسري]

672 -

وفي العشر الأخير من رجب توفي الشيخ المحدّث جمال الدين، أبو بكر، أحمد بن علي بن عبد الله بن أبي البدر الباجسري

(7)

، القلانسيّ، ببغداد.

وكان رجلا جيّدا، محدّثا، مشكور السيرة، يقرأ الحديث، ويكتب عن الشيوخ في الإجازات، ويعرف المسموعات والمرويّات، يفيد الناس في وقته، وكان من عدول بغداد. ووصل إلينا خبره في شوال.

[وفاة ابن الخطيب شمخ بن ثابت]

673 -

وفي يوم الثلاثاء السابع والعشرين من رجب توفي الشيخ أبو عبد الله،

(1)

خبر توبة الخبّاز في: البداية والنهاية 14/ 33،34.

(2)

في الأصل: «التخوت» .

(3)

ما بين القوسين من: البداية والنهاية 14/ 34.

(4)

خبر قاضي القضاة في: البداية والنهاية 14/ 34.

(5)

ما بين القوسين من: البداية والنهاية 14/ 34.

(6)

خبر الوكالة في: البداية والنهاية 14/ 34.

(7)

انظر عن (الباجسري) في: ذيل تاريخ الإسلام 51 رقم 94، وأعيان العصر 1/ 293،294 رقم 145، والوافي بالوفيات 7/ 243، والدرر الكامنة 1/ 216 رقم 546، وعقد الجمان (4) 373، والمنهل الصافي 1/ 397، والدليل الشافي 1/ 60 رقم 208، وشذرات الذهب 6/ 10.

ص: 276

محمد بن الخطيب شمخ

(1)

بن ثابت بن عنازة بن مستفاد السنبسي، العرضيّ، ابن خطيب داريّا، بتربة السامرّيّ بدمشق.

سمع من والده، والصدر البكريّ، وحدّث.

سمعنا منه «خماسيات/89 أ/الجوزقيّ» .

ومولده في ثامن عشر صفر سنة اثنتين وثلاثين وستماية بداريّا.

ولد هو وأخوه الخطيب زين الدين أحمد خطيب داريّا في يوم واحد، من بطن واحد، كانا توءمين.

[إزالة الصخرة بمسجد النارنج]

وفي يوم الإثنين السادس والعشرين من رجب حضر الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّة وجماعة بمسجد النارنج جوار المصلّى، وحضر معهم بعض الحجّارين وقطّعوا الصخرة التي كانت هناك وأزالوها واستراح الناس من زيادة شيء لا أصل له والاعتقاد فيه بطريق غير شرعي.

[وفاة الأمير عزّ الدين أيبك]

674 -

وفي ثامن رجب توفي الأمير الأجلّ، عزّ الدين أيبك الرحاليّ

(2)

، المقيم بنابلس، بها.

[وفاة ابن أبي جرادة العديمي]

675 -

وفي يوم الخميس الثاني والعشرين من رجب توفي الشيخ بهاء الدين، أبو المحاسن، عبد المحسن

(3)

بن الصاحب محيي الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله بن أبي جرادة برباط الدور العديمي ظاهر القاهرة، ودفن من يومه بمقابر باب النصر.

روى عن سيف بن خليل الحافظ. وكان رجلا جيّدا، فاضلا، جليلا، متزهّدا، مليح الشكل، يصحب الفقراء (. . .)

(4)

، وسمع من الضياء صقر، وهديّة بنت المقرئ، ويونس بن خليل، وعبد الصمد، وجماعة. وروى بدمشق، وحماه، وحلب، والقاهرة.

(1)

انظر عن (ابن شمخ) في: الدرر الكامنة 3/ 456 رقم 1224 وفيه وفاته سنة 734 هـ. وهو غلط.

(2)

انظر عن (أيبك الرحالي) في: الدرر الكامنة 1/ 423 رقم 1109.

(3)

انظر عن (عبد المحسن) في: ذيل تاريخ الإسلام 43 رقم 79، والدرر الكامنة 2/ 213 رقم 2512.

(4)

مقدار كلمتين مطموستين.

ص: 277

ومولده في عاشر صفر سنة اثنتين وثلاثين وستماية بحلب.

‌شعبان

[إبطال الوقيد ليلة نصف شعبان]

ومشى جماعة في إبطال الوقيد ليلة النصف من شعبان، وأخذوا خطوط المشايخ والعلماء، وقام أيضا في إجراء الأمر على العادة جماعة، وحصل في ذلك كلام، ولم يتفق تبطيله، وصلّيت الصلاة أيضا

(1)

.

[وصول رسل من ملك التتار]

ووصل الخطيب عماد الدين علي بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن السكري ورفيقه المجيري من الرسالة ومعهم رسل من جهة ملك التتار. وكان وصولهم إلى دمشق يوم الأحد الرابع والعشرين من شعبان آخر النهار، واحتفل بدخولهم، وخرج الجيش في أكمل هيئة وأحسن لباس، وتجمّل زائد، وأهل البلد، وغلّقت الأسواق، / 89 ب/وكان يوما مشهودا. وأقاموا بدمشق يوما واحدا، وهو يوم الإثنين، وتوجّهوا ليلة الثلاثاء إلى الديار المصرية.

وروى ابن السّكّريّ بدمشق عن جدّه لأمّه ابن الجمّيزي، وقصده طلبة الحديث وسمعوا عليه

(2)

.

‌رمضان

[حصول الصقعة]

وحصلت صقعة في العنب وبعض المشمش والباقلاّء في أوائل رمضان، وذلك في أواخر آذار.

[وكالة بيت المال]

ووصل الشيخ كمال الدين ابن الشريشي إلى دمشق يوم الأربعاء خامس رمضان متولّيا وكالة بيت المال، وقصده الناس للتهنئة، ولبس الخلعة يوم الجمعة سابع الشهر، وباشر الشبّاك عند قاضي القضاة نجم الدين الشافعيّ

(3)

.

[وفاة شمس الدين ابن مفضل الذهبي]

676 -

وفي بكرة الثلاثاء حادي عشر رمضان توفي الشيخ المسند،

(1)

خبر الوقيد في: البداية والنهاية 14/ 34.

(2)

خبر الرسل في: نهاية الأرب 32/ 86.

(3)

خبر بيت المال في: البداية والنهاية 14/ 34.

ص: 278

شمس الدين، أبو الفضل محمد بن يوسف بن يعقوب بن عثمان بن أبي طاهر بن مفضّل الذهبيّ

(1)

، سقط من سلّم في داره فمات بعد أن صلّى الصبح وهو في عافية.

وصلّي عليه الظهر من اليوم المذكور بالجامع، ودفن بمقابر باب الفراديس.

وخرّج له شمس الدين ابن الذهبي مشيخة سمعناها عليه. وكان عسرا في التسميع. وحصل له في آخر عمره ثقل في السمع.

روى لنا عن ابن الزبيدي، وابن اللتّي، والمسلم المازني، وأحمد بن نجم بن الحنبلي، وأبي نصر عبد الرحيم بن عساكر، ومكرم بن أبي الصقر، ومحمد بن إبراهيم الإربلي، وابن المقيّر، وكريمة، والهمداني، وأبي نصر بن الشيرازي، وغيرهم.

وتفرّد ببعض شيوخه وبعض مسموعاته.

ومولده بكرة الأحد الثالث والعشرين من ذي الحجّة سنة أربع وعشرين وستماية بدمشق.

[وفاة الأمير بدر الدين كيكلدي]

677 -

وفي ليلة الخميس السابع والعشرين من رمضان مات الأمير بدر الدين، كيكلدي بن عبد الله الأتابكيّ، ودفن بالجبل يوم الخميس.

وكان مرض مدّة طويلة بالفالج، وبقي السنة الماضية وهو على هذا الحال، وقطع خبزه قبل موته بقليل.

[وفاة شمس الدين الرسعني]

678 -

وفي يوم الجمعة الثامن والعشرين من رمضان توفي الشيخ الفقيه، شمس الدين، محمد بن مضر بن الحسين بن زياد الرّسعني ابن خطيب رأس العين بالمارستان. /90 أ/ودفن بباب الصغير.

وكان ساكنا بالرواحيّة وفقيها في المدارس. وذكر أنه سمع بحلب على الضياء صقر، وغيره. ولم يوجد له شيء.

[الخلعة لابن القلانسي]

وكان الصدر عزّ الدين ابن القلانسي توجّه إلى الديار المصرية في العشر الآخر من شعبان على البريد فدخلها وقضى أربه من الاجتماع بالسلطان والنائب والأمراء،

(1)

انظر عن (الذهبي) في: ذيل تاريخ الإسلام 70 رقم 141، وذيل العبر 28، والإعلام بوفيات الأعلام 295، وذيل تذكرة الحفاظ 95، ومعجم شيوخ الذهبي 593،594 رقم 881، ومرآة الجنان 4/ 239، والوافي بالوفيات 5/ 265، وأعيان العصر 5/ 322،323 رقم 1827 و 4/ 315 رقم 847، والدليل الشافي 2/ 715 رقم 2444.

ص: 279

وخلعوا عليه خلعة سنيّة، وعاد إلى دمشق طيّب النفس، منشرح الصدر في الثامن والعشرين من رمضان.

[وفاة أبي بكر السنبوسكي]

679 -

وفي ليلة الجمعة الثامن والعشرين من رمضان توفي الشيخ أبو بكر بن عثمان بن يحيى بن غلام السنبوسكي

(1)

ببستان أخيه بالأرزة، احترق بسبب مجمرة فأتت عليه، وكتب في ذلك محضر، وأثبت عند القاضي بسبب الجناية.

وكان رجلا (. . .)

(2)

ترك ذلك وعمل صنعة الإبر الكبار و (. . .)

(3)

، وكان جيّد الحال، حسن الهيئة.

روى لنا عن ابن اللتّي.

ومولده في سنة (. . .)

(4)

وعشرين وستماية تقريبا، ببستان السنبوسكة بسفح قاسيون.

[الوزارة بالديار المصرية]

وفي يوم الأربعاء ثاني عشر رمضان رسم بالوزارة بالديار المصرية للقاضي سعد الدين محمد بن محمد بن عطايا

(5)

، وخلع عليه خلعة الوزارة، وجلس بالقلعة.

وكان ناظر البيوتات السلطانية، وهو رجل جيّد.

وأمّا الوزير المنفصل ناصر الدين

(6)

فإنه رسم عليه وطولب. وخرج إقطاعه لغيره

(7)

.

‌شوال

[وفاة الحكيم المعروف بالشاغوري]

680 -

وفي شوال وصل الخبر بوفاة الشيخ الحكيم، النحوي، الفاضل، شهاب الدين، أبي بكر بن يعقوب بن سالم الديري، المعروف بالشاغوريّ

(8)

.

(1)

انظر عن (السنبوسكي) في: ذيل تاريخ الإسلام 43 رقم 80، والدرر الكامنة 1/ 448 رقم 1197 وفيه:«الشوبكي» ، وهو غلط.

(2)

مقدار كلمتين مطموستين.

(3)

مقدار كلمتين مطموستين.

(4)

كلمة مطموسة.

(5)

في البداية والنهاية 14/ 34 «محمد بن عطاء» . والمثبت يتفق مع نهاية الأرب، وغيره.

(6)

هو الأمير ناصر الدين محمد الشيخي. وسيأتي برقم (685).

(7)

خبر الوزارة في: زبدة الفكرة 381، ونهاية الأرب 32/ 87 و 88، والبداية والنهاية 14/ 34.

(8)

انظر عن (الشاغوري) في: ذيل تاريخ الإسلام 38 رقم 58، والدرر الكامنة 1/ 468 رقم 1258.

ص: 280

وكانت وفاته باليمن في تعزّ في أوائل هذه السنة. بعد أن حصّل مالا، وحصل عليه إقبال بسبب فضيلته.

عاش نحو خمسين سنة، وكان يعرف الطّبّ والنّحو معرفة تامّة.

قرأ عليه جماعة.

(1)

[وفاة أبي بكر المزّي]

681 -

وتوفي في تاسع شوّال أبو بكر المزّي، السيوفيّ (. . .)

(2)

.

وكان شابّا جيّدا يعرف ب (. . .)

(3)

المزّة.

[وفاة عز الدين البلعبكي]

682 -

وفي يوم الأربعاء عاشر شوال توفي الشيخ الصالح عزّ الدين، عثمان بن أحمد بن عثمان البعلبكيّ، أخي صلاح الدين صالح الشاهد، /90 ب/القوّاس بالبيمارستان الصغير بدمشق.

وكان رجلا مباركا، عنده فضيلة ومحاضرة حسنة. وهو أستاذ في الخياطة.

وسمع من الشيخ الفقيه محمد اليونيني. وسمع معنا «مسند الإمام أحمد» رضي الله عنه، على ابن علاّن.

[خروج ركب الحجّاج]

وخرج ركب الحجاز من دمشق يوم الخميس الحادي عشر من شوال، والأمير هو الأمير ركن الدين بيبرس العجمي، الصالحيّ، المعروف بالجالق، ومعهم أيضا الأمير سيف الدين جوبان المنصوريّ، وهو ركب كبير، واجتمع فيه خلق من أهل البلد ومن الغرباء.

[خسوف القمر]

وخسف القمر جميعه ليلة الخامس عشر من شوال هذا، وصلّينا صلاة الخسوف مع الخطيب بالجامع، شرع فيها قبل العشاء، وخطب عقيبها.

(1)

وقال ابن حجر: كان ماهرا في العلوم حتى كان يقرئ ثلاثين درسا في ثلاثين علما، وصنّف تصانيف مفيدة، وكان ضيّق العيش بدمشق، حسن الخلق، كثير المروءة والتواضع، مطّرح الكلفة، غير مزاحم على المناصب، وكان بعض التجار أعطاه ألف درهم فسافر معه إلى اليمن فحصل له قبول من ملكها المؤيّد، وأقبل عليه أهل اليمن وحصل له بها مال كثير. قال الجزري: فارقته في سنة 700 واتفق أنه مات بقلعة مصر في المحرّم سنة 704 هـ.

(2)

كلمة مطموسة.

(3)

كلمة مطموسة.

ص: 281

[الحكم بإراقة دم كاتب أسندمر]

وحكم القاضي جمال الدين المالكيّ يوم الجمعة السادس والعشرين من شوال بجامع دمشق بحضور خلق كثير من العلماء والمسلمين بقتل أبي السرور السامريّ، كاتب أسندمر، وإراقة

(1)

دمه، وأنّ ماله صار فيئا للمسلمين لما ثبت عنده عليه من الأمور التي توجب نقض عهده

(2)

.

[وفاة نقيب الأشراف بالقاهرة]

683 -

وفي ليلة السبت العشرين من شوال توفي بالقاهرة نقيب الأشراف شمس الدين، محمد بن الحسن بن محمد الحسينيّ، ابن قاضي العسكر.

‌ذو القعدة

[الحكم بقتل محمد الباجربقي]

في يوم الخميس ثاني من ذي القعدة حكم قاضي القضاة جمال الدين المالكي بقتل محمد بن الشيخ جمال الدين عبد الرحيم الباجربقيّ

(3)

وإراقة دمه، وإن تاب وإن أسلم. وكان هذا الحكم بعد العصر بمدرسة المالكية بمحضر جمع كبير من الفقهاء والصلحاء وعامّة المسلمين.

وكان شهد على المذكور بأمور عظيمة، وكتب فيه محضر شرعي. وممّن شهد فيه الشيخ الإمام مجد الدين التونسي، النحويّ.

[وفاة الأمير ناصر الدين الشيخي]

684 -

وفي أوائل ذي القعدة مات الصاحب الأمير ناصر الدين، محمد الشيخي

(4)

وزير الديار المصرية بعد العقوبة والضرب.

[وفاة الرضيّ محيي الدين الأنصاري]

685 -

وفي يوم الإثنين سادس ذي القعدة توفي الصدر الأجلّ، الفقيه، العدل، الرضيّ، محيي الدين

(5)

، أحمد بن العدل شرف الدين محمد بن رمضان بن

(1)

في الأصل: «ورقة» .

(2)

خبر الحكم في: نهاية الأرب 32/ 92، ونثر الجمان 3/ورقة 73 ب و 74 أ، والسلوك ج 2 ق 1/ 3 و 4 و 14، وعقد الجمان (4) 351 - 353، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري (تأليفنا) 2/ 197 - 199.

(3)

خبر الباجربقي في: نهاية الأرب 32/ 92،93، والبداية والنهاية 14/ 34، والدرر الكامنة 4/ 12 - 14 رقم 27.

(4)

انظر عن (الشيخي) في: النهج السديد 3/ 615.

(5)

انظر عن (محيي الدين) في: الدرر الكامنة 1/ 268 رقم 688.

ص: 282

صالح

(1)

الأنصاريّ، /91 أ/وصلّي عليه ظهر اليوم المذكور بالجامع، ودفن بسفح قاسيون. وحضر جنازته القضاة والأكابر.

وكان عدلا مشهورا، وتقدم له اشتغال بالفقه على القاضي شرف الدين المقدسيّ. وسمع من الحديث كثيرا، وحجّ، وسمع بالحجاز وبطريقه.

[مقتل الأمير سيف الدين بهادر]

686 -

وفي ليلة الأحد ثالث عشر ذي القعدة قتل الأمير سيف الدين، بهادر

(2)

شمز المنصوريّ بأرض من المرج تعرف بالنصيع.

وكان مع نائب السلطنة والأمراء في الصيد. فدهمهم في الليل طائفة من الأعراب فقاتلوهم، وقتل من الأعراب نحو نصفهم، ولم يحصل لهم نهب ولكن قتل هذا الأمير بسبب أنه دخل فيهم ولم يرجع عنهم، وأطال المكث بينهم احتقارا بهم، فضربه واحد منهم برمح فقتله، وحمل يوم الأحد إلى قرية قبر الستّ فدفن هناك.

وساق الأمراء خلف العرب وأخذوا منهم ونهبوا، وأسروا رجلا سمّروه على جمل تحت القلعة، وطافوا به يوم الإثنين رابع عشر الشهر.

[وفاة ست الشام صفيّة]

687 -

وفي يوم الأربعاء الثاني والعشرين من ذي القعدة توفيت أمّ محمد، صفيّة

(3)

، وتدعى ستّ الشام، ابنة الشيخ العدل، المحدّث مجد الدين، أحمد بن عبد الله بن المسلم، ودفنت بالبقيع من يومها، بعد أن صلّي عليها بالحرم الشريف النبويّ.

وكانت روت لنا عن أصحاب ابن عساكر، ويحيى الثقفي، وغيرهما.

وكانت صالحة مباركة قصدت الحجّ فماتت في الطريق.

ومولدها سنة سبع وأربعين وستماية بدمشق.

[رجوع رسل ملك التتار من مصر]

وفي يوم الخميس سلخ ذي القعدة رجع من الديار المصرية رسل ملك التتار ومعهم رسل السلطان الملك الناصر، منهم صدر الدين المالكي، وخرج أهل دمشق والجيش لتلقّيهم على العادة، وكان ذلك بعد العصر.

[وفاة محمد النقلي الفامي]

688 -

وفي يوم الخميس المذكور توفي الحاج محمد النقلي، الفامي، بباب

(1)

في الدرر: «أحمد بن محمد بن صالح بن رمضان» .

(2)

انظر عن (بهادر) في: نهاية الأرب 32/ 94، والبداية والنهاية 14/ 34.

(3)

انظر عن (صفية) في: الدرر الكامنة 2/ 207،208 رقم 1980.

ص: 283

البريد، والد الأخوين إبراهيم وعبد العزيز، ودفن بعد العصر بباب الفراديس.

وكان مباركا، مشكور السيرة، يقرض الفقراء ويحسن إليهم على قدر طاقته.

[واقعة ابن العطار وابن النقيب]

وفي/91 ب/شهر ذي القعدة جرى بين الشيخ علاء الدين ابن العطار، والشيخ شمس الدين ابن النقيب، ومن تبعه من الفقهاء واقعة، ملخّصها أنّ شمس الدين ومن معه تكلّموا في بعض الفتاوى الصادرة عن علاء الدين، وأنّ فيها مخالفة للمذهب، وفيها تخبيط، وأنه ينبغي للقضاة والفقهاء النظر في ذلك، وأقاموا في ذلك، وتردّدوا إلى الحكام. فحضر عند علاء الدين من خوّفه منهم وذكر له أنهم اجتمعوا بالقاضي المالكي، وأنهم يطلبونك إليه، وقد هيّئت عليك شهادات، فبادر هو إلى القاضي الحنفي وصوّرت عليه دعوى بحيث حكم بإسلامه وحقن دمه وبقائه على جهاته، ثم نفذ ذلك عند الحكام، واشتهر فعله هذا، فلامه أصحابه على عجلته في ذلك، فأحال الأمر على من حضر إليه وأخبره بما همّوا به ونصحه، فسئلوا عن ذلك، فأنكروا وقالوا إنّما تكلّمنا في بعض فتاويه حسب. فسكنت القضيّة وحصل له انكسار بما وقع.

ثم إنها وصلت إلى نائب السلطنة فأظهر الإنكار لذلك والغضب لوقوع الفتن بين الفقهاء، فأحضر ابن النقيب وبعض من قام معه، وتغيّب البعض، فرسم عليهم أربع ليال بالقصر، ثم أحضروا بدار العدل، وساعدهم الحاضرون وأنكروا القيام على علاء الدين بما يؤذيه فأطلقوا وحصل له جبر بذلك

(1)

.

‌ذو الحجّة

[توجّه ابن تيميّة إلى جبل الجرديّين]

توجّه الشيخ تقيّ الدين بن تيميّة إلى الجبلية الجرديّين والكسروانيّين وصحبته الأمير قراقوش في مستهلّ ذي الحجّة.

ثم توجّه بعدهم إلى الجهة المذكورة الشريف زين الدين ابن عدنان في نصف ذي الحجّة

(2)

.

[وفاة تقيّ الدين أبي الخير البطائحي]

689 -

وفي يوم الثلاثاء خامس ذي الحجّة توفي الفقيه تقيّ الدين، أبو الخير، رجب بن أبي العلاء بن رجب البطائحيّ، ودفن عصر النهار بمقبرة باب الصغير.

(1)

خبر واقعة ابن العطار في: البداية والنهاية 14/ 34،35.

(2)

خبر ابن تيمية في: البداية والنهاية 14/ 35، وذيل مرآة الزمان 5/ورقة 79، وتاريخ طرابلس 2/ 101.

ص: 284

وكان شابا لم يبلغ الأربعين.

سمع معنا من جماعة من شيوخنا، وحدّث بشيء يسير. وكان فقيها بالمدارس، ومرتّبا بدار الحديث، من أهل القرآن والخير والأمانة.

[وفاة الأمير بيبرس التركي]

690 -

وفي يوم الخميس آخر النهار/92 أ/الحادي والعشرين من ذي الحجّة توفي الأمير الكبير الصالح، ركن الدين، أبو محمد، بيبرس

(1)

بن عبد الله التركي، القيمريّ، ثم الظاهري، السلحدار، بداره بدمشق، وصلّي عليه بكرة الجمعة بالجامع، ودفن بسفح قاسيون بتربة جمال الدين ابن الجوخيّ.

وكان روى عن ابن المقيّر، والمكرم بن عثمان، وغيرهما.

وكان رجلا مباركا، أميرا ونائب سلطنة، ثم حبس وقطع خبزه، ثم أفرج عنه وانقطع عن الخدمة، ولازم بيته، وأقبل على ما ينفعه في آخرته، وأقام على ذلك مدّة سنين إلى أن أدركه أجله. وكان لا يتردّد إلى أحد من نواب السلطنة ولا يخالط الأمراء، ولا يعجبه الاجتماع بهم.

وكان بالقاهرة كثير الترداد والملازمة للشيخ شرف الدين الدمياطي، واستنسخ بعض تصانيفه، وسمع «الغيلانيّات» على غازي الحلاوي، وحصّل بها نسخة. وكان يحفظ كثيرا من الأحاديث والآثار والأدعية المأثورة. وحدّث بالقاهرة، ودمشق، والحجاز الشريف.

قرأت عليه بعرفة «الأربعين» لابن المقيّر.

ثم أقام بدمشق، وقرأتها عليه، وغيرها.

وكان محبّا للسماع والتسميع وأهل الحديث.

وجاوز السبعين من عمره، رحمه الله.

‌[وفاة ستّ الفقهاء

(2)

بنت القوصي]

691 -

وفي العشر الأخير من ذي الحجّة توفّيت ستّ الفقهاء بنت الشيخ شهاب الدين إسماعيل بن حامد بن عبد الرحمن القوصيّ، بدمشق.

وكانت امرأة مقعدة من نحو ثمان سنين مريضة ضعيفة.

سمعت من والدها، ولم تحدّث.

(1)

انظر عن (بيبرس) في: ذيل تاريخ الإسلام 43 رقم 76 دون ترجمة، والدرر الكامنة 1/ 509 رقم 1381.

(2)

انظر عن (ست الفقهاء) في: الدرر الكامنة 2/ 128 رقم 1792.

ص: 285

[وفاة تاج الدين الحسيني الغرافي]

692 -

وفي سابع ذي الحجّة توفي الشريف، الإمام، المحدّث، تاج الدين، أبو الحسن، علي

(1)

بن الشريف نور الدين أبي العباس أحمد بن عبد المحسن بن أبي العباس أحمد بن محمد بن علي بن الحسن بن علي بن محمد بن جعفر بن إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن موسى بن الرضا بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن علي أمير المؤمنين رضي الله عنهم بن أبي طالب عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسيني، الغرّافي

(2)

بالإسكندرية.

سمع من ابن عماد، وجعفر الهمداني، والوجيه بن تاجر عينّه، وعلي بن زيد/ 92 ب/التسارسي، وابن رواج، ومرتضى بن العفيف، وابن المقيّر، وسمع ببغداد من أبي الحسن بن القطيعي، وأبي بكر بن بهروز، وابن القبّيطي، ونصر بن عبد الرزاق الجيلي، وأبي بكر محمد بن يحيى بن المظفّر بن الجبير مدرّس النظامية، وأبي الحسن بن روزبة، والحافظ أبي عبد الله محمد بن سعيد بن الدبيثي، والحافظ أبي عبد الله محمد بن محمود بن النجار، وأبي الفرج عثمان بن أبي نصر بن منصور المسعودي، وإبراهيم بن محمود بن الحسين، وقيصر بن فيروز البوّاب، وغيرهم.

وسمع بحلب من الموفّق يعيش بن علي النحوي، ويوسف بن خليل، والضياء صقر.

وسمع بدمشق من السنجاري، وتاج الدين القرطبي، وجماعة.

وكان يمتنع من الإخبار

(3)

بمولده، وهو بعد العشرين وستماية، وقارب الثمانين ولم يبلغها.

(1)

انظر عن (علي) في: ذيل تاريخ الإسلام 47،48 رقم 88، والمعين في طبقات المحدّثين 226 رقم 2333، والإعلام بوفيات الأعلام 295، وذيل العبر 29، وذيل تذكرة الحفاظ 94، 95، ومعجم شيوخ الذهبي 356 رقم 512، والمعجم المختص 158،159 رقم 193، والمشتبه 2/ 451، وبرنامج الوادي آشي 159، ومرآة الجنان 4/ 239، والوفيات لابن قنفذ 339،340، وطبقات الفقهاء الشافعيين، للعبّادي 192، وذيل التقييد 2/ 177،178 رقم 1385، وأعيان العصر 3/ 254،255 رقم 1107، والسلوك ج 2 ق 1/ 13، والدرر الكامنة 3/ 17،18 رقم 31، والنجوم الزاهرة 8/ 214، وشذرات الذهب 6/ 10،11، وتوضيح المشتبه 6/ 220.

(2)

الغرّافي: نسبة إلى الغرّاف بليدة ذات بساتين آخر البطائح وتحت واسط. وهي بغين معجمة مفتوحة، ثم راء مشدّدة مفتوحة، تليها ألف، ثم فاء. وقد وقع في هذه النسبة الكثير من التحريف، فهي في: المعين في طبقات المحدّثين: «الغرّاقي» بالقاف، وفي معجم شيوخ الذهبي:«الغدافي» بالدال، وفي مرآة الجنان، وطبقات الفقهاء الشافعيين:«العراقي» ، وفي الوفيات لابن قنفذ:«القرافي» !

(3)

في الأصل: «الاخبا» من غير راء.

ص: 286

وكان شريفا، عدلا، محدّثا، مفيدا، عارفا بشيوخ بلده، مقصودا.

قرأت عليه بالإسكندرية الأجزاء الثلاثة من الأول من «حديث المخلّص» ، بسماعه من ابن القطيعيّ، عن ابن الزاغونيّ، عن الزينيّ، عنه. و «أحاديث إسماعيل بن جعفر» بسماعه من ابن القطيعي أيضا. و «جزء ابن العالي» بسماعه من ابن روزبة، والجزء الثامن عشر من «الخلعيّات» بسماعه من ابن عماد. ثم لقيته بمنى

(1)

شرّفها الله، في الحجّ، فقرأت عليه «المجالس السلماسيّة» للسلفي، بسماعه من مرتضى بن العفيف، عنه.

[وفاة فخر الدين موسى ابن صاحب صهيون]

693 -

وفي العشر الأوسط من ذي الحجّة توفي فخر الدين، موسى بن محمد بن صاحب صهيون، ودفن بمقابر باب الفراديس.

وكان رجلا جيّدا، عنده سكون ووقار.

[وفاة الكمال ابن الحرستاني المعروف بالبشكار]

694 -

وفي هذه السنة توفي الكمال، أحمد

(2)

بن عبد الغني بن عبد الكافي بن عبد الوهّاب بن محمد بن أبي الفضل بن الحرستاني، الأنصاري، الذهبيّ، المعروف بالبشكار.

سمع من عبد الله بن الخشوعيّ، وابن خطيب القرافة، وجماعة، ولم يحدّث.

سمعنا على أخيه الكبير الزين محمد، عن ابن اللتّي

(3)

.

***

[من وفيات هذه السنة]

[وفاة خلف الغافقي القبتوري

695 -

وفي أوائل هذه السنة توفي الشيخ الإمام، أبو القاسم، خلف

(4)

بن عبد العزيز بن محمد بن خلف بن خلف بن عبد العزيز/93 أ/بن محمد الغافقي،

(1)

في الأصل: «بمنا» .

(2)

انظر عن (أحمد) في: معجم شيوخ الذهبي 52 رقم 54.

(3)

وقال الذهبي: مات بمصر سنة سبعمائة في عشر السنين، وهو زوج خالتي فاطمة، وكان حافظا للقرآن، كثير التلاوة.

(4)

انظر عن (خلف) في: ذيل تاريخ الإسلام 35،36 رقم 42، والوافي بالوفيات 13/ 371 رقم 465، وأعيان العصر 2/ 322 - 324 رقم 363، وذيل التقييد 1/ 522 رقم 1020، والدرر الكامنة 2/ 85 رقم 1652، والمقفى الكبير 3/ 762،763، رقم 1374، وعقد الجمان (4) 372،373، وبغية الوعاة 1/ 595 رقم 1166، ونفح الطيب 2/ 595 رقم 220.

ص: 287

القبتوري

(1)

، الإشبيليّ، بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد فراقنا له بقليل، ووصل خبره إلى القاهرة في رجب.

وكان شيخا صالحا، قرأ القراءات على أبي الحسن علي بن جابر الدّبّاج، وله حظ وافر من الأدب، ويد طولى في الكتابة وصناعة الإنشاء، وتصرّف فائق في النظم

(2)

والنثر مع البراعة في حسن الخط، وجودة الضبط. وقرأ كتاب «الشفاء» للقاضي عياض بسبتة على أبي محمد عبد الله الأنصاري، النحويّ، عن المحدّث أبي زيد الأنصاريّ، عن الخطيب أبي جعفر بن حكم، عن مؤلّفه.

قرأت عليه من أوله قطعة، وناولني جميعه.

ومولده في الخامس والعشرين من شعبان سنة خمس عشرة وستماية بإشبيلية.

وقبتورة: قرية من قرى إشبيلية، يحيط بها البحران: الملح والعذب.

[وفاة أمّ عبد الله المعروفة ببنت الجويراتي]

696 -

وفي أوائل هذه السنة توفيت الشيخة الصالحة، أم عبد الله، زين العرب

(3)

بنت تاج الدين عبد الرحمن بن عمر بن الحسن

(4)

بن عبد الله السلمي، الدمشقيّ، المعروفة ببنت الجويراتي في المحرّم أو صفر.

وقصدتها في آخر ربيع الآخر فذكر لي أنها ماتت في أوائل

(5)

السنة من نحو ثلاثة أشهر.

وكانت امرأة مباركة، حجّت وجاورت بمكة. وكانت شيخة رباط الحزيميّين، وأقامت برباط درب النقاشة، وتزوّجت بالكمال ابن العماد الأشقر، وفارقها سنة ثمان وخمسين وستماية، ولم تتزوّج بعده.

وهي بنت أخي النجيب محاسن العدل.

(1)

القبتوري: نسبة إلى قبتورة، ويقال بالكاف بدل القاف، وهي من بلاد المغرب. (المشتبه 2/ 521). وقد وقع في ذيل التقييد مضبوطا من محقّقه:«القبتوري» بكسر القاف وسكون الباء الموحّدة، وفتح التاء المثنّاة والواو.

(2)

انظر من نظمه في: أعيان العصر 2/ 323،324.

(3)

انظر عن (زين العرب) في: ذيل تاريخ الإسلام 44 رقم 83، والدرر الكامنة 2/ 117 رقم 1742.

(4)

في الدرر الكامنة: «الحسين» .

(5)

في الأصل: «أوال» .

ص: 288

سمعت من الشيخ تاج الدين القرطبي «الأربعين السباعيّات» لعبد المنعم الفراوي، وحدّثت بها غير مرّة. وسمعت من العزّ عبد العزيز بن عثمان الإربلي.

وأجازها في سنة ستّ وثلاثين وستماية السّخاوي، وأبو طالب بن صابر، وإبراهيم بن الخشوعي، وكريمة، وجماعة من أصحاب ابن عساكر.

ومولدها تقريبا سنة ثمان وعشرين وستماية بدمشق.

وأقعدت في آخر عمرها. وكانت تحفظ أشياء حسنة، رحمها الله تعالى.

ص: 289

‌سنة خمس وسبعماية

‌المحرّم

[مباشرة نيابة الحكم]

/93 ب/في أول المحرّم باشر نيابة الحكم العزّ بن القاضي جلال الدين القزويني عن قاضي القضاة نجم الدين ابن صصرى الشافعيّ، وجلس بالعادلية

(1)

.

[توجّه عسكر دمشق إلى جبل الجرديين]

ووجّه نائب السلطنة من تأخّر من عسكر دمشق إلى جبل كسروان والجرديّين لغزوهم واستئصال شأفتهم في ثاني شهر المحرّم. وكان قد توجّه قبله العسكر طائفة بعد طائفة في ذي الحجّة

(2)

.

[وفاة جمال الدين يوسف الرسام]

697 -

وفي يوم الخميس خامس المحرّم توفي جمال الدين، يوسف الرسام المقرئ ابن محمد بن إسماعيل الفامي، أخو شرف الدين أبي بكر نائب الحسبة بالدكة، ودفن بباب الصغير.

وكان شابّا حسنا من أهل القرآن المتقنين بقراءته وآدابه.

صحبته في طريق الحجاز فرأيته كثير التلاوة والتذكير والتأذين. وتوجّه إلى القدس قبل موته بأيام، فزار هو ووالدته وعاد.

[وفاة نجم الدين ابن البالسي الحريري]

698 -

وفي يوم السبت رابع عشر المحرّم توفي الشيخ نجم الدين، أبو محمد،

(1)

خبر المباشرة في: البداية والنهاية 14/ 35.

(2)

خبر جبل الجرديين في: نهاية الأرب 32/ 97،98، وزبدة الفكرة 386، وذيل مرآة الزمان 5/ ورقة 88، والبداية والنهاية 14/ 35، والسلوك ج 2 ق 1/ 15، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 187، والمقفى الكبير 1/ 460 و 477، وعقد الجمان (4) 380،381، وتحفة ذوي الألباب 497، وتاريخ الأزمنة 163، وخطط الشام 2/ 140، وتاريخ طرابلس 2/ 101،102، وطبقات أعلام الشيعة 192، ومختصر في ذكر حال ابن تيمية (مخطوط استانبول) 69 أ.

ص: 290

عبد الله بن العدل، المحدّث، ضياء الدين أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن البالسي

(1)

، الحريري بدمشق، ودفن بعد العصر بمقابر باب الصغير بقبر جدّه.

أحضره والده على ابن قميرة، وسمع من الرشيد بن مسلمة، ومكي بن علاّن، والمرسي، والبكري، وعبد العزيز الكفرطابي، وإسماعيل العراقي، والضياء محمد بن أبي القاسم القزويني، وجماعة.

ومولده في صفر سنة ثلاث وأربعين وستماية بدمشق.

[وفاة عيسى بن الرجيحي]

699 -

وفي يوم الثلاثاء السابع عشر من المحرّم توفي الشيخ عيسى

(2)

بن الشيخ الكبير سيف الدين الرجيحي

(3)

بن سابق بن الشيخ يونس، ودفن بزاويتهم على الشرف

(4)

بالقرب من الوراقة ظاهر دمشق.

[دخول المحمل دمشق]

ودخل الأمير ركن الدين الجالق بالركب الشامي والمحمل السلطاني إلى دمشق في يوم السبت الثامن والعشرين من المحرّم

(5)

.

[اعتيال جماعة من عسكر حلب]

وبلغنا أنّ في أول يوم من هذه السنة حصصل لجماعة من عسكر حلب، ومن تبعهم أذى من طائفة من التتار اغتالوهم وكمنوا لهم وكبسوهم بغتة، وقتلوا منهم جماعة، وأسروا جماعة، وعدم جماعة/94 أ/من الأعيان ومن العوامّ والسّوقة، وكثر النوح في نساء أجناد حلب والبكاء.

وكان جيش حلب قبل ذلك أغاروا على بعض بلاد التتار

(6)

.

[خروج سجناء من قلعة بعلبك]

ووقع في أوائل المحرّم ببعلبك فتنة، وهو أنّ طائفة من الجبلية كانوا في حبس القلعة فعلموا خلوّ القلعة، فكسروا باب الحبس وخرجوا على حميّة، وقام الناس

(1)

انظر عن (البالسي) في: الدرر الكامنة 2/ 279 رقم 2183.

(2)

انظر عن (عيسى) في: الدرر الكامنة 3/ 201 رقم 487، والبداية والنهاية 14/ 39.

(3)

في الدرر «ايرحجي» ، وفي البداية:«الرحبي» .

(4)

في البداية والنهاية: «بالشرق» .

(5)

خبر المحمل في: البداية والنهاية 14/ 35.

(6)

انفرد المؤلف بهذا الخبر.

ص: 291

عليهم بحيث لم ينفلت منهم سوى واحد، وكانوا نحوا من ثلاثين رجلا، وقتل أيضا من الناس جماعة نحو العشرة

(1)

.

‌صفر

[وفاة الملك الأوحد شاذي بن داود]

700 -

وفي يوم الأربعاء ثاني صفر توفي الملك الأوحد

(2)

، تقيّ الدين شاذي بن الملك الزاهر مجير الدين داود بن الملك المجاهد أسد الدين شيركوه بن ناصر الدين محمد بن أسد الدين شيركوه بن شاذي بن مروان بن يعقوب في أواخر النهار بجبل الجرد

(3)

، وحمل ليلة الخميس ويوم الخميس بكماله، ودفن آخر النهار بتربة الدار الأشرفية، بسفح جبل قاسيون ظاهر دمشق.

وكان أحد الأمراء بدمشق ومكرّما في الدولة عند نائب السلطنة وغيره، ورتبته كبيرة وخدمته وافرة، ولديه فضيلة، وله اشتغال، ويحفظ الكتاب العزيز، وعنده خبرة بالأمور ومعرفة.

وسمع الحديث من الشيخ الفقيه محمد اليونينيّ. وروى لنا عنه.

ومولده في الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وستماية بدمشق.

[وفاة أمين الدين ابن القصّاع]

701 -

وفي يوم الثلاثاء منتصف صفر توفي أمين الدين الحسين بن علي ابن

(4)

إسماعيل بن إبراهيم بن القصّاع.

[عودة نائب السلطنة من قتال الجرديّين]

وفي يوم الخميس سابع عشر صفر وصل نائب السلطنة الأمير جمال الدين الأفرم والعسكر من جبال الجرد والكسروان إلى مدينة دمشق المحروسة بعد أن

(1)

انفرد المؤلف بهذا الخبر.

(2)

انظر عن (الملك الأوحد) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 92 رقم 134، وذيل تاريخ الإسلام 36،37 رقم 43، وزبدة الفكرة 386، ونهاية الأرب 32/ 119، والوافي بالوفيات 16/ 72 رقم 92، وأعيان العصر 2/ 211، ودرة الأسلاك 1/ورقة 170، وتذكرة النبيه 1/ 270، والبداية والنهاية 14/ 39، والسلوك ج 2 ق 1/ 21، والدرر الكامنة 2/ 281 رقم 1920، وعقد الجمان (4) 418،419، والدليل الشافي 1/ 339 رقم 1166، والمنهل الصافي 6/ 193 رقم 1169، والنجوم الزاهرة 8/ 219، وتاريخ طرابلس 2/ 102.

(3)

جبل الجرد: يطلق على مرتفعات جبال لبنان، وبخاصة جرود البترون.

(4)

الصواب: «بن» .

ص: 292

نصرهم الله تعالى على حزب الضلال من الروافض والنصيريّة وأصحاب العقائد الفاسدة، وأبادهم الله من تلك الأرض، ووطئوا أراضي لم يكن أهلها يظنون أنّ أحدا يصل إليها. وأعان الله سبحانه وأذل رقابهم وبدّد شملهم

(1)

.

[وفاة زين الدين الزرعي]

702 -

وفي يوم الجمعة ثامن عشر/94 ب/صفر توفي زين الدين، عمر بن الصدر شهاب الدين أحمد بن صصرى التاجر الزرعي، ودفن بجبل قاسيون.

[وفاة علاء الدين بن معالي]

703 -

وفي ليلة الأربعاء الثالث والعشرين من صفر توفي الصدر الأجلّ، الفاضل، علاء الدين

(2)

علي بن معالي

(3)

الأنصاري، الحرّاني، ثم الدمشقيّ، عرف بابن الزريزير

(4)

الكاتب، الحاسب، فجأة، ودفن من الغد بسفح قاسيون.

وكان مشكورا، وانتفع به جماعة.

مات عن نحو أربعين سنة

(5)

.

‌ربيع الأول

[وفاة عماد الدين الحسيني المعروف بالبصراوي]

704 -

وفي يوم الأحد ثاني عشر ربيع الأول توفي الشريف السيد، الصدر، الأجلّ، العدل، الرضيّ، عماد الدين، يحيى بن شهاب الدين أحمد بن يوسف

(6)

بن كامل الحسيني، عرف بالبصراوي

(7)

، ناظر ديوان الأشراف بداره بالديماس بدمشق، وصلّي عليه العصر بالجامع، ودفن بمقابر الصوفية.

وكان رجلا جيّدا، متواضعا، عدلا، من أهل السّنّة

(8)

.

(1)

المصادر السابقة.

(2)

انظر عن (علاء الدين) في: الدرر الكامنة 3/ 133 رقم 302، والبداية والنهاية 14/ 39.

(3)

في الدرر: «مقاتل» .

(4)

في البداية والنهاية: «الزريز» .

(5)

في الدرر: ولد سنة 65 ومات في صفر سنة 750 هـ. وهو غلط.

(6)

انظر عن (ابن يوسف) في: الدرر الكامنة 4/ 413 رقم 1138.

(7)

في الدرر: «البصروي» .

(8)

وقال ابن حجر: وكان عالما بالتاريخ، حفظة للأخبار والنظم والنوادر، وكان يقسم ما يتحصل له أثلاثا، ثلثا يتصدّق به وثلثا يصرفه لأقاربه، وثلثا يكتسي به، وكان موصوفا بالأمانة في مباشرته لا يقبل من فلاح هدية، وكانوا يتحيّلون عليه في ذلك فلا يغفل وبالغ حتى كان لا يشتري من أحد سكن في شيء يتعلّق بالأشراف حاجة، وكان محافظا على الوضوء، وقد باشر-

ص: 293

وروى لنا عن ابن الصلاح، وابن مسلمة، وسمع من البراذعيّ، وعتيق السّلمانيّ، والسخاويّ، وغيرهم.

ومولده في شهر رمضان سنة ستّ وعشرين وستماية.

[وفاة تقيّ الدين القوّاس]

705 -

وفي ليلة الإثنين ثالث عشر ربيع الأول توفي تقيّ الدين، عبد الحميد بن يوسف القوّاس المقرئ ببيته بدار الحديث النفيسية، ودفن بسفح قاسيون بتربة بالقرب من تربة الشيخ أبي عمر.

وكان من أهل القرآن، ختم عليه ابني محمد، واجتهد في أمره وصلاته في رمضان في السنتين الماضيتين.

[وفاة زين الدين البعلبكي المعروف بابن حميد]

706 -

وفي ليلة الخميس سادس عشر ربيع الأول توفي الصدر الأجلّ، زين الدين، عباس بن أبي طالب بن أحمد البعلبكي، المعروف بابن حميد، ببستانه بالسهم، ودفن بسفح جبل قاسيون.

وكان رجلا كافيا في الأمور، وله همّة ونهضة. وكان شجاعا عاقلا، يحب الفقراء ويتودّد إليهم.

[وفاة تاج الرسالة المسلماني]

707 -

وفي ليلة الخميس الثالث والعشرين من ربيع الأول توفي تاج الرياسة، فرج الله بن العلم بن قوران المسلماني، ودفن بمقابر باب شرقي ضحوة الخميس.

وكان مستوفي النظر بدمشق، وكان فيه كرم ومروءة وصدقة.

‌ربيع الآخر

[وفاة كمال الدين يونس بن علي]

708 -

/95 أ/وفي ليلة الجمعة ثاني شهر ربيع الآخر مات كمال الدين، يونس بن علي بن ريان، والد نور الدين رياب، وصلّي عليه عقيب الجمعة بالجامع، ودفن بسفح قاسيون.

[الصلاة على ميّتين غائبين]

وفي يوم الجمعة المذكور صلّي بجامع دمشق على ميّتين غائبين، أحدهما:

= نظر الأقاف مدة وديوان الأيتام وتركه اختيارا، واعتذر بعدم القيام بأمرهم، وولي نظر ديوان الأشراف.

ص: 294

709 -

الشيخ الصالح موسى. توفي ببيت المقدس.

710 -

والآخر صلاح الدين ابن الأصبهانيّ التاجر، سبط الصاحب فخر الدين ابن الخليليّ. توفي بالقاهرة.

[وفاة شهاب الدين ابن الجزري]

711 -

وفي عصر نهار الجمعة المذكور توفي الشيخ الصالح، شهاب الدين، أحمد بن محمد بن علي الجزري، حمو العدل شمس الدين ابن مجد الدين الجزريّ، ودفن ضحى السبت بمقابر باب الصغير.

وكان رجلا جيّدا، خيّرا. حجّ وجاور، وكان له حانوت بالرمّاحين، ثم ترك ذلك في آخر عمره.

[وفاة جمال الدين أبي عبادة الحرّاني]

712 -

وفي عشيّة السبت قبل المغرب ثالث ربيع الآخر توفي الشيخ الفقيه، المقرئ، جمال الدين، أبو عبادة، عبد الغني

(1)

بن منصور بن منصور بن إبراهيم الحرّاني، المؤذّن، بقرية قرن الحارة، وحمل منها إلى دمشق جميع الليل، فوصلوا به إلى شقحب وقت الفجر، ووصلوا البلد قبل العصر، فصلّي عليه العصر على باب جامع جرّاح، ودفن بمقابر باب الصغير، وخرج جماعة بحضور جنازته.

روى لنا عن عيسى بن الخيّاط الحرّاني. وسمع من الشيخ مجد الدين ابن تيميّة، وغيرهما.

وكان من أعيان المؤذّنين المعروفين بالصوت الطيّب. وكان فقيها فاضلا، مناظرا، له مشاركة في أنواع من العلم، وله شعر وتسابيح.

ومولده في سنة خمس وثلاثين وستماية

(2)

بحرّان.

وحدّث بعرفة ومنى وغيرهما.

[وفاة حرميّة بنت ناصر]

713 -

وفي يوم السبت عاشر ربيع الآخر توفيت حرميّة

(3)

بنت ناصر بن عبد الدائم، من قرية الأبرشية، وانتقلت إلى الصالحية. وكانت تخدم بيت الشيخ شمس الدين ابن الكمال، ودفنت من يومها بعد الظهر بالجبل.

(1)

انظر عن (عبد الغني) في: الدرر الكامنة 2/ 388،389 رقم 2462، ومعجم شيوخ الذهبي 322،323 رقم 460.

(2)

في معجم الذهبي: ولد سنة 634 هـ.

(3)

انظر عن (حرمية) في: الدرر الكامنة 2/ 8 رقم 1486، ومعجم شيوخ الذهبي 177 رقم 234.

ص: 295

صلّيت عليها بالجامع المظفّري.

روت عن إبراهيم بن خليل، وابن عبد الدائم، وسمعت أيضا من خطيب مردا

(1)

.

ومولدها تقريبا سنة خمس وثلاثين وستماية.

ولم تتزوّج قط. وأقعدت من سنة التتار. وكانت أمّها تعرف بالمغربلة.

[وفاة الموفّق ابن الكريدي]

714 -

/95 ب/وفي يوم الأحد حادي عشر شهر ربيع الآخر مات الموفّق ابن الكريدي، الكاتب، المسلماني، ودفن بالقرب من قبّة الشيخ رسلان، رحمة الله عليه.

وكان شيخا كبيرا من أبناء الثمانين.

[وفاة أبي بكر الشرواني]

715 -

وفي يوم الإثنين ثاني عشر ربيع الآخر توفي الشيخ الصالح أبو بكر الشرواني، الصوفي، من الشميشاطيّة، ودفن بمقبرة الصوفية.

وكان رجلا صالحا.

[وفاة فخر الدين القوصي]

716 -

وفي يوم الثلاثاء ثالث عشر ربيع الآخر توفي فخر الدين، عثمان القوصيّ

(2)

المقرئ، إمام الظاهرية بالبيمارستان النوريّ.

وكان أقام به مدّة طويلة وأخذت جهاته وانقطع بالكلّية وأيس منه، ودفن بمقابر باب الصغير.

قرأ القراءات على ابن فارس، وغيره.

وعاش نحو سبعين سنة.

[الاحتياط على دار الأمير قيران]

وفي يوم الإثنين ثاني عشر ربيع الآخر احتيط على دار الأمير شرف الدين قيران المشدّ، ورسّم عليه بالتربة الأشرفية، وكان قد انفصل من الشدّ قبل ذلك بأيام، وولي عوضه الأمير سيف الدين بكتمر الحاجب، وأعطي خبزه للأمير الحاج بهادر المنصوري.

(1)

وقال الذهبي: قرأت عليها انتخاب الطبراني لابنه على أبي محمد بن فارس، مضت الرواية عنها.

(2)

خبر نظر الدواوين في: البداية والنهاية 14/ 35.

ص: 296

[وفاة والدة جلال الدين القزويني]

717 -

وفي يوم الأحد الخامس والعشرين من ربيع الآخر توفيت والدة أقضى القضاة جلال الدين القزويني، ودفنت ضحوة نهار الإثنين بسفح قاسيون.

[وفاة بدر الدين المعروف بابن البابا]

718 -

وفي ليلة السبت الرابع والعشرين من شهر ربيع الآخر توفي الأديب الفاضل بدر الدين، محمد بن عبد الله بن محمد، المعروف بابن البابا، بطرابلس.

وكان توجّه إلى النائب هناك بقصيدة وهديّة، فأجازه وأحسن إليه وأكرمه، فتمرّض هناك أياما ومات، ودفن يوم السبت بمقبرة الشهداء.

وكان رجلا حسنا، معروفا بالكرم، والفضل والجودة، وله فضيلة وذهن جيّد، وله أصحاب ومحبّون، وبيته مشترك بينه وبين أصحابه ومن يعرفه ويلوذ به.

‌جمادى الأولى

[تولية نظر الدواوين بدمشق]

في مستهلّ جمادى الأولى قدم القاضي أمين الدين أبو بكر بن القاضي وجيه الدين عبد العظيم بن الرقاقي، المصري، من القاهرة متولّيا نظر الدواوين بدمشق المحروسة، عوضا عن عزّ الدين ابن ميسّر

(1)

.

[وفاة فاطمة بنت شهاب الدين ابن الخويي]

719 -

وتوفيت ليلة الجمعة مستهلّ جمادى الأولى فاطمة بنت/96 أ/قاضي القضاة شهاب الدين ابن الخويي، بدار الخطابة، ودفنت يوم الجمعة عند والدها بالجبل.

وهي والدة جمال الدين ابن الشيخ كمال الدين ابن الشرفيّ.

[وفاة سليمان بن رشيد]

720 -

وفي يوم السبت ثاني جمادى الأولى توفي الشيخ الصالح سليمان بن رشيد بن حاتم الدمياطيّ، بدويرة حمد بدمشق.

وهو أخو الشيخ سلامة قيّم المدرسة العذرية.

[وفاة محيي الدين ابن الفارعي]

721 -

وفي ليلة الأحد ثالث جمادى الأولى توفي محيي الدين ابن الفارعي،

(1)

خبر الشكوى في: زبدة الفكرة 386، ونهاية الأرب 32/ 98 - 118، والبداية والنهاية 14/ 36.

ص: 297

صاحب الشيخ صدر الدين ابن الوكيل، ودفن بعد الظهر بمقابر باب الصغير.

[وفاة ناصر الدين ابن الجناحي]

722 -

وفي ليلة الجمعة ثامن جمادى الأولى توفي ناصر الدين ابن الجناحي، ودفن بباب الصغير.

وكان من ولاة البرّ، ولي عجلون وزرع، وغيرهما.

[وفاة صلاح الدين قاسم]

723 -

وفي يوم الأربعاء ثالث عشر جمادى الأولى توفي الفقيه صلاح الدين، قاسم من أهل الصالحيّة.

سقط من سطح بيته بالجبل فمات، ودفن يوم الخميس.

وكان رجلا جيّدا، فقيها، صالحا، مرتّبا بالشاميّة البرّانية والأتابكيّة، وله إمامة وقراءة، وهو مشكور السيرة، حميد الطريقة، وكان يصلح شيئا في السطح، وكان يوما شديد الهواء، فوقع.

[شكوى الرفاعية من ابن تيميّة]

وفي يوم السبت تاسع جمادى الأولى اجتمع جماعة من الأحمدية الرفاعية عند نائب السلطنة بالقصر، وحضر الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّة، وطلبوا أن يسلم إليهم حالهم، وأنّ الشيخ تقيّ الدين لا يعارضهم ولا ينكر عليهم، وأرادوا أن يظهروا شيئا ممّا يفعلونه، فانتدب لهم الشيخ، وتكلّم باتباع الشريعة، وأنه لا يسع أحد الخروج عنها بقول ولا فعل، وذكر أنّ لهم حيلا يتحيّلون بها في دخول النار وإخراج الزبدة من الحلوق. وقال لهم: من أراد دخول النار فليغسل جسده في الحمّام، ثم يدلكه بالخلّ، ثم يدخل، ولو دخل لا يلتفت إلى ذلك، بل هو نوع من فعل الدّجّال عندنا.

وكانوا جمعا كبيرا.

وقال الشيخ صالح شيخ المنيبع: نحن أحوالنا تنفق عند التتار ما تنفق قدّام الشرع.

وانفصل المجلس على أنهم يخلعون الأطواق الحديد، وعلى أنّ من خرج عن الكتاب والسّنّة/96 ب/ضربت رقبته، وحفظ هذه الكلمة الحاضرون من الأمراء والأكابر وأعيان الدولة.

وكتب الشيخ عقيب هذه الواقعة جزءا في حال الأحمدية ومبداهم وأصل طريقتهم، وذكر شيخهم وما في طريقتهم من الخير والشرّ وأوضح الأمر في ذلك

(1)

.

(1)

هكذا في المخطوط، وهو «الشوصي» كما في الطالع السعيد 359 رقم 281، وقال الأدفوي: لم ينسبه إلى بلده.

ص: 298

[وفاة القاضي ابن بهرام الشافعي]

724 -

وفي العشر الأول من جمادى الأولى بلغنا أنّ القاضي شمس الدين محمد بن محمد بن بهرام الشافعي، المعروف بالدمشقيّ، توفي بحلب.

[الخطابة بحلب]

وولي الخطابة عوضه بدر الدين ابن الحدّاد، وكان شيخا عالما من أصحاب ابن عبد السلام، أقام مدّة قاضيا بحلب، ثم عزل وولي بعد ذلك خطابة حلب، وبقي مفتي البلد وشيخ الجماعة، والناس يقرأون

(1)

عليه الفقه والأصول.

وكمّل ثمانين سنة.

[كتابة الدرج بحماه]

ورسّم في جمادى الأولى للصدر، جمال الدين، يوسف بن رزق الله بكتابة الدرج بحماه، عوضا عن نجم الدين ابن قرناص، ولم يمكّن من المباشرة.

[التوقيع بكتابة الدرج]

ووصل في نصف جمادى الأولى توقيع شريف للصدر الكبير بدر الدين، محمد بن فخر الدين العزازي، الشافعيّ من مصر بكتابة الدرج وباشر من جملة كتّاب دمشق صحبة الرشيدي أستاذ دار الأمير سيف الدين سلاّر نائب السلطنة.

[تأمير عدّة أمراء]

وفي يوم الإثنين ثامن عشر جمادى الأولى أمّر علاء الدين بن معبد البعلبكيّ، وعزّ الدين خطّاب، وسيف الدين بكتمر مملوك مجلّي الحمامي، وركبوا بالشرابيش في دست الإمرة كما جرت العادة، وذلك ليكونوا مجرّدين بجبل الكسروان والبقاع

(2)

.

[وفاة تقيّ الدين ابن بدران الموصلي]

725 -

وفي يوم الأربعاء السابع والعشرين من جمادى الأولى توفي الشيخ الصالح، الفاضل، تقيّ الدين، أبو علي، حسين بن صدقة

(3)

بن بدران الموصليّ، ودفن بعد الظهر بمقابر باب الصغير، حضره الخطيب وابن أخيه وجماعة.

وكان صالحا، خيّرا، مباركا، له شعر جيّد وفضيلة، وهو على قدم التجريد لا

(1)

في الأصل: «يقرون» .

(2)

خبر التأمير في: البداية والنهاية 14/ 36.

(3)

انظر عن (ابن صدقة) في: الدرر الكامنة 2/ 56،57 رقم 1591.

ص: 299

يملك شيئا، وربّما بقي أياما لا يحصل له ما يأكله، وهو صبور لا يسأل.

جاوز السبعين. مولده سنة اثنتين وثلاثين أو ثلاث وثلاثين وستماية-الشكّ منه-بمدينة الموصل.

/97 أ/

‌جمادى الآخرة

[وفاة شمس الدين ابن عقيل الزرعي]

726 -

في يوم السبت سابع جمادى الآخرة مات الفقيه شمس الدين، محمد بن إبراهيم بن عقيل الزرعيّ، من أصحاب الشيخ تاج الدين.

وكان فقيها بالمدرسة المسرورية.

[وفاة الفتح بن مظفّر]

727 -

وفي يوم الثلاثاء عاشر جمادى الآخرة [مات]

(1)

الفتح بن مظفّر الحرّاني.

وكان تاجرا، ثم ضعف وعجز، ولزم بيته، وافتقر واحتاج إلى الناس.

[وفاة النقيب صفيّ الدين ابن مليح]

728 -

وفي يوم الأحد منتصف جمادى الآخرة توفي النقيب الأجلّ، صفيّ الدين، عبد الله (بن فضل)

(2)

بن مليح، نقيب قلعة دمشق، ودفن يوم الإثنين بسفح قاسيون.

وكان شيخا كبيرا له حرمة بالقلعة.

[وفاة عبد الله الورّاق]

729 -

وفي العشر الأول من جمادى الآخرة مات الحاج عبد الله الورّاق تحت الساعات، ويعرف بعبّود.

[وفاة ناصر الدين الصوفي]

730 -

وفي ليلة الخميس تاسع عشر جمادى الآخرة توفي ناصر الدين، محمد بن البدر حسن الصوفي، من أهل الكرك، صهر كمال الدين ابن قاضي الكرك، المعروف بابن مزهر. وكانت وفاته بدمشق، ودفن بالجبل.

[وفاة ابن سباع الصائغ الشاعر]

731 -

وفي الليلة المذكورة توفي أحمد بن شمس الدين محمد بن حسن بن

(1)

إضافة يقتضيها السياق.

(2)

ما بين القوسين عن هامش المخطوط.

ص: 300

سباع الصائغ، الشاعر، ودفن يوم الخميس بمقابر باب الصغير.

وكان ولدا مباركا، صالحا، خيّرا، ورثاه أبوه.

[الدعاء بسبب احتباس المطر]

وفي يوم الجمعة العشرين من جمادى الآخرة-وهو سابع كانون الثاني-دعا الخطيب في الخطبة بسبب احتباس المطر، وتأخّر نزول القطر، وأمّن الناس على دعائه قياما في أواخر الخطبة، وكذلك في الخطبة التي تليها، وشرع فيها في قراءة «صحيح البخاري» .

‌رجب

[صلاة الاستسقاء]

وأمر الناس في أول يوم من رجب بالصوم لأجل الاستسقاء، وخرج الناس في يوم الخميس ثالث رجب إلى ميدان المزّة، وحمل إلى المنبر، ونصب هناك. وخرج نائب السلطنة وجميع الأمراء والقضاة والعلماء والفقراء والصوفية وعامّة الناس مشاة إلى هناك على الهيئة المشروعة، وخطب الخطيب شرف الدين الفزاري خطبة حسنة، وزادها حسنا بإيراده وفصاحته وإعرابه، وكان مجمعا عظيما نرجوا به الخير والبركة

(1)

.

[الطواف بمحمل الحاج]

وفي يوم السبت خامس رجب طيف بمحمل الحاج/97 ب/على ما جرت به العادة. وركب الناس بين يديه والقضاة والدعاة ووجوه البلد.

[انعقاد المجلس للبحث في العقيدة الواسطية]

وفي يوم الإثنين ثامن رجب طلب القضاة والفقهاء وطلب الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّة إلى القصر إلى مجلس نائب السلطنة، فلما اجتمعوا عنده سأل الشيخ تقيّ الدين على التعيين عن العقيدة، وأحضر الشيخ «عقيدته الواسطية» ، وقرئت في المجلس وبحث فيها، وبقي مواضع أخّرت إلى مجلس آخر.

ثم اجتمعوا يوم الجمعة بعد الصلاة ثاني عشر رجب المذكور، وحضر هذا المجلس أيضا الشيخ صفيّ الدين الهندي وبحثوا معه، وسألوه عن أشياء ليست في العقيدة، وجعلوا الشيخ صفيّ الدين يتكلّم معه. ثم اتفقوا على الشيخ كمال الدين ابن الزّملكاني، فحاققه وبحث معه من غير مسامحة، ورضيوا بذلك عن الشيخ

(1)

خبر صلاة الاستسقاء في: البداية والنهاية 14/ 36.

ص: 301

كمال الدين وعظّموه وأثنوا عليه وعلى بحثه وفضائله، وخرجوا من هناك والأمر قد انفصل.

وانصرف الشيخ تقيّ الدين إلى منزله. والذي حمل الأمير على هذا الفعل كتاب ورد عليه من مصر في هذا المعنى.

وكان السبب فيه القاضي زين الدين المالكي قاضي ديار مصر، والشيخ نصر المنبجي. وبعد ذلك عزّر بعض القضاة بدمشق لشخص ممّن يلوذ بالشيخ تقيّ الدين، وطلب جماعة، ثم أطلقوا. ووقع هرج في البلد.

وكان الأمير نائب السلطنة قد خرج للصيد وغاب نحو جمعة ثم حضر

(1)

.

[قراءة فصل من كتاب أفعال العباد]

وفي يوم الإثنين الثاني والعشرين من رجب قرأ المحدّث جمال الدين المزّي فصلا في الردّ على الجهميّة من كتاب «أفعال العباد» تصنيف البخاري. وكانت قراءته لذلك في المجلس المعقود لقراءة «الصحيح» تحت النسر، فغضب لذلك بعض الفقهاء الحاضرين وقالوا: نحن المقصودون بهذا، ورفعوا الأمر إلى قاضي القضاة الشافعيّ، فطلبه ورسم بحبسه، فبلغ ذلك الشيخ تقيّ الدين فتألّم له، وأخرجه من الحبس بنفسه، وخرج إلى القصر فاجتمع هو وقاضي القضاة هناك، وردّ الشيخ تقيّ الدين عن المزّي، وأثنى عليه، وغضب قاضي القضاة، وأعاد المزّي إلى حبسه/98 أ/بالقوصيّة، فبقي أياما.

وذكر الشيخ تقيّ الدين ما وقع في غيبة الأمير في حقّ بعض أصحابه من الأذى، فرسم الأمير فنودي في البلد إنه من تكلّم في العقائد حلّ ماله ودمه، ونهيت داره وحانوته، وقصد الأمير تسكين الناس بذلك

(2)

.

[وفاة مجد الدين سالم بن أبي الهيجاء الأذرعي]

732 -

وفي ليلة الجمعة الثلث الأخير من الليل ثاني عشر رجب توفي القاضي، الفقيه، الإمام، العالم، مجد الدين، أبو الغنائم، سالم

(3)

بن أبي الهيجاء بن حميد بن صالح بن حمّاد الأذرعي، الشافعيّ، قاضي نابلس، بالقاهرة، وصلّي عليه يوم الجمعة بالجامع الحاكمي، ودفن بمقبرة باب النصر.

(1)

خبر العقيدة الواسطية في: البداية والنهاية 14/ 36.

(2)

خبر قراءة الفصل في: البداية والنهاية 14/ 37.

(3)

انظر عن (سالم) في: ذيل تاريخ الإسلام 58 رقم 105، والدرر الكامنة،2/ 125 رقم 1776، ومعجم شيوخ الذهبي 211 رقم 289، والوافي بالوفيات 15/ 93، وأعيان العصر 2/ 396،397 رقم 685، وعقد الجمان (4)418.

ص: 302

وكان فقيها فاضلا، قاضيا بأعمال دمشق من مدّة أربعين سنة.

روى لنا عن الحافظ ضياء الدين المقدسيّ.

وعزل في آخر عمره عن قضاء نابلس فتوجّه إلى الديار المصرية فأدركه أجله هناك بعد وصوله بأيام.

وكان كثير التلاوة للكتاب العزيز، ويحفظ كثيرا من الأشعار والأدب، وعنده سكون وعقل وافر، وله حرمة. وكان حسن الهيئة، قويّ النفس، خبيرا بمباشرة الحكم.

وبلغ من العمر ثلاثا وسبعين سنة تقريبا. ومولده بحمحا قرية بالقرب من أذرعات.

[وفاة ابن أبي الماجد القزويني]

733 -

وتوفي الشيخ شمس الدين، أبو عبد الله، محمد بن علي بن مخلص بن أبي الماجد القزوينيّ الأصل، الدمشقيّ المولد، بالقاهرة، في رجب أو شعبان.

سمعنا عليه أحاديث من «جزء ابن عرفة» عن شيخ الشيوخ عبد العزيز الأنصاري.

وسمع أيضا من ابن خطيب القرافة، واليلداني، وابن البرهان، ورافقنا مدّة يسمع معنا. ويصعد إلى الصالحية، ويحرص على ذلك حرصا كثيرا، ويكلّف الطلبة أن يثبتوا له ما يسمعه من كبر السّنّ.

‌شعبان

[وفاة شمس الدين محمد بن النجّار]

734 -

في يوم الخميس ثاني شعبان توفي الشيخ شمس الدين، محمد بن النجّار، من أهل قرية بيت الآبار، وكان شيخا حسن الهيئة، متودّدا.

[وفاة محمد العرضي المعروف بالفقاعي]

735 -

وفي يوم السبت رابع شعبان مات الشيخ محمد العرضي المعروف بالفقاعي، الملقّن بباب الزيادة بالجامع، وحضره القضاة، وخلق كثير من الناس.

وكان صالحا خيّرا، وله كلام/98 ب/وإخبارات، وفيه يسير وله.

[المجلس الثالث للعقيدة]

وفي يوم الثلاثاء سابع شعبان عقد للشيخ تقيّ الدين مجلس ثالث بالقصر ورضي الجماعة بالعقيدة

(1)

.

(1)

انظر عن (المجلس الثالث) في: البداية والنهاية 14/ 37.

ص: 303

[عزل ابن صصرى عن الحكم]

وفي هذا اليوم عزل قاضي القضاة نجم الدين ابن صصرى نفسه عن الحكم بسبب كلام سمعه من بعض الحاضرين.

وفي السادس والعشرين من شعبان ورد كتاب السلطان إلى قاضي القضاة بإعادته إلى الحكم. وفيه: إنّا كنّا رسمنا بعقد مجلس للشيخ تقيّ الدين، وقد بلغنا ما عقد له من المجالس، وإنه على مذهب السلف، وما قصدنا بذلك إلاّ براءة ساحته

(1)

.

[وفاة شرف الدين ابن الصوّاف الجذامي]

736 -

وفي الثاني عشر من شعبان توفي بالإسكندرية الشيخ الفقيه، الإمام، المحدّث، المقرئ، العدل، شرف الدين، أبو الحسين، يحيى بن المحدّث نجيب الدين أبي الفضل أحمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن علي بن عبد الباقي بن علي بن الصوّاف الجذامي

(2)

، المالكي.

وكان حصل له صمم في آخر عمره، (وكفّ بصره مدّة سنين)

(3)

، وعمّر، وكان يروي عن ابن عماد «الخلعيّات» ، وسمع من جدّه أبي محمد عبد العزيز، ومن ناصر بن عبد العزيز الأغماتي، وعبد الخالق بن إسماعيل التنّيسي، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن الجبّاب، ومرتضى بن العفيف، وجماعة. وقرأ القرآن بالروايات على ابن الصفراويّ.

ومولده في سنة تسع وستماية بالإسكندرية في أحد الربيعين أو الجماديين.

وأجاز لنا في سنة إحدى وسبعين وستماية. ثم قرأت عليه «جزء السيلقي» بسماعه من ناصر الأغماتي، والخامس من «الخلعيّات» ، بسماعه من ابن عماد.

[وفاة بدر الدين ابن مبارك المراغي]

737 -

وفي يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من شعبان توفي بدر الدين، محمد بن أحمد بن مبارك المراغيّ، النقيب لنوّاب القاضي الشافعيّ، ودفن من يومه بالصوفيّة.

وكان رجلا جيّدا، مشكور السيرة، قاضيا لحوائج الناس، قائما بحقوق الأكابر وأرباب الولايات، مواظبا على الصلاة في الجامع.

(1)

خبر ابن صصرى في: البداية والنهاية 14/ 37.

(2)

انظر عن (الجذامي) في: ذيل تاريخ الإسلام 58 رقم 106، ومعجم شيوخ الذهبي 640 رقم 958، وغاية النهاية 2/ 366،367 رقم 3825، والدرر الكامنة 4/ 410،411 رقم 1134، ومرآة الجنان 4/ 240، والدليل الشافي 2/ 774، والمعين في طبقات المحدّثين 226، وشذرات الذهب 6/ 13.

(3)

ما بين القوسين عن هامش المخطوط.

ص: 304

[وفاة فاطمة بنت إبراهيم الواسطي]

738 -

وفي يوم الأربعاء الثاني والعشرين من شعبان توفيت أمّ محمد، فاطمة

(1)

بنت الشيخ الإمام تقيّ الدين إبراهيم بن علي بن الواسطي/99 أ/بسفح قاسيون، ودفنت من يومها بالقرب من والدها، رحمه الله.

روت لنا عن إبراهيم بن خليل.

وحضرت على خطيب مردا في السنة الثانية من عمرها في جمادى الآخرة سنة ثلاث وخمسين وستماية.

وهي التي كانت زوجة شهاب الدين ابن الشرف حسن، وفارقها، ولم تتزوّج بعده.

ومولدها سنة إحدى وخمسين وستماية بسفح قاسيون.

‌شهر رمضان

[وفاة سعد الدين ابن قنق الحنفي]

739 -

وفي يوم الجمعة ثاني رمضان توفي الشيخ الفقيه، العدل، سعد الدين، إسحاق بن سونج بن قنق الحنفي، الروميّ، بالظاهرية.

كان أحد الشهود بمركز العصرونية.

[وفاة برهان الدين الزرعي]

740 -

وفي ليلة السبت ثالث رمضان مات بالبيمارستان النوري، الفقيه، الصالح، برهان الدين، إبراهيم بن إسماعيل بن علي الزرعيّ، من فقهاء الباذرائية، ودفن بالصوفية، وله إحدى وثلاثون سنة.

وكان فاضلا، صالحا، ديّنا.

[كتاب السلطان بالكشف على ما وقع لابن تيميّة]

وفي يوم الإثنين خامس رمضان وصل كتاب السلطان بالكشف عمّا كان وقع للشيخ تقيّ الدين في ولاية جاعان، وفي ولاية القاضي إمام الدين، وبإحضاره وإحضار قاضي القضاة إلى الديار المصرية، فطلب نائب السلطنة جماعة من الفقهاء، وكتب ما ذكروه ممّا وقع في أيام جاعان

(2)

.

[حبس ابن تيميّة وأخيه]

وفي يوم الإثنين ثاني عشر رمضان توجّه قاضي القضاة، والشيخ تقيّ الدين على

(1)

انظر عن (فاطمة) في: معجم شيوخ الذهبي 424 رقم 618، وأعلام النساء 4/ 24.

(2)

خبر كتاب السلطان في: البداية والنهاية 14/ 37.

ص: 305

البريد، ودخل الشيخ تقيّ الدين مدينة غزّة يوم السبت، وعمل في جامعها مجلسا، ووصلا معا إلى القاهرة يوم الخميس الثاني والعشرين من رمضان، وعقد للشيخ مجلس بالقلعة، وأراد أن يتكلّم فلم يمكّن من البحث والكلام على عادته، وحبس في برج أياما. ثم نقل إلى الجبّ ليلة عيد الفطر هو وأخواه

(1)

.

[تجديد التوقيع لقاضي القضاة]

وأكرم قاضي القضاة نجم الدين وجدّد له توقيع وخلع عليه، وسافر إلى دمشق فوصلها يوم الجمعة سادس ذي القعدة، وقرئ تقليده بمقصورة الخطابة يوم الجمعة ثالث عشر ذي القعدة، وقرئ عقيبه الكتاب الذي وصل معه وفيه مخالفة الشيخ تقيّ الدين في العقيدة/99 ب/وإلزام الناس بذلك، خصوصا أهل مذهبه، والوعيد بالعزل والحبس. وفيه أن ينادى بذلك في البلاد الشامية.

وكان قد نودي قبل صلاة الجمعة بالجامع والأسواق. ووصلت الأخبار بكثرة المتعصبّين بالديار المصرية على الشيخ تقيّ الدين، وأنه حصل أذى كثير للحنابلة.

وحبس تقيّ الدين عبد الغني بن الشيخ شمس الدين الحنبلي، وألزموا جميعهم بالرجوع عن عقيدتهم في القرآن والصفات، وأشار القضاة على رفيقهم قاضي القضاة شرف الدين الحرّاني الحنبلي، بموافقة الجماعة. وكان قليل العلم، فوافق وألزم جماعة من أهل مذهبه بذلك، وأخذ خطوطهم.

ووقع أمر لم يجر على الحنابلة مثله، وكان ذلك بقيام الأمير ركن الدين الجاشنكير في القضية بسعي القاضي المالكي والقروي المالكي وجماعة من الشافعية

(2)

.

[وفاة شمس الدين ابن سرور المقدسي]

741 -

وفي يوم الثلاثاء سادس رمضان توفي الشيخ شمس الدين، محمد بن الشيخ الصالح، عماد الدين، أحمد بن الشيخ القدوة عماد الدين إبراهيم بن عبد الواحد بن علي بن سرور

(3)

المقدسي، الحنبلي، بالبيمارستان الصغير بدمشق، وصلّي عليه يوم الأربعاء بالجامع، وحمل إلى سفح قاسيون فدفن بالقرب من سلفه.

وكان شيخا كثير الصلاة والقراءة، عاشر الفقراء أكثر عمره، وله سلف صالح.

روى الحديث عن ابن مسلمة، والمرسي، وخطيب مردا، وغيرهم.

وذكر لنا أنّ له رحلة إلى بغداد بعد الخمسين سمع فيها من جماعة.

(1)

خبر حبس ابن تيمية في: البداية والنهاية 14/ 38، والنهج السديد 3/ 620.

(2)

خبر تجديد التوقيع في: البداية والنهاية 14/ 38.

(3)

انظر عن (ابن سرور) في: الدرر الكامنة 3/ 305،306 رقم 818، ومعجم شيوخ الذهبي 456 رقم 664.

ص: 306

ومولده في منتصف شهر رمضان سنة سبع وثلاثين وستماية بسفح قاسيون.

[وفاة بدر الدين ابن أبي الفضل]

742 -

وفي يوم الأربعاء الحادي والعشرين من رمضان توفي الشيخ، الإمام، المحدّث، العدل، بدر الدين، أبو عبد الله، محمد بن مسعود

(1)

بن أيوب بن أبي الفضل، المعروف بابن التوّزي

(2)

، الحلبيّ، نزيل حمص.

وكان رجلا جيّدا، طلب الحديث، وخرّج لنفسه أربعين حديثا عن أربعين شيخا. قرأتها عليه بحمص وكتبها لي بخطه.

روى لنا عن عبد الله بن النحاس، والصدر البكري، وخطيب مردا، وإبراهيم بن خليل، وضياء الدين صقر، /100 أ/والكفر طابي، وجماعة.

ومولده بقلعة حلب سنة ثلاث وثلاثين وستماية.

[وفاة بدر الدين ابن أبي الفتح التاذفي]

743 -

وفي شهر رمضان توفي الشيخ الإمام، المقرئ، شيخ القراء، بدر الدين، أبو عبد الله، محمد بن أيوب بن عبد القاهر بن بركات بن أبي الفتح التاذفي

(3)

، الحلبي، بحماه.

وكان من أعيان القرّاء، وفيه صلاح وعبادة، وسلامة باطن، وفضيلة متقدّمة، واشتغال.

روى لنا عن ابن علاّق «جزء القدوري» ، وقرأ القراءات على الفاسي نزيل حلب، وأقرأ الناس زمانا بدمشق، والقاهرة، وحماه.

وكان فقيها حنفيّا، معيدا في المدارس، وكان عارفا بالعربية وعلل القراءات، وينظم الشعر، وشرح «قصيدة الصرصري» الطويلة النبويّة في مجلّدين، ونسخ كثيرا، وكان يكتب المصاحف على الرسم، وأقام إمام الربوة مدّة بعد الثمانين وستماية، ثم انتقل إلى حماه، ثم انتقل إلى دمشق سنة ثلاث وتسعين. وكان يقرئ نائب السلطنة عزّ الدين الحموي، ثم سكن حماه ومات بها.

(1)

انظر عن (ابن مسعود) في: ذيل تاريخ الإسلام 59 رقم 110، والدرر الكامنة 4/ 256 رقم 707.

(2)

التّوّزي: بالضم ثم السكون وزاي. نسبة إلى منزل في طريق الحاج بعد فيد للقاصد إلى الحجاز، ودون سميراء لبني أسد، وهو جبل. (المشتبه 1/ 99).

(3)

انظر عن (التاذفي) في: ذيل تاريخ الإسلام 58 رقم 107، وغاية النهاية 2/ 102،103 رقم 2867، والدرر الكامنة 3/ 394 رقم 1045، ومعجم شيوخ الذهبي 482،483 رقم 708، والمعجم المختص 225 رقم 271، وتذكرة الحفاظ 4/ 1479، ومعرفة القراء الكبار 2/ 718، 719، والوافي بالوفيات 2/ 239،240، وأعيان العصر 4/ 343 رقم 1512، وغاية النهاية 2/ 101، وكشف الظنون 1627، ومعجم المؤلفين 9/ 83.

ص: 307

ومولده سنة تسع وعشرين وستماية أو سنة ثمان وعشرين بحلب.

[الشروع في بناء مئذنة بالمسجد النبوي الشريف]

ووصل في شهر رمضان من المدينة الشريفة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام كتاب الشيخ علي النجار، الفرّاش، يذكر فيه أنّ قناديل الحجرة الشريفة اعتبرت فوجدت تساوي ثلاثين ألف درهم، منها اثنان من ذهب زنتهما ألف دينار، فكتب شيخ الخدّام إلى مصر يستأذن في بيعها وبناء مأذنة عند باب السلام، وهو الباب الذي في دهليز الطهارة المستجّدة. فحصل الإذن في ذلك، فشرع في بنائها وحفروا أساسها

(1)

.

[تولية القضاء بالمدينة النبوية]

وأنه وصل تقليد سلطانيّ من الديار المصرية وخلعة لخطيب المدينة الشيخ سراج عمر بتولية القضاء بالمدينة النبوية، فتألّم الروافض لذلك، وبقيت الخلعة أياما. ثم لم يمكن صاحب المدينة إلاّ الطاعة، فأرسل إليه التقليد والخلعة، ولم يرفع يد قاضيهم عن الحكم

(2)

.

‌شوال

[خروج ركب الحجّاج]

خرج الركب والحاج من دمشق، وأميرهم/100 ب/الأمير شرف الدين حسين بن جندر

(3)

الروميّ، في يوم الإثنين عاشر شوال

(4)

.

[وفاة خطيب دمشق ابن سباع الفزاري]

744 -

وفي عشيّة الأربعاء التاسع عشر من شوال توفي خطيب دمشق الشيخ، الإمام، العالم، المقرئ، النحوي، الخطيب، المحدّث، بقيّة السلف، شرف الدين، أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن سباع بن ضياء الفزاري

(5)

، بدار الخطابة بالجامع،

(1)

خبر الشروع بالبناء في: البداية والنهاية 14/ 38.

(2)

خبر تولية القضاء في: البداية والنهاية 14/ 38.

(3)

في البداية والنهاية: «حيدر» .

(4)

خبر ركب الحجاج في: البداية والنهاية 14/ 39.

(5)

انظر عن (الفزاري) في: ذيل تاريخ الإسلام 65،66 رقم 120، والمعين في طبقات المحدّثين 227 رقم 2335، وذيل العبر 32، ودول الإسلام 2/ 112، ومعجم شيوخ الذهبي 18،19 رقم 3، والمعجم المختص 7 - 9 رقم 1، وتذكرة الحفاظ 4/ 1479 و 1501 رقم 4، ومعرفة القراء الكبار 2/ 714 - 716 رقم 682، ومرآة الجنان 4/ 240،241، وتاريخ ابن الوردي 2/ 362، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 289، وتالي كتاب وفيات الأعيان 10 رقم 12، والوافي-

ص: 308

وصلّي عليه في أوائل النهار وقت الضحى يوم الخميس على باب دار الخطابة، وخرج بنعشه من باب الفرج، وصلّي عليه مرة ثانية بسوق الخيل صلّى عليه نائب السلطنة والأمراء، وحمل إلى مقابر باب الصغير، فدفن عند والده وأخيه، رحمهم الله تعالى.

وكان الجمع وافرا.

وأقرأ الناس القراءآت والنحو مدّة طويلة، وسمع من السّخاوي، والقرطبي، وابن الصلاح، وإبراهيم بن الخشوعي، وعتيق السلماني، وعمر بن البراذعي، وجماعة.

ثم إنه طلب الحديث بنفسه، وقرأ الكثير من الكتب والأجزاء على ابن عبد الدائم، وشيخ الشيوخ شرف الدين عبد العزيز الأنصاري، وزين الدين خالد، وابن أبي اليسر، وجماعة.

وكان شيخ النحو بالناصرية، وشيخ الإقراء بالتربة العادلية، وإماما بالمدرسة العالية، ثم ولي مشيخة الرباط الناصري بسفح قاسيون، وأقام به مدّة، ثم ولي خطابة جامع جرّاح، ثم انتقل إلى خطابة دمشق. وكان من أعيان الفضلاء، حسن الخلق، طيب الكلام، كثير التودّد، لا تملّ مجالسته، عديم المثل في فنونه، وكان يتقرّب إلى طلبته ويتلطّف معهم ويسعى في تفهيمهم، ويصبر على تثقيلهم. ولم يزل محبوبا إلى الناس، قريبا إلى قلوبهم، خفيفا عليهم. ودرّس بالمدرسة الطيبة وناب عن أخيه وابن أخيه بالمدرسة الباذرائية.

ومولده في عاشر رمضان سنة ثلاثين وستماية بدمشق.

قرأت عليه «صحيح مسلم» و «السنن الكبير»

(1)

للبيهقي، و «علوم الحديث» لابن الصلاح، وغير ذلك.

[وفاة محمد ابن مؤدّب الحدادين]

745 -

وتوفي بالقاهرة الشيخ محمد بن عبد المنعم

(2)

بن شهاب ابن

= بالوفيات 30/ 46 - 48 رقم 66، ومسالك الأبصار 27/ 387، والبداية والنهاية 14/ 39، وتذكرة النبيه 1/ 271، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 145، وأعيان العصر 1/ 161 - 163 رقم 72، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 2/ 954،955 رقم 26 وفيه:«الفراري» و «الفرازي» ، وغاية النهاية 1/ 33، ونهاية الغاية، ورقة 11، والعقد المذهب 175 رقم 427، والسلوك ج 2 ق 1/ 21، وذيل التقييد 1/ 290،291 رقم 579، وفوات الوفيات 1/ 594 رقم 243، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 63،64 رقم 498، والدرر الكامنة 1/ 89، وعقد الجمان (4) 413، والنجوم الزاهرة 8/ 217، وبغية الوعاة 1/ 292، والدارس 1/ 119، ودرّة الحجال 1/ 56، وشذرات الذهب 6/ 12، ومعجم المؤلفين 1/ 138،139.

(1)

مطبوع باسم «السنن الكبرى» .

(2)

انظر عن (ابن عبد المنعم) في: ذيل تاريخ الإسلام 50 رقم 93، وذيل العبر 31،32، -

ص: 309

مؤدّب

(1)

/101 أ/الحدّادين في يوم الأربعاء تاسع عشر شوال، ودفن من الغد يوم الخميس بالقرافة.

وكان من بقايا المسندين، سمع من عبد العزيز بن باقا، وغيره.

وجاوز الثمانين.

وهو أخو عيسى بن عبد المنعم.

[وفاة تقيّ الدين شعبان]

746 -

وفي يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من شوال توفي الشيخ الصالح تقيّ الدين، شعبان إمام مسجد ابن علاّن بدرب الفراش.

[وفاة تاج الدين ابن شافع]

747 -

والشيخ تاج الدين، عبد الرحمن بن أحمد بن شافع، المعروف بالقطّان.

[وفاة شرف الدين ابن هبة الله بن الشيرازي]

748 -

وفي يوم الأربعاء السادس والعشرين من شوال توفي الصدر، الرئيس، العدل، الرضيّ، شرف الدين، أبو محمد، عبد الحميد ابن القاضي عماد الدين محمد بن محمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن الشيرازي، ببستانه بالمزّة، ودفن بكرة الخميس بتربتهم بسفح جبل قاسيون. وحضره القضاة والأكابر والصدور، وعمل عزاؤه بكرة الجمعة بالجبل.

روى لنا عن ابن عبد الدائم.

وكان من رؤساء دمشق، ومن أولاد الأكابر.

ومولده في السادس والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة ستين وستماية.

‌ذو القعدة

[تولية الأذرعي قضاء القضاة]

وفي يوم الخميس ثاني عشر ذي القعدة وصل البريد من الديار المصرية بتولية القاضي شمس الدين محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن داود الأذرعي، الحنفي، مدرّس الشبلية قضاء القضاة للحنفية عوضا عن القاضي شمس الدين ابن الحريري الحنفيّ.

= ومعجم شيوخ الذهبي 525 رقم 782، ومرآة الجنان 4/ 240، والسلوك ج 2 ق 1/ 21، والمقفى الكبير 6/ 140 رقم 2595، والدرر الكامنة 4/ 32 رقم 84، وشذرات الذهب 6/ 13.

(1)

في الأصل: «ابن مؤذن» ، والتصحيح من المصادر السابقة.

ص: 310

[الخطابة بجامع دمشق]

وبتولية الشيخ برهان الدين ولد الشيخ تاج الدين عبد الرحمن الفزاري، الشافعي الخطابة بجامع دمشق، عوضا عن عمّه الشيخ شرف الدين، فحمل إلى كلّ منهما التقليد والخلعة، وباشرا يوم الجمعة ثالث عشر الشهر المذكور.

وخطب الشيخ برهان الدين خطبة حسنة، واجتمع الناس بالمقصورة لسماع الخطابة.

[توقف البرهان الفزاري عن الخطابة]

ثم إنّ الشيخ برهان الدين المذكور بلغه أنّ المدرسة الباذرائية طلبت لكون من شرطها أن لا يكون للمدرّس ولاية معها، فترك الخطابة وذكر أنّ المدرسة أحبّ إليه وآثر عنده وأسهل عليه، /101 ب/وذلك بعد أن باشر الخطابة خمسة أيام، ثم باشر نواب الخطيب. ودخل عيد الأضحى والأمر على حاله.

وكاتب نائب السلطنة فيما وقع من الشيخ برهان الدين من ترك الخطابة والامتناع من المباشرة، فعاد الجواب بإلزامه بذلك، وأنّا لا نقيله بعد علمنا بكمال أهليّته لهذا المنصب، فباشر مرّة ثانية يوم الأربعاء سادس عشر ذي الحجّة. واستمرّ في تدريس الباذرائية.

فلما كان يوم الأربعاء ثاني عشر صفر من سنة ست وسبعماية باشر التدريس بها القاضي كمال الدين ابن الشيرازي بتوقيع سلطانيّ، فترك الشيخ برهان الدين الخطابة مرّة ثانية ولزم بيته. فأرسل إليه نائب السلطنة في ذلك، فصمّم على الترك. وذكر أنه عاجز عن الخطابة، وأنه لا يرجع إليها أبدا، فلما تحقّق نائب السلطنة إعراضه عنها أعاد إليه مدرسته الباذرائية، وكتب توقيعه بها في الرابع والعشرين من صفر المذكور.

[وفاة شيخ المحدّثين شرف الدين الدمياطي]

749 -

وفي يوم الأحد خامس عشر ذي القعدة توفي الشيخ، الإمام، العالم، الحافظ، شيخ المحدّثين، شرف الدين، أبو محمد، عبد المؤمن

(1)

بن خلف بن أبي

(1)

انظر عن (عبد المؤمن) في: مستفاد الرحلة والاغتراب 37 - 82، ومنتخب المختار، رقم 104، وزبدة الفكرة 382، والمعين في طبقات المحدّثين 227 رقم 2336، وذيل تاريخ الإسلام 54 - 58 رقم 103، وذيل العبر 32، ودول الإسلام 2/ 212، والمعجم المختص 95،96 رقم 112، وتذكرة الحفاظ 4/ 1477 - 1479، ومعجم شيوخ الذهبي 336 - 338 رقم 483، وطبقات الشافعية الكبرى 6/ 133، ومرآة الجنان 4/ 241، ومعرفة القراء الكبار 2/ 729،730 رقم 697، وبرنامج الوادي آشي 148 و 150، وأعيان العصر 3/ 175 - 177 رقم 1049، والوافي بالوفيات 19/ 239، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 2/ 951 رقم-

ص: 311

الحسن بن شرف بن الخضر بن موسى الدمياطي، بالقاهرة المحروسة، ودفن من الغد بمقابر باب النصر، ولم يحصل له مرض، بل حضر الميعاد، وأصابه عقيب ذلك غشيّ، فحمل إلى منزله فمات من ساعته رحمه الله تعالى.

وكان آخر من بقي من الحفّاظ وأهل الحديث أصحاب الرواية العالية والدراية الوافرة. ورحل الناس إلى الديار المصرية بسببه، وتصدّى لهذا الفنّ مدّة طويلة، وصنّف التصانيف المفيدة، وخرّج، وجمع، وألّف، وولي المناصب الحديثية.

ووصل الخبر بموته إلى دمشق في سلخ ذي القعدة، وصلّي عليه في أول جمعة من ذي الحجّة.

ومن تصانيفه «معجم شيوخه» الذين لقيهم وأخذ عنهم بالحجاز، والشام، والجزيرة، والعراق، وديار مصر يزيدون على ألف وثلاثماية شيخ، وهو مجلّدان، و «الأربعون المتباينة الإسناد» المخرّجة على الصحيح/102 أ/من حديث بغداد.

و «كتاب الأعيان الجياد من شيوخ بغداد» ، و «كتاب الأربعين الموافقات العوالي» ، و «كتاب الأربعين السباعيات الأبدال» ، وكتاب «الماية التساعيات الأبدال» ، وكتاب «التساعيات المطلقة» ، وكتاب «فضل الخيل» ، وكتاب «قبائل الخزرج بن حارثة» ، وكتاب «أخبار بني عبد المطّلب بن عبد مناف» ، وكتاب «أخبار بني نوفل بن عبد مناف» ، وكتاب «أخبار بني جمح بن عمرو بن هصيص» ، وكتاب «أخبار بني سهم بن عمرو بن هصيص» ، وكتاب «كشف المغطّا

(1)

في تبيين الصلاة الوسطى» ذكر فيها سبعة عشر قولا، و «تثبيت الأيام الستة من شوّال» ، وكتاب «الذكر والتسبيح أعقاب

= 21، والبداية والنهاية 4 - /40، وطبقات الشافعية للإسنوي 1/ 552، وفوات الوفيات 2/ 409 - 411 رقم 308، وتذكرة النبيه 1/ 272، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 145، والعقد المذهب 386 رقم 1500، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 75،76 رقم 509، وغاية النهاية 1/ 472، والسلوك ج 2 ق 1/ 21، وذيل التقييد 2/ 164،165 رقم 1360، وتاريخ علماء بغداد لابن رافع السلمي 120 - 122، والدرر الكامنة 2/ 417 رقم 2525، وعقد الجمان (4) 369،370، وحسن المحاضرة 1/ 357، وطبقات الحفاظ 512، والبدر الطالع 1/ 413، ودرّة الحجال 3/ 164، والدارس 1/ 22، وديوان الإسلام 2/ 280،281 رقم 936، وكشف الظنون 404 و 1013 و 1152 و 1279 و 1492 و 1495 و 1735، وإيضاح المكنون 2/ 425، وهدية العارفين 1/ 631، وشذرات الذهب 6/ 12، وفهرس الفهارس 1/ 304 - 306، وفهرس مخطوطات الظاهرية ليوسف العش 6/ 175،176، والأعلام 4/ 318، ومعجم المؤلفين 6/ 197، والقاموس الإسلامي 2/ 390، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 421،422 رقم 791، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع (المستدرك على الجزء الثاني) -تأليفنا-174.

(1)

الصواب: «المغطّى» .

ص: 312

الصلوات»، وكتاب «العقد المثمّن فيمن تسمّى بعد المؤمّن» ، و «المجالس البغدادية» أملاها ببغداد، و «المجالس الشمسية» و «المجالس القطبية» ، وكتاب «التسلّي والاغتباط بثواب من تقدّم من الاقراط» ، وكتاب «المصافحات» .

ومولده في أواخر سنة ثلاث عشرة وستماية بتونه، وهي بليدة في بحيرة تنّيس من عمل دمياط، واشتغل بدمياط، وتفقّه وقرأ الفرائض، ثم طلب الحديث بنفسه.

وأول سماعه سنة ستّ وثلاثين وستماية بالإسكندرية.

سمع على نحو من عشرين شيخا من أصحاب السلفي، وسمع على ابن المقيّر، ورحل إلى دمشق سنة خمس وأربعين وستماية. وسمع ممّن بقي من أصحاب ابن عساكر، وغيرهم، ودخل العراق وأدرك أصحاب شهدة، وابن شاتيل.

روى لنا عن أكثر من أربعين شيخا من شيوخه، منهم: علي بن مختار بن نصر العامري، وابن الصابوني، وابن الجمّيزي، وحمزة بن الغزّال، وعلي بن زيد التسارسي، وابن رواج، ومحمد بن عبد الرحمن بن الحباب، وابن ياقوت، وسبط السلفي، وابن المخيلي، والساوي، وابن المقيّر، ويحيى، وأحمد ابنا ابن القميرة، وإبراهيم بن الخيّر، والأعزّ بن العلّيق، وابن المنّي، وابن رواحة، وابن خليل، وصفيّة بنت عبد الوهاب القرشية. قرأت عليه أكثر من عشرين جزءا من عواليه.

[وفاة أم الفضل زينب بنت الإسعردي]

750 -

وفي يوم السبت الحادي/102 ب/والعشرين من ذي القعدة توفيت الشيخة الصالحة أمّ الفضل، زينب

(1)

بنت الشيخ الإمام، الزاهد، المحدّث، تقيّ الدين أبي الربيع سليمان بن إبراهيم بن هبة الله بن رحمة الإسعردي

(2)

، وتكنّى أمّ محمد بالقاهرة.

وكانت امرأة صالحة. سمعت من الزبيديّ، وابن اللتّي، وكريمة، وعلي بن طالب، وعلي بن حجّاج وهما من بيت لهيا من أصحاب ابن عساكر. وكانت قد انفردت برواية «صحيح البخاري» بالديار المصرية عن ابن الزبيدي سماعا. وحضرت

(1)

انظر عن (زينب) في: ذيل تاريخ الإسلام 49 رقم 91، والإعلام بوفيات الأعلام 296، وذيل العبر 33، ومعجم شيوخ الذهبي 200،201 رقم 270، وتذكرة الحفاظ 4/ 1479، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 266، والمشتبه 1/ 26، ومرآة الجنان 4/ 241، وأعيان العصر 2/ 389،390 رقم 675، والوافي بالوفيات 15/ 67، وذيل التقييد 2/ 369 رقم 1820، والسلوك ج 2 ق 1/ 22، والدرر الكامنة 2/ 119 رقم 1749، وشذرات الذهب 6/ 12، وأعلام النساء 2/ 68.

(2)

الإسعردي: بكسر الهمزه، وسكون السين المهملة، وكسر العين المهملة. نسبة إلى: إسعرد. مدينة من أعمال أرمينية مشهورة بآنيتها النحاس الفاخرة. (توضيح المشتبه 1/ 222،223).

ص: 313

على الإمام شمس الدين أحمد بن عبد الواحد البخاري نسخة أبي مسهر في جمادى الأولى سنة اثنتين وعشرين وستماية، وهي في السنة الثالثة.

[وفاة يوسف ابن الملك الحافظ غياث الدين]

751 -

وفي الخامس والعشرين من ذي القعدة توفي صلاح الدين، يوسف

(1)

بن الملك الحافظ غياث الدين محمد بن الملك السعيد شاهان شاه ابن الملك الأمجد بهرام شاه بن فرّوخ شاه بن شاهان شاه بن أيوب بدمشق.

وكان سمع «جزء إسماعيل الصفّار» على إسماعيل العراقي وهو حاضر في الثالثة في سلخ شوال سنة ستّ وأربعين وستماية، ولم يحدّث.

‌ذو الحجة

[نظارة الخزانة السلطانية]

في يوم الثلاثاء من ذي الحجّة خلع على الشيخ شمس الدين ابن الحظيري، وباشر نظر الخزانة السلطانية، عوضا عن الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني.

[وفاة شمس الدين ابن القزّاز]

752 -

وفي العشر الأخير من ذي الحجّة توفي الشيخ الصالح، المقرئ، شمس الدين، أبو عبد الله، محمد بن أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن سالم بن إبراهيم، المعروف بابن القزّاز

(2)

، بمكة، برباط رامشت بعد سفر الحاجّ بأيام يسيرة.

وكان له مجاورة قديمة بمكة، ثم قدم دمشق سنة تسعين وستماية، وأقام بها إلى هذه السنة، فقوي عزمه وتوجّه مع الحاج بنيّة المجاورة، فأدركه أجله سريعا، وحصل له ما قصده من الوفاة بمكة.

سمع ببغداد من أبي محمد عبد الله بن عمر بن النخّال، وإبراهيم بن الخير، ومحمد بن أبي البدر بن المنى، وابن القميرة، ومحمد بن إسماعيل بن حمزة بن الطبال، وغيرهم. وبمصر من ابن الجمّيزي، وبالقاهرة من ابن رواج، والمرسي،

(1)

انظر عن (يوسف) في: الدرر الكامنة 4/ 469 رقم 1289 وفيه توفي في ذي القعدة سنة 704، وفي نسخة أخرى 705 هـ. انظر الحاشية رقم (2).

(2)

انظر عن (القزّاز) في: ذيل تاريخ الإسلام 49،50 رقم 92، ومعجم شيوخ الذهبي 477، 478 رقم 701، والمعجم المختص 195،196 رقم 238، ومرآة الجنان 4/ 242، وذيل التقييد 1/ 40 رقم 12، والعقد الثمين 1/ 287،288، والسلوك ج 2 ق 1/ 21، والمقفى الكبير 5/ 148 رقم 1686، والدرر الكامنة 3/ 444 رقم 3454، والمنهج الأحمد 413، والدرّ المنضد 2/ 454 رقم 1200، ودرّة الحجال 2/ 262.

ص: 314

وغيرهما. وبحلب من يوسف بن خليل. وسمع بالحجاز، وديار بكر.

ومولده/103 أ/سنة ثمان عشرة وستماية تقريبا بحرّان.

وكان رجلا حسنا، نظيفا، مليح الشكل، كثير التلاوة، يتلو الختمة في كل يوم غالبا.

قرأت عليه «صحيح مسلم» مرتين، و «كتاب الأحكام» لابن تيميّة، و «الثقفيات» وكثيرا من الأجزاء.

ص: 315

‌سنة ست وسبعماية

‌محرّم

[وفاة بهاء الدين ابن زياد الحرّاني]

753 -

وفي يوم الثلاثاء سادس محرّم توفي الشيخ الصالح، الفقيه، الخطيب، بهاء الدين، إبراهيم بن يحيى بن زياد الحرّاني

(1)

، الحنبليّ، خطيب بيت لهيا، بها، ودفن يوم الأربعاء بسفح قاسيون.

وكان رجلا مباركا، محبّا للخير، كثير الحجّ والتلاوة.

روى لنا عن ابن عبد الدائم.

وسمع من الفقيه محمد اليونيني، وابن أبي اليسر.

وذكر لي أنه سمع ببلده من ابن الخيّاط، وحمدان بن شبيب، وغيرهما.

ومولده بكرة الإثنين ثاني عشر شعبان سنة ثلاث وثلاثين وستماية، بحرّان.

[وفاة بهاء الدين ابن أبي البيان المعروف بابن السّقّاء]

754 -

وفي يوم الأحد الخامس والعشرين (من)

(2)

المحرّم توفي الشيخ الأجلّ، الصدر، الأمين، العدل، بهاء الدين، أبو الصبر، أيّوب بن علي بن أبي البيان بن الخضر، المعروف بابن السّقّاء الأنصاري، الدمشقي، الشافعيّ، وصلّي عليه الظهر بجامع دمشق، ودفن بسفح قاسيون.

وكان روى لنا شيئا من «مسلم» عن ابن البرهان، وسمع أيضا من خطيب مردا.

وكان حفظ «التنبيه» في صغره، وشهد على القضاة وفي القيم مدّة.

[دخول الركب الشامي دمشق]

ودخل الركب الشامي إلى دمشق من الحجاز الشريف في بكرة الخميس التاسع والعشرين من المحرّم. وكان أمير الركب الأمير شرف الدين حسين بن جندر، والقاضي نور الدين ابن بحتر الحنفي، ومن الحجّاج أمين الدين سليمان الطبيب،

(1)

انظر عن (الحرّاني) في: ذيل تاريخ الإسلام 67 رقم 125 دون ترجمة.

(2)

مكرّرة في الأصل.

ص: 316

وعماد الدين ابن الأمير علم الدين الدواداري، وبرهان الدين المؤذّن وابنه.

[وفاة أحمد الزعبي]

755 -

وفي أوائل شهر المحرّم توفي الشيخ أحمد الزعبيّ بالبيمارستان الصغير، يوم جمعة، وصلّي عليه ودفن بباب الصغير.

وكان ينتمي إلى الصاحب ابن الخليليّ، وكان مقيما بالخانقاه الصلاحية البكرية.

[عزل الصاحب ابن عطايا]

ووصل الخبر في المحرّم بعزل الصاحب سعد الدين، محمد بن محمد بن عطايا، والأمير علم الدين الجاولي.

وأنه ولي الوزارة ضياء الدين النشائيّ، وهو فقيه فرضيّ

(1)

.

(. . . ت ذلك واسم. . . لا يصدق عليه، ومعرفة القرآن لا تنسب إليه)

(2)

.

/103 ب/

‌صفر

[وفاة الأمير نجم الدين الفوعي]

756 -

في مستهلّ صفر مات الأمير الأجلّ نجم الدين الفوعي، الحلبي، مشدّ دار الزكاة بدمشق.

[وفاة نجم الدين ابن الخطير الرومي]

757 -

وفي يوم الخميس سادس صفر مات نجم الدين، عبد الله ابن الأمير ضياء الدين محمود بن الخطير الروميّ، ودفن بالجبل بتربة ابن جندر.

وكان متزهّدا محبّا للفقراء والمشايخ، كثير الملازمة للجامع.

[وصول رسل صاحب سيس]

وفي ثالث عشر صفر وصل رسل صاحب سيس والحمل صحبتهم. قيل إنه ثمانية عشر حملا إلى دمشق. ودخل بهم في وسط الموكب بسوق الخيل إلى بين يدي نائب السلطنة

(3)

.

[وفاة شمس الدين المقدسي]

758 -

وفي ليلة الأحد الثالث والعشرين من صفر مات شمس الدين، محمد

(1)

خبر العزل في: نهاية الأرب 32/ 120، والنهج السديد 3/ 622.

(2)

ما بين القوسين عن هامش المخطوط.

(3)

خبر الرسل في: زبدة الفكرة 388، ونهاية الأرب 32/ 121.

ص: 317

ابن الشيخ زين الدين عبد الرحمن بن الإمام أبي بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد المقدسيّ، ببستان ببيت لهيا، ودفن بسفح جبل قاسيون.

روى عن إبراهيم بن خليل حضورا، وابن عبد الدائم.

ومولده سنة ستّ وخمسين وستماية. وفيها مات والده، وكان كاتبا يخدم بحلب ودمشق.

[وفاة محيي الدين التاجر الحرّاني]

759 -

وفي ليلة الأربعاء السادس والعشرين من صفر مات محيي الدين، يحيى بن إسحاق التاجر، الحرّاني، بقرية جديا من الغوطة، ودفن بمقابر الصوفيّة يوم الأربعاء ضحى.

‌ربيع الأول

[وفاة الأمير عز الدين أيبك الطويل]

760 -

وفي يوم الأربعاء الحادي عشر من ربيع الأول مات الأمير الكبير، عزّ الدين أيبك

(1)

الطويل، الخزندار، المنصوري. ودفن بالجبل.

وكان أميرا ديّنا يواظب على التبكير إلى الجمعة، وأمّر على الحجيج غير مرّة.

مات شيخا.

[وفاة سيف الصابوني]

761 -

وفي اليوم المذكور مات سيف الصابونيّ، وكان من أرباب الأموال، وله بضائع وتجارة في الزيت وغيره.

مات في عشر الستين.

[خطابة مدرسة الكلاّسة]

وفي هذا اليوم وصل البريد بتقليد الخطابة للشيخ شمس الدين إمام الكلاّسة، عوضا عن الشيخ برهان الدين. وكان نائب السلطنة غائبا عن البلد، واشتهر ذلك، وحضر الناس إلى المذكور للتهنئة كما جرت العادة، فأظهر النكرة بذلك والضعف عنه.

ثم إنّ الأمير بعد وصوله أحضر المذكور ليلة الجمعة العشرين من الشهر وأذن له

(1)

انظر عن (أيبك) في: نهاية الأرب 32/ 124، وذيل مرآة الزمان (مخطوط طوب كابي سراي (E) رقم 2907 - 2 - 3/ج 3/ورقة 29 أو 68 أ، وتاريخ سلاطين المماليك 23، وتاريخ ابن الفرات 8/ 153، والسلوك ج 1 ق 3/ 782، والدرر الكامنة 1/ 452، والنجوم الزاهرة 8/ 224، وزبدة الفكرة 308، وتاريخ حوادث الزمان لابن الجزري 1/ 253.

ص: 318

في المباشرة، ورسّم له بالخلعة، فحملت إليه يوم الجمعة، وخطب بها. وأول مباشرته صلاة الصبح من يوم الجمعة المذكورة

(1)

.

[وفاة أبي بكر بن مسعود المعروف بالرويس]

762 -

/104 أ/وفي يوم الجمعة ثالث عشر ربيع الأول توفي الشيخ أبو بكر

(2)

بن مسعود بن هارون المقدسي، عرف بالرويس

(3)

الفقير، ببستان ظاهر دمشق. ودفن بمقابر الصوفية بالقرب من قبر ناصر الدين ابن المقدسي.

وكان فقيرا، وله شعر

(4)

ونوادر، وعمّر وأضرّ في آخر عمره.

ومولده سنة اثنتي عشرة وستماية بالقدس.

أخبرني بموته ابن أخيه التاج إسماعيل الصوفي الأعرج.

[وفاة تاج الدين الجعبري]

763 -

وفي يوم الإثنين سادس عشر ربيع الأول توفي الشيخ الإمام، العالم، القاضي، الخطيب، بقيّة المشايخ، تاج الدين، أبو محمد، صالح بن ثامر بن حامد بن علي الجعبريّ

(5)

، الشافعي، رحمه الله، ببستان بمقرى، ظاهر دمشق، وحمل ضحى يوم الثلاثاء إلى جامع العقيبة، فصلّي عليه به، ثم حمل إلى سفح جبل قاسيون، فدفن بتربة الشيخ أبي الزهر، فوق تربة الشيخ زين الدين الفارقي إلى جانب الموضع المعروف بالإماج. وتقدّم في الصلاة عليه أولا قاضي القضاة نجم الدين، وثانيا قاضي القضاة تقيّ الدين الحنبلي.

وكان رجلا مباركا، مشكور السيرة، حسن الشكل، ظاهر الديانة، كثير السكون، قليل الشرّ، دربا في الأحكام، يعرف الفرائض، وله فيها نظم جيّد. وناب

(1)

خبر الخطابة في: البداية والنهاية 14/ 40.

(2)

انظر عن (أبي بكر) في: الدرر الكامنة 1/ 466 رقم 1251.

(3)

في الدرر: «الروس» . وانظر الحاشية (1).

(4)

في الدرر مواليا من شعره.

(5)

انظر عن (الجعبري) في: ذيل تاريخ الإسلام 63 رقم 117، ومعجم شيوخ الذهبي 243 رقم 334، والمعجم المختص 113 رقم 129، وبرنامج الوادي آشي 169،170، والبداية والنهاية 14/ 43، والوافي بالوفيات 16/ 252، وأعيان العصر 2/ 544،545 رقم 782، وتذكرة النبيه 1/ 275، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 173، وذيل التقييد 2/ 17،18 رقم 1077، والدرر الكامنة 2/ 200 رقم 1961، وعقد الجمان (4) 437، والمنهل الصافي 6/ 326 رقم 1207، والدليل الشافي 1/ 350 رقم 1204، والدارس 1/ 356، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 2/ 135 رقم 449 وورد اسمه محرّفا في: البداية والنهاية: «صالح بن أحمد بن خامد بن علي الجعدي» .

ص: 319

عن الخطيب بدمشق، وعاش في خير، وديانة، وعفّة، وسكينة، وحرمة، ونزاهة، وحكم في تسعة من البلاد، وأول ولايته للحكم سنة سبع وخمسين وستماية بسروج، وترقّى وهو يباشر الحكم بدمشق.

وسمع الحديث من يوسف بن خليل، وأخيه، ومن جماعة من أصحاب الثقفيّ، وحدّث.

وخرّجت له مشيخة عن شيوخه.

ومولده تقريبا سنة ثلاثين وستماية

(1)

.

سمعت منه ببعلبك ودمشق.

[نيابة القضاء بدمشق]

وولي عوضه في نقابة القضاء بدمشق القاضي نجم الدين، أحمد بن عبد المحسن بن حسن الشافعيّ المعروف بالدمشقيّ، وباشر بالعادلية يوم الأربعاء ثامن عشر ربيع الأول

(2)

.

[وفاة الطواشي عزّ الدين دينار]

764 -

وفي يوم الثلاثاء سابع عشر ربيع الأول توفي بالقاهرة الطواشيّ الجليل، الصالح، عزّ الدين، دينار

(3)

العزيزي، الظاهريّ، ناظر الأوقاف الظاهرية، ودفن/ 104 ب/من يومه، وصلّي عليه في يوم الجمعة ثامن عشر ربيع الآخر، بجامع دمشق.

وكان رجلا مباركا عنده ديانة وورع.

‌ربيع الآخر

[وفاة شهاب الدين الشاغوري]

765 -

في ليلة الثلاثاء منتصف ربيع الآخر مات الشيخ العدل، شهاب الدين، أحمد بن نصر الله بن عثمان الشاغوريّ، الشاهد بالبياطرة، بمنزله بالشاغور، وصلّي عليه بجامع جرّاح ظهر الثلاثاء، ودفن بمقبرة باب الصغير. وحضر قاضي القضاة وجماعة كبيرة.

[وفاة أبي عبد الله الشيرازي]

766 -

وفي يوم الأربعاء سادس عشر ربيع الآخر مات أبو عبد الله، محمد بن

(1)

في ذيل تاريخ الإسلام 63 مولده في سنة بضع وعشرين وستمائة.

(2)

خبر النيابة في: البداية والنهاية 14/ 40.

(3)

انظر عن (دينار) في: نهاية الأرب 32/ 124.

ص: 320

محمود بن أسعد الشيرازيّ، الفقير بسفح جبل قاسيون، ودفن من يومه بتربة الشيخ أبي عمر.

حدّث عن ابن عبد الدائم ب «الأربعين الآجرّية» ، وهو من أسباطه.

[تجديد التوقيع للقاضي الحنفي]

وفي يوم الأحد العشرين من ربيع الآخر قدم البريد من القاهرة ومعه تجديد توقيع للقاضي شمس الدين الأذرعي الحنفيّ، وكان قد طلب له من مدّة، فظنّ البريديّ أنه للقاضي المعزول القاضي شمس الدين ابن الحريري، فأحضره إليه إلى الظاهرية وفتحه، واجتمع الناس لسماع التقليد والتهنئة كما جرت العادة، وشرع في قراءته إلى عند الاسم، فتبيّن أنه ليس له، وأنّ التقليد باسم القاضي شمس الدين الأذرعي، فبطلت قراءته وطوي، وقام البريد والناس معه إلى القاضي شمس الدين الأذرعي، وحصلت كسرة وخمدة على الجماعة الحاضرين

(1)

.

[طلب ابن الزملكاني إلى القاهرة]

ووصل مع البريد طلب الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني إلى القاهرة فحصل التألّم له خوفا من عدوّ يشنأه، أو أمر يؤذيه، ثم لطف الله به. وكاتب فيه نائب السلطنة فأعفي من الحضور

(2)

.

[وفاة أمين الدين التيلاوي]

767 -

وفي يوم الخميس الرابع والعشرين من ربيع الآخر توفي الشيخ الفقيه، أمين الدين، أبو الأمانة، جبريل

(3)

بن محمود بن حسن بن علي التيلاوي

(4)

، الشافعيّ، وصلّي عليه عصر النهار بالجامع، ودفن بمقابر الصوفية.

روى «جزء ابن عرفة» مرتين عن ابن عبد الدائم. وكان رجلا جيّدا من أصحاب الشيخ برهان الدين المراغي، وكان يصلّي في مسجد ابن الشيرجي/105 أ/بالكشك، ويسكن عندهم، وبينه وبينهم صحبة واختلاط.

[اعتقال ابن نخيخ الحرّاني بالقلعة بالقاهرة]

وفي أوائل ربيع الآخر اعتقل شرف الدين، محمد بن سعد الدين بن نخيخ

(1)

خبر تجديد التوقيع في: نهاية الأرب 32/ 121، والبداية والنهاية 14/ 41، ونثر الجمان، القطعة الثالثة، مخطوط دار الكتب المصرية، رقم 1746 تاريخ، ورقة 78،79، والدارس 1/ 430 وفيه أن الذي قرأ التقييد هو المؤلّف البرزالي.

(2)

خبر ابن الزملكاني في: البداية والنهاية 14/ 41.

(3)

انظر عن (جبريل) في: معجم شيوخ الذهبي 163 رقم 211، والدرر الكامنة 1/ 533 رقم 1441.

(4)

في المعجم والدرر: «التلاوي» .

ص: 321

الحرّانيّ، أحد أصحاب الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّة بالقلعة بالقاهرة، بعد أن اجتمع بالأميرين: سيف الدين سلار، وركن الدين بيبرس الجاشنكير، وتكلّم بين أيديهما كلاما طويلا.

وبقي محبوسا إلى سادس شعبان، فأمر الأمير سيف الدين سلار بإطلاقه، فحضر إليه الأوحديّ وأخرجه بغير سعي.

[وفاة سليمان بن سيف اليونيني]

768 -

وفي يوم الجمعة الخامس والعشرين من ربيع الآخر توفي الشيخ، السيّد، الصالح، الزاهد، العابد، سليمان بن سيف اليونينيّ، بقرية يونين

(1)

.

وكان رجلا صالحا، منوّر القلب، كثير العبادة، يخدم الزوّار بنفسه ويسعى في قضاء حوائجهم وحوائج الناس، وله حرمة وافرة.

وصلّي عليه بدمشق في عاشر جمادى الأولى.

[وفاة الأمير بدر الدين بكتاش أمير سلاح]

769 -

وفي شهر ربيع الآخر توفي بالقاهرة الأمير، الكبير، الغازي، المجاهد، مقدّم الجيوش بدر الدين، بكتاش

(2)

، أمير سلاح الصالحيّ. وصلّي عليه بجامع دمشق يوم الجمعة عاشر جمادى الأولى.

وكان أميرا مباركا يبذل نفسه في الرباط والحرب، ويتقدّم في البياكير، والمهمّات. وكان من أعيان الأمراء، رحمه الله.

‌جمادى الأولى

[وفاة شهاب الدين ابن أبي نصر الإسعردي]

770 -

في ليلة الجمعة ثالث جمادى الأولى توفي الشيخ المقرئ، الفاضل، المجوّد، شهاب الدين، أحمد بن عبد المؤمن بن أبي نصر الإسعرديّ، اللبّان، فجأة في طريقه إلى الظاهرية.

قرأ القرآن، وكان يلقّن في الجامع ويقرأ قراءة حسنة.

(1)

قرية يونين بالقرب من بعلبك.

(2)

انظر عن (بكتاش) في: زبدة الفكرة 391،392، وذيل تاريخ الإسلام 53 رقم 100 وص 67 رقم 122، والإعلام بوفيات الأعلام 296، وذيل العبر 34،35، ودول الإسلام 2/ 262، والنهج السديد 3/ 626، والسلوك ج 2 ق 1/ 30، والدرر الكامنة 1/ 515 رقم 1399، والنجوم الزاهرة 8/ 224. وفي ذيل تاريخ الإسلام:«بدر الدين بيليك» بدل «بكتاش» .

ص: 322

وعاش نحو السبعين، رحمه الله.

[وفاة ابن الفرات الأسود]

771 -

وفي يوم الجمعة المذكور توفي الشيخ محمد بن الفرات الأسود، ودفن بالجبل، وحضره جمع كبير.

وكان رجلا صالحا يذكر عنه كرامات ومكاشفات.

[وفاة الصدر ابن فضل الله العدوي]

772 -

وفي ليلة السبت الرابع من جمادى الأولى توفي الشيخ الرئيس، الصدر، الكبير، بدر الدين، محمد بن فضل الله بن مجلّي

(1)

العدوي، بدمشق، وصلّي عليه ظهر السبت بالجامع، ودفن بسفح قاسيون بالقرب من المدرسة المعظّميّة.

/105 ب/وكان رجلا جيّدا، ليّن الجانب، لطيف الكلمة، من أعيان الكتّاب المتصرّفين.

وروى لنا «الأربعين الثقفية» عن العراقي، بإجازته من السلفيّ.

وسمع أيضا من فرج الحبشي، والشرف الإربليّ.

وكان التتار أخذوه معهم في سنة دخولهم إلى دمشق سنة غازان، وبقي عندهم مدّة، ثم عاد إلى أهله.

ومولده سنة أربع وثلاثين وستماية بطبريّة.

[وفاة محمد بن البدر المؤذّن]

773 -

وفي ليلة السبت حادي عشر جمادى الأولى مات محمد بن البدر محمد بن الشيخ يونس بن أحمد المؤذّن.

وكان شابا من أبناء العشرين.

[وفاة أخت حسام الدين ابن المهراني]

774 -

وفي ليلة الأحد ثاني عشر جمادى الأولى ماتت أخت حسام الدين ابن المهرانيّ، زوجة عماد الدين ابن الشرف حسن المقدسيّ، هي وولدها، ودفنا جميعا بالجبل ظهر الأحد.

وكانت امرأة صالحة، كثيرة الخير. حجّت وجاورت وزارت بيت المقدس.

[وفاة جمال الدين سلمان العرضي]

775 -

وفي ليلة الإثنين ثالث عشر جمادى الأولى توفي الشيخ المقرئ،

(1)

انظر عن (ابن مجلّي) في: ذيل تاريخ الإسلام 68 رقم 134 دون ترجمة.

ص: 323

العدل، الأمين، بقية المشايخ، جمال الدين، أبو محمد، سلمان

(1)

بن أبي الحسن بن علي العرضيّ الأصل، الدمشقي، الشاغوري، المعروف بالدولعيّ

(2)

، نسبة إلى خطيب دمشق كان يخدمه. وصلّي عليه ظهر الإثنين بالجامع، ودفن بالجبل.

روى لنا عن شيخه الخطيب الدّولعيّ.

وجاوز التسعين.

[وصول جماعة من الفقراء مع أعجميّ من العراق]

ووصل إلى دمشق يوم الخميس تاسع جمادى الأولى رجل عجميّ من العراق اسمه براق، ومعه جماعة من الفقراء نحو الماية، وفي رؤوسهم قرون لبابيد، ومعهم أجراص

(3)

وكعاب، يحفون اللحى، ويوفّرون الشوارب. ونزلوا بالمنيبع ظاهر دمشق، وخرج الناس للتفرّج عليهم، وصلّوا الجمعة برواق الحنابلة في الجامع، ثم توجّهوا إلى القدس وقصدوا دخول مصر فلم يؤذن لهم، فعادوا إلى دمشق، وأقاموا شهر رمضان، وسافروا بعد العيد.

ولما رجعوا إلى دمشق من القدس تركوا القرون وحلقوا الشوارب واللحى.

وبراق المذكور هو رجل من أبناء الأربعين، روميّ من قرية من قرى دوقات.

وكان أبوه صاحب إمرة وولاية، وكان/106 أ/عمّه كاتبا مجيدا، معروفا. وسافر هو وخدم الشيخ سرتق القرميّ وتتلمذ له، وهو الذي سمّاه بهذا الاسم، فإنه أكل من قيئه، فقال له: أنت برقي.

وبرق بالقفجاقيّة: الكلب. ظهر أمره من نحو عشر سنين، ومات شيخه من نحو خمس عشرة سنة. ودخل على غازان ملك التتار وحصل له منه كرامة، فإنّه سلّط عليه نمرا ليؤذيه، فصاح فيه فانهزم النمر، فصار له عنده بذلك مكانة. وأعطاه مرّة ثلاثين ألفا ففرّقها في يوم واحد.

وممّا يثنى عليه به أنه هو وجماعته يلازمون الصلاة، ومن فاتته صلاة في وقتها ضرب أربعين سوطا. ولهم ذكر بين العشاءين. وكرمه زائد. وأما ما يفعله من حلق اللحية ولبس القبع الذي هو على خلاف العادة فهو يجيب عن ذلك يقول: إنما قصدت أنه لا تبقى لي حرمة عند الناس فأنا مسخرة الفقراء وما شاكل ذلك. وأنكر عليه غير مرة في بلاد متعدّدة، فتارة يحتجّ بالقلندرية ويهوّن هذا الأمر ويقول: الظاهر لا اعتبار به، إنما المقصود إصلاح الباطن.

(1)

انظر عن (سلمان) في: معجم شيوخ الذهبي 213 رقم 293، والدارس 1/ 419.

(2)

في المعجم: «الدلوعي» ، وهو غلط.

(3)

هكذا في الأصل. والصواب: «أجراس» .

ص: 324

وأمّا شيخه سرتق المذكور فلم يكن يفعل شيئا من ذلك.

[وفاة علاء الدين عتيق ابن الجوزي]

776 -

وفي الثاني والعشرين من جمادى الأولى توفي الشيخ علاء الدين، أبو الحسن، علي بن بلبان بن عبد الله، عتيق ابن الجوزيّ بالقاهرة، ودفن بالقرافة.

وكان رجلا جيّدا من أهل الأمانة والمعرفة. سمع من ابن عبد الدائم. وروى لنا عنه. وتوجّه إلى القاهرة في حاجة فأدركه أجله هناك.

ومولده سنة أربع وخمسين وستماية بدمشق.

وهو أخو الشيخ نجم الدين عمر.

[وفاة ضياء الدين الطوسي]

777 -

وفي يوم الأربعاء التاسع والعشرين من جمادى الأولى توفي الشيخ الإمام، العالم، الصدر، الكبير، الفقيه، الزاهد، الورع، ضياء الدين أبي محمد، عبد العزيز بن محمد بن علي الطوسي

(1)

، الشافعي، مدرّس النجيبية، بها، في أول النهار، عقيب رجوعه من الحمّام. وشكّ في موته، فأخّر دفنه إلى يوم الخميس آخر الشهر، فصلّي عليه في أوائل النهار بالجامع المعمور، وظاهر باب النصر، صلّى عليه نائب السلطنة والأمراء والقضاة. /106 ب/ودفن بمقابر الصوفية.

وكان شيخا فاضلا، شرح «الحاوي» في الفقه، و «مختصر ابن الحاجب» في الأصول، وأعاد مدّة بالباذرائية وبالناصرية.

[وفاة عمر بن مجاهد الكتّاني]

778 -

وفي العشر الأخير من جمادى الأولى توفي الشيخ عمر بن مجاهد الكتّاني، بسفح جبل قاسيون.

وكان سمع شيئا من الحديث ولم يحدّث، وكان يوم موته كثير الثلج. وكان شيخا مقيما في الرباط الناصري، بوّابا به.

[وفاة جمال الدين ابن السواملي]

779 -

وفي الثاني والعشرين من جمادى الأولى توفي الشيخ جمال الدين،

(1)

انظر عن (الطوسي) في: ذيل تاريخ الإسلام 67 رقم 128 دون ترجمة، والبداية والنهاية 14/ 43، ومرآة الجنان 4/ 166 و 241،242، والوافي بالوفيات 18/ 556 رقم 552، وطبقات الشافعية الكبرى 10/ 85، والسلوك ج 2 ق 1/ 32، والنجوم الزاهرة 8/ 225، والمنهل الصافي 2/ 331، وأعيان العصر 3/ 105،106 رقم 994، والعقد المذهب 385 رقم 1496، والدارس 1/ 359، وعقد الجمان (4) 437، وكشف الظنون 625، وهدية العارفين 1/ 581، وشذرات الذهب 6/ 14، ومعجم المؤلفين 5/ 260.

ص: 325

إبراهيم

(1)

بن محمد بن سعدي الطيبي، ابن السواملي، بشيراز.

وكان كثير الأموال والصدقات، موصوفا بالدين والصلاح.

ومولده سنة ثلاثين وستماية.

والطيب: قرية من قرى واسط. والسوامل: الطاسات عند أهل سواد واسط.

وكان يضمن البلاد ويتصرّف على ما يختاره فيها، ويحمل الضمان إلى ملك التتار. وكان له عنده حرمة وافرة، وصلّي عليه ببغداد، ونودي:«الصلاة على شيخ الإسلام الشيخ جمال الدين» .

‌جمادى الآخرة

[وفاة بدر الدين هلال بن عمران الحوّاري]

780 -

وفي يوم السبت الثاني من جمادى الآخرة توفي الفقيه بدر الدين، هلال بن عمران بن عبد الرحمن الحوّاري، الفقيه بالمسمارية

(2)

، الشاهد على بابها، الناسخ. وصلّي عليه الظهر بالجامع.

[وفاة الشمس محمد الخياط المعروف بابن أمّ كنزو]

781 -

وفي اليوم المذكور توفي بالصالحية الشمس، محمد بن أبي بكر بن محمد الصالحي، الخيّاط، المعروف بابن أمّ كنزو، وصلّينا عليه العصر بجامع الجبل.

جاوز الأربعين، وروى شيئا يسيرا لبعض الطلبة عن البدر عمر بن محمد الكرمانيّ.

وهو ابن أخت شيخنا محمد بن يوسف بن خطّاب التلّي، الصالحي.

[وفاة فخر الدين يونس التفليسي]

782 -

وفي يوم الأحد ثالث جمادى الآخرة توفي الشيخ الصالح، فخر الدين، يونس بن محمود بن عثمان التفليسي، العنبريّ، ودفن بالصوفية.

وكان رجلا صالحا، كثير السكوت.

(1)

انظر عن (إبراهيم) في: ذيل تاريخ الإسلام 71 رقم 143، والإعلام بوفيات الأعلام 296، وذيل العبر 35، وتالي كتاب وفيات الأعيان 32،33 رقم 44، والبداية والنهاية 14/ 43، والدرر الكامنة 1/ 59 رقم 159، وعقد الجمان (4) 438، و 439، وشذرات الذهب 6/ 13، والنهج السديد 3/ 629، و 630.

(2)

المسمارية: مدرسة قبليّ القيمرية الكبرى داخل دمشق. واقفها الشيخ مسمار، الحسن بن مسمار الهلالي الحوراني المقرئ التاجر. توفي سنة 546 هـ. (الدارس 2/ 89 رقم 153).

ص: 326

وهو والد الشيخ محمود الذي طلب الحديث مدّة يسيرة، ومات قبل والده بمدّة.

[وفاة الأمير حسام الدين المهراني]

783 -

وفي آخر نهار الأحد المذكور توفي الأمير، الأجلّ، الأصيل، الفاضل، حسام الدين، عبد الله بن الأمير نور الدين علي بن طغريل

(1)

بن عمر المهرانيّ، بداره ظاهر دمشق، قبالة خان الطعم، وصلّي عليه ضحى/107 أ/نهار الإثنين رابع الشهر بالمدرسة الزنجيلية، بالقرب من داره، وصلّي عليه مرّة أخرى بالمصلّى خارج باب الفراديس، ودفن بسفح جبل قاسيون بالقرب من مغارة الجوع.

وكان رجلا جليلا، فقيها، فاضلا، خيّرا، ملازما لداره، منقطعا عن الناس، كثير الاشتغال والمطالعة.

وسمع بقراءتي «صحيح مسلم» وغير ذلك.

وذكر علاء الدين الكندي أنه سمع معهم في «صحيح مسلم» على ابن البرهان.

وكان يخضب من سنين ويلبس القباء.

[وفاة حسين بن علاء الدين]

784 -

ثم توفي حفيده حسين بن علاء الدين علي يوم الأربعاء سادس جمادى الآخرة.

[وفاة أبي موسى بن مقلّد الأذرعي]

785 -

وتوفي الحاجّ أبو موسى، إبراهيم بن البدر يوسف بن أحمد بن مقلّد الأذرعيّ في يوم الثلاثاء خامس جمادى الآخرة.

وكان رجلا جيّدا.

[التدريس بالنجيبية]

وذكر الدرس بالنجيبية في يوم الأربعاء سادس جمادى الآخرة القاضي الأجلّ، الصدر، العالم، بهاء الدين، يوسف بن كمال الدين أحمد بن عبد العزيز العجمي، الحلبي، عوضا عن الطوسيّ. وحضر قاضي القضاة وجماعة من الفضلاء

(2)

.

[وفاة المبارك علي بن داود القسنطيني]

786 -

وفي ليلة الخميس رابع عشر جمادى الآخرة توفي الشيخ الصالح،

(1)

انظر عن (ابن طغريل) في: الدرر الكامنة 2/ 274 رقم 2171.

(2)

خبر التدريس في: البداية والنهاية 14/ 41.

ص: 327

المبارك، علي بن داود بن تمّام القسنطيني، المغربيّ، المقيم كان بالمدرسة الجاروخية، ودفن بسفح قاسيون.

وكان من عباد الله الصالحين، كثير الصلاة بالجامع المعمور، مواظبا على ذلك، عزيز النفس، عالي الهمّة.

[وفاة أمة العزيز بنت محمد]

787 -

وفي هذا التاريخ وصل الخبر بموت أمة العزيز بنت العدل شمس الدين محمد بن عبد الكافي، ماتت بنابلس عند زوجها كمال الدين ابن مزهر.

وكانت سمعت الحديث مع عمّها، ولم تحدّث.

[سفر ابن المقاتلي]

وفي يوم السبت سادس عشر جمادى الآخرة سافر المحدّث فخر الدين ابن المقاتلي إلى الديار المصرية مرة ثانية.

[وفاة بدر الدين ابن وثّاب النخيلي]

788 -

وتوفي الصدر الكبير، الفقيه، الفاضل، العدل، بدر الدين، يوسف بن القاضي تاج الدين محمد بن وثّاب

(1)

بن النخيلي

(2)

، الحنفيّ، في ليلة الخميس الحادي والعشرين من جمادى الآخرة، ودفن من الغد بالجبل.

وكان فقيها، مدرّسا، كاتبا، عدلا، عارفا بالقيم، نبيها، ذكيّا، كافيا فيما يباشره. اخترمته المنيّة في الكهولة. وسمع من/107 ب/نصر الله بن حواري:

«الأربعين» للقشيري، ولم يحدّث. ودرّس بالزنجيلية.

[وفاة ابن الزجّاج]

789 -

وفي هذا التاريخ توفي شرف الدين ابن الفايز الزجّاج.

[وفاة الست نسب بنت ابن موسك]

790 -

وتوفيت السّتّ نسب خاتون بنت ابن موسك، زوجة شيخ الشيوخ تقيّ الدين ابن الزكيّ، أمّ أولاده، في ليلة الجمعة الثاني والعشرين من جمادى الآخرة بالجبل، ودفنت هناك.

[وفاة شهاب الدين الأنصاري]

791 -

وفي العشر الأخير من جمادى الآخرة توفي شهاب الدين، أحمد بن

(1)

انظر عن (ابن وثّاب) في: ذيل تاريخ الإسلام 67 رقم 129.

(2)

في ذيل التاريخ: «النجيلي» .

ص: 328

عبد الواحد بن إسماعيل الأنصاري، المعروف بالصبراويّ.

[وفاة سليمان الحرّاني التركماني]

792 -

وفي ليلة الأربعاء السابع والعشرين من جمادى الآخرة توفي الشيخ الصالح، سليمان الحرّاني، التركمانيّ الأصل، صاحب الشيخ منصور الحرّاني، المجاور شرقيّ رواق الحنابلة إلى جانب الركن.

[وفاة أمّ يحيى عائشة بنت قاضي القضاة]

793 -

وفي ليلة الخميس الثامن والعشرين من جمادى الآخرة توفيت أمّ يحيى، عائشة بنت قاضي القضاة محيي الدين، يحيى بن محمد بن علي القرشيّ، زوجة شمس الدين ابن سنيّ الدولة، ببستانهم بسفح جبل قاسيون، وصلّي عليها ظهر الخميس بجامع الجبل.

روت عن ابن عبد الدائم.

ومولدها سنة ستّ وأربعين وستماية تقريبا.

وذكر أنه كان لها أختان اسم كلّ منهما عائشة، وكانتا قبلها ولم تدركهما.

[وفاة ابن مكلوا الخياط]

794 -

وفي ليلة الجمعة التاسع والعشرين من جمادى الآخرة مات الشيخ أحمد بن مكلوا الخيّاط، الإربليّ، أحد الصوفية بخانقاه خاتون، ودفن بكرة النهار بمقابر الصوفية.

‌رجب

[وفاة نجم الدين حسّان الرصافي]

795 -

وفي ليلة الأحد ثاني رجب توفي الشيخ الأجلّ، الأمين، العدل، نجم الدين، حسّان بن العدل جمال الدين أحمد بن ناصر بن نصر بن قوام الرصافي، وصلّي عليه الظهر بالجامع المعمور، ودفن بالقرب من مسجد النارنج ظاهر دمشق.

وكان رجلا جيّدا، مشكور السيرة.

وسمع «الأربعين» تخريج ابن شعيب لقاضي القضاة ابن سنيّ الدولة عليه حضورا في الثالثة سنة سبع وأربعين وستماية. ولم يحدّث.

جاوز الستين.

[وفاة أم حسين تاجة بنت قاضي تكريت]

796 -

وفي ليلة الثلاثاء رابع رجب توفيت المرأة الجليلة، أمّ حسين تاجة بنت أبي القاسم بن أبي تمّام التكريتي، بنت قاضي تكريت.

ص: 329

وكانت امرأة كبيرة، مسنّة، صالحة، محترمة.

/108 أ/وروت لنا عن ابن عبد الدائم. وأقعدت في آخر عمرها مدّة سنين.

ودفنت بالجبل.

وهي والدة أولاد ابن مناع التّكريتيّ.

[وفاة أبي الحسن الماكسيني]

797 -

وفي يوم الخميس سادس رجب توفي أبو الحسن، علي بن يوسف بن إبراهيم الماكسيني ابن أخت الشيخ أبي عبد الله، الملقّن بمقصورة الحنفية، ودفن بمقابر باب الصغير.

وكان صوفيا بالخانقاه الحسامية. وسمع «جزء ابن زبر» الصغير على ابن أبي اليسر، وحدّث به. سمع منه ابن الواني.

[طواف بالمحمل]

وطيف بالمحمل السلطاني لأجل الحاجّ في يوم الخميس سادس رجب، وخرج الناس على العادة.

[صلاة الرغائب]

وصلّيت صلاة الرغائب في محراب جامع دمشق. وكانت بطلت أربع سنين قبل هذه السنة، وكذلك صلاة النصف أيضا.

[وفاة بيليك مملوك والد المؤلّف]

798 -

وتوفي بيليك المسمّى عبد الله النجار، مملوك والدي الذي أعتقته بعد موت الوالد، في المارستان الصغير يوم الجمعة بعد الصلاة سابع رجب، وصلّي عليه العصر بالجامع المعمور، ودفن عند قبر والدي، رحمه الله، خارج باب شرقي.

وكان شابا لم يبلغ الثلاثين من العمر.

سمع منّي على بعض أصحاب ابن طبرزد. ولم يفارقنا بعد موت والدي، بل كان يعمل في صناعة التجارة، ويأوي عندنا وينظر في أمورنا ومصالحنا، رحمه الله.

[وفاة جلال الدين الباهي]

799 -

وفي حادي عشر رجب توفي بالقاهرة جلال الدين، عبد المنعم بن عبد الحافظ الباهي.

وكان أحد الشهود، وحكم مرة في بعض البلاد الصغار. وكان صاحبنا من زاوية الشيخ جمال الدين ابن الظاهريّ، وسمع معنا عليه.

ص: 330

[وفاة الفخر عثمان الصالحي]

800 -

وفي يوم الثلاثاء حادي عشر رجب توفي الفخر، عثمان بن عبد الرحمن بن يونس بن سامة الصالحيّ، المؤذّن بجامع دمشق، المعروف بالغزّال، ودفن بسفح جبل قاسيون بالقرب من تربة الشيخ أبي عمر.

وكان رجلا جيّدا، له وظيفة في القلعة ويسكن بها.

[وفاة الصدر علاء الدين المعروف بابن عمرون]

801 -

وفي ليلة السبت خامس عشر رجب توفي الصدر الكبير، علاء الدين، أبو الحسن، علي بن الحسن بن علي بن أبي نصر بن النحاس الحلبي، المعروف بابن عمرون

(1)

، ودفن يوم السبت بسفح قاسيون.

وكان ناظر ديوان/108 ب/الحشر، وخدم في عدّة جهات وأنظار كبار، منها نظر ديوان الزكاة. وكان مشكور السيرة، وروى «سداسيّات الرازي» عن أحمد بن النحّاس، سمعها عليه بالإسكندرية عن ابن موفا

(2)

.

802 -

وكان والده القاضي شهاب الدين أبو البركات الحسن، أقام بالإسكندرية، ومات بها سنة سبع وستين وستماية، وكان من أرباب الأموال الجزيلة، ورثوه.

[وفاة سيف الدين الرجيحي شيخ اليونسيّة]

803 -

وفي يوم السبت المذكور توفي الشيخ الجليل، الكبير، سيف الدين الرجيحي

(3)

بن سابق بن هلال بن يونس، شيخ اليونسيّة، وصلّي عليه أول النهار يوم الأحد سادس عشر رجب بجامع دمشق، وأعيد إلى الدار التي كان يسكنها داخل باب توما، وتعرف بدار أمين الدولة، فدفن بها، وحضر خلق كثير من الأعيان والقضاة والأمراء.

وكان له حرمة عند الدولة وعند أتباع جدّه وطائفتهم، وجلس مكانه في مشيخة الطائفة ولده فضل.

وكان الرجيحيّ المذكور مليح البزّة، ضخم الهامة جدّا، هائل الهيئة، محلول الشعر.

(1)

انظر عن (ابن عمرون) في: ذيل تاريخ الإسلام 68 رقم 135 دون تاريخ، والنهج السديد 3/ 626،628.

(2)

الصواب: (ابن موفّى).

(3)

انظر عن (الرجيحي) في: ذيل تاريخ الإسلام 68 رقم 130 دون ترجمة، والدرر الكامنة 2/ 182 رقم 1917.

ص: 331

مات في عشر السبعين، وخلّف أولادا وثروة.

[وفاة الصدر شهاب الدين المعروف بالمستوفي]

804 -

وفي يوم الأحد السادس عشر من رجب توفي الشيخ الأمين، العدل، الصدر، شهاب الدين، أحمد بن

(1)

شيخنا كمال الدين عبد الرحيم بن محمد بن عطا الحنفي، المعروف بالمستوفي، بسفح قاسيون، ودفن هناك بالقرب من المدرسة المعظّميّة عند والده وعمّه قاضي القضاة شمس الدين عبد الله الحنفي، رحمهم الله.

وكان دفنه آخر النهار بعد العصر.

سمع «الماية الفرّاوية» من ابن عبد الدائم، وحدّث بشيء منها. سمع منه ابن الواني.

ومولده في العشرين من شعبان سنة إحدى وأربعين وستماية بسفح قاسيون، هكذا

(2)

ذكره لي.

[وفاة أمّ الخير بنت شمس الدين المقدسي]

805 -

وفي ليلة الثلاثاء ثامن عشر رجب توفيت أمّ الخير بنت الشيخ الإمام شمس الدين محمد بن عبد القويّ بن بدران المقدسيّ، بقلعة دمشق، ودفنت من الغد بسفح قاسيون.

سمعت من ابن عبد الدائم حضورا في سنة موته. وروت لنا عنه. وكان موتها بعد زوجها عثمان الغزّال/109 أ/المؤذّن، المقدّم ذكره بجمعة.

[وفاة عبد الحميد المرداوي]

806 -

وفي يوم الإثنين سابع عشر رجب توفي الشيخ أبو أحمد، عبد الحميد بن الفقيه أحمد بن محمد بن محمود المرداوي، ودفن من يومه بسفح قاسيون.

حدّث عن ابن عبد الدائم. وهو أكبر إخوته. وهو ولد شيختنا هديّة بنت عبد الحميد بن محمد بن سعد.

وكان صحراويّا بأرض مقرى ببستان يعرف بالسميريّة بطريق الجبل. وكان رجلا جيّدا، صالحا.

ومولده تقريبا سنة خمس وخمسين وستماية.

[وفاة الأمير علي ابن الملك القاهر]

807 -

وفي يوم السبت التاسع والعشرين من رجب توفي الأمير علي

(3)

بن

(1)

الصواب: «ابن» .

(2)

في الأصل: «هكذى» .

(3)

انظر عن (الأمير علي) في: الدرر الكامنة 3/ 78 رقم 161.

ص: 332

الملك القاهر عبد الملك بن الملك المعظّم عيسى بن الملك العادل بدمشق، وحمل إلى الجبل فدفن بتربة والده. وكان يوما مطيرا. وعمل عزاؤه بكرة الأحد بتربة أمّ الصالح بدمشق.

‌شعبان

[وفاة الشمس محمد بن البدر أحمد المقدسي]

808 -

وفي يوم السبت السابع من شعبان توفي الشمس، محمد بن البدر أحمد بن الجمال عبد الله بن عبد الملك بن عثمان بن سعد المقدسي، الصالحيّ، المعروف بابن الفصيح

(1)

، وجيء بجنازته إلى جامع الصالحية بين الظهر والعصر، ونحن نقرأ في «صحيح البخاري» فصلّينا عليه، وتقدّم في الصلاة قاضي القضاة تقيّ الدين، ودفن عند أهله بالجبل.

ومولده في الخامس والعشرين من رجب سنة ستّ وأربعين وستماية بالصالحية.

سمعنا عليه عن خطيب مردا. وسمع أيضا من محمد بن عبد الهادي، وإبراهيم بن خليل، وجماعة. وأجازه سبط السلفيّ، وخلق كثير.

وكان فقيرا، ضعيف الحال، وكان له شعر.

[صيانة الجامع الأموي ليلة النصف من شعبان]

وقصد أرباب الدولة صيانة الجامع ليلة النصف من شعبان، فحضر الحاجب العلائي إليه قبل العصر وأخرج منه الناس، وغلّقت أبوابه، واستمرّ الحال على ذلك إلى قريب وقت الفجر، وإنّما دخله طائفة قليلة من جهة باب الساعات، وبعضهم من باب التربة الإشرفية، وحصل للناس أذى كثير بذلك، فإنّ الناس يقصدون الجامع في هذه الليلة من بعض البلاد ومن القرى. /109 ب/فمكثوا ليلتهم في الدروب والظلم في شدّة وضيق ونكد

(2)

.

[إغلاق باب النصر]

وممّا وقع أيضا أنهم أمروا بغلق باب النصر وغيره من أبواب البلد من حين وقت المغرب، وكان خلق كثير ظاهر البلد فحصروا، فبات منهم خلق على باب النصر في البرد.

[وفاة شمس الدين ابن أبي أسامة الحارثي]

809 -

وفي يوم الإثنين الثالث والعشرين من شعبان مات شمس الدين،

(1)

انظر عن (ابن الفصيح) في: معجم شيوخ الذهبي 456 رقم 665.

(2)

خبر صيانة الجامع في: البداية والنهاية 14/ 41.

ص: 333

محمد بن الشيخ جمال الدين أبي صلح عبد الله بن أبي أسامة الحارثي، الشاهد تحت الساعات في عشر السبعين.

وهو خال الشريف زين الدين بن عدنان. وكان والده شيخا من شيوخ الشيعة، وكذلك أخوه المفيد.

‌شهر رمضان

[إلتماس هلال رمضان]

وتراءى الناس هلال رمضان في ليلة الإثنين فلم ير، وجلس القضاة تحت النسر على العادة وانصرفوا ولم يثبت عندهم شيء. ونام الناس.

فلما كان في نصف الليل شهد برؤيته رجل مقبول عند الحاكم فأثبته، وعلّقت قناديل التسحير بعد الثبوت، فعلم بذلك كثير من الناس، وخفي على طائفة كبيرة فلم يعلموا إلاّ نهارا.

[وفاة بدر الدين المعروف بابن السلوقي]

810 -

وفي يوم الجمعة ثاني عشر رمضان توفي بدر الدين، أبو أحمد، حسن بن حسام الدين بلبان بن عبد الله، المعروف بابن السلوقي، بالدار الموقوفة عليه قبالة المدرسة المعينية بدمشق. ودفن ضحى نهار السبت بتربتهم بسفح جبل قاسيون بالقرب من الجامع.

وكان قد قارب الستين ولم يبلغها. ووجدت سماعه سنة أربع وستين على ابن هامل في «جزء ابن كرامة» ، وكان له صيام كثير، وعمل صالح، ويجالس الفقراء، ولازم الشيخ شمس الدين ابن الكمال مدّة، وربّاه الشيخ إبراهيم الأرموي.

وهو جدّ ابني محمد لابنه؟

[وفاة علاء الدين علي بن المظفّر]

811 -

وفي يوم السبت ثالث عشر رمضان توفي الشيخ الفقيه، الإمام، الصالح، علاء الدين، علي بن المظفّر

(1)

بن إبراهيم بن جابر الحنبلي، الغزّال

(2)

، الكتّانيّ، ودفن بعد الظهر بمقابر باب الصغير.

وكان يسكن بالعقيبة ويؤمّ بها بمسجد قبالة الجامع، وعنده فضيلة وصلاح وديانة، ويقرأ الحديث. وصحب مدّة طويلة الشيخ/110 أ/شمس الدين ابن أبي

(1)

انظر عن (ابن المظفّر) في: ذيل تاريخ الإسلام 68 رقم 131 دون ترجمة.

(2)

في ذيل التاريخ: «الغزولي» .

ص: 334

الفتح، وكانا معا يصلّيان الجمعة عند محراب الحنابلة. وسمع معه على جماعة من الشيوخ، منهم ابن أبي اليسر، وحدّث.

[وفاة تقيّ الدين ابن مفلح المقدسي]

812 -

وفي يوم الأحد رابع عشر رمضان توفي الشيخ الأجلّ، تقيّ الدين، محمد بن

(1)

شيخنا عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن مفلح المقدسيّ، أحد الشهود بالصاغة العتيقة، ودفن بسفح قاسيون.

وكان من ساكني الخانقاه المعروفة بالطواويس ظاهر دمشق. وسمع من ابن عبد الدائم، وغيره كثيرا، ولم يحدّث.

وسمعنا من والده بعض «جزء أبي الجهم» .

[حقن دم محمد الباجربقي]

وفي يوم الأربعاء السابع عشر من رمضان حكم قاضي القضاة تقيّ الدين الحنبلي بحقن دم محمد بن الشيخ جمال الدين الباجربقيّ، ومنع التعرّض له بعد أن أثبت محضرا يتضمّن أنّ بينه وبين الشهود الستة الذين شهدوا عليه بما يقتضي الحكم بإراقة دمه عداوة، وهم الشيخ مجد الدين التونسي، وعماد الدين محمد بن شرف الدين بن مزهر، والشيخ أبو بكر بن شرف الصالحي، وجلال الدين ابن البخاري خطيب الزنجيلية، ومحيي الدين ابن الفارعي، والجمال إبراهيم بن الشيخ إسماعيل اللبناني، ورأى هذا حجّة دافعة لما ثبت عليه أولا.

وممّن شهد هذه العداوة في المحضر ناصر الدين ابن

(2)

عبد السلام، والشريف زين الدين ابن

(3)

عدنان، وأخوه أمين الدين، وقطب الدين ابن شيخ السلامية، وشهاب الدين الرومي، وشرف الدين قيران الشمسيّ

(4)

.

[وفاة شهاب الدين ابن الفرّاء الجعفري]

813 -

وفي ليلة الجمعة التاسع عشر من شهر رمضان توفي الشيخ الصالح، شهاب الدين، أبو العباس، أحمد بن الشيخ علي بن حسّان بن فاضل بن كامل بن عقيل بن نجاد بن سليمان بن الفرّاء الجعفري، الأعناكي، بداره بالجبل، ودفن هناك يوم الجمعة بعد الصلاة، وحضره جماعة. وقرئت له ختمات.

(1)

الصواب: «ابن» .

(2)

الصواب: «بن» .

(3)

الصواب: «بن» .

(4)

خبر حقن الدم في: البداية والنهاية 14/ 41.

ص: 335

وكان رجلا جيّدا، عفيفا، نزه النفس، فقيرا.

سمع من ابن عبد الدائم، وحدّث عنه. وسمع أيضا من خطيب مردا، وجماعة.

ومولده في أحد الجماديين سنة اثنتين وأربعين وستماية.

[وفاة الحاج محمد ابن الأطباقي الحرّاني]

814 -

وفي يوم السبت/110 ب/العشرين من رمضان توفي الحاج محمد بن أحمد بن محمد بن محمود بن الأطباقي، الحرّاني، التاجر، السّفّار، بالجبل.

وكان رجلا جيّدا، يسمع معنا، ويسمع أولاده.

[نظارة ديوان نائب السلطنة]

وفي يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من رمضان باشر الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني نظر ديوان نائب السلطنة ووكالته، عوضا عن الصاحب شهاب الدين الحنفي لمرض اعتراه، وخلع عليه بطيلسان في اليوم الأخير من رمضان ولبسها، وصلّى بها يوم عيد الفطر

(1)

.

[وفاة الأمير فارس الدين الردادي]

815 -

وفي ليلة الثالث والعشرين من رمضان مات الأمير، فارس الدين

(2)

الردادي

(3)

، وكان يسكن في آخر ميدان الحصا.

وحكى عنه نائب السلطنة أنه أخبره قبل موته بأيام أنه رأى رؤيا فيها أنّ قائلا قال له: «قد غفر لك» فرح له نائب السلطنة بموته في هذا الشهر وفي ليلة من ليالي القدر، وهو ممّن أمّره الملك المنصور حسام الدين لاجين.

[وفاة شمس الدين ابن الصيرفي]

816 -

وفي ليلة السبت السابع والعشرين من رمضان توفي الشيخ الفقيه شمس الدين، محمد بن عبد المولى بن حسن الصيرفيّ أبوه، الشاهد تحت القلعة، ودفن بباب الصغير.

وكان فاضلا وكاتبا للشروط ورجلا جيّدا ساكنا.

[كسوف الشمس]

وكسفت الشمس يوم الإثنين تاسع عشري رمضان قبل الظهر، وصلّى الخطيب

(1)

خبر النظارة في: البداية والنهاية 14/ 42.

(2)

انظر عن (فارس الدين) في: البداية والنهاية 14/ 44، ونهاية الأرب 32/ 136 (وفيات 707 هـ.).

(3)

في البداية: «الروادي» .

ص: 336

شمس الدين إمام الكلاّسة صلاة الكسوف بعد صلاة الظهر ولكنّه لم يخطب.

[امتناع ابن تيميّة عن الخروج من سجنه]

وفي سلخ رمضان أحضر الأمير سيف الدين سلار القضاة الثلاثة الشافعي والمالكي والحنفي، ومن الفقهاء: الباجي، والجزري، والنمراوي، وتكلّم في إخراج الشيخ تقيّ الدين من الحبس، فاتفقوا على أنه يشترط عليه أمور ويلزم بالرجوع عن بعض العقيدة، فأرسلوا إليه من يحضره ليتكلّموا معه في ذلك، فلم يجب إلى الحضور، وتكرّر الرسول إليه في ذلك ستّ مرّات، وصمّم على عدم الحضور في هذا الوقت، فطال عليهم المجلس وانصرفوا من غير شيء

(1)

.

[وفاة ابن مطرّف الأندلسي]

817 -

وفي رابع رمضان توفي الشيخ القدوة، الزاهد، العابد/111 أ/أبو عبد الله بن مطرّف

(2)

الأندلسي، بمكة، وكان مجاورا بها من نحو ستين سنة.

وكان كثير العبادة يطوف في اليوم والليلة خمسين أسبوعا. وحمل جنازته الأمير عزّ الدين حميضة صاحب مكة وغيره. ولم يكن في وقته مثله في الحرم الشريف.

وجاوز التسعين.

‌شوّال

[خطبة يوم العيد]

وخطب يوم العيد بجامع دمشق الشيخ الفقيه، القاضي نجم الدين، الدمشقيّ، نيابة عن الخطيب شمس الدين إمام الكلاّسة. حضرت خطبته بالمقصورة وكانت

(3)

خطبة جيّدة الحفظ والأداء

(4)

.

[وفاة خطيب دمشق الخلاطي]

818 -

وفي بكرة يوم الأربعاء ثامن شوال توفي خطيب دمشق الشيخ، الإمام، الزاهد، شمس الدين، محمد بن الشيخ أحمد بن عثمان الخلاطيّ

(5)

، إمام الكلاّسة،

(1)

خبر ابن تيمية في: البداية والنهاية 14/ 42.

(2)

انظر عن (ابن مطرّف) في: ذيل تاريخ الإسلام 68 رقم 132 دون ترجمة.

(3)

في الأصل: «وكان» .

(4)

خبر الخطبة في: البداية والنهاية 14/ 42.

(5)

انظر عن (الخلاطي) في: ذيل تاريخ الإسلام 53 رقم 101، والإعلام بوفيات الأعلام 296، وذيل العبر 35،36، ودول الإسلام 2/ 212، ومعجم شيوخ الذهبي 462،463 رقم 677، والمعجم المختص 216 رقم 256، وأعيان العصر 4/ 234،235 رقم 1444، والوافي-

ص: 337

بدار الخطابة فجأة، واشتهر موته، وحضر الناس وامتلأ الجامع، وأخرج وصلّي عليه على باب الخطابة، وحمل على رؤوس

(1)

الناس، وصلّي عليه بسوق الخيل مرّة ثانية، وحضر نائب السلطنة، وغلّقت الأسواق، وشيّعه الجمّ الغفير إلى عند قبر والده بسفح قاسيون فوق مغارة الجوع فدفن هناك، رحمه الله تعالى، وقرأ الناس على القبر سورة «الأنعام» وانصرفوا.

وكان كاملا في الإمامة، نظيف العرض، حسن الهيئة، مليح الصورة، وافر السكون، ملازما الوظيفة، قائما بحقوق الناس، كثير التواضع، نشأ في خير وديانة وصيانة، وسمع الحديث على ابن البرهان، وابن عبد الدائم، وجماعة كبيرة، وأمّ بالمسجد الذي بالقرب من البيمارستان النوري مدّة وهو صبيّ، ثم انتقل إلى إمامة مشهد ابن عروة، ثم انتقل بعد والده إلى إمامة الكلاّسة وأمّ بها على أحسن حال وأجمل طريقة. وكان من أطيب الناس صوتا في المحراب وأعرفهم بالموسيقا، وكان الناس يقصدون الإئتمام به خصوصا في التراويح في كل سنة. وأقام بها إماما مستقلاّ من تاريخ موت والده من شهر رمضان سنة إحدى وسبعين إلى شهر ربيع الأول من هذه السنة خمسة

(2)

وثلاثين سنة. ثم/111 ب/ولي الخطابة من غير طلب ولا تعرّض، بل وصل توقيعه بذلك من الديار المصرية، فطلبه نائب السلطنة ودفعه إليه، فوليها مكرما مخطوبا إلى ذلك، وأقام فيها ستة أشهر ونصف، وفرح الناس به، وكانوا يقبّلون يده ويتبرّكون بثيابه وما يصل أيديهم إليه منه. وأمّ في التراويح وصلّى صلاة حسنة تامّة الأركان، وصلّى العيد بالمصلّى، وشكرت خطبته، ورجع الناس معه وهو يسلّم على أهل الأسواق كأنه يودّعهم. ومرّ بنا ونحن في الرواق القبليّ، فبدأنا بالسلام وهنّانا بالعيد، وصام بعد العيد الأيام الستة التي ورد فيها الحديث الصحيح، ودخل الحمّام قبل موته بساعة، وصلّى سنّة الفجر وغشي عليه فعجز عن الخروج إلى الإمامة بالناس، ومات من ساعته.

وقيل إنه تلك الليلة جامع أهله.

ومولده ليلة الجمعة ثاني رمضان سنة أربع وأربعين وستماية بدمشق.

[الإذن بالإمامة والخطابة]

وأذن نائب السلطنة للقاضي جلال الدين القزويني في مباشرة الإمامة والخطابة،

= بالوفيات 2/ 119، والبداية والنهاية 14/ 44، والسلوك ج 2 ق 1/ 32، والدرر الكامنة 3/ 335 رقم 892، والدليل الشافي 2/ 598 رقم 2054، والمنهل الصافي 9/ 297،298 رقم 2062، وتذكرة النبيه 1/ 276، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 173، وتالي كتاب وفيات الأعيان 155 رقم 253، وعقد الجمان (4)439.

(1)

في الأصل: «روس» .

(2)

الصواب: «خمسا» .

ص: 338

فباشر صلاة الظهر، وتقدّم في الصلاة على الخطيب شمس الدين، وخطب يوم الجمعة عاشر شوال، ووصل توقيعه من الديار المصرية بذلك في مستهلّ ذي القعدة، وخلع عليه خلعة الخطابة، وخطب بها في ثامن ذي القعدة، وحضر نائب السلطنة وقاضي القضاة والأمراء والأعيان

(1)

.

[وفاة فتح الدين ابن مجلّى الموصلي]

819 -

وفي يوم الجمعة عاشر شوال مات فتح الدين، عبد الله بن المهذّب عبد الرحمن بن مجلاّ

(2)

الموصليّ، الحاسب، ودفن بتربة الأشراف.

وكان ماهرا في الحساب والمساحة والقسمة.

[خروج الركب إلى الحجاز]

وفي يوم السبت حادي عشر شوال خرج الركب الشاميّ إلى الحجاز الشريف وأميرهم الأمير ركن الدين، بيبرس بن عبد الله الشرفي المنصوريّ، المعروف بالمجنون.

وممّن حجّ أخت صاحب ماردين ومعها قاضي ماردين القاضي شمس الدين ابن مهذّب الدين، والأمير بدر الدين حسن ابن الأفضل ابن عمّ صاحب حماه، والشريف أمين الدين جعفر بن عدنان، /112 أ/وبهاء الدين ابن غانم، وشمس الدين ابن الملاّح مدرّس القيمرية.

[وفاة أحمد ولد المؤلّف]

820 -

وفي يوم الثلاثاء رابع عشر شوال توفي ابني أحمد، ودفن من يومه بمقابر باب الصغير، وكان قد أكمل ستّ سنين. وأسمعته على أكثر من ثلاثماية وسبعين شيخا، وأسمعته من الكتب «الأموال» لأبي عبيد، و «المصافحة» للبرقاني، و «صحيح مسلم» ، و «مسند عبد بن حميد» و «مسند الشافعيّ» ، وغير ذلك. وآخرها أسمعته «صحيح البخاري» ، ومرض وقد بقي من الكتاب ميعاد واحد عجز عن حضوره، واستمرّ في مرض شديد نحوا من خمسة وعشرين يوما إلى أن مات.

وكنت استجزت له خلقا من الشيوخ، وحصّلت له الإجازات من البلاد.

ومولده ليلة الجمعة ثامن شوال سنة سبعماية.

[وفاة كمال الدين المقدسي]

821 -

وفي يوم السبت ثامن عشر شوال توفي الشيخ الصالح، كمال الدين، عبد الغفّار بن الشيخ جمال الدين محمد بن نعمة بن أحمد المقدسيّ بدويرة حمد بدرب السلسلة. وكان بوّابا وصوفيّا بها. ودفن يوم الأحد بمقابر باب كيسان عند أهله.

(1)

خبر الإذن في: البداية والنهاية 14/ 42.

(2)

الصواب: «مجلّى» .

ص: 339

سمع من الشرف المرسي، وعبد الله بن الخشوعي، وفرج القرطبي.

ومولده سنة أربع وثلاثين وستماية.

وضعف بصره وعجز عن الحركة.

[نظارة الدواوين بالشام]

ووصل الصدر تاج الدين ابن الشيرازي إلى دمشق على خيل البريد من القاهرة في يوم الإثنين العشرين من شوال وبيده مرسوم سلطانيّ بمباشرة نظر الدواوين بالشام المحروس مشاركا للقاضي أمين الدين ابن الرقاقي، وخلع عليه خلعة التكليف، وركب بها في البلد وباشر.

[وفاة الحاج ناصر الحريري]

822 -

وفي يوم الخميس الثالث والعشرين من شوال توفي الحاج ناصر بن علي بن إبراهيم الحريري، وصلّينا عليه ظهر النهار بالجامع، وحمل إلى الجبل، وحضره جمع كبير وأعيان الناس.

وكان معروفا بصحبة بني صصرى وغيرهم من أعيان البلد. ووجدت له سماعا من نحو أربعين سنة على بعض أصحاب الكندي. ولم يحدّث بشيء.

[الخطابة بالجامع الجديد الغربي]

وفي يوم الجمعة الرابع والعشرين من شوال خطب بالجامع الجديد الغربيّ بسفح جبل قاسيون الذي أنشأه الأمير جمال الدين آقش/112 ب/الأفرم نائب السلطنة بالشام، قبالة رباط الملك الناصر، وحضر نائب السلطنة المذكور والأمراء والقضاة والأكابر وكثير من الناس هناك، وخطب القاضي شمس الدين ابن العزّ الحنفي، وشكرت فصاحته وجودة حفظه، وتوفّرت الأدعية لمنشئه الأمير جمال الدين، فإنه حصل بعمارته أنس وراحة لأهل تلك الناحية، وأمر بخلعة للخطيب والنقيب بين يديه والمعلّمين ومشدّ العمارة، وأحضر لهم عقيب الصلاة سماطا الصاحب شهاب الدين أحمد الحنفيّ، فإنه هو الذي كان أشار بعمارته واجتهد في بنائه وإكماله.

[وفاة علاء الدين سنقر القضائي]

823 -

وفي يوم الخميس تاسع شوال توفي الشيخ الأجلّ، علاء الدين، سنقر بن عبد الله القضائي

(1)

الزيني بحلب، ودفن قبل الظهر بمقبرة الجبيل خارج باب الأربعين عند مواليه.

(1)

انظر عن (القضائي) في: ذيل تاريخ الإسلام 66،67 رقم 121، والمعين في طبقات المحدّثين 227 رقم 2337، والإعلام بوفيات الأعلام 296، وذيل العبر 36، ومعجم شيوخ-

ص: 340

وكان تفرّد بأشياء من الكتب والأجزاء والشيوخ، وقصد ورغب فيما عنده.

وآخر ما حدّث ب «سنن ابن الصبّاح» و «المقامات» ، وفرغ منهما ثاني رمضان، ولم يقرأ عليه بعد ذلك شيء.

سمع ابن روزبة، وابن الزبيدي، والموفّق عبد اللطيف، وبهاء الدين ابن شدّاد، ويحيى بن جعفر الدامغاني، والأنجب الحمامي، وابن اللتّي، ومكرم، وجماعة.

وخرّجت له «مشيخة» ، وحدّث أكثر من أربعين سنة.

[وفاة كمال الدين الحراني]

824 -

وفي ثالث شوال توفي كمال الدين أخو قاضي القضاة شرف الدين الحراني الحنبليّ.

وكان يخدم الأمير سيف الدين برلغي الأشرفيّ.

[وفاة أبي علي الفروي]

825 -

وفي يوم الخميس سادس عشر شوال توفي الشيخ أبو علي الفروي، بمصر، بدار الزعفران، وصلّي عليه من الغد بالمصلّى ظاهر مصر، ودفن بتربة ابن أبي حمزة.

كتب إليّ بذلك جمال الدين أحمد بن الصابوني، وعظّمه، وذكر أنه لم ير مثله في زهده وورعه وانقطاعه.

[وفاة نجم الدين أيوب]

826 -

وفي يوم الجمعة سابع عشر شوال توفي الشيخ نجم الدين، أبو الصبر، أيوب

(1)

بن عبد الرحيم

(2)

بن ضرغام بن حسن، خطيب منشيّة نهيا

(3)

، بها، وحمل إلى القرافة، ودفن يوم السبت بالقرب من تربة الحافظ عبد الغني

(4)

.

روى «جزء الذهليّ» عن سبط السلفيّ.

[وفاة خطيب مردا]

827 -

وفي أواخر شوال توفي الشيخ الفقيه، /113 أ/الخطيب، عزّ الدين،

= الذهبي 221،222 رقم 306، وأعيان العصر 2/ 476،477 رقم 749، والوافي بالوفيات 15/ 496، والدرر الكامنة 2/ 175،176 رقم 1897، والمنهل الصافي 6/ 84، والدليل الشافي 1/ 326 رقم 1117، وشذرات الذهب 6/ 14، وإعلام النبلاء 4/ 498.

(1)

انظر عن (أيوب) في: الدرر الكامنة 1/ 434 رقم 1141.

(2)

في الدرر: «عبد الغني» .

(3)

في المطبوع من الدرر «بهنسا» ، وفي نسخة أخرى كما هو أعلاه.

(4)

قال ابن حجر: ولد سنة 628 هـ.

ص: 341

عبد العزيز بن الخطيب محمد بن إسماعيل بن أحمد بن أبي الفتح، خطيب مردا وابن خطيبها، بتربة مردا.

ومولده سنة ثمان وعشرين وستماية.

روى عن والده.

‌ذو القعدة

[نيابة الحكم بدمشق]

في ثالث ذي القعدة استناب قاضي القضاة نجم الدين الشافعيّ في الحكم بدمشق الشيخ الفقيه الصالح، صدر الدين، سليمان بن هلال بن شبل الجعفري، السوادي، خطيب قرية داريّا، وجلس بالعادلية، وحكم عوضا عن القاضي جلال الدين القزويني، بسبب توليته الخطابة

(1)

.

[وفاة البدر الكتبي]

828 -

ومات البدر، محمد الكتبي، المعروف بالشريف يوم الأحد عاشر ذي القعدة بظاهر دمشق.

وكان يدّعي الطبّ والكحل والجراح، وله كلام في أشياء كثيرة، وأقام مدّة بسوق الكتب بدمشق من سنة التتار إلى حين وفاته.

وله أخ في القلعة جرخيّ لا يدّعي الشرف ولا يتحققه. وكان تجري بينهما مخاصمات بهذا السبب.

[وفاة أبي بكر البعلبكي المعروف بابن المعري]

829 -

ومات يوم الخميس سابع ذي القعدة الشيخ الحسام، أبو بكر بن عيسى بن أحمد البعلبكّيّ، المعروف بابن المعرّي، الخيّاط، ببعلبكّ.

سمعنا عليه عن سليمان الإسعردي «سداسيّات الرازي» .

وكان شيخا حسن السّمت، من أهل ستر وسلامة. عاش خمسا وسبعين سنة.

وهو ابن عمّ الشيخ زكيّ الدين، إبراهيم بن المعرّي.

[وفاة الأمير سيف الدين كاوركا]

830 -

وتوفي الأمير سيف الدين، كاوركا

(2)

بن عبد الله المنصوري يوم

(1)

خبر نيابة الحكم في: البداية والنهاية 14/ 42.

(2)

انظر عن (الأمير كاوركا) في: نهاية الأرب 32/ 136 (في وفيات سنة 707 هـ.)، والدرر الكامنة 3/ 261 رقم 678 وفيه «كاوزكا» وفي نسخة «كاودكا» .

ص: 342

الجمعة النصف من ذي القعدة، وصلّي عليه عقيب صلاة الجمعة بالجامع الجديد، بسفح قاسيون، ودفن بالجبل.

وكان من كبار أمراء الشام ومن أعيان المماليك المنصورية. وورثه السلطان بالولاية.

[وفاة الصدر عزيز الدين يحيى الكرجي]

831 -

وفي ليلة الثلاثاء تاسع عشر ذي القعدة توفي الصدر، العدل، عزيز الدين، أبو الفضائل، يحيى بن الشيخ فخر الدين أبي حفص عمر بن يحيى بن عمر الكرجي

(1)

، ببستانه بالسهم، ودفن ضحى النهار المذكور بتربة الشيخ موفّق الدين، بسفح قاسيون، /113 ب/وصلّى عليه قاضي القضاة تقيّ الدين الحنبليّ.

وكان رجلا جيّدا يعاني الكتابة والديوان، وروى الحديث عن الرضيّ بن البرهان. وسمع أيضا من اليلداني، وله إجازة ابن مسلمة، ومكي بن علاّن.

ومولده لستّ مضين من جمادى الآخرة سنة تسع وأربعين وستماية بالبستان بالسهم ظاهر دمشق.

[وفاة كمال الدين حسن بن عثمان]

832 -

وفي يوم الثلاثاء السادس والعشرين من ذي القعدة توفي كمال الدين، حسن بن عثمان بن عبد الرحمن، بالقاهرة.

سمع من أصحاب البوصيريّ.

[تولية قضاء الحنفية]

وفي يوم الجمعة التاسع والعشرين من ذي القعدة دخل قاضي القضاة، صدر الدين، أبو الحسن، علي بن الشيخ صفيّ الدين أبي القاسم بن محمد الحنفي، البصراويّ، ثم الدمشقي إلى دمشق، متولّيا قضاء الحنفية، عوضا عن الأذرعيّ، وخرج الناس لتلقّيه، وحكم بالمدرسة النورية بدمشق، وقرئ تقليده بالمقصورة الحنفية الكندية بالجامع المعمور

(2)

.

[وفاة ابن العماد محمد بن أحمد]

833 -

وفي أواخر ذي القعدة توفي بمردا، قرية من جبل نابلس، شيخ من أهلها وهو الشمس، محمد بن العماد أحمد بن سعد.

وكان روى عن خطيب مردا. سمع منه «الجمعة» للنّسائيّ.

(1)

انظر عن (الكرجي) في: ذيل تاريخ الإسلام 68 رقم 136.

(2)

خبر التولية في: نهاية الأرب 32/ 123، والبداية والنهاية 14/ 42.

ص: 343

[وفاة أبي عبد الله القروي]

834 -

وتوفي في أواخر ذي القعدة الشيخ أبو عبد الله القروي، المغربي، المالكي، بطريق الحجاز، قبل الوصول إلى الينبع بمرحلة، ووصل خبره إلى دمشق فصلّي عليه بجامعها في الثامن والعشرين من ذي الحجّة.

وكان ممّن سعى في حبس الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّة وقام في قضيّته قياما شديدا.

‌ذو الحجّة

[وفاة الصدر شهاب الدين ابن عطاء الحنفي]

835 -

وفي يوم الجمعة السابع من ذي الحجّة توفي الصدر الكبير، الصاحب، شهاب الدين، أحمد بن الحاج أحمد بن عطاء

(1)

الحنفي، الأذرعيّ الأصل، ودفن آخر النهار بتربته قبالة داره بسفح قاسيون ظاهر دمشق، رحمه الله.

وكان قد حصّل أملاكا كثيرة، وعمّر عماير حسنة، وخالط الدولة من الأيام الظاهرية، وولي الوزارة في آخر دولة الملك العادل كتبغا أياما يسيرة. /114 أ/وولي حسبة دمشق مدّة، وغير ذلك.

[وفاة المجد إسماعيل بن إبراهيم المقرئ]

836 -

وفي يوم الخميس ثامن ذي الحجّة توفي المجد، إسماعيل بن إبراهيم بن مسعود المقرئ بالظاهرية والأشرفية، الحريريّ.

وكان قرابة ابن الجوخيّ، ودفن بالجبل. رحمه الله.

[وفاة الشمس ابن مكارم الحرّاني]

837 -

وفي آخر يوم عيد الأضحى توفي الشمس، محمد بن مكارم الحرّاني، الحنبليّ، الشاهد بحصيرة الشبّاك تحت الساعات، ودفن من الغد بمقابر باب الصغير.

وحجّ سنة ثلاث وسبعماية، وكان يسكن بالمدرسة الجوزيّة.

[وفاة أبي بكر القزويني]

838 -

وفي يوم الخميس ثالث عشر ذي الحجّة توفي الشيخ الصالح، أبو بكر القزويني، الصوفي، بالسميساطيّة، ودفن بمقابر الصوفية.

(1)

انظر عن (ابن عطاء) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 31،32، رقم 43، والدرر الكامنة 1/ 100 رقم 273، وأعيان العصر 1/ 167،168 رقم 78، والوافي بالوفيات 20/ 52،53 رقم 74.

ص: 344

وكان صوفيّا قديما، مشهورا، من أصحاب عزيز الدين القزوينيّ، خليفة الشيخ سعد الدين بن حمّويه. وكان خادما للصوفية وبوّابا، قام بعدّة وظائف، رحمه الله.

[إعتراف أحد فقهاء الباذرائية بالاعتزال]

وفي يوم عرفة عقد مجلس بالقصر عند نائب السلطنة حضره جماعة من القضاة والفقهاء، وأحضر موسى أحد فقهاء الباذرائية من المارستان، فاعترف أنه معتزليّ قائل بخلق القرآن، وأصرّ على ذلك، فاختلفوا في تكفيره ورسّم بتعزيره، فضرب، ثم نودي عليه، ثم حبس، ثم بعد شهر حضر مجلس الحاكم، وأظهر التوبة، فأطلق، ثم نزح عن دمشق إلى حلب ومات هناك.

[وفاة سيف الدين الجوكندار المنصوري]

839 -

وفي يوم الإثنين سابع عشر ذي الحجّة وصل الخبر إلى دمشق بوفاة الأمير الكبير، سيف الدين الجوكندار

(1)

، المنصوريّ بحمص المحروسة، وصلّي عليه بدمشق يوم الجمعة خامس محرّم من السنة الآتية.

وكان أميرا جيّدا من خيار الترك، ولي نيابة (قلعة)

(2)

صفد، وشدّ دمشق، ونيابة قلعة دمشق، ونيابة حمص آخر عمره

(3)

.

[نيابة حمص]

وولي عوضه في نيابة حمص الأمير سيف الدين، تمر الساقي

(4)

.

[تولية الشدّ بدمشق]

وفي يوم الثلاثاء ثامن عشر ذي الحجّة عزل الأمير سيف الدين بكتمر الحسامي عن الشدّ بدمشق، وولي عوضه الأمير جمال الدين آقوش الرستميّ، متولّي البلاد

(1)

انظر عن (الجوكندار) في: نهاية الأرب 32/ 125 - 127، وذيل تاريخ الإسلام 68 رقم 137، والدرر الكامنة 2/ 26 رقم 1333، والدليل الشافي 1/ 198 رقم 695، والمنهل الصافي 3/ 420،421 رقم 697، والنجوم الزاهرة 8/ 224، وأعيان العصر 2/ 43،44 رقم 455، والوافي بالوفيات 10/ 283، وعقد الجمان (4) 445 واسمه:«بلبان» .

(2)

كتبت فوق السطر.

(3)

وقال النويري: وكان رجلا جيّدا، أمينا، ثقة، ما رأيت في أبناء جنسه ممن اختبرته في الأمانة والعفّة مثله، رافقته مدّة في ديوان الخاص بدمشق واطّلعت منه على أمانة غزيرة ونزاهة ومعرفة تامة، وكان يوم ذاك ينوب عن السلطنة بقلعة دمشق، وفوّض أليه السلطان شدّ ديوان أملاكه بالشام، وكنت يومئذ مباشرها، وذلك في سنة اثنتين وسبعمائة، إلى أن نقل إلى نيابة السلطنة بحمص، فاطّلعت من أمانته ونزاهته ومعرفته على ما أشرت أليه. . .

(4)

انظر: الدرر الكامنة 1/ 519 رقم 1419.

ص: 345

القبلية، وأعيد/114 ب/الأمير سيف الدين بكتمر إلى الحجبة كما كان أولا، وخلع عليه، وأظهر السرور بإقالته من الشدّ

(1)

.

[ولاية الصفقة القبلية]

وولي عوض الرستمي الأمير عزّ الدين ابن صبرة في الصفقة القبليّة

(2)

.

[ولاية وكالة السلطان]

وفي أول يوم من أيام التشريق وصل توقيع للمولى عزّ الدين ابن القلانسي بوكالة السلطان، عوضا عن ابن عمّه شرف الدين، فكره ذلك.

[عودة تاج الدين الفارقي من مصر]

وفي الثامن والعشرين من ذي الحجّة وصل الشيخ تاج الدين، محمود بن عبد الكريم بن محمود الفارقي من الديار المصرية، وكان توجّه لأجل زيارة الشيخ تقيّ الدين والقيام في نصرته، فأقام مدّة ثم رجع والأمر على حاله.

[وصول كتاب ابن تيميّة إلى النائب]

وفي هذا اليوم أخبر نائب السلطنة بوصول كتاب إليه من الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّة من الجبّ، وأعلم بذلك جماعة ممّن حضر مجلسه، وأثنى عليه، وقال: ما رأيت مثله ولا أشجع منه، وذكر ما هو عليه في السجن من التّوجّه إلى الله تعالى، وأنه لا يقبل شيئا من الكسوة السلطانية ولا من الإدرار السلطاني، ولا تدنّس بشيء من ذلك

(3)

.

[تولية نظر حلب]

وفي ذي الحجّة وصل إلى دمشق الصاحب شهاب الدين، غازي بن أحمد بن الواسطيّ، متولّيا نظر حلب، وانفصل شرف الدين ابن مزهر

(4)

.

[نظر طرابلس والفتوحات]

وفيه أيضا وصل الصاحب عزّ الدين ابن ميسّر متولّيا نظر طرابلس والفتوحات، عوضا عن ابن سنيّ الدولة، وتوجّها إلى عملهما.

[تولية حسبة دمشق]

وفي يوم الجمعة الثامن والعشرين من ذي الحجّة وصل من القاهرة إلى دمشق

(1)

خبر تولية الشدّ في: البداية والنهاية 14/ 42.

(2)

خبر ولاية الصقعة في: البداية والنهاية 14/ 42.

(3)

خر كتاب ابن تيمية في: البداية والنهاية 14/ 43.

(4)

انظر: الدرر الكامنة 3/ 214،215 رقم 515.

ص: 346

على البريد الصدر نجم الدين محمد بن الشيخ فخر الدين عثمان بن الشيخ الفقيه صفيّ الدين أبي القاسم بن محمد بن عثمان البصراوي، الحنفي متولّيا الحسبة بدمشق، عوضا عن أمين الدين يوسف العجمي، وباشر وتكلّم في ذلك.

وركب في البلد أول يوم من السنة الجديدة وعليه الخلعة والطيلسان.

[وفاة نجم الدين أيوب البردي]

840 -

وفي ذي الحجّة توفي الشيخ نجم الدين أبو محمد، أيوب بن عبد الرحيم بن محمد بن حامد البردي

(1)

، ببعلبك.

وكان رجلا جيّدا من أهل الدين/115 أ/والأمانة، حسن السمت، ملازما للصلاة بمسجد الحنابلة.

سمع «مجلس البطاقة» من أبي سليمان بن الحافظ عبد الغني، ورواه عنه غير مرة. وكان من أصحاب الشيخ الفقيه محمد اليونيني وولده الشيخ شرف الدين.

وكان يتكسّب ببيع القطن وشرائه.

و «البردي» : نسبة إلى عمل الأبراد.

ومولده سنة أربع وعشرين وستماية ببعلبكّ.

[إخراج أخوي ابن تيميّة من الحبس وإعادتهما]

وفي يوم الخميس السابع والعشرين من ذي الحجّة طلب أخوا الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّة، وهما: شرف الدين عبد الله، وزين الدين عبد الرحمن من الحبس إلى مجلس نائب السلطنة، وحضر القاضي زين الدين المالكيّ، وجرى بينهم كلام كثير وأعيدا إلى موضعهما.

[كراهية الأمير سلار لابن تيميّة]

وفي يوم الجمعة التالي لليوم المذكور أحضر شرف الدين وحده، وحضر ابن عدلان في مجلس نائب السلطنة، وتكلّم معه، وظهر من الأمير سيف الدين سلار كراهة للشيخ وإخوته في هذا المجلس.

***

[ومن وفيات هذه السنة]

[وفاة ظهير الدين ابن محاسن]

841 -

ومات في هذه السنة ببغداد من التجار ظهير الدين ابن محاسن.

(1)

انظر عن (البردي) في: الدرر الكامنة 1/ 434 رقم 1140.

ص: 347

وكان تاجرا مشهورا. وحضر جنازته جمع كثير.

[وفاة نصير الدين الفاروقي]

842 -

ومات ببغداد أيضا في هذه السنة من الفقهاء الشيخ نصير الدين، أبو بكر عبد الله بن عمر بن أبي الرضا الفاروثي

(1)

.

وكان درّس بالمستنصرية

(2)

، وغيرها من كبار المدارس، وقدم علينا دمشق المحروسة في رمضان سنة سبع وتسعين وستماية. وكان يعرف الفقه، والأصلين، والعربية، والأدب. وكان جيّد المناظرة.

و «فاروق» : قرية من قرى شيراز.

[إلزام أهل الذمّة بالعلام]

وفي هذه السنة حضر أمير إلى بغداد من جهة ملك التتار، وألزم أهل الذّمّة بالعلام، وأبلغهم مرسوم السلطان بذلك، وأن يكون الأمر على ما كان في زمن الخليفة، وبذلوا أموالا على أن يعفوا من ذلك، فلم يقبل منهم.

[صاحب مازندران يشي بأهل جيلان]

وفي هذه السنة وشى صاحب مازندران

(3)

بأهل جيلان وهم جيرانه، وتكلّم فيهم،

(1)

انظر عن (الفاروثي) في: ذيل العبر 36 وفيه «الفاروقي» ، وذيل تاريخ الإسلام 60 رقم 112، والإعلام بوفيات الأعلام 296، ومرآة الجنان 4/ 242، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 2/ 949، وذيل طبقات الفقهاء الشافعيين للعبادي 184، والدرر الكامنة 2/ 281 رقم 2190، وشذرات الذهب 6/ 13،14، والعقد المذهب 384 رقم 1493.

(2)

في الأصل: «المنتصرية» . وقد بدأ بناء «المستنصرية» ببغداد سنة 625 وانتهى سنة 631 هـ. وهي على شاطئ دجلة، ورتّب فيها طبيب ماهر وبنيت له صفّة فاخرة مقابل المدرسة يجلس فيها فيقصده المرضى فيداويهم، وبني في حائط هذه الصفّة دائرة عجيبة الصنعة، وصوّر فيها صورة الفلك وجعل فيها طاقات صغار لها أبواب مذهبة كلّما سقطت بندقة انفتح باب من أبواب الطاقات وهو مذهب وصار مفضّضا، ومضت ساعة من الزمان، والبندقتان من شبه يقعا من فم بازين من ذهب في طاستين من ذهب، ويذهبان إلى مواضعهما، وتطلع شمس من ذهب في سماء زرقاء في ذلك الفلك مع طلوع الشمس وتدور مع دورانها وتغيب مع غيبوبتها، فإذا غابت الشمس وجاء الليل فهناك أقمار طالعة من ضوء خلفها كلما مضت ساعة تكامل الضوء في دائرة ذلك القمر، ثم بدأ في الدائرة الأخرى إلى انقضاء الليل وطلوع الشمس. عمل ذلك أخوان شابّان من أهل بعلبك، وأسكنا في حجرة إلى جانب هذه الصفّة، وأجيزا على ذلك ثمانين من الذهب وخلع وافرة. (تاريخ ابن الجزري -مخطوطة غوتا، رقم» A 1560 حوادث سنة 625 هـ.).

(3)

مازندران: بعد الزاي نون ساكنة، ودال مهملة، وراء، وآخره نون. اسم لولاية طبرستان. قال ياقوت: وما أظنّ هذا إلاّ اسما محدثا لها فإني لم أره مذكورا في كتب الأوائل. (معجم البلدان 5/ 41).

ص: 348

ونبّه على أن يكون عندهم نائب كبقيّة البلاد، وهذا أمر لم يصغ إليه أهل جيلان فيما نعلمه/115 ب/ولا وافقوا عليه، فتألّموا وردّوا ذلك، فتكلّم في عقيدتهم وأنهم يلعنون بعض الأئمّة، فرسم الملك بإرسال جيش لغزوهم، فتجهّز جيش مقدّمه قطلوشاه لقتالهم.

[وفاة الطواشي صواب السهيلي]

843 -

ومات في هذه السنة بالكرك الطواشي الكبير، الصالح، شمس الدين، صواب

(1)

السّهيليّ.

وكان له برّ ومعروف، ورباط، وتربة بالكرك. وكان كثير المال، كبير السّنّ، قارب الماية. وكان تسلّم الكرك في الأيام الظاهرية في آخر سنة أربع وسبعين وستماية.

[وفاة أمين الدين ابن الجمّيزي]

844 -

ومات في هذه السنة أمين الدين، أبو محمد، عبد الله بن عمر بن الشيخ بهاء الدين علي بن هبة الله بن سلامة بن الجمّيزيّ

(2)

بمصر.

وكان روى عن جدّه المذكور، وابن المقيّر، سمع منه الذهبيّ، والبخاري، وجماعة. ومن مسموعه «معجم الإسماعيلي» على جدّه.

[وفاة الأمير قطب الدين المعظّمي]

845 -

وتوفي الأمير الأجلّ، قطب الدين، أبو أحمد، سالم بن محمد بن سنقر بن عبد الله المعظّميّ جدّه المعروف بخدمة الأمير الطواشي بدر الدين الصوّاف.

وكانت وفاته في أوائل السنة. بلغني ذلك في شعبان. وذكر لي أنّ موته كان وقت الحصاد.

وكان رجلا جيّدا يحفظ القرآن ويصلّي بالطواشي ويلازمه سفرا وحضرا، ويتلوا

(3)

القرآن وهو يسمع ويقرأ عليه.

روى لنا عن ابن عبد الدائم، وسألته عن مولده فقال؛ كان عمري سنة المنصورة

(4)

سبع سنين، وولدت بالكرك.

[عمارة الحرم المكي الشريف]

وفي هذه السنة عمّر في الحرم الشريف بمكة بنحو ماية ألف وعشرين ألفا

(5)

.

(1)

انظر عن (صواب) في: ذيل تاريخ الإسلام 68 رقم 133، والدرر الكامنة 2/ 208،209 رقم 1984، والمنهل الصافي 6/ 355 رقم 1224، والدليل الشافي 1/ 356 رقم 1221.

(2)

انظر عن (ابن الجمّيزي) في: الدرر الكامنة 2/ 281 رقم 2192.

(3)

الصواب: «ويتلو» .

(4)

أي موقعة مدينة المنصورة بمصر التي أسر فيها الملك لويس التاسع سنة 648 هـ.

(5)

خبر عمارة الحرم في: البداية والنهاية 14/ 43.

ص: 349

‌سنة سبع وسبعماية

‌المحرّم

[وفاة الأمير المحمدي]

846 -

توفي ليلة أول من المحرّم الأمير ()

(1)

المحمّدي، ودفن بالصالحية، وحضره نائب السلطنة والأمراء، وشكرت سيرته.

وكان أميرا بطرابلس، ونقل إلى دمشق من مدّة شهرين ونحو ذلك، وسكن بالديماس.

[وفاة شرف الدين قاضي أرواح البخاري]

847 -

وفي الليلة المذكورة توفي الشيخ الفقيه، شرف الدين، قاضي أرواح البخاري، الحنفي، بالمدرسة المقدّمية بدمشق، ودفن من الغد بالصوفية.

وكان رجلا جيّدا، ساكنا، فقيها، مباركا، حسن الشكل، طويلا.

[وفاة شرف الدين شيرزاد]

848 -

وفي يوم الثلاثاء ثاني المحرّم توفي/116 أ/الصدر الكبير، شرف الدين، شيرزاد بن ممدود بن شيرزاد

(2)

بن علي الرومي، المترجم للدولة السلطانية بالقاهرة، ودفن من الغد بالقرافة.

روى لنا بدمشق عن ابن عبد الدائم.

وكان شيخا حسن الهيئة.

مولده ببعلبكّ، وأصله مصريّ، وأقام بالروم عشر سنين ثم رجع إلى القاهرة وباشر حلّ المترجمات في دولة الملك المظفّر قطز، واستمرّ على ذلك إلى أن مات

(3)

.

(1)

بياض في الأصل مقدار كلمة.

(2)

انظر عن (شيرزاد) في: الدرر الكامنة 2/ 197 رقم 1951.

(3)

وقال ابن حجر: ذكره البزالي في معجمه وقال: أنشدني لنفسه: ومن يقصد الأمر الذي ليس ممكنا ويطمع أن يمسي به وهو ظافر كباحث صخر يبتغي فيه حاجة أنامله تدمي وتحفى الأظافر

ص: 350

[غضب السلطان من الأميرين سلار والجاشنكير]

وفي أوائل المحرّم حصل تشويش بين أرباب الدولة الأكابر بالقاهرة، ووصل الخبر إلى دمشق أنّ الأمر كان مبدأه أنّ السلطان امتنع من التعليم قليلا، ثم تركه بالكلّية، وشاع في القاهرة أنه مريض ولم يكن إلاّ مغضبا.

فلما كان أول يوم من المحرّم أظهر ما عنده من الغضب على الأميرين: سلاّر والجاشنكير، واجتمع إليه مماليكه، وامتنع بالقلّة من القلعة، وجلس كل واحد من الأميرين في داره وعنده أصحابه.

فلما كان يوم الأربعاء ثالث المحرّم ظهر الأمر في البلد، وأغلقت الحوانيت، وطلع إلى القلعة جماعة من الأمراء، عليهم العدد، وصار على القلعة يزك من خارج، وركب الأعسر وجماعة، وأحاطوا بالإصطبل السلطاني والطارمة. وبات الناس ليلة الخميس كذلك، واشتدّ الأمر، وكثرت الشنائع بالأسواق. وقلّ الخبز، ونادى الوالي بفتح الأسواق والمنع من الكلام فيما لا يحق.

وفي يوم الثلاثاء راسلوا السلطان، فأجاب بقوّة نفس، ثم ضعف يوم الخميس، وأخبرهم بمن حسّن له ذلك من مماليكه، ودخل إليه الأمراء يوم الجمعة وخلع عليهم، وعاد الأمر إلى ما كان عليه، وقوي الأميران، وركب السلطان يوم الإثنين ثامن الشهر

(1)

.

[نهب الحجّاج بسوق منى]

وفي يوم الخميس الثامن عشر من المحرّم وصلت كتب الحجّاج (وفيها إنه حصل بمنى قتل ونهب، ووصل الركب والمحمل)

(2)

يوم السبت السابع والعشرين من المحرّم، وأخبروا بذلك، وأنّ مبدأ ذلك كان هوشة وقعت بالسوق بمنى، ونهب شيء، ثم تفاقم الأمر، ولم يحصل ذلك إلاّ بالسوق خاصّة، وأنّ العسكر/116 ب/انطلقوا خلف من فعل ذلك فلم يعلم، وهرب المكنّون في الجبال، وانطلق معهم جماعة من السرو إلى ذيل الجبل، فحصل فيهم قتل من العسكر، ووسّط منهم نفر يسير عند الجمرة تسكينا للأمر وإظهارا للهيبة والقدرة، وسكن الناس، ولكن بقي عندهم خوف ووجل.

‌صفر

[وفاة بدر الدين ابن الكتّاني]

849 -

وتوفي

(3)

بدر الدين، حسن بن الكتّاني أخو الشيخ الإمام زين الدين عمر يوم الخميس تاسع صفر بدمشق.

(1)

خبر غضب السلطان في: زبدة الفكرة 392، والنهج السديد 3/ 635 - 640.

(2)

ما بين القوسين عن هامش المخطوط.

(3)

مكرّرة في الأصل.

ص: 351

[عزل نائب قاضي القضاة المالكية]

وعزل قاضي القضاة المالكي نائبه محيي الدين، يحيى بن صالح بن عتيق يوم الجمعة عاشر صفر عن الحكم.

[تخلّص الأمير فتح الدين ابن صبرة من أسر التتار]

ووصل في وسط صفر الأمير فتح الدين ابن صبرة إلى دمشق من أسر التتار، وكان سبب خلاصه والغفلة عنه ما وقع عند التتار من الكسرة مع أهل كيلان، وتجهّز من دمشق إلى الديار المصرية ليخبر السلطان والأمراء بذلك فإنّ عنده الأمر على جليّته

(1)

.

[وقعة خربندا بأهل كيلان]

وحكي لنا أنّ هذه الوقعة كانت في أول المحرّم، واشتهرت في عاشوراء، ووصل خبرها إلى البلاد، وملخّصها أنّ خربندا طلب من أهل كيلان فتح طريق إلى بلادهم فيها مضرّة عليهم، وكانوا سئلوا ذلك غير مرة فلم يجيبوا إليه، فامتنعوا، فقيل لهم: أنتم باغية. فقالوا: لسنا كذلك، نحن نؤدّي الأموال، والتجار عندنا. فقيل لهم: لا بدّ من فتحه. فامتنعوا. فأمر الملك خربندا بغزوهم، وجهّز إليهم ستّين ألفا مع مقدّمين، مع قطلوشاه أربعون ألفا، ومع جوبان عشرون ألفا، فوصلوا إلى وسط بلاد كيلان. ونزل قطلوشاه مع أصحابه في صحراء، وانفرد جوبان وأصحابه في مكان آخر، ففتح الكيلانيّون سكرا من البحر في الليل، فوصل الماء إلى الجيش، ورموا أيضا نارا في أشجار وأحطاب، فاضطرمت النيران بالقرب منهم والماء صار عليهم حتى كاد يغرقهم، وحاروا في أمرهم ليلا، وأحاط الكيلانيّون بهم يصرخون عليهم، فقتل أكثرهم. /117 أ/وقتل بعضهم بعضا في اختلاط الليل وظلمته، وأصيب قطلوشاه بسهم فمات.

وأمّا أصحاب جوبان فسلم غالبهم ورجعوا مكسورين.

ورسّم الملك ثانيا بتجهيز جيش آخر لغزوهم، وساءه ما وقع في جيشه، ولكنّه فرح بموت قطلوشاه فإنه كان يخافه

(2)

.

[وفاة بدر الدين القرشي]

850 -

وفي يوم الأحد السادس والعشرين من صفر توفي الفقيه، العدل، بدر الدين، محمد بن ظهير الدين عبد الرحيم بن يحيى بن إبراهيم القرشي

(3)

ابن

(1)

خبر تخلّص الأمير في: نهاية الأرب 32/ 394.

(2)

خبر وقعة خربندا في: البداية والنهاية 14/ 44،45، والنهج السديد 3/ 641،642.

(3)

انظر عن (القرشي) في: الدرر الكامنة 4/ 15 رقم 30.

ص: 352

خطيب نابلس بالمدرسة الظاهرية بدمشق، ودفن الظهر بتربة الشيخ تاج الدين بمقابر باب الصغير.

وكان شاهدا وفقيها بالمدارس.

[وفاة نجم الدين ابن البراذعي]

851 -

وفي يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من صفر توفي الشيخ العدل نجم الدين، أيوب بن عبد المنعم بن عبد الرحيم المعروف بابن البراذعيّ، ودفن الظهر بمقابر باب الصغير.

وكان رجلا جيّدا، يشهد من مدّة طويلة بمسجد سوق القمح.

[الزلزلة بمصر]

وحصلت زلزلة بالديار المصرية ليلة الخميس تاسع صفر

(1)

.

[كسرة النيل]

وكسر النيل يوم الجمعة سابع عشر صفر بعد وفائه ستة عشر ذراعا، ثم زاد بعد ذلك

(2)

.

[اجتماع قاضي القضاة بابن تيميّة]

واجتمع قاضي القضاة بدر الدين بالشيخ تقيّ الدين ابن تيميّة في دار الأوحدي بالقلعة بكرة الجمعة رابع عشري صفر، وتفرّقا قبل الصلاة، وطال بينهما الكلام.

‌ربيع الأول

[وفاة والدة تاج الدين ابن الشيرازي]

852 -

وفي الثاني عشر من ربيع الأول توفيت والدة الصدر تاج الدين ابن الشيرازي، ودفنت بالصالحية.

[مولودة المؤلّف]

وولدت لي بنت اسمها فاطمة في يوم الجمعة بعد العصر السادس عشر من شهر ربيع الأول.

[وفاة القاضي شمس الدين الإسكندري]

853 -

وفي شهر ربيع الأول مات القاضي، الإمام، العالم، شمس الدين،

(1)

لم يذكرها السيوطي في كتابه «كشف الصلصلة عن وصف الزلزلة» ، وهي في النهج السديد 3/ 640.

(2)

خبر النيل في: نهاية الأرب 32/ 394.

ص: 353

أحمد بن أبي بكر بن منصور الإسكندري

(1)

، قاضي طرابلس، ودفن بتربته التي بمدرسته بها.

وكان فاضلا في أنواع من العلوم. واجتمع به أصحابنا المحدّثون لما توجّهوا إلى هناك في صفر من هذه السنة قبيل وفاته بقليل، وأثنوا عليه.

عاش ثلاثا وسبعين سنة. وكان ذا مال وتجارة، وفيه شجاعة، وعنده عدد للقتال، ويقاتل الفرنج، وله/117 ب/محاسن كثيرة. مرض مرضة طويلة، وحصل له عقيب المرض برسام

(2)

، فولّي غيره القضاء.

[وفاة عبد العزيز الشرابي]

854 -

وفي الخامس من شهر ربيع الأول توفي أبو محمد، عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ظافر الشرابيّ، بالقاهرة.

ومولده في ذي الحجّة سنة ثمان عشرة وستماية بمصر. وأصله من نابلس.

(روى لنا عن عبد الرحيم)

(3)

بن الطفيل. قرأت عليه عشرة أحاديث من أول الجزء الخامس من «الثقفيات» بالمارستان المنصوري بالقاهرة. وكان شرابيّا به. كتب إليّ بوفاته من القاهرة فخر الدين عبد الرحمن بن البعلبكّيّ.

[خروج تقيّ الدين ابن تيميّة من السجن]

وفي أوائل ربيع الأول وصل الأمير حسام الدين مهنّا بن عيسى إلى دمشق، وتوجّه إلى القاهرة فوصلها في تاسع عشر الشهر المذكور، وحضر بنفسه إلى السجن إلى الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّة، فأخرجه بعد أن استأذن في ذلك، فخرج يوم الجمعة الثالث والعشرين من الشهر إلى دار نائب السلطنة بالقلعة، وحضر بعض الفقهاء وحصل بينهم بحث كثير، وفرّقت صلاة الجمعة بينهم، ثم اجتمعوا إلى المغرب، ولم ينفصل الأمر. ثم اجتمعوا بمرسوم السلطان يوم الأحد الخامس والعشرين من الشهر مجموع النهار. وحضر جماعة أكثر من الأوّلين، حضر نجم الدين ابن الرفعة،

(1)

انظر عن (القاضي الإسكندري) في: ذيل مرآة الزمان 5/ورقة 283، وذيل تاريخ الإسلام 75 رقم 158، ومعجم شيوخ الذهبي 87،88 رقم 108، وتذكرة النبيه 1/ 334، وأعيان العصر 1/ 194 رقم 92، والدرر الكامنة 1/ 113،114 رقم 316، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 1/ 274،275 رقم 92، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري 2/ 57 رقم 1، والدر المنتخب في تكملة تاريخ حلب لابن خطيب الناصرية 1/ورقة 61 ب،62 أ، وآثار طرابلس الإسلامية، تأليفنا 241،242.

(2)

البر سام: مرض يصيب الرأس بالسخونة، فيؤدّي بصاحبه إلى التخليط والهلوسة.

(3)

ما بين القوسين مكرّر في الأصل.

ص: 354

وعلاء الدين الباجي، وفخر الدين ابن بنت أبي سعد، وعزّ الدين النمراوي، وشمس الدين ابن عدلان، وصهر المالكي، وجماعة من الفقهاء. ولم تحضر القضاة، وطلبوا، واعتذر بعضهم بالمرض، وبعضهم تبع أصحابه، وقبل عذرهم نائب السلطنة، ولم يكلّفهم الحضور بعد أن رسم السلطان بحضورهم. وانفصل المجلس على خير، وبات الشيخ عند نائب السلطنة، وكتب كتابا إلى دمشق بكرة الإثنين السادس والعشرين من الشهر يتضمّن بخروجه، وأنه أقام بدار ابن شقير بالقاهرة، وأنّ الأمير سيف الدين سلار، رسم بأخرة عن الأمير مهنّا أياما ليرى الناس فضله، ويحصل لهم الاجتماع به

(1)

.

ووصل مهنّا إلى دمشق يوم الخميس سادس شهر/118 أ/ربيع الآخر، وأقام ثلاثة أيام وسافر، ثم عقد للشيخ تقيّ الدين مجلس ثالث يوم الخميس سادس ربيع الآخر بالمدرسة الصالحية بالقاهرة. (وكتب بخطه حينئذ مؤمّن علينا قال الشيخ الناجي. . .

(2)

غيره وعرضوا خطه عليها، وكتب ما اتفقوا عليه وليشهد به على نفسه وقفت على ما كتب وهو مختلف لما اشتهر به ومصدّق حكاية المؤلّف)

(3)

.

‌ربيع الآخر

[وفاة الصدر جمال الدين المعروف بابن الزّقّاق]

855 -

في ليلة الأحد ثاني شهر ربيع الآخر توفي الشيخ الصدر الكبير، العدل، جمال الدين، أبو عبد الله، محمد بن أحمد بن محمود بن أبي القاسم المقرئ جدّه، المعروف بالزقّاق

(4)

، ويعرف بابن الجوخي، بداره بدمشق، وصلّي عليه ظهر الأحد بجامع دمشق، وحمل إلى تربته بسفح قاسيون، فدفن هناك، وشيّعه خلق كثير.

وكان الثناء عليه جميلا، وكان من أصحاب الثروة والعقار.

روى عن ابن طلحة، وابن عبد الدائم، وسمع من جماعة. وكان قاضيا لحوائج الناس لا يبخل بنفسه على أحد، وله صدقة ومعروف.

[وفاة بنت حسام الدين الوداعي]

856 -

وتوفيت الحاجّة بنت حسام الدين الوداعي، زوجة الصدر شمس الدين ابن غانم يوم الإثنين ثالث ربيع الآخر.

(1)

خبر ابن تيمية في: البداية والنهاية 14/ 45، والنهج السديد 3/ 643،644.

(2)

مقدار كلمتين غير مقروءتين.

(3)

ما بين القوسين عن هامش المخطوط.

(4)

انظر عن (ابن الزقاق) في: معجم شيوخ الذهبي 472،473 رقم 694، والدرر الكامنة 3/ 368 رقم 971.

ص: 355

[وفاة أمّ عبد الغفّار فاطمة]

857 -

وفي يوم الثلاثاء رابع ربيع الآخر توفّيت أمّ عبد الغفار فاطمة، أخت الصدر كمال الدين بن العطار، زوجة شرف الدين حسين بن العماد الكاتب.

[وفاة نور الدين النحوي اليمني]

858 -

والشيخ نور الدين، علي بن منصور بن زيد النحوي، اليمنيّ، نقيب الأمينية كان.

[وفاة شمس الدين الغانمي]

859 -

وشمس الدين، محمد بن الشيخ محمد بن علي الغانمي، المؤذّن بجامع دمشق، المقرئ.

[وفاة علاء الدين ابن علوان المزّي]

860 -

وعلاء الدين، علي بن شمس الدين محمد بن علي بن علوان المزّي، مفسّر المنامات والده، المعروف بالزعيم.

[وفاة المحبّ ابن قدامة المقدسي]

861 -

وفي ليلة الثلاثاء حادي عشر ربيع الآخر توفي المحبّ، أبو محمد، عبد الله بن الشمس محمد بن الشيخ العماد عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة

(1)

المقدسيّ، الحنبليّ، بالصالحية، ودفن من الغد بالمقبرة الموفقية بسفح قاسيون، على شفير الوادي.

حدّث عن الخطيب محمد بن إسماعيل حضورا، وعن ابن عبد الدائم سماعا، وسمع أيضا من إبراهيم بن خليل، والبدر عمر الكرماني، وجماعة.

ومولده سنة إحدى وخمسين وستماية بسفح قاسيون.

[وفاة زين الدين عبد المؤمن المالكي]

862 -

وفي يوم الثلاثاء ثامن عشر ربيع الآخر توفي الشيخ العدل، زين الدين، عبد المؤمن المالكيّ، خال القاضي بدر الدين، /118 ب/ولد قاضي القضاة جمال الدين المالكي، ودفن من الغد بسفح قاسيون.

[نيابة الحكم عن قاضي القضاة]

وفي أوائل ربيع الآخر وصل إلى دمشق من القاهرة القاضي شرف الدين،

(1)

انظر عن (ابن قدامة) في: الدرر الكامنة 2/ 293 رقم 2213.

ص: 356

عيسى بن مسعود بن المنصور الزواوي، المالكيّ، وحكم نيابة عن قاضي القضاة جمال الدين، عوضا عن نائبه محيي الدين وذكر درسا بالجامع، وظهرت فضيلته وفصاحته، وأقام سنتين بها ثم عزل وعاد إلى القاهرة.

[إطلاق حصن الصبيبة للأمير بكتمر المنصوري]

ووصل إلى حصن الصبيبة

(1)

الأمير سيف الدين، بكتمر أمير جاندار المنصوري، الناصري، أطلقت له، وتوجّه إليه وكيله شيخ الشيوخ تقيّ الدين ابن الزكيّ، ورجع من عنده بخلعة بطرحة، ولبسها يوم الجمعة رابع عشر ربيع الآخر.

[وفاة علاء الدين علي ابن بدر الدين محمد]

863 -

وتوفي علاء الدين، علي بن الشيخ الإمام بدر الدين، محمد بن الشيخ العلاّمة جمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك، ليلة الثلاثاء الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر، وصلّي عليه من الغد بالجامع، ودفن بمقبرة باب الصغير على والده.

وكان شابا حسنا، بلغ العشرين من العمر، وحفظ «التنبيه» ، وحصل التأسّف عليه لشبابه وجماله وعقله وسكونه.

[وفاة شرف الدين ابن دبيس الحمصي]

864 -

وفي يوم الخميس السابع والعشرين من ربيع الآخر توفي الشيخ الأمين، العدل، شرف الدين، أبو بكر، محمد بن

(2)

الفتح بن سعد الله بن دبيس الحمصيّ، الشاهد بمسجد البياطرة، ودفن من يومه بمقابر باب الصغير.

روى «جزء ابن عرفة» عن ابن عبد الدائم، ولم يكن يرتزق بغير الشهادة، وكان مواظبا لها إلى أن مات.

ومولده سنة خمس وثلاثين وستماية تقريبا بحمص.

[مقتل بولاي مقدّم التتار]

865 -

ووصل في ربيع الآخر الخبر إلى دمشق بأنّ ملك التتار قتل بولاي

(3)

، وأنه أرسل إلى أهل جيلان رسولا وهو الشيخ براق الذي كان قدم دمشق في السنة

(1)

الصبيبة: بضم الصاد المهملة وفتح الباء الموحّدة وسكون المثنّاة التحتية وباء موحّدة ثانية وهاء في الآخر. حصن قرب بانياس. (تقويم البلدان 248) وخبرها في: النهج السديد 3/ 640.

(2)

مكرّرة في الأصل.

(3)

انظر عن (بولاي) في: أعيان العصر 2/ 70،71 رقم 487، وتذكرة النبيه 1/ 245، وعقد الجمان (4) 44،45، و 235 - 238 و 282 - 284، والنهج السديد 3/ 643.

ص: 357

الماضية، وأنهم قتلوه، وأنه غضب عليهم، وجهّز إليهم جيشا، وأقام هو بالقرب من بلادهم ببلاد مازندران.

‌جمادى الأولى

[وفاة الأمير أيدمر الكرجي]

866 -

في أول يوم من جمادى الأولى توفي الأمير الأجلّ، الفاضل، عزّ الدين، أيدمر

(1)

بن عبد الله الحر الكرجي، المعروف بالسنائي، ودفن/119 أ/ بعد العصر بحرم مسجد بحظيرة الشيخ ثابت.

وكان معروفا بالشعر الجيد، وله مدح في الأكابر، وله يد باسطة في تعبير الرؤيا.

حضرته يوما عند قاضي القضاة نجم الدين ينشده قصيدة نظمها في مدحه طايبة.

ومات شيخا.

كان عتيق أقطوان الحاجبي والي قليوب، وورثه ولده إبراهيم بالولاء.

[وفاة الأمير مغلطاي البيسري]

867 -

وفي ليلة الإثنين ثاني جمادى الأولى توفي الأمير الكبير، علاء الدين، مغلطاي

(2)

بن عبد الله الحرّ البيسري، أحد الأمراء بدمشق، وصلّي عليه ضحى بسوق الخيل، وحضر نائب السلطنة، ودفن بالجبل.

وكان أميرا جيّدا، وله معرفة بالطيور وأمراضها.

[الخلعة على ابن الرقاقي]

وفي هذا اليوم خلع على الصاحب أمين الدين ابن الرقاقيّ، وركب إلى مجلس نائب السلطنة بسوق الخيل.

[تجريد جيش إلى الرحبة]

وجرّد طائفة من الجيش إلى الرحبة في اليوم المذكور، ومقدّمهم الأمير الكبير علاء الدين، أيدغدي بن عبد الله شقير المنكودمري، الحساميّ.

وهو من فرسان المسلمين.

[وفاة التاج قاسم الرومي]

868 -

وفي يوم الخميس خامس جمادى الأولى توفي التاج، قاسم الروميّ،

(1)

انظر عن (أيدمر) في: الدرر الكامنة 1/ 428 رقم 1123.

(2)

انظر عن (مغلطاي) في: زبدة الفكرة 401، ونهاية الأرب 32/ 134، وأعيان العصر 5/ 431، 432 رقم 1861، والدرر الكامنة 4/ 355 رقم 965.

ص: 358

الساكن كان بالأمينية، صاحب القاضي إمام الدين، ودفن آخر النهار بمقبرة الصوفية.

وكان رجلا جيّدا، من أهل القرآن، وأخذ له القاضي، رحمه الله تعالى، خبزا في الحلقة. وبقي مستمرّا عليه إلى حين مرضه. تركه لسعد الدين ولد القاضي وصار جنديّا عوضه.

[وفاة شمس الدين ابن بدران السرّاج]

869 -

وفي يوم الثلاثاء عاشر جمادى الأولى توفي شمس الدين، أبو عمر، محمد بن شيخنا الحاج عبد الكريم بن عبد الله بن بدران السرّاج، ودفن ضحى يوم الأربعاء بسفح قاسيون ظاهر دمشق عند والده.

وكان شابا.

مولده بعد سنة ستين وستماية.

حدّث ب «جزء ابن عرفة» ، و «جزء ابن الفرات» عن ابن عبد الدائم، وكان عنده أثبات ومسموعات. اعتنى به أبوه وأسمعه كثيرا. وكان صاحب حانوت بقيسارية سيف.

[طلب الأمير قطلوبك إلى الرحبة]

وفي يوم السبت رابع عشر جمادى الأولى (خرج)

(1)

طلب الأمير الكبير سيف الدين، قطلوبك الكبير المنصوريّ بتجمّل عظيم واحتفال زائد إلى الرحبة

(2)

.

[وفاة أسماء بنت العماد أبي بكر]

870 -

وفي ليلة الإثنين سادس عشر/119 ب/جمادى الأولى توفيت أم محمد، أسماء

(3)

بنت العماد أبي بكر بن الجمال أحمد بن عمر بن أبي بكر المقدسيّ، زوجة السيف بن الرضيّ، بسفح جبل قاسيون، ودفنت ضحى نهار الإثنين هناك.

روت شيئا يسيرا بالإجازة عن محيي الدين ابن الجوزيّ، وعلي بن عبد العزيز بن الأخضر. وكانت امرأة صالحة، خيّرة، أصيبت بعدّة بنات وصبرت واحتسبت.

[وفاة الأمير ركن الدين بيبرس العجمي]

871 -

وفي يوم الأحد منتصف جمادى الأولى توفي الأمير الكبير، ركن الدين، بيبرس

(4)

العجمي

(5)

، الصالحي المعروف بالجالق، ظاهر الرملة

(1)

عن الهامش.

(2)

خبر قطلوبك في: النهج السديد 3/ 644.

(3)

انظر عن (أسماء) في: معجم شيوخ الذهبي 149،150 رقم 194.

(4)

انظر عن (بيبرس) في: نهاية الأرب 32/ 135، وذيل تاريخ الإسلام 74 رقم 151، والدرر الكامنة 1/ 508 رقم 1376، وزبدة الفكرة 401، والنهج السديد 3/ 645،646.

(5)

في زبدة الفكرة «النجمي» .

ص: 359

في إقطاعه وخبزه، وحمل إلى القدس الشريف فدفن به.

وكان أميرا كبيرا من الجمدارية في أيام الملك الصالح. وأمّره الملك الظاهر، وكان كثير الأموال.

[وفاة أمّ أحمد تاج العرب]

872 -

وفي بكرة الثلاثاء الرابع والعشرين من جمادى الأولى توفيت الشيخة أمّ أحمد

(1)

تاج العرب بنت شيخنا الصاحب شمس الدين المسلم بن محمد بن المسلم بن علاّن القيسي، ودفنت في الرابعة من النهار المذكور بتربة خارج باب الصغير. وحضر جمع كبير.

وكان مولدها تقريبا سنة عشرين وستماية.

روت عن عمّ أبيها أسعد، وتفرّدت بالرواية عنه. ولها إجازة جماعة من الدمشقيّين. منهم: إبراهيم بن أبي اليسر، وأحمد بن أحمد بن أسد، والقاضي شرف الدين إسماعيل الشيباني، الحنفي، وإسماعيل بن الماشطة، والفضل بن عقيل العباسي، وزين الأمناء بن عساكر، وابن صبّاح، وابن باسويه، وابن غسّان، والمسلم المازني، وابن الشيرازيّ.

وكانة شيخة رباط بلدق.

[وفاة الحاج ناهض بن فهد]

873 -

وفي يوم الجمعة السابع والعشرين من جمادى الأولى توفي الحاج، ناهض بن محمد بن فهد، الفاميّ بالصالحية، وصليّ عليه عقيب الجمعة، ودفن هناك.

وكان رجلا جيّدا، مشكور السيرة، ملازما لسماع الحديث معنا، وحجّ تسع مرات، وزار القدس، ومات بعد وصوله منه بأيام، وحضر جنازته جمع كبير، وحضر أهل السوق كلهم وقرأوا {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}

(2)

. وأجمع الناس على الثناء عليه.

سمع من الشيخ شمس الدين وجماعة من شيوخ الصالحية.

[وفاة الشهاب أحمد ابن المعروف بالبرشت]

874 -

وفي العشر الأخير من جمادى الأولى/120 أ/توفي الشهاب، أحمد ابن المعروف بالبرشت.

(1)

انظر عن (أم أحمد) في: ذيل تاريخ الإسلام 75 رقم 154، ومعجم شيوخ الذهبي 159 رقم 206، وأعلام النساء 1/ 164.

(2)

أول سورة الإخلاص.

ص: 360

وكان من الفقراء بالصالحية، يلوذ بالقاضي تقي الدين ابن الزكيّ، وبالشيخ محمد بن أبي الزهر.

[وفاة إسماعيل بن الصابوني]

875 -

ومات في جمادى الأولى إسماعيل بن الصابونيّ. تاجر مشهور، وخلّف نحو المايتي ألف درهم.

وكان له أخ فقير فورثه وأعتق مماليكه قبل دفنه فرحا وسرورا بما حصل له.

[وفاة بهاء الدين بن عوض المصري]

876 -

وتوفي بهاء الدين ابن عوض المصري الصغير يوم الإثنين سلخ جمادى الأولى، ودفن بباب الصغير.

وكان شابا فاضلا، مشتغلا بالعلم. ورد علينا دمشق وأقام مدّة ثم توجّه إلى حماه فأقام عند قاضيها نحوا من سنتين واغتبط به ولازمه، ثم ورد دمشق مريضا فأقام بالبيمارستان أياما يسيرة ومات. ولم يره أحد من الفقهاء والأصحاب، ولا حصل لهم به اجتماع، ومنهم من لم يبلغه خبره إلاّ بعد موته.

[نظارة الجامع بدمشق]

وعزل ناصر الدين ابن عبد السلام نفسه عن نظر الجامع في جمادى الأولى، وبقي الأمر والكلام إلى المتكلّم يومئذ في الأوقاف الملك الكامل، والديوان خال من ناظر.

ثم إنّ الناظر المذكور باشر بعد ذلك.

[وفاة قاضي بيسان]

877 -

وفي ليلة السبت الثامن والعشرين من جمادى الأولى توفي القاضي ناصر الدين البانياسي، قاضي بيسان بها.

‌جمادى الآخرة

[وفاة شمس الدين ابن النحاس]

878 -

وفي أول يوم من جمادى الآخرة توفي شمس الدين، محمد، المعروف بابن النحاس، أخو شهاب الدين، أحمد المقرئ، الحنفيّ، وحمل إلى الصالحية.

وكان رجلا جيّدا، مشكورا، وجاوز الثمانين، وكان يصحب بني القلانسيّ، وكان عنده وديعة ألف دينار للصاحب ابن السلعوس، فلما حضره الموت طلب ولده ودفعها إليه، ومات في ذلك اليوم، فرسّم على ولد الصاحب وأخذت منه، ثم سعى له في تحصيل نصفها فقبضه.

ص: 361

[وفاة صالح البطائحي]

879 -

وفي ليلة الأربعاء ثاني جمادى الآخرة مات الشيخ صالح البطائحيّ، شيخ المنيبع.

وكان شيخا مشهورا بين طائفته وأرباب/120 ب/حرفته، ونفق في وقت على الأمير بدر الدين بيدرا.

ولما دخل العدوّ إلى دمشق عرفه منهم جماعة وأكرموه ونزل عنده قطلوشاه.

[وفاة عمر السعودي]

880 -

وفي هذا اليوم مات الشيخ عمر السعوديّ

(1)

بالقاهرة، وصلّي عليه بجامع دمشق بالنّيّة

(2)

في ثالث رجب.

[وفاة فاطمة بنت شهاب الدين المقدسي]

881 -

وفي ليلة الجمعة رابع جمادى الآخرة توفيت أمّ الحسن، فاطمة بنت الشيخ الإمام العلاّمة، شهاب الدين أبي القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسيّ، المعروف أبوها بأبي شامة، بظاهر دمشق، بالعقيبة، ودفنت بكرة الجمعة بمقابر باب الفراديس في قبر والدها، رحمه الله.

ومولدها سنة ثلاثين وستماية.

ولها إجازة ابن الزبيديّ، وجماعة. وسمعت من إبراهيم بن الخشوعيّ، وروت.

وكانت زوجة نجم الدين، عبد الرحمن بن محمد بن علي المرّاكشيّ.

[الصلاة على غائبين]

وفي يوم الجمعة رابع جمادى الآخرة صلّينا بجامع دمشق عقيب الجمعة على غائبين، وهما:

882 -

القاضي، الإمام، شرف الدين النشائي، الحاكم بمدينة بلبيس.

*-والأمير الكبير، ركن الدين المعروف بالجالق

(3)

.

(1)

انظر عن (السعودي) في: زبدة الفكرة 401، ونهاية الأرب 32/ 135، والسلوك ج 2 ق 1/ 41، والدرر الكامنة 3/ 197 رقم 475 واسمه:«عمر بن يعقوب بن أحمد السعودي» ، والدليل الشافي 1/ 507 رقم 1766، والمنهل الصافي 8/ 336 رقم 1773، والنجوم الزاهرة 8/ 228.

(2)

وقال ابن حجر: أحد أتباع الشيخ أبي السعود، كانت له وجاهة وكان مقداما، ونال حظوة في أيام المنصور قلاون، وكان كثير البرّ للفقراء، موصوفا بالمرؤة.

(3)

تقدّمت ترجمته برقم 871.

ص: 362

وسألت قاضي القضاة نجم الدين عن شرف الدين المذكور فأثنى عليه، وذكر أنّه كان مشكور السيرة، وأنّه ولي عوضه، عزّ الدين الهكّاري قاضي الفيّوم، صهر بدر الدين ابن الجوهريّ.

[ترك الكلام في أمر الأشراف]

وحصل يوم الثلاثاء أول جمادى الآخرة بدار العدل كلام مع قاضي القضاة نجم الدين في أمر الأشراف أوجب ذلك أنه ترك الكلام فيهم، وعزل ابن أخته عن نظر ديوانهم، وطلب جماعة من الأشراف أنه يولّي أمرهم للشريف زين الدين ابن عدنان، ويكون نقيبا على قاعدة المتقدّمين يحكم فيهم ويثبت نسبهم، وينظر في مالهم.

[وفاة رشيد الدين ابن أبي القاسم البغدادي]

883 -

وفي يوم الأربعاء قبيل الظهر تاسع جمادى الآخرة توفي الشيخ الإمام، رشيد الدين

(1)

، أبو عبد الله، محمد بن أبي القاسم عبد الله بن عمر بن أبي القاسم البغداديّ، بها، ودفن من الغد يوم الخميس بمقبرة الإمام أحمد، رضي الله عنه.

وكان مسند العراق، وشيخ المستنصرية.

/121 أ/روى عن: عمر بن كريم، والسهرورديّ، وابن روزبه، والعلبي، والحسن بن الأمير السيّد، وعلي بن الحسين بن يوجن

(2)

، وعبد العزيز بن خلف، وابن بهروز، وابن اللتّي، وابن القبّيطي، وابن الخازن، وغيرهم. وله إجازة الحسن بن الجواليقي، والداهري، وجماعة.

ومولده ببغداد ليلة الثلاثاء الثالث والعشرين من ذي الحجّة سنة ثلاث وعشرين وستماية.

[وفاة زين الدين ابن أبي العزّ بن العنبري]

884 -

وفي ليلة السبت ثاني عشر جمادى الآخرة مات زين الدين، محمد بن الشيخ برهان الدين إبراهيم بن عبد الكريم بن أبي العزّ بن العنبري، التنوخيّ، ودفن من الغد بمقبرة باب الفراديس في قبر جدّ أمّه النصير المؤذّن.

وكان شابا لم يبلغ العشرين، وحفظ «التنبيه» وفهم، وقرأ شيئا في الفرائض، وتأسّف عليه الناس لعقله وشبابه، ونباهته، وفجع به أبواه آجرهما الله تعالى.

[وفاة شرف الدين ابن غيلان البعلبكي]

885 -

وفي منتصف جمادى الآخرة وصل الخبر إلى دمشق بموت الشيخ

(1)

انظر عن (رشيد الدين) في: معجم شيوخ الذهبي 507،508 رقم 752، والمعين في طبقات المحدّثين 227، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 353 وشذرات الذهب 6/ 16.

(2)

مهملة في الأصل. والتقييد من معجم الشيوخ 507.

ص: 363

الصالح، الفقيه، العالم، الزاهد، العابد، المجتهد، بقيّة السلف، شرف الدين، أبي الحسن بن حصن بن غيلان البعلبكيّ، الحنبليّ، إمام مهد عيسى عليه السلام بالقدس الشريف.

وكان رجلا صالحا، مجتهدا في العبادة، أقام بالقدس مدّة إلى حين موته.

روى الحديث عن: ابن عبد الدائم، وسمع من الفقيه محمد اليونينيّ، ومن خطيب مردا، وغيرهم.

وكان فيه إحسان إلى من يقرأ عليه ويلوذ به.

جاوز ثمانين سنة.

[توجّه الأمير بهادر آص إلى الرباط بحلب]

وتوجّه الأمير الكبير، سيف الدين، بهادر آص وجماعة من الأمراء يوم الإثنين رابع عشر جمادى الآخرة إلى الرباط بحلب، وشيّعه نائب السلطنة.

وقبل ذلك كان توجّه الأمير الكبير سيف الدين قطلوبك الكبير وجماعة معه إلى الرحبة.

[وفاة الصاحب تاج الدين المعروف بابن حنا]

886 -

وفي ليلة السبت خامس جمادى الآخرة توفي الصاحب الكبير، الصدر، العالم، تاج الدين، محمد بن الصاحب فخر الدين محمد بن الصاحب الكبير بهاء الدين علي بن محمد بن سليم المصري، المعروف بابن حنا

(1)

، بمنزله ببركة الحبش، وحمل إلى تربته بالقرافة جوار الفخر الفارسي قريبا من الإمام الشافعيّ، رضي الله عنه، وصلّى/121 ب/عليه أخو المرجاني، ثم الشيخ تقيّ الدين، وجماعة. وكانت جنازته مشهودة.

[وفاة عبد السيد]

887 -

وصلّي عليه بجامع دمشق مع غائب آخر مات بالكرك، وهو الشيخ عبد السيد، شيخ مشهور هناك، صاحب زاوية وفقراء في ثامن عشر جمادى الآخرة.

(1)

انظر عن (ابن حنا) في: زبدة الفكرة 401، ونهاية الأرب 32/ 133، والدرّ الفاخر 152، ومعجم شيوخ الذهبي 565 رقم 840، وذيل تاريخ الإسلام 72،73 رقم 145، وذيل العبر 38، ومرآة الجنان 4/ 242، والوافي بالوفيات 1/ 217 رقم 146، وأعيان العصر 5/ 112 - 127 رقم 1730، وفوات الوفيات 2/ 315 رقم 318، وتذكرة النبيه 1/ 265، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 168، والسلوك ج 2 ق 1/ 41، والمقفّى الكبير 7/ 111 - 117 رقم 3202، والدرر الكامنة 4/ 352 رقم 4412، وعقد الجمان (4) 373 و 475، والنجوم الزاهرة 8/ 215، والدليل الشافي 2/ 690 رقم 2363.

ص: 364

ومولد الصاحب تاج الدين يوم الخميس سابع شعبان سنة أربعين وستماية بمصر.

وحدّث ب «جزء الذهليّ» عن السبط بالقاهرة، ودمشق، وولّي الوزارة بالديار المصرية غير مرة. وكان فيه فضيلة ومعرفة وخبرة، وحسن خلق، وجودة طباع، وفصاحة لفظ، ومحبّة للدين وأهله، حجّ مرّات، وكان يقصد زيارة القدس كثيرا، وبنى به رباطا، ووقف عليه، وسمع أيضا من شرف الدين المرسي. وقدم دمشق سنة سبع وستين وستماية. وسمع من ابن عبد الدائم، وابن أبي اليسر، وجماعة.

[وفاة جمال الدين ابن عبد السيّد الحصيري]

888 -

وفي يوم الإثنين الحادي والعشرين من جمادى الآخرة توفي جمال الدين، محمود بن القاضي نظام الدين أحمد بن الشيخ الإمام جمال الدين محمود بن أحمد بن عبد السيّد الحصيري، الحنفيّ، وصلّي عليه بعد العصر بجامع دمشق، ودفن بالصوفية.

وكان إمام المدرسة النورية، ويشهد تحت الساعات.

[وفاة العماد ابن عازر اللحام]

889 -

وفي يوم الإثنين الحادي والعشرين من جمادى الآخرة توفي الشيخ العماد، أحمد بن عبد الرحيم بن محمد بن عبد الله بن عازر اللحّام

(1)

، الصالحي، بسفح قاسيون، ودفن من هذا اليوم هناك.

ومولده في سنة ستّ وعشرين وستماية بسفح قاسيون.

وكان رجلا جيّدا، ظهر له سماع ميعاد في «الدارميّ» على ابن اللتّي، فقرئ عليه، وسمع منه الطلبة.

[وفاة أبي يعقوب المرّيني]

890 -

وقرئ كتاب من ديار مصر بحضور قاضي القضاة جمال الدين المالكي في السادس والعشرين من جمادى الآخرة، وفيه: إنه وصلت الأخبار بموت أبي يعقوب المرّيني

(2)

، وقام في الأمر بعده ولد ولده.

[الخطبة بمكة المكرّمة]

وذكر لي شهاب الدين أحمد بن أبي القاسم في جمادى الآخرة: أنه خرج من مكة في النصف من ربيع الأول من هذه السنة بعد أن حضر المولد النبويّ، وأنّ/

(1)

انظر عن (اللحام) في: الدرر الكامنة 1/ 171 رقم 440.

(2)

انظر عن (المرّيني) في: النهج السديد 3/ 644.

ص: 365

122 أ/الخطبة بمكة للسلطان الملك الناصر صاحب مصر، ثم للملك المؤيّد هزبر الدين داود صاحب اليمن، ثم للأميرين الشريفين: عزّ الدين حميضة، وأسد الدين رميثة، ابني أبي نميّ، وأنّ إخوتهما: عماد الدين أبا الغيث، وسيف الدين عطيفة يومئذ بديار مصر، وأنّ بين مكة وأبيات حسين بليدة من أول اليمن نحو عشرة أيام في البحر، وأنّ اليمن جميعه نحو ربع الشام.

[وفاة أمين الدين ابن رجب الحنفي]

891 -

وفي ليلة الأحد السابع والعشرين من جمادى الآخرة مات الشيخ الصدر، المقرئ، المجيد، أمين الدين، يوسف بن محمد بن رجب

(1)

الحنفيّ، المحتسب، ودفن من الغد بمقبرة الصوفية، بتربة له كان دفن فيها شيخه شمس الدين الأيكي.

وكان مشكورا في الحسبة، أقام سنين متولّيها، وعزل منها قبل موته بنحو نصف سنة، ومات وهو ناظر البيمارستان النوري، وكان له علق، ووكالة لجماعة من الأمراء، وكان موصوفا بالأمانة والكفاءة في جميع ذلك.

مات في عشر الستين، وولي عوضه نظر البيمارستان الشيخ الإمام كمال الدين ابن الزملكاني، فباشره في سادس رجب.

[وفاة المرأة الحرّانية]

892 -

وفي يوم الإثنين الثامن والعشرين من جمادى الآخرة ماتت المرأة الحرّانية المقيمة بدرب العدس، ودفنت بالصالحية.

وكانت شيخة كبيرة، وردت من حرّان وهي عجوز، وأقامت بدرب العدس أربعين سنة لم تخرج منه لا إلى حمّام ولا إلى غيره، وذكروا أنها قاربت الماية أو جاوزتها.

[وفاة ناصر الدين الحموي المعروف بابن المغيزل]

893 -

وفي العشر الأخير من جمادى الآخرة توفي الشيخ الفقيه، الإمام، الزاهد، ناصر الدين، عبد الرحمن بن شيخنا تاج الدين أحمد بن محمد بن محمد بن نصر الله الحمويّ، المعروف بابن المغيزل

(2)

، بحماه.

وكان مدرّس العصرونية هناك. وكان فقيها صالحا، ديّنا، كثير التواضع والعبادة.

رافقته في الحجّ سنة ثمان وثمانين وستماية.

(1)

انظر عن (ابن رجب) في: الدرر الكامنة 4/ 468 رقم 1287.

(2)

انظر عن (ابن المغيزل) في: أعيان العصر 3/ 23،24 رقم 929، والدرر الكامنة 2/ 325 رقم 2285، وذيل مفرّج الكروب (بتحقيقنا) 20 رقم 5 وفيه «عبد الرحيم» .

ص: 366

‌رجب

[خروج المحمل]

وأخرج المحمل يوم الإثنين سادس رجب، وأعلم الناس بالحجّ.

[وفاة شمس الدين ابن هلال الأزدي]

894 -

وفي يوم الأربعاء بعد العصر ثامن رجب توفي الفقيه، الصدر، العدل، شمس الدين، أحمد بن/122 ب/الشيخ أمين الدين، محمد بن محمد بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الواحد بن محمد بن المسلم بن الحسن بن هلال الأزدي

(1)

، ببيته بالمدرسة العزيزية بدمشق، ودفن ضحى نهار الخميس بسفح قاسيون

(2)

.

وكان رجلا جيّدا، منقطعا عن الناس، كثير الأمراض، وأصيب بجملة من ماله، ووجد لذلك مشقّة. وأسمعه عمّه على جماعة. وحدّث بشيء يسير عن ابن أبي اليسر بدمشق والقاهرة.

[وفاة جمال الدين الحرّاني]

895 -

وفي يوم السبت الثامن عشر من رجب توفي جمال الدين، يوسف بن عمر بن نصّار الحرّاني، التاجر، بفرجة البطاين.

وكان رجلا جيّدا، وله عدّة أولاد، وتضعضع حاله قبل موته، وظهر عليه ديون.

مات في عشر السبعين.

[توجّه نائب السلطنة إلى القدس]

وفي يوم الإثنين العشرين من رجب توجّه ملك الأمراء الأمير جمال الدين نائب السلطنة بدمشق، وصحبته جماعة من الأمراء، وقاضي القضاة نجم الدين، وناظر الديوان، وناظر الجيش، وصاحب ديوان الإنشاء، وجماعة كبيرة إلى القدس الشريف.

وعاد نائب السلطنة في تاسع شعبان والجماعة قبله وبعده بعد الزيارة.

[وفاة جمال الدين ابن أبي الحجّاج العدوي]

896 -

وفي عشيّة الأربعاء الثاني والعشرين من رجب توفي الفقيه العدل، جمال الدين، يوسف بن الشيخ نجم الدين حسين بن عبد الله بن الحسن بن عبد الله بن حمزة بن أبي الحجّاج العدويّ، وصلّي عليه عقيب الظهر من يوم

(1)

انظر عن (الأزدي) في: معجم شيوخ الذهبي 77، رقم 92.

(2)

وقال الذهبي: مات كهلا، أفادنا عنه أبو محمد البرزالي: توفي سنة عشر وسبعمائة أو بعدها. وبخطّي سنة سبع في المسوّدة.

ص: 367

الخميس بجامع دمشق، ودفن بمقبرة بني الشيرجي بمقابر باب الصغير، رحمه الله.

وكان رجلا حسنا، أحد الشهود، وفقهاء المدارس. وحدّث بشيء يسير عن ابن أبي اليسر. وكان سمع الكثير بإفادة ابن جعوان، وكان بينهما قرابة.

[سفر جماعة من المصريين إلى الحجاز]

وتوجّه جماعة من المصريين إلى الحجاز الشريف في السابع والعشرين من شهر رجب فوق ألفي راحلة، من جملتهم الشيخ ابن عبّود مع أمير من الأمراء.

[وفاة نور الدين الفندقي]

897 -

وفي يوم الأربعاء مستهلّ رجب توفي الشيخ الفقيه، الإمام، العالم، نور الدين، أبو الحسن، علي بن عبد الحميد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله الفندقي

(1)

، بقريته عند أهله، ودفن هناك.

وكان فقيها، فاضلا، صالحا، عفيفا، من أعيان الفقهاء. وأضرّ آخر عمره، وتوجّه إلى البلاد، وأقام سنة ومات.

وروى عن الشمس بن سعد، وابن عبد الهادي، وسمع من/123 أ/خطيب مردا، وابن عبد الدائم.

ومولده تقريبا سنة خمس وثلاثين وستماية بقرية فندق الشيوخ بجبل نابلس، وسافر به أبوه إلى الديار المصرية سنة تسع وثلاثين وستماية. وسكن بلبيس سنين، ثم قدم دمشق سنة تسع وأربعين وستماية، ثم دخل القاهرة مرة أخرى. وسمع من الرشيد العطار، وغيره.

[وفاة نجم الدين المقرئ]

898 -

وفي شهر رجب هذا توفي الشيخ الإمام، نجم الدين، أبو العباس، أحمد بن غزّال

(2)

بن مظفّر بن يوسف بن قيس المقرئ، بواسط، ودفن بمقبرة البلد المعروفة بمسجد زنبور.

وكان شيخ الإقراء بواسط. وسمع كثيرا من المرجّى

(3)

بن شقيرة، من ذلك «جزء ابن عرفة» .

ومولده في ثاني عشر شهر رمضان سنة سبع وعشرين وستماية بواسط.

(1)

انظر عن (الفندقي) في: معجم شيوخ الذهبي 370 رقم 533.

(2)

انظر عن (ابن غزّال) في: الدرر الكامنة 1/ 233،234 رقم 597.

(3)

في الأصل: «المرجا» .

ص: 368

‌شعبان

[وفاة ابن بديع التركستاني]

899 -

في مستهلّ شعبان مات محمد بن

(1)

الفقيه نجم الدين عمر بن بديع التركستاني، الحنفيّ، ودفن بالصوفية.

وكان شابّا يقرأ على الجنائز مع الشهاب المقرئ.

[وفاة منتجب الدين ابن الزكيّ القرشي]

900 -

وفي يوم الجمعة ثامن شعبان توفي الشيخ الأمين، الزاهد، الأصيل، منتجب الدين

(2)

علي بن المنتجب علي بن الظهير عبد الواحد بن عبد الرحمن بن سلطان بن الزكيّ، القرشي، بالتربة الصلاحية بالكلاّسة، ودفن ضحى السبت بالجبل.

وكان رجلا جيّدا، مشكورا، منقطعا عن الناس، متقنّعا.

وروى الحديث عن ابن مسلمة، وسمع أيضا من المعظّم تورانشاه بن صلاح الدين، وابن عبد الدائم، وكمال الدين ابن أبي جرادة، وغيرهم.

ومولده في أواخر سنة إحدى وأربعين وستماية.

[وفاة موفّق الدين الأعناكي]

901 -

وفي يوم الإثنين بعد العصر حادي عشر شعبان توفي موفّق الدين، علي بن الشيخ شهاب الدين أحمد بن الشيخ علي بن حسّان الأعناكي، الجعفريّ، المعروف جدّه بالفرّاء، من أهل الصالحية، ودفن ضحى يوم الثلاثاء ثاني عشره عند والده تحت برج ابن الحكيم بالجبل، رحمه الله.

وكان رجلا (جيّدا)

(3)

، حسن الخلق، مواظبا على الخير، وسمع معنا كثيرا، وقرأ بنفسه، وكتب بخطّه. سمع من ابن البخاري وحدّث عنه. وكان مرضه بالخوانيق جمعة.

[وفاة شرف الدين المخزومي المعروف بالقيسراني]

902 -

وفي يوم الجمعة مستهلّ شعبان توفي القاضي، (الصدر)

(4)

الكبير، شرف الدين، محمد بن الصاحب فتح الدين عبد الله بن محمد بن أحمد بن

(1)

الصواب: «ابن» .

(2)

انظر عن (منتجب الدين) في: معجم شيوخ الذهبي 374 رقم 539، والدرر الكامنة 3/ 86 رقم 186.

(3)

كتبت فوق السطر.

(4)

عن هامش المخطوط.

ص: 369

خالد بن محمد بن نصر بن صغير

(1)

القرشي، المخزومي، المعروف بابن/123 ب/ القيسرانيّ. أحد أعيان الموقّعين بالديار المصرية. وكانت وفاته بالقاهرة بعد العصر، ودفن يوم السبت بالقرافة الصغرى، وحضره جمع كبير.

وكان مشكور السيرة، حسن الطريقة، متواضعا، كثير التلاوة، محبّا للخير وأهله، لا يذمّ أحدا ولا يتعرّض لغيبة مسلم، ولديه فضيلة وافرة في فنّه، وبيته بيت مشهور.

روى «جزء ابن عرفة» عن ابن عبد الدائم، وسمع من الفقيه محمد اليونيني، وإبراهيم بن خليل، وجماعة.

ووصل خبره إلينا بدمشق، وصلّي عليه يوم الجمعة نصف الشهر المذكور.

ومولده في أحد الجماديين من سنة ثمان وأربعين وستماية بحلب

(2)

.

[انتقال الأمير بكتمر من الصبيبة إلى نيابة صفد]

وفي شعبان انتقل الأمير الكبير سيف الدين بكتمر

(3)

أمير جندار

(4)

المنصوري

(1)

انظر عن (ابن صغير) في: نهاية الأرب 32/ 135، والدرر الكامنة 3/ 481،482 رقم 1287، وأعيان العصر 4/ 529 - 532 رقم 1629، والوافي بالوفيات 3/ 370.

(2)

وقال الصفدي: أخبرني شيخنا الحافظ أبو الفتح بن سيّد الناس قال: كان القاضي شرف الدين قد توجّه صحبة السلطان إلى غزوة، فرأيته في المنام كأنه منصرف عن الوقعة، وقد نصر الله المسلمين فيها على التتار، فأخبرني بما فتح الله به، فنظمت في المنام بيتين واستيقظت ذاكرا للأول منهما وهو: الحمد لله جاء النصر والظفر واستبشر النّيّران: الشمس والقمر فكتبت إليه أعلمه بذلك، فكتب إليّ الجواب عن ذلك: أيا فاضلا تلهي معاني صفاته فكل بليغ فاضل من روايته ومن يستبين الفهم من لحظاته له آمر، بالرشد في يقظاته وفي النوم يهديه لخير الطرائق ومن قربه غايات كلّ فضيلة وأسطره تزهى بزهر خميلة وجملته في الناس أيّ جميلة فإن قام لم يدأب لغير فضيلة وإن نام لم يدأب لغير الحقائق (أعيان العصر 4/ 530،531).

(3)

انظر عن (بكتمر) في: الدرر الكامنة 1/ 484،485 رقم 1307، والوافي بالوفيات 10/ 198، وأعيان العصر 1/ 106 - 509 رقم 406، والمنهل الصافي 3/ 398، والدليل الشافي 1/ 194 رقم 679.

(4)

جندار-جاندار: لفظ مركّب من: «جان» التركية، وهي بمعنى روح، و «دار» الفارسية، بمعنى: مالك أو صاحب. وأمير جاندار لقب موظف من العصرين الأيوبي والمملوكي، من مرتبة أمراء الطبلخاناه، مهمّته تنظيم دخول الأمراء على السلطان وتقديم البريد له مع الدوادار، يعمل بإمرته صنف من العسكر يعرفون باسم: بردادارية أو: جاندارية. انحصر عملهم عند مباشري الديوان، (معجم المصطلحات 43،44).

ص: 370

من الصبيبة إلى صفد، وصار نائب السلطنة هناك، ورسّم لمتولّيها الأمير شمس الدين سنقر شاه المنصوري بالقدوم إلى دمشق على خبز الأمير ركن الدين الجالق، فسافر منها إلى دمشق.

903 -

فمات قبل أن يدخل البلد

(1)

، وكان أميرا كبيرا، وله حرمة وتقدّم.

[ترك الصلاة المبتدعة]

وفي ليلة النصف من شعبان ترك الخطيب جلال الدين الصلاة المبتدعة في الجامع المعمور، (في محراب الجامع)، وغلّق أيضا (الجامع) ومنع الناس منه.

ثم في وسط الليل دخله الناس وحصل بذلك تشويش على المتفرّجين، ولكن دفع بذلك ضرر كثير وحصل خير كبير وسكون واحترام للجامع. تولّى الأمر في ذلك الأمير سيف الدين بكتمر الحاجب بأمر نائب السلطنة.

[وفاة الأمير فخر الدين إياس المرقبي]

904 -

ووصل الصاحب أمين الدين ابن الرقاقي من المملكة الشمالية الحلبية، وغيرها في يوم السبت سادس عشر شعبان، وأخبر بوفاة الأمير فخر الدين إياس المرقبي أمير جاندار، وأنه توفي بحلب، وكان مجرّدا هناك.

وكان ديّنا، متواضعا.

[وفاة ناصر الدين ابن الأمير أيبك النجيبي]

905 -

وفي يوم السبت سادس عشر شعبان مات ناصر الدين، محمد بن الأمير عزّ الدين أيبك النجيبي.

وكان ناظر المدرسة النجيبية.

[وفاة حسين الحويشي]

906 -

وفي يوم الثلاثاء تاسع عشر شعبان مات الشيخ الصالح، حسين الحويشي الملقّن برواق الحنابلة. /124 أ/ودفن بالصوفية.

وكانت له جنازة حسنة، وكان من أبناء الستين.

[وفاة محيي الدين ابن قاضي القضاة]

907 -

وفي يوم الخميس الحادي والعشرين من شعبان توفي محيي الدين حسن بن

(2)

قاضي القضاة بهاء الدين يوسف بن القاضي محيي الدين يحيى بن

(1)

مات سنة 711 وقيل سنة 716 هـ. وانظر: النهج السديد 3/ 640.

(2)

الصواب: «ابن» .

ص: 371

الزكيّ، بدارهم بدمشق، وصلّى عليه عصر النهار بالجامع، ودفن بتربتهم بسفح قاسيون. وكانت له جنازة كبيرة وعزاء.

وكان شابا حسنا، قضى عمره في العشرة والتفرّج وحضور السماعات، لم يكن له وظيفة ولا ما يشغله عن ذلك.

[أسعار الغلال بالمدينة ومكة]

ووصل في شهر شعبان كتاب من المدينة الشريفة النبوية-على ساكنها أفضل الصلاة والسلام-مؤرّخ بتاسع عشر جمادى الآخرة من هذه السنة، وفيه أنّ أسعار المدينة، مدّ القمح بثلاثة دراهم ونصف، وهو قدحان بالمصري، ومدّ الشعير بدرهمين، ومدّ التمر البوني بدرهمين، وأوقيّة اللحم بعشرة دراهم، وهذه الوقيّة وزنها ألف وستماية درهم، وأوقيّة السمن بستة دراهم وزنها ماية وثمانون درهما.

وأمّا مكة شرّفها الله تعالى ففيها غلاء عظيم شديد، المدّ بستة وثلاثين درهما، كاملية، وسبب الغلاء ما بين صاحب مكة وصاحب اليمن.

وكان الأميران: سيف الدين سلاّر، والكماليّ، أرسلا ثلاث مراكب بعضها صدقة، وبعضها يختصّ بصاحب مكة، وبعضها يشترى بثمنه خيل.

وكان في المراكب ثلاثة آلاف إردبّ، وستماية إردب قمحا، فخرج عليها أهل الينبع وحازوها إليهم، ولو وصلت إلى مكة نفعت نفعا كثيرا.

[وفاة نجم الدين إبراهيم مشارف الصبيبة]

908 -

وفي ليلة الأحد الرابع والعشرين من شعبان توفي نجم الدين، إبراهيم بن رزق الله مشارف الصبيبة، ابن أخت القاضي محيي الدين ابن فضل الله، ودفن من الغد بالجبل.

وكان شابا له أربعة وثلاثون سنة من العمر.

[وفاة القاضي ابن السقطي]

909 -

وفي ليلة الإثنين حادي عشر شعبان توفي القاضي، الإمام العالم، أقضى القضاة، جمال الدين، أبو بكر، محمد بن عبد العظيم بن علي بن سالم، المعروف بابن السقطي

(1)

، بالقاهرة، ودفن بالقرافة.

وكان رجلا جيّدا، مشكور السيرة في القضاة، حسن الهيئة، عارفا بالأحكام، / 124 ب/خبيرا، محترما، ناب في القاهرة مدّة طويلة، وبرك في آخر عمره.

وروى عن العلم ابن الصابوني سماعا، وعن ابن باقا إجازة.

(1)

انظر عن (ابن السقطي) في: ذيل تاريخ الإسلام 74، والدرر الكامنة 4/ 18 رقم 44.

ص: 372

وصلّي عليه بدمشق يوم الجمعة رابع عشر رمضان.

ومولده سنة اثنتين أو ثلاث وعشرين وستماية بمصر.

وخرّج له مشيخة الشيخ تقيّ الدين عبيد الإسعردي بالسماع والإجازة.

[وفاة أبي العباس الجيني المقدسي]

910 -

وفي يوم الثلاثاء السادس والعشرين من شعبان توفي الشيخ الصالح أبو العباس، أحمد بن إبراهيم بن مرّي

(1)

بن ربيعة الجيني

(2)

، المقدسي، ثم الصالحي، الطحّان، بسفح قاسيون، ودفن من يومه بعد العصر.

وكان رجلا مباركا، خيّرا، كثير السكون، وفي سمعه ثقل، وكتب الطباق، وضبط أسماء السامعين مدّة، ويعرف بالحلّوس.

حدّث عن خطيب مردا حضورا، وعن ابن عبد الدائم سماعا. وحضوره على خطيب مردا في جمادى الآخرة سنة ثلاث وخمسين وستماية، وهو في السنة الثانية من عمره.

[وفاة بهاء الدين داود بن أبي نصر المقرئ]

911 -

وفي ليلة الثلاثاء السادس والعشرين من شعبان توفي الشيخ العدل بهاء الدين أبو الفضل، داود

(3)

بن أبي نصر بن أبي الحسن المقرئ ببغداد، وأخّر دفنه إلى يوم الأربعاء، فدفن بمقبرة الإمام أحمد رضي الله عنه.

روى عن محمد بن الحصري، عن ابن شاتيل.

[وفاة شرف الدين يحيى المكي]

912 -

وتوفي الشيخ الصالح الفقيه، شرف الدين، أبو الفضل، يحيى

(4)

بن محمد بن علي بن الحسين بن علي المكي، ويسمّى محمدا أيضا، في شعبان بمكة شرّفها الله تعالى.

ومولده بها سنة ست وثلاثين وستماية.

وهو سبط الفقيه سليمان بن خليل العسقلاني ثم المكي، إمام المقام الشريف.

وكان رجلا مباركا.

(1)

انظر عن (ابن مرّي) في: معجم شيوخ الذهبي 22،23 رقم 9، والمعجم المختص 11،12، رقم 4، والدرر الكامنة 1/ 95،96 رقم 254 وفي المعجم «قرى» ، والمثبت يتفق مع المعجم المختص، والدرر.

(2)

في معجم الشيوخ: «الجيتي» ، وفي الدرر:«الجبتي» .

(3)

انظر عن (داود) في: الدرر الكامنة 2/ 99 رقم 1689.

(4)

انظر عن (يحيى) في: ذيل تاريخ الإسلام 75 رقم 155، ومعجم شيوخ الذهبي 645،646 رقم 967، والعقد الثمين 7/ 449.

ص: 373

قدم علينا دمشق سنة تسع وسبعين وستماية، فقرأت عليه أحاديث بالإجازة عن ابن المقيّر، ثم قرأت عليه بمنا

(1)

عن ابن الجمّيزي الخامس من «المزكيّات» ، ثم سمعته عليه بمكة، وقرأت عليه بها «الثمانين» للآجرّي، والأول من «الثقفيّات» .

وقرأت عليه بمنا «الأربعين الثقفية» ، و «المنتقى الكبير من الثقفيات» .

وسمع أيضا من شعيب الزعفراني، وعبد الرحمن بن أبي حرمي، وصفيّة بنت ابن الزبيدي، وجماعة. /122 أ/وعنده إجازات وثبت.

‌شهر رمضان

[انعقاد مجلس وعظ للشيخ كامل بن علي]

عقد مجلس وعظ بحضور نائب السلطنة والقضاة والفقهاء بالقصر ظاهر دمشق للشيخ كمال الدين كامل بن علي الواعظ المقيم بماردين، تكلّم فيه بعد العصر يوم الأحد ثاني شهر رمضان، ثم إنه تكلّم في الجامع يوم السبت.

وكان قدومه بسبب الحج، وأقام بعد الحجّ مدّة قليلة. ثم عاد واجتمعت به، وكتبت من نظمه.

[انعقاد مجلس آخر لابن خلّكان]

وعقد بالقصر مجلس آخر يوم الإثنين ثالث رمضان، حضره نائب السلطنة والقضاة والفقهاء المفتون بسبب نجم الدين ابن خلّكان، وأحضروا مسطورا كتب عليه بالتوبة سنة أربع وسبعماية. وذكر أنّه تجدّد منه أمور بعد ذلك، واختلفت الآراء فيه، وأفتى بعضهم بقتله، وبعضهم رأى ضربه وتقريره، ومنهم من جنح إلى استتابته وقبول ذلك منه، وحبسه عن الناس والرفق به، وهو الشيخ برهان الدين ابن الشيخ تاج الدين، فقبل ذلك منه، وانفصل الحال على ذلك، وكتب عليه مكتوب آخر بالتوبة والإقلاع عمّا صدر منه من التكلّم في المغيّبات، ووضع بالبيمارستان أياما ثم أطلق.

[وفاة القاضي أحمد بن ثابت النواوي]

913 -

ووصل الخبر في أول رمضان بموت القاضي الفقيه، الإمام، العالم، شهاب الدين، أحمد بن ثابت بن أبي المجد النواويّ

(2)

، قاضي شيزر، توفي بها.

وكان كهلا، مشكور السيرة، فقيها، فاضلا، قرأ على ابن عمّه الشيخ محيي الدين النواوي، وعلى الشيخ شرف الدين (ابن)

(3)

المقدسيّ.

(1)

الصواب: «بمنى» .

(2)

انظر عن (النواوي) في: الدرر الكامنة 1/ 116،117 رقم 324 وفيه «النووي» .

(3)

كتبت فوق السطر.

ص: 374

[وفاة ناصر الدين ابن بريك]

914 -

وتوفي يوم الخميس سادس رمضان ناصر الدين، محمد بن الشيخ الإمام شمس الدين محمد بن بريك بن عبد الله الشافعيّ، المعروف والده بابن البابا، ناظر المدرسة الأتابكية بسفح قاسيون. وكانت وفاته بها، ودفن يوم الجمعة.

وكان رجلا جيّدا.

[نظارة الخزانة]

وفي أواخر رمضان وصل الصدر نجم الدين البصروي، المحتسب من القاهرة متولّيا نظر الخزانة عوضا عن شمس الدين ابن الحظيري، مضافا إلى حسبة دمشق

(1)

.

[المطر الكثير والغلاء]

وحصل مطر كثير في النصف الثاني من رمضان، /125 ب/وكان قد تأخّر المطر، وغلا السعر، وتشوّشت القلوب، فمنّ الله تعالى بما سكّن ذلك.

وقبل العيد زادت المياه، ولطف الله سبحانه

(2)

.

[وفاة القاضي جمال الدين محمد اللخمي التنوخي]

915 -

وفي ليلة السبت مستهلّ شهر رمضان توفي القاضي الأجلّ، العدل، شرف القضاة، جمال الدين، أبو عبد الله محمد بن

(3)

الفقيه المكين أبي الطاهر، إسماعيل بن عبد الوهّاب بن محمد بن عطيّة بن المسلّم بن رجاء اللخمي، التنوخي

(4)

، المالكي، بالإسكندرية.

وكان من العدول الأعيان بها.

سمع من ابن الفوّي «كرامات الأولياء» ، وسمع من ابن رواج. وحدّث.

سمع منه الفرضيّ، وابن سيّد الناس، وجماعة.

ومولده سنة ثلاث وستماية بالإسكندرية.

[وكالة السلطان]

وكان الرئيس عزّ الدين حمزة بن القلانسي رسّم في العام الماضي بتوليته وكالة السلطان ومباشرة ديوانه الخاص، فامتنع.

فلما كان في أول شهر رمضان هذا ورد مرسوم بذلك يطلب فيه من نائب

(1)

خبر نظارة الخزانة في: البداية والنهاية 14/ 46 وفيه: «البصراوي» .

(2)

خبر المطر في: البداية والنهاية 14/ 46.

(3)

الصواب: «ابن» .

(4)

انظر عن (التنوخي) في: الدرر الكامنة 3/ 388 رقم 1026.

ص: 375

السلطنة (. . .)

(1)

ليستقيل من ذلك، فأجابه، فتوجّه على البريد فوصل في أول شهر رمضان، واجتمع بالأميرين سيف الدين، وركن الدين (. . .)

(2)

وطلب أن يوسّطهما لإقالته فقالا: ما إلى هذا من سبيل (. . .)

(3)

نصف الشهر، فعتبه في ذلك، وذكر له إنه حلف بالطلاق. فقال: أنت تحلف وتبرّ، وأنا أحلف وأحنث.

وخرج (. . .)

(4)

على أنه يثبت ذلك. ثم حضر عنده ليمتنع، فلم يجب (هذا لإجابته)

(5)

ورسّم بكتابة توقيعه، وأن يخلع عليه. ووصل إلى دمشق على البريد في يوم الخميس رابع شوال ولبس الخلعة وباشر.

[نظارة ديوان الأمير سلار]

ووصل شرف الدين، عبد الرحمن بن الصاحب فخر الدين عمر بن مجد الدين ابن الخليلي إلى دمشق آخر يوم من رمضان متولّيا نظر ديوان الأمير سيف الدين سلار، عوضا عن جمال الدين ابن الزيّات.

[وفاة أبي جعفر العاصمي]

916 -

وفي شهر رمضان هذا توفي الأستاذ، الجليل، العلاّمة، الحافظ، أبو جعفر، أحمد بن إبراهيم بن الزبير

(6)

العاصمي، الثقفي بمدينة غرناطة من الأندلس، وهو شيخ الإمام أبي حيّان. /126 أ/وشيخ الجماعة.

قال ابن حيّان: لم يبق من يعرف (. . .)

(7)

بعده.

وكان قد قارب الثمانين.

‌شوال

[صلاة عيد الفطر بالجامع الأمويّ]

لم يخرج الخطيب يوم عيد الفطر إلى المصلّى، بل صلّى بالجامع، وحضر نائب

(1)

كلمة مطموسة.

(2)

مقدار ثلاث كلمات مطموسة.

(3)

مقدار أربع كلمات مطموسة.

(4)

مقدار كلمتين مطموستين.

(5)

ما بين القوسين عن هامش المخطوط.

(6)

انظر عن (ابن الزبير) في: الدرر الكامنة 1/ 84،85 رقم 232، وأعيان العصر 5/ 345، وتذكرة الحفاظ 265،266، وأخبار غرناطة للسان الدين ابن الخطيب 1/ 72 - 76، والوافي بالوفيات 6/ 222،223 رقم 2690، والديباج المذهب لابن فرحون 42، والمنهل الصافي 1/ 197 - 201، والدليل الشافي 1/ 35 رقم 108، وبغية الوعاة 1/ 126،127، والبدر الطالع 1/ 33 - 35، وكشف الظنون 241 و 286 و 840 و 1427 و 1428 و 1735 و 1813، وإيضاح المكنون 2/ 5 و 301 و 551، وفهرس الفهارس 1/ 341، وغاية النهاية 1/ 32، ودرّة الحجال 1/ 4، وتاريخ الأدب العربي 1/ 84، وذيله 1/ 733، ومعجم المؤلفين 1/ 138.

(7)

كلمة مطموسة.

ص: 376

السلطنة إلى المقصورة، وذلك بسبب المطر والوحل.

[وفاة عفيف الدين ابن القوّاس]

917 -

وفي تاسع شوال توفي عفيف الدين، يوسف ابن القوّاس بحمص، وكان كاتب الحكم فيها.

ويكتب خطّا جيّدا، وللناس به نفع.

[خروج المحمل السلطاني]

وخرج المحمل السلطاني والموكب الخليفتي، وأمير الحاج الأمير الكبير، سيف الدين بلبان البدري من مدينة دمشق يوم الخميس حادي عشر شوال. وممّن حجّ معهم في هذه السنة القاضي شرف الدين ابن البارزي قاضي حماه

(1)

.

[وفاة بدر الدين الأنصاري]

918 -

وفي ليلة الإثنين الرابع عشر من شوال توفي الشيخ المقرئ الصالح بدر الدين، أبو محمد، إبراهيم بن أحمد بن أبي الحسين بن جامع بن عبد الكريم الأنصاري، الدمشقي، الحنفيّ، وصلّي عليه الظهر من يوم الأحد بجامع دمشق، ودفن بسفح قاسيون.

وكان رجلا صالحا، (. . .)

(2)

مدّة بالجامع، ثم ترك (. . .)

(3)

هذا الشهر بسوق القمح، وممّن قرأ السبع (. . .)

(4)

سنة تسع وعشرين وستماية ببيت الآبار من (. . .)

(5)

وأخويه: يوسف، وداود، ووالدتهم زينب بنت عبد الرزاق بن علي بن (. . .)

(6)

القرطبيّ، وحدّث. فسمع منه الجماعة، وآخر من قرأ عليه تقيّ الدين السبكي، قرأ عليه بكرة السبت، ومات ليلة الأحد.

ومولده سنة عشرين وستماية، وعاش ثمانية وثمانين سنة.

وكان متواضعا، مطّرح التّكلّف، كثير التلاوة.

[وفاة المقرئ تقيّ الدين أبي بكر]

919 -

وفي ليلة الإثنين الخامس عشر من شوال توفي الشيخ الصالح، المقرئ، تقيّ الدين، أبو بكر بن أحمد بن يعقوب السنجاري، وصلّي عليه ظهر الإثنين، ودفن بباب الصغير.

(1)

خبر المحمل في: البداية والنهاية 14/ 46.

(2)

كلمة مطموسة.

(3)

مقدار ست كلمات مطموسة.

(4)

مقدار أربع كلمات مطموسة.

(5)

مقدار أربع كلمات مطموسة.

(6)

مقدار كلمة واحدة.

ص: 377

وكان رجلا صالحا، له حلقة بالجامع يقرئ الصبيان بالحائط الشرقي، وله مسجد يؤمّ فيه الصغار، كان يعرف بالأليوطي، /126 ب/كان له دكان بالزيادة، ثم تركها.

سمع بداريّا «تاريخها» للخولاني، على أيوب الفقّاعي، وابن أبي اليسر.

وروى لنا «منتقى» منه.

وكان من أصحاب الشيخ يحيى المنبجيّ.

[وفاة علاء الدين ابن عطا الحنفيّ]

920 -

وفي ليلة الثلاثاء سادس عشر شوال توفي علاء الدين، علي بن زين الدين عمر بن أحمد بن عطاء الحنفيّ، ودفن من الغد بالجبل.

وكان شابا، جلس مع الشهود، وولي إمامة الربوة مدة.

[وفاة محمد الواسطي]

921 -

وفي ليلة الأربعاء سابع عشر شوال توفي الشيخ الصالح محمد الواسطي، الرفاعي، المعروف بالمولّه، ببيته بالصادرية، وصلّي عليه ظهر اليوم المذكور بالجامع، ودفن بالجبل بتربة الشيخ موفّق الدين، بوصيّة منه.

وكان من الفقراء المشهورين المجاورين بالجامع.

[وفاة بدر الدين كيكلدي]

922 -

وفي يوم الأربعاء سابع عشر شوال توفي بدر الدين، كيكلدي عتيق قاضي القضاة نجم الدين ابن صصرى، وصلّي عليه عصر النهار، ودفن بتربة خارج باب الصغير.

وكان شابا من أبناء الأربعين، وهو أكبر خشداشيّته، أقام عند سيّده إحدى وثلاثين سنة، وسمع معه الحديث بديار مصر والشام، وكان من أجناد الحلقة، وحضر جنازته أعيان الناس وأكابر البلد.

[وفاة علم الدين سنجر الطيلوني]

923 -

ومات في العشر الأول من شوال علم الدين، سنجر الطيلوني، عتيق القاضي شرف الدين بن فضل الله.

وكان رجلا جيّدا.

[وفاة الصدر ناصر الدين ابن همام]

924 -

وفي يوم السبت السادس من شوال مات الصدر، الرئيس، ناصر الدين، أبو عبد الله، محمد بن إبراهيم بن الخضر بن همام القرشيّ، بالقاهرة، ودفن العصر من يومه بمقابر باب النصر.

ص: 378

روى «جزء ابن عرفة» عن النجيب عبد اللطيف، وكان نائب الناظر في الأوقاف المنصورية وفيه فضيلة ورياسة وحسن عشرة.

[شكوى شيخ الصوفية بمصر من ابن تيميّة]

وفي شوال شكى

(1)

شيخ الصوفية بالقاهرة كريم الدين الآملي، وابن عطاء، وجماعة، نحو الخمس ماية من الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّة وكلامه في ابن عربيّ، وغيره، إلى الدولة، فردّوا الأمر في ذلك إلى الحاكم الشافعيّ، وعقد له مجلس وادّعى عليه ابن عطاء بأشياء، فلم يثبت شيء منها، لكنّه اعترف أنه قال: /127 أ/لا يستغاث بالنبيّ صلى الله عليه وسلم استغاثة بمعنى العبادة، ولكن يتوسّل به. فبعض الحاضرين قال:

ليس في هذا شيء. ورأى قاضي القضاة بدر الدين أنّ هذا إساءة أدب، وعنّفه على ذلك. فحضرت رسالة إلى القاضي أن يعمل معه ما تقتضيه الشريعة في ذلك. فقال القاضي: قد قلت له ما يقال لمثله.

ثم إنّ الدولة خيّروه بين أشياء، وهي الإقامة بدمشق أو الإسكندرية بشروط أو الحبس، فاختار الحبس، فدخل على جماعة في السفر إلى دمشق ملتزما ما شرط، فأجابهم، فأركبوه خيل البريد ليلة الثامن عشر من شوال.

ثم أرسل خلفه من الغد بريد آخر، فردّه، وحضر عند قاضي القضاة بحضور جماعة من الفقهاء، فقال له بعضهم: ما ترضى الدولة إلاّ بالحبس. فقال قاضي القضاة: وفيه مصلحة له. واستناب شمس الدين التونسي المالكي وأذن له أن يحكم عليه بالحبس، فامتنع وقال: ما ثبت عليه شيء. فأذن لنور الدين الزواوي المالكي، فتحيّر. فقال الشيخ: أنا أمضي إلى الحبس وأتبع ما تقتضيه المصلحة. فقال نور الدين المأذون له في الحكم، فيكون في موضع يصلح لمثله. فقيل له: ما ترضى الدولة إلاّ يمشي للحبس، فأرسل إلى حبس القاضي، وأجلس في الموضع الذي أجلس فيه القاضي تقيّ الدين ابن بنت الأعزّ لما حبس، وأذن في أن يكون عنده من يخدمه.

وكان جميع ذلك بإشارة (الشيخ)

(2)

نصر المنبجيّ ووجاهته في الدولة.

واستمرّ الشيخ في الحبس يستفتى ويقصده الناس ويزورونه، وتأتيه الفتاوى المشكلة من الأمراء وأعيان الناس.

[نيابة السلطنة بغزّة]

وسافر الأمير ركن الدين بيبرس العلائي من دمشق في يوم السبت السابع والعشرين من شوال إلى غزّة متولّيا نيابة السلطنة بها، عوضا عن الأمير سيف الدين أقجبا المنصوري.

(1)

الصواب: «شكا» .

(2)

كتبت فوق السطر.

ص: 379

‌ذو القعدة

[وفاة الأمير بهاء الدين أسلم بن دمرداش]

925 -

في يوم الجمعة رابع ذي القعدة مات الأمير بهاء الدين، أسلم

(1)

بن دمرداش، وكان يسكن بالعقيبة، ودفن بالجبل. وحضر نائب السلطنة.

وكان من أمراء دمشق.

[نيابة الصبيبة]

وفي العشر/127 ب/الأول من ذي القعدة وردت ولايات من الديار المصرية، منها نقل الأمير علاء الدين أمير علم والي المدينة إلى نيابة الصبيبة.

وتولية الأمير جمال الدين آقوش الرحبيّ ولاية دمشق.

[نظر مملكة طرابلس]

ونقل الصدر تاج الدين ابن الشيرازي

(2)

عن مباشرة النظر بدمشق إلى النظر بالمملكة الطرابلسيّة.

وعزل عزّ الدين ابن ميسّر عنها

(3)

وتولية شرف الدين ابن مزهر عوضا عن تاج الدين المذكور بدمشق.

[نظر البيمارستان النوري]

وتولية شمس الدين ابن الخطيري نظر البيمارستان النّوريّ، فعوّضه نائب السلطنة عنه بنظر الجامع المعمور، لإعراض الشيخ ناصر الدين ابن عبد السلام عنه وطلبه الإقالة غير مرة، وليستمرّ الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني على نظر المارستان.

[وفاة الطواشي أبي بكتي خطلو]

926 -

وفي الثاني والعشرين من ذي القعدة توفي الطواشي الأجلّ، ناصر الدين، أبو بكتي، خطلو بن عبد الله التركماني، الأشرفي، الصلاحيّ، ويدعى أيضا منكلي، ويكنى أبا محمد بالقاهرة.

وكان سمع عدّة أجزاء من السبط.

سمعت عليه «مجلس البختريّ» و «الشافعيّ» بالقاهرة.

(1)

انظر عن (أسلم) في: نهاية الأرب 32/ 136.

(2)

هو أحمد. انظر عنه في: ذيل مرآة الزمان 5/ورقة 281.

(3)

تقدّمت توليته في شهر ذي الحجة سنة 706 هـ.

ص: 380

[عزل قاضي غزّة]

وفي ذي القعدة عزل القاضي تقيّ الدين حرميّ عن القضاء بغزّة وما كان بيده معها، عزله السلطان والأمراء.

وسبب ذلك أنه كتب كتابا إلى القاضي جمال الدين النائب بالقاهرة، وفيه أمور شنيعة عن عزّ الدين قاضي الخليل، فلما حضرا مع الأمير سيف الدين بلغاق إلى القاهرة حلف تقيّ الدين حرمي له في الطريق أنه لم يتكلّم في حقّ قاضي الخليل ولا كتب عنه شيئا. فلما وصلوا إلى القاهرة ظهر ذلك الكتاب وقرئ ما فيه، فما قدر أن يحقّق كلمة ممّا قال عن قاضي الخليل، ورسّم لقاضي القضاة بدر الدين أن يعيّن لجهاته ويستنيب بغزّة، ففعل

(1)

.

[وفاة شيخة الرباط قرّة العين]

927 -

وتوفّيت المرأة المباركة، المعروفة بالحبشية، شيخة الرباط الذي برأس درب النقّاشة، المنسوب إلى زوجة المطروحيّ، واسمها قرّة العين، فتاة إسماعيل بن موسى التاجر اليمنيّ، في يوم السبت السادس والعشرين من ذي القعدة.

/128 أ/وكانت امرأة صالحة، لها معرفة وديانة وعبادة.

[سفر المؤلّف إلى القدس]

وسافرت إلى القدس الشريف ومعي ابني محمد في الرابع والعشرين من ذي القعدة، فقضينا الزيارة، وأسمعته أكثر من ستين جزءا على خمسة وثلاثين شيخا، في أحد عشر موضعا من البلدان والقرى، وأسمعته أيضا عليّ في سبعة وثلاثين موضعا، ورجعنا إلى دمشق، ووصلنا إليها في يوم الأحد تاسع عشر ذي الحجّة.

‌ذو الحجّة

[وفاة عمر بن أبي القاسم اليونيني]

928 -

وفي يوم الأربعاء مستهلّ ذي الحجّة توفي الشيخ الصالح، القدوة، بقيّة السلف، أبو حفص، عمر بن أبي القاسم بن عمر اليونينيّ، شيخ السلاوية، بزاويتهم، ودفن بسفح قاسيون.

وهو ابن أخت الشيخ ناصر السلاوي. وكان رجلا مباركا، خيّرا، بشوش الوجه، من بقايا الفقراء الأجياد.

وروى عن الفقيه محمد اليونيني، وابن عبد الدائم.

(1)

خبر العزل في: الدرر الكامنة 2/ 8.

ص: 381

ومولده سنة خمس وعشرين وستماية.

[وفاة شهاب الدين ابن مشرّف الأنصاري]

929 -

وفي ليلة الثلاثاء سابع ذي الحجّة توفي الشيخ الجليل، المسند، شهاب الدين، أبو عبد الله، محمد بن أبي العزّ بن مشرّف

(1)

بن بيان الأنصاري، الدمشقي، البزّاز، بمنزله بالقصّاعين بدمشق، ودفن يوم الثلاثاء بسفح قاسيون.

ومولده سنة تسع عشرة وستماية.

وكان شديد الإصغاء إلى التسميع، يسأل عمّا يشكل عليه فهمه، قلّ أن رآه أحد ينعس. تفرّد بالرواية عن ابن صباح ب «الخلعيّات» سوى السابع، فإنه لم يوجد سماعه.

وروى «صحيح البخاري» عن ابن الزبيديّ أكثر من عشر مرّات، واشتهر بروايته، وقصد فيه، وصار مسمّعا بدار الحديث الأشرفية. وله مشيخة عن جماعة سمع منهم، خرّجها له كاتب هذا الكتاب محمد بن محمد بن علي الأنصاري سبط ابن الحبّوبي، حدّث بها مرارا، وله إجازات من أصبهان ودمشق. وممّن تفرّد بالرواية عنه ابن باسويه المقرى، روى عنه أكثر كتاب «الناسخ والمنسوخ» للحازميّ. وسمع من الناصح بن الحنبلي، وابن المقيّر، وابن الكريّم، ومكرم بن أبي الصقر، وأبي نصر/ 128 ب/ابن الشيرازي. وحدّث بدمشق، وبعلبك، وطرابلس.

[حريق قرب بيت المؤلّف]

وفي يوم الجمعة يوم عيد الأضحى حصل بكرة النهار حريق عظيم منشأه من فرن العوينة بالقرب من المدرسة الظاهرية بدمشق، واحترق ما حوله من المنازل والدور، وخيف على ما في قبالته. وانتقل أهلنا إلى الظاهرية، وأعانهم الجماعة في نقل الأجزاء والكتب والأثاث، وحصل لهم تعب وتشويش، ثم لطف الله تعالى، وسكنت النار بسبب حضور جماعة من كبار الأمراء وتوليتهم ذلك بأنفسهم ومماليكهم وأتباعهم، فخمدت ولم تصل إلى جهتنا، وسلّم الله المنزل والحوايج، وكنت غائبا بالقدس الشريف

(2)

.

(1)

انظر عن (ابن مشرّف) في: ذيل تاريخ الإسلام 75،76 رقم 159، وذيل العبر 40، والمعين في طبقات المحدّثين 227 رقم 339، والأعلام بوفيات الأعلام 296، ومرآة الجنان 4/ 243،244، والوافي بالوفيات 4/ 94، وأعيان العصر 4/ 573 رقم 1658، ودرّة الحجال 2/ 298، والدرر الكامنة 4/ 49 رقم 142، وشذرات الذهب 6/ 16، وتاريخ وآثار مساجد ومدارس طرابلس في عصر المماليك، تأليفنا-114،115، وآثار طرابلس الإسلامية-تأليفنا-108،109.

(2)

خبر الحريق في: البداية والنهاية 14/ 46.

ص: 382

[وفاة فتّوح قيّم الجامع]

930 -

وفي يوم عيد الأضحى، يوم الحريق، توفي فتّوح قيّم الجامع المعمور، وكان له مدّة طويلة في هذه الوظيفة.

وهو معروف، مشهور بالصعود على أوتار الجامع ومشيه عليها مسرعا.

[وفاة عماد الدين ابن قدامة المقدسي]

931 -

وفي ليلة الأربعاء ثامن ذي الحجّة توفي الفقيه العالم، عماد الدين، عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة المقدسي، الحنبليّ، بالقاهرة، ودفن من الغد بالقرافة.

وكان فقيها فاضلا، ولي إمامة الحنابلة بجامع الحاكم.

[وفاة الأمير بهاء الدين يعقوبا]

932 -

وفي ليلة السابع عشر من ذي الحجّة توفي الأمير بهاء الدين يعقوبا

(1)

.

[وفاة الطواشي فاخر]

933 -

والطواشي شهاب الدين فاخر

(2)

بالقاهرة، ودفنا بكرة الغد.

وكانا كبيرين في الدولة.

[وفاة الخضر الملقّب شلحونه]

934 -

وتوفي بعدهما بيوم والي مصر شمس الدين الخضر، الملقّب شلحونه.

[وفاة جمال الدين ابن عبد القادر الجيلي]

935 -

وفي ليلة السبت السابع عشر من ذي الحجّة توفي الشيخ جمال الدين، أبو سعد، عبد الله بن محمد بن نصر بن عبد الرزّاق بن الشيخ عبد القادر الجيلي

(3)

، ببغداد، ودفن من الغد برباطه بالحلية.

وكان قدم في السنة الماضية إلى دمشق، وحجّ، ورجع، وسمعنا عليه، ولبسنا منه الخرقة.

سمع من عمّ والده/129 أ/فضل الله عبد الرزّاق.

ومولده في سنة خمسين وستماية تقريبا أو قبلها. وطلب الحديث، وله ثبت وإجازة.

***

(1)

انظر عن (يعقوبا) في: نهاية الأرب 32/ 137، والنهج السديد 3/ 646.

(2)

انظر عن (فاخر) في: نهاية الأرب 32/ 137.

(3)

انظر عن (الجيلي) في: معجم شيوخ الذهبي 272،273 رقم 375، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 467، والدرر الكامنة 2/ 302،303 رقم 2233.

ص: 383

[من وفيات هذه السنة]

[وفاة جمال الدين ابن سالم الحنفي المعروف بابن المقانعي]

936 -

وفي هذه السنة توفي جمال الدين، أبو العباس، أحمد

(1)

بن يحيى بن محمد بن سالم الحنفي، المعروف بابن المقانعي

(2)

العسقلانيّ الأصل، بالإسكندرية، وكانت وفاته في صفر في غالب الظنّ.

سمع من ابن الجمّيزي، وغيره، وهو من أهل القاهرة.

ومولده بها في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين وستماية.

سمع منه أبو العلاء البخاريّ.

(1)

انظر عن (أحمد) في: الدرر الكامنة 1/ 334 رقم 830.

(2)

في الدرر: «ابن الغافقي» .

ص: 384

‌سنة ثمان وسبعماية

‌المحرم

[وفاة أحمد بن أبي القاسم المراغي]

937 -

في ليلة السبت ثاني المحرّم توفي الشيخ الصالح، أحمد بن أبي القاسم المراغي، بمصر، ودفن من الغد بالقرافة الكبرى.

وكان رجلا صالحا كبير القدر. سمع من الرشيد العطار «سداسيّات الرازي» .

[وفاة محمد بن عبد القاهر السويدي]

938 -

ووصلت كتب الحجّاج في العشر الأوسط من المحرّم وفيها أنّ الشيخ الفقيه الصوفي حسام الدين، محمد بن عبد القاهر بن شجاع السويدي، الروميّ مات بالعلا في سابع محرّم.

وكان فقيها بالظاهرية، وشاهدا بالعصرونية.

وسمع معنا الحديث على ابن البخاريّ، وغيره.

[وفاة عثمان المعروف بالحلبوني]

939 -

وتوفي الشيخ الصالح عثمان المعروف بالحلبوني

(1)

يوم الأربعاء السابع والعشرين من المحرّم، بقرية برزة من قرى دمشق، ودفن بكرة الخميس هناك عند المقام.

وكان شيخا كبيرا، صالحا، أصله من صعيد مصر، وأقام مدّة ببعلبك، وبقرية حلبون من جبّة عسال. وله أصحاب. وكان لا يأكل الخبز مدّة طويلة، وحضر جنازته من دمشق خلق كثير، وممّن حضر نائب السلطنة والقضاة والأكابر، رحمه الله.

[دخول الحجّاج دمشق]

ودخل الحجّاج إلى دمشق في يوم السبت سلخ المحرّم بتجمّل حسن ومحامل،

(1)

انظر عن (الحلبوني) في: ذيل تاريخ الإسلام 78،79 رقم 165، والإعلام بوفيات الأعلام 297، وذيل العبر 42، وأعيان العصر 3/ 234 رقم 1090، والوافي بالوفيات 19/ 520، ومرآة الجنان 4/ 244، والبداية والنهاية 14/ 48، والسلوك ج 2 ق 1/ 50، والدرر الكامنة 2/ 442، وشذرات الذهب 6/ 16. واسمه:«عثمان بن عبد الله» .

ص: 385

وخرج نائب السلطنة لتلقّي أمير الحاج الأمير سيف الدين بلبان البدريّ، ومن الحاج قاضي القضاة شرف الدين ابن البارزيّ قاضي حماه، والقاضي بدر الدين ابن المالكي، وعزيز الدين ابن العماد الكاتب، وأخوه شرف الدين، /129 ب/ وشهاب الدين الروميّ.

وكان قد تقدّم جماعة من الحجّاج قبل ذلك ممّن كان مع العرب وممّن فارقهم من مكة ومن المدينة الشريفة، ومن العلا.

وأول ما بلغنا وصول أوائلهم في نصف المحرّم.

وكانت سنة طيّبة، كثيرة الماء بالطريق، ولكنّ مكة كان الماء فيها يسيرا بسبب قلّة المطر سنين متوالية، وإنما يحمل إليها الماء من بطن مرّ وإلى عرفة.

وكان في وسط السنة غرارة القمح فيها بألف وخمسماية درهم، وغرارة الذرة بأكثر من تسع ماية. وبقي الحال شديدا إلى أن وصل من مصر ابن عبّود وجماعة في تاسع رمضان. فنزل السعر.

ثم وصل الركب الشاميّ، وكان في هذه السنة أكثر من المصري وأحسن تجمّلا. وورد من اليمن السبلان بعد منعها، فعاش الناس.

‌صفر

[وفاة برهان الدين ابن ظافر البرلّسي]

940 -

وفي خامس صفر توفي القاضي برهان الدين، إبراهيم بن أحمد بن ظافر البرلّسي

(1)

، بالقاهرة.

وكان فقيها مالكيّا، يذكر في قضاء المالكية، وكان متوليّا نظر بيت المال. وولي عوضه القاضي نور الدين الزواوي نائب المالكيّ.

[وفاة أبي بكر ابن غازي الدكري]

941 -

وفي يوم الجمعة ثالث عشر صفر توفي الحاج الصالح، أبو بكر بن غازي

(2)

بن أبي بكر بن غازي الدكري

(3)

، البعلبكيّ، بها.

وكان رجلا صالحا من أهل القرآن والخير، وله ثروة.

وحدّث عن أبي سليمان بن عبد الغني، وسمع من الفقيه محمد اليونيني أيضا

(4)

.

(1)

انظر عن (البرلّسي) في: الدرر الكامنة 1/ 9 رقم 9.

(2)

انظر عن (ابن غازي) في: معجم شيوخ الذهبي 678 رقم 1022، والدرر الكامنة 1/ 454 رقم 1217.

(3)

في معجم الشيوخ: «الأكري» .

(4)

وقال الذهبي: سمعنا منه «مجلس البطاقة» .

ص: 386

ومولده في تاسع عشر ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وستماية ببعلبك.

و «الدكري» : بالدال المهملة المضمومة، نسبة إلى قبيلة من الأكراد، وقيل من التركمان.

[وفاة جمال الدين العزازي]

942 -

وفي ليلة الأربعاء ثامن عشر صفر توفي الشيخ جمال الدين، يوسف بن محمد بن إسماعيل العزازي

(1)

، المقرئ، المنشد، بدمشق، وصلّي عليه في الرابعة من النهار بالجامع، ودفن بمقبرة باب توما، بالقرب من تربة الشيخ رسلان، رحمه الله.

وكان رجلا حسنا من أهل القرآن، ويحفظ كثيرا من قصائد الصرصريّ، ويحفظ من شعر غيره أيضا في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم. /130 أ/وينشد ذلك في المحافل والمجالس بصوت شجيّ ونغمة طيّبة.

وهو الذي شهر شعر الصرصريّ بدمشق، وروى شيئا يسيرا من الحديث عن عبد العزيز بن عبد.

ومولده سنة سبع وثلاثين وستماية تقريبا ببلد عزاز.

وكان أسره التتار، ودخل معهم البلاد، وقرأ القرآن بواسط.

[وفاة ناصر الدين الشهابي]

943 -

وفي يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من صفر مات بدمشق ناصر الدين الشهابيّ، أحد البريديّة.

وكان سوّاقا جيّدا في البريد، وفيه خدمة وقضاء حاجة، وله تعلّق بخدمة القاضي محيي الدين ابن فضل الله، ودفن من يومه بالجبل.

[وفاة محمد بن يحيى الجزري]

944 -

وفي ليلة الأحد التاسع والعشرين من صفر توفي الشيخ محمد بن يحيى بن محمد بن بدر بن محمد بن يعيش

(2)

الجزري، النسّاج. ودفن ظهر الأحد تحت تربة ابن النشابيّ، بسفح قاسيون.

وكان رجلا جيّدا. سمعنا عليه عن أصحاب الخشوعيّ، وسمع أيضا من ابن عبد الدائم، وجماعة.

(1)

انظر عن (العزازي) في: ذيل تاريخ الإسلام 82 رقم 182، والدرر الكامنة 4/ 468 رقم 1286.

(2)

انظر عن (ابن يعيش) في: معجم شيوخ الذهبي 585 رقم 869، والدرر الكامنة 4/ 282، 283 رقم 798.

ص: 387

ومولده في آخر سنة أربع وخمسين وستماية، أو أول سنة خمس وخمسين، فإنه حضر على جدّه محمد بن بدر وهو في ثاني سنة من عمره في ثالث صفر سنة ست وخمسين.

وكان جدّه من أصحاب ابن طبرزد.

‌ربيع الأول

[إخراج الأمير خضر بن بيبرس من البرج]

في مستهلّ شهر ربيع الأول أخرج الأمير نجم الدين، خضر ابن السلطان الملك الظاهر بيبرس الصالحي من البرج، وسكن بمصر بدار الأفرم

(1)

.

[وفاة عفيف الدين الدمشقي الباب شرقي]

945 -

وفي عشيّة الإثنين منتصف شهر ربيع الأول توفي الشيخ الصالح عفيف الدين، أبو عبد الله، محمد بن علي بن عبد الجبّار الدمشقي الباب شرقي

(2)

، ببستان بوادي باب الشرقي، وصلّي عليه ظهر يوم الثلاثاء بجامع جرّاح، ودفن بمقبرة الصوفية، وكان أعدّ قبره من سنين.

ومولده سنة سبع وعشرين وستماية بدمشق.

وكان شيخا مباركا، إمام مسجد، ويحضر بدار الحديث وببعض المدارس.

روى الحديث عن خطيب مردا. وكان سمع من جماعة من المتأخّرين. وله ثبت وإجازة وانقطع في آخر عمره مدّة في بيته لضعفه عن الحركة.

[وفاة محيي الدين ابن محبوب]

946 -

وفي يوم الأحد الحادي والعشرين من/130 ب/شهر ربيع الأول توفي محيي الدين، عبد القادر بن الشيخ بهاء الدين عبد الله بن الحسن بن محبوب، ودفن آخر النهار بمقبرة الصوفية.

وكان رجلا جيّدا، فقيها بالقيمريّة، وفيه عبادة وتلاوة قرآن.

[وفاة جمال الدين ابن شاور الحميري]

947 -

وفي يوم الإثنين الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول توفي الشيخ المقرئ المجيد، جمال الدين، أبو إسحاق، إبراهيم بن غالي بن شاور

(3)

الحميري، البدويّ، ودفن آخر النهار بمقبرة باب الصغير.

(1)

خبر الأمير خضر في: النهج السديد 3/ 646.

(2)

انظر عن (الباب شرقي) في: ذيل تاريخ الإسلام 82 رقم 175 دون ترجمة، ومعجم شيوخ الذهبي 535 - 540 رقم 798، والدرر الكامنة 4/ 67 رقم 991 وفيه «الياسري» .

(3)

انظر عن (ابن شاور) في: ذيل تاريخ الإسلام 82 رقم 173 دون ترجمة، ومعجم شيوخ الذهبي-

ص: 388

وكان من أعيان القرّاء، مواظبا على الإقراء ونفع الطلبة.

قرأ عليه جماعة بالسبع، وكان يرويها عن ابن فارس، وابن أبي الدّرّ، وغيرهما. وكان شيخ الإقراء بالتربة الأشرفية، وله حلقة بالجامع المعمور. وسمع كثيرا من الحديث.

[وفاة الصدر محيي الدين ابن حسّان الكركي]

948 -

وفي هذا اليوم توفي الصدر، محيي الدين، يحيى بن عمر بن حسّان الكركيّ، وكيل الأمير الكبير سيف الدين بهادر آص، ودفن بباب الصغير، وعمل عزاؤه بكرة الثلاثاء بجامع جرّاح.

[وفاة عبد الله البيساني]

949 -

وفي عشيّة الجمعة السادس والعشرين من شهر ربيع الأول توفي عبد الله بن جمال الدين أبي بكر بن ضياء الدين الحسين بن القاضي الأشرف أحمد بن القاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي البيسانيّ، ودفن يوم السبت بالجبل عقيب حجّه.

وكان شابا من أبناء العشرين.

[وفاة شهاب بن علي المحسني]

950 -

وفي ليلة الأحد الثامن والعشرين من شهر ربيع الأول توفي الشيخ الصالح، أبو علي، شهاب

(1)

، بن علي بن عبد الله المحسني بالقرافة، ودفن هناك.

وكان شيخا مكثرا عن ابن رواج، وابن الجمّيزي، وسمع أيضا من ابن المقيّر، والساوي، وحدّث عن ابن رواج بأكثر من خمسين جزءا، وكان خيّرا منقطعا بالقرافة في تربة.

[وفاة الحكيم علم الدين المعروف بابن أبي حليقة]

951 -

وفي سلخ شهر ربيع الأول توفي الحكيم

(2)

، علم الدين ابن الرشيد أبي

= 118 رقم 148، وتذكرة الحفاظ 4/ 1485، وغاية النهاية 1/ 22، والدرر الكامنة 1/ 53 رقم 137.

(1)

انظر عن (شهاب) في: ذيل تاريخ الإسلام 64 رقم 118، والإعلام بوفيات الأعلام 297، وذيل العبر 42، وتذكرة الحفاظ 4/ 1485، وأعيان العصر 2/ 528،529 رقم 775، والوافي بالوفيات 16/ 189 رقم 222، وذيل التقييد 2/ 16 رقم 1075 والسلوك ج 2 ق 1/ 51، والدرر الكامنة 2/ 195 رقم 1943، والمنهل الصافي 6/ 255 رقم 1190، والدليل الشافي 1/ 345 رقم 1187، وشذرات الذهب 6/ 17.

(2)

انظر عن (الحكيم) في: ذيل تاريخ الإسلام 82 رقم 183، وتالي كتاب وفيات الأعيان 46، وأعيان العصر 1/ 134،135 رقم 58، والدرر الكامنة 1/ 75 رقم 200، والنهج السديد 3/ 651.

ص: 389

الوحش بن القدس، المعروف بابن أبي حليقة

(1)

، رئيس الأطبّاء بالديار المصرية والشامية.

وخلّف تركة عظيمة وأموالا جزيلة.

‌ربيع الآخر

[الخطابة بجامع القلعة بالقاهرة]

في ثالث شهر ربيع الآخر خطب قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة بجامع قلعة القاهرة، عوضا عن شمس الدين الجزريّ.

[وفاة شمس الدين محمد بن فزارة الكفري]

952 -

وفي يوم الجمعة عاشر/131 أ/شهر ربيع الآخر توفي شمس الدين، محمد بن الشيخ محيي الدين بن عمر بن فزارة

(2)

الكفري، الحنفيّ، البصرويّ، ودفن ضحى يوم السبت بسفح جبل قاسيون.

روى شيئا من «رسالة القشيري» عن كمال الدين ابن طلحة، وكان سمعها جميعها منه في أول سنة اثنتين وخمسين وستماية.

وسألته عن مولده فقال: سنة ثمان وأربعين وستماية تقريبا.

وكان يسكن بالقلعة بدمشق.

[وفاة فاطمة بنت سليمان الأنصاري]

953 -

وفي ليلة الأربعاء الثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر توفيت الشيخة الصالحة المسندة، أمّ عبد الله، فاطمة

(3)

بنت الشيخ الإمام، المقرئ، المحدّث، جمال الدين سليمان بن عبد الكريم بن عبد الرحمن بن سعد الله بن عبد الله بن أبي القاسم الأنصاري، الدمشقيّ، بمنزلها بدرب المسك بدمشق، ودفنت عند والدها بمقابر باب الفراديس بعد أن صلّي عليها بالجامع عقيب ظهر الأربعاء.

وكانت امرأة صالحة وقفت وبرّت أقاربها في حياتها.

(1)

في ذيل تاريخ الإسلام «ابن أبي خليفة» .

(2)

انظر عن (ابن فزارة) في: الدرر الكامنة 4/ 281،282 رقم 795.

(3)

انظر عن (فاطمة) في: معجم شيوخ الذهبي 428 رقم 626، وذيل تاريخ الإسلام 76، رقم 161، والمعين في طبقات المحدّثين 227 رقم 2340، وذيل العبر 42،43، والإعلام بوفيات الأعلام 297، والمختصر في أخبار البشر 4/ 102، ومرآة الجنان 4/ 244، وتذكرة الحفاظ 4/ 1485، وأعيان العصر 4/ 27،28 رقم 1336، والدرر الكامنة 3/ 222،223 رقم 548، وشذرات الذهب 6/ 17، وأعلام النساء 4/ 61.

ص: 390

روت لنا عن أكثر من ماية شيخ منهم بالسماع: المسلّم المازني، وكريمة، وابن رواحة، وبالإجازة: المجد القزويني، والحسين بن صصرى، والفتح بن عبد السلام، والدهري، وابن عفيجة، والحسن بن الجواليقي، وأحمد بن النرسي، وعبد السلام بن سكينة، والمهذّب بن قتيدة، والأخوان ابنا الزبيدي، وعبد اللطيف بن الطبري، ومحاسن الحزايني، وشرف النساء بنت الآبنوسي، وجماعة من البغداديين، وغيرهم.

ومولدها تقريبا سنة عشرين وستماية.

وقرأ عليها شمس الدين الذهبي

(1)

قبل موتها بيوم، وحضر معه جماعة، وأسمعت الكثير. وكان لها إجازات من العراق، وأصبهان، ودمشق، ومصر.

قرأت عليها لابني محمد أكثر من ستين جزءا.

[وفاة أبي عبد الله محمد المرداوي]

954 -

وفي يوم الخميس الثالث والعشرين من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ الصالح، أبو عبد الله، محمد بن أحمد بن منصور

(2)

بن سعد بن إبراهيم بن حسن المرداوي، المقدسيّ، ويكنّى أبا سليمان، ويعرف بالحسام الوكيل. وكانت وفاته بسفح قاسيون، ودفن عصر النهار بتربة المرداويين.

/131 ب/وكان رجلا صالحا، وعنده فهم ومعرفة.

ومولده سنة خمس وثلاثين وستماية، بمردا

(3)

.

حدّث عن خطيبها، وهو خال والده، وعن إبراهيم بن خليل.

ومات أبوه بمردا في نصف جمادى الآخرة سنة سبعين وستماية.

‌[جمادى الأولى

[وفاة علي بن إلياس القوّاس]

955 -

في يوم الأربعاء سابع جمادى الأولى توفي الشيخ الصالح أبو الحسن، علي بن إلياس بن إسماعيل الخزرجي، القوّاس

(4)

، الحنبلي، المعروف بالفزاريّ، ظاهر دمشق، وصلّي عليه ظهر الخميس بالعقيبة، ودفن بمقبرة باب الصغير بالقرب من مسجد الذباب.

وكان رجلا مباركا، كثير الملازمة لمحراب الحنابلة يصلّي هناك ويتطوّع ويقرأ

(1)

معجم شيوخ الذهبي 428.

(2)

انظر عن (ابن منصور) في: معجم شيوخ الذهبي 473،474 رقم 696.

(3)

وقال الذهبي: مات سنة نيف عشر وسبعمائة!

(4)

انظر عن (القواس) في: ذيل تاريخ الإسلام 82 رقم 184 دون ترجمة.

ص: 391

مع الجماعة آيات الحرس، ويصلّي بين المغرب والعشاء، تارة إماما، وتارة مأموما، ويحبّ أهل السّنّة، ويحضر مجالس الحديث.

وسمع من عبد العزيز الكفر طابيّ، وحدّث.

ومولده سنة ثلاثين وستماية بدمشق.

[وفاة أبي الفضل عبد الكريم الديري]

956 -

ومات أبو الفضل عبد الكريم ولد الحاج فضل بن أحمد الكريم بن فضل الديري، يوم الأربعاء سابع جمادى الأولى، ودفن بباب الصغير.

وكان شابا من أبناء العشرين.

[وفاة الحاجّة علما بنت فخر الدين إبراهيم]

957 -

وتوفيت الحاجّة الصالحة المباركة، علما بنت فخر الدين إبراهيم بن عوضه، خالة الأخوين: فخر الدين، ونور الدين ابني ابن الصائغ، في ليلة الجمعة تاسع جمادى الأولى، بمنزلها جوار رباط البغدادية، بدمشق، وصلّي عليها عقيب الجمعة بالمصلّى ظاهر البلد، ودفنت بمقابر باب الصغير عند والدها، ولها اثنتان وستون سنة.

وكانت صالحة، كثيرة الخير، دائمة الطاعة، وانتفع بها جماعة من النساء والبنات كانت تلقّنهم القرآن وتعلّمهم أنواعا من القرب، وتجهد نفسها في كل ما تقدر عليه ممّا يقرّب إلى الله تعالى، مع الزهد الحقيقيّ باطنا وظاهرا. وكانت كسوتها عباءة، وثوبا، ومنشفة، منها القناع، ومنها العصابة.

[وفاة محمد الحيدري]

958 -

وتوفي الشيخ الكبير محمد الحيدري

(1)

، شيخ الحيدرية، الساكن ظاهر البلد في طرف العقيبة، قبالة دار أسندمر/132 أ/ليلة الأحد تاسع عشر جمادى الأولى، ودفن من الغد بسفح جبل قاسيون.

وكان من أبناء الستين، ضخما، نبيل القطعة، مشرقيّ الحديث، وله مبلغ مرتّب على المصالح وعلى السلطان.

[وفاة فخر الدين عثمان بن ورقة الزرعي]

959 -

وفي ليلة الإثنين التاسع عشر من جمادى الأولى توفي القاضي، الفقيه، العالم، فخر الدين، أبو عمرو، عثمان بن أحمد بن عمرو بن أحمد بن

(1)

انظر عن (الحيدري) في: ذيل تاريخ الإسلام 82 رقم 185 دون ترجمة.

ص: 392

هرماس

(1)

بن نجا بن مشرّف بن محمد بن ورقة الزرعي، قاضي نابلس بها، ودفن من الغد بمقبرة البيمارستان.

وكان مولده في جمادى الآخرة سنة ثلاثين وستماية بزرع.

وولي القضاءة بعدّة أماكن بالشام. وكان حسن السيرة في القضاء، عفيفا.

يقال: إنّه باع ملكا بثلاثين ألف درهم، ونفقه في مدّة الولاية، وكان فقيها، كثير الاستحضار، خصوصا مسائل المحاكمات.

كتبنا عنه من شعره بنابلس.

[وفاة نجم الدين ابن مصعب الدمشقي]

960 -

وفي ليلة الأحد الخامس والعشرين من جمادى الأولى توفي الوزير الأجلّ، نجم الدين، محمد بن الشيخ الصدر الكبير نور الدين أحمد بن إبراهيم بن عبد الضيف بن مصعب الدمشقيّ، ببستانه بسطرا ظاهر دمشق، وصلّي عليه يوم الأحد بجامع العقيبة، ودفن بتربتهم بسفح جبل قاسيون.

وكان فيه مبرّة ولطف ومحبّة للخير.

وروى لنا عن ابن عبد الدائم بدمشق والقدس.

ومولده في صفر سنة خمسين وستماية بدمشق.

[نظر ديوان نائب السلطنة]

وفي يوم الثلاثاء السابع والعشرين من جمادى الأولى تولّى الشريف زين الدين ابن عدنان نظر ديوان نائب السلطنة الأمير جمال الدين الأفرم، عوضا عن الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني، واستمرّ الشيخ كمال الدين على وكالته الشرعية مدّة يسيرة، ثم ترك الحديث في ذلك كلّه.

(1)

انظر عن (ابن هرماس) في: الدرر الكامنة 2/ 436 رقم 2568، وأعيان العصر 3/ 213 رقم 1070، والسلوك ج 2 ق 1/ 184، وإنباء الغمر 1/ 141، وعقد الجمان (المخطوط) ق 2 ج 24/ 218، وشذرات الذهب 6/ 57، وذيل العبر للعراقي 2/ 457، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 528. وهذه الترجمة فيها التباس بالاسم، والمكان، وتاريخ الوفاة. فهو في السلوك: «عثمان بن أحمد بن عثمان بن أحمد الزرعي» ، وفي إنباء الغمر، وعقد الجمان:«عثمان بن أحمد بن أحمد بن عثمان الزرعي بن شمرنوخ» . وفي المصادر كان قاضيا بطرابلس، وليس نابلس. ووفاته في الدرر سنة 768، وفي المصادر الأخرى 778 هـ. وعاش 56 سنة. وقال «ابن حبيب»: حكم في طرابلس ثم بحلب مدة عشرين سنة، وقيل إحدى وعشرين سنة، وكانت وفاته بحلب! (وانظر: موسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 2/ 305،306 رقم 658، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري 2/ 59 رقم 24). والترجمة في المتن تتفق مع الترجمة في أعيان العصر، إلا أن فيه اسم جدّه «عمر» بدل «عمرو» . والذي في المصادر الأخرى تشابه أسماء.

ص: 393

[نظر ديوان الأيتام]

وفي يوم الخميس التاسع والعشرين من جمادى الأولى تولّى القاضي نجم الدين الدمشقي نظر ديوان الأيتام، عوضا عن الشيخ نجم الدين ابن هلال.

[نظر ديوان الصدقات]

وتولّى معين الدين ابن اللبني نظر ديوان الصدقات الحكمية، عوضا عن عفيف الدين ابن الفارغ الحموي.

[وفاة بدر الدين حسن أخو ابن عبّود]

961 -

/132 ب/وفي يوم الجمعة سلخ جمادى الأولى صلّينا بدمشق على غائب توفي بالديار المصريّة، وهو بدر الدين، حسن أخو الشيخ نجم الدين ابن عبّود.

[وفاة فخر الدين أبي الفتح ابن القسطلاني]

962 -

وفي العشر الأول من جمادى الأولى توفي الشيخ فخر الدين، أبو الفتح، محمد بن عماد الدين أبي الطاهر محمد بن الشيخ تاج الدين علي بن أحمد بن علي بن القسطلانيّ

(1)

، بمدينة إخميم.

روى لنا عن السبط السادس من «المزكيّات» .

وكان من عدول مصر ومن (. . .)

(2)

.

[وفاة عبد الغفار ابن أبي الغنائم]

963 -

وفي يوم السبت سادس عشر جمادى الأولى توفي الشيخ الصالح، أبو محمد، عبد الغفّار بن عبد الله بن محمد بن أبي الغنائم (بن فضل البند)

(3)

نيجي، البغداديّ، ودفن بمقبرة الشيخ شهاب الدين السهروردي (. . .)

(4)

.

روى عن ابن اللتّي قديما، سمع منه البخاري (أبو العلاء)

(5)

، كتب إلينا بذلك تقيّ الدين محمود بن علي بن محمود بن (. . .)

(6)

.

(1)

انظر عن (ابن القسطلاني) في: ذيل تاريخ الإسلام 82 رقم 187 دون ترجمة، والدرر الكامنة 4/ 199 رقم 540.

(2)

مقدار كلمتين مطموستين.

(3)

ما بين القوسين من: الدرر الكامنة 2/ 386 رقم 2455.

(4)

مقدار كلمتين مطموستين.

(5)

ما بين القوسين من الدرر.

(6)

مقدار كلمتين مطموستين.

ص: 394

[وفاة جمال الدين ابن عزّون]

964 -

وفي يوم الإثنين السادس والعشرين من جمادى الأولى توفي الشيخ جمال الدين، أحمد بن إسماعيل بن عبد القويّ بن عزّون (بن داود المغربي، المصري)

(1)

الأنصاري

(2)

بالقاهرة.

روى عن جعفر الهمداني كتاب («العزيز» لابن أبي الدنيا)

(3)

، وغيره. وسمع «مجلس البطاقة» من (. . .)

(4)

(سنة خمس وعشرين)

(5)

وستماية.

ومولده في رمضان سنة عشرين وستماية.

‌جمادى الآخرة

[وفاة شمس الدين الحرّاني]

965 -

وفي ليلة السبت مستهلّ جمادى الآخرة توفي شمس الدين، أبو الفضل، جعفر (؟)(. . .)

(6)

الحرّاني، التاجر، نسيب أمين الدين ابن شقير (؟) وجاره بدر (. . .)

(7)

، ودفن ظهر السبت بالجبل.

وكان رجلا جيّدا (. . .)

(8)

وسمع الحديث معنا.

[نظارة الجامع الأمويّ]

وأضيف إلى الشريف زين الدين ابن عدنان نظر الجامع المعمور، عوضا عن شمس الدين ابن الخطيري، لتركه له وإعراضه عن المباشرة، ولبس الخلعة لذلك يوم الجمعة سابع جمادى الآخرة.

[وفاة صلاح الدين ابن قدامة المقدسي]

966 -

وفي آخر ليلة الجمعة رابع عشر جمادى الآخرة توفي صلاح الدين، محمد بن الشيخ شرف الدين عبد الله بن شيخ الإسلام/133 أ/شمس عبد الرحمن بن الشيخ أبي عمر بن قدامة

(9)

المقدسيّ، بمدرسة جدّه بسفح قاسيون، وصلّي عليه عقيب الجمعة بالجامع المظفّري، ودفن بتربة جدّه المشهورة.

(1)

ما بين القوسين مطموس في الأصل، والمثبت عن: الدرر الكامنة.

(2)

انظر عن (الأنصاري) في: معجم شيوخ الذهبي 27 رقم 15، وتذكرة الحفاظ 4/ 1485، والدرر الكامنة 1/ 106 رقم 292.

(3)

ما بين القوسين من الدرر.

(4)

مقدار كلمتين مطموستين، يرجّح أنهما:«ابن علاّن» .

(5)

ما بين القوسين من الدرر.

(6)

كلمة مطموسة.

(7)

كلمة مطموسة.

(8)

كلمة مطموسة.

(9)

انظر عن (ابن قدامة) في: ذيل تاريخ الإسلام 82 رقم 190، والترجمة رقم 969.

ص: 395

وكان رجلا جيّدا، خيّرا، كثير السكون، حسن المخالطة، عفيفا، صبورا، فاضلا، له نظم.

وسمع حضورا من ابن عبد الدائم، وروى لنا عنه أحاديث من «صحيح مسلم» ، وسمع من جدّه، وجماعة من أصحاب ابن طبرزد.

ومولده يوم الإثنين ثاني عشر رمضان سنة أربع وستين وستماية.

[وفاة محيي الدين ابن أبي عنان الطيبي]

967 -

وفي يوم السبت غرّة جمادى الآخرة توفي الشيخ محيي الدين، أبو عنان

(1)

، علي بن عثمان بن أبي عنان

(2)

بن الحسين الطيبي

(3)

، البغداديّ، ببغداد.

ودفن بتربة والده ذات النخل، وبها يعرفون ببغداد.

يقال: ابن شيخ النخل

(4)

، وهي محلّة الحضريّين جوار مشهد أبي حنيفة رضي الله عنه.

كتب إلينا الدقوقيّ بذلك.

ومولده في يوم الجمعة مستهلّ المحرّم سنة ثمان وعشرين وستماية ببغداد.

روى عن الكاشغريّ وغيره.

[وفاة سيف الدين طغريل الدواداري]

968 -

وفي ليلة العشرين من جمادى الآخرة توفي سيف الدين، أبو يوسف، طغريل

(5)

بن عبد الله العلمي، الدواداريّ، بالقاهرة، وهو في عشر الستّين.

سمع مع سيّده من جماعة، وحدّث ب «مجلس البطاقة» عن عبد الله بن علاّن، بقراءته عليه.

وكان رجلا جيّدا، ديّنا، وكان الأمير علم الدين معتقه يثني عليه، ويحبّه، وأوصى إليه.

[وفاة شرف الدين ابن شيخ الإسلام ابن قدامة]

969 -

وفي ليلة السبت التاسع والعشرين من جمادى الآخرة توفي الشيخ الأصيل، العدل، شرف الدين، أبو محمد، عبد الله بن الشيخ الإمام شيخ الإسلام،

(1)

انظر عن (أبي عنان) في: ذيل تاريخ الإسلام 82 رقم 178، والدرر الكامنة 3/ 84 رقم 178.

(2)

في الذيل: «بن عنان» ، وفي الدرر:«بن أبي عفان» .

(3)

في الدرر: «الخطيبي» .

(4)

في الدرر: «شيخ النجل» .

(5)

انظر عن (طغريل) في: معجم شيوخ الذهبي 249،250 رقم 343، وذيل تاريخ الإسلام 82 رقم 188، والدرر الكامنة 2/ 222 رقم 2028.

ص: 396

قاضي القضاة، شمس الدين، عبد الرحمن بن الشيخ أبي عمر بن قدامة

(1)

المقدسيّ، بداره بداره بالدير، بسفح قاسيون، وصلّي عليه ضحى السبت، ودفن بمقبرة جدّه الشيخ أبي عمر، رحمه الله.

وكان رجلا حسنا من أولاد الشيوخ، وفيه مروءة وديانة، وملازمة لتلاوة الكتاب العزيز.

روى عن ابن قميرة «الرابع من حديث إسماعيل الصفّار» ، وروى عن الحافظ ضياء الدين، وعن ابن مسلمة، والمرسي، والبكري، وخطيب مردا. /133 ب/وغيرهم.

ومولده سنة تسع وثلاثين وستماية، أو في سنة أربعين في ذي القعدة بسفح قاسيون.

ورأيت حضوره في رجب سنة إحدى وأربعين ولم يبيّن كم عمره.

وكان أصيب بولده صلاح الدين

(2)

، مات قبله بنصف شهر رحمهما الله تعالى.

‌رجب

[طواف المحمل السلطاني]

طيف بالمحمل السلطاني، وأعلم الناس بالحجّ يوم الإثنين مستهلّ رجب، وعيّن الأمير سيف الدين قطلوتمر صهر الجالق لإمرة الركب الشاميّ.

[الزلزلة بمصر]

وحصلت زلزلة لطيفة بالديار المصرية في رابع رجب.

[وفاة الملك المسعود خضر ابن السلطان بيبرس]

970 -

وفي خامس رجب توفي الملك المسعود

(3)

، نجم الدين، خضر بن السلطان، الملك، الظاهر، ركن الدين، بيبرس الصالحيّ، بالديار المصرية.

وكان مع أخيه السلطان الملك السعيد بالكرك، فلما مات أخوه تسلطن بها مدّة، ثم انتزعها منه السلطان الملك المنصور.

(1)

انظر عن (ابن قدامة) في: ذيل تاريخ الإسلام 82 رقم 189 دون ترجمة، ومعجم شيوخ الذهبي 261 رقم 358، والدرر الكامنة 2/ 269،270 رقم 2159.

(2)

راجع الترجمة رقم 966.

(3)

انظر عن (الملك المسعود) في: ذيل تاريخ الإسلام 54 رقم 102، وذيل العبر 43، وأعيان العصر 2/ 313 رقم 625، والوافي بالوفيات 13/ 339 رقم 418، وتذكرة النبيه 1/ 287، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 178، وزبدة الفكرة 408، والبداية والنهاية 13/ 326، والسلوك ج 2 ق 1/ 51، والمقفى الكبير 3/ 748 - 750 رقم 1364، والدرر الكامنة 2/ 83 رقم 1645، والنجوم الزاهرة 8/ 229، والمنهل الصافي 5/ 221، والدليل الشافي 1/ 288 رقم 988، والنهج السديد 3/ 651.

ص: 397

[وفاة عبد الرحمن بن صصرى]

971 -

(وفي يوم الخميس الحادي عشر من رجب توفي عبد الرحمن بن أحمد بن صصرى، ودفن بتربتهم بالجبل.

وكان صغيرا، رحمه الله تعالى، وجعله ذخرا لوالديه)

(1)

.

[وفاة المجاهد الفقير]

972 -

وفي ليلة الثلاثاء سادس عشر رجب توفي المجاهد الفقير، صاحب الدلق المجاور كان بالجامع بالمارستان الصغير، وصلّي عليه الظهر بالجامع، ودفن بالجبل جوار تربة المولّهين.

وجاوز الستين من العمر.

[وفاة الصدر عماد الدين الطائي]

973 -

وفي يوم الأربعاء الرابع والعشرين من رجب توفي الصدر الكبير، عماد الدين، سعيد بن ريّان بن يوسف الطائيّ

(2)

، بداره بدمشق، ودفن من يومه بالجبل بتربة بني صصرى.

وكان مشكورا، سمح النفس، حسن الخلق، له فضيلة وشعر، وباشر نظر حلب مدّة، ثم أقام بدمشق متولّيا نظر ديوان الأمير سيف الدين سلاّر، ثم عزل منه بابن الخليلي، وجاء وقت سفر الحاج عقيب ذلك، فتوجّه وحجّ ورجع إلى القاهرة، فأقام مدّة متمرّضا، ولم يزل يسعى إلى أن أعيد إلى حلب، وكتب له بذلك، فعاد إلى دمشق متمرّضا فدخلها وهو على الحال، فأقام أياما يسيرة دون جمعة، ومات وهو من أبناء الستّين

(3)

.

[وفاة نور الدين علي المقدسي]

974 -

وتوفي الشيخ نور الدين، علي بن محمود المقدسيّ في السادس

(1)

الترجمة بكاملها بين القوسين عن هامش المخطوط.

(2)

انظر عن (الطائي) في: ذيل تاريخ الإسلام 82 رقم 191، والدرر الكامنة 2/ 134 رقم 1813 وفيه:«سعيد بن زبان بن يوسف بن زبان» .

(3)

وقال ابن حجر: وكان بيبرس يكرهه وأحضره إلى القاهرة، وصودر على مبلغ أربعمائة ألف دينار، ثم اعتنى به سلار واستخدمه في ديوانه بدمشق وباشره على عادته في الاحتشام والمكارم، ثم صرف سنة 709 (؟) فحج وقدم القاهرة فأعيد إلى نظر حلب. وكان يكتب خطا جيدا وينظم نظما حسنا، ومات بدمشق، في ثاني رجب سنة 708. وأقول: هكذا ورد سنة 709 ثم سنة 708، ولعلّ التاريخ الأول فيه خطأ في الطباعة، أراد 706 فوردت 709 هـ.

ص: 398

والعشرين من رجب بالقاهرة، ودفن من يومه بالقرافة عند قبر بهاء الدين ابن النحاس.

/134 أ/وكان معروفا بخدمة قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة والإقامة في صحبته حيث كان. وكان رجلا جيّدا، ديّنا، فاضلا، أقام بدمشق بالخانكاه السميساطية مدّة، وكان عنده فضيلة وديانة.

[وفاة عماد الدين الهكاري]

975 -

وفي آخر جمعة من رجب صلّي بالجامع الأزهر بالقاهرة على عماد الدين، محمد بن الشيخ الفقيه، القاضي، تقيّ الدين، أحمد بن عثمان الهكاري، مات بالأشمونين.

وهو أخو القاضي عزّ الدين قاضي بلبيس، صهر الصدر بدر الدين ابن الجوهريّ.

وكان من طلبة الحديث المشتغلين به من أصحاب الدمياطي.

‌شعبان

[وفاة عماد الدين ابن الطبّال الأزجي]

976 -

في ليلة الخميس سابع عشر شعبان توفي ببغداد شيخ الحديث بالمستنصرية، الشيخ العدل، بقيّة المسندين، عماد الدين، أبو البركات، إسماعيل بن الشيخ الزاهد أبي الحسن علي بن أحمد بن إسماعيل بن حمزة بن المبارك بن الطبّال

(1)

، الأزجيّ، ودفن من الغد بمقبرة الإمام أحمد، رضي الله عنه.

ومولده ليلة الخميس سادس صفر سنة إحدى وعشرين وستماية، بباب الأزج.

سمع

(2)

«صحيح البخاري» من ثلاثة: ابن كرم، وابن القطيعي، وابن روزبة.

وسمع «جامع الترمذي» من عمر بن كرم، عن الكروخي إجازة. وسمع «سنن النسائي» من ابن القبّيطي. وسمع من العلبي، ونصر بن عبد الرزاق، ويونس بن جميل القطّان، وابن اللتّي، وغيرهم. وحضر في أول الرابعة على أبي منصور محمد بن عبد الله بن عفيجة، وحدّث بالكثير.

(1)

انظر عن (ابن الطبال) في: ذيل تاريخ الإسلام 76 رقم 160، والإعلام بوفيات الأعلام 297، وذيل العبر 45، والمعين في طبقات المحدّثين 228 رقم 2343، ومعجم شيوخ الذهبي 141، 142 رقم 182، وتذكرة الحفاظ 4/ 1485، والوافي بالوفيات 9/ 165، وأعيان العصر 1/ 502،503 رقم 262، وتذكرة النبيه 1/ 288، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 178، والدرر الكامنة 1/ 369 رقم 438، والدليل الشافي 1/ 126 رقم 440، والمنهل الصافي 2/ 412، وشذرات الذهب 6/ 16، ومنتخب المختار 41.

(2)

كتب قبلها: «ودفن» ثم ضرب عليها خطا.

ص: 399

وكان والده أسمعه الكثير، واعتنى به. وله إجازات، ولم يخلف بالعراق مثله.

[وفاة جمال الدين ابن القزويني]

977 -

وفي يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من شعبان توفي الشيخ جمال الدين، أبو عبد الله، محمد بن أبي بكر بن محمد بن عبد الرزاق بن القزويني، ببغداد، ودفن بمقبرة الإمام أحمد رضي الله عنه.

وكان يروي قطعة من «مسند إسحاق بن راهويه» .

‌شهر رمضان

[إثبات هلال رمضان]

ولم ير هلال رمضان ليلة الأربعاء أول الليل، ثم ثبت بالجبل على قاضي القضاة تقيّ الدين، وقد مضى قطعة من الليل، ولم يتّصل الخبر بأهل البلد إلاّ نهارا.

[إقطاع حماه]

ووصل إلى دمشق الصدر شرف الدين/134 ب/ابن صصرى من حماه في شهر رمضان، وصار عوضه بهاء الدين عبد الصمد بن المغيزل

(1)

، وجرى ذلك لما أقطعت حماه للأمير سيف الدين قبجق واستقلّ أمره بها.

[نظارة الدواوين بدمشق]

وعزل الصاحب أمين الدين، أبو بكر بن الرقاقيّ من نظر الدواوين بدمشق، وسافر قبل العيد بأيام إلى الديار المصرية.

[وفاة الصفيّ ناظر الجيش]

978 -

وفي يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من شهر رمضان توفي الصفيّ ناظر الجيش كان، وحمل إلى الجامع وصلّي عليه به.

وكان أسلم قديما وحسن إسلامه، وكان مواظبا على الصلوات في الجامع والتحبّب لأهل الخير، ثم انقطع في آخر عمره مدّة لمرض، وعجز إلى أن مات.

[وفاة الصدر أمين الدين ابن شقير الحرّاني]

979 -

وفي ليلة الخميس الثالث والعشرين من شهر رمضان توفي الشيخ الصدر، الكبير، أمين الدين، أبو محمد، عبد الله بن عبد الأحد بن عبد الله بن

(1)

هو: عبد الصمد بن عبد اللطيف بن محمد بن محمد بن نصر الله، ابن المغيزل. توفي سنة 725 هـ. (ذيل مفرج الكروب 22 رقم 9).

ص: 400

سلامة بن خليفة بن شقير

(1)

الحرّاني، بمدينة غزّة، وحمل إلى القدس الشريف، فصلّي عليه عقيب صلاة الجمعة رابع عشريه، ودفن هناك، وحضره جمع كبير.

وكان قد خرج من دمشق مع جماعة من أولاده وأقاربه في أول الشهر إلى الديار المصرية لأسباب له، ولزيارة ولده، فأدركه أجله في الطرق، ووصل خبره إلى دمشق يوم السبت الخامس والعشرين من الشهر، وعمل عزاؤه بجامع دمشق.

وكان مشكورا، محمودا، كلّ أحد يثني عليه ويعظّمه على قدم الصدق والعدالة، محترما، معظّما من أرباب الأموال، وله حقوق على الناس ووجاهة عند الدولة.

وحدّث عن يوسف بن خليل، وعيسى بن الخياط.

ومولده بحرّان في منتصف شعبان سنة ثلاث وثلاثين وستماية.

[وفاة أبي الحسن علي الحرّاني المعروف بابن المقرئ]

980 -

وفي ليلة السبت الخامس والعشرين من رمضان توفي الشيخ أبو الحسن، علي بن محمد بن كثير الحرّاني، المعروف بابن المقري، وحمل إلى الجبل فدفن هناك.

روى عن عمر الكرماني، وسمع أيضا من ابن أبي اليسر، وابن النشبي، ونصر الله بن الحنفيّ، وجماعة.

وكان إمام مسجد عطيّة داخل باب الجابية، وفقيها بمدارس الحنابلة، ومن أصحاب الأمير ناصر الدين ابن الحرّاني.

/135 أ/ومولده بحرّان سنة أربع وثلاثين وستماية تقريبا.

[وكالة بيت المال]

وعزل الشيخ كمال الدين ابن الشريشي وكيل بيت المال نفسه عن الوكالة في منتصف رمضان، وامتنع من المباشرة، وتغيّرت الدولة، وخلع على أرباب المناصب فامتنع من قبول الخلعة. واستمرّ الحال إلى أن استقرّت السلطنة الجديدة، فأرسلت إليه وكالة شرعية، وحملت إليه الخلعة، فلبسها بكرة الجمعة يوم عاشوراء من السنة الآتية.

‌شوال

[وفاة أمين الدين ابن شقير]

981 -

وصلّينا يوم عيد الفطر عقيب صلاة الجمعة على الشيخ أمين الدين ابن شقير

(2)

(1)

انظر عن (ابن شقير) في: ذيل تاريخ الإسلام 82 رقم 179، ومعجم شيوخ الذهبي 259، 260 رقم 356، والوافي بالوفيات 17/ 236، وأعيان العصر 2/ 690،691 رقم 874، وتالي كتاب وفيات الأعيان 124، والدرر الكامنة 2/ 265 رقم 2154.

(2)

تقدّمت ترجمته برقم 979.

ص: 401

الحرّاني، المتوفّى بغزّة، رحمه الله، وكذلك صلّي عليه بجامع الصالحية.

[خروج الركب إلى الحجاز]

وخرج الركب إلى الحجاز الشريف يوم السبت تاسع شوال، وأميرهم الأمير سيف الدين، قطلق

(1)

تمر، صهر الأمير الكبير، ركن الدين الجالق

(2)

، ومن القاهرة يوم الخميس رابع عشره، وأميرهم بزلار

(3)

.

[وفاة جمال الدين إبراهيم ابن الحبوبي]

982 -

وفي ليلة الإثنين رابع شوال توفي بالقاهرة الشيخ المسند، الأصيل، جمال الدين، إبراهيم بن

(4)

شيخنا شهاب الدين علي بن مجد الدين محمد بن شمس الدين أحمد بن مسند الشام أبي يعلى حمزة بن الحبوبي

(5)

، الثعلبي، الدمشقيّ، ودفن من الغد بمقبرة باب النصر.

ومولده في شعبان سنة ست وعشرين وستماية.

وكان روى «مسند الدارميّ» ، و «مسند عبد بن حميد» ، و «الماية الشريحية» ، عن ابن اللتّي، وله إجازات من البلاد، من دمشق، وديار مصر، وبغداد، وأصبهان، وحدّث بالشام، والقاهرة، وأخذ عنه الطلبة. وروى بالإجازة عن محمود بن منده، ومحمد بن عبد الواحد المديني، وجماعة، رحمه الله تعالى.

[إقامة السلطان الناصر بالكرك]

وخرج السلطان الملك الناصر من القاهرة في السادس والعشرين من (رمضان)

(6)

، قاصدا الحجّ، وخرج الأمراء لتوديعه، فردّهم. ومرّ بغزّة، ووصل إلى الكرك في يوم الإثنين الرابع من شوال، وأمر النائب بها جمال الدين آقوش بالتوجّه إلى القاهرة، وكذلك أمر جماعة من الأمراء كانوا خرجوا في صحبته بالرجوع.

ولما دخل/135 ب/قلعة الكرك انكسر الجسر وسلم هو ومن دخل قبله، ووقع

(1)

انظر عن (قطلق) في: الدرر الكامنة 3/ 250 رقم 640.

(2)

في الدرر: «الحالق» بالحاء المهملة.

(3)

في الدرر: مات سنة بضع عشرة وسبعمائة.

(4)

الصواب: «ابن» .

(5)

انظر عن (ابن الحبوبي) في: ذيل تاريخ الإسلام 79 رقم 166، ومعجم شيوخ الذهبي 114، 115 رقم 144، وتذكرة الحفاظ 4/ 1485، والمشتبه 1/ 256، وأعيان العصر 2/ 180 و 4/ 550، وذيل التقييد 1/ 433 رقم 847، والمقفى الكبير 1/ 205 رقم 223، والدرر الكامنة 1/ 47، رقم 210.

(6)

في الأصل: «شوال» ، وضرب عليها بخط، والمثبت عن هامش المخطوط.

ص: 402

من الجسر إلى الوادي نحو خمسين من خواصّه، مات منهم أربعة وجرح أكثرهم.

وكان يوما مؤلما. وعمل نائب الكرك ضيافة لقدوم السلطان أنفق فيها نحوا من أربعة عشر ألف درهم، فتلفت ولم يحصل منها المقصود. ثم ظهر للسلطان أن هذا الذي وقع لم يقصده أحد، وبقي النائب خجلا، فطيّب قلبه وأكل طعامه، وبقي ثلاثة أيام، وبعدها أظهر للنائب ما في خاطره من الإقامة بالكرك، وخلع عليه خلعة قيمتها سبعة آلاف درهم، وسافر النائب بأمره.

ثم بعد مدّة حضرت زوجة السلطان مع أخيها، فتألّموا من ضيق الحال. وأقام السلطان بالكرك يباشر الأمور ويحضر دار العدل

(1)

.

[وفاة الأمير عزّ الدين الرشيدي]

983 -

وفي يوم الثلاثاء التاسع عشر من شوال توفي الأمير عزّ الدين الرشيدي

(2)

، أستاذ دار الأمير سيف الدين سلاّر نائب السلطنة بالقاهرة.

[الترسيم على أخي تقيّ الدين ابن تيميّة]

وفي ليلة الأربعاء العشرين من شوال طلب أخو الشيخ تقيّ الدين، فوجد زين الدين وعنده جماعة، فرسّم عليهم، ولم يوجد شرف الدين. ثم أطلق الجميع سوى زين الدين، فإنه حمل إلى المكان الذي فيه الشيخ، وهو قاعة الترسيم بالقاهرة.

ثم إنه أخرج في خامس صفر سنة تسع وسبعماية.

[سلطنة بيبرس الجاشنكير]

ووصل الخبر إلى دمشق في يوم الجمعة التاسع والعشرين من شوال بسلطنة الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير بالقاهرة، وأنّ سلطنته وقعت يوم السبت عصر النهار الثالث والعشرين من شوال بعد أن وصل كتاب السلطان الملك الناصر من الكرك بالإقامة هناك.

وكان وصول كتابه عصر الجمعة الثاني والعشرين من الشهر، فاجتمع أعيان الأمراء، وتشاوروا بقيّة نهار الجمعة ويوم السبت إلى العصر. واتفق رأيهم على سلطنة المذكور، ولقّب بالملك المظفّر، فخاطبوه بالسلطنة في دار الأمير سيف الدين سلاّر بالقلعة، وركب من الدار المذكورة، ودخل/136 أ/القلّة راكبا، والأمير سيف الدين المذكور، ومن دونه مشاة بين يديه، ودخل إلى موضع كرسي المملكة، وجلس بعد أن حلف له أكابر الأمراء.

ثم استمرّ التحليف بعد ذلك لمن جرت العادة تحليفه أياما

(3)

.

(1)

خبر إقامة السلطان في: النهج السديد 3/ 646 - 648.

(2)

انظر عن (الرشيدي) في: نهاية الأرب 32/ 142، والنهج السديد 3/ 651 واسمه «أيدمر» .

(3)

سلطنة بيبرس في: نزهة المالك والمملوك 191، والدرة الزكية 156 - 158، وتاريخ سلاطين المماليك 137، ونهاية الأرب 32/ 139، والنهج السديد 3/ 649.

ص: 403

‌ذو القعدة

[كتاب السلطان إلى أمراء دمشق]

في يوم الأحد مستهلّ ذي القعدة وصل الأمير عزّ الدين البغدادي ومن معه إلى دمشق لأجل تحليف النائب بها والأمراء للسلطان الملك المظفّر ركن الدين بيبرس المنصوري، المعروف بالجاشنكير، واجتمع الأمراء والقضاة عند نائب السلطنة بالقصر يوم الإثنين ثاني الشهر، فحلف الأمراء.

وقرئ عليهم كتاب السلطان الملك الناصر بن الملك المنصور من الكرك إلى نائب السلطنة بدمشق، يتضمّن أنه صحب الناس مدّة عشر سنين لم يؤذ أحدا، ولا خرّب بيت أحد، وأنه اختار الانقطاع والعزلة بالكرك، وفيه كلام حسن. فقرئ هذا الكتاب قبل الحلف، فبكى جماعة من الحاضرين، وشرع من ظهر الإثنين ثاني ذي القعدة في دقّ البشائر بالقلعة وفي تزيين الأسواق.

وبلغنا أنه جعل الأمير سيف الدين برلغي مكان الأمير ركن الدين الذي تولّى السلطنة، وجعل مكان برلغي الأمير سيف الدين بتخاص، وجعل مكان بتخاص الأمير جمال الدين أقوش النائب كان بالكرك، وحضر نائبا للسلطنة بدمشق يوم الجمعة سادس ذي القعدة، إلى مقصورة الخطابة لسماع الخطبة، فخطب الخطيب للسلطان الملك المظفّر ركن الدين المذكور، وبقيت الزينة في البلد جمعة ثم رفعت

(1)

.

[خلعة نيابة السلطان]

ووصلت خلعة نائب السلطنة وتقليده، وخلع على من جرت العادة بالخلع عليه من الأمراء، والمقدّمين، والمتعمّمين، ولبس الجميع يوم الخميس تاسع عشر ذي القعدة، واجتمعوا بالقصر لسماع تقليد نائب السلطنة، قرأه على الناس القاضي محيي الدين صاحب ديوان الإنشاء، وصلّى الناس يوم الجمعة بالخلع، وخطب الخطيب بخلعته. /137 ب/وجلس قاضي القضاة في الشبّاك بخلعته

(2)

.

[ركوب السلطان بالخلعة الخليفتيّه]

وركب السلطان يوم السبت سابع ذي القعدة بالقاهرة وعليه الخلعة الخليفتية السوداء والعمامة المدوّرة، وأرباب الدولة بين يديه عليهم الخلع السنية، والصاحب ضياء الدين النشائي حامل تقليده من جهة أمير المؤمنين المستكفي أبي الربيع سليمان، وهو في كيس أطلس أسود، وأوله:{إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}

(3)

.

(1)

نهاية الأرب 32/ 140،141.

(2)

نهاية الأرب 32/ 140،141.

(3)

سورة النمل، الآية 30.

ص: 404

ويقال: إنّ الخلع بالقاهرة بلغت ألف خلعة ومايتي خلعة

(1)

.

[وفاة الشريف زين الدين الحسيني]

984 -

وفي يوم الخميس السادس من ذي القعدة توفي السيد الشريف، العالم، الفاضل، زين الدين، أبو علي، الحسين بن الشريف محيي الدين محمد بن عدنان بن الحسن الحسيني

(2)

، نقيب الأشراف بدمشق المحروسة في آخر النهار بداره، وصلّي عليه يوم الجمعة عقيب الصلاة بالجامع المعمور، ودفن بمقابر باب الصغير بتربة لهم.

وكان فاضلا في كتابة الديوان والإنشاء، مليح الشكل، جليلا، عارفا، وفيه بلاغة وفصاحة، وله معرفة بشيء من كلام الإماميّة والمعتزلة، وباشر عدّة مناصب.

وكان متولّيا في آخر عمره نظر ديوان الجامع، ونظر ديوان نائب السلطنة ووكالته، باشر ذلك مدّة يسيرة قبل موته نحو خمسة أشهر.

وعاش نحوا من خمسة

(3)

وخمسين سنة.

وله نظم، كتبت عنه شيئا يسيرا.

[مباشرة نظر ديوان الجامع الأموي]

وباشر نظر ديوان الجامع المعمور القاضي شرف الدين ولد الصاحب جمال الدين ابن صصرى، عوضا عن الشريف زين الدين في يوم الجمعة ثالث عشر ذي القعدة، وجلس في الديوان بتشريف وطرحة سنيّة.

[وفاة شرف الدين ابن شقير الحرّاني]

985 -

وفي ليلة الإثنين السادس عشر من ذي القعدة توفي شرف الدين، عبد الرحمن بن الشيخ أمين الدين عبد الله بن عبد الأحد بن شقير الحرّاني، التاجر، بالقاهرة، ودفن يوم الإثنين بالقرابة جوار الملك المنصور لاجين.

وكان شابا في عشر الأربعين. وكان من خيار التجار وأمنائهم

(4)

، /138 أ/وعنده معرفة بالتجارة وخبرة وديانة وأمانة، وصلّي عليه بجامع دمشق يوم الجمعة ثاني عشر ذي الحجّة.

[وفاة شمس الدين ابن حميد السوادي]

986 -

وفي يوم الثلاثاء قرب المغرب الرابع والعشرين من ذي القعدة توفي

(1)

خبر ركوب السلطان في: النهج السديد 3/ 650.

(2)

انظر عن (الحسيني) في: ذيل تاريخ الإسلام 82 رقم 180، والدرر الكامنة 2/ 69،70 رقم 1614.

(3)

الصواب: «خمس» .

(4)

في الأصل: «ودفن» ، ثم ضرب فوقها.

ص: 405

الشيخ الإمام، المحدّث، الصالح، شمس الدين، أبو عبد الله، محمد

(1)

بن عبد الرحمن بن شامة

(2)

بن كوكب بن عزّ بن حميد السوادي، الحنبليّ، بمصر، وصلّي عليه من الغد بجامع عمرو بن العاصي، رضي الله عنه، ودفن بالقرافة بالقرب من الإمام الشافعي، رضي الله عنه.

وكان مشهورا بالحديث وقراءته على الشيوخ. قرأ الكثير، ورحل إلى البلاد، وسمع من صغره إلى حين وفاته.

وروى عن ابن عبد الدائم، وغيره.

ومولده في رجب سنة اثنتين وستين وستماية.

[وفاة فتح الدين محمود العاملي]

987 -

وفي يوم الأحد التاسع والعشرين من ذي القعدة، وهو اليوم الأخير منه، توفي الشيخ الفقيه، العدل، الصالح، فتح الدين، محمود بن علي بن إبراهيم العاملي، إمام مسجد القصب، ظاهر دمشق، ودفن بسفح قاسيون.

وكان مشكور السيرة، خيّرا، عدلا، متواضعا، صالحا، من أبناء الستين، رحمه الله تعالى.

‌ذو الحجّة

[التدريس بتربة أمّ الصالح]

وذكر الدرس أول يوم من ذي الحجّة الشيخ شهاب الدين ابن الشيخ مجد الدين عبد الله، بالمدرسة المعروفة بتربة أمّ الصالح، عوضا عن الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني، بمقتضى نزوله له عنها.

(1)

انظر عن (محمد) في: ذيل تاريخ الإسلام 78 رقم 163، والإعلام بوفيات الأعلام 97، وذيل العبر 43،44، والمعين في طبقات المحدّثين 227 رقم 2341، ومعجم شيوخ الذهبي 511 رقم 759، والمعجم المختص 101 رقم 117، وتذكرة الحفاظ 2/ 1485 و 1501، ومرآة الجنان 4/ 245، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 355،356 رقم 468، والوافي بالوفيات 3/ 328،329 رقم 1249، وأعيان العصر 4/ 489،490 رقم 1606، والسلوك ج 2 ق 1/ 20، والمقفى الكبير 6/ 26،27 رقم 2408، والدرر الكامنة 3/ 397 رقم 3858، والدليل الشافي 1/ 633 رقم 2178، والمنهل الصافي 10/ 102 رقم 2186، والمنهج الأحمد 414، والمقصد الأرشد، رقم 1006، والدرر المنضد 2/ 456،457 رقم 1206، ومختصر الذيل على طبقات الحنابلة 91، ونهاية الأرب 32/ 142.

(2)

في ذيل تاريخ الإسلام: «سامه» بالسين المهملة، ومثله في: نهاية الأرب.

ص: 406

[ركوب السلطان إلى القلعة]

وفي هذا اليوم ركب السلطان الملك المظفّر ركن الدين بالقاهرة إلى قبّة النصر

(1)

.

[وفاة فخر الدين يوسف المشهدي]

988 -

وفي عصر الثلاثاء ثاني ذي الحجّة توفي الشيخ فخر الدين، يوسف بن أحمد بن عيسى بن الحسن بن أبي القاسم المشهدي

(2)

، القاهري، الصوفيّ، نقيب الفقهاء بالمشهد بالقاهرة، ودفن من الغد بالقرافة.

وكان يروي عن ابن المقيّر، والساوي، وابن رواج، وابن الجمّيزي، وابن قميرة، وغيرهم.

ومولده بالقاهرة في سابع عشر شوال سنة ثمان وعشرين وستماية، جاوز الثمانين بشهر ونصف.

[وفاة شمس الدين ابن الموازيني السلمي]

989 -

وفي ليلة الإثنين منتصف ذي الحجّة توفي الشيخ الجليل، المسند، الرحلة، بقية الشيوخ، /138 ب/شمس الدين، أبو جعفر، محمد بن علي بن حسين بن سالم بن حسين بن الموازيني

(3)

، السلمي، الدمشقيّ، بقرية تلتياثا من غوطة دمشق، ودفن من الغد بمقابر باب الصغير، رحمه الله تعالى.

وكان شيخا مسندا، له ثروة، وعنده ديانة ومحبّة للخير والصدقة والحجّ.

وكان قسّم ميراثه، وأقام فقيرا مدّة. وكانت ابنته تعطيه كل يوم در همين. وسكن في آخر عمره القرية المذكورة، وحجّ ثلاثين حجّة.

وسمع في صغره من الحسين بن صصرى، والبهاء عبد الرحمن، وتفرّد بالرواية عنهما في آخر عمره سنين، وروى عن غيرهما.

وعمّره الله تعالى أربعا وتسعين سنة، ومولده في منتصف ربيع الأول سنة أربع عشرة وستماية بدمشق.

(1)

نهاية الأرب 32/ 139.

(2)

انظر عن (المشهدي) في: الدرر الكامنة 4/ 447 رقم 1236.

(3)

انظر عن (ابن الموازيني) في: ذيل العبر 44، وذيل تاريخ الإسلام 77،78 رقم 162، والإعلام بوفيات الأعلام 297، والمعين في طبقات المحدّثين 238 رقم 2343، ودول الإسلام 2/ 213، ومعجم شيوخ الذهبي 533،534 رقم 795، وتذكرة الحفاظ 4/ 1485، ومرآة الجنان 4/ 245، والوافي بالوفيات 3/ 213، وأعيان العصر 4/ 618،619 رقم 1669، وتذكرة النبيه 1/ 289، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 179، وذيل التقييد 1/ 178،170 رقم 324، والدرر الكامنة 4/ 63 رقم 176 وشذرات الذهب 6/ 18.

ص: 407

[وفاة الفقيه شهاب الدين ابن المخلص]

990 -

ووصل إلى دمشق يوم الثلاثاء سادس عشر ذي الحجّة خبر موت الفقيه، شهاب الدين، أحمد بن نصر المعروف بابن المخلّص

(1)

الشافعيّ، وأنه توجّه من القاهرة راجعا إلى دمشق، فأدركه أجله بالصالحية في هذا الشهر.

وكان فيه صلاح وخير واشتغال، وأشغل في آخر عمره بجامع دمشق.

[وفاة العماد أبي الحرم الخبّاز]

991 -

وفي ليلة الثلاثاء الثالث والعشرين من ذي الحجّة توفي الشيخ الصالح، العماد، أبو الحرم

(2)

، ابن الرشيد بن عبد الوهاب الخبّاز الأنصاريّ، بسفح قاسيون، ودفن من الغد به.

وكان رجلا جيّدا، محبّا للخير، متعفّفا.

سمع من الشرف المرسي، وخطيب مردا، وابن عبد الهادي، وجماعة، وحدّث. وكان يسمع معنا. ويحبّ حضور مجالس الحديث.

ومولده سنة أربع وثلاثين وستماية.

[وفاة أمّ عمر خديجة بنت أبي جرادة الحلبية]

992 -

وتوفيت السيّدة الكبيرة، الأصيلة، الصالحة، أمّ عمر، خديجة

(3)

، بنت الصاحب كمال الدين أبي القاسم عمر بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة الحلبي بمدينة حماه، عند زوجها ابن عمّها القاضي عزّ الدين، في شهر ذي الحجة بعد العيد بستة يام.

روت «مجالس الشجاعي» ، و «الشيرازي» عن الركن إبراهيم بن عثمان الحنفيّ، رواهما لها عن أبي سعد بن أبي عصرون. وتاريخ سماعها سنة تسع وعشرين وستماية.

[وفاة فخر الدين أبي القاسم]

993 -

وفي سابع ذي الحجّة توفي بالديار المصرية الشيخ فخر الدين، أبو القاسم/139 أ/الحنفيّ.

وكان شيخا من شيوخ الحنفية، ناب في الحكم عن قاضي القضاة صدر الدين سليمان الحنفيّ بالقاهرة.

***

(1)

انظر عن (ابن المخلص) في: الدرر الكامنة 1/ 327 رقم 819.

(2)

انظر عن (أبي الحرم) في: ذيل تاريخ الإسلام 82 رقم 181، ومعجم شيوخ الذهبي 685، 686 رقم 1036.

(3)

انظر عن (خديجة) في: معجم شيوخ الذهبي 186 رقم 247، وشذرات الذهب 6/ 16.

ص: 408

[من وفيات هذه السنة]

[خطابة جامع ابن طولون]

وفي آخر السنة عزل الشيخ شمس الدين الجزريّ عن خطابة جامع ابن طولون، ووليها الشيخ عزّ الدين ابن مسكين، وعن تدريس المدرسة الشريفية، ووليها الشيخ علاء الدين القونويّ.

[وفاة ظهير الدين ابن منعة البغدادي]

994 -

وفي هذه السنة توفي الشيخ الجليل، الزاهد، ظهير الدين، أبو عبد الله، محمد بن عبد الله بن أبي الفضل بن منعة

(1)

البغداديّ، شيخ الحرم الشريف بمكّة.

وكان خرج من مكة في شهر ربيع الأول قاصدا الملك المؤيّد (هزبر)

(2)

باليمن، فناله منه معروف، ورجع، فأدركه أجله في الطريق في حدود شهر رجب. وكان شيخا مباركا.

مولده في سنة ثلاث وثلاثين وستماية ببغداد، ودخل مكة شابّا، فأقام بها ثمانية

(3)

وخمسين سنة، وولي مشيخة الحرم بعد موت عمّه الشيخ عفيف الدين منصور بن منعة.

وسمع الحديث بمكة على الشيخ شرف الدين المرسي. روى لنا عنه «الأربعين» للفراوي، تخريج ولده، قرأته عليه بالحرم الشريف.

(1)

انظر عن (ابن منعة) في: ذيل تاريخ الإسلام 82 رقم 192.

(2)

في الأصل غير مقروءة، وما أثبتناه عن: تاريخ حوادث الزمان لابن الجزري 2/ 85.

(3)

الصواب: «ثمانيا» .

ص: 409

‌سنة تسع وسبعماية

(1)

‌ المحرّم

[وفاة المؤذّن الحلبي الدمشقي]

995 -

في ليلة الجمعة ثالث المحرّم توفي الشيخ الصالح، أبو الحسن، علي بن جعفر بن علي بن إسماعيل المؤذّن

(2)

الحلبي، ثم الدمشقي، مؤذّن مسجد أبي ركانة، بقلعة دمشق المحروسة، وصلّي عليه عقيب الجمعة بجامع دمشق، ودفن بسفح قاسيون.

روى لنا عن ابن القميرة، وسمع من ابن شعبان، والغرّافي، والمرسي بالقلعة.

وبقي مؤذّن المسجد المذكور ومقيما بالقلعة نحوا من ستين سنة. وكان له حانوت بحارة بسوق الفقراء.

وكان رجلا جيّدا، قليل الرواية، محّبا للخير.

ومولده سنة إحدى وثلاثين وستماية بدمشق.

[وفاة شرف الدين ابن الحرستاني الأنصاري]

996 -

وفي يوم السبت رابع المحرّم توفي الشيخ الجليل، العدل، الفقيه، الصدر الأصيل، شرف الدين أبو الفداء، إسماعيل بن شيخنا الخطيب محيي الدين محمد بن عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل ابن الحرستاني

(3)

، الأنصاري، الدمشقيّ، وصلّي عليه عصر النهار بجامع دمشق، /139 ب/ودفن بسفح قاسيون بتربتهم.

وروى عن السخاوي، والقرطبي، والعزّ بن عساكر بدمشق حضورا. وسمع من جدّه، وعبد الله بن الخشوعي، وإسماعيل العراقي، وعثمان بن

(4)

خطيب القرافة، وجماعة.

(1)

من هنا تبدأ نسخة مكتبة جامعة ليدن، رقم 3098.

(2)

انظر عن (المؤذّن) في: ذيل تاريخ الإسلام 83 رقم 198، ومعجم شيوخ الذهبي 164 رقم 525، والدرر الكامنة 3/ 36 رقم 79.

(3)

انظر عن (ابن الحرستاني) في: ذيل تاريخ الإسلام 83 رقم 199، ومعجم شيوخ الذهبي 144 رقم 186، والدرر الكامنة 1/ 379 رقم 956.

(4)

الصواب: «ابن» .

ص: 410

وكان رجلا جيّدا، حسن الخلق، يخدم في الدواوين، ويحضر درس الأمينية (وله ملك)

(1)

.

ومولده في السابع والعشرين من رجب سنة تسع وثلاثين وستماية (بالجويرة)

(2)

بدمشق.

[وفاة الحاج علي القطّان الحنبلي]

997 -

وفي عشيّ الثلاثاء رابع عشر المحرّم توفي الشيخ الصالح، الحاج، علي بن أحمد بن إسماعيل القطّان، الحنبلي، الدمشقيّ، فجأة، صلّى العصر بالجامع وخرج فمات بسوق الورّاقين، فأعيد إلى الجامع وغسّل بسقاية الماذنة، ودفن بباب الصغير.

وكان له دكّان بالرحبة يصنع الموازين وغيرها، ثم انقطع ولزم الجامع للصلوات ومواعيد الحديث إلى آخر وقت.

ومولده سنة أربع وعشرين وستماية.

وهو والد عماد الدين إسماعيل القطّان، وعبد الله الباذرائي المؤذّن بالجامع.

[وفاة الصدر ناصر الدين ابن العزّ بن عبد السلام]

998 -

وفي ليلة الأربعاء منتصف المحرّم وقت عشيّة الآخرة توفي الصدر الرئيس، الأصيل، الخطيب، ناصر الدين، أبو الهدى، أحمد

(3)

بن الخطيب بدر الدين (يحيى)

(4)

بن الشيخ الإمام، العلاّمة، عزّ الدين، عبد العزيز بن عبد السلام السلميّ بداره بالعقيبة، وصلّي عليه ضحى نهار الأربعاء، بجامعها، ودفن بمقبرة باب الصغير، عند والده.

وكان روى لنا عن: إبراهيم بن خليل، وعثمان بن

(5)

خطيب القرافة. وسمع أيضا من اليلداني، والفقيه محمد اليونيني، والصدر البكري، ورضيّ بن الرمّاني، وسبط الجوزيّ، وغيرهم.

وبلغ الستين من العمر.

وكان من صدور البلد، وولي المناصب والأنظار، وتوكّل للأمراء، وخالط الدولة، وكان كثير المكارم.

(1)

من نسخة ليدن 1/ 1.

(2)

من نسخة ليدن 1/ 1.

(3)

انظر عن (أحمد) في: ذيل تاريخ الإسلام 84 رقم 200 وفيه: «أحمد بن يحيى بن عبد السلام» ، ومثله في: معجم شيوخ الذهبي 86 رقم 105، والدرر الكامنة 1/ 331 - رقم 828.

(4)

في الأصل: «علي» ، والتصحيح من المصادر.

(5)

الصواب: «ابن» .

ص: 411

وولي ولده بدر الدين محمد خطابة جامع العقيبة، وصلّى عنده نائب السلطنة وقاضي القضاة يوم الجمعة سابع عشر المحرّم، واستقرّ في منصب والده وجدّه.

[وفاة الأمير عزّ الدين أيبك البديوي]

999 -

وفي ليلة الأربعاء الثاني والعشرين من المحرّم توفي الأمير عزّ الدين، أيبك بن عبد الله المعروف بالبديوي

(1)

، الظاهري، /140 أ/الجمداري (بدار الحديث)

(2)

بظاهرية دمشق، ودفن بمقبرة الشيخ رسلان.

وكان مشدّا على الأملاك الظاهرية، وله خبرة ومعرفة.

[وفاة شمس الدين ابن أبي الفضل البعلبكي]

1000 -

وفي ليلة السبت وقت العشاء الآخرة المسفر صباحها عن ثامن عشر المحرّم توفي الشيخ الإمام، العالم، الزاهد، الورع، الفقيه، المحدّث، شمس الدين، أبو عبد الله، محمد بن أبي الفتح بن أبي الفضل بن أبي علي البعلبكي

(3)

، الحنبليّ، بالمدرسة المنصورية بالقاهرة المحروسة، ودفن من الغد بمقبرة الحافظ عبد الغني المقدسيّ بالقرافة.

وكان توجّه من دمشق إلى القدس الشريف في مستهلّ ذي الحجّة، وودّعناه. ثم إنه توجّه من هناك إلى القاهرة، فوصل وأقام أياما يسيرة، ودرّس، وأدركه أجله هناك، ولم يكن رأى تلك البلاد.

وصلّينا عليه بدمشق يوم الجمعة ثاني صفر، وحصل التّأسّف عليه لفضيلته وديانته وسكونه وكثرة النفع به.

(1)

انظر عن (أيبك البديوي) في: أعيان العصر 1/ 647 رقم 360، والدرر الكامنة 1/ 422 رقم 1104.

(2)

ما بين القوسين مطموس في المخطوط، وما أثبتناه من أعيان العصر، ونسخة ليدن.

(3)

انظر عن (البعلبكي) في: ذيل تاريخ الإسلام 84،85 رقم 201، و 212، والمعين في طبقات المحدّثين 228 رقم 2345، وتذكرة الحفاظ 4/ 1501، والمعجم المختص 272،273 رقم 351 ومعجم شيوخ الذهبي 113 رقم 126، وذيل العبر 47، ومستفاد الرحلة والاغتراب 434، ومسالك الأبصار 7/ 191 رقم 49، وبرنامج الوادي آشي 139، وأعيان العصر 2/ 389 و 4/ 366 و 5/ 51، والوافي بالوفيات 1/ 262، والمنهج الأحمد 414، والسلوك ج 2 ق 1/ 84، والدرر الكامنة 4/ 140،141، رقم 369، والمنهل الصافي 5/ 245، وبغية الوعاة 1/ 207، وطبقات المفسّرين للداوودي 2/ 39، والتاج المكلّل للقنوجي 262، والمقصد الأرشد، رقم 1042، والدرّ المنضد 2/ 457،458 رقم 1207، وشذرات الذهب 6/ 20،21، والأعلام 7/ 218، وفهرس المخطوطات المصوّرة بمعهد المخطوطات العربية (النحو) ج 1 ق 2/ 235 رقم 404، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 2/ 189، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 3/ 206 - 208 رقم 919، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 729،730.

ص: 412

وكان مدرّسا مفيدا، وشيخ حديث، ونحو، ولغة، وله تصانيف ومجاميع وفوائد، وروى الكثير، وأخذ الناس عنه، واشتغلوا عليه. وغالب ما كان يقصد في إقراء العربية، وكان من أصحاب الشيخ جمال الدين ابن مالك.

وسمع ببعلبك من الشيخ الفقيه محمد اليونيني، وبدمشق من ابن عبد الدائم، وابن أبي اليسر، وابن عبد، وجماعة من أصحاب ابن طبرزد، وغيرهم.

وطلب بنفسه، وقرأ الكثير، وحصّل النسخ. وكان مغمور الأوقات بالإشتغال والإشغال، والجمع، والتأليف، والنسخ، والمطالعة، والعبادة. وصلّى بالناس بمحراب الحنابلة بجامع دمشق أكثر من ثلاثين سنة.

ومولده في أوائل سنة خمس وأربعين وستماية ببعلبك، رحمه الله تعالى.

‌صفر

[دخول الركب الشامي]

في مستهلّ صفر دخل الركب الشامي إلى دمشق بالمحمل السلطاني، وأمير الركب الأمير سيف الدين قطلق تمر، صهر الأمير ركن الدين الجالق، والحاكم بالركب أقضى القضاة شمس الدين إبراهيم بن

(1)

قاضي القضاة شرف الدين ابن البارزي قاضي حماه.

[وفاة أمّ أحمد فاطمة]

1001 -

وفي يوم الجمعة ثاني صفر ماتت أمّ أحمد فاطمة بنت/140 ب/ (سلمان بن كامل)

(2)

، أم شهاب الدين أحمد بن الأطروش الكتبي، ودفنت يوم السبت بمقبرة باب الصغير.

[وفاة عبد الرحمن الخليلي]

1002 -

وفي يوم الأحد رابع صفر توفي الصدر، الفقيه، شرف الدين، عبد الرحمن بن

(3)

الصاحب الكبير، فخر الدين عمر بن الشيخ مجد الدين عبد العزيز بن (. . .)

(4)

بن الحسين الخليلي، الداريّ، بدمشق، وصلّي عليه الظهر بجامع دمشق، ودفن بسفح قاسيون عند قبر (. . .)

(5)

.

(1)

الصواب: «ابن» .

(2)

من نسخة ليدن 1/ 6.

(3)

الصواب: «ابن» .

(4)

كلمة غير مقروءة، رسمها:«المعر» ، والموجود في نسخة ليدن 1/ 6 «. . توفي الصدر، الرئيس شرف الدين عبد الرحمن بن الصاحب الكبير فخر الدين عمر بن الشيخ مجد الدين المذكور. .» .

(5)

كلمتان مطموستان.

ص: 413

وكان يتولّى نظر الديوان (لسلاّر)

(1)

وكان شابّا عاقلا، عنده معرفة وسكون، وفيه ديانة. (وماتت زوجته)

(2)

بعده بشهرين (ونصف)

(3)

في دمشق.

[وفاة الصدر ابن صغير القيسراني]

1003 -

وفي يوم الخميس العاشر من شهر صفر توفي الصدر، عزّ الدين، عبد العزيز بن شرف الدين (محمد)

(4)

بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن خالد بن محمد بن نصر بن صغير

(5)

ابن القيسراني بالقاهرة، ودفن بكرة الجمعة عند والده بالقرافة.

وكان من أعيان الديوان، وكذلك كان أبوه وجدّه، ولم يكمل الأربعين سنة، وكان له نظم ونثر، واستقلّ كاتب الدرج، ودرّس بالمدرسة الفخرية، وغيرها، (على مذهب الشافعي)

(6)

وجمع كتاب (. . .)

(7)

وأصيب بالفالج (. . .)

(8)

وله همّة عليّة، ونفس رضيّة، اجتمعت به في دمشق، وأعطاني شيئا من شعره انتخبت منه (أكثر من ثمانين بيتا وكتبتها)

(9)

.

(1)

من نسخة ليدن 1/ 6.

(2)

من نسخة ليدن 1/ 6.

(3)

من نسخة ليدن 1/ 6.

(4)

ما بين القوسين من الدرر الكامنة، ومن نسخة ليدن 1/ 6.

(5)

انظر عن (ابن صغير) في: الدرر الكامنة 2/ 382،383 رقم 2447، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 182، وتذكرة النبيه 2/ 25، ونهاية الأرب 32/ 160، وعقد الجمان (وفيات 709 هـ.)، والسلوك ق 2 ج 1/ 84، والنجوم الزاهرة 8/ 280، والدليل الشافي 1/ 416، رقم 431، والمنهل الصافي 7/ 285 رقم 1437، وأعيان العصر 3/ 103،104 رقم 991.

(6)

ما بين القوسين من المصادر.

(7)

كلمة غير مقروءة، ليست في نسخة ليدن 1/ 6 و 7.

(8)

كلمة غير مقروءة، ليست في نسخة ليدن.

(9)

من نسخة ليدن 1/ 7. ومن نظمه ما قاله في قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة وقد خطب بمصر: تضوّع نشر المسك من لفظك العذب وأظهرت من نهج البلاغة ما يصبي وشنّفت أسماع الأنام بخطبة نفخت بها الأرواح في ميّت القلب وقد عجب الراؤون من عود منبر تلامسه إذا لم يكن منبت العشب ولكنّه من حين لامست عوده تعرّف حتى صار من مندل رطب ومنه: من طلب الأرزاق من عند من يطعمه الله ويسقيه يكون قد ضلّ سبيل الهدى وحاد عن نيل أمانيه لأنّ من يعجز عن نفسه يعجز عن إرزاق راجيه ومن شعره قوله: ولو أن لي وقتا أبثّ صبابتي وشوقي إلى رؤياك كنت بثثته ولكن لضيق الوقت والطرس دون أن أبثّ غراما في هواك ورثته

ص: 414

[إيذاء الأمير من آل فضل للمسلمين بدمشق]

ووصل الأمير ظالم

(1)

، بن عميرة من آل فضل إلى دمشق في تاسع عشري صفر، وكان (له مدّة سنين ببلاد)

(2)

لولاية التتار وآذى المسلمين، ثم إنه رجع عن ذلك وأذن له (فحضر)

(3)

في صفر.

[نيابة غزّة]

وعزل الأمير ركن الدين بيبرس العلائي عن نيابة غزّة، وولّي عوضه الأمير سيف الدين بلبان البدريّ وتوجّه إلى هناك.

[انتقال شيخ من القاهرة إلى الإسكندرية]

وفي الليلة الأخيرة من صفر، وهي ليلة الجمعة توجّه الشيخ (تقيّ الدين بن تيمية)

(4)

من القاهرة إلى الإسكندرية مع أمير مقدّم، ولم يمكّن أحد من جماعته من السفر معه. ووصل (هذا الخبر)

(5)

إلى دمشق بعد عشرة أيام، وحصل التألّم لأصحابه، وضاقت الصدور، وتضاعف (الدعاء له، وبلغنا أنّ)

(6)

دخوله الإسكندرية، كان يوم الأحد (دخل به من باب الخوخة إلى دار السلطان، ونقل ليلا إلى برج في شرقيّ البلد.

ثم وصلت الأخبار أنّ جماعة من أصحابه توجّهوا إليه بعد. وصار الناس يدخلون إليه ويقرأون عليه ويبحثون معه)

(7)

/141 أ/ (وكان الموضع الذي هو فيه فسيحا، متّسعا بحمد الله تعالى)

(8)

.

‌ربيع الأول

[وفاة ابن قدامة المقدسي]

1004 -

وفي ليلة (السبت ثامن)

(9)

شهر ربيع الأول توفي الإمام أبو بكر (بن البدر علي بن عمر بن أحمد بن عمر)

(10)

بن الشيخ ابن قدامة المقدسي.

حضرت دفنه بتربة جدّه، وكان رجلا جيدا.

(1)

في نسخة ليدن 1/ 7 «الأمير أحمد» .

(2)

من نسخة ليدن 1/ 7.

(3)

من نسخة ليدن 1/ 7.

(4)

من نسخة ليدن 1/ 7.

(5)

من نسخة ليدن 1/ 7.

(6)

من نسخة ليدن 1/ 7.

(7)

من نسخة ليدن 1/ 7.

(8)

من نسخة ليدن 1/ 7، والخبر في: النهج السديد 3/ 652.

(9)

من نسخة ليدن 1/ 8.

(10)

من نسخة ليدن 1/ 8، وانظر عن (ابن قدامة) في: الدرر الكامنة 1/ 450 رقم 1203.

ص: 415

وهو صهر قاضي القضاة تقيّ الدين

(1)

.

[وفاة شرف الدين الحراني]

1005 -

[وفي ليلة الجمعة رابع عشر شهر ربيع الأول توفي]

(2)

قاضي القضاة شرف الدين، أبو محمد، عبد الغني بن يحيى بن محمد بن عبد الله بن نصر بن أبي بكر الحرّاني

(3)

، الحنبلي، قاضي الديار المصرية، ودفن من الغد بالقرافة.

وكان رجلا جيّدا، مشكور السيرة كثير المكارم. باشر نظر الخزانة السلطانية مدّة، ثم أضيف إليه الحكم وتدريس الصالحية، وولي ذلك مدّة إلى حين موته.

ومولده في سنة خمس وأربعين وستماية بحرّان.

وروى «جزء ابن عرفة» عن شيخ الشيوخ شرف الدين الأنصاريّ، سمع منه الخليفة والوكيل (والطلبة، ووصل خبره إلى دمشق يوم السبت)

(4)

بعد موته بجمعة، وصلّي عليه بجامع دمشق يوم الجمعة رابع عشر شهر ربيع الآخر.

[نظارة البيمارستان]

وفي يوم الأحد الرابع والعشرين من شهر ربيع الأول باشر نظر المارستان النوري (الشيخ شمس الدين عبد القادر ابن الخطيري)

(5)

عوضا عن الشيخ كمال الدين (بن الزملكاني)

(6)

.

[خروج أمراء إلى حلب]

وأخرج من دمشق جماعة أمراء (إلى حلب في وسط شهر ربيع الأول. خرج)

(7)

الأمير ركن الدين العلائي، ومن القاهرة حضر عشرة أمراء. (وخرج الأمير بهادر الحاج ومن معه في سادس عشره، فغابوا ثلاثة أشهر، ثم دخلوا دمشق في ثامن شهر رجب الفرد بحمد الله وعونه)

(8)

.

(1)

من نسخة ليدن 1/ 8.

(2)

ما بين الحاصرتين أثبتناه عن المصادر، وفي المخطوط مطموس.

(3)

انظر عن (الحرّاني) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 124، وذيل تاريخ الإسلام 92 رقم 235، وأعيان العصر 3/ 113، رقم 1005، والوافي بالوفيات 19/ 25، وتذكرة النبيه 2/ 27، والسلوك ج 2 ق 1/ 84، والدرر الكامنة 2/ 389 رقم 2463، ونهاية الأرب 32/ 143،144، والبداية والنهاية 14/ 56.

(4)

من نسخة ليدن 1/ 9.

(5)

من نسخة ليدن 1/ 9.

(6)

من نسخة ليدن 1/ 9.

(7)

من نسخة ليدن 1/ 9.

(8)

من نسخة ليدن 1/ 9،10.

ص: 416

‌ربيع الآخر

[قضاء الحنابلة بالديار المصرية]

وولي

(1)

القضاء بالديار المصرية للحنابلة الشيخ الإمام الحافظ، سعد الدين، أبو محمد، مسعود بن أحمد بن مسعود بن أحمد بن مسعود بن زيد الحارثي يوم الثلاثاء ثالث شهر ربيع الآخر سنة تاريخه. وخلع عليه يوم الأربعاء، وحكم يوم الخميس.

وذكر الدرس بالصالحية يوم الأحد عوضا عن قاضي القضاة شرف الدين الحرّاني.

[وفاة الأمير قيران]

1006 -

وفي يوم الجمعة السابع والعشرين من شهر ربيع الآخر توفي الأمير شرف الدين قيران

(2)

المنصوري بدمشق، بدرب تليد. وصلّي عليه بالجامع، ودفن بالجبل.

وكان بالقاهرة يسكن بالحسينية، وهو أمير عشرة، وينوب في الأستادارية، ويصحب ابن

(3)

معضاد، ويتكلّم بشيء من كلامه. ثم نقل إلى طرابلس مشدّا وأميرا مدّة، ثم نقل منها إلى دمشق مشدّا وأميرا، ثم نكب/11/مدّة، ثم جعل أميرا بحلب، ثم قطع خبزه وقدم دمشق، وكان له نيّة في التّوجّه إلى ديار مصر، فأدركه أجله قبل ذلك.

وكان رجلا جيّدا.

[وفاة الأمير أقطوان]

1007 -

وفي شهر ربيع الآخر توفي الأمير علاء الدين أقطوان

(4)

الداوودي بدمشق.

وكان رجلا جيّدا. وكان يسكن بدرب تليد، ثم سكن بالدار التي داخل باب النصر الوقف على الحافظية.

[وفاة ابن دبيس المروبض]

1008 -

وبدر الدين، ابن دبيس الإربلي، المروبض.

(1)

من هنا يبدأ النقل عن نسخة ليدن-الجزء الأول، صفحة 10 بدل المطموس من نسخة استانبول.

(2)

انظر عن (قيران) في: أعيان العصر 4/ 141،142 رقم 1390، والدرر الكامنة 3/ 259 رقم 664.

(3)

في الأصل: «بن» .

(4)

لم أجد لأقطوان ترجمة.

ص: 417

[وفاة النجم المؤذّن]

1009 -

والنجم المؤذّن المعروف بخدمة العلائي نقيب خطيب جامع العقيبة.

[وفاة ابن الكلوتاتي]

1010 -

ووالد ناصر الدين ابن الكلوتاتي الطبيب، رحمهم الله تعالى أجمعين.

‌جمادى الأولى

[وفاة المؤذّن النجيبي]

1011 -

وفي مستهلّ جمادى الأولى توفي الشيخ نجم الدين أيوب بن سليمان ابن مظفّر المصري، مؤذّن النجيبي

(1)

، ودفن من الغد يوم الثلاثاء بسفح قاسيون.

ومولده سنة عشرين وستميّة.

وكان شيخا حسن الشكل، رفيع الصوت، مؤذّنا بالجامع/12/المعمور من نحو خمسين سنة. وكان نقيبا للخطباء، يخرج بين أيديهم للجمعة والأعياد بأهبة السواد.

[وفاة الأمير بلغاق الخوارزمي]

1012 -

وفي يوم الأحد سابع جمادى الأولى توفي الأمير الكبير، سيف الدين، بلغاق

(2)

بن الحاج جغا بن بارتمش

(3)

الخوارزمي، بقرية الغازيّة

(4)

من عمل بيروت، ودفن بسفح قاسيون ظاهر دمشق يوم الثلاثاء عشر النهار تاسع الشهر المذكور.

ومولده في ثامن عشر شهر رمضان المعظّم سنة ستّ وثلاثين وستميّة بالقاهرة.

وكان رجلا جيّدا، مشكور السيرة، خيّرا، مباركا، متواضعا، صالحا، أميرا، كبيرا، وروى الحديث عن ابن عبد الدائم بالقدس، ودمشق، وولّي مدّة في آخر عمره النظر على أوقاف القدس الشريف والخليل عليه السلام.

(1)

انظر عن (مؤذّن النجيبي) في: ذيل تاريخ الإسلام 92 رقم 236، وذيل العبر 47،48، وأعيان العصر 1/ 673 رقم 381، والوافي بالوفيات 10/ 47، والبداية والنهاية 14/ 57، والدرر الكامنة 1/ 434 رقم 1139، والمنهل الصافي 3/ 226، والدليل الشافي 1/ 178 رقم 631.

(2)

انظر عن (بلغاق) في: نهاية الأرب 32/ 161، وأعيان العصر 2/ 51،52 رقم 469، والدرر الكامنة 1/ 495 رقم 1345.

(3)

في الأصل: «بلغاق ابن الأمير بدر الدين كونجك» ، وفي الدرر الكامنة:«كنجك» .

(4)

في نهاية الأرب: «قرية المغاربة» وهو غلط. و «الغازيّة» : من عمل بيروت الجارية في أوقاف القدس.

ص: 418

[وفاة خال الملك الناصر]

1013 -

(وفي أول جمادى الأولى توفي الأمير شمس الدين (. . .)

(1)

خال السلطان الملك الناصر)

(2)

.

[وفاة أذينة شحنة بغداد]

1014 -

وبلغنا أنّ في العشر الأولى من جمادى الأولى وفاة أذينة

(3)

شحنة (بغداد ونائبها)

(4)

من جهة المغل، مات بالكوفة من نحو شهرين.

وكان متولّيا ببغداد من مدّة، وسيرته/13/مشكورة، (كان يتوجّه من مشهد الجامع إلى صلاة الجمعة ماشيا)

(5)

.

[وفاة الأمير سنقر الأعسر]

1015 -

وبلغنا في عاشر جمادى الأولى وفاة الأمير الكبير، شمس الدين، سنقر الأعسر

(6)

المنصوريّ.

وكان من أعيان الأمراء ولّي الشدّ بالشام، والوزارة بالديار المصرية غير مرة، وكان كافيا، خبيرا، مهيبا، له سطوة ومعرفة، وله أتباع ومماليك متجمّلون، كلّ منهم كأنّه أمير. وحجّ سنة ثلاث وسبعمية.

ورأينا مخيّمه بمنى وهو في غاية التجمّل.

وكانت وفاته في ليلة الإثنين مستهلّ جمادى الأولى بالقاهرة المحروسة.

[وفاة المقرئ الفرّاء]

1016 -

وفي يوم الخميس حادي عشر جمادى الأولى توفي الشيخ الصالح، المقرئ، شرف الدين، المقرئ المعروف بالفرّاء

(7)

، إمام زاوية

(1)

كلمتان مطموستان.

(2)

ما بين القوسين من نسخة استانبول. وهو ساقط من نسخة ليدن 1/ 12.

(3)

انظر عن (أذينة) في: ذيل العبر 48، وذيل تاريخ الإسلام 92،93 رقم 237، وأعيان العصر 1/ 445، والدرر الكامنة 1/ 347 رقم 858 وفيه: آدينه.

(4)

ما بين القوسين من المصادر، ومن الأصل.

(5)

ما بين القوسين من المصادر، وفي نسخة ليدن 1/ 12،13 «وكان متولّيا ببغداد من مدّة، وسيرته مشكورة، ويمشي إلى صلاة الجمعة» .

(6)

انظر عن (الأعسر) في: ذيل العبر 48، وذيل تاريخ الإسلام 84 رقم 205، ونهاية الأرب 32/ 160، والبداية والنهاية 14/ 57، وأعيان العصر 1/ 167، والدرر الكامنة 2/ 177،178 رقم 1905، والنجوم الزاهرة 8/ 278، والدليل الشافي 1/ 327.

(7)

السلوك ج 2 ق 1/ 52 و 53، والخبر في: ذيل مرآة الزمان 4/ 318 «وفيها في عاشر جمادى-

ص: 419

الشيخ شملة بالقصّاعين. ودفن بسفح قاسيون، وحضر جمع كبير.

وكان رجلا صالحا، متواضعا، منوّر الوجه.

[إبطال الخمور والخواطي بطرابلس]

وبلغنا في جمادى الأولى إبطال الخمور والنساء الزواني بمدينة طرابلس والساحل/14/جميعه.

وأخبرنا من حضر ذلك، وأنّ السلطان الملك المظفّر حضر مرسومه بذلك، فركب النائب والمشدّ وجماعة وخرّبوا بيوتهم وأخصاصهم وآلات الخمر. وبطل ضمان ذلك، وهذا من النعم العظيمة.

[وفاء النيل]

1017 -

ووفى النيل المبارك بالديار المصرية يوم الجمعة ثاني عشر جمادى الأولى بعد تأخّره عن العادة.

[وصول أمراء من مصر]

وفي يوم السبت العشرين من جمادى الأولى وصل إلى دمشق جماعة من الأمراء والمقدّمين من عساكر الديار المصرية، مقدّمهم الأمير المعروف بقتّال السبع. وخرجوا منها بكرة الجمعة في سادس عشره إلى حلب

(1)

.

[وفاة الصدر ابن منهال المصري]

1018 -

وفي بكرة الإثنين الثاني والعشرين من جمادى الأولى توفي الصدر، عزّ الدين، محمد بن كمال الدين عبد القادر بن عثمان بن منهال

(2)

المصري، بدمشق، بدار الفاضل قبالة الجامع. وصلّي عليه ظهر هذا اليوم، ودفن بسفح قاسيون بتربة ابن الجوخي.

وكان رجلا/15/جيّدا، أمينا، بصيرا، عارفا، ورد دمشق بعد موت شرف الدين بن الخليلي مباشرا نظر ديوان الأمير سيف الدين سلاّر بالبلاد الشامية، عوضا عنه.

ولم يكن رأى دمشق، فنزل أولا بالإقبالية الحنفية.

= الأول أبطل الخمور والنساء الخواطي بمدينة طرابلس والساحل جميعه، وأخبر بذلك من حضر أن السلطان حضر مرسومه بذلك فركب النائب والمشدّ وجماعة وأخربوا بيوتهم وأخصاصهم وآلات الخمر، وبطل ضمان ذلك، ولله الحمد»، والدرر الكامنة 1/ 505، والبدر الطالع 1/ 168.

(1)

خبر الأمراء في السلوك ق 2 ج 1/ 55.

(2)

انظر عن (ابن منهال) في: أعيان العصر 4/ 516 رقم 1623، والدرر الكامنة 4/ 20 رقم 54.

ص: 420

واجتمعت به فيها، وذاكرني في مرويّاته ومسموعاته.

وكان له ميل أن يخرج له شيء. ثم انتقل إلى الدار المذكورة فمات بها. وكان معروفا بالعدالة والمعرفة والفضيلة، وله شعر. وتولّى الإمامة بالجامع الحاكمي مدّة.

وذكر لي أنّ مولده سنة إحدى وستين وستميّة.

وسمع في سنة ثمانين ونحوها على الحرّاني، وشاميّة، والصفيّ خليل، وطبقتهم. وأجاز له جماعة من المتأخّرين من أصحاب البوصيري. وجمع شيوخه بالإجازة ورتّبهم، فزادوا على ألف شيخ.

[وفاة موفّق الدين الخلخالي]

1019 -

وفي ليلة الأحد الثامن والعشرين من جمادى الأولى توفي الشيخ الصالح، موفّق الدين، /16/يوسف الخلخالي

(1)

، الإمام بالسميساطية، ودفن من الغد بالصوفية، وحضره جمع كبير.

وكان مشهورا بالصلاح والتصوّف وحسن الطريقة، كثير الصدق والبرّ، وتصدّق في مرضه، ووهب جميع ما في بيته وثيابه.

وقارب الثمانين.

[وفاة ابن مروان المغربي]

1020 -

وفي يوم الخميس خامس عشري جمادى الأولى توفي الشيخ محمد بن عبد الملك بن مروان المغربي

(2)

، أخو الشيخ عبد العزيز بسفح قاسيون، ودفن من الغد يوم الجمعة هناك.

وكان رجلا صالحا، سمع من ابن عبد الدائم «الأحكام الكبرى» لعبد الغنيّ.

[وفاة الأمير أقوش الرستمي]

1021 -

وفي يوم الأحد الثامن والعشرين من جمادى الأولى توفي الأمير جمال الدين، أقوش الرستمي

(3)

، مشدّ الدواوين بالشام المحروس، ودفن ضحى النهار بتربة الشيخ رسلان جواره ظاهر دمشق، وعمل عزاؤه بكرة الإثنين تحت النسر بجامع دمشق.

وكان كافيا خبيرا، مهيبا، ولّي بالجهة القبليّة مدّة فمهّد البلاد، وقمع أهل الفساد، وكانت ولايته/17/بعد الشريفي، فخمل ذكر الشريفي به، وبعد ذلك ولّي شدّ دمشق

(1)

لم أجد للخلخالي ترجمة.

(2)

لم أجد للمغربي ترجمة.

(3)

انظر عن (آقوش الرستمي) في: أعيان العصر 1/ 574،575 رقم 309، والدرر الكامنة 1/ 398 رقم 1026.

ص: 421

مدّة، وحصّل أموالا، وقبل موته بأيام كان وصل من البلاد، وحصّل أموالا للسلطنة.

[خروج الملك الكامل للغزو]

وفي يوم الإثنين التاسع والعشرين من جمادى الأولى خرج الملك الكامل من دمشق بتقدمته بتجمّل كثير، متوجّها للغزو والرباط إلى حلب.

وخرج بعده بأربعة أيام الأمير سيف الدين بهادر آص بتقدمته أيضا، فغابوا عن البلد نحو عشرين يوما، ثم رجعوا للاستغناء عنهم.

[وفاة محمود الدينوري]

1022 -

وفي ليلة الثلاثاء سلخ جمادى الأولى توفي الشيخ محمود بن منصور

(1)

بن محمود الدينوريّ الأصل، ثم الصالحي، الفامي بسوق الصالحية، المعروف بالدخي، ودفن من الغد بسفح قاسيون.

وكان رجلا جيّدا، مشهورا، روى عن خطيب مردا

(2)

.

ومولده سنة خمس وأربعين وستميّة تقريبا من الصالحية.

[تولية الحكم بالإسكندرية]

وفي جمادى الأولى بلغنا عزل

(3)

الفقيه الوجيه بن عبد المعطي المالكي الحاكم بالإسكندرية/18/بالصلاح والصلابة في الدين وحسن الطريقة، وتولية الإمام العلاّمة شمس الدين، محمد بن أبي القاسم بن جميل الريفي، التونسيّ مكانه، وهو أيضا من أعيان الفقهاء.

[كتابة الدرج بالديار المصرية]

وتقرّر أيضا تاج الدين، عبد الله بن الأطرياني، من كتّاب الدرج بالديار المصرية.

ولله الحمد والمنّة.

‌جمادى الآخرة

[قضاء الحنابلة بدمشق]

وفي ليلة مستهلّ جمادى الآخرة وصل البريد بتولية قضاء الحنابلة بدمشق وأعمالها للشيخ الإمام، العالم، شهاب الدين، أحمد بن شرف الدين حسن بن الحافظ جمال الدين أبي موسى عبد الله بن الحافظ عبد الغني المقدسيّ، عوضا عن قاضي

(1)

انظر عن (ابن منصور) في: معجم شيوخ الذهبي 614 رقم 916 وفيه وفاته في جمادى الآخرة.

(2)

عن معجم الشيوخ.

(3)

وقال الذهبي: روى لنا جزء ابن فيل، والبطاقة.

ص: 422

القضاة تقيّ الدين سليمان الحنبليّ، فحضر الناس إليه للتهنئة بكرة الأربعاء، وقرئ تقليده عقيب الظهر بمقصورة الخطابة، ومشى الناس معه، وخلع عليه يوم الجمعة، ولبسها وجلس بها بمحراب/19/الحنابلة، ثم صعد بها إلى جامع الصالحية وحكم

(1)

.

[وصول ابن العطار إلى دمشق]

وفي آخر يوم الأربعاء مستهلّ جمادى الآخرة وصل المولى بدر الدين ابن العطّار من الديار المصرية، وكان غاب عن دمشق نحو شهر.

[سفر القاضي المالكي]

وسافر القاضي شرف الدين عيسى المالكي إلى القاهرة يوم الإثنين سادس جمادى الآخرة، أقام بدمشق سنتين نائبا في الحكم، ثم عزل قبل سفره بشهر، فهيّأ أسبابه وتجهّز، ورجع بأهله إلى الديار المصرية.

وكان رجلا فاضلا، فقيها، مستحضرا، فصيح العبارة، ملازما للأشغال.

[وفاة الصدر الإسعردي]

1023 -

وفي مستهلّ جمادى الآخرة مات بالقاهرة، بالقرب من الجامع الأزهر، الصدر، نبيه الدين، حسن بن نصر الإسعردي

(2)

، وحمل إلى باب النصر، وصلّى [عليه]

(3)

الشيخ نصر المنبجي،

وكان محتسب القاهرة، ثم صار ناظر الدواوين لما ولّي الصاحب ضياء الدين النشائي الوزارة.

[وفاة ابن المعالي الرقّي]

1024 -

وفي ليلة الإثنين ثالث عشر جمادى الآخرة توفي الشيخ الفقيه، الأمين، العدل، أمين الدين، أبو الفداء، إسماعيل

(4)

بن/20/إبراهيم بن إسماعيل بن نصر بن أبي المعالي الرقّي، الحنفي، الشاهد تحت الساعات، ودفن من الغد بمقابر باب الصغير.

(1)

خبر قضاء الحنابلة في: البداية والنهاية 14/ 50.

(2)

انظر عن (الإسعردي) في: نهاية الأرب 32/ 160، وذيل العبر 49، والسلوك ق 2 ج 1/ 84، وذيل تاريخ الإسلام 83 رقم 197، والدرر الكامنة 2/ 47، وشذرات الذهب 6/ 20.

(3)

ساقطة من النص.

(4)

انظر عن (إسماعيل بن إبراهيم) في: الدرر الكامنة 1/ 361،362 رقم 906 وفيه كنيته:«أبو الفضل» . ومعجم شيوخ الذهبي 136،137 رقم 175.

ص: 423

ومولده يوم الخميس خامس عشر محرّم سنة سبع وثلاثين وستميّة بسفح قاسيون.

سمع من خطيب مردا، والرضيّ بن البرهان، والزين خالد. وكان إمام المدرسة القلجيّة، وله حلقة مصدّرة بالجامع.

[وفاة شهاب الدين الحيار]

1025 -

وفي ليلة الخميس سادس عشر جمادى الآخرة توفي الشيخ شهاب الدين، أحمد بن الشيخ العفيف محمد بن علي الحيار

(1)

الباب شرقي، القطّان، المؤذّن بإيوان الشافعية بالمدرسة الظاهرية، وأحضرت جنازته إلى الجامع ظهر الخميس، ودفن بمقبرة الصوفية.

وكان روى لنا عن عمر الكرمانيّ.

[وفاة أبي الفضائل ابن صعنين]

1026 -

وفي ليلة الإثنين العشرين من جمادى الآخرة توفي الشيخ شمس الدين، أبو الفضائل، يوسف بن أبي بكر بن يوسف بن صعنين

(2)

الحريمي، المقرئ ببغداد، ودفن من الغد بمقبرة الإمام أحمد/21/رضي الله عنه.

سمع من ابن بهروز كتاب «ذمّ الكلام» للأنصاري، وحدّث به.

[وصول تقليد بشدّ دمشق]

1027 -

ووصل من القاهرة في العشرين من جمادى الآخرة تقليد الشدّ للأمير سيف الدين بكتمر الحاجب، فامتنع

(3)

.

[التوقيع بنظر الخزانة السلطانية]

وتوقيع للصدر عزّ الدين، أحمد بن الشيخ زين الدين محمد بن أحمد بن محمود بن القلانسي، بنظر الخزانة السلطانية، عوضا عن نجم الدين المحتسب البصراوي، فباشر يوم الخميس الثالث والعشرين منه بخلعة وطرحة، وصلّى بها يوم الجمعة

(4)

.

[وفاة تقيّ الدين ابن أبي العزّ الحرّاني]

1028 -

وفي يوم الخميس الثالث والعشرين من جمادى الآخرة توفي الشيخ تقيّ الدين، أحمد بن محمد بن أبي العزّ بن الضباب

(5)

الحرّاني، ودفن بسفح قاسيون.

(1)

لم أجد للحيار ترجمة.

(2)

انظر عن (ابن صعنين) في: ذيل تاريخ الإسلام 83 رقم 195.

(3)

خبر تقليد الشدفي: البداية والنهاية 14/ 50.

(4)

خبر نظر الخزانة في: البداية والنهاية 14/ 50.

(5)

لم أجد لابن الضباب ترجمة.

ص: 424

وكان تاجرا من أعيان بلده.

ومولده في سنة ثلاث وثلاثين وستماية بحرّان.

وترك أولادا لهم تجارة وثروة.

[وفاة ابن عطاء الله الإسكندري]

1029 -

وفي الحادي عشر من جمادى الآخرة توفي الشيخ تاج الدين، أحمد ابن محمد بن عطاء الله

(1)

الإسكندري بالقاهرة، وحضره جمع كبير.

وكان/22/رجلا صالحا، فاضلا، يتكلّم على الناس [ويقول أشياء]

(2)

بكلام حسن في الجوامع.

وهو من أصحاب أبي العباس المرسي صاحب الشيخ أبي الحسن الشاذلي، وله ذوق ومعرفة بكلام الصوفية.

[ولاية مشيخة الصوفية بالقاهرة]

وولّي قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة مشيخة الصوفية بخانقاه سعيد السعداء بالقاهرة، وجلس في الثالث والعشرين من جمادى الآخرة. وكانت ولايته لذلك بطلب الصوفية واختيارهم له، كما جرى له بدمشق. وكان يوم حضوره عندهم يوما حفلا، ورضوا منه بالحضور عندهم في الجمعة مرة واحدة.

وعزل كريم الدين الكبير الآملي من المشيخة، وكان قطع الشهود من الصوفية وصرفهم من الخانقاه، فقاموا عليه وكتبوا فيه محاضر، وذكروا عنه أشياء فادحة

(3)

.

[وفاة ناصر الدين الفوّي]

1030 -

وتوفي ناصر الدين، عمر الفوّي من طلبة الحديث بالمنصورية في ثامن جمادى الآخرة بالقاهرة.

[وفاة الأمير الكبير بلبان المعروف بالغلمشي]

1031 -

وفي ثاني عشر جمادى الآخرة/23/توفي الأمير الكبير، سيف الدين، أبو محمد، بلبان بن عبد الله التركي المعروف بالغلمشي

(4)

بالقاهرة، ودفن بالقرافة.

(1)

انظر عن (ابن عطاء) في: الإعلام بوفيات الأعلام 297، وذيل تاريخ الإسلام 86 رقم 213، ونهاية الأرب 32/ 160، والوافي بالوفيات 8/ 57، وأعيان العصر 1/ 345 - 347 رقم 177، وطبقات الشافعية الكبرى 9/ 23، والدرر الكامنة 1/ 273، والمنهل الصافي 2/ 120، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 424، وشذرات الذهب 6/ 19.

(2)

ما بين الحاصرتين من: ذيل تاريخ الإسلام 86.

(3)

خبر ولاية المشيخة في: البداية والنهاية 14/ 50،51.

(4)

انظر عن (الغلمشي) في: أعيان العصر 2/ 46 رقم 458، والدرر الكامنة 1/ 491،492 رقم 1326.

ص: 425

وكان أميرا. وتولّى الشرقية مرة، وحدّث بدمشق عن ابن خليل، والمرسي، وغيرهما. وكان سمع في صغره من جماعة مع القاضي عزّ الدين بن الصائغ، فإنه كان مملوكه، ثم انتقل عنه.

ومولده سنة ثلاث وثلاثين وستميّة تقريبا.

وكان شهما، كافيا، له هيبة وسياسة.

[وفاة ابن أبي الكرم الدمياطي]

1032 -

وفي ليلة الخميس سلخ جمادى الآخرة توفي عزّ الدين، أبو محمد، عبد العزيز بن يعقوب بن أبي الكرم، عبد الكريم بن عبد الله الدمياطي

(1)

، نسيب الشيخ شرف الدين الدمياطي، ودفن عنده، يوم الخميس.

وكان رجلا فاضلا. سمع من المرسي، والبكري، واليلداني، وإبراهيم بن خليل، والقوصي، وعلي بن النشبي، وجماعة، وحدّث.

ومولده سنة خمس وثلاثين وستميّة بالقاهرة.

ثم رأيت بخطّه في إجازة ابن

(2)

المهندس أنّ مولده سنة تسع/24/وثلاثين وستميّة.

[وفاة ابن أبي طالب الحمّامي]

1033 -

وفي سلخ جمادى الآخرة توفي الشيخ الصالح، أبو العباس، أحمد بن أبي طالب بن أبي بكر بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الحمّامي

(3)

، البغدادي، بمكة، شرّفها الله تعالى، برباط مراغه، وكان مقيما هناك من مدّة طويلة، ويعرف بالزانكي.

وظهر في آخر عمره سماعه لنحو عشرة أجزاء من ابن عمّ والده الأنجب بن أبي السعادات الحمّامي ببغداد في سنة ثلاثين وستماية، وبعدها سمع منه الشيخ شمس الدين بن مسلم، والشيخ تقيّ الدين بن عبد المحسن الواسطي

(4)

، وغيرهما

(5)

.

(1)

لم أجده.

(2)

في الأصل: «بن» .

(3)

انظر عن (الحمّامي) في: ذيل العبر 48،49، والإعلام بوفيات الأعلام 197، وذيل تاريخ الإسلام 83 رقم 194 و 86 رقم 214، ومعجم شيوخ الذهبي 92 - 94 رقم 115، وبرنامج الوادي آشي 88،89، والدرر الكامنة 1/ 142 رقم 403، وشذرات الذهب 6/ 19.

(4)

في نسخة استانبول: «الوحاظي» .

(5)

أرّخ الذهبي وفاته في سنة 708 هـ. وقال: أجاز لي ولابني عبد الله من مكة مرويّاته. (معجم الشيوخ).

ص: 426

[وفاة شرف الدين حاتم السملّوطي]

1034 -

وفي جمادى الآخرة توفي شرف الدين، حاتم بن إبراهيم بن علي السملّوطي

(1)

، وهو من طلبة الحديث بالقاهرة.

سمع على النجيب عبد اللطيف ومن بعده، ولم يزل يسمع ويسمع أولاده ويلازم الشيخ شرف الدين الدمياطي، وكان له اختصاص به.

‌رجب

[خوف الناس بدمشق]

وفي أول يوم من رجب حصل بدمشق خوف

(2)

وأراجيف/25/وانتقل خلق كثير من الساكنين خارج البلد إلى داخله، وذلك أنّ السلطان الملك الناصر خرج من الكرك قاصدا دمشق والعودة/146 أ/إلى السلطنة ومعه مماليكه ومن قصده من المصريّين، وكانوا قريبا من ماية وسبعين واجتمع أمراء دمشق (عند النائب بها) مرّات يتشاورون في هذا الأمر.

ووصل آخر النهار يوم الجمعة (أول يوم من رجب)

(3)

بريد من مصر يخبر أنّ الأمور على ما هي عليه، وإنّما خرجت هذه الطائفة (اليسيرة)

(4)

عن الطاعة. وتحدّث الناس ليلة السبت بسفر (نائب السلطنة وانتزاحه عن)

(5)

دمشق إلى الديار المصرية ليكون مع (الجمّ الغفير. وكثر خوف الناس،)

(6)

وأصبح يوم السبت الآخر فتح أبواب البلد إلى أن ارتفع النهار. ثم اجتمع (الناس)

(7)

بالقصر، وحضر القضاة، وأخذوا الأيمان لصاحب الديار المصرية الملك المظفّر، وأنهم باقون على طاعته.

وفي آخر نهار السبت غلّقت أبواب البلد في الوقت المعتاد، واجتمع الناس في باب النصر، وحصل لهم تعب عظيم، وضاق المكان عليهم.

ونودي أيضا يوم السبت المذكور بالبلد وظاهره بأنّ السلطان الملك المظفر، ومن يتكلّم فيما لا يعنيه قوتل على ذلك.

وفي يوم الأحد استمرّ (الانتقال)

(8)

من البرّ والزحام في الأبواب والطرق، وكذلك يوم الإثنين فما بعده، وكان أشدّ الأيام على الناس.

(1)

انظر عن (السّملّوطي) في: الدرر الكامنة 2/ 3 رقم 1475 و «السّملّوطي» نسبة إلى: سملّوط، قرية في صعيد مصر.

(2)

خبر خوف الناس في: البداية والنهاية 14/ 51، والنهج السديد 3/ 655.

(3)

من نسخة ليدن 1/ 25.

(4)

إضافة على الأصل للتوضيح.

(5)

من نسخة ليدن 1/ 25.

(6)

من نسخة ليدن 1/ 25.

(7)

من نسخة ليدن 1/ 25.

(8)

من نسخة ليدن 1/ 25.

ص: 427

وحضر مملوك من مماليك الملك الناصر، وأخبر بوصول السلطان، وأظهر له نائب السلطنة الأمير جمال الدين الأفرم أنه يريد المقاتلة، وأنه لا يمكّنه من البلد ودخوله. وتوجّه إليه من أمراء دمشق الأمير ركن الدين بيبرس المجنون، وبيبرس العلمي، [وركب إليه الأمير سيف الدين بكتمر حاجب الحجّاب يشير عليه بالرجوع، ويخبره بأنه لا طاقة له بقتال المصريين، ولحقه الأمير سيف الدين بهادر يشير عليه بمثل ذلك]

(1)

(فرجعا إلى دمشق ليلة الأربعاء، وأخبر أن السلطان الملك الناصر لم يوجد في المنزلة التي كان نازلا بها، وأنه رجع إلى الكرك ودخلها ولم يمكّنه أصحابه من الدخول حتى يحلف لهم أنه يخرج سريعا)

(2)

/145 ب/ويتمّم هذا الأمر.

وأصبح الناس بدمشق يوم الثلاثاء خامس رجب وعندهم سكون بسبب عوده إلى الكرك، ونقل نائب السلطنة إلى القصر بعض ما كان دخل به إلى البلد، وكذلك غيره من الأمراء، وتبعهم العوامّ أيضا في ذلك

(3)

.

[غرارة القمح]

وشريت في هذه الأيام غرارة القمح من الصالحية بأربعة دراهم، ومن (المزّة بخمسة. . . .)

(4)

قلق الناس.

[طواف المحمل]

وفي يوم الإثنين حادي عشر رجب خرج المحمل السلطاني المنصوريّ. ولما حضر وقت سفر الحاجّ امتنع الأمير سيف الدين (أقجبا)

(5)

من التّوجّه، وكان هو المشدّ، ومنع السبيل، والمحمل بسبب تغيّر السلطنة.

[وفاة سعيد الدولة المسلماني]

1035 -

وبلغنا وفاة التاج [ابن] سعيد الدولة المسلمانيّ

(6)

، مشير الدولة (بالقاهرة)

(7)

،

وكان مولده ليلة السبت ثاني رجب، ودفن من الغد.

وكان (متمكّنا)

(8)

في الدولة، وله مكانة عند السلطان الملك المظفّر قبل سلطنته

(1)

من نسخة ليدن 1/ 26.

(2)

ما بين الحاصرتين إضافة من نسخة ليدن بتصرّف.

(3)

من نسخة ليدن 1/ 27.

(4)

من نسخة ليدن 1/ 27 وفيه: «وتعب الناس» .

(5)

من نسخة ليدن 1/ 27.

(6)

انظر عن (المسلماني) في: النهج السديد 3/ 175، والسلوك ق 2 ج 1/ 61.

(7)

من نسخة ليدن 1/ 28.

(8)

من نسخة ليدن 1/ 28.

ص: 428

وبعدها، وكان من أصحاب الشيخ نصر المنبجيّ، وعرضت عليه الوزارة (مرة والتجأ)

(1)

إلى زاوية الشيخ نصر، وامتنع من ذلك، ولهذا كانت حرمته وافرة أكثر (من حرمة)

(2)

الوزير، وكلمته أنفذ من كلمته، وكان لا يقبل هديّة ولا (يخالط أحدا)

(3)

.

ولّي مكانه ابن أخته كريم الدين.

[وفاة ابن شيخ السلاميّة]

1036 -

وفي يوم الثلاثاء خامس رجب توفي (مجد الدين، إسماعيل)

(4)

ابن شيخ السلامية، عمّ قطب الدين.

وكان رجلا جيّدا (خيّرا، حنبليّ المذهب)

(5)

يباشر ديوان الأمير سيف الدين سلار.

[وفاة سيف الدين تمر]

1037 -

وفي يوم (الأربعاء ثالث عشر رجب)

(6)

مات سيف الدين، تمر، عتيق قاضي القضاة نجم الدين (بن صصرى)

(7)

(شابا ابن)

(8)

اثنين وعشرين سنة، ودفن بتربتهم بالجبل (وحضره الناس يوم دفنه وتعزيته)

(9)

.

[وفاة جمال الدين ابن غدير السعدي]

1038 -

وفي ليلة السبت منتصف رجب توفي الشيخ جمال الدين، أبو عبد الله، محمد بن الشيخ شرف الدين أبي القاسم محمد بن عبد الحكم بن الحسن بن عقيل بن شريف بن رفاعة بن غدير السعدي، الشافعيّ، ودفن من الغد في المقطّم ظاهر القاهرة.

وكان خطيبا بدير الطين، /146 أ/وحدّث عن ابن الجمّيزي بجزء من «فوائد المدينة» تخريج ابن مسدّي له وغيره.

ومولده في جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين وستماية.

وكان يعرف بابن الماشطة.

أجاز لي وسمعت على والده.

(1)

من نسخة ليدن 1/ 28.

(2)

من نسخة ليدن 1/ 28.

(3)

من نسخة ليدن 1/ 28.

(4)

من نسخة ليدن 1/ 28، ولم أجد لابن شيخ السلامية ترجمة.

(5)

من نسخة ليدن 1/ 28.

(6)

من نسخة ليدن 1/ 28.

(7)

من نسخة ليدن 1/ 28.

(8)

من نسخة ليدن 1/ 29.

(9)

من نسخة ليدن 1/ 29.

ص: 429

[وفاة القاضي شمس الدين أبي الحسن علي]

1039 -

وفي بكرة يوم الأربعاء السابع والعشرين من رجب توفي القاضي الفقيه شمس الدين، أبو الحسين، علي بن أحمد بن الخضر بن يحمد (الفرحي، الكردي)

(1)

بسفح جبل قاسيون، ودفن هناك (قبالة زاوية الشيخ محمد بن قوام)

(2)

.

روى لنا عن ابن عبد الدائم.

وكان رجلا حسنا من أصحاب الشيخ تاج الدين، وولّي القضاء (بمدينة)

(3)

بعلبك وعدّة بلاد (وآخر أمره) كان قاضيا بحصن الأكراد، وضعف بصره، وحضر إلى دمشق للتداوي، فأقام مدّة ولم ينفع فيه الدواء وكان استناب هناك نائبا، فاستقلّ النائب لما أيس، من عافيته، واستمرّ بعد ذلك مدّة يسيرة ومات.

ومولده سنة خمس وثلاثين وستماية تقريبا.

[وفاة الشريف عماد الملك البعلبكّيّ]

1040 -

وفي يوم الخميس الثامن والعشرين من رجب توفي الشريف عماد الملك بن الشريف النقيب فخر الدين البعلبكّيّ بن أبي الجنّ الحسني.

وروى عنه جماعة، وكان حجّ في العام الماضي. وفيه تودّد إلى الناس.

[سفر صدر الدين ابن الوكيل إلى القاهرة]

وسافر في (شهر) رجب إلى القاهرة الشيخ صدر الدين بن الوكيل، ودخلها (وحصل له) الاجتماع بالسلطان الملك المظفّر، ونزل عنده، وقرّر له (راتب).

وكان الملك الكامل بن السعيد بن الملك الصالح (إسماعيل له مدّة يباشر شدّ) الأوقاف وصار يولّي (ويعزل، فغضب قاضي القضاة نجم الدين وترك) الكلام في الأوقاف بالكلّية، فصار الملك الكامل (يصرف الصدقات الحكمية) بقلمه، ويكتب الأجزاء على العادة وغير ذلك (ممّا أمره معذوق) بالحاكم.

(1)

من نسخة ليدن 1/ 30، وانظر عن (الفرحي) في: ذيل مشتبه النسبة 33 وفيه قال ابن رافع: الفرحي بفتح الفاء والراء المهملة وكسر الحاء المهملة نسبة إلى فرح قلعة بالجزيرة، وهي قرية من قراها. وانظر عنه في: معجم الشيوخ للذهبي 354،355 رقم 510، وتبصير المنتبه 3/ 1221، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 3/ 19 رقم 695. وفي نسخة ليدن زيادة بعد «الكردي»:«الحني» ؟

(2)

من نسخة ليدن 1/ 30.

(3)

من نسخة ليدن 1/ 130، ومن هنا ننبّه إلى أنّ كل ما يأتي بين القوسين هو من النسخة المذكورة، ولهذا لن نكرّر الإشارة إلى ذلك دفعا للتكرار المملّ.

ص: 430

[استمرار النظر على الأوقاف]

ووصل إلى قاضي القضاة في شهر رجب كتاب السلطان باستمراره على نظر الأوقاف، فانشرح خاطره، وتكلّم في الأوقاف على عادته.

[وفاة ستّ الدار التنوخية الحموية]

1041 -

وفي أول شهر رجب توفيت (أمّ مكي)(صفيّة)

(1)

ستّ الدار بنت الشيخ الحافظ تقيّ الدين أبي محمد إدريس بن/146 ب/محمد بن أبي الفرج بن إدريس بن مزيز التنوخي، الحمويّ، بحماه.

سمعت من ابن رواحة، وروت لنا عنه «جزء ابن ملاّس» ، قرأته عليها بالمعرّة

(2)

.

‌شعبان

[وصول ابن القلانسي إلى دمشق]

في يوم الأحد ثاني شعبان وصل الصدر عزّ الدين ابن القلانسيّ إلى دمشق من القاهرة، وكان غاب نحوا من شهرين.

[وفاة الأمير ابن برق السنبسي]

1042 -

وفي ليلة الثلاثاء رابع شعبان توفي الأمير سيف الدين، أبو بكر بن أحمد بن برق السنبسي

(3)

، الدمشقيّ، ودفن بكرة الأربعاء بسفح قاسيون.

وكان من أبناء الثمانين.

وله تقدمة عشرة. وسمع من ابن اللتّي، ولم يحدّث بشيء، ووقف سيفا بالجامع.

[وفاة نجم الدين ابن العنبري]

1043 -

وفي يوم الخميس سادس شعبان مات بالقاهرة نجم الدين ابن العنبري الواعظ.

[وفاة الحاج يحيى بن زكري الرسعني]

1044 -

ووصل (الخبر) يوم الأربعاء خامس شعبان بأنّ الحاج يحيى بن

(1)

إضافة من: نسخة ليدن 1/ 31، ومعجم شيوخ الذهبي 230 رقم 313.

(2)

وقال الذهبي: مولدها تقريبا سنة أربع وثلاثين وستماية، فإنها أكبر من أخيها التاح بنحو من تسع سنين. توفيت في آخر سنة تسع وسبعمائة.

(3)

انظر عن (السنبسي) في: الدرر الكامنة 1/ 437 رقم 1154 وفيه: وهو والد شهاب الدين ابن برق والي دمشق.

ص: 431

زكري

(1)

بن أبي علي الرسعني، التاجر (مات عند) الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّة بالإسكندرية. وكان توجّه إلى زيارته.

وكان رجلا صالحا، خيّرا، من أصحابنا، وسمع من ابن جعوان، ولم يحدّث.

وكان قد بلغ الأربعين. وله حضور على ابن النشبيّ في الثانية سنة سبعين وستماية.

[بناء الملك المظفّر الخانكاه بالقاهرة]

وبنى الملك المظفّر ركن الدين الجاشنكير خانكاه حسنة بالقاهرة، ونجزت و (علّقت) قناديلها، وأرادوا فتحها في نصف شعبان، فتأخّر ذلك، ثم بطل ذلك لانفصال صاحبها وموته.

[الوباء بالقاهرة]

وحصل في هذا الشهر بالقاهرة وباء (خفيف) فكان يموت في اليوم ماية نفس.

[وفاة كمال الدين ابن حامد الأرمويّ]

1045 -

ومات في هذا الوقت الشيخ جمال الدين، (حامد بن) أبي بكر محمد بن حامد الأرمويّ المعروف بالقرافيّ

(2)

(بالفيّوم)، وكان شيخ الخانقاه بها.

وكان رجلا حسنا، معدّلا، (من أعيان الصوفية).

[وفاة الصدر جلال الدين ابن شيخ السلامية]

1046 -

وفي يوم السبت الثاني والعشرين من شعبان مات الصدر الكبير، جلال الدين، محمد بن الشيخ شمس الدين أبي الحسن بن

(3)

شيخ السلاميّة، ودفن بسفح قاسيون.

(وكان رجلا جيّدا)

(4)

باشر عدّة من المناصب الديوانيّة.

[وفاة الأمير عزّ الدين عتيق الأمير أيدمر]

1047 -

وفي يوم الخميس السابع والعشرين من شعبان توفي الأمير الأجلّ، الحاجّ، عزّ الدين، [أزدمر]

(5)

المعروف بالعزّي، أستاذ دار الأعسر عتيق الأمير الكبير عزّ الدين أيدمر نائب السلطنة كان بدمشق، الظاهري، وزوج ابنته.

[كسوف الشمس]

وفي يوم السبت التاسع والعشرين من شعبان كسفت الشمس.

(1)

لم أجده.

(2)

لم أجده.

(3)

الصواب: «ابن» .

(4)

ما بين القوسين عن الهامش.

(5)

لم أجد لأزدمر ترجمة.

ص: 432

[وفاة أمّ عبد الحميد ستّ الفخر]

1048 -

وفي ليلة الإثنين ثالث شعبان توفيت أمّ عبد الحميد، ستّ الفخر

(1)

بنت نجم الدين عبد الرحمن بن أحمد/147 أ/بن محمد بن عبد الله بن الشيرازيّ، وصلّي عليها ظهر الإثنين بالجامع، ودفنت بسفح جبل قاسيون ظاهر دمشق.

روت عن كريمة، وتغيّر ذهنها في أواخر عمرها، وانقطع عنها الطلبة لذلك، ولم يسمع منها السبكي، وغيره

(2)

.

وكانت أكبر من أخيها زين الدين إبراهيم بسنتين. ومولد زين الدين أول سنة أربع وثلاثين وستماية.

[مباشرة الشدّ بدمشق]

وباشر أول شعبان الشدّ بدمشق الأمير الكبير، سيف الدين أقجبا المنصوريّ، عوضا عن الرستميّ. ولما وصل السلطان الملك الناصر أمر بكتابة تقليده بذلك، وبشدّ الأوقاف أيضا.

[إقرار نائب سلار]

وأمّر سيف الدين بكتمر نائب سلار بدمشق أيضا، ولبس خلعة الإمرة في سادس شعبان في أواخر الدولة المظفّرية.

[إصلاح الأمور بالقاهرة]

وتوجّه الأمير سيف الدين (بهادر آص) على البريد إلى القاهرة لإصلاح الأمور.

[قضاء العسكر الشامي]

ووصل توقيع إلى قاضي القضاة صدر الدين الحنفي مؤرّخ بثاني عشر رجب تضمّن إضافة قضاء العسكر الشاميّ إليه على قاعدة من تقدّمه من القضاة الحنفية، وبمعلوم (. . .)

(3)

وخوطب فيه بالمجلس العالي.

[وفاة الفقيه شمس الدين محمد بن سعيد الحرّاني]

1049 -

وتوفّي الفقيه الصالح، الناسك، شمس الدين، محمد ابن الحاج سيف بن إسماعيل الحرّاني، التاجر في ليلة الأربعاء ثامن عشر شعبان، بمنزله بالعقيبة، جوار مسجده، وصلّي عليه الظهر بجامع العقيبة، ودفن بمقابر باب الصغير،

(1)

انظر عن (ست الفخر) في: ذيل تاريخ الإسلام 84 رقم 207، ومعجم شيوخ الذهبي 233، 234 رقم 321.

(2)

وقال الذهبي: سمعنا منها حال الصحة. (معجم الشيوخ).

(3)

كلمة غير مقروءة في الأصل. وليست في نسخة ليدن 1/ 35 وفيه: «وبمعلومه وخوطب» .

ص: 433

جوار قبر معاوية رضي الله عنه، وحضره جمع كبير من الصلحاء والتجار (والجيران وتأسّفوا) لفقده (واجتمعوا على الثناء عليه) وصلّي عليه أربع مرّات.

وكان صالحا، خيّرا (سالكا طريق الآخرة، معرضا عن أمور) الدنيا وأسبابها.

سمع معنا على ابن البخاريّ، وغيره، ولم يحدّث.

ومولده في سنة اثنتين وسبعين وستماية.

[عزل نائب السلطنة بدمشق]

ووصلت الأخبار إلى دمشق يوم الخميس ثالث عشر شعبان بوصول السلطان الملك الناصر من الكرك، وقربه من دمشق، وأنّ الأميرين: سيف الدين قطلوبك، وسيف الدين بهادر الحاج، قصداه إلى الكرك، (وخطب) له بها قبل خروجه.

فاضطرب نائب السلطنة بدمشق لذلك، وأراد السفر/147 ب/من البلد، فثبّت وأشير عليه بالمقام لمصلحته ومصلحة الناس. فلما استقرّ عزمه على المقام دخل الأمير علم الدين الجاولي، والأمير عزّ الدين الزّردكاشي

(1)

(وعلاء الدين أيدغدي) مملوكه إلى السلطان الملك الناصر لإصلاح أمره (والاعتذار عنده)

(2)

.

[نهب شقيف أرنون]

ووصل إلى دمشق الأمير سيف الدين بكتمر أمير جندار من القاهرة (نائبا للسلطان) بصفد في نصف شعبان، فخاف نائب السلطنة وقلق (بعد أن آلى على) نفسه ألا يبرح عن البلد، وصمّم على ذلك. وتوجّه في يوم الأحد سادس عشر شعبان هو وخواصّه على الهجن والخيل (وسلكوا) من المزّة إلى البقاع، ومعه ابن صبح إلى شقيف أرنون، وخلا (القصر بحيث أنه) بقي فيه شيء من الأثاث والآلات.

وقيل: إنها نهبت

(3)

.

[دخول السلطان الملك الناصر دمشق]

واضطرب أمر نائب السلطنة وأتباعه، وقام الأمير بدر الدين بيبرس العلائي، والأمير سيف الدين أقجبا، والطشلاقي أمير علم، وبالغوا في الإسراع بعمل (دست) السلطنة، وهيّئت ذلك اليوم والذي يليه الكوسات، وعملت (العصائب) والجتر في أعجل ما يمكن، وسهروا لذلك.

(1)

الزردكاشي-الزردخانه: صانع الأسلحة والعامل على صيانتها وحفظها، وهو أمين مستودع الذخيرة.

(2)

خبر عزل النائب في: البداية والنهاية 14/ 51، ونهاية الأرب 32/ 151، والسلوك ق 2 ج 1/ 66.

(3)

خبر نهب الشقيف في: نهاية الأرب 32/ 152، والنهج السديد 3/ 658،659، والسلوك ق 2 ج 1/ 67.

ص: 434

فلما كان يوم الأحد المذكور وصل الأمير علم الدين أيدغدي الجمالي بأمان السلطان لأستاذه فلم يجده (فتوجه خلفه يخبره).

وخرج الأمراء لتلقّي السلطان، ودعي له على المنابر، (بجامع دمشق) ليلة الإثنين سابع عشر شعبان، وضجّ الناس بالدعاء له والسرور. ونودي في يوم الثلاثاء ثامن عشره في البلد عن أمره بفتح الدكاكين (والشروع في الزينة، ودقت) البشائر في القلعة، واستمرّ ذلك عشرة أيام. وفرح الناس في هذه الأيام، وخرج كثير منهم ظاهر البلد لأجل رؤية السلطان، وأجرت الأسطح والأماكن بأعلا

(1)

الأجور. وأصبح يوم الثلاثاء المذكور (فخرج خلق كثير) وامتلأت الطرق والأماكن، وخرج القضاة والأكابر، وكان وصول السلطان وسط النهار قبل الظهر، وفرح الناس برؤيته، وأكثروا من الدعاء له، وظهر عليهم من السرور بمقدمه/148 أ/أمر كبير.

فلما وصل إلى باب القلعة وضع الجسر لأجله وفتح الباب، وخرج الأمير سيف الدين السنجري متولّي القلعة وقبّل الأرض بين يديه، فأشار إليه أنّي الآن لا أنزل هنا وسار بفرسه إلى جهة القصر ونزل فيه

(2)

.

[الخلعة للأمير سيف الدين بهادر]

وكان الأمير سيف الدين بهادر الحاجّ هو الذي حمل الجتر

(3)

على رأسه في هذا اليوم. وكان على السلطان عمامة بيضاء، وكلوتة حمراء، وقباء من عباءة أبيض وأسود أقلامي، تحته فرو سنجاب، ومن تحت ذلك (القباء قباء أبيض). وكان على حامل الجتر خلعة عظيمة مذهّبة بفرو قاقم

(4)

. (واستمرّ) السلطان بالقصر، والأمراء في خدمته، وخطب له يوم الجمعة بجامع دمشق

(5)

.

(1)

الصواب: «بأعلى» .

(2)

خبر دخول السلطان في: نهاية الأرب 32/ 152، والسلوك ق 2 ج 1/ 67، والتحفة الملوكية 201 - 204، والدرّ الفاخر 167 - 174، ونزهة المالك والمملوك 192،193، وذيل العبر 45، ومرآة الجنان 4/ 246، وتاريخ سلاطين المماليك 143 - 146، والبداية والنهاية 14/ 51، ونثر الجمان 2/ورقة 187 أ، والنفحة المسكية 113،114، والجوهر الثمين 2/ 140، 141، ودول الإسلام الشريفة 54،55، وتاريخ الخلفاء 485، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 428.

(3)

الجتر: بكسر الجيم وسكون التاء المثنّاة من فوق، وراء. مظلّة، أو قبّة من حرير أصفر مزركش بالذهب على أعلاها طائر من فضّة مطلّية بالذهب، وتحمل على رأس السلطان في موكب الصيد (صبح الأعشى 4/ 7،8).

(4)

في الأصل: «قاقن» ، والتصحيح من نسخة ليدن 1/ 39، وهو فرو يستخدم في ملابس التشريف كياقة عريضة للثوب من المخمل. (الملابس المملوكية، لماير 113).

(5)

خبر الخلعة في: السلوك ق 2 ج 1/ 67.

ص: 435

[طاعة الأمير جمال الدين الأفرم للسلطان]

وفي يوم السبت الثاني والعشرين من الشهر وصل الأمير جمال الدين آقوش الأفرم مذعنا بالطاعة، وقبّل الأرض بين يدي السلطان، وترجّل له السلطان وأكرمه وأذن له في مباشرة نيابة السلطنة، وفرح الناس بوصوله

(1)

.

[وصول نائب حماه]

ثم وصل الأمير سيف الدين قبجق نائب حماه

(2)

.

[وصول نائب أسندمر]

والأمير سيف الدين أسندمر نائب طرابلس يوم الإثنين الرابع والعشرين من الشهر.

(وخرج الأمراء لتلقّيهما)، ووصلا معا، فتلقّاهما السلطان كما تلقّى الأفرم

(3)

.

[إعادة صفيّ الدين الحنبلي للقضاء]

وفي يوم (الإثنين كتب) تقليد قاضي القضاة صفيّ الدين الحنبليّ

(4)

، وأعيد إلى الحكم (على عادته). وحمل التقليد إليه وقرئ عشيّة النهار) بالجامع المظفّري، وحملت إليه (خلعة السلطان) يوم الأربعاء السادس والعشرين (ولبسها وصلّى بها ظهر النهار بالجبل، وركب) ودخل إلى القصر وسلّم على السلطان (بها. وأصبح يوم الخميس دخل الجزيرة) وحكم وتمّ أمره. وعزل شهاب الدين (بن الشرف حسن، وكانت ولايته دون ثلاثة) أشهر.

(وأقيمت الجمعة في الثامن والعشرين من شعبان بالميدان) وحمل إلى هناك (منبر وسناجق الخطيب، ورسّم للخطيب بالخروج إلى هناك. واستناب) في البلد، فخرج وحضر السلطان (والقضاة إلى جانبه وأكابر الأمراء والجند)، وكثير من العامّة.

[وصول نائب حلب إلى دمشق]

وفي هذا اليوم وقت العصر وصل الأمير شمس الدين/148 ب/قرأ سنقر نائب حلب، وخرج السلطان لتلقّيه أيضا

(5)

.

(1)

خبر طاعة الأفرم في: نهاية الأرب 32/ 152، ونزهة المالك والمملوك 193، والسلوك ج 2 ق 1/ 67،68.

(2)

خبر نائب حماه في: نزهة المالك والمملوك 193، ونهاية الأرب 32/ 52، والنهج السديد 3/ 661، والسلوك ج 2 ق 1/ 68.

(3)

خبر أسندمر في: نهاية الأرب 32/ 152،153، والنهج السديد 3/ 661، والسلوك ج 2 ق 1/ 68.

(4)

في نهاية الأرب 32/ 152 «تقي الدين سلمان الحلبي» .

(5)

خبر نائب حلب في: نزهة المالك والمملوك 193، ونهاية الأرب 32/ 153، والسلوك ج 2 ق 1/ 68.

ص: 436

‌شهر رمضان

[وصول عسكر حلب]

ووصل عسكر حلب يوم الأربعاء ثالث شهر رمضان، ومعهم طلب نائب السلطنة الأمير شمس الدين قرا سنقر

(1)

.

[خروج دهليز السلطان]

وخرج الدّهليز السلطاني بالتجمّل والقضاة والقرّاء يوم الخميس رابع رمضان (المعظّم).

[صلاة الجمعة بالميدان]

وأقيمت الجمعة في خامس رمضان بالميدان أيضا، وضربت للسلطان وخواصّه خيمة حمراء

(2)

.

[خروج السلطان نحو الديار المصرية]

وخرج السلطان من دمشق ضحى الثلاثاء تاسع رمضان، وقاضي القضاة نجم الدين الشافعيّ والأعيان والأمراء والجيوش الشامية. وكذلك سافر قاضي القضاة صدر الدين الحنفي، والخطيب جلال الدين، والشيخ كمال الدين ابن (الزّملكاني) والموقّعون، وديوان الجيش، والخزانة صحبة السلطان إلى الديار المصرية

(3)

.

وتوجّه الأمير سيف الدين أقجبا المشدّ، وجمال الدين الرحبي والي (المدينة) لتوديع السلطان، فغابا ليلة واحدة عن البلد (ورجعا).

[ولاية جمال الدين الرحبي]

ولما وصل الرحبيّ ودخل البلد هو وجماعته أدركه شرف الدين (قيران بن الرستمي) متولّيا موضعه، فباشر بدار والده داخل باب السلامة. ثم شرع الرحبيّ في التجهّز والرجوع إلى العسكر، فغاب أياما ورجع متولّيا (على ما كان) عليه في يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من رمضان، فكانت ولاية (الرستمي) أقلّ من عشرة أيام.

ص: 437

وفرح الناس بإعادة جمال الدين الرحبيّ (وأوقدوا الشموع بين يديه) نهارا.

[وصول السلطان إلى غزّة]

وفي ليلة الثلاثاء المذكور وصل الخبر (بوصول الأمير سيف الدين بهادر آص إلى) السلطان بغزّة، وأنّ وصوله إلى (غزّة يوم) العشرين من الشهر، وأن دخول السلطان غزّة كان يوم الجمعة تاسع عشر رمضان، وكان يوما مشهودا، وأنّ الأمراء وصلوا إليه

(1)

.

[خلع الملك المظفّر من السلطنة]

ووصل الخبر بخلع الملك المظفّر بيبرس الجاشنكير نفسه عن الملك

(2)

، وأنّ الأمراء والمقدّمين تواصلوا إلى السلطان طائفة بعد طائفة، وفيهم من كان جرّد من القاهرة، فحضروا كلّهم مطيعين، وطلب من السلطان/149 أ/للجاشنكير موضع يأوي إليه هو وجماعته

(3)

.

[وصول المكاتبات إلى دمشق]

ثم تواصلت كتب الجماعة إلى دمشق بذلك جميعه، كتاب قاضي القضاة، وكتاب الشيخ كمال الدين، وكتاب الصدر علاء الدين ابن غانم.

[خروج السلطان من غزّة]

وتوجّه السلطان من غزّة إلى الديار المصرية بكرة الإثنين الثاني والعشرين من رمضان

(4)

، ودقّت البشائر بدمشق وزيّن البلد (يوم الإثنين التاسع) والعشرين من رمضان.

[وفاة الأمير سنقر الأعسر]

1050 -

ووصل الخبر بموت الأمير الكبير شمس الدين سنقر الأعسر

(5)

المنصوريّ.

(1)

إضافة من نسخة ليدن 1/ 41.

(2)

نهاية الأرب 32/ 154.

(3)

نهاية الأرب 32/ 146 وفيه: «وانتهت أيام سلطنة الملك المظفّر، وكان مدّة جريان اسم السلطنة عليه عشرة أشهر وأربعة وعشرين يوما» . (32/ 147)،

(4)

خبر الخلع في: نهاية الأرب 32/ 154، والنهج السديد 3/ 663،664.

(5)

انظر عن (سنقر الأعسر) في: نهاية الأرب 32/ 160، وذيل تاريخ الإسلام 84 رقم 205، وذيل العبر 48، والنهج السديد 3/ 680، والبداية والنهاية 14/ 57، والدرر الكامنة 2/ 177، والنجوم الزاهرة 8/ 278، والدليل الشافي 1/ 327، والدليل الشافي 1/ 327، وأعيان العصر 1/ 167، وقد تقدّمت ترجمته برقم (1014).

ص: 438

[مقتل الأمير جمال الدين]

1051 -

وبقتل الأمير الكبير جمال الدين

(1)

(آقوش الروميّ)

(2)

.

[توجّه الأمير برلغي للقاء السلطان]

وكان أول من توجّه من المصريّين من الأمراء الأعيان إلى جهة السلطان الأمير سيف الدين برلغي

(3)

، وتبعه الناس

(4)

. ولما بلغ ذلك الملك المظفّر أيقن بانحلال الأمر عنه، وأذن للأمراء في الخروج إلى السلطان، وخلع نفسه

(5)

.

[وفاة بدر الدين حسن الحنفي الأذرعي]

1052 -

وفي أول ليلة الثلاثاء تاسع رمضان توفي الشيخ الصالح، بدر الدين، أبو محمد، حسن بن الحاج أحمد بن عطاء

(6)

بن حسن بن عطاء بن جبير بن جابر بن وهب الحنفي، الأذرعيّ الأصل، بمنزله بالقرب من (المدرسة العذراوية)، وغسّل (بها) بكرة الثلاثاء، وحمل إلى الجامع، فصلّي عليه (وقت الضحى)، وأخرج من باب الفرج إلى جبل قاسيون فدفن به.

وكان رجلا (جيّدا يشهد)، وله ملك. (وظهر سماعه) لمعظم «البخاري» وحدّث (وسمع منه جماعة).

ومولده سنة أربع وعشرين وستماية بحلب

(7)

.

[وفاة الصحراوي]

1053 -

(وفي يوم الأربعاء) ثالث رمضان وقت العصر توفي (الحاجّ يوسف بن عبد الخالق بن إسماعيل) الصحراوي (السلمي، المعروف بابن عبادة) بالبستان الذي كان (مقيما به بأرض) قصر اللبّاد، ودفن من الغد (بمقابر بيت لهيا عند أهله).

(1)

انظر عن (جمال الدين) في: النهج السديد 3/ 664.

(2)

إضافة من نسخة ليدن 1/ 43، والنهج السديد.

(3)

برلغي: بضم الباء والراء وسكون اللام وكسر الغين المعجمة، كما ضبط في: النجوم الزاهرة، و «برلغي»: بفتح الباء، وضم الراء، وسكون اللام. كما في السلوك ج 2 ق 1/ 25.

(4)

في نهاية الأرب 32/ 145: «خرج الأمير سيف الدين برلغي مجرّدا في أربعة آلاف فارس. . . فيقال إنّ الذي وصل إلى الأمير سيف الدين برلغي في هذه الحركة ستون ألف دينار عينا» .

(5)

خبر الأمير برلغي في: السلوك ج 2 ق 1/ 70.

(6)

انظر عن (ابن عطاء) في: معجم شيوخ الذهبي 167 - 169 رقم 217، وذيل تاريخ الإسلام 83 رقم 186، والدرر الكامنة 2/ 11،12.

(7)

قال ابن حجر في الدرر الكامنة 2/ 12: «قال البرزالي: كان أحد الشهود بقصر حجّاج، وظهر اسمه في أوراق السماع على ابن الزبيدي سنة 706 وكنّا نعرفه ونعرف كبر سنّه» .

ص: 439

وكان رجلا صالحا، وله أولاد وأحفاد.

سمع من أبي محمد الخشوعي في سنة تسع وثلاثين وستماية.

ومولده تقريبا سنة خمس وعشرين وستماية.

[وفاة ابن الزين الذهبي]

1054 -

وتوفي شمس الدين ابن الزين الذهبيّ، (النقيب) بدار الوالي ليلة الجمعة ثاني عشر من رمضان، /149 ب/وصلّي عليه بالجامع المعمور.

[وفاة شرف الدين المخزومي]

1055 -

وفي يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من رمضان توفي الشيخ الصالح، المقرئ، شرف الدين، إبراهيم بن الشيخ جمال الدين (أبي الحسن بن صدقة) بن إبراهيم المخزومي، البغداديّ الأصل، الدمشقيّ المولد (والدار) بالبيمارستان النوري بدمشق، ودفن من يومه بمقابر باب الصغير.

وكان رجلا (صالحا، خيّرا)، من أهل القرآن. روى الحديث عن ابن اللتّي، ومكرم، وابن المقيّر، وأبي جعفر الهمداني، وأبي نصر عبد الرحيم بن عساكر، وابن (الصلاح، والمرسي)، والقرطبي، وغيرهم. وكانت له إجازة من محمود بن منده، و (محمد بن) عبد الواحد المديني، وجماعة من أصبهان. وأجازه جماعة من شيوخ دمشق (في إجازة) ابن الحاجب، وحدّث. سمع منه الطلبة، وتفرّد ببعض مرويّاته.

ومولده سنة أربع وعشرين وستماية بدمشق.

[وفاة شهاب الدين الحرّاني]

1056 -

وفي يوم الإثنين التاسع والعشرين من رمضان مات شهاب الدين، أحمد الحرّاني (النقّاش، المؤذّن)، المؤقّت، المقرئ، ودفن من يومه بباب الفراديس.

وكان رجلا (صالحا)، له صوت رقيق جهوريّ، وعليه روح. ومات في عشر (الثمانين).

[وفاة الشمس محمد النحاس]

1057 -

وتوفي قبله الشمس محمد النّحّاس، المؤذّن بالباذرائية في الثاني والعشرين من رمضان.

وكان عارفا بالأوقات، خبيرا بذلك، رجلا جيّدا.

(من أبناء) الثلاثين.

[وفاة ابن جبريل]

1058 -

وفي سحر يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من رمضان توفي (القاضي)

ص: 440

شهاب الدين، أحمد بن عبد الله بن جبريل بحارة زويلة بالقاهرة، (ودفن من يومه بالقرافة وكان كاتب الدرج) من الدولة المعزّية إلى أثناء الدولة (الناصرية الوسطى)، وهو والد صلاح الدين الموقّع. وكان قد أضرّ (ولزم بيته).

[وفاة الصدر ابن عبد الأحد]

1059 -

وفي سحر يوم (السبت) العشرين من شهر رمضان توفي الصدر (الرئيس) الأمين (شمس الدين أبو محمد) عبد الأحد

(1)

(ابن الصدر الكبير أمين الدين عبد الله بن عبد الأحد) بن سلامة بن خليفة بن (شقير) الحرّاني التاجر بالقاهرة، ودفن بالقرافة عند قبر أخيه شرف الدين عبد الرحمن، (وبينهما) عشرة أشهر جوار تربة السلطان حسام الدين لاجين.

/150 أ/وصلّينا عليه بدمشق يوم الجمعة سابع عشر شوال.

وكان رجلا جيّدا، رئيسا، محترما بين التجار، ومكرما.

وروى عن ابن عبد الدائم. حدّث بدمشق والإسكندرية

(2)

.

‌شوّال

[خطبة عيد الفطر بدمشق]

في يوم عيد الفطر خطب بجامع دمشق الشيخ مجد الدين التونسيّ، وخرج الشيخ تقيّ الدين أبو بكر الجزري نائب الخطيب (المعروف بالمقضاي في السناجق)

(3)

إلى المصلى على العادة، فلما وصلوا إلى المصلّى وجدوا خطيب المصلّى (صائن الدين) قد شرع في صلاة العيد، فدخلوا وأقاموا السناجق في صحن المصلّى، ونودي بالصلاة، فصلّى بالناس الشيخ تقيّ الدين المذكور، وخطب قائما على الأرض بين السنجقين، وكمّل أيضا خطيب المصلّى صلاته وخطب داخل المصلى. فوقع في هذا العيد بالمصلّى صلاتان وخطبتان

(4)

.

(1)

انظر عن (عبد الأحد) في: معجم شيوخ الذهبي 277 رقم 382، والدرر الكامنة 2/ 314 رقم 2258.

(2)

وقال الذهبي: مولده بحرّان سنة إحدى وستين، ومات بمصر في رمضان. وقال ابن حجر: ذكره البرزالي والذهبي وابن رافع في معاجيمهم، ومات في العشرين من رمضان.

(3)

ما بين القوسين إضافة من: البداية والنهاية 14/ 53، والنص في نسخة ليدن 1/ 47 «وخرج الشيخ تقيّ الدين أبو بكر الجزري نائب الخطيب بالسناجق والنقيب والمؤذنين إلى المصلّى. .» .

(4)

خبر الخطبة في: البداية والنهاية 14/ 53.

ص: 441

[وصول حجّاج من العجم والروم إلى دمشق]

وفي (. . .)

(1)

من شوال وصل إلى دمشق جمع من العجم والروم قاصدين الحجّ مع الركب (العراقي من أجل)

(2)

تعويق الركب الشامي في هذه السنة بسبب ما تقدّم من سفر السلطان، وخروج الجيش من دمشق مع السلطان واهتمامه بالسفر إلى مصر.

ثم لما منّ الله تعالى من اجتماع الرأي ضاق الوقت (ولم يكن) من سبيل إلى السفر، فتألّم الغرباء من ذلك، وضاقت صدورهم لبعد ديارهم وقلّة (زادهم) فرسّم لهم أن يتوجّهوا إلى عقبة (ايلة ويسافروا مع) الركب المصري (ويكونون معه. ثم حصل التوقف في ذلك بسبب أنه لم يتحقّق) توجّه الركب المصري أيضا.

ثمّ توجّه طائفة يسيرة صحبة الزيت النبوي يوم الخميس سادس عشر شوال.

واستمرّت الزينة بدمشق من بكرة الإثنين (تاسع عشرين) رمضان (وتأخّر حضور البريد إلى بكرة) الجمعة عاشر شوال.

[استقرار السلطان بالقاهرة]

فحضر البريد وأخبر أنّ السلطان دخل القاهرة وصعد إلى قلعة الجبل في آخر يوم العيد، واستقرّت الأمور

(3)

.

[توجّه الأمير سلاّر إلى الشوبك]

وأمّا الأمير سيف الدين سلاّر فرسّم له بالتّوجّه إلى الشوبك

(4)

.

[رفع الزينة من دمشق]

ورسّم بدمشق آخر النهار المذكور/151 ب/برفع الزينة، فإنها بقيت اثني عشر يوما. وأمّا البشائر بالقلعة فقد كانت ضربت أسبوعا ثم بطّلت. فلما وصل هذا البريد ضربت مرة أخرى، واحتفل بأمر القلعة وزينتها، وإحضار المغاني إليها.

[وفاة بدر الدين التاجر]

1060 -

وفي أوائل شوال بلغنا موت الصدر بدر الدين، محمد بن أبي الدرّ بن أحمد بن السّنّي، التاجر (صهر بن النحاس، بالديار) المصرية.

(1)

في الأصل مقدار كلمة مطموسة. وفي نسخة ليدن 1/ 47 «وكان قد وصل إلى دمشق جمع من العجم» .

(2)

في نسخة ليدن 1/ 47 «مع الركب الشامي فاتق تعويق» ، وما أثبتناه هو المرجّح.

(3)

خبر استقرار السلطان في: نهاية الأرب 32/ 155، والنهج السديد 3/ 673، والسلوك ج 2 ق 1/ 72 و 73.

(4)

خبر الأمير سلار في: نهاية الأرب 32/ 156، والنهج السديد 3/ 673، والسلوك ج 2 ق 1/ 75.

ص: 442

وكان من أعيان التجار.

[وفاة شهاب الدين غازي الكاتب]

1061 -

وفي ليلة الثلاثاء رابع عشر شوال توفي الشيخ شهاب الدين، غازي

(1)

بن عبد الرحمن بن أبي محمد الكاتب الدمشقيّ، ببيته بالعزيزية، ودفن من الغد بمقبرة باب الفراديس.

(كتب) بالعزيزية ما يقرب من خمسين سنة، وقبلها مدّة أخرى تحت ماذنة فيروز. وكان (كتب على الجمال) بن النجار الكاتب.

وسمع شيئا من الحديث من ابن عبد الدائم، وروى. سمع عليه طلبة الحديث، وكتب عليه الناس وأولادهم وأحفادهم.

(كتب لنا مولده) سنة ثلاثين وستماية، ثم إنه كتب سنة خمس وعشرين وستماية

(2)

.

[وفاة الشيخ محمد الخيّاط]

1062 -

وفي ليلة الجمعة سابع عشر شوال توفي الشيخ الصالح محمد بن محمود بن (عبد الله العجمي) الخيّاط بالجامع المظفّري، بالجبل، وصلّي عليه يوم الجمعة (ودفن عند والدته) بسفح قاسيون، وحضره جمع كبير.

وكان رجلا صالحا (كبير السنّ، مجاورا) بجامع الجبل، وفيه مات. وكان أقام بالضيائية مدّة، وبرباط ابن الإسكاف، وبالخانقاه السميساطية.

سمع من ابن عبد الدائم، وحدّث، وسمع منه الطلبة.

ومولده، تقريبا، سنة عشرين وستماية بتبريز.

[نظارة الدواوين والأستاذ دارية بدمشق]

(. . .) وصل الأمير الكبير زين الدين كتبغا المنصوريّ رأس النّوبة إلى دمشق (في الثالث والعشرين من شوّال متولّيا) شدّ الدواوين والأستاذ دارية، عوضا عن الأمير سيف الدين أقجبا، وذلك بعد أن وصل الأمير جمال الدين الأفرم إلى نيابة صرخد وقرّره بها

(3)

.

(1)

انظر عن (غازي) في: ذيل تاريخ الإسلام 84 رقم 208 دون ترجمة، والدرر الكامنة 3/ 215، 216 رقم 517.

(2)

وقال ابن حجر: تعانى الخط فأجاد كتابة المنسوب، واتبع طريقة الولي العجمي، وكان يقول ما كتب أحد مثله. وكتّب غازي الناس أكثر من خمسين سنة، وكتب عليه عامة من أجاد الخط بدمشق كابن أسيد النجار، وابن البصيص، وابن الأخلاطي. وكانت معرفة الشهاب بالخط أكثر من تعاطيه بيده، وكان سفيه اللسان.

(3)

خبر نظارة الدواوين في: البداية والنهاية 14/ 53.

ص: 443

[نيابة الديار المصرية]

وصارت النيابة بالديار المصرية للأمير سيف الدين بكتمر أمير جندار نائب صفد

(1)

.

[نيابة دمشق]

وولّي النيابة بدمشق الأمير شمس الدين قرا سنقر المنصوريّ، كلاهما في العشرين من شوّال

(2)

.

[وزارة ابن الخليلي]

/151 أ/وولّي الصاحب فخر الدين ابن الخليلي الوزارة في الثاني والعشرين من شوال

(3)

.

[وفاة القاضي بهاء الدين الجيلي]

1063 -

وفي ليلة الجمعة عاشر شوال توفي القاضي بهاء الدين، أبو محمد، عبد الله بن أحمد بن علي بن المظفّر

(4)

بن الحلّي، ناظر الجيوش المصرية بالقاهرة، ودفن من الغد بالقرافة.

وكان من صدور المصريّين، ومن أعيان الأكابر.

روى لنا عنه (النجيب) عبد اللطيف بن الحرّاني.

[نظارة الجيش بمصر]

وولّي نظر الجيوش بالديار المصرية بعده القاضي فخر الدين كاتب المملكة.

[وفاة ناصر الدين ابن عبد الحق]

1064 -

وبلغنا في شوال أنه توفي ناصر الدين، (داود بن) الشيخ صدر الدين، سليمان بن محمد بن عبد الحق، بثغر صفد.

روى لنا عن ابن عبد الدائم.

وكان (يشهد و) يكتب الشروط، ويتوكّل، وله همّة، وفيه نهضة، وسكن

(1)

خبر النيابة في: نزهة المالك والمملوك 196، ونهاية الأرب 32/ 156، والنهج السديد 3/ 674، والبداية والنهاية 14/ 53، والسلوك ج 2 ق 1/ 75.

(2)

خبر نيابة دمشق في: نزهة المالك والمملوك 196، ونهاية الأرب 32/ 156، والنهج السديد 3/ 674، والبداية والنهاية 14/ 53، والسلوك ج 2 ق 1/ 75.

(3)

خبر الوزارة في: نهاية الأرب 32/ 156،157، والنهج السديد 3/ 674، والسلوك ج 2 ق 1/ 76 وفيه ولي الوزارة يوم الأحد 12 شوال، والنجوم الزاهرة 9/ 32، وحسن المحاضرة 2/ 223.

(4)

انظر عن (ابن المظفّر) في: الدرر الكامنة 2/ 245 رقم 2114.

ص: 444

(طرابلس مدّة). وولي وكالة بيت المال بها. وكذلك أقام بصفد مدّة.

ومولده في سنة ست وخمسين وستماية.

[إحضار ابن تيميّة للاجتماع بالسلطان]

وفي ثامن شوال طلب الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّة من الإسكندرية، فوصل إلى القاهرة في ثامن عشر يوم السبت، واجتمع بالسلطان يوم الرابع والعشرين منه، وأكرمه وتلقّاه في مجلس حفل، وفيه قضاة المصريّين والشاميّين، والفقهاء، وأصلح بينه وبينهم. ثم نزل إلى القاهرة وسكن بالقرب من مشهد الحسين، رضي الله عنه، والناس يتردّدون إليه، والأمراء والجند، وطائفة من الفقهاء، وفيهم من يعتذر إليه ويتنصّل ممّا وقع منه

(1)

.

[القتال بين أهل حوران من قيس ويمن]

وفي سادس عشر شوال وقع بين أهل حوران من قيس ويمن مقتلة عظيمة، وجمع الفريقان جمعا كثيرا، وقتل من الفريقين ألف نفس (بالقرب من السوداء، وهم يسمّونها السويداء، ووقعة السويداء، وكانت الكسرة على يمن، فهربوا من قيس حتى دخل كثير منهم إلى دمشق في أسوأ حال وأضعفه، وهربت قيس خوفا من الدولة، وبقيت القرى خالية، والزروع سائبة. فإنّا لله وإنّا إليه راجعون)

(2)

.

[إمساك أمراء بالقاهرة]

وفي شهر شوال مسك السلطان جماعة من الأمراء، أكثر من عشرين أميرا بالقاهرة

(3)

.

[وفاة شرف الدين الحسن]

1065 -

وفي ليلة الأحد تاسع عشر شوال توفي الشيخ شرف الدين، أبو محمد، الحسن بن الشيخ (الإمام، العالم، شيخ القرّاء كمال) الدين أبي الحسن علي بن (شجاع بن سالم القرشي)، (الهاشميّ) في القاهرة، ودفن من الغد بالقرافة.

/151 ب/وكان قرأ القراءات على الكمال بن فارس، وله منه إجازة. وسمع من

(1)

خبر ابن تيمية في: النهج السديد 3/ 674، والبداية والنهاية 14/ 53.

(2)

ما بين القوسين من: البداية والنهاية 14/ 55، والنص في نسخة ليدن 1/ 52 «وقيل إنه قتل نحو من ألف نفس، ووصل طائفة من المكسورين إلى دمشق في حال ضعيف، والطائفة الغالبة هربت أيضا خوفا من مؤاخذة الدولة، وبقيت القرى خالية والزروع سائبة، وكانت المقتلة بالقرب من السويداء» . وانظر: السلوك ج 2 ق 1/ 83.

(3)

هذا الخبر ساقط من الأصل. استدركناه من نسخة ليدن 1/ 52.

ص: 445

يوسف الساوي، وسبط السلفي، والمرجّا بن شقيرة، والصدر البكريّ، وغيرهم.

ومولده في ثاني عشر شهر ربيع الأول سنة ستّ وثلاثين وستماية بالقاهرة.

اجتمعت به بالكرك.

[وفاة جمال الدين الأصفهاني]

1066 -

وفي يوم الجمعة سابع عشر شوال توفي الشيخ جمال الدين، محمد بن الرشيد أحمد بن محمد بن محمد الأصفهاني، بخانقاه سعيد السعداء بالقاهرة.

حدّث ب «الأربعين السلفيّة» عن سبط السلفي، وله إجازة ابن رواج، وابن الجبّاب، والساوي، وابن الجمّيزيّ.

ومولده سنة إحدى وأربعين وستماية.

[وفاة نبيه الدين ابن عزاز الأنصاري]

1067 -

وفي ليلة التاسع عشر من شوال توفي الشيخ نبيه الدين، أبو محمد، حسن بن حسين بن أبي علي جبريل بن محمد بن عزّاز الأنصاري

(1)

، البخاريّ بالقاهرة، خارج باب زويلة.

وكان شيخا فاضلا من عدول القاهرة. سمع من ابن المقيّر، وابن رواج، و (له إجازة) الشهرزوريّ، وغيره في سنة مولده.

ومولده بالقاهرة يوم السبت عاشر شهر رمضان سنة ثلاثين وستماية.

[وفاة علاء الدين الحنبلي]

1068 -

وفي السابع والعشرين من شوال توفي الفقيه الفاضل، علاء الدين، علي بن عبد الحميد بن محمد بن وفا بن التراكيشي

(2)

الحنبليّ، ودفن خارج باب النصر ظاهر القاهرة.

سمع «جزء ابن عرفة» على ابن (أبي الخير).

وكان فقيها فاضلا، نبيها، يبحث ويناظر، من أعيان فقهاء الحنابلة بالقاهرة.

‌ذو القعدة

[وفاة شهاب الدين ابن أبي المكارم الأصبهاني]

1069 -

في ليلة الثلاثاء خامس ذي القعدة توفي الشيخ شهاب الدين، أبو

(1)

انظر عن (ابن عزّاز الأنصاري) في: ذيل تاريخ الإسلام 83 رقم 197، والدرر الكامنة 2/ 15 رقم 1506 وفيه وفاته سنة 707 هـ.

(2)

انظر عن (ابن التراكيشي) في: الدرر الكامنة 3/ 58 رقم 133.

ص: 446

العباس، أحمد بن محمد بن أبي المكارم بن نصر بن الأصبهاني

(1)

، المؤذّن، المؤقّت (رئيس المؤذنين بجامع دمشق) بداره بالحويرة، وصلّي عليه ظهر الثلاثاء بالجامع، ودفن بمقبرة باب الصغير.

وذكر أنّ مولده في يوم عاشوراء سنة ثلاثين وستماية. وأنّه رتّب مؤذّنا من سنة خمس وأربعين.

وكان رجلا جيّدا، قائما بوظيفته، مواظبا عليها، يشهد تحت الساعات.

سمع من فرج الحبشي، وإبراهيم خليل، وحدّث.

[نيابة الأمير قبجق بحلب]

وفي (يوم الأربعاء) سادس ذي القعدة وصل إلى دمشق الأمير الكبير سيف الدين قبجق المنصوريّ، ونزل بالقصر ومعه جماعة من/152 أ/الأمراء المصريّين والشاميّين، وسافر إلى حلب نائبا بها يوم السبت تاسعه

(2)

.

[نيابة الحكم بدمشق]

وباشر نيابة الحكم بدمشق القاضي محيي الدين يحيى الزواوي يوم الخميس سابعه على عادته الأولى.

[وفاة أحمد الجوالقي]

1070 -

وفي ليلة السبت تاسع ذي القعدة توفي الشيخ الصالح أحمد الجوالقيّ، بزاويته بسفح قاسيون، بقرب الرباط الناصري، وصلّي عليه ظهر يوم السبت بالجامع الجديد، ودفن (بزاويته).

وكان شيخا كبيرا، معمّرا، مات في عشر المئة.

ذكر لنا قاضي القضاة تقيّ الدين (أنه حجّ معهم) سنة إحدى وخمسين وستماية، وكان في ذلك الوقت يحلق ذقنه، فاستتابه الشيخ جلال الدين عبد الرحمن في تلك السنة عن ذلك فتركه، واستمرّ (وكان له كلام في الحقائق).

[القبض على بيبرس الجاشنكير]

وبلغنا أنّ العسكر الشامي وصل مع الأمير شمس الدين قراسنقر متولّي نيابة دمشق إلى غزّة يوم الخميس سابع ذي القعدة، وأنّ الأمير شمس الدين ضرب حلقة على مكان بقرب غزّة، فحصل في قبضته الأمير ركن الدين الجاشنكير وهو السلطان

(1)

انظر عن (ابن الأصبهاني) في: البداية والنهاية 14/ 57.

(2)

خبر نيابة قبجق في: نزهة المالك والمملوك 196، ونهاية الأرب 32/ 157، والنهج السديد 3/ 674.

ص: 447

المنفصل الملقّب بالمظفّر، وكان معه نحو ثلاثماية من أصحابه، وتفرّق عنه جماعته في ليلة الجمعة ثامن ذي القعدة، ورجع معه على الهجن إلى الديار المصرية هو والأمير سيف الدين بهادر إلى أن وصلوا إلى الخطّارة فتسلّمه منهما الأمير سيف الدين أسندمر، ورجعا من هناك. ووصل الجاشنكير وحضر بين يدي السلطان فعاتبه ووبّخه، وهلك، ودفن بالقرافة في نصف الشهر

(1)

.

[وصول القاضي محيي الدين إلى دمشق]

ووصل (من الشاميّين إلى دمشق) يوم الخميس رابع عشر ذي القعدة قاضي (القضاة صدر الدين الحنفي)، والقاضي محيي الدين بن (فضل الله)، وعزّ الدين (بن الفارقي)، (ونجم الدين الصفدي، و) شهاب الدين الروميّ.

[نيابة طرابلس]

ومرّ بدمشق الأمير سيف الدين بهادر الحاج يوم السبت السادس عشر من ذي القعدة متوجّها إلى نيابة طرابلس والفتوحات، عوضا عن الأمير سيف الدين أسندمر

(2)

.

[عودة بهادر آص إلى دمشق]

وفي عشيّة الأحد سابع عشر ذي القعدة، وصل على البريد الأمير سيف الدين بهادر آص إلى دمشق، وكان غائبا عنها من سادس/152 ب/شعبان.

[وصول خطيب دمشق]

ووصل الخطيب جلال الدين خطيب دمشق في يوم الخميس الثاني والعشرين من ذي القعدة.

[وصول موظّفين]

وكذلك جلال الدين بن اليابسة المباشر في ديوان الأرباع.

وعزيز الدين ابن العماد الكاتب.

(1)

خبر القبض على بيبرس في: نزهة المالك والمملوك 195، ونهاية الأرب 32/ 158،159، والنهج السديد 3/ 676، والسلوك ج 2 ق 1/ 79.

(2)

خبر نيابة طرابلس في: نزهة المالك والمملوك 196، ونهاية الأرب 32/ 157، والبداية والنهاية 14/ 55، وذيل العبر 53، والنهج السديد 3/ 170 وفيه اسمه «بيدمر» ، وتاريخ سلاطين المماليك 151، والبداية والنهاية 14/ 60، وأعيان العصر 2/ 55، والوافي بالوفيات 10/ 295، والدر المنتخب لابن خطيب الناصرية 1/ورقة 205 أ، والدرر الكامنة 2/ 33، والنجوم الزاهرة 9/ 216، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري 2/ 34 رقم 11.

ص: 448

[وفاة علاء الدين ابن أبي القاسم المعرّي]

1071 -

وفي يوم الجمعة ثالث عشر ذي القعدة توفي الشيخ علاء الدين، أبو الحسن، علي بن إبراهيم بن الخضر بن أبي القاسم المعرّي، ثم الدمشقيّ، ببيته بالقباقييّين، وصلّي عليه بالجامع عقيب الجمعة، ودفن بمقبرة باب الفراديس عند قبور أقاربه الشاطييين

(1)

.

سمع من ابن مسلمة، والبلداني، وابن (النور البلخي)، وفرج الحبشي، والجمال الصوري، والجمال العسقلاني، والباذرائي، وابن طلحة، ونقيب الأشراف، وشيخ شيوخ حماه، وجماعة.

وكان من أهل القرآن (وله حلقة) مصدّرة بالجامع ويقرأ على الجنائز مع السبعيّة.

ومولده في رجب سنة ستّ وثلاثين وستماية بدمشق.

[نيابة السلطنة بدمشق]

ودخل إلى دمشق الأمير شمس الدين قراسنقر المنصوري متولّيا نيابة السلطنة بها في يوم الإثنين الخامس والعشرين من ذي القعدة، ونزل بالقصر نصف النهار، ودخل معه الأمراء الشاميّون والعساكر المنصورة، وقاضي القضاة نجم الدين، والشيخ كمال الدين ابن الزملكاني، وعلاء الدين ابن غانم، وجمال الدين ابن القلانسي، ولم يتخلّف منهم أحد

(2)

.

[خطبة الجمعة بدمشق]

وخطب يوم الجمعة التاسع والعشرين من ذي القعدة، وهو سلخ الشهر، بجامع دمشق، القاضي بدر الدين، محمد بن عثمان بن يوسف بن الحدّاد الحنبلي (بإذن نائب السلطنة)، وقرأ بعد صلاة الجمعة على المنبر تقليده بحضور القضاة والأكابر، (وأليس عقيب القراءة) خلعة، ورسّم له بالاستمرار في وظيفة الإمامة (والخطابة، فعاد وصلّى العصر والمغرب) وأحضر الشيخ تقيّ الدين الجزري المعروف (بالمقصّاتي) واستنابه على عادته، وقرّر له ستين درهما في الشهر، فباشر شهرا، ثم (ترك)، واستناب بعده الشيخ موسى الشرواني المقرئ.

واستمرّ ابن الحدّاد في الخطابة اثنين وأربعين يوما.

ثم أعيد الخطيب جلال الدين القزويني بمرسوم السلطان، فباشر صلاة الظهر يوم الخميس ثاني عشر محرّم من السنة الآتية

(3)

.

(1)

في الأصل: «الشاطبيين» ، والتصحيح من نسخة ليدن 1/ 58.

(2)

خير نيابة دمشق في: السلوك ج 2 ق 1/ 83.

(3)

خير خطبة الجمعة في: البداية والنهاية 14/ 56.

ص: 449

[وفاة أمّ محمد زينب بنت مظفّر]

1072 -

/153 أ/وفي ليلة الأحد الخامس والعشرين من ذي القعدة توفّيت أمّ محمد، زينب

(1)

بنت مظفّر بن أحمد الأدمي، الدمشقيّ، زوجة المحبّ عبد الله المحدّث المقدسيّ، أمّ ولديه: المحبّ محمد، والشيخ أحمد، ودفنت من الغد بالقرب من تربة الشيخ موفّق الدين.

وكانت امرأة صالحة.

روت عن خطيب مردا، واليلداني، وغيرهما. وكانت (تكتب)، وقابلت «صحيح البخاري» ، مع (زوجها)(المحبّ المذكور).

ومولدها في سنة ستّ وثلاثين وستماية بدمشق.

[إسقاط الخلفاء الراشدين من الخطبة]

وفي آخر ذي القعدة بلغنا أنّ خربندا ملك التتر أظهر الرفض في مملكته، وأمر خطباء بلاده بإسقاط أسماء الخلفاء الراشدين [الثلاثة] من الخطب، والاقتصار على عليّ وولديه وأهل البيت رضي الله عنهم، وأنّ خطيب باب الأزج

(2)

لمّا فعل ذلك بكى ونزل عن المنبر، وعجز عن إتمامها، فصلّى غيره، وحصل وهن عظيم لأهل السّنّة، فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله.

[وفاة نجم الدين أيوب البعلبكي]

1073 -

وتوفّي بين العيدين الشيخ نجم الدين، أيوب بن عمر بن إبراهيم الهرويّ، البعلبكّيّ، بها.

وكان من أعيان الصوفية، أكثر من الأسفار، ولقي المشايخ.

ومولده (ببعلبك) في سنة خمس وعشرين وستماية، وسافر منها في سنة أربعين وستماية.

ودخل (. . .) سنة اثنتين وأربعين وستماية، وحضر عند الشيخ علي الخبّاز ببغداد سنة أربع وأربعين وستماية

(3)

.

وكان يذكر أنه سمع في البلاد التي دخلها.

[تولية ابن القسطلاني الخطابة بقلعة القاهرة]

وفي ذي القعدة وصلت الأخبار إلى دمشق بأنه أعيد شيخ الشيوخ كريم الدين

(1)

انظر عن (زينب) في: معجم الشيوخ للذهبي 206 رقم 281، وأعلام النساء 2/ 114.

(2)

الأزج: بالتحريك. لفظ تداوله الناس في العصر العباسي، يقصدون به السقف المعقود على هيئة منحنية. (معجم المصطلحات 25).

(3)

هذه الفقرة ساقطة من نسخة ليدن 1/ 61.

ص: 450

الآملي إلى مشيخة سعيد السعداء بالقاهرة، عوضا عن ابن جماعة بدر الدين، وولّي ابن القسطلاني في خطابة القلعة بالقاهرة [وكان قد عزل منها ابن جماعة أيضا لتغيّر السلطان عليه]

(1)

.

‌ذو الحجّة

[تدريس الشيخ الشيرازي]

وفي عصر الإثنين ثالث ذي الحجّة (ذكر الدرس القاضي كمال الدين، أبو القاسم، ولد) الشيخ الرئيس الكبير (عماد الدين) ابن الشيرازي بالمدرسة الشامية بظاهر دمشق.

[إمساك أمير كبير بدمشق]

وفي يوم الأحد الثالث والعشرين من شهر ذي الحجّة مسك الأمير الكبير سيف الدين غلبيه

(2)

المنصوري، وقيّد وحبس بالقلعة بدمشق

(3)

.

[إمساك أمراء بالديار المصرية]

وفي يوم الإثنين الذي يليه مسك بيبرس العلميّ،

وبلغنا أنه مسك جماعة من/153 ب/الأمراء بالديار المصرية، منهم الأمير سيف الدين برلغي

(4)

.

[وفاة الفقيه تاج الدين التركماني الملطيّ]

1074 -

وفي يوم الإثنين الرابع والعشرين من ذي الحجّة توفي الشيخ الفقيه، تاج الدين، محمد بن طابسي

(5)

بن حبيب التركماني، الملطيّ بدمشق، بالمدرسة المعينية، وصلّي عليه عصر النهار بالجامع، ودفن بمقابر الصوفية، وحضره جماعة.

وكان رجلا فاضلا، له اشتغال (وتحصيل، وكان يدرّس) المدرسة الفرّخشاهيّة، ويعيد بعدّة (مدارس. وكان مقيما) بالمدرسة الخاتونية ظاهر دمشق.

ولم يبلغ الستين من العمر.

[وفاة قطب الدين المعروف بابن حنا]

1075 -

وفي ليلة الأحد ثاني ذي الحجّة توفي قطب الدين محمد بن الصاحب

(1)

ما بين الحاصرتين إضافة من السلوك ج 2 ق 1/ 83.

(2)

في نسخة ليدن 1/ 61 «نغيه» ، والمثبت يتفق مع السلوك.

(3)

خبر إمساك الأمير في: السلوك ج 2 ق 1/ 84.

(4)

في نسخة ليدن 1/ 62 «برغلي» .

(5)

في نسخة ليدن 1/ 62 «طايسي» .

ص: 451

تاج الدين أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن سليم المصريّ، المعروف بابن حنّا

(1)

بمصر، ودفن من الغد عند والده بالقرافة

(2)

.

[وصول الصدر ابن العطار إلى دمشق]

وفي يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من ذي الحجّة وصل من القاهرة إلى دمشق الصدر بدر الدين ابن العطار. وكان (تأخّر) عن الشاميّين بسبب مصادرة حصلت في حقّه غرم فيها جملة من المال واحتاج إلى الإستدانة.

***

[من وفيات هذه السنة]

[وفاة بنت ابن أبي جرادة العقيلي]

1076 -

وفي هذه السنة توفّيت السيّدة الجليلة أمّ (الفضل)

(3)

بنت الصاحب كمال الدين، أبي القاسم، عمر بن أحمد بن هبة الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن يحيى بن أبي جرادة العقيلي، الحلبيّ، بحلب في شهر رمضان. وهي (آخر أخواتها موتا) وكانت أكبر بنات والدها.

جاوزت التسعين، ومولدها يوم عاشوراء سنة سبع عشرة

(4)

وستمائة بحلب.

سمعت من الكاشغريّ حضورا في سنة إحدى و (عشرين) وستماية، وأجازها ثابت بن مشرّف، وغيره.

وروت لنا عن الشيخ الإمام الحافظ (عمر بن بدر بن سعيد)

(5)

الموصليّ حضورا، ولم يرو لنا (عنه سواها).

وتزهّدت وتركت اللباس الفاخر من حين توفي أخوها قاضي القضاة مجد الدين.

(1)

انظر عن (ابن حنّا) في: الدرر الكامنة 3/ 357،358 رقم 948، واسمه في نسخة ليدن 1/ 62 «محمد بن محمد بن علي بن محمد بن سليم المصري» .

(2)

قال ابن حجر: قال ابن رافع درّس بالشريفية بمصر وكان آخر من بقي من رؤساء مصر ومدرّسيها. مات في رمضان سنة 747 وهو والد شيخنا بدر الدين.

(3)

التقييد من: ذيل تاريخ الإسلام 84 رقم 210، ومعجم شيوخ الذهبي 240،241 رقم 331، وشذرات الذهب 6/ 20 وفي نسخة ليدن 1/ 62 «أم محمد شهدة» .

(4)

في نسخة ليدن 1/ 63، ومعجم الشيوخ «سنة تسع عشرة» .

(5)

الأصل مطموس، وما أثبتناه من نسخة ليدن 1/ 63، وفي معجم شيوخ الذهبي:«عمر بن بدر بن المفيد» .

ص: 452

[وفاة شمس الدين ابن بحتر الصالحي]

1077 -

وفي أواخر السنة توفّي الشيخ الإمام، الفقيه، شمس الدين، محمد بن أبي بكر بن بحتر

(1)

الصالحي، الحنفيّ، خطيب بلد حصن الأكراد.

كان يبحث ويتكلّم، وصنّف «تفسيرا» حسنا

(2)

، وفيه دين وورع. مات في آخر الكهولة. وذكر أنه سمع من الشيخ زين الدين أبي العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسيّ، رحمه الله تعالى

(3)

.

(1)

انظر عن (ابن يحتر) في: معجم شيوخ الذهبي 596 رقم 886، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 3/ 196 رقم 907.

(2)

لم يذكره «كحّالة» في معجم المؤلّفين، وهو من شرطه، ويتعيّن أن يستدرك عليه.

(3)

وقال الذهبي: له مشاركة في الفقه والتفسير والإنشاء، وفيه دين وخير. ولد سنة أربع وخمسين وستمائة. قال لي إنه سمع «صحيح مسلم» و «جزء ابن عرفة» من ابن عبد الدائم، وقرأت عليه بطرابلس من أول ذا وذاك عدّة أحاديث.

ص: 453

/154 أ/‌

‌سنة عشر وسبعماية

‌المحرّم

[التدريس بالشاميّة الجوّانية]

في يوم الأحد مستهلّ المحرّم ذكر الدرس الشيخ أمين الدين سالم إمام مسجد ابن هشام بالمدرسة الشامية الجوّانية

(1)

.

[التدريس بالعذراوية]

والفقيه صدر الدين سليمان بن موسى الكردي بالمدرسة العذراوية، بتولية هاتين المدرستين عوضا عن الشيخ صدر الدين ابن الوكيل بمقتضى (غيبته بالديار المصرية) ووصل الشيخ صدر الدين بعد ذلك بجمعة يوم الأحد ثامن المحرّم، واستعاد المدرستين، وباشر الدرس بهما في يوم الأربعاء حادي عشر المحرّم، وكان ذلك بقيام الأمير سيف الدين أسندمر معه وشدّه منه، وهو الذي سعى في تسفيره من الديار المصرية (إلى دمشق) وبقيت المدرستان بيده نحوا من شهر، ثم أخذتا منه وأعيدتا إلى المذكورين

(2)

.

[خطابة الزنجيلية وتدريس الفرّخشاهيّة]

وفي يوم الأحد ثامن المحرّم تولّى جلال الدين خطيب الزنجيلية تدريس الفرّخشاهيّة، عوضا عن تاج الدين الأشقر الملطي (ودرّس بها يوم الأحد) منتصف المحرّم، وحضر عنده القاضي جلال الدين الحنفي، والقاضي جلال الدين الشافعيّ، وجماعة.

[مباشرة غبريال القبطي وظائفه]

وفي يوم الأحد تاسع المحرّم اشتهرت تولية شمس الدين عبد الله غبريال المصري نظر الجامع والأسرى بدمشق ونظر الأوقاف أيضا. وباشر نظر الجامع يوم الأحد منتصف المحرّم بخلعة (بيضاء وطرحة)، ومشى معه جماعة، وانقطع شرف الدين بن صصرى أياما، ثم باشر الديوان (مع نظر) المذكور

(3)

.

(1)

خبر التدريس في: البداية والنهاية 14/ 57،58.

(2)

خبر تدريس العذراوية في: البداية والنهاية 14/ 57،58، وذيل العبر 50، والدارس 1/ 285،286.

(3)

خبر مباشرة القبطي في: السلوك ج 2 ق 1/ 86.

ص: 454

[نيابة حماه]

وفي يوم الثلاثاء يوم عاشوراء وصل الأمير الكبير سيف الدين أسندمر المنصوري إلى دمشق متولّيا النيابة بحماه، وسافر إليها بعد سبعة أيام

(1)

.

[وفاة الفقيه العلاء الصرخدي]

1078 -

وفي ثامن المحرّم توفي الشيخ الفقيه علاء الدين، (علي بن يعقوب) بن إبراهيم بن أبي سليمان الصرخدي، الحنفيّ، بقرية (سقبا من غوطة دمشق، وحمل منها)، ودفن بسفح قاسيون.

روى لنا عن ابن أبي اليسر.

وكان رجلا جيّدا، وعنده فضيلة، وكان مقيما بالمدرسة المقدّمية

(2)

بدمشق، وولي خطابة صرخد، ثم سلّمها لأقاربه.

/154 ب/وهو ابن أخي الشيخ بدر الدين يونس خطيب صرخد.

[وكالة بيت المال]

وفي يوم الإثنين تاسع المحرّم عزل الشيخ كمال الدين ابن الشريشيّ نفسه عن وكالة بيت المال بدار العدل، ثم وصل إليه كتاب السلطان بإعادته واستمراره في هذه الوظيفة (فباشرها في نصف) صفر.

[وفاة شرف الدين الكحّال]

1079 -

وفي ليلة الأربعاء الخامس والعشرين من المحرّم توفي الشيخ شرف الدين، أبو المحاسن، يوسف بن المظفّر بن كوركيل

(3)

الكحّال، بالقاهرة، ودفن من الغد خارج باب النصر.

روى عن عبد العظيم بن الطفيل، وابن المقيّر، وحدّث بالقاهرة، ودمشق.

ومولده بالقاهرة في سنة ستّ عشرة وستماية.

وفي بعض الطباق: يوسف بن المج (اهد)، وهو لقب والده.

[نظارة البيمارستان النوري]

وفي شهر المحرّم باشر القاضي بدر الدين ابن الحدّاد نظر المارستان النوري، عوضا عن شمس الدين ابن الخطيري

(4)

.

(1)

خبر نيابة حماه في: نهاية الأرب 32/ 165، والنهج السديد 3/ 685، والبداية والنهاية 14/ 58.

(2)

انظر عن المدرسة المقدّمية في: الدارس 1/ 456 رقم 132.

(3)

انظر عن (ابن كوركيل) في: ذيل تاريخ الإسلام 91 رقم 224.

(4)

خبر نظارة البيمارستان في: البداية والنهاية 14/ 58.

ص: 455

[وفاة الفقيه المرداوي]

1080 -

وفي ليلة الأحد ثامن المحرّم توفي الشيخ الفقيه، الصالح، أبو محمد، عبد الحميد بن (محمد بن غشيم) بن محمد المرداويّ، صهر الشيخ شمس الدين ابن الكمال، ببستان بني جعوان بسفح قاسيون.

وكان صحراويّا به. ودفن من الغد بمقبرة المرداويّين بسفح قاسيون.

وكان رجلا صالحا. روى عن خطيب مردا، وابن عبد الدائم.

[وفاة نور الدين عمر بن أبي بكر]

1081 -

وفي يوم الأحد منتصف المحرّم توفي الشيخ نور الدين، عمر بن أبي بكر بن محمد (الخراسانيّ، بظاهر) دمشق، ودفن بكرة الإثنين بمقابر الصوفية.

وكان أقام بخانقاه (القصّاعين) مدّة، ويعرف بخاتم الأولياء. وكان صوفيّا، حسن الهيئة، وله كلام (بالعجمي يستحسنه من سمعه من العجم، من غير اشتغال) وكان لا يعرف (اللسان العربيّ).

[وفاة الطواشي سعد الدين الخادم]

1082 -

وفي ليلة الثلاثاء سابع عشر محرّم توفي الطواشي سعد الدين الخادم بالمدرسة الظاهرية، ودفن يوم الثلاثاء.

وكان رجلا صالحا.

[وفاة الفقيه حميد الدين السمرقندي]

1083 -

وفي ليلة الإثنين سلخ محرّم توفي الشيخ الفقيه، العالم، الصالح، حميد الدين، محمود بن حجّاج السمرقندي، الحنفي، العطار، ودفن من الغد بسفح قاسيون.

وكان رجلا جيّدا، مشكور السيرة، فاضلا، عنده/155 أ/فقه، ويبحث جيّدا، وله معرفة بالطبّ أيضا.

[وفاة عزّية بنت محمد]

1084 -

وفي ليلة الأحد الثاني والعشرين من المحرّم توفّيت عزّيّة

(1)

بنت محمد بن غنائم

(2)

بن السيد، بقرية كفر بطنا.

ومولدها، تقريبا، سنة ثلاث وثلاثين وستماية.

(1)

انظر عن (عزّيّة) في: ذيل تاريخ الإسلام 91 رقم 230، ومعجم شيوخ الذهبي 417 رقم 607 وفيه «عزبة» بالباء الموحّدة.

(2)

في نسخة ليدن 1/ 68 «غانم» .

ص: 456

أجاز لها محمود بن منده، وجماعة. وحدّثت. سمع منها الذهبيّ، والسبكي، وغيرهما.

[ولاية دمشق]

وفي يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من المحرّم ولّي علاء الدين علي بن (جمال الدين، إبراهيم بن خالد) بن النحاس ولاية دمشق، عوضا عن جمال الدين الرحبيّ، واستمرّ إلى سلخ صفر، فأعيد الرحبيّ بمرسوم السلطان.

[التنازع على المدرسة العذراوية]

وبعد سفر الأمير سيف الدين أسندمر من دمشق طلب صدر الدين سليمان الكردي استمراره بالعذراويّة، وجرت بينه وبين الشيخ صدر الدين ابن الوكيل منازعات، وحصل لابن الوكيل من نائب السلطنة أذى كثير، بحيث خاف على نفسه لاضطراب أمور عليه، فبادر إلى القاضي تقيّ الدين الحنبلي والتمس منه الحكم بإشهار إسلامه، وحقن دمه، وإسقاط التعزير عنه، والحكم بعدالته واستحقاقه للمناصب، فأجابه إلى ذلك كلّه، وأشهد عليه به

(1)

.

[نيابة غزّة]

وفي الرابع والعشرين من المحرّم وصل الأمير سيف الدين بكتمر الحاجب إلى دمشق متولّيا نيابة غزّة، فقضى أشغاله بها، وعاد إلى مقرّ نيابته بعد خروجه من دمشق في يوم الجمعة السابع والعشرين من المحرّم

(2)

.

[وفاة ابن عبد المنعم]

1085 -

وفي يوم الأحد التاسع والعشرين من المحرّم توفي [شهاب الدين، أحمد بن عبد الملك]

(3)

بن عبد المنعم [بن عبد العزيز بن جامع بن راضي العزازي التاجر]

(4)

البزّاز

(5)

بالقاهرة (ودفن من يومه)

(6)

.

(1)

خبر التنازع في: البداية والنهاية 14/ 58.

(2)

خبر نيابة غزة في: نهاية الأرب 32/ 161، والسلوك ج 2 ق 1/ 57.

(3)

ما بين الحاصرتين مطموس في الأصل، استدركناه من نسخة ليدن 1/ 69،70، والسلوك ج 2 ق 1/ 95.

(4)

ما بين الحاصرتين مطموس في الأصل، استدركناه من نسخة ليدن 1/ 69،70، والدرر الكامنة.

(5)

هكذا في الأصل. وفي نسخة ليدن 1/ 70 «الأديب» .

(6)

انظر عن (العزازي البزّاز) في: ذيل تاريخ الإسلام 91 رقم 231، وذيل العبر 52، وتالي كتاب وفيات الأعيان 34، ومسالك الأبصار 19/ 341، والوافي بالوفيات 7/ 148، وأعيان العصر-

ص: 457

حدّث بشيء من نظمه، وكان متقدّما في وقته في النظم، وله ديوان في مجلّدين

(1)

.

ومولده سنة ثلاث و [ثلاثين] وستماية.

‌صفر

[التدريس بالشاميّة الجوّانيّة]

وفي أول يوم من صفر وصل توقيع سلطاني بتدريس الشاميّة الجوّانية بدمشق للشيخ أمين الدين سالم، فسلّمت إليه، ودرّس بها يوم الأحد، وأخذت من الشيخ صدر الدين ابن الوكيل مرّة ثانية

(2)

.

[نظارة خزانة دمشق]

ووصل/155 ب/يوم الجمعة رابع صفر إلى دمشق من القاهرة الصدر عزّ الدين أحمد بن زين الدين القلانسيّ، أخو الشيخ جلال الدين متولّيا نظر الخزانة، (عوضا)

(3)

عن (نجم الدين البصراويّ)

(4)

.

[الوزارة والحسبة للبصراويّين]

وفي ليلة الإثنين السابع من صفر وصل (الصدر) نجم الدين محمد بن عثمان البصراوي إلى دمشق من القاهرة متولّيا الوزارة بالشام، وترك الحسبة لأخيه فخر الدين سليمان، فباشرا (هذين المنصبين) في الجامع.

وخرجت عنه الخزانة لابن القلانسي كما تقدّم

(5)

.

[الكلام بحق خطيب الجامع]

وحصل (في أول) صفر كلام في حقّ الخطيب من جهة جماعة أوجب ذلك أنه طلب خطوط جماعة من الأعيان برضاهم بإمامته والثناء عليه، وذكروا فضائله وعلومه، وقيامه بالفتوى، وانتفاع الناس به.

= 1/ 269 - 275 رقم 130، وفوات الوفيات 1/ 95، والسلوك ج 2 ق 1/ 95، والدرر الكامنة 1/ 193 رقم 497، والمنهل الصافي 1/ 362، والدليل الشافي 1/ 56،57 رقم 192، وشذرات الذهب 6/ 21.

(1)

انظر بعض شعره في: أعيان العصر.

(2)

خبر التدريس في: البداية والنهاية 14/ 58.

(3)

مكرّرة في الأصل.

(4)

خبر النظارة في: ذيل العبر 50،51 وفيه:«البصروي» .

(5)

خبر الوزارة والحسبة في: ذيل العبر 50 و 51.

ص: 458

[وفاة الأمير درباس الحاجب]

1086 -

وفي يوم الثامن من صفر توفي الأمير الكبير، الفاضل، حسام الدين، درباس الحاجب بن يوسف بن درباس الحميدي

(1)

، بسفح قاسيون، ودفن من يومه هناك.

ومولده سنة اثنتين وستين وستماية.

وله شعر وفضيلة وهيئة (وفصاحة وكفاءة)، وكان من أعيان الجند. تولّى بدمشق حاجبا وولي شدّ (الأوقاف) بها

(2)

.

[وفاة أبي الفضل ابن عبد العزيز]

1087 -

وفي يوم الخميس عاشر صفر توفي الشيخ الصالح، المقرئ، (غرس الدين) أبو الفضل، محمود بن عبد المنعم بن عبد العزيز، ويسمّى والده نعمون، وجدّه عزيز أيضا، الحرّاني، الحنبليّ، ودفن من يومه بعد الظهر بمقابر الصوفية بعد أن صلّي عليه بجامع دمشق.

ومولده بحرّان سنة خمس و (عشرين) وستمائة.

(وكان شيخا صالحا، كثير التلاوة والصلاة والاعتكاف، مواظبا على العبادة، قليل الكلام، ملازما للجامع والجماعات، سمع كثيرا من الحديث بدمشق بعد انتقاله من حرّان في حال كبره. وكان بيده ثبت يشتمل على سماعه للكتب الستّة وغيرها.

وحدّث بشيء يسير عن ابن أبي اليسر، عن الخشوعيّ).

وبلغنا أنه كان قبل انقطاعه إلى العبادة والاجتهاد تاجرا صالحا، صدوقا (له دكّان)، فكان يسافر، وكان أبوه صاحب زراعة وفلاحة.

[تدريس العذراوية]

/156 أ/وفي ثالث عشر صفر أعيدت العذراوية لصدر

(3)

الدين سليمان الكردي، وانفصل عنها الشيخ صدر الدين ابن الوكيل مرّة ثانية، وبقي معه دار الحديث الأشرفية.

[وفاة جمال الدين إبراهيم]

1088 -

وفي ليلة الأربعاء سادس عشر صفر توفي الأمير جمال الدين،

(1)

انظر عن (درباس الحميدي) في: الدرر الكامنة 2/ 101 رقم 1693.

(2)

وقال ابن حجر: أقام بصفد، ثم أعطي طبلخاناه بدمشق فقطنها، وكان حسن الشكل والنظم، رئيسا، جليلا، فصيحا.

(3)

في الأصل: «للصدر الدين» .

ص: 459

إبراهيم بن أحمد (الحرتاني) بظاهر دمشق، ودفن من الغد بسفح قاسيون.

وكان كافيا شهما، ذا خبرة وفطنة (ومعرفة. خدم في أول أمره) عند الأمير عزّ الدين الشجاعي والي الولاة، ثم تنقّل وناب الشدّ عنه عن الأعسر وغيره، وولي أستاذ دارية الأفرم، وغير ذلك.

[وفاة الصدر جمال الدين موسى]

1089 -

وفي يوم الخميس سابع عشر صفر توفي الصدر الكبير، جمال الدين، موسى بن الصدر نور الدين أحمد بن (إبراهيم بن) مصعب، ببستانه ظاهر دمشق، ودفن بسفح قاسيون بتربتهم.

ومولده، تقريبا، سنة (ست) وأربعين وستماية بدمشق.

سمع «مغازي ابن عقبة» (على ابن الأوحد)، عن الخشوعيّ. ولم يحدّث بشيء.

وكان كاتبا يخدم في الدواوين.

[وفاة ناصر الدين ابن عبد الهادي]

1090 -

وفي ليلة الخميس سابع عشر صفر توفي العدل، ناصر الدين، عبد الكريم بن (. . .) بن عبد الهادي الأنصاري، الدمشقيّ، سبط مجد الدين يحيى بن قاضي القضاة شمس الدين ابن سنيّ الدولة ببستانه ظاهر دمشق، ودفن بمقابر باب الصغير. (بكرة الخميس).

ومولده سنة ثمان وخمسين وستماية بمرج الدحداح ظاهر دمشق.

(وكان يشهد) تحت الساعات، وكان رجلا جيّدا (خيّرا).

روى لنا عن ابن أبي اليسر.

[وفاة الفقيه العدل]

1091 -

وفي ليلة الثامن والعشرين من صفر توفي (الشيخ) الفقيه، العدل، بدر الدين (أبو بكر بن منصور بن محمود بن أحمد الخالدي، العجلوني، الشافعيّ) إمام المدرسة (البهنسيّة بسفح قاسيون)، وصلّي عليه يوم الإثنين بالجامع (المظفّري)، ودفن بسفح قاسيون، بالقرب من الشيخ جلال الدين الشريشيّ.

وكان رجلا جيّدا، كثير السكون.

ومولده تقريبا في سنة ستّ وثلاثين وستماية، بقرية من قرى عجلون، (اسمها طيّبة الاسم).

روى عن ابن عبد الدائم.

وكان يشهد مع الشهود بمسجد البياطرة، (وهو فقيه بالمدارس).

ص: 460

[وفاة جمال الدين ابن ريحان التقوي]

1092 -

وفي منتصف (صفر) /156 ب/توفي الشيخ الصالح، جمال الدين، أبو محمد، عبد الله بن ريحان

(1)

بن عبد الله التقوي، القليوبيّ، بالقاهرة.

كتب به إليّ فخر الدين المقاتلي، قال: وأظنّ دفن خارج باب النصر.

سمع من ابن المقيّر، والساوي، وابن الصابوني، وابن رواج، وابن الجمّيزي، وسبط السلفي، وعلى (غيرهم، وقرأ بنفسه على بعضهم).

وكان يسكن بدار الحديث الكامليّة (وينادي)، وبقيساريّة التجار بالقاهرة، وكان عسرا في التحديث.

ومولده في سنة اثنتين أو ثلاث وثلاثين وستماية بالقاهرة.

وقرأت عليه «جزء الصوليّ» عن ابن رواج بجامع الحاكم بالقاهرة.

وأبوه «ريحان» عتيق التقيّ صالح بن الخضر القليوبيّ، ولم يحدّث أبوه أيضا.

‌ربيع الأول

[وفاة شمس الدين ابن سنيّ الدولة]

1093 -

في ليلة الأربعاء ثامن شهر ربيع الأول توفي القاضي شمس الدين، أبو إسحاق، إبراهيم بن قاضي القضاة نجم الدين أبي بكر محمد بن قاضي القضاة صدر الدين أبي العباس أحمد بن قاضي القضاة (شمس) الدين أبي البركات يحيى بن هبة الله بن الحسن بن يحيى بن محمد بن علي (الشافعي) ابن سنيّ الدولة

(2)

، ببستانه بالصالحية، وصلّي عليه الظهر، ودفن بسفح قاسيون بالمدرسة (البهنسيّة).

وكان مدرّس الركنية بدمشق، وعنده (انقطاع ومحبّة) للفقراء، وروى عن خطيب مردا، وسمع أيضا من الفقيه محمد اليونينيّ.

ومولده تقريبا سنة ثمان وأربعين وستماية.

[وفاة ناصر الدين ابن سعد المقدسي]

1094 -

وفي ليلة الأربعاء ثامن شهر ربيع الأول توفي الشيخ الصالح، ناصر الدين، محمد بن أحمد بن الفخر (محمد بن أحمد بن عبد الله) بن سعد

(1)

انظر عن (ابن ريحان) في: ذيل العبر 52، وذيل تاريخ الإسلام 91 رقم 225، والدرر الكامنة 2/ 260 رقم 2140.

(2)

انظر عن (ابن سنيّ الدولة) في: معجم شيوخ الذهبي 120 - 123 رقم 152، وذيل تاريخ الإسلام 91 رقم 232.

ص: 461

القدسي، الحنبليّ، سبط الشيخ شمس الدين محمد بن (سعد)، ودفن بجوار تربة الشيخ أبي عمر.

وكان رجلا مباركا (إماما بمسجد مقرى). روى عن جدّه لأمّه، وعن خطيب مردا، وابن عبد الدائم.

ومولده في شوال سنة ستّ وأربعين وستماية بسفح قاسيون.

[القضاء بالديار المصرية]

وفي يوم الأربعاء المذكور وصل البريد إلى دمشق وأخبر بمباشرة القاضي كمال الدين الزرعي القضاء بالديار المصرية مستقلاّ في مستهلّ شهر ربيع الأول، عوضا عن قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة.

ووصل معه كتاب إلى نائب/157 أ/السلطنة بطلب قاضي القضاة شمس الدين بن الحريري الحنفي، فأعلم بذلك، وتهيّأ للسفر، وجهّز أموره، وتوجّه من دمشق يوم الإثنين بعد الظهر العشرين من ربيع الأول، فخرج في جمع كثير، وودّعه القضاة، والأعيان، والأكابر، ووصل إلى القاهرة ودخلها في أول ربيع الآخر، فولاّه السلطان قضاء الديار المصرية، وتدريس الناصرية، والصالحيّة، وجامع الحاكم.

وعزل قاضي القضاة علم الدين السروجي الحنفيّ، فعاش أياما (قليلة) بعد أن عزل

(1)

.

[إمساك أمراء دمشق]

وفي نصف شهر ربيع الأول مسك من الأمراء بدمشق سبعة أمراء، وبالقاهرة أربعة عشر أميرا، أو نحو ذلك

(2)

.

[وفاة فاطمة ستّ الملوك]

1095 -

وفي يوم الإثنين سابع شهر ربيع الأول توفيت الشيخة الصالحة فاطمة، ست الملوك

(3)

، بنت أبي نصر علي بن علي بن الحسين بن أبي البدر الواسطيّ الأصل، البغداديّ، ببغداد، ودفنت يوم الثلاثاء بمقبرة الإمام أحمد، رضي الله عنه.

سمعت من أبي بكر بن بهروز «مسند الدارمي» ، و (المنتخب) من «مسند عبد بن حميد» . وكانت صالحة من بيت العدالة.

(1)

خبر القضاء في: نهاية الأرب 32/ 162، والبداية والنهاية 14/ 58.

(2)

خبر إمساك الأمراء في: نهاية الأرب 32/ 162، والبداية والنهاية 14/ 8.

(3)

انظر عن (ست الملوك) في: ذيل تاريخ الإسلام 91 رقم 226 و 103 رقم 258، وذيل العبر 52، والمنتخب المختار 242، وشذرات الذهب 6/ 23.

ص: 462

[وفاة الأمير سيف الدين]

1096 -

وفي يوم الجمعة الرابع والعشرين من ربيع الأول توفي الأمير سيف الدين (قشتمر العجمي) ودفن من الغد بمقبرة المزّة، وعمل له العزاء، وحضر أستاذه (نائب السلطنة) الأمير سيف الدين قرا سنقر، وأعيان الناس.

[وفاة قاضي القضاة الحنبلي]

1097 -

وفي ليلة الأربعاء التاسع والعشرين من شهر ربيع الأول توفي قاضي القضاة شهاب الدين، أبو العباس، أحمد بن الشيخ شرف الدين الحسن بن الحافظ جمال الدين أبي موسى عبد الله بن الحافظ عبد الغني المقدسي

(1)

، (الحنبلي بداره بالديار المصرية) ودفن في (الرابعة من النهار المذكور بتربة الشيخ أبي عمر)(إلى جانب قبر) أخيه عماد الدين محمد.

وكان رجلا جيّدا، من أعيان (الحنابلة) وفضلائهم. درّس بالصالحية وبحلقة (الحنابلة)، وولي الإمامة بمحراب الحنابلة، وولّي أيضا القضاء بالشام على مذهب الإمام أحمد نحوا من ثلاثة أشهر في السنة الماضية، ثم عزل فأعيد قاضي القضاة تقي الدين سليمان.

وكان فاضلا، فقيها، حسن العبادة.

(قرأ) الحديث. /157 ب/وروى لنا عن ابن عبد الدائم.

ومولده في ثاني عشر صفر سنة ستّ وستّين وستماية بسفح قاسيون.

‌ربيع الآخر

[استخلاص أموال الأمير سلاّر]

وفي شهر ربيع الآخر اشتهر اهتمام السلطان بأمر الأمير سيف الدين سلار والسعي في طلبه، فحضر بنفسه إلى عند السلطان (في هذا الشهر فعوقب) واستخلصت أمواله نحوا من شهر

(2)

، (ومات)

(3)

.

(1)

انظر عن (المقدسي) في: ذيل العبر 52،53، وذيل تاريخ الإسلام 91 رقم 222 و 103 رقم 259، والبداية والنهاية 14/ 50، وتالي كتاب وفيات الأعيان 8، وأعيان العصر 1/ 210، 211 رقم 101، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 358، والمنهج الأحمد 416، ومختصر المنهج 91، والمقصد الأرشد، رقم 38، والدرّ المنضد 2/ 458،459 رقم 1029، وشذرات الذهب 6/ 21.

(2)

خبر الأمير سلار في: نهاية الأرب 32/ 163، والبداية والنهاية 14/ 58، والدرر الكامنة 2/ 179 - 182 رقم 1913.

(3)

زيادة من نسخة ليدن 1/ 79.

ص: 463

[التدريس بالظاهرية]

وفي يوم الثامن عشر ربيع الآخر ذكر الدرس بالمدرسة الظاهرية بدمشق أقضى القضاة شمس الدين الحنفي، المعروف بابن العزّ، استقلالا، عوضا عن قاضي القضاة شمس الدين ابن الحريري، وحضر عنده جماعة من الأعيان

(1)

.

[نظر دمشق]

ووصل إلى دمشق الصدر شهاب الدين غازي ابن الواسطي متولّيا النظر بها عوضا عن ابن مزهر في الثامن عشر من ربيع الآخر.

وكان شرف الدين ابن مزهر (توجّه) إلى حلب أول هذا الشهر ناظرا بها، فغاب عن دمشق مدّة، (ووصلت أخباره أنه) لم يمكّن من المباشرة، وعاد إلى دمشق في سلخ رجب.

[مباشرة نظر الجامع]

وعاد في هذا الشهر الصدر، شمس الدين، عبد الله غبريال إلى نظر الجامع، وكان قد كثر الكلام فيه وفي غيره، واستقرّ أمره في المباشرة، وقرّر له (المعلوم) النظر.

[وفاة الأمير أقجبا المنصوري]

1098 -

وفي ليلة الإثنين التاسع عشر من شهر ربيع الآخر توفي الأمير سيف الدين، أقجبا

(2)

المنصوريّ، ودفن من الغد بتربته خارج باب (الجابية).

وكان من خيار الأمراء ديانة وأمانة وعفّة وصيانة. ولّي (بعلبك ثم نقل إلى شدّ) دمشق مدّة، ثم ولي نيابة غزّة مدّة، وكان من الأمراء (المقدّمين بدمشق. وعند موته لم يكن له ولاية سوى) الإمرة

(3)

.

[وفاة الأمير بهادر الحاج]

1099 -

وفي يوم (الثلاثاء العشرين من) شهر ربيع الآخر وصل الخبر إلى دمشق بموت الأمير الكبير سيف الدين بهادر

(4)

الحاجّ المنصوريّ بطرابلس.

وكان نائب السلطنة بها.

(1)

خبر تدريس الظاهرية في: البداية والنهاية 14/ 59.

(2)

انظر عن (أقجبا) في: نهاية الأرب 32/ 173، والدرر الكامنة 1/ 393 رقم 112.

(3)

وقال ابن حجر: شاد الدواوين بدمشق، ثم تنقّل في النيابات ببعلبك وغزّة وغيرهما وأول ما ولي غزّة سنة 701 نقلا من الأستادارية بدمشق.

(4)

انظر عن (بهادر) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 8 رقم 7، ونهاية الأرب 32/ 164، والمختصر في أخبار البشر 4/ 60، وذيل تاريخ الإسلام 103 رقم 260، وذيل العبر 53، ودول الإسلام 2/ 29، -

ص: 464

[وفاة الأمير علاء الدين أيدغدي]

1100 -

ووصل الخبر بموت الأمير علاء الدين أيدغدي، أمير علم، نائب الصبيية. هلك أيضا في هذا التاريخ، وحمل إلى دمشق فدفن بمقبرة باب الصغير يوم الأربعاء الحادي والعشرين من الشهر.

[وفاة عمر التكروري]

1101 -

وصلّينا بدمشق يوم الجمعة/158 أ/الثالث والعشرين من شهر ربيع الآخر صلاة الغائب على الشيخ الصالح عمر التكروريّ.

وكان عبدا صالحا، مكشوف الرأس، طويلا، مقيما بالقرافة. وحضر قبل موته إلى دمشق فأقام بها نحوا من شهرين ثم رجع إلى الديار المصرية فأدركه أجله في يوم الخميس (في الطريق).

[وفاة نصر الله الأبزاري]

1102 -

وفي شهر ربيع الآخر توفي الشيخ (عزّ الدين محمد بن) نصر الله بن (يوسف بن أبي محمد)

(1)

الأبزاريّ

(2)

.

وكان رئيس المؤذّنين بحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم عند (فراغه) من أذان الفجر بالمنارة الجديدة، من غير مرض (ولا عرض)، وكان له مشهد عظيم، ووصل إلينا خبره في أول رجب في كتاب على التجّار.

(وكنت اجتمعت) به، (وذكر أنه) سمع من الرشيد العطار وغيره. وكان له ثبت (إجازات) تركها بمصر، وأنّ غالب مسموعاته بقراءة المكين الحصني.

وذكر لي أنّ مولده سنة سبع وأربعين وستماية بمصر

(3)

.

= وتاريخ ابن الوردي 2/ 259، ونثر الجمان 3/ورقة 93 ب، والبداية والنهاية 14/ 59،60، وتاريخ سلاطين المماليك 153، والوافي بالوفيات 10/ 295 رقم 4809، وأعيان العصر 2/ 54 - 56 رقم 474، والسلوك ج 2، ق 1/ 96، والمقفّى الكبير 2/ 504 - 508 رقم 982، والدرر الكامنة 2/ 33 رقم 1369، والمنهل الصافي 3/ 436 رقم 712، والنجوم الزاهرة 9/ 216، والدليل الشافي 1/ 202 رقم 710، والنهج السديد 3/ 700 وفيه اسمه:«بيدمر» .

(1)

ما بين القوسين مما سيأتي لاحقا برقم (1144)، وفي نسخة ليدن 1/ 82 «يوسف بن أبي عبد الله القرشي» .

(2)

في نسخة ليدن 1/ 82 «الأبزازي المصري» ، وفي الدرر الكامنة 4/ 275 رقم 767 «الأبراري» ، براءين مهملتين.

(3)

وقال ابن حجر: «سمع الكثير بالقاهرة ومات بالمدينة فجأة بعد فراغه من أذان الصبح بكرة العشرين من ربيع الآخرة» .

ص: 465

[وفاة قاضي القضاة شمس الدين السروجي]

1103 -

وفي يوم الخميس الثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر توفي قاضي القضاة، شمس الدين، أبو العباس، أحمد بن إبراهيم بن عبد الغني السّروجي

(1)

، الحنفيّ، بالقاهرة، ودفن من يومه بالقرافة الصغرى التي تعرف بالإمام الشافعي، رضي الله عنه.

ومولده في سنة سبع وثلاثين وستماية.

وكان رجلا فاضلا، مشهورا بالعلم، ومعرفة الفقه والنحو، (وله تصانيف).

وولّي قضاء القضاة بالديار المصرية مدّة، وعزل قبل موته بأيام يسيرة، وصلّي عليه (بدمشق يوم) الجمعة (سابع جمادى الأولى).

[وفاة الحنبلي المدرّس]

1104 -

وفي (ليلة) الإثنين السادس والعشرين من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ جمال الدين، حسب الله الحنبليّ، مدرّس المنكوتمريّة، وكانت وفاته بها. ودفن من الغد بالقرافة.

وكان رجلا فاضلا، صالحا.

[وفاة ابن نجيم الحرّانيّ]

1105 -

وفي أواخر شهر ربيع الآخر توفي الشيخ فخر الدين، عثمان بن محمد بن نجيم (الحرّاني المعروف بالخيوطي)، الشاهد تحت الساعات (بالمدرسة الفرّخشاهية ظاهر) دمشق.

وكان رجلا جيّدا متودّدا إلى الناس.

(1)

انظر عن (السروجي) في: الإعلام بوفيات الأعلام 298، وذيل العبر 53، وذيل تاريخ الإسلام 79،80 رقم 167، وتالي كتاب وفيات الأعيان 8 رقم 7، ومرآة الجنان 4/ 248، والجواهر المضية في طبقات الحنفية 1/ 123، وأعيان العصر 1/ 99 و 159،160 و 3/ 312، والوافي بالوفيات 30/ 49 رقم 68، وعيون التواريخ، ورقة 59 أ، رقم 276، والبداية والنهاية 14/ 60، وتذكرة النبيه 2/ 31، والمقفى الكبير 1/ 348 - 350 رقم 409، والدرر الكامنة 1/ 91 رقم 241، ونهاية الأرب 32/ 170، والدليل الشافي 1/ 84 رقم 107، والمنهل الصافي 1/ 188، ورفع الإصر عن قضاة مصر 1/ 50، والنجوم الزاهرة 9/ 312، والطبقات السنية في تراجم الحنفية 1/ 300، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 435 و 439، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 8، وحسن المحاضرة 1/ 266، ومفتاح السعادة 2/ 129، والفوائد البهية في تراجم الحنفية للكنوي 13، وكشف الظنون 362 و 631 و 2033، وإيضاح المكنون 1/ 241 و 2/ 667، ومعجم المؤلفين 1/ 140، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 477 رقم 888.

ص: 466

‌جمادى الأولى

[وفاة نجم الدين مهلهل]

1106 -

توفي الفقيه نجم الدين، مهلهل بن سعد الخليلي/158 ب/يوم الخميس سادس جمادى الأولى، ودفن من يومه بباب الصغير.

وكان شاهدا (عاقدا وفقيها مدرّسا) بالمدرسة الفرّخشاهية الشافعية، ومدرسة ابن (سبع المجانين). وكان رجلا جيّدا، ضعيف البصر، معروفا بخدمة القاضي شرف الدين ابن (فضل الله).

[الحوطة على ممتلكات الأمير سلار]

وفي يوم الخميس سادس جمادى الأولى احتيط بدمشق على (الحواصل والغلال) المتعلّقة بالأمير سيف الدين سلاّر، بحضور المتولّيّين (والعدول)

(1)

.

[تدريس العذراوية]

ورجع الأمير سيف الدين أسندمر من دمشق إلى حماه ليلة (. . .) جمادى الأولى، وكان دخل إلى دمشق من حماه في تاسع عشر ربيع الآخر، وفي أيام إقامته بدمشق كتب للشيخ صدر الدين ابن الوكيل بنظر دار الحديث الأشرفية، وتدريس العذراوية. وسافر الأمير ولم يباشر شيئا من ذلك.

واتفق بعد سفر الأمير بيومين واقعة بالصالحية بدار ابن درباس، (وتعب وتنكّد) عيشه، وسعى في الخلاص. واستمرّ بعد ذلك بدار الحديث، إلى أن جاء مرسوم السلطان في العشرين من رجب بعزله عمّا بيده من الجهات (الدينية)، فانفصل من دار الحديث، وانتقل منها، وبقي مدّة بدمشق ليست له وظيفة إلى آخر شهر رمضان توجّه إلى حلب إلى الأمير سيف الدين أسندمر، فقرّر له [معلوما] بجامع حلب، وأقام هناك. ثم حصلت له مدرسة

(2)

.

[وفاة الصدر ابن أبي الرجاء]

1107 -

وتوفي الصدر (العدل، جمال الدين)، محمود بن عثمان بن أبي الرجاء بن أبي الزهر بن (التنوخي) ابن السلعوس، ليلة (الأربعاء ثاني) عشر من جمادى الأولى بدمشق، ودفن من الغد بعد الظهر بمقابر باب الصغير، (وحضره جماعة) من الأعيان.

(1)

خبر الحوطة في: السلوك ج 2 ق 1/ 88.

(2)

خبر تدريس العذراوية في: ذيل العبر 50، والبداية والنهاية 14/ 59، والدارس 1/ 285.

ص: 467

وكان رجلا جيّدا، مشكور السيرة، ديّنا، (مواظبا على الجماعات، مباشرا ديوان المارستان النوري) إلى أن مات.

سمع من ابن الجمّيزيّ، ولم يحدّث.

[وفاة صلاح الدين ابن تبّع البعلبكّي]

1108 -

وفي ليلة الإثنين السابع عشر من جمادى الأولى توفي الشيخ المقرئ، صلاح الدين، أبو الحسن، محمد بن أحمد بن بدر بن تبّع

(1)

البعلبكيّ، القصير، بالمدرسة الرواحية بدمشق، وصلّي عليه ظهر الإثنين بالجامع، وشيّعه إلى مصلّى ابن مرزوق جماعة وأعيان، وحمل إلى سفح قاسيون، فدفن بقبر أعدّه لنفسه/159 أ/ بالقرب من حمّام النحاس.

روى عن ابن عبد الدائم، وذكر لنا أنه حدّث ببغداد لما سافر إليها بسبب استنقاذ ولده.

وكان رجلا جيّدا، خيّرا، فيه خير ومعروف، وعنده مروءة، وطلاوة لسان في قراءة القرآن.

(ومولده في) إحدى الليالي البيض (من شعبان سنة اثنتين وأربعين وستماية) بدمشق.

[وفاة محمد بن علي الأنصاري]

1109 -

وفي يوم الثلاثاء (رابع) جمادى الأولى مات الشيخ، الإمام (الزاهد) المحدّث، أبو عبد الله، محمد بن علي بن محمد بن علي بن عبد الله بن محمد بن (يوسف) بن يوسف بن أحمد بن قطرال

(2)

الأنصاري، الخزرجي، الحارثي (القرطبيّ) الأصل، ثم المرّاكشي، برباط الخرزي، عند باب إبراهيم عليه السلام (بمكة المشرّقة).

وكان سبب موته أنه غسل ثوبه وطلع به إلى سطح الرباط ينشره، فوقع من سطح الرباط هو والدرابزين إلى أسفل الرباط، فحمل ودفن بالمعلاّة، رحمه الله تعالى.

وكان رجلا صالحا، فاضلا، له نظم (ونثر)، وعنده صلاح وانقطاع وديانة، وسمع كثيرا بالمغرب، ودخل الديار المصرية، والبلاد الشاميّة، وسمع وحجّ غير مرّة، وجاور.

(1)

انظر عن (ابن تبّع) في: الدرر الكامنة 3/ 411 رقم 834، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 3/ 214،215 رقم 931.

(2)

انظر عن (ابن قطرال) في: ذيل تاريخ الإسلام 103 رقم 262 دون ترجمة، وفيه:«ابن قطران» (بالنون)، والدرر الكامنة 4/ 83،84 رقم 232.

ص: 468

ومولده في نصف ذي (الحجّة) سنة خمس وخمسين وستماية

(1)

.

[وفاة الأمير سيف الدين سلار]

1110 -

وفي ليلة الأربعاء الرابع والعشرين من جمادى الأولى توفي الأمير الكبير سيف الدين سلار

(2)

المنصوري بقلعة الجبل، ودفن بتربته ليلة الخميس.

وكان (أميرا عظيما، ساس الملك، ودبّر الأمور) إحدى عشرة سنة (وأشهرا من) جمادى الأولى سنة (ثمان وتسعين إلى مستهلّ شوال سنة تسع وسبعميّة. وخلّف أمولا عظيمة من الذهب والفضّة والجواهر والحليّ والأثاث) والأملاك والخيول، وغير ذلك

(3)

.

[وفاة ابن عبد الرحيم الأنصاري]

1111 -

وفي ليلة الثلاثاء الثالث والعشرين من جمادى الأولى توفي الشيخ الأجلّ [المعمّر]. المحدّث، محمد بن أبي القاسم بن منصور

(4)

بن عبد الرحيم الأنصاري (المعروف) بابن البانياسيّ، ودفن من الغد بسفح قاسيون.

روى لنا عن عمّه أخي والده لأمّه (النظام بن البانياسي).

وذكر أنّ مولده سنة ثمان عشرة وستمائة.

/159 ب/وكان (شيخا معمّرا وله همّة ونهضة) وسعي.

(1)

وقال ابن حجر: «وأرخ ابن الخطيب وفاته في سنة 709 فوهم. قال ابن الخطيب: كان فاضلا محدّثا من أهل الخير ذا ثروة واسعة، وتخلّى ولازم العبادة، وله نظم رائق وخط قائق وكلام في التصوّف، ورحل إلى الحجاز سنة 703» .

(2)

انظر عن (سلار) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 89 رقم 630، وذيل العبر 53،54، والإعلام بوفيات الأعلام 298، وذيل تاريخ الإسلام 94 - 97 رقم 242، ونهاية الأرب 32/ 163،164، والمختصر في أخبار البشر 4/ 60، والدر الفاخر 208، وأعيان العصر 2/ 489 - 494 رقم 759، والوافي بالوفيات 16/ 55 - 59 رقم 79، والبداية والنهاية 14/ 58،59، وفوات الوفيات 2/ 86 - 89 رقم 208، وتاريخ سلاطين المماليك 153، والنفحة المسكية 119، ونزهة المالك والمملوك 195، والجوهر الثمين 2/ 146 - 150، وتذكرة النبيه 2/ 29،30، والسلوك ج 2 ق 1/ 88، والدرر الكامنة 2/ 179 - 182 رقم 1913، والنجوم الزاهرة 9/ 16 - 20 و 217، والدليل الشافي 1/ 314 رقم 1070، والمنهل الصافي 6/ 5 - 13 رقم 1073، وتاريخ ابن سباط 2/ 606 - 661، والبدر الطالع 1/ 268 رقم 188 وفيه وفاته سنة 715، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 436 - 438، وشذرات الذهب 6/ 19.

(3)

راجع ما صودر من تركة الأمير سلار في: ذيل تاريخ الإسلام 95 - 97، وفوات الوفيات 2/ 86 - 89، والنفحة المسكية 116 - 119، والجوهر الثمين 2/ 146 - 150.

(4)

انظر عن (ابن منصور) في: ذيل تاريخ الإسلام 104 رقم 263.

ص: 469

[وفاة جمال الدين ابن المكرّم]

1112 -

وفي يوم الإثنين ثالث جمادى الأولى توفي العالم جلال الدين، محمد ابن القاضي جمال الدين محمد بن المكرّم الأنصاريّ، ودفن بالقرافة.

وكان من (جملة) الموقّعين بالديار المصرية.

[وفاة ابن مسكين القرشي الزهري]

1113 -

وفي ليلة السبت ثامن جمادى الأولى توفي الفقيه عزّ الدين، الحسن بن الحارث بن الحسين بن يحيى بن خليفة بن نجا بن حسن بن محمد بن مسكين

(1)

القرشي، الزهريّ، الشافعيّ، ودفن من الغد بالقرافة.

وكان من أعيان الشافعية، فقيها، متزهّدا (مدرّسا بالمدرسة) المجاورة لضريح الإمام الشافعيّ، رضي الله عنه، ووليها (بعده القاضي) الشيخ مجد الدين حرمي ناظر الظاهرية، وكان عيّن لقضاء دمشق، (فامتنع لأجل) الوطن.

روى شيئا عن الرشيد العطار، وسمعت على والده.

[وفاة المجير عبد الرحيم]

1114 -

وفي يوم السبت ثامن جمادى الأولى توفي (الشيخ الإمام، عزّ الدين)، المجير، عبد الرحيم بن إبراهيم بن علي (الجوخي).

كان يسمع مع الجماعة الحديث بالقاهرة.

[وفاة بدر الدين ابن عبد الواحد المقدسي]

1115 -

وفي هذا اليوم توفي (بدر الدين) حسن ابن الشيخ الإمام قاضي القضاة، شمس الدين محمد بن (الشيخ العماد) إبراهيم بن عبد الواحد المقدسيّ، ودفن من الغد عند والده.

[وفاة الصدر نجم الدين ابن شكر المالكي]

1116 -

وفي يوم الثلاثاء حادي عشر جمادى الأولى توفي الصدر، نجم الدين، يوسف بن (أحمد) بن تاج الدين يوسف بن الصاحب صفيّ الدين عبد الله بن علي بن الحسين بن عبد الخالق بن شكر

(2)

المالكيّ.

وكان مدرّسا بمدرسة جدّه (بالقاهرة).

(1)

انظر عن (ابن مسكين) في: ذيل تاريخ الإسلام 104 رقم 264، والسلوك ج 2 ق 1/ 95، وورد في نسخة ليدن 1/ 88 «توفي الشيخ الإمام عز الدين محمد بن مسكين القرشي الزهري بالمصاصة من مصر» .

(2)

انظر عن (ابن شكر) في: الدرر الكامنة 4/ 448 رقم 1240.

ص: 470

[وفاة القاضي]

1117 -

وفي ليلة الأحد سادس عشر جمادى الأولى توفي القاضي (شهاب الدين، أحمد بن علي بن عبادة)

(1)

ودفن من الغد بالقرافة.

وذكر أنه (من ولد سعد بن عبادة رضي الله عنه، وكان وكيل السلطان) وله عنده (مكانة كبيرة)

(2)

.

[وفاة شمس الدين الظفاري]

1118 -

وفي التاسع عشر من جمادى الأولى توفي بالقاهرة شمس الدين، (محمد ابن عمر بن حمادي) الظفاريّ

(3)

(اليمني الواعظ) ودفن من يومه خارج باب (النصر).

وكان أقام عندنا مدّة بدمشق، ووعظ بمسجد أبي اليمن، وكان (يتعمّم عمامة كأنها أبلوج الشكر، فاشتهر لذلك بالأبلوج).

[وفاة القاضي أمين الدين ابن الدقاقي]

1119 -

/160 أ/وفي ليلة الأحد الثالث والعشرين من جمادى الأولى توفي القاضي أمين الدين، أبو بكر بن الوجيه عبد العظيم بن يوسف بن الدقاقيّ

(4)

، بالقاهرة، ودفن من الغد بالقرافة.

(1)

انظر عن (ابن عبادة) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 33، والوافي بالوفيات 7/ 245، وأعيان العصر 1/ 297 رقم 149، والدرر الكامنة 1/ 210 رقم 543.

(2)

وقال الصفدي: القاضي الرئيس شهاب الدين الأنصاري الحلبي. نشأ بالديار المصرية، واشتغل، وولي شهادة الخزانة، واتصل بخدمة السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون، وحظي عنده، وأورى السعد زنده، واشتهر في مصر بالوجاهة، وعامله مخدومه بالدعابة والفكاهة، وكان معه في وقعة التتار سنة تسع وتسعين وست مئة، وتأخر بعده بدمشق، وولي أمر التربة المنصورية بالقاهرة، والأوقاف والأملاك السلطانية ولازمه واتحد به، وشدّ للموت حزامه. وتوجّه معه إلى الكرك وأقام بالقدس شهورا، وجانب جدّا كان في ذلك الوقت عثورا، ولما عاد السلطان إلى مصر عاد معه إليها، وقدم بالسعد والإقبال عليها. وعرض عليها الوزارة فما وافق، والظاهر أنه خادع في ذلك ونافق. وأطلق له في حلب ضيعة وجعل مغلها له وريعة، وضيعة أخرى بالسواد من دمشق. وكان جيّد الطباع، سهل الانقياد إلى الانتفاع، تعرّف به أقوام فأفلحوا، وعاملوه بالوفاء فربحوا. ولما كان في خدمة السلطان لم يكن ذكر لغيره، ولا لأحد قدرة على سيره»، (أعيان العصر).

(3)

انظر عن (الظفاري) في: أعيان العصر 4/ 683 رقم 1697، والدرر الكامنة 4/ 104،105 رقم 285 وفيه: مات سنة عشرين وسبعمائة.

(4)

انظر عن (ابن الدقاقي) في: ذيل تاريخ الإسلام 104 رقم 265، والبداية والنهاية 14/ 60، والسلوك ج 2 ق 1/ 95، والدرر الكامنة 1/ 446،447 رقم 1192، ونهاية الأرب 32/ 171 وفيه:«الوقاقي» ، وفي نسخة ليدن 1/ 90 «الرقاقي» بالراء.

ص: 471

وكان بيده نظر الدواوين بديار مصر.

[وفاة نور الدين التفلسي]

1120 -

وتوفي (بعده بيوم نور الدين، التفلسي، الصوفي) بخانقاه سعيد السعداء.

(وكان مشهورا بين الصوفية).

[وفاة علاء الدين ابن الصابوني]

1121 -

وفي بكرة يوم الجمعة التاسع والعشرين من جمادى الأولى توفي علاء الدين (علي بن الشيخ شرف الدين) يعقوب بن أحمد بن يعقوب بن الصابوني

(1)

، بالقاهرة، ودفن من يومه بعد الظهر بأواخر مقبرة باب النصر.

وكان شابا ابن (ثلاثين) سنة.

سمع الكثير بدمشق، والقاهرة.

[وفاة ابن حسن النيسابوري]

1122 -

وفي ليلة الأحد سلخ جمادى الأولى توفي الشيخ محمد بن علي بن حسن النيسابوريّ، المعروف بالقرمي، الصوفي، صاحب الشيخ شمس الدين الأيكي بالقاهرة.

[وفاة ابن دحيرجان]

1123 -

وفي أول جمادى الأولى (مات) البدر (بن) دحيرجان الدلاّل في الأملاك بدمشق.

[وفاة ابن العماد الصيداوي]

1124 -

(ومات) فيه الشريف شمس الدين محمد بن العماد الصيداويّ.

[وفاة بنت القلانسي]

1125 -

وماتت (فاطمة بنت) مؤيّد الدين بن القلانسي، والده الصدر جمال الدين (في ليلة العشرين) من جمادى الأولى.

[وصول صاحب المدينة المنوّرة]

ووصل في يوم الخميس العشرين من جمادى الأولى إلى القاهرة الأمير

(1)

انظر عن (ابن الصابوني) في: أعيان العصر 3/ 581 رقم 1251، والدرر الكامنة 3/ 139 رقم 320.

ص: 472

منصور بن جمّاز، صاحب المدينة المنوّرة بتقادم، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام.

(وأقام عشرين يوما وتوجّه إلى المدينة.

[وصول الأمير مهنّا إلى دمشق]

ووصل في جمادى الأولى من القاهرة الأمير مهنّا بن عيسى.

[وفاة العزّ المغنّي]

1126 -

ووصل الخبر بموت العزّ، عبد العزيز، المعروف بالتصيح المغنّي.

وكان مشهورا في صناعته، وكانت وفاته بالقاهرة.

[وفاة الأمير قبجق المنصوري]

1127 -

وفي أواخر جمادى الأولى توفي الأمير الكبير، سيف الدين، قبجق

(1)

المنصوري بظاهر حلب، ودفن سحر يوم الإثنين ثاني جمادى الآخرة بتربته بحماه، حمل إليها.

وكان أميرا كبيرا، معروفا بالشجاعة والإقدام، وولّي نيابة السلطانة بدمشق مدّة)

(2)

.

/160 ب/وتوجّه إلى بلاد التتار وأقام عندهم مدّة، ثم قدم معهم دمشق، وانفصل عنهم وأعطي الشّوبك، فأقام به مدّة، ثم نقل إلى حماه، ثم إلى حلب، ومات وهو نائب السلطنة بها.

‌جمادى الآخرة

[وفاة صلاح الدين الخليلي]

1128 -

وتوفي الفقيه صلاح الدين الخليلي أحد فقهاء الباذرائية يوم الأربعاء رابع جمادى الآخرة، ودفن بباب الصغير.

(1)

انظر عن (قبجق) في: الدرّ الفاخر 210، والمختصر في أخبار البشر 4/ 60، وذيل تاريخ الإسلام 91 رقم 228، ومرآة الجنان 4/ 248 وفيه:«فيحق» ، ومات بحماه، وهو غلط، وتاريخ ابن الوردي 2/ 259، وأعيان العصر (انظر فهرس الأعلام) 6/ 161،162، ودول الإسلام 2/ 30، وذيل العبر 54، وتاريخ سلاطين المماليك 153، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 132 و 185، وتذكرة النبيه 2/ 29، والسلوك ج 2 ق 1/ 89 و 92، والدرر الكامنة 3/ 325 رقم 3236، والنجوم الزاهرة 9/ 23، والمنهل الصافي 9/ 29 رقم 1834، والدليل الشافي 2/ 533 رقم 1826، والبداية والنهاية 13/ 349، وإعلام الورى 100 رقم 10، وتاريخ ابن سباط 2/ 611، ونهاية الأرب 32/ 165.

(2)

ما بين القوسين من قوله: «وأقام عشرين يوما» حتى هنا مطموس في الأصل، استدركناه من نسخة ليدن 1/ 91،92.

ص: 473

وكان له مدّة طويلة بالباذرائية. وكتب «شرح الوجيز» ثلاث مرّات، وقف واحدة وباع اثنتين، وحجّ بثمنهما حجّتين.

وكان رجلا صالحا.

[الاحتياط على تركة الشجاعي]

وفي رابع جمادى الآخرة سافر الصدر (عزّ الدين) ابن القلانسي إلى حلب للاحتياط على تركة الشجاعيّ، أمير مات بحلب، (وولاؤه) لمولانا السلطان، ورجع إلى دمشق في الخامس والعشرين من الشهر المذكور.

[وفاة حسام الدين لاجين الخزنداري]

1129 -

وتوفي حسام الدين لاجين الخزنداريّ من جند دمشق في يوم الأربعاء حادي عشر جمادى الآخرة، ودفن بباب الصغير.

وكان رجلا جيّدا، خيّرا، ساكنا بدرب المدرسة المسرورية.

وهو والد (الأخوين): علاء الدين علي، وصلاح الدين خليل.

[وفاة أحمد بن موسى الموصلي]

1130 -

وتوفي الشيخ الصالح الفقيه المقرئ، المجيد، أبو العباس، أحمد بن موسى بن عبد الله الموصلي، (الحنبليّ)، يوم الثلاثاء سابع عشر جمادى الآخرة، ودفن من الغد بسفح قاسيون.

وقد جاوز الستين.

وكان رجلا جيّدا، حسن القراءة، قرأ (على الشيخ عبد الصمد) بن أبي الجيش ببغداد.

[سفر الأمير عماد الدين إسماعيل إلى حماه]

وسافر الأمير عماد الدين إسماعيل بن الأفضل علي بن محمود بن المنصور محمد بن تقيّ الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب في ثامن عشر جمادى الآخرة إلى حماه (متولّيا أمرها بتوقيع السلطان) عوضا عن سيف الدين أسندمر

(1)

.

[نيابة حلب]

ورسّم للأمير سيف الدين أسندمر بالتّوجّه إلى حلب عوضا عن الأمير سيف الدين قبجق

(2)

.

(1)

خبر سفر الأمير في: نهاية الأرب 32/ 165، والبداية والنهاية 14/ 59، والسلوك ج 2 ق 1/ 90.

(2)

خبر نيابة حلب في: نهاية الأرب 32/ 165، والبداية والنهاية 14/ 59.

ص: 474

[نيابة طرابلس]

ورسّم للأمير جمال الدين الأفرم بالإنتقال من صرخد إلى طرابلس نائبا بها، فتوجّه كلّ منهما إلى ولايته

(1)

.

[وفاة القاضي المقدسي]

1131 -

/161 أوفي ليلة الخميس خامس عشري جمادى الآخرة توفي القاضي الفقيه (تقيّ الدين) عبد (الغني بن) محمد بن إبراهيم بن (عبد الواحد) المقدسي، ودفن من الغد عند والده بقرافة (مصر).

وكان مدرّسا بالمدرسة المنصورية بالقاهرة وعنده فضيلة، وهو متعيّن في مذهبه.

وكانت وفاته بقاعته بالمدرسة (الناصرية بالقاهرة).

[وفاة الشريف ابن أبي طالب]

1132 -

[وفي ليلة الخميس خامس جمادى الآخرة توفي الشريف أبو عبد الله] شمس الدين محمد بن الشريف علاء الدين علي بن أبي طالب بن أبي عبد الله الحسيني، الموسوي، العطار، المعروف بالشريف عطوف.

ودفن بتربته خارج باب النصر.

(وكان يروي «صحيح مسلم») عن المشايخ الاثني عشر، وسمع من جدّه لأمّه الرشيد محمد بن أبي بكر النيسابوري. وسمع من ابن مسلمة، وسمع «جزء الأنصاري» من المشايخ الأربعة والأربعين مجتمعين، وحدّث. (وله إجازات من بغداد سنة إحدى وثلاثين) وأجازه ابن القطيعي، ونصر بن عبد الرزاق، (وابن اللتّي،) وابن روزبة، وأبو بكر بن كمال الحربي، وزهرة بنت ابن حاضر، وجماعة. وأجازه بمصر أبو الخطاب بن (دحية)، ومرتضى، وابن الصفراوي، (ومن دمشق ابن الشيرازي)، وابن باسويه، والفخر الإربلي، وابن صبّاح، (ومكرم). (وسمع من جدّه لأمّه محمد بن أبي بكر النيسابوريّ).

[وفاة ابن أبي الفهم]

1133 -

وفي يوم (الأربعاء) الخامس والعشرين من جمادى الآخرة توفي بنابلس خطيبها الشيخ عزّ الدين، سليمان بن تقيّ الدين صالح بن أبي الفهم يحيى بن إبراهيم بن علي بن جعفر بن عبيد الله القرشي، الزهري، النابلسيّ، ودفن عند أهله.

(1)

خبر نيابة طرابلس في: نهاية الأرب 32/ 165، ونزهة المالك والمملوك 196، والبداية والنهاية 14/ 59، والسلوك ج 2 ق 1/ 90، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري 2/ 35 رقم 12.

ص: 475

وكان خطيبا بها من مدّة طويلة.

دخلتها مرارا وهو الخطيب بها.

وكان عنده حسن خلق وتواضع، وهو من بيت الخطابة بها.

وكان والده إمام الصخرة بالقدس الشريف.

[وفاة شهاب الدين ابن سيّد الناس]

1134 -

وفي ليلة الجمعة ثالث عشر جمادى الآخر توفي شهاب الدين، أحمد ابن الشيخ الإمام أبي عمرو محمد بن محمد بن سيّد الناس، أخو الإمام فتح الدين، بالمدرسة المنكوتمريّة، ودفن عند أبيه من الغد بالقرافة.

ومولده منتصف شعبان سنة ثمانين وستميّة.

[وفاة والدة الأمير سلاّر]

1135 -

وفي يوم الجمعة هذا توفيت والدة الأمير سيف الدين سلاّر بعد ولدها بتسعة عشر يوما.

[وفاة الأمير ناصر الدين ابن بكتمر]

1136 -

وفي ليلة الثامن والعشرين من جمادى الآخرة توفي الأمير/161 ب/ ناصر الدين، محمد بن الأمير سيف الدين بكتمر، أمير جندار، نائب السلطنة بالديار المصرية، ودفن بالقرافة.

[وفاة الأمير خضر ابن المستكفي بالله]

1137 -

وفي الثالث والعشرين من جمادى الآخرة توفي الأمير خضر

(1)

بن

(2)

الإمام المستكفي بالله أمير المؤمنين، بالكيش، ودفن بالتربة المظفّرية جوار السيدة نفيسة رضي الله عنها.

وكان وليّ العهد.

[وفاة بدر الدين ابن رزين الحموي]

1138 -

وفي بكرة يوم الأحد الثامن والعشرين من جمادى الآخرة توفي القاضي بدر الدين، أبو البركات، عبد اللطيف بن

(3)

قاضي القضاة تقيّ الدين

(1)

انظر عن (الأمير خضر) في: نهاية الأرب 32/ 171، وذيل تاريخ الإسلام 104 رقم 268، والسلوك ج 2 ق 1/ 96، والدرر الكامنة 2/ 84 رقم 1646، وأعيان العصر 2/ 319 رقم 629.

(2)

الصواب: «ابن» .

(3)

الصواب: «ابن» .

ص: 476

محمد بن الحسين بن رزين

(1)

الحموي، الشافعيّ، بالقاهرة، ودفن من يومه عند والده بالقرافة، وصلّينا عليه بدمشق يوم الجمعة ثامن عشر رجب.

وكان مولده بدمشق سنة تسع وأربعين وستماية.

وكان فقيها كبيرا، وصدرا رئيسا، تولّى الإعادة لوالده وهو ابن عشرين سنة، وأفتى، وناب عنه في الحكم بالقاهرة وقليوب، وولي قضاء العساكر المصرية في حياة والده، واستمرّ على ذلك إلى حين موته أكثر من ثلاثين سنة، ودرّس بالمدرسة الظاهرية، والمدرسة السيفية، والأشرفية، وخطب بالجامع الأزهر، وكان يذكر الدروس من التفسير، والحديث، والفقه، والأصول.

وروى الحديث عن عثمان بن

(2)

خطيب القرفة، وسمع من جماعة بدمشق والقاهرة، وكان له اعتناء بالحديث والرواية.

وولّي عوضه في قضاء العسكر القاضي جمال الدين الأذرعي مضافا إلى قضاء القضاة بالديار المصرية.

[وفاة شمس الدين ابن دانيال الموصلي]

1139 -

وفي ليلة الأحد الثامن والعشرين من جمادى الآخرة توفي شمس الدين، محمد بن دانيال

(3)

الموصلي، الحكيم، الشاعر، بالقاهرة، ودفن يوم الأحد.

[وفاة ابن أبي الفتح الحرّاني]

1140 -

وتوفي الشيخ الصالح أبو عبد الله، محمد بن الشيخ زين الدين علي بن عبد الله بن أبي الفتح الحرّاني، ثم الحلبيّ، المعروف بالنحويّ

(4)

، بالقاهرة بظاهرها، في آخر جمادى الآخرة، أو قريبا من ذلك.

(1)

انظر عن (ابن رزين) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 124 رقم 193، ونهاية الأرب 32/ 171، وذيل تاريخ الإسلام 99 رقم 251، وأعيان العصر 3/ 163،164 رقم 1037، والوافي بالوفيات 19/ 117، والعقد المذهب 386 رقم 1499، والسلوك ج 2 ق 1/ 96، وشذرات الذهب 6/ 26، والدرر الكامنة 2/ 409 رقم 2500.

(2)

الصواب: «ابن» .

(3)

انظر عن (ابن دانيال): في: تالي كتاب وفيات الأعيان 158، وأعيان العصر 3/ 637 و 4/ 422 و 4/ 423 و 5/ 115، والوافي بالوفيات 3/ 51 وفوات الوفيات 3/ 330 رقم 443، والسلوك ج 2 ق 1/ 95، والدرر الكامنة 3/ 434 - 436 رقم 1166، وشذرات الذهب 6/ 27، والمنهل الصافي 10/ 46 - 49 رقم 2136، والدليل الشافي 2/ 619 رقم 2128، والنجوم الزاهرة 9/ 215، ومسالك الأبصار 19،379 و 386.

(4)

انظر عن (النحوي) في: ذيل تاريخ الإسلام 94. رقم 269، والدرر الكامنة 4/ 69،70 رقم 204، ومعجم شيوخ الذهبي 547،548 رقم 809.

ص: 477

روى عن ابن رواحة، وابن خليل، وغيرهما، وحدّث بدمشق قبل وفاته بقليل، وعاد إلى القاهرة فمات هناك.

ومولده في السابع والعشرين/162 أ/من رمضان سنة أربعين وستماية.

قرأت عليه بالقاهرة ودمشق.

[وفاة زين الدين عبد الرحمن]

1141 -

وفي أول يوم من جمادى الآخرة توفي زين الدين، عبد الرحمن بن ناصر الدين محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، المعروف والده بمشدّ الزكاة.

وكان جنديّا يسكن عند الرواحيّة، ثم انتقل إلى العقيبة. ويعرف بابن القوّاس.

[وفاة الأمير سيف الدين نغيه]

1142 -

وفي جمادى الآخرة مات الأمير سيف الدين نغيه

(1)

في الحبس بقلعة دمشق، ودفن بباب الصغير.

وبقي الحرس على قبره أياما.

[وفاة ابن أبي الدم الحموي]

1143 -

وفي يوم الإثنين سلخ جمادى الآخرة مات الشيخ شمس الدين، محمد بن مظفّر بن سعيد بن أبي الدم الحمويّ، ويعرف بابن قاضي العسكر، بالمزّة.

وكان (صالحا)

(2)

خيّرا، مشكور السيرة، متقنّعا باليسير، حجّ هو ووالدته.

وكان من أبناء الأربعين.

‌رجب

[وفاة أبي عمرو الحمصي]

1144 -

في يوم الخميس ثالث رجب توفي الشيخ الصالح، المقرئ، أبو عمرو، عثمان

(3)

بن إبراهيم بن أبي (علي)

(4)

بن عبد الله الحمصيّ، بحارة

(1)

نغيه-نوغاي. انظر عنه في: ذيل العبر 47، وذيل تاريخ الإسلام 98 رقم 246، وأعيان العصر 5/ 525 رقم 1920، والدرر الكامنة 4/ 398 رقم 1092.

(2)

كتبت فوق السطر.

(3)

انظر عن (عثمان) في: ذيل العبر 54، وذيل تاريخ الإسلام 93 رقم 238، ومعجم شيوخ الذهبي 342 - 344 رقم 491، وأعيان العصر 3/ 211 رقم 1067، والوافي بالوفيات 19/ 464، وذيل التقييد 2/ 167 رقم 1364، والدرر الكامنة 2/ 435 رقم 2564، وشذرات الذهب 6/ 23.

(4)

كتبت فوق السطر.

ص: 478

الخاطبة، قبل العصر، وأخرجت جنازته يوم الجمعة رابع الشهر إلى الجامع قبل الصلاة، فصلّي عليه عقيب الجمعة، ودفن بسفح جبل قاسيون ظاهر دمشق.

وكان رجلا صالحا، كثير التلاوة، قائما بعياله إلى حين موته، بشوش الوجه، ظاهر الخير.

روى النصف الثاني من «صحيح البخاري» عن ابن الزبيديّ بالحضور، وروى جملة صالحة من الأجزاء عن الحافظ ضياء الدين المقدسيّ.

وكان مواظبا على حضور السبع الكبير، وله مسجد بدرب القرشيّين يؤمّ به، ويعمل صنعة الحياكة. وفي آخر عمره قرّر بالسّامرية أيضا.

ومولده تقريبا سنة ستّ وعشرين وستماية، أو سبع وعشرين.

[صلاة الغائب عن ثلاثة متوفّين]

وفي يوم الجمعة رابع رجب صلّي بدمشق على ثلاثة غيّاب، وهم:

1145 -

الشيخ عزّ الدين ابن مسكين

(1)

.

1146 -

والصاحب أمين الدين ابن الدقاقي

(2)

.

1147 -

وعزّ الدين محمد بن نصر الله بن الأبزاري

(3)

، المؤذّن بحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقد تقدّم ذكر وفاتهم في هذه السنة.

[خروج المحمل]

وفي يوم السبت خامس رجب أخرج المحمل من القلعة، وطيف به حول البلد، والقضاة والخطيب والوزير وأعيان الناس كما جرت العادة، وفرح الحجّاج والغرباء بذلك.

[وفاة ابن عمران الهلالي العامري]

1148 -

وفي ليلة الأحد/162 ب/بين المغرب والعشاء السادس من رجب توفي الشيخ الصالح، المحدّث، أبو الحجّاج، يوسف بن محمد بن منصور بن

(1)

انظر عن (ابن مسكين) في: ذيل تاريخ الإسلام 104 رقم 264 وفيه اسمه: «حسن بن الحارث بن حسين بن مسكين الزهري الشافعي» . وقد تقدّم برقم (1115).

(2)

انظر عن (ابن الدقاقي) في: ذيل تاريخ الإسلام 104 رقم 265 واسمه: أبو بكر بن عبد العظيم المصري، والسلوك ج 2 ق 1/ 95 وفيه:«الرقاقي» ، والدرر الكامنة 1/ 446،447، وقد تقدّم برقم (1116).

(3)

تقدّم برقم (1099).

ص: 479

عمران الهلالي

(1)

، العامري، الكفيري، الفرّاء، خارج باب السلامة ظاهر دمشق، ودفن يوم الأحد بسفح جبل قاسيون عند تربة المعافرة.

وكان رجلا صالحا، خيّرا، يحبّ أهل السّنّة، ويقرأ الحديث على الناس، ويدرّس بجامع دمشق، ويصلّي بمسجد آدم عليه السلام ببيت أبيات. وله كتب من أجزاء.

سمع بقراءته من ابن عبد الدائم، وسمع بمصر من الرشيد العطّار، وحدّث (عنهما)، وصحب الشيخ محمود الدشتي، وسمع منه بعض تصانيفه.

ومرض بالبطن نحو سنة، وانقطع بالكلّية شهرين، ومات على خير.

ومولده تقريبا سنة خمس وثلاثين وستماية.

[إمامة محراب الحنابلة]

ووصل إلى دمشق في أول رجب عزّ الدين، محمد بن شمس الدين بن (المنجّا ومعه) توقيع بإمامة محراب الحنابلة.

[التوقيع بالمدرسة الصاحبية]

ووصل بعده بثلاثة أيام شرف الدين بن سعد الدين ابن نجيح الحرّاني ومعه توقيع بالمدرسة الصاحبية، بالجبل وبحلقة يوم الثلاثاء بمحراب الحنابلة، وباشرا ما تولّياه في يوم الثلاثاء ثامن رجب، وبقي ابن المنجّا يصلّي جمعة، ثم عاد ولد شهاب الدين ابن الحافظ، واستمرّ ابن سعد الدين في تدريس المكانين المذكورين إلى وقت توجّه الحجّاج (فسافر معهم)، وتوجّه من هناك إلى الديار المصرية، وانفصل عن التدريس، ورجع إليه من كان قد تولاّه.

[وفاة أبي الفداء إسماعيل بن محمد]

1149 -

وفي يوم الإثنين رابع عشر رجب توفي الشيخ الصالح، مجد الدين، أبو الفداء، إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن المتوكل العباسيّ

(2)

، البغدادي، ودفن من يومه بعد الظهر بسفح جبل قاسيون.

ومولده في ربيع (الأول) سنة أربع وثلاثين وستماية ببغداد.

(1)

انظر عن (الهلالي) في: معجم شيوخ الذهبي 660،661 رقم 994، والمعجم المختصر 199،200 رقم 241، وذيل تاريخ الإسلام 93 رقم 239، وأعيان العصر 5/ 662 رقم 1995 و 665 رقم 1999، والوافي بالوفيات 29/ 336،337 رقم 163، والدرر الكامنة 5/ 251 رقم 5167.

(2)

انظر عن (العباسي) في: ذيل تاريخ الإسلام 104 رقم 271.

ص: 480

روى لنا عن ابن أبي اليسر، (وحدّث بالقاهرة ودمشق، وكان شيخا) يدخل على الأمراء. وله إطلاقات من السلطنة.

وتزوّج من نسل القاضي الجمال المصريّ.

[وفاة المبارك ابن الشعراوي]

1150 -

وفي يوم الجمعة ثامن عشر رجب صلّينا بجامع دمشق على الشيخ الصالح، المبارك، أسد الدين الشعراوي، البعلبكّيّ، المشهور بالصلاح (مات ببعلبك).

[وفاة شمس الدين ابن عمران الوطائي]

1151 -

/163 أ/وفي يوم الإثنين الحادي والعشرين من رجب توفي الشيخ الصالح، المقرئ، المجيد، شمس الدين، محمد بن عمران بن عامر الوطائي

(1)

، الحرّاني

(2)

، البغداديّ، الملقّن عند البرّادة والسرير، ودفن آخر النهار بباب الصغير.

وكان مقرئا فاضلا، عارفا بالتجويد، حسن الأداء، حفظ (التيسير) و «الشاطبية» ، وبعض «المقنع»

(3)

.

[وفاة الأمير برلغي المنصوري]

1152 -

وفي ليلة الأربعاء ثاني رجب توفي الأمير الكبير سيف الدين، برلغي

(4)

بن عبد الله المنصوري، الأشرفيّ، بقلعة القاهرة، ودفن بالمدينة

(5)

.

[وفاة صدر الدين محمد بن السوسي]

1153 -

وفي سحر الثامن من رجب توفي صدر الدين، محمد بن نور الدين علي بن بدر بن عمر بن السوسيّ، بسويقة أمير الجيوش بالقاهرة، ودفن من يومه بالقرافة.

(1)

انظر عن (الوطائي) في: ذيل تاريخ الإسلام 104 رقم 272، والدرر الكامنة 4/ 102 رقم 274، وغاية النهاية 2/ 222 رقم 3333.

(2)

في الأصل: «الحرائري» ، والتصحيح من: غاية النهاية، والدرر الكامنة، وفي نسخة ليدن 1/ 102 «الحراتي» .

(3)

وقد وقع في الدرر الكامنة أن وفاته سنة 720 هـ. وهو غلط.

(4)

انظر عن (برلغي) في: ذيل تاريخ الإسلام 94 رقم 240 و 104 رقم 273 وفيه هنا برغلي، والدرر الكامنة 1/ 476،477 رقم 1286 وفيه:«بزلغي» . بضم أوله وثانيه وسكون ثالثه، ويقال بتقديم اللام على الغين، ويقال كالأول ولكن بتقديم الغين على اللام، والنهج السديد 3/ 703، والسلوك ج 2 ق 1/ 96، والدليل الشافي 1/ 190 رقم 662، والنجوم الزاهرة 9/ 216، والمنهل الصافي 3/ 357 - 359 رقم 663، والدر الفاخر 210.

(5)

في الدرر الكامنة 1/ 477 وفاته في شهر رجب سنة 711.

ص: 481

وكان أحد كتّاب الحكم، وكذلك كان والده.

[وفاة تقيّ الدين العقيلي]

1154 -

وفي عشية الثامن من رجب توفي تقيّ الدين، عبد الله بن

(1)

الشيخ الزاهد، جلال الدين إبراهيم بن (شيخنا زين الدين) محمد بن أحمد بن محمود العقيلي ابن القلانسيّ، بزاوية والده ودفن بتربته في أواخر الشارع جوار تربة البندقدار.

سمع معنا «المشيخة» على ابن البخاريّ.

[وفاة الملك علاء الدين ابن الملك الناصر]

1155 -

وفي ليلة الجمعة حادي عشر رجب توفي الملك علاء الدين

(2)

، علي بن

(3)

مولانا السلطان الملك الناصر ناصر الدين محمد بن السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاون الصالحيّ، بقلعة الجبل، ودفن من الغد بعد الصلاة بتربة والده في مدرسته.

[وفاة القاضي بهاء الدين عبد الرحمن]

1156 -

وفي عشيّة الجمعة حادي عشر رجب توفي القاضي بهاء الدين، عبد الرحمن بن الخطيب عماد الدين علي بن عبد العزيز بن عبد الرحمن

(4)

السكريّ، ودفن يوم السبت بالقرافة بمصر.

[وفاة شرف الدين الإسكندري]

1157 -

وفي يوم الجمعة هذا توفي شرف الدين، (حسين بن محمود بن أبي الفتح بن آل كوبك الربعي، التكريتي) بالإسكندرية.

سمع «جزء ابن عرفة» على النجيب عبد اللطيف.

1158 -

وتوفيت زوجته بعده (بتسعة أيام) وكانا غائبين عن القاهرة (في عدن) من مدّة تسع سنين، ووصلا إلى القاهرة في العشر الأخير من ربيع الآخر، فأقاما مدّة شهر، وسافرا إلى الإسكندرية.

[وفاة زين الدين عيسى الأنصاري]

1159 -

وفي ثالث عشر رجب توفي الإمام العدل، /163 ب/زين الدين،

(1)

الصواب: «ابن» .

(2)

انظر عن (الملك علاء الدين) في: الدرر الكامنة 3/ 115 رقم 262، والنهج السديد 3/ 703.

(3)

الصواب: «ابن» .

(4)

انظر عن (السكري) في: الدرر الكامنة 2/ 336 رقم 2327، والسلوك ج 2 ق 1/ 96.

ص: 482

عيسى بن الشيخ صفيّ الدين، عثمان بن أبي الحسن بن عبد الوهاب الأنصاري، المعروف بابن الحريريّ، التاجر بالإسكندرية.

وهو أخو قاضي القضاة شمس الدين الحنفيّ.

[وفاة نجم الدين ابن الرفعة البخاري]

1160 -

وفي ليلة الجمعة الثامن عشر من رجب توفي الشيخ الإمام، العلاّمة، نجم الدين، أحمد بن محمد بن الرفعة

(1)

العباسي، البخاريّ، ودفن من الغد بالقرافة.

وكان إماما في الفقه، شرح «التنبيه» و «الوسيط» ، وكان مكينا في الفتوى.

[وفاة الأمير جمال الدين آقوش]

1161 -

وفي ليلة السبت التاسع عشر من رجب توفي الأمير جمال الدين آقوش

(2)

، عرف بقتّال السّبع أمير علم الموصلي بداره بالشارع، ودفن من الغد بتربته بالقرافة.

[وفاة شرف الدين عثمان بن عبد الهادي]

1162 -

وفي رجب مات شرف الدين عثمان بن

(3)

شيخنا شهاب الدين أحمد بن عثمان بن محمد بن عبد الكريم بن [عبد] الهادي، بدمشق.

وهو من بيت عدالة وأمانة.

(1)

انظر عن (ابن الرفعة) في: ذيل تاريخ الإسلام 91 رقم 220، و 99 رقم 250، وذيل العبر 54، والإعلام بوفيات الأعلام 298، ونهاية الأرب 32/ 172، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 177 (9/ 24)، ومرآة الجنان 4/ 249، وطبقات الشافعية للإسنوي، رقم 556، والوافي بالوفيات 7/ 395، وأعيان العصر 1/ 324 - 326 رقم 169، والبداية والنهاية 14/ 60، والدرر الكامنة 1/ 284 - 287، والنجوم الزاهرة 9/ 213، والدليل الشافي 1/ 73 رقم 254، وشذرات الذهب 6/ 22، والبدر الطالع 1/ 115 - 117، ومفتاح السعادة 2/ 216، وكشف الظنون 491 و 886 و 887 و 1966 و 2008، وإيضاح المكنون 1/ 158 و 499 و 549، وديوان الإسلام 2/ 348،349 رقم 1014، وهدية العارفين 1/ 103، وفهرست الخديوية 5/ 178، والمنهل الصافي 2/ 82، والأعلام 1/ 222، ومعجم المؤلفين 2/ 135، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 3/ 68، والسلوك ج 2 ق 1/ 94.

(2)

انظر عن (آقوش) في: ذيل تاريخ الإسلام 91 رقم 229 و 94 رقم 241 و 104 رقم 274، ونهاية الأرب 32/ 172، والوافي بالوفيات 9/ 351، وأعيان العصر 1/ 573 رقم 307، والدرر الكامنة 1/ 399،400 رقم 1032، والنجوم الزاهرة 9/ 216، والدليل الشافي 1/ 145، والمنهل الصافي 3/ 26، والنهج السديد 3/ 704.

(3)

الصواب: «ابن» .

ص: 483

وكان حمو بدر الدين أحمد بن جمال الدين ابن الجوخيّ.

‌شعبان

[وفاة الصدر عزّ الدين ابن الدامغاني]

1163 -

في يوم السبت رابع شعبان توفي الشيخ الصدر، الكبير، الزاهد، العابد، عزّ الدين، المعروف بابن الدامغاني، البغداديّ، بسفح قاسيون، وصلّي عليه الظهر بجامع الصالحية. ودفن بتربة التكريتيّين.

وكان كاتبا يخدم في الأعمال، ثم إنّه أقام ببغداد وتزهّد، ولازم الصيام والعبادة، وقدم دمشق، وأقام ببيت المقدس مدّة، ولم يزل على ذلك إلى أن مات على طريقة جميلة.

[وفاة القاضي جلال الدين ابن منصور]

1164 -

وفي يوم السبت المذكور توفي القاضي جلال الدين، أحمد بن منصور بن نصر بن منصور البيساني، الشافعيّ، قاضي بيت جنّ والشعرا. ودفن بمقابر باب الصغير.

وهو ابن (أخي القاضي نجم الدين) البيساني قاضي حلب، ونائب الحكم بدمشق.

[التدريس بدار الحديث الأشرفية]

ولّي الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني المشيخة بدار الحديث الأشرفية بدمشق (في) يوم الخميس سادس عشر شعبان عوضا عن ابن الوكيل، وذكر دروسا في التفسير، وفوائد كثيرة من الفقه والحديث. ثم إنّه لم يستقرّ بها سوى نصف شهر، وباشرها بعده الشيخ كمال الدين ابن الشريشي في يوم الأحد ثالث رمضان

(1)

.

[التشويش بدمشق]

وحصل بدمشق تشويش يوم الإثنين السابع/164 أ/والعشرين من شعبان بسبب هرب سيف الدين بكتمر نائب الأمير سيف الدين سلار، ومسك جماعة كبيرة وحملوا إلى السجن، ودار في البلد الحرّاس والوالي، وغلّقت بعض أبواب البلد، ولم يزل الأمر على ذلك يوما وليلة إلى أن (وجد بالزّلاّقة في دار بعض غلمانه).

[توسيع مقصورة الخطابة]

وفي شهر شعبان رسّم نائب السلطنة الأمير شمس الدين قراسنقر بتوسيع مقصورة

(1)

خبر التدريس في: البداية والنهاية 14/ 59.

ص: 484

الخطابة بجامع دمشق، فجعلت إلى آخر الركن الثاني [تحت قبّة النسر]، وأخّرت سدّة المؤذّنين، ومنعت الجنائز من دخول الجامع أيّاما، ثمّ أذن في دخولهم

(1)

.

[وفاة علي المعروف بالجمّال]

1165 -

وفي شعبان توفي الشيخ علي المعروف بالجمّال، المجاور بالجامع قبالة (محراب) الصحابة عند رأس قبر يحيى ابن

(2)

زكريّا عليهما السلام.

وكان موته بالمارستان الصغير، وكان رجلا مباركا.

‌شهر رمضان

[وفاة سيف الدين خليل ابن صاحب صهيون]

1166 -

وفي مستهلّ شهر رمضان المعظّم مات سيف الدين، خليل بن فخر الدين ابن صاحب صهيون، ودفن قبالة تربة الشيخ رسلان.

وكان شابّا (حسنا) جنديّا.

[وصول متولّي الشدّ لدمشق]

ووصل الأمير الكبير فخر الدين إياس النائب كان نائب قلعة الروم إلى دمشق يوم الثلاثاء خامس رمضان متولّيا الشدّ عوضا عن الأمير زين الدين كتبغا، وكان وصوله من حماه. وكان أميرا بها (بعد انفصاله) قلعة (الروم)، وخلع عليه، وصلّى الجمعة بالخلعة في المقصورة مع نائب السلطنة

(3)

.

[وفاة ثابت الفقير]

1167 -

وفي يوم الخميس سابع رمضان مات الشيخ الصالح ثابت الفقير المجاور بالجامع، السّقّاء بالمارستان الصغير.

وكان له مشهد حسن. حضر جنازته جمع وافر إلى باب الصغير. وكان مواظبا على الصيام والتلاوة والذكر، (قليل الاشتغال بالناس).

[سفر الملك الكامل إلى حماه]

وفي يوم السبت تاسع رمضان سافر من دمشق الملك الكامل ناصر الدين ابن الملك السعيد ابن الملك الصالح ووصل إلى حماه أميرا بها بمنشور السلطان، فأقام بها شهرا ثم أعيد إلى دمشق.

(1)

خبر المقصورة في: البداية والنهاية 14/ 59.

(2)

الصواب: «بن» .

(3)

خبر المتولّي في: البداية والنهاية 14/ 59.

ص: 485

[وفاة كمال الدين ابن النحاس الأسدي]

1168 -

وفي ليلة السبت آخر الليل السادس عشر/164 ب/من شهر رمضان توفي الشيخ المسند، المكثر، كمال الدين، أبو الفضل، إسحاق بن إبي بكر بن إبراهيم بن هبة الله بن طارق بن سالم بن النحاس الأسدي

(1)

، الحلبي، الحنفيّ بالمدرسة القليجية بدمشق، وصلّي عليه ظهر السبت بجامع دمشق، ودفن بظاهر باب الصغير.

وكان كثير السماع، سمع الكثير وحدّث (بالكثير)، وكان معظم سماعه على يوسف بن خليل، وجد من سماعه عليه عن الشيخ ماية جزء سوى المجلّدات، مثل «المعجم الكبير» ، و «الصغير» للطبراني، و «حلية الأولياء» لأبي نعيم، و «معجم ابن

(2)

المقرئ»، وغير ذلك، وسمع من الموفّق يعيش النحوي «مشيخة خطيب الموصل» ، وتفرّد بروايتها، وسمع من ابن بركات «الدعاء» للمحامليّ، وعدّة أجزاء، ومن ابن قميرة، وجماعة من الحلبيّين.

ومولده تقريبا سنة ثمان وعشرين وستماية بحلب.

وطلب الحديث بنفسه، ونسخ بخطّه، وحضر إلى دمشق لما أخذت حلب ودخلها التتار، وأقام بدمشق فقيها بالمدارس، وله دكّان بسوق النحّاسين، ثم تركها.

قرأت (لابني محمد) عليه «مشيخة ابن الطوسي» لخطيب الموصل، و «المعجم الصغير» ، وكتاب «الدعاء» كلاهما للطبراني و «صفة الجنّة» لأبي نعيم، و «معجم ابن المقرئ» ، و «الموطأ» لأبي مصعب، عن مالك، ونحوا من ماية وخمسين جزءا.

[وفاة علم الدين ابن أبي السعادات]

1169 -

وفي يوم الجمعة الثاني والعشرين من شهر رمضان توفي الشيخ نجم الدين، أبو بكر، عبد الله بن أبي السعادات

(3)

بن منصور بن أبي السعادات بن محمد بن علي البغدادي، البابصريّ المولد، المقرئ، خطيب جامع المنصور، وشيخ

(1)

انظر عن (الأسدي) في: ذيل العبر 55، وذيل تاريخ الإسلام 90 رقم 219، والإعلام بوفيات الأعلام 298، والمعين في طبقات المحدّثين 228 رقم 2346، والمعجم المختص 71 رقم 81، ومعجم الشيوخ للذهبي 35، رقم 172، والوافي بالوفيات 8/ 407، وأعيان العصر 1/ 484 - 486 رقم 244، والدرر الكامنة 1/ 356 رقم 888، والدارس 1/ 357 و 485.

(2)

في الأصل: «بن» .

(3)

انظر عن (ابن أبي السعادات) في: ذيل تاريخ الإسلام 92 رقم 234 و 100 رقم 252، وذيل العبر 55،56، والإعلام بوفيات الأعلام 298، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 276 رقم 380، ومنتخب المختار 68، وأعيان العصر 2/ 680 رقم 869، والوافي بالوفيات 17/ 189، وذيل التقييد 2/ 71 رقم 1174، وشذرات الذهب 6/ 23.

ص: 486

الحديث بالمستنصرية ببغداد، ودفن من يومه بمقبرة جامع المنصور.

سمع الحديث عن ابن بهروز، والأنجب الحمّامي، والأغرّ بن العليق، وأحمد

(1)

بن يعقوب المارستانيّ، وغيرهم.

ومولده في جمادى الأولى أو الآخرة من سنة ثمان وعشرين

(2)

وستماية ببغداد.

ومن مسموعاته «الإبانة الصغيرة» لابن بطّة، على أحمد المارستاني، بسماعه من ابن اللّحاس، و «موطّأ القعنبي» /165 أ/عن ابن العليق، عن شهدة و «مسند عبد بن حميد» بفوت يسير من أوله، والجزء الثالث من كتاب «ذمّ الكلام» للأنصاريّ على ابن بهروز.

[وفاة القاضي جلال الدين ابن بكار النابلسي]

1170 -

وفي الخامس والعشرين من رمضان توفي ببعلبك قاضيها الشيخ، الفقيه، الإمام، المفتي، القاضي، جلال الدين، أبو المحاسن، يوسف

(3)

بن الشيخ جمال الدين أبي عبد الله بن يوسف بن سعد بن الحسن بن مفرّج بن بكّار النابلسيّ الأصل، الدمشقي، الشافعيّ، ودفن يوم الثلاثاء بمقبرة الشيخ شرف الدين اليونينيّ بباب سطحا.

وكان فقيها، فاضلا، أقام مدّة طويلة إماما بالشامية البرّانية، وكان يقرئ الفقهاء وينتفعون به، ثم أعاد بها مدّة أخرى وبمدارس غيرها، ولم يكن له ما يقوم بكفايته، فولّي قضاء بعلبك مدّة، ثم انفصل منه، وولّي نابلس مدّة، ثم أعيد إلى بعلبك، واستمرّ إلى أن مات بها.

وروى الحديث عن: الشرف المرسي، والمجد الإسفراييني، وشيخ الشيوخ الأنصاريّ، وابن عبد الدائم. وكان سماعه بإفادة عمّه الشيخ زين الدين خالد الحافظ.

[وفاة قطب الدين ابن الشيرازي]

1171 -

وفي الرابع والعشرين من شهر رمضان توفي بمدينة تبريز الشيخ الإمام، العلاّمة، قطب الدين، محمود بن مسعود الشيرازي

(4)

، ودفن (هناك).

(1)

في ذيل التقييد: «يحمد» .

(2)

في ذيل تاريخ الإسلام 100 «وله اثنتان وثمانون سنة» .

(3)

انظر عن (يوسف) في: معجم شيوخ الذهبي 661،662، رقم 995، وذيل تاريخ الإسلام 102 رقم 255، وأعيان العصر 5/ 643،644 رقم 1986، والوافي بالوفيات 29/ 236 رقم 106، وطبقات الفقهاء الشافعيين للعبادي 189،190، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 5/ 52 رقم 1348، والدرر الكامنة 4/ 483 رقم 1327.

(4)

انظر عن (الشيرازي) في: ذيل تاريخ الإسلام 91 رقم 223 و 100 - 102 رقم 254، وذيل-

ص: 487

وبلغ من العمر ثمانين سنة.

وكان فاضلا في العلوم، وله مصنّفات، وولّي قضاء الروم ولم يباشره، وكان له نوّاب في بلاده. وكان له إطلاقات وإدرارات على ملوك التتار والأمراء وغيرهم، ما يقارب في السنة ثمانين ألف درهم.

ولما مات ولي أمر جنازته زين الدين، علي بن عبد السلام، كبير التجار بتبريز، وأنفق على الجنازة والتربة اثني عشر ألف درهم، وغلّق البلد بسبب الجنازة. وكان مقصدا قاضيا لحوائج الناس، وله الجاه العريض، والمال الوافر.

[وزارة الديار المصرية]

ووصل الخبر إلى دمشق في العشرين من رمضان بتولية الوزارة بالديار المصرية للأمير سيف الدين بكتمر الحاجب نائب غزّة يومئذ عوضا عن ابن الخليليّ

(1)

.

‌شوال

[وفاة القاضي محيي الدين ابن عتيق الزواوي]

1172 -

وفي ليلة الأحد/165 ب/وهو يوم عيد الفطر، توفي القاضي محيي الدين، يحيى بن صالح بن عتيق الزواوي

(2)

، المالكي، بالمدرسة الشرابيشيّة بدمشق، وحمل إلى الجامع، وصلّي عليه عقيب الظهر، ودفن بمقبرة الشريف زين الدين ابن عدنان، بالقرب من مسجد (الذبّان) بعد أن نودي له بالجامع والمصلّى، والناس مجتمعون لصلاة العيد.

= العبر 55، والإعلام بوفيات الأعلام 298، والتحفة الملوكية 238، والمختصر في أخبار البشر 4/ 63، ومرآة الجنان 4/ 248،249 وفيه اسمه «محمد» ، ومثله في: طبقات الشافعية الكبرى 6/ 248، وطبقات الشافعية للإسنوي 1/ 283، وتاريخ ابن الوردي 2/ 259، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 91،92 رقم 523، والسلوك ج 2 ق 1/ 96،97، والنجوم الزاهرة 9/ 213، وبغية الوعاة 1/ 390، ومفتاح السعادة 1/ 165، والبدر الطالع 2/ 299، وكشف الظنون 367،368 و 684 و 1235 و 1477 و 1695 1763 و 1853 و 1985، وإيضاح المكنون 1/ 250، وروضات الجنات 214،215، وهدية العارفين 2/ 406، وأعيان العصر 5/ 409 - 412 رقم 1848، وتاريخ الأدب العربي 12/ 211، وذيله 2/ 296، والأعلام 8/ 65، ومعجم المؤلفين 12/ 202، وفهرست الخديوية 5/ 225، وفهرس المخطوطات المصوّرة 3/ 107، 108، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 3/ 428.

(1)

خبر الوزارة في: نهاية الأرب 32/ 166، ونزهة المالك والمملوك 196 والنهج السديد 3/ 702.

(2)

انظر عن (الزواوي) في: ذيل تاريخ الإسلام 104 رقم 276، والدرر الكامنة 4/ 416 رقم 1152.

ص: 488

وكان فقيها، فاضلا، ناب عن القاضي المالكيّ مدّة بدمشق، ثم عزله، ثم أعيد واستمرّ مباشرا إلى أن مات.

[وفاة المقرئ عبد الكريم المقدسي]

1173 -

وفي ليلة الخميس خامس شوّال توفي الشيخ الصالح، المقرئ، أبو محمد، عبد الكريم بن يحيى بن محمود البدري

(1)

، المقدسي، ثم الصالحيّ، بسفح جبل قاسيون، ودفن هناك.

وكان رجلا صالحا يعلّم القرآن والخط من مدّة طويلة، موصوفا بالدين والحياء.

روى الحديث عن محمد بن إسماعيل خطيب مردا، وسمع من جماعة.

وكان في هذه السنة قد تهيّأ للحجّ واكترى.

[خروج الركب الشامي]

وخرج الركب الشاميّ من دمشق يوم الإثنين تاسع شوال، وأميرهم الأمير زين الدين كتبغا (المنصوري) رأس النوبة، والقاضي قاضي قضاة حلب زين الدين ابن قاضي (الخليل).

وتوجّهت معهم أنا وابني محمد، فقضى فريضة الحجّ، وأسمعته على (ثمانين نفسا) نحوا من ستين جزءا في سبعين مكانا من البلدان والقرى (والمنازل المعروفة).

[وفاة الحكيم ابن عمران الدمشقي]

1174 -

وفي ليلة الثلاثاء عاشر شوال توفي الحكيم، الفاضل، الزاهد، عفيف الدين، عمران

(2)

بن علي بن عمران الدمشقيّ، الفرّاء، ودفن يوم الثلاثاء بسفح جبل قاسيون بالقرب من تربة الدخوار، نواحي حمّام النحاس، عند قبر (ابن هود).

وكان طبيبا فاضلا، عاقلا، وصحب ابن هود المغربيّ مدّة طويلة، ودخل معه اليمن. وكانت عبارته حسنة فصيحة، وكان كثير الأمراض.

[التدريس بالمدرسة الركنية]

وذكر الدرس الصدر علاء الدين ابن نحلة بالمدرسة الركنيّة بدمشق في يوم الخميس ثاني عشر شوال، عوضا عن شمس الدين ابن سنيّ الدولة، وذلك مضافا إلى تدريس الدّولعيّة.

[وفاة ناصر الدين محمد التاجر]

1175 -

وفي ليلة/166 أ/الأحد منتصف شوّال توفي ناصر الدين، محمد

(1)

انظر عن (البدري) في: ذيل تاريخ الإسلام 104 رقم 277.

(2)

انظر عن (عمران) في: ذيل تاريخ الإسلام 104 رقم 278.

ص: 489

التاجر بسوق الزيادة إلى جانب باب الجامع، ودفن من الغد بباب الصغير.

وكان تربية الشمس السرار، وبه كان يعرف.

[وفاة شرف الدين أحمد بن علي الحنفي]

1176 -

وفي يوم السبت الثاني والعشرين من شوال توفي الفقيه العدل، شرف الدين، (يعقوب ابن القاضي شهاب الدين) أحمد بن علي بن يوسف الحنفيّ، أخو القاضي (كمال) الدين قاضي حصن الأكراد، بسفح جبل قاسيون.

وكان من عقّاد الأنكحة. وروى عن خطيب مردا.

ومولده في ثامن عشر ذي الحجّة سنة سبع وأربعين وستماية.

[وفاة شرف الدين محمود ابن القلانسي]

1177 -

وفي يوم الأحد بعد الفجر، يوم عيد الفطر توفي شرف الدين، محمود بن الشيخ الزاهد جلال الدين، إبراهيم بن الصدر زين الدين محمد بن أحمد بن محمود بن القلانسيّ، بزاوية والده ظاهر القاهرة، ودفن من الغد بتربتهم جوار البندقداريّة بالشارع.

سمع على ابن البخاريّ «مشيخته» .

وكان شابا حسنا، تردّد إلى دمشق مرارا، أقام والده بالقاهرة، وأكرمه الناس لأجل أبيه، وأصيب والده به ومات قبله، بينهما نحو ثمانين يوما.

[وفاة كريم الدين عبد الكريم الآملي]

1178 -

وفي ليلة السبت سابع شوال توفي الشيخ العارف، كريم الدين، أبو القاسم، عبد الكريم

(1)

بن حسين

(2)

الآملي، المطهّري، بخانقاه سعيد السعداء بالقاهرة، ودفن من الغد.

وكان شيخ الشيوخ بالقاهرة من مدّة، وعزل، وقام عليه الصوفية وأثبتوا في حقّه (محاضر، ثم أعيد) وكانت له همّة ومعرفة (بالأمراء، وتقدّم) له انقطاع وتجريد (وسكون).

وصلّي عليه بدمشق يوم الجمعة (رابع) ذي القعدة، وولّي عوضه الشيخ (الإمام، العالم، الفاضل، علاء الدين، علي بن إسماعيل) القونويّ، الشافعيّ وخلع عليه، (وباشر المشيخة).

(1)

انظر عن (عبد الكريم) في: ذيل تاريخ الإسلام 105 رقم 288، والوافي بالوفيات 19/ 77، وأعيان العصر 3/ 133،134 رقم 1022، والدرر الكامنة 2/ 397 رقم 2480.

(2)

في ذيل تاريخ الإسلام: «حسن» .

ص: 490

[وفاة علي بن علي اليعقوبي المعروف بمثلا]

1179 -

وفي يوم الإثنين أول النهار الثالث والعشرين من شوال توفي الشيخ الإمام الفاضل، الزاهد، أبو الحسن، علي بن علي بن أسمح اليعقوبي، الشافعيّ، المعروف بمثلا

(1)

في حال السير إلى اللجون

(2)

، ودفن في اليوم المذكور وسط النهار باللجون، بقرب المصطبة/166 ب/التي هناك، من عمل الكرك.

وكان رجلا فاضلا، مشهورا بالمشيخة والدين والفضيلة، وصلّي عليه بجامع دمشق يوم الجمعة حادي عشر ذي القعدة.

وكان [أسره التتار] من بعقوبا وهو صبيّ دون البلوغ في سنة ستّ وخمسين وستماية، فدخل بلاد الترك، وأقام ببلغار عند الشيخ صالح الهسكوري، وحفظ «المصابيح» للبغوي، و «مقامات الحريري» ، و «المفصّل» للزمخشري، وغير ذلك، وكتب بخطه كثيرا من الكتب، ثم انتقل إلى بلاد الروم، وأقام بأماسية مدّة، وولي بها مشيخة (دار) الحديث. وكان متزهّدا، منقطعا، وقدم دمشق بعد الثمانين والستماية فأقام بها إلى أن أدركه أجله وهو متوجّه إلى الحجاز، بالمكان المذكور، رحمه الله.

‌ذو القعدة

[خلعة الوزارة بالشام]

لبس الخلعة للوزارة (بدمشق)

(3)

عزّ الدين، أبو يعلى حمزة بن الرئيس شرف الدين أسعد بن المظفّر بن حمزة التميمي ابن القلانسي يوم الخميس ثالث ذي القعدة، وباشر من الغد

(4)

.

[وفاة نجم الدين عبد الوهاب الخشكنانكي]

1180 -

وفي يوم السبت الخامس من ذي القعدة توفي الشيخ الصالح، نجم الدين

(5)

، عبد الوهّاب الأشقر

(6)

الخشكنانكيّ، بسوق الكبير، وصلّي عليه الظهر بجامع دمشق، ودفن بسفح قاسيون، وكانت له جنازة مشهودة.

(1)

انظر عن (مثلا) في: الإعلام بوفيات الأعلام 298، وذيل تاريخ الإسلام 100 رقم 253، وشذرات الذهب 6/ 23، وذيل العبر 56، والدرر الكامنة 3/ 86 رقم 185.

(2)

اللجون: بلد بالأردن بينه وبين طبرية عشرون ميلا. (معجم البلدان).

(3)

كتبت فوق السطر.

(4)

خبر الخلعة في: البداية والنهاية 14/ 59.

(5)

انظر عن (نجم الدين) في: ذيل تاريخ الإسلام 104 رقم 280.

(6)

في ذيل تاريخ الإسلام «شقير» .

ص: 491

[وفاة أمين الدين ابن التاج]

1181 -

وفي يوم الجمعة حادي عشر ذي القعدة توفي أمين الدين، إبراهيم بن التاج (. . .) أحمد، المعروف والده بالقطّان، ودفن من الغد بسفح قاسيون.

[جلوس الشريف الكاشغري بمشيخة الشيوخ]

وفي يوم الجمعة الحادي عشر من ذي القعدة جلس الشريف شهاب الدين أحمد بن عبد الرحيم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الكريم الكاشغريّ (بالخانقاه السميساطية) لمشيخة الشيوخ، عوضا عن القاضي تقيّ الدين ابن الزكيّ، وحضره (قاضي القضاة والخطيب وخلق كثير. وقرئ تقليده بذلك.

[وفاة سعد الدين ابن صاروا التركماني]

1182 -

وفي ليلة السبت الثاني عشر من ذي القعدة توفي الشيخ سعد الدين، سعيد بن علي بن أمير صاروا التركماني، المعروف بالشويحيّ

(1)

، بسفح قاسيون، ودفن من الغد به.

وكان شيخا صالحا، حسن الشكل، وفيه كفاية ونهضة، ووقع وأصيبت رجله، وبقي على ذلك مدّة طويلة.

روى كتاب «السيرة النبوية المختصرة» /167 أ/للحافظ عبد الغني، عن الشيخ الفقيه محمد اليونينيّ، عن المؤلّف.

ومولده سنة ثلاثين وستماية تقريبا.

[وصول تقادم الأمراء إلى دمشق]

وفي يوم الأحد ثالث عشر ذي القعدة دخل إلى دمشق من القاهرة أربع تقادم، منهم الأمير سيف الدين كراي المنصوري، والأمير شمس الدين سنقر الجماليّ.

وفي يوم الإثنين رابع عشرة توجّهوا هم والشاميّون إلى حلب.

[وفاة معين الدين ابن أبي سالم الآمدي]

1183 -

وفي ليلة الثلاثاء خامس عشر ذي القعدة توفي الشيخ العدل، معين الدين، أبو سالم، محمد بن الشيخ جمال الدين أبي عبد الله محمد ابن الشيخ مجد الدين أبي سالم محمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن الحسين بن محمد الآمديّ ببستانه بالأرزة ظاهر دمشق، ودفن من الغد بسفح جبل قاسيون.

(1)

انظر عن (الشويحي) في: ذيل تاريخ الإسلام 104 رقم 281، والدرر الكامنة 2/ 135 رقم 1815.

ص: 492

وكان فقيها يحفظ «التنبيه» ، وله معرفة بالشروط، وأقام شاهدا بمسجد البياطرة نحو ستين سنة.

وروى الحديث عن الحافظ صدر الدين الحسن بن محمد الذكري. حدّث عنه ب «مجالس المخلّدي» .

ومولده في رمضان سنة سبع وثلاثين وستماية بحصن كيفا.

[نظارة جامع دمشق]

وفي يوم الأربعاء سادس عشر ذي القعدة لبس خلعة نظر جامع دمشق الصدر الرئيس تقيّ الدين عمر ولد المولى الصاحب شمس الدين ابن السلعوس، وباشر الوظيفة

(1)

.

[تدريس الشامية البرّانية]

وفي هذا اليوم درّس الشيخ الإمام، العلاّمة كمال الدين ابن الزّملكانيّ بالشامية البرّانية، أعيدت إليه بتوقيع سلطانيّ.

[وفاة فخر الدين الكركي]

1184 -

وفي يوم الأحد العشرين من ذي القعدة توفي الشيخ فخر الدين، (موسى) بن سليمان الكركيّ، المعروف بابن ستيت، وصلّي عليه الظهر بجامع دمشق، ودفن من يومه.

وهو والد علاء الدين علي الكركي رفيقنا في سماع الحديث.

[وفاة الأمير المهمندار]

1185 -

وفي يوم الجمعة الخامس والعشرين من ذي القعدة توفي الأمير شمس الدين، محمد المهمندار، بدمشق، ودفن من يومه بسفح قاسيون.

[وفاة رضيّ الدين ابن أبي بكر الرقّي]

1186 -

وفي يوم الإثنين الثامن والعشرين من ذي القعدة توفي الشيخ الفقيه، الإمام، رضيّ الدين، أبو بكر بن محمود بن أبي بكر الرقيّ، الحنفي، المعروف بالقصوص

(2)

، وصلّي عليه ظهر النهار بالجامع المعمور، ودفن بباب الصغير.

وكان فقيها، فاضلا، وله اشتغال/167 ب/بعدّة علوم، ودرّس بالمدرسة المعزّيّة ظاهر دمشق إلى حين موته.

(1)

خبر النظارة في: البداية والنهاية 14/ 59،60.

(2)

انظر عن (القصوص) في: ذيل تاريخ الإسلام 104 رقم 283 وفيه: «المقصوص» .

ص: 493

[وفاة الطواشي شهاب الدين مرشد]

1187 -

وفي ليلة الخميس ثالث ذي القعدة توفي الطواشي شهاب الدين، مرشد الخزندار المنصوري، السيفيّ (بحارة زويلة) بالقاهرة، ودفن من الغد.

بلغنا خبره بالحجاز بوادي القرى.

[وفاة الفقيه ابن عبد الجليل النمراوي]

1188 -

وفي ليلة الأربعاء تاسع ذي القعدة توفي الشيخ الفقيه، الإمام، عزّ الدين بن عبد العزيز بن عبد الجليل النمراوي

(1)

، الشافعيّ، ودفن من الغد.

وكان من فقهاء القاهرة المشهورين، أفتى ودرّس، وصحب الأمير سيف الدين سلاّر، وقد كوفئ بسببه.

[وفاة بهاء الدين التغلبي المعروف بابن القيّم]

1189 -

وفي يوم السبت السادس والعشرين من ذي القعدة توفي الشيخ الصدر الكبير، المسند، بهاء الدين، أبو الحسن، علي بن

(2)

الفقيه عيسى بن سليمان بن رمضان التغلبي، المعروف بابن القيّم

(3)

، بمنزله بالخرنشف بالقاهرة، ودفن من غده بالقرافة.

وكان قد انفرد بالرواية عن الشيخ فخر الدين الفارسيّ، وسمع منه في سنة عشرين وستماية. وروى أيضا عن ابن باقا، وسبط السلفيّ.

ومولده سنة ثلاث عشرة وستماية بالقرافة.

وكان يركب الخيل ويقوم لكل مصالحه ويمشي في أموره، وكان ناظر الأحباس ثم ولي التركة الظاهرية.

وهو صهر الوزير بهاء الدين ابن حنا.

قرأت عليه الجزء التاسع من «المزكيّات» بسماعه من سبط السلفي، وذلك بداره بمصر.

[وفاة أقضى القضاة بهاء الدين الحمصي]

1190 -

وفي يوم الخميس بعد العشرين من ذي القعدة توفي القاضي الأجلّ،

(1)

انظر عن (النمراوي) في: ذيل تاريخ الإسلام 105 رقم 284.

(2)

الصواب: «ابن» .

(3)

انظر عن (ابن القيّم) في: ذيل العبر 56، ودول الإسلام 2/ 32، وذيل تاريخ الإسلام 88،89 رقم 217 و 105 رقم 285، والإعلام بوفيات الأعلام 298، والمعين في طبقات المحدّثين 228 رقم 2347، ومعجم شيوخ الذهبي 375،376 رقم 541، ونهاية الأرب 32/ 173، وذيل التقييد 2/ 208،209 رقم 1448، وأعيان العصر 3/ 419، والوافي بالوفيات 21/ 371، والسلوك ج 2 ق 1/ 96، والدرر الكامنة 3/ 91.

ص: 494

الصدر الكبير، أقضى القضاة، بهاء الدين (المظفّر) بن محمد بن هندي الحمصيّ بها، وصلّي عليه عقيب الجمعة رابع الشهر، (ودفن بمقابر حمص).

وكان قاضيا بحمص من مدّة، وله صولة وهيبة، (وأمور الشرع في أيامه على السداد)، وله ملك وجاه.

‌ذو الحجّة

[إمساك الأمير أسندمر]

ووصل الخبر إلى دمشق يوم الثلاثاء رابع عشر ذي الحجّة بمسك الأمير سيف الدين أسندمر بحلب والاحتياط عليه وحمله إلى الديار المصرية. وكان مسكه ليلة السبت ثاني عشر الشهر

(1)

.

[إمساك الأمير طوغان]

/168 أ/ثم مسك الأمير سيف الدين طوغان من البيرة بعده في العشر المذكور

(2)

.

[وفاة شمس الدين محمد اللاوي]

1191 -

وصلّي بجامع دمشق صلاة الغائب في يوم الجمعة سابع عشر ذي الحجّة على الشيخ الصالح، الزاهد، العابد، شمس الدين، محمد اللاوي، الكروميّ، المقيم بحرم البيت المقدس، وكانت وفاته بالقدس ليلة الجمعة الثالث من هذا الشهر.

[وفاة نجم الدين سبط شيخ الإسلام المقدسي]

1192 -

وفي ليلة الثلاثاء سابع ذي الحجّة توفي الفقيه، الفاضل، نجم الدين أحمد بن الشيخ العدل، عماد الدين إبراهيم بن

(3)

القاضي، العلاّمة، نجم الدين أحمد بن الشيخ شهاب الدين محمد بن خلف بن راجح

(4)

المقدسي، الحنبليّ، سبط شيخ الإسلام شمس الدين عبد الرحمن بن الشيخ أبي عمر، ودفن بسفح قاسيون، بتربة الشيخ أبي عمر.

وكان فاضلا، وله محفوظات (كثيرة) ويعرف المساحة، وكان يعتريه في بعض الأوقات اختلاط وتغيّر وكثرة كلام وتخبّط، ثم يعود إلى الاستقامة. جرى له ذلك مرّات متعدّدة. وروى الحديث عن ابن عبد الدائم، وكان سمع كثيرا من جدّه الشيخ

(1)

نهاية الأرب 32/ 167.

(2)

نهاية الأرب 32/ 168.

(3)

الصواب: «ابن» .

(4)

انظر عن (ابن راجح) في: ذيل تاريخ الإسلام 102،103 رقم 256، و 105 رقم 286، والدرر الكامنة 1/ 81 رقم 219.

ص: 495

شمس الدين، وجماعة من أصحاب ابن طبرزد. وكان يكتب الأسماء والطباق. وسمع أيضا من البدر ابن الكرماني، وابن أبي اليسر.

[وفاة أمّ علي ستّ العرب]

1193 -

وفي يوم الخميس سادس عشرة توفّيت المرأة الجليلة، أمّ عليّ، ستّ العرب بنت الشيخ الإمام، العدل، الزاهد، عزّ الدين، أبي إسحاق، إبراهيم بن الخطيب شرف الدين أبي بكر عبد الله بن الشيخ (أبي عمر بن قدامة)، ودفنت من يومها بسفح قاسيون بتربة الشيخ أبي عمر.

وكانت امرأة صالحة.

وهي زوجة قاضي القضاة نجم الدين ابن الشيخ شمس الدين (وأمّ ولده الخطيب فخر الدين، خطيب الصالحية). روت عن ابن عبد الدائم.

(ومولدها سنة أربع وخمسين وستميّة).

[وفاة القاضي علاء الدين ابن السّروجي]

1194 -

وفي ليلة الإثنين خامس (ذي الحجّة) توفي القاضي علاء الدين، علي بن قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن إبراهيم السّروجي، الحنفيّ، ودفن من الغد بتربة والده، بالقرافة، جوار الإمام الشافعيّ، رضي الله عنه.

[وفاة نور الدين علي بن أبي بكر]

1195 -

وفي عشيّة الأحد تاسع عشر ذي الحجّة توفي الشيخ الفقيه، نور الدين، علي بن أبي بكر بن محمد الكازروني/168 ب/الحنفيّ

(1)

، بعد الرحيل من رابغ بين الحرمين الشريفين، ودفن بالفلاة عقيب حجّه.

وكان رجلا جيّدا، صوفيّا، شاهدا، وأمّ مدّة بالجامع بدمشق في محراب الحنفية، نيابة عن الشيخ شهاب الدين الروميّ.

ورأينا بعد موته سماعه على ابن (البخاري في) بعض مشيخته.

***

[من وفيات هذه السنة]

[وفاة ابن مسافر المحجّي]

1196 -

وفي هذه السنة توفي الشيخ الصالح، أبو محمد، عبد الله بن مسافر بن ساعد المحجّي، الصالحي، النجّار، في رجب، أو شعبان.

ص: 496

وكان رجلا صالحا من أهل القرآن.

روى لنا عن الشيخ شرف الدين المرسي. وسمع أيضا من الشيخ تقيّ الدين ابن العزّ ابن الحافظ، وأجازه في سنة تسع وثلاثين وستماية جماعة من بغداد، منهم:

الكاشغري، والمارستاني، وابن النخال، وابن القبّيطي

(1)

، وابن أبي الفخار، وابن شفتين، وابن الخازن.

مولده تقريبا، سنة خمس وثلاثين وستماية بسفح جبل قاسيون، رحمه الله.

(1)

في نسخة ليدن 1/ 125 «ابن القسطي» .

ص: 497