الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
/168 ب/
سنة إحدى عشرة وسبعماية
محرّم
[المؤلّف بطريق الحجاز] استهلّت هذه السنة ونحن بهديّة
(1)
بطريق الحجاز الشريف.
[إقامة أرغون الدوادار بدمشق]
وكان الأمير سيف الدين أرغون الدوادار الملكي الناصري مقيما بدمشق لتسفير الأمير شمس الدين قراسنقر نائبا بحلب، وإحضار الأمير سيف الدين كراي من حلب لنيابة دمشق
(2)
.
وكانت العساكر بحلب، والعرب محتاطين بالبرّيّة.
[سفر الأمير قراسنقر إلى حلب]
وفي يوم الأحد ثالث المحرّم سافر الأمير شمس الدين قراسنقر من دمشق إلى حلب هو وأصحابه وأتباعه وغلمانه وخدمه وحاشيته وأمواله وذخائره، وخرج الناس لتوديعه، وتوجّه معه الأمير سيف الدين أرغون لتقريره في النيابة بحلب
(3)
.
[مرسوم السلطان إلى الأمير بهادر بالكلام في أمور دمشق]
وحضر مرسوم السلطان إلى الأمير سيف الدين بهادر بن عبد الله السنجري
(1)
هديّة: بالتصغير: موضع حوالى اليمامة. (معجم البلدان 5/ 396)، وهي ساقطة من نسخة ليدن 1/ 127.
(2)
خبر إقامة أرغون في: الدرّ الفاخر 211، والبداية والنهاية 14/ 61، والسلوك ج 2 ق 1/ 99، وذيل العبر 57.
(3)
خبر سفر قراسنقر في: الدر الفاخر 211، ودول الإسلام 2/ 216، وذيل العبر 57، والمختصر في أخبار البشر 4/ 63، والتحفة الملوكية 227، ونهاية الأرب 32/ 176، وتاريخ سلاطين المماليك 155، ومرآة الجنان 4/ 250، ونثر الجمان 2/ورقة 92 ب، والبداية والنهاية 14/ 61، وتذكرة النبيه 2/ 37، والسلوك ج 2 ق 1/ 100.
نائب السلطنة بقلعة دمشق بالكلام في أمور البلد لخلوّها من نائب، فحضر الموقّعون والوزير عنده بالقلعة، ورسّم ووقّع، ونفّذت كلمة الوزير، وولّى عدّة ولايات، منها:
نظر المارستان، ولاّه لشرف الدين ابن صصرى، عوضا عن بدر الدين/169 أ/ ابن الحدّاد، فلم تتمّ الولاية، ووصل توقيع به لصائن الدين وكيل الحاجب.
ونظر البيوت ولاّه لشمس الدين ابن الخطيري.
ونظر الأسرى ولاّه لعماد الدين ابن تاج الدين ابن الشيرازي.
ومحيي الدين ابن القلانسي ولاّه صاحب الديوان بالجامع
(1)
.
[وفاة شرف الدين الكتبي]
1 -
وفي يوم الخميس ثاني عشر المحرّم توفي الشيخ شرف الدين الكتبي
(2)
صاحب أمين الدين المحتسب، وكان مؤاخيه ومصاحبه من مدّة طويلة، ودفن في يوم الخميس المذكور.
[التدريس بالعذراويّة]
وفي يوم الأحد السابع عشر من المحرّم ذكر الدرس الشيخ شرف الدين الحسين ابن الشيخ كمال الدين علي بن إسحاق بن سلام الشافعيّ بالمدرسة العذراوية، عوضا عن صدر الدين سليمان الكرديّ، وحضر الدرس قاضي القضاة والوزير والخطيب وجماعة
(3)
.
[نيابة السلطنة بالشام]
وفي يوم الخميس الحادي والعشرين من المحرّم دخل إلى دمشق من جهة حلب الأمير الكبير سيف الدين كراي المنصوري متولّيا نيابة السلطنة بالشام، وظهرت منه سيرة حسنة، ولم يقبل من أحمد رشوة ولا هديّة، وخرج الناس لتلقّيه، وأشعلت الشموع، وكان يوما مشهودا
(4)
.
[إعادة مقصورة الخطابة بجامع دمشق]
وفي يوم الأحد الرابع والعشرين من المحرّم أعيدت مقصورة الخطابة بجامع
(1)
خبر مرسوم السلطان في: البداية والنهاية 14/ 61.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
خبر العذراوية في: ذيل العبر 57.
(4)
خبر نيابة الشام في: التحفة الملوكية 227، والدرّ الفاخر 211، ونهاية الأرب 32/ 176، والمختصر في أخبار البشر 4/ 64، وذيل العبر 57 وفيه «كريه» ، ودول الإسلام 2/ 216، ونثر الجمان 2/ورقة 92 ب، وتاريخ سلاطين المماليك 155، والبداية والنهاية 14/ 61، وتذكرة النبيه 2/ 37، والسلوك ج 2 ق 1/ 100، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 440.
دمشق إلى ما كانت عليه أولا، وانفرج الناس بفتح الرواق والمشي فيه، وقرب المؤذّنون من الخطيب
(1)
.
[نظارة البيمارستان النوري]
وحضر مرسوم السلطان بتولية الخطيب صائن الدين ابن (حسان) خطيب المصلّى نظر المارستان النوريّ، عوضا عن بدر الدين ابن الحدّاد، بمقتضى انتقاله إلى حلب مع مخدومه، وكان قد باشره أياما يسيرة شرف الدين ابن صصرى، فلم تتمّ ولايته، وباشر صائن الدين يوم الأحد الرابع والعشرين من المحرّم
(2)
.
[تقليد نيابة السلطنة بدمشق]
ووصل تقليد الأمير سيف الدين كراي بنيابة السلطنة بدمشق صحبة الأمير سيف الدين أرغون ولبس الخلعة، وقرئ التقليد يوم الإثنين الخامس والعشرين من المحرّم
(3)
.
[وفاة الست خاتون بنت الأمير كيكلدي]
2 -
وفي يوم الثلاثاء/169 ب/السادس والعشرين من المحرّم توفيت الستّ خاتون
(4)
بنت الأمير بدر الدين كيكلدي الأتابكيّ، ودفنت من يومها بسفح قاسيون.
وهي زوجة الصدر شرف الدين ابن صصرى.
[وفاة ابن زهرة الحسيني نقيب الأشراف]
3 -
وفي يوم الأحد الرابع والعشرين من المحرّم توفي السيد الشريف شمس الدين، أبو علي، الحسين ابن الشريف فخر الدين (أبي الحسن علي ابن الشريف)، شمس الدين أبي علي الحسن بن زهرة
(5)
الحسيني نقيب الأشراف بحلب.
وكانت وفاته بالزرقاء عند عوده من الحجّ، وحمل منها (ودفن بقرية سماعة عمل) بصرى يوم الإثنين الخامس والعشرين من الشهر (من الشهر المذكور، وخلفه) ولده الشريف بدر الدين محمد
(6)
.
(1)
خبر المقصورة في: البداية والنهاية 14/ 61.
(2)
خبر البيمارستان في: ذيل العبر 57.
(3)
خبر تقليد النيابة في: نهاية الأرب 32/ 176، والسلوك ج 2 ق 1/ 100.
(4)
لم أجد لها ترجمة.
(5)
انظر عن (ابن زهرة) في: الدرر الكامنة 2/ 21 رقم 1527.
(6)
قال ابن حجر: «أثنى عليه ابن حبيب، ومات سنة 711 وقد جاوز السبعين، وهو أخو حمزة والد علاء الدين» . وأقول: لم يذكره ابن حبيب في: تذكرة النبيه.
[عودة الركب الشامي]
ودخل الركب الشاميّ (إلى دمشق بكرة) الجمعة التاسع والعشرين من المحرّم وهو آخر الشهر (في تجمّل حسن) وأميرهم الأمير زين الدين كتبغا رأس النّوبة المنصوري. (وخرج الأعيان) والناس للتلقّي والفرجة كما جرت العادة.
[وفاة الفقيه نجم الدين الحلبي]
4 -
وفي آخر يوم (الثلاثاء خامس) المحرّم توفي الشيخ الفقيه الإمام، شيخ الحنفية نجم الدين أبو (الطاهر)، إسحاق بن علي بن يحيى الحلبي
(1)
، الحنفيّ بالقاهرة، ودفن يوم الأربعاء خارج الباب الصغير.
وكان موته بالمدرسة اليازكوجيّة
(2)
.
[وفاة أمين الدين الحموي]
5 -
وفي الرابع والعشرين من المحرّم توفي الصدر، أمين الدين، عبد الحقّ
(3)
بن أبي علي بن عمرون بن (أحمد بن عمرو، المعروف) الفارع
(4)
الحموي بالقاهرة، ودفن من يومه بالقرافة.
ومولده سنة (إحدى) وخمسين وستماية.
وكان (فاضلا)، عاقلا، كثير الأدب، (جيّد النظم والنثر، حسن الترسّل، والإنشاء، متفرّدا بحلّ المترجمات)
(5)
.
(1)
انظر عن (ابن يحيى الحلبي) في: الدرر الكامنة 1/ 358 رقم 892.
(2)
قال ابن حجر عن الحلبي: «شيخ الحنفية في وقته. تفقّه ومهر حتى شرح الهداية. وناب في الحكم عن معز الدين النعماني، ودرّس بالأزكوجية والمنصورية والفارقانية» .
(3)
انظر عن (عبد الحق) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 125،126 رقم 196، وأعيان العصر 3/ 19 رقم 923، والدرر الكامنة 2/ 318،319 رقم 2265.
(4)
هكذا في الأصل بالعين المهملة وقبلها فاء، وفي: تالي الوفيات: «الفارغ» بالغين المعجمة، ومثله في أعيان العصر، ونسخة ليدن 1/ 130، وفي الدرر الكامنة 2/ 318 «البارع» .
(5)
[وفاة الشيخ جمال الدين إبراهيم]
6 -
وفي عشية (الأربعاء سادس) المحرّم (توفي) الشيخ الصالح جمال الدين، إبراهيم (بن أحمد بن إسماعيل الجزري، التاجر، بطريق الحجاز بالعلا) ودفن (ليلة الخميس هناك).
حضرت دفنه.
وروى بالمدينة النبوية عن ابن البخاري، وهو أخو الحاج عبد العزيز الجزريّ.
[وفاة ابن عبد النصير]
7 -
وفي ليلة الجمعة منتصف المحرّم توفي الشيخ الصالح الفاضل (المسند) أبو حفص، عمر بن عبد النصير
(1)
، ويدعى/170 أ/نصيرا أيضا، ابن محمد بن هاشم بن عزّ العرب القرشي، السهمي، القوصي، الإسكندريّ الأصل، المعروف بالزاهد. وكانت وفاته بثغر الإسكندرية، ودفن من الغد بين (الميناوين) وكان (شيخا صالحا مسنّا).
مولده سنة خمس عشرة وستماية.
(وكان كثير الأسفار)، وله شعر جيّد وخمّس قصائد (الغازازيّة)
(2)
وغيرها.
= وبمراجعة ترجمة «عبد الخالق» المذكور، وجدنا الصفدي يذكر ما يلي:«عبد الخالق بن أبي علي ابن عمر بن محمد بن عمر الصدر الفاضل الكبير عفيف الدين، أبو الفضائل بن الصدر علاء الدين ابن زين الدين بن الفارغ الحموي الشافعي. قال شيخنا البرزالي: روى لنا عن شيخ الشيوخ شرف الدين عبد العزيز جزء ابن عرفة، قرأه عليه في سنة خمس وخمسين وست مئة، وعن ابن عبد الدائم، والنجيب عبد اللطيف، وسمع من الباذرائي، وجماعة. وكان موصوفا بالمروءة والمكارم، وقضاء الحقوق. وهو ابن أخت قاضي القضاة تقي الدين بن رزين. وكان تقدّم له اشتغال، وحفظ التنبيه، وقرأ الحديث. ثم إنه خدم بعض الأمراء بالقاهرة. وولي نظر الصدقات بدمشق مدة، وسكن درب العجم. وتوفي رحمه الله تعالى في رابع المحرم سنة اثنتي عشرة وسبع مئة. ومولده سلخ رجب سنة ثمان وثلاثين وست مئة. وقد تقدّم ذكر أخيه عبد الحميد في مكانه. وبعضهم سمّاه عبد الحق. وقد تقدّم في مكانه» . (أعيان العصر 3/ 22 رقم 927). ويقول خادم العلم وطالبه، محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري»: من الواضح أن ترجمة «عبد الخالق» تختلف عن ترجمة «عبد الحق» ، فعبد الخالق محدّث، وينقل الصفدي ترجمته وشيوخه عن «البرزالي» أيضا، وهي غير ترجمة «عبد الحق» الأديب الشاعر. فضلا عن الاختلاف في تاريخ الولادة، وتاريخ الوفاة.
(1)
انظر عن (ابن عبد النصير) في: تذكرة الحفاط 4/ 1495 وفيه «ابن عبد البصير» ، وذيل تاريخ الإسلام 112 رقم 301، وأعيان العصر 3/ 640 - 642 رقم 1278، والوافي بالوفيات 2/ 521، والطالع السعيد 443 - 447 رقم 341، والدرر الكامنة 3/ 174، وحسن المحاضرة 1/ 388، وشذرات الذهب 6/ 28، ومعجم المؤلفين 7/ 290.
(2)
من: أعيان العصر 3/ 641، وفي نسخة ليدن 1/ 131 «الغازازي» .
روى الحديث عن القيرواني الحميريّ، وحجّ مرّات.
[صفر]
[سفر الأمير سيف الدين إلى مصر]
وسافر الأمير سيف الدين (أرغون) من دمشق إلى الديار المصرية يوم السبت مستهلّ شهر صفر.
[وفاة الزرعي التاجر]
8 -
وتوفي (الشيخ موسى) الزرعي التاجر بالرّمّاحين في يوم الثلاثاء رابع صفر.
وكان من أهل القرآن، صالحا، خيّرا، معروفا بالأمانة والديانة.
[وفاة فخر الدين ابن عساكر]
9 -
وفي يوم الإثنين العاشر من صفر توفي الشيخ فخر الدين، أبو الفتح
(1)
، إسماعيل بن نصر الله ابن تاج الأمنا أحمد بن محمد بن الحسن بن عساكر
(2)
بمنزله (بباب الناطفيين) بدمشق، وصلّي عليه عصر النهار بالجامع، ودفن بتربة (لأقاربه) بباب الصغير، وحضر قاضي القضاة، والوزير، والخطيب، وجماعة (من الأعيان).
وروى عن ابن اللتّي، ومكرّم، وعمّ والده عبد الرحيم بن (عساكر) وإبراهيم بن الخشوعي، وإسماعيل بن ظفر، وسالم بن صصرى، (وشيخ الشيوخ) ابن (حمّويه) وعبد العزيز الصالحي، والمخلص بن هلال، (والعزّ بن) عساكر (النّسّابة وهو عمّه، و) عتيق (السلماني، وابن المقيّر، والسخاوي، وعمر بن البراذعي، والقاضي أبي نصر بن الشيرازي، ومكي بن علاّن)، والقاضي شمس الدين (ابن سنيّ) الدولة، وكريمة القرشية، وجماعة سماعا. وكانت له إجازة من الحسن ابن الأمير السيد، وإسماعيل بن باتكين، والسهروردي، وابن القطيعي، وابن روزبة، وزكريا العلبي، وياسمين بنت البيطار، وأبي بكر بن كمال الحربي، وعلي بن الحوري، وابن بهروز، وجماعة.
ومولده في صفر سنة تسع وعشرين وستماية بدمشق المحروسة.
/170 ب/ [أ] قرأت ابني محمدا عليه «الصحيحين» و «سنن ابن ماجه» ، و «مسند
(1)
في نسخة ليدن 1/ 131 «أبو محمد» .
(2)
انظر عن (ابن عساكر) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 27، وذيل العبر 59، وذيل تاريخ الإسلام 106 رقم 290، والإعلام بوفيات الأعلام 299، والمعين في طبقات المحدّثين 228 رقم 2348، والمعجم المختص 76 رقم 88، وتذكرة الحفاظ 4/ 1495، ومعجم شيوخ الذهبي 144،145 رقم 187، وأعيان العصر 1/ 527،528 رقم 274، وذيل التقييد 1/ 475 رقم 926، والدرر الكامنة 1/ 382، وشذرات الذهب 6/ 25.
الدارميّ»، و «مسند عبد بن حميد» ، وكتاب «العوارف» للسهروردي، وأكثر من سبعين جزءا
(1)
.
[خلعة الإمرة لنجم الدين البصروي]
ولبس الصاحب نجم الدين البصرويّ خلعة الإمرة يوم الخميس ثالث عشر صفر خلعة الوزارة على عادته الأولى لم (يغيّر ملبوسه)
(2)
.
[وصول الأمير طوغان إلى دمشق]
ووصل الأمير سيف الدين طوغان من القاهرة إلى دمشق يوم الخميس ثالث عشر صفر متولّيا شدّ الشام المحروس، عوضا عن فخر الدين أياس، وباشر بالخلعة يوم السبت نصف صفر
(3)
.
[وفاة ناصر الدين ابن سعد البصريّ الأصل]
10 -
وفي ليلة الجمعة سابع شهر صفر توفي الشيخ الصالح ناصر الدين، أبو الفضل، محمد بن عمر بن أبي بكر بن (ظافر بن أبي) سعد
(4)
البصريّ
(5)
الأصل، الحنبليّ، بالقاهرة، ودفن من الغد بتربته بالقرافة.
ومولده في ربيع الأول سنة سبع وثلاثين وستماية بالقاهرة.
روى عن ابن الجمّيزي، وابن الجبّاب
(6)
، وسبط السلفي، والساوي، (والمرجّى)
(7)
وغيرهم.
وكان إمام مسجد، ويلقّن القرآن، ويحضر الختم، وهو فقيه المدرسة الصالحية مع الحنابلة، وحدّث ب «صحيح مسلم» عن ابن الجبّاب في سنة سبع وسبعماية
(8)
.
(1)
وقال الذهبي: «خرّج له الشيخ علم الدين [البرزالي] مشيخة في جزءين، وأجاز له الشيخ شهاب الدين السهروردي، وإسماعيل بن باتكين، وعدّة. وحدّث بالكثير، وكان له أجزاء، وعلى ذهنه تاريخ ونتف، وفيه دين وهمّة وجلادة، على خفّة فيه. حدّث بدمشق، ومصر» . (ذيل تاريخ الإسلام).
(2)
انظر: ذيل العبر 57، والبداية والنهاية 14/ 61 وفيه:«لبس النجم البصراوي خلعة الإمرة يوم الخميس ثالث عشر صفر على قاعدة الوزراء بالطرحة، وركب مع المقدّمين الكبار، وهو أمير عشرة بإقطاع يضاهي إقطاع كبار الطبلخانات» .
(3)
خبر طوغان في: السلوك ج 2 ق 1/ 100.
(4)
في أعيان العصر «سعيد» ، والمثبت يتفق مع الدرر الكامنة.
(5)
انظر عن (البصري) في: أعيان العصر 4/ 683،684 رقم 1698، والدرر الكامنة 4/ 124 رقم 320.
(6)
في أعيان العصر: «ابن الحباب» بالحاء المهملة.
(7)
من أعيان العصر، والدرر الكامنة.
(8)
أعيان العصر 4/ 684.
قرأت عليه المجلس الرابع من «أمالي أبي مطيع» ، بسماعه عن (ابن الحبّاب)
(1)
.
[وفاة ابن دولة شاه الشرواني]
11 -
وفي يوم الجمعة الحادي والعشرين من صفر توفي الشيخ الصالح، (المقرئ، بقية السلف)، موسى بن دولة شاه الشرواني
(2)
، الملقّن قبالة باب (الخطابة)(بجامع دمشق). وكانت وفاته بمنزل سكنه بالماذنة الشرقية، (ودفن من يومه بمقابر باب الصغير بتربة) ابن أبي (الطيّب).
وكان رجلا صالحا، مباركا، (حسن البشر، خيّرا، له أنس بالعلم، وعنده اشتغال)، وعليه سكينة ووقار.
وكان خلف الشيخ إبراهيم الرقّي على زوجته.
[وفاة أم محمد بنت البطائحي البعلبكي]
12 -
وفي يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من صفر توفيت (الشيخة، الصالحة، أمّ محمد فاطمة
(3)
بنت) الشيخ القدوة، العارف، إبراهيم بن محمود بن جوهر البطايحي البعلبكيّ
(4)
بسفح قاسيون، وصلّي عليها ظهر الثلاثاء في جامع (المظفّري)، ودفنت عند أمّها في تربة/171 أ/بالقرب من المدرسة الصاحبية بالجبل، وحضرها جمع كبير.
وكانت امرأة صالحة.
مولدها في ليلة النصف من رجب سنة خمس وعشرين وستماية خارج باب الفراديس ظاهر دمشق.
(1)
من أعيان العصر، والدرر الكامنة. وقال ابن حجر: وحدّث بمسند أبي يعلى عن يعقوب الهذباني، عن منصور بن علي الطبري.
(2)
انظر عن (الشرواني) في: الدرر الكامنة 4/ 375 رقم 1018 وفيه: مات في ثاني عشري صفر سنة 721. وأقول: هذا خطأ.
(3)
انظر عن (فاطمة) في: ذيل العبر 60، وذيل تاريخ الإسلام 106،107 رقم 291، والإعلام بوفيات الأعلام 299، والمعين في طبقات المحدّثين 228 رقم 2349، ومعجم الشيوخ للذهبي 424،425 رقم 620، وتذكرة الحفاظ 4/ 1495، والذيل على طبقات الحنابلة 4/ 250، وأعيان العصر 4/ 26 رقم 1334، وذيل التقييد 2/ 384،385 رقم 1862، والدرر الكامنة 3/ 220، وشذرات الذهب 6/ 28، وأعلام النساء 4/ 25، وموسوعة علماء المسلمين (تأليفنا) قسم 2 ج 5/ 193 رقم 1569.
(4)
كتب في الأصل المخطوط إلى جانبها على الهامش: «وهي والدة المشايخ () إبراهيم و () القريشة» .
وسمعت «صحيح البخاري» بكماله على ابن الزبيدي، وكذلك سمعت عليه «مسند الشافعي» ، و «جزء أبي الجهم» ، و «الأربعين الطائية» . وسمعت من الشيخ محمود الحصيري، الحنفي «صحيح مسلم» ، وسمعت «الأربعين» للسلفي على ابن رواحة. ولها إجازة من (ابن القطيعي). ونصر بن عبد الرزاق، وجماعة. وحدّثت مدّة طويلة، وسمع (الناس عليها)، ومن جملة ما قرئ عليها «صحيح البخاري» خمس مرّات
(1)
.
ربيع الأول
[دخول الأمراء المجرّدين إلى دمشق]
في أول شهر ربيع الأول دخل الأمراء المجرّدون بالبلاد الحلبية من المصريّين والشاميّين إلى دمشق، ومنهم الأمير شمس الدين سنقر الكمالي، فأقام المصريّون ثلاثة أيام وتوجّهوا إلى الديار المصرية
(2)
.
[وصول رسل صاحب سيس]
وفي يوم (ثالث) ربيع الأول وصل إلى دمشق رسل صاحب سيس ومعهم تقادم (وحمل).
[وفاة بدر الدين القرشي الصقليّ]
13 -
وفي يوم الأحد سابع شهر ربيع الأول توفي بدر الدين، (محمد بن عزّ الدين، عبد العزيز) بن أبي القاسم بن عبد الله القرشي، الصّقليّ (الأصل، المعروف) والده (بالمطرّز) بدمشق، ودفن من يومه بسفح قاسيون.
حدّث (بشيء من)«صحيح مسلم» عن الرضيّ ابن البرهان.
وكان رجلا ضخما، (قويّا شديد البطش) وأنفق أموالا كثيرة ومات فقيرا.
ومولده في سنة (خمس وأربعين) وستماية.
[جلوس القضاة بالجامع]
وفي يوم الأربعاء سابع عشر شهر ربيع الأول (جلس القضاة) بجامع دمشق لاعتبار الشهود والنظر فيهم، فقرئت أسماء جماعة من المراكن، وعلّم على طائفة. ثم استمرّ الحال ولم يغيّر شيء.
وكان سبب ذلك تزوير وقع واتصل بنائب السلطنة الأمير سيف الدين كرامي،
(1)
وقال الذهبي: وحدّثت في أيام عبد الدائم، وطال عمرها. . . سمع منها ابني، والسبكي، وسراج الدين ابن الكويك، والتقيّ بن أبي الحسن، وعدد كثير.
(2)
خبر دخول الأمراء في: السلوك ج 2 ق 1/ 100.
فغضب لذلك وعزّر من نسب إليه هذا الفعل، وطاف به، وتقدّم مرسومه بالنظر في الشهود وانتقائهم
(1)
.
[نظارة الدواوين بدمشق]
وفي يوم الأربعاء السابع عشر من شهر/171 ب/ربيع الأول ولّي نظر الدواوين بدمشق السيد الشريف أمين الدين جعفر ابن الشريف محيي الدين ابن
(2)
عدنان
(3)
، نقيب الأشراف، عوضا عن شهاب الدين ابن (الواسطي)(وخلع) عليه (على العادة وباشر)
(4)
.
[وفاة أمّ الخير أسماء]
14 -
وفي يوم الأربعاء عصر النهار (الرابع والعشرين) من شهر ربيع الأول توفيت أمّ الخير، أسماء
(5)
بنت العدل شرف الدين بن عبد الرحمن بن عبد الواحد بن إسماعيل بن سلامة بن علي (بن صدقة) الحرّانيّ بالبستان الذي كانت مقيمة به بأرض النّيرب، و (دفنت يوم) الخميس وسط النهار بسفح جبل قاسيون بتربة بني المنجّا
(6)
(جوار تربة) الملك العادل كتبغا.
روت عن إبراهيم بن خليل.
ومولدها تقريبا في سنة
(7)
خمسين وستماية.
وهي بنت أخت الشيخ وجيه الدين، والشيخ (زين الدين) ابني المنجّا
(8)
.
وكانت زوجة ابن عمّها عزّ الدين، أحمد بن محمد بن (عبد الواحد) بن صدقة، رحمهم الله تعالى.
[إعادة مشيخة السميساطية]
وأعيد شيخ الشيوخ تقيّ الدين (بن الزكيّ) إلى المشيخة في يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول، ووضعت سجّادته بالسميساطية ورفعت سجّادة الكاشغريّ.
(1)
الخبر في: البداية والنهاية 14/ 61 وفيه: «فاطلع عليه نائب السلطنة فغضب وأمر بذلك، فلم يكن منه كبير شيء، ولم يتغيّر حال» .
(2)
الصواب: «بن» .
(3)
في: البداية والنهاية: «جعفر بن محمد بن محيي الدين عدنان» .
(4)
الخبر في: البداية والنهاية 14/ 61.
(5)
لم أجد لأسماء ترجمة.
(6)
هكذا في الأصل. والصواب: «المنجّى» .
(7)
بياض كلمة.
(8)
الصواب: «المنجّى» .
[وفاة القاضي ابن الخشّاب]
15 -
وفي يوم السبت الثامن من شهر ربيع الأول توفي القاضي، الإمام، العالم، مجد الدين، أبو الروح، عيسى بن عمر بن عبد المحسن بن الخشّاب
(1)
المخزومي، ودفن بتربته بالقرافة.
وكان مدرّسا بعدّة مدارس، ووكيل بيت المال بالديار المصرية (وناظر الحسبة بالقاهرة)
(2)
.
روى عن أصحاب البوصيري، وقرأ الحديث بنفسه (على النجيب عبد اللطيف الحرّاني، وغيره)، وولي الوكالة بعده ولده صدر الدين أحمد
(3)
.
[تدريس السلطانية]
وولي قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة تدريس المدرسة السلطانية الناصرية.
(1)
انظر عن (ابن الخشاب) في: نهاية الأرب 32/ 191، وأعيان العصر 3/ 718،719 رقم 1314، والوافي بالوفيات، وتذكرة النبيه 2/ 40،41، ودرّة الأسلاك،1/ورقة 191، والعقد المذهب 391 رقم 1508، وطبقات الشافعية الكبرى 10/ 379، والسلوك ج 2 ق 1/ 113، وتاريخ سلاطين المماليك 155، والدرر الكامنة 3/ 206 - 208 رقم 501، واسمه في المصادر: عيسى بن عمر بن خالد بن عبد المحسن بن نشوان بن عبد الله بن عبد الرحمن. . .
(2)
نهاية الأرب 32/ 191.
(3)
وقد ترجم له ابن حجر مطوّلا، فقال: ولد سنة 638 وسمع من الحافظ المنذري، والرشيد العطار، وعبد الله بن علاّق، وغيرهم. وقرأ القرآن على الكمال الضرير، وغيره. وتفقّه على ابن عبد السلام، وولي وكالة بيت المال، ونظر الأحباس والحسبة، ودرّس بزاوية الشافعي بالجامع العتيق بعد ابن بنت الجمّيزي دهرا طويلا، فصارت تعرف بالخشابية واشتهرت به، ودرّس أيضا بالقرا سنقريّة والناصرية، وأفتى، وكان كبير المروءة والهمّة، كثير الفضيلة والدعابة والتظاهر بالهزل، حسن العبارة، كثير الكتب جدا، متّسع الحال. وكان الشجاعي يحبّه وينبسط معه كثيرا. قال أبو حيّان: دخل الشجاعي المرستان وأنا معه وابن الخشاب، وأنشد بعض المجانين وأشار إلى ابن الخشّاب: محتسب قصيّر يؤسّس ويسكر تارة من محمّض وتارة من معنبر قال: فقال الشجاعي. أنا قلت لهذا المجنون يقول لك هكذا. وكان الوزير فخر الدين عمر بن الخليلي يكرهه، حتى إذا كتب ورقة وأراد أن يكتب الحسبة يكتب «حسبنا الله» فقط، فإذا وقف عليها ابن الخشاب تأذّى، فعاتبه على ذلك يوما، فقال: يا مولانا مجد الدين حسبنا الله، فعدّ ذلك من لطافة الوزير، واستمرّ ابن الخشاب في الوكالة إلى أن مات. قال الكمال جعفر: قرأ على الكمال الضرير، وغيره، وسمع من أصحاب البوصيري، وتعلّق بخدمة بيليك الخزندار الظاهري فترقّت معه حاله، وولي أشياء بعنايته، وكان مشكورا في تدريسه وفتاويه، حضرت درسه مرّات وكان عنده الزين الكتناتي والوجيزي معيدين.
[نظر الأحباس بمصر]
وولي الصاحب ضياء الدين النشائي تدريس زاوية الإمام الشافعيّ رضي الله عنه بجامع مصر، ومشيخة) الميعاد العام بجامع ابن طولون، ونظر الأحباس.
ربيع الآخر
[وفاة عزّ الدين أبي البركات الحنفي المعروف بابن العديم]
16 -
في ليلة الأربعاء ثاني شهر ربيع الآخر توفي بحماه (قاضي القضاة)، عزّ الدين، أبو البركات، عبد العزيز/172 أ/ابن الصدر الكبير محيي الدين، محمد بن القاضي نجم الدين أبو البركات أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة، الحنفيّ، المعروف بابن العديم
(1)
، ودفن يوم الأربعاء بتربته بعقبة نقيرين.
وكان (شيخا فاضلا في فنون)(من العلم) كبير القدر، ولي قضاء حماه (مدّة تقارب الأربعين سنة، وكان مدرّسا بعدّة مدارس) وروى الحديث على يوسف بن خليل الحافظ، وسمع أيضا من (أخويه: يونس) وإبراهيم، ومن الضياء صقر، وهديّة بنت المغربيّ
(2)
، وغيرهم.
ومولده (في العشر) الأخير من رمضان سنة ثلاث وثلاثين وستماية بحلب.
وكان له (اعتناء ب «الكشاف») و «المفتاح» للسّكّاكي
(3)
، وغير ذلك.
وصلّي عليه بدمشق صلاة الغائب يوم الجمعة عاشر ربيع الآخر المذكور.
[وفاة شمس الدين ابن إسماعيل]
17 -
وفي بكرة (الثلاثاء الثامن من) ربيع الآخر توفي الشيخ شمس الدين، محمد بن أيوب بن إسماعيل (الزرعي)، بالصالحية، ودفن من يومه.
وكان مرض مدّة طويلة
(4)
ولم (يزل عمره) فقيرا ضعيف الحال، وكان عنده فضيلة، وله شعر، وطلب الحديث مدّة، و (نسخ الكثير) وجمع مجاميع وفوائد، وحدّث.
(1)
انظر عن (ابن العديم) في: ذيل العبر 60، وذيل تاريخ الإسلام 111،112 رقم 299، ومعجم شيوخ الذهبي 318،319 رقم 455، وتذكرة الحفاظ 4/ 1495، وأعيان العصر 3/ 105 رقم 993، وتذكرة النبيه 2/ 41، والدرر الكامنة 2/ 382، رقم 2444، وشذرات الذهب 6/ 28، وإعلام النبلاء 4/ 499.
(2)
في ذيل تاريخ الإسلام 111 «هديّة بنت خميس» .
(3)
هو سراج الدين، يوسف بن أبي بكر محمد بن علي الخوارزمي، السكّاكي. توفي سنة 626 هـ. وكتابه اسمه «مفتاح العلوم» وهو مطبوع عدّة مرات.
(4)
قال في الدرر: مرض مرضة طويلة إلى أن توفي بالمرستان.
[تولية أمين الملك]
وفي يوم الخميس عاشر ربيع الآخر وصل الخبر إلى دمشق بتولية أمين الملك أبي سعيد المستوفي الوزارة بالديار المصرية، وسمّي الصاحب أمين الدين عبد الله، عوضا عن (الأمير سيف الدين بكتمر الحاجب)، وكانت مباشرته في يوم الأحد سابع ربيع الآخر
(1)
.
[الترسيم على ابن القلانسي]
وفي يوم الجمعة حادي عشر ربيع الآخر احتيط بدمشق على الصاحب عزّ الدين ابن القلانسي، ورسّم على جماعة من غلمانه وأتباعه، وحصل لهم تشويش وأذى، وقام جماعة يقصدون مرافعته ومحاققته، وينشون عليه. وكان نائب السلطنة ممتلئا عليه، كثير البغض له. واستمرّ أكثر من شهرين في الترسيم.
[نيابة حمص]
وفي سادس عشر ربيع الآخر وصل تقليد الأمير ركن الدين، بيبرس العلائي بنيابة حمص، فجهّز أشغاله وسافر بعد ذلك بأيام.
[إعادة بدر الدين ابن جماعة إلى الحكم بالديار المصرية]
وفي الحادي والعشرين من شهر ربيع الآخر أعيد إلى الحكم بالديار المصرية/172 ب/قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة الشافعيّ، واستقرّ له مع الحكم مشيخة الحديث (الكاملية) وبجامع ابن طولون، وتدريس الصالحية، والناصرية، وحصل له (إقبال كثير من) السلطان، [ونزل معه من] القلعة عالم عظيم، واستقرّ القاضي (جمال الدين الزرعي على قضاء العسكر والتدريس) بالجامع الحاكمي، (وحضر مع الحكّام عند) السلطان بدار العدل، وجلس (بين الحنفي) والحنبليّ
(2)
.
[وفاة رئيس الأطبّاء السويدي]
18 -
وفي يوم الجمعة ثامن عشر شهر ربيع الآخر توفي الشيخ الرئيس، الصدر، بدر الدين، (محمد بن الشيخ) الحكيم، العالم، رئيس الأطبّاء، عزّ الدين،
(1)
الخبر في: ذيل العبر 57، وتاريخ سلاطين المماليك 155، والبداية والنهاية 14/ 61، والسلوك ج 2 ق 1/ 100،101.
(2)
خبر ابن جماعة في: نهاية الأرب 32/ 174، وذيل العبر 57، ودول الإسلام 2/ 216، ومرآة الجنان 4/ 250، ونثر الجمان 4/ورقة 95 ب، وتاريخ سلاطين المماليك 155، والبداية والنهاية 14/ 61، والسلوك ج 2 ق 1/ 101، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 435.
أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن طرخان
(1)
الأنصاري، السويديّ، من سويداء حوران، من أولاد سعد بن معاذ الأوسي. وكانت وفاته وقت العصر ببستانه جوار الشبليّة (بسفح قاسيون)، ودفن آخر النهار وقت المغرب بتربته إلى جانب البستان.
وكان رجلا كبيرا جاوز السبعين
وسمع من جماعة فوق الماية، منهم: الرشيد (بن مسلمة)، وابن علاّن، وإبراهيم بن خليل، والعراقي، وعبد الله بن الخشوعي، والصدر البكري، ومحمد بن عبد الهادي، وأخوه عبد الحميد، واليلداني، والكفر طابي، ومحمد بن سعد المقدسيّ، وخطيب مردا، وأجاز له من بغداد بعض أصحاب شهدة، وابن شاتيل.
وكان مستوفي الأوقاف، وخدم بديوان الجامع المعمور. وحدّث، وسمع منه الطلبة.
ومولده تقريبا سنة خمس وثلاثين وستماية.
[وفاة أحدهم]
19 -
وفي يوم الأحد عشيّة (النهار العشرين من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ) الصالح، (المقرئ نجم الدين، أبو عبد الله) محمد بن عبد الخالق (بن عبد المنعم ابن عبد الخالق الدمشقي، الحنفي المؤذّن)، بسكنه بالصادريّة (جوار الجامع)، وصلّي عليه (الظهر يوم الإثنين) بالجامع المعمور، ودفن بمقبرة باب الصغير.
وكان رجلا جيّدا، كثير التلاوة، ملازما للخير.
سمع من ابن عبد الدائم، (وحدّث).
وهو ابن أخت زين الدين إبراهيم بن السديد أحمد بن أبي الفرج (الحنفي، إمام) المقصورة.
ومولده في صفر سنة تسع وثلاثين وستماية، كمّل/173 أ/اثنتين وسبعين سنة.
[وفاة ابن أبي نصر الدّباهي]
20 -
وفي آخر يوم الخميس (قبل المغرب) الرابع والعشرين من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ السيد العارف، القدوة، العالم، العامل، الزاهد، العابد، بقية السلف، شمس الدين، أبو عبد الله محمد بن أبي العباس أحمد بن أبي نصر الدباهي
(2)
، البغداديّ، وصلّي عليه بالجامع المظفّري، ودفن غربيّ تربة الشيخ أبي عمر في الخامسة من النهار.
(1)
انظر عن (ابن طرخان) في: ذيل تاريخ الإسلام 114 رقم 320، وأعيان العصر 4/ 213 رقم 1431، والبداية والنهاية 14/ 63، والدرر الكامنة 3/ 294 رقم 785.
(2)
انظر عن (ابن الدباهي) في: ذيل تاريخ الإسلام 109،110 رقم 296 و 113 رقم 305، وذيل
وكان رجلا صالحا، مباركا، خيّرا، سيّدا من السادات، وله كلام حسن في التصوّف، وجاور بمكة مدّة سنين وبالمدينة أيضا
(1)
.
ومولده سنة ستّ أو سبع وثلاثين وستماية ببغداد.
وكان والده، أبو العباس، من أكابر التجّار.
[وفاة عماد الدين الواسطي]
21 -
وفي يوم السبت بعد (العصر السادس) والعشرين من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ السيّد، الإمام، العلاّمة، القدوة الزّاهد، العابد، العارف، عماد الدين، أبو العباس، أحمد بن الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن الواسطيّ
(2)
، المعروف بابن شيخ الحزاميّين بالما (رستان الصغير) بدمشق، وصلّي عليه بالجامع ضحى يوم الأحد، ودفن بسفح قاسيون (قبالة زاوية السيوفي). وتقدّم في الصلاة عليه أبو الوليد المالكيّ.
وكان رجلا فاضلا، صالحا، ورعا، كبير الشأن منقطعا إلى الله تعالى متوفّرا على العبادة والسلوك. وروى شيئا من تصانيفه.
= العبر 60،61، والإعلام بوفيات الأعلام 299، ومعجم شيوخ الذهبي 478،479 رقم 703، وذيل تذكرة الحفاظ 4/ 1495، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 361، ومرآة الجنان 4/ 25، والمنهج الأحمد 415، والوافي بالوفيات 2/ 143، وأعيان العصر 4/ 239 رقم 1451، والمقصد الأرشد، رقم 881، والدرّ المنضد 2/ 461 رقم 1210، وشذرات الذهب 6/ 27، ومختصر الذيل على طبقات الحنابلة 92، والدرر الكامنة 3/ 375،376 رقم 996.
(1)
وقال الذهبي: من كبار التجار كأبيه، ثم تزهّد ولبس عباءة، وجاور مدّة وتصوّف، ولقي المشايخ، وكان ذا صدق وتألّه وإنابة. وله مواعظ نافعة. انتفعنا بصحبته. قدم دمشق وصحب ابن تيميّة، وكان ممّن يقول الحق، وإن كان مرّا، وفيه صفات حميدة كان يغبط عليها. حدّثني عن النشتبري بالإجازة، وأنشدني غير مرة لغيره: إبليس ساومني عمري فقلت له: لا بعت عمري بالدنيا وما فيها ثم اشتراه تفاريقا بلا ثمن تبّت يدا صفقة قد خاب شاريها (ذيل تاريخ الإسلام).
(2)
انظر عن (الواسطي) في: ذيل تاريخ الإسلام 109 رقم 295، وذيل العبر 61، والإعلام بوفيات الأعلام 299، ومعجم شيوخ الذهبي 20 رقم 5، وتذكرة الحفاظ 4/ 1495، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 358 - 360، والوافي بالوفيات 6/ 221، وأعيان العصر 1/ 153، 154 رقم 66، وفوات الوفيات 1/ 56، والردّ الوافر 37،38، والدرر الكامنة 1/ 91، والمنهل الصافي 1/ 210، وشذرات الذهب 6/ 24، والقلائد الجوهرية لابن طولون 352، وكشف الظنون 1/ 252 و 1001 و 1643 و 1828، وإيضاح المكنون 2/ 454 و 455 و 525، ومعجم المؤلفين 1/ 139،140.
ومولده في ذي الحجة سنة سبع وخمسين وستماية بواسط
(1)
.
[نظارة ديوان جامع دمشق]
وباشر في العشر الأخير من شهر ربيع الآخر القاضي جمال الدين، يوسف بن الشيخ شمس الدين محمد ابن الشيخ العلاّمة، قاضي القضاة، صدر الدين الحنفي، نظر ديوان الجامع بدمشق، عوضا عن تقيّ الدين بن السلعوس.
[وفاة عائشة بنت الحضرمي]
22 -
وفي شهر ربيع الآخر توفيت عائشة بنت عطاء بن حسن بن أحمد بن عطاء، وهي بنت رقيّة بنت شهاب الدين الحضرميّ.
[وفاة علي بن النشبي]
23 -
وعلي بن الزين أحمد بن عمر بن علي بن مظفّر بن النشبي، المؤذّن بجامع دمشق.
[وفاة العماد نقيب العزيزية]
24 -
والعماد إسماعيل بن سليم نقيب العزيزية، الساكن بالعقيبة.
شهر جمادى الأولى
[الإشهاد ببطلان بيع]
وفي مستهلّ جمادى الأولى أشهد عليه القاضي نجم الدين الدمشقي بالحكم ببطلان البيع (في الملك الذي اشتراه) عزّ الدين ابن القلانسي من تركة السلطان الملك (المنصور في الرمثا والسوحة والفضالية، لكونه بدون ثمن المثل)، وبعزل الوكيل الذي صدر منه البيع نفسه قبل عقد البيع وبوجود ما يوفي منه الدّين غير العقار، ثم نفّذه الحكام (في ثالث) الشهر المذكور، ثم نقض هذا الحكم قاضي القضاة تقيّ الدين الحنبلي (في تاسع شعبان)، ونفّذه الحكام أيضا
(2)
.
(1)
وقال الذهبي: تفقّه وتأدّب، وكتب المنسوب وتجرّد، ولقي المشايخ، وتزهّد وتعبّد، وصنّف في السلوك والمحبّة. وشرح أكثر «منازل السائرين» واختصر «دلائل النبوّة» و «السيرة» لابن إسحاق. وكان يتبلّغ من نسخه، ولا يحبّ الخوانك ولا الاحتجار، وقد أقام بها مدّة. جالسته مرات وانتفعت به. وكان منقبضا عن الناس، حافظا لوقته. تسلّك به جماعة. وكان ذا ورع وإخلاص ومنابذة للاتحادية وذوي المعقول. وله نظم حسن.
(2)
خبر الإشهاد في: البداية والنهاية 14/ 61،62 وفيه:«وأحضر ابن القلانسي إلى دار السعادة وادّعي عليه بريع ذلك، ورسم عليه بها، ثم حكم قاضي القضاة تقيّ الدين الحنبلي بصحة هذا البيع وبنقض ما حكم به الدمشقي، ثم نفّذ بقيّة الحكام ما حكم به الحنبلي» .
[اعتقال الصاحب ابن القلانسي]
وفي يوم الإثنين سادس جمادى الأولى حضر الصاحب عزّ الدين ابن القلانسي إلى بين يدي نائب السلطنة (وادّعى عليه) بربع الملك المذكور بدار العدل، ثم أمر باعتقاله في (دار السعادة)
(1)
.
[تقرير الفرسان على دمشق]
وفي أول جمادى الأولى قرّر على دمشق ألف وخمس ماية فارس يقوّمون بها لكلّ فارس خمس ماية درهم، وطلب الأكابر بالترسيم (إلى دار الولاية)، وإلى بين يدي نائب السلطنة، وتجمّعوا لتقرير ذلك. ثم جعلت على الأملاك والأوقاف، فندب من يحضر ويطوف على البلد (ليكتب عبرة) العقار، فشرعوا في ذلك، وغلّظوا على الناس وحلّفوهم (على مقدار الأجر)، وضاقت صدور أرباب الأوقاف والضعفاء، فشكى
(2)
جماعة إلى (الخطيب) جلال الدين وغيره، فانتدب الكلام في ذلك بنفسه ومشى إلى القضاة، وقرّر ذلك معهم يوم الأحد ثاني عشر الشهر فيكون الكلام من الغد وتجمّع الناس، وتسامعوا وخرجوا بكرة الإثنين في جمع كبير، ومعهم المصحف الكريم والأثر النبوي والسناجق. فحصل بسبب ذلك لنائب السلطنة غيظ شديد، وأهان الخطيب وغيره، وأخرق وشتم، وضرب الشيخ (مجد) الدين التونسيّ، ورسّم عليهم، وأطلقهم بضمان وكفالة، وحصل للمسلمين ألم بذلك، فلم يمهله الله تعالى بعد ذلك سوى/174 أ/أياما
(3)
يسيرة دون العشرة، فعزل وقيّد و (حبس)
(4)
.
[وفاة ابن الخيّاط]
25 -
وفي يوم الأربعاء الثامن من جمادى الأولى توفي الشيخ الكبير، الرئيس، بدر الدين، يوسف، المعروف بابن الخيّاط الحرّاني، وكيل ابن ألجاكي.
وكان من رؤساء الحرّانيين وكبارهم.
[ستّ العلماء بنت إسماعيل]
26 -
وفي ليلة السبت حادي عشر جمادى الأولى توفيت (أمّ حسن، ستّ العلماء)، بنت (نجم) الدين (إسماعيل) بن أحمد بن عمر بن الشيخ (أبي عمر بن قدامة، ودفنت) ضحى النهار (بمقبرة) الشيخ أبي عمر.
(1)
خبر الاعتقال في: البداية والنهاية.
(2)
هكذا في الأصل. والصواب: «فشكا» .
(3)
الصواب: «سوى أيام» .
(4)
من: نهاية الأرب 32/ 179،180، وذيل العبر 58، والبداية والنهاية 14/ 62.
وهي زوجة البدر علي بن (عمر بن أحمد، وكان ابن عمّها)، وأولاده منها.
وكانت صالحة، خيّرة، مباركة، وطال مرضها وزمنت.
روت لنا بالإجازة عن سبط السلفيّ.
[وفاة ناصر الدين الدواداري]
27 -
وفي ليلة الإثنين (ثالث عشر) جمادى الأولى توفي ناصر الدين، محمد بن
(1)
الأمير جمال الدين موسى ابن الأمير الكبير علم الدين سنجر الدواداري
(2)
بدمشق، وصلّي عليه الظهر بالجامع، ودفن بسفح قاسيون عند والده.
وكان شابا حسنا من أبناء (خمس وعشرين سنة)، وسمع من شيخنا ابن الواسطي، وغيره.
[وفاة الأمير شجاع الدين يونس]
28 -
وفي يوم الثلاثاء، رابع (عشر) جمادى الأولى توفي الأمير الأجلّ شجاع الدين، يونس
(3)
أخو إدريس نقيب العسكر الشاميّ.
وكان شيخا كبيرا. ذكر لي أنّ مولده سنة (ثلاث عشرة وستماية بدنيسر).
[وفاة عماد الدين أبي المعالي البالسي]
29 -
وفي بكرة يوم الأربعاء خامس عشر جمادى الأولى توفي الشيخ الأمين المسند عماد الدين، أبو المعالي، محمد ابن (الشيخ المحدّث) ضياء الدين علي بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن منصور (بن المؤمل بن محمود) البالسيّ
(4)
، الأصل، الدمشقي، وصلّي عليه ظهر اليوم المذكور بالجامع المعمور، ودفن بمقبرة باب الصغير.
وكان عدلا يشهد على الحكام من مدّة طويلة، وأسمعه أبوه الحديث على المشايخ حضورا وسماعا، واستجاز له من جماعة ببغداد، وديار مصر ودمشق وغيرها من البلاد. وحدّث بالقاهرة ودمشق وانتفع به، وروى كثيرا.
ومولده ليلة الإثنين رابع صفر في سنة ثمان وثلاثين/174 ب/وستماية بدمشق.
(1)
الصواب: «ابن» .
(2)
لم أجد لابن الدواداري ترجمة.
(3)
في نهاية الأرب 32/ 193 «يوسف» .
(4)
انظر عن (البالسي) في: ذيل تاريخ الإسلام 107 رقم 292 و 113 رقم 307، وذيل العبر 61، والإعلام بوفيات الأعلام 299، والمعين في طبقات المحدّثين 229 رقم 2350، ومعجم شيوخ الذهبي 540،541 رقم 800، وتذكرة الحفاظ 4/ 1495، وأعيان العصر 4/ 576 رقم 1662، والدرر الكامنة 4/ 83 رقم 230.
ومن شيوخه حضورا: السخاوي، وابن الصلاح، وكريمة القرشية، وشيخ الشيوخ ابن حمّويه، والحافظ ضياء الدين المقدسيّ، وسالم خطيب عقربا، وعمر بن المنجّا، وإبراهيم بن الخشوعيّ، وإسحاق بن طرخان الشاغوري، وعتيق السلماني، وعبد الحق بن خلف، وعبد الملك بن الحنبلي، وعلي بن عبد الصمد الرازي، وعيسى الداركيّ، ومحاسن الجوبري، (وعبد العزيز بن) الدجاجية، والعزّ بن عساكر، ومحمود بن خضير الداراني، (وموسى بن حامد) الداراني، ويونس السقباني، ومحمد بن رومي، وإسماعيل (بن ظفر)، وشعبان بن الحمصي.
ومن شيوخه سماعا: ابن قميرة، وعمر بن البرادعي، و (ابن أبي جعفر)، وأحمد بن ريش، وابن مسلمة، وابن علاّن، والمرجّا بن شقيرة، (وأجاز له) من بغداد: ابن الخازن، وابن السّيّدي، وابن النجّار، وابن (القبّيطي، وابن أبي الفخار)، وابن شفتين، وابن المنّي، وابن المخيّر، وابن (العليق، ومن ديار) مصر ابن المقيّر، وحسن بن دينار، وابن رواج، والعلم ابن الصابوني، والتسارسي، وقيماز أبو فضيل
(1)
، وابن الفوّي، وابن المخيلي، والساوي.
وأجاز له ابنا ابن رواحة، والنشتبري، ويعيش النحوي، وصفيّة القرشيّة.
وخرّج له الإمام شمس الدين الذهبيّ مجلّدا
(2)
جمع فيه شيوخه بالسماع والحضور والإجازة على حروف المعجم، فبلغوا نحو ستماية شيخ، وحدّث به.
وأسمعت عليه ابني محمد «المعجم» المذكور، و «سنن النسائي» ، و «المجالسة» للدينوري، و «الثقفيّات» ، وأكثر من ثلاثماية جزء.
[وفاة الشريف الحسني]
30 -
وفي يوم السبت ثامن عشر جمادى الأولى توفي الشريف، السيد، سيف الدين الحسني، الساكن بالقرب من المدرسة الريحانية بدمشق.
وكان رجلا جيدا من أعيان الأشراف.
[وفاة الفقيه شمس الدين المعروف بالخالفة]
31 -
وفي ليلة الإثنين والعشرين من جمادى الأولى توفي الشيخ الفقيه، العدل، شمس الدين، عبد الرحمن بن عباس بن علي، المعروف بالخالفة، ببستانه بجوسية، ودفن بمقابر الصوفية.
/175 أ/وكان رجلا خيّرا، مباركا، خدم الشيخ كمال الدين إسحاق وانتفع به.
وولّي إمامة المدرسة الرواحيّة وخزانة الكتب بها مدّة. وكان شهد بمسجد البياطرة.
(1)
في نسخة ليدن 1/ 150 «فصيد» .
(2)
ذيل تاريخ الإسلام 107.
[وفاة عائشة بنت محمد]
32 -
وفي عصر الخميس الثالث والعشرين من جمادى الأولى توفيت عائشة بنت حرير بن بريك التدمري من نساء الصالحية، ودفنت من الغد بعد الجمعة بسفح قاسيون.
سمعت من ابن إبراهيم بن خليل، وابن عبد الدائم، وروت.
ومولدها تقريبا سنة تسع وأربعين وستماية بالجبل.
وكانت تكبّ الحرير.
[وصول الأمير أرغون الدوادار]
وفي عشيّة الأربعاء الثاني والعشرين من جمادى الأولى وصل الأمير سيف الدين أرغون
(1)
الدوادار الملكي الناصري إلى دمشق ونزل بالقصر.
[الخلعة على نائب السلطنة]
وفي بكرة الخميس خلع على الأمير سيف الدين أرغون نائب السلطنة خلعة ولبسها في الموكب، وقبّل العتبة على العادة، ورجع إلى القصر وجلس في الدّست على السماط، فمسك كراي وحمل في الحال إلى الكرك مع الأمير سيف الدين غرلوا العادلي، والأمير ركن الدين بيبرس المجنون، وفرح الناس بالانتقام منه عقيب تلك الواقعة المقدّم ذكرها، فرجع غرلوا، وتوجّه بيبرس إلى القاهرة
(2)
.
[إشعال الشموع نهارا للصاحب عز الدين]
وفي يوم الخميس المذكور خرج الصاحب عزّ الدين ابن القلانسي من دار السعادة إلى الجامع وصلّى الظهر، وتوجّه إلى داره، ووقف الناس له في الطرق وأشعلت لأجله الشموع نهارا، وقصده الناس (للتهنئة) من كلّ جهة ثم عاد وجلس بدار الحديث أكثر من عشرين يوما إلى حين وصل نائب السلطنة الأمير جمال الدين نائب الكرك
(3)
.
[وفاة أمين الدين محمد]
33 -
وفي ليلة الأحد السادس والعشرين من جمادى الأولى توفي العدل
(1)
انظر عن (أرغون) في: النهج السديد 3/ 202، وتاريخ سلاطين المماليك 156، والبداية والنهاية 14/ 62، والسلوك ج 2 ق 1/ 104.
(2)
خبر الخلعة في: النهج السديد 3/ 203، والبداية والنهاية 14/ 62، والسلوك ج 2 ق 1/ 104، 105.
(3)
خبر إشعال الشموع في البداية والنهاية 14/ 62.
أمين الدين، محمد ابن شيخنا عفيف الدين محمد بن أبي بكر بن يوسف بن خطيب بيت الآبار بظاهر دمشق، ودفن بمقبرة باب الصغير.
وكان رجلا جيّدا، مشكور السيرة، موصوفا بالأمانة والنزاهة والعفّة والصيانة/ 175 ب/وحسن الخلق والمعرفة بالقيم والاحتراز في الشهادات.
[وفاة صدر الدين الزرعي]
34 -
وفي ليلة الإثنين السابع والعشرين من جمادى الأولى توفي صدر الدين، سليمان بن شهاب الدين أحمد بن قطينة
(1)
الزرعي، الحريري، التاجر، ودفن من الغد بمقابر باب الفراديس.
[إمساك الأمير قطلوبك]
ومسك الأمير سيف الدين قطلوبك نائب صفد يوم الجمعة الرابع والعشرين من جمادى الأولى، وحمل إلى (حبس الكرك)
(2)
.
[وصول الأمير مغلطاي القراسنقري إلى دمشق]
ووصل إلى دمشق الحاجّ مغلطاي القراسنقري في السادس والعشرين من جمادى الأولى من الديار المصرية، وأخبر بالقبض على الأمير الكبير سيف الدين بكتمر أمير جندار
(3)
نائب السلطنة بالديار المصرية، وأنه (عوّض عنه) بالأمير ركن الدين بيبرس الدوادار المنصوري، وباشر النيابة في سابع عشر جمادى الأولى.
[وفاة بنت عماد الدين ابن الشيرازي]
35 -
وماتت بنت عماد الدين ابن الشيرازي، والدة عماد الدين، وعلاء الدين، ابني بدر الدين، موسى بن فخر الدين ابن الشيرجي في جمادى الأولى.
[إمساك الأمير قطلقتمر]
ومسك الأمير سيف الدين قطلقتمر
(4)
صهر الجالق نائب غزّة (في شهر) جمادى الأولى أيضا، وعوّض عنه بالأمير علم الدين الجاوليّ.
(1)
لم أجد لابن قطينة ترجمة.
(2)
خبر إمساك قطلوبك في: نهاية الأرب 32/ 181، والنهج السديد 3/ 203، والدرّ الفاخر 213، ودول الإسلام 2/ 216، وذيل العبر 58، وتاريخ سلاطين المماليك 156، والبداية والنهاية 14/ 62، والسلوك ج 2 ق 1/ 104.
(3)
هكذا في الأصل. وفي البداية والنهاية 14/ 62 «خزندار» .
(4)
في تاريخ سلاطين المماليك 155 «قطلوتمر» ، وفي البداية والنهاية 14/ 62 «قلطتمز» ، والمثبت يتفق مع الدرّ الفاخر 213.
شهر جمادى الآخرة
[وفاة علي الحرّاني]
36 -
وفي يوم الثلاثاء سادس جمادى الآخرة توفي علي ابن الخطيب الحرّاني، التاجر.
[وفاة علي الزجّاج]
37 -
وعلي بن عبد الصمد الزّجّاج باللبّادين.
[وفاة المؤذّن بجامع دمشق]
38 -
وفي يوم الأربعاء سابع جمادى الآخرة توفي الشيخ عبد الله بن الحاج علي بن أحمد بن إسماعيل المؤذّن بجامع دمشق فجأة إلى جانب حائط مشهد علي رضي الله عنه قبل الظهر، وقد حضر للأذان وتوضّأ وصلّى ركعتين. ومات ودفن بعد العصر بباب الصغير.
وكان رجلا خيّرا، صادقا، ويعرف بالبادرائيّ لأنه كان مؤذّنا بها.
[وفاة المعروف بابن الحبقبق]
39 -
وفي يوم الأحد رابع جمادى الآخرة توفي إبراهيم بن سليمان بن أبي بكر عبد الله بن محمد البهراني، المعروف بابن الحبقبق
(1)
، أخو تاج الدين عبد الله، ودفن عند والده بمقابر باب الصغير.
[قراءة كتاب على الأمراء]
وفي يوم الخميس ثامن جمادى الآخرة قرئ عند باب الميدان/176 أ/كتاب على الأمراء يتضمّن الثناء عليهم في مسك الأمير سيف الدين كراي.
[فإنه كان له وللأمير سيف الدين قطلوبك، والأمير سيف الدين بكتمر الجوكندار على (. . .).
[نيابة دمشق]
وفي يوم الأربعاء رابع عشر جمادى الآخرة (قدم إلى دمشق الأمير جمال الدين آقوش)
(2)
المنصوري (ليتولّى) نيابة السلطنة (بدمشق، عوضا عن الأمير سيف الدين)
(3)
كراي]
(4)
.
(1)
لم أجد لابن الحبقبق ترجمة.
(2)
الخبر في: البداية والنهاية 14/ 62، والسلوك ج 2 ق 1/ 105.
(3)
إضافة من عندنا.
(4)
ما بين الحاصرتين ليس في نسخة ليدن 1/ 155.
وحضر معه الخطيري ليرتّبه في النيابة. واحتفل لدخوله، وخرج الناس وتلقّوه، وأشعلت الشموع. وكان دخوله نصف النهار، وكان متولّي الكرك مدّة طويلة من سنة تسعين إلى سنة تسع وسبعماية وله بها آثار حسنة، وثناء جميل، وقرئ تقليده يوم الخميس نصف الشهر المذكور بدار السعادة وسكنها.
وأفرج عن عزّ الدين ابن القلانسي، وخرج لتلقّي نائب السلطنة
(1)
.
[إطلاق بواقي الكراء]
وقرئ كتاب السلطان بإطلاق البواقي بالبلاد الشامية، وهي جملة كثيرة، وفيه ذكر الرعيّة والإحسان إليهم والتعرّض لما وقع من الأمير سيف الدين كراي، وذلك يوم الجمعة عقيب الصلاة السادس عشر جمادى الآخرة على سدّة المؤذّنين بحضور نائب السلطنة الأمير جمال الدين أقوش المنصوري (والقضاة)
(2)
، والخطيب وغيرهم
(3)
.
[وفاة الحاجّ زين الدين عبد الرحمن]
40 -
وفي يوم الجمعة السادس عشر جمادى الآخرة توفي الحاج الصالح زين الدين، عبد الرحمن بن الماوردي، المعروف بابن العطيشينة التاجر، ودفن من يومه بمقبرة باب الصغير.
وكان رجلا جيّدا.
[وفاة الشهاب الرقّي]
41 -
(وتوفي شهاب الدين، أحمد بن محمود بن أحمد الحضروي، الرقّي، المقرئ بحمص.
وكان توجّه إليها مع النائب الأمير ركن الدين بيبرس العلائي، فأقام مدّة يسيرة وأدركه أجله بها، ووصل خبره إلى دمشق في نصف جمادى الآخرة. وكان مقرئا بالظاهرية والأشرفية.
ورافقته في الحج)
(4)
.
[وفاة تقي الدين المقدسي الحنبلي]
42 -
وفي يوم الثلاثاء سادس جمادى الآخرة توفي الشيخ الفقيه، الإمام،
(1)
خبر نيابة دمشق في: البداية والنهاية 14/ 62، ونهاية الأرب 32/ 181، ونزهة المالك والمملوك 198، والنهج السديد 204، والنفحة المسكية 120، وتاريخ سلاطين المماليك 156، والدر الفاخر 218.
(2)
إضافة من نسخة ليدن 1/ 156.
(3)
خبر إطلاق البواقي في: نهاية الأرب 32/ 181، والبداية والنهاية 14/ 62.
(4)
ما بين القوسين مطموس في نسخة استانبول، استدركناها من نسخة ليدن 1/ 156،157.
الفاضل، تقيّ الدين، أبو محمد، عبد الرحمن بن أبي بكر محمد بن أبي بكر بن محمد بن سعد المقدسي
(1)
، /176 ب/الحنبليّ، بقرية جمّاعيل، ودفن هناك.
وكان رجلا فاضلا في الفقه والحساب والفرائض و (المساحة)، وكان موصوفا بالشجاعة والأمانة والهمّة.
روى لنا عن ابن عبد الدائم «جزء ابن الفرات» وقرأته عليه بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[عزل قاضي الديار المصرية وإعادته]
وفي هذا الشهر وصل الخبر إلى دمشق بعزل قاضي القضاة زين الدين المالكي ابن مخلوف عن القضاء بالديار المصرية، وأنه أذن للقاضي الشافعي أن يستنيب قاضيا مالكيّا، فاستناب، ثم أعيد القاضي زين الدين إلى منصبه في سادس رجب، وخلع عليه. وكانت مدّة العزل نحو شهر واحد
(2)
.
[نيابة صفد]
وفي يوم الإثنين التاسع عشر من جمادى الآخرة لبس الأمير سيف الدين [بهادر آص] المنصوري خلعة نيابة السلطنة بصفد، وقبّل العتبة وتوجّه يوم الثلاثاء فوصل العشرين منه إلى صفد
(3)
.
[نظارة الدواوين بدمشق]
وفيه أيضا لبس الصدر بدر الدين، محمد بن مجاهد بن أبي الفوارس النابلسي خلعة نظر الدواوين بدمشق، مشاركا الشريف أمين الدين ابن عدنان
(4)
.
[لبس كاتب الأمير الأفرم الخلعة]
ولبس المؤيّد كاتب الأمير جمال الدين الأفرم خلعة صحابة الديوان أيضا.
[استقرار ابن القلانسي بوكالة السلطان]
وفي يوم الأربعاء الحادي والعشرين من جمادى الآخرة وصل تقليد الصاحب عزّ الدين ابن القلانسيّ باستقراره في وكالة مولانا السلطان، (وأنه أعفي) من الوزارة
(1)
انظر عن (المقدسي) في: الدرر الكامنة 2/ 326 رقم 2289. وفي نسخة ليدن 1/ 157 «عبد الرحمن بن أبي بكر بن أحمد بن عمر بن أبي بكر بن عبد الله».
(2)
في نسخة ليدن 1/ 157 «نحو شهرين» .
(3)
خبر نيابة صفد في: نزهة المالك والمملوك 198، ونهاية الأرب 32/ 181، وذيل العبر 58، وتاريخ سلاطين المماليك 156، والبداية والنهاية 14/ 62.
(4)
خبر نظارة الدواوين في: البداية والنهاية 14/ 62.
لما علم من كراهيّته لها، وسافر بنفسه إلى الديار المصرية في الرابع والعشرين من جمادى الآخرة، وودّعه الناس، وخرجوا معه آخر النهار
(1)
.
[وفاة الفقيه جلال الدين الحنفي البخاري]
43 -
وفي يوم الأربعاء الحادي والعشرين من جمادى الآخرة توفي الفقيه الخطيب جلال الدين محمد بن الشيخ سعد الدين، محمد بن محمود بن محمد الحنفي، البخاري
(2)
، أبوه، ودفن يوم الخميس بمقابر الصوفية.
وكان شابا حسنا، خطب مدّة بالمدرسة الزنجيلية ظاهر دمشق، وكان يخطب بفصاحة وطيب صوت. وولي تدريس الفرّخشاهية مدّة ثم انتزعت منه في مرضه، وطالت مرضته.
ومولده في رابع ذي القعدة سنة تسع وسبعين وستماية بقونية بالروم.
[وفاة ابن رباط الحرّاني الحنبلي]
44 -
وفي أوائل جمادى الآخرة سافر الشيخ الصالح، محمد بن عمر بن محمود بن أبي بكر بن عماد بن/177 أ/سالم بن رباط
(3)
الحرّاني، الحنبليّ، إمام مسجد الوزير ظاهر دمشق
(4)
لزيارة القدس الشريف، والتّوجّه إلى الديار المصرية لزيارة الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّة وتجديد العهد به، فانقطع خبره وانقضت السنة، ولم يعرف شيء من أمره.
وكان عبدا صالحا، كثير التلاوة، فقيها، مباركا من الصلحاء الأخيار.
روى الحديث عن عيسى بن الخيّاط الحرّاني، والشيخ مجد الدين ابن تيمية، ومحمد بن عبد الهادي، واليلداني، وإبراهيم بن خليل، وابن عبد الدائم، وغيرهم.
[وفاة فاطمة بنت بدر الدين]
45 -
وفي رابع عشر جمادى الآخرة توفيت فاطمة
(5)
ابنة الشيخ بدر الدين عبد الله بن أحمد بن محمد المرحّل
(6)
، زوجة شرف الدين ابن فخر الدين ابن عمّها أمّ أولاده، ودفنت بمقبرة باب الصغير، بالتربة المختصّة بهم.
وكانت امرأة صالحة خيّرة، لم تخلّف بناتا ولا شبابا.
(1)
خبر ابن القلانسي في: البداية والنهاية 14/ 62.
(2)
انظر عن (البخاري) في: ذيل تاريخ الإسلام 114 رقم 321.
(3)
لم أجد لابن رباط ترجمة.
(4)
في نسخة ليدن 1/ 159 «الوزير من دمشق» .
(5)
لم أجد لفاطمة ترجمة.
(6)
في نسخة ليدن 1/ 160 «محمد بن الشيرجي» .
رجب
[خروج المحمل]
في يوم الإثنين ثالث رجب خرج المحمل الشريف
(1)
من قلعة دمشق، وركب القضاة والأمراء بين يديه، وداروا به
(2)
حول البلد، واحتفل به في هذه السنة احتفالا كثيرا زائدا.
[وفاة شرف الدين ابن خلّكان]
46 -
وفي ليلة الثلاثاء رابع رجب مات شرف الدين، علي بن
(3)
قاضي القضاة، شمس الدين، أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلّكان
(4)
بسفح قاسيون، وصلّي عليه الظهر، ودفن عند والده، رحمه الله تعالى.
ومولده ليلة الأحد سادس عشر جمادى الأولى سنة سبع وخمسين وستماية بالقاهرة.
وكانت له إجازة من ابن عبد الدائم، والنجيب عبد اللطيف، وابن البرهان وإسماعيل بن الدرجي، والزين خالد، وعمر الكرماني، وفراس العسقلاني، والضياء يوسف بن
(5)
خطيب بيت الآبار، وجماعة.
[إمساك أميرين]
(وفي يوم السبت ثامن رجب مسك أميرين
(6)
بدمشق، وهما جنقاد
(7)
، وبكتوت الشجاعي، وحبسا بالقلعة، ثم نقلا في عاشر رمضان إلى الكرك
(8)
.
[نظارة الأوقاف]
واستقرّ من أول رجب في نظر الأوقاف تقيّ الدين عمر بن السلعوس
(9)
، قرّره نائب السلطنة الأمير جمال الدين آقوش عوضا عن شرف الدين الصفدي ابن النهاوندي، وكان باشر ذلك مدّة شهور في نيابة الأمير سيف الدين كراي، عوضا عن شمس الدين غبريال.
(1)
في نسخة ليدن 1/ 160 «المحمل السلطاني» .
(2)
في نسخة ليدن 1/ 160 ومشوا معه».
(3)
الصواب: «ابن» .
(4)
لم أجد لابن خلّكان ترجمة.
(5)
الصواب: «ابن» .
(6)
الصواب: «مسك أميران» .
(7)
في السلوك ج 2 ق 1/ 105 «حنقار» ، وفي نسخة ليدن 1/ 181 «حنقاد» .
(8)
خبر إمساك الأميرين في: نهاية الأرب 32/ 182، والسلوك ج 2 ق 1/ 105.
(9)
خبر نظارة الأوقاف في: البداية والنهاية 14/ 64.
وحضر في أول رجب توقيع بذلك لبهاء الدين ابن جمال الدين يحيى الحنفي، فلم يغيّر نائب السلطنة ما قرّره من تولية ابن السلعوس.
ثم وصل إليه كتاب في أمر بهاء الدين والوصيّة به، فغضب الأمير وأبطل الوظيفة، وقال:«هذه مستجدّة لا حاجة إليها» ، ثم باشر ابن السلعوس.
[وفاة زوجة مجد الدين الحرّاني]
47 -
وفي يوم الأحد تاسع رجب ماتت زوجة مجد الدين، إسماعيل بن حمّاد الحرّاني، التاجر بقيسارية الشرب، وهي عتيقته وأمّ ولده شمس الدين محمد وبقيّة الأولاد. وكان موتها فجأة)
(1)
.
[وفاة مجد الدين ابن الخليلي]
48 -
وفي عاشر رجب توفي مجد الدين، عبد الله بن
(2)
الصاحب فخر الدين عمر بن عبد العزيز بن الخليلي (في يوم الإثنين بمصر)، ودفن بالقرافة.
[اعتقال أمراء بالكرك]
وبلغنا في رجب أنه حمل الأمير سيف الدين (أسندمر)، والأمير سيف الدين بكتمر أمير جندار
(3)
إلى الكرك واعتقلا هناك [مع] سيف الدين كراي، والأمير سيف الدين قطلوبك، والأمير سيف الدين قطلقتمر صهر الجالق، والأمير سيف الدين بتخاص
(4)
.
[وفاة أسماء بنت الزملكاني]
49 -
وماتت أسماء
(5)
بنت الشيخ فتح الدين أحمد بن عبد الواحد بن الزّملكانيّ، زوجة الشيخ كمال الدين وأمّ ولده تقيّ الدين عبد الرحمن في بكرة الثلاثاء الخامس والعشرين من رجب، ودفنت بسفح قاسيون.
[وفاة شمس الدين الجزري]
50 -
وفي رجب توفي الشيخ شمس الدين، محمد بن يوسف بن أبي بكر بن
(1)
ما بين القوسين طمس في الأصل، والاستدراك من نسخة ليدن 1/ 161،162.
(2)
الصواب: «ابن» .
(3)
في البداية والنهاية 14/ 12 «خزندار» ، وفي السلوك ج 2 ق 1/ 105 «الجوكندار» .
(4)
خبر اعتقال بتخاص في: الدرّ الفاخر 212، ونهاية الأرب 32/ 180،181، ودول الإسلام 2/ 219، والبداية والنهاية 14/ 62، وفيه:«بنحاص» ، والسلوك ج 2 ق 1/ 105.
(5)
لم أجد لأسماء ترجمة.
عبد الله الجزري، المعروف بابن القوام
(1)
الشافعيّ، وكان يعرف بالمحوجب، مدرّس المدرسة المعزّية بمصر، ووليها بعده الخطيب شمس الدين الجزريّ.
[وقوع أذى على ابن تيميّة]
وفي العشر الأوسط من رجب وقع أذى على الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّة بمصر، وظفر به بعض المبغضين له في مكان خال وأساء عليه الأدب، وحضر جماعة كبيرة من الجند وغيرهم إلى الشيخ بعد ذلك لأجل الانتصار له، فلم يجب إلى ذلك، وكتب إلى المقاتلي يذكر أنّ ذلك وقع من فقيه بمصر يعرف بالبكري حصل منه إساءة أدب.
ثم بعد ذلك طلب وتودّد، وشفع فيه جماعة، والشيخ ما تكلّم ولا اشتكى، ولو حصل منه شكوى أهين ذاك غاية الإهانة. لكن قال:«أنا ما أنتصر لنفسي»
(2)
.
[وفاة شهاب الدين الحرّاني]
51 -
وفي الحادي والعشرين من رجب/178 أ/توفي شهاب الدين، أحمد بن
(3)
الشيخ الصالح علي بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن علي بن عبدوس الحرّاني، التاجر، المعروف بابن الحلاويّ
(4)
، نزيل الإسكندرية، وهو ابن خال الشيخ تقيّ الدين بن تيميّة.
ومولده في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين وستماية بدمشق، لم يكمل الأربعين.
وكان رجلا جيّدا، تامّ المروءة، كثير الديانة، وافر العقل، خبيرا بالأمور.
وأصيبت به والدته وإخوته وأهله.
[وفاة الشيخ أبي هريرة الصوفي]
52 -
وفي عشيّة الجمعة الثامن والعشرين من رجب توفي الشيخ الصالح،
(1)
انظر عن (ابن القوام) في: ذيل تاريخ الإسلام 114 رقم 322، وذيل العبر 63، والوافي بالوفيات 5/ 262، وأعيان العصر 5/ 318 - 321 رقم 1825 وفيه «الحزري» ، والدرر الكامنة 4/ 299، والسلوك ج 2 ق 1/ 114، والنجوم الزاهرة 9/ 221، وبغية الوعاة 1/ 278، والعقد المذهب 394 رقم 1515 وفيه:«ابن العوام» ، وطبقات الشافعية الكبرى 9/ 275،276.
(2)
كتب بجانب ذلك على هامش المخطوط ما يلي: «لم يكن ذلك بمكان خال، وإنّما كان بجامع مصر، حضر الشيخ الدين (!) المذكور، وابن تيميّة، ثم استمع كلامه، ثم قام وقال: هذا كافر. . . . . . وأوجعه ضربا وأسمعه سبّا وتخاريف. . . . . . . . . . . .
(3)
الصواب: «ابن» .
(4)
لم أجد لابن الحلاوي ترجمة.
بهاء الدين، أبو هريرة الحنفي، الصوفيّ، ودفن من الغد بسفح قاسيون.
وكان رجلا صالحا، كثير الاشتغال بالعلم، وحصّل كتبا، وكان صوفيّا بالسميساطية.
[وفاة أبي البركات الإربلي]
53 -
وفي ليلة السبت التاسع والعشرين من رجب توفي الشيخ الصالح، الزاهد، العابد، بقيّة السلف، أبو البركات، شعبان بن أبي بكر بن عمر الإربلي
(1)
بمقصورة الحلبيّين، بجامع دمشق، وصلّي عليه ظهر السبت بالجامع المذكور، واجتمع الخلق لحضور الجنازة، وحمل إلى مقبرة الصوفية فدفن بها عند ضريح الشيخ محمد الجردمكي، وكانت جنازته من الجنائز المذكورة التي يقلّ وجود مثلها، حضرها القضاة والعلماء والأمراء والصدور والكتّاب والمشايخ والفقراء وعامّة الناس.
وكان رجلا مباركا، صالحا، كثير الخير، مواظبا على العبادة وإيصال الراحة إلى الفقراء، خدم المشايخ طول عمره، وخرج من بلده إربل صبيّا، ونشأ بحلب، ثم دخل القاهرة وأقام بها مدّة، ثم عاد إلى دمشق إلى أن مات.
(ومولده (تقريبا)
(2)
سنة أربع وعشرين وستماية بإربل.
روى الحديث عن: الرشيد العطار، وعبد الغني بن بنين، والصائن بن النعّال، وعثمان بن مكي الشارعي، والنجيب عبد اللطيف، وابن عبد الدائم، وأبي بكر بن علي بن مكارم، وابن عزّون، وابن زوين، وابني ابن حديد، وعثمان بن عوف، وغيرهم. وحدّث بدمشق، وبيت المقدس، والقاهرة. وخرّج له شيخه ابن الظاهري «مشيخة» عن أربعين شيخا، وقرئت عليه غير مرة. وممّن حضر
(3)
قراءتها عليه شيخنا تاج الدين، وأخوه شرف الدين، وقاضي القضاة نجم الدين، وقاضي القضاة شمس الدين بن الحريريّ.
[وفاة الفقير العريان]
54 -
وفي الثامن والعشرين من رجب توفي بالقاهرة الشيخ الفقير العريان.
[وفاة الأمير بكتوت]
55 -
والأمير بكير بكتوت
(4)
أمير شكار، نائب السلطنة بالإسكندرية.
وكان قد عزل قبل موته بمدّة.
(1)
انظر عن (الإربلي) في: ذيل تاريخ الإسلام 114 رقم 323، وذيول العبر 62، والوافي بالوفيات 5/ 262، وأعيان العصر 2/ 519،520 رقم 770، والبداية والنهاية 14/ 64، والدرر الكامنة 2/ 189، وشذرات الذهب 6/ 26.
(2)
إضافة من نسخة ليدن 1/ 165.
(3)
تكرّرت في نسخة ليدن 1/ 165.
(4)
انظر عن (بكتوت) في: أعيان العصر 1/ 716 رقم 410، والدرر الكامنة 1/ 489 رقم 1316.
شعبان
[إخراج المساجين بدمشق]
وفي يوم الثلاثاء الثاني من شعبان ركب نائب السلطنة الأمير جمال الدين إلى أبواب السجون بدمشق وأخرج المساجين منها، ودعا الناس له في الأسواق دعاء وافرا
(1)
.)
(2)
.
[وصول ابن القلانسي إلى دمشق]
وفي هذا اليوم وصل الصاحب عزّ الدين ابن القلانسي من القاهرة، غاب عن دمشق مدّة شهر وأسبوع. وكان وصوله آخر النهار، فاجتمع بنائب السلطنة، ولبس الخلعة يوم الخميس ويوم الجمعة، وهنّأه الناس وازدحموا على بابه، وأحضر معه كتبا إلى الحكام تقضي باستمراره على وكالة السلطان ونظر الخاص وإكرامه واحترامه (والإنكار لما) ثبت عليه بدمشق، وأنّ السلطان لم يوكّل في ذلك ولا أذن فيه، ساعده على ذلك كريم الدين ناظر الخواصّ السلطانية، والأمير الكبير سيف الدين أرغون، وغيرهما
(3)
.
[وفاة الحاج همام بن عبد الله]
56 -
وفي اليوم المذكور توفي الحاج همام
(4)
بن عبد الله القرمي، ودفن بالصوفية.
وكان رجلا صالحا، عزيز النفس، قويّ الهمّة متعبّدا، شجاعا، سخيّا في طاعة الله تعالى.
وهو صاحب الشيخ علي الختني ورفيقه في الحجّ.
[وفاة صفيّ الدين يوسف]
57 -
وفي هذا التاريخ توفي صفيّ الدين، يوسف بن
(5)
القاضي شمس الدين محمد بن عمّار بن قاضي التلّ ومنين.
وكان شاهدا بالعقيبة.
[الامتناع عن الشهادة والعقود]
وفي يوم الخميس رابع شعبان منع قاضي القضاة نجم الدين الشهود (والعقّاد)
(1)
خبر المساجين في البداية والنهاية 14/ 63.
(2)
ما بين القوسين طمس في الأصل، واستدركناه من نسخة ليدن 1/ 165.
(3)
خبر ابن القلانسي في: البداية والنهاية 14/ 63.
(4)
لم أجد لهمام ترجمة.
(5)
الصواب: «ابن» . ولم أجد ليوسف ترجمة.
الذين من (جهته) ومن جهة نوّابه بمدينة دمشق، وسئل في إعادتهم غير مرة، فأصرّ وامتنع، واستؤذن القاضي المالكي في ذلك فأذن لهم في الشهادة والعقود
(1)
.
[القضاء بدمشق]
وفي العشر الأوسط من شعبان باشر الحكم بحماه القاضي ناصر الدين محمد بن الكمال عمر بن قاضي القضاة عزّ الدين بن أبي جرادة، عوضا عن جدّه المذكور، واستمرّ والده في قضاء حلب. وهو شابّ حسن ساعده نائب السلطنة.
[وفاة ابن أبي الفتح الفامي الحلبي]
58 -
/179 أ/وفي ليلة الجمعة الثاني عشر من شعبان توفي محمد بن الحاج أحمد بن أبي الفتح الفامي
(2)
، الحلبيّ أبوه، وصلّي عليه عقيب الجمعة بجامع دمشق، ودفن بمقبرة باب الصغير عند والده.
وكان أبوه مات في ثالث رجب.
وكان شابا حسنا حفظ القرآن العظيم، وسمع الحديث، وحجّ، وفيه مروءة.
ولما مات أبوه كان مريضا، واستمرّ مرضه، ولم ينتفع بشيء من ميراث والده.
[وفاة أحمد اليونيني]
59 -
وفي ليلة الأربعاء السادس عشر من شعبان مات الشيخ الصالح أحمد اليونيني
(3)
، المجاور بالقرب من المئذنة الشرقية بجامع دمشق، ودفن بمقابر الصوفية.
وكان رجلا صالحا يذكر عنه أنه من مدّة خمسة
(4)
وعشرين سنة لم ينم مضطجعا. وكانت له عبادة وصلاح، وكان يلبس قبع فرو على رأسه، قائما على طريقة شيوخه.
[طلب ابن الشّريشي إلى مصر]
وفي يوم الخميس ثامن عشر شعبان وصل البريد من الديار المصرية بطلب الشيخ كمال الدين ابن الشريشي وكيل بيت المال إلى القاهرة، فتهيّأ وركب عصر السبت العشرين منه على خيل البريد وتوجّه إلى القاهرة (صحبه الله بالسلامة)
(5)
.
وكان يوم سفره أول يوم من كانون الأصمّ.
(1)
خبر الامتناع عن الشهادة في: البداية والنهاية 14/ 63.
(2)
في نسخة ليدن 1/ 168 «القاضي» . ولم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة. وهو يلتبس بأحمد اليونيني المكنّى أبا طالب، ذكر في ذيل مرآة الزمان 1/ 29، ومسالك الأبصار (منشورات مركز زايد) 8/ 246،247.
(4)
الصواب: «خمس» .
(5)
ما بين القوسين إضافة من نسخة ليدن 1/ 171.
[وفاة علي بن أيدغدي]
60 -
وفي يوم الإثنين الثاني والعشرين من شعبان مات علي بن علاء الدين أيدغدي
(1)
أستاذ الدار أقجبا الظاهري، ودفن بالجبل.
وهرب أخوه أبو بكر واختفى ثلاثة أشهر، فاتّهم بقتله.
أستاذ الدار أقجبا الظاهري، ودفن بالجبل.
[وفاة ابن دلقّة اليونيني]
61 -
(وفي ليلة الأربعاء الرابع والعشرين من شعبان توفي الشيخ الفقيه الأجلّ، الفقيه
(2)
، الصدر، شمس الدين، محمد بن علي بن أبي بكر اليونيني، البعلبكي، المعروف بابن دلقّة
(3)
، ودفن ظهر الأربعاء بمقبرة باب الفراديس، وحضره جمع كبير من الأعيان.
وكان خدم الناس وصارت له صورة ومكانة، وكانت فيه نهضة وفصاحة.
[وفاة قطب الدين ابن موسك]
62 -
وفي هذا اليوم أيضا توفي الأمير قطب الدين بن إسماعيل بن موسك
(4)
، ودفن بسفح قاسيون.
وهو من بيت كبير، وله وقف جار عليه وعلى ذرّيته)
(5)
.
[وفاة القاضي ابن أبي القاسم الأنصاري]
63 -
وفي يوم الخميس الخامس والعشرين
(6)
من شعبان توفي القاضي، الإمام، العالم، الفاضل، جمال الدين، أبو الفضل، محمد ابن الشيخ العالم، الفاضل، /179 ب/جلال الدين
(7)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
(1)
لم أجده.
(2)
هكذا تكرّرت.
(3)
لم أجده.
(4)
لم أجده.
(5)
ما بين القوسين من نسخة ليدن 1/ 171.
(6)
في نسخة ليدن 1/ 171 «حادي عشر» .
(7)
انظر عن (ابن جلال الدين) في: نهاية الأرب 32/ 191،192، وذيل تاريخ الإسلام 107، 108 رقم 293، وذيل العبر 62، والإعلام بوفيات الأعلام 299، والمعين في طبقات المحدّثين 229 رقم 2351، ومعجم شيوخ الذهبي 575،576 رقم 855، وتذكرة الحفاظ 4/ 1496، ومرآة الجنان 4/ 251، والوافي بالوفيات 5/ 45 - 47 رقم 2044، ونكت الهميان 275، وأعيان العصر 5/ 269 - 275 رقم 1793، وفوات الوفيات 3/ 39 رقم 496، والسلوك ج 2 ق 1/ 114، والمقفّى الكبير 7/ 285 - 288 رقم 3352، والدليل الشافي 2/ 706،707، وحسن المحاضرة 1/ 912، وبغية الوعاة 1/ 106، ومفتاح السعادة 1/ 601، وكشف الظنون 129 و 130 و 294 و 825 و 1149 و 1549 و 1772 و 1979 و 1980، وشذرات الذهب 6/
أبي العزّ المكرّم
(1)
بن أبي الحسن علي بن أحمد بن أبي القاسم الأنصاري، الخزرجي، الإفريقي الأصل، من ولد رويفع بن ثابت رضي الله عنه، بالقاهرة، ودفن بالقرافة.
ومولده في القاهرة في يوم الإثنين الثالث والعشرين من المحرّم من سنة ثلاثين وستماية.
روى عن ابن المقيّر، وابن المخيلي
(2)
، وعلي بن الصابوني، وابن الطفيل، وابن الجمّيزي، ومرتضى بن العفيف، والجلال الدمياطي، وتفرّد بأشياء من مرويّاته.
وكان فاضلا له معرفة بالنحو واللغة والتاريخ والكتابة والأدب، وكان من الموقّعين بالديار المصرية.
روى الحديث بدمشق والقاهرة.
وسمعت منه.
[وفاة القاضي ابن أبي بكر الحرّاني]
64 -
وفي يوم السبت ثالث عشر شعبان توفي القاضي عزّ الدين علي بن يحيى
(3)
بن محمد بن عبد الله بن نصر بن أبي بكر الحرّاني، الحنبليّ، أخو قاضي القضاة شرف الدين عبد الغني بمصر، ودفن بالقرافة.
وكان متعيّنا للقضاء، وناب عن أخيه مدّة، وكان رجلا جيّدا.
[وفاة شرف الدين ابن الوحيد الكاتب]
65 -
وفي يوم الثلاثاء السادس عشر من شعبان توفي الشيخ الرئيس الصدر،
= 26، وإيضاح المكنون 1/ 341، وهدية العارفين 4/ 282،283 رقم 2046، وذيل التقييد 1/ 267،268 رقم 527، وروضات الجنات 203، وديوان الإسلام 4/ 282،283 رقم 2046، ومصفّى المقال لآغا بزرك 425، ودائرة المعارف الإسلامية 3/ 888، وفهرس المخطوطات المصوّرة بدار الكتب 2/ 46 و 134،135 وج 2 ق 3/ 262، وفهرست الخديوية 4/ 181، وفهرس المخطوطات المصوّرة، للطفي عبد البديع 2/ 235 - 237، والأعلام 7/ 108 ومعجم المؤلفين 12/ 46، وموسوعة علماء المسلمين (تأليفنا) قسم 2 ج 4/ 208 - 210 رقم 1220، وتاريخ آداب اللغة العربية 3/ 149،150، ومسالك الأبصار (طبعة المجمّع الثقافي بأبي ظبي) 7/ 69 - 71 رقم 1، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري (عصر دولة المماليك) -تأليفنا-ج 2/ 465،466، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 5/ 175 - 181، والدرر الكامنة 4/ 262 - 264 رقم 725.
(1)
في نهاية الأرب 32/ 191 «الحكم» .
(2)
في نهاية الأرب: «الخيلي» ، وفي نسخة ليدن 1/ 172 «المخلي» .
(3)
لم أجده.
المنشئ، شرف الدين، أبو عبد الله، محمد بن شريف بن يوسف الزرعيّ [ال] معروف بابن الوحيد
(1)
، الكاتب بالمارستان المنصوريّ بالقاهرة.
[مولده] ليلة العاشر من جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين وستماية بدمشق.
وكان من الموقّعين بالقاهرة، وخطّه موصوف بالجودة، وكان فاضلا، مقداما، شهما، يتكلّم بعدّة ألسن، وينظم وينشئ.
كتبت عنه أبياتا من شعره بدمشق.
[وفاة ابن أبي الحسن الأنصاري]
66 -
وفي ليلة الأحد الثامن والعشرين من شعبان توفي شمس الدين، محمد بن إسماعيل بن أبي الحسن الأنصاري، الكتبي
(2)
، المعروف بالشمس الحبّار، وقت المسبّحين، وصلّي عليه ظهر الأحد بالجامع، ودفن بمقابر باب الصغير.
وكان له حانوت يحسّن الكتب، يبيع الحبر ويكري الكتب، وكان في صغره يخدم ابن النجار الكاتب.
وذكر لي أنه منسوب لبني النجار الأنصار.
حدّث بجزء واحد عن نجم الدين محمد بن أبي بكر البلخي، المعروف بابن النور.
سمعته عليه سنة إحدى وخمسين وستماية.
وهو «الأحاديث/180 أ/المساواة للمسعودي» رواه بالقاهرة، ودمشق.
وسألته عن مولده فقال لي سنة خمس وسبعين وستماية
(3)
.
[وفاة أحمد ابن الكردي]
67 -
وفي رابع شعبان توفي بالقاهرة أحمد بن شمس الدين محمد بن الحاج عمر الكردي، ألجاكي
(4)
، المعروف والده بالزهري، التاجر السفّار.
وكان شابّا حسنا، بارّا بوالده، عاقلا، من أبناء العشرين. وأصيب به والده وصبر.
(1)
انظر عن (ابن الوحيد) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 156، وذيل تاريخ الإسلام 110 رقم 297 و 113 رقم 307، وذيل العبر 62،63، والإعلام بوفيات الأعلام 299، وأعيان العصر 4/ 466 - 472 رقم-159، والوافي بالوفيات 3/ 150، والوفيات لابن رافع 1/ 449، والسلوك ج 2 ق 1/ 113، والدرر الكامنة 3/ 453، والنجوم الزاهرة 9/ 220، وشذرات الذهب 6/ 27.
(2)
لم أجد للكتبي ترجمة.
(3)
في نسخة ليدن 1/ 175 «وسألته عن مولده في سنة موته فقال لي: خمسة وسبعون سنة» .
(4)
ألجاكي: بضم الألف المهموزة وسكون اللام. ولم أجده.
شهر رمضان
[وفاة ناصر الدين خادم المصحف الشريف]
68 -
في يوم الخميس ثالث
(1)
رمضان توفي الشيخ ناصر الدين يحيى بن إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز العثمانيّ
(2)
، خادم المصحف الشريف بمقصورة الخطابة (بجامع دمشق)
(3)
.
[وفاة الشيخ محمد بالسميساطية]
69 -
وفي ليلة الجمعة رابع رمضان توفي الشيخ محمد مجد الدين الهمداني، (الصوفي)
(4)
بخانقاه السميساطية وصلّي عليهما معا
(5)
يوم الجمعة عقيب الصلاة بالجامع، وخارج باب النصر.
ودفن العثمانيّ بمقبرة الصوفية عند أمّه.
ودفن الهمدانيّ بالجبل.
وكان العثمانيّ رجلا جيّدا، مشكورا أقام في وظيفة خدمة المصحف الكريم نحوا من ثلاثين سنة، (وكان لجماعة من الأمراء فيه عقيدة حسنة، ورأى الأمير جمال الدين الأفرم في المنام قائلا يقول له: أتخاف وخلفك العثمانيّ؟ وكان يرعاه لذلك.
وكان هو يهدي إليه في كل سنة نصفيّة، فيبادر الأمير إلى تفصيلها لنفسه.
ومات وله نحو من خمس وستين سنة.
*** وأمّا الهمدانيّ، فكان رجلا جليل القدر، صالحا، عابدا، صاحب ابتلاء.
[الانفصال عن نظر الجامع]
وفي أول الشهر انفصل جمال الدين ابن الصدر سليمان عن نظر الجامع، ووليه تقيّ الدين ابن السلعوس، ولم يباشر أياما، ثم باشر نحوا من ثلاثة أشهر، ثم أعيد جمال الدين.
[ولاية شدّ الدواوين]
وفي يوم الثلاثاء ثامن رمضان وصل البريد من مصر بتولية الأمير بدر الدين
(1)
في الأصل: «سابع» . والتصحيح من نسخة ليدن 1/ 175.
(2)
انظر عن (العثماني) في: البداية والنهاية 14/ 64.
(3)
ما بين القوسين ليس في نسخة ليدن 1/ 175.
(4)
إضافة من نسخة ليدن 1/ 175.
(5)
أي هو والذي قبله «العثماني» .
بكتوت القرماني شدّ الدواوين بدمشق، عوضا عن الأمير سيف الدين طوغان.
[تولية الحجابة بالشام]
وبتولية الأمير زين الدين كتبغا رأس النّوبة المنصوري الحجبة بالشام، فباشرا وخلع عليهما)
(1)
.
[وفاة زوجة الأمير ابن صبره]
70 -
وفي عاشر الشهر توفيت زوجة الأمير/180 ب/عزّ الدين ابن صبرة، ودفنت بتربة زوجها بمقابر الصوفية.
وكانت امرأة صالحة خيّرة تحبّ الصالحين وتمشي إليهم.
[نيابة السلطنة بالبيرة]
وفي يوم الأحد ثاني عشر رمضان خرج من القلعة الأمير سيف الدين بهادر السّنجري، وتوجّه على البريد إلى الديار المصرية، ودخل عوضه الأمير سيف الدين بلبان البدريّ.
ثم عاد السنجريّ إلى دمشق في آخر رمضان متولّيا نيابة السلطنة بثغر البيرة
(2)
.
[وفاة أبي عبد الله الأرمويّ]
71 -
وفي ليلة الأحد العشرين من رمضان توفي الشيخ الجليل، السيد، العالم، الفاضل، القدوة، أبو عبد الله، محمد بن
(3)
الشيخ السيّد القدوة، إبراهيم بن
(4)
الشيخ السيّد القدوة، عبد الله الأرمويّ
(5)
، بمكانه بسفح قاسيون، وصلّي عليه ظهر الأحد بالجامع المظفّري، ودفن عند والده، وحضر جنازته جمع كبير من القضاة والفقهاء والأمراء والصدور وعامّة الناس، وغلّق سوق الصالحية بأسره مع أنه كان يوما مطيرا فيه الوحل والطّين.
وكان رجلا مسنّا، عنده فضيلة وخير، فيه تودّد ومواظبة على المشيخة وإكرام من يزوره. وكانت شفاعته مقبولة، وكلمته نافذة.
(1)
ما بين القوسين، من قوله:«وكان لجماعة من الأمراء. .» استدركناه من نسخة ليدن 1/ 176، 177، وهو طمس في الأصل.
(2)
خبر البيرة في: نهاية الأرب 32/ 182، والبداية والنهاية 14/ 63، والسلوك ج 2 ق 1/ 106.
(3)
الصواب: «ابن» .
(4)
الصواب: «ابن» .
(5)
انظر عن (الأرموي) في: البداية والنهاية 14/ 64 وفيه «الأموي» ، والدرر الكامنة 3/ 287 رقم 763، ومعجم شيوخ الذهبي 450 رقم 654.
وروى «جزء ابن عرفة» عن ابن عبد الدائم.
ومولده في شهر رجب سنة خمس وأربعين وستماية.
وله نظم حسن، وجمع جزءا في السماع، وجمع جزءا فيه أخبار جدّه.
[وفاة الفقيه مجد الدين ابن محبوب]
72 -
وفي ليلة الأحد العشرين من رمضان توفي الفقيه مجد الدين، أحمد بن عمر بن عبد الكريم بن محبوب
(1)
. ودفن في الثالثة من النهار بمقبرة الصوفية.
وكان رجلا خيّرا، فيه معرفة بالأمور، وعنده ديانة وعفاف، وفيه بسط وعشرة.
بلغ الخمسين
(2)
وجاوزها. وكان إمام مسجد وخازن كتب الناصرية، وفقيها في المدارس، وحصّل وصار له بستان وتجارة.
وصاهر الشيخ شرف الدين عبد الله بن الشرف حسن بن الحافظ الحنبليّ
(3)
.
[وفاة تقيّ الدين ابن القلانسي]
73 -
وفي ليلة الثلاثاء الثاني والعشرين من شهر رمضان توفي تقيّ الدين، عمر بن
(4)
القاضي الصدر الكبير، العالم، جمال الدين، أحمد
(5)
بن
(6)
الشيخ شرف الدين محمد بن/181 أ/جمال الدين محمد بن نصر الله بن المظفّر بن القلانسي
(7)
التميمي، وصلّي عليه ظهر الثلاثاء بجامع دمشق، ودفن بتربة جدّه لأمّه الصدر أمين الدين ابن صصرى، رحمهما الله تعالى بسفح قاسيون.
وكان شابّا حسنا، [عنده فضيلة وخير]
(8)
حفظ القرآن وشيئا من الفقه، وكتب جيّدا، ونشأ نشأ حسنا.
وكان
(9)
ابن سبع عشرة سنة.
[وفاة الأمير ناصر الدين ابن النشّابي]
74 -
وفي يوم الثلاثاء المذكور الثاني والعشرين من رمضان توفي الأمير
(1)
لم أجد لابن محبوب ترجمة.
(2)
وفي نسخة ليدن 1/ 176 «بلغ العشرين» .
(3)
هو عبد الله بن حسن بن بن عبد الله بن عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي. توفي سنة 732 هـ. انظر عنه في: ذيل تاريخ الإسلام 288،289 رقم 886 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.
(4)
الصواب: «ابن» .
(5)
في نسخة ليدن 1/ 176 «محمد» .
(6)
الصواب: «ابن» .
(7)
لم أجد لابن القلانسي ترجمة.
(8)
إضافة من نسخة ليدن 1/ 176.
(9)
في نسخة ليدن: «مات» .
ناصر الدين، محمد بن
(1)
الأمير عماد الدين حسن بن النشّابي
(2)
، بداره بدمشق، وصلّي عليه بكرة الأربعاء بجامع دمشق، ودفن بسفح قاسيون.
وكان أمير عشرة ومقدّم خمسين، وأحد الحجّاب بين يدي نائب السلطنة بدمشق، وحاكم البندق، وليها بعد سيف الدين بلغاق.
[عقد زواج ابن المؤلّف]
وفي يوم الجمعة بعد الصلاة الخامس والعشرين من رمضان عقد عقد ابني محمد على بنت إمام الدين ابن خواجا إمام بداره، عقده قاضي القضاة نجم الدين بحضور جماعة من الأعيان، منهم قاضي القضاة صدر الدين الحنفي، والشيخ صفيّ الدين، والخطيب جلال الدين، وشيخ الشيوخ تقيّ الدين، والشيخ برهان الدين، والشيخ كمال الدين، والمولى محيي الدين صاحب ديوان الإنشاء، والمولى علاء الدين ابن غانم.
[الاحتياط على جماعة من قصّاد المسلمين]
وفي أواخر رمضان وصل الخبر إلى دمشق أنه احتيط ببغداد على جماعة من قصّاد المسلمين، وأن الجمال عبده
(3)
خلّص وأسر
(4)
، وقتل ابن العقاب.
75 -
ثم صحّ قتل ضوء البدوي
(5)
. وكان رجلا جيّدا.
ووصل عبد
(6)
إلى دمشق سالما بحمد الله تعالى.
[وفاة أمّ أحمد عائشة]
76 -
وفي يوم الجمعة الخامس والعشرين من رمضان توفيت المرأة الكبيرة، المعمّرة، الصالحة أمّ أحمد، عائشة بنت رزق الله بن عوض المقدسية، وصلّي عليها عقيب الجمعة بالجامع المظفّري، ودفنت بسفح قاسيون.
وهي زوجة شمس الدين عبد الله بن عمر بن عوض، أمّ ولديه فاطمة، والتقيّ أحمد، سمعت معهما على ابن عبد الدائم، وروت.
وكانت عابدة، خيّرة، كثيرة الصلاة والصوم والخشوع والبكاء.
(1)
الصواب: «ابن» .
(2)
انظر عن (ابن النشابي) في: البداية والنهاية 14/ 64 وفيه «النسائي» ، والدرر الكامنة 3/ 425 رقم 1134 وفيه «النسابي» .
(3)
في البداية والنهاية 14/ 63 «عبيده» ، ومثله في نسخة ليدن 1/ 178.
(4)
في نسخة ليدن 1/ 178 وأسرمنو.
(5)
في البداية والنهاية 14/ 63 «ابن البدر» .
(6)
في نسخة ليدن 1/ 178 «عبيده» .
شهر شوال
[توجّه السنجري إلى نيابة البيرة]
توجّه الأمير سيف الدين السّنجري
(1)
من دمشق إلى/181 ب/نيابة البيرة يوم الجمعة ثاني شوال، وكان قدم من حضرة السلطان قبل ذلك بيومين، سلّمه الله تعالى.
[وفاة شمس الدين قاضي اليمن]
77 -
وفي ليلة السبت ثالث شوّال توفي الشيخ الأجلّ، شمس الدين، محمد بن إسحاق بن عبد الله بن عمر بن عبد الله قاضي اليمن
(2)
، المجلّد بسوق الكتب، ودفن من الغد بسفح جبل قاسيون ظاهر دمشق.
سمع من: السخاوي، وعتيق، والقرطبي، والفخر بن المالكيّ.
ومولده في سنة ستّ وثلاثين وستماية.
وحدّث بدمشق والقاهرة.
[وفاة أبي بكر الدمشقي المعروف بابن الهبيل]
78 -
وفي ليلة الأحد رابع شوال توفي الشيخ الصالح، الحاجّ، العدل، أبو بكر بن محمد بن عبد الرحمن بن عيسى بن موسى الدمشقيّ، المعروف بابن الهبيل
(3)
، من بيت الآبار، بها، ودفن وسط النهار بمقابر القرية المذكورة، وخرج جماعة من البلد إلى حضور جنازته لصلاحه وبركته.
وكان كثير الحجّ، وعنده كتب، وفيه معرفة ومروءة وحسن خلق.
ومولده سنة أربع وثلاثين وستماية بقرية بيت الآبار.
[ولاية البلاد القبلية]
ونقل والي البرّ الأمير حسام الدين لاجين الصغير إلى ولاية الولاة بحوران والبلاد القبلية، عوضا عن الحاجّ بهادر، وعوّض عنه في ولاية البرّ بالأمير حسام الدين طرنطاي الحموي الذي كان ناظرا بالقدس، وخلع عليه ولبسها في عاشر شوال.
[خروج الركب والمحمل السلطاني]
وفي يوم السبت عاشر شوال خرج الركب الشاميّ
(4)
والمحمل السلطانيّ من مدينة دمشق-أصحبهم الله السلامة-وأميرهم الأمير علاء الدين طيبغا أخو الأمير
(1)
خبر السنجري في: نهاية الأرب 32/ 182، والبداية والنهاية 14/ 63.
(2)
انظر عن (ابن قاضي اليمن) في: ذيل تاريخ الإسلام 74 رقم 324.
(3)
لم أجد لابن الهبيل ترجمة.
(4)
خبر خروج الركب في: البداية والنهاية 14/ 63.
سيف الدين بهادر آص، والقاضي الشيخ صدر الدين الجعفري نائب الحكم بدمشق، وخرج معهم محمل الأمير الحاج، ومحمل الأمير سيف الدين بكتمر
(1)
، ومحمل للأمير علاء الدين أمير غفلة. ومن جملة الحاجّ الشيخ محمد بن تمّام، وفخر الدين خطيب الصالحية، وابن عمّه نجم الدين، وشرف الدين ابن الشيخ وجيه الدين ابن المنجّا، وابن أخيه عزّ الدين، والمحدّث فخر الدين عبد الرحمن البعلبكّيّ، وجمال الدين سليمان بن هلال.
[وفاة فخر الدين عمر ابن الخليلي]
79 -
وفي ليلة الخميس يوم عيد الفطر توفي الصاحب الكبير، الصدر الأصيل، فخر الدين، عمر بن الشيخ مجد الدين/182 أ/عبد العزيز بن الحسن بن الحسين الخليلي
(2)
، التميمي
(3)
، الداريّ بمصر، ودفن بتربته بالقرافة الصغرى.
روى الحديث عن المرسي.
سمع منه ابن المهندس، وابن البعلبكيّ، وجماعة.
ومولده سنة تسع وثلاثين وستماية.
ولي وزارة الديار المصرية غير مرّة، وكان خبيرا، عارفا، كافيا، ومات معزولا.
[وفاة الصدر شرف الدين ابن الحكيم الحموي]
80 -
وفي يوم الخميس ثامن شوال توفي الشيخ الزاهد، القدوة، العالم، الصدر الكبير، بقيّة السلف، شرف الدين، عبد الكريم بن
(4)
الشيخ السيّد، العلاّمة، القدوة، الزاهد، العابد، بقيّة، السلف، نجم الدين أبي الفرج بن الحكيم
(5)
الحموي، الشافعيّ، بمدينة حماه المحروسة، ودفن بتربته بعقبة نقيرين.
وكان شيخا حسنا، ذكر الدرس بالمدرسة الخيريّة بحماه، ولم يزل مدرّسها إلى حين وفاته، وباشر حسبة حماه مدّة، فكان يعرف بالمحتسب في حياة والده وبعده، ثم تركها، وكان له زاوية حسنة، ويقصده الفقراء والزوّار ويجدون عنده الراحة
(1)
تاريخ سلاطين المماليك 156، وفي نسخة ليدن 1/ 180 «الأمير سيف الدين كجكن» .
(2)
انظر عن (الخليلي) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 126 رقم 197، ونهاية الأرب 32/ 192، وذيل تاريخ الإسلام 114 رقم 325، وذيل العبر 58،59، والوافي بالوفيات 22/ 514، وأعيان العصر 3/ 635 - 638 رقم 1274، والسلوك ج 2 ق 1/ 113، والدرر الكامنة 3/ 170، 171 رقم 399، وشذرات الذهب 6/ 28.
(3)
في نهاية الأرب: «التيمي» .
(4)
الصواب: «ابن» .
(5)
انظر عن (ابن الحكيم) في: ذيل تاريخ الإسلام 114 رقم 326، وأعيان العصر 3/ 140،141 رقم 1028، والدرر الكامنة 2/ 401 رقم 2488. وهو في نسخة ليدن 1/ 181 «الحكم».
والتفضيل والمكارم والأوقات الطيّبة، والسماعات، والسماطات.
وصلّي عليه بدمشق وعلى ابن الخليلي أيضا في يوم الجمعة سادس عشر شوال.
[وفاة إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي]
81 -
وفي ليلة الخميس منتصف شوال توفي الشيخ إبراهيم بن
(1)
الشيخ الإمام شيخ الإسلام، شمس الدين، محمد بن إبراهيم بن عبد الواحد المقدسيّ، بالمقسم ظاهر القاهرة، بزاوية ابن منظور، ودفن من الغد عند والده.
روى شيئا بحلب عن النجيب عبد اللطيف الحرّانيّ.
[وفاة جمال الدين ابن حمدان الدمشقي]
82 -
وفي ليلة السبت السابع عشر من شوال توفي الشيخ الأجلّ، الفقيه، العدل، جمال الدين، أبو إسحاق، إبراهيم بن يحيى
(2)
بن أبي الفضل بن عبد الرحمن بن حمدان الدمشقيّ، الشاهد تحت الساعات، وصلّي عليه ظهر اليوم بجامع دمشق، ودفن بسفح قاسيون.
روى عن إبراهيم بن خليل، وسمع أيضا من ابن عبد الدائم، وجماعة.
وكان يخدم القضاة أولاد الزكيّ ويلوذ بهم.
[وفاة عبد الغفّار سنقر التركي]
83 -
وفي يوم الأربعاء الحادي والعشرين من شوال توفي بالخانقاه السميساطية الشيخ عبد الغفّار سنقر بن عبد الله التركيّ، عتيق الشيخ سيف الدين الباخرزيّ.
وكان شيخا كبيرا.
[وفاة الحكيم ابن أبي الحوافر]
84 -
وفي ليلة الجمعة الثالث والعشرين من شوال توفي الحكيم، شرف الدين /182 ب/عبد الله بن أبي الحوافر
(3)
، بالقاهرة، ودفن من الغد بالقرافة.
سمع من النجيب عبد اللطيف الحرّانيّ.
[وفاة رشيد الدين الحرشي الرقّي]
85 -
وفي ليلة الأربعاء رابع عشر شوال توفي الشيخ الإمام، الفاضل، الكامل،
(1)
الصواب: «ابن» .
(2)
لم أجد لابن يحيى ترجمة. وفي نسخة ليدن 1/ 182 «إبراهيم بن مكي» ، ولم أجده.
(3)
انظر عن (ابن أبي الحوافر) في: نهاية الأرب 32/ 192، والسلوك ج 2 ق 1/ 113،114.
رشيد الدين، أبو الفضل، رشيد
(1)
بن كامل بن رشيد بن كامل الحرشي، الرّقّي، الشافعيّ، بمدينة حماه، ودفن هناك.
ومولده في ثامن شهر رمضان سنة خمس وعشرين وستماية بالرّقّة
(2)
.
وقدم دمشق سنة تسع وأربعين وستماية، فسمع من ابن مسلمة، وابن علاّن، والبكري، والقوصيّ، وجماعة. وحضر مجلس السلطان الملك الناصر، وكان قد حصّل في بلده، واشتغل بالأدب والفقه، وكتب الخط المنسوب، ونظم الشعر.
وعنده محاضرة كثيرة ونوادر، وولّي ديوان الإنشاء بدمشق، ونظر الحشرية، وبيت المال، والمتجر، وغير ذلك،. ثم ولّي وكالة بيت المال بحلب مع تدريس العصرونية، وأقام هناك عشرين سنة إلى آخر عمره.
روى عنه الأبيورديّ في «معجمه» ، وكتب عنه شرف الدين ابن التيتي في «تاريخ آمد» ، وحدّث بدمشق وحلب.
[وفاة ثروان التدمري]
86 -
وفي شوال توفي الشيخ الصالح ثروان التدمريّ
(3)
، بها.
وكان رجلا صالحا، من بيت المشيخة والديانة.
[وفاة الشريف عزّ الدين الحسيني]
87 -
وفي ليلة الخميس التاسع والعشرين من شوال توفي الشريف عزّ الدين محمد بن محمد بن عبد الرحيم الحسينيّ
(4)
، بالمدرسة المسرورية بالقاهرة، ودفن يوم الخميس آخر النهار بالقرافة.
وهو ابن أخت الشيخ تقيّ الدين ابن دقيق العيد.
وكان مدرّسا بالقراسنقريّة، ولّيها بعد ابن الخشّاب، وكان قبل ذلك باشر حسبة القاهرة مدّة ثم عزل.
(1)
انظر عن (رشيد) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 73،74 رقم 112، وذيل تاريخ الإسلام 208 رقم 294، وذيل العبر 63، والمعجم المختص 98،99 رقم 115، وتذكرة الحفاظ 4/ 1496، ومعجم شيوخ الذهبي 195 رقم 261، ومرآة الجنان 4/ 251، والوافي بالوفيات 14/ 124، وأعيان العصر 2/ 371 رقم 662، والدرر الكامنة 2/ 110 رقم 1720، والمنهل الصافي 5/ 352، والدليل الشافي 1/ 305، وشذرات الذهب 6/ 25.
(2)
في نسخة ليدن 1/ 181 «بالقرافة» ، وهو سهو من الناسخ، وهو قيّده قبل ذلك بالحرشي «الرافقي» .
(3)
لم أجد للتدمري ترجمة.
(4)
لم أجد للحسيني ترجمة.
ذو القعدة
[وفاة معين الدين عبد الرحيم المحرومي]
88 -
وفي ليلة الأربعاء خامس ذي القعدة توفي الشيخ الأجلّ، الفقيه، العالم، المقرئ، العدل، الثقة، الأمين، الزاهد، العابد، معين الدين، أبو محمد، عبد الرحيم بن
(1)
القاضي زكيّ الدين أبي بكر (محمد)
(2)
بن عبد الواحد بن عبد الجليل بن علي المخزومي
(3)
، اللّبّني
(4)
، الشافعي، بدمشق، ودفن من يومه في الرابعة بمقابر باب الصغير.
وكان موصوفا بالأمانة والثقة والكفاة. وكان في آخر عمره كثير التلاوة للقرآن، وباشر نظر السبع والصدقات، /183 أ/وناب في الحسبة بدمشق، وأسره الفرنج وبقي عندهم (مدّة) عشر سنين، ثم خلّصه الله تعالى.
وسمع من: خطيب مردا، والفقيه محمد اليونيني، وما حدّث بشيء.
وبلغ ستّا وسبعين سنة أو نحوها.
[وفاة الخطيب شمس الدين الجزري]
89 -
وفي يوم الخميس السادس من ذي القعدة توفي الشيخ الإمام، العلاّمة، الخطيب، شمس الدين، محمد بن يوسف بن عبد الله الجزري
(5)
، الشافعيّ، بمصر بالمدرسة المعزّية، ودفن من الغد بالقرافة.
وكان خطيبا بجامع ابن طولون، ومدرّسا بالمعزّية، وقبل ذلك كان خطيب القلعة. وكان من المشهورين بالعلم والفضيلة، وعرض عليه قضاء دمشق.
(1)
الصواب: «ابن» .
(2)
كتبت فوق السطر.
(3)
لم أجد للمخزومي ترجمة. بل ذكره ابن ناصر الدين في ترجمة أبيه «ركن الدين محمد بن عبد الواحد المخزومي» وقال: «وابنه معين الدين الكاتب، تأخّر موته» . (توضيح المشتبه 7/ 377) وهو ينقل عن (المشتبه للذهبي 2/ 561).
(4)
اللّبّني: بضم اللام، وفتح الباء المشدّدة ثم نون وياء آخر الحروف. نسبة إلى: لبّن، من قرى القدس. وفي نسخة ليدن 1/ 185 «الليتي» .
(5)
انظر عن (الجزري) في: ذيل العبر 63، وطبقات الشافعية الكبرى 6/ 31، وذيل تاريخ الإسلام 114 رقم 322، والوافي بالوفيات 5/ 263 و 30/ 311،312 رقم 443، وأعيان العصر 5/ 318 - 321 رقم 1825، وبغية الوعاة 1/ 278، والعقد المذهب 393،394 رقم 1514، وطبقات الشافعية للإسنوي 1/ 383، وهدية العارفين 1/ 142، والأعلام 8/ 25، ومعجم المؤلفين 12/ 128 والسلوك ج 2 ق 1/ 114، والدرر الكامنة 4/ 299،300 رقم 830، والنجوم الزاهرة 9/ 221.
وكان والده صيرفيّا بالجزيرة، ويعرف بابن الحشّاش
(1)
.
[الفتنة عند التتار]
ووقعت فتنة عند ملك التتار أوجبت قتل جماعة من الأعيان، منهم الوزير سعد الدين، والأمير يحيى بن جلال الدين صاحب سنجار والأوي
(2)
. وكان سبب قتلهم أنهم عملوا على قتل الملك والاستبدال به، ووصل الخبر بذلك إلى دمشق في ذي القعدة.
[عودة الأمير قرا سنقر من طريق الحج]
وفي يوم الإثنين عاشر ذي القعدة وصلت الأخبار إلى دمشق برجوع الأمير شمس الدين قرا سنقر من طريق الحجّ بعد أنّ وصل إلى بركة زيزى، وأنه لحق بمهنّا بن عيسى خائفا على نفسه ومعه جماعة من حوله عدّوا البركة، وأقام عنده مدّة
(3)
، ثم دخل مملكة التتار في السنة الآتية
(4)
.
[وفاة الأميرين أسندمر وبتخاص]
90 -
وفي شهر ذي القعدة وصل الخبر إلى دمشق بموت الأمير سيف الدين أسندمر.
91 -
وسيف الدين بتخاص في الاعتقال بالكرك
(5)
.
(1)
وقال ابن حجر: «ولد في حدود سنة ثلاثين، وقدم الديار المصرية مجرّدا فسكن في قوص فقرأ على الشيخ شمس الدين الأصبهاني وهو يومئذ حاكمها، وأتقن الفنون، ثم قدم القاهرة فأعاد بالصاحبية، ودرّس بالشريفية، وانتصب للإقراء، فكان لا يفرغ لنفسه ساعة واحدة ويقرأ عليه المسلمون واليهود والنصارى، وصحب الجاشنكير وارتفعت منزلته عنده، ثم تعصّب عليه الشيخ نصر المنبجي فعزله من خطابة جامع القلعة، ثم ولّي خطابة جامع طولون ومشى حاله في الدولة الناصرية، ودرّس بالمعزّية بمصر، وصنّف شرح التحصيل في ثلاث مجلّدات، وعمل أجوبة على مسائل من المحصول، وشرح ألفيّة ابن مالك. قال الكمال الأدفوي: جئته لأقرأ عليه فقال لي: مالك شغل؟ قلت: لا. قال: احضر بعد العصر، فإن اتفق اقرأ، ففعلت ذلك فلم يخلّ يوما بالخروج إليّ. وكان حسن الصورة، مليح الشكل، حلو العبارة، عالما بالفنون من الفقه والأصول والنحو والمنطق والأدب والرياضيات، وشرح منهاج البيضاوي في مجلّدة لطيفة، واعتذر في خطبته بكبر السنّ، وكان كريم الأخلاق، يسعى في قضاء حوائج الناس ويبذل جاهه لمن يقصده. وله ديوان خطب وشعر، وذكر شعرا.
(2)
هكذا ضبط في نسخة ليدن 1/ 186.
(3)
في نسخة ليدن 1/ 186 «ومعه جماعة من خواصّه ومماليكه، وأقام عنده مدة» .
(4)
خبر قراسنقر في: الدرّ الفاخر 218، ونهاية الأرب 32/ 183، والنهج السديد 3/ 205، والبداية والنهاية 14/ 63، والسلوك ج 2 ق 1/ 108،109.
(5)
خبر وفاة الأميرين في: الدر الفاخر 211، والبداية والنهاية 14/ 64 وفيه «بنخاص» .
[وفاة الفقيه سعد الزواوي]
92 -
وفي ليلة الإثنين السابع عشر من ذي القعدة توفي الشيخ الفقيه، العدل، شرف الدين، سعد بن عمر الزواوي، المالكيّ، ودفن ظهر الإثنين بمقابر باب شرقي بالقرب من قبر ضرار بن الأزور، رضي الله عنه.
وكان شيخا كبيرا من أعيان المالكية. شهد بالعقيبة من مدّة طويلة، وتولّى وقف المالكية، وكان له اختصاص بالقاضي جمال الدين المالكيّ.
[وصول جماعة من عسكر مصر إلى دمشق]
وفي يوم الخميس العشرين من ذي القعدة وصل إلى دمشق جماعة من العسكر المصريّ نحو خمسة آلاف فارس، ومقدّمهم قرا لاجين، ومنهم الأمير /183 ب/سيف الدين أرغون الناصري، فأقاموا يومين وتوجّهوا إلى جهة حمص
(1)
.
[التوقيع بنظر جامع دمشق]
ووصل توقيع لجمال الدين ابن الصدر سليمان بإعادته إلى نظر الجامع فباشره في الثالث والعشرين من ذي القعدة، عوضا عن تقيّ الدين ابن السلعوس،
وباشر أيضا نظر الأوقاف بهاء الدين ابن الجمال يحيى الحنفيّ.
[وفاة رضيّ الدين المخزومي]
93 -
وفي ليلة الخميس العشرين من ذي القعدة توفي رضيّ الدين ولد الشيخ المحدّث تاج الدين إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن علي بن عبد العزيز بن قريش المخزومي المصريّ بها، ودفن من الغد بالقرافة.
وكان محتسب مصر، وسمع كثيرا من النجيب عبد اللطيف، وغيره.
[وفاة تاج الدين المعروف بالطويل]
94 -
وفي ليلة السبت الثاني والعشرين من ذي القعدة توفي الصدر الكبير، تاج الدين، المعروف بالطويل
(2)
المسلماني، ناظر الدواوين بالديار المصرية، وكانت وفاته بالقاهرة.
(1)
خبر وصول الجماعة في: نهاية الأرب 32/ 185، والنهج السديد 3/ 207، والبداية والنهاية 14/ 63.
(2)
انظر عن (الطويل) في: نهاية الأرب 32/ 182، والنهج السديد 3/ 215، والسلوك ج 2 ق 1/ 114، والدرر الكامنة 1/ 516 رقم 1403.
وكان فيه مروءة وكفاءة
(1)
.
ذو الحجّة
[وفاة الأمير سنقر شاه الظاهري]
95 -
وفي آخر يوم الإثنين ثاني ذي الحجّة توفي الأمير الكبير، شمس الدين سنقر شاه
(2)
الظاهري، أحد أمراء دمشق، ودفن بكرة الثلاثاء بمقابر الصوفية. حضر جنازته نائب السلطنة وقاضي القضاة.
وكان ساكنا بالعقيبة عند حمّام الجلال.
[قضاء العسكر الشامي]
ووصل الشيخ كمال الدين ابن الشريشي إلى دمشق عشيّة السبت سابع ذي الحجّة مستمرّا على الوكالة
(3)
، ومتولّيا قضاء العسكر الشاميّ، وحضر الناس للسلام عليه، ولبس الخلعة يوم عرفة
(4)
.
[توجّه تقادم من الجيش المصري إلى البلاد الشمالية]
وفي يوم عرفة وصل من الجيش المصريّ ثلاث تقادم ولم يقيموا بدمشق، بل توجّهوا إلى البلاد الشمالية، ومقدّمهم الأمير سيف الدين قلّي
(5)
.
[وفاة تاج الدين عبد الحليم الرّقّي]
96 -
وفي يوم الجمعة آخر النهار ثالث عشر ذي الحجّة توفي الشيخ الأجلّ، العدل الكبير، الفقيه، المقرئ، تاج الدين، أبو محمد، عبد الحليم
(6)
بن أبي
(1)
وقال ابن حجر: «كان كاتبا مطبقا، مدحه ابن دانيال وغيره، ونسب إليه من الشعر ما أمر بنقشه على دواته: دواتنا سعيده ليس بها من متربه عروس حسن جليت منقوشة مكتبه قد انطالت حليتها على الكرام الكتبه
(2)
انظر عن (سنقر شاه) في: نهاية الأرب 32/ 193، والنهج السديد 3/ 215، وذيل تاريخ الإسلام 115 رقم 329، وأعيان العصر 2/ 283 رقم 753، والسلوك ج 2 ق 1/ 113، والدرر الكامنة 2/ 174،175 رقم 1894.
(3)
في نسخة ليدن 1/ 188 «مستمرّا على وكالة بيت المال» .
(4)
خبر القضاء في: البداية والنهاية 14/ 63.
(5)
خبر التقادم في: نهاية الأرب 32/ 185، والنهج السديد 3/ 207،208، والبداية والنهاية 14/ 63 وفيه «ملي» ، والسلوك ج 2 ق 1/ 109، وفي نسخة ليدن 1/ 189 «مكي» .
(6)
انظر عن (عبد الحليم) في: ذيل تاريخ الإسلام 115 رقم 330.
بكر بن رضوان بن ثابت الرّقّي، الحنفيّ، ودفن ضحوة نهار السبت بمقبرة باب الصغير، وحضره قاضي القضاة، والخطيب، وجماعة.
ومولده يوم الأربعاء منتصف ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وستماية بالرّقّة.
روى جزءا من الحديث عن ابن أبي اليسر، سمعه منه سنة ستّين وستماية.
وكان فقيها، مشكور السيرة في شهاداته، خيّرا مباركا.
[مشيخة الشيوخ بدمشق]
/184 أ/ووصل شيخ الشيوخ شهاب الدين الكاشغري
(1)
الشريف من القاهرة، متولّيا مشيخة الشيوخ بدمشق، ونزل بالخانقاه السميساطيّة في الثالث والعشرين من ذي الحجّة، وقرئ تقليده في يوم الجمعة السابع والعشرين منه، وحضره جماعة منهم قاضي القضاة، والخطيب، وانصرف القاضي تقيّ الدين ابن الزكيّ
(2)
.
[وفاة قاضي القضاة محيي الدين المالكي]
97 -
وفي ليلة الخميس ثمان وعشرين ذي الحجّة توفي قاضي القضاة محيي الدين، محمد بن
(3)
قاضي القضاة زين الدين علي بن مخلوف بن ناهض
(4)
المالكيّ، بداره، جوار المدرسة الصالحية بالقاهرة، ودفن من الغد بالقرافة.
وكان مشكور السيرة، عاقلا، ديّنا، كثير السكون، يفضّله الناس على والده، وناب في الحكم مدّة عن والده. وكان من أبناء الأربعين.
[توجّه عبدون نائب قرا سنقر إلى باب السلطان]
ووصل عبدون نائب الأمير شمس الدين قرا سنقر إلى دمشق عشيّة السبت رابع عشر ذي الحجّة متوجّها إلى باب السلطان، ثم وصل الأمير فرج بن
(5)
الأمير شمس الدين المذكور وبعض مماليك والده يوم الخميس تاسع عشره وتوجّهوا أيضا إلى الديار المصرية
(6)
.
[كتابة السرّ بالديار المصرية]
وفي يوم الثلاثاء سابع عشره وصل الخبر إلى دمشق بتولية علاء الدين بن
(1)
في البداية والنهاية: «الكاشنغري» .
(2)
خبر المشيخة في البداية والنهاية 14/ 63.
(3)
الصواب: «ابن» .
(4)
انظر عن (ابن ناهض) في: نهاية الأرب 32/ 192، والسلوك ج 2 ق 1/ 114، والدرر الكامنة 4/ 90 رقم 249. وورد في نسخة ليدن 1/ 190 «وفي ليلة الخميس حادي عشر ذي الحجّة توفى أقضى القضاة محيي الدين. . .».
(5)
الصواب: «ابن» .
(6)
خبر عبدون في: نهاية الأرب 32/ 183.
تاج الدين ابن الأثير كتابة السرّ بالديار المصريّة، عوضا عن القاضي شرف الدين بن فضل الله، وانفصل شرف الدين، ورسّم له بمباشرة كتابة السرّ بالشام، عوضا عن أخيه، ورسّم لأخيه بكتابة الدرج بدمشق، ولم ينقص أحد من معلومه شيئا
(1)
.
[وفاة قاضي القضاة مسعود الحارثي]
98 -
وفي سحر يوم الأربعاء الرابع والعشرين من ذي الحجّة توفي الشيخ الإمام، الحافظ، عمدة المحدّثين، قاضي القضاة، سعد الدين، أبو محمد، مسعود
(2)
بن أحمد بن مسعود بن زيد الحارثي، الحنبليّ بالمدرسة الصالحية بالقاهرة، ودفن من يومه بالقرافة.
وكان من أعيان العلماء والمحدّثين، نشأ في العلم والصيانة، واشتغل، وسمع الحديث، وطلب بنفسه، وقرأ الكثير، ورحل إلى الإسكندرية وإلى دمشق، وحجّ غير مرّة. وسمع كثيرا من مشايخ عصره، وخرّج لنفسه ولجماعة من شيوخه. /184 ب/ وشرح بعض «سنن أبي داود» ، وشرح أيضا في الفقه، ولم يزل على طريقة حسنة جميلة إلى أن ترقّى إلى المناصب، وولّي مشيخة الحديث بالجامع الحاكمي، وتدريس الفقه بجامع ابن طولون، ثم ولّي قضاء الحنابلة بالديار المصرية، ودرّس بالمدرسة الصالحية والناصرية، وأقام حاكما سنتين ونصف
(3)
.
[وفاة موفّق الدين ابن سونج]
99 -
وفي ذي الحجّة توفي الشيخ الصالح موفّق الدين، محمد بن إبراهيم بن أحمد بن سونج
(4)
بن الحكيم بالقاهرة، ودفن خارج باب النصر.
وكان رجلا جيّدا، أقام أكثر عمره بالصالحية عطّارا، مشهورا، بالأمانة والديانة،
(1)
خبر كتابة السر في: البداية والنهاية 14/ 63، والسلوك ج 2 ق 1/ 107.
(2)
انظر عن (مسعود) في: نهاية الأرب 32/ 193، وذيل تاريخ الإسلام 112 رقم 300، وذيل العبر 64، والإعلام بوفيات الأعلام 299، والمعين في طبقات المحدّثين 229 رقم 235، وتذكرة الحفاظ 4/ 1495 رقم 1174، ومعجم شيوخ الذهبي 616 رقم 919، والمعجم المختص 281 رقم 360، ودول الإسلام 2/ 33، ومرآة الجنان 4/ 251، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 362، وتاريخ ابن الوردي 2/ 261، ونثر الجمان 2/ورقة 99 ب، والبداية والنهاية 14/ 64،65، وتذكرة النبيه 2/ 40، وأعيان العصر 5/ 416،417 رقم 1853، والسلوك ج 2 ق 1/ 113، والمقصد الأرشد، رقم 1145، والدرر الكامنة 4/ 347،348 رقم 946، والنجوم الزاهرة 9/ 221، والدر المنضد 2/ 461 - 463، وشذرات الذهب 6/ 28، وحسن المحاضرة 1/ 202، وإيضاح المكنون 2/ 28، ومعجم المؤلفين 12/ 225.
(3)
الصواب: «ونصف السنة» أو «ونصفا» .
(4)
لم أجد لابن سونج ترجمة. وفي نسخة ليدن 1/ 192 «موفق الدين محمد بن إبراهيم بن محمد بن سونج» .
وسمع في صغره من ابن عبد الدائم، ثم توجّه في الجفل إلى القاهرة وأقام بها.
وعجز عن الرجوع وتسبّب هناك، وكان حاله ضعيفا إلى أن أدركه أجله هناك، رحمه الله تعالى.
***
[من وفيات هذه السنة]
[وفاة ركن الدين ابن نهار البكري]
100 -
وفي آخر هذه السنة توفي الشيخ الإمام، الخطيب، ركن الدين، أبو القاسم، محمد بن يوسف بن عبد الله بن عبد الباقي بن مكي بن إسماعيل بن يحيى بن نهار البكري
(1)
، الإسكندري، المالكيّ، نزيل مصر.
وكان خطب بجامع ابن طولون مدّة، وسمع من ابن رواج بالإسكندرية الجزء الرابع والخامس والسادس من «الثقفيّات» في سنة إحدى وأربعين وستماية، وسمع من ابن الجمّيزي «مشيخته» و «الأربعين» اللّتين خرّجهما له الرشيد العطّار.
ومولده في شهر رمضان سنة سبع وعشرين وستماية بالإسكندرية.
[وفاة كمال الدين عبد الله الغرناطي]
101 -
وفي هذه السنة توفي الشيخ الإمام، العالم، الفاضل، الفقيه، المقرئ، النحوي، الصالح، كمال الدين، أبو محمد، عبد الله بن علي بن سليمان الغرناطي
(2)
، المالكيّ، بالقدس الشريف.
وكان موته قبل جمادى الأولى.
وكان رجلا صالحا، عارفا بالنحو والقراءات، وله مشاركة في الفقه، وأقرأ الناس بحلب نحو عشر سنين، وعاد إلى المغرب، وجدّد العهد بأهله وبعض شيوخه، ثم رجع وأقام بالبيت المقدس شيخ الإقراء، ومدرّسا وإماما للمالكية.
سمع بقراءتي «سنن أبي داود» على ابن البخاري، وغير ذلك، وروى بالقدس الشريف.
(1)
انظر عن (البكري) في: ذيل تاريخ الإسلام 115 رقم 331، ومعجم شيوخ الذهبي 590 رقم 877، والدرر الكامنة 4/ 298 رقم 828، وشذرات الذهب 6/ 38.
(2)
انظر عن (الغرناطي) في: ذيل تاريخ الإسلام 115 رقم 322، وأعيان العصر 2/ 708 رقم 885، وغاية النهاية 1/ 436، والدرر الكامنة 2/ 274 رقم 2170.
/185 أ/
سنة اثنتي عشرة وسبعماية
المحرّم
أوّله الثلاثاء كامل، وهو التاسع من شهر أيّار.
[وفاة علاء الدين علي الهندي]
102 -
في عشيّة الأربعاء، ثانيه، توفي علاء الدين، علي بن الشيخ جمال الدين أحمد بن محمود بن عبد الله بن الهندي
(1)
، نقيب دار الحديث الأشرفية، ودفن يوم الخميس بسفح قاسيون عند والده.
وكان رجلا جيّدا، حجّ وجلس مع الشهود بالعقيبة، وكان فقيها بالمدارس، رحمه الله تعالى.
[وفاة عفيف الدين ابن الفارع الحموي]
103 -
وفي ليلة الجمعة أول الليل الرابع من المحرّم توفي الشيخ الجليل، الصدر، الفاضل، الكبير، عفيف الدين، أبو الفضائل، عبد الخالق
(2)
بن الصدر علاء الدين أبي علي بن زين الدين عمرو بن محمد بن عمرو بن الفارع
(3)
الحموي، الشافعيّ، بداره بدرب العجم بدمشق، وصلّي عليه عقيب الجمعة بجامع دمشق، ودفن بسفح جبل قاسيون.
ومولده في سلخ رجب سنة ثمان وثلاثين وستماية.
روى لنا عن شيخ الشيوخ شرف الدين عبد العزيز الحموي «جزء ابن عرفة» ، قراءة عليه في سنة خمس وخمسين وستماية، وعن ابن عبد الدائم، والنجيب عبد اللطيف، وسمع من الباذرائي، وجماعة.
وكان موصوفا بالمروءة والمكارم وقضاء الحقوق.
(1)
لم أجد لابن الهندي ترجمة.
(2)
انظر عن (عبد الخالق) في: معجم شيوخ الذهبي 282 رقم 391، وذيل تاريخ الإسلام 119 رقم 351، والمعجم المختص 135 رقم 156 وفيه:«مات في أول سنة 713» ، والدرر الكامنة 2/ 320 رقم 2272.
(3)
في ذيل تاريخ الإسلام، ومعجم الشيوخ:«الفارغ» ، والمثبت يتفق مع المعجم المختص.
وهو ابن أخت قاضي القضاة تقيّ الدين ابن رزين.
وكان تقدّم له اشتغال، وحفظ «التنبيه» ، وقرأ الحديث، ثم خدم بعض الأمراء بالقاهرة، ثم ولّي نظر الصدقات بدمشق مدّة.
[توجّه عدد من الأمراء إلى ابن مهنّا]
وفي يوم السبت خامس المحرّم توجّه من دمشق الأمير عزّ الدين الزردكاش، وأميران آخران، وهما: بلبان الدمشقي، وآخر، إلى الأمير جمال الدين الأفرم، وتوجّهوا كلّهم إلى الأمير شمس الدين قرا سنقر، وانحازوا عن البلاد، وأقاموا عند مهنّا في البرّية، وكاتبوا السلطان
(1)
.
[وفاة إبراهيم بن داود الهكاري]
104 -
وفي يوم الثلاثاء الثامن من المحرّم توفي الشيخ الصالح، المقرئ، بقيّة السلف، أبو إسحاق، إبراهيم بن داود بن نصر الهكاري
(2)
، الصوفيّ، وصلّي عليه عصر النهار بجامع دمشق، ودفن بمقبرة باب الصغير بالقرب من قبور/185 ب/ الصحابة، رضي الله عنهم.
وكان رجلا مباركا، كثير التلاوة والعبادة، وأقرأ الناس القرآن مدّة طويلة بجامع دمشق، وكان من أصحاب الشيخ شمس الدين الخابوري خطيب حلب.
وروى لنا «جزء ابن عرفة» عن شيخ الشيوخ شرف الدين عبد العزيز الأنصاريّ.
وجاوز الثمانين من العمر، رحمه الله تعالى.
[الصلاة على غائبين]
وفي يوم الجمعة حادي عشر المحرّم صلّي بجامع دمشق على غائبين ماتا بالقاهرة، وهما:
-قاضي القضاة، سعد الدين، مسعود
(3)
الحارثي، الحنبليّ.
-والقاضي محيي الدين ابن قاضي القضاة زين الدين المالكيّ
(4)
.
وقد تقدّم موتهما في ذي الحجّة.
[ديوان الإنشاء بدمشق]
وفي يوم السبت التاسع عشر من المحرّم وصل القاضي شرف الدين ابن
(1)
خبر الأمراء في: نهاية الأرب 32/ 186، والنهج السديد 3/ 209، ودول الإسلام 2/ 217، وتاريخ سلاطين المماليك 157، والبداية والنهاية 14/ 65.
(2)
انظر عن (الهكاري) في: ذيل تاريخ الإسلام 120 رقم 353، والدرر الكامنة 1/ 26 رقم 62، ومعجم شيوخ الذهبي 107 رقم 132.
(3)
تقدّم برقم (97).
(4)
تقدم برقم (96).
فضل الله إلى دمشق متولّيا صحابة ديوان الإنشاء بدمشق، عوضا عن أخيه محيي الدين.
ورسّم باستمرار أخيه في الديوان ولم ينقص من معلومهما شيء، وخرج الناس لتلقّيه والسلام عليه وتجديد العهد به.
[أخبار الحجّاج عن المطر ورخص الأسعار]
وفي عشيّة الأحد العشرين من المحرّم وصلت كتب الحجّاج وأخبارهم، وأنها كانت سنة كثيرة الأمطار، والمياه كثيرة، رخيصة الأسعار، وأنّ الماء وجد في الرجوع في المفاوز المشقّة من المدينة الشريفة إلى هديّة
(1)
في أربعة مواضع، وأنهم مطروا بالمدينة النبويّة، وبعرفات المشرّفة مطرا كثيرا، والحمد لله.
[وصول الركب الحجازي]
ووصل الركب الحجازيّ إلى دمشق المحروسة بكرة الثلاثاء التاسع والعشرين من المحرّم، وخرج الناس لتلقّيهم، نائب السلطنة والقضاة والأكابر كما جرت العادة.
[وصول أمير إلى دمشق]
وفي سلخ المحرّم وصل الأمير سيف الدين ألطنقش إلى دمشق.
صفر
أوله الخميس، ناقص.
[وفاة عزّ النساء]
105 -
وفي سحر يوم الإثنين خامس صفر توفيت الشيخة الصالحة، أمّ عبد الله، عزّ النساء
(2)
بنت الشيخ العدل شمس الدين محمد بن عبد العزيز بن علي بن هبة الله بن خلدون بدارها بدمشق، ودفنت من الغد بسفح جبل قاسيون بتربة لهم.
روت لنا بالإجازة عن عبد اللطيف بن القبّيطي، والكاشغري، وابن/186 أ/ أبي الفخار الهاشميّ.
وكانت امرأة كبيرة من بنات الثمانين، وكان والدها من أعيان العدول تحت الساعات بدمشق.
(1)
تقدم التعريف بها.
(2)
انظر عن (عز النساء) في: ذيل تاريخ الإسلام 120 رقم 354، ومعجم شيوخ الذهبي 416 رقم 606، وأعلام النساء 3/ 279.
[وفاة زين الدين الشيباني]
106 -
وفي آخر نهار الأربعاء سابع صفر توفي الشيخ الصالح الزاهد، العابد، بقيّة السلف، الصالح، زين الدين، أبو محمد، عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن علي بن موسى بن عبد الرحمن الشيباني
(1)
، الفارقي، ثم الحموي، خطيب قرية يلدا بالقرية المذكورة، ودفن يوم الخميس ثامن الشهر بمقبرة القرية، وحضره خلق كثير.
ومولده بحلب سنة ستّ وعشرين وستماية.
وأقام بقرية يلدا أكثر من ثلاثين سنة. وروى شيئا نازلا عن الشيخ شمس الدين ابن أبي عمر «الخطب النباتية» وغيرها. وكان رجلا صالحا، مباركا، مقصودا بالزيارة، وقرأ القرآن وشيئا من الفقه. وكانت أخلاقه كريمة، لطيفة، وانحنى كثيرا. وكان يدخل إلى البلد بعد مدّة فيتبرّك الناس به، ويقبّلون يده، ويلتمسون دعاءه.
وأسمعت عليه ابني محمد أحاديث من «جزء الأنصاري» .
[وفاة ابن صنافر الحرّاني]
107 -
وفي يوم الخميس ثامن صفر توفي عليّ بن صنافر
(2)
الحرّاني، خال جمال الدين يوسف بن عبيد بن الحرّاني التاجر.
وكان من الحرّانيّين المشهورين، ودفن بالصوفية، وحضره جمع كبير.
[وفاة ابن حسّان الحرّاني]
108 -
وفي يوم الإثنين ثاني عشر صفر توفي الشيخ عمر بن حسّان
(3)
بن علي الحرّاني، بوّاب باب الزيادة بجامع دمشق، ودفن بمقابر باب الصغير.
وسمع معنا كثيرا من أصحاب ابن طبرزد.
وكان رجلا جيّدا، صالحا، وكان والده من الصالحين المعروفين بحرّان.
[خسوف القمر]
وفي ليلة الثلاثاء ثالث عشر صفر خسف القمر قبل عشاء الآخرة، (وصلّى الخطيب جلال الدين عشاء الآخرة)
(4)
، ثم شرع في صلاة الخسوف
(5)
فقرأ في القيام
(1)
انظر عن (الشيباني) في: معجم شيوخ الذهبي 304 رقم 430.
(2)
لم أجد لابن صنافر ترجمة. وفي نسخة ليدن 1/ 199 «علي بن طاهر» .
(3)
لم أجد لابن حسان ترجمة.
(4)
ما بين القوسين من هامش المخطوط، ومن نسخة ليدن 1/ 200.
(5)
في نسخة ليدن 1/ 200 «الكسوف» ، وهو غلط.
الأول بقاف
(1)
، وفي القيام الثاني ب {اِقْتَرَبَتِ السّاعَةُ}
(2)
، وفي القيام الثالث بالواقعة
(3)
، وفي الرابع بالقيامة
(4)
. وخطب على المنبر، وأقام هذه السّنّة
(5)
.
[الاحتياط على أموال الخارجين عن الطاعة]
وفي يوم الثلاثاء ثالث عشر صفر وصل البريد بمرسوم سلطاني بالاحتياط على أموال الأمراء الخارجين عن الطاعة: الأمير شمس الدين قرا سنقر، والأمير جمال الدين الأفرم، والأمير/186 ب/عزّ الدين أيدمر الزّردكاش، وغلمانهم وذخائرهم وحواصلهم وأملاكهم.
[قطع خبز مهنّا]
ووصل الخبر إلى دمشق في سابع صفر أنه قطع خبز مهنّا وجعل عوضه أخوه محمد
(6)
.
[طلب أميرين إلى القاهرة]
وفي هذا التاريخ طلب من دمشق: ابن الزّردكاش، وابن الأفرم، فجهّزا إلى القاهرة.
[وفاة ثابت القرشي]
109 -
وفي يوم الأربعاء الثاني والعشرين من صفر توفي الشيخ ثابت
(7)
بن أحمد ابن الحافظ رشيد الدين يحيى بن علي بن عبد الله القرشي، المصريّ، المعروف جدّه بالعطار، بمصر. ودفن بالقرافة.
روى الحديث عن جدّه، وسمع منه الطلبة لتحصيل حرف الثاء
(8)
، فإنه قليل في الرواة.
ومولده في عاشر المحرّم سنة أربع وخمسين وستماية بمصر.
[وفاة القاضي صدر الدين الملطي]
110 -
وفي هذا اليوم توفي القاضي صدر الدين، سليمان بن القاضي
(1)
قاف-ق، السورة رقم 50.
(2)
سورة القمر، الآية 1.
(3)
سورة الواقعة رقم 56.
(4)
سورة القيامة رقم 75.
(5)
خبر الخسوف في: النهج السديد 3/ 216.
(6)
خبر الخبز في: النهج السديد 3/ 217 وفيه: «فضل وولده أبو بكر» ، والبداية والنهاية 14/ 65.
(7)
لم أجد للثابت ترجمة.
(8)
يريد من يبدأ اسمه بحرف الثاء، وهو قليل.
نجم الدين داود بن مروان الملطي
(1)
، الحنفي، مدرّس الظاهرية بالقاهرة، ودفن يوم الخميس بالقرافة.
[إمساك نائب حمص]
وقدم الأمير ركن الدين بيبرس العلائي نائب حمص إلى دمشق وتوجّه إلى الديار المصرية بكرة الخميس الثاني والعشرين من صفر، وعاد إلى نيابته، ثم مسك بعد شهر ونصف
(2)
.
[وفاة الفقيه شرف الدين البعلبكي]
111 -
وفي يوم الخميس الثاني والعشرين من صفر توفي الشيخ الصالح الفقيه الزاهد، شرف الدين، إبراهيم بن الشيخ أحمد بن حاتم بن علي البعلبكي
(3)
ببعلبك، ودفن من يومه بمقبرة الشيخ عبد الله اليونيني ظاهر بعلبك.
وكان شيخا صالحا، مباركا، من أصحاب الشيخ الفقيه محمد اليونيني، صحبه كثيرا، واشتغل عليه بالفقه، وكان كثير الصلاة والصيام، يبدأ من لقي بالسلام، يحبّ الإصلاح بين الناس، ويعلّم من أمكنه أمر الدين. عفيف النفس، لم يشتغل بشيء من أسباب الدنيا ومكاسبها.
مولده في سنة إحدى وثلاثين وستماية ببعلبك.
وكان إمام مسجد مطاعن، وهو بسوق جفنه.
سمع من: سليمان الإسعردي، وأبي سليمان بن الحافظ عبد الغني، ومحمد بن إسماعيل خطيب مردا. وأجاز له ابن اللتّي، وابن بهروز، ونصر بن عبد الرزاق، والأنجب الحمّامي، وابن روزبة، وابن القبّيطي، والكاشغري، /187 أ/ وابن الخازن، وغيرهم.
وأضرّ في آخر عمره، وثقل سمعه، وشقّ السماع عليه.
سمعنا منه بدمشق وبعلبك.
(1)
انظر عن (الملطي) في: الدرر الكامنة 4/ 151 رقم 1842.
(2)
خبر نائب حمص في: نهاية الأرب 32/ 195، ودول الإسلام 2/ 217، والنهج السديد 3/ 212، والبداية والنهاية 14/ 65، وذيل العبر 66.
(3)
انظر عن (البعلبكي) في: ذيل تاريخ الإسلام 116،117 رقم 336، وذيل العبر 68، ومعجم شيوخ الذهبي 97 رقم 119، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 468، وأعيان العصر 1/ 47،48 رقم 4، والوافي بالوفيات 5/ 311، والدرر الكامنة 1/ 7،8، والمنهل الصافي 1/ 23، وشذرات الذهب 6/ 29، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 1/ 200،201 رقم 9.
[وفاة الفقيه شمس الدين الخياط]
112 -
وتوفي الفقيه شمس الدين، محمد بن محمود بن منصور
(1)
الخيّاط، النقيب بالتربة الأشرفية، والساكن بدويرة حمد، في يوم الإثنين السادس والعشرين من صفر، ودفن من يومه بمقابر باب الصغير.
وكان قدم من الحجّ ومرض أول قدومه قبل دخوله الحمّام، فبقي دون الشهر ومات، تقبّل الله حجّه وعوّضه بالجنّة.
كان حفظ «التنبيه» ، واشتغل، وتزوّج بنت شمس الدين إمام الحنابلة، وماتت عنده، ثم تزوّج بنت شمس الدين ابن شبل المالكيّ، وحصّل جهات. وكان صاحب سعي واجتهاد.
[وفاة أمين الدين المعروف بالمسلماني]
113 -
وفي يوم الأحد الخامس والعشرين من صفر توفي الشيخ الفاضل، الصدر، أمين الدين، أبو محمد، عبد الله بن إسماعيل بن أبي صالح الدمشقي، ثم الحلبي، الكاتب، المعروف بالمسلماني
(2)
، بسفح جبل قاسيون، ودفن من يومه به، بتربة له.
ومولده في رمضان سنة خمس وعشرين وستماية بدمشق.
وهداه الله إلى الإسلام في ذي الحجّة سنة أربع وخمسين وستماية بالرّها. وكان من المشهورين بكتابة الديوان. ولّي نظر الحشر وغيره.
وروى لنا جزءا فيه «عوالي مالك» للخطيب، عن الشيخ تقيّ الدين ابن أبي اليسر، وكان بينهما مرافقة في ديوان السّكّر. وحجّ إلى بيت الله الحرام، وكان عنده انقطاع وسكون ورياضة، وكان من أصحاب العفيف التلمساني وأضرابه.
[وفاة عزّ الدين يوسف الزرندي]
114 -
وفي صفر توفي الشيخ الإمام، المحدّث، عزّ الدين، أبو المظفّر، يوسف
(3)
بن الحسين
(4)
بن محمد بن محمود بن الحسن الأنصاري، الخزرجي، الشافعي، الزّرنديّ
(5)
، وهو متوجّه من المدينة النبوية-على ساكنها أفضل الصلاة
(1)
لم أجد لابن منصور ترجمة.
(2)
انظر عن (المسلماني) في: الدرر الكامنة 2/ 249 رقم 2122.
(3)
انظر عن (يوسف) في: الدرر الكامنة 4/ 452 رقم 1251، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 194، وتذكرة النبيه 2/ 48.
(4)
في الدرر: «الحسن» ، ومثله في التذكرة، ونسخة ليدن 1/ 204.
(5)
الزرندي: نسبة إلى زرند مدينة بين الري وسامره.
والسلام-إلى العراق، ووصل خبره إلى دمشق في رجب.
وكان شيخا فاضلا، له معرفة باللغة والحديث، وهو حسن الشكل، كثير التواضع.
مولده سنة ستّ وخمسين وستماية بزرند.
وأقام ببغداد مدّة، وسكن بمكة والمدينة واستوطنها وتأهّل بها، وحجّ أربعين حجّة. /187 ب/وسافر في حال إقامته بالمدينة إلى العراق والشام وديار مصر.
وسمع بمكة «الترمذيّ» على يوسف بن إسحاق الطبري، عن ابن البنّاء، وسمع ببغداد من الرشيد بن أبي القاسم، وبالقاهرة من الدمياطي.
وحمل أولاده إلى دمشق قبل موته بسنتين، وقرأ لهم «صحيح البخاري» وغيره.
قرأت عليه بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة ثلاث وسبعماية، وفي سنة عشر وسبعماية.
شهر ربيع الأول
أوله الجمعة ناقص (وهو)
(1)
سابع تمّوز.
[وصول الأمير أرغون وعودته إلى القاهرة]
وصل في أول يوم من شهر ربيع الأول إلى دمشق الأمير سيف الدين أرغون والعسكر، والمقدّم الأمير حسام الدين قرا لاجين من حمص، فأقاموا إلى يوم الخميس الرابع عشر منه، وتوجّهوا إلى القاهرة بعد أن حصل اليأس من قرا سنقر ومن تبعه، وتحقّق دخولهم إلى مملكة التتار
(2)
.
[نيابة السلطنة بحلب]
وفي يوم السبت ثاني ربيع الأول قدم الأمير سيف الدين سودي إلى دمشق متوجّها إلى حلب متولّيا نيابة السلطنة بها. وخرج نائب السلطنة الأمير جمال الدين الكركيّ والأمراء إلى تلقّيه ورجعوا وحضروا السماط
(3)
.
[سفر الأفرم إلى مصر]
وقرئ كتاب سلطانيّ فيه مرسوم للأمير جمال الدين النائب الأفرم بالتوجّه إلى
(1)
إضافة من نسخة ليدن 1/ 205.
(2)
خبر الأمير أرغون في: البداية والنهاية 14/ 65، وتذكرة النبيه 2/ 47.
(3)
خبر نيابة حلب في: نزهة المالك والمملوك 202، والدرّ الفاخر 243، ونهاية الأرب 32/ 194، والنهج السديد 3/ 218، وتاريخ سلاطين المماليك 157، والبداية والنهاية 14/ 65، وذيل العبر 65، وتذكرة النبيه 2/ 46.
حضرة السلطان بالقاهرة، فسافر من ساعته على البريد ولم يتأخّر
(1)
.
[طلب ناظر الجيش إلى مصر]
وفي هذا اليوم طلب على البريد الصدر
(2)
، قطب الدين موسى ابن شيخ السلامية ناظر الجيش، فتوجّه عصر النهار
(3)
.
[نيابة قرا لاجين بدمشق]
وتكلّم بعد سفر نائب السلطنة في النيابة الأمير حسام الدين قرا لاجين أياما إلى حين سفره.
[وفاة شهاب الدين ابن العسقلاني]
115 -
وفي سحر الإثنين الرابع من شهر ربيع الأول توفي الصدر، الفاضل، شهاب الدين، أبو العباس، أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن العسقلاني
(4)
، الدمشقي بقرية المزّة، ودفن من يومه بسفح قاسيون.
وكان من الكتّاب المتصرّفين. ولّي النظر بعدّة جهات في البرّ وفي البلد، وعنده فضيلة وأدب، وله نظم واشتغال متقدّم.
سمع من ابن البرهان «صحيح مسلم» ، وسمع «جزء ابن عرفة» من ابن عبد الدائم، ورواه لنا عنه. وسمع من عبد الله بن الخشوعي، وابن الأوحد/188 أ/ وابن خطيب القرافة، وابن أبي اليسر، وغيرهم.
[قضاء الحنابلة بالديار المصرية]
وفي حادي عشر شهر ربيع الأول ولّي القضاء بالديار المصرية على مذهب الإمام أحمد قاضي القضاة تقيّ الدين، أحمد بن قاضي القضاة عزّ الدين عمر بن عبد الله بن عمر بن عوض المقدسيّ، وهو ابن بنت الشيخ شمس الدين ابن العماد.
وكان المنصب شاغرا نحو ثلاثة أشهر
(5)
.
(1)
خبر سفر الأفرم في: ذيل العبر 66، والدرّ الفاخر 243، ونهاية الأرب 32/ 197، والنهج السديد 3/ 218، وتاريخ سلاطين المماليك 157، والبداية والنهاية 14/ 65.
(2)
في نسخة ليدن 1/ 206 «على البريد القاضي» .
(3)
خبر ناظر الجيش في: نزهة المالك والمملوك 204، والدرّ الفاخر 244، والنهج السديد 3/ 268، وتاريخ سلاطين المماليك 157، والبداية والنهاية 14/ 65، وذيل العبر 66.
(4)
لم أجد للعسقلاني ترجمة.
(5)
خبر قضاء الحنابلة في البداية والنهاية 14/ 65، والسلوك ج 2 ق 1/ 117، وذيل العبر 66.
[نظر ديوان الجيوش بالديار المصرية]
وفي السادس عشر من ربيع الأول وصل الخبر إلى دمشق بتولية قطب الدين ابن شيخ السلامية نظر ديوان الجيوش بالديار المصرية، عوضا عن فخر الدين المعروف بكاتب المماليك السلطانية، وأنّ فخر الدين عزل ونكب وصودر في عاشر الشهر، وبعد ذلك. وأخذ منه جملة مستكثرة
(1)
.
[وصول ثلاث تقادم من الديار المصرية]
ووصل إلى دمشق ثلاث تقادم من الديار المصرية، منهم الأمير سيف الدين تمر الساقي نائبا بطرابلس، (وهو الذي كان بحمص)
(2)
في يوم الجمعة الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول، ونزلوا بالمرج، ثم توجّهوا إلى القصب.
[نيابة طرابلس]
ثم استقرّ الأمير سيف الدين [تمر]
(3)
بطرابلس عوضا عن الأفرم
(4)
.
[توصية الأمراء بحفظ الثغور]
وفي الثامن والعشرين من ربيع الأول وصل كتاب السلطان إلى دمشق وقرئ بسوق الخيل على الأمراء، ولم يكن بدمشق نائب يتضمّن الثناء على الأمراء ووصيّتهم بالثغور، وأنّ النائب فصل.
[وصول الأمراء إلى ماردين]
وفي أواخر ربيع الأول وصل الأمراء قرا سنقر، والأفرم، والزردكاش، ومن معهم وغلمانهم نحو من أربعين نقيبا إلى ماردين، وتلقّاهم صاحبها وحمل إليهم بأمر خربندا ستين ألف درهم. وفي كل يوم ماية مكّوك شعير، وخمسين رأسا من الغنم، وأقاموا عنده في بستان تسعة أيام، وتوجّهوا، وودّعهم، وأرسل ولده معهم إكراما له.
شهر ربيع الآخر
أوله السبت، كامل.
(1)
خبر ديوان الجيش في: نهاية الأرب 32/ 195، والدرّ الفاخر 244، ونزهة المالك والمملوك 204، والنهج السديد 3/ 218، وذيل العبر 66، والبداية والنهاية 14/ 65، والسلوك ج 2 ق 1/ 116.
(2)
ما بين القوسين مكرّر في الأصل.
(3)
إضافة للتعريف. وفي نسخة ليدن 1/ 208 «ثم استقل» .
(4)
خبر نيابة طرابلس في: نهاية الأرب 32/ 194 و 195، وذيل العبر 66، والنهج السديد 3/ 217، والبداية والنهاية 14/ 65، والسلوك ج 2 ق 1/ 118.
[وفاة فخر الدين المرّاكشيّ]
116 -
في يوم السبت مستهلّ ربيع الآخر توفي الشيخ الفقيه، الفاضل، المقرئ، فخر الدين، أبو محمد، عبد الله بن محمد بن عبد الله المغربي، المرّاكشيّ
(1)
. وقع في حمّام السلاّرية ومات هناك
(2)
. /188 ب/وغسّل
(3)
(بالرواحية، وصلّي عليه عصر النهار بالجامع، ودفن بمقابر الصوفية.
وكان رجلا جيّدا، فقيها، مباركا، مشكورا، واشتغل كثيرا بالعلم، ونسخ بخطّه، وكان إمام المدرسة الرواحية، وفقيها بالمدارس، وقرأ بالروايات على الزواويّ. وروى الحديث عن الرشيد بن مسلمة، وسمع من جماعة، منهم: شمس الدين، محمد بن سعد المقدسي، وعبد الله بن الخشوعي، وابن طلحة، وإسماعيل العراقي، والعماد بن عبد الهادي/ليدن 1/ 210/واليلداني، والكفرطابي، والسديد بن علان، واليادري، وعثمان بن خطيب القرافة، والنجم بن النور البلخي، وابن عبد الدائم.
سألت ابن الشاطبي عن مقدار عمر المرّاكشي
(4)
المذكور، فقال: هو أكبر منّي بخمس سنين وأكثر.
ومولد الشاطبي سنة سبع وثلاثين وستماية، فيكون قد قارب الثمانين بمقتضى ذلك.
[وفاة الصدر ابن سحاب البعلبكي]
117 -
وفي يوم الخميس السادس من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ العدل، الفاضل، الأديب، الصدر، شهاب الدين، أبو العباس، أحمد بن الشيخ نجم الدين سليمان بن مروان بن علي بن سحاب
(5)
بن البعلبكّيّ بداره بدرب البقل بدمشق،
(1)
انظر عن (المراكشي) في: الدرر الكامنة 2/ 297 رقم 2222.
(2)
(3)
طمس كامل الوجهين 188 ب و 189 أ. والاستدراك من نسخة ليدن 1/ 209 - 213.
(4)
عن نسخة ليدن 1/ 210 «الشاطبي» .
(5)
انظر عن (ابن سحاب البعلبكي) في: أعيان العصر 1/ 222،223 رقم 110، وانظر عنه في: ذيل العبر 68، ومعرفة القراء الكبار 2/ 732،733 رقم 703، ومعجم شيوخ الذهبي 34، 35 رقم 27، ومنتخب معجم شيوخ ابن رافع، رقم 53، وغاية النهاية 1/ 58،59 رقم 252، و 1/ 570، ولسان الميزان 1/ 182، والدرر الكامنة 1/ 139 رقم 393، وشذرات الذهب 6/ 29 و 30، وموسوعة علماء المسلمين، قسم 2 ج 1/ 299،300 رقم 138) وسيأتي ابنه «محمد» برقم 122.
وصلّي عليه (عصر)
(1)
هذا اليوم بجامع دمشق، ودفن بسفح جبل قاسيون.
وكان تاجرا بالخوّاصين مدّة، ثم ترك ذلك وشهد على الحكام، ودخل في شهادة القيمة. وكان تقدّم له اشتغال في العربية والأدب ونظم الشعر، وله قصائد حسان، وقرأ القراءات على الشيخ/ليدن 1/ 211/علم الدين السخاوي، وعرض عليه من حفظه «الشاطبية» .
ورواها لنا عنه مرّات متعدّدة، وروى لنا عنه أيضا «جزء سفيان» ، و «جزء الصفّار» ، و «الأربعين السلفية» ، و «تاريخ هاشم بن مرثد» . وروى لنا «نسخة أبي مسهر»
(2)
عن المشايخ الأربعة: الحاج ابن الشيرازي، وابن علاّن، وابن ريش، وإبراهيم بن خليل، وغير ذلك.
ومولده في سنة سبع وعشرين وستماية بدمشق.
[وفاة الأمير قطلوبك الشيخي]
118 -
وفي خامس شهر ربيع الآخر توفي الأمير سيف الدين قطلوبك الشيخي
(3)
، أحد أمراء دمشق.
[وفاة الملك المنصور صاحب ماردين]
119 -
وفي التاسع من شهر ربيع الآخر توفي الملك المنصور، نجم الدين، أبو الفتح، غازي
(4)
ابن الملك المظفّر فخر الدين قرا رسلان ابن الملك السعيد نجم الدين غازي بن البني بن تمرتاش بن غازي بن أرتق، صاحب ماردين، ودفن بمدرستهم تحت القلعة عند أبيه/ليدن 1/ 212/وأجداده.
وكان شيخا في عشر السبعين.
أقام في سلطنة ماردين نحو عشرين سنة، وليها بعد أخيه السعيد داود، وولي بعده الأمير علي، ولقّب بالعادل، فبقي سبعة عشر يوما، ومات في الشهر المذكور.
وولي بعده أخوه الملك الصالح من الملك المنصور المذكور.
(1)
في نسخة ليدن 1/ 120 كتب في المتن «ظهر» ثم ضرب عليها وكتب «عصر» على الهامش.
(2)
في نسخة ليدن «مشهره» .
(3)
انظر عن (قطلوبك الشيخي) في: أعيان العصر 4/ 126، والدرر الكامنة 3/ 254 رقم 646.
(4)
انظر عن (الملك غازي) في: ذيل العبر 69، والإعلام بوفيات الأعلام 299، وذيل تاريخ الإسلام 120،121 رقم 367، ودول الإسلام 2/ 34، وتاريخ سلاطين المماليك 158، والمختصر في أخبار البشر 4/ 67، وتاريخ ابن الوردي 2/ 261، والبداية والنهاية 14/ 68، وأعيان العصر 4/ 23 رقم 1331، وتذكرة النبيه 2/ 40 و 48،49، والسلوك ج 2 ق 1/ 121، والدرر الكامنة 3/ 216، والنجوم الزاهرة 1/ 224، وشذرات الذهب 6/ 31.
ووصل الخبر إلى دمشق بموت الملك المنصور المذكور في الثالث والعشرين من الشهر المذكور.
وكان رجلا كامل الخلقة، سمينا، بدينا، إذا ركب تكون خلفه دائما
(1)
محفّة تخوّفا من تعب يحصل له، فتكون المحفّة مهيّأة له. وفي مرضه أخرج أهل السجون وتصدّق.
[إمساك الأمير ركن الدين بيبرس]
وفي بكرة الأحد تاسع ربيع الآخر مسك بحمص الأمير ركن الدين بيبرس العلائي، وحمل إلى دمشق في آخر يوم الإثنين، مسكه قجليس مملوك السلطان، والقرماني، وغيرهما.
[إمساك أمراء دمشق]
وفي يوم الإثنين عاشر ربيع الآخر مسك بدمشق/ليدن 1/ 213/من أعيان الأمراء أربعة أول النهار، وهم: الأمير سيف الدين طوغان، والأمير ركن الدين بيبرس السلحدار المعروف بالمجنون، والأمير علم الدين سنجر البرواني، والأمير ركن الدين بيبرس التاجي.
ومسك في آخر النهار الأمير سيف الدين كشلي، وكان وصل مع العلائي
(2)
.
[توجّه الأمراء إلى الكرك]
وفي ليلة الأربعاء ثاني عشر الشهر المذكور توجّهوا
(3)
الأمراء الستة المذكورون، ومعهم من يحفظهم من الأمراء والجند إلى الكرك.
[الحريق بباب السلامة]
وفي ليلة الثاني عشر من ربيع الآخر وقع حريق داخل باب السلامة
(4)
، احترق فيه أماكن ودور منها دار نجم الدين بن أبي الفوارس عامل الصدقات.
[وفاة عزّ الدين قاضي الصنمين]
120 -
وفي يوم الجمعة رابع عشر ربيع الآخر توفي القاضي عزّ الدين، عبد العزيز بن عباس بن سلامة بن عبد العزيز، قاضي الصنمين.)
(5)
/189 ب/ودفن من يومه بها وكان قاضيها من نحو خمسين سنة.
(1)
في الأصل: «دايم» .
(2)
خبر إمساك الأمراء في: البداية والنهاية 14/ 65.
(3)
الصواب: «توجّه» .
(4)
في البداية والنهاية 14/ 65 «باب السلامية» .
(5)
ما بين القوسين من نسخة ليدن 1/ 209 - 213.
وكان رجلا جيدا، كريما، خيّرا، وأضيف إليه في أواخر عمره قضاء نوى أيضا.
ووجدت لوالده سماعا بدمشق على ابن الزبيديّ.
[وفاة ابن السنهوري]
121 -
وفي السابع عشر من ربيع الآخر توفي ابن السنهوري
(1)
، الكاتب المشهور بالقاهرة.
[وفاة عفيف الدين المرداوي]
122 -
وفي يوم الثلاثاء ثامن عشر ربيع الآخر توفي الشيخ الخطيب، عفيف الدين، أبو محمد، عبد الرحمن بن الشيخ الخطيب أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن أحمد بن أبي الفتح المرداوي
(2)
، المقدسي، خطيب مردا، بها، ودفن هناك.
ومولده تقريبا سنة ثلاثين وستماية بمردا.
وكان ورد دمشق مع والده، وقرأ الحديث بنفسه في سنة ثلاث وخمسين، وسمع الكثير على والده، وابن عبد الدائم، وخطب مدّة طويلة بالقرية المذكورة، وحدّث قديما. سمع منه ابن الخبّاز سنة خمس وستين وستماية.
قرأت عليه بدمشق ومردا.
[وفاة شهاب الدين ابن الواسطي]
123 -
وفي الثامن عشر من ربيع الآخر توفي بحلب الصدر الكبير، شهاب الدين، غازي
(3)
بن شمس الدين أحمد بن الواسطيّ.
وكان ناظرا هناك، وولّي نظر حلب غير مرة، وولّي نظر طرابلس، ونظر دمشق، وولّي وزارة الصحبة في الدولة المنصورية. وكان شيخا كبيرا من أبناء الثمانين. ولم يزل يتنقّل في الخدم السلطانية، وله حرمة وقدم هجرة.
(1)
انظر عن (ابن السنهوري) في: نهاية الأرب 32/ 201، والسلوك ج 2 ق 1/ 122، والدرر الكامنة 2/ 358 رقم 2394، واسمه: عبد الرحيم بن عبد الوهاب بن فضل بن يحيى السمنودي، تاج الدين ابن تقيّ الدين. وهو تعانى الكتابة والخدم وترقّى إلى أن ولي نظر الدولة فباشرها مدّة ستين سنة لم ينكب فيها مع كثرة من رافقه من الوزراء، ومات مصروفا عنها في يوم الثلاثاء سابع شهر ربيع الآخر. . وقد جاوز المائة، وكان خيّرا، ديّنا، أمينا بالأمور، جوادا، كثير البرّ، كثير التبذيرات».
(2)
انظر عن (المرداوي) في: الدرر الكامنة 2/ 341 رقم 2346.
(3)
انظر عن (غازي) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 127،128 رقم 203، ونهاية الأرب 32/ 201، ونكت الهميان 244، وأعيان العصر 4/ 21،22 رقم 1330، والدرر الكامنة 3/ 214، 215 رقم 515.
[إمساك جماعة أمراء]
وفي التاسع عشر من ربيع الآخر وصل الخبر إلى دمشق بمسك الأمير ركن الدين بيبرس الدوادار نائب السلطنة، والأمير جمال الدين آقوش الأفرم نائب دمشق، والأمير شمس الدين سنقر الكمالي الحاجب، و (أنهم حبسوا في برج)
(1)
بقلعة القاهرة، وخمسة غيرهم من الأمراء لم أضبط أسماءهم
(2)
.
[نيابة السلطنة بدمشق]
وفي يوم الخميس العشرين من ربيع الآخر دخل دمشق الأمير الكبير سيف الدين تنكز الملكي الناصري متولّيا نيابة السلطنة بالشام المحروس، ووصل معه جماعة من المماليك السلطانية الأمراء، منهم الأمير الحاج سيف الدين أرقطاي
(3)
أقام بدمشق على/190 أ/خبز بيبرس العلائي، وخرج أهل دمشق للتلقّي والفرجة، واحتفلوا لذلك، ونزل بدار السعادة، وعند وصوله وقع مطر جيّد، وهذا اليوم هو الرابع والعشرين
(4)
من آب. وحضر يوم الجمعة إلى الجامع وصلّى بمقصورة الخطابة، وأشعلت الشموع في طريقه
(5)
.
[وفاة الأديب شمس الدين ابن البعلبكي]
124 -
وفي يوم السبت الثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ الأجلّ، الأديب، شمس الدين، محمد بن
(6)
شيخنا شهاب الدين أحمد بن سليمان بن مروان بن علي بن سحاب بن البعلبكيّ، الدمشقيّ. وصلّي عليه ظهر هذا اليوم بالجامع المظفّري بسفح قاسيون، ودفن بتربة والده.
(1)
ما بين القوسين من نسخة ليدن 1/ 215.
(2)
في نسخة ليدن 1/ 215 «لم أضبطهم» . وخبر إمساك الأمراء في: نزهة المالك والمملوك 204، ونهاية الأرب 32/ 196 و 197، والنهج السديد 3/ 219،220، ودول الإسلام 2/ 217، وذيل العبر 66، وتاريخ سلاطين المماليك 157،158، ونثر الجمان 2/ورقة 100 أ، والبداية والنهاية 14/ 65، والسلوك ج 2 ق 1/ 118.
(3)
وفي النهج السديد أسماء أخرى: الأمير سيف الدين باينجار، والأمير علاء الدين مغلطاي المسعودي، والأمير حسام الدين لاجين الجاشنكير، والأمير شمس الدين ألدكز المنصوري صهر الأمير علم الدين سنجر الشجاعي، وحسام الدين لاجين العمري الحاجب.
(4)
الصواب: «هو الرابع والعشرون» .
(5)
خبر نيابة دمشق في: نزهة المالك والمملوك 205، والنهج السديد 3/ 218، ونهاية الأرب 32/ 198، ودول الإسلام 2/ 217، وذيل العبر 67، ونثر الجمان 2/ 101 أ، وتاريخ سلاطين المماليك 158، والبداية والنهاية 14/ 65، والسلوك ج 2 ق 1/ 118، والنفحة المسكية 121، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 441.
(6)
الصواب: «ابن» .
وقد تقدّمت وفاة والده في هذا الشهر
(1)
.
وكان شاهدا بالكشك، وينسخ بالأجرة، وله نظم.
ومولده في ثامن ذي القعدة سنة ستّ وأربعين وستماية بدمشق.
روى لنا عن ابن أبي اليسر، وسمع من جماعة.
[نظر ديوان الجيش بالشام]
وفي يوم السبت المذكور وصل مع البريد توقيع لشمس الدين أبي طالب بن زين الدين بن حميد بنظر ديوان الجيش بالشام، عوضا عن قطب الدين ابن شيخ السلامية، فباشره أياما.
ثم وصل الصدر معين الدين ابن حشيش ناظرا
(2)
.
[وفاة غازي بن سليمان الدلالّ]
125 -
وفي يوم الأحد الثالث والعشرين من ربيع الآخر توفي الشيخ الصالح غازي بن سليمان بن داود الدلاّل بسوق السلاح الحنبليّ، ودفن من يومه بمقابر باب الصغير.
وكان رجلا صالحا، كثير الاجتهاد والعبادة، وأضرّ في آخر عمره، وكان يبذل مجهوده في ملازمة الصلاة في الجماعة، ويتردّد مع المشقّة والكلفة.
وكان زوج خالة أولاد الشيخ شمس الدين ابن الفخر البعلبكي
(3)
.
وسمع معنا من جماعة من الشيوخ.
ومولده بكرة السبت عاشر جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين وستماية بقلعة الكرك.
[التوقيع بقضاء العسكر ونظر الأوقاف]
وفي السابع والعشرين من ربيع الآخر وصل توقيع لقاضي القضاة نجم الدين بن صصرى بإعادة قضاء العسكر إليه وبنظر الأوقاف، وأن لا يشاركه أحد في الاستنابة بالبلاد/190 ب/الشامية، وأن يكون كذلك على عادة القضاة الشافعية المتقدّمين
(4)
.
(1)
ترجمة والده: «أحمد بن سليمان بن مروان بن علي بن سحاب بن البعلبكي» طمست في أحد الوجهين من المخطوط كما تقدّم قبل قليل، ورقة 188 ب و 189 أ، وأثبتناها من نسخة ليدن، برقم (115).
(2)
خبر ديوان الجيش في: البداية والنهاية 14/ 66 وفيه «ابن خشيش» .
(3)
هو أبو عبد الله، محمد بن عبد الرحمن بن يوسف بن محمد البعلي، شمس الدين ابن فخر الدين البعلبكي، الحنبلي. توفي سنة 699 هـ. وقد تقدّم في الجزء الأول في وفيات سنة 699 هـ.
(4)
خبر التوقيع في: البداية والنهاية 14/ 65،66. وفي نسخة ليدن 1/ 218 «أن يجري في ذلك على عادة القضاة. . .».
[الاحتياط على دور الأمراء]
وفي هذا التاريخ وصل المرسوم بالاحتياط على دور الأمراء الممسوكين وحواصلهم وذخائرهم وخيولهم، فاحتيط على ذلك برفق.
[وفاة أبي الحسن علي بن محمد الدمشقي]
126 -
وفي بكرة الثلاثاء سابع وعشرين ربيع الآخر توفي الشيخ الصالح نور الدين، أبو الحسن، علي بن محمد بن هارون بن محمد بن هارون بن علي بن (حميد الثعلبي)
(1)
الدمشقي، قارئ الحديث بالقاهرة، وحضر جنازته خلق عظيم، ودفن بمكان موته خارج باب النصر.
ومولده في سنة ستّ وعشرين وستماية بدمشق.
وكان مسند القاهرة في وقته.
روى عن: ابن الزبيدي، وابن اللتّي، والناصح بن الحنبلي، وجعفر الهمداني، وابن الشيرازي، وابن رواحة، والفخر الإربلي، وابن المقيّر، ومكرّم بن أبي الصقر، والمسلّم بن أحمد المازني، وجماعة بعضهم سماعا، وبعضهم حضورا.
وخرّج له تقيّ الدين السبكي «مشيخة» .
وكان رجلا صالحا مشهورا بقراءة الحديث، معروفا بالخير.
قرأت عليه (قطعة) من أول «جزء بني الهرثميّة» .
جمادى الأولى
أوله الإثنين ناقص.
[وفاة الفقيه بدر الدين ابن عتيق الزواوي]
127 -
في يوم الإثنين ثامن جمادى الأولى توفي الفقيه الفاضل، بدر الدين، محمد بن أقضى القضاة محيي الدين، يحيى بن صالح بن عتيق الزواوي، المالكي، بالمدرسة الشرابيشية بدمشق، ودفن يوم الثلاثاء عند والده بمقبرة (الأشراف خارج باب الجابية والصغير.
وكان شابّا، وكتب المنسوب، واشتغل، وحفظ، ودرّس بعد والده.
(1)
ما بين القوسين من نسخة ليدن 1/ 218، وانظر عن (الثعلبي) في: ذيل تاريخ الإسلام 151 رقم 333، وذيل العبر 69،70، والإعلام بوفيات الأعلام 299، والمعين في طبقات المحدّثين 229 رقم 2353، والمعجم المختص 173،175 رقم 212، ومعجم شيوخ الذهبي 385 رقم 555، وأعيان العصر 3/ 517،518 رقم 1225، والوافي بالوفيات 22/ 152، والبداية والنهاية 14/ 68، والدرر الكامنة 3/ 121،122 رقم 276، وشذرات الذهب 6/ 30.
[سفر الأمراء المصريين من دمشق]
وفي هذا التاريخ سافر من دمشق إلى القاهرة الأمراء المصريّون ومن معهم من الجيش.
[نيابة السلطنة بالديار المصرية]
وفي السادس من جمادى الأولى وصل الخبر إلى دمشق بمباشرة سيف الدين أرغون الدويدار الناصري نيابة السلطنة بالديار المصرية، وبخلاص فخر الدين كاتب الممالك، ورجوعه إلى ديوان الجيش، مع استمرار قطب الدين)
(1)
.
[وصول ابن حشيش من مصر]
وفي ليلة الجمعة الثاني عشر من جمادى الأولى وصل الصدر (الكبير) معين الدين/191 أ/هبة الله بن حشيش
(2)
من الديار المصرية إلى دمشق، وولّي نظر يوان الجيش بدمشق، وولّي شمس الدين ابن حميد في هذا الديوان مكان فخر الدين ابن المنذر، ورسّم لفخر الدين بنظر جيش طرابلس، وتوجّه إليها
(3)
.
[وفاة الفقيه علاء الدين الحموي]
128 -
وفي ليلة السبت الثالث عشر من جمادى الأولى توفي الشيخ الفقيه، الإمام، العالم، الزاهد، الأديب، المحدّث، علاء الدين أبو الحسن، علي بن الشيخ عماد الدين إبراهيم بن عبد المحسن بن عبد الصمد بن الحسن بن الحسين بن قرناص
(4)
الخزاعي، الحمويّ بظاهر دمشق، وصلّي عليه ظهر السبت بجامع العقيبة، ودفن بمقابر الصوفية.
ومولده بحماه في أواخر سنة أربع وخمسين وستماية.
وكان رجلا جيّدا، فاضلا، اشتغل وحصّل وسافر إلى الحجاز، واليمن، وديار مصر، وأقام بها، وكتب بخطه كثيرا. وله نظم حسن، كتب عنه منه. ولما ورد دمشق قرّر له معلوم على الأمراء بالجامع، وذكر درسا، وحضره القضاة والأعيان، وكان خطب بحماه في حويص.
(1)
ما بين القوسين من نسخة ليدن 1/ 219،220.
(2)
خبر ابن حشيش في: نهاية الأرب 32/ 195، والبداية والنهاية 14/ 66 وفيه:«وصل الصدر معين الدين هبة الله بن خشيش (!) ناظر الجيش وجعل ابن حميد بوظيفة ابن البدر، وسافر ابن البدر على نظر جيش طرابلس» .
(3)
أثبتنا الاسم بكامله عن نسخة ليدن 1/ 220، وورد في الأصل:«علاء الدين» ثم كتب على الهامش، بعد الإشارة إلى ذلك:«عبد الحميد بن عبد المحسن» .
(4)
انظر عن (ابن قرناص) في: تذكرة النبيه 2/ 51،52، وأعيان العصر 3/ 249 رقم 1102، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 195، والدرر الكامنة 3/ 7،8 رقم 9.
[تعزير ابن زهرة المغربي]
(وفي يوم الإثنين نصف جمادى الأولى دخل الشيخ محمد بن قوام من الصالحية إلى جامع دمشق، واجتمع معه جمع كثير، وكتبوا محضرا في ابن
(1)
زهرة المغربي الذي كان جلس بالكلاّسة يتكلّم على الناس، وشهد عليه فيه باستهانة المصحف الشريف والوقيعة في بعض العلماء، وتكلّموا في أمره مع نائب السلطنة/ليدن 1/ 222/فرسّم بإحضاره وحضورهم معه بدار العدل، فطلب ونودي عليه، فلم يوجد، وحضروا إلى دار العدل من الغد، واشتدّ عليه الطلب والنداء ثلاثة أيام، فحضر ليلة الخميس ثامن عشر الشهر، فاجتمع الجماعة له وحضروا معه بدار السعادة بين يدي نائب السلطنة، وحضر القضاة وبعض الفقهاء، وأحضروا المغربي، وقرئ
(2)
المحضر، وتأخّر حضور الشهود، فأشار قاضي القضاة نجم الدين بإسلامه وحقن دمه، وأمر بتعزيره (فعزّر)
(3)
تعزيرا بليغا على دابّة، ووجّه إلى عجز الدابّة وهو مكشوف الرأس، فطيف به البلد، وطاف به/191 ب/في البلد وظاهره، وهو يضرب بالدّرّة، وينادى عليه: هذا جزاء من يتكلّم في العلم بغير معرفة. ثم أمر به إلى الحبس، فبات به ليلة ثم أطلق، وبقي بعد ذلك أياما بدمشق خاملا/ليدن 1/ 223/ مكسورا. ثم توجّه إلى القاهرة، وغاب عن دمشق مدّة يسيرة، ثم حضر إليها من العشرين من شعبان على البريد ورجع إلى حاله
(4)
)
(5)
.
[وصول الأمير عماد الدين إلى دمشق]
وفي يوم الأربعاء سابع عشر جمادى الأولى وصل الأمير الكبير عماد الدين إسماعيل (صاحب حماه)
(6)
من القاهرة إلى دمشق مكرما، وتوجّه إلى بلده.
(1)
في الأصل: «بن» .
(2)
في الأصل: «وقرأ» .
(3)
عن هامش المخطوط.
(4)
خبر ابن زهرة ذكره «ابن كثير» في: البداية والنهاية 14/ 66 قال: «وفي هذا الشهر قام الشيخ محمد بن قوام ومعه جماعة من الصالحين على ابن زهرة المغربي الذي كان يتكلّم بالكلاّسة وكتبوا عليه محضرا يتضمّن استهانته بالمصحف، وأنه يتكلّم في أهل العلم، فأحضر إلى دار العدل فاستسلم وحقن دمه وعزّر تعزيرا بليغا عنيفا، وطيّف به في البلد باطنه وظاهره وهو مكشوف الرأس ووجهه مقلوب وظهره مضروب، ينادى عليه: هذا جزاء من يتكلّم في العلم بغير معرفة، ثم حبس وأطلق فهرب إلى القاهرة، ثم عاد على البريد في شعبان ورجع إلى ما كان عليه» .
(5)
ما بين القوسين من نسخة ليدن 1/ 221 - 223.
(6)
إضافة يقتضيها السياق.
[وصول الأمير بهادر من صفد إلى دمشق]
وفي يوم الجمعة تاسع عشر جمادى الأولى وصل الأمير سيف الدين بهادر آص [منتقلا]
(1)
من (نيابة)
(2)
صفد إلى دمشق، وحضر إلى صفد (الأمير سيف بلبان طرنا)
(3)
من مماليك السلطان، فتوجّه الناس إليه وهنّوه بذلك
(4)
.
[نيابة قلعة دمشق]
وفي يوم الخميس ثامن عشره خرج الأمير سيف الدين بلبان البلدي
(5)
من نيابة قلعة دمشق، ودخل عوضه الأمير عزّ الدين أيبك الجماليّ.
[قراءة كتاب السلطان بجامع دمشق]
وفي يوم الجمعة تاسع عشر جمادى الأولى قرئ كتاب السلطان على السّدّة بجامع دمشق يتضمّن أنه لا يولّى ببدل فإنّ ذلك (يفضي)
(6)
إلى تولية غير الأهل، ومنع الأهل، وفيه الوصيّة بالرعيّة، وذلك بحضور نائب السلطنة الأمير سيف الدين تنكز، قرأه القاضي كمال الدين ابن الزّملكاني، وبلّغه عنه ابن صبيح المؤذّن
(7)
.
[وفاة الشيخة أم محمد بنت الهرّاس]
129 -
وفي ليلة الخميس ثامن عشر جمادى الأولى توفيت الشيخة أمّ محمد، (هديّة)
(8)
بنت علي بن (عسكر البغدادي) الهرّاس جدّها، اللبّان أبوها، بالقدس الشريف. ودفنت يوم الخميس بماملاّ.
وكانت امرأة صالحة، كثيرة الصلاة والنوافل. روت عن ابن الزبيدي، وابن اللتّي
(9)
، وجعفر الهمداني، وغيرهم.
(1)
إضافة من نسخة ليدن 1/ 223.
(2)
ما بين القوسين من: نهاية الأرب.
(3)
ما بين القوسين من: نهاية الأرب.
(4)
خبر الأمير بهادر في: نهاية الأرب 32/ 199، والبداية والنهاية 14/ 66.
(5)
هكذا في الأصل، وهو:«البدري» في: نهاية الأرب 32/ 199، والسلوك ج 2 ق 1/ 120، ونسخة ليدن 1/ 223.
(6)
من نسخة ليدن 1/ 224.
(7)
البداية والنهاية 14/ 66.
(8)
انظر عن (هديّة) في: ذيل العبر 70، ومعجم شيوخ الذهبي 636 رقم 953، وأعيان العصر 5/ 542 رقم 1928، والدرر الكامنة 4/ 403،404 رقم 1107 وشذرات الذهب 6/ 31، وأعلام النساء 5/ 208، والإعلام بوفيات الأعلام 299، وذيل تاريخ الإسلام 115،116، رقم 334، وذيل التقييد 2/ 397 رقم 1892، ودرّة الحجال 3/ 323.
(9)
في نسخة ليدن 1/ 224 «الليثي» .
ومولدها سنة ستّ وعشرين وستماية بالصالحية.
قرأت عليها «مسند
(1)
الدارمي» ورافقتها في السفر من دمشق إلى بيت المقدس، فقرأت عليها بعجلون والبيت المقدس وبلد الخليل عليه السلام، وبالأردن عند جسر دامية، وغير ذلك، وكانت تتردّد إلى بيتنا، وتقيم عندنا الأيام المتوالية.
تخرّج عنها/192 أ/جماعة من الطلبة عندنا، وكان لها ترداد إلى القدس، وفي آخر عمرها عزمت على التوجّه إليه وكانت ضعيفة، فيسّر الله تعالى أمرها، وسافرت فأقامت أشهرا وماتت هناك وحصل لها ما كانت تختاره، رحمها الله تعالى.
[وفاة عبد الواحد المالكي]
130 -
وفي ليلة الثلاثاء الثالث والعشرين من جمادى الأولى توفي القاضي ضياء الدين، عبد الواحد المالكيّ بخان الزكاة جوار الكلاّسة الكاملية بالقاهرة، ودفن من الغد بالقرافة.
[وكان] شيخا صالحا، فقيها مالكيّا، قديما خيّرا.
شهر جمادى الآخر
أوّله الثلاثاء كامل.
[وفاة عماد الدين المقدسي الحنبلي]
131 -
في يوم الأحد الثالث عشر من جمادى الآخرة توفي الشيخ الصالح عماد الدين
(2)
، أبو العباس، أحمد ابن الشيخ الإمام، العلاّمة، شيخ الإسلام، قاضي القضاة، شمس الدين أبي بكر محمد ابن الشيخ الإمام القدوة، الزاهد، شيخ الإسلام، عماد الدين أبي إسماعيل، إبراهيم بن عبد الواحد بن علي بن سرور بن أبي بكر بن خضر
(3)
المقدسي، الحنبليّ، وكانت وفاته خارج باب النصر ظاهر القاهرة، ودفن عند والده بالقرافة.
وكان شيخا صوفيّا بخانقاه سعيد السعداء وإمام مسجد بالقاهرة.
(1)
في نسخة ليدن 1/ 224 «سند» .
(2)
انظر عن (عماد الدين) في: ذيل العبر 70، وذيل تاريخ الإسلام 117 رقم 337، والإعلام بوفيات الأعلام 299، ومعجم شيوخ الذهبي 65،66 رقم 72، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 468، والوافي بالوفيات 7/ 319، وأعيان العصر 1/ 313 رقم 161، وذيل التقييد 1/ 376 رقم 728، والسلوك ج 2 ق 1/ 121، والدرر الكامنة 1/ 241، والمنهل الصافي 2/ 67، والدليل الشافي 1/ 70، وشذرات الذهب 6/ 30.
(3)
في نسخة ليدن 1/ 226 «بن سرور بن رافع بن حسن بن خضر» .
سمع ببغداد من الكاشغري، وابن الخازن. وبالقاهرة من ابن رواحة
(1)
، وسبط السلفي، وغيرهما.
ومولده في سنة سبع وثلاثين وستماية ببغداد.
قرأت عليه المجلس الأول من السادس من «أمالي المحاملي» ، بسماعه من ابن الجمّيزي.
شهر رجب
أوله الخميس ناقص.
[وفاة الرئيس ابن هبة الله]
132 -
في يوم الأحد رابع رجب توفي (القاضي) الصدر، الرئيس الأوحد، تاج الدين، أبو الفضل، محمد ابن القاضي، الإمام، شمس الدين، أبي نصر، محمد ابن هبة الله
(2)
بن يحيى بن بندار بن مميل الشيرازي، الدمشقي، ببستانه بالمزّة، ودفن بكرة الإثنين بسفح قاسيون بتربة والده بالقرب من الجامع المظفّري.
وكان من أعيان الدمشقيّين. ولّي وكالة بيت المال، والحسبة، ونظر الدواوين، ونظر الجامع، ونظر ديوان الخزندار، وتنقّل في المناصب مدّة
(3)
.
ولما توفي لم يكن بيده منها شيء
(4)
.
روى لنا عن ابن عبد الدائم، وسمع أيضا من والده/192 ب/وعمّه وجماعة.
ومولده يوم الخميس بعد العصر سادس عشر شهر ربيع الآخر سنة ستّ وخمسين وستماية بدمشق.
[خروج المحمل السلطاني]
وفي يوم الإثنين خامس رجب أخرج المحمل السلطاني من القلعة وطافوا به حول البلد والقضاة والأمراء بين يديه، وخرج الناس للفرجة، وحصل بذلك الإعلام بالحجّ في هذا، والحمد لله.
(1)
في نسخة ليدن 1/ 226 «رواج» .
(2)
انظر عن (ابن هبة الله) في: نهاية الأرب 32/ 201، وذيل العبر 68، وذيل تاريخ الإسلام 120 رقم 356، والسلوك ج 2 ق 1/ 120، والوافي بالوفيات 8/ 125، وأعيان العصر 1/ 359،360 رقم 183، والبداية والنهاية 14/ 75، والدرر الكامنة 1/ 301 رقم 762، والدارس 1/ 157، وشذرات الذهب 6/ 95.
(3)
في: أعيان العصر 1/ 359 وردت بعض وظائفه على هذا النحو: «درّس بالباذرائية في بعض الأوقات، وبالشامية الكبرى مرات، ثم استمرّ بتدريس الناصرية مدّة» .
(4)
في نسخة ليدن 1/ 227 «لم يكن بيده مذهب» .
[التشويش بدمشق]
وحصل في شهر رجب تشويش بدمشق بسبب حركة ملك التتار، وأنه وصل إلى قرب إربل والموصل، وأنّ ذلك وقع بطلب قرا سنقر وإشارته عليه بذلك. واستمرّ ذلك في شعبان أيضا
(1)
.
[تقدّم التتار إلى سنجار]
وفيه تقدّم ملك التتار إلى سنجار وأقام عليها أياما. وكانت الأخبار والقصّاد ترد إلى دمشق بذلك، والناس في خوف ووجل وحيرة
(2)
.
[وفاة الشريف ابن عيّاد الناسخ]
133 -
وفي ليلة الجمعة سادس عشر رجب توفي الشريف علي بن عيّاد
(3)
الناسخ، الحيري، الإدريسي، الحسني
(4)
، ودفن من الغد خارج باب توما بالقرب من قبّة الشيخ رسلان، رحمه الله.
نسخ كثيرا مدّة خمسين سنة. وكان رجلا مباركا، ملازما لمشهد عليّ رضي الله عنه بالجامع. وأصله من المغرب، وقدم والده دمشق واستوطنها.
وولد هو بدمشق سنة أربعين وستماية تقريبا.
وذكر لي أنّه سمع من الباذرائي، والزين خالد، وغيرهما. وكتب على العفيف بالعزيزية رحمه الله
(5)
.
[وفاة الأمير الملك المظفّر غازي]
134 -
وفي يوم الإثنين الثاني عشر من رجب توفي الأمير الكبير الملك المظفّر
(6)
، شهاب الدين، غازي بن
(7)
السلطان الملك الناصر صلاح الدين،
(1)
خبر التشويش في: النهج السديد 3/ 222، والبداية والنهاية 14/ 66.
(2)
خبر التتار في: النهج السديد 3/ 223.
(3)
لم أجد لابن عيّاد ترجمة. وفي نسخة ليدن 1/ 228 «عباد» .
(4)
في نسخة ليدن: «الحسيني» .
(5)
من نسخة ليدن 1/ 228.
(6)
انظر عن (الملك المظفّر) في: ذيل العبر 71، وذيل تاريخ الإسلام 120 رقم 357، ونهاية الأرب 32/ 202، والنهج السديد 3/ 230، وأعيان العصر 4/ 19 رقم 1326، والبداية والنهاية 14/ 68، والسلوك ج 2 ق 1/ 121، والدرر الكامنة 3/ 215 رقم 516، والنجوم الزاهرة 9/ 224، والدليل الشافي 2/ 517 رقم 1784، والمنهل الصافي 8/ 361،362 رقم 1792، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 194، وتذكرة النبيه 2/ 50، وشذرات الذهب 6/ 31.
(7)
الصواب: «ابن» .
داود بن
(1)
السلطان الملك المعظّم شرف الدين عيسى بن
(2)
السلطان الملك العادل سيف الدين أبي بكر محمد بن أيوب بالقاهرة، بحارة زويلة، ودفن من الغد بالقرافة.
وكان قد حجّ وزار البيت المقدس، وقدم دمشق وأقام بها ثم عاد إلى القاهرة، فأقام بها يومين أو ثلاثة، ومات، رحمه الله تعالى، وكان رجلا جيّدا، كبير القدر، محترما، مبجّلا، عنده فضيلة وتواضع.
روى لنا عن خطيب مردا، والصدر البكري.
ومولده ليلة السبت عاشر جمادى الأولى/193 أ/سنة تسع وثلاثين وستماية بقلعة الكرك.
وصلّينا عليه بدمشق يوم الجمعة مستهلّ شعبان، وعمل عزاؤه بكرة السبت بالمدرسة العادلية بدمشق، وحضر قاضي القضاة وجماعة.
[وفاة قاضي القضاة شمس الدين ابن حازم الأذرعي]
135 -
وفي خامس رجب توجّه من دمشق إلى القاهرة الشيخ، الإمام، العلاّمة، الصدر، الكامل، قاضي القضاة، شمس الدين، أبو عبد الله، محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن داود بن حازم الأذرعي
(3)
، الحنفي، فدخلها في يوم الجمعة الثالث والعشرين من الشهر متمرّضا، فنزل بخانقاه سعيد السعداء، فأقام خمسة أيام وتوفي بها في يوم الأربعاء الثامن والعشرين من رجب، ودفن من يومه بمقبرة الصوفية خارج باب النصر، وصلّينا عليه بجامع دمشق يوم الجمعة منتصف شعبان.
وكان رجلا فاضلا من أعيان مذهبه، يعرف الفقه والأصول والنحو، ودرّس مدّة بالمدرسة الشبلية ظاهر دمشق، وولّي القضاء بدمشق سنة كاملة.
وروى لنا عن ابن عبد الدائم، قرأت عليه بدمشق وتبوك في طريق الحجاز.
ومولده سنة أربع وأربعين وستماية تقريبا بأذرعات.
[وفاة فاطمة بنت عماد الدين البعلبكي]
136 -
وفي الثاني والعشرين من رجب توفيت أمّ أحمد، فاطمة
(4)
بنت الشيخ
(1)
الصواب: «ابن» .
(2)
الصواب: «ابن» .
(3)
انظر عن (الأذرعي) في: ذيل تاريخ الإسلام 118 رقم 339، وأعيان العصر 4/ 221،222 رقم 1437، والبداية والنهاية 14/ 68، والسلوك ج 2 ق 1/ 122، والدرر الكامنة 3/ 278 رقم 738، والدارس 1/ 429.
(4)
انظر عن (فاطمة) في: معجم شيوخ الذهبي 426 رقم 623، وأعلام النساء 34،35، وموسوعة علماء المسلمين، قسم 2 ج 5/ 194 رقم 1571.
الصالح، عماد الدين، إسماعيل بن إبراهيم بن سلطان البعلبكّي، بها.
وكانت امرأة صالحة. روت لنا عن الشيخ الفقيه محمد اليونيني. وكان والدها إماما بقرية بيت نايل
(1)
، معروفا بالصلاح والديانة.
وهي خالة شمس الدين محمد بن البحر بن الخيال
(2)
البعلبكّي.
ضبط لنا موتها الفقيه أحمد الدرينيّ.
[وفاة المسند نور الدين المعروف بابن الصوّاف]
137 -
وفي آخر ليلة الخميس قبل الصبح الثاني والعشرين من رجب توفي الشيخ المسند، بقيّة المشايخ، نور الدين، أبو الحسن، علي بن نصر الله بن عمر بن عبد الواحد بن عبد الله القرشي، الشافعيّ، المعروف بابن الصوّاف
(3)
، بسوق الغنم خارج باب زويلة، ظاهر القاهرة، ودفن في اليوم المذكور بالقرافة.
روى عن ابن باقا معظم كتاب «السنن» للنسائي، وسمع أيضا من جعفر الهمداني، وابن الصابوني، وأجاز له/193 ب/محمود بن منده، ومحمد بن عبد الواحد المديني، وجماعة من أصبهان.
ومولده تقريبا سنة عشرين وستماية.
كتب إلينا بالإجازة. وكان قد تفرّد بالرواية عن ابن باقا، وقصده الطلبة وأخذوا عنه، وحدّث بالقدر الذي سمعه من النسائي غير مرة.
[وفاة زهراء بنت شمس الدين ابن عطاء الحنفي]
138 -
وفي يوم الخميس الثاني والعشرين من رجب توفيت زهراء
(4)
بنت قاضي القضاة، شمس الدين، عبد الله بن محمد بن عطاء الحنفيّ، ودفنت يوم الجمعة بالجبل.
وهي أمّ علاء الدين، علي بن ناصر الدين بن داود بن بدر الدين يوسف بن أحمد بن مقلّد الأذرعي، الحنفيّ.
(1)
المرجّح لدينا أنّ بيت نايل هي قرية بدنايل المعروفة الآن في قضاء بعلبك.
(2)
في نسخة ليدن 1/ 231 «محمد بن النجم الحبال» .
(3)
انظر عن (ابن الصوّاف) في: ذيل تاريخ الإسلام 117 رقم 338، وذيل العبر 71، والإعلام بوفيات الأعلام 299،300، والمعين في طبقات المحدّثين 229 رقم 2354، والوافي بالوفيات 22/ 273، وأعيان العصر 3/ 570،571 رقم 1244، وذيل التقييد 2/ 225 رقم 1489، والسلوك ج 2 ق 1/ 121، والدرر الكامنة 3/ 136 رقم 309، والدليل الشافي 1/ 487 رقم 1690، والمنهل الصافي 8/ 232 رقم 1697، وشذرات الذهب 6/ 31.
(4)
انظر عن (زهراء) في: أعيان العصر 2/ 384.
[وفاة ست العلماء المعروفة بالبلبل]
139 -
وفي يوم السبت الرابع والعشرين من رجب توفيت ستّ العلماء
(1)
المعروفة بالبلبل، شيخة رباط درب المهراني بدمشق. ودفنت يوم الأحد بالجبل، وحضرها جمع كبير من النسوان.
وكانت مشهورة بالوعظ وحسن الأداء واللفظ، وحجّت وعتقت. وكان لها ورد من الليل.
[وفاة الصدر نجم الدين ابن محبوب البعلبكيّ]
140 -
وفي ليلة الخميس التاسع والعشرين من رجب توفي الصدر نجم الدين، محمد بن الشيخ بهاء الدين عبد الله بن الحسن بن محبوب
(2)
البعلبكّي، ودفن من الغد بمقبرة الصوفية.
وكان مباشرا ديوان المارستان، وديوان الأيتام، وعنده مروءة وحسن صحبة.
[الخلعة لابن القلانسي]
وفي هذا اليوم خلع على الصاحب عزّ الدين ابن القلانسي خلعة ولبسها في الجنازة المذكورة.
شعبان
أوله الجمعة كامل.
[وفاة شرف الدين عبد الأحد ابن تيمية الحرّاني]
141 -
وفي يوم الإثنين الرابع من شعبان توفي الشيخ الصالح، المسند الأصيل، بقيّة السلف، شرف الدين، أبو البركات، عبد الأحد
(3)
بن الشيخ شمس الدين أبي القاسم بن الشيخ الإمام الخطيب سيف الدين عبد الغني بن الشيخ الإمام العلاّمة الخطيب، شيخ الإسلام، فخر الدين أبي عبد الله محمد بن أبي القاسم محمد بن تيميّة الحرّاني، بداره بدرب العدس بدمشق، وصلّي عليه بجامع دمشق في اليوم المذكور بين الصلاتين، ودفن بمقبرة الصوفية عند والده وأهله.
(1)
انظر عن (ست العلماء) في: أعيان العصر 2/ 402 رقم 693، والدرر الكامنة 2/ 127 رقم 1787.
(2)
انفرد البرزالي بترجمته.
(3)
انظر عن (عبد الأحد) في: ذيل تاريخ الإسلام 119 رقم 349، وذيل العبر 70، والوافي بالوفيات 18/ 5، وأعيان العصر 3/ 9 رقم 915، والدرر الكامنة 2/ 314،315 رقم 2259، وشذرات الذهب 6/ 30.
ومولده بحرّان في سنة ثلاثين وستماية.
وسمع بحلب من ابن اللتي، وابن رواحة في سنة أربع وثلاثين وستماية، / 194 أ/وهو حاضر في الخامسة. وسمع بحرّان من علوان ابن جميع، وصدقة بن الطراجهيلي، والمرجّا بن شقيرة، وغيرهم.
وحدّث ب «مسند الدارميّ» بالقاهرة ودمشق، وحدّث ب «جزء أبي الجهم» و «الماية الشريحية» و «البعث» لأبي داود
(1)
، وغير ذلك.
وكان رجلا مباركا، صالحا، عدلا، وكان له دكّان بالرّمّاحين، ثم ترك البيع والشراء ولزم العبادة، وانقطع عن الناس إلى أن مات على طريقة حميدة وسيرة سديدة، رحمه الله تعالى.
[وفاة الحاج السنبوسكي]
142 -
وفي عشيّة يوم الثلاثاء خامس شعبان توفي الحاج أبو عبد الله، محمد ابن شيخنا أبي الحرم بن عثمان بن يحيى السنبوسكي
(2)
، الصحراويّ، ودفن ظهر يوم الأربعاء بمقبرة الشيخ موفّق الدين بسفح قاسيون.
ومولده في سنة أربع وخمسين وستماية.
وكان رجلا جيّدا، حجّ إلى بيت الله الحرام، وسمع من عمر بن محمد الكرماني، وحدّث.
قرأت عليه، عنه.
[خسوف القمر]
وخسف القمر ليلة الجمعة، وهي ليلة النصف من شعبان، وصلّى الخطيب صلاة الخسوف وخطب
(3)
.
[التدريس بالشبلية]
ودرّس بالمدرسة الشبلية ظاهر دمشق الشيخ الفقيه، الصالح، شمس الدين، عبد الله بن حجّاج بن عمر الكاشغريّ يوم الأحد السابع عشر من شهر شعبان، عوضا عن القاضي شمس الدين الأذرعي، رحمه الله.
[وفاة القاضي نور الدين الأنصاري الحموي]
143 -
وفي السادس والعشرين من شعبان توفي بحماه القاضي، الصدر،
(1)
في نسخة ليدن 1/ 234 «ابن أبي داود» .
(2)
انفرد البرزالي بترجمة السنبوسكي.
(3)
خبر الخسوف في: النهج السديد 3/ 224.
الفاضل، نور الدين، أبو العباس، أحمد بن الشيخ زين الدين عبد الرحيم بن الشيخ عزّ الدين عبد الله بن الحسين بن رواحة الأنصاري
(1)
، الحمويّ.
وكان رجلا فاضلا، عاقلا. ولّي كتابة الدرج بطرابلس مدّة، وعزل قبل موته، وعوّض عنه بابن مقبل الحمصيّ، وخرج عن البلد وانتقل إلى حماه، وعاش قليلا ومات، رحمه الله.
كتبت عنه أبياتا من شعره.
[وفاة محمد بن عبد الله البعلبكي]
144 -
وفي ليلة الإثنين الخامس والعشرين من شعبان توفي الشيخ الصالح محمد بن عبد الله البعلبكّي
(2)
، خادم الشيخ شمس الدين ابن الدّباهي
(3)
، رحمهما الله تعالى، ودفن من الغد بالجبل إلى جانب قبر الشيخ شمس الدين المذكور.
وكان بينهما/194 ب/صحبة متأكّدة من مدّة طويلة. وكان رجلا صالحا، ملازما للجماعة وتلاوة القرآن.
[وفاة نور الدين يوسف الرومي]
145 -
وفي يوم الأربعاء السابع والعشرين من شعبان توفي الشيخ الكبير، نور الدين، يوسف الزاهد الرومي
(4)
، اللاذقي، أحد الصوفية بالسميساطيّة، ودفن بمقابر الصوفية، وحضره جماعة.
وهو الذي وقف بالخانقاه نسخة جليلة من «جامع الأصول» لابن الأثير، وكانت للبرواناه.
[وفاة محمد بن موسى بن القدسي]
146 -
وفي شعبان
(5)
توفي الشيخ الفاضل، الأديب، الكامل، شرف الدين محمد بن موسى بن القدسي
(6)
بالقاهرة.
(1)
انظر عن (الأنصاري) في: نهاية الأرب 32/ 202، والوافي بالوفيات 7/ 57، وأعيان العصر 1/ 262 رقم 124، وتالي كتاب وفيات الأعيان 34، وتاريخ طرابلس 2/ 75.
(2)
انفرد البرزالي بذكره.
(3)
تقدّمت ترجمة ابن الدباهي في وفيات 711 هـ. رقم 20.
(4)
انفرد البرزالي بترجمته.
(5)
في نهاية الأرب 32/ 202 «الإثنين الخامس والعشرين من شعبان» .
(6)
انظر عن (ابن القدسي) في: نهاية الأرب 32/ 202، وتالي كتاب وفيات الأعيان 157 رقم 261، وذيل تاريخ الإسلام 120 رقم 359، والوافي بالوفيات 5/ 93، رقم 2106، وأعيان-
وكان عارفا بصناعة الإنشاء، مقتدرا على النظم والنثر، مشهورا بذلك، من فضلاء الكتّاب، وله «سيرة السلطان الملك المنصور قلاون وأولاده»
(1)
، (وخدم)
(2)
الشجاعي، وأمير سلاح، وغيرهما. وكان عنده حكمة وفلسفة وغير ذلك
(3)
.
شهر رمضان المبارك
أوله الأحد، ناقص.
[وفاة الفقيه شمس الدين محمد الحنفي]
147 -
في يوم الثلاثاء ثالث رمضان توفي الشيخ الفقيه، شمس الدين، محمد بن قايد بن أحمد الحنفي، المدرّس بالمدرسة الصادرية، ودفن من يومه خارج باب الجابية بمقبرة أويس، رحمة الله عليه.
وكان رجلا جيّدا من أصحاب قاضي القضاة صدر الدين الحنفي، وكان يخدمه ويقوم بأموره، ولما ولّي الحكم جعله نقيبا له.
ومات في عشر السبعين، رحمه الله تعالى.
[إطلاق جنايات القتلى]
وقرئ كتاب السلطان بجامع دمشق يوم الجمعة ثالث عشر رمضان يتضمّن إطلاق جنايات القتلى، وأنّ من قتل (يتبع قاتله ويقتصّ منه، ولا يجنّا
(4)
أحد بسبب ذلك، ويتبع في ذلك حكم الشرع/ليدن 1/ 238/.
قرأ الكتاب على السّدّة الشيخ كمال الدين الزّملكاني بحضور نائب السلطنة.).
[وفاة زوجة تقيّ الدين الحنفي]
148 -
وفي يوم الخميس ثاني عشر رمضان توفيت بنت الصاحب شمس الدين ابن السلعوس، ودفنت من الغد بالجبل وهي زوجة تقيّ الدين ابن الصاحب شهاب الدين الحنفيّ.
= العصر 5/ 284 - 290 رقم 1801، وفوات الوفيات 4/ 42، رقم 498، وفيه:«محمد بن خليل» ، والسلوك ج 2 ق 1/ 222 وفيه «محمد موسى بن محمد بن خليل» ، والدرر الكامنة 4/ 269،270 رقم 746، والنجوم الزاهرة 9/ 223، والدليل الشافي 2/ 709 رقم 2421، وشذرات الذهب 6/ 32.
(1)
في نسخة ليدن 1/ 236 «وله سيرة للسلطان. . . وأولادهم» .
(2)
من تالي كتاب وفيات الأعيان 157، ونسخة ليدن 1/ 237.
(3)
ولابن القدسي شعر في: تالي كتاب وفيات الأعيان 157، والدرر الكامنة 4/ 270.
(4)
الصواب: «يجنّي» .
[نيابة دمشق وولاية قلعتها]
وفي يوم الإثنين سادس عشر من رمضان ورد المرسوم السلطاني للأمير سيف الدين تنكز أمير الأمراء بدمشق أن يكون نائبا بالقلعة المحروسة، ويكون الأمير عزّ الدين/195 أ/أيبك الجمالي متولّي القلعة، فدخلها وباشر النيابة
(1)
.
[الجفل من التتار]
وفي أوائل رمضان قويت أخبار التتار
(2)
في دمشق ودخل أهل الحواضر والقرى إلى البلد، وجفل جمع كبير من دمشق إلى القاهرة والحصون، وأحاط التتار بالرحبة مستهلّ رمضان، وأقاموا عليها [في القتال ثلاثة وعشرين يوما]
(3)
قاتلوا فيها قتالا شديدا خمسة أيام أو نحوه، وباقي الأيام كانت [حصارا من غير قتال]
(4)
، والنائب بها الأمير بدر الدين مؤمني الأزكشي
(5)
(خمسة أيام قتالا عظيما) فتوسّط رشيد الدولة مشير دولة ملك التتار [في القضية وأشار عليهم]
(6)
بأن يوصلهم جماعة إلى بين يدي الملك خربندا، ويهدون إليه هديّة، ويطلبون منه العفو والصّفح، فأجابوا إلى ذلك، ونزل قاضي القضاة
(7)
نجم الدين إسحاق، ومعه جماعة، فطلبوا ذلك [وأهدوا خمسة من الخيل]
(8)
وعشرة [أباليج] من السّكّر، فقبل ذلك ورحل عنهم (وتأخّرت) العساكر من (حلب)، وأجفل أهل حلب ونواحيها، وخربت البلد (ثم تراجع جيش حلب)(وعاد إليها) لما تحقّقوا أنه ليس من ناحيتهم أحد من التتار. وتأخّرت العساكر المصرية، وكثر الخوف بدمشق، وخرج (الناس مسرعين وغلت المحاير والكري).
وحصل أيضا بحمص جفل كثير (وتشعّث) البلد.
(1)
خبر نيابة دمشق في النهج السديد 3/ 221. وفي نسخة ليدن 1/ 238 «ورد المرسوم السلطاني الأمير سيف الدين بهادر الشمسي أحد الأمراء بدمشق أن يكون نائبا بالقلعة. . .».
(2)
خبر الجفل من التتار في: نهاية الأرب 32/ 199،200، والنهج السديد 3/ 224 - 226، ودول الإسلام 2/ 218، وذيل العبر 67، والدرّ الفاخر 254 - 262، والبداية والنهاية 14/ 66، والمختصر في أخبار البشر 4/ 69، وتاريخ سلاطين المماليك 159، وتذكرة النبيه 2/ 45 ونثر الجمان 2/ورقة 101 ب، وتاريخ ابن سباط 2/ 614، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 442.
(3)
ما بين الحاصرتين من: النهج السديد 3/ 225.
(4)
ما بين الحاصرتين من: النهج السديد 3/ 225.
(5)
في البداية والنهاية 14/ 66 «بدر الدين موسى الأزلشي» ، وفي نسخة ليدن 1/ 239 «موسى الأزكشي» .
(6)
من البداية والنهاية. وفي نسخة ليدن 1/ 239 «وأشار على أهل القلعة بأن ينزل منهم جماعة إلى. .» .
(7)
في نسخة ليدن 1/ 239 «ونزل القاضي قاضي البلد» .
(8)
من البداية والنهاية، ونسخة ليدن.
وأمّا بعلبك (فإنّ الناس) جفلوا إليها من دمشق (ورغبوا في التحصّن فيها لحصانة قلعتها وشهامة أهلها، وقنت الخطيب بدمشق في الصلوات الخمس يوم الجمعة ثالث عشر رمضان، وتبعه الأئمّة، واجتهد الناس في الدعاء بعد القنوت وعقيب الصلوات وفي التراويح بصرف العدوّ عنهم وعن أهل الرحبة المحاصرين.
فلما وصلت الأخبار في آخر يوم من شهر رمضان برجوع التتار إلى بلادهم وترويحهم عن الرحبة وعن البلاد الشامية ترك الأئمّة القنوت لزوال التتار، وسرّ الناس بذلك،)
(1)
.
وشكروا الله تعالى على هذه النعمة الجليلة، ودقّت البشائر بقلعة دمشق/195 ب/وخطب الخطيب يوم العيد وذكر هذه النعمة وأمر بالشكر عليها وحضّ على ذلك.
وكا [ن] سبب رحيل ملك التتار بجيوشه عن الرحبة أمور منها غلاء الأسعار وقلّة الغلال
(2)
من القمح والشعير. ومنها موت الخيل، وموت طائفة منهم. ومنها خروج قاضي الرحبة ومن معه إلى حضرته وطلبهم منه (الأمان والعفو في هذا)
(3)
الشهر الشريف وإشارة الرشيد بذلك عليه (وموافقته جوبان) نائب السلطنة على ذلك وهذه [أمور]
(4)
يسّرها الله تعالى [بكرمه]
(5)
، وأوقع في نفوسهم الرحيل، ووقى الله شرّهم، وأعان الطائفة (الضعيفة المحصورة) في هذا الحصن بغير حول منهم ولا قوّة، فله الحمد (والشكر حمدا كثيرا على) كل حال
(6)
.
[وفاة عثمان ابن قاضي الباب الحلبي]
149 -
وفي منتصف رمضان توفي الشيخ (فخر الدين، أبو عمرو)، عثمان بن أبي محمد بن أبي القاسم الخضر بن عبد المجيد بن الحسن بن عامر بن حسن بن
(7)
قاضي الباب الحلبي بالقاهرة.
ومولده بحلب في عاشر (رجب) سنة سبع وثلاثين وستماية.
(1)
ما بين القوسين مطموس في الأصل، استدركناه من نسخة ليدن 1/ 240.
(2)
في النهج السديد 3/ 226، والبداية والنهاية 14/ 66 «قلّة العلف» ، ومثله في نسخة ليدن 1/ 241:«قلّة العلف وقلّة التبن والشعير» .
(3)
وقال ابن أبي الفضائل في: النهج السديد: «ووقع في خيول التتار مرض الطابق فمات أكثرهم، ومنها خروج القاضي والأعيان إلى ملك التتار وسألوه العفو» .
(4)
إضافة يقتضيها السياق. وهي في نسخة ليدن 1/ 241.
(5)
إضافة يقتضيها السياق.
(6)
النهج السديد 3/ 224 - 226، والبداية والنهاية 14/ 67. وفي نسخة ليدن 1/ 241 «حمدا كثيرا على ذلك».
(7)
الصواب: «ابن» ، وفي الدرر الكامنة:«بن عبد المجيد بن الحسن بن المفرح بن العباس الحراني المعروف بابن قاضي الباب» .
روى عن يوسف بن خليل الحافظ الجزء الثالث من «صفة الجنّة» لأبي نعيم
(1)
.
وكان يعرف بابن صقر
(2)
.
[وفاة الشيخ الجيلاني]
150 -
وفي الحادي والعشرين من شهر رمضان توفي الشيخ حسين جيلاني
(3)
.
وكان من شيوخ القاهرة (من ذريّة)
(4)
الشيخ عبد القادر الجيلي، وكان مقيما بدمشق مدّة، ثم انتقل إلى القاهرة
(5)
فأقام بها ومات هناك.
شهر شوّال
أوّله الإثنين.
[خروج السلطان من مصر]
(وفي
(6)
عشيّة الإثنين ثامن شوال دقّت البشائر بقلعة دمشق بسبب خروج السلطان من الديار المصرية قاصدا
(7)
الشام. وكان خروجه يوم الثلاثاء ثاني شوال
(8)
.
[وفاة عماد الدين إسماعيل بن سنجر]
151 -
وفي يوم الثلاثاء تاسع شوال توفي عماد الدين، إسماعيل ابن الأمير الكبير علم الدين سنجر الدواداري، الصالحي، وصلّي عليه عصر اليوم المذكور، ودفن بسفح جبل قاسيون.
وله من/ليدن 1/ 243/العمر أربعون سنة.
وكان سمع من بعض مشايخنا، مثل ابن
(9)
البخاري، وابن الواسطي، وجماعة)
(10)
.
(1)
في الدرر الكامنة 2/ 451 رقم 2611 «روى عنه ابن رافع وذكره في معجمه وأنه سمع منه بالقاهرة» .
(2)
ليست في الدرر الكامنة.
(3)
انفرد به البرزالي. وفي نسخة ليدن 1/ 242 «خليل الجيلاني» ، وكتب اسم «خليل» على الهامش.
(4)
طمس في الأصل. والمستدرك من هامش نسخة ليدن 1/ 242.
(5)
في نسخة ليدن 1/ 242 «ثم انتقل إلى الديار المصرية» .
(6)
طمس مقدار ستة أسطر، والاستدراك من نسخة ليدن 1/ 242،243.
(7)
في النسخة: «قاصد» .
(8)
خبر خروج السلطان في: البداية والنهاية 14/ 67.
(9)
في الأصل: «مثل بن» .
(10)
هنا ينتهي المطموس من نسخة الأصل: والمتابعة من نسخة ليدن.
[وفاة الطواشي عزّ الدين الكاملي]
152 -
وفي يوم السبت ثالث عشر شوال توفي الطواشي الكبير، عزّ الدين، دينار بن عبد الله الكاملي، عتيق بن سويد، ودفن بكرة الأحد بسفح قاسيون.
وكان خادما محتشما، عارفا بالأمور. روى عن ابن عبد الدائم.
سمع منه ابني محمد، وجماعة.
[وفاة الزاهد ابن مطهر السيخي]
153 -
(وفي
(1)
يوم الأحد رابع عشر شوال توفي الشيخ الصالح الزاهد، إبراهيم بن محمد بن مطهر السيخي
(2)
، الصوفي بالشميساطية، ودفن بمقابر الصوفية، وحضره جميع الصوفية وخلق من الفقراء.
وكان من بيت المشيخة من ذرّية الشيخ أبي سعيد بن أبي الخير الميهنيّ، وعنده صلاح وديانة ومحبّة للعلم.
وسمع معي من الفاروثي.
[خروج المحمل والركب الشامي]
وفي يوم الإثنين منتصف شوال خرج المحمل السلطاني والركب الشامي إلى الحجاز الشريف/ليدن 1/ 244/وأمير الحج الأمير حسام الدين لاجين الصغير، وهو الذي كان والي البرّ بدمشق مدّة
(3)
.
[وصول تقادم العسكر المصري]
وفي يوم الخميس ثامن عشر شوال وصل إلى دمشق تقادم من العسكر المصري ومعهم (نحو من)
(4)
أربعة آلاف، ومعهم الخطيري، وبهادر المقري، وابن الوزيري.
ثم وصل يوم السبت العشرين منه تقادم أيضا نحو من العدد المذكور، معهم الأمير سيف الدين قلّي، وعزّ الدين أيدمر الدوادار.
[وصول السلطان إلى قلعة دمشق]
ثم وصل يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من شوال السلطان الملك الناصر سلطان المسلمين-أعزّ الله أنصاره-بالجيوش المنصورة المصرية، [و] نزل بالقلعة
(1)
من هنا طمست كامل الصفحة (96 أ) من نسخة طوب قابو باستانبول، والمستدرك من نسخة ليدن 1/ 243.
(2)
هكذا وردت بالسين المهملة، ولم أجد هذه الترجمة لأتحقق من صحة هذه النسبة.
(3)
خبر المحمل في: البداية والنهاية 14/ 67.
(4)
ما بين القوسين من هامش نسخة ليدن.
المنصورة، واحتفل الناس لدخوله، وزيّن
(1)
البلد، وضربت البشائر. فأقام بالقلعة المحروسة ليلتين، وانتقل إلى القصر.
ثم دخل البلد يوم الجمعة، وصلّى بالمقصورة، وخلع على الخطيب، وعاد إلى القصر، وجلس/ليدن 1/ 245/فيه يوم الإثنين تاسع عشري الشهر، وعمل دار العدل، وحضر القضاة، وأرباب الوظائف
(2)
.
[وصول أمين الدين إلى دمشق]
ووصل أمين الدين من القاهرة إلى دمشق يوم الثلاثاء آخر الشهر المذكور
(3)
.
[وفاة بدر الدين أحمد الحمصي]
154 -
وفي يوم الأحد الحادي والعشرين من شوال توفي الشيخ الصالح، المسند، بدر الدين، أبو العباس، أحمد بن الشيخ زين الدين محمد بن (الحسن بن سالم الحمصي)
(4)
، الصوّاف بدمشق، ودفن بكرة الأثنين بمقابر باب الصغير بالقرب من الصحابة رضي الله عنهم.
وكان رجلا مباركا على طريقة حميدة. روى عن جماعة)
(5)
.
/196 ب/منهم السخاوي، وعمر بن عبد الوهاب بن البراذعي، وشيخ الشيوخ بن
(6)
حمّويه، وعتيق السلماني، والقرطبي، ويحيى بن عبد الرزاق المقدسي، وأخوه سالم خطيب عقربا.
وذكر أنه قرأ القرآن على السخاوي، واشتغل بالعلم، وحضر المدارس.
ومولده سنة إحدى وثلاثين وستماية بدمشق.
[وفاة علاء الدين ابن سالم الأنصاري]
155 -
وفي ليلة الإثنين الثاني والعشرين من شوال توفي الشيخ الأجلّ، العدل، علاء الدين، أبو الحسن، علي بن الشيخ بدر الدين أحمد بن أبي الفهم بن ناصر بن سالم الأنصاري، الدمشقي، المعروف بابن البقّال
(7)
، وصلّي عليه ظهر الإثنين المذكور بجامع دمشق، ودفن بسفح قاسيون.
(1)
في نسخة ليدن: «وزير» .
(2)
في نسخة ليدن: «الوضايف» وخبر وصول السلطان في: البداية والنهاية 14/ 67.
(3)
البداية والنهاية 14/ 67.
(4)
عن هامش نسخة ليدن.
(5)
هنا ينتهي المطموس من صفحة (96 أ) من الأصل.
(6)
الصواب: «ابن» .
(7)
انظر عن (ابن البقال) في: ذيل تاريخ الإسلام 120 رقم 361.
وكان شيخا كبيرا، عمّر، وانقطع بالكلّيّة، وتغيّرت أحواله، وجفاه أهله، وكان له ملك وثروة، وكان يسافر في التجارة والكسب، ولما وقعت واقعة بغداد سنة ستّ وخمسين وستماية كان ببغداد، وذهب أكثر ما (كان)
(1)
بيده، وسلّمه الله تعالى.
وكان يلبس البطيحة
(2)
على زيّ الدمشقيّين القدما وفوقها البقيار، ويحضر مجالس الحكام ويشهد عليهم.
روى لنا عن الشيخ الإمام أبي عمرو بن الحاجب، والشيخ علم الدين السخاوي، وإبراهيم بن الخشوعي، وأبي طالب بن صابر
(3)
، وغيرهم.
ومات في عشر التسعين.
وكان والده صاحب دكّان بقيسارية الفرش.
وجدّه كان من جماعة الحافظ أبي القاسم بن عساكر، كتب عنه جملة من الكتب ولازم مجلسه.
[وفاة زين الدين سبط المقرئ زيادة بن عمران]
156 -
وفي شوال توفي الشيخ الصالح، المقرئ زين الدين، أبو محمد، الحسن بن عبد الكريم بن عبد السلام بن عبد الله بن فتح
(4)
الغماريّ الأصل، المصريّ المولد والدار، المالكي، سبط الشيخ المقرئ زيادة بن عمران بمصر.
وكان شيخا معمّرا، مولده في ذي الحجّة سنة سبع عشرة وستماية.
سمع من الشيخ المقرئ أبي القاسم عيسى بن عبد العزيز بن عيسى اللخمي الإسكندري في سنة ثمان وعشرين وستماية كتاب «العنوان في القراءات» وكتاب «التذكرة» لابن غلبون، و «المحدّث الفاصل» للرامهرمزي، و «الناسخ والمنسوخ» لأبي داود السجستاني، و «الثمانين» للآجرّي، و «جزء الجابري» ، /197 أ/والثالث من
(1)
كتبت فوق السطر.
(2)
في نسخة ليدن 1/ 246 «البطّيخة» .
(3)
في نسخة ليدن 1/ 246 «بن جابر» .
(4)
انظر عن (ابن فتح) في: ذيل تاريخ الإسلام 118،119 رقم 340، ودول الإسلام 2/ 37، وذيل العبر 72، والإعلام بوفيات الأعلام 300، والمعين في طبقات المحدّثين 229 رقم 2355، والمعجم المختص 85 رقم 98، ومعجم شيوخ الذهبي 169 رقم 220، ومعرفة القراء الكبار 2/ 734 رقم 706، والوافي بالوفيات 12/ 73 رقم 64، وأعيان العصر 2/ 199، 200 رقم 570، والسلوك ج 2 ق 1/ 121، وغاية النهاية 1/ 217 رقم 990، ونهاية الغاية، ورقة 50، وذيل التقييد 1/ 503،504 رقم 982، والمقفّى الكبير 3/ 340 رقم 1167، والدرر الكامنة 2/ 102، والمنهل الصافي 5/ 84، والدليل الشافي 1/ 263 رقم 900، وحسن المحاضرة 1/ 389، وشذرات الذهب 6/ 30. وفي نسخة ليدن 1/ 247:«زين الدين أبو الحسن بن عبد الكريم. . .» .
«الهاشميّات» ، وجزءا من «حديث الحارث بن أبي أسامة» ، والسادس والثامن من انتخاب السلفي من «أصول جعفر السرّاج» ، و «الأربعين» لابن شنبويه، و «قصيدة دوقلة» ، و «قصيدة ذي الرمّة» . وكان قد تفرّد بالرواية عن الشيخ المذكور.
[وفاة مجد الدين ابن ديلم الشيبي]
157 -
وفي ليلة سلخ شوال توفي الشيخ مجد الدين، أحمد بن ديلم
(1)
بن محمد الشّيبي، المكي، شيخ بني شيبة وشيخ الكعبة المشرّفة والحرم الشريف، وصلّي عليه بكرة الغد ودفن بالمعلاّ
(2)
.
روى عن ابن مسدي، وسمع من الشيخ شرف الدين ابن أبي الفضل المرسي.
أجاز لنا من مكة في سنة سبعين وستماية، ولم يحصل لي به اجتماع.
ذو القعدة
أوله الأربعاء.
[وصول تقيّ الدين ابن تيميّة إلى دمشق]
في أول يوم من شهر ذي القعدة وصل إلى دمشق الشيخ الإمام، العلاّمة، تقيّ الدين ابن تيميّة، وكان خرج من القاهرة صحبة الجيش قاصدا الغزاة، فلما وصل معهم إلى عسقلان توجّه إلى بيت المقدس وجعل طريقه على عجلون وبعض بلاد السواد وزرع، ووصل إلى دمشق في التاريخ المذكور بعد غيبته عنها أكثر من سبع سنين، ومعه أخواه وجماعة من أصحابه. وخرج خلق كثير لتلقّيه، وسرّوا بمقدمه وسلامته وعافيته، نفع الله تعالى به ومتّع بطول بقائه
(3)
.
[سفر السلطان الناصر إلى الحجاز]
وسافر السلطان الملك الناصر من دمشق بكرة الخميس ثاني ذي القعدة ومعه جماعة من خواصّه وعسكره نحو من أربعين أميرا إلى الحجاز الشريف، وفرّق الجيوش بالبلاد الشامية، وترك بدمشق جماعة منهم الأمير سيف الدين أرغون
(4)
.
(1)
انفرد به البرزالي.
(2)
الصواب: «المعلّى» .
(3)
خبر ابن تيميّة في: النهج السديد 3/ 227، والبداية والنهاية 14/ 67.
(4)
خبر سفر السلطان في: نزهة المالك والمملوك 210، ونهاية الأرب 32/ 200، والدر الفاخر 247، والنهج السديد 3/ 227، ودول الإسلام 2/ 219، وذيل العبر 67، والمختصر في أخبار البشر 4/ 70، ومرآة الجنان 4/ 250،251، والبداية والنهاية 14/ 67، ونثر الجمان 2/ورقة 101 ب، والسلوك ج 2 ق 1/ 116، وتاريخ ابن سباط 2/ 615، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 442.
[تولية كمال الدين ابن الزملكاني وكالة بيت المال]
وفي مستهلّ ذي القعدة تولّى الشيخ كمال الدين ابن الزّملكاني وكالة بيت المال بدمشق، عوضا عن الشيخ كمال الدين ابن الشريشي، وخلع عليه يوم الجمعة ثالث الشهر، وصلّى بها، وحضر بالشبّاك عند قاضي القضاة
(1)
.
[كلام الوزير أمين الدين في الأموال]
وتكلّم بعد سفر السلطان الوزير الصاحب أمين الدين في الأموال، وطالب أرباب الولايات، وأمر بالاستخراج والعقوبة
(2)
. وممّن صودر محيي الدين ابن فضل الله، وأخذ/197 ب/منه جملة، وانقطع عن وظيفته في ديوان الإنشاء، وحصل له ولغلمانه وأتباعه نكد وتشويش، ثم سلّمه الله تعالى
(3)
.
[وفاة الفقيه نجم الدين داود الكردي]
158 -
وفي يوم الجمعة ثالث ذي القعدة توفي الشيخ الفقيه، الإمام، نجم الدين، داود
(4)
الكردي، مدرّس المدرسة الصلاحية بالقدس الشريف.
وكان رجلا حسنا، درّس بالمدرسة المذكورة أكثر من ثلاثين سنة، ولّيها بعد القاضي محيى الدين قاضي غزّة، ووصل خبر موته إلى دمشق، فعيّن للمدرسة من دمشق الشيخ شهاب الدين ابن جهبل، فوليها وتوجّه إليها بعد عيد الأضحى في أواخر السنة.
[وفاة المعلّم شمس الدين الكتبي المجلّد]
159 -
وفي يوم الإثنين
(5)
الثالث عشر من ذي القعدة توفي المعلّم
(6)
شمس الدين، أبو عبد الله، محمد بن أيوب بن أبي بكر الكتبي المجلّد، المعروف بان الأطروش
(7)
بدمشق، وصلّي عليه عصر هذا اليوم بجامع دمشق، ودفن بمقابر باب الصغير.
ومولده بدمشق في سنة ثلاثين وستماية.
وكان رجلا جيّدا، حسن الأخلاق، مشهورا بالتجليد، ومعرفة الكتب. وله نظم، وعنده معرفة، وحجّ إلى بيت الله الحرام.
(1)
خبر التولية في: البداية والنهاية 14/ 67.
(2)
في نسخة ليدن 1/ 250 «وأمر باستخراج المال والعقوبة» .
(3)
خبر كلام الوزير في: النهج السديد 3/ 228، والبداية والنهاية 14/ 67.
(4)
انظر عن (داود) في: ذيل تاريخ الإسلام 120 رقم 363، وذيل العبر 72، والأنس الجليل 1/ 373.
(5)
كتب في الأصل: «الأحد» ، ثم كتب فوقها «الإثنين» .
(6)
في نسخة ليدن 1/ 251 «توفي الشيخ» .
(7)
انظر عن (ابن الأطروش) في: ذيل تاريخ الإسلام 120 رقم 364.
وروى لنا عن عتيق السلماني «عوالي حسّان» لابن عساكر، و «حديث إسحاق بن راهويه» ، وحدّث بالقاهرة أيضا.
[وفاة ابن منكلي الذهبي]
160 -
وفي يوم الإثنين السابع والعشرين من ذي القعدة توفي الشيخ الصالح أبو الحسن، علي بن منكلي بن عبد الله الذهبي، الحلبي بسفح قاسيون، ودفن هناك بقرب تربة الشيخ موفّق الدين.
وكان رجلا مباركا، خيّرا، وضيء الوجه.
سمع بحلب من إبراهيم بن خليل. وروى لنا عنه.
مولده بحلب، وأقام مدّة بمدرسة الشيخ أبي عمر إلى حين موته، ومات في عشر الثمانين، رحمه الله تعالى.
[وفاة ست القضاة بنت الشيرازي]
161 -
وفي ليلة الثلاثاء الثامن والعشرين من ذي القعدة توفيت الشيخة الصالحة، المسندة، الأصيلة، أمّ محمد، ستّ القضاة
(1)
، بنت القاضي محيي الدين يحيى بن
(2)
القاضي تاج الدين أبي المعالي أحمد بن
(3)
أقضى القضاة شمس الدين أبي نصر محمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن الشيرازي الدمشقية بمنزلها داخل باب الفراديس، ودفنت من الغد بسفح قاسيون.
/199 أ/وكانت امرأة كبيرة قاربت التسعين.
روت عن كريمة بنت عبد الوهّاب «مشيختها» ثمانية أجزاء، و «الزّهاد والعبّاد» لابن الأزهر البلخيّ، لم يوجد لها سوى ذلك.
وتزوّجت بالشيخ مجد الدين الروذراوري، ثم بالبدر أبي المحاسن ابن الخرقي، ثم بزين الدين عبد الرحمن بن نصر بن عبيد الحنفيّ، وماتت عنده بعد أن أقامت في صحبته اثنين
(4)
وخمسين سنة، رحمها الله تعالى وإيّانا.
ذو الحجّة
أوله الخميس بثبوت حصل في اليوم الثامن.
[وفاة قاضي بغداد عز الدين النيلي]
162 -
وصلت القصّاد من العراق بعد عيد الأضحى وأخبروا بموت قاضي
(1)
انظر عن (ست القضاة) في: ذيل تاريخ الإسلام 120 رقم 365، وأعيان العصر 2/ 400 رقم 690، والدرر الكامنة 2/ 128 رقم 1796.
(2)
الصواب: «ابن» .
(3)
الصواب: «ابن» .
(4)
الصواب: «اثنتين» .
بغداد عزّ الدين النيلي
(1)
، المالكي، وأنه ولّي القاضي جلال الدين عبد الملك المراغي قضاء القضاة، واستناب ببغداد لملازمته للملك، فإنّه مدرّس الشافعية في المدرسة التي تحمل معه، وفيها مدرّس للشافعية، والحنفية، والشيعية، ومدرّس للطبّ والنجوم والفلسفة.
[وفاة الصدر بدر الدين ابن عساكر]
163 -
وفي يوم الثلاثاء العشرين من ذي الحجّة توفي الصدر الأجلّ، الأصيل، بدر الدين، محمد بن العدل عماد الدين أبي حامد الحسين بن الحافظ عماد
(2)
الدين أبي القاسم علي بن الحافظ بهاء الدين أبي محمد القاسم بن الحافظ الكبير أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين بن عساكر
(3)
، ببستانه بالنّيرب، وصلّي عليه ظهر الأربعاء بالجامع المظفّري، ودفن بسفح جبل قاسيون.
وكان رجلا حسنا. روى لنا الأول من «حديث الجصّاص» عن ابن أبي اليسر، وسمع على جماعة، وشهد على الحكّام بدمشق، وولي ولايات من جهات الكتابة، وحجّ، وأقام باليمن مدّة.
وكان له ثلاثة أولاد نجباء حسان، قدّمهم بين يديه، رحمهم الله تعالى.
[وفاة علي بن حسن الهذباني]
164 -
وفي يوم السبت الرابع والعشرين من ذي الحجّة توفي الشيخ الصالح، علي بن حسن بن عيسى الهذباني
(4)
، الكردي، الإربليّ، بالمدرسة العزيزية بدمشق، ودفن نهار الأحد بمقابر باب شرقي، وحضره جمع كبير.
وكان رجلا صالحا، نزل قرية سقبا من غوطة دمشق في سنة ثمانين وستماية.
وأقام بها مدّة/198 ب/طويلة، ثم انتقل إلى البلد، وكان سليم الصدر، مباركا، له منامات صالحة، وإخبارا (ت صادقة)، رحمه الله تعالى.
[
وفاة طقطاي ملك دشت القبجق]
165 -
وفي هذه السنة مات ملك دشت القبجق الداخلة فيها، وهو المعروف بطقطاي
(5)
، وما والاها من الممالك.
(1)
لم أجده. وهو في نسخة ليدن 1/ 253 «النبلي» .
(2)
في نسخة ليدن 1/ 253 «بهاء الدين أبي محمد القاسم ابن الحافظ الكبير أبي القاسم. . .» .
(3)
انظر عن (ابن عساكر) في: أعيان العصر 4/ 413 رقم 1554، والدرر الكامنة 3/ 429 رقم 1149، وفيهما:«محمد بن الحسين بن القاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله» .
(4)
انفرد به البرزالي.
(5)
انظر عن (طقطاي) في: ذيل تاريخ الإسلام 105 رقم 287 رقم 287 وفيه: «طقططاي» ، وذيل
(وذكروا أنّ الصحيح في اسمه «تويقيقا» .
وقيل إنّ موته في شهر ربيع الأول في محلّ ملكه، وبلغ من العمر نحو ثلاثين سنة، وبقي ملكا ثلاثة
(1)
وعشرين سنة، فإنه جلس على سرير الملك، وعمره سبع سنين، وكان كافرا على مذهب عبدة الأصنام يحبّ الأيغوريّة، وهم النجشية والسحرة ويعظّمهم. وكان فيه عدل وميل إلى أهل الخير من كل ملّة. وكان يرجّح المسلمين على غيرهم، ويحبّ الحكماء والأطبّاء ويكثر عطاءهم
(2)
. وجيوشه كثيرة جدّا.
قيل إنه وقعت بينه وبين أعدائه من الخوارج عليه حرب، فجرّد من عساكره من كل/ ليدن 1/ 256/عشرة واحد، فبلغ عدد المجرّدين مايتي ألف فارس وخمسين ألف فارس.
وكان له ولد لم ير في الجمال أحسن منه. وكان على دين الإسلام يحبّ سماع تلاوة القرآن العظيم وإن لم يفهمها. وكان قد نوى أنه إن ملك البلاد لا يترك في مملكته غير الإسلام، فمات في حياة والده، وترك ولدا. فلما مات والده عهد إلى ابن ابنه المذكور، فلم يتمّ الأمر له، واستولى على الملك بعده ابن أخيه أزبك خان، وهو شابّ حسن الصورة أيضا، فائق الجمال، حسن الإسلام، شجاع، قتل عدّة من الأمراء والأعيان، وقتل جماعة كثيرة من الإيغورية، وهم النجشية والسحرة، وأظهر كلمة الإسلام. وجلس على سرير الملك في أواخر رمضان في هذه السنة سنة اثنتي عشرة
(3)
وسبعميّة.
وهذه المملكة هي المشهورة بمملكة بركة ابن
(4)
عمّ هلاووا.
وكانت وفاته سنة خمس وستين وستماية.
وملك بينه وبين طقططاي/ليدن 1/ 257/ثلاثة من الملوك، وهم: منكوتمر، وتوفامنكو، وتولابوقا.
وذكر الشيخ الفاضل علاء الدين النعمان الخوارزمي، الحنفي، لما قدم دمشق سنة عشر وسبعماية أنّ طول هذه المملكة مسيرة ثمانية أشهر، وعرضها ستة أشهر، والله أعلم)
(5)
.
= العبر 72، و 73 وفيه:«طقططيه» ، ودول الإسلام 2/ 219، والمختصر في أخبار البشر 4/ 63، وفيه:«طقطقا» ، (سنة 710 و 711 هـ.)، والإعلام بوفيات الأعلام 300 وفيه «طقططاي» ، وتاريخ ابن الوردي 2/ 262، وأعيان العصر 2/ 614،615 رقم 828، والوافي بالوفيات 16/ 469، والبداية والنهاية 4 - /67،68 «طغطاي» ، والدرر الكامنة 2/ 226، والمنهل الصافي 6/ 425، وتاريخ ابن سباط 2/ 615، وشذرات الذهب 6/ 40. وهو في نسخة ليدن 1/ 255 «طقططاي».
(1)
الصواب: «ثلاثا» .
(2)
في الأصل: «ويكثر عطاوهم» .
(3)
في نسخة ليدن 1/ 256 «سنة اثني عشر» .
(4)
في الأصل: «بن» .
(5)
إلى هنا ينتهي المطموس من صفحة 198 ب و 199 أمن نسخة استانبول، استدركناه من نسخة ليدن.
سنة ثلاث عشرة وسبعماية
المحرّم
[عودة السلطان من الحج إلى دمشق]
في يوم السبت مستهلّ المحرّم وصل إلى دمشق الأمير الكبير سيف الدين قجليس
(1)
الملكي الناصري من الحجاز الشريف وأخبر برجوع السلطان من الحجاز بعد قضاء فريضة الحج، وأنه فارقه من المدينة
(2)
، ثم وصل بريد وأخبر أنّ السلطان قد قارب الكرك، فدقّت البشائر بدمشق، ثم وصل الخبر أنه دخل الكرك في ثاني المحرّم يوم الأحد، ووصل [السلطان الملك الناصر] إلى دمشق يوم الثلاثاء حادي عشر المحرّم، ونزل بالقصر الأبلق وخرج الناس إلى تلقّيه وصلّى الجمعة رابع عشر الشهر بمقصورة الخطابة بجامع دمشق (وكذلك الجمعة) التي بعدها، ولعب في الميدان بالكرة يوم السبت نصف الشهر
(3)
.
[نظر الدواوين بالشام]
وولّى القاضي شمس الدين عبد الله غبريال يوم الأحد سادس عشر رجب
(4)
(1)
في نسخة ليدن 1/ 257 «فحليس» .
(2)
العبارة في نسخة ليدن 1/ 257 «وأنه فارقه من المدينة النبوية، صلوات الله على ساكنها، وأن السلطان قد قارب البلاد، فدقّت البشائر لذلك، ثم وصل البريد السلطان الملك الناصر إلى دمشق» ! والذي بين الحاصرتين أضفناه من: البداية والنهاية 14/ 69.
(3)
خبر عودة السلطان في: الدر الفاخر 265، ونزهة المالك والمملوك 211، ونهاية الأرب 32/ 203، ودول الإسلام 2/ 219، وذيل العبر 73، ومرآة الجنان 4/ 252، ونثر الجمان 2/ورقة 101 ب و 103 أ، والبداية والنهاية 14/ 68،69، وتذكرة النبيه 2/ 54، والجوهر الثمين 2/ 153، والنفحة المسكية 122، والنهج السديد 2/ 231،232، والسلوك ج 2 ق 1/ 122، وتاريخ سلاطين المماليك 159، وتاريخ ابن سباط 2/ 615،616، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 443.
(4)
في البداية والنهاية 14/ 69 «حادي عشر المحرم» . وفي نسخة ليدن 1/ 258 «يوم الأحد سادس عشر المحرم» . والنص في نسخة ليدن 1/ 258 «وولي نظر الدواوين القاضي شمس الدين عبد الله غبريال يوم الأحد سادس عشر المحرم عوضا عن الشريف أمين الدين وبدر الدين ابن أبي الفوارس» .
[نظر الدواوين بالشام عوضا عن]
(1)
أمين الدين بن بدر الدين ابن أبي الفوراس
(2)
.
[الخلعة على الصاحب أمين الدين]
وخلع على الصاحب أمين الدين عبد الله (أمين) الملك
(3)
.
[ولاية شدّ الدواوين بدمشق]
وولّى الأمير فخر الدين إياز الشمسي الأعسري شدّ الدواوين، عوضا عن الأمير بدر الدين القرمانيّ
(4)
.
[نيابة الرحبة]
وأمر القرماني بالتوجّه إلى نيابة الرحبة
(5)
.
[الخلعة على جماعة من الأعيان]
وخلع على قاضي القضاة نجم الدين ابن صصرى، وعلى فخر الدين
(6)
ناظر الديوان، المعروف بكاتب المماليك
(7)
.
[صحابة الديوان]
وولّى شرف الدين ابن صصرى صحابة الديوان وخلع عليه
(8)
.
[وصول ركب الحجّاج]
ووصل ركب الحاجّ الشاميّ
(9)
إلى دمشق يوم الأربعاء السادس والعشرين من المحرّم وقت (الظهر أسرعوا ليدركوا السلطان/ليدن 1/ 259/بدمشق) ويخلوا له
(1)
ما بين الحاصرتين من المصادر.
(2)
خبر الدواوين في: نهاية الأرب 32/ 203، والنهج السديد 3/ 232، والبداية والنهاية 14/ 69، والسلوك ج 2 ق 1/ 123.
(3)
خبر الخلعة في: النهج السديد 3/ 232، والنص في نسخة ليدن 1/ 258 و «خلع على الصاحب أمين الدين أمين الملك» .
(4)
خبر شدّ الدواوين في: نهاية الأرب 32/ 203، والنهج السديد 3/ 233، والبداية والنهاية 14/ 69، والسلوك ج 2 ق 1/ 123. ويقال:«أياز» و «أياس» .
(5)
خبر نيابة الرحبة في: نهاية الأرب 32/ 203، والنهج السديد 3/ 223، والبداية والنهاية 14/ 69، والسلوك ج 2 ق 1/ 123.
(6)
هو أياز الشمسي.
(7)
خبر الخلعة في: نهاية الأرب 32/ 203، والنهج السديد 3/ 233، والسلوك ج 2 ق 1/ 123. وفي نسخة ليدن 1/ 258 «وعلى فخر الدين ناظر جيش مصر المعروف بكاتب المماليك».
(8)
خبر الديوان في: البداية والنهاية 14/ 69 وفيه «حجابة الديوان» .
(9)
خبر ركب الحجاج طمس معظمه وغيره تسعة أسطر في نسخة استانبول، والاستدراك من نسخة ليدن 1/ 258.
الطريق. وقبّل أمير الحاج الأمير حسام الدين لاجين الصغير يد السلطان.
[رجوع السلطان إلى مصر]
وتوجّه السلطان راجعا إلى الديار المصرية من دمشق في بكرة يوم الخميس عقيب الفجر السابع والعشرين من المحرّم. وتوجّهت الجيوش قبله ومعه
(1)
.
[ولاية برّ دمشق]
وولّي ولاية البرّ بدمشق زين الدين أغلبك العادلي، عوضا عن طرنطاي الحموي، فأقام أياما، ثم ولي بعده أستاذ دار طرقشي)
(2)
.
[نظر الأوقاف]
وباشر نظر الأوقاف بهاء الدين الحنفيّ
(3)
.
[نظر الجامع]
وولّي نظر الجامع فخر الدين ابن شيخ شمس الدين
(4)
، عوضا عن ابن الصدر سليمان
(5)
.
[شدّ الأوقاف]
/199 ب/وباشر شدّ الأوقاف في هذه المدّة بدر الدين بكتاش المنكورسي، وكانت مباشرته في أواخر السنة الخارجة، عوضا عن الأمير عزّ الدين شهري، وكان عارفا بالأمور، وفيه شهامة، وعنده إقدام، وله نفس من الأمير سيف الدين أرغون نائب السلطنة
(6)
.
[وفاة ابن عمران بن موسى البسكري]
166 -
(وفي
(7)
ليلة السبت الثامن من المحرّم
(8)
توفي الشيخ العالم، العامل، الزاهد، أبو محمد، عبد الله بن عمران بن موسى البسكري
(9)
، المغربي بالمدينة النبوية، ودفن من الغد بالبقيع.
(1)
خبر رجوع السلطان في: البداية والنهاية 14/ 69.
(2)
ما بين القوسين إلى هنا من نسخة ليدن.
(3)
خبر نظر الأوقاف في: البداية والنهاية 14/ 69 وفيه بهاء الدين بن عليم.
(4)
في البداية والنهاية: «ابن شيخ السلامية» ، ومثله في نسخة ليدن 1/ 259.
(5)
خبر نظر الجامع في: البداية والنهاية 14/ 69.
(6)
خبر الأوقاف في: البداية والنهاية 4/ 69.
(7)
من هنا عدم وضوح في نسخة استانبول في الصفحتين 199 ب و 200 أ.
(8)
وقع في نسخة ليدن 1/ 260 «الثامن المحرم» ، وهو سهو من الناسخ.
(9)
انظر عن (البسكري) في: الدرر الكامنة 2/ 280 رقم 2186، وفيه بعض الأبيات له.
وكان رجلا صالحا، جاور مدّة طويلة بالمدينة الشريفة، وعنده فضل وتواضع، وكان مقصودا بالزيارة، معروفا بالعبادة والانقطاع. وكان مبتلى بالبواسير، وله نظم وكلام حسن.
زرته غير مرّة (في بيته)
(1)
برباط دكانه، وكتب إليّ بوفاته أبو محمد عبد الله بن الغرابيلي، الواسطيّ.
[وفاة ابن المؤلّف]
167 -
وفي ليلة السبت وقت التسبيح توفي ابني أبو الفضل، محمد بن القاسم ابن محمد بن يوسف بن محمد بن يوسف بن محمد البرزالي، بمنزلنا بالقرب من الظاهرية بدمشق، وصلّي عليه ظهر السبت بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الباب الشرقي إلى جنب قبر والدي، /ليدن 1/ 261/وحضره جمع كثير.
ومولده ليلة العشرين من المحرّم سنة خمس
(2)
وتسعين وستماية. عاش ثماني عشرة سنة وأياما.
ختم القرآن العظيم في السنة الثامنة، وصلّى به التراويح سنتين، وجوّد قراءته، وقرأه بالروايات السبع، وحفظ «الشاطبية» ، و «الرائيّة» ، و «كتاب التنبيه» في الفقه، و «الجرجانية» ، و «مختصر النواوي» في علوم الحديث. ولازم زكيّ الدين زكري مدّة سنين، وقرأ عليه في الفقه ولازم كمال الدين بن قاضي شهبة مدّة، وقرأ عليه في النحو، وجوّد الخط مدّة على الشهاب غازي، ثم بعده على النجم الكاتب، وجاد خطّه، ونسخ «تفسير البغوي» ، إلى قوله تعالى في آل عمران {فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ}
(3)
، و «علوم الحديث» للنواوي. وسمع على خلق كثير عدّتهم تسع ماية شيخ/ ليدن 1/ 262/وسبعة من الرجال والنساء. وزار بيت المقدس الشريف، وحجّ معي إلى بيت الله الحرام سنة عشر
(4)
وسبع ماية، فقضى فريضة الحج، وسمّع بالحرمين الشريفين، وتزوّج بعد ذلك وترك حملا انفصل ليلة الإثنين الخامس والعشرين من جمادى الأولى، وسمّي أحمد، (واستخرت له)
(5)
الشيوخ العوالي بدمشق، وعاش خمسين يوما، ومات بكرة الخامس عشر من رجب من السنة، ودفن إلى جانب والدهما رحمهما الله تعالى.
(1)
عن هامش نسخة ليدن.
(2)
في نسخة ليدن: «خمسة» .
(3)
آل عمران، الآية 37.
(4)
كتب: «سنة ستة عشر» وشطب على «ستة» .
(5)
ما بين القوسين من الهامش.
[وفاة شمس الدين الخوارزمي]
168 -
وفي ليلة الأحد سلخ المحرّم توفي الشيخ شمس الدين الخوارزمي، الصوفي شيخ خانكاه الطاحون، ودفن بمقابر الصوفية.
وكان شيخا مشهورا عند الصوفية، وله كلام في التصوّف، رحمه الله تعالى.
صفر
169 -
في ليلة الأحد سابع صفر أو ليلة الإثنين ثامنه/ليدن 1/ 263/توفي الشيخ الصالح، أبو العباس، أحمد بن محمد بن إسحاق بن خضر بن كامل بن سالم ابن
(1)
سبيع السروجي الأصيل، ثم الدمشقي، ثم الصالحي، ثم المقدسي (بالبيت المقدس)
(2)
، ودفن بمقبرة ماملاّ.
ومولده سنة اثنتين وخمسين وستماية بسفح قاسيون.
وكان رجلا جيّدا، جاور بالقدس مدّة، وكان له بيت حسن بالمسجد الأقصى.
سمع من إبراهيم بن خليل، وابن عبد الدائم، وعبد الله بن الخشوعي، وجماعة.
وهو من بيت رواية. سمع والده من ابن طبرزد حضورا، وسمع جدّه من الخشوعي، وسمع جدّ والده من نصر الله المصّيصي، وأبي الدرّ ياقوت مولى ابن النجاري.
وكانت أمّه من المقادسة وهي عزيمة بنت محمد بن
(3)
عبد الملك.
لقيته بعجلون وقرأت عليه نسخة
(4)
أبي مسهر، عن ابن خليل، و «حديث أيوب السجستاني» عن ابن عبد الدائم.
[مرور أمراء وقصدهم ابن مهنّا بتدمر]
ومرّ الشيخ/ليدن 1/ 264/صدر الدين بن الوكيل، والأمير ألطنبغا
(5)
الأشرفي، والأمير موسى بن مهنّا بدمشق يوم الإثنين آخر النهار الثاني والعشرين من صفر على البريد، قاصدين الأمير حسام الدين (مهنّا)
(6)
بن عيسى من جهة السلطان، وتوجّهوا إليه إلى تدمر. (ثم مرّ)
(7)
الشيخ صدر الدين ورفيقه الأمير ألطنبغا بدمشق عشيّة
(1)
في الأصل «ابن» .
(2)
ما بين القوسين من الهامش.
(3)
في الأصل: «ابن» .
(4)
في الأصل: «النسخة» ثم ضرب على «أل» التعريف خطا.
(5)
في الأصل: «اطنبغا» .
(6)
كتبت فوق السطر.
(7)
من الهامش.
الإثنين خامس شهر ربيع الآخر، وتوجّها إلى القاهرة في سابعه.
ثم قدم صدر الدين دمشق مرة ثانية في تاسع جمادى الآخرة، وتوجّه إلى مهنّا، ثم رجع في رجب، وتوجّه إلى الديار المصرية.
[وفاة ناصر الدين ابن المهمندار]
170 -
وصلّي عقيب صلاة الصبح بجامع دمشق على جنازة)
(1)
.
صفر /200 ب/ناصر الدين ابن المهمندار أخي الأمير شهاب الدين في يوم الأربعاء الرابع والعشرين من صفر.
[وفاة القاضي عماد الدين ابن معرّف بن السّكّري]
171 -
وفي سحر يوم الجمعة السادس والعشرين من صفر توفي القاضي الإمام، العالم، الخطيب، الصدر الكبير، عماد الدين، أبو الحسن، علي بن
(2)
شيخنا القاضي فخر الدين عبد العزيز بن
(3)
قاضي القضاة عماد الدين عبد الرحمن بن عبد العليّ بن معرّف
(4)
بن السكّري، المصري، بمدرسته المعروفة بمنازل العزّ بمصر المحروسة، ودفن من يومه بالقرافة.
ومولده في الخامس والعشرين من المحرّم سنة ثمان وثلاثين وستماية.
وكان مدرّسا بمشهد الحسين، رضي الله عنه، بالقاهرة، وبمدرسة منازل العزّ بمصر، وخطيبا بالجامع الحاكميّ بالقاهرة، وولّي أيضا إمامة مشهد الستّ نفيسة، رضي الله عنها، والنظر على أوقافه. وكان مذكورا في رؤساء الديار المصرية، وعنده عقل وافر وديانة. وأرسل رسولا من سلطان الديار المصرية إلى ملك التتار.
وروى لنا عن جدّه لأمّه الشيخ بهاء الدين ابن الجمّيزي. وحدّث بالقاهرة، ودمشق، رحمه الله.
(1)
إلى هنا ينتهي النقل من نسخة ليدن 1/ 260 - 264.
(2)
الصواب: «ابن» .
(3)
الصواب: «ابن» .
(4)
انظر عن (ابن معرّف) في: نهاية الأرب 32/ 208، وذيل تاريخ الإسلام 123 رقم 372، والسلوك ج 2 ق 1/ 133، والدرر الكامنة 3/ 62،63 رقم 146، وتالي كتاب وفيات الأعيان 126 رقم 198، والوافي بالوفيات 21/ 248، وأعيان العصر 3/ 416،417 رقم 1177، وشذرات الذهب 6/ 32، وذيل العبر 74، وطبقات الشافعية الكبرى 6/ 146. وفي نسخة ليدن 1/ 265 «معروف»، ومثله في نسخة أخرى من الدرر الكامنة.
ربيع الأول
[وفاة محمد المقدسي المعروف بالضياء السالك]
172 -
في يوم الإثنين السادس من شهر ربيع الأول توفي الشيخ أبو عبد الله، محمد بن الشيخ، المحدّث، كمال الدين أحمد بن الكمال عبد الرحيم بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور المقدسي، الحنبلي، المعروف بالضياء
(1)
، السالك طريق الفقر. وكانت وفاته في آخر النهار، ودفن بعد المغرب من ليلة الثلاثاء بسفح قاسيون عند أهله.
وكان شيخا مخالطا للفقراء طول عمره، وحضر الغزوات للظاهر.
سمع المشايخ، وسمع من المزّي حضورا، ومن خطيب مردا، والبكري الصدر
(2)
، ومحمد بن عبد الهادي، وعبد الله بن الخشوعي، وابن عبد الدائم، وجماعة من أصحاب السلفي، وشهدة.
ومولده في سنة أربع وأربعين وستماية في أوائلها. ولما مات عمّ والده الحافظ ضياء الدين محمد كان هو حملا في بطن أمّه.
[وفاة شمس الدين التغلبي المعروف بابن البيّاعة]
173 -
وفي يوم السبت حادي عشر شهر ربيع الأول توفي شمس الدين، محمد بن عثمان بن حمدان التغلبي، المعروف بابن البيّاعة
(3)
.
وكان شاعرا، فاضلا، مؤرّخا، وله مدح في الأمير علم الدين الدواداري، وغيره من أرباب/201 أ/الولايات، وكان مشدّ الرقيق، ويخدم في الجهات السلطانية.
ومن شعره:
نعم غرامي بنجد فوق ما زعموا
…
أفنى ويبقى وهذا بعض ما علموا
حدّث، فديتك، عن ذاك الحمى وأعد
…
ففي حديثك ما يشفى به الألم
ليس الحمى غير قلبي بالذين
(4)
…
به
ففيه نارهم
(5)
بالشوق تضطرّم
(1)
انظر عن (الضياء) في: الدرر الكامنة 3/ 325 رقم 872.
(2)
في الدرر: «الصدر البكري» . وفي نسخة ليدن 1/ 266 «والبكري وابن سعد» . في نسخة ليدن 1/ 266 «والبكري وابن سعد ومحمد بن عبد الدايم وجماعة وله إجازة بعض أصحاب السلفي» .
(3)
انظر عن (ابن البيّاعة) في: أعيان العصر 4/ 570،571 رقم 1654، والدرر الكامنة 4/ 40، 41 رقم 111.
(4)
في أعيان العصر 4/ 571 «والذي» .
(5)
في أعيان العصر 4/ 571 «ثأرهم» .
بانوا فبان الغضا ذاو ومنهله
…
غور وأنواره من بعدهم ظلم
خيّمت يا وجد في قلبي لفقدهم
…
فلا رأت وحشة من أهلها الخيم
ولا تغيّر واديهم ولا أفلت
…
بدوره وسقت أكنافه الدّيم
فالقلب في حرق والطرف في غرق
…
والصبر منثلم والدمع منسجم
[وفاة شهاب الدين النابلسي الخيوطي]
174 -
وفي يوم الجمعة سابع عشر ربيع الأول توفي شهاب الدين، أحمد بن حسن بن علي بن سعيد النابلسي
(1)
، الخيوطي، الأمشاطي بالزيادة، وكانت وفاته ببستان بقرية جوبر، ودفن بمقبرة باب الفراديس.
[وفاة الحاج ناصر الكيلاني التاجر]
175 -
وفي يوم الجمعة الرابع والعشرين من ربيع الأول توفي الحاج الكبير ناصر
(2)
بن محمد بن ناصر الكيلاني، التاجر، السفّار، ودفن بسفح جبل قاسيون.
وكان شيخا من أعيان التجّار، وترك نعمة وثروة وأولادا.
[وفاة تقيّ الدين ابن البيّع الحرّاني]
176 -
وفي ليلة الثلاثاء الثامن والعشرين من شهر ربيع الأول توفي الشيخ تقيّ الدين، حمد
(3)
بن عبد المنعم بن البيّع الحرّاني، ودفن بمقابر الصوفية.
وكان رجلا جيّدا، من التجّار المعروفين، وفيه صدقة ومعروف.
وهو خال عزّ الدين عبد العزيز بن تيميّة.
[وفاة فخر الدين ابن بلدق الحرّاني]
177 -
وفي ليلة الإثنين العشرين من شهر ربيع الأول توفي الشيخ الصالح، فخر الدين، أبو عبد الله، محمد بن عبد الله بن محمود بن عمر بن محمد بن بلدق
(4)
الحرّاني، الخيّاط، ويكنّى أبا يوسف، ودفن من الغد بسفح جبل قاسيون.
سمع من إبراهيم بن خليل، ومحمد بن عبد الهادي، والنجيب عبد اللطيف الحرّاني، وغيرهم.
وكان من أبناء السبعين.
ذكر لي أنه ولد بعد الخوارزمية والغلاء بسنة حرّان.
(1)
انفرد به البرزالي.
(2)
انفرد به البرزالي. وفي نسخة ليدن 1/ 268 «توفي الحاجي الكبير ناصر الدين الكيلاني» .
(3)
انفرد به البرزالي.
(4)
انفرد به البرزالي.
ربيع الآخر
[وفاة الفقيه فخر الدين ابن داود التوزري]
178 -
وفي يوم الأحد الحادي عشر من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ الإمام، العالم، الفقيه، المحدّث، فخر الدين، أبو عمرو، /201 ب/عثمان
(1)
بن محمد بن عثمان بن أبي بكر بن محمد بن داود التّوزري
(2)
، المالكي، بمكة، شرّفها الله تعالى، ودفن هناك.
ومولده في ثامن شهر رمضان سنة ثلاثين وستماية بمصر.
وكان شيخا صالحا، ومحدّثا مشهورا، من قرّاء الحديث المعروفين.
سمع بمصر من الشيخ بهاء الدين ابن الجمّيزي، وسبط السلفي. وسمع بها أيضا، وبالشام من جماعة من أصحاب البوصيري، والخشوعي، وقرأ الكتب الكبار مثل:«مسند الإمام أحمد» رضي الله عنه، و «المعجم الكبير» للطبراني.
وذكر لي أنه قرأ «صحيح البخاري» أكثر من ثلاثين مرة، وقال: أنا كنت قارئ الحديث بالديار المصرية بعد موت المكين الحصني.
وله شيوخ كثيرة بالسماع والإجازة يزيدون على ألف شيخ. وكان يقيم بمكة، ويتردّد إلى الديار المصرية، ثم سكن مكة مدّة طويلة إلى أن مات بها.
كتب إليّ بوفاته الفقيه عبد الله بن خليل.
وكان مشهورا بمكة بالصلاح والحديث، مقصودا بالزيارة. وممّن أجاز له أبو الحسن بن المقيّر.
اجتمعت به بمصر، وسمعت بقراءته قطعة من «معجم الطبراني الصغير» على الخطيب فخر الدين عبد العزيز بن السّكّري، وقرأت عليه بظاهر القاهرة الأول من «فوائد المدينة» تخريج ابن مسدّي، لابن الجمّيزي. ثم قرأت عليه بمكة «فوائد
(1)
في البداية والنهاية 14/ 69 «عفان» .
(2)
انظر عن (التوزري) في: مستفاد الرحلة والاغتراب 312 - 332، وبرنامج الوادي آشي 157، 158، وذيل العبر 74، وذيل تاريخ الإسلام 123 رقم 371، والإعلام بوفيات الأعلام 300، والمعين في طبقات المحدّثين 229 رقم 2356، وتذكرة الحفاظ 4/ 1502،1503، والمعجم المختص 155،156 رقم 189، ومعجم شيوخ الذهبي 347 رقم 497 ومعرفة القرّاء الكبار 2/ 733،734 رقم 705، ومرآة الجنان 4/ 253، والبداية والنهاية 14/ 69، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 168، وتذكرة النبيه 2/ 57، والعقد الثمين 6/ 41، وذيل التقييد 2/ 172 رقم 1374، وغاية النهاية 1/ 510، ونهاية الغاية، ورقة 146، والسلوك ج 2 ق 1/ 133، والدرر الكامنة 3/ 64 رقم 2606، ودرّة الحجال 2/ 209، وشذرات الذهب 6/ 32. و «التوزري» نسبة إلى مدينة توزر من بلاد الجريد بأفريقية. (تقويم البلدان 144).
المدينة» الثلاثة
(1)
المذكورة، والثاني من «المحامليّات» ، و «مجلسا من أمالي نصر بن عبد العزيز الشيرازي» ، و «ثلاثيّات
(2)
البخاري»، وبمنى «الثمانين الآجرّية» ، والأول من «الثقفيات» ، ومنتقى منها فيه سبعة وأربعون حديثا، وذلك سنة ثلاث وسبعماية. ثم قرأت عليه بمكة في سنة عشر وسبعماية «المسلسل بالأوليّة» بطرقه الثلاثة، وسمعت منه «الأربعين» لابن الجمّيزي، تخريج العطار، وجزءا من «فوائد الهاشمي» و «الإيادي» . وقرأت عليه بمنا
(3)
ثاني «المحامليّات» مرة ثانية. ومنتقى لطيفا من «الثقفيّات» فيه عشرة أحاديث. وكان ذلك آخر عهدي به، رحمه الله تعالى.
[وفاة أبي الحسن بن علي الحريري]
179 -
وفي ليلة الثلاثاء العشرين من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ أبو الحسن بن الشيخ محمد بن الشيخ الكبير علي الحريري
(4)
، ودفن عند الشيخ رسلان ظاهر دمشق.
ومولده سنة تسع وأربعين وستماية.
/202 أ/ورافقته في الحجّ سنة عشر وسبع ماية. وذكر لي أنه رأى النبيّ صلى الله عليه وسلم في المنام، وتاب على يده، ولازم صيام رجب وشعبان اثنتي عشرة سنة في آخر عمره.
[وفاة المعلّم زين الدين الخوارزمي]
180 -
وفي يوم الجمعة الثالث والعشرين من شهر ربيع الآخر توفي المعلّم زين الدين، عمر بن أبي بكر بن بك بن عبد الله الخوارزمي
(5)
، التركماني، الخيّاط، المشرف. ودفن من يومه بمقابر باب الفراديس.
[وفاة أبي الفداء الحراني المعروف أبوه بعبدان]
181 -
وفي يوم السبت الرابع والعشرين من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ الصالح أبو الفداء، إسماعيل
(6)
بن عبد الواحد بن إسماعيل بن مسلم الحرّاني، الحنبليّ، المعروف أبوه بعبدان، بسفح قاسيون، ودفن هناك.
وكان فقيرا مباركا، ساكنا بالصالحية، مواظبا للجلوس بحلقة الحنابلة بجامع دمشق، وأصيب سنة غازان، وأسر بعض أهله، ودخل البلاد بسببهم فلم يقع لهم على خبر، فلما جفل الناس سنة اثنتي عشرة جفل معهم بأهله إلى الديار المصرية وأقام مدّة، ثم رجع بمفرده إلى دمشق فأقام نحو شهر ومات.
(1)
الصواب: «الثلاث» .
(2)
في الأصل: «ثلامات» .
(3)
الصواب: «بمنى» .
(4)
انفرد به البرزالي.
(5)
انفرد به البرزالي.
(6)
انفرد به البرزالي. وفي نسخة ليدن 1/ 273 «توفي ناصر الدين محمود بن إسماعيل بن معبد» .
مولده في نصف رجب سنة سبع وأربعين وستماية.
قرأت عليه «جزء الأصمّ» بسماعه من ابن عبد الدائم بإجازته من خطيب الموصل، وسمع أيضا من أيوب الفقاعي، الحمّاميّ.
[وفاة ناصر الدين ابن معبد البعلبكيّ]
182 -
وفي يوم الإثنين السادس والعشرين من شهر ربيع الآخر توفي ناصر الدين، محمد بن شرف الدين محمود بن إسماعيل بن معبد
(1)
البعلبكيّ ببعلبكّ.
وكان وقف دار حديث.
[وفاة الطواشي ظهير الدين الشبلي]
183 -
وفي يوم الخميس التاسع والعشرين من ربيع الآخر توفي الطواشي ظهير الدين، مختار
(2)
بن عبد الله الشبلي، أحد الخزندارية بخزانة قلعة دمشق.
[وفاة أبي الخير الحبشي]
184 -
وفي سلخ شهر ربيع الآخر توفي الشيخ الصالح أبو الخير (مثقال) بن عبد الله الحبشي
(3)
، الأشرفي، الصلاحي، بالقاهرة، ودفن من يومه خارج باب النصر ظاهر القاهرة.
وكان رجلا مباركا، شيخا كبيرا، بوّابا بالتربة الصالحية بين القصرين. حدّث «بمجلسي الشافعي والبختري» ، عن سبط السلفي. قرأتهما عليه.
جمادى الأولى
[وفاة المقرئ تقي الدين الجعبري المعروف أبوه بأبي شامة]
185 -
في ليلة الجمعة مستهلّ جمادى الأولى توفي الشيخ المقرئ، تقيّ الدين، أبو بكر بن محمد بن علي الجعبري
(4)
، المعروف أبوه بأبي شامة، وصلّي عليه عقيب/202 ب/الجمعة بجامع العقيبة، ودفن بمقابر باب الفراديس ظاهر دمشق.
وكان من القرّاء المجوّدين. قرأ بالعراق، وديار مصر، وأقرأ بالروايات، وانتفع به جماعة. وكان له حلقة بجامع دمشق. وكان مؤذّنا بمسجد الجوزة.
(1)
انفرد به البرزالي.
(2)
غير مقروءة في الأصل. وما أثبتناه من نسخة ليدن 1/ 273.
(3)
انفرد به البرزالي.
(4)
انفرد به البرزالي.
[خلعة نظر الجامع للصدر ابن شيخ السلامية]
وفي يوم الجمعة مستهلّ جمادى الأولى لبس الصدر فخر الدين، عبد العزيز بن أحمد بن الحسين بن شيخ السلامية خلعة نظر الجامع بطرحة، وجلس بها في الديوان. وقد كان باشر النظر قبل ذلك عوضا عن جمال الدين ابن الصدر سليمان.
[وفاة فخر الدين ابن خطيب بيت الآبار]
186 -
وفي يوم الإثنين حادي عشر جمادى الأولى توفي فخر الدين، عثمان بن
(1)
شيخنا عفيف الدين محمد بن أبي بكر بن يوسف بن خطيب بيت الآبار بمصياف، ودفن هناك عند والدته.
وكان كاتبا معروفا، خبيرا بصناعة الكتابة. خدم في ديوان الخزندار، وولي نظر بعلبكّ، وغير ذلك، وكان رجلا جيّدا، بشوش الوجه، كثير المروءة. ومات وهو ابن خمسة
(2)
وأربعين سنة.
[وفاة تقيّ الدين ابن خطّاب الموصلي]
187 -
وفي يوم الجمعة الثاني والعشرين من جمادى الأولى توفي الشيخ الصالح، المقرئ، تقيّ الدين، أبو بكر بن خطّاب
(3)
بن عبد الله الموصلي، الإمام بالخانقاه الأسدية، ودفن من يومه بمقبرة الصوفية.
وكان رجلا مباركا، خيّرا.
ومولده في سنة ستّ وثلاثين وستماية بالموصل.
[وفاة بهاء الدين ابن القطّان]
188 -
وفي يوم الإثنين حادي عشر جمادى الأولى توفي الشيخ بهاء الدين، أبو الحسن، علي بن يونس
(4)
بن خليل بن مقاتل بن القطّان، ودفن من الغد بالقرافة.
كتب إليّ بموته المقاتلي.
وكان سمع من النجيب عبد اللطيف، وحدّث، وكان من العدول الكتّاب. خدم مرة شاهدا بالخزانة السلطانية، وخدم مرة بديوان سلاّر بالشوبك.
[وفاة القاضي شرف الدين منيف الموازيني]
189 -
وفي ليلة السبت الثالث والعشرين من جمادى الأولى توفي القاضي،
(1)
الصواب: «ابن» .
(2)
الصواب: «خمس» .
(3)
انفرد به البرزالي.
(4)
انفرد به البرزالي.
الإمام، شرف الدين، أبو محمد، منيف
(1)
بن سليمان بن كامل بن منصور بن علي بن ربيعة الموازيني، السلمي، الزرعيّ، بالقدس الشريف، ودفن من الغد بمقبرة ماملا.
وكان فقيها فاضلا، عفيفا، محترزا، وله نظم، وعنده فوائد، وولّي عدّة ولايات من أعمال دمشق نحوا من أربعين سنة، وكان مشكورا في جميع ولاياته.
ومن الأماكن التي تولاّها مدينة بعلبك، وآخر/203 أ/ولاياته مدينة القدس، أقام بها مدّة إلى حين موته.
روى الحديث عن: ابن عبد الدائم، وابن أبي اليسر، ويوسف بن مكتوم، وغيرهم.
قرأت عليه «جزء ابن عرفة» بدمشق والقدس.
ومولده يوم الأربعاء الرابع عشر من صفر سنة ثلاث وأربعين وستماية، بزرع.
[وفاة ابن الصارم لولو الأعرج]
190 -
وفي يوم السبت الثالث والعشرين من جمادى الأولى توفي الشيخ محمد بن الصارم لولو
(2)
بن عبد الله الأعرج، النحاس، بمصياف، ودفن من يومه هناك.
وكان رجلا جيّدا، له نهضة وهمّة.
وسمع معي على ابن البخاري وغيره.
[إمساك وزير الديار المصرية]
وفي يوم الخميس الثامن والعشرين من جمادى الأولى مسك أمين الملك وزير الديار المصرية وجماعة من الكتّاب المسلمانيّين وصودروا
(3)
.
جمادى الآخرة
[وفاة أبي العباس أحمد بن سبيع الدمشقي]
191 -
في بكرة الأربعاء رابع جمادى الآخرة توفي الشيخ أبو العباس، أحمد
(4)
بن عبد الرحمن بن إسحاق بن الخضر بن كامل بن سالم بن سبيع بن
(1)
انظر عن (منيف) في: الدرر الكامنة 4/ 368 رقم 1001، وفيه: مات في ربيع الآخر.
(2)
انفرد به البرزالي.
(3)
خبر الوزير في: نهاية الأرب 32/ 205، والنهج السديد 3/ 233، وتاريخ سلاطين المماليك 160، والبداية والنهاية 14/ 69، والسلوك ج 2 ق 1/ 124.
(4)
انفرد به البرزالي.
يوسف بن إبراهيم الدمشقي، الصالحيّ، ودفن ظهر اليوم المذكور بسفح جبل قاسيون بتربة المرداويّين.
وكان رجلا مباركا، حافظا لكتاب الله تعالى، كثير التلاوة. صحب الشيخ العماد بن العماد مدّة، وهو من بيت الرواية والحديث.
عاش نحوا من ستين سنة.
وروى لنا عن ابن عبد الدائم.
[وفاة الأمير علم الدين سنجر الألفي]
192 -
وفي يوم الخميس خامس جمادى الآخرة توفي الأمير علم الدين سنجر الألفي
(1)
بالحسينية من وادي بردا
(2)
. وكان موته فجأة.
وكان تولّى ولاية نابلس.
[وفاة أحمد بن نعمة السمسار]
193 -
وفي ليلة الجمعة سادس جمادى الآخرة توفي الشيخ أبو العباس، أحمد بن نعمة
(3)
بن سلمان بن سليم الصالحي، السمسار بسوق الصالحية، وصلّي عليه عقيب الجمعة بالجامع المظفّري، ودفن بسفح قاسيون ظاهر دمشق، وهو في عشر الثمانين.
روى لنا عن المرسي، واليلداني. وكانت له إجازة بغدادية مؤرّخة بجمادى الأولى سنة تسع وثلاثين وستماية، أجازه فيها ابن القبّيطي، والكاشغري، وابن أبي الفخار، وأحمد المارستاني، وابن الخازن، وابن شفتين، وابن النخّال، وغيرهم.
وكان جدّه من قرية دير ماسك من عمل صرخد.
[مصادرة وزير الديار المصرية]
/203 ب/وفي يوم الجمعة السادس من جمادى الآخرة وصل الخبر إلى دمشق بصرف أمين الملك عن الوزارة بالديار المصرية، وأنّه صودر وأقيم عوضه بدر الدين بن التركماني الذي كان والي الجيزة
(4)
.
[وفاة شهاب الدين ابن أيّان الآيمي]
194 -
وفي يوم الثلاثاء ضحى النهار العاشر من جمادى الآخرة توفي الشيخ
(1)
انفرد به البرزالي.
(2)
بردا-بردى.
(3)
انفرد به البرزالي.
(4)
خبر المصادرة في: نهاية الأرب 32/ 205، والنهج السديد 3/ 233، وتاريخ سلاطين المماليك 160، والسلوك ج 2 ق 1/ 124، والبداية والنهاية 14/ 69 وفيه: والي الخزانة، وفي نهاية الأرب 32/ 205 «الأعمال الجبرية» . وفي نسخة ليدن 1/ 279 «والي الجزيرة» .
الصالح، المحدّث، شهاب الدين، أبو بكر، أحمد بن محمد بن أبي القاسم بن بدران بن أيّان
(1)
الآيمي
(2)
، الدّشتي
(3)
، الحنبلي، وصلّي عليه عصر النهار بجامع دمشق، ودفن بسفح جبل قاسيون.
وكان رجلا صالحا، سمع بحلب من ابن رواحة، ويعيش النّحوي، وابن قميرة، وابن خليل. وبحماه من النفيس بن رواحة. وبحرّان من عبد الرزّاق بن أحمد بن أبي الوفاء، وابن الخيّاط، وابن سلامة النجّار. وبدمشق من الحافظ ضياء الدين المقدسي، والشيخ تقيّ الدين ابن الصلاح، وابن مسلمة، والسديد بن علاّن. وله حضور على جعفر الهمداني. وكان قد تفرّد بدمشق ببعض مسموعاته وبعض شيوخه.
ومولده سنة أربع وثلاثين وستماية بحلب.
[وفاة ابن أبي الفضل الجعبري]
195 -
وفي يوم الإثنين سادس عشر جمادى الآخرة توفي الشيخ الصالح، المقرئ، أبو عبد الله، محمد بن أبي الفضل
(4)
بن سلطان الجعبريّ، المعروف بالخطيب، نزيل القاهرة. وكانت وفاته بمسجد الحلبيّين بالقاهرة، ودفن يوم الثلاثاء بتربة الشيخ جمال الدين ابن الظاهري خارج باب النصر.
وكان رجلا مباركا، صالحا.
روى الجزء الثاني من التاسع من «الألف» لابن حمدان، تخريج الحاكم، عن الشيخ عماد الدين أبي الفضل محمد بن حامد بن أبي العميد القزويني، عن ابن الجنيد بأصبهان، عن زاهر الشحّامي، عن الكنجروذيّ، عنه.
(1)
انظر عن (ابن أيّان) في: المشتبه في الرجال 1/ 4، وذيل تاريخ الإسلام 122 رقم 369، وذيل العبر 75،76، والإعلام بوفيات الأعلام 300، والمعجم المختص 36،37 رقم 38، ومعجم شيوخ الذهبي 79،80 رقم 94، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 468، والوافي بالوفيات 8 ج 82، وأعيان العصر 1/ 350،351، رقم 180، وذيل التقييد 1/ 393،394 رقم 770، وتوضيح المشتبه 1/ 124، والقاموس المحيط للفيروز ابادي، مادّة أين، وتبصير المنتبه 1/ 4، والدليل الشافي 1/ 83، والمنهل الصافي 2/ 157، والدرر الكامنة 1/ 292،293 رقم 741، وشذرات الذهب 6/ 32. و «أيّان» ساقطة من نسخة ليدن 1/ 279.
(2)
في ذيل تاريخ الإسلام 122 «الآنمي» ، وفي الذيل على طبقات الحنابلة:«الأنهى» . وفي ذيل التقييد 1/ 393 «الأيمي» . وفي نسخة ليدن 1/ 279 «الانمي» .
(3)
الدّشتي: بالدال المهملة والشين المعجمة الساكنة، وبعدها تاء ثالثة الحروف. نسبة إلى دشت: قرية من قرى أصبهان.
(4)
انظر عن (محمد بن أبي الفضل) في: الدرر الكامنة 4/ 139 رقم 362 وفيه: «محمد بن الفضل» .
ومولده سنة أربع وعشرين وستماية.
[وفاة الصدر عزّ الدين ابن الياس الرهاوي]
196 -
وفي ليلة الخميس التاسع عشر من جمادى الآخرة توفي الصدر، عزّ الدين، محمد بن العدل شهاب الدين أحمد بن عمر بن الياس الرهاوي
(1)
، وهو معتقل بالمدرسة العذراوية بدمشق، ودفن من الغد بمقابر باب الصغير.
وكان شابّا بلغ من العمر خمسة
(2)
وثلاثين سنة.
وكان كاتبا جيّدا، باشر استيفاء الأوقاف وغير ذلك، وكان له اختصاص بأمين الملك، فلما مسك الوزير/204 أ/بالديار المصرية اعتقل هو ورسّم عليه، وأمر بحمله على البريد إلى الديار المصرية، فمرض ومات. وكان سمع كثيرا من الأحاديث على أصحاب ابن طبرزد، والكندي، وغيرهم.
ومولده سنة ثمان وسبعين وستماية.
[وفاة المقرئ تقيّ الدين ابن المشيّع الجزري]
197 -
وفي ليلة السبت الحادي والعشرين من جمادى الآخرة توفي الشيخ الإمام، المقرئ، المجيد، الزاهد، الورع، بقيّة السلف، تقيّ الدين، أبو بكر بن عمر بن المشيّع
(3)
الجزري، المعروف بالمقصّاتي، بسكنه بباب البريد، وصلّي عليه في الثالثة نهار السبت بالجامع المعمور، ودفن بسفح جبل قاسيون قبالة الرباط الناصري.
وكان رجلا صالحا، مواظبا على الإقراء من أكثر من خمسين سنة بالعراق والشام، عارفا بالقراءات السبعة وغيرها من العشرة، وكثير من الشواذّ، وعنده طرف من العربية، وفيه ورع واجتهاد.
وروى القراءات و «التيسير» عن الشيخ عبد الصمد بن أبي الجيش البغدادي، وولّي الإمامة بالرباط الناصري، والمدرسة الظاهرية، ودار الحديث الأشرفية، وناب في الإمامة والخطابة بجامع دمشق أكثر من عشر سنين.
ومولده بالجزيرة، ونشأ بالموصل، وأقام ببغداد ودمشق وجاوز الثمانين، رحمه الله تعالى.
(1)
انظر عن (الرهاوي) في: الدرر الكامنة 3/ 344 رقم 912، وأعيان العصر 4/ 303 رقم 1485.
(2)
الصواب: «خمسا» .
(3)
انظر عن (ابن المشيّع) في: ذيل تاريخ الإسلام 729،730 رقم 425، وذيل العبر 74، والبداية والنهاية 14/ 70 وفيه «السبع» ، وغاية النهاية 1/ 183، والسلوك ج 2 ق 1/ 132، والدرر الكامنة 1/ 453 رقم 1214، والدارس 1/ 90.
[وفاة تاج الدين الآملي]
198 -
وفي ليلة السبت الحادي والعشرين من جمادى الآخرة توفي الشيخ الفقيه، الإمام، تاج الدين، محمد بن أحمد بن الآملي
(1)
، الشافعيّ، ودفن خارج باب الجابية جوار تربة أقجبا.
وكان فقيها فاضلا، مواظبا على حضور المدارس والشهادة، وحجّ معنا سنة عشر وسبعماية.
[وفاة أم محمد رقيّة بنت صفيّ الدين الحنفي]
199 -
وفي ليلة الإثنين الثالث والعشرين من جمادى الآخرة توفيت أمّ محمد، رقيّة
(2)
بنت الشيخ صفيّ الدين أبي القاسم بن عثمان بن محمد الحنفي، ودفنت من الغد بسفح قاسيون بالقرب من التربة (المعظّمية، وهي والدة)
(3)
أقضى القضاة شمس الدين ابن العز الحنفي.
ومولدها سنة خمس وأربعين وستماية.
وكانت امرأة صالحة، حجّت مع زوجها ثلاث مرّات.
[وفاة زينب بنت القاضي شمس الدين ابن سنيّ الدولة]
200 -
وفي يوم الجمعة السابع والعشرين من جمادى الآخرة توفيت أمّ محمد، زينب
(4)
بنت القاضي شمس الدين إبراهيم ابن قاضي القضاة نجم الدين محمد بن
(5)
قاضي القضاة/204 ب/صدر الدين أحمد بن يحيى بن هبة الله بن سنيّ الدولة، ودفنت بعد صلاة الجمعة بمقبرة باب الصغير عند زوجها الشيخ نجم الدين ابن أبي الطيّب، رحمهما الله تعالى.
وكانت من بنات الأربعين تقريبا.
رجب
[خروج المحمل السلطاني]
في يوم الخميس رابع عشر رجب أخرج المحمل السلطاني من القلعة بدمشق، وطيف به حول البلد، وركب الأعيان أمامه وخرج الناس للتفرّج وفرحوا بأمر الحج، وعيّن الأمير سيف الدين بلبان التتري لإمرة الحجّ
(6)
.
(1)
انفرد به البرزالي.
(2)
انفرد بها البرزالي.
(3)
ما بين القوسين من نسخة ليدن 1/ 283.
(4)
انفرد بها البرزالي.
(5)
الصواب: «ابن» .
(6)
خبر المحمل في: البداية والنهاية 14/ 69.
[وفاة أبي بكر بن عمر الحرّاني]
201 -
وفي عشيّة الخميس رابع رجب توفي أبو بكر
(1)
بن الشيخ عمر بن علي بن حياة الحرّاني، ودفن يوم الجمعة بسفح قاسيون.
وكان شابا ابن ستة عشر
(2)
سنة، وفيه معرفة ونباهة وعقل.
[استخرج أموال الأسندمر]
وفي أول هذا الشهر استخرجت أموال من أموال أسندمر نائب حلب من الذهب والفضّة بلغت أكثر من ستماية ألف درهم ورفعت إلى بيت المال، وذلك من جهة زوجته وابنته وأتباعه.
[وفاة شهاب الدين ابن صيلان الحرّاني]
202 -
وفي يوم الأربعاء عاشر رجب توفي الشيخ الأمين، شهاب الدين، أحمد بن محمد بن صيلان
(3)
الحرّاني، التاجر، بالقاهرة، وكان توجّه إليها في تجارة، فأقام أياما يسيرة ومات.
وكان رجلا جيّدا، له دكان بالرمّاحين بدمشق.
[وفاة علم الدين ابن الأصفر المصري]
203 -
وفي يوم الأحد رابع عشر رجب توفي الشيخ العدل، علم الدين، أبو عبد الله، محمد بن النصير
(4)
بن أمين الدولة عبد الله بن الأصفر المصري، الحنفي بالجوذرية، بالقاهرة، ودفن من الغد.
ومولده في سنة تسع وعشرين وستماية.
سمع من ابن رواج، ومن ابن الجمّيزي. ومن مسموعاته «مشيخة ابن الجمّيزي» عليه، وحدّث بها.
وأجاز لنا من أكثر من عشرين سنة.
[وفاة بدر الدين ابن ماضي النابلسي]
204 -
وفي العشرين من رجب توفي الشيخ بدر الدين، أبو عبد الله، محمد بن عبد الحافظ
(5)
بن الشيخ الصالح عبد الحميد بن محمد بن أبي بكر بن قاضي النابلسي، المقدسي، الحنبليّ، بنابلس.
(1)
انفرد به البرزالي.
(2)
الصواب: «ابن ست عشرة» .
(3)
انفرد به البرزالي.
(4)
انظر عن (ابن النصير) في: ذيل تاريخ الإسلام 124 رقم 380.
(5)
انفرد به البرزالي.
وكان شيخا معروفا ببلده، من أولاد المشايخ.
روى لنا عن خطيب مردا. وسمع منه الطلبة الرحّالون.
ومولده في عاشر ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وستماية بنابلس.
[وفاة المسند شرف الدين ابن خطيب بيت الآبار]
205 -
وفي يوم السبت العشرين من رجب توفي الشيخ المسند الجليل، شرف الدين، أبو الفضائل
(1)
، محمد بن/205 أ/الخطيب عماد الدين داود بن عمر بن يوسف بن يحيى بن عمر بن كامل بن يوسف بن يحيى بن
(2)
خطيب بيت الآبار، بالقرية المذكورة، ودفن بكرة يوم الأحد بمقبرتهم قبالة جامع القرية.
ومولده سنة أربع وثلاثين وستماية تقريبا.
ووجدت سماعه بخط والده وهو في السنة الثالثة في الثاني عشر من جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين وستماية.
روى لنا عن السخاوي، وشيخ الشيوخ تاج الدين ابن حمّويه، وإبراهيم بن الخشوعي، وعزّ الدين ابن عساكر، وعتيق السلماني، والصفيّ عمر بن البراذعي القرشي، والرشيد بن مسلمة، وإسحاق بن طرخان الشاغوري، والمرجّا
(3)
بن شقيرة، والحافظ ضياء الدين المقدسي، وابن الصلاح، وجماعة غيرهم.
وكان رجلا حسنا، سهلا في التسميع، طيّب الأخلاق.
[وفاة الفقيه نجم الدين ابن روميان التروخالي]
206 -
وفي يوم الأربعاء الرابع والعشرين من رجب توفي الشيخ الفقيه، الإمام، الفاضل، نجم الدين، يعقوب
(4)
بن علي بن روميان التروخالي، الرومي، الحنفي، ودفن ظهر الخميس بمقابر الصوفية ظاهر دمشق.
وكان إماما بالمقصورة الحنفية الشرقية من أكثر من عشرين سنة، وله تدريس وإعادة. وكان من الفضلاء الصلحاء.
[وفاة بهجة بنت القاضي ابن الصايغ]
207 -
وفي ليلة الخميس الخامس والعشرين من رجب توفيت بهجة
(5)
بنت قاضي القضاة عزّ الدين أبي المفاخر محمد بن عبد القادر بن عبد الخالق الأنصاري ابن الصائغ، ودفنت من الغد بسفح قاسيون بتربة والدها.
(1)
انظر عن (أبي الفضائل) في: ذيل تاريخ الإسلام 124 رقم 374، وأعيان العصر 4/ 438 رقم 1568، والدرر الكامنة 3/ 437 رقم 1169.
(2)
الصواب: «ابن» .
(3)
الصواب: «المرجّى» .
(4)
انفرد به البرزالي.
(5)
انفرد بها البرزالي.
عاشت ثلاثين سنة، رحمها الله تعالى.
[وفاة كمال الدين ابن شيخ السلامية]
208 -
وفي ليلة السبت السابع والعشرين من رجب توفي كمال الدين
(1)
ابن شيخ السلامية، ودفن ظهر السبت بسفح قاسيون، وكان يوما مطيرا.
وكان أحد المستوفين بدمشق، وخدم قبل ذلك بقلعة الروم كاتب درج، وخدم في جهات من بلاد حلب. وكان رجلا جيّدا، ليّن الجانب، لطيف الكلمة، قاضيا لحوايج الناس، رحمه الله تعالى.
[عمل المجانيق بدمشق]
وعمل بدمشق أربع
(2)
مجانيق، واحد لقلعة دمشق، والثلاثة تحمل إلى الكرك، ورمي باثنين منها على باب الميدان الأخضر ظاهر دمشق في يوم الإثنين التاسع والعشرين من رجب، وحضر/205 ب/الأمراء ونائب السلطنة وعامّة البلد، وامتلأت الطرق بالناس لأجل رؤية ذلك والفرجة
(3)
.
شعبان
[وفاة الفقيه إبراهيم بن أحمد الذهبي]
209 -
في ليلة الأحد خامس شعبان توفي الفقيه إبراهيم
(4)
بن أحمد بن عمر بن خالص الذهبي، الدمشقيّ، ودفن من الغد بمقبرة باب الفراديس.
وكان شابا صالحا، اشتغل وحفظ وتعبّد، وأقام بالقدس نصف سنة، وعاد إلى دمشق فمرض وقوي مرضه، ومات رحمه الله تعالى.
[وفاة الفقيه برهان الدين ابن أبي بكر الخزرجي]
210 -
وفي يوم الأحد خامس شعبان توفي الشيخ الصالح، الفقيه، العالم، برهان الدين، أبو إسحاق، إبراهيم بن محمد بن أبي بكر الخزرجي، البياني
(5)
، الدمشقيّ، بالقدس الشريف، ودفن من يومه بمقبرة ماملا.
وكان إمام قبّة الصخرة بالمسجد الأقصى، وتقدّم له اشتغال بالفقه، وكان يتكلّم
(1)
انفرد به البرزالي.
(2)
الصواب: «أربعة» .
(3)
خبر المجانيق في: النهج السديد 3/ 234، والبداية والنهاية 14/ 69.
(4)
انفرد به البرزالي.
(5)
انظر عن (البياني) في: المشتبه 1/ 94، وتوضيح المشتبه 1/ 613. وفي نسخة ليدن 1/ 89، «البياتي».
مع الفقهاء في الدروس، ثم تزهّد، وصحب ابن هود مدّة، وسافر معه إلى اليمن وحجّ ثم عاد، وأقام بدمشق مدّة، ثم انتقل إلى البيت المقدس، وأقام به سنين إلى أن مات، رحمه الله.
روى الحديث عن ابن عبد الدائم، وسمع أيضا من ابن النشبي، وابن أبي اليسر، وجماعة.
وكان من طلبة الشيخ يحيى المنبجي المقرئ.
[وفاة الفقيه شمس الدين سالم القرشي]
211 -
وفي يوم الأحد ثاني عشر شعبان توفي الشيخ الفقيه، شمس الدين، سالم
(1)
بن عيسى بن
(2)
القاضي نجم الدين محمد بن سالم بن صاعد بن السلم القرشي، النابلسيّ، بدمشق، ودفن بمقابر باب الصغير.
وكان فقيها، وشاهدا، وحكم بالقدس نيابة عن عمّه القاضي جمال الدين قاضي نابلس.
[حفر النهر بحلب]
ووصلت الأخبار بحفر النهر الذي سعى فيه الأمير سيف الدين سودي رأس النوبة نائب السلطنة بحلب، وأنّ طوله من نهر الساجور إلى نهر قويق أربعون ألف ذراع، وعرضه ذراعان، وعمقه ذراعان تقريبا، وأنه أنفق عليه ثلاثماية ألف درهم، النصف من مال النائب المذكور، والنصف من مال السلطان، نصره الله تعالى، وحفر بالعدل والإنصاف ولم يظلم فيه أحد
(3)
.
روى لنا ذلك العدل عزّ الدين الحمويّ.
[وفاة تاج الدين ابن همام]
212 -
وفي ليلة السبت الحادي عشر من شعبان توفي الشيخ الإمام، تاج الدين، محمد بن علي/206 أ/بن همام
(4)
، إمام الجامع الصالحي، (بالشارع) خارج باب زويلة ظاهر القاهرة المحروسة. وكانت وفاته بسكتة بالجامع المذكور، ودفن من الغد بالقرافة.
سمع من الحافظ زكيّ الدين عبد العظيم، وأجاز له ابن رواج، وغيره.
(1)
انفرد به البرزالي.
(2)
الصواب: «ابن» .
(3)
خبر النهر في: النهج السديد 3/ 235، والبداية والنهاية 14/ 69، والسلوك ج 2 ق 1/ 131.
(4)
انظر عن (ابن همام) في: نهاية الأرب 32/ 209، وذيل تاريخ الإسلام 124 رقم 387، والسلوك ج 2 ق 1/ 133،134.
وهو والد المحدّث الفاضل تقيّ الدين المعروف بابن الإمام.
[وفاة الفقيه شمس الدين ابن شبل الجزري]
213 -
وفي عشيّة الأربعاء الثاني والعشرين من شعبان توفي الشيخ الفقيه، الإمام، العالم، العدل، الرضيّ، مفتي المسلمين، شمس الدين، أبو عبد الله، محمد بن أحمد بن شبل
(1)
الجزري
(2)
، المعروف بالبغدادي المالكي، وصلّي عليه ظهر الخميس بالجامع بدمشق، ودفن بمقبرة الباب الصغير.
ومولده سنة سبع وأربعين وستماية بالجزيرة.
وأسره التتار وعمره اثنتا عشرة سنة، ونشأ ببغداد وغيرها وتفقّه على مذهب مالك، رضي الله عنه، وكان كثير الاشتغال والمطالعة، وأقام بدمشق مدّة، وأفتى واشتهر بالفتوى، وكان مواظبا للجلوس مع الشهود تحت الساعات، وعرض عليه نيابة الحكم بدمشق، فامتنع وحلف، وذكر أنّ الشهادة أسلم له. وكان متواضعا، قائما بحقوق عياله، رجلا مباركا.
[وفاة بدر الدين ابن أبي المكارم المقدسي]
214 -
وفي أواخر شعبان توفي بدر الدين، أبو العباس، أحمد بن الشيخ الصدر ناصر الدين أبي المكارم محمد بن الشيخ الإمام الفقيه العلاّمة الزاهد مفتي المسلمين، شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن نوح
(3)
بن محمد المقدسي، الشافعيّ، ببلد بانياس، ودفن هناك.
ومولده سنة ستّ وخمسين وستماية بدمشق.
سألت عمّه بهاء الدين عن وفاته فذكر لي أنه ورد عليه في أول شعبان وهو متمرّض، وأنه قال له: انتظر إلى يوم النصف، فلم يمكنه لأجل عياله، فرجع فأقام أياما ومات، وكان قد أوصى بعد موت والده بتدريس الرواحية، فدرّس بها مدّة يسيرة، ثم انتزعت منه. وكان فقيرا قضى غالب عمره في ضيق من العيش. وروى لنا «انتخاب الطبراني» على ابن فارس، عن ابن عبد الدائم.
شهر رمضان
[وفاة تاج الدين ابن إسماعيل الشارعي]
215 -
في يوم السبت سابع عشر رمضان توفي الشيخ/206 ب/الإمام
(1)
انظر عن (ابن شبل) في: ذيل تاريخ الإسلام 124 رقم 386، والدرر الكامنة 3/ 319 رقم 856.
(2)
في الدرر الكامنة: «الحريري» .
(3)
انفرد به البرزالي.
تاج الدين، أبو العباس، أحمد بن شيخنا شرف الدين محمد بن الشيخ الإمام جمال الدين أبي عمرو عثمان بن مكي بن عثمان بن إسماعيل الشارعي
(1)
، الواعظ بالقاهرة، ودفن من الغد.
وكان من أعيان المشايخ الوعّاظ بالقاهرة، وله نظم جيّد، وروى الحديث عن جدّه المذكور.
[سفر الصاحب غبريال وابن حشيش إلى مصر]
وتوجّه من دمشق إلى الديار المصرية الصاحب شمس الدين عبد الله غبريال ناظر الدواوين بدمشق المحروسة بطلب سلطانيّ في اليوم العشرين من شهر رمضان، وكذلك توجّه قبله بأيام الصدر معين الدين ابن حشيش ناظر ديوان الجيش بدمشق
(2)
.
[وفاة شمس الدين المعروف بابن الطحان]
216 -
وفي ليلة الجمعة آخر شهر رمضان توفي شمس الدين، محمد بن العماد محمد بن منصور، المعروف بابن الطحّان
(3)
، أخو بدر الدين حسن، وصلّي عليه عقيب الجمعة، ودفن بسفح جبل قاسيون.
وكان رجلا مباركا، كثير الخير، وهو وأخوه ممّن صحب الشيخ عماد الدين الواسطي، وحصل لهما النفع به.
وكان عمره ستّا وأربعين سنة.
[الصلاة على غائب]
217 -
وفي يوم الجمعة سلخ رمضان صلّي بجامع دمشق على غائب مات بملطية بالروم، وهو الشيخ الصالح ضياء الدين الملطيّ.
شوال
[المطر والثلج وقت صلاة العيد]
وقع ليلة عيد الفطر مطر وثلج بدمشق وشقّ الخروج إلى المصلّى، فأشار نائب السلطنة والأمراء بإقامة العيد عندهم بدار السعادة، فحمل من الجامع (منبر) إلى هناك وركب الخطيب وصلّى بهم العيد، وخطب وقام عنه بالوظيفة في الجامع شمس الدين المدرّس ببعلبك المعروف بابن المجد.
(1)
انفرد به البرزالي.
(2)
خبر السفر في: النهج السديد 3/ 236، والبداية والنهاية 14/ 69.
(3)
انفرد به البرزالي.
[عرض الأمراء قبل التوجّه إلى الرحبة]
وفي يوم الخميس سادس شوال عرض ثلاثة من الأمراء وبعض المقدّمين بسبب التوجّه إلى جهة الرحبة، وكان منهم الأمير سيف الدين أرقطاي الحاج عرض عرضا حسنا، واحتفلوا لذلك بخلاف المعتاد.
[سفر ركب الحجّاج إلى الحجاز]
وفي يوم السبت ثامن شوال توجّه الركب المبارك من دمشق إلى الحجاز الشريف، وأمير الركب الأمير سيف الدين بلبان المعروف بالتتري، وكان ركبا كبيرا اجتمع فيه من بلاد الشام والشرق ما لم يجتمع مثله من مدّة. وممّن حجّ الأمير عماد الدين/207 أ/صاحب حماه، والأمير شمس الدين سنقر المنصوري، وكان خروجهم في أواخر كانون الأصمّ في مطر وثلج. ثم بعد الخروج من دمشق جعل أمير الحجّ الأمير سيف الدين قطلبك بن الششنكير.
[وفاة المقرئ محمد البالسي]
218 -
وفي يوم السبت الثامن من شوال توفي الشيخ الصالح، المقرئ، محمد بن أحمد بن ظاهر
(1)
البالسي بمحلّة السبعة ظاهر دمشق، ودفن بسفح جبل قاسيون.
وكان رجلا مباركا، اشتغل كثيرا بالعلم، وقرأ القراءات، وكان يقرئ ويعلّم في ناحيته، انتفع به جماعة، وكان من أصحاب الشيخ تاج الدين وأخيه شرف الدين، رحمهما الله تعالى، وله شعر.
[وفاة الصدر نجم الدين ابن صصرى التغلبي]
219 -
وفي عشيّة الأربعاء التاسع عشر من شوال توفي الشيخ الأجلّ، الصدر الكبير، العدل الأصيل، نجم الدين، أبو العباس، أحمد بن الصدر جمال الدين أبي الفضل محمد بن أبي محمد الحسن (بن علي بن محفوظ بن الحسن بن الحسن بن محمد بن الحسن)
(2)
بن أحمد بن محمد بن صصرى
(3)
التغلبي، الدمشقيّ، بداره
(1)
انظر عن (ابن ظاهر) في: الدرر الكامنة 3/ 320 رقم 861 وفيه: «طاهر» كما في أصل كتابنا، وما أثبتناه من: غاية النهاية 1/ 64 رقم 2736.
(2)
ما بين القوسين عن هامش المخطوط.
(3)
انظر عن (ابن صصرى) في: ذيل تاريخ الإسلام 122،123 رقم 370، والمعجم المختص 37،38 رقم 39، وتذكرة الحفاظ 4/ 1494، ومعجم شيوخ الذهبي 69،70 رقم 79، ونهاية الأرب 32/ 234، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 175،176، وفوات الوفيات 1/ 62، والدرر الكامنة 1/ 280 - 282، والدارس 1/ 132.
بدمشق، وصلّي عليه ظهر الخميس بالجامع المعمور، ودفن بمقابر باب توما جوار مقبرة الشيخ رسلان، رحمة الله عليه.
وكان شيخا حسنا، فيه ديانة ومعرفة، وخدم في عدّة جهات كتابيّة، وروى الحديث عن الشيخ علم الدين السخاوي، وعبد العزيز بن الدجاجية، وأبي المكارم عبد الواحد بن هلال، وعتيق السلماني، وغيرهم، وتفرّد بعدّة أجزاء من أجزاء الحديث.
ومولده ثالث شهر رمضان سنة خمس وعشرين وستماية بدمشق.
[الصلاة على عزّ الدين الكولمي]
220 -
وفي يوم الجمعة الحادي والعشرين من شوال صلّي بجامع دمشق على غائب هو الشيخ عزّ الدين الكولمي
(1)
التاجر الكبير، المقيم بالإسكندرية. توفي بها رحمه الله.
[وفاة الفقيه شمس الدين ابن راجح المقدسي]
221 -
وفي ليلة الإثنين الرابع والعشرين من شوال توفي الشيخ الفقيه، الإمام، العالم، الزاهد، بقيّة السلف، شمس الدين، أبو عبد الله، محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن عوض بن خلف بن راجح المقدسي، الحنبليّ، المعروف بابن التاج
(2)
، بسفح قاسيون، وصلّي عليه ظهر الإثنين بالجامع المظفّري، ودفن بتربة الشيخ موفّق الدين رحمه الله.
ومولده سنة خمس أو ستّ وثلاثين وستماية، /207 ب/تقريبا في شهر رمضان منها.
وكان شيخا مباركا، حسن السمت من مشايخ الصالحية المعروفين، وعنده فقه، وله اشتغال بالعلم، ويحفظ كثيرا من الأحاديث والرقائق، وكان يثابر على فعل الخيرات ويعود المرضى ويسعى في تجهيزهم وتكفينهم بعد الموت، ويحضر الجنائز، ويلقّن الأموات بعد الدفن، ويدعوا
(3)
عقيب القرآن في المجالس العامة، ويكتب
(1)
انظر عن (الكولمي) في: نهاية الأرب 32/ 209، والسلوك ج 2 ق 1/ 132،313، وذيل العبر 75، والنجوم الزاهرة 9/ 229، وفيه وفاته سنة 715 هـ.، والدرر الكامنة 2/ 383،384 رقم 2450 وفيه:«الكريمي» ، والوافي بالوفيات 18/ 563، وأعيان العصر 3/ 106،107 رقم 996، واسمه:«عبد العزيز بن منصور» .
(2)
انظر عن (ابن التاج) في: ذيل تاريخ الإسلام 124 رقم 382، ومعجم شيوخ الذهبي 513 رقم 762.
(3)
الصواب: «ويدعو» .
الصداقات، ويعقد عقود الأنكحة، ويقضي حوائج الناس ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويدخل على الأمراء ويتكلّم معهم فيما ينفعهم. وولّي مشيخة الحديث بدار الحديث الأشرفية التي بالصالحية.
وروى عن: الحافظ ضياء الدين (المقدسي)
(1)
حضورا، وعن خطيب مردا، والشرف المرسي، وإسماعيل العراقي، وابن سعد، وإبراهيم بن خليل، والأخوين:
محمد، وعبد الحميد ابني عبد الهادي وغيرهم.
[وفاة أبي بكر البالسي]
222 -
وفي يوم الإثنين الرابع والعشرين من شوال توفي أبو بكر البالسي
(2)
، التاجر.
وكان رجلا جيّدا، يخالط الأمراء والرؤساء، ويقضي حوائجهم. ودفن بباب الصغير وحضره جماعة، منهم الشيخ محمد بن قوام، والشيخ كمال الدين ابن الزملكاني، والأمير زين الدين كتبغا الحاجب.
[وفاة صفيّ الدين ابن أبي العلاء المسلماني]
223 -
وفي اليوم المذكور توفي الشيخ الصالح، صفيّ الدين، أبو العلاء، سليمان
(3)
بن موسى بن أبي العلاء المسلماني، الصوفي، الكاتب، ودفن بمقابر الصوفية، وحضره شيخ الشيوخ وجماعة الصوفية.
وكان رجلا جيّدا، أسلم
(4)
وحسن إسلامه، وأقام عند الصوفية مدّة سنين، وكان يباشر شيئا من وقفهم ويعمل الحساب مع العامل لمعرفته بذلك، فإنه كان فيه ماهرا، صالحا، خيّرا إلى غاية، وله «مقدّمة في صناعة الديوان»
(5)
وما يحتاج إليه، وباشر جهات، وحصّل أموالا. وكان إسلامه في الدولة الأشرفية.
ذو القعدة
[وفاة الأمير جمال الدين إبراهيم الأنصاري]
224 -
في يوم الأربعاء عاشر ذي القعدة توفي الأمير جمال الدين، إبراهيم بن خالد
(6)
بن عباس الأنصاري، الدمشقي، المعروف بابن النحاس، وصلّي عليه ظهر
(1)
عن هامش المخطوط.
(2)
لم أحد له ترجمة.
(3)
انظر عن (سليمان) في: أعيان العصر 2/ 457،458 رقم 731.
(4)
كان سامريّا.
(5)
لم يذكره «كحّالة» في: معجم المؤلّفين، وهو ممّا يستدرك عليه.
(6)
انظر عن (ابن خالد) في: أعيان العصر 1/ 71،72 رقم 21.
الخميس بجامع دمشق، ودفن بمقبرة/208 أ/باب الصغير.
وكان هو وأبوه من أهل سوق النّحاسين بدمشق، وكان يخدم الأمراء، وخدم الأمير جمال الدين الأفرم، فلما أفضت إليه نيابة السلطنة ولّي المذكور ولاية الحرب بدمشق، وبقي على ذلك مدّة. ثم ضعف بصره، فناب عنه ولده مدّة، ثم عمي بالكلّية فصرف واستبدل به، ولزم بيته، وكان له ثروة وملك وحشمة، وظهر سماعه قبل موته على الأخوين النحّاسين ابني طعّان في سنة تسع وأربعين وستماية للجزء المعروف ب «عوالي مالك» للخطيب، ولم يسمع عليه.
[وفاة المسند علاء الدين بيبرس التركي]
225 -
وفي بكرة الثلاثاء التاسع من ذي القعدة توفي الشيخ الكبير المسند، علاء الدين، أبو سعيد، بيبرس
(1)
بن عبد الله التركي، العديمي، عتيق قاضي القضاة، مجد الدين، عبد الرحمن بن الصاحب كمال الدين عمر بن أبي جرادة، المعروف بابن العديم بحلب، وصلّى عليه القاضي كمال الدين ابن العديم الحنفي، ثم صلّى عليه مرة ثانية عند التربة القاضي زين الدين الشافعي قاضي القضاة بحلب، ودفن في اليوم المذكور بتربة مواليه خارج باب النّيرب ظاهر حلب المحروسة جوار سيّده الصاحب كمال الدين ابن العديم، رحمهم الله.
كتب إليّ بذلك زين الدين ابن حبيب.
وكان قد قارب التسعين من العمر، وانفرد برواية «جزء البانياسي» ، عن الكاشغري، وبرواية الأول والثاني من «فوائد العيسوي» ، عن ابن الخازن، وبرواية «مشيخة ابن شاذان» الكبرى، عن ابن قميرة، وسمع «كتاب المصافحة» للبرقاني، على ابن النحّال، و «جزء التّرقفي» على موهوب الجواليقي، والأول الكبير من «حديث ابن السمّاك» ، على صالح بن الشيبي
(2)
، و «جزء الحفّار» على هبة الله ابن الدوامي، وغير ذلك، وحدّث بذلك، وقصده الطلبة ورحلوا إليه.
قدم علينا دمشق جافلا في سنة تسع وتسعين وستمايّة، وقرأت عليه «جزء
(1)
انظر عن (بيبرس) في: ذيل تاريخ الإسلام 124،125 رقم 388، وذيل العبر 76، والإعلام بوفيات الأعلام 300، والمعين في طبقات المحدّثين 230 رقم 2360، ومعجم شيوخ الذهبي 156 رقم 202، ودول الإسلام 2/ 39، وتاريخ ابن الوردي 2/ 262، وأعيان العصر 2/ 75 رقم 490، والوافي بالوفيات 10/ 351، وتذكرة النبيه 2/ 155، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 132، وذيل التقييد 1/ 491 رقم 962، والسلوك ج 2 ق 1/ 132 وفيه:«ركن الدين» ، والدرر الكامنة 1/ 501،502 رقم 1371، والمنهل الصافي 3/ 476 رقم 476، وشذرات الذهب 6/ 32.
(2)
غير مقروءة في الأصل. وهي من: معجم شيوخ الذهبي. وفي نسخة ليدن 1/ 301.
البانياسي»، و «جزء الحفّار» ، والأول والثاني من «حديث العيسوي» ، وكنت قرأت عليه قبل ذلك «جزء البانياسي» بحلب في سنة خمس وثمانين وستماية
(1)
.
[وفاة الخطيب تاج الدين ابن مكنّا]
226 -
وفي/208 ب/ليلة الثلاثاء السادس عشر من ذي القعدة توفي الفقيه، الخطيب، تاج الدين، أبو محمد، عبد الرحمن بن مرجّا بن مكنّا
(2)
خطيب قرية تلتياثا
(3)
، بها، ودفن من الغد بمقابر القرية المذكورة.
وكان فقيها بالمدرسة الشامية وغيرها من المدارس.
[وفاة محيي الدين ابن فارس المقرئ]
227 -
وفي يوم الثلاثاء سادس عشر ذي القعدة توفي الشيخ محيي الدين، عبد الرحيم بن الشيخ العدل كمال الدين عبد الوهاب بن محمد بن فارس المقرئ
(4)
بالقاهرة، ودفن من الغد بمقابر باب النصر.
سمع من الحافظ زكيّ الدين عبد العظيم، ورشيد الدين العطاري، وحدّث.
وسئل عن مولده فقال: ولدت ليلة وفاة الملك الكامل
(5)
ابن العادل.
[وفاة الأمير جمال الدين آقوش الكنجي]
228 -
وفي يوم الأحد الثامن والعشرين من ذي القعدة توفي الأمير جمال الدين آقوش الكنجي
(6)
، النائب بحصن مصياف
(7)
، ووصل خبره إلى دمشق سلخ الشهر.
(1)
وقال الذهبي: روى الكثير، وتفرّد في زمانه مع صحّة الذهن والتمتّع بالحواسّ. . . سمعت منه بدمشق وحلب. (معجم الشيوخ). وقال:«وكان مليح الشكل، نقيّ الشيبة، حسن السيرة، أمّيّا، وفيه عجمة» . (ذيل تاريخ الإسلام).
(2)
الصواب: «بن مرجّى بن مكنّى» . ولم أجد له ترجمة. وفي نسخة ليدن 1/ 302 «مرحبا» .
(3)
يقال: تلتياثا وتلفياثا: بكسر الفاء، وياء، وألف، وثاء مثلّثة. من قرى غوطة دمشق. يرد ذكرها في حديث أبي العميطر علي السفياني الخارج بدمشق في أيام محمد الأمين. (معجم البلدان 2/ 42).
(4)
لم أجد له ترجمة. وفي نسخة ليدن 1/ 302 «المرّي» .
(5)
الملك الكامل هو: محمد بن أبي بكر محمد بن أيوب بن شاذي، السلطان الملك الكامل ابن الملك العادل الأيوبي. توفي يوم 21 رجب سنة 635 هـ. انظر عنه في: المختصر من الكامل في التاريخ وتكملته للأمير سنجر المسروري، بتحقيقنا-طبعة المكتبة العصرية، ص 175 - 177 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.
(6)
انظر عن (آقوش الكنجي) في: نهاية الأرب 32/ 210، وأعيان العصر 1/ 577 رقم 312، والسلوك ج 2 ق 1/ 134، والدرر الكامنة 1/ 399 رقم 1031.
(7)
تحرّفت في الدرر الكامنة إلى: «مصناف» ! وهي بلد الإسماعيلية في جبال العلويين بسورية.
وكان شيخا كبيرا، أقام في نيابة الحصن المذكور مدّة طويلة من الأيام الظاهرية، لكنّه عزل مرّات، ثم يعاد، وخلّف أموالا، وبلغ التسعين من العمر، وحجّ
(1)
.
[وفاة الحاجّ علي بن الثقة]
229 -
وفي يوم الإثنين التاسع والعشرين من ذي القعدة توفي الحاج علي بن الثقة
(2)
شيخ قرية الحديثة من غوطة دمشق، بها، ودفن هناك في اليوم المذكور.
وكان شيخا مسنّا، ابتلي مدّة بعسر الإراقة، وكان يقاسي من ذلك شدّة. وله ثروة وأملاك وبساتين.
ذو الحجّة
[وفاة ناصر الدين صدقة بن بكتوت الأتابكي]
230 -
في يوم الثلاثاء مستهلّ ذي الحجّة توفي ناصر الدين صدقة
(3)
ابن الأمير الكبير بدر الدين بكتوت الأتابكي، ودفن بسفح جبل قاسيون.
وكان شابا لم يبلغ الثلاثين، وخلّف تركة جيّدة، ولم يخلّف وارثا، وأوصى بحجّه بألفي درهم.
[الخطابة بدمشق]
وفي يوم عيد الأضحى خطب بدمشق القاضي نجم الدين إسحاق بن إسماعيل قاضي الرحبة نيابة عن خطيب الجامع.
[وفاة الفقيه شرف الدين ابن سلمان الحموي]
231 -
وفي ليلة مستهلّ ذي الحجّة توفي الشيخ الفقيه، الفاضل، المقرئ، شرف الدين، أبو بكر
(4)
بن يوسف بن سلمان الحمويّ، بحماه.
وكان من أعيان الفضلاء بها في الفقه، والقراءة، والحديث، وغير ذلك، وأقام بدمشق مدّة يسيرة، وصار إماما/209 أ/بالجامع عند قبر زكريّا، عليه السلام، ثم عاد إلى بلده وبطلت هذه الأمانة.
[غرق أحمد المنبجي]
وفي يوم الأحد ثالث عشر ذي الحجّة غرق أبو العباس، أحمد
(5)
بن محمد بن
(1)
وقال ابن حجر: وكان قد تمكّن في تلك البلاد وأطاعوه حتى أنه لو قال لأحدهم: اقتل نفسك. بادر لقتل نفسه. وكان من مشاهير الفرسان. (الدرر الكامنة).
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
لم أجد له ترجمة.
(5)
لم أجد له ترجمة.
أحمد بن يوسف بن سالم المنبجي بجزيرة الفيل بديار مصر.
وكان شابا ابن ستة
(1)
وثلاثين سنة. وسمع الكثير بديار مصر والشام مع عمّه قطب الدين عبد الكريم
(2)
بن عبد النور الحلبيّ.
[وصول الأمير قجليس الملكي]
وفي يوم الجمعة الثامن عشر من ذي الحجّة وصل الأمير سيف الدين قجليس الملكي، الناصريّ إلى دمشق، وتوجّه إلى حلب ثم عاد منها ودخل دمشق يوم الأحد السابع والعشرين من الشهر المذكور.
[وصول القاضي ابن شيخ السلامية]
وفي يوم السبت السادس والعشرين من ذي الحجّة وصل القاضي قطب الدين، موسى بن أحمد بن الحسين، المعروف بابن شيخ السلامية إلى دمشق متولّيا نظر الجيش بها على ما كان عليه أولا
(3)
.
[وفاة يوسف الحريري]
232 -
وفي يوم السبت السادس والعشرين من ذي الحجّة توفي الشيخ يوسف
(4)
بن الشيخ علي بن الشيخ الكبير علي الحريري.
(1)
الصواب: «ابن ستّ» .
(2)
انظر عن (عبد الكريم) في: برنامج الوادي آشي 82 - 84، وتاريخ حوادث الزمان وأنبائه ووفيات الأكابر والأعيان من أبنائه لابن الجزري، بتحقيقنا-طبعة المكتبة العصرية، ج 3/ 809،810 رقم 1019، والمختصر في أخبار البشر 4/ 115، ودول الإسلام 2/ 242، وذيل تاريخ الإسلام 304،305 رقم 925، وذيل العبر 186،187، وتذكرة الحفاظ 4/ 1502، والإعلام بوفيات الأعلام 311، وذيل تذكرة الحفّاظ 13 - 15، والمعجم المختص 150 رقم 180، ومعجم شيوخ الذهبي 327 رقم 468، وتاريخ ابن الوردي 2/ 309، ومرآة الجنان 4/ 291،292، ونثر الجمان 3/ورقة 146 أ، وأعيان العصر 3/ 13 - 137 رقم 1025، والوافي بالوفيات 19/ 80، والبداية والنهاية 14/ 171،172، والجواهر المضية 1/ 325، وتذكرة النبيه 2/ 259، ودرّة الأسلاك 2/ورقة 291، وغاية النهاية 1/ 402 رقم 1710، وتاج التراجم 28، وذيل التقييد 2/ 144 - 146 رقم 1317، وذيل دول الإسلام للسخاوي 2/ 287، والسلوك ج 2 ق 2/ 388، والدرر الكامنة 2/ 398،399 رقم 2483، والدليل الشافي 1/ 425 رقم 1460، والمنهل الصافي 7/ 366 رقم 1471، والنجوم الزاهرة 9/ 306، وطبقات الحفاظ 523، وحسن المحاضرة 1/ 202، وكشف الظنون 158 و 301 و 304 و 546 و 1013 و 1316 و 2029، وشذرات الذهب 6/ 110،111، وإيضاح المكنون 2/ 719، وهدية العارفين 1/ 110، وإعلام النبلاء 4/ 521، والأعلام 4/ 53، ومعجم المؤلفين 5/ 318.
(3)
خبر وصول القاضي في: البداية والنهاية 14/ 69.
(4)
لم أجد له ترجمة.
[ظهور المناشير للأمراء بدمشق]
وفي يوم الإثنين الثامن والعشرين من ذي الحجّة ظهرت المناشير بدمشق للأمراء والمقدّمين والجند بما أطلقه لهم السلطان من الأخبار والإقطاعات، وسلّمت إلى أربابها في هذا اليوم وبعده، وبقي الأمر على ذلك أيّاما وذلك بعد إراكة
(1)
الإقطاعات الشاميّة ومباشرة السلطان، نصره الله، لذلك بنفسه من مدّة أربعة أشهر
(2)
.
[وفاة أبي بكر بن الحرّاني]
233 -
وفي يوم الإثنين الثامن والعشرين من ذي الحجة توفي الشيخ الصالح، أبو بكر بن الحرّاني، المعروف بابن العسقلاني
(3)
، ودفن ظهر اليوم المذكور بمقبرة باب الصغير.
ومولده تقريبا سنة اثنتين وثلاثين وستماية.
وكان رجلا صالحا، كثير التلاوة، صاحب ورد من الليل، وله اعتكاف وعبادة واجتهاد، وانقطع في آخر عمره عن الجامع المعمور نحو سنتين، وتغيّر ذهنه.
[وفاة أبي إسحاق إبراهيم الظاهري]
234 -
وفي ليلة الخميس السابع عشر من ذي الحجّة توفي الشيخ أبو إسحاق، إبراهيم ابن الشيخ القدوة محمد بن عبد الله الظاهري
(4)
، الحلبي، بظاهر القاهرة، ودفن من الغد عند أخيه بمقابر باب النصر.
ومولده/209 ب/بحلب سنة سبع وأربعين وستماية.
حضر على الحافظ يوسف بن خليل بحلب، وسمع من أخيه أحمد
(5)
،
(1)
الإراكة من: الرّوك، وهو عملية المسح والإحصاء. وهو لفظ متداول منذ العصر الأيوبي معناه: مسح الأرض الزراعية بهدف فرض الضرائب المناسبة عليها. (معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، لمصطفى الخطيب 214).
(2)
خبر المناشير في: نهاية الأرب 32/ 205،206، والدرّ الفاخر 286،287 (في سنة 714 هـ.) وذيل العبر 73، ودول الإسلام 2/ 235، ونثر الجمان 2/ورقة 103 ب، وتاريخ سلاطين المماليك 164 (سنة 715 هـ.)، والجوهر الثمين 2/ 153، والسلوك ج 2 ق 1/ 127، والبداية والنهاية 14/ 69، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 188، وتاريخ ابن سباط 2/ 617، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 444.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
انظر عن (الظاهري) في: ذيل تاريخ الإسلام 124 رقم 383 دون ترجمة، والدرر الكامنة 1/ 61،62 رقم 163.
(5)
في الأصل: «إبراهيم» ، وكذلك في نسخة ليدن 1/ 307، وهو سهو من المؤلّف أو الناسخ، رحمهما الله. وما أثبتناه هو الصواب. وهو: أبو العباس، أحمد بن محمد بن عبد الله-
وجماعة. ورحل مع أخيه إلى حرّان سنة أربع وخمسين وستماية. وسمع من إبراهيم بن أبي الحسن بن الزيّات «جزء ابن عرفة» ، عن ابن أبي الوفاء. ودخل القاهرة مع أخيه بعد أخذ حلب واستوطنها، وسمع من عبد الغني بن بنين، ومن أصحاب البوصيري، وابن ياسين، وسمع أيضا بدمشق من ابن عبد الدائم وغيره.
وخرّج له أخوه «عوالي» من حديثه. وله إجازة من إبراهيم بن الخيّر
(1)
، ومحمد بن المنّي، والأعزّ بن العليق، ويحيى وأحمد ابني القميرة، وجماعة من بغداد.
وقدم علينا دمشق سنة ستّ وسبعماية، وقرأت عليه «عوالي الحارث بن أبي أسامة» بروايته عن يوسف بن خليل حضورا في أول سنة من عمره
(2)
.
[وفاة أمين الدين ابن الصعبي المصري]
235 -
وفي ليلة الأحد العشرين من ذي الحجّة توفي الشيخ الإمام، المحدّث، الفاضل، أمين الدين، أبو محمد، عبد القادر بن محمد بن أبي الحسن بن علي بن عثمان بن الصعبي
(3)
، المصريّ، بمصر، ودفن من الغد.
وكان رجلا فاضلا من أهل الحديث والديانة. روى عن الشيخ زكيّ الدين
= الظاهري، الحلبي، الحافظ، الزاهد، جمال الدين، مولى الملك الظاهر صاحب حلب. توفي سنة 696 هـ. انظر عنه في: ذيل مرآة الزمان 4/ورقة 201، ونهاية الأرب 31/ 327، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 347 رقم 197، وتاريخ الإسلام (691 - 700 هـ.) ص 290 - 292 رقم 394، والإشارة إلى وفيات الأعيان 383، والمعين في طبقات المحدّثين 222 رقم 2301، والمستدرك على العبر 23 (51/ 559)، ودول الإسلام 2/ 200، والإعلام بوفيات الأعلام 291، ومعجم شيوخ الذهبي 72،73 رقم 84، وتذكرة الحفاظ 4/ 1479،1480، وأعيان العصر 1/ 340 - 342 رقم 173، والوافي بالوفيات 8/ 36 رقم 3441، وعيون التواريخ 23/ 228،229، وتذكرة النبيه 1/ 196، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 134، وغاية النهاية 1/ 122 رقم 7564، وذيل التقييد 1/ 386 رقم 750، والسلوك ج 1 ق 3/ 830، والدليل الشافي 1/ 78 رقم 274، والمنهل الصافي 2/ 121 - 123 رقم 276، وحسن المحاضرة 1/ 357، وطبقات الحفاظ 515، والمقفى الكبير 1/ 600 رقم 580، وشذرات الذهب 5/ 435، وإعلام النبلاء 4/ 488 رقم 274، والأعلام 1/ 221، وموسوعة علماء المسلمين، قسم 2 ج 1/ 361، 362 رقم 220، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 59 رقم 1133.
(1)
وقع في: الدرر الكامنة 1/ 62 «ابن الخير» .
(2)
وقال ابن حجر: أخذ عنه المزّي، والبرزالي، والقطب، وابن سيد الناس. . . وكان منقطعا بزاوية أخيه بالمقس. قال الفرضي (أو العرضي): شيخ جليل من بيت علم وزهد. وقال الذهبي: سليم الصدر وعنده عبادة وشرف نفس. ويقول خادم العلم، محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري»: لم أجد المصدر الذي فيه قول الذهبي.
(3)
انظر عن (ابن الصعبي) في: ذيل تاريخ الإسلام 124 رقم 384 دون ترجمة.
عبد العظيم، ورشيد الدين العطار، وعبد الغني بن بنين، وعثمان بن مكي الشارعي، ومن بعدهم من أصحاب البوصيري، وغيره.
وسماعاته في سنة تسع وأربعين وستماية وبعدها، وكانت أجزاؤه وأصوله عنده، وأجاز لي ما يرويه.
[وفاة المقرئ نور الدين ابن جرير الشطّنوفي]
236 -
وفي يوم السبت تاسع عشر ذي الحجّة توفي الشيخ الإمام، العلاّمة، المقرئ، النحوي، الزاهد، الورع، بقيّة السلف، نور الدين، أبو الحسن، علي بن يوسف بن حريز
(1)
الشطّنوفي بالقاهرة، ودفن من الغد بالقرافة.
سمع من النجيب عبد اللطيف الحرّاني «أمالي ابن مله»
(2)
و «أمالي الخلاّل»
(3)
.
وكان مشهورا بالقراءآت والعربية، وله (مناصب)
(4)
وجهات. وأقرأ الناس، وروى الحديث
(5)
.
(1)
انظر عن (حريز) في: ذيل تاريخ الإسلام 124 رقم 385 دون ترجمة، ومعرفة القراء الكبار 2/ 742،743 رقم 717، وأعيان العصر 3/ 583،584 رقم 1253، والوافي بالوفيات 22/ 354، وغاية النهاية 1/ 585، وحسن المحاضرة 1/ 506، وبغية الوعاة 2/ 213، والدرر الكامنة 3/ 141،142 رقم 323، ونهاية الغاية، ورقة 174، وطبقات المفسرين للداوودي 1/ 428، وكشف الظنون 256،257، وهدية العارفين 1/ 716، ومعجم المؤلفين 7/ 264، 265، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 3/ 385. و «حريز»: بالحاء المهملة والراء والياء آخر الحروف الساكنة والزاي. (أعيان العصر). وفي نسخة ليدن 1/ 308 «حرير» براءين مهملتين.
(2)
كلمة غير مقروءة، وما أثبتناه يؤكّده ما في نسخة ليدن 1/ 308.
(3)
في نسخة ليدن 1/ 308 «أمالي الجلال» .
(4)
أثبتناها من نسخة ليدن 1/ 308.
(5)
قال الذهبي: أصله من الشام من البلقاء، ومولده بالقاهرة في سنة أربع وأربعين وست مئة. وعنه ينقل ابن الجزري في: غاية النهاية 1/ 585، وفي الدرر الكامنة 3/ 141 ولد في أواخر شوال سنة 647 هـ. وسكت الصفدي عن تاريخ مولده. وقال الذهبي: تصدّر للإقراء بالجامع الأزهر، وغيره، وتكاثر عليه الطلبة. حضرت مجلس إقرائه فأعجبني سمته وسكونه، وكان ذا غرام بالشيخ عبد القادر الجيلي، جمع أخباره ومناقبه في نحو من ثلاث مجلّدات، وكتب فيها عمّن أقبل وأدبر، فراج عليه فيها حكايات كثيرة مكذوبة. (معرفة القراء الكبار 2/ 742،743). وقال ابن الجزري: وبلغني أنه عمل على الشاطبية شرحا فلو ظهر لكان من أجود شروحها، وله تعاليق مفيدة. (غاية النهاية 1/ 585).
سنة أربع عشرة وسبعماية
المحرّم
[نظر الدواوين بالشام]
في يوم السبت الرابع من المحرّم وصل القاضي شمس الدين عبد الله غبريال إلى دمشق من القاهرة مستمرّا على نظر الدواوين بالشام، وتلقّاه/210 أ/الأعيان والأكابر
(1)
.
[عودة الملك عماد الدين إسماعيل من الحجاز]
وفي بكرة الخميس تاسع المحرّم وصل الأمير الكبير، العالم، الفاضل، الملك، عماد الدين، إسماعيل بن الأفضل علي ابن السلطان الملك المظفّر صاحب حماه من الحجاز الشريف إلى دمشق، ومعه جماعة من غلمانه، وتوجّه في اليوم المذكور إلى بلده
(2)
.
[إطلاق جملة من البواقي]
وفي يوم الجمعة يوم عاشوراء قرئ بجامع دمشق على السّدّة كتاب مولانا السلطان بحضور ملك الأمراء والأمراء وعامّة الناس، يتضمّن إطلاق جمل كثيرة من البواقي لمدّة أوّلها سنة ثمان وتسعين وستماية، وآخرها آخر سنة ثلاث عشرة وسبعماية، وذكرت جملها وتفاصيلها، قرأه المولى جمال الدين ابن القلانسي كاتب الدرج الشريف، وبلّغه بدر الدين ابن صبيح
(3)
المؤذّن.
وتوفّرت الأدعية لمولانا السلطان
(4)
.
[إطلاق ما يؤخذ من المساجين]
ثم قرئ يوم الجمعة الرابع والعشرين من المحرّم مرسوم سلطاني بإطلاق ما
(1)
خبر نظر الدواوين في: البداية والنهاية 14/ 70.
(2)
المختصر في أخبار البشر 4/ 73.
(3)
في البداية والنهاية: «ابن صبح» .
(4)
خبر البواقي في: البداية والنهاية 14/ 70، والسلوك ج 2 ق 1/ 136، وتذكرة النبيه 2/ 58. و «البواقي» هو ما يتأخّر كل سنة عند الضمان والمتقبلين من مال الخراج (المواعظ والاعتبار 1/ 85).
يؤخذ من المسجونين بسبب الحبس، وأن لا يؤخذ من كل واحد أكثر من نصف درهم. ومرسوم آخر بإطلاق السخر والقصب
(1)
عن الفلاّحين. قرأهما الشيخ كمال الدين ابن الزّملكاني، وبلّغ عنه أمين الدين محمد بن مؤذّن النجيبيّ
(2)
.
[نفي الفقيه نور الدين البكري إلى الصعيد]
وفي شهر المحرّم أحضر السلطان بالديار المصرية-أعزّ الله أنصاره- الفقيه نور الدين علي البكري بين يديه، وهمّ بقتله، ثم رسم بقطع لسانه، فشفع فيه، وبكى الأمراء، فأمر بنفيه إلى بلده بالصعيد، ومنعه من الفتوى والكلام في العلم، وذلك لاجترائه وتسرّعه في الإفتاء بالقتل والتكفير والتفسيق
(3)
.
[وفاة سلامة بن سالم الجعبري]
237 -
وفي يوم الخميس الثالث والعشرين من المحرّم توفي الشيخ سلامة
(4)
بن سالم بن سلامة الجعبري، قيّم دار الحديث النورية بدمشق، وكان موته بها قبل العصر، وصلّي عليه بالجامع، ودفن آخر النهار بمقابر باب الصغير.
جاوز الثمانين وأقام بالمكان المذكور نحو خمسين سنة.
وسمع الحديث من شيوخنا ابن النابلسي، وابن الصابوني، ومن بعدهما ومن جماعة غيرهم، وحدّث.
وكان من أصحاب الشيخ أبي بكر بن فتيان الشطّي.
صفر
[عودة الركب الشامي من الحجاز]
في يوم السبت/210 ب/ثاني صفر وصل الركب الشامي من الحجاز الشريف إلى مدينة (دمشق)
(5)
، ودخل المحمل السلطاني وأمير الحاج الأمير سيف الدين قطلوبك بن الششنكير.
(1)
في البداية والنهاية: «والغصب» .
(2)
خبر المساجين في: البداية والنهاية 14/ 70، وتذكرة النبيه 2/ 58، والسلوك ج 2 ق 1/ 136، 137.
(3)
خبر الفقيه البكري في: نهاية الأرب 32/ 210 - 212، والبداية والنهاية 14/ 70.
(4)
انظر عن (سلامة) في: أعيان العصر 3/ 285 في ترجمة (علي بن إسماعيل بن يوسف القونوي) رقم 1122.
(5)
كتبت فوق السطر.
[وفاة القاضي عبد الرحيم قاضي حربه]
238 -
وفي يوم السبت ثاني صفر توفي القاضي
(1)
عبد الرحيم
(2)
قاضي حربه من عمل بغداد.
وكان رجلا جيّدا، أقام مدّة بالمدرسة الباذرائية، وباشر نظر الوقف الطيبرسي على الأسرى.
[إطلاق ضمان القوّاسين ونقابة الشدّ]
وفي يوم الجمعة مستهلّ صفر قرئ مرسوم سلطانيّ بإطلاق ضمان القوّاسين
(3)
، ونقابة الشدّ، وغير ذلك. قرأه الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني على السدّة، بحضور نائب السلطنة وقاضي القضاة
(4)
.
[وفاة فخر الدين ابن هلال الأزدي]
239 -
وفي يوم الجمعة ثامن صفر توفي فخر الدين، أبو محمد، عبد الرحمن بن الشيخ العدل شرف الدين عبد العزيز بن العدل فخر الدين عبد الرحمن بن العدل مخلص الدين عبد الواحد بن عبد الرحمن بن عبد الواحد بن هلال
(5)
الأزدي، الدمشقيّ، ببستانه بالنّيرب ظاهر دمشق، وصلّي عليه عقيب صلاة الجمعة بالجامع المظفّري بسفح جبل قاسيون، ودفن بتربتهم بالقرب من المدرسة الركنية الحنفية.
وكان رجلا جيّدا، منقطعا عن الناس، ملازما لبيته وعياله، ليس له تعلّق بغير ذلك. وروى شيئا من الحديث عن ابن أبي اليسر، وسمع من جماعة، وحجّ، وحدّث بطريق الحجاز.
ومولده في نصف المحرّم سنة ثلاث وستين وستماية بدمشق.
[وفاة بدر الدين حسين الحبشي]
240 -
وفي يوم السبت تاسع صفر توفي بدر الدين، حسين بن مبارك
(6)
بن
(1)
في الأصل بياض، وكتب بعدها:«الدين» ، ولا مبرّر لها.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
في البداية والنهاية: «ضمان القوسير وضمان النبيذ» .
(4)
خبر إطلاق الضمان في: نهاية الأرب 32/ 213، والبداية والنهاية 14/ 70، والسلوك ج 2 ق 1/ 136،137.
(5)
انظر عن (ابن هلال) في: أعيان العصر 3/ 31،32 رقم 940، والدرر الكامنة 2/ 332 رقم 2305.
(6)
لم أجد له ترجمة.
عبد الله الحبشي الأسود، عتيق الشيخ شمس الدين ابن العماد الحنبلي، بالقاهرة.
وكان سمع كثيرا على النجيب عبد اللطيف الحرّاني، وجماعة. ومن مسموعه «ثمانيات» النجيب المذكور.
[وفاة أحمد الحرّاني المعروف بالمنجنيقي]
241 -
وفي يوم الجمعة خامس عشر صفر توفي الشيخ أحمد الحرّاني
(1)
، المعروف بالمنجنيقي، الفقير الحريري بالمارستان الصغير بدمشق. ودفن بمقابر الصوفية، آخر النهار.
وكان فقيرا معروفا من الحريرية، ثم إنّه أقام مدّة سنين في آخر عمره بالمقصورة الكنديّة بجامع دمشق عند الفقراء الحلبيّين.
وذكر لي أنه سبط الشيخ أحمد بن سلامة النجار الحرّاني
(2)
/211 أ/المحدّث الزاهد، وأنّ له مسموعات وإجازات.
[وفاة شمس الدين محمد بن الجويني]
242 -
وفي يوم الجمعة المذكور توفي الشيخ شمس الدين، محمد بن الجويني
(3)
، ودفن أيضا بالصوفية.
وكان رجلا جيّدا، مقيما ببلده أوانا
(4)
من عمل بغداد، له بها زاوية وسماط، وفيه ديانة وصلاح، وحجّ، ورجع من الحجّ وهو مريض، ونزل بالمدرسة المعينية الحنفية بدمشق، فأقام نصف شهر ومات.
[وفاة زين الدين علي بن أبي القاسم التاجر]
243 -
وفي عشيّة الجمعة قبل المغرب خامس عشر صفر توفي الشيخ زين الدين، علي
(5)
بن أبي القاسم التاجر الدمشقي، المعروف باللحفي، بداره عند
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
انظر عن (أحمد بن سلامة) في: تاريخ الإسلام (641 - 650 هـ.) ص 305،306 رقم 406، والعبر 5/ 188، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 243 رقم 351، ومختصره 72، وأعيان العصر 1/ 341 (في ترجمة أحمد بن محمد بن عبد الله الظاهري)، والمنهج الأحمد 381، والمقصد الأرشد، رقم 57، والدرّ المنضد 1/ 388 رقم 1067. وهو توفي سنة 646 هـ.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
أوانا: بالفتح، والنون. بليدة كثيرة البساتين والشجر، نزهة. من نواحي دجيل بغداد، بينها وبين بغداد عشرة فراسخ من جهة تكريت. (معجم البلدان 1/ 274).
(5)
لم أجد له ترجمة. وفي نسخة ليدن 1/ 314 «علي بن أبي الفتح» .
باب الخوّاصين، وصلّي عليه ظهر السبت بالجامع، ودفن بسفح قاسيون بتربة بنواحي حمّام النحاس.
وكان رجلا جيّدا، وحجّ وعاد من الحجّ مريضا فأقام نصف شهر ومات.
[وفاة المسند شمس الدين ابن منصور المقدسي]
244 -
وفي يوم الأحد وقت العصر السابع عشر من صفر توفي الشيخ المسند، الصالح، شمس الدين، أبو عبد الله، محمد بن جمال الدين أحمد بن الإمام أبي بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور المقدسي
(1)
، الصالحي، الحنبلي، بسفح قاسيون، ودفن في يوم الإثنين بمقبرة الشيخ الموفّق عند أهله.
ومولده في سنة ستّ وثلاثين وستماية، بسفح قاسيون.
سمع من الرشيد بن مسلمة، والإمام شرف الدين المرسي، والبكري، وابن الجوزي المؤرّخ، واليلداني، وخطيب مردا، وإبراهيم بن خليل، وعبد الحميد، ومحمد ابني عبد الهادي، ومحمد بن أبي بكر البلخي، وغيرهم.
وأجاز له من بغداد ابن القبّيطي، والكاشغري، وإبراهيم بن الخيّر، وابن أبي الفخار، وأحمد المارستاني، وابن النخال
(2)
، وابن الخازن، وابن شفتين، وابن النجّار المؤرّخ، ويحيى الصرصري، وجماعة. وأجاز له جماعة من شيوخ دمشق، والموصل، وحرّان، وماردين، وحلب، وغيرها من البلاد، وذلك كلّه بإفادة أخيه لأبيه الإمام المحدّث محبّ الدين عبد الله.
وكان هذا الشيخ رجلا جيّدا فيه لطف، وعليه سكون. ومات على طريقة حسنة
(3)
.
[وفاة شمس الدين ابن ياسين الحميري]
245 -
وفي العشر الأوسط من صفر توفي الشيخ الأجلّ شمس الدين، أبو عبد الله، محمد بن/211 ب/شيخنا محيي الدين يحيى بن أحمد بن علي بن ياسين الحميري
(4)
، المعروف والده بابن المعلّم، ببيته عند حمّام السلم بدمشق، ودفن بسفح جبل قاسيون ظاهر دمشق.
(1)
انظر عن (المقدسي) في: معجم شيوخ الذهبي 478 رقم 702، والدرر الكامنة 3/ 349 رقم 925.
(2)
كلمة ترك مكانها بياضا. وفي نسخة ليدن 1/ 315.
(3)
وقال الذهبي: «وكان أقطع اليد من ألم لحقه» .
(4)
انظر عن (الحميري) في: أعيان العصر 5/ 300 رقم 1814، والدرر الكامنة 4/ 280 رقم 788.
وكان رجلا جيّدا، ساكنا. سمع من ابن عبد الدائم، وروى لنا عنه. وسمع أيضا من عمر الكرماني. وكان له ملك يرتزق منه.
ومولده بدمشق بحارة قطامش في سنة ثلاث وخمسين وستماية تقريبا.
[وفاة شرف الدين ابن القسطلاني المكي]
246 -
وفي ليلة الثلاثاء السادس والعشرين من صفر توفي الشيخ الصالح شرف الدين أبو العباس، أحمد بن الشيخ الإمام قطب الدين أبي بكر محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن الحسن بن القسطلاني
(1)
، المكّي، باللؤلؤة على الخليج بالقاهرة، ودفن من الغد بالقرافة.
قرأت عليه «جزء ابن نجيد» بسماعه من الشيخ شرف الدين المرسي.
ومولده بمكة في جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وستماية.
وكان رجلا جيّدا، مباركا، من بيت الصلاح والمشيخة، حدّث جماعة من أهله، وسمع أيضا من أمّ الحسن فاطمة بنت نعمة بن سالم الحميريّة في آخر سنة خمس وخمسين وستماية بمكة «الجمعة» للونائي
(2)
، عن البوصيري.
[وفاة شرف الدين حريز الحواري]
247 -
وفي بكرة الجمعة التاسع والعشرين من صفر توفي الفقيه الصالح شرف الدين، حريز
(3)
بن سعيد بن حميد الحواري، الحنبليّ، وصلّي عليه عقيب الجمعة بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الباب الصغير.
وكان رجلا جيّدا، معمور الأوقات بالخير، وافر المروءة، محسنا إلى الغرباء والضعفاء بحسب الإمكان. وكان يشهد تحت الساعات.
ربيع الأول
[وفاة صالحة بنت الصدر ابن العماد الكاتب]
248 -
وفي يوم الثلاثاء عاشر ربيع الأول توفيت صالحة
(4)
بنت الصدر عزيز الدين الحسن بن علي بن محمد بن العماد الكاتب، ودفنت بسفح قاسيون.
وكانت امرأة جيّدة، متقنة، قائمة بمصالح بيت والدها، وتزوّجت ابن عمّها عزّ الدين عبد الغفّار، ثم فارقها وتزوّجت بابن عمّ والدها مجد الدين وماتت عنده.
(1)
انظر عن (ابن القسطلاني) في: نهاية الأرب 32/ 215، والعقد الثمين 3/ 146.
(2)
في نسخة ليدن 1/ 316 «للنشابي» .
(3)
لم أجد له ترجمة. وفي نسخة ليدن 1/ 317 «جرير» .
(4)
لم أجد لها ترجمة.
وحجّت معنا في سنة ثلاث وسبعماية، وسمعت بقراءتي في الطريق شيئا من الحديث.
[وفاة أحمد بن علي الحرّاني]
249 -
وفي يوم الجمعة ثالث عشر ربيع الأول توفي الشيخ أحمد بن علي بن /212 أ/يحيى بن أبي بكر بن حياة
(1)
الحرّاني، ودفن بسفح جبل قاسيون.
وكان رجلا جيّدا، مباركا، وله جمال يكريها إلى الحجاز الشريف كل سنة.
وهو أخو الشيخ عمر، وحضر جنازته خلق كثير من الأعيان وغيرهم.
[إمساك شهاب الدين ابن قطينة الزرعي]
وفي شهر ربيع الأول رسم بمسك شهاب الدين ابن قطينة الزرعي، التاجر، وعبد الكريم الحريري بسبب مرافعة وقعت في حقّهما من شخص نسبه إلى مكاتبة قرا سنقر فحصر بيع مخامرة في السلاح
(2)
إلى بلاد التتار وغير ذلك، ثم ظهر لأولياء الأمر كذب المرافع، فرسم بتعزيره وقطع لسانه فقطع وطيف به على جمل، ونودي عليه في تاسع عشر الشهر المذكور بعد الضرب البليغ، ثم مات، وانتصر ابن قطينة انتصارا عظيما في هذه الواقعة.
[وفاة شرف الدين ابن سنجر المعظّمي]
250 -
وفي أوائل شهر ربيع الأول توفي شرف الدين، محمد بن أحمد بن سنجر
(3)
المعظّمي، ودفن بباب الصغير.
وكان جدّه من غلمان عزّ الدين صاحب صرخد، وهو زوج بنت عماد الدين ابن الشيخ محيي الدين ابن العربي.
[استعراض الشهود بجامع دمشق]
وفي يوم الأحد الثاني والعشرين من ربيع الأول جلس القضاة بجامع دمشق لاستعراض الشهود، فقرئت أسماء بعض المراكز فحصل التوثّق في جماعة، وأوصاهم الحكام بأمور منها: أن يجلس أحد منهم في مسجد ولا في مركزين، وأن لا يثبت أحد منهم الكتب، بل يقتصر على الشهادة ويتولّى الإثبات بالوكلاء، ونهوهم عن الغيبة، وعن أخذ الأجرة على أداء الشهادات، وألزموهم بالتناصف في أمر المعيشة،
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
هكذا وردت العبارة، وهي غامضة، وفي نسخة ليدن 1/ 318 «مكاتبة قراسنقر وأن لهما تجارة في السلاح» .
(3)
لم أجد له ترجمة.
ثم جلسوا لذلك مجلسا آخر، وتوافقوا على الحضور في مجلس ثالث فلم يتّفق، فاستمرّ الناس في (أماكنهم)
(1)
ولم يصرف له
(2)
.
[المباحثة مع قاضي القضاة ابن بصحان المقرئ]
وفي يوم الأربعاء الخامس والعشرين من ربيع الأول عقد مجلس بدار قاضي القضاة نجم الدين الشافعي، لبدر الدين محمد بن أحمد بن بضحان
(3)
المقرئ، وأنكر عليه شيء مما يقرئ به، وبحث معه في ذلك، ومنع منه، فاختار ترك الإقراء بالكليّة، فبقي أياما. ثم إنه وافق الجماعة واستأذن الحاكم في الإقراء، فأذن له، فجلس بالجامع بين الظهر والعصر، وصارت له حلقة يقرئ فيها القرآن والنحو، وقبل /212 ب/ذلك إنما كان يقرئ في بيته
(4)
.
[وصول الصاحب ابن مرهر من حلب]
وفي شهر ربيع الأول وصل إلى دمشق الصاحب شرف الدين يعقوب بن مزهر من حلب متوجّها على البريد إلى الديار المصرية.
[الغارة على دنيسر]
ووصلت أخبار الغارة على دنيسر في شهر ربيع الأول إلى دمشق وذلك أنّ العسكر دخلوها ونقبوا جامعها وقتل من أهلها جماعة نحو الأربع ماية، وقتل من عسكر المسلمين جماعة، وخرب البلد، وانتزح الناس منه. ووصل جماعة ممن أسر منه إلى دمشق في أواخر شهر ربيع الآخر
(5)
.
[وفاة المعمّر محمد بن محمود الموصلي]
251 -
وفي يوم الخميس تاسع عشر ربيع الأول توفي الشيخ المعمّر أبو عبد الله، محمد بن محمود بن الحسين بن الحسن الموصلي
(6)
، المعروف
(1)
طمس مقدار كلمة، استدركناها من نسخة ليدن 1/ 319.
(2)
خبر الشهود في: البداية والنهاية 14/ 70،71 وفيه:«ولم يقطع أحد من مركزه» .
(3)
في البداية والنهاية: «بضيان» .
(4)
خبر المباحثة في: البداية والنهاية 14/ 71.
(5)
خبر دنيسر في: نهاية الأرب 32/ 213، والنهج السديد 3/ 239،240، وذيل العبر 76، ودنيسر، بلدة عظيمة مشهورة من نواحي الجزيرة قرب ماردين. (معجم البلدان).
(6)
انظر عن (الموصلي) في: نهاية الأرب 32/ 215، والسلوك ج 2 ق 1/ 141، والدرر الكامنة 251 رقم 689 وفيه:«حسن» ، وفي نسخة أخرى «حسين» ، والنجوم الزاهرة 9/ 227، وشذرات الذهب 6/ 35، وتذكرة النبيه 2/ 61، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 200.
بحيّاك الله بالسلام، بمنزله في سويقة الرّيش من الحكر ظاهر القاهرة، ودفن بكرة الجمعة بالقرافة قريبا من ابن أبي جمرة
(1)
.
ربيع الآخر
[وصول الأمير سيف الدين بلبان التتري من الحجاز]
في يوم الإثنين ثامن شهر ربيع الآخر وصل الأمير سيف الدين بلبان التتري إلى دمشق من الحجاز الشريف على طريق الديار المصرية بعد إذن أبي
(2)
الغيث بن أبي نميّ له ولبقيّة العسكر المجرّدين في السفر، وكانت إقامتهم هناك نحو شهرين.
[التشويش بدار العدل بدمشق]
وفي يوم الثلاثاء تاسع ربيع الآخر حصل تشويش للحكام بدمشق بدار العدل من بدر الدين بكتاش المنكورسي مشدّ الأوقاف، وغضب قاضي القضاة صدر الدين الحنفي، وامتنع من الحكم، ووافقه بعض القضاة أياما. ثم دخل الصاحب شمس الدين في القضية وطيّب خواطر الحكام، ومشى المنكورسي إلى قاضي القضاة الحنفي إلى بستانه فعادوا إلى المباشرة.
[رجوع حسام الدين القرمي إلى قضاء صفد]
وفي يوم الإثنين ثامن ربيع الآخر قدم دمشق القاضي حسام الدين القرمي من صفد فأقام أياما واجتمع بقاضي القضاة، ثم رجع إلى قضاء صفد على عادته.
[وفاة زوجة شرف الدين محمد بن عثمان الرومي]
252 -
وفي الثاني من شهر ربيع الآخر توفيت زوجة الشيخ شرف الدين، محمد بن الشيخ عثمان الروميّ، بسفح قاسيون.
وكانت امرأة كبيرة من أقارب بني زويزان.
وهي والدة الشيخ عمر والشيخ عثمان اللذين ماتا قبلها بمدّة. ووالدة الشيخ علي الذي تأخّر بعدها.
ولها علينا حقوق في أيام الشيخ زوجها، رحمه الله تعالى.
[بيع حوائج الفقيه محمد بن أيوب الشافعي]
وفي شهر/213 أ/ربيع الآخر تغيّب عن دمشق الفقيه، المقرئ، شمس الدين،
(1)
وقال ابن حبيب: كان من الصلحاء الأخيار، عمّر نحو مائة وستين سنة، وهو حاضر الحس، جيّد القوّة. وله نظم حسن. وفي نسخة ليدن 1/ 321 «ابن أبي حمزة» .
(2)
الصواب: «أبو» .
محمد بن أيوب بن علي الشافعي، نقيب المدرسة الشامية التي ظاهر دمشق ولم يعرف خبره وذلك بسبب دين تحمّله، وبقي الأمر على ذلك أياما، وسعى أرباب الديون ففتح بيته بالشامية وباعوا حوائجه فلم يجدوا له شيئا، وأخذت وظائفه. ثم ظهر في ذي القعدة من السنة وكان متغيّبا بظاهر دمشق.
[وفاة مجد الدين عيسى بن عبد الرحمن البعلبكي]
253 -
وفي الثاني عشر من ربيع الآخر توفي الشيخ مجد الدين، أبو محمد، عيسى
(1)
بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الكريم بن المعرّي البعلبكّي، بها.
وكان شيخا من أهل بعلبك من بيت معروف بالعدالة والديانة.
سمع من أبي سليمان عبد الرحمن بن الحافظ عبد الغني ببعلبك، وحدّث عنه.
ومولده في ذي الحجّة سنة سبع وثلاثين وستماية ببعلبك.
قرأت عليه «مجلس البطاقة» بسماعه من أبي سليمان المذكور. وكانت قراءتي عليه في سنة سبعماية ببعلبك.
[السباق من دمشق إلى غباغب]
وفي يوم السبت العشرين من ربيع الآخر، وهو ثالث آب، سعى من دمشق عبد السلام المصري والغزّاوي إلى غباغب وعادا من يومهما ولم يسبق أحدهما الآخر.
وقبل ذلك سعى عبد السلام المذكور من حمص إلى دمشق يوم سبت أيضا، ثم سعى في السبت الذي بعده حميد المكاري على باب الفرج من حمص أيضا فتأخّر قليلا، وحكم عليه بالغلب، وكان وصوله إلى الخان وقت العصر ولكنّه ثار عليه فتق أخّره، وكان له جماعة (يتعصّبون، فتألّموا)
(2)
لذلك كثيرا.
[محاولة اغتيال قرا سنقر]
وفي العشرين من ربيع الآخر وصل بعض القصّاد إلى دمشق وخلع عليه، وتوجّه إلى القاهرة، واشتهر أنّ قرا سنقر وثب عليه بالمدينة السلطانية رجلان فجرحاه، وقتل أحدهما وسلم الآخر، ثم وصلت الأخبار بأنه ركب بعد ذلك وطاب من هذه الجراحة.
[وفاة عزّ الدين الصهيوني]
254 -
وفي يوم السبت العشرين من شهر ربيع الآخر توفي عزّ الدين
(1)
انظر عن (عيسى) في: أعيان العصر 3/ 717 رقم 1312، والدرر الكامنة 3/ 204 رقم 495، ومعجم شيوخ الذهبي 409 رقم 595، وموسوعة علماء المسلمين، قسم 2 ج 3/ 124، وفي نسخة ليدن 1/ 323 «عيسى بن عبد الرحمن. . . المقرئ» .
(2)
ما بين القوسين من نسخة ليدن 1/ 324.
الصهيوني
(1)
عتيق الحرّاني، أحد رجال الحلقة الشامية، ودفن يوم الأحد.
وكان مشكورا، وهو حمو علاء الدين علي السرّاج.
[وفاة الأمير عماد الدين إسماعيل بن أيوب]
255 -
وفي الثامن والعشرين من ربيع الآخر توفي الأمير الأجلّ، عماد الدين، إسماعيل
(2)
بن الملك المغيث شهاب الدين أبي الفتح/213 ب/عبد العزيز بن السلطان الملك المعظّم شرف الدين عيسى بن السلطان الكبير الملك العادل سيف الدين أبي بكر محمد بن أيوب بحماه. وكان موته يوم جمعة أو يوم سبت.
كتب إليّ بذلك شهاب الدين محمد بن إبراهيم بن قرناص.
وكان هذا الشيخ جنديّا بحماه من أولاد الملوك، وسمع الحديث من خطيب مردا، وحدّث.
أجاز لنا من حماه سنة ثمان وسبع ماية.
[اجتماع المؤلّف بالشيخ سيف الدين الآملي]
وفي أواخر شهر ربيع الآخر وصل إلى دمشق من القاهرة الشيخ سيف الدين علي الآملي، واجتمعت به، وذكر أنّ مولده سنة إحدى وأربعين وستماية بآمل طبرستان، وأنّه مقيم بمكة من نحو ثلاثين سنة، وأقام بدمشق نحو شهرين وتوجّه إلى بغداد، وهو مشهور بمعرفة النجوم.
[وفاة الأمير فخر الدين أقجبا الظاهرية]
256 -
وفي ليلة الإثنين التاسع والعشرين من ربيع الآخر توفي الأمير الكبير، فخر الدين، أقجبا
(3)
الظاهري، أحد الأمراء بدمشق، ودفن ضحى نهار الإثنين قبالة زاوية الشيخ محمد بن قوام بسفح قاسيون، وحضره نائب السلطنة وجماعة من الأمراء والأعيان.
وكان رجلا جيّدا، ملازما للصلوات بجامع دمشق، قديم الهجرة، ثابت العدالة.
مات في عشر الثمانين، وكان حضوره عند الملك الظاهر مع كرمون، وكان من أمراء الحج. حجّ بالناس سنة ثلاث وسبعماية بدمشق.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
انظر عن (اسماعيل) في: نهاية الأرب 32/ 216، وأعيان العصر 1/ 501 رقم 260، والدرر الكامنة 1/ 368 رقم 933، والسلوك ج 2 ق 1/ 141.
(3)
انظر عن (أقجبا) في: نهاية الأرب 32/ 216، والسلوك ج 2 ق 1/ 141، والنجوم الزاهرة 9/ 228.
جمادى الأولى
[وفاة محمد بن سلمان الزرعي التاجر]
257 -
في ليلة السبت رابع جمادى الأولى توفي محمد بن سلمان
(1)
بن شهاب الدين أحمد بن قطيّنة الزرعي، التاجر، الحريريّ.
وكان من أبناء العشرين.
وتوفّيت معه زوجته وولده، انفصل منها ميتا، ودفن الثلاثة يوم السبت بعد أن صلّي عليهم بجامع العقيبة.
[وفاة فاطمة بنت بهاء المزّي]
258 -
وفي ليلة الخميس تاسع جمادى الأولى توفّيت أمّ محمد، فاطمة
(2)
بنت بهاء بن أحمد بن بقيّ المزّي بالمزّة، ودفنت يوم الخميس بين الصلاتين بمقابر باب الصغير في قبر أمّي.
وهي بنت خالتي.
وكانت امرأة جيّدة.
ماتت في عشر الخمسين.
وهي زوجة الزين أبي بكر بن عامر أحد المؤذّنين بالجامع، وخلّفت أولادا منه، وسمعت معي قليلا، وكتبت اسمها في الإجازات من أول طلبي لسماع الحديث.
[وفاة المقرئ شمس الدين ابن عبدوس الحرّاني]
259 -
وفي ليلة السبت الحادي عشر من جمادى الأولى توفي الشيخ المقرئ، /214 أ/الفقيه، الصالح، شمس الدين، أبو عبد الله، محمد بن منصور
(3)
بن مسلم بن عبدوس الحرّاني، الحنبلي، المعروف بابن المعصرانيّ، (ودفن يوم السبت بعد الظهر بمقابر باب الصغير)
(4)
.
وكان رجلا صالحا، مشكور السيرة، إمام مسجد بالرمّاحين. وكان له حانوت بسوق النحاسين مدّة، وكان عنده معرفة بتعبير الرؤيا يقصده الناس لذلك.
وسمع الحديث معنا من جماعة وقبلنا أيضا، ولم يحدّث.
(1)
لم أجد له ترجمة. وفي نسخة ليدن 1/ 326 «محمد بن سلمان. . . بن قطيبة» .
(2)
لم أجد لها ترجمة، وقد تقدّمت ترجمة عمّها:«شرف بن أحمد بن بقيّ المزّي» في وفيات سنة 699 هـ. ج 2/ورقة 4 أرقم 23.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
ما بين القوسين عن هامش المخطوط.
[ذبح أحد المماليك في غياب نائب دمشق]
وفي شهر جمادى الأولى سافر نائب السلطنة بدمشق الأمير سيف الدين تنكز إلى الصيد، فعمد بعض المماليك بدار السعادة وقتلوا واحدا منهم ذبحوه وهربوا، فرسم بطلبهم فأحضروا تحت الحوطة، وحضر عقيب ذلك ملك الأمراء المذكور من السفر فرسم بتوسيطهم، وكان شراء أحدهم أكثر من عشرة آلاف درهم.
[وفاة المقرئ علي بن يوسف بن نباتة]
260 -
وفي يوم السبت ثامن عشر جمادى الأولى توفي الشيخ المقرئ علي بن يوسف بن نباتة
(1)
بالمارستان الصغير بدمشق.
وكان رجلا مباركا صوفيا بخانقاه الطاحون ومقرئا بالسبع، قرأ على الشيخ محمد المصري، ووصل على الشيخ مجد الدين التونسي إلى سورة «يوسف» ، وكان له نسخة «بشرح الشاطبية» للفاسيّ.
[وفاة الشهاب محمود المعروف بالعصعص]
261 -
وفي يوم الأحد تاسع عشر جمادى الأولى توفي الشهاب محمود، المعروف بالعصعص
(2)
بدمشق.
وكان له دخول على الأمراء، وخدم الأمير عزّ الدين الحموي وتوكّل لأولاده بعد موته، وكان يقتني الجواري المغنّيات ويحبّ الطرب.
[وفاة أحمد بن علي الجنّاني]
262 -
وفي ليلة الثلاثاء الحادي والعشرين من جمادى الأولى توفي أحمد بن
(3)
الفقيه علاء الدين علي بن عبد الله بن داود الجنّاني
(4)
بالمدرسة الأمينية بدمشق، ودفن من الغد بعد الظهر بسفح قاسيون.
وكان شابّا ابن عشرين سنة.
حفظ القرآن وكتب جيّدا.
[وفاة الفقيه عثمان المعروف بالقطان]
263 -
وفي العشر الأخير من جمادى الأولى توفي الشيخ الفقيه، الصالح، عثمان المعروف بالقطّان
(5)
، ودفن بباب الصغير.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
الصواب: «ابن» .
(4)
لم أجد له ترجمة.
(5)
لم أجد له ترجمة.
وكان إمام المدرسة الباذرائية مدّة سنين، ثم انفصل منها قبل موته بمدّة، وكان فيه ديانة وقوّة نفس.
[وفاة ناصر الدين ابن أبي المجد الفراء]
264 -
وفي جمادى الأولى توفي ناصر الدين، محمد بن فرج الله
(1)
بن أبي المجد الفرّاء، ثم صار جنديّا.
وكان سمع معي سنة ستّ وتسعين بزملكا. /214 ب/وتزوّج بنت الحاج عبد الله عتيق ابن حسّان التاجر.
[قدوم ولد الملك العادل كتبغا]
وفي السادس والعشرين من جمادى الأولى قدم إلى دمشق من الديار المصرية الملك المجاهد انص ولد السلطان الملك العادل كتبغا ومعه أخته وزوجته بنت السلطان الملك الظاهر، وعقد عقد أختيه على الأميرين زين الدين أغلبك، وسيف الدين أوران.
[سفر الأمير ابن صبره إلى طرابلس]
وفي الثامن والعشرين من جمادى الأولى سافر الأمير عزّ الدين ابن صبره من دمشق إلى طرابلس بمرسوم السلطان أميرا هناك، وقطع خبزه الذي بدمشق، وأقطع للأمير عزّ الدين أيدمر الساقي.
جمادى الآخرة
[وفاة تقيّ الدين يوسف القرشي المعروف بابن المعلّم]
265 -
وفي بكرة الثلاثاء الخامس من جمادى الآخرة توفي الشيخ الإمام تقيّ الدين، يوسف
(2)
بن الشيخ الإمام، العلاّمة، مفتي المسلمين رشيد الدين إسماعيل بن عثمان بن محمد القرشي، المعروف بابن المعلّم بالقاهرة جوار الجامع الأزهر، ودفن من يومه بالقرافة. وفقده أبوه وعاش بعده شهرا كاملا.
وكان المذكور فقيها، درّس بمدرسة والده البلخيّة بدمشق، وكتب في الفتوى، ثم توجّه هو ووالده في الجفل إلى القاهرة، وأقاما هناك مدّة إلى أن أدركهما أجلهما.
[وفاة الفقيه علي بن جمّاز الحلبي]
266 -
وفي ليلة الجمعة ثامن جمادى الآخرة توفي الشيخ الفقيه، علي بن
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
انظر عن (يوسف) في: أعيان العصر 5/ 612 رقم 1975، والدرر الكامنة 4/ 450 رقم 1246.
جمّاز
(1)
بن عيسى الحلبي، الضرير، الشافعيّ، ودفن بمقبرة الشيخ رسلان.
وكان فقيها بالشامية وغيرها، وأقرأ القرآن بجامع دمشق مدّة.
[وفاة مخلص الدين حسن المعروف بابن المخلص]
267 -
وفي يوم السبت تاسع جمادى الآخرة توفي مخلص الدين
(2)
، حسن بن أبي طالب عبد الكريم، المعروف بابن المخلص البعلبكّي، بدمشق.
وهو سبط القاضي تاج الدين عبد الخالق البعلبكّي
(3)
، رحمه الله.
[وفاة المقرئ محمد بن خليل الحرّاني]
268 -
وفي يوم السبت تاسع جمادى الآخرة توفي الشيخ المقرئ، محمد بن خليل
(4)
بن يحيى بن تمّام الحرّاني، الحنبلي، المناخلي، ودفن بباب الصغير.
وكان رجلا جيّدا، إمام مسجد درب الدعوة بدمشق، وله أولاد خلفوه في حانوته وصناعته.
[وفاة المجاهد إبراهيم بن أحمد]
269 -
وفي ليلة الأحد عاشر جمادى الآخرة توفي المجاهد، إبراهيم
(5)
بن أحمد بن محمود، متولّي وقف مسجد أبي صالح المختصّ بالحنابلة ظاهر الباب الشرقيّ.
وكان رجلا فيه شهامة وخبرة.
[وفاة محمود بن مجد الدين بن نصر الله]
270 -
/215 أ/وفي يوم الثلاثاء ثاني عشر جمادى الآخرة توفي محمود
(6)
بن مجد الدين بن نصر الله بن أحمد بن ناصر بن قوام.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
انظر عن (عبد الخالق البعلبكي) في: تاريخ الإسلام (691 - 700 هـ.) ص 300،301 رقم 411، والمعين في طبقات المحدّثين 222 رقم 2302، وتذكرة الحفاظ 4/ 1480، ودول الإسلام 2/ 100، والإشارة إلى وفيات الأعيان 383، ومعجم شيوخ الذهبي 281،282 رقم 390، والمعجم المختص 134 رقم 155، والمستدرك على العبر 5/ 555، والإعلام بوفيات الأعلام 491 والمختصر المحتاج إليه 2/ 137 (في ترجمة: عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي)، وإثبات صفة العلوّ، لابن قدامة 30، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 382،383 رقم 218، وذيل مرآة الزمان 4/ورقة 244، ومشيخة عبد القادر اليونيني (بتحقيقنا) طبعة المكتبة العصرية، ص 57، والوافي بالوفيات 18/ 92 رقم 97، وأعيان العصر 3/ 20،21 رقم 926، وذيل التقييد 2/ 118، 119 رقم 1267، والنجوم الزاهرة 8/ 11، وشذرات الذهب 5/ 435، وموسوعة علماء المسلمين، قسم 2 ج 2/ 159 - 161 رقم 473، وفي الموسوعة (من تأليفنا) مصادر أخرى.
(4)
لم أجد له ترجمة.
(5)
لم أجد له ترجمة.
(6)
لم أجد له ترجمة.
وكان شابّا حسنا، يحفظ القرآن، ومات أبوه وهو صغير فربّاه عمّه نجم الدين حسّان بن أحمد، وعاش نحو الثلاثين لم يكملها.
[وفاة الفقيه محيي الدين أحمد الرقّي]
271 -
وفي ليلة الخميس الرابع عشر من جمادى الآخرة توفي الفقيه محيي الدين
(1)
، أحمد بن الشيخ شمس الدين محمد بن إبراهيم بن علي الرقّي، الشافعيّ بمدرسة العذراوية، ودفن بباب الصغير.
وكان شابا فاضلا، مشتغلا، حفظ عدّة كتب، وكتب جيّدا، ونظم الشعر، وجلس مع الشهود، ولم يكمل الثلاثين.
[وفاة علاء الدين علي ابن أبي الورد الفقاعي]
272 -
وفي يوم الجمعة منتصف جمادى الآخرة توفي علاء الدين، علي بن الحاج نجم الدين أيوب بن محمد بن أبي الورد
(2)
الفقاعي، العطّار، بباب البريد.
وكان شابا عطّارا، ثم صار جنديّا، ومات في السفر في إقطاعه. وكانت وفاته بعجلون ودفن هناك، ووصل خبره إلى دمشق ظهر يوم الإثنين.
[وفاة ناصر الدين عمر الرحبي]
273 -
وفي ليلة الأحد السابع عشر من جمادى الآخرة توفي ناصر الدين، عمر
(3)
بن عثمان بن منصور الرحبي، ودفن من الغد بسفح قاسيون.
وكان رجلا جنديّا من أقارب الشجاع النقيب.
[وفاة علاء الدين علي ابن النشّاب]
274 -
وفي عشيّة الأحد السابع عشر من جمادى الآخرة دفن علاء الدين، علي بن الأمير عماد الدين حسن بن النشابي
(4)
بسفح قاسيون، وصلوا به ميتا من بيروت، وكان مقيما بها واليا عليها.
وكان شابا كافيا، خيّرا، من الجند المعروفين.
[وفاة المسند زين الدين إبراهيم الشيرازي]
275 -
وفي ليلة الثلاثاء التاسع والعشرين من جمادى الآخرة توفي الشيخ الأجلّ، المعدّل، المسند، الأصيل، زين الدين، أبو إسحاق، إبراهيم بن الشيخ العدل نجم الدين عبد الرحمن بن القاضي تاج الدين أحمد بن القاضي العلاّمة
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
لم أجد له ترجمة.
شمس الدين محمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن يحيى بن الشيرازي
(1)
، الدمشقي، وصلّي عليه ظهر الثلاثاء بجامع دمشق، ودفن بسفح جبل قاسيون.
وكان شيخا بهيّ الصورة، مليح الشكل، له قدم في الشهادة، ويحفظ القرآن، وله مسجد يؤمّ فيه، ولازم في آخر عمره الجامع وحضور الجماعات، وحج إلى بيت الله الحرام.
وروى الحديث عن الشيخ علم الدين السخاوي، وكريمة القرشية، وجدّه أبي المعالي أحمد، وشيخ الشيوخ/215 ب/تاج الدين ابن حمّويه، وعتيق السلماني، وابن مسلمة، وابن علاّن، وعزّ الدين ابن عساكر النسّابة، ونجم الأمناء الأزدي، وأحمد بن ريش، وجماعة. وخرّجت له «مشيخة» عن أكثر من خمسين شيخا، خرّجها له المحدّث صلاح الدين خليل بن العلائي، وحدّث بها، وتفرّد بعدّة أجزاء.
ومولده في أول يوم من المحرّم سنة أربع وثلاثين وستماية بدمشق، كمّل الثمانين وتجاوزها بشهور، رحمه الله.
[وفاة الحاج حسين المقدسي الخفّاف]
276 -
وفي يوم الأربعاء العشرين من جمادى الآخرة توفي الحاج حسين
(2)
بن الشيخ المقرئ عفيف الدين علي بن حسن المقدسي، الخفّاف، جيرون، ودفن بالقرب من قبّة الشيخ رسلان.
وكان رجلا جيّدا، محبّا للخير.
وهو خال الفقيه العدل شهاب الدين أحمد الظاهريّ.
[وفاة علاء الدين علي بن ذبيان الكلابي]
277 -
وفي يوم الخميس الحادي والعشرين من جمادى الآخرة توفي علاء الدين، علي بن محمد بن بشارة
(3)
بن ذبيان الكلابيّ، ودفن من يومه بمقبرة أويس خارج باب الجابية.
وكان سمع كثيرا من أصحاب ابن طبرزد وغيرهم بإفادة أخيه المحدّث شمس الدين محمد، رحمه الله. ومن مسموعه كتاب «الحلية» لأبي نعيم، على ابن أبي الخير، وحدّث بطريق الحجاز في سنة عشر وسبعماية بأحاديث.
(1)
انظر عن (ابن الشيرازي) في: ذيل تاريخ الإسلام 128،129 رقم 410، وذيل العبر 77، ومعجم شيوخ الذهبي 110 رقم 137، وتالي كتاب وفيات الأعيان 48،49 رقم 74، والوافي بالوفيات 6/ 42، وأعيان العصر 1/ 80،81 رقم 27، والدرر الكامنة 1/ 36،37 رقم 90، والمنهل الصافي 1/ 80، والدليل الشافي 1/ 19، وشذرات الذهب 6/ 33.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
وماتت والدته قبله بأيام يسيرة.
[وفاة ابن أبي الهيجاء الغريبي]
278 -
وفي بكرة هذا اليوم توفي الشيخ الصالح، المحدّث، أحمد بن شجاع
(1)
بن أبي الهيجاء الغريبيّ، ببعلبكّ.
وكان رجلا صالحا.
كتب إليّ بذلك ابن زوجته الفقيه أحمد بن الدرينيّ.
[توجّه أميرين إلى حلب]
وفي يوم السبت الثالث والعشرين من جمادى الآخرة توجّه من دمشق عسكر إلى حلب فيه مقدّمان كبيران وهما الأمير سيف الدين كجكن، والأمير الحاج سيف الدين أرقطاي، وخرج طلبهما بتجمّل وافر
(2)
.
[وفاة الأمير ملك تمر الناصري]
279 -
وفي يوم السبت الثالث والعشرين من جمادى الآخرة توفي الأمير سيف الدين ملك تمر
(3)
الناصريّ، ويعرف بالدم الأسود.
وكان من أمراء دمشق
(4)
له بها سنين، وسكنه بالعقيبة بقرب حمّام الجلال.
[وفاة الحاج عبد الله التاجر]
280 -
وفي يوم السبت المذكور توفي الحاج عبد الله التاجر عتيق ابن حسّان، ودفن عند صهره ناصر الدين الفرّاء، المقدّم ذكره
(5)
.
وكان من التجار المعروفين.
[وفاة الفقيه صفيّ الدين محمد الأنصاري الموصلي]
281 -
وفي يوم الأحد الرابع والعشرين من جمادى الآخرة توفي الفقيه صفيّ الدين، محمد بن الشيخ تقيّ الدين/216 أ/عبد الله بن محمد بن عبد الصمد
(6)
الأنصاري، الموصليّ، التاجر بجيرون، ودفن بجنينته بأرض النّيرب.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
خبر الأميرين في: السلوك ج 2 ق 1/ 139.
(3)
انظر عن (ملك تمر) في: نهاية الأرب 32/ 216، والنهج السديد 3/ 244 وفيه «ألكتمر الجمالي» ، وأعيان العصر 5/ 448 رقم 1871، والدرر الكامنة 4/ 359 رقم 979، والدليل الشافي 2/ 742، والنجوم الزاهرة 9/ 229.
(4)
كان أمير ستين فارسا بدمشق. (أعيان العصر).
(5)
تقدّم برقم (244).
(6)
لم أجد له ترجمة.
وكان سمع «الأربعين» للقشيري، على نصر الله بن حواري مع والده في شعبان سنة سبع وستين وستماية. وأجاز له ابن عبد الدائم وجماعة. وكان فقيها في المدارس.
[وفاة أحمد الدبابيسي]
282 -
وفي ليلة الثلاثاء التاسع والعشرين من جمادى الآخرة توفي الشيخ الصالح أحمد الدبابيسي
(1)
، مؤذّن مسجد الزينبي داخل باب توما، والملقّن للكتاب العزيز به احتسابا من مدّة سنين، ودفن بمقبرة باب توما، وحضره جمع كبير لصلاحه واجتهاده وزهده.
[وفاة العالم محمد الفارقي]
283 -
وفي ليلة الثلاثاء التاسع والعشرين من جمادى الآخرة توفي الشيخ الصالح، العالم، العامل، محمد الفارقي
(2)
، ودفن من الغد قبالة زاوية الشيخ محمد بن قوام.
وكان من الصلحاء الأخيار الأتقياء.
[وفاة إبراهيم بن عيسى بن مصعب]
284 -
وفي أواخر جمادى الآخرة ورد الخبر بموت إبراهيم بن شرف
(3)
الدين عيسى بن نور الدين أحمد بن مصعب. توفي ببعض قرى دمشق.
وكان شابا.
رجب
[وفاة الشريف الصدر أمين الدين جعفر الحسيني]
285 -
وفي ليلة الخميس الثالث عشر من رجب توفي السيد الشريف، الصدر الرئيس، النقيب، الكامل، أمين الدين، أبو الفضل، جعفر
(4)
بن الشريف الزاهد محيي الدين، محمد بن عدنان
(5)
بن الحسن
(6)
الحسيني، نقيب الأشراف بدمشق،
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
انظر عن (جعفر) في: ذيل العبر 78، وذيل تاريخ الإسلام 127 رقم 401، والوافي بالوفيات 11/ 152، وأعيان العصر 2/ 157،158 رقم 540، والسلوك ج 2 ق 1/ 140، وشذرات الذهب 6/ 33، والدارس 2/ 495، وتذكرة النبيه 2/ 62، ودرّة الأسلاك 2/ورقة 199، والدرر الكامنة 2/ 74 رقم 1454.
(5)
في السلوك: «عدلان» .
(6)
في أعيان العصر: «ابن أبي الجن» .
وصلّي عليه ظهر الخميس بجامع دمشق، ودفن بتربتهم ظاهر دمشق قبالة مسجد الذبّان بين بابي الجابية والصغير.
وكان حسن الهيئة، لطيف الكلمة، حسن الخلق، عارفا بصناعة الكتابة.
ولّي النقابة والنظر على الأشراف، وولّي نظر الدواوين بدمشق المحروسة وغير ذلك من الجهات والمناصب.
ومولده مستهلّ رجب سنة خمس وخمسين وستماية.
ذكره لي أبوه.
[وفاة الأمير الكبير سيف الدين سودي]
286 -
وفي يوم السبت بعد العصر منتصف رجب توفي الأمير الكبير سيف الدين سودي
(1)
نائب السلطنة بالبلاد الحلبية، وكانت وفاته بحلب، ودفن ليلة الأحد بالقرب من تربة قرا سنقر، ووصل خبره إلى دمشق سابع عشر الشهر، وصلّي عليه بجامع دمشق يوم الجمعة الحادي والعشرين من الشهر المذكور.
وكان مشكور السيرة في ولايته، محمود الطريقة، وله/216 ب/مكانة عند السلطان.
[وفاة القاضي بهاء الدين بن أبي سوادة]
287 -
وفي ضحى نهار السبت منتصف رجب توفي القاضي، الصدر الكبير، بهاء الدين، ابن أبي سوادة
(2)
الحلبي، صاحب ديوان الإنشاء بحلب، وكانت وفاته بها، ودفن من يومه.
(1)
انظر عن (سودي) في: نزهة المالك والمملوك 216، ونهاية الأرب 32/ 213، والدرّ الفاخر 283، وذيل تاريخ الإسلام 126 رقم 393، وذيل العبر 77، ودول الإسلام 2/ 219 وفيه «سوذكي» ، والمختصر في أخبار البشر 4/ 74، وتاريخ سلاطين المماليك 164، والبداية والنهاية 4/ 71 و 72، والوافي بالوفيات 16/ 42 رقم 55، وأعيان العصر 2/ 487،488 رقم 758، وتذكرة النبيه 2/ 58، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 198، والسلوك ج 2 ق 1/ 140، والدرر الكامنة 2/ 275 قم 1910، والدليل الشافي 1/ 337 رقم 1160، والمنهل الصافي 6/ 182، 183 رقم 1163، والنجوم الزاهرة 9/ 229، وإعلام النبلاء 2/ 299.
(2)
انظر عن (ابن أبي سوادة) في: نهاية الأرب 32/ 214، وذيل مفرّج الكروب (بتحقيقنا) 160، وأعيان العصر 2/ 485،486 رقم 756 و 3/ 466 رقم 1195، وتذكرة النبيه 2/ 59،60، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 198، والدرر الكامنة 3/ 86،87 رقم 187 وفيه وقع أن وفاته سنة 724 هـ. وعقد الجمان (وفيات 714 هـ.)، والمنهل الصافي 8/ 130،131 رقم 1620، والدليل الشافي 1/ 465 رقم 1613، والنجوم الزاهرة 9/ 228، وإعلام النبلاء 4/ 504 - 507 رقم 302. واسمه:«علي بن علي بن محمد» ، وله شعر في: أعيان العصر.
[وفاة عزّ الدين عبد العزيز المارديني]
288 -
وفي عشيّة الجمعة الحادي والعشرين من رجب توفي عزّ الدين، عبد العزيز بن الشيخ الإمام، مفتي المسلمين، عماد الدين، محمد بن عبد الكريم بن عثمان المارديني
(1)
، ثم الدمشقي، الحنفي، ودفن يوم السبت بسفح قاسيون.
وكان شابا من أبناء الأربعين، وكان شاهدا بسوق القمح، وناظر المدرسة الماردانية بالجبل.
[وفاة عمر الخزيرجي]
289 -
وفي أول رجب وصل خبر موت الشيخ عمر الخزيرجي
(2)
بمدينة الخليل عليه السلام، وكان مقيما بجبل قاسيون فوق مغارة الدم، وصلّي عليه بدمشق صلاة الغائب في رابع عشر رجب.
[خروج المحمل السلطاني]
وأخرج المحمل السلطاني من القلعة وداروا به حول البلد بسبب التجهّز إلى الحجاز الشريف يوم الخميس سادس رجب، وعيّن لإمرة الحاج الأمير شمس الدين سنقر الإبراهيمي.
[وفاة معافى الطبيب اليهودي]
290 -
وفي يوم الثلاثاء رابع رجب مات معافا
(3)
الطبيب
(4)
، وكان يجلس بباب البريد.
وهو معروف بالطبّ من مدّة طويلة، وكان يهوديا.
[وفاة علي بن مظفّر القوّاس]
291 -
وفي الحادي عشر من رجب توفي الحاج علي بن مظفّر القوّاس
(5)
.
وكان رجلا جيّدا، ديّنا.
[وفاة الأمير سيف الدين بيدره العادلي]
292 -
وفي الثاني عشر من رجب توفي الأمير سيف الدين بيدره
(6)
العادلي، ودفن بسفح قاسيون.
(1)
لم أجد له ترجمة. وفي نسخة ليدن 1/ 340 «المارداني» .
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
الصواب: «معافى» .
(4)
لم أجد له ترجمة.
(5)
لم أجد له ترجمة.
(6)
لم أجد له ترجمة.
وكان أمير أربعين، وتزوّج ببنت أستاذه الملك العادل كتبغا، وكان يسكن بدار طوغان.
[وصول القاضي شرف الدين ابن مزهر من مصر]
وفي الثاني عشر من رجب وصل القاضي شرف الدين يعقوب بن مزهر من الديار المصرية على خيل البريد، فأقام بدمشق أياما وتوجّه إلى حلب على وظيفته.
[وفاة نائب قلعة الصبيبة]
293 -
وفي الثاني عشر من رجب وصل خبر وفاة النائب بقلعة الصبيبة.
وكان رجلا جيّدا، افتكره الناس لما جفلوا إليها في سنة الرحبة.
[وفاة الصدر شمس الدين ابن أبي الغنائم التنوخي]
294 -
وفي يوم الإثنين الرابع والعشرين من رجب توفي الشيخ العدل، الصدر الكبير، شمس الدين، أبو عبد الله، محمد بن الشيخ زين الدين المهذّب بن أبي الغنائم
(1)
بن أبي القاسم التنوخيّ، بدمشق، وصلّي عليه ظهر اليوم المذكور بجامعها، ودفن بسفح جبل قاسيون/217 أ/عند والده.
وكان من أعيان الشهود وكتّاب الحكم، وفيه تجمّل، وحصّل ثروة، وخلّف تركة جيّدة لأولاده.
روى لنا عن ابن عبد الدائم. وكان سمع من جماعة غيره، وأجاز له عثمان بن
(2)
خطيب القرافة، وجماعة.
وكان من أبناء الستين.
[وفاة برهان الدين إبراهيم المقدسي]
295 -
وفي يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من رجب توفي الشيخ الصالح، الزاهد، العابد، برهان الدين، إبراهيم
(3)
بن الشيخ نور الدين علي بن الشيخ أحمد بن الشيخ غانم المقدسيّ بالقدس الشريف، ودفن بمقبرة ماملا.
وكان رجلا صالحا، مواظبا على العبادة، وكان شيخ الخانقاه بالقدس.
ومولده تقريبا في سنة اثنتين وخمسين وستماية.
ووصل الخبر إلى دمشق، وصلّي عليه يوم الجمعة بالنّيّة خامس شعبان.
(1)
انظر عن (ابن أبي الغنائم) في: تذكرة النبيه 2/ 61، ودرّة الأسلاك 2/ورقة 200.
(2)
الصواب: «ابن» .
(3)
لم أجد له ترجمة.
[رجوع حميضة أمير مكة إلى بلده]
وفي أوائل رجب وصلت الأخبار إلى دمشق برجوع حميضة بن أبي نميّ أمير مكة إلى مكة-شرّفها الله تعالى-، وذلك أنّ العسكر المجرّد أقام بمكة بعد خروج الحاج مدّة شهرين، وقصّر أبو الغيث أخو حميضة في حقّهم، وتوهّم منهم، وصار يتكسب عليهم، وكتب لهم خطّه: إنه استغنى عنهم، فتوجّهوا إلى الديار المصرية.
فلما علم حميضة بسفرهم حضر إلى مكة وبعد جمعه وقاتل أخاه، وقتل نحو خمسة عشر ومن الخيل أكثر من عشرين. وشاد ملك مكة. ولجأ أبو الغيث إلى أخواله من هذيل بوادي نخلة مكسورا
(1)
.
[استنصار أبي الغيث بالسلطان]
ثم إنّ حميضة أرسل خيلا إلى السلطان فحبس رسوله ولم يرض عنه، وأرسل بعده أبو الغيث هديّة، فوعد السلطان بنصره وأرسل عسكرا إليه.
وقيل: إنّ أبا الغيث استنصر بصاحب المدينة النبوية منصور بن جمّاز، فأجاب إلى نصره امتثالا لمرسوم السلطان.
[وفاة تقيّ الدين رجب التركماني]
296 -
وفي يوم السبت ثامن رجب توفي الشيخ تقيّ الدين، رجب بن أشبرك
(2)
التركماني، المعروف بالعجميّ، بزاويته ظاهر القاهرة تحت القلعة، وصلّي عليه تحت القلعة، ودفن من الغد يوم الأحد بقرافة مصر الصغرى.
وكان شيخا كبيرا، له مكانة عند السلطان والدولة، وعنده فقراء وأتباع. ووصل خبره إلى دمشق مع البريد في ثاني عشر رجب، وعملت له ختم وأعزية/217 ب/ عند صاحبه الشيخ إبراهيم الدهستاني، وصلّي عليه صلاة الغائب بجامع دمشق يوم الجمعة رابع عشر رجب.
وكان شيخ طائفة العجم المقيمين تحت قلعة الجبل.
وبلغ من العمر إحدى وثمانين سنة.
[وفاة زين الدين محمد خطيب بيت الآبار]
297 -
وفي ليلة الخميس ثالث عشر رجب توفي الشيخ الفقيه، الخطيب،
(1)
خبر حميضة في: ذيل العبر 76، والمختصر في أخبار البشر 4/ 74، والنهج السديد 3/ 240، 241، والسلوك ج 2 ق 1/ 138.
(2)
انظر عن (ابن أشبرك) في: أعيان العصر 2/ 365 رقم 659، والدرر الكامنة 2/ 107 رقم 1711 وفيه:«اشترك» .
زين الدين، محمد بن
(1)
شيخنا محيي الدين أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن (يوسف)
(2)
بن
(3)
خطيب بيت الآبار بقرية عقربا، ودفن بها.
وكان يخطب بها من مدّة سنين. وكان رجلا جيدا، مشكورا بين جماعته وأهل قريته.
[وفاة الأمير عز الدين أيبك الأشكري]
298 -
وفي العشر الأخير من رجب توفي الأمير عزّ الدين أيبك الأشكري
(4)
، أحد الحجّاب بدمشق.
[وفاة الأمين محمد المعروف بابن الحرفوش]
299 -
وفي نصف رجب بلغني موت الأمين، محمد بن الشيخ إسماعيل بن إبراهيم بن عثمان، المعروف بابن الحرفوش
(5)
، من أهل الصالحية، وأنّ موته كان في جمادى الآخرة.
روى لنا «جزء ابن زبّان» عن عبد الوهاب بن الناصح، عن الخشوعي. وسمع من ابن عبد الدائم أيضا.
وكان صحراويّا.
ومولده سنة ثمان وخمسين وستماية.
[وفاة الشريف محمد الحسيني]
300 -
وفي ليلة الجمعة الحادي والعشرين من رجب توفي الشريف محمد بن الشريف علي الحسيني
(6)
، الوكيل بباب الحكم الحنبلي.
وكان أبوه من نقباء القاضي ابن خلّكان.
وكان محمد المذكور رجلا جيّدا، ملازما لقراءة آيات الحرس بعد العشاء مع الحنابلة.
[وفاة يحيى السلامي]
301 -
وفي يوم الجمعة الحادي والعشرين من رجب توفي يحيى السلامي
(7)
، التاجر، ودفن بسفح قاسيون.
(1)
الصواب: «ابن» .
(2)
استدراك من نسخة ليدن 1/ 345.
(3)
الصواب: «ابن» .
(4)
انظر عن (الأشكري) في: أعيان العصر 1/ 645 رقم 354، والدرر الكامنة 1/ 421، رقم 1102 وفيه:«الأسكري» .
(5)
لم أجد له ترجمة.
(6)
لم أجد له ترجمة.
(7)
لم أجد له ترجمة.
وكان رجلا جيّدا.
وهو أخو قاسم وعمر، وهم تجّار عقلاء عليهم السكينة والوقار.
[نيابة الأمير ألطنبغا بحلب]
وفي عشيّة الجمعة التاسع والعشرين من رجب مرّ بدمشق الأمير سيف الدين ألطنبغا الصالحي الحاجب متوجّها إلى نيابة السلطنة بحلب، عوضا عن سودي رحمه الله
(1)
.
[قتل موسى بن سمعان النصراني]
302 -
وفي بكرة الجمعة التاسع والعشرين من رجب قتل موسى بن سمعان
(2)
النصراني، الكركيّ، كاتب الأمير سيف الدين قطلوبك بن الششنكير على كفره وسبّه وتجرّيه على الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين، وذلك بحكم القاضي جمال الدين المالكيّ.
[وفاة العلاّمة رشيد الدين إسماعيل القرشي]
303 -
وفي سحر يوم الأربعاء الخامس من رجب توفي الشيخ الإمام، العلاّمة، مفتي المسلمين، رشيد الدين، أبو الفداء، /218 أ/إسماعيل بن عثمان بن محمد القرشي، الحنفي، المعروف بابن المعلّم
(3)
، بداره جوار الجامع الأزهر بالقاهرة، وصلّي عليه الظهر بالجامع الأزهر، ودفن بالقرافة.
وكان شيخا جليلا من أعيان الفقهاء والمفتين، لديه علوم شتّى من القراءآت، والفقه، والنحو، وعنده زهادة وانقطاع عن الناس. ودرّس بدمشق بالمدرسة البلخيّة مدّة ثم تركها لولده، ثم توجّها في الجفل إلى القاهرة وأقاما بها إلى الموت، وعرض عليه قضاء دمشق فامتنع.
روى «ثلاثيّات البخاري» عن ابن الزبيدي، وانفرد بالرواية عنه في الديار
(1)
خبر نيابة ألطنبغا في: نزهة المالك والمملوك 216، والبداية والنهاية 14/ 71، وتذكرة النبيه 2/ 58.
(2)
انظر عن (ابن سمعان) في: نهاية الأرب 32/ 215، والسلوك ج 2 ق 1/ 142.
(3)
انظر عن (ابن المعلّم) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 48 رقم 73، وذيل العبر 77،78، والمعين في طبقات المحدّثين 230 رقم 2362، والإعلام بوفيات الأعلام 301، والمعجم المختص 48 رقم 73، وذيل تاريخ الإسلام 125،126 رقم 389، والجواهر المضية 1/ 154، ومرآة الجنان 4/ 253، والبداية والنهاية 14/ 72، وتذكرة النبيه 2/ 61، وتاريخ ابن الوردي 2/ 262، والوافي بالوفيات 9/ 155 رقم 4064، وأعيان العصر 1/ 501،502 رقم 261، والسلوك ج 2 ق 1/ 140، والدرر الكامنة 1/ 394 رقم 937، والمنهل الصافي 2/ 398 رقم 436، والدليل الشافي 1/ 125 رقم 435، وتاريخ الخلفاء 487، والدارس 1/ 369، وشذرات الذهب 6/ 33.
المصرية، وروى عن النسّابة بن
(1)
عساكر، والسخاوي، وابن مسلمة، والقرطبي، وابن الصلاح، وجماعة.
ومولده بدمشق سنة ثلاث وعشرين وستماية، جاوز السبعين من العمر.
[وفاة شمس الدين ابن ساعد الحلبي]
304 -
وفي بكرة يوم السبت التاسع والعشرين من رجب وقت أذان الصبح توفي الشيخ شمس الدين، أبو عبد الله، محمد بن علي بن ساعد
(2)
بن إسماعيل بن جابر بن ساعد الحلبي بالقاهرة، ودفن من يومه. وأصله من الرقّة.
ومولده بحلب في سنة سبع وعشرين وستماية.
سمع من يوسف بن خليل الحافظ قطعة من «المعجم الكبير» للطبراني. وسمع من شمس الدين يوسف سبط الجوزيّ «مشيخة» جدّه، ومن محمد بن سعد المقدسي الأول والثاني من «حديث علي بن حجر» .
وأجاز لنا جميع ما يرويه.
[وفاة الصدر شهاب الدين السهروردي]
305 -
وفي التاسع أو العاشر من رجب توفي الشيخ الإمام القدوة، الصدر الكبير، شهاب الدين، أبو القاسم، عبد المحمود
(3)
بن أبي المكارم عبد الرحمن بن الشيخ عماد الدين أبي جعفر محمد بن الشيخ الإمام القدوة شهاب الدين أبي حفص عمر بن محمد بن عبد الله السهروردي، البغداديّ ببغداد، ودفن عند آبائه بالورديّة.
ووصل إلينا خبره في شهر رمضان.
وكان شيخا كبيرا، جليل القدر، صدر العراق، وله أموال جزيلة وحشمة وافرة وكلمة نافذة، لبس الخرقة من جدّه أبي جعفر محمد، وروى عنه «سداسيّات» القاسم بن عساكر.
ولي منه إجازة.
[جلوس المؤلّف للوعظ]
وكنّا نجلس المواعظ في أوقات من السنة ويجتمع الخلق فيها.
(1)
الصواب: «ابن» .
(2)
انظر عن (ابن ساعد) في: ذيل تاريخ الإسلام 126 رقم 396، وأعيان العصر 3/ 312، والدرر الكامنة 4/ 64 رقم 180.
(3)
انظر عن (عبد المحمود) في: ذيل العبر 78، وذيل تاريخ الإسلام 127 رقم 402، والوافي بالوفيات 19/ 148، وأعيان العصر 3/ 169 رقم 1044، والدرر الكامنة 2/ 413 رقم 2513، وشذرات الذهب 6/ 34.
[وفاة تاج الدين محمود التفليسي]
306 -
وفي رجب توفي/218 ب/تاج الدين، محمود بن كامل بن حسن التفليسي
(1)
، التاجر، المعروف ببردنه، ودفن بسفح جبل قاسيون.
وخلّف تركة وأولادا.
شعبان
[وفاة الأمير بكتمر نائب سلار]
307 -
وفي يوم الخميس خامس شعبان توفي الأمير سيف الدين بكتمر
(2)
نائب الأمير سيف الدين سلار. وكانت وفاته بدمشق، ودفن بتربته التي كان أنشأها لدفن مملوكه، وهي قبالة زاوية الشيخ عامر الحبراضي، على الطريق ظاهر باب الصغير.
[صلاة الغائب على جماعة بجامع دمشق]
وفي يوم الجمعة السادس من شعبان صلّي بجامع دمشق على جماعة غائبين، منهم:
-برهان الدين، إبراهيم بن علي بن أحمد بن الشيخ غانم، توفي بالقدس الشريف وقد تقدّم تاريخ موته
(3)
.
*** ومنهم:
308 -
الشيخ تقيّ الدين، محمد بن محمد
(4)
بن عثمان بن
(5)
شيخ ديرناعس. توفي بالقرية المذكورة.
وكان رجلا مباركا من بيت المشايخ.
*** ومنهم:
309 -
مجد الدين، إسماعيل القونوي
(6)
والد الشيخ علاء الدين القونوي.
توفي بحلب.
[وفاة شهاب الدين أحمد بن عبد الله]
310 -
وفي يوم السبت السابع من شعبان (توفي)
(7)
الشيخ الصالح، العابد،
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
برقم (292).
(4)
لم أجد له ترجمة.
(5)
الصواب: «ابن» .
(6)
لم أجد له ترجمة.
(7)
خرم مقدار كلمة، والمثبت يقتضيه السياق.
شهاب الدين، أبو العباس، أحمد بن عبد الله بن (أبي علي بن عبادة)
(1)
الأنصاري، الخزرجي، المعروف بالزجّاج
(2)
، الصابوني بدمشق، ودفن قبالة زاوية صهره الشيخ محمد بن قوام.
وكان رجلا صالحا، مرض مدّة، وكان صابرا، محتسبا، يسكن درب الفراش.
سمع من عبد العزيز الكفرطابي، وإسماعيل العراقي. وروى.
وسمعنا منه «سنن» الإمام الشافعي، رضي الله عنه، رواية ابن عبد الحكم، و «جزء أسيد بن عاصم» .
ومولده تقريبا في سنة اثنتين وثلاثين وستماية بدمشق.
[وفاة بهاء الدين الدشتي الجندي]
311 -
وفي يوم الإثنين التاسع من شعبان توفي بهاء الدين الدّشتي
(3)
، الجندي، ودفن بسفح قاسيون.
وكان رجلا جيّدا، ساكنا بدرب البريد
(4)
، مشكور السيرة، ديّنا، وصار حاجبا عند الصاحب نجم الدين البصروي أيام وزارته، وأصيب بولد له غرق قبل موته بمدّة، وصبر واحتسب.
[ولاية البرّ بدمشق]
وفي شهر شعبان باشر ولاية البرّ بدمشق الأمير شرف الدين عيسى بن البرطاسي، عوضا عن الأمير علم الدين أستاذ دار الأمير طرقشي.
[ركوب نقيب الأشراف بالخلعة]
وفي يوم الإثنين تاسع شعبان ركب نقيب الأشراف شرف الدين/219 أ/عدنان بن الشريف أمين الدين جعفر بن الشريف محيي الدين محمد بن عدنان الحسيني بدمشق، بخلعة النقابة بطرحة، وسلّم على القضاة وأولياء الأمر. ولّي ذلك عوضا عن والده، رحمه الله تعالى، وهو شاب، وقدّم على غيره لعقله وفهمه وبيته
(5)
.
[مولود المؤلّف ووفاته]
312 -
وفي يوم الإثنين تاسع شعبان ولد لي ولد سمّيته عبد الرحمن، وكان ذلك بعد الظهر وقت صلاة الخطيب أو بعدها بيسير، فعاش حتى كمّل الأربعين يوما، ومات
(1)
خرم في الأصل، والاستدراك من نسخة ليدن 1/ 350.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
وفي نسخة ليدن 1/ 351 «بدرب الدولعية» .
(5)
خبر ركوب النقيب في: البداية والنهاية 14/ 71.
بكرة الإثنين الحادي والعشرين من رمضان، ودفن عند قبر والدي خارج الباب الشرقي.
كتبت له إجازة، وأخذت له خطوط جماعة من الشيوخ.
[وفاة الحاج إبراهيم بن علي بن سلامة الحرّاني]
313 -
وفي يوم الخميس ثاني عشر شعبان توفي الشيخ الصالح، الحاج، إبراهيم بن علي بن سلامة
(1)
، المعروف بابن الفاوي، الحرّاني، التاجر بسوق العطارين، ودفن بمقابر الصوفية.
وكان رجلا صالحا، سليم الباطن، مشهورا بالخير، وله كرامات.
[وفاة زين الدين ابن أبي العساكر]
314 -
وفي يوم الخميس ثاني عشر شعبان توفي الشيخ زين الدين، أبو محمد، عبد الله بن عبد العزيز
(2)
بن أبي العساكر، (سلطان بن راهب)
(3)
الحموي بحماه.
أجاز لنا من المعرّة في سنة سبع وتسعين وستماية.
*** وروى الحديث (عن عمّ)
(4)
والده الشيخ موفّق الدين بن راهب، وهو أحد الشيوخ البيانية.
[الصلاة على غائبين]
وفي يوم الجمعة ثالث عشر شعبان صلّي بجامع دمشق على غائبين وهما:
-الشيخ رشيد الدين
(5)
، إسماعيل بن المعلّم.
-وولده تقيّ الدين يوسف
(6)
. ماتا بالقاهرة المحروسة.
وقد تقدّم ذكرهما.
[وفاة علاء الدين المعروف بابن البابا]
315 -
وفي يوم السبت الرابع عشر من شعبان توفي الشيخ علاء الدين علي، المعروف بابن البابا
(7)
، (الحنفي إمام المدرسة القيمازية)
(8)
الحنفية بدمشق.
وكان رجلا جيّدا، مشكور السيرة.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
ما بين القوسين من نسخة ليدن 1/ 352.
(4)
ما بين القوسين من نسخة ليدن 1/ 353 عن الحاشية.
(5)
تقدّم برقم (300).
(6)
تقدّم برقم (262).
(7)
لم أجد له ترجمة.
(8)
ما بين القوسين طمس في الأصل، استدركناه من نسخة ليدن 1/ 353.
[وفاة منصور بن ناصر الأذرعي]
316 -
وفي يوم الأربعاء ثامن عشر شعبان توفي الشيخ منصور
(1)
بن ناصر الأذرعي، الحنفي، الوكيل بباب الحكم الحنفي، ودفن بباب الصغير.
وله أولاد منهم الفقيه علاء الدين علي الشاهد تحت القلعة.
[وفاة زين الدين ابن منصور التكريتي]
317 -
وفي يوم السبت الحادي والعشرين من شعبان توفي الشيخ زين الدين، عبد الرحمن بن علي بن منصور التكريتي
(2)
بسفح قاسيون ودفن هناك.
وكان شيخا مباركا.
/219 ب/وهو أخو ناصر الدين منصور التاجر.
[وفاة جمال الدين داود المعروف بابن الخيمي]
318 -
وفي ليلة الأحد الثاني والعشرين من شعبان توفي الشيخ جمال الدين، داود بن أحمد بن عباس الدمشقي، المعروف بابن الخيمي
(3)
، بالمارستان الصغير، (ودفن ظهر الأحد بمقبرة باب الصغير)
(4)
.
وكان شيخا كمّل السبعين، وله شعر.
وهو خال شهاب الدين أحمد بن عماد الدين إسماعيل بن غانم المؤذّن.
وكتب عنه من شعره عزّ الدين حسين الإ (ربلي)
(5)
، ورثاه مجير الدين الخيّاط، وكان بينهما صحبة متأكّدة.
[وفاة والدة بهاء الدين ابن صصرى]
319 -
وفي ليلة الخميس السادس والعشرين من شعبان توفيت والدة بهاء الدين
(6)
، حسن بن
(7)
سيّدنا قاضي القضاة نجم الدين ابن صصرى، واسمها لؤلؤة عتيقة ابن الخليلي، ودفنت بسفح قاسيون.
[صلاة الغائب على ابن ناظر الجيوش]
320 -
وفي يوم الجمعة السابع والعشرين من شعبان صلّي بجامع دمشق على
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
ما بين القوسين عن هامش المخطوط.
(5)
طمست بقية الكلمة في الأصل، والاستدراك من نسخة ليدن 1/ 354.
(6)
لم أقف على ترجمتها.
(7)
الصواب: «ابن» .
غائب مات بالقاهرة، وهو شمس الدين، عبد الله بن القاضي فخر الدين ناظر الجيوش المعروف بكاتب المماليك
(1)
.
وكان قد نشأ وتأهّل للمناصب، وفقده والده، وكتب نائب السلطنة بدمشق وغيره إلى والده بالتعزية فيه.
[وفاة الشريف نجم الدين ابن أبي الجنّ الحسيني]
321 -
وفي يوم الخميس السادس والعشرين من شعبان توفي الشريف نجم الدين
(2)
، ولد الشريف النقيب شرف الملك محمد ابن الشريف وليّ الدولة أحمد بن أبي الجنّ الحسيني، وصلّي عليه عقيب الجمعة بجامع دمشق.
[وصول الخبر بموت الصاحب ابن مزهر]
322 -
وفي آخر يوم الجمعة السابع والعشرين من شعبان وصل الخبر بموت الصاحب شرف الدين، يعقوب بن مجد الدين مظفّر بن شرف الدين أحمد بن مزهر
(3)
، وأنّ وفاته كانت بحلب في الثامن عشر من شعبان، وأنّ وصوله إلى حلب في هذه السفرة كان في مستهلّ شعبان المذكور، فأقام أياما قليلة وتمرّض ومات.
ومولده سنة ثمان وعشرين وستماية بنابلس.
وكان من شيوخ الكتّاب المعروفين بالنهضة والكفاءة والخبرة التامّة، وفيه عصبيّة ومروءة. وكان كثير البرّ بأهله وأقاربه ومن يلوذ به. وباشر النظر بدمشق وحلب وطرابلس وغير ذلك من المناصب.
[وفاة عبد الرحمن بن أبي الفتح الصوري]
323 -
وفي الحادي والعشرين من شعبان توفي الشيخ أبو محمد، عبد الرحمن بن الشيخ تقيّ الدين أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المؤمن بن أبي الفتح الصوري
(4)
، ثم الصالحي، وكانت وفاته/220 أ/بصفد.
(1)
انظر عن (كاتب المماليك) في: النهج السديد 3/ 244، والسلوك ج 2 ق 1/ 142.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
انظر عن (ابن مزهر) في: نهاية الأرب 32/ 216، وذيل العبر 78، وذيل تاريخ الإسلام 127 رقم 403، وتالي كتاب وفيات الأعيان 177، وأعيان العصر 5/ 583 رقم 1957، والسلوك ج 2 ق 1/ 141، والدرر الكامنة 4/ 436 رقم 1213، والنجوم الزاهرة 9/ 223، والدليل الشافي 2/ 791 رقم 2666، ودرّة الأسلاك 2/ورقة 245، وعقد الجمان ج 23 ق 1/ورقة 39، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري 2/ 75 رقم 7، وتذكرة النبيه 2/ 62، والبداية والنهاية 14/ 72.
(4)
انظر عن (الصوري) في: معجم شيوخ الذهبي 283،284 رقم 394، وموسوعة علماء المسلمين، قسم 2 ج 2/ 168 رقم 485.
ومولده سنة ثمان وخمسين وستماية.
روى لنا عن ابن عبد الدائم، وسمع من جماعة غيره.
وكان رجلا جيّدا، بسّاما، حسن الخلق، من أولاد الشيوخ.
[وفاة الأمير كهرداش الزرّاق]
324 -
وفي ليلة الإثنين سلخ شعبان توفي الأمير سيف الدين كهرداش
(1)
الزرّاق
(2)
، وكان موته بدار القيمريّ خلف المدرسة القيمريّة بدمشق.
[وفاة القاضي صدر الدين ابن الخشّاب]
325 -
وفي يوم الإثنين تاسع شعبان توفي القاضي صدر الدين أحمد بن القاضي مجد الدين عيسى بن الخشّاب
(3)
وكيل بيت المال بالديار المصرية، وكانت وفاته بداره بخط المدرسة الصالحية بالقاهرة قبل الظهر، ودفن من الغد بكرة النهار بالقرافة عند والده.
ومولده في سنة تسع وستين وستماية.
شهر رمضان
[وفاة الأمير حسام الدين قراطرنطيه]
326 -
في يوم الثلاثاء مستهلّ رمضان توفي الأمير حسام الدين، قراطرنطيه
(4)
بدمشق.
وكان أميرا بحلب، ونقل إلى دمشق على خبز الأمير المعروف بالدم الأسود، فوصل إلى دمشق مريضا وأقام أياما ومات. وأوصى إلى سيف الدين بلاط وغيره.
[وفاة بدر الدين السرميني]
327 -
وفي يوم الثلاثاء مستهلّ رمضان توفي بدر الدين السرميني
(5)
نائب قراسنقر المنصوري.
(1)
انظر عن (كهرداش) في: نهاية الأرب 32/ 216،217، والنهج السديد 3/ 244، وأعيان العصر 4/ 161،162 رقم 1407 وفيه:«كهرداس» بالسين المهملة، والسلوك ج 2 ق 1/ 141، والنجوم الزاهرة 9/ 228، والدليل الشافي 2/ 562، رقم 1928، والمنهل الصافي 9/ 153 رقم 1935، والدرر الكامنة 3/ 355 رقم 3219.
(2)
في نهاية الأرب: «الزراف» .
(3)
انظر عن (ابن الخشاب) في: نهاية الأرب 32/ 217، وتالي كتاب وفيات الأعيان 49، والوافي بالوفيات 7/ 275، وأعيان العصر 1/ 308،309 رقم 158، والسلوك ج 2 ق 1/ 142، والدرر الكامنة 1/ 233 رقم 595.
(4)
لم أجد له ترجمة.
(5)
لم أجد له ترجمة.
[وفاة عماد الدين ابن نعسان الحنفي]
328 -
وفي ليلة الأربعاء ثاني رمضان توفي الشيخ عماد الدين، إسماعيل بن شمس الدين داود
(1)
بن مساعد بن نعسان الحنفي بقلعة دمشق، ودفن بمقبرة باب الصغير.
ومولده سنة اثنتين وأربعين وستماية.
وكان رجلا جيّدا ليّن الكلمة، فصيح العبارة، مشكور السيرة، له وجاهته بالقلعة عند النّواب بها، وحجّ وقدم من الحجّ متمرّضا وطال مرضه، وأخذت بعض جهاته، واستمرّ مرضه إلى أن مات. وكان أصيب في غيبته ببنت له أمّ أولاد.
[ديوان الأيتام بدمشق]
وفي أول شهر رمضان أعيد الشيخ نجم الدين ابن هلال إلى مباشرة ديوان الأيتام بدمشق.
[وفاة حسن التّلّباشري]
329 -
وفي ليلة الأحد سادس رمضان توفي الشيخ حسن بن علي بن ثابت
(2)
التّلباشريّ
(3)
بالمارستان الصغير، ودفن ظهر الأحد بمقابر باب الفراديس عند أمّه.
وكان سمع معنا كثيرا.
[وفاة محمد بن عمر الهروي]
330 -
وفي يوم الأحد سادس رمضان توفي الشيخ محمد بن عمر بن محمد بن أبي بكر بن/220 ب/عبد الواسع الهروي
(4)
، الصالحي، المعروف بمحمود الأعسر، بسفح قاسيون، ودفن عصر اليوم المذكور على باب تربة الشيخ أبي عمر.
روى لنا عن الحافظ ضياء الدين محمد، وسمع من الشرف المرسي أيضا، وله إجازة في سنة تسع وثلاثين وستماية وبعدها من ابن القبّيطي، والكاشغري، وابن أبي الفخار الهاشمي، وأحمد بن يعقوب المارستاني، وابن شفتين، وابن النجّار المؤرّخ، ويحيى الصرصري، والصغاني، وجماعة.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
التّلّباشري: نسبة إلى تلّ باشر. قلعة حصينة وكورة واسعة في شمالي حلب. (معجم البلدان 2/ 40).
(4)
انظر عن (الهروي) في: ذيل تاريخ الإسلام 126 رقم 397، ومعجم شيوخ الذهبي 550، 551 رقم 814.
وكان حسن الخلق، وهو الحكم بين المصارعين. وقد حدّث أبوه وأعمامه.
وكان له أخ اسمه أحمد، سمع من ابن اللتّي، وأمّا هو فلم يسمع منه.
[وفاة قيس بن عمر الحرّاني]
331 -
وفي يوم الإثنين سابع رمضان توفي قيس
(1)
ابن الشيخ عمر بن علي بن يحيى بن حياة الحرّاني، ودفن بسفح قاسيون.
وكان شابّا، حجّ وتزوّج، وحضر جنازته جمع كبير بسبب والده.
[وفاة الفقيه شرف الدين علي القزويني الكرجي]
332 -
وفي ليلة الخميس سابع عشر رمضان توفي الفقيه الفاضل، شرف الدين، علي ابن الشيخ الإمام، الزاهد، شمس الدين عبد اللطيف
(2)
بن عمر بن أحمد بن محمد القزويني، الكرجي، الشافعي، وصلّي عليه ظهر الخميس بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الباب الصغير عند عمّه الشيخ بدر الدين فضل الله بن عمر.
ومولده بقزوين في سنة سبعين وستماية تقريبا.
ونشأ بالروم، وقدم دمشق مع عمّه المذكور في سنة خمس وتسعين، فأقام بها إلى أن مات.
وكان فقيها مشتغلا، أعاد ببعض المدارس، وكانت جنازته حفلة.
وهو ابن عمّ الخطيب جلال الدين خطيب دمشق.
[وفاة شجاع الدين ابن البردي]
333 -
وفي ليلة الأربعاء تاسع شهر رمضان توفي ببعلبك شجاع الدين، أبو بكر بن عبد الرحيم بن محمد بن حامد بن البرديّ
(3)
.
كتب به إليّ أحمد بن الدرينيّ، وذكر أنه حدّث.
وهو أخو شيخنا نجم الدين أيوب
(4)
الذي توفي في آخر سنة ستّ وسبعماية، رحمهما الله تعالى.
[وفاة حسام الدين لاجين الأزهري]
334 -
وفي يوم الأحد ثالث عشر شهر رمضان توفي الشيخ حسام الدين، لاجين الأزهري
(5)
، بالقاهرة، ودفن يوم الإثنين بالقرافة.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
تقدّمت ترجمته في الجزء السابق، برقم (841).
(5)
انظر عن (لاجين الأزهري) في: أعيان العصر 4/ 179،180 رقم 1416، والدرر الكامنة 3/ 271 رقم 708.
وكان شيخا كبيرا جاوز الماية بثلاث سنين، وجاور/221 أ/بالجامع الأزهر مدّة سبعين سنة، وصلّي عليه بجامع دمشق سابع عشر شوال.
[وفاة المقرئ شمس الدين المعروف بالهدهد]
335 -
وفي يوم الجمعة الثامن عشر من شهر رمضان توفي المقرئ، شمس الدين، محمد بن يونس
(1)
بن عثمان، المؤذّن بجامع دمشق، المعروف بالهدهد.
وكان يقرأ في الختم، وصوته صوت حسن.
[وفاة الأديب جلال الدين ابن الكازروني]
336 -
وفي ليلة السبت تاسع عشر رمضان توفي الشيخ الأديب، الفاضل، جلال الدين، عبد الله بن الشيخ ظهير الدين علي بن محمد بن محمود بن أبي العزّ بن إبراهيم بن الكازروني
(2)
، البغدادي، الكاتب، ودفن بمقابر الصوفية.
وكان عنده أدب، وله نظم جيّد، كتب عنه منه صاحبنا عزّ الدين الإربلي، وأضرّ في آخر عمره، ورتّب صوفيّا بخانقاه الطاحون.
وكان أبوه
(3)
من عدول بغداد.
روى عن ابن الدبيثي، وغيره، ولي منه إجازة.
[وفاة شهاب الدين ابن أبي العشائر]
337 -
وفي الثالث أو الرابع من شهر رمضان توفي الشيخ شهاب الدين، أبو العباس، أحمد بن زكريا بن أبي العشائر
(4)
المارديني بالفيّوم من الديار المصرية.
ومولده في سنة تسع وعشرين وستماية بماردين.
روى الجزء الثاني من «مشيخة ابن مسلمة» عنه، وكان مقيما بدمشق القاضي محيي الدين ابن الزكيّ، وأولاده، وينتمي إلى ابن العربي. ثم إنه سافر في الجفل إلى القاهرة واستوطنها.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
انظر عن (ابن الكازروني) في: ذيل تاريخ الإسلام 130 رقم 414.
(3)
هو علي بن محمد بن محمود. توفي سنة 697 هـ. انظر عنه في: المعجم المختص 172، 173 رقم 211، والحوادث الجامعة 235، وطبقات الشافعية الكبرى 6/ 242، وأعيان العصر 3/ 481 - 483 رقم 1209، والوافي بالوفيات 22/ 140، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 239،240، والدرر الكامنة 3/ 119 رقم 271.
(4)
انظر عن (ابن أبي العشائر) في: أعيان العصر 1/ 214،215 رقم 104، والدرر الكامنة 1/ 133 رقم 369.
وأجاز لنا بدمشق والقاهرة.
[وفاة علي بن عمر الدمشقي]
338 -
وفي ليلة الجمعة الخامس والعشرين من رمضان توفي الحاج أبو الحسن، علي بن عمر بن عبد المحسّن
(1)
الدمشقيّ، الباب، الواسطيّ كان أبوه، وصلّي عليه عقيب الجمعة بجامع دمشق، ودفن بمقابر الباب الشرقيّ.
وكان رجلا جيّدا، سمع من يحيى بن الحنبلي (آخر أصحاب)
(2)
ابن الخشوعي، وروى لنا عنه.
ومولده تقريبا سنة ثلاث وخمسين وستماية (بدمشق).
(وربّاه) وخاله شيخنا الحاج محمد بن أبي بكر بن مشرّف.
[وفاة الملك دوباج بن فيلشاه]
339 -
وفي بكرة السبت السادس والعشرين من رمضان توفي الملك شمس الدين، دوباج
(3)
بن فيلشاه
(4)
بن رستم، صاحب كيلان، بقباقب بين الرحبة ودمشق، وهو قاصد الحجّ، وحمل إلى دمشق، وخرج الناس إلى جنازته بكرة الأحد خامس شوال، فصلّي عليه ودفن بتربة اشتريت/221 ب/له بسفح قاسيون جوار مكتب الإعزازي، وعمّرت التربة وأنفق عليها جملة كثيرة، وعمره يومئذ أربعة
(5)
وخمسون سنة.
وبقي في مملكة كيلان خمسا وعشرين سنة. وأوصى أن يحجّ عنه جماعة ففعل ذلك.
وهو من بيت مملكة.
[ديوان الإنشاء بحلب]
وفي يوم الثلاثاء آخر رمضان مرّ القاضي عماد الدين إسماعيل بن محمد بن
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
طمس في الأصل، واستدركناه من نسخة ليدن 1/ 362.
(3)
في الأصل: «درباج» ، والتصحيح من المصادر. ومن نسخة ليدن 1/ 362، وانظر عن (دوباج) في: ذيل تاريخ الإسلام 127 رقم 407 وفيه «ذوباج» ، ومثله في: ذيل العبر 79،80، والإعلام بوفيات الأعلام 301، ودول الإسلام 2/ 220، والنهج السديد 3/ 244،245، وتاريخ ابن الوردي 2/ 262،263، والبداية والنهاية 14/ 71، وأعيان العصر 2/ 358 رقم 653، وتذكرة النبيه 2/ 62،63، والدرر الكامنة 2/ 103 رقم 1702، والمنهل الصافي 5/ 332 وفيه:«يباج بن عبد الله» ، والدليل الشافي 1/ 300 رقم 1028 وفيه:«ديباج» ، والدارس 2/ 191.
(4)
في النهج السديد: ديباج قيلنشاه، وفي: البداية والنهاية: «ملكشاه» ، وفي الدرر الكامنة:«قطلي شاه» ، وفي ذيل العبر:«فينشاه» .
(5)
الصواب: «أربع» .
عبد الله بن القيسراني بدمشق وأقام بها أياما، وتوجّه إلى حلب متولّيا صاحب ديوان الإنشاء بها مكان ابن [أبي]
(1)
سوادة.
شوّال
[وفاة محبوبة بنت قضي القضاة القزويني]
340 -
في ليلة الإثنين سادس شوال توفيت أمّ عبد اللطيف، محبوبة
(2)
ابنة قاضي القضاة إمام الدين، عمر بن عبد الرحمن بن عمر القزويني، ودفنت عند قبر زوجها شرف الدين بمقابر باب الصغير.
وبينهما دون العشرين يوما.
[وفاة القاضي شهاب الدين ابن العجمي الحلبي]
341 -
وفي يوم الجمعة عاشر شوال توفي القاضي الأجلّ، الفقيه، العالم، العدل، الرضى، الأصيل، شهاب الدين، أبو الفداء، إسماعيل بن صالح بن هاشم بن عبد الله بن العجمي
(3)
، الحلبي، الشافعيّ، بحلب، ودفن بمقبرة الجبيل.
روى عن يوسف بن خليل الحافظ، وغيره. وكان عدلا كبيرا، واستناب على الحكم بحلب.
ومولده سنة ثمان وثلاثين وستماية بحلب.
أخبرني بوفاته زين الدين ابن حبيب.
[سفر الركب الشامي إلى الحجاز]
وتوجّه الركب الشاميّ من مدينة دمشق إلى الحجاز الشريف في يوم الإثنين الثالث عشر من شوال، وفيه خلق كثير من الغرباء، وأميرهم الأمير الكبير شمس الدين سنقر الإبراهيمي، والقاضي محيي الدين قاضي الزبداني، ومن الحجّاج الشيخ تقيّ الدين ابن السلعوس، ومنهم شرف الدين قيران الشمسي، (وكمال الدين، ابن المنّجا)
(4)
، وجماعة
(5)
.
(1)
إضافة للضرورة.
(2)
لم أجد لها ترجمة.
(3)
انظر عن (ابن العجمي) في: ذيل تاريخ الإسلام 127،128 رقم 408، والوافي بالوفيات 8/ 44، وأعيان العصر 1/ 344 رقم 175، وذيل التقييد 1/ 387 رقم 752، والدرر الكامنة 1/ 368 رقم 930، ومعجم شيوخ الذهبي 139 رقم 179، وتذكرة النبيه 2/ 64، ودرّة الأسلاك 2/ورقة 199، وتالي كتاب وفيات الأعيان 38 رقم 56.
(4)
طمس في الأصل، والاستدراك من نسخة ليدن 1/ 364.
(5)
خبر السفر في: البداية والنهاية 14/ 71.
[وفاة ولد عبد الرحمن الرجيحي]
342 -
وفي يوم الجمعة سابع عشر شوال توفي ولد الشيخ عبد الرحمن الرجيحي
(1)
، اليونسيّ، وكان أصغر أولاده، وصلّي عليه عقيب الجمعة بجامع دمشق.
[وفاة سليمان التركماني المولّه]
343 -
وفي يوم الأحد التاسع عشر من شوال توفي سليمان التركماني المولّه
(2)
، ودفن يوم الإثنين بمقبرة الباب الصغير.
وكان يوما كثير الثلج. وهو الذي كان يجلس على مصطبة بسوق العلبيّين، وأقام قبل ذلك بالسقاية التي على باب المارستان الصغير/222 أ/مدّة، وكان لا يتّقي النجاسات، ولا يصلّي، ومع ذلك كان يتردّد إليه جماعة ويقفون عنده، ويسمعون كلامه، ويذكرون عنه أنه يخبرهم ويكاشفهم.
[وفاة الأمير علم الدين سنجر المعروف بالأيكي]
344 -
وفي يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من شوال توفي الأمير الأجلّ، علم الدين، سنجر بن عبد الله، المعروف بالأيكي
(3)
، عتيق القاضي شرف الدين ابن فضل الله، ودفن بسفح قاسيون، وحضره جماعة
(4)
.
وكان رجلا جيّدا، وبقي مدّة يسوق في البريد.
[وفاة سنجر عتيق ابن الدوري]
345 -
وفي آخر شوال توفي الشيخ أبو علي، سنجر
(5)
بن عبد الله، عتيق كمال الدين ابن الدوري، البغدادي، بسفح جبل قاسيون.
وكان رجلا جيّدا، عنده حكايات من أخبار واقعة بغداد وغيرها، وفيه فهم ومعرفة.
[وفاة الخطيب شمس الدين الجيلاوي]
346 -
وفي مستهلّ شوال توفي الخطيب، شمس الدين، عبد الرحمن بن
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
انظر عن (المولّه) في: البداية والنهاية 14/ 72.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
كتب على هامش المخطوط: «ودفن بمقابر الصوفية بتربة أستاذه بزاوية الشيخ شهاب الدين أحمد بن علي، وحضرت جنازته، رحمه الله» .
(5)
لم أجد له ترجمة.
الخطيب عماد الدين الجيلاوي
(1)
، خطيب الجامع المظفّري، بمدينة إربل.
وكان خطيبا بالجامع المذكور من نحو ستين سنة، وكانت وفاته بإربل.
وولي مكانه في الخطابة ولده نجم الدين.
[وفاة الفقيه صفيّ الدين الطبري]
347 -
وفي يوم السبت حادي عشر شوال توفي الشيخ الفقيه، الصالح، صفيّ الدين، أبو العباس، أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم الطبريّ
(2)
المحتد، المكي، الشافعيّ بمكة، شرّفها الله تعالى، ودفن بالمعلّى، وحضره خلق كثير.
ومولده تقريبا في أواخر سنة ثلاث وثلاثين وستماية، أو أول سنة أربع وثلاثين بمكة.
وكان رجلا مباركا، وأضرّ مدّة سنين، ثم ردّ الله عليه بصره.
سمع «صحيح البخاري» بكماله من عبد الرحمن بن أبي
(3)
حرمي، بسماعه من علي بن عمّار الطرابلسي المقرئ، بسماعه عن أبي مكتوم بن أبي (ذرّ الهروي)
(4)
، بسماعه من والده عن شيوخه (الثلاثة)
(5)
، وسمع من شمس الدين أبي الحسن بن الجمّيزي، والمرسي، وجماعة.
قرأت عليه بمكة جزء القرآن، وبعض «جزء مطيّن» ، وبعرفة المشرّفة «منتقى من الثقفيّات» فيه سبعة وأربعون حديثا، وبمنى الجزء الثاني من «حديث سعدان بن نصر» ، و «منتقى من الثقفيات» فيه عشرة أحاديث، و «مسلسلات أبي بكر بن شاذان» .
وكان سمع من ابن الجمّيزي «الثقفيّات العشرة» ، و «المحامليّات/223 أ/ الثلاثة» ، و «جزء سفيان» ، والسابع من «حديث ابن السمّاك» ، والرابع من «الإغراب» للنسائي، و «فوائد العراقيّين للنقاش» ، و «الثمانين الآجرّية» ، و «المسلسلات»
(1)
لم أجد له ترجمة. وفي نسخة ليدن 1/ 366 «عماد الدين الحلاوي» .
(2)
انظر عن (الطبري) في: ذيل تاريخ الإسلام 129،130 رقم 412، ومعجم شيوخ الذهبي 66،67 رقم 73، والوافي بالوفيات 7/ 320، وأعيان العصر 1/ 315،316 رقم 163، وذيل التقييد 1/ 375،376 رقم 327، والعقد الثمين 3/ 128، والدرر الكامنة 1/ 241، والدليل الشافي 1/ 71، والمنهل الصافي 2/ 69، وشذرات الذهب 6/ 188.
(3)
وفي بعض المصادر: «ابن أخي» . وفي نسخة ليدن 1/ 367 «بن أبي علي حرمي» ثم ضرب خطا على «علي» . وزاد بعد «حرمي» «الملكي» .
(4)
طمس في الأصل، والاستدراك من نسخة ليدن 1/ 367.
(5)
طمس في الأصل، والاستدراك من نسخة ليدن 1/ 367، وبعده:«وسمع من شعب الزعفراني، ومن ابن الجمّيزي» .
للطريثيثي، و «اختلاف الحديث» للشافعيّ، خمسة أجزاء، الأول من «جامع عبد الرزاق» ، والأول من «غرائب مالك بن علج» ، وغير ذلك.
وهو أخو الشيخ رضيّ الدين إبراهيم إمام المقام الشريف، نفع الله ببركته.
ذو القعدة
[وفاة أحمد بن محمد البجّدي الصالحي]
348 -
في يوم السبت ثاني ذي القعدة توفي الشيخ الصالح، أبو العباس، أحمد
(1)
ابن الشيخ الصالح، المسند، أبي عبد الله، محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن علي البجّدي
(2)
، ثم الصالحي، الحنبليّ، وصلّي عليه ظهر اليوم المذكور بالجامع المظفّري، ودفن بسفح قاسيون.
ومولده سنة ثمان وخمسين وستماية بسفح قاسيون.
وكان رجلا جيّدا كثير المودّة، مواظبا على الحجّ.
روى لنا عن ابن عبد الدائم، وعمر الكرماني، وسمع معنا كثيرا.
[وفاة حسام الدين اللهاوري]
349 -
وفي يوم الإثنين رابع ذي القعدة توفي الشيخ الصالح، العابد، حسام الدين، حسن بن محمد بن أبي بكر اللهاوري
(3)
، الهندي، الصوفي (المارستاني)
(4)
بدمشق، ودفن بمقابر الصوفية.
وكان شيخا كبيرا، كثير الصلاة والصدقة والحجّ والمجاورة، صوفيا، قائما بوظائف التصوّف.
سمع بمكة من أبي اليمن عبد الصمد بن عساكر، وسمع معي بدمشق، وكان الناس يطلبون دعاءه ويقبّلون يده.
[وصول القاضي ابن الحدّاد الآمدي]
وفي يوم الخميس سابع ذي القعدة وصل القاضي بدر الدين، محمد بن عثمان بن الحدّاد الآمدي، ثم المصري إلى دمشق من القاهرة (مولّيا الحسبة)
(5)
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
البجّدي: بموحّدة مكسورة، مع فتح الجيم المشدّدة. هكذا ضبطه الذهبي في المشتبه 2/ 632، وعنه ينقل ابن ناصر الدين في: توضيح المشتبه 9/ 38 وذلك في ترجمة والد صاحب الترجمة. وقد ضبطه الفرضي: البجّدي: بفتحتين مع التشديد.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
غير مقروءة في الأصل. والمثبت من نسخة ليدن 1/ 369.
(5)
طمس مقدار كلمتين في الأصل، استدركناهما من نسخة ليدن 1/ 369.
بدمشق وخلع عليه، وباشر عوضا عن فخر الدين البصراويّ.
[حبس الأمير سيف الدين بلبان المنصوري]
وفي يوم الخميس الحادي والعشرين من ذي القعدة وصل الأمير الكبير سيف الدين بلبان المنصوري، المعروف بطرنا
(1)
إلى دمشق من صفد، فلما وصل مسك وحبس بالقلعة، وكان نائب السلطنة بصفد، وولّي عوضه الأمير الكبير سيف الدين بلبان البدري
(2)
، وتوجّه من دمشق في يوم الجمعة الثاني والعشرين من الشهر المذكور
(3)
.
[وفاة ابن سرور الصمادي العلاّف]
350 -
وفي يوم الثلاثاء التاسع عشر من ذي القعدة توفي الشيخ أبو بكر بن عبد الغني بن سرور الصمادي، العلاّف، بسوق الصالحية، ودفن من الغد بمقبرة الصماديين بسفح قاسيون.
وكان رجلا جيّدا.
روى لنا عن خطيب مردا.
وروى الحافظ ضياء الدين المقدسي عن والده في «سيرة المقادسة» .
[وفاة الصدر الرئيس فخر الدين البصراوي]
351 -
وفي يوم الأحد السابع عشر من ذي القعدة توفي الصدر الرئيس، فخر الدين سليمان
(4)
بن فخر الدين عثمان بن الشيخ الإمام صفيّ الدين أبي القاسم محمد بن عثمان البصراوي، الحنفي بالبرّية، وحمل إلى بصرى فدفن بها يوم الإثنين ثامن عشره.
وكان عقيب عزله من الحسبة من دمشق/ليدن 1/ 371/توجّه إلى بصرى من بيته قصد الديار المصرية، فأدركه أجله سريعا.
وكان شابا كريما، حسن الأخلاق.
[وفاة سراج الدين الدماميسي]
352 -
وفي يوم العشرين من ذي القعدة توفي الشيخ القدوة، سراج الدين، عمر بن أبي الفتوح الدماميسي، ودفن من يومه بالقرافة.
(1)
في البداية والنهاية 14/ 71 «طوباي» .
(2)
خبر الحبس في: نهاية الأرب 32/ 214، والنهج السديد 3/ 242، وتاريخ سلاطين المماليك 162.
(3)
وضع الناسخ هنا إشارة إلى إضافة كتبها على جذاذة ملصقة في آخر الورقة ولكنّها مطموسة كلّها. استدركنا ما فيها من نسخة ليدن 1/ 370 و 371.
(4)
انظر عن (سليمان) في: الدرر الكامنة 2/ 158 رقم 1853 وفيه: «ذكره ابن قاضي شهبة في المنتقى من تاريخ الكتبي في من مات من الأعيان سنة 714» .
ومولده في سنة سبع وأربعين وستماية.
[وفاة بدر الدين يونس الطوري]
353 -
وفي يوم السبت الثاني والعشرين من ذي القعدة توفي الشيخ بدر الدين، يونس بن موسى بن يونس الطوري
(1)
ببعلبك.
وكان رجلا جيّدا، مباركا، فاضلا، صالحا.
سمع بقراءتي كتاب «مجابي الدعوة» لابن أبي الدنيا، على خاله الشيخ شمس الدين بن غانم بعرفات المشرّفة في سنة ثمان وثمانين وستماية.
[سفر ناظر جيش طرابلس إلى القاهرة]
وفي يوم الثلاثاء الخامس والعشرين/224 أ/من ذي القعدة توجّه إلى القاهرة من دمشق الصدر فخر الدين محمد بن المنذر ناظر الجيش بطرابلس، وكان قد حصل له أذى من نائب السلطنة هناك، فغاب مدّة يسيرة وعاد على وظيفته ومنصبه.
[مصادرة والي دمشق]
وفي ذي القعدة حصل للأمير جمال الدين الرحبي والي دمشق ترسيم وحبس ومصادرة من نائب السلطنة، ولم يغيّر من الولاية.
[وفاة الحاج ابن منهال الدمشقي]
354 -
وفي ذي القعدة توفي الحاج علي بن عبد الحقّ بن منهال الدمشقي، المعروف بابن الشاويش.
وكان رجلا مباركا يسكن بدرب الناصح داخل باب شرقي، ويواظب على حضور الصلوات بالجامع المعمور، وله أوراد، وهو مشهور بالخير، وبينه وبين جلال الدين السكاكري قرابة.
[وفاة يوسف بن مبشر المغربي]
355 -
وفي ليلة الثلاثاء السادس والعشرين من ذي القعدة توفي الشيخ الصالح، أبو يعقوب، يوسف بن مبشّر المغربيّ بحارة زويلة، ودفن من الغد بمقبرة باب النصر.
وكان صاحب الشيخ نصر المنبجيّ.
(1)
انظر عن الطوري في: غاية النهاية لابن الجزري 1/ 612 وفيه: «الطيوري» ، وقال إنه قرأ على أبي الروح عيسى بن علي بن كجا بن إسماعيل الحلبي البعلبكي، وهو المتوفى بعد سنة 690 هـ.
[وفاة الصدر بدر الدين ابن غدير المعروف بابن القواس]
356 -
وفي يوم الجمعة بعد العصر التاسع والعشرين من ذي القعدة توفي الشيخ الأجلّ، الصدر، العدل، بدر الدين، أبو الفضل، محمد ابن الشيخ المسند، الصدر، شرف الدين محمد بن عبد المنعم بن عمر بن عبد الله بن غدير الدمشقي، المعروف بابن القوّاس
(1)
، وصلّي عليه ضحى نهار السبت مستهل ذي الحجة بجامع دمشق، ودفن بسفح قاسيون بتربتهم بالقرب من المدرسة الركنية الحنفية.
ومولده في خامس رمضان سنة أربع وخمسين وستماية بدمشق.
روى لنا عن شيخ الشيوخ شرف الدين عبد العزيز الأنصاري، ورشيد الدين العطار (القرشيّ)
(2)
الحافظ، وإسماعيل بن صارم الخياط.
وسمع أيضا من ابن عبد الدائم، و (فراس العسقلاني)
(3)
، والنجيب عبد اللطيف الحرّاني، وابن أبي اليسر، وجماعة. وحضر على عبد الله بن الخشوعي، وعبد الحميد بن عبد الهادي، وله إجازة من الصدر البكري، والشرف الإربلي، وإبراهيم بن خليل، وابن السروري، والكفرطابي، وغيرهم.
وكان رجلا جيّدا، قاضيا لحوائج أصحابه، بشوش الوجه، حسن الملتقى، وجلس مدّة مع الشهود/224 ب/تحت الساعات.
وسمعنا على والده وعمّه وجدّه لأمّه وأخواله، رحمهم الله تعالى.
[وفاة علاء الدين ابن خطّاب الباجي]
357 -
وفي بكرة الأربعاء السادس من ذي القعدة توفي الشيخ الإمام، العلاّمة، علاء الدين، أبو الحسن، علي بن محمد بن خطّاب الباجي
(4)
، الشافعي بالقاهرة بالجودرية، ودفن من يومه بالقرافة.
(1)
انظر عن (ابن القواس) في: ذيل تاريخ الإسلام 127 رقم 404، والدرر الكامنة 5/ 195 رقم 528.
(2)
طمس مقدار كلمة واحدة، استدركناها من نسخة ليدن 1/ 373.
(3)
طمس مقدار كلمتين، استدركناهما من نسخة ليدن 1/ 373.
(4)
انظر عن (الباجي) في: ذيل تاريخ الإسلام 135،136 رقم 418، وذيل العبر 80، والإعلام بوفيات الأعلام 301، ونهاية الأرب 32/ 217، وطبقات الشافعية الكبرى 6/ 227، وفوات الوفيات 2/ 75، وتالي كتاب وفيات الأعيان 127، والوافي بالوفيات 21/ 453، وأعيان العصر 3/ 483 - 487 رقم 1210، والدرر الكامنة 3/ 101 - 103 رقم 232، وشذرات الذهب 6/ 34، وهدية العارفين 1/ 716، ومعجم المؤلفين 7/ 208، وديوان الإسلام 1/ 232 رقم 352، والسلوك ج 2 ق 1/ 141، والمقفّى الكبير 7/ 67 رقم 3142، والعقد المذهب 390 رقم 1506.
وكان بقيّة المشايخ العلماء بديار مصر، متفنّنا، مصنّفا، معتمدا في الفتوى، وولّي وكالة بيت المال بالكرك في الأيام الظاهرية. وتوفّي وهو مدرّس السيفية والصيرمية بالقاهرة. وروى «جزء ابن جوصا» عن الشيخ أبي العباس التلمساني، سمعه منه بدمشق، ووصل خبر موته إلى دمشق في ذي الحجّة بعد العيد، وصلّي عليه في أول السنة الآتية.
وأجاز لنا جميع ماله روايته.
ومولده في سنة إحدى وثلاثين وستماية.
واختصر «المحرّر» في الفقه و «علوم الحديث» ، و «المحصول» و «الأربعين» للرازي، بعبارة مختصرة واضحة. رحمه الله تعالى.
ذو الحجّة
[وفاة بدر الدين ابن غنايم المعروف بالصابوني]
358 -
في ليلة الأربعاء الخامس من ذي الحجّة توفي الشيخ الأجلّ، بدر الدين، إبراهيم بن عمر بن غنائم، المعروف بالصابوني
(1)
، الساكن بدرب السلسلة، ودفن من الغد بباب الصغير.
وكان تاجرا بسوق الزيادة، ثم ترك ذلك واشتغل بالتجارة في الصابون، وحصّل أملاكا، وقارب الثمانين، وخلّف أولادا.
[ولاية الأمير علاء الدين البعلبكي]
وفي يوم الخميس السادس من ذي الحجّة باشر ولاية (البرّ)
(2)
بدمشق الأمير علاء الدين، علي بن محمود بن (معبد)
(3)
البعلبكيّ، عوضا عن الأمير شرف الدين عيسى بن البرطاسي، وعاد ابن البرطاسي إلى طرابلس في هذا الشهر أميرا هناك
(4)
.
[خروج الأمير علاء الدين ابن صبح من السجن]
وفي يوم عيد الأضحى وصل إلى دمشق من القاهرة الأمير علاء الدين ابن صبح، وركب بسوق الخيل، وسلّم عليه الأمراء، وفرح له الناس بخلاصه من السجن وإطلاقه
(5)
.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
خرم في المخطوط مقدار كلمة واحدة، استدركناها من نسخة ليدن 1/ 375.
(3)
في الأصل بياض.
(4)
خبر ولاية الأمير في: أعيان العصر 3/ 541 وفيه: «معيد» ، ومثله في 3/ 720.
(5)
خبر ابن صبح في: نزهة المالك 216، والبداية والنهاية 14/ 71.
[وفاة شهاب الدين ابن نعسان البصراوي]
359 -
وفي ليلة الأحد السادس عشر من ذي الحجّة توفي الشيخ الفقيه، الإمام، الفاضل، العدل، شهاب الدين، أبو العباس، أحمد بن مسلّم بن أحمد بن نعسان
(1)
البصراوي، الحنفي، بالمدرسة الشبلية ظاهر دمشق، /225 أ/ودفن ضحى يوم الأحد بسفح قاسيون.
ومولده سنة أربع وأربعين وستماية بالكفير من عمل بصرى.
وكان فقيها فاضلا، ملازما للاشتغال والمطالعة، وحجّ مرّات، ودرّس بالمدرسة الدماغية، وكان مواظبا على الشهادة والتردّد إلى القضاة.
حدّث عن القاضي شمس الدين ابن عطاء بأحاديث من «المسند» ، و «الغيلانيّات» .
قرأت عليه لابني محمد، رحمه الله، بطريق الحجاز الشريف بالزرقاء
(2)
، وبوادي القرى.
[وفاة أم زينب فاطمة البغدادية]
360 -
وفي ليلة يوم عرفة توفيت الشيخة الصالحة، السيّدة الجليلة، أمّ زينب، فاطمة بنت عبّاس بن أبي الفتح بن محمد البغدادية، بالحسينية بظاهر القاهرة، وكان لها يوم مشهود.
وكانت امرأة جليلة، عظيمة القدر، كثيرة العلم والعمل على طريقة حسنة، مجتهدة في العبادة، حسنة الملبس، ملازمة لنفع الناس، مواظبة على الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، لا يأخذها في ذلك لومة لائم ولا عذل عاذل. انتفع بها الناس بدمشق والقاهرة، وجميع أصحابها خيّرات صالحات.
[تجهّز الجيش إلى حلب]
وفي هذا الشهر رسم لنائب السلطنة وجميع عسكر دمشق بالتجهّز إلى حلب، فشرع الجيش في التّهيء
(3)
والتجهيز وشرى
(4)
الآلات وتكميل العدد، وإصلاح ما
(1)
انظر عن (ابن نعسان) في: أعيان العصر 1/ 384،385 رقم 200 وفيه:«بعيثان» .
(2)
انظر عن (فاطمة) في: تاريخ الإسلام 126 رقم 390 و 136 رقم 419، وذيل العبر 80، والإعلام بوفيات الأعلام 301، والمعين في طبقات المحدّثين 230 رقم 2363، وأعيان العصر 4/ 28،29 رقم 1337، والدرر الكامنة 3/ 226، وحسن المحاضرة 1/ 390، وشذرات الذهب 6/ 24، وأعلام النساء 5/ 66.
(3)
الصواب: «التهيّؤ» .
(4)
الصواب: «شراء» . وخبر تجهيز الجيش في: نهاية الأرب 32/ 215.
يحتاج إلى إصلاح. وقويت الحركة، ووصلت الأخبار بخروج ستّ تقادم من الديار المصرية.
[كتاب السلطان بسرعة السفر]
ووصل كتاب السلطان-أعزّ الله أنصاره-وقرئ في السابع والعشرين من ذي الحجّة [ومن مضمونه]
(1)
أنّ الأمير سيف الدين نائب السلطنة بدمشق يكون مقدّما على المصريّين والشاميّين، وأنهم يسرعون في السفر بحيث يصلون إلى حلب في خامس اليوم
(2)
.
[وفاة فخر الدين ابن مسافر السلمي الحنفي]
361 -
وفي ليلة الأربعاء السادس والعشرين من ذي الحجّة توفي فخر الدين، أحمد بن الشجاع عبد الله بن القاضي، الصدر الكبير علم الدين أبي المعالي قيصر بن أبي القاسم بن عبد الغني بن مسافر بن حسّان السلمي، الحنفي، ودفن من الغد بمقبرة أولاد الشيرجي بمقابر باب الصغير.
وكان من أبناء ستين سنة، وأنفق نعمة كثيرة، /225 أ/ومات أبوه شابّا وهو طفل. وكان جدّه علم الدين يعرف بتعاسيف، مات سنة تسع وأربعين وستماية.
[الخلعة على ثلاثة أصحاب]
وفي يوم الخميس السابع والعشرين من ذي الحجّة خلع على الصاحب عزّ الدين ابن القلانسي لاستمراره على نظر الخاص السلطاني، وعلى الصاحب شمس الدين عبد الله وزير دمشق لتوليته الأوقاف المنصورية بدمشق، وعلى شهاب الدين أحمد بن قطينة الزرعي التاجر لتوليته وكالة الخواصّ السلطانية.
[وفاة الفقيه ناصر الدين ابن كثير الدمشقي]
362 -
وفي ليلة الجمعة الثامن والعشرين من ذي الحجّة توفي الشيخ الفقيه، الصالح، ناصر الدين، أبو محمد، منصور
(3)
بن محمد بن كثير الدمشقي، المعروف بالغانمي، وصلّي عليه عقيب الجمعة بالمصلّى ظاهر دمشق، ودفن بمقابر باب الصغير.
وكان رجلا مباركا، صالحا، اشتغل على الشيخ تاج الدين وحفظ «التنبيه» ، وعلّق عنه من شرحه.
(1)
ما بين الحاصرتين من نسخة ليدن 1/ 378.
(2)
خبر كتاب السلطان في: النهج السديد 2/ 243، والبداية والنهاية 14/ 72 والسلوك ج 2 ق 1/ 139.
(3)
لم أجد له ترجمة.
ومولده في سنة سبع وأربعين وستماية.
وهو ابن أخت الشيخ شمس الدين بن غانم.
وسمع شيئا على الشيخ تقيّ الدين ابن أبي اليسر، ولم يحدّث.
[وفاة فاطمة بنت يحيى والدة نائب الحكم]
363 -
وفي ليلة الجمعة الثامن والعشرين من ذي الحجّة توفيت فاطمة
(1)
بنت يحيى والدة أقضى القضاة نجم الدين الدمشقي، نائب الحكم بدمشق، وصلّي عليها عقيب الجمعة بجامع دمشق، ودفنت بمقابر باب الصغير.
وكانت
(2)
امرأة، صالحة، بلغت من العمر ستا وثمانين سنة.
[صلاة الغائب على ابن الكويك التكريتي]
364 -
وفي يوم الجمعة الثامن والعشرين من ذي الحجّة صلّي بجامع دمشق على غائب وهو الشيخ الصدر الكبير، العدل، شمس الدين، محمد بن محمود بن أبي الفتح بن الكويك
(3)
التكريتي.
وكان رجلا جيّدا، كثير المواصلة للصلاة في الجماعات، صاحب بر وصدقة وسكينة ووقار وعدالة وأمانة.
وكانت وفاته في ثامن عشر ذي القعدة بالإسكندرية.
[وصول طائفة من الجيش المصري للتوجّه إلى الشمال]
وفي يوم السبت التاسع والعشرين من ذي الحجّة وصل طائفة كبيرة من الجيش المصري إلى دمشق متوجّهين إلى البلاد الشمالية، والمقدّم عليهم الأمير سيف الدين بكتمر المعروف بالبوبكري، وفيهم الأمير سيف الدين قلّي، /226 أ/والأمير بدر الدين ابن الوزيري، والأمير سيف الدين قجليس
(4)
، وابن الحاج طيبرس، وابن طرنطاي، وابن سلاّر، وساطي
(5)
، وغيرهم، وكانوا ستة آلاف، سلّمهم الله تعالى
(6)
.
(1)
لم أجد لها ترجمة.
(2)
في الأصل: «وكان» .
(3)
انظر عن (ابن الكويك) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 137،138 رقم 218، وأعيان العصر 3/ 203 رقم 1777، والوافي بالوفيات 30/ 300 رقم 427، والدرر الكامنة 4/ 252 رقم 691.
(4)
في البداية والنهاية: «تجليس» .
(5)
في البداية والنهاية: «شاطي» .
(6)
خبر الجيش المصري في: نزهة المالك والمملوك 218، والنهج السديد 3/ 243، والبداية والنهاية 14/ 71، والسلوك ج 2 ق 1/ 139.
[الحرب بين حميضة وأبي الغيث]
وفي يوم الثلاثاء رابع ذي الحجّة وقعت حرب بين الأخوين حميضة وأبي الغيث ولدي أبي نميّ بالقرب من مكة، وانتصر حميضة، وجرح أبو الغيث، ثم ذبح بأمر أخيه.
وكانت جماعة أبي الغيث أكثر عددا، ولكن رزق حميضة بالنصر واستقرّ بمكة
(1)
.
***
[من وفيات هذه السنة]
[وفاة علي بن طريف المحجّي]
365 -
وفي هذه السنة سنة أربع عشرة وسبعماية توفي أبو الحسن، علي بن طريف
(2)
بن زكري المحجّي، المعروف بالكتيلة، من أهل الصالحية، وكان موته بحلب.
روى لنا عن ابن عبد الدائم، وسمع من جماعة، وحجّ معنا سنة عشر وسبع ماية.
[وفاة الفقيه فخر الدين عثمان المعروف بابن البزار]
366 -
وفيها توفي الشيخ الإمام، الفقيه، فخر الدين، عثمان، المعروف بابن البزار
(3)
الإسكندريّ، بها، في النصف الثاني من السنة.
وكان من أعيان الشافعية، وقدم علينا دمشق في سنة فتح عكا، وأقام مدّة وحضر الدروس، وظهرت فضيلته وجودة بحثه
(4)
.
[وفاة أمّ أحمد زينب بنت سليمان]
367 -
وفيها، في أوائل السنة توفيت أمّ أحمد، زينب
(5)
بنت شرف الدين سليمان بن الخطيب عماد الدين داود بن عمر بن يوسف بن
(6)
خطيب بيت الآبار.
وبلغني ذلك في شهر ربيع الآخر.
ومولدها سنة أربع وثلاثين وستماية تقريبا.
(1)
خبر الحرب في: الدرّ الفاخر 285، والسلوك ج 2 ق 1/ 138.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
كتب بجانبها على هامش المخطوط عبارة غير مقروءة بخط مختلف عن المتن.
(5)
لم أجد لها ترجمة.
(6)
الصواب: «ابن» .
وسمعت «جزء ابن عرفة» على اليلداني، بقراءة جدّها حضورا في الرابعة من عمرها في جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين وستماية بجامع بيت الآبار.
وقرأت عليها بقرية تلتياثا عند ولدها ابن عيّاش.
[وفاة أبي العباس ابن عمر المقدسي]
368 -
وفيها توفي الشيخ أبو العباس، (أحمد بن العفيف محمد بن العلم أحمد ابن كامل)
(1)
بن عمر المقدسي، المعروف با (لطبّاخ)
(2)
بالقدس الشريف.
ومولده سنة تسع وثلاثين وستماية تقريبا أو سنة أربعين وستماية.
وكان من أهل الصالحية، وسمع بها من خطيب مردا، ومحمد بن عبد الهادي، وإبراهيم بن خليل، وابن عبد الدائم، وغيرهم، وانتقل إلى القدس وأقام به مدّة إلى حين موته، وحدّث هناك.
قرأت عليه عدّة أجزاء.
[وفاة يحيى بن عيسى البالوي]
369 -
وفيها توفي الشيخ الصالح أبو زكريّا، يحيى بن عيسى
(3)
بن محمد البالوي، ثم/226 ب/الصالحي، الخيّاط، بحمص.
ومولده في سنة خمسين وستماية تقريبا ببلد بالوا بقرب آمد من دياربكر.
وهو ابن أخي الشمس البالويّ إمام المرشدية بالصالحية.
وكان يحيى المذكور رجلا جيّدا، حسن الشكل، خيّرا.
روى لنا عن ابن عبد الدائم، ذكر لي وفاته ابن المحبّ في نصف السنة.
[وفاة الفقيه شمس الدين ابن العجمي]
370 -
وفي ليلة الأحد سادس عشر ذي الحجّة توفي الشيخ الفقيه، الإمام الأصيل، المسند، شمس الدين، أبو بكر، أحمد ابن الإمام محيي الدين محمد بن الشيخ شرف الدين أبي طالب عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن الحسن بن العجمي
(4)
بحلب.
ومولده في ثاني جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين وستماية بحلب.
(1)
طمس عدّة كلمات في الأصل، استدركناها من نسخة ليدن 1/ 382.
(2)
طمس مقدار كلمة واحدة، استدركناها من نسخة ليدن 1/ 382.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
انظر عن (ابن العجمي) في: ذيل تاريخ الإسلام 127،128 رقم 408، والوافي بالوفيات 8/ 44، وأعيان العصر 1/ 344 رقم 175، وذيل التقييد 1/ 387 رقم 752، والدرر الكامنة 1/ 271.
سمع من جدّه، والحافظ يوسف بن خليل، وابن رواحة، والضياء صقر، وغيرهم. وحضر على الموفّق يعيش النحويّ. وكان مكثرا، اعتنى به والده وأسمعه، وهو من المكثرين عن ابن خليل.
وكان رجلا جيّدا، كثير السكون، قليل الكلام، مواظبا لمدرسة جدّه التي بها قبره، وكان يعتريه في بعض الأوقات غفلة وعسر في التسميع، رحمه الله تعالى.
[وفاة القاضي الصدر سعد الدين ابن الأقفهسي]
371 -
وفي أواخر ذي الحجّة توفي القاضي الصدر، الكبير، سعد الدين، الحسن ابن القاضي مجد الدين عبد الرحمن بن الأقفهسيّ
(1)
بالقاهرة فجأة.
وكان ناظر الخزانة السلطانية بالديار المصرية، وله مكانة عند السلطان والدولة، ويعرف بابن الأقفاصي.
قدم علينا دمشق، وسمع بقراءتي شيئا من الحديث.
وولّي عوضه الصاحب ضياء الدين النشائي، وولّي الصاحب أمين الملك ناظر النّظّار بالديار المصرية.
[وفاة أبي الثناء ابن أبي الوحش المزّي]
372 -
وفي يوم الجمعة سابع ذي الحجّة توفي الشيخ الصالح، أبو الثناء، محمود بن (الريّس)
(2)
عبد الخالق بن محمد بن (سريّ)
(3)
بن أحمد بن أبي الوحش المزّي، المعروف بابن ريّس (المزّة بها)
(4)
، ويلقّب بالنجم، وبالشرف أيضا.
سمع عدّة أجزاء على خطيب مردا بالمزّة في رجب سنة ثلاث وخمسين وستماية، وهو في السنة الخامسة من عمره، وحدّث بالمزّة وبالرملة أيضا.
(1)
انظر عن (الأقفهسي) في: نهاية الأرب 32/ 217، والسلوك ج 2 ق 1/ 142، وأعيان العصر 2/ 195 رقم 566، والدرر الكامنة 2/ 17 رقم 1513 وفيه مات في أواخر ذي الحجة سنة 715 هـ. والأقفهسي: نسبة إلى أقفهس، اسم بلد بمصر بالصعيد من كورة البهنسا. (معجم البلدان 1/ 237).
(2)
طمس مقدار كلمة واحدة، استدركناها من نسخة ليدن 1/ 387.
(3)
طمس مقدار كلمة واحدة، استدركناها من نسخة ليدن 1/ 387.
(4)
طمس مقدار كلمتين، استدركناهما من نسخة ليدن 1/ 387.
/227 أ/
سنة خمس عشرة وسبعماية
المحرّم
[توجّه الأمير تنكز إلى حلب]
في يوم الإثنين مستهلّ المحرّم توجّه من دمشق نائب السلطنة الأمير سيف الدين تنكز وصحبته من تأخّر من جيش دمشق قاصدين مدينة حلب
(1)
.
[توجّه الجيش إلى بلاد الروم]
وفي السابع عشر من المحرّم وصل الخبر إلى دمشق أنّ العساكر وصلت إلى حلب في يوم الخميس حادي عشر المحرّم وتوجّهت منها في يوم الأحد رابع عشره إلى عين تاب، وأقام بها قاضي القضاة نجم الدين ابن صصرى وجماعة من المتعمّمين، وتوجّه الجيش منها في السادس عشر من الشهر المذكور إلى بلاد الروم إلى مدينة ملطية
(2)
.
[وفاة الصدر علاء الدين ابن البارزي الحموي]
373 -
وفي يوم الجمعة السادس والعشرين من المحرّم توفي الصدر الكبير، علاء الدين، علي بن الشيخ موفّق الدين يحيى بن البارزي
(3)
، الحموي، المعروف بابن الوليّ بحماه، وصلّي عليه بالجامع النوري، ودفن بالتربة السيفية.
[وصول الحجّاج]
وتعجّل وصول الحاج في هذه السنة فوصل منهم أكثر من ثلاثين راحلة إلى بصرى في يوم الجمعة خامس المحرّم، ووصل منهم إلى دمشق الشيخ علي البعلبكيّ المؤذّن فقيه مهنّا في يوم السبت، ثالث عشر المحرّم، وتواصل الناس قليلا قليلا إلى
(1)
خبر الأمير تنكز في: نهاية الأرب 32/ 217،218، ودول الإسلام 2/ 220، والسلوك ج 2 ق 1/ 142.
(2)
خبر توجّه الجيش في: نهاية الأرب 32/ 218، ودول الإسلام 2/ 220، والبداية والنهاية 14/ 73، والسلوك ج 2 ق 1/ 142.
(3)
لم أجد له ترجمة.
أن دخل الركب والمحمل السلطاني، وأمير الحاج الأمير شمس الدين سنقر الإبراهيمي في يوم السبت السابع والعشرين من المحرّم.
[كسوف الشمس]
وفي يوم الأحد الثامن والعشرين من المحرّم كسفت الشمس، وصلّينا صلاة الكسوف بجامع دمشق، وخطب الخطيب جلال الدين وحضرنا خطبته.
[فتح ملطية]
وفي بكرة يوم الأحد الثامن والعشرين من المحرّم وصلت الأخبار بأنّ يزك المسلمين كسر كشّافة التتار عند ملطية
(1)
، ثم حصر البلد، ثم وصل في آخر هذا اليوم إلى دمشق الأمير الكبير سيف الدين قجليس ومعه ناصر الدين دوادار نائب السلطنة بدمشق وأخبرا بالوصول إلى ملطية بكرة الأحد الحادي والعشرين من المحرّم ووجدا البلد قد حصّن وتهيّأ أهله للدفع عنهم، فلما رأوا كثرة الجيش خرج إليهم متولّي البلد والقاضي ومن معهما وطلبوا الأمان فأمّنوا المسلمين، ودخل البلد وقتل به من/ 227 ب/الأرمن خلق ومن النصارى، وأسر شيء كثير، وتعدّى ذلك إلى المسلمين، وحصل للناس مكاسب كثيرة، وخرب قطعة كبيرة من البلد، ورجع الجيش منها يوم الأربعاء الرابع والعشرين من الشهر إلى عين تاب، ثم انتقلوا منها إلى مرج دابق.
وتوجّه الأمير سيف الدين وناصر الدين الدوادار من دمشق إلى القاهرة ليلة الإثنين التاسع والعشرين من المحرّم، وحال وصولهما إلى دمشق زيّنت على جاري العادة، واستمرّت الزينة أسبوعا، ودقّت البشائر بقلعة دمشق، ثم عادا إلى دمشق من القاهرة في ثامن صفر وتوجّها إلى العسكر المنصور.
[وفاة الشريف ركن الدين ابن شرف شاه الحسيني]
374 -
وفي العشر الأوسط من المحرّم توفي السيد الشريف، الإمام، العلاّمة، الفاضل، ركن الدين، أبو محمد، الحسن بن شرف شاه
(2)
الحسيني الإستراباذيّ
(1)
خبر فتح ملطية في: الدر الفاخر 284،285، ونزهة المالك والمملوك 219 و 222، ونهاية الأرب 32/ 218،219، والنهج السديد 3/ 245، ودول الإسلام 2/ 220، وذيل العبر 81، والمختصر في أخبار البشر 4/ 74 - 76، وتذكرة النبيه 2/ 65،66، وتاريخ سلاطين المماليك 162، والبداية والنهاية 14/ 73، والنفحة المسكية 123، والجوهر الثمين 2/ 154، ونثر الجمان 2/ورقة 108 أ،109 ب، وتاريخ ابن الوردي 2/ 263، وتاريخ ابن خلدون 5/ 427، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 189، والسلوك ج 2 ق 1/ 142،143، وتاريخ ابن سباط 2/ 623، 624، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 446.
(2)
انظر عن (ابن شرف شاه) في: ذيل تاريخ الإسلام 136،137 رقم 420، ودول الإسلام 2/
بمدينة الموصل، ودفن عند مشهد الكفّ، وحضر جنازته عامّة الناس.
وكان من الفضلاء المشهورين من أصحاب النصير الطوسيّ، وله مصنّفات منها:
«شرح أصول ابن الحاجب» ، و «شرح مقدّمته في النحو» ، وغير ذلك. وكان مدرّسا، وله إدرارات وحرمة وافرة، وبلغت جامكيّته في الموصل في كل يوم ستين درهما، و «شرح الحاوي الصغير» في الفقه شرحين، الثاني أجود من الأول.
[وفاة نور الدين علي المصري]
375 -
وفي الخامس والعشرين من المحرّم توفي نور الدين علي المصري
(1)
، أحد المؤذّنين بجامع دمشق، وكانت وفاته بعين تاب، وعمل عزاؤه بجامع دمشق في حادي عشر صفر.
وكان صيّتا مشهورا.
صفر
[وفاة الفقيه محمد بن علي الغرناطي]
376 -
في يوم الإثنين السادس من صفر توفي الشيخ الإمام، العالم، الفقيه، النحوي، أبو عبد الله، محمد بن علي بن يحيى بن علي الغرناطي
(2)
، بالمدينة الشريفة النبويّة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام.
وكان رجلا فاضلا في أنواع من العلم، وجاور بمكة والمدينة مدّة، وسمع بالمغرب «الموطّأ» من أبي محمد بن هارون، وسمع بالحجاز من جماعة، وشرح «الجمل» للزّجّاجي، وله نظم كثير، من ذلك أكثر من ألفي بيت في المديح النبويّ.
ومولده في سنة إحدى/228 أ/وسبعين وستماية بأحواز غرناطة.
كتبت عنه من نظمه وسمعت بقراءته.
[وفاة محيي الدين ابن سالم السلمي]
377 -
وفي يوم الأربعاء التاسع من صفر توفي الشيخ الصالح الأصيل،
= 220، وذيل العبر 83، والإعلام بوفيات الأعلام 301، وتاريخ ابن الوردي 1/ 263، ومرآة الجنان 4/ 255، ودرّة الأسلاك 2/ورقة 203، وتذكرة النبيه 2/ 70،71، وطبقات الشافعية الكبرى 6/ 86، والوافي بالوفيات 2/ 54، وأعيان العصر 2/ 196،197 رقم 567، والسلوك ج 2 ق 1/ 158، والدرر الكامنة 2/ 16،17 رقم 1510، والنجوم الزاهرة 9/ 231، وبغية الوعاة 1/ 528، وكشف الظنون 2/ 1855، وشذرات الذهب 6/ 35، والأعلام 2/ 215.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
انظر عن (الغرناطي) في: ذيل تاريخ الإسلام 138 رقم 425.
محيي الدين، أبو الحسن، علي بن الشيخ العدل الكبير، فخر الدين أبي الثناء محمود بن عبد اللطيف بن محمد بن سيما بن عامر بن إبراهيم بن سالم السلمي
(1)
، الدمشقيّ، بقرية البلاط من غوطة دمشق، ودفن يوم الخميس بمقابر باب الصغير ظاهر دمشق.
ومولده ليلة الخميس ثامن عشر شعبان سنة إحدى وثلاثين وستماية بمحلّة القصّاعين بدمشق.
أحضر على والده وهو في السنة الثالثة من عمره، وسمع بنفسه وهو كبير من ابن عبد الدائم، وابن أبي اليسر، وجماعة. وأجاز له من دمشق أبو نصر بن الشيرازي، والإربلي، ومكرم، وابن المقيّر، وكريمة، ومن ديار مصر أبو الخطّاب بن دحية، وأبو القاسم بن الصفراوي، ومرتضى بن حاتم، وجماعة. وكان رجلا صالحا، متعفّفا، منقطعا عن الناس، وخالط الفقراء، وكان كثير الخشوع والرقّة، وهو من بيت العدالة والأمانة.
ولّي أبوه الحسبة بدمشق، ومات وهو صغير، وكانت وفاته في شوال سنة أربع وثلاثين وستماية، رحمهما الله تعالى.
[وفاة الصدر شرف الدين ابن القلانسي]
378 -
وفي ليلة السبت الثاني عشر من صفر توفي الصدر الكبير، الأصيل، العدل، الرضى، شرف الدين، أبو عبد الله، محمد بن العدل جمال الدين أبي الفضل محمد بن أبي الفتح نصر الله بن المظفّر بن أسعد بن حمزة بن أسد بن علي بن محمد التميمي، الدمشقي، ابن القلانسي
(2)
، بداره بدمشق، ودفن من الغد بسفح قاسيون بمقبرة بني صصرى، بالقرب من المدرسة الركنية.
ومولده في السابع والعشرين من شعبان سنة ستّ وأربعين وستماية بدمشق.
سمع «صحيح مسلم» من الرضيّ بن البرهان، وروى منه أربعين حديثا. وله إجازة عثمان بن
(3)
خطيب القرافة، وعبد الله بن الخشوعي، وجماعة.
وكان من أعيان دمشق وأكابرها، وباشر وكالة السلطان مدّة، وكانت حرمته وافرة وأخلاقه حسنة، وشهد في القيمة مدّة مع الأكابر ثم تركها.
(1)
انظر عن (السلمي) في: ذيل تاريخ الإسلام 139 رقم 430، والدرر الكامنة 3/ 126 رقم 290، وذيل العبر 83.
(2)
انظر عن (ابن القلانسي) في: نهاية الأرب 32/ 229، والبداية والنهاية 14/ 74، والسلوك ج 2 ق 1/ 158، والدرر الكامنة 4/ 241 رقم 643.
(3)
الصواب: «ابن» .
[وصول نائب ملطية]
وفي أول صفر وصل النائب بملطية
(1)
/228 ب/إلى دمشق وتوجّه إلى القاهرة.
[وصول قاضي ملطية]
ووصل في وسط الشهر قاضيها الشريف شمس الدين ومعه جماعة، وأقاموا بدمشق
(2)
.
[وصول أسرى من ملطية]
ووصل الأمير سيف الدين قجليس بجمع من الأسرى في يوم السبت السادس والعشرين من الشهر، ونودي في هذا الشهر بدمشق: إنّ من أخفى أحدا من المسلمين الواصلين من ملطية من امرأة أو صبيّ أو طفل صغير حلّ ماله ودمه، وغلّظ في ذلك استدراكا لما فرط
(3)
.
[وفاة عبد الله البغدادي]
379 -
وفي يوم السبت الثاني عشر من صفر توفي الشيخ عبد الله
(4)
بن إبراهيم بن سالم بن البغدادي، بالقاهرة، بمسجده داخل باب الزهومة، ودفن من الغد خارج باب النصر بمقبرة الصوفية، وقد بلغ ثمانين سنة.
وسمع كثيرا من الشيوخ مع الشيخ جمال الدين ابن الظاهريّ.
[وفاة ناصر الدين ابن حمزة البهراني]
380 -
وفي يوم الجمعة الثامن عشر من صفر توفي الشيخ العدل، ناصر الدين، أبو محمد، عبد الله بن
(5)
شيخنا العدل كمال الدين عبد الوهاب بن القاضي محيي الدين حمزة بن محمد بن الحسين بن حمزة البهراني
(6)
، الحموي، بحماه.
وكان له مسجد وقراءة، ويجلس مع الشهود ببلده، وحضر جزءا لطيفا وهو في أول سنة من عمره على والدة جدّه صفيّة بنت عبد الوهاب القرشية. وحدّث بالجزء
(1)
هو بدر الدين ميزامير بن الأمير نور الدين. انظر: نهاية الأرب 32/ 219، والبداية والنهاية 14/ 73، والسلوك ج 2 ق 1/ 143،144.
(2)
خبر قاضي ملطية في: نهاية الأرب 32/ 219، والبداية والنهاية 14/ 73.
(3)
خبر الأسرى في: نهاية الأرب 32/ 219.
(4)
لم أجد له ترجمة.
(5)
الصواب: «ابن» .
(6)
انظر عن (البهراني) في: الدرر الكامنة 2/ 273 رقم 2165، وأعيان العصر 2/ 695،696 رقم 881.
مرّات بحماه ودمشق، سمعته منه بهما، وهو من حديث أبي بكر بن زياد النيسابوري، وكان قدم دمشق في سنة سبع وسبع ماية، وسمع منه جماعة من الطلبة.
وكان جدّه قاضيا بحماه، وهو من بيت مشهور.
[وفاة إبراهيم بن عمر بن المهذب الواسطي]
381 -
وفي ليلة الأحد العشرين من صفر توفي الحاجّ الأمين، الصالح، إبراهيم بن عمر بن المهذّب الواسطي
(1)
، التاجر، السفّار، ببستان بجوبر، ودفن يوم الأحد بسفح قاسيون بتربة الشيخ موفّق الدين.
وكان رجلا جيّدا، معروفا بالأمانة والديانة، وملازمة الجامع، وحضور الجماعات. سافر في التجارة، وطلب الكسب إلى البلاد البعيدة، ودخل بلاد الخطا، ورأى هلاووا ملك التتار بسمرقند وهو قاصد أخذ بغداد. ومولده بالموصل، وأسر من حلب ولم يبلغ الثمانين.
[وفاة القاضي شهاب الدين ابن أبي الفضل الجعبري]
382 -
/229 أ/وفي يوم الأربعاء الثالث والعشرين من صفر توفي القاضي، الإمام، الفقيه، شهاب الدين، أبو العباس، أحمد بن محمد بن أبي الفضل الجعبري
(2)
، الشافعيّ، بزرع، ودفن هناك في اليوم المذكور، وكان قاضيا بها.
وولّي قبلها عدّة بلاد من عمل دمشق، مثل بصرى، والمجدل، وكرك نوح، وغير ذلك، وأقام مدّة بدمشق وأفتى بها، وحجّ، ودخل اليمن واجتمع بصاحبها.
[وفاة الإمام صفيّ الدين الأرموي الهندي]
383 -
وفي ليلة الثلاثاء التاسع والعشرين من صفر توفي الشيخ الإمام، العلاّمة، مفتي المسلمين، صفيّ الدين، أبو عبد الله، محمد بن عبد الرحيم بن محمد الأرموي
(3)
، ثم الهندي، الشافعيّ، بمنزله بالمدرسة الظاهرية بدمشق، ودفن يوم الثلاثاء بمقابر الصوفية.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
انظر عن (الأرموي) في: نهاية الأرب 32/ 230، وذيل تاريخ الإسلام 137،138 رقم 421، وذيل العبر 83،84، والإعلام بوفيات الأعلام 301، ومعجم شيوخ الذهبي 517 رقم 767، ودول الإسلام 2/ 221، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 240، (9/ 162 - 164)، وطبقات الشافعية الوسطى، ورقة 79 ب، ومرآة الجنان 4/ 272، ونثر الجمان 2/ورقة 111 ب، والبداية والنهاية 14/ 74،75، ودرّة الأسلاك 2/ورقة 203، وتذكرة النبيه 2/ 72،73، ونزهة الخواطر 2/ 138، والوافي بالوفيات 3/ 239، وأعيان العصر 4/ 501 - 505 رقم 1613، وطبقات الشافعية للإسنوي 1/ 483، والعقد المذهب 391،392 رقم 510،
ومولده في ليلة الجمعة ثالث ربيع الآخر سنة أربع وأربعين وستماية.
نقلته من خطّه. وذكر لي أنه ولد بالهند. وكان له جدّ لأمّه فاضل من أهل العلم هو شيخه، قرأ عليه ومات سنة سبع وستين وستماية، ودخل اليمن، وأكرمه الملك المظفّر، وأعطاه أربع ماية دينار، وحجّ، وأقام بمكة نحوا من ثلاثة أشهر، ثم ركب البحر ودخل الديار المصرية في سنة سبعين وستماية وأقام بها أربع سنين، ثم سافر إلى الروم على طريق أنطاكية، وأقام بها إحدى عشرة سنة، منها خمسة بقونية، وخمسة بسيواس، وسنة بقيسارية، ودرّس بقونية، وسيواس، واجتمع بالقاضي سراج الدين وأكرمه، وقال: لي في الروم ثلاثين سنة ما رأيت مثله. وخرج من الروم في سنة خمس وثمانين وستماية، وقدم دمشق فأقام بها واستوطنها، وعقد حلقة الإشغال بالجامع المعمور، وقرأ عليه أعيان الطلبة وفضلاء المشتغلين.
وصنّف في الأصول والكلام عدّة مصنّفات: ودرّس بدمشق بالدولعية والرواحية والأتابكية والظاهرية، وكان مقصودا بالاستفتاء، ويكتب كثيرا في الفتاوى. وفيه عبادة وديانة ومودّة وحسن تعهّد لمعارفه وأصحابه/229 ب/وكان يفطر عنده في شهر رمضان نحو عشرة من الفقراء الضعفاء، ووقف كتبه وجعل مقرّها بدار الحديث الأشرفية، رحمه الله تعالى.
[وفاة الإمام شمس الدين ابن جميل الربعي]
384 -
وفي صبح نهار الإثنين الحادي والعشرين من صفر توفي الشيخ الإمام، العلاّمة، الفاضل، مفتي المسلمين، ذو الفضائل، شمس الدين، أبو عبد الله، محمد بن أبي القاسم بن جميل الربعي
(1)
، الغوانمي، المالكي، بالقاهرة (بحارة)
(2)
البرقية، ودفن من يومه بالقرافة.
ومولده في سنة تسع وثلاثين وستماية.
سمع بدمشق في سنة ثلاث وسبعين وبعدها مع ابن جعوان، والحارثي،
= وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 82،83 رقم 515، والسلوك ج 2 ق 1/ 158، والبدر الطالع 2/ 187، وتاريخ الخلفاء 497، وكشف الظنون 783، وشذرات الذهب 6/ 37، وهدية العارفين 2/ 143، والدارس 1/ 130، وديوان الإسلام 3/ 201 رقم 1320، ومفتاح السعادة 2/ 218، وتاريخ الأدب العربي 2/ 116، وذيله 2/ 142، والأعلام 7/ 72، ومعجم المؤلفين 10/ 160.
(1)
انظر عن (الربعي) في: نهاية الأرب 32/ 229، وذيل العبر 84، وذيل تاريخ الإسلام 138 رقم 427، والوافي بالوفيات 4/ 149، والسلوك ج 2 ق 1/ 158، وشذرات الذهب 6/ 37. وفي نسخة ليدن 1/ 397 «الربعي التونسي».
(2)
كلمة غير واضحة في الأصل، والتقرير من نسخة ليدن 1/ 397.
وغيرهما. وحدّث. وكان من الفضلاء المشهورين، وولّي القضاء بالإسكندرية مدّة.
[وفاة الصدر أصيل الدين ابن محمد الطوسي]
385 -
وفي صفر توفي الصدر الكبير، أصيل الدين، ولد الشيخ نصير الدين محمد بن محمد الطوسي
(1)
، ببغداد، ودفن عند والده بمشهد موسى الجواد، رضي الله عنهما.
وكان ناظر الأوقاف ومنجّما عند ملك التتار، وله حرمة وجامكية وافرة.
ربيع الأول
[وفاة القاضي نجم الدين أبي الفداء المقدادي]
386 -
في يوم الجمعة الثاني من شهر ربيع الأول توفي القاضي، الفقيه، الإمام، العالم، الفاضل، نجم الدين، أبو الفداء، إسحاق ابن القاضي مجد الدين إسماعيل بن أبي القاسم بن الحسين بن أبي القاسم المقدادي
(2)
، الكندي، الرحبي بمدينة دمشق، ودفن بعد العصر بمقابر باب الصغير.
ومولده في خامس ربيع الأول سنة إحدى وخمسين وستماية بالرحبة.
وكان رجلا فاضلا، صالحا، ولّي قضاء الرحبة سبعا وثلاثين سنة، ووليه أيضا والده وجدّه، وقدم إلى دمشق للاشتغال سنة أربع وستين، فأقام مدّة، ولازم الشيخ تاج الدين الفزاري، وسمع من ابن عبد الدائم، وابن أبي اليسر، وغيرهما.
وكان مشكور السيرة في ولايته، يحبّه أهل بلده ومن يقدم إليه من الأمراء والجند والتجار والفقراء وغيرهم، ويثنون عليه، ولما قدم إلى دمشق قبل موته بسنة وأشهر ولي بها نيابة الخطابة بجامع دمشق، وخطب في العيدين، وسرّ الناس بإمامته لصلاحه وعفّته وانقطاعه.
روى الحديث بالرحبة ودمشق.
[وفاة الفقيه شمس الدين محمد الآمدي]
387 -
وفي يوم الأحد رابع شهر ربيع الأول توفي/230 أ/الشيخ الفقيه، العدل، شمس الدين، محمد ابن الشيخ رمضان
(3)
بن عبد الله بن يوسف الآمدي، الحنفيّ، ودفن من الغد بسفح قاسيون.
(1)
انظر عن (الطوسي) في: ذيل تاريخ الإسلام 139 رقم 437.
(2)
انظر عن (المقدادي) في: ذيل تاريخ الإسلام 139 رقم 438، وأعيان العصر 1/ 484، والدرر الكامنة 1/ 356 رقم 887.
(3)
لم أجد له ترجمة.
وكان رجلا جيّدا، أحد الشهود بمسجد البياطرة، بدمشق، وكان مشكور السيرة، قليل الكلام، كثير السكون، وكان مقرئا بالرباط الناصري، وسمع فيه من ابن أبي الخير.
وكان والده من المرتّبين بالرباط المذكور، وسمعت منه.
[وصول الأمير تنكز إلى دمشق من ملطية]
وفي بكرة يوم الجمعة السادس عشر من شهر ربيع الأول وصل إلى دمشق نائب السلطنة الأمير سيف الدين تنكز-أعزّه الله تعالى-ومعه الجيوش الشامية والمصرية من غزوة ملطية، وخرج الناس لتلقّيهم، وأقام المصريّون قليلا وتوجّهوا إلى القاهرة المحروسة
(1)
.
[وفاة المقرئ شمس الدين ابن فارس المعرّي]
388 -
وفي يوم الثلاثاء ثالث عشر شهر ربيع الأول توفي الشيخ المقرئ، شمس الدين، أبو إبراهيم، محمد بن إبراهيم بن يوسف بن فارس
(2)
المعرّي، ودفن بمقابر باب الصغير.
وكان رجلا جيّدا، مقرئا، صالحا، ولد بالمعرّة، وحمل منها إلى دمشق سنة أخذ هلاوو لها وعمره خمس سنين، وحجّ اثنتي عشرة حجّة.
وسمع معي بالكرك، وكان إمام مسجد درب العدس إلى أن مات.
[وفاة الأمير صارم الدين المعروف بحاجب صفد]
389 -
وفي السابع عشر من شهر ربيع الأول توفي بالمعرّة الأمير الكبير، صارم الدين
(3)
، عثمان بن إسماعيل بن عثمان، المعروف بحاجب صفد، ودفن بها وهو راجع من أخذ ملطية.
عاش ثمانيا وخمسين سنة.
وكان رجلا جيّدا، مشكور السيرة، عيّن لشدّ دمشق، وكان يسكن بدرب الفراش، وخلّف أولادا وذرّيّة.
وكان جدّه من مماليك الدوادار الرومي الظاهري.
(1)
خبر الأمير تنكز في: نهاية الأرب 32/ 219، والنهج السديد 3/ 245، وتاريخ سلاطين المماليك 144، والبداية والنهاية 14/ 73.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
انظر عن (صارم الدين) في: أعيان العصر 3/ 215،216 رقم 1073، والدرر الكامنة 2/ 437 رقم 2571.
[وفاة محمد بن علاء الدين ابن أفتكين]
390 -
وفي يوم الإثنين التاسع عشر من شهر ربيع الأول توفي محمد بن علاء الدين
(1)
علي بن عمر بن ظفر الله بن
(2)
أخت شمس الدين ابن أفتكين.
وكان رفيقنا في الحجّ سنة ثمان وثمانين وستماية، وهو صبيّ. وسمع بقراءتي بالحجاز الشريف.
[الإمساك بعدّة أمراء اتفقوا على الخروج على السلطان]
وفي يوم الإثنين التاسع عشر من شهر ربيع الأول وصل إلينا الخبر بدمش بمسك الأمير سيف الدين بكتمر الحاجب، والأمير علاء الدين أيدغدي شقير، والأمير سيف الدين بهادر المعرّي، وأمير آخر يعرف/230 ب/بالخازن، وأنّ ذلك كان يوم الخميس مستهلّ هذا الشهر لأمر اتفقوا عليه من الخروج على السلطان، واحتيط بدمشق على موجود الحاجب، وأيدغدي شقير في الثامن والعشرين من ربيع الأول، فظهر للحاجب أموال ومتاجر وأخشاب وأمتعة
(3)
.
[وفاة والدة فخر الدين المقاتلي]
391 -
وفي يوم الأربعاء الثامن والعشرين من ربيع الأول توفّيت والدة المحدّث فخر الدين المقاتلي
(4)
بظاهر دمشق، وصلّي عليها بجامع العقيبة، ودفنت بمقابر باب (الفراديس)
(5)
.
[وفاة ناصر الدين ابن الجنيد الآمدي]
392 -
وفي يوم الخميس التاسع والعشرين من شهر ربيع الأول توفي ناصر الدين، محمد ابن الشيخ العدل معين الدين محمد بن الشيخ جمال الدين محمد بن محمد بن الجنيد
(6)
الآمدي فجأة بدمشق، ودفن بسفح قاسيون، وهو في عشر الستين.
وكان جلس مع الشهود ثم ترك ذلك وتوكّل للأمراء، ودخل في أمور الدنيا.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
الصواب: «ابن» . وفي نسخة ليدن 1/ 401 «نصر الله» بدل «ظفر الله» .
(3)
خبر إمساك الأمراء في: نزهة المالك والمملوك 223، ونهاية الأرب 32/ 220، وتاريخ سلاطين المماليك 162، والبداية والنهاية 14/ 73، والسلوك ج 2 ق 1/ 144.
(4)
لم أجد لها ترجمة.
(5)
كتبت فوق السطر.
(6)
لم أجد له ترجمة.
ربيع الآخر
[وفاة الفقيه صدر الدين ابن محبوب]
393 -
في يوم الجمعة مستهلّ شهر ربيع الآخر توفي الشيخ الفقيه، المقرئ، العدل، صدر الدين، أبو محمد، عبد الرحيم ابن الشيخ بهاء الدين، عبد الله بن الحسن بن محبوب
(1)
، ودفن يوم السبت بمقابر الصوفية.
وكان رجلا جيّدا، مشكورا، مواظبا على التلاوة، يشهد قبالة المدرسة المسمارية.
وجاوز الخمسين، وسمع على جماعة مع إخوته.
[وفاة الفقيه تقيّ الدين الدمشقي المعروف بابن السكاكيني]
394 -
وفي عشيّة الإثنين الحادي عشر من شهر ربيع الآخر توفي الفقيه، الفاضل، تقيّ الدين، أبو عبد الله، محمد ابن الشيخ عماد الدين عثمان بن حسن بن ناصر الدمشقي، الشافعي، المعروف بابن السكاكيني
(2)
، ودفن ضحى يوم الثلاثاء بمقبرة باب الصغير.
ومولده في سنة سبع وستين وستماية بدمشق.
وكان رجلا جيّدا من رفاقنا بالمدارس ودار الحديث، وسمع كثيرا على الشيوخ، وكان له اعتناء بذلك، وبيننا وبينه صحبة متأكّدة، ومجالسة كثيرة، رحمه الله تعالى.
ولما دخل القاهرة في الجفل سمع من الأبرقوهي، وحدّث عنه بدمشق «مجلس رزق الله التميمي» .
[وفاة زين الدين عبد الحق القرشي]
395 -
وفي الخامس من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ زين الدين، عبد الحقّ
(3)
بن فتيان بن عبد المجيد بن أحمد بن عبد الله القرشيّ، ودفن بسفح المقطّم.
ومولده بمصر في سنة خمس وأربعين وستماية.
/231 أ/وكان عدلا صوفيّا بخانقاه سعيد السعداء، سمع من الحافظ رشيد الدين العطار، والرضيّ بن البرهان، وحدّث.
[وصول الأمير قجليس وسفره]
وفي يوم الخميس الرابع عشر من شهر ربيع الآخر وصل الأمير سيف الدين
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
قجليس إلى دمشق، وسافر منها ورجع بكرة الإثنين الثامن عشر منه، ومعه الأمير سيف الدين تمر الساقي نائب السلطان بطرابلس فمسك بدمشق هو والأمير سيف الدين بهادر آص في اليوم المذكور، وسافرا ليلة الثلاثاء تاسع عشر، ومع كل واحد منهما من يحفظه ويخدمه. وحمل الأمير سيف الدين تمر إلى القاهرة، والأمير سيف الدين بهادر آص إلى الكرك، وتألّم الناس للأمير سيف الدين بهادر آص كثيرا، وبكوا عليه، وأكثروا من الدعاء له، وضاقت الصدور (بسببه)
(1)
، وظهر ذلك في البلد
(2)
.
[وصول رجل مسمّر على جمل من القاهرة]
وفي يوم السبت السادس عشر من ربيع الأول وصل من القاهرة إلى دمشق رجل ميّت مسمّر على جمل، ونودي عليه: هذا جزاء من يتكلّم فيما لا يعنيه، ونحو ذلك.
وقيل إنه النجم أيوب بن أحمد بن النجم شيخ حطّين كان جدّه، وإنه كان سبب اللعنة التي أوجبت مسك الحاجب وأيدغدي شقير ومن معهما
(3)
.
[وفاة الأمير ركن الدين بيبرس الحسامي]
396 -
وفي يوم الإثنين الثامن عشر من شهر ربيع الآخر توفي الأمير الكبير ركن الدين بيبرس الحسامي، المنصوري، ويعرف بالمجنون
(4)
بحمص.
وكان من مقدّمي الحلقة بدمشق ومن أعيان الجند، وسكنه بالزلاّقة داخل باب الصغير.
[وفاة الحاج عثمان بن مكي]
397 -
وفي يوم الأربعاء العشرين من شهر ربيع الآخر توفي الحاج عثمان بن مكي
(5)
شيخ قرية زملكا، ودفن يوم الخميس، وحضره الجماعة.
وكان رجلا جيّدا، مشهورا بقريته، مقبول القول في الشهادة، رحمه الله تعالى.
[تولية الحسبة ونظر الأوقاف بدمشق]
وفي يوم الخميس الحادي والعشرين من شهر ربيع الآخر وصل الصدر الكبير
(1)
كتبت فوق السطر.
(2)
خبر الأمير قجليس في: نهاية الأرب 32/ 222، والنهج السديد 3/ 249، وتاريخ سلاطين المماليك 163، والبداية والنهاية 14/ 73، والسلوك ج 2 ق 1/ 144.
(3)
خبر الرجل المسمّر في: نزهة المالك والمملوك 223،224، والتذييل على دول الإسلام 221، والنهج السديد 3/ 249.
(4)
انظر عن (بيبرس المجنون) في: النهج السديد 3/ 256، والدرر الكامنة 1/ 509 رقم 1382.
(5)
لم أجد له ترجمة.
عزّ الدين ابن ميسّر إلى دمشق متولّيا الحسبة ونظر الأوقاف، وخلع عليه بطرحة، وباشر المنصبين، وانصرف بدر الدين ابن الحدّاد من الحسبة، /231 ب/وبهاء الدين الحنفي من نظر الأوقاف
(1)
.
[وفاة عائشة بنت عبد القاهر]
398 -
وفي يوم الإثنين الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر توفيت المرأة الصالحة عائشة
(2)
بنت عبد القاهر بن يحيى بن
(3)
قاضي بالس، ودفنت يوم الثلاثاء بمقابر باب الصغير.
وهي والدة الفقيه علاء الدين ابن قاضي بالس الحنفيّ.
[وصول العسكر من حلب]
وفي يوم الثلاثاء السادس والعشرين من ربيع الآخر وصل إلى دمشق بقيّة عسكرها المجرّدين بحلب
(4)
.
[خبر ملطية]
وذكر بعضهم أنه بعد رحيل العسكر من ملطية بثلاثة أيام حضر إليها أهل كنكر والكختين، وكان طلع من المغاير من اختبى
(5)
من الأرمن وغيرهم، فاحتاطوا بها، وقتلوا من الأرمن نحو ثلاثماية، وأسروا نحو ماية، وبعثوا منهم إلى حلب ستين نفسا، وسيّروا خمس السلطان، وغنموا غلالا كثيرة.
وبعد ذلك حضر جوبان إلى ملطية وآمن من بقي فيها وسدّ أبوابها وهي سبعة، وترك واحدا منها للخروج إلى البساتين، وآمن من فيها بالعمارة، وجرّد بها ألفي فارس من التتار وهي في إقطاعه أطلقها له خربندا في سنة أربع عشرة، وولّى فيها من جهته شخصا كرديّا، وأساء المعاملة مع أهلها، فحملهم ذلك على مكاتبة السلطان، وأحبّوا أن يكونوا من رعيّته، وأسر الكرديّ النائب المشار إليه، ثم إنه هرب ولحق بجوبان.
وقيل إنّ بعد ذلك كلّه حصل بملطية نقص كثير في الزرع والثمار بسبب الجراد
(6)
.
(1)
خبر الحسبة في: البداية والنهاية 14/ 73 وفيه: «ابن مبشّر» .
(2)
لم أجد لها ترجمة.
(3)
الصواب: «ابن» .
(4)
خبر وصول العسكر في: النهج السديد 3/ 245 - 247.
(5)
الصواب: «اختبأ» .
(6)
خبر ملطية في: النهج السديد 3/ 245 - 247.
جمادى الأولى
[وفاة الفقيه ناصر الدين ابن العلاّني الحرّاني]
399 -
في يوم الإثنين ثاني جمادى الأولى توفي الفقيه، الفاضل، ناصر الدين، محمد بن أحمد بن عبد الغني بن العلاّني
(1)
، الحرّاني، الحنبلي، ودفن من يومه بمقابر باب الصغير.
وكان فقيها فاضلا، صالحا، مواظبا على الاشتغال والقيام بالأولاد والعيال مع الفقر وقلّة الأسباب.
وجاوز الخمسين.
[وفاة عبد الله بن مسيّب الحريري]
400 -
وفي يوم الأحد مستهلّ جمادى الأولى توفي الشيخ عبد الله بن الشيخ مسيّب
(2)
ابن الشيخ علي الحريري، ودفن يوم الإثنين بمقابر الصوفية، رحمه الله.
[وفاة الصدر عزّ الدين ابن أبي العزّ الحنفي]
401 -
/232 أ/وفي ليلة الأحد ثامن جمادى الأولى توفي الصدر الفاضل، الفقيه، عزّ الدين، محمد ابن أقضى القضاة شمس الدين محمد بن الشيخ شرف الدين محمد بن أبي العزّ
(3)
بن صالح الحنفيّ، ودفن يوم الأحد بسفح جبل قاسيون بالقرب من المدرسة المعظّمية.
وكان شابا حسنا، وأصيب به والده، آجره الله فيه، وكان قد تأهّل للمناصب وخطب عن والده وناب عنه في مباشرة نظر المدرسة الظاهرية وغير ذلك.
[وفاة عزيز الدين ابن أبي الكرم السنجاري]
402 -
وفي عاشر جمادى الأولى توفي عزيز الدين، محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحيم بن القاضي عزيز الدين محمد بن أبي الكرم السنجاري
(4)
، الحنفي بحلب.
وكان من نظّار أوقاف ابن عصرون، وأقام بدمشق مدّة، ثم انتقل إلى حلب وسكنها إلى حين وفاته. وكان شهد على الحكام، وفيه رياسة ومعرفة.
(1)
لم أجد له ترجمة. وفي نسخة ليدن 1/ 408 «العلائي» .
(2)
انظر عن (ابن مسيّب) في: البداية والنهاية 14/ 75 وفيه: «علي بن علي» .
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
لم أجد له ترجمة.
[نيابة السلطنة بطرابلس]
وفي يوم الخميس الثاني عشر من جمادى الأولى وصل إلى دمشق من الديار المصرية الأمير الكبير سيف الدين كستاي بن عبد الله الملكي الناصري، وأقام أياما وتوجّه إلى طرابلس متولّيا نيابة السلطنة بها عوضا عن تمر الساقي
(1)
.
[وفاة الفقيه جمال الدين المعروف بابن الفقاعي]
403 -
وفي الخامس عشر من جمادى الأولى أو السادس عشر منه توفي الشيخ الإمام، العالم، الفقيه، المقرئ، النحوي، جمال الدين، أبو الفداء، إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن سعد الله الحموي، الحنفي، المعروف بابن الفقاعي
(2)
، بحماه.
وكان شيخا فاضلا، متفنّنا، عارفا بالقراءآت، خبيرا بالتجويد، حسن الأداء، مع المعرفة بالفقه والنحو والأدب، وله نظم جيّد، وعنده فضيلة تامّة. وكان مدرّسا بمدرسة الطواشي بحماه.
ومولده في شهر رجب سنة اثنتين وأربعين وستماية.
وولّي المدرسة المذكورة بعده قاضي القضاة ناصر الدين الحنفي ابن العديم الحاكم بحماه.
[حصر مشهد الحسين بكربلاء]
وفي جمادى الأولى حصر مشهد الحسين، رضي الله عنه، بكربلاء بسبب النزاع الواقع بين النقيبين ابن أبي الفائز، وابن حسينك
(3)
في أمر النقابة، فإنّ كلاّ منهما يريد الاستقلال بها، وكان حصل بينهما قتال في السنة الماضية، وقتل بينهما من أهل المشهد/ 232 ب/من الطائفتين نحو أربعماية نفر، وعند ذلك توجّه ابن أبي الفائز إلى خربندا سلطان العراق وشكى
(4)
حاله إليه وبذل أموالا جمّة، فقووه بنحو ألف وخمس ماية فارس، فرجع بهم إلى المشهد في هذا الشهر، وحاصر ابن حسينك
(5)
وأصحابه، وتشعّث البلد وانتقل بعض أهله عنه بسبب هذه الفتنة، واستمرّ الحصار مدّة.
(1)
خبر نيابة طرابلس في: نزهة المالك والمملوك 224، ونهاية الأرب 32/ 222، والنهج السديد 3/ 248،249، وتاريخ سلاطين المماليك 163، والبداية والنهاية 14/ 73 وفيه «كسناي» .
(2)
انظر عن (ابن الفقّاعي) في: ذيل تاريخ الإسلام 139 رقم 439، وأعيان العصر 1/ 526 رقم 272، وغاية النهاية 1/ 163، والدرر الكامنة 1/ 377 رقم 950، وبغية الوعاة 1/ 454.
(3)
في الأصل: «حسيك» . وفي نسخة ليدن 1/ 410 «حسيل» .
(4)
الصواب: «وشكا» .
(5)
في الأصل: «حسيك» . وفي نسخة ليدن 1/ 410 «حسيل» .
نقلت ذلك من خط عزّ الدين حسن الإربلي.
[وصول رسول صاحب اليمن إلى القاهرة]
وفي يوم الأربعاء تاسع عشر جمادى الأولى وصل إلى القاهرة رسول صاحب اليمن وصحبته هدايا وتحف كثيرة
(1)
.
[الحريق بباب الصغير]
وفي ليلة الإثنين الثالث والعشرين من جمادى الأولى وقع حريق داخل باب الصغير بدمشق احترقت فيه حوانيت ودور، وهلك فيها أموال وأمتعة. وذلك قبالة مسجد الشنباشي
(2)
.
[وفاة علي الحريري]
404 -
وفي يوم الأحد الثاني والعشرين من جمادى الأولى توفي الشيخ علي بن الشيخ علي بن أبي الحسن بن منصور الحريري
(3)
، بقرية بسر
(4)
من عمل زرع، ودفن يوم الإثنين بها عند والده، ووصل خبره إلى دمشق، وصلّي عليه بجامعها يوم الجمعة السابع والعشرين من جمادى الأولى المذكور.
وكان شيخا مشهورا، مكرما عند الناس وله حرمة عند الدولة، وجاوز السبعين.
ومولده في سنة ثلاث وأربعين وستماية.
وتوفي والده في رمضان سنة خمس وأربعين وستماية
(5)
، وهو طفل صغير.
[وفاة القاضي كمال الدين موسى الموصلي]
405 -
وفي جمادى الأولى توفي القاضي، الإمام، العلاّمة، كمال الدين،
(1)
خبر الرسول في: نزهة المالك والمملوك 225، ونهاية الأرب 32/ 222، والنهج السديد 3/ 250.
(2)
خبر الحريق في: البداية والنهاية 14/ 73.
(3)
انظر عن (الحريري) في: ذيل تاريخ الإسلام 139 رقم 431، وأعيان العصر 3/ 466.
(4)
هو علي بن أبي الحسن بن منصور في: الذيل على الروضتين 180، ونهاية الأرب 29/ 328، والحوادث الجامعة 235 وفيه وفاته سنة 646 هـ.، وتاريخ الإسلام (641 - 650 هـ.) - بتحقيقنا-ص 277 - 287 رقم 377، والإشارة إلى وفيات الأعيان 346،347، والإعلام بوفيات الأعلام 269، والمشتبه في الرجال 1/ 150، وسير أعلام النبلاء 23/ 224 - 227 رقم 144، والعبر في خبر من غبر 5/ 186، وتاريخ ابن الوردي 2/ 178، والمختار من تاريخ ابن الجزري 212، ومرآة الجنان 4/ 112،113، وفوات الوفيات 2/ 42 - 45، وعيون التواريخ 20/ 14 - 17 والبداية والنهاية 13/ 173،174، والفلاّكة والمفلوكين للدلجي 72، والعسجد المسبوك 2/ 556،557، وطبقات الأولياء 450،451 رقم 140، والنجوم الزاهرة 6/ 359، 360، وشذرات الذهب 5/ 231،232، وجامع كرامات الأولياء 2/ 174.
(5)
في نهاية الأرب 29/ 328 «بشر» ، وفي مرآة الجنان 4/ 113 «تستر من حوران. .» وهو غلط.
موسى بن بهاء الدين محمد بن الشيخ كمال الدين موسى بن الشيخ رضي الدين يونس الموصلي
(1)
، الحاكم بالموصل. وكانت وفاته بالمدينة السلطانية، وكان توجّه إليها في مهمّ له، فأدركه أجله هناك وولي قضاء الموصل بعد ولده.
جمادى الآخرة
[تدريس المدرسة الخاتونية]
وفي أول جمادى الآخرة ولّي القاضي الشريف، شمس الدين قاضي ملطية تدريس المدرسة الخاتونية ظاهر دمشق، ودرّس بها في يوم الأربعاء السادس عشر من الشهر المذكور، وحضر عنده قاضي القضاة وأعيان المدرّسين بمرسوم نائب السلطنة
(2)
.
/233 أ/. وهو رجل جيّد عنده فضيلة وحسن خلق.
ومولده في سنة تسع وخمسين وستماية.
(وخطب)
(3)
بملطية وهو صبيّ دون البلوغ، وولي قضاءها مع الخطابة نحو عشرين سنة.
[وفاة جمال الدين ابن عبد الكريم المقرئ]
406 -
وفي يوم الجمعة رابع جمادى الآخرة توفي جمال الدين محمد
(4)
ابن شيخنا الشيخ نجم الدين عبد الله بن الشيخ الإمام جمال الدين سليمان بن عبد الكريم المقرئ الدمشقي، الأنصاري، بقرية المزّة، ودفن هناك.
وكان رجلا جيّدا، جلس شاهدا بمسجد البياطرة مدّة، ثم ترك ذلك.
ومولده في سنة اثنتين وستين وستماية.
[الحسبة بدمشق]
وفي يوم الجمعة رابع جمادى الآخرة أعيد القاضي بدر الدين ابن الحدّاد إلى الحسبة بدمشق وانفصل منها الصاحب عزّ الدين ابن ميسّر، واستمرّ في نظر الأوقاف خاصّة
(5)
.
(1)
انظر عن (الموصلي) في: ذيل تاريخ الإسلام 139 رقم 440، والتذييل على دول الإسلام 221، وأعيان العصر 5/ 485،486 رقم 1899، والدرر الكامنة 4/ 381 رقم 1036.
(2)
خبر تدريس الخاتونية في: البداية والنهاية 14/ 73،74.
(3)
كتبت على هامش المخطوط.
(4)
لم أجد له ترجمة.
(5)
خبر الحسبة في: البداية والنهاية 14/ 74.
[وفاة الحكيم بهاء الدين عبد السيّد الطبيب]
407 -
وفي يوم الأحد سادس جمادى الآخرة توفي الحكيم الفاضل، بهاء الدين، عبد السيّد
(1)
بن المهذّب إسحاق بن يحيى الطبيب الكحّال، ودفن من يومه بسفح قاسيون.
وكان رجلا جيّدا، أسلم وحسن إسلامه، وتعلّم القرآن، وجالس العلماء. وكان قبل ذلك ديّان اليهود ومن أعيانهم.
[وفاة شرف الدين أبي المفاخر المعروف بالقاضي شقير]
408 -
وفي ليلة الأربعاء تاسع جمادى الآخرة توفي الشيخ شرف الدين، أبو المفاخر، أحمد بن تاج الدين عبد الله بن شرف الدين أحمد بن القاضي شرف الدين أبي طالب عبد الله بن زين القضاة أبي بكر عبد الرحمن بن القاضي أبي المكارم سلطان ابن قاضي القضاة زكيّ الدين أبي المفضّل يحيى بن علي بن عبد العزيز القرشيّ، الدمشقي، المعروف بالقاضي شقير
(2)
، بمسجده بسفح قاسيون، ودفن من الغد بتربة والده وأقاربه بالجبل.
وكان (متجرّدا على قدم)
(3)
الفقراء.
مولده في رمضان سنة ثلاثين وستماية بدمشق.
روى عن ابن مسلمة، و (المرسي)
(4)
، وتاج الدين القرطبي، وأمين الدين عبد المحسن الحلبي الكاتب، والمعظّم بن صلاح الدين، واليلداني، وجماعة. وله إجازة ابن القبّيطي، وابن الخازن، وابن النخّال، وابن النجّار المؤرّخ، وغيرهم.
[التدريس بالمدرسة الأتابكية]
وفي يوم الأربعاء تاسع جمادى الآخرة ذكر الدرس قاضي القضاة نجم الدين ابن صصرى الشافعي بالمدرسة الأتابكية، بسفح قاسيون، عوضا عن/233 ب/الشيخ صفيّ الدين الهندي
(5)
.
(1)
انظر عن (عبد السيد) في: ذيل تاريخ الإسلام 139 رقم 441، وأعيان العصر 3/ 65، رقم 980، والدرر الكامنة 2/ 366،367 رقم 2419، والبداية والنهاية 14/ 75.
(2)
انظر عن (شقير) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 35، وذيل تاريخ الإسلام 139 رقم 432، والوافي بالوفيات 7/ 138، وأعيان العصر 1/ 230،231 رقم 116، والدرر الكامنة 1/ 179 رقم 459.
(3)
ما بين القوسين من الدرر الكامنة. وفي نسخة ليدن 1/ 414،415 «وكان شيخا مشهورا بين الفقراء» .
(4)
كلمة غير مقروءة في الأصل، أثبتناها من نسخة ليدن 1/ 415.
(5)
خبر تدريس الأتابكية في: البداية والنهاية 14/ 74.
[التدريس بالمدرسة الظاهرية]
وفي يوم الأربعاء سادس عشر جمادى الآخرة ذكر الدرس الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني بالمدرسة الظاهرية بدمشق، عوضا عن الشيخ صفيّ الدين الهندي
(1)
.
[وفاة شمس الدين محمد بن أبي الفتح الدمشقي]
409 -
وفي يوم الجمعة ثامن عشر جمادى الآخرة توفي شمس الدين، محمد بن أبي الفتح الدمشقي، المعروف بالناسخ
(2)
نقيب وكيل بيت المال، ودفن بباب الصغير.
وكان موته فجأة، وكان مشهورا بعمل الشعر، مدح الأكابر.
[وفاة الحسام التركماني]
410 -
وفي جمادى الآخرة توفي الحسام التركماني
(3)
المنجّم تحت القلعة ظاهر دمشق.
وكان له شهرة، وعنده جرأة فيما يقوله.
[وفاة الإمام بدر الدين البابي الحلبي]
411 -
وفي ليلة الأحد العشرين من جمادى الآخرة توفي الشيخ الإمام، بدر الدين، محمد بن عمر بن محمود البابي الحلبي، المعروف بابن جحفل
(4)
الشافعي، معيد المدرسة الباذرائية، وكانت وفاته بها، ودفن من الغد بمقابر الصوفية.
وقد بلغ السبعين أو قاربها.
وكان رجلا جيّدا، وفقيها فاضلا، وعنده معرفة بالنحو، وفيه سكون كثير وانقطاع وملازمة لبيته.
[وفاة القاضي عبد الرحمن بن موسى]
412 -
وفي يوم الأحد العشرين من جمادى الآخرة توفي القاضي عبد الرحمن بن الشيخ بدر الدين موسى بن أبي الفضل بن عمر الناسخ بن المنادي
(5)
.
وكان شيخا جاوز السبعين، ونسخ كثيرا، ووقعت له واقعة أوجبت قطع يده، فصار بعد ذلك ينسخ بالشمال كتابة جيّدة، وبقي على ذلك مدّة سنين، ولم يكن له سبب غير النسخ.
(1)
خبر تدريس الظاهرية في: البداية والنهاية 14/ 74.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
لم أجد له ترجمة.
(5)
لم أجد له ترجمة. وفي نسخة ليدن 1/ 416 «المناديلي» .
ووجدت سماعه بعد موته على العفيف (محمد)
(1)
بن زكريّا (بن رحمة)
(2)
لمشيخته في سنة ثلاث وخمسين وستماية.
[وصول الأمير ابن الوزيري]
وفي يوم الأحد العشرين من جمادى الآخرة وصل الأمير الكبير بدر الدين ابن الوزيري من القاهرة إلى دمشق مقيما بها أحد الأمراء.
[وفاة علاء الدين ابن وداعة]
413 -
وفي يوم الخميس الرابع والعشرين من جمادى الآخرة توفي الشيخ علاء الدين ابن وداعة
(3)
ناظر تربة عمّه بالصالحية.
[وفاة عز الدين ابن جميل المعافري]
414 -
وفي يوم الإثنين رابع عشر جمادى الآخرة توفي عزّ الدين، عبد العزيز بن الشيخ ضياء الدين خليل بن علي بن أحمد بن محمد بن علي بن جميل المعافري
(4)
، المالقي، بسفح قاسيون، ودفن هناك.
وكان رجلا جيّدا، وكان/234 أ/أبوه شيخا صالحا، مشهورا بالخير، إماما بالمرشديّة.
[وفاة شهاب الدين ابن هارون الفرّاء]
415 -
وفي يوم الثلاثاء خامس عشر جمادى الآخرة توفي شهاب الدين
(5)
، أحمد بن الشيخ زين الدين محمد بن عبد السلام بن هارون الفرّاء.
وكان رجلا جيّدا ملازما للخير.
[وفاة الشريف شهاب الدين ابن مناقب الحسيني]
416 -
وفي يوم الأحد السابع والعشرين من جمادى الآخرة توفي الشريف شهاب الدين، أبو العباس، أحمد ابن شيخنا الشريف، العدل، نظام الدين محمد بن الشريف كمال الدين المسلم بن عبد الوهاب بن مناقب بن أحمد الحسيني، المنقذي
(6)
، ودفن من يومه بظاهر دمشق بين باب الجابية وباب الصغير عند مسجد الذبّان.
وكان قد أضرّ مدّة سنين، وولي خزن المصحف الكريم بمشهد علي، رضي الله عنه، بالجامع إلى حين موته.
(1)
كلمة غير مقروءة. والاستدراك من نسخة ليدن 1/ 417.
(2)
خرم في المخطوط. والاستدراك من نسخة ليدن 1/ 417.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
لم أجد له ترجمة.
(5)
لم أجد له ترجمة.
(6)
لم أجد له ترجمة.
سمع من خطيب مردا، والفقيه محمد اليونيني، وجدّ والدي الشيخ علم الدين القاسم بن أحمد الأندلسي، وغيرهم.
[وفاة الأمير ناصح الدين ابن البقش الإربلي]
417 -
وفي بكرة الثلاثاء التاسع والعشرين من جمادى الآخرة توفي الأمير الأجلّ، ناصح الدين، أبو محمد، عبد الرحمن بن الأمير شهاب الدين إسماعيل بن الأمير بهاء الدين، علي بن البقش
(1)
الإربلي، ثم الدمشقي، ودفن ظهر الثلاثاء بسفح قاسيون.
وكان شيخا كبيرا قارب الثمانين أو جاوزها، وكان يعرف بابن الطالبة، فإنه سبط العالمة بنت ابن الحنبلي.
روى لنا عن الأمير زكيّ الدين ابن قراطاي الإربليّ، وجماعة.
رجب
[الخطابة بجامع دمشق]
في يوم الجمعة الثاني من رجب خطب بجامع دمشق الشيخ الفقيه زكيّ الدين، زكري بن يوسف الشافعي نيابة عن الخطيب جلال الدين.
[خروج المحمل السلطاني]
وفي يوم الخميس الثامن من رجب أخرج المحمل السلطاني من القلعة وداروا به حول البلد، وخرج الناس معه، وشرع الناس في التّهيء
(2)
للحجّ، وعيّن للإمرة الأمير سيف الدين طقتمر الموساوي.
[وفاة الفقيه زين الدين ابن سحاب بن البعلبكي]
418 -
وفي يوم السبت السابع عشر من رجب توفي الشيخ الفقيه، الإمام، الفاضل، الصالح، زين الدين، أبو زكريّا، يحيى بن سليمان بن مروان بن علي بن سحاب
(3)
بن البعلبكي، ببستانه بظاهر دمشق، وصلّي عليه ظهر الأحد بالجامع المظفّري بسفح قاسيون، ودفن عند والده بالقرب من المدرسة الركنية شرقيّ الصالحية.
وكان قارب الستين.
/234 ب/وهو فقيه فاضل، صالح، نزه النفس، متورّع، كثير الانقطاع والتخلّي، مواظب على الاشتغال، عنده وسواوس في الطهارة.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
الصواب: «التهيّؤ» .
(3)
انظر عن (ابن سحاب) في: معجم شيوخ الذهبي 642 رقم 961، وموسوعة علماء المسلمين (تأليفنا) قسم 2/ 5/36 رقم 1333.
وسمع من ابن أبي اليسر، وروى لنا عنه.
[وفاة الأمير عزّ الدين ابن صبره]
419 -
وفي يوم الإثنين التاسع عشر من رجب توفي الأمير الكبير، عزّ الدين، الحسين بن عمر بن محمد بن صبره
(1)
بطرابلس ودفن هناك.
وجاوز السبعين، وقيل إنّه بلغ الثمانين.
وكان من أمراء دمشق وولّي حاجبا بها مدّة، وفي آخر عمره نقل إلى طرابلس وجعل أميرا بها وضعف إقطاعه وكثر دينه، وأدركه أجله هناك، وكان من أرباب البيوت وذوي المروءات.
[وفاة الفقيه حسين بن سرحان الحبراضي]
420 -
وفي ليلة السبت الرابع والعشرين من رجب توفي الشيخ الفقيه، حسين بن سرحان
(2)
بن نعسان الحبراضي، الدلوزي، الحنبليّ، بسفح قاسيون، وصلّينا عليه ظهر السبت بالجامع المظفّري، ودفن هناك.
وكان فقيها صالحا، مباركا، صاحب عيال ومكابدة للفقر.
[وفاة زين الدين محمد بن فارس الحرستاني]
421 -
وفي ليلة الأربعاء الثامن والعشرين من رجب توفي الشيخ العدل، زين الدين، محمد بن فارس الحرستاني
(3)
بقرية حرستا، ودفن من الغد هناك.
وكان مشرفا على المساجد البرّانية، وله مكانة وحرمة في قريته.
[خروج نائب الكرك من السجن]
وفي أواخر رجب أخرج من السجن بالقاهرة الأمير جمال الدين آقش نائب الكرك ونائب دمشق وجعل أميرا بالديار المصرية
(4)
.
شعبان
[سفر الأمير رميثة من القاهرة إلى الحجاز]
في الثاني من شعبان توجّه من القاهرة إلى الحجاز الشريف، الأمير، السيد،
(1)
انظر عن (ابن صبره) في: نهاية الأرب 32/ 230، وذيل تاريخ الإسلام 139 رقم 442، والسلوك ج 2 ق 1/ 159.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
خبر نائب الكرك في: نزهة المالك والمملوك 225، ونهاية الأرب 32/ 223، والنهج السديد 251، وتاريخ سلاطين المماليك 163، وفي النهج:«اقسوس» ، والمختصر في أخبار البشر 4/ 77.
أسد الدين، أبو غرادة
(1)
، رميثة بن الأمير الشريف نجم الدين أبي نميّ محمد بن الأمير بهاء الدين أبي سعد الحسن بن علي الحسني، ومعه جماعة من الجند والعرب نحو الثلاثماية، وجماعة من الحجّاج من أهل القاهرة، ومن المغاربة وغيرهم، ومنهم أمين الدين محمد بن الواني، وفخر الدين عبد الرحمن بن البعلبكّي، ووصلوا إلى مكة في نصف رمضان
(2)
.
[وفاة مجد الدين سنجر الطبيب]
422 -
وفي العشر الأول من شعبان توفي مجد الدين، سنجر الطبيب
(3)
غلام ابن الصبّاغ ببغداد.
وكان طبيبا فاضلا، برع في صناعته صناعة الطبّ، وتقدّم فيها وفي كتابة الدواوين ونظرها. ولّي نظر المدرسة النظامية وغيرها، /235 أ/وحصّل أموالا جمّة، وكان لا يمشي إلى المريض إلاّ بأجرة وافرة نحو ستة دراهم أو أكثر.
[فتح قلعة عرقنية]
وفي أوائل شعبان توجّه جيش من حلب عدّته نحو خمسة آلاف، ومقدّمهم الأمير ناصر الدين ابن العينتابي إلى حصار قلعة عرقنيّة
(4)
، وهي قلعة من أعمال آمد، فلما وصل إليها الجيش تسلّمها من غير حرب، وقتل أهلها، ومسك أخو مندوا وقطع رأسه وسلخ وعلّق على القلعة. وأغار الجيش على عدّة ضياع أكراد وأرمن فكسب وغزى
(5)
. ورجع سالما إلى حلب في أوائل شهر رمضان.
وكان المقصود من هذه الغارة أن يمسك مندوا من هذه القلعة فلم يوجد هناك، وأن يملكوا قلعة جرمك
(6)
وهي قريبة من خرت برت ومن كركر (بمواطأة)
(7)
من نائبها فلم يوافقهم على ذلك.
وبلغنا أنّ التخميس الذي حصل للسلطان من هذه الغارة من الغنم خاصة
(1)
في نهاية الأرب: «عرادة» . ومثله في نسخة ليدن 1/ 421.
(2)
خبر الأمير رميثة في: نزهة المالك والمملوك 226، ونهاية الأرب 32/ 223، والنهج السديد 3/ 250.
(3)
انظر عن (سنجر الطبيب) في: الدرر الكامنة 2/ 173 رقم 1881.
(4)
في نهاية الأرب: «أرفقين» ، وفي التذييل على دول الإسلام «محرقنية» .
(5)
الصواب: «وغزا» .
(6)
في الأصل: «جرمل» . وفي نسخة ليدن 1/ 423 «حرمل» .
(7)
خرم في المخطوط مقدار كلمة واحدة، استدركناها من نسخة ليدن 1/ 423.
أربعة آلاف رأس، ومن الجواري خمسة
(1)
وعشرون جارية
(2)
.
نقلت ذلك من خطّ عزّ الدين حسن الإربليّ.
[وفاة علاء الدين ابن عبد الواحد الأنصاري]
423 -
وفي يوم الثلاثاء خامس شعبان توفي الشيخ المقرئ علاء الدين، أبو الحسن، علي بن عبد المنعم بن عبد الرحمن بن عبد الواحد الأنصاري، الدمشقي، المعروف بابن الخبّاز
(3)
، وصلّي عليه بجامع دمشق، ودفن بمقابر باب الصغير.
وكان رجلا جيّدا، أمّ بمسجد طوغان بال (فسقار)
(4)
نحو أربعين سنة، وانتقل عنه في أواخر عمره إلى إمامة مسجد آخر. وكان بيده حلقة مصدّرة وأسباع يقرأ فيها، وحجّ غير مرة.
وسمع «صحيح مسلم» من ابن عبد الدائم بقراءة ابن فرح، وسمع من جماعة من الشيوخ مثل ابن أبي اليسر، وابن النشبي، وشهاب الدين أبي شامة.
وجاوز السبعين. سألته عن مولده فقال: أذكر دخول الناصر من حلب إلى دمشق وأنا صغير.
[وفاة الحاج عبد الله لولو الفرّاش]
424 -
وفي ليلة الأربعاء السادس من شعبان توفي الحاجّ، عبد الله لولو
(5)
/235 ب/ الفراش بالتربة الظاهرية، عتيق القاضي ابن خلّكان، ودفن من الغد بمقابر الصوفية.
وكان رجلا جيّدا قائما على عياله وأولاده، وأقام بالظاهرية سنين كثيرة.
[وفاة الأمير زين الدين ابن رمداش]
425 -
وفي العشر الأول من شعبان توفي الأمير زين الدين ابن رمداش
(6)
، أحد الأمراء بدمشق.
[وفاة علي بن بيان الصالحي]
426 -
وفي العشر الأول من شعبان توفي الشيخ أبو الحسن، علي بن بيان
(7)
بن عمر بن أحمد الصالحيّ بالقدس الشريف.
(1)
الصواب: «خمس» .
(2)
خبر فتح القلعة في: نهاية الأرب 32/ 224، والتذييل على دول الإسلام 2/ 221، والبداية والنهاية 14/ 74.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
كلمة غير مقروءة. أثبتناها من نسخة ليدن 1/ 424.
(5)
لم أجد له ترجمة.
(6)
لم أجد له ترجمة.
(7)
لم أجد له ترجمة.
وجاوز السبعين.
روى لنا عن خطيب مردا.
وكان يتعيّش بجيرون بحمل الشواء وبيع الكبود والغدد. ومنشأه ومرباه بالصالحية.
وكان أبوه شوّاء بها.
[وفاة بنت فخر الدين موسى الحنفي]
427 -
وفي يوم الإثنين رابع شعبان توفيت ابنة الشيخ فخر الدين موسى
(1)
الحنفي زوجة الصاحب شهاب الدين الحنفي، أمّ أولاده، ودفنت بسفح قاسيون.
[وفاة الأمير بدر الدين موسى الأزكشي]
428 -
وفي يوم الجمعة ثامن شعبان توفي الأمير الكبير، بدر الدين، موسى بن سيف الدين أبي بكر بن محمد الأزكشيّ
(2)
، بداره بميدان الحصا ظاهر دمشق، ودفن عند القبيبات، وحضر الجنازة نائب السلطنة وجماعة.
وهو الذي كان نائب السلطنة بثغر الرحبة لما حصرها التتار في سنة اثنتي عشرة وسبع ماية، وشكرت سيرته.
شهر رمضان
[وفاة برهان الدين ابن الحاجب الحموي]
429 -
في ليلة السبت الثامن من شهر رمضان توفي الشيخ برهان الدين، إبراهيم بن إسماعيل بن الحاجب سالم الحموي
(3)
، البياني، ودفن من الغد بمقابر باب الصغير.
وكان شيخا من أهل القرآن، وأصابته رعشة وضعف في آخر عمره، وسمع الحديث من جماعة من شيوخنا ونحوهم، ولم يحدّث.
[وفاة الفقيه شهاب الدين أحمد القوصي]
430 -
وفي يوم الجمعة الرابع عشر
(4)
من شهر رمضان توفي الفقيه، الإمام،
(1)
لم أجد لها ترجمة.
(2)
انظر عن (الأزكشي) في: نهاية الأرب 32/ 230، والسلوك ج 2 ق 1/ 159، والنجوم الزاهرة 9/ 232، وأعيان العصر 5/ 476 رقم 1889، والدرر الكامنة 4/ 384 رقم 1044، والمختصر في أخبار البشر 4/ 77 وفيه:«الأركشي» .
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
في السلوك: «الرابع عشري» .
شهاب الدين، أحمد بن حسين بن عبد الرحمن القوصي
(1)
، الشافعيّ، ودفن بمقابر الصوفية.
وكان فقيها، فاضلا، خيّرا، اشتغل وحصّل وتنبّه، وسمع الحديث، وكان مشكور السيرة.
[وفاة الفقيه برهان الدين إبراهيم المصري]
431 -
وفي يوم السبت منتصف شهر رمضان توفي الفقيه الفاضل، برهان الدين، إبراهيم بن محمد المصري
(2)
، ودفن بمقابر باب الصغير.
وكان شابّا لم يكمل الثلاثين، وذكر أنه حفظ «الوسيط» وأنه عرض نحو النصف منه، وحفظ في آخر عمره/236 أ/ «الأربعين» للرازي، وكان كثير التكرار، ملازما للنسخ والاستنساخ، وأقام بالمدرسة الظاهرية بدمشق مدّة.
[قدوم قرا سنقر المنصوري مع زوجته إلى بغداد]
وفي أول رمضان قدم إلى بغداد قرا سنقر المنصوري ومعه زوجته الخاتون بنت أبغا ملك التتار، فأقام ببغداد ثلاثة أشهر ونصف إلى أواخر السنة، وانصرف إلى خدمة خربندا، وكانت عزيمته أن يغار
(3)
على أطراف البلاد، فلم يؤذن له في ذلك ووثب عليه رجل من الفداوية في ذي القعدة، فلم يصل إليه، وقتل الفداويّ
(4)
.
[نزوح حميضة من مكة وهربه إلى العراق]
ولما بلغ الأمير حميضة بن أبي نميّ وصول العسكر مع أخيه وأنهم قاربوا مكة نزح قبل وصولهم بستة أيام وأخذ المال النقد والبزّ وهو ماية حمل، وأحرق الباقي في الحصن الذي له بالحديد، وبين مكة وبينه ثلاثة أيام، وقطّع ألفي نخلة. وكان مرض قبل ذلك في شعبان وتغيّر سمعه، وحضر إلى البيت الحرام وتاب، وذكر عنه أنه ما يتعرّض لأذى المجاورين ولكن للتجّار وغيرهم.
وكان وصول العسكر إلى مكة يوم السبت منتصف رمضان وأقاموا بها ثلاثة عشر يوما، ثم توجّهوا إلى الخليف، وهو حصن بينه وبين مكة ستة أيام، والتجأ حميضة إلى صاحبه وصاهره لعلّه يحتمي به، فواقع العسكر حميضة وصاحب الحصن
(1)
انظر عن (القوصي) في: السلوك ج 2 ق 1/ 157 وفيه: الأرمنتي المعروف بابن الأسعد، ومسالك الأبصار 19/ 320.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
الصواب: «يغير» .
(4)
خبر قراسنقر في: البداية والنهاية 14/ 74.
المذكور، وأخذ جميع أموال حميضة وخزانته، ونهب الحصن وأحرق، وأسروا ابن حميضة ابن اثنتي عشرة سنة، وسلّم إلى عمّه رميثة.
ثم رجع الجيش إلى مكة فدخلوها في الخامس والعشرين من ذي القعدة واستقرّوا إلى أن حضروا الوقفة وحجّوا، ورجعوا مع المصريّين. واستقرّ الأمير رميثة بمكة، ونجا أخوه حميضة بنفسه ولحق بالعراق
(1)
.
كتب إليّ بذلك أمين الدين الواني.
[التدريس بالعادلية الصغيرة]
وفي يوم الأربعاء السادس والعشرين من شهر رمضان ذكر الدرس بالمدرسة العادلية الصغيرة الفقيه، الإمام، فخر الدين، محمد بن علي المصري، الشافعي، المعروف بابن كاتب قطلوبك بمقتضى نزول مدرّسها الشيخ الإمام، العلاّمة كمال الدين ابن/236 ب/الزّملكاني له عنها، وحضر ذلك الشيخ كمال الدين المذكور، وقاضي القضاة الشافعي، وقاضي القضاة الحنفي، والخطيب، وجماعة
(2)
.
[عمارة قيسارية الدّهشة]
وفي شهر رمضان كملت عمارة القيساريّة الملقّبة بالدهشة والسوق المجاور لها جوار اللبّادين والورّاقين، وسكن في ذلك التجار، وحصل بذلك زيادة كثيرة في وقف الجامع المعمور بحسن نظر الصاحب شمس الدين وهمّته ومباشرته
(3)
.
[ضرب رقبة أحمد الأقباعي]
432 -
وفي شهر رمضان كتب محضر في رجل يعرف أحمد الدوسي، الأقباعي
(4)
، وشهد عليه فيه بأمور عظيمة من ترك الواجبات، واستحلال المحرّمات، والتهاون بالشريعة، والغضّ من منصب النّبوّة، ورفع أمره إلى القاضي المالكي، وثبت ذلك عنده، وأعذر إليه، فلم يأت بدافع، فحكم بإراقة دمه وإن أسلم، فاعتقل أياما.
ثم رسم نائب السلطنة بتنفيذ حكم الشرع فيه، فأخرج إلى ظاهر البلد وضربت رقبته وأراح الله تعالى من شرّه وكفره وتجرّيه. وكان قتله في ثامن شوال.
(1)
خبر نزوح حميضة في: النهج السديد 3/ 250،251.
(2)
خبر تدريس العادلية في: البداية والنهاية 14/ 74.
(3)
خبر القيسارية في: البداية والنهاية 14/ 74.
(4)
انظر عن (الأقباعي) في: نهاية الأرب 32/ 224، والبداية والنهاية 14/ 74، وذيل العبر 82. وفي نسخة ليدن 1/ 429 «أحمد الروسي والأقباعي».
[إصابة الأفرم بالفالج]
وفي أواخر رمضان وصل قفل من الموصل وأخبر بعض التجّار أنّ الأفرم حصل له فالج شديد وهو مقيم بهمذان أطلقه له خربندا ملك التتار.
شوّال
[وفاة الصدر نظام الدين ابن القلانسي]
433 -
وفي بكرة يوم الإثنين مستهلّ شوال يوم عيد الفطر توفي الصدر، الرئيس، الأصيل، العدل، الرضيّ، نظام الدين
(1)
، أبو علي، الحسن بن الصدر رشيد الدين أبي المعالي أسعد بن الصدر عزّ الدين أبي غالب المظفّر بن الصدر الوزير مؤيّد الدين أبي المعالي أسعد بن الشيخ الرئيس أبي يعلى حمزة بن أسد بن علي بن محمد التميمي ابن القلانسيّ، ببستانه بأرض مقرى من غوطة دمشق، وصلّي عليه ظهر اليوم المذكور بالجامع المظفّري، بسفح قاسيون، ودفن عند والده بتربتهم بالقرب من التربة السركسية
(2)
.
وكان رجلا جيّدا، مشكور السيرة، له ما يكفيه وهو منقطع عن الناس.
سمع حضورا من الرضيّ ابن البرهان، وسمع من ابن أبي اليسر، وجماعة، / 237 أ/وحدّث.
ومولده في أوائل سنة اثنتين وخمسين وستماية بدمشق.
[وفاة ستّ الوزراء بنت الحبوبي الثعلبي]
434 -
وفي ليلة الخميس رابع شوال توفّيت المرأة الصالحة، الأصيلة، الكبيرة، أمّ محمد، ستّ الوزراء
(3)
ابنة الشيخ العدل، الصدر، الرئيس، تاج الدين أبي المفضّل يحيى بن مجد الدين أبي المعالي محمد بن شمس الدين أبي العباس أحمد بن الشيخ المسند الكبير أبي يعلى حمزة بن علي بن هبة الله بن الحبوبي، الثعلبي
(4)
، الشافعيّ، بدارها بدمشق، وصلّي عليها ظهر اليوم المذكور بجامع دمشق، ودفنت بسفح جبل قاسيون بتربة حموها علي الصيرفيّ بالقرب من التربة الحلية.
وكانت امرأة صالحة مباركة، حجّت وأعتقت ولازمت الخير وأهله، وغلبت عليها السوداء في آخر عمرها فتغيّر ذهنها نحو سنة، وماتت على ذكر وخير وحضور وتيقّظ.
(1)
انظر عن (نظام الدين) في: ذيل تاريخ الإسلام 139 رقم 443.
(2)
هكذا في الأصل. والمقصود: الجركسية أو الشركسية.
(3)
انظر عن (ست الوزراء) في: أعيان العصر 2/ 401،402 رقم 692، والدرر الكامنة 2/ 129، 130 رقم 1801، وشذرات الذهب 6/ 35.
(4)
في الأعيان: «التغلبي» ، والمثبت يتفق مع الدرر الكامنة.
ومولدها في الخامس والعشرين من شوال سنة تسع وثلاثين وستماية بدمشق.
ولها إجازة من الشيخ علم الدين السخاوي، والحافظ ضياء الدين المقدسي، وعزّ الدين ابن عساكر النّسّابة، والضياء عتيق السلماني، وتاج الدين القرطبي، وسالم بن عبد الرزّاق خطيب عقربا، وأخيه الجمال يحيى، والعزّ أحمد بن ريّس، والصفيّ عمر بن البراذعي، والرشيد بن مسلمة، والسديد بن علاّن، وغيرهم.
وحدّثت قديما، قرأ عليها ابن خالها الإمام المحدّث شمس الدين ابن جعوان، وسمع منها الطلبة. وهي من بيت العدالة والرواية.
وكان والدها من أعيان أهل دمشق ورؤسائهم، ولّي نظر الحسبة بها، ووكالة بيت المال، وكان مشكور السيرة، حسن الهيئة. رحمهما الله تعالى.
[وفاة داود بن يحيى الدمشقي]
435 -
وفي ليلة السبت سادس شوال توفي الشيخ الصالح أبو أحمد، داود
(1)
بن يحيى بن داود الدمشقي الفقير الحريري، وصلّي عليه ظهر السبت بجامع دمشق، ودفن بمقابر باب الصغير، وحضره جماعة، وكان يوما مطيرا.
ومولده في سنة ستّ وعشرين وستماية بدمشق.
وكان يذكر أنه سمع على ابن المقيّر بالقاهرة، ولم يوجد ذلك، وإنّما روى عن الرشيد/237 ب/الحافظ، والشيخ عزّ الدين ابن عبد السلام، والكمال الضرير صهر الشاطبي، وسمع من غيرهم أيضا.
وكان رجلا جيّدا، حسن الأخلاق، متودّدا، متواضعا، يحفظ شيئا من حكايات الفقراء، وكان يعرف بين الفقراء الحريرية بالدّشت.
وسألته عن ذلك فقال: شبّهوني بالشيخ محمود الدّشتي في زراءة الملبس والعفاشة.
[خروج المحمل السلطاني]
وفي يوم الإثنين الثامن من شوال خرج المحمل السلطاني والسبيل وأمير الحاجّ الأمير سيف الدين طقتمر السلحدار الموساوي، والركب المبارك إلى الحجاز الشريف.
وكان ركبا كبيرا فيه جمع كبير من الغرباء. وممّن حجّ في هذه السنة: قاضي القضاة زين الدين قاضي حلب، والقاضي ناصر الدين ابن العديم قاضي حماه، وشمس الدين ابن القاضي شرف الدين ابن البارزي قاضي حماه، وصلاح الدين ابن
(1)
انظر عن (داود) في: ذيل تاريخ الإسلام 139 رقم 433.
المغيزل خطيب حماه، وشمس الدين قاضي ماردين، وشمس الدين قاضي ملطية، وهو قاضي الركب، وتقيّ الدين ابن الفاضلي، وبرهان الدين المؤذّن، وعفيف الدين ابن مرزوق، ومحيي الدين كاتب ملك الأمراء، وصهره فخر الدين المصري
(1)
.
[وفاة الفقيه شمس الدين ابن فزارة الكفري]
436 -
وفي ليلة الإثنين ثامن شوال توفي الفقيه العدل، شمس الدين، محمد بن عبد الرحمن بن سليمان بن فزارة
(2)
الكفري، الحنفيّ، ودفن من الغد بمقابر باب الفراديس.
وكان رجلا جيّدا، مشكور السيرة، يحبّ الفقراء ويخدمهم. ومرض مدّة بالاستسقاء وكان راضيا شاكرا، ومات على خير.
وهو ابن أخي الشيخ شهاب الدين الكفريّ، نفع الله به.
[وفاة شمس الدين ابن معالي الأنصاري]
437 -
وفي ليلة الإثنين منتصف شوال توفي الشيخ شمس الدين، أبو عبد الله، محمد بن الشيخ شرف الدين نصير
(3)
بن تمّام بن معالي الأنصاري، الدمشقي، المؤذّن بجامع دمشق، وصلّي عليه ظهر الإثنين بالجامع المعمور، ودفن في قبر والده بمقابر باب الفراديس.
وكان مؤذّنا بالجامع من مدّة طويلة، وكبر وضعف وهو مواظب على الوظيفة والصعود إلى المنارة، وكان كثير الزيارة لقبر والده، ملازما لذلك
(4)
.
وهو ابن أخت العدل ضياء الدين يوسف بن تمّام السلمي، الحنفي.
وسمع الحديث من نجم الدين ابن الشيرجي، والتاج/238 أ/عبد الوهاب بن عساكر، وعباس بن نصر الحموي، وغيرهم، وحدّث.
ومولده في سنة أربع وثلاثين وستماية بدمشق.
[وفاة بهاء الدين يوسف بن عيّاش الخابوري]
438 -
وفي ليلة السبت ثالث عشر شوال توفي بهاء الدين، يوسف بن القاضي جمال الدين أبي بكر بن عيّاش الخابوري
(5)
، المعروف بالرحبي، ببعلبك، عند
(1)
خبر المحمل في: البداية والنهاية 14/ 74.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
انظر عن (ابن نصير) في: الدرر الكامنة 4/ 276 رقم 770 وفيه توفي في شهر شوال سنة 720 هـ. وفي نسخة أخرى 710 هـ.
(4)
وقال البرزالي في معجمه: كان ساعيا في الخير ويواظب على زيارة قبر أبيه في كل يوم ولو في الوحل.
(5)
لم أجد له ترجمة.
والده، وكان قاضيا بها وفقده أبوه ولم يبلغ الثلاثين من العمر.
[وفاة ناصر الدين ابن رسلان المصري]
439 -
وفي يوم الأحد الحادي والعشرين من شوال توفي الشيخ الصالح ناصر الدين، محمد بن عيسى بن رسلان
(1)
المصري، ثم الدمشقي ابن الشرائحي، ودفن بمقابر الصوفية.
وكان رجلا مباركا، كثير الصوم والعبادة. وولّي مشيخة الخانكاه بالقصّاعين مدّة، ثم ولّي مشيخة الخانكاه الشهابية، ومات بها، وجاوز الثمانين.
ذو القعدة
[وفاة زين الدين عمر بن يعقوب الحموي]
440 -
في يوم السبت الثاني عشر من ذي القعدة توفي زين الدين، عمر بن يعقوب
(2)
الحموي، النحاس، أحد المؤذّنين بجامع دمشق.
[وفاة الصدر تاج الدين ابن النصيبي الحلبي]
441 -
وفي يوم الأحد الثالث عشر من ذي القعدة توفي الشيخ الرئيس، الصدر، الفاضل، المسند، تاج الدين، أبو المكارم، محمد ابن الشيخ الجليل المسند الزاهد، بقيّة المشايخ كمال الدين أحمد بن زين الدين محمد بن عبد القاهر بن هبة الله بن النصيبي
(3)
، الحلبي، بمدينة حلب، ودفن عند المقام، وكانت له جنازة مشهودة.
ومولده في التاسع والعشرين من رمضان سنة إحدى وأربعين وستماية بحلب.
أحضر على ابن قميرة، وسمع من يوسف بن خليل جملة من الأجزاء والكتب، وسمع من أبي طالب عبد الرحمن بن العجمي، وجماعة. وولّي وكالة بيت المال بحلب مع تدريس العصرونية، وولّي نظر الأوقاف، وكتابة الدرج، وتنقّل في الخدم، وجرت له نكبة في أيام الأمير حسام الدين طرنطاي وقيّد وسجن بالقاهرة مدّة، وكان من الرؤساء المعروفين بحلب.
[وفاة علاء الدين ابن غدير الطائي]
442 -
وفي يوم الثلاثاء منتصف ذي القعدة توفي الشيخ الأجلّ، العدل، علاء الدين، أبو الحسن، علي ابن الشيخ الصدر، العدل، زين الدين أبي إسحاق
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
انظر عن (ابن النصيبي) في: ذيل تاريخ الإسلام 139 رقم 343.
إبراهيم بن أحمد بن عثمان بن عبد الله بن غدير
(1)
الطائي، الدمشقيّ، /238 ب/ المعروف بابن القوّاس، وصلّي عليه عصر اليوم المذكور بجامع دمشق، ودفن بسفح جبل قاسيون بتربة والده بناحية، حمّام النحاس.
ومولده في سنة أربع وخمسين وستماية.
وهو من بيت عدالة وأمانة، سمّعه والده بدمشق من: ابن عبد الدائم، وابن أبي اليسر، وبالديار المصرية من الرشيد العطار الحافظ، وشيخ الشيوخ شرف الدين عبد العزيز الأنصاري، وإسماعيل بن صارم الخيّاط، وفراس بن علي العسقلاني، والمعين أحمد ابن القاضي زين الدين الدمشقي، وجماعة. وصاهر قاضي القضاة جمال الدين المالكي، ورزق الأولاد من ابنته، وحدّث ب «جزء ابن عرفة» .
[وفاة ستّ القضاة بنت محمد النميري]
443 -
وفي يوم السبت التاسع عشر من ذي القعدة توفيت أمّ محمد، ستّ القضاة
(2)
، بنت شهاب الدين محمد بن علي بن الحسن بن عوانة بن شهاب النميريّ، بقرية كفر بطنا من غوطة دمشق، وحملت يوم الأحد فدفنت بسفح قاسيون بتربة لأهلها.
ومولدها تقريبا سنة خمسين وستماية.
وكانت امرأة جيّدة، تقرأ في المصحف وتطالع شيئا من الأحاديث والأدعية، وبيتها مشهور بكفر بطنا بالحشمة والثروة.
وهي زوجة شرف الدين حسن ابن الأمير.
روت بالإجازة عن عبد الرحمن بن مكي سبط السلفي، ولها إجازة الحافظ عبد العظيم المنذري، والفقيه عزّ الدين ابن عبد السلام، وعبد الغني بن بنين، ومحمد بن الأ (نجب النّعال)
(3)
، وخطيب مردا، واليلداني، وإبراهيم بن خليل، والعماد ابن النحاس، والأخوين محمد وعبد الحميد ابني عبد الهادي، وعبد الله بن الخشوعي، وسبط الجوزي، وجماعة. وروى أبوها (عن ابن اللّتي)
(4)
. وروى جدّها عن أبي طاهر الخشوعي.
[وفاة قاضي القضاة سليمان بن حمزة المقدسي]
444 -
وفي أول ليلة الإثنين الحادي والعشرين من ذي القعدة عقيب صلاة
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد لها ترجمة.
(3)
طمس مقدار كلمتين. وما أثبتناه من نسخة ليدن 1/ 439.
(4)
طمس مقدار كلمتين. وما أثبتناه من نسخة ليدن 1/ 439.
المغرب توفي الشيخ الإمام، العلاّمة، قاضي القضاة، مفتي المسلمين، تقيّ الدين، أبو الفضل، سليمان بن حمزة
(1)
بن أحمد بن عمر ابن الشيخ (الإمام القدوة، بقيّة السلف)
(2)
أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصير المقدسي الحنبلي، بمنزله بدير الحنابلة بسفح جبل قاسيون، ودفن بكرة الإثنين بتربة جدّه الشيخ أبي عمر، رحمهما الله تعالى.
ومولده/239 أ/في نصف رجب سنة ثمان وعشرين وستماية بسفح قاسيون.
وكان شيخا جليلا، فقيها كبيرا، بهيّ المنظر، وضيء الشيبة، حسن الشكل، مواظبا على حضور الجماعات وعلى قيام الليل والتلاوة والصيام، له أوراد وعبادة، وكان عارفا بالفقه، خصوصا كتاب «المقنع» قرأه وأقرأه مرّات كثيرة. وكانت له حلقة بالجامع المظفّري، وقرأ عليه جماعة، ودرّس «الكافي» جميعه، وكان يذكر الدرس ذكرا حسنا متقنا، ويحفظه من ثلاث مرّات ونحوها. وكان قويّ النفس، ليّن الجانب، حسن الخلق، متودّدا إلى الناس، حريصا على قضاء الحوائج وعلى النفع المتعدّي.
وحدّث «بثلاثيّات البخاري» في سنة ستّ وخمسين وستماية، وحدّث بجميع «الصحيح» في سنة ستين وستماية، ودرّس بالمدرسة الجوزية بدمشق في سنة ستّ وستين وستماية، وولّي القضاء في سنة خمس وتسعين وستماية.
سمع من ابن اللتّي، وجعفر الهمداني، وكريمة القرشية، وابن الجمّيزي، وإسماعيل بن ظفر، والحافظ ضياء الدين المقدسي، وأكثر عنه، وابن قميرة، وحضر على ابن الزبيدي، والفخر الإربلي، وابن المقيّر، وجدّه الجمال أبي حمزة أحمد بن عمر، وعبد الحقّ بن خلف. وله إجازات كثيرة.
فمن شيوخه البغداديّين: أبو حفص عمر بن كرم الدّينوري، والإمام أبو حفص عمر بن محمد السهروردي، وأبو الحسن بن القطيعي، والحسن بن الأمير الشبلي، وإسماعيل بن باتكين، والأنجب الحمّامي، وزكريّا العلبي، وابن (روزبة)
(3)
، وابن الدبيثي، وهبة الله بن كمال الحربي، ويونس بن مسافر، وياسمين بنت البيطار، وابن بهروز.
(1)
انظر عن (ابن حمزة) في: نهاية الأرب 32/ 230، والتذييل على دول الإسلام 2/ 221، وذيل العبر 85، والبداية والنهاية 14/ 75، والسلوك ج 2 ق 1/ 158، والنجوم الزاهرة 9/ 231، وشذرات الذهب 6/ 35، وتالي كتاب وفيات الأعيان 89، والوافي بالوفيات 15/ 370، وأعيان العصر 2/ 433 - 436 رقم 714، والدرر الكامنة 2/ 146،147 رقم 1837، والدارس 2/ 27.
(2)
ما بين القوسين عن هامش المخطوط.
(3)
مقدار كلمة. أثبتناها من نسخة ليدن 1/ 442.
ومن شيوخه المصريين: محمد بن عيّاد الحرّاني، وعيسى بن عبد العزيز، وعبد الرحيم بن الطفيل، وعبد العزيز بن أحمد بن باقا، وعبد المحسن السطحي، وابن الرمّاح المقري، وأبو بكر محمد بن محمد بن المأمون، ومرتضى بن حاتم.
ومن شيوخه الأصبهانيّين: أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المديني، ومحمد بن زهير شعرانه، وثابت بن محمد الخجندي، وجامع بن إسماعيل راوي «جزء لوين» /239 ب/وعبد الأعلى بن القطّان، ومحمد بن خليل الراراني، وأبو الفتوح بن الوثابي، ومحمود بن إبراهيم بن منده، وأختاه: أسماء وحميراء.
ومن شيوخه الدمشقيّين: الحسن بن صباح، وأبو موسى عبد الله ابن الحافظ عبد الغني، وعبد الرحيم بن محمد بن عساكر، وابن باسويه المقرئ، ومحمد بن غسّان، وابن الشيرازي، والمسلّم بن أحمد المازني، ومكرم بن أبي الصقر، وأجازه من حلب: القاضي ابن شدّاد. ومن الموصل: المعافا
(1)
بن أبي (السنان)
(2)
، ولازم الشيخ شمس الدين عبد الرحمن بن الشيخ أبي عمر، وعنه أخذ الفقه والفرائض وغير ذلك.
وقرأ الحديث بنفسه على جماعة من الشيوخ. وقرأ بالكتب الكبار، وحدّث بالكثير من سماعاته. وإجازاته وشيوخه بالسماع نحو ماية شيخ، وبالإجازة أكثر من سبع ماية شيخ.
وخرّجت له المشيخات والعوالي بالمصافحات والموافقات، ولم يزل يقرأ عليه إلى قبل موته بيوم، فإنه مات فجأة بعد فراغه من مجلس الحكم بالجوزية وطلوعه بعد العصر ووصوله إلى بيته عرض له تغيّر يسير وحضر أجله إلى رحمة الله تعالى.
[وفاة علاء الدين ابن جعوان الأنصاري]
445 -
وفي يوم الإثنين الحادي والعشرين من ذي القعدة توفي علاء الدين، علي بن شمس الدين عمر بن عيّاش
(3)
بن أبي بكر بن جعوان الأنصاريّ، ودفن بمسجد الشيرجي خارج باب الصغير.
وكان سمع من أصحاب ابن طبرزد. مات شابّا ولم يرو شيئا. وكان قد جلس شاهدا بالبياطرة، وترك أولادا.
[وفاة المقرئ أحمد بن عمر بن قدامة المقدسي]
446 -
وفي بكرة الثلاثاء الثاني والعشرين من ذي القعدة توفي الشيخ الصالح، المقرئ، بقيّة السلف، أبو العباس، أحمد بن عمر بن سيف
(4)
بن أحمد بن
(1)
الصواب: «المعافى» .
(2)
مقدار كلمة، والمثبت من: الدرر الكامنة، ونسخة ليدن 1/ 443.
(3)
لم أجد له ترجمة. وفي نسخة ليدن 1/ 444 «عبّاس» .
(4)
لم أجد له ترجمة.
(منازل)
(1)
بن قدامة المقدسي الحنبلي، المعروف بالتائه، ودفن من يومه بمقابر باب الصغير.
ومولده تقريبا سنة ثمان وثلاثين وستماية بالقدس الشريف.
وكان رجلا صالحا أقرأ الناس مدّة بمدرسة الشيخ أبي عمر، وباشر الإمامة بالسامّريّة بدمشق في آخر عمره مدّة، وكان عليه جلالة وديانة، وعنده فضل ومعرفة.
روى لنا عن ابن عبد الدائم. وسمع كثيرا بالصالحية.
[وفاة الصدر نجم الدين ابن أبي الطيّب المصري]
447 -
وفي بكرة السبت السادس والعشرين من ذي القعدة توفي/240 أ/ الشيخ الكبير، الصدر، نجم الدين، أبو محمد، يوسف
(2)
بن شمس الدين محمد بن أبي المنصور بن أبي المعالي بن أبي الطيّب المصريّ الأصل، المعروف جدّه بالمخلص، ودفن من يومه بسفح قاسيون.
ومولده ليلة الجمعة الثالث والعشرين من رجب سنة ستّ وعشرين وستماية بقلعة صرخد.
وكان رجلا جيّدا من خيار الكتّاب المتصرّفين معرفة وأمانة وديانة، وهو من بيت كتابة ورياسة، وأقعد في آخر عمره ستّ سنين.
روى عن ابن أبي اليسر، وعن أمين الدين عبد المحسن الحلبيّ.
[وفاة ست الوزراء فاطمة بنت الدميري]
448 -
وفي ليلة الأحد السابع والعشرين من ذي القعدة توفيت ستّ الوزراء
(3)
، فاطمة بنت الشيخ محيي الدين عبد الرحيم بن عبد المنعم بن خلف بن الدميري، بحارة الروم بالقاهرة، ودفنت من الغد بالقرافة بقرب الفخر الفارسيّ.
[غارة ابن مهنّا على أزواق التركمان]
وفي أواخر ذي القعدة أغار سليمان بن مهنّا بن عيسى ومعه جماعة من العرب والتتار فوق الألف على أزواق تركمان فيما بين تدمر والقريتين، ونهبوا شيئا كثيرا
(4)
.
(1)
كلمة غير مقروءة. أثبتناها من نسخة ليدن 1/ 444.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد لها ترجمة.
(4)
خبر الغارة في: نهاية الأرب 32/ 225، والنهج السديد 3/ 254.
ذو الحجة
[وفاة الشريف عزّ الدين موسى الحسني الموسوي]
449 -
في ليلة الأربعاء سابع ذي الحجّة توفي الشريف العدل، المسند، الكبير، عزّ الدين بن أبي الفتح موسى
(1)
بن الشريف علاء الدين علي بن أبي طالب بن أبي عبد الله بن أبي البركات بن هبة الله بن الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيّب طاهر بن أبي عبد الله الحسين بن موسى بن إبراهيم المرتضى بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه الحسني، الموسويّ، بالقاهرة بدرب شمس الدولة، ودفن من الغد خارج باب النصر جوار أمير سلاح عند أخيه محمد عطوف.
ومولده يوم الثلاثاء ثالث عشر ذي الحجّة سنة ثمان وعشرين وستماية بالمدرسة المعينية بدمشق المحروسة.
ولم يزل بدمشق شاهدا، فقيها بالمدارس إلى سنة الجفل سنة سبع ماية، توجّه إلى القاهرة المحروسة واستوطنها إلى أن مات، رحمه الله تعالى.
روى عن مكرم بن أبي الصقر، والفخر الإربلي، وجدّه لأمّه الرشيد النيسابوري، مدرّس المدرسة المعينية، ومكي بن علاّن، /240 ب/وأبي طالب محمد بن عبد الله بن صابر، والرشيد بن مسلمة، وسمع «صحيح مسلم» من الشيوخ الإثني عشر، وسمع «جزء الأنصاري» على أربعة وأربعين شيخا، وحدّث بالقاهرة ب «الموطّأ» عن مكرم في آخر عمره، وشرع فتح الدين ابن سيّد الناس بعد ذلك عليه في «صحيح مسلم» فقرأ نصفه في خمسة مجالس، وانقطع الشيخ عن الميعاد خمسة أيام ومات ولم يكمل الكتاب، وكان قد اجتمع لسماعه خلق كثير بالشارع بالمهذّبيّة.
[مولود السلطان]
وفي يوم الأربعاء ثامن ذي الحجّة ولد لمولانا السلطان الملك الناصر ولد ذكر، وصل الخبر بذلك إلى دمشق بعد أسبوع فدقّت البشائر وزيّنت البلاد
(2)
.
[وفاة ناصر الدين ابن المهتار الكاتب]
450 -
وفي عشيّة الأحد السادس والعشرين من ذي الحجّة توفي الشيخ الأمين، العدل، ناصر الدين، أبو عبد الله، محمد ابن الشيخ الإمام، العالم، الزاهد،
(1)
انظر عن (موسى) في: التذييل على دول الإسلام 222، والسلوك ج 2 ق 1/ 158،159، وذيل العبر 86، والجواهر المضية 2/ 187، والدرر الكامنة 4/ 379 رقم 1030.
(2)
خبر المولود في: نهاية الأرب 32/ 225.
المحدّث، بقيّة السلف، مجد الدين أبي الفضل يوسف بن محمد بن عبد الله بن المهتار
(1)
الكاتب المصريّ الأصل، الدمشقي، الشافعيّ، خارج باب الفراديس بدمشق، وصلّي عليه عقيب الظهر في يوم الإثنين بجامع العقيّبة، ودفن بسفح جبل قاسيون في قبر كان أعدّه لنفسه بتربة الشيخ موفّق الدين ابن قدامة، رحمه الله.
ومولده في الخامس والعشرين من شهر رجب سنة سبع وثلاثين وستماية بدمشق.
سمع من أبي الصلاح، والمرجّا
(2)
بن شقيرة الواسطي، ومكي بن علاّن، وشرف الدين المرسي، وجماعة بلغ عددهم أكثر من ستّين، وانفرد برواية «علوم الحديث» لابن الصلاح من عواليه بدمشق، وبقطعة كبيرة من «سنن البيهقي» بالطوالات للتنوخي، وب «الزهد» للإمام أحمد رضي الله عنه، وغير ذلك. وأجاز له من دمشق السخاوي، وشيخ الشيوخ ابن حمّويه، وإبراهيم بن الخشوعي، وعبد الحق بن خلف، وجماعة. ومن الديار المصرية فخر القضاة بن
(3)
الجبّاب، وظافر بن شحم
(4)
المطرّز، وسبط السلفي، وابن رواج، وعلي بن زيد التسارسي، وعلم الدين علي بن الصابوني، وابن الجمّيزي، والسراج/241 أ/محمد بن يحيى بن ياقوت، وهبة الله بن محمد المقدسي، وهم من أصحاب السلفي. وأجاز له أيضا أبو الحسن بن المقيّر، وحدّث بالكثير.
قرأت عليه «الاعتقاد» و «الآداب» للبيهقيّ، و «علوم الحديث» و «الطوالات» للتنوخي، وقطعة من الأجزاء، وحدّث ب «الزهد» للإمام أحمد رضي الله عنه بكماله.
(1)
انظر عن (ابن المهتار) في: ذيل تاريخ الإسلام 128 رقم 409، وذيل العبر 86، ومعجم شيوخ الذهبي 592،593 رقم 880، وذيل تاريخ بغداد للدبيثي 15/ 92، والوافي بالوفيات 5/ 265، وأعيان العصر 5/ 323،324 رقم 1828، والدرر الكامنة 4/ 313 رقم 841، وشذرات الذهب 6/ 38، والسلوك ج 2 ق 1/ 159،160.
(2)
الصواب: «المرجّى» .
(3)
الصواب: «ابن» .
(4)
في الأصل: «سحم» .
سنة ست عشرة وسبعماية
المحرّم
[وفاة الموفّق سالم بن إلياس الطبيب]
451 -
في ليلة الجمعة مستهلّ المحرّم توفي الموفّق، سالم
(1)
بن إلياس الطبيب، وصلّي عليه يوم الجمعة بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الباب الصغير.
وكان فاضلا معدودا من الأطبّاء الجياد في وقته.
وكان أبوه حجّاما، نصرانيا، داخل باب الجابية.
[تفرقة المثالات بالإقطاعات]
وفي الحادي عشر من المحرّم تكمّل تفرقة المثالات الشريفة السلطانية بالإقطاعات، التي أتفق عليها الحال بعد إراكة
(2)
الأخباز بالديار المصرية، وعرض الجيش في هذا التاريخ، وأبطل السلطان بعض المكوس بالديار المصرية، منها ساحل الغلّة والساسة والمشاعليّة
(3)
.
[وفاة الأديب ناصر الدين ابن بختيار]
452 -
وفي يوم الثلاثاء ثاني عشر المحرّم توفي الشيخ الفاضل، الأديب، ناصر الدين، أبو بكر بن عمر بن أبي بكر بن إسماعيل بن عمر بن بختيار، المعروف بابن السّلاّر
(4)
، بسفح جبل قاسيون، ودفن يوم الأربعاء بتربة الشيخ الأرموي.
ومولده ليلة الإثنين تاسع عشر شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين وستماية بسفح قاسيون أيضا.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
الإراكة: من الروك، وهو عملية المسح والإحصاء. وقد تقدّم التعريف بها.
(3)
خبر تفرقة المثالات في: نزهة المالك والمملوك 229، والنهج السديد 3/ 255،256، وتاريخ سلاطين المماليك 164، والبداية والنهاية 14/ 75. وفي نسخة ليدن 1/ 450 «ساحل الغلة والثانية والمشاعلية».
(4)
انظر عن (ابن السلاّر) في: ذيل تاريخ الإسلام 143 رقم 457، والوافي بالوفيات 10/ 239، وأعيان العصر 1/ 731 - 734 رقم 428، والسلوك ج 2 ق 1/ 169، والدرر الكامنة 1/ 451، 452 رقم 1210.
روى لنا عن ابن عبد الدائم، وكتبنا عنه من شعره
(1)
.
وكان فاضلا، له عبارة حسنة، ونظر في القضايا، وذهن جيّد، وشعر كثير.
وكان عالي الهمّة، عزيز النفس من بيت إمرة وحشمة.
[وفاة أحمد بن سلمان الأرزوني]
453 -
وفي يوم الجمعة خامس عشر المحرّم توفي الشيخ الصالح، أبو العباس، أحمد بن الشيخ أبي محمد سلمان بن سالم بن بدران الأرزوني
(2)
، ثم الصالحي، المعروف بابن المطّوّع، وصلّي عليه عصر اليوم المذكور بالجامع المظفّري، ودفن تحت تربة ابن النشّابي بسفح قاسيون.
وكان قد قارب الثمانين.
وله إجازة مؤرّخة بسنة تسع/241 ب/وثلاثين وستماية، أجازه فيها من بغداد عبد اللطيف بن القبّيطي، والكاشغري، وابن أبي الفخار، وأحمد بن يعقوب المارستاني، وأبو بكر بن الخازن، وعبد الله بن النحّال، ومنصور بن المعوجّ، وإبراهيم بن الخيّر، وعمر بن الناقد، وأبو عبد الله بن النجّار الحافظ، وجماعة غيرهم.
وروى لنا بالسماع عن خطيب مردا الفقيه محمد بن إسماعيل، وابن عبد الدائم.
وأبوه سلمان، روى لنا عن ابن اللتّي. سمع منه ابن الخبّاز في سنة خمس وستين وستماية. وكانا من الصلحاء الأخيار.
[وفاة بدر الدين مونّس بن معمر الكناني]
454 -
وفي يوم الإثنين ثامن عشر المحرّم توفي الشيخ الصالح، الفقيه، الفاضل، بدر الدين، مونّس
(3)
بن معمر بن محارب الكناني، الخراجي، السوادي، الشافعيّ، ودفن يوم الثلاثاء بمقابر باب الفراديس.
(1)
قال ابن حجر: ومن شعره دو بيت: يا حسن ذؤابة أنت في الناس في أسمر رمح قدّه الميّاس ما واصل إلاّ قلت أيّ ملك أولوه لواء من بني العباس وقال التقيّ السبكي: أنشدني لنفسه: لعمرك ما مصر بمصر، وإنّما هي الجنّة العليا لمن يتفكّر فأولاها الولدان من نسل آدم وروضتها الفردوس والنيل كوثر (الدرر الكامنة 1/ 452).
(2)
انظر عن (الأرزوني) في: معجم شيوخ الذهبي 33،34 رقم 26.
(3)
انظر عن (مونس) في: معجم شيوخ الذهبي 624 رقم 934. ومع ترجمة «مؤنس» يبدأ القسم الثاني من نسخة ليدن، رقم (3098).
وقد بلغ ستين سنة.
وكان فقيها، فاضلا، وقرأ عليه جماعة، وكان فقيها بالمدرسة الناصرية، وإماما بمسجد الجوزة ظاهر البلد، وجلس يشهد بالعقيبة مدّة قليلة في آخر عمره، رحمه الله.
وسمع على ابن البخاري «مشيخته» .
[الفتنة بين الشافعية والحنابلة ببعلبك]
وفي المحرّم وقعت فتنة ونزاع بمدينة بعلبك بسبب العقائد بين الشافعية والحنابلة، ووصل جمع كبير من أعيان الطائفتين إلى مدينة دمشق، وحضروا بدار السعادة بين يدي نائب السلطنة في يوم الثلاثاء سادس عشر المحرّم وأصلح بينهم، واتفق الأمر وانفصل الحال على خير من غير محاققة ولا تشويش على أحد من الفريقين
(1)
.
[مرافعة بحق أرباب الدولة بدمشق]
وفي المحرّم حصلت مرافعة في حقّ بعض أرباب الدولة بدمشق ونسبت إلى سيف الدين أبي بكر بن ألجاكي، وأنه أرسلها مع شيخ المجدل فأحضروه فأنكر، ثم اعترف فادّعى أنّ ذلك كان باتفاق جماعة من الأعيان، فلم يسمع كلامه فيهم، وضرب ضربا كثيرا وحبس ولم يلتفت إلى كلامه. وكان ولّي ولاية البقاع. وكان عسوفا ذكر عنه أنه كان ينعل الناس بنعال الخيل.
صفر
[دخول الحجّاج دمشق]
في يوم السبت مستهلّ صفر دخل الحجّاج إلى دمشق-تقبّل الله منهم-والمحمل /242 أ/السلطاني، وأمير الركب الأمير سيف الدين طقتمر الموساوي السلحدار.
[وفاة أمّ محمد رقيّة بنت صدقة الحرّاني]
455 -
وفي يوم الأربعاء ثالث عشر صفر توفّيت أمّ محمد، رقيّة
(2)
بنت الشيخ العدل شمس الدين محمد بن عبد الواحد بن سلامة بن صدقة الحرّاني، ودفنت بسفح قاسيون.
وهي أخت العدل نفيس [الدين] إسماعيل، وعزّ الدين أحمد، وزوجة مؤيّد الدين أحمد بن مجد الدين ابن عساكر.
(1)
خبر الفتنة في: البداية والنهاية 14/ 75،76.
(2)
لم أجد لها ترجمة.
[تقليد قاضي الحنابلة ونظر الأوقاف]
وفي يوم الأحد سادس عشر صفر قرئ تقليد الشيخ، الإمام، الزاهد، قاضي القضاة، شمس الدين، أبي عبد الله، محمد بن الشيخ الصالح الفقيه أبي محمد مسلّم بن مالك بن مزروع الحنبلي، نفع الله ببركته، بتولية قضاء الحنابلة ونظر أوقافهم على قاعدة من تقدّمه. وكانت قراءته بجامع دمشق تحت النسر بحضور قاضي القضاة والصاحب وجماعة من الأعيان، ومشى من الجامع إلى دار السعادة للسلام على نائب السلطنة، وعاد وهو لابس الخلعة السلطانية ماشيا، والصاحب وجماعة من الأعيان معه مشاة، ثم نزع الخلعة عقيب قراءة التقليد، وتوجّه إلى الصالحية وباشر الحكم في (غد)
(1)
هذا اليوم بالمدرسة الجوزية على العادة، وتاريخ تقليده سادس ذي الحجّة من السنة الماضية بعد وفاة قاضي القضاة تقيّ الدين، رحمه الله، بنصف شهر.
وبعد أيام يسيرة استناب في الحكم الشيخ الإمام شرف الدين عبد الله بن الشيخ شرف الدين الحسن بن الحافظ جمال الدين عبد الله بن الحافظ عبد الغني المقدسي
(2)
.
[تولية وكالة بيت المال]
وفي يوم الإثنين السابع عشر من صفر وصل الشيخ الإمام، كمال الدين ابن الشريشي من القاهرة إلى دمشق متولّيا وكالة بيت المال كما كان عليه أولا، وخلع عليه في اليوم المذكور، ولبسها وركب بها للسلام على نائب السلطنة
(3)
.
[القبض على الصدر ابن القلانسي]
وفي صفر قبض على الصدر الكبير، الصاحب، عزّ الدين ابن القلانسي، واعتقل بالعذراوية، وأخذ منه نحو خمسين ألف درهم، ثم أطلق له ما كان أخذ منه، فاسترجع ذلك وخلّص على وجه حسن، وانفصل/242 ب/من نظر ديوان الخاص
(4)
.
ربيع الأول
[وفاة الحاج شرف الدين فضل الدّيري]
456 -
في ليلة الثلاثاء ثاني شهر ربيع الأول توفي الحاج الأمين، الصالح،
(1)
كتبت فوق السطر.
(2)
خبر تقليد قاضي الحنابلة في: نهاية الأرب 32/ 231، والبداية والنهاية 14/ 76.
(3)
خبر بيت المال في: البداية والنهاية 14/ 76.
(4)
خبر ابن القلانسي في: البداية والنهاية 14/ 76.
شرف الدين، فضل
(1)
بن الحاج عبد الكريم الدّيري، التاجر، ودفن ظهر الثلاثاء بمقابر باب الصغير.
وكان رجلا جيّدا، من أهل الديانة والصدق، وسمع الحديث وأسمع أولاده.
[وفاة بدر الدين محمد المعروف بابن الهندي]
457 -
وفي سحر يوم الجمعة ثاني عشر شهر ربيع الأول توفي الشيخ الأجلّ، الأمين، العدل، بدر الدين، أبو عبد الله، محمد بن الشيخ الفقيه، العدل، جمال الدين، أبي العباس، أحمد بن محمود بن عبد الله المعروف بابن الهندي
(2)
، الدمشقي، الشافعيّ، وصلّي عليه عقيب الجمعة بجامع دمشق، ثم صلّي عليه مرّة أخرى بجامع العقيبة، ودفن بسفح قاسيون.
ومولده في العشر الأخير من رجب سنة أربع وستين وستماية بظاهر دمشق.
وكان شاهدا تحت الساعات، ويشهد على القضاة، وله خبرة بالكتابة الديوانية ومعرفة الحساب، وخدم في عمالة ديوان الأيتام وغيرها من الجهات. ولما توفي كان متوليا أوقاف الخانقاه السميساطية.
روى لنا «جزء ابن عرفة» عن ابن عبد الدائم. وسمع من ابن أبي اليسر وغيرهما.
[وفاة عزّ الدين يوسف بن محمد الواسطي]
458 -
وفي يوم الثلاثاء سادس عشر ربيع الأول توفي الشيخ عزّ الدين، أبو الحجّاج، يوسف بن محمد بن يحيى بن الواسطي
(3)
، ثم الإسكندري، أخو الشيخ نجم الدين ابن المقرئ بثغر الإسكندرية، وصلّي عليه بالميدان خارج باب البحر، وحضره جمع كبير.
وكان رجلا صالحا، يأمر بالمعروف، ويتكلّم في المصالح.
سمع «صحيح مسلم» من الشيخ شرف الدين المرسي، ولم يرو شيئا، وسمع أيضا من النجيب عبد اللطيف الحرّاني.
[وفاة نور الدين ابن شيخيان الخراساني]
459 -
وفي بكرة الجمعة السادس والعشرين من شهر ربيع الأول توفي الشيخ الصالح، نور الدين، أبو الحسن، علي بن محمد بن أحمد بن منوّر بن شيخيان
(4)
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
انظر عن (ابن شيخيان) في: ذيل تاريخ الإسلام 144 رقم 458 وفيه: «سحنان» وفي نسخة أخرى: «شيحيان» . وفي نسخة ليدن 2/ 7 «شخيان» .
الخراساني، الصوفيّ، بالقاهرة، بربع الشرابيشي، جوار الجامع الأقمر، ودفن من يومه بمقبرة باب النصر.
سمع عدّة أجزاء/243 أ/من سبط السلفي، منها سابع «المحامليّات» و «الشكر» لابن أبي الدنيا، و «التّوكّل» له، والتاسع والعاشر من «الثقفيّات» .
وكان صوفيّا بالخانقاه، وإمام مسجد كهرداش بالقاهرة.
ربيع الآخر
[وفاة الخطيب شمس الدين ابن عبد الحميد المنبجي]
460 -
وفي ليلة الأحد ثالث عشر شهر ربيع الآخر توفي الشيخ الخطيب، العدل، شمس الدين محمد بن الخطيب تقيّ الدين عبد الرحيم بن داود
(1)
بن فارس بن أبي الفضل عبد الرحمن بن بركات بن أحمد بن عبد الحميد بن المنبجي، خطيب قرية المزّة من غوطة دمشق، بها.
وكان ضربه شخص بسوق المزّة في رأسه فتمرّض أياما ومات. واقتصّ من الضارب بعد موت الخطيب، وشنق بالمزة.
وكان الخطيب المذكور خطيبا بالمزّة من مدّة طويلة، وصوته صوت بليغ، ويحفظ كثيرا من الخطب المطوّلة ويؤدّيها أداء جيّدا، ويشهد تحت الساعات.
مات في عشر الستّين.
وولّي عوضه في الخطابة الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الرحمن المنبجي، الفقيه المقرئ.
[إطلاق الإقطاعات لفضل بن عيسى أخي مهنّا]
وفي شهر ربيع الآخر قدم إلى دمشق من القاهرة الأمير فضل بن عيسى أخو مهنّا ومعه مرسوم أن يكون عوضا عن أخيه مهنّا، وأجري له إقطاعات جيّدة
(2)
. وتاريخ تقليده سادس عشر ربيع الآخر، وأقام بدمشق أياما وتوجّه إلى بلاده وإقطاعه مكرما، وأطلق السلطان لابن أخيه موسى بن مهنّا بعض ما كان بيد والده. وكان ذلك سبب دخول مهنّا إلى بلاد التتار واجتماعه بملكهم خربندا
(3)
.
[وفاة الفقيه شمس الدين ابن عبد الكريم المقريزي]
461 -
وفي ليلة الأربعاء سادس عشر ربيع الآخر توفي الفقيه الفاضل، شمس الدين، محمد بن الشيخ المقرئ، المعمّر الكبير، نظام الدين محمد بن
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
ومنها إقطاعات بصيدا.
(3)
خبر الإقطاعات في: نهاية الأرب 32/ 233، والنهج السديد 3/ 259، والبداية والنهاية 14/ 76.
عبد الكريم المقريزي
(1)
، الشافعي، بالمارستان بدمشق، ودفن من الغد بسفح قاسيون.
وكان رجلا جيّدا، مشتغلا، متقنّعا، متعفّفا، أحد فقهاء المدرسة الشامية البرّانية المقيمين بها.
[وفاة الحاج عبد الله الفارقي]
462 -
وفي ليلة الخميس سابع عشر ربيع الآخر توفي الحاجّ عبد الله الفارقي
(2)
عتيق ابن مسلمة، ودفن من الغد بمقابر باب الصغير عند التربة المعروفة/ 243 ب/ببلال، رضي الله عنه.
وكان قيّما بالمدرسة الشامية الجوّانيّة من مدّة طويلة، وله حقّ على الفقهاء، وترك أولادا فقهاء في المدارس.
[وفاة الفقيه نجيب الدين عبد الباقي الحجّاوي]
463 -
وفي يوم الأحد الموفي عشرين من ربيع الآخر توفي الشيخ الفقيه، الإمام، نجيب الدين، عبد الباقي
(3)
بن عبد الملك بن عبد الباقي الحجّاوي، المقدسي، الحنبلي، بالقاهرة. وكان موته فجأة. حضر الدرس وخرج من درس المدرسة الأشرفية، فقرّبت إليه دابّة ليركبها، فخرجت من تحته فسقط ومات، وصلّي عليه الظهر عند المدرسة المذكورة جوار مشهد السيّدة نفيسة ظاهر القاهرة، ودفن بالقرافة الصغرى.
وكان فقيها صالحا من أعيان الحنابلة، وكان إماما بالمدرسة الصالحية.
روى عن النجيب عبد اللطيف الحرّاني.
ومولده تقريبا في سنة خمس أو ستّ وثلاثين وستماية.
[وصول صاحب حماه الملك عماد الدين]
وفي يوم الإثنين الثامن والعشرين من ربيع الآخر وصل المولى الملك عماد الدين إسماعيل بن الأفضل علي بن الملك المظفّر محمود صاحب حماه إلى دمشق متوجّها إلى خدمة السلطان، أعزّ الله أنصاره
(4)
.
[وفاة أمّ محمد زينب بنت عبد الباقي الصالحي]
464 -
وفي يوم الإثنين الثامن والعشرين من شهر ربيع الآخر توفّيت أمّ محمد،
(1)
لم أجد له ترجمة. وهو في الأصل: «المقريزي» ، وما أثبتناه من نسخة ليدن 2/ 9.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
خبر صاحب حماه في: المختصر في أخبار البشر 4/ 78.
زينب
(1)
بنت عبد الباقي بن علي بن عبد الباقي بن علي بن حفّاظ الصالحي، فجأة بقرية كفر بطنا من غوطة دمشق، وحملت إلى سفح جبل قاسيون فدفنت به بعد المغرب ليلة الثلاثاء بتربة الشيخ موفّق الدين.
وكانت امرأة صالحة، خيّرة، أصيبت بجماعة من الأولاد.
وهي زوجة الشيخ الإمام شمس الدين عبيد الله بن محمد المقدسيّ أمّ أولاده.
روت لنا بالسماع عن أبي العزّ بن صديق الحرّاني، وبالإجازة عن سبط السلفيّ.
[خروج بهاء الدين رسلان الدوادار بمهمّات السلطنة]
وفي شهر ربيع الآخر قدم الأمير بهاء الدين رسلان الدوادار دمشق وتوجّه إلى حلب، ثم عاد إلى دمشق، ثم توجّه إلى حلب مرّة ثانية، وعاد وتوجّه إلى الديار المصرية في مهمّات السلطنة، وجرّد جيش من دمشق إلى الشمال فغاب عن دمشق نحو شهرين، منهم الأمير سيف الدين غرلوا العادلي، ولاجين الحسامي، /244 أ/ نائب البرّكان.
[وفاة عماد الدين ابن العجمي الحلبي]
465 -
وفي يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ عماد الدين، عبد الرحمن بن صالح بن هاشم بن عبد الله بن العجمي
(2)
، الحلبيّ، بحلب، ودفن عند أهله بالجبيل.
وكان مكثرا عن ابن خليل. سمع «المستخرج» على مسلم، لأبي نعيم، و «حديث العشرة» من أصحاب الحدّاد، و «جزء الجابري» ، وغير ذلك، وحدّث وسمع منه الطلبة والرحّالون.
(ومولده سنة اثنتين وثلاثين وستماية بحلب.
[قدوم الدوادار دمشق]
وفي شهر ربيع الآخر قدم الأمير بهاء الدين رسلان الدوادار دمشق، وتوجه إلى حلب ثم عاد)
(3)
.
جمادى الأولى
[وصول الأمير صلاح الدين مشدّ البلاد الحلبية]
في خامس جمادى الأولى وصل إلى دمشق الأمير صلاح الدين، يوسف بن
(1)
لم أجد لها ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
ما بين القوسين من نسخة ليدن 2/ 11.
الأسعد الدوادار ابن الوجيه أبي الفضائل، مشدّ البلاد الحلبية إلى دمشق، وتوجّه إلى الديار المصرية إلى باب مولانا السلطان.
[وفاة المعمّر كمال الدين ابن هبة الله الأنصاري]
466 -
وفي يوم الإثنين خامس جمادى الأولى توفي الشيخ الكبير، المعمّر، كمال الدين، أبو عبد الله، محمد بن محمد بن أبي الفتح بن هبة الله
(1)
الأنصاري، الرهاوي، ثم الدمشقي التاجر الطيّبي، ودفن يوم الثلاثاء بسفح قاسيون بالقرب من تربة صاحب كيلان.
ومولده في نصف شعبان سنة ستّ وعشرين وستماية بدمشق.
وكان شيخا حسنا عنده فضيلة وكتابة جيّدة، وسافر في التجارة إلى البلاد، ودخل جزيرة قبرص، وكان يذاكر مذاكرة حسنة. وذكر أنّ والده من حلب، وأنّ جدّه من الرها.
روى لنا عن مكي بن علاّن بالإجازة، وكان يخبر أنه سمع منه، وأنه كان جاره في الدكان بقيسارية الفرش بدمشق.
[وفاة بلبان عتيق بكتمر الساقي]
467 -
وفي ليلة الأحد الثامن عشر من جمادى الأولى توفي سيف الدين، بلبان
(2)
بن عبد الله عتيق بكتمر الساقي، العزيزي بالقاهرة.
كتب إلينا بوفاته الشيخ أبو بكر الرحبيّ.
[وفاة الشريف شهاب الدين ابن عبد الله الكاشغري]
468 -
وفي يوم الإثنين تاسع عشر جمادى الأولى توفي الشيخ الجليل، الفاضل، الشريف، شهاب الدين، أبو القاسم، محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الكاشغري
(3)
، شيخ الشيوخ بدمشق بالخانقاه السميساطية، ودفن من يومه بمقابر الصوفية.
وكان شيخا مشهورا بالتصوّف والتجريد، سافر البلاد، وورد دمشق، وولّي بها المشيخة مدّة سنين إلى حين وفاته. وكان يذكر هذا النسب له محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحيم/244 ب/بن عبد الكريم بن محمد بن علي بن الحسن بن الحسين بن يحيى بن الإمام موسى بن جعفر الصادق.
ومات وله ثلاث وستون سنة.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
انظر عن (الكاشغري) في: نهاية الأرب 32/ 234، وذيل تاريخ الإسلام 465، والبداية والنهاية 14/ 78.
[وفاء النيل]
وفي حادي عشر
(1)
جمادى الأولى كسروا النيل المبارك بعد ما وفا
(2)
العادة، وذلك قبل كسره في السنة الخالية بأحد عشر يوما. وكان في السنة الخالية أيضا بدري.
كذى
(3)
ورد كتاب الأمير نجم الدين ابن المحفّدار.
[مشيخة الشيوخ بدمشق]
وفي يوم الإثنين السادس والعشرين من جمادى الأولى باشر قاضي القضاة نجم الدين ابن صصرى الشافعي-أيّده الله تعالى-مشيخة الشيوخ بدمشق، وحضر عند الصوفية بالخانقاه السميساطيّة، عوضا عن الكاشغري، وذلك لاختيار الصوفية له وسؤالهم توليته من نائب السلطنة، وقرئ تقليده بذلك في التاريخ المذكور بحضور جماعة من الأعيان
(4)
.
[وفاة نجم الدين عيسى الأبلستاني الرومي]
469 -
وفي يوم الثلاثاء السابع والعشرين من جمادى الأولى توفي الشيخ الكبير، نجم الدين، أبو المحامد، عيسى
(5)
بن الشيخ شهاب الدين أبي محمد شاه أرمن ابن الشيخ صلاح الدين صالح بن عبد الله الأبلستاني
(6)
، الروميّ، المعروف بالسيوفي، ودفن بسفح قاسيون.
وكان شيخا كبيرا، مقصودا بالزيارة، وأطلق له السلطان قرية الفيجة، وله أولاد وحرمة عند الدولة.
[وفاة الصدر شمس الدين ابن صدقة بن الحظيري]
470 -
وفي ليلة الأربعاء الثامن والعشرين من جمادى الأولى توفي الشيخ العدل، الصدر، الكبير، شمس الدين، أبو محمد، عبد القادر بن الشيخ العدل
(1)
في تاريخ سلاطين المماليك 164 «حادي عشري» . وأضاف في نسخة ليدن 2/ 12 «وهو ثامن عشر مسرى» .
(2)
الصواب: «وفّى» .
(3)
الصواب: «كذا» .
(4)
خبر المشيخة في: نهاية الأرب 32/ 234، والبداية والنهاية 14/ 76، والسلوك ج 2 ق 1/ 161.
(5)
انظر عن (عيسى) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 127، ودول الإسلام 2/ 222، وذيل تاريخ الإسلام 144 رقم 466، وأعيان العصر 3/ 726 رقم 1320، والدرر الكامنة 3/ 210 رقم 508.
(6)
الأبلستاني: نسبة إلى: أبلستين: بالفتح ثم الضم، ولام مضمومة أيضا والسين المهملة ساكنة وتاء فوقها نقطتان مفتوحة وياء ساكنة ونون وهي مدينة مشهورة ببلاد الروم. (معجم البلدان 1/ 75) ويقال: البلستين.
جمال الدين يوسف بن المظفّر بن صدقة بن الحظيري
(1)
، وصلّي عليه ظهر الأربعاء بجامع دمشق، ودفن بسفح جبل قاسيون.
ومولده في الثاني والعشرين من صفر سنة خمس وثلاثين وستماية بدمشق.
روى لنا عن ابن رواج سماعا، وعن جماعة من شيوخ الديار المصرية بالإجازة، منهم نحو عشرين رجلا من أصحاب السلفي، مثل ابن الصفراوي، وابن الحمل العامري، وابن الطفيل، وحسن بن دينار، وحسّان المهدوي، ومنصور بن الدماغ، وأسعد بن قادوس.
وكان شيخا جليلا؛ أحد كتّاب الديوان المشهورين بالأمانة الوافرة والخبرة التامّة والصيانة/245 أ/والنزاهة، باشر نظر الخزانة، ونظر الجامع، ونظر المارستان، وغير ذلك من الجهات الحكمية والسلطانية.
جمادى الآخرة
[نظارة المارستان النوري]
في يوم الإثنين ثالث جمادى الآخرة باشر الصدر بهاء الدين إبراهيم بن الشيخ جمال الدين يحيى (الحنفي)
(2)
نظر المارستان النوري، عوضا عن ابن الحظيري رحمه الله
(3)
.
[وفاة علي الرومي]
471 -
وفي يوم الثلاثاء رابع جمادى الآخرة توفي الشيخ علي الرومي
(4)
المقيم بالمجدل، مات بدمشق بالمارستان، وحمل إلى المجدل ليدفن بها في زاويته عند أهله.
وكان له تعلّق بالدولة، وأطلق له السلطان المجدل، فبقي بيده مدّة يسيرة ومات.
(1)
انظر عن (ابن الحظيري) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 138، وذيل تاريخ الإسلام 141 رقم 445، وذيل العبر 87، والإعلام بوفيات الأعلام 301، ومعجم شيوخ الذهبي 324 رقم 463، والمشتبه 1/ 243، وأعيان العصر 3/ 121،122 رقم 1014، والوافي بالوفيات 19/ 43، وذيل التقييد 2/ 142 رقم 1311، والسلوك ج 2 ق 1/ 167، وتوضيح المشتبه 3/ 278، والدرر الكامنة 2/ 393 رقم 2474، وشذرات الذهب 6/ 38. ووقع في المصادر:«الحظيري» و «الخطيري» ، والمثبت هو الصحيح، بفتح الحاء المهملة، وكسر الظاء المعجمة.
(2)
كتبت على هامش المخطوط.
(3)
خبر المارستان في: البداية والنهاية 14/ 76.
(4)
لم أجد له ترجمة.
[وفاة الفقيه شرف الدين أبي الثناء التغلبي]
472 -
وفي يوم الثلاثاء رابع جمادى الآخرة توفي الشيخ الصالح، الفقيه، شرف الدين، أبو الثناء، محمود بن أحمد بن عمرو بن أحمد التغلبي
(1)
، الزرعي، الحنبليّ بدمشق، ودفن من يومه بمقبرة الباب الصغير.
ومولده في شهر رمضان سنة خمس وثلاثين وستماية بزرع.
وكان رجلا مباركا، كثير التلاوة والخير، وولّي وكالة بيت المال بزرع مدّة اثنتي عشرة سنة نيابة عن الشيخ زين الدين ابن المرحّل، وضعف بصره في آخر عمره، وأقام بدمشق إلى أن مات.
روى لنا عن ابن عبد الدائم، وسمع أيضا من غيره.
[وفاة الفقيه شرف الدين ابن بكتمر الغزّي]
473 -
وفي يوم الثلاثاء حادي عشر جمادى الآخرة توفي الشيخ الفقيه الفاضل، العدل، شرف الدين، أحمد بن بكتمر
(2)
بن عبد الله الغزّي، الصرخدي، المعروف بابن الفريكي، خطيب قرية أرزونا
(3)
بها، ودفن هناك، وهو في عشر الستين.
وكان فقيها وعنده معرفة بالنحو، ومرض مدّة طويلة، وكان سمع من ابن البخاري المشيخة، وأجاز له في سنة ثلاث وستين وبعدها جماعة من شيوخ دمشق والقاهرة بإفادة ابن الخبّاز، منهم إسماعيل بن الدرجي، ويوسف بن مكتوم، وابن عبد الدائم، والنجيب عبد اللطيف، وابن عزّون، وابن علاّق، وأبو شامة، وعبد الهادي القيسي، ولم يحدّث بشيء.
[وفاة الفقيه شرف الدين صالح الهمداني]
474 -
وفي يوم السبت منتصف جمادى الآخرة توفي الشيخ الفقيه، المقرئ، شرف الدين، أبو البركات، صالح بن الشيخ المحدّث ناصر الدين أبي نصر محمد بن /245 ب/عربشاه
(4)
بن أبي بكر بن أبي نصر الهمداني، ثم الدمشقي بالنيرب من غوطة دمشق، ودفن ضحى السبت هناك بتربة ابن الشقاري.
ومولده في العشرين من شوال سنة خمس وخمسين وستماية بدمشق.
أحضره أبوه على إبراهيم بن خليل، والرضيّ بن البرهان في سنة سبع
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة. وفي نسخة ليدن 2/ 18 «المعروف بابن التركي» بدل «الفريكي» .
(3)
أرزونا: قرية شمالي النهر الكبير الجنوبي، بالقرب من حصن الأكراد.
(4)
انظر عن (ابن عربشاه) في: معجم شيوخ الذهبي 243،244 رقم 335، والدرر الكامنة 2/ 203 رقم 1971، والبداية والنهاية 14/ 78.
وخمسين، وسمع من الزين خالد، وابن عبد الدائم، وابن أبي اليسر، والضياء يوسف بن
(1)
خطيب بيت الآبار، وعمر الكرماني، وعلي بن الأوحد، ومظفّر بن الحنبلي، وجماعة، وأجازه سنة مولده جماعة، منهم: الصدر البكري.
وكان رجلا جيّدا، مشكور السيرة، معروفا بحسن الصوت وجودة التلاوة، وطيب النغمة، وحدّث.
سمعنا منه «جزء ابن عرفة» ، و «جزء ابن الفرات» .
[وفاة أم عبد الله رقيّة بنت موسى الشقراوي]
475 -
وفي منتصف جمادى الآخرة توفّيت أمّ عبد الله، رقيّة
(2)
بنت الشيخ الإمام، المحدّث، نجم الدين، موسى بن إبراهيم بن يحيى الشقراوي، الحنبلي بالعقيبة ظاهر دمشق، ودفنت بسفح جبل قاسيون عند والدها.
ومولدها تقريبا سنة سبع وخمسين وستماية.
ذكرت لي أنّ عمرها في سنة التتار سنة ثمان وخمسين وستماية سنة ونصف.
وكانت امرأة جيّدة لم يولد لها.
سمعت «جزء ابن عرفة» على ابن عبد الدائم، وغير ذلك، وحدّثت.
سمعنا منها.
[وفاة الأمير سيف الدين كستاي]
476 -
وفي ليلة الأربعاء تاسع عشر جمادى الآخرة توفي الأمير الكبير، سيف الدين، كستاي
(3)
الملكي، الناصري، نائب السلطنة بطرابلس وأعمالها. وكان موته ودفنه بها بعد أن مرض مدّة عشرين يوما.
وكان من أعيان الدولة وكبار الأمراء، وفيه ديانة وخير.
[وفاة بدر الدين حسن بن قدامة المقدسي]
477 -
وفي يوم الجمعة الحادي والعشرين من جمادى الآخرة توفي
(1)
الصواب: «ابن» .
(2)
لم أجد لها ترجمة.
(3)
انظر عن (كستاي) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 132، ونهاية الأرب 32/ 234،235، وذيل العبر 87 وفيه «كشته» ، وذيل تاريخ الإسلام 144 رقم 467 وفيه:«كستيه» ، والنهج السديد 3/ 259، والوافي بالوفيات 24/ 339، وأعيان العصر 4/ 158 رقم 1402، والسلوك ج 2 ق 1/ 168، والدرر الكامنة 3/ 268 رقم 691، والنجوم الزاهرة 9/ 237، والدليل الشافي 2/ 558 رقم 1913، والمنهل الصافي 9/ 135 رقم 1920 وفيه: توفي سنة عشر وسبعمائة. و «كستاي» : بضم الكاف وسكون السين المهملة وبعدها تاء ثالثة الحروف وألف ممدودة وياء. (أعيان العصر) وضبطه في: الدليل الشافي: «كستاي» بتحريك الفتح.
بدر الدين، حسن بن
(1)
شيخنا بدر الدين علي بن عمر بن الشيخ جمال الدين أبي حمزة أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة
(2)
المقدسي، الحنبليّ، بسفح قاسيون، ودفن بتربة جدّه.
وكان رجلا جيّدا، ديّنا، مشكور السيرة. وسمع كثيرا من أصحاب ابن طبرزد، وغيرهم. وكان نقيبا عند ابن عمّه قاضي القضاة تقيّ الدين، وكان زوج ابنته وله منها أولاد.
[وفاة المقرئ برهان الدين ابن الكحّال]
478 -
وفي يوم الثلاثاء/246 أ/الخامس والعشرين من جمادى الآخرة توفي الشيخ المقرئ، برهان الدين، إبراهيم بن جعفر بن إبراهيم ابن الكحّال
(3)
الحرّاني، ودفن يوم الأربعاء بمقابر باب الصغير.
وكان مقرئا مجوّدا، حسن الأداء، قرأ السبعة على رضيّ الدين ابن دبوقا، عن السخاوي، وأقرأ جماعة.
وسمع معنا الحديث على الشيوخ أصحاب ابن طبرزد، وغيرهم. وكان من أقراننا.
[وفاة الصدر بهاء الدين أبي المحاسن ابن العجمي]
479 -
وفي ليلة الخميس السابع والعشرين من جمادى الآخرة توفي الشيخ الإمام، العالم، الفاضل، الصدر، الكبير، بهاء الدين، أبو المحاسن، يوسف بن الصدر كمال الدين أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الرحمن بن طاهر بن العجمي
(4)
، الحلبي، سبط الصاحب كمال الدين ابن العديم، وصلّي عليه ظهر الخميس بجامع دمشق، ودفن بتربة خاله ووالدته قبالة جوسق ابن العديم ظاهر دمشق.
ومولده في سنة خمس وخمسين وستماية.
روى لنا «جزء ابن عرفة» عن النجيب عبد اللطيف الحرّاني، وسمع كثيرا من الفقه، واشتغل وحصّل، وكتب المنسوب، ودرّس بحماه ودمشق، وولّي كتابة الإنشاء بدمشق، وحكم أيضا بحماه نيابة. وكان صالحا، ديّنا، مباركا، مواظبا على فعل الخير، مشكور السيرة، محبّبا إلى الناس.
(1)
الصواب: «ابن» .
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
انظر عن (ابن العجمي) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 178، وذيل تاريخ الإسلام 144 رقم 459، وأعيان العصر 5/ 603 رقم 1965، والبداية والنهاية 14/ 78، والدرر الكامنة 4/ 446،447 رقم 1233، ومعجم شيوخ الذهبي 651 رقم 978.
[قدوم خطيب حماه إلى دمشق]
وفي يوم السبت التاسع والعشرين من جمادى الآخرة قدم علينا دمشق الخطيب معين الدين ابن المغيزل خطيب حماه، وتوجّه الناس إلى (رؤيته)
(1)
بالمدرسة العادلية عند قاضي القضاة نجم الدين، وحدّث بدمشق وأقام إلى أثناء شهر رمضان، ثم عاد إلى بلده.
[وصول الملك عماد الدين صاحب حماه]
وفي يوم الأحد سلخ جمادى الآخرة وصل الملك عماد الدين إسماعيل صاحب حماه من الديار المصرية إلى دمشق، ورجع إلى بلده على عادته مكرما
(2)
.
رجب
[وفاة القاضي عزّ الدين ابن ميسّر المصري]
480 -
في ليلة الإثنين مستهلّ رجب توفي القاضي الأجلّ، الصدر الكبير، العدل، الصاحب، عزّ الدين، أبو العباس، أحمد بن الصدر الكبير جمال الدين محمد بن أحمد بن ميسّر
(3)
المصري، ودفن من الغد بسفح قاسيون ظاهر دمشق.
/246 ب/ومولده ليلة الثلاثاء الحادي والعشرين من رمضان سنة تسع وثلاثين وستمايّة بمصر.
وكان رجلا كبيرا، ولّي الأنظار الكبار، وتقدّم في الدول، ومن جملة ولاياته نظر الدواوين بالديار المصرية، و (نظر)
(4)
دمشق، ونظر الإسكندرية، ونظر طرابلس، ونظر الأوقاف بدمشق والحسبة بها، ومات وهو متولّي نظر الأوقاف بدمشق، وكان فيه ديانة ومحبّة لأهل الخير، وكرم، وحسن صحبة.
[وفاة الحاج أبي بكر بن الأزيرق]
481 -
وفي ليلة الأحد السابع من رجب توفي الحاج أبو بكر بن الأزيرق
(5)
البالسي، التاجر، السفّار، ودفن بالصالحية وحضره جمع.
وكان رجلا جيّدا.
(1)
طمس مقدار كلمة. أثبتناها من نسخة ليدن 2/ 22.
(2)
خبر الملك عماد الدين في: المختصر في أخبار البشر 4/ 82، والسلوك ج 2 ق 1/ 166.
(3)
خبر (ابن ميسّر) في: نهاية الأرب 32/ 244، وذيل تاريخ الإسلام 144 رقم 460 ووقع فيه:«مسير» ، وهو خطأ، والبداية والنهاية 14/ 78، وفيه:«مبشر» والسلوك ج 2 ق 1/ 167، والنجوم الزاهرة 9/ 237، والدليل الشافي 2/ 730.
(4)
كتبت فوق السطر.
(5)
لم أجد له ترجمة.
[وفاة عزّ الدين ابن العجمي]
482 -
وفي ليلة الأحد سابع رجب توفي عزّ الدين، محمد ابن القاضي بهاء الدين يوسف بن أحمد بن عبد العزيز ابن العجمي
(1)
، ودفن من الغد عند والده، وبينهما في الوفاة عشرة أيام.
وكان شابّا اشتغل وحفظ وسمع الحديث.
[نيابة السلطنة بحمص وطرابلس والكرك]
وفي يوم الأحد السابع من رجب توجّه من دمشق الأمير الكبير سيف الدين أرقطاي الحاج الملكي، الناصري إلى حمص متولّيا نيابة السلطنة بها.
ونقل النائب بها الأمير شهاب الدين قرطاي إلى نيابة السلطنة بطرابلس وأعمالها، عوضا عن الأمير سيف الدين كستاي، رحمه الله تعالى.
وولّي نيابة الكرك الأمير سيف الدين طقطيه الناصري، عوضا عن الأمير سيف الدين بيبغا
(2)
.
[وفاة الكمال الفرّاء الأعناكي]
483 -
وفي ليلة الثلاثاء تاسع رجب توفي الكمال الفرّاء
(3)
، الأعناكي، الجعفريّ، ودفن بالصالحية.
وكان رجلا جيّدا، وترك أولادا وثروة.
[الدرس بالمدرسة النجيبية]
وفي يوم الأربعاء عاشر رجب ذكر الدرس القاضي نجم الدين
(4)
الدمشقي نائب الحكم بدمشق بالمدرسة النجيبية، عوضا عن بهاء الدين ابن العجمي، رحمه الله
(5)
.
[وفاة الفقيه علاء الدين ابن داود الجناني]
484 -
وفي ليلة الخميس حادي عشر رجب توفي الفقيه علاء الدين، علي بن عبد الله بن داود الجناني
(6)
، الفزاري، الشافعي، الساكن بالمدرسة الأمينية، وكانت وفاته بها، ودفن من الغد بسفح قاسيون.
(1)
تقدّمت ترجمته برقم (455).
(2)
خبر نيابات السلطنة في: نهاية الأرب 32/ 235، والنهج السديد 3/ 259، وتاريخ سلاطين المماليك 164، والبداية والنهاية 14/ 76، والسلوك ج 2 ق 1/ 163 و 168.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
في: البداية والنهاية 14/ 76 «شمس الدين» .
(5)
خبر التدريس في: البداية والنهاية 14/ 76.
(6)
لم أجد له ترجمة.
وكان رجلا جيّدا، فقيها، له محفوظات واشتغال، وخطّه خطّ حسن، وله/ 247 أ/نظم.
وقارب السبعين.
[الطواف بالمحمل السلطاني]
وفي يوم الخميس حادي عشر رجب طافوا بدمشق بمحمل السلطان ليعلموا الناس بالحجّ، وأحضر السنجق إلى الجامع يوم الجمعة الذي يليه، واستمرّ ذلك إلى وقت سفر الركب.
[وفاة الفقيه زين الدين ابن مزيز التنوخي]
485 -
وفي يوم الخميس الحادي عشر من رجب توفي الشيخ الفقيه، المحدّث، الفاضل، العدل، الرضيّ، القاضي، زين الدين، أبو محمد، عبد الرحيم بن الشيخ الإمام الحافظ تقيّ الدين أبي محمد إدريس بن محمد بن أبي الفرح (المفرّج)
(1)
بن إدريس بن مزيز
(2)
التنوخي، الحموي، وصلّي عليه يوم الجمعة ببلد تيزين من عمل حلب، وكان قاضيا هناك، وولّي قبل ذلك قضاء المعرّة أيضا.
وكان رجلا جيّدا، حسن الأخلاق، مليح الكتابة.
روى لنا «جزء ابن عرفة» عن شيخ الشيوخ شرف الدين الأنصاري، وسمع أيضا بالقاهرة من إسماعيل بن عزّون، وسمع بدمشق من ابن أبي اليسر، وجماعة.
[خسوف القمر]
وفي ليلة السبت ثالث عشر رجب خسف القمر جميعه في أواخر الليل، وصلّى نائب الخطيب بجامع دمشق صلاة الكسوف وخطب، وفرغ من ذلك قبل الأذان، واستمرّ الكسوف إلى طلوع الشمس.
[وفاة المقرئ الأديب علاء الدين ابن المظفّر الكندي]
486 -
وفي ليلة الأربعاء سابع عشر رجب توفي الشيخ الإمام، العالم، الفاضل، المقرئ، النحوي، المحدّث، الأديب، المنشئ، علاء الدين، أبو الحسن، علي بن المظفّر بن إبراهيم بن عمر بن زيد بن هبة الله الكندي
(3)
، الإسكندري، ثم الدمشقي ببستانه عند قبّة المسجف، ودفن بالمزّة.
(1)
عن هامش المخطوط.
(2)
انظر عن (ابن مزير) في: معجم شيوخ الذهبي 308 رقم 437، والدرر الكامنة 2/ 353 رقم 2385.
(3)
انظر عن (الكندي) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 162، والتذييل على دول الإسلام 2/ 222،
ومولده في سنة أربعين وستماية تقريبا أو قبلها بقليل.
وكان رجلا فاضلا، اشتغل في شبيبته بأنواع من العلم، فقرأ القراءات السبع على الشيخ علم الدين القاسم الأندلسي، وعلى الشيخ زين الدين الزواوي، وسمع الحديث وطلب بنفسه وحصّل، وظهر سماعه على مايتي شيخ، منهم: عثمان ابن خطيب القرافة الراوي عن السلفيّ بالإجازة، وابن البرهان، وإسماعيل بن الدرجي، والصدر البكري، وابن المهير، وابن عزّة الحوزي، وشرف الدين عبد العزيز الأنصاري، /247 ب/والنجيب عبد اللطيف، والعماد محمد بن حامد القزويني، ومحمد بن سليمان الصقلّي، وعمر الكرماني، والزين خالد. ومنهم من أصحاب الثقفيّ سبعة: إبراهيم بن خليل، وابن عبد الدائم، وعبد الله بن الخشوعي، والعماد بن عبد الهادي، والكفرطابي، وبهاء الدين نقيب الأشراف، وأبو طالب بن السروري. ومنهم من أصحاب الخشوعي أكثر من ثلاثين رجلا، ومنهم جماعة كثيرة من أصحاب حنبل، وابن طبرزد، والكندي، وغيرهم. وحصّل طرفا من اللغة والنحو والأدب، وكان له شعر جيّد فيه المعاني المبتكرة الحسان، وكتب الخط المنسوب وأتقنه، وكان كاتبا عند ابن وداعة ناظر دمشق وبه عرف، ثم تنقّل في الخدم السلطانية فأقام ناظرا بالبيرة مدّة، ثم عاد إلى دمشق وباشر ديوان الجامع وكتابة الإنشاء، وولّي مشيخة دار الحديث النفيسيّة عشر سنين إلى أن مات، وقرأ «صحيح البخاري» مرّات، وأسمع وروى عن جماعة من شيوخه، وكان يحبّ السماع والتسميع، وجمع كتابا سمّاه «التذكرة الكنديّة» وهو أكثر من خمسين مجلّدا، ووقفه بالخانكاه السميساطيّة، وأكثره فوائد أدبية وأشعار منتخبة.
[وفاة ابن بلبان التركي]
487 -
وفي ليلة الأربعاء سابع عشر رجب توفي الشيخ أحمد بن بدر الدين
= وذيل تاريخ الإسلام 140 رقم 444، وذيل العبر 87،88، والإعلام بوفيات الأعلام 301، 302، والمعين في طبقات المحدّثين 230 رقم 2366، وتذكرة الحفاظ 4/ 1503،1504، والمعجم المختص 177 رقم 215، ومعجم شيوخ الذهبي 389،390 رقم 562، والبداية والنهاية 14/ 78، وفوات الوفيات 2/ 87 رقم 362، والوافي بالوفيات 22/ 199 رقم 152، وأعيان العصر 3/ 546 - 555 رقم 1238، ودرّة الأسلاك 2/ورقة 207، وتذكرة النبيه 2/ 77، والردّ الوافر 60، وذيل التقييد 2/ 224 رقم 1486، والسلوك ج 2 ق 1/ 167، والدرر الكامنة 3/ 130 - 133 رقم 298، ولسان الميزان 4/ 263،264 رقم 727 (5/ 102،103 رقم 5984)، والنجوم الزاهرة 9/ 235، والدليل الشافي 1/ 485 رقم 1683، والمنهل الصافي 8/ 216 - 220 رقم 1690، وشذرات الذهب 6/ 39، وكشف الظنون 3/ 389، وهدية العارفين 1/ 717، وديوان الإسلام 4/ 377،378 رقم 2182، وروضات الجنات 495، وأعيان الشيعة 42/ 160، والأعلام 5/ 23، ومعجم المؤلفين 7/ 243.
حسن بن الأمير حسام الدين بلبان
(1)
التركي، السلوقي جدّه سبط الشيخ شرف الدين عمر الناسخ بالمارستان بسفح قاسيون، ودفن هناك بعد الظهر يوم الأربعاء عند والدته وأهله.
ومولده سنة إحدى وسبعين وستماية بالصالحية.
وكان رجلا جيّدا، حفظ القرآن.
وهو أخو زوجتي وخال الأولاد.
وحدّث بشيء عن أصحاب ابن طبرزد، وكان سمع كثيرا بالصالحية.
[وفاة الخطيب تقيّ الدين صالح التنوخي]
488 -
وفي بكرة الإثنين الثاني والعشرين من رجب توفي الخطيب، الفقيه، العدل، تقيّ الدين، أبو البقاء، صالح بن الشيخ الإمام الخطيب مجد الدين عبد الوهاب بن أحمد بن أبي الفتح بن سحنون
(2)
التنوخي، الحنفيّ. وكانت وفاته بمنزله/248 أ/جوار جامع النّيرب، وصلّي عليه ظهر الإثنين بجامع النّيّرب، ودفن عند والده فوق جسر المعزي عند الدّوّاسة.
ومولده يوم الأربعاء عاشر صفر سنة سبع وخمسين وستماية بجامع النيرب.
ونظم أبوه في اسمه عند ولادته هذين البيتين:
تيمّنت فيه غبطة باسم صالح
…
فسمّيته مستهديا برشاده
عسى الله فينا أن يمنّ بفضله
…
فيحييه عبدا صالحا من عباده
وسمع من ابن عبد الدائم، وابن أبي اليسر، وإبراهيم بن جملة بن كامل، وغيرهم. وحدّث.
سمعنا منه حديث بشرى الفاتني عن العسكريّ، بسماعه من ابن عبد الدائم.
وكان ذا هيئة حسنة، وفيه كرم وتودّد. وكان يجلس مع الشهود قبالة القلعة، وولّي مكانه ولده مجد الدين إبراهيم، واستمرّ في خطابة النّيرب على عادة والده وجدّه.
[وفاة نجم الدين سليمان الطوفي]
489 -
وفي شهر رجب توفي الشيخ الإمام، العالم، الفاضل، نجم الدين، سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم بن سعيد الطوفي
(3)
، البغدادي، الحنبلي، ببلد الخليل عليه السلام.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
انظر عن (ابن سحنون) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 92، وأعيان العصر 547،548 رقم 786، والدرر الكامنة 2/ 202 رقم 1967 وفيه: مات في رجب سنة 710 هـ.
(3)
انظر عن (الطوفي) في: ذيل تاريخ الإسلام 153،154 رقم 493، وذيل العبر 88، والذيل
وكان قدم علينا دمشق من العراق، ثم توجّه إلى القاهرة وأقام بها مدّة، ثم توجّه إلى الحجاز وحجّ وجاور.
وكان رجلا فاضلا، واتّهم بالقاهرة بالرفض، وعزّره القاضي شمس الدين بن الحارثي وأشهره، وبلغني أنه تاب قبل موته من ذلك ومن هجو الناس.
شعبان
[وفاة القاضي قطب الدين ابن العجمي]
490 -
في يوم الخميس التاسع من شعبان توفي القاضي الكبير، الأصيل، قطب الدين، (أبو طالب) أبو عبد الرحمن بن عماد الدين أبي بكر محمد بن الشيخ الإمام كمال الدين أبي القاسم محمد بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن الحسن بن العجمي
(1)
بحلب، وصلّي عليه من الغد بعد الجمعة ودفن بمقبرة أهله بالجبيل.
وكان ولّي قضاء سرمين.
وهو والد الشيخ عزّ الدين عبد المؤمن.
ومولده في خامس شعبان سنة ثلاث وأربعين وستماية.
[وفاة الطواشي الأمير ظهير الدين مختار]
491 -
وفي ليلة الخميس عاشر شعبان توفي الطواشي، الأمير الكبير، ظهير الدين، مختار المعروف بالبلبيسي
(2)
، /248 ب/الخزندار بقلعة دمشق، وكانت وفاته بها، ودفن ضحى الخميس خارج باب الجابية بتربته التي عمّرها ووقف عليها أوقافا وقرّر فيها مقرئين بالنّوبة ليلا ونهارا.
= على طبقات الحنابلة 2/ 366، ومختصره 93، والمنهج الأحمد 417، ومرآة الجنان 4/ 255، وأعيان العصر 2/ 445 - 447 رقم 719، وبغية الوعاة 1/ 599، وروضات الجنات 323، 324، وكشف الظنون 59 و 71 و 143 و 174 و 219، و 248 و 251 و 363 و 559 و 756 و 827 و 837 و 878 و 919 و 930 و 1039 و 1153 و 1229 و 1342 و 1359 و 1616، و 1626 و 1738 و 1790 و 1897 و 1898، وإيضاح المكنون 1/ 13 و 43 و 2/ 67 و 96 و 688، والأنس الجليل 593 - 595، وهدية العارفين 1/ 400، وديوان الإسلام 3/ 241، 242 رقم 1378، وأعيان الشيعة 35/ 330 - 336، وفهرس المخطوطات المصوّرة بدار الكتب المصرية لفؤاد سيد 1/ 116، والأعلام 3/ 127، ومعجم المؤلفين 4/ 266 و «الطوفي»: نسبة إلى قرية طوفان من أعمال صرصر قرب بغداد.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
انظر عن (البلبيسي) في: نهاية الأرب 32/ 244، وأعيان العصر 5/ 413،414 رقم 1851، والبداية والنهاية 14/ 78،79، والسلوك ج 2 ق 1/ 169، والدرر الكامنة 4/ 344 رقم 937، والدليل الشافي 2/ 730، والنجوم الزاهرة 9/ 237.
وكان حسن الشكل، فيه خير وأخلاق حسنة وسكون ووقار، ويحفظ القرآن ويتلوه بصوت حسن. وأنشأ مكتبا للصبيان قبالة القلعة، ووقف عليهم وقفا، وكان يفرّق عليهم الجامكيّة في آخر الشهر، ويستعلم ما ازدادوه من المحفوظ ويمتحنهم ويسرّ بحفظهم وتلاوتهم. وكان ولّي الخزندارية بالديار المصرية، وولي على المماليك السلطانية مكان الطواشي فاخر، وكان خبزه بطبلخاناه.
[وفاة الأمير بدر الدين ابن الوزيري]
492 -
وفي يوم الأربعاء السادس عشر من شعبان توفي الأمير الكبير، بدر الدين، محمد بن الوزيري
(1)
، وكانت وفاته بدار الجاولي ظاهر دمشق، ودفن من يومه بعد العصر برأس ميدان الحصا فوق خان النجيبيّ.
وكان من أعيان الأمراء، وعنده فضيلة ومعرفة، وتكلّم في الديار المصرية في أمر الأوقاف والقضاة والمدرّسين، وناب بدار العدل عن السلطان مدّة، (وباشره)
(2)
، ثم صرف عن ذلك، ونقل إلى دمشق وجعل أميرا بها إلى أن مات.
ولما كان بالديار المصرية كان يندب في المهمّات والكشف على الولاة والعمائر وغير ذلك لما عنده من النهضة والكفاءة وجودة الرأي.
[وفاة بدر الدين ابن مفرج النابلسي]
493 -
وفي ليلة الجمعة الثامن عشر من شعبان توفي الشيخ بدر الدين، أبو إبراهيم، سعد
(3)
بن أبي عبد الله محمد بن يوسف بن سعد بن بدر ابن مفرّج النابلسي، بظاهر دمشق، وصلّي عليه عقيب الجمعة بجامع العقيبة، ودفن بسفح جبل قاسيون.
ومولده في سنة خمس وأربعين وستماية بظاهر دمشق.
وكان رجلا فقيرا ينادي على الكتب.
روى لنا «جزء ابن عرفة» عن شيخ الشيوخ شرف الدين الأنصاري.
وهو أخو القاضي جلال الدين يوسف
(4)
قاضي بعلبك. وهما ابنا أخي الشيخ الحافظ زين الدين خالد النابلسي، رحمهم الله تعالى.
(1)
انظر عن (ابن الوزيري) في: نهاية الأرب 32/ 244، والبداية والنهاية 14/ 79، والسلوك ج 2 ق 1/ 169.
(2)
كتبت على هامش المخطوط. وفي نسخة ليدن 2/ 34 «وناب بدار العدل عن السلطان مدّة وكان حاجب الميسرة وأمير ماية ومقدّم ألف من أعيان أكابر الأمراء، رحمه الله، وخلّف تركة عظيمة، ثم صرف. . .» .
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
هو يوسف بن أبي عبد الله محمد بن يوسف بن سعد بن الحسن بن مفرّج بن بكار النابلسي،
[وفاة المعمّرة ستّ الوزراء بنت المؤمّل التنوخي]
494 -
وفي أول ليلة الجمعة ثامن عشر شعبان توفيت الشيخة الصالحة، الكبيرة /249 أ/المعمّرة، أمّ عبد الله، ستّ الوزراء
(1)
بنت الشيخ الإمام، العالم، شمس الدين أبي الفتوح عمر بن الشيخ الإمام العلاّمة وجيه الدين أبي المعالي أسعد بن المنجّا
(2)
بن بركات بن المؤمّل التنوخي
(3)
، الحنبليّ، بدمشق، عند دار التقيّ توبة الوزير داخل باب الجابية، وصلّي عليها بجامع دمشق عقيب الجمعة، ودفنت بتربتهم بالقرب من الجامع المظفّري بسفح قاسيون.
ومولدها في أواخر سنة ثلاث وعشرين وستماية أو أوائل سنة أربع وعشرين وستماية بدمشق.
وكانت امرأة خيّرة فيها مروءة، وعندها معرفة وفصاحة وكرم أخلاق. روت «صحيح البخاري» عن ابن الزبيدي بدمشق أكثر من عشر مرّات، منها ثلاثة بقراءتي، وبالديار المصرية خمس مرات. وروت «مسند الشافعي» عن ابن الزبيدي أيضا مرات متعدّدة. وروت عن والدها وكان من أعيان الفقهاء والمدرّسين، وتزوّجت بأربعة أزواج آخرهم نجم الدين عبد الرحمن بن الشيرازي، وولد لها ثلاث بنات، ولم ترزق ولدا ذكرا، وحجّت مرّتين، سنة ابن النحّاس، وسنة كينوك، رحمها الله.
[وفاة القاضي جمال الدين ابن جماعة الشافعي]
495 -
وفي يوم الثلاثاء رابع عشر شعبان
(4)
توفي القاضي، الفقيه، الإمام، العالم، الخطيب، المدرّس، جمال الدين، أبو محمد، عبد الله ابن الشيخ الإمام، العلاّمة، قاضي القضاة بدر الدين أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن
= الدمشقي، قاضي بعلبك ونابلس، جلال الدين، أبو المحاسن الشافعي. توفي سنة 710 هـ. وقد تقدّمت ترجمته في الجزء السابق برقم (1167).
(1)
انظر عن (ست الوزراء) في: نهاية الأرب 32/ 245 وفيه: «وزيرة» ، وذيل تاريخ الإسلام 142،143 رقم 448، وذيل العبر 88، والإعلام بوفيات الأعلام 302، والمعين في طبقات المحدّثين 230 رقم 2367، ومعجم شيوخ الذهبي 234،235 رقم 323، والتذييل على دول الإسلام 2/ 222، وتذكرة الحفاظ 4/ 1503، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 429، والبداية والنهاية 14/ 79، وأعيان العصر 2/ 398،399 رقم 687، والوافي بالوفيات 5/ 117، وذيل التقييد 2/ 376،377 رقم 1843 و 396،397 رقم 1891، والسلوك ج 2 ق 1/ 169، 170، والدرر الكامنة 2/ 129، والدليل الشافي 1/ 312، والمنهل الصافي 5/ 382، والنجوم الزاهرة 9/ 237، وشذرات الذهب 6/ 40، وأعلام النساء 2/ 173.
(2)
الصواب: «المنجّى» .
(3)
في نهاية الأرب 32/ 245 «الشوفية» وهو ينقل عن: البرزالي، وابن الجزري.
(4)
في السلوك: «رابع عشري رجب» .
جماعة
(1)
الشافعي، عند أذان العصر بمنزله بالجامع الأقمر بالقاهرة، ودفن من الغد بالقرافة بقرب الإمام الشافعيّ، رضي الله عنه، ووصل خبره إلى دمشق، وصلّي عليه بجامعها يوم الجمعة ثامن رمضان، وخرج أبوه من القاهرة قاصدا زيارة القدس فأقام أياما ورجع إلى القاهرة في آخر رمضان.
[وفاة المقرئ شرف الدين ابن عبد الكريم القرشي]
496 -
وفي ليلة الإثنين التاسع عشر من شعبان توفي الشيخ الصالح، المقرئ، شرف الدين، أبو عبد الله، محمد بن عبد الحميد بن عبد الله بن خلف
(2)
بن عبد الله بن حسين بن عبد الكريم القرشي، المؤدّب، /249 ب/المصري، الفقيه، المالكيّ، بمصر، ودفن من الغد بالقرافة.
روى «الأربعين السلفية» عن ابن الجبّاب، وروى عن ابن الجمّيزي الثالث من «فوائد المدينة» ، وسمع «صحيح مسلم» بكماله من فخر القضاة ابن الجبّاب، عن المأموني. وكان متصدّرا بجامع مصر.
ومولده بمسجد القلعي بمصر المحروسة في سنة ستّ وعشرين وستماية تقريبا.
وذكر أخوه المحدّث نجم الدين أبو بكر محمد أنّ مولد أخيه المذكور في سنة ثمان وعشرين وستماية تقريبا أيضا.
[وفاة شمس الدين الحرّاني الخيّاط]
497 -
وفي ليلة الإثنين الحادي والعشرين من شعبان توفي الشيخ الأجلّ، شمس الدين، أبو عبد الله، محمد بن الجمال عبد الملك
(3)
بن الحاج محمد بن خالد بن إبراهيم الحرّاني، الخيّاط على باب درب العجم بدمشق، ودفن من الغد بسفح قاسيون.
ومولده في سنة ستّ وخمسين وستماية بحرّان.
روى لنا أحاديث من «جزء ابن عرفة» عن ابن عبد الدائم.
وكان رجلا جيّدا، حسن الخلق، ليّن الجانب، فيه مرح ودعابة.
وهو ابن عمّة الشيخ أمين الدين ابن شقير الحرّاني.
[وفاة أبي الثناء محمود الحرّاني]
498 -
وفي يوم السبت السادس والعشرين من شعبان توفي الشيخ الصالح، أبو
(1)
انظر عن (ابن جماعة) في: نهاية الأرب 32/ 245،246، والسلوك ج 2 ق 1/ 170.
(2)
انظر عن (ابن خلف) في: السلوك ج 2 ق 1/ 170، والدرر الكامنة 3/ 493 رقم 1325، ومعجم شيوخ الذهبي 509 رقم 755.
(3)
لم أجد له ترجمة.
الثناء، محمود بن الشيخ الفقيه، الإمام، العلاّمة، مفتي المسلمين، تقيّ الدين، محمد بن محمود بن عبد المراغي
(1)
، الحرّاني، بالمارستان بالصالحية ظاهر دمشق، ودفن من يومه بسفح قاسيون.
وروى لنا عن الرشيد بن مسلمة، وسمع أيضا من المرسي، واليلداني، وجماعة، وأجاز له في سنة تسع وثلاثين وستماية الكاشغري، وابن القبّيطي، وابن أبي الفخار، وأحمد بن يعقوب المارستاني، وابن الخازن، ومحمد بن عبد الواحد بن شفتين، وعبد الله بن النخّال، وابن العلّيق، وابن الدوامي، وابن النجّار الحافظ، وجماعة غيرهم.
وهو ابن حبيبة بنت الشيخ أبي عمر بن قدامة المقدسي، رحمهم الله تعالى.
وكان أبوه من أعيان الحنابلة الفضلاء.
وأمّا هو فكان رجلا خيّرا، وثقل سمعه في أواخر عمره كثيرا.
[احتراق دار العطار المؤذّن بدمشق]
وفي يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من شعبان احترق قبالة تربة أمّ الصالح بدمشق /250 أ/دار شهاب الدين أحمد العطار المؤذّن، وتشعث أماكن إلى جانبها، وسلّم الله تعالى، ومات تحت الهدم جماعة.
[نظارة الأوقاف بدمشق]
وفي يوم الخميس الرابع والعشرين من شعبان وصل من القاهرة إلى دمشق القاضي شمس الدين محمد بن يحيى بن محمد بن أبي بكر عبد الله بن نصر الحرّاني متولّيا نظر الأوقاف، عوضا عن ابن ميسّر
(2)
. وهو شيخ حسن الهيئة من بيت خير وصلاح
(3)
.
وكان أخوه القاضي شرف الدين عبد الغني قاضي الحنابلة بالديار المصرية.
[وفاة محمد البطائحي الرفاعي]
499 -
وفي يوم السبت السادس والعشرين من شعبان توفي الشيخ محمد البطائحي
(4)
، الرفاعي، أخو الشيخ عماد الدين القصّاص.
وكان شيخا له زاوية ظاهر دمشق قبالة المصلّى.
(1)
انظر عن (المراغي) في: ذيل تاريخ الإسلام 144 رقم 469. وفي نسخة ليدن 2/ 38 «. . . محمود بن عبد المنعم المراتبي».
(2)
في البداية والنهاية: «ابن مبشر» .
(3)
خبر الأوقاف في: البداية والنهاية 14/ 76،77.
(4)
لم أجد له ترجمة.
[وفاة شهاب الدين أحمد بن الطاراني]
500 -
وفي السابع والعشرين من شعبان توفي بالقاهرة شابّ فاضل أعمى، يعرف بشهاب الدين أحمد بن الطاراني
(1)
.
وكان يتوقّد ذكاء، وكلّ من رآه أثنى عليه وعلى جودة ذهنه وإدراكه.
[وفاة سيف الدين أبي بكر بن قيصر]
501 -
وفي يوم الإثنين الثامن والعشرين من شعبان توفي الشيخ الأجلّ سيف الدين، أبو بكر بن قيصر
(2)
بن أبي الهيجاء بن خالد العطار، بالسوق الكبير، المعروف بابن البيروتي، ودفن بسفح قاسيون، وخلّف أولادا وثروة.
وكان في مبدأ أمره خيّاطا، وقارب الستين.
[وفاة علاء الدين ابن أيدمر الكاملي]
502 -
وفي ليلة الثلاثاء التاسع والعشرين من شعبان توفي علاء الدين، علي بن الأمير شهاب الدين أحمد بن عيسى بن أيدمر
(3)
الكاملي، المعروف بابن دمرداش بالقاهرة، ودفن خارج باب النصر.
وكان شابا حسنا من أهل دمشق، توجّه في هذا الشهر إلى القاهرة فدخلها مريضا فأقام ستة أيام ومات.
شهر رمضان
[وفاة جمال الدين حمزة بن عبد الله المقدسي]
503 -
في بكرة الأربعاء مستهلّ شهر رمضان توفي الشيخ جمال الدين، أبو محمد حمزة
(4)
بن عبد الله بن حمزة بن أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسيّ، بسفح قاسيون، ودفن ظهر النهار المذكور بتربة الشيخ الموفّق، رحمه الله.
ومولده سنة خمس وأربعين وستماية تقريبا بالصالحية.
وحضر في سنة ثمان وأربعين وستماية على الجمال الصوري، وسمع من ابن سعد، /250 ب/وخطيب مردا، ومحمد بن عبد الهادي، وابن خليل، وابن عبد الدائم، وجماعة. وحدّث، وسمع منه الطلبة، وأجازه من بغداد في سنة خمسين وستماية المبارك بن محمد بن مزبد الخوّاص، ومحمد بن علي بن بقاء بن السبّاك،
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
انظر عن (حمزة) في: معجم شيوخ الذهبي 175 رقم 130.
وجماعة، ومن القاهرة سبط السلفي، ومن حلب والموصل وحرّان وغيرها.
وكان يحفظ القرآن، ويواظب القراءة بسبع الحنابلة بعد الظهر بجامع دمشق، ويلازم باب الحكم عند عمّه قاضي القضاة تقيّ الدين، ويسترزق مع الوكلاء.
[وفاة القاضي تاج الدين ابن إسماعيل الحنفي]
504 -
وفي يوم الأربعاء سابع رمضان توفي القاضي تاج الدين، محمد ابن القاضي زين الدين عمر بن إسماعيل الحنفي
(1)
، الدمشقي، بالمدرسة الأزكشيّة بالقاهرة، ودفن من الغد بمقابر باب النصر.
[وفاة الشجاع عبد الرحمن بن عبد الرحيم]
505 -
وفي سحر الخميس ثاني رمضان توفي الشجاع، عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن محمد بن عبد الله بن عازر
(2)
بالصالحية، ودفن في يوم الخميس المذكور بسفح قاسيون.
ومولده سنة ستّ وخمسين وستماية تقريبا بسفح قاسيون.
روى لنا عن عمر الكرمانيّ.
وكان له أخ اسمه أحمد أكبر منه بثلاثين سنة. سمعنا منه على ابن اللتّي.
وأبوهما عبد الرحيم كان يبيع اللحم بسوق الصالحية، وحدّث بإجازة الأصبهانيّين.
[وفاة نور الدين عبد الله الجزري]
506 -
وفي ليلة السبت رابع رمضان توفي الشيخ نور الدين، عبد الله بن الشيخ عمر الجزري
(3)
، ودفن من الغد بمقبرة الباب الصغير.
وكان أخوه الشيخ أبو بكر مات قبله بنحو عشرين يوما. وكانا أخوين توأمين صالحين من أولاد المشايخ. ويعرف أبوهما بشيخ أرض نبات من أراضي الجزيرة العمريّة.
[مولود المؤلّف]
وولد
(4)
لي [ولد] في ليلة الخميس ثامن شهر رمضان وقت الفراغ من التراويح، وسمّيته عبد الله، بارك الله لنا فيه، عاش سنة ونصف
(5)
ومات.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
كتب قبلها: «وفي يوم الثلاثاء الثاني والعشرين» . ولا مكان لهذا التاريخ هنا.
(5)
هكذا. والصواب: «ونصفا» .
[وفاة نجم الدين عبد الرزاق الدنيسري]
507 -
وفي يوم الثلاثاء رابع عشر رمضان مات نجم الدين، عبد الرزاق بن الشيخ شهاب الدين أحمد بن صالح الدنيسريّ
(1)
، التاجر، بقرية دير علي بالقرب من دمشق مقتولا، قتله بعض/251 أ/الفلاّحين، ودفن بالقرية المذكورة، وفرح جماعة بموته لدخوله في مرافعات وأمور لا ينبغي الدخول فيها.
[وفاة الحاج عبد الله المعروف بالجبصيني]
508 -
وفي يوم الأربعاء خامس عشر رمضان توفي الحاج عبد الله المعروف بالجبصيني
(2)
، شيخ سوق الرحبة بدمشق.
وكان شيخا كبيرا مشهورا، وله وقف على قراءة حديث.
[وفاة عمر الفقير المعروف بالملعق]
509 -
وفي يوم الأربعاء خامس عشر رمضان توفي الشيخ عمر الفقير المعروف بالملعق
(3)
.
وكان فقيرا مسكينا، رثّ الحال، مشهورا، يؤذيه الصبيان وغيرهم ويحتمل.
ويذكر أنه قرابة الحاج علي المغربل التاجر بقيسارية الشرب كان.
[وفاة المقرئ ناصر الدين ابن أبي بكر الخلاطي]
510 -
وفي ليلة الجمعة سابع عشر رمضان توفي الشيخ الصالح، المقرئ، ناصر الدين، محمد بن عمر بن أبي بكر الخلاطي
(4)
، إمام مسجد ابن القطينة بدرب الدعوة، ودفن يوم الجمعة بمقبرة الباب الصغير.
وكان رجلا صالحا، كثير الخير، حافظا للقراءات السبعة، جيّد الأداء. وسمع معي كثيرا بالصالحية على القاضي تقيّ الدين. وحجّ في آخر عمره.
[وفاة الجمال إبراهيم الخشاب]
511 -
وفي يوم السبت ثامن عشر رمضان توفي الجمال، إبراهيم الخشّاب
(5)
، المعروف بابن الصوريّة، ودفن بباب الصغير.
ووقف وقفا على قراءة حديث بمسجد القطّانين عند قناة المعلّق داخل الباب الشرقيّ بدمشق.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
لم أجد له ترجمة.
(5)
لم أجد له ترجمة.
[وفاة نور الدين الحسيني المرسي]
512 -
وفي ليلة الثاني عشر من شهر رمضان توفي الشيخ العدل، الشريف، نور الدين، أبو الحسن، علي بن عبد العظيم
(1)
بن سلمان بن عبد الكريم بن أبي السعادات إبراهيم الحسيني، المرسي، بالقاهرة، بالقرب من الجامع الأزهر، ودفن من الغد بالروضة.
ومولده في عاشر المحرّم سنة تسع وثلاثين وستماية بمصر.
سمع من ابن رواج، وابن الجمّيزي، والساوي، وسبط السلفي، وحدّث (وتفرّد)«بجزء عباس الترقفي» وغيره.
وكان رجلا جيّدا، عدلا، ويباشر بعض الأوقاف، وعنده عن ابن رواج ستة عشر جزءا.
[وفاة الصدر ضياء الدين أبي بكر النشائي]
513 -
وفي يوم الأحد الثامن عشر
(2)
من رمضان توفي الصاحب، الصدر، الكبير، العالم، الفاضل، ضياء الدين، أبو بكر بن عبد الله بن أحمد بن منصور بن /251 ب/أحمد بن شهاب النشائي
(3)
بالقاهرة بالجوذريّة، ودفن من يومه بالقرافة.
وقيل إنه توفي ليلة التاسع عشر من الشهر المذكور.
وكان مشكور السيرة، فقيها، فرضيّا، محدّثا
(4)
، من أصحاب شيخنا الدمياطي الملازمين له، وولّي الوزارة بالديار المصرية مدّة، وعند موته كان ناظر الخزانة السلطانية، وولّيها مكانه القاضي تقيّ الدين أحمد بن عمر بن عبد الله بن عمر بن عوض الحنبلي، قاضي القضاة بالديار المصرية.
[وفاة محبّ الدين ابن دقيق العيد]
514 -
وفي يوم الإثنين التاسع عشر من رمضان توفي الشيخ الإمام،
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
في نهاية الأرب: «الأحد تاسع» .
(3)
انظر عن (النشائي) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 47، والوافي بالوفيات 10/ 237، وأعيان العصر 1/ 719،720 رقم 415، والدرر الكامنة 1/ 444 رقم 1183، ونهاية الأرب 32/ 246، وذيل تاريخ الإسلام 144 رقم 463، والبداية والنهاية 14/ 79، والنهج السديد 3/ 264،265، والسلوك ج 2 ق 1/ 168.
(4)
وفيه يقول الشهاب السرمساحي: مزّقوا منصب الوزارة حتى لزّقوها في عصرنا بالنشائي (الدرر الكامنة)
محبّ الدين، أبو الحسن، علي بن الشيخ الإمام، العلاّمة، شيخ الإسلام، قاضي القضاة، تقيّ الدين أبي الفتح محمد بن الشيخ مجد الدين علي بن وهيب القشيري، المعروف بابن دقيق العيد
(1)
، بالقاهرة ودفن من يومه عند والده بالقرافة.
وقيل إنّ وفاته ليلة العشرين من الشهر المذكور.
ومولده في ثاني عشر صفر سنة سبع وخمسين وستماية بقوص.
وحضر على تاج الدين عبد الوهاب بن عساكر لما قدم عليهم حاجّا، وسمع من جماعة، وكان مدرّسا بالمدرسة الكهارية
(2)
بالقاهرة، وفيها مات.
وهو زوج ابنة الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين، رحمه الله تعالى.
[وفاة أمّ عمر فاطمة بنت الناصح الصالحي]
515 -
وفي عشيّة الأحد التاسع عشر من رمضان توفيت أمّ عمر فاطمة
(3)
بنت الناصح عبد الرحمن بن محمد بن عيّاش بن حامد بن خليف الصالحي، وصلّي عليه ظهر يوم الإثنين بالجامع المظفّري، ودفنت بسفح قاسيون عند أهلها.
وقد قاربت الثمانين.
قرأت عليها «جزء البانياسي» بالإجازة من ابن القبّيطي، وابن أبي الفخار، والكاشغريّ.
ولها إجازة من جماعة من البغداديّين، وكانت امرأة صالحة خيّرة.
[وفاة الفقيه بدر الدين الرهاوي]
516 -
وفي العشرين من شهر رمضان توفي الفقيه، بدر الدين، محمد بن حسن بن حيدر الرهاوي
(4)
، ابن بواب المدرسة العذراوية. وكانت وفاته بمدينة المحلّة، ودفن من يومه هناك.
(1)
انظر عن (ابن دقيق العيد) في: نهاية الأرب 32/ 246، وذيل العبر 89، والبداية والنهاية 14/ 79، والسلوك ج 2 ق 1/ 170، والنجوم الزاهرة 9/ 232، والدرر الكامنة 3/ 113 رقم 255، والعقد المذهب 389 رقم 1505، وطبقات الشافعية الكبرى 10/ 367.
(2)
المدرسة الكهارية: تنسب إلى درب الكهارية الواقع بجوار حارة الجودرية. ومكانها اليوم الجامع المعروف بجامع الجودري بشارع الجودرية. وكتب على اللوحة الرخامية المثبتة بأعلى باب هذا الجامع أنّ الذي أنشأ المدرسة هو الملك السعيد محمد بركة خان ابن الملك الظاهر بيبرس في سنة 677 هـ. (انظر هامش النجوم الزاهرة 9/ 76) وانظر المواعظ والاعتبار، بتحقيق د. أيمن فؤاد سيد-طبعة مؤسسة الفرقان، بلندن، ج 4 ق 2/ 678.
(3)
انظر عن (فاطمة) في: الدرر الكامنة 3/ 224 رقم 553، ومعجم شيوخ الذهبي 429،430 رقم 629، وأعلام النساء 4/ 73.
(4)
لم أجد له ترجمة.
/252 أ/وكان شابّا لم يبلغ الثلاثين من العمر، وحفظ «التنبيه» وغيره بدمشق.
ثم إنّه سافر إلى الديار المصرية وأقام بالمحلّة مدّة إلى أن أدركه أجله. وكان صار هناك شاهدا، وسمع شيئا من الحديث بدمشق والقاهرة. وكان له ثبت وإجازات.
[وفاة الفقيه شرف الدين فلاح البصروي]
517 -
وفي يوم الأربعاء الثاني والعشرين من رمضان توفي الشيخ الفقيه، الفاضل، العدل، شرف الدين، أبو أحمد، فلاح
(1)
بن علي بن سالم الشافعي، البصرويّ، ودفن من الغد بمقابر باب الفراديس.
وكان رجلا جيّدا، صالحا، فيه ديانة وخير، وله اشتغال ومحفوظ، وكان يشهد بالبياطرة مدّة طويلة، ثم انتقل إلى سوق القمح واستمرّ به إلى حين موته.
ومولده تقريبا في سنة أربعين وستماية بقرية معربة من عمل بصرى.
[وفاة الفقيه محيي الدين ابن حمّاد المقدسي]
518 -
وفي ليلة الأحد السادس والعشرين من رمضان توفي الشيخ الفقيه، الإمام، العالم، الزاهد، بقيّة السلف، محيي الدين، أبو زكريّا، يحيى بن الشيخ الإمام الصالح كمال الدين أحمد بن نعمة
(2)
بن أحمد بن جعفر بن حسين بن حمّاد المقدسي، الشافعي، الإمام بمشهد عليّ رضي الله عنه بجامع دمشق، وصلّي عليه ظهر الأحد بجامع دمشق، ودفن بمقابر باب كيسان عند والده وأخويه.
ومولده في سنة ثلاثين وستماية تقريبا بالقدس.
وأول سماعه بدمشق في شعبان سنة أربعين وستماية، سمع من والده، ومكي بن علاّن، والمرسي، والفقيه محمد اليونيني، وشيخ الشيوخ شرف الدين الأنصاري، وإسماعيل العراقي، والنجم الحلبي، وابن خطيب القرافة، وابن عبد الدائم، وجماعة. وأجاز له السخاوي، والقرطبي، وعتيق السلماني، وابن الصلاح، والعزّ ابن عساكر، وعمر بن البراذعي، وجماعة.
وكان له اشتغال بالعلم في أول عمره، وعنده سلامة صدر وسكون، ودرّس وأعاد بدمشق والقاهرة. وكان صالحا مباركا، موصوفا بالخير والدين.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
انظر عن (ابن نعمة) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 178، وذيل تاريخ الإسلام 155،156 رقم 495، ومعجم شيوخ الذهبي 639 رقم 957، وذيل التقييد 2/ 302 رقم 1675، وأعيان العصر 5/ 548،549 رقم 1934، والدرر الكامنة 4/ 411،412 رقم 1126.
[وفاة الفقيه المقرئ عماد الدين ابن أبي المحاسن الدمشقي]
519 -
وفي يوم الجمعة الرابع والعشرين من شهر رمضان توفي الشيخ الفقيه، المقرئ/252 ب/عماد الدين، أبو عبد الله، محمد بن أبي منصور
(1)
بن أبي النور بن أبي المحاسن بن عبد الواحد الدمشقي، الحنفي، العطار، ودفن يوم السبت بمقابر الباب الصغير.
ومولده في ليلة التاسع والعشرين من ذي القعدة سنة تسع وأربعين وستماية بدمشق.
وكان رجلا جيّدا، من أهل القرآن، له إمامة وقراءة.
روى لنا عن ابن أبي اليسر، وسمع معنا «المسند» بكماله، على ابن علاّن.
[وفاة الأمير الغازاني]
520 -
وفي سلخ رمضان توفي الغازاني
(2)
من مماليك السلطان، وكان أمير خمسين بالقاهرة.
كتب إليّ به الشيخ أبو بكر الرحبيّ.
شوّال
[وفاة المقرئ شهاب الدين ابن أبي بكر التنوخي]
521 -
في ليلة الأحد الثالث من شوّال توفي الشيخ الصالح، المقرئ، الزاهد، بقيّة المشايخ، شهاب الدين، أبو العباس، أحمد بن الشيخ الإمام صفيّ الدين أبي بكر محمد بن حامد بن أبي بكر بن محمد بن يحيى بن الحسين التنوخي
(3)
، الأرموي، ثم القرافي الصوفيّ، وكانت وفاته بالخانقاه السميساطية، وصلّي عليه ظهر الأحد بجامع دمشق، ودفن بمقابر الصوفية.
ومولده في الثاني عشر من جمادى الأولى سنة أربع وثلاثين وستماية بقرية الكفرة من وادي بردا من عمل دمشق.
وسمع من أبي القاسم عبد الرحمن بن مكي سبط السلفي عدّة أجزاء، ورواها عنه، منها «الشكر» و «التّوكّل» ، كلاهما لابن أبي الدنيا، و «الأربعون السلفية» ، و «جزء ابن عرفة» ، والتاسع والعاشر من «الثقفيات» ، وسمع «صحيح مسلم» من الرضيّ بن
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة. وفي نسخة ليدن 2/ 51 «القازاني» .
(3)
انظر عن (التنوخي) في: ذيل تاريخ الإسلام 144 رقم 464، والدرر الكامنة 1/ 261 رقم 670، ومعجم شيوخ الذهبي 69 رقم 78.
البرهان، وحدّث به عنه. وسمع من الصائن بن الأنجب النعّال «مشيخته» ، ومن الحافظ عبد العظيم المنذري «الأربعين» له في الجهاد، ومن جماعة غيرهم. ولبس الخرقة من الشيخ عماد الدين أبي جعفر محمد بن الشيخ شهاب الدين السهرورديّ.
وكان شيخا حسنا من أعيان الصوفية، كثير التلاوة، عزيز النفس، حسن المجالسة، لم يكن له تعلّق بغير طريقة التصوّف وملازمة الخانقاه إلى أن مات على طريقة حسنة، رحمه الله تعالى.
[وفاة الفقيه شمس الدين ابن فلاح الإسكندري]
522 -
وفي ليلة الأحد ثالث شوال توفي/253 أ/الشيخ الفقيه، العدل، شمس الدين، أبو عبد الله، محمد بن الشيخ الإمام، العالم، الخطيب، شيخ القرّاء، برهان الدين، أبي إسحاق، إبراهيم بن فلاح
(1)
بن محمد الإسكندري، وصلّي عليه ظهر الأحد بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الباب الصغير عند والده.
ومولده في سنة خمس وستين وستماية بدمشق.
وكان رجلا جيّدا.
روى لنا عن ابن أبي اليسر، وسمع من جماعة من أصحاب ابن طبرزد، وغيره.
وكان شاهدا إلى أن مات.
[وفاة رشيد الدين ابن قدامة المقدسي]
523 -
وفي ليلة الثلاثاء الخامس من شوال توفي الشيخ رشيد الدين، أبو محمد، عبد الرحمن بن
(2)
شيخنا سيف الدين محمد بن الشيخ الإمام جمال الدين أبي حمزة أحمد بن عمر بن الشيخ الإمام القدوة أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة
(3)
المقدسي، الحنبليّ، وصلّي عليه ظهر الثلاثاء بالجامع المظفّري، بسفح قاسيون، ودفن بتربة الشيخ موفّق الدين.
ومولده في سنة ثلاث وخمسين وستماية تقريبا.
روى لنا عن ابن عبد الدائم، وسمع من غيره.
وكان رجلا جيّدا من أهل القرآن، وأسر التتار أهله، وسافر إلى البلاد في طلبهم، وتغرّب مدّة ثم عاد. وكان كثير المرض لم يزل على ذلك إلى أن مات، وكان يقرأ في سبع الحنابلة بجامع دمشق.
وهو ابن عمّ قاضي القضاة تقيّ الدين الحنبليّ.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
الصواب: «ابن» .
(3)
انظر عن (ابن قدامة) في: معجم شيوخ الذهبي 298،299 رقم 423.
[خروج المحمل السلطاني إلى الحجاز]
وفي يوم السبت تاسع شوّال توجّه المحمل السلطاني والركب المبارك الشامي من مدينة دمشق إلى الحجاز الشريف، وأمير الحاجّ الأمير سيف الدين أرغون السلحدار الناصري، الساكن عند دار الطراز بدمشق، وحجّ في هذه السنة من الديار المصرية الأمير الكبير سيف الدين أرغون الدوادار نائب السلطنة المعظّمة وقاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة
(1)
.
[وفاة ناصر الدين ابن تمّام الدمشقي]
524 -
وفي ليلة الإثنين حادي عشر شوال توفي الشيخ ناصر الدين، محمد بن مظفّر
(2)
بن تمّام الدمشقي، النحّاس، إمام المدرسة الناصرية بدمشق، ودفن بمقابر الباب الصغير.
وكان رجلا جيّدا، قاضيا لحوائج الناس، مشكور السيرة، ونسخ بخطّه جملة من الكتب، /253 ب/وحفظ «التنبيه» في صغره في مدّة يسيرة. سمع حديث يحيى بن يحيى من إياز عتيق ابن جامع، بسماعه من الحرستانيّ.
[وفاة ستّ النعم الحرّانية]
525 -
وفي يوم الأربعاء العشرين من شوال توفيت المرأة الكبيرة، الصالحة، ستّ النّعم
(3)
بنت عبد الرحمن بن علي بن عبدوس الحرّانيّة، ودفنت من يومها بمقابر الصوفية، وحضرها خلق كثير.
وهي والدة الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّة، أدام الله النفع به.
ومولدها تقريبا في سنة خمس وعشرين وستماية.
وولدت تسعة أولاد من الذكور، ولم ترزق بنتا. وكانت صالحة خيّرة، مباركة، من بيت علم وصلاح.
[وفاة المقرئ صدر الدين ابن سليم القيسي]
526 -
وفي ليلة السبت الثالث والعشرين من شوال توفي الشيخ الصالح، المقرئ، المسند، صدر الدين، أبو الفداء، إسماعيل بن الشيخ شمس الدين أبي الحجّاج يوسف بن الشيخ نجم الدين أبي السر مكتوم
(4)
بن أحمد بن محمد بن
(1)
خبر المحمل في: البداية والنهاية 14/ 77.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
انظر عن (ست النعم) في: البداية والنهاية 14/ 79.
(4)
انظر عن (ابن مكتوم) في: ذيل تاريخ الإسلام 145 رقم 474، وذيل العبر 89، والإعلام
سليم القيسي، السويديّ الأصل، الدمشقي، وصلّي عليه ظهر السبت بجامع دمشق.
ودفن بسفح قاسيون.
ومولده في سنة ثلاث وعشرين وستماية بدمشق.
وكان من بقايا المسندين. قرأت عليه «مسند الدارميّ» ، والمنتخب من «مسند عبد بن حميد» ، و «جزء أبي الجهم» ، والثاني من «حديث المخلص» ، و «الماية الشريحية» ، بسماعه لذلك من ابن اللتّي، و «موطّأ مالك» رواية يحيى بن بكير، بسماعه من مكرم بن أبي الصقر، وكان قد تفرّد به بدمشق.
وروى لنا أيضا عن السخاوي، والقاضي شمس الدين يحيى بن سنيّ الدولة، والمحدّث إسماعيل بن ظفر النابلسي، والقاضي أبي نصر بن الشيرازي، وجدّه مكتوم القيسي، والقاضي نجم الدين ابن راجح الشافعي، وغيرهم. وتفرّد ببعض مسموعاته وبعض شيوخه. وخرّجت له «مشيخة» وحدّث بها غير مرّة.
وذكر لي أنه قرأ على الشيخ علم الدين السخاوي، برواية أبي عمرو، وعاصم، وابن كثير. ومات الشيخ ولم يكمل السبعة، وقرأ على جدّ والدي الشيخ علم الدين الأندلسيّ.
وكان فقيها بالمدارس، ومقرئا بالزويزانية. وذكر لي أنه كان صديقا لجدّي أبي المحاسن (يوسف)
(1)
/254 أ/بن محمد البرزالي إمام مسجد فلوس، وأنه كان يصلّي خلفه المغرب، ويجالسه في العشاء. وحجّ سنة إحدى عشرة وسبعماية، وحدّث بالحرمين وبطريق الحجاز. وانتفع الناس به. وكان حسن الخلق، سهلا في التسميع، محبّا للطلبة.
جلس لنا يوما بالقيمريّة من بكرة إلى العصر، فقرأت عليه فيه «المنتخب من مسند عبد بن حميد» ، وكانت له همّة مع كبر السّنّ، يصيّف في البستان، ويحضر إلى الجمعة ويبكّر إليها، ويجلس بعدها إلى العصر في الجامع. وتزوّج في آخر عمره بنت صغيرة بكر
(2)
، وكانت هي وأهلها يخدمونه ويكرمونه، ويقومون بأمره على أحسن حال إلى أن مات.
= بوفيات الأعلام 302، والمعين في طبقات المحدّثين 231 رقم 2368، ومعجم شيوخ الذهبي 145 رقم 188، والتذييل على دول الإسلام 2/ 222، ومرآة الجنان 4/ 255، والوافي بالوفيات 8/ 240، وأعيان العصر 1/ 532،533 رقم 278، وذيل التقييد 1/ 476 رقم 930، والسلوك ج 2 ق 1/ 667، والدرر الكامنة 1/ 384،385 رقم 984، والمنهل الصافي 2/ 429، والدليل الشافي 1/ 130، وشذرات الذهب 6/ 125، والدارس 2/ 347.
(1)
كتبت فوق السطر.
(2)
الصواب: «بنتا صغيرة بكرا» .
[وفاة جمال الدين داود الطبيب]
527 -
وفي ليلة السبت سلخ شوال توفي جمال الدين، داود
(1)
بن سليمان والد الشيخ أمين الدين سليمان الطبيب، ودفن بمقبرة باب توما.
ذو القعدة
[وفاة زوجة قاضي القضاة عز الدين ابن الصائغ]
528 -
في يوم الإثنين ثاني ذي القعدة توفيت زوجة قاضي القضاة عزّ الدين ابن الصائغ
(2)
، ودفنت يوم الثلاثاء بسفح قاسيون بتربة زوجها.
وهي والدة القاضي، الإمام، بدر الدين أبي اليسر، والقاضي علاء الدين يحفظهما الله تعالى.
[عودة الأمير تنكز من زيارة بيت المقدس]
وفي يوم الخميس الخامس من ذي القعدة وصل إلى دمشق من زيارة البيت المقدس الأمير سيف الدين تنكز ملك الأمراء بالشام المحروس، وكان غاب عن دمشق نحو عشرين يوما، تقبّل الله منه
(3)
.
[وصول الأمير بكتمر نائب صفد]
ووصل أيضا إلى دمشق في التاريخ المذكور الأمير الكبير سيف الدين بكتمر الحسامي مكرما، منعما عليه بإخراجه من السجن، فأقام أياما بدمشق، ونظر في مصالحه، وقضى أشغاله، وتوجّه يوم العاشر من الشهر إلى نيابة السلطنة بصفد وأعمالها. وكان وصل الخبر بخروجه من الحبس وتوليته صفد قبل ذلك بنحو نصف شهر
(4)
. ونقل قاضي صفد حسام الدين القرمي إلى قضاء طرابلس وأعمالها من جهة السلطان، وأعيدت صفد وأعمالها إلى ولاية قاضي القضاة/254 ب/بدمشق فولاّها القاضي شرف الدين ابن جلال الدين النهاوندي الذي كان متولّيا بطرابلس
(5)
.
[تولية الخزندارية بقلعة دمشق]
ووصل أيضا إلى دمشق في التاريخ المذكور صحبة الأمير سيف الدين الحاجب
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد لها ترجمة.
(3)
خبر عودة تنكز في: البداية والنهاية 14/ 77.
(4)
خبر نائب صفد في: نهاية الأرب 32/ 242، والنهج السديد 3/ 261، والبداية والنهاية 14/ 77، والسلوك ج 2 ق 1/ 162،163.
(5)
خبر القضاء بطرابلس في: البداية والنهاية 14/ 77.
الطواشي ظهير الدين مختار المعروف بالزرعيّ، متولّيا الخزندارية بقلعة دمشق، عوضا عن ظهير الدين البلبيسي، رحمه الله، فخلع عليه وباشر الوظيفة
(1)
.
[وفاة خربندا بن أرغون]
529 -
وفي العشر الأول من ذي القعدة وصلت الأخبار إلى دمشق بموت خربندا
(2)
، واسمه خدابندا محمد بن أرغون بن أبغا بن هلاوو ملك العراق، وخراسان، وعراق العجم، والروم، وأذربيجان، والبلاد الأرّانية، وديار بكر.
وقيل إنّ موته كان في السابع والعشرين من رمضان من هذه السنة، ودفن بتربته بالمدينة التي أنشأها وعمّرها، واسمها: السلطانية الغياثية. وجاوز الثلاثين من العمر.
وكان موصوفا بالكرم ومحبّة اللهو واللعب والعمائر. وأقام سنة في أول سلطنته على مذهب أهل السّنّة، ثم ترفّض واستمرّ على ذلك إلى أن مات، وجرت فتن في بلاده بهذا السبب.
[وفاة الحاج ابن المطعّم المعروف بطرزل]
530 -
وفي ليلة الإثنين أول الليل التاسع من ذي القعدة توفي الحاج أبو محمد، عبد الرحمن بن يحيى بن عبد الرحمن بن معالي
(3)
بن حمد المقدسي، الصالحي، ابن المطعم، ويعرف بطرزل، ودفن من الغد بسفح قاسيون.
سمع من خطيب مردا حضورا، وسمع من ابن عبد الدائم، وحدّث.
ومات في عشر السبعين.
وخلّف تركة نحو عشرين ألفا، وكان يطعّم في الأشجار، ويتردّد إلى جبّة عسّال ووادي بردا في معيشته وتجارته.
(1)
خبر الخزندارية في: البداية والنهاية 14/ 77
(2)
انظر عن (خربندا) في: نهاية الأرب 32/ 242، ونزهة المالك والمملوك 237، والنهج السديد 3/ 261،262، والتذييل على دول الإسلام 2/ 222، وذيل تاريخ الإسلام 147،148 رقم 485، وذيل العبر 88،89، والإعلام بوفيات الأعلام 302، والمختصر في أخبار البشر 4/ 81، والدرّ الفاخر 288، وجامع التواريخ 198، وتاريخ ابن الوردي 2/ 264، ورحلة ابن بطوطة 227، وتاريخ سلاطين المماليك 165، والوافي بالوفيات 2/ 185، والبداية والنهاية 14/ 77، ودرّة الأسلاك (حوادث 716 هـ.)، ومآثر الإنافة 2/ 128 و 138، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 189، والسلوك ج 2 ق 1/ 159، والدرر الكامنة 3/ 378،779 رقم 1003، والمنهل الصافي 5/ 203 رقم 981، والدليل الشافي 1/ 284 و 2/ 602 وفيه «محمد بن أرغون بن أبغا بن هولاكو» ، وتاريخ الخميس 2/ 426، وتاريخ ابن سباط 2/ 626،627، وتاريخ الأزمنة 298، وفيه:«كرنبرا» ، والتاريخ الغياثي 54،55، ونزهة الناظرين 330 - 335، وشذرات الذهب 6/ 40.
(3)
لم أجد له ترجمة.
وهو ابن أخي شيخنا عيسى المطعّم.
[وفاة الكاتب نجم الدين موسى المعروف بابن البصيص]
531 -
وفي يوم الثلاثاء عاشر ذي القعدة توفي الشيخ الكاتب المجوّد، الفاضل، نجم الدين، موسى بن علي بن محمد الحلبي، ثم الدمشقيّ، المعروف بابن البصيص
(1)
، ودفن من يومه بمقبرة الباب الصغير.
ومولده سنة إحدى وخمسين وستماية، عاش خمسة
(2)
وستين سنة.
وكان مقدّما/255 أ/على الكتّاب في وقته، وجلس لذلك في حداثة سنّه، فكتب الناس عليه وانتفعوا به نحوا من خمسين سنة، وله شعر، وعنده فضيلة وأخلاق حميدة ومقاصد جميلة.
[وفاة المقرئ الزاهد تقيّ الدين الموصلي]
532 -
وفي يوم الثلاثاء سابع عشر ذي القعدة توفي الشيخ الإمام، العالم، المقرئ المجيد، الزاهد، العابد، بقيّة السلف الصالح، تقيّ الدين، أبو بكر بن محمد بن أبي بكر بن أبي الكرم الموصليّ
(3)
، ودفن آخر النهار المذكور بمقبرة الباب الصغير على باب تربة فخر الدين العزازي، رحمه الله تعالى.
وسألته عن مولده فذكر أنه في سنة ثلاث وثلاثين وستماية تقريبا بالموصل. وقال لي: دخلت دمشق في أول سنة ستّ وخمسين وستماية، وعمري ثلاث وعشرون سنة.
وقرأ القراءات على الشيخ زين الدين الزواوي، وكان شيخ المتصدّرين للتلقين بجامع دمشق، ويقرئ أيضا بالروايات. أقام يقرئ نحو خمسين سنة، وكان صالحا، مباركا، حسن الخلق، عنده فضيلة وله خطب وتصديقات يجمعها للصبيان يوردونها عند ختمهم، وختم عليه خلق كثير ممّن قرأ عليه وممّن قرأ على أصحابه وتلامذته، وعلى غيرهم كانوا يقصدون الختم عليه لكبره وصلاحه. وكان شيخ الميعاد المنسوب إلى ابن عامر في ليالي الأحد. وسمع الحديث من ابن أبي اليسر، وأيوب الحمّامي، وأبي بكر الهروي، وشيخنا ابن علاّن، وغيرهم، وحدّث.
(1)
انظر عن (ابن البصيص) في: ذيل تاريخ الإسلام 143 رقم 456، وذيل العبر 89، وأعيان العصر 5/ 481 - 483 رقم 1895، ونهاية الأرب 32/ 246، والبداية والنهاية 14/ 79، والسلوك ج 2 ق 1/ 170، والدرر الكامنة 4/ 376 رقم 1024.
(2)
الصواب: «خمسا» .
(3)
انظر عن (الموصلي) في: ذيل تاريخ الإسلام 145 رقم 471، ومعجم شيوخ الذهبي 681 رقم 1028، والدرر الكامنة 1/ 457،458 رقم 1229.
قرأت عليه «تاريخ داريّا» للخولاني بقرية داريّا بسماعه من أيّوب الحمّامي، بسماعه من الخشوعيّ.
حضر جنازته جمع كبير من الأعيان والعلماء والصلحاء وعامّة الناس، رحمه الله تعالى.
[وفاة المقرئ محمد بن سلامة الماكسيني]
533 -
وفي بكرة الأحد الثاني والعشرين من ذي القعدة توفي الشيخ الصالح، المقرئ، الزاهد، العابد، المجتهد، أبو عبد الله، محمد بن الخطيب سلامة
(1)
بن سالم بن أبي الحسن بن ينبوت الماكسيني
(2)
، بالمدرسة الصارمية بدمشق، وصلّي عليه ظهر الأحد بالجامع المعمور، ودفن بمقبرة الباب الصغير بالقرب من قبر /255 ب/الفندلاوي، وحضر جنازته جمع كبير حزروا بعشرة آلاف وأقلّ من ذلك.
وكان شيخا صالحا، ملازما لإقراء القرآن من أكثر من خمسين سنة، وكان يفصح الألسنة ويعلّم الحروف الصعبة ويواظب على الجلوس بالجامع والإقامة به وأوقاته معمورة بالتلاوة والصلاة والعبادة ليلا ونهارا.
وقرأ عليه جماعة كثيرة من أهل دمشق، وحفظوا عليه الكتاب العزيز وانتفعوا به.
ومولده بماكسين في سنة اثنتين وثلاثين وستماية تقريبا، رحمه الله تعالى.
وسمع الحديث من الحافظ أبي البقاء زين الدين خالد النابلسي، وابن أبي اليسر، وعمر بن محمد الكرماني، وروى عنهم.
وذكر أنّ والده مات سنة اثنتين وخمسين وستماية، وكان هو إذ ذاك رجلا ابن عشرين سنة أو نحوها.
[وفاة أحمد بن سباع]
534 -
وفي يوم السبت الثامن والعشرين من ذي القعدة توفي بحماه رجل صالح اسمه الشيخ أحمد بن سبّاع
(3)
، وصلّي عليه بجامع السوق الأعلا
(4)
، ودفن بالمصلّى ظاهر البلد، وكانت له جنازة كبيرة حضرها معظم أهل البلد من الصلحاء والكبار والأعيان والعامّة.
ذو الحجّة
[وفاة فاطمة بنت نفيس الدين ابن رواحة]
535 -
في آخر ليلة السبت السادس من ذي الحجّة توفيت الشيخة الصالحة،
(1)
انظر عن (ابن سلامة) في: ذيل تاريخ الإسلام 145 رقم 472، والبداية والنهاية 14/ 80.
(2)
في الذيل: «الماكسائي» ، وفي البداية:«الميني» .
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
الصواب: «الأعلى» .
الكبيرة، أمّ أحمد، فاطمة
(1)
بنت الشيخ نفيس الدين أبي البركات محمد بن الحسين بن عبد الله بن رواحة الأنصاريّة، الحمويّة، بمدينة حماه، وصلّي عليها ظهر السبت بجامع حماه الأعلا
(2)
. تقدّم في الصلاة عليها قاضي القضاة شرف الدين ابن البارزي، ودفنت جوار مسجد يعرف ببني رواحة داخل الباب القبليّ عند أخ لها.
روت عن عمّها عزّ الدين عبد الله، وهي آخر من روى عنه، وحدّثت بالقاهرة وحماه وطرابلس.
وكانت زوجة ابن عمّها شيخنا زين الدين عبد الرحيم بن عبد الله أمّ ولده الصدر الفاضل، المنشي، نور الدين أحمد، وأصيبت بولدها المذكور مات قبلها بمدّة.
[وفاة الفقيه عزّ الدين عمر المدلجي]
536 -
وفي عشيّة الثاني من ذي الحجّة توفي بمكة الشيخ/256 أ/الفقيه، الإمام، العالم، عزّ الدين، عمر بن أحمد بن أحمد بن مهدي المدلجي
(3)
، النشائي، وصلّي عليه بعد العصر خلف المقام، ودفن بالمعلاّة.
وكان قدم مكة في رمضان فأقام نحو ثلاثة أشهر، ومات، رحمه الله تعالى.
[وفاة عماد الدين إسماعيل الفوعي]
537 -
وفي يوم عرفة توفي عماد الدين، إسماعيل بن نجم الدين عبد الله الفوعي
(4)
، ودفن من يومه بسفح قاسيون.
وكان وكيل الأمير سيف الدين قجليس، وفيه نهضة وكفاءة، وحصّل ثروة، ودخل بأسباب الدنيا، وعمّر الحوانيت على باب الصغير لموكّله المذكور. وكان يذكر عنه وعن والده تشيّع.
[استقرار خربندا في الملك]
وعقيب عيد الأضحى وصلت الأخبار إلى دمشق باستقرار ولد خربندا في الملك بعد أبيه، وأنه خطب له في جميع مملكة والده.
واسمه أبو سعيد، وهو صبيّ عمره إحدى عشرة سنة، وأن أرباب دولتهم
(1)
انظر عن (فاطمة) في: ذيل تاريخ الإسلام 145 رقم 473، وذيل العبر 89، وتذكرة الحفاظ 3/ 883،884، ومعجم شيوخ الذهبي 432،433، ومرآة الجنان 4/ 255، وشذرات الذهب 6/ 40، وأعلام النساء 4/ 101.
(2)
الصواب: «الأعلى» .
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
انظر عن (الفوعي) في: البداية والنهاية 14/ 81.
مصادرون ومطلوبون بالأموال، وأنّ خربندا كان سمّ، وعاش بعد ذلك عشرين يوما أو نحوها، وقتل جماعة ممّن اتّهم بذلك، ووافق عليه من الرجال والنساء، واستقرّ في الوزارة علي شاه التبريزي، وتولّى تدبير الدولة والجيوش الأمير جوبان
(1)
.
[إقامة الشريف حميضة عند خربندا]
ووصل الخبر في التاريخ المذكور بأنّ الشريف حميضة بن أبي نميّ الحسني المكي كان قد لحق بخربندا، وأقام في بلاده أشهرا، وطلب منه جيشا يغزوا
(2)
بهم مكة، وساعده جماعة من الرافضة على ذلك، وجهّزوا له جمعا من خراسان وكانوا مهتمّين بذلك، فقدّر الله تعالى موت خربندا وبطل ذلك بحمد الله تعالى، وفرح المسلمون أهل السّنّة والجماعة بما يسّره الله تعالى عند موت خربندا من إهانة الروافض وإذلالهم في جميع مملكته، ومن إعزاز أهل السّنّة وإعادة الخطب في جميع ممالكه بذكر الشيخين رضي الله عنهما، فإنّ أهل السّنّة كانوا في غمّ شديد من ذلك من مدّة سنين، وجرت فتن عظيمة بسبب ذلك/256 ب/وقتال وحروب بأصبهان وهراة وبغداد وساوة وإربل وغيرهما من بلاد مملكته
(3)
.
[الوقوف على حميضة والدلقندي]
ثم إنّ محمد بن عيسى أخا مهنّا هو وجمع من العرب وقفوا على حميضة وعلى الدلقندي، وكان معهما جمع وأموال فقهرهم وغنم ما معهم، ودثر حميضة، وكان الدلقندي رجل رافضيّ
(4)
من أعيان دولة التتار قد قام بنصره وجمع له الأموال والرجال على أن يأخذ له مكة ويقيمه بها. فلما وقع ذلك على يد محمد بن عيسى وكان له مدّة ببلاد التتار قد خرج عن طاعة السلطان كاتب، فأذن له في الحضور، فحضر إلى دمشق (أبيض)
(5)
الوجه عقيب هذه الواقعة وأكرمه نائب السلطنة كرامة كثيرة، وتوجّه إلى باب السلطان مكرما
(6)
.
[وفاة القاضي علم الدين ابن الخضر]
538 -
وفي ليلة التاسع عشر من ذي الحجّة توفي القاضي علم الدين،
(1)
خبر خربندا في: النهج السديد 3/ 261،262، والبداية والنهاية 14/ 77.
(2)
الصواب: «يغزو» .
(3)
خبر إقامة حميضة في: نهاية الأرب 32/ 243، والنهج السديد 3/ 262،263، والبداية والنهاية 14/ 77،78، وفيه:«خميصة» ، والمختصر في أخبار البشر 4/ 80.
(4)
الصواب: «وكان الدلقندي رجلا رافضيّا» .
(5)
كلمة غير مقروءة. وهي من نسخة ليدن 2/ 69.
(6)
خبر الوقوف في: البداية والنهاية 14/ 78.
محمد بن الخضر
(1)
الحاكم بالمنوفيّة بالديار المصرية، وكانت وفاته بالقاهرة، ودفن من الغد بالقرافة.
[وفاة الفقيه صدر الدين ابن مكي المعروف بابن المرحّل]
539 -
وفي يوم الأربعاء بكرة النهار الرابع والعشرين من ذي الحجّة توفي الشيخ الفقيه، الإمام، العلاّمة، صدر الدين، أبو عبد الله، محمد بن الشيخ الإمام، العلاّمة، مفتي المسلمين، زين الدين عمر بن مكي بن عبد الصمد الشافعيّ، المعروف بابن وكيل بيت المال
(2)
، وبابن المرحّل بداره في الجملون قريبا من الجامع الحاكمي بالقاهرة، ودفن من يومه بالقرب من الشيخ أبي محمد بن أبي جمرة بتربة القاضي فخر الدين ناظر الجيش بالقرافة.
ومولده في شوال سنة خمس وستين وستماية بدمياط.
وكان من أعيان الفضلاء، صاحب فنون وعلوم، وأفتى وله ثمان وعشرون سنة.
ودرّس بالمدارس الكبار بالبلاد الشامية والديار المصرية، وكان الناس مجمعين على كثرة فضائله وعلومه، وله صيت مشهور بين الناس بالفضيلة، وله تقدّم عند السلطان والدولة، وباشر مشيخة دار الحديث الأشرفية بدمشق مدّة، ثم نزح عن دمشق وأقام بحلب مدّة، ثم انتقل إلى الديار المصرية/257 أ/وسكنها إلى أن مات بها. وكان كثير الاشتغال والنظر والبحث، يعرف الفقه، والأصلين، والنحو، والطبّ، والأدب، وغير ذلك. وله شعر كثير رقيق من جيّد الشعر
(3)
، وكان له أصحاب وأتباع ومحبّون
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
انظر عن (ابن وكيل بيت المال) في: نهاية الأرب 32/ 247، والدرّ الفاخر 289، وذيل تاريخ الإسلام 146،147 رقم 484، وذيل العبر 90، والإعلام بوفيات الأعلام 302، ومعجم شيوخ الذهبي 552 رقم 816، والتذييل على دول الإسلام 2/ 222،223، ومرآة الجنان 4/ 256، وتاريخ ابن الوردي 2/ 265، وطبقات الشافعية الكبرى 6/ 23 - 28 و (9/ 253 - 267)، ونثر الجمان 2/ورقة 109 أ، ودرّة الأسلاك 2/ورقة 205، وتذكرة النبيه 2/ 77، 78، والبداية والنهاية 14/ 80،81، والوافي بالوفيات 4/ 264 رقم 2802، وفوات الوفيات 2/ 253، والعقد المذهب 392،393 رقم 1513، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 87،88 رقم 519، والسلوك ج 2 ق 1/ 197، والنهج السديد 3/ 265، والنجوم الزاهرة 9/ 233، والدليل الشافي 1/ 507 رقم 1764، والمنهل الصافي 8/ 335 رقم 1771، وحسن المحاضرة 1/ 237، وتاريخ الخلفاء 487، والدارس 1/ 27، وديوان الإسلام 4/ 380،381 رقم 2185، والبدر الطالع 2/ 234، وهدية العارفين 2/ 143، وكشف الظنون 19 و 100 و 1109، وشذرات الذهب 6/ 40 - 42، والأعلام 7/ 205، ومعجم المؤلفين 11/ 94، ومجلة النصاب، ورقة 57 أ، وذيل مشتبه النسبة 41.
(3)
انظر: النهج السديد 3/ 266،267.
تأسّفوا لعوده. ولما كان بدار الحديث روى قطعة كبيرة من «صحيح مسلم» عن الأمين الإربلي، والعامري، والمزي مشايخنا، وكان سمع «مسند الإمام أحمد» رضي الله عنه، على ابن علاّن، وسمع الكتب الستّة على شيوخنا، ووصل الخبر بموته إلى دمشق في آخر يوم من السنة مع البريد، وعمل عزاؤه بكرة الجمعة ثالث المحرّم من السنة الآتية تحت النسر بجامع دمشق. وفي هذا اليوم صلّي عليه صلاة الغائب، ورثاه بعض الفضلاء: نجم الدين الصفدي، وعلاء الدين ابن غانم، ونجم الدين القحفازي، وغيرهم من الشعراء، ووصفوا فضائله ومناصبه ومروءته، رحمه الله تعالى.
[وفاة أم الخير عائشة بنت قطب الدين القسطلاني]
540 -
وفي سحر الإثنين التاسع والعشرين من ذي الحجّة توفيت الشيخة الصالحة، أمّ الخير، عائشة
(1)
بنت شيخنا الشيخ الإمام، القدوة، الفقيه، الحافظ، قطب الدين، أبي بكر محمد بن الشيخ السيد القدوة أبي العباس أحمد بن علي بن القسطلاني، وتسمّى ستّ الكلّ، بمكة، زادها الله تعالى شرفا، ودفنت أول النهار عند جدّها الشيخ أبي العباس بمقبرة مكة المسمّاة بالمعلّى.
وهي زوجة الشيخ محبّ الدين ابن الطبري.
ومولدها تقريبا سنة ثلاث وأربعين وستماية بمكة.
سمعت حضورا في الثالثة من بعض شيوخ مكة في سنة ستّ وأربعين وستماية، ولها إجازة كتبت في هذه السنة. وممّن أجازها: إبراهيم بن الخيّر، وأبو جعفر ابن السيّدي، والأعزّ بن العليق، وابن الجمّيزي، وعبد الرحمن بن أبي حرمي، ويوسف بن خليل، وجماعة.
وكانت امرأة صالحة، مباركة.
[وفاة شرف الدين ابن مسكين الحريري]
541 -
وفي ليلة سلخ ذي الحجّة توفي الشيخ شرف الدين، محمد بن أمين الدين عبد الرحمن بن شرف الدين أبي الحسن بن فخر الدولة سناء الملك هبة الله بن مسكين
(2)
الحريري، /257 ب/كان أبوه بمصر.
ومولده في سنة ثمان وأربعين وستماية بمصر.
سمع من الرشيد العطار، والكمال الضرير، وابن البرهان، وغيرهم، وكان أمينا بمصبغة الحرير بمصر.
ضبط لنا موته بدر الدين محمد بن الشيخ جمال الدين المزّيّ.
(1)
لم أجد لها ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
سنة سبع عشرة وسبعماية
المحرّم
[صلاة الغائب على ابن المرحّل]
في يوم الجمعة الثالث من المحرّم صلي بجامع دمشق على غائب وهو الشيخ الإمام، صدر الدين، محمد بن عمر بن مكي المعروف بابن وكيل بيت المال
(1)
، ويعرف والده بابن المرحّل أيضا. توفي بالديار المصرية.
وقد تقدّم ذكر وفاته في آخر السنة الخارجة، رحمه الله تعالى.
[وفاة المحدّث علاء الدين الختني]
542 -
وفي ليلة الإثنين السادس من المحرّم توفي الشيخ الصالح، الفاضل، المحدّث، علاء الدين، أبو الحسن، علي بن محمد بن عبد الله الختني
(2)
، الشافعيّ، وصلّي عليه ظهر يوم الإثنين بجامع دمشق، ودفن بمقابر الصوفية.
ومولده في سنة سبعين وستماية تقريبا.
وكان صاحبنا ورفيقنا جلّ عمره، واشتغل وحصّل، وكان يحفظ أشياء حسنة من اللغة والأنساب، وله نسخ بالكتب المتداولة بين الطلبة، مثل «التنبيه» في الفقه، و «الأحكام» لعبد الغني، و «الأربعين» للنواوي، و «الجرجانية» ، وغير ذلك قد أتقنها
(1)
هو الذي تقدّم قبل قليل.
(2)
انظر عن (الختني) في: ذيل تاريخ الإسلام 146 رقم 479، والبداية والنهاية 14/ 840 وفيه:«المنتزه» ، وذيل العبر 92 وفيه:«الجبّني» ، والمشتبه 1/ 138، ومعجم شيوخ الذهبي 379، 380 رقم 546، والمعين في طبقات المحدّثين 231، والمعجم المختص 90 رقم 105، والبداية والنهاية 14/ 84، والدرر الكامنة 3/ 110،111 رقم 245، وأعيان العصر 1/ 90 (في ترجمة إبراهيم بن عبد الرحمن بن نوح المقدسي الشافعي)، وتبصير المنتبه 1/ 300، وتوضيح المشتبه 2/ 210، وشذرات الذهب 6/ 45. و «الختني» بضم الخاء المعجمة، وفتح التاء المثنّاة من فوقها. من ختن: مدينة بالترك. قريبة من كاشغر. وتصحّفت النسبة في: شذرات الذهب إلى: (الجبّني) وقال: بالضم والتشديد نسبة إلى الجبن المأكول!
وصحّحها وقابلها غير مرّة. وكان الناس يقابلون نسخهم عليها ويصحّحون عليه، وكان كثير النفع والإفادة، وسمع كثيرا من الحديث على جماعة من شيوخنا مثل ابن البخاري، وابن الواسطي، ومن بعدهما، وقرأ كثيرا من الكتب، وسمع الناس معه، وكانت الألسنة مجمعة على الثناء عليه، وكان متواضعا، خيّرا، صالحا، مباركا، عفيفا، نزه النفس، لا يزاحم أحدا.
ورثاه الشيخ علاء الدين ابن غانم بأبيات وأثنى عليه، وذكر ما كان عليه من الخير والطريقة الحميدة، رحمه الله تعالى.
[وفاة الصدر علاء الدين ابن قرناص الحموي]
543 -
وفي الثامن من المحرّم توفي الصدر، علاء الدين، علي بن مظفّر بن قرناص
(1)
الحموي بحماه.
وهو والد بدر الدين عبد الله.
[وفاة أحمد بن محمد الحنفي]
544 -
وفي ليلة الإثنين الثالث عشر من المحرّم توفي/258 أ/أحمد بن الحاج نجم الدين محمد بن عبد الخالق
(2)
بن عبد المنعم الحنفي، ودفن بباب الصغير.
وكان شابا، قرأ على الجنائز مدّة، وصار ينوب عن الناصح النقيب.
[خسوف القمر]
وفي أول ليلة الرابع عشر من المحرّم خسف القمر وصلّيت صلاة الخسوف بجامع دمشق بين المغرب والعشاء، وفرغ منها، وصلّيت العشاء عقيبها، وخطب نائب الخطيب الشيخ زكيّ الدين زكري الشافعيّ.
[وفاة الفقيه ناصر الدين ناصر الدولوي]
545 -
وفي ليلة الحادي والعشرين من المحرّم توفي الشيخ الفقيه، الإمام، العالم، ناصر الدين، ناصر بن أحمد بن محمد الدولوي
(3)
، الروميّ بالمدرسة الفرّخشاهيّة، الحنفية، ودفن بمقابر الصوفية.
وكان فقيها فاضلا، صاحب فنون وبحث ومناظرة، وكان أيضا صالحا، زاهدا، حسن المأكل والملبس، ليس له في الرياسة نصيب، رحمه الله تعالى.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
[دخول المحمل دمشق]
وفي بكرة الأحد السادس والعشرين من المحرّم دخل المحمل إلى دمشق والركب الشامي من الحجاز الشريف، وأمير الحاجّ الأمير سيف الدين أرغون السلحدار الناصري، الساكن عند دار الطراز بدمشق، ومنهم الشيخ رضيّ الدين المنطيقي، الحنفي، وعلاء الدين المقدسي، وجمال الدين ابن جملة، وبدر الدين ابن الكاتبي الحرّاني، الحنبلي
(1)
، وشهاب الدين ابن العديسة، وعلاء الدين ابن المقداد، وبدر الدين ابن صبيح المؤذّن، وولده، وجمال الدين ابن مروان، وولده إبراهيم، وموفّق الدين خطيب بيت الآبار، وأحمد الورّاق.
[وفاة القاضي جلال الدين المدلجي]
546 -
وفي الرابع من المحرّم توفي القاضي، الفقيه، الإمام، جلال الدين، أبو الحسن، علي بن عبد الله بن عبد القوي بن الحسن بن أبي المجد بن ناجي بن سليمان المدلجي، الشافعيّ، المعروف بالعصلوجي
(2)
، بمصر، ودفن من الغد بالقرافة.
وكان فقيها مدرّسا بمصر. روى كتاب «الشهاب» للقضاعي، عن الحافظ رشيد الدين العطار القرشي. سمع منه أمين الدين الواني وغيره.
ومولده في صفر سنة ستّ وأربعين وستمايّة.
وناب في الحكم بمصر عن ابن دقيق العيد.
صفر
[وفاة نجم الدين أبي الثناء النميري]
547 -
في يوم/258 ب/الإثنين الخامس من صفر توفي الشيخ الصالح، الفاضل، نجم الدين، أبو الثناء، محمود بن الشيخ الفقيه، الإمام، شرف الدين محمد بن حمدان
(3)
بن جراح بن الحسن بن محمد بن أحمد النميريّ، بقرية كفر بطنا من غوطة دمشق، ودفن في يومه بمقبرة يعقوبا جوار كفر بطنا.
وكان رجلا صالحا، خيّرا، مباركا.
مولده بكفر بطنا، ولم يزل مقيما بها إلى أن مات.
(1)
كتب فوقها: «الركب» ثم ضرب عليها خطا.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
انظر عن (ابن حمدان) في: معجم شيوخ الذهبي 613،614 رقم 915، والدرر الكامنة 4/ 335 رقم 913.
سمع من أبي العزّ بن صدّيق الحرّاني، ونجم الدين ابن الشيرجي، والنجيب بن شقيشقة، والمحبّ عبد الله المقدسي المحدّث، وغيرهم، وروى عنهم. وأجاز له في سنة خمسين وستماية أبو القاسم عبد الرحمن بن مكي سبط السلفي، والحافظ زكيّ الدين عبد العظيم، والشيخ عزّ الدين ابن عبد السلام، وعبد الغني بن بنين، والصائن محمد بن الأنجب النعّال، والعماد بن عبد الهادي، وأخوه الفقيه محمد، والشيخ شمس الدين الواعظ سبط ابن الجوزي، وعبد الله بن الخشوعي، وخطيب مردا، وإبراهيم بن خليل، وغيرهم، وسمع من الشيخ شرف الدين الإربلي «مقامات الحريري» .
وكان والده من أهل حرّان، ونزل كفر بطنا واستوطنها. وكان فقيها فاضلا، وشاعرا مجيدا. مات سنة اثنتين وستين وستماية
(1)
. وكتب عنه الدمياطي من شعره في «معجمه» .
[وفاة ست العدول السلمية]
548 -
وفي يوم الجمعة سادس عشر صفر توفّيت ستّ العدول
(2)
بنت الشيخ الصدر، فخر الدين، أبي الثناء محمود بن عبد اللطيف بن محمد بن سيما بن عامر بن إبراهيم بن سالم السلمي، الدمشقيّ.
وكانت امرأة كبيرة ما أعرف لها رواية.
وسمعنا من ولدها عبد الحميد الصائغ، ومن أخويها شمس الدين محمد، ومحيي الدين علي، رحمهما الله تعالى.
وكانت وفاة والدها في سنة أربع وثلاثين وستماية
(3)
.
[وفاة ست الأهل بنت نجم الدين ابن الحنبلي]
549 -
وفي ليلة الأحد الخامس والعشرين من صفر توفيت ستّ الأهل
(4)
بنت نجم الدين نجم بن يوسف بن أحمد بن نجم بن الحنبليّ، ودفنت بسفح قاسيون.
وهي زوجة الشيخ ضياء الدين ابن عبد الكافي، أمّ أولاده.
(1)
انظر عن (ابن حمدان) في: ذيل الروضتين 231، وذيل مرآة الزمان 2/ 304، والمقفّى الكبير 5/ 607،608 رقم 2168، وتاريخ الإسلام (661 - 670 هـ.) ص 110،111 رقم 67.
(2)
لم أجد لها ترجمة.
(3)
انظر عن والدها (محمود بن عبد اللطيف) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 458 رقم 2759، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 224، والإشارة إلى وفيات الأعيان 336، وتاريخ الإسلام (631 - 640 هـ.) ص 218،219 رقم 293.
(4)
لم أجد لها ترجمة.
وكانت امرأة كبيرة من بيت علم وصلاح.
[عمارة جامع ظاهر دمشق]
/259 أ/وفي شهر صفر شرع في عمارة جامع ظاهر دمشق خارج باب النصر قبالة حكر السّمّاق، وحضر إليه القضاة والعلماء لتحرير قبلته، وتردّدوا بسبب ذلك مرّات، واستقرّ الحال في أمرها في يوم الأحد الخامس والعشرين من صفر وذلك بمرسوم السلطان، وإعانته، وإشارة الأمير سيف الدين نائب السلطنة ورغبته في ذلك طلبا للأجر والثواب
(1)
.
[وفاة شيخين بمكة]
وفي يوم الخميس ثامن صفر توفي بمكة الشيخان الصالحان:
550 -
علي بن بحير
(2)
الشيني.
551 -
ونجم الدين
(3)
، عبد الله بن محمد بن أبي المكارم الحمويّ.
ودفنا في اليوم المذكور بالمعلّى.
فأمّا الأول [ابن] بحير، فكان فاتح الكعبة المعظّمة، وشيخ الحرم.
روى عن أمين الدين عبد الصمد بن عساكر. سمع منه ابن قطرال، والغرناطي، وابن خليل.
وهو من أقران نجم الدين الطبري قاضي مكة. ومولد القاضي في سنة سبع وخمسين وستماية.
وأمّا نجم الدين الحموي فكان شيخا صالحا، أقام مدّة طويلة بمكة، وصاهر شيخ رضيّ الدين، إمام المقام. وكان من أصحاب الشيخ نجم الدين ابن الحكيم الحموي، ويحفظ عنه حكايات وأشياء حسنة.
[السيل ببعلبك]
وفي يوم الخميس التاسع والعشرين من صفر وصلت الأخبار إلى دمشق بأنّ السيل حصل ببعلبك
(4)
وأهلك شيئا كثيرا من الناس والدّور والعماير، وأخرب سور البلد، وحائط الجامع.
(1)
خبر عمارة الجامع في: نهاية الأرب 32/ 247، والتذييل على دول الإسلام 2/ 223، والبداية والنهاية 14/ 81.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
خبر السيل ببعلبك في: ذيل تاريخ الإسلام 151،152، وذيل العبر 91، والإعلام بوفيات الأعلام 302، والتذييل على دول الإسلام 2/ 223، ونهاية الأرب 32/ 247،248، والمعجم المختص 208،209 رقم 247، والدرّ الفاخر 290،291، ونزهة المالك
ووقفت على كتاب من نجم الدين ابن المقرئ إلى الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني
(1)
حرسه الله، فيه: وينهي أنه لما كان نهار الثلاثاء سابع عشري صفر وقع في المدينة راعد عظيم، ووقع عقيب ذلك سيل عظيم، وخسف سور البلد من جهة الشمال ودخل المدينة، وأخرب أماكن كثيرة تزيد على ثلث البلد، ووصل إلى الجامع ودخل إليه، وارتفع فيه ما يزيد على قامة ونصف، ثم إنّه قوي على الحائط الغربي وأخربه، وأخرب من رباع الجامع وغيرها شيئا كثيرا، وعدم تحت الردم خلق كثير لا يعلمهم إلاّ الله تعالى من الرجال والنساء والأطفال، وعدم جميع ما كان في الجامع من الآلات، وكان يوما مشهودا، وتهتّك الناس. /259 ب/والنّدب والعويل في أقطار البلد، وهذا الذي ذكره المملوك هو بعض ما جرى، وليس الخبر كالعيان.
ووجد الشيخ علي بن محمد بن الشيخ على الحريري
(2)
غريقا في الجامع، ومعه خلق كثير، ولطف الله تعالى بخلقه كونه ما جاء في الليل.
ثم قرأ علينا قاضي القضاة نجم الدين-أيّده الله تعالى-كتاب العمادي النائب لبعلبك إليه، وكتاب نائبه القاضي جمال الدين الرحبي قاضي بعلبك بنحو من ذلك، وتوجّه من دمشق الأمير بدر الدين محمد بن معبد إلى بعلبك لرؤية الحال وكشف الأمور، فرجع ومعه هذا الكتاب: «قال الله تعالى وهو أصدق القائلين: {وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلاّ تَخْوِيفاً}
(3)
، وقال تعالى:{إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ}
(4)
، فمن لمح هذه الواقعة العظيمة بعين الاعتبار، وشاهدها بقلب الافتكار، حمد الله تعالى حيث أراده بخير، وجعل عبرة نفسه بغيره، {إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ* فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}
(5)
.
= والمملوك (بتحقيقنا) 245، وتاريخ ابن الوردي 2/ 265، ومرآة الجنان 4/ 256، وتاريخ حوادث الزمان (بتحقيقنا) 2/ 204 بالحاشية، والبداية والنهاية 14/ 81،82، والسلوك ج 2 ق 1/ 171، وتاريخ ابن سباط 2/ 628 - 632، والدرّة المضية لابن صصري 233،234، والمختصر في أخبار البشر 4/ 81،82.
(1)
هو قاضي القضاة كمال الدين أبو المعالي محمد بن علي بن عبد الواحد ابن خطيب زملكا عبد الكريم بن خلف بن شهاب الأنصاري الشافعي ابن الزملكاني. توفي سنة 727 هـ. انظر عنه في: تاريخ حوادث الزمان (بتحقيقنا) ج 2/ 230 - 235 رقم 181، وذيل تاريخ الإسلام 248، 249 رقم 782 وفيهما حشدنا مصادر كثيرة لترجمته.
(2)
هو حفيد الشيخ علي الحريري الكبير المشهور. كان يلقّب هو وأخوه بالحنّ والبنّ. وكانا يدخلان في أذية الناس أيام قازان. (أعيان العصر 3/ 504 رقم 1214، والدرر الكامنة 3/ 114 رقم 257).
(3)
سورة الإسراء، الآية 59.
(4)
سورة آل عمران، الآية 13.
(5)
سورة يس، الآيتان 82 و 83.
ولما كان بين الظهر والعصر من نهار الثلاثاء السابع والعشرين من صفر سنة سبع عشرة وسبع ماية أرسل الله تعالى سحابة عظيمة ذات رعد وبرق ومطر غزير وبرد وودق، فسالت منها الأودية شرقيّ بعلبك المحروسة، وحملت ما أتت عليه من أشجار العنب وغيره، فانفرقت على البلد فرقتين، فرقة في الناحية الشرقية بقبلة سالت حتى انتهت إلى النهر، وبحرت بحرة عظيمة على السور حتى كادت تبلغ شرفاته ارتفاعا، وتزايدت في طوله عظما وارتفاعا، فلطف الله تعالى وثبت السور وما كاد، فتصرّفت مع جريان النهر، ولم يحصل بحمد الله بسببها كبير أمر ولا كثير فساد.
والفرقة الثانية ركبت البلد فيما بين باب دمشق وباب نحلة
(1)
شرقيّ البلد بشمال، وانزجرت هناك على السور نحوا من ذلك المنوال، فلما اجتمعت وثقلت خرقت من السور ما مساحته في الطول أربعون ذراعا، /260 أ/مع أنه محكم البنيان، شديد الأركان، وحصل لما يليه التصدّع مع أنّ سمكه خمسة أذرع، فأخذت برجا على التمام والكمال، وبعض بدنة عن اليمين، وبعض بدنة عن الشمال. وهذا البرج ذرعه من كل جانب خمسة عشر ذراعا، فحمله الماء وهو على حاله لم ينقض حتى مرّ على فسحة عظيمة نحو خمس ماية ذراع من الأرض. وأخذ السيل في البلد إلى جهة الغرب جاريا، فما مرّ بشيء من طريقه إلاّ جعله خاويا، ولا على شاخص من البناء وغيره إلاّ جعله للأرض مساويا، فخرّب المساكن، وأذهب الأموال، وغرق الرجال والحريم والأطفال، وأثكل الأمّهات والآباء، وأيّم الأزواج، وأيتم الأبناء، ثم لم يزل حتى دخل الجامع الأعظم والمدرسة التي تليه فانجزر بهما حتى كاد يبلغ رؤوس العمد في تناهيها، فأتلف ما فيهما من المصاحف والربعات وكتب العلوم والأحاديث المجموعات، وشعّث فيها وخرّب وغرّق ما أزعج القلوب وأقلق، وانفجر الجدار الغربيّ من الجامع فهدمه، وأخذ ما مرّ عليه من البنيان، وهذا مشاهد العيان، حتى بلغ خندق القلعة المنصورة، فجرف من سور البلد الغربيّ الملاصق لها ما مقداره خمسة وعشرون ذراعا، وخرج من البلد، فما مرّ على بستان إلاّ ذهب بأشجارها بأسرها، وما {وَقِيلَ يا أَرْضُ اِبْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي}
(2)
حتى صارت ذو المساكن على الطرقات، وأصحاب الأموال يستحقّون الصدقات، وتهدّمت المساجد وتعطّلت الصلوات.
ولقد جرى في هذا اليوم من العجائب ما لا يعدّ، ومن الغرائب ما لا يحدّ، حتى أخبر الثقات أنّه نزل من السماء عمود عظيم من نار في أوائل السيل، ورؤي من الدخان، وسمع من الصرخات في الأكوان ما يضعف الحيل، وسلم في مظنّة العطب من كتبه الله سالما على ضعفه، وعطب في مظنّة السلامة من قضى بحتفه. وكانت
(1)
«نحلة» بالحاء المهملة، وهي قرية معروفة قرب بعلبك.
(2)
سورة هود، الآية 44.
مساحة ما أخذ من البنيان في العرض/260 ب/نحوا من مساحة ما انخرق من السور المتقدّم يزيد في بعض الأماكن وقد ينقص في بعض. وطول ما خرقه السيل المذكور من السور إلى السور. وأمّا ما على جنبات مجر
(1)
الماء من المساكن القريبة إليه والبناء الذي يحكم الماء عليه فشعّث في ذلك ما لا يحدّ، وتلف فيه من الأموال والأثاث والمتاع والغلال ما لا يحدّ، وهلك في بعض الحمّامات من النساء والأطفال سبعة نفر مع سلامة خلق كثير، ووجد في الأماكن المستفلة من الغرقى جمع كبير، وتعطّلت بعض الطواحين والأوقاف والحمّامات، وتشعّث البيمارستان، وأفضت المرضى فيه إلى الممات، ومع هذا، فما دفع الله كان أعظم وأكبر، وما بقي من العامر والأحياء فهو أكثر، وحصلت الشهادة الموجبة للجنان للأموات، والموعظة المودية إلى رضى الرحمن للأحياء في جميع الجهات.
ويشهد بصحّة ذلك خطّ الحاكم بها، وشهادة من يضع شهادته فيه. وخط الحاكم ثبت عندي مضمونه، وعاينت بعض ذلك، وكتب أبو بكر الخابوري
(2)
.
وممّن شهد فيه: الشيخ قطب الدين ابن اليونيني
(3)
، وابن أخيه محيي الدين
(4)
، وشمس الدين ابن المجد
(5)
، ومحيي الدين الخطيب
(6)
،
(1)
الصواب: «مجرى» .
(2)
هو قاضي بعلبك جمال الدين، أبو بكر عيّاش الخابوري. توفي سنة 723 هـ. (انظر عنه في: ذيل تاريخ الإسلام 205 رقم 661، والبداية والنهاية 14/ 107، وتذكرة النبيه 2/ 135، ودرّة الأسلاك 2/ورقة 234، وأعيان العصر 2/ 36 رقم 442 وفيه:«عباس» ، والدرر الكامنة 1/ 485 رقم 1216).
(3)
هو المؤرّخ، المعمّر، المسند، أبو الفتح، موسى بن محمد بن أبي الحسين اليونيني، البعلبكي، الحنبلي، صاحب كتاب «ذيل مرآة الزمان» ، توفي سنة 726 هـ. انظر عنه في: تاريخ حوادث الزمان لابن الجزري (بتحقيقنا) ج 2/ 158،159 رقم 84، وذيل تاريخ الإسلام 244، 245 رقم 777، وفيهما حشدنا مصادر ترجمته.
(4)
هو الإمام العالم الزاهد، محيي الدين، أبو محمد، عبد القادر بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن عيسى بن أبي الرجال. توفي سنة 747 هـ. انظر عنه في «مشيخته» التي نشرناها عن مخطوطة الظاهرية بدمشق، ضمن مجموعة رقم (25) حديث، طبعة المكتبة العصرية 1423 هـ. /2002 م. -وفيه حشدنا مصادر ترجمته.
(5)
هو قاضي طرابلس، شمس الدين، محمد ابن المجد عيسى بن عبد الضيف البعلبكي، الشافعي، المدرّس. توفي سنة 730 هـ. انظر عنه في: تاريخ حوادث الزمان 2/ 432،433 رقم 458، وذيل تاريخ الإسلام 272،273 رقم 837 وفيهما حشدنا مصادر ترجمته.
(6)
هو محمد بن عبد الرحيم الخطيب محيي الدين شيخ بعلبك ومسندها. توفي سنة 743 هـ. انظر عنه في: ذيل العبر 233، وأعيان العصر 4/ 509،501 رقم 1616، والدرر الكامنة 4/ 11 رقم 24، ومعجم شيوخ الذهبي 516 رقم 766، والوفيات لابن رافع 1/ 434 رقم 338، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ورقة 50 أ، والنجوم الزاهرة 10/ 104.
ونجم الدين باجوك
(1)
، وصدر الدين بن زيد
(2)
، وهو كتب الكتاب المذكور، وأخوه تاج الدين زيد
(3)
، وعزّ الدين ابن العنبري
(4)
، ونور الدين
(5)
(رضيّ)
(6)
، وشمس الدين فريح
(7)
، وخلق كثير سواهم.
وبعد ذلك وقفت على ورقة فيها: إنّ البيوت والحوانيت التي تهدّمت في هذه الواقعة ببعلبك نحو ستماية بيت وحانوت، وخرب من البساتين نحو العشرين، ومن الطواحين ثمانية، خارجا عن الجامع والمدرسة الأمينية. وأمّا الدور التي دخل إليها السيل وعدم ما فيها فكثيرة لم تحصر، وعدم من الناس المعروفين ماية وأربعة وأربعون من الرجال والنساء والصبيان، وذلك سوى الغرباء.
ربيع الأول
[وفاة العماد عبد الرحيم الموصلي]
552 -
في يوم الثلاثاء/261 أ/ثاني عشر شهر ربيع الأول توفي العماد عبد الرحيم بن الشيخ علي بن إبراهيم الموصلي
(8)
، الجابي بالمدرسة الدولعية، ودفن بسفح قاسيون. وكان موته فجأة.
وكان شابّا عاقلا، وله شيء جمعه، وكان يقرض ويقضي حوائج الناس، ويخرج الزكاة.
[وفاة الفقيه شبل الحواري]
553 -
وفي ليلة الأربعاء الثالث عشر من ربيع الأول توفي الشيخ الفقيه، الصالح، الفاضل، أبو أحمد، شبل
(9)
بن سعد الحواري، الحنبلي، ودفن من الغد بمقبرة الباب الصغير، وله خمسة
(10)
وخمسون سنة.
(1)
هو قاضي شيزر أحمد بن إبراهيم بن محمد بن إدريس بن باباجوك البعلي، التركماني الأصل. توفي سنة 723 هـ. انظر عنه في: معجم شيوخ الذهبي 22 رقم 8 وفيه: «باباجوك» ، والدرر الكامنة 1/ 95 رقم 252، والمذهبة في نظم الصفات من الحلى والشيات، لأبي عبد الله محمد ابن عيسى بن محمد بن أصبغ بن مناصف الأزدي القرطبي (ت 620 هـ.) مخطوط مكتبة خدابخش، بتنه 1704، وفهرس المخطوطات المصورة (اللغة)، عصام الشنطي، القاهرة 1998 - ج 1 ق 2/ 225 رقم 515، وموسوعة علماء المسلمين، قسم 2 ج 1/ 168 رقم 82.
(2)
لم أعرف له ترجمة.
(3)
لم أعرف له ترجمة.
(4)
لم أعرف له ترجمة.
(5)
لم أعرف له ترجمة.
(6)
كلمة غير مقروءة في الأصل، استدركناها من نسخة ليدن 2/ 89.
(7)
لم أعرف له ترجمة.
(8)
لم أعرف له ترجمة.
(9)
لم أعرف له ترجمة.
(10)
الصواب: «خمس» .
وكان رجلا جيّدا، مباركا، كثير الفضيلة والديانة والعفّة والنزاهة من خيار المسلمين.
[الوعظ بجامع دمشق]
وفي يوم السبت السادس عشر من شهر ربيع الأول جلس بجامع دمشق على المنبر الصدر، كمال الدين، محمد بن
(1)
شيخنا عزّ الدين محفوظ بن البزوري، البغدادي، التاجر ووعظ الناس وأجاد وأحسن، وفرح الناس، وتذاكروا مجالس أخيه الشيخ نجم الدين معتوق، ووصفوا حسنها، رحمه الله تعالى.
[وصول الأمير ابن مهنّا من القاهرة]
وفي يوم الأحد السابع عشر من شهر ربيع الأول وصل من القاهرة إلى دمشق الأمير محمد بن الأمير عيسى بن مهنّا من حضرة السلطان مكرما مبجّلا، منعما عليه، وتلقّاه نائب السلطنة وحضر إليه غير مرة، وهو رجل كبير القدر، فيه الخير والدين والعقل الوافر، وفرح الناس بحضور أمير العرب بين يدي السلطان وإقباله عليه ورجوعه سالما إلى قومه
(2)
.
وهو أخو الأمير مهنّا بن عيسى.
[وفاة الفقيه شهاب الدين المراغي]
554 -
وفي ليلة الخمس الحادي والعشرين من شهر ربيع الأول توفي الشيخ الفقيه، الإمام، المقرئ، شهاب الدين، أحمد بن محمد بن إبراهيم المراغي
(3)
، الرومي، ودفن بمقبرة الصوفية.
وكان إمام الحنفية بجامع دمشق، ومدرّسا بالمدرسة المعينية، وشيخا بالخانقاه الخاتونية ظاهر دمشق، وباشر غير ذلك من الجهات، وترك الجهات المذكورة لولديه في حياته، وكان باشر إمامة نائب السلطنة/261 ب/الأمير جمال الدين الأفرم مدّة، وتقدّم عنده، وكان يحبّه ويكرمه. وكانت فيه مروءة وافرة وإعانة للضعيف وقيام في الحق. وكان بنى على الشرف زاوية حسنة فيها أماكن نزهة ومواضع طيّبة، وكان الناس يقصدونه ويقيمون عنده فيلقاهم بانشراح وسعة صدر ومكارم أخلاق.
[وفاة فاطمة بنت عميرة الفرّاء]
555 -
وفي ليلة الجمعة الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول توفيت الشيخة
(1)
الصواب: «ابن» .
(2)
خبر الأمير مهنّا في: السلوك ج 2 ق 1/ 173.
(3)
انظر عن (المراغي) في: البداية والنهاية 14/ 84، والدرر الكامنة 1/ 242 رقم 622.
الصالحة، المباركة، أمّ محمد، فاطمة
(1)
بنت عبد الرحمن بن عمرو بن موسى بن عميرة، المعروف والدها بالفرّاء وبالمنادي أيضا، الصالحية الحنبلية، وصلّي عليها عقيب الجمعة بالجامع المظفّري، ودفنت بتربة الشيخ موفّق الدين ابن قدامة. وقد جاوزت التسعين.
وكان مولدها تقريبا في سنة ستّ وعشرين وستماية.
سمعت من ابن الزبيدي حضورا ميعادين من «صحيح البخاري» ، وهما التاسع والعاشر من اثنين وعشرين ميعادا، وأولها باب الركاب والغرر للدابة، وآخرهما باب نسبة أهل اليمن، وروت ذلك غير مرة، ولا يعلم لها رواية غيره، ولم يوجد اسمها في الطبقة، وإنّما وجدناه في أوراق الأسماء، وعلى اسمها علامة سماعها للميعادين المذكورين.
وكانت امرأة صالحة، خيّرة، مباركة، وأقعدت في آخر عمرها.
وهي زوجة ابن عمّها الشيخ إبراهيم بن أبي الحسن بن عمرو الفرّاء.
سمعنا منها ومن زوجها المذكور، ومن أخويها: الشيخ عزّ الدين إسماعيل، وصفيّة، رحمهم الله تعالى.
وكان أبوها دلاّلا بالخوّاصين
(2)
.
[وفاة القاضي نجم الدين داود الملطي]
556 -
وفي يوم الأحد ثالث شهر ربيع الأول توفي القاضي، الفقيه، الإمام، نجم الدين، أبو سليمان، داود بن مروان بن داود الملطي
(3)
، الحنفيّ بالمدرسة الظاهرية بالقاهرة، ودفن من الغد بالقرافة.
وكان شيخا كبيرا من أعيان الحنفية، درّس بعدّة مدارس، وولي قضاء العسكر.
وكان تقدّم إلى دمشق ويحكم فيها نيابة عن قاضي القضاة حسام الدين أيّام إقامته.
وكان فيه مروءة وتعصّب.
/262 أ/
ربيع الآخر
[الحريق بجوار المارستان الصغير]
في يوم الثلاثاء عاشر شهر ربيع الآخر وقع حريق جوار المارستان الصغير بدمشق، وسلّم الله تعالى المارستان، وتشعّثت أماكن يسيرة.
(1)
انظر عن (فاطمة) في: معجم شيوخ الذهبي 429 رقم 268، وذيل تاريخ الإسلام 146 رقم 475، وذيل التقييد 2/ 386،387 رقم 1868، وأعلام النساء 4/ 71، والدرر الكامنة 3/ 223 قم 551.
(2)
في الأصل: «بالجواصين» .
(3)
انظر عن (الملطي) في: السلوك ج 2 ق 1/ 180، والدرر الكامنة 2/ 99 رقم 1688، وأعيان العصر 2/ 350 رقم 647، والمنهل الصافي 5/ 305، والدليل الشافي 1/ 296،297 رقم 1018.
[وفاة تاج الدين فائد القرشي]
557 -
وفي ليلة الثلاثاء السابع عشر من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ الأجلّ، تاج الدين، أبو محمد، فائد
(1)
بن رضوان بن فائد بن راضي بن سلامة بن حسن بن أحمد القرشي، العجلوني، وصلّي عليه ظهر هذا اليوم بجامع دمشق، ودفن بسفح جبل قاسيون.
ومولده بمنا
(2)
، شرّفها الله تعالى، في أحد أيام منى من سنة ثلاث وخمسين وستماية.
وكان يجلس مع الشهود، وكتب بين يدي قاضي القضاة حسام الدين الحنفي مدّة، ثم خدم في جهات الكتابة، وتنقّل في جهات كبار وصغار، ولما مات كان عاملا بديوان الحشر.
روى لنا عن ابن أبي اليسر.
[وفاة المقرئ بدر الدين ابن أبي الفضل القرشي]
558 -
وفي سحر الأربعاء الثامن عشر من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ المقرئ، بدر الدين، عثمان بن سيف
(3)
بن أبي الفضل القرشي، الدمشقي، القوّاس، ودفن بمقبرة الباب الصغير، وبلغ التسعين.
وكان شيخا مباركا، كثير التلاوة، حافظا لكتاب الله، وكان قرأ القراءات بالروايات على الشيخ علم الدين القاسم الأندلسي، والشيخ زين الدين الزواوي، وكانت له حلقة تصدّر بالجامع.
وهو والد صاحبنا ناصر الدين محمد بن القوّاس.
[الغارة على آمد]
وفي العشر الأول من شهر ربيع الآخر حصلت غارة من عسكر حلب على مدينة آمد، ووقع أسر ونهب وسبي، ووصل خبرها إلينا بدمشق في أول جمادى الأولى
(4)
.
[وفاة الصدر فخر الدين ابن نعم الله العزازي]
559 -
وفي عصر يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ الصالح، الأمين، العادل، الصدر، فخر الدين، أبو محمد، عثمان بن أبي الوفاء بن
(1)
انظر عن (فائد) في: معجم شيوخ الذهبي 421 رقم 611.
(2)
الصواب: «بمنى» .
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
خبر الغارة في: البداية والنهاية 14/ 82.
نعم الدين العزازي
(1)
، ولم يجتمع في جنازة ما اجتمع له من العالم، وصلّي عليه ضحوة يوم الأربعاء بجامع دمشق، ودفن بتربته بمقبرة الباب الصغير.
وكان رجلا جيّدا، صالحا، مباركا، كثير الأمانة، وافر المروءة، مواظبا على التلاوة والبرّ والصدقة وفعل/262 ب/المعروف، مشكور السيرة، أجمع الناس يوم موته على الثناء عليه ووصفه بكل جميل.
روى لنا عن ابن أبي اليسر، وأيوب الحمّامي.
وممّا اشتهر من أمانته ردّه لوديعة الأمير عزّ الدين الجناحي نائب غزّة، وكان أودعه إيّاها، ومقدارها ستّون ألف دينار من عين وجوهر وغير ذلك.
ومات المذكور في التجريد بحلب، ولم يكن اطّلع على الوديعة أحد، فاجتمع فخر الدين بولاة الأمر وعرّفهم بالوديعة ديانة وأمانة، وبراءة لذمّته، جزاه الله خيرا.
جمادى الأولى
[إعادة الأمير منصور بن جمّاز إلى المدينة المنوّرة]
وصلت الأخبار في جمادى الأولى أنّ الأمير منصور بن جمّاز أعيد إلى المدينة الشريفة النبويّة، حضر معه أمير من الديار المصرية إليها وقرّره فيها على عادته، وقد كان في آخر السنة الخارجة بعد الحج أخذه من المدينة الأمير سيف الدين أرغون نائب السلطنة إلى الديار المصرية، وقرّر عوضه ابن أخيه فبقي في القاهرة مدّة يسيرة، ثم أنعم عليه السلطان ورضي عنه وأعاده
(2)
.
[التشويش في المدينة]
وبلغنا أيضا أنّ بعد استقراره في المدينة أغار عليه أولاد أخيه وألجأوه إلى جبل، وحصل بالمدينة تشويش، ثم سلّمه الله تعالى واستقرّ أمره.
[جلوس ابن خربندا على تخت الملك]
وفي مستهلّ هذا الشهر جلس أبو سعيد ابن خربندا على تخت الملك وذلك بالمدينة السلطانية وعمره يومئذ إحدى عشرة سنة.
[خروج السلطان إلى الكرك والشوبك وعودته]
وفي يوم الخميس الرابع من جمادى الأولى خرج السلطان-أعزّ الله أنصاره- من القاهرة، ووصل إلى غزّة في ليلة الجمعة الثاني عشر منه، وتوجّه من دمشق نائب
(1)
انظر عن (العزازي) في: البداية والنهاية 14/ 84.
(2)
خبر ابن جمّاز في: السلوك ج 2 ق 1/ 175.
السلطنة لتلقّي السلطان في يوم الثلاثاء تاسعه، فاجتمع به بالقرب من حسبان وبركة زيزا وخلع عليه وعلى من صحبه من الأمراء، وأذن لهم في الرجوع فعادوا إلى دمشق ووصلوا إليها في يوم الخميس الخامس والعشرين من هذا الشهر. وتوجّه السلطان إلى الكرك وأقام في أراضيه وأراضي الشوبك أياما، /263 أ/ثم ردّ راجعا إلى القاهرة ودخلها في الثامن عشر من جمادى الآخرة
(1)
.
[تولية قضاء القضاة بالشام]
وفي يوم السبت السابع والعشرين من جمادى الأولى قدم دمشق المحروسة قاضي القضاة، فخر الدين، أبو العباس، أحمد بن القاضي تاج الدين أبي الخير سلامة ابن القاضي الإمام زين الدين أبي العباس أحمد بن سلامة الإسكندري، المالكي، متولّيا قضاء القضاة بالشام المحروس على مذهب الإمام مالك رضي الله عنه، وخرج القضاة والأعيان للقائه، وقرئ تقليده بجامع دمشق يوم الأحد ثاني يوم وصوله بحضور الأعيان والفقهاء وعامّة الناس وهو مؤرّخ بالثاني عشر من شهر ربيع الآخر، وفيه أنه ولّي
(2)
عوضا عن القاضي جمال الدين الزواوي لضعفه واشتداد مرضه
(3)
.
جمادى الآخرة
[الدرس بجامع دمشق والمدرسة النورية]
في يوم الأربعاء مستهلّ جمادى الآخرة ذكر الدرس قاضي القضاة، فخر الدين ابن سلامة المالكي بجامع دمشق والمدرسة النورية، وحضر عنده القضاة والأعيان، وهو إمام كبير من فضلاء مذهبه المشهورين بالديار المصرية، جمع بين الفقه والدين والصرامة، وشرف البيت، وطهارة النشأة، ونزاهة النفس، ونقاء الساحة، وهو من قضاة العدل، مرضيّ الدين، محمود الطريقة.
[خلاص الأمير بهادر آص من الترك]
وفي يوم الإثنين السادس من جمادى الآخرة وصل الخبر إلى دمشق بخلاص الأمير سيف الدين بهادر آص بأنه حمل من الترك إلى القاهرة مكرما منعما عليه، وأنّ السلطان رضي عنه، ففرح أهله وغلمانه وجميع الناس، فإنّه
(1)
خبر خروج السلطان في: نهاية الأرب 32/ 251،252، وتاريخ سلاطين المماليك 166، والسلوك ج 2 ق 1/ 172.
(2)
في الأصل غير مقروء، وما أثبتناه من نسخة ليدن 2/ 99.
(3)
خبر قضاء الشام في: البداية والنهاية 14/ 82.
أمير محبوب إلى الرعيّة لجودته وكثرة صدقاته وعقله وسكونه
(1)
.
[وفاة عماد الدين ابن أبي الزهر التنوخي]
560 -
وفي عشيّة الثلاثاء سابع جمادى الآخرة توفي عماد الدين، أحمد بن الصدر شهاب الدين أحمد بن فخر الدين عثمان بن أبي الرجاء بن أبي الزهر
(2)
التنوخي، الدمشقي، المعروف بابن السلعوس، ببستانه بالربوة، ودفن بكرة الأربعاء بمقبرة الباب الصغير.
وكان حجّ كثيرا، وفيه ميل إلى الفقراء وله إحسان إليهم، وكان يعتريه في بعض الأوقات نقص في عقله، وله تجارة وتكسّب، وفيه عشرة وكيس، وكان في/ 263 ب/أيام عمّه شهد على قاضي القضاة شهاب الدين ابن الخوئي.
ومولده في سنة ستّ وستين وستماية بدمشق.
وأسمعه والده كثيرا. ومن شيوخه القاضي ابن عطاء، وابن علاّن، وابن البخاري، وحدّث بطريق الحجاز بالعلا
(3)
.
قرأت عليه لابني محمد، رحمه الله «نسخة غنجار» ، بسماعه من القاضي شمس الدين بن عطاء.
[وفاة الفقيه بدر الدين أبي القاسم الحرّاني]
561 -
وفي يوم الأربعاء الثامن من جمادى الآخرة توفي الشيخ الفقيه، الإمام، العالم، الفاضل، بدر الدين، أبو القاسم
(4)
بن محمد بن خالد بن إبراهيم الحرّاني، ودفن آخر هذا اليوم بمقابر الصوفية عند والدته، وحضره جمع كبير.
ومولده تقريبا في سنة خمسين وستماية، أو إحدى وخمسين بحرّان.
وتفقّه ولازم الاشتغال على شيوخ مذهبه مدّة، وسمع من ابن عبد الدائم، وابن أبي اليسر، وابن الصيرفي، والقاضي شمس الدين الحنبلي، والقاضي شمس الدين الحنفي، وجماعة كبيرة. وكان إماما بالمدرسة الجوزية، وفقيها بالمدارس، ودرّس بالمدرسة الحنبلية نيابة عن أخيه لأمّه الشيخ الإمام، شيخ الإسلام تقيّ الدين ابن تيميّة، نفع الله تعالى به، وباشر إمامة المسجد الكبير بالرمّاحين المعروف بالحنابلة، وأفتى، وكان فقيها مباركا، كثير الخير، قليل الشرّ، حسن الخلق، منقطعا عن الناس،
(1)
خبر الأمير بهادر في: تاريخ سلاطين الماليك 166، والبداية والنهاية 14/ 82، والسلوك ج 2 ق 1/ 172.
(2)
انظر عن (ابن أبي الزهر) في: الدرر الكامنة 1/ 100 رقم 272 وفيه: مات سنة 719.
(3)
الصواب: «بالعلى» .
(4)
انظر عن (أبي القاسم) في: معجم شيوخ الذهبي 687 رقم 1041، وشذرات الذهب 6/ 45.
وحصّل شيئا من المال، وكان يتّجر ويتكسّب، وخلّف لأولاده تركة. وروى «جزء ابن عرفة» مرّات عديدة.
[وفاة قاضي القضاة جمال الدين الزواوي]
562 -
وفي يوم الخميس التاسع من جمادى الآخرة توفي قاضي القضاة جمال الدين، أبو عبد الله، محمد بن الشيخ الصالح أبي الربيع سليمان بن سومر الزواوي
(1)
، المالكي، بدمشق، بالمدرسة الصمصامية المالكية، وصلّي عليه عقيب صلاة الجمعة بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الباب الصغير في طرف المقبرة قبالة مسجد النارنج، وحضر خلق كثير، وأثنى الناس عليه وعلى سيرته.
ومولده في سنة تسع وعشرين
(2)
وستماية، أو في سنة ثلاثين تقريبا.
وقال لي: دخلت الإسكندرية من المغرب يوم عيد الفطر سنة خمس وأربعين وستماية ولم أكن احتلمت، وإنّما احتلمت بعد ذلك بسنتين، وبلغني موت والدي/ 264 أ/في سنة سبع وأربعين، فلم أرجع إلى المغرب، وكان يذكر له نسبا أكثر من عشرين اسما، ولكنّ غالبها مشكلة تحتاج إلى ضبط، فلذلك تركتها.
واشتغل بالفقه بالديار المصرية، وسمع الحديث من الشيخ شرف الدين المرسي، والإمام أبي العباس أحمد بن عمر القرطبي، والشيخ عزّ الدين ابن عبد السلام، وأبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن برطلة المرسي، وغيرهم.
وكان بالقاهرة من أعيان العدول والقصّاد، وناب في الحكم بالشرقية والغربية، وناب بالقاهرة، وترجّح لتولية القضاء بالديار المصرية عقيب وفاة ابن شاس، فلم يتمّ ذلك، وولّي ابن مخلوف. ثم إنه ولّي قضاء دمشق.
وقدم علينا في عاشر جمادى الأولى سنة سبع وثمانين وستماية، واستمرّ قاضيا بدمشق نحو ثلاثين سنة، وكان فيه صرامة وقوّة في الأحكام، وبذلها، وظهر في أيامه من أحكام مذهب مالك ما لم يكن معروفا قبل ذلك، وعمّر المدرسة النورية والمدرسة الصمصامية، وحصل له في وسط ولايته رعشة واشتدّت به، وكان يقوم
(1)
انظر عن (الزواوي) في: نهاية الأرب 32/ 276، وفيه:«سومي» ، وذيل تاريخ الإسلام 142 رقم 447، وذيل العبر 93، والإعلام بوفيات الأعلام 302، والمعين في طبقات المحدّثين 231 رقم 2371، ومعجم شيوخ الذهبي 499،500 رقم 737، والوافي بالوفيات 3/ 137، وأعيان العصر 4/ 456،457 رقم 1583، والبداية والنهاية 14/ 84، والدرر الكامنة 3/ 448 رقم 1207، والسلوك ج 2 ق 1/ 179،180، وفيه:«سويد» بدل «سومر» ، ومثله في: عقد الجمان، وفيات 717 هـ.، والنجوم الزاهرة 9/ 239، وشذرات الذهب 6/ 45، والدارس 2/ 9.
(2)
في نهاية الأرب: من سنة ست وعشرين.
بوظيفة القضاء بكلفة ومشقّة، وثقل لسانه عن الكلام، وبقي كذلك إلى أن مات، وانصرف عن الحكم قبل موته بنحو عشرين يوما
(1)
.
وحدّث ب «صحيح مسلم» وب «موطّأ مالك» رواية يحيى بن يحيى، وبكتاب «الشفاء» للقاضي عياض، وغير ذلك.
[وفاة شمس الدين ابن بلال المقدسي]
563 -
وفي ليلة السبت الحادي عشر من جمادى الآخرة توفي الشيخ شمس الدين، أبو عبد الله، محمد ابن الشيخ الإمام، الزاهد، القدوة، صلاح الدين، موسى بن الشيخ الإمام، الفقيه، المحدّث، الزاهد، شهاب الدين أبي عبد الله محمد بن خلف بن راجح
(2)
بن بلال المقدسي، ثم الصالحي، الحنبليّ، ودفن من الغد بتربة الشيخ موفّق الدين بسفح قاسيون.
ومولده في حادي عشر شوال سنة إحدى وأربعين وستماية.
وكان شيخا حسنا، له نظم، وعنده فضيلة، وسافر إلى البلاد في طلب الأسرى، واجتمع بأعيان تلك الديار، وأكرموه.
سمع من ابن قميرة الجزء الرابع من «حديث الصفّار» بسماعه من شهدة، وحدّث به مرّات عدّة، وسمع من ابن مسلمة، /264 ب/والمرسي، واليلداني، وابن سعد، وخطيب مردا، ومحمد وعبد الحميد ابني عبد الهادي، وإبراهيم بن خليل، وجماعة غيرهم.
وكان والده فقيها، وقرأ طرفا من الخلاف، وكتب الخط الحسن، ثم إنه سلك طريقة الفقر والتجريد، وساح في البلاد، وله شعر حسن يسلك فيه مسلك أهل التصوّف. ومات في سنة ثلاث وأربعين
(3)
، وكان ولده هذا رضيعا.
[وفاة الطواشي ظهير الدين مختار العزّي]
564 -
وفي ليلة الثلاثاء الثامن والعشرين من جمادى الآخرة توفي الطواشي
(1)
وقال الذهبي في تاريخ الإسلام 142 «توفي في جمادى الآخرة سنة ست عشرة وسبعمائة» . وعاد وذكره في وفيات سنة 717 هـ. دون ترجمة، ص 146 رقم 476.
(2)
انظر عن (ابن راجح) في: معجم شيوخ الذهبي 578،579 رقم 859، وذيل العبر 94، وتالي كتاب وفيات الأعيان 157، والوافي بالوفيات 5/ 93، وأعيان العصر 5/ 284 - 291 رقم 1801، وفوات الوفيات 4/ 42، والدرر الكامنة 4/ 269 رقم 745، وشذرات الذهب 6/ 32.
(3)
انظر عن والده (موسى بن محمد بن خلف بن راجح) في: تاريخ الإسلام (641 - 650 هـ.) ص 227،228 رقم 274، وسير أعلام النبلاء 23/ 147 دون ترجمة، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 235 رقم 343، ومختصره 71، والمقصد الأرشد، رقم 1128، والدر المنضد 1/ 384 رقم 1059.
الصالح، ظهير الدين، مختار العزّي
(1)
، القلانسيّ، ودفن من الغد بسفح قاسيون.
وكان رجلا مباركا فيه خير ومودّة وتواضع ونصح وشفقة، وحجّ غير مرة، وكان كثير التلاوة، ملازما للتكرار، مات ولم يبلغ خمسين سنة.
ورافقناه في الحجّ، وسمع معنا من بعض الشيوخ.
[وفاة الأمير علاء الدين كشتغدي]
565 -
وفي الثاني عشر من جمادى الآخرة توفي الأمير الكبير، المعمّر، علاء الدين، (أبو أحمد)
(2)
كشتغدي
(3)
بن عبد الله الصيرفي، الخطائي بالجوذريّة بالقاهرة.
وكان شيخا معمّرا، جاوز التسعين.
سمع من النجيب الحرّاني، ومن بعض أصحاب البوصيري، والخشوعي، وله ولدان سمعا معه، وهما: ناصر الدين محمد، وشهاب الدين أحمد، جنديّان بالحلقة المصرية.
وضبط وفاته لنا ابن المزّي في يوم الإثنين ثالث عشر الشهر المذكور.
[هلاك برصوما النصراني]
566 -
وفي يوم الأحد تاسع عشرين جمادى الآخرة هلك برصوما
(4)
النصرانيّ، وكان مقيما بدير شعرانة في آخر مصر المحروسة، ويتردّد إليه جماعة من أهل ملّته، وجماعة من المسلمين من ضعفاء العقل.
كتب إليّ بذلك فخر الدين المقاتلي.
رجب
[خلاص الأمير بهادر آص من السجن]
وفي ليلة الإثنين رابع رجب وصل إلى دمشق الأمير الكبير، سيف الدين، بهادر آص المنصوري، ودخل داره وقت العشاء، وسرّ الناس بسلامته وخلاصه من السجن، وتوفّرت الأدعية للسلطان، أعزّ الله أنصاره
(5)
.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
ما بين القوسين عن هامش المخطوط.
(3)
انظر عن (كشتغدي) في: أعيان العصر 4/ 158،159 رقم 1403، والدرر الكامنة 3/ 268 رقم 693.
(4)
لم أجد له ترجمة.
(5)
خبر الأمير بهادر في: نهاية الأرب 32/ 252، والبداية والنهاية 14/ 82، والسلوك ج 2 ق 1/ 132.
[توجّه ابني غانم إلى القاهرة وإكرامهما]
وفي يوم الإثنين رابع رجب توجّه الشيخ علاء الدين ابن غانم، وأخوه الشيخ شهاب الدين إلى القاهرة المحروسة على البريد بطلب من السلطان، /265 أ/ولما وصلا أكرما، ورسّم للشيخ علاء الدين بكتابة السرّ بحلب، فاستعفى من ذلك، وعرض عليه الإقامة بالقاهرة، فلم يختر سوى بلده ووطنه، فرسّم له بزيادة في معلومه بدمشق، ورسّم لهما بخلعتين، فرجعا إلى دمشق على البريد، ووصلا في مستهلّ شهر رمضان، وحملت إليهما الخلعتان فلبساها، وحضر الناس إليهما للتهنئة بالقدوم والسلامة واستقرار الخاطر بدمشق.
[خروج المحمل السلطاني]
وفي يوم الإثنين الحادي عشر من رجب أخرج المحمل السلطاني من القلعة المحروسة من دمشق، وركب الناس أمامه، وخرج الناس للتفرّج، ولم يحضر نائب السلطنة لمرضه، ولا قاضي القضاة الشافعي لسفره، وعلم الناس بالحجّ والإذن بتوجّه الركب، وحمل السنجق إلى الجامع أيام الجمع، وتوفّرت الأدعية للسلطان، نصره الله تعالى.
[وفاة الصدر مجد الدين الحرّاني]
567 -
وفي يوم الأربعاء الثالث عشر من رجب توفي الصدر مجد الدين، محمد ولد الشيخ الصدر الكبير، القاضي شمس الدين محمد بن يحيى بن قاضي الحرّاني
(1)
، وهو ولد ناظر الأوقاف بدمشق، ودفن بسفح قاسيون.
وكان شابا، مات في عشر الثلاثين من العمر.
[خسوف القمر]
وفي ليلة الخميس رابع عشر رجب خسف القمر وصلّينا صلاة الخسوف بجامع دمشق.
[وفاة أبي العباس ابن ملاعب]
568 -
وفي يوم الخميس رابع عشر من رجب توفي أبو العباس، أحمد بن الشيخ محمد بن علي بن ملاعب
(2)
بن (. . .)
(3)
الصالحي، القبّاني، وكذلك كان أبوه، وصلّي عليه ظهر اليوم المذكور بالجامع المظفّري، ودفن بسفح قاسيون.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
كلمة غير مقروءة. أثبتناها من نسخة ليدن 2/ 109.
ومولده تقريبا سنة سبع وخمسين وستماية.
وسماعه من ابن عبد الدائم في سنة اثنتين وستين وستماية، روى لنا عنه.
وكان يزن بالقبّان بدمشق عند العطارين بالسوق الكبير.
وروى والده عن موسى بن الشيخ عبد القادر الجيلي، والشيخ موفّق الدين.
[وفاة برهان الدين البخاري]
569 -
وفي يوم الجمعة منتصف رجب توفي الشيخ برهان الدين ()
(1)
البخاري، الصوفي، القصّار، بالخانقاه السميساطية، وصلّي عليه بالجامع المعمور، ودفن بمقابر الصوفية.
وكان رجلا حسنا، كثير السكون، يحضر معنا دار الحديث الأشرفية.
[وفاة أبي بكر الإسعردي المتطبّب]
570 -
/265 ب/وفي يوم الجمعة منتصف رجب توفي الشيخ أبو بكر بن حمد الإسعردي
(2)
، المتطبّب وكان مشتغلا وله كتب.
وهو أخو عبد الله السعرتي الإصطرلابيّ.
[وفاة زين الدين ابن حميد المقدسي المعروف بابن القيراط]
571 -
وفي ليلة الأحد السابع عشر من رجب توفي زين الدين، أبو محمد، عبد الرحمن بن الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الرحمن بن حسن بن حامد بن حسن بن إدريس بن حميد المقدسي، الحنبلي، المعروف بابن القيراط
(3)
، بقرية الأشعريّ، من الشعراء، ودفن هناك يوم الأحد بعد الظهر.
ومولده يوم الثلاثاء سادس عشر رمضان سنة إحدى وستين بسفح قاسيون.
روى لنا «جزء ابن عرفة» عن ابن عبد الدائم، وسمع من جماعة من شيوخ الصالحية، من أصحاب ابن طبرزد، وغيرهم. وكان يحضر عند قاضي القضاة تقيّ الدين الحنبلي ويشهد عليه وعلى غيره.
[وفاة العدل شهاب الدين ابن ضرغام المنشاوي]
572 -
وفي يوم السبت الثالث والعشرين من رجب توفي العدل، شهاب الدين، أبو العباس، أحمد بن
(4)
شيخنا كمال الدين عبد الرحيم بن عبد المحسن بن
(1)
في الأصل بياض مقداره 3 كلمات، وليس في نسخة ليدن بياض أو زيادة، انظر 2/ 109.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
انظر عن (ابن القيراط) في: معجم شيوخ الذهبي 285 رقم 397.
(4)
الصواب: «ابن» .
حسن بن ضرغام المنشاوي
(1)
، الحنبليّ بالقاهرة، ودفن من الغد بالقرافة.
ومولده في سنة سبع وخمسين وستماية.
سمع «جزء ابن عرفة» من النجيب عبد اللطيف الحرّاني، وكان شاهدا بين القصرين، ويخدم على المطبخ السلطاني.
[زيادة النيل]
ووصل كتاب فخر الدين المقاتلي يخبر فيه أنه حصل في هذه السنة من زيادة النيل ما لم يتفق من سنين، وهو أنه بلغ ستة أصابع من تسعة عشر ذراعا، وكسر بالوفاء قبل النيروز مدّة، وخاف الناس من الغرق بسبب ذلك، وتقطّعت (به)
(2)
جسور كبيرة، وغرق كثير من البلاد المستفلة، وغرقت منية الشيرج ليلا، وذهب للناس فيها من الأموال الذهب والفضّة والبساتين والدّور والكتّان والغلال شيء كثير
(3)
.
[الخلاف بين الأمير بكتمر الساقي وورثة الملك الظاهر]
وأنه كان للأمير سيف الدين بكتمر الساقي إصطبل بأرض بركة الفيل، والأرض لورثة الملك الظاهر وقف عليهم، فتعرّض إليهم. وقيل إنّ الأرض زادت معهم، فأرسل وكيل بيت المال ونوّاب الحكم والعدول وأمير لقياس الأرض فلم تزد شيئا، /266 أ/ فأرسلوا مرة أخرى، وقيل إنها زادت قطعة، فقالوا اعطونا أرض الإصطبل عوضا عن هذه القطعة الزائدة، فقيل: الأرض وقف، وما يمكن التعويض، لكن نشهد علينا بقبض أجرة الأرض مهما أردتم من السنين، فلم يحصل الرضى بذلك، فقيل للسلطان إنّ مذهب أبي حنيفة يجوز فيه التعويض. فطلب قاضي القضاة شمس الدين ابن الحميري الحنفي وطلب منه ذلك، فامتنع من الحكم بالمقايضة، وقال: هذه رواية عن أبي يوسف
(4)
وحده، وأنا لا أعمل بها. فولّى السلطان بمصر القاضي سراج الدين عمر صهر السروجي حاكما، وعزل قاضي القضاة شمس الدين عن مصر، فأجاب سراج الدين إلى الحكم بالتعويض واختاره، وبقي على قضاء مصر مدّة يسيرة ومات. وأعيد قاضي القضاة شمس الدين وعظمت مكانته بهذه الواقعة، وخلع عليه خلعة سنيّة.
شعبان
[وفاة الفقيه عبد الله الشريشي]
573 -
في يوم الخميس الخامس من شعبان توفي الشيخ الصالح، الفقيه، أبو
(1)
انظر عن (المنشاوي) في: الدرر الكامنة 1/ 170 رقم 437.
(2)
كتبت فوق السطور.
(3)
خبر النيل في: نهاية الأرب 32/ 252،253.
(4)
هو الفقيه تلميذ الإمام أبي حنيفة.
محمد، عبد الله بن علي بن أحمد الشّريشي
(1)
، الشافعيّ، المؤدّب، ودفن من يومه بمقبرة الباب الصغير.
وكان رجلا جيّدا، مواظبا على وظائفه ومسجده ومكتبه، وفيه فضيلة، وجوّد الخط وأحسن على طريقة (بلادنا)
(2)
، ونسخ جملة من الكتب. وله نظم حسن، مدح قاضي القضاة عزّ الدين ابن الصائغ، وقاضي القضاة بهاء الدين ابن الزكي، والشيخ زين الدين (الفارقي، وغيرهم)
(3)
. ويحفظ القرآن حفظا متقنا.
وسألته عن مولده فقال: في سنة اثنتين وأربعين وستماية تقريبا بمدينة إشبيلية.
وقال: لي أذكر
(4)
(أخذ إشبيلية من المسلمين)، وكان ذلك في رجب سنة ستّ وأربعين وستماية. وكان أبوه أيضا مؤدّبا بشريش معروفا بذلك.
وسمع أبو محمد هذا كثيرا من الأحاديث النبوية بدمشق من الكتب والأجزاء.
وكان مواظبا لذلك. وحدّث معنا بمجالس رمضان الثلاثة من «أمالي الجوهري» عن ابن علاّن. وله مرثيّة رثى بها الشيخ محيي الدين النواوي، رواها لنا عنه الشيخ علاء الدين ابن العطار في جمعه لأخبار الشيخ، وكان هو حاضرا فسرّ بذلك.
[وفاة فخر الدين عثمان بن يعقوب المارديني]
574 -
وفي/266 ب/يوم الإثنين التاسع من شعبان توفي الشيخ الصالح، فخر الدين، عثمان بن يعقوب بن إبراهيم المارديني، المعروف بالفرّاش
(5)
، المقيم بمقصورة الحلبيّين، بجامع دمشق، ودفن بمقابر الصوفية.
وكان رجلا مباركا، حسن الخلق، خيّر الطباع، كثير المودّة والتواضع.
سمع معنا كثيرا لما قدم الشيخ جمال الدين ابن الظاهري لتسميع ولده فخر الدين وكان يخدمه ويواظبه.
[وفاة الفقيه شمس الدين ابن اللبّان]
575 -
وفي ليلة الخميس الثاني عشر من شعبان توفي الفقيه الفاضل، شمس الدين، محمد بن النجم إبراهيم بن عثمان بن علي بن اللبّان
(6)
الشافعي، وصلّي عليه من الغد بجامع دمشق، ودفن بمقابر الباب الصغير.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
ما بين القوسين مخروم في الأصل، استدركناه عليه من نسخة ليدن 1/ 113.
(3)
ما بين القوسين مخروم في الأصل، مقدار كلمتين استدركناهما من نسخة ليدن 2/ 114.
(4)
ما بين القوسين مخروم في الأصل، والاستدراك من نسخة ليدن 2/ 114.
(5)
لم أجد له ترجمة.
(6)
لم أجد له ترجمة.
وكان رجلا جيّدا، فقيها، فاضلا، صالحا، كثير الخير، محبّا لأهل العلم والصلاح، ملازما للاشتغال بالفقه، وكتب بخطه عدّة كتب، وصاهر الشيخ شمس الدين بن النقيب وتزوّج بابنته، وأسكنه بمدرسته الصارمية، وبها مات.
[وفاة القاضي عماد الدين ابن يعقوب الأنصاري]
576 -
وفي حادي عشر شعبان توفي القاضي، عماد الدين، محمد بن محمد بن يعقوب الأنصاري، المصري، الكاتب، المعروف بالنويريّ
(1)
، بطرابلس، ودفن بها. وكان يومئذ صاحب ديوانها.
كان من أجود الناس طباعا، ويحفظ الكتاب العزيز، وهو كثير التلاوة له، ويصوم الخميس دائما، وله حسن عقيدة في الفقراء، وعنده برّ كثير وصدقة، وخدم في الأنظار الكبار بمصر والشام. تولّى نظر المرج والغوطة والإقليم، ونقل منه إلى صحابة الديوان بدمشق وإلى نظر صفد، ومن صفد إلى الكرك مدّة طويلة، وأعيد إلى صفد، وآخر وقت ولّي صحابة ديوان طرابلس. وكان كريما متواضعا لا يدّخر شيئا، كثير النفقات، ومات في عشر الثمانين، رحمه الله.
ضبطه وذكر ذلك من أمره الشيخ شمس الدين الجزريّ المؤرّخ
(2)
.
[وفاة عماد الدين محمد بن عبد المؤمن البوصري]
577 -
وفي الخامس والعشرين من شعبان توفي الشيخ عماد الدين، أبو عبد الله، محمد بن عبد المؤمن بن عبد الكريم بن عبد المحسن بن عبد الله بن محمد البوصيري
(3)
، الصعيدي، الإسكندريّ، بها، ويلقّب أيضا بالجمال.
وكان شيخا كتّانيّا، سمع من سبط السلفي، وحدّث.
وأجاز لنا/267 أ/قبل موته بنحو ثلاثين سنة.
[وفاة الأمير زين الدين مبارك المنصوري]
578 -
وفي يوم الخميس السادس والعشرين من شعبان توفي الأمير زين الدين، مبارك المنصوري
(4)
، ودفن بسفح قاسيون.
(1)
انظر عن (النويري) في: نهاية الأرب 32/ 276،277، والسلوك ج 2 ق 1/ 180، والدرر الكامنة 4/ 242،243 رقم 648، وتالي كتاب وفيات الأعيان 181.
(2)
وقال المؤرّخ شهاب الدين النويري: «وهو ابن خال والدي، وكان كريما شجاعا خيّرا، اشتهر بالمكارم وبذل المال والإحسان إلى وليّه وعدوّه، فكان يستديم مودّة صديقه ويستجلب خاطر عدوّه ويستزيل ما عنده بمكارمه، وكان لا يدّخر شيئا» .
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
لم أجد له ترجمة.
وكان أمير خمسين بدمشق، ثم نقل إلى طرابلس فعمي هناك، فقطع خبزه، ثم إنّه قدح عينيه فأبصر ولم يعد إليه الخبز.
[وفاة القاضي سعد الدين سعد الله الفارقي]
579 -
وفي يوم الجمعة السابع والعشرين من شعبان توفي القاضي الأجلّ، الصدر، الرئيس، العالم، الفاضل، عزّ الدين، أبو عبد الله، محمد ابن شيخنا القاضي، الإمام العالم، الصدر، الرئيس، سعد الدين أبي الفضل سعد الله بن الشيخ الفقيه، العدل، بدر الدين، مروان بن عبد الله الفارقي
(1)
، وصلّي عليه عقيب الجمعة بجامع دمشق، ودفن بمقبرة المزّة.
وعمره اثنان وخمسون سنة.
وسمع معي من ابن علاّن، وغيره.
وكان فاضلا، حسن الكتابة، متعيّنا بين كتّاب الدّرج، مشكور السيرة، مواظبا على وظيفته، وخلّف عدّة أولاد، منهم اثنان خدما عقيب موته في ديوان الإنشاء.
[وفاة صلاح الدين محمد بن أيوب الشعّار]
580 -
وفي ليلة الأحد التاسع والعشرين من شعبان توفي صلاح الدين، محمد بن أيوب بن خليفة
(2)
الدمشقي، الشعّار والده، ودفن من الغد بمقبرة الباب الصغير.
وله من العمر أربعة وعشرون سنة.
سمع معنا على جماعة من الشيوخ، وكمّل حفظ «التنبيه» و «الأحكام» ، ونظم شيئا من الشعر. وكان شابّا عاقلا، فيه نباهة ومعرفة وحسن مودّة.
شهر رمضان
[وفاة القاضي الصدر شرف الدين ابن المجلّي القرشي]
581 -
وفي يوم الثلاثاء الثاني من شهر رمضان توفي القاضي، الصدر الكبير، العالم، الفاضل، البارع، الكامل، شرف الدين، أبو محمد، عبد الوهّاب بن الصدر جمال الدين فضل الله بن المجلّي القرشي، العدوي، العمريّ
(3)
، وصلّي عليه ضحى يوم الأربعاء بجامع دمشق، ودفن بسفح جبل قاسيون.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
انظر عن (العمري) في: الذيل على تالي كتاب وفيات الأعيان 181 رقم 305، وذيل تاريخ الإسلام 149،150 رقم 487، وذيل العبر 94، والإعلام بوفيات الأعلام 302، والتذييل
ومولده في سابع ذي الحجّة سنة ثلاث وعشرين وستماية بدمشق.
وكان مقدّم كتّاب الإنشاء بالديار المصرية والبلاد الشامية، ومتولّي أمر أسرار الدولة. وكان فاضلا، عارفا بتدبير/267 ب/الممالك. قضى معظم عمره في ذلك، ولم يزل قائما بهذه الوظيفة، مثابرا عليها، كافيا فيها إلى أن توفي، ولم يتغيّر عليه شيء من حواسّه، بل كان يركب ويسافر، ويكتب كتابة حسنة، ويضبط أمر الديوان، ويخدم السلطان أتمّ خدمة، وكان مشكور السيرة، حسن الخلق، محبّا للخير، له عقيدة في أهل العلم والدين، لا يسمع منه إلاّ الخير ويقضي حاجة من قصده.
سمع وهو كبير ابن خمسة
(1)
وأربعين سنة من ابن عبد الدائم المقدسي «جزء ابن عرفة» ، و «جزء الحوراني» ، وحدّث بهما عنه، وأجاز له الرشيد بن مسلمة، والسديد بن علاّن، وجماعة، ولم تكن روايته على مقدار عمره.
ورثاه القاضي شهاب الدين محمود بقصيدة عدّتها ثلاثة وأربعون بيتا، أوّلها:
لتبك المعالي والنّهى الشرف الأعلا
(2)
…
وتبك الورى
(3)
الإحسان والحلم والفضلا
وفارق منه الدّست صدرا مكملا
(4)
…
رحيبا يردّ الحزن تدبيره سهلا
تولّى حميدا ما أساء إلى امرئ
…
فأغضبه قولا وكم سرّه فعلا
ولا شان مرزوقا، ولا سبّ مسلما
…
ولا تاه كبرا منذ كان، ولا استعلى
سأندبه عمري
(5)
…
، وأرثيه جاهدا،
وأكثر فيه من بكائي وإن قلا
ولم لا وقد صاحبته جلّ مدّتي
…
أراه أبا برّا ويعتدّني بخلا
(ومنها)
(6)
…
عزاؤك محيي الدين في الذاهب الذي
قضى إذ
(7)
قضى فرض المناقب والنّفلا
وقالوا قضى عمرا طويلا، نعم قضى
…
زمانا ولم تعرف له صبوة أصلا
= على دول الإسلام 2/ 223،224، ونهاية الأرب 32/ 277، ومسالك الأبصار 27/ 396، ونثر الجمان 2/ورقة 119 أ، والبداية والنهاية 14/ 85، وفوات الوفيات 2/ 46 رقم 270، والوافي بالوفيات 19/ 317 - 324 رقم 298، وأعيان العصر 3/ 191 - 199 رقم 1059، وصبح الأعشى 1/ 97،98 و 12/ 93 - 95، والسلوك ج 2 ق 1/ 179، والدرر الكامنة 3/ 42 رقم 2548، والدليل الشافي 1/ 433،434 رقم 1497، والمنهل الصافي 7/ 387 - 390 رقم 1503، والنجوم الزاهرة 9/ 240، وشذرات الذهب 6/ 46.
(1)
الصواب: «ابن خمس» .
(2)
الصواب: «الأعلى» .
(3)
في ذيل تاريخ الإسلام 150 «ويبك العدى» .
(4)
في أعيان العصر 3/ 193 «صدرا معظّما» .
(5)
في أعيان العصر 3/ 194 «سأندبه دهري» .
(6)
عن هامش المخطوط.
(7)
في أعيان العصر 3/ 195 «إذا» .
وكان حميد
(1)
…
الظنّ جدّا بربّه
ويحسن في أهل التّقى القول والفعلا
(2)
ورثاه أيضا الشيخ علاء الدين ابن غانم
(3)
، (والشيخ نجم الدين حسن بن محمد القرشي، الصفدي بقصيدة تقارب خمسين بيتا، ومطلعها:
نكبت شموس العلم على الشرف
…
وأصبحت في حضيض من نجوى الأسف
وأجاد فيها أتمّ الإجادة. وعدّة القصائد التي رثي بها تناهز خمس عشرة قصيدة)
(4)
، وجمال الدين ابن نباتة، وغيرهم.
[وفاة الفقيه ابن نائل المرداوي]
582 -
وفي ليلة السبت السادس من شهر رمضان توفي الشيخ الفقيه، الصالح، أبو عبد الله، محمد بن أحمد بن عزاز
(5)
بن نائل المرداوي، الحنبليّ، ودفن من الغد بسفح قاسيون بمقبرة المرداويّين.
وكان شيخا صالحا، سمع من خطيب مردا، وابن عبد الدائم، وروى لنا عنهما.
ومولده تقريبا سنة ثلاثين وستماية بقرية مردا.
/268 أ/سمعت أنه من أقران ابن عبد القوي، وكان غالب إقامته بمردا، ويتردّد إلى الصالحية ويقيم بها.
[وفاة الفقيه جمال الدين ابن عبد الجبّار الشاطبي]
583 -
وفي ليلة الخميس الحادي عشر من شهر رمضان توفي الفقيه، الإمام، العالم، الفاضل، جمال الدين، أبو المحاسن، يوسف بن أحمد بن جعفر بن يوسف بن عبد الجبّار الشاطبي
(6)
، الشافعيّ، وصلّي عليه من الغد على باب جامع جرّاح عقيب الظهر، ودفن بمقبرة الباب الصغير بالقرب من قبّة القلندريّة
(7)
.
(1)
في ذيل تاريخ الإسلام: «وكان جميل» .
(2)
راجع: أعيان العصر، والوافي بالوفيات.
(3)
انظر الأبيات في: أعيان العصر، والوافي بالوفيات.
(4)
ما بين القوسين عن هامش المخطوط.
(5)
انظر عن (ابن عزاز) في: معجم شيوخ الذهبي 463 رقم 678 وفيه «غدار» .
(6)
انظر عن (الشاطبي) في: معجم شيوخ الذهبي 651 رقم 979، وأعيان العصر 5/ 604 رقم 1966، والدرر الكامنة 4/ 446 رقم 1230.
(7)
قبّة القلندرية: يفهم من الدارس 1/ 185 أنها قرب مقابر باب الصغير. و «القلندرية» طائفة من حليقي شعر الرأس والذقن، ويزعمون أنهم من المتصوّفة. وقد يترك أحدهم شاربيه. (انظر: فتوى في دفع الزكاة إلى القلندرية والجوالقيّة وأضرابهم، لشيخ الإسلام ابن تيميّة، نشرها أبو الفضل محمد بن عبد الله القونوي، المدينة المنوّرة 1423 هـ. / 2002 م).
ومولده في شوال سنة ثمان وسبعين وستماية بجزيرة الأندلس.
وكان رجلا فاضلا، اشتغل بفنون، وحصّل فضائل، وله نظم ونثر، وفيه أمانة ونهضة وديانة، وشهد له قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة وغيره بأهليّة التدريس والإشغال والإفادة، وولّي خطابة جامع جرّاح أشهرا يسيرة، وكان يخطب من إنشائه، وأدركه أجله. ولم يبلغ الأربعين.
أنشدني من نظمه عدّة قصائد، وكتبها لي بخطّه في جزء
(1)
.
[وفاة أمّ إبراهيم خديجة بنت بلبان]
584 -
وفي ليلة الإثنين منتصف شهر رمضان توفيت أمّ إبراهيم، خديجة
(2)
بنت بلبان بن عبد الله، عتيق الشيخ شمس الدين سبط الجوزي، وصلّي عليه ظهر الإثنين، بجامع دمشق، ودفنت بسفح قاسيون بتربة الشيخ شمس الدين المذكور.
وكانت امرأة مباركة، خيّرة، جاوزت السبعين.
سمعت (من)
(3)
معتق والدها المذكور في سنة إحدى وخمسين وستماية حضورا.
وهي زوجة ناصر الدين ابن المقدّم أمّ ولده فخر الدين عثمان.
وروت «جزء ابن عرفة» قبل موتها بيومين بجامع دمشق عن معتق والدها، وعن ابن عبد الدائم. سمعه منها جمع كبير، واغتبط الطلبة بالأخذ عنها، فإنّها ماتت فجأة، وفرحنا لها
(4)
بالتحّديث في آخر عمرها، رحمها الله تعالى.
[وفاة صدر الدين ابن طعان المدلجي]
585 -
وفي شهر رمضان توفي الشيخ صدر الدين، محمد بن الشيخ نجم الدين عثمان بن عبد الله بن علاّق بن طعّان
(5)
المدلجي، بالقاهرة، في اليوم الذي مات فيه علاء الدين ابن عبد الظاهر الموقّع.
(1)
وقال الذهبي: أنشدنا الجمال يوسف لنفسه: أنوما ووعد الحادثات وعيد وخطب المنايا ليس عنه محيد وفي كل يوم للخطوب وليلة فجائع تغني جمعنا وتبيد خليليّ قوما واسعداني على البكا ولا تعدلاني فالفراق شديد ولا تحسبا هذا الفراق لإربة ولا ان من تحت التراب نعود عدمت اصطباري مذ عدمت محمدا وهال فؤادي أن جواه صعيد
(2)
لم أجد لها ترجمة.
(3)
تكرّرت في الأصل.
(4)
في الأصل: «وفرحنا لنا» ، وهو سهو، والتصحيح من نسخة ليدن 2/ 122.
(5)
لم أجد له ترجمة.
ومولده في ثامن رمضان سنة ستين وستماية.
وكان روى عن/268 ب/أصحاب البوصيري: ابن عزّون، وابن زين الدين، وغيرهما. ومن سماعاته «الجمعة» للنّسائيّ، و «مجلس البطاقة» ، و «سداسيّات الرازي» ، وكان شاهدا بباب زويلة، ومقرئا بالمنصورية.
ويعرف بابن الأعمى.
[وفاة القاضي علاء الدين ابن عبد الظاهر]
586 -
وفي يوم الأربعاء الثالث
(1)
من شهر رمضان توفي القاضي، الصدر، الرئيس، العالم، الفاضل، علاء الدين، أبو الحسن، علي بن
(2)
شيخنا القاضي فتح الدين أبي عبد الله محمد بن شيخنا القاضي محيي الدين أبي الفضل عبد الله بن الشيخ الصالح المقرئ رشيد الدين أبي محمد عبد الظاهر بن نشوان بن عبد الظاهر
(3)
بن علي بن نجدة السيدي، الجذامي، المصري، بالقاهرة، ودفن يوم الخميس بالقرافة، مرض أسبوعا واحدا.
وكان صدرا فاضلا، رئيسا، كامل الرئاسة، من أعيان الموقّعين بالديار المصرية.
ورثاه القاضي شهاب الدين محمود بقصيدة عدّتها تسعة وأربعون بيتا، أولها:
الله أكبر أيّ ظلّ زالا
…
عن آمليه وأيّ طود مالا
ومنها:
أنعي إلى الناس المكارم والنّدى
…
والجود والإحسان والإفضالا
أنعي علاء الدين صدر زمانه
…
خلقا وخلقا بارعا وجلالا
ومهذّبا ملأ القلوب مهابة
…
والسّمع فضلا والأكفّ
(4)
نوالا
(5)
(1)
في نهاية الأرب: «رابع» .
(2)
الصواب: «ابن» .
(3)
انظر عن (ابن عبد الظاهر) في: نهاية الأرب 32/ 227،278، وذيل تاريخ الإسلام 154، 155 رقم 494، وذيل العبر 94،95، والوافي بالوفيات 22/ 52، وأعيان العصر 3/ 487 - 496 رقم 1211، وتذكرة النبيه 2/ 84،85، ودرّة الأسلاك 2/ورقة 210، والسلوك ج 2 ق 1/ 179، والدرر الكامنة 3/ 109،110 رقم 244، وحسن المحاضرة 1/ 571، وشذرات الذهب 6/ 46، ونثر الجمان 2/ورقة 123 أ، والمقفّى الكبير 2/ 17 و 544 و 7/ 200، والمنهل الصافي 8/ 173 رقم 1652، والدليل الشافي 1/ 474 رقم 1246، والنجوم الزاهرة 9/ 241، وكشف الظنون 1758، ومعجم المؤلفين 7/ 212، وانظر: الروض الزاهر في غزوة الملك الناصر، له بتحقيقنا، طبعة المكتبة العصرية.
(4)
في نهاية الأرب 32/ 278 «الألف» .
(5)
الأبيات من قصيدة طويلة في: أعيان العصر 3/ 490 - 493، والوافي بالوفيات 22/ 52.
وكان فيه ديانة وخير. كتب مصحفا بخطّه، وسمع الحديث من جماعة، ونسخ عدّة كتب من الأحاديث النبوية، وكان مثابرا على قضاء الحوائج، وبيته مجمع الفضلاء
(1)
.
[وفاة الأمير بهاء الدين رسلان الدوادار]
587 -
وفي الثالث والعشرين من شهر رمضان توفي الأمير الكبير، بهاء الدين، رسلان
(2)
الدوادار الملكي، الناصري، بالقاهرة.
وخلّف تركة طائلة من المال والأثاث والقماش والدّوابّ والرقيق والأمتعة، وكان دوادار السلطان ومن أعيان الدولة، وتردّد مرات إلى دمشق وغيرها في المهمّات السلطانية.
[وصول ابن خربندا إلى بغداد]
وبلغنا أنّ في الخامس من رمضان وصل إلى بغداد ملك تلك البلاد، وهو أبو سعيد بن خربندا بن أرغون، وهو صبيّ دون البلوغ، ومعه نحو خمسة عشر ألف من الجيش.
[وفاة الأديب شمس الدين ابن أبي نصر الطيّبي]
588 -
/269 أ/وبلغنا في نصف رمضان أنّ الشيخ الأديب الفاضل، شمس الدين، أبا العباس، أحمد بن أبي المحاسن يعقوب بن إبراهيم بن أبي نصر الطيّبي
(3)
، الأسديّ، توفي في السادس من شهر رمضان المذكور. وكانت وفاته بطرابلس.
وكان كاتب الدّرج هناك من مدّة سنين، وكان فاضلا في النظم والنثر.
(1)
وقال النويري: وكان-رحمه الله تعالى-حسن الإنشاء لم يرث ذلك عن كلالة، غزير المروءة، ظاهر المروءة، أبيّ النفس، حسن الأخلاق والصحبة. . . ولما مات نتجت قريحتي بأبيات رثيته بها، لولا التزامي أن لا أدوّن شعرا إليّ لأوردتها.
(2)
انظر عن (رسلان) في: نهاية الأرب 32/ 278، والوافي بالوفيات 8/ 346، والسلوك ج 2/ 1/ 179، وأعيان العصر 1/ 449 - 451 رقم 230 وفيه:«أرسلان» ، والدرر الكامنة 1/ 349، 350 رقم 867 وفيه:«أرسلان» ، والمنهل الصافي 2/ 300، والدليل الشافي 1/ 105، والنجوم الزاهرة 9/ 241.
(3)
انظر عن (الطيّبي) في: نهاية الأرب 32/ 279، وأعيان العصر 1/ 437 - 441 رقم 221، ونثر الجمان 4/ورقة 121 أ، وتذكرة النبيه 2/ 85،86، ودرّة الأسلاك 2/ورقة 212، وعقد الجمان ج 23 ق 1/ورقة 131 - 135، ونفح الطيب 1/ 34، والسلوك ج 2 ق 1/ 178،179، والنجوم الزاهرة 9/ 240، وشذرات الذهب 6/ 43، والإلمام بالإعلام، للنويري السكندري 4/ 122،123، والمنهل الصافي 5/ 166، والدرر الكامنة 1/ 341 - 344 رقم 750 وفيه:«أحمد بن يوسف بن يعقوب» ، والمواعظ والاعتبار 2/ 405، وحسن المحاضرة 2/ 211،
ومولده في العشرين من ذي الحجّة سنة تسع وأربعين وستماية.
كتبت عنه قصيدة نظمها في واقعة شقحب
(1)
، عدّتها خمسة وتسعون بيتا، وغير ذلك.
[وفاة الصدر زين الدين علي بن عبد السلام التاجر]
589 -
وبلغنا في نصف رمضان أنّ الصدر، زين الدين، علي بن فخر الدين عبد السلام
(2)
بن علي التاجر توفي بمدينة تبريز.
وهو من التجار الأعيان المشهورين، وهو الذي أنفق على جنازة القطب الشيرازي مع وفاء دين كان عليه نحو عشرين ألف درهم، الدّين من ذلك ثمانية عشر ألف درهم، وكلف الجنازة ألف وثمان ماية درهم.
وزين الدين علي المذكور هو ابن عمّة شمس الدين الطيّبي
(3)
. وكانت وفاة زين الدين علي المذكور في رابع عشر رجب من السنة.
ضبط ذلك وحرّره الشيخ عزّ الدين حسن الإربلي، الطبيب، الصوفيّ.
[وفاة الإمام شرف الدين ابن سلاّم الدمشقي]
590 -
وفي ليلة الأربعاء الرابع والعشرين من شهر رمضان توفي الإمام العالم، الفاضل، الصدر، شرف الدين، أبو عبد الله، حسين
(4)
بن الإمام كمال الدين علي بن إسحاق بن سلاّم
(5)
الدمشقي، الشافعي، ودفن من الغد بمقبرة الباب الصغير.
ومولده في سنة ثلاث وسبعين وستماية.
وكان رجلا فاضلا، صحيح الذهن، حسن المناظرة، فصيح العبارة، أفتى وأعاد بالمدرسة الظاهرية، ودرّس بالمدرسة الجاروخية وبالمدرسة العذراوية، وقرّر له معلوم على الفتوى بدار العدل. وكان يحضر مع القضاة والأعيان. وكان كريم النفس، واسع الصدر، كثير النفقة، وترك عليه دينا كثيرا، وكان فيه مروءة وعصبيّة وحياء.
= وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 408،409، وخطط الشام 6/ 37، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري (تأليفنا) ج 2/ 293 و 453 - 455، والوافي بالوفيات 8/ 297،298 رقم 834، والدليل الشافي 1/ 97 رقم 338، ومسالك الأبصار 16/ 288 - 296.
(1)
انظر: الروض الزاهر في غزوة الملك الناصر، لابن عبد الظاهر، بتحقيقنا-ففيه نشرنا القصيدة بكاملها، في آخره. منشورات المكتبة العصرية، صيدا، بيروت 1426 هـ. /2005 م.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
هو صاحب الترجمة التي تقدّمت قبله مباشرة.
(4)
في الأصل: «حريث» ، والتصحيح من مصادر ترجمته.
(5)
انظر عن (ابن سلاّم) في: ذيل تاريخ الإسلام 146 رقم 481، وذيل العبر 95، وطبقات الشافعية الكبرى 9/ 408، والوافي بالوفيات 13/ 23، وأعيان العصر 2/ 269،270 رقم 598، والبداية والنهاية 14/ 85، والدرر الكامنة 2/ 59 رقم 1597، وشذرات الذهب 6/ 44.
[وفاة شجاع الدين عبد الرحمن الحلبي]
591 -
وفي ليلة الأربعاء الرابع والعشرين من شهر رمضان توفي شجاع الدين، عبد الرحمن بن بدر الحلبي
(1)
، ثم الدمشقي، /269 ب/الأقباعيّ، ودفن بمقبرة باب الفراديس.
وكان شيخا حسنا.
وهو والد الفقيه بدر الدين محمد بن الأقباعيّ.
[وفاة المقرئ حسن بن مزيد المراغي]
592 -
وفي يوم الأربعاء الرابع والعشرين من شهر رمضان توفي الشيخ الصالح، المقرئ، حسن بن مزيد
(2)
بن أميلة بن جمعة المراغي بقرية المزّة، ودفن من الغد هناك.
وكان شيخا كبيرا، صالحا، مباركا. وكان يسمع معنا على الشيوخ ويسمع أولاده، ثم إنّه انقطع وضعف.
[تعزير أربعة من شهود المالكي]
وفي يوم الأربعاء الرابع والعشرين من شهر رمضان أمر قاضي القضاة (فخر الدين المالكي)
(3)
بتعزير أربعة من شهود المالكي بدمشق بسبب شهادة وقعوا فيها، فطيف بهم على دوابّ، ورفعت العمائم عن روسهم
(4)
، ومرّوا بهم في أسواق البلد وطافوا بهم حول البلد، والنداء عليهم، والضرب بالدّرّة في ظهورهم. وكان يوما عظيما بدمشق تألّم الناس لهم، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله.
شوّال
[وفاة علي بن زكري الإربلي]
593 -
في يوم الإثنين السادس من شوال توفي الشيخ علي بن زكري
(5)
بن عمر الإربلي، المعروف بالكركيّ، ودفن بمقابر باب الصغير.
وكان رجلا جيّدا، يحفظ «التنبيه» ، ويكرّر عليه، ويحفظ قطعة كبيرة من شرحه، ويعيد للطلبة ويقرأون
(6)
عليه محفوظاته، وعنده طولة روح في ذلك. وكان فقيها ومقرئا بالمدرسة الظاهرية وساكنا بها، ويصلّي عن الإمام بها إذا غاب.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
ما بين القوسين عن هامش المخطوط.
(4)
الصواب: «رؤوسهم» .
(5)
لم أجد له ترجمة.
(6)
في الأصل: «يقرون» .
[وفاة شمس الدين محمد بن سلامة الدمياطي]
594 -
وفي ليلة الإثنين سادس شوال توفي شمس الدين، محمد بن الشيخ سلامة
(1)
بن رشيد الدمياطي، القيّم أبوه بالعذراويّة. وهو محمد الكبير، بلغ من العمر ثمانية
(2)
وعشرين سنة.
وكان فقيها بالمدارس، وشاهدا بالعقيبة.
وعاش أبوه بعده ثلاث سنين.
[التدريس بالجاروخية]
وفي يوم الإثنين السادس من شوال ذكر الدرس بالمدرسة الجاروخية
(3)
القاضي جمال الدين محمد ولد الشيخ الإمام كمال الدين ابن الشريشي، عوضا عن شرف الدين ابن سلاّم، وحضر عنده القضاة والأعيان وأثنوا عليه، وفرحوا لوالده به
(4)
.
[التدريس بالحنبلية]
وفي يوم الأربعاء الثامن من شوال/270 أ/ذكر الدرس بالمدرسة الحنبلية بدمشق الشيخ الإمام، الزاهد، مفتي المسلمين، بقيّة السلف الصالحين، شرف الدين، أبو محمد، عبد الله بن الشيخ شهاب الدين ابن تيميّة، وحضر عنده جماعة من الأعيان، وأقام وظيفة المدرسة عوضا عن أخيه لأمّه الشيخ بدر الدين أبي القاسم الحرّاني، رحمه الله، وتوجّه عقيب ذلك إلى الحجاز، فأقام الوظيفة أخوه الأكبر شيخ الإسلام تقيّ الدين، واستمرّ يتردّد إلى المدرسة في بعض أيام الأسبوع، ثم حضر شرف الدين من الحجاز، ولم يختر التردّد إلى المدرسة وإلقاء الدروس، فاستمرّ الشيخ تقيّ الدين، نفع الله بهما
(5)
.
[خروج المحمل السلطاني والركب الشامي]
وفي يوم الخميس التاسع من شوال خرج المحمل السلطاني والركب الشامي من دمشق، وأمير الحاجّ الأمير الكبير سيف الدين كجكن المنصوري. وممّن توجّه قاضي القضاة نجم الدين ابن صصرى الحاكم بالشام المحروس-أيّده الله تعالى-وابن أخته شرف الدين، ووالدته، وجماعة من أهلهم، والقاضي جلال الدين الحنفي، وأهله، وجماعة معه، وبدر الدين ابن العزازي، وبني الشيرازي تاج الدين،
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
الصواب: «ثمانيا» .
(3)
في البداية والنهاية: «الجاروضية» .
(4)
خبر التدرس بالجاروخية في: البداية والنهاية 14/ 82.
(5)
خبر التدريس بالحنبلية في: البداية والنهاية 14/ 82.
(وكمال الدين أبوه)
(1)
، رحمه الله، وعزّ الدين ابن القلانسي ناظر الخزانة، وعماد الدين ابن بدر الدين ابن الشيرجي ناظر الشامية البرّانية، وأمين الدين ابن الموصلي، وشرف الدين حسين بن العماد الكاتب، وضياء الدين ابن الإسكندري، والأخوان الشيخان: إبراهيم، وعبد القادر ابنا بركات البعلبكي، والشيخ الإمام شرف الدين عبد الله بن تيميّة، وابن عمّه عزّ الدين، وصارم الدين ابن خلف، وأخوه شمس الدين محمود
(2)
.
[إبطال الخمور بطرابلس]
وفي العشر الأول من شوال وصلت الكتب والأخبار بإبطال الخمور والفواحش من طرابلس والساحل جميعه، وقرئت بذلك الكتب السلطانية على المنابر بتلك البلاد جميعها، وسرّ المسلمون بذلك، وتوفّرت الأدعية للسلطان
(3)
-نصره الله تعالى-، وفي المرسوم إبطال جهات الأفراح بالفتوحات وتقديرها في السنة سبعون ألف درهم، وإبطال السجون عشرة آلاف، وسخر الأقصاب خمسة آلاف، وعفاية/270 ب/البيّاتة، عشرة آلاف، وحقّ الديوك ثلاثة آلاف، وهبة البيادر ألف، وضمان المشعل أربعة آلاف، وما استجدّ من حشيش وملح وضيافة ستة آلاف، وأن يعمّر ببلاد النصيريّة، في كل قرية مسجد، ويمنعوا من الخطاب. وتاريخ المرسوم سابع شوال
(4)
.
[وفاة محمد المغربي الضرير]
595 -
وفي يوم السبت الثامن عشر من شوال توفي الشيخ محمد المغربي
(5)
الضرير، فقيه عين عرب وخطيبها، ودفن بمقبرة الباب الصغير.
وكان فقيها صالحا، ذكيّا، عنده فقه وفرائض وأحاديث وفوائد، وأقام بالقرية المذكورة خطيبا أكثر من عشرين سنة، وولد له بها الأولاد.
[التدريس بالعذراوية]
وفي يوم الأحد التاسع عشر من شوال ذكر الدرس الشيخ الإمام، العلاّمة، صدر الشافعية، كمال الدين ابن الزملكاني، نفع الله به، بالمدرسة العذراوية،
(1)
ما بين القوسين كتب فوق السطر.
(2)
خبر المحمل في: البداية والنهاية 14/ 82.
(3)
خبر إبطال الخمور في: نهاية الأرب 32/ 255 - 262، والتذييل على دول الإسلام 2/ 224، وتاريخ ابن الوردي 2/ 266، والبداية والنهاية 14/ 82، وتذكرة النبيه 2/ 80، والسلوك ج 2 ق 1/ 176،177.
(4)
راجع ما ذكره النويري عن النصيرية ومخاطبة أبناء الطائفة، في نهاية الأرب 32/ 256.
(5)
لم أجد له ترجمة.
وحضر عنده جماعة من الفضلاء، عوضا عن شرف الدين ابن سلاّم
(1)
.
[وفاة المحدّث فخر الدين عثمان بن بلبان]
596 -
وفي ليلة الخميس الثالث والعشرين من شوال توفي المحدّث الفاضل، فخر الدين، أبو عمرو، عثمان بن بلبان بن عبد الله المقاتلي
(2)
، ودفن يوم الخميس بمقابر باب النصر خارج القاهرة المحروسة، وكانت له جنازة حفلة.
ومولده سنة خمس وسبعين وستماية بدمشق.
وكان طلب الحديث، وسمع من جماعة بدمشق، وكان فيه نباهة وفضيلة وذكاء، وخرّج لجماعة، ورحل إلى حلب والقاهرة، وسمع من جماعة، ثم إنّه رجع إلى القاهرة وأقام بها أكثر من إحدى عشرة سنة إلى أن أدركه أجله هناك، وحصل له بالقاهرة وجاهة، وتعرّف بالأكابر بحيث صار معيدا في الحديث بالقبّة المنصورية، وكانت فيه مروءة وعصبيّة، وله همّة ومعرفة بمخالطة الناس والتقرّب إليهم، وحصّل كتبا جيّدة وأجزاء وفوائد.
وبلغنا خبر وفاته بدمشق بعد تاريخ موته بنصف شهر، فصلّي عليه بجامع دمشق يوم الجمعة تاسع ذي القعدة بالنّيّة، رحمه الله تعالى.
[وفاة فتح بن سعيد الإشبيلي]
597 -
وفي شوال توفي الشيخ الصالح، أبو نصر، فتح بن سعيد بن جابر الإشبيلي
(3)
، المغربي، ودفن بمقابر باب الصغير.
وكان شيخا كبيرا جاوز الثمانين.
وفيه صلاح ومعرفة/271 أ/وفهم، وأقام بدار الحديث النورية مدّة إلى أن مات بها، رحمه الله تعالى.
[وفاة أم محمد سارة بنت عبد الرحمن المقدسي]
598 -
وفي ليلة الجمعة الرابع والعشرين من شوال توفيت أمّ محمد، سارة
(4)
(1)
خبر تدريس العذراوية في: البداية والنهاية 14/ 82.
(2)
انظر عن (المقاتلي) في: ذيل تاريخ الإسلام 153 رقم 492، وذيل العبر 95، والمعين في طبقات المحدّثين 231 رقم 2372، وتذكرة الحفّاظ 4/ 1507، والمعجم المختص 154 رقم 187، ومعجم شيوخ الذهبي 344 رقم 492، والوافي بالوفيات 19/ 472، وأعيان العصر 3/ 218،219 رقم 1077، والسلوك ج 2 ق 1/ 179، والدرر الكامنة 2/ 439 رقم 2575، وحسن المحاضرة 1/ 390.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
انظر عن (سارة) في: معجم شيوخ الذهبي 226 - 228 رقم 309، وأعيان العصر 2/ 393
بنت شيخنا الشيخ الفقيه، الصالح، المسند، العدل، شمس الدين، أبي الفرج عبد الرحمن بن الشيخ زين الدين أحمد بن عبد الملك بن عثمان بن عبد الله بن سعد بن مفلح بن هبة الله بن نمير المقدسي، الصالحي، وصلّي عليها عقيب الجمعة بالجامع المظفّري، ودفنت عند والدها بسفح قاسيون.
سمعت من إبراهيم بن خليل، وروت لنا عنه. قرأت عليها بطريق الحجاز في اللجون من عمل الكرك، وفي الحجر.
وهي زوجة الأمير جمال الدين آقوش الجلبّاني البريديّ.
[وفاة كمال الدين ابن شبل الحارثي]
599 -
وفي يوم الأحد السادس والعشرين من شوال توفي كمال الدين، محمد بن علي بن عبد المؤمن ابن الشيخ كمال الدين أبي نصر عبد العزيز بن عبد المنعم بن الخضر بن شبل بن عبد الحارثي
(1)
، الدمشقي، ودفن من الغد بمقبرة لهم بمقابر باب الفراديس.
وكان شابّا يشهد تحت الساعات، وصاهر الشيخ علاء الدين ابن النصير الكاتب.
[وصول الصدر شهاب الدين محمود من القاهرة]
وفي بكرة الثلاثاء الثامن والعشرين من شوال وصل إلى دمشق من القاهرة القاضي، الإمام، العالم، الصدر، الكبير، الكامل، شهاب الدين، محمود بن سلمان الحلبي، الكاتب، متولّيا كتابة السرّ بدمشق المحروسة، عوضا عن الشيخ شرف الدين ابن فضل الله، رحمه الله تعالى، وحضر بين يدي نائب السلطنة، فأكرمه وسرّ به
(2)
.
[وفاة المحدّث جمال الدين ابن دواله الحرّاني]
600 -
وفي أوائل شوال توفي المحدّث الفاضل، جمال الدين، يوسف بن عبد العزيز بن يوسف بن أبي العزّ بن عزيز بن يعقوب بن نعمون
(3)
بن دوالة الحرّاني، بالقاهرة.
وكان رجلا فاضلا، صاحب حديث ولغة، من طلبة الحديث المعروفين. روى شيئا عن العزّ عبد العزيز الحرّاني، وسمع كثيرا.
= رقم 680، والدرر الكامنة 2/ 122،123 رقم 1766، وأعلام النساء 2/ 137.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
خبر وصول الصدر في: البداية والنهاية 14/ 82، والسلوك ج 2 ق 1/ 177.
(3)
لم أجد له ترجمة.
[وفاة الصدر أنيس الملوك ابن قنيتوا الإربلي]
601 -
وفي سلخ شوال من السنة المذكورة توفي الصاحب الصدر، الكبير الفاضل، أنيس الملوك، بدر الدين، عبد الرحمن بن إبراهيم، سبط ابن قنيتوا الإربلي
(1)
، الشاعر، بمدينة إربل.
وكان مولده يوم الثلاثاء تاسع ذي الحجّة/271 ب/سنة ثمان وثلاثين وستماية، بمدينة الموصل، لكنّ منشأه
(2)
وداره إلى حين وفاته مدينة إربل.
وكان شاعرا فاضلا، مدّاحا للملوك ولأعيان الناس، كثير الأسفار إليهم، وحصّل بالشعر رزقا كثيرا، ثم صار بعد ذلك يعاني التجارة. وشعره كثير بإربل. وكان كثيرا ما يقول:«وهذا شعري ممّا ينبذ ويلقى لا ممّا يحفظ ويروى» .
فمن مشهور شعره قوله تشبيبا:
ولقد رأيت الأقحوانة جادها
…
غيث كثغر أشنب فيه لمى
فلثمتها وجدا بثغر معذّبي
…
وجرت شؤون مدامعي شوقا دما
وقال:
ومدامة حمراء تش
…
به خدّ من أهوى ودمعي
يسعى بها قمر أع
…
زّ عليّ من نظري وسمعي
وقال يصف مغنّيّة:
وغريرة هيفاء ناعمة الصبي
(3)
…
طوع العناق مريضة
(4)
الأجفان
غنّت وماس قوامها فكأنها
(5)
…
ال
ورقاء تسجع فوق غصن
(6)
البان
وأشعاره كثيرة لكن ليس منها في هذه البلاد شيء، وأكثرها بإربل والموصل، فاعلم ذلك.
ضبط لنا وفاة هذا الرجل وحاله الشيخ عزّ الدين حسن الإربلي الطبيب، فإنّه بلديّه وهو خبير به من البلاد.
(1)
انظر عن (الإربلي) في: البداية والنهاية 14/ 85، والدرر الكامنة 2/ 321 رقم 2275، والأعلام 4/ 64، ومعجم المؤلفين 5/ 112، والتاريخ العربي والمؤرّخون 4/ 320،321 رقم 10 وفيه:«ابن قنينوا» ، والتعريف بالمؤرّخين، لعباس العزّاوي 137، والمنهل الصافي 7/ 152،153 رقم 1366 وفيه «ابن قنينو» ، والدليل الشافي 1/ 396 رقم 1363، ودرّة الأسلاك 2/ورقة 212، وتذكرة النبيه 2/ 87، وعقد الجمان (وفيات 717 هـ.).
(2)
في الأصل: «منشاوه» .
(3)
في الدرر الكامنة، والمنهل الصافي:«باهرة السنا» .
(4)
في الدرر الكامنة: «سقيمة» .
(5)
في المنهل الصافي: «فكأنما» .
(6)
في الدرر الكامنة: «تسجع في غصون» .
ذو القعدة
[وفاة الفقيه شمس الدين البعلبكي المعروف بابن الحبّال]
602 -
في ليلة الأحد الحادي عشر من ذي القعدة توفي الفقيه، المقرئ، شمس الدين، محمد بن الشيخ العدل نجم الدين أبي محمد عبد الرحيم بن علي بن حاتم بن عمر بن محمد بن يوسف البعلبكي، الحنبليّ، المعروف بابن الحبّال
(1)
بالقاهرة.
وكان أقام مدّة بدمشق وطرابلس، وتوجّه إلى القاهرة لشغل فأدركه أجله هناك، وكان كهلا.
سمع من ابن علاّن ببعلبك، وسمع معنا من جماعة من الشيوخ بدمشق وبعلبك، وكان فيه مروءة وقضاء حاجة، وله اشتغال وفيه خير.
ووالده من شيوخنا، وهو حيّ إلى الآن، جاوز الثمانين، وهو من أعيان العدول ببلده.
[وفاة الفقيه نبيه الدين نبيه بن بيان]
603 -
/272 أ/وفي يوم الأربعاء رابع عشر ذي القعدة توفي الشيخ الفقيه، الفاضل، نبيه الدين، أبو محمد، نبيه
(2)
بن بيان بن ثابت الحلبي، الشافعيّ بالمدرسة الباذرائية بدمشق، وصلّي عليه ظهر اليوم المذكور بجامع دمشق، ودفن بمقابر الصوفية.
وسألته عن مولده فقال: كنت سنة أخذ التتار حلب ابن سبع أو ثمان، فيكون مولده، تقريبا، سنة خمسين وستماية، أو نحوها.
سمع من عمر بن محمد الكرماني، وابن أبي اليسر، ويوسف بن مكتوم، وغيرهم. وروى وسمع منه الطلبة، وكان مواظبا على الاشتغال بالفقه وشيء من العربية، وهو مطبوع، حسن الأخلاق، مقتنع بالمدرسة الباذرائية، لا يتردّد إلى أحد، ولا يخالط غير فقهاء المدرسة. وهو من المعروفين بصحبة الشيخ تاج الدين، رحمه الله تعالى، وكان الشيخ يحبّه ويباسطه. وأمّا ولده الشيخ برهان الدين فكان يكرمه ويثني عليه بالفضيلة والدين، وهو صاحب ظرف ونوادر وتواضع، هداه الله للإسلام من صغره، وربّاه الشيخ شرف الدين التاذفي.
(1)
انظر عن (ابن الحبّال) في: المعجم المختص 240 رقم 297.
(2)
انظر عن (نبيه) في: معجم شيوخ الذهبي 626،627 رقم 937، والدرر الكامنة 4/ 388 رقم 1062.
[وفاة محيي الدين يوسف المعروف بابن السلعوس]
604 -
وفي يوم الخميس الثاني والعشرين من ذي القعدة توفي الشيخ محيي الدين، يوسف بن محمد بن أبي الرجاء بن أبي الزهر التنوخي، المعروف بابن السلعوس
(1)
، الطبيب، الكحّال.
وكان رجلا جيّدا، مواظبا على الجلوس بالفسقار، وفيه ديانة وشفقة على الفقراء. وقارب الثمانين من العمر.
وهو ابن عمّ الصاحب شمس الدين ابن السلعوس. وكان في أيّامه صار له تقدّم ووجاهة بين الأطبّاء.
[التدريس بالصمصامية]
وفي يوم الأحد الخامس والعشرين من ذي القعدة ذكر الدرس بالمدرسة الصمصامية المالكية، القاضي، الفقيه، الإمام، العالم، نور الدين، أبو الحسن، علي بن عبد النصير
(2)
السخاوي، المصري، المالكي، نائب الحكم العزيز بدمشق، وحضر الدرس جماعة من العلماء وأعيان الناس.
وكان الصاحب شمس الدين ناظر الديوان بدمشق وقف على هذه المدرسة وقفا، ونظر في أمرها، ورتّب فيها فقهاء
(3)
.
[التدريس بالدخوارية]
وفي يوم الأحد الخامس والعشرين من ذي القعدة/272 ب/ذكر الدرس بالمدرسة الدخوارية مدرسة الطبّ جمال الدين محمد بن الشيخ شهاب الدين أحمد الكحّال، وترتّب في رياسة الطبّ بدمشق، عوضا عن أمين الدين سليمان الطبيب، وذلك بمرسوم نائب السلطنة واختياره لذلك
(4)
.
[إيقاع التتار بقفل التجار]
واجتمع في ماردين قفل كبير تجّار، وفيهم جماعة من الجفّال بسبب الغلاء وخرجوا منها إلى رأس العين قاصدين الشام، فلما تكمّلوا برأس العين سافروا منها في اليوم الثامن من ذي القعدة، فلما جاوزوا رأس العين بمرحلتين ووصلوا إلى المكان المعروف بخان التاجر أدركهم جماعة من التتار نحو ستين فارسا من أصحاب أمير
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
في البداية والنهاية 14/ 83 «عبد البصير» .
(3)
خبر التدريس بالصمصامية في: البداية والنهاية 14/ 82،83.
(4)
خبر التدريس بالدخوارية في: البداية والنهاية 14/ 83.
اسمه توماي مقدّم ألف فارس من أمراء سوتاي النائب بديار بكر وما جاورها إلى حدود العراق، فطلبوا لبيان القفل وعنّتوهم، وقالوا للتجار: أنتم خرجتم وما أدّيتم كل ما عليكم، وقالوا للجفّال: أنتم أخربتم البلاد وهربتم، ونحن معنا مرسوم بقتل كل من يهرب إلى الشام. وقالوا للتجّار أيضا: إنّما تمكّن هؤلاء من النزوح إلى الشام بسببكم، وقبضوا على عشرة منهم، وأبعدوا بهم عن القفل، وأظهروا أنهم يستخرجون منهم ما تأخّر عليهم من حقوق ومداراة، فقتلوهم، ثم شرعوا بعد ذلك يستخرجون أموالهم ويقتلونهم حتى قتلوا الجميع، وبقي من أولاد الجفّال نحو سبعين صبيّا، فقالوا: من يقتل هؤلاء منّا، فقال رجل منهم: أنا أقتلهم بشرط أن تجعلوا لي زيادة في القسمة، فأعطوه عن قتل كل صبيّ دينارا، فقتلهم بأسرهم، وهناك صهاريج قديمة ليس فيها ماء، فجعلوا كلّما قتلوا جماعة ألقوهم فيها حتى ملأوا خمس
(1)
صهاريج، وبلغ القتلى تسع ماية، منهم تجّار ستماية، ومن الجفّال ثلاثماية، منهم من رأس عين ماية وخمسون، ومن ماردين ماية، /273 أ/ ومن دنيسر خمسون، وفيهم من النساء ثمانون، ومن الصبيان سبعون، وهم الذين تقدّم ذكر قتلهم، ولم يسلم من الجميع سوى تركمانيّ خرج من بعض الصهاريج وبه رمق، وتوصّل إلى جملين، وعرّف الناس الخبر منه، فوصل الخبر إلى رأس العين في تاسع عشر ذي القعدة. ووصل خبر هذا القفل إلى دمشق في أيام عيد الأضحى.
وبلغنا بعد ذلك أنّ سوتاي
(2)
مسك الحراميّة وحبسهم ولم ينفلت منهم سوى اثنين، وأنه جمع الأموال والتزم بإيصالها إلى مستحقّيها، وأنّه حضر جماعة وأخذوا ما عرفوه من أموال أقاربهم، ولحقهم في ذلك غرامة ما بين النصف إلى الثلث، وتألّم الناس لهذه الواقعة كثيرا، وضاقت الصدور، فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله
(3)
.
ضبطها لنا وفحص عن أمرها، وسأل عنها التجار والمسافرين حتى تحرّرت:
عزّ الدين حسن الإربلي الصوفي الطبيب.
[وفاة عماد الدين إسماعيل بن مسعود الجولاني]
605 -
وفي ليلة السبت ثالث ذي القعدة توفي الأمير، عماد الدين، إسماعيل بن مسعود
(4)
بن محمد بن أحمديل المقدسي، الجولانيّ، بمنزله بقلعة بعلبك، ودفن يوم السبت المذكور جوار تربة الشيخ عبد الله اليونيني.
ومولده سنة ثمان وثلاثين وستماية، أو تسع وثلاثين، نيّف على ثمانية
(5)
وتسعين سنة من العمر.
(1)
الصواب: «خمسة» .
(2)
في البداية والنهاية: «سوياي» .
(3)
خبر التتار في: البداية والنهاية 14/ 83.
(4)
لم أجد له ترجمة.
(5)
الصواب: «على ثمان» ، وفي نسخة ليدن 2/ 145 «ثمانية وسبعين» .
(وهو أسنّ)
(1)
من الشيخ قطب الدين ابن اليونيني تقريب سنة. وكان (طال مرضه نحو سنتين)
(2)
سمع الجزء الثالث من «حديث علي بن بحر» على الشيخ شمس الدين محمد بن (سعد)
(3)
المقدسي في جمادى الآخرة سنة تسع وأربعين وستماية. وحدّث، وكان متولّيا قلعة بعلبك، وقبل ذلك كان ينوب ببعلبك عن شجاع الدين ابن شهري مدّة طويلة. وكان يحفظ أشياء حسنة، وله أخلاق جميلة، وكان أهل البلد يحبّونه، ولما مات تألّمنا لفقده.
ذو الحجّة
[وفاة الفقيه علاء الدين ابن أبي القاسم التنوخي]
606 -
في بكرة الخميس السادس أو السابع من ذي الحجّة توفي الشيخ الفقيه، المقرئ، العدل، الرضيّ، علاء الدين، أبو الحسن، علي بن
(4)
شيخنا العدل الكبير، الفاضل زين الدين أبي الفضائل/273 ب/المهذّب
(5)
بن أبي الغنائم بن أبي القاسم التنوخي بمسجد فيروز، خارج باب الفراديس، ظاهر دمشق، وصلّي عليه ظهر الخميس بجامع العقيبة، ودفن بسفح قاسيون.
ومولده في ثامن عشر ذي القعدة سنة سبع وخمسين وستماية بدمشق، كمّل الستّين.
وكان عدلا، جيّدا، محترزا، وعنده معرفة بالشروط، وكتب لجماعة من نواب القضاة، وكان يشهد تحت الساعات، ويشهد على الحكام، وولّي نظر ديوان السبع، ثم عزل عنه. وكان حفظ «الشاطبية» ، وقرأ ببعض الروايات على ابن مزهر، وكان فيه ديانة وأمانة، وعنده تقوى، وله خلق صعب.
روى لنا عن ابن عبد الدائم، وسمع من ابن أبي اليسر، وجماعة من أصحاب ابن طبرزد، والكندي من شيوخنا، وغيرهم.
[وفاة الصدر شرف الدين ابن صصرى التغلبي]
607 -
وفي عشيّة الجمعة وقت المغرب السابع من ذي الحجّة توفي الصدر الرئيس، شرف الدين، محمد ابن القاضي الصدر الكبير جمال الدين إبراهيم بن الصدر شرف الدين عبد الرحمن بن العدل أمين الدين سالم بن الحافظ بهاء الدين
(1)
طمس مقدار كلمتين، استدركناهما من نسخة ليدن 2/ 145.
(2)
طمس مقدار أربع كلمات، استدركناها من نسخة ليدن 2/ 145.
(3)
طمس مقدار كلمة واحدة، استدركناها من نسخة ليدن 2/ 145.
(4)
الصواب: «ابن» .
(5)
لم أجد له ترجمة.
أبي المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى
(1)
التغلبي، الدمشقيّ، حاجّا، ملبّيا، محرما، بظاهر مكة-شرّفها الله تعالى-، ودفن ضحوة السبت يوم التروية بمقبرة الحجون على باب مكة.
وكان مرض ببدر، واستمرّ مرضه أسبوعا.
وعمره خمسة
(2)
وثلاثون سنة.
وشهد له الناس بالخير بسبب هذه الخاتمة، وكان باشر بدمشق نظر الإشراف، ونظر الجامع، وصحابة الديوان الكبير، وباشر بحماه نظر الديوان. وكان له همّة، وفيه معرفة وكفاءة وتنفيذ للأمور، وكان سمع كثيرا من الأحاديث النبويّة.
وحضر بقراءتي وهو رضيع على والدته وجدّه وخاله، ثم سمع معنا على الشيخ فخر الدين ابن البخاري «مشيخته» بكمالها.
[وفاة الفقيه نجم الدين موسى البصروي]
608 -
وفي يوم الجمعة الخامس عشر من ذي الحجّة توفي الشيخ العدل، الفقيه، نجم الدين، موسى بن الشيخ بهاء الدين يحيى بن إسرائيل
(3)
البصروي ابن أخت زكيّ الدين زكري/274 أ/البصروي، مدرّس الشبلية، رحمه الله، وكانت وفاته بمكة، شرّفها الله تعالى.
وكان مرض بالإسهال، واشتدّ الأمر به في أيام الحجّ، وكان مشكور السيرة، مرضيّ الطريقة.
[وفاة المقرئ زين الدين محمد بن سليمان الصنهاجي]
609 -
وفي ليلة الجمعة الثامن من ذي الحجّة توفي الشيخ الصالح، المقرئ، زين الدين، أبو عبد الله، محمد بن سليمان بن أحمد بن يوسف بن علي الصنهاجي
(4)
، المالكي، البياتي، المرّاكشي، بالإسكندرية.
سمع من ابن رواج الستّة الأجزاء الأواخر من «الثقفيّات» ، وسمع من مظفّر بن الفوّيّ.
(1)
انظر عن (ابن صصرى) في: نهاية الأرب 32/ 278،279، والسلوك ج 2 ق 1/ 180، والبداية والنهاية 14/ 86، والعقد الثمين 1/ 398، وإتحاف الورى 3/ 159.
(2)
الصواب: «خمس» .
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
انظر عن (الصنهاجي) في: ذيل تاريخ الإسلام 156،157 رقم 497، وذيل العبر 96، والوافي بالوفيات 3/ 138، وأعيان العصر 4/ 457،458 رقم 1584، والسلوك ج 2 ق 1/ 279، والدرر الكامنة 3/ 447 رقم 1202، وشذرات الذهب 6/ 46.
ومولده تقريبا في سنة أربعين وستماية.
وكان إمام مسجد قدّاح بالثغر المحروس.
وأجاز لنا ما يرويه، كتب إليّ بوفاته زكريّا الطرابلسيّ.
[وفاة ناصر الدين ابن أحمديل المقدسي]
610 -
وفي العشر الأول من ذي الحجّة توفي ناصر الدين، محمد بن يوسف
(1)
بن مسعود بن أحمد بن أحمديل المقدسيّ، ببعلبك المحروسة.
وهو ابن أخي عماد الدين الجولاني المقدّم ذكره، بينهما في الوفاة نحو الشهر، وكان أسنّ من عمّه المذكور.
سمع من إسماعيل العراقي قطعة من «سنن النّسائي» ، وسمع منه «التوكّل» لابن أبي الدنيا، وغير ذلك. وله إجازة الرشيد بن مسلمة، وغيره. وحدّث. وكان معتمدا بقلعة بعلبك.
[وفاة شرف الدين ابن برق الفقير]
611 -
وفي ذي الحجّة توفي الشيخ شرف الدين ابن برق الفقير الحريري
(2)
.
وكان شيخا كبيرا، معروفا بين الفقراء الحريرية.
[وفاة محمد المعروف بالأرغل]
612 -
والشيخ محمد المعروف بالأرغل
(3)
.
وكان ذكيّا فطنا يعرف صنائع كثيرة ويتقن ما يعمله. وحجّ معنا، واستصحب معه طاقة من عمله وركبها بالحرم النبوي. وجاءت (مليحة)
(4)
.
[وفاة الحاج شرف الدين الخشاب]
613 -
والحاج شرف الدين، عبد الرحمن بن نصر الله بن أبي بكر الخشاب
(5)
، المعمار.
وكان رجلا جيّدا، مقبول القبول. وخلّف أولادا صغارا، وكان مصاهرا للفقراء السلاّوية، وفيه خير وسكون.
وكانت وفاتهم بدمشق.
***
(1)
انظر عن (محمد بن يوسف) في: ذيل تاريخ الإسلام 146 رقم 483.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
طمس مقدار كلمة واحدة، استدركناها من نسخة ليدن 2/ 149.
(5)
لم أجد له ترجمة.
[من أخبار السنة]
[حجّ بعض الأمراء]
وحجّ في هذه السنة الأمير مهنّا بن عيسى، وولده سليمان في نحو من ستة آلاف، ولم يجتمع بأحد من المصريين والشاميّين
(1)
.
وحجّ أخوه محمد بن عيسى في نحو أربعة آلاف. /274 ب/وحجّ الأمير سيف الدين قجليس، والأمير شرف الدين حسين بن جندر
(2)
الروميّ.
[خروج النصيرية وادّعاء المهديّ]
وفي آخر السنة وصل الخبر إلى دمشق أنه خرج جماعة من النصيريّة عن الطاعة بجبلة، وأقاموا شخصا ادّعوا أنه المهديّ، وقاتلوا المسلمين، واجتمع القضاة والفقهاء بجامع دمشق، وعرض ذلك عليهم، وأفتوا بما ينبغي اعتماده معهم.
وبعد ذلك وقفت على محضر ملخّصه أنه لما كان يوم الجمعة الثاني والعشرين من ذي الحجّة سنة سبع عشرة بعد صلاة الجمعة حضرت النصيريّة الكفرة الفجرة إلى مدينة جبلة، وعدّتهم أكثر من ثلاثة آلاف، يقدمهم شخص يدعى تارة أنه محمد بن الحسن المهدي القائم بأمر الله، وتارة يدّعي أنه عليّ بن أبي طالب فاطر السماوات والأرض، وتارة يدّعي أنّه محمد بن عبد الله، وأنّ البلاد بلاده، والمملكة الإسلامية مملكته، وأنّ المسلمين كفرة، وأنّ دين النصيريّة هو الحقّ، وأنّ السلطان الملك الناصر صاحب البلاد مات من ثمانية أيام، واحتوى المذكور على عقول جماعة من مقدّمي النصيريّة، وعيّن لكلّ إنسان منهم تقدمة ألف، ونيابة قلعة من قلاع المسلمين من المملكة الإسلامية، وفرّق عليهم إقطاعات الأمراء والحلقة.
وافترقت الطائفة المذكورة ثلاث فرق على مدينة جبلة، فرقة ظهرت قبليّ البلد بشرق، فخرج عليهم عسكر المسلمين فكسرهم وقتل منهم جماعة عدّتهم ماية وأربعة وعشرون نفرا، وقتل من المسلمين نفر يسير، وهزمت الفرقة المذكورة، وجرح من المسلمين جمال الدين مقدّم العسكر بجبلة.
وفرقة ثانية ظهرت قبليّ جبلة بقرب على جانب البحر.
وفرقة ثالثة ظهرت شرقيّ جبلة بشمال، وكثروا على المسلمين وكسروهم، وهجموا جبلة، ونهبوا الأموال، وسبوا الأولاد، وهتكوا الحريم، وقتلوا جماعة بجبلة من المسلمين، ورفعوا أصواتهم بقول: لا إله إلاّ عليّ، ولا/275 أ/حجاب إلاّ محمد، ولا باب إلاّ سلمان، وبسبّ أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
وبقي الشيوخ والصبيان والنساء من المسلمين يضجّون: وا إسلاماه، وا سلطاناه،
(1)
خبر الحج في: السلوك ج 2 ق 1/ 178.
(2)
في السلوك ج 2 ق 1/ 177 «حيدر» .
وا أمراءاه
(1)
. ولم يكن لهم منجد في تلك الحالة إلاّ الله تعالى، وجعلوا يتضرّعون ويبتهلون.
وجرى في هذا اليوم أمر عظيم.
ثم إنّ الشيخ المذكور جمع الأموال المأخوذة وقسّمها على مقدّميهم بقرية يقال لها بسيسيل، وقال إنه لم يبق للمسلمين ذكر ولا خبر ولا دولة، ولو كنت في عشرة أنفس بقضيب واحد بلا سيف ولا رمح انتصرت على المسلمين وقتلتهم، وأظهر دين النصيريّة، ونادى في البلاد: إنّ المقاسمة عليهم بالعشر لا غير، وأمر أصحابه بخراب المساجد وجعلها خمّارات، ومسك النصيرية جماعة من المسلمين بجبلة وأرادوا قتلهم وقالوا لهم آمنوا بمحمد بن الحسن، وقولوا لا إله إلاّ عليّ واسجدوا لمحمد بن الحسن المهدي فإنّه إلهكم يميتكم ويحييكم، فمن قالها حقن دمه وصان ماله، وأعطى فرمانا.
وكانوا في اليوم المذكور قبل دخول جبلة كبسوا زوق سليمان التركمان، وزوق تركمان من جهة حلب، وأخذوا أموالهم وأولادهم وحريمهم. وكان الغالب على الجمع المذكورين طائفة يقال لها البلديون، ومنهم الشخص المذكور، وطائفة من الجرانة، وجمع هؤلاء من بلد)
(2)
المرقب والعليقة والمنيقة.
وفي عشيّة اليوم المذكور وصل الأمير بدر الدين التاجي مقدّم عسكر اللاذقية، وبات يحرس جبلة، ولولا حضوره ومعه العسكر كان عزم المذكورين على دخول جبلة مرة ثانية والشخص المذكور جامع بخيله ورجله بقرية اسمها الصريفة من عمل جبلة.
وهذا المحضر ثابت عند قاضي جبلة نائب قاضي طرابلس
(3)
.
[مقتل داعي النصيرية]
ثم بعد ذلك (بقليل قتل مقدّمهم)
(4)
واضمحلّ أمرهم وتلاشى، وكفى الله تعالى الشرّ ودمّرهم ومزّقهم، وكان ذلك جرأة عظيمة منهم وقلّة عقل وجهل مفرط
(5)
.
(1)
في الأصل: «وا امرااه» .
(2)
خبر النصيرية في: نهاية الأرب 32/ 275،276، والتذييل على دول الإسلام 224، والبداية والنهاية 14/ 83،84، والسلوك ج 2 ق 1/ 174،175 و 178.
(3)
ما بين القوسين من نسخة ليدن 2/ 154.
(4)
ما بين القوسين عن هامش المخطوط.
(5)
انظر عن مقتل الداعي في: نهاية الأرب 32/ 276، وذيل العبر 92، والسلوك ج 2 ق 1/ 175 و 178، وذيل تاريخ الإسلام 152،153، والتذييل على دول الإسلام 2/ 224، والمختصر في أخبار البشر 4/ 83، ومرآة الجنان 4/ 256،257، وتاريخ ابن الوردي 2/ 266، ونثر الجمان 2/ورقة 118 أ، ب، ومهذّب رحلة ابن بطوطة 65،66، والبداية والنهاية 14/ 83، 84، وتذكرة النبيه 2/ 81، وأعيان العصر ج 7 ق 1/ 184 و 187 (مخطوط بدار الكتب المصرية رقم 1091 تاريخ)، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 190، واللمعات البرقية في النكت التاريخية، لابن طولون 59، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري 2/ 105،106.
سنة ثمان عشرة وسبعماية
المحرّم
[وفاة ركن الدين بيبرس الشريفي]
614 -
/275 ب/في ليلة (الجمعة)
(1)
السادس من المحرّم توفي ركن الدين، بيبرس الشريفي
(2)
، الساكن بدرب المسك، وصلّي عليه عقيب الجمعة، ودفن بمقبرة الباب الصغير.
وكان جنديّا صالحا، تاليا للقرآن العظيم، حسن القراءة.
[وفاة فخر الدين إسماعيل المعروف بابن قصيبات]
615 -
وفي يوم الجمعة سادس المحرّم توفي الشيخ فخر الدين، إسماعيل ابن شيخنا العدل، شرف الدين، مظفّر بن محمد بن أبي الفضل السلمي، الدمشقي، المعروف بابن قصيبات
(3)
، ودفن يوم السبت بسفح قاسيون.
وكان رجلا جيّدا، جاور بالمدينة النبويّة مدّة، وسمع شيئا من الأخوين ابني الحميري، وحضر في سماع «صحيح البخاري» على المشايخ الثمانية والعشرين، وما حدّث.
[وفاة أبي العباس الرفّاء المعروف بابن قمر]
616 -
وفي ليلة عاشوراء توفي الشيخ أبو العباس، أحمد بن محمد بن محمد بن نجم الرفّاء، الدمشقي، المعروف بابن قمر
(4)
. ودفن من الغد بمقبرة الباب الصغير ظاهر دمشق.
وكان رجلا جيّدا، ساكنا، وقورا.
ومولده في يوم عاشوراء سنة ثلاث وخمسين وستماية يوم الأربعاء بسفح جبل قاسيون.
سمع من ابن عبد الدائم، وروى لنا عنه. وسمع أيضا من أيبك عتيق القاضي المصري، وجماعة.
(1)
كتبت فوق السطر.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
لم أجد له ترجمة.
وهو يقول إنّ والده كان يعرف بابن السابق، وكان مقرئا يلقّن بجامع دمشق، وفقيرا مع الفقراء، وجاوز الماية، وتأخّرت وفاته إلى بعد سنة سبعماية.
وأن جدّه محمد بن نجم كان من أهل المدينة النبوية، وانتقل إلى دمشق، وكان يسوق الصبيان إلى المكاتب.
[وفاة المحدّث برهان الدين ابن راشد الذهبي]
617 -
وفي يوم الجمعة أول النهار الثالث عشر من المحرّم توفي الشيخ الأمين، المحدّث، برهان الدين، أبو إسحاق، إبراهيم بن عبد الكريم بن راشد
(1)
الذهبي، القرشي، الدمشقيّ، وصلّي عليه بجامع دمشق عقيب الجمعة، ودفن بسفح قاسيون بتربة العزّ المطرّز فوق الجامع من جهة الشرق.
ومولده بدمشق في سنة تسع وعشرين وستماية تقريبا.
وكان له دكان بالذهبيّين، وطلب الحديث مدّة، وحصّل الإجازات والأثبات والنسخ، وسمع كثيرا، وأسمع أولاده، ولم/276 أ/يسمع في صغره شيئا، وإنّما سمع بعد تكمّل الثلاثين.
وكان سليم الصدر لا يحقد على أحد، ومن أخبره بشيء صدّقه.
سمع من ابن عبد الدائم، والزين خالد المحدّث، وابن أبي اليسر، وعمر الكرماني، وعبد الرحمن بن سالم الأنباري، والمجد ابن عساكر، ويوسف بن مكتوم، والزين علي بن الأوحد، وعبد العزيز بن عبد، والكمال بن فارس، وغيرهم.
وهو جدّ صلاح الدين خليل بن العلائي لأمّه ونسيبه. أحبّ الحديث والمحدّثين.
[وفاة ستّ العرب بنت علي البغدادي]
618 -
وفي يوم الجمعة قبل العصر الثالث عشر من المحرّم توفّيت الشيخة الصالحة، أمّ أحمد، ستّ العرب
(2)
، بنت الشيخ الصالح، المقرئ، أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن بقاء البغدادي، الملقّن، ودفنت في آخر النهار بسفح جبل قاسيون بظاهر دمشق.
روت لنا عن ابن عبد الدائم، وهو جدّ أمّها للأمّ، ولها إجازة من سبط السلفي، والحافظ عبد العظيم، وجماعة. وروت قبل موتها بقليل بالإجازة عن كريمة القرشيّة.
(1)
انظر عن (ابن راشد) في: ذيل تاريخ الإسلام 162 رقم 512، ومعجم شيوخ الذهبي 112، 113 رقم 140، والمعجم المختص 58،59 رقم 65، والدرر الكامنة 1/ 40 رقم 99.
(2)
لم أجد لها ترجمة.
سألتها عن مولدها فقالت: بعد الخوارزمية بعد قليل. سمعنا منها ومن والدها ومن أولادها الثلاثة: أحمد، وعبد الرحمن، وزينب، أولاد الشيخ محمد المجدّي.
[وفاة قاسم بن أحمد بن مظفّر]
619 -
وفي ليلة السبت الحادي والعشرين من المحرّم توفي الشيخ قاسم بن الشيخ الصالح أحمد بن مظفّر
(1)
بن معمّر بن المظفّر العرضي، الشاغوري، ودفن من الغد بمقبرة الباب الصغير.
وكانت له همّة ودخول على الأمراء، مشى للرواية وجدّد وعمر، ومات شابا وأصيب بموته أبوه، وحضر الأمراء والأصحاب إليه للتعزية.
[وفاة شرف الدين عبد القاهر بن أبي العزّ]
620 -
وفي بكرة السبت الحادي والعشرين من المحرّم توفي الشيخ الصالح، العابد، الفاضل، شرف الدين، عبد القاهر
(2)
بن أبي العزّ بن أبي سعد بن نميران الحرّاني، الصيرفيّ، وصلّي عليه ظهر السبت بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الباب الصغير بتربة الإعزازي.
ومولده في أوائل سنة تسع وأربعين وستماية بحرّان.
وكان رجلا جيّدا، عنده ديانة وأمانة ومعرفة وفضيلة، وله أوراد وبرّ وصدقة، ويحفظ كثيرا من أحوال الصالحين وكراماتهم، ويتكلّم في الحقيقة، /276 ب/وله مقال.
وهو أخو الشيخ أبي سعد الصيرفي، مات قبله بنحو ثلاثين سنة.
وكان صالحا، صاحب كرامات كثيرة وأوراد وافرة وكشف واطلاع.
[وصول جماعة من الحجّاج]
ووصل جماعة من الحجّاج إلى دمشق يوم الثلاثاء سابع عشر المحرّم، ووصلت كتب الحجّاج يوم الخميس تاسع عشره وهي مشتملة على ما حصل في هذه السفرة من غلاء الزاد والعلوفات، وموت الجمال وهرب الجمّالين، وأمّا الماء فكان كثيرا، وتوجّه الناس للقاء الحجّاج عقب الجمعة ومن الغد وبعد ذلك. وكان قد توجّه جماعة للتلاقي قبل وصول الكتب بأيام، واحتفل الناس لتلقّي سيّدنا قاضي القضاة نجم الدين ابن صصرى الحاكم بالشام المحروس، أيّده الله تعالى، بحيث وصل أوائلهم إلى تبوك لما ينبغي من تعظيمه وتعظيم منصبه ورتبته لما له من المكانة والحقوق على الناس.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
وكان وصول المحمل والركب إلى مدينة دمشق في يوم الإثنين سلخ المحرّم.
[الغلاء العظيم وخراب البلاد]
ووصلت الأخبار في أول هذه السنة إلى دمشق بما حصل بديار بكر، والموصل، وإربل، وماردين، والجزيرة، وميّافارقين، وغيرها من الغلاء العظيم والجلاء وخراب البلاد وبيع الأولاد.
أمّا ماردين فبلغ ثمن الرطل الدمشقيّ من الخبز ثلاثة دراهم إلى أربعة ولم يوجد في الغالب مع عدم بقيّة الأقوات، ومات من أهلها جمع كبير، وجلا أكثر أهل بلادها، وأكل الناس فيها الميتة، وباع بعض الناس أولادهم.
وأما جزيرة ابن عمر فقيل إنه مات بها من أول هذه السنة إلى سلخ ربيع الآخر منها خمسة عشر ألفا بالجوع والوباء، وأبيع من الأولاد نحو ثلاثة آلاف صبيّ، وكان يباع الصبيّ من نحو الخمسين درهما إلى العشرة، ويشتريهم التتار، وكان المارّ بها يمرّ من باب الخيل إلى باب النبط
(1)
، ولا يجد أحدا، غير أنّ روائح الجيف تخرج من البيوت، وصارت الكلاب تأكل الجيف وتأوي إلى الجامع، وبطّلت الجمعة نحو شهر.
وأمّا ميّافارقين فمات غالب أهلها بحيث مرّ المارّ بأسواقها فلم يجد غير ستّ حوانيت.
وأمّا الموصل (فكان)
(2)
/277 أ/الغلاء والجلاء وموت الناس فيها أشدّ من ماردين، وكذلك بيع الأولاد، بحيث خلت الدّور من أهلها، وأكلوا الميتات، وباعوا كل عزيز ونفيس، وباع رجل ولده باثني عشر درهما، وقال: هذا الولد لما ختنته أنفقت على الختان خمسين دينارا، وكان المشترون يقصدون أن لا يشتروا أولاد المسلمين، فكانت المرأة أو الصبيّة تجعل نفسها نصرانية وتقرّ بالنصرانية ليرغب فيها.
وأمّا مدينة إربل
(3)
فكانت كذلك يحمل أهلها جميع الممات
(4)
الموجود، ثم أكلوا قشور الحمير وعلوفها، ثم أكلوا البنات
(5)
، وجاءهم الموت الذريع، وشرعوا ينزحون عنها، فتوجّه منهم جماعة من الحواضر نحو أربع ماية بيت إلى جهة مدينة مراغة فوقع عليهم ثلج في الطرق وبرد شديد فماتوا كلّهم، وخرجت طائفة أخرى أكثر
(1)
في نهاية الأرب 32/ 290 «باب الشط» ، ومثله في نسخة ليدن 2/ 161.
(2)
تكرّرت في الأصل.
(3)
غير واضحة في الأصل.
(4)
في نهاية الأرب 32/ 291 «النبات» ، ومثله في نسخة ليدن 2/ 162.
(5)
في نهاية الأرب 32/ 291: «ثم أكلوا لحاء الأشجار وقلوبها ثم أكلوا الميتة» .
من الأولى، وكانت من البلد من السواد والفلاّحين، صحبة أردوا
(1)
التتار، فوصل إلى عقبة، فتركهم التتار في أسفل العقبة ومنعوهم من الصعود معهم عجزا عن تقويتهم وإطعامهم، فماتوا كلّهم.
ووصل كتاب قاضي البلاد إلى الموصل وفيه: أخبرنا جملة من بقي من أهل البلد، فكانوا نحو خمس ماية بيت من خمسة عشر ألف بيت، والمتعيّنون ممّن بقي نحو خمسين بيتا، والباقون ضعفاء وفقراء.
وأمّا أهل سنجار فكان أمرهم أخفّ، وكذلك أهل العراق وبعض جهاتها وبغداد فلم يصل أمرهم إلى بيع الأولاد وأكل الميتات، ولكن قلّ رزقهم بسبب قلّة الأمطار.
وممّا حكي أنّ عمل دجيل ثلاثماية وستون قرية لم يزرع منها سوى ستّ قرى، والباقي خرب بسبب أنّ ماء دجلة لم يصل إليها. وكذلك النخيل أصابه في سنة سبع عشرة وسبعماية برد وثلج أضعف بعضه وأفسد بعضه. وجاءت سنة ثمان
(2)
عشرة بغير مطر فلم يحصل منه شيء.
وكان سبب الغلاء أولا بمدينة سنجار وديار بكر الجراد في سنة ستّ عشرة وسبعماية.
وهلّت سنة سبع عشرة وسبعماية بغير مطر، فاشتدّ الغلاء ضعف ما كان. فلمّا هلّت/277 ب/سنة ثماني عشرة عظمت البليّة بسبب استمرار الحال من قلّة المطر وموت الفلاّحين وجلائهم من البلاد، وبسبب جور الدولة التتارية، وموت الملك خربندا، وتغيّر الدولة، وبسبب غارات وقعت عندهم من ناحية الشام ومن الأكراد.
وفي شهر رجب وشعبان ورمضان من سنة ثماني عشرة وردت الأخبار بأنّ الموت قد قلّ في جميع البلاد المذكورة، ولكنّ الغلاء مستمرّ في الموصل والعراق.
وأمّا سنجار وماردين فرخص القوت فيها
(3)
.
نقلت ذلك من خط عزّ الدين الحسن بن أحمد بن زفر
(4)
الإربلي الصوفي الطبيب، واختصرت بعضه.
(1)
أردوا-قائد.
(2)
الصواب: «سنة ثماني» .
(3)
خبر الغلاء في: نهاية الأرب 32/ 290 - 292 نقلا عن البرزالي، وذيل العبر 96، وذيل تاريخ الإسلام 160،161، والتذييل على دول الإسلام 2/ 224،225، وتاريخ ابن الوردي 2/ 266، ومرآة الجنان 4/ 257، والبداية والنهاية 14/ 86، وتذكرة النبيه 2/ 89، والسلوك ج 2 ق 1/ 180، وتاريخ ابن سباط 2/ 635، وتاريخ الأزمنة 300، وشذرات الذهب 6/ 47، وزبدة الآثار الجليّة للعمري 51،52.
(4)
في نهاية الأرب: «ذفر» .
[وفاة المعمّر قطب الدين ابن رشيق الربعي]
621 -
وفي المحرّم توفي الشيخ الكبير، الأصيل، المعمّر، قطب الدين، أبو حفص، عمر ابن القاضي بهاء الدين عبد العزيز بن الحسين بن عتيق بن الحسين بن رشيق
(1)
الربعي، المالكي، المصريّ، بها.
وكان من العدول، ويخدم بمشهد السيّدة نفيسة. سمع من ابن المقيّر، ومحيي الدين يوسف بن الجوزيّ.
ومولده بمصر في أحد الجماديين سنة إحدى وعشرين وستماية بدرب البلاد.
وهو من بيت كبير معروف بالفقه والدّين. وكان والده فقيها، عالما، وكان جدّ أبي علي الحسين، شيخ المالكية بمصر.
صفر
[وفاة أمين الدين ابن سونج المعروف بالبكري]
622 -
في يوم الأحد السادس من صفر توفي الشيخ الصالح، أمين الدين، حسين بن الشيخ محيي الدين إبراهيم بن أحمد بن سونج
(2)
السالك طريق الفقر، المعروف بالبكري، المقيم بالأقبعاوية خارج باب الفراديس بين السورين، وصلّي عليه الظهر بجامع العقيبة، ودفن بسفح قاسيون، ونودي له في البلد.
وكان رجلا جيّدا ينسخ ويطالع، وكان له جماعة إخوة صالحون
(3)
أخيار ماتوا قبله، وسمعوا كلّهم الحديث.
وكان حسين هذا رفيقنا في السماع بالصالحية على أصحاب ابن طبرزد، وأسمعه أخوه المحدّث عماد الدين حسن كثيرا، وكان من أقراننا، رحمه الله تعالى.
[الشروع ببناء جامع بالقبيبات]
وفي بكرة الإثنين السابع من صفر وصل القاضي كريم الدين عبد الكريم بن العلم هبة الله وكيل الخواصّ السلطانية بالبلاد جميعها، ونزل بدار السعادة، وأقام أربعة أيام، وأمر ببناء جامع بالقبيبات قبليّ دمشق، وتوجّه إلى البيت المقدس فأقام به /278 أ/مثل ذلك، وتصدّق بصدقات وافرة، ورجع إلى القاهرة، وشرع في الجامع المذكور بعد سفره
(4)
.
(1)
انظر عن (ابن رشيق) في: ذيل تاريخ الإسلام 162 رقم 504 و 189 رقم 605، وأعيان العصر 3/ 638،639 رقم 1275، والدرر الكامنة 3/ 171 رقم 400.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
الصواب: «صالحين» .
(4)
خبر بناء الجامع في: التذييل على دول الإسلام 2/ 225، ونهاية الأرب 32/ 280، والبداية
[الريح العاصفة بجون طرابلس]
وفي يوم الأربعاء ثاني صفر كان جماعة من زوق (علاء الدين)
(1)
الدربساكي مقدّم التركمان جالسين بالزوق المذكور بالأرض التي بين أرض الركيكة
(2)
بين قرية تلّ زبيد
(3)
وبين قرية المعيصرة من الجون
(4)
من عمل طرابلس بعد صلاة الظهر، ثارت عليهم ريح عاصف من جهة البحر فقويت على بيوت الدربساكي
(5)
المذكور، وكثرت البعوث، ولم يعدم له شيء من الأموال والأنفس، ثم تعدّت الريح إلى بيوت الحاج طرالي
(6)
بن ألبكي، فكوّنت عمودا أغبر متّصلا بالسّحاب صورة تنّين، وبقيت على بيوته ساعة زمانية تروح عنه يمينا وشمالا، ثم تعود إلى البيوت، فما تركت له شيئا لا من البيوت ولا من الأثاث. ولما عاين طرالي المذكور قال: يا ربّ قد أخذت جميع الرزق وتركت العائلة بلا رزق، أيش تركت لهم حتى أطعمهم؟ فعادت الريح ودارت على بيوته صورة تنّين فأهلكته وأهلكت زوجته وابنته وابني ابنته وجاريته، وجماعة عددهم أحد عشر نفرا، وتجرّح ثلاثة أنفس من ملاقاة الأخشاب والحجارة عند توافر الرياح، وخطفت الريح جملين لطرالي وقذفت الريح بهما في الجوّ مقدار عشرة أرماح، وتقطّع القماش والأثاث وتفرّق في الجوّ وغاب عن العيون، وطوت الريح قدور النحاس والصاجات وصارت قطعا بعضها على بعض، وحملت الريح بجارية طرالي المذكور من مكان إلى مكان بعيد مسافته قدر سبعين نشّاب، وإلى جانب الزوق عرب خطفت الريح منهم أربعة أجمال
(7)
وارتفعت بهم في الجوّ، ووقعوا قطعا، وهلك معهم دوابّ كثيرة. ثم وقع بعد ذلك مطر وبرد قطع كبار تقدير القطعة ثلاث أواق ودونها على هيئة أشطاف الحجارة، منها مثلّث ومربّع، وهلك من الزرع والغلاّت شيء كثير.
وعدّة القرى اللاتي أصابها ذلك أربعة وعشرون، /278 ب/منها قرى لا تردّ البذار، ومنها ما يردّ النصف والثلث ونحو ذلك. وهذه القرى بالساحل.
ورسّم للأمير شهاب الدين
(8)
نائب السلطنة بطرابلس بالكشف عن ذلك، وندب من مجلس الحكم بطرابلس من شاهد ذلك من العدول. وكتب بذلك
= والنهاية 14/ 86 و 88، وتاريخ ابن الوردي 2/ 268، والتذييل على دول الإسلام 2/ 225، ونثر الجمان 2/ورقة 120 ب، والسلوك ج 2 ق 1/ 181، وتاريخ ابن سباط 2/ 635.
(1)
ما بين القوسين عن هامش المخطوط.
(2)
في نهاية الأرب: «الوكيل» .
(3)
غير معروفة الآن. وهي حسب الوصف في بلاد عكار شمال طرابلس الشام.
(4)
هو جون عكار.
(5)
في نهاية الأرب: «الدرساكي» .
(6)
في نهاية الأرب: «طوالي» .
(7)
الصواب: «جمال» .
(8)
هو الأمير شهاب الدين قرطاي.
محضر وثبّت عند قاضي طرابلس
(1)
ووضع خطّه عليه
(2)
.
[وفاة شمس الدين ابن نصر الحرّاني]
623 -
وفي ليلة الثلاثاء الثامن من صفر توفي الشيخ الأمين، شمس الدين، محمد بن عزّ الدين، عبد الغني بن
(3)
قاضي حرّان شمس الدين محمد بن القاضي جمال الدين أبي بكر عبد الله بن نصر الحرّاني
(4)
، التاجر بسوق البطاين بدمشق، ودفن بسفح قاسيون.
وكان رجلا جيّدا (. . .)
(5)
وخلّف أولادا، منهم: العدل بدر الدين محمد.
وكان مولده في سنة ستّ وأربعين وستماية بحرّان.
ووجدت سماعه على الشيخ جمال الدين ابن الصيرفي لجزء من حديث (ابن)
(6)
أبي داود، بسماعه من أبي الفرج بن القبّيطي، عن علي بن عبد السيّد بن الصبّاغ، عن ابن هزارمرد، عن ان زنبور، عنه.
[وفاة الفقيه شمس الدين ابن خير الإربدي]
624 -
وفي ليلة الثلاثاء الخامس عشر من صفر توفي الشيخ الفقيه، العدل، شمس الدين، محمد بن يوسف بن خير الإربدي
(7)
، ودفن بمقابر باب الفراديس.
وكان رجلا صالحا، خيّرا، صاحب عيال، وكان أقرأ بعض أولاد قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة للكتاب العزيز، وكان يشهد بالعقيبة.
(1)
هو حسام الدين الحسن بن رمضان القرمي. توفي سنة 746 هـ.
(2)
خبر الريح في: الدرّ الفاخر 291 (سنة 717 هـ.)، ونهاية الأرب 32/ 284،285، والبداية والنهاية 14/ 86، والسلوك ج 2 ق 1/ 181،182، وذيل العبر 96، وذيل تاريخ الإسلام وتاريخ ابن الوردي 2/ 217، والنهج السديد 4،5 (سنة 718 هـ (F RBNF 233.9564)(. وفتوح النصر لابن بهادر 2/ 242، وتاريخ حوادث الزمان 2/ 204 (بالحاشية)، ونثر الجمان 2/ورقة 122 ب. (سنة 718 هـ.)، وكنوز الذهب في تاريخ حلب، لسبط ابن العجمي 1/ 153،154، وعقد الجمان ق 1 ج 23/ 147،148، ومورد اللطافة لابن تغري بردي-نشره ج. د. كارليل-طبعة كانتابريجي 1792 ص 10، وتاريخ سلاطين مصر والشام وحلب، يرجّح أنه لبدر الدين بكتاش الفاخري-مخطوط في مكتبة برلين رقم (MS) 9835 ورقة 184 أ، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري 2/ 235،236.
(3)
الصواب: «ابن» .
(4)
لم أجد له ترجمة.
(5)
طمس مقدار كلمة واحدة، ولم نتمكن من استدراكها لضياع الورقة من نسخة ليدن بين 2/ 167 و 168.
(6)
كتبت فوق السطر.
(7)
لم أجد له ترجمة.
[وفاة أبي عبد الله محمد بن عمر البالسي]
625 -
وفي ليلة الإثنين الثاني والعشرين من صفر توفي الشيخ السيّد، القدوة، العالم، العامل، بقيّة السلف، أبو عبد الله، محمد بن الشيخ الصالح عمر بن السيّد القدوة، الكبير، العارف، أبي بكر بن قوام بن علي بن قوام البالسيّ
(1)
، بالناصرية المعروفة به غربيّ الصالحية ظاهر دمشق، ونودي له في البلد بكرة واجتمع الناس، وخرج الأعيان والأكابر وعامّة الناس إلى الزاوية، فصلّي عليه على بابها ودفن بها عند والده وحده، رحمهم الله تعالى، وانصرف الناس من الجنازة قبل الظهر.
ومولده في سنة خمسين وستماية بمدينة بالس.
وسمع من أصحاب ابن طبرزد، وحدّث، وكان شيخا صالحا، بشوش الوجه، مقصدا لكلّ أحد، قاضيا للحقوق، قائما بالمصالح، عنده علم وفهم ومعرفة، / 279 أ/وله قبول من الناس، ولم يكن له مرتّب على الدولة ولا لزاويته، وعرض ذلك عليه فامتنع، وجمع لجدّه ترجمة فيها قطعة من أخباره وكراماته، قرأتها عليه.
[وفاة بدر الدين محمد بن يعقوب الحموي]
626 -
وفي يوم الإثنين الحادي والعشرين من صفر توفي الشيخ الإمام، بدر الدين، محمد بن يعقوب
(2)
بن إلياس الحموي، النحويّ
(3)
بحماه، ودفن هناك بمقابر الباب القبلي، ووصل خبره إلى دمشق في ثاني ربيع الأول.
وكان مشهورا بمعرفة النحو والمعاني والبيان، وله مشاركات في غير ذلك، وصنّف كتابا في المعاني والبيان سمّاه «ضوء المصباح» . وكان متصدّرا بجامع حماه الأعلا
(4)
، وجيها بالمدارس، وله اختصاص بالأمير بدر الدين حسن بن الأمير علي بن السلطان الملك المظفّر صاحب حماه، وله عنده منزلة كبيرة.
(1)
انظر عن (البالسي) في: الذيل على تالي كتاب وفيات الأعيان 182 رقم 309، والإعلام بوفيات الأعلام 302، وذيل تاريخ الإسلام 168 رقم 541، وذيل العبر 96،97، والتذييل على دول الإسلام 2/ 225، وتاريخ ابن الوردي 2/ 267، ومرآة الجنان 4/ 257، والبداية والنهاية 14/ 89،90، ودرّة الأسلاك 2/ورقة 216، وتذكرة النبيه 2/ 96، والوافي بالوفيات 4/ 284، والدرر الكامنة 4/ 124 رقم 322، والقلائد الجوهرية 198، وشذرات الذهب 6/ 49، والدارس 2/ 208.
(2)
انظر عن (محمد بن يعقوب) في: الدرر الكامنة 4/ 285،286 رقم 806، وأعيان العصر 5/ 308 - 310 رقم 1823، والوافي بالوفيات 5/ 235، وبغية الوعاة 1/ 272، وطبقات النحاة واللغويّين، لابن قاضي شهبة، ورقة 128،129، وكشف الظنون 155 و 1764، وهدية العارفين 2/ 143، ومعجم المؤلفين 12/ 117.
(3)
ويعرف بابن النحويّة.
(4)
الصواب: «الأعلى» .
[وفاة الفقيه شهاب الدين أحمد الكردي]
627 -
وفي يوم السبت السادس والعشرين من صفر توفي الفقيه شهاب الدين، أحمد بن القاضي بهاء الدين محمد بن الشيخ نجم الدين حسن بن إبراهيم بن علي الكردي
(1)
، الميزاني، ودفن بمقبرة الباب الصغير.
وكان يشهد تحت القلعة ويكتب الشروط كتابة حسنة، وعنده ديانة وقلّة خلطة بالناس، وجمع من كتابته شيئا، وروى بأخرة.
[وفاة الحكيم شهاب الدين أحمد رئيس الطب بالديار المصرية]
628 -
وفي أواخر شهر صفر المذكور توفي الحكيم شهاب الدين، أحمد الحربي
(2)
، رئيس الطبّ بالديار المصرية.
وقيل إنّه خلّف من الذهب العين ما قيمته ستماية ألف درهم.
وكان رجلا فاضلا يعرف الطبّ والمنطق وعلم الهندسة والنجوم، وكان لا يتعدّى في تعليمه لفظ الكتاب. وكان يهوديّا وأسلم سنة تسعين وستماية. وكان اسمه في اليهودية سليمان.
ضبط ذلك عزّ الدين الإربلي، نقلته من خطّه.
ربيع الأول
[نيابة صفد ونظر الدواوين بطرابلس]
في أول يوم من شهر ربيع الأول وصلت الأخبار إلى دمشق بإخراج الأمير سيف الدين طغاي من الديار المصرية وتوليته نيابة السلطنة بصفد، وبتولية الصاحب أمين الدين المعروف بأمين الملك نظر الدواوين بطرابلس وأعمالها، وهو الذي كان ولّي الوزارة بالديار المصرية.
أمّا الأمير سيف الدين فإنّ سفره من القاهرة كان في يوم الثلاثاء الثالث/ 279 ب/والعشرين من صفر ودخوله إلى صفد يوم الخميس تاسع ربيع الأول وأقام بها شهرين ثم مسك وحمل إلى الديار المصرية.
وأمّا أمين الملك فإنه وصل إلى دمشق يوم الخميس ثاني شهر ربيع الأول، وتوجّه منها إلى طرابلس، وقرّر له معلوم وافر زيادة على من تقدّمه
(3)
.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
خبر نيابة صفد في: نهاية الأرب 32/ 280 - 282، وتاريخ سلاطين المماليك 167، والبداية والنهاية 14/ 86.
[وفاة شهاب الدين أحمد بن مظفّر الكلابي]
629 -
وفي يوم الأحد الخامس من شهر ربيع الأول توفي الشيخ شهاب الدين، أبو العباس، أحمد بن مظفّر
(1)
بن أبي القاسم بن إسماعيل بن الحسن الكلابي، الدمشقي، المعروف بابن العصيفير، وصلّي عليه عصر اليوم المذكور بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الباب الصغير.
وسألته عن مولده فذكر أنّه ولد قبل موت الملك الأشرف موسى بسنة، وكانت وفاته في سنة خمس وثلاثين وستماية.
وولّي مرّة نيابة الولاية بباب البريد، وكان عليه وقف يرتزق منه. وروى أبوه عن ابن الحرستاني، وذكر لي أنّ بينهم وبين ابن الحرستاني، وابن الحبوبيّ قرابة.
[وفاة تاج الدين إسماعيل بن عيسى المقدسي]
630 -
وفي يوم السبت الرابع من شهر ربيع الأول توفي الشيخ تاج الدين، أبو الفداء، إسماعيل بن عيسى
(2)
بن مسعود بن هارون بن يوسف المقدسي، الصوفي، الأعرج، بالمارستان بدمشق.
ومولده في نصف رمضان سنة ثمان وثلاثين وستماية ببلبيس.
وكان شيخا من أهل القرآن والتصوّف. أقام مدّة صوفيّا بخانقاه خاتون ظاهر دمشق.
وروى لنا من «صحيح مسلم» عن ابن عبد الدائم.
وهو ابن أخي الشيخ أبي بكر الرويس، رحمهما الله تعالى.
[وفاة محمد بن يحيى البيطار]
631 -
وفي يوم الثلاثاء رابع عشر شهر ربيع الأول توفي الشيخ محمد بن يحيى بن عبد الله البيطار
(3)
، الفقيه الحنفي، المقرئ، الناسخ، بالصالحية، ودفن هناك.
وكان رجلا جيّدا، صالحا، وعنده فضيلة، ونسخ كثيرا، وكان الناس يجلسون في دكّانه ويأنسون به، وكان ينسخ كرّاسا في يومه كتابة حسنة، ويضرب بالمطرقة. وكان صديقا للملك أسد الدين ابن المغيث بن المعظّم، وفقيها بالمدارس التي تحت نظره.
[وفاة محمد بن علي بن الحاج هندي]
632 -
وفي يوم الثلاثاء الرابع عشر من شهر ربيع الأول توفي محمد بن
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
علاء الدين علي بن الحاج هندي
(1)
بن عبيد، ودفن آخر النهار بمقبرة الباب الصغير بتربة لوالده.
/280 أ/وكان في عشر الأربعين.
وكان شابّا حسنا، تاجرا، حسن السيرة، وابتلاه الله ثلاث سنين بالجذام، وتوفّاه على خير.
[وفاة الفقيه شهاب الدين ابن أنس الدمشقي]
633 -
وفي ليلة السبت الثامن عشر من شهر ربيع الأول توفي الشيخ الفقيه، شهاب الدين، أبو العباس، أحمد بن محمد بن أنس
(2)
الدمشقي، الحجازيّ الأصل، الشافعيّ، وصلّي عليه ظهر السبت بجامع دمشق، ودفن بمقابر الصوفية.
وذكر لي أنّ مولده بدمشق في سنة سبع وثلاثين وستماية تقريبا.
وكان رجلا مباركا، فقيها، صالحا، عفيفا، خيّرا، متقنّعا، يحفظ «التنبيه» ويقرئه ويلقّنه ويصحّحه للطلبة، وانتفع به جماعة. وكان فقيها بالمدرسة الناصرية، والمدرسة الظاهرية إلى أن مات، وحجّ غير مرّة، ودخل القاهرة واجتمع بالشيخ عزّ الدين ابن عبد السلام، ودخل بلاد الصعيد، وسمع بدمشق من ابن البرهان «صحيح مسلم» و «موطّأ أبي مصعب» ، وحدّث
(3)
.
[وفاة حسن بن بدر الرهاوي]
634 -
وفي يوم الإثنين العشرين من شهر ربيع الأول توفي الشيخ حسن بن بدر الرهاوي
(4)
، البوّاب بالعذراوية، والمؤذّن بماذنتها
(5)
، ودفن من يومه بمقبرة الصوفية.
وكان رجلا جيّدا له همّة ويعرف بعدّة ألسن. وله أصحاب من الجند.
وكان ولده محمد مات قبله بسنة ونصف بالمحلّة من الديار المصرية.
[وفاة عبد الله ولد المؤلّف]
635 -
وفي ليلة الأربعاء الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول توفي ابني عبد الله، ودفن بكرة النهار عند والدي خارج الباب الشرقيّ، وكان له من العمر سنة
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
انظر عن (ابن أنس) في: معجم شيوخ الذهبي 68 رقم 76.
(3)
وقال الذهبي: «بقيّة، مبارك خيّر، كان يقرئ «التنبيه» للمبتدئين ويحضر الوظائف صائما عقيب صلاة المغرب. زلق من السلّم فوقع إلى صحن الجامع فمات».
(4)
لم أجد له ترجمة.
(5)
هكذا في الأصل. والصواب: «بمئذنتها» .
ونصف ونصف شهر، جعله الله لنا فرطا وذخرا، آمين. وكنت كتبت له الإجازات، وأحضرته على جماعة من الشيوخ.
[وفاة الصدر شرف الدين الأنصاري المعروف بابن الشيرجي]
636 -
وفي بكرة الإثنين السابع والعشرين من شهر ربيع الأول توفي الصدر شرف الدين، أبو الفتح، أحمد بن الصدر الرئيس، فخر الدين أبي الربيع سليمان بن شيخنا القاضي الصدر الكبير، العدل، الزاهد، عماد الدين أبي عبد الله محمد بن الصدر الكبير الزاهد شرف الدين أبي الفتح أحمد بن الشيخ الصدر الرئيس الفاضل، المحدّث، العدل، فخر الدين أبي بكر محمد بن عبد الوهاب بن عبد الله الأنصاري، الدمشقي، المعروف بابن الشيرجي
(1)
، وصلّي عليه ظهر اليوم المذكور/ 280 ب/بجامع دمشق، ودفن بتربتهم المشهورة بمقبرة الباب الصغير.
ومولده في سنة ثلاث وخمسين وستماية. رأيته بخطّه.
وكان من بيت معروف بالرياسة والعدالة، وفيه مروءة وتودّد. وسمع من ابن عبد الدائم، وعمر بن محمد الكرماني، وأبي المظفّر يوسف بن النابلسي، وجماعة، وحدّث، وكان متولّيا نظر المدرسة الشامية الجوّانية وغيرها إلى أن مات، وباشر أيضا نظر الشامية البرّانية مدّة.
وكان والده يباشر نظر الدواوين بدمشق، فلما دخل التتار إلى دمشق سنة غازان صار في خدمتهم لأجل وظيفته، ومات في ذلك الوقت عقيب خروج التتار، فحصل لولده هذا أذى وحبس ومصادرة وتعلّق عليه الدولة والناس، ولم يتخلّص إلاّ بعد شدّة ونكد كثير.
[وفاة أحمد بن سليمان الحوراني]
637 -
وفي عشيّة الإثنين السابع والعشرين من شهر ربيع الأول توفي الشيخ أبو سليمان، أحمد بن سليمان بن سالم بن عبدان
(2)
الحورانيّ الأصل، ثم الصالحي، الفامي، الخبّاز، المعروف بالدّشيشة، وصلّي عليه ظهر الثلاثاء بالجامع المظفّري، ودفن بسفح جبل قاسيون.
ومولده في سنة ستّ وأربعين وستماية تقريبا بالصالحية.
ذكر الشيخ شرف الدين ابن الحافظ يوم جنازته قال: هو من أقراني. وكان عريفنا في الكتّاب، فسمع من خطيب مردا، وروى عنه.
وكان مشهورا في الصالحية، ودكّانه مقصودة.
(1)
انظر عن (ابن الشيرجي) في: السلوك ج 2 ق 1/ 187 وفيه «السيرجي» ، والدرر الكامنة 1/ 138 رقم 390.
(2)
انظر عن (ابن عبدان) في: الدرر الكامنة 1/ 138 رقم 388، ومعجم شيوخ الذهبي 33 رقم 25.
ربيع الآخر
[وفاة الأديب تقيّ الدين ابن حسّان التلّي]
638 -
في ليلة السبت الثالث من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ الإمام، الفاضل، الزاهد، الأديب، البارع، تقيّ الدين، أبو محمد، عبد الله بن الشيخ أحمد بن تمّام
(1)
بن حسّان التلّي
(2)
، ثم الصالحي، الحنبليّ، ودفن من الغد قبل الظهر عند أبويه بمقابر المرداويّين، بالقرب من تربة الشيخ أبي عمر بسفح قاسيون.
ومولده في سنة خمس وثلاثين وستماية.
ذكر لي أنّ الشيخ العماد بن العماد أخبره بذلك.
وحجّ في سنة إحدى وخمسين وستماية وهي سنة حجّ ابن وداعة. وفيها حجّ الشيخ شمس الدين ابن أبي عمر.
وكان شيخا فاضلا، بارعا في الأدب، حسن الصحبة، مليح المحاضرة، صحب الفضلاء والفقراء، وتخلّق بالأخلاق/281 أ/الجميلة، وقرأ النحو على الشيخ جمال الدين ابن مالك وعلى ولده بدر الدين، وصحبه ولازمه مدّة، وأقام بالحجاز مدّة، واجتمع بالتّقيّ الحوراني، وابن سبعين، وسافر وطوّف وأقام بالديار المصرية مدّة، وسمع الحديث من ابن قميرة، وتفرّد عنه بالجزء الرابع من «حديث الصفّار» عن المرسي، واليلداني، وخطيب مردا، والكفر طابي، وإبراهيم بن خليل، وجماعة.
وخرّج له فخر الدين ابن البعلبكّيّ «مشيخة» قرأتها عليه، وكتبت عنه من نظمه، وكان زاهدا متقلّلا من الدنيا، لم يكن له أثاث ولا طاسة ولا فراش ولا سراج ولا زبديّة، بل كان بيته خاليا من ذلك كلّه.
حدّثني بذلك أخوه الشيخ محمد.
وقال (لي)
(3)
القاضي شهاب الدين محمود الكاتب: صحبته من أكثر من خمسين سنة، وأثنى عليه ثناء جميلا، وعظّمه وبجّله ووصفه بالزهد والقناع من الدنيا.
وذكر نحو ما ذكر أخوه.
(1)
انظر عن (ابن تمّام) في: الذيل على تالي كتاب وفيات الأعيان 182 رقم 311، وذيل تاريخ الإسلام 165 رقم 535، ومعجم شيوخ الذهبي 255 رقم 348، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 371،372، وأعيان العصر 2/ 641 - 648 رقم 850، والبداية والنهاية 14/ 90، وفوات الوفيات 2/ 161، وتذكرة النبيه 2/ 90 - 92، ودرّة الأسلاك 2/ورقة 215، والدرر الكامنة 2/ 346 رقم 2104، وشذرات الذهب 6/ 48.
(2)
في البداية والنهاية 14/ 90 «البلي» .
(3)
كتبت على هامش المخطوط.
وقال عزّ الدين، الحسن بن أحمد الإربلي المتطبّب: كتب لي الشيخ تقيّ الدين ابن تمّام مدرجا بخطّه يشتمل عدّة قصائد، منها:
أسكّان المعاهد من فؤادي
…
لكم في كلّ جارحة
(1)
سكون
أكرّر فيكم، أبدا، حديثي
…
فيحلو والحديث بكم
(2)
شجون
وأنظمه عقودا
(3)
…
من دموعي
فتنثره المحاجر والجفون
وأبتكر المعاني في هواكم
…
وفيكم كلّ قافية تهون
وأسأل عنكم الركبان تصبّرا
(4)
…
وسرّ هواكم سرّ مصون
وأغتبق النسيم لأنّ فيه
…
شمائل من معاطفكم تبين
فكم لي في محبّتكم غرام
…
وكم لي في الغرام بكم فنون
(5)
وقال أيضا من قصيدة:
بيض الوجوه إذا افترّت مباسمهم
…
فاللؤلؤ الرطب حلو كلّه نسق
تقسّم الحسن عنهم في الأنام
…
كما تجمّع الفضل فيهم وهو مفترق
كم زرتهم وغصون الدّوح دانية
…
أجني الثمار بها عفوا وأرتزق
/281 ب/هم الذين دعوني عبدهم، صدقوا
…
لمّا استرقّوا وقد منّوا وما عتقوا
تحلوا الأحاديث عنهم كلّما ذكروا
…
فكيف إن شافهوا يوما بما نطقوا
إنّي لأشكر ما أولوه من نعم
…
شكرا عليه قلوب الخلق تتّفق
وقال:
يا من عوتبت عواذلي في حبّه
…
وأطعت قلبي في هواه وناظري
لي في هواك صبابة عذريّة
…
علقت بأذيال النسيم الحاجري
وحديث وجدي في هواك مكمد
…
فلذلك يحلو إذ يمرّ بخاطري
خيّمت في قلب
(6)
…
وسكنت طيّ جوانحي وسرايري
قسما بما يثني الصبا من ذابل
(7)
…
يختال بالقمر المنير الزاهر
ما حلّ في قلبي سواك ولا خلّى
…
إلاّ هواك منادمي ومسامري
(1)
في البداية والنهاية: لكم في كل خافق منه.
(2)
في البداية والنهاية: «والحديث له» .
(3)
في البداية والنهاية: «وأنظمه عقيقا» .
(4)
في البداية والنهاية: «الركبان سرّا» .
(5)
الأبيات في البداية والنهاية 14/ 90.
(6)
طمس مقدار كلمتين، والاستدراك من نسخة ليدن 2/ 178.
(7)
طمس مقدار أربع كلمات، والاستدراك من نسخة ليدن.
كيف السبيل إلى وصالك في الكرى
…
والطيب يجنح عن جفون الساهر
يا هاجري هلك النسابة في الهوى
…
ولها عليك وما لها من آخر
وقال:
عينيك
(1)
…
لا تبدي محاسنك التي
شغلت بها فكري وأودعتها قلبي
ولا تثن عن أعطافك القدّ مائسا
…
وصن سحر عينيك التي سلبت لبّي
ولا ترم ()
(2)
…
من لحظ بطرفك عامدا
فلحظك أمضى في القلوب من القضب
تبسّمت عن ثغر كان حبا به
…
يفوق انتظام الدّرّ باللؤلؤ الرطب
ففي كلّ معنى منك زاد بي الهوى
…
وأحلى الهوى ما زاد في شغف الحبّ
ولي فيك أنفاس تفيض دوامعا
…
وحسبي إذا فاضت جفوني بها حسبي
أراك فأسلو كلّ شيء أريده
…
وبمرآك الذي حسنه يسبي
وأنت إلى نفسي ألذّ من المنى
…
وأحلى إلى قلبي من البارد العذب
وقرأت عليه جزءا يشتمل على أكثر من مايتين وعشرين بيتا، كتبه لي المولى بدر الدين ولد الشيخ علاء الدين ابن غانم، وهو في مدح النبيّ صلى الله عليه وسلم، وفيه قصيدة في وقعة شقحب.
[وفاة علم الدين ابن دراده القرشي]
639 -
وفي عشيّة الأحد الحادي عشر من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ علم الدين، أبو العباس، أحمد بن/282 أ/عبد الرحمن بن عبد الكريم بن علي بن جعفر بن دراده
(3)
القرشي، المصري بالقاهرة، ودفن يوم الإثنين وقت الظهر.
سمع من ابن رواج كتاب «المحدّث الفاصل» للرامهرمزيّ، و «الناسخ والمنسوخ» لأبي داود، و «سؤآلات ابن الجنيد يحيى بن معين» ، و «مجلس القطّان» ، و «اشتقاق الأسماء» للخلاّل، ومجلسا من «حديث ابن المظفّر» ، وجزءا من «حديث أبي يعلى الخليلي، و «مجلس السلمي» طريق بالويه، وغير ذلك. سمع منه الطلبة والرحّالون.
ولي منه إجازة في سنة ثلاث وثمانين وستماية.
وكان ساكنا بتربة الصالح بالقرافة الكبرى، وطعن وضعف بصره.
وسمعت من عمّه جمال الدين محمد.
ولم أسمع منه.
(1)
الصواب: «عيناك» ، وفي نسخة ليدن 2/ 178 «بعينيك» .
(2)
بياض مقدار كلمة واحدة، والاستدراك من نسخة ليدن 2/ 179.
(3)
انظر عن (ابن دراده) في: ذيل تاريخ الإسلام 163 رقم 517، والدرر الكامنة 1/ 167 رقم 423.
[وفاة شمس الدين محمد بن أحمد الآمدي]
640 -
وفي عشيّة الثلاثاء ثالث عشر من شهر ربيع الآخر توفي شمس الدين محمد بن الفقيه، العالم، شهاب الدين، أحمد بن المخلص
(1)
بن محمد الآمدي، الخيّاط جدّه، ودفن يوم الأربعاء بمقابر باب الفراديس.
مات شابّا من خمسة
(2)
وعشرين سنة.
حفظ عدّة كتب، ورتّب بالمدارس، وتزوّج وولد له.
وكان أبوه فقيها، فاضلا، صالحا، مات أيضا شابّا، وفقدهما المخلص المذكور، فقد الولد، ثم فقد ولد الولد، ثم مات بعدهما بمدّة قريبة، رحمهم الله.
[الإشارة لابن تيمية بترك الفتوى]
وفي يوم الخميس منتصف شهر ربيع الآخر اجتمع قاضي القضاة شمس الدين الحنبلي بالشيخ العلاّمة تقيّ الدين ابن تيميّة، وأشار بترك الإفتاء (في مسألة الحلف بالطلاق)
(3)
فقبل الشيخ إشارته وعرف نصيحته (وأجاب إلى)
(4)
ذلك (رعاية لخاطره وخواطر الجماعة المفتين)
(5)
.
[وفاة الفقيه نجم الدين ابن هلال]
641 -
وفي يوم الخميس بعد أذان العصر الثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ الفقيه، الإمام، المقرئ، الزاهد، نجم الدين، أبو العباس، أحمد بن محمد بن صبح
(6)
بن هلال، إمام مسجد ابن القيسراني بالشارع ظاهر القاهرة، وصلّي عليه بسوق الخيل تحت القلعة المنصورة، وكانت جنازته مشهورة حضرها خلق كثير لم يسعهم المصلّى، ودفن يوم الجمعة قبل الصلاة.
سمع من ابن البرهان، والنجيب عبد اللطيف الحرّاني، وبعض أصحاب البوصيري. وكان فقيها، وينسخ بمسجده، وحدّث.
جمادى الأولى
[المنع من الفتوى في مسألة الحلف بالطلاق]
في يوم السبت مستهلّ جمادى الأولى ورد البريد إلى دمشق/282 ب/ومعه
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
الصواب: «من خمس» .
(3)
ما بين القوسين غير مقروء في الأصل، أثبتناه من: البداية والنهاية 14/ 87، ونسخة ليدن 2/ 181.
(4)
ما بين القوسين غير مقروء في الأصل، أثبتناه من: البداية والنهاية 14/ 87، ونسخة ليدن 2/ 181.
(5)
ما بين القوسين غير مقروء في الأصل، أثبتناه من: البداية والنهاية 14/ 87، ونسخة ليدن 2/ 181.
(6)
انظر عن (ابن صبح) في: الدرر الكامنة 1/ 268 رقم 690.
كتاب السلطان بالمنع من الفتوى في مسألة
(1)
الحلف بالطلاق التي رآها الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّة وأفتى بها وصنّف فيها، والأمر بعقد مجلس في ذلك فعقد يوم الإثنين ثالث الشهر المذكور بدار السعادة، وانفصل الأمر على ما أمر به مولانا السلطان-أعزّ الله أنصاره-ونودي بذلك في البلد يوم الثلاثاء رابع الشهر المذكور
(2)
.
[إمساك الأمير سيف الدين طغاي]
وفي عاشر جمادى الأولى وصل الخبر إلى دمشق بمسك الأمير سيف الدين طغاي من صفد، وأنّ ذلك وقع في يوم السبت ثامن الشهر المذكور، وحمل إلى الديار المصرية،.
ومسك أيضا بالديار المصرية جماعة من أصحابه
(3)
.
[نيابة صفد وقلعة دمشق]
ونقل الأمير سيف الدين أرقطاي من نيابة حمص إلى نيابة صفد
(4)
.
وولّي النيابة بحمص الأمير بدر الدين القرماني
(5)
.
ونقل (عزّ الدين)
(6)
النائب بقلعة دمشق إلى نيابة الكرك، وعوّض عنه بقلعة دمشق الأمير سيف الدين بهادر الشمسيّ
(7)
.
[مقتل رشيد الدولة الهمداني]
642 -
وفي شهر جمادى الأولى في النصف الثاني منه قتل رشيد الدولة
(8)
، أبو الفضل، فضل الله بن أبي الخير بن عالي الهمداني، المشهور برشيد الطبيب.
(1)
في الأصل: «مسلة» .
(2)
خبر المنع من الفتوى في: البداية والنهاية 14/ 87، والسلوك ج 2 ق 1/ 185.
(3)
خبر إمساك الأمير طغاي في: نهاية الأرب 32/ 281،282، والبداية والنهاية 14/ 87.
(4)
خبر نيابة صفد في: نهاية الأرب 32/ 282، والسلوك ج 2 ق 1/ 183.
(5)
خبر حمص في: نهاية الأرب 32/ 282، والبداية والنهاية 14/ 87، والسلوك ج 2 ق 1/ 183.
(6)
ما بين القوسين عن هامش المخطوط.
(7)
خبر قلعة دمشق في: نهاية الأرب 32/ 282.
(8)
انظر عن (رشيد الدولة) في: الذيل على تالي كتاب وفيات الأعيان 183،184 رقم 312، ونهاية الأرب 32/ 292،293، والتذييل على دول الإسلام 2/ 225، وذيل تاريخ الإسلام 148،149 رقم 486، وتاريخ ابن الوردي 2/ 268، والوافي بالوفيات 24/ 78، وأعيان العصر 4/ 41 - 44 رقم 1347، والبداية والنهاية 14/ 87، ونثر الجمان 2/ورقة 122 ب، ودرّة الأسلاك 2/ورقة 216، وتذكرة النبيه 2/ 97،98، والسلوك ج 2 ق 1/ 189، والدرر الكامنة 3/ 233 رقم 590، وشذرات الذهب 6/ 44، ومعجم الأطباء 339.
وكان بعد موت خربندا قد عزل من وظائفه ومناصبه ودارى بجملة كثيرة من الأموال، ثم إنّه نسب إلى أنّه سقى خربندا السّمّ، فطلب على البريد إلى المدينة السلطانية، وأحضر بين يدي جوبان، وقيل له: أنت قتلت الملك. فقال: كيف أفعل ذلك، وأنا كنت رجلا يهوديّا عطّارا طبيبا، ضعيفا بين الناس، فصرت في أيامه وأيام أخيه متصرّفا في أموال المملكة، ولا يتصرّف النوّاب والأمراء في شيء إلاّ بأمري، وحصّلت في أيامهما من الأموال والجواهر والأملاك ما لا يحصى، فأحضر الطبيب الجلال بن الحزان طبيب خربندا، فسألوه عن موت خربندا وقالوا له: أنت قتلته.
فقال: إنّ الملك أصابته هيضة قويّة، فأسهل بسببها نحو ثلاثماية مجلس، وتقيّأ قيئا كثيرا، فطلبني وعرض عليّ هذا الحال. فاجتمع الأطبّاء بحضور الرشيد على إعطائه أدوية قابضة مخشنة للمعدة والأمعاء، فقال الرشيد: عنده امتلاء، /283 أ/وهو يحتاج إلى الاستفراغ بعد، فسقيناه برأيه دواء مسهّلا فانسهل به نحو سبعين مجلسا ومات. وصدّقه الرشيد على ذلك. فقال الجوبان: فأنت يا رشيد قتلته، فأمر بقتله، واستأصلوا جميع أمواله وأملاكه، وقتلوا قبله ولده إبراهيم من أبناء ستّة
(1)
عشر سنة.
وحمل رأس الرشيد إلى تبريز، ونودي عليه: هذا رأس اليهوديّ الذي بدّل كلام الله، لعنه الله، وقطّعت أعضاؤه، وحمل كلّ عضو إلى جهة، وأحرقت الجثّة، وقام في ذلك الوزير علي شاه التبريزي.
وكان قتل الرشيد وهو من أبناء الثمانين. وخلّف عدّة أولاد. وله مصنّفات وعمائر عظيمة، وكانت رتبته فوق رتبة الوزير.
حرّر ذلك عزّ الدين الإربلي، ولخّصته من خطّه.
وكان الرشيد عدوّا للإسلام تستّر بالإسلام، وكان ملحدا، ولما قدم علينا تاج الدين الأفضلي التبريزي حاجّا إلى دمشق في رمضان من هذه السنة زرناه، فذكر قتل الرشيد والنداء عليه، وقال: قتله أعظم من قتل ماية ألف من النصارى، فإنّه كان يكيد الإسلام.
قال عزّ الدين الإربلي: والأفضلي كان قد تكلّم في الرشيد مرة وقال: هو يهوديّ وقد بدّل كلام الله، فغضب الرشيد لينتقم لنفسه منه، فاختفى الأفضليّ منه مدّة، ثم وقعت منه شناعة فعفى
(2)
عنه وطلبه إليه وطيّب قلبه وخلع عليه خلعة (. . .)
(3)
فلم يقبلها منه، وبقي في نفس الأفضليّ عليه (يذمّه حيّا وميتا)
(4)
،
(1)
الصواب: «ست» .
(2)
الصواب: «فعفا» .
(3)
مطموسة في الأصل، والتقرير من نسخة ليدن 2/ 185.
(4)
طمس في الأصل، وما بين القوسين من نسخة ليدن 2/ 85.
والرشيد أدخله في الإسلام كرها، وقد كان (يناصح المسلمين ويخدمهم)
(1)
في كل الأحوال.
وحكى لنا نجم الدين قاضي الرحبة ما رآه من الرشيد من الشفقة على أهل الرحبة والسّعي لهم في حقن دمائهم
(2)
وكيف ساعدهم على خلاصهم من الشرّ وإصلاح أمورهم مع الملك، وقال لهم: كل ما يجري يعلم به مخدومكم، يعني السلطان الملك الناصر، وله في تبريز مآثر
(3)
عظيمة من البرّ، وكان مشغولا بسعادته عن معاداة الإسلام وكيده، ولم يكن يتبع إلاّ أعداءه ومن يقصد أذاه/283 ب/سواء كان مسلما أو كافرا أو صالحا أو فاسقا.
جمادى الآخرة
[وفاة علاء الدين ابن طاهر القرشي]
643 -
في ليلة الجمعة السادس من جمادى الآخرة توفي الشيخ علاء الدين، أبو الحسن، علي بن
(4)
شيخنا كمال الدين محمد بن الشيخ أبي محمد عبد الله بن الشيخ المسند المحدّث أبي طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر القرشي، الخشوعي
(5)
، الدمشقي، الكلوتاتيّ
(6)
، وصلّي عليه عقيب صلاة الجمعة بجامع دمشق، ودفن بسفح قاسيون بالقرب من تربة صاحب كيلان.
ومولده في سنة أربع وأربعين وستماية تقريبا بدمشق.
سمع من جدّه المذكور وروى عنه، وكان يسافر في طلب الورق والتكسّب، ودخل البلاد ولازم السفر نحو خمس عشرة سنة، وأقام بنابلس مدّة.
[وفاة قاضي القضاة زين الدين ابن خلف النويري]
644 -
وفي آخر ليلة الأربعاء الحادي عشر من جمادى الآخرة توفي قاضي القضاة زين الدين، أبو الحسن، علي بن مخلوف بن ناهض
(7)
بن مسلّم بن منعم بن
(1)
طمس في الأصل، وما بين القوسين من نسخة ليدن 2/ 85.
(2)
في الأصل: «دماهم» .
(3)
في الأصل: «ما اثر» .
(4)
الصواب: «ابن» .
(5)
انظر عن (الخشوعي) في: معجم شيوخ الذهبي 378،379 رقم 545، والدرر الكامنة 3/ 109 رقم 243.
(6)
الكلوتاتي: نسبة إلى الكلوتة: أو كلفتاة، لباس رأس مصنوع من القماش المزركش على هيئة طاقية كانت تلبس إمّا لوحدها أو بعمامة.
(7)
انظر عن (ابن ناهض) في: ذيل تاريخ الإسلام 159 رقم 502، وذيل العبر 97، والوافي
خلف النويري، المالكي، الحاكم بالديار المصرية بالقاهرة، ودفن يوم الأربعاء قريب الظهر بسفح المقطّم، وصلّينا عليه بجامع دمشق يوم الجمعة العشرين من الشهر المذكور.
ومولده بالنويرة من أعمال البهنساوية من ديار مصر في سنة أربع وثلاثين وستماية.
وسمع من الإمام شرف الدين الرضيّ في سنة ثلاث وخمسين وستماية، وروى عنه، وسمع أيضا من الشيخ عزّ الدين بن عبد السلام، وغيرهما، وولّي قضاء الديار المصرية في أواخر سنة خمس، وكانت ولايته عقيب وفاة ابن شاس، وطالت مدّته.
وكان كثير المروءة والاحتمال، وله إحسان إلى الفقهاء والعدول ومن يقصده. وكان فقيها مالكيّا، وقد درب الأحكام وفصل القضايا.
[قضاء المالكية بمصر]
ووصل الخبر في التاريخ المذكور أنّه عيّن لقضاء المالكية بديار مصر، عوضا عن ابن مخلوف تقيّ الدين ابن الإخنائي، وتاج الدين ابن النظام، وابن بنت الشاذلي، وغيرهم. ورجّح ابن الإخنائي، وولّي القضاء، وهو فقيه صالح، متقشّف، معروف بالعلم والدين، من خيار عباد الله المؤمنين
(1)
.
[وفاة برهان الدين ابن أبي العلاء المقرئ]
645 -
(وفي)
(2)
/284 أ/يوم الجمعة الثالث عشر من جمادى الآخرة توفي برهان الدين، إبراهيم بن أبي العلاء المقرئ، المعروف بابن شغلان
(3)
، ودفن يوم السبت بسفح قاسيون.
وكان رجلا جيّدا كثير الصبر والاحتمال، مشهورا بالقراءة، مقصودا في الختمات، وكان يشهد عند المدرسة المسمارية، وله منزل في التربة الظاهرية. ومات كهلا.
[وفاة جمال الدين عبد الغني الرسعني]
646 -
وفي يوم السبت الرابع عشر من جمادى الآخرة توفي جمال الدين، أبو
= بالوفيات 22/ 189، وأعيان العصر 3/ 543 - 545 رقم 1236، والبداية والنهاية 14/ 90، وتذكرة النبيه 2/ 92، والسلوك ج 2 ق 1/ 199، والدرر الكامنة 3/ 127، والنجوم الزاهرة 9/ 242 ورفع الإصر 2/ 405، وحسن المحاضرة 1/ 458، وشذرات الذهب 6/ 49، ونيل الابتهاج 204.
(1)
خبر قضاء المالكية في: البداية والنهاية 14/ 87.
(2)
تكرّرت في الأصل.
(3)
انظر عن (ابن شغلان) في: البداية والنهاية 14/ 91.
محمد، عبد الغني بن الشيخ الصالح (عروة)
(1)
بن عبد الصمد بن عثمان الرسعني
(2)
، ودفن من يومه قبل الظهر بمقبرة الشيخ رسلان خارج باب توما.
وكان شيخا جاوز الثمانين.
وسمع بحلب في سنة أربع وأربعين وستماية على الشيخ عزّ الدين عبد الرازق المطعم، المعروف بالمحدّث. وكان حسن الخلق، خفيف الروح، يتردّد إلى الأعيان وغيرهم من جميع الطوائف ويحاضرهم ويلاطفهم ويستجدي
(3)
منهم.
وذكر لي أنه كان يعالج من يلقاه بكرة ويدور، وما يرجع إلى منزله إلاّ بعشرة دراهم ونحوها في غالب الأوقات، وينفق على عياله ويوسّع عليهم، غفر الله له ورحمه.
[وفاة عماد الدين ابن اللهيب الأزدي]
647 -
وفي يوم الخميس وقت العصر ثاني عشر جمادى الآخرة توفي الشيخ الفقيه، الإمام، الشريف، عماد الدين، أحمد بن جمال الدين عبد العزيز بن عماد الدين أحمد بن (جعفر)
(4)
بن عزيز اللهيب
(5)
الأزدي، المالكيّ، ودفن يوم الجمعة بالقرافة.
ومولده في سنة ثمان وأربعين وستماية.
سمع «صحيح مسلم» من (ابن البرهان)
(6)
، وحدّث وكان فقيها معيدا، يشهد بالقلعة.
[وفاة جلال الدين ابن أبي القاسم طبّاخ الصوفية]
648 -
وفي جمادى الآخرة توفي الشيخ الإمام، جلال الدين، محمد بن جمال الدين محمد بن عيسى
(7)
بن الحسين بن أبي القاسم القاهري، الصوفي، طبّاخ الصوفية بالقاهرة.
وكان خادم (الصوفية)
(8)
أيضا بخانقاه سعيد السعداء. سمع من ابن القميرة
(1)
بياض مقدار كلمة، والإستدراك من: الدرر الكامنة، ونسخة ليدن 2/ 188.
(2)
انظر عن (الرسعني) في: الدرر الكامنة 2/ 388 رقم 2460.
(3)
بياض مقدار كلمة، والاستدراك من نسخة ليدن 2/ 188.
(4)
طمس مقدار كلمة، واستدراك من نسخة ليدن 2/ 189.
(5)
لم أجد له ترجمة، وهو في نسخة ليدن 2/ 189 «الإمام العدل عماد الدين عبد العزيز بن عماد الدين أحمد بن جعفر بن عمر بن المهلّب الأزدي» .
(6)
طمس في الأصل. والمثبّت من نسخة ليدن 2/ 189.
(7)
انظر عن (ابن عيسى) في: ذيل تاريخ الإسلام 162 رقم 515.
(8)
طمس مقدار كلمة، وهي من نسخة ليدن 2/ 189.
كتاب «الفرج بعد الشدّة» لابن أبي الدنيا، وسمع من الساوي «المنامات» للبرداني، وسمع من ابن الجمّيزي «الأربعين» التي له، تخريج الرشيد العطار، وسمع من سبط السلفي «الأربعين البلدانية» للسلفي، والسابع/284 ب/من «المحامليّات» ، وحدّث.
وسمع منه الناس.
وحدّث أبوه أيضا في سنة ثمانين وستماية عن الساوي.
رجب
[عزل نائب قاضي القضاة ابن صصرى]
في يوم الجمعة رابع رجب عزل قاضي القضاة نجم الدين ابن صصرى الشافعي نايبه القاضي نجم الدين الدمشقي عن الحكم، وبقي معزولا جمعة، ثم أعيد وباشر يوم الجمعة حادي عشرة.
[وفاة أم قضاة سديديّة]
649 -
وفي ليلة السبت خامس رجب توفيت المرأة الصالحة، أمّ قضاة، سديديّة
(1)
بنت عزّ القضاة علي بن محمد بن أبي النمر، أخت الشيخ فخر الدين إسماعيل بن عزّ القضاة، ودفنت يوم السبت بسفح جبل قاسيون بالقرب من التربة الزاهرية.
وكانت امرأة صالحة جاوزت الثمانين، ولها أوراد وعبادة وسلامة صدر.
ذكرت لي أنها أصغر من أخيها بخمس سنين، وكان مولده سنة ثلاثين وستماية.
وذكرت أنّ والدها توفي وعمرها سبع سنين في زمن الخوارزمية، وكانت أمّها من جواري
(2)
الملك المعظّم بن العادل.
وهي زوجة شيخنا رضيّ الدين، جعفر بن دبوقا المقرئ الضرير.
وكان أخوها فخر الدين المذكور يتردّد إليها في كل يوم محبّة لها وحنوّا عليها، ومات في بيتها، رحمهم الله تعالى.
[وفاة شهاب الدين ابن جوشن التميمي]
650 -
وفي يوم الثلاثاء بعد العصر ثامن رجب توفي الشيخ الصالح، شهاب الدين، أبو العباس، أحمد بن الشيخ شمس الدين محمد، ويسمّى جوشن بن دغفل
(3)
بن غالي بن جوشن التميمي، الداري، المزّي
(4)
، بجنينته
(1)
لم أجد لها ترجمة.
(2)
في الأصل: «من جوار» .
(3)
انظر عن (ابن دغفل) في: معجم شيوخ الذهبي 70،71 رقم 81 وفيه:«دعفل» ، والدرر الكامنة 1/ 262 رقم 677 وفيه:«دعبل» .
(4)
في المعجم: «المزني» ، وفي الدرر مضبّبة.
بقرية المزّة، وصلّي عليه ضحى نهار الأربعاء، ودفن بمقبرة لهم بالمزّة.
وسألته عن مولده فقال؛ في الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ستّ وثلاثين وستماية (بدمشق بدرب)
(1)
الفراش.
سمع من خطيب مردا، وروى عنه. وكان من أهل المزّة، وله سكن في البلد أيضا.
وقال لي شمس الدين محمد بن إبراهيم بن منصور المزّي: كان هذا الرجل ديّنا، حسن المعاملة، عليه سكينة ووقار. وكان كثير الخير، قليل الشرّ، ملازما لبيته، حسن الاعتقاد في الناس.
[لبس الأمير يوسف ابن الملك الأوحد الخلعة]
وفي يوم الخميس عاشر رجب لبس الأمير صلاح الدين يوسف بن الملك الأوحد شاذي بن الملك الزاهر داود بن الملك المجاهد شيركوه بن ناصر الدين محمد بن/285 أ/أسد الدين شيركوه بن شاذي خلعة الإمرة بدمشق، وكان قد سافر إلى الديار المصرية وقدّم تقدمة حسنة، وأقبل عليه السلطان وأكرمه ورسّم له بالإمرة
(2)
.
[خروج المحمل السلطاني]
وفي يوم الإثنين الرابع عشر من رجب أخرج المحمل السلطاني من قلعة دمشق وطافوا به حول البلد، وحضر الأمراء والقضاة وأرباب المناصب على العادة، وعيّن لإمرة الحاجّ الأمير علاء الدين ابن معبد والي البرّ، وحمل السنجق بعد ذلك وأيام الجمع إلى الجامع المعمور على العادة.
[وفاة عزّ الدين ابن بشر]
651 -
وفي عشيّة الإثنين الرابع عشر من رجب توفي عزّ الدين، عبد العزيز بن علاء الدين علي بن بشر
(3)
الحرّاني، التاجر ابن أخت الشيخ أمين الدين ابن شقير، وصلّي عليه ظهر الثلاثاء بجامع دمشق، وحضر الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّة من المزّة إلى سوق الخيل فصلّى عليه، ثم رجع إلى المزّة، وكان إذ ذاك مقيما بها، ودفن بسفح قاسيون، وأصيبت به والدته.
وكان رجلا جيّدا فيه خير ودين.
(1)
طمس في الأصل. وما أثبتناه من نسخة ليدن 2/ 191.
(2)
خبر لبس الأمير في: البداية والنهاية 14/ 87،88.
(3)
لم أجد له ترجمة.
عاش خمسا وأربعين سنة.
وكان أخوه شهاب الدين أحمد مات قبله بأربع سنين بالقاهرة
(1)
، رحمهما الله تعالى.
[وفاة أبي الوليد محمد التجيبي القرطبي]
652 -
وفي يوم الجمعة وقت أذان الجمعة الثامن عشر من رجب توفي الشيخ الإمام، العالم، السيد، الزاهد، الورع، بقيّة السلف، أبو الوليد، محمد بن الإمام أبي القاسم أحمد بن الإمام الكبير القاضي أبي الوليد محمد بن أبي القاسم أحمد بن عبد الله بن أبي جعفر أحمد بن خلف بن إبراهيم بن أبي عيسى التجيبي
(2)
، القرطبي، ثم الإشبيلي، المعروف بابن الحاج، ونودي له في البلد، وصلّي عليه عقيب العصر بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الباب الصغير جوار الفندلاوي، وحضره جمع كثير، واتفق الناس على الثناء عليه ووصفه بالصلاح والجلالة.
ومولده بإشبيلية يوم الثلاثاء السابع والعشرين من ذي الحجّة سنة ثمان وثلاثين وستماية، رحمه الله تعالى.
وأسلافه كانوا بقرطبة من زمن عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، وانتقل جدّه إلى إشبيلية بسبب الفرنج، وولّي قضاءها، ومات/285 ب/أبوه ثم جدّه كلاهما في سنة إحدى وأربعين وستماية. وكانت لهم أموال جمّة ونعم كثيرة تمحّقت بسبب الانتزاح من قرطبة، ثم بسبب مصادرة ابن الأحمر، فإنه أخذ من جدّه القاضي أبي الوليد عشرين ألف دينار في مدّة شهر، وأرسلوا كتبهم إلى سبتة فعدمت. وربّي أبو الوليد هذا يتيما عند أمّه وانتقلوا إلى شريش وإلى غرناطة، ثم أقام هو بتونس مدّة خمس سنين، ثم حجّ ورجع مع الشاميّين، وأقام بدمشق من سنة أربع وثمانين وستماية إلى أن مات. وولّي إمامة المالكية بجامع دمشق في نصف ذي الحجّة سنة اثنتين وسبعماية، ولم يزل ملازما لها إلى حين موته. وسمع في مدّة إقامته بدمشق هو ووالده من شيخنا ابن البخاري وجماعة من الشيوخ، وحدّث، وعرض عليه الحكم بدمشق نيابة عن المالكي فامتنع من ذلك.
وكان على طريقة حسنة، وكتب بخطّه جملة من الكتب نحو ماية مجلّدة لنفسه
(1)
تكرّرت في الأصل، وشطب على إحداها.
(2)
انظر عن (التجيبي) في: ذيل تاريخ الإسلام 168،169 رقم 542، وذيل العبر 97،98، والإعلام بوفيات الأعلام 302، والوافي بالوفيات 2/ 144، وأعيان العصر 4/ 238،239 رقم 1450، والبداية والنهاية 14/ 91، والسلوك ج 2 ق 1/ 189، والدرر الكامنة 3/ 350،351 رقم 929، والدارس 2/ 6. وفي نسخة ليدن 2/ 193 «. . . محمد بن أبي القاسم أحمد بن محمد بن أبي جعفر أحمد بن خلف».
وإعانة لولديه على الاشتغال بالعلم. واشتغل في مبدأ عمره في الفقه (والعربية واللغة والأدب. وكان قليل الخلطة بالناس، وله عدّة كاملة من الخيل والسلاح أعدّها للغزاة من ماله)
(1)
. وكان له ورد من الليل لم يزل محافظا عليه إلى أن مات. وروي له منامات صالحة.
[وفاة الشجاع عبد الرحيم بن قاسم الأنصاري]
653 -
وفي عشيّة الأربعاء الثالث والعشرين من رجب توفي الشجاع عبد الرحيم بن قاسم بن إسماعيل الأنصاري
(2)
، الدمشقي، المقرئ، المؤذّن، والد ناصح الدين محمد النقيب، وصلّي عليه عقيب الظهر يوم الخميس بجامع دمشق، ودفن بسفح قاسيون بتربة ولده المذكور.
ومولده في حدود سنة أربعين وستماية بدمشق.
روى لنا عن الشيخ شرف الدين، الحسين بن إبراهيم الإربلي، والنجم بن النشبي. وكان رجلا جيّدا، كثير الحجّ والصلاة، وكان يقرأ على الجنائز، ثم ضعف عن ذلك، ولم يزل مؤذّنا بالجامع إلى أن مات.
وهو خال الشيخ شهاب الدين الواعظ المقرئ.
[وفاة محمود الكيلاني]
654 -
وفي ليلة الأربعاء سلخ رجب توفي الشيخ محمود الكيلاني
(3)
، الحنبلي، نائب إمام الحنابلة بجامع دمشق، ودفن من الغد بباب الصغير بالقرب من قبر الشيخ أبي الفرج.
وكان مواظبا على تلقين القرآن والجلوس بالجامع شرقيّ محراب الحنابلة.
[وفاة شرف الدين عبد الرحيم المهراني]
655 -
/286 أ/وفي أواخر رجب توفي شرف الدين، عبد الرحيم بن القاضي بدر الدين إبراهيم بن الشيخ نجم الدين حسن بن إبراهيم بن علي المهراني
(4)
، الكردي، قاضي اللاذقية، بها.
وكان ولّي عدّة جهات في البرّ، وكان شكلا حسنا، كبير العمامة، أسود اللحية.
مات كهلا.
(1)
ما بين القوسين عن هامش المخطوط.
(2)
انظر عن (الأنصاري) في: معجم شيوخ الذهبي 311 رقم 442، والدرر الكامنة 2/ 360 رقم 2402.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
لم أجد له ترجمة.
[السيل بظاهر حمص]
وفي أواخر رجب وردت الأخبار أنه وقع بظاهر حمص سيل وخرّب حائط الميدان وبعض خان السبيل وأماكن، ووصل إلى الخندق، ووقى الله داخل البلد فلم يحصل منه ضرر بسبب نزوله في الخندق
(1)
.
شعبان
[وفاة المقرئ بدر الدين ابن يونس النصيبي]
656 -
في يوم السبت ثالث شعبان توفي الشيخ الأجلّ، الأمين، الثقة، المقرئ، بدر الدين، أبو عبد الله، محمد بن الشيخ أمين الدين عبد المؤمن بن معن بن يونس النصيبي
(2)
، ثم الدمشقيّ، التاجر، ودفن يوم الأحد بمقبرة الباب الصغير ظاهر دمشق.
ومولده في سنة ستّ وخمسين وستماية.
وكان رجلا جيّدا، حسن المعاملة، مشكور السيرة، تاجرا بسوق عليّ، ومقرئا بالتربة الظاهرية، وسمع كثيرا من ابن أبي اليسر، ويحيى بن الحنبلي، وابن النابلسي، والشيخ شمس الدين الحنبلي، وإسماعيل بن العسقلاني، وغيرهم.
[تحرير قبلة جامع دمشق]
وفي يوم الثلاثاء السابع من شعبان خرج المؤقّتون إلى المكان الذي خارج الباب الشرقي عند القبر المعروف بضرار، رضي الله عنه، الذي أمر الصاحب شمس الدين ناظر الدواوين بدمشق ببنائه من ماله جامعا، وحرّروا قبلته.
[اكتمال عمارة جامع نائب السلطنة بدمشق]
وفي شهر شعبان كمل عمارة الجامع الذي أمر نائب السلطنة بالشام المحروس سيف الدين تنكز ببنائه بظاهر دمشق خارج باب النصر في طريق القصير ومقابر الشرقية القريب من دكّان السّمّاق، وأنفق فيه أموال كثيرة، وأقيمت به الجمعة يوم العاشر من شعبان، وخطب به الشيخ الإمام، العلاّمة، المفتي، نجم الدين، علي بن داود بن يحيى الحنفي، المعروف بالقحفازيّ.
وهو من أعيان الفضلاء أصحاب الفنون المتعدّدة. وحضر الواقف ملك الأمراء سيف الدين المذكور، وقضاة القضاة بالشام الأربعة وخلق من العلماء والأمراء، وقرأ
(1)
خبر السيل في: البداية والنهاية 14/ 88.
(2)
لم أجد له ترجمة.
القرّاء أصحاب الصوت، وأنشد المنشدون، /286 ب/وتوفّرت الأدعية للواقف، تقبّل الله منه
(1)
.
[اكتمال عمارة جامع وكيل السلطان بالقبيبات]
وفي هذا الشهر أيضا كملت عمارة الجامع الذي أذن القاضي كريم الدين وكيل السلطان-أعزّ الله نصره-في بنائه من ماله بالقبيبات في آخر ميدان الحصا قبليّ دمشق، وأقيمت فيه الجمعة في سابع عشر شعبان، وخطب فيه الشيخ الإمام، العالم، العامل، الزاهد، العابد، الورع، بقيّة السلف، شمس الدين، محمد ابن الشيخ السيد الزاهد، عبد الأحد بن يوسف بن الزين الحرّاني، ثم الأحمدي، الحنبليّ، وأحسن في أداء الخطبة والتلاوة، وحضر جماعة من القضاة والعلماء وأرباب الدولة، وقصد الناس الصلاة في هذا الجامع والائتمام بالخطيب المذكور لصلاحه وعفّته وحضوره وحسن تلفّظه وتلاوته
(2)
.
[وفاة الأمير عزّ الدين طقطيه الناصري]
657 -
وفي الرابع عشر من شعبان توفي الأمير الكبير عزّ الدين طقطيه
(3)
بن عبد الله الناصري، الجمدار، ودفن بالقبيبات برأس ميدان الحصا.
وكان أميرا بدمشق، وعنده أمين الدين ابن النحاس كاتب فولّي نيابة السلطنة بالكرك، وتأمّر من المذكور وحظي عنده، ثم إنّه عزل وعاد إلى دمشق أميرا. وانتقل أمين الدين المذكور من خدمته إلى ديوان الإنشاء بدمشق.
[وفاة القاضي بهاء الدين ابن همام الوقاري]
658 -
وفي شعبان قبل النصف منه توفي القاضي بهاء الدين، علي بن جمال الدين أبي المنصور
(4)
بن مظفّر بن همّام الوقاري، المعرّي ببيت جنا، وكان قاضيا بها.
وولّي قبل ذلك قضاء الرحبة مدّة سنين، وقبل ذلك كان متولّيا بعرقا، وولّي غير ذلك.
[وفاة الشيخ محمد المعروف بحبيش القطّان]
659 -
وفي شعبان توفي الشيخ محمد المعروف بجيش
(5)
بن محمد بن الشيخ
(1)
خبر اكتمال عمارة الجامع في: البداية والنهاية 14/ 88.
(2)
خبر جامع القبيبات في: البداية والنهاية 14/ 88.
(3)
انظر عن (طقطيه) في: السلوك ج 2 ق 1/ 186، والدرر الكامنة 2/ 227 رقم 2046 وفيه:«طقطاي» .
(4)
لم أجد له ترجمة.
(5)
لم أجد له ترجمة.
نور الدولة علي بن الشيخ إسماعيل المقدسي، ثم الدمشقي، القطّان، المؤذّن بالمطرّزيين.
وكان مشهورا هناك، وقد روى الحديث جماعة من أقاربه.
[وفاة سيف الدين بهادر الصصروي]
660 -
وفي يوم الأربعاء نصف شعبان توفي سيف الدين، بهادر الصصروي
(1)
، الجندي، الساكن بدرب المسرورية، عتيق الزين إسحاق بن إسماعيل بن صصرى، ودفن بسفح قاسيون.
[وفاة عماد الدين داود بن محمد بن موسك]
661 -
وفي يوم الخميس السادس عشر من شعبان توفي عماد الدين، داود بن محمد بن موسك
(2)
، ودفن بسفح قاسيون.
وكان شابّا عاقلا. ربّي هو وأخو الأسد في صيانة/287 أ/وتجمّل. وكان له حظّ وافر من الجمال، وبيتهم بيت إمرة وحشمة.
[وفاة الأمير سيف الدين بلاط]
662 -
وفي يوم الأحد ثامن عشر شعبان توفي الأمير سيف الدين بلاط
(3)
بطرابلس، ودفن هناك.
وكان معروفا بالعقل والديانة وحسن الصحبة، وكان مقدّما في أيام الأمير ركن الدين الششنكير، وحصل له خمول بعد ذلك، ونقل إلى دمشق، ثم إلى طرابلس، وسلّمه الله تعالى لديانته وعقله.
[وفاة أمّ محمد صفيّة بنت البستاني]
663 -
وفي يوم الثلاثاء العشرين من شعبان توفيت أمّ محمد، صفيّة
(4)
بنت شيخنا الصالح أبي العباس، أحمد بن أبي بكر بن عبد الباقي بن علي الصالحي، البستاني، الصحراوي، ببستان الحجّاج، وصلّي عليه ظهر الثلاثاء بالجامع المظفّري بسفح قاسيون.
أجاز لها في سنة خمسين وستماية سبط السلفي، والحافظ عبد العظيم، ومحمد بن الأنجب النعّال، وجماعة. وروت بإجازة السبط.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
انظر عن (صفية) في: معجم شيوخ الذهبي 245،246 رقم 338.
وهي والدة صاحبنا شرف الدين محمد بن الشرف عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبد الله المقدسي الذي توفي من مدّة سنين برأس العين. وكان لها أخت اسمها صفيّة أيضا، واسمها في إجازات المحبّ عبد الله في سنة أربعين ونحوها.
ماتت سنة الخوارزمية، وولدت هذه بعدها، فليعلم ذلك.
[وفاة حميد الدين البخاري]
664 -
وفي ليلة الخميس الثاني والعشرين من شعبان توفي الشيخ حميد الدين
(1)
(. . .)
(2)
البخاري، الحنفيّ، بقلعة دمشق، ودفن من الغد بمقابر الصوفية.
وكان رجلا جيّدا، حسن الهيئة، ووعظ في بعض البلاد على العجم، وقدم دمشق، وولّي إمامة مسجد بالقلعة، عوضا عن العماد إسماعيل الحنفي، رحمه الله، وخلّف أولادا، واستمرّ المسجد لهم، وترك كتبا كثيرة.
[وفاة الفقيه كمال الدين إسحاق الصميدي]
665 -
وفي يوم الجمعة الثالث والعشرين من شعبان توفي الشيخ الفقيه، كمال الدين، أبو منصور، إسحاق بن منصور بن محمد الصميدي
(3)
، الشافعيّ، وصلّي عليه عقيب الجمعة بمصلّى العيدين، ودفن بمقبرة الباب الصغير.
وكان رجلا صالحا، مواظبا على التلاوة وقيام الليل، له ورد لا يتركه. وكان يشهد بالمناخليّين، ويحضر المدارس. وكان تزوّج ببنت الشيخ نجم الدين موسى الشقراوي، الحنبليّ، وسمع معه الحديث من الشيخ شمس الدين ابن أبي عمر، وغيره/287 ب/من أصحاب ابن طبرزد.
وكان من أبناء السبعين.
وهو حمو الشيخ شمس الدين ابن النقيب الشافعيّ.
[وفاة الفقيه محيي الدين يحيى الزواوي]
666 -
وفي يوم السبت الرابع والعشرين من شعبان توفي الشيخ الفقيه، العدل، محيي الدين، أبو زكريّا، يحيى بن يحيى
(4)
بن موسى بن عمر بن عبد العزيز
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
في الأصل بياض.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
انظر عن (يحيى بن يحيى) في: معجم شيوخ الذهبي 647 رقم 971، والدرر الكامنة 4/ 429 رقم 1191 وفيه:«يحيى بن موسى بن عمر» .
الزواوي، المالكيّ، وصلّي عليه ظهر الأحد بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الباب الصغير.
وسألته عن مولده فقال: في سنة ثمان وأربعين وستماية بالديار المصرية، وانتقلت منها إلى دمشق صغيرا، ولم أدخل المغرب، وبعض المالكية كان يذكر أنّ مولده قبل هذا التاريخ بنحو عشر سنين.
وسمع من الرضيّ ابن البرهان، وابن عبد الدائم، وحدّث. وكان رجلا جيّدا فقيها من الشهود المعروفين، أقام مدّة يشهد بمسجد البياطرة، وله معرفة بالفرائض، وعنده ديانة، وفيه تواضع.
وكان الشيخ زين الدين الزواوي ابن عمّة والده، والقاضي جمال الدين أبو يعقوب الزواوي ابن عمّ والده.
[وفاة الطواشي حسام الدين بلال]
667 -
وفي يوم الأحد السادس والعشرين (من)
(1)
شعبان توفي الطواشي، حسام الدين، بلال
(2)
، ودفن بباب الصغير.
وكان خادما على باب التربة الظاهرية.
[وفاة نور الدين علي بن نصير]
668 -
وفي ليلة الجمعة السادس عشر من شعبان توفي الشيخ نور الدين، أبو الحسن، علي بن نصير
(3)
بن يانس بن يحيى الحبّال، الصوفي، بالقاهرة، ودفن يوم الجمعة.
وكان صديقا لذرّية الملك الناصر داود، وسمع «جزء ابن عرفة» ، و «مجلس البطاقة» .
[وفاة شمس الدين ابن إسماعيل المرّي]
669 -
وفي سابع عشر شعبان توفي الشيخ شمس الدين، محمد بن الشيخ كمال الدين، عبد الوهّاب
(4)
بن محمد بن فارس بن حسين بن إسماعيل المرّي، الشافعيّ، بالقاهرة.
سمع من الشيخ زكيّ الدين عبد العظيم، وكان ساكنا بميدان القمح، وإمام مسجد داخل باب الشعرية.
وكان والده من الرواة المشهورين وعدول القاهرة المبرّزين.
(1)
تكرّرت في الأصل.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
لم أجد له ترجمة.
روى لنا عن ابن باقا.
مات في أواخر سنة تسعين وستماية.
والمرّي: نسبة إلى مرّة ابن
(1)
عوف القرشيّ.
شهر رمضان
[وفاة الأمير سيف الدين أرغون السلحدار]
670 -
في يوم الجمعة مستهلّ شهر رمضان توفي الأمير الكبير سيف الدين، أرغون السلحدار
(2)
، الساكن عند دار الطراز بدمشق.
وكان أمير الركب الشاميّ المتوجّه/288 أ/إلى الحجاز في سنة ستّ عشرة وسبع ماية.
[وفاة تاج الدين عبد الرحمن التبريزي]
671 -
ووصل إلى دمشق مع الحجّاج الشيخ تاج الدين، عبد الرحمن بن الشيخ فخر الدين محمد بن الشيخ أفضل الدين أبي حامد التبريزي
(3)
، الشافعي، المعروف بالأفضليّ.
وكنّا سمعنا بذكره وصلاحه ومعاداته للرشيد مشير دولة خربندا في أيام دولته، وأنّه يعظ الناس ويعلّمهم الخير، ولا يقبل لأحد شيئا، وينتفع باليسير فقصدناه زائرين.
وسألته عن مولده فقال: سنة إحدى وستين وستماية بتبريز، ولم أسافر منها غير هذه السفرة، ودعا لنا بدعوات صالحة، وحجّ ورجع مع العراقيين قاصدا بلده، فأدركه أجله ببغداد بعد دخوله إليها بأيام في العشر الأول من صفر، ودفن بمقبرة الشونيزي.
[ولاية ابن النقيب قضاء مدينة حمص]
وفي يوم الإثنين حادي عشر رمضان توجّه من دمشق الشيخ الإمام، شمس الدين، محمد بن الشيخ بدر الدين أبي بكر بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن النقيب الدمشقي، الشافعيّ إلى مدينة حمص متولّيا قضاءها عوضا عن القاضي فخر الدين عثمان بن محمد بن البارزي الحموي، وكان عزل نفسه بسبب ما حصل في حقّه من الأذى من نائب السلطنة يومئذ الأمير بدر الدين القرماني، ووصل إلى دمشق وأقام بها إلى أن انقضا
(4)
رمضان وعاد إلى حماه.
(1)
الصواب: «بن» .
(2)
انظر عن (أرغون السلحدار) في: أعيان العصر 1/ 462 رقم 235.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
الصواب: «انقضى» .
وأمّا الشيخ شمس الدين المذكور فإنّه ولّي
(1)
مخطوبا مطلوبا مرغوبا فيه، وخرج الناس والأعيان لتوديعه، واستناب في جهاته بدمشق.
[خبر علاء الدين النعمان بن دولت شاه]
ووصل أيضا الشيخ علاء الدين، النعمان بن دولت شاه (بن علي)
(2)
الخوارزمي فأقام ليلة وتوجّه إلى باب السلطان بالقاهرة، ثم حجّ من هناك، وأقام بالقاهرة مدّة سنة ونصف، ورجع إلى مخدومه الملك أزبك خان.
وهو رجل فاضل، سافر من بلده وعمره إحدى وعشرون سنة، فطاف البلاد واجتمع بالفضلاء، وحصّل المنطق والجدل والطبّ، وعاد إلى بلده سنة إحدى وسبع ماية، واتّصل بملكها تلك دمر، وخدم عنده طبيبا، وصار كبير أطبّاء المارستان بخوارزم، ثم أوصله إلى الملك تختاي بن بركة ملك بلاد دست القبجاق، فحظي عنده. /288 ب/فلما مات هذا الملك وولي بعده أزبك خان ارتفعت عنده منزلته، وكان يجالسه ويقضي حوائجه وينعم عليه.
وهذا الملك أزبك خان من أبناء الثلاثين عنده إسلام وعقل، وهو حسن الهيئة والصورة، وسيّر مبلغا مع علاء الدين النعمان المذكور ليعمّر ببعضه خانكاه بالقدس، ويفرّق البعض على المجاورين بالحرمين الشريفين.
ومولد النعمان في نصف رمضان سنة سبع وخمسين وستماية بخوارزم
(3)
.
[قدوم نظام الدين القونوي]
وقدم الشيخ الإمام، الفاضل، نظام الدين، محمد بن ركن الدين محمد بن محمود القونويّ
(4)
المولد، والدار، الرازيّ الأصل، المعروف بابن النقيب، من الروم قاصدا الحج، وهو شيخ فاضل.
مولده خامس عشر جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وستماية بقونية، ونشأ بها، وحصّل.
ثم إنّه أقام بأوقات مدرّسا، وله بها ثلاثون سنة، وله معرفة بالأصول والنحو والمنطق والخلاف ومشاركة في الفقه.
(1)
خبر ولاية ابن النقيب في: البداية والنهاية 14/ 88.
(2)
كلمة مطموسة، والمثبت من: الدرر الكامنة 4/ 395 رقم 1082.
(3)
وفي الدرر الكامنة: النعمان بن دولات شاه بن علي الخوارزمي. ولد سنة 47 وكان فاضلا لطيفا، طاف البلاد وفاق في المعقولات، وخدم عند القان أزبك طبيبا وأرسله إلى طقطاي بن بركة صاحب الدشت فحظي عنده وحج سنة 718 وأقام بمصر مدة ثم رجع إلى بلاده سنة 721 وأقام بها إلى أن مات في سنة. . .
(4)
لم أجد له ترجمة.
وهو من أصحاب القاضي سراج الدين الأرموي. وكان أبوه نقيبا بين يديه.
[وفاة الأمير علاء الدين أقطوان الساقي]
672 -
وفي يوم الأحد عاشر رمضان توفي الأمير الكبير، علاء الدين، أقطوان
(1)
الساقي، الظاهريّ، وصلّي عليه عصر النهار بجامع دمشق، ودفن بالقبيبات.
وعمّر وجاوز الثمانين.
وكان صالحا يقوم الليل ويصلّي مع الجماعة، وعنده نباهة، ويحفظ أشياء زهدية. وكان ناب في السلطنة بقلعة القاهرة في سلطنة الملك السعيد بن الظاهر عند توجّهه إلى الشام، رحمه الله تعالى.
[وفاة عمر بن محمد المعروف بالزيلعي]
673 -
وفي يوم الثلاثاء ثاني عشر شهر رمضان توفي الشيخ عمر بن محمد بن محمود البكري
(2)
، البصرويّ الأصل، المعروف بالزيلعي، المجاور على باب الكلاّسة، ودفن آخر النهار بمقابر باب الصغير بناحية أويس.
وله من العمر ثلاثة
(3)
وثمانون سنة تقريبا، منها أربعون سنة كان مجاورا بالجامع.
وكان مشهورا معروفا بين الفقراء. ونسبته في الفقر إلى الشيخ غانم المقدسي، النابلسي.
[السيل بسلمية والشوبك]
وفي هذا الشهر شهر رمضان وصلت الأخبار بسيل حصل بسلمية وبالشوبك، وأنّه خرّب الدّور وحمل الأمتعة، وأنّ غرارة القمح كانت/289 أ/في هذه السنة بمكة بمايتي درهم، وبالمدينة المنوّرة بستماية درهم
(4)
.
[مقتل الحاجي الدلقندي]
674 -
وفي تاسع عشر هذا الشهر، أو العشرين منه قتل الحاجي الدلقنديّ
(5)
،
(1)
انظر عن (أقطوان) في: نهاية الأرب 32/ 288، والسلوك ج 2 ق 1/ 189، والنجوم الزاهرة 9/ 242، وأعيان العصر 1/ 559 رقم 302، والدرر الكامنة 1/ 394،395 رقم 1018.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
الصواب: «ثلاث» .
(4)
خبر السيل بسلمية في: البداية والنهاية 14/ 88.
(5)
انظر عن (الدلقندي) في: نهاية الأرب 32/ 293، وهو «الدرفندي» في: المختصر في أخبار البشر 4/ 81 (سنة 716 هـ.)، و «الدلقندي الرافضي» في: أعيان العصر 2/ 304 و 305، ونثر الجمان، القطعة الثالثة، رقم 1746 تاريخ، بدار الكتب المصرية، ورقة 123.
قتله جوبان نائب الملك لأبي سعيد بن خربندا، بسبب أنه اتّهم أنّه اتفق هو وعدّة أمراء على قتله وقتل الوزير علي شاه التبريزي.
ودلقند: قرية من عمل منسوب إلى مدينة سمنان
(1)
من مدن خراسان.
نقلته من خط عزّ الدين الإربليّ.
[وفاة شهاب الدين أخي ابن كسيرات]
675 -
وفي ثامن عشر رمضان توفي بالقاهرة الشيخ، الحاج، شهاب الدين، أحمد (. . .)
(2)
أخو فخر الدين ابن كسيرات لأمّه.
وكان فرّاش الطبلخاناة
(3)
السلطانية، وكان خدم الششنكير، والطبّاخي، وجماعة من الأمراء.
[وفاة المسند أبي بكر ابن عبد الدائم]
676 -
وفي ليلة الجمعة التاسع والعشرين من شهر رمضان توفي الشيخ الصالح، المسند، المعمّر، أبو بكر بن الشيخ الإمام، المحدّث، المسند، المعمّر، زين الدين، أبي البقاء أحمد بن عبد الدائم
(4)
بن نعمة بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن بكر البعلي، الصالحي، الحنبليّ، وصلّي عليه عقيب الجمعة بالجامع المظفّري، ودفن عند والد زوجة الشيخ أبي عمر بسفح قاسيون.
وقال لي: إنّ مولده سنة حصار الناصر داود، وكان ذلك في سنة ستّ وعشرين وستماية.
وسمعت القاضي تقيّ الدين سليمان بن (. . . .)
(5)
الحاج أبي بكر في سنة خمس وعشرين وستماية، ووجد سماعه على شهدة بنت عبد الملك المقدسيّة في أواخر سنة سبع وعشرين. وسمع من الفخر الإربلي في سنة ثلاثين وهو حاضر. وجد
(1)
في الأصل: «صمنات» ، وفي نسخة ليدن 2/ 209 «سمنان» ومثله في نهاية الأرب:«سمنان» : وفي نثر الجمان، القطعة الثالثة (700 - 723 هـ.) ورقة 123 «سمان» دون تنقيط بعد الميم.
(2)
في الأصل بياض. ولا شيء في نسخة ليدن 2/ 209.
(3)
في نسخة ليدن 2/ 209 «الطشتخاناه» .
(4)
انظر عن (ابن عبد الدائم) في: ذيل تاريخ الإسلام 161،162 رقم 503، وذيل العبر 98، 99، والإعلام بوفيات الأعلام 302،303، والمعين في طبقات المحدّثين 231 رقم 2375، ومعجم الشيوخ للذهبي 668،669 رقم 1007، والتذييل على دول الإسلام 2/ 225، ومرآة الجنان 4/ 258، والسلوك ج 2 ق 1/ 188 وفيه:«زين الدين أبو بكر أحمد» ، والدرر الكامنة 2/ 438 رقم 1158، والنجوم الزاهرة 9/ 242، وشذرات الذهب 6/ 48 وفيه:«أبو بكر بن المنذر بن زين الدين» ، وانظر: أعيان العصر (فهرس الأعلام 6/ 31).
(5)
كلمة مطموسة، وفي نسخة ليدن 2/ 209 نقص.
ذلك بخط الحافظ ضياء الدين. وسمع «صحيح البخاري» في آخر سنة ثلاثين على ابن الزبيدي سماعا (. . . .)
(1)
سيف الدين ابن المجد كاتب «المنهاج» أنه حضور.
وسمع أيضا من الناصح ابن الحنبلي، وجعفر الهمداني، وسالم بن صصرى، وجماعة غيرهم.
وخرّجت له «مشيخة» عن نحو عشرين شخصا، وتفرّد بالسماع من شيخين:
الناصح وسالم المذكورين. وله إجازة ابن القطيعي، وابن روزبة، وابن بهروز، وعبد الواحد بن نزال الجمّال، وياسمين بنت البيطار، وجماعة من أصحاب ابن البطّي، وشهدة، وغيرهما.
وكان شيخا صالحا، حجّ ثلاث مرّات، وله عبادة، وكان كثير الصلاة والدعاء، /289 ب/وعمي، وثقل سمعه وضعف، ومع ذلك كان يمشي إلى حضور الجماعة ومجالس الحديث، وكان ينصت إلى ما يقرأ عليه ويفهم، ويسأل عمّا لا يعرفه، ويكثر الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وله همّة ونهضة في أمر دينه ودنياه، وشهد جنازته خلق كثير لكبر سنّه وديانته وروايته للحديث النبويّ، وموته في آخر جمعة من شهر رمضان. وأثنى الناس عليه، وحدّث في حياة والده، وكتب في الإجازات في سنة ثلاث وستين وستمايّة.
شوال
[وفاة زين الدين ابن شريط الحوّاري]
677 -
في ليلة الأحد ليلة عيد الفطر مستهلّ شوّال توفي زين الدين، أبو بكر بن الشيخ الفقيه، العدل، نجيب الدين، عامر بن أبي بكر بن شريط
(2)
الحوّاري، ثم الدمشقي، وصلّي عليه ظهر يوم العيد المذكور بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الصوفية عند والديه.
ومولده سنة ثمان وأربعين وستماية.
وكان مؤذّنا بجامع دمشق، وإمام مسجد، وفقيها بالمدارس، ومؤدّبا بمكتب ابن زويزان بقصر حجّاج.
روى لنا عن ابن عبد الدائم، وسمع أيضا من الرضيّ بن البرهان، والقاضي بدر الدين بن سنيّ الدولة، وابن أبي اليسر، والشيخ شهاب الدين أبي شامة، وجماعة غيرهم.
(1)
طمس مقدار كلمتين. وفي نسخة ليدن نقص، فلم نتمكن من التعرّف على الكلمتين بدقّة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
[خروج المحمل السلطاني]
وفي يوم الإثنين التاسع من شوال خرج المحمل السلطاني من دمشق إلى الحجاز الشريف، وأمير الحاجّ الأمير علاء الدين ابن معبد والي البرّ بدمشق، وقاضي الركب قاضي القضاة زين الدين ابن قاضي الخليل الحاكم بحلب. ومن أعيان الحجّاج الشيخ برهان الدين ابن الشيخ تاج الدين الشافعي، والشيخ كمال الدين ابن الشّريشي وكيل بيت المال بدمشق، وولده، والصدر بدر الدين ابن العطّار. ومن أصحابنا عماد الدين ابن سلطان البعلبكيّ، وشمس الدين ابن الشيخ إبراهيم الكردي، والشيخ عبد الله بن أزدنين الإسكندري، ومجير الدين ابن مروان، وشمس الدين محمد بن
(1)
أخي القاضي نجم الدين الدمشقيّ
(2)
.
[وفاة شهاب الدين ابن بذّال الزرعي]
678 -
وفي يوم السبت رابع عشر شوال توفي الشيخ شهاب الدين أحمد بن عامر بن بذّال
(3)
الزرعيّ، بها، ودفن هناك.
وكان شيخا من أبناء الثمانين، وله همّة وافرة، وكان ولّي وكالة بيت المال بزرع مدّة، وله جماعة أولاد. وسمع من الشيخ شمس الدين/290 أ/ابن الشيخ أبي عمر هو وولده شمس الدين عامر لما قدم عليهم الشيخ، رحمه الله تعالى.
[وفاة يونس بن علي القرشي]
679 -
وفي شهر شوال توفي يونس
(4)
بن الشيخ كمال الدين علي بن عمر بن عبد العزيز بن الحسن بن القاضي زكيّ الدين علي بن محمد بن يحيى القرشيّ.
وكان عليه وقف من أجداده.
[وفاة يوسف بن إبراهيم الأرموي]
680 -
والشيخ يوسف
(5)
ابن الشيخ الصالح القدوة إبراهيم ابن الشيخ الكبير عبد الله الأرمويّ.
وهو من بيت مشيخة وصلاح.
[وفاة الصدر كمال الدين البكري الوائلي]
681 -
وفي ليلة الإثنين سلخ شوال توفي الشيخ الإمام، العلاّمة، الصدر،
(1)
الصواب: «ابن» .
(2)
خبر خروج المحمل في: البداية والنهاية 1/ 88.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
لم أجد له ترجمة.
(5)
لم أجد له ترجمة.
الكبير، الكامل، كمال الدين، أبو العباس، أحمد بن الشيخ الإمام العلاّمة جمال الدين أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن سحمان، البكري، الوائلي، الشّريشي
(1)
، بمنزلة الحسا بين الكرك ومعان، وهو متوجّه إلى الحجاز الشريف بأولاده وأهله، ودفن بالمنزلة المذكورة إلى جانب الطريق في يوم الإثنين المذكور، ووصل خبره إلى دمشق، وصلّي عليه بجامعها صلاة الغائب في يوم الجمعة ثامن عشر ذي القعدة، رحمه الله تعالى.
ومولده في رمضان سنة ثلاث وخمسين وستماية بمدينة سنجار.
وكان شيخا فاضلا، متعفّفا من أعيان الشافعية المفتين المدرّسين، وله معرفة بالأصول والعربية والأدب والنظم والنثر. وكان حسن الذهن، صحيح المناظرة، جيّد العبارة، بليغ الكتابة، وله تعاليق وفوائد، وسمع «جزء ابن عرفة» من النجيب عبد اللطيف الحرّاني، وحدّث به مرّات، وسمع من جماعة من أصحاب ابن طبرزد بالخليل والقاهرة ودمشق والقدس، وقرأ بنفسه الكتب الكبار (وطلب مدّة)
(2)
ورحل إلى الديار المصرية والإسكندرية، وحكم بدمشق نيابة عن قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة مدّة، ثم ترك النيابة ودرّس بالشامية البرّانية مدّة، ثم عوّض عنها بالمدرسة الناصرية، وأقام مدرّسا بها عشرين سنة، وأخذها منه الشيخ زين الدين الفارقي، وقاضي القضاة بدر الدين، ثم استعادها منهما، وولّي وكالة بيت المال بدمشق أكثر من اثنتي عشرة سنة، وولّي مشيخة دار الحديث الأشرفية ثماني سنين، وولّي مشيخة الحديث بالتربة الصالحية مكان والده، وبقي شيخا بها ثلاثة
(3)
وثلاثين سنة، وهي أول مناصبه، /290 ب/وولّي مشيخة الرباط الناصري بالصالحية أكثر من خمس عشرة
(1)
انظر عن (ابن الشريشي) في: الذيل على تالي كتاب وفيات الأعيان 184 رقم 316، ونهاية الأرب 32/ 289، وذيل تاريخ الإسلام 150،151 رقم 489 و 157،158 رقم 499 وذيل العبر 99، والإعلام بوفيات الأعلام 303، والمعين في طبقات المحدّثين 231 رقم 2376، والمعجم المختص 33،34 رقم 35، ومعجم الشيوخ للذهبي 67 رقم 74، والتذييل على دول الإسلام 2/ 225، ومرآة الجنان 4/ 258، ونثر الجمان 2/ورقة 123 ب، والبداية والنهاية 14/ 91، وطبقات الفقهاء الشافعيين للعبادي 194، وفوات الوفيات 1/ 409 رقم 47، ودرّة الأسلاك 2/ورقة 214، وتذكرة النبيه 2/ 93، وأعيان العصر 1/ 317 - 319 رقم 165، والوافي بالوفيات 7/ 337 رقم 3332، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 64،65 رقم 499، وذيل التقييد 1/ 372،373 رقم 722، والمقفى الكبير 1/ 705 رقم 659، والسلوك ج 2 ق 1/ 187، والدرر الكامنة 1/ 246 رقم 637، والنجوم الزاهرة 9/ 243، والمنهل الصافي 3/ 71، والدليل الشافي 1/ 71 رقم 248، وتاريخ الخلفاء 487، والدارس 1/ 33، وشذرات الذهب 6/ 47.
(2)
طمس في الأصل، والتحرير من نسخة ليدن 2/ 211.
(3)
الصواب: «ثلاثا» .
سنة، وكان مشكور السيرة في الجهات التي بيده، له نهضة وهمّة وأمانة وافرة، وحرص على تثمير الأوقاف وإيصالها إلى أهلها. وكان حجّ سنة ثلاث وسبعماية، وحدّث بالحجاز.
قرأت عليه «جزء ابن عرفة» بالمدينة النبوية، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام.
ذو القعدة
[وفاة أمّ عبد الرحمن بنت عبد الله المقدسي]
682 -
في يوم الثلاثاء مستهلّ ذي القعدة توفيت الشيخة الصالحة، أمّ عبد الرحمن، زينب
(1)
بنت شمس الدين عبد الله ابن الشيخ المقرئ، الصالح، الزاهد، العابد، رضيّ الدين أبي محمد عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبّار المقدسيّ، وصلّي عليها عصر النهار المذكور بالجامع المظفّري ودفنت بتربة الشيخ موفّق الدين.
سمعت من الحافظ ضياء الدين، محمد بن عبد الواحد المقدسيّ، وتفرّدت عنه بأكثر من عشرة أجزاء، وسمعت من اليلداني، ومن عمّها مجد الدين أحمد بن الرضيّ عبد الرحمن، وغيرهم. وأجازها سبط السلفي، وجماعة.
وجاوزت الثمانين.
ووجدت سماعها في أواخر سنة إحدى وأربعين وستماية وهي حاضرة.
وكانت امرأة صالحة من نساء الجبل، وأصيبت في سنة التتار بابنتها وجماعة من أقاربها، وصبرت واحتسبت، وأصيبت في آخر عمرها بولدها الكبير زين الدين، عبد الرحمن بن الشيخ شهاب الدين ابن القيراط المقدسيّ.
[وفاة الفقيه برهان الدين ابن ماضي المقدسي]
683 -
وفي ليلة الخميس الثالث من ذي القعدة توفي الشيخ الفقيه، الإمام، العالم، الفاضل، الصالح، برهان الدين، أبو إسحاق، إبراهيم بن الشيخ عزّ الدين عبد الحافظ ابن الشيخ الصالح، الزاهد، أبي محمد عبد الحميد بن محمد بن أبي بكر بن ماضي
(2)
المقدسي، الحنبلي، وصلّي عليه ظهر يوم الخميس المذكور بالجامع المظفّري، ودفن بتربة الشيخ موفّق الدين.
(1)
انظر عن (زينب) في: ذيل تاريخ الإسلام 163 رقم 516، ومعجم الشيوخ للذهبي 201 رقم 271.
(2)
انظر عن (ابن ماضي) في: معجم الشيوخ للذهبي 108 رقم 135، والمعجم المختص 55 رقم 61، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 372،373، والدرر الكامنة 1/ 33،34 رقم 87، وشذرات الذهب 6/ 48.
وكان من أبناء السبعين.
سمع حضورا في رجب سنة اثنتين وخمسين وستماية من الفقيه محمد بن إسماعيل خطيب مردا بنابلس، وأقام بدمشق وتفقّه، وسمع الحديث، ونسخ بخطّه كثيرا، وكان شاهدا، وفقيها بالمدارس من أهل الدين والعفاف والفضيلة، وكان كثير السكون، قليل الكلام، وله قصيدة حسنة رثى بها الشيخ شمس الدين ابن أبي عمر، رحمه الله.
[وفاة التقيّ سليمان القوّاس]
684 -
وفي يوم الخميس ثالث ذي القعدة/291 أ/توفي التقيّ، سليمان بن الصفيّ أحمد بن سيف بن أبي الفضل القوّاس
(1)
، المؤذّن، كان أبوه. ودفن يوم الجمعة عند والده بباب الصغير.
وكان من أبناء الأربعين.
وقرأ مدّة على الجنائز، وكان يحفظ فصولا وأدعية يحسن إيرادها في الأعزية.
[وفاة المقرئ شهاب الدين أحمد بن أبي بكر الدمشقي]
685 -
وفي ليلة السبت خامس ذي القعدة توفي الشيخ الكبير، الفاضل، الواعظ، المقرئ، شهاب الدين، أحمد ابن الشيخ المقرئ زين الدين أبي بكر بن أحمد البغداديّ
(2)
أبوه، الدمشقيّ، وصلّي عليه ظهر السبت بجامع دمشق، ودفن بمقابر الباب الصغير بقبر كان أعدّه لنفسه، وكان يوما مطيرا.
ومولده بدمشق سنة ثلاث وثلاثين وستمايّة.
وكان شيخ القرّاء على الجنائز ومقدّمهم، ويتكلّم في المحافل في التهاني والتعازي، ويورد خطبا مستحسنة، وينظم في الوقائع ما يناسب ذلك، وكان يعرف الموسيقا والشعبذة وضرب الرمل، وكان يحضر عند الناس في مجالس الفرح واللهو والعشرة والتبسّط، ثم انقطع عن ذلك لكبر سنّه.
وكان أبوه يعرف بحطّة. وكان أيضا مقرئا على الجنائز، وظريفا مطبوعا، رحمهما الله.
[وفاة نجم الدين أحمد الحنفي]
686 -
وفي ليلة السبت خامس ذي القعدة توفي الشيخ نجم الدين، أحمد بن الشيخ الإمام تاج الدين موسى
(3)
بن عبد العزيز بن (سوار)
(4)
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
انظر عن (البغدادي) في: البداية والنهاية 14/ 91،92.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
غير واضحة في الأصل، والتحرير من نسخة ليدن 2/ 216.
الحنفيّ، وكانت وفاته بقرية زملكا من غوطة دمشق، ودفن هناك.
وكان مدرّسا بالمدرسة الإقباليّة الحنفية، ودرّس هو أيضا بها في حياة والده ولم يستمرّ ذلك.
[وفاة عائشة بنت إبراهيم المعروف بابن القوّاس]
687 -
وفي بكرة الأحد السادس من ذي القعدة توفيت الشيخة الصالحة، العابدة، أمّ محمد، عائشة
(1)
بنت شيخنا الصدر العدل زين الدين إبراهيم بن أحمد بن عثمان بن عبد الله بن غدير الطائي، الدمشقي، المعروف بابن القوّاس، وصلّي عليها ظهر الأحد المذكور بجامع دمشق، ودفنت بسفح جبل قاسيون. وكانت وفاتها بعد أن صلّت الصبح يوم الأحد المذكور، وكان يوم طين، ووحل عقيب الثلج.
ومولدها في سنة خمس وأربعين وستمايّة تقريبا، /291 ب/أو قبلها.
وكانت امرأة صالحة، كثيرة العبادة، ملازمة للتقوى، حجّت غير مرّة، وجاورت بمكة سنين.
وهي زوجة الصدر علاء الدين ابن صدر الدين ابن المنجّا، وكان من خيار الناس، ومع ذلك كان يفضّلها على نفسه، أجاز لها أبو القاسم بن قميرة في رمضان سنة تسع وأربعين وستماية.
وروت لنا عنه
(2)
، وأجازها أيضا ابن مسلمة، ومكّي بن علاّن، وبهاء الدين زهير القوصي، وابن زبلاق، وابن دفتر خوان، والسليماني، والنور بن سعيد، والتلّعفري، وهؤلاء السبعة من أعيان الشعراء، وغيرهم.
[وفاة المعمّر يونس بن حمزة الإربلي]
688 -
وفي يوم الثلاثاء منتصف ذي القعدة توفي الشيخ الصالح، المعمّر، الكبير، أبو محمد، يونس
(3)
بن حمزة بن عباس الإربلي، العدوي، القطّان، الساكن بالصالحية، ودفن هناك في اليوم المذكور، وحضره خلق كثير.
وكان مشهورا بطول العمر، ذكر أنّ مولده في سنة ستّ وستماية بإربل.
روى بالإجازة العامّة عن داود بن معمر بن المفاخر. وكان يمكن أن يروي عمّن هو أقدم منه، ولكن لم يقدم الطلبة على ذلك.
(1)
انظر عن (عائشة) في: الدرر الكامنة 2/ 235 رقم 2079.
(2)
إلى هنا ينتهي الموجود من القسم الثاني من نسخة ليدن، وما بعد ذلك وضع-خطأ-في آخر القسم الأول، وتم في الصفحة (452).
(3)
انظر عن (يونس) في: أعيان العصر 5/ 680 رقم 2015، والدرر الكامنة 4/ 486 رقم 1336.
[وفاة عبد الله المغيثي]
689 -
وفي ليلة الجمعة الثامن عشر من ذي القعدة توفي الشيخ الصالح، العابد، عبد الله ()
(1)
المغيثي
(2)
، بسفح قاسيون، وصلّي عليه عقيب الجمعة، ودفن بتربة الشيخ موفّق الدين.
وكان رجلا صالحا، عليه آثار العبادة ظاهرة، وحجّ وجاور.
[وفاة فتح الدين ابن حاتم الجذامي]
690 -
وفي ليلة الجمعة الثامن عشر من ذي القعدة توفي فتح الدين
(3)
، أبو بكر ابن الشيخ الإمام، الزاهد، المقرئ، الخطيب، برهان الدين إبراهيم بن فلاح بن محمد بن حاتم الجذامي، الإسكندريّ، وصلّي عليه عقيب الجمعة بجامع دمشق، ودفن عند والده بمقبرة باب الصغير.
وكان فقيها بالشاميّة، ثم تركها، وصار خطيبا بجامع التلّ، وخطب بالمسجد المجاور للزاوية الثابتيّة برأس سوق خان السلطان ظاهر باب الجابية. وسمع كثيرا مع إخوته من شيخنا ابن البخاريّ، وغيره.
[وفاة الفقيه شمس الدين ابن أسد التميمي]
691 -
وفي ليلة الخميس الرابع والعشرين/292 أ/من ذي القعدة توفي الشيخ الفقيه الإمام، الصالح، شمس الدين، أبو عبد الله، محمد بن علي بن أبي بكر بن علي بن الحسن بن أحمد بن يوسف بن أسد التميمي
(4)
، الجوهري، الكلويّ أبوه، الشافعيّ، وصلّي عليه ظهر الخميس بجامع دمشق، ودفن بمقبرة بني الشيرجيّ بباب الصغير.
ومولده في يوم الأربعاء الثامن والعشرين من شهر رجب سنة ثمان وأربعين وستماية ببلد بال من عمل شيراز، بينه وبين شيراز سبعة أيام.
وكان أبوه من مدينة كلوه، وهي جزيرة في البحر كانت للزنج، وكان تاجرا يحفظ القرآن، وأمّا هو فكان شيخا صالحا، مواظبا على الصلوات بجامع دمشق يسافر في صباه إلى كش وهرمز ثم إلى ظفار وعدن، ودخل الحجاز، وحجّ غير مرة (وجاور)
(5)
وطوّف في الحجاز، ثم رجع إلى عدن، ثم سافر إلى السومنات بالهند،
(1)
في الأصل بياض مقدار كلمة واحدة.
(2)
لم أجد للمغيثي ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
انظر عن (ابن أسد التميمي) في: معجم الشيوخ للذهبي 545،546 رقم 807.
(5)
طمس مقدار كلمة واحدة استدركناها من نسخة ليدن 1/ 454.
وسمع بها من المحدّث كمال الدين أحمد بن الدخميسي.
روى لنا عنه، ثم سافر إلى مقدشوه مدينة على ساحل البحر وأقام بها مدّة، ثم إلى هرمز وكش، ودخل البصرة وأقام بها مدّة، ثم دخل بغداد وتفقّه بها، ثم عاد إلى البصرة، ثم توجّه منها مع العرب (في)
(1)
البرّيّة فوصل حماه، ودخل دمشق في سنة ثمان وثمانين وستماية سنة طرابلس
(2)
، وأقام بالمدرسة الباذرائية مدّة طويلة فقيها، ثم صار معيدا بها بعد بدر الدين ()
(3)
، وكان حريصا على الإقراء والإفادة ملازما لذلك، وكانت وفاته ببيت الإعادة بالمدرسة المذكورة.
[وفاة المقرئ مجد الدين ابن قاسم التونسي]
692 -
وفي يوم السبت السادس والعشرين من ذي القعدة توفي الشيخ الإمام، العالم، الفاضل، الفقيه، المقرئ، النحوي، الأصولي، مجد الدين، أبو بكر بن محمد بن قاسم التونسي
(4)
، الشافعيّ، بداره، بحكر الجلال في طرف العقيبة، وصلّي عليه ظهر الأحد بجامع العقيبة، ودفن بمقبرة باب الفراديس عند والده.
ومولده تقريبا في سنة ستّ وخمسين وستمايّة بتونس.
وسافر إلى الديار المصرية، وأقام بالقاهرة مدّة، واشتغل بها بالنحو والقراءآت على الشيخ حسن الراشدي، وحضر عند/292 ب/الشيخ بهاء الدين ابن النحاس الحلبي، النحوي، ودخل دمشق في ولاية قاضي القضاة النوبة الثانية، وحضر عند الشيخ زين الدين الزواوي، ورتّب صوفيّا بالخانكاه الشهابية، وجلس للإقراء بالجامع، ثم سكن العقيبة وناب في الإمامة بجامعها، ثم اشتهر أمره وكثرت فضائله، وحضر الدروس، وولي مشيخة الإقراء بالتربة الصالحية والتربة الأشرفية، وغيرهما. وولي
(1)
تكرّرت في الأصل.
(2)
أي سنة فتح طرابلس وتحريرها من الفرنج على يد السلطان المنصور قلاوون، رحمه الله، في سنة 688 هـ. /1289 م.
(3)
كلمة غير واضحة تقرأ «الهامل» . وفي نسخة ليدن 1/ 454 «البابي» .
(4)
انظر عن (التونسي) في: ذيل تاريخ الإسلام 165،166 رقم 536، ومعرفة القراء الكبار 2/ 741،742 رقم 716، وذيل العبر 99، والإعلام بوفيات الأعلام 303، ومعجم الشيوخ للذهبي 680،681 رقم 1027، والتذييل على دول الإسلام 2/ 225، والمعين في طبقات المحدّثين 232 رقم 2377، وتاريخ ابن الوردي 2/ 268، ومرآة الجنان 4/ 258، والوافي بالوفيات 4/ 351، وأعيان العصر 2/ 32 - 34 رقم 438، وطبقات الفقهاء الشافعيين، لابن كثير 194،195، وتذكرة النبيه 2/ 96،97، ودرّة الأسلاك 2/ورقة 215، وغاية النهاية 1/ 183، ونهاية الغاية، ورقة 35، والسلوك ج 2 ق 1/ 188، والدرر الكامنة 1/ 461،462 رقم 1243، والنجوم الزاهرة 9/ 243، وبغية الوعاة 1/ 471 رقم 968، والدارس 2/ 296، ودرّة الحجال 1/ 224، وشذرات الذهب 6/ 47.
حلقة النحو بالمدرسة الناصرية، ودرّس بمدرسة صغيرة تعرف بالأصبهانية، وصار شيخ البلد يتكلّم بالقراءآت والعربية مع المشاركة في الفقه والأصول وغير ذلك.
وكان منقطعا عن الناس يحبّ الخلوة والانفراد، وعنده ديانة وصلاح، وله طريقة جميلة، وفيه مودّة ولطف. وسمع من شيخنا ابن البخاري «مشيخته» تخريج ابن الظاهري، وانتقى له منها جزءا
(1)
شمس الدين الذهبي وحدّث به، وسمع بقراءتي «صحيح مسلم» على الشيخ شرف الدين الفزاري، وسمع من غيرهما، رحمه الله تعالى.
[وفاة علاء الدين علي بن بيان البغدادي]
693 -
وفي يوم الجمعة رابع ذي القعدة توفي الشيخ الفاضل علاء الدين، علي بن حسام الدين بيان بن مختار البغدادي، المعروف بالخطائيّ
(2)
، بمدينة حماه.
وكان رجلا فاضلا في أكثر العلوم العقلية خاصّة، وكان طبيبا فاضلا، لكنّه كان ترك الطبّ وغيره بسبب ضعف كان قد حصل في (عينيه)
(3)
ورد إلى دمشق في شهور سنة ستّ وسبعماية فأقام بها مدّة بالمدرسة القيمرية، ونزّله الشيخ صدر الدين ابن الوكيل بدار الحديث الأشرفية، وكان يحضر معنا ويلازم (الوظيفة)
(4)
، ثم سافر إلى حماه فقرأ عليه ملكها الملك عماد الدين كتاب «التذكرة» في الهيئة، تصنيف النصير الطوسيّ، وقرّر له جراية وجامكيّة في الشهر ماية وثلاثين درهما، بقي هكذا
(5)
سنتين، ثم ورد إلى دمشق، ثم سافر منها إلى بغداد، ثم رجع إلى حماه فتوفّي بها في التاريخ المذكور، وخلّف مالا وأثاثا وحملا من الكتب أخذ لبيت المال.
قال عزّ الدين الإربلي: سألته عن مولده ونحن بالمدرسة التقوية/293 أ/ بدمشق قبل سفره إلى بغداد، فقال: ولدت ببغداد سنة تسع وخمسين وستماية في ثامن عشر رجب منها، ونشأت بها، واختصصت في الطب بخدمة الصدر ظهير الدين ابن محاسن. وذكر لي جماعة فضلاء من مشايخه الذين أخذ عنهم العلم.
(1)
لم يذكر الحافظ الذهبي-رحمه الله-أنه انتقى له جزءا. ولهذا تكون العبارة: «وانتقى له منها (جزء) شمس الدين الذهبي» . وفي نسخة ليدن 1/ 456 «جزا» .
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
طمس مقدار كلمة واحدة. والتحرير من نسخة ليدن 1/ 457.
(4)
طمس مقدار كلمة واحدة. والتحرير من نسخة ليدن 1/ 457.
(5)
في الأصل: «هكذى» .
ذو الحجّة
[وفاة قاضي القضاة فخر الدين ابن سلامة الإسكندري]
694 -
في بكرة الأربعاء مستهلّ ذي الحجّة توفي الشيخ الإمام، العلاّمة، قاضي القضاة، فخر الدين، أبو العباس، أحمد بن سلامة
(1)
الإسكندري، المالكيّ بالمدرسة القصاعية المالكية بدمشق، وصلّي عليه ظهر اليوم المذكور بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الباب الصغير عند قبر الشيخ أبي الحجّاج الفندلاوي.
ومولده بالإسكندرية في شوال سنة إحدى وسبعين وستماية.
وكان إماما في مذهبه، وله مشاركة في العلوم من التفسير والحديث والأصول والتاريخ، وغير ذلك، وهو من بيت كبير في بلده، نشأ في الاشتغال ولازم التفقّه مدّة، وجلس للإفادة وانتفع به الناس، ثم ولّي نيابة الحكم ببلده، وكان مشكور السيرة، جمع بين الفقه والدين والصرامة والتثبّت والنزاهة، واشتهر صيته وارتفع ذكره، فولّي قضاء القضاة بالبلاد الشامية على مذهبه، ووصل إلى دمشق ولم يكن دخلها قبل ذلك فأقام بها حاكما محمود الطريقة، مرضيّ السيرة مدّة سنة ونصف وأدركه أجله بها، وحضر جنازته جمع كبير، واجتمعوا على الثناء عليه في علمه ودينه، رحمه الله تعالى.
[وفاة الحاج الأمين سيف الحرّاني]
695 -
وفي يوم الجمعة ثامن ذي الحجّة توفي الحاجّ الأمين، سيف
(2)
بن إسماعيل الحرّاني، التاجر، ودفن عند ولده بمقبرة الباب الصغير.
وكان رجلا جيّدا، وله أولاد تجّار، وتقدّمه في الوفاة منهم شمس الدين محمد، وكان رجلا صالحا، عنده علم وعمل وتقوى، رحمهما الله تعالى.
[وفاة الفقيه عماد الدين سليمان الرقّي]
696 -
وفي ليلة الإثنين سادس ذي الحجّة توفي الفقيه الفاضل، عماد الدين، سليمان ابن القاضي الإمام، /293 ب/العلاّمة، بقيّة السلف، تقيّ الدين محمد بن
(1)
انظر عن (ابن سلامة) في: الذيل على تالي كتاب وفيات الأعيان 184 رقم 315، وذيل تاريخ الإسلام 150 رقم 488، وذيل العبر 100، ونهاية الأرب 32/ 289، والبداية والنهاية 14/ 92، ودرّة الأسلاك 2/ورقة 209، وتذكرة النبيه 2/ 92، وأعيان العصر 1/ 62،63 رقم 111، والوافي بالوفيات 30/ 102 رقم 146، والديباج المذهب 80، والسلوك ج 2 ق 1/ 187، والدرر الكامنة 1/ 140 رقم 396، وقضاة دمشق 246، والدارس 2/ 15، وشذرات الذهب 6/ 47، ومجلّة النصاب، ورقة 28 ب.
(2)
لم أجد له ترجمة.
حياة
(1)
بن يحيى بن محمد الرقّي، الشافعي، وصلّي عليه ظهر الإثنين بجامع العقيبة، ودفن بسفح قاسيون عند عمّه الشيخ بهاء الدين أبي بكر بالقرب من الرباط الناصري.
وكان رجلا جيّدا فيه فضيلة وديانة.
ومولده في شهر رمضان سنة سبعين وستماية بدمشق.
وسمع معي بدمشق والحجاز الشريف، وكان رفيقنا في الحج في سنة ثلاث وسبع ماية، وكان كثير التلاوة في الطريق. ولما وصلنا إلى تبوك تردّد إلى زيارة قبر والده مرّات.
[وفاة المقرئ شمس الدين محمد بن نصير المصري]
697 -
وفي ليلة الأربعاء الثامن من ذي الحجّة توفي الشيخ الإمام، المقرئ، الصالح، العابد، شمس الدين، أبو عبد الله، محمد بن نصير
(2)
بن صالح بن جبريل بن خلف المصري، الصوفي، بالمدرسة الظاهرية بدمشق، وصلّي عليه ظهر الأربعاء بالجامع المعمور، ودفن بمقابر الصوفية.
ومولده في سنة خمسين وستماية تقريبا بمصر.
قدم دمشق وقرأ القرآن بالروايات على الشيخ رشيد الدين ابن أبي الدّرّ، والشيخ زين الدين الزواوي، وغيرهما، وسمع جملة كثيرة من الحديث، وحدّث ب «جزء ابن جوصا» عن كمال الدين عبد العزيز بن عبد الحارث، وكان يحفظ «التنبيه» ويصحّحه للطلبة، وعنده معرفة بالنحو ومشاركة في الفضيلة، وأقام مدّة بالخانكاه السميساطية، وله حلقة بالجامع يقرئ القرآن العظيم تلقينا وتجويدا، ثم قصد لإقراء السبعة، فقرأ عليه جماعة من الطلبة وانتفعوا به، وولي مشيخة الإقراء بدار الحديث الأشرفية بدمشق.
وكان رجلا صالحا متصوّنا، ملازما للطاعات، حريصا على الخيرات، عليه هيبة الطاعة.
[توجّه فخر الدين إياس أميرا إلى طرابلس]
وفي يوم السبت الحادي عشر من ذي الحجّة توجّه الأمير فخر الدين إياس الشمسي من دمشق إلى طرابلس وجعل أميرا هناك، وعزل من ولاية الشدّ بدمشق
(3)
.
[وفاة الأمير بهادر الشمسي]
698 -
وفي يوم السبت حادي عشر ذي الحجّة توفي الأمير الكبير سيف الدين،
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
انظر عن (ابن نصير) في: معجم شيوخ الذهبي 582،583 رقم 865، والدرر الكامنة 4/ 276 رقم 771.
(3)
خبر الأمير إياس في: البداية والنهاية 14/ 88.
بهادر
(1)
الشمسي بقلعة دمشق، ودفن بسطح المزّة تحت تربة المسعودي، وكان موته فجأة. /294 أ/وكان أميرا ثم إنه ترك الإمرة ولبس زيّ الفقراء مدّة، ثم أعيد إلى الإمرة وولّي نيابة القلعة المنصورة بدمشق إلى أن توفي بها.
[نيابة السلطنة بقلعة دمشق]
وولّي بعده في نيابة السلطنة بالقلعة الأمير الكبير علم الدين سنجر الدميثري، ووصل من القاهرة على البريد بعد أيام يسيرة في العشرين من الشهر وخلع عليه.
[عودة الأمير تنكز من الصيد]
وفي يوم الأحد الثاني عشر من ذي الحجّة وصل إلى دمشق نائب السلطنة بها الأمير سيف الدين تنكز-أعزّه الله تعالى-وكان توجّه إلى البلاد القبلية بسبب التصيّد وغاب عن دمشق شهرا وثلاثة أيام.
[إقامة خطبة الجمعة بجامع ناظر دمشق]
وفي يوم الجمعة السابع عشر من ذي الحجة أقيمت الجمعة بالجامع الذي أمر بعمارته الصاحب شمس الدين ناظر دمشق، وأنفق عليه جملة من المال، تقبّل الله منه، وهو ظاهر دمشق خارج الباب الباقي جوار قبر ضرار بن الأزور، رضي الله عنه، وخطب الشيخ الصالح، المقرئ، شمس الدين محمد البديوي
(2)
، المعروف بالنيرباني، وحضر في هذا اليوم جماعة من القضاة والعلماء وأعيان الدولة
(3)
.
[مقتل جمال الدين يوسف الكركي]
699 -
وفي ليلة الأحد التاسع عشر من ذي الحجّة قتل جمال الدين، يوسف بن فخر الدين موسى بن سليمان الكركي
(4)
، المعروف بابن ستيت الكاتب، ظاهر دمشق، ودفن بالصالحية، وناصبت به والدته.
وكان سمع بقراءتي على شيخنا تاج الدين الفزاريّ.
[مباشرة مشيخة الحديث بالتربة الصالحية]
وفي يوم الإثنين العشرين من ذي الحجّة باشر الشيخ الإمام شمس الدين
(1)
انظر عن (بهادر) في: نهاية الأرب 32/ 289، والسلوك ج 2 ق 1/ 190، والنجوم الزاهرة 9/ 244، وأعيان العصر 2/ 53،54 رقم 472، والدرر الكامنة 1/ 498،499 رقم 1366.
(2)
في البداية والنهاية: «محمد التدمري» .
(3)
خبر الخطبة في: البداية والنهاية 14/ 88.
(4)
لم أجد له ترجمة.
محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي
(1)
مشيخة الحديث بالتربة الصالحية بدمشق، عوضا عن الشيخ كمال الدين ابن الشريشي، وذكر درسا، وحضر عنده جماعة
(2)
.
[المجلس بشأن منام ابن عبيدان البعلبكي]
وفي يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من ذي الحجّة عقد مجلس بدار السعادة حضره القضاة والفقهاء، وأحضر الفقيه زين الدين عبد الرحمن بن عبيدان البعلبكي، الحنبلي، وأحضر خطّه بأنّه رأى الحق سبحانه وشاهد الملكوت الأعلا
(3)
، ورأى الفردوس، ورفع إلى فوق العرش، وسمع الخطاب، وقيل له: قد وهبتك حال الشيخ عبد القادر، /294 ب/وأنّ الله تعالى أخذ شيئا كالرداء من الشيخ عبد القادر فوضعه عليه، وأنّه سقاه ثلاثة أشربة مختلفة الألوان، وأنّه قعد بين يدي الله عز وجل مع محمد وإبراهيم وموسى وعيسى والخضر صلى الله عليه وسلم. وقيل له: إنّ هذا مكان ما تجاوزه وليّ قطّ. وقيل له: إنّك تبقى قطبا عشرين سنة. وذكر أشياء أخر، فاعترف أنّه خطّه، فأنكر ذلك عليه، فبادر وجدّد إسلامه، وحكم قاضي القضاة الشافعيّ بحقن دمه، وأمر بتعزيره، فعزّر في البلد وحبس أياما، ثم أخرج.
وكان قد أذن له في الفتوى وعقود الأنكحة، فمنع من ذلك
(4)
.
[مباشرة مشيخة الإقراء بالتربة الصالحية]
وفي يوم الأربعاء الثاني والعشرين من ذي الحجّة باشر الشيخ بدر الدين محمد بن أحمد بن بصخان
(5)
مشيخة الإقراء بالتربة الصالحية، عوضا عن الشيخ مجد الدين التونسي، وذكر درسا وحضر عنده جماعة وباشر قبله بأيام الشيخ محمد بن خروف
(1)
هو مؤرّخ الإسلام، الحافظ، المؤلّف، صاحب الموسوعة التاريخية الضخمة «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» الذي قمنا بتحقيقه كاملا ونشرناه في 52 مجلّدا، ونشرنا ذيله. وهو توفي سنة 748 هـ.
(2)
خبر مباشرة المشيخة في: البداية والنهاية 14/ 88.
(3)
الصواب: «الأعلى» .
(4)
خبر المجلس في: البداية والنهاية 14/ 88.
(5)
الاسم ممسوح في نسخة ليدن 1/ 402، وفي البداية والنهاية:«بطحان» ، والمثبت يتفق مع مصادر ترجمته، وهو توفي سنة 743 هـ. (انظر عنه في: معجم شيوخ الذهبي 456،457 رقم 666، ومعرفة القراء الكبار 2/ 744،745 رقم 719، و 4/ 282 - 287 رقم 1476، ونكت الهميان 239، والوافي بالوفيات 2/ 159 - 161، وذيل العبر، للحسيني 235، والوفيات لابن رافع 1/ 178 رقم 346، والبداية والنهاية 14/ 208، ودرّة الأسلاك 2/ورقة 334، وتذكرة النبيه 3/ 42، وغاية النهاية 2/ 57 - 59 رقم 2710 وفيه «بضحان» ، ونهاية الغاية، ورقة 210، والسلوك ج 2 ق 3/ 638، وتاريخ ابن قاضي شهبة، مجلّد 2 من الجزء الأول 243 - 345 وهو ضبطه بفتح الموحّدة وسكون الصاد المهملة وبعدها خاء معجمة وألف ونون، والدرر الكامنة 3/ 309 - 311 رقم 832، وبغية الوعاة 1/ 20).
الموصلي مشيخة الإقراء بالتربة الأشرفية، عوضا عن مجد الدين التونسيّ
(1)
.
[وفاة الفقيه محيي الدين ابن ياسين البصروي]
700 -
وفي ليلة الخميس العشرين من ذي الحجّة توفي الشيخ الفقيه، الإمام، محيي الدين، أبو العباس، أحمد بن الشيخ الإمام صدر الدين إبراهيم ابن الشيخ محيي الدين أحمد بن عقبة
(2)
بن هبة الله بن عطاء بن ياسين البصروي، الحنفي، بالمدرسة الركنية بسفح قاسيون، وصلّي عليه ظهر الخميس بالجامع المظفّري، ودفن عند والده.
ومولده في أوائل سنة ثلاثين وستماية. سمعت ذلك منه.
وسمع من الفقيه محمد بن خطيب مردا، وروى لنا عنه، وكان فقيها، كثير النقل للمذهب، مفتيا مدرّسا، ولّي تدريس الركنية بعد موت والده، واستمرّ بها إلى أن مات.
[مباشرة مشيخة دار الحديث الأشرفية]
وفي يوم الخميس الثالث والعشرين من ذي الحجّة باشر الشيخ الإمام الحافظ جمال الدين المزّي مشيخة دار الحديث الأشرفية بدمشق، عوضا عن الشيخ كمال الدين ابن الشريشي، رحمه الله
(3)
.
[وفاة العدل نجم الدين ابن طي بن علي البعلبكي]
701 -
وفي يوم الجمعة الرابع والعشرين من ذي الحجّة توفي الشيخ العدل، نجم الدين، أبو العباس، أحمد بن يحيى بن أحمد بن طيء
(4)
بن علي البعلبكيّ، بها، ودفن من يومه/295 أ/بمقبرة باب سطحا.
ومولده في ثاني عشر ربيع الأول سنة ثمان وعشرين وستمايّة ببعلبك.
وكان أحد العدول ببلده، وولّي وكالة بيت المال به مدّة طويلة. سمع الحديث من الشيخ المحدّث تقيّ الدين سليمان بن إبراهيم بن هبة الله بن رحمة الإسعردي، وروى لنا عنه. وسمع أيضا من عبد الرحيم بن القناري.
[وفاة الفقيه جمال الدين ابن شافع السلامي]
702 -
وفي ليلة السبت الثامن عشر من ذي الحجّة توفي الشيخ الفقيه، الإمام،
(1)
خبر مباشرة المشيخة في البداية والنهاية 14/ 88.
(2)
انظر عن (ابن عقبة) في: معجم شيوخ الذهبي 17،18 رقم 1، والدرر الكامنة 1/ 81 رقم 220 وفيه:«عقبة» .
(3)
خبر مشيخة دار الحديث في: البداية والنهاية 14/ 89.
(4)
انظر عن (ابن طيّ) في: معجم شيوخ الذهبي 85،86 رقم 104.
المحدّث، الزاهد، جمال الدين، أبو محمد، رافع بن هجرس
(1)
بن محمد بن شافع السلامي، الصميدي، بالقاهرة، ودفن يوم السبت قبل الظهر.
وكان فقيها، محدّثا، صالحا، معروفا بالديانة والاشتغال بالعلم، وكان مقيما بدمشق مع إخوته، وسمع من الشيخ شمس الدين، وفخر الدين ابن البخاري، وابن الصابوني، وجماعة. ثم إنّه انتقل إلى القاهرة وأقام بها أكثر من ثلاثين سنة، وسمع بها الكثير، ووصل (إلى)
(2)
الإسكندرية، وصار من قرّاء الحديث المشهورين، وتزوّج وولد له، ثم قدم علينا دمشق زائرا لأهله في سنة أربع عشرة وسبع ماية، فأقام شهرا، وأسمع ولده «صحيح البخاري» . وقرأ هو على الشيخ جمال الدين المزّي كتابه «تهذيب الكمال» ، ثم عاد إلى القاهرة واستمرّ بها إلى أن مات. وكان حجّ من القاهرة، وسمع بالحجاز الشريف.
[وفاة القاضي الصدر جمال الدين ابن عقيل القرشي]
703 -
وفي ليلة الجمعة السابع عشر من ذي الحجّة توفي القاضي، العالم، الفاضل، الصدر، جمال الدين، أبو بكر بن إبراهيم بن حيدرة
(3)
بن علي بن حيدرة بن علي بن عقيل القرشي، المعروف بابن القمّاح، بالقاهرة، ودفن من الغد بالقرافة الصغرى.
ومولده في العشر الأول من ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين وستماية بالقاهرة، بعد موت والده بأسبوع.
واشتغل بالفقه على الشيخ عزّ الدين ابن عبد السلام وعرض عليه كتاب «التنبيه» ، ثم اشتغل بعده على السديد التزمنتي، وغيره، وقرأ الفرائض، وله شعر كثير، وجاور بمكة سنة، وولّي عدّة ولايات من جهات الكتابة بالقاهرة وأعمالها وبلاد الشام، وقدم علينا في المحرّم سنة اثنتي عشرة وسبع ماية مدينة دمشق متوجّها إلى حلب متولّيا بها وكالة/295 ب/بيت المال.
وقرأت عليه «الأربعين الصغرى» للبيهقيّ، بسماعه من الشيخ شرف الدين ابن أبي الفضل المرسي
(4)
، عن أبي روح.
وهو عمّ القاضي شمس الدين محمد بن القاضي علم الدين أحمد بن إبراهيم بن القمّاح نائب الحكم بالقاهرة المحروسة
(5)
.
(1)
انظر عن (ابن هجرس) في: ذيل تاريخ الإسلام 157 رقم 498، والوافي بالوفيات 14/ 71، وأعيان العصر 2/ 364 رقم 657، وغاية النهاية 1/ 282 رقم 1261، والدرر الكامنة 2/ 106،107 رقم 1710، والمنهل الصافي 5/ 340، والدليل الشافي 1/ 303 رقم 1035، وشذرات الذهب 6/ 52.
(2)
عن هامش المخطوط.
(3)
انظر عن (ابن حيدرة) في: أعيان العصر 2/ 35 رقم 439، والسلوك ج 2 ق 1/ 187، والدرر الكامنة 1/ 436 رقم 1149.
(4)
في نسخة ليدن 1/ 464 «المريسي» .
(5)
هنا تنتهي نسخة ليدن.
سنة تسع عشرة وسبعماية
المحرّم
[الهواء المزعج بدمشق]
في أول ليلة من المحرّم حصل بدمشق هواء شديد مزعج سقطت منه حيطان كثيرة من طبلات الأسطحة وغيرها، وتكسّرت أشجار كثيرة، ووجل الناس لذلك، ولطف الله سبحانه
(1)
.
[وفاة الفقيه عبد الرحمن العنابوسي]
704 -
وفي يوم الأربعاء السادس من المحرّم توفي الشيخ الفقيه، الصالح، أبو محمد، عبد الرحمن بن عثمان بن عبد الرحمن بن العنابوسي
(2)
، النابلسي، المقدسي، الحنبلي، بسفح جبل قاسيون، وصلّي عليه عقيب ظهر الأربعاء، ودفن هناك.
ومولده تقريبا سنة سبع وخمسين وستماية.
وكان رجلا جيّدا، ونسخ كثيرا بخطّه، وله اشتغال بالعلم، وفيه مروءة وديانة وانقطاع، وعزّة نفس، ومحبّة للحديث وأهله، سمع من الشيخ شمس الدين ابن أبي عمر، وابن البخاري، وابن شيبان، وجماعة من شيوخنا. وحدّث ب «فضائل فاطمة» عليها السلام، لابن شاهين بخليص بين الحرمين الشريفين، سمعه منه ابني محمد، رحمه الله، وكان صاحبنا ويقصد الاجتماع بنا بطريق الحجاز، رحمه الله تعالى.
[مباشرة التدريس بالمدرسة الركنية]
وفي يوم الأحد السابع عشر من المحرّم باشر الشيخ الإمام، العلاّمة، الخطيب، نجم الدين، علي ابن الشيخ عماد الدين داود بن يحيى بن كامل القرشي، البصروي، الحنفي، المعروف بالقحفازي
(3)
التدريس بالمدرسة الركنية بسفح قاسيون، عوضا عن
(1)
خبر الهواء في: نهاية الأرب 32/ 293، والبداية والنهاية 14/ 92، والسلوك ج 2 ق 1/ 192.
(2)
انظر عن (العنابوسي) في: الدرر الكامنة 2/ 335 رقم 2321.
(3)
توفي (القحفازي) في سنة 745 هـ. انظر عنه في: المختصر في أخبار البشر 4/ 142، وتذكرة النبيه 3/ 74،75، والوافي بالوفيات 21/ 83، وأعيان العصر 3/ 356 - 372 رقم 1153،
الشيخ محيي الدين أحمد بن عقبة الحنفي، وحضر عنده القضاة وأعيان المدرّسين، واستمرّ بها مدّة، ثم اطّلع على شروط واقفها من السكن فيها والإمامة بها، فتركها من غير عوض، ولم يأخذ من الجامكية على التدريس بها شيئا، وبقيت مدّة خالية عن مدرّس.
[وفاة المقرئ نجم الدين ابن مسلمة الأموي]
705 -
وفي ليلة الجمعة الثاني والعشرين من المحرّم توفي الشيخ المقرئ، المسند الأصيل، نجم الدين، أبو محمد، عبد الرحيم ابن الشيخ/296 أ/المحدّث محيي الدين أبي زكريّا يحيى بن عبد الرحيم بن المفرج
(1)
بن علي بن المفرج
(2)
بن عمرو بن الخضر بن محمد بن الحسن بن مسلمة
(3)
الأموي، الدمشقيّ، بدرب الحبّالين بدمشق، ودفن ضحى نهار الجمعة بمقبرة الباب الصغير في قبر كان اشتراه لنفسه بأربعين درهما.
ومولده يوم الثلاثاء السابع والعشرين من رمضان سنة اثنتين وأربعين وستماية، بحارة قطامش بدار ابن الحبوبي بدمشق.
حفظ القرآن العظيم على الصلاح الفارسي، وكمّله على الشيخ محمد الحوراني إمام مشهد أبي بكر، رضي الله عنه، وتعلّم صنعة الكوافي وارتزق منها مدّة، ثم ضعف عنها وصار يقرأ على القبور عند الدفن والأعزية، وكان يقرأ على قبور معيّنة بباب الصغير في أيام من الأسبوع ويحصل له بذلك بلغة، وكان ملازما لتلاوة القرآن. سمع بإفادة والده من عمّ والده الرشيد أبي العباس أحمد بن المفرّج بن مسلمة، والسديد أبي محمد مكي بن علاّن، ومحمد بن عبد الهادي، والصدر البكري، وابن عبد الدائم، وجماعة، وحضر على الشيخ علم الدين السخاوي، وعتيق السلماني، وعمر بن البراذعي، وأجاز له إبراهيم بن الخيّر، ومحمد بن المنّي، والأعز بن العليق، وابن القميرة، وأخوه أحمد، وموهوب بن الجواليقي، وجماعة من بغداد، وغيرها. وكان أبوه من طلبة الحديث، سمع ورحل وكتب، ثم انقطع عن ذلك، ودخل في جهات الكتابة.
= وهو ضبطه بالقاف والحاء المهملة، وفاء بعدها ألف وراء، وفوات الوفيات 3/ 23، رقم 1339، والبداية والنهاية 14/ 214، والوفيات لابن رافع 1/ 213، والدرر الكامنة 3/ 47 - 49 رقم 105، ودرّة الأسلاك 2/ورقة 348، والدليل الشافي 1/ 445 رقم 1579، والمنهل الصافي 8/ 73 - 76 رقم 1586، وبغية الوعاة 2/ 166، والدارس 1/ 399 و 2/ 328، وشذرات الذهب 6/ 143.
(1)
في الأصل: «المفرح» .
(2)
في الأصل: «المفرح» .
(3)
انظر عن (ابن مسلمة) في: معجم شيوخ الذهبي 312 رقم 443، وذيل تاريخ الإسلام 171 رقم 547، والوافي بالوفيات 18/ 398، وأعيان العصر 3/ 61،62 رقم 975، وذيل التقييد 2/ 112، 113 رقم 1254، والدرر الكامنة 2/ 363،364 رقم 2412، وشذرات الذهب 6/ 51.
وخرّجت للشيخ نجم الدين المذكور مشيخة عن ثلاثين شيخا وقرأتها عليه بجامع دمشق، وسمعها جماعة، وأسمع وأجاز قديما. رأيت خطّه في استجازة في سنة إحدى وسبعين وستماية.
[وكالة بيت المال بدمشق]
وفي يوم الثلاثاء السادس والعشرين من المحرّم وصل توقيع سلطاني ووكالة شريفة من مولانا السلطان بتولية القاضي جمال الدين
(1)
ولد المولى شرف الدين ابن القلانسي وكالة بيت المال
(2)
المعمور بدمشق وأعمالها، وخلع عليه يوم الخميس الثامن والعشرين من الشهر المذكور، وحضر مجلس الحكم بالجامع يوم الجمعة وعليه الخلعة السلطانية، وسمع الدعوى عن بيت المال عوضا عن/296 ب/الشيخ كمال ابن الشريشي، رحمه الله تعالى.
[وصول الركب الشامي والمحمل السلطاني]
وفي يوم الخميس الثامن والعشرين من المحرّم وصل إلى دمشق الركب الشامي، والمحمل السلطاني من الحجاز الشريف، وأمير الحاجّ الأمير علاء الدين ابن معبد، والقاضي قاضي القضاة زين الدين الحاكم بحلب، ومن الحجّاج الشيخ برهان الدين ولد الشيخ تاج الدين الفزاري، الشافعي، والقاضي بدر الدين ابن العطّار، وصلاح الدين ابن قطب الدين ابن شيخ السلامية.
قال عزّ الدين الإربلي: وأخبرنا جماعة من أصحابنا من حجّاج الشام والعراق قالوا: ورد في هذه السنة حاجّ العراق في تجمّل وحشمة، وكان فيه من الأعيان جماعة مشهورون، منهم الشيخ شرف الدين ابن الشيخ عديّ-قدّس الله روحه-، والحاجي يولاواج نائب السلطنة بالعراق، ووصل على يده حلقتان من ذهب مرصّعتان باللؤلؤ والبلخش، كلّ حلقة وزنها ألف مثقال، وفي كلّ حلقة ستّ لؤلؤات فاخرات، وبينها ستّ قطع بلخش فاخر، وأراد أن يعلّقها بباب الكعبة، فمنعه من ذلك أمير الركب المصري، وقال: هذا لا يمكن إلاّ بإذن من مولانا السلطان-خلّد الله ملكه-فقال الحاجّي يولاواج: هذه الحلقتان نذر كان نذره الوزير علي شاه وزير أبي سعيد بن خربندا بأنّه متى ظفر بخواجا رشيد الدولة وقتله أن يعلّق على باب الكعبة حلقتين من ذهب مرصّعات بالجوهر. فقيل: إنّهم أذنوا له في تعليقهما زمنا قليلا، ثم رفعوهما
(3)
.
(1)
في السلوك: «تاج الدين أحمد بن القلانسي» .
(2)
خبر بيت المال في: البداية والنهاية 14/ 92، والسلوك ج 2 ق 1/ 193.
(3)
التذييل على دول الإسلام 2/ 226.
[القبض على الأمير رميثة]
وأخبرنا بعض حجّاج الشام بأنّ أمير الركب المصري قبض على الأمير رميثة بن أبي نميّ أمير مكة يوم الثلاثاء رابع عشر ذي الحجّة سنة ثمان
(1)
عشرة بعد انقضاء أيام التشريق، وحمل إلى مصر تحت الاحتياط. فلما وصل أكرمه السلطان، وأجرى عليه في كل شهر ألف درهم، فبقي كذلك مكرّما نحو أربع
(2)
شهور، وهرب من القاهرة إلى الحجاز، وعلم السلطان بهزيمته في اليوم الثاني، فكتب إلى شيخ آل الحارث يقول له: هذا هرب على بلادك معتمدا عليك ولا أعرفه إلاّ منك. فركب شيخ آل الحارث الهجن السّبّق، وسار خلفه/297 أ/مجدّا، فأدركه نائما تحت عقبه أيلة، فجلس عند رأسه وقال له: اجلس يا أسود الوجه. فانتبه رميثة وقال: صدقت والله لو لم أكن أسود الوجه ما تمّت هذه النومة المشؤومة
(3)
حتى أدركتني. فقبض عليه وحمله إلى حضرة السلطان فألقاه في السجن وضيّق عليه، فقيل إنه وقع برمي الدم. وكان قبض عليه شيخ آل الحارث في جمادى الأولى سنة تسع عشرة
(4)
.
صفر
[عزل القاضي ابن العزّ الحنفي]
في مستهلّ صفر عزل القاضي شمس الدين ابن العزّ الحنفي نفسه عن مباشرة الحكم بدمشق، بسبب أنّ نائب السلطنة عاتبه على تعزير جنديّ، وأغلظ له في الكلام. ثم إنّ الصاحب شمس الدين استرضاه وباشر (في)
(5)
الثالث عشر من الشهر المذكور.
[التدريس بالمدرسة الناصرية بدمشق]
وفي يوم الأربعاء الخامس من صفر ذكر الدرس بالمدرسة الناصرية بدمشق قاضي القضاة نجم الدين ابن صصرى الشافعي، وحضر عنده القضاة والعلماء والفقهاء عوضا عن الشيخ كمال الدين ابن الشّريشي
(6)
.
(1)
الصواب: «سنة ثماني» .
(2)
الصواب: «أربعة شهور» .
(3)
في الأصل: «المشومة» .
(4)
خبر رميثة في: نهاية الأرب 32/ 293،294، والمختصر في أخبار البشر 4/ 84، والسلوك ج 2 ق 1/ 193،194.
(5)
تكرّرت في الأصل.
(6)
خبر المدرسة الناصرية في: البداية والنهاية 14/ 92.
[مباشرة شدّ الدواوين بدمشق]
وفي يوم الإثنين عاشر صفر باشر شدّ الدواوين بدمشق الأمير جمال الدين آقش الرحبي، عوضا عن فخر الدين إياس الشمسي، وانصرف بذلك عن ولاية البلد، وكان مباشرا لها من شهر ذي القعدة سنة سبع وسبع ماية، وصرف عنها في رمضان سنة تسع وسبعماية عشرة أيام، ثم أعيد. وكان مشكور السيرة في الولاية
(1)
.
وباشر مكانه في الولاية بدمشق الأمير علم الدين الطرقشيّ الساكن بالعقيبة.
[النداء بالصيام طلبا للاستسقاء]
وفي العاشر من صفر نودي بدمشق بالصيام لأجل الخروج إلى الاستسقاء، وقرئ «صحيح البخاري» بالجامع تحت النسر في سبعة أيام، ودعا الناس عقيب الصلوات، واستسقى الخطيب في خطب الجمع مرات، وكذلك الخطباء، وبعد ذلك خرج الناس للاستسقاء العامّ إلى قريب مسجد القدم قبليّ البلد في يوم السبت منتصف صفر، وهو سابع نيسان. وكان يوما عظيما حافلا، حضره خلق عظيم، وصلّى وخطب بالناس الشيخ الإمام، القاضي، /297 ب/الخطيب، الصالح، الزاهد، صدر الدين، سليمان الجعفري، وتبرّك الناس به وأمّنوا على دعائه. وخرج نائب السلطنة والأمراء والأكابر مشاة إلى الموضع المذكور خاضعين لله تعالى طالبين رضاه ورحمته، فمنّ الله تعالى بوقوع المطر في يوم الأحد ثاني يوم الاستسقاء.
وفي يوم الإثنين ثالثه وصلت
(2)
الأخبار بوقوع المطر في البلاد وحصل خير كثير بفضل الله تعالى
(3)
.
[وفاة شهاب الدين ابن ناصر الزرعي]
706 -
وفي يوم السبت الخامس عشر من صفر توفي شهاب الدين، أحمد ابن القاضي ناصر الدين ناصر الزرعي
(4)
، قاضي نابلس، بها.
وكان شابّا، فقيها، فاضلا، حسن السيرة، ووجد عليه أبوه ولازم قبره بكرة وعشيّة، وحجّ في سنته.
[وفاة الصدر تقيّ الدين حمزة المجدلي]
707 -
وفي ليلة الثلاثاء الخامس والعشرين من صفر توفي الشيخ الأديب،
(1)
خبر شدّ الدواوين في: البداية والنهاية 14/ 92.
(2)
في الأصل: «ووصلت» .
(3)
خبر النداء بالصيام في: نهاية الأرب 32/ 294، والبداية والنهاية 14/ 92، والسلوك ج 2 ق 1/ 193،
(4)
لم أجد له ترجمة.
الفاضل، الصدر، تقيّ الدين، أبو محمد، حمزة بن الشيخ جمال الدين عمر بن أبي بكر بن محمود بن مسعود المجدلي
(1)
، ثم الدمشقيّ بالعقيبة ظاهر دمشق، ودفن من الغد بسفح جبل قاسيون بتربة الشيخ أبي عمر بن قدامة.
ومولده بدمشق في شهر رمضان سنة خمسين وستماية.
وكان اشتغل بالأدب وحفظ، وقرأ على الشيوخ، ولازم ابن الظهير، وأجاد الخط المنسوب، ونسخ بخطّه قطعة صالحة، وسمع من ابن عبد الدائم، ولازم الشيخ شمس الدين الحنبلي، وكتب عنه من مسموعاته، وصاهر، وخدم الأمير علم الدين الدواداري مدّة، وكتب له. وكان ينشئ ويترسّل. وفي آخر عمره خدم عند الملك الكامل، وكان قبله عند الملك الأوحد بن الزاهر، وحصلت له أمراض، وكان يتصرّف ولم ينقطع سوى يوم واحد، رحمه الله تعالى.
[وفاة المقرئ كمال الدين ابن سوّار الرومي]
708 -
وفي السابع والعشرين من صفر توفي الشيخ المقرئ، الصالح، كمال الدين، إبراهيم بن محمد بن سوّار
(2)
الروميّ، إمام مسجد الحدّادين، ودفن بمقابر باب كيسان.
وكان شيخا عاش خمسا وثمانين سنة، ومولده بحلب.
وأسره التتار منها، ثم إنّه خلّص وأقام بالروم بقيسارية ثلاثين سنة، وتزوّج ورزق الأولاد هناك، /298 أ/ثم رجع إلى البلاد فأقام بحلب، وخطب بقرية الملوحة مدّة قليلة، ثم انتقل إلى دمشق وأقام بها نحو ثلاثين سنة، ولقّن القرآن معظم عمره.
[وفاة الأمير آقوش الأرجواشي]
709 -
وفي صفر توفي الأمير جمال الدين، آقوش
(3)
الأرجواشي.
وكان قد ولّي أستاذ داريّة نائب السلطنة بدمشق.
[وفاة علاء الدين علي بن يوسف]
710 -
وعلاء الدين، علي
(4)
بن جمال الدين يوسف أخي الصاحب تقيّ الدين توبة البيّع.
وكان من الأجناد المعروفين.
(1)
انظر عن (المجدلي) في: الدرر الكامنة 2/ 76،77 رقم 1631.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
لم أجد له ترجمة.
[وفاة ناصر الدين محمد ولد آقش الجلباني]
711 -
وناصر الدين محمد
(1)
، ولد جمال الدين آقش الجلبّاني، البريديّ، الساكن بالصالحية، وأصيب به والده، ولم يكن له ولد ذكر سواه.
وكان رفيقنا في الحج، وسمع بقراءتي باللجون.
وهو سبط شيخنا شمس الدين ابن الزين، رحمه الله.
[نيابة السلطنة بحمص]
وفي أواخر صفر توجّه الأمير سيف الدين البدري إلى نيابة السلطنة بحمص، عوضا عن الأمير بدر الدين القرماني، ووصل القرماني إلى دمشق بعد ذلك بأسبوع في ليلة الخميس رابع ربيع الأول.
[وفاة الشريف محمد بن محمد الحسيني]
712 -
وفي يوم الخميس السابع والعشرين من صفر توفي الشريف، المحدّث، الزاهد، أبو عبد الله، محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحسيني
(2)
، الفاسيّ، وصلّي عليه في اليوم المذكور بجامع مصر العتيق، ودفن بالقرافة.
وكان قدم في هذه السنة مع الحجّاج إلى مصر فتوفّي بها. وكان رجلا صالحا، محدّثا، معتنيا بالحديث والرواية وتسميع أولاده.
[جلي رخام حيطان الجامع الأموي]
وفي اليوم التاسع والعشرين من صفر وقع الابتداء في جلي رخام حيطان الجامع الأمويّ بدمشق، فجلوا جميع الرخام الذي على الحيطان وعلى العضايد، وجلوا جميع النقوش المنقوشة على الحيطان الداخلة والخارجة، و (جلوا)
(3)
الأبواب النحاس، وجدّدوا على أبواب الجامع نقوشا وكتابات كانت قد امّحت وتغيّرت، وجدّدوا ثلاثة عشر ضلعا من أضلاع قبّة النسر الخشب، وأداروا أيديهم في إصلاح الرخام المكسّر، وإلى غير ذلك
(4)
.
قال بعض كتّاب العماير: وقد بلغت الغرامة على هذا العمل إلى سلخ شعبان من السنة أكثر من عشرة/298 ب/آلاف درهم، وما تمّ المقصود من الإصلاحات جميعها.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
كتبت فوق السطر.
(4)
خبر جلي الرخام في: البداية والنهاية 14/ 92.
[نهي المنجّمين من الكتابة على التقاويم]
وفي أول صفر المذكور جمع الشريف جلال الدين الأعناكي نائب الحسبة بدمشق المنجّمين، ونهاهم أن يكتبوا على التقاويم النجوميّة أحكاما، ولم يسمع منه.
ربيع الأول
[وفاة المقرئ أمين الدين ابن أبي الفتح الأنصاري]
713 -
في ليلة السبت السادس من شهر ربيع الأول توفي الشيخ الصالح، الزاهد، المقرئ، بقية السلف، أمين الدين، محمد بن محمد بن أبي الفتح
(1)
الأنصاري، الخياط، الملقّن، ودفن ظهر السبت بمقبرة الشيخ أبي عمر.
وكان شيخا صالحا، مباركا، وعنده فهم ومعرفة، وكان مقيما بتربة الجوهري بسفح قاسيون، وملازما الجلوس (في المسجد المجاور)
(2)
لها للتلاوة والإقراء والاعتكاف.
وهو حمو الشيخ إبراهيم الرقّي، رحمهما الله تعالى.
وكان ضعف بصره في أواخر عمره، وزاد الضعف، وكانت له همّة وقيام في الحق وإنكار المنكرات.
[وفاة كمال الدين ابن معتوق بن البزوري]
714 -
وفي ليلة الإثنين الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول توفي الشيخ كمال الدين، محمد بن الشيخ عزّ الدين محفوظ بن معتوق
(3)
بن البزوري، البغداديّ، بسفح جبل قاسيون، ودفن بتربة والده هناك.
وكان رجلا تاجرا، عاقلا، عنده سكون وديانة وفضيلة، ووعظ بجامع دمشق غير مرة.
وهو أخو الشيخ نجم الدين ابن البزوري الواعظ لأبيه.
مات وهو في عشر الأربعين لم يبلغها.
وسمع من شيخنا ابن البخاري «جزء الأنصاري» وغيره، ولم يحدّث.
[تعليق الحكم وتعطيل الشهود والعودة عن ذلك]
واجتمع القضاة بدمشق على ترك الحكم، وطويت حصر الشهود في الخامس
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
ما بين القوسين عن هامش المخطوط.
(3)
لم أجد له ترجمة.
والعشرين من شهر ربيع الأول بسبب قضيّة شرعية أخرق فيها ببعض الشهود ورسّم عليهم، وخيف عليهم من التعزير، وبقي الأمر على ذلك ثلاثة أيام، ثم عاد الأمر إلى العادة بعد الاجتماع بنائب السلطنة وتعظيمه الشرع وعتبه على الحكّام إذ لم يعرّفوه بالواقعة، وحصل في نفسه شيء من القضاة بهذا السبب، ثم تناقص قليلا قليلا.
[وفاة ناصر الدين المعروف بابن الدماغ]
715 -
وفي يوم الإثنين سلخ ربيع الأول توفي الشيخ العدل، ناصر الدين، أبو عبد الله، /299 أ/محمد بن أبي العباس أحمد بن أبي العزّ بن محمود، المعروف بابن الدماغ
(1)
المصري، ودفن من الغد يوم الثلاثاء مستهلّ ربيع الآخر بالقرافة.
سمع من سبط السلفي وروى عنه، وكان شيخا جاوز الثمانين.
نقلت وفاته من خط الشيخ فخر الدين النويري المالكيّ.
ربيع الآخر
[سفر ناظر الدواوين بدمشق إلى القاهرة]
في يوم الخميس الثالث من شهر ربيع الآخر سافر من دمشق الصاحب شمس الدين ناظر الدواوين بدمشق إلى القاهرة، وعاد مكرما، ودخل دمشق في يوم الخميس الرابع والعشرين من الشهر المذكور.
[التوقيع بتدريس المدرسة الناصرية]
وفي يوم الأربعاء التاسع من شهر ربيع الآخر وصل من القاهرة إلى دمشق الشيخ كمال الدين أبو القاسم أحمد بن القاضي عماد الدين ابن الشيرازي، وبيده توقيع سلطانيّ بتدريس المدرسة الناصرية، عوضا عن الشيخ كمال الدين ابن الشريشي، وذكر الدرس بها في يوم الإثنين الرابع عشر من الشهر المذكور
(2)
.
[وفاة الفقيه فخر الدين عثمان الشافعي]
716 -
وفي ليلة السبت الثاني عشر من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ الفقيه، الفاضل، العدل، فخر الدين، عثمان بن داود
(3)
بن محمد الشافعي، المعروف بالحريري، ودفن من الغد بمقابر باب توما.
وكان إمام مسجد بسويقة باب توما، وفقيها بالمدارس وأحد الشهود، واشتغل
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
خبر التوقيع بالتدريس في: البداية والنهاية 14/ 92،93.
(3)
انظر عن (ابن داود) في: الدرر الكامنة 2/ 439 رقم 2578.
بالفقه، وكان من أصحاب القاضي شرف الدين ابن المقدسي، وباشر خطابة المزّة مدّة، وسكنها نيابة عن ابن يمن.
[السفر إلى القاهرة بمرسوم سلطاني]
وفي يوم السبت الثاني عشر من شهر ربيع الآخر توجّه الشيخ الإمام، شهاب الدين، ابن المجد عبد الله الشافعي إلى القاهرة، ومعه ضياء الدين ابن الإسكندري، وشهاب الدين ابن المهتار على البريد بمرسوم سلطانيّ بسبب شهادة شهدوها على الأمير سيف الدين أسندمر، رحمه الله، ورجعوا سالمين في خير وعافية، وكانت غيبتهم مدّة شهر وأيام.
[إمامة المحراب الغربي بالكلاّسة]
ووصل بدر الدين محمد ولد القاضي تاج الدين صالح الجعبري من القاهرة، ومعه توقيع بإمامة المحراب/299 ب/الغربي بالكلاّسة من جامع دمشق، فباشر الصلاة فيه يوم الجمعة عصر النهار الحادي عشر من شهر ربيع الآخر عقيب صلاة الخطيب.
[وفاة الخطيب شمس الدين ابن رجب الرومي]
717 -
وفي ليلة الإثنين الرابع عشر من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ الخطيب، المعمّر، شمس الدين، أحمد بن أبي بكر بن رجب
(1)
الرومي، الحنفي، الخرتبرتيّ، خطيب قلعة دمشق، ودفن بمقابر الصوفية.
وكان شيخا كبيرا جاوز التسعين، وكان بيده تدريس بجامع القلعة، فقرّر ولده في الخطابة، وولّي الشيخ الفقيه، الإمام، محيي الدين، يحيى بن سليمان بن علي الرومي، المعروف بالأسمر التدريس المذكور، وباشره في يوم الأحد العشرين من الشهر المذكور.
[وفاة علاء الدين ابن غنيمة الإربلي]
718 -
وفي ليلة السبت التاسع عشر من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ الأجلّ، الأمين، الأصيل، علاء الدين، أبو الحسن، علي بن الشيخ العدل بدر الدين محمد بن أبي بكر بن قاسم بن غنيمة
(2)
الإربلي، التاجر، وصلّي عليه ضحى نهار السبت بجامع دمشق، ودفن بسفح جبل قاسيون بتربة جوار تربة المولّهين.
ومولده في التاسع من المحرّم سنة سبع وأربعين وستماية بدمشق.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
وسمع «صحيح مسلم» من الرضيّ بن البرهان الواسطي بالقاهرة. وله إجازة منه، ومن النجيب عبد اللطيف الحرّاني، وإسماعيل بن عزّون، وتاج الدين القسطلاّني، وجماعة، وحدّث، وكان تاجرا بقيسارية الشرب، ثم صار سمسارا
(1)
، وكان مقصودا لدينه وعقله فانكسر وساعده الناس على وفاء بعض الدّين، وانقطع في بيته. ولم يزل على ذلك إلى أن مات.
وهو ابن أخي شيخنا أمين الدين القاسم بن أبي بكر الإربلي الذي سمعنا عليه «صحيح مسلم» عن المؤيّد الطوسيّ.
[وفاة شرف الدين ابن راجح المقدسي]
719 -
وفي بكرة الأربعاء الثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ الأجلّ، العدل، شرف الدين، أبو عبد الله، محمد بن عبد الله بن عمر بن عوض
(2)
بن خلف بن راجح (المقدسي)
(3)
، الحنبليّ، وصلّي عليه ظهر اليوم المذكور بالجامع المظفّري، ودفن بتربة الشيخ أبي عمر بسفح قاسيون.
ومولده في الثالث والعشرين من جمادى الآخرة سنة/300 أ/أربع وأربعين وستماية بسفح قاسيون.
ويعرف بابن رقيّة، وأمّه رقيّة بنت عبد الملك بن عبد الملك المقدسي، أخت شيخنا كمال الدين عبد الرحيم.
وسمع الحديث من شمس الدين محمد بن سعد المقدسي، وإبراهيم بن خليل، وخطيب مردا، وإسماعيل العراقي، وابن عبد الدائم، وجماعة. وأجاز له عبد الرحمن بن مكي سبط السلفي، والحافظ عبد العظيم المنذري، وجماعة. وروى الحديث، وصار نقيبا للقاضي الحنبلي مدّة، وكان يشهد على القضاة، وولّي الحسبة بالصالحية إلى أن مات. وكان متودّدا، حسن الخلق، فيه كرم ومروءة.
وكان له أخ من أبيه، وهو القاضي عزّ الدين عمر، ولّي قضاء الديار المصرية هو وولده القاضي تقيّ الدين أحمد.
وذكر لي أنّه دخل القاهرة في حياة الشيخ شمس الدين ابن العماد، وسمع بها الحديث.
(1)
في الأصل: «ثم صار اسمسارا» .
(2)
انظر عن (ابن عوض) في: معجم شيوخ الذهبي 506،507 رقم 751، والدرر الكامنة 3/ 479 رقم 1281 والترجمة فيه مبتورة، ويظهر أنها اختلطت بترجمة أخرى، حيث وقع فيها نقص، وورد في آخرها تاريخ الوفاة سنة 738 هـ.!
(3)
عن هامش المخطوط.
[وفاة الأمير سعد الدين مسعود بن قرا سنقر]
720 -
وفي عشيّة الثلاثاء الثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر توفي الأمير سعد الدين، مسعود بن الأمير بدر الدين قرا سنقر
(1)
الشّشنكير الروميّ، بظاهر دمشق، ودفن، ثم نقل بعد ستّ ليال إلى تربة (له)
(2)
بالقدس الشريف.
وكان تولّى القدس مدّة، وصار حاجبا بدمشق.
وهو أخو الأمير سيف الدين قطلوبك
(3)
بن الشّشنكير.
[وفاة أم أحمد فاطمة بنت أحمد بن منعة القنوي]
721 -
وفي يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من شهر ربيع الآخر توفيت أمّ أحمد، فاطمة
(4)
بنت الشيخ الأمين عماد الدين أحمد بن منعة بن مطرف بن طريف القنوي، ثم الصالحي. وكان موتها ببستان الأعسر بالسهم عند ولدها. ودفنت يوم الأربعاء مستهلّ جمادى الأولى بسفح قاسيون بتربة المرداويّين.
وكانت امرأة صالحة من بيت قوم صالحين.
ومولدها بعد الأربعين وستماية بقليل.
سمعت من خطيب مردا، وروت عنه.
سمعنا منها ومن والدها.
جمادى الأولى
[وفاة أم محمد نخوة بنت محمد ابن النصيبي]
722 -
في ليلة الأحد الخامس من جمادى الأولى توفيت الشيخة الأصيلة، أمّ محمد، نخوة
(5)
بنت الشيخ الإمام، زين الدين، محمد بن عبد القاهر بن هبة الله بن عبد القاهر بن عبد الواحد بن النصيبي، الحلبيّ، بمدينة حماه، وصلّي عليها ضحوة نهار الأحد بجامع السوق/300 ب/الأسفل. تقدّم في الصلاة عليها
(1)
انظر عن (ابن قراسنقر) في: أعيان العصر 5/ 428،429 رقم 1857، والدرر الكامنة 4/ 350 رقم 954.
(2)
كتبت فوق السطر.
(3)
انظر عن (قطلوبك) في: أعيان العصر 4/ 125،126 رقم 1380، والدرر الكامنة 3/ 254 رقم 945 وهو توفي سنة 729 هـ.
(4)
انظر عن (فاطمة) في: معجم شيوخ الذهبي 426 رقم 262، والدرر الكامنة 3/ 222 رقم 544، وأعلام النساء 4/ 31.
(5)
انظر عن (نخوة) في: ذيل تاريخ الإسلام 164 رقم 527، والدرر الكامنة 4/ 389،390 رقم 1066، وذيل العبر 106، وشذرات الذهب 6/ 52، وأعلام النساء 5/ 165.
قاضي القضاة شرف الدين ابن البارزي، ودفنت بتربة بني قرناص (ظاهر)
(1)
حماه الشرقيّ.
ومولدها في سنة أربع وثلاثين وستماية بطريق الحجاز الشريف في الرجعة. كذا أخبرني ابن أخيها تاج الدين ابن النصيبي.
وكانت امرأة صالحة، حاجّة، سمعت من يوسف بن خليل الحافظ، وروت عنه، سمع منها جماعة كبيرة، وقصدها الطلبة، وكانت مقيمة بحماه.
وهي زوجة الصدر عزّ الدين، عبد الرحمن بن قرناص ناظر الجيش بحماه.
وروت أيضا بدمشق وحلب.
[وفاة الفقيه إبراهيم ابن أبي الحجر الحرّاني]
723 -
وفي بكرة الأحد ثاني عشر جمادى الأولى توفي الفقيه، إبراهيم بن الحاج عمر بن عبد الواحد بن أبي الحجر
(2)
الحرّاني، التاجر أبوه، بسوق العطارين، ودفن ظهر الأحد بمقبرة عاتكة ظاهر دمشق.
وكان شابّا ابن اثنتين وعشرين سنة.
وحفظ الكتاب العزيز، و «التنبيه» في الفقه، والأحكام، والفرائض، و «الشاطبية» وغير ذلك، وقرأ بالروايات على الشيوخ، وكان كثير التكرار، ورتّب بالمدارس، ثم اقتصر على المدرسة الباذرائية، ومات وهو من فقهائها. وسمع معنا كثيرا، واستجاز لنفسه ولإخوته، وعرف شيوخ الرواية، وكانت له همّة.
[عزل الجعفري عن نيابة الحكم بدمشق]
وفي يوم الجمعة العاشر من جمادى الأولى انصرف الشيخ صدر الدين الجعفري عن نيابة الحكم بدمشق، عزله قاضي القضاة نجم الدين، وبقي معزولا نحو ثلاثة أشهر ثم أعاده، وباشر في يوم الإثنين ثامن شعبان.
[وفاة الفقيه شهاب الدين ابن فزارة بن بدر]
724 -
وفي يوم الإثنين الثالث عشر من جمادى الأولى توفي الشيخ الإمام، العالم، الفاضل، الفقيه، المقرئ، شهاب الدين، أبو عبد الله، الحسين بن سليمان بن فزارة
(3)
بن بدر الكفري
(4)
، البصروي، الحنفيّ، بالمدرسة الطرخانية
(1)
تكرّرت في الأصل.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
في البداية والنهاية: «الحسن بن سليمان بن خزارة» .
(4)
انظر عن (الكفري) في: ذيل تاريخ الإسلام 169 رقم 543، وذيل العبر 106،107، والإعلام بوفيات الأعلام 303، والمعين في طبقات المحدّثين 232 رقم 2379، ومعجم
بدمشق، وصلّي عليه ظهر اليوم المذكور بجامع دمشق، ودفن بسفح جبل قاسيون عند قبر والده.
ومولده تقريبا في سنة سبع وثلاثين وستماية.
وسمع الحديث من كمال الدين ابن طلحة، وابن عبد الدائم، والصفيّ إسماعيل بن الدرجي، وابن أبي اليسر، وغيرهم، وقرأ بنفسه «كتاب الترمذي» وغيره، وكتب بخطّه «الهداية» في الفقه، و «شرح/301 أ/الشاطبية» لأبي شامة، وغير ذلك. وتفقّه وقرأ القراءات على الشيخ علم الدين القاسم بن أحمد الأندلسي، وتفرّد بالإقراء عنه مدّة سنين، وقصده الطلبة لعلوّ إسناده، وجمع عليه السبعة أكثر من عشرين طالبا. وكانت له مشاركة في النحو والأدب، ومجالسته حسنة، وفوائده كثيرة، وبقي مدرّسا بالطرخانية أكثر من أربعين سنة. وكان معيدا في المدارس وولّي نيابة الحكم بدمشق عن القاضي شمس الدين الأذرعي مدّة ولايته. وكان رجلا مباركا كثير الخير، وأضرّ في أواخر عمره، وانقطع في بيته مواظبا على التلاوة والذكر وإقراء الكتاب العزيز إلى أن مات على هذه الحالة، رحمه الله.
[وفاة فخر الدين عثمان ابن العنبري]
725 -
وفي ليلة الأربعاء منتصف جمادى الأولى توفي فخر الدين، عثمان بن محمد بن عثمان بن العنبري
(1)
، الكوافي، ودفن ظهر الأربعاء بمقبرة الباب الصغير.
وكان رجلا جيّدا، مشكور السيرة، وله دكان مشهورة بسوق القمح، وله وظيفة بالمارستان النوري.
وبينه وبين الشيخ كمال الدين الزملكانيّ قرابة.
[الحسبة بدمشق]
وفي يوم الخميس السادس عشر من جمادى الأولى ولّي القاضي فخر الدين، عبد العزيز بن أحمد بن شيخ السلامية الحسبة بدمشق، عوضا عن القاضي بدر الدين ابن الحدّاد.
= شيوخ الذهبي 173،174 رقم 227، والوافي بالوفيات 12/ 377، وأعيان العصر 2/ 268، 269 رقم 597، ونكت الهميان 144، وغاية النهاية 1/ 241، والدرر الكامنة 2/ 56 رقم 1590، والمنهل الصافي 5/ 157، والدليل الشافي 1/ 274 رقم 943، والنجوم الزاهرة 9/ 245، وشذرات الذهب 6/ 51، وقضاة دمشق 199، وذكر محقّقه أنّ ترجمته في الدرر الكامنة 1/ 135 وهذا خطأ إذ أنّ المترجم هو ابنه «أحمد بن الحسين» ، والصواب كما قدّمناه في ج 2/ 56، كما وهم ابن طولون فجعل وفاته في سنة 744 هـ.
(1)
لم أجد له ترجمة.
وولّي القاضي بدر الدين ابن الحدّاد المذكور نظر الجامع المعمور بدمشق، عوضا عن فخر الدين المذكور، وخلع عليهما، وباشر كلّ واحد منهما وظيفته
(1)
.
[وفاة تاج الدين ابن أبي حامد التبريزي]
726 -
وفي أوائل جمادى الأولى وصل القفل من بغداد وأخبروا بوفاة الشيخ الإمام، الزاهد، تاج الدين، عبد الرحمن بن محمد بن أبي حامد التبريزي، الشافعي، المعروف بالأفضليّ
(2)
، وأنّ وفاته كانت ببغداد عند وصوله إليها من الحجاز الشريف في العشر الأول من صفر.
وكان رجلا صالحا، فقيها، مباركا.
مولده في سنة إحدى وستين وستماية بتبريز.
وكان متقنا متنزّها عمّا في أيدي الناس، لا يقبل من أحد شيئا، لا قليلا ولا كثيرا، ولهذا السبب عظم شأنه عند أهل بلده. ولما توفي ببغداد دفن في مقبرة الشونيزي، رحمه الله.
[وفاة الفقيه جمال الدين ابن وهيب الأذرعي]
727 -
وفي ليلة الإثنين العشرين (من)
(3)
/301 ب/جمادى الأولى توفي الشيخ الفقيه، العدل، جمال الدين، أبو محمد، عبد الرحمن ابن الشيخ نور الدين أبي الحسن علي بن عبد الرحمن بن محمد بن عطاء بن حسن بن عطاء بن جبير بن جابر بن وهيب
(4)
الأذرعيّ الأصل، الصالحي، الحنفي، ودفن بكرة الإثنين تحت المدرسة المعظّمية بسفح قاسيون بتربة قاضي القضاة شمس الدين بن عطاء عمّ والده.
ومولده في سنة إحدى وخمسين وستماية.
سمع من ابن عبد الدائم، وروى عنه، وكان إماما بالخاتونية بسفح جبل قاسيون، وشاهدا بمسجد قصر حجّاج. وكان بشوش الوجه، حسن الخلق، وكان والده رجلا صالحا، مباركا، روى عن ابن اللتّي.
(1)
خبر الحسبة في: البداية والنهاية 14/ 93.
(2)
انظر عن (الأفضلي) في: ذيل تاريخ الإسلام 166 رقم 537، والإعلام بوفيات الأعلام 303، والوافي بالوفيات 18/ 259، وأعيان العصر 3/ 37 رقم 948، والدرر الكامنة 2/ 341،342 رقم 2347، وشذرات الذهب 6/ 49.
(3)
تكرّرت في الأصل.
(4)
انظر عن (ابن وهيب) في: معجم شيوخ الذهبي 296 رقم 417، والدرر الكامنة 2/ 336 رقم 2326.
[وفاة شمس الدين ابن حسن الحجّي]
728 -
وفي ليلة الأربعاء الثاني والعشرين من جمادى الأولى توفي الشيخ الصالح، شمس الدين، أبو عبد الله، محمد بن عبد الواحد بن عبد الرزّاق بن أحمد بن حسن الحجّيّ
(1)
الأصل، الصالحي، العطار، المعروف بالحكيم، وصلّي عليه ظهر الأربعاء بالجامع المظفّري، ودفن بمقبرتهم عند تربة ابن النشابي بسفح جبل قاسيون.
سمع من الشيخ بدر الدين عمر بن محمد بن أبي سعد الكرماني، وغيره، وحدّث، وكان رجلا جيّدا، صالحا.
ومولده في سنة ستّ وخمسين وستماية تقريبا قبل سنة التتار بسنتين، وكان لا يأكل اللحم، ويذكر أنّ أكله يضرّه.
[وفاة أمّ علي نفيسة بنت أبي بكر الحميري]
729 -
وفي ليلة الخميس الثالث والعشرين من جمادى الأولى توفيت المرأة الصالحة، الأصيلة، أمّ علي، نفيسة
(2)
بنت الشيخ الصدر العالم العدل فخر الدين أبي بكر محمد بن تمّام بن يحيى بن عباس بن يحيى بن الحميريّ، وصلّي عليها ظهر الخميس بجامع دمشق، ودفنت بمقبرة الباب الصغير.
سمعت من الشيخ أبي البقاء خالد النابلسي الحافظ في سنة سبع وخمسين وستماية، وروت عنه، وكانت صالحة مباركة، كثيرة الخير.
وهي زوجة الشيخ شهاب الدين ابن السلعوس.
وبلغت من العمر ثمانية
(3)
وستين سنة تقريبا، لم تصل إلى السبعين.
[الحرب بين ملك غرناطة والإفرنج]
وفي جمادى الأولى، (وقيل: في ربيع الآخر)
(4)
جرت غزوة عظيمة بالمغرب بين صاحب غرناطة ملك المسلمين وبين الإفرنج بالقرب من غرناطة، بعد أن بذل المسلمون للفرنج أموالا معجّلة ومؤجّلة، فلم يقبلوا ذلك، فالتجأ المسلمون/302 أ/ إلى الله تعالى، ودبّروا تدبيرا حسنا، والتقوا معهم، فكسرهم الله تعالى مع كثرتهم وقلّة المسلمين. وذكر أنّ عدّة
(5)
رؤوس الإفرنج بلغت ثمانين ألفا، وأسر أكثر من تسعة آلاف، واستشهد من المسلمين سبعة عشر أميرا، وحصل للمسلمين غنائم كثيرة
(1)
انظر عن (الحجّي) في: معجم شيوخ الذهبي 526 رقم 783.
(2)
لم أجد لها ترجمة.
(3)
الصواب: «ثمانيا» .
(4)
ما بين القوسين عن هامش المخطوط.
(5)
في الأصل: «عدت» .
من الذهب والفضّة والذخائر والعدد والخيل والسلاح، وقسّم ذلك على المسلمين
(1)
.
[الحرب بين صاحب سبتة والإفرنج]
(وبعد ذلك بشهور)
(2)
جرت حرب شديدة بالمغرب أيضا بين صاحب سبتة والإفرنج، وانتصر المسلمون وقتل الإفرنج وأخذت مراكبهم، وكانت أربعة عشر مركبا فيها شيء كثير من السلاح والعدد.
وكان بين واقعة غرناطة وواقعة سبتة (نحو تسعة أشهر)
(3)
، وسيأتي ذكر
(4)
ذلك في جمادى الآخرة سنة عشرين وسبعماية عند وصوله إلى دمشق واشتهار الخبر بذلك.
[وفاة الصدر محيي الدين ابن فضل الله المصري]
730 -
وفي يوم الجمعة الرابع والعشرين من جمادى الأولى توفي الصدر محيي الدين، محمد بن مفضّل
(5)
بن فضل الله المصري، الكاتب، ودفن آخر النهار بتربة ابن هلال قبالة زاوية ابن قوام بسفح قاسيون.
وبلغ من العمر ستّا وأربعين سنة.
وكان مشكور السيرة، فيه ديانة ومحبّة للصالحين، وحجّ، وكان صاحب ديوان نائب السلطنة بدمشق ومستوفي الأوقاف المبرورة، وله جامكية في ديوان الإنشاء.
[وفاة المقرئ زين الدين ابن عبد الرحيم الدار قزّي]
731 -
وفي يوم الأربعاء التاسع والعشرين من جمادى الأولى توفي الشيخ الصالح، المقرئ، الفاضل، زين الدين، أبو محمد، عبد الرحيم
(6)
بن علي بن
(1)
خبر ملك غرناطة في: ذيل العبر 104، والمختصر في أخبار البشر 4/ 85، والسلوك ج 2 ق 1/ 198،199، والإحاطة في أخبار غرناطة 1/ 221، ونهاية الأرب 32/ 307 - 316، ومرآة الجنان 4/ 258، وتاريخ ابن الوردي 2/ 269، والبداية والنهاية 14/ 96،97، والتذييل على دول الإسلام 2/ 230 (سنة 720 هـ.)، ونثر الجمان 2/ورقة 125 أ-126 أ، وتذكرة النبيه 2/ 100،101، وتاريخ ابن سباط. وقال الذهبي إن قتلى الفرنج كانوا أزيد من ستين ألفا، وقتلى المسلمين ثلاثة عشر نفسا. (ذيل العبر) وقيل 11 نفسا. (التذييل على دول الإسلام).
(2)
في الأصل: «وفي الشهر المذكور» ، ثم أشار الناسخ إلى أن الصحيح ما جاء على الهامش، فأثبتناه.
(3)
في الأصل: «ليلة واحدة» وضرب عليها خطا. وأشار إلى الهامش فأثبتناه بين قوسين.
(4)
في الأصل: «ذكر الكتاب الوارد» ثم ضرب خطا على الكلمتين الأخيرتين.
(5)
انظر عن (ابن مفضّل) في: الدرر الكامنة 4/ 261 رقم 721، وأعيان العصر 5/ 268 رقم 1791، والبداية والنهاية 14/ 94.
(6)
انظر عن (عبد الرحيم) في: معجم شيوخ الذهبي 310،311 رقم 441، والمعجم المختص 143،
عبد الرحيم البغدادي، الدار قزّي، فجأة، ودفن من يومه بسفح قاسيون.
ومولده سنة إحدى وأربعين وستماية تقريبا بدار القزّ ببغداد.
ودخل دمشق في سنة خمس وخمسين وستماية، وتوجّه إلى القاهرة، وصحب الشيخ شمس الدين ابن العماد الحنبليّ وسمع منه، ولبس منه خرقة التصوّف وسمع من الحافظ رشيد الدين العطار القرشي، وكمال الدين الضرير المقرئ، وعبد الرحمن بن يوسف المنبجي، وعبد الله بن علاّق، والنجيب عبد اللطيف الحرّاني، وجماعة، ولازم سماع الحديث مدّة سنين، ثم انتقل إلى دمشق وسمع من الشيخ شمس الدين ابن أبي عمر، وابن علاّن، وابن البخاري، وجماعة، /302 ب/ ولازم السماع مع الشيخ علي الموصلي، وغيره من الطلبة، وكان شيخا صالحا، حسن البشر، مليح الوجه، ونسخ بخطّه كثيرا. وكان يكتب المصاحف على الرسم، ويفرد رواية كل إمام من السبعة في مصحف، ويعمل البناكيم
(1)
والساعات في غاية الجودة والصحّة، يقصده الناس لذلك ويرغبون في عمله دون غيره.
[وفاة الأمير سيف الدين غرلوا العادلي]
732 -
وفي يوم الخميس سلخ جمادى الأولى توفي الأمير الكبير، سيف الدين، غرلوا
(2)
بن عبد الله العادلي، بداره ظاهر دمشق، وصلّي عليه عصر النهار المذكور بجامع ملك الأمراء جوار داره، ودفن بتربته بسفح قاسيون، وحضر جنازته وعزاءه ملك الأمراء وأعيان الدولة.
وكان من أكابر الأمراء بدمشق، وولّي نيابة السلطنة بدمشق نحو ثلاثة أشهر في آخر دولة أستاذه الملك العادل كتبغا في آخر سنة خمس وتسعين وستماية وأول سنة ستّ وتسعين. وبعد ذلك لم يزل مقدّما متعيّنا لشجاعته ونصحه.
ومات في عشر الستّين.
[تسمير بيليك غلام الجمال]
733 -
وفي مستهلّ جمادى الأولى سمّر بيليك غلام الجمال ريّس قرية المزّة، وشنقت زوجته معه لأنه اطّلع عليهما أنهما خنقا ثلاث نسوة، وقيل: امرأتين، وأقرّا
= 144 رقم 169، والدرر الكامنة 2/ 358،359 رقم 2398، وشذرات الذهب 6/ 51،52.
(1)
البناكيم-المواقيت.
(2)
انظر عن (غرلوا) في: الذيل على تالي كتاب وفيات الأعيان 185 رقم 320، ونهاية الأرب 32/ 304،305 وفيه:«اغزلوا» ، وذيل تاريخ الإسلام 173،174 رقم 550، وذيل العبر 107، والسلوك ج 2 ق 1/ 199، والبداية والنهاية 14/ 94، والدرر الكامنة 3/ 218 رقم 526 ووقع فيه:«غرلسو» ، والنجوم الزاهرة 9/ 245، والقلائد الجوهرية 227.
بذلك على أنفسهما. وبقي بيليك مسمّرا سبعة أيام. وفي اليوم الثامن شنقوه.
[نفي بردا دار ملك الأمراء]
ونفي الشجاع بردا دار ملك الأمراء إلى مدينة حماه لأنهم لطّخوه أيضا في هذه القضية لكنّه لم يثبت عليه شيء فعزل من البرددارية، ونفي مدّة ثم عاد.
[وفاة غازي بن علي]
734 -
وفي جمادى الأولى توفي شابّ بالصالحية، وهو غازي
(1)
بن علي بن الأمير شرف الدين يعقوب بن المعتمد، من بيت معروف.
وهو خال محمد بن شرف الدين أحمد ابن قاضي القضاة تقيّ الدين الحنبلي، رحمه الله تعالى.
جمادى الآخرة
[قضاء المالكية بدمشق]
في بكرة الثلاثاء خامس جمادى الآخرة وصل إلى دمشق قاضي القضاة شرف الدين أبو عبد الله محمد ابن قاضي القضاة معين الدين أبي بكر ابن الشيخ الإمام زكيّ الدين ظافر
(2)
الهمداني المالكي، متولّيا قضاء المالكية بها، واجتمع بنائب السلطنة ونزل بالمدرسة الصمصامية المالكية، وحكم بها، /303 أ/ولبس الخلعة، وقرئ تقليده يوم الجمعة ثامن الشهر المذكور.
وكانت ولايته في آخر ربيع الأول، عوضا عن قاضي القضاة فخر الدين ابن سلامة الإسكندري. وبقي المنصب شاغرا بين موت المذكور، ووصول القاضي شرف الدين أكثر من نصف سنة
(3)
.
[وفاة زين الدين ظبيان بن فارس]
735 -
وفي يوم السبت التاسع من جمادى الآخرة توفي زين الدين، ظبيان
(4)
بن فارس بن ظبيان الحلبي، الخردفوشي، ودفن يوم الأحد بالقرب من قبّة الشيخ رسلان خارج باب توما.
روى «جزء ابن جوصا» بالإجازة عن أصحاب الخشوعي لغرابة اسمه. وكان مواظبا على السماع معنا على بهاء الدين ابن عساكر.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
في نهاية الأرب: «سديد الدين مظفر» .
(3)
خبر قضاء المالكية في: نهاية الأرب 32/ 295، والبداية والنهاية 14/ 93.
(4)
انظر عن (ظبيان) في: الدرر الكامنة 2/ 233،234 رقم 2071.
[وفاة القاضي شمس الدين ابن أبي طاهر الموسوي]
736 -
وفي يوم الإثنين الحادي عشر من جمادى الآخرة توفي القاضي شمس الدين، محمد بن جلال الدين محمد بن علي بن أبي طاهر الموسوي
(1)
، الحسيني، الملطي، المعروف بقاضي ملطية، ودفن آخر النهار بمقابر الصوفية عند قبر الشيخ شمس الدين الأيكي.
وعمره ستّون سنة.
وكان خطيبا بملطية مدّة طويلة، ثم جمع له بين الخطابة والقضاء بها مدّة أخرى. ولما انتقل إلى دمشق ولّي تدريس الخاتونية التي ظاهر دمشق، واستمرّ بها إلى أن مات. وحجّ من دمشق، وكان قاضي الركب، وكانت فضيلته في شيء من الأدب، وله شعر، وعنده مشاركة، وولّي مكانه في تدريس المدرسة الخاتونية التي ظاهر دمشق الشيخ بدر الدين ابن المولى جمال الدين ابن الشيخ بدر الدين ابن الفويرة السلمي، الحنفي، (ودرّس بها في الشهر المذكور)
(2)
، وعمره خمسة
(3)
وعشرون سنة. وكان أفتى قبل ذلك.
[وفاة القاضي الصدر بدر الدين ابن الجوهري الحلبي]
737 -
وفي يوم السبت سادس عشر جمادى الآخرة توفي القاضي، الإمام، العالم، الصدر، الكبير، الكامل، بدر الدين، أبو عبد الله، محمد بن منصور بن إبراهيم بن منصور بن الجوهري
(4)
، الحلبي، ثم المصري بالمدرسة العادلية الكبيرة بدمشق، وصلّي عليه ظهر السبت بجامع دمشق، ودفن بسفح جبل قاسيون بتربة ابن هلال قبالة زاوية ابن قوام.
ومولده بحلب في ثالث عشر صفر سنة اثنتين وخمسين وستماية.
سمع الحديث بحلب من إبراهيم بن خليل، وسمع/303 ب/بالديار المصرية من الشيخ كمال الدين الضرير المقرئ، وإسماعيل بن عزّون، وأحمد ابن القاضي
(1)
انظر عن (الموسوي) في: الذيل على تالي كتاب وفيات الأعيان 185،186 رقم 321، وأعيان العصر 5/ 183 رقم 1753، والدرر الكامنة 4/ 204 رقم 553.
(2)
ما بين القوسين عن هامش المخطوط.
(3)
الصواب: «خمس» .
(4)
انظر عن (ابن الجوهري) في: الذيل على تالي كتاب وفيات الأعيان 186 رقم 322، وذيل العبر 107، وذيل تاريخ الإسلام 171،172 رقم 548، ومعجم الشيوخ للذهبي 577 رقم 857، والوافي بالوفيات 5/ 76، وأعيان العصر 5/ 282 رقم 1799، وتذكرة النبيه 2/ 103، ودرّة الأسلاك 2/ورقة 218، وغاية النهاية 2/ 266، والسلوك ج 2 ق 1/ 200، والدرر الكامنة 4/ 266،267 رقم 733، وشذرات الذهب 6/ 52.
زين الدين، وابن علاّق، والنجيب عبد اللطيف الحرّاني، وغيرهم. ولازم السماع مدّة مع الشيخ جمال الدين المذكور، وسمع معه جملة من أحاديث ابن طبرزد، وعلى جماعة من الشيوخ.
وكان له أثبات وإجازات، وقرأ القراءآت، وتفقّه وشارك في الفضائل، وكان له معروف وبرّ ومال يصرفه في مصارف الخير، وله مقاصد حسنة، وكان متّبعا للكتاب والسّنّة، وافر الديانة، شديد التحرّي في أموره، عليه وقار وجلالة، وكان معظّما في الدولة المنصورية، مكرّما محترما، مشهورا بالرياسة والديانة، ولم يباشر شيئا من المناصب، وعرضت عليه الوزارة في دولة الملك العادل كتبغا فامتنع من ذلك، وصنّف في ذلك جزءا فيه: إنّ الوزارة متضمّنة للمكوس، وإنّما يقدم عليها من لا يفكّر في يوم الحساب، ولا يخاف عاقبة الدارين، وذكر أنّ فيها خطرا من سبعة وجوه. وكان، رحمه الله، يحبّ الكتب النفيسة، وجمع منها جملة كبيرة، واجتمع عليه في أواخر عمره مبلغ كبير من الدّين، وانقطع عن الترداد إلى الدولة، ومات غريبا خاملا، وحجّ في عمره مرّات، وحضر عدّة غزوات، وأنفق في سبيل الله، وروى الأحاديث النبوية، وكان يحبّ الصالحين والعلماء، وكان سريع الدمعة، غزير البكاء، رحمه الله تعالى.
[وفاة يوسف بن قيس الحرّاني]
738 -
وفي ليلة الثلاثاء الثاني عشر من جمادى الآخرة توفي الشيخ الصالح العابد، بقيّة السلف، أبو قيس، يوسف بن قيس
(1)
بن أبي بكر بن الشيخ القدوة حياة بن قيس بن سلطان بن رجال الحرّاني بسفح قاسيون، ودفن من الغد بعد صلاة الظهر بزاويته عند أخيه عمر بن قيس.
ومولده في سنة ثلاث وثلاثين وستماية بحرّان.
وكان شيخا صالحا منقطعا عن الناس، معظّما عند أهل بلده، انتهت إليه المشيخة، وعمّر وضعف وانحنى، وكان يقصد بالزيارة، ويطلب/304 أ/منه الدعاء، ويقبّل الناس يده ويتبرّكون به. وسمع من إبراهيم بن خليل بحلب، بإفادة ابن الظاهري في صفر سنة سبع وخمسين وستماية، (وحدّث)
(2)
.
[وفاة الأمير جمال الدين آقش الرحبي المنصوري]
739 -
وفي ليلة الخميس الحادي والعشرين من جمادى الآخرة توفي الأمير
(1)
انظر عن (يوسف بن قيس) في: معجم شيوخ الذهبي 658،659 رقم 990، والدرر الكامنة 4/ 467،468 رقم 1282.
(2)
كتبت فوق السطر.
الكبير جمال الدين آقش
(1)
بن عبد الله الرحبي، المنصوري، ودفن بكرة الخميس بمقابر الصوفية.
وكان عمره خمسا وخمسين سنة تقريبا.
وهو من قرية من قرى إربل أهلها نصارى فغارت عليهم العرب فسبي وبيع من نائب الرحبة، فأقام بها مدّة، ثم انتقل إلى السلطان الملك المنصور وهو من عتقائه، وولّي ولاية دمشق أكثر من إحدى عشرة سنة، ثم نقل منها إلى شدّ الدواوين فباشره أربعة أشهر وعشرة أيام ومات.
وكان مشكور السيرة، قريبا إلى الناس، فيه تواضع وحسن خلق. وكان الناس يحبّونه ولا يختارون غيره في الولاية.
[وفاة صلاح الدين ابن المغيزل]
740 -
وفي يوم الأربعاء العشرين من جمادى الآخرة توفي الشيخ الإمام، العالم، الخطيب، مجموع الفضائل، صلاح الدين، أبو المحاسن، يوسف بن عزّ الدين محمد ابن الشيخ الإمام الخطيب، الزاهد، بدر الدين أبي محمد عبد اللطيف بن محمد بن محمد بن أبي الفرج نصر الله الحموي، الشافعيّ، المعروف بابن المغيزل
(2)
، بحماه، ودفن بمقبرتهم بعقبة نقيرين قبليّ البلد.
ومولده في ذي الحجة سنة ثمان وستين وستماية بحماه.
وكان رجلا فاضلا، متعيّنا في بلده في الفتوى والإشغال والتصنيف. وكان مدرّسا وخطيبا بجامع السوق الأسفل بحماه. وسمع من أصحاب ابن طبرزد، وحدّث.
ورافقته في السفر إلى الحج سنة ثمان وثمانين وستماية، وسمع بقراءتي معظم ما قرأته في هذه السفرة، وكتبت له بذلك ثبتا في ثلاثة كراريس.
وكان قدم دمشق مع جدّه في سنة تسع وسبعين، وفي سنة ثمانين. وسمع من الشيخ شمس الدين الحنبلي، وجماعة، وحدّث.
[وفاة القاضي فخر الدين عثمان بن علي الأنصاري]
741 -
وفي ليلة الأحد الرابع والعشرين من جمادى الآخرة توفي الشيخ الإمام،
(1)
انظر عن (آقش) في: الذيل على تالي كتاب وفيات الأعيان 186 رقم 323، وأعيان العصر 1/ 576،577 رقم 311، والدرر الكامنة 1/ 400 رقم 1033، والبداية والنهاية 14/ 95.
(2)
انظر عن (ابن المغيزل) في: ذيل تاريخ الإسلام 167 رقم 539، وطبقات الفقهاء الشافعيين 195،196، والوافي بالوفيات 29/ 339 رقم 167، وأعيان العصر 5/ 660،661 رقم 1992، والبداية والنهاية 14/ 95، وتذكرة النبيه 2/ 105، ودرّة الأسلاك 2/ورقة 185 أ، والدرر الكامنة 4/ 469،470 رقم 1291.
العلاّمة، القاضي، فخر الدين، أبو عمرو، عثمان بن علي
(1)
بن يحيى بن هبة الله بن إبراهيم بن المسلم بن علي الأنصاري، الشافعي، المعروف بابن بنت أبي سعد
(2)
، ودفن من الغد بالقرافة/304 ب/.
ومولده في الحادي والعشرين من رجب سنة تسع وعشرين وستماية بقرية داريّا من قرى دمشق.
روى شيئا من «صحيح مسلم» عن الرضيّ بن البرهان، وسمع أيضا من الكمال الضرير، المقرئ. وكان من بقايا العلماء، وناب في الحكم بالقاهرة مدّة، وولي مكانه في (ميعاد)
(3)
جامع ابن طولون الشيخ علاء الدين القونوي شيخ الخانقاه، وفي ميعاد الجامع الأزهر شمس الدين ابن عدلان.
نقلت وفاته من خط الشيخ فخر الدين النويري، المالكيّ.
[وفاة الزاهد نصر بن سلمان المنبجي]
742 -
وفي يوم الثلاثاء بعد العصر السادس والعشرين من جمادى الآخرة توفي الشيخ، العالم، العامل، القدوة، العارف الزاهد، العابد، أبو الفتح، نصر
(4)
بن سليمان بن عمر المنبجيّ
(5)
، ودفن من الغد بتربته بالقرب من زاويته بالحسينية.
وسمع الحديث من إبراهيم بن خليل بحلب، وسمع بالديار المصرية على النجيب عبد اللطيف، والكمال الضرير المقرئ، وغيرهم، وقرأ القرآن بالروايات، وتفقّه. وكان شيخا صالحا، منقطعا بزاويته بالحسينية خارج باب النصر ظاهر القاهرة،
(1)
انظر عن (عثمان بن علي) في: نهاية الأرب 32/ 305، وأعيان العصر 3/ 220 رقم 1079، والبداية والنهاية 14/ 95، والسلوك ج 2 ق 1/ 200، والدرر الكامنة 2/ 446 رقم 2595، والنجوم الزاهرة 9/ 247، وشذرات الذهب 6/ 122.
(2)
في الدرر الكامنة: «المعروف بابن أبي سعد» .
(3)
كتبت فوق السطر.
(4)
انظر عن (نصر) في: نهاية الأرب 32/ 305 - 307 وفيه: «نصر بن سليمان المنيحي» ، وذيل تاريخ الإسلام 167،168 رقم 540، وذيل العبر 107،108، والإعلام بوفيات الأعلام 303، والمعجم المختص 289،290 رقم 370، ومعرفة القراء الكبار 2/ 735،736، والتذييل على دول الإسلام 2/ 226، ونثر الجمان 2/ورقة 126 ب،127 أ، وأعيان العصر 5/ 502 رقم 1912، ودرّة الأسلاك 2/ورقة 218،219، وتذكرة النبيه 2/ 104،105، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 477 رقم 159 وفيه «نصر بن سليمان» ، وغاية النهاية 2/ 335، والسلوك ج 2 ق 1/ 199، والبداية والنهاية 14/ 95، والدرر الكامنة 4/ 392 رقم 1076، والنجوم الزاهرة 9/ 244، والدليل الشافي 2/ 758، وحسن المحاضرة 1/ 301، وشذرات الذهب 6/ 52، والعقد المذهب 387 رقم 1501.
(5)
في نهاية الأرب: «المنيخي» ، وفي البداية والنهاية:«الكبجي» .
وكان الناس يقصدونه من العلماء والوزراء والأمراء والكتّاب وأرباب الدولة، وكانت له عبادة كثيرة من الصلاة والذكر والحج والمجاورة، وكان مواظبا على ذلك ملازما له، وله أوقات معيّنة نحو نصف السنة لا يجتمع فيها بأحد، وكان لا يخرج من زاويته إلاّ لصلاة الجمعة خاصّة، أقام على ذلك مدّة طويلة.
نقلت وفاته من خط فخر الدين النويري.
[وفاة شرف الدين ابن إسماعيل القرشي المعروف بابن النشو]
743 -
وفي يوم الخميس الثامن والعشرين من جمادى الآخرة توفي الشيخ شرف الدين، أبو عبد الله، محمد ابن الشيخ العدل عزّ الدين إسماعيل بن محمد بن عبد الغني بن أبي محمد بن خلف بن إسماعيل القرشي، المعروف بابن النشو
(1)
.
وصلّي عليه عصر النهار بجامع دمشق، ودفن بمقبرة باب الفراديس.
ومولده في سنة تسع وأربعين وستماية بدمشق.
سمع بإفادة عمّه من الرضيّ بن البرهان، وعبد الله بن الخشوعي، والأخوين عبد الله، وعبد الرحمن ابني أحمد بن طعّان، ويوسف بن مكتوم، وابن عبد الدائم، وجماعة، وله إجازات. وكان صوفيّا بالخانقاه، ثم صار شاهدا، وكانت بينه وبين/ 305 أ/ابن السلعوس الوزير قرابة، فحصل له في أيام وزارته قرب منه ووجاهة عند الناس بسبب ذلك.
[طاعة سليمان بن مهنّا للسلطان]
وفي ضحوة الجمعة ثامن جمادى الآخرة وصل الأمير سليمان بن
(2)
الأمير مهنّا بن عيسى إلى دمشق طالبا طاعة السلطان، فتلقّاه نائب السلطنة بالإكرام الوافر، وسافر بكرة السبت إلى مصر، وتقدّمه قوده قبل وروده إلى دمشق، وكان على ما قيل ماية فارس من الخيول العربية الجياد، وأربعين هجينا ونفائس أخرى
(3)
.
[وصول ابن مهنّا إلى جوار الأمير كتبغا]
وفي أوائل شهر رجب وصل سليمان المذكور من حضرة السلطان ونزل بدار بشارة النصرانيّ، ثم نقل منها إلى جوار الأمير زين الدين كتبغا الحاجب، وصلّي يوم الجمعة سابع رجب بالجامع عند نائب السلطنة ومعه جمع من العرب.
وبلغنا أنّ السلطان أقبل عليه إقبالا تامّا، وأكرمه إكراما زائدا، وأطلق له من
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
الصواب: «ابن» .
(3)
خبر طاعة ابن مهنّا في: نهاية الأرب 32/ 295.
المال النقد نحوا من مايتي
(1)
ألف درهم، وأطلق له من البلاد بصرى وأذرعات مضافا إلى ما بيده، وكانت بيده حبراض
(2)
.
[أولاد الأمير مهنّا]
وأولاد الأمير مهنّا بن عيسى ثلاثة عشر، وهم: موسى، وسليمان، وأحمد، وحما، وفيّاض، وهيازع، وجباب، وجويف، وقارا، وشعيبة، وتويلة، وله من العامريّة ابنان.
ذكر ذلك الشيخ علي بن الشرائحي البعلبكيّ، المعروف بفقيه مهنّا.
[وفاة عمر بن عثمان الصوفي الإربلي]
744 -
وفي شهر جمادى الآخرة المذكور توفي الشيخ عمر بن عثمان
(3)
بن عمر بن علي الصوفي، الإربلي، بدمشق.
وقد بلغ من العمر نحو ثمانين سنة.
وكان فقيرا صالحا، مبتلى بكثرة الأمراض، وأقام مدّة صوفيّا بخانكاه خاتون.
وسمع بقراءتي «صحيح البخاري» على ابن مشرّف.
[الأمن والرخص بمكة المكرّمة]
وفي هذا الشهر بلغنا أنّ مكة-حرسها الله تعالى من الآفات-قد كثر فيها الأمن والعدل، ورخصت فيها الأسعار بحيث أنه أبيعت فيها غرارة القمح بماية وعشرين درهما.
شهر رجب
[وفاة المقرئ داود بن يوسف النابلسي]
745 -
في ليلة السبت الثامن من رجب توفي الشيخ الصالح، المقرئ، داود
(4)
بن يوسف بن بدر النابلسي، إمام بمسجد العنّابة بالمزّة، ودفن من الغد بسطح المزّة.
وكان شيخا صالحا، وأقام بالمسجد المذكور إماما أكثر من أربعين سنة، ولاّه إمامته ابن خلّكان.
(1)
في الأصل: «ماتي» .
(2)
خبر وصول ابن مهنّا في: نهاية الأرب 32/ 295.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
لم أجد له ترجمة.
[إخراج المحمل السلطاني]
/305 ب/وفي يوم الخميس الثالث عشر من رجب أخرج المحمل السلطاني من القلعة بدمشق، وداروا به حول البلد، وركب المؤذّنون بين يديه، واحتفل بأمره، وأعلم الناس بأمر الحج، وعيّن للإمرة على الحجيج الأمير عزّ الدين أيبك أمير علم المنصوري
(1)
.
[صلاة الغائب على متوفين]
وفي يوم الجمعة الرابع عشر من رجب صلّي بجامع دمشق على ثلاثة من الأعيان صلاة الغائب، وهم:
-الشيخ الزاهد، القدوة، نصر المنبجي
(2)
.
-والشيخ الإمام القاضي، فخر الدين ابن بنت أبي سعد
(3)
، ماتا بالقاهرة.
-والشيخ الإمام، الخطيب، صلاح الدين ابن المغيزل
(4)
، توفي بحماه.
رحمهم الله تعالى.
[وفاة جمال الدين ابن حياة بن قيس الحرّاني]
746 -
وفي ليلة الجمعة الرابع عشر من رجب توفي الشيخ جمال الدين، عمر بن علي
(5)
بن يحيى بن أبي بكر بن
(6)
الشيخ القدوة حياة بن قيس الحرّانيّ، وصلّي عليه عقيب صلاة الجمعة بالجامع المظفّري، ودفن بسفح قاسيون.
وكان رجلا تاجرا من بيت المشيخة، له حرمة ومكانة عند الدولة، وأقام مدّة برأس العين، وكان شيخ تلك الديار، وكان في حال إقامته هناك يناصح المسلمين، فلما انتقل إلى دمشق وسكنها استمرّ على المناصحة والتحدّث مع القصّاد ومكاتبة السلطان.
[وفاة صلاح الدين ابن مجلّي القرشي]
747 -
وفي ليلة الإثنين السابع عشر من رجب توفي صلاح الدين، عبد الله ابن القاضي شرف الدين عبد الوهاب بن فضل الله
(7)
بن مجلّي القرشي، العدوي، ودفن بتربة له جوار المدرسة العزّيّة التي عند الورّاقة ظاهر دمشق بعد أن صلّي عليه عقيب الظهر من يوم الإثنين بجامع دمشق.
(1)
خبر المحمل في: البداية والنهاية 14/ 93.
(2)
تقدّم برقم (733).
(3)
تقدّم برقم (732).
(4)
تقدّم برقم (731).
(5)
لم أجد له ترجمة.
(6)
الصواب: «ابن» .
(7)
انظر عن (ابن فضل الله) في: أعيان العصر 2/ 696 رقم 882، والدرر الكامنة 2/ 273 رقم 2166.
وكان شابا عاقلا، عنده فهم ومعرفة، وكان متجنّدا.
[وفاة محمد بن نعمة السلمي الحوراني]
748 -
وفي بكرة الإثنين السابع عشر من رجب توفي الشيخ أبو عبد الله، (محمد بن)
(1)
نعمة
(2)
بن سلمان
(3)
بن سالم السلمي، الحورانيّ الأصل، ثم الصالحي، (الحجّار)
(4)
بالصالحية، وقع من سطح فمات وصلّي عليه ظهر الإثنين بالجامع المظفّري، ودفن بسفح جبل قاسيون.
سمع من الشيخ شرف الدين المرسي، وروى عنه، وكان سماعه عليه في سنة ستّ وأربعين وستماية. وكان حجّارا، بنّاء، نحّاتا، صحراويّا، وحضر الغزوات وفتح الحصون، وضعف حاله بعد سنة قزان
(5)
، وافتقر/306 أ/إلى غاية، وأسر أولاده.
وأصله من قرية دير ماسك من عمل صرخد.
وذكر لنا أنه أصغر من أخيه أحمد بنحو ثلاث سنين، ولم يكن أحمد يحقّق مولده، ولكنه سمع الحديث في رجب سنة إحدى وأربعين وستماية.
[وفاة الحاج أحمد بن علي السوقي]
749 -
وفي ليلة الأربعاء التاسع عشر من رجب توفي الحاج أحمد بن علي
(6)
بن أبي محمد بن (. . .)
(7)
السوقي، الصالحيّ، ودفن من الغد بسفح جبل قاسيون.
وكان رجلا جيّدا مباركا، يسكن بالصالحية بالقرب من المصلّى.
وهو أخو أبي بكر، وقد سمعا من الشيخ زين الدين ابن عبد الدائم، ورويا عنه.
[وفاة شهاب الدين أحمد ابن الملك الأمجد]
750 -
وفي يوم الإثنين الرابع والعشرين من رجب توفي شهاب الدين، أحمد بن صلاح الدين محمد بن الملك الأمجد
(8)
مجد الدين حسن بن السلطان الملك الناصر داود بن المعظّم بن العادل، وصلّي عليه عصر النهار بجامع دمشق، ودفن بسفح قاسيون.
(1)
ما بين القوسين عن هامش المخطوط.
(2)
انظر عن (محمد بن نعمة) في: الدرر الكامنة 4/ 276،277 رقم 773.
(3)
في الدرر: «سليمان» .
(4)
غير مقروءة في الأصل، والمثبت من الدرر الكامنة.
(5)
في الأصل: «قران» .
(6)
لم أجد له ترجمة.
(7)
طمس مقدار كلمتين.
(8)
انظر عن (ابن الملك الأمجد) في: السلوك ج 2 ق 1/ 200.
وسمع «صحيح البخاري» بمشهد عثمان على الشيوخ الثلاثة.
[وفاة شهاب الدين أحمد بن عبد القادر المقدسي]
751 -
وفي يوم الجمعة الثامن والعشرين من رجب توفي شهاب الدين، أحمد بن عبد القادر
(1)
بن إبراهيم المقدسي، ثم الدمشقيّ العطّار، بدرج جيرون.
وكان شيخا كبيرا، واقتصر في آخر عمره، وضعف حاله بعد أن كانت دكّانه مقصودة مشهورة.
[وفاة الفقيه موسى بن محمد المرداوي]
752 -
وفي صبيحة يوم الخميس سادس رجب توفي الشيخ الفقيه، الصالح، أبو عبد الله (موسى بن)
(2)
محمد بن أبي بكر بن سالم بن سلمان المرداوي
(3)
، الحنبلي بقرية مردا، ودفن هناك.
ومولده سنة خمس وأربعين وستماية بمردا.
وكان فقيها صالحا، حسن الهيئة، مليح الشيبة، قدم دمشق وحفظ «المقنع» ، و «ألفيّة ابن معطي» ، وحصّل كتبا، وكان يطالع وينقل، وسمع من خطيب مردا بها، وبدمشق من ابن عبد الدائم، وعمر الكرماني، وجماعة، ومرض بالفالج مدّة طويلة، وانقطع بالكلّيّة عشر سنين، منها سبع سنين لا يقدر يصلّي إلاّ بمن يعينه في السجود ويجلسه منه، وكان يجمع بين الصلاتين تقبّل الله منه.
[الخلاف بين أرباب الدولة التتارية]
وقال عزّ الدين، الحسن بن أحمد الإربلي الطبيب: وفي شهر رجب ورد من الحجّاج جماعة وأخبروا بأنّ أرباب الدولة التتارية قد وقع بينهم خلف شديد/ 306 ب/وقد استحالوا على أتابكهم ومقدّم جيوشهم، وهو الأمير جوبان نائب السلطنة لأبي سعيد بن الملك خربندا، وتغيّروا عليه وكرهوا نيابته عليهم، وأنه وقعت بينهم بسبب ذلك مقتلة في مكان يسمّي ألاداغ، وقتل منهم نحو ثلاثين ألف نفر وأكثر، حتى كاد أن يزول ملكهم، ولم يزل هذا الخبر يزيد وينقص إلى أن ورد الشيخ محمد بن الشيخ أبي بكر القطان الإربلي حاجّا، فأخبرني بأكثر تفصيل هذا الأمر على جليّته، قال:
كان سبب الحرب التي وقعت في أرباب الدولة التتارية هو أنّ الملك أبا
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
ما بين القوسين عن هامش المخطوط.
(3)
انظر عن (المرداوي) في: أعيان العصر 5/ 487 رقم 1901، والدرر الكامنة 4/ 381،382 رقم 1038.
سعيد بن الملك خربندا انحصر من جهة نائبه الأمير جوبان، لأنّ جوبان استولى على الأموال والجيوش، وصار الجميع في حكمه وتحت تصرّفه، ولم يبق لأبي سعيد إلاّ الاسم، وطرد أقواما كانوا مقرّبين إلى حضرة أبي سعيد، وقرّب أقواما كانوا مبغوضين إلى أبي سعيد، وقتل الأمير زنبوا
(1)
، وهذا الأمير كان متولّي تربية أبي سعيد، وهو عنده بمنزلة كبيرة، وأنّ أبا سعيد عجز عن مسكه وقتله، فأفشى سرّه إلى بعض أمراء دولته، وهو الأمير أيونجي
(2)
خال أبيه خربندا وإلى الأمير قرمشي بن النيّاح
(3)
، وإلى الأمير دقماق، فقالوا: إن رسّمت لنا أن نخرج عليه ونكبسه ونقتله، أو نصرّح له بالحرب فعلنا ما أردت من ذلك. قال: فجرت بينه وبين أمرائه في ذلك مكاتبات، ووقع الاتفاق فيها على أنهم يقتلونه على أيّ حال كان.
قال: ووقع هذا الاتفاق والكبسة التي كبسوا فيها جوبان في شهر جمادى الأولى من السنة المذكورة، قال: فاتفق الأمير ايرنجي، وهو يومئذ مقدّم عشرة آلاف فارس، والأمير قرمشي، وهو أيضا مقدّم عشرة آلاف فارس، والأمير دقماق مثلهم أيضا، والأمير أرس أخو دقماق، ومحمد هرزة، ويوسف بكا، وبهاء الدين يعقوب (المعروف بالمبخرة)
(4)
، وكل هؤلاء أعيان مقدّمون في الدولة، وغير هؤلاء ممّن يطول شرح ذكرهم، على أن يعمل لجوبان دعوة يقبضون عليه فيها/307 أ/إمّا بحرب أو بغير حرب. قال: فسيّر إليه قرمشي يسأله أن يعمل له دعوة في نواحي عمله قريب من بلاد كرجستان، وسيّر له تقادم وهدايا، فقبلها جوبان، وأجاب إلى حضور الدعوة، فعمل قرمشي الدعوة في نواحي كرجستان في موضع منه يسمّى سرماري، وهذا مكان تكون فيه بيوت قرمشي وجيشه، فلما تهيّأت الدعوة وكملت، وجوبان قد تهيّأ هو وأصحابه وخواصّه لحضورها إذ جاءه رجل أقطجي
(5)
من جماعة قرمشي في خفية ونصحه وأخبره بالذي قد انطوى الجماعة عليه من قبضه وقتله وقال: أنا احتاط على روحي واهرب بحيث لا يعلم بي أحد، فإن كان هذا المناصح صادقا فقد عملت بالاحتياط، وإن كان كاذبا فاقدر على عذر أقوله يكون فيه رضاهم. قال: وقام في الحال وهرب وترك مخيّمه وخيله وأمواله وأصحابه وبيوته على حالها، ولم يخبر أحدا من أصحابه بخبره، وأخذ معه حين هرب ولدا له اسمه حسن، وأقبل قرمشي في عشرة آلاف فارس من التتار والكرج والفرس، فسأل عن جوبان، فقيل له: هو جالس في مخيّمه ينتظر حضور الدعوة، فقصده قرمشي وهجم على مخيّمه وكبسه وشهر السيف، وثار أصحاب جوبان مذعورين ما يدرون ما الخبر، غير أنهم قاتلوا قتالا
(1)
في نهاية الأرب 32/ 296 «ربنوا» .
(2)
في نهاية الأرب 32/ 296 «ايرنجي» .
(3)
في نهاية الأرب 32/ 296 «التياج» .
(4)
ما بين القوسين عن هامش المخطوط.
(5)
في نهاية الأرب: «أقطي» .
شديدا بحيث أنه قتل من الفريقين نحو ثلاثمائة فارس بالتقريب، وخلّص قرمشي إلى خيمة جوبان وكشف الخيل عنها فلم يجد فيها غير إنسان واحد اسمه أخي أبو بكر، فسأله قرمشي عن جوبان فقال: هرب وحده، ولم يعرف أحد منّا بهزيمته. قال:
فضرب قرمشي عند أخي أبو بكر المذكور، ونهب مخيّم جوبان وأمواله وخيله وموجوده، وساق خلف جوبان هو ورفاقه المذكورون.
وأمّا جوبان فإنه لم يزل هاربا إلى أن وصل إلى مدينة مرند وليس معه غير نفرين من أصحابه، فتلقّاه الأمير ناصر الدين ملك مرند، وأمدّه/307 ب/بالخيل والمال والسلاح، ووصل معه إلى قرية كبيرة من تبريز تسمّى ديه صوفيان، ووصل خبره منها إلى تبريز، فخرج إليه الوزير تاج الدين علي شاه التبريزي وزير الملك أبي سعيد ومعه ألف فارس مسلّحة بالسلاح التامّ، فأنزله وأكرمه، وأخرج إلى لقائه أهل تبريز بالفرح والسرور، ونصبت له القباب، وأمدّوه بالأموال والسلاح، فبات في تبريز ليلة، وخرج منها متوجّها إلى المدينة السلطانية إلى حضرة الملك أبي سعيد واستصحب الوزير علي شاه معه، ودخل علي شاه بين يديه إلى حضرة أبي سعيد، وقال له: يا ملك الوقت هذا جوبان هو لك بمنزلة الوالد، وهو شفيق على الدولة، خبير بأمورها، وهؤلاء يحسدونه ويريدون يوقعون العداوة بينه وبين الملك حتى يقتله، فإذا قتل تمكّنوا من الملك ولعبوا بالدولة وولّوا من أرادوا وعزلوا من أرادوا وليس في وجوههم من يمنعهم من أغراضهم الفاسدة إلاّ هذا الرجل.
وقد بلغني أنّ الأمير إيرنجي قال: إنّ ابني علي
(1)
أحقّ بالملك من أبي سعيد، وهذا جوبان رجل مأمون شفيق على مولانا السلطان، ولا يحصل للملك نائب مثله، وقال من هذا القول وأشباهه شيئا كثيرا. ولم يزل بأبي سعيد حتى رضي عنه.
وأمّا جوبان فإنه أذن له فدخل على أبي سعيد وكفنه بيده، فألقاه وبكى بكاء طويلا، وقال: يا ملك العالم قتلت رجالي وأعواني، ونهبت أموالي، وانكسرت همّتي، ونفيت وحيدا، فإن كان القان-أعزّه الله تعالى-يريد قتلي فيقتلني الساعة بين يديه كيف شاء، ولا يشمت بي الأعداء، فإنّي غلام القان وأقلّ عبيده وعبيد والده، فتبرّأ أبو سعيد من أنه قصد الجوبان سوءا وقال له: هؤلاء أعداؤك حسدوك على قربك منّي وخرجوا عليّ وعليك فدونك وإيّاهم، فإنّي لم آمرهم فيك بشيء.
قال: فمرسومك أحاربهم وآخذ حقّي منهم. قال: نعم. قال: فاسأل الملك أن يساعدني عليهم/308 أ/فإنهم رؤساء الجيش، وأنا الآن ما بقي معي أحد إلاّ القليل، فأجابه أبو سعيد إلى ما سأل، وجهّز له جيشا كثيفا يكون نحو عشرة آلاف فارس،
(1)
الصواب: «إن ابني عليّا» .
وجعل مقدّمه الأمير طاز بن الأمير كتبغا نوين الذي قتل بأرض الشام على عين جالوت، وجاءه الأمير قرا سنقر المنصوري أيضا في ثلاثماية فارس ملبّسة بالحديد والسلاح التامّ على زيّ عساكر مصر والشام، وجاءه ابنه دمرداش من جهة ثغر الروم بطائفة كبيرة من الجيوش المجمّعة. وركب أبو سعيد أيضا في خاصة جيشه، وساق معهم ليبيّن لجوبان أنّه معه لا معهم.
وأمّا قرمشي وإيرنجي ودقماق فإنهم ساقوا خلف جوبان إلى أن وصلوا إلى مدينة تبريز
(1)
، فغلّقت أبوابها دونهم وخيف منهم القتل والنهب، واضطرب البلد اضطرابا شديدا، وخرج إليهم نائبها وهو الحاجّي قطق بمأكول ومشروب وعلوفات، فمسكوه وعلّقوه برجليه، وأخذوا منه سبعين ألف دينار رائج عنها من الدراهم أربع ماية ألف درهم وعشرون ألف درهم، وجعلوا ذنبه أنهم قالوا له: لأيّ شيء خدمتم جوبان وتلقّيتموه بالإكرام وغلّقتم أبواب المدينة دوننا، ولا فرق بيننا وبينه. ثم ساقوا متوجّهين، ولم يلبثوا خارج تبريز إلاّ دون يوم حتى وصلوا إلى مدينة من أعمال أذربيجان اسمها ميانة، ثم ساقوا منها إلى مدينة زنكان، ومنها إلى ضيعة اسمها ديه منارة، فتوافوا هم وجوبان في هذا المكان، ووقعت العين في العين.
فلما رأى الأمير إيرنجي أبا سعيد وأعلامه تحيّر وقال لأصحابه: هذا كان معنا صار علينا وما ندري كيف نصنع بحربه. فقال له قرمشي: لا بدّ من الحرب فاثبت لهم فإنّ السلطان في الباطن معنا وما ركب مع جوبان إلاّ ليبرّئ عرضه في الظاهر من هذه القضية، فتصافف الجيشان، وخاف إيرنجي أن يبادي أبا سعيد بالحرب، وكذلك سائر من كان معه تحيّروا في هذا الحرب كيف يكون سوى قرمشي/308 ب/فإنّه سيّر إلى جوبان يقول له:
علّم لي علامة اقصدها وأجيء إلى طاعتك وأصالحك وتبطل هذه الحرب، فعلّم له جوبان علما، ولم يقف تحته خوفا من غدر يقع. فلما رأى قرمشيّ العلامة التي قيلت له حمل على موضع تلك العلامة ظنّا أنّ جوبان تحتها، فلم يجده، ومدّ يده بالسيف، والتحمت الحرب، وتقدّم الأمير طاز والأمير قرا سنقر المنصوري، وقاتلا قتالا شديدا، ودارت الحرب بينهم قليلا، وانكسر إيرنجي ورفاقه، والتجأ أكثر من كان معهم من العساكر إلى تحت أعلام أبي سعيد، وقالوا: كيف يحلّ لنا أن نقاتل سلطاننا أو نخرج عليه لأجل أقوام خوارج، ودارت الدائرة على إيرنجي ورفاقه المذكورين، وهرب إيرنجي فأدركوه وقبضوا عليه، وتتبّعوا قرمشي حتى أدركوه، وكذلك فعلوا بدقماق وأخيه، وحملوا جميعهم إلى المدينة السلطانية، وعمل لهم يرغوا
(2)
، أي عقد لهم مجلس، فقالوا كلّهم عن يد واحدة:
(1)
في نهاية الأرب 32/ 298 «بتبريز» ، وفي الأصل:«تبيزيز» .
(2)
في نهاية الأرب 32/ 299 «يزغو» .
ما عملنا هذا الذي عملناه إلاّ باتفاق أبي سعيد معنا وبإذنه لنا في ذلك، حتى قال قرمشي لجوبان: أنا جاءني يوسف بكا ومحمد هرزه برسالة أبي سعيد في حربك وقبضك وقتلك.
قال: فأحضر جوبان المذكورين، وقال: أنتما رحتما برسالة من أبي سعيد إلى قرمشي في أمر كذا وكذا؟
فقالا: نعم.
فأنكر أبو سعيد ذلك، وقال: أنا ما عندي خبر من هذا، ويوسف بكا ومحمد هرزه كذبا عليّ فاعمل معهما الذي يجب عليهما من حدّ الكذب والافتراء على السلطان.
قال: فثبت على الجميع القتل بالياسّة
(1)
التتارية والسياسة الشرعية.
قال: وأما إيرنجي فلما حكموا عليه بالقتل قيل إنه قال لأبي سعيد: هذا ما هو خطّك معي بالإذن لنا في قبض جوبان وقتله.
قال: وأخرج خطّا من خريطته بذلك (وشتم الملك واجترأ عليه لكونه خال والده)
(2)
، فجحد الملك أبو سعيد جميع ذلك، وحكم على الكلّ بالقتل والشهرة، وقال لجوبان: اعمل معهم بمقتضى الياسّة، فإنّ هؤلاء خرجوا عليّ وعليك وقصدوا قتلك/309 أ/وفساد حالك.
قال: فتسلّمهم جوبان وقتلهم، فأول من ابتدأ
(3)
بقتل إيرنجي، وقال: هذا ينبغي أن يعذّب قبل أن يقتل فغيّروه بين أضلاعه بقنانير
(4)
الحديد، فبسط لسانه بالسبّ الفاحش لأبي سعيد، فأرادوا أن يقطعوا لسانه، فعجزوا عن ذلك، فضربوه بسيخ حديد تحت حنكه خرج من دماغه فمات، فبقي مقنّرا ميتا يومين، ثم قطعوا رأسه وطافوا به بلاد خراسان وأذربيجان والعراقين والروم وديار بكر، وقنّروا قرمشي قبالة إيرنجي، وكذلك فعلوا بدقماق وأخيه أرس
(5)
.
(1)
الياسّة: هو القانون الذي وضعه جنكيز خان القائم بدولة التتار في بلاد المشرق، وتضمّن الأحكام الخاصة بالجزاء والعقاب، ويشتمل على عقوبات صارمة توقع على المذنبين. وكان هدف جنكيز خان من إصدارها توحيد شعوب الإمبراطورية وإخضاعها جميعا لنظام صارم، ووضع حدّ للحروب بين القبائل. (نهاية الأرب 32/ 299 بالحاشية 1، والمواعظ والاعتبار 2/ 220،221، والمغول في التاريخ 237 لفؤاد عبد المعطي الصياد، ومعجم المصطلحات 445، و. (Grousset :L'Empire des Steppes،P .613)
(2)
ما بين القوسين عن هاشم المخطوط.
(3)
في الأصل: «ابتداء» .
(4)
في نهاية الأرب: «بقناطير» .
(5)
إلى هنا في: نهاية الأرب 32/ 296 - 300 وهو ينقل عن البرزالي، رحمه الله، وانظر: البداية والنهاية 14/ 93،94.
قال: وكان إيرنجي أميرا كبيرا، كثير الحرمة والأصالة، وكان جبّارا، ظالما، عسوفا، وكان متسلّم ثغر الروم مدّة، ثم نقل إلى آخر العراق وديار بكر مدّة، ثم بقي مدّة نوينا على عشرة آلاف من غير أن يكون ناظرا في ثغر من الثغور إلى أن قتل.
قال: وأمّا قرمشي فهو ابن اليناخ، وكان أبوه اليناخ نائب الملك في دولة أرغون ابن أبغا، وكان هو مقدّما على عشرة آلاف فارس، وكان متسلّم ثغر بلاد الكرج.
وكان أميرا جبّارا، شجاعا، مسرعا في الأمور، وقحا، طالبا لأتابكية الجيش مكان والده.
وأمّا دقماق فكان أميرا كبيرا، مقدّما عند خربندا، ولم يكن عنده أعزّ منه ولا أقرب ولا أرفع منزلة.
هذا آخر ما أخبرني به الشيخ محمد بن الشيخ أبي بكر القطّان.
فلما كان في أواخر سنة تسع عشرة المذكورة ورد علاء الدين علي بن النجيب
(1)
التاجر السفّار من المدينة السلطانية، وأخبرني بنحو الذي تقدّم، وقال:
كنت في المدينة المذكورة وجوبان قد تتبّع الأمراء الذين خرجوا عليه، فقبض منهم من أول شهر جمادى الآخرة إلى آخر شوال نحو سبعة
(2)
وثلاثين أميرا، فقتلهم وشرّد جموعهم وأخذ أموالهم وصادر عمّالهم وتجّارهم، وكلّ من كان يلوذ بهم، وحصّل من الأموال أضعاف ما راح له.
قال: ونفي إيرنجي ثلاثة أيام مقنّرا ميّتا. قال: وقنّر معه في يومه دقماق وأخواه:
أرس، والأمير بكتوت.
قال: وفي اليوم الثاني/309 ب/قنّروا يوسف بكا وأخاه أيضا، والأمير توماي
(3)
.
قال: وهذا توماي هو الأمير الذي كان متسلّم حماية درب الشام الذي من جهة رأس العين إلى البيرة من جهة سوتاي، وهو الذي قتل جميع القفل الذي مرّ به في شهور سنة (ست)
(4)
عشرة وسبع ماية، وخبره مشهور.
قال: وفي اليوم الثالث قتل لدقماق ابنان صغيران يكون عمّر كل واحد منهما بالتقريب نحو سبع سنين.
قال: وكان دقماق مسلما حسن الإسلام، ديّنا، محبّا للعرب، كثير الصدقة، محتشما، رئيسا، عالي الهمّة.
(1)
وقع في نهاية الأرب 32/ 299 «التخت» .
(2)
وقع في نهاية الأرب 32/ 300 «ستة» .
(3)
وقع في نهاية الأرب 32/ 300 «نوماي» .
(4)
كتبت فوق السطر.
قال: وفي اليوم الرابع قتلوا ابنا لإيرنجي اسمه وفادار، كان من أبناء خمس عشرة سنة.
قال: وقتل له ابن في الوقعة اسمه الأمير علي، وقطعوا رأسه وألقوه إلى أمّه كنجشبك
(1)
، وكانت حاضرة المصافّ، فانزعجت لذلك ولم تصبر دون أن حملت على أبي سعيد، فأدركتها الخيل فصرعوها وهلكت تحت الأرجل. قال: وكانت بنت السلطان أحمد بن أبغا.
قال: وفي اليوم السابع أحضروا قرمشي ابن اليناخ
(2)
فحلقوا ذقنه وألبسوه طرطورا وسمّروه، وطافوا به المدينة السلطانية ثم أحضروه بين يدي جوبان وضربوه بالنشّاب إلى أن مات. ثم أحضروا أخاه من ثغر خراسان وقتلوه ساعة حضر.
قال: وأحضروا بنت إيرنجي، واسمها قطلوشاه خاتون. وكانت إحدى زوجات خربندا، وكانت في غاية الحسن والجمال ليقتلوها. وقال أبو سعيد: هذه سقت أبي السّمّ، فشفع فيها علي شاه الوزير وأخذها وزوّجها في الحال لخواجا دمشق أحد أولاد جوبان.
قال: وأمّا امرأة دقماق فكانت معشوقة لخربندا، ولم تكن زوجته فزوّجوها بالأمير طاز بن كتبغا نوين، وولّوه مكان قرمشي بن اليناخ على ثغر كرجستان، وسكنت الفتنة، وانصلح أمر الدولة.
قال: وجميع المذكورين بعد تقنيرهم وموتهم أحرقوا بالنار حتى صاروا حممة، ولم تدفن لأحد منهم رمّة، بل تلاشوا في بازار السلطانية وفنوا.
شعبان
[وفاة أمّ الفقراء بنت إبراهيم خادم الزعبي]
753 -
في يوم الإثنين مستهلّ/310 أ/شعبان توفيت الشيخة أمّ الفقراء
(3)
بنت الشيخ إبراهيم بن عبد العزيز خادم الشيخ علي الزعبي، وخادم قبّة الشيخ رسلان، ودفنت جوار قبّة الشيخ رسلان، رحمة الله عليه، ظاهر دمشق.
وكانت امرأة جيّدة فقيرة، مشهورة، كبرت ولم تتزوّج.
وهي أخت فاطمة زوجة نجم الدين ابن إسرائيل، وأخت الشيخ إسماعيل.
وسمعت معي بالقدس، وكتبت اسمها في طبقة السماع أمة الفقراء.
(1)
في نهاية الأرب: «كيخسك» .
(2)
في نهاية الأرب: «النياج» .
(3)
لم أجد لها ترجمة.
وذكر لي أنها بلغت السبعين.
[وفاة الحاج معتوق التيم]
754 -
وفي يوم الخميس رابع شعبان توفي الحاجّ معتوق التيم
(1)
بحمّام سامة
(2)
.
وكان شيخا مشهورا بالحج. حجّ أكثر من أربعين حجة، وصار يعرف الطريق والمنازل واحدة واحدة.
قال لي: دفنّا بدر الدين يوسف بن القلانسي بفلاة من الأرض. فلما حجّ أخوه المولى عزّ الدين بعد سنين طلبني، فأريته مكان القبر.
[وفاة بدر الدين ابن عتيق الأنصاري الصقلّي]
755 -
وفي ليلة الجمعة خامس شعبان توفي الشيخ الأمين، العدل، الفاضل، بدر الدين، أبو عبد الله، محمد ابن الشيخ الأمين العدل الصالح عماد الدين أبي بكر عتيق
(3)
بن عبد الجبّار بن عتيق بن محمد بن عتيق الأنصاري، الصقلّي، ثم الدمشقي، وصلّي عليه عقيب صلاة الجمعة بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الباب الصغير.
ومولده في عاشر رمضان سنة تسع وثلاثين وستماية.
وأمّا أخوه محمد الذي قبله فمولده في سنة ثلاث وثلاثين وستماية، عاش عشر سنين ومات.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
يقال: سامة وأسامة. وهو عزّ الدين أسامة والي بيروت للسلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي، وفيه قيل: سلّم الحصن ما عليك ملامه ما يلام الذي يروم السلامه فعطاء الحصون من غير حرب سنّة سنّها ببيروت سامه انظر حوادث سنة 593 هـ. في: تاريخ الإسلام-بتحقيقنا- (سنة 591 - 660 هـ.) ص 7 آخر حوادث السنة، وتاريخ بيروت لصالح بن يحيى 22، والبداية والنهاية 13/ 15 وفيه:«شامه» بالشين المعجمة. وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 133، وشفاء القلوب 203،204، ومفرّج الكروب لابن واصل 3/ 74، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 453، والأعلاق الخطيرة 2/ 103، وتاريخ مختصر الدول 225، وتاريخ الواصلين، ورقة 133 أ، ونهاية الأرب 28/ 454، والسلوك ج 1 ق 1/ 140، والأنس الجليل 1/ 546، وكتاب الروضتين 2/ 233، والكامل في التاريخ-بتحقيقنا-ج 10/ 146، ولبنان من السقوط بيد الصليبيين حتى التحرير-تأليفنا- القسم السياسي-ص 207،208.
(3)
انظر عن (ابن عتيق) في: ذيل تاريخ الإسلام 164 رقم 530، ومعجم شيوخ الذهبي 527، 528 رقم 786.
وسمع هذا بعد موته على أبي البركات عمر بن عبد الوهاب بن محمد القرشي ابن البراذعي «مجلس أهليّة الإمامة» لابن عساكر في يوم عرفة سنة ستّ وأربعين وستماية، ولم يظهر له سواه، وحدّث به مرّات كثيرة، وتفرّد بروايته.
وكان رجلا جيّدا، شاهدا تحت الساعات، وعنده معرفة بالشروط، وكتب مدّة طويلة بين يدي القاضي شمس الدين ابن العزّ الحنفي. ثم إنه في أواخر عمره عمي، وانقطع عن التسبّب بالشهادة والكتابة، ولازم التلاوة، ورتّبه/310 ب/القاضي شمس الدين المذكور مقرئا بالتربة الظاهرية، وكان يعرف الخطوط ويشهد عليها عند المالكي قبل العمي. رحمه الله.
[وفاة شهاب الدين غازي بن إبراهيم]
756 -
وفي يوم الجمعة الخامس من شعبان توفي شهاب الدين، غازي
(1)
بن إبراهيم بن نحلة التاجر، صهر شهاب الدين ابن السلعوس.
[قضاء تدمر]
وفي يوم الجمعة الخامس من شعبان ولّي الشيخ محمد بن كامل قضاء تدمر مضافا إلى ما كان بيده من قضاء عرض، عوضا عن القاضي شرف الدين أحمد بن القاضي زين الدين محمد بن الحسن بن علي بن إسماعيل بن خلف الغسّاني، التدمري، الشافعي.
وكانت وفاته قبل ذلك بقليل.
[نيابة الحكم بدمشق]
وفي يوم الإثنين الثامن من شعبان أعيد القاضي صدر الدين الجعفري، المعروف بخطيب داريّا إلى نيابة الحكم بدمشق فحضر وجلس في هذا اليوم بالمدرسة العادلية بعد انفصاله عنه مدّة تقارب ثلاثة أشهر.
[وفاة شمس الدين عامر بن أحمد الزرعي]
757 -
وفي يوم الجمعة الحادي عشر من شعبان توفي شمس الدين، عامر
(2)
بن الشيخ شهاب الدين أحمد بن عامر بن بذال الزرعيّ، بقرية المزّة ودفن هناك.
وكان شاهدا ويكتب الشروط، وسمع هو وأبوه من الشيخ شمس الدين الحنبلي لما قدم عليهم زرع.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
وبين وفاته ووفاة والده دون تسعة أشهر.
[وفاة علم الدين سليمان بن الحويلي]
758 -
وفي السادس عشر من شعبان توفي الشيخ علم الدين، سليمان بن الحويلي
(1)
، نسيب ابن الشهيد بنابلس، وصلّي عليه بجامع دمشق في يوم الجمعة السادس والعشرين من الشهر المذكور.
وكان موصوفا بالمكارم والديانة والمروءة، وكان كاتبا يخدم في الدواوين، وولي نظر ديوان سلاّر بنابلس، ثم ترك ذلك، وتمرّض مدّة، ومات على طاعة وخير، وكان مرضه بالاستسقاء.
سمعت الشيخ علاء الدين ابن غانم يثني عليه ثناء كثيرا ويقول: كان من خيار الناس.
[وفاة القاضي تقيّ الدين حرمي]
759 -
وفي يوم الخميس الثامن عشر من شعبان وصل الخبر إلى دمشق بموت القاضي تقيّ الدين حرمي
(2)
بن كوكب بن حرمي الدّاري
(3)
، الخليليّ، بمدينة غزّة، وكان قاضيا بها.
وكان من أعيان القضاة، ولّي قضاء الخليل مدّة، وولّي قضاء لدّ والرملة، ثم أضيف إليه قضاء غزّة، ثم انفصل/311 أ/عن ذلك، ثم ولّي قضاء بعلبك، ثم أعيد إلى غزّة واستقلّ بها إلى أن مات.
وكان يخطب في بعض هذه الولايات مع القضاء، وكان موصوفا بحسن الخطابة، وهو فقيه معروف ممّن اشتغل بدمشق، وحصّل وتميّز، وبقي قاضيا في البلاد ستة
(4)
وثلاثين [سنة]
(5)
، وكان موصوفا بالكرم وحسن الخلق، وطلاقة الوجه والبشاشة، وحدّث. سمع منه المقاتلي بغزّة شيئا عن القاضي عزّ الدين ابن الصائغ، ثم ظهر له سماع من شيخنا ابن الدرجيّ
(6)
.
[وفاة المقرئ ناصر الدين ابن المظفّر الوزيري]
760 -
وفي يوم الأربعاء الرابع والعشرين من شعبان توفي الشيخ، المقرئ، ناصر الدين، أبو محمد، إسحاق ابن الشيخ الإمام، المقرئ، الزاهد، برهان الدين، أبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن المظفّر الوزيري
(7)
، القاهري، ثم الدمشقي،
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
انظر عن (حرمي) في: الدرر الكامنة 2/ 8 رقم 1484.
(3)
في الدرر: «الدارمي الحنبلي» .
(4)
الصواب: «ستا» .
(5)
إضافة يقتضيها السياق.
(6)
في الدرر: «الدرقي» .
(7)
انظر عن (الوزيري) في: ذيل تاريخ الإسلام 164 رقم 531، ومعجم شيوخ الذهبي 130 رقم
وصلّي عليه عصر النهار بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الباب الصغير.
قرأ القراءآت على والده وعلى ابن فارس، وسمع من الكمال الضرير صهر الشاطبي «الشاطبية» ، و «التيسير» ، وتفرّد بروايتهما عنه بدمشق. وسمع من الحافظ زكيّ الدين عبد العظيم المنذري «معجمه» وهو ثمانية عشر جزءا، وتفرّد به أيضا بدمشق، وسمع بدمشق من ابن عبد الدائم، وجماعة. وكانت له إجازات، وعنده من فوائد والده، وكانت له حلقة وجهات قراءة، وكان مؤدّبا للصبيان بمكتب الأيتام داخل باب الفرج.
ورافقته في الحجّ سنة عشر وسبعماية، وقرأت عليه بالمدينة النبوية وغيرها من طريق الحجاز.
وكان رجلا جيّدا، حسن الخلق، فقيرا له عيال وأولاد وهو قائم بأمرهم.
[وفاة شرف الدين محمد بن أبي الحجاج العدوي]
761 -
وفي عشيّة الخميس الخامس والعشرين من شعبان بلغني موت شرف الدين، محمد بن شرف الدين محمد بن شيخنا (نجم الدين)
(1)
الحسين بن عبد الله بن الحسن بن حمزة بن علي بن حمزة بن أبي الجحجاح
(2)
العدوي، الحلبيّ الأصل، ثم الدمشقي، وكانت وفاته بزرع في تاسع عشر شعبان المذكور.
وكان شابّا عاقلا، وفيه دين وخير، رحمه الله.
[وفاة زين الدين عبد الرحمن بن الآمدي]
762 -
وفي يوم السبت السابع والعشرين من شعبان توفي زين الدين، عبد الرحمن بن الآمدي
(3)
، المؤذّن بجامع دمشق.
وكان شابا من المؤذّنين، /311 ب/وله صوت حسن رقيق، وحجّ، وتزوّج بزوجة الشيخ محمد المصري، المقرئ بعد وفاته.
[وفاة شمس الدين محمد بن الحسن الجزائري]
763 -
وفي بكرة يوم الثلاثاء سادس شعبان توفي الشيخ شمس الدين، أبو عبد الله، محمد بن الحسن بن علي بن خليفة بن يخلف
(4)
بن الإمام الجزائري، القرشيّ، ودفن من يومه بالقرافة.
= 165، والدرر الكامنة 1/ 356 رقم 885 وفيه: مات في شعبان سنة 718.
(1)
عن هامش المخطوط.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
انظر عن (ابن يخلف) في: الدرر الكامنة 2/ 421 رقم 1123 وفيه وفاته سنة 716 هـ.
ومولده في يوم الأحد مستهلّ صفر سنة خمس وثلاثين بجزائر بني مزّعنّه.
روى «جزء ابن نجيد» عن الشيخ شرف الدين المرسي، وسمع من الصاحب كمال الدين بن العديم. وكان أمينا على مطبخ السكّر بمصر، ويعرف بالرصدي لسكنه بالرصد.
كتب إليّ بوفاته الشيخ أبو بكر الرحبيّ. ثم نقلت وفاته من خط الشيخ فخر الدين النويري المالكي، وذكر أنه توفي بكرة الثلاثاء سادس عشر شعبان، ودفن من يومه بعد الظهر، وهذا هو الصحيح.
شهر رمضان
[وفاة عبد الله بن محمد التدمري]
764 -
وفي ليلة الثلاثاء مستهلّ شهر رمضان توفي الشيخ عبد الله بن محمد بن ناصر التدمري
(1)
، الفقير، المجاور بالكلاّسة، ويعرف بالمنطيقي، ودفن بمقبرة الباب الصغير.
وكان رجلا جيّدا عنده سكون، وصحب الحريرية، وأقام بالزاوية عندهم مدّة، ثم أقام بالقدس مدّة، وتزوّج ورزق الأولاد، ثم رجع إلى دمشق وانقطع بالكلاّسة، وكانت له خزانة فيها.
[وفاة شمس الدين ابن مالك الطائي الجيّاني]
765 -
وفي ليلة الخميس الثالث من شهر رمضان توفي الشيخ شمس الدين، محمد ابن الشيخ الإمام، العلاّمة، جمال الدين، محمد بن عبد الله بن عبد الله بن مالك الطائي
(2)
الجيّاني، الشافعيّ، وصلّي عليه الظهر بجامع دمشق، ودفن بسفح قاسيون عند والده بتربة القاضي عزّ الدين ابن الصائغ.
وكان شيخا حسنا بهيّ المنظر، مليح الشيبة، كثير التلاوة والتلقين، ملازما للجامع من أكثر من أربعين سنة. وله خزانة وبيت بالماذنة الشرقية.
وسمع «جزء الأنصاريّ» على بعض الشيوخ بقراءة ابن جعوان تلميذ والده، ولم يحدّث.
[وفاة الفقيه أمين الدين عبد العالي السوادي]
766 -
وفي يوم الجمعة رابع شهر رمضان توفي الفقيه، أمين الدين،
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
انظر عن (الطائي) في: الدرر الكامنة 4/ 91،192 رقم 514.
عبد العالي
(1)
بن أبي القاسم بن عبد العالي/312 أ/السوادي، الحريمي، البشراوي، الحنبليّ، وصلّي عليه عصر النهار بجامع دمشق، ودفن بسفح قاسيون.
وكان رجلا جيّدا له همّة، وفيه كفاءة ونهضة. وكان يلوذ بشرف الدين ابن المنجّا مدرّس المسمارية، وخلّف عشرة أولاد، ولم يبلغ الأربعين من العمر.
[السيل بظاهر دمشق]
وفي يوم السبت الخامس من رمضان وصل السيل إلى ظاهر دمشق وتلف للناس شيء كثير، وانزعج الناس وحصل الخوف، وانتقل الناس من منازلهم، ولم تطل مدّته، ولطف الله تعالى، وكان مجيء هذا السيل من آبل السوق ووادي هريرة والحسينية، أمطرت هذه الأماكن مطرا عظيما وسال منه السيل المذكور
(2)
.
[النقل من ولاية البلد إلى شدّ الدواوين]
وفي يوم السبت خامس رمضان نقل الأمير علم الدين الطرقشي من ولاية البلد إلى شدّ الدواوين، وعوّض عنه في الولاية الأمير صارم الدين إبراهيم الجوكنداري، وخلع عليهما، وباشر كلّ منهما وظيفته.
[وفاة أبي العباس ابن البنكوا الأرموي]
767 -
وفي يوم السبت الخامس من رمضان توفي الشيخ الصالح، العارف، أبو العباس، أحمد ابن الشيخ القدوة الزاهد أبي إسحاق إبراهيم ابن الشيخ الكبير الزاهد العابد أبي محمد عبد الله، ويسمّى يوسف أيضا بن يونس بن إبراهيم بن سليمان بن البنكوا
(3)
الأرمويّ، ودفن من يومه بسفح قاسيون عند والده وأهله.
وكان رجلا صالحا، منقطعا، قليل الاختلاط بالناس، حافظا لنفسه، مجموعا على طاعة الله تعالى ولزوم بيته.
وهو سبط الشيخ غانم المقدسي.
وسمع من ابن عبد الدائم «جزء ابن عرفة» ورواه عنه مرات، وسمع أيضا من النجيب عبد اللطيف الحرّاني في سنة سبع وخمسين وستماية ومن غيرهما.
وهو من بيت المشيخة والصلاح والعبادة.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
خبر السيل في: نهاية الأرب 32/ 300، والذيل على دول الإسلام 2/ 226، وذيل العبر 103، والبداية والنهاية 14/ 93، وتذكرة النبيه 2/ 102.
(3)
لم أجد له ترجمة.
[وفاة القاضي شمس الدين أبي الطاهر المعروف بابن البارزي]
768 -
وفي ليلة الثلاثاء الثامن من رمضان توفي القاضي شمس الدين، أبو الطاهر، إبراهيم ابن قاضي القضاة شرف الدين أبي القاسم هبة الله بن القاضي نجم الدين أبي محمد عبد الرحيم ابن القاضي شمس الدين أبي الطاهر، إبراهيم بن هبة الله ابن القاضي نجم الدين أبي محمد عبد الرحيم ابن القاضي شمس الدين أبي الطاهر، إبراهيم بن هبة الله بن المسلم بن هبة الله بن حسّان بن محمد بن منصور بن أحمد الجهني، الحموي، المعروف بابن البارزي
(1)
بحماه/312 ب/ ودفن من الغد بمقبرتهم بباب حمص بذيل عقبة شرشر، وحضره جمع كبير، وتردّد الناس إلى عزائه وقبره.
ومولده في رجب سنة ثلاث وسبعين وستماية.
وكان فقيها قاضيا ببلده، ينوب عن والده، وأصيب به والده، وتألّم الناس له، وكتبت إليه التعازي من البلاد، وصلّي عليه بجامع دمشق يوم الجمعة الثامن عشر من رمضان المذكور بعد موته بعشرة أيام، وحجّ ثلاث مرات، وقدم دمشق غير مرة.
وسمع بقراءتي على القاضي تقيّ الدين الحنبليّ، وغيره.
[وفاة الصدر بهاء الدين يوسف المعروف بابن المرحّل]
769 -
وفي بكرة الأربعاء تاسع رمضان توفي الصدر، بهاء الدين، يوسف بن شهاب الدين إسماعيل بن بدر الدين محمد بن عبد القادر، المعروف بابن المرحّل
(2)
، التاجر، السفّار، وصلّي عليه ظهر الأربعاء بجامع دمشق.
وكان رجلا جيدا من بيت، وله ملك وتجارة. واسمه في طبقة «صحيح البخاري» على الشيوخ الثمانية والعشرين، منهم ابن أبي اليسر، ولم يحدّث.
[وفاة الفقيه شمس الدين ابن منصور الرصافي]
770 -
وفي يوم الجمعة حادي عشر رمضان توفي الفقيه، شمس الدين، محمد بن أحمد بن منصور الرصافي، الشافعي، المعروف بابن البقّال
(3)
، ودفن بعد العصر بمقبرة الباب الصغير.
وكان رجلا جيّدا، فقيها، مقرئا، مشكور السيرة، فيه ديانة وسكون وخير، وحجّ غير مرة.
(1)
انظر عن (ابن البارزي) في: الدرر الكامنة 1/ 74،75 رقم 199.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
وعاش أربعا وأربعين سنة.
[وفاة الفقيه عماد ابن القاضي شهاب الدين الإربدي]
771 -
وفي ليلة الإثنين الرابع عشر من رمضان توفي الفقيه عماد ابن القاضي شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن حرز الله الإربدي
(1)
، الشافعيّ، وصلّي عليه عقيب الظهر بجامع الصاحب، ودفن بمقبرة الباب الشرقيّ.
وكان شابا لم يبلغ الثلاثين.
وله نظم، وكان يشهد بالكشك.
[وفاة أمّ محمد فاطمة بنت عبد الوهاب الأنصاري]
772 -
وفي ليلة الثلاثاء النصف من شهر رمضان/313 أ/توفيت المرأة الصالحة، أمّ محمد، فاطمة
(2)
بنت الشيخ الفقيه أبي محمد عبد الوهاب ابن الفقيه أبي الحجّاج يوسف بن محمد بن خلف بن محمد بن أيوب الأنصاري، القصري، المالكيّ، المعروف بابن رشيّق
(3)
.
وكانت امرأة صالحة، عابدة كثيرة الأوراد والنوافل، ودفنت بمقبرة الصوفية ظاهر دمشق.
وكان والدها من الفضلاء الصلحاء، المتصدّرين بجامع مصر.
مات سنة خمسين وستماية، وله ثلاث وستون سنة.
وذكرت أنه لما مات أبوها كان عمرها عشر سنين.
[وفاة الأمير سيف الدين شبوجي الملكي]
773 -
وفي ليلة الأربعاء السادس عشر من رمضان توفي الأمير سيف الدين، شبوجي
(4)
الملكي، الناصريّ.
وكان أميرا جيّدا مشكور السيرة.
وهو صهر الأمير بدر الدين بكتاش المنكبرسي
(5)
.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
انظر عن (فاطمة) في: ذيل مشتبه النسبة 22.
(3)
انظر عن (ابن رشيّق» بالتصغير في تاريخ الإسلام (641 - 650 هـ.) -بتحقيقنا-ص 448، 449 رقم 603، والمشتبه 1/ 317، وذيل مشتبه النسبة لابن رافع 26، وتوضيح المشتبه 4/ 195،196، وتبصير المنتبه 2/ 605، ورشيّق: بضم الراء، وفتح الشين المعجمة، وتشديد الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وكسرها.
(4)
لم أجد له ترجمة.
(5)
انظر عن (بكتاش المنكبرسي) في: من ذيول العبر للحسيني 312 وفيه: «المنكورسي» ، ومثله
[وفاة أم محمد عائشة بنت مسلم الزيني]
774 -
وفي يوم الخميس عصر النهار سابع عشر رمضان توفيت أم محمد، عائشة
(1)
بنت الشيخ الصالح أبي محمد مسلم بن مالك بن مزروع الزيني، ثم الصالحيّ، وصلّي عليها عقيب الجمعة بالجامع المظفّري، ودفنت بتربة الشيخ موفّق الدين الحنبليّ.
وكانت امرأة صالحة مباركة، فقيرة، سمعت من ابن عبد الدائم قطعة من «صحيح مسلم» وروت عنه.
[وفاة الفقيه عزّ الدين ابن يوسف الكردي]
775 -
وفي ليلة الخميس الرابع والعشرين من رمضان توفي الشيخ الفقيه، الإمام الكبير، عزّ الدين، أبو حفص، عمر بن أحمد بن خضر بن يوسف الكردي
(2)
، الهكاري، بالمدرسة الشامية ظاهر دمشق، ودفن بتربة الحاجب بالقرب من مسجد القدم قبليّ دمشق، بكرة الخميس، وعمل عند قبره ختمة ليلة الجمعة. واحتفل الحاجب الأمير زين الدين كتبغا لذلك، وأحضر للناس مآكل كثيرة، وقام بهذا الأمر.
وكان عمره إحدا
(3)
وتسعين سنة تقريبا.
كذلك أخبرني، رحمه الله، فإنّي سألته عن مولده في درس الشامية في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وسبع ماية. فقال: عمري الآن ثلاثة
(4)
وثمانون سنة.
وكان فقيها معروفا، من كبار جماعة الشيخ تاج الدين، رحمه الله، وفيه مروءة وحسن خلق وقضاء حاجة، وحجّ مع شيخه المذكور، وكان يحبّه ويزوره في بيته ويكرمه ويجلسه إلى جانبه في حلقته، وصحبه/313 ب/مدّة طويلة. ولما ولد له الشيخ برهان الدين أهدى إليه نسخة بالوسيط، وقال: هذه لهذا الولد يذكر الدرس منها إن شاء الله، فكان الأمر كما قال. وكان الشيخ برهان الدين يرعى له ذلك، ويعرف صحبته لوالده، فكان يقوم بمصالحه عند احتياجه وضرورته إلى ذلك مدّة سنين، وسمع الحديث مع شيخه من يوسف بن مكتوم القيسي، وأحمد بن أبي الخير، وحدّث.
[قراءة كتاب السلطان بفتوى ابن تيميّة]
وفي يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من شهر رمضان جمع القضاة والفقهاء عند
= في: أعيان العصر 1/ 699،700 رقم 401، والدرر الكامنة 1/ 481،482 رقم 1302. وهو توفي سنة 757 هـ.
(1)
لم أجد لها ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
الصواب: «إحدى» .
(4)
الصواب: «ثلاث» .
نائب السلطنة بدار السعادة، وقرئ عليهم كتاب السلطان وفيه فصل يتعلّق بالشيخ تقيّ الدين ابن تيميّة بسبب الفتوى في مسألة
(1)
اليمين بالطلاق وأحضر وعوتب على فتياه بعد المنع، وانفصل المجلس على تأكيد المنع
(2)
.
[وفاة الزاهد علي بن أحمد بن حديدة الأنصاري]
776 -
وفي يوم الأربعاء سلخ رمضان توفي بالقدس الشريف الشيخ العالم، الفاضل، الزاهد، أبو الحسن، علي بن أحمد بن حديدة
(3)
الأنصاري، الأندلسيّ، وصلّي عليه ظهر الأربعاء بالمسجد الأقصى.
وكان على رأس السبعين من العمر.
وكان شيخا فاضلا، ذكر أنه حفظ «الموطّأ» وقرأه، وقرأ «صحيح مسلم» ببجّاية على شيخه ابن كحيلة قراءة تفقّه وتفهّم. وكان حافظا للقرآن، ويعرف طرفا صالحا من التفسير، وله مجالس يتكلّم فيها من حفظه في التفسير والحديث، وأخذ طريقة التصوّف عن أبي عبد الله الساحلي خطيب مالقة، وعن أبي محمد المرجاني. ولما قدم المرجاني ديار مصر أدركه وأقام معه بها. ثم إنه عاد إلى المغرب إلى بلد مولده الجزائر، وجلس للناس وتكلّم عليهم، وله أتباع ومحبّون وزوايا بالمديّة ومليانة، وعاد بعد ذلك إلى الديار المصرية، وأقام بالإسكندرية مدّة، وتكلّم فيها على الناس، وأقام بالقدس مدّة، وكان يسافر معه ثم يرجع إليه. وحجّ خمس مرّات.
ذكر لي ذلك من حاله الفقيه أبو فارس عبد العزيز بن محمد الأسفي، الصنهاجي.
[وفاة سيف الدين جاريك القبجاقي]
777 -
وفي شهر رمضان توفي سيف الدين، جاريك
(4)
القبجاقي، عتيق الصاحب عزّ الدين بن القلانسي.
/314 أ/وهو زوج بنت أخيه نظام الدين.
[وفاة فاطمة بنت محمد البالسي]
778 -
وفاطمة
(5)
بنت الشيخ محمد بن عمر بن أبي بكر بن قوام البالسيّ.
(1)
في الأصل: «مسلة» .
(2)
خبر كتاب السلطان في: نهاية الأرب 32/ 301.
(3)
انظر عن (ابن حديدة) في: الدرر الكامنة 3/ 12 رقم 21.
(4)
لم أجد له ترجمة. وهو غير «جاريك» المتوفى سنة 720 هـ.
(5)
لم أجد لها ترجمة.
[وفاة محمد بن أحمد بن أبي بكر]
779 -
ومحمد بن تقيّ الدين أحمد بن أبي بكر بن محمد بن طرخان
(1)
، من شباب الصالحية.
[وفاة زكي الدين أبي بكر المصري]
780 -
وفي الحادي والعشرين من شهر رمضان توفي الشيخ زكيّ الدين، أبو بكر، عبد الله بن الأكرم
(2)
أبي البركات بن أبي الفرج بن فضل المصريّ، بمصر، ودفن بالقرافة.
ومولده في ذي القعدة سنة سبع وثلاثين وستماية.
سمع من الحافظ رشيد الدين العطار «الجمعة» للنسائي، وغير ذلك، وسمع «جزء ابن فيل» ، و «جزء ابن عرفة» . وكان شيخا حسنا فاضلا، له تصنيف وشعر، وكان كاتبا. وهو من أصحاب الشيخ أبي عبد الله بن النعمان. وكان يعرف بالزراف.
كتب إليّ بوفاته الشيخ أبو بكر الرحبي. ثم وجدت وفاته بخط الشيخ فخر الدين النويري المالكي، وذكر أنه في العشر الأخير من شهر رمضان. وكذلك وجدته بخط أحمد بن أيبك الحسامي أحد الطلبة.
[وفاة محيي الدين يحيى بن سليمان الذهبي]
781 -
وتوفي بمكة، شرّفها الله تعالى، الشيخ الصالح، محيي الدين، يحيى بن سليمان بن محمود الذهبي
(3)
، الدمشقي في الثالث من شهر رمضان، وكان مجاورا بها.
وكان رجلا مباركا، صالحا، مواظبا على الخير، حسن الخلق، وأوصى بماية درهم للفقراء المجاورين.
شوّال
[وفاة بدر الدين حسن بن إبراهيم التاجر]
782 -
في يوم السبت الثالث من شوال توفي الحاج، بدر الدين، حسن بن إبراهيم بن عبد الله التاجر
(4)
بسوق الزيادة، ودفن من يومه بمقبرة الباب الصغير.
وكان رجلا جيّدا، حجّ غير مرة، وفيه إقبال على الخير.
وهو زوج أخت ناصر الدين ابن الخيمي، وحمو إسماعيل بن مجد الدين الجزري، الذهبيّ.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
لم أجد له ترجمة.
ورافقته في الحجّ سنة ثلاث وسبع ماية، وسمع بقراءتي ببصرى، ومعان، والمدينة النبوية.
ولم يبلغ الستين.
[وفاة عمر السنجاري]
783 -
وفي يوم الأحد الرابع من شوال توفي الشيخ الصالح عمر السنجاري
(1)
، المعروف بالقيّم، ودفن بباب الصغير.
وكان رجلا صالحا مشهورا، بقي مدّة قيّما بحمّام نور الدين، ثم انقطع بالجامع، وكان يجتمع حوله جماعة. وكان الشيخ شرف الدين الفروي/ 314 ب/يحبّه ويعظه. ثم إنّه في آخر عمره ضعف عن الملازمة للجامع، وانقطع، وكتب.
وجاوز التسعين.
[وفاة أبي بكر بن عبد الله الصوّاف]
784 -
وفي يوم الأحد رابع شوال توفي الحاج أبو بكر بن الشيخ عبد الله بن يحيى الصوّاف
(2)
، الرصافي.
وكان شيخا صاحب ثروة، وخلّف تركة بأكثر من ثلاثماية ألف درهم، وأوصى في مرضه وبرّ رحمه، وفرّق بنفسه.
[وفاة إسماعيل بن إبراهيم بن عبد العزيز]
785 -
وفي يوم الإثنين الخامس من شوال توفي الشيخ إسماعيل
(3)
بن الشيخ إبراهيم بن عبد العزيز، المعروف والده بخادم الشيخ علي الزعبي، ودفن داخل قبّة الشيخ رسلان، والشيخ نجم الدين ابن إسرائيل، والشيخ منصور بن أحمد بن الشيخ علي الحريري.
وكان رجلا جاوز الستين.
وكانت وفاته بعد أخته أمّ الفقراء
(4)
المقدّم ذكرها بشهرين وخمسة أيام.
[وفاة عبد الله بن إسماعيل الصنهاجي]
786 -
وفي ليلة الأربعاء سابع شوال توفي الشيخ الإمام، العالم، أبو محمد، عبد الله ابن الشيخ الفقيه، الصالح، أبي إبراهيم، إسماعيل الصنهاجي
(5)
،
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
تقدّمت ترجمتها برقم (789).
(5)
انظر عن (الصنهاجي) في: الدرر الكامنة 2/ 249 رقم 2121.
الآزموريّ، وقت المغرب، بظاهر دمشق بالقبيبات، ودفن يوم الأربعاء بعد الظهر بمقبرة الباب الصغير.
وقارب السبعين.
وكان فقيها أصوليّا، حفظ «الموطّأ» .
وهو ابن ثلاث عشرة سنة.
وولّي قضاء مدينة سلا نحو سنتين، وقدم دمشق للحجّ، واجتمع بالشيخ صفيّ الدين الهندي، وصدر الدين ابن الوكيل، ثم عاد إلى الغرب وأقام نحو عشر سنين، ثم قدم دمشق مرة أخرى، وأقام بها سنة. ومات وكان والده خطيب آزمور.
[وفاة الفقيه زين الدين عمر بن يوسف الحنفي]
787 -
وفي ليلة الجمعة تاسع شوال توفي الفقيه، الصالح، زين الدين، عمر بن يوسف بن هاشم الحنفي
(1)
، المقيم بالمدرسة القيمازية، ودفن بمقابر الصوفية.
وكان رجلا صالحا مشتغلا بالعلم، وكان يجلس مع الشهود إلى جانب القيمازية. وكان رفيقنا في الحج.
[وفاة كمال الدين أحمد بن محمد الزويزان]
788 -
وفي ليلة الجمعة تاسع شوال توفي كمال الدين، أحمد بن محمد بن بدر الزويزان
(2)
، وصلّي عليه عقيب الجمعة/315 أ/بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الباب الصغير.
وكان شابا ابن عشرين سنة.
وحفظ «المنهاج» ، وكتاب ابن الحاجب في الأصول، وغيرهما. وكان يعرف الحساب.
وهو ابن زوجة الفقيه جمال الدين يوسف الشاطبيّ، وهو الذي ربّاه وأشغله وكتب له الكتب، وسعى في تنزيله بالمدارس، وعاش بعد موت الشاطبي سنتين وأياما، رحمه الله تعالى.
[وفاة صدر الدين الجعفري]
789 -
وفي يوم الجمعة التاسع من شوال خطب الشيخ صدر الدين الجعفري نائب الحكم العزيز بدمشق، بجامع العقيبة ظاهر دمشق، عوضا عن بدر الدين بن العزّ بن عبد السلام.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
[الخطبة بجامع جرّاح]
وفي يوم الجمعة السادس عشر من شوال خطب بدر الدين حسن العقرباني بجامع جرّاح، عوضا عن صدر الدين الجعفريّ.
[خروج المحمل السلطاني]
وفي يوم السبت العاشر من شوال خرج المحمل السلطاني والركب من دمشق إلى الحجاز الشريف، وأمير الحاج هو الأمير عزّ الدين أيبك المنصوري أمير علم، وممّن حجّ من دمشق قاضي القضاة صدر الدين الحنفي، المعروف بابن عبد الحق، وشرف الدين ابن قميرة، ورضيّ الدين المنطقي الحنفي، وإمام الدين ابن الشرف الناسخ، وشمس الدين بن هلال، وسيف الدين ابن رمضان، وصدر الدين ابن الجوخي، وعلاء الدين ابن السلعوس، وأولاد ابن تروس، وشمس الدين ابن الوزير خطيب جامع القبيبات، وشمس الدين ابن رشيق المالكي، وشمس الدين نقيب المالكيّ.
[حج السلطان الملك الناصر]
وحجّ في هذه [السنة] من الديار المصرية مولانا السلطان الملك الناصر سلطان الإسلام والمسلمين، تقبّل الله منه، وحجّ معه جمع كبير من أهله ومماليكه وأمراء دولته وأعيان مملكته. وحجّ مع الركب المصري قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة الحاكم بالديار المصرية، وكان خروج السلطان وأتباعه من القاهرة بعد خروج الركب نحو شهر. وممّن حجّ معه من أعيان الدولة وكيله القاضي كريم الدين، والقاضي فخر الدين ناظر الجيوش، والقاضي علاء الدين ابن الأثير صاحب/315 ب/ديوان الإنشاء. وتوجّه من الشام إلى الديار المصرية الملك عماد الدين صاحب حماه، والصاحب شمس الدين ناظر دمشق، وحجّا في خدمة السلطان
(1)
.
[وفاة صارم الدين إبراهيم بن قليج]
790 -
وفي يوم السبت عاشر شوال توفي صارم الدين، إبراهيم بن سيف الدين قليج بن عبد الله الخطّائي
(2)
، وأوصى إلى الأمير حسام الدين طرنطاي الحاجب.
[وفاة الفقيه شرف الدين عبد الحميد التركماني]
791 -
وفي يوم السبت عاشر شوال توفي الشيخ الفقيه، العدل، شرف الدين، عبد الحميد ابن الشيخ برهان الدين إسحاق بن خلف التركماني
(3)
، المعروف
(1)
خبر حج السلطان في: نهاية الأرب 32/ 301،302، وتاريخ سلاطين المماليك 169.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
بالمارديني، ودفن بسفح قاسيون يوم الأحد.
وكان شاهدا بسوق القمح، ومدرّسا بالمدرسة الماردانية، وحصلت المدرسة لولده الفقيه شمس الدين محمد ودرّس بها.
[ذبح جميع بنت عبد الملك]
792 -
وفي يوم السبت عاشر شوال ذبحت جميّع
(1)
بنت عبد الملك (أمّ عبد الملك)
(2)
، وأبي بكر التاجرين ابني عمّ بدر الدين ابن المحدّث الكاتب.
وكانت هذه المرأة امرأة صالحة قد تجهّزت للحجّ هي وولدها أبو بكر، فخرجت من بيتها تودّع بعض المعارف، فدخل سارق من الجيران إلى البيت بدرب سويد وهي غائبة، فجاءت وأدركته، فخاف منها وعلم أنها عرفته، فبادر إليها وذبحها، وعرف في يومه ومسك وشنق، وتوقّف ولدها المذكور في السفر، ثم قوي عزمه وتوجّه للحجّ.
[وفاة الصدر بدر الدين ابن أبي الفوارس]
793 -
وفي ليلة الإثنين الثاني عشر من شوال توفي الصدر، بدر الدين، محمد بن مجاهد
(3)
بن أبي الفوارس النابلسيّ، وصلّي عليه ظهر الإثنين بجامع دمشق، ودفن بسفح قاسيون.
وكان ولّي عدّة جهات من جهات الكتابة، منها نظر الدواوين وبدمشق، ثم إنه عزل، وبقي بطّالا خاملا متمرّضا مدّة، وكان فيه صدقة وإيثار ومعرفة بالكتابة وخبرة.
[وفاة الفقيه بهاء الدين أبي بكر الجعبري]
794 -
وفي ليلة الثلاثاء الثالث عشر من شوال توفي الفقيه، العدل، بهاء الدين، أبو بكر ابن الشيخ الصالح تقيّ الدين عبد الله بن سلمان الجعبريّ
(4)
، وصلّي عليه ظهر الثلاثاء بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الباب الصغير بالقرب من قبر/ 316 أ/الشيخ أبي الوليد المالكي بوصيّة منه.
وجاوز الخمسين من العمر.
وكان شاهدا تحت الساعات، وعنده فضيلة، وله اشتغال ومحفوظ.
(1)
لم أجد لها ترجمة.
(2)
ما بين القوسين عن هامش المخطوط.
(3)
انظر عن (ابن مجاهد) في: الذيل على تالي كتاب وفيات الأعيان 186، وأعيان العصر 5/ 109،110 رقم 1726، والدرر الكامنة 4/ 153 رقم 405.
(4)
لم أجد له ترجمة.
وهو ابن أخت القاضي تاج الدين الجعبريّ.
[خروج الصاحب شمس الدين للحجّ]
وفي يوم الثلاثاء الثالث عشر من شوال توجّه الصاحب شمس الدين من دمشق إلى القاهرة ليحجّ في خدمة السلطان، وخرج لتوديعه القضاة والأعيان.
[وفاة كمال الدين منصور بن نصر الله]
795 -
وفي يوم الأحد حادي عشر شوال توفي الشيخ كمال الدين، منصور
(1)
بن نصر الله
(2)
بن منصور بن عبد الوهاب بن منصور، من أهل قرية بيت الآبار، بها، وصلّي عليه عقيب الظهر بجامعها، ودفن بمقبرتها، وتقدّم في الصلاة عليه الخطيب موفّق الدين خطيب القرية، وتوجّه عقيب ذلك إلى الحجاز الشريف.
وكان رجلا جيّدا، حجّ، وله معرفة ومطالعة للكتب، وسمع كتاب «اقتضاء العلم العمل» ، للخطيب على الشيخ عماد الدين داود خطيب بيت الآبار، وعلى أخيه الموفّق في سنة إحدى وخمسين وستماية.
[وفاة أم الحبا زاهدة بنت محمد الظاهري]
796 -
وفي ليلة يسفر صباحها عن يوم الأحد رابع شوال توفيت الشيخة أم الحبا، زاهدة
(3)
بنت الشيخ محمد بن عبد الله الظاهريّ
(4)
، وصلّي عليها من الغد بظاهر باب النصر، ودفنت بتربة أخيها بمقبرة باب النصر ظاهر القاهرة.
نقلت ذلك من خط الشيخ فخر الدين النويري المالكيّ. (ثم وصل إليّ كتاب ابن أخيها الشيخ فخر الدين عثمان بمثل ذلك)
(5)
.
وهي أخت الشيخ الحافظ جمال الدين أحمد. وسمعت معه من إبراهيم بن خليل. وكانت تخدم الفقراء بنفسها، ولم تتزوّج.
سمعت عليها حديثين من أول نسخة أبي مسهر، وعشرة أحاديث هي أول انتخاب الطبراني لابنه على ابن فارس.
[وفاة أم محمد هدية بنت عبد الله بن عبد المؤمن الصوري]
797 -
وفي يوم الإثنين الثاني عشر من شوال توفيت الشيخة الصالحة، أم
(1)
كتب أولا: أبو منصور، ثم ضرب خطا على «أبو» .
(2)
انظر عن (ابن نصر الله) في: الدرر الكامنة 4/ 364 رقم 993.
(3)
انظر عن (زاهدة) في: الدرر الكامنة 2/ 112،113 رقم 1732.
(4)
في الدرر: «الطاهري» ، وفي نسخة أخرى «الظاهري» .
(5)
ما بين القوسين عن هامش المخطوط.
محمد، هديّة
(1)
بنت عبيد الله بن عبد المؤمن بن أبي الفتح بن وثّاب الصوري
(2)
، الصالحي، ودفنت يوم الثلاثاء بسفح قاسيون.
وكانت امرأة صالحة، كبيرة، جاوزت الثمانين، وبقيت في آخر عمرها مريضة نحوا من أربع سنين وهي صابرة محتسبة.
أجازها أبو طالب عبد اللطيف بن القبّيطي، والكاشغري، وأبو تمّام بن/ 316 ب/أبي الفخار، وأحمد المارستاني، وابن الخازن، وأبو الكرم بن شفتين، ومنصور بن السّكن، وقمر بن نطّاح، وإبراهيم بن الخير، ومحمد بن المنّي، والأعز بن العلّيق، وابن النحّال، وابن السيّدي، وعبد الملك بن قبيا، وجماعة، وتاريخ الإجازة في جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين وستماية.
وقالت لي في أول سنة ستّ وسبع ماية: لي سبعون سنة.
وقرأت عليها في رجب سنة أربع وثمانين وستماية.
وكان أبوها من أصحاب الكندي، روى عنه الدمياطي في «معجمه» ، ومات في أواخر سنة تسع وخمسين وستماية
(3)
.
وأمّها شيختنا ضيفة أخت الشيخ تقيّ الدين ابن الواسطي. روت لنا عن الشيخ موفّق الدين، رحمهم الله تعالى.
[وفاة عامر بن عمّور العرضي]
798 -
وفي ليلة الإثنين السادس والعشرين من شوال توفي الشيخ، عامر
(4)
بن عمّور بن شعبان العرضي، ودفن بالقرب من زاويته خارج باب الصغير ظاهر دمشق.
وكان له دخول على الأمراء، وله مرتّبات على الدولة، وفيه مروءة وخدمة للناس.
[الدرس بمدرسة الشيخ أبي عمر]
وفي يوم الأحد الخامس والعشرين من شوال ذكر الدرس بمدرسة الشيخ أبي عمر بسفح قاسيون الإمام الفاضل، برهان الدين، إبراهيم بن أحمد بن هلال
(1)
انظر عن (هدية) في: معجم شيوخ الذهبي 635 رقم 951، وأعلام النساء 5/ 208.
(2)
في المعجم: أم عبد الله، هدية بنت عبد الله بن مؤمن بن أبي الفتح»، ومثله في: موسوعة علماء المسلمين، قسم 2 ج 5/ 206 رقم 1591.
(3)
انظر عن أبيها: «عبد الله بن عبد المؤمن» في: تاريخ الإسلام (651 - 660 هـ.) ص 388، 389 رقم 493، وصلة التكملة لكتاب وفيات النقلة، للحسيني، ورقة 132 وفيه:«عبد الرحمن بن عبد المؤمن» .
(4)
لم أجد له ترجمة.
الزرعي، الحنبلي، في الوقف الجديد الذي وقفه الأمير سيف الدين بكتمر والي الولاة، وحضر الدرس جمع كبير من القضاة والعلماء، وكان درسا حفلا.
والمدرّس كثير الفضيلة، طلق العبارة، سريع الإدراك، عنده فنون من العلم.
[وفاة شمس الدين محمد بن غازي الزاهدي]
799 -
وفي ليلة الثلاثاء السابع والعشرين من شوال توفي شمس الدين، محمد بن غازي بن عبد الله الزاهدي
(1)
، ودفن من الغد بسفح جبل قاسيون.
وكان قيّما بدار الحديث الأشرفية ونقيب السبع بها، وجابيا بها، وأحد المرتّبين من الطلبة بها، وعنده أمانة ومعرفة، وسمع الحديث من جماعة، وكان يفسّر المنامات.
وهو أخو المعين خطّاب بن محمد بن زنطار الأشرفيّ لأمّه.
[وفاة الحاج الأمين واثق بن محمد الرقي]
800 -
وفي ليلة الثلاثاء السابع والعشرين من شوال توفي الحاج الأمين، أبو محمد، واثق
(2)
بن محمد بن عثمان بن واثق الرقّي، التاجر، وصلّي عليه ظهر الثلاثاء/317 أ/بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الباب الصغير.
وكان رجلا جيّدا، بشوش الوجه، خيّرا، مباركا.
سألته عن مولده في سنة ثلاث وسبعماية فقال: قد جاوزت الخمسين، ومولدي بالرقّة.
وسمع «جزء الأنصاري» ، من أبي المرجّا مؤمّل بن محمد البالسي، ومحمد بن عبد المنعم بن غدير بن القوّاس، وحدّث به، وأقام مدّة، له دكّان بسوق علي، ثم انتقل إلى سوق الدهشة، ولم يزل به إلى أن مات.
[وفاة الحاج الأمين شمس الدين ابن خضر المزّي]
801 -
وفي ليلة الثلاثاء السابع والعشرين من شوال توفي الحاج الأمين، شمس الدين، محمد بن عبد الخالق
(3)
بن خضر المزّي، التاجر، السفّار، وصلّي عليه من الغد الظهر بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الباب الصغير.
وكان شيخا جاوز الثمانين.
وهو معروف بالتجارة والثروة، وضعف في آخر عمره. سمع الحديث من خاليه العدلين: فخر الدين محمود، وعماد الدين يحيى ابني تمّام الحميري، وغيرهما، ولم يحدّث.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
[وفاة شمس الدين عبد الله بن محمد الأسدي]
802 -
وفي ليلة الجمعة سلخ شوال توفي الشيخ شمس الدين، عبد الله ابن القاضي، الإمام، محيي الدين، محمد بن يعقوب بن إبراهيم بن النحاس الأسدي
(1)
، الحلبي، وصلّي عليه عقيب الجمعة بجامع المزّة، ودفن بالمزّة عند والده.
وكان رجلا جيّدا، منقطعا عن الناس، مشكور السيرة.
[وفاة عمر أخي سليمان المنشد]
803 -
وفي شوال توفي عمر
(2)
أخو سليمان المنشد.
وكان رجلا صالحا.
[وفاة شرف الدين أحمد بن محمد اليزدي]
804 -
وشرف الدين أحمد بن شمس الدين محمد بن الشيخ جمال الدين عبد الله بن مسعود بن اليزدي
(3)
بطرابلس، وكان يخدم هناك.
وله مكانة، وفيه فضيلة، وقصد ومدح.
[وفاة بدر الدين يوسف بن أبي القاسم بن تيميّة]
805 -
وفي سلخ شوال توفي بدر الدين، يوسف بن عبد الرحمن
(4)
بن الشيخ علاء الدين علي بن الشيخ الإمام سيف الدين عبد الغني بن الشيخ العلاّمة فخر الدين محمد بن أبي القاسم بن تيميّة بالقاهرة.
وكان فقيها مشتغلا.
ذو القعدة
[وفاة عبد المحسن بن عبد القدّوس العكي]
806 -
في يوم الأربعاء الخامس من ذي القعدة توفي الشيخ، أبو أحمد، عبد المحسن
(5)
بن عبد القدّوس بن إبراهيم بن يحيى بن إبراهيم العكّي، الشقراوي، ثم الصالحي، الحنبلي، وصلّي عليه ظهر الأربعاء بالجامع المظفّري، ودفن بسفح قاسيون.
/317 ب/ومولده في سنة تسع وأربعين وستماية بالصالحية ظاهر دمشق.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
لم أجد له ترجمة.
(5)
انظر عن (عبد المحسن) في: الدرر الكامنة 2/ 412 رقم 2509.
سمع قطعة من أول «صحيح مسلم» على الفقيه محمد بن عبد الهادي في سنة إحدى وخمسين، وكتب أنّه حضر في الرابعة وسمع من خطيب مردا في سنة ثلاث وخمسين، وكتب أنه حضر في الخامسة وسمع «جزء ابن فيل» من ابن عون الجزري، وسمع من ابن عبد الدائم، وشيخ الشيوخ شرف الدين عبد العزيز الأنصاري، وجماعة، وحدّث، وسمع منه الناس.
وكان رجلا جيّدا فيه معرفة ونهضة، ويعاني الأمانة في القرى، ويتوكل في قضايا لبعض أرباب الدنيا ويتسبّب لعياله.
[وفاة رفيع الدين ابن خذاداذ الخلاطي]
807 -
وفي يوم الجمعة السابع من ذي القعدة توفي الشيخ، رفيع الدين، أحمد ابن الشيخ الصالح، المقرئ، وحيد الدين، أبي حامد، يحيى بن أحمد بن خذاداذ
(1)
الخلاطي، الصوفيّ بالسميساطية، وصلّي عليه عقيب الجمعة بجامع دمشق، ودفن بمقابر الصوفية.
وبلغ من العمر ()
(2)
.
وولّي الخدمة بالخانكاه مدّة، وأقام بالقاهرة مدّة، ودخل حلب وسافر في آخر عمره إلى القدس، ورجع من الزيارة فبقي أياما ومات.
[وفاة المقرئ تقيّ الدين أحمد الخلاطي]
808 -
وفي يوم الأحد التاسع من ذي القعدة توفي الشيخ الصالح، المقرئ، تقيّ الدين، أحمد الخلاطي
(3)
، الصوفيّ بالسميساطية، المعروف بالكلوتاتيّ، وصلّي عليه عقيب الظهر بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الصوفية.
وكان من أهل القرآن وفيه إيثار وبرّ، وتأخّر معه شيء من الدنيا ففرّقه جميعه قبل موته، ومات فقيرا. وكان قد كبر وضعف وأضرّ في آخر عمره.
[وفاة الفقيه كمال الدين ابن النحاس الأنصاري]
809 -
وفي يوم الإثنين العاشر من ذي القعدة توفي الشيخ الفقيه، العالم، الصدر، كمال الدين، أبو عبد الله، محمد ابن الشيخ النجيب أبي الفتح نصر الله بن إسماعيل بن نصر بن الخضر بن خليفة بن النحاس
(4)
الأنصاري، الدمشقيّ، وصلّي عليه بجامع دمشق في الثالثة من يوم الإثنين، ودفن بسفح جبل قاسيون، وكانت جنازته حفلة.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
في الأصل بياض.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
انظر عن (ابن النحاس) في: ذيل تاريخ الإسلام 164 رقم 533، ومعجم شيوخ الذهبي 579، 580 رقم 860، والدرر الكامنة 4/ 273،274 رقم 760.
ومولده في مستهلّ رجب سنة تسع وثلاثين وستماية بسفح قاسيون ظاهر دمشق.
سمع من الشيخ عماد الدين أبي بكر عبد الله بن/318 أ/الحسن بن الحسن بن النحاس الأنصاري في سنة ثمان وأربعين وستماية، ثم صحب الشيخ تاج الدين عبد الرحمن، رحمه الله، واشتغل عليه بالفقه. وكان الشيخ يثني عليه وعلى جودة ذهنه، وسمع معه الحديث من خطيب مردا، والقاضي صدر الدين ابن سنيّ الدولة، والخطيب عماد الدين ابن الحرستاني، وزين الدين خالد، وابن عبد الدائم، وغيرهم. وسمع أيضا «صحيح مسلم» ، و «موطّأ» أبي مصعب، عن مالك من ابن البرهان، وحدّث بهما و «بالسيرة النبوية» عن خطيب مردا، وخدم في جهات الكتابة مدّة طويلة. وفي أواخر عمره توجّه إلى حماه وحدّث بها ب «صحيح مسلم» وغيره، وحدّث بحلب، وانتشرت الرواية عنه.
وكان شيخا مباركا، كثير التلاوة، له ورد من الليل، وله دعوات وأذكار وأوراد يحافظ عليها، وعنده حسن خلق ومروءة وافرة وتعهّد للإخوان والأصحاب.
[وفاة مجير الدين ابن الوزّان الحنفي]
810 -
وفي ليلة الخميس الثالث عشر من ذي القعدة توفي مجير الدين، محمد بن الشيخ الصدر، نجم الدين محمد بن فخر الدين المفضّل
(1)
بن محمد بن سعد الله بن الوزّان الحنفي، ودفن من الغد بمقبرة الباب الصغير.
وكان فقيها حنفيا يحضر المدارس، وكانت له ثروة ولم تكن تظهر عليه، وهو من بيت رياسة وكتابة.
ولي إجازة من والده. ومات في صفر سنة ثمان وسبعين وستماية
(2)
. وروى عن الشيخ موفّق الدّين.
[وفاة الملك المعظّم]
811 -
وفي يوم الجمعة الحادي والعشرين من ذي القعدة صلّي بجامع دمشق صلاة الغائب على الملك المعظّم
(3)
شرف الدين أبي البركات عيسى ابن الملك الزاهر مجير الدين أبي سليمان داود بن الملك المجاهد أسد الدين أبي الحارث شيركوه بن
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
انظر عن (محمد بن المفضّل) في: تاريخ الإسلام (671 - 680 هـ.) ص 313 رقم 437.
(3)
انظر عن (الملك المعظّم) في: نهاية الأرب 32/ 307، والذيل على تالي كتاب وفيات الأعيان 187 رقم 326، وذيل تاريخ الإسلام 164 رقم 534، وأعيان العصر 3/ 715،716 رقم 2310، وتذكرة النبيه 2/ 104، ودرّة الأسلاك 1/ورقة 218، والسلوك ج 2 ق 1/ 200، والدرر الكامنة 3/ 203 رقم 493، والنجوم الزاهرة 9/ 247.
الملك القاهر ناصر الدين محمد ابن الأمير الكبير الملك أسد الدين شيركوه بن شاذي، وكانت وفاته بالقاهرة، توجّه إليها يطلب الزيادة في إقطاعه ومعه هديّة جليلة، فعرضت على السلطان وقضا
(1)
حاجته وأكرمه، وجعله أحد أمراء دمشق، وجازاه على الهدية، كل ذلك وهو متمرّض فأدركه أجله في يوم الخميس سادس ذي القعدة، /318 ب/ودفن يوم الجمعة بالقرافة بتربة أولاد الملوك.
وكانت أخبار إمرته وإقبال السلطان عليه وصلت إلى دمشق، وفرح أهله، ثم وصل الخبر سريعا بموته، فعاد الفرح حزنا، وكان رجلا جيّدا، بشوش الوجه، مكرما للناس، مشتغلا بنفسه وأهله، ملازما لداره.
وسمع من ابن عبد الدائم، وغيره، وروى الحديث.
ومولده بدمشق في يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من شهر رمضان سنة خمس وخمسين وستماية.
[وفاة الفقيه ركن الدين أبي الخير الإربلي]
812 -
وفي يوم السبت قبل العصر منتصف ذي القعدة توفي الشيخ الفقيه، الإمام، ركن الدين، أبو الخير، محمد ابن الشيخ الإمام مجد الدين أبي محمد عبد الله بن الحسين بن علي الإربلي، الأصل، الزرزاري
(2)
، الكرديّ، وصلّي عليه ظهر الأحد بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الباب الصغير جوار الشيخ أبي الفرج بن الحنبلي، وحضره جمع كبير.
وكان إماما بالمدرسة القيمرية مدّة اثنتين وأربعين سنة إلى أن مات مواظبا على الوظيفة المذكورة، حسن السّمت، كثير الصمت، قليل الاختلاط بالناس، وحفظ كتاب «التنبيه» في صغره، وسمع الحديث من شيخ الشيوف شرف الدين عبد العزيز الأنصاري، وروى عنه «جزء ابن عرفة» بالقاهرة ودمشق مرات، وسمع منه الناس، وكان الثناء عليه وافرا.
ومولده في يوم الأحد أوائل النهار الحادي والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وخمسين وستماية بحلب بالمدرسة العصرونية.
(1)
الصواب: «وقضى» .
(2)
انظر عن (الزرزاري) في: معجم شيوخ الذهبي 503 رقم 744. وفي المصادر شيخ آخر يشبه اسمه ونسبه، وهو من مواليد سنة 662 وتوفي سنة 738 هـ. انظر عنه في: تاريخ حوادث الزمان لابن الجزري-بتحقيقنا-ج 3/ 1049 - 1051 رقم 1347 وفيه حشدنا مصادر ترجمته بالحاشية رقم (2).
[سفر الأمير ناصر الدين الخزندار إلى الحجاز]
وفي يوم الإثنين السابع عشر من ذي القعدة توجّه من دمشق الأمير ناصر الدين الخزندار السيفي وفي عزمه أن يصل إلى المدينة النبوية-على ساكنها أفضل الصلاة والسلام-للقاء مولانا السلطان عقيب حجّه ومعه الهدايا الوافرة من جهة مخدومه ملك الأمراء بدمشق الأمير سيف الدين تنكز، أعزّه الله تعالى.
[وفاة أحمد بن عمر الزرعي]
813 -
وفي يوم الجمعة الثامن والعشرين من ذي القعدة توفي أحمد بن عمر بن الشيخ شهاب الدين أحمد بن عمر بن قطينة الزرعي
(1)
، التاجر، ودفن بباب الفراديس.
وكان جدّه أصيب بوالده، /319 أ/ثم أصيب به.
وكان شابا حسنا، مشكور السيرة.
ذو الحجّة
[وفاة شرف الدين محمد الصائغ]
814 -
في يوم الأحد مستهلّ ذي الحجّة توفي الشيخ شرف الدين، محمد بن نجم الدين يحيى بن تاج الدين أبي البركات موسى الصائغ، المعروف بابن صف عذاره
(2)
، ودفن بباب الصغير.
وكان شيخا، وأوصى بثلث تركته يشترى بها وقف للصدقة، وهو أربع ماية دينار وكسر، ووقف وقفا على من يقرأ «صحيح البخاري» كل سنة في شهر رمضان بالإسناد.
[وفاة علاء الدين علي المعروف بابن الصقلّي]
815 -
وفي يوم الأربعاء الرابع من ذي الحجّة توفي الشيخ علاء الدين علي، المعروف بابن الصقلّي
(3)
الشمّاع بباب البريد، ودفن بمقبرة باب الفراديس.
وكان شيخا قد أسنّ وله جماعة أولاد.
[وفاة عزّ الدين إبراهيم الكحّال]
816 -
وفي يوم الجمعة السادس من ذي الحجة توفي عزّ الدين، إبراهيم بن الشيخ شهاب الدين أحمد بن إسرائيل الكحّال
(4)
، ودفن آخر النهار بباب الصغير.
وكان شابا ابن ثلاثة
(5)
وعشرين سنة.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
لم أجد له ترجمة.
(5)
الصواب: «ابن ثلاث» .
وحفظ كتب الطبّ المتداولة، وجلس للمعالجة.
[وفاة الأمير شرف الدين قيران]
817 -
وفي يوم السبت السابع من ذي الحجّة توفي الأمير الأجلّ، شرف الدين، قيران الشمسي
(1)
، ودفن من يومه.
وكان ينوب في الشدّ بدمشق وعنده خبرة ومعرفة.
[وفاة الحاج زين الدين ابن نصر العسقلاني]
818 -
وفي يوم الأحد الثامن من ذي الحجة توفي الشيخ الحاج زين الدين، أبو الفضل بن أبي الفرج بن نصر العسقلاني
(2)
، الجرائحي، ودفن من يومه بباب الصغير.
وكان شيخا مشهورا من أعيان أهل صنعته، ونسخ بخطّه كتاب «تاريخ الأطبّاء»
(3)
لابن أبي أصيبعة، وكان يذكر أنّه ذيّل عليه جماعة من المتأخّرين.
[وفاة نجم الدين عبد الرحمن الإربلي]
819 -
وفي يوم الأربعاء الحادي عشر من ذي الحجة توفي نجم الدين، عبد الرحمن بن الشيخ جمال الدين الإربلي
(4)
بالمدرسة التقوية بدمشق، ودفن بمقبرة باب الفراديس.
وكان خدم مرة بمطبخ السكّر ثم بطل عنه، واستمرّ بطّالا إلى أن مات.
وكان والده شيخا بالخانكاه الشهابية.
وكان جدّه الشيخ عماد الدين شيخا بالخانكاه النجيبيّة.
وهو أخو بهاء الدين عبد الله أحد الكتّاب المعروفين، خدم بدمشق وحمص.
[وفاة المسند شرف الدين ابن أبي الجيش المقدسي]
820 -
وفي ليلة السبت الرابع عشر من ذي الحجة توفي الشيخ الصالح، المسند، المعمّر، بقيّة المشايخ، شرف الدين، /319 ب/أبو محمد، عيسى بن الشيخ بهاء الدين عبد الرحمن بن معالي
(5)
بن (أحمد بن)
(6)
إسماعيل بن عطّاف بن مبارك بن علي بن أبي الجيش المقدسي، ثم الصالحي، المطعّم
(7)
في الأشجار،
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
هو كتاب: «عيون الأنباء في طبقات الأطبّاء» .
(4)
لم أجد له ترجمة.
(5)
انظر عن (ابن معالي) في: معجم شيوخ الذهبي 410،411 رقم 596، والتذييل على دول الإسلام 2/ 226، وذيل العبر 108، والإعلام بوفيات الأعلام 303، والمعين في طبقات المحدّثين 232 رقم 2381، ومرآة الجنان 4/ 258، والبداية والنهاية 14/ 95، وذيل التقييد 2/ 262 رقم 1586، والدرر الكامنة 3/ 204 رقم 496، وفيه مات سنة 717 هـ.، وشذرات الذهب 6/ 52.
(6)
عن هامش المخطوط.
(7)
في مرآة الجنان: «المعظم» وهو غلط.
والدلاّل في العقار، وكانت وفاته بجنينته بحكر ابن القلانسيّ بسفح جبل قاسيون، وصلّي عليه عقيب الظهر من اليوم المذكور بالجامع المظفّري بسفح قاسيون، ودفن بالساحة بالقرب من تربة المولّهين.
ومولده في سنة خمس وعشرين وستماية.
أخبرني بذلك القاضي تقيّ الدين سليمان.
وكان رجلا جيّدا، لا يعرف منه إلاّ الخير، وسمع من ابن الزبيدي، وابن اللتّي، والفخر محمد بن إبراهيم الإربلي، وجعفر الهمداني، وكريمة القرشية، والحافظ ضياء الدين المقدسي، وغيرهم، وتفرّد بأجزاء عالية، وسمع منه ابن الخبّاز قديما في سنة ستين وستماية ونحوها، وحدّث بالكثير، وقصده الناس، وكانت له إجازات من دمشق، ومصر، وبغداد في سنة اثنتين وثلاثين وستماية.
أجاز له من دمشق أبو صادق الحسن بن صباح، وابن باسويه، وأبو نصر بن الشيرازي، ومكرم بن أبي الصقر، وغيرهم.
ومن ديار مصر: عبد الرحيم بن الطفيل، والحسن بن دينار، وحسين الشاطبي، وحمزة بن الغزّال الأنصاري، وظافر بن شحم، وعبد الخالق بن إسماعيل، وعبد العزيز بن النقّار، وعبد المحسن السطحي، وعلي بن مختار العامري، ومحمد بن محمد بن سعيد المأموني، ومرتضى بن حاتم الحارثي، ومحمد بن محمد بن علي النوقاني، وغيرهم.
ومن بغداد: أبو الحسن بن القطيعي، وابن روزبه، وابن بهروز، وعبد الواحد بن نزار الحمّال، وأبو بكر بن عمر بن كمال الحربي، وأبو صالح نصر بن الجيلي، والكاشغري، والأنجب الحمّامي، وأبو الفرج الضحّاك ابن الأطروش، وعبد العزيز بن دلف، وعبد اللطيف بن القبّيطي، وأحمد المارستاني، وخليل الجوسقي، وعبد اللطيف بن التّعاويذي، وعثمان بن نصر المسعودي، وأبو علي المبارك بن المطرّز، ومحمد بن ياقوت عتيق الجازري، ومحمد بن محمد بن الحسن بن السّبّاك، ومحمد بن عبد الواحد بن المتوكّل على الله، /320 أ/ ويحيى بن مسعود بن مطلق ويسمّى ثامرا، وجمال النساء بنت ابن الغرّاف، وزهرة بنت ابن حاضر الأنباري، وياسمين بنت سالم البيطار، وجماعة.
ووالده البهاء عبد الرحمن المطعم ذكره ابن الحاج في «معجمه» . وقال: كان شيخا كريم النفس، طيّب الأخلاق، يطعّم في البساتين، وكان عارفا بصنعته. وهو من بيت صلاح، وروى الحديث أيضا.
[وفاة سعيد الدين البسطامي]
821 -
وفي الرابع عشر من ذي الحجّة توفي الشيخ الصالح، سعيد الدين
البسطامي
(1)
، وصلّي عليه ظهر السبت بجامع دمشق، ودفن بسفح قاسيون بزاوية الشيخ سعد الدين بن حمّويه.
وكان شيخا كبيرا. بلغني أنه عاش ستا وتسعين سنة.
وكان صالحا مباركا، وصحب المشايخ، وكان من مريدي الشيخ سعد الدين المذكور، وله طرق في خرقة التصوّف، وكان ينسخ، وكتب عدّة مصاحف، وكان سليم الصدر، خيّرا، وكان شديد العجمة في كلامه مع طول مقامه في الشام، وضعف في آخر عمره وانقطع مدّة سنين. وكان أحد الصوفية بالخانكاه الأسدية. وكان التتار في سنة قازان أسروا له ولدا صغيرا وبقي مدّة، ثم إنّ الله منّ عليه برجوعه وخلاصه ففرح به، وبقي يخدمه ويقوم بمصالحه إلى أن مات.
[وفاة الأمين جمال الدين ابن مري الأنصاري]
822 -
وفي بكرة يوم الإثنين السادس عشر من ذي الحجّة توفي الشيخ الأمين، جمال الدين، أبو إسحاق، إبراهيم ابن الفقيه العدل عزّ الدين علي ابن الشيخ الإمام الفاضل نصير
(2)
الدين محمد بن غالب بن محمد بن مرّي بن عبد الله الأنصاري، الدمشقي، التاجر، وصلّي عليه عقيب الظهر بجامع دمشق، ودفن بمقبرة باب الفراديس.
ومولده في سنة خمس وثلاثين وستماية تقريبا بدمشق.
وكان رجلا جيّدا فيه خير وديانة. سمع من الشيخ علم الدين السخاوي «جزء سفيان بن عيينة» ، و «حديث إسماعيل الصفّار» ، و «نسخة فليح بن سليمان» ، و «أمالي ابن عبد كويه الثلاثة»
(3)
، و «حديث السلفي» عن خالد التاجر، وغيره، و «مجلس ابن أبي حاتم القزويني» ، وتفرّد بروايتها عنه، وكانت له منه إجازة. /320 ب/وسمع أيضا من المحدّث شمس الدين النشبي. ومات أبوه شابا وهو صغير فربّاه جدّه وكان تاجرا بجيرون وعليه وقف.
[وفاة شهاب الدين الحراني المعروف بابن الحمّامية]
823 -
وفي بكرة الخميس السادس والعشرين من ذي الحجّة توفي شهاب الدين، أحمد بن رسلان
(4)
بن عبد العزيز الحرّاني، المعروف بابن الحمّامية بسفح قاسيون، وصلّي عليه الظهر بالجامع المظفّري ودفن هناك.
وكان رجلا حسنا، ولّي ولاية القدس مدّة، وكان قبل ذلك أستاذ دار الملك
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
انظر عن (ابن نصير الدين) في: ذيل تاريخ الإسلام 164 رقم 523، والدرر الكامنة 1/ 48 رقم 123، ومعجم شيوخ الذهبي 115،116 رقم 145.
(3)
الصواب: «الثلاث» .
(4)
لم أجد له ترجمة.
الأوحد بن الزاهر، وكان محافظا على الصلوات في الجماعة ويسكن جوار المدرسة الشبلية بالصالحية، ويلازم الصلوات بها.
[وفاة عماد الدين موسى بن سعد]
824 -
وصلّي بجامع دمشق صلاة الغائب على الشيخ عماد الدين، موسى
(1)
بن سعد بن هلال سبط الشيخ شمس الدين ابن الحوزي الواعظ في يوم الجمعة السابع والعشرين من ذي الحجة. وكانت وفاته بعد عيد الأضحى بقرية صغبين بجبل لبنان
(2)
.
وكان شيخا كبيرا صالحا، مقيما هناك جميع عمره.
[وفاة سعد الدين مسعود الشافعي]
825 -
وفي أواخر السنة توفي الشيخ الصالح، المحقّق، العارف، سعد الدين، أبو محمد، مسعود
(3)
بن سعيد بن يحيى بن عبد الله الشافعيّ بجيزة مصر، ودفن بزاويته بها.
ومولده في سنة سبع وثلاثين وستماية بخمينا بمصر.
وكان شيخا له معرفة بالحساب، حسن الخط، ومذاكرته في التصوّف حسنة، وله بداية حسنة وسلوك، ويحفظ حكايات عن المشايخ، وله هيئة مليحة، وخلق حسن، وسمع «صحيح البخاري» من الرشيد العطّار الحافظ
(4)
.
كتب إليّ بذلك الشيخ أبو بكر السمنّوديّ.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
صغبين: في قضاء البقاع الغربي بلبنان. (موسوعة المدن والقرى اللبنانية، حسن نعمة، دارعون 1996 - ص 324).
(3)
انظر عن (مسعود) في: أعيان العصر 5/ 427،428 رقم 1855، والدرر الكامنة 4/ 349 رقم 949.
(4)
وهو يعرف بابن الحمامية، قال الصفدي: وكان واسع الصدر، كثير الاحتمال، صحب بيدرا مملوك الأشرف، وكانت له صورة في أيامه، وكان مع ذلك متواضعا، دخل عليه يوما ولده فأساء عليه الأدب وسبّه وشتمه شتما قبيحا، فلما فرغ قال له: ما نصطلح؟ وكتب له ورقة بأربعين درهما. ومولده تخمينا سنة تسع وثلاثين وست مئة. أنشدني من لفظه شيخنا أثير الدين، قال: أنشدني المذكور لنفسه: علام ألام في حلو الشمائل ويعذب في الهوى عذل العواذل غزال همت من غزلي عليه إذا وافى بجفنيه يغازل له وجه الغزالة حين تبدو ضحى من فوق غصن البان مائل نبيّ جمال حسن كم أقامت له الألحاظ فينا من دلائل
سنة عشرين وسبعماية
المحرّم
[وفاة ستّ الخطباء بنت ضياء الدين البالسي]
826 -
في ليلة الأربعاء الثاني من المحرّم توفيت أمّ عبد الله، ستّ الخطباء
(1)
ابنة الشيخ العدل، المحدّث ضياء الدين، أبي الحسن، علي بن محمد بن علي بن محمد البالسيّ، وصلّي عليها من الغد، ودفنت بسفح جبل قاسيون.
ومولدها في سنة ستّ وأربعين وستماية.
سمعت على سديد الدين مكي بن علاّن في ذي القعدة سنة خمسين وستماية، وهي في آخر الخامسة، ولها إجازة من بغداد من جماعة، منهم: أبو عبد الله محمد بن/321 أ/مقبل بن المنّي، وعبد العزيز بن الزبيدي، وأبو جعفر بن السيّدي، والأعزّ بن العلّيق، والمؤتمن بن قميرة، وحدّثت قديما.
سمعنا منها في سنة ثلاث وثمانين وستماية.
[وفاة الفقيه تقيّ الدين يمان بن مسعود]
827 -
وفي يوم الإثنين سابع المحرّم توفي الفقيه، تقيّ الدين، يمان بن مسعود
(2)
بن يمان الزيتاوي، النابلسي، الحنبليّ، ودفن بسفح قاسيون.
وكان فقيها اشتغل وحصّل وصاهر الشيخ شمس الدين ابن عبد القويّ، وسمع الحديث على جماعة، وقرأ «صحيح البخاري» .
[وفاة الصدر أمين الدين الحسن ابن الخليلي]
828 -
وفي يوم الثلاثاء ثامن المحرّم توفي الشيخ الصدر، الأصيل، أمين الدين، الحسن ابن الشيخ نظام الدين محمد بن الحسين بن الحسن بن إبراهيم بن الخليلي
(3)
، المصريّ. وكانت وفاته وقت الظهر بمصر، ودفن يوم الأربعاء بالقرافة الصغرى.
(1)
انظر عن (ست الخطباء) في: ذيل تاريخ الإسلام 176 رقم 559، ومعجم شيوخ الذهبي 229،230 رقم 312.
(2)
انظر عن (يمان بن مسعود) في: الدرر الكامنة 4/ 443 رقم 1221.
(3)
انظر عن (الخليلي) في: الدرر الكامنة 2/ 35 رقم 1554.
وكان من الصدور الأعيان بمصر، وكان يقيم ببلبيس أيضا. روى عن الرضيّ بن البرهان التاجر من «صحيح مسلم» .
وكان أبوه شيخا جليلا، معروفا بالبرّ والدين والثروة والتجارة.
خرّج له تقيّ الدين عبيد الإسعرديّ «مشيخة» . سمع «السيرة النبوية» من ابن مجلّي، وأجاز له ابن الجوزي، وابن المعطوش، وغيرهما.
عاش تسعين سنة، ومات سنة ثلاث وثمانين وستماية.
وهو ابن عمّ الصاحب فخر الدين عمر بن عبد العزيز بن الخليلي
(1)
.
[وفاة القاضي زين الدين ابن رشيق المصري]
829 -
وفي ليلة الجمعة الحادي عشر من المحرّم توفي الشيخ الإمام، العالم، القاضي، زين الدين، أبو القاسم، محمد ابن الشيخ الإمام علم الدين محمد بن الحسين بن عتيق بن رشيق
(2)
المصري، المالكي بمصر، ودفن يوم الجمعة بعد الصلاة بتربتهم بالقرافة الصغرى.
ومولده في سنة ثمان وعشرين وستماية.
وسمع «الأربعين» المخرّجة لابن الجمّيزي عليه، وسمع «صحيح مسلم» من ابن البرهان. وكان شيخا فقيها، عارفا بالمذهب
(3)
، مفتيا، وولّي قضاء الإسكندرية نحو اثنتي عشرة سنة، وليها مرّة قبل شرف القضاة بن الريغي نحو سنة أو أكثر، ثم وليها بعده بقيّة المدّة، ثم عزل واستمرّ معزولا إلى أن مات. وكان متعيّنا للقضاء لبيته وكبر سنّه، وعيّنه قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة لقضاء دمشق، وكان يقول: ما عندي مثله. وله نظم. /321 ب/منه ما كان يكتبه في الإجازة:
«أجزت لهم، أبقاهم الله، كلّما رويت عن الأشياخ في سالف الدهر وما سمعت أذناي من كل عالم، وما جاد من نظمي، وما راق من نثري، على شرط
(1)
تقدّمت ترجمته برقم (68).
(2)
انظر عن (ابن رشيق) في: ذيل تاريخ الإسلام 188 رقم 604، وذيل العبر 112، والإعلام بوفيات الأعلام 303، والمعين في طبقات المحدّثين 232 رقم 2382، ومعجم شيوخ الذهبي 559،560 رقم 830، والتذييل على دول الإسلام 2/ 227، ونهاية الأرب 32/ 332، وأعيان العصر 5/ 132،133 رقم 8735، والوافي بالوفيات 3/ 19، ونثر الجمان 2/ورقة 137 ب، ودرّة الأسلاك 2/ورقة 221، وتذكرة النبيه 2/ 108، وذيل التقييد 1/ 222،223 رقم 430، والسلوك ج 2 ق 1/ 213، والدرر الكامنة 4/ 174،175 رقم 471، والنجوم الزاهرة 9/ 250، والدارس 1/ 326، وحسن المحاضرة 1/ 458، ومجلّة النصاب، ورقة 22.
(3)
كتب بجانبها على هامش المخطوط ما يلي: «هذا غلط ووهم، كان قليل الفقه جدا. ونقل عليه أشياء في حكمه من قلّة الفقه» .
أصحاب الحديث وضبطهم، برئ من التصحيف، عار من النكر، وبالله توفيقي، عليه توكّلي، له الحمد في الحالين في العسر واليسر».
[وفاة الشريف جلال الدين ابن أبي الجن الحسيني]
830 -
وفي ليلة الجمعة الحادي عشر من المحرّم توفي الشريف، جلال الدين، أبو زكريّا، يحيى بن شرف الدين أبي الحسن علي بن مجد الدين أبي القاسم بن أبي الجنّ الحسيني، المرجاني، المعروف بالخواتيمي
(1)
، ودفن بباب الصغير، وعمل عزاؤه بكرة السبت بمشهد عليّ رضي الله عنه، بجامع دمشق.
وكان شيخا بلغ من العمر ثمانية
(2)
وسبعين سنة.
أخبرني بذلك (ابنه)
(3)
قال: ولد أبي ببغداد قبل أن تؤخذ بثلاث عشرة سنة.
[إقالة أمين الملك من نظر طرابلس]
ووصل أمين الملك
(4)
ناظر طرابلس إلى دمشق فأقام أياما وتوجّه منها في يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من المحرّم إلى القدس الشريف للإقامة به. وكان طلب الإقالة من مباشرة نظر طرابلس والإذن له في الإقامة بالقدس، وأن يقرّر له ما يكفيه، فأجيب إلى ذلك
(5)
.
[وفاة الصدر قوام الدين ابن الطرّاح الواسطي]
831 -
وفي أوائل المحرّم توفي الصدر، العالم، قوام الدين، أبو محمد، الحسن ابن الصدر نجم الدين محمد بن جعفر بن الطرّاح
(6)
الواسطي ببغداد، ودفن بمشهد موسى والجواد، رضي الله عنهما.
ومولده يوم الإثنين تاسع شهر ربيع الأول سنة خمسين وستماية
(7)
ببغداد.
وكان باشر عدّة ولايات: منها نظر النظار ممّا يتعلّق بولاية أخيه فخر الدين.
وكان محترما مكرّما، له أملاك ونعمة ومزارعة وتجارة.
وهو رجل فاضل كثير الاشتغال والمواظبة على الكتابة والمطالعة، وله معرفة بالنحو والأدب والمنطق والتاريخ، وله جمع وتصنيف وشعر
(8)
، وكان حسن
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
الصواب: «ثمانيا» .
(3)
كتبت فوق السطر.
(4)
في السلوك: «أمين الدين» .
(5)
خبر الإقالة في: نهاية الأرب 32/ 318، والبداية والنهاية 14/ 96، والسلوك ج 2 ق 1/ 203.
(6)
انظر عن (ابن الطرّاح) في: ذيل تاريخ الإسلام 192 رقم 610، وأعيان العصر 2/ 244 - 246 رقم 585، والوافي بالوفيات 12/ 264، وفوات الوفيات 1/ 365، والدرر الكامنة 2/ 34،35 رقم 1552.
(7)
في الدرر الكامنة 2/ 34 «سنة 655 هـ.»
(8)
له شعر في المصادر السابقة.
المجالسة، قليل الخروج من بيته، موفّرا على مطالعة الكتب الأدبية يؤلّف منها أشياء حسنة.
وكان قدومه دمشق في سنة سبع وتسعين وستماية، فبقي نحو سنتين، وقرّر له في الشهر/322 أ/ثلاثماية درهم على المصالح، ثم إنه سافر إلى العراق سنة التتار وباع جملة من كتبه وحوائجه، وجمع نحو ثلاثماية دينار وتجهّز بها، ووصل إلى بغداد وأقام بها في ضيق، ثم سافر إلى تبريز فأكرهه القطب الشيرازي وكان يبرّه ثم عاد إلى بغداد فولّي نظر المستجد، ومشيخة.
وأمّا أخوه الكبير فخر الدين فكان عارفا بتحصيل الأموال وعمارة الأرضين وقمع المفسدين. ولّي نيابة واسط والحلّة والكوفة مدّة طويلة. وكان كريما شجاعا فاضلا في علم الإنشاء والنظم ومباشرة الديوان. ولم يزل على ذلك إلى أن قتل ببغداد تحت دار الشاطية، وكان عليه ديون أكثر من ماية ألف دينار وصودر وأهله وأقاربه وأتباعه. وكان يكاتب سلطان المسلمين. وكان الملك الأشرف ابن الملك المنصور، رحمهما الله تعالى، أرسل إليه توقيعا وعلما وخاتما، وتقرّر بينهما أنه إذا دخل السلطان أرض العراق يقدم عليه بجيشه فإنه كان نائب سلطنة. ولما ورد أخوه قوام الدين المذكور إلى الديار المصرية في سلطنة الملك الناصر ودولة سلاّر والششنكير أراهم التوقيع والعلم والخاتم، فأكرموه وأحسنوا إليه، وبسبب ذلك قرّر له الثلاثمائة درهم المذكورة على المصالح.
[عودة السلطان من الحجاز]
وفي يوم السبت الثاني عشر من المحرّم دخل السلطان الملك الناصر -نصره الله وتقبّل منه-إلى القاهرة من الحجاز الشريف، وزيّن البلد لذلك
(1)
.
[وصول أعيان من الحجاز إلى دمشق]
ووصل إلى دمشق في يوم الأحد الثالث عشر منه الصاحب شمس الدين من الحجاز الشريف، ومعه الأمير ناصر الدين الخزندار السيفي، وكان تلقّى السلطان إلى المدينة الشريفة النبوية، وكانا فارقا السلطان من عقبة أيلة، ودقّت البشائر بدمشق عقيب ذلك لسلامة السلطان وعافيته وقضاء مناسكه، ووصوله إلى مستقرّ ملكه. ثم وصل إلى دمشق الأمير ناصر الدين الدوادار السيفي، (من القاهرة)
(2)
في ليلة الثاني والعشرين من الشهر المذكور.
(1)
خبر عودة السلطان في: تاريخ سلاطين المماليك 169، والبداية والنهاية 14/ 95، والسلوك ج 2 ق 1/ 200،201.
(2)
عن هامش المخطوط.
[وفاة والدة علاء الدين ابن العطار]
832 -
وفي يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من المحرّم توفيت والدة الشيخ علاء الدين ابن العطّار
(1)
، ودفنت بسفح قاسيون بكرة الأربعاء.
بلغت الثمانين.
[وصول صاحب حماه من الحجاز]
وفي يوم الخميس/322 ب/الرابع والعشرين من المحرّم وصل الملك عماد الدين إسماعيل بن الأفضل علي ابن الملك المظفّر بن المنصور صاحب حماه إلى دمشق، فأقام بعض يوم وتوجّه إلى بلده بعد أن حصل له الحج ومرافقة السلطان من القاهرة إلى مكة والرجوع معه إلى القاهرة. ولما وصل معه إلى القاهرة أنعم عليه السلطان ولقّبه بالملك المؤيّد وأذن له في أن يخطب له بحماه وأعمالها، وأن يخاطب بالمقام العالي، المولوي، السلطاني، الملكي، المؤيّدي على ما كان عليه عمّه الملك المنصور، فدخل حماه في أبّهة السلطنة وتلقّاه الناس وخطب له
(2)
.
[وفاة الفقيه نور الدين ابن خولان الحنفي]
833 -
وفي ليلة الإثنين الثامن والعشرين من المحرّم توفي الشيخ الفقيه، الإمام، العالم، الفاضل، نور الدين، أبو الحسن، علي بن أبي بكر بن نصر بن بحتر
(3)
بن خولان الحنفي، بسفح قاسيون، وصلّي عليه ظهر الإثنين بالجامع المظفّري، ودفن هناك عند أقاربه.
ومولده في تاسع عشر شوال سنة ثمان وأربعين وستماية.
وسمع الحديث من ابن عبد الدائم، وعبد الوهاب بن الناصح الصحراوي، والشيخ شمس الدين ابن أبي عمر، وابن البخاري، والحافظين: ابن النابلسي، وابن هامل، وجماعة. وحدّث ب «جزء ابن عرفة» غير مرة، وكان فقيها فاضلا، حسن الأخلاق، مدرّسا ومعيدا ومفتيا، ومن أعيان الشهود.
[وصول المحمل السلطاني]
وفي يوم الأربعاء سلخ المحرّم وصل المحمل السلطاني والركب الشامي إلى
(1)
لم أجد لها ترجمة.
(2)
خبر صاحب حماه في: المختصر في أخبار البشر 4/ 87،88، ونهاية الأرب 32/ 317، 318، والتذييل على دول الإسلام 2/ 227، والدرّ الفاخر 297، وتاريخ سلاطين المماليك 169، والسلوك ج 2 ق 1/ 202.
(3)
انظر عن (ابن بحتر) في: الدرر الكامنة 3/ 34 رقم 73.
دمشق. وكان الأمير عزّ الدين أيبك أمير علم هو أمير الركب. وأقام بمكة من الحجّاج: شهاب الدين ابن المرجاني السنة كلّها بسبب إصلاح مسجد الخيف بمنى وترميمه، وأنفق عليه من ماله كما ادّعى عشرين ألفا، تقبّل الله منه.
صفر
[ضرب رقبة إسماعيل المقرئ]
834 -
وفي يوم الإثنين بعد صلاة العصر السادس والعشرين من صفر ضربت رقبة إسماعيل المقرئ بين القصرين بالقاهرة، وحضر ذلك السادة الحكام الأربعة بإيوان المالكية من المدرسة الصالحية. وكان المشير بقتله قاضي القضاة تقيّ الدين المالكي، وحضر جماعة كبيرة من الفقهاء المالكية والشافعية، وغيرهم. وكان يوما مشهودا.
وهذا الرجل رمي بالزندقة/323 أ/وبأمور عظام، وسبّ الأنبياء عليهم أفضل الصلاة والسلام، وغير ذلك، وثبت ذلك عليه
(1)
.
نقلت ذلك من خط القاضي فخر الدين النويري المالكيّ.
[عرض العسكر المتوجّه إلى سيس]
وفي يوم الإثنين السادس والعشرين من صفر عرض بدمشق العسكر المجرّد إلى سيس وهم ثلاثة آلاف، والمقدّمون عليهم الأمراء جوبان، والقرماني، وبكتوت الشمسي، والمقدّم على الجميع جوبان
(2)
.
[وفاة الطواشي شجاع الدين عنبر الخادم]
835 -
وفي يوم الخميس الثاني والعشرين من صفر توفي الطواشي، أبو الطيّب، شجاع الدين، عنبر
(3)
الخادم عتيق الأمير سيف الدين بكتمر الساقي العزيزي، ودفن بالقرافة.
سمع من إسماعيل بن عزّون، والنجيب عبد اللطيف، وحدّث.
جاوز الثمانين.
وكان خادما بباب دار الدرفيل. روى كتاب «الثبات عند الممات» لابن الجوزي، وروى قطعة من «المعجم الكبير» للطبرانيّ.
(1)
خبر ضرب الرقبة في: نهاية الأرب 32/ 319،320، وذيل العبر 109، والسلوك ج 2 ق 1/ 212،213، والنجوم الزاهرة 9/ 249.
(2)
خبر عرض العسكر في: نهاية الأرب 32/ 322، والسلوك ج 2 ق 1/ 203.
(3)
انظر عن (عنبر) في: الدرر الكامنة 3/ 199 رقم 482 وليس فيه تاريخ وفاته.
كتب إليّ بوفاته ناصر الدين ابن الجوهريّ.
[نيابة الحكم بدمشق]
وفي آخر صفر باشر نيابة الحكم بدمشق القاضي شمس الدين محمد بن عبد الله بن أحمد القفصي، المالكي، استنابه قاضي القضاة شرف الدين المالكي، وكان حضر معه من القاهرة ورافقه.
ربيع الأول
[سفر قفل الحجّاج إلى الموصل]
في يوم الإثنين الرابع من شهر ربيع الأول سافر من دمشق قفل إلى الموصل وتوجّه معهم الشيخ الصالح المقرئ محمد بن الخروف الموصلي، وكان قدم دمشق وأقام بها مدّة وسافر إلى الديار المصرية، ورجع وولّي مشيخة الإقراء بالتربة الأشرفية بدمشق، وباشر ذلك مدّة، ثم إنّه حنّ إلى وطنه فعاد إليه، وولّي مكانه في المشيخة المذكورة شهاب الدين أحمد بن النقيب البعلبكي المقري، وباشر الوظيفة، وذكر درسا في يوم الأحد عاشر ربيع الأول.
[وفاة ابن مفرج البعلبكي المؤذّن]
836 -
وفي بكرة الثلاثاء الخامس من شهر ربيع الأول توفي الشيخ الصالح محمد بن الحاج عمر بن أبي الحسن بن مفرّج
(1)
البعلبكّيّ، المؤذّن، المعروف بالقاضي، ببعلبك، ودفن من يومه بباب سطحا.
وكان رجلا صالحا، وهو من أولاد شيوخنا.
[وفاة حسام الدين آقش الرومي]
837 -
وفي بكرة الإثنين الحادي عشر من شهر ربيع الأول/323 ب/توفي الشيخ الصالح، حسام الدين، أبو محمد، آقش الرومي
(2)
، المؤذّن بجامع دمشق، عتيق الشيخ قطب الدين اليونيني، وصلّي عليه ظهر اليوم المذكور بجامع دمشق، ودفن بمقابر الصوفية، وعمل عزاؤه بكرة الثلاثاء على باب ماذنة العروس.
وكان رجلا جيّدا، مواظبا على التلاوة وقيام الليل، وكان صوفيا بالخانكاه الأسديّة، وسمع من ابن أبي اليسر، وابن عبد، وغيرهما، وحدّث.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
انظر عن (آقش الرومي) في: معجم شيوخ الذهبي 147،148 رقم 191، وموسوعة علماء المسلمين، قسم 2 ج 1/ 193 رقم 1.
وذكر لي أنّ مولده في سنة أربعين وستماية تقريبا، وأنّه أبيع بحلب لقاضي القضاة كمال الدين ابن الأستاذ، وعمره أربع سنين، ولم يعرف من أيّ بلد هو، وأقام عنده مدّة، ثم إنه مرّ معه ببعلبك فأطلقه لقطب الدين ابن الشيخ الفقيه، وبعد موته، ثم انتقل إلى دمشق، وأقام مدّة مؤذّنا بتربة أمّ الصالح، ثم نقل منها إلى جامع العقيبة، ثم نقل إلى جامع دمشق في سنة سبعين وستماية، واستمرّ على ذلك إلى أن مات
(1)
.
[وفاة المقرئ فخر الدين ابن خضر التنوخي]
838 -
وفي يوم الإثنين الحادي عشر من شهر ربيع الأول توفي الشيخ المقرئ، فخر الدين، أبو عمرو، عثمان بن أبي المجالي بن خضر
(2)
التنوخي، المعرّي، بالمارستان الصغير بدمشق، وصلّي عليه في أواخر النهار بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الباب الصغير.
وسمع من ابن أبي اليسر، وحدّث عنه، وكان رجلا جيّدا، أحد قراء التربة الظاهرية، وكان يقرأ في الختم مع ابن الفقاعي بصوت حسن، ثم ضعف في أواخر عمره، وانقطع بإيوان المدرسة الظاهرية مدّة سنين، ولازم التلاوة والذكر، وكان منتظرا الموت.
وسألته عن مولده فذكر أنّه سنة أربع وأربعين وستماية تقريبا بالمعرّة. ثم سألته بعد سنين فقال: سنة أربعين وستماية، والله أعلم.
[وفاة شهاب الدين ابن مبارك المراغي]
839 -
وفي يوم الإثنين الحادي عشر من شهر رمضان ربيع الأول توفي شهاب الدين، أحمد بن بدر الدين محمد بن أحمد بن مبارك المراغيّ
(3)
قبل الظهر بحمّام ابن موسك بدمشق فجأة، وحمل إلى المدرسة المسرورية ميتا، ووضع في الإيوان وأخّر إلى/124 أ/يوم الثلاثاء احتياطا، فدفن بكرة الثلاثاء بمقبرة الصوفية عند والده.
وكان شابّا ابن خمسة
(4)
وثلاثين سنة.
وفيه مودّة وخدمة، وكان يحفظ القرآن، وحفظ «التنبيه» ، وسمع معنا كثيرا من الأحاديث النبوية، وتألّمنا لموته، وارتاع الناس لذلك، فإنّه حضر المدارس، وقضى أشغاله وتوجّه إلى الحمّام فمات، رحمه الله.
(1)
وقال الذهبي: وكان قصيرا، وعمل له قبقاب عال جدّا ليرفعه عن الأرض، وكان يطلع به جريا في سلالم كل مئذنة واعتاد ذلك.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
الصواب: «ابن خمس» .
[أخبار طيّبة عن مكة المكرّمة]
ووصل كتاب الشيخ فخر الدين النويري المالكي من القاهرة وهو مؤرّخ بالثالث والعشرين من شهر ربيع الأول، وفيه أنّ مكة شرّفها الله تعالى طيّبة في هذا العام من كثرة المياه والخير والأمن، وقد سافر إليها الأمير ركن الدين بيبرس الحاجب مقيما بها في جماعة كبيرة معه وأرسل إليه من السلال جملة كثيرة.
[وفاة زين الدين ابن مرزوق السلامي]
840 -
وفي بكرة الثلاثاء الثاني عشر من شهر ربيع الأول توفي الشيخ الصالح، زين الدين، أبو الحسن، علي بن أبي الحسن بن مرزوق
(1)
السلامي، التاجر بدمشق، وصلّي عليه الظهر بالجامع المعمور، ودفن بمقبرة القبيبات قبليّ دمشق.
ومولده سنة خمسين وستماية.
وكان رجلا جيّدا، حافظا للقرآن الكريم، وبنى رباطا بالقدس الشريف، وكان كثير الإقامة هناك، وحج وجاور، ودخل البلاد البعيدة في التجارة، وطلب التكسّب وسمع من ابن البخاري، وحدّث.
[وفاة عزّ الدين ابن عباس الغسّاني]
841 -
وفي يوم الإثنين الثامن عشر من شهر ربيع الأول توفي الشيخ العدل، عزّ الدين، أبو محمد، عبد العزيز بن عمر
(2)
بن أبي بكر بن موسى بن أبي الفضل بن أحمد بن عباس الغسّاني، الحموي، المعروف بسبط غازي، بالمدرسة العزيزية بدمشق، وصلّي عليه بكرة الثلاثاء بجامع دمشق، ودفن قبليّ البلد بالقرب من مسجد القدم.
ومولده في الرابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وستماية بحماه.
وكان مشهورا بالديانة والعفّة والصدق والتقلّل من الدنيا، وعنده انجماع عن الناس وقلّة مخالطتهم، وكان يشهد تحت الساعات ويشهد على القضاة، وحجّ كثيرا وجاور بالحرمين الشريفين. وكان كثير الأسفار، وعنده معرفة بالأمور، وكان صوفيا معروفا بالتصوّف. وسمع بالقاهرة من النجيب عبد اللطيف الحرّاني، وأبي العباس أحمد ابن/124 ب/القاضي زين الدين علي بن يوسف الدمشقي وتاج الدين ابن
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
انظر عن (عبد العزيز بن عمر) في: الدرر الكامنة 2/ 378 رقم 2442، ومعجم شيوخ الذهبي 317،318 رقم 453.
القسطلاّني، وشرف الدين ابن أبي القاسم، وأقام مدّة بالقاهرة، وصاهر قاضي القضاة تقيّ الدين ابن رزين، وسمع بدمشق من أصحاب ابن طبرزد، وبمكة من الشيخ محبّ الدين الطبري في سنة سبع وستين وستماية. وكان قد حصّل جملة من مسموعاته، وحدّث بالبلاد، وله نظم وخطب بالمزّة نيابة.
وكان على طريقة حسنة، عزيز النفس، كثير العبادة، مجتهدا في الخيرات.
[ضرب عنق مدّعي النّبوّة]
842 -
وفي يوم الإثنين الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول ضربت بظاهر دمشق رقبة شخص ادّعى أنّه نبيّ وأصرّ على ذلك، وروجع فاستمرّ على الإصرار، وخوّف فلم ينفع فيه التخويف، وكان قبل ذلك مواظبا للجامع ويقرأ القرآن.
وقيل إنّه كان من غلمان الأمير التاجي، وإنّ اسمه كان أقجبا، ثم سمّي عبد الله، وهو روميّ أشقر، خفيف اللحية، أزرق العينين
(1)
.
[خروج جيش من دمشق لمواجهة عرب مهنّا]
وفي الثالثة والعشرين من شهر ربيع الأول خرج من دمشق جيش إلى حلب أمراء ومقدّمون، ثم توجّه بعد ذلك بنحو عشرين يوما طائفة أخرى مقدّمهم الأمير سيف الدين كجكن وقصدوا إخراج عرب مهنّا من الشام، وغابوا عن دمشق أكثر من ثلاثة أشهر
(2)
.
[وفاة أبي عبد الله المقداد المقدسي]
843 -
وفي يوم الجمعة آخر جمعة من شهر ربيع الأول عدم بسفح قاسيون الشيخ الصالح، أبو عبد الله، محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن يوسف بن حسن المقداد
(3)
، المقدسي، الصالحي، ووجدت حوائجه على حافة نهر يزيد، والظاهر أنه غرق ولم يوقف على أمره ولا ظهرت جثّته.
وكان رجلا مباركا يعمل صنعته في بيته.
ومولده في سنة اثنتين وخمسين وستماية.
وحضر على خطيب مردا وعمره سنة، وسمع من ابن عبد الدائم، وحدّث هو وأبوه.
(1)
خبر ضرب العنق في: نهاية الأرب 32/ 321، والبداية والنهاية 14/ 96.
(2)
خبر خروج الجيش في: نهاية الأرب 32/ 327، والبداية والنهاية 14/ 96، والسلوك ج 2 ق 1/ 208.
(3)
لم أجد له ترجمة.
ربيع الآخر
[وفاة ابن قصّة المقدسي]
844 -
وتوفي الشيخ بن أحمد
(1)
بن علي بن قصّة المقدسي الجابي ماء مدرسة الرواحية بدمشق في يوم السبت، ودفن بكرة الأحد مستهلّ ربيع الآخر بمقبرة الباب الصغير.
وكان رجلا جيّدا، أمينا، فيه مروءة.
ورافقته إلى القدس الشريف مرّتين، وسمع بقراءتي على جماعة.
[سفر ناظر الدواوين بدمشق إلى القاهرة]
/325 أ/وفي ليلة الثلاثاء الثالث من شهر ربيع الآخر سافر الصاحب شمس الدين ناظر الدواوين بدمشق إلى الديار المصرية، وودّعه الناس في الليل، فغاب عن دمشق مدّة أربعين يوما.
[وفاة حسن بن عمر الكردي]
845 -
وفي يوم الثلاثاء الثالث من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ، أبو علي، حسن بن عمر بن عيسى بن خليل الكردي
(2)
، ودفن بجيزة مصر.
وكان في آخر عمره مسند الديار المصرية. سمع حضورا من ابن اللتي «مسند الدارمي» ، و «مسند عبد بن حميد» ، و «جزء أبي الجهم» ، و «الماية الشريحية» ، وغير ذلك، وسمع من مكرم بن أبي الصقر «الموطّأ» ، و «ماية ابن بكير» عن مالك، وغيره، وسمع من السخاوي، وكان أبوه فرّاشا بتربة أمّ الصالح بدمشق، وبسبب ذلك حصل له هذا السماع، وقرأ القرآن على السخاوي. ثم إنه انتقل إلى ديار مصر، (وسكن الجيزيّة، وكان يؤذّن ويبيع الورق على باب الجامع)
(3)
ولم يعرفه أحد، وكان بيده ثبت فظهر أمره في سنة اثنتي عشرة وستماية، وفرح به الناس فأخذوا عنه، ثم ثقل سمعه، فشقّ السماع عليه.
وكان مولده في سنة ثلاثين وستماية تقريبا.
[وفاة نجم الدين ابن يعيش الخشاب]
846 -
وفي ليلة السبت السابع من شهر ربيع الآخر توفي الحاج، نجم الدين، أيوب بن عثمان بن يعيش الخشّاب
(4)
، وصلّي عليه ظهر السبت بجامع دمشق، ودفن بتربته خارج الباب الشرقيّ.
(1)
هكذا في الأصل. ولعلّ الصواب من غير «بن» ، فلم أجد له ترجمة لأتحقّقه.
(2)
انظر عن (الكردي) في: التذييل على دول الإسلام 2/ 227، والسلوك ج 2 ق 1/ 213.
(3)
ما بين القوسين عن هامش المخطوط.
(4)
لم أجد له ترجمة.
وكان يخالط الأمراء ويتوكّل لهم، وحصّل بسبب ذلك ثروة، وصار له جاه وحرمة عند الناس.
[إجراء عقد زواج السلطان]
وفي يوم الإثنين الثاني من شهر ربيع الآخر عقد عقد السلطان الملك الناصر سلطان المسلمين-نصره الله تعالى-على المرأة التي حملت إليه من بلاد القبجاق من بنات الملوك، وكتب الصداق القاضي علاء الدين ابن الأثير، وحضره قاضي القضاة بدر الدين، وخلع السلطان عليهما وعلى وكيله القاضي كريم الدين وعلى جماعة المرأة وأتباعها وخدمها
(1)
.
[غضب السلطان على عرب بلاد الشام]
ووصلت الأخبار في شهر ربيع الآخر إلى دمشق بأنه برز مرسوم السلطان بالاحتياط على ما كان بيد العرب من الإقطاعات جميعها، وأنه غضب عليهم وأمر بإخراجهم من بلاد الشام، وهم مهنّا بن عيسى وأولاده وخاصّته، والأمراء الذين معه.
وكان السلطان أحسن إليهم وأقطعهم ورسّم لهم بالأموال الكثيرة. /325 ب/.
وبلغنا أنه وصل إليهم في سنة تسع عشرة وسبع ماية من خزانة دمشق ألف ألف درهم وخمس ماية ألف درهم
(2)
.
[دخول عسكر المماليك سيس]
ووصلت الأخبار في شهر ربيع الآخر إلى دمشق بدخول العساكر المجرّدة إلى بلاد سيس، وأنهم عاثوا فيها سبعة عشرة يوما، وحرّقوا وقطّعوا الأشجار، وأنه غرق من عسكر الشام في نهر جهان نحو ألف فارس من الطرابلسيّين وغيرهم
(3)
.
[وفاة كمال الدين ابن فضائل الكناني]
847 -
وفي يوم الإثنين التاسع من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ العدل، كمال الدين، أبو محمد، عبد الرحيم بن عبد المحسن بن حسن بن ضرغام بن
(1)
خبر عقد الزواج في: تاريخ سلاطين المماليك 170، والبداية والنهاية 14/ 96، والسلوك ج 2 ق 1/ 203 - 205.
(2)
خبر غضب السلطان في: السلوك ج 2 ق 1/ 208.
(3)
خبر دخول العسكر في: نهاية الأرب 32/ 323، والمختصر في أخبار البشر 4/ 88، وذيل العبر 110، والبداية والنهاية 14/ 96 والسلوك ج 2 ق 1/ 208، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 190، ونثر الجمان 3/ورقة 123 ب، وعقد الجمان، ج 23 ق 2/ 203،204، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري 2/ 114،115.
صمصام بن فضائل الكناني، المنشاوي
(1)
، الحنبليّ، ودفن من يومه بقرافة مصر الصغرى.
ومولده في سنة سبع وعشرين وستماية بقرية المنشية، وهي منشية قناطر الأهرام.
وكان عدلا بالقاهرة وخطيبا بالمنشية المذكورة، وحج، وسمع على سبط السلفي عدّة أجزاء منها «جزء الذهلي» ، والسابع من «المحامليّات» ، وحدّث قديما، وسمع أيضا من الصدر البكري، وغيره.
وكتب الشيخ أبو بكر الكتّاني إليّ من القاهرة يذكر أنّ هذا الشيخ اختلّ عقله قبل موته بنحو أربعة أشهر.
[وفاة المقرئ شمس الدين ابن شمخ البعلبكي]
848 -
وفي بكرة الأربعاء حادي عشر شهر ربيع الآخر توفي الشيخ الصالح، المقرئ، شمس الدين، أبو محمد، موسى بن عبد العزيز بن جعفر بن شمخ
(2)
البعلبكيّ، بها، ودفن من يومه بمقبرة الشيخ عبد الله اليونيني.
ومولده في سنة ستّ وثلاثين وستماية ببعلبك.
سمع من الشيخ الفقيه محمد اليونيني، وحدّث عنه، وكان من أهل القرآن والدين والصلاح والخير. صحب الشيخ الفقيه وقرأ عليه أكثر الخرقي، ولم يشتغل بشيء من أمور الدنيا ومكاسبها. وكان ملازما للخير من صغره لم يزل على طريقة حسنة إلى أن مات.
قرأت عليه «مجلس أبي مسلم الكاتب الصغير» في سنة إحدى وثمانين وستماية ببعلبك.
[وفاة أمّ أحمد خديجة بنت عبد الرحمن المقدسية]
849 -
وفي ليلة الجمعة الثالث عشر من شهر ربيع الآخر توفيت المرأة الصالحة، أمّ أحمد، خديجة
(3)
بنت التاج عبد الرحمن بن عمر بن عوض المقدسية، الصالحية، وصلّي عليها عقيب صلاة الجمعة بالجامع المظفّري، ودفنت بتربة الشيخ
(1)
انظر عن (المنشاوي) في: ذيل تاريخ الإسلام 187 رقم 602، وذيل العبر 113، والمعين في طبقات المحدّثين 232 رقم 2384، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 469، والسلوك ج 2 ق 1/ 213، والدرر الكامنة 2/ 357 رقم 2392.
(2)
انظر عن (ابن شمخ) في: معجم شيوخ الذهبي 621،622 رقم 929 وفيه:«شمج» ، وموسوعة علماء المسلمين، قسم 2 ج 4/ 271 رقم 1289.
(3)
انظر عن (خديجة) في: معجم شيوخ الذهبي 184 رقم 244.
موفق الدين/326 أ/عند أخيها الشيخ شمس الدين ابن التاج.
ومولدها تقريبا في سنة أربعين وستماية.
ومات أبوها وعمرها أقلّ من سنة، وأجازها الشيخ ضياء الدين عبد الخالق النشتبري من ماردين، ويوسف بن خليل من حلب، وابن مسلمة، وابن علاّن بدمشق، وجماعة غيرهم، وحدّثت. وكانت صالحة خيّرة، تزوّجت ابن عمّها الشرف المحتسب، ثم تزوّجت بناصر الدين ابن السلاّر، وهي أمّ ولده شهاب الدين أحمد.
[وفاة شرف الدين الأنصاري المعروف بابن الإسكاف]
850 -
وفي يوم الجمعة ثالث عشر شهر ربيع الآخر توفي شرف الدين، أحمد بن الشيخ شرف الدين علي بن عبد الرحمن بن محمد ()
(1)
الأنصاري، المعروف بابن الإسكاف
(2)
، ودفن عصر النهار المذكور برباط والده بسفح قاسيون.
وكان ناظرا على وقف والده، ويشهد على القضاة، وكان أبوه من أعيان التجار أرباب الثروة ومن المشهورين بالديانة وإنفاق المال في وجوه الخيرات.
[وفاة إبراهيم الدهستاني]
851 -
وفي ليلة الجمعة السابع والعشرين من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ إبراهيم الدهستاني
(3)
، بزاويته بالقرب من سوق الخيل ظاهر دمشق، وصلّي عليه عقيب الجمعة بجامع العقيبة، ودفن بزاويته المذكورة.
وكان شيخا كبير السنّ، يذكر أنّ سنة أخذ بغداد كان عمره نحو الأربعين، وخرقته رفاعية، وكان مشهورا بالمشيخة، محترما مكرما، وكان فيه مودّة وتردّد إلى الناس وقضاء لحقوقهم، وعنده جماعة من الفقراء، وكان يحضر إلى الجمعة هو وجماعته، ويصلّون تحت قبّة النسر بجامع دمشق.
وإنّما دهستان عمل من رستاق مازندران وليس بمدينة ولا قرية.
[وفاة الحاج محمد بن محمود الشحّام]
852 -
وفي يوم الجمعة السابع والعشرين من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ الحاج محمد بن محمود بن علي الشحّام
(4)
المقرئ، وصلّي عليه بجامع دمشق عقيب العصر، ودفن بمقبرة الباب الصغير، وحضره جمع كبير.
وكان شيخ ميعاد ليالي الأحد المنسوب إلى ابن عامر، وسافر قبل موته بقليل
(1)
في الأصل بياض.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
انظر عن (الدهستاني) في: البداية والنهاية 14/ 98.
(4)
انظر عن (الشحام) في: البداية والنهاية 14/ 98.
إلى القدس الشريف هو وجماعة كبيرة وكانوا يخدمونه ويكرمونه/326 ب/ووصل متمرّضا إلى دمشق وبقي أياما ومات.
[وفاة ضياء الدين ابن ياسين الدولعي]
853 -
وفي شهر ربيع الآخر توفي الشيخ ضياء الدين، عبد الملك بن محمد بن صالح بن أبي الفضل بن زيد بن ياسين الدولعي
(1)
بدمشق.
وكان شيخا من بيت وعليه وقف.
وولي جدّه خطابة دمشق مدّة يسيرة بعد أخيه الشيخ جمال الدين صاحب المدرسة بجيرون، ثم عزل وولي بعده ابن طلحة.
[وفاة الحاج أبي حفص ابن أبي الفتح الصالحي]
854 -
وفي شهر ربيع الآخر توفي الحاج، أبو حفص، عمر بن الشيخ تقيّ الدين أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المؤمن
(2)
بن أبي الفتح الصالحي، الحنبلي، بالبقاع من عمل دمشق.
وكان رجلا جيّدا، حسن الهيئة، مليح الشيبة، مشكور السيرة، كثير التودّد، وحضر على خطيب مردا، وسمع من ابن عبد الدائم، وابن أبي اليسر، وجماعة.
ورافقته في طريق القدس، وقرأت عليه بالقدس والخليل عليه السلام.
ومولده ليلة الأربعاء العشرين من جمادى الآخرة سنة خمسين وستمايّة بسفح قاسيون.
جمادى الأولى
[وفاة أسماء بنت يحيى الحميري]
855 -
في يوم الأربعاء عاشر جمادى الأولى توفيت أسماء
(3)
بنت عماد الدين يحيى بن تمّام بن الحميري، والده الصدر تقيّ الدين عمر ابن الصاحب شمس الدين ابن السلعوس، ودفنت بسفح جبل قاسيون.
وجاوزت السبعين. وكانت أكبر من (بنت)
(4)
عمّها نفيسة (بنت)
(5)
فخر الدين محمد بثلاث سنين.
[إخراج أمراء العرب من الشام]
وفي يوم الخميس الحادي عشر من جمادى الأولى وصل إلى دمشق الأمير
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد لها ترجمة.
(4)
كتبت فوق السطر.
(5)
تكرّرت في الأصل.
الكبير سيف الدين قجليس من الديار المصرية فأقام يوما، وتوجّه إلى جهة الرحبة، واجتمع الجيش المجرّد مع كجكن من دمشق، وكانوا قريبا من عشرة أمراء، ونائب طرابلس، وجماعة من عسكر طرابلس وحمص ممّن كان في غزوة سيس، ومقدّم الجميع الأمير سيف الدين قجليس، وأخرجوا العرب مهنّا وأولاده وأمراء العرب الذين معه من الشام، ومنعوهم الغلّة والميرة. وكانت مدّة غيبة الأمير سيف الدين المذكور من يوم خرج من دمشق إلى يوم دخلها أربعة أشهر وأيام
(1)
.
[وفاة جمال الدين ابن حرز الله الإربدي]
856 -
وفي ليلة الأحد رابع عشر جمادى الأولى توفي جمال الدين، إبراهيم ابن القاضي/327 أ/شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن حرز الله
(2)
الإربدي، ودفن بمقبرة الباب الشرقي، ووقع عقيب الجنازة مطر كبير، وكان ذلك في وسط حزيران في الصيف.
ومولده في الثامن والعشرين من شوال سنة اثنتين وثمانين وستماية بدمشق.
وكان له نظم وعنده فهم ومعرفة، وفيه نهضة وكفاءة، وكان يشهد بمركز المسمارية، وخدم كاتبا عند سيف الدين بغا المنكوتمري، وأوصى في مرضه وصيّة حسنة، وذكر فيها أشياء مليحة تدلّ على دين وخير وحسن عقيدة.
[وفاة محمد بن أحمد المعروف بابن الكرشت]
857 -
وفي يوم الخميس الثامن عشر من جمادى الأولى توفي محمد ابن الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الكريم بن عبد الصمد، المعروف بابن الكرشت
(3)
، ودفن بسفح قاسيون.
وكان جاوز الأربعين.
وكان له دكان بسوق الكوافيّين وفقده أبوه، واحتسب وصبر.
[وفاة جمال الدين ابن حمائل المعروف بابن غانم]
858 -
وفي يوم الجمعة التاسع عشر من جمادى الأولى توفي جمال الدين، عمر بن الشيخ شمس الدين محمد بن سلمان بن حمائل
(4)
، المعروف بابن غانم، ودفن آخر النهار بسفح قاسيون قبالة الجامع المظفّري.
وجاوز الخمسين.
وكان سمع معنا «مسند الإمام أحمد» على ابن علاّن، وغير ذلك.
(1)
خبر إخراج الأمراء في: البداية والنهاية 14/ 96.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
انظر عن (ابن حمائل) في: الدرر الكامنة 3/ 186 رقم 445.
وكان رجلا جيّدا، قليل المخالطة للناس، متقنّعا.
[وفاة الأمير علاء الدين قطليجا]
859 -
وفي يوم الجمعة التاسع عشر من جمادى الأولى توفي الأمير، علاء الدين، قطليجا
(1)
ولد الأمير الكبير سيف الدين بلبان الجوكندار ببستانه بسطرا.
مات في عشر الأربعين من عمره.
وكان أحد الأمراء بدمشق أمير خمسين، ودفن بسفح قاسيون.
[وفاة المقرئ وحيد الدين ابن خذاد الخلاطي]
860 -
وفي يوم الأحد الحادي والعشرين من جمادى الأولى توفي الشيخ الإمام، المقرئ، الصالح، بقيّة السلف، وحيد الدين، أبو حامد، يحيى بن أحمد بن خذاد
(2)
الخلاطي، الشافعيّ، إمام الكلاّسة، وصلّي عليه ضحوة النهار المذكور، ودفن بمقابر الصوفية، حضره جمع كبير.
وكان شيخا مباركا، ملازما لإقراء القرآن بالروايات. وكان عارفا بهذا الفنّ. قرأ ب «الروم»
(3)
على الصائن البصري، وولي إمامة الكلاّسة نحو خمس عشرة سنة، وقبلها كان يؤمّ بمشهد ابن عروة، /327 ب/وولي مشيخة الخانكاه الأسديّة، وكان مقيما بها إلى أن مات وبلغ الثمانين من العمر.
[الدرس بالمدرسة الركنية]
وفي يوم الأربعاء الرابع والعشرين من جمادى الأولى ذكر الدرس الشيخ محيي الدين الأسمر الحنفي بالمدرسة الركنية بسفح قاسيون، وأخذت منه الجوهرية وتدريس جامع القلعة، فأعطي التدريس بجامع القلعة لعماد الدين ابن محيي الدين ابن الطرسوسي الحلبي الحنفي، فدرّس به يوم الخميس الخامس والعشرين من الشهر المذكور، وأعطي تدريس الجوهرية لشمس الدين الرقي الحنفي الأعرج فدرّس بها يوم الأحد الثامن والعشرين من الشهر المذكور، وأخذ منه إمامة المسجد الثوري المجاور لكنيسة اليهود، فأعطي لعماد الدين ابن الكيّال، وأخذت منه إمامة الربوة فأعطيت للشيخ محمد الصيني صاحب نائب السلطنة
(4)
.
(1)
انظر عن (قطليجا) في: أعيان العصر 4/ 128 - 130 رقم 1384، والدرر الكامنة 3/ 255 رقم 651.
(2)
انظر عن (ابن خذاد) في: معرفة القراء الكبار 2/ 747 رقم 721، والدرر الكامنة 4/ 410 رقم 1133 وفيه:«ابن خداداد» ، وأعيان العصر 5/ 546،547 رقم 1931، وغاية النهاية 2/ 365،366 رقم 3822، وفيه:«خذاذاذ» وهو ضبطه هكذا، وقال: بالمعجمات.
(3)
هي سورة الروم، رقم 30.
(4)
خبر الدرس بالركنية في: البداية والنهاية 14/ 96.
[وفاة القاضي زين الدين عمر بن عثمان الحلواني]
861 -
وفي شهر جمادى الأولى توفي القاضي زين الدين، عمر ابن الشيخ الفقيه، القاضي ()
(1)
عثمان بن (محمد بن)
(2)
عمر بن أحمد الحلوانيّ الأصل، ثم المدني المعروف بابن الصائن
(3)
، وكانت وفاته ظاهر دمشق.
وكان قاضيا بزرع، ثم ضعف بسبب أمراض اعترته فعزل وقدم دمشق، واستمرّ المرض إلى أن مات.
[وفاة شمس الدين سعيد بن الأثير]
862 -
وفي يوم الإثنين التاسع والعشرين من جمادى الأولى توفي شمس الدين، سعيد بن الصدر شرف الدين محمد بن الصدر الكبير شمس الدين سعيد بن محمد بن سعيد بن الأثير
(4)
، سبط القاضي محيي الدين بن فضل الله، ودفن بسفح قاسيون.
وكان شابا ابن ثماني عشرة سنة، وباشر الكتابة بديوان الإنشاء، وفجعت به والدته (. . . .)
(5)
ولم يدخل بالزوجة.
جمادى الآخرة
[وفاة عماد الدين يوسف السقطي]
863 -
في يوم الأحد الخامس من جمادى الآخر توفي عماد الدين، يوسف بن محمد بن يوسف السقطي
(6)
، التاجر بسوق ()
(7)
ببستان بالصالحية عند الشبلية فجأة، وكان قضى نهار السبت في راحة، وأصبح يوم الأحد وعزم هو وأصحابه أن لا يدخلوا البلد فأدركه أجله وحمل إلى باب الصغير فدفن هناك.
وكان رجلا جيّدا يحبّ الفقراء، وفيه برّ ومعروف، وحجّ.
[وفاة الفقيه جلال الدين ابن بلدجي الموصلي]
864 -
وفي الخامس من جمادى الآخرة/328 أ/توفي الشيخ الفقيه، جلال الدين، أحمد بن تاج الدين عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن محمود بن مودود بن
(1)
في الأصل بياض.
(2)
كتبت فوق السطر
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
انظر عن (ابن الأثير) في: الدرر الكامنة 2/ 136 رقم 1817، والذيل على تالي كتاب وفيات الأعيان 187، وأعيان العصر 2/ 411 رقم 703.
(5)
طمس مقدار كلمتين.
(6)
لم أجد له ترجمة.
(7)
غير واضحة في الأصل، وتقرأ «البنادق» .
بلدجي
(1)
الموصلي، الحنفي بخانكاه النّيرب، ودفن بمقبرة النّيرب ظاهر دمشق.
وكان فاضلا، وله نظم، وهو من بيت معروف بالعلم والفضيلة، حضر إلى دمشق فأدركه أجله به.
[وفاة أمّ أبي بكر عائشة بنت محمد]
865 -
وفي العشر الأول من جمادى الآخرة توفيت أمّ أبي بكر عائشة
(2)
بنت محمد بن جميل بن حمد بن أحمد بن أبي عطاف الصالحية بسفح جبل قاسيون، ودفنت هناك.
أجاز لها في سنة ستّ وأربعين وستماية يوسف بن خليل من حلب، ومجد الدين بن تيميّة، وأحمد بن سلامة النجار من حرّان، وأجازها من القاهرة عبد الرحمن بن مكي سبط السلفي، وزكيّ الدين عبد العظيم، وجماعة.
وكان أبوها سافر (إلى)
(3)
اليمن وهي صغيرة بنت أربعين يوما أو نحوها، ولم يرجع ومات هناك، وخلّف تركة.
وهي زوجة ابن عمّها إبراهيم بن أحمد بن جميل. وهي أصغر من أختها فاطمة، وكان أبوها من أصحاب ابن طبرزد.
[وفاة الأمير فتح الدين ابن عمر التفليسي]
866 -
وفي الحادي عشر من جمادى الآخرة توفي الأمير الأجلّ، فتح الدين، أبو عبد الله، محمد ابن الصدر جمال الدين أحمد بن هاشم بن أحمد بن عمر التفليسي
(4)
بمدينة حمص، ودفن هناك.
ومولده في سنة ثمان وخمسين وستماية بالقاهرة.
وسمع «جزء ابن عرفة» على النجيب عبد اللطيف الحرّاني في شهر رمضان خمس وستين وستماية، وحمل إلى دمشق بعد ذلك في سنة سبع وستين وستماية، وسمع من جماعة. وكان له ثبت وإجازات.
وهو جنديّ متميّز، له هيئة حسنة، وعنده معرفة ويكتب كتابة حسنة.
وكان أبوه وعمّه ظهير الدين ظاهر من الأمراء أصحاب الثروة والأموال.
[وفاة عبيد بن إبراهيم بن غشم]
867 -
وفي الخامس عشر من جمادى الآخرة توفي الشيخ الصالح، أبو حسن، عبيد بن إبراهيم بن غشم
(5)
بنابلس.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد لها ترجمة.
(3)
كتبت فوق السطر.
(4)
لم أجد له ترجمة.
(5)
لم أجد له ترجمة.
وقيل إنه توفي في يوم الإثنين الحادي والعشرين منه. وحضر جنازته جمع كبير، ووصل خبره إلى دمشق، وصلّي عليه صلاة الغائب في يوم الجمعة تاسع رجب.
وكان رجلا صالحا، كريم النفس، ملازما لإطعام الواردين عليه. وكان من قرية مخنا من عمل نابلس.
وعاش خمسا وأربعين سنة.
وصار مكانه في المشيخة أخوه غشم.
[وفاة الصدر كمال الدين ابن المنجا التنوخي]
/328 ب/
868 -
وفي يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من جمادى الآخرة توفي الشيخ الصدر، الأصيل، كمال الدين، أبو إسحاق، إبراهيم ابن الشيخ الصدر الكبير وجيه الدين أبي المعالي محمد بن الصدر عزّ الدين عثمان ابن الشيخ الإمام العلاّمة وجيه الدين أبي المعالي أسعد (بن)
(1)
المنجّا التنوخي
(2)
، ببستانه بالربوة ظاهر دمشق، وصلّي عليه بكرة الأربعاء بالنّيرب، ثم بالجامع المظفّري بسفح قاسيون، ودفن بتربة والده بالقرب من الجامع المذكور.
ومولده في رجب سنة اثنتين وستين وستماية.
سمع من ابن عبد الدائم، وابن أبي اليسر، وغيرهما، وحدّث، وكان رجلا جيّدا، مشكور السيرة. أثنى الناس عليه في جنازته بالخير وعدم الشر.
وهو من بيت معروف.
[مقتل الأمير عزّ الدين حميضة صاحب مكة]
869 -
وفي جمادى الآخرة قتل الأمير عزّ الدين حميضة
(3)
ابن الأمير الشريف أبي نميّ، صاحب مكة.
وكان قد خرج عن طاعة السلطان، وولّى السلطان بمكة أخاه سيف الدين عطيفة، وبقي هو في العدّة والطلب عليه، وأهل مكة خائفون من شرّه. وكان شجاعا،
(1)
تكرّرت في الأصل.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
انظر عن (حميضة) في: نهاية الأرب 32/ 321،322، وذيل تاريخ الإسلام 192،193 رقم 611، وذيل العبر 113، والمختصر في أخبار البشر 4/ 73 و 80 و 89، ومرآة الجنان 4/ 259، والوافي بالوفيات 13/ 203، وأعيان العصر 2/ 303 - 305 رقم 620، والبداية والنهاية 14/ 77،78، وتذكرة النبيه 2/ 109، ودرّة الأسلاك 2/ورقة 220، والعقد الثمين 4/ 232، رقم 1083، والدرر الكامنة 2/ 78 - 81 رقم 1637، والمنهل الصافي 5/ 186، والدليل الشافي 1/ 279 رقم 966، وشذرات الذهب 6/ 53، وتاريخ سلاطين المماليك 170، والسلوك ج 2 ق 1/ 209، وإتحاف الورى بأخبار أم القرى 3/ 166 - 169، والدرّ الفاخر 299.
قامعا لأهل الفساد. وكان في السنة الماضية سنة حجّ السلطان هرب من مماليكه ثلاثة ولجأوا إلى حميضة، ثم إنهم خافوا من دخوله في الطاعة، وأنه يرسلهم إلى حضرة السلطان فقتلوه، وتوجّهوا في وادي بني شعبة، وحضروا إلى مكة، فقيّد الذي تولّى قتله منهم وأرسل إلى الديار المصرية فاعتقل، ثم قتل في شوال.
[عودة الجيش المجرّد إلى سيس]
وفي يوم السبت الحادي عشر من جمادى الآخرة وصل إلى دمشق الجيش المجرّد إلى سيس، وقد تقدّم توجّهه من دمشق، ومقدّمهم الأمير سيف الدين جوبان، ولما وصلوا إلى حماه توجّه معهم الأمير بدر الدين حسن أخو صاحب حماه، ومعه جماعة من الحمويّين، ولما وصلوا إلى حلب توجّه معهم الأمير علاء الدين ألطنبغا نائب السلطنة بحلب، ومعه جيش حلب. ووصل أيضا إلى حلب الأمير شهاب الدين قرطاي نائب السلطنة بطرابلس، ومعه جيش طرابلس، ومقدّم الجميع نائب حلب، وتوجّهوا إلى مرج أنطاكية، وكانوا أكثر من عشرين ألفا، وأقاموا بالمرج المذكور أقلّ من شهر، ثم دخلوا إلى بلاد الأرمن/329 أ/من باب اسكندرونة فوصلوا إلى النقيّر وهي قلعة برأس جبل، ثم إلى تلّ حمدون، ثم وصلوا إلى نهر جاهان فخاضوه من مخاضة العامودين، وغرق فيه جماعة من الأمراء والجند والغلمان وبعض الأطلاب سلم جميعهم، غرق من الطلب الثلاثة والأربعة والخمسة، وبعض الأطلاب
(1)
غرق أكثرهم، وغالب ما وقع ذلك للطربلسيّين، وممّن غرق منهم: ابن دربساك أمير شجاع من التركمان، وأميران من أقاربه، وأمير عشرة من الحلبيّين من الشجعان اسمه سيف الدين برج. ثم رحلوا إلى (ناورين)
(2)
وهي قلعة حصينة، ثم نزلوا على سيس وهي قلعة حصينة وحاصروها ثلاثة أيام وضيّقوا على أهلها وأحرقوا دار الملك التي في البلد علّقوا فيها النيران فانهدمت، وقطّعوا أشجار البساتين، وساقوا الأبقار والجواميس والأغنام، ثم نزلوا على قلعة تنين وأخذوا منها كثيرا من المواشي وأحرقوا زرعها، ثم توجّهوا إلى أذنة فأخربوا غالب أسوارها ودار الملك والأسواق، وتوجّه بعض العسكر إلى طرسوس وفعلوا مثل ذلك، وأحرقوا الضياع والزروع التي كانت بها قبلة بشام وشرقا بغرب، ثم عادوا على الطريق المذكورة، وخاضوا النهر المذكور ولم يعدم فيه في الرجعة سوى شخص واحد، ووصلوا إلى حلب، وتوجّه جماعة من العسكر الأمير شهاب الدين قرطاي، وعسكر طرابلس، وعسكر حمص خلف العرب، وانضافوا إلى الجيش الذي مقدّمهم الأمير سيف الدين قجليس، فأخرجوا مهنّا بن
(1)
في الأصل: «الأطلاق» .
(2)
هكذا قرأناها.
عيسى أمير آل فضل وأولاده وأتباعه وأمراءه، وعدّتهم اثنان وسبعون أميرا من البلاد الشامية، وساقوا خلفهم إلى عانة والحديثة، وبعد ذلك عادوا إلى بلادهم.
وأمّا بقيّة الجيش فإنهم أقاموا بحلب نحو شهر.
[وفاة الأمير بكتوت الشمسي]
870 -
ومات بحلب الأمير بدر الدين بكتوت الشمسي، وكان مريضا، فأقام بحلب ولم يدخل بلاد سيس بسبب مرضه، واستمرّ مرضه إلى أن مات.
وبعد ذلك/329 ب/عاد الجيش إلى دمشق ووصلوا في التاريخ المتقدّم.
وسبب هذه الغزوة أنّ السلطان-نصره الله تعالى-طلب من صاحب سيس البلاد والقلاع التي فتحها المسلمون في أيام الملك المنصور لاجين وهي من نهر جاهان إلى بغراض، وعدّتها ستّ قلاع: آياس، وكواره، وتلّ حمدون، وسروندكار، ونجيمة، والنقيّر، فأجابوا إلى ذلك بشرط أن يدخل إليهم طائفة يسيرة من العسكر، وظهر للسلطان غدرهم فأمر بدخول الجيش، فلما دخلوا وجرى ما تقدّم ذكره علموا أنه لم يكن قصدهم تسليم شيء من ذلك
(1)
.
[عودة الحلبيين إلى بلاد الأرمن مجدّدا]
ولما وصل الجيش في الرجعة إلى نهر جاهان بلغهم هناك موت صاحب سيس، وهو الذي تملّك بعد والده الذي حضر إلى دمشق سنة قزان
(2)
وبلاد الأرمن الكبار خمسة: آياس، وسيس، والمصّيصة، وأذنة، وطرسوس.
ومملكة الأرمن صغيرة مسيرة أربعة أيام طولا في أربعة عرضا بالتقريب، وهي قلاع كثيرة أكثر من مايتي قلعة، وحصل في هذه الغزوة من الغنائم جواميس كثيرة وأبقار هذا معظم القيمة.
وبعد ذلك عبرت طائفة من الحلبيّين إلى بلاد الأرمن وكسبوا وغنموا ورجعوا سالمين، ثم طائفة ثانية كذلك، ثم طائفة ثالثة خرجوا سالمين من غير كسب، ثم رابعة، فحصل بينهم وبين الأرمن حرب شديد، وخرج على المسلمين كمين من الإفرنج والأرمن فقتلوا من المسلمين جماعة وأسروا جماعة، منهم: أميران: ألطنبغا العادلي، وأمير من التركمان.
(1)
خبر سيس في: نهاية الأرب 32/ 327، والمختصر في أخبار البشر 4/ 88، وذيل العبر 110، ونثر الجمان 3/ورقة 123 ب، والبداية والنهاية 14/ 96، والسلوك ج 2 ق 1/ 203، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 190، وعقد الجمان ج 23 ق 2/ورقة 203،204، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري 2/ 114،115.
(2)
قزان-قازان-غازان.
[موقعة غرناطة بالأندرس]
وفي وسط هذه السنة في جمادى الآخرة اشتهر بدمشق كتاب وصل من القاهرة بغزوة عظيمة وقعت في المغرب
(1)
في العام الماضي وكتب الناس به نسخا وقرأوه في عدّة مواضع. وورد أيضا من الإسكندرية كتاب فيه ذكر ذلك. ثم تبيّن أنّ فيه زيادة ونقصا.
فلما ورد الشيخ محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن يحيى بن ربيع المالقي
(2)
من الحج سألناه عن ذلك، وهو ثقة فاضل من بيت طيّب عارف بالوقعة معرفة تامّة، فكتب لنا بخطه:
«الحمد لله على نعمه وترادف آلائه ومننه، والصلاة التامّة/330 أ/على سيّدنا محمد وعلى آله، وبعد،
فإنه لما بلغ النصارى-دمّرهم الله تعالى-حال [أمير]
(3)
المسلمين بجزيرة الأندلس، حاطها الله، السلطان الغالب بالله أبي الوليد إسماعيل ابن كبير الرؤساء أبي سعيد فرج بن إسماعيل بن نصر سبط أمير المسلمين المجاهد الغالب بالله أبي عبد الله محمد ابن أمير المسلمين يوسف بن نصر، المعروف بابن الأحمر- (أيّد الله أمره، وأسعد زمانه وعصره)
(4)
-وأنه أخذ بالعزم في تحصين البلاد والثغور وإصلاح حال (الخاصة والجمهور)
(5)
، وأنه جعل ذلك من آكد أعماله السنيّة وأشغاله، بخلاف من تقدّم من أخواله، كبر ذلك على الأعداء، وأخذوا في نزول الجزيرة الخضراء بالابتداء، وطمعوا في ذلك في أقرب أمد قبل تحصينها بالبناء والعدد، فأخذ أعداء الله في إصلاح المراكب والاستنفار حين أراد الله تعجيلهم إلى النار، وصاروا يخرجون من جميع بلادهم البعيدة إلى البلاد القريبة لأرض المسلمين. ودخل سلطان قشتالة-وهي إقليم يشتمل على بلاد كثيرة، واسمه دون بطره
(6)
-إلى طليطلة محلّ
(1)
انظر عن (موقعة غرناطة) في: نهاية الأرب 32/ 307 - 316، والإحاطة في أخبار غرناطة 1/ 221، والمختصر في أخبار البشر 4/ 85، وذيل العبر 104 - 106 في حوادث سنة 719 هـ.، والإعلام بوفيات الأعلام 303، وذيل تاريخ الإسلام 297، وقد ورد خبرها بعد وفاة (ابن أبي العلاء) في سنة 730 هـ. رقم 908، والتذييل على دول الإسلام 2/ 173، ومرآة الجنان 4/ 258، وتاريخ ابن الوردي 2/ 269، ونثر الجمان 2/ورقة 125 أ-126 أ، والبداية والنهاية 14/ 96،97، وتذكرة النبيه 2/ 100،101، والسلوك ج 2 ق 1/ 152، وتاريخ ابن خلدون 4/ 173، ونفح الطيب 1/ 423، وتاريخ ابن سباط 2/ 637.
(2)
ذكره ابن الجزري.
(3)
إضافة من: نهاية الأرب 32/ 308.
(4)
ما بين القوسين ليس في نهاية الأرب.
(5)
في نهاية الأرب: «الرعية وحياطتهم» .
(6)
هو دوم بترو (Dom pedro) وكان أحد أوصياء ألفونس الحادي عشر ملك قشتالة.
ملكهم اللعين، فسجد له وتضرّع بين يديه، وعرّفه بما عزم عليه وسأل منه إعانة جميع السلاطين ليخلصوا بجزيرة الأندلس مستريحين من المسلمين، فاستحسن رأيه، وأكد عزمه، وأخذ منه على ما قال عهودا وأيمانا، ووعده زورا وبهتانا، وزادهم في العزم نفورا، ووعدهم بالنصر {وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلاّ غُرُوراً}
(1)
. ولما بلغ المسلمين ذلك عزموا على أن يوجّهوا إلى سلطان المغرب أبي سعيد عثمان ابن السلطان أبي يوسف يعقوب بن عبد الحق المرّيني من يعوّل عليه ويرجى إسعافه إذا وصل إلى بين يديه، فعبر البحر السادة الصلحاء الخطباء العلماء أبو عبد الله الطنجالي محدّث الأندلس وعالمها، وأبو عبد الله الساحلي عابد الأندلس، وأبو جعفر بن الزيّات الصوفي، وأبو تمّام غالب الغرناطي (البيّازي)
(2)
الصالح، الزاهد، وصحبهم جماعة من الناس، ووصلوا حضرته مدينة/330 ب/فاس، فعرّفوه الحال، وأفصحوا له المقال، وطلبوا من جيشه وإعانته، على أن ترجع رندة
(3)
والجزيرة الخضراء إلى ملكه وإيالته، فكأنّهم يكلّمون في ذلك أهل القبور، {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ}
(4)
، وكان بما طلب منه ظنين
(5)
، وردّهم على عجل خائبين، فوجد المسلمون من ذلك وجدا عظيما، فلجأوا إلى الله {وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً}
(6)
، فأخذ المسلمون في إصلاح الجزيرة الخضراء وحصّنوها بالعدد والبناء.
ولما علم أعداء الله برجوعهم خائبين أبرموا الحركة مسرعين فخرجوا والنحس يقدمهم، والقضاء يزعجهم للموت، ويسلمهم في جيش لا يحصره عدد ولا إحصاء، ولا يقدر أحد في تقديره على استقصاء، وناهيك من جيش اشتمل على خمسة وعشرين سلطانا، منهم صاحب اشتونة
(7)
، وقشتالة
(8)
، والفرنتيرة
(9)
، وآرغون
(10)
،
(1)
سورة النساء، الآية 120.
(2)
في نهاية الأرب: «التتاري» .
(3)
نهاية الأرب 32/ 311.
(4)
سورة النور، الآية 40.
(5)
هكذا في الأصل، والمراد:«ضنين» .
(6)
سورة الأحزاب، الآية 43.
(7)
هكذا في الأصل. وهي: أشبونة، مدينة بالأندلس، يقال لها: لشبونة، وهي متصلة بشنترين قريبة من البحر المحيط على مصبّ نهر شنترين. قال أبو الفداء: «أشبونة، وعن بعض المسافرين أنّ أولها لام. وكانت في آخر وقت مضافة إلى بطليموس. وملكها ابن الأفطس. (تقويم البلدان 173) وهي اشبونة أو الاشبونة عند الحميري، بالأندلس من كورباجة المختلطة بها، وهي مدينة قديمة على سيف البحر. (الروض المعطار 61).
(8)
قشتالة: إقليم عظيم بالأندلس قصبته طليطلة. (معجم البلدان 4/ 400) وترجمتها. (Castilla) :
(9)
الفرنتيرة: لفظ معناه: الحدود، ويراد به المنطقة التي تفصل بين المملكة الإسلامية وبين المملكة المسيحية بالأندلس. (صفة جزيرة الأندلس).
(10)
أرغون-أرغونة، هي أرجونة، بلد من ناحية جيّان بالأندلس. (معجم البلدان 2/ 173) وترجمتها. (Aragon) :
وطلبيرة
(1)
، فظهر لهم أن يصلوا إلى غرناطة المحروسة ليظهر للمسلمين ما معهم من العدّة والعدد، ويستأصلوا بالفساد، ويمشوا كذلك على جميع البلاد، إلى أن يصلوا الجزيرة الخضراء
(2)
فينزلوها برا وبحرا ويأخذوها عنوة وقهرا.
وكان عدّة الجيش من المنجنيقات والأثقال والطعام قد أوصلته المراكب إلى جبل الفتح وطريف لمجاورتهما للجزيرة طول العام. وقد كان وصل إلى الزقاق
(3)
ثلاثة عشر جفنا
(4)
كبارا غزوانيّة، وترّددوا بين الجزيرة والمرّيّة
(5)
، فوصلوا إلى غرناطة ونزلوا منها على نحو من عشرة أميال بموضع يقال له قنطرة بيّنوس
(6)
(بالقرب)
(7)
من جبل البيرة
(8)
، فملأوا البسيط، {وَاللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ}
(9)
. وامتدّت الجيوش في طول وادي شنّيل
(10)
، وتواصلت وجاءت وتكاثرت، ولم يكن لهم بدّ من النزول على الوادي بالطول، لئلاّ تمنعهم الكثرة إلى الماء الوصول. فكان ذلك من
(1)
طلبيرة: مدينة أندلسية، هي أقصى ثغور المسلمين، وباب من الأبواب التي يدخل منها إلى أرض المسيحيّين، وهي قديمة تقع على نهر تاجة، وبينها وبين طليطلة سبعون ميلا. (صفة جزيرة الأندلس 127) وترجمتها. (Talvera) :
(2)
الجزيرة الخضراء: مدينة مشهورة بالأندلس، وقبالتها من البرّ بلاد البربرسبتة، وأعمالها متّصلة بأعمال شذونة، وهي شرقيّ شذونة وقبليّ قرطبة، ومدينتها من أشرف المدن، وسورها يضرب به ماء البحر، ولا يحيط بها البحر كما تكون الجزيرة، ولكنّها متّصلة ببرّ الأندلس لا حائل من الماء دونها، ومرساها من أجود المراسي للجواز، وأقربها من البحر الأعظم، وبين الجزيرة الخضراء وقرطبة خمسة وخمسون فرسخا. (معجم البلدان 2/ 158 بتحقيق فريد الجندي) وقال الحميري: ويقال للجزيرة الخضراء جزيرة أمّ حكيم، وهي جارية طارق بن زياد مولى موسى بن نصير، كان حملها معه فتخلّفها في هذه الجزيرة فنسبت إليها. وهي أول مدينة افتتحت من الأندلس في صدر الإسلام سنة تسعين من الهجرة. (الروض المعطار 223،224) وترجمتها. (Algeciras) :
(3)
الزقاق: هو مضيق جبل طارق.
(4)
الجفن والجفنة: نوع من السفن الحربية، وجمعها: جفون، وأجفان وجفان. (السفن الإسلامية، لدرويش النخيلي-ص 23).
(5)
المرّية: مرفأ في إسبانيا على البحر المتوسط، وهي قاعدة إقليم المرّية لمملكة غرناطة. (الروض المعطار 183).
(6)
في نهاية الأرب 32/ 310 «قنطرة بينوش» .
(7)
كتبت فوق السطر.
(8)
إلبيرة: كورة كبيرة من كور الأندلس، جليلة القدر، وقاعدتها باسمها، وكانت إحدى مدن الأندلس الشهيرة، وتتّصل بأراضي كورة قبرة، وقد خربت في الفتنة وهاجر أهلها إلى غرناطة وبينهما ستة أميال، وبينها وبين قرطبة تسعون ميلا، وبالكورة عدّة مدن منها: قطبلية وغرناطة. (معجم البلدان 1/ 289، الروض المعطار 29).
(9)
سورة البروج، الآية 20.
(10)
شنيل: يعرف هذا الوادي باسم نهر شنيل.
جملة العون على إتلافهم ونقصهم من أطرافهم، ولما علم المسلمون باستقرارهم هنالك، نظروا لهم أسباب المهالك.
وعزم سلطان المسلمين-أيّده الله-على أمير جيشه الشيخ الصالح المجاهد أبي سعيد عثمان بن أبي العلا
(1)
، أعزّه الله، أن يخرج إليهم بإنجاد/331 أ/حماة المسلمين، وعلية أصناف المجاهدين صبيحة يوم الإثنين الخامس عشر من شهر ربيع الآخر سنة تسع عشرة وسبع ماية، وأخذ الناس في الأهبة لذلك يوم الأحد قبله.
ولما كان عشيّة يوم الأحد غارت سريّة من الجيش على ضيعة من ضياع السلطان القريبة من البلد، فخرج لهم جملة من فرسان الأندلس الرماة المعروفين برماة الدار يقطعوهم
(2)
عن الجيش، ومنعوهم الوصول إليه جملة، وأخذوا أمامهم فارّين لجهة أرض المسلمين، فتبعوهم الليل كلّه، وأصبحوا بأرض لوشه
(3)
، فاستأصلوهم بالقتل والأسر، وكان أول النصر.
وأصبح يوم الإثنين المبارك على المسلمين وقد غاب من جميع المسلمين هؤلاء الفرسان الذين ينتفع برمايتهم ومحاولتهم في مثل هذا المكان، فلم يبال الشيخ أبو سعيد-أدام الله حياته-بمغيبهم، وعزم على الخروج لأعداء الله يوم عيدهم، فإنه كان اليوم الرابع والعشرين من شهر حزيران، وهو يوم العنصرة أكبر أعيادهم، فخرج لهم مستمسكا بطاعة الرحمن في جماعة نظيفة من الفرسان، منهم ابنا أخيه الشيخان الشقيقان: أبو يحيى، وأبو معروف أميرا
(4)
جيش مالقة
(5)
ابن الشيخ الشهيد أبي محمد عبد الله بن أبي العلى
(6)
، ومنهم أخوهم للأب الشيخ أبو عامر خالد أمير جيش رنده، ومنهم الشيخ العارف أبو مسعود محمد بن علي البابني، ومنهم أمير جيش الخضراء الشيخ أبو المكارم زيّان
(7)
بن عبد المؤمن، ولكل واحد من هؤلاء أولاد وأتباع ونظر حسن وأمر مطاع. وخرج مع هؤلاء الفرسان جملة رجال أنجاد نحو من خمسة آلاف رجل من أهل غرناطة، فعزم الشيخ أبو سعيد-أعزّه الله-ومن معه عليهم أن يرجعوا عن أثره حوطة عليهم بجميل نظره، وأن يكون طريق الجبل لهم مصاحبا، لكونه أمنع. ووصّاهم أن يكونوا بموضع معلوم هنالك، فلم يتقدّموا عن حدّه، وأعطاهم الله ونصرهم، وما النصر إلاّ من عنده.
(1)
الصواب: «العلاء» .
(2)
الصواب: «يقطعونهم» .
(3)
لوشة: أرض من إقليم إلبيرة بالأندلس. (الروض المعطار 173).
(4)
في نهاية الأرب 32/ 310 «أبو معروف أمير جيش» .
(5)
مالقة: مدينة بالأندلس، كانت ثغرا حصينا على بحر الروم.
(6)
في نهاية الأرب 32/ 311 «بن أبي العلاء» .
(7)
في نهاية الأرب 32/ 331 «ريان» .
ووصل فرسان المسلمين في ثالثة من النهار/331 ب/إلى قرب الجيش فوقعوا ناظرين، وعلموا أنّ الله محيط بالكافرين، فلما رآهم أعداء الله أدركهم العجب والاغترار، وخرج وزير سلطانهم فقال للمسلمين: ما هذا العار تشغبون السلطان قبل غدائه وتشغلونه عن عيده بقتال أعدائه، وما جئنا إلاّ برسمكم وفساد ثمركم وزرعكم فلوذوا بالأوطان، واتّقوا غضب السلطان لئلاّ يغيظ عليكم فيركب، ولا ملجأ لكم منه ومهرب، فعند ذلك حصل للشيخ أبي سعيد حال أخرجه عن عقله، فنزل عن فرسه باكيا متضرّعا إلى ربّه، وعلت أصوات المسلمين إلى الله بالدعاء والضجيج، وأخذ أعداء الله في العجاج والعجيج.
ثم وقف الشيخ أبو سعيد فرأى من كان بقي بغرناطة من الفرسان واصلا على إثره، وكل من معه واقفا عليه ومستطلعا لنظره، فذكر الله تعالى وصلّى على نبيّه وحرّض المسلمين على جهاد عدوّه، واستعاذ وقرأ {يَسْتَبْشِرُونَ}
(1)
، و {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}
(2)
. ثم رجع للصلاة والدعاء والرغبة من الله في النصر على الأعداء. وعند ذلك ركب جيش الروم بكلّيّته، ومال على المسلمين بجملته، ولم يعلموا برجال المسلمين الغادية، فتركوا الجهة العليا من المنزلة خالية، وجاءوا إلى جيش المسلمين وهم على فنائه معوّلين، فما راع المسلمين بحمد الله حالهم من الدنوّ والقرب. {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ}
(3)
.
واستمرّ الشيخ أبو سعيد على تتميم ركوعه، ووقف كلّ من معه منتظرا لركوبه وطلوعه، ولما رأى أعداء الله المسلمين قد صبروا وثبتوا توقّفوا وبهتوا، وخرج من الفريقين فرسان يحرّكون القتال، ووجّه الشيخ فأمرهم أن يسبوا طرف المحلّة، فأفادت الحيلة، وتمكّنت العلّة. واستشهد في خلال ذلك أمير رنده، واختار الله تعالى له ما عنده، وعلم نيّته في الجهاد فأتمّ قصده، فاجتهد قرابته في طلب الثأر، واستعانوا بالواحد القهّار، وحصحص الحقّ، واتّسع على أعداء الله الخرق، /332 أ/وعلم أنّ ما أراده الخالق فلا يردّه الخلق، وظهر في المحلّة النار، وتواصلت لهم برجال المسلمين الأخبار، فمالوا بحملتهم إلى المحلّة مسرعين، فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين، وجاءهم من كل الجهات الموت، وفزعوا فلا فوت، وتحكّمت سيوف الله من رقابهم، وحلّ البلاء بصغيرهم وكبيرهم، فما زال المسلمون يقتلون في الموضع من الساعة السابعة إلى الغروب، ويحمدون الله على نيل المرغوب.
ولما دخل الليل وأظلم طمع بعضهم في الهروب، ليسلم، فتقدّم المسلمون إلى
(1)
سورة آل عمران، الآية 171.
(2)
سورة الشعراء، الآية 227.
(3)
سورة آل عمران، الآية 151.
الطرق والبلدان، وجاءهم العذاب من كل مكان، ودارت عليهم الأرض، وصار بعضهم يهرب من البعض، وغاب عن غرناطة في قتلهم ثلاثة أيام، وصاروا يهيمون في أرض المسلمين حيارى، ويخرجون من الجوع والخوف سكارى، وما زال المسلمون شهرا أو نحو شهر ينتهبونهم بالقتل والأسر. ولما علم أهل غرناطة بهذه البشرى خرجوا لفيء الأموال وضمّ الأسرى، فوجدوا من المال والذخائر كل عجيب، واستمتعوا في عبّاد الصليب، فأسروا منهم نحوا من خمسة آلاف وأزيد ما بين رجال ونساء وأولاد، وبقي المسلمون يجبون موضع الجيش نحوا من عشرة أيام متوالية، ويشكرون الله على النعم الصافية، وخرج حذّاق المسلمين لعدّة القتلى من الكافرين، فأجمع كلّهم على أنهم أزيد من خمسين ألفا، ومنهم من قال ستين ألفا وما بين ذلك.
وقيل إنّ الوادي قتل منهم مثله، هذا العدد لقلّة معرفتهم به، وثقلهم بالعدد.
وأمّا الذين قتلوا في الجبال والشعاري وسائر بلاد المسلمين فلا يحصى كثرة، ولا يبلغ قتلى المحلّة عشرة، على أنّ جميع الملوك الخمسة والعشرين، وجدوا بالمحلّة مقتولين، ووجدوا اللعين ذون بطره وعمّه ذون جوان في جملتهم، ولعب الناس بجيفتهم، وصبّر وعلّق ذون بطره على باب الحمراء بغرناطة. وأمّا عمّه فكان ممّن يخدم المسلمين، ففديت جثته بشيء كثير، وأسارى منقطعين، وزاد الأسارى في بقية أيام/332 ب/الشهر نحو نصفهم ممّا ألفه أهل الحصون والبلاد القريبة من أرضهم.
وكان المسلمون يحتاجون في كل يوم لقوت الأسرى وقوت من يحرسهم ويحرس الدوابّ خمسة آلاف درهم. وزعم النّاس أنّ الذي ألفي من الذّهب والفضّة بالمحلّة كان سبعين قنطارا، ولم يظهر من ذلك سوى ربع هذا المقدار. وأمّا الدوابّ والأخبية والعدد فشيء لا يوقف له على عدد. ولقد عزم على بيع ما يحصل منها وقسمته، فلم يطق أحد من المشتغلين لمحاولته، وبقي المبيع في الأسارى والدوابّ وبعض الأسباب ستة أشهر متوالية، فلم يتخلص، وهي حتى الآن (باقية)
(1)
. ولحق الناس من طول البيع الملك وداخلهم العجز عن الشراء والكسل ونهاية ما كان فرسان المسلمين في ذلك اليوم بعد رجوع الرماة مما كانوا فيه ألفين وخمس ماية فارس، ولم يستشهد منهم سوى أحد عشر رجلا منهم خالد بن عبد الله المذكور، وعمر بن تاجزّرت
(2)
، وكان من خيار الفرسان.
[خبر ما جرى في مالقة وحولها]
ولما كان يوم الخميس العاشر من المحرّم مفتتح عام عشرين وسبع ماية عزم الشيخ أبو يحيى أمير جيش مالقة، حاطها الله أن يتوجّه إلى رندة ويجتمع فيها بابنه
(1)
كتبت فوق السطر.
(2)
في نهاية الأرب 32/ 312 «باحرزت» .
مسعود الذي تولّى أمر جيشها بعد عمّه الشهيد خالد، ويصل إليه الشيخ أبو عطيّة مناف بن ثابت ويتوجّهوا للإغارة على شريش
(1)
من بلاد النصارى، فتحها الله، فنقل ذلك إلى النصارى، دمّرهم الله، المجاورين لمالقة ولبلاد المسلمين المجاورة لها، فعزموا على أن يغاروا
(2)
على قامرة وحصن قوج
(3)
من نظر
(4)
مالقة، وبالقرب منها، فارتقبوا يوم انفصاله.
وكان يوم الخميس واجتمعوا في نحو الألف فارس، وخمسة آلاف راجل من أهل إستجة
(5)
، وشنتياله
(6)
، وآشونه
(7)
، واستبّه
(8)
، وبليّ
(9)
، وأليسانه
(10)
، وقبرة
(11)
، ومرشانه
(12)
. وكان أعداء الله في الحشد الأول قد خافوا على هذه البلاد المجاورة للمسلمين، فتركوا أكثر أهلها لها حارسين، وبها مقيمين، فوصلوا/333 أ/ صبيحة السبت، ودخلوا قامرة المذكورة، وأخذ جميع كسب سلطان المسلمين وكثير
(1)
شريش: بفتح أوله. مدينة كبيرة من كورة شذونة بالأندلس، وهي قاعدة هذه الكورة، وتسمّى: شرش. وترجمتها. (Jerez)
(2)
الصواب: «يغيروا» .
(3)
في نهاية الأرب 32/ 315 «حصن نوح» ، وفي نسخه «توج» .
(4)
في نهاية الأرب 32/ 315 «من شطر» ، وفي نسخة «من نظر» كما هو أعلاه.
(5)
إستجه: مدينة قديمة معناها: جامعة الفرائد، وكان يقال لها: إستجة البغي، مذكورة باللعنة والخزي، يذهب خيارها، ويبقى شرارها. فتحها طارق بن زياد، وبها آثار كثيرة، ورسوم تحت الأرض، وبينها وبين مرشانة عشرون ميلا. (الروض المعطار 14)، وقال ياقوت: اسم الكورة بالأندلس متّصلة بأعمال رية بين القبلة والمغرب من قرطبة، وهي كورة قديمة، واسعة الرساتيق والأراضي على نهر سنجل، وهو نهر غرناطة، وبينها وبين قرطبة عشرة فراسخ، وأعمالها متّصلة بأعمال قرطبة. (معجم البلدان 1/ 207).
(6)
في نهاية الأرب 32/ 315 «سبتباله» . وهي: شنتجالة-شنشالة-جنجالة: حصن بالأندلس في شمال مرسية. (الروض المعطار 175) وهي في طرف كورة تدمير بالأندلس مما يلي الجوف، وإليها ينسب الوطاء الجنجالي لعمله بها. (الروض 347) وترجمتها. (Chenchilla) :
(7)
تقدّم التعريف بها.
(8)
في نهاية الأرب 32/ 315 «ستبه» ، وفي نسخة:«استبه» .
(9)
بليّ: بفتح أوله وكسر ثانيه وتشديد الياء. ناحية بالأندلس من فحص البلوط (معجم البلدان 1/ 586).
(10)
هكذا في نهاية الأرب 32/ 315.
(11)
قبرة: كورة من أعمال الأندلس بأعمال قرطبة من قبليّها. وهي أرض زكية تشمل على نواح كثيرة ورساتيق ومدن تذكر، وقصبتها بيانة. (معجم البلدان 4/ 346) والروض المعطار 453.
(12)
مرشانة: مدينة من أعمال قرمونة بالأندلس. (معجم البلدان 5/ 126) وترجمتها. Marchena قال الشريف الإدريسي: هي من عمل المرية. وقيل: مدينة بكورة إشبيلية. (الروض المعطار 542).
من كسب الرعية، وخرجوا به مطمئنّين لآخر أرض المسلمين.
وكانوا في ليلة السبت قد اجتمعوا بفارسين من المسلمين كانا يمشيان من انتقيره
(1)
إلى رنده طامعين في اللحوق
(2)
بالجيش والدخول معه للإغارة، فأخذ أعداء الله الفارس الواحد وسألوه، وتحقّقوا الحال زيادة لما كان عندهم. وهرب الآخر فأصبح بحصن ارتجيطر حصن الوزير الحكيم، رحمه الله، فوجد به الشيخ أبا يحيى مقلعا لرنده قد حبسه الله به يوم الجمعة، فعرّفه بالحال وهو بجماعة مالقه خاصّة، فلم يكن له بدّ من الرجوع إلى النصارى، فحظر على حصن طبسة وأخذ من فرسانها، وتآلف معه نحو من ثلاثمائة فارس ممّن يعوّل عليهم وترك الضعفاء والثقلة في الساقة، ونهض إلى حيث ذكر له الفارس أنه لقيهم أول الليل في دخولهم فوجدهم ثمّ قد خرجوا بالمغنم بموضع يقال له برجه
(3)
من تحت حصن بيربى
(4)
، وذلك بعد الظهر، فأخذ أعداء الله وطلعوا في كدية عالية، ونزل أنجاد فرسانهم للقتال مع المسلمين فقاتلوهم قتالا شديدا ضرب فيه للمسلمين نحو من ثلاثة وستين فرسا ومات أكثرهم، واستشهد رجل واحد يقال له سعد الهدّار
(5)
، وقتل من فرسان النصارى كثير، ثم ظهرت ساقة المسلمين على الأثر واصلة مع أهل برغه، والطورون، فارتجع من عاش من فرسان النصارى إليهم للكدية، وحصّنوا على أنفسهم بالبراذع والدوابّ والدرق، وامتنعوا فيها، ووصل الرماة من انتقيرة وحصن المنشاة. وكان العون من الله تعالى عليهم، فما زالوا يحاولوهم
(6)
ويقاتلوهم
(7)
إلى ثلث الليل الآخر، وفي ثلث الليل الآخر أذعن من بقي منهم في قيد الحياة للأسر، فألقي منهم نيّف على الخمس ماية أحياء أسروا كلّهم وسائرهم موتى بالرماح والسهام. ورجع الشيخ أبو يحيى/333 ب/بهم إلى مالقة ببروز عظيم، وجعل منهم أربع ماية أسير واثنين وثمانين أسيرا في حبل واحد وسائرهم مثقلين
(8)
بالجراح
(9)
، وأخذ دوابّهم فركّبهم عليهم
(10)
بعدّة عظيمة، وأخذ منهم قاضي النصارى بأستجة وجعل ما ضمّ للمغنم من
(1)
انتقيرة: حصن بين مالقة وغرناطة. (معجم البلدان 1/ 307).
(2)
الصواب: «اللحاق» .
(3)
في نهاية الأرب 32/ 316 «برجمه» .
(4)
في نهاية الأرب 32/ 316 «حصن سم لي» .
(5)
في نهاية الأرب 32/ 316 «سعد الهمداني» .
(6)
في نهاية الأرب 32/ 316 «يجاولونهم» .
(7)
الصواب: «يجاولونهم ويقاتلونهم» .
(8)
الصواب: «وهم مثقلون» .
(9)
في نهاية الأرب 12/ 316 «بالخراج» .
(10)
الصواب: «فركّبهم عليها» .
عدّتهم من السيوف والرماح على خمسة وأربعين بغلا، ومن القسيّ على خمسة عشر
(1)
دابّة، والدّرق كذلك على نحو من ثلاثة عشر
(2)
. وأراح الله تعالى من هؤلاء الأعداء الشرار، وجمع الكل على عجل في النار، والحمد لله»
(3)
.
رجب
[وفاة شرف الدين أحمد بن إبراهيم الواني]
871 -
وفي ليلة الجمعة الثاني من رجب توفي شرف الدين، أحمد بن الشيخ برهان الدين إبراهيم بن محمد بن أحمد الواني
(4)
، رئيس المؤذّنين بجامع دمشق ودفن إلى جانب زاوية الشيخ نصر المنبجي ظاهر القاهرة.
وكان شابّا، له دكّان في الشمعيّين بباب البريد. وجاوز العشرين من عمره.
وأسمعه أخوه كثيرا من العوالي، وكان قد توجّه للحجّ مع والده وأخيه، فأدركه أجله في الطريق.
[انتشار المرض في مصر]
وفي شهر رجب وأواخر جمادى الآخرة حصل بالديار المصرية للناس مرض كثير قلّ أن سلمت منه دار وغلت الأدوية والأشربة، وازدحم الناس على العطارين، ولكن كان الموت قليلا والمرض سليما، وكان ذلك في شهر مسرى من شهور القبط وقت زيادة النيل، وأول شهر مسرى كان ثامن عشر جمادى الآخرة، وكان الخامس والعشرين من تموز.
وكتب إليّ الشيخ فخر الدين ابن الظاهري كتابا يذكر فيه أنه مرض جميع من عنده، وبقي أربعة أيام ما يجد من يشتري له حاجة ولا قوتا، وأنّ الرمّانة الحامضة أبيعت بثلاثة أرباع نقرة، والقراصية الحامضة أبيع الرطل المصري منها بأربعة دراهم نقرة، وأبيع العنّاب الرطل المصري بستة دراهم نقرة، وكذلك الإجّاص، وأبيع الرطل المصري من قلب اللوز بأربعة دراهم نقرة، وذكر أشياء من الشدّة، ثم لطف الله تعالى.
[خروج المحمل السلطاني]
وأخرج المحمل السلطاني من القلعة وطافوا به ظاهر البلد على العادة في يوم الخميس منتصف رجب.
(1)
الصواب: «خمس عشرة» .
(2)
الصواب: «من ثلاث عشرة» .
(3)
خبر مالقة في: نهاية الأرب 32/ 315،316.
(4)
لم أجد له ترجمة.
[وصول الأمير كجكن مع الجيش إلى دمشق]
/334 أ/وفي يوم الإثنين التاسع عشر من رجب وصل إلى دمشق الأمير سيف الدين كجكن والأمراء والجيش المجرّد معه من دمشق لإخراج مهنّا وأصحابه وأمرائه من الشام وطردوهم عنها إلى بلاد العراق.
[وفاة الأمير جاريك]
872 -
وفي يوم الثلاثاء العشرين من رجب توفي الأمير جاريك
(1)
بن عبد الله الساكن بظاهر دمشق عند المدرسة الشامية، ودفن بالقبيبات.
وكان أمير خمسين.
[حبس ابن تيميّة بقلعة دمشق]
وفي يوم الخميس الثاني والعشرين من رجب عقد مجلس بدار السعادة وحضره نائب السلطنة بدمشق والقضاة وجماعة من المفتين، وحضر الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّة، وعاودوه في الإفتاء في مسألة الطلاق وعاتبوه على ذلك وما حققوه وحبسوه بالقلعة
(2)
.
[تولية ابن معبد شدّ الأوقاف]
وفي يوم الإثنين السادس والعشرين من رجب ولّي الأمير علاء الدين ابن معبد شدّ الأوقاف المبرورة، وخلع عليه، عوضا عن بدر الدين المنكورسي، وذلك مضافا إلى ما هو متولّيه من ولاية البرّ بدمشق لكفاءته وحسن سيرته وعفّته.
[وفاة الأمير علاء الدين المعروف بابن النحاس]
873 -
وفي يوم الثلاثاء السابع والعشرين من رجب توفي الأمير علاء الدين، علي بن جمال الدين إبراهيم بن خالد، المعروف بابن النحاس
(3)
، بقرية من قرى حوران، وعمل عزاؤه بدمشق.
وكان باشر ولاية دمشق هو وأبوه.
ورأيت سماعه على القاضي شمس الدين ابن عطاء الحنفي في «سنن أبي داود» .
[وفاة والدة القاضي ابن الزكيّ]
874 -
وفي يوم الخميس التاسع والعشرين من رجب توفيت والدة القاضي
(1)
انظر عن (جاريك) في: أعيان العصر 2/ 147 رقم 530، والدرر الكامنة 1/ 533 رقم 1438.
(2)
خبر حبس ابن تيمية في: نهاية الأرب 32/ 328،329، والبداية والنهاية 14/ 97.
(3)
انظر عن (ابن النحاس) في: الدرر الكامنة 3/ 5 رقم 4.
تقيّ الدين ابن الزكيّ
(1)
، ودفنت بتربتهم بسفح جبل قاسيون.
[وفاة المحدّث شرف الدين يعقوب الحلبي]
875 -
وفي يوم الخميس التاسع والعشرين من رجب توفي الشيخ الإمام، العدل، الرضيّ، المحدّث، الفاضل، شرف الدين، أبو يوسف، يعقوب
(2)
ابن الشيخ الإمام المقرئ جمال الدين أحمد بن يعقوب بن عبد الله الحلبي، بالقاهرة، ودفن من يومه بمقبرة باب النصر.
وكان مرض مرضة طويلة نحو سنة نصف، وتغيّر ذهنه فيها.
وجاوز السبعين.
وكان الشيخ جمال الدين ابن الصابوني
(3)
تزوّج بخالته وربّي عنده، وقرأ عليه شيئا من الحديث وتخرّج به وانتفع بصحبته ولازمه، فلذلك عرف بابن الصابوني.
سمع بالقاهرة من ابن عزّون، وابن زين الدين الدمشقي، وابن علاّق، / 334 ب/والنجيب عبد اللطيف، وجماعة.
وسمع بدمشق من ابن أبي اليسر، وابن عبد، وعبد الوهاب بن الناصح، وجماعة من أصحاب ابن طبرزد، وغيرهم، ولازم الطلب والكتابة والسماع والقراءة مدّة، ثم إنه صار شاهدا، وكتب الحكم عند القضاة وتعيّن في هذه الوظيفة، وأقام بدمشق مدّة، وبالقاهرة مدّة، وباشر بالقاهرة مشيخة الحديث بالمدرسة المنكودمرية.
كتب إليّ بوفاته زين الدين أبو بكر الرحبيّ.
شعبان
[وفاة الافتخار ياقوت بن إبراهيم المحلّي]
876 -
وفي يوم الأحد الثاني من شعبان توفي الافتخار، ياقوت
(4)
بن إبراهيم المحلّي، الفضائي، الخويّي، فرّاش التربة العادلية، ودفن آخر النهار بتربة مخدومه قاضي القضاة شهاب الدين الخويّي بسفح قاسيون.
وكان رجلا جيّدا.
(1)
لم أجد لها ترجمة.
(2)
انظر عن (يعقوب) في: نهاية الأرب 32/ 332،333، والدرر الكامنة 4/ 433 رقم 1202.
(3)
هو أبو حامد محمد بن علي بن محمود بن أحمد المحمودي، المعروف بابن الصابوني، المتوفى سنة 680 هـ. وهو صاحب كتاب «تكملة إكمال الإكمال في الأنساب والأسماء والألقاب. انظر عنه في: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام (671 - 680 هـ.) ص 368،369 رقم 544 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.
(4)
لم أجد له ترجمة.
[وفاة الأديب شمس الدين ابن أبي بكر الجذامي]
877 -
وفي يوم الإثنين الثالث من شعبان توفي الشيخ الإمام، الفاضل، الأديب، البارع، شمس الدين، أبو عبد الله، محمد بن حسن بن سباع
(1)
بن أبي بكر الخذامي، المصريّ الأصل، ثم الدمشقي، الصائغ، وصلّي عليه ظهر اليوم المذكور بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الباب الصغير.
وسألته عن مولده فقال في سنة خمس وأربعين وستماية تقريبا بدمشق. وذكر أنّ والده من مصر، وأنهم من جزيرة قويسنا من عمل المحلّة.
وسمع الحديث من ابن أبي اليسر، وحدّث وكان أديبا، فاضلا، عارفا بفنّ الأدب، له النظم والنثر، وله معرفة بالقروض والقوافي وعلم البديع، ولديه طرف جيّد من اللغة والنحو/335 أ/وشرح «مقصورة ابن دريد» ، وله نظم في القروض. وصنّف قصيدة عدّتها ألفا بيت تائيّة ذكر فيها العلوم والصنائع، وهي دالّة على فضيلة كبيرة. وكان يقرئ النحو والأدب والكتب الأدبية، ويعمل صنعة الصياغة، ويقرئ في دكان.
وكان كيّس الأخلاق، لطيف المحاضرة، متودّدا إلى الناس، كثير التواضع، صبورا على الأذى، وحجّ، وأصيب بولد كبير، ومدح القضاة والأكابر. وله مرثيّة في الشيخ شمس الدين الحنبلي، وله واقعة شقحب
(2)
، ومدح السلطان كراريس نظما ونثرا.
[وفاة بدر الدين عبد اللطيف بن تيميّة الحرّاني]
878 -
وفي يوم الثلاثاء رابع شعبان توفي الشيخ بدر الدين، أبو محمد، عبد اللطيف
(3)
ابن الشيخ شمس الدين أبي القاسم ابن الشيخ الإمام الخطيب سيف الدين عبد الغني ابن الشيخ الإمام العلاّمة الخطيب فخر الدين أبي عبد الله محمد بن أبي القاسم بن محمد بن تيميّة الحرّاني، التاجر بسوق الرمّاحين، وصلّي عليه عصر النهار المذكور بجامع دمشق، ودفن بمقابر الصوفية عند أهله.
(1)
انظر عن (ابن سباع) في: معجم شيوخ الذهبي 491 رقم 721، وذيل العبر 114، والبداية والنهاية 14/ 98، والوافي بالوفيات 2/ 361، رقم 833، وأعيان العصر 4/ 397 - 400 رقم 1546، وفوات الوفيات 3/ 326 رقم 397، والدرر الكامنة 3/ 419،420 رقم 1118، والنجوم الزاهرة 9/ 248، والدليل الشافي 2/ 614 رقم 2107، والمنهل الصافي 10/ 26، 27 رقم 2115، وتذكرة النبيه 2/ 113، ودرّة الأسلاك 2/ورقة 223، وعقد الجمان ج 23 ق 2/وفيات 720 هـ.، وشذرات الذهب 6/ 53، وبغية الوعاة 2/ 34، وتاج التراجم 46، وكشف الظنون 1329 و 1347 و 1438 و 1785 و 1808 و 1818، وإيضاح المكنون 1/ 513 و 2/ 552، وهدية العارفين 2/ 145، ومعجم المؤلفين 10/ 192.
(2)
واقعة شقحب-واقعة عرض، في سنة 702 هـ. وقد تقدّمت.
(3)
لم أجد له ترجمة.
ومولده في أواخر سنة خمس وأربعين وستماية بحرّان.
وروى بالإجازة عن الأغرّ بن العلّيق، وابن القميرة، وعبد العزيز بن الزبيدي، وإياس عتيق القاضي الحجّة ابن السهروردي
(1)
، وغيرهم.
وممّن أجاز له: محيي الدين ابن الجوزي، ومجد الدين ابن تيميّة، وعزّ الدين عبد الرزاق الرسعني، وكمال الدين ابن العديم، وتاج الدين ابن الساعي المؤرّخ.
وكان رجلا جيّدا، مواظبا على تجارته، وله أولاد تجّار، وهو من بيت علم ودين.
[وفاة أم محمد ست الأهل بنت إبراهيم الطائي]
879 -
وفي يوم الثلاثاء الرابع من شعبان توفيت المرأة الكبيرة، الصالحة، أم محمد، ستّ الأهل
(2)
، بنت شيخنا زين الدين إبراهيم بن أحمد بن عثمان بن عبد الله بن غدير
(3)
بن القوّاس الطائي، ببستان المزّة، ودفنت يوم الأربعاء بسفح جبل قاسيون.
ومولدها تقريبا في سنة أربعين وستماية.
وهي أكبر من أخيها شمس الدين أحمد، وهي زوجة شيخنا شرف الدين محمد بن عبد المنعم بن القوّاس أمّ ولده بدر الدين محمد.
روت بالإجازة عن ابن القميرة، وممّن أجاز لها: الرشيد بن مسلمة، ومكي بن علاّن. ومن الشعراء: البهاء زهير، وابن زبلاق، والنور بن سعيد، والتلّعفري، وابن دفتر خوان، وجماعة.
[وفاة كمال الدين ابن غدير الطائي]
880 -
/335 ب/وفي يوم الأربعاء الخامس من شعبان توفي كمال الدين، أبو المعالي، محمد بن الشيخ العدل زين الدين إبراهيم بن أحمد بن عثمان بن عبد الله بن غدير الطائي، الدمشقي، المعروف بابن القوّاس
(4)
بظاهر دمشق، ودفن بتربتهم بسفح جبل قاسيون.
ومولده في سنة اثنتين وخمسين وستماية بدمشق.
وكان شاهدا، وخدم بديوان الحشر، وأحضره أبوه على الصدر البكري،
(1)
في الأصل: «الشهروردي» .
(2)
في الأصل «ست الأمل» ، ولم أجد لها ترجمة.
(3)
توفي ابن غدير في سنة 701 هـ. وقد تقدّمت ترجمته في الجزء الأول برقم (348).
(4)
انظر عن (ابن القواس) في: الدرر الكامنة 3/ 278،279 رقم 739، وموسوعة علماء المسلمين، قسم 2 ج 3/ 185،186 رقم 893.
وخطيب مردا، والفقيه محمد اليونيني، وعبد الله بن الخشوعي، وسمع من ابن عبد الدائم، وابن أبي اليسر، وجماعة، وسمع بالديار المصرية من الرشيد العطار، وإسماعيل بن صارم، وأحمد ابن القاضي زين الدين الدمشقي، وشيخ الشيوخ شرف الدين عبد العزيز الأنصاري، وغيرهم.
وجمعت له من الشيوخ سبعة وثمانين شيخا. وكان قد تفرّد بالرواية عن بعضهم.
[وفاة شرف الدين محمد بن إسماعيل الأنصاري]
881 -
وفي يوم الأربعاء خامس شعبان توفي شرف الدين، محمد بن الحاج إسماعيل بن يوسف بن عبد الرحمن الأنصاري
(1)
، التاجر، بالخوّاصين، ودفن آخر النهار بباب الصغير.
وكان مشهورا بالتجارة، وله اختلاط بالناس، وأبوه ابن عمّة علاء الدين ابن الحميري.
وجدت سماعه بعد موته على ابني الحميري: فخر الدين، وعماد الدين.
[وفاة يعقوب بن أبي القاسم العوفي]
882 -
وفي ليلة السبت ثامن شعبان توفي الشيخ يعقوب بن أبي القاسم بن يوسف بن الشيخ الكبير أبي القاسم العوفي
(2)
، الحوّاري، بقرية حوّاري، ودفن يوم السبت هناك، وحضره أهل القرى، وأقاموا على قبره أياما.
وكان من بيت مشيخة وزاوية وفقراء.
[وفاة شمس الدين ابن أبي الوحش المزي]
883 -
وفي يوم الإثنين العاشر من شعبان توفي، شمس الدين، أبو عبد الله، محمد بن شجاع الدين أبي محمد عبد الخالق بن محمد بن سريّ بن أحمد بن أبي الوحش
(3)
المزّي بدمشق، ودفن يوم الثلاثاء بمقبرة المزّة عند والده.
ومولده في سنة خمس وأربعين وستماية بالمزّة.
سمع من خطيب مردا عدّة أجزاء بالمزّة، وأجاز له اليلداني، وإبراهيم بن خليل، وغيرهما. وكان في أكثر عمره رئيسا بالمزّة، وأقام مدّة بطرابلس والمجدل في خدمة الولاة، ولما مات كان معزولا عن ذلك جميعه.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
[وفاة القاضي زين الدين ابن رزين الشافعي]
884 -
وفي يوم الأربعاء الرابع من شعبان توفي القاضي زين الدين، /336 أ/ أحمد ابن قاضي القضاة تقيّ الدين، أبي عبد الله، محمد بن الحسين بن رزين
(1)
الشافعيّ بالكرك.
وكان متولّيا النظر ووكالة بيت المال هناك، وولّي بالقاهرة نظر ديوان الطراز، وسمع من ابن علاّق، والنجيب عبد اللطيف الحرّاني، وغيرهما.
ومولده في سنة سبع وخمسين وستماية يوم الأربعاء.
كتب إليّ بوفاته من القاهرة الشيخ أبو بكر الرحبيّ.
[وفاة أحمد الرحبيّ]
885 -
وفي يوم الجمعة ثالث عشر شعبان توفي الشيخ الصالح، أحمد الرحبي
(2)
بالقاهرة بالمارستان.
كتب إليّ بوفاته الشيخ أبو بكر الرحبي، وقال: إنّه من أصحاب الشيخ محيي الدين النواوي.
[وفاة الأمير جمال الدين ابن صغير القيسراني]
886 -
وفي يوم الأربعاء السادس والعشرين من شعبان توفي الأمير الأجلّ، جمال الدين، أبو محمد، عبد الرحمن ابن شيخنا الصاحب فتح الدين عبد الله بن محمد بن أحمد بن خالد بن محمد بن نصر بن صغير بن القيسراني
(3)
، الحلبي، بالقاهرة، ودفن بالقرافة.
ذكر لي أنّه ولد بحلب ونقل منها صغيرا، وسكن الديار المصرية، وصار جنديا، وهو رجل حسن، وعنده فضيلة.
سمع بحلب من الشيخ شرف الدين أبي طالب عبد الرحمن بن العجمي «الأربعين الآجّريّة» في محرّم سنة سبع وخمسين وستماية، قرأتها عليه بدمشق، وسألته عن مولده، فقال: أخي أكبر منّي بأربع سنين.
ومولد أخيه شرف الدين في أحد الجماديّين سنة ثمان وأربعين وستماية.
كتب إليّ بوفاته الشيخ أبو بكر الرحبي، ثم وجدت وفاته بخط (أحمد بن)
(4)
(1)
انظر عن (ابن رزين) في: نهاية الأرب 32/ 333.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
انظر عن (ابن القيسراني) في: الدرر الكامنة 2/ 333 رقم 2312.
(4)
عن هامش المخطوط.
أيبك الحسامي، وذكر أنه سمع منه في رجب قبل موته بقليل أحاديث رباعيّات من «صحيح مسلم» .
[إمساك الأمير علم الدين الجاولي]
وفي يوم الجمعة الثامن والعشرين من شعبان مسك الأمير علم الدين الجاولي بمدينة غزّة، وحمل إلى الإسكندرية.
وقيل كان سبب مسكه أنه كان عنده أستاذ دار قديم وفيه ظلم فأبعده، فتوجّه إلى باب السلطان، وذكر أنّ أستاذه يتوجّه إلى الحج، وقد تهيّأ لذلك وأنفق نفقات زائدة بحيث بلغ كري الجمال التي حملت ما معه من القمح والشعير ثمانين ألف درهم. وقد هيّأ شيئا كثيرا من الخيل والهجن والسلاح وقصده دخول اليمن، والانتزاح من البلاد، فرسم بمسكه، ووقعت الحوطة على أملاكه وموجوده. ولما وصل الخبر إلى/336 ب/أهل مكة، شرّفها الله تعالى، بذلك تألّموا لما فاتهم من برّه وصدقاته في هذه السنة
(1)
.
[إراقة الخمور]
وفي العشر الأول من شعبان أريقت الخمور في خندق قلعة المدينة السلطانية، ثم أحرقت الظروف
(2)
.
وذكر أنّ سبب ذلك أنه وقع في رجب بالمدينة المذكورة برد كبار وزنت منه بردة، فكان وزنها ثمانية عشر درهما، وأهلك مواشي كثيرة، وأعقبه سيل خفيف منه على البلد، واشتدّ الخوف، ولجأ الناس إلى الله تعالى. ثم منّ الله تعالى بالسلامة، فسأل الملك أبو سعيد بن خربندا الفقهاء عن سبب ذلك، فقالوا له: من الجور والظلم وإظهار الفواحش، وأنه بالقرب من المساجد والمدارس والخوانك خمّارات، وحانات، فأمر بتبطيل الخمّارات والحانات في سائر مملكته وإبطال مكس الغلّة، ورسّم على الخمّارين بالمدينة السلطانية، وألزموا بإحضار الخمور في الظروف إلى تحت القلعة، فأحضروه على الدّوابّ وأكتاف الحمّالين، فاجتمع من ذلك أكثر من عشرة آلاف ظرف. فلما كمل جمعها حضر الوزير تاج الدين علي شاه راجلا وأعوانه وخواصّ الدولة معه، وأريقت الظروف المذكورة جميعها في الخندق، ثم أحرقت الظروف، وبقيت النار تعمل فيها يومين.
(1)
خبر إمساك الأمير الجاولي في: نهاية الأرب 32/ 329،330، والبداية والنهاية 14/ 97، والسلوك ج 2 ق 1/ 209.
(2)
خبر إراقة الخمور في: نهاية الأرب 32/ 333،334، والتذييل على دول الإسلام 2/ 228، والسلوك ج 2 ق 1/ 211، والبداية والنهاية 14/ 97. والذي أراق الخمور هو ملك التتر أبو سعيد.
حكى ذلك تاجر موصليّ حضر الواقعة. قال: وسافرت بعد ذلك إلى تبريز، فرأيت الخمور مراقة في الأزقّة، وقد فعل من ذلك بتبريز دون ما وقع بالسلطانية. قال: ثم قدمت الموصل فرأيت الذي فعل بها من ذلك دون ما شاهدته بتبريز (بكثير)
(1)
.
شهر رمضان
[وفاة الفقيه شمس الدين ابن أبي سعد الرقّي]
887 -
وفي ليلة الثلاثاء ثالث رمضان توفي الشيخ الفقيه، الإمام، القاضي، شمس الدين، أبو عبد الله، محمد بن إبراهيم بن علي بن مسلم بن أبي سعد الرقّي
(2)
، الشافعي، بالمدرسة العذراوية بدمشق، وصلّي عليه ظهر اليوم المذكور بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الباب الصغير.
ومولده في ليلة النصف من شعبان سنة ثمان وأربعين وستماية بدمشق.
سمع من ابن عبد الدائم، وحدّث عنه، وكان فقيها اشتغل وحصّل/337 أ/ وجلس مع الشهود مدّة طويلة، وولّي قضاء بصرى مدّة ثم تركه واستقرّ خاطره على ترك القضاء. وكان رجلا جيّدا، سليم الصدر، حسن الخلق.
[وفاة الصدر بهاء الدين ابن منصور الدمشقي]
888 -
وفي ليلة الثلاثاء ثالث رمضان توفي الصدر الفاضل، بهاء الدين، أبو الحسن، علي بن الشيخ موفّق الدين عيسى
(3)
بن أبي القاسم بن منصور الدمشقي، الحنفي، وصلّي عليه ظهر اليوم المذكور بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الباب الصغير.
ومولده في صفر سنة خمس وستين وستماية.
وكان رجلا جيّدا فيه مروءة وعصبية وقيام مع أصحابه، واشتغل، وولي تدريس المدرسة العزّية بالكشك مدّة وعمّرها وعمّر وقفها، واستمرّ فيها إلى أن مات بها.
وسمع معنا من أصحاب ابن طبرزد، وغيرهم.
[وفاة شهاب الدين ابن إبراهيم العاملي]
889 -
وفي يوم الثلاثاء ثالث شهر رمضان توفي شهاب الدين، أحمد بن الشيخ فتح الدين محمود بن علي بن إبراهيم العامليّ
(4)
، إمام مسجد القصب، ودفن من الغد بسفح جبل قاسيون، عند والده.
(1)
كتبت فوق السطر.
(2)
انظر عن (الرقي) في: معجم شيوخ الذهبي 451،452 رقم 657، والدرر الكامنة 3/ 290 رقم 773.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
لم أجد له ترجمة.
وكان حضر معنا سماع «مشيخة ابن البخاري» عليه في سنة سبع وثمانين وستماية، وهو في السنة الرابعة.
وحدّث أحاديث منها بالعلاة
(1)
، بطريق الحجاز الشريف في سنة عشر وسبعماية. وكان خلف والده في إمامة المسجد المذكور، وجلس يشهد على باب المدرسة الزنجيلية ظاهر دمشق.
[وفاة بدر الدين هلال الجعفري]
890 -
وفي ليلة الثلاثاء عاشر شهر رمضان توفي بدر الدين، هلال
(2)
ابن الشيخ الإمام، الصالح، القاضي، الخطيب بدر الدين محسن بن هلال بن (. . .)
(3)
الجعفريّ، ودفن بكرة الثلاثاء بمقبرة الباب الصغير.
وكان يشهد ويحضر بعض المدارس، وأصيب بوالده، وحضر ولده (. . .)
(4)
، وسمع بقراءتي على ابن (. . .)
(5)
ثلاثين سنة من العمر.
[وفاة ستّ الفقهاء الحموية]
891 -
وفي ليلة الخميس الثاني عشر من رمضان توفيت المرأة الصالحة الكبيرة، أم محمد، ستّ الفقهاء
(6)
بنت (يوسف)
(7)
بن محمد الحموية، بسفح قاسيون، ودفنت ظهر الخميس بالقرب من المدرسة المعظّمية.
سمعت من اليلداني بقراءة الفاضليّ، وإفادته في بستان الفاضل.
وكانت امرأة جيّدة، صالحة، /337 ب/حاجّة، لها ملك ونعمة وبرّ ومعروف، وكانت تصوم الأشهر الثلاثة وغيرها من الأيام الفاضلة، وتحفظ أحاديث وأخبارا في الزهد وتوردها عند من يجتمع بها من النسوان، وفيها حياء وبرّ وصدقة، وكانت تخيط احتسابا إلى أن ماتت.
مولدها في سنة أربع وثلاثين وستماية تقريبا.
وذكرت أنّ والدها
(8)
كان فقيها. وجدّها كان خطيب حماه. وتزوّجت بالمجد
(1)
في الأصل: «العلا» ، والتصحيح من: معجم ما استعجم 3/ 963 وهو بفتح أوله، أرض بالشام، قريبة من العوصاء، ببلد من أرض الشام. (3/ 980).
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
طمس مقدار كلمة.
(4)
طمس مقدار كلمة.
(5)
طمس مقدار ثلاث كلمات.
(6)
انظر عن (ست الفقهاء) في: معجم شيوخ الذهبي 233 رقم 320، وأعلام النساء 2/ 163.
(7)
غير مقروءة في الأصل، أثبتناها من: معجم الشيوخ.
(8)
هو جمال الدين، يوسف بن محمد بن مظفّر بن حمّاد الحموي الشافعي، مفتي حماه وخطيبها بالجامع الكبير. توفي سنة 732 عن 64 سنة. (المختصر في أخبار البشر) 4/ 107، وأعيان
أيوب بن أبي الزهر ابن الحسيني، وهي أمّ أولاده محمد، وعلي، وأحمد، وهم رجال أخيار.
[وصول الأمير قجليس الملكي]
892 -
وفي يوم الأحد منتصف شهر رمضان وصل الأمير سيف الدين قجليس الملكي، الناصري، إلى دمشق من بلاد الشمال، وكان بين خروجه من دمشق ودخوله إليها في هذه السفرة أربعة أشهر وأيام، وأقام بدمشق قليلا، وتوجّه إلى القاهرة المحروسة، وكان مقدّما على الجيش الذين اجتمعوا معه، وهم: الأمير سيف الدين كجكن بمن معه من الأمراء والجند من دمشق، والأمير شهاب الدين قرطاي نائب طرابلس ومن معه من عسكر طرابلس، ودمشق، وحمص، وهم طائفة ممّن كان مجرّدا بسيس، وساقوا خلف مهنّا وأولاده وأمرائه، وهم اثنان وسبعون أميرا، وأخرجوهم من الشام إلى عانة والحديثة. وحصل للجيش حرّ وعطش في هذه السفرة في البرّيّة، وسلّم الله تعالى.
[سفر ناظر الدواوين بدمشق إلى غزّة]
وسافر الصاحب شمس الدين ناظر الدواوين من دمشق في شهر رمضان للاحتياط على ما يتعلّق بالجاولي نائب السلطنة بغزّة، فغاب أياما وعاد إلى دمشق ووصل إليها يوم الثلاثاء السابع عشر من رمضان، وولي غزّة الأمير حسام الدين لاجين المعروف بالصغير، متولّي البرّ كان بدمشق من مدّة سنين، وتوجّه إلى غزّة عقيب الجاولي.
[وفاة الأمير بدر الدين دلادمر]
893 -
وفي يوم الإثنين السادس عشر من شهر رمضان توفي الأمير الأجلّ، بدر الدين، أبو أحمد، دلادمر
(1)
بن عبد الله عتيق الأمير سيف الدين بكتمر الساقي بحوران، بقرية اسمها طيرة بريد، ودفن هناك.
وله من العمر ثلاثة
(2)
وسبعون سنة تقريبا.
سمع من عبد الله بن علاّق المصري، وروى عنه، /338 أ/وكان رجلا جيّدا، معروفا بالديانة والأمانة، وعنده فضيلة وكفاية، ويكتب خطّا حسنا، وله كتب يطالع فيها، وكان أستاذ دار الأمير علاء الدين طيبغا السلحدار.
= العصر 5/ 659،660 رقم 1991، والدرر الكامنة 4/ 474،475 رقم 1304 وفيه وفاته سنة 736 هـ.، وتاريخ حوادث الزمان (بتحقيقنا) 2/ 579 - 582 رقم 706، وتاريخ ابن الوردي 2/ 300، وتذكرة النبيه 2/ 234، ودرّة الأسلاك ج 2/ورقة 275.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
الصوا: «ثلاث» .
[وفاة شرف الدين المرحّل بابن المرحّل]
894 -
وفي يوم الأربعاء الثامن عشر من رمضان توفي الشيخ الصالح شرف الدين، محمد بن بدر الدين محمد بن عبد القادر، المعروف بابن المرحّل
(1)
، ودفن يوم الخميس بمقبرة الباب الصغير.
وكان رجلا مباركا، مواظبا على تلاوة القرآن، منقطعا عن الناس، مأمون الروايات.
[وفاة الصدر فخر الدين أبي الهدى المصري]
895 -
وفي يوم الخميس تاسع عشر شهر رمضان توفي الشيخ الصدر، الأصيل، فخر الدين، أبو الهدى، أحمد بن إسماعيل بن علي بن محمد بن الجبّاب
(2)
المصريّ، ودفن بالقرافة.
سمع من عبد الرحمن بن مكي سبط السلفي «جزء الذهلي» (. . .)
(3)
، والأول والثاني من «حديث ابن شيبان» ، وأربعة أجزاء من حديث (. . .)
(4)
والخامس، والسادس والسابع والتاسع، وحدّث (. . . .)
(5)
.
ومولده لسبع بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وستماية.
كتب إليّ بوفاته أبو بكر الرحبيّ.
وكان صدرا كبيرا من صدور المصريّين من بيت مشهور.
[وفاة علم الدين علم بن محمود الحرّاني]
896 -
وفي يوم الأحد التاسع والعشرين من شهر رمضان توفي الشيخ الصالح، علم الدين، أبو محمد، علم بن محمود بن عمر الحرّاني
(6)
، الحنبليّ، ودفن يوم الإثنين يوم عيد الفطر، بالقرب من قبّة الشيخ رسلان خارج باب توما.
وكان رجلا مباركا، مواظبا على تلاوة القرآن، كثير السكون، متواضعا. سمع الحديث، وأسمع أولاده، وناب في الخطابة ببيت لهيا عن صهره فخر الدين العجلوني.
وحفظ «العمدة» في الفقه للشيخ (. . .)
(7)
و «العمدة» في الأحكام للحافظ عبد الغني، وعرضهما على الشيخ شمس الدين الحنبليّ.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
انظر عن (ابن الجبّاب) في: الدرر الكامنة 1/ 106،107 رقم 294، والسلوك ج 2 ق 1/ 212.
(3)
طمس مقدار كلمتين.
(4)
طمس مقدار كلمة واحدة.
(5)
طمس مقدار كلمة واحدة.
(6)
لم أجد له ترجمة.
(7)
طمس مقدار كلمتين.
ومولده تقريبا في سنة خمس وأربعين وستماية بحرّان.
شوّال
[وفاة شرف الدين محمد المعروف بابن النشو]
897 -
في ليلة الأربعاء الثالث من شوال توفي الشيخ شرف الدين، أبو الفتح، محمد بن عبد الرحيم بن عباس بن أبي الفتح بن عبد الغني بن أبي محمد بن خلف بن إسماعيل القرشي، المعروف بابن النشو
(1)
، وصلّي عليه عقيب ظهر اليوم المذكور بجامع دمشق، /338 ب/ودفن بمقبرة الباب الصغير.
ومولده في ليلة الخميس تاسع عشر جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين وستماية بالقرافة الصغرى.
وكان رجلا جيدا، حسن الشكل، عنده أمانة ومعرفة، وسافر في التجارة إلى بغداد وديار مصر. وكان له ملك. وأسمعه خاله الشيخ برهان الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الغني القرشي ابن النشو بالقاهرة من ابن رواج، ويوسف الساوي، وفخر القضاة بن الجبّاب، والشيخ بهاء الدين ابن الجمّيزي، وغيرهم. وسمع بدمشق أيضا. وخرّج له فخر الدين ابن البعلبكيّ «مشيخة» في أربعة أجزاء عن نحو عشرين شيخا، قرأتها عليه. ومن الأجزاء التي تفرّد بها بدمشق وقرئت عليه مرارا كتاب «المحدّث الفاصل» للرامهرمزيّ سبعة أجزاء، و «نسخة وكيع بن الجرّاح» ، و «حديث إسماعيل الصفّار» عن الصّغاني، والدوري، و «مجلس ابن ميلة» ، و «مسند عائشة» رضي الله عنها، للمروزي، والأجزاء الثلاثة من «المحامليّات» السادس والسابع والثامن والتاسع من «المزكيّات» ، وغير ذلك.
[وصول الماء إلى قناة جامع الكريمي]
وفي العشر الأول من شوال وصل الماء إلى القناة والجامع الكريمي بالقبيبات ظاهر دمشق، وكان الواقف اشترى له حجر ما مزيّ من نهر داريّا بخمسة وأربعين ألفا، وبنى قناة وأجراه فيها، ومرّ به على كفر سوسية. ولما وصل الماء حصل للناس به نفع كثير، وكثر الأنس بهذه الجهة وقصدها الناس للراحة والتفرّج، وانتفع الناس
(1)
انظر عن (ابن النشو) في: ذيل تاريخ الإسلام 176،177 رقم 562، وذيل العبر 114، والإعلام بوفيات الأعلام 304، والمعين في طبقات المحدّثين 233 رقم 2385، ومعجم شيوخ الذهبي 514،515 رقم 764، والوافي بالوفيات 3/ 248 رقم 1268، وأعيان العصر 4/ 511،512 رقم 1618، وذيل التقييد 1/ 155 رقم 262، والدرر الكامنة 4/ 10 رقم 22، والدليل الشافي 2/ 236 رقم 2186، والمنهل الصافي 10/ 112 رقم 2194، وشذرات الذهب 6/ 53.
بالحوض الكبير المبنيّ قبالة الجامع المذكور، وشرب منه الناس والدوابّ والمسافرون وأهل المكان
(1)
.
[وفاة الزين الحلبي]
898 -
وفي يوم الأربعاء عاشر شوال توفي الزين الحلبي
(2)
، المقرئ على الجنائز.
[خروج المحمل السلطاني]
وفي يوم الخميس الحادي عشر من شوال خرج المحمل السلطاني من دمشق إلى الحجاز المبارك، وأمير الركب الأمير صلاح الدين ابن الملك الأوحد بن الزاهر بن
(3)
صاحب حمص، وتوجّه في هذه السنة الأمير زين الدين كتبغا الحاجب، والأمير ناصر الدين الدوادار السيفي، ومن القضاة والعلماء الإمام قاضي القضاة شرف الدين ابن البارزي قاضي حماه، والشيخ كمال الدين ابن الزّملكاني، والقاضي شمس الدين ابن/339 أ/العزّ الحنفي، والخطيب معين الدين ابن المغيزل خطيب حماه، والقاضي عزّ الدين ابن قاضي القضاة تقيّ الدين الحنبلي، والقاضي نور الدين السخاوي المالكي، وهو قاضي الركب. ومن الصدور والأعيان الشيخ علاء الدين ابن غانم، والقاضي قطب الدين ابن شيخ السلامية، والقاضي بدر الدين بن العطار، وفخر الدين ابن محبوب، وشهاب الدين ابن نجم الدين ابن هلال، ومن الفقهاء ورواة الأحاديث النبوية الشيخ عفيف الدين ابن المجد عبد الله إمام التربة الظاهرية، والشيخ زين الدين أبو بكر مدرّس القليجية، وعزّ الدين عبد الرحمن بن الشيخ عز الدين إبراهيم بن عبد الله بن الشيخ أبي عمر، وشهاب الدين ابن الحلبية المقرئ، ومحبّ الدين ابن المحبّ الحنبلي المحدّث
(4)
.
[من حجّاج الديار المصرية هذا العام]
وحجّ من الديار المصرية في هذه السنة قاضي القضاة شمس الدين الحنفي ابن الحريري، وقاضي القضاة تقيّ الدين أحمد بن عمر الحنبلي، والشيخ مجد الدين حرمي، والشيخ فخر الدين التركماني الحنفي، والقاضي شرف الدين عيسى المالكي، وهو قاضي الركب المصري، وخلق كثير.
كتب إليّ أبو بكر الرحبي يذكر أنه منذ خمسين سنة ما خرج من القاهرة ركب
(1)
خبر وصول الماء في: البداية والنهاية 14/ 97.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
الصواب: «ابن» .
(4)
خبر خروج المحمل في: البداية والنهاية 14/ 97.
مثل هذا الركب، وكان في ركبهم محامل كثيرة، قيل إنها كانت سبعة وعشرين محملا
(1)
.
[اكتمال حمّام ابن المهمندار]
وكمل الحمّام الذي بالقرب من خان السلطان خارج باب توما ظاهر دمشق، ودخله الناس في نصف شوال. وهذا الحمّام ابتدأ بعمارته ناصر الدين ابن المهمندار ومات، فاشتراه، وكمل عمارته الأمير سيف الدين الجي بغا العادلي، وهو حمّام كبير فسيح، فيه ثلاثون جرنا، ويشتمل على أربع مقاصير، وأوجر
(2)
في كل يوم بخمسة وعشرين درهما
(3)
.
[وفاة أمين الدين ابن سالم الأسدي]
899 -
وفي يوم السبت السابع والعشرين من شوال توفي الشيخ الصالح، أمين الدين، أبو عبد الله، محمد بن أبي بكر بن إبراهيم بن هبة الله بن طارق بن سالم الأسدي
(4)
، الحلبي، النحاس بالمدرسة القليجية بدمشق، وصلّي عليه بجامع دمشق بين الصلاتين، ودفن بمقابر الصوفية.
وسألته عن مولده، فقال: أخي أيوب أكبر منّي بخمس سنين، وأنا أكبر من أخي إسحاق بخمس سنين. /339 ب/وكان مولد أيوب في سنة سبع عشرة وستماية.
وكان شيخا صالحا، سليم الصدر، كثير الخير، قليل الشرّ، وعمّر، وترك التجارة، ولازم الجامع، وكان يحضر إليه بنفسه، ثم ضعف فصار يقاد، ثم ضعف فصار يحمل.
وذكر لي أنه لم يتزوّج قطّ ولا تسرّى ولا احتلم (إلاّ)
(5)
في النوم، وحجّ مرّات، منها مرة في سنة خمس وأربعين وستماية على طريق الديار المصرية، وسمع في هذه السفرة بحماه من صفيّة القرشيّة، وبالقاهرة من يوسف الساوي، وابن
(1)
خبر الحجّاج في: البداية والنهاية 14/ 97.
(2)
الصواب: «وأجّر» .
(3)
خبر الحمّام في: البداية والنهاية 14/ 97.
(4)
انظر عن (الأسدي) في: ذيل تاريخ الإسلام 177،178 رقم 563، وذيل العبر 115، والإعلام بوفيات الأعلام 304، والمعين في طبقات المحدّثين 233 رقم 2386، ومعجم شيوخ الذهبي 595،596 رقم 884، والتذييل على دول الإسلام 2/ 228، والوافي بالوفيات 2/ 265 رقم 886، وأعيان العصر 4/ 354،355 رقم 1524، والدرر الكامنة 3/ 399، 400 رقم 1063، والدليل الشافي 2/ 582 رقم 1997، والمنهل الصافي 9/ 237 رقم 2005.
(5)
كتبت فوق السطر.
الجمّيزي، وغيرهما، وبمكة من شعيب الزعفراني، وشرف الدين المرسي. وسمع بحلب من يوسف بن خليل، والضياء صقر. وكان قليل السماع، وأجازه في سنة اثنتين وأربعين وستماية الكاشغري، وابن الخازن، وابن النخال، وإبراهيم بن الخيّر، وابن النجار، وابن الوليد، والصغاني صاحب «مشارق الأنوار» ، وجماعة. ومن الأجزاء التي تفرّد بها بالسماع بدمشق «الأربعون السلفية» ، و «الأربعون الثقفية» ، و «مشيخة ابن الجمّيزي» ، و «الثمانون» للآجرّي، و «المنامات» للبرداني، و «الأسلاف» للمسيّبي، و «جزء لوين» ، وخرّج له فخر الدين البعلبكي «مشيخة» وحدّث بها مرات.
[وفاة شهاب الدين ابن أبي بكر الحنفي]
900 -
وفي يوم السبت السابع والعشرين من شوال توفي شهاب الدين، أحمد بن علي بن أبي بكر الحنفي، المعروف بابن الفرّاش
(1)
، ودفن بسفح قاسيون.
وكان يشهد على باب المدرسة الزنجيلية خارج باب توما، وصار نقيبا لقاضي القضاة حسام الدين الحنفيّ.
[وفاة جمال الدين محمد المعروف بابن الجوخي]
901 -
وفي يوم السبت السابع والعشرين من شوال توفي جمال الدين، محمد بن الصدر بدر الدين أحمد بن الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد بن محمود، المعروف بابن الجوخي
(2)
، ودفن بسفح قاسيون، وفجع به والده. وكان مريضا عند موته فحمل في الجنازة في محفّة، وتألّم الناس لهما.
وكان حفظ الكتاب العزيز وأمّ به في صلاة التراويح، وحفظ شيئا من النحو، وكان فيه نباهة وذكاء ورياسة.
مات في السنة الرابعة عشرة من عمره، ولم يبلغ مبلغ الرجال.
[وفاة شرف الدين عبد الرحيم ابن العجمي]
902 -
وفي يوم عيد الفطر توفي الشيخ شرف الدين، أبو طالب، عبد الرحيم بن محيي الدين محمد بن الشيخ الإمام شرف الدين أبي طالب عبد الرحمن بن عبد الرحيم /340 أ/ابن عبد الرحمن بن الحسن بن العجمي
(3)
، الحلبي بحلب.
وهو في عشر الثمانين.
وله حضور على يوسف بن خليل الحافظ، وجد له عليه «جزء محمد بن
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
انظر عن (ابن العجمي) في: الدرر الكامنة 2/ 361 رقم 2406، وتذكرة النبيه 2/ 109، ودرّة الأسلاك 2/ورقة 222.
عاصم»، و «أحاديث أبي عمرو السّقطي» ، و «حديث بكر بن بكار» ، و «حديث الأزرق» ، والثالث من «الإخشيديّات» ، و «رباعيّات الصحابة» من تخريجه، وسمع من ضياء الدين صقر، ومن جدّه الشيخ شرف الدين ابن العجمي، وحدّث، وسمع منه الطلبة. وكان من بيت كبير، وأسره التتار، وبقي عندهم مدّة، ثم عاد إلى بلده.
كتب إليّ بتاريخ موته زين الدين ابن حبيب.
ذو القعدة
[وفاة بدر الدين حسن بن عمر المهندس]
903 -
وفي يوم الجمعة العاشر من ذي القعدة توفي، بدر الدين، حسن بن المعلّم عمر المهندس
(1)
، الساكن بالعقيبة ظاهر دمشق، ودفن آخر النهار بتربة له في طرف مقبرة باب الفراديس.
وكان مهندسا في خدمة السلطان، وطلبه السلطان الملك الناصر إلى القاهرة بسبب عمائر له، وصار له عنده منزلة، وأقطعه إقطاعا، وصار جنديّا.
[وفاة نجم الدين عبد الملك بن عبد القاهر ابن تيميّة]
904 -
وفي يوم الثلاثاء الرابع عشر من ذي القعدة توفي الشيخ نجم الدين، أبو محمد، عبد الملك ابن الشيخ فخر الدين عبد القاهر ابن الشيخ الإمام الخطيب سيف الدين عبد الغني ابن الشيخ الإمام، العلاّمة، الخطيب، فخر الدين أبي عبد الله محمد بن أبي القاسم بن محمد بن تيمّية
(2)
الحرّانيّ، فجأة بحمّام الكمالي داخل باب الجابية بعد خروجه من الحمّام، وغسّل في الحمّام المذكور، وصلّي عليه بجامع دمشق بين الصلاتين، ودفن بمقابر الصوفية عند أهله.
ومولده بحرّان في ليلة الثلاثاء قريب ثلث الليل الأول السابع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ستّ وأربعين وستماية.
وكان رجلا جيّدا من بيت علم ودين، وكان يجلس مع الشهود بمسجد الصاغة العتيقة مدّة طويلة. وكان شيخا بخانكاه القصر ظاهر دمشق، وفي أواخر عمره انقطع عن ذلك، وسمع الحديث من ابن عبد الدائم، وابن أبي اليسر، وغيرهما. وروى «جزء ابن عرفة» مرات، وروى بالإجازة عن الأغرّ بن العلّيق، ويحيى بن قميرة، وعبد العزيز بن الزبيدي، وجماعة.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
انظر عن (ابن تيمية) في: معجم شيوخ الذهبي 334،335 رقم 479، والدرر الكامنة 2/ 415 رقم 2520.
[وفاة أبي الطاهر ابن أبي المكارم المرداوي]
905 -
وفي ليلة الثلاثاء سابع ذي القعدة توفي الشيخ الصالح، أبو الطاهر/ 340 ب/ابن يوسف بن أبي الطاهر بن محمد بن أحمد بن أبي المكارم المرداوي
(1)
بالقدس الشريف، ودفن بمقبرة الساهرة.
وكان رجلا جيّدا من أهل القرآن، وخرج من قريته إلى حضور غزوة أرسوف في سنة ثلاث وستين وستماية، ورجع من الغزاة، وسكن الصالحية ظاهر دمشق، وأقام بالمدرسة الضيائية خمسا وعشرين سنة، وقرأ القرآن، وسمع الحديث من جماعة، وكان مختصّا بالشيخ شمس الدين ابن الكمال، وكان يمشي مع ولده يسمعه الحديث على الشيوخ، وأجاز له من بغداد الشيخ يحيى الصرصري وجماعة، ثم عاد إلى قريته، وأقام بالقدس في أواخر عمره، ورتّب إماما للحنابلة بالمسجد الأقصى.
ومولده في سنة ثمان وأربعين وستماية تقريبا. ومن الشيوخ الذين سمع منهم بدمشق البدر عمر الكرماني، وابن أبي اليسر، وابن النابلسي، وابن هامل.
[وفاة قاضي القضاة ابن مجلّي الدنيسري]
906 -
وفي يوم الجمعة آخر جمعة من ذي القعدة توفي قاضي القضاة، شمس الدين، أبو الفضل، عبد الله ابن قاضي القضاة مهذّب الدين أبي المعالي محمد بن سليمان بن مجلّي الدنيسري
(2)
، ثم المارديني. بماردين، ولّي قضاء ماردين عقيب موت والده في ربيع الأول سنة ستّ وستين وستماية، فبقي قاضيا خمسة
(3)
وخمسين سنة وأشهرا، وبقي أبوه قبله في منصب القضاء خمسة
(4)
وثلاثين سنة.
وكان والده من أهل دنيسر، وحجّ القاضي شمس الدين المذكور ثلاث مرات، سنة إحدى وثمانين، وسنة ستّ وسبع ماية، وسنة خمس عشرة وسبعماية، ودخل بغداد مع صاحب ماردين.
وهو شيخ حسن، كريم النفس، له حرمة ومكانة، وعليه سكينة ووقار. سمع من والده، ومن الصاحب شرف الدين إسماعيل بن أبي سعد الآمدي، وابن التيتي، وسمع منه كثيرا، وله نوّاب في البلد المضافة إلى ماردين، مثل دنيسر، ورأس عين، ونصيبين، والهتاخ، وجملين، والصور، وغير ذلك. وكانت له جامكية وجراية كل شهر نحو ألفي درهم، وولّي القضاء بعده ولده القاضي مهذّب الدين محمد. ولما
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
انظر عن (الدنيسري) في: الدرر الكامنة 2/ 290 رقم 2209.
(3)
الصواب: «خمسا» .
(4)
الصواب: «خمسا» .
ورد دمشق في الحجّة الثالثة، /341 أ/اجتمعت به غير مرة، وكتبت عنه قصيدة في الخلفاء نظم ابن التيتي المذكور، سمعها منه.
[وفاة الأمير جمال الدين آقش الجلباني]
907 -
وفي آخر يوم من ذي القعدة توفي الأمير جمال الدين آقش
(1)
الجلبّاني بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودفن بالبقيع.
وسبب موته أنّه وقع من مصطبة فانفلق رأسه وتعذّر سفره مع الركب، فبقي بعدهم بالمدينة أربعة أيام، ومات.
وكان رجلا جيّدا.
وهو صهر شيخنا شمس الدين ابن الزين المقدسي، وكان ساكنا في الموضع الذي كان به بدير الحوراني، بسفح جبل قاسيون، بالقرب من المدرسة الصاحبية.
وحجّ معه في هذه السفرة الشيخ شهاب الدين ابن الحلبية المقرئ.
ذكر لي أنه قصده في ذلك وعزم عليه، وأنه اعتذر إليه بأمور فأزال أعذاره، ووفى دينه. ولما وقع وتركوه بالمدينة أوصى بخدمته وتكميل حجّه، وإعادته إلى أهله، رحمه الله تعالى.
ذو الحجّة
[وفاة شهاب الدين أحمد بن التليل]
908 -
وفي يوم الأحد رابع ذي الحجّة توفي شهاب الدين، أحمد بن التليل
(2)
بقرية جرمانا، وصلّي عليه العصر بجامع العقيبة، ودفن بسفح قاسيون.
وكان شيخا بلغ السبعين.
وخدم الفقراء بنفسه وماله، وكان ورث من أبيه ثلاثماية ألف درهم أنفقها كلّها.
وكان عليه وقف بجرمانا وغيرها. وكان يلبس زيّ الفقراء العسلي وغيره، ويصحب تقيّ الدين ابن تمّام، والشيخ مظفّر المزّي.
[كسوف القمر]
وفي ليلة الخميس منتصف الشهر كسف معظم القمر في وسط الليل، وصلّى الخطيب صلاة الكسوف، وخطب، ونودي في مواذن الجامع، واجتمع جماعة، وأقيمت هذه السنة.
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
لم أجد له ترجمة.
[وفاة أبي بكر بن حسن الحريري]
909 -
وفي ليلة الأربعاء رابع عشر ذي الحجة توفي الشيخ الصالح، أبو بكر بن الشيخ حسن بن الشيخ علي الحريري
(1)
، ودفن يوم الأربعاء بمقبرة أهله بقرية بسر بحوران.
وقارب السبعين من العمر.
وكان رجلا مباركا، مشكور السيرة، وصلّي عليه بجامع دمشق يوم الجمعة سلخ الشهر المذكور.
[ذبح بوّاب الخانكاه الفخرية بالقدس]
وفي العشر الأول من ذي الحجّة دخل إلى الخانكاه الفخرية بالقدس في ليلة مظلمة إلى بيت الطواشي البوّاب بها/341 ب/فذبح، وأخذ من بيته أكثر من سبعة عشر ألف درهم.
وهو من غلمان صاحب الخانكاه القاضي فخر الدين ناظر الجيوش بالديار المصرية، ومسك جماعة من الصوفية وغيرهم وحبسوا، وعوقب جماعة، وحصل للناس ألم شديد بسبب هذه الواقعة.
[وفاة قاضي القضاة كمال الدين ابن أبي جرادة الحلبي]
910 -
وفي ليلة الأربعاء رابع عشر ذي الحجة توفي قاضي القضاة، كمال الدين، أبو حفص، عمر بن
(2)
شيخنا قاضي القضاة عزّ الدين عبد العزيز بن الصدر الكبير محيي الدين محمد بن قاضي القضاة نجم الدين أبي الحسن أحمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن أبي جرادة
(3)
الحلبي، الحنفيّ بحلب، وكانت جنازته حفلة، حضرها نائب السلطنة ماشيا، وأعيان الدولة.
ومولده في سنة ثلاث وسبعين وستماية.
وكان صدرا كبيرا، محتشما، ولّي قضاء حلب مدّة، وكان له بها تداريس وأنظار ومناصب، وقام بذلك جميعه بعده ولده قاضي القضاة ناصر الدين محمد قاضي حماه، نقل من حماه إلى حلب.
[وفاة المقرئ محمد بن عبد الخالق القرشي]
911 -
وفي ليلة السبت الرابع والعشرين من ذي الحجّة توفي الشيخ الصالح،
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
الصواب: «ابن» .
(3)
انظر عن (ابن أبي جرادة) في: السلوك ج 2 ق 1/ 213، والدرر الكامنة 3/ 171،172 رقم 402.
المقرئ، أبو عبد الله، محمد بن عبد الخالق
(1)
بن عبد الله بن يوسف
(2)
بن عون القرشي، البياني، الدمشقي، وصلّي عليه يوم السبت بعد الظهر بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الباب الصغير عند والده قبالة زاوية الشيخ عامر اليونسي، وشهده جمع كبير.
وكان رجلا صالحا، مشهورا بالخير واللطف والجودة والبرّ. وممّا وصف به أنه كان لا يغتاب أحدا ولا يسمع الغيبة، وأنه كان يلتقي الحجّاج في كل سنة بهديّة ويفرّقها على من يعرف ومن لا يعرف. وكان إماما برباط الشيخ أبي البيان، وله حلقة مصدّرة بجامع دمشق.
وسمع من أبي الفضل إسماعيل بن أحمد بن الحسين العراقي، وروى عنه.
وسألته عن مولده فقال: في ليلة الحادي عشر من شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين وستماية بدمشق.
[وصول مجد الدين السلامي للوساطة بين السلطان وملك التتار]
وفي يوم الأربعاء الحادي والعشرين من ذي الحجة وصل إلى دمشق مجد الدين إسماعيل بن محمد بن ياقوت السلامي، التاجر من المدينة السلطانية، وخرج لتلقّيه جماعة من الجند، ونزل بدار السعادة فأقام يوما وتوجّه إلى القاهرة/342 أ/على البريد واشتهر أنه ورد في صلح بين سلطان المسلمين وبين ملك التتار، وأنه وصلت على يده هدية جليلة فيها خركاه مجوهرة، وأشياء من آلات الجند، وخيمة سقلاط، ومماليك ترك، وجواري، وجمال بخاتي، وقماش نفيس. وخوذة مكتوب عليها أكثر الختمة الشريفة، وغير ذلك.
وكان وصول الهدية إلى دمشق بعده بنحو نصف شهر
(3)
.
[قتل مجد الدين إسماعيل بن إسحاق ابن قاضي الرحبة]
912 -
وفي صبيحة يوم الثلاثاء السابع والعشرين من ذي الحجة وجد مجد الدين، إسماعيل ابن القاضي نجم الدين إسحاق بن إسماعيل بن
(4)
قاضي الرحبة مقتولا تحت جسر باب السلامة ظاهر دمشق، وجدت جثّته بغير رأس فأخرجت، وعرف أنها جثّته بعلامات فيه، وتبيّن أنّ قاتله شابّ نصرانيّ لحّام اسمه يعقوب، كان يعاشره، فمسك واعترف، وسئل عن رأسه وثيابه، فقال: رميتها في الماء. وغسّلت جثّته وكفّنت، وصلّي عليها، ودفنت بمقابر باب الصغير عند والده بتربة الشيخ تاج الدين، رحمه الله.
(1)
انظر عن (ابن عبد الخالق) في: معجم شيوخ الذهبي 509،510 رقم 756.
(2)
في الأصل: «سيف» ، والتصحيح من معجم الشيوخ.
(3)
خبر الوساطة في: البداية والنهاية 14/ 97.
(4)
الصواب: «ابن» .
ثم وجد الرأس في الماء قريبا من الموضع الذي وجدت فيه الجثّة بعد ثلاثة عشر يوما، وجده صيّاد يصطاد السمك فأحضره إلى الوالي، ودفن يوم عاشوراء على الجثّة.
وكان، رحمه الله، فقيها بالمدارس، وحفظ «التنبيه» ، وكان يجلس مع الشهود.
ومولده في سنة ثمانين وستماية.
وقتل قاتله النصرانيّ المذكور في الثالث والعشرين من صفر من السنة الآتية، وإنّما أخّر هذه المدّة لأجل غيبة أخي المقتول شهاب الدين أحمد، فلما حضر من الرحبة وطالب بقتله حكم بقتله، وبعد القتل أحرقه العوامّ، ولم يمكن منعهم من ذلك.
[وفاة نجم الدين محمد بن العنزي الحموي]
913 -
وفي يوم الأربعاء الثامن والعشرين من ذي الحجة توفي الشيخ العدل، نجم الدين، محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن العنزي
(1)
، الحمويّ بحماه، وحضر جنازته خلق كثير.
وخلّف ثلاثة أولاد صغار، وكان عدلا مشهورا ببلده.
[وفاة المقرئ عماد الدين ابن منصور الأنصاري]
914 -
وفي ليلة الأحد الخامس والعشرين من ذي الحجة توفي الشيخ الفاضل، المقرئ، المسند، عماد الدين، أبو عبد الله، محمد ابن الشيخ الإمام، العالم، المقرئ، /342 ب/تقيّ الدين، أبي يوسف، يعقوب بن بدران بن منصور بن بدران بن منصور الأنصاري، الدمشقيّ المولد، القاهريّ المنشأ، المعروف بابن الجرائدي
(2)
، بالمارستان بالقدس الشريف، وصلّي عليه بالمسجد الأقصى، ودفن بمقبرة ماملا.
ومولده في الثالث شهر ربيع الآخر سنة تسع وثلاثين وستماية بدمشق.
وسمع من ابن الجمّيزي، وسبط السلفي، والحافظين زكيّ الدين عبد العظيم، ورشيد الدين العطار، وروى عنهم، وسافر، ودخل اليمن، وحجّ، وله محفوظات،
(1)
لم أجد له ترجمة.
(2)
انظر عن (ابن الجرائدي) في: ذيل تاريخ الإسلام 187،188 رقم 603، والإعلام بوفيات الأعلام 304، والعين في طبقات المحدّثين 233 رقم 2387، ومعجم شيوخ الذهبي 588، 589 رقم 873، وأعيان العصر 5/ 307،308 رقم 1821، والوافي بالوفيات 5/ 225، والدرر الكامنة 286،287 رقم 807.
واشتغل بالعلم، وقرأ القراءآت على الشيخ كمال الدين الضرير، وروى الشاطبية، عن أصحاب ناظمها، وكان يحفظها، وعنده طرف من الحساب والجبر والمقابلة والنحو، وكتب الخط والمنسوب.
وقدم علينا دمشق في سنة سبع وسبع ماية، وأقام مدّة سنين، ثم إنّه توجّه إلى القدس الشريف وأقام به إلى أن مات، رحمه الله تعالى.
[الحجّ هذا العام]
وكان الحج في هذه السنة طيّبا اجتمع فيه خلق عظيم، ووقف الناس بعرفة يوم الجمعة بلا خلاف، وحضر الموقف عالم كبير من البلدان.
قال الشيخ رضيّ الدين إبراهيم بن الطبري إمام المقام الشريف: من عمري أحجّ، ولم أر مثل هذه الوقفة.
ووصل في كتب بعض الجماعة أنه مع كثرة الناس أبيع الشعير الكيل بأربعة عشر وخمسة عشر وأكثر، وأول من قدم مكة القاضي فخر الدين ناظر الجيش وصل في الثاني عشر من ذي القعدة، وكان خروجه من القاهرة في السادس عشر من شوال، فتوجّه أولا إلى القدس الشريف وسافر منه على الطريق الشاميّ. وهو الذي أخبر بمسك الجاولي
(1)
.
[وصول الأمير أرغون نائب السلطنة ومعه الأمير رميثة]
وفي الثالث والعشرين من ذي القعدة وصل نائب السلطنة الأمير سيف الدين أرغون هو وبيته وأولاده ومماليكه، ومعه الأمير رميثة بن أبي نميّ، وتألّم لذلك أهل مكة، لكنّ أمر مكة إلى أخيه عطيفة وهو مشكور السيرة، وأهل مكة يحبّونه لعدله، وجاء إلى مكة في هذه السنة من اليمنيّين والكارم
(2)
خلق كثير بسبب عدله.
[إقامة سنن الحجّ]
وأقيم في هذه السنة من سنن الحجّ أنهم صلّوا/343 أ/الصلوات الخمس بمنى، وأقاموا بها إلى أن أشرقت الشمس، وصلّى جماعة الظهر والعصر يوم عرفة بنمرة، وخطب خطيب مكة بها بحضور نائب السلطنة وجماعة، ووقف الناس بعرفة إلى بعد دخول وقت المغرب، ومشى نائب السلطنة من مكة إلى عرفات.
وحضر الركب العراقيّ في تجمّل كثير ومعهم محمل عليه ذهب كثير وفيه لؤلؤ
(1)
خبر الحج في: البداية والنهاية 14/ 97،98.
(2)
الكارم: مجموعة من التجار المسلمين، كانوا يقومون بنقل السلع التجارية القادمة من الشرق الأقصى-الهند والصين-عبر اليمن ومصر.
وجوهر قوّم بماية تومان ذهب، فحسبنا ذلك بمايتي ألف دينار وخمسين ألف دينار من الذهب المصريّ
(1)
.
وبلغنا أنّه لما وصلوا به من المدينة السلطانية إلى بغداد أنزلوه بالمدرسة المستنصرية ونودي بين يديه: من أراد الحج في سبيل السلطان بن السلطان الملك الناصر، والسلطان بن السلطان أبي سعيد بن خربندا. ومن الحجّاج مع الركب العراقيّ خال السلطان أبي سعيد، وغياث الدين صاحب هراة، وهو أمير الركب، وأخو شحنة بغداد، ومن خراسان صدر الدين ابن حمّويه، ومن كرمان عماد الإسلام، ومن بغداد جمال الدين ابن العاقولي، ونور الدين الحكيم، ومن واسط تقيّ الدين عبد المحسن
(2)
.
[وصول الركب الشاميّ]
ووصل الجماعة الذين معهم الشعير والدقيق والرمّان وغير ذلك إلى الركب الشاميّ، إلى رأس عقبة الأخيضر، وأبيع الشعير بتبوك الكيل بأربعة وبخمسة، وكان قبل ذلك بليلتين أبيع بسبعة عشر درهما، ولم يجد الركب الشاميّ في الرجعة في المفازة بين العلاة
(3)
وتبوك ماء، لكن حصل من البرد ما أغنى عنه، ولله الحمد.
آخر المجلّد الثاني من التاريخ المسمّى بالمقتفي
تأليف الحافظ علم الدين ابن البرزالي
يتلوه في الثالث سنة إحدى وعشرين وسبع ماية.
والحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين صلاة دائمة إلى يوم الدين.
ووافق الفراغ من كتابته في خامس شهر ربيع الآخر سنة إحدى وعشرين وسبعماية على يد العبد الفقير إلى رحمة ربّه.
محمد بن محمد بن علي الأنصاريّ
(4)
،. . . . . . . . . . . . . . .
(1)
في التذييل على دول الإسلام: «بألف ألف دينار مصرية» .
(2)
خبر سنن الحج في: التذييل على دول الإسلام 2/ 228، والبداية والنهاية 14/ 98.
(3)
في الأصل: «العلا» .
(4)
هو المحدّث العالم، الأمين، مجد الدين، أبو عبد الله، محمد بن محمد بن علي الأنصاري، الدمشقي، المعروف بابن الصّيرفي، سبط المحتسب ابن الحبّوبي، قال الصفدي: كان شابا متواضعا ساكنا، نسخ للناس ولنفسه، وعمل المعجم، وجلس مع الشهود. .، وكان له نظم، عاش أبوه بعد موته نحوا من عشر سنين. وتوفي في شهر رمضان سنة 722 هـ. وقال الذهبي: ولد سنة 661 وطلب بنفسه، وكتب الأجزاء، وخرّج معجما متقنا، ونسخ الكثير للناس، وخطّه
عرف بابن الحبّوبيّ
(1)
(قوبل هذا المجلّد والذي قبله مع جامعه في مجالس آخرها ثامن ربيع الآخر سنة إحدى وعشرين وسبع ماية بدمشق، والحمد لله وحده.
كتبه القاسم بن محمد البرزاليّ).
(2)
.
وفي الصفحة الأخيرة من هذا المجلّد كتب بخط مختلف، ما يلي:
/343 ب/ «لما حضر بشتاك، وطاجار إلى دمشق، وبرسبغا، وتتمّة عشرة أمراء، عرضوا حواصل تنكز
(3)
وأخرجوا ذخائره وودائعه، وتوجّه بشتاك إلى مصر ومعه من مال تنكز ثلاث ماية ألف وستة وثلاثون ألف دينار مصرية، وألف ألف وخمس ماية ألف درهم، وجواهر مثمّنة، وقطع غريبة، ولؤلؤ غريب الحبّ، وأطرار سركس
(4)
، وكلوتات زركش، وحوائص ذهب بجامات مرصّعة، ومن القماش ما كان جملته من ثمان ماية حمل.
وأقام بعده
(5)
برسبغا، وتوجّه بعد ذلك بما استخلص من بقايا أموال تنكز.
= معتبر حسن. . استعان على معجمه بالطلبة. (المعجم المختص)، وقال ابن حجر: ورأيت بخطه، أسماء الصحابة للذهبي نسخة بخطه، ومات قبل الذهبي بمدّة، وهو أسنّ منه وأقدم سماعا. (الدرر الكامنة). انظر عنه في: ذيل العبر 123،124، وذيل تاريخ الإسلام 197 رقم 620، ومعجم شيوخ الذهبي 566 رقم 841، والمعجم المختص 110،111 رقم 127، والوافي بالوفيات 1/ 231، وأعيان العصر 5/ 133 رقم 1736، والدرر الكامنة 4/ 198،199 رقم 538، والدليل الشافي 2/ 693 رقم 2370، وشذرات الذهب 6/ 58، ومعجم المؤلفين 11/ 243.
(1)
كتب بجانبها بخط صغير: «من لزم المقام فاته البركة» .
(2)
ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط.
(3)
هو نائب السلطنة بدمشق، الأمير سيف الدين، أبو سعيد، تنكز الناصري، التركي، توفي سنة 741 هـ. انظر عنه في: تاريخ الملك الناصر، للشجاعي 71 - 88 و 119،120، وذيل تاريخ الإسلام 377 - 380 رقم 1107، والتذييل على دول الإسلام 2/ 246، ومن ذيول العبر، للحسيني 219،220، وتاريخ ابن الوردي 2/ 329، والوافي بالوفيات 10/ 432، وأعيان العصر 2/ 116 - 128، رقم 522، والبداية والنهاية 14/ 187، ودرّة الأسلاك 2/ورقة 193، وتذكرة النبيه 2/ 321، وفوات الوفيات 1/ 251 رقم 88، والنفحة المسكية 136 - 138، والدرّة المضيّة، لابن صصرى 184، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 146 - 156، والسلوك ج 2 ق 2/ 500، والدرر الكامنة 2/ 55 رقم 1424، وتاريخ بيروت، لصالح بن يحيى (انظر فهرس الأعلام-ص 258)، والدليل الشافي 1/ 288 رقم 795، والمنهل الصافي 4/ 156 - 167، والنجوم الزاهرة 9/ 327، وتاريخ ابن سباط 2/ 662، والدارس 2/ 238، 239، وإعلام الورى 12 - 15 رقم 15، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 477 - 481.
(4)
هكذا في الأصل، والمراد:«زركش» .
(5)
هكذا في الأصل: «وأقام بعد برسبغا» ، والتصحيح من: أعيان العصر 2/ 126.
ومعه أربعون ألف دينار، وألف ألف وماية ألف درهم، وأخذ مماليكه وخيله وجواده المثمّنة إلى مصر.
ثم ورد مرسوم بتقويم أملاكه، فعمل ذلك بالعدول وأرباب الخبرة، وذلك:
دار الذهب ومضافاتها ست ماية ألف درهم الدار التي بجوار جامعه ماية ألف درهم قيساريّة المرحلتين مايتا ألف وخمسون ألف درهم بستان العادل ماية ألف وثلاثون ألف درهم مزرعة الركن ماية ألف درهم القصر وما معه خمس ماية ألف وخمسون ألف درهم حصّة من البويضا ماية ألف وسبعة وثمانون ألف درهم حوانيت باب الفرج خمسة وأربعون ألف درهم
(1)
بستان القوصي بها ستون ألف درهم الحصة بالدفوف ثلاثون ألف درهم حصّة من غيضة الأعجام عشرون ألف درهم دار الزّمرّد مايتا ألف وسبعون ألف درهم الحمّام بجوار الجامع الذي له ماية ألف درهم خان البيض وحوانيته ماية ألف وعشرة آلاف درهم بستان النجيبي والحمّام والفرن ماية ألف وثلاثون ألف درهم الفاتكيّات والرشيدي والكروم من زملكا ماية ألف وثمانون ألف درهم ربع القصرين ضيعة ماية ألف وعشرون ألف درهم نصف بوّابة ماية ألف وثمانون ألف درهم حمّام القابون عشرون ألف درهم بستان الرزّاز ستون ألف درهم بستان السقلاطوني بالمنيحة خمسة وسبعون ألف درهم غراس الهامة ثلاثون ألف درهم دار الزردكاش وما معها مايتا ألف وعشرون ألف درهم خان العرصة ماية ألف وعشرون ألف درهم الدهشة والحمّام مايتا ألف وخمسون ألف درهم الحدائق بحرستا ماية ألف وخمسة وستون ألف درهم الحوانيت التي قبالة الحمّام ماية ألف درهم نصف البيطارية ماية ألف وثمانون ألف درهم العديل ماية ألف وثلاثون ألف درهم بستان الجبلي بحرستا أربعون ألف درهم المزرعة المعروفة بتهامة مغل البيطارية خمسة عشر ألف درهم بيدر زبدين ثلاثة وأربعون ألف درهم
(1)
في أعيان العصر: «حوانيت باب الفرج أربعون ألف درهم» .
العلاّنية بعيون الفاشرتا ثمانون ألف درهم حصة دير ابن عصرون خمسة وسبعون ألف درهم الدير الأبيض خمسون ألف درهم
(1)
قال كاتب هذه الصفحة: أدركتني صلاة المغرب فاقتصرت من كتب أملاكه على هذا القدر، وتركت بقيّة أملاكه بدمشق، وقارة، وحمص، وبيروت، والقدس، والقاهرة، وغيرها. وفي كل ما كتبته كفاية لمن يعتبر.
(1)
قارن بأعيان العصر 2/ 127 - 131.
ملحق حوادث ووفيات (721 - 729 هـ)
سنة إحدى وعشرين وسبعماية
ربيع الأول
[كائنة بغداد]
في نصف شهر ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وسبعماية كبس الحراميّة بغداد وقت الظهر ونهبوا سوق الثلاثاء، وخرج الناس، وقتلوا منهم نحو المائة وأسر منهم جماعة، وكان ذلك جرأة عظيمة منهم.
نقلت ذلك من تاريخ الشيخ علم الدين البرزالي، وقال:
كنت قرأت ذلك في كتاب وصل إلى شمس الدين بن منتاب البغدادي. وفيها أيضا ورد كتاب من بغداد من جهة أحمد البالوادي إلى شمس الدين بن منتاب بدمشق، وهو مؤرّخ بالحادي والعشرين من جمادى الآخرة، وكان وصوله إلى دمشق في مدّة عشرين يوما، وفيه: «. . . والذي أعرّفكم به أنه جرى في بغداد شيء، ما جرى في زمان الخليقة
(1)
إلى هذا التاريخ: خرّبوا البازار
(2)
من أوله إلى آخره، وما يعلم ما عزموا عليه إلاّ الله تعالى، وما خلّوا في البلد خاطية إلاّ توّبوها وزوّجوها، وما خلّوا أحدا يعصر في البلد شرابا، وبدّدوا الشراب العتيق، ولو بدّدوه من الشطّ غرقت بغداد، وبعد ذلك نادت المنادية أنّ كلّ من تخلّف عنده شيء من الشراب يكون دمه وماله للسلطان. وطلع بعد ذلك عند شخص من العقبة جرّة، فعلّقوها في حلقه، وقتلوه في باب النوبة، وطلع عند عبد الله بن الجبّار الذي من درب دينار جرّتين
(3)
من الشراب فقطعوا رأسه في باب النوبة، وجعلوا جرّة عند رأسه، وجرّة عند رجليه، ودفع فيه ألف وخمسمائة دينار، فما خلاّه محمد حسيناه، وعلّموا
(4)
اليهود
(1)
في المطبوع من نهاية الأرب: «الخليفة» (بالفاء)، وهو خطأ.
(2)
البازار: السوق، بالفارسية.
(3)
الصواب: «جرّتان» .
(4)
أي وضعوا لهم علامات تميّزهم عن غيرهم.
والنصارى. وأسلم الرّفّى
(1)
الجوهري، وبركة، وإبراهيم الكاغدي، والعماد الصيرفي. وكل يوم جمعة يسلم أربعة خمسة».
نقلته من تاريخ الشيخ علم الدين البرزالي أيضا
(2)
.
[جمادى الأولى]
[تحرير قبلة جامع القاضي]
قال الشيخ علم الدين البرزالي، ومن خطّه نقلت:
وفي يوم الأربعاء السادس من جمادى الأولى خرج القضاة والأعيان والمفتيون
(3)
إلى القابون، ووقفوا على قبلة الجامع الذي أمر ببنائه القاضي كريم الدين وكيل السلطان بالمكان المذكور، وحرّروا قبلته، واتفقوا على أن تكون مثل قبلة جامع دمشق
(4)
.
[إمساك الأمير جوبان]
وفيه وقعت مراجعة من الأمير جوبان أحد المقدّمين الكبار بدمشق وبين نائب السلطنة تنكز، فمسك جوبان ورفع إلى القلعة ليلتان
(5)
، ثم حوّل إلى القاهرة فعوتب في ذلك، ثم أعطي خبزا يليق به
(6)
.
[حريق في القاهرة]
وذكر علم الدين أنّ في هذا اليوم وقع حريق عظيم في القاهرة في الدّور الحسنة والأماكن المليحة المرتفعة، وبعض المساجد، وحصل للناس مشقّة عظيمة من ذلك، وقنتوا في الصلوات، ثم كشفوا عن القضيّة، فإذا هو من قبل النصارى بسبب ما كان أحرق من كنائسهم وهدم، فقتل السلطان بعضهم، وألزم النصارى أن يلبسوا الزرقاء
(7)
على رؤوسهم وثيابهم كلّها، وأن يحملوا الأجراس في الحمّامات، وأن لا يستخدموا في شيء من الجهات، فسكن الأمر وبطل الحريق
(8)
.
(1)
الصواب: «الرفّاء» .
(2)
نهاية الأرب 33/ 35، نثر الجمان، القطعة 3، ورقة 150 (مخطوط دار الكتب 1046 تاريخ).
(3)
هكذا، والصواب:«المفتون» .
(4)
البداية والنهاية 14/ 99.
(5)
الصواب: «ليلتين» .
(6)
البداية والنهاية 14/ 99.
(7)
هكذا. والمراد: «أن يلبسوا العلامات الزرقاء» .
(8)
البداية والنهاية 14/ 99.
[قدوم قوام الدين الأكفاني إلى دمشق]
قال الشيخ علم الدين: وقدم دمشق الشيخ قوام الدين أمير كاتب ابن الأمير العميد عمر الأكفاني، القازاني، مدرّس مشهد الإمام أبي حنيفة ببغداد، في أول رمضان، وقد حجّ في هذه السنة وتوجّه إلى مصر وأقام بها أشهرا، ثم مرّ بدمشق متوجّها إلى بغداد فنزل بالخاتونية الحنفية. وهو ذو فنون وبحث وأدب وفقه
(1)
.
[تدريس السبكي بالمدرسة الهكّارية]
قال البرزالي: ومن خطّه نقلت: وفي يوم الأحد سادس عشر شوال ذكر الدرس الإمام العلاّمة تقيّ الدين السبكي المحدّث بالمدرسة الهكّاريّة، عوضا عن ابن الأنصاري أيضا، وحضر عنده جماعة، منهم القونويّ، وروى في الدرس حديث «المتبايعين بالخيار»
(2)
، عن قاضي القضاة ابن جماعة
(3)
.
(1)
البداية والنهاية 14/ 99.
(2)
الحديث عن الشافعيّ، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:«المتبايعان كل واحد منهما على صاحبه بالخيار ما لم يتفرّقا إلاّ بيع الخيار» . رواه البخاري في البيوت،4/ 326 باب كم يجوز الخيار؟ رقم 2107، ومسلم في البيوع (1531) باب ثبوت خيار المجلس، وأبو داود في البيوع (3454) باب خيار المتبايعين، والنسائي في البيوع 7/ 248 باب وجوب الخيار للمتبايعين، والترمذي في البيوع (1245) باب رقم 2، ومالك في الموطأ (2/ 671) في البيوع، باب بيع الخيار، ومشيخة قاضي القضاة ابن جماعة 1/ 438.
(3)
البداية والنهاية 14/ 100.
سنة ثلاث وعشرين وسبعماية
شعبان
[وفاة الطبيب القاسم بن مظفّر بن عساكر]
[بهاء الدين، القاسم
(1)
ابن الشيخ بدر الدين أبي غالب المظفّر ابن نجم الدين بن أبي الثناء محمود ابن الإمام تاج الأمناء أبي الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن عبد الله بن الحسين بن عساكر الدمشقيّ، الطبيب، المعمّر]
(2)
.
قال البرزالي: وقد قرأت عليه ثلاثا
(3)
وعشرين مجلّدا بحذف المكرّرات، ومن الأجزاء خمسمائة وخمسين جزءا بالمكرّرات.
قال: وكان قد اشتغل بالطبّ، وكان يعالج الناس بغير أجرة، وكان يحفظ كثيرا من الأحاديث والحكايات والأشعار، وله نظم، وخدم من عدّة جهات الكتابة، ثم ترك ذلك ولزم بيته وإسماع الحديث، وتفرّد في آخر عمره في أشياء كثيرة، وكان سهلا في التسميع، وقف آخر عمره داره دار حديث، وخصّ الحافظ البرزالي والمزّيّ بشيء من برّه
(4)
.
[وفاة محمود خاتون ابنة الملك الصالح]
وفي يوم الخميس الحادي والعشرين من شعبان توفّيت بدمشق محمود خاتون
(5)
(1)
في البداية والنهاية: «أبو القاسم» ، وهو غلط.
(2)
ما بين الحاصرتين عن البداية والنهاية 14/ 108.
(3)
الصواب: «ثلاثة» .
(4)
هذا النص من البداية والنهاية 14/ 108، وانظر: ذيل تاريخ الإسلام 207،208، رقم 671، وذيل العبر 130،131، والذيل على تالي كتاب وفيات الأعيان 191،192 رقم 343، والإعلام بوفيات الأعلام 305، وتذكرة الحفاظ 4/ 1494، ومعجم شيوخ الذهبي 536 - 538 رقم 637، ودول الإسلام 2/ 231، ومرآة الجنان 4/ 270، والوافي بالوفيات 24/ 168، وأعيان العصر 4/ 57،58 رقم 1355، وذيل التقييد 2/ 270،271 رقم 1600، والسلوك ج 2 ق 1/ 253، والدرر الكامنة 3/ 239، ودرّة الحجال 3/ 273، وشذرات الذهب 6/ 61.
(5)
ذكرها النعيمي في الدارس 1/ 318 ولم يصرّح باسمها.
ابنة الملك الصالح عماد الدين، إسماعيل ابن الملك العادل سيف الدين أبي بكر محمد بن أيوب بدارها، وتعرف بدار كافور، وصلّي عليها بجامع دمشق عقيب صلاة المغرب من ليلة الجمعة، ودفنت بالمدرسة الصالحية داخل دمشق بتربة جدّتها.
وكانت جليلة، ولم تتزوّج قطّ، ولم يكن في بيت العادل من هو في درجتها، رحمها الله تعالى.
نقلت وفاتها من تاريخ الشيخ علم الدين القاسم بن البرزاليّ
(1)
.
(1)
نهاية الأرب 33/ 65.
سنة أربع وعشرين وسبعماية
ربيع الآخر
[غلاء الغلال بالشام]
في هذه السنة غلت أسعار الغلال بالشام وانتهت غرارة القمح بدمشق إلى مائة وعشرين درهما، فلما اتصل ذلك بالسلطان الملك الناصر-خلّد ملكه-برز أمره المطاع بما أوجب انحطاط الأسعار، وذلك أنه رسّم بإبطال ما على الغلال من المكس في سائر البلاد الشامية، وذلك في شهر ربيع الآخر، ثم رسّم للنائب بالكرك المحروس أن ينقل إلى دمشق المحروسة جملة من الغلال التي بها، فانحلّت الأسعار، ثم رسّم لسائر الأمراء بالديار المصرية أن يحملوا الغلال إلى دمشق، وقرّر على كل أمير حمل جملة معيّنة من الغلال، وأن يحضر نائبه ما يدلّ على وصول ذلك إلى دمشق، فحملت الغلال، وانحطّت الأسعار انحطاطا كثيرا، ولله الحمد
(1)
.
[عزل قاضي القضاة بالشام]
وفيها-في شهر ربيع الآخر-رسّم بعزل قاضي القضاة بالشام جمال الدين الزرعي
(2)
بسبب شكوى نائب السلطنة الأمير سيف الدين تنكز
(3)
منه، فوصل المثال السلطاني إلى دمشق بعزله في الخامس والعشرين من الشهر، وعرض القضاء على الشيخ برهان الدين
(4)
بن الشيخ تاج الدين فامتنع عن الإجابة إلى ذلك، واعتذر بالعجز والمرض، وصمّم على الامتناع، فعند ذلك طلب الخطيب القاضي
(1)
نهاية الأرب 33/ 73، وانظر خبر غلاء الغلال في: ذيل العبر 132، ودول الإسلام 2/ 233، وتاريخ ابن الوردي 2/ 274، والبداية والنهاية 14/ 111، وتذكرة النبيه 2/ 142، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 110، والسلوك ج 2 ق 1/ 254، والمواعظ والاعتبار 1/ 88 و 106.
(2)
هو سليمان بن عمر بن سالم الأذرعي. توفي سنة 734 هـ. انظر عنه في: ذيل تاريخ الإسلام 298،299 رقم 910 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.
(3)
انظر عن تنكز في: ذيل تاريخ الإسلام 377 - 379 رقم 1107 (ت 741 هـ). وفيه حشدنا مصادر ترجمته.
(4)
هو إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن سباع الفزاري، توفي 729 هـ. انظر عنه في: ذيل تاريخ الإسلام 270،271 رقم 827 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.
جلال الدين محمد بن قاضي القضاة سعد الدين عبد الرحمن بن قاضي القضاة إمام الدين عمر القزويني
(1)
، فوصل إلى الأبواب السلطانية بقلعة الجبل المحروسة في يوم الجمعة الثالث والعشرين من جمادى الأولى، واجتمع بمولانا السلطان وخطب بجامع القلعة، وصلّى بالسلطان في يوم الجمعة، وفوّض إليه القضاء بالشام، وخلع عليه في يوم الخميس ثالث عشر من جمادى الآخرة، وأنهى إلى السلطان أنّ عليه دينا شرعيّا، فأنعم عليه بألف دينار ومائة دينار وستين دينارا عينا، وأرسل الذهب صحبة البريد إلى نائب السلطنة بالشام، وكره أن يحضر أرباب الديون ويعطوا أموالهم بمقتضى حججهم، ففرّق ذلك عليهم.
وتوجّه القاضي جلال الدين المذكور من الأبواب السلطانية إلى دمشق في يوم الإثنين الرابع والعشرين من جمادى الآخرة، ووصل إلى دمشق في خامس شهر رجب، وفوّض قضاء العسكر الشامي للقاضي جمال الدين أحمد بن القاضي الصدر المرحوم شرف الدين محمد بن محمد القلانسي
(2)
التميمي، وخلع عليه في سادس شهر رجب بدمشق، وخوطب بقاضي القضاة.
هكذا ذكر الشيخ علم الدين البرزالي في تاريخه
(3)
.
(1)
هو محمد بن عبد الرحمن بن عمر، توفي سنة 739 هـ. انظر: ذيل تاريخ الإسلام 353، 354 رقم 1063 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.
(2)
توفي ابن القلانسي 731 هـ. انظر عنه في: ذيل تاريخ الإسلام 284 رقم 871 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.
(3)
نهاية الأرب 33/ 73،74.
سنة خمس وعشرين وسبعماية
جمادى الأولى
[غرق بغداد]
وفي جمادى الأولى من هذه السنة زادت دجلة زيادة عظيمة، وكان ابتداء الزيادة في يوم السبت ثالث عشر الشهر، واستمرّت الزيادة إلى يوم الثلاثاء، وعظمت فغرق دائر البلد جميعه، بحيث أنه ما بقي أحد من الناس يستطيع الخروج من البلد، وانحصر الناس واجتهدوا في عمل السكورة، وتساوى في العمل الرئيس والمرؤوس، والكبير والصغير، ونقل التراب-حتى الحكام والقضاة والمترفين-في حجورهم، وبقيت بغداد جزيرة في وسط الماء، واستدار الماء عليها، ودخل الماء الخندق وكان له هدير عظيم، وغرق ما حول البلد، وخربت أماكن كثيرة منها البازار وسائر الترب والبساتين والسواد والجانبين المتقابلين لسوق الخيل والدكاكين والساباط، وخرب بستان الصاحب جميعه، والمصلّى، وبعض الكمش، وسائر البساتين التي حوله، ووصل الماء إلى الثلاث نخلات، ووقعت قبّة الجعفرية، وخربت مدرسة عبيد الله، وغرقت خزانة الكتب التي بها، وكانت-فيما قيل-تساوي عشرة آلاف دينار، وسطّح الماء وعلا بمقدار عشرة قامات، وكان الإنسان إذا وقف لم ير ما امتدّ بصره إلاّ ماء وسماء، وفتح في الرّقّة، وخرّب إلى الحارثية، وما ترك طرفة قائمة، وغرق خلق كثير من المزارعين الذين كانوا عند زروعهم ممن لم يحسن السباحة، وغرقت بساتين الرّقّة، مثل بستان القاضي، وبستان ابن العفيف، والخاتوني، وبستان جمال الدين الدكروالي، وغرقت بساتين الحارثية، مثل بستان الخادم، وابن الأمليس، وسديد الدولة، وبقي الناس في خلقة ضيّقة، وامتنعوا من النوم ليلا والمعايش نهارا من شدّة الزعقات، وخوف الغرق، وغلّق البلد ستة أيام، والناس ينظرون إلى الخندق والشط هل زاد أو نقص، وتحوّل كثير من الناس إلى المحالّ العالية مثل تل الزّينية، وتلّ اللوازة بالمستضيئية، وأسكرت سائر أبواب المحالّ العالية ببغداد، وأبواب الخانات بها، وسدّ باب خان السلسلة، وبقي إذا انفتح من الخندق فتح تداركه الناس بالسدّ، والناس يدرون في الأسواق مكشوفي الرؤوس، والرقعات الشريفة على رؤوسهم، وهم يضجّون بالبكاء ويخرّون إلى الله تعالى، ويسألونه كشف هذه الحادثة عنهم، وودّع بعض الناس بعضا، ولو انخرق إليهم من الخندق أدنى شيء لغرقوا، وزاد الماء في
الخندق حتى ركب القنطرة الجديدة بسوق الخيل، وعلا فيها أكثر من ذراعين، وبلغ الماء إلى شبّاك دار شيخ المشايخ، ولو لم يعلّ السور بالسكر كان انقلب إلى البلد، ولولا ما حصل من هذه البثوق-بثق الخندق، وبثق الرّقّة، وبثق التعسار-لغرقت بغداد.
قال الناقل: ومع ذلك فإلى عشر سنين ما يمكن عمارة ما خرب بالجانب الغربيّ، فإنّه غرق أكثره، وغلت الأسعار أياما، ثم نقص الماء بعد أن أشرف الناس على الهلاك، وكان ابتداء النقص يوم الأربعاء.
وذكر القاضي ابن السبّاك: أنّ جملة ما خرب من البيوت بالجانب الغربيّ خمسة آلاف وستمائة بيت.
نقلت ذلك-وبعضه بمعناه-من تاريخ الشيخ علم الدين القاسم بن البرزالي، وقال في تاريخه: إنّه كتبه من كتاب ابن الساعي
(1)
، وإنّه اختصر بعضه.
ومن غريب ما وقع في ذلك الغرق أنّ مقبرة الإمام أحمد بن محمد بن حنبل تهدّمت قبورها ولم يبق إلاّ قبر الإمام أحمد فإنه سلم من الغرق، واشتهر هذا الأمر بها واستفاض.
قال: وورد كتاب شمس الدين بن منتاب يتضمّن أنّ الماء حمل خشبا عظيم الخلقة، وزنت خشبة منه فكانت بالبغدادي ستمائة رطل، وجاء على الخشب حيّات كبار خلقتهنّ غريبة، منها ما قتل، ومنها ما صعد في النخل والشجر، وكثير منها مات. ولما نضب الماء أنبت على الأرض نباتا صورته صورة البطّيخ، وشكله على قدر الخيار، وفي طعمه محوحه (؟)، وأشياء غريبة الشكل من النبات.
قال: ومحلّة الصراصرة صعد الماء في دورها إلى الوسط وأكثر وأقلّ، وذكر أشياء من أمر الغرق اختصرتها.
قال: وأمّا محلّة الرقيقة فإنها بقيت أرضا بغير حائط قائم، وغرقت مقبرة معروف
(2)
، وتربة بنت المنذر، وغيرها.
هذا ملخّص ما حكاه ممّا لخّصه هو، والله تعالى أعلم بالصواب
(3)
.
(1)
هو المؤرّخ علي بن أنجب بن عثمان البغدادي الخازن الشافعي المعروف بابن الساعي، المتوفى سنة 674 هـ. وكتابه هو:«الجامع المختصر في عنوان التاريخ وعيون السير» .
(2)
هو معروف الكرخي، الزاهد المشهور. توفي سنة 200 هـ.
(3)
نهاية الأرب 33/ 192 - 194، وخبر الغرق في: تاريخ حوادث الزمان 2/ 65،66، ودول الإسلام 2/ 233، وذيل العبر 136،137، وذيل تاريخ الإسلام 235،236، ومرآة الجنان 4/ 272،273، وتاريخ ابن الوردي 2/ 277، والبداية والنهاية 14/ 117،118، وتذكرة النبيه 2/ 150، ونثر الجمان 3/ورقة 32 أ،33 أ، وتاريخ ابن سباط 2/ 642، وشذرات الذهب 6/ 66، وتاريخ الأزمنة 302.
سنة ثمان وعشرين وسبعماية
ذو القعدة
[السيل بعجلون]
[في هذه السنة في يوم الأربعاء ثامن عشرين ذي القعدة كانت حادثة السيل بمدينة عجلون، وورد محضر بذلك إلى دمشق نسخته. . .
هذا ما أورد الشيخ شمس الدين الجزري في تاريخه]
(1)
.
«ونقل الشيخ علم الدين بن البرزالي في تاريخه نسخة الكتاب الوارد من عجلون فقال:
الحمد لله المحمود في السرّاء والضرّاء، المشكور على الشدّة والرخاء، الذي يخوّف عباده بما شاء من معضلات اللأواء، ويريهم باهرات قدرته في ملكوت الأرض والسماء، ثم يعود عليهم برحمته، ويجلّلهم بسوابغ النعماء.
أحمده حمدا يزيد على الإحصاء، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ذو العظمة والكبرياء، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله خاتم الأنبياء، ومبلغ الأنباء صلى الله عليه وعلى آله الأمناء، وأصحابه الأتقياء، صلاة دائمة بلا نفاد ولا انقضاء، وبعد:
فإنّه لما كان بتاريخ نهار بكرة الأربعاء ثاني عشرين ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة أرسل الله تعالى بقدرته ريحا عاصفة، فأثارت سحبا واكفة
(2)
في خلالها بروق خاطفة، ليس لما جاءت به من دون الله كاشفة، فطبّقت الوهاد، وجلّلت الآكام، وأطبقت على مدينة عجلون وما قاربها من أرض الشام، ثم أرخت عزاليها
(3)
كأفواه القرب، حتى خيّل لمن رآها أنّ الوعد الحقّ قد اقترب، فلم يكن إلاّ كحلب شاة من الضان، أو ما قارب ذلك من الزمان، حتى صارت مدينة عجلون كما قال الله تعالى في كتابه المكنون:{فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ}
(1)
تاريخ حوادث الزمان 2/ 274 - 276.
(2)
واكفة: سائلة.
(3)
عزاليها: مطرها. (المعجم الوسيط).
{عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ} [القمر:11،12]، فوجلت القلوب لهول ذلك وتصدّعت، وكادت الحوامل أن تضع حملها وتذهل كل مرضعة عمّا أرضعت
(1)
، واندهش أهل البلد عند معاينة هذا الهول الكبير، واختلفت همومهم، فكلّ إلى ما اشتمل عليه قلبه يشير، فمن باك على ما في يده من متاع الدنيا الحقير، ومن مشفق خائف على ولده الصغير. ومن غريق عدم نفسه النفيسة، ماله من ملجأ يومئذ وماله من نكير، ومن ناج يقول: أشهد أنّ الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير، ومن ضارع إلى من ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، ومن قائل:{رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وَإِلَيْكَ أَنَبْنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [الممتحنة:4]، ولسان الحال يتلو قوله تعالى:{وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى:30]، ولم تزل الأمطار متواترة، والسيول من كلّ فجّ متواترة، حتى تحيّر من حضر ذلك من الإنس والجانّ، وشغلوا بما عاينوه عن الأموال والأولاد والإخوان، وظنّوا أنهم أحيط بهم، وجاءهم الموج من كل مكان، فتلاقى على البلد واديان: أحدهما من شمالها يسمّى الجود، والآخر من شرقها يسمّى جنان، فأخرب وادي الجود بهذه الآية الخارقة جانبا من حارة المشارقة، ودمّر وادي جنان ما كان على جانبه من البنيان، ثم اختلطا فرأى الناس منهما ما لا يطاق، وأخربا ما مرّا عليه من رباع وقياسير وأسواق، فأخربا العرصة والمصبغة والفرّانين والعلاّفين، وحوانيت الدق. وسوق الأدميّين، وسوق البرّ العتيق، والأقباعية، والقطّانين، وحوانيت الصاغة وما يليها من البساتين، وردم أمام دار الطعم-بعد إخراب بعضها-أحجارا وصخورا، وكل ذلك ليتّعظ أهل المكر وما يزيدهم إلاّ نفورا، وذهب هذا السيل العظيم الطامي بجميع سوق الخليع لبكتمر الحسامي، وأخرب من قيسارية ملك الأمراء للتجار نحو عشرين حانوتا، وذهب بكل ما فيها من ثمين، ثم ردم باقيها على ما فيه بالأخشاب والأحجار والطين، حتى رجعت قيمة ما سلم من المائة إلى العشرين، وأخرب ما جاوز بحر المدينة من سوق أمّ معبد واللحّامين، ومن وقف السقطيّين والحضريّين وحوانيت العجز، وسوق الأمير ركن الدين، ثم دمّر في وقف الجامع على ما فيه من الأمتعة والبضائع، ثم ردم العين بالأحجار والخشب والصخور، حتى خشي عليها أهل البلد أن تفور، ثم أخرب حوانيت الطبّاخين وجانبا من حمّام الأمير موسى، وكان ذلك على من لم يرض بقضاء الله يوما منحوسا، ثم أخرب الدبّاغة وجانبا من حمّام السلطان وما يلي ذلك من المطهرة ومسلخ المعز والضأن، وأعظم من ذلك إخرابه المدرسة النفيسية، والرواق القبلي من المسجد الجامع، وفي ذلك ما يحرق قلب كل منيب وخاشع،
(1)
اقتباس من سورة الحج، الآية 2.
وردم داخل الجامع بغثاء السيل والطين والأخشاب، فاعتبروا يا أولي الألباب.
وبلغ الماء في داخل الجامع إلى القناديل المعلّقة، وذلك بتقدير من يعلم ما في البرّ والبحر وما تسقط من ورقة، ولم يقرب شيئا من غالب ما ذكر إلاّ أتى على ما فيه من الأمتعة والبضائع والأموال، حتى أتيح لكثير من أرباب ذلك أن يمدّ يده للسؤال، وكان مدّة استدامته من بكرة النهار إلى وقت العصر، {وَقِيلَ يا أَرْضُ اِبْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ} [هود:44]. وكان عرض السيل قدر رمية بحجر، وارتفاعه على بسيط الأرض قدر قامتين أو أكثر، وقدّر ما ذهب فيه من الأمتعة والبضائع والأموال وقيمة الأملاك بهذا القضاء المبرم، فكان ذلك يزيد على خمسمائة ألف درهم، وذلك خارج عن الغلاّت والمواشي والبساتين والطواحين ظاهر مدينة عجلون. {إِنّا لِلّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ} [البقرة:156]. ومن جملة لطف الله تعالى مجيئه بالنهار، فحذر الناس منه، فلم يعلم في البلد غريب إلاّ سبعة أنفار، ولو كان -والعياذ بالله-ليلا لزادوا على الإحصاء في المقدار {إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ} [آل عمران:13]، وليس الخبر في جميع ما ذكرنا كالعيان، ونعوذ بالله من الزيادة والنقصان»
(1)
.
(1)
نهاية الأرب 33/ 268 - 271، وانظر عن السيل في: تاريخ حوادث الزمان 2/ 274 - 276، وتاريخ ابن الوردي 2/ 290، والبداية والنهاية 14/ 140، وتذكرة النبيه 2/ 181 و 189،190.
سنة تسع وعشرين وسبعماية
جمادى الأولى
[وفاة برهان الدين إبراهيم بن عبد الرحمن الفزاري]
[في سحر يوم الجمعة السابع من جمادى الأولى توفي الشيخ الإمام العالم العابد الزاهد العلاّمة، برهان الدين، أبو إسحاق، إبراهيم بن الشيخ الإمام العلاّمة تاج الدين أبي محمد بن عبد الرحمن بن الشيخ برهان الدين إبراهيم بن سباع بن ضياء الفزاري البدري الشافعي، المعروف والده بالفركاح. . .].
قال الشيخ علم الدين البرزالي في تاريخه عنه، وله اختصاص بمعرفة الفرائض، وله فيها تصنيف، وله تعليقة كبيرة على كتاب «التنبيه» في عدّة مجلّدات، وله مصنّفات صغار وأشياء مفيدة، وله مشاركة في معرفة الأصول والنحو، وله مصنّف في المنطق، وغير ذلك.
قال: وطلبت من الشيخ كمال الدين بن الزملكاني أن يكتب لي ترجمته فكتب:
هو إمام فاضل، وفقيه عالم، كثير الديانة، غزير الفضائل، متقشّف، متزهّد، متورّع، متواضع، حسن الصمت، لطيف الكلام، متصدّ للنفع والإفادة وشغل الطلبة وإفتاء المستفتين، وإرشاد الطالبين، تقدّم في معرفة مذهب الشافعيّ ونقله، وأفتى ودرّس في شبيبته، وعرضت عليه المناصب فأباها، وترك الخطابة بجامع دمشق بعد أن وليها وامتنع منها، وروجع في ذلك فلم يقبل، وتصدّر ليلا ونهارا للإقراء والإفتاء، والجمع والإفادة، ملازما الخير وحسن الطريقة، متقلّلا من الدنيا متحرّزا في فتواه، لا يفتي إلاّ فيما تحقّق نقله، وإذا أفتى احترز وقيّد ألفاظه، ولو بالقيود العامّة، لئلاّ يكون عليه مطعن أو مأخذ. وكان بيده تدريس المدرسة البادرائية، وليها بعد والده، واستقرّ بها، واقتصر على شرح واقفها، وإذا فرغ من تدريسه بها تصدّر في الجامع للإقراء والتعليم والفتوى، وإذا رجع إلى منزله عاوده الشغل والمذاكرة، ولم يزل هذا دأبه.
انتهى كلام الشيخ كمال الدين فيه، رحمهما الله تعالى
(1)
.
(1)
نهاية الأرب 33/ 293،294، وانظر: ذيل تاريخ الإسلام 270،271 رقم 827 وفيه حشدنا مصادر كثيرة لترجمته.
المصادر والمراجع
المعتمدة في التحقيق
حرف المدة
الآثار الأندلسية الباقية، لعبد الله عنان.
آثار الأول بترتيب الدول، للعباسي الصفدي.
آثار طرابلس الإسلامية، (تأليفنا).
حرف الألف
ابن عصفور والتصريف، لفخر الدين قباوة.
إثبات صفة العلوّ، لابن قدامة.
إتحاف الورى بأخبار أمّ القرى.
الإحاطة في أخبار غرناطة، للسان الدين الخطيب.
أخبار الدول وآثار الأول، للقرماني.
أخبار الملوك ونزهة المالك والمملوك في طبقات الشعراء، للملك الأيوبي.
اختصاص القرآن بعوده إلى الرحيم الرحمن، لضياء الدين المقدسي (مخطوط شستربيتي 3524).
الأدب في بلاد الشام، للدكتور عمر موسى باشا.
الأربعون الطبّيّة شرح البغدادي.
إرشاد الطالبين، لابن ظهيرة.
الإشارة إلى وفيات الأعيان، للذهبي.
أضواء على رسالة النصيحة الذهبية المنسوبة للذهبي، لمحمد عبد الله القونوي.
الأعلاق الخطيرة بذكر أمراء الشام والجزيرة، لابن شدّاد.
الأعلام، للزركلي.
الإعلام بوفيات الأعلام، للذهبي.
الإعلام والتبيين.
إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء، للطبّاخ.
أعلام النساء، لكحّالة.
إعلام الورى بمن ولّي من الأتراك بدمشق الشام الكبرى، لابن طولون.
الإعلان بالتوبيخ لمن ذمّ التاريخ، للسخاوي.
أعيان الشيعة، لمحسن الأمين.
أعيان العصر وأعوان النصر، للصفدي.
إغاثة الأمّة بكشف الغمّة، للمقريزي.
الاقتراح في بيان الاصطلاح، لابن دقيق العيد.
الإلمام بالإعلام والأمور المقضيّة بواقعة الإسكندرية، للنويري السكندري.
أمراء دمشق في الإسلام، للصفدي.
إنباء الغمر بأبناء العمر، لابن حجر العسقلاني.
الانتصار لواسطة عقد الأمصار، لابن دقماق.
انتقال المخطوطات العربية إلى تركيا، للدكتور أيمن فؤاد سيد.
الأنساب، لابن السمعاني.
الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل، للحنبلي.
إيضاح المكنون، للبغدادي.
إيقاظ الغافل بسيرة الملك العادل، لابن أبي الوفا (بتحقيقنا).
بدائع البدائه، لابن ظافر الأزدي.
بدائع الزهور في وقائع الدهور، لابن إياس.
البداية والنهاية في التاريخ، لابن كثير.
البدر السافر وتحفة المسافر في الوفيات، للأدفوي.
البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، للشوكاني.
البرزالي ومنهجه التاريخي، لمعن سعدون عيفان (رسالة ماجستير).
البرنامج، للوادي آشي.
البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان، المنسوب لابن العماد الحنبلي (بتحقيقنا).
بغية الطلب في تاريخ حلب، لابن العديم.
بغية الوعاة في طبقات اللغويّين والنحاة، للسيوطي.
البلغة في تاريخ أئمّة اللغة، للفيروزابادي.
بهجة الزمن في تاريخ اليمن، لليماني.
البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب، لابن عذاري.
حرف التاء
تاج التراجم، لابن قطلوبغا.
تاج العروس، للزّبيدي.
التاج المكلّل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول، للقنوجي.
تاريخ آداب اللغة العربية، لجرجي زيدان.
تاريخ ابن الجزري، نشره هارمان، ومخطوط غوطا. A 1560
تاريخ ابن خلدون (العبر في ديوان المبتدا والخبر).
تاريخ ابن سباط (صدق الأخبار) - (بتحقيقنا).
تاريخ ابن قاضي شهبة.
تاريخ ابن الوردي (تتمّة المختصر في أخبار البشر).
تاريخ الأدب الجغرافي، لكراتشوفسكي.
تاريخ الأدب العربي، لكارل بروكلمان.
تاريخ الأزمنة، للبطريرك الدويهي.
تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، للذهبي (بتحقيقنا).
التاريخ الباهر في الدولة الأتابكية، لابن الأثير.
تاريخ بعلبك، للدكتور حسن نصر الله.
تاريخ بكتاش الفاخري (مخطوط برلين 9835).
تاريخ بيروت، لصالح بن يحيى.
تاريخ حوادث الزمان وأنبائه ووفيات الأكابر والأعيان من أبنائه، لابن الجزري (بتحقيقنا).
تاريخ الخلفاء، للسيوطي.
تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس، للديار بكري.
تاريخ داريّا، للقاضي الخولاني.
تاريخ الدول والملوك، لابن الفرات.
تاريخ دولة آل سلجوق، للبنداري.
تاريخ الزمان، لابن العبري.
تاريخ سلاطين المماليك، مؤرّخ مجهول، نشره زترستين.
تاريخ طرابلس السياسي والحضاري عبر العصور، (تأليفنا).
التاريخ العربي والمؤرّخون، للدكتور شاكر مصطفى.
تاريخ علماء بغداد، لابن رافع.
التاريخ الغياثي، لابن فتح الله البغدادي.
تاريخ مجموع النوادر مما جرى للأوائل والأواخر، لقرطاي العزّي (بتحقيقنا).
تاريخ مختصر الدول، لابن العبري.
تاريخ مدينة دمشق، لابن عساكر.
تاريخ مغلطاي.
تاريخ الملك الأشرف قايتباي، مؤرّخ مجهول (بتحقيقنا).
تاريخ الملك الظاهر، لابن شدّاد.
تاريخ الملك الناصر، للشجاعي.
تاريخ وآثار مساجد ومدارس طرابلس في عصر المماليك (تأليفنا).
تاريخ الواصلين، لابن واصل (مخطوط باريس 1702 و 1703).
تالي كتاب وفيات الأعيان، للصقاعي.
تبصير المنتبه بتحرير المشتبه، لابن حجر العسقلاني.
تجريد الأغاني من ذكر المثالث والمثاني، لطه حسين والأبياري.
التحبير في المعجم الكبير، لابن السمعاني.
تحفة الأحباب وبغية الطلاّب في الخطط والمزارات والتراجم والبقاع المباركات، للسخاوي.
تحفة ذوي الألباب فيمن حكم بدمشق من الخلفاء والملوك والنواب، للصفدي.
التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة، للسخاوي.
التحفة الملوكية، لبيبرس المنصوري.
تحفة النّظّار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار (رحلة ابن بطّوطة).
تحقيقات تاريخية لغويّة في الأسماء الجغرافية السورية، لعبد الله الحلو.
تذكرة الحفّاظ، للذهبي.
التذكرة الفخرية، للإربلي.
تذكرة النبيه بأيام الملك المنصور وبنيه، لابن حبيب الحلبي.
ترجمان الزمان في تراجم الأعيان، لابن دقماق (معهد المخطوطات العربية 166 تاريخ).
ترويح القلوب في ذكر الملوك من بني أيوب، للزبيدي.
تشريف الأيام والعصور في سيرة الملك المنصور، لابن عبد الظاهر.
تشويق الأرواح والقلوب إلى ذكر علاّم الغيّوب، لابن السراج الدمشقي (مخطوط عجمي زاده 272).
التعريف بالمؤرّخين، لعباس العزّاوي.
تقويم البلدان، لأبي الفداء.
تكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني.
التكملة لكتابي الموصول والصلة، لابن الأبّار.
التكملة لوفيات النقلة، لابن رافع السلامي.
تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب، لابن الفوطي.
تنبيه الدارس إلى تاريخ المدارس، للنعيمي.
تهذيب الأسماء واللغات، للنووي.
تهذيب التهذيب، لابن حجر العسقلاني.
توضيح المشتبه، لابن ناصر الدين الدمشقي.
حرف الثاء
ثلاث تراجم نفيسة من كتاب ذيل تاريخ الإسلام، لمحمد بن ناصر الدين العجمي.
ثمرات الأوراق، لابن حجّة الحموي.
حرف الجيم الجامع، لمحمد بامطرف.
جامع التواريخ المصرية، لليافعي (مخطوط باريس 1543).
الجامع الصحيح، للترمذي.
جامع كرامات الأولياء، ليوسف النبهاني.
الجامع المختصر في عنوان التاريخ وعيون السير، لابن الساعي.
جمال الدين ابن واصل وكتابه مفرّج الكروب، للدكتور جمال الدين الشيّال.
جمهرة الإسلام ذات النثر والنظام، لابن رسلان الشيزري.
الجواهر المضيّة في طبقات الحنفية، للقرشي.
الجوهر الثمين في سير الخلفاء والملوك والسلاطين، لابن دقماق.
حرف الحاء
حاشية على شرح بانت سعاد.
حدائق الياسمين، لابن كنان.
حسن المحاضرة في ملوك مصر والقاهرة، للسيوطي.
حسن المناقب السرية في السيرة الظاهرية، لابن شافع.
حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، لأبي نعيم الأصبهاني.
الحوادث الجامعة والتجارب النافعة في المئة السابعة، لابن الفوطي.
الحياة الأدبية في عصر الحروب الصليبية، للدكتور أحمد بدوي.
الحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور الوسطى (تأليفنا).
حرف الخاء
خريدة القصر وجريدة العصر، للعماد الأصفهاني.
خزانة الأدب، لابن حجّة الحموي.
خزانة الأدب، للبغدادي.
الخطط التوفيقية، لمبارك.
خطط المقريزي-المواعظ والاعتبار.
حرف الدال
دائرة المعارف، للأعلمي.
دائرة المعارف الإسلامية، لجماعة مستشرقين.
الدارس في تاريخ المدارس، للنعيمي.
دور التيجان وغرر تواريخ الزمان، لابن أيبك الدواداري (مخطوط دار الكتب 4409 تاريخ).
الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة، لابن حجر العسقلاني.
الدّرّ الفاخر في تاريخ الملك الناصر، لابن أيبك الدواداري.
الدّرّ المنتخب في تكملة تاريخ حلب، لابن خطيب الناصرية (مخطوط أحمد الثالث 2046).
الدّرّ المنضّد في ذكر أصحاب الإمام أحمد، للعليمي.
درّة الأسلاك في دولة الأتراك، لابن حبيب الحلبي.
درّة الحجال في أسماء الرجال، لابن القاضي.
الدّرّة الزكيّة في تاريخ الدولة التركية، لابن أيبك الدواداري.
الدّرّة المضيّة في الدولة الظاهرية، لابن صصرى الدمشقي.
الدليل الشافي، لابن تغري بردي.
دول الإسلام، للذهبي.
ديوان الإسلام الشريفة، للقدسي.
دول العالم الإسلامي ورجالها، للدكتور شاكر مصطفى.
الديباج، للختّلي.
الديباج المذهب في معرفة علماء المذهب، لابن فرحون.
ديوان ابن منير الطرابلسي (بتحقيقنا).
ديوان الإسلام، للغزّي.
ديوان الشاب الظريف، لشكر هادي شكر.
حرف الذال
ذخائر التراث العربي الإسلامي، لعبد الجبّار عبد الرحمن.
ذخيرة الأعلام، للغمري.
ذيل تاريخ الأدب العربي، لكارل بروكلمان.
ذيل تاريخ الإسلام، للذهبي (بتحقيقنا).
ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي.
الذيل التام على دول الإسلام، للسخاوي.
ذيل تذكرة الحفّاظ، للسيوطي.
ذيل التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد، للقاضي الفاسي.
ذيل طبقات الحفّاظ.
ذيل طبقات الفقهاء الشافعيين، للعبّادي.
ذيل العبر في خبر من غبر، للذهبي والحسيني.
الذيل على الروضتين، لأبي شامة.
الذيل على طبقات الحنابلة، لابن رجب.
ذيل مرآة الزمان، لقطب الدين اليونيني-المطبوع.
ذيل مرآة الزمان، لقطب الدين اليونيني-المخطوط.
ذيل مشتبه النسبة، لابن رافع السلامي.
ذيل معرفة القراء الكبار، لابن مكتوم.
ذيل مفرّج الكروب في أخبار بني أيوب، لابن المغيزل (بتحقيقنا).
الذيل والتكملة على كتابي الموصول والصلة، للمرّاكشي.
حرف الراء
رجال العلاّمة الحلّي.
الردّ الوافر، لابن ناصر الدين الدمشقي.
رسائل ابن سبعين، للدكتور عبد الرحمن بدوي.
الرسالة المستطرفة، للكتّاني.
رفع الإصر عن قضاة مصر، لابن حجر العسقلاني.
روضات الجنّات، للخوانساري.
الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية، لأبي شامة المقدسي.
الروض الزاهر في غزوة الملك الناصر، لعلاء الدين الظاهري (بتحقيقنا).
روض القرطاس في أخبار فاس، لابن أبي زرع.
الروض المعطار في خبر الأقطار، للحميري.
روضة المناظر في أخبار الأوائل والأواخر، لابن الشحنة (مخطوط بودليان بإكسفورد 9812).
رونق الألفاظ لمعجم الحفّاظ، لسبط ابن حجر (مخطوط المكتبة الخالدية بالقدس 14).
ريحانة الأدب في المحاضرات، للعماري الأندلسي.
حرف الزاي
زبدة الآثار الجليّة، للعمري.
زبدة كشف الممالك، لغرس الدين الظاهري.
زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة، لبيبرس المنصوري.
حرف السين
السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة. لابن حميد النجدي.
السلوك لمعرفة دول الملوك، للمقريزي.
سنن ابن ماجه.
سنن أبي داود.
سنن الدارمي.
سنن النّسائي.
سير أعلام النبلاء، للذهبي.
حرف الشين
شجرة النور الزكية، لمخلوف.
شذرات الذهب، لابن العماد الحنبلي.
شرح رقم الحلل، للسان الدين الخطيب.
شعر ابن القيسراني، للدكتور عادل جابر صالح محمد.
شفاء القلوب في مناقب بني أيوب، للحنبلي.
حرف الصاد
صبح الأعشى في صناعة الإنشا، للقلقشندي.
صحيح البخاري.
صحيح مسلم.
صفة جزيرة الأندلس.
الصلة، لابن الزبير.
صلة التكملة لكتاب وفيات النقلة، للحسيني.
صلة الخلف، للروداني.
حرف الطاء
الطالع السعيد الجامع أسماء نجباء الصعيد، للأدفومي.
طبقات الأولياء، لابن الملقّن.
طبقات الحفّاظ، للسيوطي.
الطبقات السنيّة في تراجم الحنفية، للغزّي.
طبقات الشافعية، لابن قاضي شهبة.
طبقات الشافعية، لابن هداية الله.
طبقات الشافعية، للإسنوي.
طبقات الشافعية، للمطري.
طبقات الشافعية الكبرى، للسبكي.
طبقات الشافعية الواسطي، للسبكي.
طبقات الفقهاء، لطاش كبرى زاده.
طبقات الفقهاء الشافعيين، لابن كثير.
طبقات المفسّرين، للداوودي.
طبقات النحاة واللغويّين، لابن قاضي شهبة.
حرف العين
العبر في خبر من غبر، للذهبي.
العسجد المسبوك والجوهر المحكوك، للخزرجي.
العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، للقاضي الفاسي.
عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان، لبدر الدين العيني.
العقد المذهب في طبقات حملة المذهب، لابن الملّقن.
عقود الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان، لابن الشعار.
عقود الجمان، للزركشي.
علم التأريخ عند المسلمين، لروزنتال.
عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب، لابن عنبة.
عنوان الدراية، للغبريني.
عيون الأنباء في طبقات الأطباء، لابن أبي أصيبعة.
عيون التواريخ، لابن شاكر الكتبي.
عيون التواريخ، لابن شاكر الكتبي (مخطوط المجمع العلمي العراقي 592،593).
حرف الغين
غاية النهاية في طبقات القراء، لابن الجزري.
غربال الزمان، للعامري.
حرف الفاء
فتح الباقي على ألفيّة العراقي، لزين الدين الأنصاري.
الفتح المبين، للمراغي.
فتح المغيث، للسخاوي.
فتوح النصر في تاريخ ملوك مصر، لابن بهادر المؤمني (مخطوط مصوّر بدار الكتب المصرية 2399 تاريخ).
الفضل المأثور في سيرة السلطان الملك المنصور، لشافع بن علي (بتحقيقنا).
الفلاكة والمفلوكين، للدلجي.
فهرست الخديويّة.
الفهرس التمهيدي، للكتّاني.
فهرس الفهارس للكتّاني.
فهرس المخطوطات الإسلامية في قبرص.
فهرس مخطوطات التاريخ بالمكتبة الظاهرية.
فهرس مخطوطات الحديث بالمكتبة الظاهرية.
فهرس المخطوطات المصوّرة بدار الكتب المصرية، لفؤاد سيد.
فهرس المخطوطات المصوّرة بدار الكتب المصرية، للطفي عبد البديع.
فهرس المخطوطات المصوّرة بمعهد المخطوطات العربية (التاريخ).
فهرس المخطوطات المصوّرة بمعهد المخطوطات العربية (العلوم والطب).
فهرس مخطوطات الموصل.
الفوائد البهيّة في تراجم الحنفية، للّكنوي.
الفوائد الرضوية، لعباس القمّي.
فوات الوفيات، لابن شاكر الكتبي.
حرف القاف
القاموس الإسلامي، لأحمد عطيّة الله.
قضاة دمشق، للنعيمي.
قطف الأزهار من الخطط والآثار، لابن أبي السرور الصدّيقي (المكتبة الوطنية بباريس 1765).
القلائد الجوهرية في تاريخ علماء الصالحية، لابن طولون.
قلائد الجمان في شعراء أهل هذا الزمان-عقود الجمان.
قلادة النحر بأعيان وفيات الدهر، لابن أبي مخرمة.
قوانين الدواوين، لابن ممّاتي.
القول الجلي في ترجمة شيخ الإسلام تقيّ الدين بن تيمية الحنبلي، لابن عبد الهادي.
حرف الكاف
كتائب أعلام الأخيار.
الكتاب العربي المخطوط.
كتبخانة سليمانية.
كشف الصلصلة في وصف الزلزلة، للسيوطي.
كشف الظنون، لحاجّي خليفة.
كنز الدرر وجامع الغرر، لابن أيبك الدواداري (مصوّر بدار الكتب المصرية 2578 تاريخ).
كنوز الأجداد، لمحمد كردعلي.
كنوز الذهب في تاريخ حلب، لسبط ابن العجمي.
الكنى والألقاب، للقمّي.
الكواكب الدرّية في السيرة النورية، لابن قاضي شهبة.
حرف اللام
لبنان من السقوط بيد الصليبيّين حتى التحرير (تأليفنا).
لحظ الألحاظ بالذيل على تذكرة الحفاظ، لابن فهد.
اللباب في تهذيب الأنساب، لابن الأثير.
اللمعات البرقية في النكت التاريخية، لابن طولون.
لواقح الأنوار-الطبقات الكبرى، للشعراني.
حرف الميم
مآثر الإنافة في معالم الخلافة، للقلقشندي.
مجلّة النصاب في النسب والكنى والألقاب، لمستقيم زادة (مخطوط خالد أفندي 628).
محمد بن نصر القيسراني حياته وشعره، لفاروق أنيس جرّار.
محيط المحيط.
مختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا، للدكتور رمضان ششن.
المختار من تاريخ ابن الجزري، للذهبي.
مختصر تاريخ الإسلام، لابن الملاّ (مخطوط الأحمدية 14529).
مختصر تنبيه الطالب.
مختصر التواريخ، للسلامي (مخطوط بدار الكتب المصرية 9051 تاريخ).
المختصر في أخبار البشر، لأبي الفداء.
مختصر في ذكر حال ابن تيمية، لابن عبد الهادي.
المختصر المحتاج إليه، للدبيثي.
المختصر من الكامل في التاريخ وتكملته، للخيّاط (بتحقيقنا).
مختصر المنهج الأحمد، لابن رجب الحنبلي.
المخطوطات التاريخية، لكوركيس عوّاد.
مخطوطات الطب الإسلامي-مطبوعات أرسيكا.
المذهبة في نظم الصفات من الحلى والشيات، لابن أصبغ القرطبي (مخطوط خودابخش بتنه 1704).
مرآة الجنان وعبرة اليقظان، لليافعي.
مراصد الاطلاع، للبغدادي.
مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، لابن فضل الله العمري.
المستدرك على العبر، للذهبي.
المستدرك على المعجم الشامل للتراث العربي المطبوع-الجزء الثاني (صنعتنا).
مستفاد الرحلة والاغتراب، للتجيبي.
المسند، للإمام أحمد.
مسند عبد الله بن عمر، بتخريج الطرسوسي.
مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق، لابن النحاس الدمياطي.
المشتبه في الرجال، للذهبي.
مشيخة شرف الدين اليونيني (بتحقيقنا).
مشيخة محيي الدين اليونيني (بتحقيقنا).
مشيخة قاضي القضاة، لابن جماعة، بتخريج البرزالي.
مطالع البدور في منازل السرور، للغزولي.
معجم الأطبّاء، لأحمد عيسى.
معجم الألفاظ الفارسية المعرّبة، لأدّي شير.
معجم البلدان، لياقوت الحموي.
معجم سماعات البرزالي (مخطوط ضمن مجموع بالمكتبة الظاهرية 62 حديث).
المعجم الشامل للتراث العربي المطبوع، لمحمد عيسى صالحية.
معجم شيوخ التاج السبكي.
معجم الشيوخ، للدمياطي (نسخة الدكتور موفق بن عبد الله المصوّرة عن نسخة دار الكتب الوطنية بتونس 12910).
معجم الشيوخ، للذهبي.
معجم طبقات الحفّاظ والمفسّرين، للسيروان.
معجم ما استعجم، للبكري.
المعجم المختصّ بالمحدّثين، للذهبي.
معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، لمصطفى الخطيب.
معجم المصنّفين، للتّونكي.
معجم المطبوعات العربية، لسركيس إليان.
معجم مفصّل في أسماء الألبسة عند العرب، لدوزي.
معجم المؤلّفين، لعمر رضا كحّالة.
معرفة القرّاء الكبار على الطبقات والأعصار، للذهبي.
المعزّة في ما قيل في المزّة، لابن طولون.
المعين في طبقات المحدّثين، للذهبي.
المغول في التاريخ، للصياد.
مفتاح السعادة ومصباح السيادة، لطاش كبري زاده.
مفرّج الكروب في أخبار بني أيوب، لابن واصل-الجزء 6 - (بتحقيقنا).
مقدّمة إحكام الأحكام، لابن دقيق العيد.
مقدّمة كتاب الرسالة للمطلبي، لأحمد محمد شاكر.
مقدّمة كتاب نساء الخلفاء، لمصطفى جواد.
المقرّب، لابن عصفور.
المقصد الأرشد في تراجم أصحاب الإمام أحمد، لابن مفلح الحنبلي.
المقفّى الكبير، للمقريزي.
الملابس المملوكية، لماير.
ملء العيبة بما جمع بطول الغيبة في الوجهة الوجيهة إلى الحرمين مكة وطيبة، لابن رشيد الفهري.
منتخب الزمان في تاريخ الخلفاء والعلماء والأعيان، لابن الحريري.
منتخب المختار من ذيل تاريخ بغداد، لابن رافع.
من حديث خيثمة بن سليمان الأطرابلسي (بتحقيقنا).
منادمة الأطلال، لبدران.
مناهل الصفا، للسيوطي.
النمهج الأحمد، لابن رجب الحنبلي.
المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي، لابن تغري بردي.
المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، للمقريزي (تحقيق د. أيمن فؤاد سيد-لندن).
المؤرّخون الدمشقيون، للدكتور صلاح الدين المنجّد.
مورد اللطافة، لابن تغري بردي.
موسوعة أعلام العلماء والأدباء العرب والمسلمين، باحثون (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم).
موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا).
موسوعة المدن والقرى اللبنانية، لعون.
الموطّأ، للإمام مالك.
ميزان الاعتدال، للذهبي.
حرف النون
نثر الجمان في تراجم الأعيان، للفيّومي (مخطوط بدار الكتب المصرية 1746 تاريخ).
نثر الجمان في تراجم الأعيان، للفيّومي (مخطوط مكتبة تشستربيتي 4113).
النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، لابن تغري بردي.
نزهة الأساطين فيمن ولي مصر من السلاطين، لعبد الباسط بن خليل الملطي.
نزهة الخواطر.
نزهة المالك والمملوك في مختصر سير من ولي مصر من السلاطين والملوك، للعباسي الصفدي (بتحقيقنا).
نزهة الناظرين في تاريخ أخبار الماضين، للحنبلي (مخطوط لندن 23325).
نزهة النظّار في قضاة الأمصار، لابن الملقّن.
نصّان قديمان في إعارة الكتب، لفؤاد سيد.
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، للمقّري.
النفحة المسكية في الدولة التركية، لابن دقماق (بتحقيقنا).
نكت الهميان في نكت العميان، للصفدي.
نهاية الأرب في فنون الأدب، للنويري.
نهاية الغاية في بعض أسماء رجال القراءات أولي الرواية، لابن حمزة الطرابلسي (مخطوط مكتبة الأوقاف العامة ببغداد 964).
النهج السديد والدرّ الفريد فيما بعد تاريخ ابن العميد، لمفضّل بن أبي الفضائل.
النور السافر عن أخبار القرن العاشر، للعيدروسي.
نور عثمانية كتبخانة.
النور اللائح والدرّ الصادح في اصطفاء مولانا السلطان الملك الصالح، لابن القيسراني (بتحقيقنا).
نيل الابتهاج، للتنبكتي.
نيل الأمل في ذيل الدول، لعبد الباسط الظاهري (بتحقيقنا).
حرف الهاء
هدية العارفين، للبغدادي.
حرف الواو
الوافي بالوفيات، للصفدي.
وجيز الكلام في الذيل على دول الإسلام، للسخاوي.
الوفيات، لابن رافع السلامي.
الوفيات، لابن قنفذ.
وفيات الأعيان، لابن خلّكان.
الكتب الصادرة للدكتور تدمري تأليفا وتحقيقا
1 -
الحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور الوسطى. طبعة دار فلسطين للتأليف والترجمة: بيروت 1973 (372 صفحة).
2 -
تاريخ وآثار مساجد ومدارس طرابلس في عصر المماليك. طبعة دار البلاد للطباعة والإعلام-طرابلس 1974 (440 صفحة-مع صور).
3 -
تاريخ طرابلس السياسي والحضاري عبر العصور. الجزء الأول (عصر الصراع العربي-البيزنطي). طبعة دار البلاد للطباعة والأعلام-طرابلس 1978 (550 صفحة) -الطبعة الأولى. ومؤسّسة الرسالة؛ بيروت، ودار الإيمان، طرابلس 1404 هـ. /1984 م. -الطبعة الثانية (733 صفحة).
4 -
تاريخ طرابلس السياسي والحضاري عبر العصور-الجزء الثاني (عصر دولة المماليك). طبعة المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1401 هجرية/ 1981 ميلادية (676 صفحة).
5 -
من حديث خيثمة بن سليمان القرشي الأطرابلسي (250 - 343 هجرية). دراسة وتحقيق 4 مخطوطات هي: الفوائد من المنتخب من حديث خيثمة-الجزء الأول- مخطوطة الظاهرية بدمشق، وفضائل أبي بكر الصديق-الجزء الثالث-مخطوطة الظاهرية بدمشق، وفضائل الصحابة، مخطوطة الظاهرية بدمشق، والرقائق والحكايات-الجزء العاشر-مخطوطة مكتبة تشستربيتي، بدبلن (إيرلندة الجنوبية)، ومخطوطة الظاهرية بدمشق. صدر عن دار الكتاب العربي 1400 هجرية/1980 ميلادية (367 صفحة).
6 -
النور اللائح والدر الصادح في اصطفاء الملك الصالح- (إسماعيل بن محمد بن قلاوون 743 - 746 هجرية). تأليف إبراهيم بن عبد الرحمن بن القيسراني القرشي الخالدي (توفي سنة 753 هجرية) -دراسة وتحقيق مخطوطة المكتبة الوطنية بباريس -طبعة دار الإنشاء للصحافة والطباعة والنشر-طرابلس 1402 هجرية/1982 ميلادية (85 صفحة).
7 -
دار العلم بطرابلس في القرن الخامس الهجري. طبعة دار الإنشاء للصحافة والطباعة
والنشر-طرابلس 1402 هجرية/1982 ميلادية (96 صفحة).
8 -
وثائق المحكمة الشرعية بطرابلس (من تاريخ لبنان الاجتماعي والاقتصادي والسياسي) -السجل الأول (1077 - 1078 هجرية/1666 - 1667 ميلادية).
بالاشتراك مع د. خالد زيادة وفريديريك معتوق-منشورات معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية، طرابلس 1982.
9 -
البدر الزاهر في نصرة الملك الناصر (محمد بن قايتباي) - (901 - 904 هجرية/ 1495 - 1499 ميلادية). ينسب إلى ابن الشحنة-دراسة وتحقيق مخطوطة المكتبة الوطنية بباريس-طبعة دار الكتاب العربي، بيروت 1403 هجرية 1983 ميلادية (182 صفحة).
10 -
القول المستظرف في سفر مولانا الملك الأشرف (رحلة قايتباي إلى بلاد الشام) - (882 هجرية-1477 ميلادية). تأليف القاضي بدر الدين أبي البقاء محمد بن يحيى بن شاكر بن عبد الغني المعروف بابن الجيعان (847 - 902) هجرية-دراسة وتحقيق مخطوطة دار الكتب المصرية، ومخطوطة مكتبة الإسكوريال بأسبانيا، ومصورة تورينو بإيطاليا-طبعة جرّوس برس، طرابلس 1984 - (194 صفحة).
11 -
موسوعة «علماء المسلمين» في تاريخ لبنان الإسلامي (عبر أربعة عشر قرنا هجرية 16 مجلّدا).
*القسم الأول في 5 مجلدات-تراجم العلماء من الفتح الإسلامي حتى سنة 499 هـ-طبعة المركز الإسلامي للإعلام والإنماء، بيروت 1404 هجرية/1984 ميلادية:
المجلد الأول (509 صفحات) تراجم حرف الألف.
المجلد الثاني (407 صفحات) من حرف ب-ط.
المجلد الثالث (429 صفحة) حرف العين.
المجلد الرابع (375 صفحة) من حرف الغين-إلى م (محمد بن محمد).
المجلد الخامس (341 صفحة) من م-ي.
*القسم الثاني في 5 مجلدات-تراجم العلماء المتوفين بين سنة 500 و 999 هجرية، طبعة المركز الإسلامي للإعلام والإنماء، بيروت 1411 هجرية/1990 ميلادية.
المجلد الأول (429 صفحة) تراجم حرف الألف.
المجلد الثاني (335 صفحة) من حرف ب إلى عكي.
المجلد الثالث (270 صفحة) من العلاء إلى محمد بن تقي الدين.
المجلد الرابع (293 صفحة) من محمد بن جعفر إلى موسى بن محمد.
المجلد الخامس (421 صفحة) من حرف ن إلى حرف ي والأبناء والآباء والكنى والألقاب وتراجم النساء.
*القسم الثالث في خمس مجلدات-تراجم العلماء من وفيات سنة 1000 هجرية حتى سنة 1400 هـ-طبعة المركز الإسلامي للإعلام والإنماء، بيروت 1412 هجرية 1992:
المجلد الأول (510 صفحات) تراجم حرف الألف.
المجلد الثاني (471 صفحة) تراجم من حرف الباء إلى العين.
المجلد الثالث (480 صفحة) تراجم من حرف العين إلى اللام.
المجلد الرابع (480 صفحة) تراجم من حرف الميم.
المجلد الخامس (284 صفحة) تراجم من حرف الميم إلى الكنى والنساء.
المستدرك على موسوعة العلماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي، من القسم الثاني، من بداية القرن السادس حتى نهاية القرن العاشر الهجرية-طبعة المركز الإسلامي للإعلام والإنماء، (320 صفحة) بيروت 1417 هجرية/1996 ميلادية.
12 -
معجم الشيوخ: تأليف أبي الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني الصيداوي (305 - 402 هجرية) دراسة وتحقيق مخطوطة جامعة ليدن بهولندا، مع «المنتقى من المعجم» ، بانتقاء محمد بن سند (749 هجرية) مخطوطة الظاهرية بدمشق، و «حديث السكن بن جميع» المتوفى سنة 437 هجرية-مخطوطة الظاهرية بدمشق، طبعة مؤسسة الرسالة، بيروت، ودار الإيمان، طرابلس 1405 هجرية 1985 ميلادية (550 صفحة). الطبعة الثانية 1407 هجرية/1987 ميلادية.
13 -
شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام. تأليف قاضي مكة تقي الدين محمد بن أحمد بن علي الفاسي المالكي (772 - 832 هجرية) -تحقيق وفهرسة-طبعة دار الكتاب العربي، بيروت 1405 هجرية/1985 ميلادية.
المجلد الأول (616 صفحة).
المجلد الثاني (618 صفحة).
14 -
الفوائد العوالي المؤرّخة من الصحاح والغرئب. للقاضي أبي القاسم علي بن المحسّن التنوخي (توفي سنة 447 هجرية) بتخريج الحافظ محمد بن علي الصوري (توفي 441 هـ) دراسة وتحقيق الجزء الخامس-مخطوطة الظاهرية، طبعة مؤسسة الرسالة، بيروت، ودار الإيمان، طرابلس 1985. طبعة ثانية 1987 (225 صفحة).
15 -
ديوان ابن منير الطرابلسي (473 - 548 هـ) -تقديم ودراسة وجمع وترتيب شعره -طبعة دار الجيل، بيروت، ومكتبة السائح، طرابلس 1896 ميلادية (348 صفحة).
16 -
المنتخب من تاريخ المنبجي، لأغابيوس (محبوب) بن قسطنطين المنبجي أسقف منبج (من أهل القرن 4 هجرية). دراسة وتحقيق القسم الخاص بتاريخ المسلمين من الكتاب المعروف ب (العنوان) -طبعة دار المنصور. طرابلس 1407 هجرية 1986 ميلادية (172 صفحة).
17 -
الفوائد المنتقاة والغرائب الحسان عن الشيوخ الكوفيين، انتخبها الحافظ أبو عبد الله محمد بن علي الصوري (376 - 441 هجرية). على أبي عبد الله، محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي (367 - 445 هـ.) دراسة وتحقيق مخطوطة الظاهرية بدمشق. وبذيله:«فوائد في نقد الأسانيد» للحافظ الصوري، مخطوطة المتحف البريطاني-طبعة دار الكتاب العربي، بيروت 1408 هجرية/ 1987 ميلادية (173 صفحة).
18 -
السيرة النبوية. تأليف أبي محمد عبد الملك بن هشام بن أيوب المعافري المتوفى سنة 213 أو 218 هجرية/تحقيق وتخريج وفهرسة. طبعة دار الكتاب العربي، بيروت 1408 هجرية 1987 ميلادية (4 مجلّدات) صدرت منه خمس طبعات.
المجلد الأول (440 صفحة).
المجلد الثاني (448 صفحة).
المجلد الثالث (360 صفحة).
المجلد الرابع (374 صفحة).
19 -
تاريخ أنطاكية (المعروف بصلة تاريخ أوتيخا). تأليف يحيى بن سعيد بن يحيى الأنطاكي (توفي 458 هجرية/1066 ميلادية) -تقديم وتحقيق وفهرسة. وبذيله:
«المنتقى من تاريخ الأنطاكي» -صدر عن مؤسسة جرّوس برس، طرابلس 1409/ 1989 ميلادية (586 صفحة).
20 -
لبنان من الفتح الإسلامي حتى سقوط الدولة الأموية (13 - 132 هجرية/634 - 570 م) سلسلة دراسات في تاريخ الساحل الشامي. صدر عن مؤسسة جرّوس برس، طرابلس 1410 هـ/1990 ميلادية (335 صفحة).
21 -
لبنان من قيام الدولة العباسية حتى سقوط الدولة الإخشيدية (132 - 358 هجرية/ 750 - 969 م) -سلسلة دراسات في تاريخ الساحل الشامي. صدر عن مؤسسة جرّوس برس، طرابلس 1412 هجرية/1992 ميلادية (414 صفحة).
22 -
لبنان من السيادة الفاطمية حتى السقوط بيد الصليبيين (358 - 518 هجرية/969
-1124 ميلادية). صدر عن دار الإيمان طرابلس 1414 هجرية/1994 ميلادية.
في جزءين.
القسم السياسي (424 صفحة).
القسم الحضاري (435 صفحة).
23 -
لبنان من السقوط بيد الصليبيين حتى التحرير (503 - 690 هجرية/1110 - 1291 ميلادية) القسم السياسي. صدر عن دار الإيمان، طرابلس 1417 هجرية/ 1997 ميلادية (592 صفحة).
24 -
صدق الأخبار (المعروف بتاريخ ابن سباط). لحمزة بن أحمد بن عمر المعروف بابن سباط الغربي، المتوفى بعيد 926 هجرية/1520 ميلادية-تحقيق مخطوطاته في الفاتيكان، وباريس، والجامعة الأمريكية ببيروت، ودار الكتب الوطنية ببيروت- (مجلدان) -طبعة جرّوس برس-طرابلس 1412 هجرية 1993 ميلادية (1100 صفحة).
25 -
آثار طرابلس الإسلامية-دراسة في التاريخ والعمران-الجامع المنصوري الكبير ومدرسة الأمير قرطاي والشمسية ومدرسة الشيخ الهندي. (340 صفحة) مع صور بالألوان-طبعة دار الإيمان، طرابلس 1414 هجرية/1993 ميلادية.
26 -
طرابلس في التاريخ. تأليف الشيخ محمد كامل البابا (توفي 1970 ميلادية).
تحقيق وتهذيب، بالاشتراك مع الحاج الأستاذ فضل مقدّم. رحمهما الله. صدر عن دار جرّوس برس، طرابلس 1415 هجرية/1995 ميلادية. (439 صفحة).
27 -
مشتبه النسبة في الخط واختلافهما في المعنى واللفظ. تأليف الإمام العالم الحافظ أبي محمد عبد الغني بن سعيد الأزدي (332 - 409 هجرية) تحقيق مخطوطتي:
شهيد علي باشا باستنبول، رقم (286/ 2)، والمتحف البريطاني لندن، رقم (3075) -صدر عن دار المنتخب العربي، بيروت 1417 هجرية 1996 ميلادية (229 صفحة).
28 -
مسند معاوية الأطرابلسي في الحديث والفوائد والتاريخ. (توفي معاوية بن يحيى الأطرابلسي أبو مطيع، بعيد سنة 170 هجرية) سلسلة من رجال الحديث في تاريخ لبنان الإسلامي-دراسة وتخريج-طبعة دار الإيمان بطرابلس، ودار ابن حزم ببيروت 1417 هجرية 1997 ميلادية) (152 صفحة).
29 -
الكامل في التاريخ. لعز الدين أبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن أبي عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني المعروف بابن الأثير (555 - 630 هجرية) تحقيق-صدر عن دار الكتاب العربي-بيروت 1417 هجرية/1997 ميلادية. في (11 مجلدا).
الجزء الأول-تاريخ الرسل والأنبياء-مقدّمة 12 صفحة+708 صفحات.
الجزء الثاني-تاريخ الهجرة النبوية وعصر الخلفاء الراشدين (من سنة 1 - 40 هجرية) 768 صفحة.
الجزء الثالث-من قيام الدولة الأموية حتى وفاة عبد الملك (من سنة 41 - 86 هجرية) 550 صفحة.
الجزء الثالث-من قيام الدولة الأموية حتى وفاة عبد الملك (من سنة 41 - 86 هجرية) 550 هجرية.
الجزء الرابع-من خلافة الوليد بن عبد الملك حتى نهاية الدولة الأموية- (87 - 132 هجرية) 414 صفحة.
الجزء الخامس-من قيام الدولة العباسية حتى نهاية عهد المأمون- (132 - 218 هجرية) 607 صفحات.
الجزء السادس-العصر العباسي الثاني (عصر النفوذ التركي)(218 - 321 هجرية) 816 صفحة.
الجزء السابع-العصر العباسي الثالث (عصر النفوذ البويهي)(321 - 431 هجرية) 831 صفحة.
الجزء التاسع-عصر الحروب الصليبية (521 - 580 هجرية) 504 صفحات.
الجزء العاشر-عصر الحروب الصليبية (581 - 628 هجرية) 471 صفحة.
الجزء الحادي عشر-الفهارس 536 صفحة.
30 -
تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام. للحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز المعروف بالذهبي المتوفى سنة 748 هجرية. تحقيق عن مخطوطات آيا صوفيا باستنبول، ومخطوطة حيدر آباد الدكن بالهند، ومخطوطة دار الكتب المصرية، ومخطوطة المنتقى من تاريخ الإسلام لابن الملاّ، بالمكتبة الأحمدية بحلب، طبعة دار الكتاب العربي، ببيروت، (52 مجلّدا) وهي تباعا على الحوادث والوفيات:
1 -
المغازي (821 صفحة) صدر 1407 هجري/1987 م (صدر في 3 طبعات).
2 -
السيرة النبوية (704 صفحات) صدر 1407 هجري/1987 م (صدر في 3 طبعات).
3 -
عهد الخلفاء الراشدين (11 - 40 هجري) - (803 صفحات) صدر 1497 هجري/ 1987 ميلادي (صدر في 3 طبعات).
4 -
عهد معاوية بن أبي سفيان (41 - 60 هجرية هجرية) - (439 صفحة) صدر 1409 هجرية/1989 م. (صدر في 3 طبعات).
5 -
حوادث ووفيات (61 - 80 هجري) - (669 صفحة) صدر 1410 هجري/1990 م.
6 -
حوادث ووفيات (81 - 100 هجري) - (656 صفحة) صدر 1411 هجري/1990 م.
7 -
حوادث ووفيات (101 - 120 هجري) - (581 صفحة) صدر 1410 هجري/1990 م.
8 -
حوادث ووفيات (121 - 140 هجري) - (639 صفحة) صدر 1408 هجري/1988 م.
9 -
حوادث ووفيات (141 - 160 هجري) - (771 صفحة) صدر 1408 هجري/1988 م.
10 -
حوادث ووفيات (161 - 170 هجري) - (664 صفحة) صدر 1411 هجري/ 1990 ميلادي.
11 -
حوادث ووفيات (171 - 180 هجري) - (518 صفحة) صدر 1411 هجري/1990 م.
12 -
حوادث ووفيات (181 - 190 هجري) - (576 صفحة) صدر 1411 هجري/1990 م.
13 -
حوادث ووفيات (191 - 200 هجري) - (611 صفحة) صدر 1411 هجري/1990 م.
14 -
حوادث ووفيات (201 - 210 هجري) - (573 صفحة) صدر 1411 هجري/1991 م.
15 -
حوادث ووفيات (211 - 240 هجري) - (562 صفحة) صدر 1411 هجري/1991 م.
16 -
حوادث ووفيات (221 - 230 هجري) - (578 صفحة) صدر 1412 هجري/1991 م.
17 -
حوادث ووفيات (231 - 240 هجري) - (534 صفحة) صدر 1411 هجري/1991 م.
18 -
حوادث ووفيات (241 - 250 هجري) - (656 صفحة) صدر 1411 هجري/1991 م.
19 -
حوادث ووفيات (251 - 260 هجري) - (656 صفحة) صدر 1412 هجري/1992 م.
20 -
حوادث ووفيات (261 - 280 هجري) - (624 صفحة) صدر 1412 هجري/1992 م.
21 -
حوادث ووفيات (281 - 290 هجري) - (454 صفحة) صدر 1411 هجري/1991 م.
22 -
حوادث ووفيات (291 - 300 هجري) - (432 صفحة) صدر 1411 هجري/1991 م.
23 -
حوادث ووفيات (301 - 320 هجري) - (834 صفحة) صدر 1411 هجري/1992 م.
24 -
حوادث ووفيات (321 - 330 هجري) - (435 صفحة) صدر 1413 هجري/1992 م.
25 -
حوادث ووفيات (331 - 350 هجري) - (638 صفحة) صدر 1413 هجري/1992 م.
26 -
حوادث ووفيات (351 - 380 هجري) - (864 صفحة) صدر 1409 هجري/1989 م.
27 -
حوادث ووفيات (381 - 400 هجري) - (534 صفحة) صدر 1409 هجري/1988 م.
28 -
حوادث ووفيات (401 - 420 هجري) - (607 صفحة) صدر 1413 هجري/1993 م.
29 -
حوادث ووفيات (421 - 440 هجري) - (654 صفحة) صدر 1414 هجري/1993 م.
30 -
حوادث ووفيات (441 - 460 هجري) - (656 صفحة) صدر 1414 هجري/1994 م.
31 -
حوادث ووفيات (461 - 470 هجري) - (440 صفحة) صدر 1414 هجري/1994 م.
32 -
حوادث ووفيات (471 - 480 هجري) - (400 صفحة) صدر 1414 هجري/1994 م.
33 -
حوادث ووفيات (481 - 490 هجري) - (454 صفحة) صدر 1414 هجري/1994 م.
34 -
حوادث ووفيات (491 - 500 هجري) - (443 صفحة) صدر 1415 هجري/1994 م.
35 -
حوادث ووفيات (501 - 520 هجري) - (579 صفحة) صدر 1415 هجري/1994 م.
36 -
حوادث ووفيات (521 - 540 هجري) - (744 صفحة) صدر 1415 هجري/1995 م.
37 -
حوادث ووفيات (541 - 550 هجري) - (570 صفحة) صدر 1415 هجري/1995 م.
38 -
حوادث ووفيات (551 - 569 هجري) - (474 صفحة) صدر 1415 هجري/1995 م.
39 -
حوادث ووفيات (561 - 570 هجري) - (536 صفحة) صدر 1417 هجري/1996 م.
40 -
حوادث ووفيات (571 - 580 هجري) - (464 صفحة) صدر 1417 هجري/1996 م.
41 -
حوادث ووفيات (581 - 590 هجري) - (544 صفحة) صدر 1417 هجري/1996 م.
42 -
حوادث ووفيات (591 - 600 هجري) - (676 صفحة) صدر 1417 هجري/1997 م.
43 -
حوادث ووفيات (601 - 610 هجري) - (597 صفحة) صدر 1417 هجري/1997 م.
44 -
حوادث ووفيات (611 - 620 هجري) - (705 صفحة) صدر 1418 هجري/1997 م.
45 -
حوادث ووفيات (621 - 630 هجري) - (591 صفحة) صدر 1418 هجري/1997 م.
46 -
حوادث ووفيات (621 - 640 هجري) - (664 صفحة) صدر 1418 هجري/1997 م.
47 -
حوادث ووفيات (641 - 650 هجري) - (627 صفحة) صدر 1419 هجري/1998 م.
48 -
حوادث ووفيات (651 - 660 هجري) - (442 صفحة) صدر 1419 هجري/1999 م.
49 -
حوادث ووفيات (661 - 670 هجري) - (442 صفحة) صدر 1419 هجري/1999 م.
50 -
حوادث ووفيات (671 - 680 هجري) - (528 صفحة) صدر 1420 هجري/1999 م.
51 -
حوادث ووفيات (681 - 690 هجري) - (607 صفحة) صدر 1421 هجري/2000 م.
52 -
حوادث ووفيات (691 - 700 هجري) - (687 صفحة) صدر 1421 هجري/2000 م.
31 -
المستدرك على الجزء الثاني من: «المعجم الشامل للتراث العربي المطبوع» .
ويتناول حروف (ج-ذ) من أسماء المؤلفين، صدر عن «معهد المخطوطات العربية» ، بالقاهرة،1997 - (313 صفحة).
32 -
تاريخ السلطي (من تاريخ الأسر الطرابلسية). تأليف. إشراف وتنفيذ دار الإيمان، طرابلس،1418 هجرية/1997 م (128 صفحة).
33 -
الفضل المأثور من سيرة السلطان الملك المنصور. تأليف شافع بن علي (توفي 730 هـ). تحقيق، نسخة مكتبة البودليان (أكسفورد) رقم 424 - صدر عن المكتبة العصرية، بيروت،1418 هجرية/1998 (216 صفحة).
34 -
الإنباء بأنباء الأنبياء وتواريخ الخلفاء وولايات الأمراء. تأليف القضاعي المتوفى 454 هجرية. تحقيق، نسخة مكتبة حكيم أوغلي، استنبول، رقم 678. صدر عن المكتبة العصرية، بيروت،1418 هجري/1998 ميلادي (432 صفحة).
35 -
تاريخ حوادث الزمان وأنبائه ووفيات الأكابر والأعيان من أبنائه: تأليف أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن أبي بكر الجزري (ت 739 هجري) -تحقيق الأجزاء التالية:
1 -
جزء فيه من وفيات سنة 689 حتى حوادث سنة 699 هجري-نسخة المكتبة الوطنية بباريس، رقم 6379 المصورة في الخزانة التيمورية بدار الكتب المصرية، رقم 2159 تاريخ، (536 صفحة).
2 -
جزء فيه من وفيات سنة 725 حتى حوادث سنة 732 هجري-نسخة مكتبة كوبرلي باستنبول، رقم 1037 (584 صفحة).
3 -
جزء فيه من وفيات سنة 733 حتى حوادث سنة 738 هجري-من النسخة السابقة (ص 585 - 1195). صدر عن المكتبة العصرية-صيدا-بيروت 419 هجري/ 1998 م.
36 -
حوادث الزمان ووفيات الشيوخ والأقران-شهاب الدين أحمد بن محمد بن عمر الشهير بابن الحمصي (841 - 934 هجري) -تحقيق الأجزاء التالية:
1 -
حوادث ووفيات 851 - 900 هجري-نسخة مكتبة فيض الله أفندي باستنبول، رقم 1438 (397 صفحة).
2 -
حوادث ووفيات 901 - 923 هجري-نسخة جامعة كمبردج رقم 102 المصورة بمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة رقم 222/ 2 (296 صفحة).
3 -
حوادث ووفيات 924 - 930 هجري مع الفهارس-نسخة مكتبة سوهاج بمصر رقم 439 (334 صفحة) صدر عن المكتبة العصرية، صيدا-بيروت 1419 هجري/ 1999 م.
37 -
النفحة المسكية في الدولة التركية (من كتاب الجوهر الثمين في سير الخلفاء والملوك والسلاطين) -لصارم الدين إبراهيم بن محمد بن أيدمر العلائي المعروف بابن دقماق (745 - 809 هجري) -يؤرّخ من بداية دولة المماليك حتى سنة 805 هجري-تحقيق مخطوط جامعة كامبردج البريطانية، رقم - Q q /147 صدر عن المكتبة العصرية، صيدا- (422 صفحة)، بيروت،1999 م.
38 -
نيل الأمل في ذيل الدول، لزين الدين عبد الباسط بن خليل بن شاهين الظاهري (توفي 920 هجري) -تحقيق مخطوط جامعة أوكسفورد البريطانية-مكتبة البودليان، رقم - Hunt 285،610 صدر في 9 مجلّدات عن المكتبة العصرية، صيدا-بيروت،2001 م. (3849 صفحة).
39 -
ذيل تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام. للحافظ الذهبي (توفي 748 هجري) -تحقيق مخطوطة مكتبة تشستربيتي، بدبلن، إيرلندة الجنوبية، رقم 4100، ومخطوطة مكتبة جامعة ليدن، بهولندا، رقم 320، صدر عن دار الكتاب العربي، بيروت،1424 هـ/2004 م. (463 صفحة).
40 -
مشيخة شرف الدين اليونيني-علي بن محمد بن أحمد، أبو الحسين (621 -
701 هـ) -تحقيق الأجزاء 8 و 9 و 10 من المجموع رقم 73، الأوراق 37 - 67 بالمكتبة الظاهرية بدمشق، مع دراسة وفهارس، بتخريج محمد بن أبي الفتح البعلبكّي (645 - 709 هـ) صدر عن المكتبة العصرية، صيدا-بيروت 2002 م.
ومعه «ملحق من عوالي شرف الدين اليونيني» ، برواية مؤرّخ الإسلام الحافظ شمس الدين الذهبي (ت 748 هـ)(194 صفحة).
41 -
مشيخة محيي الدين اليونيني-عبد القادر بن علي بن محمد، أبو محمد (680 - 747 هـ). -تحقيق الأوراق 30 - 54 من المجموع رقم (25) حديث، بالمكتبة الظاهرية بدمشق، مع دراسة وفهرسة. صدر عن المكتبة العصرية، صيدا-بيروت 2002 م. (178 صفحة).
42 -
المجموع من المنتخب المنثور في أخبار الشيوخ من تاريخ دمشق صور، لأبي الفرج غيث بن علي بن عبد السلام الأرمنازي الصوري (443 - 509 هـ)، بانتخاب الحافظ المؤرّخ ابن عساكر، أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي (499 - 571 هـ). دراسة وتحقيق وفهرسة. صدر عن المكتبة العصرية صيدا-بيروت 2002 م. (422 صفحة).
43 -
وثائق نادرة من سجلاّت المحكمة الشرعية بطرابلس-دراسة تحليلية لأهمّ النصوص التاريخية عن ولاية طرابلس العثمانية. (1077 - 1199 هـ/1666 - 1785 م). صدر عن مؤسسة المحفوظات الوطنية، رئاسة مجلس الوزراء اللبناني.
بيروت 2002 م. (576 صفحة).
44 -
المختصر من الكامل في التاريخ وتكملته-للأمير علم الدين سنجر المسروري الصالحي، المعروف بالخياط. (توفي 695 هـ) -دراسة وتحقيق مخطوطة مكتبة السلطان أحمد الثالث، استانبول، رقم (2959) -صدر عن المكتبة العصرية صيدا -بيروت 2002 م. (248 صفحة).
45 -
البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان، المنسوب للعماد الأصفهاني، أبي حامد محمد بن محمد، المتوفى 597 هـ-تحقيق مخطوطة أحمد الثالث باستانبول، رقم 2959، ومخطوطة مكتبة بودليان بجامعة إكسفورد، رقم 172، صدر عن المكتبة العصرية، صيدا-بيروت 1443 هـ/2002 م. (566 صفحة).
46 -
نزهة المالك والمملوك في مختصر سيرة من ولّي مصر من الملوك، للحسن بن أبي محمد عبد الله الهاشمي العباسي الصفدي (توفي بعد سنة 717 هـ/1317 م) - تحقيق مخطوطة مكتبة المتحف البريطاني، رقم 3662، صدر عن المكتبة العصرية، صيدا-بيروت 1424 هـ/2003 م. (294 صفحة).
47 -
تاريخ الملك الأشرف قايتباي، لمؤرخ مجهول من تلامذة ابن حجر العسقلاني،
يؤرّخ من بداية سلطنة الأيوبيين في مصر حتى سنة 877 هـ-تحقيق مخطوط دار الكتب المصرية، رقم 8554 ح. صدر عن المكتبة العصرية، صيدا-بيروت 1424 هـ/2003 م. (272 صفحة).
48 -
مفرّج الكروب في أخبار بني أيوب، لابن واصل، محمد بن سالم بن نصر الله الحموي (توفي 697 هـ) -تحقيق الجزء السادس والأخير عن مخطوطتي المكتبة الوطنية بباريس، رقم 1702 و 1703 - صدر عن المكتبة العصرية، صيدا-بيروت 1425 هـ/2004 م. (440 صفحة).
49 -
ذيل مفرّج الكروب في أخبار بني أيوب، لابن المغيزل، نور الدين علي بن عبد الرحيم بن أحمد الكاتب المكي المظفّري (توفي 701 هـ) -تحقيق مخطوطة المكتبة الوطنية بباريس، رقم 1702 و 1703، صدر عن المكتبة العصرية، صيدا- بيروت 1425 هـ/2004 م. (206 صفحات).
50 -
ديوان ابن منير الطرابلسي، لعين الزمان، مهذّب الدين أحمد بن منير بن مفلح الطرابلسي، المعروف بالرّفاء (توفي 548 هـ) -تحقيق «المنتخب من ديوانه» ، في مخطوط مكتبة الإمبروزيانا، بميلانو الإيطالية، رقم 80، مع جمع وتقديم لشعره من المصادر، صدر عن المكتبة العصرية، صيدا-بيروت 1426 هـ/2005 م.
51 -
الروض الزاهر في غزوة الملك الناصر، وبذيله: المناقب المظفّريّة، لابن عبد الظاهر، علاء الدين علي بن محمد بن عبد الله بن عبد الظاهر (توفي 717 هـ.) - تحقيق مخطوطة مكتبة برلين، رقم 3623، صدر عن المكتبة العصرية، صيدا، بيروت 1426 هـ. /2005 م. (262 صفحة).
52 -
تاريخ مجموع النوادر مما جرى للأوائل والأواخر، لقرطاي العزّي الخزنداري (توفي بعد 708 هـ.) -تحقيق الجزء الرابع من مخطوطة مكتبة غوطا بألمانيا، رقم 1655 - صدر عن المكتبة العصرية، صيدا، بيروت 1426 هـ. /2005 م. (407 صفحات).
53 -
المقتفي على كتاب الروضتين، للبرزالي (توفي 739 هـ.) -تحقيق مخطوط أحمد الثالث باستانبول، رقم 161/.2915 ومخطوط جامعة ليدن بهولندة رقم 3098، صدر في 4 مجلّدات عن المكتبة العصرية، صيدا، بيروت (1426 هـ/2006 م).
54 -
إيقاظ الغافل بسيرة الملك العادل، نور الدين الشهيد، لتاج الدين محمد بن أبي بكر بن أبي الوفا الحسيني الشافعي البدري (توفي 891 هـ،) تحقيق مخطوطة المكتبة المركزية بقونية، رقم 5662 ضمن مجموع. صدر عن المكتبة العصرية، صيدا-بيروت 1426 هـ. /2006 م. (120 صفحة).
يصدر قريبا
• تاريخ مجموع النوادر مما جرى للأوائل والأواخر، لقرطاي العزي الخزنداري- (توفي بعد 708 هـ.) -تحقيق الجزء الأول من مخطوطة آيا صوفيا، رقم 3399، يصدر عن المكتبة العصرية.
• نهاية الغاية في بعض أسماء رجال القراءات أولي الرواية، لعبد الرزاق بن حمزة بن علي الحنفي الطرابلسي- (توفي 867 هـ.) -تحقيق مخطوط مكتبة الأوقاف العامة ببغداد، رقم 964.