الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على خير خلقه النَّبي الأمين، وعلى آله وذرِّيته الطيبين الطَّاهرين، وعلى أصحابه أجمعين، وعلى أتباعه على دينه من التَّابعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين.
أما بعد: فلما كان فن التاريخ من أهم الفنون، إذ به يقف الباحث على أحوال سلفه الماضين في سالف القرون، ولما كان من أهم ذلك معرفة أصحاب كل مذهب لمن ينتحل ذلك المذهب ويقتفي أثر إمامه وأتباعه، فمن الواجب معرفة حاله وأحوالهم، ومشايخهم وتلامذتهم، ومصنَّفاتهم، وما لكلٍّ منهم من خصال حميدة أو غيرها، ودرجة كلٍّ منهم بالعلم والفقه أصولًا وفروعًا، إلى غير ذلك؛ ليكون على بصيرة بمن اتَّبعهم واقتدى بأقوالهم واختياراتهم.
فأقول وأنا العبد الضَّعيف صالحُ بن عبد العزيز بن علي بن عبد الرحمن آل اعثيمين الحنبليُّ النجديُّ القَصِيْمِيُّ البُرَدِيُّ:
هذا كتاب جمعته من عدة أسفار متنوعة المآخذ والتأليف، جمعت فيه ما وجدت من تراجم أصحابنا الحنابلة، لا زالت سحائب الرحمة عليهم وابلة.
وقد سمَّيته "تسهيل السَّابِلَة لمريد معرفة الحنابِلَة" جمعته لنفسي، ولمن كان في درجتي في العلم من أبناء جنسي، مقرِّبًا في ذلك النائي البعيد، وخادمًا لهم ومتحملًا مشقَّة التفتيش والتنقيب، لأني وجدت الكثير من أصحابنا الحنابلة إذا أرادوا الوقوف على ترجمة بعض الحنابلة تعسَّر ذلك عليهم، أو تعذَّر؛ لقصور الهمم، وقلَّة الكتب المصنفة في هذا الباب الموجودة الجامعة لما يُطْلَب جمعه، وإن كان قد صُنِّف في هذا الباب كثيرٌ من التصانيف الجليلة الحافلة، كما سنذكر بعضها قريبًا، ولكنها قليلة الوجود بين أيدينا، ثم إذا وجد منها شيءٌ فهو قد صُنِّف في زمانٍ هِمَّةُ أهلِهِ عَاليةٌ،
والفائدةُ عندهم غاليةٌ، لا يعتريهم سأم التطويل، ولا يكتفون عن الكثير بالقليل؛ فتجد أحدَهم إذا ذكر الرجل أطنب، وأوردَ في ترجمته ما له وما عليه، وما قال وما قيل فيه، وفتاواه ومجالس وعظه، وما جرى له مع أقرانه وملوك عصره وأهل زمانه، وكراماته المنسوبة إليه، وما إلى ذلك من التطويل الذي لا يميل إليه طبع أهل عصرنا هذا ولا يرغبونه، أوْ ليس محله التراجم، بل كل قسم منه يدخل في فن من العلوم.
فلعلي بجمعي هذا المختصر قمت بواجب كبير، وخدمتُ أهلَ عصرنا هذا من أهل مذهبنا وغيرهم ممن أراد الوقوف على حقيقة أهل هذا المذهب، فإني اختصرتُ التراجم اختصارًا ملائمًا لعصرنا هذا: من ذكر الرجل، ونسبه، وكُنيته، ولقبه الذي يُعْرف به، وولادته ووفاته، وشيء من سيرته، ومصنَّفاته، وتلامذته، ووطنه، وما إلى ذلك مما تمسُّ الحاجة إلى معرفته.
وتركت ما لا تمس إلى ذكره حاجة الباحث، تاركًا ذلك للكتب المصنَّفة في هذا الباب قبلي، وقد كنتُ من زمن طويل أستخيرُ اللهَ في جمعه، وأُقدِّم رِجْلًا وأؤخر أخرى؛ فإن هذا بحر تَيَّار، لا يدركُ العومَ فيه إلا العلماءُ الأخيار، والفضلاء الأحبار، لا سيَّما وهناك عوائق تمنعني من ذلك أيضًا:
أولًا: قِصَر باعي وقلة اطلاعي.
ثانيًا: أني في وقت تأليفه كنت مجاورًا بمكة المكرمة غريبًا نائيًا عن الوطن، ويتعذر عليَّ وجود آلة الكتب التي هي الركن الأوَّل لتأليف هذا الكتاب.
ثالثًا: تشتت البال من هَمَّ العيال، وكسب المعيشة التي هيجت أليم البَلْبَال.
وكنت برهة من الزمن أتمنى لو تصدَّر وتصدَّى لهذا الأمر غيري ممَّن له الكفاءة من أهل هذا الشأن، وأن لا أدخل نفسي في هذا الميدان؛ لأن من ألَّف فقد استُهْدِفَ، ولكنِّي لم أجد مَن فعلَه حتى الآن، فقلت: ما لا يُدْرَكُ كُلُّه لا يُتْرَكُ جُلُّهُ، فتقدمتُ إلى جمعه وتسطيره، وتحقيقه وتحريره، مقدِّمًا أقصى اعتذاري؛ والعذر مقبول لدى الأخيارِ، مبتدئًا بترجمة الإِمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه، ملخصًا لها من ترجمته لأبي الفرج ابن الجوزي الذي أفردها بالتأليف، وجعل ذلك في مئة باب، ولعلي
لخصتُ منها ما تَقَرُّ به عيونُ محبِّيه، وتَثْلُجُ به صدورُ متَّبعيه، ويشكرني على ذلك من اتَّبع غيره في الفروع والأصول، فإنَّ كل علماء التحقيق على اختلاف مذاهبهم في الأصول تدعيه، ثم أُتبعها بتراجم مَن رَوى عنه على الإِطلاق، ثم أذكر الحنابلة منهم في كل ترجمة، وهم الطبقة الأولى، ثم أذكر الحنابلة الذين اتَّبعوه في الأصول والفروع من هذه الطبقة منفردين لتمييزهم عن غيرهم، ورتَّبت هذه الطبقة على الحروف تابعًا في ذلك للنابلسي في "مختصره لطبقات ابن أبي يعلى"، ثم أتبعهم بالحنابلة خاصة ممن بعدهم إلى منتهى القرن الثالث عشر، مؤثرًا في ذلك كله للاختصار؛ لكون طِباع أهل العصر تألفه في جميع الأقطار.
والله أسأل، وبه أتوسل أن يجعل عملي هذا خالصًا لوجهه الكريم، موجبًا لفوزي في جنات النعيم، ولعلي أتيت بعمل يشكرني عليه أهل الإِنصاف، لا مَنْ أراد المكابرة والاعتساف.
وإني أرجو من رأى هذا الكتاب أن ينظر إليه بعين الإِصلاح لا بتفقد العثرات، وأن يغض عمَّا يراه من الهفوات والزلَّات، فَمَنْ ذا الذي ما ساء قط؟ ومَنْ له الحسنى فقط؟.
ولقد أسهرت بهذا العمل ليلي والناس نيام، حتى نلت إن شاء الله من ذلك المرام.
ولم أجد وقت تأليفه ما أستعين به على هذا العمل الشاق إلا "مختصر طبقات ابن أبي يعلى" الذي اختصره العلَّامة محمد بن عبد القادر الجعفري النابلسي المتوفى سنة سبع وتسعين وسبع مئة - فوجدته لا يشفي عليلًا، ولا يروي غليلًا؛ لكونه لم يستقص، بل ما فاته أكثر من الذين ذكرهم، ولكونه يطيل بذكر روايات المترجمين، ولم يحرر تراجمهم كما ينبغي بل كما هو الشرط لهذا الفن والغاية له.
ورأيت أيضًا "مختصرًا" لمحمد جميل الشطي الحنبلي المتوفى في القرن الرابع عشر، فوجدته الدرة المفقودة، والضالَّة المنشودة، غير أنه لا يذكر إلا المشهورين فقط.
وقد رأيت في تراجم كثير من العلماء الحنابلة أنهم جمعوا للحنابلة طبقات، ولكنْ لم يتيسر لي الوقوف على شيء من ذلك.
فمنهم:
وهو أولهم فيما علمت: أحمد بن محمد بن هارون أبو بكر الخلاَّل، فقد ألف كتابًا في "طبقات الحنابلة".
ثم بعده القاضي أبو الحسين محمد بن أبي يعلى البغدادي المتوفى سنة ست وعشرين وخمس مئة فقد جمع "طبقات للحنابلة" وهي مشهورة.
ثم محمد بن عبد الباقي المجمعي المَوْصلي المتوفى سنة إحدى وسبعين وخمس مئة، فقد جمع كتابًا شتمل على "طبقات الفقهاء الحنابلة".
ثم العلَّامة ابن الجوزي عبد الرحمن بن علي المتوفى سنة سبع وتسعين وخمس مئة.
ثم العلَّامة عبد العزيز بن محمود المتوفى سنة إحدى عشرة وست مئة.
ثم العلَّامة محمد بن عبد القوي بن بدران النَّاظم المتوفى سنة تسع وتسعين وست مئة.
ثم محمد بن أبي الفتح البَعْلي المتوفى سنة تسع وسبع مئة.
ثم العلَّامة ابن رجب المتوفى سنة خمس وتسعين وسبع مئة، وطبقاته هذه "ذيل على طبقات ابن أبي يعلى" وهي مشهورة.
ثم العلَّامة إبراهيم بن مفلح المتوفى سنة ثلاث وثمان مئة.
ثم العلَّامة أحمد بن نصر الله المتوفى سنة ست وسبعين وثمان مئة.
ثم العلَّامة إبراهيم بن مفلح المتوفى سنة ست وسبعين وثمان مئة.
ثم عبد الرحمن بن محمد العليمي المتوفى سنة ثمان وعشرين وتسع مئة.
ثم محمد بن عبد الله بن حميد النجدي العنزي المتوفى سنة خمس وتسعين ومئتين وألف.
ثم محمد بن مراد الشطي المتوفى سنة أربع عشرة وثلاث مئة وألف.
ثم عبد القادر البدراني المتوفى سنة ست وأربعين وثلاث مئة وألف.
فهؤلاء كلهم حنابلة، وكلهم قد ألَّفوا في تراجم الحنابلة خاصة.
وكذلك وجدت طبقات غير ذلك ذكرها في ذيل "كشف الظنون" ومنها: "المناهج الأحمدية في طبقات الحنبلية" وذكر أنها موجودة في دار الكتب (لاله لي)، وكذلك "الجوهر المنضَّد في طبقات متأخري أصحاب أحمد" للعلَّامة يوسف بن حسن بن أحمد الحنبلي المقدسي. وقال: هو ذيل على "طبقات الحنابلة" مرتب على الحروف.
أما مَنْ ألَّف في تراجم لا تختصُّ بالحنابلة وحدهم بل تجمعهم مع غيرهم فكثيرة: كابن العماد في "شذرات الذهب" وابن حجر في "الدرر" والسَّخَاوي في "الضوء اللامع" والمُحبِّي في "خلاصة الأثر"، وغيرهم.
وهذا أوان الشروع في المقصود، مستعينًا بالملك المعبود، مبتدئًا بترجمة الإِمام أحمد ملخِّصًا لها كما قلت سابقًا من ترجمته لأبي الفرج ابن الجوزي رحمه الله، وهي عندي بخطي في مجلدين اشتمل على مئة باب فأقول:
1 -
(ت 241)
(ذكر مولد الإِمام أحمد وأصله، ونسبه، ومنشئه في صباه)
قال صالح بن أحمد ابن حنبل: ولد أبي سنة أربع وستين ومئة، في ربيع الأول، وجيء به من مَرو حملًا.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: ولدتُ في ربيع الأول سنة أربع وستين ومئة.
وقال أحمد ابن حنبل: قدمت بي أمي حاملًا من خراسان.
وقالت أمُّه: مات أبوه وله ثلاثون سنة، وأحمد طفل.
وقال أحمد بن حنبل أيضًا: قدم أبي من خراسان وأنا حمل، وولدت ها هنا، ولم أر أبي ولا جَدِّي.
وقال محمد بن حاتم: أحمدُ ابن حنبل أصله من مرو، وحمل من مرو وأمه حامل به، وجدُّه حنبل بن هلال وَلِيَ سَرَخْسَ وكان من أبناء الدعوة.
أما نسبه:
فقال عبد الله بن أحمد: هو أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حَيَّان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شَيْبان بن ذُهْل بن ثعلبة بن عُكَابَةَ بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هِنْب بن أفْصى بن دُعْمِيِّ بن جَدِيْلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن مَعَدّ بن عدنان بن أُدّ بن أُدَد بن الهَمَيْسع بن حمل بن النَّبْت بن قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه السلام.
وقال عمه حنبل: هو أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حَيَّان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذُهْل بن ثعلبة بن عُكَابَةَ بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هِنْب بن أفصى بن
دُعْمِيِّ بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن مَعَدّ بن عدنان بن أُدّ بن أُدَد بن الهَمَيْسع بن مليح بن النَّبْت بن قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه السلام.
وقال ابن بَطَّة: كانت أم أحمد شيبانية، واسمها: صفيَّة بنت ميمونة بنت عبد الملك الشيباني من بني عامر، كان أبوه نزل بهم وتزوج بها، وكان جدها عبد الملك بن سوادة بن هند الشَّيْبَاني من وجوه بني شيبان، وكان ينزل عليها قبائل العرب فتضيفهم.
وأما منشؤه في صباه:
فولد ببغداد، وبها نشأ، وطلب العلم والحديث من شيوخها، ثم رحل بعد ذلك في طلب العلم إلى البلاد.
وقال أبو عفيف: كان أحمد ابن حنبل في الكُتَّاب معنا وهو غُلَيْم يُعرَفُ فضلُه، وكان الخليفة بالرقة؛ فيكتب الناس إلى منازلهم، فيبعث نساؤهم إلى المعلم: ابعث إلينا أحمد ابن حنبل، ليكتب لهم جواب كتبهم، فيبعثه، فكان يجيء إليهم مطأطئ الرأس، فيكتب جواب كتبهم، فربما أملوا عليه الشيء من المنكر فلا يكتبه.
وقال أحمد: كنت وأنا غُلَيْم أختلف إلى الكُتَّاب، ثم اختلفت إلى الدِّيوان وأنا ابن أربع عشرة سنة.
وقال ابن المنبه: أول شيء عرف من أحمد ابن حنبل أن عمه كتب جواب كتاب بعث به السلطان؛ فدفعه إلى أحمد ابن حنبل يدفعه إلى الرسول، فلم يدفعه أحمد إليه، ووضعه في طاق منزلهم، وطلب الرسولُ الجوابَ، فقال عمه: قد وجهت به إليك، ثم قال لأحمد: أين الكتاب الذي أمرتك أن تدفعه إلى الرسول الذي على الباب؟ فقال له: كان عليه قَباء، وهو ذا الكتاب في الطاق.
وقال داود بن بسطام: أبطأت عليَّ أخبار بغداد، فوجهت إلى عم أحمد ابن حنبل: لم تصل إلينا الأخبار اليوم! وكنتُ أريد أن أحررها، وأوصلها إلى الخليفة، فقال لي: قد بعثتُ بها مع أحمد ابن أخي! قال: فبعث عمه فأحضر أبا عبد الله أحمد وهو غلام، فقال: أليس قد بعثت معك الأخبار؟ قال: نعم، قال: فلأي
شيءٍ لم توصلها؟ فقال: أنا كنت أرفع تلك الأخبار؟ رميتُ بها في الماء! قال ابن بسطام: فجعلت أسترجع، وأقول: هذا غلامٌ يتورَّع، فكيف نحن!.
وقال بعض من يطلب الحديث مع أحمد: ما زال أبو عبد الله بائنًا من أصحابه، ولقد فقدته يومًا عند إسماعيل ابن عُلَيَّة، فدخل وهو أقل من ثلاثين سنة؛ فما بقي في البيت أحد إلَّا وسَّعَ له وقال: ها هنا ها هنا.
(ذكر ابتدائه في طلب العلم، ورحلته فيه، ومن لقي من كبار العلماء وروى عنهم، وأدبِه مع مشايخه احترامًا للعلم، وإقبالِهِ على العلم، واشتغالِه به)
ابتدأ رحمه الله في طلب العلم من شيوخ بغداد، ثم رحل إلى الكوفة والبصرة، ومكة والمدينة، واليمن والشام والجزيرة، وكتب عن علماء كلِّ بلد.
قال أحمد: أوَّل من كتبت عنه الحديث: أبو يوسف.
وقال أيضًا: طلبت الحديث وأنا ابن ست عشرة، ومات هُشَيْمٌ وأنا ابن عشرين سنة، وأوَّل سماعي من هشيم سنة تسع وسبعين ومئة.
وقال أيضًا: كان ابن المبارك قدم في هذه السنة - وهي آخر قدمة قدمها - وذهبتُ إلى مجلسه فقالوا: قد خرج إلى طرسوس، وتوفي سنة إحدى وثمانين. وكتبت عن هشيم سنة تسع وسبعين، ولزمناه سنة ثمانين وإحدى وثمانين وثنتين وثلاث وثمانين، ومات فيها أي ثلاث وثمانين. كتبنا عنه كتاب الحج نحوًا من ألف حديث، وبعض التفسير، وكتاب القضاء، وكتبًا صغارًا - قال صالح: قلت: تكون ثلاثة آلاف؟ قال: أكثر. وجاءنا موت حمَّاد بن زيد ونحن على باب هشيم يملي علينا الجنائز، فقالوا: مات حماد بن زيد. وسمعت من عبد المؤمن بن عبد الله بن خالد بن الحسن العبسي سنة اثنتين وثمانين قبل موت هشيم. وحدَّثنا علي بن مجاهد الكابلي في سنة اثنتين وثمانين، من أهل الرَّي، أبو مجاهد، وهي أول سنة سافرت فيها. وقدم عيسى بن يونس الكوفة بعدي بأيام وأول خرجة خرجت إلى البصرة سنة ست وثمانين. وخرجت إلى سفيان بن عيينة سنة سبع وثمانين، قَدِمْنَا وقد مات فضيل بن عياض، وهي أوَّل سنة حججت. وكتبت عن إبراهيم بن سعد، وصَلَّيت خلفه غير مرة، وكان يسلم واحدة. ولو كانت عندي خمسون درهمًا كنت قد خرجت إلى الرَّي إلى جرير بن عبد الحميد، فخرج بعض أصحابنا ولم يمكني الخروج.
قال: وخرجت إلى الكوفة فكنت في بيت تحت رأسي لبنة، فحممت، فرجعت إلى أمي ولم أكن استأذنتها. ودخلت عَبَّادان سنة ست وثمانين في العشر الأواخر، وكنت رحلت إلى المعتمر في تلك السنة، وكان بها رجل يتكلم قلت له: هَدَّاب؟ قال: نعم، فكان بها أبو الربيع وكتبت عنه.
وقال أيضًا: كنت ربَّما بكَّرت إلى مجلس أبي بكر بن عَيَّاش فتأخذ أمي ثيابي، وتقول: حتى يؤذن الناس، أو حتى يصبحوا.
وقال: خرجت إلى واسط فسأل يحيى بن سعيد عني فقالوا: خرج إلى واسط، فقال: أي شيء يصنع بواسط؟ قالوا: مقيم على يزيد بن هارون، وقال: أي شيء يصنع بيزيد بن هارون؟ هو أعلم منه!.
وقال عبد الله: خرج أبي إلى طرسوس ماشيًا على قدميه.
وقال ابن منيع: سمعت جدي يقول: مر أحمد ابن حنبل جائيًا من الكوفة، وبيده خريطة فيها كتب، فقلت: مرة إلى الكوفة ومرة إلى البصرة؟ إلى متى؟ إذا كتَبَ الرَّجُلُ ثلاثين ألف حديث لم يكفه؟ فسكت، ثم قلت: ستين ألف حديث؟ فسكت، فقلت: مئة ألف حديث؟ فقال: حينئذ يَعْرف شيئًا. قال أحمد بن منيع: فنظرنا فإذا أحمد قد كتب ثلاث مئة ألف عن بهز بن أسد وعفَّان وأظنه قال: وروح بن عبادة.
وقال صالح بن أحمد: عزم أبي على الخروج إلى مكة يقضي حجة الإِسلام، ورافق يحيى بن معين، وقال له: نمضي إن شاء الله فنقضي حجنا، ثم نمضي إلى عبد الرزاق إلى صنعاء فنسمع منه. قال أبي: فدخلنا مكة، وقمنا نطوف طواف الورود؛ فإذا عبد الرزاق في الطواف يطوف، فقام يحيى بن معين فسلَّم على عبد الرزاق، وقال: هذا أحمد بن حنبل أخوك، فقال: حَيَّاه الله وثبَّته فإنه يبلغني عنه كل جميل. قال: يجيء إليك غدًا إن شاء الله حتى يسمع ويكتب. قال: وقام عبد الرزاق فانصرف، فقال أبي ليحيى بن معين: لِمَ أخذتَ على الشيخ موعدًا؟ قال: لتسمع منه، قد أربحك الله مسيرة شهر ورجوع شهر والنفقة، فقال أبي: ما كان الله
يراني وقد نويت نية لي، أُفسدُها بما تقول، نمضي، إنما نقول: غضي فنسمع منه، فمضى حتى سمع منه بصنعاء.
وقال أحمد بن سنان: قدم علينا أحمد بن حنبل مع جماعة من البغداديين إلى يزيد بن هارون واستقرضوني كلهم وردوا إلا أحمد بن حنبل لم يستقرضني، وأعطاني فروة له فبعتها بسبعة دراهم.
وقال صالح بن أحمد: رأى رجل مع أبي محبرة فقال: يا أبا عبد الله: أنت قد بلغت هذا المبلغ، وأنت إمام المسلمين، فقال:"مع المحبرة إلى المقبرة".
وقال أحمد: أنا أطلب العلم إلى أن أدخل القبر.
وقال محمد بن إسماعيل الصائغ: كنت أصوغ مع أبي ببغداد فمرّ بنا أحمد بن حنبل وهو يعدو ونعلاه في يده، فأخذ أبي هكذا بمجامع ثوبه، فقال: يا أبا عبد الله أما تستحي! إلى متى تعدو مع الصبيان؟ قال: إلى الموت.
وقال أبو بكر بن سماعة - من أهل مكة: نزل أحمد بن حنبل علينا في دارنا وأنا غلام، فقالت لي أمّي: اخدم هذا الرجل والْزَمه فإنَّه رجل صالح، فكنت أخدمه، وكان يخرج لطلب الحديث، فسُرِقَ متاعُه وقماشُه، فجاء فقالت له أمي: دخل عليك السُّراق فسرقوا قماشك، قال: ما فعلت الألواح؟ فقالت له أمي: في الطاق. وما سأل عن شيء غيرها.
أما من لقي من كبار العلماء وروى عنهم:
فأمَّا الذين روى عنهم، وكتب عنهم فهم كثير، وقد ذكرهم ابن الجوزي، وبلغ ذكرهم نيِّفًا وثلاثين وأربع مئة نفس، وأمّا من رآهم ولم يكتب عنهم فجملةٌ أيضًا، أضربنا عن سرد أسمائهم هنا خوف الإِطالة، واكتفينا بالإحالة على الكتاب المذكور.
وأما أدبه مع مشايخه احترامًا للعلم:
فقال عمرو الناقد: كنا عند وكيع، وجاء أحمد بن حنبل فقعد، وجعل يَصِف من تواضعه بين يديه. قال عمرو: فقلتُ: يا أبا عبد الله إنَّ الشيخ يكرمك فما لك لا تتكلم؟ قال: فإنْ كان يكرمني فينبغي أن أُجِلَّهُ.
وقال مهنّأ بن يحيى الشَّامي: رأيت أحمد بن حنبل قُدَّام سفيان وقُدَّام عبد الرزاق، فقلت: تراهم يَدْرُون مَنْ عندهم - أي من فضله -؟.
وقال قتيبة بن سعيد: قدمت بغدادَ وما كان لي همَّة إلَّا أن ألقى أحمد بن حنبل، فإذا هو قد جاءني مع يحيى بن معين، فتذاكرنا، فقام أحمد بن حنبل وجلس بين يديَّ وقال: أَمْلِ عليَّ هذا، ثم تذاكرنا فقام أيضًا وجلس بين يدي، فقلت: يا أبا عبد الله اجلس مكانَك. فقال: إنما أريد أن آخذ العلمَ على وجهه.
وقال خلف: جاءني أحمد بن حنبل يسمع حديث أبي عوانة، فاجتهدت أن أرفعه، فأبى وقال: لا أجلس إلا بين يديك، أمرنا أن نتواضع لمن نتعلم منه.
وأمَّا إقباله على العلم واشتغاله به:
فكان رحمه الله شديد الإِقبال على طلب العلم، سافر في طلبه السَّفر البعيد، ووفَّر على تحصيله الزَّمان الطويل، ولم يتشاغل بكسب ولا نكاح حتى بلغ منه ما أراد.
قال رحمه الله: ما تزوجت إلا بعد الأربعين. وقال أيضًا: نحن كتبنا الحديث من ستة وجوه، من سبعة وجوه، ولم نضبطه؛ كيف يضبطه من كَتَبَه من وجه واحد؟.
(ذكر حفظه، وقدْرِ ما كان يحفظ، وثناء مشايخه عليه، وغزارة علمه وقوة فهمه وفقهه)
قال أبو زُرْعة: كان يحفظ ألف ألف حديث، فقيل له: وما يدريك؟ قال: ذاكرته فأخذت عليه الأبواب.
وقال أبو عبد الله: جاء إنسان إلى باب ابن عُلَيَّة معه كُتُب هشام؛ فجعل يلقيها عليَّ وأنا أقول: هذا إسناده كذا، فجاء المُعَيْطي وكان يحفظ فقلت له: أجِبْهُ فيها، فَبَقِي. قال أبو عبد الله: وأعرف من حديثه ما لم أسمع.
وقال أيضًا: حفظت كلَّ شيء سمعته من هُشيم، وهشيم حيُّ قبل موته.
وقيل لأبي زرعة: أنت أحفظ أم أحمد بن حنبل؟ قال: بل أحمد بن حنبل. قيل: كيف علمت بذلك؟ قال: وجدت كتب أحمد ليس في أوائل الأجزاء ترجمة أسماء المحدثين الذين سمع منهم، فكان يحفظ كلَّ جزء ممن سمعه، وأنا لا أقدر على هذا. وقال أبو زرعة أيضًا وقد سئل: من رأيت من المشايخ المحدثين أحفظ؟ فقال: أحمد بن حنبل. حُزِرت كتبه اليوم الذي مات فيه فبلغت اثني عشر حملًا وعدلًا، ما كان على ظهر كتاب منها (حديث فلان)، ولا في بطنه (حدثنا فلان) وكل ذلك يحفظه عن ظهر قلبه.
وقال أبو زرعة أيضًا: أتيت أحمد بن حنبل فقلت له: أخرج إليَّ حديثَ سفيان، فأخرج إليَّ أجزاء كلها: سفيان سفيان .... ليس على حديث منها "حدَّثنا فلان"، فظننت أنها عن رجل واحد، فجعلت أنتخب، فلما قرأ عليَّ جعل يقول في الأحاديث حدثنا وكيع ويحيى، حدثنا فلان، فعجبت من ذلك، فجهدت في عمري أن أقدر على شيء من هذا فلم أقدر.
وقال أبو عبد الله: كنت أذاكر وكيعًا بحديث الثوري، فكان إذ صلَّى العشاء
الآخرة خرج من المسجد إلى منزله، وكنت أُذَاكرُه فربما ذكر تسعة أحاديث أو العشرة فأحفظها، فإذا دخل قال لي أصحاب الحديث: أمْلِ علينا. فأمليها عليهم فيكتبونها.
وقال قتيبة بن سعيد: كان وكيع إذا صلى العتمة ينصرف معه أحمد بن حنبل، فيقف على الباب فيذاكره وكيع، فأخذ ليلة بعضادتي الباب، ثم قال: يا أبا عبد الله، أريد أن ألقي عليك حديث سفيان. قال: هات. فقال: تحفظ عن سفيان، عن سلمة بن كُهَيل كذا وكذا؟ فيقول أحمد: نعم، حدثنا يحيى، فيقول: سلمة كذا وكذا؟ فيقول: حدثنا عبد الرحمن، فيقول: سفيان عن سلمة كذا وكذا؟ فيقول: أنت حدثتنا. حتى يفرغ من سلمة، ثم يقول أحمد: وتحفظ عن سلمة كذا وكذا؟ فيقول وكيع: لا. ولا يزال يلقي عليه، ويقول وكيع: لا. ثم يأخذ في حديث شيخ شيخ، فلم يزل قائمًا، حتى جاءت الجارية فقالت: قد طلع الكوكب.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال لي أبي: خذ أي كتاب شئتَ من كتب وكيع من المصنف، فإن شئت أن تسألني عن الكلام حتى أخبرك بالإِسناد، وإن شئت بالإِسناد حتى أخبرك بالكلام.
أما ثناء مشايخه عليه:
فاعلم أن مخايل الإِنسان تلوح وتبين في صباه وبدوّ أمره ومنتهاه، وكانت مخايل العلم والتقى تظهر على أحمد في بدايته؛ ولذلك أثنى عليه مشايخه وقدموه.
قال أبو العباس النسائي: كان أحمد بن حنبل إذ جاء إلى المحدث استأذن لأصحاب الحديث حتى يسمعوا بسببه.
فمن مشايخه:
يزيد بن هارون:
كان يزيد يصلي فجاء إليه أحمد بن حنبل، فلما سلم من الصلاة التفت إلى أحمد فقال: يا أبا عبد الله، ما تقول في العارية؟ قال مؤداة، فقال له يزيد: أخبرنا حجاج عن الحكم قال: ليست مضمونة. فقال أحمد: قد استعار النبيُّ صلى الله عليه وسلم من
صفوان بن أمية أدراعًا، فقال له: عارية مؤداة؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "العارية مؤداة". فسكت يزيد وصار إلى قول أحمد.
وقال خلف بن سالم: كنا في مجلس يزيد بن هارون، فخرج يزيد مع مستمليه، فتنحنح أحمد بن حنبل، فضرب يزيد بيده على جبينه وقال: ألا أعلمتموني أن أحمد ها هنا حتى لا أمزح.
وقال أحمد بن سنان: ما رأيت يزيد بن هارون لأحد أشد تعظيمًا منه لأحمد بن حنبل، ولا رأيته أكرم أحدًا إكرامه له، وكان يقعده إلى جانبه إذا حدثنا، وكان يوقره، ولا يمازحه، ومرض أحمد فركب إليه يزيد بن هارون وعاده.
ومنهم: إسماعيل ابن عُلَيَّة:
فقد كان إسماعيل إذا أقيمت الصلاة قال: هنا هنا أحمد بن حنبل، قولوا له يتقدم.
وتكلم إنسان في مجلسه يومًا، فضحك إنسان، وأحمد حاضر في المجلس، فغضب إسماعيل وقال: تضحكون وعندي أحمد بن حنبل.
ومنهم عبد الرزاق بن همام:
قال عبد الرزاق: ما رأيت أفقه ولا أورع من أحمد بن حنبل.
وقال أيضًا: ما قدم علينا أحد كان يشبه أحمد بن حنبل. وقال أيضًا: ما قدم علينا مثله. وقال أيضًا: رحل إلينا أربعة من رؤساء الحديث؛ الشاذكوني وكان أحفظهم للحديث، وابن المديني وكان أعرفهم باختلافه، ويحيى بن معين وكان أعلمهم بالرجال، وأحمد بن حنبل وكان أجمعهم لذلك كله.
وقال أيضًا: كَتَب علي ثلاثة لا أبالي أن لا يكتب علي غيرهم: ابن الشاذَكوني من أحفظ الناس، ويحيى بن معين من أعرف الناس بالرجال، وأحمد بن حنبل من أزهد الناس.
وقال أيضًا: إن يعِشْ هذا الرجل يكن خلفًا من العلماء، يعني أحمد بن حنبل.
ومنهم: وكيع بن الجراح:
قال وكيع: ما قدم الكوفة مثل هذا الفتى، يعني أحمد بن حنبل. وسئل وكيع عن خارجة بن مصعب فقال: لست أحدث عنه؛ نهاني أحمد أن أحدث عنه.
ومنهم: حفص بن غياث النَّخْعي:
قال حفص: ما قدم الكوفة مثل ذلك الفتى، يعني أحمد بن حنبل.
ومنهم: أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطَّيَالِسي:
جاء هشامَ الخبرُ بضرب أحمد بن حنبل، فقال: لو كان هذا في بني إسرائيل لكان أحدوثة.
وقال أيضًا: ما بالمصْرَين - يعني البصرة والكوفة - أحدٌ أحبَّ إليّ من أحمد بن حنبل، ولا أرفعَ قدرًا في نفسي منه.
ومنهم: الحسين الجُعْفي:
قال حسين الجُعْفي وقد جاءه أحمد ومعه كتاب كان فيه شفاعة ليحدثه، فقال له: يا أحمد، لا تجعل فيما بيني وبينك منعمًا، فليس يحمل عليّ أحد إلا وأنت أكبر منه.
ومنهم: عبد الرحمن بن مهدي:
قال ابن مهدي: أحمد بن حنبل أعلم الناس بحديث سفيان الثوري. وقال أيضًا: ما نظرت إلى أحمد إلا تذكرت به سفيان الثوري. وقال أيضًا: من أراد أن ينظر إلى ما بين كتفي سفيان الثوري فلينظر إلى أحمد بن حنبل. وقال أيضًا: كاد أن يكون أحمد بن حنبل إمامًا في بطن أمه.
ومنهم: يحيى بن سعيد القطان:
قال يحيى: ما قدم علي مثل أحمد بن حنبل. وقال أيضًا: ما قدم علي مثل هذين الرجلين أحمد بن حنبل ويحيى بن معين.
وذكره الشَّاذَكوني، فقال يحيى: ويلك يا سليمان، أما تتقيّ الله؟! تذكر حبرًا من أحبار هذه الأمة.
ومنهم: أبو عاصم النبيل:
حضر في مجلسه أصحاب الحديث فقال لهم: ألا تفقهون؟ وجعل يذمّهم، فقالوا: فينا رجل. فقال: من هو؟ فقالوا: الساعة يجيء، فلما جاء أحمد قالوا: قد جاء. فنظر إليه، فقال له: تقدم فقال له: أكره أن أتخطى الناس. فقال أبو عاصم: هذا من فقهه، وسِّعوا له. فوسعوا له، فدخل، وأجلسه بين يديه، فألقى عليه مسألة، فأجاب، فألقى أشدّ، فأجاب، وثالثة، فأجاب. ومسائل، فأجاب، فقال أبو عاصم: هذا من دواب البحر، ليس هذا من دواب البر. وقال له قبل أن يعرفه: يا أحمد، ما أنصفتنا؛ قدمت بلدنا فلم تعرفنا نفسك، وإني قد دليت عليك، فلو جئتنا لأكرمناك، وأريناك من حقك ما أنت له أهل. فقال: يا أبا عاصم. إنك لتفعل، وإنك لتحمل على هيبتك. قال أبو عاصم: فرأيت له حياء وصدقًا ما أخلقه، سيبلغ ما بلغ رجل. وذكر عنده قوم من المحدثين، فتنفس وقال: هاه هاه، ما من هؤلاء واحد إلا وقد رأيناه، فما رأينا في القوم مثل ذلك الفتى أحمد بن حنبل.
ومنهم: أبو اليمان الحكم بن نافع:
قال أبو اليمان: كنت أشبه أحمد بن حنبل بأرطأة بن المنذر.
ومنهم: سليمان بن حرب:
قال سليمان: أحمد بن حنبل عندنا إمام.
ومنهم: عفان بن مسلم:
كان يحيى بن معين وأبو خيثمة وغيرهم يجيئون إليه يسمعون منه ومعهم أحمد، فلما خرجوا قال: هذا سوى أولئك، يعني من فضله.
ومنهم: الهيثم بن جميل:
قال الهيثم: إن عاش هذا الفتى يكون حجة على أهل زمانه. يعني أحمد بن حنبل.
وقال أيضًا: إن لكل زمان رجلًا يكون حجة على الخلق، وإن فضيل بن عياض حجة على أهل زمانه، وإن عاش أحمد سيكون حجة على أهل زمانه.
وحدث الهيثم يومًا عن هُشيم فوهم، فقيل له: خالفوك في هذا. فقال: من خالفني. قالوا: أحمد بن حنبل. قال: وددت أنه نقص من عمري فزاد في عمر أحمد؛ فإنه خليق أن ينتفع به المسلمون.
ومنهم: الفضل بن دُكَين أبو نُعيم:
عرض عليه يحيى بن معين أحاديث من حديثه أدخل فيها ما ليس من حديثه ليجربه، فنظر إلى أحمد وقال: هذا أورع من أن يفعل هذا، وليس هذا إلا من عمل يحيى، فرفسه برجله.
ومنهم: قتيبة بن سعيد:
قال قتيبة: خير زماننا ابن المبارك، ثم هذا الشاب. فقال له أبو بكر الرازي: من الشاب يا أبا رجاء؟ قال: ابن حنبل. قال: تقول شاب وهو شيخ أهل العراق؟ قال: لقيتُه وهو شاب.
وقال أيضًا: أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويَهْ إماما الدنيا.
وقال أيضًا: إذا رأيت الرجل يحبُّ أحمد بن حنبل فاعلم أنه صاحب سنة وجماعة.
وقال أيضًا: لو أدرك أحمد عصر الثوري ومالك والليث والأوزاعي لكان هو المقدم. فقيل: تضم أحمد إلى التابعين؟ قال: إلى كبار التابعين.
وقال أيضًا: لولا الثوري لمات الورع، ولولا أحمد بن حنبل لأحدثوا في الدين، يموت أحمد وتظهر البدع.
(ذكر من حدَّث عنه من مشايخه ومن الأكابر)
منهم: عبد الرزاق بن همام، وإسماعيل بن عُلَيَّة، ووكيع بن الجرّاح، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن إدريس الشافعي، ومعروف الكَرْخي، وأسود بن عامر، والحسن بن موسى الأشيب، وداود بن عمرو الضَّبِّي ويحيى بن عبد الحميد الحمّاني، وخلف بن هشام، وقتيبة بن سعيد، وعلي بن المديني، والحارث بن شريح، ومحمد بن الحسين البُرْجُلاني، ومحمد بن يحيى بن أبي سمينة، وعبد الله بن عمر بن محمد بن أبان القرشي، ومحمد بن المصفى، وأحمد بن أبي الحواري، وأبو سعيد دُحَيم، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وغيرهم ممن سيأتي ذكرهم بعد ترجمة الإِمام أحمد في الطبقة الأولى إن شاء الله تعالى.
وسيأتي أيضًا ذكر من حدّث عن أحمد على الإِطلاق من الشيوخ والأصحاب هناك.
(ذكر ثناء نظرائه وأقرانه ومقارنيه في السن عليه)
منهم: محمد بن إدريس الشافعي:
قال الشافعي: خرجت من بغداد وما خلفت بها أحدًا أورع ولا أتقى ولا أفقه ولا أعلم من أحمد بن حنبل.
وقال أيضًا: ثلاثة من العلماء من عجائب الزمان؛ عربي لا يعرب كلمة وهو أبو ثور، وأعجمي لا يخطئ في كلمة وهو الحسن الزعفراني، وصغير كلما قال شيئًا صدَّقه الكبار وهو أحمد بن حنبل.
وقال أيضًا: ما خلفت بالعراق أحدًا يشبه أحمد بن حنبل، وما رأيت رجلين أعقل من أحمد بن حنبل وسليمان بن داود الهاشمي.
عبد الله بن الزبير الحميدي:
قال الحميدي: ما دمت بالحجاز، وأحمد بالعراق، وإسحاق بخراسان لا يغلبنا أحد.
ابن أبي أويس:
قيل لابن أبي أويس ذهب أصحاب الحديث، فقال: ما أبقى الله أحمد ابن حنبل فلم يذهب أصحاب الحديث.
علي بن المديني:
قال ابن المديني: اتخذت أحمد بن حنبل إمامًا بيني وبين الله، ومن يقوى على ما يقوى عليه أبو عبد الله.
وقال أيضًا: أحمد بن حنبل سيدنا.
وسئل أن يحدث فقال: إن سيدي أحمد بن حنبل أمرني أن لا أحدث إلا من كتاب.
وقال أيضًا: أحمد بن حنبل أفضل من سعيد بن جبير في زمانه؛ لأن له نظراء وإن أحمد ليس له نظير.
وقال أيضًا: ليس في أصحابنا أحفظ من أبي عبد الله، وبلغني أنه لا يحدث إلا من كتابه، ولنا فيه أسوة حسنة.
وقال أيضًا: لئن أسأل أحمد بن حنبل عن مسألة أحب إلي من أن أسأل أبا عاصم وعبد الله بن داود، ليس العلم بالسن.
وقال أيضًا: أبو عبد الله حجة الله على خلقه.
وقال أيضًا: أعز الله هذا الدين برجلين ليس لهما ثالث أبو بكر الصديق يوم الردة، وأحمد بن حنبل يوم المحنة.
وقال أيضًا: ما قام أحد بأمر الإِسلام ما قام أحمد بن حنبل، يعني بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. قيل له: ولا أبو بكر الصديق. قال: ولا أبو بكر الصديق؛ لأن أبا بكر الصديق كان له أعوان وأصحاب، وأحمد بن حنبل لم يكن له أعوان ولا أصحاب.
أبو عبيد القاسم بن سلّام:
قال أبو عبيد: انتهى العلم إلى أربعة: أحمد بن حنبل وهو أفقههم، وابن أبي شيبة وهو أحفظهم له، وعلي بن المديني وهو أعلمهم به، ويحيى بن معين وهو أكتبهم له. وتناظر عنده رجلان فقال أحدهما: من قال بهذه المسألة؟ فقال الآخر: من ليس في شرق ولا غرب مثله. فقال: من هو؟ قال: أحمد بن حنبل. فقال: أبو عبيد - صدق - من ليس في شرق ولا غرب مثله، ما رأيت رجلًا أعلم بالسنة منه.
وقال أيضًا: ما هبتُ أحدًا من العلماء ما هبت أحمد بن حنبل.
يحيى بن معين:
قال يحيى: ما رأيت أحدًا يحدث لله إلا ثلاثة: يعلى بن عبيد، والقعنبي، وأحمد بن حنبل.
وقال أيضًا: ثقات الناس أربعة: وكيع، ويعلى بن عبيد، والقعنبي، وأحمد بن حنبل.
وقال أيضًا: والله ما نقوى على ما يقوى عليه أحمد بن حنبل، ولا على طريقة أحمد بن حنبل.
وقال أيضًا: أراد الناس أن أكون مثل أحمد بن حنبل، لا والله ما أكون مثل أحمد بن حنبل أبدًا.
أبو خيثمة زهير بن حرب:
قال أبو خيثمة زهير بن حرب: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل أشد قلبًا منه أن يكون قام ذلك المقام. وترى ما يمر به من الضرب والقتل، وما قام أحد مثل ما قام، امتحن كذا سنة، وطلب فما ثبت أحد على ما ثبت عليه.
إسحاق بن راهويه:
قال إسحاق وقد ذكر أحمد: لا يُدرَك فضله.
وقال أيضًا: أحمد حجة بين الله وبين عبيده في الأرض، ولولا بذله نفسه لِما بذلها له لذهب الإِسلام.
بشر الحافي:
قال بشر وقد سئل عن أحمد: أنا أُسأل عنه! إن أحمد بن حنبل قد أُدخل الكير فخرج ذهبًا أحمر.
ولما ضرب أحمد قال بشر: إن هذا الرجل قام اليوم بأمر عجز عنه الخلق. وأرجو أن يكون ممن نفعه الله بالعلم.
وقال أيضًا: أحمد بن حنبل إمام من أئمة المسلمين.
وقيل له لما ضرب أحمد: لو أنك خرجت، وقلت: إني على قول أحمد. فقال بشر: تريدون أن أقوم مقام الأنبياء، إن أحمد قام مقام الأنبياء، حفظ الله أحمد بن
حنبل من بين يديه ومن خلفه ومن فوقه ومن تحته وعن يمينه وعن شماله.
ذو النون المصري:
يسأل ذو النون المصري رجلًا عن أحمد بن حنبل: أيُّ شيء حال سيدنا! يعني أحمد بن حنبل.
أبو زرعة الرَّازي:
قال أبو زرعة: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل في فنون العلم، وما قام أحد مثل ما قام أحمد بن حنبل. وما رأيت مثله في العلم والزهد والفقه والمعرفة وكل خير، ما رأت عيناي مثله. وقال: لم أزل أسمع الناس يذكرون أحمد بن حنبل ويقدمونه على يحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأبي حنيفة، وما أعلم في أصحابنا أَسْوَد الرّأس أفقه من أحمد بن حنبل ولا أجمع منه. قيل له: إسحاق بن راهويه؟ فقال: أحمد بن حنبل أكبر منه، وقد رأيت الشيوخ، فما رأيت أحدًا أكمل منه، اجتمع فيه زهد وفضل وفقه وأشياء كثيرة.
أبو حاتم محمد بن إدريس الرَّازي:
سئل أبو حاتم عن علي بن المديني، وأحمد بن حنبل أيهما كان أحفظ؟ فقال: كان في الحفظ متقاربين، وكان أحمد أفقه.
وقال أيضًا: إذا رأيت الرجل يحب أحمد بن حنبل فاعلم أنه صاحب سنة، وهو المحنة بيننا وبين أهل البدع.
أسعد بن يحيى المزني صاحب الشافعي:
قال المزني: أحمد بن حنبل يوم المحنة، وأبو بكر يوم الردة، وعمر يوم السقيفة، وعثمان يوم الدار، وعلي يوم صفين.
البُويْطي:
قال البويطي: إني لأرجو أن يجري الله أجر كلِّ ممتنع في هذه المسألة لسيدنا الذي ببغداد أحمد بن حنبل.
أبو ثور:
سئل أبو ثور عن مسألة فقال: قال أحمد بن حنبل شيخنا وإمامنا فيها كذا وكذا.
وقال أيضًا: أحمد بن حنبل أعلم وأفقه من الثوري، ولو أن رجلًا قال: إن أحمد بن حنبل من أهل الجنة ما عُنِّفَ على ذلك؛ وذلك أنه لو قصد رجل خراسان ونواحيها لقالوا: إن أحمد بن حنبل رجل صالح، وكذلك لو قصد الشام ونواحيها لقالوا: رجل صالح. وكذلك لو قصد العراق ونواحيها لقالوا: رجل صالح. فهذا إجماع، ولو عُنِّفَ هذا على قوله لبطل الإِجماع. وكنت إذا رأيتَ أحمد بنَ حنبل خُيِّل إليك أن الشريعة لوح بين عينيه.
محمد بن يحيى الذهلي:
قال الذهلي: جعلت أحمد بن حنبل إمامًا فيما بيني وبين الله تعالى، أحمد بن حنبل إمامنا رضي الله عنه.
سفيان بن وكيع:
قال سفيان: أحمد بن حنبل محنة، من عاب أحمد بن حنبل عندنا فهو فاسق.
أحمد بن صالح المصري:
قال: ما رأيتُ بالعراق مثلَ هذين الرجلين: أحمد بن حنبل ببغداد، ومحمد بن نمير بالكوفة، رجلين جامعين، لم يُرَ مثلهما بالعراق.
هلال بن العلاء الرَّقِّي:
قال هلال: منّ الله على هذه الأمة بأربعة: أبي عبيد فسَّر غريب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، والشافعي تفقه على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحيى بن مَعين نفى الكذبَ عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحمد بن حنبل ثبت في المحنة، لولا أحمد لكفر الناس.
أحمد بن شعيب النسائي:
قال: لم يكن في عصر أحمد بن حنبل مثل هؤلاء الأربعة: علي بن المديني، ويحيى بن مَعين، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وأعلمهم بالحديث وعلله علي بنُ المديني، وأعلمهم بالرجال وأكثرهم حديثًا يحيى بنُ مَعين، وأحفظهم للحديث والفقه إسحاق بن راهويه، إلا أن أحمد بنَ حنبل كان عندي أعلمُ بعلل الحديث من إسحاق، وجمع أحمد المعرفة بالحديث، والفقه، والورع، والزهد.
نصر بن علي:
قال نصر: كان أحمد بنُ حنبل أفضلَ أهل زمانه.
إسماعيل بن إبراهيم الهذلي القَطِيْعي أبو معمر:
قال أبو معمر: ما رأيت منذ خمسين سنة مثل أحمد بن حنبل، مذ كان غلامًا إنما كان يتزيد.
عمرو بن محمد الناقد:
قال عمرو: إذا وافقني أحمد بن حنبل على حديث فلا أبالي من يخالفني.
أحمد بن الحجاج:
قال أحمد بن الحجاج: لم ترَ عيني مثل أحمد بن حنبل قط، ولو كان في زمن ابن المبارك كنا نأثره عليه.
محمد بن مهران الجمَّال:
قال ابن مهران وذُكر عنده أحمد بن حنبل: ما بقي غيره، إني لأُدير قلبي نحو مكة والمدينة فيرجع إليه، وأُدِيرُهُ نحو البصرة والكوفة فيرجع إليه، وأُدِيرُهُ نحو الشام والجزيرة فيرجع إليه، وأُدِيرُهُ نحو خراسان فيرجع إليه.
محمد بن مسلم بن وَارَة القُومِسِي:
قال ابن وارة: أحمد بن صالح بمصر، وأحمد بن حنبل ببغداد، والنفيلي
بحرَّان، وابن نُمير بالكوفة، هؤلاء أركان الدين.
وسئل عن علي بن المديني ويحيى بن مَعين: أيهما كان أحفظ؟ قال: كان عليٌّ أسرَدَ وأتقن، ويحيى أفهمَ بصحيح الحديث وسقيمه، وأجمعهما أحمد بن حنبل، كان صاحبَ فقهٍ وحفظ ومعرفة.
أبو جعفر عبد الله بن محمد النُفَيلي:
قال النُّفيلي: كان أحمد بن حنبل من أعلام الدين.
محمد بن مصعب:
قال ابن مصعب: لَسوطٌ ضُرب أحمد ابن حنبل في الله أكبرُ من أيام بشر بن الحارث.
الحسن بن محمد بن الصباح:
كان الحسن إذا بلغه أن إنسانًا ذكر أحمد بن حنبل جمع المشايخ وأتاه، وقد استعدى عليه.
وأما ثناء كبار أتباعه عليه مما عرفوه منه في صحبته فمنهم:
أبو داود السجستاني:
قال أبو داود: إذا رأيت الرجل يحبُّ أحمد بنَ حنبل فاعلم أنه صاحب سنة، ولقد لَقِيتُ مئتين من مشايخ العلم، فما رأيت مثل أحمد بن حنبل ..
يعقوب بن سفيان:
قال يعقوب: كتبت عن ألف شيخ، حجتي فيما بيني وبين الله تعالى رجلان، أحمد بن صالح المصري، وأحمد بن حنبل.
محمد بن يحيى الأزدي البصري:
قال محمد بن يحيى: إنا نقول بقول أحمد بن حنبل، وإنه إمامنا، وهو فقيه
المؤمنين، ولا نخالفه، وقد رضينا به إمامًا، فيه خلف من العلماء، ونبرأ ممن خالفه، فليس يخالفه إلا مجادل مبتدع.
أبو همام الوليد بن شجاع:
قال الوليد: ما رأيت مثلَ أحمد بن حنبل، ولا رأى أحمد مثل نفسه.
أبو عمير النحاس الرملي الفلسطيني:
قال أبو عمير النحاس وقد ذكر عنده أحمد بن حنبل؛ رحمه الله: عن الدنيا ما كان أصبره، وبالماضين ما كان أشبهه، وبالصالحين ما كان أبصرَه، عرضت له الدنيا فأباها، والبدع فنفاها.
محمد بن إبراهيم البُوشَنْجِي:
قال البوشنجي: ما رأيت أجمع في كل شيء من أحمد بن حنبل، ولا أعقل، وهو عندي أفضل وأفقه من سفيان الثوري، لأنه لم يمتحن من الشدة والبلوى بمثل ما امتحن به أحمد بن حنبل، ولا عِلمُ سفيان ومن تقدم من علماء الأمصاء وفقهائهم كعلم أحمد بن حنبل؛ لأنه كان أجمعَ لها، وأبصر بمتقنيهم وغالطيهم وصدوقهم وكذوبهم منهم.
ولقد بلغني عن بشر بن الحارث أنه قال: أحمد بن حنبل قام مقام الأنبياء، وامتحن في السراء والضراء، وتداولته أربعة خلفاء، بعضهم بالضراء وبعضهم بالسراء، وكان فيها معتصمًا بالله تعالى، تداوله المأمون، والمعتصم، والواثق، بعضهم بالضرب والحبس، وبعضهم بالإِخافة والترهيب، فما كان في هذه الحال إلا سليمَ الدين غيرَ تارك له من أجل ضرب أو حبس، ثم امتحن أيام المتوكل بالتكريم والتعظيم، وبسطت الدنيا عليه فما ركن إليها، ولا انتقل عن حالته الأولى رغبة في الدنيا ولا رغبة في الذكر، فهذه الحالات لم يمتحن بمثلها سفيان، ولقد حكي لنا عن المتوكل أنه قال: إن أحمد ليمنعنا من بر ولده.
حجاج بن الشاعر:
قال حجاج: ما كنت أحب أن أقتل في سبيل الله ولم أصلِّ على أحمد بن حنبل، ولقد منّ الله على هذه الأمة بأحمد بن حنبل؛ ثبت في القرآن، ولولاه لهلك الناس.
وقال أيضًا: قبَّلتُ يومًا بين عيني أحمد بن حنبل، وقلت: يا أبا عبد الله، بلّغك الله مبلغ سفيان ومالك. ولم أظن في نفسي أني أبقيت غاية، فبلغ - والله - في الإِمامة أكثر من مبلغهما، وما رأيت روحًا في جسد أفضل منه.
إبراهيم بن عرعرة:
قال إبراهيم بن عرعرة وقد ذكر عنده علي بن عاصم، فقال رجل: أحمد بن حنبل يضعّفه، فقال آخر: وما يضره من ذلك إذا كان ثقة؟ فقال ابن عرعرة: والله لو تكلم أحمد بن حنبل في علقمة والأسود لَضرَّهما.
إسماعيل بن خليل:
قال إسماعيل: لو كان أحمد بن حنبل في بني إسرائيل لكان آية.
علي بن شعيب الطوسي:
قال علي: لقد لقيت مئتي شيخ من مشايخ العلم، فما رأيت مثلَ أحمدَ بنِ حنبل، لم يكن يخوض في شيء مما يخوض فيه الناس، فإذا ذُكر العلم تكلم.
إبراهيم الحربي:
قال إبراهيم: أنا أقول: سعيد بن المسيب في زمانه، وسفيان الثوري في زمانه، وأحمد بن حنبل في زمانه.
وقال أيضًا: انتهى علم رسول الله ما رواه أهل المدينة وأهل الكوفة وأهل البصرة وأهل الشام إلى أربعة: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وزهير بن حرب، وابن أبي شيبة، وكان أحمدُ أفقهَ القوم.
وقال أيضًا: إن الناس يقولون: أحمد بن حنبل بالتوهم، والله ما أجد لأحد من
التابعين عليه مزية، ولا أعرف أحدًا يقدر قدره، ولا يعرف من الإِسلام محله، ولقد صحبته عشرين سنة صيفًا وشتاءً، وحرًّا وبردًا، وليلًا ونهارًا، فما لقيته لقاءً في يوم إلا وهو زائد عليه بالأمس، ولقد كان يقدِّم أئمة العلماء من كل بلد وإمام كل مصر، فهُم بجلالتهم ما دام الرجل منهم خارجًا من المسجد، فإذا دخل المسجد صار غلامًا متعلمًا. وقال أيضًا: التابعون كلهم وآخرهم أحمد بن حنبل - وهو عندي أجلُّهم - يقولون: من حلف بالطلاق أن لا يفعل شيئًا ثم فعله وهو ناسٍ كلهم يلزمونه الطلاق.
أبو بكر الأثرم:
ناظر الأثرم رجلًا فقال: من قال بهذه المسألة؟ فقال الأثرم: من ليس في شرق ولا غرب مثله. قال: من؟ قال الأثرم: أحمد بن حنبل.
عبد الوهاب الورَّاق:
قال عبد الوهاب: لما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فرُدُّوه إلى عالمه"، فرددناه إلى أحمد بن حنبل، أحمد بن حنبل إمامنا، وهو من الراسخين في العلم، إذا وقفتُ غدًا بين يدي الله تعالى فسألني بمن اقتديت؟ أقول: بأحمد بن حنبل، وأيُّ شيء ذهب على أبي عبد الله من أمر الإِسلام وقد بُلي عشرين سنة في هذا الأمر؟! والله ما رأيت مثل أحمد بن حنبل، فقيل له: أيُّ شيء بان لك من فضله على سائر من رأيت؟ قال: رجل سئل عن ستين ألف مسألة فأجاب فيها بحدثنا وأخبرنا.
مُهَنَّأ بن يحيى الشامي:
قال مُهَنَّأ: ما رأيت أجمع لكل خير من أحمد بن حنبل، وقد رأيت سفيان بن عيينة، ووكيعًا وعبد الرزاق، وعقبة بن الوليد، وضمرة بن ربيعة، وكثيرًا من العلماء، فما رأيت مثل أحمد بن حنبل في علمه وفقهه وزهده وورعه.
أقول: وهذا باب واسع جدًا، ولنقتصر على هذا خشية التطويل والملل، والله أعلم.
(ذكر إنفاذ الياس السلام إليه وزيارة الأولياء له وتبركهم بذلك وتنويه ذكره)
قدم على أحمد رجل من الهند فقال: إنَّي رجل من بحر الهند، خرجت أريد الصين، فأصيب مركبنا، فأتاني راكبان على موجة من أمواج البحر، فقال لي أحدهما: أتحب أن يخلصك الله على أن تقرئ أحمد بن حنبل منا السلام؟ ومن أحمد، من أنتما يرحمكما الله؟ قال: أنا إلياس، وهذا الملك الموكل بجزائر البحر، وأحمد بن حنبل بالعراق. قلت: نعم. فنفضني البحر نفضة فإذا أنا بساحل أُبُلَّة، فقد جئتك أبلغك منهما السلام.
قلت: ذكر هذه القصة وكثيرًا من أمثالها ابن الجوزي، وهي وأمثالها مما لا صحة له، وإنما ذكرتها للتنبيه عليها وعلى أمثالها مما لا يصح.
أما زيارة الأولياء له وتبركهم بذلك:
فقال أحمد بن حنبل: جاءني رجل عليه فروة، وعلى أم رأسه خرقة، ما تحت فروته قميص، ولا معه ركوة ولا جراب ولا عكاز، قد لوحته الشمس، فقلت: أُدخُلْ. فدخل الدهليز، فقلت: من أين أقبلت؟ قال: من ناحية المشرق أريد بعض هذه السواحل، ولولا مكانك ما دخلت هذا البلد، إلا أني نويت السلام عليك. قال: قلت: على هذه الحال؟ قال: نعم، ما الزهد في الدنيا؟ قلت: قصر الأمل. وجعلت أتعجب منه، فقلت في نفسي، ما عندي ذهب ولا فضة. فدخلت البيت، فأخذت أربعة أرغفة، فخرجت إليه، فقلت: ما عندي ذهب ولا فضة، وإنما هذا من قوتي. فقال: أو يَسُرّك أن أقبل ذلك يا أبا عبد الله؟ قلت: نعم. قال: فأخذها، فوضعها تحت حضنه، وقال: أرجو أن تكفيني، هذه زادي إلى الرقة، أستودعك الله. قال: فلم أزل أنظر إلى أن خرج، وكان يذكره كثيرًا.
وجاء رجل شاب عليه أطمار فاستأذن، فخرج إليه أحمد فقال: السلام عليك يا أبا عبد الله، أخبرْني، ما الزهد في الدنيا؟ فقال أحمد: قصر الأمل. فقال: صفه لي. فقال: هو أن لا تبلغ من الشمس إلى الفيء، وكان الشاب قائمًا في الشمس، والفيء بين يديه، فذهب الفتى ليولي، فقال له أحمد: قف. قال: فدخل، فأخرج له صرة، فدفعها إليه، فقال له: يا أبا عبد الله، من لا يبلغ من الشمس إلى الفيء أيُّ شيء يصنع بهذا؟ ثم تركه وولَّى.
قلت: وهذا باب واسع أيضًا، تركته رغبة في الاختصار.
وأما تنويه ذكره فقد تقدم في ذكر منشئه في صباه أنه كان مرتفعَ الذكر من زمن الصبا. قال له أبو بكر المَرُّوذي: ما أكثر الداعي لك! قال: أخاف أن يكون هذا استدراجًا، أي شيء هذا؟.
وقال له: إن رجلًا قدم من طرسوس، فقال لي: إنا كنا في بلاد الروم في الغزو، إذا هدأ الليل رفعوا أصواتهم بالدعاء: ادعوا لأحمد بن حنبل. وكنا نمد المنجنيق، ونرمي عنه، ولقد رمي عنه بحجر والعلج على الحصن متترس بدرقة، فذهب برأسه وبالدرقة. فتغير وجهه وقال: ليته لا يكون استدراجًا. ثم قال: ترى هذا استدراجًا؟ قلت: كلا.
وقال أحمد بن علي الأبَّار: دخلت بخارى فإذا رجل أشقر أحمر، فقال: من أين أنت؟ قلت: من أهل بغداد. قال: فما فعل أحمد بن حنبل؟ قلت: تركته في الحياة، فرفع رأسه يقول: اللهم
…
يدعو له، فقلت لمن معي: هذا أقصى الإِسلام، هذا موضع التُّرك، فهل بقي شيء؟.
وقيل لأحمد بن حنبل: إن رجلًا من بلاد التُّرك يدعو لك في الناس، فكيف تؤدِّي شكر ما أنعم الله عليك، وما بثَّ لك في الناس؟ فقال: أسأل الله أن لا يجعلني من المرائين.
وقال رجل من أهل خراسان: كان أهل خراسان يرون أن أحمد بن حنبل لا يشبه البشر، يظنون أنه من الملائكة.
وقال رجل كان في ثغر: نحن نقول: نظرة من أحمد بن حنبل خير، أو قال: تعدل عندنا عبادة سنة.
وقال علي بن الجهم: كنت شابًّا، فرأيت الناس يمرون أفواجًا أفواجًا، فسألت، فقالوا: رجلٌ رأى أحمد بن حنبل. فقلت له: رأيتُ أحمدَ بنَ حنبل؟ فقال: صليتُ في مسجده.
ووقع بين امرأتين مجوسيتين اختلاف في ميراث، فاحتكمتا إلى عالم، فقضى إلى إحداهن، فقالت: إن كنتَ قضيتَ بقضاء أحمد بن حنبل قبلت، وإلا لم أقبل. فقال: نعم، بقضاء أحمد بن حنبل. فقبلتْ.
وقال بعض المتطببين: سألني بعض القسيسين والرهبان أن يجيء معي إلى أحمد بن حنبل، فينظر إليه.
ودخل إليه نصراني يعالجه فقال: يا أبا عبد الله، إني لأشتهي أن أراك منذ سنين، وليس بقاؤك صلاح للإِسلام وحدهم، بل للخلق جميعًا، وليس من أصحابنا أحد إلا وقد رضي بك.
وقال المرُّوذي: قلت لأحمد: إني لأرجو أن يكون يدعى لك في جميع الأمصار. فقال: يا أبا يكر، إذا عرف الرجل نفسه فما ينفعه كلام الناس؟.
وكان محمد بن عبد الله الصيرفي يخاطب المتعلمين لمذهب الشافعي يقول لهم: اعتبروا بهذين: حسين الكرابيسي وأبي ثور؛ الحسين في علمه وحفظه، وأبو ثور لا يعشره في علمه. فتكلم أحمد بن حنبل في الحسين فسقط؛ وأثنى على أبي ثور فارتفع.
وقال عبد الله بن طاهر: ما رأيت أعجب من هؤلاء المرجئة! يقول أحدهم:
إيماني كإيمان جبريل، والله ما أستجيز أن أقول: إيماني كإيمان يحيى بن يحيى ولا كإيمان أحمد بن حنبل.
وقال محمد بن يحيى: ما رأيت برًا أنفق من برّ أحمد بن حنبل، كنت أسمع منه بالغداة وأملي بالعشي.
وقال أحمد: لما قدمت صنعاء اليمن أنا ويحيى بن معين في وقت صلاة العصر، فسألنا عن منزل عبد الرزاق، فقيل: إنه بقرية يقال لها: الرَّمادة. فمضيت لشهوتي للقائه، وتخلف يحيى بن معين، وبينها وبين صنعاء قريب، حتى إذا سألت عن منزله قيل: هذا منزله. فلما ذهبت أدق الباب قال لي بقَّال تجاه بابه: لا تدق فإن الشيخ مَهُوب. فجلست، حتى إذا كان قبل صلاة المغرب خرج للصلاة، فوثبت إليه، وفي يدي أحاديث قد انتقيتها، فقلت له: سلامٌ عليكم، تُحدثني بهذه - رحمك الله - فإني رجل غريب؟ فقال لي: من أنت؟ فقلت: أحمد ابن حنبل. قال: فتقاصر، ورجع، وضمَّني إليه، وقال: بالله أنت أبو عبد الله؟! ثم أخذ الأحاديث، فلم يزل يقرؤها حتى أشكل عليه الظلام، فقال للبقال: هلمَّ المصباح. حتى خرج وقت المغرب، وكان يؤخِّرها.
وقال أبو العباس الخطاب: كتبت رِقاعًا والناس متوافرون يومئذٍ، أسود بن سالم، وبشر بن الحارث، وأحمد بن حنبل، وذكر جماعة. وكتبت اسم كل رجل في ورقة، وصليت ركعتين، ودعوت الله تعالى أن يُخرج لي رجلًا أقتدي به، وخلطت الرِّقاع، وجعلتها تحت شيء، ثم ضربت بيدي، فخرج أحمد بن حنبل، فجعلت أتعجب، ثم فعلت الثانية، والثالثة، كذلك.
قلت: هذه القصة في جوازها نظر، إذ هي إلى الطِّيَرَةِ أو المَيْسِرِ أقرب، وإنما ذكرتُها للتنبيه عليها.
وبهذا القدر الذي سقته كفاية، والله أعلم.
(ذكر اعتقاده في الأصول وتمسُّكه بالسنة والأثر، وتعظيمه لأهل السنة والنقل، وإعراضه عن أهل البدع، ونهيه عن كلامهم وقدحه فيهم، وتبركه واستشفائه بالقرآن وماء زمزم وشَعْر النبي صلى الله عليه وسلم
-)
أما اعتقاده في الأصول:
فمن ذلك مذهبه في الإِيمان.
قال أحمد بن حنبل: الإِيمان قول وعمل، يزيد وينقص، البِرُّ كلُّه من الإِيمان، والمعاصي تنقص من الإِيمان.
قوله في القرآن:
قال أحمد: من قال: القرآن مخلوق، فهو كافر، ومَنْ قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو جَهْمي، القرآن كلام الله غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود.
مذهبه في أخبار الصفات:
قال أحمد: هذه الأحاديث في الصفات نرويها كما جاءت، وقال: من صفة المؤمن من أهل السنّة والجماعة إرجاع الأمور كلها إلى الله، كما جاءت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم:"إن أهل الجنة يرون ربهم" فيصدقها ولا يضرب لها الأمثال، هذا ما اجتمع عليه العلماء في الآفاق.
مذهبه في ذم الكلام:
قال أحمد: لست بصاحب كلام، ولا أرى الكلام في شيء من هذا إلا ما كان في كتاب أو في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن أصحابه، فأما غير ذلك فإن الكلام فيه غير محمود.
وقال أيضًا: لا تجالسوا أهل الكلام وإن ذبُّوا عن السنّة.
مذهبه في أهل البدع من الجهمية واللفظية والواقفة والقدرية
.
قال أحمد: اللفظية شرٌّ من الجهمية.
وقال أيضًا: الواقفة والجهمية واللفظية عندنا سواء.
وقال أيضًا: إذا صليت وبجنبك جهمي فأعد.
وسُئل عن الواقفة فقال: كفار. وقيل له: إن الكرابيسيَّ يقول: لفظي بالقرآن مخلوق، فقال: كذب الخبيث، هتكه الله، قد خلف هذا بشرًا المريسيّ.
وقال أيضًا: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، لا يُصلَّى خلفه ولا يُجالس ولا يُكلم ولا يُصلَّى عليه.
وقال أيضًا: علماء المعتزلة زنادقة.
وسئل: أنصلي خلف القدري؟ فقال: إذا قال: إن الله لا يعلم ما يعمل العباد حتى يعملوا، فلا نصلي خلفه، ولا نصلي خلف الرافضي إذا كان يتناول أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال أيضًا: افترقت الجهمية على ثلاث فرق: فرقة قالوا: القرآن مخلوق، وفرقة قالوا: كلام الله، وسكتوا، وفرقة قالوا: لفظنا بالقرآن مخلوق. قيل: يا أبا عبد الله فلا يكلم مَنْ توقف؟ قال: لا يكلم، قيل: فإن كلَّمه رجل؟ قال: مُروه فإن ترك كلامه فكلموه، وإلا فلا تكلموه. ولا تصلوا خلف اللفظية والواقفية ومن صلى خلفهم أعاد.
مذهبه في تفضيل الصحابة:
قال أحمد: التفضيل على حديث ابن عمر: أبو بكر وعمر وعثمان. والخلافة على حديث سفينة. أبو بكر وعمر وعثمان وعلي. وقيل له عن الشهادة: إن أبا بكر وعمر في الجنة؟ فقال: نعم. أذهبُ إلى حديث سعيد بن زيد قال: أشهد أن النبي صلى الله عليه وسلم -
في الجنة وكذلك أصحابه التسعة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل الجنة عشرون ومئة صف، ثمانون منها أمتي". فإذا لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم فمن يكون؟!.
وقال أيضًا: إذا رأيت رجلًا يذكر أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوء فاتهمه على الإِسلام.
وقال أيضًا: لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم قدَّم أبا بكر ليصلي بالناس وقد كان في القوم من هو أقرأ منه، وإنما أراد الخلافة.
وقال أيضًا: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، نقدم هؤلاء الثلاثة كما قدمهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يختلفوا في ذلك، ثم بعد هؤلاء الثلاثة أصحاب الشورى الخمسة: علي والزبير وطلحة وعبد الرحمن بن عوف وسعد، كلهم يصلح إمامًا، وكلهم يصلح للخلافة، نذهب في ذلك إلى حديث ابن عمر: كنا نعدُّ والنبيُّ صلى الله عليه وسلم حيّ وأصحابه متوافرون: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان، ثم نسكت، ثم نعدُّ أصحاب الشورى، ثم أهل بدر من المهاجرين، ثم أهل بدر من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على قدر الهجرة والسابقة أولًا فأولًا، ثم أفضل الناس بعد هؤلاء القرنُ الذي بُعث فيهم كل من صحبه: سنة أو شهرًا أو يومًا أو ساعة أو رآه، فهو من أصحابه، له من الصحبة على قدر ما صحبه، وكانت سابقته معه، وسمع منه ونظر إليه نظرة، فأدناهم صحبة هو أفضل من القرن الذين لم يروه، ولو لقوا الله بجميع الأعمال كان هؤلاء الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم وسمعوا منه أفضل لصحبتهم من أفضل التابعين ولو عملوا كل أعمال الخير، ومن انتقص أحدًا من الصحابة أو أبغضه لحدثٍ كان منه أو ذكر مساوئه كان مبتدعًا حتى يترحم عليهم جميعًا ويكون قلبه لهم سليمًا.
مذهبه في تقديم عثمان على علي عليهما السلام:
سئل عمَّن قدَّمَ عليًّا على عثمان، أمبتدع هو؟ فقال: هذا أهل أن يبدّع، أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قدموا عثمان رضي الله عنه.
وقال أيضًا: نقول: عثمان ثم علي، فمن قدم عليًا على عثمان فقد أزرى بأصحاب الشورى.
وقال أيضًا: من قدم عليًا على أبي بكر فقد طعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن قدم عليًا على عمر فقد طعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أبي بكر، ومن قدم عليًا على عثمان فقد طعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعلى المهاجرين، ولا أحسب يصلح له عمل.
كلامه في علي رضي الله عنه وأهل البيت:
قال أحمد بن حنبل: إن الخلافة لم تزين عليًا إنما زيّن علي الخلافة.
وقال أيضًا: الخلافة أبو بكر وعمر وعثمان، فقيل: فعليٌّ؟ فقال: عليٌّ من أهل بيت لا يقاس بهم أحد.
وقال أيضًا: ما لأحد من الصحابة من الفضائل بالأسانيد الصحيحة ما لعليٍّ رضي الله عنه.
وقال أيضًا: مَن لم يثبت الخلافة لعليٍّ فهو أضلُّ من حمار أهله.
وسئل عن خلافة علي، هل هي ثابتة؟ فقال: سبحان الله يقيم عليٌّ الحدود، ويقطع، ويأخذ الصدقة ويقسمها بلا حقٍ وجب له!! أعوذ بالله من هذه المقالة، نعم هو خليفة، رضيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلوا خلفه، وغزوا معه، وجاهدوا وحجوا غير منكرين، وسموه أمير المؤمنين راضين بذلك، ونحن لهم تبع.
قوله فيما شجر بين الصحابة:
قال أحمد وقد سئل عما كان من علي ومعاوية، فقال: ما أقول فيهم إلا الحسنى.
وقال أيضًا: رحم الله الصحابة أجمعين ومعاوية وعمرو بن العاص وأبا موسى الأشعريَّ والمغيرة، كلُّهم وصفهم الله في كتابه فقال:{سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} .
وسئل عما جرى بين علي ومعاوية فقال: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [البقرة: 134].
كلامه في الرافضة:
سئل عن الرافضي ما هو؟ فقال: الذي يسبُّ أبا بكر وعمر، ومن سبَّ رجلًا من الصحابة فلا أراه على الإِسلام.
جُمل من اعتقاده:
قال أحمد: من صفة المؤمن من أهل السنّة والجماعة أن يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن يُقرَّ بجميع ما أتت به الأنبياء والرسل، ويعقد قلبه على ما يُظهر لسانه، ولم يشك في إيمانه، ولم يُكفرِّ أحدًا من أهل التوحيد بذنب، وإرجاء ما غاب عنه من الأمور إلى الله، وتفويض أمره إلى الله، ولم يقطع بالذنوب، العصمة من عند الله، وأن كل شيء بقضاءٍ وقدرٍ الخير والشر جميعًا، ويرجو لمحسن أمة محمدٍ، ويخاف على مسيئهم، ولم يُنزل أحدًا من أمة محمد الجنة بإحسانه، ولا النار بذنب اكتسبه، حتى يكون الله الذي يُنزل خلقه كيف يشاء، وَعَرَف حقَّ السلف الذين اختارهم الله لصحبة نبيه، وقدَّم أبا بكر وعمر وعثمان، وعرف حقَّ علي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد وسعيد على سائر الصحابة، فإن هؤلاء التسعة الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم على جبل حِراء، فقال صلى الله عليه وسلم:"اسْكُنْ حراء، فما عليك إلا نبيٌّ أو صدِّيقٌ أو شهيد" والنبي صلى الله عليه وسلم عاشرهم، وترحم على جميع الصحابة، صغيرهم وكبيرهم، وحدَّث بفضائلهم، وأمسك عما شجر بينهم، وصلاة العيدين والخسوف والكسوف والجمعة والجماعات مع كل أمير برٍ أو فاجر، والمسح على الخفين في السفر والحضر، والقصر في السفر، والقرآن كلام الله وتنزيله، ليس بمخلوق، والإِيمان قول وعمل يزيد وينقص، والجهاد ماضٍ منذ بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم إلى آخر عصابة يقاتلون الدجال، لا يضرهم جور جائر، والشراء والبيع حلال إلى يوم القيامة على حكم الكتاب والسنّة، والتكبير على الجنائز أربعًا، والدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح، ولا تخرج عليهم بسيفك، ولا تقاتل في
فتنة، وتلزم بيتك، والإِيمان بعذاب القبر، والإِيمان بمنكر ونكير، والإِيمان بالحوض والشفاعة، والإِيمان أن أهل الجنة يرون ربهم تبارك وتعالى، وأن الموحدين يخرجون من النار من بعد ما امتحشوا، كما جاءت الأحاديث في هذه الأشياء عن النبي صلى الله عليه وسلم، فنحن نصدقها ولا نضرب لها الأمثال، هذا ما اجتمع عليه العلماء في الآفاق.
ورسالة مُسَدَّد بن مُسرْهَد مطبوعة معروفة تركناها لشهرتها، وقد احتوت على كثير مما يجب اعتقاده، وغير ذلك مما ذكره ابن الجوزي، أضربنا عن ذكره طلبًا للاختصار.
أما تمسكه بالسنّة والأثر:
فكان شديد الاتباع للآثار حتى قيل: إنه استأذن أحمد زوجته في أن يتسرى طلبًا للاتباع، فاشترى جارية بثمن يسير وسماها ريحانة استنانًا برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال رجل: أحيانا الله على الإِسلام، فقال أحمد: والسنّة.
وقال الميموني: ما رأت عيني أفضل من أحمد بن حنبل، وما رأيت أحدًا من المحدثين أشد تعظيمًا لحرمات الله عز وجل وسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صحت عنده، ولا أشد اتباعًا منه.
وقال أحمد: إنما هو السنّة والكتاب والاتباع، وإنما القياس أن يقيس على الأصل، أما أن يجيء إلى الأصل فيهدمه، ثم يقول: هذا قياس! فعلى أي شيء كان هذا القياس؟!.
وقال رجل عنده: لا ينبغي أن يقايس إلا رجل عالم كبير يعرف كيف يُشبِّهُ الشيء بالشيء، فقال أحمد: أجل لا ينبغي.
وقال أحمد: إذا كان في المسألة حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤخذ بقول أحدٍ من الصحابة، ولا من بعده خلافَه، وإذا كان قول عن أحدٍ من الصحابة مختلف تخيَّر من أقوالهم إلى قول، وإذا كان لم يكن فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه قول، تخيَّر من أقاويل التابعين.
وقال أيضًا: إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام.
وقال أيضًا: ما كتبت حديثًا عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا وقد عملت به، حتى مرّ بي في الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى أبا طيبة دينارًا، فأعطيت الحجام دينارًا حين احتجمت.
وسئل عن الوسواس والخطرات فقال: ما تكلم فيها الصحابة والتابعون.
وأما تعظيمه لأهل السنّة والنقل:
فقيل لأحمد بن حنبل: إن ابن أبي قُتيلة بمكة ذُكر له أصحاب الحديث فقال: قوم سوء، فقال أحمد: زنديق زنديق زنديق، وقام وهو ينفض ثوبه ودخل بيته.
وقال أيضًا: من عَظَّم أصحاب الحديث تعظم في عين رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن حقَّرهم سقط من عين رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن أصحاب الحديث أحبار رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقيل لأحمد: من مات على الإِسلام والسنّة مات على خير؟ فقال أحمد: بلى، مات على الخير كلِّه.
وقيل لأحمد: أين نطلب البُدلاء؟ فسكت ساعة ثم قال: إن لم يكن في أصحاب الحديث فلا أدري.
ورأى أحمد أصحاب الحديث وقد خرجوا من عند محدِّث، والمحابر بأيديهم، فقال: إن لم يكونوا هؤلاء الناسَ فلا أدري مَنِ الناس؟! وقيل: أيما أحب إليك، الرجلُ يكتب الحديث، أو يصوم ويصلي؟ قال: يكتب الحديث. فقيل: من أين فضلت كتب الحديث على الصوم والصلاة؟ قال: كيلا يقول قائل إني رأيت قومًا على شيء فتبعتهم.
وقال أيضًا: من رَدَّ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة.
وأما إعراضه عن أهل البدع ونهيه عن كلامهم وقدحه فيهم
.
فقد جاء الحزامي إلى أحمد بن حنبل وكان قد ذهب إلى ابن أبي دؤاد، فلما
خرج إليه أحمد ورآه، أغلق الباب في وجهه ودخل.
وقيل له: الرجل من أهل السنّة مع الرجل من أهل البدعة؟ فقال: أَعْلِمْهُ أن الذي رأيتَه معه صاحبُ بدعة، فإن ترك كلامه وإلا فأَلْحِقْهُ به.
وقال أيضًا: ما أعلم الناسَ في زمان أحوج منهم إلى طلب الحديث من هذا الزمان.
وتكلم الحارث المحاسبي في شيء من الكلام، فهجره أحمد بن حنبل واختفى في دار ببغداد ومات فيها، ولم يصلِّ عليه إلا أربعة نفر.
وهذا باب واسع جدًا.
وأما تبركه واستشفاؤه بالقرآن وماء زمزم وشَعْر النبي صلى الله عليه وسلم وقصعته:
فكان إذا اعتلَّ ابنه أخذ قدحًا فيه ماء فيقرأ فيه، ثم يقول: اشرب منه واغسل وجهك ويديك.
وكان يأخذ الشعرة من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضعها على فيه يقبلها، ويضعها على عينيه ويغمسها في الماء ثم يشربه يستشفي به.
وكان يأخذ قصعة النبي صلى الله عليه وسلم، فيغسلها في حب الماء ثم يشرب فيها، وكان يشرب ماء زمزم يستشفي به ويمسح يديه ووجهه.
(ذكر الوقت الذي ابتدأ فيه بالتحديث والفتوى، وبذله للعلم واحتسابه في ذلك وذكر مصنفاته، وكراهيته وضع الكتب المشتملة على الرأي ليتوفر الالتفات إلى النقل وكراهيته أن يكتب كلامه أو أن يروى)
أما الوقت الذي ابتدأ فيه بالتحديث والفتوى:
فكان يفتي في شبابه في بعض الأوقات، ويحدث إذا سئل، ولا يعتبر سِنَّ نفسه.
قال القُوْمِسِي: رأيت أحمد بنَ حنبل في مسجد الخِيف في سنة ثمان وتسعين ومئة مستندًا إلى المنارة، وجاء أصحاب الحديث فجعل يعلمهم الفقه والحديث، ويفتي في المناسك فتيًا واسعة، فوقفت عليه ولم أكن عرفته، فقلت لرجل: مَنْ هذا؟ قال: أحمد بن حنبل، فانتظرته حتى تفرق الناس، ثم أخذت بيده فسلمت عليه، فجرت بيني وبينه المعرفة من ذلك الوقت.
قال ابن الجوزي: لم يتصدر أحمد بن حنبل للفتيا ولم ينصب نفسه لها إلا بعد الأربعين سنة من عمره.
قال حجاج بن الشاعر: جئت إلى أحمد بن حنبل فسألته أن يحدثني في سنة ثلاث ومئتين فأبى، فخرجت إلى عبد الرزاق، ثم رجعت سنة أربع وقد حدث أحمد واستوى الناس عليه وعمره أربعون سنة.
وأما بذله العلم واحتسابه في ذلك:
فسأله رجل عن حديث، فأمر ابنه عبد الله وقال: أَخرِجْ إليَّ كتاب الفوائد، فأخرجه، فجعل يطلبه فلم يجد الحديث، فقام بنفسه فنزل عن ظهر مسجده، ودخل منزله، فلم يلبث كثيرًا ثم عاد إلينا وعلى يده عدد أجزاء من الكتب، فقعد يطلب
الحديث، فطال عليه، فقال له السائل: قد تعبتَ يا أبا عبد الله فدعه، فقال: لا، الحاجة لنا. فرأينا أنه دخل البيت فنظر إلى كل جزء يتوهم ذلك الحديث فيه، فأخرج تلك الأجزاء لئلا يرى أنه قد أشغله، وكره أن يجلس في المنزل لطلب ذلك الحديث، وبحسبك هذا كرم مجالسة.
وقال أبو حاتم الرازي: أتيت أحمد بن حنبل أول ما التقيت به سنة ثلاث عشرة ومئتين، فإذا قد أخرج معه إلى الصلاة كتاب "الأشربة"، وكتاب "الإِيمان"، فصلى فلم يسأله أحد، فرده إلى بيته، وأتيته يومًا آخر وقد أخرج الكتابين، فظننت أنه يحتسب في إخراج ذلك، لأن كتاب "الإِيمان" أصل الدين، وكتاب "الأشربة" صرف الناس عن الشر، فإن أصل كل شر السكر.
وجاء أبو العلاء الخادم إلى أحمد بن حنبل، وكان شيخًا مشمرًا يشبه القراء متواضعًا، فاستأذن على أحمد، فخرج إليه وإذا في المسجد رجل غريب، وعليه أطمار ومعه محبرة، فلما قعد أحمد حانت منه التفاتة فرأى الرجل، فقال لأبي العلاء: لا يشتد عليك الحر، فقام. ثم جعل أحمد يلاحظ الرجل، فلما لم يسأله قال له أحمد: ألك حاجة؟ قال: تعلمني مما علمك الله، فقام فدخل منزله فأخرج كتبًا وقال له: ادنه، فجعل يملي عليه، ثم يقول للرجل: اقرأ ما كتبت.
وأما مصنفاته:
فكان الإِمام أحمد لا يرى وضع الكتب، وينهى أن يكتب عنه كلام أو تروى عنه مسائل، ولو رأى ذلك لكانت له تصانيف كثيرة، ولنقلت عنه كتب، فكانت تصانيفه المنقولات.
فصنف "المسند": وهو ثلاثون ألف حديث، وكان يقول لابنه عبد الله: احتفظ بهذا المسند، فقد جعلته إمامًا للناس.
وكتاب "التفسير": وهو مئة ألف وعشرون ألفًا.
و"الناسخ والمنسوخ".
و"التاريخ" و"حديث شعبة" و"المقدم والمؤخر في كتاب الله" و"جوابات القرآن" و"المناسك الكبير" و"المناسك الصغير".
وأشياء أخر. وذكر له في "هدية العارفين" غيرها.
ذكر ابن الجوزي: كتاب "طاعة الرسول"، كتاب "الأشربة الصغير"، كتاب "الإِيمان"، كتاب "الرد على الجهمية"، كتاب "الزهد"، كتاب "العلل" في الحديث، كتاب "الفرائض"، كتاب "الفضائل"، كتاب "المسائل"، كتاب "مناقب علي بن أبي طالب".
قال ابن الجوزي: وكان ينهى الناس عن كتابة كلامه، فنظر الله إلى حسن قصده، فنقلت ألفاظه وحفظت، فقلَّ أن تقع مسألة إلا وله فيها كلام ونص في الفروع والأصول، وربما عدمت في تلك المسألة نصوص الفقهاء الذين صنفوا وجمعوا.
وجمع أحمدُ حنبلَ بن إسحاق وابنيه صالحًا وعبد الله وقرأ عليهم "المسند". قال حنبل: وما سمعه منه غيرنا وابنيه، وقال لنا: هذا الكتاب قد جمعته وانتقيته من أكثر من سبع مئة ألف حديث وخمسين ألفًا، فما اختلف المسلمون فيه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فارجعوا إليه، فإن وجدتموه فيه وإلا فليس بحجة.
أما كراهيته وضع الكتب المشتملة على الرأي ليتوفر الالتفات إلى النقل:
فكان رضي الله عنه يكره وضع الكتب التي تشتمل على التفريع والرأي، ويحب التمسك بالأثر.
قال عثمان بن سعيد: قال لي أحمد: لا تنظر في كتب أبي عبيد، ولا فيما وضع إسحاق، ولا سفيان، ولا الشافعي، ولا مالك، وعليك بالأصل.
وقيل له: إن أصحاب الحديث يكتبون كتب الشافعي؟ قال: لا أرى لهم ذلك.
وسئل عن كتب أبي ثور فقال: كتاب ابتدع فيه بدعة. ولم يعجبه وضع الكتب، وقال: عليكم بالحديث. وكان يأمر بكتاب "الموطأ" لمالك ويرخص فيه، وينهى عن "جامع سفيان" وقال: عليكم بالأثر.
وقيل له: أنكتب كتب الرأي؟ قال: لا. قيل له: فابن المبارك قد كتبها؟ قال: ابن المبارك لم ينزل من السماء، إنما أُمرنا أن نأخذ العلم من فوق.
وأما نهيه أن يكتب كلامه أو أن يروى وكراهيته لذلك:
فكان يكره أن يكتب شيء من رأيه وفتواه، وكان يقول: بلغني عن إسحاق الكوسج أنه يروي عني مسائل بخراسان، أشهدكم أني قد رجعت عن ذلك كله.
وجاء رجل ومعه جزء، فنظر فيه أحمد، فإذا فيه كلام لأبي عبد الله أحمد بن حنبل، فغضب ورمى الكتاب من يده.
وكان يقول: القلانس من السماء تنزل على رؤوس قوم، يقولون برؤوسهم هكذا وهكذا. والمعنى: لا يريدها. وقوله: "هكذا وهكذا" أي يميلون رؤوسهم عن أن يتمكن منها. ومعنى الكلام: أنهم لا يريدون الرئاسة وهي تقع عليهم. ويحتمل أنهم يطأطئون رؤوسهم تواضعًا .. فكذلك كان أحمد بن حنبل رضي الله عنه ينهى عن كتب كلامه تواضعًا وقدَّر الله أن دُوّن ورُتب وشاع.
(ذكر كلامه في الإخلاص والرياء وستر التعبد، والزهد والرقائق وفنون مختلفة، وما أنشد من الشعر أو نسب إليه، ومكاتباته)
كان رضي الله عنه يقول: إن إظهار المحبرة من الرياء.
وذكر له الصدق والإِخلاص فقال: بهذا ارتفع القوم.
وقال المَرُّوذي: كنت مع أحمد بن حنبل أربعة أشهر بالعسكر ولم يدع قيام الليل وقراءة النهار، فما علمت بختمة ختمها وكان يستر ذلك.
ولقي أحمد رجلًا كان داهنه في شيء، فقال له أحمد: لو تحجبت ما خفت أحدًا. وسئل عن الحب في الله فقال: أن لا يحب لطمع الدنيا.
أما كلامه في الزهد والرقائق:
فقد قال رحمه الله: كل شيء من الخير بادر فيه.
وشاورَه رجل في الخروج إلى الثغر فقال: بادر بادر.
وقيل له: بم تلين القلوب؟ فنظر إلى أصحابه فغمزهم بعينه، ثم أطرق ساعة، ثم رفع رأسه فقال: بأكل الحلال.
وكان يقول: يا نفس انصَبي وإلا فستحزني.
وقال: الدنيا قليلها يجزي وكثيرها لا يجزي، والفقر مع الخير .. وكان يقول: ما أعدل بفضل الفقر شيئًا، تدري إذا سألك أهلك حاجة لا تقدر عليها أي شيء لك من الأجر؟
وكان يقول: شبّهتُ الشباب بشيء كان في كمي فسقط.
وكان يقول: ما قلَّ من الدنيا كان أقلّ للحساب.
وسئل عن التوكل، فقال: قَطْعُ الاستشراف باليأس من الناس. قيل له: ما
الحجة فيه؟ قال: قول إبراهيم حين وضع في المنجنيق مع جبريل حين قال: أما إليك فلا.
وسئل عن الفتوة فقال: ترك ما تهوى لما تخشى.
وبات عنده رجل فوضع له أحمد ماءً، فلما أصبح وجده لم يستعمله، فقال: صاحب حديث لا يكون له ورد من الليل؟! فقال له: أنا مسافر. فقال له: وإن كنت مسافرًا، حجَّ مسروق فما نام إلا ساجدًا.
وودَّعه رجل فقال: توصي بشيء؟ قال: نعم، اجعل التقوى زادك وانصب الآخرة أمامك. وكان يقول: عزيز عليَّ أن تُذيب الدنيا أكباد رجال وعت صدورهم القرآن.
وكان يقول: انوِ الخير، فإنك لا تزال بخير ما نويتَ الخير.
وسئل: بم بلغ القوم حتى مُدحوا؟ فقال: بالصدق. وكان يقول: ليس بتقي من لا يدري ما يتقي.
أما كلامه في فنون مختلفة:
فكان يقول: يؤكل الطعام بثلاث: مع الإِخوان بالسرور، ومع الفقراء بالإِيثار، ومع أبناء الدنيا بالمروءة.
وكان يقول: إن لكل شيء كرمًا، وكرم القلوب الرضا عن الله عز وجل.
وكان يقول: إذا مات أصدقاء الرجل ذلّ. وكان يقول: لو كانت الدنيا لقمة ثم أخذها امرؤ مسلم فوضعها في فم أخيه المسلم لما كان مسرفًا.
ودخل عليه رجل كان يمارس المعاصي فسلم عليه، فكأن أحمد لم يرد عليه ردًّا تامًّا وانقبض منه، فقال له: لم تنقبض مني فإني قد انتقلت عما كنت تعهده مني؟ برؤيا رأيتُها، قال: وأي شيء رأيتَ؟ قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم كأنه على علو من الأرض وأناس كثير أسفل جلوس، فيقوم الرجل منهم إليه فيقول: ادع لي، فيدعو له، حتى لم يبق من القوم غيري، فأردت أن أقوم فاستحييت من قبيح ما كنت عليه، فقال
لي: يا فلان لم لا تقوم إلي تسألني أن أدعو لك؟ قلت: يا رسول الله يقطعني الحياء لقبيح ما أنا عليه، فقال: إن كان يقطعك الحياء، فقم فسلني أدعو لك، فإنك لا تسبُّ أحدًا من أصحابي، فقمت فدعا لي، ثم انتبهت، وقد بغض الله إليَّ ما كنت عليه. فقال أحمد لمن حضر: حدِّثوا بهذا واحفظوه فإنه ينفع.
وكان يقول: طلب علوِّ الإِسناد من السنة.
ورأى رجلًا يكتب خطًا دقيقًا، فقال: لا تفعل، أحوج ما تكون إليه يخونك.
وشاوره رجل بالتزوج، فقال: تزوج ببكر، واحرص على أن لا يكون لها أم.
وقال لولديه: اكتبا من سلَّم علينا ممن حج، فإذا قدم سلمنا عليه.
أما ما أنشده من الشعر أو نسب إليه:
فدخل عليه ثعلب فقال: بم تنظر؟ قال ثعلب: في النحو والعربية فقال أحمد منشدًا:
إذا ما خلوتَ الدهر يومًا فلا تقل
…
خلوتُ ولكن قل عليَّ رقيبُ
ولا تحسبنَّ الله يغفلُ ساعةً
…
ولا أنَّ ما يخفى عليه يغيبُ
لهونا عن الأيام حتى تتابعتْ
…
ذنوبٌ على آثارهنَّ ذنوبُ
فيا ليتَ أنَّ الله يغفرُ ما مضى
…
ويأذن في تَوباتنا فنتوب
إذا ما مضى القرنُ الذي أنت فيهمُ
…
وخُلِّفتَ في قرنٍ فأنتَ غريبُ
وكان ينشد:
تفنى اللذاذة ممن نال صَفْوَتَها
…
من الحرام ويبقى الإثم والعارُ
تبقى عواقب سوء من مغبتها
…
لا خيرَ في لذَّةٍ من بعدها النارُ
وكان ينشد:
يا ابْنَ المدينيِّ الذي عَرَضَتْ له
…
دنيا فجاد بدينه لينالها
ماذا دعاك إلى انتحال مقالة
…
قد كنتَ تزعُم كافرًا من قالها
أمرٌ بَدَا لك رُشدُه فتبعتَه
…
أم زينةُ الدنيا أردتَ نوالَها
ولقد عهدتُك مرةً متشدّدًا
…
صعبَ المقالة للتي تُدعى لها
إن المُرَزَّأَ من يُصاب بدينه
…
لا من يرَزَّأُ ناقةً وفصالَها
وأما مكاتباته:
فقد كتب إلى أحمد بن سعيد الدارمي، فقال: لأبي جعفر أكرمه الله من أحمد بن حنبل.
وكذلك كان يكتب عنوان الكتاب: إلى أبي فلان، وقال: هو أصوب من كتب: لأبي فلان.
وكتب إلى سعيد بن يعقوب: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ من أحمد بن محمد إلى سعيد بن يعقوب فأما بعد: فإن الدنيا داء والسلطان داء، والعالم طبيب، فإذا رأيت الطبيب يجر الداء إلى نفسه فاحذره، والسلام.
وكان يكتب: إلى فلان من فلان، فسئل عن ذلك فقال: كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر، وكتب كلَّ ما كتب على ذلك، وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكتب عمر إلى عتبة بن فرقد، وهذا الذي يكتب اليوم لا أعرفه مُحدَث. فقيل له: يبدأ بنفسه؟ قال: أما الأب فأحب أن يقدمه على اسمه، فلا يبدأ ولد باسمه على والده، وكذلك كبير السن يوقره، وغير ذلك لا بأس.
وقال ابن منيع: أردت الخروج إلى سويد بن سعيد، فقلت لأحمد بن حنبل: تكتب لي إليه؟ فكتب: وهذا رجل يكتب الحديث. فقلت: يا أبا عبد الله خدمتي لك ولزومي، لو كتبتَ: هذا رجل من أصحاب الحديث؟ فقال: صاحب الحديث عندنا من يستعمل الحديث.
(ذكر صفته وهيبته وسمته، ونظافته وطهارته، وسهولة أخلاقه وحسن معاشرته، وحلمه وعفوه)
أما صفته وهيبته وسمته:
فقال محمد بن العباس بن الوليد النحوي: سمعت أبي يقول: رأيت أحمد بن حنبل رجلًا حسنَ الوجه، رَبْعَةً من الرجال، يخضب بالحناء خضابًا ليس بالقاني، في لحيته شعرات سود، فرأيت ثيابه غلاظًا إلا أنها بيض، فرأيته معتمًا وعليه إزار. وكان ابنه عبد الله يقول: خضب أبي رأسه ولحيته بالحناء وهو ابن ثلاث وستين.
وقال أبو داود: لم يكن أحمد يخوض في شيء مما يخوض فيه الناس، فإذا ذكر العلم تكلم.
وقال غيره: كان شيخًا مخضوبًا طُوالًا، شديدَ السمرة، وكان إذا كان في البيت كان عامة جلوس متربعًا خاشعًا، فإذا كان خارج البيت لم يكن يتبين منه شدة خشوع كما كان داخلًا، وكان إذا دخل عليه أحدٌ والجزء بيده ينظر فيه، أطبقه ووضعه بين يديه.
وقال بعضهم: دخلت عليه وهو جالس على التراب وخضابه قد نصل، وأصول الشعر قد تبين بياضه، وعليه إزار دامس صغير وسخ، وقميص غليظ قد أصاب عاتقه التراب، والعرق قد بان على مستدير عاتقه.
وقال بعضهم: اختلفتُ عليه اثنتي عشرة سنة وهو يقرأ المسند على أولاده فما كتبت حديثًا واحدًا، إنما كنت أنظر إلى هديه وأخلاقه وآدابه.
وقال البُوْشَنْجي: ما رأيت أحمد جالسًا إلا القرفصاء إلا أن يكون في الصلاة، وهي أن يجلس الرجل على أليتيه رافعًا ركبتيه إلى صدره.
وقال الحسن بن الربيع: كان أحمد يشبه ابن المبارك في سمته وهديه.
وقال محمد بن مسلم: كنا نهاب أن نردَّ أحمد في الشيء أو نحاجَّه في شيء من الأشياء.
وقال بعضهم: جئت إليه أُكلِّمه في شيء فوقعت عليَّ الرعدة حين رأيتُه من هيبته.
وقال أبو عبيد: جالستُ أبا يوسف، ومحمد بن الحسن، ويحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي، فما هبت أحدًا منهم ما هبت أحمد بنَ حنبل، ولقد دخلت عليه في السجن لأسلم عليه فسألني رجل عن مسألة فلم أجبه هيبة لأحمد.
وأما نظافته وطهارته:
فقال الميموني: ما أعلم أني رأيت أحدًا أنظف ثوبًا ولا أشدَّ تعاهدًا لنفسه في شاربه وشعر رأسه وشعر بدنه، ولا أنقى ثوبًا وشدة بياض من أحمد بن حنبل.
وقال المرُّوذي: كان لا يدخل الحمام، وإذا احتاج إلى النورة تنوَّر في البيت، وأصحلت له غير مرة النورة، واشتريت له جلدًا ليده، فكان يدخل يده فيه ينوِّر نفسه. وقال أبو العباس: ضربت لأحمد نورة ونوّرته، فلما بلغ عانته وليها.
وأما سهولة أخلاقه وحسن معاشرته:
فقال البُوْشَنْجي: ما رأيت أحدًا في عصر أحمد ممن رأيت أجمع منه ديانة وصيانة وملكًا لنفسه، وطلقًا لها وفقهًا وعلمًا وأدبًا ويقينًا، وكرم خلق، وثبات قلب، وكرم مجالسة، وأبعد من التماوت.
وقال أبو عبد الله لعلي ابن المديني: إني أحب أن أصحبك إلى مكة، وما يمنعني من ذلك إلا أني أخاف أن أملّك أو تملّني، قال علي: فلما ودعته قلت له: يا أبا عبد الله توصي بشيء؟ قال: نعم، أَلْزِمْ تقوى الله قلبك، وانصِب الآخرة أمامك.
وكان أحمد رحمه الله إذا أراد القيام قال لجلسائه: إذا شئتم.
وقال أبو داود: كانت مجالسة أحمد مجالسة الآخرة، لا يذكر فيها شيء من أمور الدنيا، ما رأيته ذكر الدنيا قط.
وقال بعضهم: كان أحمد من أحيا الناس وأكرمهم نفسًا وأحسنهم عشرة وأدبًا، كثير الإِطراق والغض، معرضًا عن القبيح واللغو، لا يسمع منه إلا المذاكرة بالحديث وذكر الصالحين والزهاد، في وقار وسكون ولفظ حسن، وإذا لقيه إنسان بَشَّ به وأقبل عليه، وكان يتواضع للشيوخ تواضعًا شديدًا، وكانوا يكرمونه ويعظمونه، وكان يفعل بيحيى بن معين ما لا يفعل بغيره من التواضع والتبجيل، وكان يحيى أكبر منه بنحو سبع سنين، وكان يضرب برجله إذا جاء من المسجد إلى البيت قبل أن يدخل البيت ليعلم أهل البيت بدخوله إلى الدار، وربما تنحنح ليعلم مَنْ في الدار بدخوله.
وقال علي بن مهدي: رأيت أحمد غير مرة، رأيته كثيرًا يمثلُ وجهُه ورأسُه وخده، ولا يقول شيئًا ولا يمتنع من ذلك. وقبَّل سليمان بن داود الهاشمي جبهته ورأسه ولم يمتنع من ذلك ولم يكرهه، وكذا رأيت يعقوب بن إبراهيم يقبّل جبهته ووجهه.
وقال زهير بن صالح بن أحمد بن حنبل: كنا ندخل على جدي كل جمعة أنا وإخواني، وكان بيننا وبينه باب مفتوح، فكان يكتب لكل واحد منا حبتين من فضة في رقعة إلى فَامِيٍّ نعامله، فنأخذ منه الحبتين ونأخذ للأخوات، وكان ربما مررت به وهو قاعد في الشمس وظهره مكشوف وأثر الضرب بيِّنٌ في ظهره، وكان لي أخ أصغر مني اسمه علي، فأراد أبي أن يختنه فاتخذ له طعامًا كثيرًا ودعا قومًا، فلما أراد أن يختنه وجه إليه جدي فدعاه، وقال له: بلغني ما أحدثت لهذا الأمر، وقد بلغني أنك قد أسرفت، فابدأ بالفقراء والضعفاء فأطعمهم، فلما كان من الغد وحضر الحجام وحضر أهلنا، دخل أبي إلى جدي فأعلمه أن الحجام قد حضر، فجاء جدي معه حتى جلس في الموضع الذي فيه الصبي، وختن وهو جالس، فأخرج صريرة فدفعها إلى الحجام، وصريرة إلى الصبي، وقام فدخل منزله فنظر الحجام إلى ما في الصريرة فإذا فيها درهم واحد، ونظرنا إلى صرة الصبي فإذا فيها درهم، وكنا قد رفعنا كثيرًا مما قد افترش، وكان الصبي على منصته مرتفعة على شيء من الثياب المصبغة، فلم ينكر من ذلك شيئًا.
فقدم علينا من خراسان ابن خالة جدي فنزل على أبي، فلما كان يومًا من الأيام وقد صلينا المغرب قال لي أبي: خذ بيد ابن خالة جدك وامضِ به إلى جدك، فدخلت على جدي وهو قائم يصلي بعد المغرب، فجلستُ حتى فرغ، فقال: جاء أبو أحمد ابن خالتي؟ قلت: نعم، قال: قل له يدخل، فقلت ذلك له فدخل معي فجلس، ثم صاح بامرأة كانت تخدمه مسنة من سكانه، فجاءت بطبق خلاق وعليه خبز وبقل وخلٌّ وملح، ثم جاءت بغضارة من هذه الغلاظ فوضعتها بين أيدينا، وإذا فيها بصلية فيها لحم وسلق كثير، فجعلنا نأكل وهو يأكل معنا ويسأل أبا أحمد عمن بقي من أهلهم بخراسان في خلال ما نأكل، وكان ربما استعجم الشيء على أبي أحمد بالعربية فيكلمه جدي بالفارسية، وكان في خلال ذلك ونحن نأكل يضع القطعة اللحم بين يدي أبي أحمد وبين يديّ، ثم رفع الغضارة بيده فوضعها ناحية، ثم أخذ طبقًا إلى جنبه فوضعه بين أيدينا على الطبق وإذا فيه تمر بُرني وجوز مكسر، وجعل يأكل ونأكل، وفي خلال ذلك يناول أبا أحمد، ثم غسلنا أيدينا، كل واحد منا يغسل يده لنفسه.
وقال عبدوس العطار: وجهت بابني مع الجارية يسلم على أحمد بن حنبل، فرحب به وأجلسه في حجره يسائله، فأرسل فاتخذ له خبيصًا، فجاء به فوضعه بين يديه، وجعل يباسطه، وقال للجارية: كلي معه، ثم قام إلى بعض الفاميّين فجاء وفي ثوبه لوز وسكر، وأخرج منديلًا فشده فيه فدفعه إلى الخادم، وقال للصبي: اقرأ على أبي محمد السلام.
وقال المروذي: رأيت أحمد بن حنبل قد أعطى ختانًا درهمين وألقاها له في طشت.
وقال الميموني: كنت كثيرًا ما أسأل أحمد عن الشيء فيقول: لبيك.
وقال المروذي: كان أحمد لا يجهل، وإن جُهل عليه احتمل، ويقول: يلقى الله، ولم يكن بالحقود، ولا بالعجول، ولقد وقع بين عمه وجيرانه منازعة، وكانوا يجيؤون إلى أحمد فلا يظهر لهم ميله مع عمه ولا يغضب لعمه، ويتلقاهم بما يعرفون من الكرامة، وكان كثير التواضع، يحب الفقراء، لم أر الفقير في مجلس أعزّ منه في
مجلسه، مائلًا إليهم، مقصرًا عن الدنيا، تعلوه السكينة والوقار، إذا جلس في مجلسه بعد العصر للفتيا لا يتكلم حتى يسأل، وإذا خرج إلى مسجده لم يتصدر بل يقعد حيث انتهى به المجلس، وكان لا يمدُّ قدميه في المجلس ويكرم جليسه، وكان حسن الخلق، دائم البشر، ليِّن الجانب، ليس بفظٍ ولا غليظ، وكان يحب في الله ويبغض في الله، وكان إذا أحب رجلًا يحب له ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه، ولم يمنعه حبه أن يأخذ على يديه ويكفه عن الظلم أو الإِثم أو المكروه إن كان منه، وكان إذا بلغه عن رجل صلاح أو زهد أو قيام بحق أو اتباع للأمر سأل عنه، وأحبَّ أن يجري بينه وبينه معرفة، وأحب أن يعرف أحواله، وكان رجلًا سطيًا إذا كان شيء لا يرضاه اضطرب لذلك، يغضب لله ولا يغضب لنفسه، ولا ينتصر لها، فإذا كان في أمرٍ من الدين اشتد له غضبه حتى كأنه ليس هو، لا تأخذه في الله لومة لائم، وكان حسن الجوار، ويؤذى فيصبر، ويحتمل الأذى من الجار، ولقد قال بعض جيرانه ممن بينه وبينه حائط: كان لي برجٌ فيه حَمَام، وكان يشرف على أحمد، فكنت أصعد وأنا غلام أشرف عليه، فمكث على ذلك صابرًا لا ينهاني، فبينا أنا يومًا إذ صعد عمي فنظر إلى البرج مشرفًا على أحمد، فقال: ويحك أما تستحي تؤذي أبا عبد الله؟ قلت: فإنه لم يقل شيئًا لي: قال: فلست أبرح حتى تهب لي هذه الطيور، فما برح حتى وهبتها له فذبحها وهدم البرج.
وقال هارون بن سفيان المستملي: جئت إلى أحمد حين أراد أن يفرق الدراهم التي جاءته من المتوكل، فأعطاني مئتي درهم، فقلت: لا يكفيني، قال: ليس شيء ها هنا غيرها، ولكني أعمل بك شيئًا، أعطيك ثلاثة مئة تفرقها، قال: فلما أخذتها قلت: يا أبا عبد الله ليس والله أعطي أحدًا شيئًا منها، فتبسم.
وقال محمد بن إبراهيم الأنماطي: كنت عند أحمد وبين يديه المحبرة، فذكر أحمد حديثًا فاستأذنته أن أكتبه من محبرته، فقال لي: اكتب يا هذا، فهذا ورع مظلم.
وقيل لأحمد: لم لا تصحب الناس؟ فقال: لوحشة الفراق.
وكان يأتي العرس والأملاك والختان، يجيب ويأكل، وإذا أحب رجلًا قال له: إني لأحبك.
وقال هارون بن عبد الله: جاءني أحمد في بيتي فرحبت به وقلت: ألك حاجة؟ قال: نعم، شغلت اليوم قلبي، قلت: بماذا؟ قال: جزت عليك اليوم وأنت تحدث الناس قاعد في الفيء، والناس في الشمس بأيديهم الأقلام والدفاتر، لا تفعل مرة أخرى، إذا قعدت فاقعد مع الناس.
وقال إسحاق بن هانئ: كنا عند أحمد في منزله ومعنا المروذي ومهنَّأ بن يحيى الشامي فدق داق الباب، وقال: المروذي ها هنا؟ وكان المروذي كره أن يعلم موضعه فوضع مهنَّأ بن يحيى أصبعه في راحته وقال: ليس المروذي ها هنا وما يصنع المروذي ها هنا، فضحك أحمد ولم ينكر ذلك.
أما حلمه وعفوه:
فكان يقول: أحللت المعتصم من ضربي.
وقد أخذ المتوكلُ العلويَّ الذي يسعى بأحمد إلى السلطان وأرسله إلى أحمد ليقول فيه مقالة للسلطان، فعفا عنه، وقال: لعله أن يكون له صبيان يحزنهم قتله.
وقال له رجل: إني قد اغتبتك فاجعلني في حلًّ، قال: فأنت في حلًّ إن لم تعد. فقيل له: تجعله في حلٍّ وقد اغتابك؟ فقال: ألم ترني اشترطت عليه؟
وصلى مع أحمد رجل يقال له: محمد بن سعيد الختلي فقال: يا أبا عبد الله نهيت عن زيد بن خلف أن يُكلم؟ فقال أحمد: كتب إلي أهل الثغر يسألوني عن أمره فأخبرتهم بمذهبه وبما أحدث، وأمرتهم أن لا يجالسوه، فاندفع الختلي إلى أحمد، فقال: والله لأردنَّك إلى محبسك ولأدقَّنَّ أضلاعك ضلعًا ضلعًا
…
في كلام كثير، فقال أحمد: لا تكلموه ولا تجيبوه بشيء. فما ردَّ عليه أحد كلمة، فأخذ أحمد نعليه وقام فدخل وقال: مروا السكان لا يكلموه ولا يردوا عليه شيئًا، فما زال يصيح حتى خرج فصار على حسبة العسكر ومات بالعسكر.
وذكر عند أحمد أبو حنيفة، فقال بيده هكذا ونفضها، فقيل له: كان بول أبي حنيفة أكثر من ملء الأرض مثلك، فنظر إلى القائل فقال: سلام عليكم، فلما كان في السحر جاءه القائل، فقال له: يا أبا عبد الله، إن الذي كان مني كان على غير تعمد، فاجعلني في حِلّ، فقال: ما زالت قدمي من مكانها حتى جعلتك في حِلّ.
وقال إبراهيم الحربي: كان أحمد بن حنبل كأنه رجل قد وُفق للأدب، وسُدد بالحلم، ومُلئ بالعلم، أتاه رجل يومًا فقال له: عندك كتاب زندقة؟ فسكت ساعة، ثم قال: إنما يحرز الرجل قبره.
وقال له رجل: يقولون إنك لم تسمع من إبراهيم بن سعد؟ فسكت.
وقيل له: كيف أكلُك؟ كيف جِماعك؟ كيف نومُك؟ فقال أحمد: لست بحصور، ولا روحاني. ولم يزد على ذلك.
(ذكر ماله ومعاشه وتعففه عن أموال الناس، وطلق نفسه عنها وقطع طمعه منها، وكرمه وجوده، وقبوله الهدية ومكافأته عليها
كان رحمه الله قد خلف له أبوه طرزًا ودارًا يسكنها، وكان يكري تلك الطرز ويتعفف بكرائها عن الناس، وكان يقول: أنا أذرع هذه الدار التي أسكنها وأخرج الزكاة عنها في كل سنة، أذهب في ذلك إلى قول عمر بن الخطاب في أرض السواد.
وقيل له: يا أبا عبد الله هذا العقار الذي أنت تستغله وتسكن في دار منه كيف سبيله عندك؟ فقال: هذا شيء ورثته عن أبي، فإذا جاءني أحد فتصحح أنه له خرجت عنه ودفعته إليه.
وكان يقول: هذه الغلة ما تكون قوتنا، وإنما أذهب فيه إلى أن لنا فيه شيئًا. فقيل له: لو تركتَ الغلة وبضعتها صديقًا لك كان أحسن، فقال أحمد: هذه سوء، وهذه الغلة أعجب إليّ وهي لا تُقيمُنا وإنما آخذها على الاضطرار.
وجاءه بعض سكانه بدرهم ونصف، فلما وقع في يده قام ودخل منزله وبان السرور في وجهه.
وكان رحمه الله ربما احتاج إلى اللِّقاط، وخرج يومًا في اللِّقاط فلقط شيئًا يسيرًا، فقيل له: قد أكلت أكثر مما لقطت، فقال: رأيت أمرًا استحييت منه، رأيتهم يلقطون فيقوم الرجل على أربع، وكنت أزحف إذا لقطت.
وقال أحمد: خرجت إلى الثغر على قدمي فالتقطنا، وقد رأيت أقوامًا يفسدون مزارع الناس، لا ينبغي لأحد أن يدخل مزرعة رجل إلا بإذنه.
وكان رحمه الله ربما احتاج فينسخ بالأجرة، وقد أعوزته النفقة في سفره فأكرى نفسه من الجمالين.
أما تعففه عن أموال الناس وطلق نفسه عنها وقطع طمعه منها:
فإنه لما خرج إلى عبد الرزاق باليمن انقطعت به النفقة، فأكرى نفسه من الجمالين إلى أن وافى صنعاء، وقد كان أصحابه عرضوا عليه المواساة فلم يقبل من أحد شيئًا.
وقال عبد الرزاق: قدم علينا أحمد ها هنا فأقام سنتين إلا شيئًا، فقلت له: خذ هذا الشيء، فانتفع، به فإن أرضنا ليست بأرض متجر ولا كسب، وذلك دنانير، فقال أحمد: أنا بخير، ولم يقبل مني.
ورهن نعله عند خباز على طعام أخذه منه عند خروجه من اليمن، واكترى نفسه من أناس من الجمالين عند خروجه، وعرض عليه عبد الرزاق دراهم صالحة فلم يقبلها.
ولما خرج أصحابه تخلف من بعدهم، وقال لبقال كان له عنده درهم: خذ هذا النعل فإن بعثت إليك من صنعاء بالدرهم، وإلا فالنعل بالدرهم أرضيت؟ قال البقال: نعم، فأخبر البقال ابن أخت عبد الرزاق، فقال: ويحك لأي شيء أخذت النعل؟.
وذكر عبد الرزاق أحمد فدمعت عيناه، وقال: قدم علينا وبلغني أن نفقته نفدت، فأخذت عشرة دنانير وأقمته خلف الباب يومًا ما معه ومعي أحد وقلت له: لا يجتمع عندنا الدنانير، وقد وجدت عند النساء عشرة دنانير فخذها فأرجو أن لا تنفقها حتى يتهيأ عندنا شيء، فتبسم، وقال: لو قبلت شيئًا من الناس قبلت منك. ولم يقبل.
وقال حمدان بن سنان الواسطي: قدم علينا أحمد بن حنبل ومعه جماعة فنفدت نفقتهم فبررتهم فأخذوا، وجاءني أحمد بن حنبل بفروة فقال: قل لمن يبيع هذه فجئني بثمنها فأتسع به، فأخذت صرة دراهم فمضيت بها إليه فردها، فقالت امرأتي: هذا رجل صالح لعله لم يرضها فأضعفها، فأضعفتها فلم يقبل، وأخذ الفروة مني وخرج.
وقال رفيق له بواسط: جاء أبو عبد الله بجبة يبيعها في شدة البرد، فلم أزل به
حتى صرفته عن بيعها، فجئت إلى يزيد بن هارون فقلت له: إن أحمد بن حنبل جاءني بجبة لأبيعها له في هذا البرد، فقال لجاريته: زني مئة درهم وهاتيها، فدفعها إليّ وقال: ادفعها إليه، فجئت بها إليه وقلت: هذه بعث بها إليك أبو خالد، فقال أحمد: إني لمحتاج إليها، وإني لابن سبيل، ولكن لا أعوِّد نفسي هذا، ردها إليه، فدفع إليَّ جبته فبعتها له.
وقال صالح بن أحمد بن حنبل: جاءتني حُسن فقالت: يا مولاي قد جاء رجل بِتِلَّيسةٍ فيها فاكهة يابسة وهذا الكتاب، قال صالح: فقرأت الكتاب فإذا فيه: يا أبا عبد الله أبضعت لك بضاعة إلى سمرقند فوقع فيها كذا وكذا، ورددتها فوقع فيها كذا وكذا، وقد بعثت بها إليك أربعة آلاف درهم وفاكهة، أنا لقطتها من بستاني ورثته من أبي، وأبي من أبيه، قال: فجمعت الصبيان، فلما دخلنا عليه بكيت، وقلت: يا أبت ما ترق لي أن آكل الزكاة، ثم كشفت عن رأس الصبيان وبكيت، فقال: دع حتى أستخير الله الليلة، فلما كان من الغد قال: يا صالح صُني فإني قد استخرت الله تعالى الليلة، فعزم لي أن لا آخذها، قال: وفتح التِلِّيسَةَ وفرَّقها على الصبيان، وكان عنده ثوب عشاري فبعث به إليه ورد المال. قال صالح: فبلغني أن الرجل اتخذه كفنًا.
وسرقت ثيابه بمكة فأغلق على نفسه الباب أيامًا فسأل عنه أصحابه فوجدوه على هذه الحال، فقالوا له في ذلك، فقال: سُرقت ثيابي، فقال أحدهم: معي دنانير، فإن شئت خذ قرضًا، وإن شئت صلة، فأبى أن يفعل، فقال له: اكتب لي بأجرة قال: نعم، فأخرج له دينارًا فأبى أن يأخذه، وقال: اشتر لي ثوبًا واقطعه نصفين، يتزر بنصفه ويرتدي بالنصف الآخر، وجئني ببقيته. ففعل فكتب له ورقة بهذا الدنيار.
وكان هو وشيخ من أهل الربض يسمعان على ابن عيينة، ففقد الشيخ أحمد أيامًا، فدلَّ على موضعه فجاءه، فإذا هو في شبه الكهف على بابه قصب، فقال: سلام عليكم، فقال أحمد: وعليكم السلام، فقال له: ادخل، فقال أحمد: لا .. ثم قال: أدخل؟ فدخل فإذا هو جالس وعليه قطعة لبد خَلِق، فقال: يا أبا عبد الله لم حجبتني؟ قال: حتى استترت. فقال له: ما شأنك؟ قال: سُرقت ثيابي. فبادر الشيخ إلى منزله
فجاء بصرة فيها مئة درهم فعرضها عليه فامتنع، وسأله أن يقبلها قرضًا فأبى حتى بلغت عشرين درهمًا، كل ذلك يأبى عليه فقام موليًا، فقال: ما يحل لك أن تقتل نفسك، أعرض عليك ولا تقبل! فقال أحمد: ارجع، فرجع الشيخ فقال: ألست قد سمعت معي على ابن عيينة سماعًا كثيرًا، فقال: بلى. فقال: أتحب أن أنسخه لك؟ قال: نعم. فقال أحمد: اشترِ ورقًا وجئني به، وكتب بدراهم ذكر مبلغها، فاكتسى منها ثوبين باثني عشر درهمًا وأخذ الباقي نفقة.
ودخل على مروزي ثم خرج من عنده فقيل له: في أيِّ شيء جاءك أحمد؟ فقال: هو لي صديق وبيني وبينه سر، وتلكأ أن يخبر، فألحوا عليه فقال: كان استقرض مني مئتي درهم فجاءني بها، فقلت له: يا أبا عبد الله ما دفعتها وأنا أنوي أن آخذها منك، فقال أحمد: وأنا ما أخذتها إلا وأنا أنوي أن أردها إليك.
وقال صالح بن أحمد بن حنبل: دخلت على أبي في أيام الواثق والله يعلم في أي حالة نحن، وقد خرج لصلاة العصر، وكان له لبد يجلس عليه، وقد أتت عليه سنون كثيرة حتى قد بلي فإذا تحته كتاب كاغَد، وإذا فيه: بلغني يا أبا عبد الله ما أنت فيه من الضيق وما عليك من الدَّين، وقد وجهت إليك بأربعة آلاف درهم على يدي فلان لتقضي بها دينك وتوسع بها على عيالك، وما هي من صدقة ولا زكاة، وإنما هو شيء ورثته من أبي. فقرأت الكتاب ووضعته، فلما دخل قلت: يا أبت ما هذا الكتاب فاحمّر وجهه، وقال: رفعته منك. ثم قال: تذهب بجوابه، فكتب إلى الرجل: وصل كتابك إليَّ ونحن في عافية، فأما الدَّين فإنه لِرَجل لا يرهقنا، وأما عيالنا فهم في نعمة الله والحمد لله. فذهبت بالكتاب إلى الرجل الذي كان أوصل الكتاب، فقال: ويحك، لو أن أبا عبد الله قبل هذا الشيء ورمى به مثلًا في دجلة كان مأجورًا، لأن هذا الرجل لا يعرف له معروف، فلما كان بعد حين ورد كتاب الرجل بمثل ذلك فردَّ عليه الجواب بمثل ما ردَّ عليه، فلما مضت السنّة أو أقل أو أكثر ذكرناها فقال لنا: لو كنا قبلناها كانت قد ذهبت.
وجاءه ابن الجريري بألف دينار وقال: هذه من ميراثي من أبي فاشتر بها غلةً
للصبيان، فأبى أن يقبلها وكان يكرمه، فلما أبى أن يقبلها قال له: لا بدّ أن تقبلها وألحّ عليه، فقال أحمد: إذا كان لك حاجة لا تجئ إلينا، فإن أردت أن تسألني عن شيء فأرسل لي، ثم قام ودخل منزله وأحصى ما رده وهو في العسكر، فإذا هو سبعون ألفًا.
وقال صالح بن أحمد بن حنبل: قال لي النساء: قل لأبيك ليس عندنا دقيق، فقلت له، فقال: الساعة، ثم أبطأ عليهم فعاودوني، فقلت له، فقال: الساعة. فبينا نحن على ذلك إذا برجل يدق الباب، فخرجت إليه فإذا رجل خراساني يشبه الصبح على كتفه عصا فيها جراب، فقلت له: حاجتك؟ فقال: أحمد بن حنبل، فدخلت على أبي فأخبرته، فقال: عُد إليه وقل له: فيما قصدت؟ في مسألة في حديث؟ فقال: ما قصدت مسألة ولا حديثًا. فقال: أدخله. فدخل الرجل فوضع العصا والجراب، ثم قال: أنت أحمد بن حنبل؟ فقال: نعم. قال: أنا رجل من أهل خراسان، مرض جار لي فعدته، فقلت له: هل لك من حاجة؟ فقال: نعم، هذه خمسة آلاف درهم تأخذها وتوصلها إلى أحمد بن حنبل بعد وفاتي، فقد قصدتك بها من خراسان، فقال أحمد: بيننا وبينه قرابة؟ قال: لا. قال: فبيننا وبينه رحم؟ فقال: لا. قال: فبيننا وبينه نعمة يربُّها؟ قال: لا. قال: ضمها رحمك الله، فرادَّهُ الرجل، فأغلظ له أبي فحمل المال وانصرف، فلما كان بعد مدة كان جالسًا بين الكتب فنظر فيها فرفع رأسه، فقال: أتدري يا صالح منذ كم كان الخراساني عندنا؟ قلت: لا، قال: له اليوم إحدى وستون يومًا، هل جعتم فيها، أو فقدتم شيئًا.
ومرض مرة فعاده الناس، وعاده علي بن الجعد فجعل عند رأسه صرة، فقال فُوران: إن عليًا قد جعل عند رأسك صرة، فقال أحمد: كما رأيته فاذهب فردها إليه. قال: فرددتها إليه.
وقال له فوران يومًا: عندي خف أبعث به إليك؟ فسكت، فلما عاد إليه قال: لا تبعث بالخف فقد شغل قلبي عليّ.
ووجه رجل صيني بكاغَدٍ من الصين إلى جماعة من المحدثين، ومنهم أحمد بن حنبل، وجَّه إليه بقِمَطْرٍ فردَّه.
واتخذ سعدويه طعامًا للمحدثين ودعاهم وهم يسمعون منه، ففطن أحمد لذلك فقال: قد قرب وقت الصلاة، وخرج، فما اجترأ أحد منهم أن يكلمه، فجاء إلى سقاية فيها حُبُّ ماء فأخرج فتيتًا معه في خرقة، وأخذ كوزًا من الحُبّ، وجعل يستفُّه ويشرب عليه الماء، ثم جاء وقد طعموا فقعد يكتب معهم.
وقال أحمد أيضًا لأصحاب الحديث: هل منكم أحد منزله بالكرخ؟ فقال له فتى: أنا يا أبا عبد الله، فقال: اثبت فإن لنا حاجة. فأخرج أبو عبد الله دراهم وقال: اشتر لنا بهذه ورقًا حتى تجيء به معك إذا جئت، فاشترى الفتى ورقًا، وحشا في دسوت الورق دنانير وجاء به إلى أحمد فأعطاها إياه، وانقطع الفتى عن المجيء، ففتح أبو عبد الله الورق فجعلت الدنانير تتناثر، فجمعها وجعل يقول لأصحاب الحديث: من منكم يعرف الفتى الذي اشترى لي الورق؟ فقال له رجل: أنا أعرف منزله. قال: فتلبث ها هنا فإن لي حاجة. وحمل أبو عبد الله الدنانير ومضى معه، فلما صار إلى قطيعة الربيع إذا الفتى قاعد، فقال له الرجل: هذا صاحبك يا أبا عبد الله، فقال أحمد: انصرف أنت، ثم جاء فسلَّم ووضع الدنانير في حجره وانصرف.
وهذا الباب واسع جدًا وبهذا القدر كفاية.
أما كرمه وجوده:
فقد وقع لأحمد مقراض في البئر فجاء ساكن الدار فأخرجه، فناوله أحمد مقدار نصف درهم أو أكثر أو أقل، فقال الرجل: المقراض يساوي قيراطًا لا آخذ شيئًا، فخرج، فلما كان بعد أيام قال له: كم عليك من كراء الحانوت؟ قال: كراء ثلاثة أشهر، وكراؤه في كل شهر ثلاثة دراهم، فضرب على حسابه وقال: أنت في حل.
وقال أبو سعيد المؤدب: كنت آتي أحمد بن حنبل فربما أعطاني الشيء وقال:
أعطيتك نصف ما عندنا، فجئت يومًا فأطلت القعود فخرج ومعه أربعة أرغفة، فقال: يا أبا سعيد هذا نصف ما عندنا. فقلت: يا أحمد هذه الأربعة الأرغفة أحب إليَّ من أربعة آلاف من غيرك.
وقال يحيى بن هلال الوراق: جئت إلى ابن نُمير فشكوت إليه، فأخرج إليَّ أربعة دراهم، وقال: هذا نصف ما عندنا وجئت إلى أحمد بن حنبل فأخرج إليَّ أربعة دراهم وقال: هذه جميع ما أملك.
وقال هارون المستملي: قلت لأحمد: ما عندنا شيء، فأعطاني خمسة دراهم، وقال: ما عندنا غيرها.
وقال المروذي: كان أحمد ربما واسى من قوته، جاءه رجل فشكا إليه فقال له: ما عندنا إلا هذا الجذع، فجيء بحمال يحمله، فأخذ الجذع فباعه بتسعة دراهم ودانقين.
وكان أحمد كثير الحياء كريم الأخلاق، يعجبه السخاء.
وقال جعفر بن محمد النَّسائي: قال لي أحمد يوم عيد: أُدْخُل، فدخلت فإذا مائدة وقصعة على الخِوان، وعليها عُراق وقدر إلى جانبه. وقال لي: كُلْ، فلما رأى ما بي قال: إن الحسن قال: والله لتأكلن، وكان ابن سيرين يقول: إنما وضع الطعام ليؤكل، وكان إبراهيم بن أدهم يبيع ثيابه وينفقها على أصحابه، وكانت الدنيا أهون عليه من ذلك، وأومأ إلى جذع مطروح فانبسطت وأكلت.
وقال علي بن يحيى: صليت يوم الجمعة إلى جنب أحمد بن حنبل، فلما سلم الإِمام قام سائل يسأل الناس، فأخرج أحمد قطعة فدفعها إليه، فقال له رجل: ناولني قطعتك ولك بها درهم، فما زال يزيده حتى بلغ خمسين درهمًا، فقال له السائل: لا أعطيك إني لأرجو فيها ما ترجو.
وقال المروذي: كنت مع أبي عبد الله في طريق العسكر ونزلنا منزلًا، فأخرجتُ رغيفًا ووضعت بين يديه كوز ماء، فإذا بكلب قد جاء بحذائه يحرك ذنبه، فألقى إليه
لقمة، وجعل يأكل، ويلقي إليه لقمة، فخفت أن يضر بقوته، فصحت به لأنحيه من بين يديه، فنظرت إلى أحمد قد احمّر وقد تغيَّر من الحياء، وقال: دعه، فإن ابن عباس قال: لها أنفس سوء.
أما قبوله الهدية ومكافأته عليها:
فقد أهدى إليه رجل وُلد له مولود خِوانَ فالوذح، فكافأه سكرًا بدراهم صالحة.
وأهدى إليه رجل فاكهة فبعث إليه ثوبًا.
وأهدى إليه رجل ماء زمزم فأرسل إليه سويقًا وسكرًا. وأرسل هدية بخمسة دراهم إلى صبيان رجل، وقال: إنه وهب لسعيد شيئًا.
وأهدى إلى أحمد بعض جيرانه شيئًا من جوز وزبيب وتين في قصعة تساوي ثلاثة دراهم أو أقل، فأعطاه عنها دينارًا، اشترى به له سكرًا وتمرًا وأرسلها إليه بالليل.
وأهدي إليه ثوب فأرسل به إلى السوق فقومه، فقوِّم بنيف وعشرين درهمًا، وكان المُهدي جاء يطلب الحديث فحجبه أحمد حتى اشترى له ثوبين ومقنعتين وبعث بها إليه، ثم أذن له فحدثه.
وأرسل إليه صديق له خلال بَرْنِيًّ، فبعث أحمد إليه بثوب فجاءه المُهدي فقال: غممتني يا أحمد، فقال أحمد: وأنت غممتني أيضًا فيما بعثت به إلينا.
(ذكر زهده، وبيته وآلاته، ومطعمه، ورفقه بنفسه، ولباسه، وورعه، وإعراضه عن الولايات)
أما زهده رحمه الله:
فقال أبو داود: ما رأيت أحمد ذكر الدنيا قط.
وقال عمر بن سليمان المؤدب: صليت مع أحمد التراويح، فلما أوتر رفع يديه إلى ثدييه، وما سمعنا من دعائه شيئًا، ولا ممن كان في المسجد، وكان فيه سراج على الدرجة لم يكن فيه قنديل ولا حصير ولا خلوق.
وسئل بعضهم فقيل له: أحمد بن حنبل هو إمام؟ فقال: إي والله، صبر على الفقر سبعين سنة.
وقيل لأحمد بن حنبل: إنَّ أحمد الدَّوْرَقي أعطى ألف دينار؟ فقال أحمد: (ورزق ربك خير وأبقى).
وكان يقول: الفائز من فاز غدًا ولم يكن عنده لأحدٍ تبعة. وكان أيام الغلاء يجيء بغزل إلى بعض أصحابه ويستره فيبيعه له، فكان ربما باعه بدرهم ونصف، وربما باعه بدرهمين، فتخلف مرة فقال له: يا أبا عبد الله لم تجئ أمس؟ فقال: أم صالح اعتلّت، ودفع إليه غزلًا فباعه بأربعة دراهم، فجاء بها، فأنكر ذلك وقال: لعلك زدت فيه من عندك؟ فقال: ما زدت فيه من عندي، ولكن كان غزلًا دقيقًا.
ودخل بيت ابنه صالح وقد غيّر سقفًا له فخرج وقال: لا أدخل حتى تغيروه.
واشترى صالح جارية فشكت إليه أهلَه، فقال: قد كنتُ أكرهُ لهم الدنيا، وقد بلغني عنك الشيءَ، فقالت: يا عم ومن يكره الدنيا غيرك؟ فقال لها: شأنك إذًا.
وقال صالح: كنا إذا اشترينا الشيء نستره عنه كي لا يراه فيوبخنا على ذلك.
ودخل إليه بعض أهل الحديث فقال له رجل منهم: ما هذا الغم يا أبا عبد الله؟ الإِسلام حنيفية سمحة، بيت واسع، فنظر إليهم وكان مضطجعًا، فلما خرجوا قال للمروذي: انظر إلى هؤلاء ما أريد أن يدخل عليَّ منهم أحد.
وقال أحمد يومًا لإِسحاق بن هانئ: بَكِّر حتى تعارضني في شيء من الزهد. قال: فبكرت إليه وقلت لأم ولده أعطيني حصيرًا ومخدة فبسطته في الأرض، فخرج أحمد ومعه الكتب والمحبرة، فنظر إلى الحصير والمخدة، فقال: ما هذا؟ قلت: لتجلس عليه، فقال: ارفعه، الزهد لا يحسن إلا بالزهد، فرفعته وجلس على التراب.
وقالت له أم ولده: أنا معك في ضيق، ومنزل صالح يأكلون ويفعلون، فقال لها: قولي خيرًا، فخرج الصبي يبكي، فقال له أحمد: أي شيء تريد؟ قال: زبيب، فأخذ له من البقال بحبة.
ومس أحمد رجلي ابنه عبد الله فإذا هما لينتان، فقال: ما هذه الرجلان، لم لا تمشي حافيًا حتى تصير رِجلاك خشنتين؟.
وكان يقول: طعام دون طعام ولباس دون لباس، وإنها أيام قلائل.
وكان يقول: أَسَرُّ أيامي يومَ أُصبح وليس عندي شيء.
وأما بيته وآلاته ومطعمه:
فقال علي بن المديني: دخلت بيت أحمد فما شبهته إلا بما وصف من بيت سُويد بن غَفَلة من زهده وتواضعه.
وقال الميموني: كان منزله ضيقًا صغيرًا، وكان ينام في الحرِّ في أسفله، ورأيت موضع مضجعه، وفيه شاذَكونةٌ وبَرْذَعَةٌ، قد غلب عليها الوسخ.
وكان يقول للمجصص: جصصه باليد ولا تجصصه بالمالج. قال المجصص: فلما فرشته بالطوابيق وفرغت استحسنه، وقال: هذا نظيف يصلي عليه الرجل، وليس فيه باريَّة ولا حصير، ورفع إليّ كف تمر.
وكان في بهو بيته حصيرًا، وكتبه مطروحة حواليه، وحب خزف، وكان له طاق في منزله قد علق عليه مِسْحًا.
وأما مطعمه:
فكان ربما يأخذ الكِسَر، فينفض الغبار عنها، ويصب عليها الماء حتى تبتل ثم يأكلها بالملح، وما روي قط اشترى رُمانًا ولا سفرجلًا ولا شيئًا من الفاكهة، إلا أن يكون يشتري بِطيخة فيأكلها في خبز، أو عنبًا أو تمرًا، فأما غير ذلك فما روي قط اشتراه، وربما خبز له، فيجعل في فخارة عدسًا وشحمًا وتمرات شهريز، فيخص الصبيان بقصعة، فيصوت ببعضهم فيدفعه إليهم فَيَتَحيَّلُونَ ولا يأكلون، وكان كثيرًا ما يأتدم بالخل، وكان يُشترى له شحم بدرهم فكان يأكل منه شهرًا، فلما قدم من عند المتوكل أَدْمَنَ الصوم، فجعل لا يأكل الدسم، فكأنه جعل على نفسه إن سَلِمَ أن لا يفعل ذلك.
وقال النيسابوري صاحب إسحاق بن إبراهيم: قال لي الأمير: إذا جاؤوا بإفطاره فأَرِنِيهِ، فجاؤوا بإفطاره برغيفين خبز وخيارة، فأريته الأمير، فقال: هذا لا يجيبنا إذا كان هذا يقنعه.
وقال أبو عبد الله في يوم عيد: اشترَوا لنا أمسِ باقلاء، فأي شيء كان به من الجودة.
ودعاه أبو بكر الأحول في ختان ابنه، فأكل حتى جاؤوا بالفالوذج فامتنع، فقال له أبو بكر: يا أبا عبد الله، كأنه يسأله أن يأكل، فقال: هو أرفع الطعام، ثم أكل لقمة ولم يزد عليها.
واعتلَّ فجيء إليه بطبيب، فدخل عليه فقال: ما حالك؟ قال: احتجمت أمس، قال: وما أكلت؟ قال: خبزًا وكامخًا. قال: يا أبا عبد الله تحتجم وتأكل خبزًا وكامخًا، قال: فما آكل؟.
ووصف له وهو مريض دهن اللوز، فأبى أن يشتريه، فلما اشتد به المرض جعل له اللوز، فلما علم به نحّاه ولم يشربه.
وقال مرة: وجدت البرد في أطرافي، ما أراه إلا من إدامتي أكل الخل والملح.
وكان لا يطرح له في قدر فلفلًا ولا ثومًا.
وإذا أكل يحمد الله في كل لقمة ويقول: أكل وحمد خير من أكل وصمت.
أما رفقه بنفسه ولباسه:
فقد اعتلَّ أحمد بن حنبل فتعالج، وكان يُشترَى له كل يوم في الشتاء العروق أصول الشوك، ويوقد له، ويصير في كانون ضيق فيَصطَلِي به.
وكان لا يأكل الخبيص بملعقة بل كان يضع في كفه ويسفه سفًا، وكان يأكل خبز الرقاق.
وأما لباسه:
فقال الميموني: كانت ثيابه بين الثوبين، تساوي ملحفته خمسة عشر درهمًا، وكان ثوبه يؤخذ بالدينار ونحوه، لم يكن له رقة تنكر ولا غلظة تنكر، وكانت ملحفته مهدية.
وقال حمدان بن علي: لم يكن لباسه بذلك إلا أنه قطن نظيف، وكان بأَخَرَةٍ في لباسه أجود، لِما كان يستعين بالغلة، لمَّا استغنى ولده عنها.
وقال الفضل بن زياد: رأيت عليه في الشتاء قميصين وجبة ملونة بينهما، وربما لبس قميصًا وفروًا ثقيلًا، وربما رأيت عليه في البرد الشديد الفرو فوق الجبة، ورأيت عليه عمامة فوق القلنسوة وكساء ثقيلًا.
وقال جعفر بن محمد: رأيت عليه جبة برد معقدة وقلنسوة وعمامة، وكان في الشتاء أحيانًا يلبس الفرو وأحيانًا الجبة، وربما جمعهما.
وقال حنبل: كان يلبس سراويل فيشده فوق السرة ويرتدي بقميصه.
وقال الميموني: رأيت أبا عبد الله عليه إزار متشح به، وعليه إزار آخر ارتدى به، وما رأيت عليه طيلسانًا قط ولا رداءً، وإنما هو إزار صغير ظننته سداسيًا.
وقال ابن عبد الحميد: رأيته يومًا صائفًا عليه قميص مشدود الإِزار، وما رأيته قط مرخي الكمين، يعني في المشي.
وقال أبو داود: كنت أرى إزار أحمد محلولة.
وقال صالح: كانت لأبي قلنسوة قد خاطها بيده، فيها قطن، فإذا قام بالليل لبسها.
وقال غيره: رأيت قلنسوة أحمد مرقعة فيها برد وبياض مروي. وكانت له جبة خضراء فيها رقعة بيضاء من صوف من غير لونها، وأراد أن يرقع قميصه فلم يكن عنده رقعة، فقال: أرقعه من إزاري، فقطعوا له من إزاره فرقعوه. ولقد احتاج غير مرة إلى خرق فكان يقطع من إزاره، وكان له خف له سبع عشرة سنة، وفيه خمسة مواضع أو ستة، الخرز فيه من برا، وكان نعله صغيرًا.
وجاءه المروذي بخف فبات عنده ليلة، فلما أصبح قال له: تفكرت في أمر هذه الخف، فقال: لم؟ قال: أراه عامة الليل قد شغل علي قلبي، قد عزم لي أن لا ألبسه، كم ترى بقي، إن الذي مضى أكثر مما بقي. فدفع إليه خفًا خلقًا، فقال: اضرب على هذا رقاعًا وسدد خروقه، ثم قال: هذا الخف عندي من ست عشرة سنة، وإنما قد صار إليّ وهو لبيس، وهذا قد شغل علي قلبي، يعني الجديد.
وكانت سراويله فوق كعبين، وكان يلبس كساءً مرقعًا، وإذا أراد أن يصلي ربما وضع طرفه تحت قدميه.
وأما ورعه وإعراضه عن الولايات:
أما ورعه: فقد حضره قوم من أهل الحديث من إخوانه، فاشترى بما كان عنده وأطعمهم وصبر هو على مقدار ربع سويق - وهو الكيلجة - خمسة عشر يومًا
بمعسكر المتوكل، يعتصم بذلك حتى أتته النفقة من بغداد، ولا يذوق من مائدة المتوكل.
وقسم المأمون مالًا على أصحاب الحديث، وقال: إن فيهم ضعفاء، فما بقي منهم أحد إلا أخذ إلا أحمد بن حنبل، فإنه أبى، وكان قبل موته بليلتين عنده غلام اشتراه عمه، فذهب الغلام يروِّحه فنهاه أحمد.
وقال عبد الله له: يا أبت عندنا شيء قد بقي مما كان يبرنا به المتوكل أفأحج منه؟ قال: نعم. فقال له: فإذا كان هذا عندك هكذا فلم لم تأخذ؟ قال: يا بني ليس هو عندي حرام، ولكني تنزَّهت عنه.
وكان يقول: كنت أذرع هذه الدار التي كنت أسكنها وأُخرج الزكاة عنها في كل سنة، أذهب إلى قول عمر في أرض السواد.
ورهن سطلًا عند فاميًّ بمكة، فأخذ منه شيئًا يتقوته، فجاء فأعطاه فكاكه، فأخرج إليه سطلين فقال: انظر أيهما سطلك فخذه قال: لا أدري، أنت في حلٍّ منه ومما أعطيتك ولم يأخذه، قال الفامي: والله إنه لسطله وإنما أردت أن أمتحنه فيه.
وكان إذا نظر إلى نصراني غمض عينيه، فقيل له في ذلك، فقال: لا أقدر أن أنظر إلى من افترى على الله وكذب عليه.
وكان لا يحدث إلا من كتاب ولا يحدث من حفظه إلا بأقل من مئة حديث، وكان يقول: قد أنفقت على هذا المخرج خمسة وستين درهمًا بدين، وإنما لي فيه ربع الكراء. فقيل: لم لم تدع عبد الله ينفق عليه؟ قال: خشيت أن يفسد علي الدراهم.
وأتى عليه ثلاثة أيام ما طعم فيها، فبعث إلى صديق له فاستقرض له شيئًا فعرفوا في البيت شدة حاجته إلى الطعام، فخبزوا بالعجلة، فلما وضع بين يديه قال: كيف خبزتم هذا بسرعة؟ فقالوا: كان التنور في بيت صالح مسجّرًا فخبزنا بالعجلة. فقال: ارفعوا. ولم يأكل، وأمر بسد بابه إلى باب ابنه صالح. وقال وهو في مرضه الذي مات فيه لأم ولده: من قال لك أن تخبزي ثم شيئًا؟ وقد كانت خبزت مرة قبل تلك،
فقال لها: ومن يأكله؟ فلم يأكل منه شيئًا يعني ببيت صالح ولده.
وقال أبو بكر المَرُّوذي: قال لي ونحن في موضع: (وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم) ثم قال: قد سكنا ونحن فيها، فأرسل من يشتري له أبزارًا للقدر بثلاثة دراهم، وأبزارًا أيضًا بقطعة أخرى على حدة، وقال: لا تخلطه. فاختلط فجاء به إليه فأخبره أنه اختلط، فقال: رده وخذ القطع. فرده وأخذ القطع فطرحها في دراهم الجارية لما اشتبه عليه.
وأعطى رجلًا يومًا قطعة فقال: اشتر لي بها باقلاء وماءه، وأعطت الرجلَ جاريتُه حُسن قطعة فقالت: اشتر لي بها أيضًا باقلاء، فقال: اشتر للصبيان زيتًا وباقلاء، ففضل حبة أو حبتان من قطع الصبيان، فقلت لصاحب الباقلاء: أعطني به زيتًا فصبه على الباقلاء الذي أخذه لأحمد، فلما جاء به وضعه بين يديه، فنظر أثر الزيت، فقال: من أين هذا؟ فقال: فضل من قطع الصبيان حبة، فصببت لك بها زيتًا. فقال: من أمرك بهذا، ارفع، ولم يأكله.
وقال مرة لإِسحاق النيسابوري: خذ من أم علي ما تعطيك، وأم علي بنت أحمد بن حنبل، فجاءها إسحاق فأعطته دجاجة، وقالت: إن أبي يريد أن يحتجم وليس معه شيء، فقال: أعطيه الدجاجة يبيعها فإني محتاج إلى الحجامة، فأعطي إسحاق بها درهمًا ودانقين، فردها ولم يبعها، فلما صار إلى القنطرة فإذا عبد الله جالس في دكان، فدعا إسحاق وقال: أي شيء هذا؟ فقال إسحاق: أعطتني أم علي أبيعها، فقال: كم أعطيت بها؟ فقال: درهم ودانقين، فقال: بعنيها بدرهم ونصف، فأعطاه درهمًا ونصفًا وأخذها منه، فلما صار إلى أحمد قالت أم علي: بعتها بكم؟ قال: بدرهم ونصف، فقالت: يسير، فقال: أعطوني درهمًا ودانقين في السوق، فقال أحمد: ممن بعتها؟ قال له: من عبد الله فأخذ الثمن من أم علي، وقال: ارددها. فجاء إلى عبد الله فقال له: ردها فقد صاح علي أبوك، قال: فلم قلت له؟ فردها.
وكانت لأم عبد الله بن أحمد دار في الدرب يأخذ منها درهمًا بحق ميراثه،
فاحتاجت إلى نفقة فأصلحها عبد الله، فترك أحمد الدرهم الذي كان يأخذه، وقال: قد أفسده عليّ.
ومرض فوصف له الطبيب قرعة تشوى ويسقى ماءها، فقال: لا تُشوى فى منزل صالح، ولا في منزل عبد الله، فمضى بها المروذي فشواها فجاء بها.
واشترى له رجل سمنًا بقطعة فجاء به على ورقة بقل، فأخذ السمن وأعطاه الورقة، وقال: ردها.
وبعث رجلًا يشتري له بقطعة باقلاء على خبز مثرود، فجاء بباقلاء كثير فقال أحمد: هذا كثير؟ فقال الرجل: كان باقلانيان يبيعان مضارة رخيصًا. فقال: رده عليه، وادفع الخبز والباقلاء والقطعة عليه وتعال.
وبات عند روح بن عبادة وخبزه في كمه ويشرب من ماء النهر، فجاء يحيى بن أكثم في ضِبْنَة فجلس بين يديه وجعل يسائله وهو مطرق، فلما رآه لا يقبل عليه قام وتركه.
وجاءه رسول من داره فقال: إن أبا عبد الرحمن عليل واشتهى الزبد، فناول الرسول قطعة وقال: اشتر بها زبدًا، فجاء به على ورق سلق، فلما نظر إليه قال: من أين هذا الورق؟ فقال: من عند البقال، فقال: استأذنته في ذلك؟ قال: لا، قال: فرده.
وولد له مولود فأهدى إليه صديق له شيئًا، ثم أتى على ذلك أشهر وأراد الخروج إلى البصرة، فطلب منه أن يكتب إلى المشايخ، فقال: لولا الهدية لكتبت لك.
وجاءه رجل بدواء ليجعله على أثر الضرب الذي في ظهره، فأخذه ثم رده، فقال له: لم؟ فقال: أنتم تسمعون مني.
وسقف له سطح الحاكة، وجعل مسيل الماء إلى الطريق، فبات تلك الليلة، فلما أصبح قال: ادعوا لي النجار يحول الميزاب إلى الدار. فدعي فحوله.
وقال ليحيى بن معين: إنك تقول: حدثني إسماعيل بن عُلَيَّة، فلا تفعل فإنه بلغني أنه كان يكره أن ينسب إلى أمه، فقال يحيى: قبلنا منك يا معلم الخير.
وقال لرجل رهاوي: ما فعل الرجل الذي عندكم بحران الجوهري، عنده علم؟ فقلت: ما أعرف بحران جوهريًا نكتب عنه، فقال: بلى، صاحب حفص بن غيلان، قال: ما أعرفه، قال: يغفر الله لك له بنون، قلت له: لعلك تريد البومة؟ قال: إياه أعني، كتبت عنه فإنه ثقة.
وسئل عن طلاق السكران فقال: سلوا عنه غيري. وأوصى أن يكفَّر عنه يمين واحدة، وقال: أظن أني حنثت فيها.
وكان كثيرًا ما يقول إذا سُئل: لا أدري، وكان يقول: ربما أقمت في المسألة ثلاث سنين قبل أن أعتقد منها شيئًا، وكان يسأل عن المسألة وهو يعرف الأقاويل فيها فيجيب بلا أدري، وذلك أنه يسأل عن اختياره فيذكر الاختلاف فقط، ويقول: لا أدري.
وأشار رجل إلى جدار قصر إيباخ بالعسكر، إلى شيء قد نصب على الجدار، فقال: لا تنظر إليه. فقال: قد نظرت إليه. فقال: لا تفعل.
أما إعراضه عن الولايات:
فقال الشافعي: دخلت على هارون الرشيد فقلت له: إني خلفت اليمن ضائعة تحتاج إلى حاكم، فقال: انظر رجلًا ممن يجلس إليك حتى نوليه قضاءها، فلما رجع الشافعي رأى أحمد بن حنبل من أمثلهم، فقال له: إني كلمت الأمير أن يولي قاضيًا باليمن، وإنه أمرني أن أختار رجلًا، وإني قد اخترتك فتهيأ حتى أدخلك على أمير المؤمنين يوليك، فأقبل عليه أحمد وقال: إنما جئت إليك لأقتبس منك العلم، تأمرني أن أدخل لهم في القضاء؟ ووبخه فاستحيا الشافعي، ثم قال له أحمد: إن سمعت هذا منك ثانية لم ترني عندك، وكان عمره إذ ذاك ثلاثون أو سبع وعشرون.
وكان يهجر من يدخل على السلاطين ويتولى الولايات.
وهذا باب واسع جدًا نكتفي منه بهذا والله أعلم.
(ذكر حبه للفقر والفقراء، وتواضعه، وإجابته الدعوة، وخروجه لرؤية المنكر وإيثاره للعزلة والوحدة وخمول الذكر، واجتهاده في ستر الحال وغلبة الفكر والهم على قلبه، وتعبده وخوفه من الله)
أما حبه للفقر والفقراء:
فكان يحب الفقراء، ولم يكن الفقراء في مجلس أعز منهم في مجلسه، وكان إذا ذكر له مريض فقير أرسل إليه شيئًا يُشتهى ويعمل له، ويدفع الطيب فيطيَّب به، وكان يقول: ما أعدل بالفقر شيئًا، أنا أفرح إذا لم يكن عندي شيء.
وذكر له رجل صبور على الفقر في أطمار فكان يسأل عنه فيقول: سبحان الله، الصبر على الفقر، ما أعدل بالصبر على الفقر شيئًا، تدرون الصبر على الفقر أي شيء هو؟ كم بين من يعطى من الدنيا ليفتتن إلى آخر تُزوى عنه.
وذُكر له فتح الموصلي وصبره على الفقر فتغرغرت عيناه وقال: رحمه الله، عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة.
أما تواضعه:
فقال له رجل: يا أبا عبد الله أكتب من محبرتك؟ فقال: لم يبلغ ورعي ورعك هذا. وتبسم.
وقال يحيى بن معين: صحبته خمسين سنة فما افتخر علينا بشيء مما كان فيه من الصلاح والخير.
وكان ربما أخذ القدوم وخرج إلى دار السكان يعمل الشيء بيده، وربما خرج إلى البقال فيشتري الجرزة الحطب والشيء فيحمله بيده.
وجعل عند عارم بن الفضل صرة فيها دراهم فكان يجيء فيأخذ منها، فقال له:
بلغني أنك من العرب، فمن أي العرب أنت؟ فقال أحمد: نحن قوم مساكين.
وقال له رجل: ائذن لي أن أقبل رأسك، فقال: لم أبلغ ذلك.
وقيل له: الرجل يقال له في وجهه: أحييت السنّة قال: هذا فساد لقلب الرجل.
وقال له رجل: الله الله فإن الناس يحتاجون إليك يا أبا عبد الله، قد ذهب الناس، فإن كان الحديث لا يمكن فمسائل، فإن الناس مضطرون إليك، فقال أحمد: أنا! وتنفس الصعداء، ورؤي في وجهه أثر الغم.
وقال له رجل: جزاك الله عن الإِسلام خيرًا، فقال: بل جزى الله الإِسلام عني خيرًا. ثم قال: ومَنْ أنا؟ ومَنْ أنا؟.
وجاءه كتاب من رجل يطلبه أن يدعو له، فقال: إذا دعونا نحن لهذا، فمن يدعو لنا نحن؟.
وكان يقول: من أنا حتى يجيؤون إليّ؟ اذهبوا اطلبوا الحديث.
ومسح رجل يده على أحمد ثم مسح بها على بدنه وهو ينظر، فغضب غضبًا شديدًا وجعل ينفض يده، ويقول: عمن أخذتم هذا؟ وأنكره إنكارًا شديدًا.
وقال رجل: لا يزال الناس بخير ما منّ الله عليهم ببقائك، فقال: لا تقل هذا، ومن أنا في الناس؟.
وكان إذا ذكر أحوال الورعين يقول: أسأل الله أن لا يمقتنا، أين نحن من هؤلاء؟ وقيل له: ما أكثر الداعين لك، فتغرغرت عينه وقال: أخاف أن يكون هذا استدراجًا، أسأل الله أن يجعلني خيرًا مما تظنون، وأن يغفر لي ما لا تعلمون. وقيل له: إنك لم تزهد في الدراهم وحدها، بل زهدت في الناس، فقال: ومن أنا حتى أزهد في الناس، يريدون أن يزهدوا فيَّ.
وكان إذا جاءه الشيخ والحدث من قريش وغيرهم من الأشراف لا يخرج من باب المسجد حتى يخرجهم، فيكونون هم يتقدمونه ثم يخرج بعدهم.
وأما إجابته الدعوة، وخروجه لرؤية المنكر، وإيثاره للعزلة والوحدة وخمول الذكر، واجتهاده في ستر الحال:
فقد كان يأتي العرس والإملاك والختان، يجيب ويأكل.
ودعاه رجل فقال له: ترى أن تُعفيَني بعد الإِجابة؟ فقال: لا، فذهب الرجل فأقعد مع أحمد من لم يشته أحمد أن يقعد معه، فقال أحمد: رحمَ الله ابن سيرين فإنه قال: أكرم أخاك بما يحب، أو قال: بما لا يشق عليه، لكن أخي هذا أكرمني بما يشق عليّ.
وختن رجل ابنه فدعا أصحاب الحديث ومنهم أحمد بن حنبل، فذهب بعدهم، فلما دخل أُجلس في بيت ومعه جماعة من أصحاب الحديث، فقال له رجل: يا أبا عبد الله ها هنا آنية من فضة، فالتفت فإذا كرسي، فقام وخرج ومعه مَن كان في البيت، فأخبر الرجل فلحق أحمد وحلف أنه لا يعلم ذلك ولم يأمر به، فأبى، وتشفع بغيره فأبى أن يرجع، وقال: زي المجوس زي المجوس، وجعل ينفض يده في وجهه.
وأما إيثاره خمول الذكر واجتهاده في ستر الحال:
فقد دخل عليه عمه ويده تحت خده، فقال له: يا ابن أخي أي شيء هذا الغم؟ أي شيء هذا الحزن؟ فرفع أحمد رأسه فقال: يا عم طوبى لمن أخمل الله عز وجل ذكره.
وكان إذا رأيته تعلم أنه لا يظهر النسك، وكان عليه نعل لا يشبه نعل القُرَّاء، له رأس كبير معقف، وشراكه حبل، كأنه اشتُري له من السوق، وعليه إزار وجبة برد مخططة تركًا للتزيي بزي القُرَّاء، وإزالةً للشهرة.
وقال مرة لعبد الوهاب: أخمل ذكرك فإني قد ابتليت بالشهرة، والله لو وجدت السبيل إلى الخروج لم أقم في هذه المدينة، ولخرجت منها حتى لا أذكر فيها عند هؤلاء ولا يذكروني.
وصلى الغداة مرة فتبعه قوم فقال: لا تتبعوني مرة أخرى. وكان إذا مشى في
الطريق يكره أن يتبعه أحد، وإذا خرج ليوم الجمعة وغيرها لا يدع أحدًا يتبعه، وربما وقف حتى ينصرف الذي يتبعه، وكان يمشي وحده متواضعًا.
أما غلبة الفكر والهم على قلبه وتعبده وخوفه من الله:
فقال المَرُّوذي: دخلت عليه وهو يقول: اللهم سَلَّمْ سَلَّمْ.
وكان إذا دعا له رجل يقول: الأعمال بخواتيمها. وكان يقول: وددت أني نجوت من هذا الأمر كفافًا لا عليَّ ولا لي وقال له الحصري: إن أمي رأت لك كذا وكذا وذكرت الجنة، فقال: إن سهل بن سلامة كانوا يخبرونه بمثل هذا، وخرج إلى سفك الدماء، ولكن الرؤيا تسرُّ المؤمن ولا تغره.
وكان يقول: خوف الله يمنعني من أكل الطعام والشراب مما أشتهيه.
وأراد في مرضه الذي مات فيه أن يبول فدعا بطست فجذب فبال دمًا عبيطًا، فأري الطبيب فقال: هذا رجل قد فتت الغم والحزن جوفه.
وقيل له: كيف أصبحت؟ فقال: كيف أصبح من ربه يطالبه بأداء الفرائض، ونبيه بأداء السنة، والملكان بتصحيح العمل، ونفسه بهواها، وإبليس بالفحشاء، وملك الموت بقبض روحه، وعياله بالنفقة.
وقال المروذي: دخلت أنا وأحمد موضعًا وهو متكئ على يدي، فاستقبلتنا امرأة بيدها طنبور فتناولتُه منها فكسرته وجعلت أدوسه، وأحمد بن حنبل منكس الرأس إلى الأرض فلم يقل شيئًا، وانتشر أمر الطنبور، فقال أحمد: ما علمت بهذا، ولا علمت أنك كسرت طنبورًا بحضرتي إلى الساعة.
وأما تعبده:
فقال صالح: كان أبي لا يدع أحدًا يستقي له الماء لوضوءه إلا هو، وكان إذا خرجت الدلو ملأى قال: الحمد لله. قلت: يا أبت ما الفائدة في هذا؟ فقال: يا بني أما سمعت قول الله عز وجل {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} .
وقال عبد الله: كان أبي يصلي في كل يوم وليلة ثلاث مئة ركعة، فلما مرض من تلك الأسواط أضعفته، فكان يصلي في كل يوم وليلة مئة وخمسين، وقد كان في زمن الثمانين، وكان يقرأ في كل يوم سُبعًا من القرآن، يختم في كل سبعة أيام، وكانت له ختمةٌ في كل سبع ليالٍ سوى صلاة النهار، وكان ساعةَ يصلي العشاء الآخرة ينامُ نومة خفيفة، ثم يقوم إلى الصباح يصلي ويدعو.
وخرج الشافعي ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل إلى مكة، فلما صاروا بمكة نزلوا في موضع، فاستلقى الشافعي واستلقى يحيى بن معين أيضًا وقام أحمد يصلي، فلما أصبحوا قال الشافعي: لقد عملت للمسلمين مئتي مسألة. وقال يحيى بن معين: نفيت عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم مئتي كذَّاب. وقال أحمد: صليت ركعات ختمت فيها القرآن.
وقال أحمد: افتتحت القرآن في يوم فعددت مواضع الصبر، فإذا هو نيف وتسعون.
وكانت له قلنسوة قد خاطها بيده فيها قطن، فإذا قام من الليل لَبِسَها، وكان كثيرًا ما يقرأ سورة الكهف، ولما توارى من السلطان توارى عند إبراهيم بن هانئ، فكان يصوم النهار ويعجل الإِفطار، ثم يصلي بعد العشاء الآخرة ركعات، ثم ينام نومة خفيفة، ثم يقوم فيتطهر، ولا يزال يصلي حتى يطلع الفجر، ثم يوتر بركعة، فكان هذا دأبه طول مقامه عنده، ما فتر ليلة واحدة، كذا ذكره ابن هانئ، ثم قال: وكنت لا أقوى معه على العبادة، وما رأيته مفطرًا إلا يومًا واحدًا أفطر واحتجم، فلا أعرف أحدًا أقوى على الصبر والزهد والعبادة وجهد النفس منه.
وقال عبد الله: رأيت أبي لما كبر وأسنَّ، اجتهد في قراءة القرآن وكثرة الصلاة بين الظهر والعصر، فإذا دخلت عليه انفتل من الصلاة، وربما تكلم وربما سكت، فإذا رأيت ذلك خرجت، ثم يعود إلى صلاته.
وقيل له: إنك تقف في أشياء من الفقه، هل بان لك فيها قول؟ فقال: هذا زمان مبادرة.
وكان يصلي بعد الجمعة ست ركعات ويفصل في كل ركعتين بسلام.
وجاءه أبو زرعة فتذاكرا، فقال أحمد: ما صليت اليوم غير الفرض استأثرت بمذاكرة أبي زرعة على نوافلي.
(ذكر عدد حجاته، ودعائه ومناجاته، وكراماته وإجابة سؤاله وعدد زوجاته وسراريه وأولاده، وابتداء محنته وسببها)
قال عبد الله: حج أبي خمس حجات، ثلاث منها ماشيًا واثنتين راكبًا، وأنفق في بعض حجاته عشرين درهمًا.
وقال صالح: قال أبي: حججت خمس حجج، منها ثلاث راجلًا، أنفقت في هذه الحجج ثلاثين درهمًا. وقال أحمد: كفى بعض الناس من مكةَ إلى ها هنا أربعة عشر درهمًا. فقيل: من يا أبا عبد الله؟ قال: أنا.
أما دعاؤه ومناجاته:
فكان كثيرًا ما يقول في دبر صلاته: اللهم كما صنت وجهي عن السجود لغيرك فصن وجهي عن النار.
وكان يقول: اللهم من كان على هوًى أو على رأي، وهو يظن أنه على الحق وليس هو على الحق، فردَّه إلى الحق حتى لا يضلَّ من هذه الأمة أحد، اللهم لا تشغل قلوبنا بما تكفَّلتَ لنا به، ولا تجعلنا في رزقك خولًا لغيرك، ولا تمنعنا خير ما عندك بشرِّ ما عندنا، ولا ترانا حيث نهيتنا، ولا تفقدنا من حيث أمرتنا، اللهم أعزنا ولا تذلنا، أعزنا بطاعتك، ولا تذلنا بالمعصية.
وكان يقول: اللهم إنك تعلم أننا نعلم أنك لنا على ما نحب، وأكثر مما نحب، فاجعلنا لك على ما تحب، اللهم إنا نسألك بالقدرة التي قلت للسماوات والأرض: ائتيا طوعًا أو كرهًا، قالتا: أتينا طائعين، اللهم وفقنا لمرضاتك، اللهم إنا نعوذ بك من الفقر إلا إليك، ونعوذ بك من الذل إلا لك، اللهم لا تكثر علينا فنطغى، ولا تقلل علينا فننسى، وهب لنا من رحمتك، وسعة من رزقك ما يكون بلاغًا لنا وغنًى من فضلك.
وكان يدعو دبر الصلاة: اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، والفوز بالجنة والنجاة من النار، ولا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًا إلا فرجته، ولا حاجة إلا قضيتها.
وكان يأمر بهذا الدعاء: يا دليل الحيارى دلني على طريق الصادقين، واجعلني من عبادك الصالحين.
أما كراماته وإجابة سؤاله:
فقال عبد الله: رأيت أبي حرّج على النمل أن يخرج من داره، ثم رأيت النمل قد خرجن بعد ذلك نملًا سودًا فلم أرهم بعد ذلك.
ومرض ابن ابْنِهِ صالح، فجعل الدم يسيل من منخريه، فجيء بالأطباء فجعلوا يعالجونه بالفتل وغيرها والدم يغلبهم، فجاء أحمد وقال: كيف حالك يا بني؟ فقال: يا جدي هوذا أموت، ادع الله لي، فقال أحمد: ليس عليك بأس، ثم جعل يحرك يده كأنه يدعو له، فانقطع الدم، وقد كانوا يئسوا منه لأنه كان يرعف دائمًا.
وكانت نخلة لا تحمل، فجيء بقلمه الذي كان يكتب فيه فوضع فيها فحملت النخلة.
وكانت امرأة مقعدة نحو عشرين سنة، فأرسلت ابنها إليه وقالت: سله أن يدعو لي، فقلت له ذلك، فقال: نحن أحوج أن تدعو الله لنا أمك. قال: فوليت منصرفًا، فخرجت من داره عجوز، فقالت: أنت الذي كلمته؟ قلت: نعم. قالت: قد تركته يدعو الله لها، فجاء من فوره إلى البيت، فدق الباب، فخرجت أمه على رجليها تمشي وتقول: قد وهب الله لي العافية.
وكان ساكن له يشتكي، فكان يَئِنُّ بالليل، فقال أحمد في جوف الليل: من هذا عندكم يشتكي؟ فقيل: فلان، فدعا له وقال: اللهم اشفه. ودخل، فكأنه نار صُبَّ عليها ماء.
وقالت فاطمة ابنة الإِمام أحمد: وقع الحريق في بيت أخي صالح، وكان قد
تزوج إلى قوم مياسير، فحملوا إليها جهازًا بأربعة آلاف دينار، فأكلته النار، فجعل صالح يقول: ما غمني ما ذهب مني إلا ثوب لأبي كان يصلي فيه أتبرك به وأصلي فيه، قالت: فطفئ الحريق، ودخلوا، فوجدوا الثوب على سرير قد أكلت النار ما حوله والثوب سليم.
واحترقت دار علي بن الحسين الزينبي، واحترق ما فيها إلا كتاب كان فيه شيء بخط أحمد بن حنبل. ووقع الغرق ببغداد سنة أربع وخمسين وخمس مئة، وغرقت كتب، سلم من الغرق فيها كتاب فيه ورقتان من خطه.
وقال عبد الله بن موسى: خرجت أنا وأبي في ليلة مظلمة نزور أحمد، فاشتدت الظلمة، فقال أبي: تعال حتى نتوسل إلى الله بحب هذا الرجل الصالح حتى تضيء لنا الطريق، فإني منذ ثلاثين سنة ما توسلت بحبه إلا قضيت حاجتي، فدعا أبي وأمنت على دعائه، فأضاءت السماء كأنها ليلة مقمرة حتى وصلنا إليه.
أما عدد زوجاته وسراريه وأولاده:
أما زوجاته وسراريه وأولاده: فقال المروذي: قال أحمد ما تزوجت إلا بعد الأربعين.
فأول زوجاته عباسة بنت الفضل، أم صالح.
والثانية ريحانة أم عبد الله.
ويأتي ذكرهما في النساء في الطبقة الأولى إن شاء الله تعالى.
أما سراريه: فاشترى سرية اسمها حُسن لما توفيت أم عبد الله، فولدت له أم علي واسمها زينب، وولدت توأمًا وماتا بالقرب من ولادتها، ثم ولدت الحسن ومحمد فعاشا إلى أن صارا من السن إلى نحو الأربعين سنة، ثم ولدت سعيدًا بعدهما.
أما أولاده: فكان له من الأولاد صالح وهو من أم وعبد الله وهو من أم، والحسن والحسين وسعيد ومحمد وزينب من أم وهي جاريته حُسن، فأما صالح فهو
أكبر أولاده، وله من الأولاد زهير ومحمد، وأما عبد الله فلا أعلم له أولادًا، وأما سعيد فتوفي قبل موت أبيه أحمد، وأما الحسن ومحمد فكذلك، وأما زينب فلا أدري متى توفيت.
ويأتي ذكر الجميع في الطبقة الأولى إن شاء الله تعالى.
أما ابتداء محنته وسببها:
فما زال الناس على قانون السلف وقولهم: إن القرآن كلام الله غير مخلوق، حتى نبغت المعتزلة فقالوا بخلق القرآن، وكانت تستر ذلك، وكان القانون محفوظًا في زمن الرشيد، فلقد قال هارون الرشيد: بلغني أن بشرًا المريسي زعم أن القرآن مخلوق، عليّ إن أظفرني الله به لأقتلنه قتلة ما قتلتها أحدًا قط.
وكان بشر متواريًا أيام هارون نحوًا من عشرين سنة، حتى مات هارون، فظهر ودعا إلى الضلالة، وكذلك زمن الأمين لم يظهر الدعوة حتى ولي المأمون، فخالطه قوم من المعتزلة وحسنوا له القول بخلق القرآن، وكان يتردد في حمل الناس على ذلك، ثم قوي عزمه على ذلك، فحمل الناس عليه، فلقد قال المأمون يومًا: لولا مكان يزيد بن هارون لأظهرنا أن القرآن مخلوق، فقيل له: يا أمير المؤمنين ومن يزيد حتى يُتقى؟ فقال: ويحك إني أخاف إن أظهرته فيرد علي فيختلف الناس فيكون فتنة، وأنا أكره الفتنة. فقال الرجل: فأنا أخبر ذلك منه، فدخل على يزيد وقال: إن أمير المؤمنين يقرئك السلام ويقول لك: إني أريد أن أظهر أن القرآن مخلوق، فقال يزيد: كذبت على أمير المؤمنين، لا يحمل الناس على ما لا يعرفونه، فإن كنت صادقًا فاقعد إلى المجلس، فإذا اجتمع الناس فقل. قال: فلما أن كان من الغد اجتمع الناس فقال الرجل: إن أمير المؤمنين يقرئك السلام ويقول لك: إني أريد أن أظهر أن القرآن مخلوق، فما عندك في ذلك؟ قال: كذبت على أمير المؤمنين، أمير المؤمنين لا يحمل الناس على ما لا يعرفونه، ولم يقل به أحد فرجع، فقال: يا أمير المؤمنين كنتَ أعلم، كان من القضية كيت وكيت، فقال: ويحك يُلعب بك.
(ذكر قصته مع المأمون وما جرى له بعد المأمون، وقصته مع المعتصم وبيان فضله في صبره وما أثمر له)
أما قصته مع المأمون: فقد كتب المأمون وهو في الرقة إلى إسحاق بن إبراهيم صاحب الشرطة ببغداد بامتحان الناس، فامتحنهم.
قال أحمد: لما أدخلنا على إسحاق بن إبراهيم للمحنة قرئ علينا كتاب الذي صار إلى طرسوس، يعني المأمون، فكان فيما قُرئ علينا:(ليس كمثله شيء)(وهو خالق كل شيء) فقلت: (وهو السميع البصير).
قال صالح بن أحمد: ثم امتحن القوم، فوجَّه من امتنع إلى الحبس، فأجاب القوم جميعًا إلا أربعة: أبي ومحمد بن نوح، وعبيد الله بن عمر القواريري، والحسن بن حماد، ثم أجاب عبيد الله القواريري والحسن بن حماد، وبقي أبي ومحمد بن نوح في الحبس، فمكثا في الحبس أيامًا، ثم ورد الكتاب من طرسوس بحملهما، فحُملا مقيدَيْنِ ومغلين.
فقال أبو معمر القطيعي: لما حضرنا دار السلطان أيام المحنة، وكان أحمد بن حنبل قد أحضر، وكان رجلًا لينًا، فلما رأى الناس يجيبون انتفخت أوداجه واحمَّرت عيناه، وذهب ذلك اللين الذي كان فيه، فقلت: إنه غضب لله. قال أبو معمر: فلما رأيت ما به، قلت: يا أبا عبد الله أبشر، فقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم من إذا أُريد على شيء من دينه رأيت حماليق عينيه في رأسه تدور كأنه مجنون.
وقيل لأحمد في أيام المحنة: يا أبا عبد الله، ألا ترى الحق كيف ظهر عليه الباطل؟ فقال: إن ظهور الباطل على الحق أن تنتقل القلوب من الهدى إلى الضلالة، وقلوبنا بعد ملازمة للحق.
وقال صالح: حُمل أبي ومحمد بن نوح مقيدين، فصرنا معهما في الأنبار،
فسأل أبو بكر الأحول أبي فقال: يا أبا عبد الله إن عُرضتَ على السيف تجيب؟ قال: لا، ثم سُيَّرا، فلما صارا إلى الرحبة ودخلا منها وذلك في جوف الليل، عرض لهما رجل فقال: أيكم أحمد بن حنبل؟ فقيل له: هذا، فقال للجمال: على رسلك، ثم قال: يا هذا ما عليك أن تقتل ها هنا وتدخل الجنة ها هنا، ثم قال: أستودعك الله. ومضى، قال أحمد: فسألت عنه، فقيل: هذا رجل من العرب من ربيعة، يعمل الشعر في البادية، يقال له: جابر بن عامر، يُذكر بخير.
وكان أحمد يقول: ما سمعت كلمة منذ وقعت في الأمر الذي وقعت فيه أقوى من كلمة أعرابي كلمني بها في رحبة طوق، قال لي: يا أحمد، إن يقتلك الحق مُتّ شهيدًا، وإن عشت عشت حميدًا. فقوَّى قلبي. وقال أبو حاتم: فكان كما قال الأعرابي؛ فلقد رفع عز وجل شأن الرجل يعني أحمد بعد ما امتُحن، وعظم عند الناس، وارتفع أمره جدًا.
وقال أبو جعفر الأنباري: لما حمل أحمد إلى المأمون أخبرت، فعبرت الفرات، فإذا هو جالس في الخان، فسلمت عليه، فقال: يا أبا جعفر، تَعنَّيْتَ. فقلت: ليس عناء. ثم قلت له: يا أحمد، أنت اليوم رأس والناس يقتدون بك، فوالله لئن أجبت إلى خلق القرآن ليجيبنَّ بإجابتك خلق من خلق الله، ولئن امتنعت ليمتنعنَّ خلق من الناس كثير، ومع هذا فإن الرجل إن لم يقتلك فإنك تموت، ولا بدّ من الموت، فاتق الله ولا تجبهم في شيء. فجعل أحمد يبكي ويقول: ما شاء الله ما شاء الله.
وقال صالح: لما صرنا إلى أَذَنَةَ ورحلنا منها مع أبي، وذلك في جوف الليل، وفتح لنا بابها، فإذا رجل يقول: البشرى! قد مات الرجل. قال أبي: وكنت أدعو أن لا أراه.
وكان أحمد يقول: دعوت الله ثلاث دعوات، فتبينت الإِجابة في اثنتين؛ دعوت الله أن لا يجمع بيني وبين المأمون، ودعوته أن لا أرى المتوكل. فلم ير المأمون، وأما المتوكل فإنه لما أحضر أحمد إلى دار الخلافة ليحدث ولده قعد له المتوكل في
خوخة، حتى نظر إلى أحمد، ولم يره أحمد.
قال صالح: لما صار أبي ومحمد بن نوح إلى طرسوس رُدَّا في قيادهما، فلما صارا إلى الرقة حملا في سفينة، فلما وصلا إلى عانات توفي محمد بن نوح، فأطلق عنه قيده، وصلى عليه أبي.
وكان أحمد يقول: ما رأيت أحدًا على حداثة سنه وقلة علمه أقوم بأمر الله من محمد بن نوح، وإني لأرجو أن يكون الله قد ختم له بخير. قال لي ذات يوم وأنا معه خِلْوَيْنِ: يا أبا عبد الله، إنك لست مثلي، أنت رجل يقتدى بك، وقد مد الخلق أعناقهم إليك لما يكون منك، فاتق الله، واثبت لأمر الله. فعجبت من تقويته لي وموعظته إياي، فانظر بما ختم له، مرض وصار إلى بعض الطريق، فمات، فصليت عليه، ودفنته بعانه. قال الخطيب البغدادي: كانت وفاته سنة ثمان عشرة ومئتين رحمه الله.
أما ما جرى له بعد المأمون فقد تقدم أنَّه لما جاء الخبر بموت المأمون رُد أحمد ومحمد بن نوح مقيدين في قيادهما، فمات محمد بن نوح في الطريق ورد أحمد إلى بغداد مقيدًا:
قال البوشنجي: أخذ أحمد أيام المأمون ليحمل إلى المأمون ببلاد الروم، فبلغ أحمد الرقة، ومات المامون قبل أن يلقاه أحمد، وذلك سنة ثمان عشرة ومئتين.
ودخل على أحمد أصحاب الحديث بالرقة وهو محبوس، فجعلوا يذاكرونه ما يروى من الأحاديث في التقية، فقال أحمد: فكيف تصنعون بحديث خباب: "إن من كان قبلكم ينشر أحدهم بالمنشار ثم لا يصرفه ذلك عن دينه"؟ فيئسوا منه، فقال أحمد لهم: لست أبالي بالحبس، ما هو إلا ومنزلي واحد، ولا قتلًا بالسيف، وإنما أخاف فتنة السوط، وأخاف أن لا أصبر، فسمعه بعض أهل الحبس وهو يقول ذلك، فقال: لا عليك يا أبا عبد الله، فما هو إلا سوطان، ثم لا تدري أين يقع الباقي. وكأنه سُرّي عنه. ورد من الرقة وحبس.
وقال صالح بن أحمد: رد المأمون أبي ومحمد بن نوح في قيادهما من الرقة،
وأخرجا في سفينة مع قوم محبسين، فلما صارا بعانات توفي محمد بن نوح، ودفن بها، ثم صار أبي إلى بغداد وهو مقيد، فمكص بالناس أيامًا، ثم صار إلى الحبس في دار اكتريت له عند دار عمارة، ثم نقل بعد ذلك إلى حبس العامة في درب الموصلي، وكان يصلي بالسجن وهو مقيد، وأرسل إليه آدم العسقلاني يقول: يا أحمد، اتقِ الله، وتقرب إليه بما أنت فيه، ولا يستفزنك أحد، فإنك إن شاء الله مشرف على الجنة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من أرادكم على معصية فلا تطيعوه" فأطرق أحمد إطراقة، ثم رفع رأسه فقال: رحمه الله حيًا وميتًا؛ فلقد أحسن النصيحة.
أما قصته مع المعتصم وبيان فضله في صبره وما أثمر له:
فإنه لما مات المأمون رد أحمد إلى بغداد، فسجن إلى أن امتحنه المعتصم، وكان أحمد بن أبي دؤاد على قضاء القضاة، فحمله على امتحان الناس بخلق القرآن.
قال صالح ابن أحمد: لما كان في شهر رمضان سنة تسع عشرة ومئتين حوَّل أبي إلى دار إسحاق بن إبراهيم، يوجه إليه كل يوم برجلين أحدهما يقال له: أحمد بن رباح، والآخر أبو سعيد الحجام، فلا يزالا يناظرانه حتى إذا أرادا الانصراف دعيا بقيد فزيد في قيوده، فصار في رجله أربعة أقياد، فلما كان في اليوم الثالث دخل عليه أحد الرجلين، فناظره، فقال له أبي: ما تقول في علم الله؟ قال: علم الله مخلوق. فقال أبي: كفرت. فقال الرسول الذي كان يحضر من قبل إسحاق بن إبراهيم: إن هذا رسول أمير المؤمنين. فقال أبي: إن هذا قد كفر. فلما كان في الليلة الرابعة وجه المعتصم إلى إسحاق فأمره بحمل أبي إليه، فأدخل إلى إسحاق، فقال: يا أحمد، إنها والله نفسك، إنه لا يقتلك بالسيف، إنه آلى إن لم تجبه أن يضربك ضربًا بعد ضرب، وأن يلقيك في موضع لا ترى فيه الشمس، أليس قد قال الله تعالى:{إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} أفيكون مجعول إلا مخلوقًا؟ فقال له أبي: قال الله عز وجل: {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} أفخلقهم؟ فسكت، ثم قال: اذهبوا به. قال أبي: فلما صرنا إلى الموضع المعروف بباب البستان أخرجت، وجيء بدابة فحملت عليها وعلي الأقياد، ما معي أحد يمسكني، فكدت غير مرة أن أخرّ على وجهي لثقل القيود، فجيء بي إلى
المعتصم، فأدخلت حجرة إلى بيت، وأغلق الباب عليّ، وذلك في جوف الليل، وليس في البيت سراج، فمددت يدي فإذا أنا بإناء فيه ماء وطشت موضوع، فتوضأت للصلاة وصليت، فلما كان من الغد أخرجتُ تكتي من سراويلي وشددت بها الأقياد أحملها، وعطفت سراويلي، فجاء رسول المعتصم فقال: أجب. فأخذ بيدي، وأدخلني عليه، والتكة بيدي أحمل بها الأقياد، وإذا هو جالس، وابن أبي دؤاد حاضر، وقد جمع خلقًا من أصحابه، منهم عبد الرحمن الشافعي، فأجلست بين يدي الخليفة، وكانوا قد ضربوا عنق رجلين، فنظرت إلى عبد الرحمن الشافعي فقلت: أي شيء تحفظ عن الشافعي في المسح؟ فقال ابن أبي دؤاد: انظروا رجلًا هو ذا يقدم لضرب العنق يناظر في الفقه. فقال المعتصم: ادنه. فدنوت، فلم يزل يدنيني حتى قربت منه، فقال: اجلس فجلست، وقد أثقلتني الأقياد، فمكثت قليلًا، ثم قلت: تأذن في الكلام؟ فقال: تكلم. فقلت: إلى ما دعا الله ورسوله؟ فسكت هنيهة ثم قال: إلى شهادة أن لا إله إلا الله. فقلت: أنا أشهد أن لا إله إلا الله. ثم قلت: إن جدك ابن عباس يقول: لما قدم وفد عبد القيس على النبي صلى الله عليه وسلم ثم سألهم عن الإِيمان بالله فقال: "أتدرون ما الإِيمان بالله؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وأن تعطوا الخمس من المغنم" فقال المعتصم: لولا أني وجدتك في يد غيري ممن كان قبلي ما تعرضتك. ثم قال: يا عبد الرحمن بن إسحاق، ألم آمرك أن ترفع المحنة؟ فقلت: الله أكبر، إن في هذا لفرجًا للمسلمين. ثم قال لهم المعتصم: ناظروه وكلموه، يا عبد الرحمن، كلمه. فقال عبد الرحمن: ما تقول في القرآن؟ فقلت له: ما تقول في علم الله عز وجل؟ فسكت. فقال بعضهم: أليس قال الله تعالى: {خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} والقرآن أليس هو شيء؟ فقلت: قال الله عز وجل: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا} فدمرت إلا ما أراد الله عز وجل. فقال بعضهم: قال الله عز وجل: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} أفيكون محدث إلا مخلوقًا؟ فقلت: قال الله عز وجل: {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} هو القرآن، وتلك ليس فيها ألف ولا لام، وذكر بعضهم حديث عمران بن حصين "إن الله خلق الذكر" فقلت: هذا خطأ، والصواب أن الله تعالى كتب الذكر، واحتجوا بحديث
ابن مسعود "ما خلق الله من جنة ولا نار ولا سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي" فقلت: إنما يوقع الخلق على الجنة والنار والسماء والأرض، ولم يقع على القرآن. فقال بعضهم: حديث خباب "يا هنتاه، تقرب إلى الله ما استطعت فإنك لن تتقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه" فقلت: هذا كذا هو فجعل ابن أبي دؤاد ينظر إليّ كالمغضب، وكان يتكلم هذا فأرد عليه، ويتكلم هذا فأرد عليه، فإذا انقطع الرجل منهم اعترض ابن أبي دؤاد، فيقول: يا أمير المؤمنين، هو والله ضال مضل مبتدع. فيقول المعتصم: كلموه، ناظروه. فيكلمني هذا فأرد عليه، فإذا انقطعوا يقول المعتصم: ويحك يا أحمد، ما تقول؟ فأقول: يا أمير المؤمنين، أعطوني شيئًا من كتاب الله أو سنة رسول الله. فقال ابن أبي دؤاد: وأنت لا تقول إلا ما في كتاب الله أو سنّة رسول الله؟ فقلت له: تأولت تأويلًا فأنت أعلم، وما تأولت أتحبس عليه وتقيد؟ فأقبل ابن أبي دؤاد يكلمني، فلم ألتفت إليه، فقال المعتصم: ألا تكلم أبا عبد الله؟ فقلت: لست أعرفه من أهل العلم فأكلمه.
وكان ابن أبي دؤاد يقول للمعتصم: والله يا أمير المؤمنين لئن أجابك أحب إليّ من مئة ألف دينار ومئة ألف دينار. فيعذ من ذلك ما شاء الله، فيقول المعتصم: والله لئن أجابني لأطلقن عنه بيدي، ولأركبن إليه بجندي، ولأطأن عقبه. ثم قال: يا أحمد، والله إني عليك لشفيق، وإني أشفق عليك شفقتي على هارون ابني، ما تقول؟ فأقول: أعطوني شيئًا من كتاب الله أو سنّة رسول الله. فلما طال المجلس ضجر وقال: قوموا. وحبسني، وعبد الرحمن بن إسحاق يكلمني قال: ويحك، أجبني. وقال: أما أعرفك، ألم تكن تأتينا؟ فقال له عبد الرحمن بن إسحاق: يا أمير المؤمنين، أعرفه منذ ثلاثين سنة يرى طاعتك والجهاد والحج معكم. فقال: والله إنه لعالم، وإنه لفقيه، وما يسؤني أن يكون مثله معي يرد عني أهل الملل.
ثم قال لي بالبيت: تعرف صالحًا الرشيدي؟ قلت: قد سمعت باسمه. قال: كان مؤدبي، وكان في ذلك الموضع جالسًا، وأشار إلى ناحية من الدار، فسألته عن القرآن، فخالفني، فأمرت به فوطئ وسحب. ثم قال لي: يا أحمد، أجبني إلى شيء
من ذلك فيه أدنى فرج حتى أطلق عنك بيدي. فقلت: أعطوني شيئًا من كتاب الله أو سنّة رسول الله. فطال المجلس، فقام ودخل، ورددت إلى الموضع الذي كنت فيه، فلما كان بعد المغرب وجه إليّ برجلين من أصحاب ابن أبي دؤاد يبيتان عندي، ويناظراني، ويقيمان معي حتى إذا كان وقت الإِفطار جيء بالطعام، ويجتهدان في أن أفطر فلا أفعل، ووجه إليَّ المعتصم ابن أبي دؤاد في بعض الليالي فقال: يقول لك أمير المؤمنين، ما تقول؟ فرددت عليه نحوًا مما كنت أرد، فقال ابن أبي دؤاد: والله لقد كتب اسمك في السبعة يحيى بن معين وغيره - يعني يحيى بن معين وأبا خيثمة وأحمد الدَّوْرَقي والقواريري وسعدويه وسجادة وأحمد بن حنبل وقيل خلف المخرمي - ولقد ساءني أخذهم إياك، إن أمير المؤمنين حلف أن يضربك ضربًا بعد ضرب وأن يلقيك في موضع لا ترى فيه الشمس، وإن أجابني جئت إليه حتى أطلق عنه بيدي. ثم انصرف.
فلما أصبح - وذلك اليوم الثاني - جاء رسوله فأخذ بيدي حتى ذهب بي إليه، فقال لهم: ناظروه، وكلموه. فجعلوا يناظرونني، ويتكلم هذا من ها هنا فأرد عليه، ويتكلم هذا من ها هنا فأرد عليه، فإذا جاء بشيء من الكلام ليس في كتاب الله ولا سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا فيه خبر قلت: لا أدري ما هذا؟ فيقولون: يا أمير المؤمنين، إذ توجهت الحجة له علينا ثبت، وإذا كلمناه بشيء آخر يقول: ما أدري ما هذا؟ فقال: ناظروه. فقال رجل: يا أحمد أراك تذكر الحديث وتنتحله. قلت: ما تقول في {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} فقال: خص بها المؤمنين. فقلت: ما تقول إن كان قاتلًا أو عبدًا أو يهوديًا. فسكتَ، فسكتّ، وإنما احتججت عليهم بهذا لأنهم يحتجون بظاهر القرآن، وحيث قال: أراك تنتحل الحديث. فلم يزالوا كذلك إلى قرب الزوال، فلما ضجر قال لهم: قوموا وخلا بي وبعبد الرحمن بن إسحاق، فلم يزل يكلمني، ثم قام ودخل، ورددت إلى الموضع.
وقال أحمد: كان قبيل أن أضرب نام بعض من كان معي من أصحابي وبقيت متفكرًا في أمري، فإذا أنا برجل طويل يتخطى الناس، حتى دنا مني فقال: أنت
أحمد بن حنبل؟ فسكتُّ، ثم ثانية فسكتُّ، فقال ثالثة: أنت أبو عبد الله أحمد بن حنبل؟ قلت: نعم. قال: اصبر ولك الجنة. فلما مسني حرُّ السوط ذكرت قول الرجل، قال أحمد: وكانت الليلة الثالثة، قلت: خليق أن يحدث غدًا من أمري شيء، فقلت لبعض من كان معي الموكَّل بي: جئني بخيط. فجاءني بخيط فشددت به أقيادي، ورددت التكة إلى سراويلي مخافة أن يحدث من أمري شيء فأتعرى، فلما كان من الغد في اليوم الثالث وجه إليّ فأدخلت، فإذا الدار غاصة، فجعلت أدخل من موضع إلى موضع، وقوم معهم السيوف، وقوم معهم السياط وغير ذلك، ولم يكن في اليومين الماضيين كبير أحدٍ من هؤلاء، فلما انتهيت إليه قال: اقعد. ناظروه، كلِّموه فجعلوا يناظروني، فيتكلم هذا فأرد عليه، ويتكلم هذا فأرد عليه، وجعل صوتي يعلو أصواتهم، فجعل بعض من على رأسه قائم يومئُ لي بيده، فلما طال المجلس نحاني، ثم خلا بهم، ثم نحاهم وردني إليه، وقال: ويحك يا أحمد، أجبني حتى أطلقك بيدي. فرددت عليه نحوًا مما كنت أرد عليه، فقال: عليك .. وذكر اللعن، ثم قال: خذوه، واسحبوه، واخلعوه. فسحبت، ثم خلعت، وقد كان صار إلي شعر من شعر النبي صلى الله عليه وسلم، فصررته في كمي، فوجه إليّ إسحاق بن إبراهيم وقال: ما هذا المصرور في كمك؟ فقلت: شعر من شعر النبي صلى الله عليه وسلم. وسعى بعض القوم إلى القميص ليخرقه عليّ، فقال لهم المعتصم: لا تخرقوه. فنزع القميص عني، فظننت أنه إنما دُرِئ عن القميص الخرق بسبب الشعر الذي كان فيه، وجلس المعتصم على كرسي، ثم قال: العُقابين والسياط. فجيء بالعُقابين، فمدت يداي، فقال بعض من حضر خلفي: خذ ناتئ الخشبتين، وشدَّ عليهما. فلم أفهم ما قال، فتخلعت يداي.
ولما أحضر للمعتصم العقابين لانَ لأحمد لما علق بالعقابين، ولما رأى من ثبوته وصلابته وتصميمه في أمره حتى أغراه ابن أبي دؤاد وقال له إن تركتَه قيل: إنك تركت مذهب المأمون. فهاجه ذلك على ضربي، ولما جيء بالسياط نظر إليها المعتصم فقال: ائتوني بغيرها. فأتي بغيرها، فقال للجلادين: تقدموا، فجعل يتقدم إليّ الرجل منهم، فيضربني سوطين فيقول له المعتصم: شدّ، قطع الله يدك. ثم يتنحى، فيتقدم الآخر، فيضربني سوطين، وهو في كل ذلك يقول: شدّ، قطع الله
أيديكم. فلما ضربت تسعة عشر سوطًا قام إليّ المعتصم فقال: يا أحمد، علام تقتل نفسك؟ إني والله شفيق عليك. فجعل عجيف ينخسني بسيفه ويقول: تريد أن تغلب هؤلاء كلهم. وجعل بعضهم يقول: ويلك، الخليفة على رأسك قائم. وقال بعضهم: يا أمير المؤمنين، اقتله ودمه في عنقي، وجعلوا يقولون: يا أمير المؤمنين، أنت صائم وفي الشمس قائم. فقال: ويحك يا أحمد، ما تقول؟ فأقول: أعطوني شيئًا من كتاب الله أو سنّة رسوله حتى أقول به ثم رجع وجلس، وقال للجلاد: تقدم وأوجع قطع الله يدك، ثم أقام الثانية، فجعل يقول ويحك أجبني. وجعلوا يقبلون عليّ ويقولون: ويلك يا أحمد إمامك قائم على رأسك! وجعل عبد الرحمن يقول: من صنع من أصحابك في هذا الأمر ما تصنع؟ وجعل المعتصم يقول: ويحك أجبني إلى شيء لك فيه أدنى فرج حتى أطلق عنك بيدي. فقلت: يا أمير المؤمنين، أعطوني شيئًا من كتاب الله أو سنّة رسوله حتى أقول به. فرجع فجلس، وقال للجلادين: تقدموا. فجعل الجلادون يتقدمون، فيضربني هذا سوطين، ويتنحى، وهو يقول في خلال ذلك: شد، قطع الله يدك. فذهب عقلي، فأفقت بعد ذلك، فإذا الأقياد قد أطلقت عني، فقال لي رجل ممن حضر: إنا كبَبْنَاك على وجهك، وطرحناك على بارِيَّة، ودُسْناك، وما شعرت بذلك. فأتوني بسويق وقالوا لي: اشرب وتقيأ. فقلت: لست أفطر. ثم جيء بي إلى دار إسحاق بن إبراهيم، فحضرت صلاة الظهر، فتقدم ابن سَمَاعة فصلى، فلما انفتل من الصلاة قال لي: صليت والدم يسيل في ثوبك فقلت: قد صلى عمر وجرحُه يَثْعَب دمًا. ثم خلي عني فصرت إلى منزلي.
فمكث في السجن وكانت مدة ذلك منذ أخذ وحمل إلى أن ضرب وخلَّي عنه ثمانية وعشرون شهرًا.
قال بعض من كان معه في الحبس: والله ما رأيت أحدًا يشبه أحمد بن حنبل، فلقد جعلت أقول في وقت ما يوجه إلينا بالطعام: يا أبا عبد الله، أنت صائم، وأنت في موضع تعبد. ولقد عطش مرة فقال لصاحب الشراب: ناولني فناوله قدحًا فيه ماء
وثلج، فأخذ ونظر إليه هنية، ثم رده عليه ولم يشرب، فجعلت أعجب من صبره على الجوع والعطش وهو في ما هو فيه.
قال صالح بن أحمد: لقد كنت ألتمس أن أوصل إليه طعامًا ورغيفًا أو رغيفين في تلك الأيام فلم أقدر على ذلك. وتفقده بعض من حضر في هذه الثلاثة الأيام وهم يناظرونه ويكلمونه، فما لحن في كلمة. قال: وما ظننت أن أحدًا يكون في مثل شجاعته وشدة قلبه.
وقال ابن مصعب: ما رأيت أحدًا لم يداخل السلطان ولا خالط الملوك أثبت قلبًا من أحمد يومئذٍ، ما نحن في عينه إلا كأمثال الذباب، وكان عند دار الخليفة خلق من الناس لا يحصي عددهم إلا الله، بأيديهم الصحف والأقلام والمحابر في أذرعتهم، يكتبون ما يقول في المناظرة، فأخبره المروذي، فقال أحمد بن حنبل: هؤلاء كلهم! والله لأقتلن نفسي ولا أضل هؤلاء.
فانظر إلى هذا الإِمام، فلقد هانت عليه نفسه في الله فبذلها، وشدةُ ابتلائه دليلٌ على قوة دينه.
قال ميمون ابن الأصبغ: كنت ببغداد، فسمعت ضجة، فقلت: ما هذا؟ قيل: أحمد بن حنبل يمتحن. فأتيت منزلي، فأخذت مالًا له خطر، فذهبت به إلى من يدخلني المجلس، فأدخلوني، فإذا بالسيوف قد جردت، والرماح قد ركزت، والتراس قد نصبت، والسياط قد طرحت، فألبسوني قباء أسود ومنطقة وسيفًا، وأوقفوني حيث أسمع الكلام، فأتى أمير المؤمنين، فجلس على كرسي، وأتي بأحمد فقال له: وقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأضربنك بالسياط أو تقول ما أقول. ثم التفت إلى جلاد فقال: خذه. فأخذه، فلما ضرب سوطًا قال: بسم الله. فلما ضرب الثاني قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. فلما ضرب الثالث قال: القرآن كلام الله غير مخلوق. فلما ضرب الرابع قال: {لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} فضرب تسعة وعشرين، وكانت تكته حاشية ثوب، فانقطعت، فنزلت سراويله إلى عانته، فقلت: الساعة ينهتك. فرمى أحمد طرفه نحو السماء، وحرك شفتيه، فما كان بأسرع من أن بقي
السراويل لم ينزل، فدخلت عليه بعد سبعة أيام فقلت: يا أحمد، رأيتك يوم ضربوك قد انحلت سراويلك، فرفعت طرفك إلى السماء، وحركت شفتيك، فأي شيء قلت؟ قال: قلت: اللهم إني أسألك باسمك الذي ملأت به العرش، إن كنت تعلم أني على الصواب فلا تهتك لي سترًا.
وقال غيره: لما ضرب بضعة عشر سوطًا أقبل الدم من أكتافه، وكان عليه سراويل فانقطع خيطه، فنزل السراويل، فلحظته وقد حرك شفتيه فعاد السراويل كما كان، فسألته فقلت: إنك حركت شفتيك فما قلت؟ قال: قلت: إلهي وسيدي، أوقفتني هذا الموقف فلا تهتك لي سترًا على رؤوس الخلائق. فعاد السراويل كما كان.
وقال آخر: لما قدم وجرد وبقي في سراويله، فبينما هو يضرب انحل السراويل، فحرك شفتيه، فرأيت يدين خرجتا من تحته وهو يضرب فشدتا السراويل.
وقال بعض الجلادين: لقد بطل أحمد الشطار، والله لقد ضربته ضربًا لو برك لي بعير فضربته ذلك الضرب لنقبتُ عن جوفه.
وقال آخر: والله لقد ضربته ثمانين سوطًا لو ضربت فيلًا لهدَّتْه. وكان أحمد كثيرًا ما يقول: رحم الله أبا الهيثم، عفا الله عن أبي الهيثم. فسئل عنه فقال: لما أخرجت السياط ومدت يداي إلى العقابين إذا أنا بإنسان يجذب ثوبي من ورائي ويقول: أتعرفني؟ قلت: لا. قال: أنا أبو الهيثم العيَّار اللص الطَّرَّار، مكتوب في ديوان أمير المؤمنين أني ضربت ثمانية عشر ألف سوط بالتفاريق، وصبرت في ذلك على طاعة الشيطان لأجل الدنيا، فاصبر أنت في طاعة الله لأجل الدين. فضربت ثم عفي عني، ولقد كنت كلما أحسست بالضرب ذكرت قوله فثبتني. وكان يقول له الموكَّل به: ادع على ظالمك. فيقول أحمد: ليس بصابر من دعا على ظالمه.
وكان بشر بن الحارث يوم ضرب أحمد واقفًا على الباب يقول اللهم ثبته. اللهم أعنه. ثم لم يزل كالحيران، ويقول: إن كان أجاب حتى أدخل فأقوم مقامه. فخرج رجل فقال: لم يجبهم. فقال: الحمد لله.
أما فضله في صبره وما أثمر له:
فقال أبو زرعة: ما زلت أسمع الناس يذكرون أحمد بن حنبل بخير ويقدمونه على يحيى بن معين وأبي خيثمة، غير أنه لم يكن له ذكر كما صار له بعد أن امتحن؛ فإنه لما امتحن ارتفع ذكره في الآفاق.
وقال أحمد بن يونس: لما روي حديث "في الجنة قصور لا يدخلها إلا نبي أو صديق أو محكم في نفسه" فقيل لأحمد بن يونس: من المحكم في نفسه قال: أحمد بن حنبل المحكم في نفسه.
وكان أحمد بن حنبل يقول لابنه: يا بني، أعطيت المجهود من نفسي في المحنة.
وقال ابن بنت معاوية: ضرب أحمد بالسياط في الله فقام مقام الصديقين في العشر الأواخر سنة عشرين ومئتين، ومكث في السجن سنة سبع عشرة وثمان عشرة وتسع عشرة، وأخرج في رمضان.
(كيفية خروجه من دار المعتصم وتلقي المشايخ إياه بعد المحنة ودعائهم له، وجعله المعتصم في حل من ضربه ومن حضر، وبقاء أثر الضرب عليه، وتحديثه بعد المعتصم، وقصته مع الواثق ومع المتوكل):
قال أحمد: لما ضربت بالسياط جاء ذاك الطويل اللحية - يعني عجيفًا - فضربني بقائم السيف، فقلت: جاء الفرج يضرب عنقي وأستريح. فقال له ابن سماعة: يا أمير المؤمنين، اضرب عنقه ودمه في رقبتي. فقال ابن أبي دؤاد: لا يا أمير المؤمنين، لا تفعل فإنه إن قتل ومات في دارك قال الناس: صبر حتى قتل. فاتخذه الناس إمامًا، وثبتوا على ما هم عليه، ولكن أطلقْهُ الساعة، فإن مات خارجًا من منزلك شك الناس في أمره، وقال بعضهم: لم يجبه. فيكون الناس في شك من أمره. ودعا المعتصم بعمي ثم قال للناس: تعرفونه؟ قالوا: نعم، هو أحمد ابن حنبل. قال: فانظروا إليه، أليس هو صحيح البدن؟ قالوا: نعم. ولولا أن فعل ذلك لكنت أخاف أن يقع شر لا يقام له، فلما قال: أسلمته إليكم صحيح البدن. هدأ الناس وسكنوا، واجتمع الناس على الباب، وضجوا حتى خاف المعتصم، فخرج ..
وأما تلقي المشايخ إياه بعد المحنة ودعائهم له
.
فقد تلقاه يعقوب بن إبراهيم لما أخرج، وصار يقبل جبهته ووجهه، وكذلك فعل سليمان بن داود الهاشمي، فكان يقبل جبهته ووجهه ورأسه.
وجاءه الحارث بن مسكين فدخل عليه، فقال له أحمد: ضُربت فسقطت، فقال ابن أبي دؤاد: يا أمير المؤمنين، هو والله ضال مضل. فقال الحارث: قد سعي بالزهري حتى ضرب بالسياط فقيل لمالك بن أنس: إن الزهري قد أقيم للناس، وعلقت كتبه في عنقه. فقال مالك: قد ضرب سعيد بن المسيب بالسياط، وحلق رأسه ولحيته، وضرب أبو الزناد بالسياط، وضرب محمد بن المنكدر وأصحاب له في
حمام بالسياط. ثم قال: قال عمر بن عبد العزيز: لا تغبطوا أحدًا لم يصبه في هذا الأمر أذًى. ولم يذكر مالك نفسه. فأعجب أحمد بقول الحارث.
ولتمام الفائدة نذكر بعض من ابتلي وامتحن:
قد كانت الأنبياء تقتل، وأهل الخير في الأمم السالفة يحرقون ويقتلون، وينشر أحدهم بالمنشار وهو ثابت على دينه، وهم كثير جدًا، ولكن لا بدّ من ذكر بعضهم: فرسول الله صلى الله عليه وسلم قد سُمَّ، وكذلك أبو بكر الصديق رضي الله عنه قد سم، وقتل عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وسُمَّ الحسن، وقتل الحسين، وابن الزبير، والضحاك بن قيس، والنعمان بن بشير، وصلب خبيب بن عدي، وقَتَل الحجاج عبد الرحمن بن أبي ليلى، وعبد الله بن غالب الحداني، وسعيد بن جبير، وأبا البختري الطائي، وكميل بن زياد، وحطيطًا الزيات، وماهان الحنفي، صلبه وصلب قبله ابن الزبير، وقَتَل الواثق أحمد بن نصر الخزاعي، وصلبه، وضُرب من كبار العلماء عبد الرحمن بن أبي ليلى، ضربه الحجاج أربع مئة سوط ثم قتله، وسعيد بن المسيب ضربه عبد الملك بن مروان مئة سوط، وحبيب بن عبد الله بن الزبير ضربه عمر بن عبد العزيز بأمر الوليد مئة سوط، وأبو الزناد ضربه بنو أمية، وأبو عمرو بن العلاء ضربه بنو أمية خمس مئة سوط، وربيعة الرأي ضربه بنو أمية، وعطية العوفي ضربه الحجاج أربع مئة سوط، وعبد الله بن عون ضربه بلال بن أبي بردة سبعين سوطًا، وثابت البُناني ضربه ابن الجارود خليفة ابن زياد، ويزيد الضبي ضربه الحجاج أربع مئة سوط، ومالك بن أنس ضربه المنصور سبعين سوطًا، وأبو السوار العدوي ضرب بالسياط، وعقبة بن عبد الغافر ضرب بالسياط، ولأحمد ابن حنبل في هؤلاء أسوة.
وأما جعله المعتصم في حلًّ من ضربه ومن حضر، وبقاء أثر الضرب عليه، وتحديثه بعد المعتصم:
فقد قال صالح بن أحمد: سمعت أبي يقول: لقد جعلت الميت في حل من ضربه إياي. ثم قال: مررت بهذه الآية: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} فنظرت
في تفسيرها فإذا هو قد قال الحسن: إذا كان يوم القيامة جثت الأمم كلها بين يدي الله عز وجل، ثم نودي أن: لا يقوم إلا من أجره على الله. فلا يقوم إلا من عفا في الدنيا. وقد وجَّه إليّ الواثق أن أجعل المعتصم في حل من ضربه إياي، فقلت: ما خرجت من داره حتى جعلته في حل. وسألني إسحاق بن إبراهيم أن أجعل أبا إسحاق في حل، فقلت له: قد جعلته في حل. ثم قال: قد تفكرت في الحديث: "إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: لا يقم إلا من عفا". وذكرت قول الشعبي: إن يعف مرة يكن له من الأجر مرتين.
وقال الحسين بنُ عبد الله الخِرَقي: بتُّ مع أحمد بن حنبل ليلة فلم أره ينام إلا يبكي إلى أن أصبح، فقلت: يا أبا عبد الله، كثر بكاؤك الليلة، فما السبب؟ قال لي: ذكرت ضرب المعتصم إياي ومرّ بي في الدرس {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} فسجدت، وأحللته من ضربي في السجود.
وقال الحربي: أحل أحمد بن حنبل من حضر ضربه، وكل من شايع فيه، والمعتصم، وقال: لولا أن ابن أبي دؤاد داعية لأحللته. وكان أحمد: يقول جعلت المعتصم في حل، ومن تولى ضربي، ومن أعان، ومن حضر. وقلت: لا يعذب فيّ أحد إلا رجلين ابن أبي دؤاد وعبد الرحمن بن إسحاق فإنهما طلبا دمي، وأنا أهون على الله من أن يعذب فيَّ أحدًا، أشهدكم أنهما في حل.
وأما بقاء أثر الضرب عليه
.
فقال صالح: نظر إلى أبي رجل ممن يبصر الضرب والعلاج فقال: قد رأيت من ضُرب ألف سوط، ما رأيت ضربًا مثل هذا! ثم أخذ ميلًا فأدخله في بعض تلك الجراحات، فنظر إليه فقال: إنه لم ينقب. وجعل يأتيه ويعالجه، وقد كان أصاب وجهه غير ضربة، ومكث منكبًا على وجهه ما شاء الله، ثم قال له: إن ها هنا شيئًا أريد أن أقطعه. فجاء بحديدة فجعل يعلق اللحم بها ويقطعه بسكين معه، وهو صابر لذلك، يحمد الله عز وجل في ذلك، فبرئ منه، ولم يزل يتوجع من مواضع منه، وكان أثر الضرب بينًا في ظهره إلى أن توفي رحمه الله. وكان يقول: لقد أعطيت
المجهود من نفسي ولوددت أن أنجو من هذا الأمر الذي أخاف كفافًا لا علي ولا لي.
وكان أحمد يضع المجمرة، ويلف بيده خرقة فيسخنها بالنار، ثم يجعلها على جنبه من الضرب الذي كان ضرب.
وأما تحديثه بعد المعتصم: فقال البوشنجي. في سنة سبع وعشرين حدث أحمد بن حنبل ببغداد ظاهرًا جهرة، وذلك حين مات المعتصم بلغنا انبساطه في الحديث ونحن بالكوفة، فرجعت إليه، فأدركته في رجب هذه السنة وهو يحدث، ثم قطع الحديث لثلاث بقين من شعبان من غير منع السلطان، ولكن كتب الحسن بن علي بن الجعد وهو يومئذٍ قاضي بغداد إلى أبن أبي دؤاد أن أحمد بن حنبل قد انبسط في الحديث، فبلغ ذلك أحمد فأمسك عن الحديث من غير أن يمنع، ولم يكن حدث أيام المعتصم فيما بلغنا، وكانت ولايته ثمان سنين وثمانية أشهر، ثم لم يحدث إلى أن توفي رحمه الله.
أما قصته مع الواثق:
فإنه قد ولي الواثق أبو جعفر هارون بن المعتصم في ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومئتين، وحسن له ابن أبي دؤاد امتحان الناس بخلق القرآن ففعل ذلك، ولم يعرض لأحمد إما لما علم من صبره وإما لما خاف من تأثير عقوبته، لكنه أرسل إلى أحمد: لا تساكنِّي بأرض. فاختفى أحمد بقية حياة الواثق، فما زال ينتقل إلى الأماكن، ثم عاد إلى منزله بعد أشهر فاختفى فيه إلى أن مات الواثق.
وقال إبراهيم بن هانئ: اختفى عندي أحمد ابن حنبل ثلاثة أيام ثم قال: اطلب لي موضعًا حتى أتحول إليه قلت: لا آمن عليك يا أبا عبد الله. فقال: افعل، فإذا فعلت أفدتك. فطلبت له موضعًا فلما خرج قال لي: اختفى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار ثلاثة أيام ثم تحول، وليس ينبغي أن نتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الرضاء ونتركه في الشدة. وسئل أحمد فقيل له: كيف تخلصت من سيف المعتصم وسوط الواثق؟ فقال: لو وضع الصدق على جرح لبرأ.
وقد روي أن الواثق ترك امتحان الناس بسبب مناظرة بين يديه رأى بها أن
الأولى ترك امتحان الناس، وذلك أنه جاءه شيخ مخضوب مقيد فقال: ائذنوا لأبي عبد الله وأصحابه يعني ابن أبي دؤاد، فأدخل الشيخ فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين. فقال: لا سلم الله عليك. فقال: يا أمير المؤمنين، بئس ما أدبك به مؤدبك. قال الله تعالى:{وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} والله ما حييتني بها ولا بأحسن منها. فقال ابن أبي دؤاد: يا أمير المؤمنين، الرجل متكلم. فقال له: كلمه. فقال: يا شيخ، ما تقول في القرآن؟ فقال له: لِمَ تسألني، ولي السؤال. فقال له: سل. فقال الشيخ: ما تقول في القرآن؟ قال: مخلوق. فقال: هذا شيء علمه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي والخلفاء الراشدون أم شيء لم يعلموه؟ فقال: شيء لم يعلموه. فقال: سبحان الله! شيء لم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا الخلفاء الراشدون وعلمته أنت! فخجل، فقال: أقلني، فقال: والمسألة بحالها؟ قال: نعم. فقال: ما تقول في القرآن؟ فقال: مخلوق. فقال: هذا شيء علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي أو لم يعلموه؟ فقال: علموه، ولم يدعوا الناس إليه. فقال له: ألا يسعك ما وسعهم؟ ثم قام إلى مدخل مجلس الخلوة، واستلقى على قفاه ووضع إحدى رجليه على الأخرى وهو يقول: هذا شيء لم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا الخلفاء الراشدون وعلمته أنت؟! سبحان الله! علمه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي والخلفاء الراشدون ولم يدعوا الناس إليه، أفلا وسعك ما وسعهم؟ لا وسع الله على من لم يسعه ما وسعهم. فقال الخليفة: لا وسع الله علينا إن لم يتسع لنا ما اتسع لهؤلاء. فأمر أن يرفع عنه القيود ويعطى أربع مئة دينار، ويؤذن له بالرجوع، وسقط من عينه ابن أبي دؤاد، ولم يمتحن بعد ذلك أحدًا.
وهذه القصة رويت من طرق وفيها زيادة، وليس هذا محل إيرادها وإنما ذكرت ما ذكره ابن الجوزي.
قال المهتدي بالله: ولما سمعت هذا الكلام من الشيخ رجعت عن هذه المقالة، وأظن أن الواثق رجع عنها أيضًا منذ ذلك الوقت.
أما قصته مع المتوكل:
فقد ولي المتوكل على الله بعد الواثق في يوم الأربعاء لست بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومئتين وسنّه ست وعشرون سنة يومئذٍ، فأظهر الله به السنة، وكشف تلك الغمة، فشكره الناس على ما فعل، قال إبراهيم بن محمد التيمي: الخلفاء ثلاثة: أبو بكر الصديق قاتل أهل الردة حتى استجابوا له، وعمر بن عبد العزيز ردَّ مظالم بن أمية، والمتوكل محا البدعة وأظهر السنّة.
وقال علي بن الجهم: قال المتوكل: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقمت إليه، فقال: تقوم إليّ وأنت خليفة؟ فقلت له: أبشر يا أمير المؤمنين، أما قيامك إليه فقيامك بالسنّة، وقد عدّك من الخلفاء. فسرّ بذلك.
وقال ابن عرفة: لما كان في سنّة أربع وثلاثين ومئتين أشخص المتوكل الفقهاء والمحدثين، وكان فيهم مصعب الزبيري، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وعثمان بن أبي شيبة، فقسَّمت بينهم الجوائز، وأجريت عليهم الأرزاق، وأمرهم المتوكل أن يجلسوا للناس، وأن يحدثوا بالأحاديث التي فيها الرد على المعتزلة والجهمية، وأن يحدثوا بالأحاديث في الرؤية، فجلس ابن أبي شيبة في مدينة المنصور، ووضع له منبر، واجتمع عليه نحو من ثلاثين ألفًا.
ولما مضى خمس سنين من ولايته بعث بتسيير أحمد بن حنبل، فأشخص إليه حتى وصل إلى بصرى فقيل له: ارجع. فقال ابنه صالح: يا أبت، أرجو أن تكون خيرة. فقال: لم أزل أدعو الله عز وجل أن لا أراه.
وقال صالح بن أحمد: جاء كتاب المتوكل إلى أبي فقرئ عليه، فكأنهم أومؤوا إلى أن عندهم علويًا، فقال أبي: ما أعرف من هذا شيئًا، وإني لأرى طاعته في العسر واليسر والمَنْشَط والمكره والأَثَرَة، وإني لأَتأسف على تخلفي عن الصلاة في جماعة، وعن حضور الجمعة، ودعوة المسلمين، وقد كان إسحاق وجه إليه قبل ذلك قبل موته: الزم بيتك، ولا تخرج إلى جمعة ولا إلى جماعة، وإلا نزل بك ما نزل بك. فقال ابن الكلبي: قد أمرني أمير المؤمنين أن أحلفك أن ما عندك طَلِبَته، أفتحلف؟
قال: إن استحلفوني حلفت. فأحلفه بالله وبالطلاق أن ما عندك طَلِبَة أمير المؤمنين. قال: أريد أن أفتش بيتك. فقام ومعه امرأتان، ففتش البيت، وفتش المرأتان النساء، ثم دخلوا منزلي ففتشوا، ودلوا شمعة في البئر فنظروا، ووجهوا النسوة ففتشوا الحرم، ثم خرجوا، فلما كان بعد يومين ورد كتاب علي بن الجهم: إن أمير المؤمنين قد صح عنده براءتك فيما قرفت به، وقد كان أهل البدع مدوا أعينهم، فالحمد لله الذي لم يشمتهم بك، وقد وجه إليك أمير المؤمنين بالخروج، فالله الله أن تستعفي أو ترد المال: وأرسل إليه المتوكل بالرجل الذي يسعى به ليقول فيه مقالة، فعفا عنه أحمد وقال: لعله يكون له صبيان يحزنهم قتله.
(ذكر قصة خروجه إلى العسكر بعد انقضاء التهمة وما جرى بينه وبين المتوكل بعد عوده من العسكر)
قال صالح بن أحمد: ورد كتاب علي بن الجهم: إن أمير المؤمنين قد وجه إليك يعقوب المعروف بقَوْصرة، ومعه جائزة، ويأمرك بالخروج، فالله الله أن تستعفي أو ترد المال فيتسع القول لمن يبغضك. فلما كان من الغد ورد يعقوب، فدخل إليه فقال: يا أبا عبد الله، أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام ويقول: قد صح عندنا نقاء ساحتك، وقد أحببت أن آنس بقربك وأن أتبرك بدعائك، وقد وجهت إليك عشرة آلاف درهم معونة على سفرك. وأخرج بدرة فيها صرة نحو من مئتي دينار، والباقي دراهم صحاح، فلم ينظر إليها، فشدها يعقوب وقال له: أعود غدًا حتى أنظر ما تعزم عليه. وقال له: يا أبا عبد الله، الحمد لله الذي لم يشمت بك أهل البدع. وانصرف، فجئت بإجَّانة خضراء فكببتها على البدرة، فلما كان عند المغرب قال: يا صالح، خذ هذا صيّره عندك. فصيرتها عند رأسي فوق البيت، فلما كان سحرًا إذا هو ينادي: يا صالح، فقمت، فصعدت إليه، فقال: ما نمت ليلتي هذه. فقلت: لم يا أبتِ؟ فجعل يبكي، وقال: سلمت من هؤلاء حتى إذا كان في آخر عمري تلبثت بهم، قد عزمت على أن أفرق هذا الشيء إذا أصبحت. فقلت: ذلك إليك. فلما أصبح جاءه الحسن البزار والمشايخ، فقال: جئني يا صالح بميزان. فقال: وجه إلى أبناء المهاجرين والأنصار. ثم قال: وجه إلى فلان. حتى يفرق في ناحية. وإلى فلان، فلم يزل حتى فرقها كلها، ونفضت الكيس، ونحن في حالة الله بها عليم، وكتب صاحب البريد: إنه قد تصدق بالدراهم من يومه، حتى تصدق بالكيس.
قال علي بن الجهم: فقلت له: يا أمير المؤمنين، قد علم الناس أنه قبل منك، وما يصنع أحمد بالمال، فإنما قوته رغيف. فقال: صدقت يا علي.
قال صالح: ثم أخرجنا ليلًا معنا حراس معهم النفَّاطات، فلما أضاء الفجر قال
لي: يا صالح، معك دراهم؟ قلت: نعم. قال: أعطهم. فأعطيتهم درهمًا درهمًا، فلما صرنا إلى الحنّاطين قال يعقوب: قفوا ها هنا، ثم وجه إلى المتوكل يعلمه بمصيرنا، فدخلنا العسكر وأبي منكس الرأس، ثم جاء وصيف يريد الدار، فلما نظر إلى الناس وجمعهم قال: ما هؤلاء؟ قالوا: هذا أحمد بن حنبل، فوجه إليه بعدما جاز يحيى بن هَرْثَمة فقال: الأمير يقرئك السلام ويقول: الحمد لله الذي لم يشمت بك أهل البدع، قد علمت ما كان حال ابن أبي دؤاد، وينبغي أن تتكلم بما يحب الله عز وجل، ثم أنزل دار إيتاخ، فجاء علي بن الجهم فقال: أمر لكم أمير المؤمنين بعشرة آلاف مكان التي فرقها، وأمر أن لا يعلم بذلك أحمد فيغم. ثم جاءه أحمد بن معاوية فقال: إن أمير المؤمنين يكثر ذكرك، ويشتهي قربك وأن تقيم ها هنا تحدث، فقال: أنا ضعيف، ثم وضع أصبعه على أسنانه، فقال: إن بعض أسناني يتحرك وما أخبرت بذلك ولدي، ثم وجه إليه: ما تقول في بهيمتين انتطحتا، فعقرت إحداهما الأخرى فسقطت فذُبحت؟ فقال: إن كان طرفَ بعينه أو مصعَ بذنبه وسالَ دمُه فيؤكل:
ثم صار إلى يحيى بن خاقان فقال: يا أبا عبد الله قد أمرني أمير المؤمنين أن أسيرَ إليك لتركبَ إلى أبي عبد الله ولدِه، وأمرني أن أقطع لك سوادًا وطيلسانًا وقلنسوة، فأي قلنسوة تلبس؟ فقلت: ما رأيته لبس قلنسوة قط، وقال: إن أمير المؤمنين أمر أن نصير لك مرتبة في أعلى، ويصير أبو عبد الله في حِجرك، ثم قال لي: قد أمر أمير المؤمنين أن يجري عليكم وعلى قراباتكم أربعة آلاف درهم، ثم عاد يجيء من الغد، فقال: يا أبا عبد الله تركب؟ فقال: ذاك إليك، فقال: استخر الله عز وجل، فلبس إزاره وخفيه، وكان خفُّه قد أتى عليه نحو من خمسة عشر سنة مرقوعًا برقاع عدة، فأشار يحيى أن يلبس قلنسوة فقلت: ما له قلنسوة، ولا رأيته لبس قلنسوة، فقال: كيف يدخل حاسرًا وطلبنا له دابة يركبها؟ قال يحيى: فصلى فجلس على التراب وقال: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} ثم ركب بغلَ بعض التجار فمضينا معه، حتى إذا دخل دار أبي عبد الله أُجلس في بيت في الدهليز، ثم جاء يحيى فأخذ بيده، حتى أدخله ورفع الستر ونحن ننظره، فقال له: يا أبا عبد الله إن أمير المؤمنين جاء بك ليتبرك بقربك، ويصيِّر أبا عبد الله في حجرك.
قال بعض الخدام: وكان المتوكل قاعدًا وراء الستر، فلما أدخل أحمد الدار قال لأمه: قد أنارت الدار، ثم جاء خادم بمنديل، فأخذ يحيى المنديل، وأخرج مبطنة فيها قميص، فأدخل يده في جيب القميص والمبطنة، ثم أخذ بيده فأقامه حتى أدخل جيب القميص والمبطنة في رأسه، ثم أدخل يده فأخرج يده اليمنى وكذا اليسرى وهو لا يحرك يده، ثم أخرج قلنسوة فوضعها على رأسه، وألبسه طيلسانًا، ولم يجيؤوا بخف، فبقي الخفُّ عليه، ثم انصرف، فلما صار إلى الدار نزع الثياب عنه وجعل يبكي، ثم قال: سلمتُ من هؤلاء منذ ستين سنة، حتى إذا كان في آخر عمري بُليت بهم! ما أحسبني سلمتُ من دخولي على هذا الغلام، فكيف بمن يجب عليّ نصحه من وقت أن تقع عيني عليه إلى أن أخرج من عنده؟ ثم قال يا صالح وجِّه هذه الثياب إلى بغداد تباع ويتصدق بثمنها، ولا يشتري أحد منكم شيئًا، فبيعت وفرق ثمنها.
قال صالح: فأخبرناه أن الدار التي هو فيها لإِيتاخ. فقال: اكتب رقعة، إلى محمد بن الجراح استعف لي من هذه الدار، فكتبنا رقعة فأمر المتوكل أن يُعفى منها، ووجه إلى قوم أن يخرجوا من منازلهم، فسأل أن يُعفى من ذلك، فاكتُرِيَتْ لنا دار بمئتي درهم، فصار إليها، وأجريت لنا مائدة وثلج، وضرب الخيش وفرش الطبري، فلما رأى الخيش والطبري تنحى عن ذلك الموضع، وألقى نفسه على مضربة له، واشتكت عينه ثم برأت بسرعة.
قال أبو بكر المروذي: قال لي أحمد ونحن بالعسكر: لي اليوم ثمان منذ، لم آكل ولم أشرب إلا أقل من ربع سويق. وكان يمكث ثلاثًا لا يطعم، فإذا كانت الرابعة أضع بين يديه قدر نصف ربع سويق، فربما شربه، وربما ترك بعضه. وقال صالح: جعل أبي يواصل في العسكر، يفطر في كل ثلاث على تمر شهريز، فمكث بذلك خمسة عشر يومًا، يفطر في كل ثلاث، ثم جعل بعد ذلك يفطر ليلة وليلة لا يفطر إلا على رغيف، وكان إذا جيء بالمائدة توضع في الدهليز لكي لا يراها، فيأكل من حضر، وكان إذا جهده الحر تُلقَى له خرقة فيضعها على صدره، وفي كل يوم يوجه المتوكل بابن ماسَويْهِ ينظر إليه ويقول: يا أبا عبد الله، أنا أميل إليك وإلى أصحابك،
وما بك من علة إلا الضعف وقلة الرِّزّ، وإن عبادنا ربما أمرناهم بأكل دهن الحل فإنه يلين، وجعل يجيئه بالشيء ليشربه فيصبه.
وجعل يعقوب وعتاب يصيران إليه فيقولان له: يقول لك أمير المؤمنين: ما تقول في ابن أبي دؤاد وفي ماله؟ فلا يجيب في ذلك شيئًا، وجعلا يخبرانه بما يحدث من أمر ابن أبي دؤاد في كل يوم، ثم أصدر ابن أبي دؤاد إلى بغداد بعد ما أشهد عليه ببيع ضياعه، وكان ربما صار إليه يحيى وهو يصلي، فيجلس في الدهليز حتى يفرغ ويجيء علي بن الجهم فينزع سيفه وقلنسوته ويدخل عليه.
وأمر المتوكل أن يُشترى لنا دار فقال لي: يا صالح. قلت: لبيك. قال: لئن أقررت لهم بشراء دار لتكونن القطيعة بيني وبينك، إنما يريدون أن يصيروا هذا البلد لي مأوى ومسكنًا، فلم يزل يدفع شراء الدار حتى اندفع، وصار إليّ صاحب المنزل فقال: أعطيك كل شهر ثلاثة آلاف درهم مكان المائدة، فقلت: لا وجعلت رسل المتوكل تأتيه يسألونه عن خبره فيصيرون إليه فيقولون له: هو ضعيف، وفي خلال ذلك يقولون: يا أبا عبد الله لا بدّ له من أن يراك، فيقول: وما علمهم من أنه لا بدّ أن يراني.
وجاء يعقوب فقال: يا أبا عبد الله أمير المؤمنين مشتاق إليك، ويقول: انظر اليوم الذي تصير إليّ فيه: أي يوم هو حتى أعرفه؟ فقال: ذلك إليكم، فقال: يوم الأربعاء يوم خالٍ، ثم خرج يعقوب، فلما كان من الغد جاء فقال: البشرى يا أبا عبد الله أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام ويقول: قد أعفيتك عن لبس السواد والركوب إلى ولاة العهد وإلى الدار، فإن شئت فالبس القطن، وإن شئت فالبس الصوف، فجعل يحمد الله عز وجل على ذلك، ثم قال له يعقوب: لي ابن وأنا به معجب، وله من قلبي موقع، فأحب أن تحدثه بأحاديث، فسكت، فلما خرج قال: أتُراه ما يرى ما أنا فيه، لو بلغ أنفه السماء ما حدثته، لا أحدث حتى يوضع الحبل في عنقي.
وقال صالح: كان أبي يختم من جمعة إلى جمعة، فإذا ختم يدعو ونؤمِّنُ على دعائه، فلما فرغ جعل يقول: أستخير الله، مرارًا، فجعلت أقول ما يريد؟ قال: أُعطي
الله عهدًا إنَّ عهدَه كان مسؤولًا وقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} أني لا أحدث حديثًا تامًا أبدًا حتى ألقى الله عز وجل، ولا أستثني منكم أحدًا.
وجاء علي بن الجهم: فأخبرناه، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، وأخبر المتوكل بذلك.
وقال أبي: تريدون أن أحدث فيكون هذا البلد حبسي، وإنما كان سبب الذين أقاموا بهذا البلد أنهم أُعطوا فقبلوا، وأُمروا فحدَّثوا.
وكان يدخل عليه يحيى ويعقوب وعتاب وغيرهم، فيتكلمون وهو مغمض العين يتعلل، وضعف ضعفًا شديدًا، فكانوا يخبرون المتوكل فيتوجع لذلك، ويوجه إليه في كل وقت يسأله عن حاله، وفي خلال ذلك يأمر لنا بالمال، فيقول: يوصل إليهم ولا يُعلم شيخهم، ويقول: ما يريد منهم إن كان هو لا يريد الدنيا؟ فلا يمنعهم.
وقالوا للمتوكل: إنه لا يأكل من طعامك ولا يجلس على فراشك، ويحرم هذا الشراب الذي تشرب، فقال: لو نُشر المعتصم فقال فيه شيئًا لم أقبله.
قال صالح: ثم انحدرت إلى بغداد وخلفت عبد الله عنده، فإذا عبد الله قد قدم وجاء بثيابي التي كانت عنده فقلت: ما حالك؟ فقال: قال لي: انحدر وقل لصالح لا يجيء، فأنتم كنتم آفتي، والله لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أخرجت واحدًا منكم معي، ولولا مكانتكم لمن كانت توضع هذه المائدة؟ ولمن كانت تفرش هذه الفرش؟ ويجرى له هذا الشيء؟ فكتبتُ أُعلمه بما قال عبد الله، فكتب بخطه: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، أحسن الله عاقبتك، ودفع عنك السوء برحمته، كتابي إليك وأنا بأنعم من الله عز وجل متظاهرة، وأسأله تمامها، والمعونةَ على أداء شكرها، قد انفكت عنا عقد إنما كان حبس من كان ها هنا لمّا أُعطوا فقبلوا، وأجري عليهم فصاروا في الحدّ الذي صاروا إليه، وحدَّثوا فدخلوا عليهم، فنسأل الله عز وجل أن يعيذنا من شرهم، وأن يخلصنا، فقد كان ينبغي لكم لو فديتموني بأموالكم وأهليكم لهان ذلك عليكم للذي أنا فيه، ولا يكبر عليكم ما أكتب به إليكم، فالزموا بيوتكم لعل الله أن يخلصنا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثم ورد عليّ غير كتاب بنحو من هذا، فلما خرجنا رُفعت المائدة والفرش وكل ما كان أقيم لنا، وأوصى وصية: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هذا ما أوصى به أحمد بن حنبل، أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وأوصى من أطاعه من أهله وقرابته أن يعبدوا الله عز وجل في العابدين، ويحمدوه في الحامدين، وأن ينصحوا لجماعة المسلمين، وأوصى أني رضيت بالله عز وجل ربًا وبالإِسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا، وأوصي أن لعبد الله بن محمد المعروف بفوران عليه نحو من خمسين دينارًا، وهو مصدق فيما قال، فيُقضى ماله عليه من غلة الدار إن شاء الله، فإذا استوفى ما كان له أعطي ولد صالح، وكل ذكر وأنثى، عشرة دراهم عشرة دراهم بعد وفاء مال أبي محمد، شهد أبو يوسف، وصالح، وعبد الله ابنا أحمد بن حنبل.
أما ما جرى بينه وبين المتوكل بعد عوده من العسكر:
فقال صالح: كان رسول المتوكل يأتي إلى أبي يبلغه السلام ويسأله عن حاله بعد عوده من العسكر، فنسر نحن بذلك، وتأخذه نفضة حتى ندثره، ثم يقول: والله لو أن نفسي في يدي لأرسلتها، ويضم أصابعه ثم يفتحها، فقدم المتوكل ونزل الشماسة، يريد المدائن، فقال: يا صالح أحب أن لا تذهب إليهم ولا ترنيهم. قال: نعم، فلما كان بعد يوم وأنا قاعد خارجًا وكان يومًا مطيرًا إذا يحيى بن خاقان قد جاء والمطر عليه في موكب عظيم، فقال: سبحان الله لم تصر إلينا حتى تبلغ أمير المؤمنين عن شيخك حتى وجه بي. ثم نزل خارح الزقاق فجهدت به أن يدخل على الدابة فلم يفعل، وجعل يخوض الطين، فلما صار إلى الباب نزع جرموقًا كان على خفه ودخل البيت، وأبي في الزاوية قاعد عليه كساءٌ مرّقع، والستر الذي على باب البيت قطعة خيش، فسلَّم عليه وقبَّل جبهته وسأله عن حاله وقال: أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام، ويقول: كيف أنت في نفسك؟ وكيف حالك؟ قد أَنِسْتُ بقربك، ويسألك أن تدعو الله عز وجل له، فقال: ما يأتي عليّ يوم إلا وأنا أدعو الله عز وجل له، ثم قال
له: قد وجه معي ألف دينار تفرقها على أهل الحاجة، فقال: يا أبا زكريا أنا في البيت منقطع عن الناس، وقد أعفاني مما أكره وهذا مما أكره. فقال: يا أبا عبد الله، الخلفاء لا يحتملون هذا كله، فقال: يا أبا زكريا تلطف في ذلك، ودعا له ثم قام، فلما صار إلى الدار رجع، فقال: هكذا لو وجه إليك بعض إخوانك كنت تفعل؟ قال: نعم!. قال صالح: فلما صرنا إلى الدهليز قال: قد أمرني أمير المؤمنين أن أدفعها إليك تفرقها في أهل بيتكم، فقلت: تكون عندك حتى تمضي هذه الأيام. وقلّ يوم يمضي إلا ورسول المتوكل يأتيه، فقال أبي بعد ذلك: لقد تمنيت الموت، وهذا أمر أشد عليّ من ذلك، ذاك فتنة الدين الضرب والحبس، كنت أحتمله في نفسي، وهذه فتنة الدنيا. فقلت له: أي شيء كان لو أخذتها فقسمتها، فكلح وجهه وقال: إذا أنا قسمتها، أي شيء كنتُ أريد، أكون له قهرمان؟!.
قال صالح: وكتب عبيد الله بن يحيى إلى أبي يخبره أن أمير المؤمنين أمرني أن أكتب إليك أسألك عن القرآن مسألة معرفة وبصيرة، لا مسألة امتحان، فأملى عليّ: إلى عبيد الله بن يحيى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، أحسن الله عاقبتك يا أبا الحسن في الأمور كلها، ورفع عنك مكاره الدنيا والآخرة برحمته، قد كتبت إليك رضي الله عنك بالذي سأل عنه أمير المؤمنين بما حضرني، وإني أسأل الله أن يديم توفيق أمير المؤمنين، فقد كان الناس في خوض من الباطل واختلاف شديد يغتمسون فيه، حتى أفضت الخلافة إلى أمير المؤمنين، فنفي الله بأمير المؤمنين كل بدعة، وانجلى عن الناس ما كانوا فيه من الذل وضيق المجالس، فصرف الله ذلك كله وأذهبه بأمير المؤمنين، ووقع ذلك من المسلمين موقعًا عظيمًا، ودعوا الله لأمير المؤمنين، فأسأل الله أن يستجيب في أمير المؤمنين صالح الدعاء، وأن يتم ذلك له، وأن يزيد في بيته، ويعينه على ما هو فيه، فقد ذُكر عن ابن عباس أنه قال: لا تضربوا بكتاب الله بعضه ببعض، فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم. وذُكر عن عبد الله بن عمرو: أن نفرًا كانوا جلوسًا بباب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال بعضهم: ألم يقل الله كذا؟ وقال بعضهم: ألم يقل الله كذا؟ فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج، فقال: "بهذا أمرتم أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا، إنكم لستم مما هنا في شيء، انظروا
الذي أُمِرْتُم به، فاعملوا به، وانظروا الذي نُهيتم عنه فانتهوا عنه". وذكر أحاديث، ثم قال: ولقد قال الله تعالى: {حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} وقال: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} فأخبر أن الخلق غير الأمر، وذكر آيات، وقال: لست بصاحب كلام، ولا أرى الكلام في شيء من هذا، إلا ما كان في كتاب الله أو في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عن أصحابه، أو عن التابعين.
(ذكر ما جرى له مع ابن طاهر من طلب استزارته وامتناعه عليه، وما جرى له مع ولديه وعمه حين قبلوا صلة السلطان، وذكر الذين أجابوا في المحنة والذين لم يجيبوا)
قال صالح: قدم محمد بن عبد الله بن طاهر فوجَّه إلى أبي: إني أحب أن تصير إليَّ، وتعلمني اليوم الذي تعزم عليه حتى لا يصير عندي أحد، فوجَّه إليه: أنا لم أخالط السلطان، وقد أعفاني أمير المؤمنين مما أكره، وهذا مما أكره، فجهد في أن يصير إليه فأبى، فكتب إلى إسحاق بن إبراهيم: إنَّي دخلت على طاهر بن عبد الله. فقال: يا أبا يعقوب: كتب إليّ محمد أنه وجَّه إلى أحمد ليصير إليه فلم يأته، فقلت: أصلح الله الأمير. إن أحمد قد حلف أن لا يحدِّث، فلعله كره أن يصير، إليه فيسأله أن يحدِّثه. فقال: ما تقول؟ قلت: نعم. قال صالح: فأخبرت أبي بذلك فسكت.
وإنَّما امتنع أحمد من زيارة ابن طاهر لأنه كان سلطانًا، وإلَّا فقد كان يزور أهل الدِّين والعلم.
وقال عبد الله بن أحمد: لما أطلق أبي من المحنة خشي أن يجيء إليه إسحاق بن رَاهُوْيَه، فرحل أبي إليه، فلما بلغ أبي إلى الرَّي دَخل أبي مسجدًا فجاءه مطر كأفواه القرب، فلما كانت العتمة قالوا له: اخرج من المسجد فإنَّا نريد أن نغلقه، فقال لهم: هذا مسجد الله وأنا عبد الله، فقالوا له: أيما أحبُّ إليك أن تخرج، أو أن تُجَرَّ بِرِجْلِكَ؟ فقال أبي: سلامًا، فخرج من المسجد والمطر والرعد والبرق، فكان لا يدري أين يضع رجله، ولا أين يتوجَّه، فإذا رجل قد خرج من داره فقال له: يا هذا أين تمر في هذا الوقت؟ فقال: لا أدري أين أمُرُّ. فقال له: أدخل فأدخله دارًا، ونزع ثيابه، وأعطوه ثيابًا جافة، وتطهَّر للصلاة، فدخل إلى بيت فيه كانون فحم ولبود ومائدة منصوبة، فقيل له: كُلْ فأكل معهم. فقال له: من أين أنت؟ فقال: من بغداد.
فقال: تعرف رجلًا يقال له أحمد بن حنبل؟ فقال أنا أحمد بن حنبل. فقال: وأنا إسحاق بن رَاهُوْيَه.
أمَّا ما جرى له مع ولديه وعمه حين قبلوا صلة السلطان:
فقال صالح: لما قدم أبي من عند المتوكل مكث قليلًا، ثم قال: يا صالح، قلت: لبيك. قال: أحب أن تدع هذا الرزق فلا تأخذه، ولا توكِّل فيه أحدًا، قد علمتُ أنكم إنما تأخذون هذا بسببي، فإذا أنا مت فأنتم تعلمون، فسكتّ. فقال: مالك؟ فقلت: أكره أن أعطيك شيئًا بلساني وأخالف إلى غيره؛ فأكون قد كذبتك ونافقتك، وليس في القوم أكثر عيالًا مني ولا أعذر، وقد كنت أشكو إليك فتقول: أمرك منعقد بأمري، ولعل الله أن يحل عني هذه العقدة، وقد كنتَ تدعو لي وأرجو أن يكون الله عز وجل قد استجاب لك. فقال: ولا تفعل؟ فقلت: لا. فقال: قم فعل الله بك وفعل، ثم أمر بسد الباب بيني وبينه، فتلقاني عبد الله وسألني فأخبرته، فقال: ما أقول؟ قلت: ذاك إليك. فقال له مثل ما قال لي: فقال: لا أفعل، فكان منه نحو مما كان منه إليّ. ولقينا عمه فقال: لم أردتم أن تقولوا له؟ وما كان علمه إذا أخذتم شيئًا؟ فدخل عليه وقال: يا أبا عبد الله: لستُ آخذ شيئًا من هذا، فقال: الحمد لله. فهجرنا وسدَّ الأبواب بيننا وتحامى منازلنا أن يدخل منها إلى منزله شيء، وقد كان قديمًا قبل أن نأخذ من السلطان يأكل عندنا، وربَّما وجَّهنا بالشيء فيأكل منه ولما مضى نحو من شهرين كُتِبَ لنا بشيء فجيء به إلينا، فأول من جاء عمُّه فأخذ، فَأُخبِر فجاء إلى الباب الذي كان سدَّه بيني وبينه، وقد فتحَ الصبيان كُوَّة فقال: ادعوا لي صالحًا. فجاءني الرسول فقلت له: لست أجيء. فوجَّه إليَّ: لِمَ لا تجيء؟ فجيئت فقلت له: هذا الرزق يرتزقه جماعة كثيرة، وإنما أنا واحد منهم، وليس فيهم أعذر مني، فإذا كان توبيخ خصصت به أنا؟ فمضى فلما نادى عمُّه بالأذان خرج. قيل لي: إنه قد خرج إلى المسجد، فجئت حتى صرت إلى الموضع الذي أسمع كلامه، فلما فرغ من الصلاة التفت إلى عَمَّه فقال: يا عدو الله! نافقتني وكذبتني، وكان غيرك أعذر منك! زعمتَ أنك لا تأخذ من هذا شيئًا ثم أخذتَ، وأنت تشغل مائتي درهم، وعمدتَ إلى طريق
المسلمين تستغلُّه. إنَّما أشفق أن تُطَوَّقَه يوم القيامة من سبع أرضين. ثم هجره، وترك الصلاة في المسجد، وخرج إلى مسجد خارج يصلي فيه.
وقال صالح: بلغ أبي زمان هجره لنا أنه قد كتب لنا بشيء إلى دورنا، فجاء إلى الكوة التي في الباب، فقال: يا صالح انظر ما كان للحسن وأم علي فاذهب به إلى فُورَانَ حتى يتصدق به في الموضع الذي أخذ منه. فقلت له: ما عِلْم فُوران من أي موضع أخذ؟ فقال: افعل ما أقول. فوجهتُ ما كان أضيف إليهما إلى فُوران.
وكان إذا بلغه أنَّا قد قَبِلْنا، طوى تلك الليلة فلم يفطر، ثم مكث شهرًا لا أدخل عليه، ثم فتح الصبيان الباب ودخلوا غير أنه لا يدخل إليه شيء من منزلي، ثم وجَّهت إليه: يا أبت قد طال هذا الأمر، وقد اشتقت إليك. فسكتَ فدخلت عليه فأكببتُ عليه وقلت: يا أبتِ تدخل على نفسك هذا الغم؟ قال: يا بني ما لا أملكه. ثم مكثنا مدة لم نأخذ شيئًا، ثم كُتِبَ لنا بشيء فقبضناه، فلما بلغه هَجَرَنا شهرًا، فكلَّمه فوران، ووجه إليّ فوران، فدخلت فقال: يا أبا عبد الله صالح وحبك. فقال: يا أبا محمد، لقد كان أعز الخلق عليّ، وأي شيء أردت له إلا ما أردت لنفسي. فقلت له: يا أبتِ ومن رأيتَ أنتَ ممن لقيتَ قوي على ما قويتَ عليه أنت؟ قال: وتحتجُّ عليَّ؟ ثم كتب إلى يحيى بن خاقان يسأله ويعزم عليه أن لا يعيننا على شيء من أرزاقنا، ولا يتكلم فيها. فلما وصل رسوله بالكتاب إلى يحيى أخذه صاحب الخبر، فأخذ نسخته ووصلت إلى المتوكل. فقال لعبيد الله: كم من أشهر لولد أحمد بن حنبل؟ فقال: عشرة أشهر. فقال: يحمل إليهم الساعة أربعون ألف درهم من بيت المال صحاح ولا يُعْلم بها، فقال يحيى: أنا أكتب إلى صالح أعلمه. فورد عليّ كتابهُ، فوجهت إلى أبي أعلمه. فقال الذي أخبره: إنه سكت قليلًا، وضرب بذقنه صدره، ثم رفع رأسه وقال: ما حيلتي إذا أردت أمرًا وأراد الله أمرًا؟.
أمّا الذين أجابوا في المحنة والذين لم يجيبوا:
فقد أجاب من كبار العلماء: علي بن الجعد، وإسماعيل بن عُلَيَّة، وسعيد بن سليمان الواسطي سَعْدُويَه، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وأبو حَيَّان الزيادي، وبشر بن
الوليد، وعبيد الله القواريري، وعلي بن أبي مقاتل، والفضل بن غانم، والحسن بن حماد سجّادة، وإسماعيل بن أبي مسعود، ومحمد بن سعد، ومحمد بن إبراهيم الدَّورقي، وإسماعيل بن داود، ويحيى بن معين، وعلي ابن المديني، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأبو نصر التمَّار، وأبو كريب في آخرين. وكلهم قد هجرهم أحمد بن حنبل وترك الحديث عنهم.
وأما من لم يجب فهم كثير أيضًا منهم: أحمد بن نصر، ومحمد بن نوح، ونُعَيم بن حماد، والفضل بن دُكَيْن، وعفَّان، والبويطي، وإسماعيل بن أبي أويس وأبو مصعب، ويحيى الحمَّاني، وأحمد بن حنبل، وغيرهم. والمقصود منهم أحمد بن حنبل لجلالة قدره وعظيم موقعه.
(ذكر مرضه، وحاله عند احتضاره، وتاريخ موته، ومبلغ سنِّه، وغسله، وكفنه، والصَّلاة عليه، وما جرى عند حمل جنازته، ودفنه، وما خلَّفه من التركة، وتأثير موته عند الإِنس والجن، والتعازي به، والأشعار التي مدح بها في حياته ورثي بها بعد موته، والمنامات التي رآها أحمد أو رئي فيها أو رئيت له)
أما مرضه وحاله عند احتضاره وتاريخ موته ومبلغ سنه:
فكان يقول: استكملت سبعًا وسبعين سنة ودخلتُ في الثامنة. فحمَّ من ليلته ومات يوم العاشر سنة إحدى وأربعين.
ودخل عليه رجل وهو في الحبس فقال له: كيف تجدك يا أبا عبد الله؛ فقال: بخير في عافية والحمد لله. فقيل له: حممت البارحة؟ فقال: إذا قلتُ أنا في عافية فحسبكم. لا تحوجوني إلى ما أكره.
وقال صالح: لما كان في أوَّل يوم من شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ومئتين حُمَّ أبي ليلة الأربعاء، فدخلت عليه يوم الأربعاء وهو محموم يتنفس تنفسًا شديدًا، وكنت قد عرفت علَّته، وكنت أمرضه إذا اعتلَّ، فقلت له: يا أبتِ على ما أفطرت البارحة؟ قال: على ماء باقلَّا. ثم أراد القيام فقال: خذ بيدي. فأخذت بيده، فلما صار إلى الخلاء ضعفت رجلاه حتى توكَّأ عليّ. وكان يختلف إليه متطببون كلهم مسلمون، فوصف له متطبب قَرْعَةً تشوى ويسقى ماءها. فقال: يا صالح. فقلت: لبيك. قال: لا تشوى في منزلك، ولا في منزل أخيك عبد الله.
وصار الفتح بن سهل إلى الباب يعوده فحجبته، فأتى علي بن الجعد فحجبته، وكثر الناس. فقلت: يا أبتِ قد كثر الناس. فقال: وأي شيء ترى؟ قلت: تأذن لهم؛
فيدعون لك. فقال: أستخير الله، فجعلوا يدخلون عليه أفواجًا، حتى تمتلئ الدار، فيسئلونه، ويدعون له، ثم يخرجون، ويدخل فوج آخر، وكثر الناس، وامتلأ الشارع، وأغلقنا باب الزقاق. وجاء رجل من جيراننا قد خَضَبَ فدخل عليه فقال: إنَّي لأرى الرَّجل يُحيي شيئًا من السُّنَّة فأفرحُ به، فدخل فجعل يدعو له ولجميع المسلمين. وجاء رجل فقال: تلطَّف لي بالإِذن عليه؛ فإني قد حضرتُ ضربه يوم الدار، وأريد أن أستحله. فقلت له: فأمْسَكَ. فلم أزل به حتى قال: أدخِله. فأدخلته، فقام بين يديه وجعل يبكي ويقول: أنا كنت ممن حضر ضربك، وقد أتيتك، فإن أحببت القِصَاص فأنا بين يديك، وإن رأيت أن تحلِّلَني فعلتَ. فقال: على أن لا تعود لمثل ذلك. قال: نعم. قال: قد جعلتك في حِلٍّ فخرج يبكي، وبكى من حضر من الناس.
وكان له في خُريقة قطيعات فإذا أراد الشيء أعطينا من يشتري له، فقال لي يوم الثلاثاء: انظر هل في خُريقتي شيء؟ فنظرت فإذا فيها دراهم. فقال: وجّه فاشترِ تمرًا وكفَّر عني كفَّارة يمين ففعلتُ، وبقي بعد ذلك ثلاثة دراهم. فأخبرته، فقال: الحمد لله. ثم قال: اقرأ عليَّ الوصية فقرأتها، فأقرّها. قال صالح: فلمَّا كان قبل وفاته بيومين قال: ادعوا الصِّبيان - بلسان ثقيل - فجعلوا ينضمُّون إليه، وهو يشمهم ويمسح بيده رؤوسهم، وعينه تدمع. فقيل له: لا تهتم لهم يا أبا عبد الله. فأشار بيده، فظننَّا أنَّ معناه: إني لم أرد هذا المعنى.
وكان يصلي قاعدًا، ويصلي وهو مضطجع، لا يكاد يفتر، ويرفع يديه في إيماء الركوع. وأدخلتُ الطَّستَ تحته فرأيت دمًا عبيطًا في بول، فقلت للطبيب، فقال: هذا رجل قد فتَّتَ الحزنُ والغمُّ جوفه. واشتدَّت به العلة يوم الخميس ووَضَّأتُه، فقال: خلِّل الأصابع، فلمَّا كانت الجُمُعَة وظننت أنَّه قد قبض، وأردنا أن نمدِّدَه، فجعل يقبض قدميه، وهو موجه، وجعلنا نلقنه ونقول: لا إله إلا الله، ونردِّدُ ذلك عليه، وهو يهلِّل، وتوجَّه إلى القِبْلة، واستقبلها بقدميه، فلما كان يوم الجمعه، اجتمع الناس حتى ملؤوا السكك والشوارع، فلما كان صدر النَّهار قُبِضَ، فصاح الناس، وعلت
الأصوات بالبكاء، حتى كأن الدنيا قد ارتجت، وقعد الناس حتى خفنا أن ندع الجمعة، فأشرفت عليهم فأخبرتهم أنا نخرجه بعد صلاة الجمعة.
وكان قد أوصى وهو في الحبس أن يجعل على كل عين شعرة من شعر النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى لسانه شعرة، وكانت ثلاث شعرات عند أحمد يتبرَّك بها، ففعل به ذلك.
وكان لا يئن في مرضه، ويستدل بحديث طاووس أنه كان يكره الأنين في المرض.
أما حاله عند احتضاره:
فقال عبد الله: لما حضرت أبي الوفاة جلست عنده وبيدي الخرقة لأشدَّ بها لحييه، فجعل يغرق ثم يفيق، ثم يفتح عينيه، ويقول بيده هكذا لا بَعْد لا بَعْد ثلاث مرات، ففعل هذا مرة ثانية، فلما كان في الثالثة قلت له: يا أبتِ أي شيء هذا قد لهجت به في هذا الوقت، تغرق حتى نقول قد قضيتَ ثم تعود فتقول: لا بعد لا بعد لا بعد؟ فقال: يا بني ما تدري؟ قلت: لا. قال: إبليس لعنه الله قائم حذائي عاضٌّ على أنامله يقول: يا أحمد فُتَّنِي. وأنا أقول: لا بَعْدُ حتى أموت.
وكان يحرك لسانه إلى أن توفي.
أما تاريخ وفاته ومبلغ سنه:
فقال حنبل بن إسحاق: مات أحمد يوم الجمعة في ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ومئتين وهو ابن سبع وسبعين سنة. وقال غيره: مات لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ومئتين، وذلك بعد طلوع الشمس يوم الجمعة، ودفن قبل غروب الشمس.
وموته يوم الجمعة زيادة فضيلة، فقد توفي فيها سادات، وورد أن الموت فيها وقاية من فتنة القبر.
وممن مات فيها غيره:
عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، والحسين بن علي، والعباس بن
عبد المطلب، والحسن البصري، وابن سيرين، وخلق كثير رحمهم الله تعالى.
أما غسله، وكفنه، والصلاة عليه، وما جرى عند حمل جنازته، ودفنه، وما خلف من التركة:
فقال صالح: لما توفي أبي واجتمع الناس في الشوارع، وجهتُ إليهم أُعلمهم بوفاته، وأني أخرجه بعد العصر، ووجَّه ابن طاهر بحاجبه مظفر ومعه غلامان، معهم مناديل فيها ثياب وطيب، فقالوا: الأمير يقرئك السلام ويقول: قد فعلت ما لو كان أمير المؤمنين حاضره كان يفعل ذلك، فقلت له: أقرئه السلام، وقل له: إن أمير المؤمنين كان قد أعفاه في حياته مما كان يكره، ولا أحب أن أتبعه بعد موته بما كان يكره في حياته، فعاد وقال: يكون شعاره ولا يكون دثاره، فأعدت عليه مثل ذلك، وقد كان غزلت له الجارية ثوبًا عشاريًا قوم ثمنه عشرين درهمًا، فقطع منه قميصين، فقطعنا له لفافتين، وأخذنا له من فُوران لفافة أخرى، فأدرجناه في ثلاث لفائف، واشترينا له حنوطًا، وقد كان بعض أصحابنا من العطَّارين سألني أن يوجه بحنوط فلم أفعل، وصَبَّ في حَبٍّ لنا ماءً فقلت: قولوا لأبي محمد يشتري راوية ويصب الماء في الحب الذي كان يشرب منه، فإنه كان يكره أن يدخل إليه من منازلنا شيء.
وفرغ من غسله، وكفَّنَّاه، وحضر نحو من مئة من بني هاشم ونحن نكفنه، فجعلوا يقبلون جبهته حين رفعناه على السرير. وقال المرُّوذي لما أردت غسله جاء بنو هاشم، فاجتمعوا في الدار خلقًا كثيرًا، فأدخلناه البيت، وأرخينا الستر وجلَّلْته بثوب حتى فرغنا من أمره، ولم يحضره أحد من الغرباء ونحن نغسله، فلما فرغنا من غسله وأردنا أن نكفنه غلبنَا عليه بنو هاشم، وجعلوا يبكون عليه، ويأتون بأولادهم فيكبونهم عليه ويقبلونه، فوضعناه على السرير، وشددناه بالعمائم، وأرسل ابن طاهر بأكفان فرددتها، وقال عمُّه للرسول: هو لم يدع غلامي يرى وجهه. وقال له رجل: قد أوصى أن يكفن في ثيابه. فكفَّنَّاه في ثوب له مَرَوِيٍّ أراد أن يقطعه، فزدنا فيه، وصيَّرناه ثلاث لفائف.
أما من تقدم في الصلاة عليه:
فقال عبد الله بن أحمد: صلى عليه محمد بن عبد الله بن طاهر. غلبنا على الصلاة عليه، وقد كنا صلينا عليه نحن والهاشميون داخل الدار قبل أن نخرجه.
وأما كثرة الجمع الذين صلوا عليه:
فقال ابن أبي صالح القنطري: شهدت الموسم أربعين عامًا ما رأيت جمعًا قط أكثر من الجمع الذين حضروا جنازة أحمد بن حنبل.
وقال عبد الوهاب الورَّاق: ما بلغنا أن جمعًا كان في الجاهلية أو في الإِسلام مثله، حتى بلغنا أن الموضع حزر على التصحيح فإذا هو نحو من ألف ألف، وحزرنا على السور نحوًا من ستين ألف امرأة، وفتح الناس أبواب المنازل في الشوارع والدروب ينادون من أراد الوضوء، وكثر ما اشترى الناس من الماء فسقوه.
وكانت الصفوف من الميدان إلى قنطرة باب القطيعة، وبعث أمير المؤمنين عشرين حازرًا ليحزروا كم صلى على أحمد بن حنبل، فحزروا ألف ألف وثلاث مئة ألف سوى من كان في السفن. فهذا فضل عظيم. وقد قال أحمد رحمه الله: فرق ما بيننا وبين أهل البدع الجنائز.
أمَّا ما جرى عند حمل جنازته من مدح السنّة وذم البدعة:
فإنه لما صلَّى الناس على أحمد ظهر اللعن على الكرابيسي، فأخبر المتوكل بذلك فقال: من الكرابيسي؟ فقيل: رجل أحدث قولًا لم يتقدمه أحد. فأمره بلزوم بيته حتى مات. وكذا بشر المريسي فقد كثر لعنه أيضًا
وقال عبد الوهاب الوراق: أظهر الناس من جنازة أحمد بن حنبل السنّة والطعن على أهل البدعة، فسرَّ الله المسلمين بذلك على ما عندهم من المصيبة لما رأوا من العزّ وعلوّ الإِسلام، وكبت الله أهل البدع والزيغ والضلالة.
وأما ما خلَّف من التركة:
فمات رحمه الله ولم يخلِّف سوى ستة قطع أو سبعة كانت في خرقة، وخرقة كان يمسح بها وجهه قدر دانقين.
أما تأثير موته عند الإِنس والجن والتعازي به:
فقال الوركاني جار أحمد بن حنبل: يوم مات أحمد وقع المأتم والنوح في أربعة أصناف من الناس: المسلمين واليهود والنصارى والمجوس، وأسلم يوم مات عشرة آلاف، وما من أهل بيت لم يدخل عليهم يوم مات أحمد الحزن إلا بيت سوء.
قلت: هذه القصة ذات أهمية، وفيها مبالغة شديدة، حتى قال الذهبي في الميزان:"الوركاني هذا شيخ لا يعرف، ولا يُدرى من هو، ولم يتابعه على هذا القول أحد. ولو وقع هذا لتوفرت الهمم على نقل مثله" انتهى. وتابعه على هذا الإِنكار كثير من المتأخرين، ولكن عندي أن في قول الذهبي نظرًا، فقد قال النابلسي قي الوركاني هذا:"إنه نقل عن أحمد أشياء، وسمع منه أحمد بن حنبل أيضًا". وقال ابن حجر في التهذيب: "محمد بن جعفر بن زياد ين أبي هاشم الوركاني، أبو عمران الخراساني، سكن بغداد، روى عن: عبد الرحمن بن أبي الزناد، ومالك بن أنس، وفضيل بن عياض، وشريك بن عبد الله، وأبي معشر المدني، وأيوب بن جابر اليمامي، ومعمر بن سليمان الرقي، والمعافى بن عمران الموصلي، ومعتمر بن سليمان التيمي في آخرين. وعنه: مسلم، وأبو داود، وروى النسائي عن أبي بكر بن علي المروذي عنه، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة، وابن أبي الدنيا، وعبد الله بن أحمد، وموسى بن هارون، وإبراهيم بن الجنيد الختلي، والمعمري، وعباس الدوري، والحارث بن أبي أسامة، وأحمد بن علي الأبَّار، وأبو يعلى، وأبو القاسم البغوي، وآخرون. قال أبو داود: رأيت أحمد بن حنبل يكتب عنه. وقال أبو زرعة: كان جار أحمد بن حنبل، وكان يرضاه، وكان صدوقًا ما علمته. وقال صالح بن محمد: كان أحمد يوثقه، ويشير به. وقال عبد الخالق ين منصور عن ابن معين: ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن سعد وغيره: مات في رمضان سنة ثمان وعشرين ومئتين.
قلت: وبهذا أرَّخه ابن قانع، وقال: كان ثقة. انتهى المراد منه، وكذا في الخلاصة أنه توفي سنة ثمانٍ وعشرين ومئتين. وبهذا تعلم أن القصة ليست صحيحة،
لأن وفاة الإمام أحمد سنة إحدى وأربعين، ووفاة الوركاني سنة ثمان وعشرين، فيكون الوركاني قد توفي قبل الإِمام أحمد بثلاثة عشر سنة، وبذلك يعلم بطلان هذه القصة قطعًا، ولكن قول الذهبي إنه وركاني آخر مجهول، فيه نظر، فإن في الرواية التصريح بأنه الوركاني جار أحمد، ومَرّ بك في قول أبي حاتم الرازي أن محمد بن جعفر هذا هو جار أحمد، فلعل الواضع لها أحد الرواة الذين بعده، ولنذكر سند هذه القصة الذي أورده ابن الجوزي:
قال ابن الجوزي: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز، قال أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب. وأخبرنا محمد بن ناصر، قال أنا عبد القادر بن محمد بن يوسف، قال إبراهيم بن عمر البرمكي، وأخبرنا عبد الله بن علي المقري، قال أنا عبد الملك بن أحمد السيوري، قال أنا عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الفضل، قالا: ثنا علي بن عبد العزيز بن مردك، وأخبرنا إسماعيل بن أحمد، ومحمد بن عبد الباقي قالا: أنا حَمْد بن حمد قال: أنا أحمد بن عبد الله الحافظ أبو نعيم قال: سمعت ظفر بن أحمد يقول: حدثني الحسين بن علي، قال حدثني أحمد الوراق، قال حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، قال حدثني أبي قال حدثني أبو بكر محمد بن عَيَّاش قال: سمعت الوركاني جار أحمد بن حنبل يقول، به، فلينظر في سنده.
أما تأثير موته عند الجن:
فقال رجل: أنا من اليمن، وكانت لي بنت مصابة، فجِيئَتْ بالعزَّامين، فعزموا عليها، ففارقها الجنيّ على أن لا يعود، فعاودها بعد سنة، فقلت: أليس قد فارقت على أن لا تعود قال: بلى، ولكن مات اليوم رجل بالعراق يقال له أحمد بن حنبل، فذهبت الجن كلها تصلي عليه إلا المردة وأنا منهم، ولست أعود بعد يومي هذا، فما عاد.
وقال محمد بن أحمد بن محمود: كنت في البحر مقبلًا من ناصية السِّنْد، فقمت في الليل، فإذا هاتف من ناحية البحر يقول: مات العبد الصالح أحمد بن حنبل،
فقلت لبعض من كان معنا: من هذا؟ فقال: هذا من صالحي الجن. ومات أحمد تلك الليلة.
وقال أبو زرعة: كان يقال عندنا بخراسان: إن الجن نعت أحمد بن حنبل بعد موته بأربعين صباحًا.
وقال صالح بن أحمد: كان أهلنا يذكرون أنهم كانوا يسمعون رنة لا تشبه رنة الإِنس من دار أبي إذا هدأت العيون بعد وفاته بأربعين صباحًا.
أما التعازي به:
فذكر أولاده أن خلقًا كثيرًا عزوهم فيه، وأن جماعة من الصالحين لم يُعْرفوا جاؤوا للتعزية.
قال صالح: جاءنا كتاب المتوكل بعد أيام من موت أبي، وجاء كتاب أخ لي يعزيني عن أبي: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. أما بعد: فإن الله عز وجل حتم الموت على عباده حتمًا، عدلًا، على بريته كافة، قضاءً فصلًا حتى يأتي ذلك على جميع من ذرأ وبرأ، وكان ممن أتى عليه حتم الله عز وجل وقضاؤه: أبو عبد الله رحمة الله عليه. دعاه الله إليه فأجابه، راضيًا مرضيًا، نقيًا من الدَّنَس والعيب، طاهر الثوب، غير مبتدع، ولا ضالٍّ، ولا مُضلّ، ولا زائغ عن هدًى، ولا مائل إلى هوًى، لم يرهبه وعيد إلى أن نقله الله إليه وإلى جواره، فلمثل ما صار إليه من كرامة الله فليعمل العاملون، وعلى أن المصيبة به قد مضت، وأرمضت، وأبلغت من القلوب، فأنا أعزيك وعامة المسلمين ممن يقرأ كتابنا هذا بما أمر الله به، منجزًا لما وعد من صلاته ورحمته وهداه لمن احتسب، وصبر، وسلم، ورضي بحكم الله النافذ على جميع خلقه، فقد مضى على أحسن حالاته، وأحسن قصده وهديه، ثابت على حزمه وعزمه، أرَادَتْه الدنيا ولم يُرِدْها، لم تأخذه في الله لومة لائم، فقد كلم وثلم في الإِسلام فقده، وأنا أسأل الله الذي يجود بالجزيل ويعطي الكثير أن يصليَ على محمد عبده ورسوله، وأن يعطيَ أبا عبد الله أفضل ما أعطى أحدًا من أوليائه الذين خلقهم لطاعته، وأن يعليَ درجته، ويرفع ركنه، ويجعل مجلسه مع النبيَّين والصِّدِّيقين
والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا، وأن يهب لك الصبر الذي يبلغك ما وعد الصابرين، ويقينًا يوجب لك ثواب المحسنين، فإنه وليُّ النعم، وبيده الخير، وهو على كل شيء قدير".
وقال رجل من أهل العلم يوم دفن أحمد لآخر: تدري من دفنا اليوم؟ قال: من؟ قال: سادس خمسة. قال: من هم؟ قال: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعمر بن عبد العزيز، وأحمد بن حنبل. وكأنه عنى كل واحد في زمانه.
أما الأشعار التي مدح بها في حياته، ورثي بها بعد وفاته فهي كثيرة جدًا وسأتركها طلبًا للاختصار، ولكن سأشير إلى بعضها، وأكتفي بإيراد بيت واحد من كل قصيدة. فمن ذلك:
قصيدة أبي سعيد اليخامري في أحمد التي منها:
فأنت أبا عبد الإِله مسدَّد
…
بتسديد ذي العرش الرفيع الدعائم
ومن ذلك قول إسماعيل إبن فلان الترمذي فيه، وهو في المحنة ومطلعها:
تبارك من لا يعلم الغيب غيره
…
ومن لم يزل يُثْنَى عليه ويُذْكَرُ
وهي طويلة جدًا.
ومن ذلك ما أنشده الهيضم بن أحمد لأبيه في أحمد، ومنها:
يا ناعيَ العلم بيوم أحمدا
…
نعيت بحرًا كان يجري مزبدا
وله أيضًا أخرى فيه ومنها:
للزاهدين مع الدموع دموع
…
والعابدين لهم عليك خشوع
وله أخرى فيه ومنها:
لتبك عيون مسبلات بوبلها
…
على زينة الدنيا وعالم أهلها
ومن ذلك قول علي بن حجر، ومنها:
نعى لي إبراهيم أورع صالح
…
سمعت به من مُعْدِمٍ ومُخَوَّلِ
ومن ذلك قول أبي مزاحم الخاقاني فيه، ومنها:
جزى الله ابن حنبل التَّقيَّا
…
عن الإِسلام إحسانا هنيّا
ومن ذلك قوله فيه أيضًا:
لقد صار في الآفاق أحمد محنةً
…
وأمر الورى فيه فليس بمشكل
ومن ذلك قول ابن الخباز فيه، ومنها:
ومن أفْضَت الدنيا إليه فعافَهَا
…
وقال هبلتِ الدين أنبل مثكل
وهي طويلة جدًا.
ومن ذلك قول جعفر السَّراج منها:
سقى الله قبرًا حلَّ فيه ابن حنبل
…
من الغيث وَسْمِيًّا على إثرهِ ولي
ومن ذلك قول عبد الله بن محمد الأنصاري، ومنها:
وإِماميَ القَوَّامُ لله الذي
…
دفنوا حميد الشأن في بغدان
وهذا الباب واسع جدًا، اكتفيت منه بهذا القدر طلبًا للاختصار.
وأما المنامات التي رآها أحمد، أو رئي فيها، أو رئيت له:
فقال عبد الله، قال أبي: رأيت ربَّ العزة عز وجل، فقلت: يا رب، ما أفضل ما تقرب به المتقربون إليك؟ فقال: كلامي يا أحمد. قال قلت: يا رب بفهم أو بغير فهم؟ قال: بفهم وبغير فهم.
وقال صدقة بن الفضل: أقبلت من الكوفة أريد بغداد، وليس معي نفقة، فلما بلغت نهر (صرصر) اشتدَّ بي الجوع، فدخلت مسجدًا فنمت، فإذا برجل يحركني برجله، فانتبهت، فإذا أحمد بن حنبل ومعه حمال معه خبز وغيره، فقال: إني أُتيت البارحة في المنام، فقيل لي: صديقك صدقة بن الفضل أقبل من الكوفة وهو بحال فأَدْرِكْه.
أما المنامات التي رئي فيها أحمد فهي كثيرة جدًا، وسأذكر منها البعض:
فمن ذلك: قول مِهْران الحمال: رأيت أحمد بن حنبل في المنام، وكأنَّ عليه بردًا مخططًا أو معينًا، وكأنه بالري يريد المصير إلى الجامع يوم الجمعة، فاستعبرت بعض أهل التعبير، فقال: هذا يشتهر بالخير، فما أتى عليه إلا قريب حتى ورد ما ورد من أمر المحنة.
وقال أبو حاتم الرازي: رأيته في المنام أفخم ما كان، وأحسن وجهًا، فجعلت أسأله الحديث وأذاكره.
ورأى رجل كأن ملكًا نزل من السماء ومعه سبعة تيجان، فأول من توَّج من الدنيا أحمد بن حنبل.
وقال زكريا بن يحيى السمسار: رأيته في المنام، وعلى رأسه تاج مرصع بالجوهر، في رجليه نعلان، وهو يخطو بهما، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي وأدناني من نفسه، وتوَّجني بيده، وقال: هذا بقولك: "القرآن كلام الله غير مخلوق". فقلت: ما هذه الخَطْرَة التي لم أعرفها في دار الدنيا؟ قال: هذه مِشْيَة الخَدَّام في دار السَّلام.
وقال محمد بن خزيمة: لمَّا مات أحمد بن حنبل اغتممت غمًّا شديدًا، فبتُّ من ليلتي فرأيته في المنام وهو يتبختر في مشيته، فقلت له: أيُّ مِشْيَةٍ هذه؟ فقال: مِشية الخدام في دار السلام. فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي وتوَّجني وألبسني نعلين من ذهب، وقال لي: يا أحمد هذا بقولك: القرآن كلامي، ثم قال لي: يا أحمد ادعني بتلك الدعوات التي بلغتك عن سفيان الثَّوري كيف تدعو بهن في دار الدنيا. فقلت: يا ربَّ كلِّ شيء، لا تسألني عن شيء، اغفر لي كلَّ شيء. فقال لي: يا أحمد هذه الجنة فقم فادخل إليها فدخلت فإذا أنا بسفيان الثَّوري، وله جناحان أخضران يطير بهما من نخلة إلى نخلة، وهو يقول:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} قال: فقلت: ما فعل عبد الوهاب الورَّاق؟ قال: تركته في بحر من نور، في زلال من نور، يزور ربَّه الملك الغفور. فقلت: ما فعل
بِشْر؟ قال: بخ بخ، ومن مثل بشر؟! تركته بين يدي الجليل، وبين يديه مائدة من الطعام، والجليل يقول وهو مقبل عليه: كل يا مَنْ لم يأكل، واشرب يا من لم يشرب، وانعم يا من لم ينعم.
ورويت هذه الحكاية من وجه آخر، وفيها زيادة: قال أحمد: قال الله لي يا أحمد: لم كتبت عن حريز بن عثمان؟ فقلت: يا رب كان ثقة. فقال: صدقت، ولكنه كان يبغض عليًا أبغضه الله
…
إلى آخر الحكاية. قال: فلما أصبحت تصدقت بعشرة آلاف درهم.
ورويت أيضًا من وجه آخر بزيادة: فقلت يا أحمد: ما فعلت مِسْكينةُ الطُّفَاوِيَّة؟ قال لما سألت عنها، فإذا هي ورائي تقول: هَيْهات هَيْهات ذهبت المَسْكَنَة اليوم وجاء الغنى.
وقال بعضهم: رأيت كأن القيامة قد قامت، وإذا برجل جاء على فرس به من الحُسْن ما الله به عليم. ومنادٍ ينادي ألا لا يتقدمَنَّ اليوم هذا أحد. قلت من هذا؟ قالوا: أحمد بن حنبل.
وقال عبد الله: رأيت أبي في النَّوم، فقلت: يا أبتِ ما فعَل الله بك؟ قال: وقفني بين يديه، وقال: يا أحمد بسببي ضُربتَ، ومن أجلي امتُحنت، هذا وجهي قد أبحتك النظر إليّ.
ورأى أحمد بن محمد الكندي مثل ذلك.
وقال علي بن الموفق: رأيت كأني أدخلت الجنة، فإذا أنا بثلاثة نفر: رجل قاعد على مائدة، قد وكل الله به ملكين: ملك يطعمه، وملك يسقيه. وآخر واقف على باب الجنة، ينظر إلى وجوه قوم فيدخلهم. وآخر واقف في وسط الجنة شاخص ببصره إلى السماء، ينظر إلى الرب. فجئت إلى رضوان، فقلت: مَنْ هؤلاء؟ فقال: أما الأول: فبشر الحافي: خرج من الدنيا وهو جائع عطشان. وأما الثاني الواقف في وسط الجنة: فمعروف الكرخي عَبَدَ الله شوقًا منه للنظر فقد أعطي. وأما الواقف على باب الجنة:
فأحمد بن حنبل أمره الجبار أن ينظر إلى وجوه أهل السُّنَّة فيأخذ بأيديهم فيدخلهم الجنة.
وهذا باب واسع جدًا.
أما المنامات التي رئيت له:
فمن ذلك قول عبد الله بن أحمد: قال محمد بن الفرج: لما نزل بأحمد من الحبس والضرب ما نزل دخل عليَّ من ذلك مصيبة، فأُتيت في منامي فقيل لي: أما ترضى أن يكون عند الله عز وجل بمنزلة أبي السَّوَّار العدوي؟ فأخبرتُ أحمدَ، فاسترجع.
وقال إسحاق المدائني: رأيت في المنام كأن الحجر الأسود انصدع، وخرج منه لواء، فقلت: ما هذا؟ فقيل: أحمد بن حنبل قد بايع الله عز وجل، وكان في اليوم الذي ضرب فيه أحمد بن حنبل.
وهذا باب واسع أيضًا أضربنا عن ذكره للاختصار.
(ذكر عقوبة من آذاه، وما قيل فيمن تنقَّصه، وسبب اختيارنا لمذهبه على مذهب غيره، وفضل أصحابه وأتباعه)
أما عقوبة من آذاه، وما قيل فيمن تنقَّصه: فقال محمد بن الفضل: تناولت مرة أحمد بن حنبل، فوجدت في لساني ألمًا لم أجد القرار منه، فبتّ ليلة، فأتاني آتٍ فقال: هذا بتناولك الرجل الصالح! فانتبهت فلم أزل أتوب إلى الله حتى سكن.
وقال مسعر بن محمد بن وهب: كنت مؤدِّبًا للمتوكل قبل أن يلي الخلافة، أنزلني في حُجْرة من حُجَرِ الخلافة، فربما كانت تعرضُ في فكرته مسألة في الدين، فيوجه إليَّ يسألني عنها، وكان إذا جلس للخاصَّة أقوم على رأسه، فإن افتقدني دعاني حتى أقف موقفي لا يخليني منه ليلًا ولا نهارًا إلا في وقت خلوته، وإنه جلس للخاصة ذات يوم في مجلسه الذي كان يسمى الوديع، ثم قام منه حتى دخل بيتًا له من قوارير سقفه وحيطانه وأرضه، وقد أجري له الماء فيه، فالماء يعلو على البيت وأسفله وحيطانه، يتقلب فيه، يرى من هو داخله كأَنه في جوف الماء جالس، وقد فرش له فراش قباطي مصر، ومساندها ومخادها الأرجوان، فجلس في مجلسه، وجلس عن يمينه الفتح بن خاقان وعبيد الله بن خاقان، وعن يساره بغا الكبير ووصيف، وأنا واقف في زاوية البيت التميمي مما يليه، وخادم آخذ بعضادتي الباب واقف، إذ ضحك المتوكل، فأرَمَّ القوم وسكتوا، فقال: ألا تسألوني مم أضحك؟ قالوا: ممَّ ضحك أمير المؤمنين أضحك الله سنّه؟ فقال: أضحكني أني ذات يوم واقف على رأس الواثق، وقد قعد للخاصة في مجلسي الذي كنت فيه جالسًا، وأنا واقف على رأسه، إذ قام من مجلسه حتى جاء فدخل هذا البيت الذي دخلته، فجلس في مجلسي هذا، ورُمْتُ الدخول فمنعت، ووقفت حيث الخادم واقف، وجلس ابن أبي دؤاد في مجلسك يا فتح، وجلس محمد بن عبد الملك بن الزيَّات في مجلسك يا عبيد الله، وجلس إسحاق بن إبراهيم في مجلسك يابغا، وجلس نجاح في مجلسك يا وصيف،
إذ قال الواثق: والله لقد فكَّرتُ فيما دعوتُ الناس إليه من أن القرآن مخلوق، وسرعة إجابة من أجابنا، وشدة خلاف من خالفنا، حتى حَمَلْنَا مَنْ خَالفَنَا على السَّوط، والسيف، والضرب الشديد، والحبس الطويل، ولا يردعه ذلك، ولا يرده إلى قولنا، فوجدت مَنْ أجابنا رغب فيما في أيدينا، فأسرع في إجابتنا رغبة منه فيما عندنا، ووجدتُ مَنْ خالفنا منعه دِينٌ وورع عن إجابتنا، وصَبَرَ على ما يناله من القتل والضرب والحبس، فوالله لقد دخل قلبي من ذلك اليوم أمر، شككتُ فيما نحن فيه، وفي محنة من نمتحنه، وعذاب من نعذبه في ذلك، حتى هممت بترك ذلك الكلام والخوض فيه، ولقد هممت أن آمر بالنداء في ذلك، وأكف الناس بعضهم عن بعض. فبدأ ابن أبي دؤاد فقال: الله الله يا أمير المؤمنين أن تميت سنة قد أحييتها، وأن تبطل دينًا قد أقمته، وقد جهد الأسلاف فما بلغوا فيه ما بلغت، فجزاك الله عن الإِسلام والدِّين خير ما جزى وليًا عن أوليائه. ثم أطرقوا رؤوسهم ساعة يفكرون في ذلك، فبدأ ابن أبي دؤاد، وخاف أن يكون من الواثق في ذلك أمر ينقض عليه قوله، ويفسد عليه مذهبه، فقال: والله يا أمير المؤمنين: إن هذا القول الذي نحن عليه، وندعو الناس إليه لهو الذي ارتضاه الله لأنبيائه ورسله، وبعث به نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم، ولكن عمي الناس عن قبوله. فقال الواثق: فإني أريد أن تباهلوني على ذلك! فقال ابن أبي دؤاد: ضربه الله بالفالج في الدنيا قبل الآخرة إن لم يكن ما يقول أمير المؤمنين حقًا "إن القرآن مخلوق".
وقال محمد بن عبد الملك الزيَّات: وهو فيسمِّر الله بدنه بمسامير من حديد في دار الدنيا قبل الآخرة إن لم يكن ما يقول أمير المؤمنين حقًا "إن القرآن مخلوق".
وقال إسحاق بن إبراهيم: فأنتن الله ريحه في دار الدنيا قبل الآخرة حتى يهرب منه حميم وقريب إن لم يكن ما يقول أمير المؤمنين حقًا "إن القرآن مخلوق".
وقال نجاح: وهو فقتله الله في أضيق مجلس إن لم يكن ما يقول أمير المؤمنين حقًا "إن القرآن مخلوق".
ودخل عليهم إيتاخ: وهم في ذلك فأخذوه على البديهة، وسألوه عن ذلك
فقال: وهو فأغرقه الله في البحر إن لم يكن ما يقوله أمير المؤمنين حقًا "إن القرآن مخلوق".
فقال الواثق: وهو فأحرق الله بدنه بالنار في دار الدنيا قبل الآخرة إن لم يكن ما يقول أمير المؤمنين حقًا "إن القرآن مخلوق".
فأنا أضحك من أنه لم يَدْعُ أحدٌ منهم بدعوة على نفسه يومئذٍ إلا استجيبت.
أما ابن أبي دؤاد: فقد رأيت ما نزل به من الفالج.
وأما ابن الزيَّات: فأنا أقعدته في تنور من حديد، وسمَّرت بدنه بمسامير من حديد.
وأما إسحاق: فإنه مرض مرضه الذي مات فيه، فأقبل يعرق عرقًا منتنًا حتى هرب منه الحميم والقريب، وكان يُلقَى عليه كل يوم عشرون غلالة، فتؤخذ منه وهي مثل الجيفة، ويرمى بها في دجلة، ولا ينتفع بها، فتقطع من شدة النتن والعرق.
وأما إيتاخ: فأنا كتبت إلى إسحاق بن إبراهيم، وقد رجع من الحج: كبِّله بالحديد وأغرقه.
وأما الواثق: فإنه كان يحب النساء وكثرة الجماع، فوجَّه يومًا إلى ميخائيل الطبيب: ابغني دواءً للباءة، فقال: يا أمير المؤمنين بدنك فلا تهدَّه، فإن كثرة الجماع تهدُّ البدن، ولا سيما إذا تكلَّف الرجل ذلك، فاتق الله في بدنك، وأبق عليك، فليس لك من بدنك عوض، فقال له: لا بدّ منه! ثم رفع القطيفة عنه، فإذا بين يديه وصيفة قد ضمها إليه، ذكر من هيأتها وجمالها أمرًا عجيبًا. فقال: ومن يصبر عن مثل هذه؟ قال: فإن كان ولا بدّ، فعليك بلحم السبع، فأْمر أن يؤخذ لك رطل فيغلى سبع غليات في خل خمر عتيق، فإذا جلست على شربك أمرت أن يوزن لك منه ثلاثة دراهم، فانتقلت به على شربك ثلاث ليال، فإنك تجد فيه بغيتك، واتق الله في نفسك، ولا تسرف فيها، ولا تجاوز عما أمرتك به. فلهى عنه أيامًا، فبينا هو ذات يوم جالس على شرابه إذ ذَكَرَهُ فقال: عليَّ بلحم السبع الساعة، فأخرج له سبع من الجُبّ، وذبح
من ساعته، وأَمرَ فكبب له منه، ثم أمر فأغلي منه بالخل، ثم قدم له منه، فأخَذ ينتقل به على شرابه، وأتتْ عليه الأيام والليالي فسقى بطنُه، فجمع له الأطباء فأجمعوا كلهم على أنه لا دواء له إلا أن يسجر تنور بحطب الزيتون، ويسجر حتى يمتلئ جمرًا، فإذا امتلأ كُسِحَ ما في جوفه فألقي على ظهره، وحشي جوفه بالرَّطبة، ويقعد فيه ثلاث ساعات من النهار، فإذا استسقى ماءً لم يُسْق، فإذا مضت ثلاث ساعات كوامل أخرج منها، وأجلس جلسة منتصبة على نحو ما أمروا به، فإذا أصابه الروح وجد لذلك وجعًا شديدًا، وطلب أن يردَّ إلى التَّنور فلا يرد، وترك على حاله حتى تمضي ساعتان من النهار، ثم يجري ذلك الماء، ويخرج من مخارج البول. فإن سقي ماءً أو رُدَّ إلى التنور كان ذلك تَلَفَهُ.
فأمر بتنور فاتُّخذ له، وسُجر بحطب الزيتون حتى إذا امتلأ جمرًا أُخرج ما فيه، وجعل على ظهره، ثم حُشي بالرَّطبة، وعُرِّي وأُجْلِسَ فيه، وأقبلَ يَصيحُ ويستغيث ويقول: أحرقتموني اسقوني ماءً، وقد وُكَّل به من يمنعه الماءَ، ولا يدعه أن يقوم من موضعه الذي قد أُقْعِدَ فيه، ولا يتحرك، فتَنَفَّطَ بدنهُ كله، فصارت فيه نفاخات مثل أكبر البطيخ وأعظمه، فترك على حالته حتى مضت ثلاث ساعات من النهار، ثم أخرج وقد كاد أن يحترق، ويقول القائل في رأي العين: قد احترق: فأجلسه المتطببون فلما وجد روح الهواء اشتدَّ به الوجع والألم، وأقبل يصيح، ويخور خوار الثور: ردُّوني إلى التنور، ردوني إلى التنور، فإني إن لم أردَّ متُّ، فاجتمع نساؤه وخواصه لما رأوا به من شدة الألم والوجع وكثرة الصياح، فرَجَوْا في أن يكون فَرَجُه في أن يرد إلى التنور فَرَدُّوه إلى التَّنور ثانيةً، فلما وَجَدَ مَسَّ النار سكن صياحه، وتفطَّرت النفَّاطات التي خرجت ببدنه، وخمدت وبرد جوف التنور، فأخرج من التنور وقد احترق وصار أسود كالفحم، فلم تمضِ به ساعة حتى قضى.
فأضحكُ أنه لم يَدْعُ أحد منهم على نفسه بدعوة في تلك الساعة إلا استُجيبت.
وفي هذا الباب حكايات أخرى تركتها للاكتفاء بهذه القصة العجيبة.
أما ما قيل فيمن تنقصه:
فقال محمد بن هارون: إذا رأيتَ الرجل يقع في أحمد بن حنبل فاعلم أنه مبتدع.
وقال نعيم بن حماد: إذا رأيت العراقي يقع في أحمد بن حنبل فاتَّهمه في دينه، وإذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق بن راهويه فاتَّهمه في دينه.
وقال أبو زرعة الرازي: إذا رأيت الكرخي يطعن في سفيان الثَّوري وزائدة فاعلم أنه رافضي، وإذا رأيت الشَّامي يطعن في مكحول والأوزاعي فاعلم أنه ناصبي، وإذا رأيت البصريَّ يطعن في أيوب السختياني وابن عون فاعلم أنه قَدَرِي، وإذا رأيت الخراساني يطعن في عبد الله بن المبارك فاعلم أنه مرجئ. واعلم أن هذه الطوائفَ كلَّها مجمعةٌ على بغض أحمد بن حنبل، لأنه ما منهم أحد إلا وفي قلبه منه سهم لا يزيله، وكان إبراهيم بن سعد يُعرِّض بأحمد بن حنبل فوضعه الله تعالى، ورفع أحمد بن حنبل.
وقال إبراهيم الدورقي: مَنْ سمعتموه يذكر أحمد بن حنبل بسوء فاتَّهموه على الإِسلام.
وقال أبو الحسن الهَمَذاني: أحمد محنة يُعرف به المسلم من الزنديق.
وقال الحسين الكرابيسي: مَثَلُ الذين يذكرون أحمد بن حنبل مثل قوم يجيئون إلى أبي قبيس يريدون أن يهدموه بنعالهم.
وهذا باب واسع أيضًا، ويكفي منه ما ذكرنا.
أما سبب اختيارنا لمذهبه على مذهب غيره، وفضل أصحابه وأتباعه:
فاعلم أنَّه إنما يتبين الصواب في الأمور المشتبهة لمن أعرض عن الهوى، والتفت عن العصبية، وقصد الحق، ولم ينظر في أسماء الرجال وصِيْتِهِم، فذلك الذي ينجلي له غامض المشتبه، فأما من مال به الهوى فعسير تقويمه. فإذا نظرنا إلى الشرع، وأصول الفقه، وأحوال المجتهدين رأيناه أوفرهم حظًا من تلك العلوم، فإنَّه كان من الحافظين لكتاب الله عز وجل.
قال القطيعي: قرأت على عبد الله بن أحمد، ولقنني القرآن كله وقال: لقنني أبي القرآن كله باختياره. وقرأ أحمد على يحيى بن آدم وعبيد الله بن الصباح وإسماعيل بن جعفر، وغيرهم بإسنادهم.
وكان أحمد لا يميل شيئًا من القرآن، ويروي الحديث "أنزل القرآن مُفَخَّمًا فَفَخِّمُوهُ".
وكان لا يدغم شيئًا من القرآن إلا {اتَّخَذْتُمُ} ويمدُّ مدًا متوسطًا.
وكان من المصنفين في علوم القرآن من التفسير والناسخ والمنسوخ، والمقدَّم والمؤخَّر إلى غير ذلك مما تقدم في ذكر تصانيفه.
وأما النقل: فقد سُلِّم له انفراده فيه بما لم ينفرد سواه من الأئمة من كثرة محفوظه منه، ومعرفة صحيحه من سقيمه، وفنون علومه. وقد ثبت أنه ليس في الأئمة الأعلام قبله من له حظ من الحديث كحظ مالك بن أنس.
ومن أراد معرفة مقام أحمد في ذلك من مقام مالك فلينظر ما بين المسند والموطأ من الفرق، فقد كان أحمد يذكر الجرح والتعديل والعلل من حفظه إذا سئل كما يقرأ الفاتحة، ومن نظر في كتاب العلل لأبي بكر الخلَّال عرف ذلك. ولم يكن هذا لأحد منهم. وكذلك انفراده في علم النقل بفتاوى الصَّحابة وقضاياهم، وإجماعهم واختلافهم، لا ينازع في ذلك.
وأما علم العربية فقال أحمد: كتبت أكثر مما كتب أبو عمرو الشيباني.
وأما القياس فله من الاستنباط ما يطول شرحه. وقد تقدم شيء من ذلك في قوة فقهه.
ثم إنه ضم إلى هذه العلوم ما عجز عنه القوم من الزهد في الدنيا، وقوة الورع، ولم ينقل عن أحد من الأئمة أنه امتنع من قبول أوقاف السلطان، وهدايا الإِخوان كامتناعه.
ثم إنه ضم إلى ذلك الصبر على الامتحان، وبذل المهجة في نصرة الحق، ولم يكن ذلك لغيره.
قال الشافعي: قال لي محمد بن الحسن: صاحبنا أعلم أم صاحبكم؟ قلت: تريد المكابرة أم الإِنصاف؟ قال: بل الإِنصاف. قلت: فما الحجة عندكم؟ قال: الكتاب، والسُّنَّة، والإِجماع، والقياس. قلت: أنشدك الله صاحبنا أعلم بكتاب الله أم صاحبكم؟ قال: إذا نشدتني بالله فصاحبكم! قلت: فصاحبنا أعلم بالسُّنَّة أم صاحبكم؟ قال: صاحبكم. قلت: فصاحبنا أعلم بأقاويل الصَّحابة أم صاحبكم؟ فقال صاحبكم. قلت: فهل بقي شيء غير القياس؟ قال: لا. قلت: فنحن ندعي القياس أكثر مما تَدَّعونه، وإنما يقاس على الأصول فيعرف القياس.
وإنما أراد الشافعي رحمه الله مالك بن أنس.
وأردت بإيراد هذه القصة: أن فضل أحمد على مالك قد عُرِف، فقد حَصَّل ما حَصَّله مالك وزاد عليه، كما ذكرنا باعتبار المسند والموطأ.
وقد كان الشافعي رحمه الله عالمًا بفنون العلم إلا أنه سَلَّم لأحمد علم النقل الذي عليه مدار الفقه.
قال أحمد: قال الشافعي: أنتم أعلم بالحديث مِنَّا، فإذا صَحَّ الحديثُ عندكم فقولوا لنا حتى نذهب إليه.
وقال مرة: يا أبا عبد الله أنتم أعلم بالأخبار الصِّحاح منا، فإذا كان خبرٌ صحيح فأعلمني حتى أذهب إليه، كوفيًا كان أو بصريًا أو شاميًا.
وقال عبد الله بن وكيع: ما حَدَّث به الشافعي في كتابه فقال: حدثني الثقة، أو أخبرني الثقةُ فهو أحمد بن حنبل، وكتابه الذي صَنَّفه ببغداد أعدل من الذي في مصر، وذلك أنه حيث كان ببغداد يسأل أحمد فيغير عليه، ولم يكن بمصر من يغير عليه إذا ذهب إلى حديث ضعيف. وكان أحمد يقول: استفاد منا الشافعي أكثر مما استفدنا منه.
وقال ابن راهويه: ما رأى الشافعي مثل أحمد.
وقال أبو حاتم الرَّازي: أحمد بن حنبل أكبر من الشافعي، تعلَّم الشافعي أشياءَ من معرفة الحديث منه، فإنه ربما قال لأحمد: هذا الحديث قوي محفوظ؟ فإذا قال أحمد: نعم، جعله أصلًا، وبنى عليه.
وقال أبو بكر الأثرم: كنا في مجلس البويطي، فقرأ علينا عن الشافعي أن التيمم ضربتان، فقلت له: ورويت حديث عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وسلم "أن التيمم ضربة واحدة" فحكَّ من كتابه ضربتين، وصيَّره ضربة واحدة على حديث عمار. ثم قال: قال الشافعي: إذا رأيتم عن رسول الله الثبت فاضربوا على قولي، وارجعوا إلى الحديث، وخذوا به فإنه قولي.
فإن قيل: إن أبا حنيفة قد لقي الصحابة فالجواب من وجوه:
أحدها: أن الدارقطني قال: لم يلق أبو حنيفة أحدًا من الصحابة وقال الخطيب: رأى أنس بن مالك.
والثاني: أنه إذا لقي أحدًا من الصحابة فهو كغيره، مثل سعيد بن المسيِّب وغيره، ولم يقدموهم عليه.
فإن قيل: إن مالكًا لقي التابعين! بطل بالتابعين الذين لقيهم بأنهم قد لقوا الصحابة، وهو مقدم عليهم عندهم.
فإن قيل: إنه عالم دار الهجرة! فمُسَلَّم، إلا أن أحمد ضَمَّ علمه إلى علم غيره.
فإن قيل: إن الشافعي له نسب يلاصق نسب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:"قدموا قريشًا ولا تَقَدَّموها، وتعلموا من قريش ولا تعالموها".
فالجواب: أن النسب لا يوجب تقديم أحد في العلم على غيره، فإن أكثر علماء التَّابعين من الموالي: كالحسن، وابن سيرين، وعطاء، وطاووس، وعكرمة، وغيرهم، وتقدموا على كثير من أهل الشرف بالنسب، لأن تقدُّمهم كان بكثرة العلم لا بقرب النسب، وقد أخذ الناس بقول ابن مسعود وزيد ما لم يأخذوا بقول ابن عباس. وأما
قوله: "قدموا قريشًا" فسئل أحمد عن ذلك؟ فقال: يعني في الخلافة.
وقوله "ولا تعالموها" فمحمول على النبي صلى الله عليه وسلم.
فإن قيل: إن الشافعي كان فصيحًا! فمُسَلَّم، ولكن ذلك لا يوجب التقدم على غيره، لأن التقدُّم بكثرة العلم؛ على أنَّه قد أخذ عليه كلمات فقال:(ماء مالح) وإنما هو: ملح، وقال:(لا تعولوا: يكثر عيالكم) ومعناه عند اللغويين: لا تميلوا. وقال: (إذا أشلا كلبًا، يريد أغراه) والإِشلاء عند العرب الاستدعاء. وقال: (ثوب يسوى كذا) والعرب تقول: يساوي.
وقال المرُّوذي: كان أحمد لا يلحن في الكلام.
فإن قيل: روى أحمد عن الشافعي. قلنا: لأنه كان أكبر سنًا منه، وقد روى الشافعي عن أحمد أيضًا كما سبق بيانه. قال البويطي: قال الشافعي: كل شيء في كتبي: "وقال بعض أهل العلم" فهو أحمد بن حنبل. وقد روى الشافعي عن مالك وهو مقدم عندهم عليه.
أما فضل أصحابه وأتباعه:
فقال عبد الوهاب الورَّاق: إذا تكلم الرجل في أصحاب أحمد فإن له خبيئة. ليس بصاحب سُنَّة.
وقال الأثرم: ربَّما يترك أصحاب أحمد الشيء ليس له تبعة عند الله مخافة أن يعيَّروا بأحمد بن حنبل.
وقال أبو الفضل: ذكر عند المتوكل بعد موت أحمد أن أصحاب أحمد يكون بينهم وبين أهل البدع الشر، فقال المتوكِّل لصاحب الخبر: لا ترفع إليَّ من أخبارهم شيئًا، وشدَّ على أيديهم، فإنهم وصاحبهم من سادة أمة محمَّد، وقد عرف الله لأحمد صبره وبلاءه، ورفع قدره، وارتفع علمه في أيام حياته وبعد موته، أصحابُه أجل الأصحاب، وأنا أظن أنَّ الله يعطي أحمد ثواب الصِّدِّيقين.
وقال ابن عقيل: هذا المذهب إنَّما ظلمه أصحابه، لأن أصحاب أبي حنيفة
والشافعي إذا برع أحد منهم في العلم تولى القضاء وغيره من الولايات، فكانت الولاية سببًا لتدريسه واستعماله بالعلم، أما أصحاب أحمد: فإنه قلَّ فيهم مَنْ يعلمُ بطرف من العلم إلا أخرجه ذلك إلى التعبُّد والتزهُّد، لغلبة الخير على القوم، فينقطعون عن التشاغل بالعلم. والله أعلم.
(ذكر أصحاب أحمد، وأتباعه، من زمانه إلى آخر القرن الثالث عشر)
أما من صحب أحمد وتبع مذهبه من العلماء فهم كثيرون لا يحصون، لكنني جمعت ما أمكنني جمعه، والله الموفِّق.
وسأقدِّم الطبقة الأولى، وهم الذين صحبوا أحمد، ونقلوا عنه، ولم أقتصر على من انتحل هذا المذهب في هذه الطبقة، بل أذكر كلَّ من روى عن أحمد، وأبيّن في آخر كل ترجمة منهم من علمتُ أنه على مذهبه، ليتميزوا عن غيرهم، ورتَّبُتهم على حروف المعجم تابعًا في ذلك النابلسي في ترتيبهم في كتابه "مختصر طبقات ابن أبي يعلى" ثم أتبعهم بالحنابلة الذين لم يروا أحمد، ولم ينقلوا عنه، ورتَّبتُ هؤلاء على الوَفَيَات، فلم أتبع النَّابلسي فيما بعد الطبقة الأولى كما ستراه في كتابنا هذا، والله المستعان.
(ذكر الطبقة الأولى)
حرف الهمزة
من اسمه أحمد
2 - (ت 246 هـ): أحمد بن إبراهيم بن كثير بن زيد بن أَفلح بن منصور بن مزاحم أبو عبد الله العبدي المعروف بالدَّورقي، أخو يعقوب
.
قال النابلسي
(1)
: كان أبوه ناسكًا في زمانه، وكان من يتنسَّك في ذلك الزمان سُمِّي دورقيًا.
سمع: إسماعيل بن عُليَّة، ويزيد بن زريع، وهشيمًا، وغيرهم. وحَدَّث عن الإِمام أحمد بأشياء.
ولد سنة ثمان وستين ومئة، ومات بالعسكر يوم السبت لتسع بقين من شعبان سنة ست وأربعين ومئتين. انتهى.
قلت: وقد روى عنه: مسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وغيرهم.
قال ابن أبي حاتم: صدوق، وقال يعقوب بن إسحاق: حافظ ثقة. وقال ابن العماد
(2)
: حافظ ثقة له تصانيف حسنة مفيدة، وذكره العُليمي في الحنابلة
(3)
.
3 - أحمد بن إبراهيم الكوفي:
قال النابلسي
(4)
: نقل عن أحمد أشياء انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 12.
(2)
شذرات الذهب: 2/ 110.
(3)
المنهج الأحمد: 1/ 182.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 12.
وذكره ابن الجوزي
(1)
بهذا اللفظ، ولم يزد على ذلك، وذكره العليمي في الحنابلة
(2)
.
4 - (ت 285 هـ): أحمد بن أصرم بن خزيمة بن عباد بن عبد الله بن حسان بن عبد الله بن مغفل أبو العباس المُزَني
.
قال النابلسي
(3)
: سمع عبد الأعلى بن حمَّاد، والجحدريَّ، وأحمد بن حنبل، وغيرهم، وكان بصريًا، قدم مصر، وكُتِبَ عنه. توفي بدمشق في جمادى الأولى سنة خمس وثمانين ومئتين انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(4)
، وعدَّه العليمي
(5)
من الحنابلة.
5 - (ت 275 هـ): أحمد بن بشر بن سعد. أبو أيوب الطَّيَالسي
.
قال النابلسي
(6)
سمع يحيى بن معين، وسليمان بن أيوب، وعبيد الله بن معاذ العنبري، وأحمد بن حنبل فيما ذكره أبو بكر الخلَّال. ومات في شوال سنة خمس وسبعين ومئتين انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(7)
.
6 - أحمد بن بشر بن سعيد الكِنْدي، البغدادي
.
قال النابلسي
(8)
: حَدَّث عن أحمد. انتهى.
(1)
المناقب: 125.
(2)
المنهج الأحمد: 1/ 351.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 13.
(4)
المناقب: 610.
(5)
المنهج الأحمد: 1/ 288.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 13.
(7)
المناقب: 125.
(8)
مختصر طبقات الحنابلة: 13.
وذكره ابن الجوزي
(1)
بنحوه.
7 - أحمد بن بكر
.
قال النابلسي
(2)
: ذكره الخلَّال فيمن صحب أحمد. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(3)
بمثله.
8 - أحمد بن ثابت أبو يحيى
.
قال النابلسي
(4)
: حَدَّث عن أحمد. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(5)
بمثله.
9 - (ت 215 هـ): أحمد بن جعفر. أبو عبد الرحمن الضَّرير الوَكِيْعِيُّ
.
قال النابلسي
(6)
سمع: وكيع بن الجراح، وأبا معاوية، وأحمد بن حنبل في آخرين. قال أبو نعيم: ما رأيت ضريرًا أحفظ منه. وقال أبو داود: كان يحفظ العلم على الوجه. وقال الدَّارَقُطْنِي: ثقة، وابنه محمد ثقة. وقال أحمد بن حنبل له: إني لأحبك. وقال الحربي: كان يحفظ مئة ألف حديث، ما أحسبه سمع حديثًا قط إلا حفظه. توفي سنة خمس عشرة ومئتين. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(7)
وغيره، وعدَّه العليمي
(8)
في الحنابلة.
10 - أحمد بن جعفر بن يعقوب بن عبد الله. أبو العبَّاس الفارسي الإِصْطَخْرِيُّ
.
(1)
المناقب: 125 وذكره العليمي أيضًا في "المنهج الأحمد" 1/ 352.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 14.
(3)
المناقب: 125.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 14.
(5)
المناقب: 125.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 14.
(7)
المناقب: 125.
(8)
المنهج الأحمد: 1/ 137.
قال النابلسي
(1)
: روى عن أحمد أشياء انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(2)
بنحوه.
11 - أحمد بن جناح أبو صالح
.
قال النابلسي
(3)
: عَدَّه أبو الفرج ابن الجوزي
(4)
فيمن حدث عنه أحمد. ولم يذكره المصنف. قال أحمد: لم يكن به بأس، قد كتبتُ عنه أحاديث. انتهى. وذكره الخطيب البغدادي في "تاريخه"
(5)
، وساق بسنده إلى أبي بكر الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يُسأل عن أبي صالح أحمد بن جناح، وقيل له: كان في الجند؟ قال: ذاك تركه قبل أن يموت. قال أبو عبد الله: لم يكن به بأس قد كتبتُ عنه أحاديث. انتهى المراد منه.
وذكره ابن حجر في "تعجيل المنفعة"
(6)
ولم يذكر وفاته.
12 - أحمد بن الحَجَّاج بن عاصم الزَّاغوني أبو جعفر
.
لم يذكره النَّابلسي ولا ابن الجوزي، وذكره ياقوت الحَمَوي في "معجم البلدان" في (زَاغُونَى)
(7)
فقال: يروي عن أحمد بن حنبل.
أنبأنا الحافظ عبد العزيز بن محمود الأخضر، قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن أحمد، أخبرنا أبو زكريَّا يحيى بن عبد الوهاب، أخبرنا عبد الواحد بن أحمد، أنبأنا أبو سعيد النَّقَّاش، أنبأنا أبو النضر محمد بن أحمد بن العباس، قال: حدَّثني جَدِّي العباس بن مهيار، أنبأنا أبو جعفر أحمد بن حجاج بن عاصم من قرية زاغونى، أنبأنا
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 15.
(2)
المناقب: 125.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 15.
(4)
المناقب: 58.
(5)
تاريخ بغداد: 4/ 78.
(6)
تعجيل المنفعة: 1/ 278.
(7)
معجم البلدان: 3/ 126.
أحمد بن حنبل، أنبأنا خلف بن الوليد، أنبأنا قيس بن الربيع، عن الأشعث، عن سوار، عن عَدِيِّ بن ثابت، عن أبي ظبيان، عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا علي إن وليتَ الأمر من بعدي؛ فأخرج أهل نجران من جزيرة العرب" انتهى.
13 - (ت 306 هـ): أحمد بن الحسن بن عبد الجبار بن راشد أبو عبد الله الصُّوفي
.
قال النابلسي
(1)
سمع علي بن الجعد، وأبا نصر التَّمار، ويحيى بن مَعِيْن في آخرين. قلت: روى عنه أبو سهل بن زياد، ومحمد بن عمر، والحسن بن أحمد السبيعي، وغيرهم.
قال المصنف: نقل عن أحمد أشياء. ومات يوم الجمعة لخمس بقين من رجب سنة ست وثلاث مئة. وسئل عنه الدَّارَقُطْني، فقال: ثقة. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
وقال: ثقة، صاحب حديث، وبلغ من العمر نَيِّفًا وتسعين سنة.
14 - (ت 245 هـ): أحمد بن الحسن التِّرمذي أبو الحسن
.
قال النابلسي
(3)
: حدَّث عنه البخاري في "الصحيح" عن الإِمام أحمد. وهو رجل رحَّال، طَوَّف الشام، ومصر، والعراق، والحجاز، وكان حافظًا كبيرًا.
سمع يعلى بن عبيد، وأبا النَّضر، وعبيد الله بن موسى، وسعيد بن أبي مَرْيم، وطبقتهم.
وروى عنه البخاري، والترمذي، وابن خزيمة، وسألوه عن الرجال والعلل والفقه. قال أبو حاتم: صدوق. وقال أبو عبد الله النيسابوري: هو أحد حُفَّاظ
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 16.
(2)
شذرات الذهب: 2/ 247 وذكره العليمي في "المنهج الأحمد": 1/ 315.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 16.
خراسان. توفي سنة خمس وأربعين ومئتين. انتهى.
وذكره العليمي
(1)
في الحنابلة.
15 - أحمد بن الحسين بن حَسَّان من أهل سُرَّ مَنْ رأى
.
قال النابلسي
(2)
: صحب أحمد بن حنبل، وروى عنه أشياء. قلت: قال أبو بكر الخلَّال، وقد ذكره: هو رجل جليل من أهل سُرَّ مَنْ رأى. وروى عن أبي عبد الله جزأين مسائل حسانًا جدًا. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(3)
بنحوه.
16 - (ت 244 هـ): أحمد بن حميد أبو طالب المُشْكاني، المتخصص بصحبة الإِمام أحمد
.
قال النابلسي
(4)
: روى عن أحمد مسائل كثيرة، وكان أحمد يكرمه جدًا، ويعظمه، حدَّث عنه أبو محمد فوران، وزكريا بن يحيى وغيرهم. وذكره أبو بكر الخلَّال، فقال: صحب أحمد قديمًا إلى أن مات، وكان أحمد يكرمه ويقدِّمه، وكان رجلًا صالحًا، فقيرًا صبورًا على الفقر، فعلَّمه أبو عبد الله مذهبَ القنوع والاحتراف.
ومات قديمًا بالقرب من موت أبي عبد الله فلم تقع مسائله إلى الأحداث.
قال ابن قانع: مات سنة أربع وأربعين ومئتين. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(5)
وعدَّه العليمي
(6)
في الحنابلة.
(1)
المنهج الأحمد: 1/ 171.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 17.
(3)
المناقب: 125.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 18.
(5)
المناقب: 125.
(6)
المنهج الأحمد: 1/ 176.
17 - (ت 275 هـ): أحمد بن حرب بن مِسْمَع
.
قال النَّابلسي
(1)
: هو ابن مالك. أبو جعفر المعدّل.
سمع: مسلم بن إبراهيم، وعفان بن مسلم، وأبا الوليد الطَّيالسي، ومسدَّدًا، وأحمد بن حنبل في آخرين.
روى عنه: محمد بن مخلد، وعلي بن محمد بن عبيد الحافظ، وعبد الله بن إسحاق البغوي، وغيرهم.
قال الدَّارقطني: ثقة. وقال محمد بن العباس البزاز: هو ثقة. وقال ابن المنادي: مات بمدينتنا فجأة لثلاث بقين من شعبان سنة خمس وسبعين ومئتين، وكان من قرَّاء القرآن، وأحد الشُّهود الذين رَغبوا في آخر أعمارهم عن الشَّهادة.
وذكره ابن الجَزَري في "طبقات القرَّاء"
(2)
وغيره.
18 - أحمد بن حفص السَّعدي
.
لم يذكره النابلسي. وذكره ابن الجوزي
(3)
فيمن روى عن أحمد فقط.
قلت: قال الذَّهبي في "الميزان"
(4)
: "أحمد بن حفص السعدي. شيخ ابن عدي صاحب مناكير. قال حمزة السهمي: لم يتعمد الكذب. وكذا قال ابن عدي عن ابن معين، وعلي بن الجعد. وهو جرجاني". انتهى.
وذكره ابن حجر في اللسان بترجمة طويلة
(5)
.
19 - أحمد بن حيان. أبو جعفر القَطيعي ويعرف بشامط
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 18.
(2)
غاية النهاية: 1/ 45 في ترجمة أحمد بن حرب بن غيلان.
(3)
المناقب: 125.
(4)
ميزان الاعتدال: 1/ 94.
(5)
لسان الميزان: 1/ 162 - 163.
قال النَّابلسي
(1)
: حَدَّث عن أسود بن عامر (شاذان) ويحيى بن إسحاق السَّيْلَحيني، وأحمد بن حنبل. وروى عنه: محمد بن مخلد. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(2)
بنحو ما تقدم.
وذكره صاحب القاموس فقال: "شامط" لقب أحمد بن حيان القطيعي المحدّث.
20 - أحمد بن أبي بكر بن حماد المقرئ
.
قال النابلسي
(3)
: نقل عن أحمد أشياء انتهى.
ذكره ابن الجوزي
(4)
بهذا اللفظ. وقال ابن الجزري في "غايته"
(5)
أحمد بن حماد أبو بكر الثَّقَفي البغدادي المقري، كان حاذقًا في رواية أحمد بن يزيد الحلواني عن قالون. قرأ على الحسن بن العباس، ومحمد بن علي البزاز. أخذ عنه عرضًا: محمد بن عبد الرحمن بن عبيد بن إبراهيم، ومحمد بن أحمد الشنبوذي، وأبو بكر الشذائي، وأبو بكر النَّقَّاش وأبو العباس المطوعي. انتهى.
21 - (ت 223 هـ): أحمد بن الحكم: أبو بكر الأحول
.
ذكره ابن الجوزي
(6)
فيمن نقل عن أحمد، وسمَّاه أحمد.
وذكره النَّابلسي
(7)
في المُحمَّدين فقال: محمد بن الحكم الأحول. قال الخلَّال: كان قد سمع من أبي عبد الله، ومات قبل أبي عبد الله بثمان عشرة سنة، ولا أعلم أحدًا أشدَّ فهمًا منه فيما سئل بمناظرة واحتجاج، ومعرفة وحفظ. وكان أبو
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 19.
(2)
المناقب: 125.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 19.
(4)
المناقب: 125.
(5)
غاية النهاية: 1/ 51.
(6)
مناقب الإمام أحمد: 125.
(7)
مختصر طبقات الحنابلة: 20.
عبد الله يبوح له بالشيء من الفتيا لا يبوح به لكل أحد، وكان خاصًّا بأبي عبد الله، وكان له فهم شديد وعلم. وتوفي سنة ثلاث وعشرين ومئتين. انتهى.
وذكره العليمي
(1)
وعدَّه في الحنابلة.
22 - (ت 247 هـ): أحمد بن خالد الخلَّال
.
قال النابلسي
(2)
: نقل عن أحمد أشياء.
قلتُ: سمع: سفيان بن عيينة، وإسماعيل بن علية، ويزيد بن هارون، ومحمد بن إدريس الشَّافعيَّ وغيرهم.
روى عنه: محمد بن أحمد البزَّار، والحسين بن إدريس الهروي، وأحمد بن علي الأبَّار، وغيرهم. قال أبو حاتم الرازي: حدثنا أحمد بن خالد الخلَّال - وكان خيِّرًا فاضلًا، عدلًا ثقةً، صدوقًا رضِيًى.
قال ابن قانع: توفي سنة سبع وأربعين ومئتين بسُرَّ مَنْ رَأَى. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(3)
وقال بعد قول ابن قانع: وقال غيره: مات سنة ست وأربعين ومئتين.
23 - (ت 310 هـ): أحمد بن الخليل القُومسي
.
قال النابلسي
(4)
: ذكره أبو بكر الخلَّال فقال: رفيع القدر، سمع من أبي عبد الله أشياء ومسائل أغرب فيها على أصحابه. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(5)
فيمن روى عن أحمد، وذكره ابن حجر في "لسان
(1)
المنهج الأحمد: 1/ 139 - 355.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 20.
(3)
تهذيب التهذيب: 1/ 21.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 21.
(5)
المناقب: 125.
الميزان"
(1)
وقال: ضعَّفه أبو الشيخ، والدَّارقطني، وأبو زرعة، وقال الخليلي: إنه مات قبل سنة عشر وثلاث مئة.
24 - أحمد بن الخصيب بن عبد الرحمن
.
قال النابلسي
(2)
: ذكره أبو بكر الخلَّال فقال: مشهور بطرسوس، كانت له حلقة فقه، وكان رئيس قومه، نقل عن أحمد أشياء ومسائل جيادًا. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(3)
بنحوه.
25 - (ت 221 هـ): أحمد بن داود: أبو سعيد الحداد، الواسطي
.
قال النابلسي
(4)
: نزل بغداد، وحدَّث بها عن حماد بن زيد، وخالد بن عبد الله، ومحمد بن يزيد الكلاعي، وعبد الرحمن بن مهدي.
قلت: وروى عنه أحمد بن سنان، وشرف بن سعيد، ومحمد بن عبد الملك الواسطيون، وغيرهم.
قال المصنف: نقل عن أحمد أشياء. وسئل يحيى بن معين عنه، فقال: كان ثقة صدوقًا. وقال البخاري: مات سنة إحدى وعشرين ومئتين. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(5)
بنحوه.
26 - أحمد بن الرَّبيع بن دينار
.
قال النابلسي
(6)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
(1)
لسان الميزان: 1/ 167.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 21.
(3)
المناقب: 125.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 21.
(5)
المناقب: 125.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 21.
وذكره ابن الجوزي بنحوه
(1)
.
27 - (ت 279 هـ): أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب بن شداد أبو بكر
.
قال النَّابلسي
(2)
: نسائي الأصل، سمع: منصور بن سلمة الخزاعي، ومحمد بن سابق، وعفان بن مسلم، والفضل بن دكين، وغيرهم. وكان ثقة عالمًا، متقنًا حافظًا، بصيرًا بأيام الناس، راويةً للأدب. أخذ علم الحديث عن أحمد بن حنبل، ويحيى بن مَعِيْن، وعلم النسب عن مصعب الزبيري، وأيَّام الناس عن أبي الحسن المدائني، والأدب عن محمد بن سَلاَّم الجُمَحي. وله كتاب "التاريخ" روى عنه خلق كثير منهم: أبو الحسين ابن المنادي. قلت: ومنهم عبد الله بن محمد البَغَوي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبو بكر بن أبي داود، والمحاملي، ومحمد بن مخلد الدُّوري. وله شعر حسن.
قال المصنف: قال الدارقطني: ثقة مأمون. ومات في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين ومئتين، وكان قد بلغ أربعًا وسبعين سنة. انتهى.
قلت: له ذكر في كتب عديدة، وعدَّه العليمي
(3)
في الحنابلة. وله من الكتب: كتاب "تاريخ رواة الحديث" وهو المتقدم وله غيره: كتاب "أخبار الشعراء"، وكتاب "الأعراب"، وكتاب "البرء"، وكتاب "المنتمين"، وكتاب "وصايا العلماء عند الموت".
28 - أحمد بن زهير
.
قال النابلسي
(4)
: روى عن أحمد بن حنبل. انتهى.
29 - أحمد بن زرارة المقرئ: أبو العباس
.
(1)
مناقب الإمام أحمد: 125.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 22.
(3)
المنهج الأحمد: 1/ 268.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 22.
قال النَّابلسي
(1)
روى عن أحمد بن حنبل. وذكره ابن الجوزي
(2)
بنحوه.
وقال ابن الجزري في "الغاية"
(3)
: أحمد بن زرارة راوٍ مشهور، روى القراءة عن: سليم، روى عنه عرضًا: أحمد بن محمد بن الأشعث العنزي. انتهى.
30 - (ت 243 هـ): أحمد بن سعيد بن إبراهيم، أبو عبد الله الرباطي
.
قال النَّابلسي
(4)
: من أهل مرو.
سمع: وكيع بن الجراح، وعبيد الله بن موسى، ووهب بن جرير، وسعيد بن عامر، وعبد الرزَّاق بن هَمَّام.
وروى عنه: محمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجَّاج في الصحيحين، في آخرين.
وكان ثقة. ورد بغداد، وجالس الإِمام أحمد، وسمع منه أشياء. انتهى.
وذكره ابن العماد
(5)
، وذكر وفاته سنة ثلاث وأربعين ومئتين بنيسابور، وقيل: سنة خمس أو ست وأربعين. وقال: روى عنه الأئمة كلهم إلا ابن ماجه.
31 - (ت 253 هـ): أحمد بن سعيد، أبو جعفر الدَّارِمي
.
قال النَّابلسي
(6)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
وذكره ابن العماد
(7)
فقال: هو أحمد بن سعيد بن صخر الحافظ، أبو جعفر الدَّارِمي السرخسي، أحد الفقهاء والأئمة في الأثر.
سمع: النضر بن شميل وطبقته، وكان ثقة، روى عنه الأئمة إلا النسائي، وتوفي سنة ثلاث وخمسين ومئتين. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 22.
(2)
المناقب: 125.
(3)
غاية النهاية: 1/ 54.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 23.
(5)
شذرات الذهب: 2/ 102.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 23.
(7)
شذرات الذهب: 2/ 127.
وذكره العُليمي
(1)
في الحنابلة.
32 - (ت 273 هـ): أحمد بن سعيد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرَّحمن بن عوف الزُّهري، أبو إبراهيم
.
قال النَّابلسي
(2)
: سمع: علي بن الجعد، وعلي بن بحر، وإسحاق بن موسى الأنصاري، وأحمد بن حنبل.
قال أبو بكر الخلاَّل: كان عنده عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل مسائل حسان. وذكره أبو الحسين ابن المنادي في جملة من روى عن أحمد، وكان مذكورًا بالعلم والفضل، موصوفًا بالصلاح والزهد، ومن أهل بيت كلهم علماء ومحدثون، وتوفي في المحرم سنة ثلاث وسبعين ومئتين. انتهى.
وذكره العليمي
(3)
في الحنابلة.
33 - أحمد بن سعيد الترمذي
.
ذكره ابن الجوزي
(4)
فيمن روى عن أحمد.
34 - أحمد بن سعيد الجَوْهري
.
قال النَّابلسي
(5)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
35 - أحمد بن سهل أبو حامد
.
قال النابلسي
(6)
: سمع من الإِمام أحمد انتهى.
36 - أحمد بن شَاذَان بن خالد الهَمَذَانِي
.
(1)
المنهج الأحمد: 1/ 357.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 24.
(3)
المنهج الأحمد: 1/ 244.
(4)
المناقب: 126.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 24.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 24.
قال النابلسي
(1)
: روى عن الإِمام أحمد أشياء. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(2)
بنحوه.
37 - أحمد بن شَاذَان العجلي
.
قال النابلسي
(3)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
38 - أحمد بن شاكر
.
ذكره ابن الجوزي
(4)
فيمن روى عن أحمد، وكذا النابلسي
(5)
، وقال: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
39 - (ت 230 هـ): أحمد بن شَبُّويَه
.
قال النابلسي
(6)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
وذكره الحَمَوي في "معجم البلدان"
(7)
، وقال: توفي سنة ثلاثين ومئتين.
40 - أحمد بن الشهيد
.
قال النابلسي
(8)
: نقل عن أحمد أشياء. وذكره ابن الجوزي بنحوه
(9)
.
41 - (ت 248 هـ): أحمد بن صالح المصري. أبو جعفر
.
قال النابلسي
(10)
: طبري الأصل.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 24.
(2)
المناقب: 126.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 25.
(4)
المناقب: 126.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 25.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 25.
(7)
معجم البلدان: 5/ 33 (ماخُوَان).
(8)
مختصر طبقات الحنابلة: 25.
(9)
المناقب: 126.
(10)
مختصر طبقات الحنابلة: 26.
سمع: عبد الله بن وهب، وعنبسة بن خالد، وعبد الله بن نافع، وإسماعيل بن أبي أويس. وكان حافظًا للأثر، عالمًا بعلل الأحاديث، بصيرًا باختلافه.
وَرَدَ بغداد قديمًا، وجالس بها الحفَّاظ، وكتب عن أحمد حديثًا، ثم رجع إلى مصر فأقام بها، وانتشر عند أهلها علمه.
وحدَّث عنه: محمد بن يحيى الذهلي، والبخاري، ويعقوب الفسوي، وغيرهم.
وقال أبو داود: كتب أحمد بن صالح عن سلامة بن روح، وكان لا يحدِّث عنه. وكتب عن ابن زَبَالة خمسين ألف حديث، وكان لا يحدث عنه.
وحدَّث أحمد بن صالح ولم يبلغ الأربعين. وكتب عبَّاس العنبري عن رجل عنه.
وقال أبو زرعة الدمشقي: سألني أحمد ابن حنبل قديمًا مَنْ بمصر؟ قلت: بها أحمد بن صالح المصري، فَسُرَّ بذلك. ودعا له.
وتوفي سنة ثمان وأربعين ومئتين، يوم الاثنين لليلتين بقيتا من ذي القعدة بمصر.
قال الخطيب البغدادي
(1)
: احتج به سائر الأئمة وبحديثه سوى أبي عبد الرحمن النسائي، فإنه ترك الرواية عنه، وكان يُطْلِق لسانه فيه، ويقول: ليس بثقة.
وليس الأمر على ما ذكره النسائي. ويقال: كان آفة أحمد بن صالح الكِبْرَ وشراسة الخلق، ونال النسائيَّ منه جفاءٌ في مجلسه، فذلك السببُ في فساد الحال بينهما. ولقد بلغني أنه لا يحدِّث إلا ذا لحية، ولا يترك أمرد يحضر مجلسه؛ فلما حمل أبو داود السِّجِسْتَاني ابنه إليه ليسمع منه، وكان إذ ذاك أمرد أنكر أحمد بن صالح على أبي داود إحضاره المجلس، فقال له أبو داود: وهو وإن كان أمرد أحفظ من
(1)
تاريخ بغداد: 4/ 195.
أصحاب اللحى! فامْتَحِنْه بما أردت، فسأله عن أشياء أجابه ابن أبي داود عن جميعها، فحدثه حينئذٍ، ولم يحدث أمرد غيره. انتهى ملخصًا.
وذكره العليمي
(1)
في الحنابلة.
42 - أحمد بن صالح بن أحمد بن حنبل
.
قال النابلسي
(2)
: روى عن جده أحمد بن حنبل. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(3)
بنحوه. وذكره العليمي
(4)
في الحنابلة.
43 - أحمد بن الصبَّاح الكندي
.
قال النابلسي
(5)
: روى عن أحمد بن حنبل أشياء. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(6)
بمثله.
44 - أحمد بن عبد الله بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني ابن عَمِّ الإِمام أحمد بن حنبل
.
قال النَّابلسي
(7)
: جالس الإِمام أحمد بن حنبل، وسمع منه أشياء، وحَدَّث عن محمد بن الصباح الدولابي.
روى عنه: عبد الله ابن الإِمام أحمد بن حنبل، وغيره. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(8)
، والعليمي
(9)
وعده في الحنابلة.
(1)
المنهج الأحمد: 1/ 185.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 27.
(3)
المناقب: 126.
(4)
المنهج الأحمد: 1/ 359.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 28.
(6)
المناقب: 126.
(7)
مختصر طبقات الحنابلة: 28.
(8)
المناقب: 126.
(9)
المنهج الأحمد: 1/ 360.
45 - أحمد بن عبد الله القرشي
.
ذكره ابن الجوزي
(1)
فيمن روى عن أحمد بن حنبل.
46 - (ت 297 هـ): أحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق بن عطية. أبو عبد الله ابن البزوري
.
قال النابلسي
(2)
: سمع سويد بن سعيد، وعثمان بن أبي شيبة، وعمرو بن محمد الناقد، ومحمود بن غيلان، وخلقًا كثيرًا.
قلت: وروى عنه: محمد بن مخلد، وأبو بكر الشَّافعي، وعبد الله بن إبراهيم الزينبي، وغيرهم.
قال المصنف: نقل عن أحمد أشياء.
وذكره إبراهيم الحربي فقال: ابن أبي عوف أحمد بن عبد الرحمن، أحد عجائب الدنيا.
وذكره مرة أخرى فقال: ابن أبي عوف عفيف اللسان، عفيف الفرج، عفيف الكَفِّ.
وذكره الدَّارقطني فقال: ثقة وأبوه وعمه. وتوفي في شوال سنة سبع وتسعين ومئتين. انتهى.
47 - أحمد بن عمر بن هارون البخاري، أبو سعيد
.
قال النَّابلسي
(3)
: حَدَّث عن الإِمام أحمد. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(4)
بنحوه.
(1)
المناقب: 126 وفيه مغايرة.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 28.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 29.
(4)
المناقب: 126 وفيه: أحمد بن عبيد الله النرسي.
48 - (ت 293 هـ): أحمد بن عثمان بن أبي سعيد بن أبي يحيى، أبو بكر الأحول المعروف بـ "كَرْنِيْب
".
قال النَّابلسي
(1)
: سمع علي بن بحر القطَّان، ومحمد بن داود الحداني، وكثير بن يحيى، وأحمد بن حنبل في آخرين.
روى عنه: محمد بن مخلد، ومحمد بن جعفر المطيري، وذكره أبو الحسين بن المنادي فقال: كان أحد الحفاظ للحديث. نقل عن أحمد أشياء ومسائل.
مات سنة ثلاث وتسعين ومئتين. انتهى.
49 - (ت 292 هـ): أحمد بن علي بن سعيد، أبو بكر
.
قال النابلسي
(2)
: أصله من مرو، وقيل: بغدادي. ولي قضاء حِمْص ونزلها، وحدَّث بها عن الإِمام أحمد وغيره. وروى عنه النسائي وغيره، وذكره النسائي فقال: ثقة. انتهى.
قلت: قال ابن حجر في "التهذيب"
(3)
: هو أحمد بن علي بن سعيد بن إبراهيم القرشي الأموي، أبو بكر المَرْوَزِي قاضي دمشق.
روى عن: علي ابن المديني، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وابني أبي شيبة، وأبي معمر القطيعي، وأبي خيثمة، وشيبان بن فروخ، ومحمد بن عباد المكيِّ وخلق كثير.
روى عنه: النسائي فأكثر، وابن جوصا، وأبو عوانة، والطَّبَراني، وغيرهم. وثَّقه النسائي. مات لخمس عشرة خلت من ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين ومئتين، وعمره تسعون سنة.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 29.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 29.
(3)
تهذيب التهذيب 1/ 37.
قال: قلت: وكان فاضلًا له تصانيف، وقع لنا منها: كتاب "العلم"، وكتاب "الجمعة"، و"مسند أبي بكر" و"عثمان" و"عائشة"، وغير ذلك، وكان مكثرًا شيوخًا، وحديثًا. انتهى ملخصًا.
50 - (ت 318 هـ): أحمد بن علي الأنصاري
.
لم يذكره النابلسي، ولا ابن الجوزي، وذكره الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان"
(1)
، وقال: روى عن أحمد بن حنبل، وهو واهٍ. توفي سنة ثمان عشرة وثلاث مئة. وهَّنه الحاكم وقال:"طير طري علينا"، وهو يوهنه بهذا القول. انتهى.
51 - (ت 290 هـ): أحمد بن علي بن مسلم النَّخْشَبي، المعروف بالأبَّار
.
قال النابلسي
(2)
: سكن بغداد، وحدَّث بها عن مسدد، وعبد الله بن محمد بن أسماء، وأمية بن بسطام، في آخرين. وجالس أحمد، وسأله عن أشياء.
وسئل الدارقطني عنه فقال: ثقة.
ومات يوم الأربعاء النصف من شعبان سنة تسعين ومئتين. انتهى.
وذكره ابن العماد
(3)
وقال: هو محدِّث بغداد، وكان ثقةً، فاضلًا، محدِّثًا محصِّلًا، كاملًا.
52 - (ت 293 هـ): أحمد بن العباس بن أشرس، أبو العبَّاس، وقيل: أبو جعفر
.
قال النابلسي
(4)
: سمع عمرو بن دينار الواسطي، وأبا إبراهيم الترجماني،
(1)
لسان الميزان: 1/ 223.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 30.
(3)
شذرات الذهب: 2/ 205.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 30.
وخالد بن مسلم، ومحمد بن قدامة الجوهري، وذكره أبو بكر الخلَّال فيمن روى عن أحمد. ومات فجأة يوم الخميس لثلاث عشرة خلت من ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومئتين، بالجانب الغربي بشارع باب حرب، درب الشجر. انتهى.
53 - (ت 307 هـ): أحمد بن علي بن المثنى، أبو يعلى الموصلي
.
ذكره ابن الجوزي
(1)
فيمن روى عن أحمد.
وقال ابن العماد
(2)
: هو أحمد بن علي بن المثنى بن يحيى التميمي، أبو يعلى الموصلي الحافظ، صاحب "المسند".
روى عن علي بن الجعد، وغسان بن الربيع، والكبار. وصَنَّف التصانيف، وكان ثقةً، صالحًا، متقنًا، توفي سنة سبع وثلاث مئة، وله تسع وتسعون سنة.
قلت: له غير كتاب "المسند" كتاب "معجم الصحابة"، و "أجزاء" في الحديث.
54 - (ت 258 هـ): أحمد بن الفرات بن خالد الرازي، أبو مسعود الضَّبي الأصبهاني
.
قال النابلسي
(3)
: سمع يزيد بن هارون، وأبا اليمان، وعبد الرزاق في آخرين.
قال أحمد بن حنبل: ما تحت أديم السماء أحد أحفظ لأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبي مسعود الرازي.
قلت: ورد بغدادَ في حياة الإِمام أحمد، وذاكر حُفَّاظها بحضرته، وكان أحمد يقدمه ويكرمه، واستوطن بعد ذلك أصبهان إلى آخر عمره، وبها كانت وفاته، وروى عنه كافة أهلها.
قال أحمد بن دَلُّويَه الأصبهاني: دخلتُ على أحمد بن حنبل فقال لي: من فيكم؟ قلت: محمد بن النعمان، فلم يعرفه. فذكرت له أقوامًا فلم يعرفهم، فقال:
(1)
المناقب 126.
(2)
شذرات الذهب: 2/ 250.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 31.
أفيكم أبو مسعود؟ قلت: نعم. قال: ما أعرف اليوم أسود الرأس أعرف بمسندات رسول الله صلى الله عليه وسلم منه.
قال المصنف: قال أبو عروبة: أبو مسعود الرازي في عداد ابن أبي شيبة في الحفظ.
وقال ابن الأصفر: جالست أحمد وابن أبي شيبة، وعليًا ونعيمًا، وذكر عدة، فما رأيت رجلًا أحفظ لما ليس عنده من أبي مسعود.
نقل عن أحمد أشياء، وتوفي في شعبان سنة ثمان وخمسين ومئتين.
وذكره ابن العماد
(1)
وقال: "صنَّفَ "التفسير"، و"المسند"، وقال: كتبت ألف ألف وخمس مئة ألف حديث.
وذكره العليمي
(2)
في الحنابلة.
55 - أحمد بن القاسم، صاحب أبي عبيد القاسم ابن سلَّام
.
قال النابلسي
(3)
: حدث عن أبي عبيد، وعن الإِمام أحمد بمسائل كثيرة. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(4)
بنحوه، وعدَّه العُليمي
(5)
في الحنابلة.
56 - أحمد بن القاسم الطُّوسي
.
قال النابلسي
(6)
: حكى عن أحمد بن حنبل أشياء. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(7)
بنحوه.
(1)
شذرات الذهب: 2/ 138.
(2)
المنهج الأحمد: 1/ 211.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 32.
(4)
المناقب: 126.
(5)
المنهج الأحمد: 1/ 361.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 32.
(7)
المناقب: 126.
57 - (ت 275 هـ): أحمد بن محمد بن الحجَّاج بن عبد العزيز، أبو بكر المَرُّوذِي
.
قال النَّابلسي
(1)
: كانت أمُّه مَرُّوذِيَّة، وأبوه خُوَارِزْميًّا. وهو المقدَّم من أصحاب أحمد لورعه وفضله. وكان أحمد يأنس به، وينبسط إليه. وهو الذي تولى إغماضه لمَّا مات، وغسَّله. وقد روى عنه مسائل كثيرة.
قال أبو بكر الخلَّال: خرج أبو بكر المَرُّوذي إلى الغزو، فشيَّعه الناس، إلى سَامُرَّاء، فجعل يردهم فلا يرجعون، فحزروا فإذا هم بسامراء سوى من رجع نحو خمسين ألفًا، فقيل له: يا أبا بكر، احمد الله، فهذا عَلَم قد نشر لك، فبكى ثم قال: ليس هذا العَلَم لي، إنما هذا عَلَمُ أحمد بن حنبل.
قلت: قال إسحاق بن داود: لا أعلم أحدًا أقوم بأمر الإِسلام من أبي بكر المروذي. وقال أبو بكر بن صدقة: لا تخدعن المرُّوذي فإني ما علمت أحدًا كان أذبَّ عن دين الله مثله.
وقال الخلَّال: سمعت أبا بكر المرُّوذي يقول: كان أبُو عبد الله يبعث بي في الحاجة فيقول: قل وما قلت فهو على لساني فأنا قلته.
قال الخطيب البغدادي، بعد ذكره
(2)
: هذا لأمانته عند أحمد.
وتوفي في جمادى الأولى سنة خمس وسبعين ومئتين. ودفن عند رجلي قبر أحمد بن حنبل. انتهى.
وذكره ياقوت الحَمَوي في "معجم البلدان"
(3)
بترجمة حافلة ذكرناها في "القطف الدان" ومنها: كان أحمد يأكل من تحت يده. وكان إمامًا في الفقه والحديث. كثير التصانيف.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 32.
(2)
تاريخ بغداد: 4/ 423.
(3)
معجم البلدان: 5/ 112.
وذكره العليمي
(1)
وعدَّه في الحنابلة. وله من التصانيف كتاب "السنن" بشواهد الحديث.
58 - أحمد بن محمد بن خالد بن شيرزاد، أبو بكر المعروف بالبوراني، قاضي تكريت
.
قال النابلسي
(2)
: حدث عن أبي عمار المرُّوذي، ومحمد بن سليمان، وغيرهما. وكان من الأصحاب.
روى عنه: ابن مالك القَطِيعي، وسمَّاه أحمد. وروى عنه: ابن المظفر، ومحمد بن يزيد بن مروان وغيرهما، فسميَّاه محمدًا.
قال أحمد بن محمد بن الفرج: سمعت القاضي البوراني يقول: لأن أَخِرَّ من السَّماءِ إلى الأرض أحب إليّ من أن أزول عن مذهب أحمد بن حنبل. قال: وسمعته يقول: الحق ما كان المرُّوذي عليه. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(3)
وسماه أحمد، وذكره العليمي
(4)
وعدَّه في الحنابلة.
59 - (ت 300 هـ): أحمد بن محمد بن خالد بن يزيد بن غزوان، أبو العباس البُرَاثِيُّ
.
قال النابلسي
(5)
سمع: علي بن الجعد، وعبد الله بن عون الخرَّاز، وكامل بن طلحة، والحمّاني وأحمد بن حنبل في آخرين.
وروى عنه: إسماعيل الخطبي، وحبيب القزَّاز وغيرهما.
واختلف في وفاته فقيل: سنة ثلاث مئة، وقيل: سنة اثنتين وثلاث مئة. انتهى.
(1)
المنهج الأحمد: 1/ 252.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 35.
(3)
المناقب: 126.
(4)
المنهج الأحمد: 1/ 362.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 35.
وذكره ياقوت في "معجمه"
(1)
بترجمة طويلة، ذكرتها في "القطف"، ومنها: قال الدَّارقطني: هو ثقة مأمون. وقال ابن قانع: توفي سنة ثلاث مئة، وقيل: سنة اثنتين وثلاث مئة، وعدَّه العُليمي
(2)
في الحنابلة.
60 - (ت 293): أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة، أبو بكر
.
قال النابلسي
(3)
: نقل عن أحمد مسائل كثيرة، ومات سنة ثلاث وتسعين ومئتين. انتهى.
وذكره ابن العماد
(4)
وقال: هو بغدادي. روى عنه: ابن قانع، والطبراني، وغيرهما. وكان إمامًا حافظًا ذا دراية.
توفي سنة ثلاث وتسعين ومئتين.
وذكره العليمي
(5)
في الحنابلة.
61 - (ت 309 هـ): أحمد بن محمد بن عبد الله بن صالح بن شيخ بن عميرة، أبو الحسن الأسدي
.
قال النابلسي
(6)
: هو قريب بشر بن موسى. حَدَّث عن العباس بن الفرج الرياشي، ومحمد بن عثمان بن أبي صفوان البصري، ومحمد بن عبادة الواسطي، ومحمد بن سليمان (لوين)، وعبد الرحمن بن يونس الرقي. في آخرين.
روى عن أحمد حديثًا واحدًا.
وسئل عنه الدارقطني فقال: ثقة.
(1)
معجم البلدان: 1/ 363.
(2)
المنهج الأحمد: 1/ 312.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 35.
(4)
شذرات الذهب: 2/ 215.
(5)
المنهج الأحمد: 1/ 304.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 36.
مات في جمادى الأولى سنة تسع وثلاث مئة. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(1)
.
62 - أحمد بن محمد بن عبد الحميد الكوفي
.
قال النابلسي
(2)
: هو أحد أصحاب أحمد بن حنبل. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(3)
بنحوه.
63 - (ت 280 هـ): أحمد بن محمد بن عيسى بن الأزهر، أبو العباس البِرْتِي
.
قال النابلسي
(4)
: ولي قضاء بغداد في أيام المعتمد على الله، وكان لما مات أبو هاشم سنة تسع وأربعين ومئتين أول ولاية البَرْتي ببغداد، وكان قد صحب يحيى بن أكثم، وكان قبل ذلك يتولى قضاء واسط، وكان دينًا عفيفًا. نقل عن أحمد بن حنبل أشياء. ومات سنة ثمانين ومئتين انتهى.
وذكره ياقوت الحَمَوي في "معجمه"
(5)
بترجمة طويلة ذكرتها في "القطف"، ومنها: كان ثقة بصيرًا بالفقه، عارفًا بالحديث وعِلَلِه، عابدًا زاهدًا، كبير القدر من أعيان الحَنَفِيَّةِ، وصنف كتاب "المسند".
وذكره ابن العماد
(6)
وغيره.
64 - (ت 261 هـ): أحمد بن محمد بن هانئ الطَّائي، ويقال: الكلبي، الأثرم، الإِسكافي، أبو بكر
.
(1)
المناقب: 126.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 36.
(3)
المناقب: 126.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 36.
(5)
معجم البلدان: 1/ 372.
(6)
شذرات الذهب: 2/ 175.
قال النابلسي
(1)
: هو جليل القدر، حافظ إمام، سمع: حرمي بن حفص، وعفَّان بن مسلم، وأبا بكر بن أبي شيبة، وعبد الله بن مسلم القعنبي، وأحمد بن حنبل، في آخرين. نقل عن أحمد مسائل، كثيرة وصَنَّفها، ورتَّبها أبوابًا.
قال أبو بكر الخلَّال وذكر الأثرم فقال: رجلٌ جليلُ القدر حافظ، وأملى قريبًا من خمسين مجلسًا، فعُرضت على أحمد فقال: هذه أحاديث صحاح، وكان يَعْرف الحديث ويحفظه، ويعلم العلوم والأبواب والمسند، فلمَّا صحب أحمد ترك ذلك، وأقبل على مذهب أحمد بن حنبل، فسمعت أبا بكر المرُّوذي يقول: قال الأثرم: كنت أحفظ - يعني الفقه والاختلاف - فلما صحبت أحمد تركت ذلك كله، وكان معه تيقّظ حتى نسبه يحيى بن معين ويحيى بن أيوب المقابري، فقالا: أحد أبويه جِنِّي.
وقال إبراهيم بن الأصبهاني: أبو بكر الأثرم أحفظ من أبي زرعة الرازي وأتقن، ولم يقع لي تاريخ وفاته. انتهى. وذكره ابن العماد
(2)
بترجمة حسنة. ومنها: هو الحافظ الثَّقة الثَّبت، أحد الأئمة المشاهير. صنَّف التصانيف. وأرخ وفاته سن إحدى وستين ومئتين.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(3)
وقال: توفي سنة إحدى وستين ومئتين أو في حدودها. وجدته بخط الحافظ أبي الفضل. والحقّ أنه تأخر عن ذلك، فقد أرَّخ وفاته ابن قانع سنة ثلاث وسبعين ومئتين، ولكنه قال: الأثرم، ولم يسمّه. وليس في الطبقة من يسمى بذلك غيره.
وذكره الذهبي في "طبقات الحفاظ"
(4)
وقال: "أظنه مات بعد الستين ومئتين" وذكره العليمي
(5)
في الحنابلة.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 37.
(2)
شذرات الذهب: 2/ 141.
(3)
تهذيب التهذيب: 1/ 45.
(4)
تذكرة الحفاظ: 2/ 570.
(5)
المنهج الأحمد: 1/ 218.
وله تصانيف منها: كتاب "التاريخ"، وكتاب "السنن" في الفقه على مذهب أحمد بشواهد من الحديث، وكتاب "العلل" في الحديث، وكتاب "الناسخ والمنسوخ" في الحديث.
65 - أحمد بن محمد المزني
.
قال النَّابلسي
(1)
: هو أحد الأصحاب. روى عن أحمد بن حنبل. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(2)
بنحوه، والعليمي
(3)
وعدّه في الحنابلة.
66 - أحمد بن محمد، أبو الحارث الصائغ
.
قال النابلسي
(4)
: ذكره أبو بكر الخلَّال فقال: كان أبو عبد الله يأنس به، ويقدِّمه، ويكرمه، وكان له عنده موضع جليل. روى عن أحمد بن حنبل مسائل كثيرة، بضعة عشر جزءًا، وجَوَّد الرواية عنه. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(5)
، والعُليمي
(6)
وعَدَّه في الحنابلة.
67 - أحمد بن محمد بن عبد ربه، أبو الحارث
.
أحد من روى عن أحمد. قاله النَّابلسي
(7)
.
وذكره العليمي
(8)
في الحنابلة.
68 - أحمد بن محمد بن مطر، أبو العباس
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 39.
(2)
المناقب: 127.
(3)
المنهج الأحمد: 1/ 362.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 39.
(5)
المناقب: 127.
(6)
المنهج الأحمد: 1/ 363.
(7)
مختصر طبقات الحنابلة: 39.
(8)
المنهج الأحمد: 1/ 363.
قال النابلسي
(1)
: ذكره أبو بكر الخلَّال، فقال: عنده عن أبي عبد الله مسائل صالحة سمعتها منه، وكان فيها غرائب.
سمع: أحمد بن حنبل، وشريح بن يونس.
قلت: ومحمد بن حميد الرازي، ويحيى بن عثمان الحربي، وغيرهم.
وروى عنه أبو عمرو ابن السَّمَّاك، وأحمد بن سليمان النجَّاد، وأبو بكر الشَّافعي، وأبو بكر الخلَّال الحنبلي. قال الخطيب: ثقة. انتهى.
69 - أحمد بن محمد بن نصر اللَّبَّاد
.
قال النابلسي
(2)
: سمع من أحمد بن حنبل، فيما ذكره أبو عمرو البختري النَّيْسابوري في كتاب "الأربعين". انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(3)
.
70 - أحمد بن محمد بن يحيى الكحَّال
.
قال النابلسي
(4)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(5)
بنحوه، والعليمي
(6)
وعدَّه في الحنابلة.
71 - أحمد بن محمد بن يزيد الورَّاق. ويعرف بالإِيتاخي
.
قال النابلسي
(7)
: من أهل سُرَّ من رأى، قدم بغداد، وروى عن أحمد بن حنبل
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 40.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 40.
(3)
المناقب: 127.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 40.
(5)
المناقب: 127.
(6)
المنهج الأحمد: 1/ 365.
(7)
مختصر طبقات الحنابلة: 40.
ويحيى بن مَعِيْن، وغيرهما. وذكره أبو بكر الخلَّال، فقال: ثقة، كان عنده عن أحمد مسائل.
قلت: قال أبو بكر الخلَّال: قَدِم من سر من رأى أحمد بن يزيد الورَّاق، وسمعنا منه، وكان شيخًا كبيرًا ثقةً. انتهى.
72 - (ت 244 هـ): أحمد بن منيع بن عبد الرحمن البَغَوي
.
قال النابلسي
(1)
. حَدَّث عن أحمد بأشياء. وحَدَّث البخارىُّ عن رجل عنه.
قلت: سمع: عبد العزيز بن أبي حازم، وهشيم بن بشير، ومروان بن معاوية، ويحيى بن زكريَّا، وعبد الله بن المبارك، وسفيان بن عيينة، ويزيد بن هارون، وغيرهم.
وروى عنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، وغيرهم.
قال أحمد بن منيع: أنا أختم منذ أربعين سنة، أو نحو ذلك في كل ثلاث.
وقال النسائي: أحمد بن منيع بغدادي ثقة، ومات لأيام بقين من شوال سنة أربع وأربعين ومئتين. وكان مولده سنة ستين ومئة. انتهى.
وقال ابن العماد
(2)
: هو صاحب "المسند"، وأحد الثقات المشهورين، أخرج له الجماعة، لكن البخاري بواسطة رجل واحد.
وعدَّه العليمي
(3)
في الحنابلة.
73 - أحمد بن المستنير
.
قال النَّابلسي
(4)
: حَدَّث عن أحمد بأشياء. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 41.
(2)
شذرات الذهب: 2/ 105.
(3)
المنهج الأحمد: 1/ 177.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 41.
وذكره ابن الجوزي
(1)
بنحوه.
74 - (ت 265 هـ): أحمد بن منصور بن سَيَّار الرَّمادي أبو بكر
.
قال النابلسي
(2)
. سمع من عبد الرزاق بن هَمَّام، وغيره.
وروى عنه جماعة منهم: أبو بكر بن أبي داود الفقيه. وروى عن أحمد أشياء، ومات سنة خمس وستين ومئتين، وقد استكمل ثلاثًا وثمانين سنة.
قلت: كان ميلاده سنة اثنتين وثمانين ومئة. وكان قد سمع من أهل العراق، والحجاز، واليمن، والشام، ومصر، وكان قد رحل، وصنَّف "المسند" وقال الدَّارقطني، كان ثقة، ووثَّقَه ابن أبي حاتم.
وقال إبراهيم الأصبهاني: لو أن رجلين قال أحدهما: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، والآخر: أبو بكر الرَّاوي كانا سواءً انتهى.
وذكره ابن العماد
(3)
والعليمي
(4)
وعدّه في الحنابلة.
75 - أحمد بن محمود السَّاوي
.
قال النابلسي
(5)
: ذكره الخلَّال في الأصحاب. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(6)
، وهو حنبلي.
76 - (ت 282 هـ): أحمد بن أبي بدر المنذر بن بدر بن النضر، أبو بكر المَغَازِلي
.
(1)
المناقب: 127.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 42.
(3)
شذرات الذهب: 2/ 149.
(4)
المنهج الأحمد: 1/ 226.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 42.
(6)
المناقب: 127.
قال النابلسي
(1)
: هو شيخ بغداد ثقة، يُعَدُّ من الأولياء والعارفين. لقبه (بدر) وهو الغالب عليه. وذكره أبو بكر الخلَّال فقال: كان أحمد يكرمه، ويقدمه، وعنده عن أحمد جزءا حديث وقع له فيها مسائل أيضًا، وسمعتها منه، وسمعت منه حديثًا، وكنت إذا رأيت منزله، ورأيت قعوده شهدت له بالصَّلاح، والصَّبر على الفقر. وكان أحمد يتعجب منه، ويقول: مَنْ مِثلُ بدر؟! قد ملك لسانه.
وقال أبو محمد الحريري: كنت يومًا عند بدر المغازلي وقد باعت زوجته دارًا بثلاثين دينارًا، فقال لها بدر: نفرِّق هذه الدنانير في إخواننا، ونأكل رزق يوم بيوم، فقالت: تزهد أنت ونرغب نحن؟ هذا ما لا يكون!.
مات بدر لست خلون من جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين ومئتين انتهى.
وعَدَّه العليمي
(2)
في الحنابلة.
77 - (ت 246 هـ): أحمد بن أبي الحَوَاري. واسمه: ميمون، أبو الحسن الدِّمَشقي
.
قال النابلسي
(3)
: حَدَّث عن جماعة منهم الإِمام أحمد، وبين وفاته ووفاة البغوي إحدى وسبعون سنة. وسأله أحمد عن مولده فقال: سنة أربع وستين ومئة. فقال أحمد: وهي مولدي.
وتوفي أحمد ابن أبي الحواري مدخل رجب سنة ست وأربعين ومئتين. انتهى.
وأرَّخ ابن العماد
(4)
وفاته كما هنا. وذكره القشيري في "الرسالة"
(5)
، وأَرَّخ وفاته سنة ثلاثين ومئتين، وتبعه الشَّعْراني في "طبقات الأولياء"
(6)
وهو خطأ.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 42.
(2)
المنهج الأحمد: 1/ 276.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 43.
(4)
شذرات الذهب: 2/ 110.
(5)
الرسالة القشيرية: 1/ 125.
(6)
طبقات الأولياء: 1/ 70.
وقال السَّمعاني
(1)
: توفي سنة سبع عشرة ومئتين، وهو خطأ أيضًا. والصحيح ما أثبتناه.
78 - أحمد بن المكين الأنطاكي
.
قال النابلسي
(2)
: ذكره أبو بكر الخلَّال، فقال: عنده عن أبي عبد الله مسائل سمعتها منه في قَدْمتي الثانية إلى الثغور، وكان رجلًا كما يجب إن شاء الله. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(3)
.
79 - (ت 275 هـ): أحمد بن ملاعب ابن حيان، أبو الفضل المخرمي الحافظ
.
قال النابلسي
(4)
: سمع عفّان بن مسلم، والفضل بن دكين، في آخرين. وحَدَّث عن أحمد.
وذكره عبد الله بن أحمد فقال: ثقة. وكذا قال الدَّارَقُطني.
ولد سنة إحدى وتسعين ومئة. وتوفي في جمادى الأولى سنة خمس وسبعين ومئتين.
وذكره أبو الحسين ابن المنادي، وأبو بكر النَّجَّاد فيمن روى عن أحمد. انتهى.
وذكره ابن العماد
(5)
، والعليمي
(6)
وعَدَّه في الحنابلة.
80 - (ت 273 هـ): أحمد بن محمد بن واصل المقرئ، أبو العبَّاس
.
(1)
الأنساب: 4/ 261.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 43.
(3)
المناقب: 127.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 44.
(5)
شذرات الذهب: 2/ 166.
(6)
المنهج الأحمد: 1/ 255.
قال النابلسي
(1)
: صحب أحمد، وكان عنده عنه مسائل حِسان، وصحب من النُّحاة: ابن سعدان، ومن القراء خَلَفًا. ومات سنة ثلاث وسبعين ومئتين انتهى.
وذكره ابن الجزري في "الغاية"
(2)
بترجمة طويلة جدًا، وذكره فيمن اسمه أحمد كما هنا، وفيمن اسمه محمد، وقال: هو الصحيح. وذكره العليمي
(3)
في الحنابلة.
81 - (ت 231 هـ): أحمد بن نصر بن مالك، أبو عبد الله الخزاعي
.
قال النابلسي
(4)
: قلت: سمع الحديث من مالك بن أنس، وحمَّاد بن زيد، ورباح بن زيد، وهشيم بن بشير، ولم يرو إلَّا شيئًا يسيرًا.
وروى عنه: يحيى بن معين، ويعقوب وأحمد ابنا إبراهيم الدَّورقي، ومحمد بن يوسف، وغيرهم.
قال أبو بكر الخطيب: كان من أهل الفضل والعلم، مشهورًا بالخير أمَّارًا بالمعروف نهَّاءًا عن المنكر، قَوَّالًا بالحق، قتل في خلافة الواثق لامتناعه من القول بخلق القرآن سنة إحدى وثلاثين ومئتين يوم الخميس ليومين بقيا من شعبان في قصة طويلة معروفة. انتهى ملخصًا.
وعَدَّه العليمي
(5)
في الحنابلة.
82 - أحمد بن نصر أبو حامد الخَفَّاف
.
قال النابلسي
(6)
: ذكره أبو بكر الخلَّال، فقال: كان عنده جزء فيه مسائل حِسان، أغرب فيها. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 44.
(2)
غاية النهاية: 1/ 133.
(3)
المنهج الأحمد: 1/ 244.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 45.
(5)
المنهج الأحمد: 1/ 152.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 47.
وذكره ابن الجوزي
(1)
والعليمي
(2)
وعدَّه في الحنابلة.
83 - أحمد بن هاشم بن الحكم بن مروان الأنطاكي
.
قال النابلسي
(3)
: ذكره أبو بكر الخلَّال، فقال: شيخ جليل القدر، متيقِّظ، سمعنا منه حديثًا كثيرًا، ونقل عن أحمد مسائل حِسانًا سمعناها في سنة سبعين أو إحدى وسبعين ومئتين. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(4)
والعليمي
(5)
وعدَّه في الحنابلة.
وقال ابن حجر في "اللسان"
(6)
: أحمد بن هاشم بن الحكم، روى عن إسحاق بن إبراهيم الحنيني عن مالك.
وعنه: أحمد بن نصر أبو طالب، سمع منه بأنطاكية، أورده الدَّارَقُطني في "غرائب مالك" وقال: هو كثير الوهم. انتهى المراد منه.
84 - أحمد بن هاشم
.
قال النابلسي
(7)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(8)
بنحوه.
85 - (ت 296 هـ): أحمد بن يحيى، أبو جعفر الحلواني
.
قال النَّابلسي
(9)
: ذكره أبو بكر الخلَّال في جملة الأصحاب، ومات في جمادى
(1)
المناقب: 127.
(2)
المنهج الأحمد: 1/ 366.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 47.
(4)
المناقب: 127.
(5)
المنهج الأحمد: 1/ 367.
(6)
لسان الميزان: 1/ 319.
(7)
مختصر طبقات الحنابلة: 47.
(8)
المناقب: 127.
(9)
مختصر طبقات الحنابلة: 47.
الأولى سنة ست وتسعين ومئتين، وسِنُّه خمس وسبعون سنة، ودفن بالشونيزية. انتهى.
وقال ابن العماد
(1)
: هو الرجل الصالح، سمع أحمد بن يونس، وسَعْدُويَه، وكان من الثقات، مات ببغداد سنة ست وتسعين ومئتين. وذكره العليمي
(2)
وعَدَّه في الحنابلة.
86 - (ت 291 هـ): أحمد بن يحيى بن زيد، أبو العبَّاس النَّحْوي الشَّيباني المعروف:(ثعلب)
.
قال النابلسي
(3)
: هو إمام الكوفيين في النحو واللغة.
قال ثعلب: كنتُ أحب أن أرى أحمد بن حنبل، فصرت إليه، فلما دخلتُ عليه قال لي: فيم تنظر؟ فقلت: في النحو والعربية فأنشدني:
إذا ما خلوتَ الدهرَ يومًا فلا تقل
…
خلوتُ ولكن قل عليَّ رقيبُ
ولا تحسبنَّ الله يغفل ساعةً
…
ولا أنَّ ما يخفى عليه يغيبُ
الأبيات
وقال ثعلب: مات معروف الكَرْخي سنة مئتين وفيها ولدت.
ومات ثعلب في جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين ومئتين.
قلت: سمع: إبراهيم بن المنذر الحزامي، ومحمد بن سلَّام الجمحي، ومحمد بن زياد الأعرابي، وغيرهم.
وروى عنه: محمد اليزيدي، والأخفش، وأبو بكر ابن الأنباري، وأبو عبد الله الحكيمي.
وكان ثقةً حجةً، ديِّنًا، صالحًا، مشهورًا بالحفظ وصدق اللهجة، والمعرفة
(1)
شذرات الذهب: 2/ 224.
(2)
المنهج الأحمد: 1/ 261.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 48.
بالغريب، ورواية الشعر القديم، مقدَّمًا عند الشيوخ مذ هو حدث. كذا ذكره أبو بكر الخطيب. انتهى.
وذكر له ابن العماد
(1)
ترجمة حافلة منها: هو علَّامة الأدب، روى عن غير واحد، وعنه غير واحد، وسمع من القواريري مئة ألف حديث؛ فهو من المكثرين. وسيرته في الدِّين والصَّلاح مشهورة.
وله تصانيف منها: كتاب "الفصيح"، وكتاب "القراآت"، وكتاب "إعراب القرآن". وغير ذلك. وكان حنبليًا. انتهى المراد منه.
وله من الكتب غير ما ذكره ابن العماد: كتاب "اختلاف النحاة"، كتاب "الأوسط في النحو"، كتاب "حد النحو"، كتاب "شرح لاميَّة العرب"، كتاب "غريب القرآن"، كتاب "استخراج الألفاظ من الأخبار"، كتاب "الأمثال"، كتاب "الإِيمان والدواهي"، كتاب "التصغير"، كتاب "الشواذّ"، كتاب "ما يجري وما لا يجري"، كتاب "ما ينصرف وما لا ينصرف"، كتاب "المسائل" كتاب "الوقف والابتداء"، كتاب "الموفَّقي" مختصر في النحو، كتاب "ما يلحن فيه العامة"، "المجالسات" في النحو واللغة والأخبار، كتاب "المصون في النحو"، كتاب "معاني الشعر"، كتاب "معاني القرآن".
87 - أحمد بن يحيى بن حيَّان الرقي
.
قال النابلسي
(2)
: هو أحد من روى عن أحمد بن حنبل. انتهى.
88 - أحمد بن يزيد الورَّاق
.
قال النابلسي
(3)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
89 - أحمد بن أبي عبدة، أبو جعفر
.
(1)
شذرات الذهب: 2/ 207.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 49.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 49.
قال النابلسي
(1)
: هَمَذَاني، ذكره أبو بكر الخلَّال، فقال: جليل القدر، كان أحمد يكرمه، وكان ورعًا، نقل عن أحمد أشياء، ومسائل كثيرة. وتوفي قبل وفاة أحمد بن حنبل. قال الإِمام أحمد: ما عبر هذا الجسر أنصح لأمة محمَّد صلى الله عليه وسلم من أحمد بن أبي عبدة. قال الخلَّال: يعني جسر النهروان. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(2)
والعليمي
(3)
وعدَّه في الحنابلة.
90 - أحمد بن أبي عبد الله
.
قال النابلسي
(4)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
91 - أحمد بن أبي يحيى
.
قال ابن الجوزي
(5)
: روى عن أحمد أشياء. انتهى.
وقال الذَّهبي في "الميزان"
(6)
: أحمد بن أبي يحيى الأنماطي، أبو بكر البغدادي. قال إبراهيم بن أورمة: كذاب، وقال ابن عدي: له غير حديث منكر عن الثقات. قلت: يروي عن أحمد بن حنبل ونحوه. انتهى كلام الذهبي. وقال ابن حجر في "اللِّسان"
(7)
: وبقية كلام ابن عدي: وقد روى عن أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين تاريخًا في الرِّجال. انتهى. فالظاهر أنه هذا.
ذكر من اسمه إبراهيم
92 - (ت 303 هـ): إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران بن عبد الله، أبو إسحاق الثَّقَفي السَّرَّاج النيسابوري، أخو إسماعيل ومحمد
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 49.
(2)
المناقب: 127.
(3)
المنهج الأحمد: 1/ 368.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 50.
(5)
المناقب: 127.
(6)
ميزان الاعتدال: 1/ 162.
(7)
لسان الميزان: 1/ 321.
قال النابلسي
(1)
: سمع يحيى بن يحيى التميمي، ويزيد بن صالح الفراء، وعبد الأعلى بن حَمَّاد النرسي، والإِمام أحمد بن حنبل في آخرين.
روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وأبو الحسين ابن المنادي، وغيرهم.
وكان نزل بغداد، وأقام بها إلى حين وفاته. وكان أحمد بن حنبل يحضره، ويفطر عنده، وينبسط في منزله، وهو أكبر إخوته.
وقال الدَّارَقطني: كان ثقة، ومات في صفر سنة ثلاث وثمانين ومئتين. انتهى.
وقال ابن العماد
(2)
: هو الحافظ الجليل صاحب "التفسير" روى عن إسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل، وكان أحمد بن حنبل ينبسط في منزله ويفطر عنده، وتوفي سنة ثلاث وثلاث مئة.
وذكره العليمي
(3)
وعَدَّه في الحنابلة. وكذا أرخ وفاته صاحب "كشف الظنون"، وصاحب "هدية العارفين" في سنة ثلاث وثلاث مئة.
93 - (ت 285 هـ): إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن بشير بن عبد الله، أبو إسحاق الحربي
.
قال النَّابلسي
(4)
: ولد سنة ثمان وتسعين ومئة، وسمع: أبا نعيم الفضل بن دكين، وعفان بن مسلم، وعبد الله بن صالح العجلي، وأحمد بن حنبل، في آخرين. ونقل عن أحمد مسائل.
روى عنه: أبو بكر بن أبي داود، وأبو بكر الأنباري، وأبو بكر النَّجَّاد، وأبو عمر الزَّاهد، في آخرين.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 50.
(2)
شذرات الذهب 2/ 242.
(3)
المنهج الأحمد: 1/ 278.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 50.
وكان إمامًا في العلم رأسًا في الزهد، عارفًا بالفقه، بصيرًا بالأحكام، حافظًا للحديث، وصنَّف كتبًا كثيرةً منها:"غريب الحديث" و"دلائل النبوة" وكتاب "الحمام" و"سجود القرآن" و"ذم الغيبة" و"النهي عن الكذب" و"المناسك" وغير ذلك، وكان يقول: ما اشتكيت إلى أمي، ولا إلى أختي، ولا امرأتي، ولا بناتي حُمَّى وجدتها قَطّ، الرجل هو الذي يُدْخِلُ الغَمَّ على نفسه، ولا يُدْخل الغمَّ على عياله، وكان بي شقيقة خمسًا وأربعين سنة ما أخبرت بها أحدًا، ولي عشرون سنة أبصر بعين واحدة ما أخبرت بها أحدًا قط، وأفنيت من عمري ثلاثين سنة برغيفين إن جاءتني بهما أمّي أو أختي أكلتُ وإلَّا بقيتُ جائعًا، عطشانًا إلى الليلة الثانية.
ومات ببغداد سنة خمس وثمانين ومئتين، وصلى عليه يوسف بن يعقوب القاضي في شارع باب الأنبار، فكان الجمع كثيرًا جدًا، وكان يومًا في عقب مطر ووحل، ودفن في بيته رحمه الله انتهى ملخصًا.
وذكره ابن العماد
(1)
، وابن الجوزي
(2)
، والعليمي
(3)
، وصاحب "المطلع"، و"القطف"، والمرداوي في "الإِنصاف" وقال: كان إمامًا في جميع العلوم، متقنًا. مصنِّفًا، محتسبًا، عابدًا، زاهدًا، نقل عن أحمد مسائل كثيرة جدًا حسانًا جيادًا. فهو حنبلي، أحد نقلة مذهب أحمد عنه. انتهى. وله من المصنفات غير ما تقدم كتاب "اتَّباع الأموات""الأدب"، "التيمم"، "القضاة والشهود"، "المغازي""الهدايا والسُّنَّة فيها"، وله سبعة وعشرون مُسنَدًا عن كبار الصحابة.
94 - إبراهيم بن أبان المَوْصلي
.
قال النابلسي
(4)
: روى عن أحمد مسائل. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 2/ 190.
(2)
المناقب: 127.
(3)
المنهج الأحمد: 1/ 283.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 54.
وذكره ابن الجوزي
(1)
بنحوه.
95 - (ت 250 هـ): إبراهيم بن جابر المَرْوزي
.
قال النابلسي
(2)
: هو ممن جالس أحمد بن حنبل، ونقل عنه.
قلت: سكن بغداد، وحَدَّث بها عن عبد الرحيم بن هارون الغسَّاني، وموسى بن داود الضَّبِّي، وحماد بن المهاجر.
روى عنه: عبد الله بن أحمد بن حنبل، وأحمد بن الحسين، ووثَّقه. انتهى.
وقال ابن الجوزي
(3)
: إبراهيم بن جابر المروزي روى عن أحمد. انتهى.
وقال الحَمَوي في "معجم البلدان":
(4)
إبراهيم بن خالد بن نصر [أبو إسحاق المروزي] إمام الدُّنيا في عصره، سمع: عارم بن الفضل، وروى عنه يحيى بن ماسويه. وتوفي سنة خمسين ومئتين انتهى.
فلينظر هل هما اثنان أو أن الصحيح ابن خالد؟!.
96 - إبراهيم بن جعفر
.
قال النابلسي
(5)
: نقل عن أحمد بن حنبل أشياء. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(6)
بنحوه.
97 - (ت 260 هـ): إبراهيم بن الجُنَيْد الخُتَّلِي
.
قال النابلسي
(7)
: قال أبو بكر الخلَّال: عنده عن أبي عبد الله مسائل حسان. انتهى.
(1)
المناقب: 127.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 54.
(3)
المناقب: 127.
(4)
معجم البلدان: 2/ 129.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 54.
(6)
المناقب: 127.
(7)
مختصر طبقات الحنابلة: 54.
وذكره أيضًا في موضع آخر فقال: إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، أبو إسحاق الختّلي الرقائقي صاحب كتاب "الزهد والرقائق" ببغدادي سكن سُرَّ مَنْ رأى، وحدَّث بها عن أبي سلمة التَّبُوذَكي، وسليمان بن حرب، وعمرو بن مرزوق، ويحيى بن بكير، ويوسف بن عدي، وعنده عن يحيى بن معين سؤالات كثيرة الفائدة، تدل على فهمه. وذكره أبو الحسين ابن المنادي في جملة من روى عن أحمد.
روى عنه: العباس بن مسروق الطوسي، ومحمد بن القاسم، ومحمد بن هارون العسكري، وأحمد بن إسماعيل الآدمي. وكان ثقة. انتهى.
ولا شك أنَّهما واحد وقد اقتصر ابن الجوزي على الأخير
(1)
. ونسبه مرتضى الزَّبيدي في "شرح القاموس"
(2)
إلى أبيه وجَدِّه، وكذا في "التذنيب تعقيب التقريب" لأمير علي.
وذكره الذَّهبي فقال: إبراهيم بن الجنيد كما ذكره النَّابلسي أولًا، وقال: لم أظفر له بوفاة، وكأنها في حدود الستين ومئتين انتهى.
وذكره ابن حجر في "اللسان"
(3)
فقال: إبراهيم بن الجنيد الخُتَّلي البغدادي: ثقة من أصحاب يحيى بن معين. انتهى.
98 - إبراهيم بن الحكم القَصَّار
.
قال النابلسي
(4)
: قال أبو بكر الخلَّال: عنده عن أحمد مسائل حسان. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(5)
بنحوه.
(1)
المناقب: 128.
(2)
تاج العروس: مادة: ختل
(3)
لسان الميزان: 1/ 45 في ترجمة إبراهيم بن الجنيد الرقي.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 54.
(5)
المناقب: 127.
99 - إبراهيم بن الحارث بن مصعب بن الوليد بن عبادة بن الصامت
.
قال النابلسي
(1)
: هو من أهل طرسوس ذكره أبو بكر الخلَّال فقال: كان من كبار أصحاب أبي عبد الله أحمد بن حنبل. روى عنه: الأثْرَم، وحَرْب، وجماعة من الشيوخ المتقدمين. وكان أحمد يعظِّمه، ويرفع قَدْرَه، وعنده عن أبي عبد الله أربعة أجزاء مسائل. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(2)
فقال: روى عن أحمد بن حنبل، وأحمد بن عمر الوكيعي، ويحيى بن معين، وعلي ابن المديني، وغيرهم.
وعنه: أبو داود في كتاب "المسائل"، وأبو بكر الأثرم، وأبو حاتم الرازي، وابن أبي داود.
قال الخلَّال: هو من كبار أصحاب أحمد، كان أبو عبد الله يعظِّمه، ويرفع قدره. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(3)
، وعَدَّه العليمي
(4)
في الحنابلة.
100 - (ت 247 هـ): إبراهيم بن سعيد الجوهري
.
قال النابلسي
(5)
: صحب أحمد ابن حنبل، وحكى عنه أشياء.
قلت: سمع سفيان بن عيينة، وأبا معاوية الضرير، ومحمد بن فضيل بن غزوان، وأبا سلمة، وغيرهم.
وكان ثقةً مكثرًا ثبتًا، صنف "المسند" كذا ذكره الخطيب.
وقال هارون بن يعقوب الهاشمي: سمعت أبي سأل أحمد بن حنبل عنه، فقال:
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 55.
(2)
تهذيب التهذيب: 1/ 62.
(3)
المناقب: 128.
(4)
المنهج الأحمد: 1/ 370.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 55.
لم يزل يكتب الحديث قديمًا. قلت: فأكتبه عنه؟ قال: نعم. ووثَّقه النَّسائي. وتوفي سنة سبع وأربعين ومئتين.
ذكره ابن قانع. وقال غيره: سنة ثلاث وخمسين ومئتين. انتهى.
وذكره ابن العماد
(1)
، وابن حجر في "التهذيب"
(2)
، و"التقريب"، وصاحب "الخلاصة"، وابن الجزري في "الغاية"
(3)
وغيرهم.
101 - إبراهيم بن سعيد الأُطْرُوش
.
قال النابلسي
(4)
: روى عن أحمد أشياء.
انتهى. وذكره ابن الجوزي
(5)
بنحوه.
102 - إبراهيم بن سويد
.
قال النابلسي
(6)
: هو أحد من روى عن أحمد، روى عنه أشياء. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(7)
بنحوه.
103 - إبراهيم بن شداد. قال النابلسي
(8)
: روى عن أحمد. انتهى
.
وذكره ابن الجوزي
(9)
بنحوه.
104 - إبراهيم بن زياد الصَّائغ
.
(1)
شذرات الذهب: 2/ 113.
(2)
تهذيب التهذيب: 1/ 67.
(3)
غاية النهاية: 1/ 15.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 56.
(5)
المناقب: 128.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 56.
(7)
المناقب: 128.
(8)
مختصر طبقات الحنابلة: 56.
(9)
المناقب: 128.
قال النابلسي
(1)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(2)
بنحوه، والعليمي
(3)
وعَدَّه في الحنابلة.
105 - (ت 265 هـ): ابراهيم بن عبد الله بن محمد ابن أبي شيبة، الكوفي أبو شيبة
.
قال النَّابلسي
(4)
: مات بالكوفة سنة خمس وستين ومئتي، فيما نقلته من "تاريخ" ابن المنادي.
عنده عن أحمد مسائل. ذكره أبو بكر الخلَّال. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(5)
، وابن حجر في "التهذيب"
(6)
وقال: إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن خواستَى العَبْسي، أبو شيبة بن أبي بكر بن أبي شيبة، الكوفي.
روى عن: عمر بن حفص بن غياث، وحفص بن عون، وعبيد الله بن موسى، وغيرهم. وله عن أحمد بن حنبل مسائل.
روى عنه: النَّسَائي في "اليوم والليلة"، وابن ماجه، وزكريَّا السِّجزي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والسَّراج، والطَّبَري، وأبو عوانة، وابن صاعد، وابن أبي داود، وابن عقدة، وجماعة.
قال أبو حاتم: صدوق. وقال ابن عقدة: مات في رمضان سنة خمس وستين ومئتين.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 56.
(2)
المناقب: 128.
(3)
المنهج الأحمد: 1/ 371.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 56.
(5)
المناقب: 128.
(6)
تهذيب التهذيب: 1/ 73.
قلت: وكذا أرَّخه ابن المنادي في "تاريخه"، وذكر أنه تغيَّر قبل موته في آخر أيامه.
وقال العقيلي وصالح الطرابلسي: ليس به بأس، ووثَّقه الخليل، وذكره بن حبان في "الثقات". انتهى المراد منه.
106 - إبراهيم بن عبد الله بن مِهْران الدَّيْنَوري
.
قال النابلسي
(1)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(2)
والعليمي
(3)
في الحنابلة.
107 - إبراهيم بن محمد بن الحارث الأصبهاني
.
قال النابلسي
(4)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(5)
بنحوه، وعدَّه العليمي
(6)
في الحنابلة.
108 - إبراهيم بن محمد بن الحسن
.
قال النابلسي
(7)
: نقل عن أحمد بن حنبل أشياء. انتهى.
109 - إبراهيم بن موسى بن آزر
.
قال النابلسي
(8)
: نقل عن أحمد بن حنبل أشياء. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(9)
بنحوه إلا أنه قال: إبراهيم بن موسى بن داود الفقيه.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 56.
(2)
المناقب: 128.
(3)
المنهج الأحمد: 1/ 372
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 57.
(5)
المناقب: 128.
(6)
المنهج الأحمد: 1/ 373.
(7)
مختصر طبقات الحنابلة: 57.
(8)
مختصر طبقات الحنابلة: 58.
(9)
المناقب: 128.
110 - إبراهيم بن نصر الحَذَّاء الكِنْدي
.
قال النابلسي
(1)
: ذكره أبو بكر الخلَّال فيمن روى عن أحمد. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(2)
بنحوه.
111 - (ت 265 هـ): إبراهيم بن هانئ، أبو إسحاق النَّيْسابُوري
.
قال النابلسي
(3)
: نقل عن أحمد مسائل كثيرة، وكان ورعًا، صالحًا، صبورًا على الفقر. قال ابنه إسحاق: كان أحمد بن حنبل مختفيًا ها هنا عندنا في الدار، فقال لي: ليس أطيق ما يطيق أبوك من العبادة، وكان أحمد قد اختفى عنده في أيَّام الواثق ثلاثة أيَّام، ثم رجع إلى منزله. وقال أحمد بن حنبل: إن كان في هذه رجلٌ من الأبدال فأبو إسحاق النَّيْسابوري.
توفي يوم الأربعاء لأربع خلون من ربيع الآخِر سنة خمس وستين ومئتين.
حَدَّث عن عبد الله العيشي، ويعلى، ومحمد بن عبيد، وغيرهم.
قلت: روى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبدوس، ومحمد بن عبد الله بن محمد البغوي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأحمد بن محمد بن هارون الخلَّال، وغيرهم.
ووثَّقه أحمد بن حنبل، والدَّارَقُطْني. انتهى.
وعدَّه العليمي
(4)
في الحنابلة.
112 - (ت 297 هـ): إبراهيم بن هاشم بن الحسين بن هاشم أبو إسحاق البَيِّع، المعروف بالبَغَوي
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 58.
(2)
المناقب: 128.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 58.
(4)
المنهج الأحمد: 1/ 227.
قال النَّابلسي
(1)
: سمع أمية بن بسطام، وإبراهيم بن الحجَّاج السامي، وأبا الرَّبيع الزَّهراني، وعلي بن الجعد، وأحمد بن حنبل، في آخرين.
روى عنه: أبو بكر النَّجَّاد، وعبد الباقي بن قانع، وجعفر الخلدي، وإسماعيل بن علي الخطبي، وأبو بكر الشَّافعي.
ومات يوم الخميس سلخ جمادى الآخِرة سنة سبع وتسعين ومئتين.
قلت: وثَّقه الدَّارقطني. انتهى. وذكره العُلَيْمي
(2)
في الحنابلة.
113 - (ت 259 هـ): إبراهيم بن يعقوب، أبو إسحاق الجوزجاني
.
قال النابلسي
(3)
: ذكره أبو بكر الخلَّال، فقال: جليلٌ جدًا، كان الإِمام أحمد يكرمُه، ويكاتبه، وقد حَدَّثنا عنه الشُّيوخ المتقدمون، وعنده عن أحمد بن حنبل جزآن مسائل، وحكى عنه أبو زرعة الصغير. انتهى.
وقال ابن حجر في "التهذيب"
(4)
: إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق السَّعدي، أبو إسحاق الجوزجاني، سكن دمشق.
روى عن: عبد الله بن بكر السَّهمي، ويزيد بن هارون، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وأبي عاصم، وأبي صالح كاتب الليث، وبشر بن عمر الزَّهراني، وزيد بن الحباب، وحَجَّاج الأعور، وعفَّان، وجماعة. فأكثر الترحال والكتابة، وله عن أحمد بن حنبل مسائل.
وعنه: أبو داود، والترمذي، والنسائي، والحسن بن سفيان، وأبو زرعة الدِّمشقي، وأبو زرعة الرازي، وأبو حاتم، وابن خزيمة وأبو بشر الدُّولابي، وابن جرير الطَّبري، وجماعة.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 59.
(2)
المنهج الأحمد: 1/ 309.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 59.
(4)
تهذيب التهذيب: 1/ 95.
قال النَّسائي: ثقة. وقال الدارقطني: كان من الحفَّاظ المصنَّفين، والمخرجين الثقات. وقال ابن عدي: كان يسكن دمشق، وكان أحمد بن حنبل يكاتبه، فيتقوى بكتابه، ويقرؤه على المنبر. وقال الخَلَّال جليلٌ جدًا، وكان أحمد بن حنبل يكاتبه، ويكرمه إكرامًا شديدًا.
قال ابن يونس: مات بدمشق سنة ست وخمسين ومئتين. وقال أبو الدَّحْداح: مات يوم الجمعة مستهل ذي القعدة سنة تسع وخمسين ومئتين. وكان فيه انحراف على علي. انتهى المراد منه.
وذكره الذهبي في "طبقات الحفاظ"، و"الميزان"، وابن حجر في "التهذيب" و"التقريب" وذكرته في "القطف". وعَدَّه العليمي
(1)
في الحنابلة.
من اسمه إسماعيل
114 - (ت 193 هـ): إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم، أبو بشر الأسدي مولاهم، ويعرف بابن عُلَيَّة، من أهل البَصْرة، وأصله كوفي
.
قال النابلسي
(2)
: سمع من أبي التيَّاح الضبعي حديثًا واحدًا، وروى الكثير عن عبد العزيز بن صهيب، وأيوب السختياني، وابن عون، وسليمان التيمي، وداود بن أبي هند، وحميد الطَّويل. وذكره أبو بكر الخَلَّال فيمن روى عن أحمد بن حنبل.
قال المصنف: وقد سمع منه أحمد، وابن جريج، وشعبة، وحمَّاد بن زيد، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن معين، وعلي ابن المديني، وغيرهم.
ولي المظالم ببغداد في أيام هارون الرشيد، وحدَّث بها إلى أن توفي، وولي صدقات البصرة.
ولد سنة عشر ومئة، وكان يقول:"من قال: ابن عُلَيَّة فقد اغتابني". وقيل: إن عُلية أمه، وقيل: جَدَّته أم أمه.
(1)
المنهج الأحمد: 1/ 374.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 60.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: ابن عُلَيَّة أثبت من هُشَيم.
وقال أحمد بن حنبل: كان حمَّاد بن زيد لا يعبأ إذا خالفه الثقفي ووهب، وكان يهاب أو يتهيَّب إسماعيل بن عُلَيَّة إذا خالفه.
وقال يحيى بن معين: ابن عُلَيَّة كان ثقة، مأمونًا، صدوقًا، ورعًا، تقيًّا.
قال أحمد: فاتني مالك فأخلف الله عليَّ سفيان بن عيينة، وفاتني حماد بن زيد فأخلف الله عليَّ إسماعيل بن عُلَيَّة.
وقال علي بن المديني: بتُّ عند ابن عُليَّة فكان يقرأ ثلث القرآن، وما رأيته ضحك قَطُّ، وقيل: إنه لم يضحك منذ عشرين سنة. انتهى المراد منه.
وقال ابن العماد
(1)
: توفي في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومئة.
115 - إسماعيل بن بكر السُّكري
.
قال النابلسي
(2)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(3)
، وقال فيه: إسماعيل بن بكر اليشكري.
116 - (ت 293 هـ): إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران، أبو بكر السَّرَّاج، النَّيْسابُوري
.
مولى ثقيف، وهو أخو إبراهيم ومحمد. قال النابلسي
(4)
: سمع: يحيى بن يحيى التميمي، وعبد الله بن الجراح القوهستاني، وعمرو بن زرارة، وإسحاق بن رَاهُوْيَه، ومحمد بن موسى الجرشي، وجبارة بن المغلس، وأحمد بن حنبل.
ولد ببغداد، ومات بها وحدَّث، وكان له اختصاص بأحمد بن حنبل.
(1)
شذرات الذهب: 1/ 333.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 62.
(3)
المناقب: 128.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 63.
روى عنه: أخوه محمد، ومحمد بن مخلد، وأبو سهل بن زياد القَطَّان، وإسماعيل بن علي الخطبي، وابن قانع، وغيرهم. قال الدارقطني: واختلف في وفاته، فقيل: سنة ست وثمانين ومئتين. وقال ابن قانع: مات في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومئتين. انتهى. وذكره ابن الجوزي
(1)
في الحنابلة.
117 - (ت 306 هـ): إسماعيل بن إسحاق بن الحصين ابن بنت مَعْمر بن سليمان، أبو محمد الرقي
.
قال النابلسي
(2)
: سكن بغداد، وحَدَّث بها عن عبد الله بن معاوية الجمحي، وحكيم بن سيف الرقي، وأحمد بن حنبل، وغيرهم.
روى عنه: محمد بن العباس بن نجيح، ومحمد بن المظفر، وغيرهما.
واختلف في موته فقيل: سنة خمس وثلاث مئة، وقيل: سنة ست وثلاث مئة. انتهى.
118 - إسماعيل بن الحارث
.
قال النابلسي
(3)
: ذكره أبو بكر الخلَّال فيمن روى عن أحمد. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(4)
فقال: إسماعيل بن الحارث، فقط.
وقال ياقوت الحَمَوي
(5)
: إسماعيل بن الحارث الأَطْرابُلُسي. روى عن يحيى بن صالح الوحاظي.
روى عنه: أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عيسى المقري. انتهى.
(1)
المناقب: 615.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 62.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 63.
(4)
المناقب: 128.
(5)
معجم البلدان: 1/ 217.
وذكر ابن حجر في "التهذيب"
(1)
إسماعيل بن أبي الحارث، وقال: إنه مات لأربع عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين ومئتين. فلعله هو، فلينظر.
119 - (ت 234 هـ): إسماعيل بن سعيد الشَّالَنْجي، أبو إسحاق
.
قال النابلسي
(2)
: ذكره أبو بكر الخلَّال، فقال: عنده عن أحمد مسائل كثيرة ما أحسبُ أن أحدًا من أصحاب أحمد روى عنه أحسن مما روى هذا ولا أشبع ولا أكثر مسائل منه.
وكان عالمًا بالرأي؛ كبير القدر عندهم، معروفًا، ولم أجد هذه المسائل عند أحد رواها عنه إلا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وله كتاب ترجمه بـ "البيان" على ترتيب الفقهاء، وحَدَّث فيه عن مروان الفزاري، وسفيان، وجرير، وسعيد بن عامر، وشبابة، ويزيد بن هارون، وغيرهم.
انتهى. وقال الشوكاني في "نيل الأوطار": إسماعيل بن سعيد الشالنجي، قال ابن عبد الهادي في "التنقيح": هو صاحب الإِمام أحمد. انتهى.
وقد اختلف في وفاته فقيل: سنة ثلاثين ومئتين. وقيل: مات بدهستان في شهر ربيع الأول سنة أربع وثلاثين ومائتين.
وذكره العليمي
(3)
في الحنابلة.
120 - إسماعيل بن عبد الله بن ميمون، أبو القاسم العجلي
.
قال النابلسي
(4)
: نقل عن أحمد بن حنبل أشياء. انتهى.
121 - (ت 270 هـ): إسماعيل بن عبد الله بن ميمون بن عبد الحميد بن أبي الرِّجال، أبو النضر العجلي
.
(1)
تهذيب التهذيب: 1/ 143.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 63.
(3)
المنهج الأحمد: 1/ 375.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 64.
قال النابلسي
(1)
: هو مروزي الأصل وهو ابن أخي نوح بن ميمون المضروب.
سمع: عبد الله بن موسى العبسي، وعبد الرحمن بن قيس الزَّعفراني، وأبا عبد الرحمن المقري، وخلف بن الوليد الجوهري، وعبد الرحمن بن شريك بن عبد الله النخعي، وأحمد بن حنبل ونقل عنه مسائل كثيرة.
روى عنه: محمد بن مخلد الدُّوري، ومحمد بن جعفر الطبري، وأبو الحسين ابن المنادي، وغيرهم.
وتوفي ليلة الاثنين لثلاث وعشرين خلت من شعبان سنة سبعين ومئتين. وقد بلغ أربعًا وثمانين سنة. ذكره ابن المنادي.
قلت: قال النسائي: ليس به بأس. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(2)
، والعليمي
(3)
وعَدَّه في الحنابلة.
122 - إسماعيل بن عمر السجزي
.
قال النابلسي
(4)
: ذكره أبو بكر الخلَّال، فقال: جليل القدر، مقدم، عالم، بصير بالحديث والعلم.
سمع من أحمد مسائل صالحة حسانًا مشبعة لم يجئ بها أحد، وأغرب على أصحاب أحمد. انتهى.
123 - إسماعيل بن العلاء
.
قال النابلسي
(5)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
124 - إسماعيل ابن أخت ابن المبارك
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 64.
(2)
المناقب: 128.
(3)
المنهج الأحمد: 1/ 238.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 65.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 65.
قال النابلسي
(1)
: جالس أحمد بن حنبل، وسأله. انتهى.
وذكره ابن الجوزي في الكنى بمثل ما هنا فقط.
125 - (ت 284 هـ): إسماعيل بن قتيبة
.
قال النابلسي
(2)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
وقال ياقوت في "معجم البلدان"
(3)
: إسماعيل بن قتيبة، النيسابوري، السلمي، الزَّاهد، أبو يعقوب.
سمع: أحمد بن حنبل، وغيره.
ومات في رجب سنة أربع وثمانين ومئتين بُبشتَنِقَات من قرى نيسابور.
والظاهر أنه هذا.
126 - (ت 263 هـ): إسماعيل بن أبان بن محمد بن حُوَيّ، السكسكي البَتَلْهِي
.
لم يذكره النابلسي، ولا ابن الجوزي.
وذكره ياقوت في "المعجم"
(4)
بما المراد منه: روى عن أبي مسهر، وأحمد بن حنبل، وأبي مصعب الزُّهري، وخطاب بن عثمان، ونوح بن عمر بن حُوَيّ، وغيرهم.
وروى عنه أحمد بن المعلا، ومحمد بن جعفر بن ملاس، وأبو الحسن بن جوصا، وأبو الجهم بن طلاب، والعباس بن الوليد بن مزيد وهو من أقرانه وغيرهم. ومات ببيت لهيا لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة ثلاث وستين ومئتين.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 66.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 66.
(3)
معجم البلدان: 1/ 425.
(4)
معجم البلدان: 1/ 522.
وذكره الخطيب في "تاريخه"، وفي "المتفق والمفترق". وذكرتُ ترجمته كاملة في "القطف".
127 - إسماعيل بن يوسف، أبو علي المعروف بالدَّيلمي
.
قال النابلسي
(1)
: كان أحد العُبَّاد الورعين، والزُّهاد المتقللين مع بصره بالحديث، وحفظه له، وتمهره في علمه.
جالس أحمد بن حنبل ونقل عنه ومن بعده من الحفَّاظ وذاكرهم. وحدَّث عن مجاهد بن موسى.
روى عنه: الحسن بن عبد الوهاب بن أبي العنبر، والعَبَّاس بن يوسف الشكلي.
قال ابن المنادي: كان من خيار الناس، وذكر لي أنه كان يحفظ أربعين ألف حديث، وكان يعبر إلى الجانب الشرقي قاصدًا محمد بن أشكاب الحافظ، فيذاكره بـ "المسند".
قال الدَّارقطني: هو بغدادي زاهد، ورع، فاضل، ثقة، وقيل: إنه يذاكر سبعين ألف حديث. انتهى.
وذكره ابن الجوزي في "المناقب"
(2)
وفي "صفة الصفوة"
(3)
، وذكر له كرامات، ولم يذكر وفاته، وعدَّه في الحنابلة.
ذكر من اسمه إسحاق
128 - (ت 275 هـ): إسحاق بن إبراهيم بن هانئ النَّيسابوري، أبو يعقوب
.
قال النابلسي
(4)
: ولد في أول يوم من رمضان سنة ثمان عشرة ومئتين، وخدم
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 66.
(2)
المناقب: 615.
(3)
صفة الصفوة: 2/ 412.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 67.
أحمد بن حنبل وهو ابن سبع سنين.
وذكره أبو بكر الخلَّال فقال: كان أخا دِينٍ وورع، نقل عن أحمد مسائل كثيرة ستة أجزاء. ومات ببغداد سنة خمس وسبعين ومئتين. انتهى.
وعدَّه العُليمي
(1)
في الحنابلة.
129 - (ت 243 هـ): إسحاق بن إبراهيم بن مخلد، أبو يعقوب المعروف بابن راهويه
.
قال النابلسي
(2)
: جالس أحمد، وروى عنه أشياء، وقيل له: من أكبر أنت أم أحمد بن حنبل؟ قال: هو أكبر مني في السن وغيره.
ولد سنة ست وستين ومئة، وتوفي سنة ثلاث وأربعين ومئتين.
قلت: كان إسحاق أحد أئمة المسلمين، وعَلَمًا من أعلام الدِّين، اجتمع له الحديث، والفقه، والحفظ، والصدق، والورع، والزهد. ورحل إلى العراق، والحجاز، واليمن، والشَّام، فسمع: جَرير بن عبد الحميد الرازي، وإسماعيل بن عُليَّة، وسفيان بن عيينة، ووكيع بن الجراح، ويحيى بن آدم. وورد بغداد غير مرة، وجالس أحمد بن حنبل وغيره من الأئمة، وذاكرهم.
وروى عنه: البخاري، ومسلم، والترمذي، وغيرهم من الشيوخ. قال محمد بن أسلم يوم مات إسحاق: ما أعلم أنَّ أحدًا كان أخشى لله من إسحاق، يقول الله تعالى:{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} وكان أعلم الناس، ولو كان سفيان الثوري في الحياة لاحتاج إلى إسحاق. قال محمد بن عبد السَّلام: فأخبرتُ بذلك أحمد بن سعيد الرباطي فقال: والله لو كان الثوري وابن عيينة والحمادان في الحياة لاحتاجوا إلى إسحاق. قال محمد: فأخبرت بذلك محمد بن يحيى الصَّفَّار فقال:
(1)
المنهج الأحمد: 1/ 254.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 68.
والله لو كان الحسن البصري في الحياة لاحتاج إلى إسحاق في أشياء كثيرة.
وقال نعيم بن حماد: إذا رأيت العراقي يتكلم في أحمد بن حنبل فاتَّهمه في دينه، وإذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق بن رَاهُوْيَه فاتَّهمه في دينه، وإذا رأيت البصري يتكلم في وهب بن جرير فاتَّهمه في دينه.
وقال الدَّارمي: ساد إسحاق أهل المشرق والمغرب بصدقه.
وقال أحمد بن حنبل: لا أعرف ولا أعلم لإِسحاق بالعراق نظيرًا. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(1)
و"التقريب" والخزرجي في "الخلاصة" وذكرتُ له ترجمة حافلة في "القطف الدان".
130 - (ت 259 هـ): إسحاق بن ابراهيم بن عبد الرحمن، أبو يعقوب المعروف بالبَغَوي، قرابة أحمد بن منيع، ويلقب "لؤلؤ
".
قال النابلسي
(2)
: سمع إسماعيل بن عُلَيَّة، ومحمد بن ربيعة الكلابي، ووكيع بن الجراح، وغيرهم.
روى عنه زكريَّا المطرز، وعبد الله بن محمد بن ياسين، ومحمد بن مخلد الدوري، وغيرهم. ونقل عن أحمد أشياء، وسأله عن أشياء.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت منه ببغداد ومصر، وهو صدوق ثقة.
وقال الدارقطني: ثقة مأمون، وقال محمد بن مخلد: مات في شعبان سنة تسع وخمسين ومئتين انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(3)
"والتقريب"، والخزرجي في "الخلاصة" لأنَّه من رجال البخاري، وعَدَّه العُليمي في الحنابلة
(4)
.
(1)
تهذيب التهذيب: 1/ 112.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 70.
(3)
تهذيب التهذيب: 1/ 111.
(4)
المنهج الأحمد: 1/ 214.
131 - (ت 267 هـ): إسحاق بن إبراهيم الفارسي
.
قال النابلسي
(1)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
، فقال: إسحاق بن إبراهيم الفارسي، شاذان، روى عن جده قاضي شيراز سعد بن الصلت، وطائفة. وَثَّقه ابن حِبَّان.
وتوفي بشيراز سنة سبع وستين ومئتين في جمادى الآخرة.
وذكره ابن حجر في "اللسان"
(3)
وقال: هو إسحاق بن إبراهيم، أبو بكر الفارسي، الملقب "شاذان" له مناكير وغرائب، مع أن ابن حبان ذكره في "الثقات"، فقال: يروي عنه عبيد الله بن موسى، وجدّه لأمه سعد بن الصلت، وعنه: عبد الكبير الخطابي، وغيره.
وقد ذكره ابن أبي حاتم فنسبه: إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله بن عمر بن زيد النَّهشَلي، وقال: هو صدوق. انتهى المراد منه.
132 - (ت 281 هـ): إسحاق بن إبراهيم الجَبُّليُّ
.
قال النابلسي
(4)
: نقل عن أحمد أشياء.
قلت: سمع منصور بن أبي مزاحم، وطبقته، ولم يحدِّث إلا بشيء يسير، وكان يذكر ويوصف بالفهم والحفظ.
روى عنه: أبو سهل بن زياد القطان. قال ابن قانع: مات في سنة إحدى وثمانين ومئتين. انتهى.
وذكره الذهبي في "الميزان"
(5)
ونسبه: إسحاق بن إبراهيم بن سنين الخُتَّلي،
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 70.
(2)
شذرات الذهب: 2/ 152.
(3)
لسان الميزان: 1/ 347.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 70.
(5)
ميزان الاعتدال: 1/ 180 وقد وهم المؤلف رحمه الله في هذا، فإن إسحاق بن إبراهيم الخُتُّلي =
مؤلف "الديباج" وقال: قال الحاكم: ليس بالقوي، وقال مرة: ضعيف. وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وأرَّخ ابن المنادي وفاته سنة ثلاث وثمانين ومئتين وقيل: بلغ له ثمانين سمع من علي بن الجعد، وأبي نصر التَّمَّار، وهشام بن عمار، وطبقتهم. وعنه: ابن السَّمَّاك، وأبو سهل القَطَّان، وأبو بكر الشَّافعي. انتهى. وقال ابن حجر: في "اللسان"
(1)
: وحَدَّث عنه أيضًا البَاغَنْدي، وأبو محمد بن صاعد، فقول الحاكم فيه، إنما قاله عن الدارقطني لا من قبل نفسه. كذلك هو في "تاريخ" ابن عساكر بسنده إلى الحاكم. وقال الخطيب: كان ثقة، ولم يعرفه ابن القطان، وزعم أنه مجهول. قلت:"الديباج" في الحديث، مجلدات.
133 - إسحاق بن بنان
.
قال النابلسي
(2)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
134 - (ت 252 هـ): إسحاق بن بهلول الأنباري
.
قال النابلسي
(3)
: له الإِسناد الحسن، خَرَّج أجزاء فعرضها على أحمد، وكانت مسائل جيادًا، يعرض على أحمد الأقاويل، ويجيبه على مذهبه فيها.
قلت: رحل في الحديث إلى بغداد، والكوفة، والبصرة، والمدينة، ومكة. وسمع يحيى بن آدم، ووكيع بن الجراح، وإسماعيل بن عُلَيَّة.
قال أبو حاتم الرازي: صدوق، ويقال: إنه كان حسن العلم باللغة، والنحو، والشعر، وصنَّف في الفقه والقراءات، وغير ذلك.
ولد سنة أربع وستين ومئة بالأنبار وتوفي بها سنة اثنتين وخمسين ومئتين. انتهى.
= لم يرَ إسحاق بن إبراهيم الجبُّلي، وانظر السير 13/ 342 - 343.
(1)
لسان الميزان: 1/ 348.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 71.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 71.
وذكره ابن العماد
(1)
فقال: إسحاق بن بهلول، أبو يعقوب التنوخي، الأنباري، الحافظ. سمع ابن عيينة، وطبقته. وكان من كبار الأئمة، صنَّف في القراءات، وفي الحديث، والفقه.
قال ابن صاعد: حَدَّث ابن بهلول بنحو خمسين ألف حديث من حفظه، وعاش ثماني وثمانين سنة. وتوفي سنة اثنتين وخمسين ومئتين. انتهى.
ومن تصانيفه: كتاب "المتضاد" في الفقه، وكتاب "المسند" في الحديث، وكتاب في "القراءة".
135 - (ت 253 هـ): إسحاق بن حنبل بن هلال بن أسد بن يعقوب الشَّيباني، وهو عَمُّ الإِمام أحمد بن حنبل
.
قال النابلسي
(2)
: سمع يزيد بن هارون، والحسين بن محمد المروزي، وروى عنه ابنه حنبل، ومحمد بن يوسف الجوهري. وكان ثقة.
قال ابنه حنبل: توفي أبي سنة ثلاث وخمسين ومئتين، وهو ابن أربع وتسعين سنة، وولد سنة إحدى وستين ومئة. وكان بينه وبين أحمد بن حنبل أقل من ثلاث سنين، هذا في أول السنة وهذا في آخرها. وكانا يخضبان بالحِنَّاء.
قال المصنف: ينبغي أن يكون إسحاق مات وله اثنتان وتسعون سنة، وكان مُلازمًا في أكثر أوقاته مجلس أحمد، ونقل عنه أشياء كثيرة. انتهى.
وذكره العليمي
(3)
في الحنابلة.
136 - إسحاق بن الجراح الأذَنِيُّ
.
قال النابلسي
(4)
: جليل القدر، حَدَّث عن يزيد بن هارون، وأمثاله.
(1)
شذرات الذهب: 2/ 126.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 71.
(3)
المنهج الأحمد: 1/ 199.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 72.
وذكره أبو بكر الخَلَّال، فقال: نَقَل عن أحمد أشياء كثيرة. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(1)
فقال: إسحاق بن الجراح الأَذَنِي. روى عن أبي النضر، ويزيد بن هارون، وجعفر بن عون، وغيرهم.
وعنه: أبو داود، وابنه أبو بكر بن أبي داود، وأبو عوانة، ومحمد بن المسيب الأَرْغِيَانِي.
وذكره العُلَيمي
(2)
في الحنابلة.
137 - (ت 284 هـ): إسحاق بن الحسن بن ميمون بن سعد، أبو يعقوب الحربي
.
قال النابلسي
(3)
: سمع عفَّان بن مسلم، وهوذة بن خليفة، وأحمد بن إسحاق الحَضْرَمي، وحرمي بن حفص، والقعنبي في آخرين.
روى عنه: أبو بكر النَجَّاد، ومحمد بن مخلد، وابن قانع، وأبو علي الصَّوَّاف، وغيرهم.
وسئل عنه إبراهيم الحربي، فقال: ثقة، ولو أن الكَذب حَلالٌ ما كذب إسحاق. وسئل عنه هل سمع من حسين المرُّوذي؟ فقال: هو أكبر مني بثلاث سنين، وأنا قد لقيتُ حسينًا، ألا يلقاه هو؟.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: هو ثقة، وذكره أبو بكر الخلَّال، فقال: نقل عن أحمد أشياء، ومسائل حسانًا. ومات في شَوَّال سنة أربع وثمانين ومئتين وسئل عنه الدارقطني، فقال: ثقة. انتهى.
وذكره ابن العماد
(4)
، والعليمي
(5)
وعدَّه في الحنابلة.
(1)
تهذيب التهذيب: 1/ 117.
(2)
المنهج الأحمد: 1/ 380.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 72.
(4)
شذرات الذهب: 2/ 186.
(5)
المنهج الأحمد: 1/ 281.
138 - إسحاق بن حَبَّة الأعمش، أبو يعقوب
.
قال النابلسي
(1)
: ذكره الخلَّال فيمن روى عن أحمد. انتهى.
139 - إسحاق بن حَسَّان الكوفي
.
قال النابلسي
(2)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
140 - (ت 251 هـ): إسحاق بن منصور بن بهرام، أبو يعقوب الكَوْسَج المَرْوَزِيُّ
.
قال النابلسي
(3)
: ولد بمرو، ورحل إلى العراق، والحجاز، والشَّام، فسمع سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القَطَّان، وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع بن الجراح، وأبا أسامة، والنضر بن شميل، والحكم بن نافع، ووَرَدَ بغداد وحَدَّث بها، واستوطن نيسابور، وبها كانت وفاته.
روى عنه: البخاري ومسلم في الصحيحين، وأبو زرعة، والترمذي، وعبد الله بن أبي داود، ومحمد بن خزيمة. وكان عالمًا فقيهًا، وهو الذي دَوَّن عن أحمد المسائل في الفقه، وثَّقه مسلم، والنَّسائي.
ومات يوم الخميس، ودفن يوم الجمعة لعشر بقين من جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين ومئتين بنيسابور، ودفن إلى جنب إسحاق بن رَاهُوْيَه، ومحمد بن رافع، وصلَّى عليه محمد بن طاهر.
انتهى. وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(4)
، وفي "التقريب"، وصاحب
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 73.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 73.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 74.
(4)
تهذيب التهذيب: 1/ 127.
"الخلاصة"، وابن العماد
(1)
، والعليمي
(2)
وعدَّه في الحنابلة.
ذكر من اسمه إدريس
141 - إدريس بن جعفر بن يزيد بن خالد بن أبان بن شيرويه، أبو محمد العطَّار
.
قال النابلسي
(3)
: حَدَّث عن أبي بدر شجاع بن الوليد، ويزيد بن هارون، وروح بن عبادة، وعبد العزيز بن أبان. ونقل عن أحمد أشياء.
روى عنه: أبو عمرو بن السَّمَّاك والطبراني، وإسماعيل بن علي الخطبي، وقال: سألته عن سنِّه، فقال: مئة وست سنين. انتهى.
وذكره ابن حجر في "اللسان"
(4)
فقال: إدريس بن جعفر العطَّار آخر من حَدَّثَ عن يزيد بن هارون، لحقه الطَّبراني. وقال الدارقطني: متروك، وذكره الخطيب البغدادي في "تاريخه"
(5)
، وأطال في ترجمته، ولم يذكر وفاته.
142 - (ت 292 هـ): إدريس بن عبد الكريم، أبو الحسن الحدَّاد. صاحب خلف بن هشام
.
قال النابلسي
(6)
: سمع خَلَفًا، وعاصم بن علي، وداود بن عمرو الضَّبي، ومصعب بن عبد الله الزبيري، وأبا الرَّبيع الزَّهراني، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، في آخرين.
روى عنه: أبو بكر ابن الأنباري، وأبو الحسين ابن المنادي.
وثَّقة الدارقطني بل قال: ثقة فوق الثقة بدرجة.
(1)
شذرات الذهب: 2/ 123.
(2)
المنهج الأحمد: 1/ 191.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 75.
(4)
لسان الميزان: 1/ 332.
(5)
تاريخ بغداد: 7/ 13.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 76.
توفي يوم الأضحى، وهو يوم السبت، سنة اثنتين وتسعين ومئتين.
وكتب الناس عنه لثقته وصلاحه.
وقال الدارقطني: ولد سنة تسع وتسعين ومئة. انتهى ملخصًا.
وذكره ابن العماد
(1)
وابن الجزري في "الغاية"
(2)
وغيرهما.
بقية حرف الهمزة
143 - (ت 260 هـ): أيوب بن إسحاق بن إبراهيم بن سافِرِي، أبو سليمان
.
قال النابلسي
(3)
: هو أخو يحيى بن إسحاق. انتقل إلى الرملة، فسكنها وحَدَّث بها، وبمصر عن محمد بن عبد الله الأنصاري، وخالد بن محمد القطواني، وموسى بن داود الضبي، ومعاوية بن عمرو، وأبي حذيفة موسى بن مسعود، وعبد الله بن رجاء.
وذكره أبو بكر الخلَّال، فقال: رجل جليل، عظيم القدر، لم أسمع أنا منه شيئًا، حدثني عنه محمد بن أبي هارون عن أحمد بن حنبل بمسائل كثيرة صالحة، فيها شيء لم يروه عن أحمد غيره.
وقال أبو حاتم الرازي: صدوق.
قال سعيد بن يونس: توفي بدمشق سنة تسع وخمسين ومئتين، وقيل: يوم الأحد لإِحدى عشرة بقيت من شهر ربيع الآخر سنة ستين ومئتين. انتهى.
وذكره العليمي
(4)
وعدَّه في الحنابلة.
144 - (ت 208 هـ): أسود بن عامر، أبو عبد الرحمن، المعروف بشاذان
.
(1)
شذرات الذهب: 2/ 210.
(2)
غاية النهاية: 1/ 154.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 76.
(4)
المنهج الأحمد: 1/ 215.
قال النابلسي
(1)
: أصله من الشام. سمع: سفيان الثوري، وشعبة بن الحجَّاج، وحمّاد بن سلمة، وحمّاد بن زيد، والحسن بن صالح، وشريك بن عبد الله، وإسرائيل بن يونس، وعبد الله بن المبارك.
وروى عنه: أحمد بن حنبل، وبقية بن الوليد، وعلي بن المديني، في آخرين.
وذكره في "السابق واللَّاحق" فقال: حَدَّث عن أحمد بن حنبل، وبين وفاته ووفاة البغوي مئة وتسع سنين. وقال أحمد بن حنبل: ثقة.
قلت: وقال يحيى بن معين: لا بأس به، وتوفي سنة ثمان ومئتين انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
وغيره.
145 - أعين بن زيد الشَّوبي
.
قال النابلسي
(3)
: هو أحد أصحاب أحمد. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 77.
(2)
شذرات الذهب: 2/ 20.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 78.
حرف الباء الموحدة
146 - بنان بن أحمد بن خفاف
.
قال النابلسي
(1)
: ذكره أبو بكر الخلَّال فيمن روى عن أحمد بن حنبل. انتهى.
147 - بكر بن محمد النَّسَائي الأصل، أبو محمد البَغدادي المنشأ
.
قال النابلسي
(2)
: ذكره أبو بكر الخلَّال، فقال: كان أحمد يقدِّمه ويكرمه، وعنده عن أحمد مسائل كثيرة. انتهى.
وذكره العليمي
(3)
في الحنابلة.
148 - (ت 276 هـ): بَقِيُّ بن مَخْلَد، أبو عبد الرحمن، الأندلسي الحافظ
.
قال النابلسي
(4)
: رحل إلى أحمد فسمع منه، ومن أبي بكر بن أبي شيبة، وغيرهما. فرجع إلى الأندلس فملأها علمًا جمًا، وكان ذا خاصة بأحمد بن حنبل.
ومات سنة ست وسبعين ومئتين، وقيل سنة ثلاث وسبعين ومئتين.
قلت: وكان مولده في رمضان سنة إحدى ومئتين.
روى عن محمد بن فضيل، ومحمد بن يحيى ابن أبي عمر، وإبراهيم بن محمد الشَّافعي، وأحمد بن أبي بكر أبي مصعب الزُّهري، ويحيى بن بكير، ويونس بن عبد الأعلى، وحرملة بن يحيى، ومحمد بن بكار، في آخرين.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 78.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 78.
(3)
المنهج الأحمد: 1/ 3812.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 79.
ورحل إلى بغداد، وكان رجلُّ بغيته ملاقاة أحمد بن حنبل والأخذ عنه. انتهى ملخصًا.
وذكره ابن العماد
(1)
، وقال: صَنَّف "التفسير الكبير"، و"المسند الكبير" قال ابن حزم: أقطع أنه لم يُؤَلَّف في الإِسلام مثل تفسيره.
قلت: كتابه "المسند الكبير" هذا في الحديث، مرتب على أبواب الفقه، روى فيه عن ألف وثلاث مئة صاحب، وله كتاب "فتاوى الصَّحابة والتابعين".
149 - بديل بن محمد بن أسد
.
قال النابلسي
(2)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
150 - (ت 288 هـ): بشر بن موسى بن صالح بن شيخ بن عُميرة بن حيان بن سراقة بن مَرْثد بن حِمْيَري، أبو علي، الأسدي، البغدادي
.
قال النابلسي
(3)
: كان ثقة، أمينًا، عاقلًا، ذكيًّا.
روى عن روح بن عبادة حديثًا واحدًا، وعن حفص بن عمر العدني كذلك، وعن هوذة بن خليفة البكراوي كثيرًا، والحسن بن موسى الأشيب، وخلَّاد بن يحيى، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وخَلَف بن الوليد، والفضل بن دُكَيْن، وعلي بن الجعد، وغيرهم.
روى عنه: يحيى بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وإسماعيل الصَفَّار، وابن المنادي، وأبو بكر النَّجَّاد، وأحمد بن كامل، وأبو بكر الخلَّال - واللفظ له - وقال: جليل مشهور، قديم السَّماع، عنده عن أحمد مسائل صالحة، وكان أحمد يكرمه.
وقال الدارقطني: ثقة نبيل.
(1)
شذرات الذهب: 2/ 169.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 81.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 82.
قال الخطيب: توفي يوم السبت لأربع بقين من ربيع الأوّل سنة ثمان وثمانين ومئتين، وصلَّى عليه محمَّد بن هارون بن العَبَّاس الهاشمي، صاحب الصَّلاة، ودفن في مقبرة باب التبن، وكان الجمع كثيرًا.
قال المصنَّف: وبلغني أن مولده سنة تسعين ومئة، وقيل: في أول إحدى وتسعين. انتهى.
وذكره ابن العماد
(1)
والعليمي
(2)
وعدَّه في الحنابلة.
(1)
شذرات الذهب: 2/ 196.
(2)
المنهج الأحمد: 1/ 291.
حرف التاء المثناة
151 - (ت 291 هـ)
(1)
: تميم بن محمد الطُّوسي، أبو عبد الرحمن
.
قال النابلسي
(2)
: حَدَّث عن أحمد بأشياء.
قلت: هو تميم بن محمد بن طَمْغاج الحافظ الثقة. ذكره الحاكم وقال: محدِّث، ثقة، مصنف، وسمع من أحمد، وإسحاق ابن رَاهُوْيه، وشيبان بن فَرّوخ، وغيرهم.
روى عنه محمد بن أحمد بن زهير، وعلي بن حمشاذ، وابن الأخرم، وغيرهم.
قال أبو القاسم ابن منده: مات بعد التسعين ومئتين. انتهى.
وذكره الحَمَوي في "معجم البلدان"
(3)
بترجمة حافلة ذكرتها في "القطف"، وقال: صنف "المسند الكبير".
قلت: هذا "المسند" في الحديث، وله غيره كتاب "مصباح المتهجد".
(1)
كذا ذكر المؤلف سنة وفاته، مع أنه نقل عن ابن منده أنه مات بعد التسعين ومئتين، كما سيرد في الترجمة.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 83.
(3)
معجم البلدان: 4/ 50.
حرف الجيم المعجمة
152 - جعفر بن محمد بن أبي قيماز الفقيه
.
قال النابلسي
(1)
: ذكره أبو بكر الخلَّال، فقال: حافظ كثير الحديث، سمعت منه مسائل، وحديثًا، وكان ضريرًا.
وعنده عن أحمد مسائل غرائب سمعتها منه. انتهى.
153 - جعفر بن محمد بن معبد المؤدِّب
.
قال النابلسي
(2)
: سأل أحمد عن أشياء. انتهى.
وذكره أيضًا فقال: جعفر بن محمد بن معبد، والصواب أنهما واحد لا اثنان.
وذكره ابن الجوزي
(3)
فقال: جعفر بن أحمد بن معبد المؤدِّب.
154 - جعفر بن أحمد بن شاكر
.
قال النابلسي
(4)
: روى عن أحمد أشياء. انتهى.
155 - جعفر بن محمد بن هاشم، أبو الفضل المؤدِّب
.
قال النابلسي
(5)
: حَدَّث عن عفان بن مسلم، ونقل عن أحمد أشياء. انتهى.
156 - (ت 282 هـ): جعفر بن محمد ابن أبي عثمان، أبو الفضل الطَّيَالِسي
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 84.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 84.
(3)
المناقب: 130.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 85.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 85.
قال النابلسي
(1)
: سمع عفان بن مسلم وإسحاق بن محمد الفروي، وسليمان بن حرب، ومسلم بن إبراهيم، وأحمد بن حنبل في آخرين.
روى عنه يحيى بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وأبو بكر النَّجَّاد، وغيرهم.
وكان ثقة ثبتًا، صعب الأخذ، حسن الحفظ، مات ليلة النصف من شهر رمضان سنة اثنتين وثمانين ومئتين، وكان مشهورًا بالحفظ والصدق. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
وغيره.
157 - جعفر بن محمد النَّسائي، الشقراني، الشعراني، أبو محمد
.
قال النابلسي
(3)
: ذكره أبو بكر الخلَّال، فقال: رفيع القدر، جليل ورع، أمَّار بالمعروف نهَّاء عن المنكر؛ أخبرت أنه قتل بمكة في شيء من هذا الأمر والنهي.
وكان أحمد بن حنبل يكرمه ويقدِّمه، ويأنس به، ويعرف له حَقَّه، روى عن أحمد أجزاء صالحة، ومسائل كثيرة. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(4)
في المختارين من الطبقة الأولى من أصحاب أحمد.
وذكره العليمي
(5)
في الحنابلة.
158 - (ت 279 هـ): جعفر بن محمد بن شاكر، أبو محمد الصائغ
.
قال النابلسي
(6)
: سمع محمد بن سابق، وعفَّان بن مسلم، وأحمد بن حنبل، وكان يحضر مجلسه، ويسمع فتاويه، وسمع من خلق كثير.
روى عنه: موسى بن هارون ويحيى بن صاعد، ومحمد بن خلف ووكيع،
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 85.
(2)
شذرات الذهب: 2/ 178.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 86.
(4)
المناقب: 615.
(5)
المنهج الأحمد: 1/ 384.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 87.
وابن المنادي، والنَّجَّاد، وغيرهم. وكان عابدًا، زاهدًا، ثقةً، صادقًا، متقنًا، ضابطًا. وذكره أبو بكر الخلَّال فقال: رجل جليل القدر، حدث عن يزيد بن هارون، وروى عن أحمد مسائل كثيرة.
مات لإِحدى عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة تسع وسبعين ومئتين، ودفن في مقابر باب الكوفة. هذا قول ابن المنادي. قال: وصلينا عليه في الشَّارع الكبير، وكان من الصالحين، أكثر الناس عنه لثقته وصلاحه، بلغ التسعين سنة غير أشهر يسيرة. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(1)
و"التقريب"، والخزرجي في "الخلاصة"، وابن العماد
(2)
والعليمي
(3)
وعدَّه في الحنابلة.
159 - (ت 277 هـ): جعفر بن محمد بن عبيد الله بن يزيد المنادي
.
قال النابلسي
(4)
: سمع عاصم بن علي، وأحمد بن حنبل، وعلي بن بحر، وسعيد بن محمد الجرمي، ووهب بن بقية الواسطي، وأبا بكر وعثمان بن شيبة، ومحمد بن سليمان (لُوَيْنا).
روى عنه ابنه أبو الحسين، وكان ثقة، وتوفي في شعبان سنة سبع وسبعين ومئتين. انتهى.
160 - (ت 283 هـ): جعفر بن محمد بن علي، أبو القاسم الورَّاق، ثم المؤدِّب البَلْخِي
.
قال النابلسي
(5)
: سكن بغداد، وحَدَّث بها عن سهل بن عثمان العسكري، ومحمد بن حميد الرازي، وحضر مجلس أحمد بن حنبل، وسمع منه أشياء.
(1)
تهذيب التهذيب: 2/ 310.
(2)
شذرات الذهب: 2/ 174.
(3)
المنهج الأحمد: 1/ 269.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 88.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 88.
روى عنه: محمد بن مخلد وعبد الصمد الطستي. ومات سنة ثلاث وثمانين ومئتين في شهر رمضان. انتهى.
161 - (ت 230 هـ): جعفر بن محمد بن هُذيل ابن بنت أبي أسامة، أبو عبد الله الكوفي
.
قال النابلسي
(1)
: ذكره أبو بكر الخلَّال. وقال: كان عنده عن أحمد بن حنبل مسائل صالحة. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(2)
فقال: جعفر بن محمد بن الهذيل، الكوفي، أبو عبد الله القَنَّاد ابن بنت أبي أسامة.
روى عن عاصم بن يوسف اليَرْبُوعي، وأبي نُعَيم، ومحمد بن الصَّلت الأسدي، وعمرو بن حَمَّاد بن طلحة القنَّاد، وعدَّة. وعنه: النسائي، وأحمد بن سلام، وإسحاق بن أحمد القطان، وأبو بكر ابن أبي داود، وغيرهم.
قال النسائي: ثقة. وقال مُطَيَّن: مات في جمادى الأولى سنة ستين ومئتين. وقال: كوفي صاحب حديث كَيِّس. انتهى.
162 - جعفر الأنماطي
.
قال النابلسي
(3)
: نقل عن أحمد بن حنبل أشياء. انتهى.
163 - (ت 298 هـ): الجُنَيد بن محمد بن الجُنَيد، أبو القاسم الخزاز، ويقال: القواريري
.
قال النابلسي
(4)
: نشأ ببغداد، وسمع بها الحديث، ولقي العلماء، وصحب جَمَاعةً من الصَّالحين، واشتهر منهم بصحبة الحارث المحاسبي، وسَرِيّ السَّقَطي، ثم
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 88.
(2)
تهذيب التهذيب: 2/ 312.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 88.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 89.
اشتغل بالعبادة، وأسند الحديث عن الحسن بن عرفة، ونقل عن أحمد بن حنبل أشياءَ.
وتوفي سنة ثمان وتسعين ومئتين. انتهى المراد منه. وقد ذكره ابن العماد
(1)
، وصاحب "روضة الناظرين"، وابن الأثير في "الكامل"، وصاحب "طبقات الصوفية"، وابن الجوزي في "صفة الصفوة"
(2)
وغيرهم.
164 - جهم العكبري
.
قال النابلسي
(3)
: صحب أحمد بن حنبل، وبشر الحافي. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 2/ 228.
(2)
صفة الصفوة: 2/ 416.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 90.
حرف الحاء المهملة
165 - الحسن بن أحمد بن أبي الليث الرَّازي
.
قال النابلسي
(1)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
وذكره أيضًا فقال: الحسن بن الليث الرازي وكذا ذكره ابن الجوزي
(2)
: الحسن بن الليث.
166 - الحسن بن إسماعيل الربعي
.
قال النابلسي
(3)
: سمع عبد الرحمن الفهري، وغيره.
وروى عن أحمد بن حنبل أشياء. انتهى.
167 - الحسن بن أيوب البغدادي
.
قال النَّابلسي
(4)
: روى عن أحمد أشياءَ. انتهى.
168 - الحسن بن الحسين
.
قال النابلسي
(5)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
169 - (ت 268 هـ): الحسن بن ثواب، أبو علي الثعلبي المُخَرَّمي
.
قال النابلسي
(6)
: سمع يزيد بن هارون، وعبد الرحمن بن عمرو بن جبلة البصري، وإبراهيم بن حمزة المديني، في آخرين.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 91 - 97.
(2)
المناقب: 131.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 91.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 92.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 92.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 93.
روى عنه جماعة منهم: عبد الله بن محمد بن إسحاق المروزي، وجعفر بن عبد الله بن مجاشع، وإسماعيل الصَّفَّار، وأبو بكر الخلَّال، وقال: كان شيخًا جليل القدر، وكان له بأحمد بن حنبل أنس شديد، وكان يقول: قال لي أحمد بن حنبل: إني أفشي إليك ما لا أفشي إلى ولدي، ولا إلى غيرهم؛ فأقولُ له: لك عندي ما قال العَبّاس لابنه عبد الله: إن عمر بن الخطاب يكرمك ويقدمك، فلا تَفشَينَّ له سرًّا، فإن أمت فقد ذهب، وإن أعش فلن أحدِّث بها عنك يا أبا عبد الله؛ فيفشي إليه أشياءَ كثيرة.
وكان عنده عن أحمد جزء كبير فيه مسائل كبار، لم يجئ بها غيره مشبعة، يحتج عليه بقول المدنيِّين والكوفيِّين. وثَّقة الدارقطني.
وتوفي سنة ثمان وستين ومئتين يوم الجمعة في جمادى الأولى. ذكره ابن مخلد في "تاريخه". انتهى.
وذكره العليمي
(1)
في الحنابلة.
170 - الحسن بن زياد
.
قال النابلسي
(2)
: نقل عن أحمد بن حنبل أشياء. انتهى.
وذكره العليمي
(3)
في الحنابلة.
171 - (ت 249 هـ): الحسن بن الصباح بن محمد، أبو علي البزار
.
قال النابلسي
(4)
: سمع سفيان بن عيينة، ومعن بن عيسى، وأبا معاوية الضرير، وروح بن عبادة، وجعفر بن عون، وحجاج بن محمد الأعور، وأحمد بن حنبل، وغيرهم.
(1)
المنهج الأحمد: 1/ 234.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 94.
(3)
المنهج الأحمد: 1/ 388.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 94.
روى عنه: البخاري، ومحمد بن إسحاق الصَّاغاني، وإبراهيم الحربي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو إسماعيل الترمذي، وأبو بكر ابن أبي الدنيا، وآخر من حَدَّث عنه المحاملي. وكان له جلالة ببغداد، وكان أحمد يرفع من قدره، ويُجِلُّه، وكان من الصَّالحين.
وذكره الخلَّال، وقال: كان أحمد يقدِّمه، ويكرمه، ويأنس به. روى عن أحمد مسائل حسانًا لم تقع إلينا كلها.
وقال أحمد بن حنبل: هو ثقة صاحب سنة.
قال السَّرَّاج: مات ببغداد يوم الاثنين لثمان خلت من ربيع الآخر سنة تسع وأربعين ومئتين. وكان لا يخضب، من خيار المسلمين. انتهى.
وذكره ابن العماد
(1)
، وابن حجر
(2)
في "التهذيب"، والعليمي
(3)
وعدَّه في الحنابلة.
172 - (ت 257 هـ): الحسن بن عبد العزيز الوزير، أبو علي الجُذَامي، ويعرف بالجَرَوِيّ، من أهل مصر
.
قال النابلسي
(4)
: قدم بغداد وحَدَّث بها عن يحيى بن حَسّان، وبشر بن بكر، وعبد الله بن يحيى، وغيرهم. وروى عن أحمد بن حنبل. وذكره أبو بكر الخلَّال، فقال: له مسائل لم يجئ بها غيره. وروى عنه: إبراهيم الحربي، وابن أبي الدنيا، وابن صاعد، وغيرهم. وآخرهم أبو عبد الله المحاملي. وكان من أهل الدين والفضل، مذكورًا بالدين والوَرَع والثقه، موصوفًا بالعبادة. وثَّقه أبو حاتم. وقال الدارقطني: لم نر مثله فضلًا وزهدًا.
(1)
شذرات الذهب: 2/ 119.
(2)
تهذيب التهذيب: 2/ 400.
(3)
المنهج الأحمد: 1/ 187.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 95.
ومات ببغداد سنة سبع وخمسين ومئتين. انتهى.
وذكره ابن العماد والعليمي
(1)
وعَدَّه في الحنابلة.
173 - الحسن بن علي بن الحسن الإِسكافي، أبو علي
.
قال النابلسي
(2)
: ذكره أبو بكر الخلَّال، فقال: جليل القدر، عنده عن أحمد مسائل، صالحة، حسان، كبار، أغرب فيها على أصحابه. انتهى.
وذكره العليمي
(3)
في الحنابلة.
174 - الحسن بن علي بن محمد القطَّان
.
قال النابلسي
(4)
: هو من أهل خوزستان الأهواز. ذكره أبو بكر الخلَّال، فقال: شيخ جليل القدر، سمع من أحمد مسائل حسانًا مشبعة، وكان أحمد يكرمه، وسمعت منه. انتهى.
175 - (ت 278 هـ): الحسن بن علي الأُشْنَاني البغدادي
.
قال النابلسي
(5)
: ذكره الخلَّال فيمن روى عن أحمد. انتهى.
وقال ابن حجر في "اللسان"
(6)
: الحسن بن علي بن مالك، والد القاضي عمر بن الحسن الأُشْنَاني. روى عن: عمرو بن عون، وطبقته. وعنه: ولده. قال ابن المنادي: به أدنى لين.
مات في جمادى الآخرة سنة ثمان وسبعين ومئتين، وروى عنه أيضًا: أبو عبد الله بن عمر، وأبو علي أحمد بن الفضل بن خزيمة، وآخرون. انتهى.
(1)
المنهج الأحمد: 1/ 308.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 96.
(3)
المنهج الأحمد: 1/ 388.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 96.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 96.
(6)
لسان الميزان: 2/ 231.
وأظنه هذا.
176 - الحسن بن القاسم جار أحمد
.
قال النابلسي
(1)
: وكان يحضر في مجالسه، ويستفيد من مجالسه، حدث عن مسلم بن إبراهيم، روى عنه شعيب الحراني. انتهى.
الحسن بن الليث الرازي. [انظر: 165].
قال النابلسي
(2)
: صحب أحمد وحدَّث عنه بأشياء. انتهى.
قلت: ولعله الحسن بن أحمد المتقدم.
177 - (ت 260 هـ): الحسن بن محمد بن الصبَّاح ابن الزعفراني، أبو علي
.
قال النابلسي
(3)
: سمع سفيان بن عيينة، وعبيدة بن حميد، وإسماعيل بن عُلَيَّة، وغيرهم. روى عن الشافعي كتابه القديم، وروى عن أحمد بن حنبل فيما ذكره أبو بكر الخلَّال.
حدث عنه البخاري، وقاسم المطرِّز، وإسماعيل الورَّاق، وغيرهم.
وقال ابن المنادي: هو أحد الثقات بالجانب الغربي من مدينة السَّلام.
مات سنة ستين ومئتين. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التقريب" و"التهذيب"
(4)
و"الخلاصة" للخزرجي، وياقوت الحَمَوي في "المعجم"
(5)
وغيرهم.
178 - الحسن بن محمد الأنماطي، البغدادي
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 96.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 97.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 97.
(4)
تهذيب التهذيب: 1/ 413.
(5)
معجم البلدان: 3/ 141.
قال النابلسي
(1)
: ذكره أبو بكر الخلَّال، فقال: نقل عن أحمد بن حنبل مسائل صالحة. انتهى.
وذكره العليمي
(2)
في الحنابلة.
179 - الحسن بن محمد بن الحارث السجستاني
.
قال النابلسي
(3)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
180 - (ت 209 هـ): الحسن بن موسى الأشيب، أبو علي
.
قال النابلسي
(4)
: سمع محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، وحمَّاد بن سلمة، وغيرهم. وذكره الخلَّال فيمن روى عن أحمد، وكذا ذكره الخطيب في "السابق واللاحق".
قال المصنف: وحَدَّث عنه: أحمد بن حنبل، وزهير بن حرب، وأحمد بن منيع، وأحمد بن منصور الرَّمَادي، وغيرهم. وكان أصله من خراسان، وأقام ببغداد، وحَدَّث بها، وولي القضاء بالموصل وحمص لهارون الرشيد، ثم قدم بغداد في خلافة المأمون، فلم يزل ببغداد إلى أن ولَّاه المأمون قضاء طبرستان، فتوجه إليها، فمات بالرَّي سنة تسع أو عشر ومئتين.
قال ابن معين: ثقة، لم يكن به بأس. انتهى.
وذكره الذهبي في "تذكرة الحفاظ"
(5)
، وابن العماد
(6)
، وابن حجر في "التهذيب"
(7)
، و"التقريب"، وصاحب "الخلاصة". وغيرهم.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 97.
(2)
المنهج الأحمد: 1/ 390.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 98.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 98.
(5)
تذكرة الحفاظ: 1/ 369.
(6)
شذرات الذهب: 2/ 22.
(7)
تهذيب التهذيب: 2/ 415.
181 - الحسن بن منصور الجَصَّاص
.
قال النابلسي
(1)
: ذكره أبو بكر الخلَّال فيمن روى عن أحمد انتهى.
182 - الحسن بن الوَضَّاح المؤدِّب
.
قال النابلسي
(2)
: ذكره أبو بكر الخلَّال فيمن روى عن أحمد. انتهى.
وذكر مرة أخرى: الحسن بن الوضاح المؤدب أبو محمد، ولم يزد على ذلك. والظاهر أنهما واحد.
183 - (ت 257 هـ): الحسن بن عرفة
.
قال النابلسي
(3)
: نقل عن أحمد أشياء. مولده سنة خمسين ومئة، ووفاته سنة سبع وخمسين ومئتين.
قلت: روى عن ابن المبارك، وعبد الرحمن بن مهدي، وإسماعيل بن عيَّاش، وإسماعيل بن عُلَيّة، وخلق كثير خاتمتهم عنه رواية إسماعيل بن محمد الصَّفَّار.
وثَّقه ابن معين. وقال النسائي: لا بأس به. وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي بسَامُرّاء، وهو صدوق. وقال أبو زرعة: صدوق. وكان الحسن بن عرفة يقول: كُتِبَ عني خمسة قرون. وكان له عشرة أولاد سَمَّاهم بأسماء الصحابة. انتهى.
وذكره ابن العماد
(4)
، وابن حجر في "التهذيب"
(5)
، و"التقريب"، والخزرجي في "الخلاصة" لأنه قد أخرج له الترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
وترجمته في "التهذيب" حافلة، ونسبه فيه: الحسن بن عرفة بن يزيد، أبو علي العبدي، البغدادي، المؤدِّب المُعَمَّر.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 99.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 99.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 99.
(4)
شذرات الذهب: 2/ 136.
(5)
تهذيب التهذيب: 1/ 402.
184 - الحسن بن إسحاق
.
لم يذكره النابلسي، ولا ابن الجوزي، وذكره ابن حجر في "اللسان"
(1)
وقال: روى عن أحمد بن حنبل، وعنه: أبو أحمد ابن الناصح.
185 - الحسن بن إدريس: أبو علي العسكري
.
لم يذكره النابلسي. ولا ابن الجوزي، وذكره ابن حجر في "اللسان"
(2)
وقال: روى عن أبي نُعَيم: وأحمد بن حنبل، وابن أبي الحواري، وغيرهم.
روى عنه: محمد بن القاسم بن محمد المديني، وأحمد بن بُنْدار، وأبو الشيخ الحافظ.
ذكره أبو بكر ابن مَرْدُويَه وقال: قدم أصبهان، وكان يحدِّث من حفظه، ويخطئ. انتهى.
186 - الحسين بن إسماعيل
.
قال النابلسي
(3)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
187 - الحسين بن إسحاق، أبو علي الخرقي
.
قال النابلسي
(4)
: سأل أحمد عن أشياء. انتهى.
وذكره العليمي
(5)
في الحنابلة.
188 - الحسين بن إسحاق التُّسْتَري
.
قال النابلسي
(6)
: ذكره أبو بكر الخلَّال فقال: شيخ جليل سمعت منه سنة خمس
(1)
لسان الميزان: انظر 2/ 197.
(2)
لسان الميزان: 2/ 196.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 100.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 101.
(5)
المنهج الأحمد: 1/ 392.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 101.
وسبعين وقت خروجي إلى كرمان، وكان عنده عن أحمد مسائل حسان، وكان رجلًا مقدَّمًا. رأيت موسى بن إسحاق القاضي يكرمه ويقدِّمه. انتهى.
189 - الحسين بن بشار المُخَرَّمِي
.
قال النابلسي
(1)
: روى عن أحمد. انتهى.
190 - الحسين بن علي، أبو علي
.
ذكره النابلسي
(2)
: وقال: ذكره السنجي فيمن لقي أحمد وسمع منه. وله كتاب مصنف في السنَّة. انتهى.
191 - الحسين بن مِهْران
.
قال النابلسي
(3)
: ذكره الخلَّال فيمن روى عن أحمد بن حنبل. انتهى.
192 - (ت 273 هـ): حنبل بن إسحاق بن حنبل: أبو علي الشَّيباني، ابن عم الإِمام أحمد بن حنبل
.
قال النابلسي
(4)
: سمع أبا نعيم الفضل بن دُكَيْن، وأبا غسان مالك بن إسماعيل، وعفَّان بن مسلم، وسعيد بن سليمان، وعارم بن الفضل، وسليمان بن حرب، وأحمد بن حنبل في آخرين.
حدث عنه ابنه، واختلف في اسم ابنه فقيل: عبيد الله، وقيل: عبد الله.
وحَدَّث عنه: عبد الله البَغَوي، ويحيى بن صاعد، وأبو بكر الخلَّال، وغيرهم.
وذكره ابن ثابت فقال: ثقة ثبت.
وقال الدارقطني: صدوق.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 101.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 101.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 102.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 102.
وقال أبو بكر الخلال: قد جاء حنبل عن أحمد بمسائل أجاد فيها الرواية، وأغرب بشيء يسير، وإذا نظرت في مسائله شبهتها في حسنها وإشباعها وجودتها بمسائل الأثرم. وكان حنبل رجلًا فقيرًا خرج إلى عكبرا فقرأ مسائله عليهم.
ومات بواسط في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين ومئتين ذكره ابن المنادي. انتهى.
وذكره ابن العماد
(1)
، والعليمي
(2)
وعَدَّه في الحنابلة.
193 - (ت 280 هـ): حَرْب بن إسماعيل بن خلف الحَنْظَلي الكرماني، أبو محمد، وقيل: أبو عبد الله
.
قال النابلسي
(3)
: ذكره أبو بكر الخَلَّال، فقال: رجل جليل القدر. انتهى.
وقال ابن العماد
(4)
: هو صاحب الإِمام أحمد، حافظ نبيل ثقة. نقل عن أحمد مسائل كثيرة. وتوفي سنة ثمانين ومئتين.
وذكره الذهبي في "تذكرة الحفَّاظ"
(5)
وأرّخ وفاته كما هنا.
وذكره ياقوت الحَمَوي في "معجم البلدان"
(6)
، وقال: لقي أحمد بن حنبل، وصحبه، وله مؤلفات في الفقه منها: كتاب "السنة والجماعة".
وذكره العليمي
(7)
، وعده في الحنابلة.
194 - (ت 258 هـ): حُبَيْش بن مُبَشِّر بن أحمد بن محمد الثَّقَفِيُّ، الفقيه الطوسي، وهو أخو جعفر بن المبشِّر المتكلم
.
(1)
شذرات الذهب: 2/ 163.
(2)
المنهج الأحمد: 1/ 245.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 103.
(4)
شذرات الذهب: 2/ 176.
(5)
تذكرة الحفاظ: 2/ 613.
(6)
معجم البلدان: 3/ 296.
(7)
المنهج الأحمد: 1/ 394.
قال النابلسي
(1)
: سمع يونس بن محمد المؤدِّب، ووهب بن جرير، وعبد الله بن بكر السَّهمي.
روى عن أحمد أشياء.
وروى عنه محمد بن محمد الباغَنْدي، ومحمد بن مخلد الدُّوري، وغيرهما. ووثَّقه الدَّارقطني. وقال ابن قانع: توفي سنة ثمان وخمسين ومئتين. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(2)
و"التقريب" والخزرجي في "الخلاصة". وغيرهم.
195 - حبيش بن سندي
.
قال النابلسي
(3)
: ذكره أبو بكر الخلَّال، فقال: من كبار أصحاب أحمد بن حنبل، ينزل القطيعة، وبلغني أنَّه كتب نحوًا من عشرين ألف حديث، وكان رجلًا جليل القدر جدًا. عنده عن أحمد جزءا مسائل مشبعة حسانًا جدًا، يُغرب فيها على أصحاب أحمد. انتهى.
وذكره العليمي
(4)
في الحنابلة.
196 - (ت 236 هـ): الحارث بن سريج، أبو عمر النَّقَّال، الخوارزمي
.
قال النابلسي
(5)
: حدث عن حَمّاد بن سَلَمة، وحمَّاد بن زيد، وسفيان بن عيينة، وأحمد بن حنبل.
وبين وفاته ووفاة البغوي إحدى وثمانون سنة. قال ابن قانع: توفي سنة ست وثلاثين ومئتين.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 105.
(2)
تهذيب التهذيب: 1/ 355.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 104.
(4)
المنهج الأحمد: 1/ 395.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 105.
روى عنه أحمد بن منصور الرَّمَادي، وأحمد بن أبي خيثمة، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبَّار الصُّوفي، وأبو بكر ابن أبي الدنيا.
وقال يحيى بن معين: ثقة صدوق. انتهى.
وذكره الذهبي في "الميزان"
(1)
، وقال: قال ابن معين: ليس بشيء. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال موسى بن هارون: متهم الحديث. وقال ابن عدي: ضعيف. وقال أبو الفتح الأزدي: تكلموا فيه حسدًا. انتهى.
وذكره ابن حجر في "اللسان"
(2)
، وانتصر له بترجمة حافلة، ومنها: ذكره ابن حبان في "الثقات". وقال إبراهيم بن الجنيد: سألت ابن معين عنه، وعن أحمد بن إبراهيم الموصلي، فقال: صدوقان. وقال مرة: ما هو من أهل الكذب.
197 - حريث بن عبد الرحمن، أبو عمرو الخراساني
.
قال النابلسي
(3)
: ذكره أبو بكر الخلَّال فيمن روى عن أحمد. انتهى.
198 - حريث بن عمار
.
قال النابلسي
(4)
: ذكره الخلَّال فيمن روى عن أحمد. انتهى.
199 - (ت 262 هـ): حاتم بن الليث بن الحارث بن عبد الرحمن، أبو الفضل الجوهري
.
قال النابلسي
(5)
: سمع عبيد الله بن موسى، وسعيد بن داود، وإسماعيل بن أبي أويس، وأحمد بن حنبل. وكان ثقة، ثبتًا، متقنًا، حافظًا. روى عنه محمد بن مخلد، ومات سنة اثنتين وستين ومئتين. انتهى.
(1)
ميزان الاعتدال: 1/ 433.
(2)
لسان الميزان: 2/ 149.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 106.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 106.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 106.
200 - (ت 259 هـ): حجاج بن يوسف بن حجاج بن محمد الثقفي، المعروف بابن الشاعر
.
قال النابلسي
(1)
، ذكره أبو الحسين ابن المنادي فيمن روى عن أحمد. ومولده ومنشؤه ببغداد.
سمع يعقوب بن إبراهيم بن سعد، وأبا أحمد الزُّبيري، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وشبابة بن سوار، وعبد الرزاق بن هَمَّام، في آخرين.
روى عنه: محمد بن إسحاق الصاغاني، وأبو داود السجستاني، ومسلم بن الحَجَّاج، وآخر من حَدَّث عنه المحاملي، وكان ثقة من الحفاظ، فهمًا.
قال ابن أبي حاتم: كتبنا عنه، وهو ثقة من الحفاظ ممن يحسن الحديث، وسئل عنه أبي فقال: صدوق، ووثقه النسائي، ومات لعشر بقين من رجب سنة تسع وخمسين ومئتين. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
، وابن حجر في "التهذيب"
(3)
، و"التقريب"، وصاحب "الخلاصة"، وغيرهم.
201 - (ت 222 هـ): الحكم بن نافع، أبو اليمان
.
قال النابلسي
(4)
: حدَّث عن جماعة منهم أحمد بن حنبل. وقد روى عنه البخاري في الصحيح. انتهى.
وذكره ابن العماد
(5)
، فقال: ثقة، حجة، كثير الحديث.
ولد سنة ثمان وثلاثين ومئة، وتوفي في ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين ومئتين.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 106.
(2)
شذرات الذهب: 2/ 139.
(3)
تهذيب التهذيب: 1/ 362.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 107.
(5)
شذرات الذهب: 2/ 50.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(1)
و"التقريب"، وذكر في وفاته قولين: أحدهما ما تقدم، والثاني سنة إحدى عشرة ومئتين.
202 - (ت 258 هـ): حميد بن الربيع بن حميد، أبو الحسن اللخمي، الكوفي الخزاز
.
قال النابلسي
(2)
: روى عن أحمد، وقدم بغداد، وحَدَّث بها عن هشيم بن بشير، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن إدريس. وكان الدَّارقطني يحسن القول فيه، وكذا أحمد بن حنبل. ومات بسُرَّ من رأى سنة ثمان وخمسين ومئتين. انتهى.
وذكره ابن الجزري في "الغاية"
(3)
، والذَّهبي في "الميزان"
(4)
، وقال: قال الدارقطني: تكلموا فيه بلا حجة. وقال ابن معين: كذَّاب. وقال ابن أبي شيبة: ثقة لكنه يدلّس. وقال النسائي: ليس بشيء، وأَحْسَنَ القول فيه أحمد بن حنبل.
وذكره ابن حجر في "اللسان"
(5)
وقال: ذكره ابن حبَّان في الثقات، وقال: حدثنا عنه ابن خزيمة. وقال أحمد بن حنبل: ما علمت إلا ثقة، وكان أبو أسامة يكرمه، وأنكر أحمد على ابن معين طعنه عليه. انتهى المراد منه.
203 - (ت 251 هـ): حميد بن زنجويه، أبو أحمد الأزدي
.
و"زنجويه" لقب، واسمه مخلد بن قتيبة، خراساني، من أهل نسَا، كثير الحديث، قديم الرحلة فيه إلى العراق، والحجاز، ومصر، وغير ذلك، سمع النضر بن شميل، ويزيد بن هارون، وغيرهما. وروى عن أحمد أشياء.
قال المصنف: وكان ثقة ثبتًا، حجةً. روى عنه البخاري، ومسلم، وعامة الخراسانيين. وقدم بغداد، وحدَّث بها، وروى عنه أهلها: إبراهيم الحربي، وعبد الله
(1)
تهذيب التهذيب: 1/ 470.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 108.
(3)
غاية النهاية: 1/ 265.
(4)
ميزان الاعتدال: 1/ 611.
(5)
لسان الميزان: 2/ 363.
ابن الإِمام أحمد بن حنبل، ويحيى بن صاعد، والقاضي المحاملي. ومات بمصر سنة إحدى وخمسين ومئتين. انتهى.
وذكرتُه في "القطف". بترجمة حافلة. وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(1)
، وابن العماد
(2)
، وغيرهم.
وله مصنفات منها: كتاب "الترغيب والترهيب"، وكتاب "الأموال"، وكتاب "الآداب النبوية"، وكتاب "فضائل الأعمال".
204 - حميد بن الصباح، مولى المنصور
.
قال النابلسي
(3)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
205 - حمدُوَيه بن شدَّاد
.
قال النابلسي
(4)
نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
206 - حَرَمِي بن يونس
.
قال النابلسي
(5)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
قلت: هو إبراهيم بن يونس بن محمد، و"حَرَمِي" لقبه، وقد ذكره ابن حجر في "التهذيب"
(6)
: فقال: إبراهيم بن يونس بن محمد البغدادي، نزيل طرسوس يعرف بالحَرَمِي.
روى عن أبيه يونس المؤدِّب، وعبيد الله بن موسى، وأبي نعيم، وغيرهم.
(1)
تهذيب التهذيب: 1/ 498.
(2)
شذرات الذهب: 2/ 124.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 109.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 109.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 110.
(6)
تهذيب التهذيب: 1/ 96.
وعنه: النسائي، ومحمد بن جميع الأسواني، ومحمد بن أحمد بن الوليد الثقفي. قال النسائي: صدوق.
قلت: وفي أسامي شيوخه: لا بأس به. وقال ابن حبان في "الثقات": يُغرب. وقال ابن عساكر: إن أبا داود روى عنه. انتهى.
وذكره الخزرجي في "الخلاصة".
207 - حمدان بن الهيثم
.
لم يذكره النابلسي، ولا ابن الجوزي، وذكره ابن حجر في "اللسان"
(1)
فقال: روى عن أبي مسعود أحمد بن الفرات. وعنه: أبو الشيخ ووثَّقه، لكنه أتى بشيء منكر عن أحمد بن حنبل في معنى "خلق الله آدم على صورته". انتهى.
208 - حمدان بن ذي النون
.
قال النابلسي
(2)
: هو أحد من شاهد أحمد بن حنبل فيما ذكره أبو ذر عبد بن أحمد الهَرَوي. انتهى.
(1)
لسان الميزان: 2/ 356.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 110.
حرف الخاء المعجمة
209 - (ت 264 هـ): خطاب بن بشر بن مطر، أبو عمر البغدادي المذكر
.
وهو أخو محمد بن بشر، وكان الأكبر.
قال النابلسي
(1)
: حَدَّث عن عبد الصمد بن النعمان، ومن بعده. وروى عنه: أحمد بن محمد بن إسماعيل الآدمي، ومحمد بن مخلد الدُّوري، وذكر أنه مات في المحرم سنة أربع وستين ومئتين.
وذكره أبو بكر الخلَّال، فقال: كان رجلًا صالحًا يقصُّ على الناس، وسمعت منه حديثًا، وكنت إذا سمعت كلامه كأنه نذير قوم، وأحسب أنه كان آخر القصاصين الذين يفرح بهم، ويعتد بقولهم. وكان عنده عن أحمد بن حنبل مسائل صالحة حسان. انتهى.
وذكره العليمي
(2)
في الحنابلة.
210 - خُشْنَام بن سعد
.
قال النابلسي
(3)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
211 - (ت 223 هـ): خالد بن خداش بن عجلان، أبو الهيثم المُهَلَّبِي
.
مولى المُهَلَّب بن أبي صُفْرة الأزدي. من أهل البصرة.
قال النابلسي
(4)
: سكن بغداد، وحدَّث بها عن مالك، وحمَّاد بن زيد، وصالح
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 110.
(2)
المنهج الأحمد: 1/ 222.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 111.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 111.
المري، وغيرهم.
روى عنه أحمد بن حنبل، وأحمد الدورقي، ونقل عن أحمد أشياء.
قال ابن معين: صدوق، ومات ببغداد في جمادى الآخرة سنة ثلاث وعشرين ومئتين، وقيل: سنة أربع وعشرين. انتهى.
وذكره ابن العماد
(1)
، وابن حجر في "التهذيب"
(2)
وغيرهما.
212 - (ت 229 هـ): خَلَف بن هشام بن ثعلب، ويقال: ابن هشام بن طالب ابن غراب، أبو محمد البَزَّار المقرئ
.
قال النابلسي
(3)
: سمع مالك بن أنس، وحمّاد بن زيد، وأبا عوانة، وشريك بن عبد الله، وهشيمًا، وغيرهم. وروى عن أحمد بن حنبل فيما ذكره محمد بن يحيى الكسائي. وروى عنه: عَبَّاس الدوري، وأحمد بن أبي خيثمة، وإبراهيم الحربي، وعبد الله بن الإِمام أحمد بن حنبل، وغيرهم.
وقيل لأحمد بن حنبل: إنه يشرب النَّبيذ! فقال: قد انتهى إلينا عِلْم ذلك عنه، ولكن هو والله عندنا الثقة الأمين، شرب أو لم يشرب.
وقال يحيى بن معين: صدوق ثقة. وقال الدَّارقُطني: كان عابدًا، فاضلًا، وآخر من حَدَّث عنه ابن منيع، ووثَّقه النسائي، وروى عنه مسلم، وأبو داود.
توفي سنة تسع وعشرين ومئتين. انتهى.
وذكره ابن العماد
(4)
، والجزري في "الغاية"
(5)
، وابن حجر في "التهذيب"
(6)
، و"التقريب"، وصاحب "الخلاصة" وغيرهم.
(1)
شذرات الذهب: 2/ 51.
(2)
تهذيب التهذيب: 3/ 516.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 112.
(4)
شذرات الذهب: 2/ 67.
(5)
غاية النهاية: 1/ 272 - 273.
(6)
تهذيب التهذيب: 3/ 549.
حرف الدال المهملة
213 - (ت 228 هـ): داود بن عمرو بن زهير، أبو سليمان الضبي
.
قال النابلسي
(1)
: سمع عبد الله بن عمر العمري، ونافع بن عمر الجمحي، وداود بن عبد الرحمن، وجويرية بن أسماء، وحماد بن زيد، وحسَّان بن إبراهيم، وأبا الأحوص سلام بن سليم، وشريك بن عبد الله، وعبد الله بن المبارك، وسفيان بن عيينة، وأحمد بن حنبل فيما ذكره الحفاظ كأبي بكر الخلَّال، وابن ثابت في "السَّابق واللَّاحق"، فقال: حَدَّث عن أحمد، وبين وفاته ووفاة البغوي تسع وثمانون سنة.
سمع منه: يحيى بن معين، وحجاج بن يوسف الشاعر، وأبو يحيى محمد بن عبد الرحيم، وأحمد الرمادي، وأحمد بن أبي خيثمة، وعباس الدُّوري، وغيرهم. وقد روى عنه أحمد بن حنبل أيضًا، ومات ببغداد في ربيع الأول سنة ثمان وعشرين ومئتين. وقيل في صفر. انتهى.
وذكره الخطيب أيضًا في "تاريخه"
(2)
، وابن العماد
(3)
، وابن حجر في "التهذيب"
(4)
وغيرهم.
214 - دِلَّان، أبو الفضل الرَّازي
.
ذكره النابلسي
(5)
فيمن روى عن أحمد بهذا اللفظ فقط.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 114.
(2)
تاريخ بغداد: 8/ 363.
(3)
شذرات الذهب: 2/ 64.
(4)
تهذيب التهذيب: 1/ 568.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 114.
حرف الراء المهملة
215 - (ت 249 هـ): رجاء بن أبي رجاء، أبو محمد المَرْوَزِي، وقيل: السَّمَرْقَنْدي
.
قال النابلسي
(1)
: واسم أبي رجاء مُرَجّا بن رافع. سكن بغداد، وحَدَّث بها عن النضر بن شميل، وعلي بن الحسن بن شقيق، والفضل بن دُكَيْن، وأحمد بن حنبل في آخرين.
روى عنه: أبو بكر ابن أبي الدنيا، وقاسم المطرز، وأحمد ابن أبي شيبة، ويحيى بن صاعد، والحسين والقاسم ابنا إسماعيل.
وكان ثقةً، ثبتًا، إمامًا في علم الحديث والمعرفة.
قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي بالري، وبدمشق، وسئل عنه فقال: صدوق.
مات ببغداد في جمادى الأولى سنة تسع وأربعين ومئتين. انتهى.
216 - (ت 241 هـ): الرَّبيع بن نافع، أبو توبة
.
قال النابلسي
(2)
: روى عن أحمد. انتهى.
وقال ابن العماد
(3)
: أبو توبة الحلبي، واسمه الرَّبيع بن نافع الحافظ، سمع معاوية بن سلام، وشريكًا، والكبار. وروى عنه: أحمد وغيره بلا واسطة، والشيخان بواسطة. وكان أحد الثقات. نزل طَرَسُوس فكان شيخها وعالمها.
توفي سنة إحدى وأربعين ومئتين. وذكره ابن عساكر، والذَّهبي في "طبقات
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 114.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 115.
(3)
شذرات الذهب: 2/ 99.
الحفاظ"
(1)
، وابن حجر في "التهذيب"
(2)
، و"التقريب"، والخزرجي في "الخلاصة" وغيرهم.
(1)
تذكرة الحفاظ: 2/ 472.
(2)
تهذيب التهذيب: 1/ 595.
حرف الزاي المعجمة
217 - (ت 252 هـ): زياد بن أيوب، أبو هاشم الطُّوسي، المعروف بدَلُّويَه
.
قال النابلسي
(1)
: سمع هشيم بن بشير، وأبا بكر بن عَيَّاش، ويزيد بن هارون، وعباد بن العوام، وزياد البكائي، والقاسم بن مالك المُزَني، في آخرين. وسأل أحمد عن أشياء.
وحدث عنه البخاري، وأبو حاتم الرازي، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد وإسحاق بن سُنَين الخُتَّلِيَّان، وعبد الله بن محمد البَغَوي في آخرين منهم: عبد الله بن أبي داود.
وقال أحمد بن حنبل: اكتبوا عنه فإنه شعبة الصغير.
مات سنة اثنتين وخمسين ومئتين، ومولده سنة ست وستين ومئة. قاله ابن قانع، وزاد غيره: في ربيع الأول. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(2)
، وابن العماد
(3)
، والعليمي
(4)
وعَدَّه في الحنابلة.
218 - زهير بن أبي زهير
.
قال النابلسي
(5)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
219 - (ت 285 هـ): زكريا بن يحيى الناقد أبو يحيى
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 115.
(2)
تهذيب التهذيب: 1/ 642.
(3)
شذرات الذهب: 2/ 126.
(4)
المنهج الأحمد: 1/ 197.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 117.
ذكره ابن الجوزي
(1)
وقال: كان عابدًا، وكان أحمد يقول عنه: هذا رجل صالح. انتهى.
وذكره في الأصل فقال: زكريا بن يحيى بن عبد الملك بن مروان بن عبد الله، أبو يحيى، النَّاقد، البغدادي.
سمع خالد بن خداش، وفُضَيل بن عبد الوهاب، وأحمد بن حنبل في آخرين. روى عنه جماعة منهم أبو بكر الخلَّال، وقال: الورع الصالح، كان عنده عن أبي عبد الله مسائل صالحة سمعتها منه، وكان مقدَّمًا في زمانه، وكان عبد الوهاب الورَّاق يكرمه، ويوجه به في حوائجه، ومهمات أموره. وقال فيه أحمد بن حنبل: رجل صالح. وقال الدارقطني: ثقة فاضل مات ليلة الجمعة، ودفن يوم الجمعة لثمان بقين من شهر ربيع الآخر سنة خمس وثمانين ومئتين. انتهى.
220 - (ت 257 هـ): زهير بن محمد بن قُمَيْر المروزي
.
قال النابلسي
(2)
: ذكره أبو محمد الخَلَّال فيمن روى عن أحمد بن حنبل. انتهى.
وذكره ابن العماد
(3)
، فقال: زهير بن محمد بن قُمَير المروزي ثم البغدادي، الحافظ. سمع يعلى بن عبيد، ورحل إلى عبد الرزاق، وكان من أولياء الله تعالى، ثقةً، مأمونًا.
قال البغوي: ما رأيت بعد أحمد بن حنبل أفضل منه، كان يختم في رمضان - زاد الخطيب: تسعين ختمة - توفي سنة سبع وخمسين ومئتين.
(1)
المناقب: 615.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 118.
(3)
شذرات الذهب: 2/ 136.
وذكره الذَّهبي في "طبقات الحفاظ"
(1)
، وابن حجر في "التهذيب"
(2)
، وقال: توفي سنة سبع وخمسين ومئتين، وقيل: سنة ثمان وخمسين. انتهى.
(1)
تذكرة الحفاظ: 2/ 551.
(2)
تهذيب التهذيب: 1/ 639.
حرف السين المهملة
221 - (ت 275 هـ): سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شَدَّاد بن عمرو بن عمران، الأَزْدِي، أبو داود السِّجِستاني، الإِمام في زمانه
.
قال النابلسي
(1)
: هو ممن رَحَل، وطَوَّف، وجمع، وصَنَّف، وكتب عن العراقيين، والخراسانيين، والشَّاميين والمصريين.
سمع: سليمان بن إبراهيم، وسليمان بن حرب، وأبا عمر الحوضي، وأبا الوليد الطَّيالسي، وأحمد بن حنبل وخلقًا سواهم.
روى عنه: ابنه عبد الله، وأبو عبد الرحمن النسائي، وأبو بكر النَّجَّاد، وأبو الحسين ابن المنادي، وأبو بكر الخلَّال، وأبو بكر ابن داود الأصبهاني في آخرين.
سمع منه أحمد حديثًا واحدًا. وسكن البصرة، وقدم بغداد غير مرة. نقل عن أحمد أشياء.
قال: كنت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس مئة ألف حديث، انتقيت منها ما ضَمَّنته هذا الكتاب - يعني السنن - جمعت فيه أربعة آلاف وثلاث مئة حديث صحيح، ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه.
وقال إبراهيم الحربي: أُلينَ لأبي داود الحديث كما أُلينَ لداود الحديد.
وقال ابن الأعرابي: لو أن رجلًا لم يكن عنده من العلم شيء إلا المصحف، وسنن أبي داود؛ لم يحتج معهما إلى شيء من العلم البتة.
ولد أبو داود سنة اثنتين ومئتين، ومات يوم الجمعة لأربع عشرة بقيت من شوال سنة خمس وسبعين ومئتين، وله ثلاث وسبعون سنة. وقيل: توفي بالبصرة. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 118.
وذكره ابن خَلِّكان.
كان في الدرجة العالية من النسك والصَّلاح. وعدَّه أبو إسحاق الشيرازي في "طبقات الفقهاء" من جملة أصحاب أحمد، وكذا ذكره العليمي
(1)
وعَدَّه في الحنابلة.
وله من المصنفات غير "السنن""دلائل النبوَّة"، و"التفرد في السنن"، و"المراسيل"، و"المسائل التي سئل عنها أحمد بن حنبل"، و"ناسخ القرآن ومنسوخه".
222 - سليمان بن المعافى بن سليمان الحرَّاني
.
قال النابلسي
(2)
: حَدَّث عن أحمد. انتهى.
قال الذهبي في "الميزان"
(3)
: سليمان بن المعافى بن سليمان الرَّسْعَني.
قال ابن عدي: لم يسمع من أبيه شيئًا، فحملوه على أن روى عنه.
قلت: فعلى هذا تكون روايته عن أبيه وجادة.
وقال ابن حجر في "اللسان"
(4)
: ذكر ابن عدي ذلك في ترجمة أبي الطيب محمد بن أحمد الرَّسْعَني، وقال: هو الذي حمل سليمان هذا على الرواية عن أبيه، ولم يكن سمع منه شيئًا. سمعت مشايخ بلده برأس العين وحَرَّان يقولون ذلك.
قال: وكان سليمان قاضي رأس العين. انتهى.
223 - (ت 234 هـ): سليمان بن داود الشَّاذَكُوني
. البصري، الحافظ، الذي قال فيه صالح بن محمد: ما رأيت أحفظ منه. سمع حماد بن زيد وطبقته. وكان آية في كثرة الحديث وحفظه، ينظر بعلي ابن المَدِيني، ولكنه متروك الحديث، قاله في العبر.
(1)
المنهج الأحمد: 1/ 256.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 120.
(3)
ميزان الاعتدال: 2/ 223.
(4)
لسان الميزان: 3/ 106.
وقال ابن ناصر الدين: اتهم بالكذب.
وقال البخاري: فيه نظر. وقال ابن عدي: سألت عنه عبدان فقال: معاذ الله أن يتهم إنما كان قد ذهبت كتبه، وكان يحدِّث حفظًا، وتوفي سنة أربع وثلاثين ومئتين. انتهى
(1)
.
224 - سليمان بن عبد الله السِّجْزِي
.
قال النابلسي
(2)
: حدَّث عن أحمد بأشياء. انتهى.
225 - سليمان القصير
.
قال النابلسي
(3)
: سأل أحمد عن أشياء. انتهى.
226 - سعيد بن سافِرِي الواسطي
.
قال النابلسي
(4)
: حضر مجلس أحمد، وحدَّث عنه بأشياء. انتهى.
227 - سعيد بن أبي سعيد، أبو نصر الأرطائي
.
قال النابلسي
(5)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
228 - سعيد بن محمد الرَّفاء
.
قال النابلسي
(6)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
229 - (ت 244 هـ): سعيد بن يعقوب
.
قال النابلسي
(7)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 2/ 80.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 120.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 121.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 121.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 121.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 121.
(7)
مختصر طبقات الحنابلة: 122.
قلت: هو سعيد بن يعقوب الطَالْقَاني، أبو بكر.
روى عن: حماد بن زيد، وخالد بن أبي عبد الله، وابن المبارك، والمعتمر بن سليمان، وأبي تُمَيْلة، ويزيد بن زريع، وعثمان بن يمان، وهشيم، وعبد السلام بن حرب، ويحيى بن الضُّريس، وأيوب بن جابر، وغيرهم.
وعنه: أبو داود، والترمذي، والنسائي، وأبو بكر الأثرم، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وموسى بن هارون، ويعقوب بن سفيان، وعَبَّاس الدُّوري، والحارث بن أبي أسامة، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن إسحاق السَّرَّاج، وغيرهم.
قال الأثرم: رأيته عند أحمد بن حنبل يذاكره الحديث. وقال أبو زرعة والنسائي: ثقة. وقال أبو حاتم: صدوق. وذكره ابن حِبَّان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ.
مات ببغداد سنة أربع وأربعين ومئتين. وكذا أرَّخه البخاري كذا في "التهذيب"
(1)
لابن حجر.
230 - (ت 247 هـ): سَلَمة بن شَبِيب النَّيْسابوري
.
قال النابلسي
(2)
: ذكره أبو بكر الخَلَّال: فقال: رفيع القدر، حَدَّث عنه شيوخنا الأجلَّة، وكان عنده عن عبد الرَّزَّاق والشيوخ الكبار، وكان سلمة قريبًا من مُهَنَّأ، وإسحاق بن منصور.
روى عنه جماعة، منهم مسلم في الصحيح. انتهى.
وذكره ابن العماد
(3)
، وابن حجر في "التهذيب"
(4)
، و"التقريب". قال ابن العماد: روى عن يزيد بن هارون وطبقته.
(1)
تهذيب التهذيب: 2/ 52.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 122.
(3)
شذرات الذهب: 2/ 116.
(4)
تهذيب التهذيب: 2/ 72.
وروى عنه الكبار كأحمد بن حنبل، وأصحاب الكتب الستة إلا البخاري.
ومات بمكة في رمضان سنة سبع وأربعين ومئتين. وذكره العليمي
(1)
في الحنابلة.
231 - سليمان بن عبد الله، أبو مقاتل
.
قال النابلسي
(2)
. حَدَّث عن أحمد بأشياء. انتهى.
232 - (ت 247 هـ): سفيان بن وَكِيعْ بن الجرَّاح
.
قال النابلسي
(3)
: ذكره أبو بكر الخلَّال فيمن روى عن أحمد. انتهى.
وقال ابن حجر في "التهذيب"
(4)
: سفيان بن وَكِيْع بن الجرَّاح الرُّؤاسي، أبو محمد الكوفي. روى عن أبيه، وابن إدريس، وابن نمير، وأبي معاوية، ويحيى القَطَّان، وأبي بكر بن عَيَّاش، وحميد بن عبد الرحمن الرُّؤاسي، وغيرهم.
وعنه: الترمذي، وابن ماجه، وبَقِيُّ بن مَخْلَد وابن وارة، وغيرهم.
قال البخاري: يتكلمون فيه لأشياء لَقَّنُوه. واتَّهَمَه أبو زرعة بالكذب. وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال البخاري: توفي في ربيع الآخر سنة سبع وأربعين ومئتين. انتهى المراد منه.
233 - سعدان بن يزيد
.
قال النابلسي
(5)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
234 - سندي أبو بكر الخواتيمي البغدادي
.
(1)
المنهج الأحمد: 1/ 403.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 123.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 123.
(4)
تهذيب التهذيب: 2/ 62.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 123.
قال النابلسي
(1)
: قال أبو بكر الخلَّال: هو من نحو أبي الحارث مع أحمد بن حنبل، وكان داخلًا مع أحمد وأولاده في حياته. سمع من أحمد مسائل صالحة. انتهى.
وذكره العليمي
(2)
في الحنابلة.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 123.
(2)
المنهج الأحمد: 1/ 405.
حرف الشين المعجمة
235 - (ت 235 هـ): شجاع بن مَخْلَد، أبو الفضل البَغَوي
.
قال النابلسي
(1)
: سكن بغداد، وحَدَّث بها عن هشيم، وإسماعيل بن عُلَيَّة، وسفيان بن عيينة، ووكيع، وأبي عاصم النبيل، وغيرهم.
وروى عنه: محمد بن عبد الله المنادي، وإبراهيم الحربي، وغيرهما.
وقال يحيى بن معين: لا بأس به، نِعْم الشيخ، أو نِعْم الرجل. ثقة. وقال إبراهيم الحربي: لم نكتب عن أحد خيرًا منه. وسمع من أحمد أشياء.
وتوفي في بغداد لعشر خلون من صفر سنة خمس وثلاثين ومئتين وحضره بشر كثير، ودفن في مقبرة باب التبن، ومولده سنة خمسين ومئة. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(2)
وقال: له كتاب "في الحديث"، وكتاب "في التفسير".
236 - شاهين بن السميدع، أبو سليم العبدي
.
قال النابلسي
(3)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 124.
(2)
تهذيب التهذيب: 2/ 153.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 125.
حرف الصاد المهملة
237 - (ت 266 هـ): صالح بن أحمد بن حنبل، أبو الفضل، أكبر أولاد أحمد
.
قال النابلسي
(1)
: سمع أباه، وعلي ابن المَدِيني، وأبا الوليد الطَّيالسي وإبراهيم بن الفضل الذَّارع.
روى عنه: ابنه زهير، وأبو القاسم البَغَوي، ومحمد بن جعفر الخرائطي، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم - وصَدَّقَهُ ووثَّقَه - وأبو الحسين ابن المنادي، وأبو الحسن بن بشار، وأبو بكر الخلَّال، وقال: سمع من أبيه مسائل كثيرة، وكان الناس يكتبون إليه من خُرَاسان، ومن المواضع الأخرى يَسأل لهم أباه عن المسائل، فوقعت إليه مسائل جِيَاد، وكان أبوه يحبُّه ويكرمُهُ، وكان مُعيلًا، بُلِيَ بالعِيَال على حداثته، وكان أبوه يدعو له، وكان سخيًّا يطول ذكرُ سخائه أن يرسم في كتاب.
قال المصنف: وكان قد ولي القضاء بطَرَسُوس قبل ولايته القضاء بأصبهان.
ومات بأصبهان في شهر رمضان سنة ست وستين ومئتين، وله ثلاث وستون سنة، وكان له أولاد منهم: زهير وأحمد.
ولد صالح سنة ثلاث ومئتين.
وقال أبو نعيم: مات صالح سنة خمس وستين ومئتين، والأول أصح.
ودفن إلى قرب قبر حُمَمَةَ الدَّوْسي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 126.
وذكره ابن العماد
(1)
، والعليمي
(2)
في الحنابلة.
238 - صالح بن أحمد الحلبي
.
قال النَّابلسي
(3)
: ذكره الخَلَّال فيمن روى عن أحمد في أخلاق أحمد. انتهى.
239 - صالح بن إسماعيل
.
قال النابلسي
(4)
: ذكره المُصَنِّف وقال: ذكره شيخنا الخلَّال فقال: عنده عن أحمد مسائل صالحة. انتهى.
240 - (ت 261 هـ): صالح بن زياد السُّوسِي
.
قال النابلسي
(5)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
وذكره ابن العماد
(6)
، فقال: صالح بن زياد السُّوسِي، أبو شعيب، مقرئ من أهل العراق، وعالمهم قرأ على يحيى اليزيدي، وروى عن عبد الله بن نمير، وطائفة. وتصدر للإِقراء، وحمل عنه طوائف. قال أبو حاتم: صدوق.
وتوفي سنة إحدى وستين ومئتين. انتهى.
وذكره ابن الجزري في "الغاية"
(7)
، وأطنب في ترجمته وكذا في "النشر"، وغيرهم.
241 - صالح بن علي النَّوفَلي
.
قال النابلسي
(8)
: من آل ميمون بن مِهْران. ذكره أبو بكر الخَلَّال فقال: سمعت
(1)
شذرات الذهب: 2/ 149.
(2)
المنهج الأحمد: 1/ 231.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 127.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 127.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 127.
(6)
شذرات الذهب: 2/ 143.
(7)
غاية النهاية: 1/ 332.
(8)
مختصر طبقات الحنابلة: 128.
منه في سنة سبعين بحلب، وسمعنا منه عن أبي عبد الله أيضًا مسائل صالحة، وكان مقدَّمًا عند أهل حلب. انتهى.
242 - صالح بن علي الهاشمي
.
قال النابلسي
(1)
: ذكره أبو محمد الخَلَّال فيمن روى عن أحمد. انتهى.
243 - صالح بن علي الحلبي
.
قال النابلسي
(2)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
244 - (ت 285 هـ): صالح بن عمران بن حرب، أبو شعيب الدَّعَّاءُ. وقيل: صالح بن عمران بن عبد الله، بخاريُّ الأصل
.
قال النابلسي
(3)
: سمع أحمد بن حنبل، وسعيد بن داود الزبيري، وأبا نعيم الفضل بن دُكَيْن في آخرين.
روى عنه القاضي أحمد بن كامل، والخطبي، وابن صاعد في آخرين. ومات يوم السبت لتسع بقين من ذي القعدة سنة خمس وثمانين ومئتين. انتهى.
245 - صالح بن موسى، أبو الوجيه
.
قال النابلسي
(4)
: ذكره أبو بكر الخَلَّال فيمن روى عن أحمد. انتهى.
246 - صَدَقة بن موسى بن تَمِيم بن ربيعة بن ضمرة مولى علي بن أبي طالب رضي الله عنه
.
قال النابلسي
(5)
: روى عن أحمد بن حنبل: أشياء. انتهى.
247 - صُغْدِي بن الموفق، أبو ميمون السَّرَّاج
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 128.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 128.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 128.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 129.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 129.
قال النابلسي
(1)
: ذكره أبو بكر الخَلَّال، أبو أحمد المؤرّخ فيمن روى عن أحمد بن حنبل. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 129.
حرف الطاء المهملة
248 - (ت 240 هـ): الطيب بن إسماعيل، أبو حمدون المقرئ
.
قال النابلسي
(1)
: سأل أحمد عن أشياء. انتهى.
وقال ابن الجزري في "الغاية"
(2)
: إنه توفي فيما أظن في حدود سنة أربعين ومئتين. وقد ذكر له ترجمة حافلة.
249 - طاهر بن محمد بن نزار، أبو الطَّيِّب
.
قال النابلسي
(3)
: هو أحد الأصحاب. انتهى.
250 - طالب بن حمزة الأَذَنِي
.
قال النابلسي
(4)
: سمع أحمد بن حنبل. انتهى.
251 - طلحة بن عبيد الله البغدادي الأصل من ساكني مصر
.
قال النابلسي
(5)
: حَدَّث عن أحمد. انتهى.
252 - طاهر بن محمد بن الحسين التميمي الحلبي
.
قال النابلسي
(6)
: قال أبو بكر الخَلَّال: جليل، عظيم القَدْر، سمعت أبا بكر بن صَدَقَة يذكره بذكر جميل، ويرفع قدره. وسمع منه أصحابنا الذين سمعنا منهم،
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 130.
(2)
غاية النهاية: 1/ 343.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 130.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 130.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 130.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 130.
وكلهم يذكره بالحفظ والجَلَالَة، وكان عنده عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل مسائل صالحة فيها غرائب. انتهى.
وذكره العليمي
(1)
في الحنابلة.
(1)
المنهج الأحمد: 1/ 410.
حرف الظاء المعجمة
253 - ظليم بن حُطَيْط
.
قال النابلسي
(1)
: قال أبو بكر التَّمَّار: ذكر لي أبو صالح الشَّاشي أنه كان ببخارى يروي عن أحمد بن حنبل كتاب "الإِيمان". انتهى.
وذكره الذهبي في "الميزان"
(2)
فقال: ظليم بن حطيط، أبو القاسم الجهضمي الدَّبّوسي ذكره ابن عدي، وذكر له حديث السفرجلة، وقال: الآفة من ظليم أو من الرقي.
وقال ابن حجر في "اللسان"
(3)
: ظليم ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: من أهل دَبُّوسة من المغرب، من المُوَاظبين على لزوم السنن. يروي عن أبي نُعَيم الفضل بن دكين، وأهل العراق. وذكره ابن ماكولا
(4)
فقال: روى عنه البخاري، وأبو زُرْعَة الدِّمَشقي، وخالد بن أحمد الأمير.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 131.
(2)
ميزان الاعتدال: 2/ 349.
(3)
لسان الميزان: 3/ 217.
(4)
الإكمال لابن ماكولا: 5/ 279.
حرف العين المهملة
254 - (ت 290 هـ): عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل أبو عبد الرحمن
.
قال النابلسي
(1)
.
حدث عن: أبيه، وعبد الأعلى بن حماد، وكامل بن طلحة، ويحيى بن معين، وأبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة، وشيبان بن فرُّوخ، وعباس بن الوليد النرسي، وأبي خيثمة زهير بن حرب، وسويد بن سعيد، وأبي الربيع الزَّهراني، وعلي بن حكيم الأَوْدي، ومحمد بن جعفر الوَرْكاني، ويحيى بن عبدويه، وزكريا بن محيي زحمويه، وعبد الله بن عمر بن أبان الجعفي، ومحمد بن أبي بكر، وسفيان بن وكيع بن الجراح، وسلمة بن شبيب، وداود بن عَمرو الضبي، في آخرين كثير أمثال هؤلاء.
روى عنه: أبو القاسم البغوي، وعبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن خلف، ووكيع، ويحيى بن صاعد، وعبد الله النيسابوري، والقاضيان المحاملي وأحمد بن كامل، والخُطَبي، وأبو علي ابن الصواف، وأبو بكر النجاد، وأبو الحسين بن المنادي، ومحمد بن مخلد، وأبو بكر الخلال، وغيرهم.
وكان ثقة ثبتًا فهمًا.
ولد في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة ومئتين.
قال أبو الحسين ابن المنادي: لم يكن في الدنيا أحد أروى عن أبيه منه، سمع "المسند" وهو ثلاثون ألفًا، و"التفسير" وهو مئة ألف وعشرون ألفًا، سمع منها ثمانين ألفًا. والباقي وجادة، وسمع "الناسخ والمنسوخ" و"التاريخ" و"حديث شعبة"،
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 131.
و"المقدم والمؤخر في كتاب الله"، و"جوابات القرآن"، و"المناسك الكبير" و"الصغير"، وغير ذلك من التصانيف وحديث الشيوخ.
وما زلنا نسمع ونرى أكابر شيوخنا يشهدون له بمعرفة الرجال، وعلل الحديث، والأسماء والكنى، والمواظبة على طلب الحديث، ويذكرون عن أسلافهم الإِقرار له بذلك، حتى إن بعضهم أسرف في تقريظه إياه في المعرفة وزيادة السماع للحديث على أبيه، فكان فيما بلغني يكره ذلك وما أشبهه، فقال يومًا فيما بلغني: كان أبي يعرف ألف ألف حديث يردُّ بذلك قول الذين أسرفوا بتفضيله في السماع على أبيه.
وقال عبد الله: كل شيء أقول: قال أبي، فقد سمعته مرتين أو ثلاثًا، وأقله مرة.
وكان يصبغ بالحمرة، كثيف اللحية، ومات يوم الأحد لتسع بقين من جمادى الآخرة، سنة تسعين ومئتين، وقد بلغ سبعًا وسبعين سنة، وأوصى أن يدفن بقطيعة النعمان بباب التبن، فقيل له: لم قلت ذلك؟ قال: قد صح عندي أن بها نبيًا مدفونًا، وأحب أن أكون في جوار نبي فهو أحب إليّ من جوار أبي، فدفن فيها. انتهى.
وذكره ابن العماد
(1)
وابن حجر في "التهذيب"
(2)
وقال: له الزوائد على كتاب "الزهد" لأبيه، و"زوائد المسند" زاد به على مسند أبيه نحو عشرة آلاف حديث.
وذكره العليمي
(3)
في الحنابلة.
255 - عبد الله بن بشر الطَّالَقْاني
.
قال النابلسي
(4)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
256 - عبد الله بن جعفر
.
(1)
شذرات الذهب: 2/ 203 - 205.
(2)
تهذيب التهذيب: 2/ 300.
(3)
المنهج الأحمد: 1/ 294 - 298.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 135.
قال النابلسي
(1)
: يعني التاجر المكنى بأبي بكر، روى عن أحمد أشياء. انتهى.
257 - عبد الله بن شَبُّويه
.
قال النابلسي
(2)
: ذكره أبو محمد الخلال فيمن روى عن أحمد. انتهى.
وقد ذكر السمعاني في "الأنساب"
(3)
ابن شبويه، وسماه: عبد الله بن أحمد. وقد تقدمت ترجمة أحمد وأنه توفي سنة ثلاثين أو تسع وعشرين ومئتين، فلعله هذا
(4)
.
258 - (ت 239 هـ): عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان القرشي الكوفي، المعروف بمُشْكُدَانَه
.
قال النابلسي
(5)
: نقل عن أحمد أشياء، ومات سنة تسع وثلاثين ومئتين، وبين وفاته ووفاة البغوي ثمان وسبعون سنة. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(6)
و"التقريب"، والخزرجي في "الخلاصة"
(7)
، وابن العماد في "الشذرات"
(8)
، وغيرهم.
259 - عبد الله بن حاضر الرازي
.
قال النابلسي
(9)
: هو من قدماء المشايخ الرازيين، وكان من الورعين، عارفًا بآفات النفوس، وكان كثير المقام ببغداد، وكان من أقران ذي النون المصري، وروى عن أحمد فيما ذكره أبو صالح المؤذن النيسابوري. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 135.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 135.
(3)
الأنساب 7/ 285.
(4)
والصحيح هو ابن أحمد بن شبُّويه، المتقدَّم برقم (39).
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 135.
(6)
تهذيب التهذيب 2/ 391.
(7)
خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: 207 - 208.
(8)
شذرات الذهب: 2/ 92.
(9)
مختصر طبقات الحنابلة: 136.
260 - (ت 270 هـ): عبد الله بن محمد بن شاكر أبو البختري
.
قال النابلسي
(1)
: ذكره أبو محمد الخلال فيمن روى عن أحمد بن حنبل، سمع يحيى بن آدم، ومحمد بن بشر العبدي، وغيرهما.
وعنه: يحيى بن صاعد، وأبو عبد الله المحاملي، وأبو الحسين بن المنادي، وإسماعيل الصفَّار.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي، وهو صدوق. وقال الدارقطني: صدوق ثقة.
قال المصنف: كان أبو البختري من أهل الكوفة، فاستوطن بغداد إلى حين وفاته، ومات سنة سبعين ومئتين في يوم الجمعة قبل التروية. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
، وابن الجزري في "الغاية"
(3)
، وغيرهما.
261 - (ت 303 هـ): عبد الله بن العباس الطيالسي
.
قال النابلسي
(4)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
وقال السمعاني في "الأنساب"
(5)
: عبد الله بن العباس بن عبيد الله الطيالسي أبو محمد، توفي في ذي القعدة. وقيل: في ذي الحجة، سنة ثلاث وثلاث مئة. انتهى.
262 - عبد الله بن محمد بن صالح بن شيخ بن عميرة، أبو بكر الأسدي، عم بشر بن موسى
.
قال النابلسي
(6)
: حدث عن أحمد بن حنبل، وخالد بن خِدَاش. روى عنه: أبو
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 136.
(2)
شذرات الذهب: 2/ 160.
(3)
غاية النهاية: 1/ 449.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 136.
(5)
الأنساب: 8/ 285.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 137.
الحسين أحمد بن محمد الأسدي. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كتبت عنه، وقد كتب عنه أبي، وأبو زُرعة، ورويا عنه، وسئل أبي عنه فقال: صدوق. انتهى.
263 - (ت 317 هـ): عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن المَرْزُبان بن سابور، أبو القاسم، ابن بنت أحمد بن منيع، البغوي
.
قال النابلسي
(1)
: ولد ببغداد سنة ثلاث عشرة ومئتين، وقيل: سنة أربع عشرة.
سمع علي بن الجعد، وخلف بن هشام، ومحمد بن عبد الوهاب الحارثي، وأبا الأحوص محمد بن حيان البغوي، وعبيد الله بن محمد التميمي، وأبا نصر التمَّار، وداود بن عمرو، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، في آخرين.
حدث عنه: يحيى بن صاعد، وعلي بن إسحاق المادرائي، وعبد الباقي ابن قانع، وابن مالك، وأبو عمرو بن حيويه، والدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، والكتاني، وابن أخي ميمي، في آخرين.
قيل لابن أبي حاتم: يدخل أبو القاسم البغوي في الصحيح؟ قال: نعم. وقال الدارقطني: كان قلَّ ما يتكلم على الحديث، فإذا تكلم كان كلامه كالمسمار في الساج. ووثقه الدارقطني أيضًا، وقال: هو ثقة جبل إمام من الأئمة، ثبت، أقل المشايخ خطأ.
قال المصنف: صنف المعجمين "الكبير" و"الصغير"، وحدث عن داود بن رشيد الذي حدث عنه أحمد بن حنبل، وروى عن أحمد بن حنبل كتاب "الأشربة" وجزءًا من الحديث، وكان يقدم ذلك الجزء على ما سمعه تشرفًا بأحمد.
وذكره أبو بكر الخلال فقال: له مسائل صالحة، وفيها غرائب، ومات ليلة الفطر من سنة سبع عشرة وثلاث مئة، ودفن بمقبرة باب التبن التي فيها عبد الله بن أحمد ابن حنبل وقد استكمل مئة سنة وثلاث سنين وشهرًا واحدًا، وعل الرواية الأخرى: مئة وأربع سنين. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 137.
وذكره ابن العماد
(1)
، والذهبي في "طبقات الحفاظ"
(2)
وقال: هو حافظ للحديث، كان محدث العراق في عصره له "معالم التنزيل" في التفسير و"معجم الصحابة" و"الجعديات" في الحديث. انتهى المراد منه.
وذكر له في "هدية العارفين"
(3)
: "حكايات شعبة" وغيره، و"كتاب السنن" في الفقه على مذاهب الفقهاء وكتاب "المسند" في الحديث و"معجم الصحابة" الصغير والكبير، وغير ذلك.
أما "معالم التنزيل" في التفسير فالذي يظهر أن نسبته إليه خطأ، لأن "معالم التنزيل" في التفسير لمحيي السنة البغوي المتوفى سنة 516 هـ، فإن يكن لابن بنت منيع هذا تفسير بهذا الاسم فلا أدري، ولكن صاحب "الكشف" لم يذكر بهذا الاسم غير تفسير محيي السنة حسين بن مسعود الفواء. والله أعلم.
264 - (ت 281 هـ): عبد الله بن محمد بن عُبيد بن سفيان بن قيس، أبو بكر القرشي، مولى بني أمية، المعروف بابن أبي الدنيا، صاحب الكتب المصنفة
.
قال النابلسي
(4)
: ذكره أبو محمد الخلال فيمن روى عن أحمد بن حنبل، سمع: سعيد بن سليمان الواسطي، وإبراهيم بن المنذر الحِزامي، وداود بن عمرو الضبي، في آخرين.
روى عنه: الحارث ابن أبي أسامة، ومحمد بن خلف، ووكيع، وأبو بكر النجاد، وغيرهم. قال أبو حاتم: صدوق.
توفي سنة إحدى وثمانين ومئتين، وسمع من أحمد أشياء. انتهى.
وذكره الذهبي في "طبقات الحفاظ"
(5)
فقال: حافظ للحديث، مكثر من
(1)
شذرات الذهب: 2/ 275.
(2)
انظر تذكرة الحفاظ للذهبي: 2/ 737.
(3)
هدية العارفين: 1/ 444.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 139.
(5)
تذكرة الحفاظ: 2/ 677.
التصنيف، أدَّب الخليفة المعتضد العباسي في حداثته، ثم أدب ابنه المكتفي، ومصنفاته تزيد على مئة مصنف، منها:"الفرج بعد الشدة"، و"مكارم الأخلاق"، و"ذم الملاهي"، و"اليقين والشكر"، و"قرى الضيف"، و"النوادر"، و"الرغائب"، و"الأخبار"، و"أخبار قريش"، وكذا ذكره ابن شاكر في "الفوات"
(1)
، وابن النديم في "الفهرست"
(2)
، وابن حجر في "التهذيب"
(3)
وغيرهم. وذكره العليمي
(4)
في الحنابلة.
وله من المصنفات غير ما ذكر الذهبي: "أخبار القبور"، "إصلاح المال"، "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر""حسن الظن بالله تعالى"، "ذم الحسد"، "ذم الدنيا"، "ذم الغضب"، "ذم الغيبة"، "ذم الفحش"، "ذم المسكر"، "قضاء الحوائج"، كتاب "الإِخلاص"، كتاب "الإِخوان" كتاب "الأخوات"، "الأهوال"، "البعث والنشور"، "التقوى"، "التوابع"، "التواضع والخمول"، "التوكل"، "الحلم"، "الذكر"، "زهد مالك بن دينار"، "السحاب"، "سدرة المنتهى"، "شجرة طوبى"، "الشيب والتعمير"، "صدقة الفطر"، "صفة الصراط"، "صفة الميزان"، "الصمت"، "الطواعين"، "العفو"، "تزويج فاطمة رضي الله عنها"، "فعل المنكر"، "فقه النبي صلى الله عليه وسلم "، "القراءة"، "القناعة"، "مجابي الدعوة"، "المرض والكفارات" في الحديث، "المنامات"، "الموت"، "الموقف"، "الوجل"، "الهم والحزن"، "محاسبة النفس"، "مصائد الشيطان"، "مكايد الشيطان"، "من عاش بعد الموت"، "الأربعة"، "مناقب بني العباس"، "هواتف الجن"، "فضل شهر رمضان"، وغير ذلك.
265 - (ت 256 هـ): عبد الله بن محمد بن مهاجر، أبو محمد المعروف بفوران
.
(1)
فوات الوفيات: 2/ 228 - 229.
(2)
الفهرست: 236 - 237 المقالة الخامسة الفن الخامس.
(3)
تهذيب التهذيب: 2/ 424.
(4)
المنهج الأحمد: 1/ 273.
قال النابلسي
(1)
: حدَّث عن شعيب بن حرب، ووكيع، وأبي معاوية، وإسحاق بن سليمان الرازي، وأحمد بن حنبل، في آخرين.
روى عنه: عبد الله بن الإِمام أحمد بن حنبل، وأبو القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد، وغيرهم.
قال البرقاني: قال الدارقطني: فوران نبيل جليل، كان أحمد يجله. وذكره أبو بكر الخلال فقال: كان من أصحاب أحمد الذين يقدمهم ويأنس بهم ويخلو معهم ويستقرض منهم، ومات أحمد وله عنده خمسون دينارًا، أوصى أحمد أن يعطى من غلته، فلم يأخذها فوران بعد موته وأحله منها، ومات في نصف رجب سنة ست وخمسين ومئتين. وذكره ابن قانع وغيره. انتهى.
وذكره العليمي
(2)
في الحنابلة.
266 - عبد الله بن محمد بن الفضل الصَّيْداوي
.
قال النابلسي
(3)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
267 - (ت 236 هـ): عبد الله بن محمد أبو محمد اليَمامي، يعرف بابن الرومي
.
قال النابلسي
(4)
: سكن بغداد، وحدَّث بها عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي، والنضر بن محمد الجرشي، وعمر بن يونس اليمامي، وعبد الرزاق، وعَبْدة بن سليمان، وأبي أسامة، وأبي معاوية الضرير، وغيرهم. ونقل عن أحمد أشياء، وروى عنه جماعة، منهم: أبو حاتم الرازي، وقال: صدوق. وسئل عنه ابن معين، فقال: مثله لا يسأل عنه، إنَّهُ مَرْضي.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 140.
(2)
المنهج الأحمد: 1/ 202.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 141.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 141.
ومات في جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين ومئتين. انتهى.
268 - عبد الله بن يزيد العُكْبَري
.
قال النابلسي
(1)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
269 - عبد الله بن أبي عوانة الشاش، أبو محمد
.
شيخهم الذي على مذهبه أهل الشاس.
قال النابلسي
(2)
: ذكره أبو بكر الخلال في جملة أصحاب أحمد. انتهى.
270 - عبد الله بن الحارث بن حفص بن الحارث بن عقبة، أبو محمد القرشي الصنعاني، ثم البوزاني
.
لم يذكره النابلسي ولا ابن الجوزي، وذكره ياقوت الحموي في "معجم البلدان"
(3)
، وقال: كان وضَّاعًا للحديث عن الأئمة مثل عبد الرزاق وأحمد بن حنبل.
وذكره الذهبي في "الميزان"
(4)
، وابن حجر في "اللسان"
(5)
.
271 - عبيد الله بن أحمد بن عبيد الله، ابن أخي الإِمام الحلبي، أبو عبد الرحمن
.
قال النابلسي
(6)
: ذكره أبو بكر الخلال، فقال: رجل جليل القدر كبير جدًا، سمع عبيد الله بن عمرو الرَّقي، ولا أدري هل هو أكبر من أحمد بن حنبل أم لا؟ إلا أن شيوخنا الكبار حدَّثونا عنه، سمع من أحمد "التاريخ" سنة أربع عشرة، وكانت
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 142.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 142.
(3)
معجم البلدان 1/ 506.
(4)
ميزان الاعتدال: 2/ 405.
(5)
لسان الميزان: 3/ 269.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 142.
عنده عن أحمد مسائل كبار جدًا، يُغرب فيها على أصحاب أحمد، لم أكتبها من غيره، سمعتها من رجل بطرسوس عنه. انتهى.
وذكره العليمي
(1)
في الحنابلة.
272 - عبيد الله بن إبراهيم بن يعقوب الحلبي
.
قال النابلسي
(2)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
273 - (ت 260 هـ): عبيد الله بن سعد الزهري
.
قال النابلسي
(3)
: ذكره أبو محمد الخلال فيمن روى عن أحمد. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(4)
فقال: عبيد الله بن سعد الزهرى، أبو الفضل البغدادي، نزيل سامراء، قاضي من رجال الحديث الثقات، ولي قضاء أصبهان مرتين، ولم يمكث طويلًا. قال البغوي ومحمد بن مخلد: مات في ذي الحجة سنة ستين ومئتين. انتهى.
وذكره الداني، وابن الجزري في "الغاية"
(5)
، وغيرهم.
274 - (ت 241 هـ): عبيد الله بن سعيد بن يحيى بن بُرد السَّرَخْسي، أبو قدامة
.
قال النابلسي
(6)
: حدث عنه الشيوخ الكبار المتقدمون، منهم: البخاري ومسلم، وأخرجا عنه في "صحيحيهما"، وذكره أبو بكر الخلال، فقال: روى عن أحمد بن حنبل مسائل حسانًا لم يروها عن أحمد غيره، وهو أرفع قدرًا من عامة أصحاب أحمد من أهل خراسان، مات سنة إحدى وأربعين ومئتين. انتهى.
(1)
المنهج الأحمد: 1/ 414.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 143.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 143.
(4)
تهذيب التهذيب: 3/ 11.
(5)
غاية النهاية: 1/ 487.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 143.
وذكره العليمي
(1)
وعده في الحنابلة، وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(2)
، وغيره.
275 - عبيد الله بن عبد الله، أبو عبد الرحمن، الحدادي النيسابوري
.
قال النابلسي
(3)
: نزل بغداد وحدَّث بها عن أحمد ويحيى بن يحيى التميمي، وإسحاق ابن راهويه، وسعيد بن محمد الجرمي، وسليمان بن سلمة الخبائري، ويحيى بن عثمان الحمصي، وأيوب بن محمد الرقي، وأحمد بن صالح وأبي طاهر المصريين. روى عنه: أبو حامد بن الشرقي النيسابوري، ومحمد بن عبد الله الصفار الأصبهاني. انتهى.
276 - (ت 264 هـ): عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ، أبو زُرعة الرَّازي، مولى عياش بن مطرف القرشي
.
قال النابلسي
(4)
: سمع خلَّاد بن يحيى، وأبا نُعيم، وقَبِيصة بن عقبة، ومسلم بن إبراهيم، وأبا الوليد الطيالسي، وأبا سلمة التَّبُوذَكي، والقَعْنَبي، وأبا عمر الحوضي، وإبراهيم بن موسى الفراء، ويحيى بن بكير، وغيرهم. وقدم بغداد دفعات، وجالس أحمد بن حنبل واستفاد منه أشياء. قال أبو بكر الخلال: هو إمام في الحديث، روى عن أحمد مسائل كثيرة، وقعت إلينا متفرقة كلها غرائب، وكان عالمًا بأحمد بن حنبل، يحفظ جُل حديثه، قال: كان أحمد يحفظ سبع مئة ألف حديث. فقلنا له: وكيف علمت؟ قال: كنا نتناظر في الحديث والمسائل، فكان جوابه جواب من يحفظ هذا القدر.
روى عنه جماعة منهم: عبد الله بن أحمد بن حنبل، وإبراهيم الحربي، وابن جرير، في آخرين.
(1)
المنهج الأحمد: 1/ 167.
(2)
تهذيب التهذيب: 3/ 12.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 143.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 144.
تذاكر يومًا هو وأحمد، ثم بعد ذلك قال أحمد: ما صليتُ غير الفرائض، استأثرت بمذاكرة أبي زُرعة على نوافلي.
وقال أحمد: إن أبا زُرعة يحفظ ست مئة ألف حديث.
وقال ابن راهويه: كل حديث لا يعرفه أبو زُرعة فليس له أصل. وسئل عن ولادته، فقال: سنة مئتين. ومات بالرَّي آخر يوم من ذي الحجة سنة أربع وستين ومئتين. انتهى.
وذكره الذهبي في "طبقات الحفاظ"
(1)
، وابن العماد
(2)
، وابن حجر في "التهذيب"
(3)
و"التقريب"، والخزرجي في "الخلاصة"
(4)
، والعليمي
(5)
وعدَّه في الحنابلة.
277 - عبيد الله بن محمد، الفقيه، المَرْوزي الرَّقي
.
قال النابلسي
(6)
: ذكره أبو بكر الخلال فقال: رجل حافظ للفقه، بصير باختلاف الفقهاء، جليل القدر، عالم بأحمد بن حنبل، عنده عن أحمد مسائل كبار، لم يشركه فيها أحد، سمعت منه في أول خَرْجتي إلى الشام، وفي الخرجة الثانية بعد لقاء الميموني، وذكر لي أن عنده شيئًا صالحًا، فلما رجعت إلى بغداد خرجت إليه قاصدًا إلى الرَّقة، لا لحاجة غيره، فأخرج إلي نحوًا من عشر مسائل أيضًا، وذكر أنه لا يقدر على الباقي، فكتبتها عنه، ورجعت إلى بغداد إلا أنها مسائل كبار جدًا. انتهى.
وذكره العليمي
(7)
في الحنابلة.
(1)
تذكرة الحفاظ: 2/ 557.
(2)
شذرات الذهب: 2/ 148 - 149.
(3)
تهذيب التهذيب: 3/ 18.
(4)
خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: 251 - 252.
(5)
المنهج الأحمد: 1/ 223.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 146.
(7)
المنهج الأحمد: 1/ 415.
278 - (ت 263 هـ): عبيد الله بن يحيى بن خاقان
.
قال النابلسي
(1)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
، فقال: عبيد الله بن يحيى بن خاقان، وزير المتوكل، وقد نفاه المستعين إلى بَرْقة، ثم قدم بعد المستعين فوَزَر للمعتمد إلى أن مات، توفي سنة ثلاث وستين ومئتين.
وذكره الزركلي في "الأعلام"
(3)
، وغير واحد.
279 - (ت 245 هـ): عبد الرحمن بن إبراهيم، أبو سعيد الدمشقي، المعروف بدُحَيْم
.
قال النابلسي
(4)
: قال الخطيب في "السابق واللاحق": حدث عن أحمد بن حنبل وبين وفاته ووفاة البغوي اثنتان وسبعون سنة، وتوفي دُحَيم بالرملة في شهر رمضان سنة خمس وأربعين ومئتين، وولي القضاء بالرملة، وحدَّث عنه البخاري في "صحيحه"، وأثنى عليه أحمد بن حنبل، وقال: هو عاقل ركين. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(5)
و"التقريب"، والذهبي في "تذكرة الحفاظ"
(6)
وابن العماد
(7)
، وغيرهم.
280 - عبد الرحمن بن زاذان بن يزيد بن مخلد الرَّازي، أبو عيسى
.
قال النابلسي
(8)
: قال المصنف: ورأيت في نسخةٍ: عبد الرحمن بن داود بن
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 147.
(2)
شذرات الذهب: 2/ 147.
(3)
الأعلام: 4/ 198.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 147.
(5)
تهذيب التهذيب: 2/ 484.
(6)
تذكرة الحفاظ: 2/ 480.
(7)
شذرات الذهب: 2/ 108.
(8)
مختصر طبقات الحنابلة: 148.
يزيد بن مخلد الرازي، أبو عيسى، روى عن أحمد بن حنبل أشياء. وقال: قال: أبو بكر بن شاذان، سألته عن مولده فقال: سنة إحدى وعشرين ومئتين. انتهى.
وذكره الذهبي في "الميزان"
(1)
: عبد الرحمن بن زاذان عن أحمد بن حنبل، وعنه أبو بكر بن شاذان، وأبو محمد بن السقاء، وغيرهما.
281 - (ت 281 هـ): عبد الرحمن بن عمرو بن صفوان النَّصري، أبو زُرعة الدمشقي
.
قال النابلسي
(2)
: ذكره أبو بكر الخلال فقال: إمام زمانه، رفيع القدر جليل، حافظ عالم بالحديث والرجال، صنَّف من حديث الشام ما لم يصنفه أحد، وحدثنا عن أبي مُسْهر وغيره من شيوخ الشام والحجاز والعراق، وجمع كتابًا لنفسه في التاريخ وعلل الرجال، وسمعناه منه، وسمعنا منه حديثًا كثيرًا، وسمع من أحمد مسائل مشبعة محكمة، سمعتها منه، وتوفي سنة ثمانين ومئتين، ذكره ابن المنادي. وقال الخطيب: سنة إحدى وثمانين.
قلت: ودفن بدمشق، قال ابن أبي حاتم
(3)
: كان رفيق أبي، وكتبنا عنه، وهو صدوق ثقة. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(4)
و"التقريب"، وصاحب "الخلاصة"
(5)
، وابن العماد
(6)
، والعليمي
(7)
في الحنابلة.
282 - (ت 198 هـ): عبد الرحمن بن مهدي بن حسان، أبو سعيد
.
(1)
ميزان الاعتدال 2/ 561. وانظر لسان الميزان لابن حجر: 3/ 415.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 148.
(3)
الجرح والتعديل: 5/ 267.
(4)
تهذيب التهذيب: 2/ 556.
(5)
خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: 232.
(6)
شذرات الذهب: 2/ 177.
(7)
المنهج الأحمد: 1/ 272.
قال النابلسي
(1)
: روى عن أحمد أشياء، سمع الثوري، ومالكًا، وشعبة، والحمادَيْن، وغيرهم. روى عنه: عبد الله بن المبارك، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين وعلي بن المديني، وإسحاق بن راهويه، وهو بصري، قدم بغداد، ومولده سنة خمس وثلاثين ومئة، ومات سنة ثمان وتسعين ومئة، وهو ابن ثلاث وستين سنة.
قال أحمد: إذا حدَّث ابن مهدي عن رجل فهو حجة.
قلت: وأدرك جماعة من التابعين منهم جرير بن حازم، والمثنى بن سعيد، وصالح بن درهم، وكان يميل إلى قول المدنيين في الفقه. قال عبد الله القواريري: أملى عشرين ألف حديث حفظًا. وقال ولده يحيى: كان أبي يُحيي الليل كلَّه. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
بترجمة حافلة، منها: قال أحمد بن حنبل: هو أفقه من يحيى القطان، وأثبت من وكيع. وقال ابن المديني: هو أعلم الناس، لو حلفت بين الركن والمقام، فقلت: إني لم أر مثله أعلم منه، لم أحنث.
وذكره الذهبي في "العبر"
(3)
، وابن ناصر الدين، وابن حجر في "التهذيب"
(4)
و"التقريب"، وغيرهم.
283 - عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان، أبو علي
.
قال النابلسي
(5)
: سأل أحمد بنَ حنبل عن أشياء.
قال أبو مزاحم الخاقاني: وكان عمي قد رزق من الولد لصلبه مئة وستة. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 150.
(2)
شذرات الذهب: 1/ 355.
(3)
العبر: 1/ 326 - 327.
(4)
تهذيب التهذيب: 6/ 279.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 151.
284 - عبد الرحمن أبو الفضل، المتطبب. وقيل: أبو عبد الله البغدادي
.
قال النابلسي
(1)
: ذكره أبو بكر الخلال، وقال: كانت عنده مسائلُ حِسان عن أحمد بن حنبل، وكان يأنس به أحمد وبشر بن الحارث، ويختلف إليهما. انتهى.
وذكره العليمي
(2)
وعدَّه في الحنابلة.
285 - (ت 211 هـ): عبد الرزاق بن همام بن نافع الحِميري، أبو بكر الصنعاني
.
قال النابلسي
(3)
: قال الخطيب في "السابق واللاحق": حدث عن أحمد بن حنبل، وبين وفاته ووفاة البغوي ست سنين ومئة، ومات عبد الرزاق سنة إحدى عشر ومئتين. انتهى.
وذكره ابن خلكان
(4)
وابن حجر في "طبقات المدلسين"
(5)
ومقدمة "الفتح"
(6)
و"التهذيب"
(7)
، والذهبي في "طبقات الحفاظ"
(8)
و"العبر"
(9)
و"الميزان"
(10)
.
قال ابن حجر في مقدمة "الفتح": هو أحد الحفاظ الأثبات، صاحب تصانيف، وثَّقه الأئمة كلهم إلا العباس بن عبد العظيم العنبري وحده، فتكلم فيه بكلام أفرط فيه، ولم يوافق عليه أحد، وقد احتج به الشيخان البخاري ومسلم.
وقد ذكرت له ترجمة حافلة في "القطف".
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 151.
(2)
المنهج الأحمد: 1/ 418.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 152.
(4)
وفيات الأعيان: 3/ 216، 217.
(5)
طبقات المدلسين: 34.
(6)
مقدمة فتح الباري: 419.
(7)
تهذيب التهذيب: 2/ 572.
(8)
تذكرة الحفاظ: 1/ 364.
(9)
العبر: 1/ 360.
(10)
ميزان الاعتدال: 2/ 609.
أما مصنفاته فقال الذهبي: صنف "الجامع الكبير" وهو خزانة علم، وله غير الجامع الذي ذكره الذهبي كتاب "تزكية الأرواح عن مواقع الأفلاح" و"تفسير القرآن"، وكتاب "السنن" في الفقه، وكتاب "المغازي".
286 - (ت 251 هـ): عبد الوهاب بن عبد الحكم بن نافع، أبو الحسن الورَّاق النَّسائي
.
قال النابلسي
(1)
: صحب أحمد بن حنبل وسمع منه، ومن يحيى بن سليم الطائفي، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، ومعاذ بن معاذ العنبري، وأنس بن عياض، وغيرهم.
روى عنه: ابنه الحسن، وأبو داود السجستاني، وابنه عبد الله، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو القاسم البغوي، وخطاب بن بشر، ويحيى بن صاعد، والمحاملي.
وكان صالحًا ورعًا زاهدًا، وذكره أبو الحسين ابن المنادي فقال: كان يسكن الجانب الغربي ببغداد، وحدث بألوف، وكان من الصالحين العقلاء.
قال ابنه الحسن: كان أبي لا يأخذ شيئًا سقط منه، ولا يأمر أحدًا أن يأخذه، وما رأيته ضاحكًا إلا مبتسمًا، وما رأيته مازحًا قط. وقال أحمد بن حنبل: هو رجل صالح، مثله يوفق لإِصابة الحق.
واختلف في وفاته فقيل: سنة خمسين ومئتين. وقيل: سنة إحدى وخمسين ومئتين، وهو أثبت، وصلى عليه الأمير الموفق بن المتوكل على الله، ودفن بباب البَردان. انتهى.
وذكره العليمي
(2)
في الحنابلة.
287 - (ت 274 هـ): عبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران الميموني الرَّقي، أبو الحسن
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 153.
(2)
المنهج الأحمد: 1/ 192.
قال النابلسي
(1)
: سمع ابن عُلَيَّة، وأبا معاوية، وعلي بن عاصم، وإسحاق الأزرق، ويزيد بن هارون، في آخرين. وذكره أبو بكر الخلال، فقال: هو الإِمام في أصحاب أحمد بن حنبل، جليل القدر، كان سِنُّهُ يوم مات دون المئة، فقيه البدن، كان أحمد يكرمه ويفعل معه ما لا يفعله مع غيره، وعنده عن أحمد مسائل في ستة عشر جزءًا، وجزأين كبيرين، كبار جياد تجوز الحدَّ في عظمها وجلالتها وقدرها. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
، وابن ناصر الدين في "بديعة البيان" وشرحها، وقال: وثَّقه النَّسائي، وأبو عوانة، وغيرهم. وتوفي سنة أربع وسبعين ومئتين في ربيع الأول.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(3)
و"التقريب" وصاحب "الخلاصة"
(4)
. والذهبي في "طبقات الحفاظ"، وغيرهم.
288 - (ت 276 هـ): عبد الملك بن محمد بن عبد الله، أبو قِلابة الرَّقاشي البَصْري
.
قال النابلسي
(5)
: ذكره أبو الحسين بن المنادي، وقال: روى عن: أحمد بن حنبل، ويزيد بن هارون، ومالك بن أنس، وروح بن عبادة، وعلي بن عاصم، في آخرين.
روى عنه: أبو بكر النَّجاد، وابن السماك، وأبو سهل بن زياد القطَّان، وغيرهم.
مات سنة ست وسبعين ومئتين في شوال، ودفن خارج باب السلامة. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 155.
(2)
شذرات الذهب: 2/ 165.
(3)
تهذيب التهذيب: 2/ 615.
(4)
خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: 244.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 157.
وذكره ابن العماد
(1)
وقال: هو أحد العباد الأئمة، وثقه أبو داود، وقال أحمد بن كامل: قيل عنه: إنه كان يصلي في اليوم والليلة أربع مئة ركعة. ويقال: إنه روى من حفظه ستين ألف حديث.
289 - (ت 278 هـ): عبد الكريم بن الهيثم بن زياد بن عمران، أبو يحيى القطَّان العاقولي
.
النابلسي
(2)
: ذكره أبو بكر الخلال، فقال: جليل كبير، عنده عن أحمد جزآن صغيران فيهما مسائل حسان مشبعة.
وقال الخطيب: سافر إلى بغداد وواسط، والبصرة والكوفة، والشام ومصر، وسمع مسلم بن إبراهيم الأزدي، وسليمان بن حرب، والفضل بن دُكين، وغيرهم. وكان ثقة ثبتًا، حدَّث عنه جماعة منهم أبو بكر ابن أبي داود الفقيه، ومات بدير العاقول في شعبان سنة ثمان وسبعين ومئتين. انتهى.
وذكره ابن العماد
(3)
، وقال: رحل وحصَّل وجمع، وكان أحد الثقات المأمونين.
وذكره العليمي
(4)
وعدَّه في الحنابلة.
290 - عبد السلام
.
قال النابلسي
(5)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
291 - عبد الصمد بن سليمان بن أبي مطر العَتكي، أبو بكر البَلْخي
.
(1)
شذرات الذهب: 2/ 170.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 158.
(3)
شذرات الذهب: 2/ 172.
(4)
المنهج الأحمد: 1/ 267.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 158.
قال النابلسي
(1)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(2)
، فقال: عبد الصمد بن سليمان بن أبي مطر العَتَكي، أبو بكر البلخي الأعرج، الحافظ، لقبه: عَبْدُوس.
روى عن: أبي النضر هاشم، وهَوْذة، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وسليمان بن حرب، والحكم بن المبارك، وزكريا بن يحيى البلخي، وأبي نُعيم، ومحمد بن يزيد بن خُنَيس، ومكي بن إبراهيم، وغيرهم.
وعنه: الترمذي حديثًا واحدًا، وابن خزيمة، ومحمد بن علي الحكيم، وأبو عمر المُسْتملي، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وجعفر بن محمد بن سوَّار، وغيرهم.
ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: كان ممن يتعاطى الحفظ. وقال الحاكم: حدث بنيسابور سنة ست وأربعين ومئتين. وقال الشيرازي في "الألقاب": كان حافظًا.
292 - عبد الصمد بن يحيى
.
قال النابلسي
(3)
: هو ممن نقل عن أحمد بن حنبل. انتهى.
293 - عبد الصمد بن محمد العَبَاداني
.
قال النابلسي
(4)
: نقل عن أحمد بن حنبل أشياء. انتهى.
294 - عبد الصمد بن الفضل
.
قال النابلسي
(5)
: نقل عن أحمد بن حنبل أشياء. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 159.
(2)
تهذيب التهذيب: 2/ 580.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 159.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 159.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 159.
295 - عبد الخالق بن منصور
.
قال النابلسي
(1)
: حدَّث عن أحمد بن حنبل بأشياء. انتهى.
296 - عمر بن حفص السدوسي، أبو بكر
.
قال النابلسي
(2)
: ذكره أبو بكر الخلال في جملة الأصحاب. انتهى.
297 - عمر بن بكَّار القَافْلَانيّ
.
قال النابلسي
(3)
: نقل عن أحمد بن حنبل أشياء. انتهى.
298 - عمر بن صالح البغدادي
.
قال النابلسي
(4)
: ذكره أبو بكر الخلال من جملة الأصحاب. انتهى.
299 - عمر بن سليمان، أبو حفص المؤدِّب
.
قال النابلسي
(5)
: صحب أحمد بن حنبل، وروى عنه أشياء. انتهى.
300 - عمر بن عبد العزيز جليس بشر بن الحارث
.
قال النابلسي
(6)
: ذكره أبو محمد الخلال في جملة الأصحاب. انتهى.
301 - (ت 275 هـ): عمر بن مدرك، أبو حفص القاصُّ
.
قال النابلسي
(7)
: نقل عن أحمد، ذكره أبو بكر الخلال. انتهى.
وذكره الذهبي في "الميزان"
(8)
، فقال: عمر بن مدرك القاص البلخي الرَّازي،
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 160.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 160.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 161.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 160.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 161.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 161.
(7)
مختصر طبقات الحنابلة: 161.
(8)
ميزان الاعتدال: 3/ 223.
روى عن القعنبي وغيره، ضعيف. قال يحيى بن معين: كذَّاب، يُكنى أبا حفص. انتهى.
وذكره ابن حجر في "اللسان"
(1)
، وقال: روى عنه موسى بن هارون، والباغَنْدي، وابن مخلد، وحمزة بن القاسم، والصفَّار، وآخرون قال ابن زبر: مات سنة خمس وسبعين ومئتين.
302 - (ت 232 هـ): عمرو الناقد
.
قال النابلسي
(2)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
وذكره ابن العماد
(3)
، فقال: عمرو بن محمد الناقد الحافظ، أبو عثمان البغدادي، نزيل الرقة، وفقيهها ومحدثها، سمع هُشيمًا وطبقته، وتوفي ببغداد في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومئتين.
303 - (ت 280 هـ): عثمان بن سعيد بن خالد السجستاني، أبو سعيد
.
قال النابلسي
(4)
. ذكره أبو محمد الخلال في الأصحاب. انتهى.
قلت: هو الدَّارِمي.
قال ابن العماد
(5)
: أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي السِّجْزي، الحافظ، صاحب "المسند" والتصانيف. روى عن: سليمان بن حرب وطبقته، وكان جذعًا وقذًى في أعين المبتدعة، قيمًا بالسنة، ثقة حجة ثبتًا، وقال يعقوب بن إسحاق الفروي: ما رأينا أجمع منه، أخذ الفقه عن البويطي، والعربية عن ابن الأعرابي، والحديث عن ابن المديني. وتوفي في ذي الحجة سنة ثمانين ومئتين، وقد ناهز الثمانين.
(1)
لسان الميزان: 4/ 330.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 161.
(3)
شذرات الذهب: 2/ 75.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 162.
(5)
شذرات الذهب: 2/ 176.
وقد ذكره الذهبي في "طبقات الحفاظ" وغيره، وله من التصانيف غير المسند كتاب "الرد على الكرامية".
304 - (ت 281 هـ): عثمان بن صالح بن عبد الله ابن خُرَّزَاذ الأنطاكي
.
قال النابلسي
(1)
: قال أبو بكر الخلال: جليل القدر، وكان عنده عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل مسائل، سمعناها منه يُغرب فيها. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
، فقال: عثمان بن عبد الله بن خُرَّازَاذ الأنطاكي، أحد أركان الحديث، سمع عفان، وسعيد بن عُفير، والكبار، وقال محمد بن حمويه: هو أحفظ من رأيت، توفي في آخر سنة إحدى وثمانين ومئتين. انتهى.
وذكره ياقوت الحموي في "معجم البلدان"
(3)
"فقال: عثمان بن عبد الله بن محمد بن خرزاذ الأنطاكي، أبو عمرو. وذكر له ترجمة حافلة، ذكرتُها في "القطف".
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(4)
فقال: عثمان بن عبد الله بن محمد بن خرزاذ البَصْري، أبو عمرو الحافظ، نزيل أنطاكية. وأطال في ترجمته، وذكر اختلافًا في نسبته، فقال: قال عبد الغني بن سعيد: عثمان ابن خرزاذ، هو عثمان بن عبد الله، كذا يقول أبو عبد الرحمن، يعني النسائي، وحدثني أبو الطاهر السَّدوسي، حدثنا أبي، حدثني عثمان بن صالح، ويعرف صالح بخُرَّازاذ: انتهى المراد منه.
305 - عثمان بن أحمد الموصلي
.
قال النابلسي
(5)
: صحب أحمد بن حنبل، وروى عنه أشياء. انتهى.
306 - عثمان الحارثي النحاس
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 162.
(2)
شذرات الذهب: 2/ 177.
(3)
معجم البلدان: 1/ 269.
(4)
تهذيب التهذيب: 3/ 67.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 162.
قال النابلسي
(1)
: نقل عن أحمد بن حنبل أشياء.
307 - علي بن أحمد الأنماطي
.
قال النابلسي
(2)
: نقل عن أحمد بن حنبل أشياء. انتهى.
ذكره العليمي
(3)
في الحنابلة.
308 - علي بن أحمد، ابن بنت معاوية بن عمرو، أبو الحسن البغدادي
.
قال النابلسي
(4)
: ذكره ابن ثابت التَّمار من جملة الأصحاب، وقيل: يكنى بأبي غالب، مدفون عند رجل أحمد، وهو الأشهر، نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
وعدَّه العليمي
(5)
في الحنابلة.
309 - (ت 295 هـ): علي بن أحمد بن النضر الأزدي، أبو غالب
.
قال النابلسي
(6)
: ذكره أبو محمد الخلال من جملة الأصحاب. انتهى.
وذكره الذهبي في "الميزان"
(7)
فقال: علي بن أحمد بن النضر الأزدي، أبو غالب، بغدادي يروي عن عاصم بن علي وجماعة.
وعنه: ابن قانع، والشافعي وجماعة.
مات سنة خمس وتسعين ومئتين.
قال الدارقطني: ضعيف. وقال أحمد بن كامل القاضي: لا أعلمه ذُمَّ في الحديث. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 163.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 163.
(3)
المنهج الأحمد: 1/ 425.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 163.
(5)
المنهج الأحمد: 1/ 425.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 163.
(7)
ميزان الاعتدال: 3/ 111.
وذكره ابن حجر في "اللسان"
(1)
وقال: وذكره سلمة الأندلسي، وقال: إنه ثقة. انتهى.
310 - (ت 275 هـ): علي بن الحسن الهِسِنْجَاني الرَّازي
.
قال النابلسي
(2)
: محدث جليل، روى عن أحمد "التاريخ". انتهى.
وذكره الحموي في "معجم البلدان"
(3)
فقال: علي بن الحسن الهِسِنْجاني الرَّازي، سمع هشام بن عمار، وأبا الجُماهر، وسعيد بن أبي مريم، ويحيى بن بكير، ونعيم بن حماد، وأحمد بن حنبل، وأبا الوليد الطيالسي، ويحيى بن معين وغيرهم. روى عنه: عبد الرحمن ابن أبي حاتم، وأبو قريش محمد بن جمعة الحافظ، وغيرهما، ومات سنة خمس وسبعين ومئتين. انتهى المراد منه.
وقد ذكرت ترجمته في "القطف".
311 - علي بن الحسن
.
قال النابلسي
(4)
: نقل عن أحمد بن حنبل أشياء. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(5)
فقال: علي بن الحسن المصري.
وذكره العليمي
(6)
وعدَّه في الحنابلة.
312 - (ت 249 هـ): علي بن الجَهْم
.
قال النابلسي
(7)
: سأل أحمد عن أشياء.
(1)
لسان الميزان: 4/ 193.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 164.
(3)
معجم البلدان: 5/ 406.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 164.
(5)
مناقب الإِمام أحمد: 136.
(6)
المنهج الأحمد: 1/ 426.
(7)
مختصر طبقات الحنابلة: 164.
قلت: كان علي بن الجهم من ناقلة خراسان، شاعرًا مجيدًا، عالمًا بفنون الشعر، وكان متدينًا فاضلًا.
قال أحمد بن حمدون: ورد على المستعين في شعبان سنة تسع وأربعين ومئتين كتابُ صاحب البريد بحلب أن علي بن الجهم خرج من حلب متوجهًا إلى الغزو، فخَرجَتْ عليه وعلى جماعة معه خيلٌ من كلب، فقاتلهم قتالًا شديدًا، ولحقه الناس وهو جريح بآخر رمق. انتهى.
وذكره ابن خلكان
(1)
، والزركلي
(2)
، وغيرهما.
313 - علي بن الحسن بن زياد
.
قال النابلسي
(3)
: كان أبي صديقًا لأحمد بن حنبل، ونقل علي هذا عن أحمد، ذكره الخلال في كتاب "السير". انتهى.
وذكره العليمي
(4)
وعدَّه في الحنابلة.
314 - علي بن الحسن الطرسوسي
.
لم يذكره النابلسي ولا ابن الجوزي، وذكره الذهبي في "الميزان"
(5)
، فقال: علي بن الحسن الطرسوسي، هو صوفي نقل عن أحمد حكايةً في تحسين أحوال الصوفية، وهو الواضع لها، رواه العتيقي. انتهى.
وذكره ابن حجر في "اللسان"
(6)
وقال بعد ذكر الحكاية المذكورة: هو علي بن الحسن ابن المترقف الطرسوسي مجهول.
(1)
وفيات الأعيان: 3/ 355 - 358.
(2)
الأعلام: 4/ 269.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 165.
(4)
المنهج الأحمد: 1/ 426.
(5)
ميزان الاعتدال: 3/ 122.
(6)
لسان الميزان: 4/ 220.
315 - (ت 265 هـ): علي بن حرب الطائي
.
قال النابلسي
(1)
: ذكره أبو محمد الخلال في جملة الأصحاب.
قال المصنف: وقد حدث عن سفيان بن عُيينة ويزيد بن هارون ومَن في طبقتهما. روى عنه جماعة، منهم: ابنه محمد، وأحمد بن سليمان العبَّاداني، وغيرهما.
قلت: كان أحد مَنْ رحل في الحديث إلى الحجاز وبغداد والكوفة والبصرة. قال ابن أبي حاتم الرازي: كتبتُ عنه مع أبي، وسئل عنه أبي فقال: صدوق. ووثَّقه الدارقطني، وولد بأذربيجان في شعبان من سنة خمس وسبعين ومئة، وتوفي في شوال سنة خمس وستين ومئتين. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
وابن حجر في "التهذيب"
(3)
و"التقريب"، والخزرجي
(4)
، وغيرهم.
316 - (ت 244 هـ): علي بن حُجْر
.
قال النابلسي
(5)
: سأل أحمد بن حنبل عن أشياء.
قلت: سمع إسماعيل بن جعفر، وفرج بن فضالة، وسفيان بن عُيينة، وروى عنه: البخاري، ومسلم في "صحيحيهما"، وعامة الخراسانيين، وكان صادقًا متقنًا حافظًا.
قال النَّسائي: ثقة مأمون حافظ. وقال الخطيب البغدادي: مات عشية الأربعاء للنصف من جمادى الأولى سنة أربع وأربعين ومئتين. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 165.
(2)
شذرات الذهب: 2/ 150.
(3)
تهذيب التهذيب 3/ 149.
(4)
خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: 272.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 166.
وذكره الذهبي في "طبقات الحفاظ"، فقال: علي بن حجر بن إياس، أبو الحسن السعدي المَرْوزي من حفاظ الحديث، كان رحَّالًا جوَّالًا ثقة، له أدب وشعر، وتصانيف منها:"أحكام القرآن".
وذكره ابن العماد
(1)
، وابن حجر في "التهذيب"
(2)
و"التقريب"، والخزرجي
(3)
في "الخلاصة"، وغيرهم.
وله غير "أحكام القرآن" الذي ذكره الذهبي "فوائد في الحديث".
317 - (ت 257 هـ): علي بن سعيد بن جرير النَّسوي
.
قال النابلسي
(4)
: هو أبو الحسن، ذكره أبو بكر الخلال، فقال: كبير القدر، صاحب حديث، يناظر أحمد بن حنبل مناظرة شافية، وروى عن أحمد بن حنبل مسائل. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب" وقال: روى عنه النَّسائي وابن ماجه في "التفسير". قال النَّسائي: صدوق. وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال: كان متقنًا من جلساء أحمد بن حنبل. وذكر الخليلي في "الإِرشاد": أنه مات سنة سبع وخمسين ومئتين.
وقد ذكره العليمي
(5)
وعدَّه في الحنابلة.
318 - (ت 271 هـ): علي بن سهل بن المغيرة البزاز، أبو الحسن النَّسائي
.
قال النابلسي
(6)
: ذكره أبو بكر الخلال من جملة الأصحاب البغداديين. قال ابن منادي: مات سنة إحدى وسبعين ومئتين، وكان صاحب عفان. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 2/ 105.
(2)
تهذيب التهذيب: 3/ 148.
(3)
خلاصة تذهيب التهذيب: 272.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 166.
(5)
المنهج الأحمد: 1/ 427.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 167.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(1)
فقال: علي بن سهل بن المغيرة البزار، أبو الحسن البغدادي، المعروف بالعفاني، نسائي الأصل.
روى عن: عفان وأكثر عنه حتى نسب إليه، ويحيى الكرماني، وآخرين عدَّهم كثيرًا.
وعنه: موسى بن هارون الحافظ، والسراج، وأبو الحسين بن المنادي، وابن أبي الدنيا، والبغوي، وابن صاعد، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق. وقال الدارقطني: كان ثقة. وذكره ابن حبان في "الثقات". قال البغوي، وابن مخلد، وابن المنادي: مات سنة إحدى وسبعين ومئتين. انتهى المراد منه.
319 - علي بن شوكر
.
قال النابلسي
(2)
: ذكره أبو محمد الخلال من جملة الأصحاب. انتهى.
320 - (ت 234 هـ): علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح المديني، أبو الحسن الحافظ البصري
.
قال النابلسي
(3)
: روى عن حماد بن زيد، وسفيان بن عُيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وأحمد بن حنبل.
قال أبو بكر - نزيل دمشق - في "السابق واللاحق": حدث عن أحمد بن حنبل، وبين وفاته ووفاة البغوي ثلاث وثمانون سنة.
قال المصنف: قدم بغداد فحدث بها، فروى عنه يحيى بن معين، وصالح بن أحمد بن حنبل، وحنبل ابن عم أحمد، والبخاري، وإبراهيم الحربي، في آخرين.
(1)
تهذيب التهذيب: 3/ 166.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 167.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 168.
قال أبو عُبيد: انتهى العلم إلى أربعة: ابن أبي شيبة أسردهم له، وأحمد بن حنبل أفقههم فيه، وعلي بن المديني أعلمهم به، ويحيى بن معين أكتبهم له.
وقال البخاري: ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عنده، مات سنة أربع وثلاثين ومئتين بسرَّ من رأى.
قلت: ومولده سنة إحدى وستين ومئة بالبصرة. قال أبو حاتم الرازي: كان علمًا في الناس في معرفة الحديث والعلل، وكان أحمد لا يسميه، إنما يكنيه تبجيلًا، قال: وما سمعت أحدًا سماه قط.
قال عبد الرحمن بن مهدي: علي بن المديني أعلم الناس بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخاصة بحديث ابن عيينة.
وقال النسائي: كأنَّ الله خلقه لهذا الشأن.
قلت: وله تصانيف في علوم هذا الشأن منها كتاب "الأسامي والكنى" ثمانية أجزاء، وكتاب "الطبقات" عشرة أجزاء، وكتاب "من روى عن رجل ولم يره" جزء، وكتاب "العلل لإسماعيل القاضي" أربعة عشر جزءًا، "وعلل حديث ابن عيينة" ثلاثة عشر جزءًا، وكتاب "مَنْ لا يحتج بحديثه ولا يسقط" جزآن، وكتاب "الكنى" خمسة أجزاء، وكتاب "الوهم والخطأ" خمسة أجزاء، وكتاب "قبائل العرب" خمسة عشر جزءًا وكتاب "من نزل من الصحابة سائر البلدان" خمسة أجزاء، وكتاب "التاريخ" عشرة أجزاء، وكتاب "العرض على المحدث" جزآن، وكتاب "من حدَّث ثم رجع عنه" جزآن، وكتاب "يحيى وعبد الرحمن في الرجال" خمسة أجزاء، و"سؤالات يحيى بن معين" جزآن، كتاب "الثقات والمثبتين" عشرة أجزاء، كتاب "اختلاف الحديث" خمسة أجزاء، كتاب "الأسامي الشاذة" ثلاثة أجزاء، كتاب "الأشربة" ثلاثة أجزاء، كتاب "تفسير غريب الحديث" خمسة أجزاء، كتاب "الإخوة والأخوات" ثلاثة أجزاء، كتاب "من يعرف باسمه دون اسم أبيه" جزآن، كتاب "من يعرف باللقب" جزء، كتاب "العلل المتفرقة" ثلاثون جزءًا، كتاب "مذاهب المحدثين" جزآن. انتهى.
وهذا الرجل قلَّ أن يخلو من ذكره والثناء عليه كتاب أُلَّفَ في هذا الشأن، فلا نطيل بذكره.
321 - علي بن عبد الله الطيالسي
.
قال النابلسي
(1)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
322 - علي بن عبد الصمد المكي
.
قال النابلسي
(2)
: قال أبو بكر الخلال: روى عن أحمد. انتهى.
323 - (ت 289 هـ): علي بن عبد الصمد الطَّيالسي البغدادي
.
قال النابلسي
(3)
: ذكره أبو بكر الخلال، فقال: كان يسكن قطيعة الربيع، وكان عنده عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل مسائل صالحة. انتهى.
وذكره ابن العماد
(4)
، فقال: علي بن عبد الصمد الطيالسي، ولقبُه عَلَّان، روى عن أبي معمر الهُذَلي وطبقته، وتوفي سنة تسع وثمانين ومئتين.
وذكره العليمي
(5)
وعده في الحنابلة.
324 - (ت 272 هـ): علي بن عثمان بن سعيد بن نُفيل الحرَّاني
.
قال النابلسي
(6)
: ورع، عنده عن أحمد أشياء، سمع منه أبو بكر الخلال وغيره. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(7)
فقال: علي بن عثمان بن محمد بن سعيد بن
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 170.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 170.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 170.
(4)
شذرات الذهب: 2/ 201.
(5)
المنهج الأحمد: 1/ 428.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 170.
(7)
تهذيب التهذيب: 3/ 183.
عبد الله بن عثمان بن نُفيل الحرَّاني، النُّفَيلي، أبو محمد.
روى عن: محمد بن المبارك الصُّوري، ومحمد بن موسى بن أعين الجزري، والمعافى بن سليمان الرَّسْعَني، وسعيد بن عيسى بن تليد الرعيني، وخالد بن مخلد، وآدم بن أبي إياس، ويعلى بن عُبيد، وأبي مسهر، وعثمان بن صالح السَّهمي، وأبي صالح كاتب الليث، وجماعة.
وعنه: النَّسائي، ويعقوب بن سفيان، وأبو عوانة الإِسفرائيني، وأبو بكر أحمد بن عمرو بن جابر الرَّملي، وذكر عدة آخرين.
ثم قال: قال النَّسائي: ثقة. وذكره ابن حبان في "الثقات". قال ابن عُقدة: توفي سنة اثنتين وسبعين ومئتين. انتهى.
325 - علي بن الفرات الأصبهاني
.
قال النابلسي
(1)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
326 - علي بن محمد المصري
.
قال النابلسي
(2)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
327 - علي بن محمد القرشي
.
قال النابلسي
(3)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
328 - (ت 265 هـ): علي بن الموفق، أبو الحسن العابد
.
قال النابلسي
(4)
: حدَّث عن منصور بن عمار، وأحمد بن أبي الحَوَاري، روى عنه: أحمد بن مسروق الطُّوسي، وعباس بن يوسف الشكلي، في آخرين. وهو عزيز الحديث، وكان ثقة، نقل عن أحمد أشياء.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 171.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 171.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 171.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 171.
قال المصنف: قال ابن المنادي: مات في سنة خمس وستين ومئتين، وكان من الزاهدين المذكورين. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(1)
في "صفة الصفوة" وقال: أسند عن منصور بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري، وتوفي سنة خمس وستين ومئتين.
329 - علي بن المكري العكبراني
.
قال النابلسي
(2)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
330 - علي بن أبي خالد
.
قال النابلسي
(3)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
331 - علي بن أبي صبح السوَّاق
.
قال النابلسي
(4)
: حكى عن أحمد أشياء. انتهى.
332 - علي بن الخوَّاص
.
قال النابلسي
(5)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
333 - عباس بن أحمد اليمامي المستملي
.
قال النابلسي
(6)
: من طرسوس، ممن نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
334 - العباس بن عبد الله بن العباس النَّخْشَبي
.
قال النابلسي
(7)
: ذكره الخطيب، فقال: حدَّث بمصر عن أحمد بن حنبل،
(1)
صفة الصفوة: 2/ 386.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 173.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 173.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 174.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 174.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 175.
(7)
مختصر طبقات الحنابلة: 175.
ويحيى بن معين، سمع منه عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى المصري. انتهى.
وذكره الذهبي في "الميزان"
(1)
فقال: العباس بن عبد الله النخشبي عن يحيى بن معين، غَمَزَهُ أبو سعيد بن يونس الحافظ.
335 - (ت 246 هـ): العباس بن عبد العظيم بن إسماعيل، أبو الفضل العَنْبَري البَصْري
.
قال النابلسي
(2)
: سمع يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ومعاذ بن هشام، وعبد الرزاق بن همام، وأحمد بن حنبل، في آخرين.
روى عنه: أبو حاتم الرَّازي، ومسلم بن الحجاج، وأبو داود، وغيرهم.
وقدم بغداد وجالس أحمد بن حنبل واستفاد منه، وجالس أبا عُبيد وبشر بن الحارث، وسمع منه ببغداد محمد بن يوسف الجوهري، وأبو بكر الأثرم.
قال النَّسائي: ثقة مأمون. وقال البخاري: مات سنة ست وأربعين ومئتين. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(3)
و"التقريب"، وصاحب "الخلاصة"
(4)
، وابن العماد
(5)
، وغيرهم.
336 - عباس بن علي بن الحسن بن بسام، أبو الفضل
.
قال النابلسي
(6)
: ذكره أبو محمد الخلال فيمن روى عن أحمد بن حنبل. انتهى.
(1)
ميزان الاعتدال: 2/ 384.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 175.
(3)
تهذيب التهذيب: 2/ 290.
(4)
خلاصة تذهيب التهذيب: 189.
(5)
شذرات الذهب: 2/ 112.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 176.
337 - العباس بن غالب الهمداني الورَّاق
.
قال النابلسي
(1)
: سأل أحمد بن حنبل عن أشياء. انتهى.
338 - (ت 271 هـ): العباس بن محمد بن حاتم، أبو الفضل الدُّوري، مولى بني هاشم
.
قال النابلسي
(2)
: ببغدادي، سمع شبابة بن سوَّار، وأبا النضر هاشم بن القاسم، وعبد الوهاب بن عطاء، ويونس بن محمد، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وعفان بن مسلم، في آخرين.
حدث عنه: يعقوب بن سفيان، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وجعفر الفِرْيابي، والنَّسائي، وأبو القاسم البغوي، وأبو الحسين ابن المنادي، وغيرهم.
وذكره أبو بكر الخلال فيمن صحب أحمد بن حنبل، ووثقه النَّسائي، ولد سنة خمس وثمانين ومئة، ومات سنة إحدى وسبعين ومئتين، يوم الأربعاء لست عشرة خلت من صفر. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(3)
بترجمة حافلة، قال فيها: روى عنه الأربعة وخلق كثير.
قال ابن أبي حاتم: صدوق، سمعت منه مع أبي، وسئل عنه فقال: صدوق. وقال النَّسائي: ثقة. وقال الأصم: لم أرَ في مشايخي أحسن حديثًا منه. وذكره يحيى بن معين فقال: صديقنا وصاحبنا. وقال مسلمة: ثقة. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الخليلي في "الإِرشاد": متفق على عدالته. وكذا ذكره الذهبي في
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 176.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 176.
(3)
تهذيب التهذيب: 2/ 294.
"طبقات الحفاظ"، وابن العماد
(1)
، وغيرهم، وعدَّه العليمي
(2)
في الحنابلة.
339 - عباس بن محمد بن موسى الخَلَّال البغدادي
.
قال النابلسي
(3)
: ذكره أبو بكر الخلال فيمن صحب أحمد، وقال: كان من أصحاب أحمد الأولين الذين كان يعتدُّ بهم أحمد، وكان رجلًا له قدر وعلم وعارضة. انتهى.
340 - عباس بن مشكويه الهَمْداني
.
قال النابلسي
(4)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
341 - (ت 299 هـ): عباس بن محمد بن عيسى الجوهري
.
قال النابلسي
(5)
: نقل عن أحمد أشياء، وحدّث عن يحيى بن أيوب المقابري، وداود بن رشيد، وسُريج بن يونس.
روى عنه: علي بن محمد المصري، وأبو بكر الشافعي، وسليمان الطبراني، وأبو بكر الجِعَابي، والإِسماعيلي، وكان ثقة، مات سنة تسع وتسعين ومئتين. انتهى.
342 - عَبْدُوس بن عبد الواحد أبو السري
.
قال النابلسي
(6)
: قال أبو بكر الخلال: هو ممن روى عن أحمد بن حنبل. انتهى.
343 - عَبْدُوس بن مالك، أبو محمد العطَّار
.
(1)
شذرات الذهب: 2/ 161.
(2)
المنهج الأحمد: 1/ 240.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 177.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 178.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 178.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 179.
قال النابلسي
(1)
: ذكره أبو بكر الخلال، فقال: كانت له عند أحمد بن حنبل منزلة في هدايا وغيرها وأنس شديد، وكان يقدمه، وله أخبار يطول شرحها، وروى عن أحمد مسائل لم يروها غيره. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(2)
، فقال: عَبْدوس بن مالك أبو محمد العطار، حدَّث عن شبابة وأحمد ويحيى بن معين وكان له منزلة عند أحمد. انتهى.
وذكره العليمي
(3)
وعده في الحنابلة.
344 - (ت 244 هـ): عصمة بن أبي عصمة، أبو طالب العُكْبَري
.
قال النابلسي
(4)
: روى عن أحمد أشياء، وذكره أبو بكر الخلال، فقال: كان صالحًا، صحب أحمد قديمًا إلى أن مات، وروى مسائل كثيرة جيادًا، وهي أول ما سمع بعد موت أحمد، وحدَّث عنه جماعة، منهم: أبو حفص عمر بن رجاء، ومات سنة أربع وأربعين ومئتين. انتهى.
وذكره العليمي
(5)
وعده في الحنابلة.
345 - عصمة بن عصام
.
قال النابلسي
(6)
: نقل عن أحمد بن حنبل أشياء. انتهى.
وذكر السمعاني في "الأنساب"
(7)
أن اسم أبي عصمة: عصام بن الحكم، فلينظر هل هو الأول أم الثاني أم غيرهما.
346 - (ت 234 هـ): عقبة بن مكرم
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 179.
(2)
مناقب الإمام أحمد: 137.
(3)
المنهج الأحمد: 1/ 435.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 181.
(5)
المنهج الأحمد: 1/ 178.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 181
(7)
الأنساب: 9/ 30.
قال النابلسي
(1)
: روى عن أحمد. انتهى.
قلت: في الطبقة اثنان اسم كل منهما عقبة بن مكرم، أحدهما: أبو عبد الملك البصري الحافظ العمي، يروي عن غُنْدَر وطبقته، وهو ثبت حجة، توفي سنة ثلاثٍ وأربعين ومئتين، والثاني هو الضبيِّ الكوفي، روى عن ابن عُيينة ويونس بن بُكير، ولم تقع له الرواية في الكتب الستة، وتوفي سنة أربع وثلاثين ومئتين، وكان صدوقًا كما في "التهذيب" لابن حجر
(2)
، ولعل المذكور هو الأخير، والله أعلم.
347 - عمرو بن معمر، أبو عثمان
.
قال النابلسي
(3)
: روى عن أحمد أشياء. انتهى.
348 - عمرو بن الأشعث الكندي
.
قال النابلسي
(4)
: سمع من أحمد أشياء. انتهى.
349 - عمرو بن تميم
.
قال النابلسي
(5)
: سمع من أحمد أشياء. انتهى.
350 - (ت 267 هـ): عمار بن رجاء
.
قال النابلسي
(6)
: سمع من أحمد أشياء. انتهى.
وقال الذهبي في "تذكرة الحفاظ"
(7)
: عمار بن رجاء مات سنة سبع وستين ومئتين.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 181.
(2)
تهذيب التهذيب: 3/ 128.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 182.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 182.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 182.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 182.
(7)
تذكرة الحفاظ: 2/ 561 - 562.
351 - علان بن عبد الصمد
.
قال النابلسي
(1)
: سمع من أحمد أشياء. انتهى.
قلت: الظاهر أنه علي بن عبد الصمد المتقدم، إذ لقبه: عَلَّان.
352 - (ت 272 هـ): عيسى بن جعفر، أبو موسى الورَّاق الصفدي
.
قال النابلسي
(2)
: نقل عن أحمد أشياء، سمع شَبابة بن سوَّار، وشجاع ابن الوليد، وغيرهما، روى عنه: يحيى بن صاعد، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مَخْلد، وأبو الحسين ابن المنادي، وقال: كان من أفاضل الناس وشُجعان المجاهدين، مع ورع وعقل ومعرفة وحديث كثير عالي، وصدق وفضل، مات في جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين ومئتين. انتهى.
353 - عيسى بن فيروز الأنباري، أبو موسى
.
قال النابلسي
(3)
: سمع من أحمد أشياء. انتهى.
وذكره الذهبي في "الميزان"
(4)
فقال: عيسى بن فيروز الأنباري عن أحمد بن حنبل وجماعة. وعنه: علي بن محمد بن سعيد الموصلي. قال الخطيب: ليس بثقة. انتهى.
وتعقبه الحافظ ابن حجر في "اللسان"
(5)
فقال: والخطيب إنما قال ذلك في الراوي عنه، يشير إلى علي بن محمد بن سعيد، فليعلم.
354 - (ت 245 هـ): عسكر بن الحُصين، أبو تُراب النَّخْشَبي الصُّوفي
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 182.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 182.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 183.
(4)
ميزان الاعتدال: 3/ 321.
(5)
لسان الميزان: 4/ 403.
قال النابلسي
(1)
: قدم بغداد غير مرة. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: جاء إلى أبي أبو تراب فجعل أبي يقول: فلان ضعيف، فلان ثقة، فقال أبو تراب: لا تغتب العلماء، فالتفت إليه أبي وقال: ويحك هذه نصيحة، ليس هذا غيبة. وقيل: إنه مات بالبادية، نهشه السباع سنة خمس وأربعين ومئتين. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
، فقال: أبو تراب النَّخْشَبي العارف، واسمه عسكر بن الحصين من كبار مشايخ القوم، صحب حاتم الأصم وغيره. قال السخاوي في "طبقاته": عسكر بن الحصين أبو تراب، وقيل: عسكر بن محمد بن حصين النَّخْشَبي أحد فتيان خراسان، والمذكورين بالأحوال السنية الرفيعة، أحد علماء هذه الطائفة، صحب حاتم الأصم حتى مات، ثم خرج إلى الشام وكتب الحديث الكثير، ونظر في كتاب الشافعي، ثم نزل مكة، ثم كان يخرج إلى عبادان والثغر ثم يرجع إلى مكة، ومات بين المسجدين، ودخل البصرة وتزوج بها، وصحب شقيقًا البَلْخي، وكان يقول: إذا ألفت القلوب الإعراض عن الله، صحبتها الوقيعة في الأولياء. واجتمع بالإِمام أحمد بن حنبل. انتهى ملخصًا.
355 - عارم أبو النُّعمان البصري
.
قال النابلسي
(3)
: سأل أحمد بن حنبل عن أشياء. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 183.
(2)
شذرات الذهب: 2/ 108.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 184.
حرف الفاء المعجمة الموحدة
356 - (ت 314 هـ)
(1)
: الفضل بن أحمد بن منصور بن الذَّيَّال، أبو العباس الزّبيدي المقرئ
.
قال النابلسي
(2)
: نقل عن أحمد بن حنبل أشياء. انتهى.
وذكره السمعاني في "الأنساب"
(3)
، وقال: مات بعد سنة ثلاث عشرة وثلاث مئة، وذكره ابن الجزري في "الغاية"
(4)
، ولم يذكر وفاته.
357 - (ت 307 هـ): الفضل بن الحُباب، أبو خليفة الجُمَحي البَصْري
.
قال النابلسي
(5)
: حدث عن أبي الوليد الطيالسي، ومحمد بن كثير، ومحمد بن سلَّام الجمحي، وحكى عن أحمد بن حنبل أشياء، ومات سنة سبع وثلاث مئة. انتهى.
وذكره ابن العماد
(6)
فقال: هو مُسْنِد العصر، كان محدثًا متقنًا ثبتًا أخباريًا عالمًا، روى عن مسلم بن إبراهيم، وسليمان بن حرب، وطبقتهما، وتوفي في ربيع الآخر سنة خمس وثلاث مئة وله مئة سنة إلا بعض سنة. انتهى.
وذكره ابن الجزري في "الغاية"
(7)
وساق أقوالًا في اسمه وكنيته، ثم قال:
(1)
كذا ذكر المؤلف سنة وفاته، مع أن السمعاني وابن الجزري - اللذين نقل عنهما - لم يعينا سنة وفاته، واكتفى السمعاني بالقول: إنه مات بعد (313 هـ)، كما سيرد في الترجمة.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 184.
(3)
الأنساب: 6/ 32.
(4)
غاية النهاية: 2/ 8.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 184.
(6)
شذرات الذهب: 2/ 246.
(7)
غاية النهاية: 2/ 8.
والصحيح أنه أبو خليفة، الفضل بن الحباب، ثم ساق له ترجمة وافية، ثم قال: توفي آخر سنة أربع وثلاث مئة بالبصرة، وقيل: سنة خمس، وهو ابن أخت محمد ابن سلَّام الجمحي، وهو الراوي عنه كتبه، وكان راوية للأخبار والأشعار والآداب والأنساب. انتهى المراد منه.
358 - الفضل بن زياد، أبو العباس القطَّان البغدادي
.
قال النابلسي
(1)
: ذكره أبو بكر الخلال، فقال: كان من المتقدمين عند أحمد، وكان أحمد يعرف قدره ويكرمه، وكان يصلي بأحمد، ووقع له عن أحمد مسائل كثيرة جياد، وحدث عن جماعة منهم: يعقوب بن سفيان الفسوي، والحسن بن أبي العَنْبر، وأحمد الآدمي، وجعفر الصيدلاني، وأحمد بن عطاء، في آخرين. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(2)
في المختارين من الطبقة الأولى، فقال: الفضل بن زياد القطان، كان يصلي بأحمد، وروى عنه كثيرًا. انتهى.
وعدَّه العليمي في الحنابلة.
359 - (ت 255 هـ): الفضل بن سهل الأعرج
.
قال النابلسي
(3)
: حدث عن جماعة منهم زيد بن الحباب، ومن في طبقته، وحدث عنه: البخاري، ومسلم، وروى عن أحمد أشياء. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(4)
و"التقريب"، وقال: مات في صفر سنة خمس وخمسين ومئتين عن نيف وسبعين سنة.
360 - (ت 282 هـ): الفضل بن محمد بن المسيب البيهقي الشَّعراني
.
قال النابلسي
(5)
: هو من ذرية ملك اليمن باذان الذي أسلم بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم،
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 185.
(2)
المناقب: 138.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 186.
(4)
تهذيب التهذيب: 3/ 391.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 187.
سمع سليمان بن حرب، وعيسى قالون، وسعيد بن أبي مريم، وأبا جعفر النُّفَيلي وخلائق.
روى عنه: ابن خُزيمة وابن الشرقي، وعلي ابن حمشاد، وآخرون.
وكان حافظًا كبيرًا، روى عن أحمد كتاب "التاريخ" له. قال الحاكم: كان أديبًا فقيهًا، ورعًا عابدًا، عارفًا بالرجال، ثقةً، ولم يطعن فيه بحجة، وكان يرسل شعره فلقب بالشَّعراني، مات سنة اثنتين وثمانين ومئتين انتهى.
وذكره ابن العماد
(1)
والحموي في "المعجم"
(2)
، والذهبي
(3)
في "المغني" و"الميزان" وغيرهم.
361 - الفضل بن عبد الله الحميري
.
قال النابلسي
(4)
: روى عن أحمد. انتهى.
وذكره الذهبي في "الميزان"
(5)
فقال: الفضل بن عبيد الله الحميري عن أحمد بن حنبل، متهم بالكذب، ذكره ابن الجوزي. انتهى.
وذكره ابن حجر في "اللسان"
(6)
، وزاد: قال الإِسماعيلي: كتبت عنه قديمًا، وكان يرمى بالكذب، وروى عنه في "معجمه" حديثًا من روايته عن صالح بن حرب. انتهى.
362 - الفضل بن عبد الصمد الأصبهاني، أبو يحيى
.
قال النابلسي
(7)
: ذكره أبو بكر الخلال فقال: رجل جليل القدر، لزم طرسوس
(1)
شذرات الذهب: 2/ 179 - 180.
(2)
معجم البلدان: 3/ 115.
(3)
المغني: 2/ 513، ميزان الاعتدال: 3/ 358.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 187.
(5)
ميزان الاعتدال: 3/ 353.
(6)
لسان الميزان: 4/ 444.
(7)
مختصر طبقات الحنابلة: 187.
إلى أن مات في الأسر، قدمتُ طرسوس سنة سبعين أو إحدى وسبعين وكان أسيرًا في بلاد الروم، ثم قدمت بغداد فأخبرت أنه فودي أيضًا، ثم أسر، فمات أسيرًا في آخر الأسرين، وكان له جلالة عندهم بطرسوس، مقدمًا فيهم، وعنده جزء مسائل عن أحمد بن حنبل. انتهى.
363 - الفضل بن مضر
.
قال النابلسي
(1)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
364 - الفضل بن مهران، أبو العباس
.
قال النابلسي
(2)
: هو من جملة الأصحاب، نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
365 - الفضل بن نوح
.
قال النابلسي
(3)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
366 - الفرج بن الصباح البُرْزَاطي
.
قال النابلسي
(4)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
وذكره العليمي
(5)
وعده في الحنابلة.
367 - (ت 273 هـ): الفتح بن أبي الفتح شخرف بن داود بن مزاحم، أبو نصر
.
قال النابلسي
(6)
: كان أحد العباد السائحين، ثم سكن بغداد وحدث بها عن رجاء بن مرجّى المروزي، وعن أبي شرحبيل عيسى بن خالد بن أبي اليمان
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 188.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 188.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 188.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 189.
(5)
المنهج الأحمد: 1/ 441.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 189.
الحمصي، وجعفر بن عبد الواحد الهاشمي، وغيرهم، وصحب أحمد بن حنبل وجالسه وسأله عن أشياء كثيرة، روى عنه أبو بكر النجاد، وأبو محمد البَرْبَهاري.
قال أحمد بن حنبل: ما أخرجت خراسان مثل الفتح.
ومات يوم الثلاثاء النصف من شوال سنة ثلاث وسبعين ومئتين، وصُلي عليه بدر المغازلي. وصلى عليه ثلاث وثلاثون مرة، أقل قوم كانوا يصلون يعدون خمسًا وعشرين ألفًا إلى ثلاثين ألفًا.
قلت: وكان عالمًا زاهدًا ورعًا. قال عبد الجبار: صحبته ثلاثين سنة فلم أره رفع رأسه إلى السماء، فرفع رأسه مرة وفتح عينيه ونظر إلى السماء وقال: قد طال شوقي إليك، فعجِّل قدومي عليك. انتهى.
وذكره ابن الجوزي في "صفة الصفوة"
(1)
وأطال في ترجمته فراجعها إن شئت.
وفي قوله: فعجل قدومي إليك. مخالفة للسنّة من النهي عن تمني الموت إذا صح عنه ذلك، فإن تمني الموت للشوق إليه مكروه أو محرَّم. والله أعلم.
(1)
صفة الصفوة: 2/ 402 - 404.
حرف القاف المعجمة المثناة
368 - (ت 224 هـ): القاسم بن سلَّام، أبو عبيد
.
قال النابلسي
(1)
: كان أبوه عبدًا روميًا لرجل من أهل هَرَاة، سمع إسماعيل بن جعفر، وإسماعيل بن عياش، وهُشيمًا، وسفيان بن عيينة، وإسماعيل ابن عُلَيَّة، ويزيد بن هارون، ويحيى بن سعيد القطان، وغيرهم. وكان يقصد أحمد ويكتب عنه أشياء.
وقال المصنف: وكان قد أقام ببغداد، ثم ولي القضاء بطرسوس ثمان عشرة سنة، وخرج بعد ذلك إلى مكة فسكنها حتى مات بها.
قال ابن درستويه: جمع صنوفًا من العلم، وصنف كتبًا في كل فن من العلوم والآداب، وكان مؤدَّبًا لابن خُزيمة، وصار في ناحية عبد الله بن طاهر، وكان ذا دين ومذهب حسن، روى عن أبي زيد الأنصاري وأبي عبيدة، والأصمعي، واليزيدي، وغيرهم من البصريين، وروى عن ابن الأعرابي، وأبي زياد الكلابي الأموي، وأبي عمرو الشيباني، والكسائي، والفراء، وروى الناس من كتبه المصنفة بضعة وعشرين كتابًا في القرآن والفقه وغريب الحديث والأمثال ومعاني الشعر، وغير ذلك، ولما عمل كتابه "غريب الحديث" عُرض على عبد الله بن طاهر فاستحسنه، ثم قال: إن عقلًا بعث صاحبه على عمل مثل هذا الكتاب لحقيق أن لا يُحْوَج إلى طلب المعاش، فأجرى له عشرة آلاف درهم في كل شهر.
قال أبو عبيد: كنت في تصنيف هذا الكتاب أربعين سنة، وربما كنت أستفيد الكلمة من أفواه الرجال، فأضعها في موضعها من الكتاب، فأبيتُ ساهرًا فرحًا مني
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 190.
بتلك الفائدة، وأحدكم يجيء فيقيم عندي أربعة أشهر أو خمسة، فيقول: قد أقمت الكثير.
وقال أحمد بن حنبل: هو ممن يزداد عندنا كل يوم خيرًا. وقال ابن الأنباري: كان يقسم الليل أثلاثًا: فيصلي ثلثه، وينام ثلثه، ويصنع الكتب ثلثه.
وسئل عنه يحيى بن معين، فقال: مثلي يسئل عنه، هو يُسأل عن الناس. وقال أحمد بن كامل: ما أعلم أن أحدًا طعن عليه في شيء من دينه. قال البخاري: توفي سنة أربع وعشرين ومئتين. وقال غيره: ثلاث وعشرين. وقيل: اثنتين وعشرين في خلافة المعتصم. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(1)
و"التقريب" والخزرجي في "الخلاصة"
(2)
، وغيرهم، وله تصانيف منها:"أدب القاضي" على مذهب الشافعي، "الأمثال السائرة"، "عدد آي القرآن"، "غريب الحديث"، "غريب القرآن"، "غريب المصنف"، "فضائل القرآن"، كتاب "الأحداث"، كتاب "الأموال"، كتاب "الأعيان والنذور"، كتاب "الحجر والتفليس"، كتاب "الحيض"، كتاب "الشعراء"، كتاب "الطهارة"، كتاب "القراءات"، كتاب "المذكر والمؤنث"، كتاب "المقصور والممدود"، كتاب "النسب"، "معاني القرآن"، "ناسخ القرآن ومنسوخه"، وغير ذلك.
369 - (ت 240 هـ): قتيبة بن سعيد، أبو رجاء البغلاني
.
قال النابلسي
(3)
: حدث عن أحمد، وحدث عنه أبو عيسى الترمذي. انتهى.
وذكره ابن العماد
(4)
فقال: هو محدث خراسان، أبو رجاء، قتيبة بن سعيد الثقفي، مولاهم البلخي، ثم البغلاني الحافظ، واسمه يحيى، وقيل: علي، وقتيبة لقبه، سمع مالكًا والليث بن سعد، والكبار، ورحل العلماء إليه من الأقطار، وكان
(1)
تهذيب التهذيب: 3/ 410 - 413.
(2)
خلاصة الخزرجي: 312.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 192.
(4)
شذرات الذهب: 2/ 94.
من الأغنياء. قال ابن ناصر الدين: حدث عنه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه، وروى عنه أحمد وابن معين، وإليه المنتهى في الثقة، وتوفي سنة أربعين ومئتين. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(1)
و"التقريب"، والحموي في "معجم البلدان"
(2)
، وغيرهم.
370 - (ت 292 هـ): القاسم بن محمد المروزي
.
قال النابلسي
(3)
: ذكره أبو بكر الخلال، فقال: هو من أصحاب أحمد، وأحد من روى عنه. انتهى.
وقال ياقوت الحموي في "معجم البلدان"
(4)
: القاسم بن محمد بن علي بن حمزة، أبو محمد المروزي، كان إمامًا حافظًا عارفًا بالحديث، توفي سنة اثنتين وتسعين ومئتين، انتهى. فلعله هذا.
371 - قاسم بن محمد المروزي
.
قال النابلسي
(5)
: ذكره أبو بكر الخلال، وقال: هو أحد أصحاب أحمد المتقدمين، سمع منه "التاريخ" قديمًا، وقد كان قدم ها هنا وحدث عنه أبو بكر المرُّوذي. انتهى.
فلينظر هل هما اثنان أم واحد، فإن ابن الجوزي لم يذكر القاسم بن محمد المروزي غير واحد فقط.
372 - القاسم بن الحارث المروزي
.
(1)
تهذيب التهذيب: 3/ 431.
(2)
معجم البلدان: 1/ 468.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 193.
(4)
معجم البلدان: 1/ 364.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 193.
لم يذكره النابلسي، وذكره ابن الجوزي
(1)
فيمن روى عن أحمد.
373 - القاسم بن نصر المُخَرَّمي
.
قال النابلسي
(2)
: سأل أحمد عن أشياء. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(3)
بنحوه.
374 - القاسم بن نصر البَصْري
.
قال النابلسي
(4)
: ذكره أبو بكر الخلال فيمن روى عن أحمد. انتهى.
375 - القاسم بن عبد الله البغدادي
.
قال النابلسي
(5)
: هو أحد من روى عن أحمد. انتهى.
376 - القاسم بن الفَرْغَاني
.
قال النابلسي
(6)
: روى عن أحمد. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(7)
بنحوه، وقال الذهبي في "الميزان"
(8)
: القاسم بن محمد الفرغاني عن أبي عاصم النبيل، وقبيصة وأقرانهما، قال الحاكم: كان يضع الحديث وضعًا فاحشًا. انتهى.
377 - القاسم بن يونس الحمصي
.
ذكره ابن الجوزي
(9)
فيمن روى عن أحمد، ولم يذكره النابلسي.
(1)
مناقب الإمام أحمد: 138.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 193.
(3)
مناقب الإمام أحمد: 138.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 193.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 194.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 194.
(7)
مناقب الإمام أحمد: 138.
(8)
ميزان الاعتدال: 3/ 379.
(9)
مناقب الإِمام أحمد: 138.
حرف الميم
378 - (ت 273 هـ): محمد بن أحمد بن علي بن رزين
.
قال النابلسي
(1)
: نقل عن أحمد بن حنبل أشياء. انتهى.
وذكره الخطيب البغدادي في "تاريخه"
(2)
فقال: محمد بن أحمد بن رزين، أبو عبد الله، حدَّث عن شبابة بن سوَّار، وعلي بن عاصم، ويزيد بن هارون، وأسود بن عامر، وغيرهم، ومات سنة ثلاث وسبعين ومئتين. انتهى.
379 - (ت 245 هـ): محمد بن أحمد بن الجرَّاح، أبو عبد الرحيم الجُوْزْجَاني
.
قال النابلسي
(3)
: قال أبو بكر الخلال: هو ثقة جليل القدر، في نحو إبراهيم بن يعقوب، كان أحمد بن حنبل يكتب إليه في أشياء، ولم يكن يكتب إلى أحد بمثلها في السنّة والرَّد على أهل الخلاف والكلام. وقد حدثنا عنه الشيوخ قديمًا، أبو بكر المَرُّوذِي قال: قال أحمد بن حنبل: كان أبوه مرجئًا، أو قال: صاحب رأي، وأما هو فأثنى عليه أحمد. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(4)
و"التقريب"، وغيره، وأرَّخ وفاته كما هنا.
380 - محمد بن أحمد بن المثنى، أبو جعفر
.
قال النابلسي
(5)
: روى عن أحمد أشياء. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 194.
(2)
تاريخ بغداد: 1/ 301.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 194.
(4)
تهذيب التهذيب: 3/ 495.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 195.
وذكره ابن الجوزي
(1)
بمثله، وقال ياقوت في "المعجم"
(2)
: محمد بن أحمد بن المثنى بن سعيد النَّيْسابوري، أبو عبد الله، سمع إسحاق الحنظلي، وعلي بن حجر، وجماعة من الأئمة. انتهى.
ولعل أنه هذا، فهو من الطبقة، ولم يختلف إلا بالكنية.
381 - (ت 273 هـ): محمد بن أحمد بن واصل، أبو العباس المقرئ
.
قال النابلسي
(3)
: سمع أباه، ومحمد بن صالح الخياط، ومحمد بن سعدان النحوي، وخلف بن هشام البزاز، وأحمد بن حنبل، في آخرين.
روى عنه: أبو مزاحم الخاقاني، وأبو الحسن ابن شَنَبُوذ، وغيرهم. وذكره أبو بكر الخلال، وقال: عنده عن أحمد مسائل حسانٌ، وتوفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين ومئتين، ذكره ابن قانع. انتهى.
وذكره ابن الجزري في "الغاية"
(4)
بترجمة حافلة.
382 - (ت 282 هـ): محمد بن أحمد المَرْوَ الرُّوذِيّ
.
قال النابلسي
(5)
: ذكره أبو بكر الخلال، فقال: روى عن أحمد مسائل لم تقع إلى غيره، ثقة من أهل مَرْو الرُّوذ. انتهى.
وذكره الخطيب البغدادي في "تاريخه"
(6)
فقال: محمد بن أحمد المَرُّوذي، ثقة، توفي سنة اثنتين وثمانين ومئتين.
383 - (ت 313 هـ): محمد بن إبراهيم بن زياد
.
(1)
مناقب الإِمام أحمد: 139.
(2)
معجم البلدان: 3/ 128 مادة: زَاوَه.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 194.
(4)
غاية النهاية: 2/ 91.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 195.
(6)
تاريخ بغداد: 1/ 292.
ذكره ابن الجوزي
(1)
فيمن روى عن أحمد، ولم يذكره النابلسي.
وقال الذهبي في "الميزان"
(2)
: محمد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي الرازي، المحدث الجوَّال، عن إبراهيم بن موسى الفراء، ويحيى بن معين، وعنه الجِعَابي، وجعفر الخلدي، وعدة. ضعفه أبو أحمد الحاكم، وقال: لو اقتصر على سماعه. وقال الدارقطني: متروك. قلت: عمَّر إلى سنة ثلاث عشرة وثلاث مئة، ثم ذكر له حديثًا بروايته عن أحمد بن حنبل.
384 - (ت 290 هـ): محمد بن إبراهيم بن سعيد بن موسى بن عبد الرحمن، أبو عبد الله البُوشَنجِي
.
قال النابلسي
(3)
: ذكره أبو بكر الخلال في جملة الأصحاب، نقل عن أحمد أشياء، ومات في جمادى الأولى سنة تسعين ومئتين يوم النيروز. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(4)
و"التقريب"، وصاحب "الخلاصة"
(5)
، وابن العماد، وغيرهم. وأطنب ابن حجر في "التهذيب" في ترجمته، وذكر أنه أخرج له البخاري في "صحيحه"، وذكر خلافًا في تاريخ موته، والصحيح ما ذكرناه.
وذكره العليمي
(6)
وعدَّه في الحنابلة.
385 - (ت 273 هـ): محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سالم، أبو أمية
.
قال النابلسي
(7)
: سكن طرسوس، فقيل له: الطَّرَسُوسي، وهو بغدادي، سمع عمر بن يونس اليَمامي، وعمر بن حبيب القاضي، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي،
(1)
مناقب الإمام أحمد: 139.
(2)
ميزان الاعتدال: 3/ 448.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 196.
(4)
تهذيب التهذيب: 3/ 489.
(5)
خلاصة الخزرجي: 324.
(6)
المنهج الأحمد: 1/ 237.
(7)
مختصر طبقات الحنابلة: 197.
وعثمان بن عمر بن فارس، والفضل بن دُكين، وأحمد بن حنبل، في آخرين.
روى عنه: أبو حاتم الرازي، والقاضي وكيع، ويحيى بن صاعد، والقاسم بن إسماعيل المحاملي، في آخرين.
وثَّقه أبو داود، وذكره أبو بكر الخلال، فقال: رجل رفيع القدر جدًا، سمعنا منه حديثًا كثيرًا، وكان إمامًا في زمانه متقدمًا، وكان عنده عن أحمد مسائل صالحة وغرائب، سمعتها منه ومن قوم عنه، وتوفي بطرسوس سنة ثلاث وسبعين ومئتين، ذكره ابن المنادي. انتهى ملخصًا.
وذكره الذهبي في "طبقات الحفاظ"، وابن حجر في "التهذيب"
(1)
و"التقريب"، والخزرجي في "الخلاصة"
(2)
، وابن العماد
(3)
، وياقوت الحموي في "معجمه"
(4)
.
قال الخزرجي: ذكر عبد الغني أنه روى عنه النَّسائي. قال المزي: لم أقف على ذلك. وقال ابن حبان: أخطأ في أحاديث حدّث بها من حفظه، فلا يعجبني الاحتجاج إلا بما روى عن كتابه. وقال الحاكم: صدوق كثير الوهم.
386 - محمد بن ابراهيم بن يعقوب
.
قال النابلسي
(5)
: ذكره أبو بكر الخلال فيمن روى عن أحمد. انتهى.
387 - (ت 256 هـ): محمد بن إبراهيم الأنماطي، أبو جعفر المعروف بمُرَبَّع، صاحب يحيى بن معين
.
قال النابلسي
(6)
: كان أحد الحفاظ الفقهاء، وحدث عن أبي سلمة التَّبُوذَكي،
(1)
تهذيب التهذيب: 3/ 493.
(2)
خلاصة الخزرجي: 324.
(3)
شذرات الذهب: 2/ 164.
(4)
معجم البلدان: 4/ 29.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 197.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 197.
وأبي حذيفة النَّهْدي، وأبي الوليد الطيالسي، وأبي بكر بن الأسود، في آخرين، ونقل عن أحمد أشياء.
روى عنه محمد التمتام، ويحيى بن صاعد، والحسين المحاملي، ومحمد بن مخلد الدُّوري، وغيرهم.
قال ابن قانع: توفي سنة ستٍ وخمسين ومئتين. انتهى.
وذكره الخطيب في "تاريخه"
(1)
فقال: محمد بن إبراهيم أبو جعفر الأنماطي المعروف بمُربَّع، صاحب يحيى بن معين: كان أحد الحفاظ الفقهاء، ثم ذكر ما تقدم.
388 - محمد بن إبراهيم، أبو الفضل السمرقندي
.
قال النابلسي
(2)
: روى عن أحمد أشياء. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(3)
، فقال: محمد بن إبراهيم بن الفضل السمرقندي. انتهى.
قلت: هكذا في الكتابين، وفي "طبقات ابن أبي يعلى"
(4)
: محمد بن إبراهيم أبو الفضل السمرقندي، روى عن إمامنا أشياء، منها ما ذكره الخطيب، قال: أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد النيسابوري، قال: سمعت أبا بكر محمد بن محمد بن يوسف الخطيب ببخارى، قال: سمعت أبا القاسم عمر بن محمد الأنصاري السمرقندي، قال: كنت عند أحمد بن حنبل، فذكر عبد الله بن عبد الرحمن، فقال: هو ذاك السيد، ثم قال أحمد: عرض عليّ الكفر فلم أقبل، وعرض عليه الدنيا فلم يقبل. انتهى بحروفه.
(1)
تاريخ بغداد: 1/ 388.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 198.
(3)
مناقب الإمام أحمد: 139.
(4)
طبقات الحنابلة: 1/ 267.
والثلاثة قد ذكروا أن اسم الرجل محمد بن إبراهيم السمرقندي، ولكن الذي في السند كما تراه: أبو القاسم عمر بن محمد الأنصاري السمرقندي، فلينظر في ذلك، ولعل أن اسمه سقط من السند. والله أعلم.
389 - محمد بن إبراهيم القيسي
.
قال النابلسي
(1)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(2)
بهذا اللفظ.
390 - محمد بن إبراهيم الأشاي
.
ذكره ابن الجوزي
(3)
فيمن روى عن أحمد بن حنبل، ولم يذكره النابلسي.
391 - محمد بن إبراهيم الماستوي
.
قال النابلسي
(4)
: نقل عن أحمد بن حنبل أشياء. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(5)
بمثله.
392 - (ت 269 هـ): محمد بن إبراهيم، أبو حمزة الصوفي
.
قال النابلسي
(6)
: كان يتكلم في جامع الرصافة، ثم انتقل إلى جامع المدينة، وكان عالمًا بالقراءات، سمع أحمد بن حنبل، واستفاد منه أشياء، وجالس بشر بن الحارث، وأبا نصر التمار، وسريًّا السقطي، وسافر مع أبي تراب النَّخْشَبي، حكى عنه محمد بن علي الكناني، وخير النساج، وغيرهما، ومات سنة تسع وستين ومئتين. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 198.
(2)
مناقب الإمام أحمد: 102 من طبعة دار الآفاق الجديدة بيروت ط 2، 1977.
(3)
مناقب الإمام أحمد: 102 من طبعة دار الآفاق الجديدة.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 198.
(5)
مناقب الإِمام أحمد: 139.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 199.
وذكره الخطيب في "تاريخه"
(1)
وأطنب في ترجمته جدًا، وذكر أنه مولى لعيسى بن أبان القاضي، وحكى في وفاته قولين: أحدهما ما تقدم، وقال: هو الأصح، والثاني: سنة تسع وثمانين ومئتين.
وكذا ابن الجوزي ذكر له في "صفة الصفوة" ترجمة حافلة.
393 - (ت 294 هـ): محمد بن إسحاق بن إبراهيم به مخلد بن إبراهيم، أبو الحسين المروزي، المعروف بابن راهويه
.
قال النابلسي
(2)
: ولد بمرو، ونشأ بنيسابور، وكتب ببلاد خراسان، والعراق والحجاز، والشام ومصر، سمع أباه إسحاق ابن راهويه، وعلي بن حجر المروزيين، ومحمد بن رافع القشيري، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن حنبل، وعلي ابن المديني، في آخرين.
وحدَّث ببغداد، فروى عنه من أهلها: محمد بن مخلد الدُّوري، وإسماعيل بن علي الخُطَبي، وعبد الباقي بن قانع، وأبو الحسين ابن المنادي، وكان عالمًا بالفقه، جميل الطريقة، مستقيم الحديث.
قال ابن المنادي: توفي مرجعه من الحج، سنة أربع وتسعين ومئتين، قتلته القرامطة: انتهى.
وذكره ابن العماد في "الشذرات"
(3)
بنحو ما هنا.
394 - (ت 270 هـ): محمد بن إسحاق بن جعفر. وقيل: ابن محمد الصاغاني
.
قال النابلسي
(4)
: سكن بغداد، وكان أحد الأثبات المتقنين، مع صلابة في
(1)
تاريخ بغداد: 1/ 390.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 199.
(3)
شذرات الذهب: 2/ 216.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 200.
الدين، واشتهار بالسنة في الرواية، رحل في طلب العلم، وكتب عن أهل بغداد والبصرة والكوفة، ومكة والمدينة، والشام ومصر، وسمع يعلى بن عُبيد الطنافسي، وجعفر بن عون العمري، وعبيد الله بن موسى العيسي، وروح بن عبادة، وسعيد بن أبي مريم، وخلقًا وكثيرًا من طبقتهم، حدث عنه: موسى بن هارون، وابن أبي الدنيا، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وجعفر الفريابي، ومسلم بن الحجاج النيسابوري، وأبو عيسى الترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة، في آخرين.
قال أبو مزاحم الخاقاني: كان يشبه يحيى بن معين في وقته. ووثقه الدارقطني وقال: ثقة فوق الثقة، مات يوم الخميس لتسع خلون من صفر، سنة سبعين ومئتين. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(1)
و"التقريب" والخزرجي في "الخلاصة"
(2)
، وابن العماد في "الشذرات"
(3)
، وغيرهم.
395 - محمد بن إسحاق
.
قال النابلسي
(4)
: هو من جملة من نقل عن أحمد. انتهى. ولم يذكره ابن الجوزي.
396 - (ت 292 هـ): محمد بن إسحاق، أبو الفتح المؤدب
.
قال النابلسي
(5)
: ذكره ابن ثابت، فقال: حدث عن أحمد بن حنبل، روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي، وتوفي في المحرم سنة اثنتين وتسعين ومئتين. انتهى.
397 - (ت 256 هـ): محمد بن إسماعيل البخاري، صاحب "الصحيح" و"التاريخ"، وغيرهما
.
قال النابلسي
(6)
: رحل في طلب العلم إلى أكثر محدثي الأمصار، وسمع
(1)
تهذيب التهذيب: 3/ 502.
(2)
خلاصة الخزرجي: 326.
(3)
شذرات الذهب: 2/ 160.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 200.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 201.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 201.
مكي بن إبراهيم البلخي، وعبدان بن عثمان المروزي، وعبيد الله بن موسى العبسي، وأبا عاصم الشيباني، وأبا بكر الحميدي، ويحيى بن معين، وعلي ابن المديني، وأحمد بن حنبل، وحدَّث عن رجل عنه.
وروى عنه: إبراهيم الحربي، وعبد الله بن محمد بن ناجية، في آخرين، وآخر من حدث عنه ببغداد الحسين بن إسماعيل المحاملي.
وقبّل مسلمُ بنُ الحجاج ما بين عينيه، وقال له: دعني أقبّل رجليك يا أستاذ الأستاذين، وسيد المحدثين، وطبيب الحديث في علله.
وقال البخاري: ما وضعت في كتابي "الصحيح" حديثًا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين.
وسمع كتابه "الصحيح" تسعون ألف رجل، وقال: أخرجت هذا الكتاب من زهاء ست مئة ألف حديث. وكان يقول: أحفظ مئة ألف حديث صحيح، ومئتي ألف غير صحيح، وما أدخلت في كتابي "الجامع" إلا ما صح، وتركت من الصحاح محال الطوال، وكتبت عن ألف شيخ وأكثر، كل حديث أذكر إسناده. ومنذ ولدت ما بعت ولا اشتريت من أحد بدرهم شيئًا قط، وكنت آمر إنسانًا يشتري لي الورق والحبر. وقال: أرجو الله أن ألقاه ولا يحاسبني أني اغتبت أحدًا. وقال: صنَّفت كتابي "الصحيح" لست عشرة سنة، أخرجته من ست مئة ألف حديث، وجعلته حجة فيما بيني وبين الله. قال أحمد بن حنبل: ما أخرجت خراسان مثله.
ولد يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شوال، سنة أربع وتسعين ومئة، وتوفي ليلة السبت ليلة الفطر لغرة شوال سنة ست وخمسين ومئتين. انتهى.
وترجمته مشهورة قلَّ أن يخلو منها كتاب، فلا حاجة إلى بسطها هنا، وقد تكفل ذلك الحافظ ابن حجر في مقدمة "الفتح"، وهي مطبوعة في مجلدين.
وله تصانيف كثيرة، منها "الأدب المفرد" في الحديث، "الأسماء والكنى"، "أسماء الصحابة"، "بر الوالدين"، "التاريخ الصغير"، "التاريخ الكبير"، "تفسير القراءات"، "الثلاثيات" في الحديث، "الجامع الصحيح"، "الجامع الصغير"،
"الجامع الكبير"، "خلق أفعال العباد"، "العوالي" في الحديث، كتاب "الأشربة"، كتاب "الرقاق"، كتاب "السنن" في الفقر، كتاب "الضعفاء"، كتاب "الفوائد"، كتاب "القراءة خلف الإِمام"، كتاب "الوحدان"، كتاب "الهيئة"، كتاب "المبسوط" في الحديث، وغير ذلك.
398 - (ت 280 هـ): محمد بن إسماعيل بن يوسف، أبو إسماعيل الترمذي
.
قال النابلسي
(1)
: سمع محمد بن عبد الله الأنصاري، والفضل بن دُكين، والحسن بن سوَّار، وإسحاق بن محمد الفَرْوي، وقَبِيصة بن عقبة، وأيوب بن سليمان، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي، وعبد الله بن مسلم القعنبي، وأمثالهم من الشيوخ، وكان متقنًا مشهورًا بمذهب أهل السنّة، وسكن بغداد، وحدث بها، وروى عنه أبو عيسى الترمذي، وأبو عبد الرحمن النَّسائي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وموسى بن هارون، وابن صاعد، والمحاملي، وآخرون.
وذكره أبو بكر الخلال، فقال: صاحبناه وسمعنا منه كثيرًا، وكان عنده عن أحمد بن حنبل مسائل صالحة، وفيها ما أغرب به على أصحابه، وهو ثقة كثير العلم، متفقه، ومات سنة ثمانين ومئتين، ودفن عند قبر أحمد بن حنبل. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(2)
و"التقريب"، وقال في "التهذيب": قال النّسائي: ثقة. وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال الحاكم، عن الدارقطني: ثقة صدوق، تكلم فيه أبو حاتم. وقال الحاكم: ثقة مأمون.
وذكره ابن العماد
(3)
، وياقوت الحموي
(4)
والعليمي
(5)
وعدَّه في الحنابلة.
399 - (ت 277 هـ): محمد بن إسماعيل الصائغ
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 203.
(2)
تهذيب التهذيب: 3/ 514.
(3)
شذرات الذهب: 2/ 176.
(4)
معجم البلدان: 2/ 27.
(5)
المنهج الأحمد: 1/ 272.
ذكره ابن الجوزي فيمن روى عن أحمد، ولم يذكره النابلسي.
وقال ابن العماد في "الشذرات"
(1)
: هو محدث مكة محمد بن إسماعيل الصائغ أبو جعفر.
سمع أبا أسامة، وشبابة، وطبقتهما، وتوفي سنة سبع وسبعين ومئتين، وقد قارب التسعين. انتهى.
400 - (ت 204 هـ): محمد بن إدريس بن العباس، أبو عبد الله الشافعي
.
قال النابلسي
(2)
: ولد بغزة من بلاد الشام، وقيل: بعسقلان، وقيل: باليمن. ونشأ بمكة، وكتب العلم بها وبالمدينة، وقدم بغداد مرتين، وخرج إلى مصر فنزلها إلى حين وفاته.
سمع مالك بن أنس، وإبراهيم بن سعد، وسفيان بن عيينة، وغيرهم. واجتمع بالإِمام أحمد بن حنبل، وسمع منه وذاكره، ونقل عنه وحاضره.
ذكره الأئمة الحفاظ، منهم أبو حاتم الرازي، قال: أحمد أكبر من الشافعي تعلم الشافعي أشياء من معرفة الحديث من أحمد، وكان الشافعي فقيهًا، ولم تكن له معرفة بالحديث، فربما قال لأحمد: هذا الحديث قوي محفوظ، فإذا قال أحمد: نعم، جعله أصلًا وبنى عليه، وجالس الشافعي أحمد بمكة فأخذ عنه التفتيق وكلام قريش، وأخذ الشافعي عن أحمد الحديث، وقال أحمد: استفاد منا الشافعي أكثر مما استفدنا منه.
وحدّث عن الشافعي جماعة، منهم: الكرابيسي والزَّعفراني، وأبو يحيى العطار، وأبو ثور، وغيرهم. وكان يختم كل ليلة ختمة، فإذا كان رمضان ختم بالليل ختمة وبالنهار ختمة، حفظ القرآن وهو ابن سبع سنين، وحفظ "الموطأ" وهو
(1)
شذرات الذهب: 2/ 170. وذكره في وفيات 276 هـ.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 204.
ابن عشر سنين، وكان يفتي وهو ابن خمس عشرة سنة. وقال أحمد: الشافعي كالشمس للدنيا وكالعافية للناس، فانظر هل لهذين من خلف أو منهما عوض؟ قال الشافعي: ما وجدتم خلاف سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتابي فقولوا بسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعوا ما قلت. وكان يقول: والله ما شيء أبغض إليّ من الكلام.
وتوفي سنة أربع ومئتين رحمه الله. انتهى.
وهذا الإِمام ترجمته مشهورة، فلا حاجة إلى التطويل.
أما تصانيفه فكثيرة، منها: كتاب "إثبات النبوة والرد على البراهمة"، "أحكام القرآن"، "اختلاف الحديث"، "الأمالي الكبير" في الفقه، "الإِملاء الصغير"، "تعظيم قدر الصلاة"، "التنقيح في علم القيافة"، "الحجة العراقي"، "بيان الناسخ والمنسوخ من القرآن والسنّة"، "السنن" في الحديث، "الفقه الأكبر"، "الأسماء والقبائل" في اختلاف العراقيين، كتاب "الأم" في الفقه مجلدات، "الكتاب الجديد"، "الكتاب القديم"، "الكتاب المبسوط" في مذهبه، "مختصر البويطي"، "مختصر الربيع"، "مختصر المزني"، "مدافع القرآن"، "المسند"، وغير ذلك.
401 - (ت 277 هـ): محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران، أبو حاتم الحَنْظَلي الرَّازي
.
قال النابلسي
(1)
: هو أحد الأئمة الحفاظ، سمع محمد بن عبد الله الأنصاري، وأبا زيد النحوي، وعثمان بن الهيثم المؤذن، وهَوْذة بن خليفة، وأحمد بن حنبل، في آخرين، وكان أول كَتْبه الحديث سنة تسع ومئتين. روى عنه: يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان المصريان، وهما أكبر سنًا منه وأعلى سماعًا، وأبو زرعة الرَّازي والدمشقي، وقدم بغداد وحدَّث بها، فروى عنه من أهلها: أحمد بن منصور الرَّمادي، وإبراهيم الحربي وغيرهما. ذكره أبو بكر الخلال، فقال: إمام في الحديث، روى عن أحمد مسائل كثيرة وقعت إلينا متفرقة كلها غرائب.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 206.
قلت: كان عالمًا بالحديث حافظًا له متقنًا متثبتًا، روى عنه: النسائي وابن أبي الدنيا، وأبو عوانة الإِسفراييني وغيرهم، وتوفي في شعبان سنة سبع وسبعين ومئتين. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(1)
، و"التقريب"، وقال: قال ابن خراش: كان من أهل الأمانة والمعرفة. وقال النَّسائي: ثقة. وقال أبو نُعيم: إمام في الحفظ. وقد أطال في ترجمته. وهو من رجال النسائي وأبي داود وابن ماجه. وقال بعضهم: روى عنه البخاري في الحج.
وقد ذكره ابن العماد
(2)
، وياقوت
(3)
والخزرجي
(4)
، وغيرهم.
402 - (ت 244 هـ): محمد بن أبان، أبو بكر
.
قال النابلسي
(5)
: حدّث عن أحمد بأشياء. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(6)
وقال: محمد بن أبان البَلْخي المُسْتَملي أبو بكر، المعروف بحَمْدُويه، مات سنة أربع وأربعين ومئتين. وقد ذكر له ترجمة حافلة.
وكذا ابن العماد
(7)
وابن الجزري في "الغاية"
(8)
، وغيرهم.
403 - (ت 285 هـ): محمد بن بشر بن مطر، أبو بكر، أخو خطاب
.
قال النابلسي
(9)
: نقل عن أحمد بن حنبل أشياء، ومسائل سمعها منه أبو بكر
(1)
تهذيب التهذيب: 3/ 500.
(2)
شذرات الذهب: 2/ 171.
(3)
معجم البلدان: 3/ 120.
(4)
خلاصة الخزرجي: 324.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 207.
(6)
تهذيب التهذيب: 3/ 487.
(7)
شذرات الذهب: 2/ 171.
(8)
غاية النهاية: 2/ 43.
(9)
مختصر طبقات الحنابلة: 207.
الخلال، سمع علي بن عاصم، وأحمد بن حاتم الطويل، ومحمد بن عبد الله بن نُمَيْر، وشَيْبان بن فرُّوخ، وطبقتهم.
روى عنه: موسى بن هارون، ويحيى بن صاعد، وأبو بكر الشافعي. قال الحربي: صدوق لا يكذب، ومات سنة خمس وثمانين ومئتين، في شهر رمضان. انتهى.
وذكره الخطيب في "تاريخه"
(1)
بهذا اللفظ. وذكره العليمي
(2)
وعدَّه في الحنابلة.
404 - محمد بن بُنْدَار الجُرجاني السبَّاك، أبو بكر
.
قال النابلسي
(3)
: هو أحد من روى عن أحمد بن حنبل. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(4)
أيضًا.
405 - (ت 228 هـ): محمد بن جعفر الوَرْكَاني، أبو عمران
.
قال النابلسي
(5)
: نقل عن أحمد أشياء، وقد سمع منه أحمد. انتهى.
وقال ابن حجر في "التهذيب"
(6)
: محمد بن جعفر بن زياد بن أبي هاشم الوَرْكاني، أبو عمران، الخراساني، سكن بغداد، روى عن عبد الرحمن ابن أبي الزَّناد، ومالك بن أنس، وفُضيل بن عِياض، وشريك بن عبد الله، وأبي معشر المدني، وأيوب بن جابر اليَمامي، ومعمر بن سليمان الرَّقي، والمعافى بن عمران الموصلي، ومعتمر بن سليمان التَّيْمي في آخرين.
(1)
تاريخ بغداد: 2/ 90.
(2)
المنهج الأحمد: 1/ 289.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 207.
(4)
المناقب: 139.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 207.
(6)
تهذيب التهذيب: 3/ 530.
وعنه: مسلم، وأبو داود، وروى النسائي عن أبي بكر بن علي المروزي عنه، ويحيى بن معين، وابن أبي خيثمة، وابن أبي الدنيا، وعبد الله بن أحمد، وموسى بن هارون، وإبراهيم بن الجُنَيْد الخُتُّلي والمعمري، وعباس الدُّوري، والحارث ابن أبي أسامة، وأحمد بن علي الأبَّار، وأبو يعلى، وأبو القاسم البغوي، وآخرون.
قال أبو داود: رأيت أحمد بن حنبل يكتب عنه. وقال أبو زُرْعَة: كان جارَ أحمد بن حنبل، وكان يرضاه، وكان صدوقًا ما علمته. وقال صالح بن محمد: كان أحمد يوثقه ويُشير به. وقال عبد الخالق بن منصور عن ابن معين: ثقة. وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقال ابن سعد، وغيره: مات في رمضان سنة ثمانٍ وعشرين ومئتين.
قلت: وفيها أرَّخه ابن قانع، وقال: كان ثقة. انتهى المراد منه.
406 - محمد بن جعفر القَطِيْعي
.
قال النابلسي
(1)
: روى عن أحمد أشياء. انتهى. وذكره ابن الجوزي أيضًا.
407 - (ت 308 هـ): محمد بن الحسن بن هارون بن بدينا، أبو جعفر الموصلي
.
قال النابلسي
(2)
: سكن بغداد، وحدَّث بها عن أحمد بن حنبل وأحمد بن عَبْدة الضبي، في آخرين. روى عنه أبو بكر الخلال وصاحبه عبد العزيز، وقال الدارقطني: لا بأس به، ما علمت إلا خيرًا، توفي سنة ثمان وثلاث مئة في شوال. انتهى.
وذكره الخطيب
(3)
بهذا اللفظ، والعليمي
(4)
وعدَّه في الحنابلة.
408 - (ت 238 هـ): محمد بن الحسين، أبو جعفر البُرْجُلاني
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 208.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 208.
(3)
تاريخ بغداد: 2/ 191.
(4)
المنهج الأحمد: 1/ 317.
قال النابلسي
(1)
: هو صاحب التصانيف. قال الخطيب في "السابق واللاحق": حدث عن أحمد، وبين وفاته ووفاة البغوي تسع وسبعون سنة. قال ابن أبي الدنيا: مات سنة ثمان وثلاثين ومئتين. انتهى.
وذكره الحموي في "معجم البلدان"
(2)
فقال: محمد بن الحسين البُرْجُلاني، سكن بغداد، ليروي "الزهد والرقائق". قال الخطيب: ينسب إلى محلَّة البُرجُلانية، وهو صاحب كتاب "الزهد والرقائق"، سمع الحسين بن علي الجُعْفي، وزيد بن الحُبَاب، وغيرهما.
روى عنه: ابن أبي الدنيا، وسئل عنه إبراهيم الحربي، فقال: ما علمت إلا خيرًا. وسئل أحمد بن حنبل عن شيء من الزهد فقال: عليك بمحمد بن الحسين البُرْجُلاني. انتهى المراد منه.
وذكره الذهبي في "الميزان"
(3)
وقال: أرجو أن يكون لا بأس به، ما رأيت توثيقًا ولا تجريحًا.
وكذا ذكره ابن العماد
(4)
وغيره، وله من المصنفات غير كتاب "الزهد والرقائق" كتاب "الجود والكرم"، كتاب "الصبر"، كتاب "الصحبة"، كتاب "الطاعة"، كتاب "المتيمين"، كتاب "الهمة".
409 - محمد بن حمدان العطار البغدادي، أبو عبد الله
.
قال النابلسي
(5)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى. وذكره ابن الجوزي
(6)
أيضًا.
410 - (ت 267 هـ): محمد بن الجنيد الدقاق
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 209.
(2)
معجم البلدان: 1/ 374.
(3)
ميزان الاعتدال: 3/ 522.
(4)
شذرات الذهب: 2/ 90.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 209.
(6)
مناقب الإمام أحمد: 139.
ذكره ابن الجوزي
(1)
فيمن روى عن أحمد، ولم يذكره النابلسي، وذكره ابن حجر في "تعجيل المنفعة"
(2)
فقال: محمد بن أحمد بن الجنيد الدقاق، أبو جعفر البغدادي، عن الأسود بن عامر، ويونس بن محمد المؤدب، وجماعة، وعنه: عبد الله بن أحمد، وابن أبي حاتم، وقال: صدوق.
قلت: روى عنه أيضًا إبراهيم الحربي، وموسى بن هارون، والبغوي، وابن صاعد، والمحاملي، وابن مخلد، وآخرون. وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: حدثنا عنه أبو عَرُوبة وغيره، وأخرج حديثه في "صحيحه".
قال ابن شاهين: مات سنة ست وستين ومئتين. وقال ابن المنادي: مات في جمادى الأولى سنة سبع وستين ومئتين، وهو الصحيح، وقد قارب التسعين. انتهى المراد منه.
411 - (ت 277 هـ): محمد بن حماد بن بكر بن حماد، أبو بكر المقرئ، صاحب خلف بن هشام
.
قال النابلسي
(3)
: سمع يزيد بن هارون، وعبد الله بن بكر السهمي، وسليمان بن حرب، وخلف بن هشام، وأحمد بن حنبل في آخرين.
روى عنه القاضي وكيع، ومحمد بن مخلد، وأحمد بن محمد بن شاهين، في آخرين. وكان أحد القراء المجوِّدين ومن عباد الله الصالحين.
قال إبراهيم الحربي: هو في أصحابه مثل أبي عُبيد في أصحابه. ذكره أبو بكر الخلال، فقال: كان جميل الوجه وفي وجهه النور، عالمًا بالقرآن وأسبابه، وكان أحمد يصلي خلفه شهر رمضان وغيره، نقل عن أبي عبد الله مسائل جمّاعة، لم يجئ بها أحد غيره.
(1)
مناقب الإمام أحمد: 139.
(2)
تعجيل المنفعة: 2/ 167.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 110.
وقال أبو الحسين ابن المنادي: كان من أجلَّ القُرَّاء الصالحين الذين لزموا الاستقامة على الخير وضبط الحرف.
توفي يوم الجمعة لأربع خلون من ربيع الآخِر، سنة سبع وسبعين ومئتين، ودفن بعد العصر في مقابر التبّانين. انتهى.
وذكره الخطيب في "تاريخه"
(1)
بهذا اللفظ، والعليمي
(2)
وعده في الحنابلة.
412 - محمد بن حَسْنَوَيْهِ
.
قال النابلسي
(3)
: هو صاحب الأدم، نقل عن أحمد أشياء. انتهى. وذكره ابن الجوزي
(4)
أيضًا.
413 - (ت 271 هـ): محمد بن حبيب، أبو عبد الله البَزَّاز
.
قال النابلسي
(5)
: ذكره أبو بكر الخطيب، فقال: سمع أحمد بن حنبل، وشجاع بن مخلد، روى عنه أبو الحسن بن أبي العنبر وغيره. قال أبو بكر الخلال: عنده عن أحمد جزء مسائل حِسان، ولم أكن عرفته قديمًا، فذكرها لي أبو الطيب، سمعتها منه عن محمد بن حبيب، وهو رجل معروف، جليل من أصحاب أحمد، مات سنة إحدى وسبعين ومئتين. انتهى.
وذكره العليمي
(6)
وعدَّه في الحنابلة.
414 - محمد بن حميد الأندراني
.
قال النابلسي
(7)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى. وذكره ابن
(1)
تاريخ بغداد: 2/ 270.
(2)
المنهج الأحمد: 1/ 264.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 211.
(4)
مناقب الإِمام أحمد: 140.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 212.
(6)
المنهج الأحمد: 1/ 241.
(7)
مختصر طبقات الحنابلة: 212.
الجوزي
(1)
بهذا اللفظ.
- (ت 223 هـ): محمد بن الحكم، أبو بكر الأحول. [انظر: 21].
ذكره ابن الجوزي
(2)
فيمن روى عن أحمد ولم يذكره النابلسي هنا، وذكره في الكنى، وتقدمت ترجمته في أحمد بن الحكم، وأنه توفي سنة ثلاث وعشرين ومئتين.
415 - محمد بن خالد بن زيد الشيباني
.
قال النابلسي
(3)
روى عن أحمد أشياء. انتهى. وذكره ابن الجوزي
(4)
أيضًا.
416 - محمد بن داود بن صَبيح، أبو جعفر المِصِّيْصِي، أخو إسحاق
.
وقال النابلسي
(5)
: ذكره الخلال، وقال: كان من خواص أصحاب أحمد ورؤسائهم، وكان أبو عبد الله يكرمه، ويحدثه بأشياء لا يحدث بها غيره. انتهى.
وقال ابن حجر في "التهذيب"
(6)
: محمد بن داود بن صبيح أبو جعفر المِصِّيْصِي. روى عن حسين بن محمد، وعارم بن حجاج بن منهال، وحَرَمي بن حفص، وأبي نُعيم، ومعلَّى بن أسد، وأبي النعمان، ويحيى بن محمد بن سابق وأحمد بن حنبل، وعمرو بن عون، وجماعة.
وعنه: أبو داود، والنَّسائي، وأبو بكر الأثرم، وجعفر الفِرْيابي، وأبو عامر النَّسائي الحافظ، ومحمد بن الحسن بن قتيبة، ومحمد بن خُريم، ووريزة بن محمد الغساني، ومحمد بن عمير الرَّازي.
قال الآجري عن أبي داود: كان ينتقد الرجال، وما رأيت رجلًا أعقل منه. وقال النسائي: لا بأس به.
(1)
مناقب الإمام أحمد: 140.
(2)
مناقب الإمام أحمد: 140.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 113.
(4)
مناقب الإِمام أحمد: 140.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 214.
(6)
تهذيب التهذيب: 3/ 557.
قلت: قال الخلال: كان من خواص أصحاب أحمد ورؤسائهم وكان يكرمه، يحدثه بأشياء لا يحدث بها غيره. وقال الجِعابي. في "تاريخ الموصل": كان فاضلًا ورعًا، تكلم في مسألة اللفظ التي وقعت إلى أهل الثغور، فقال بقول محمد بن داود، فهجره علي بن حرب لذلك، وترك مكاتبته. انتهى.
417 - (ت 245 هـ): محمد بن رافع
.
قال النابلسي
(1)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
، فقال: محمد بن رافع أبو عبد الله القشيري النيسابوري، مولاهم الحافظ، سمع ابن عُيينة ووكيعًا وخلائق.
روى عنه الشيخان، وغيرهما، وكان ثقة صالحًا زاهدًا، أرسل إليه ابن طاهر نوبة خمسة آلاف درهم، فرّدها، ولم يكن لأهله يومئذٍ خبزًا. وتوفي سنة خمس وأربعين ومئتين. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(3)
و"التقريب"، والخزرجي في "الخلاصة"
(4)
، وغيرهما.
418 - محمد بن رجاء
.
قال النابلسي
(5)
: هو أحد من روى عن أحمد. انتهى. وذكره ابن الجوزي
(6)
أيضًا.
419 - محمد بن رَوْح العُكْبَري
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 215.
(2)
شذرات الذهب: 2/ 109.
(3)
تهذيب التهذيب: 3/ 560.
(4)
خلاصة الخزرجي: 336.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 215.
(6)
مناقب الإمام أحمد: 140.
قال النابلسي
(1)
: قال الدارقطني: كان صديقًا لأحمد بن حنبل، وكان أحمد إذا خرج إلى عُكْبَرا ينزل عليه، نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
420 - محمد بن زهير، أبو جعفر
.
قال النابلسي
(2)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
421 - محمد بن زنجويه
.
ذكره ابن الجوزي
(3)
فيمن روى عن أحمد، ولم يذكره النابلسي، ولعله محمد بن عبد الملك بن زنجويه الآتي.
422 - (ت 251 هـ): محمد بن سهل بن عسكر بن عمارة
.
قال النابلسي
(4)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
وقال ابن حجر في "التهذيب"
(5)
: محمد بن سهل بن عسكر بن عمارة بن دُوَيْد. ويقال: ابن عسكر بن مستور بن عمارة التَّميْمي مولاهم، أبو بكر البخاري، الحافظ الجوَّال، سكن بغداد، روى عن: عثمان بن عمر بن فارس، وعبد الرزاق، ويحيى بن حسان، والقاسم بن كثير، وعدَّ آخرين. ثم قال: روى عنه: مسلم، والترمذي، والنسائي، وعدَّ آخرين أيضًا كثيرًا، ثم قال: قال النَّسائي: ثقة. ووثَّقه ابن عدي، وقال محمد بن إسحاق الثقفي: سكن بغداد، ومات بها في شعبان سنة إحدى وخمسين ومئتين، وفيها أرخه غير واحد. انتهى.
423 - (ت 237 هـ): محمد بن قدامة الجوهري
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 215.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 215.
(3)
مناقب الإمام أحمد: 140.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 216.
(5)
تهذيب التهذيب: 3/ 582.
قال النابلسي
(1)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
وذكره الخطيب البغدادي في "تاريخه"
(2)
وقال: وثقه الدارقطني، وقال يحيى بن معين: ليس بشيء. وضعفه أبو داود. وقال النَّسائي: صالح. وتوفي سنة سبع وثلاثين ومئتين. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(3)
فقال: محمد بن قدامة الأنصاري الجوهري اللؤلؤي، أبو جعفر البغدادي. روى عن: ابن عُلَيَّة، وأبي معاوية، وابن عُيينة، وشعيب بن حرب، وعبد الله بن إدريس، وعبد الله بن نُمير، وحجاج بن محمد، وأبي أسامة، وزيد بن الحباب، والوليد بن مسلم، ووكيع، وهشام بن الكلبي، وخلق.
وعنه: محمد بن عبد الله المخرمي، وأبو بكر ابن أبي الدنيا، ومحمد بن موسى التيمي، وعبد الله بن صالح البخاري، وجعفر الفريابي، وإسحاق بن إبراهيم المَنْجنيقي، وأبو يعلى، وأحمد بن الحسين الصوفي، وأبو القاسم البغوي، وآخرون.
قال ابن محرز عن ابن معين: ليس بشيء. وقال الآجري عن أبي داود: ضعيف، لم أكتب عنه شيئًا قط. انتهى المراد منه.
424 - محمد بن سعيد بن صبيح
.
قال النابلسي
(4)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
425 - محمد بن سليمان الباوري البغدادي
.
قال النابلسي
(5)
: ذكره أبو بكر الخلال فيمن روى عن أحمد بن حنبل. انتهى.
426 - محمد بن شدَّاد الصغدي
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 216.
(2)
تاريخ بغداد: 3/ 188.
(3)
تهذيب التهذيب: 3/ 679.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 216.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 216.
قال النابلسي
(1)
: هو أبو جعفر، روى عن أحمد. انتهى.
427 - محمد بن طارق البغدادي
.
قال النابلسي
(2)
: سأل أحمد عن أشياء. انتهى.
428 - (ت 240 هـ): محمد بن طريف الأعين
.
ذكره النابلسي
(3)
وقال: هو أبو بكر، سأل أحمد عن أشياء. انتهى. وذكره ابن الجوزي
(4)
بنحوه.
وقال ابن حجر في "التهذيب"
(5)
: محمد بن أبي عتَّاب البغدادي أبو بكر الأعين، واسم أبي عتاب: طريف، وقيل: الحسن بن طريف.
روى عن: روح بن عبادة، وأسود بن عامر شاذان، وداود بن الجراح، وعبد الصمد بن النعمان، وزيد بن الحباب، وعبد الله بن جعفر الرَّقي، وأبي صالح المصري، وأبي صالح العجلي، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وأبي المغيرة، وعفان، ومحمد بن يحيى بن سعيد القطان، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، وغيرهم.
روى عنه: مسلم في مقدمة كتابه، وروى الترمذي عن زكريا بن يحيى اللؤلؤي عنه، وأبو داود في غير "السنن"، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وابن أبي الدنيا، وعباس الدُّوري، وأحمد بن أبي عوف البزوري، وأبو شعيب الحرَّاني، ويعقوب بن شيبة، ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، وجعفر الفِرْيابي، والحسن بن سفيان، ومحمد بن إسحاق السراج، في آخرين.
قال ابن معين: ليس هو من أصحاب الحديث. قال الخطيب: يعني لم يكن
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 216.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 216.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 217.
(4)
مناقب الإِمام أحمد: 140.
(5)
تهذيب التهذيب: 3/ 643.
بالحافظ للطرق والعلل، وأما الصدق والضبط فلم يكن مدفوعًا عنه. وذكره ابن حبان في "الثقات"، قال موسى بن هارون، وغير واحد: مات سنة أربعين ومئتين. انتهى.
429 - (ت 297 هـ): محمد بن عبد الله بن سليمان، أبو جعفر الحضرمي الكوفي، مُطَيَّن، أحد الحفاظ الأذكياء الأيقاظ
.
قال النابلسي
(1)
: صنف "المسانيد". وقال أبو بكر الخلال: سمعنا منه أحاديث ومسائل عن أحمد بن حنبل حسانًا جيادًا، ولد سنة ثلاث ومئتين، وتوفي سنة سبع وتسعين ومئتين. انتهى.
وذكره الذهبي في "تذكرة الحفاظ"
(2)
بما ملخصه: هو من حفاظ الحديث، له "المسند"، و"تاريخ صفين"، وغيرهما، ولُقِّب بمُطَيَّن لأنه كان وهو صغير يلعب مع الصبيان في الماء فيطيِّنون ظهره.
وكذا ذكره ابن العماد
(3)
والعليمي
(4)
وعده في الحنابلة، وله من التصانيف غير "المسند" و"تاريخ صفين"، "تفسير القرآن" كتاب "السنن"، كتاب "الأدب"، "تفسير المسند" له، وغير ذلك.
430 - محمد بن عبد الله بن ثابت
.
قال النابلسي
(5)
: هو أحد من روى عن أحمد. انتهى. وذكره ابن الجوزي
(6)
بمثله.
431 - (ت 286 هـ): محمد بن عبد الله بن عتَّاب، أبو بكر الأنماطي يعرف بالمُرَبّع
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 217.
(2)
تذكرة الحفاظ: 2/ 662.
(3)
شذرات الذهب: 2/ 226.
(4)
المنهج الأحمد: 1/ 263.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 218.
(6)
مناقب الإمام أحمد: 140.
قال النابلسي
(1)
: سمع عاصم بن علي، وأحمد بن يونس، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، في آخرين. روى عنه: محمد بن مخلد، والقاضي أحمد بن كامل، وأبو بكر الشافعي، وكان ثقةً. توفي سنة ست وثمانين ومئتين. انتهى.
432 - (ت 265 هـ): محمد بن عبد الله بن جعفر الزُّهيري
.
قال النابلسي
(2)
: هو جار أحمد بن حنبل، سمع منه أشياء، وكان من الصالحين، مات سنة خمس وستين ومئتين، وكان قائمًا يصلي فخر ميتًا، رحمه الله تعالى. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(3)
أيضًا.
وقال ابن حجر في "تعجيل المنفعة"
(4)
: محمد بن عبد الله بن جعفر، أبو بكر، عن أبي عون النَّهاوَنْدي، ومحمد بن سعيد الباهلي، وغيرهما. وعنه: عبد الله بن أحمد بن حنبل، وقال: كان جارنا.
قلت: وتقدم أن عبد الله ما كان يكتب إلا عمن يأذن له أبوه في الكتابة عنه. انتهى المراد منه.
433 - محمد بن عبد الله أبو جعفر الدِّيْنَوَري
.
قال النابلسي
(5)
: سأل أحمد عن أشياء. انتهى. وذكره ابن الجوزي
(6)
أيضًا.
434 - محمد بن عبد الله بن مهران الدِّيْنَوَري
.
ذكره ابن الجوزي
(7)
فيمن روى عن أحمد، ولم يذكره النابلسي.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 218.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 218.
(3)
مناقب الإمام أحمد: 140.
(4)
تعجيل المنفعة: 2/ 185.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 218.
(6)
مناقب الإمام أحمد: 140.
(7)
مناقب الإمام أحمد: 140.
435 - (ت 272 هـ): محمد بن عبيد الله بن يزيد، أبو جعفر ابن المنادي
.
قال النابلسي
(1)
: سمع أبا بدر شجاع بن الوليد، وحفص بن غياث، ويزيد بن هارون، وعفان بن مسلم، في آخرين.
حدث عنه: البخاري، وأبو داود، وعبد الله البغوي، وابن ابنه أبو الحسين، ومحمد بن داود الفقيه، وإسماعيل الصفَّار.
قال ابن أبي حاتم الرَّازي: سمعت منه مع أبي، وسئل عنه فقال: صدوق، كان يسكن المخرم، نقل عن أحمد مسائل وغيرها. وذكره أبو بكر الخلال فيمن روى عن أحمد، وتوفي ليلة الثلاثاء في السحر لستٍ بقين من شهر رمضان، سنة اثنتين وسبعين ومئتين، وولد للنصف من جمادى الأولى، سنة إحدى وسبعين ومئة. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(2)
و"التقريب"، والخزرجي في "الخلاصة"
(3)
، وابن العماد في "الشذرات"
(4)
، وابن الجزري في "الغاية"
(5)
، وغيرهم.
436 - محمد بن عبد العزيز البِيْوَرْدي، أبو عبد الله
.
قال النابلسي
(6)
: ذكره أبو بكر الخلال فقال: جليل، روى عن أحمد مسائل صالحة حِسانًا، أغرب فيها، مقدم عندهم. انتهى.
ذكره ابن الجوزي
(7)
وقال: محمد بن عبد العزيز الأَبِيَوَرْدي.
وذكره العُلَيْمي
(8)
في الحنابلة.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 218.
(2)
تهذيب التهذيب: 3/ 639.
(3)
خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: 350.
(4)
شذرات الذهب: 2/ 163.
(5)
غاية النهاية: 2/ 194.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 220.
(7)
مناقب الإمام أحمد: 140.
(8)
المنهج الأحمد: 1/ 338.
437 - (ت 265 هـ): محمد بن عبد الرحمن الصَّيرفي، أبو بكر
.
قال النابلسي
(1)
: روى عن أحمد. انتهى.
قال المعلق على قول النابلسي هذا: قال السمعاني في "الأنساب": أبو بكر بن عبد الله الشافعي، المعروف بابن الصيرفي، توفي سنة ثلاثين وثلاث مئة. انتهى.
قلت: هذا التعليق بعيد جدًا لأمرين: الأول الاختلاف في الأب، وقد ذكره ابن الجوزي بمثل ما ذكره النابلسي. والثاني: تأخر الوفاة، ولعل الصواب ما ذكره الخطيب البغدادي في "تاريخه"
(2)
، فقد قال: محمد بن عبد الرحمن، أبو جعفر الصيرفي، كان ممن يوصف بالعقل والدين والعلم، وحدث عن: سفيان بن عيينة، ويزيد بن هارون، وشَبَابة بن سَوَّار، وكثير بن هشام. روى عنه: محمد بن خلف، ووكيع، والقاضي المَحَامِلي، وغيرهم.
ووثقه الدارقطني وغيره. توفي ليلة السبت لسبع خلون من ربيع الآخر سنة خمس وستين ومئتين.
438 - (ت 301 هـ): محمد بن عبد الرحمن السّامي
.
قال النابلسي
(3)
: روى عن أحمد أشياء. انتهى.
وذكره ابن العماد
(4)
فقال: محمد بن عبد الرحمن الهروي السامي الحافظ، طوَّف، ورَحَل، وروى عن: أحمد بن حنبل، وأحمد بن يونس، والكبار، ويكنى أبا أحمد، ويقال: أبا عبد الله. توفي سنة إحدى وثلاث مئة. انتهى.
439 - محمد بن عبد الرحمن الدِّيْنَوَري
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 220.
(2)
تاريخ بغداد: 2/ 312.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 220.
(4)
شذرات الذهب: 2/ 235.
قال النابلسي
(1)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(2)
بنحوه.
440 - (ت 255 هـ): محمد بن عبد الرحيم بن أبي زهير البَزَّاز، أبو يحيى
.
قال النابلسي
(3)
: هو مولى آل عمر بن الخطاب، يعرف بصاعقة، وأصله فارسي، ثقة، أمين، حافظ، متقن.
سمع عبد الوهاب بن عطاء، وعبيد الله بن موسى، ورَوْح بن عبادة، وسعيد بن سليمان في آخرين. حدث عنه الأئمة، منهم أبو داود، وابنه عبد الله، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، والبخاري في "الصحيح". قال أبو بكر الخلال: عنده عن أحمد مسائل حسان لم يجئ بها غيره، وقيل: إنما قيل له صاعقة لجودة حفظه. وقيل وهو المشهور: إنما لقب بهذا لأنه كان قلّما قدم بلدة للقاء شيخ إذ هو قد مات بالقرب.
ولد سنة خمس وثمانين ومئة، وتوفي في شعبان سنة خمس وخمسين ومئتين، وله سبعون سنة. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(4)
و"التقريب"، والخزرجي في "الخلاصة"
(5)
وابن العماد
(6)
، وعده العليمي
(7)
في الحنابلة.
441 - (ت 258 هـ): محمد بن عبد الملك بن زَنْجُوْيَهْ، أبو بكر الغزَّال
.
قال النابلسي
(8)
: سمع الإِمام أحمد. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 221.
(2)
مناقب الإمام أحمد: 140.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 221.
(4)
تهذيب التهذيب: 3/ 632.
(5)
خلاصة الخزرجي: 349.
(6)
شذرات الذهب: 2/ 130.
(7)
المنهج الأحمد: 1/ 201.
(8)
مختصر طبقات الحنابلة: 221.
وقال ابن حجر في "التهذيب"
(1)
: محمد بن عبد الملك بن زنجويه، أبو بكر الغزَّال، جار أحمد بن حنبل.
روى عن: جعفر بن محمد بن حمزة بن عون، وزيد بن الحباب، ويزيد بن هارون، وعبد الرزاق، وحسين بن محمد، وبشر بن شعيب بن أبي حمزة، والفريابي، وعثمان بن صالح السهمي، وغيرهم.
روى عنه: الأربعة، وعبد الله بن أحمد، وابن أبي الدنيا، وموسى بن هارون، وأبو يعلى، والبُجيري، وقاسم المطرز، والسراج، وابن صاعد، والبغوي، وابن أبي حاتم، والقاسم والحسين ابنا إسماعيل المحامليان، وآخرون.
قال النسائي: ثقة. وقال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي، وهو صدوق. وذكره ابن حبان في "الثقات". قال ابن مَخْلد: مات في جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين ومئتين. انتهى.
وذكره الذهبي في "طبقات الحفاظ"
(2)
، والخطيب في "تاريخه"
(3)
، وابن العماد
(4)
، والخزرجي في "الخلاصة"
(5)
، وعده العليمي
(6)
في الحنابلة.
442 - (ت 266 هـ): محمد بن عبد الملك الدقيقي
.
قال النابلسي
(7)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
قال ابن العماد
(8)
: محمد بن عبد الملك بن مروان، أبو جعفر الدقيقي
(1)
تهذيب التهذيب: 3/ 634.
(2)
تذكرة الحفاظ: 2/ 554.
(3)
تاريخ بغداد: 2/ 345.
(4)
شذرات الذهب: 2/ 138.
(5)
خلاصة الخزرجي: 349.
(6)
المنهج الأحمد: 1/ 339.
(7)
مختصر طبقات الحنابلة: 222.
(8)
شذرات الذهب: 2/ 151.
الواسطي، روى عن يزيد بن هارون وطبقته. وكان إمامًا، ثقة، صاحب حديث. توفي في شوال سنة ست وستين ومئتين. انتهى.
وذكر له ابن حجر في "التهذيب"
(1)
ترجمة حافلة منها: قال أبو حاتم: صدوق. وقال أبو داود: لم يكن بمحكم العقل. وقال محمد بن عبد الله الحضرمي: كان ثقة. وقال الدارقطني: ثقة. وذكره ابن حبان في "الثقات". انتهى المراد منه.
443 - (ت 272 هـ): محمد بن عبد الوهاب، أبو أحمد
.
ذكره ابن الجوزي
(2)
فيمن روى عن أحمد، ولم يذكره النابلسي.
قلت: هو محمد بن عبد الوهاب بن حبيب بن مهران العبدي، أبو أحمد الفراء الحافظ النيسابوري. فقد ذكر له ابن حجر في "التهذيب"
(3)
ترجمة حافلة جدًا ذكر فيها أنه أخذ الأدب عن الأصمعي وغيره، والحديث عن أحمد بن حنبل وعلي ويحيى، والفقه عن أبيه وغيره، وكان يفتي في هذه العلوم، ويرجع إليه فيها، وذكر أيضًا أنه روى عنه البخاري ومسلم وأنه توفي سنة اثنتين وسبعين ومئتين.
444 - محمد بن عبد الجبار
.
ذكره ابن الجوزي
(4)
فيمن روى عن أحمد، ولم يذكره النابلسي، ولم أقف على ما رجح به أي هؤلاء الثلاثة الآتية أسماؤهم:
فأولهم: محمد بن عبد الجبار القرشي الهمذاني الملقب بسَندول. روى عن عبد السلام بن حرب، وابن المبارك، وسفيان بن عيينة، ويزيد بن هارون، وموسى بن داود الضبي، وأبي صالح عبد الغفار بن داود الحراني، وأبي نعيم، ونعيم بن حماد، وجماعة.
(1)
تهذيب التهذيب: 3/ 635.
(2)
مناقب الإمام أحمد: 140.
(3)
تهذيب التهذيب: 3/ 636.
(4)
مناقب الإمام أحمد: 140.
والثاني: محمد بن عبد الجبار بن مهران العبدي، أبو مسافر النيسابوري. روى عن: الوليد بن مسلم وأبي معاوية الضرير، وعمر بن هارون البلخي، والحسين بن الوليد النيسابوري، والوليد بن سلمة الطبري، والأصمعي. ذكرهما كلاهما ابن حجر في "التهذيب"
(1)
.
والثالث: محمد بن عبدوس الآتي، فإن أباه يسمى عبد الجبار أيضًا، ولعله هذا.
445 - (ت 250 هـ): محمد بن علي بن الحسن بن شقيق
.
قال النابلسي
(2)
: سال أحمد عن أشياء. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(3)
فقال: محمد بن علي بن الحسن بن شقيق.
وقال ابن حجر في "التهذيب"
(4)
: محمد بن علي بن الحسن بن شقيق بن دينار، وقيل: شقيق بن محمد بن دينار بن شعيب العبدي مولاهم، أبو عبد الله بن أبي عبد الرحمن المروزي المطوعي.
روى عن: أبيه، وأبي أسامة، وأسباط بن محمد، والنضر بن شُميل، والنضر بن عبد الله، وعلي بن حفص المدائني، وعبدان، وحبان بن موسى، وغيرهم.
روى عنه: الترمذي، والنسائي، ومسلم، والبخاري في غير "الجامع". وذكر آخرين. ثم قال: قال الحضرمي وداود بن يحيى: ثقة. وكذا قال النسائي، وقال الحاكم: كان محدث مرو. وقال ابن قانع والباشاني: مات سنة خمسين ومئتين، وقيل: سنة إحدى وخمسين ومئتين. انتهى المراد منه.
(1)
تهذيب التهذيب: 3/ 622.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 222.
(3)
مناقب الإمام أحمد: 140.
(4)
تهذيب التهذيب: 3/ 650.
446 - محمد بن علي، أبو جعفر الجوزجاني
.
قال النابلسي
(1)
: سأل أحمد عن أشياء. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(2)
بمثله.
447 - (ت 264 هـ): محمد بن علي بن داود، أبو بكر الحافظ المعروف بابن أخت غزال
.
قال النابلسي
(3)
: نزل مصر، وحدث بها عن: سعيد بن داود الزبيري، ومحمد بن عبد الله البينوني، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين في آخرين.
روى عنه: أبو جعفر الطحاوي، وغيره. وتوفي في قرية من أسفل أرض مصر في شهر ربيع الأول سنة أربع وستين ومئتين. انتهى.
وذكره الخطيب البغدادي في "تاريخه"
(4)
بمثل ما هنا، وزاد: هو ثقة حسن الحديث.
448 - (ت 290 هـ): محمد بن علي بن شعيب
.
قال النابلسي
(5)
: حدث عن جماعة منهم أحمد بن حنبل. انتهى.
وذكره الخطيب البغدادي في "تاريخه"
(6)
فقال: محمد بن علي بن شعيب بن عدي بن همام، أبو بكر السمسار.
وأرخ وفاته سنة تسعين ومئتين.
449 - (ت 272 هـ): محمد بن علي بن عبد الله بن مِهران بن أيوب
، أبو
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 222.
(2)
مناقب الإمام أحمد: 141.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 222.
(4)
تاريخ بغداد: 3/ 59.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 223.
(6)
تاريخ بغداد: 3/ 66.
جعفر الوراق الجرجاني البغدادي المنشأ المعروف بحمدان.
قال النابلسي
(1)
: سمع عبيد الله بن موسى، وأبا غسان مالك بن إسماعيل، وأبا نعيم، ومعلّى بن أسد، وعبد الله بن رجاء، وأحمد بن حنبل في آخرين.
حدث عنه: عبد الله البغوي، ومحمد بن داود الفقيه، وأبو الحسين ابن المنادي، وأبو بكر الخلال، وابن سريج، وغيرهم.
وقال الخلال: كان رفيع القدر، وكان عنده عن أحمد مسائل صالحة حسان، سمعت منه حديثًا، وسمعت مسائله بنزول، وقال ابن المنادي: مشهود له بالصلاح والفضل.
وقال وهو في علة الموت: ما لصق جلدي بجلد ذكر ولا أنثى قط.
وتوفي في المحرم سنة اثنتين وسبعين ومئتين. وذكر ابن مهدي في "تاريخه" أنه توفي ودفن بمقبرة أحمد بن حنبل. انتهى.
وذكره العليمي
(2)
وعده في الحنابلة.
450 - (ت 282 هـ): محمد بن العباس المؤدب، أبو عبد الله الطويل
.
قال النابلسي
(3)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
وقال الخطيب في "تاريخ بغداد"
(4)
: محمد بن العباس، أبو عبد الله المؤدب، مولى بني هاشم. قال: ويعرف بلحية الليف، وذكر أنه توفي بدمشق سنة اثنتين وثمانين ومئتين.
وقد ذكره ابن حجر في "اللسان"
(5)
وقال: قال ابن أبي حاتم: صدوق. وقال
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 223.
(2)
المنهج الأحمد: 1/ 242.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 224.
(4)
تاريخ بغداد: 3/ 115.
(5)
لسان الميزان: 5/ 216.
ابن حبان في "الثقات": ربما أخطأ. وقال الخطيب: ثقة، سمع هوذة، وسريج بن يونس، وعفان، وغيرهم.
روى عنه: أبو بكر النجاد، وأبو الحسين ابن قانع، وإسماعيل الخطبي، وأبو بكر الشافعي، وآخرون. قال ابن المنادي: كان صدوقًا صالحًا. وقال الخطيب: مات سنة تسعين ومئتين. انتهى.
451 - (ت 271 هـ): محمد بن العباس الكابلي، أبو عبد الله
.
لم يذكره النابلسي، ولا ابن الجوزي.
وذكره ياقوت في "معجم البلدان"
(1)
فقال: حدث عن إبراهيم بن إسماعيل بن محمد بن المعقب، وأحمد بن حنبل. روى عنه: أبو عبد الله محمد بن مَخْلد الدُّوري. وقال: توفي في رجب سنة إحدى وسبعين ومئتين. انتهى.
وذكره ابن حجر في "لسان الميزان"
(2)
وقال: قال الدارقطني: ثقة. وقال ابن المبارك: مات ببغداد سنة سبع وسبعين ومئتين، وكان له أدنى حفظ، ولم يكن عند الناس بالمحمود لا في مذهبه ولا في روايته. وأرخ ابن قانع وفاته سنة إحدى وسبعين ومئتين. انتهى.
452 - محمد بن العباس النسائي
.
قال النابلسي
(3)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
453 - (ت 272 هـ): محمد بن عوف بن سفيان الطائي الحمصي، أبو جعفر
.
قال النابلسي
(4)
: قال الخلال: هو حافظ، إمام في زمانه، معروف بالتقدم في
(1)
معجم البلدان: 4/ 427.
(2)
لسان الميزان: 5/ 215.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 229، وفيه: محمد بن عبد الله النسائي. وأشار محققه إلى أنه في الأصل: محمد بن العباس.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 225.
العلم والمعرفة على أصحابه، سمع من أبي المغيرة وأهل الشام والعراق، وكان أحمد بن حنبل يعرف له ذلك ويقبل منه، ويسأله عن الرجال من أهل بلده، وسمع منه أحمد بن حنبل، سمعت منه حديثًا كثيرًا، وعنده عن أحمد مسائل صالحة في العلل وغيرها، ويغرب فيها أيضًا بأشياء لم يجئ بها غيره. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(1)
بترجمة حافلة منها: قال أبو حاتم: صدوق. وقال النسائي: ثقة. وقال ابن حبان في "الثقات": كان صاحب حديث يحفظ. وقال ابن عدي: هو عالم بحديث الشام صحيحًا وضعيفًا. وكان ابن جوصا عليه اعتماده، وقال ابن المنادي: مات سنة اثنتين وسبعين ومئتين. انتهى المراد منه.
وذكره الخزرجي
(2)
، وابن العماد
(3)
، وياقوت في "معجم البلدان"
(4)
، وغيرهم.
454 - محمد بن عيسى الجصاص
.
قال النابلسي
(5)
: شيخ زاهد، نقل عن أحمد فيما ذكره أبو بكر الخلال، سمع: يحيى القطان، وابن مهدي، وغيرهما. انتهى.
وقال ابن الجزري في "الغاية"
(6)
: محمد بن عيسى بن بندار بن عيسى الجصاص، أبو بكر البغدادي. ولم يذكر وفاته.
455 - (ت 293 هـ): محمد بن عبدوس بن كامل، أبو أحمد السلمي السراج
.
(1)
تهذيب التهذيب: 3/ 666.
(2)
خلاصة الخزرجي: 354.
(3)
شذرات الذهب: 2/ 163.
(4)
معجم البلدان: 2/ 303.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 228.
(6)
غاية النهاية: 2/ 224.
قال النابلسي
(1)
: وقيل: اسم أبيه عبد الجبار، ولقبه عبدوس، سمع: علي بن الجعد، وداود بن عمرو الضبي، وأبا بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل في آخرين. روى عنه: عبد الله البغوي، وأبو بكر النجاد، ومات في شعبان سنة ثلاث وتسعين ومئتين. انتهى.
وقال ابن العماد في "الشذرات"
(2)
: محمد بن عبدوس، واسم عبدوس عبد الجبار بن كامل السراج الحافظ البغدادي، روى عن علي بن الجعد وطبقته، وحدث عنه الطبراني، وهو ثقة، توفي في رجب سنة ثلاث وتسعين ومئتين.
456 - محمد بن الفضل العتابي
.
قال النابلسي
(3)
: حكى عن أحمد أشياء. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(4)
بنحوه.
- (ت 237 هـ): محمد بن قدامة الجوهري اللؤلؤي الأنصاري، أبو جعفر البغدادي [انظر: 423].
قال في الأصل
(5)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(6)
وقال: روى عن ابن علية، وأبي معاوية، وابن عيينة، وذكر آخرين.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 228.
(2)
شذرات الذهب: 2/ 215.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 228.
(4)
المناقب: 141.
(5)
طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى: 1/ 299.
(6)
تهذيب التهذيب: 3/ 679.
ثم قال: روى عنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن عبد الله المخرمي، ومحمد بن موسى التيمي، وذكر آخرين.
ثم قال: قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو داود: ضعيف، لم أكتب عنه شيئًا قط. قال الخطيب: مات سنة سبع وثلاثين ومئتين. انتهى المراد منه.
457 - محمد بن عمران الخياط
.
قال النابلسي
(1)
: هو أبو جعفر، كان من خيار الناس، نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
458 - (ت 277 هـ): محمد بن عبدك القزاز
.
قال النابلسي
(2)
: نقل عن أحمد، ومات سنة سبع وسبعين ومئتين. انتهى.
459 - محمد بن غسان العلاني
.
قال النابلسي
(3)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
460 - (ت 281 هـ): محمد بن محمد بن إدريس الشافعي الإِمام، أبو عثمان
.
قال النابلسي
(4)
: سمع أباه، وسفيان بن عيينة، وسال أحمد عن أشياء، وتوفي سنة إحدى وثمانين ومئتين. انتهى.
وذكره الخطيب البغدادي في "تاريخه"
(5)
فقال: محمد بن الشافعي محمد بن إدريس، يكنى أبا عثمان، سمع سفيان بن عيينة، وأباه، وولي قضاء بغداد، وتوفي بالجزيرة بعد سنة أربعين ومئتين. وللشافعي ولد أيضًا اسمه محمد، قدم مصر مع أبيه
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 228.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 229.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 229.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 229.
(5)
تاريخ بغداد: 3/ 197.
وهو صغير، وتوفي سنة إحدى وثلاثين ومئتين.
461 - محمد بن محمد بن أبي الورد
.
قال النابلسي
(1)
: هو أحد أصحاب أحمد. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(2)
بمثله.
462 - (ت 254 هـ): محمد بن منصور بن داود بن إبراهيم، أبو جعفر العابد المعروف بالطوسي
.
قال النابلسي
(3)
: سمع إسماعيل بن عُلَيَّة، وسفيان بن عيينة، وعفان بن مسلم، وأحمد بن حنبل في آخرين.
روى عنه: عبد الله البلوي، ويحيى بن صاعد، وغيرهما. وذكره أبو بكر الخلال فقال: روى عن أحمد أشياء لم يروها غيره، وكان يجانس بصلاحه معروفًا الكَرْخي، وسئل عنه أحمد بن حنبل فقال: لا أعلم إلا خيرًا، صاحب صلاة. توفي سنة أربع وخمسين ومئتين، وله ثمان وثمانون سنة. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(4)
بترجمة مشبعة منها: أخرج له أبو داود، والنسائي، وقال النسائي: ثقة. وقال ابن أبي داود: كان من خيار الناس. وذكره ابن حبان في الثقات، قال السراج: مات سنة أربع وخمسين ومئتين. وقال البغوي: سنة ست وخمسين ومئتين. انتهى المراد منه.
463 - (ت 228 هـ): محمد بن مصعب، أبو جعفر الدَّعَّاء
.
قال النابلسي
(5)
: قال أحمد بن حنبل: كان رجلًا صالحًا يقص ويدعو قائمًا في
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 231.
(2)
مناقب الإمام أحمد: 141.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 231.
(4)
تهذيب التهذيب: 3/ 709.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 232.
المسجد. وكان ابن عُلَيَّة يجلس إليه، ويسمع دعاءه في المسجد. قال أحمد: جاءني وكتب عني أحاديث.
توفي سنة ثمان وعشرين ومئتين ببغداد. انتهى.
وذكره ابن الجوزي في "صفة الصفوة"
(1)
بترجمة حافلة.
464 - (ت 284 هـ): محمد بن ماهان النيسابوري
.
قال النابلسي
(2)
: جليل القدر، له عن أحمد مسائل حسان، مات في جمادى الآخرة سنة أربع وثمانين ومئتين. انتهى.
وذكره العليمي
(3)
وعده في الحنابلة.
465 - (ت 315 هـ): محمد بن المسيِّب
.
قال النابلسي
(4)
: حكى عن أحمد أشياء. انتهى.
ذكر ابن حجر في "التهذيب"
(5)
والسمعاني في "الأنساب"
(6)
: محمد بن المسيب النيسابوري أبا عبد الله الأَرْغِياني، وأرخا وفاته سنة خمس عشرة وثلاث مئة، والظاهر أنه هذا فإنه عاش اثنتين وتسعين سنة.
قال ابن العماد
(7)
في ترجمته: هو الحافظ الجوال الزاهد المفضال شيخ نيسابور الإِسفنجي، روى عن: محمد بن رافع، وبندار، ومحمد بن هاشم البعلبكي، وطبقتهم، وكان يقول: ما أعلم منبرًا من منابر الإِسلام بقي علي لم أدخله لسماع الحديث. وقال: كنت أمشي في مصر وفي كمي مئة جزء، في الجزء ألف حديث.
(1)
صفة الصفوة: 2/ 359.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 233.
(3)
المنهج الأحمد: 1/ 280.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 234.
(5)
تهذيب التهذيب: 3/ 701.
(6)
الأنساب: 1/ 187.
(7)
شذرات الذهب: 2/ 271.
قال الحاكم: كان دقيق الخط، وكان هذا كالمشهور من شأنه، وعاش اثنتين وتسعين سنة. قال ابن ناصر الدين: حدَّث عن خلق، وعنه خلق، وكان من العباد المجتهدين والزهاد البكائين، وتوفي سنة خمس عشرة وثلاث مئة. انتهى.
فعلى هذا يكون له من العمر يوم مات أحمد ثمانية عشر سنة والله أعلم.
466 - محمد بن موسى بن مُشَيْش البغدادي
.
قال النابلسي
(1)
: ذكره أبو بكر الخلال فقال: كان يستملي لأحمد بن حنبل، وكان من كبار أصحابه، روى عن أحمد مسائل مشبعة جيادًا، وكان جاره، وكان يقدمه ويعرف له حقه. انتهى.
وذكره العليمي
(2)
وعده في الحنابلة.
467 - (ت 236 هـ): محمد بن مقاتل العبَّاداني
.
قال النابلسي
(3)
: صحب أحمد، وكان يراسله في بعض الأوقات. انتهى.
وقال ابن حجر في "التهذيب"
(4)
: محمد بن مقاتل أبو جعفر الصالح العباداني، روى عن: حماد بن سلمة، وعبد الله بن المبارك. روى عنه: أحمد بن إبراهيم الدورقي وعبد الصمد بن يزيد مردويه، ومصلح بن الفضل الأسدي، وأبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج المروزي، وموسى بن هارون الحافظ، وأبو يعلى. قال أبو داود في "المسائل": سمعت أحمد بن إبراهيم الدورقي، سمعت محمد بن مقاتل العباداني، وكان من خيار المسلمين. وقال أبو بكر المروذي: قال له رجل: زيَّنتَ بلدتنا بقدومك، فتغير وجهه. قال موسى بن هارون: مات بعبادان في أول يوم من كلسنة ست وثلاثين ومئتين. وقال الخطيب: كان أحد الصالحين مشهورًا بحسن الطريقة
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 234.
(2)
المنهج الأحمد: 1/ 342.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 234.
(4)
تهذيب التهذيب: 3/ 708.
ومذهب السنّة، ولم ينتشر عنه كثير شيء من الحديث. وذكره ابن حبان في "الثقات". انتهى المرد منه.
468 - (ت 289 هـ): محمد بن موسى بن أبي موسى النَّهْرُتيري، أبو عبد الله البغدادي
.
قال النابلسي
(1)
: ذكره أبو بكر الخلال فقال: كان عنده عن أحمد مسائل كبار في جزء. وقال الدارقطني: شيخ لأهل بغداد جليل. وقال الخطيب: كان ثقة فاضلًا جليلًا ذا قدر كبير ومحل عظيم، وكان مقربًا، وهو صاحب ابن سعدان، وكان ينزل الحربية. روى عنه جماعة منهم: أبو الحسين ابن المنادي. انتهى.
وذكره السمعاني في "الأنساب"
(2)
وقال: مات أبو عبد الله النَّهْرُتيري ببغداد سنة تسع وثمانين ومئتين.
وذكره العليمي
(3)
وعده في الحنابلة.
469 - (ت 265 هـ): محمد بن مُسلم المعروف بابن وَارَة، أبو عبد الله الرازي
.
قال النابلسي
(4)
: سأل أحمد عن أشياء، وكان حافظًا، مات بالريّ سنة خمس وستين ومئتين. انتهى.
وقال ابن العماد
(5)
: محمد بن مسلم بن عثمان بن وارة أبو عبد الله الحافظ، سمع أبا عاصم النبيل وطبقته، قال النسائي: ثقة صاحب حديث، وكان مع إمامته وعلمه فيه تعظيم لنفسه، توفي سنة سبعين ومئتين. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 235.
(2)
الأنساب: 12/ 172.
(3)
المنهج الأحمد: 1/ 344.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 235.
(5)
شذرات الذهب: 2/ 160.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(1)
وقال: قال ابن قانع وابن مخلد: توفي سنة سبعين ومئتين. انتهى.
فلعل السبعين أصح.
470 - (ت 246 هـ): محمد بن المُصَفّى
.
قال النابلسي
(2)
: روى عن أحمد.
قلت: توفي سنة ست وأربعين ومئتين. انتهى.
وقال ابن حجر في "التهذيب"
(3)
: محمد بن المصفى بن بهلول القرشي، أبو عبد الله الحمصي الحافظ، روى عن: أبيه، وبقية بن الوليد، وأبي ضمرة، ومحمد بن حرب الخولاني. وذكر طائفة ثم قال: روى عنه: أبو داود، والنسائي، وابن ماجه. وذكر طائفة أيضًا ثم قال: قال أبو حاتم: صدوق. وقال النسائي: ثقة صالح. وقال صالح بن محمد: كان مخلطًا، وأرجو أن يكون صدوقًا. ومات بمنى سنة ست وأربعين ومئتين. انتهى المراد منه.
471 - محمد بن نصر بن منصور
.
قال النابلسي
(4)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
وقال الخطيب البغدادي في "تاريخه"
(5)
: محمد بن نصر بن منصور العابد. حدث عن: بشر بن الحارث، وأحمد بن حنبل. روى عنه: أبو الفضل الشكلي. انتهى.
(1)
تهذيب التهذيب: 3/ 699.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 235.
(3)
تهذيب التهذيب: 3/ 703.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 236.
(5)
تاريخ بغداد: 3/ 314.
472 - (ت 286 هـ): محمد بن وضاح بن بزيع، أبو عبد الله الأندلسي القرطبي، المقرئ الإِمام الزاهد الثقة
.
لم يذكره النابلسي، ولا ابن الجوزي.
وذكره ابن الجزري في "الغاية"
(1)
وقال: روى عن يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وجماعة، مات في ذي الحجة سنة ست وثمانين ومئتين. انتهى المراد منه.
473 - محمد بن المطهر المصيصي
.
قال ابن الجوزي
(2)
: روى عن أحمد.
ولم يذكره النابلسي.
474 - (ت 286 هـ): محمد بن يونس بن موسى الكُدَيْمي القرشي
.
قال النابلسي
(3)
: روى عن أحمد أشياء. انتهى.
وقال ابن العماد
(4)
: الكديمي أبو العباس محمد بن يونس القرشي السامي الحافظ. روى عن أبي داود الطيالسي، وزوج أمه رَوْح بن عبادة، وطبقتهما، وله مناكير ضعف بها. قال في "المغني": هالك. قال ابن حبان وغيره: كان يضع الحديث على الثقات. انتهى. قال ابن ناصر الدين: كان من الحفاظ الأعلام غير أنه أحد المتروكين، وثقه إسماعيل الخطبي، وكأنه خفي عليه أمره. توفي سنة ست وثمانين ومئتين في جمادى الآخرة وقد جاوز المئة بيسير. انتهى.
وذكره الخطيب البغدادي في "تاريخه"
(5)
والذهبي في "الميزان" وغيرهما.
475 - (ت 258 هـ): محمد بن يحيى النيسابوري الذُّهلي، أبو عبد الله
.
(1)
غاية النهاية: 2/ 275.
(2)
مناقب الإِمام أحمد: 141.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 236.
(4)
شذرات الذهب: 2/ 194.
(5)
تاريخ بغداد: 3/ 435.
قال النابلسي
(1)
: حدث عن أحمد بأشياء.
قلت: كان أحد أئمة الحديث، روى عنه البخاري نيفًا وأربعين حديثًا، وكان أحمد بن حنبل يثني عليه وينشر فضله، وكذلك أئمة عصره، وصنف الكتب في العلوم، وقال محمد بن إسحاق بن خزيمة: هو إمام أهل زمانه، وتوفي سنة ثمان وخمسين ومئتين. انتهى.
وذكره الذهبي في "طبقات الحفاظ"
(2)
وقال: هو من حفاظ الحديث، ثقة من أهل نيسابور، له رحلة واسعة، فزار بغداد والبصرة وغيرهما في طلب الحديث، واشتهر، وروى عنه البخاري أربعًا وثلاثين حديثًا، انتهت إليه مشيخة العلم بخراسان، واعتنى بحديث الزهري، فصنفه، وسماه "الزهريات" في مجلدين.
وذكره ابن العماد
(3)
وغيره، وله غير "الزهريات" كتاب "التوكل".
476 - محمد بن يوسف البِيْكَنْدى
.
قال النابلسي
(4)
: روى عن أحمد أشياء. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(5)
بنحوه.
وقال ابن حجر في "التهذيب"
(6)
: محمد بن يوسف البخاري، أبو أحمد البيكندي. روى عن: ابن عيينة، وأبي أسامة، والنضر بن شميل، ووكيع، وأبي مسهر، وهشام بن سعيد الطالقاني، وأحمد بن يزيد الحراني، وأبي صالح المصري، وأبي جعفر النفيلي، وغيرهم. روى عنه: البخاري وعبد الله بن واصل، وحريث بن عبد الرحمن، وأحمد بن سيار المروزي، وعدة.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 237.
(2)
تذكرة الحفاظ: 2/ 530.
(3)
شذرات الذهب: 2/ 138.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 237.
(5)
مناقب الإمام أحمد: 141.
(6)
تهذيب التهذيب: 3/ 740.
قلت: ذكره الخليلي في "الإِرشاد"
(1)
وقال: ثقة، متفق عليه.
477 - محمد بن يونس السرخسي
.
قال النابلسي
(2)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(3)
بنحوه.
478 - (ت 249 هـ): محمد بن الهيثم المقرئ
.
قال النابلسي
(4)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
وقال ابن الجزري في "الغاية"
(5)
: محمد بن الهيثم، أبو عبد الله الكوفي قاضي عكبراء، مقرئ ضابط مشهور، فاق في قراءة حمزة، ثم ذكر من روى عنهم، ومن روى عنه، ثم قال: توفي سنة تسع وأربعين ومئتين.
479 - (ت 276 هـ): محمد بن يوسف بن الطباع
.
قال النابلسي
(6)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
وقال الخطيب البغدادي في "تاريخه"
(7)
: محمد بن يوسف بن عيسى بن الطباع، أبو بكر، وقيل: أبو العباس. ثم ذكر له ترجمة حافلة جدًا، ومنها: كان ثقة، يسكن "سُرَّ من رأى"، وفيها توفي سنة ست وسبعين ومئتين، وقيل: سنة سبع وسبعين ومئتين.
480 - محمد بن ياسين بن بشر بن أبي طاهر البَلَدي
.
(1)
الإرشاد: 3/ 970.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 240.
(3)
مناقب الإمام أحمد: 141.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 238.
(5)
غاية النهاية: 2/ 274.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 238.
(7)
تاريخ بغداد: 3/ 394.
قال النابلسي
(1)
: هو أحد الأصحاب. انتهى.
481 - (ت 239 هـ): محمد بن يحيى بن أبي سمينة
.
قال النابلسي
(2)
: روى عن أحمد بن حنبل، وتوفي سنة تسع وثلاثين ومئتين.
وذكره الخطيب البغدادي في "تاريخه"
(3)
، والخزرجي في "الخلاصة"
(4)
، وابن حجر في "التهذيب"
(5)
، وقال: محمد بن يحيى بن أبي سمينة. واسمه مهران البغدادي، أبو جعفر التمار، روى عن: هشيم، ومعتمر بن سليمان، وأبي عوانة، وذكر رجالًا.
ثم قال: روى عنه أبو داود، والبخاري في غير "الجامع"، وأبو حاتم، وأبو زرعة، وعد رجالًا.
ثم قال: قال أبو حاتم: صدوق. وذكره ابن حبان في "الثقات". قال البغوي، ومحمد بن عبد الله الحضرمي: مات سنة تسع وثلاثين ومئتين. انتهى المراد منه.
482 - محمد بن يحيى الكحال، أبو جعفر البغدادي المتطبب
.
قال النابلسي
(6)
: قال أبو بكر الخلال: عنده عن أحمد مسائل صالحة كثيرة حسان مشبعة، وكان من كبار أصحاب أحمد، وكان يقدمه ويكرمه. انتهى.
وذكره العليمي
(7)
وعده في الحنابلة.
483 - محمد بن يحيى النيسابوري
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 238.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 238.
(3)
تاريخ بغداد: 3/ 413.
(4)
خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: 363.
(5)
تهذيب التهذيب: 3/ 727.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 239.
(7)
المنهج الأحمد: 1/ 347.
قال النابلسي
(1)
: سأل أحمد عن أشياء. انتهى.
484 - (ت 301 هـ): محمد بن يحيى بن منده الأصبهاني، أبو عبد الله الحافظ
.
قال النابلسي
(2)
: نقل عن أحمد أشياء فيما ذكره أبو نصر السِّجْزي. انتهى.
وقال ابن العماد
(3)
: محمد بن يحيى بن إبراهيم بن منده بن الوليد بن منده بن بطة بن استندار، واسمه فيرازان بن جهاريخت العبدي مولاهم الأصبهاني، أبو عبد الله جد الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسحاق. روى عن: لوين، وأبي كريب، وخلق. وحدث عنه الطبراني وغيره، وكان من الثقات، قال أبو الشيخ: كان أستاذ شيوخنا وإمامهم. وقيل: إنه كان يجاري أحمد بن الفرات وينازعه. توفي سنة إحدى وثلاث مئة. انتهى.
وذكره الذهبي في "طبقات الحفاظ"
(4)
وابن خلِّكان
(5)
، وغيرهما، وهو مؤلف "تاريخ أصبهان".
485 - محمد بن يزيد الطرسوسي المُسْتَمْلي، أبو بكر
.
قال النابلسي
(6)
: قال أبو بكر الخلال: انحدر مع أحمد بن حنبل من طرسوس أيام المأمون، وكان المروذي يذكر له ذلك، ويشكره، ويقول: مرضت، فكان يحملني على ظهره. وعنده عن أبي عبد الله مسائل حسان وقعت إلينا متفرقة. انتهى.
وقال الذهبي في "الميزان"
(7)
: محمد بن يزيد المستملي، أبو بكر الطرسوسي
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 239.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 239.
(3)
شذرات الذهب: 2/ 234.
(4)
تذكرة الحفاظ: 2/ 741.
(5)
وفيات الأعيان: 4/ 289.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 240.
(7)
ميزان الاعتدال: 4/ 66.
لا النيسابوري. قال ابن عدي: يسرق الحديث، ويزيد فيه، ويضع.
وتعقبه ابن حجر في "اللسان"
(1)
فقال: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: ربما أخطأ.
وذكره العليمي
(2)
وعده في الحنابلة.
486 - محمد بن النقيب بن أبي حرب الجَرْجَرائي
.
قال النابلسي
(3)
: ذكره أبو بكر الخلال فقال: ورع، يعالج الصبر، جليل القدر، كان أحمد يكاتبه، ويعرف قدره، ويسأل عن أخباره، عنده عن أحمد مسائل مشبعة كنت سمعتها منه. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(4)
فقال: محمد بن أبي حرب الجرجرائي.
- محمد بن أبي عتاب، أبو بكر الأعين. [انظر: 428].
تقدم في محمد بن طريف.
487 - محمد بن أبي عبد الله الهمداني، يعرف بميمونه
.
قال النابلسي
(5)
: ذكره أبو بكر الخلال وقال: جمع مسائل وغيرها سبعين جزءًا. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(6)
بنحوه.
488 - محمد بن أبي صالح المكي
.
(1)
لسان الميزان: 5/ 429 - 430.
(2)
المنهج الأحمد: 1/ 348.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 241.
(4)
مناقب الإِمام أحمد: 141.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 241.
(6)
مناقب الإِمام أحمد: 142.
قال النابلسي
(1)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
489 - محمد بن أبي السري، أبو جعفر البغدادي
.
قال ابن الجوزي
(2)
: روى عن أحمد.
وذكره النابلسي
(3)
فقال: محمد بن أبي السري البناء، أبو جعفر البغدادي، ذكره أبو بكر الخلال في جملة أصحاب أحمد وقال: الإِمام العبد الصالح.
490 - محمد بن أبي عبدة الهمداني
.
ذكره ابن الجوزي
(4)
فيمن روى عن أحمد، ولم يذكره النابلسي.
491 - موسى بن سعيد الدَّنْداني
.
قال النابلسي
(5)
: قال الخلال: سمعنا منه حديثًا صالحًا عن القعنبي، ومحمد بن كثير، وغيرهما. ثقة، رفيع القدر، من أهل الثغر، كانت عنده عن أحمد مسائل حسان. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(6)
بنحوه.
وقال ابن حجر في "التهذيب"
(7)
: موسى بن سعيد بن النعمان بن بسام الثغري، أبو بكر الطرسوسي المعروف بالدنداني.
روى عن: أبي اليمان، وعبد الله بن رجاء الغداني، وأحمد بن عبد الله بن يونس، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وعاصم بن يوسف اليربوعي، وأبي عمر
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 242.
(2)
مناقب الإِمام أحمد: 141 - 142.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 242.
(4)
مناقب الإِمام أحمد: 142.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 242.
(6)
مناقب الإِمام أحمد: 142.
(7)
تهذيب التهذيب: 4/ 176.
الحوضي، وأبي الوليد، ومسدد بن مسرهد، وأبي حذيفة، وأبي سلمة، وجماعة. روى عنه: النسائي وقال: لا بأس به. وأبو عوانة الإِسفرائيني، وأبو بشر الدولابي، ومحمد بن أيوب بن حبيب الرقي، وإسحاق بن محمد بن حكيم الأصبهاني، ويحيى بن محمد بن صاعد، وآخرون. انتهى.
492 - (ت 325 هـ): موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان، أبو مزاحم
.
قال النابلسي
(1)
: كان أبوه وزير المتوكل على الله، سأل أحمد بن حنبل عن أشياء، ومات سنة خمس وعشرين وثلاث مئة في ذي الحجة. انتهى.
وقال ابن العماد
(2)
: هو المقرئ المحدث السنّي، وفد على أبي بكر المروذي، وعباس الدوري، وطائفة. وتوفي سنة خمس وعشرين وثلاث مئة. انتهى.
وقال ابن الجزري في "الغاية"
(3)
: هو إمام مقرئ مجود محدث أصيل ثقة سنّي، كان أبوه وجدّه وزيرين لبني العباس، وكذلك أخوه أبو علي محمد بن عبيد الله، وترك أبو مزاحم الدنيا وأعمل نفسه في رواية الحديث، وأقرأ الناس، وتمسك بالسنّة، وكان بصيرًا بالعربية شاعرًا مجودًا. انتهى المراد منه.
493 - موسى بن عيسى المَوْصِلِي
.
قال النابلسي
(4)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
494 - موسى بن عيسى الجَصَّاص البغدادي
.
قال النابلسي
(5)
: ذكره أبو بكر الخلال فقال: ورع متخلًّ زاهد، سمع يحيى القطان، وابن مهدي، وغيرهما. وكان لا يحدث إلا بمسائل أحمد بن حنبل، وشيء سمعه من أبي سليمان الداراني في الزهد والورع، وكانت عنده مسائل عن أحمد بن
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 242.
(2)
شذرات الذهب: 2/ 307.
(3)
غاية النهاية: 2/ 320 - 321.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 243.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 243.
حنبل كثيرة، وقد حدث عنه بشيء من المسائل أبو بكر المطوعي، وأبو بكر بن حماد، وهو رجل رفيع القدر جدًا. انتهى.
وذكره العليمي
(1)
وعده في الحنابلة.
495 - موسى بن معمر، أبو عمران
.
قال النابلسي
(2)
: حدث عن أحمد بأشياء. انتهى.
وقال ابن الجوزي
(3)
: موسى بن الحسن، أبو عمران.
فلعلهما واحد.
496 - (ت 294 هـ): موسى بن هارون. الحَمَّال، أبو عمران، جار أحمد بن حنبل
.
قال النابلسي
(4)
: حدث عن أحمد بن حنبل بأشياء، ومات سنة أربع وتسعين ومئتين يوم الخميس لإِحدى عشرة ليلة خلت من شعبان وله نيف وثمانون سنة. انتهى.
وقال ابن العماد
(5)
: موسى بن هارون بن عبد الله، أبو عمران البغدادي البزاز الحافظ، ويعرف أبوه بالحمال. كان إمام وقته في حفظ الحديث وعلله. قال أبو بكر الضبعي: ما رأينا في حفاظ الحديث أهيب ولا أورع من موسى بن هارون. سمع علي بن الجعد، وقتيبة، وطبقتهما، وقال ابن ناصر الدين: هو محدث العراق، حدث عنه خلق، منهم الطبراني، وكان إمامًا حافظًا حجة، توفي سنة أربع وتسعين ومئتين. انتهى.
(1)
المنهج الأحمد: 1/ 444.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 243.
(3)
مناقب الإِمام أحمد: 142.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 243.
(5)
شذرات الذهب: 2/ 217.
وذكره العليمي
(1)
وعده في الحنابلة.
497 - (ت 297 هـ): موسى بن إسحاق بن موسى الخَطْمي
.
ذكره ابن الجوزي
(2)
، ولم يذكره النابلسي، وقال: إنه روى عن أحمد.
وقد ذكره ابن العماد في "الشذرات"
(3)
فقال: موسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري الخَطْمي بفتح فسكون، نسبة إلى بني خطمة بطن من الأنصار، القاضي أبو بكر الفقيه الشافعي، ولي قضاء نيسابور وقضاء الأهواز، وحدث عن أحمد بن يونس، وطائفة. وهو آخر من حدث عن قالون صاحب نافع القارئ، وكان يضرب به المثل في ورعه وصيانته في القضاء، وثقه ابن أبي حاتم، وقطع ابن ناصر الدين بتوثيقه.
قال الإِسنوي: وكان يضرب به المثل في ورعه وصيانته في القضاء حتى إن الخليفة أوصى وزيره به وبالقاضي إسماعيل، وقال: بهما يدفع البلاء عن أهل الأرض. وكان كثير السماع؛ سمع أحمد بن حنبل وغيره، وكان لا يُرْى متبسمًا قط، فقالت له امرأته يومًا: لا يحل لك أن تحكم بين الناس؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يحل للقاضي أن يقضي وهو غضبان" فتبسم. انتهى.
وتوفي بالأهواز سنة سبع وتسعين ومئتين وله سبع وثمانون سنة. انتهى.
498 - (ت 256 هـ): ميمون بن الأصبغ
.
قال النابلسي
(4)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(5)
بنحوه.
(1)
المنهج الأحمد: 1/ 308.
(2)
مناقب الإِمام أحمد: 142.
(3)
شذرات الذهب: 2/ 226.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 244، 256.
(5)
مناقب الإِمام أحمد: 142.
وقال ابن حجر في "التهذيب"
(1)
: ميمون بن الأصبغ بن الفرات النصيبي، أبو جعفر.
روى عن: أبي بكر الحنفي، ويعلى بن عبيد، ويزيد بن هارون، ووهب بن جرير، وسعيد بن عامر، وعمرو بن عثمان الكلابي، وأبي الأسود النضر بن عبد الجبار، وعبد الله بن حمران، وآدم بن أبي إياس، وأبي مسهر، وأبي نعيم، وغيرهم.
وعنه: ابنه عبد الله، وأبو حاتم، وعلي بن العباس المقانعي، ومحمد بن حامد خال ابن السني، والحسن بن علي العمري، وجعفر بن محمد الفريابي، وحاجب بن أركين، وموسى بن إسحاق الأنصاري، ومحمد بن العباس الأخرم، ومحمد بن عبد الله الحضرمي، وموسى بن محمد الشامي، وأبو عروبة الحراني، وآخرون. ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: هو وأبو بشر الدولابي، مات سنة ست وخمسين ومئتين.
499 - منصور بن محمد بن قتيبة بن معمر، أبو نصر، وراق أبي ثور
.
قال النابلسي
(2)
: روى عن أحمد بن حنبل أشياء. انتهى.
500 - منصور بن إبراهيم بن عبد الله بن مالك، أبو نصر القزويني
.
قال النابلسي
(3)
: ذكره أبو بكر الخلال فيمن روى عن أحمد. انتهى.
وقال الذهبي في "الميزان"
(4)
: منصور بن إبراهيم القزويني لا شيء، سمع منه أبو علي بن هارون بمصر حديثًا باطلًا.
501 - منصور بن خالد الأسدي
.
(1)
تهذيب التهذيب: 4/ 197.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 244.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 245.
(4)
ميزان الاعتدال: 4/ 183.
ذكره ابن الجوزي
(1)
فيمن روى عن أحمد.
ولم يذكره النابلسي.
502 - مبارك بن سليمان
.
قال النابلسي
(2)
: ذكره أبو بكر الخلال فيمن روى عن أحمد. انتهى.
503 - مثنى بن جامع، أبو الحسن الأنباري
.
قال النابلسي
(3)
: حدث عن سعيد بن سليمان الواسطي، ومحمد بن الصباح الدولابي، وعمار بن نصر الخراساني، وشريح بن يونس، وأحمد بن حنبل في آخرين. روى عنه: أحمد بن محمد بن الهيثم الدوري، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق البهلول في آخرين. قال أبو بكر الخلال: كان ورعًا جليلًا، ذا قدر عند بشر بن الحارث وعند عبد الوهاب الوراق. ويقال: كان مستجاب الدعوة، وكان يهجر ويباين أهل البدع، وكان أحمد يعرف قدره وحقه، ونقل عن أحمد مسائل حسانًا. انتهى.
وذكره العليمي
(4)
وعده في الحنابلة.
504 - (ت 261 هـ): مسلم بن الحجاج بن مسلم، أبو الحسين القشيري النيسابوري
.
قال النابلسي
(5)
: هو أحد الأئمة من حفاظ الأثر، وهو صاحب المسند الصحيح، رحل إلى العراق والحجاز والشام ومصر، سمع يحيى بن يحيى النيسابوري، وقتيبة بن سعيد، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن الجعد، وأحمد بن
(1)
مناقب الإِمام أحمد: 142.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 245.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 245.
(4)
المنهج الأحمد: 2/ 158. من طبعة دار الآفاق الجديدة.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 247.
حنبل، وعبيد الله القواريري، وقدم بغداد غير مرة، وحدث بها؛ فروى عنه من أهلها: يحيى بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وآخر قدومه بغداد سنة تسع وخمسين ومئتين.
قال أحمد بن سلمة: رأيت أبا زرعة وأبا حاتم يقدمان مسلمًا على مشايخ عصرهما.
قال مسلم: صنفت هذا المسند من ثلاث مئة ألف حديث.
قال الحافظ الحسين النيسابوري: ما تحت أديم السماء كتاب أصح من كتاب مسلم في علم الحديث.
وصنف في كتب الحديث كتبًا كثيرة منها: "الصحيح"، و"المسند" على أسماء الرجال، و"الجامع الكبير" على الأبواب، وكتاب "العلل"، وكتاب "الكنى"، وكتاب "أوهام المحدثين"، وكتاب "التمييز"، وكتاب "من ليس له إلا راوٍ واحد"، وكتاب "طبقات التابعين"، وكتاب "المخضرمين".
توفي عشية الأحد لخمس بقين من رجب سنة إحدى وستين ومئتين. انتهى.
وترجمة هذا الإِمام مشهورة فلا نطيل بذكره.
أما مصنفاته فله غير ما تقدم منها: "رباعيات في الحديث"، كتاب "أفراد الشاميين"، كتاب "الأقران"، كتاب "الأفراد"، كتاب "الانتفاع بجلود السباع"، كتاب "أولاد الصحابة"، كتاب "التاريخ"، كتاب "السوآلات عن أحمد بن حنبل"، كتاب "حديث عمرو بن شعيب"، كتاب "الوحدان"، كتاب "مشايخ الثوري"، كتاب "مشايخ شعبة"، كتاب "مشايخ مالك"، كتاب "طبقات الرواة".
505 - (ت 288 هـ): معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان، أبو المثنى العنبري البصري
.
قال النابلسي
(1)
: هو من جملة الأصحاب، سكن بغداد، وحدث بها عن
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 246.
محمد بن كثير، ومسدد، والقعنبي، وغيرهم. ونقل عن أحمد أشياء، ولد سنة ثمان ومئتين، وتوفي سنة ثمان وثمانين ومئتين. انتهى.
قال ابن العماد
(1)
: معلى بن المثنى بن معاذ العنبري البصري المحدث. روى عن القعنبي وطبقته، وسكن بغداد، وكان ثقة، عارفًا بالحديث، توفي سنة ثمان وثمانين ومئتين. انتهى.
وقد ذكره ابن الجوزي
(2)
أيضًا فيمن روى عن أحمد، وسماه معاذ بن المثنى، فلعل ما في "الشذرات" غلط.
506 - (ت 250 هـ): محمود بن خداش، أبو محمد الطَّالْقَاني
.
قال النابلسي
(3)
: روى عن أحمد أشياء، ومات سنة خمسين ومئتين. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(4)
و"التقريب"، والخزرجي في "الخلاصة"
(5)
، وقال فيها: روى عن فضيل، وابن المبارك، وابن عيينة وخلق. وعنه: الترمذي، والنسائي في مسند علي، وابن ماجه، وثقه ابن معين، وقال الأزدي: هو من أهل الصدق والثقة. قال السراج: مات سنة خمسين ومئتين. انتهى.
507 - محمود بن خالد الخانِقِيْنِي، أبو أحمد
.
قال النابلسي
(6)
: روى عن أحمد. انتهى.
508 - (ت 239 هـ): محمود بن غيلان، أبو أحمد المروزي
.
قال النابلسي
(7)
: روى عن أحمد أشياء، وقال فيه أحمد بن حنبل: ثقة، أعرفه
(1)
شذرات الذهب: 2/ 198.
(2)
مناقب الإمام أحمد: 142.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 247.
(4)
تهذيب التهذيب: 4/ 35.
(5)
خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: 370 - 371.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 247.
(7)
مختصر طبقات الحنابلة: 247.
بالحديث، صاحب سنة، قد حبس بسبب القرآن، سمع الفضل بن موسى الشيباني، وسفيان بن عيينة، روى عنه البخاري ومسلم في "الصحيحين"، وتوفي سنة تسع وثلاثين ومئتين، وقيل: تسع وأربعين ومئتين. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(1)
و"التقريب"، وصاحب "الخلاصة"
(2)
، وابن العماد
(3)
، وغيرهم.
509 - المفضل بن غسان بن المفضل، أبو عبد الرحمن الغَسَّاني البصري
.
قال النابلسي
(4)
: سكن بغداد وحدث بها عن: أبيه، وعبد الله بن داود الجويني، وعبد الرحمن بن مهدي، وأحمد بن حنبل. روى عنه جماعة منهم أبو بكر بن أبي الدنيا، وكان ثقة. انتهى.
510 - (ت 228 هـ): مُسَدَّد بن مُسَرْهَد بن مُسَرْبَل البصري
.
قال النابلسي
(5)
: حدث عن سعيد بن يحيى بن سعيد القطان، وبشر بن المفضل، وحماد بن زيد، وأحمد بن حنبل في آخرين. روى عنه البخاري وغيره. انتهى.
وقال في "العبر"
(6)
: هو الحافظ أبو الحسن البصري، سمع جويرية بن أسماء، وأبا عوانة، وخلقًا. وله مسند في مجلد، سمعت بعضه، توفي سنة ثماني وعشرين ومئتين.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(7)
و"التقريب"، وصاحب
(1)
تهذيب التهذيب: 4/ 36.
(2)
خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: 371.
(3)
شذرات الذهب: 2/ 92.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 248.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 248.
(6)
العبر في خبر من غبر: 1/ 404.
(7)
تهذيب التهذيب: 4/ 57.
"الخلاصة"
(1)
، وابن العماد
(2)
، وغيرهم.
511 - المنذر بن شاذان، أبو عمرو
.
قال النابلسي
(3)
: هو من أهل الريّ. ذكره أبو بكر الخلال فقال: كانت عنده، عن أحمد مسائل صالحة كلها غرائب، وهو رجل معروف مشهور. انتهى.
512 - مهنأ بن يحيى الشامي السُّلَمي، أبو عبد الله
.
قال النابلسي
(4)
: حدث عن بقية بن الوليد، وحمزة بن ربيعة، ومكي بن إبراهيم، ويزيد بن هارون، وعبد الرزاق، وأحمد بن حنبل في آخرين.
روى عنه: حمدان الوراق، وإبراهيم النيسابوري، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وسهل التستري في آخرين. قال الخلال: هو من كبار أصحاب أحمد، روى عن أحمد من المسائل ما فخر به، وكان أحمد يكرمه ويعرف له حق الصحبة، ورحل معه إلى عبد الرزاق، وصحبه إلى أن مات، ومسائله أكثر من أن تحد من كثرتها، وكتب عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل مسائل كثيرة بضعة عشر جزءًا مسائل عن أبيه جيادًا، ولم تكن عند عبد الله ولا غيره، وكان عبد الله يرفع قدره ويعظمه ويذكره كثيرًا. وقال فيه الدارقطني: ثقة نبيل. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(5)
وقال: هو من كبار أصحاب أحمد، وكان أحمد يكرمه ويعرف له حق الصحبة، وكان يسأل أحمد حتى يضجره، وهو يحتمل منه. قال الدارقطني: ثقة نبيل. انتهى.
وذكره الذهبي في "الميزان"
(6)
فقال: هو صاحب الإِمام أحمد، روى عن بقية
(1)
خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: 396.
(2)
شذرات الذهب: 2/ 66.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 250.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 250.
(5)
مناقب الإِمام أحمد: 185، 617.
(6)
ميزان الاعتدال: 4/ 197.
والكبار، وانفرد عن زيد بن أبي الورقاء بحديث في الجمعة. قال الأزدي: منكر الحديث. وقال الدارقطني: ثقة نبيل. انتهى.
وتعقبه ابن حجر في "اللسان"
(1)
فقال: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: حدثنا عنه شيوخنا، وكان من خيار الناس في حديث أحمد بن حنبل وبشر الحافي، مستقيم الحديث. ثم ساق الحديث الذي أشار إليه الذهبي وقال: قال ابن عبد البرّ: لهذا الحديث طرق ليس فيها ما يقوم به حجة إلا أن مجموعها يدل على بطلان قول من حمل على العدوي أو مهنأ بن يحيى الشامي. انتهى المراد منه.
وقد ذكره العليمي
(2)
وعده في الحنابلة.
513 - (ت 277 هـ): مُضر بن خالد بن الوليد بن مضر، أبو محمد الأسدي
.
قال النابلسي
(3)
: سمع أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهما، روى عنه: يحيى بن صاعد، وأبو بكر بن مجاهد، ومحمد بن مخلد وغيرهم. وثقه الدارقطني، وقال علي بن عمر الحافظ: هو بغدادي، ولي قضاء واسط، وكان راوية لحروف القرآن، حدثنا عنه جماعة من شيوخنا. قال أبو بكر الشافعي: مات سنة سبع وسبعين ومئتين. انتهى.
وذكره ابن الجزري في "الغاية"
(4)
، ونسبه هكذا: مضر بن محمد بن خالد بن الوليد أبو محمد. الضبي الأسدي الكوفي، معروف، وثقوه. انتهى المراد منه.
514 - (ت 200 هـ): معروف بن الفيرزان، أبو محفوظ العابد المعروف بالكَرْخي، منسوب إلى كرخ بغداد
.
قال النابلسي
(5)
: كان أحد المشهورين بالزهد والعزوف عن الدنيا، يغشاه
(1)
لسان الميزان: 6/ 108 - 109.
(2)
المنهج الأحمد: 1/ 449.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 252.
(4)
غاية النهاية في طبقات القراء: 2/ 299.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 253.
الصالحون ويتبركون بلقائه، وكان يوصف بأنه مجاب الدعوة، وحكي عنه كرامات، وأسند أحاديث يسيرة عن بكر بن خنيس، والربيع بن صبيح وغيرهما. روى عنه: خلف بن هشام البزار، وزكريا بن يحيى المروزي، ويحيى بن أبي طالب في آخرين. وحكى عنه أحمد حكاية.
قال أحمد بن حنبل: معروف الكرخي من الأبدال، وهو مجاب الدعوة، وذكر يومًا في مجلس أحمد فقال رجل: هو قصير العلم. فقال أحمد: أمسك عافاك الله؛ وهل يراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف. وقال مرة: معه رأس العلم خشية الله. وقال سفيان بن عيينة: لا يزال أهل بغداد بخير ما بقي فيهم معروف الكرخي. وقال عبد الوهاب الوراق: ما رأيت أحدًا أخوف لله منه. توفي سنة مئتين. وقيل: سنة أربع ومئتين. انتهى.
وذكره ابن العماد في "الشذرات"
(1)
، وابن الجوزي في "صفة الصفوة"
(2)
، والشعراني في "طبقات الأولياء"
(3)
، وابن خلكان في "الوفيات"
(4)
، وغيرهم.
515 - مراد بن أحمد، أبو أحمد
.
قال النابلسي
(5)
: حدث عن أحمد بأشياء. انتهى.
516 - (ت 263 هـ): معاوية بن صالح، أبو عبد الله
.
قال النابلسي
(6)
: هو صاحب كتاب "التاريخ" في معرفة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة الضعفاء والثقات. يروي عن يحيى بن معين وأقرانه. حكى عن أحمد بن حنبل. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 1/ 360.
(2)
صفة الصفوة: 2/ 318.
(3)
طبقات الشعراني: 1/ 61.
(4)
وفيات الأعيان: 5/ 231.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 255.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 255.
وقال ابن العماد
(1)
: معاوية بن صالح الحافظ، أبو عبد الله الأشعري الدمشقي. روى عن عبيد الله بن موسى، وأبي مسهر، وسأل يحيى بن معين وتخرج به. توفي سنة ثلاث وستين ومئتين.
517 - مقاتل بن صالح الأنماطي
.
قال النابلسي
(2)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
518 - المبارك بن سليمان
.
قال النابلسي
(3)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
519 - (ت 244 هـ): مجاهد بن موسى
.
قال النابلسي
(4)
: نقل عن أحمد أشياء يسأله عنها. انتهى.
قلت: في الطبقة اثنان: الأول: مجاهد بن موسى بن فروخ الخوارزمي، أبو علي الختلي.
قال الخزرجي في "الخلاصة"
(5)
: هو نزيل بغداد، يروي عن هشيم، وابن عيينة، وابن إدريس، وطائفة. وعنه: مسلم، والأربعة. وثقه النسائي. قال البغوي: مات سنة أربع وأربعين ومئتين. انتهى.
والظاهر أنه هذا، والله أعلم.
(1)
شذرات الذهب: 2/ 147.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 255.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 255.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 256.
(5)
خلاصة الخزرجي: 369.
حرف النون
520 - (ت 242 هـ): نوح بن حبيب القُوْمسي
.
قال النابلسي
(1)
: حدث عن أحمد بأشياء. انتهى.
وقال ابن حجر في "التهذيب"
(2)
: نوح بن حبيب القومسي، أبو محمد البذشي. روى عن: عبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، وأبي بكر بن عياش، والقطان، ووكيع، وابن مهدي، وعبد الرزاق، وعبد الملك بن هشام الذماري، وابن أبي فديك، وإبراهيم بن خالد الصنعاني، وأبي مسهر، وغيرهم. روى عنه: أبو داود، والنسائي، وعبد الله بن أحمد، وموسى بن هارون، وأبو حاتم، وأبو زرعة الدمشقي، ومحمد بن إسماعيل السلمي، ومحمد بن عبد الله الحضرمي، وابن أبي الدنيا، والحسن بن سفيان، وآخرون.
قال المروذي عن أحمد: إن الخير عليه لبين. قلت: أكتب عنه؟ قال: نعم. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال النسائي: ثقة لا بأس به. وقال أحمد بن سيار المروزي: كان ثقة صاحب سنة وجماعة. مات في رجب سنة اثنتين وأربعين ومئتين. وفيها أرخه جماعة، وقال الخطيب: كان ثقة. وذكره ابن حبان في "الثقات". انتهى.
وذكره الخزرجي
(3)
، وابن العماد
(4)
، وياقوت
(5)
، وغيرهم.
521 - نعيم بن ناعم، أبو حاتم
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 256.
(2)
تهذيب التهذيب: 4/ 245.
(3)
خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: 404.
(4)
شذرات الذهب: 2/ 101.
(5)
معجم البلدان: 1/ 361 (بذش).
قال النابلسي
(1)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
522 - نعيم بن طريف
.
قال النابلسي
(2)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
وقال ابن حجر في "اللسان"
(3)
: نعيم بن طريف بن معروف بن حُزابة بن نعيم بن عمرو بن مالك بن الضبيب الضباني. روى عن أبيه. قال العلائي في "الوشي": لا يعرف، ولا مخرج لحديثه إلا من طريق أولادهم. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 257.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 257.
(3)
لسان الميزان: 6/ 170 نعيم بن طريف، و 6/ 61 معروف بن طريف، و 3/ 209 طريف بن معروف.
حرف الواو
523 - (ت 297 هـ): وكيع بن الجَرَّاح بن مَليح
.
قال النابلسي
(1)
: سمع إسماعيل بن أبي خالد، وهشام بن عروة، وسليمان الأعمش في آخرين. روى عنه: عبد الله بن المبارك، ويحيى بن آدم، وقتيبة بن سعيد، وأحمد بن حنبل. وقد روى وكيع عن أحمد أيضًا. وسئل عن خارجة بن مصعب فقال: نهاني أحمد بن حنبل أن أحدث عنه.
وروى عن وكيع أيضًا: يحيى بن معين، وعلي بن المديني. ولد سنة تسع وعشرين ومئة.
وتكلم رجل في وكيع عند أحمد بن حنبل فقال أحمد: من كذب أهل الصدق فهو الكذاب. وقال يحيى بن أكثم: صحبت وكيعًا في السفر والحضر فكان يصوم الدهر، ويختم القرآن كل ليلة. وقال يحيى بن معين: ما رأيت أحدًا يحدث لله غيره، وما رأيت أحفظ منه. ووثقه. وقال محمد بن سعد: كان ثقة مأمونًا عاليًا رفيع القدر كثير الحديث حجة، وصنف التصانيف. وقال أحمد بن حنبل: ما رأت عيناي مثله، يحفظ الحديث جيدًا، ويذاكر في الفقه فيحسن مع ورع واجتهاد، ولا يتكلم في أحد، وكان إمام المسلمين في وقته، وما رأيت أحدًا أوعى للعلم منه ولا أحفظ، عليكم بمصنفات وكيع. وقيل: حج سبعين حجة. مات يوم عاشوراء، ودفن بفيد راجعًا من الحج سنة سبع وتسعين ومئة. وقيل: سنة ثمان وتسعين ومئة. انتهى.
وذكره الذهبي في "تذكرة الحفاظ"
(2)
، وابن حجر في "التهذيب"
(3)
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 257.
(2)
تذكرة الحفاظ: 1/ 306.
(3)
تهذيب التهذيب: 4/ 311.
و"التقريب"، والخزرجي في "الخلاصة"
(1)
، وابن العماد في "الشذرات"
(2)
، والصفدي في "الشعور"، وصاحب "الرسالة المستطرفة"
(3)
، وغيرهم. وله تصانيف منها:"تفسير القرآن"، وكتاب "السنن"، وكتاب "المعرفة والتاريخ".
524 - (ت 281 هـ): وَرِيْزَة بن محمد الحمصي
.
قال النابلسي
(4)
: سأل أحمد عن أشياء. انتهى.
وذكره ابن عساكر في "تاريخ دمشق" فقال: هو أبو هاشم الغساني الحمصي. قال الهروي وغيره: مات سنة إحدى وثمانين ومئتين. وقال عمرو بن رحيم: مات سنة إحدى وستين ومئتين. انتهى.
وقال الذهبي في "المشتبه"
(5)
وقد ذكره: وريزة بواو فراء فزاي ابن محمد الغساني حدث بدمشق قبل سنة ثلاث مئة. انتهى.
وقال الزبيدي في شرح "القاموس": وريزة بن محمد الغساني. حدث بدمشق قبل الثلاث مئة، روى عنه خيثمة بن سليمان. وقيده الحافظ عبد الغني بالتصغير كما نقله عنه الحافظ في "التبصير". انتهى.
(1)
خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: 415.
(2)
شذرات الذهب: 1/ 349.
(3)
الرسالة المستطرفة: 40.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 259.
(5)
المشتبه: 2/ 661.
حرف الهاء
525 - (ت 227 هـ): هشام بن عبد الملك، أبو الوليد الطَّيَالِسِي
.
قال النابلسي
(1)
: هو من أهل البصرة، مولده سنة ثلاث وثلاثين ومئة. سمع الحمادَين، وحدث عنه جماعة منهم الإِمام أحمد بن حنبل، وذكره الخلال فيمن روى عن أحمد. مات بالبصرة يوم الجمعة في صفر، ويقال: غرة شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومئتين، وهو ابن أربع وتسعين سنة. انتهى.
وقال الخزرجي في "الخلاصة"
(2)
: هشام بن عبد الملك الباهلي مولاهم، أبو الوليد الطيالسي البصري الحافظ الإِمام الحجة. عن: عاصم بن محمد العمري، وزائدة، والليث، ومالك، وهمام بن يحيى، وخلق. وعنه: البخاري، وأبو داود، وإسحاق الحنظلي، ومحمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، وخلائق.
قال أحمد بن حنبل: متقن، وهو اليوم شيخ الإِسلام، ما أُقدِّمُ عليه أحدًا من المحدثين. وقال أبو حاتم: كان إمامًا فقيهًا، عالمًا عاملًا، ثقة حافظًا. ما رأيت في يده كتابًا قط.
قال البخاري: مات سنة سبع وعشرين ومئتين. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(3)
و"التقريب"، وابن العماد
(4)
، وغيرهم.
526 - (ت 228 هـ): الهيثم بن خارجة، أبو محمد الخراساني الأصل
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 259.
(2)
خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: 410.
(3)
تهذيب التهذيب: 4/ 273.
(4)
شذرات الذهب: 2/ 62.
قال النابلسي
(1)
: سمع الليث بن سعد، ويعقوب القمي، والجراح بن المليح، وإسماعيل بن عياش. وروى عنه: أحمد بن حنبل، ومحمد بن إسحاق الصاغاني. وكان صاعقة يكنيه: أبا يحيى. والناس يكنونه: أبا أحمد. وقال هشام بن عمار: كنا نسميه شعبة الصغير. وأثنى عليه أحمد بن حنبل، وكان يتزهد، وكان سيِّئَ الخلق مع أصحاب الحديث، وقد سأل أحمد بن حنبل عن أشياء، ومات ببغداد سنة ثمان وعشرين ومئتين، وقيل: في ذي الحجة سنة سبع وعشرين ومئتين. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(2)
و"التقريب"، والخزرجي في "الخلاصة"
(3)
، وغيرهما.
527 - هشام بن منصور، أبو سعيد
.
قال النابلسي
(4)
: ذكره أبو محمد الخلال فيمن روى عن أحمد. انتهى.
528 - (ت 280 هـ): هلال بن العلاء بن هلال الباهلي الرَّقِّي، أبو عمر
.
قال النابلسي
(5)
: ذكره أبو محمد الخلال فيمن روى عن أحمد. انتهى.
قال الخزرجي في "الخلاصة"
(6)
: هلال بن العلاء بن هلال الباهلي، أبو عمر الرقي، عن: أبيه، وحجاج بن محمد، ومعلى بن أسد، وخلق. وعنه: النسائي. وقال: ليس به بأس. قال ابن حبان في "الثقات": مات سنة ثمانين ومئتين.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(7)
و"التقريب"، وابن العماد
(8)
، والذهبي في "الميزان"
(9)
، وغيرهم.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 259.
(2)
تهذيب التهذيب: 4/ 296.
(3)
خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: 413.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 260.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 260.
(6)
خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: 412.
(7)
تهذيب التهذيب: 4/ 291.
(8)
شذرات الذهب: 2/ 176.
(9)
ميزان الاعتدال: 4/ 315.
529 - (ت 274 هـ): هيذام بن قتيبة
.
قال النابلسي
(1)
: يعرف بالمروزي، ذكره أبو محمد الخلال فيمن روى عن أحمد، سمع سليمان بن حرب، وعاصم بن علي، وأبا بلال الأشعري في آخرين، روى عنه: عبد الله بن محمد بن أبي سعيد البزار، وعبد الله بن محمد بن إسحاق المروزي، وأبو بكر النجاد في آخرين. وكان ثقة عابدًا توفي سنة أربع وسبعين ومئتين. انتهى.
530 - هارون بن سفيان بن بشير، أبو سفيان، مستملي يزيد بن هارون، يعرف بالدِّيك
.
قال النابلسي
(2)
: حدث عن يزيد بن هارون، ومعلى بن فضالة. نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
وقال في "القاموس": الديك لقب هارون بن موسى المحدث. لكن قال الزبيدي في شرح "القاموس": قال في "التبصير": هو هارون بن سفيان المستملي.
531 - (ت 249 هـ): هارون بن سفيان المستملي
.
قال النابلسي
(3)
: هو المعروف بمكحلة. قال أبو بكر الخلال: رجل قديم مشهور معروف، عنده عن أحمد مسائل كثيرة، ومات ببغداد سنة تسع وأربعين ومئتين. انتهى.
وذكره العليمي
(4)
وعده في الحنابلة.
532 - هارون بن يعقوب الهاشمي
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 261.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 261.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 261.
(4)
المنهج الأحمد: 1/ 189.
قال النابلسي
(1)
: سمع من أحمد أشياء. انتهى.
533 - (ت 243 هـ): هارون بن عبد الله بن مروان بن موسى البزاز، المعروف بالحمَّال، أبو موسى
.
قال النابلسي
(2)
: حدث عنه البخاري، وعبد الله بن أحمد، والبغوي، وأبو بكر الأثرم ووثقه، وقال: حدث عن أحمد. وقال الخلال: رجل كبير السن، قديم السماع، كان أحمد يكرمه، ويعرف حقه وقدمه وجلالته، وله أخبار كثيرة. يطول شرحها، وهي متفرقة في الكتب، وكان عنده عن أبي عبد الله مسائل حسان جدًا في جزء كبير. سأل المروذي أحمد: أيكتب عنه؟ فقال أحمد: إي والله. مات سنة ثلاث وأربعين ومئتين. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(3)
و"التقريب"، وصاحب "الخلاصة"
(4)
، وابن العماد
(5)
، والعليمي
(6)
وعده في الحنابلة.
534 - هارون بن عبد الرحمن، أبو موسى العُكْبَري
.
قال النابلسي
(7)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
535 - (ت 277 هـ): هارون بن عيسى، أبو حامد الخياط
.
قال النابلسي
(8)
: قال الخطيب: سمع أحمد بن حنبل. روى عنه ابن مخلد. ومات سنة سبع وسبعين ومئتين. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 262.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 262.
(3)
تهذيب التهذيب: 4/ 255.
(4)
خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: 407.
(5)
شذرات الذهب: 2/ 104.
(6)
المنهج الأحمد: 1/ 175.
(7)
مختصر طبقات الحنابلة: 263.
(8)
مختصر طبقات الحنابلة: 263.
536 - هارون الأنْطَاكِي، أبو جعفر
.
قال النابلسي
(1)
: نقل عن أحمد. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 263.
حرف الياء
537 - (ت 203 هـ): يحيى بن آدم بن سليمان الكوفي، يكنى أبا زكرياء
.
قال النابلسي
(1)
: حدث عن جماعة منهم أحمد بن حنبل. وذكر الدارقطني وأبو محمد الخلال أنه ممن روى عن أحمد، وكان يقول: أحمد بن حنبل إمامنا.
مات بفم الصلح في النصف من شهر ربيع الآخِر سنة ثلاث ومئتين، وصلى عليه الحسن بن سهل، وقيل: مات سنة عشر ومئتين. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(2)
و"التقريب"، وصاحب "الخلاصة"
(3)
، وابن العماد
(4)
، وابن الجزري في "الغاية"
(5)
، وغيرهم.
538 - (ت 234 هـ): يحيى بن أيوب، أبو زكرياء العابد المعروف بالمَقَابِرِي البغدادي
.
قال النابلسي
(6)
: سمع شريكًا، وإسماعيل بن جعفر، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي، وأبا إسماعيل المؤدب. وذكره أبو الحسين ابن المنادي فيمن نقل عن أحمد بن حنبل. وقد روى عنه: أحمد، وابنه عبد الله، ومسلم بن الحجاج، وغيرهم.
قال الحسين بن فهم: كان ينزل عسكر المكرم، وكان ثقة ورعًا مسلمًا يقول بالسنّة، ويعيب من يقول بقول جهم، وبخلاف السنّة.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 264.
(2)
تهذيب التهذيب: 4/ 337.
(3)
خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: 420.
(4)
شذرات الذهب: 2/ 8.
(5)
غاية النهاية في طبقات القراء: 2/ 363.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 264.
ولد سنة سبع وخمسين ومئة، وتوفي يوم الأحد لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة أربع وثلاثين ومئتين. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(1)
و"التقريب"، وصاحب "الخلاصة"
(2)
، وابن العماد
(3)
، وغيرهم.
539 - يحيى بن خاقان
.
فال النابلسي
(4)
: كان ينفذه المتوكل على الله إلى أحمد بن حنبل كثيرًا ويسأله عن أشياء. انتهى.
540 - يحيى بن زكرياء بن عيسى المروزي
.
قال النابلسي
(5)
: هو صاحب إسحاق بن راهويه، وكان عنده عن أحمد بن حنبل مسائل صالحة حسان. قاله أبو بكر الخلال. حدث عنه: الحسن الطرسوسي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم: انتهى.
وذكره العليمي
(6)
وعده في الحنابلة.
541 - يحيى بن سعيد
.
قال النابلسي
(7)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
542 - (ت 198 هـ): يحيى بن سعيد بن فروخ، أبو سعيد القطان الأحول
.
قال النابلسي
(8)
: هو من أهل البصرة، سمع أبا جعفر الخطمي، وهشام بن
(1)
تهذيب التهذيب: 4/ 343.
(2)
خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: 421.
(3)
شذرات الذهب: 2/ 79.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 265.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 265.
(6)
المنهج الأحمد: 1/ 458.
(7)
مختصر طبقات الحنابلة: 265.
(8)
مختصر طبقات الحنابلة: 266.
عروة، وعبيد الله العمري، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وابن جريج، وسفيان الثوري، وشعبة، ومالكًا في آخرين.
روى عنه: عبد الرحمن بن مهدي، وعفان بن مسلم، وعلي بن المديني، وعبيد الله القواريري، ومسدد، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة، وغيرهم. وقدم بغداد، وحدث بها.
ولد سنة عشرين ومئة.
وقال علي بن المديني: ما رأيت قط أعلم بالرجال منه. وقال بندار: هو إمام أهل زمانه. وقال أحمد: ما رأت عيناي مثله رحمه الله، ما كان أضبطه وأشد تفقهه، كان محدثًا. وأثنى عليه، فأحسن الثناء عليه. وقال: كان يحدثنا من حفظه، ما رأينا له كتابًا، ويقرأ علينا الطوال من كتابنا. وقال يعقوب بن سفيان: كان يختم القرآن كل يوم وليلة، ولم يفته الزوال في المسجد أربعين سنة. وقال بندار: اختلفت إليه عشرين سنة فما أظن أنه عصى الله قط.
وذكره ابن الجوزي
(1)
فيمن روى عن أحمد، وتوفي سنة ثمان وتسعين ومئة. وذكره ابن العماد وغير واحد.
543 - (ت 194 هـ): يحيى بن سعيد بن أبان القرشي
.
قال النابلسي
(2)
: نقل عن أحمد، ذكره أبو الفرج الحافظ فيمن روى عن أحمد، ووثقه الدارقطني، وابن معين وقال أحمد: لم تكن له حركة في الحديث. توفي سنة أربع وتسعين ومئة. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(3)
، و"التقريب"، وابن العماد
(4)
، والخزرجي
(1)
مناقب الإِمام أحمد: 143.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 267.
(3)
تهذيب التهذيب: 4/ 356.
(4)
شذرات الذهب: 1/ 341.
في "الخلاصة"
(1)
، وقال: يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص الأموي الحافظ الكوفي، عن: أبيه، وهشام بن عروة، وابن جريج وطائفة. وعنه: ابنه سعيد، وأحمد، وإسحاق، وابن معين ووثقه. قال ابنه سعيد: مات سنة أربع وتسعين ومئة. انتهى.
- يحيى بن سعيد، لقبه قتيبة. [انظر: 369].
قال النابلسي
(2)
: ذكره الحافظ ابن الجوزي فيمن روى عن أحمد. انتهى.
قلت: تقدم في قتيبة بن سعيد.
544 - (ت 228 هـ): يحي بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن ميمون، أبو زكرياء الحِمَّاني الكوفي
.
قال النابلسي
(3)
: قدم بغداد، وحدث بها عن: سليمان بن بلال، وإبراهيم بن سعيد، وسفيان بن عيينة، وأبي بكر بن عياش، وغيرهم. روى عنه: حمدان بن علي الوراق، وأحمد بن يحيى الحلواني، وأبو بكر بن أبي الدنيا، والبغوي في آخرين. حدث عن أحمد، ذكر ذلك الخطيب في "السابق واللاحق"، وكان أحمد بن حنبل سيِّئ الرأي فيه، وضعفه النسائي وغيره. ومات سنة ثمان وعشرين ومئتين. انتهى.
وذكره الذهبي في "طبقات الحفاظ"
(4)
، وابن حجر في "التهذيب"
(5)
بترجمة طويلة جدًا، والخزرجي في "الخلاصة"
(6)
، فقال: يروي عن: أبيه، وعبد الرحمن بن الغسيل. وعنه: أبو حاتم، وموسى بن هارون. تكلم فيه أحمد، وابن المديني، والذهلي، وضعفه النسائي. وروى جماعة عن يحيى بن معين: ثقة. وقال ابن عدي:
(1)
خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: 423.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 267.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 267.
(4)
تذكرة الحفاظ: 2/ 423.
(5)
تهذيب التهذيب: 4/ 370.
(6)
خلاصة الخزرجي: 425.
له مسند صالح، ولم أرَ شيئًا منكرًا في مسنده، وأرجو أنه لا بأس به. قال البغوي: توفي سنة ثمان وعشرين ومئتين. انتهى.
545 - (ت 222 هـ): يحيى بن صالح الوُحَاظِي
.
قال النابلسي
(1)
: حدث عن أحمد. انتهى.
قال ابن العماد
(2)
: هو فقيه حمص ومحدثها، ولد سنة سبع وثلاثين ومئة. سمع من سعيد بن عبد العزيز، وفليح بن سليمان، وطبقتهما. وعين لقضاء حمص. قال العقيلي: هو حمصي جهمي. وقال الجُوزْجاني: كان مرجئًا خبيثًا. ووثقه غيره. توفي سنة اثنتين وعشرين ومئتين. انتهى.
وذكره الخزرجي في "الخلاصة"
(3)
، وابن حجر في "التهذيب"
(4)
وفي مقدمة "الفتح"
(5)
، ومما قاله فيها: وثقه يحيى بن معين، وأبو اليمان، وابن عدي، وذمه أحمد لأنه نسبه إلى شيء من رأي جهم. وقال إسحاق بن منصور: كان مرجئًا. وقال الساجي: هو من أهل الصدق والأمانة. وقال أبو حاتم: صدوق. ثم قال ابن حجر: وهو من شيوخ البخاري، روى عنه البخاري حديثين أو ثلاثة، وروى عن رجل عنه من روايته عن معاوية بن سلام وفليح بن سليم خاصة. روى له الباقون سوى النسائي.
546 - (ت 233 هـ): يحيى بن معين بن عون بن زياد، أبو زكرياء المُرِّي
.
قال النابلسي
(6)
: سمع عبد الله بن المبارك، وهشيمًا، وعيسى بن يونس، وسفيان بن عيينة، وغندرًا، ومعاذ بن معاذ، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيعًا، وأبا معاوية، وأحمد بن حنبل فيما ذكره أبو
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 268.
(2)
شذرات الذهب: 2/ 50.
(3)
خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: 424.
(4)
تهذيب التهذيب: 4/ 464.
(5)
مقدمة فتح الباري: 451 - 452.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 268.
الحسين ابن المنادي. روى عنه: زهير بن حرب، ويعقوب، وأحمد الدورقيان، والبخاري، وأبو داود، وعبد الله بن أحمد، وغيرهم. وكان إمامًا ربانيًا حافظًا ثبتًا متقنًا. قال أبو حاتم الرازي: إذا رأيت البغدادي يبغض يحيى فاعلم أنه كذاب.
وقال يحيى بن معين: كتبنا عن الكذابين، وسجرنا بهم التنور، وأخرجنا به خبزًا نضيجًا.
وقال ابن المديني: انتهى علم الناس إلى يحيى بن معين.
وقال أحمد بن حنبل: السماع معه شفاء لما في الصدور.
وقال يحيى: كتبت بيدي هذه ست مئة ألف حديث.
وقال أحمد بن عقبة: أظن أن المحدثين كتبوا له بأيديهم ست مئة ألف وست مئة ألف.
قال يحيى: ولدت سنة ثمان وخمسين ومئة في آخرها في خلافة أبي جعفر.
وخلف له أبوه ألف ألف درهم وخمسين ألف درهم، فأنفقه يحيى على الحديث حتى لم يبق له نعل يلبسه، وخلف يحيى من الكتب مئة قمطر وأربعة عشر قمطرًا وأربع حِباب شرابية مملوءة كتبًا.
وقال يحيى: ما رأيت على رجل خطأ إلا سترته وأحببت أن أزين أمره، وما استقبلت رجلًا في وجهه بأمر يكرهه، ولكن أبين له خطأه فيما بيني وبينه.
مات بالمدينة أيام الحج قبل أن يحج وهو يريد مكة سنة ثلاث وثلاثين ومئتين، وقد بلغ سبعًا وسبعين سنة إلا أيامًا. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(1)
و"التقريب"، والخزرجي في "الخلاصة"
(2)
، والذهبي في "تذكرة الحفاظ"
(3)
، وابن العماد
(4)
، وابن
(1)
تهذيب التهذيب: 4/ 389.
(2)
خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: 428.
(3)
تذكرة الحفاظ: 2/ 429.
(4)
شذرات الذهب: 2/ 79.
خلكان
(1)
، وغيرهم بكثرة.
547 - (ت 267 هـ): يحيى بن محمد بن يحيى الذُّهْلي النيسابوري
.
قال النابلسي
(2)
: سمع أحمد بن حنبل، وقدم بغداد، وحدث بها عن: أبي عمر الحوضي، وسهل بن بكار، وعلي بن عثمان، ويحيى بن يحيى التميمي.
روى عنه: محمد بن مخلد. وقال ابن أبي حاتم: سمعت منه، وهو صدوق، وقتله أحمد بن عبد الله الخجستاني في سنة نيف وستين ومئتين.
وقال أبو جعفر: محمد بن صالح بن هانئ: قتله أحمد بن عبد الله ظلمًا في جمادى الآخرة سنة سبع وستين ومئتين. ذكره الخطيب. انتهى.
وقال ابن العماد
(3)
: يحيى بن محمد بن يحيى، أبو عبد الله الذهلي الحافظ، شيخ نيسابور بعد أبيه، ويقال له حيكان. رحل وسمع من سليمان بن حرب وطبقته، وكان أمير المطوعة المجاهدين، ولما غلب أحمد الخجستاني على نيسابور وكان ظلومًا غشومًا، فخرج منها هاربًا، فخاف النيسابوريون كرته، فاجتمعوا له على باب حيكان، وعرضوا في عشرة آلاف مقاتل، فرد إليهم فانهزموا، واختفى حيكان، وصحب قافلة، ولبس عباءة فعرف، وأتي به إلى أحمد فقتله سنة سبع وستين ومئتين. قال ابن ناصر الدين: هو ثقة. انتهى.
548 - (ت 283 هـ): يحيى بن المختار بن منصور بن إسماعيل النيسابوري، أبو زكرياء
.
قال النابلسي
(4)
: ذكره أبو بكر الخلال فقال: شيخ ثقة، سمع معنا الحديث، سكن بغداد، وحدث بها عن سليمان بن سلمة الحمصي، والحسن بن محمد بن عمر
(1)
وفيات الأعيان: 6/ 139.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 270.
(3)
شذرات الذهب: 2/ 153.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 271.
السامي، وعيسى الرملي، والقاسم بن محمد، وغيرهم. روى عنه: محمد بن مخلد، وأبو الحسين ابن المنادي، وأبو بكر الشافعي وغيرهم. وكان صدوقًا. توفي سنة ثلاث وثمانين ومئتين. انتهى.
549 - يحيى بن المختار البغدادي
.
قال النابلسي
(1)
: سمع أحمد بن حنبل، وبشر بن الحارث، وأحمد بن مروان المالكي. ذكره الخطيب البغدادي. انتهى.
550 - يحيى بن نُعيم
.
قال النابلسي
(2)
: روى عن أحمد أشياء. انتهى.
551 - يحيى بن هِلال الوَرَّاق
.
قال النابلسي
(3)
: صحب أحمد بن حنبل وسأله عن أشياء. انتهى.
552 - يحيى بن يَزْداد الوَرَّاق، أبو الصَّقْر
.
قال النابلسي
(4)
: قال أبو بكر الخلال: كان مع أبي عبد الله بالعسكر، وعنده جزء مسائل حسان في الحمى والمساقاة والمزارعة والصيد واللقيط وغير ذلك. انتهى.
وذكره العليمي
(5)
وعده في الحنابلة.
553 - (ت 287 هـ): يحيى بن أبي نصر، أبو سعد الهروي واسم أبي نصر منصور بن الحسن بن منصور
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 272.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 272.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 272.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 272.
(5)
المنهج الأحمد: 1/ 459.
قال النابلسي
(1)
: سمع حبان بن موسى، وسويد بن نصر، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن حجر، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني في آخرين. وقدم بغداد، وحدث بها، فروى عنه من أهلها: أبو عمرو بن السماك، وعبد الصمد الطبسي، وإسماعيل الخطبي، وأبو بكر الشافعي، وكان ثقة. توفي بهراة في شعبان سنة سبع وثمانين ومئتين. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
وغيره.
554 - (ت 265 هـ): يحيى بن زكريا بن يحيى أبو زكريا الأحول
.
قال النابلسي
(3)
: حدث عن أحمد بن حنبل بأشياء. سمع الفضل بن دكين، وعفان بن مسلم، وغيرهما. روى عنه محمد بن مخلد، وقال: مات سنة خمس وستين ومئتين. انتهى.
555 - (ت 242 هـ): يحيى بن أكثم بن محمد بن قَطَن بن سمعان
.
قال النابلسي
(4)
: من ولد أكثم بن صيفي، يكنى أبا محمد. وهو مروزي، سمع ابن المبارك، وسفيان بن عيينة، ووكيعًا، وخلقًا كثيرًا، وحدث عن أحمد بن حنبل بأشياء.
روى عنه: البخاري، وأبو حاتم الرازي، وإسماعيل بن إسحاق القاضي، وأخوه حماد بن إسحاق، وغيرهم. وكان عالمًا بالفقه بصيرًا بالأحكام، وولاه المأمون قضاء القضاة ببغداد.
وقال أحمد بن حنبل: ما عرفت فيه بدعة. وكذا قال يحيى بن معين، وذُكر لأحمد ما يقول فيه الناس، فقال: سبحان الله! ومن يقول هذا؟ فأنكره إنكارًا شديدًا.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 273.
(2)
شذرات الذهب: 2/ 213.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 274.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 274.
وولي قضاء البصرة وسِنُّهُ عشرون سنة أو نحوها، فاستصغره أهل البصرة، فقال له أحدهم: كم سن القاضي؟ فقال: أكبر من عتاب بن أسيد الذي ولاه النبي صلى الله عليه وسلم القضاء على مكة يوم الفتح، وأكبر من معاذ بن جبل حين ولاه النبي صلى الله عليه وسلم قضاء اليمن، وأكبر من كعب بن سور الذي ولاه عمر قضاء البصرة.
وبقي لا يقبل بها شاهدًا سنة، فقيل له في ذلك: وقفت الأمور بسبب عدم قبولك الشهود، فأجاز بعدها شهادة سبعين شاهدًا.
ومات بالربذة منصرفه من الحج يوم الجمعة لخمس عشرة خلت من ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين ومئتين. انتهى.
وذكره ابن خلكان
(1)
، وابن العماد
(2)
، وغيرهما.
556 - (ت 252 هـ): يعقوب بن إبراهيم بن كثير بن زيد بن أفلح بن منصور بن مزاحم، أبو يوسف العبدي المعروف بالدَّوْرَقي
.
قال النابلسي
(3)
: هو أخو أحمد بن إبراهيم، وكان الأكبر، رأى الليث بن سعد، وسمع إبراهيم بن سعد الزهري، وعبد العزيز الدراوردي، وسفيان بن عيينة، وغيرهم. وجالس أحمد بن حنبل، وسأله عن أشياء، ورواها عنه.
روى عنه: البخاري، ومسلم، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، وآخرون.
حدث عنه: محمد بن مخلد، وصنف "المسند"، مولده سنة ست وستين ومئة. ومات سنة اثنتين وخمسين ومئتين. قال النسائي: هو ثقة. وقال الخطيب ثقة مأمون متقن. انتهى.
(1)
وفيات الأعيان: 6/ 147.
(2)
شذرات الذهب: 2/ 101.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 275.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(1)
و"التقريب"، وابن العماد
(2)
، والخزرجي في "الخلاصة"
(3)
، والعليمي
(4)
وعده في الحنابلة.
557 - (ت 277 هـ): يعقوب بن إسحاق بن بختان، أبو يوسف
.
قال النابلسي
(5)
: سمع مسلم بن إبراهيم وأحمد بن حنبل. روى عنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وجعفر الصندلي، وأحمد بن محمد بن أبي شيبة. وكان أحد الصالحين الثقات.
قال أبو بكر ابن أبي الدنيا: كان من خيار المسلمين. وذكره أبو بكر الخلال فقال: كان جار أحمد بن حنبل وصديقه، وروى عنه مسائل صالحة كثيرة في الورع لم يروها غيره، ومسائل في السلطان. انتهى.
قال المعلق على الأصل: توفي سنة سبع وسبعين ومئتين.
وذكره العليمي
(6)
وعده في الحنابلة.
558 - (ت 277 هـ): يعقوب بن سفيان، أبو يوسف
.
قال النابلسي
(7)
: سمع من أحمد أشياء. انتهى.
وقال ابن العماد
(8)
وقد ذكره: هو الحافظ وأحد أركان الحديث، وصاحب "المشيخة" و"التاريخ"، وكان ثقة بارعًا عارفًا ماهرًا. توفي سنة سبع وسبعين ومئتين. انتهى.
(1)
تهذيب التهذيب: 4/ 439.
(2)
شذرات الذهب: 2/ 126.
(3)
خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: 436.
(4)
المنهج الأحمد: 1/ 196.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 276.
(6)
المنهج الأحمد: 1/ 460.
(7)
مختصر طبقات الحنابلة: 277.
(8)
شذرات الذهب: 2/ 171.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(1)
و"التقريب"، وصاحب "الخلاصة"
(2)
وقال: قال الحاكم: هو إمام الحديث بفارس. قال ابن حبان: كان ممن جمع وصنف. قال النسائي: لا بأس به. وروى عنه النسائي والترمذي.
559 - (ت 262 هـ): يعقوب بن شيبة الحافظ
.
قال النابلسي
(3)
: ذكره أبو بكر الخلال فيمن روى عن أحمد. انتهى.
وذكره الذهبي في "تذكرة الحفاظ"
(4)
فقال: يعقوب بن شيبة بن الصلت بن عصفور، أبو يوسف السدوسي البصري نزيل بغداد، من كبار علماء الحديث، له "المسند الكبير" ما صنف مسند أحسن منه، ولم يتمه، وهو مئات من الأجزاء، كان يشتغل في تبييض له عشرات من الوراقين. توفي سنة اثنتين وستين ومئتين.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"، وابن العماد
(5)
، وغيرهم.
قلت: مسنده يقع في خمس مجلدات.
560 - يعقوب بن العباس الهاشمي
.
قال النابلسي
(6)
: قال أبو بكر الخلال: عنده عن أحمد مسائل صالحة مشبعة. انتهى.
وذكره العليمي
(7)
وعده في الحنابلة.
561 - (ت 287 هـ): يعقوب بن يوسف بن أيوب المطوِّعي، أبو بكر
.
(1)
تهذيب التهذيب: 4/ 441.
(2)
خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: 436.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 277.
(4)
تذكرة الحفاظ: 2/ 577.
(5)
شذرات الذهب: 2/ 146.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 277.
(7)
المنهج الأحمد: 1/ 463.
قال النابلسي
(1)
: سأل أحمد، وسمع منه، ومن أحمد بن جميل المروزي، ومحمد بن بكار ابن الريان، ومنصور بن أبي مزاحم، وعلي بن المديني، وغيرهم.
روى عنه: أبو بكر النجاد. وقال الدارقطني: ثقة فاضل. وذكره أبو بكر الخلال في جملة الأصحاب البغداديين لأحمد، وله مسائل صالحة عن أحمد.
ولد سنة ثمان ومئتين وتوفي سنة سبع وثمانين ومئتين في رجب ودفن بباب البردان. انتهى.
562 - يعقوب بن يوسف، أبو السَّرِي الحَرْبي
.
قال النابلسي
(2)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
563 - يعقوب ابن أخي معروف الكَرْخي، واسم أبيه موسى
.
قال النابلسي
(3)
: عن عمه معروف حكايات حكاها عنه إسحاق بن إبراهيم الجَبُّلِيّ، وأحمد بن محمد بن مسروق الطوسي، وسأل أحمد عن مسائل. انتهى.
564 - يعقوب بن إسحاق الحلبي
.
قال النابلسي
(4)
: ذكره ابن الجوزي فيمن روى عن أحمد. انتهى.
وذكره ابن حجر في "اللسان"
(5)
وقال: أتى بخبر باطل، والآفة منه، فإن بقية رواته ثقات.
565 - يعقوب بن يوسف بن بحر
.
قال النابلسي
(6)
: روى عن الإِمام أحمد. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 277.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 278.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 278.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 278.
(5)
لم نجد له ترجمة في "اللسان" ولعله: يوسف بن إسحاق الحلبي، انظر "اللسان" 6/ 318.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 279.
وذكره ابن الجوزي أيضًا.
566 - (ت 304 هـ): يوسف بن الحسين بن علي، أبو يعقوب الرازي
.
قال النابلسي
(1)
: هو من مشايخ الصوفية، كان كثير الأسفار، صحب ذا النون المصري، وأبا تراب النخشبي، وأبا سعيد الخراز وحكى عنه، وسمع أحمد، وورد بغداد فسمع منه بها أبو بكر النجاد، وكان عالمًا زاهدًا، سمع بالعراق والشام ومصر، روى عنه جماعة من الأئمة، ويقال: إنه أعلم أهل زمانه بالكلام وعلم التصوف. مات سنة أربع وثلاث مئة. انتهى.
وذكره غير واحد منهم: ابن العماد
(2)
فقال: هو الشيخ الكبير، شيخ الري والجبال في التصوف، أبو يعقوب يوسف بن الحسين الرازي، كان نسيج وحده في إسقاط التصنع، صحب ذا النون المصري، وأبا تراب النخشبي، وكان يقول: اللهم إنك تعلم أني نصحت الناس قولًا، وخنت نفسي فعلًا، فهب لي خيانة نفسي بنصيحتي للناس.
وروى عن: أحمد بن حنبل، ودحيم، وطائفة. وتوفي سنة أربع وثلاث مئة. انتهى المراد منه.
567 - يوسف بن بحر
.
قال النابلسي
(3)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
وقال الذهبي في "الميزان"
(4)
: يوسف بن بحر الشامي قاضي حمص. روى عن يزيد بن هارون وطبقته. أتى بمناكير.
قال ابن عدي: ليس بالقوي في الحديث. روى عن الثقات مناكير.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 279.
(2)
شذرات الذهب: 2/ 245.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 280.
(4)
ميزان الاعتدال: 4/ 462.
وذكره الحاكم في "الكنى" وكناه: أبا القاسم. وقال: ليس بالمتين عندهم، له أشياء لا يتابع عليها.
قال الدارقطني: ضعيف. وقال مرة: ليس بالقوي. انتهى.
وقال ابن حجر في "اللسان"
(1)
: قال مسلمة بن قاسم: ضعيف جدًا. وسمى ابن عدي جده: عبد الرحمن، ونسبه تميميًا طرابلسيًا. وقال: يرفع أحاديثه ويأتي عن الثقات بالمناكير.
568 - يوسف بن موسى العطَّار الحَرْبي
.
قال النابلسي
(2)
: روى عن أحمد أشياء. حدث عنه: أبو بكر الخلال وأثنى عليه ثناءً حسنًا، وكان يهوديًا أسلم على يدي أحمد بن حنبل وهو حدث، فحسن إسلامه ولزم العلم، وأكثر من الكتاب، ورحل في طلب العلم، وسمع من قوم أجلة، ولزم أحمد حتى كان ربما يتبرم من كثرة لزومه له. انتهى.
وذكره العليمي
(3)
وعده في الحنابلة.
569 - (ت 253 هـ): يوسف بن موسى بن راشد، أبو يعقوب القطان الكوفي
.
قال النابلسي
(4)
: كان أصله من الأهواز، ومتجره بالري، ثم سكن بغداد وحدث بها عن: جرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، وغيرهما.
روى عنه: البخاري، وإبراهيم الحربي.
وقال يحيى بن معين: صدوق. ونقل عن الإِمام أحمد بن حنبل أشياء، ومات في صفر سنة ثلاث وخمسين ومئتين. انتهى.
(1)
لسان الميزان: 6/ 318.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 280.
(3)
المنهج الأحمد: 1/ 464.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 280.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(1)
و"التقريب"، والخزرجي في "الخلاصة"
(2)
، وابن الجزري في "الغاية"
(3)
، والعليمي
(4)
وعده في الحنابلة.
570 - اليَمان بن عبَّاد البصري
.
قال النابلسي
(5)
: هو أحد من روى عن أحمد بن حنبل، روى عنه أشياء. انتهى.
571 - يزيد بن جمهور، أبو الليث
.
قال النابلسي
(6)
: ذكره أبو بكر الخلال في جملة أصحاب أحمد. انتهى.
572 - يزيد بن خالد بن طهمان، أبو خالد
.
قال النابلسي
(7)
: ذكره أبو محمد الخلال في الأصحاب. انتهى.
573 - (ت 206 هـ): يزيد بن هارون، أبو خالد
.
قال النابلسي
(8)
: سمع يحيى بن سعيد الأنصاري، وحميدًا الطويل، والحمادين. مولده سنة ثمان عشرة ومئة، وهو أحد شيوخ الإِمام أحمد بن حنبل، سأل أحمد عن أشياء.
روى عنه: أحمد، ومحمد بن سعد صاحب "الطبقات" في آخرين. وأراده الرشيد على القضاء فامتنع.
قال ابن المديني: ما رأيت أحفظ منه. وقال الخطيب: كان ثقة حافظًا متقنًا
(1)
تهذيب التهذيب: 4/ 461.
(2)
خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: 440.
(3)
غاية النهاية: 2/ 403 - 404.
(4)
المنهج الأحمد: 1/ 200.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 281.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 281.
(7)
مختصر طبقات الحنابلة: 281.
(8)
مختصر طبقات الحنابلة: 281.
فهمًا ذكيًا صاحب صلاة وحسن مذهب. ومات ضريرًا سنة ست ومئتين. انتهى.
وذكره ابن حجر في "التهذيب"
(1)
، والخزرجي في "الخلاصة"
(2)
، وابن العماد في "الشذرات"
(3)
، وغيرهم.
574 - ياسين بن سهل، أبو القاسم الغَلَّاس
.
قال النابلسي
(4)
: ذكره أبو محمد الخلال فيمن روى عن أحمد بن حنبل، وذكر أنه من جملة الأصحاب. انتهى.
(1)
تهذيب التهذيب: 4/ 431.
(2)
خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: 435.
(3)
شذرات الذهب: 2/ 16.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 282.
ذكر الكُنى
575 - أبو داود الكاذِي
.
قال النابلسي
(1)
: روى عن أحمد بن حنبل أشياء. انتهى.
576 - أبو داود الخَفَّاف
.
قال النابلسي
(2)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
- أبو بكر الأحول. [انظر: 21].
قال النابلسي
(3)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
قلت: قد تقدم في أحمد بن الحكم.
577 - أبو بكر الطَّبَراني
.
قال النابلسي
(4)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
578 - أبو محمد ابن أخي عبيد بن شريك البزَّاز
.
قال النابلسي
(5)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
579 - أبو ثابت الحطَّاب
.
قال النابلسي
(6)
: هو ممن روى عن أحمد. ذكره الخلال. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 282.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 283.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 283.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 283.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 283.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 283.
580 - أبو بكر بن عنبر الخراساني
.
قال النابلسي
(1)
: سكن بغداد، وحدث بها عن أحمد بأشياء. انتهى.
581 - أبو عبد الله بن هشام
.
قال النابلسي
(2)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
582 - أبو عبد الله السُّلمي
.
قال النابلسي
(3)
: نقل عن أحمد، وحدث عنه، وعن ضمرة بن ربيعة، وأبي داود الطيالسي، وإبراهيم بن عيينة. روى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل. انتهى.
583 - أبو محمد الشَّعراني
.
قال النابلسي
(4)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
قلت: لينظر هل هو الفضل بن محمد بن المسيب أم غيره؟.
- أبو عبد الله النَّوْفَلي. [انظر: 23].
قال النابلسي
(5)
: روى عن أحمد. انتهى.
قلت: لعله أحمد بن الخليل المتقدم.
584 - أبو عمر الصُّوفي
.
قال النابلسي
(6)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
585 - أبو ثابت المُشرف
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 284.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 284.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 284.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 284.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 285.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 285.
قال النابلسي
(1)
: نقل عن أحمد. انتهى.
- أبو بكر بن محمد بن زَنْجُوْيَهْ. [انظر: 441].
قال النابلسي
(2)
: نقل عن أحمد أشياء وسمع منه. انتهى.
قلت: لعله أبو بكر محمد المتقدم.
- أبو غالب ابن بنت معاوية بن عمرو. [انظر: 308].
قال النابلسي
(3)
: نقل عن أحمد أشياء. انتهى.
- أبو إسماعيل ابن أخت ابن المبارك. [انظر: 124].
ذكره النابلسي
(4)
فيمن روى عن أحمد. انتهى.
قلت: تقدم في إسماعيل.
- أبو بكر بن طريف الأعين. [انظر: 428].
ذكره النابلسي
(5)
فيمن روى عن أحمد. انتهى.
قلت: تقدم في محمد.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 285.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 285.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 286.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 286.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 286.
ذكر النساء
586 - ميمونة بنت الأقرع المتعبدة
.
قال النابلسي
(1)
: كتبت عن أحمد أشياء. وكان أحمد بن حنبل يترحم عليها. انتهى.
587 - خديجة، أم محمد
.
قال النابلسي
(2)
: حدثت عن يزيد بن هارون، وإسحاق بن يوسف الأزرق، وأبي النضر هاشم بن القاسم.
روى عنها: عبد الله بن أحمد بن حنبل، وروت عن أحمد أشياء. انتهى.
588 - مخة أخت بشر بن الحارث
.
قال النابلسي
(3)
: وكان له أخوات ثلاث، إحداهن هذه، والثانية مضغة، والثالثة زبدة، وكانت الثلاث مذكورات بالورع، ومضغة أكبرهن، أكبر من بشر، وكانت زبدة تكنى: أم علي، ولما ماتت مضغة توجع عليها بشر كثيرًا، فقيل له في ذلك فقال: كانت أنيستي في الدنيا، وقد قرأت في بعض الكتب: إذا قصر العبد في خدمة ربه سلبه أنيسه.
وروت مخة عن أحمد بن حنبل أشياء. انتهى.
وذكرها ابن الجوزي في "صفة الصفوة"
(4)
بترجمة حسنة منها: قرأت بخط أبي علي الراذاني قال: كانت مخة من بين أخوات بشر تقصد أحمد بن حنبل وتسأله عن
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 287.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 287.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 287.
(4)
صفة الصفوة: 2/ 525.
الورع والتقشف، وكان أحمد يعجب بمسائلها.
589 - عباسة بنت الفضل، زوجة الإِمام أحمد بن حنبل، وأم ابنه صالح
.
قال النابلسي
(1)
: كان أحمد يثني عليها، وسمعت منه أشياء، وماتت في حياته. انتهى.
590 - ريحانة، بنت عم أحمد بن حنبل، وزوجته، وأم ابنه عبد الله
.
قال النابلسي
(2)
: سمعت من أحمد بن حنبل أشياء. انتهى.
591 - حُسْن، جارية أحمد بن حنبل
.
قال النابلسي
(3)
: اشتراها أحمد، وقد ولدت منه أم علي زينب بنت أحمد بن حنبل، والحسن والحسين توأمين، وماتا بالقرب من ولادتهما، ثم ولدت الحسن ومحمدًا، فعاشا حتى صارا من السن إلى نحو أربعين سنة، ثم ولدت سعيدًا قبل موت أحمد بنحو خمسين يومًا، ونقلت حُسْن عن أحمد أشياء. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 289.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 289.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 290.
ذكر الحنابلة الذين تقدمت أسماؤهم وعدد جميع من روى عن أحمد
اعلم أنه لما كان الذين رووا عن أحمد فيهم من هو على مذهبه، وفيهم من ليس على مذهبه، أحببت تمييزهم بهذا الفصل المنفرد مجردين عن غيرهم دون ترجمة لأن تراجمهم قد تقدمت، تابعًا في ذلك العليمي في "طبقاته"، وقد ذكر أن عددهم مئة وثلاثة وثلاثون نفسًا.
وقال: إن هؤلاء كانوا على مذهب أحمد في الأصول والفروع، ونقل الفقه عنهم إلى من بعدهم حتى وصل إلينا، وكلهم من أصحاب أحمد ورووا عنه، فمنهم المقل ومنهم المكثر، وهم أيضًا متفاوتون في المنزلة عند أحمد والنقل عنه والضبط والحفظ وغير ذلك. انتهى.
قلت: الذين وجدتهم من الحنابلة مئة وثلاثون فقط، ولم أجد الثلاثة الذين ذكرهم، فمن وجدهم فليلحقهم هنا، ثم إني وجدت في زيادات ابن الجوزي أربعة، وبهم يكون المجموع مئة وأربع وثلاثون نفسًا.
أما عدد من روى عن أحمد من أهل مذهبه وغيرهم، فالذين ذكرهم النابلسي خمس مئة وسبعة وستون رجلًا، وزاد ابن الجوزي عليه ثمانية عشر رجلًا، وهم: أحمد بن حفص السعدي المذكور برقم 18، أحمد بن سعيد الترمذي 33، أحمد بن عبد الله القرشي 45، أحمد بن علي بن المثنى أبو يعلى 53، أحمد بن أبي يحيى 91، القاسم بن الحارث المروزي 372، القاسم بن يونس الحمصي 377، محمد بن إبراهيم بن زياد 383، محمد بن إبراهيم الأشاي 390، محمد بن إسماعيل الصائغ 399، محمد بن الجنيد 410، محمد بن زنجويه 421، محمد بن عبد الله بن مهران 434، محمد بن عبد الوهاب 443، محمد بن عبد الجبار 444، محمد بن المطهر المصيصي 473، محمد بن أبي عبدة 490، منصور بن خالد الأسدي 501.
فهؤلاء الثمانية عشر قد استدركهم ابن الجوزي، فذكرهم فيمن روى عن أحمد، وبذلك صار جميع من روى عن أحمد فيما ذكره النابلسي وابن الجوزي خمس مئة وخمسة وثمانين رجلًا.
ثم إني زدت أنا على النابلسي وابن الجوزي عشرة رجال لم يذكراهم فيمن روى عن أحمد، فاستدركت ذلك عليهما، وهم: إسماعيل بن أبان المذكور برقم 126، وأحمد بن الحجاج الزاغوني 12، أحمد بن علي الأنصاري 50، الحسن بن إسحاق 184، الحسن بن إدريس العسكري 185، حمدان بن الهيثم 207، عبد الله بن الحارث الصنعاني 270، علي بن الحسن الطرسوسي 314، محمد بن العباس الكابلي 451، محمد بن وضاح 472.
وبذلك يكون جميع من روى عن أحمد فيما ذكره النابلسي وما زاد عليه ابن الجوزي وما زدته عليهما خمسة وتسعين رجلًا وخمس مئة رجل، أي ست مئة رجل إلا خمسة رجال، فمن وجد غير ذلك فليلحقه.
أما الحنابلة منهم فهم أحمد بن جعفر الوكيعي المتوفى سنة 215، أحمد بن الحكم الأحول المتوفى سنة 223، أحمد بن نصر الخزاعي المتوفى سنة 231، عبيد الله بن سعيد السرخسي المتوفى سنة 241، أحمد بن الحسن الترمذي المتوفى سنة 245، هارون بن عبد الله الحمال المتوفى سنة 243، أحمد بن منيع البغوي المتوفى سنة 244، أحمد بن حميد المشكاني أبو طالب المتوفى 244، عصمة بن أبي عصمة المتوفى 244، أحمد بن إبراهيم الدورقي المتوفى سنة 246، يعقوب بن إبراهيم الدورقي المتوفى سنة 252، أحمد بن صالح المصري المتوفى سنة 248، الحسن بن الصباح المتوفى سنة 249، هارون بن سفيان المستملي المتوفى 249، إسحاق بن منصور الكوسج المتوفى سنة 251، عبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق المتوفى سنة 251، زياد بن أيوب دلويه المتوفى سنة 252، إسحاق بن حنبل عمَّ الإمام أحمد المتوفى سنة 253، يوسف بن موسى بن راشد المتوفى سنة 253، محمد صاعقة المتوفى سنة 255، عبد الله بن محمد فوران المتوفى سنة 256،
الحسن بن عبد العزيز الوزير المتوفى سنة 257، أحمد بن الفرات الضبي المتوفى سنة 258، إسحاق بن إبراهيم البغوي المتوفى سنة 259، أيوب بن إسحاق أخو يحيى المتوفى سنة 260، أحمد بن محمد أبو بكر الأثرم المتوفى سنة 261، خطاب بن بشر المتوفى سنة 264، عبيد الله بن عبد الكريم، أبو زرعة الرازي المتوفى سنة 264، أحمد بن منصور الرمادي المتوفى سنة 265، إبراهيم بن هانئ المتوفى سنة 265، أو 275، صالح بن أحمد بن حنبل المتوفى سنة 266، عبد الله بن أحمد بن حنبل المتوفى سنة 290، الحسن بن ثواب المتوفى سنة 268، محمد بن إبراهيم البوشنجي المتوفى سنة 290، إسماعيل العجلي أبو النظر المتوفى سنة 270، العباس بن محمد الدوري المتوفى سنة 271، محمد بن حبيب البزاز المتوفى سنة 271، محمد بن علي بن مهران الجرجاني المتوفى سنة 272، أحمد بن سعيد الزهري المتوفى سنة 273، أحمد بن محمد بن واصل المقري المتوفى سنة 273، حنبل بن إسحاق ابن عم أحمد بن حنبل المتوفى سنة 273، عبد الملك بن عبد الحميد الميموني المتوفى سنة 274، أحمد بن محمد أبو بكر المروذي المتوفى سنة 275، إسحاق بن إبراهيم بن هانئ المتوفى سنة 275، أحمد بن ملاعب المتوفى سنة 275، أحمد بن بشر الطيالسي المتوفى سنة 275، سليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني المتوفى سنة 275، أحمد بن يحيى الحلواني المتوفى سنة 296، محمد بن عبد الله مطين المتوفى سنة 297، محمد بن حماد صاحب خلف المتوفى سنة 277، أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي المتوفى سنة 277، عبد الكريم بن الهيثم المتوفى سنة 278، أحمد بن أبي خيثمة المتوفى سنة 279، جعفر بن محمد الصائغ المتوفى سنة 279، عبد الرحمن بن عمرو أبو زرعة الدمشقي المتوفى سنة 281، محمد بن إسماعيل الترمذي المتوفى سنة 280، عبد الله بن محمد أبو بكر ابن أبي الدنيا المتوفى سنة 281، أحمد بن بدر المغازلي المتوفى سنة 282، محمد بن ماهان المتوفى سنة 284، إسحاق بن الحسن الحربي المتوفى سنة 284، أحمد بن أصرم بن خزيمة المتوفى سنة 285، زكريا بن يحيى الناقد محمد بن بشر أخو خطاب المتوفى سنة 285، بشر بن موسى الأسدي المتوفى سنة 288،
أحمد بن يحيى ثعلب المتوفى سنة 251، أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة المتوفى سنة 293، موسى بن هارون الحمال المتوفى سنة 294، إبراهيم بن هاشم البغوي المتوفى سنة 297، أحمد بن محمد البراثي المتوفى سنة 300، محمد بن داود بن صبيح المصيصي، محمد بن عبد العزيز الأبيوردي، محمد بن موسى بن مشيش، محمد بن موسى النهرتيري المتوفى سنة 289، محمد بن يحيى الكحال، محمد بن يزيد المستملي، محمد بن إبراهيم اللوني، أحمد بن سعيد الدارمي المتوفى سنة 253، أحمد بن صالح بن أحمد بن حنبل، أحمد بن محمد بن خالد النوراني، أحمد بن القاسم صاحب أبي عبيد، أحمد بن محمد المزني، أحمد بن محمد أبو الحارث الصائغ، أحمد بن محمد بن عبد ربه، أحمد بن محمد بن يحيى الكحال، أحمد بن نصر الخفاف، أحمد بن هاشم الأنطاكي، أحمد بن أبي عبدة، إبراهيم بن الحارث الطرسوسي، إبراهيم بن زياد الصائغ، إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن مهران، إبراهيم بن محمد بن الحارث الأصبهاني، إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني المتوفى سنة 295، إسماعيل بن سعيد الشالنجي المتوفى سنة 234، إسحاق بن الجراح الأذني، بكر بن محمد النسائي، جعفر بن محمد النسائي، الحسن بن زياد، الحسن بن علي الإِسكافي، الحسن بن محمد الأنماطي، الحسين بن إسحاق، الخرقي حرب بن إسماعيل المتوفى سنة 280، حبيش بن سندي سلمة بن شبيب المتوفى سنة 247، سندي الخواتيمي، أبو بكر طاهر بن محمد الحلبي، عبيد الله بن أحمد بن عبيد الله بن أخي الإِمام عبيد الله بن محمد المروزي، عبد الرحمن بن الفضل المتطبب، علي بن أحمد الأنماطي، علي بن أحمد بن بنت معاوية، علي بن الحسن المصري، علي بن الحسن بن زياد، علي بن سعيد النسوي، علي بن عبد الصمد الطيالسي المتوفى سنة 289، عبدوس بن مالك العطاء، الفضل بن زياد القطان، الفرج بن الصباح البُرْزاطي، موسى بن عيسى الجصاص، ميمون بن الأصبغ مثنى بن جامع الأنباري، مُهنَّأ بن يحيى الشامي. يحيى بن زكريا المروزي، يحيى بن يزداد أبو الصقر، يعقوب بن إسحاق بن بختان المتوفى سنة 277، يعقوب بن العباس الهاشمي، يوسف بن موسى العطار الحربي، زياد بن يحيى بن
عبد الملك بن مروان، إبراهيم بن إسحاق السراج المتوفى سنة 303، محمد بن الحسن بن هارون بن بدينا المتوفى سنة 308، عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن منيع المتوفى سنة 317.
هذا آخر ما وجدت من الحنابلة الذين ذكرهم العليمي، وقد ذكر أن عدد الحنابلة مئة وثلاثة وثلاثون رجلًا، ولكني لم أجد غير من ذكرت وعددهم مئة وثلاثون فقط، وقد ذكر ابن الجوزي فيما زاد على ما ذكر أربعة، وهم: إبراهيم بن إسحاق الحربي المتوفى سنة 285، إسماعيل بن إسحاق السراج المتوفى سنة 293، إسماعيل بن يوسف الديلمي، زكريا بن يحيى الناقد، وقد ذكرتهم فيمن ذكرت، وبذلك تم مجموع من ذكرنا أربعة وثلاثون ومئة رجل، والله أعلم.
ذكر من لم يرو عن أحمد وإنما روى عن أصحابه:
فيكون عداده في الطبقة الثانية، لكن تقدمت وفاته فتوفي في القرن الثالث، وسأذكرهم قبل ابتدائي في القرن الرابع لكي أبتدئ بوفيات القرن الرابع إن شاء الله تعالى، لأني سأترك ترتيب النابلسي على الأسماء من هذا القرن.
فأقول: لم أجد من توفي في هذا القرن - أعني الثالث - ممن لم ير أحمد وروى عن أصحابه سوى:
592 - (ت 299 هـ): الحسين بن عبد الله بن أحمد أبو علي الخرقي
.
قال النابلسي
(1)
: هو والد أبي القاسم، صحب جماعة من أصحاب أحمد بن حنبل، منهم حرب، وأكثر صحبة المروذي، وكان يدعى خليفة المروذي.
حدث عن: أبي عمر، والدوري المقرئ، وعمر بن علي البصري، والمنذر بن الوليد الجارودي الكوفي، ومحمد بن مرداس الأنصاري، وغيرهم.
روى عنه: ابنه أبو القاسم، وأبو بكر الشافعي، وأبو علي الصواف، وأبو مزاحم موسى بن عبيد الله الخاقاني، وأبو بكر عبد العزيز، وغيرهم.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 309.
قال ابن مهدي: كان رجلًا صالحًا، وكتب الناس عنه، وكان قد صلى عيد الفطر فانصرف إلى أهله، فتغدى، فنام، فوجده أهله ميتًا سنة تسع وتسعين ومئتين يوم الخميس، ودفن بالقرب من قبر أحمد بن حنبل. انتهى.
مبدأ القرن الرابع على الوفيات
593 - (ت 303 هـ): زهير بن صالح بن أحمد بن حنبل
.
قال النابلسي
(1)
: حدث عن جماعة، منهم: والده صالح، وسئل الدارقطني عنه، فقال: حدث وهو ثقة. روى عنه جماعة منهم ابن أخيه محمد بن أحمد بن صالح، وأبو بكر النجاد، وأبو بكر الخلال. وتوفي سنة ثلاث وثلاث مئة انتهى.
وذكره ابن الشطي
(2)
في مختصره بنحو ما هنا.
- (ت 303 هـ): إبراهيم بن إسحاق السراج الحنبلي. [انظر: 92].
قد تقدمت ترجمته فيمن روى عن أحمد فأغنى عن الإِعادة، فراجعه هناك، وإنما ذكرته هنا وإن كان من الطبقة الأولى إشارة إلى تأخر وفاته إلى هذه السنة أعني: سنة ثلاث وثلاث مئة.
594 - (ت 305 هـ): أحمد بن الحجاج، أبو العباس السَّنوط البَزَّاز الحنبلي
.
قال النابلسي
(3)
: كانت عنده مسائل الفضل بن زياد القطان لأحمد بن حنبل، سمعها من الفضل، وتوفي يوم الأحد لثمانٍ خلون من شهر رمضان، سنة خمس وثلاث مئة. انتهى.
- (ت 308 هـ): محمد بن الحسن بن هارون بن بَدِيْنَا الحَنْبلي. [انظر: 407].
قد تقدمت ترجمته فيمن روى عن أحمد، وإنما ذكرته هنا إشارة إلى تأخر وفاته
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 312.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 27.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 293.
إلى هذه السنة، أعني سنة ثمانٍ وثلاث مئة.
595 - (ت 311 هـ): أحمد بن محمد بن هارون، أبو بكر، المعروف بالخلال
.
قال النابلسي
(1)
: له الكتب الدائرة، والتفاسير السائرة، سمع الحسن بن عرفة، وسعدان بن نصر، وأبا بكر المَرُّوذِي، ومحمد بن عوف الحمصي، ومن في طبقتهم، ومن بعدهم، وصحب أبا بكر المَرُّوذِي إلى أن مات، وسمع من جماعة من أصحاب أحمد مسائلهم لأحمد، منهم صالح وعبد الله ابنا أحمد بن حنبل، وإبراهيم الحربي، والميموني، وبدر المغازلي وغيرهم ممن يشق إحصاؤهم، ورحل إلى أقاصي البلاد في جمع مسائل أحمد بن حنبل، وكان شيوخ المذهب يشهدون له بالتقدم والفضل، حدث عنه جماعة منهم أبو بكر عبد العزيز، ومحمد بن المظفر الحافظ، والحسن بن يوسف الصيرفي، وكانت حلقته بجامع المهدي.
توفي يوم الجمعة ليومين خليا من ربيع الآخر، سنة إحدى عشرة وثلاث مئة، ودفن إلى جنب قبر المَرُّوذِي عند رِجل أحمد بن حنبل. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
في "الشذرات"، وابن الشطي
(3)
، والبدراني
(4)
، وغيرهم.
وله مصنفات جليلة عدَّ النابلسي منها ثمانية، وهي كتاب "الجامع لعلوم أحمد". وهو كبير جليل القدر، وكتاب "العلل" في عدة أسفار، وكتاب "السنّة" ثلاث مجلدات كبار، وكتاب "الطبقات"، وكتاب "العلم"، و"تفسير الغريب"، و"الأدب"، و"أخلاق أحمد"، وغير ذلك.
596 - (ت 313 هـ): علي بن محمد بن بشار، أبو الحسن الزَّاهد الحنبلي، العارف
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 295.
(2)
شذرات الذهب: 2/ 261.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 28.
(4)
المدخل إلى مذهب الإِمام أحمد: 411.
قال النابلسي
(1)
: حدث عن أبي بكر المَرُّوذي، وصالح بن أحمد، وغيرهما.
وروى عنه: أبو الحسن أحمد بن مِقْسَم المقرئ، وعلي بن محمد بن جعفر البجلي، وعلي بن أحمد بن ميمونة الحلواني المؤدب، وأبو علي النجاد، وغيرهم.
وكان شيوخ المذهب يقصدونه ويعظمونه كالبَرْبَهاري، وأبي بكر الخلال، وأبي بكر عبد العزيز، وكان من العباد الزهاد، له مناقب ومآثر يطول شرحها، تركتها خوف الإِطالة. توفي لتسعٍ خلون من شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وثلاث مئة، ودفن بالعقبة قريبًا من النجمي. انتهى المراد منه.
وقال ابن العماد
(2)
: هو أبو صالح البغدادي شيخ الحنابلة الزاهد، قال أبو عبد الله الفقيه: إذا رأيتَ العبد يحب أبا الحسن بن بشار، وأبا محمد البَرْبَهاري، فاعلم أنه صاحب سنة. وكان ابن بشار يقول: أعرف رجلًا منذ ثلاثين سنة يَشتهي أن يَشتهي ليتركَ لله ما يشتهي، فلا يجد شيئًا يشتهي.
وذكر له ابن العماد أيضًا ترجمة حافلة جدًا، وهو رجل جليل مشهور، فلا حاجة إلى التطويل في ترجمته. والله أعلم.
597 - (ت 316 هـ): عبد الله بن سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن أبي داود السجستاني، أبو بكر الحنبلي
.
رحل به أبوه من بلاد سجستان، فطوَّف به شرقًا وغربًا وأسمعه من علماء ذلك الوقت، فسمع بخراسان والجبال وأصبهان، وفارس والبصرة، وبغداد، والكوفة، والمدينة، ومكة، والشام، والجزيرة، ومصر والثغور، واستوطن بغداد، وكان فهمًا عالمًا حافظًا، حدث عن علي بن خشرم المَرْوزي، وأبي داود بن مَعْبد السِّنْجِي، وسلمة بن شبيب، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن الأزهر النيسابوري، وإسحاق بن منصور الكوسج، وغيرهم ممن لا يمكن إحصاؤهم إلا بطول.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 320.
(2)
شذرات الذهب: 2/ 267.
روى عنه: أبو بكر بن مجاهد المقرئ، وعبد الباقي بن قانع، ودعلج، وأبو بكر الشافعي، والدارقطني، وغيرهم من تلك الطبقة، وخرج إلى سجستان فاجتمع إليه أصحاب الحديث وسألوه أن يحدثهم فأبى، وقال: ليس معي كتاب، فقيل له: ابن أبي داود وكتاب؟! فأثاروه، فأملى عليهم ثلاثين ألف حديث من حفظه، فخطأه الحفاظ في ستة أحاديث، ثلاثة حدث بها كما حفظها، وثلاثة أخطأ فيها.
ولد سنة ثلاثين ومئتين، وتوفي لاثنتي عشرة خلت من ذي الحجة، سنة ست عشرة وثلاث مئة، ودفن في مقبرة باب البستان، وصُلي عليه ثمانين مرة، صلى عليه زهاء ثلاث مئة ألف إنسان أو أكثر. انتهى المراد من كلام النابلسي.
وقال الذهبي في "المغني"
(1)
: إنه ثقة، كذبه أبوه في غير الحديث.
وذكره أيضًا في "الميزان"
(2)
فقال: هو أحد الحفاظ الثقة، صاحب التصانيف، وثَّقه الدارقطني، فقال: ثقة، إلا أنه كثير الخطأ في الكلام على الحديث. وذكره ابن عدي، فقال: لولا ما شرطنا لما ذكرته، إلى أن قال: وهو معروف بالطلب، وعامة ما كتب مع أبيه هو مقبول عند أصحاب الحديث، وأما كلام أبيه فيه فما أدري أيش تبين له منه. قال أبو داود: ابني عبد الله كذاب. وقال أبو داود أيضًا: من البلاء أن ابني عبد الله يطلب القضاء. وقال إبراهيم الأصبهاني: أبو بكر بن أبي داود كذاب. وقال الخلال: أبو بكر ابن أبي داود أحفظ من أبيه أبي داود. وروى ابن شاهين عن أبي بكر ابن أبي داود أنه كتب في شهر عن أبي سعيد الأشج ثلاثين ألف حديث. وقال أبو بكر النّقاش: سمعت أبا بكر ابن أبي داود يقول: إن "تفسيره" فيه مئة ألف وعشرون ألف حديث. وقال صالح بن أحمد: الحافظ أبو بكر ابن أبي داود إمام العراق، كان في وقته ببغداد مشايخ أسند منه، ولم يبلغوا في الإِصابة والإِتقان ما بلغ.
(1)
المغني: 314.
(2)
ميزان الاعتدال: 2/ 433.
قال الذهبي: كان أبو بكر ابن أبي داود من كبار الأئمة الأعلام، وإنما ذكرته لأنزهه. انتهى من ترجمة طويلة جدًا.
وقال الحافظ ابن حجر في "اللسان"
(1)
: قال الخليلي: هو حافظ، إمام وقته، عالم متفق عليه، احتج به من صنف الصحيح أبو علي النيسابوري وأبو حمزة الأصبهاني، وكان يقال: أئمة ثلاثة في زمن واحد: ابن أبي داود، وابن خزيمة، وابن أبي حاتم، رحمهم الله تعالى. انتهى المراد منه.
أما مصنفاته فذكر النابلسي منها: "المسند" في الحديث، و"السنن" في الحديث، و"التفسير"، و"القرآات"، و"الناسخ والمنسوخ".
قلت: وله غير ذلك منها: "شريعة التفسير"، "فضائل القرآن"، "كيفية البعث والنشور"، كتاب "المصابيح" في الحديث، كتاب "المصاحف"، كتاب "نظم القرآن"، "القصيدة الحائية" في عقيدة أهل السنّة، وغير ذلك.
- (ت 317 هـ): عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ابن بنت أحمد بن منيع البغوي. [انظر: 263].
تقدمت ترجمته في الطبقة الأولى فيمن روى عن أحمد، وإنما ذكرته هنا إشارة إلى تأخر وفاته إلى هذه السنة، أعني سنة سبع عشرة وثلاث مئة.
598 - (ت 318 هـ): جعفر بن محمد بن يعقوب، أبو الفضل الصَّنْدَلي الحنبلي
.
قال النابلسي
(2)
: سمع إبراهيم بن مبشر الكاتب، وإسحاق بن إبراهيم البغوي، والحسن بن محمد الزعفراني، وعلي بن حرب الطائي، ومحمد بن إسماعيل الحسباني، وصحب من أصحاب أحمد: الفضلَ بن زياد، وخطاب بن بشر، وغيرهما.
(1)
لسان الميزان: 3/ 293.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 298.
وحدث عنه: عبد العزيز بن جعفر الخرقي، وأبو عمرو ابن حَيُّويه، ويوسف القواس.
وذكره الخطيب فقال: ثقة، صالح دَيِّن، سكن باب الشعير، وكان يقال: إنه من الأبدال. قال ابن قانع: توفي سنة ثمان عشرة وثلاث مئة. انتهى المراد منه.
599 - (ت 320 هـ): محمد بن حمدان بن حماد، أبو بكر الصيدلاني الحنبلي
.
قال النابلسي
(1)
: سمع أبا بكر المَرُّوذِي، وأحمد بن المقدام العجلي، وفضل بن يعقوب الرُّخامي، وعبد الله بن روح المديني.
روى عنه: محمد بن خلف بن حيَّان الخلال، ومحمد بن المظفر، وأبو القاسم بن النحاس المقرئ، وأبو عمرو ابن حَيّويه.
وذكره الخطيب فقال: ثقة، يتفقه على مذهب أحمد بن حنبل. وقال أبو بكر الخلال: هو حنبلي ثقة، مات سنة عشرين وثلاث مئة. انتهى.
600 - (ت 325 هـ): جعفر بن محمد بن أحمد بن الوليد القَافلاني الحنبلي، أبو الفضل
.
قال النابلسي
(2)
: حدث عن محمد بن إسحاق الصاغاني، وعلي بن داود القنطري، وأحمد بن الوليد الفحام، وعيسى بن محمد الإِسكافي، وعبد الله بن روح المدائني، وأحمد بن أبي خيثمة، في آخرين.
ووثقه يوسف بن عمر القواس وروى عنه، وتوفي سنة خمس وعشرين وثلاث مئة. انتهى.
601 - (ت 327 هـ): عبد الرحمن بن محمد بن إدريس الرَّازي
، أبو محمد
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 326.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 298.
الإِمام ابن الإِمام الحافظ أبي حاتم الرَّازي الحنبلي.
قال النابلسي
(1)
: سمع صالح بن أحمد، وأبا زُرْعة، وأباه، وأحمد بن سنان القطان، وأحمد بن منصور الرَّمادي، ويونس بن حبيب الأصبهاني، وغيرهم. ورحل في طلب الحديث إلى البلاد مع أبيه، وبعده، وصنف التصانيف.
قال أبو يعلى الخليلي: أخذ علم أبيه وعلم أبي زرعة، وكان بحرًا في العلوم ومعرفة الرجال، صنف في الفقه واختلاف الصحابة والتابعين، وكان زاهدًا يُعدُّ من الأبدال. وقال أبو الوليد الباجي: هو ثقة حافظ. وقال صالح بن أحمد الهمداني: كان إمام زمانه ونسيج وحده وأوحد عصره، فما خلف بعده مثله معرفةً وعلمًا وصيانةً وورعًا وديانة. قال أبو الشيخ: توفي سنة سبع وعشرين وثلاث مئة. انتهى.
وقال الذهبي في "الميزان"
(2)
: هو الحافظ الثبت ابن الحافظ الثبت، وكان ممن جمع له الرواية ومعرفة الفن، ولولا أبو الفضل السليماني ما ذكرته، فبئس ما صنع، فإنه قال: ذكر أسامي الشيعة من المحدثين الذين يقدمون عليًا على عثمان: الأعمش، النعمان بن ثابت، شعبة بن الحجاج، عبد الرزاق، عبيد الله بن موسى، عبد الرحمن بن أبي حاتم. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(3)
، وابن العماد
(4)
، وياقوت
(5)
، وغيرهم، وله مصنفات ذكر النابلسي منها: كتاب "السنّة"، "تفسير القرآن"، "الرد على الجهمية"، "فضائل الإِمام أحمد" كتاب "الجرح والتعديل" فيه فوائد جمة عدة مجلدات، وله غير ما ذكره النابلسي "فوائد الرَّازيين"، "الفوائد الكبرى"، كتاب "الزهد"، كتاب "العلل" المرتب
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 318.
(2)
ميزان الاعتدال: 2/ 587 - 588.
(3)
مناقب الإِمام أحمد: 619.
(4)
شذرات الذهب: 2/ 308 - 309.
(5)
معجم البلدان: 3/ 120.
على أبواب الفقه، كتاب "الكنى"، كتاب "المسائل"، كتاب "المسند" في الحديث ألف جزء، "مناقب الإِمام الشافعي".
602 - (ت 327 هـ): أحمد بن محمد بن إسماعيل الآدمي المقرئ أبو بكر الحنبلي
.
قال النابلسي
(1)
: حدث عن الفضل بن زياد القطان صاحب أحمد بن حنبل، وسمع محمد بن إسماعيل الحسباني، والحسن بن عرفة، والسري بن عاصم، وفضل بن سهل، وأبا يوسف الفلوسي.
روى عنه: الدارقطني، وابن شاهين، ويوسف بن عمر القواس. قال الدارقطني: هو الشيخ الصالح، ولد في المحرم سنة سبع وثلاثين ومئتين، وتوفي يوم الأربعاء لعشرٍ بقين من ربيع الآخر سنة سبع وعشرين وثلاث مئة. انتهى.
وقال ابن الجزري في "الغاية"
(2)
وقال: يعرف بالحمزي، لأنه كان عارفًا بحروف حمزة، وهو مقرئ حاذق متقن ثقة. انتهى المراد منه.
603 - (ت 328 هـ): محمد بن القاسم بن بشار، أبو بكر ابن الأنباري النحوي الحنبلي
.
قال النابلسي
(3)
: كان من أعلم الناس بالنحو والأدب، وأكثرهم حفظًا له، سمع من إسماعيل بن إسحاق القاضي، وأحمد بن الهيثم بن خالد البَزّار، وإبراهيم الحربي. وكان صدوقًا فاضلًا دينًا خيرًا من أهل السنّة، وصنف كتبًا كثيرة في علوم القرآن، والمشكل، والوقف والابتداء، والرد على من خالف مصحف العامة، وغريب الحديث، وغير ذلك.
روى عنه: أبو عمر ابن حيويه، والدارقطني، وابن سويد، وابن بطة، وكُتب
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 297.
(2)
غاية النهاية: 1/ 106.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 327.
عنه ووالده حي، وكان يملي في ناحية المسجد ووالده في ناحية أخرى.
قال أبو علي القالي: كان يحفظ فيما ذكر ثلاث مئة ألف بيت شاهد في القرآن الكريم. وقال: كنت أحفظ ثلاثة عشر صندوقًا.
وكان أحفظ الناس للغةٍ وشعر ونحو وتفسير قرآن، قيل: كان يحفظ عشرين ومئة تفسير من تفاسير القرآن بأسانيدها.
توفي ليلة النحر من ذي الحجة سنة ثمان وعشرين وثلاث مئة، ومولده سنة إحدى وسبعين ومئتين. انتهى المراد منه.
وقال ابن الجزري في "الغاية":
(1)
هو الأستاذ الكبير والإِمام الشهير، قال أبو علي القالي: كان ثقة صدوقًا، وكان أحفظ من تقدم من الكوفيين. وقال حمزة بن محمد بن طاهر: كان زاهدًا متواضعًا. وقال الداني: هو إمام في صناعته، مع براعة فهمه وسعة علمه وصدق لهجته. وقال أبو علي التنوخي: كان ابن الأنباري يملي من حفظه، ما أملى قط من دفتر.
وحكى الدارقطني أنه حضره في مجلس يوم جمعة فصحَّف اسمًا قال: فأعظمت له أن يُحمل عنه وَهَمٌ، وهِبْتُه، فلما انقضى المجلس عرَّفتُ مستمليه، فلما حضرتِ الجمعة الثانية قال ابن الأنباري للمستملي: عرف الجماعة أننا قد صحفنا الاسم الفلاني، ونبهنا ذلك الشاب على الصواب.
وقال أبو الحسن العروضي: كان ابن الأنباري يتردد إلى أولاد الراضي بالله، فسألته جارية عن تعبير رؤيا، فقال: أنا حاقن، ومضى وجاء من الغد وقد صار عابرًا، مضى من يومه فدرس كتاب الكِرْمَاني. وحكى جعفر بن معاذ: أنه كان عنده في الجامع، فسأله إنسان عن معنى آية، فقال: فيها عشرة أوجه، فقال: هات ما حضر منها؟ فقال: كلها حاضرة. انتهى المراد من تلك الترجمة الحافلة.
(1)
غاية النهاية: 2/ 230.
وقد ذكره ابن العماد
(1)
وغيره، فترجمته مشهورة جدًا.
أما مصنفاته فقال النابلسي: أما كتاب "غريب الحديث" خمس وأربعون ألف ورقة، وكتاب "الأضداد" كبير جدًا، وكتاب "المشكل" بلغ فيه إلى سورة طه ولم يتمه، و"الجاهليات" سبع مئة ورقة، و"المذكر والمؤنث" ما عمل أحد أتمَّ منه، وعمل "رسالة المشكل" ردًا على ابن قتيبة وأبي حاتم السجستاني ونقضًا لقولهما.
وله مصنفات غير ما ذكر النابلسي، منها:"أدب الكاتب"، "الضد في اللغة"، "لغات القطع والوصل""الأمالي"، "الإِيضاح" في الوقف والابتداء، "تفسير الصحابة"، "الزاهر في معاني الكلام الذي يستعمله الناس""السبع الطوال"، "شرح شعر الأعشى والنابغة وزهير"، "شرح الكافي" في ألف ورقة، "شرح المفضليات"، "ضمائر القراءات"، "الكافي في النحو"، كتاب "اللامات"، "المقصور والممدود"، "الواضح" في النحو الكبير، كتاب "الهاءات" كتاب "الهجاء"، "الموضح" في النحو، وغير ذلك.
604 - (ت 329 هـ): الحسن بن علي بن خلف، أبو محمد البَرْبَهاري الحنبلي
.
قال النابلسي
(2)
: هو شيخ الطائفة في وقته، ومتقدمها في الإِنكار على أهل البدع والمباينة لهم باليد واللسان، وكان أحد الأئمة العارفين الحفاظ للأصول المتقنين والثقات الماهرين المأمونين، له صيت عند السلطان، وقدم عند الأصحاب، صحب جماعة من أصحاب أحمد، منهم المَرُّوذِي، وصحب سهلًا التُّسْتَري، وصنف مصنفات منها "شرح السنّة"، وخلف أبوه تسعين ألف درهمًا فتركها تنزهًا.
توفي في رجب سنة تسع وعشرين وثلاث مئة. انتهى المراد منه.
(1)
شذرات الذهب: 2/ 315 - 316.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 299.
وقال ابن العماد
(1)
: هو القدوة الفقيه، شيخ الحنابلة بالعراق قالًا وحالًا، وكان له صيت عظيم وحرمة تامة، أخذ عن المَرُّوذِي، وصحب سهل التستري، وصنف التصانيف وكان المخالفون يغلظون قلب الدولة عليه، فقبض على جماعة من أصحابه، واستتر هو في سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة. قاله في "العبر"
(2)
.
وقال القاضي ابن أبي يعلى
(3)
وقد ذكر ما تقدم: قال البَرْبَهاري في "شرح السنّة": احذر صغار المحدثات من الأمور، فإن صغار البدع تعود حتى تصير كبارًا، وكذلك كل بدعة أحدثت في هذه الأمة كان أولها صغيرًا، يشبه الحق، فاغتر بذلك من دخل فيها، ثم لم يستطع المخرج منها، فعظمت وصارت دِينًا يُدان بها، يخالف الصراط المستقيم، وخرج من الإِسلام، فانظر رحمك الله كل من سمعت كلامه من أهل زمانك خاصة، فلا تعجلن، ولا تدخلن في شيء منه حتى تسأل وتنظر: هل تكلم فيه أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد من العلماء، فإن أصبت فيه أثرًا عنهم فتمسك به، ولا تجاوزه بشيء، ولا تختر عليه شيئًا فتسقط في النار. واعلم رحمك الله أنه لا يتم إسلام عبد حتى يكون متبعًا مصدقًا مسلمًا، فمن زعم أنه قد بقي شيء من أمر الإِسلام لم يكفناه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كذبهم، وكفى بهذا فرقة وطعنًا عليهم، فهو مبتدع ضال مضل، محدث في الإِسلام ما ليس فيه. واعلم أن الكلام في الربِّ تعالى مُحْدَث، وهو بدعة وضلالة، لا يتكلم في الرب تعالى إلا بما وصف به نفسه في القرآن، وما بيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه إلى آخر ما نقل عنه هناك.
ثم قال: وكانت له مجاهدات ومقامات في الدين كثيرة، وكان المخالفون يغلّظون قلب السلطان عليه، ففي سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة تقدم ابن مقلة بالقبض عليه فاستتر، وقبض على جماعة من كبار أصحابه وحملوا إلى البصرة، فعاقب الله ابن مقلة على فعله ذلك بأن سخط عليه القاهر، ووقع له ما وقع، ثم تفضل
(1)
شذرات الذهب: 2/ 319 - 323.
(2)
العبر: 2/ 216 - 217.
(3)
طبقات الحنابلة: 2/ 18 - 45.
الله عز وجل وأعاد البربهاري إلى حشمته وزادت، حتى إنه لما توفي أبو عبد الله بن عرفة المعروف بنفطويه وحضر جنازته أماثل أبناء الدنيا والدين، كان المقدم على جماعتهم في الإِمامة البربهاري، وذلك في شهر صفر سنة ثلاث وعشرين وثلاث مئة في خلافة الراضي، وفي هذه السنة زادت حشمة البَرْبهاري، وعلت كلمته، وظهر أصحابه، وانتشروا في الإِنكار على المبتدعة، فبلغنا أن البَرْبَهاري اجتاز بالجانب الغربي فعطس فشمته أصحابه، فارتفعت ضجتهم حتى سمعها الخليفة، ولم تزل المبتدعة يوغرون قلب الراضي على البربهاري، حتى نودي في بغداد أن لا يجتمع من أصحاب البربهاري نفسان، فاستتر وتوقى في الاستتار. انتهى المراد من ترجمته الحافلة هناك.
605 - (ت 330 هـ): مفلح بن عبد الله، أبو صالح، المتعبد الحنبلي
.
ذكره ابن كثير في "تاريخه"
(1)
، وقال: هو واقف مسجد أبي صالح، ظاهر باب شرقي من دمشق، وإليه ينسب ذلك المسجد، صحب الشيخ أبا بكر بن سعيد حمدونة الدمشقي وتأدب به، وروى عنه الموحد بن إسحاق بن البري، وأبو الحسن علي بن العجة قيم المسجد، وأبو بكر بن داود الدِّينوري الدقي، روى الحافظ ابن عساكر من طريق الدقي عن الشيخ أبي صالح، ومن كلام أبي صالح هذا: الدنيا حرام على القلوب، حلال على النفوس، لأن كل شيء يحل لك أن تنظر إليه بعيني رأسك يحرم عليك أن تنظر إليه بعيني قلبك. إلى أن قال ابن كثير: ولأبي صالح هذا مناقب كثيرة، توفي في جمادى الأولى، سنة ثلاثين وثلاث مئة. انتهى ملخصًا.
606 - (ت 330 هـ): محمد بن أحمد بن صالح بن أحمد بن حنبل الحنبلي، أبو جعفر
.
قال النابلسي
(2)
: حدث عن عم أبيه عبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبيه أحمد بن صالح، وعمه زهير بن صالح، وعمر بن مرداس الدَّوْرَقي، وإبراهيم بن سعدان
(1)
البداية والنهاية: 11/ 204 - 205.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 324.
الأصبهاني في آخرين. روى عنه جماعة منهم: أبو القاسم عبد الله بن إبراهيم، ومحمد بن إسماعيل الورَّاق، والدارقطني، وتوفي سنة ثلاثين وثلاث مئة. انتهى.
وذكره الخطيب البغدادي في "تاريخه"
(1)
بنحوه.
607 - (ت 331 هـ): محمد بن مخلد بن حفص، أبو عبد الله الدُّوري العطَّار، الخطيب الحنبلي
.
قال النابلسي
(2)
: صحب جماعة من أصحاب أحمد وحدث عنهم، منهم: صالح بن أحمد بن حنبل، وأبو داود السجستاني، وأبو بكر المرُّوذي، وزكريا بن يحيى الناقد، وغيرهم. وسمع: أبا السائب مسلم بن جنادة، ويعقوب الدَّوْرَقي، والفضل بن يعقوب الرُّخامي، وعليًا ومحمدًا ابني اشكاب، ومحمد بن عثمان بن كرامة، والحسن بن عرفة، ومسلم بن الحجاج، في آخرين.
حدث عنه: ابن بطة، ومحمد بن الحسين الآجري، وأبو العباس بن عقدة، والدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، ومن في طبقتهم وبعدهم. وذكره أبو بكر الخطيب وأثنى عليه، ووثقه الدارقطني، وكان حافظًا معروفًا بالاجتهاد في الطلب، معروفًا بالعبادة، ولد سنة ثلاث وثلاثين ومئتين، وتوفي سنة إحدى وثلاثين وثلاث مئة، وقد استكمل سبعًا وتسعين سنة وثمانية أشهر وإحدى وعشرين يومًا. انتهى ملخصًا.
وذكره ابن العماد
(3)
فقال: هو الحافظ المعروف بالثقة والصلاح والاجتهاد في الطلب، وله تصانيف، ثم ذكر نحو ما تقدم، وله تصانيف منها "أخبار الصبيان"، "السنن" في الفقه "المسند" في الحديث، أجزاء في الحديث، وغير ذلك.
(1)
تاريخ بغداد: 1/ 309.
(2)
مختصرات طبقات الحنابلة: 330.
(3)
شذرات الذهب: 2/ 331.
608 - (ت 332 هـ): إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب، أبو إسحاق الشَيْرَجي الخصيب الحنبلي
.
قال النابلسي
(1)
: هو المتخصص بصحبة أبي بكر المرُّوذي، وله تصانيف، حدث عن عباس الدوري، وعلي بن داود القنطري، ويحيى بن أبي طالب، حدث عنه: أبو الحسن الدارقطني، وسمع منه ابن الثلاج، وتوفي سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة، ودفن عند أحمد، وصلى عليه حمزة بن القاسم. انتهى.
609 - (ت 334 هـ): عمر بن الحسين بن عبد الله بن أحمد، أبو القاسم الخرقي، الحنبلي، صاحب المختصر
.
قال النابلسي
(2)
: قرأ على أبي بكر المَرُّوذي، وحرب الكِرْماني، وصالح وعبد الله ابني أحمد بن حنبل. وله المصنفات الكثيرة في المذهب، لم ينتشر منها إلا "المختصر" في الفقه، لأنه خرج من مدينة السلام لما ظهر سب الصحابة رضي الله عنهم، وأودع كتبه في درب سليمان، فاحترقت الدار التي كانت فيها، ولم تكن انتشرت لبعده عن البلد، قرأ عليه جماعة من شيوخ المذهب، منهم: أبو عبد الله ابن بطة، وأبو الحسين التميمي، وأبو الحسين بن سمعون، وغيرهم. قال أبو إسحاق البرمكي: عَدَدُ مسائل مختصره ألفان وثلاث مئة مسألة. وقال أبو بكر عبد العزيز: خالفني الخرقي في "مختصره" في ستين مسألة، ولم يسمها. قال أبو يعلى: كان الخرقي عالمًا بارعًا في مذهب أحمد، وكان ذا دين وورع، توفي سنة أربع وثلاثين وثلاث مئة، ودفن بدمشق، وسبب موته أنه أنكر منكرًا، فضرب فمات بذلك. انتهى.
وقال ابن العماد
(3)
: هو الإِمام العلامة الثقة الحنبلي صاحب "المختصر في الفقه". وذكره ابن خلكان، وقال: الخِرَقي بكسر الخاء المعجمة وفتح الراء وبعدها
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 297.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 331.
(3)
شذرات الذهب: 2/ 336.
قاف، نسبة إلى بيع الخِرق والثياب. وذكر له المرداوي "شرح المختصر" ونقل عته في عدة مواضع.
610 - (ت 336 هـ): أحمد بن جعفر بن محمد بن عُبيد الله بن يزيد، أبو الحسين ابن المنادي الحنبلي
.
قال النابلسي
(1)
: سمع جده ومحمد بن عبد الملك الدقيقي وأباه، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وعباسًا الدوري، وزكريا بن يحيى المروزي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأكثر الرواية عنه، وأبا داود السجستاني، والمَرُّوذي، ويعقوب المطوعي، وغيرهم، وكان ثقة أمينًا ثبتًا صدوقًا ورعًا حجةً فيما يرويه، محصلًا لما يحكيه، صنف كتبًا كثيرة، وجمع علومًا جمة.
قيل: إن مصنفاته تبلغ أربع مئة مصنف، لم يسمع الناس من مصنفاته إلا أولها، روى عنه المتقدمون كأبي عمرو بن حيويه، ونحوه، وآخر من حدث عنه محمد بن فارس الغوري الخطيب، كان صلب الديافة حسن الطريقة، شرس الأخلاق، فلذلك لم تنتشر الرواية عنه. ولد لثمان عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، سنة ست وخمسين ومئتين، وقيل: سبع وخمسين، وتوفي يوم الثلاثاء لإِحدى عشرة ليلة بقيت من المحرم، سنة ست وثلاثين وثلاث مئة، ودفن في مقبرة الخيزران. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
وابن الجزري
(3)
في ترجمة حافلة، وغيرهما. وقال ابن النديم في "الفهرست"
(4)
: له نيف وعشرون ومئة مصنف، منها:"اختلاف العدد""دعاء أنواع الاستعاذات من سائر الآفات والعاهات"، "ناسخ القرآن ومنسوخه". وغيرها.
611 - (ت 339 هـ): عمر بن محمد بن رجاء، أبو حفص العُكْبَري الحنبلي
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 291.
(2)
شذرات الذهب: 2/ 343.
(3)
غاية النهاية: 1/ 44.
(4)
الفهرست: 41.
قال النابلسي
(1)
: حدث عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، وقيس بن إبراهيم الطرائفي، وموسى بن حمدون العنبري، وعِصمة بن أبي عصمة، وغيرهم. وكان عبدًا صالحًا، روى عنه جماعة، منهم: أبو عبد الله ابن بطة، وكان له صديق صيرفي، فبلغه أنه اتخذ دفترًا للحساب فهجره، لأن الصرف المباح يدًا بيد، ولما اتخذ دفترًا فإنما يعطي نسيئة، وكان لا يكلم من يكلم رافضيًا إلى عشرة، وإذا مات رافضي فبلغه أنَّ بزازًا باع له كفنًا، أو غاسلًا غسله، أو حمالًا حمله، هجره على ذلك، وتوفي سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة. انتهى.
612 - (ت 344 هـ): عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، المعروف بابن السمَّاك الحنبلي
.
ذكره ابن الجوزي
(2)
، فقال: سمع محمد بن عبيد، وابن المنادي، وحنبل بن إسحاق، وكان ثقة تقيًا صالحًا، توفي يوم الجمعة بعد الصلاة، ودفن يوم السبت لثلاث عشرة خلت من ربيع الأول، سنة أربع وأربعين وثلاث مئة، ودفن بمقبرة باب الدير. انتهى.
وقال ابن العماد
(3)
: أبو عمرو بن السماك عثمان بن أحمد البغدادي الدقاق، مسند بغداد، روى عن محمد بن عبد الله بن المنادي ويحيى بن أبي طالب، وطبقتهما، وكان صاحب حديث، كتب المصنفات الكبار بخطه، وتوفي في ربيع الأول سنة أربع وأربعين وثلاث مئة، وشيعه خلائق نحو الخمسين ألفًا. انتهى.
وذكر ابن الجزري في "الغاية"
(4)
، وغيره.
613 - (ت 345 هـ): محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم، أبو عمر اللغوي، الزاهد، المعروف بغلام ثعلب، الحنبلي
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 319.
(2)
مناقب الإِمام أحمد: 620.
(3)
شذرات الذهب: 2/ 366 - 367.
(4)
غاية النهاية: 1/ 501.
قال النابلسي
(1)
: سمع إبراهيم الحربي، وأحمد بن عبيد الله النرسي، وموسى بن سهل الوشاء، في آخرين.
روى عنه: أبو الحسن بن رزقويه، وأبو الحسين بن بشران، وأبو علي بن شاذان، وغيرهم. قال أبو القاسم عبد الواحد بن برهان الأسدي: لم يتكلم في علم اللغة أحد في الأولين والآخرين مثله. وله كتاب "غريب الحديث" صنفه على مسند الإِمام أحمد بن حنبل، وجعل يستحسنه جدًا، وقد أملى من حفظه ثلاثين ألف ورقة لغة، وجميع كتبه أملاها بغير تصنيف، صحب أبا العباس ثعلبًا زمانًا فعرف به ونسب إليه، وأكثر من الأخذ عنه، واستدرك على كتاب "الفصيح" جزءًا لطيفًا سماه:"فائت الفصيح"، وشرحه في جزء آخر، وله كتاب "اليواقيت"، وكان ينقل غريب اللغة ووحشيها، وأكثر ما نقل أبو محمد ابن السيد البَطَلْيَوْسي في "المثلث" عنه، وحكى عنه غرائب، مات سنة خمس وأربعين وثلاث مئة، وكانت ولادته سنة إحدى وستين ومئتين. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
فقال: كان ثقة، إمامًا، آية في الحفظ والذكاء. قال ابن الأهدل: ومصنفاته تزيد على العشرين، وكان لسعة حفظه تكذبه أدباء وقته، ووثقه المحدثون في الرواية، قيل: لم يتكلم أحد في اللغة أحسن من كلامه. انتهى المراد منه.
وله مصنفات غير ما ذكر النابلسي، منها:"أسماء الشعراء"، "التفاحة"، "حلى المداخل"، "فائت المستحسن"، "فائت الجمهرة"، كتاب "الحصري على الكلمات"، كتاب "الساعات"، كتاب "السير"، كتاب "الشورى"، كتاب "العشرات"، كتاب "القبائل"، كتاب "المدخل والزيادات" في اللغة، كتاب "المرجان"، كتاب "ما أنكره الأعراب"، كتاب "المستحسن"، كتاب "النوادر"، "موشح أسماء الشعراء"، وغير ذلك.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 326.
(2)
شذرات الذهب: 2/ 370 - 371.
614 - (ت 346 هـ): إسحاق بن أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو الحسن الكاذي الحنبلي
.
قال النابلسي
(1)
: كان يقدم من قريته (كاذة) إلى بغداد، فيحدث بها. روى عن محمد بن يوسف بن الطَّبَّاع، وأبي العباس الكُدَيْمي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل في آخرين.
حَدَّث عنه جماعة منهم: أبو الحسن بن رزقويه، وأبو الحسين بن بشران. وكان ثقة زاهدًا، ومات يوم الأربعاء لليلة خلت من شعبان سنة ست وأربعين وثلاث مئة بقريته (كاذة) انتهى.
وذكره ياقوت في "معجم البلدان"
(2)
فقال: إسحاق بن أحمد بن محمود بن إبراهيم الكاذي، أبو الحسين. روى عن: محمد بن يوسف بن الطباع، وأبي العباس الكاذي. روى عنه: أبو الحسن ابن رِزْقويه، وأبو الحسين بن بشران، وكان ثقة، توفي سنة ست وأربعين وثلاث مئة بقريته (كاذة) وهي من قرى بغداد. انتهى.
وقد وقع اختلاف بين الترجمتين في موضعين: أحدهما جد المترجم، فالنابلسي يسميه محمدًا، والحموي يسميه محمودًا. والثاني: شيخ المترجم أبو العباس الكديمي، فعند النابلسي الكديمي وعند الحموي الكاذي.
وكذلك وقع اختلاف في كنية المترجم، فالنابلسي يكنيه: أبا الحسن، وياقوت يكنيه: أبا الحسين. فلينظر.
615 - (ت 348 هـ): أحمد بن سليمان، أو سلمان، ابن الحسن بن إسرائيل ابن يونس، أبو بكر النَّجَّاد الحنبلي
.
قال النابلسي
(3)
: هو العالم الناسك الورع، كان له في جامع المنصور يوم
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 333.
(2)
معجم البلدان: 4/ 428.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 293.
الجمعة حلقتان، قبل الصلاة للفتوى على مذهب أحمد، وبعد الصلاة لإِملاء الحديث، وهو ممن اتسعت روايته وانتشرت أحاديثه ومصنفاته، سمع الحسن بن مكرم البزار، ويحيى بن أبي طالب، وأحمد بن ملاعب، وأبا داود السجستاني، وإبراهيم الحربي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وهارون ابن الهاشمي، ومعاذ بن المثنى، ومحمد بن إسماعيل السلمي، وأبا يحيى الناقد، ويعقوب المطوعي، وبشر بن موسى، وغيرهم.
روى عنه: ابن مالك، وعمر بن شاهين، وابن بطة، وأبو حفص العكبري، وأبو عبد الله بن حامد، وأبو الفضل التميمي، وغيرهم.
قال أبو علي بن الصواف: كان يمشي إلى طلب العلم ونعله بيده، فقيل له في ذلك، فقال: أحب أن أمشي إلى طلب العلم حافيًا. صنف كتابًا في الفقه والاختلاف كبيرًا، وكان أوحد وقته.
قيل: ولد سنة ثلاث وخمسين ومئتين، وتوفي سنة ثمان وأربعين وثلاث مئة، ليلة الثلاثاء لعشر بقين من ذي الحجة. وقد كف بصره، ودفن عند قبر بشر بن الحارث، وعاش خمسًا وتسعين سنة. انتهى.
وقال ابن العماد
(1)
: هو الفقيه الحافظ، شيخ العراق والحنابلة، وصاحب التصانيف والسنن، وكان رأسًا في الفقه، رأسًا في الحديث. قال أبو إسحاق الطبري: كان النَّجاد يصوم الدهر، ويفطر على رغيف، ويترك منه لقمة، فإذا كان ليلة الجمعة أكل تلك اللقمة التي قد استفضلها وتصدق بالرغيف.
وقال أبو علي بن الصواف: كان أحمد بن سلمان النجَّاد يجيء معنا إلى المحدثين ونعله بيده، فقيل له: لم لا تلبس نعلك؟ قال: أحب أن أمشي في طلب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حاف. فلعله ذهب إلى قوله صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بأَخفِّ الناس - يعني حسابًا - يوم القيامة بين يدي الملك الجبار؟ المسارع إلى الخيرات
(1)
شذرات الذهب: 2/ 376 - 377.
ماشيًا على قدميه حافيًا، أخبرني جبريل أن الله تعالى ناظر إلى عبد يمشي حافيًا في طلب الخير".
وقال أبو بكر النجاد: تضايقت يومًا من الزمان أو وقتًا، فمضيت إلى إبراهيم الحربي فذكرت له قصتي، فقال: اعلم أني تضايقت يومًا حتى لم يبق معي إلا قيراط، فقالت الزوجة: فتش كتبك وانظر ما لا تحتاج إليه فبعه، فلما صليت العشاء الآخرة وجلست في الدهليز أكتب إذ طرق عليّ الباب طارق، فقلت: من هذا؟ فقال: كلمني، ففتحت الباب، فقال: أطفئ السراج فطفيتها، فدخلت الدهليز، فوضع فيه كارة. وقال: اعلم أنا أصلحنا للصبيان طعامًا، فأحببنا أن يكون لك وللصبيان فيه نصيب، وهذا أيضًا شيء آخر، فوضعه إلى جانب الكارة وقال: تصرفه في حاجتك وأنا لا أعرف الرجل، وتركني وانصرف، فدعوت الزوجة وقلت لها: أسرجي. فأسرجت وجاءت، وإذا الكارة منديل له قيمة، وفيه خمسون وسطًا، في كل وسط لون من الطعام، وإذا إلى جانب الكارة كيس فيه ألف دينار، قال النجاد: فقمت من عنده فمضيت إلى قبر أحمد فزرته ثم انصرفت، فبينا أنا أمشي إلى جانب الخندق إذ لقيتني عجوز من جيراننا فقالت لي: يا أحمد، فأجبتها، فقالت: مالك مغموم؟ فأخبرتها، فقالت: اعلم أن أمك أعطتني قبل موتها ثلاث مئة درهم، وقالت لي أَخْبِئي هذه عندك، فإذا رأيتِ ابني مضيقًا مغمومًا فأعطيها إياه، فتعال معي حتى أعطيك إياها، فمضيت معها فَدَفَعَتْها إليَّ. انتهى المراد منه.
وله تصانيف منها "السنن" كبير و"الفوائد" في الحديث، و"قلادة النحر"، وغيرها كـ "مسند عمر بن الخطاب".
616 - (ت 348 هـ): فارس بن محمد بن محمود بن عيسى الغُوري الحنبلي، أبو القاسم البغدادي
.
ذكره ياقوت الحموي في "معجم البلدان"
(1)
وقال: روى عن أحمد بن
(1)
معجم البلدان: 4/ 218.
عبد الخالق الوَرَّاق، ومحمد بن محمد بن سليمان البَاغَنْدِي، وغيرهما. روى عنه: ابنه أبو الفرج محمد، وأبو الحسن ابن رزق، وغيرهما. وكان ثقة، توفي سنة ثمان وأربعين وثلاث مئة.
وسيأتي ذكر ابنه وترجمته في وفيات سنة تسع وأربع مئة إن شاء الله.
617 - (ت 350 هـ): إسماعيل بن علي بن إسماعيل، أبو محمد الخُطَبي الحنبلي
.
قال النابلسي
(1)
: سمع عبد الله بن أحمد بن حنبل، والحارث بن أبي أسامة، وغيرهما.
روى عنه: الدَّارَقُطْني، وابن شاهين، وغيرهما. وكان فهمًا عارفًا بأيام الناس وأخبار الخلفاء، وصنف تاريخًا كبيرًا. قال الدارقطني: ثقة.
ولد في محرم سنة تسع وستين ومئتين، وتوفي في جمادى الآخرة سنة خمسين وثلاث مئة. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
، وقال: هو الأديب الأخباري، صاحب التصانيف، روى عن الحارث بن أبي أسامة، وطائفة، وكان يرتجل الخطب، ولا يتقدمه فيها أحد، فلذا نسب إليها، وتوفي سنة خمسين وثلاث مئة. انتهى.
618 - (ت 353 هـ): بكَّار بن أحمد البغدادي المقرئ الحنبلي
.
قال ابن العماد
(3)
: هو شيخ المقرئين في زمانه، قرأ على جماعة من أصحاب الدُّوري، وسمع من عبد الله بن أحمد بن حنبل، وتوفي في ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين وثلاث مئة. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 333.
(2)
شذرات الذهب: 3/ 3.
(3)
شذرات الذهب: 3/ 12.
وذكره ابن الجزري في "الغاية"
(1)
فقال: بكَّار بن أحمد بن بكَّار بن بَنَان بن بكَّار بن زياد بن درستويه، أبو عيسى البغدادي، يعرف ببكارة المقرئ، ثقة مشهور، ولد سنة خمس وسبعين ومئتين. ثم ذكر له ترجمة حافلة جدًا.
619 - (ت 359 هـ): حبيب بن الحسن بن داود بن محمد بن عبد الله، أبو القاسم القزاز الحنبلي
.
قال النابلسي
(2)
: سمع أبا مسلم الكجي، وعمر بن حفص السدوسي، وموسى بن إسحاق الأنصاري، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وغيرهم.
روى عنه: الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وأبو الحسن بن رِزْقُويه، وأبو الحسن الحَمَّامي، وابن حامد، وغيرهم.
وقال ابن الفرات: ثقة مشهور، حسن المذهب، توفي يوم الأحد في جمادى سنة تسع وخمسين وثلاث مئة. انتهى.
وقال ابن حجر في "اللسان"
(3)
: حبيب بن الحسن القزاز، أبو القاسم، سمع أبا مسلم الكَجَّي، وجماعة. وعنه: الحمَّامي، وأبو نُعيم وجماعة. ضعَّفه البَرْقاني، ووثَّقه ابن أبي الفوارس، والخطيب، وأبو نُعيم، توفي سنة تسع وخمسين وثلاث مئة.
620 - (ت 359 هـ): محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله، أبو علي المعروف بابن الصَّواف الحنبلي
.
قال النابلسي
(4)
: سمع إسحاق بن الحسن الحربي، وبشر بن موسى الأسدي، وأبا إسماعيل الترمذي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، في آخرين.
(1)
غاية النهاية: 1/ 177.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 311.
(3)
لسان الميزان: 2/ 170.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 324.
روى عنه: الدَّارقُطْني، وإبن رِزْقُويه، وابن بشران، ومحمد بن أبي الفوارس، وغيرهم.
قال الدارقطني: ما رأيت بعيني مثله، وكان ثقة مأمونًا من أهل التحرز.
قال البرقاني: توفي سنة تسع وخمسين وثلاث مئة، ومولده في شعبان سنة سبعين ومئتين. انتهى.
وذكره ابن العماد
(1)
، وقال: أبو علي الصوَّاف محمد بن أحمد بن الحسن البغدادي، المحدث الحجة، روى عن: محمد بن إسماعيل الترمذي، وإسحاق الحَرْبي، وطبقتهما. قال الدَّارقُطْني: ما رأت عيناي مثله، ومثل أبي الفتح بمصر. انتهى المراد منه.
621 - (ت 360 هـ): سليمان بن أحمد بن أيوب بن مُطَير، الطَّبَراني الأصبهاني، أبو القاسم الحنبلي
.
قال النابلسي
(2)
: وافى أصبهان وسكن بها، وسمع جماعة من أصحاب أحمد: أبو زرعة الدمشقي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وغيرهما، وسمع ابن أبي مريم، وإسحاق الدوري، وابن يونس، وإبراهيم بن بزَّة، وإدريس بن جعفر البغداديين، ومحمد بن يحيى بن مَنْده، وكان أحد الحفاظ في علم الحديث، وله تصانيف منثورة وآثار مشهورة، ولد سنة ستين ومئتين، ومات بأصبهان سنة ستين وثلاث مئة، ودفن بباب مدينة أصبهان عند قبر عمه الدَّوْسي. روى عنه جماعة، منهم: أبو خليفة الفضل بن الحُبَاب، وعَبَدان، وجعفر الفِرْيابي، وابن عُقدة، وأبو عبد الله بن مَنْدة، وغيرهم. انتهى.
وذكره ياقوت في "معجم البلدان"
(3)
بترجمة طويلة جدًا ذكرتها في "القطف الدان" منها:
(1)
شذرات الذهب: 3/ 28.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 313.
(3)
معجم البلدان: 4/ 18.
هو الإِمام الحافظ أحد الأئمة الحفاظ المكثرين المعروفين، والرُّحال الجوَّالين، والمشايخ المُعَمَّرين، والمصنفين المحدثين، والثقات الأثبات المعدِّلين.
سمع بدمشق أبا زرعة وأحمد بن المُعَلَّى، وأبا عبد الملك البسري، وأحمد بن أنس بن مالك، وأحمد بن عبد القاهر الخيبري اللخمي، وأحمد بن محمد بن يحيى بن ضمرة، وأبا علي إسماعيل بن محمد بن قِيْراط، وأبا قصي إسماعيل بن محمد العذري، وبمصر يحيى بن أيوب العلَّاف، وببرقة أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي، وباليمن إسحاق بن إبراهيم الدَّبري، والحسن بن عبد الأعلى البَوْسي، وإبراهيم بن محمد بن بزَّة، وإبراهيم بن مؤيد الشيباني، أربعتهم يروون عن عبد الرزاق بن همام، وسمع بالشام أبا زيد أحمد بن عبد الرحيم الحوضي، وإبراهيم بن أبي سفيان القَيْسراني، وإبراهيم بن محمد بن عِرْق الحمصي، وأبا عقيل بن أنس الخولاني، وسمع بالعراق أبا مسلم الكجي، وإدريس بن جعفر الطيار، وأبا خليفة الفضل بن الحُباب الجمحي، والحسن بن سهل ابن المجوّز، وغير هؤلاء.
روى عنه: أبو خليفة الفضل بن الحباب، وأبو العباس بن عقدة، وأبو مسلم الكَجَّي، وعَبَدان الأَهْوازي، وأبو علي أحمد بن محمد الصحَّاف، وهم من شيوخه، وأبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد بن الجارود الهَرَوي، وأبو الفضل بن أبي عمران الهَرَوي، وأبو نُعيم الحافظ، وأبو الحسين بن فَادْشَاه، ومحمد بن عُبيد الله بن شهريار، وأبو بكر بن ريزة، وهو آخر من حدَّث عنه.
قال الأستاذ ابن العميد: ما كنت أظن في الدنيا حلاوة ألذّ من الرئاسة والوزارة التي أنا فيها، حتى شاهدت مذاكرة سليمان بن أحمد الطبراني وأبي بكر الجِعَابي بحضرتي، فكان الطبراني يغلب الجِعابي بكثرة حفظه، وكان الجِعابي يغلب الطَّبراني بفطنته وذكائه، حتى ارتفعت أصواتهما ولا يكاد أحدهما يغلب صاحبه، فقال الجِعَابي: عندي حديث، ليس في الدنيا إلا عندي، فقال: هاته، فقال: حدثنا أبو خليفة عن سليمان بن أيوب - وحدث بالحديث. فقال الطبراني: أنا سليمان بن
أيوب، ومني سمع أبو خليفة، فاسمعه مني حتى يعلو إسنادُك ولا تروِ عن أبي خليفة بل عني، فخجل الجِعَابي وغلبه الطبراني.
قال ابن العميد: فوددت في مكاني أن الوزارة والرئاسة لم تكونا لي وكنت الطَّبرانيَّ، وفرِحْت مثل الفرح الذي فرِح به الطَّبراني لأجل الحديث، أو كما قال.
ولما قضى الطبراني وطره من الرَّحلة قدم أَصْبَهان في سنة تسعين ومئتين، فأقام بها سبعين سنة حتى مات بها في سنة ستين وثلاث مئة، وكان مولده بطبرية سنة ستين ومئتين. انتهى المراد منه.
وذكره ابن خلكان
(1)
، وقال: إن عدد شيوخه ألف شيخ.
وذكره الذهبي في "الميزان"
(2)
وقال: هو الحافظ الثبت المُعَمَّر، لا يُنكر له التفرُّد في سعة ما روى، ليَّنه أبو بكر ابن مَرْدَويه لكونه غلط أو نسي، فمن ذلك أنه وهم وحدَّث بالمغازي عن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البَرْقي، وإنما أراد عبد الرحيم أخاه، فتوهَّم أن شيخه عبد الرحيم اسمه أحمد، واستمر على هذا يروي عنه ويُسميه أحمدًا وقد مات أحمد قبل دخول الطبراني إلى مصر بعشر سنين أو أكثر، وإلى الطبراني المنتهى في كثرة الحديث وعلوه، فإنه عاش مئة سنة. انتهى المراد منه.
وله تصانيف، ذكر النابلسي وياقوت منها:"المعجم الكبير" في أسماء الصحابة، و"المعجم الأوسط" في غرائب شيوخه، يشتمل على نحو اثنين وخمسين ألف حديث، و"المعجم الصغير" في أسماء شيوخه، وله غير ما ذكراها "مسند أبي سفيان""مسند شُعبة"، "تفسير القرآن"، "دلائل النبوة"، "حديث الشاميين"، "الطوالات في الحديث"، كتاب "الأوائل"، "عشرة النساء"، كتاب "الرمي"، كتاب
(1)
وفيات الأعيان: 2/ 407.
(2)
ميزان الاعتدال: 2/ 195.
"الدعوات"، كتاب "السنّة"، كتاب "المكارم وذكر الأجواد"، كتاب "النوادر"، كتاب "المناسك"، وغيرها.
622 - (ت 360 هـ): محمد بن الحسين الآجُرِّي، أبو بكر الفقيه الحنبلي
.
قال النابلسي
(1)
: هو من أكابر الأصحاب، سمع خلقًا كثيرًا، وكان ثِقةً فقيهًا، عالمًا ديَّنًا، ورعًا حجةً، له التصانيف الكثيرة.
قال الخطيب البغدادي: كان ثقةً صدوقًا، روى عنه جماعة من الحفاظ، منهم: أبو نُعيم الأصفهاني، وتوفي سنة ستين وثلاث مئة في المحرّم. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
فقال: هو الإِمام أبو بكر محمد بن الحسين البغدادي، المحدَّث الثقة الضابط، صاحب التصانيف والسنّة، وكان حنبليًا، وقيل: شافعيًا، سمع أبا مسلم الكجَّي، وأبا شعيب الحرَّاني، وطائفة، ومنه أبو الحسن الحمَّامي، وأبو الحسين بن بشران، وأبو نُعيم الحافظ، وصنف كثيرًا، جاور بمكة وتوفي بها، قيل: إنه لما دخلها فاعجبته قال: اللهم ارزقني الإِقامة بها سنة، فهتف به هاتف: بل ثلاثين السنة، فعاش بها ثلاثين سنة، ثم مات بها في أول المحرم سنة ستين وثلاث مئة. والآجري نسبة إلى قرية من قرى بغداد. انتهى.
وله تصانيف منها كتاب "النصحية" في الفقه الحنبلي، قال البدراني في "المدخل"
(3)
: وعادته فيه أن لا يذكر إلا اختيارات الأصحاب.
ومن تصانيفه: "أخبار عمر بن عبد العزيز"، "أخلاق العلماء"، "أربعون في الحديث"، "تحريم النرد والشطرنج والملاهي"، "التصديق بالنظر إلى الله تعالى في الآخرة"، "الثمانون في الحديث""شرح حديث الأربعين"، "صفة قبر النبي صلى الله عليه وسلم"،
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 332.
(2)
شذرات الذهب: 3/ 35.
(3)
المدخل إلى مذهب الإِمام أحمد: 417.
"فردوس العلم"، كتاب "الشريعة""مختصر في الفروع"، "وصول المشتاقين"، وغيرها.
623 - (ت 360 هـ): الحسين بن عبد الله، أبو علي النجَّاد الحنبلي
.
قال النابلسي
(1)
: كان فقيهًا مُعظَّمًا في أصول الفقه وفروعه، صحب من شيوخ المذهب أبا الحسن بن بشار، وأبا محمد البَرْبَهاري، ومن في طبقتهما، وصحبه جماعة: أبو حفص البرمكي، وأبو حفص العُكْبَري، وأبو الحسن الخَرزِي، وعبد العزيز غلام الزجَّاج. انتهى.
وقال ابن العماد
(2)
: أبو علي النجَّاد الصغير، وهو الحسين بن عبد الله البغدادي الحنبلي، المُسْنِد، صنَّف في الأصول والفروع، ثم ساق كلام ابن أبي يعلى المتقدم، ثم قال: قال النجَّاد جاءني رجل وقد كنت حذَّرت منه أنه رافضي، فأخذ يتقرب إليَّ، ثم قال: لا نسبُّ أبا بكر وعمر، بل معاوية وعمرَو بن العاص، فقلت له: وما لمعاوية؟ قال: لأنه قاتل عليًا. قلت له: إن قومًا يقولون: إنه لم يقاتل عليًا، وإنما قاتل قتلة عثمان، قال: فقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمار: "تقتلك الفئة الباغية"؟ قلت: إن أنا قلت: لم يصح، وقعت منازعة، ولكن قوله عليه السلام:"تقتُلك الفِئةُ الباغِية" يعني به الطَّالبة لا الظالمة، لأن أهل اللغة تُسمي الطالب باغيًا، ومنه: بغيت الشيء أي طلبته، ومنه قوله تعالى:{يَاأَبَانَا مَا نَبْغِي} وقوله تعالى: {وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} ومثل ذلك كثير، فإنما يعني بذلك الطالبة لقتلة عثمان رضوان الله عليه.
وقال أبو حفص العُكْبَري: سمعت أبا علي النجَّاد يقول: سمعت أبا الحسن بن بشار يقول: ما أعتب على رجل يحفظ لأحمد بن حنبل خمس مسائل أن يستند إلى بعض سواري المسجد ويفتي الناس بها.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 343.
(2)
شذرات الذهب: 3/ 36.
وجزم ابن برداس أن النجَّاد هذا مات سنة ثمان وخمسين وثلاث مئة. وقال غيره: سنة ستين وثلاث مئة. انتهى.
624 - (ت 363 هـ): عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن يَزْداد بن معروف، أبو بكر الحنبلي، المعروف بغلام الخلَّال
.
قال النابلسي
(1)
: حدث عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وموسى بن هارون، ومحمد بن الفضل الوصفي، وأبي خليفة الفضل بن الحُبَاب البَصْري، وجعفر الفِريابي، وأحمد بن محمد بن الجَعْد، وإبراهيم بن محمد بن الهيثم القَطِيعي، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، وقاسم بن زكريا المُطرِّز، والحسين بن عبد الله الخرقي، وأبي القاسم البغوي، ومحمد بن الحسن بن هارون بن بَديْنا، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبي بكر بن أبي داود، في آخرين.
وروى عنه: ابن شَاقْلا، وابن بطَّة، وأبو الحسين التَّمِيْمِي، وأبو حفص البَرْمكي، وأبو حفص العُكْبَري، وابن حامد، وحدَّث عنه بمسائل الأثرم، وصالح، وعبد الله، وغير ذلك، وكان أحد أهل الفهم، موثوقًا به في العلم، متَسع الرواية، مشهورًا بالديانة، موصوفًا بالأمانة، مذكورًا بالعبادة، وله المصنفات في العلوم المختلفات، وله اختيارات خالف فيها شيخه أبا بكر الخلَّال.
وتوفي لعشر بقين من شوال، سنة ثلاث وستين وثلاث مئة، وله ثمان وسبعون سنة. انتهى المراد منه.
وقال ابن العماد
(2)
: هو شيخ الحنابلة وعالمهم المشهور، صاحب التصانيف، إلى أن قال: ولما مات اختلف أهل الأَزَج في دفنه، فقال بعضهم: يدفن في قبر أحمد. وقال بعضهم: يدفن عندنا، وجرَّدوا السيوف والسكاكين، فقال المشايخ: لا تختلفوا، نحن في حَرِيْم السلطان - يعنون المُطيع لله - فما يأمر نفعل، قال: فلَفُّوه
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 334.
(2)
شذرات الذهب: 3/ 45.
في نطع مشدود بالشراريف خوفًا أن يمرق الناس أكفانه وكتبوا رقعة إلى الخليفة، فخرج الجواب: مثل هذا الرجل لا نعدم بركاته أن يكون عندنا وفي جوارنا، وهناك موضع يعرف بدار الأفيلة، وهو ملك لنا، ولم يكن فيه دَفْنٌ، فدفن فيه رحمه الله.
وحكى أبو العباس بن أبي عمرو الشرابي قال: كان لنا ذات ليلة خدمة أمسيت لأجلها، ثم إني خرجت منها نومة الناس وتوجهت إلى داري بباب الأَزَج، فرأيت عمود نور من جوف السماء إلى الأرض إلى جوف المقبرة، فجعلت أنظر إليه ولا ألتفت خوفًا أن يغيب عني إلى أن وصلت إلى قبر أبي بكر عبد العزيز، فإذا أنا بالعمود من جوف السماء إلى القبر، فبقيت متحيرًا، ومضيت وهو على حاله.
وكانت وفاته سنة ثلاث وستين وثلاث مئة. انتهى ملخصًا.
وله تصانيف ذكر النابلسي
(1)
منها: كتاب "الشافي" في الحديث، وكتاب "المقنع"، و"تفسير القرآن"، وكتاب "الخلاف مع الشافعي"، وكتاب "القولين"، وكتاب "زاد المسافر"، وكتاب "التنبيه"، وغيرها.
وذكره الزركلي
(2)
وقال: من كتبه "الشافي" و"المقنع" كبيران جدًا في الفقه، و"مختصر السنّة".
625 - (ت 368 هـ): أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك، أبو بكر القَطِيْعي، الحنبلي
.
قال النابلسي
(3)
: كان يسكن قطيعة الدَّقيق فنُسب إليها، سمع إبراهيم بن إسحاق، وإسحاق بن الحسن الحربيين، وبشر بن موسى الأسدي، وأبا العباس الكُدَيمي، وأبا مسلم الكجِّي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، روى عنه "المسند"، و"الزهد"، و"التاريخ"، و"المسائل" وغير ذلك، وقيل: إن عبد الله بن أحمد كان
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 335.
(2)
الأعلام: 4/ 15.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 292.
يقعده في حجره وهو يقرأ عليه الحديث، فقيل له: يؤلمك؟ فقال: إني أحبه.
ولد يوم الاثنين لثلاثٍ خلون من المحرم سنة أربع وسبعين ومئتين، روى عنه: الدارقطني، وابن شاهين، وابن رِزْقويه، وابن أبي الفوارس، والبَرْقاني، وأبو نُعيم الأصفهاني، وعبد الملك بن بشران، وابن المُذْهِب، والجوهري في آخرين. قال ابن الفرات: كان مستورًا، صاحب سنة، كثير السماع من عبد الله بن أحمد بن حنبل، وغيره. وقال ابن أبي الفوارس: كان مستورًا صاحب سنة. وقال البَرْقاني: كنت كثير التنقير عن حاله، حتى ثبت عندي أنه صدوق، لا شك في سماعه. وقال الخطيب: لم نرَ أحدًا امتنع من الرواية عنه، ولا ترك الاحتجاج به.
وتوفي يوم الاثنين لسبع بقين من ذي الحجة، سنة ثمان وستين وثلاث مئة، ودفن بقرب أحمد بن حنبل. انتهى.
وذكره الذهبي
(1)
فقال: هو المحدث العالم، المفيد الصدوق، مسند بغداد
…
إلى أن قال: قال الدارقطني: ثقة زاهد قديم السماع، سمعت أنه مجاب الدعوة. وقال البَرْقاني: ليَّنته عند أبي عبد الله الحاكم فأنكر عليَّ وحسَّن حاله، وقال: كان شيخي. وقال الحاكم أيضًا: هو ثقة مأمون.
وقال في "الميزان"
(2)
أيضًا: هو صدوق في نفسه مقبول، تغيَّر قليلًا. قال أبو عمرو ابن الصلاح: اختلَّ في آخر عمره، حتى كان لا يعرف شيئًا مما يقرأ عليه، ذكر هذا أبو الحسن ابن الفُرات.
قال الذهبي: قلت: فهذا القول غلوٌّ وإسراف، وقد كان أبو بكر أسندَ أهلِ زمانه.
مات في آخر سنة ثمان وستين وثلاث مئة، وله خمس وتسعون سنة.
قال ابن أبي الفوارس: لم يكن في الحديث بذاك، له في بعض "مسند أحمد" أصول فيها نظر. وقال البَرْقاني. غَرِقت قطعة من كتبه فنسخها من كتاب قيل إنه لم
(1)
سير أعلام النبلاء: 16/ 210.
(2)
ميزان الاعتدال: 1/ 87.
يكن سماعه فيه، فغمزُوه لأجل ذلك، وإلا فهو ثقة.
وتعقَّب الذهبيَّ ابنُ حجر في "اللسان"
(1)
فقال: قلت: إنكار الذهبي على ابن الفرات عجيب، فإنه لم ينفرد بذلك، فقد حكى الخطيب في ترجمة أحمد بن أحمد المُسَيَّبي يقول: قدمت بغداد وأبو بكر بن مالك حيٌّ، وكان مقصودنا درس الفقه والفرائض، فقال لنا ابن اللبَّان الفَرَضِي: لا تذهبوا إلى ابن مالك فإنه قد ضعف واختلَّ، ومنعت ابني السماع منه، فلم نذهب إليه.
قال ابن حجر: كان سماع أبي علي بن المُذْهِب منه لـ "مسند أحمد" قبل إختلاطه، أفاده شيخنا أبو الفضل ابن الحسن، والحكاية التي حكاها ابن الصلاح عن ابن الفرات قد ذكرها الخطيب في "تاريخه" عنه، والعجب من الذهبي يَردُّ قول ابن الفرات، ثم يقول في آخر ترجمة الحسن بن علي التَّمِيْمي الراوي عن القَطِيْعي ما سيأتي. انتهى.
قلت: يشير ابن حجر إلى قول الذهبي هناك. قلت: الظاهر من ابن المُذْهب أنه شيخ ليس بمتقن، وكذلك شيخه ابن مالك، ومن ثم وقع في "المسند" أشياء غير مُحْكَمة المتن ولا الإسناد. والله أعلم.
قلت: وكذا قال شيخ الإِسلام ابن تيمية في ردَّه على الرافضي فإنه قال: ليس في "مسند أحمد" حديث موضوع، والأحاديث الموضوعة التي فيه هي من زيادات القَطِيعي.
وقد ذكر القَطِيعي هذا غير واحد فلنكتف بهذا القدر. والله أعلم.
626 - (ت 369 هـ): إبراهيم بن أحمد بن عمر بن حمدان بن شاقْلا، أبو إسحاق البزَّاز الحنبلي
.
قال النابلسي
(2)
: هو جليل القدر، كثير الرواية، حسن الكلام في الأصول
(1)
لسان الميزان: 1/ 145.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 340.
والفروع، سمع أبا بكر الشافعي، وأبا أحمد بن آدم الورَّاق، ودَعْلجًا، ومحمد بن الحسن المقرئ، وعبد العزيز بن محمد اللؤلؤي، وابن مالك، وابن الصوَّاف، وأحمد بن القاسم دُرُست، وأبا بكر السَّلماني، وأبا عبد الله الحسين بن علي بن محمد المخرمي المعروف بابن شَاصو.
روى عنه: أبو حفص العُكْبَري، وأحمد بن عثمان الكَبْشي، وعبد العزيز غلام الزَّجَّاج، وكانت له حلقتان إحداهما بجامع المنصور، والأخرى بجامع القصر.
توفي في سنة تسع وستين وثلاث مئة، وله أربع وخمسون سنة، وغسله أبو الحسن التميمي. انتهى.
وذكره ابن العماد في "الشذرات"
(1)
، والبَدْراني في "المدخل"
(2)
، وغيرهما.
627 - (ت 370 هـ): إبراهيم بن ثابت، أبو إسحاق الحنبلي
.
قال النابلسي
(3)
: كان على غاية من العلم والزهد، وكان يُعرف بالدَّعَّاء، حكى عن الجُنَيد بن محمد، وأبي ثُمامة الأنصاري.
روى عنه: يوسف بن عمر القوَّاس، وعلي بن الحسين الصَّيْقَل، وأبو عبد الرحمن السُّلمي.
توفي سنة سبعين وثلاث مئة. انتهى.
628 - (ت 370 هـ): أبو الحسين محمد بن عبد الله بن هارون، ابن أخي مِيْمي الحنبلي
.
قال النابلسي
(4)
: سمع من خلق كثير منهم: أبو القاسم البغوي، وغيره.
(1)
شذرات الذهب: 3/ 68.
(2)
المدخل إلى مذهب الإِمام أحمد: 411.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 342.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 355.
وتوفي يوم الجمعة لليلتين بقيتا من شعبان سنة سبعين وثلاث مئة. انتهى.
وقال ابن العماد
(1)
: ابن أخي ميمي الدقَّاق الحنبلي أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين البغدادي، روى عن البَغَوي وجماعة، وله أجزاء مشهورة، وتوفي في رجب سنة تسعين وثلاث مئة، ودفن عند أحمد بن حنبل. انتهى.
قلت: لعل الصحيح ما أثبتناه، وأن السبعين اشتبهت بالتسعين على أحد النُسَّاخ، والله أعلم.
629 - (ت 371 هـ): عبد العزيز بن الحارث بن أسد، أبو الحسن التَّمِيْمي الحنبلي
.
قال النابلسي
(2)
: حدَّث عن أبي بكر النيسابوري، ونفْطُويه، والقاضي المحاملي، وغيرهم. وصحب أبا القاسم الخِرقي، وأبا بكر عبد العزيز، وصنف في الأصول والفروع والفرائض، صحبه القاضيان أبو علي بن أبي موسى وأبو الحسن ابن هارون، وكان له أولاد: أبو الفضل، وأبو الفرج.
وغيرهما. قيل: إنه حج ثلاثًا وعشرين حجة.
ومولده سنة سبع عشرة وثلاث مئة، ومات في ذي القعدة سنة إحدى وسبعين وثلاث مئة. انتهى.
وذكره الذهبي في "الميزان"
(3)
فقال: هو من رؤساء الحنابلة والأكابر البَغَادِدَة، إلا أنه آذى نفسه، ووضع حديثًا أو حديثين في "مسند الإِمام أحمد بن حنبل" قال ابن رِزْقويه الحافظ: كتبوا عليه محضرًا بما فعل. كتب فيه الدارقطني وغيره؛ نسأل الله السلامة. انتهى المراد منه.
(1)
شذرات الذهب: 3/ 134.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 342.
(3)
ميزان الاعتدال: 2/ 622.
630 - (ت 373 هـ): الحسين بن عثمان بن ثابت البغدادي، المقرئ الضرير الحنبلي، صاحب أبي بكر بن الأنباري
.
ذكره ابن الجزري في "الغاية"
(1)
وقال: قرأ على ابن الأنْباري المذكور، وتفقَّه عليه، ونظم كتابًا في القراءات السبع، وهو أول من نظمها، رواها عنه أحمد بن محمد العَتِيْقي، وكان حافظًا ذكيًا، ولد أعمى، وكان يحضر مجلس ابن الأنباري، ويحفظ ما يملي، توفي سنة ثلاث وسبعين وثلاث مئة.
وتقدمت ترجمة شيخه أبي بكر ابن الأنباري في وفيات سنة ثمان وعشرين وثلاث مئة.
- (ت 381 هـ): محمد بن سيما يأتي سنة (387 هـ). [انظر: 636].
631 - (ت 385 هـ): يوسف بن عمر بن مسرور، أبو الفتح القوَّاس، الحنبلي
.
قال النابلسي
(2)
: سمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر ابن أبي داود، ويحيى بن صاعد، وخلقًا كثيرًا. قال علي بن محمد بن الحسن السمسار: ما أتيته إلا وجدته يصلي. وقال البرقاني، والأزهري: كان من الأبدال. وقال الأزهري: كان مجاب الدعوة. وقال الدارقطني: كنا نتبرك به وهو صبي، ولد أول يوم من ذي الحجة سنة ثلاث مئة، وتوفي سنة خمس وثمانين وثلاث مئة لسبع بقين من ربيع الأول، وصلى عليه العَتِيْقي في جامع الرصافة. انتهى.
وذكره ابن العماد
(3)
فقال: أبو الفتح القوَّاس، يوسف بن عمر بن مسرور،
(1)
غاية النهاية: 1/ 243.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 345.
(3)
شذرات الذهب: 3/ 119.
البغدادي، الزاهد، المجاب الدعوة. روى عن: البغوي وطبقته. قال البرقاني: كان مجاب الدعوة، وتوفي سنة خمس وثمانين وثلاث مئة في ربيع الأول وله خمس وثمانون سنة. انتهى.
وذكره ابن الجوزي في "صفة الصفوة"
(1)
وقال: هو يوسف بن عمر بن مسرور، أبو الفتح القواس. قال أبو ذر الهروي: كنت عند أبي الفتح القواس وقد أخرج جزءًا من كتبه فوجد فيه قرض الفأر، فدعا الله على الفأرة التي قرضته، فسقطت من سقف البيت فأرة ولم تزل تضطرب حتى ماتت، ثم ذكر ما تقدم، وأرخ وفاته أيضًا كما تقدم، إلا أنه زاد، ودفن في مقبرة الإِمام أحمد.
632 - (ت 387 هـ): عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان بن عمر بن عيسى بن إبراهيم بن سعد بن عُتْبة بن فَرْقَد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبو عبد الله المعروف بابن بطَّة العُكْبَرى الحنبلي
.
قال النابلسي
(2)
: سمع عبد الله بن محمد البَغَوي، وأبا محمد بن صاعد، وإسماعيل بن القباش الورَّاق، وأبا طالب أحمد بن نصر الحافظ، وأبا ذر بن الباغَنْدي، ومحمد بن محمود السرَّاج، ومحمد بن مَخْلد العطَّار، ومحمد بن ثابت العُكْبَري، وجعفر القَافلاني، وأبا القاسم الخِرقي، وأبا بكر عبد العزيز، وغيرهم من الغرباء، فإنه سافر الكثير إلى مكة والثغور والبصرة، وغير ذلك من البلاد، صحبه جماعة من شيوخ المذهب أبو حفص العُكْبَري، وأبو حفص البرمكي، وابن حامد، وابن شهاب، وأبو إسحاق البرمكي، في آخرين.
قال عبد الواحد بن علي العُكْبَري: لم أرَ في شيوخ أصحاب الحديث ولا في غيرهم أحسن هيئة منه. ولما رجع من الرحلة لزم بيته أربعين سنة، فلم يُرَ يومًا منها في سوق، ولم يُرَ مُفْطِرًا إلا يوم الأضحى والفطر، وكان أمَّارًا بالمعروف، ولم يبلغه
(1)
صفة الصفوة: 2/ 471.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 346.
خبر منكر إلا غيَّره، وكان شيخًا مستجاب الدعوة، وصنف التصانيف التي تزيد على مئة مصنف، ولد يوم الاثنين لأربع خلون من شوال، سنة أربع وثلاث مئة، وتوفي يوم عاشوراء سنة سبع وثمانين وثلاث مئة، ودفن بعُكْبَراء. انتهى.
وقال ابن العماد: هو الفقيه العابد الصالح الحنبلي. قال في "العبر": كان صاحب حديث، ولكنه ضعيف من قِبَل حفظه، روى عن خلق.
وقال ابن ناصر الدين: كان أحد المحدثين العلماء الزهَّاد، وكان في عينه ناصور، وقد وصف له ترك العشاء، فكان يجعل عشاءه قبل الفجر بيسير ولا ينام حتى يصبح، وكان عالمًا بمنازل النيرين، ويقال: إنه أفتى وهو ابن خمس عشرة سنة. انتهى المراد منه.
وقال الذهبي في "الميزان"
(1)
- وقد ذكره بكلام طويل متضارب -: هو الفقيه الإِمام، لكنه ذو أوهام، لحق البغوي وابن صاعد، وقد روى ابن بطة عن النجَّاد عن العُطَاردي فأنكر عليه ابن ينَال وأساء القول فيه، حتى همَّت العامة بابن يَنال فاختفى. وقال أبو القاسم الأزهري: ابن بطَّة ضعيف ضعيف.
قال الذهبي: ومع قلة إتقان ابن بطَّة في الرواية كان إمامًا في السنّة، إمامًا في الفقه، صاحب أحوال وإجابة دعوة، رضي الله عنه. انتهى المراد منه.
وقال ابن حجر في "اللسان"
(2)
بعد أن أورد له أحاديث: ما أدري ما أقول في ابن بطَّة بعد هذا؟! وقال أبو الفتح القوَّاس: ذكرت لأبي سعيد الإِسماعيلي ابنَ بطَّة وعلمَه وزهده فخرج إليه، فلما عاد قال لي: هو فوق الوصف. وقال أبو ذر الهروي، وكان يحفظ ويفهم، ورحل إلى خراسان، قال: خرجت إلى عُكْبَراء، فكتبت عن شيخ بها عن أبي خليفة وعن ابن بطَّة، ورجعت إلى بغداد، فقال الدارقطني: أيش كتبت عن ابن بطَّة؟ قلت: كتاب "السنن" لرَجَاء بن المُرَجَّى، حدثني به عن حفص بن عمر
(1)
ميزان الاعتدال: 3/ 15.
(2)
لسان الميزان: 4/ 114.
الأَرْدَبيلي عن رجاء بن مُرَجَّى، فقال الدارقطني: هذا محال، دخل رجاء بن مرجى بغداد سنة أربعين، ودخل حفص بن عمر سنة سبعين، فكيف سمع منه؟!.
وحكى الحسن بن شهاب نحو هذه الحكاية عن الدارقطني، وزاد: أنهم أَبْرَدوا بريدًا إلى أرْدَبيل وكان ولدُ حفص بن عمر حيًا هناك، فعاد جوابه: إن أباه لم يروه عن رجاء بن مُرَجَّى، ولم يره قط، وإن مولده كان بعد موته بسنتين. قال: فتبع ابن بطَّة النسخ التي كتبت عنه وغير الرواية، وجعل مكانها عن أبي البراء حبان، عن فتح بن شخرف، عن رجاء.
وقال أبو القاسم التنوخي: أراد أن يخرجني إلى عُكْبَراء لأسمع من ابن بطَّة "معجم الصحابة" للبغوي، فجاءه أبو عبد الله ابن بُكير وقال: لا تفعل، فإن ابن بطَّة لم يسمعه من البغوي. وقال الأزهري: عندي عن ابن بطَّة "معجم البغوي"، فلا أخرج عنه في الصحيح شيئًا، لأنا لم نر له به أصلًا، إنما رفع إلينا نسخة طريةً بخط ابن شهاب فقرأناها عليه. وقال الخطيب: حدثنا أحمد بن الحسن بن خيرون، قال: رأيت كتاب ابن بطَّة بـ "معجم البغوي" في نسخة كانت لغيره وقد حكَّ اسم صاحبها، وكتب عليه اسمه. انتهى ملخصًا.
أما تصانيفه: فقد ذكر النابلسي له كتاب "الإِبانة الكبرى"، وكتاب "الإِبانة الصغرى"، وكتاب "السنن"، و"المناسك"، و"الإِمام ضامن"، و"الإِنكار على من قضى بكتب الصحف الأولى"، و"الإِنكار على من أخذ القرآن من المصحف"، و"النهي عن صلاة النافلة بعد العصر والفجر"، و"تحريم النميمة"، و"صلاة الجماعة"، و"منع الخروج بعد الأذان والإِقامة لغير حاجة"، و"إيجاب الصَّدَاق بالخلوة"، و"فضل المؤمن"، و"الرد على من قال الطلاق الثلاث لا يقع"، و"صلاة النافلة في شهر رمضان بعد المكتوبة"، و"ذم البخل"، و"تحريم الخمر"، و"ذم الغناء والاستماع إليه"، و"التفرد والعزلة"، وغير ذلك.
633 - (ت 387 هـ): عمر بن أحمد بن إبراهيم، أبو حفص البرمكي الحنبلي
.
قال النابلسي
(1)
: كان من الفقهاء الأعيان النُّسَّاك الزُّهاد، ذو الفتيا الواسعة والتصانيف النافعة.
حدث عن ابن الصواف والخُطَبي، وابن مالك، في آخرين. وصحب عمر بن بدر المغازلي، وأبا علي النجَّاد، وأبا بكر عبد العزيز، وغيرهم.
ومات سنة سبع وثمانين وثلاث مئة في جمادى الأولى، ودفن في مقبرة أحمد، وكان له أولاد: إبراهيم، وأحمد، وعلي. انتهى.
وقال ياقوت في "معجم البلدان"
(2)
: عمر بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل البرمكي، أبو حفص، سمع أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي، وإسماعيل الخُطَبي، وغيرهما. روى عنه: ابنه علي. وكان ثقة صالحًا، مات في جمادى الأولى سنة تسع وثمانين وثلاث مئة. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(3)
في المختارين من الطبقة الثالثة من أصحاب أحمد وقال: كان فقيهًا مصنفًا. انتهى.
أما مصنفاته فذكر النابلسي له: "المجموع"، و"شرح بعض مسائل الكَوْسج"، وله غير ما ذكر النابلسي مصنفات أخرى منها: كتاب "الصيام"، وكتاب "حكم الوالدين في مال ولديهما"، وغير ذلك.
634 - (ت 387 هـ): محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عَنْبَس بن إسماعيل، أبو الحسين المعروف بابن سَمْعُون الحنبلي
.
قال النابلسي
(4)
: كان أوحد دهره وفريد عصره في الكلام على علم الخواطر والإِشارات، دوّن الناس حكمه، وجمعوا كلامه، قرأ مختصر أبي القاسم الخرقي عليه
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 349.
(2)
معجم البلدان: 1/ 367.
(3)
مناقب الإِمام أحمد: 624.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 350.
وسمعه منه جماعة، أحدهم: الشيخ الزاهد أبو الحسن القزويني، وحدث به القزويني لجماعة، منهم: ابن عبد الجبار، وحدث به. وسمع ابن سمعون من عبد الله بن أبي داود السجستاني، ومحمد بن مخلد الدُّوري، وأبي محمد بن صاعد، ومحمد بن جعفر الطبري، وابن زبّان الدمشقي، في آخرين.
حدث عنه: القاضي أبو علي بن أبي موسى، وأبو محمد الخلَّال، وعبد العزيز الأَزَجي، وابن حمدويه. وكان يحضر مجلسه أبو حامد الإِسفرائيني، وأبو إسحاق بن شاقلا، وأبو حفص البرمكي.
وكان يملي كل يوم ثلاثاء، فإذا فرغ من الإِملاء صعد على الكرسي وتكلم.
ولد سنة ثلاث مئة، وتوفي يوم النصف من ذي القعدة سنة سبع وثمانين وثلاث مئة، ودفن بداره في شارع العتابيين، ثم نقل سنة ست وعشرين وأربع مئة، ودفن في مقبرة أحمد بن حنبل. انتهى.
وقال ابن العماد
(1)
: هو الإِمام القدوة الناطق بالحكمة، الواعظ صاحب الأحوال والمقامات. روى عن أبي بكر بن أبي داود، وجماعة وأملى عدة مجالس. قال ابن خلكان: كان وحيد دهره في الكلام على علم الخواطر وحسن الوعظ وحلاوة الإِشارة ولطف العبارة، أدرك جماعة من المشايخ، وروى عنهم، منهم: الشيخ أيو بكر الشبلي وأنظاره، إلى أن قال: وله كل معنى لطيف، كان لأهل العراق فيه اعتقاد كثير، ولهم فيه غرام شديد، وإياه عنى الحريري صاحب "المقامات" في المقامة الحادية والعشرين، وهي الرَّازية، بقوله: رأيت بها ذات بُكْرة، زُمْرَة إثر زُمْرَةٍ، وهم مُنْتَشرون انتشار الجراد، ومُسْتَنُّون استنان الجِيَاد، ومُتَواصِفُون وَاعِظًا يقصدونه؛ ويُحِلُّون ابن سَمْعُون دونه.
ولم يأت في الوعاظ مثله، دفن بداره في شارع العباس، ثم نقل يوم الخميس حادي عشر رجب سنة ست وعشرين وأربع مئة، ودفن بباب حرب، وقيل: إن أكفانه
(1)
شذرات الذهب: 3/ 124.
لم تكن بليت بعد رحمه، الله. انتهى ملخصًا.
وقال ابن الأَهْدل: هو لسان الوقت المرجوع إليه في آداب الظاهر، يذهب إلى أسد المذاهب مع ما يرجع إليه من صحة الاعتقاد وصحبة الفقراء، وكان الباقلاني والإِسفرائيني يُقبَّلان يده ويُجلَّانه، وكان أول أمره ينسخ بالأجرة، ويبرُّ أمَّه، فأراد الحج فمنعته أمه، ثم رأت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: دعيه يحج، فإن الخيرة له في حجه في الآخرة والأولى، فخرج مع الحاج، فأخذهم العرب وسلبوه، فاستمر حتى ورد مكة، قال: فدعوت في البيت، وقلت: اللهم إنك بعلمك غني عن إعلامك بحالي، اللهم ارزقني معيشة أشتغل بها عن سؤال الناس، قال: فسمعت قائلًا يقول: اللهم إنه ما يحسن يدعوك، اللهم ارزقه عيشًا بلا مشقة، فأعدت ثلاثًا وهو يعيد ولا أرى أحدًا.
وروى الخطيب: أن ابن سمعون خرج من المدينة الشريفة إلى بيت الله ومعه تمر صيحاني، فاشتهى الرُّطب، فلما كان وقت الإِفطار إذا التمر رطبًا فلم يأكله، فعاد إليه من الغد فإذا هو تمر فأكله. انتهى المراد منه.
وذكره ابن الجوزي في "صفة الصفوة"
(1)
بترجمة طويلة جدًا، وسأنقل منها ما يحسن نقله مما لم يتقدم.
قال ابن الجوزي: قال الحسن بن محمد الخلَّال: قال لي أبو الحسين ابن سَمْعُون: ما اسمك؟ فقلت: حسن. فقال: قد أعطاك الله الاسم فسلْهُ أن يعطيك المعنى. وقال أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن المظفر: سمعت ابن سمعون يقول: رأيت المعاصي دناءةً فتركتها مروءة، فاستحالت ديانة. وقال علي بن طلحة المقرئ: سمعت ابن سَمْعون يقول: كل مَنْ لم ينظر بالعلم فيما لِلّه عليه، فالعلم حجة عليه ووبال. وسمعته يقول: الصادقون الحُذَّاق هم الذين نظروا إلى ما بذلوا في جنب ما وجدوا، فصغر ذلك عندهم، فاعتذروا. وسمعته يقول: كل داء عرف دواؤه فهو صغير، والذي لم يعرف له دواء كبير. وسمعته يقول: اجهد يا هذا أن يُسرق منك
(1)
صفة الصفوة: 2/ 471 - 472.
ولا يُسرق لك. وسمعته يقول: احذروا الصغائر، فإن النُّقَط الصغار آثار في الثوب النقي. وسمعته يقول: إن من الوقاحة تمنَّيك مع توانيك، استوف من نفسك الحقوق، ثم وفِّها الحظوظ حسب ما يكفيها لا ما يُطغيها، قِفْها بين الجنة والنار تأباك الجنةُ بكل معنى وتقبلك النارُ بجملتك.
وقال أبو بكر البرقاني: قلت لابن سمعون: أيها الشيخ إنك تدعو الناس إلى الزهد في الدنيا والترك، وتلبس أحسن الثياب وتأكل أطيب الطعام، فكيف هذا؟ فقال: كلُّ ما يصلحك فافعله، إذا صلح حالك مع الله، بلُبس ليِّن الثياب وأكل الطعام، فلن يضرك.
وقد أطال ابن الجوزي ترجمة هذا الرجل ونقل عنه أشياء يطول شرحها، فنكتفي بهذا القدر، والله أعلم.
ولابن سَمْعُون هذا تصانيف منها: "أمالي في الحديث"، و"مجالس في الوعظ"، وغيرها.
635 - (ت 387 هـ): عمر بن إبراهيم بن عبد الله، أبو حفص العُكْبَري، يعرف بابن المسلم الحنبلي
.
قال النابلسي
(1)
: معرفته بالمذهب المعرفة العالية، وله التصانيف السائرة، سمع من أبي علي ابن الصوَّاف، وأبي بكر النجَّاد، وأبي محمد بن ماسي، وأبي عمرو بن السماك، ودَعْلَج. ورحل إلى الكوفة والبصرة وغيرهما من البلدان، وصحب من فقهاء الحنابلة عمر بن بدر المغازلي، وأبا بكر عبد العزيز، وأبا إسحاق ابن شاقلا، وأكثر ملازمة ابن بطَّة، وله اختيارات في المسائل المشكلات، وتوفي في جمادى الآخرة ضحوة يوم الخميس لثمان خلوَن منه، سنة سبع وثمانين وثلاث مئة. انتهى.
وله مصنفات، قال النابلسي: منها "المقنع"، و"شرح الخرقي"، و"الخلاف
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 354.
بين أحمد ومالك"، وغير ذلك من التصانيف.
636 - محمد بن سِيْما بن الفتح، أبو بكر الحنبلي
.
قال النابلسي
(1)
: قال الخطيب البغدادي: هو بغداديٌّ، سمع إسحاق المدائني، وعبد الله بن محمد البغوي، ويحيى بن صاعد، وقال: كان صدوقًا. انتهى.
وقال ابن الجزري في "الغاية"
(2)
: محمد بن أحمد بن الفتح بن سيما، أبو عبد الله الحنبلي. ووقع في "الكفاية" لأبي العز وغيرها: أحمد بن محمد بن سيما بن الفتح، وأحسبه وهمًا، متصدَّر مقرئ معدَّل ماهر، قرأ على هبة الله بن جعفر، وزيد بن علي بن أبي بلال، قرأ عليه أبو العلاء، والواسطي في سنة أربع وسبعين وثلاث مئة، وتوفي فيما أحسب بعد الثمانين وثلاث مئة. انتهى.
637 - (ت 388 هـ): محمد بن الحسن بن أحمد بن قُشَيش، أبو بكر السِّمْسَار الحنبلي
.
قال النابلسي
(3)
: سمع إسماعيل الصفَّار، وأبا عمرو ابن السمَّاك، وأبا بكر النَّجاد، وجعفر الخَلَدي.
وقال الخطيب
(4)
: كان صدوقًا من أهل القرآن، وينتَحل في الفقه مذهبَ أحمد بن حنبل، وحدثني عنه ابنُه علي، وقال: توفي أبي أول يوم من المحرم سنة ثمان وثمانين وثلاث مئة. انتهى.
638 - (ت 389 هـ): عثمان بن عمرو بن المُنْتَاب، أبو الطيب الحنبلي، إمام جامع المنصور
.
قال النابلسي
(5)
: حدَّث عن: البغوي، وابن صاعِد، وغيرهما.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 354.
(2)
غاية النهاية: 2/ 79.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 354.
(4)
تاريخ بغداد: 2/ 213.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 356.
وقال الحافظ أبو الفرج: كان رجلًا صالحًا، وتوفي سنة تسع وثمانين وثلاث مئة في ربيع الآخِر، ودفن يسارَ أحمد بن حنبل. انتهى.
639 - (ت 389 هـ): عُبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حَبَابة، البزَّار الحنبلي
.
قال في "كشف الظنون"
(1)
: له أمالي في الحديث.
وقال في "هدية العارفين"
(2)
: عُبيد الله بن محمد بن إسحاق بن سليمان، أبو القاسم البغدادي الحنبلي، المعروف بابن حَبَابة البزَّار، صنَّف "الأمالي" في الحديث، وتوفي سنة تسع وثمانين وثلاث مئة.
- (ت 390 هـ): ابن أخي مِيْمي الدَّقَّاق. [انظر: 628].
تقدم سنة سبعين وثلاث مئة.
640 - (ت 391 هـ): أبو الحسن الخرزي البغدادي الحنبلي
.
قال النابلسي
(3)
: كان له قدم في المناظرة ومعرفة الأصول والفروع، صحب جماعة من الحنابلة، وتخصص بصحبة أبي علي النجَّاد، وكان له حلقة بجامع القصر، وأحد تلامذته: أبو طاهر ابن الغُباري، ومن جملة اختياراته: أنه لا مجاز في القرآن، وأنه يجوز تخصيص عموم الكتاب والسنّة بالقياس، وأن ليلة الجمعة أفضل من ليلة القدر، وأن المني نجس. وغير ذلك. انتهى.
وقال السمعاني في "الأنساب"
(4)
: أبو الحسن عبد العزيز بن أحمد الخرزي البغدادي، المتوفَّى سنة إحدى وتسعين وثلاثة مئة، وكان الخوارزمي يقول: ما رأيتُ الخرزي كلَّم خصمًا له وناظره فانقطع. انتهى.
(1)
كشف الظنون: 1/ 163.
(2)
هدية العارفين: 1/ 647.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 356.
(4)
الأنساب: 5/ 82.
قال ابن العماد
(1)
: أبو الحسن الخرزي عبد العزيز بن أحمد الفقيه، إمام أهل الظاهر في عصره، أخذ عن القاضي بشر بن الحسين، وقدم من شيراز في صحبة عضد الدولة، فاشتغل عليه فقهاء بغداد. قال أبو عبد الله الصيمري: ما رأيتُ فقيهًا أنظر منه ومن أبي حامد الإسفراييني.
وتوفي سنة إحدى وتسعين وثلاث مئة. انتهى.
وقال القاسمي في "حاشية قواعد الأصول": هو أبو الحسن عبد العزيز بن أحمد الظاهري الفقيه. وكذا قال الزبيدي في "شرح القاموس". فلتحرر هذه الترجمة.
641 - (ت 395 هـ): محمد بن إسحاق بن محمد بن مَنْدَه، الأصبهاني الحنبلي، أبو عبد الله
.
قال النابلسي
(2)
: سمع عم أبيه عبد الرحمن بن يحيى بن مَنْدَه، وأبا العباس الأصم بنيسابور، والهيثم بن كليب الشَّاشِي ببخارى، وخَيْثمة بن سليمان بأَطْرابلس، وأبا سعيد ابن الأعرابي بمكة، وحمزة الكِنَاني بمصر، وابن حَذْلم بدمشق، وقال: كتبت من ألف وسبع مئة شيخ. وطوَّف الشرق والغرب مرتين، وقال: طفتها ولم أسمع من مبتدع شيئًا.
ولد سنة ثلاث مئة وعشر سنين، ومات سنة خمس وتسعين وثلاث مئة. انتهى.
وقال ابن العماد
(3)
: هو أبو عبد الله ابن منده الحافظ العلم، محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى العبدي الأصبهاني الجوَّال، صاحب التصانيف، طوَّف الدنيا، وجمع وكَتَب ما لا ينحصر، وسمع من ألف وسبع مئة شيخ، وأول سماعه ببلده في سنة ثمان عشرة وثلاث مئة، ومات في سَلْخ ذي القعدة سنة خمس وتسعين وثلاث مئة، وبقي في الرحلة بضعًا وثلاثين سنة. قال أبو إسحاق بن حمزة الحافظ:
(1)
شذرات الذهب: 3/ 137.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 356.
(3)
شذرات الذهب: 3/ 146.
ما رأيت مثله. وقال عبد الرحمن بن مَنْده: كتب أبي عن أبي سعيد ابن الأعرابي ألف جزء، وعن خَيْثمة ألف جزء، وعن الأصم ألف جزء، وعن الهيثم الشاشي ألف جزء. وقال شيخ الإِسلام الأنصاري: أبو عبد الله بن منده سيد أهل زمانه. قاله جميعه في "العبر".
وقال ابن ناصر الدين: أبو عبد الله الإِمام أحد شيوخ الإِسلام، وهو إمام حافظ جَبَلٌ من الجبال، ولما رجع كانت كتبه أربعين حِمْلًا على الجمال، حتى قيل: إن أحدًا من الحفَّاظ لم يسمع ما سَمع، ولم يَجمع ما جَمَع. انتهى.
وقال ابن خلكان
(1)
: كان أوحد الحفاظ الثقات، وهم أهل بيت كبير، خرج منهم جماعة من العلماء ولم يكونوا عبديين، وإنما أم الحافظ أبو عبد الله المذكور - واسمها برَّة بنت محمد - كانت من بني عبد ياليل، فنسب إلى أخواله. انتهى.
وذكره ابن الجزري في "الغاية"
(2)
وأطال في ترجمته، وغير واحد.
أما مصنفاته فذكر ابن خلكان له: كتاب "تاريخ أصبهان" وله غير التاريخ كتاب "المعرفة"، وكتاب "التوحيد"، و"إثبات الصفات على الاتفاق والتفرُّد" في سبعة أجزاء، وغيرها.
642 - (ت 399 هـ): إبراهيم بن جعفر، أبو القاسم، يعرف بابن السَّاجي الحنبلي
.
قال النابلسي
(3)
: هو المتخصص بصحبة أبي بكر عبد العزيز، سمع إسماعيل الصفَّار، وعلي بن محمد المصري، وأبا عمرو بن السمَّاك، في آخرين. روى عنه: أبو القاسم الأَزَجي وأثنى عليه خيرًا.
(1)
وفيات الأعيان: 4/ 289.
(2)
غاية النهاية: 2/ 98.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 343.
وتوفي في جمادى الأولى سنة تسع وتسعين وثلاث مئة، ودفن في مقبرة عبد العزيز بالجانب الشرقي. انتهى.
وذكر له النابلسي من التصانيف كتاب: "البيان في الردِّ على من خالف القرآن، وما جاء فيه من صفات الرحمن، وما قامت عليه أدلة البرهان"
ذكر التابعين للقرن الرابع الذين لم أظفر لهم بتاريخ وفاة
643 - ضِرار بن أحمد بن ثابت، أبو الطيِّب الحنبلي
.
قال النابلسي
(1)
: سمع الحديث، وصحب جماعة من شيوخ المذهب، منهم: أبو علي الخرقي. انتهى.
644 - أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل البَرْمكي، الحنبلي
.
قال النابلسي
(2)
: صحب جماعة ممن صحبوا من صحب أحمد بن حنبل، وتخصص بصحبة أبي الحسن بن بشار، وحكى عنه أشياء. انتهى.
645 - عمر بن بدر بن عبد الله، أبو حفص المَغَازِلي، الحنبلي
.
قال النابلسي
(3)
: سمع من ابن بشار مسائل صالح، ومن القافلاني مسائل إبراهيم بن هانئ، حدث عنه: ابن شَاقلا، وأبو حفص البرمكي، وغيرهما. وله تصانيف في المذهب واختيارات. انتهى.
646 - أبو الفرج الهَنْدباني الحنبلي
.
قال النابلسي
(4)
: صحب المَرُّوذي، وروى عنه أشياء. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 340.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 331.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 340.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 298.
647 - الحسين بن علي بن محمد المخرمي، المعروف بابن شاصوا، أبو عبد الله الحنبلي
.
قال النابلسي
(1)
: حدَّث عن أبي علي الحسين بن إسحاق المخرمي، حدث عنه أبو إسحاق بن شقالا. انتهى.
648 - خُضَر بن مُثَنَّى الكِنْدي الحنبلي
.
قال النابلسي
(2)
: نقل عن عبد الله بن أحمد بن حنبل أشياء. انتهى.
649 - عمر بن محمد بن بكَّار القافلاني، أبو حفص الحنبلي
.
قال النابلسي
(3)
: حدث بمسائل أبي إسحاق إبراهيم بن هانئ النيسابوري. انتهى.
650 - عبد العزيز بن أحمد بن يعقوب، أبو القاسم الحَرْبي الواعظ الحنبلي
.
قال النابلسي
(4)
: يعرف بغلام الزجَّاج، حدث عن محمد بن الحسين الآجُرِّي، وحدَّث عنه: عمر بن إبراهيم الفقيه، وأبو محمد الخلال، وسمع منه أبو طالب العُشَاري سنة ثمان وثمانين وثلاث مئة. قال الخلال: كان أُميًّا لا يكتب، وجالس أهل العلم، ولقي الشيوخ، وحفظ منهم. انتهى.
651 - أحمد بن محمد بن الحسن، أبو الفتح الفقيه الحنبلي
.
قال النابلسي
(5)
: يعرف بابن أبي حبيب، حدَّث عن أبي علي ابن الصواف، وحدث عنه عبد العزيز الأَزجي. انتهى.
652 - الحسن بن يحيى بن قيس، أبو بكر المقرئ الحنبلي
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 310.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 311.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 319.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 357.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 357.
قال النابلسي
(1)
: سمع "مختصر الخرقي" منه، وحدث به جماعة منهم: عبد الله بن حامد، وأبو طالب العُشَاري. انتهى.
653 - أبو الحسن البِرْتي الحنبلي
.
قال النابلسي
(2)
: قال القاضي أبو يعلى: كان شيخًا يجتمع عنده المشايخ ويتذاكرون عنده. انتهى. وقال ياقوت في "معجم البلدان"
(3)
: أحمد بن مكرم بن خالد البِرْتي، حدَّث عن علي بن المديني، حدث عنه أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن حيَّان الحافظ الأصبهاني في "معجمه". انتهى.
قلت: الظاهر أنه غير هذا، وأنه متقدَّم عليه.
654 - إبراهيم بن الحسين، أبو إسحاق البَنَّا، الحنبلي
.
قال النابلسي
(4)
: حدَّث عن محمد بن إسحاق المقرئ، المعروف بشَامُوخ، حدَّث عنه عبد العزيز الأَزَجي. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 343.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 344.
(3)
معجم البلدان: 1/ 372.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 358.
مبدأ القرن الخامس
655 - (ت 402 هـ): أحمد بن عبد الله بن الخضر بن مسرور البغدادي المعدَّل، أبو الحسين، المعروف بابن السُّوسَنْجِرْدي الحنبلي
.
قال النابلسي
(1)
: سمع محمد بن عمرو الرَّزَّاز، وأبا عمرو بن السمَّاك، وأحمد بن سلمان النجَّاد، وإسماعيل الخُطَبي في آخرين. قال الخطيب: كان ثقة مستورًا، حسن الاعتقاد، شديدًا في السنّة. قيل: إنه اجتاز يومًا في الكرخ، فسمع بعض الصحابة يُسبُّ، فجعل على نفسه أن لا يمشي قطُّ في الكرخ، وكان يسكن شارع باب الشام، فلم يعبر قَنْطرة الصَّرَاة حتى مات. وكان قد صحب ابن بطَّة، وأبا حفص البَرْمكي. ولد في جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين وثلاث مئة، ومات في رجب سنة اثنتين وأربع مئة. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(2)
فقال: سمع أبا عمرو بن السمَّاك، والنجَّاد، وخلقًا كثيرًا، وكان ثقة ديِّنًا. انتهى.
وقال ابن العماد
(3)
: أبو الحسين السُّوسَنْجِرْدي بالضم وفتحِ السين المهملة الثانية وسكون النون والراء وكسر الجيم آخره مهملة، نسبةً إلى سُوْسَنْجِرْد قرية ببغداد، روى عن ابن البحَيري، وجماعة، وكان ثقة صاحب سنة، توفي سنة اثنتين وأربع مئة. انتهى.
وذكره ابن الجزري في "الغاية"
(4)
وغيره.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 358.
(2)
مناقب الإِمام أحمد: 625.
(3)
شذرات الذهب: 3/ 163.
(4)
غاية النهاية: 1/ 73.
656 - (ت 402 هـ): عثمان بن عيسى البَاقِلَّاني، أبو عمرو الزاهد الحنبلي
.
قال النابلسي
(1)
: كان أحد الزهَّاد المتعبِّدين منقطعًا عن الخلق ملازمًا للخلوة، كان يقول: إذا كان غروب الشمس أحسستُ بروحي كأنها تخرج، يعني لاشتغاله في تلك الساعة بالإِفطار عن الذكر، ومات في شهر رمضان، سنة اثنتين وأربع مئة. انتهى.
وقال ابن العماد
(2)
: أبو عمرو عثمان الباقلاني - نسبة إلى بيع الباقِلا - البغدادي الزاهد، كان عابدَ أهل بغداد في زمانه رحمه الله، توفي سنة اثنتين وأربع مئة، ودفن بمقبرة الجامع. انتهى.
وذكر له ابن الجوزي ترجمة حافلة في "صفة الصفوة"
(3)
.
657 - (ت 403 هـ): الحسن بن حامد بن علي بن مروان، أبو عبد الله البغدادي الحنبلي
.
ذكره النابلسي
(4)
، وذكره الخطيب البغدادي
(5)
، وابن العماد
(6)
، وغيرهما.
قال ابن العماد: هو إمام الحنبلية في زمانه ومدرسهم ومفتيهم. قال القاضي أبو يعلى كان ابن حامد مدرس أصحاب أحمد وفقيههم في زمانه، وله المصنفات العظيمة، وكان معظَّمًا مقدَّمًا عند الدولة وغيرهم. وقال غيره: روى عن النجَّاد وغيره، وتفقَّه على أبي بكر عبد العزيز، وكان قانعًا يأكل من النَّسْخ، ويُكْثر الحج، فلما كان في هذا العام حجَّ وعُدِم فيمن عُدم إذ أخذ الركب. قاله في "العبر".
وقال القاضي حسين في "طبقاته": له المصنفات في العلوم، سمع أبا بكر
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 358.
(2)
شذرات الذهب: 3/ 163.
(3)
صفة الصفوة: 2/ 482.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 359.
(5)
تاريخ بغداد: 7/ 303.
(6)
شذرات الذهب: 3/ 166 - 167.
ابن مالك، وأبا بكر الشافعي، وأبا بكر النَّجَّاد، وأبا علي ابن الصَّوَّاف، وأحمد بن سَلْم الخُتَّلي في آخرين.
وقال أبو عبد الله ابن حامد: اعلم - عصمنا الله وإياك من كل زلل - أن الناقلين عن أبي عبد الله رضي الله عنه ممن سمَّيْناهم وغيرهم أثباتٌ فيما نقلوه، وأمناء فيما دوَّنوه، وواجبٌ تقبُّل كل ما نقلوه، وإعطاء كل رواية حظَّها على موجِبها، ولا تعلُّ رواية وإن انفردت ولا تنفى عنه وإن غَربت، ولا ينسب إليه في مسألة رجوع إلا ما وجد ذلك عنه نصًّا بالصريح، وإن نُقِلَ كنتُ أقول به وتركناه. فإن عَرِي عن حدِّ الصريح في الترك والرجوع أقِرَّ على موجبه، واعتبِر حال الدليل فيه لاعتقاده بمثابة ما اشتهر من روايته.
وقد رأيت بعضَ من يزعم أنه مُنتسب في الفقه يُلَيِّن القول في كتاب إسحاق بن منصور، ويقول: إنه يقال: إن أبا عبد الله رجع عنه. وهذا قول من لا ثقة له بالمذهب، إذ لا أعلم أن أحدًا من أصحابنا قال بما ذكره، ولا أشار إليه.
وكتاب ابن منصور أصل بداية، حالِه يطابق نهاية شأنه، إذ هو في بدايته سؤالات محفوظة، ونهايته أنه عرض على أبي عبد الله فاضطرب، لأنه لم يكن يقدر أنه لما سأله مدوَّن، فما أنكر عليه من ذلك حرفًا، ولا ردَّ عليه من جواباته جوابًا، بل أقرَّه على ما نقله، واشتهر في حياة أبي عبد الله ذلك بين أصحابه، فاتَّخذه الناس أصلًا إلى آخر أوانه.
ولابن حامد المقام المشهود في أيام القادر، وقد ناظر أبا حامد الإِسْفراييني في وجوب الصيام ليلة الغَمَام في دار القادر بالله بحيث سمع الخليفة الكلام، فخرجت الجائزة السَّنِيَّة له من أمير المؤمنين، فردَّها مع حاجته إلى بعضها، فضلًا عن جميعها تعففًا وتزهُّدًا. انتهى ما قاله القاضي حسين ملخصًا.
وتوفي سنة ثلاث وأربع مئة. انتهى.
وقال النابلسي: كان يبتدئ في مجلسه بإقراء القرآن ثم بالتدريس، ثم ينسخ بيده، ويقتات من أجرته، فسمي ابن حامد الورَّاق لأجل ذلك، وكان إذا اشتهت نفسه
الباقِلاء لم يأكل معه دهنًا، وإذا كان دهن لم يجمع بينه وبين الباقلاء، وكان كثير الحج، فعوتب في كثرة سفره وحجَّاته مع كبر سنِّه، فقال: لعل الدرهم الزيف يخرج مع الدراهم الجيدة. وتوفي راجعًا من مكة بقرب واقِصَة سنة ثلاث وأربع مئة. انتهى المراد منه.
وله مصنفات ذكر ابن العماد منها: كتاب "الجامع" نحو أربع مئة جزء وعشرين مجلدًا، في اختلاف العلماء، وهو في المذهب. وكتاب "شرح الخرقي". و"شرح أصول الدين"، و"أصول الفقه".
658 - (ت 404 هـ): الحسين بن أحمد بن جعفر، أبو عبد الله، المعروف بابن البغدادي الحنبلي، الورع الزاهد
.
قال النابلسي
(1)
: سمع عبد الله بن إسحاق البَغَوي وطبقته، سمع منه أبو يعلى، وخرَّج عنه في مصنفاته، وقال الخطيب: كان صدوقًا ديِّنًا عابدًا زاهدًا ورعًا. قيل: كان انشق رأسه وانتفخت جبهته، لا ينام إلا عن غلبة، ولا يخلو أن يكون بين يديه مجرة أو قدح، فإذا غلبه النوم سقط على ذلك فيؤثِّر في وجهه أثرًا، وكان يغسل ثوبه بغير صابون، ويأكل خبز الشعير. مات يوم الثلاثاء الثالث عشر من شعبان سنة أربع وأربع مئة، ودفن بباب حَرْب. انتهى.
659 - (ت 406 هـ): أحمد بن سعيد، أبو العباس الشامي، المعروف بابن الشِّيْحِي الحنبلي
.
قال النابلسي
(2)
: سكن بغداد، وحدَّث بها عن عبد المنعم بن غَلْبُون المقرئ، وله كتب مصنفة في علم الزوال، وعلم مواقيت الصلاة، وغير ذلك. قال الخطيب: حدث عنه محمد بن علي بن الفتح الحَرْبي، وكان ثقة صالحًا دينًا حسن المذهب، وشهد عند القضاة وعُدِّل، ثم ترك الشهادة تزهدًا.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 362.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 362.
مات في ذي القعدة سنة ست وأربع مئة، ودفن بباب حرب، وصاحب جماعة من الأصحاب منهم: عمر البرمكي. انتهى.
660 - (ت 409 هـ): محمد بن فارس بن محمد بن محمود بن عيسى الغُوْري، أبو الفرج المعروف بابن الباغَنْدِي الحنبلي
.
ذكره ياقوت الحموي في "معجم البلدان"
(1)
وقال: سمع أبا الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن المُنَادي، وعلي بن محمد المصري، وأحمد بن سُلمان النجَّاد، وغيرهم. وكان صالحًا دينًا صدوقًا. روى عنه: محمد بن مخلد إجازة، وأبو بكر الخطيب، وكان يملي في جامع المهدي، وتوفي سنة تسع وأربع مئة. انتهى.
661 - (ت 410 هـ): عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد، أبو الفضل التَّمِيْمي الحنبلي
.
ذكره النابلسي
(2)
فقال: أملى الحديث بجامع المنصور، وحدَّث عن أبي بكر النجَّاد، وأحمد بن كامل، والبغوي في آخرين. وكانت له حلقة بجامع المدينة للوعظ والفتوى، وخرج إلى خراسان في الأيام القادرية، وتوفي يوم الاثنين في ذي القعدة سنة عشر وأربع مئة، ودفن في يومه، وصلى عليه أخوه عبد الوهاب، ودفن بين قبر أحمد وأبيه، وصلى عليه نحو خمسين ألفًا، وكان صدوقًا ثقة، وكان له في علوم كثيرة. انتهى.
662 - (ت 410 هـ): هبة الله بن سلامة بن أبي القاسم، البغدادي الحنبلي المفسِّر، جدُّ رزق الله التميمي لأمِّه
.
قال ابن العماد
(3)
: كان من أحفظ الأئمة للتفسير، وكان ضريرًا، له حلقة بجامع المنصور، توفي سنة عشر وأربع مئة. انتهى.
(1)
معجم البلدان: 4/ 218.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 363.
(3)
شذرات الذهب: 3/ 192.
وذكره ابن الجزري في "الغاية"
(1)
فقال: هبة الله بن سلامة بن نصر بن علي، أبو القاسم البغدادي الضرير المفسر المشهور، إمام حافظ، سمع من القَطِيْعي، وحدَّث عنه سِبْطه رزق الله التميمي. قال الدَّاني: كان أحفظ أهل زمانه لتفسير القرآن واختلاف السلف فيه. ويقال: إنه روى خمسة وتسعين تفسيرًا، وكان يملي التفسير والناسخ والمنسوخ من حفظه. وتوفي ببغداد سنة عشر وأربع مئة. انتهى.
وله مصنفات ذكر ابن الجزري وابن العماد منها: كتاب "الناسخ والمنسوخ"، وله غير ما ذكره كتاب:"تفسير القرآن" و"المسائل المنثورة" في النحو، و"ناسخ الحديث ومنسوخه"، وغيرها.
663 - (ت 411 هـ): أحمد بن موسى بن عبد الله بن إسحاق، أبو بكر الزَّاهد الحنبلي، المعروف بالرّوْشَنَائِي
.
قال النابلسي
(2)
: من أهل مصراثا، قرية تحت كَلْواذَى، سمع: أبا بكر بن مالك القَطِيعي، وأبا محمد ابن ماسي، ومحمد بن أحمد بن المفيد.
قال الخطيب البغدادي: كتبت عنه في قريته، ونعم العبد كان، فضلًا وديانة وعبادة وصلاحًا، وكان له بيت إلى جنب مسجده يدخله ويغلقه على نفسه، ويشتغل فيه بالعبادة، ولا يخرج منه إلا لصلاة الجماعة، وكان ابن بِشْران يزوره، ويقيم عنده عددًا من الأيام متبرَّكًا برؤيته، ومستروحًا إلى مشاهدته، صحب ابن بطَّة، وابن حامد، وغيرهما من شيوخ المذهب. مات بمَصْرَاثا ليلة السبت التاسع والعشرين من رجب، سنة إحدى عشرة وأربع مئة. وخرج الناس من بغداد حتى حضروا الصلاة عليه، وكان الجمع عليه كثيرًا. ودفن في قريته. انتهى.
وذكر له الخطيب
(3)
من التصانيف: كتاب "المختصر في أصول الدين" من
(1)
غاية النهاية: 2/ 351.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 363.
(3)
تاريخ بغداد: 5/ 149.
كتاب ابن حامد.
664 - (ت 412 هـ): الحسين بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن الحارث التميمي الحنبلي، أبو عبد الله المُعَلم، إمام مسجد ابن دعبان
.
قال النابلسي
(1)
: حدث عن السَّماك والنَّقَّاش، وكان أبو يعلى يترحَّم عليه، ويُثني عليه. توفي سنة اثنتي عشرة وأربع مئة. انتهى.
665 - (ت 414 هـ): محمد بن علي بن عمرو بن مهدي الأصبهاني النقَّاش، أبو سعيد الحنبلي
.
قال النابلسي
(2)
: سمع جده لأمِّه، أحمد بن الحسن بن أيوب التميمي، وعبد الله بن عيسى الخشَّاب، وأبا محمد ابن فارس، وأحمد بن سعيد السِّمْسَار، وأبا أحمد العَسَّال، وطبقتهم. وسمع ببغداد والبصرة والكوفة، ومَرو، وجُرجَان، والدَّينَوَر وهَمْدان، والحرمين، ونيسابور، ونَهَاوَنْد. وجمع وصنف، وأملى وروى الكثير، مع الصدق والأمانة. روى عنه: أحمد بن عبد الغفَّار بن أَشْتَة، والفضل بن علي الحنفي، وأبو مطيع محمد بن عبد الواحد الصحان، وغيرهم. توفي في رمضان، سنة أربع عشرة وأربع مئة، وله أكثر من ثمانين سنة. انتهى.
وقال ابن العماد
(3)
: الحافظ أبو سعيد النقَّاش، محمد بن علي بن عمرو بن مهدي الأصبهاني الحنبلي، صاحب التصانيف. روى عن ابن فارس، وإبراهيم الجَهْمي، وأبي بكر الشافعي، وطبقتهم. وكان ثقة صالحًا، قاله في "العبر". وقال ابن ناصر الدين: كان حافظًا إمامًا ذا إتقان، رحل وطوَّف، وجمع وصنف، مع الصدق والأمانة، والتحرِّي والتحرير. توفي في رمضان، سنة أربع عشرة وأربع مئة. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 364.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 365.
(3)
شذرات الذهب: 3/ 201.
وله مصنفات، ذكر النابلسي منها:"طبقات الصوفية" وكتاب "القضاء". وله غير ما ذكره، منها:"الأمالي في الحديث" و"أجزاء في الحديث" وغيرها.
666 - (ت 415 هـ): الخضر بن تميم بن مُزَاحم، أبو القاسم التميمي الحنبلي
.
قال النابلسي
(1)
: هكذا ذكره ابن ثابت، فقال: لقيناه في مجلس أحمد بن المبارك، وروى لنا حديثًا من لفظه، وكان ضريرًا. وتوفي في ذي الحجة، سنة خمس عشرة وأربع مئة. انتهى.
667 - (ت 418): أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي العوام
.
ذكره الزركلي
(2)
....
668 - (ت 422 هـ): الحسين بن أحمد السلال، أبو عبد الله المؤدب الحنبلي
.
قال النابلسي
(3)
: قال الخطيب: حدَّث عنه عبد الباقي بن قانع. سمع منه أبو الفضل، محمد بن عبد العزيز المهدي، وقال: مات في شوال، سنة اثنتين وعشرين وأربع مئة. انتهى.
669 - (ت 422 هـ): يحيى بن عمار الشَّيْبَاني السجستاني، أبو زكرياء الواعظ الحنبلي، نزيل هراة
.
ذكره النابلسي
(4)
استطرادًا في ترجمة أبي إسماعيل الهَرَوي. وقال: أخذ عن أبي زكرياء، يحيى بن عمار السجْزِي الحنبلي. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 365.
(2)
الأعلام: 1/ 211.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 365.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 400.
وقال ابن العماد
(1)
يحيى بن عمار السِّجزي، روى عن حامد الرَّفَّاء وطبقته، وكان له القبول التام بتلك الديار، لفصاحته وحسن موعظته، وبراعته في التفسير والسنَّة. وخلَّف أموالًا كثيرة. ومات في ذي القعدة، سنة اثنتين وعشرين وأربع مئة، وله تسعون سنة. انتهى.
670 - (ت 423 هـ): عبد السلام بن الفَرَج، أبو القاسم المزرفي الحنبلي، صاحب ابن حامد
.
قال النابلسي
(2)
: له في المذهب التصانيف، وكانت حلقته بجامع المدينة. توفي سنة ثلاث وعشرين وأربع مئة. انتهى.
671 - (ت 423 هـ): علي بن يوسف بن الذهبية، أبو الحسين الحنبلي الزاهد الورع
.
قال النابلسي
(3)
: توفي يوم الجمعة، لسِتٍّ بقين من ذي الحجة، سنة ثلاث وعشرين وأربع مئة. انتهى.
672 - (ت 424 هـ): الحسن بن محمد بن موسى، أبو عبد الله المعروف بالفُقَاعي الحنبلي
.
قال النابلسي
(4)
: هو صاحب فتوى ونظر، وكانت حلقته بجامع المدينة، وله التصانيف في الأصول والفروع، وتزوج بنت شيخه ابن حامد. وتوفي سنة أربع وعشرين وأربع مئة. انتهى.
673 - (ت 424 هـ): أحمد بن إبراهيم القطَّان الحنبلي، أبو طاهر، صاحب التعليق والتحقيق والفرائض والأصول
.
(1)
شذرات الذهب: 3/ 226.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 367.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 365.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 367.
قال النابلسي
(1)
: وهو أحد أصحاب ابن حامد. توفي سنة أربع وعشرين وأربع مئة. انتهى.
674 - (ت 425 هـ): عبد الوهَّاب بن عبد العزيز، أبو الفرج التَّمِيْمي الحنبلي
.
قال النابلسي
(2)
: جلس بعد أخيه للفتوى والوعظ، وتوفي عشية الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء، الخامس من شهر ربيع الأول، سنة خمس وعشرين وأربع مئة، إلى جنب أبيه أبي الحسن. انتهى.
وذكره ابنُ الجوزي
(3)
وقال: سمع الحديث ورواه، وكانت له حَلْقة في جامع المنصور للفتوى والوعظ، وتوفي سنة خمس وعشرين وأربع مئة، ودفن عند قبر أحمد. انتهى.
675 - (ت 428 هـ): محمد بن أحمد بن أبي موسى، أبو علي الهاشمي الحنبلي القاضي
.
قال النابلسي
(4)
: هو عالي القدر رفيع الذكر، له القدم العالي والحظ الوافر، عند الإِمامين: القادر بالله، والقائم بأمر الله. سمع الحديث من جماعة، منهم: محمد بن المظفَّر، في آخرين. وكانت حلقته بجامع المنصور، يفتي ويشهد. وصحب أبا الحسن التميمي، وغيره من شيوخ المذهب. ولد في ذي القعدة، سنة خمس وأربعين وثلاث مئة، وتوفي في ربيع الآخر، سنة ثمان وعشرين وأربع مئة، ودفن بقرب قبر أحمد بن حنبل. انتهى ملخصًا.
وقال ابن العماد
(5)
: هو صاحب التصانيف، مَنْ إليه انتهت رئاسة المذهب،
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 367.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 367
(3)
مناقب الإمام أحمد: 626.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 368.
(5)
شذرات الذهب: 3/ 238.
أخذ عن أبي الحسن التميمي، وغيره. وحدَّث عن ابن المظفَّر، وكان رئيسًا، رفيع القدر بعيد الصِّيت، إلى أن قال: وذكر أبو علي بن شوكة قال: اجتمعنا جماعة من الفقهاء، فدخلنا على القاضي أبي علي بن أبي موسى الهاشمي، فذكرنا له فَقْرَنا وشدةَ ضُرِّنا، فقال لنا: اصبروا فإن الله سيرزقكم ويوسِّع عليكم، وأحدّثكم في مثل هذا ما تطيب به قلوبكم، أذكر سنةً من السنين وقد ضاق بي الأمر شيء عظيم، حتى بعت رجلًا داري، ونفد جميعه، ونقَضْتُ الطبقة الوسطى في داري وبعتُ أخشابها، وتقوَّتُّ بثمنها، وقعدت في البيت لم أخرج، وبَقيْتُ سنة. فلما كان بعد سنة، قالت لي المرأة: الباب يدق، فقلت: افتحي له الباب. ففعلَتْ، فدخل رجل فسلَّم عليَّ، فلما رأى حالي لم يجلس حتى أنشدني وهو قائم:
لَيْسَ مِنْ شِدَّةٍ تُصِيْبُكَ إلَّا
…
سَوْفَ تَمْضِي وَسَوْفَ تُكْشَفُ كَشْفَا
لا يَضِقْ ذَرْعُكَ الرَّحيْبُ فإنَّ النَّـ
…
ـــارَ يَعْلُو لَهِيْبُهَا ثُمَّ تُطْفَا
قَدْ رَأَيْنَا مَنْ كَانَ أَشْفَى عَلَى الهلْـ
…
ــــكِ فَوَافَتْ نَجَاتُهُ حِيْنَ أَشْفَى
ثم خرج عني ولم يقعد، فتفاءلت بقوله، فلم يخرج اليوم حتى جاءني رسول القادر بالله، ومعه ثياب ودنانير وبغلة بمركب، ثم قال لي: أجب أمير المؤمنين، وسلّم إليَّ الدنانير والثياب والبغلة، فغيَّرت من حالي، ودخلت الحمام، وصرت إلى القادر بالله، فردّ إليّ قضاء الكوفة وأعمالها، وأَثْرى حالي. أو كما قال. انتهى المراد من تلك الترجمة الحافلة.
وذكره الخطيبُ في "تاريخه"
(1)
وقال: كان ثقة، وهو أحد الفقهاء الحنابلة، كان يدرِّس ويفتي في جامع المدينة، وله كتب على مذهب أحمد بن حنبل. انتهى.
وقد ذكر النابلسي له من التصانيف: "الإِرشاد في المذهب" وكتاب "شرح الخرقي". وقد قال نعمان الألوسي في "جلاء العينين": إن له تصانيف كثيرة.
(1)
تاريخ بغداد: 1/ 354.
676 - (ت 428 هـ): الحسن بن شهاب بن الحسن بن شهاب، أبو علي العُكْبَرىُّ الحنبلي
.
قال النابلسي
(1)
: هو صاحب الخط البديع، له يدٌ في الفقه، والأدب، والإِقراء، والحديث، والشعر، والفتيا الواسعة. لازم أبا عبد الله ابن بطَّة إلى حين وفاته. وله بعُكْبَرَاء، في المحرم سنة خمس وثلاثين وثلاث مئة، وقيل: سنة إحدى وثلاثين، وسمع الحديث على كبر السن من أبي علي ابن الصَّوَّاف، وأحمد بن يوسف، وأبي علي الطُّوْمَارِي، في آخرين. قال البَرْقاني: ثقةٌ أمين، له تصانيف في الفقه والفرائض والنحو. توفي في رجب، سنة ثمان وعشرين وأربع مئة، ودفن بِعُكْبَرَا. قيل: إنَّه صلَّى التراويح سبعين سنة. انتهى.
وقال ابنُ العماد
(2)
: هو الثقة الأمين، ثم ذكر نحو ما تقدم، ثم قال: قال الأزهري: أخذ السلطان من تركة ابن شهاب ما قدره ألف دينار، سوى ما خلَّفه من الكروم والعقار، وكان وصَّى بثلث ماله لِمُتَفَقِّهَةِ الحنابلة، ولم يُعطَوا شيئًا. وقال الخطيب: سمعت البَرْقاني، وذكر بحضرته ابن شهاب، فقال: ثقة أمين.
قال ابنُ شهاب: كسبت في الوِراقة خمسة وعشرين ألف درهم راضية، وكنت أشتري كاغَدًا بخمسة دراهم، فأكتب فيه "ديوان المتنبي" في ثلاث ليال، وأبيعه بمئتي درهم، وأقله بمئة وخمسين درهمًا. وقال ابن شهاب: أقام أخي أبو الخطاب معي في الدار عشرين سنة، ما كلَّمته. وأشار إلى أنه كان ينسب إلى الرفض. انتهى المراد منه.
ولم أجد من تصانيفه شيئًا ولا من ذكرها إلّا أنّي وجدت في "الآداب الكبرى" لابن مفلح، نقولات من كتاب "عيون المسائل"، وكذا ذكرها ابن رجب له أيضًا، ولم أجد غيرها، وكذا ذكرها المرداوي في "الإِنصاف".
677 - (ت 432 هـ): محمد بن أحمد بن محمد، أبو طاهر الغُبَاري الحنبلي
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 370.
(2)
شذرات الذهب: 3/ 241 - 242.
قال النابلسي
(1)
: له النُّبلُ والفضلُ، صَحِبَ جماعة من شيوخ المذهب، وتخصَّصَ بصحبة أبي الحسن الخرزي، وكانت له حلقتان: إحداهما بجامع المنصور، والأخرى بجامع الخليفة. توفي في ذي القعدة، سنة اثنتين وثلاثين وأربع مئة، وله ثمانون سنة. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
بمثل ما هنا ولم يزد.
678 - (ت 433 هـ): علي بن محمد بن علي العَلَوي الحسيني، أبو القاسم الزَّيْدي الحراني الحنبلي المقرئ
.
ذكره ابنُ العماد
(3)
فقال: هو آخر مَنْ روى عن النقَّاش القراءات والتفسير، وهو ضعيف. قال عبد العزيز الكَتَّاني، وقد سئل عن شيء: ما يكفي علي بن محمد الزَّيدي أن يَكْذِبَ حتى يُكْذَبَ عليه. قال في العبر: كان صالحًا ربَّانِيًّا. توفي في شوال، سنة ثلاث وثلاثين وأربع مئة بِحَرَّان. انتهى.
وقال ابن الجزري في "الغاية"
(4)
: هو علي بن محمد بن علي بن علي بن محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو القاسم العلوي الحُسيني الزَّيْدي، الحَرَّاني الحنبلي، شيخٌ معمَّرٌ مقرئٌ صالح ثِقة، قرأ بالروايات على النقَّاش، وسمع منه تفسيره، وهو آخر من رآه، إلى أن قال: قال الدَّاني: هو آخر من قرأ على النقَّاش. قال: وكان ثقة ضابطًا مشهورًا، أقرأ بحرَّان دهرًا طويلًا. ومات في العشرين من شوال، سنة ثلاث وثلاثين وأربع مئة. انتهى.
679 - (ت 437 هـ): القاضي الموقَّر الحنبلي
.
قال النابلسي
(5)
: كان رجلًا صالحًا، جليل القدر، عالي الهمة والأمر، ظاهر
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 371.
(2)
شذرات الذهب: 3/ 250.
(3)
شذرات الذهب: 3/ 251.
(4)
غاية النهاية: 1/ 572 - 573.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 372.
الصلاح، يحضره شيوخ المذهب، مثل الفقاعي، وابن الغباري، وأبي طالب ابن البقَّال، وكان يقضي بين عسكر بغداد نحو أربعة آلاف غلام، تمضي قضاياه عليهم أبلغ من قضاء المقدَّم عليه، وهو أبو عبد الله بن ماكُولا، لما كان له في نفوسهم من الدين، ولا يُبرم الأحكام بينهم إلا على مذهب أحمد بن حنبل. توفي في جمادى الآخرة، سنة سبع وثلاثين وأربع مئة، ودفن في مقبرة أحمد بن حنبل. انتهى.
680 - (ت 439 هـ): محمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله الخياط، العُكْبَرىُّ المقرئ الحنبلي
.
ذكره ابن رجب
(1)
في ترجمة الحسن بن محمد العُكْبَري وقال: كان من أصحاب ابن بطَّة، فقيهًا. مات سنة تسع وثلاثين وأربع مئة. ذكره ابن البناء في طبقات الفقهاء. انتهى.
681 - (ت 439 هـ): محمد بن حامد، المعروف بابن خيار الحنبلي
.
قال ابن العماد
(2)
: كان ينزل بإسكاف، وله قَدَم في أنواع العلوم والفقه والآداب، وكان يشار إليه بالصَّلاح والزهد. وتوفي سنة تسع وثلاثين وأربع مئة.
وذكره النابلسي
(3)
، إلَّا أنَّه قال: جامع بدل حامد، ثم ذكر ما تقدَّم، ولم يذكر وفاته.
682 - (ت 439 هـ): هبة الله بن محمد بن أحمد، أبو الغنائم بن الغباري الحنبلى
.
قال النابلسي
(4)
: أنفذه أبوه أبو طاهر إلى أبي يعلى، فدرس عليه، وانتخب،
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 171 - 172.
(2)
شذرات الذهب: 3/ 263.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 372.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 372.
وأفتى وناظر، وجلس بعد موت أبيه في حلقته. وتوفي سنة تسع وثلاثين وأربع مئة. انتهى.
وذكره ابن العماد
(1)
بنحو ما هنا.
683 - (ت 439 هـ): الحسن بن محمد بن الحسن، أبو محمد الخلَّال البغدادي، الحافظ الحنبلي
.
قال ابنُ العماد
(2)
: روى عن القَطِيْعي وأبي سعيد الحرفي وطبقتهما. قال الخطيب: كان ثقة، له معرفة، خرَّج "المسند" على الصحيحين، وجمع أبوابًا وتراجم كثيرة. قال في "العبر": آخر من روى عنه أبو سعد أحمد بن الطيوري. وتوفي في جُمادى الأولى، سنة تسع وثلاثين وأربع مئة، وله سبع وثمانون سنة. انتهى.
وله مصنفات منها: "طبقات المعبِّرين" و"أخبار الثقلاء" و"تخريج المسند على الصحيحين".
684 - (ت 440 هـ): أحمد بن عبد الله بن سهل، أبو طالب، المعروف بابن البقَّال الحنبلي
.
قال النابلسي
(3)
: هو صاحب الفتيا والنظر، والمعرفة والبيان، والإِفصاح واللسان. سمع أبا العباس عبد الله بن موسى الهاشمي، وأبا بكر بن شَاذَان، في آخرين. ودرس الفقه على أبي عبد الله بن حامد، وكانت له حلقة بجامع المنصور، ومنزله بباب البصرة، ومسجده بباب الطاقات. له المقامات المشهودة بدار الخلافة، من ذلك قوله بالديوان والوزير ابن حاجب النُّعمان: الخلافة خيمة، والحَنْبلِيُّون هم أطنابُهَا، ولئن سقطَت الطُّنُبُ لَتهويَنَّ الخيمة، وغير ذلك. توفي في شهر ربيع الأول، سنة أربعين وأربع مئة، ودفن بمقبرة الإِمام أحمد. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 3/ 263.
(2)
شذرات الذهب: 3/ 262.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 372.
وذكره ابنُ العماد
(1)
بمثل ما هنا، إلا أنه قال: الخلافة بيضة والحنبليون حُضَّانها، ولئن انفقسَت البيضة عن مُحٍّ فاسد، الخلافة خيمة، إلى آخر ما تقدم.
685 - (ت 441 هـ): أحمد بن عمر بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل، أبو العبَّاس البرمكي الحنبلي
.
قال النابلسي
(2)
: سمع أبا حفص عمر بن شاهين، وأبا القاسم بن حَبَابة. قال الخطيب: كتبتُ عنه وكان صدوقًا، وسألته عن مولده، فقال: في ذي الحجة، سنة اثنتين وسبعين وثلاث مئة. ومات ليلة الخميس الثالثة والعشرين من جُمادى الآخرة، سنة إحدى وأربعين وأربع مئة، ودفن في مقبرة أحمد بن حنبل. صحب أباه، وقرأ على عبد الله بن حامد. انتهى.
وذكره ابن العماد
(3)
بمثل ما هنا فقط.
وذكره ياقوت في "معجمه"
(4)
فقال: سمع ابن شاهين وغيره، وروى عنه الخطيب، وقال: كان صدوقًا.
وذكره ابن الجوزي
(5)
وقال: كان صدوقًا، وتوفي سنة إحدى وأربعين وأربع مئة.
686 - (ت 442 هـ): محمد بن علي بن محمد البغدادي، أبو طاهر العلَّاف، الواعظ الحنبلي
.
قال ابن العماد
(6)
: روى عن القَطِيْعي وجماعة. وكان نبيلًا وقورًا، له حلقة
(1)
شذرات الذهب: 3/ 264.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 373.
(3)
شذرات الذهب: 3/ 265.
(4)
معجم البلدان: 1/ 367.
(5)
المناقب: 627. دون ذكر الوفاة.
(6)
شذرات الذهب: 3/ 269.
بجامع المنصور. توفي سنة اثنتين وأربعين وأربع مئة. انتهى.
687 - (ت 444 هـ): الحسن بن علي بن محمد البغدادي، أبو علي بن المُذْهِب، الواعظ الحنبلي، راوية المسند
.
قال الذهبي
(1)
: هو المحدث العالم الواعظ المعمر، أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن وَهْب بن شِبْل بن فَرْوَة، التميمي البغدادي، ابن المُذْهِب. ولد سنة خمس وخمسين وثلاث مئة، وتوفي سنة أربع وأربعين وأربع مئة. روى عن القَطِيعي "مسند أحمد" بأسره، وكان سماعه صحيحًا، إلا في أجزاء منه، فإنه ألحَقَ فيها سماعه، وكان يروي عن كتاب "الزهد" لأحمد، ولم يكن له به أصل، وإنما كانت النسخة بخطه، وليس بمحل للحجة. قال ابنُ نقطة: قول الخطيب: كان سماعه صحيحًا إلا في أجزاء، فلم يُنبّه الخطيب عليها، ولو فعل لأتى بالفائدة.
قال الذهبي: وقد ذكرنا أن مُسنَدَي فَضَالة بن عُبيد، وعوف بن مالك، لم يكونا في كتاب ابن المُذْهِب، وكذلك أحاديث من مسند جابر، لم توجد في نسخته، رواها الحرَّاني عن القطيعي، ولو كان الرجل يلحق اسمه كما زعم الخطيب، لألحق ما ذكرناه أيضًا. ثم إن الخطيب قد روى عنه من "الزهد" أشياء في مصنفاته. قال شُجَاع الذُّهلي: كان ابن المذهب شيخًا عَسِرًا في الرواية، وسمع الكثير، ولم يكن ممن يُعتَمَدُ عليه في الرواية، كأنه خلَّط في شيءٍ من سماعه. وقال أبو الفضل ابن خَيْرون: حدَّث "بالمسند" و"بالزهد" وغير ذلك، سمعت منه الجميع. وقال الخطيب: روى ابن المذهب عن القطيعي حديثًا لم يكن سمعه منه. قال الذهبي: قلت: لعله استجاز روايته بالوِجَادة، فإنه قرن مع القطيعي أبا سعيد الحُرْفي، قالا: حدثنا أبو شُعيب الحرَّاني، ثم قال: وحدَّثنا عن الدارقطني، والورَّاق، وأبي عمر بن مهدي، عن المحاملي بحديثٍ، فقلت له: لم يكن هذا عند ابن مهدي، فضرب على ابن مهدي.
(1)
ميزان الاعتدال: 1/ 510.
قلت: الظاهر من ابن المذهب أنه شيخ ليس بمتقن، وكذلك شيخه ابن مالك، ومن ثَمَّ وقع في المسند أشياء غير محكمة المتن ولا الإِسناد. انتهى المراد منه.
وذكره ابن العماد
(1)
وغيره.
688 - (ت 445 هـ): إبراهيم بن عمر بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل، أبو إسحاق البَرْمَكِيّ الحنبلي
.
قال النابلسي
(2)
: قيل: إن سَلَفَه كانوا يسكنون قرية تسمى "البرمكية" فنُسِبوا إليها، وكان ناسكًا زاهدًا، فقيهًا مفتيًا، قيِّمًا بالفرائض وغيرها. حدَّث عن أبي بكر بن بَخِيْت، وابن مالك القَطِيعي، وابن ماسي، في آخرين. وله إجازة عن أبي بكر عبد العزيز، وصحب ابن بطَّة وابن حامد، وعلَّق عنهما، وحدَّث عنه الشريفُ أبو جعفر، والقاضي يعقوب، والمبارك بن عبد الجبار، وغيرهم. وكانت حلقته بجامع المنصور. ولد في شهر رمضان، سنة إحدى وستين وثلاث مئة. وتوفي في ذي الحجة، سنة خمس وأربعين وأربع مئة، ودفن في مقبرة أحمد بن حنبل. انتهى.
وقال ابن العماد
(3)
: روى عن القَطِيْعي، وابن ماسي، وطائفة. قال الخطيب: كان صدوقًا ديِّنًا فقيهًا، على مذهب أحمد بن حنبل، له حلقة للفتوى. توفي يوم التَّروية، وله أربع وثمانون سنة، وذلك سنة خمس وأربعين وأربع مئة. وذكر نحو ما تقدم.
وقال ياقوت في "معجم البلدان"
(4)
: كان صدوقًا ديِّنًا، أديبًا، فقيهًا، على مذهب أحمد بن حنبل، وله حلقة للفتوى في جامع المنصور. روى عنه القاضي محمد بن عبد الباقي، قاضي البيمارستان، وأبو بكر الخطيب، وغيرهما. ومات سنة
(1)
شذرات الذهب: 3/ 271.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 373.
(3)
شذرات الذهب: 3/ 273.
(4)
معجم البلدان: 1/ 367.
إحدى وأربعين وأربع مئة، وقيل: سنة خمس وأربعين وأربع مئة. ومولده سنة إحدى وستّين وثلاث مئة.
وذكره ابن الجوزي
(1)
، وابن الجَزَري في "الغاية"
(2)
وغيرهما.
689 - (ت 448 هـ): الحسين بن عثمان بن الحسين، أبو عبد الله البَرَدَانيّ الحنبلي
.
قال النابلسي
(3)
: صحب أبا يعلى، وكان له التحقيق، وأنهى معظم التعليق، وله المعرفة بالأدب، وخرج إلى "مَيَّافَارِقِين"، وجلس هناك مدرسًا ومفتيًا. وتوفي في جُمادى الآخرة، سنة ثمان وأربعين وأربع مئة. انتهى.
690 - (ت 448 هـ): علي بن إبراهيم بن عيسى، أبو الحسن الباقلّاني البغدادي الحنبلي
.
قال ابن العماد
(4)
: روى عن القطيعي وغيره. قال الخطيب: لا بأس به، وتوفي سنة ثمان وأربعين وأربع مئة. انتهى.
691 - (ت 450 هـ): علي بن عمر بن أحمد البَرْمَكِيّ البغدادي الحنبلي
.
ذكره ياقوت في "معجم البلدان"
(5)
وقال: ولد سنة ثلاث وسبعين وثلاث مئة. وسمع أبا القاسم بن حَبابة ويوسف بن عمر القوَّاس، والمعافى بن زكرياء الجَريري، وكان ثقةً. روى عنه الخطيب ومن بعده، وتوفي سنة خمسين وأربع مئة. انتهى. وتقدَّمت ترجمة أبيه عمر بن أحمد، سنة تسع وثمانين وثلاث مئة، وكذلك ترجمة أخيه إبراهيم بن عمر، سنة خمس وأربعين وأربع مئة.
(1)
مناقب الإِمام أحمد: 627.
(2)
غاية النهاية: 1/ 22.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 374.
(4)
شذرات الذهب: 3/ 278.
(5)
معجم البلدان: 1/ 367. وفيه أنه درس فقه الشافعي على أبي حامد الإسفراييني.
692 - (ت 451 هـ): محمد بن علي بن الفتح بن محمد بن الفتح، أبو طالب العشاري الحنبلي
.
قال النابلسي
(1)
: حدَّث عن جماعة، منهم: أبو بكر محمد بن يوسف العلَّاف، وأبو بكر محمد بن أحمد بن فخر اللؤلؤي، وأبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن غيلان السمسار، والدارقطني، والمخلّص، وابن أخي ميمي، في آخرين. وصحب ابن بطّة، وأبا حفص البَرْمَكي، وابن حامد. وكان من الزُّهاد، وله كرامات كثيرة. ولد سنة ست وستين وثلاث مئة. وتوفي يوم الثلاثاء تاسع عشر جُمادى الأولى سنة إحدى وخمسين وأربع مئة، ودفن في مقبرة أحمد بن حنبل، بجنب أبي عبد الله. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
، فقال مثل ما تقدَّم، وزاد: كان جسده طويلًا فلُقّب بالعشاري. وكان فقيهًا حنبليًا، تخرج على ابن حامد، وقبله على ابن بطَّة. وكان خيّرًا عالمًا زاهدًا، ثم ذكر له كراماتٍ كثيرة.
693 - (ت 453 هـ): الحسين بن مُبَشر الكتَّاني الدمشقي المقرئ، أبو علي الحنبلي
.
قال النابلسي
(3)
: كان من أهل الدين والسُّنَن، ثقة. قال أبو محمد الكتاني الدمشقي: أقام خمسين سنة يقرئ في الجامع، وحدَّث بكتاب "المعاني" لابن النحَّاس، و"الناسخ والمنسوخ" له، وحدث عن أستاذه الإِسكاف، وكان يذهب مذهب أحمد بن حنبل. توفي عشيَّة يوم الأحد، الخامس عشر من ذي القعدة، سنة ثلاث وخمسين وأربع مئة، ودفن يوم الاثنين وقت الظهر، وكان في عشر التسعين. انتهى.
وذكره ابن الجَزَري في "الغاية"
(4)
فقال: مقرئ مُصدَّر صالح، قرأ على
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 374.
(2)
شذرات الذهب: 3/ 289.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 375.
(4)
غاية النهاية: 1/ 249.
محمد بن يونس الدمشقي الإِسكاف، وأقرأ الناس بجامع بني أمية نحوًا من خمسين سنة. قال عبد العزيز الكتَّاني: كان ديِّنًا ثقةً على مذهب أحمد بن حنبل. مات في ذي القعدة، سنة ثلاث وخمسين وأربع مئة. انتهى المراد منه.
694 - (ت 457 هـ): محمد بن أبي علي الحدَّاد، أبو بكر الحنبلي
.
قال النابلسي
(1)
: شيخ صالح، كان يتردَّد إلى أبي يعلى كثيرًا. وتوفي سنة سبع وخمسين وأربع مئة. انتهى.
695 - (ت 458 هـ): محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد الفَرَّاء، أبو يعلى الحنبلي
.
قال النابلسي
(2)
: كان عالم زمانه وفريد عصره، وكان أصحاب أحمد له يتَّبعون، ولتصانيفه يدرسون، سمع من أبي الحسن السُّكَّري، وأبي الطيب، وأبي طاهر المُخَلِّص، والصَّيْدلاني، وجدّه أبي القاسم، وغيرهم. سمع منه: الخطيب، وعبد العزيز النَّخشَبي، والدَّهستاني، وغيرهم. وتفقَّه عليه خلق كثير من الحنابلة، وصنَّف التصانيف الكثيرة، التي مَنْ نظر فيها علم أنَّ ما وراءه مَرَامًا. وترجمته تحتاج إلى مجلد ضخم.
وأطال النابلسي في ترجمته، وقال فيها: ولد لتسعٍ أو لثمانٍ وعشرين خلت من المحرم، سنة ثمانين وثلاث مئة. وتوفي ليلة الاثنين تاسع عشر شهر رمضان، سنة ثمان وخمسين وأربع مئة. وصلَّى عليه ابنُه أبو القاسم بجامع المنصور، ودفن بمقبرة أحمد بن حنبل.
قال ابن الجوزي
(3)
: انتهى إليه مذهب أحمد، وله أصحاب متوافِرون، وكان فقيهًا نَزِهًا متعفِّفًا، حسنَ السَّمْتِ والصَّمْتِ، ثقةً. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 376.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 377.
(3)
مناقب الإِمام أحمد: 627.
وذكره ابن العماد
(1)
بترجمة طويلة، قال فيها: هو شيخ الحنابلة، القاضي الحبر، صاحب التصانيف وفقيه العصر. كان إمامًا لا يدرك قرارُه ولا يشق غبارُه، عاش ثمانيًا وسبعينَ سنة، وأملى عدة مجالس، ووليَ قضاء الحَرِيم، وتفقَّه على أبي عبد الله بن حامد، وغيره. وجميع الطائفة معترفون بفضله، ومغترفون من بحره. انتهى المراد منه.
أما مصنفاتُه فقد ذكر النابلسي منها: "أحكام القرآن"، و"نقل القرآن"، و"إيضاح البيان في مسائل الإِيمان"، و"المعتمد"، و"مختصر المعتمد"، و"المقتبس"، و"مختصر المقتبس"، و"عيون المسائل"، و"الرَّد على الأشعرية"، و"الرد على الكرَّاميَّة"، و"الرد على السالمية"، و"الرد على الجهمية"، و"الرد على ابن اللبَّان"، و"إبطال التأويلات لأخبار الصفات"، و"مختصر إبطال التأويلات"، و"الانتصار لشيخنا أبي بكر"، و"الكلام في الاستواء"، و"الكلام في حروف المعجم"، و"القطع على خلود الكفَّار بالنار"، و"أربع مقدمات في أصول الديانات"، و"إثبات إمامة الخلفاء الأربعة"، و"تبرئة معاوية"، و"الرسالة إلى إمام الوقت"، و"جوابات مسائل وردت من مَيَّافارقين"، و"جوابات مسائل وردت من أصفهان"، و"العدة في أصول الفقه"، و"مختصر العدة في أصول الفقه"، و"الكفاية في أصول الفقه"، و"مختصر الكفاية في أصول الفقه"، و"الأحكام السُّلطانية"، و"فضائل أحمد"، و"مختصر في الصيام"، و"إيجاب الصيام ليلة الغمام"، و"مقدمة في الأدب"، و"كتاب الطب"، و"كتاب اللباس"، و"كتاب الأمر بالمعروف"، و"شروط أهل الذمة"، و"التوكّل"، و"ذم الغناء"، و"فضل ليلة الجمعة على ليلة القدر"، و"تكذيب الخَيَابِرَة فيما يدَّعونَهُ من إسقاط الجزية"، و"الاختلاف في الذبيح"، و"تفضيل الفقر على الغنى"، و"إبطال الحيل"، و"الفرق بين الآل والأهل"، و"المجرد في المذهب"، و"شرح الخرقي"، و"كتاب الروايتين"، و"قطعة من الجامع الكبير والجامع الصغير"، و"شرح المذهب"، و"الخصال"،
(1)
شذرات الذهب: 3/ 306.
و"الأقسام"، و"الخلاف الكبير"، وغيرها. وزاد المرداوي "العمدة"، و"الوجهين"، و"المقنع".
696 - (ت 458 هـ): الحسن بن غالب بن المبارك، أبو علي البغدادي، المقرئ الحنبلي
.
ذكره الذهبي في "ميزان الاعتدال"
(1)
وقال: يروي عنه أبو بكر قاضي البيمارستان، ليس بثقة. قال ابن خيرون: حدَّث عن جماعة، لم يوجد لهم ما يعوَّل عليه، كأبي الفضل الزهري، والمُفِيد. وحدَّث بـ "مختصر الخِرَقِي" عن ابن سَمْعُون، ولم يكن سماعه. وتوفي سنة ثمان وخمسين وأربع مئة. انتهى ملخصًا.
وقال ابن حجر في "اللسان"
(2)
: قال الخطيب: كان له سَمْتٌ وهيئة، وظاهر صلاح، وكان يُقرئ القرآن. انتهى المراد منه.
697 - (ت 459 هـ): علي بن أبي طالب بن محمد، المعروف بابن زِبِبْيَا الحنبلي
.
قال النابلسي
(3)
: هو أحد أصحاب أبي يعلى، كان يدرِّس في الحَرِيم في المسجد المقابل لباب بدر، وكانت له حلقة بجامع المهدي، وكان أحدَ مَنْ قرأ عليه أبو تراب بن البقَّال، وأبو الحسن المقرئ، المعروف بابن الفاعوس، وغيرهما. ونسخ "الخلاف" لأبي يعلى بخطّه نسختين، وغيره من مصنفات أبي يعلى. وهو أوَّل من توفي من أصحابه. توفي سنة تسع وخمسين وأربع مئة، ودفن إلى جنب أبي يعلى. انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
وقال: ذكره ابن النجَّاد قال: كان من أعيان أصحاب القاضي أبي يعلى، وله حلقة بجامع المهدي للمناظرة. روى عن أبي الحسين بن
(1)
ميزان الاعتدال: 1/ 516.
(2)
لسان الميزان: 2/ 243.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 389.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 7.
بشران، ونصر الله بن محمد بن علي الآمدي. روى عنه القاضي عزيزي بن عبد الملك الجِيْلي. ثم أرَّخَ وفاته يوم الخميس، ثاني عشري شهر ربيع الآخر، سنة ستين وأربع مئة وصُلي عليه من الغد بجامع القصر، وكان له جمع كثير.
وقال ابنُ عقيل: كان من أصحاب أبي يعلى أرباب الحِلَق: ابن البَازكردي، وابن زِبِبْيَا فقيهان مفتيان، لهما حلقتان بجامع الرصافة، يَقُصَّان الفقه شرحًا للمذهب على وجه يَنْتَفِعُ به العوام.
وابن زِبِبْيَا، قيَّده ابنُ نقطة: بكسر الزاي، وكسر الباء المعجمة الموحدة، بعدها باء أخرى مثلها ساكنة، وياء مُثنَّاة من تحتها. انتهى. والمُتَرجَمُ هذا هو أولُ طبقات ابن رجب.
698 - (ت 459 هـ): أحمد بن عبد الباقي بن الحسن المَوْصلي، أبو نصر الحنبلي، المعروف بابن طوق، الراوي عن نصر المَرْجي، صاحب أبي يعلى
.
ذكره ابن العماد
(1)
، وقال: توفي بالموصل، في رمضان، سنة تسع وخمسين وأربع مئة، وله سبع وسبعون سنة. انتهى.
699 - (ت 460 هـ): علي بن الحسن القِرْمِيْسِيْنِي، أبو منصور الحنبلي
.
قال النابلسي
(2)
: علَّق عن أبي يعلى من الخِلاف والمذهب، وسمع منه الحديث، وزوج ابنته لأبي علي ابن البَنَّاء، وأولدها أبا نصر. وتوفي في رجب سنة ستين وأربع مئة، وعمره ست وثمانون سنة. ودفن في مقبرة أحمد بن حنبل.
وذكره ابن رجب
(3)
بنحوه.
700 - (ت 461 هـ): عبد الباقي بن محمد بن عبد الله الحنبلي، أبو طاهر المعروف "بصهر هبة المقرئ" البزَّاز
.
(1)
شذرات الذهب: 3/ 307.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 389.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 7.
قال النابلسي
(1)
: كان يلازم حلقة أبي يعلى، إلى حين موته، وسمع منه الحديث وحضَر تدريسه، وكان شيخًا صالحًا مُعَدَّلًا. توفي ليلة الجمعة، العشرين من صفر، سنة إحدى وستين وأربع مئة. ودفن يوم الجمعة في مقبرة أحمد بن حنبل. وكان مولده سنة إحدى وثمانين وثلاث مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
في ترجمة ابنه محمد، المتوفى سنة خمس وثلاثين وخمس مئة.
701 - (ت 461 هـ): عبد الله بن عبد الله بن عبيد الله بن توبة، العُكْبَرِىّ الخيَّاط، الأديب الكاتب، أبو محمد الحنبلي
.
ذكره ابنُ رجب
(3)
، وقال: روى عن الأحنف العُكْبَرِي من شعره. روى عنه الخطيب. وتوفي يوم الثلاثاء سابع عشر محرم سنة إحدى وستين وأربع مئة وذكره ابن البنَّاء في "تاريخه"، وقال: هو صاحب الخطِّ والأدب. انتهى.
702 - (ت 461 هـ): عبد الله البرداني، أبو محمد الزاهد الحنبلي
.
ذكره ابن رجب
(4)
، وقال: كان منقطعًا في بيت بجامع المنصور، يتعبد خمسين سنة. قال ابن البنَّاء: كان من خيار المسلمين، لا يقبل من أحد شيئًا، مع الزَّهادة والعبادة. روى عنه أبو بكر المَزْرَفِيّ الفَرَضِيّ. وتوفي يوم السَّبت، سادس ربيع الأول، سنة إحدى وستين وأربع مئة. وصلي عليه بجامع المنصور، وكان خلقًا عظيمًا. ودفن في مقبرة الإِمام أحمد بن حنبل. وتولَّى غسلَه والصَّلاةَ عليه الشريف أبو جعفر. انتهى ملخصًا.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 389.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 192.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 8.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 8.
703 - (ت 464 هـ): جابر بن ياسين البغدادي، أبو الحسين الحنائي الحنبلي
.
ذكره ابن العماد
(1)
: فقال: روى عن أبي حفص الكتَّاني، والمُخَلِّص. وتوفي سنة أربع وستين وأربع مئة. انتهى.
قلت: وهو والد زوجة أبي يعلى الحسين القاضي الحنبلي، وقد روى عنه عبيد الله بن الحسين، وغيره. وتأتي ترجمة ابنه عبد الله بن جابر في سنة ثلاث وتسعين وأربع مئة.
وقد ذكره ابن رجب في "طبقاته"
(2)
في ترجمة ابنه المذكور. فقال: جابر بن ياسين، أبو الحسن، ثقة من أهل السنّة. سمع من أبي حفص الكتَّاني، والمخلص، وجماعة. وحدَّث. روى عنه القاضي أبو بكر الأنصاري. وتوفي سنة أربع وستين وأربع مئة. انتهى.
704 - (ت 467 هـ): علي بن محمد بن عبد الرحمن البغدادي، أبو الحسن الآمدي الحنبلي
.
قال النابلسي
(3)
: هو أحدُ الفضلاء الفقهاء، والمناظرين الأذكياء، سمع الحديث من جماعة أبي القاسم بن بشران، وأبي إسحاق البرمكي، وأبي الحسن ابن الحرَّاني، وأبي علي ابن المُذْهِب، وأبي يعلى، ودرس الفقه عليه، وجلس في حلقة النظر والفتيا بجامع المنصور، في الموضع الذي كان يجلس فيه ابن حامد، ولم يزل يدرِّس ويفتي ويناظر، إلى أن خرج من بغداد، سنة خمسين وأربع مئة، إلى ثغر آمد - حماه الله -، لمَّا جرى على الإِمام القائم بأمر الله ما جرى، واستوطنها ودرس بها، وكان له الأصحاب بها، وبرع منهم: أبو الحسن ابن الغازي. ورحل إليه أبو
(1)
شذرات الذهب: 3/ 316.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 88.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 390.
القاسم ابن أبي يعلى إلى آمِد، وعلَّق عنه من الخلاف والمذهب. مات علي الآمدي بآمد، سنة سبع وستين وأربع مئة، وقيل: سنة ثمان وستين وأربع مئة. وقبره هناك. وكان يدرس في مقصورة بجامع آمد. انتهى.
وذكره ابن العماد
(1)
، وقال: يعرف قديمًا بالبغدادي، نزل ثغر آمد، وأخذ عن أكابر أصحاب أبي يعلى. قال ابن عقيل: بلغ الآمدي من النظر الغاية، وكان له مروءة يحضر عنده الشيخ أبو إسحاق الشيرازي، وأبو الحسن الدَّامغاني، وكانا فقيهين، فيضيفهما بالأطعمة الحسنة، ويتكلم معهما، إلى أن يمضي من الليل أكثره. وكان هو المتقدِّم على جميع أصحاب أبي يعلى. وتوفي سنة خمس وستين وأربع مئة، والصحيح أنه توفي سنة سبع أو ثمان، كما جزم به ابن رجب. انتهى المراد منه.
وذكره ابنُ رجب
(2)
، وقال: قال ابن عقيل: سمعت المتولي لما قدم يذكر أنه لم يشهد في سفره أحسن نظرًا من الشيخ أبي الحسن البغدادي بآمد. وسمع منه بآمد أبو الحسن بن الغازي "السُّنَّة" للخلَّال، عن أبي إسحاق البرمكي، وعبد العزيز الأَزَجي. وتوفي سنة سبع أو ثمان وستين وأربع مئة. انتهى المراد من تلك الترجمة الحسنة.
وله مصنفات ذكر ابن العماد منها: كتاب "عمدة الحاضر وكفاية المسافر" وهو في أربعة مجلدات، جليل، يقول فيه: ذكر شيخنا ابن أبي موسى، فالظَّاهر أنَّه تفقَّه عليه أيضًا.
وذكر له المرداوي في "الإِنصاف": "الفصول".
705 - (ت 467 هـ): محمد بن عمر بن الوليد البَاجِسْرَائي الحنبلي
.
قال النابلسي
(3)
: كانت له حلقة بجامع المنصور، تردد إلى مجلس القاضي أبي
(1)
شذرات الذهب: 3/ 323.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 8.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 398.
يعلى زمانًا طويلًا، وسمع منه الحديث والدرس. ومات سنة سبع وستين وأربع مئة، وقد بلغ من السن خمسًا وتسعين سنة. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(1)
وقال: هو محمد بن عمر بن الوليد البَاجِسْرائي، أبو عبد الله الفقيه وذكرَ ما تقدم.
706 - (ت 467 هـ): محمد بن علي بن محمد بن موسى الخيَّاط، المقرئ البغدادي الحنبلي، أبو بكر
.
قال النابلسي
(2)
: هو الشيخ الصالح أحد الحنابلة الأخيار، قرأ القرآن على المشايخ منهم: أبو أحمد الفَرَضي، وبكر بن شَاذَان، وأبو الحسين السُّوسَنْجِرْدِي، وأبو الحسن الحمَّامي. وسمع الحديث من جماعة، منهم: بكر بن شاذان، وكان شيخًا ديِّنًا ثقةً خيِّرًا. وكان يتردَّد إلى القاضي أبي يعلى الدَّفعَات الكثيرة، ويسمع درسه، ويحضر أماليه. ولد سنة ست وسبعين وثلاث مئة. وتوفي سنة سبع وستين وأربع مئة. ودفن في مقبرة الجامع يوم الخميس، رابع جُمادى الأولى. انتهى.
وذكره ابنُ العماد
(3)
، وقال: هو مقرئ العراق، الرجل الصالح، سمع من إسماعيل بن أبي الحسن الصَّرصَري، وأبي الحَسَن المحبر، وقرأ على أبي أحمد الفَرَضي، وأبي الحسن السُّوسَنْجِردِي، وجماعة. قال ابنُ الجوزي: لا يوجد في عصره في القرآن مثله، وكان ثقةً صالحًا. وقال المؤتمن السَّاجي: كان شيخًا، ثقة في الحديث والقراءة، صالحًا، صبورًا على الفقر. وقال أبو ياسر البَرَداني: كان من البكَّائين عند الذكر، أثَّرت الدمعةُ في خدَّيه. وقال ابن النَّجار: كان شيخَ القُرَّاء في وقته، مفردًا بروايات، وكان عالمًا ورعًا شيخًا. وقال الذهبي في "طبقات القرَّاء": كان كبيرَ القدر، عديم النظير، بصيرًا بالقرآن، صالحًا عابدًا، ورعًا ناسكًا، بكَّاءً قانعًا، خَشِنَ العَيْشِ، فقيرًا متعفِّفًا، ثقةً فقيهًا، على مذهب أحمد بن حنبل. وآخر من
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 9.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 390.
(3)
شذرات الذهب: 3/ 329.
روى عنه بالإِجازة: أبو الكرم الشَّهرزُورِي. وقال ابن الجوزي: توفي ليلة الخميس، ثالث جُمادى الأولى سنة ثمان وستين وأربع مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
، وقال: رأى أبا عبد الله بن حامد، وكان يتردّد إلى القاضي أبي يعلى، ويسمع درسه ويحضر أماليه. واشتغل بإقراء القرآن، ورواية الحديث، في بيته ومسجده وجامع المنصور. وكان يحضره خلق كثير، وقرأ عليه خلق، منهم: القاضي أبو الحسين بن القاضي أبي يعلى، وأبو عبد الله البارع، وأبو بكر المزْرفي، وهبة الله بن الطَّبري. وحدّث عنه جماعة كثيرون، منهم: أبو بكر الخطيب في "تاريخه"، وأبو منصور القزاز، ويحيى بن الطَّرَّاح، وغيرهم. وانتهى إليه إسناد القراءة في وقته. انتهى المراد منه.
وقد ذكر له ابن الجَزَري في "الغاية"
(2)
ترجمة حافلة جدًا.
707 - (ت 468 هـ): علي بن الحسين بن أحمد بن إبراهيم، أبو الحسن العُكْبَرِيّ، المعروف بابن جَدَا الحنبلي
.
قال النابلسي
(3)
: سمع الحديث من: أبي علي بن شهاب، وأبي القاسم بن بِشْران، وأبي علي بن شَاذَان، وأبي علي بن المُذْهِب، وغيرهم. وقرأ الفقه على القاضي أبي يعلى. وكان شيخًا صالحًا ديّنًا، كثيرَ الصَّلاة، حَسَنَ التّلاوة، وكان ذا لَسَنٍ وفصَاحة في المجالس والمحافل. وتوفي فجأة في الصلاة، في شهر رمضان، سنة ثمان وستين وأربع مئة. وصُلِّي عليه بجامع المنصور، ودفن في مقابر أحمد بن حنبل. انتهى.
وذكره ابن العماد
(4)
، وقال: ذكره ابن شافع في "تاريخه"، فقال: هو الشيخ الزاهد الفقيه الأمَّار بالمعروف، والنَّهَّاءُ عن المنكر. سمع: أبا علي بن شاذان،
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 10.
(2)
غاية النهاية: 2/ 208.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 391.
(4)
شذرات الذهب: 3/ 331.
والبَرْقاني، وأبا القاسم الخرقي، وابن بِشْران، وغيرهم. وكان فاضلًا خيِّرًا، ثقةً صَيِّنًا، شديدًا في السنّة، على مذهب أحمد بن حنبل. وقال القاضي حسين، وابن السمعاني: كان شيخًا صالحًا ديِّنًا، كثير الصلاة، حسن التلاوة للقرآن، ذا لَسَنٍ وفصَاحة في المجالس والمحافل، وله في ذلك كلام منثور، وتصنيف مذكور مشهور. انتهى.
وذكره ابن رجب في "طبقاته"
(1)
، وقال: قال ابنُ شافع: توفي يوم الأحد، سابع عشر رمضان، سنة ثمان وستين وأربع مئة. و"جَدَا" بفتح الجيم. انتهى المراد منه.
وله مصنفات ذكر النابلسي منها: مُصنَّفًا في الأصول.
708 - (ت 469 هـ): عُبيد الله بن محمد بن الحسين بن الفراء بن أبي يعلى الأكبر، أبو القاسم الحنبلي، الشَّاب العالم الورع الصالح
.
قال النابلسي
(2)
: ولد يوم السَّبت السّابع من شعبان، سنة ثلاث وأربعين وأربع مئة. وسمع الحديث من: أبي محمد الجوهري، وأبيه القاضي أبي يعلى، وغيرهما كثير. ورحل في طلب الحديث والعلماء إلى البلاد: واسط، والبصرة، والكوفة، وعُكْبَراء، والموصل، والجزيرة، وآمِد، وغيرها. وقرأ على الآمدي وأبي الحسن، وقبلَه علَّق عن والده، وكان أبوه يأتَمُّ به في صلاة التراويح إلى أن توفي. وتقدَّم على شيوخ الطوائف، وكان ذا عفَّة وديانة وصيانة، وكانت له معرفة بالجرح والتعديل، وأسماء الرجال والكنى، وغير ذلك. وقرأ بالروايات الكثيرة للقرآن، على: ابن الخيَّاط، وابن البنَّاء، وأبي الخطَّاب الصوفي، وأحمد بن الحسن اللحياني، وغيرهم. ولَمَّا ظهرت البدعة، سنة تسع وستين وأربع مئة، هاجر إلى حرم الله تعالى، فكانت وفاته في مُضِيِّه إلى مكة، بموضع يعرف بالنَّقِرَة، في أواخر ذي القعدة، سنة
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 11.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 391.
تسع وستين وأربع مئة، وله ست وعشرون سنة. وكان حسنَ الخط صحيحًا فَهِمًا بقراءة الحديث. انتهى.
وذكره ابن العماد
(1)
، فقال: ذكره أخوه في "الطبقات". إلى أن قال: وكان أكبرَ أولاد القاضي أبي يعلى، ولما وقعت فتنة ابن القُشَيري خرج إلى مكة، فتوفي في مُضيِّه إليها، بموضع يعرف بمَعْدِن النَّقِرَة، أواخر ذي القعدة، سنة تسع وستين وأربع مئة، وله ست وعشرون سنة وثلاثة أشهر ونيّف وعشرون يومًا تقريبًا. انتهى ملخصًا.
709 - (ت 469 هـ): محمد بن أحمد بن محمد البَرَدَانِيّ، أبو الحسن الحنبلي
.
قال النابلسي
(2)
: صحب القاضي أبا يعلى، وتردَّد إلى مجالسه في الفقه وسماع الأحاديث. وكان رجلًا صالحًا. وتوفي ليلة الجمعة، الثالث من ذي الحجة، سنة تسع وستين وأربع مئة، ودفن في مقبرة أحمد بن حنبل. وكان مولده سنة ثمان وثمانين وثلاث مئة. انتهى.
وذكره ياقوت في "معجم البلدان"
(3)
. وترجم له ابن رجب في "طبقاته"
(4)
، فقال: هو محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن علي بن الحسين بن هارون، البَرَدانِي، أبو الحسن الحنبلي، الأديب الفَرَضِيّ الأمين. والدُ أبي علي، ولد بالبَرَدَان، وسمع الكثير من ابن رِزْقويه، وابن بشران، وابن شاذان، والبَرْقاني، وخلق. وروى عنه ولداه أبو علي، وأبو ياسر. قال ابن النجار: كان رجلًا صالحًا صدوقًا، حافظًا لكتاب الله تعالى، عالمًا بالفرائض وقسمة التركات، كتب بخطّه الكثير، وخرَّج التخاريج، وجمع فنونًا من الأحاديث، وغيرها. وقال ابن الجوزي: كان ثقة عالمًا، صالحًا أمينًا. توفي يوم الخميس، تاسع عشري ذي القعدة، سنة تسع
(1)
شذرات الذهب: 3/ 334.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 392.
(3)
معجم البلدان: 1/ 376.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 13.
وستين وأربع مئة. قال الحافظ أبو محمد السَّمرقندي: كان فقيهًا فرضيًّا محدّثًا مرضيًا. وقال ابنُ خيرون: كان رجلًا صالحًا ثقة. قال ابن رجب: وله كتاب "فضيلة الذكر والدعاء"، رواه عنه ابنُه أبو علي. انتهى المراد منه.
710 - (ت 470 هـ): عبد الخالق بن عيسى بن أحمد بن محمد بن عيسى بن أحمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن مَعْبَد بن العباس بن عبد المطلب الحنبلي، أبو جعفر، الورع الزاهد العابد
.
قال النابلسي
(1)
: ولد سنة إحدى عشرة وأربع مئة، وسمع الحديث من: ابن بشران، وأبي الحسين الحرَّاني، وابن المُذْهِب، وأبي إسحاق البرمكي، والعُشَاري، والقاضي أبي يعلى، ودرس عليه في الأصول والفروع، وبرع في المذهب. ودرَّس وأفتى، وكان مليح التدريس، جيد الكلام في المناظرة، عالمًا بالفرائض وأحكام القرآن والأصول. وكان يدرَّس بمسجد في سكة الخِرَقي، وبجامع المنصور، ثم انتقل إلى الجانب الشرقي، فدرَّس في الجامع المعروف به. وكان إذا بلغه منكر قد ظهر، عظم ذلك عليه جدًا وعُرِفَ في وجهه الكراهية الشديدة. وكان شديد القول واللسان على أصحاب البدع، والقمع لباطلهم، ودحض كلمتهم. وكان حسن الصيانة، عفيفًا نزهًا، ومناقبه كثيرة. انتهى إليه في وقته الرحلة لطلب مذهب أحمد. وتوفي يوم الخميس، النصف من صفر، سنة سبعين وأربع مئة، وكان يومًا مشهودًا بكثرة الخلق، ودفن بجنب قبر أحمد بن حنبل. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
، فقال: هو شيخ الحنابلة، وكان ورِعًا زاهدًا علامة، كثير الفنون، رأسًا في الفقه، شديدًا على المبتدعة، نافذ الكلمة. وقد أُخِذَ في فتنة ابن القُشَيرِيَّ. وحُبِسَ أيَّامًا، قاله في "العبر".
وقال ابن السمعاني، كان إمام الحنابلة في وقته بلا مدافع، مليح التدريس،
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 393.
(2)
شذرات الذهب: 3/ 336.
حسن الكلام في المناظرة، ورعًا زاهدًا، متقنًا عالمًا بأحكام القرآن والفرائض، مَرضِيّ الطريقة.
وقال ابن عقيل: كان يفوق الجماعة من مذهبه، وغيرهم، في علم الفرائض. وكان عند الخليفة مُعَظَّمًا حتى إنّه أوصى عند موته بأن يغسّله تبرُّكًا به.
وقال ابن رجب: تفقَّه عليه طائفةٌ من فقهاء الحنابلة، من أكابرهم، كالحلواني والقاضي أبي الحسين، وغيرهما. وكان مُعَظَّمًا عند الخاص والعام، زاهدًا في الدنيا إلى الغاية، قائمًا في إنكار المنكرات بيده ولسانه، مجتهدًا في ذلك. وتوفي رحمه الله ليلة الخميس سَحَرًا، خامس شهر صفر، سنة سبعين وأربع مئة. وصُلَّي عليه يوم الجمعة ضحًى بجامع المنصور، وأمَّ الناسَ أخوه، الشريف أبو الفضل، ولم يسع الجامعُ الخلقَ، ولم يتهيَّأ لكثيرٍ منهم الصلاةُ، ولم يبق رئيس ولا مَرْؤوس إلا حضره، إلا من شاء الله. ودفنوه في قبر الإِمام أحمد، وما قدرَ أحدٌ أن يقول للعوام: لا تنبشوا قبر الإِمام أحمد، وادفنوه بجنبه. فقال أبو محمد التميمي، من بين الجماعة: كيف تدفنونه في قبر الإِمام أحمد، وبنت أحمد مدفونة معه فإن جاز دفنه مع الإِمام، لا يجوز دفنه مع ابنته. فقال بعض العوام: اسكت فقد زوّجنا بنت أحمد من الشريف. فسكت التميمي. ولزم الناس قبره. وقال ابن عقيل: لما غسل الخليفةَ الشريفُ؛ كان حول الخليفة من المال، ما لو كان غيره لأخذه، وكان ذلك كفاية عمره، فوالله ما التفت إلى شيءٍ منه بل خرج ونسي مِئْزَرَه، حتى حُمل إليه. ولم يُشهَد منه أنه شرب ماءً في حلقته، مع شدة الحر، ولا غمس يده في طعام أحد من أبناء الدنيا. انتهى ملخّصًا.
وذكر له ابن رجب
(1)
ترجمة حافلة.
وله تصانيف، ذكر النابلسي منها:"رؤوس المسائل"، وشرح من المذهب "الطهارة وبعض الصلاة"، وسلك فيه طريقة أبي يعلى في "الجامع الكبير". وقال
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 15.
ابن رجب: صنَّف جزءًا في "أدب الفقه" وجزءًا في "فضائل أحمد وترجيح مذهبه".
711 - (ت 470 هـ): عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن مَنْدَه، الأصبهاني، أبو القاسم، الحنبلي
.
قال النابلسي
(1)
: رحل في طلب العلم، وكتب، وصنَّف تصانيف كثيرة، وكان قدوة أهل السنّة بأصبهان، وشيخهم في وقته. وكان مجتهدًا متبعًا لآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، شديدًا على أهل البدع، مُبَاينًا لهم، وما كان في عصره وبلده مثله، في ورعه وزُهْده وصيانته، وحاله أظهر من ذلك. وكانت بينه وبين القاضي أبي يعلى مكاتبات. ولد سنة ثلاث وثمانين وثلاث مئة. ومات سنة سبعين وأربع مئة فيما بلغنا.
سمع والده وإبراهيم بن خُرشِيد، في آخرين. وكان حافظًا كبير الشأن، جليل القدر. قال يحيى بن عبد الوهَّاب ابن مَنْده: كان عمي سيفًا على أهل البدع، وهو أكبر من أن يثني عليه مثلي. وقال أبو القاسم الزَّنْجاني: حفظ الله الإِسلام برجلين: عبد الرحمن بن مَنْده، وعبد الله بن محمد الأنصاري. انتهى.
وقال ابن العماد
(2)
: هو الإِمام الحافظ ابن الإِمام الحافظ الكبير أبي عبد الله بن مَنْدَه. ومَنْدَه لقب جدّه إبراهيم الأعلى، ذكره ابن الجوزي في "طبقات الحنابلة"، وترجمه في "تاريخه"، فقال: ولد سنة ثلاث وثمانين وثلاث مئة، وسمع أباه، وأبا بكر بن مَرْدُويه وخلقًا كثيرًا. وكان كثيرَ السماع، كبير الشأن، سافر البلاد، وصنف التصانيف، وخرَّجَ التخاريج. وكان ذا وقارٍ وسَمْتٍ، وأتْباعٍ فيهم كثرة. وكان متمسكًا بالسُّنَّة، معرضًا عن أهل البدع، آمرًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر، لا يخاف في الله لومة لائم.
وقال ابن السمعاني: كان كبير الشأن، جليل القدر، كثير السماع، واسع الرواية، سافر إلى الحجاز وبغداد وهمذان وخراسان. وقال ابن تيمية: كان من
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 396.
(2)
شذرات الذهب: 3/ 337.
الأصحاب، وكان يذهب إلى الجهر بالبسملة في الصلاة. وقال ابن مَنْده في كتاب "الرد على الجهمية": التأويل عند أصحاب الحديث نوع من الكذب.
وقال في "العبر"
(1)
: كان ذا سمت ووقار، وله أصحاب وأتباع، وفيه تسنُّن مُفرِط، أوقعَ بعض العلماء في الكلام في معتقده، وتوهَّموا فيه التجسيم، وهو بريء منه فيما علمت، ولكن لو قصَّر من شأنه لكان أولى به. أجاز له زاهر بن أحمد السَّرخْسي، وروى الكثير عن أبيه، وأبي جعفر الهروي، وطبقتهما. وسمع بنيسابور من أصحاب الأصم، وبمكَّة من ابن جَهْضَم، وبهمذان والدِّينَوَر وشِيْراز وبغداد، عاش تسعًا وثمانين سنة. انتهى كلام "العبر".
وقال ابن أخيه يحيى بن منده: كان والله آمرًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر، وفي الغُدُوّ والآصال ذاكرًا، ولنفسه في المصالح قاهرًا أعقب اللهُ مَنْ ذكرَهُ بالشرّ بالندامة. وكان عظيم الحلم كبير العلم. قرأت عليه قول شعبة: من كتبت عنه حديثًا فأنا له عبدٌ. فقال: من كتب عنّي حديثًا فأنا له عبدٌ. وتوفي سنة سبعين وأربع مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب في "طبقاته"
(2)
بترجمة حسنة، منها: قال أبو عبد الله الدقَّاق الحافظ: فضائل ابن مَنْده ومناقبه أكثر من أن تُحَد، ومَنْ أنا لنشر فضله؟ كان صاحب خُلُق وفتوَّة، وسخاء وبهاء. وله تصانيف كثيرة ورُدودٌ جَمَّة على المبتدعين والمنحرفين في الصفات، وغيرها.
قال ابن رجب: وذكر عن شيخ الإِسلام الأنصاري أنه قال: كانت مضرَّتُه في الإِسلام أكثر من منفعَته. وعن إسماعيل التَّيْمي أنه قال: خالف أباه في مسائل، وأعرض عنه مشايخ الوقت، وما تركني أبي أسمع منه، وكان أخوه خيرًا منه.
قال ابن رجب: وهذا ليس بقادح، إن صحَّ، فإن الأنصاري والتيمي وأمثالهما
(1)
العبر في خبر من غبر: 3/ 274.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 26.
يقدحون بأدنى شيء ينكرونه من مواضع النَّزاع، إلى أن قال: وبأصبهان طائفة من أهل البدع ينتسبون إلى ابن مَنْده هذا، وينسبون إليه أقوالًا في الأصول والفروع، وهو منها بريء. انتهى ملخَّصًا.
ولابن منده هذا مُصنفات، ذكر ابن رجب منها: كتاب "حُرمَةُ الدِّين"، وكتاب "الردُّ على الجهمية"، بيَّن فيه بطلان ما روي عن الإِمام أحمد في تفسير حديث:"خَلَقَ اللهُ آدمَ على صورَته" بكلام حسن. وكتاب "صيام يوم الشك". وله غير ذلك، منها: كتاب "المستخرج في الحديث" وغير ذلك.
712 - (ت 470 هـ): أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب الرَّزَّاز المُقِرئ، المعروف بابن حمدُوْيَه الحنبلي
.
قال النابلسي
(1)
: سمع الحديث من جماعة، منهم: ابن سَمعُون، ومن بعده. وتفقَّه على القاضي أبي يعلى. وكان كثير القراءة للقرآن والإِقراء، وختَّم خلقًا كثيرًا.
وقال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقًا، وسألته عن مولده، فقال: يوم الأربعاء، لثمان عشرة خلت من صفر، سنة إحدى وثمانين وثلاث مئة. وتوفي سنة سبعين وأربع مئة، ودفن في مقبرة أحمد بن حنبل. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
، وقال: كان ثقة، زاهدًا متعبدًا، حسن الطريقة، حدَّث عنه: الخطيب في "تاريخه"، وأبو الحسن بن مرزوق في "مشيخته"، وأبو القاسم بن السَّمَرْقَنْدي، والقاضي أبو الحسين في "طبقات الحنابلة".
وذكره ابن العماد في "الشذرات"
(3)
، وغيرهما.
713 - (ت 470 هـ): عبد الله بن الخلَّال، أبو القاسم، ابن الحافظ أبي محمد الحسن بن محمد البغدادي، الحنبلي
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 396.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 31.
(3)
شذرات الذهب: 3/ 338.
قال ابن العماد
(1)
: سمَّعه أبوه من أبي حفص الكِتَّاني والمُخَلِّص. ومات في صفر، سنة سبعين وأربع مئة، عن خمس وثمانين سنة. قال الخطيب: كان صدوقًا. انتهى.
714 - (ت 470 هـ): كامل بن خليفة بن الحسين، أبو محمد المدني البغدادي، المقرئ الحنبلي
.
قال ابن الجَزَري في "الغاية"
(2)
: قرأ على أبي منصور الخيَّاط، وأبي طاهر بن سِوَار. وسمع عبد الله بن محمد الصَّرِيْفيْنِي، وعبد السلام بن أحمد الأنصَاري، والشَّريف محمد بن عليِّ بن المهتدي بالله. وانقطع إلى جامع المنصور للتعبُّد، فأدركه أجلُه وهو شَابٌّ حَدَث. وكان ثقةً، صالحًا. توفي ليلة الجمعة، سابع ربيع الأول، سنة سبعين وأربع مئة، ودفن بباب حرب. انتهى.
715 - (ت 471 هـ): الحسن بن أحمد بن عبد الله، أبو عليّ، المعروف بابن البَنَّاء الحنبلي
.
قال النابلسي
(3)
: سمع الحديث من هلال الحَفَّار، وأبي القاسم الغُوْري، وأبي محمد السُّكَري، وأبي الحسن وأبي القاسم ابْنَي بِشْران، وأبي الفتح ابن أبي الفَوَارس، وأبي الحسن الحمَّامي، في آخرين. وقرأ القرآن على أبي الحسن الحمَّامي بالقراءات، وعلى غيره من الشيوخ. وتفقَّه على القاضي أبي يعلى، وعلَّق عنه المذهب والخِلَاف. وصنَّف كتبًا في الفقه والحديث، والفرائض وأصول الدين، وعلوم مختلفات. قال ابن الجوزي: صنَّف خمس مئة مُصَنَّف. ولد سنة ستٍّ وتسعين وثلاث مئة. وكانت له حلقتان: إحداهما في جامع المنصور، والأخرى في جامع القصر، للفتوى والوعظ، وقراءة الحديث. وكان شديدًا على أهل الأهواء. ومات يوم
(1)
شذرات الذهب: 3/ 336.
(2)
غاية النهاية: 2/ 31.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 397.
السَّبت، الخامس من رجب، سنة إحدى وسبعين وأربع مئة. ودفن في مقبرة أحمد بن حنبل. انتهى.
وقال ابنُ العماد
(1)
: هو الفقيه الزَّاهد، البغداديُّ الحنبلي، الإِمام المقرئ المحدِّث، الواعظ، صاحبُ التَّصانيف. قرأ القراءات السَّبع على أبي الحسن الحمَّامي، وغيره. وسمع الحديث على أبي يعلى، وهو من قدماء أصحابه. وحضر عند أبي موسى، وناظر في مجلسه. وتفقَّه أيضًا على أبي الفضل التميمي، وأخيه أبي الفَرَج. وقرأ عليه الحافظُ الحُمَيدي كثيرًا، ودرَّس الفقهَ كثيرًا، وأفتى زمانًا طويلًا. وصنَّف كتبًا في الفقه والحديث، والفرائض وأصول الدين، وفي علوم مختلفات. قال ابن الجوزي: ذُكر عنه أنه قال: صنَّفتُ خمس مئة مُصَنَّف. وتراجم كتبه مسجوعة. وقال ابن شافع: كتب الحديث عن نحوِ ثلاث مئة شيخ، ما رأيت فيهم مَنْ كتبَ بخطَّه أكثر منه. وقال ابنُ البنَّاء: ما رأيتُ بعيني من كتب أكثر منِّي. وقال ابن شافع: كان طاهر الأخلاق، حسن الوجه والشَّيبة، مُحبًّا لأهل العلم، مُكرِمًا لهم. توفي سنة إحدى وسبعين وأربع مئة. انتهى.
وله مصنفات، ذكر منها ابنُ رجب
(2)
التي وقف عليها، منها: كتاب "شرح الخِرَقي"، "الكافي المحدَّد في شرح المجرَّد"، "الخصال والأقسام"، "نزهة الطالب في تجريد المذاهب"، "آداب العَالِم والمتعلِّم"، "شرح كتاب الكِرْمَاني في التعبير"، "شرح قصيدة ابن أبي داود الحائية في السُّنَّة"، "المنامات المرئية للإِمام أحمد"، جزء "المعاملات، والصَّبر على المنازلات"، أجزاء كثيرة:"أخبار الأولياء"، "العُبَّاد بمكة"، جزء "صفة العُبَّاد في التهجُّد والأوراد" جزء "الرسالة في السكوت ولزوم البيوت"، جزء، "سلوة الحزين عند شدة الأنين" جزء، "طبقات الفقهاء أصحاب الأئمة الخمسة"، "التاريخ"، "مشيخة شيوخه"، "فضائل شعبان"، كتاب "اللباس"، "مناقب الإِمام أحمد"، "أخبار القاضي أبي يعلى" جزء "شرف أصحاب الحديث"،
(1)
شذرات الذهب: 3/ 338.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 32.
"ثناء أحمد على الشافعي"، "ثناء الشافعي على أحمد"، "فضائل الشافعي"، كتاب "الزكاة وعقاب من فرَّط فيها"، جزء "المفصول في كتاب الله"، جزء "شرح الإِيضاح في النحو للفارسي"، "مختصر غريب الحديث لأبي عبيد" مُرَتَّب على حروف المعجم، وغيرها.
زاد في "الإِنصاف": "العُقود"، "أحكام المساجد"، "الكامل".
716 - (ت 471 هـ): حمزة بن الكيَّال، أبو يعلى البَغدادي، الحنبلي
.
قال النابلسي
(1)
: كان رجلًا صالحًا، وتردَّد إلى القاضي أبي يعلى زمانًا مواصلًا، وسمع منه علومًا واسعة، وكان عبدًا صالحًا. وقيل: إنه كان يحفظ الاسم الأعظم. توفي يوم الأربعاء، سابع عشري شهر رمضان، سنة إحدى وسبعين وأربع مئة. ودُفن بمقبرة باب الدَّير. انتهى.
ولم يكن في أصل النابلسي، وإنما ألحَقَهُ المعلِّق من طبقات ابن رجب، وهو في أصل الطبقات
(2)
، كما يأتي في كلام ابن العماد
(3)
، فإنه قال: أبو يعلى، حمزةُ بن الكيَّال البغدادي، الفقيه الحنبلي، ذكره ابن أبي يعلى في طبقاته، وإنه ممَّن يتردَّد إلى أبيه زمانًا طويلًا. وسمع منه علمًا واسعًا. وكان عبدًا صالحًا. وقيل: إنه كان يحفظ الاسم الأعظم. وقال ابن شافع في "تاريخه": كان رجلًا صالحًا، ملازمًا لبيته ومسجده، حافظًا للسَانه، معتزلًا عن الفتن. توفي سنة إحدى وسبعين وأربع مئة. انتهى.
717 - (ت 473 هـ): أبو بكر ابن عُمَر الطحَّان، الحنبلي
.
قال النابلسي
(4)
: حضر درس أبي يعلى، وعلَّق عنه. مات في شهر ربيع الأول، سنة ثلاث وسبعين وأربع مئة. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 404.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 37.
(3)
شذرات الذهب: 3/ 339.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 399.
718 - (ت 473 هـ): عبدُ الباقي بنُ جعفر بن شَهْلى، الفقيه الحنبلي، أبو البركات
.
ذكره ابن رجب
(1)
هنا، ولم يذكر وفاته. وقال: قال ابنُ السَّمْعَاني: هو أحد المقِلِّين، حدَّث بشيءٍ يسير عن أبي إسحاق البَرْمَكِيّ. وروى عنه هبةُ الله السَّقَطِي في "معجمه". وذكر القاضي أبو الحسين، في أسماء من تفقَّه على أبيه، وعلَّق، وسمع الحديث: أبا البركات ابن شَهْلى، وهو هذا. انتهى كلام ابن رجب.
719 - (ت 473 هـ): عليُّ بن محمد بن الفرج بن إبراهيم البَزَّاز، الحنبلي، المعروف بابن أخي نصر العُكْبَرِيّ
.
ذكره ابنُ العماد
(2)
، فقال: ذكره ابنُ الجوزي في الطبقات، وقال: سمع من أبي علي بن بشار، والحسن بن شهاب العُكْبَرِيّ. وكان له تقدُّم في القرآن والحديث، والفقه والفرائض. جمع إلى ذلك التَّنَسُّكَ والورع.
وذكر ابن السَّمعاني نحو ذلك، ثم قال: كان فقيه الحنابلة بعُكْبَرا، والمفتي بها، وكان خيِّرًا، ورِعًا متزهِّدًا، ناسكًا، كثير العبادة، وكان له ذكر شائع في الخير، ومحل رفيع عند أهل بلده. وروى عنه إسماعيل بن السَّمرقَنْدِي، وأخوه، وغيرهما. توفي سنة أربع وسبعين وأربع مئة. وجزم ابن رجب أنه توفي سنة ثلاث وسبعين وأربع مئة. انتهى.
ولم يذكره النابلسي. وذكره ابن رجب
(3)
.
720 - (ت 474 هـ): علي بن أحمد البغدادي، أبو القاسم البُنْدار، الحنبلي، ابن البُسْرِي
.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 37.
(2)
شذرات الذهب: 3/ 346.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 37 - 38.
قال ابن العماد
(1)
: قال أبو سعد السَّمعاني: كان صالحًا، ثقةً، فهمًا، ورعًا مخلِصًا، عالمًا. سمعَ المخلِّص، وجماعة. وأجاز لَهُ ابن بطَّة، ونصر المَرْجي. وكان متواضعًا، حسن الأخلاق، ذا هَيْبةٍ ووقار. توفي سادس رمضان، سنة أربع وسبعين وأربع مئة. انتهى.
721 - (ت 475 هـ): عبد الوهَّاب بن محمد بن إسحاق بن مَنْدَه، أبو عمرو العَبْدِيّ، الأصبهاني، الحنبلي. مُسنِد أصبهان، ومحدّثها، وابن أبي عبد الله الحافظ
.
قال ابن العماد
(2)
: هو الثّقة المُكثِر، سمع أباه، وأبن خُرَّشِيْذ قُوْلَه، وجماعة. وتوفي في جُمادى الآخرة، سنة خمس وسبعين وأربع مئة. انتهى.
722 - (ت 476 هـ): طاهر بن الحسين بن أحمد أبو الوفاء، المعروف بابن القوَّاس الحنبلي
.
قال النابلسي
(3)
: تفقَّه على القاضي أبي يعلى. وكانت له حلقة بجامع المنصور، يفتي ويعظ. وكان يقرأ القرآن، ويدرِّس الفقه، في مسجده بباب البصرة. وقرأ القرآن على أبي الحسن الحمَّامي، وغيره. وسمع الحديث من هلال الحَفَّار، وأبي نصر ابن الزينبي، وأبي الحسين ابن بِشران، وغيرهم. وكان ثقةً صالحًا، أمّارًا بالمعروف، نهَّاءًا عن المنكر، ملازمًا لمسجده، أقام فيه خمسين سنة تقريبًا. ولد سنة تسعين وثلاث مئة. وتوفي ليلة الجمعة، سابع عشر شعبان، سنة ست وسبعين وأربع مئة. انتهى.
وقال ابن العماد
(4)
: هو الفقيه الحنبلي، الزاهد الورع، تفقَّه على أبي الطيب الطَّبَري الشافعي، ثم تركه، وتفقَّه على القاضي أبي يعلى، ولازمه، حتى برع في الفقه، وأفتى ودرَّس، وكانت له حلقة بجامع المنصور، للفتوى والمناظرة، وكان
(1)
شذرات الذهب: 3/ 346.
(2)
شذرات الذهب: 3/ 348.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 398.
(4)
شذرات الذهب: 3/ 351.
يلقي المختصرات من تصانيف شيخه القاضي أبي يعلى. ويلقي مسائل الخلاف درسًا. وكان إليه المنتهى في العبادة، والزُّهد والورع.
وذكره ابن السَّمْعَاني في "تاريخه" فقال: من أعيان فقهاء الحنابلة، وزُهَّادهم. كان قد أجهدَ نفسَه في الطَّاعة والعبادة، واعتكفَ في بيت الله خمسين سنة، وكان يواصل الطاعة ليلَه بنهاره. وكان قارئًا للقرآن، فقيهًا، ورعًا، خَشِنَ العيش. انتهى المراد منه.
وقال ابن رجب
(1)
من ترجمة طويلة: قال أبو الوفاء ابن عقيل: كان حسنَ الفتوى، متوسّطًا في المناظرة في مسائل الخلاف، إمامًا في الإِقراء، زاهدًا، شجاعًا، مقدامًا، ملازمًا لمسجده، يهابه المُخَالِفُون. إلى أن قال: حدَّث عنه جماعة، منهم: عبد الوهَّاب الأَنْمَاطِي، وأبو القاسم ابن السَّمَرْقَنْدِي، وعلي بن طِراد الزَّينبي، والقاضي أبو بكر الأنصاري، وغيرهم. وتوفي يوم الجمعة، سابع عشر شعبان، سنة ستٍّ وسبعين وأربع مئة، ودفن إلى جانب الشريف أبي جعفر بدَكَّة الإِمام أحمد رضي الله عنه. انتهى ملخَّصًا.
723 - (ت 476 هـ): عبد الوهَّاب بن أحمد بن عبد الوهَّاب بن جَلَبَة، الحرَّاني، أبو الفتح، الحنبلي
.
قال النابلسي
(2)
: قدم بغداد من ثغر حرَّان، للدّرس على أبي يعلى القاضي، فتفقَّه عليه، وقرأ كتبًا كثيرة من مصنفاته، وكان يلي القضاء بحرَّان، من قبل أبي يعلى. وكان ناشرًا لِمذهب أحمد، داعيًا إليه في تلك البلاد. وكان مُفتيها، وواعظها، وخطيبها، ومدرِّسها، سمع الحديث من أبي علي بن شَاذَان، والبَرْقَاني، وابن شهاب، والقاضي أبي يعلى، في آخرين. واختار الله له الشَّهادة، سنة ست وسبعين وأربع مئة، عند اضطراب أهل حران على ابن قريش لمَّا أظهر سَبَّ السَّلف بها. انتهى.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 38.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 398.
وقال ابن العماد
(1)
: هو عبد الله بن أحمد بن عبد الوهَّاب بن جَلَبَة، البغدادي ثم الحرَّاني الخَرَّاز، أبو الفتح، قاضي حرَّان الحنبلي. اشتغل ببغداد، وتفقَّه بها على القاضي أبي يعلى. وسمع الحديث من البرقاني، وأبي طالب العُشَارِي، وأبي علي بن شَاذَان، وغيرهم. ثم استوطن حرَّان، وصحب بها الشريف أبا القاسم الزَّيدي، وأخذ عنه، وتولّى بها القضاءَ. قال عنه ابنُ السَّمْعَاني: كان فقيهًا، واعظًا، فصيحًا. وقال ابنُ رجب: له تصانيف كثيرة، وسمع منه جماعة، منهم: هبة الله بن عبد الوارث الشِّيرازِي، ومكّي الدَّميلي، وغيرهما. وفي زمانه كانت حران لِمُسْلِم بن قُرَيش، صاحب المَوْصِل، وكان رافضيًّا. فعزم القَاضي أبو الفتح على تسليم حرَّان إلى حبق أمير التُّركمان، لكونه سُنَّيًا، فأسرع ابنُ قريش إلى حرَّان وحَصَرها، ورماها بالمَنْجَنِيق، وهَدَم سُورَها، وأخذها، ثم قتل القاضي أبا الفتح، وولدَيه، وجماعة من أصحابه، وصَلَبَهُم على السُّور، وقبورهم بحران تُزَار، رحمهم الله تعالى.
وذكر ابنُ تيمية في "شرح العمدة" أن أبا الفتح بن جَلَبَة، كان يختار استحباب مَسْح الأُذنين بماءٍ جديد، بعد مسحِهما بماء الرأس، وهو غريب جدًا. وكان استشهادهُ سنة ستٍّ وسبعين وأربع مئة. انتهى.
وله مصنفات، ذكر منها ابن رجب
(2)
: "مختصر المجرد"، "ورؤوس المسائل"، و"أصول الفقه"، و"أصول الدين"، وكتاب "النظام بخصال الأقسام".
724 - (ت 476 هـ): علي بن أحمد بن عبد الله المُقرئ المؤدِّب، أبو الخطَّاب الحنبلي، الصُّوفي، البغدادي
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد سنة اثنتين وتسعين وثلاث مئة، وقرأ على أبي الحسن
(1)
شذرات الذهب: 3/ 352.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 42.
(3)
شذرات الذهب: 3/ 353.
الحمَّامي، وغيره، بالسَّبع. وقرأ عليه كثيرٌ، منهم: أبو الفضل ابن المُهْتَدي. وروى عنه الحديث أبو بكر ابن عبد الباقي، وغيره. وكان من شيوخ الإِقراء ببغداد المشهورين، وحنابلتها المجتهدين، وكان سابقًا شافعيًّا، ثم رأى الإِمام أحمد، وسأله عن أشياء، وأصبح وقد تحنبل، وصنَّف في معتقدهم. وتوفي سنة ست وسبعين وأربع مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
، وذكر له ترجمة حسنة جدًّا.
وله مصنفات، ذكر ابن العماد منها:"مصنفًا في السَّبعة"، و"قصيدة في السُّنَّة"، و"قصيدة في عدد الآي".
725 - (ت 476 هـ): عبد الله بنُ عَطَاء بن عبد الله بن أبي منصور بن الحَسَن بن إبراهيم، الإِبراهِيمي، الهَرَوِىّ، المحدِّث الحافظ
.
أحد الحفَّاظ المشهورين الرَّحالين، الحنبلي. سمع بِهَراة من عبد الواحد المَلِيْحِي، وشيخ الإِسلام الأنصاري، وبِبُوْشَنْج من أبي الحسن الدّاوُدِىّ، وبنَيْسَابور من أبي القاسم القُشَيرِي، وجماعة وببغداد من ابن النقُّور، وطبقته، وبأصْبَهَان من عبد الوهَّاب وعبد الرحمن ابنَيْ مَنْدَه، وجماعة. وكتب بخطّه الكثيرَ، وخرَّج التَّخاريج للشُّيوخ، وحدَّث. روى عنه أبو محمد سِبْط الخَيَّاط، وابن الزَّعْفَرَانِيّ. وآخر مَنْ روى عنه، أبو المعالي ابن النحَّاس، ووثَّقه طائفة، منهم: المؤتمن السَّاجي. وقال شَهْرَدَارُ الدَّيْلَمِيّ عنه: كان صدوقًا، حافظًا متقنًا، واعظًا حسن التذكير. وقد تكلَّم فيه هبةُ الله السَّقَطِيّ، والسَّقَطِيُّ مجروحٌ لا يُقبل قولُه. وقد ردَّ قولَه ابنُ السَّمْعَاني، وابنُ الجَوْزِيّ، وغيرهُما. وتوفي في طريق مكَّة، بعد عوده منها على يومين من البصرة. وذلك في سنة ستّ وسبعين وأربع مئة. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(2)
وقال فيما قال غير ما تقدَّم: قال يحيى بنُ مَنْده: كان أحدَ
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 45.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 44.
من يفهم الحديث ويحفظ، صحيح النَّقل، كثير الكتابة، حسنَ الفَهْم. وقال خَمِيسُ الجَوْزِيّ: رأيتُه ببغداد، مُلتَحِقًا بأصحابنا، ومتخَصَّصًا بالحنابلة، يُخرّج لهم الأحاديث المتعلَّقة بالصفات، ويرويها لهم. وأضدادُه من الأشعريَّة يقولون: هو يضعها، وما علمت فيه ذلك، وكان يعرفه. انتهى المراد منه.
726 - (ت 478 هـ): أحمد بن مرزوق بن عبد الرزَّاق، أبو المَعَالي، الزَّعْفَرَاني، المحدّث، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(1)
: سمع الحديث الكثير، وطلبه بنفسه، وكتب بخطِّه. قال أبو علي البَرَداني: كان همَّته جمع الحديث وطلبه. حدَّث باليسير عن أحمد بن عمر بن الأخضر، وأبي الحسين العُكْبَرِىّ، وغيرهم. وروى عنه البَرَدانِيُّ، وقال: إنه مات ليلة الثّلاثاء، مستهلّ مُحرَّم، سنة ثمان وسبعين وأربع مئة. انتهى كلام ابن العماد.
وذكره ابن رجب
(2)
بنحوه.
727 - (ت 479 هـ): عليُّ بنُ فَضَّال بن علي بن غَالِب، المُجَاشِعِيّ القَيْرَوَاني، أبو الحسن، ويُعرف بالفَرَزْدَقِيّ، لأن الفرزدَقَ جَدُّه، كان إمامًا في النَّحو واللغة والتصريف، والتفسير والسِّيَر
. رحل إلى البلاد، وأقام بغَزْنَة مُدَّة، وصادف بها قبولًا. ورجع إلى العراق، وأقرأ ببغداد مدَّةً النحوَ واللغةَ، وحدَّث بها عن جماعة من شيوخ المَغرِب. قال هبة الله السَّقَطِيّ: كتبت عنه أحاديث، فعرضتُها على بعض المحدّثين فأنكرها، وقال: أسانيدها مُرَكَّبة مَوْضُوعَة على متون موضوعة. فاجتمع به جماعة من المحدّثين وأنكروا، فاعتذرَ وقال: وَهِمْتُ فيها. قال ابن عبد الغافر: ورد ابنُ فَضَّال نَيْسَابور، فاجتمعتُ به، فوجدته بحرًا في علمه، ما عهدت في البلدين، ولا في الغرباء مثلَه. وكان حنبليًّا، يقع في كل شافِعيّ. توفي ثاني عشر ربيع الأوّل، سنة تسع وسبعين وأربع مئة. قال ذلك كلَّه السُّيوطي في "بغية الوعاة"
(3)
.
(1)
شذرات الذهب: 3/ 358.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 48.
(3)
بغية الوعاة: 2/ 183.
وذكره ابن العماد
(1)
وغيرُه.
له مصنفات، ذكر السيوطي منها: كتاب "برهان العميدي في التفسير" عشرون مجلَّدًا، و"الإِكْسِيرُ في التفسير"، "إكسير الذهب في النحو"، "العوامل والهوامل"، "شرح عنوان الأدب"، "شرح معاني الحروف"، "العَروض"، "شجرة الذهب في معرفة أئمة الأدب"، وله شعر، وله غير ما ذكر السيوطي، منها:"الإِشارة في تحسين العبارة"، "سر السُّرور"، "شرح بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، "شرح معاني الحروف للرُّمَّاني"، "عنوان الإِعراب"، "الفصول في معرفة الأصول"، "كتاب الدول"، "معارف الأدب"، "مقدمة النَّحو"، "النكت في القرآن"، وكتاب "الإِكسير في علم التفسير"، المتقدّم، يقع في خمسة وثلاثين مجلدًا، وغيرها.
728 - (ت 480 هـ): شَافع بن صالح بن حاتم الجِيْلِيّ، أبو محمد الحنبلي
.
قال النابلسي
(2)
: ورد بغداد، وصحب القاضي أبا يعلى، وتفقّه عليه، وقرأ عليه الأصول والفروع، وسمع منه الحديث الكثير ومن غيره، وكتب عنه أكثر تصانيفه، وكان أخا ديْنٍ وتعفُّفٍ، وصلاح وتقشُّف. ودرس في الجانب الشَّرقي. وتوفي سنة ثمانين وأربع مئة، ودفن بمقبرة أحمد بن حنبل. انتهى.
وذكره ابن العماد
(3)
، فقال: قدم بغداد، بعد الثلاثين وأربع مئة، وسمع من أبي عليّ ابن المُذْهِب، والعُشاري، وابن غَيْلَان، والقاضي أبي يعلى، وعليه تفقَّه، وكتب معظم تصانيفه، في الأصول والفروع. ودرَّس الفقه بمسجد الشَّريف أبي جعفر، وخَلَفَهُ أولادهُ من بعده في ذلك، حتى عُرِفَ المسجدُ بهم. قال ابن الجوزي: كان متعفَّفًا مُتَقشَّفًا، ذا صلاح. وقال ابن السَّمْعَاني: كتب التصانيف في مذهب أحمد بن حنبل كلَّها، ودرَّس الفقه. وتوفي يوم الثَّلاثاء، سادس عِشْري صفر، سنة ثمانين وأربع مئة. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 3/ 363.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 399.
(3)
شذرات الذهب: 3/ 364.
وذكره ابنُ رجب
(1)
بنحوه، وقال: له تصانيف في المذهب
…
729 - (ت 480 هـ): عبد الله بن نَصْر الحجازي، أبو محمد الزَّاهد، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(2)
: قال ابن الجوزي: سمع الحديث، وصحب الزهَّاد، وتفقَّه على مذهب أحمد بن حنبل. وكان خشنَ العيشِ، متعبدًا، وحجَّ على قدميه بضعَ عَشْرَة حَجَّة. وتوفي في ربيع الأول، سنة ثمانين وأربع مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
بنحوه.
730 - (ت 480 هـ): محمد بن علي بن الحسين بن القيَّم، أبو بكر الخَزَّاز، الحَرِيْمي، الحنبلي
.
ذكره ابن العماد
(4)
، فقال: طلب الحديث، وسمع من أبي الغنائم بن المأمون، والعُشَاري، وغيرهما. وكتب بخطِّه الحديثَ والفقهَ، وحدَّث باليسير. سمع منه أبو طاهر بن الرَّحَبي القَطَّان، وأبو المكارم الظَّاهري. وتوفي يوم الأحد، سلخ ذي الحجة، سنة ثمانين وأربع مئة. ودفن بباب حرب. انتهى.
وذكره ابن رجب
(5)
بنحوه.
731 - (ت 481 هـ): عبد الله بن محمد بن علي الهَرَوِيّ، الأنصاري، أبو إسماعيل الحنبلي
.
قال النابلسي
(6)
: كان يُدعى شيخَ الإِسلام، وكان إمام أهل السنّة بهَرَاة. وسُمَّي خطيبَ العَجَم، لتبحُّر علمه، وفصَاحته ونُبله. وكان شديدًا على المبتدعة، عالمًا
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 49.
(2)
شذرات الذهب: 3/ 363.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 49.
(4)
شذرات الذهب: 3/ 364.
(5)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 50.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 400.
بالحديث، سمع الحديث من أبي الفضل الهَرَوِىَّ الحافظ، وأخذ عنه علم الحديث، وأبي زكريا يحيى بن عمار السِّجْزِي الحنبلي، وأخذ عنه علم التفسير، ورحل إلى نَيْسَابور، وسمع من أصحاب أبي العبَّاس الأصَمَّ، وغيره. وروى عنه خلقٌ كثير، منهم: المؤتمن السَّاجي، وابن طَاهر المقدسِيّ، وحنبل بن علي البخاري، وأبو الوقت السِّجْزِي، وغيرهم. وكان سيفًا مسلولًا على المُخَالفين، وجِذْعًا في أعين المتكلِّمين. وقد امتُحِنَ غيرَ مرَّة. قال عبد الغافر الفارسِيُّ: كان على حظٍّ وافر من معرفة العربية والحديث، والتَّواريخ والأنساب، إمامًا في ذلك كلّه، كاملًا في التفسير، حسن السِّيرة في التَّصوُّف، غير مشتغل بكسب. توفي سنة إحدى وثمانين وأربع مئة. انتهى.
وذكره ابن العماد
(1)
، وابن رجب
(2)
، وقال ابن رجب: سمع بِطَرَسُوس وبِسْطَام من خلق يطول ذكرهم، وصحب الشيوخ وتأدَّب بهم. وخرَّج الأمالي، والفوائد الكثيرة لنفسه من شيوخ الرواة، وأملى الحديث سنين. وكان سيِّدًا عظيمًا، وإمامًا عالمًا، عارفًا، وعابدًا زاهدًا، ذا أحوال ومقامات، وكرامات ومجاهدات، كثير السَّهر بالليل، شديد القيام في نصر السنّة، والذَّبَّ عنها، والقمع لمن خالفها، وجرى له بسبب ذلك محنٌ عظيمة. وكان شديدَ الانتصار لمذهب أحمد، والتعظيم له. وكان يقول: مذهبُ أحمدَ أحمدُ مَذْهَب. وكان يقول: عُرِضْتُ على السَّيف خمس مرَّات، لا يُقال لي: ارجع عن مذهبك، ولكن يقال لي، اسكت عمَّن خالفك، فأقول: لا أسكت. وكان يقول: إذا ذكَرْتُ التفسير، فإنَّما أذكره من مئة وسبعة تفاسير. وقال أيضًا: أنا أحفظ اثنَيْ عشر ألف حديث، أسردها سردًا، وما ذُكِرَ قطُّ في مجلسه حديثٌ إلّا بإسناده، وكان يشير إلى صحَّته وسقمه. وسُئِلَ عن تفسير آية، فأنشد أربع مئة بيت من شعر الجاهلية، في كل بيت منها لغة تلك الآية. انتهى، ملخّصًا من ترجمة طويلة.
وله تصانيف، ذكر النابلسي منها: كتاب "الفاروق في الصِّفات"، وكتاب
(1)
شذرات الذهب: 3/ 365 - 366.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 50.
"الكلام وأهله"، وكتاب "منازل السَّائرين"، وكتاب "مناقب الإِمام أحمد"، وقال: له تصانيف عدة. وذكر له ابن رجب غيرها: كتاب "علل المقامات"، و"تفسير القرآن" بالفارسيّة جامع، و"مجالس التَّذكير" بالفارسية. وله غير ما ذكراه، منها:"أُنس المريدين"، و"شمس المجالس" في قصة يوسف عليه السلام، و"أنوار التحقيق في المواعظ"، و"الخلاصة في شرح حديث كل بدعة ضلالة"، و"شرح التعرُّف بمذهب التصوُّف"، وغير ذلك.
وذكر له الزَّرِكْلِيّ
(1)
أيضًا: كتاب "الأربعين في التوحيد"، و"الأربعين في السُّنَّة".
732 - (ت 485 هـ): عليُّ بن هبة الله بن جعفر بن عَلّكَان بن محمد بن دُلف بن القَاسم بن عيسى، المعروف بابن مَاكُولا الحنبلي
.
كان أبوه وزير جلال الدولة بن بُوَيْه، وكان عمه أبو عبد الله الحسن بن جعفر، قاضي القضاة ببغداد. وكان عالمًا، حافظًا متقنًا. وكان يقال عنه: الخطيب الثاني. قال ابن الجوزي: سمعت شيخنا عبد الوهَّاب يقدح فيه، ويقول: يحتاج إلى دِيْن. وكان نحوِيًّا مُجَوَّدًا، شاعرًا، صحيح النَّقل، ما كان في البغداديين في زمانه مثلُه. سمع أبا طالب ابن غَيْلَان، وأبا بكر ابن بِشْران، وأبا القاسم ابن شَاهِيْن، وأبا الطَّيَّب الطَّبري. وسافر إلى الشام، والسواحل، وديار مِصْر والجزيرة، والثُّغور والجبال، ودخل بلاد خُرَاسَان، وما وراء النهر، وجال في الآفاق. ولد بُعْكبَرا، سنة اثنتين وعشرين وأربع مئة. وتوفي سنة خمس وثمانين وأربع مئة. قال الحُمَيْدِيّ: خرج إلى خُرَاسَانَ، ومعه غِلْمان له أتراك، فقتلوه بجُرْجَان، وأخذوا مالَه وهربوا، وطاح دمُه هدرًا رحمه الله. انتهى ملخّصا من "فوات الوفيات" لابن شاكر
(2)
.
(1)
الأعلام: 4/ 122.
(2)
فوات الوفيات: 3/ 110.
وقد ذكره في الحنابلة بعضُ من ذيَّل على "طبقات ابن رجب"، وهو الذَّيل المطبوع معها الآن
(1)
.
وقد ذكره ابن الأثير في "الكامل"
(2)
، ومحمد بن جعفر الكتَّاني في: الرسالة المستطرفة"
(3)
، وابن العماد
(4)
. وقد قيل في وفاته: سنة خمس وثمانين، وقيل: ست، وقيل: سبع، وقيل: تسع، والله أعلم.
وله تصانيف، منها: كتاب "الإِكمالُ في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف لأسماء الكُنَى والأنساب" في مجلَّدين، "كتاب في علم الحديث"، كتاب "الوزراء"، "مستمر الأوهام على المؤتلف والمختلف من أسماء الأعلام"، "مفاخرة السَّيف والقلم والدِّينار"، وغيرها.
733 - (ت 486 هـ): يعقوب بن إبراهيم بن أحمد بن سطور، أبو علي، القاضي البَرْزَبيْني، الحنبلي
.
قال النابلسي
(5)
: وبَرْزَبِين: قرية من قرى عُكْبَراء. دخل بغداد، وصحب أبا يعلى القاضي، وقرأ عليه الفقه، وبرع فيه، ودرس في حياته وبعد وفاته، بالجانب الشَّرقي، بباب الأَزَجِ. وصنَّف كتبًا في الأصول والفروع. وكان له غِلمان كثيرون، وكان مباركَ التعليم، لم يدرس عليه أحد إلا أفلح؛ وصار فقيهًا. وكانت حلقته بجامع القَصْر، وتولَى القضاء بباب الأزَجِ. وكان ذا معرفةٍ تامَّةٍ بأحكام القضاء، وإنفاذ السِّجلَّات، وكان متعفّفًا، شديدًا في السُّنَّة. سمع الكثيرَ من جماعة بعُكْبَراء، وبغداد. ومات في شوال، سنة ست وثمانين وأربع مئة. ودفن في مقبرة أبي بكر عبد العزيز، بباب الأزج. انتهى.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 455.
(2)
الكامل في التاريخ: 10/ 128.
(3)
الرسالة المستطرفة: 116.
(4)
شذرات الذهب: 3/ 381.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 399.
وقال ابن العماد
(1)
: قدم بغداد بعد الثلاثين والأربع مئة، وسمع الحديث من أبي إسحاق البَرْمَكِيَّ، وتفقَّه على القاضي أبي يعلى، حتى بَرع في الفقه، ودرس في حياته. وشهد عند الدَّامَغَانِيّ هو والشَّريف أبو جعفر في يوم واحد، سنة ثلاث وخمسين، وزكَّاهما شيخُهما أبو يعلى. وتولَّى يعقوب القضاء بباب الأَزَج، والشهادة سنة اثنتين وسبعين. ثم عَزَلَ نفسَه عنهما، ثم عاد إليهما سنة ثمان وسبعين، واستمرّ إلى موته. وكان ذا معرفة تامَّة بأحكام القضاء، وإنفاذ السِّجلات، متعفّفًا في القضاء، متشدَّدًا في السُّنَّة. قال ابن عقيل: كان أعرفَ قضاة الوقت بأحكام القضاء والشروط. وله المقامات المشهودة بالديوان، حتّى يُقال: إنّه كَعَمرو بنِ العاص، والمُغِيْرة بن شعبة، من الصحابة، في معرفة الرأي. وذكره ابنُ السَّمْعَاني، فقال: كانت له يد قوية في القرآن والحديث والمحاضرة. قرأ عليه عامَّةُ الحنابلة ببغداد، وانتفعوا به. وكان حسنَ السَّيرة، جميل الطّريقة. قال ابن العماد: توفي سنة ثمان وثمانين وأربع مئة. انتهى.
وذكره ياقوت في "معجم البلدان"
(2)
، وابن رجب في "طبقاته"
(3)
، وقال: له تصانيف في المذهب، منها:"التعليقة في الفقه" في عدَّة مجلَّدات، وهي ملخَّصة من تعليقة شيخه القاضي أبي يعلى، وتفقَّه عليه من الأصحاب: القاضي أبو خَازِم، وأبو الحسين ابن الزَّاغُونِيّ، وأبو سعد المُخَرِّمي، وطَلْحَة العَاقُولي، وغيرهم. انتهى المراد منه.
734 - (ت 486 هـ): عبد الواحد بن محمد بن علي بن أحمد، أبو الفرج الشِّيرازِيّ، الحنبلي، المعروف بالمَقْدِسِيّ
.
قال النابلسي
(4)
: صحِبَ القاضي أبا يعلى، وتردَّد إلى مجلسه سنين عديدة،
(1)
شذرات الذهب: 3/ 384.
(2)
معجم البلدان: 1/ 381.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 73.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 401.
وعلَّق عنه أشياء في الأصول والفروع، ونسَخَ واسْتَنْسَخ من مصنفاته. وسافر إلى الرَّحْبَة والشَّام، وحصل له الأصحاب والأتباع، والتلامذة والغِلمان. وله وقعات مع الأشاعرة، وظهر عليهم بالحجة في مجالس السَّلاطين. وكان ناصرًا لاعتقاد الحنابلة، مُتَجرِّدًا في نشره، مُبطِلًا تأويل أخبار الصَّفات، وله تصانيف في الفقه والوعظ والأصول، وله كرامات ظاهرة. توفي بدمشق، سنة ست وثمانين وأربع مئة. انتهى ملخصًا.
وقال ابن العماد
(1)
: هو أبو الفرج الشِّيرَازِيّ، ثُمَّ المَقْدِسي، ثم الدمشقي، الفقيه الزَّاهد، الأنصَاري، السَّعدِيّ العَبَّادي، الخزرجيّ، الحنبلي، شيخ الشام في وقته، الفقيه الواعظ، القدوة. سمع بدمشق من أبي الحسن ابن السّمسَار، وأبي عثمان الصَّابوني. وتفقَّه ببغداد كثيرًا زمانًا طويلًا على القاضي أبي يعلى، ونشر بالشَّام مذهبَ أحمد بن حنبل، وتخرج به الأصحاب. وكان إمامًا عارفًا بالفقه والأصول، صاحبَ حالٍ وعبادة وتألُّه. وكان تُتُش صاحب الشام يُعَظِّمه، لأنه كاشَفَه مرّة، وذلك أنه دعاه أخو السلطان، وهو ببغداد، فرعب، وسأل أبا الفرج الدعاء له، فقال له: لا تراه، ولا تجتمع به. فقال له تُتُش: وهو مقيم ببغداد، ولا بدَّ من المصير إليه؟ فقال: لا تراه، فعجب من ذلك، وبلغ هِيْتَ فجاء الخبر بوفاة السُّلطان ببغداد، فعاد إلى دمشق، وزادت حشمة الشيخ أبي الفرج عنده، ومنزلته لديه.
قلت: وفي صحَّة هذه القصة نظر، فإنَّ هذا من علم الغيب، الذي لا يعلمه أبو الفرج ولا غيره. وأبو الفرج أعلى قدرًا، وأرسخ قدمًا في العلم، وأتبع للسُّنَّة، مِنْ أن يدَّعيَ ذلك، والله أعلم.
قال ابن العماد: وقال ابن رجب: كان أبو الفرج ناصرًا لاعتقادنا، متجرِّدًا في نشره، مُبطلًا لتأويلات أخبار الصّفات، وله تصانيف في الوعظ والأصول والفقه. ومات في مجلس وَعْظِه شخصٌ لوَقْع وعظِه في القلوب، ولإِخلاصِه. وقال أبو يعلى
(1)
شذرات الذهب: 3/ 378.
ابن القَلَانِسِيّ في "تاريخه": كان وافر العلم، متين الديانة، حسن الوعظ، محمود السَّمْت. توفي يوم الأحد، ثامن عشري ذي الحجة، سنة ست وثمانين وأربع مئة، بدمشق. ودفن بمقبرة الباب الصغير، وقبره مشهور يُزار، وله ذرَّية، فيهم كثير من العلماء، يُعرَفون ببيت ابن الحنبلي. انتهى.
وذكره ابن رجب في "طبقاته"
(1)
وغيره.
وله تصانيف ذكر منها ابنُ رجب: كتاب "المُبْهِج"، وكتاب "الإِيضاح"، وكتاب "التبصرة في أصول الدين"، و"مختصر في الحدود"، و"مختصر في أصول الفقه"، و"مسائل الامتحان"، وكتاب "الجواهر في التفسير" ثلاثون مجلّدًا.
وذكر له الزركلي
(2)
غير ما تقدم كتاب "المنتخب" في الفقه، مجلدان.
735 - (ت 487 هـ): عبد الوهَّاب بن طالب بن أحمد بن يوسُف بن عبد الله ابن عَنْبسة بن عبد الله بن كَعْب بن زيد بن بهم، أبو القاسم التَّميمي، الأَزَجِيّ، البغدادي، المقرئ، الفقيه الحنبلي
.
ذكره ابن رجب في "طبقاته"
(3)
، وقال: هو نزيل دمشق، أقام بها مدَّةً يؤم بمسجد دَرْب الرَّيْحَان. حدَّث بها بالإِجازة من الطَّنَاجِيْرِي، سمع منه ابنُ صَابِر الدِّمشقي المحدّث، وأخوه. وتوفي ليلة الثلاثاء، ثامن عشر جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين وأربع مئة. ودفن من الغد بمقبرة الباب الصَّغير. انتهى.
- (ت 488 هـ): يعقوب بن إبراهيم البَرْزَبِيْني. تقدم سنة ست وثمانين وأربع مئة. [انظر: 733].
736 - (ت 488 هـ): هبةُ الله بن علي بن عَقيل، أبو منصور، البغدادي، الحنبلي، ولد أبي الوَفَاء ابن عقيل
.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 68.
(2)
الأعلام: 4/ 177.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 77.
قال ابن العماد
(1)
: قال ابنُ رجب: ولد سنة أربع وسبعين وأربع مئة، في ذي الحجة. وحفظ القرآن وتفقَّه، وظهر منه أشياء تدل على عقل غزير، ودين عظيم. ثم مرض، وطال مرضه، وأنفق عليه أبوه مالًا في مرضه، وبالغ. قال أبو الوفاء: وقال لي ابني لمَّا تقارب أجلُه: يا سيِّدي، قد أنفقت وبالغْتَ في الإِنفاق، في الأدوية والطَّب والأدعية، ولله تعالى فِيَّ اختيار، فدَعْني مع اختياره. قال: فوالله ما أنطق اللهُ ولدي بهذه المقالة، التي تُشاكِلُ قول إسحاق بن إبراهيم لأبيه عليه السلام:{افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ} إلّا وقد اختاره للخطوَة. وتوفي سنة ثمان وثمانين وأربع مئة، وله نحو أربع عشرة سنة. وحمل أبو الوفاء في نفسه من شدة الألم أمرًا عظيمًا. ولكنه تصبَّر، ولم يُظهِر جَزَعًا. انتهى.
737 - (ت 488 هـ): عليُّ بن عمرو بن علي، الحرَّاني، أبو الحسن، الحنبلي
.
قال النابلسي
(2)
: هو الصَّالح التقي، صحب أبا يعلى القاضي، وأخذ عنه. وتوفي بِسَرُوج، في شعبان، سنة ثمان وثمانين وأربع مئة. انتهى.
738 - (ت 488 هـ): رزقُ الله بن عبد الوهَّاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد التَّميمي، أبو محمد، الحنبلي
.
قال النابلسي
(3)
: هو أحد الحنابلة، هو وأبوه وعمُّه وجَدُّه. وكان حسنَ العبارة، مليحَ الإِشارة، فصيح اللسان، وكان يجلس في حلقة أبيه بجامع المنصور، للوَعظ والفتوى، إلى سنة خمسين وأربع مئة. قرأ القرآن على أبي الحسن الحمَّامي، وسمع الحديث من أبي عمر بن مهدي، وأبي الحسن الحمَّامي، وأحمد بن علي البَادِي، وأبي الحسين وأبي القاسم ابنَيْ بِشْران، وأبي علي بن شَاذَان. وتفقَّه على القاضي أبي علي بن أبي موسى. وقرأ على أبي يعلى القاضي قطعةً من المذهب.
(1)
شذرات الذهب: 4/ 40.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 402.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 402.
وكان يفتي في المسائل المشهورة، وكتب الناس عنه. ولد سنة أربع مئة، وقيل: إحدى وأربع مئة. ومات ليلة النصف من جُمادى الأولى، سنة ثمان وثمانين وأربع مئة، ودفن في داره ببابِ المَراتِب، ثم نُقل إلى مقبرة أحمد بن حنبل. انتهى.
وقال ابن العماد
(1)
: هو الفقيه الواعظ، شيخ الحنابلة، قرأ على أبي الحسن الحمَّامي، وتقدَّم في الفقه والأصول، والتفسير، والعربية واللغة، وحدَّث عن ابن المُتَيَّم، وأبي عمر بن مهدي، والكبار. وتوفي في نصف جُمادى الأولى، سنة ثمان وثمانين وأربع مئة، عن ثمانٍ وثمانين سنة. قال أبو علي بن سُكَّرَة: قرأت عليه ختمة لقَالُون، وكان كبيرَ بغداد وجليلَها. وكان يقول: كل الطوائف تَدَّعِيْني. قاله في "العبر". وقال ابنُ عقيل في "فنونه": ومن كبار مَشَايخي: أبو محمد التَّميمي، شيخ زمانه. كان صفة العالم، وماشطة بغداد. وقال: كان سيِّدَ الجماعة من أصحاب أحمد بيتًا ورئاسة وحشمة. وكان أعلى الناس عِبَارة في النظر، وأجراهم قلمًا في الفُتيا، وأحسنَهم وعظًا. انتهى.
وذكره ابنُ الجَزَري في "الغاية"
(2)
، وابنُ رجب في "طبقاته"
(3)
، وقال: أجاز له أبو عبد الرَّحمن السُّلَمي، وتفقَّه على أبيه أبي الفرج، وعمِّه أبي الفضل عبد الواحد، وأبي علي بن أبي موسى، صاحب "الإِرشاد". وله تصانيف، منها:"شرح الإِرشاد" لشيخه ابن أبي موسى، في الفقه، و"الخصال والأقسام"، هكذا ذكر ابنُ رجب.
وفي "هديَّة العَارِفين"
(4)
له من الكتب: "شرح الإِرشاد" في الفقه، "شرح الأقسام" لشيخه، "شرح الخصال"، ولعلَّ الصَّواب ما ذكره ابن رجب، والله أعلم.
739 - (ت 489 هـ): إبراهيم الخَزَّاز، أبو إسحاق المقرِئ، الحنبلي
.
(1)
شذرات الذهب: 3/ 384.
(2)
غاية النهاية: 1/ 284.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 77.
(4)
هدية العارفين: 1/ 367.
قال النابلسي
(1)
: كان صالحًا، مقرئًا دينًا، سمع من أبي يعلى القاضي الحديث، وحضر بعض أماليه. ومات يوم السَّبت، تاسع ربيع الآخر، سنة تسع وثمانين وأربع مئة. وصلَّى عليه ابنُ أبي يعلى إمامًا في جامع المنصور. انتهى.
740 - (ت 489 هـ): علي بن المبارك النَّهْرِيّ، أبو الحسن، الحنبلي
.
قال النابلسي
(2)
: ولد بدرب النَّهْر من الكَرْخ، فعرف بالنَّهْرِيّ. تفقَّه على القاضي أبي يعلى، ودرس في حياته وبعد مماته. وكان كثيرَ الذَّكاء، قيَّمًا بالفرائض، سمع من أبي يعلى الحديثَ الكثير. وتوفي في ذي القعدة، سنة تسع وثمانين وأربع مئة. وصلَّى عليه ابنُ أبي يعلى، بجامع المنصور. ودفن في مقبرة الجامع. انتهى.
وذكره ياقوت في "معجم البلدان"
(3)
، فقال: علي بن المبارك النَّهْرِيّ، أبو الحسن الفقيه. كان فقيهًا حنبليًّا. مات في سنة تسع وثمانين وأربع مئة. والنَّهرِيّ نسبة إلى درب النَّهر ببغداد، ولد به فنُسِبَ إليه. انتهى المراد منه.
741 - (ت 489 هـ): محمد بن علي الحَمَّامي، أبو ياسر البغدادي، الحنبلي، المقرئ
.
ذكره ابنُ الجَزَرِيّ في "الغاية"
(4)
، قال: هو حاذقٌ، ناقل كتاب "الإِيجاز في القراءات العَشر". قرأ على أبي علي غُلام الهَرَّاس، وأبي بكر بن موسى الخيَّاط. قرأ عليه أبو بكر المُزْرَفي، وأبو نصر أحمد بن محمد بن بغراج. وسمع من أبي جعفر بن المُسْلِمَة. وتفقَّه على القاضي أبي يعلى. وكتب الكثير بخطِّه، وعني بالقراءات. مات في المُحَرَّم، سنة تسع وثمانين وأربع مئة، كهلًا. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 404.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 404.
(3)
معجم البلدان: 2/ 448.
(4)
غاية النهاية: 2/ 214.
742 - (ت 489 هـ): إسماعيل بن أحمد بن محمد بن خَيْرَان، البزَّاز، الهَمَذاني، أبو محمد الحافظ، الحنبلي
.
ذكره ابنُ رجب
(1)
، فقال: هو مكثر، سمعَ بنَيْسَابور عبد الغَافِر الفَارِسِيّ، وأبا عُثمان الصَّابوني، وأخاه أبا يعلى، وأبا حفص بن مَسْرُور، وبأصْبَهَان أبا عمر بن مَنْدَه، وغيره. وسمع ببلدان شتَّى. وحدَّث ببغداد. سمع منه أبو عامر العَبْدَرِيّ. وروى عنه ابنُ السَّقَطِيّ في "معجمه". وقال شِيْرَوَيْه الدَّيْلَمِيّ عنه - وهو الذي وصفه بالحنبلي -: سمع عليه مشايخ الوقت بخُرَاسَان، والجَبَل. وكان حافظًا مُكثرًا، قديم الحديث. وذكر ابنُ النَّجَّار أنه توفي ببغداد، يوم الأربعاء، رابع عشري المحرَّم، سنة تسع وثمانين وأربع مئة، بالمَارِسْتَان. ودفن بباب حَرْب. انتهى.
743 - (ت 491 هـ): عبد الوهَّاب بن رزق الله بن عبد الوهَّاب، أبو الفضل، التَّميمي، الحنبلي
.
ذكره ابنُ العماد
(2)
، وقال: ذكره ابن السَّمْعَاني، فقال: كان حنبليًّا، فاضلًا، مُتعفَّفًا، مُتقنًا، واعظًا؛ جميلَ المُحَيَّا. سمع أبا طالب بن غَيْلَان، وقال أبو الحسين في "الطبقات": إنّه كان يحضرُ بين يدي أبيه في مجالس وعظه بمقبرة الإِمام أحمد، وينهض بعد كلامه، قائمًا على قدميه، ويورد فُصولًا مَسْجُوعة. مات سنة إحدى وتسعين وأربع مئة، كذا جزم ابنُ رجب. وقال غيره: سنة اثنتين وتسعين وأربع مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب في "طبقاته"
(3)
.
744 - (ت 492 هـ): مكَّي بن عبد السَّلام بن الرُّمَيْلِيّ، أبو القَاسِم، المَقْدِسِيّ، الحنبلي، الحافظ
.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 89.
(2)
شذرات الذهب: 3/ 398.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 85.
ذكره ابنُ العماد
(1)
، فقال: هو أحد من استشهد بالقُدْسِ. رحل وجمعَ، وعُني بهذا الشَّأن. وكان ثقةً مُتحرِّيًا. روى عن محمد بن يحيى بن سِلْوان المازني، وأبي عثمان بن وَرْقَاء، وعبد الصَّمد بن المأمون، وطبقتهم. وعاشَ ستين سنة. وكانت وفاته سنة اثنتين وتسعين وأربع مئة. انتهى.
وهو من تلامذة ابن جَلَبَة الحَرَّاني، المتوفى سنة ست وسبعين وأربع مئة، كما ذكرناه هناك.
745 - (ت 493 هـ): عبد الله بن جابر بن ياسين، أبو محمد الحنبلي
.
قال النابلسي
(2)
: سمع من القاضي أبي يعلى الحديث الكثير، وكان أحد من يستملي له بجامع المنصور، وعلَّق عنه قطعة من المذهب والخلاف، وكتب أشياء من تصانيفه. وسمع من خلق، منهم: أبو علي بن شَاذَان، وأبو القاسم بن بِشْران، في آخرين. وحدَّث، وسمع منه جماعة. وكان صادق اللهجة حسن الوجه، مَلِيح المحاضرة، كثير القراءة للقرآن، مليح الخَطَّ، حسن الحِسَاب. ولد سنة سبع عشرة وأربع مئة. وتوفي سنة ثلاث وتسعين وأربع مئة، يوم الأربعاء، العشرين من شوّال. انتهى.
وذكره ابنُ العماد
(3)
، فقال: عبد الله بن جابر بن ياسين، أبو محمد الحِنَّائي الحنبلي. تفقَّه على أبي يعلى، وروى عن أبي عليّ بن شَاذان. وكان ثقةً نبيلًا. توفي سنة ثلاث وتسعين وأربع مئة، قاله في "العِبَر". انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
، وقال: قال ابنُ السَّمْعَاني: تفقَّه على القاضي أبي يعلى، وكان خالَ أولاده. وكان صدوقًا. وذكر القاضي عِيَاض أنه سأل ابن سُكَّرة عنه فقال: كان شيخًا مَسْتُورًا فاضلًا. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 3/ 398.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 404.
(3)
شذرات الذهب: 3/ 399.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 87.
وتقدمت ترجمة أبيه جابر، سنة أربع وستين وأربع مئة.
746 - (ت 493 هـ): زياد بن هارون، أبو القاسم، الجِيْلِيّ، الفقيه الحنبلي
.
قال ابن العماد
(1)
: هو نزيل بغداد، سمع بها من أبي مُسْلِم اللَّيْثي البُخَاري. وحدّثَ عنه بكتاب "الوجيز" لابن خُزيمة، سمعه منه أبو الحسن بن الزَّاغُوني، وأبو الحسين بن الآبَنُوسي. وتوفي زياد هذا؛ في طاعون سنة ثلاث وتسعين وأربع مئة. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(2)
بنحوه، إلاّ أنه قال: زياد بن علي بن هارون.
747 - (ت 493 هـ): عبد الباقي بن حمزة بن الحُسَين، الحدَّاد، الحنبلي، الفَرَضِيّ، أبو الفضل
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد سنة خمس وعشرين وأربع مئة. قال ابنُ السَّمْعَانِي: شيخٌ صَالح خيِّر. وكان قد قرأ القرآن والفقه، وكانت له يدٌ في الفرائض والحساب. سمع أبا محمد الجَوْهَرِيّ، وغيره. وقال ابن ناصر الدِّين: هو ثقة خيِّر، روى عن سعيد بن الرَّزَّاز الفقيه، وسِبْط الخَيَّاط، وغيرهم. وتوفي يوم السَّبت، رابع عشر شعبان، سنة ثلاث وتسعين وأربع مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
، وأطال في ترجمته.
وله مُصَنَّفات، ذكر منها ابن العماد: كتاب "الإيضاح في الفرائض" على مذهب أحمد حرَّر فيه نقل المذهب تحريرًا جيّدًا، وممّا ذكر فيه: باب توريث ذوي الأرحام، في ثلاث عَمَّاتٍ مفترقات، المال بينَهُنَّ على خمسة، قال: وهذا هو المنصوص عن أحمد. وهذا الكتاب في مجلدات. وله غير "الإِيضاح"، كتاب "رياض الجَنَّة في آثار
(1)
شذرات الذهب: 3/ 399.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 89.
(3)
شذرات الذهب: 3/ 399.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 90.
أهل السُّنَّة"، يشتمل على المُسَلْسَلَات، ولطائف الأسانيد والروايات، وغيرها.
748 - (ت 493 هـ): يحيى بن عيسَى بن جَزْلَة، البغدادي، الحنبلي، الطبيب، أبو علي
.
ذكره صاحب "إيضاح المكنون"، ذيل "كشف الظنون"
(1)
، وقال: له كتاب "الإِشارة في تلخيص العبارة"، وأرَّخ وفاته سنة ثلاث وتسعين وأربع مئة.
وذكره في "هدية العارفين"
(2)
قال: أبو عيسى يحيى بن عيسى بن جزلة، البغدادي، الطبيب. كان مسيحيًّا، ثم أسلم. وتوفي سنة ثلاث وتسعين وأربع مئة. له من المصنفات:"الإِشارة في تلخيص العبارة" في الطب، "تقويم الأبدان في تدبير الإِنسان"، و"الرد على النصارى"، و"رسالة في مدح الطب وموافقته للشرع"، و"منهاج البيان فيما يستعمله الإِنسان من الأدوية المفردة والمركَّبة". انتهى.
749 - (ت 493 هـ): عبد الواحد بن رِزْق الله بن عبد الوهَّاب التميمي، أبو القاسم الحنبلي
.
قال ابن رجب
(3)
: هو أخو أبي الفضل عبد الوهاب، ذكره ابنُ السَّمْعَاني، فقال: هو من أولاد الأئمة والمحدّثين، قرأ القرآن والحديث والفقه. وكان من محاسن البغداديّين في الوعظ. خُتم به بيتُه، ولم يُعقِب. سمع أبا طالب بن غَيْلَان، وحدَّث بشيء يسير. قال ابنُ رجب: وسمع هو وأخوه عبد الوهاب، من القاضي أبي يعلى. قال عبد الوهاب الأنْمَاطِي: هو صدوق، وكان صَدعًا، يلبس الحرير. وذكر ابنُ النجَّار أنه كان يراسل به إلى الملوك في أيام المُستَظهر، وأنه كان شديد القوة في بدنه، وأنه حدَّث بأصبهان. وسمع منه محمد بن عبد الواحد الدقَّاق الحافظ. وتوفي يوم الأحد، سابع عشر جُمادى الآخرة، سنة ثلاث وتسعين وأربع مئة. ودفن من الغد بمقبرة باب حرب، عند أخيه أبي الفضل. انتهى.
(1)
إيضاح المكنون: 1/ 85.
(2)
هدية العارفين: 2/ 519.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 85.
750 - (ت 493 هـ): محمد بن علي بن الحسين بن جَدَا، العُكْبَرِيُّ، أبو بكر الحنبلي، ابن أبي الحسين الحنبلي، المتقدم
.
قال ابن رجب
(1)
: ذكره ابنُ الجوزي في "التاريخ"، وقال: كان من العلماء، نزل يتوضَّأ في دِجْلَة، فغَرِقَ. وذلك في ربيع الأول، سنة ثلاث وتسعين وأربع مئة. وقال شُجَاع الذُّهْلِيّ: يوم الخميس، خامس ربيع الأول. قال ابن النجَّار: سمع مع والده من أبي الحسين بن المهتدي، حضورًا، سنة ست وستين وأربع مئة. ومات شابًّا، وما أظنّه روى شيئًا. انتهى.
751 - (ت 494 هـ): محمد بن الحسن الرَّاذَانِي، أبو عبد الله، الحنبلي
.
قال النابلسي
(2)
: سمع من القاضي أبي يعلى، وصحبه. وكان زاهدًا ورعًا، عالمًا بالقراءات، وغيرها. مات يوم الأحد، رابع عشر جُمادى الأولى، سنة أربع وتسعين وأربع مئة. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(3)
، فقال: هو أبو عبد الله، محمد بن الحسن الرَّاذَاني. سمع من القاضي أبي يعلى، وكان كثير التهجُّد، ملازمًا للصِّيام، وكانت له كرامات. وتوفي سنة أربع وتسعين وأربع مئة. انتهى.
وذكره ياقوت في "معجم البلدان"
(4)
وقال: إنه مات سنة ثمانين وأربع مئة.
وقال في "المشتبه"
(5)
: مات سنة ثمانين.
وقال السَّمعاني في "الأنساب"
(6)
: مات في حُدود الثمانين وأربع مئة.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 89.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 405.
(3)
مناقب الإِمام أحمد: 632 - 633.
(4)
معجم البلدان: 3/ 13.
(5)
المشتبه للذهبي: 1/ 297.
(6)
الأنساب: 6/ 36.
وذكره ابن رجب
(1)
: وجزم بأنه توفي سنة أربع وتسعين وأربع مئة.
752 - (ت 494 هـ): أبو الحسن ابن زُفَر العُكْبَرِيُّ، الحنبلي
.
قال النابلسي
(2)
: ذكره القاضي أبو الحسين فيمن صحب القاضي أبا يعلى، وسمع درسَهُ. وكان صالحًا، كثير التلاوة والتلقين للقرآن. قيل: إنه يسرد الصوم خمسًا وسبعين سنة. توفي سنة أربع وتسعين وأربع مئة، وسنُّه إذ ذاك تسعون سنة. انتهى.
753 - (ت 496 هـ): محمد بن عُبَيد الله بن كَادِش، أبو ياسر، الحنبلي، المحدّث
.
قال ابن العماد
(3)
: كتب الكثير وتعب. وكان قارئ أهل بغداد، بعد ابن الخَاضِبة. روى عن أبي محمد الجَوْهَرِيّ، وخلق. وتوفي سنة ست وتسعين وأربع مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
، وقال: هو مفيد أهل بغداد، ولد سنة سبع وعشرين وأربع مئة. وسمع وكتب الكثير. سمع قديمًا من الجوهري، والقاضي الماوَرْدِيّ، والقاضي أبي يعلى، وأبي الحسن بن حَسْنُون. وقرأ بنفسه الكثير على طَرَّاد، وابن البَطِّي، وطبقتهما. وحدَّث باليسير. روى عنه السَّمَرْقَنْدِي والسَّلَفي، وقال عنه: كان قارئ بغداد، والمُسْتَمْلِي بها على الشيوخ، ثقة، كثير السماع، ولم يكن له أُنس بالعربية، وكان حنبليَّ المذهب، جَهْوَرِيَّ الصَّوت عند قراءة الحديث والاستملاء. توفي يوم الاثنين، رابع صفر، سنة ست وتسعين وأربع مئة. ودفن بمقبرة باب حرب. انتهى.
754 - (ت 496 هـ): محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن أحمد
بن
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 91.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 405.
(3)
شذرات الذهب: 3/ 404.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 94.
الحسن، البَرَدَاني، الفقيه الحنبلي، الزاهد، أبو سعد.
قال ابن رجب
(1)
: هو أحد الفقهاء من أصحاب القاضي أبي يعلى، سمع منه. قال ابن النجَّار: وما أظنُّه روى شيئًا. توفي يوم الأحد، ثامن عشر المحرم، سنة ست وتسعين وأربع مئة، ودفن في مقبرة باب حرب. انتهى.
755 - (ت 498 هـ): أحمد بن محمد بن أحمد البَرَدَاني، أبو علي، الحنبلي
.
قال النابلسي
(2)
: سمع درس القاضي أبي يعلى سنين، وسمع منه الحديث الكثير. وكان أحد المُستَملينَ عليه بجامع المنصور. توفي يوم الأربعاء، العشرين من شوال، سنة ثمان وتسعين وأربع مئة، ودفن يوم الخميس. وكان حافظًا، عالمًا فقيهًا، زاهدًا عابدًا، ثقة ثبتًا، وسمع الأَزَجي، والقَزْوِيني، والبَرْمَكِيّ، والعشاري، والجَوْهَرِي، وابن الفُرَات، وابن غَيْلان. قال أبو الفرج: توفي الحافظ أبو علي البَرَداني، وكان ثقةً صالحًا ثَبْتًا. انتهى.
وذكره ابن العماد
(3)
، وقال: هو الحافظ أبو علي البَرَدَاني - بفَتَحَات ودال مهملة، نسبةً إلى بَرَدَان، قرية ببغداد - أحمد بن محمد بن أحمد، البغدادي، الثقة، المصنِّف، الحنبلي. مات سنة ثمان وتسعين وأربع مئة، عن اثنتين وسبعين سنة، في شوَّال. روى عن ابن غَيْلَان، وأبي الحسن القَزْوِيني، وطبقتهما. وكان بَصيرًا بالحديث، مُحَقِّقًا حُجَّة. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(4)
، وغيره.
وله تصانيف ذكر ابنُ رجب منها فيما نقله عن الذهبي: كتاب "المنامات النبويَّة" مجلد، و"جزء في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم خلف أبي بكر الصدِّيق"، ومن تصانيفه غير ما ذكر ابن رجب، كتاب:"المنتقى في الحديث".
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 93.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 405.
(3)
شذرات الذهب: 3/ 408.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 94.
756 - (ت 499 هـ): محمد بن أحمد بن علي الخيَّاط، أبو منصور المقرئ، الحنبلي
.
قال النابلسي
(1)
: هو الشيخ الصَّالح، الثقة الدَّيِّن، قرأ القراءات على أبي نصر بن مسرور المقرئ، وغيره. ولم يزل يقرئ ويلقن إلى حين وفاته. وكان حسنَ التلقين والتِّلاوة. سمع من عبد الغفَّار المؤدِّب، وأبي القاسم بن بِشْران، وأبي عبد الله أخي الخَلَّال، وأبي منصور بن السَّوَّاق، وأبي الحسن القَزْوِيني، في آخرين. وتفقَّه على القاضي أبي يعلى، وكان يصلّي خلفَه، وكان كثير الصِّيام والصَّلاة. ولد سنة إحدى وأربع مئة. قال أبو الفرج الحافظ: وكان له كرامات، وقرأ بالقراءات، وأقرأ السِّنين الطَّويلة، وختم عليه القرآن ألوفٌ من الناس، وكان من كبار الزُّهَّاد المُعتبَرِين. توفي في المحرم سنة تسع وتسعين وأربع مئة. ودفن بدَكَّة أحمد بن حنبل. انتهى.
وذكره ابنُ العماد
(2)
، فيمن توفي سنة سبع وتسعين وأربع مئة. وهو غلط، والصَّحيح ما أثبتناه.
قال ابن العماد: أبو منصور الخيَّاط، محمد بن أحمد بن عبد الرزاق، الشِّيرَازِي الأصل، البغدادِيّ الصَفَّار، الحنبلي المقرئ، الزاهد. ولد سنة إحدى وأربع مئة، في شوال، أو في ذي القعدة. وقرأ القراءات على أبي نصر أحمد بن عبد الوهَّاب بن مَسْرُور، وغيره. وسمع الحديث في كثرة من أبي القاسم بن بِشْرَان، وأبي منصور بن السَّوَّاق، وغيرهما. وتفقَّه على القاضي أبي يعلى. وروى الحديث الكثير. وروى عنه سِبْطُه أبو محمد عبد الله بن علي المقرئ، وأخوه أبو عبد الله بن الحسين، وابن الأنماطي، وابن ناصر السِّلَفي، وغيرهم.
وكان إمامًا بمسجد ابن جردة ببغداد، بحَرِيمْ دار الخلافة، اعتكف فيه مدَّة طويلة، يعلِّم الصِّبيان القرآن لوجه الله تعالى، ويسأل لهم، وينفق عليهم، فختم عليه
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 406.
(2)
شذرات الذهب: 3/ 406.
القرآن خلقٌ كثير، حتى بلغ عددُ من أقرأهم القرآن من العميان سبعين ألفًا. قال ابن النجَّار: هكذا رأيته بخطَّ أبي نصر اليُونَارتي الحافظ. وقد زعم بعض الناس، أن هذا كلام مستحيل، وأنه مِنْ سبق القلم، وإنما أراد سبعين نفسًا. وهذا كلامٌ سَاقِط، فإن أبا منصور قد تواتر عنه إقراء الخلق الكثير، في السِّنين الطَّويلة.
قال ابن الجوزي: أقرأ الخلق السنين الطويلة، وختم عليه القرآن ألوفٌ من النَّاس. وقال القاضي أبو الحسين: أقرأ بَضعًا وستين سنة، ولَقن أُمَمًا، وهذا مُوافق لما قاله أبو نصر، وهذا أمر مشهور عن أبي منصور. قال ابن الجوزي: كان أبو منصور من كبار الصالحين، الزاهدين المتعبِّدين. كان له وِرد بين العشاءَين، يقرأ فيه سُبْعًا من القرآن قائمًا وقاعدًا، حتى طعَنَ في السِّنِّ. وقال ابنُ ناصر عنه: كان شيخًا صالحًا، زاهدًا، صائمًا أكثر وقته، ذا كرامات ظهرت له بعد موته.
قال عبد الوهَّاب الأنماطي: توفي الشيخ الزاهد أبو منصور، في يوم الأربعاء، وقت الظُّهر، السَّادس عشر من المحرم، سنة تسع وتسعين وأربع مئة. قال ابنُ الجوزي: مات وسنّه سبعٌ وتسعون سنة، مُمَتَّعًا بسمعه وبصره وعقله. وحضر جنازتَه ما لا يُعَدّ من الناس. وحكى السِّلَفي: أنَّ يَهوديًّا استقبلَ جنازة الشَّيخ، فرأى كثرة الزِّحام والخَلْق، فقال: أشهد أن هذا الدَّين هو الحق، فأسلم. انتهى المراد منه.
وقال ابن الجَزَري في "الغاية"
(1)
، بعد كلام ابن النجار: إن الذي استبعد هذا العدد هو الذَّهبي، والذهبيُّ لا يزال يستبعد المُمْكِنَات، ويردُّ على الثقات. وهذا الرجل، أعني أبا منصور، كان منتصبًا للتَّلقين، منقطعًا إليه، وعمَّر طويلًا، ولا يخفى كيف كانت بغداد، وما كان بها من العَالَم. فهذه دمشق، أخبرني الشيخ الصَّالح إبراهيم الصُّوفي، الملقِّنُ بالجامع الأموي: إن الذين قرأوا عليه القرآن، نِّيفٌ عن العشرين ألفًا. انتهى.
(1)
غاية النهاية: 2/ 74.
وقد ذكره ابنُ رجب
(1)
وغيره. وقد ذكر ابن العماد وغيره من تصانيفه: كتاب "المهذَّب في القراءات العَشر".
757 - (ت 500 هـ): جعفر بن أحمد بن حسين، أبو محمد البغدادي، الحنبلي، السَّرَّاج، المعروف بالقارئ
.
قال ابن العماد
(2)
: كان حافظ عصره وعلَّامة زمانه، حدَّث عن علي بن شَاذَان، وأبي القاسم بن شَاهِين، والخَلَّال، والبَرْمَكِيّ، وغيرهم. وأخذ عنه خلق كثير، وروى عنه الحافظ أبو طاهر السَّلَفي، وكان يفتخر بروايته عنه، مع أنه لقي أعيان ذلك الزمان، وأخذ عنهم. ولد ببغداد سنة ست عشرة وأربع مئة، وتوفي ليلة الأحد، الحادي والعشرين من صفر، سنة خمس مئة، قاله ابن خَلِّكَان. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(3)
، وقال: أثنى عليه شُجاع الذِّهْلِيّ، وعبد الوهَّاب الأنْماطي، وابن ناصر. وقال: كان ثقة مأمونًا، عالمًا فَهِمًا، صالحًا. انتهى المراد منه.
وله مصنفات، ذكر ابنُ العماد منها: كتاب "مصارع العُشَّاق"، ثم قال: وكان شاعرًا، وأورد له بعض شعره.
وقال ابنُ الجوزي
(4)
: له مصنفات، منها غير "مصارع العشاق": كتاب "حكم الصِّبيان"، كتاب "مناقب السُّودان"، و"ديوان شعر" مطبوع. وقد نظم كتبًا كثيرة شعرًا، فنظم كتاب "المبتدأ"، وكتاب "مناسك الحج"، وكتاب "الخِرَقي"، وكتاب "التنبيه"، وغيرها. وله أيضًا كتاب "زهد السودان"، وهو غير "مناقب السودان".
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 95.
(2)
شذرات الذهب: 3/ 411.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 100.
(4)
المنتظم: 9/ 151.
ذِكرُ مَنْ لم أظفر لهم بتاريخ وفاة ولم أَهْتَدِ إلى موضع ترجمتهم في هذا القرن
758 - عبد الله بن الحسين بن محمد بن الحسين الشريف، أبو محمد بن أبي عبد الله، العَلَوِيّ، الحنبلي، المقرئ
.
قال ابن الجَزَري في "الغاية"
(1)
: هو إمام جامع الغربي بواسِط، مُقِرئ مُصَدَّر، ضابط معروف. أخذ القراءة عن أبي بكر محمد بن محمد الإِسكافي، عن إسماعيل بن إسحاق صاحب قالُون، وأبي بكر النقَّاش، والحسين بن محمد بن أحمد الشُّعَيبي، وإسماعيل بن القَاسم الصِّلْحِيّ، وعلي بن أحمد بن بردفقا، وعبد الله بن المُبَارك بن إسماعيل المُؤَدِّب. قرأ عليه أبو عليّ غُلام الهَرَّاس، وأحمد بن محمد المَارداني. وأثنى عليه الحافظ أبو العلاء الهَمْداني. وقد انفرد عنه النقَّاش عن ابن ذكوان، بالسَّكت على السَّاكن مُطلقًا. انتهى.
759 - عُبيد الله بن العباس بن عُبيد الله بن العباس بن محمد بن عُبيد الله بن محمد بن أبي حمزة، أبو العباس بن الزَّيَّات، المقرئ، الحنبلي، البغدادي، ثم الغَمْرِيّ فوهة السَّماوة. وكنَّاه أبو عليّ غُلام الهَرَّاس: أبا القاسم، فوهم
.
قرأ على أبي الصَّقر ابن الدَّوْرَقِيّ، عن أبي الزَّعْرَاء، عن الدُّورِيّ. قرأ عليه رَشَا بن نَظِيف، ونسبه وكنَّاه. وقرأ عليه أيضًا أبو علي الواسِطي غلام الهَرَّاس، وكنَّاه: أبا القاسم، ولم ينسِبْه، وقال: إنه قرأ عليه بالغَمْر فوهة السماوة. انتهى.
760 - عبد الوهَّاب بن حَزْوَر، الوَرَّاق، الحنبلي
.
قال النابلسي
(2)
: قال عبد العزيز الكَتَّاني الدمشقي: ورد في شعبان سنة خمسين
(1)
غاية النهاية: 1/ 417.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 374.
وأربع مئة من تِنِّس
(1)
، وحدَّث بشيءٍ يسير عن أبي ياسر وجد له بلاغ، وكان فيه خير، يُعطي أصحاب الحديث الورق، وكان يذهب إلى مذهب الإِمام أحمد بن حنبل. انتهى.
761 - أبو القاسم الغُوري، الحنبلي
.
قال النابلسي
(2)
: كان شيخًا صالحًا مُقرِئًا دَيِّنًا. انتهى.
762 - أحمد بن إبراهيم بن عمر أبو الحسين بن أبي إسحاق، البَرْمَكِيّ، الحنبلي
.
تقدمّت ترجمةُ أبيه، سنة خمس وأربعين وأربع مئة.
أما أحمد هذا، فقد ذكره الحموي في "معجم البلدان"
(3)
، وقال: هو بقية بيت البَرَامِكَة المُحَدِّثين. سمع أبا الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ، وغيره. وروى عنه محمد بن عبد الباقي، القاضي الحنبلي، وغيره. انتهى.
- عبد الباقي بن جعفر بن شهلى.
تقدمَّت ترجمته، سنة ثلاث وسبعين وأربع مئة. [انظر: 718].
763 - الحسين بن محمد العُكْبَرِيّ، أبو الموَاهِب، الحنبلي
.
ذكره ابنُ رجب في "طبقاته"
(4)
، وقال: هو أحد الفقهاء الأكابر، وله تصانيف في المذهب، أظنُّه من أصحاب القاضي، أو من أصحابه القدماء. ووقفتُ له على رؤوس المسائل، وهي منتخبة من الخلاف الكبير، على طريق أبي جعفر، وأبي الخطَّاب. وقد روى عن محمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله الخيَّاط العُكْبَرِيّ
(1)
في طبقات ابن أبي يعلى 2/ 191: ورد نعي أبي بكر عبد الوهاب بن حزور الوراق في شعبان سنة خمسين وأربع مئة من تِنَّيس.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 374.
(3)
معجم البلدان: 1/ 367.
(4)
طبقات الحنابلة: 1/ 171.
المقُرِئ. وروى عنه نصر المَقْدِسِيّ. وشيخُه العُكْبَريُّ هذا كان من أصحاب ابن بَطَّة، فقيهًا. مات سنة تسع وثلاثين وأربع مئة. ذكره ابنُ البَنَّاء في طبقات الفقهاء. ورواية نصر المقدسي عن أبي المواهب تدلُّ على تقدُّمِ وفاته. انتهى.