الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مبدأ القرن السادس
764 - (ت 502 هـ): رجب بن قَحْطان بن الحسن بن قَحْطان الأنصاري، الضرير، الحنبلي، الأديب المقرئ، أبو المعالي
.
ذكره ابن رجب
(1)
وقال: سمع من أبي الحسين بن النَّقور، وحدث باليسير، سمع منه هزارسب بن عَوض، وغيره. وقال أبو الفضل بن عطاف: كان من مجوِّدي القرآن والمحسِّنين في الأداء، ذا فضلٍ وعَقْل وأدب، توفي سنة اثنتين وخمس مئة. انتهى.
765 - (ت 503 هـ): أحمد بن علي بن أحمد العُلْبي، أحد المشهورين بالصلاح والزهد، أبو بكر الحنبلي
.
قال النابلسي
(2)
: صحب القاضي أبا يعلى، وسمع دَرْسَه والحديثَ عليه، وكان زاهدًا عابدًا، وظهر له في الناس القبولُ التام، والمحبَّة، وإجابة الدعوة، وكان في حداثته يعمل صنعة الجِصِّ والإِسفيداج، ثم ترك ذلك، ولازم المسجد يُقرئ القرآن، ويؤمُّ الناس، وكان له عقار قد ورثه من أبيه، فكان يبيع منه شيئًا فشيئًا، ويتقوَّت به، وكان عفيفًا لا يأخذ من أحد شيئًا، ولا يطلب ولا يسأل أحدًا حاجة لنفسه من أمر الدنيا، مُقبلًا على نفسه وشأنه، كثير الصيام والصلاة، مُشتغلًا بعبادة ربه، وكان يذهب بنفسه كلَّ يوم إلى دجلة، ويحمل في كُوْزٍ ماءً ليفطر عليه، وبان من كراماته غيرُ قليل، فلما كان في شوال سنة ثلاث وخمس مئة خرج عازمًا على الحج فوقع عن الجمل مرتين، فأثَّر ذلك به، ولما شهد عرفة مُحْرِمًا توفي عشية ذلك اليوم على جبل عرفات مُحْرِمًا، فحمل إلى مكة ودفن بها عند قبر الفُضَيْل بن عِيَاض. انتهى.
(1)
الذيل على طبقات الحنابلة: 1/ 104.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 407.
وذكره ابن العماد
(1)
فقال: قال ابن الجوزي في "طبقاته": هو أحد المشهورين بالزُّهد والصلاح، سمع الحديث على القاضي أبي يعلى، وقرأَ عليه شيئًا من المَذْهب، وكان عفيفًا لا يَقبل من أحد شيئًا، وكان إذا حجَّ يزور القبور بمكة، ويجيء إلى قبر الفُضَيل بن عِيَاض، ويخطُّ بعصاه ويقول: يا رب ها هنا، يا رب ها هنا. انتهى المراد منه.
وذكره ابن رجب
(2)
فقال: قال ابن الجوزي في "التاريخ": كان يتنزَّه عن عمل النقوش والصُّور. وذكر أبو الحسين أن سبب تركه الصناعة أنه دخل مرة مع الصُنَّاع إلى بعض دور السلاطين مُكْرَهًا، وكان فيها صُور من الإِسفيداج مجسَّمة، فلما خلا كَسَرها كلَّها، فاستعظموا ذلك، فقال: هذا منكر، والله أمر بكَسْره، فانتهى أمره إلى السلطان، وقيل له: هذا رجل صالح مشهور بالدِّيانة، وهو من أصحاب ابن الفرَّاء، فقال: يخرج ولا يُكلَّم، ولا يُقال له شيء يُضيِّق صدره، ولا يرجع يُجاء به إلى عندنا.
قال ابن رجب: روى عنه ابن ناصر، والسِّلَفي، ولما بلغ خبرُ موته إلى بغداد، نُودي في البلد بالصلاة عليه صلاة الغائب، فحضر الناس في جامعي بغداد من الجانين، وتقدَّم للصلاة عليه في الجانب الشرقي بعضُ أصحاب القاضي أبي يعلى. انتهى المراد منه.
766 - (ت 505 هـ): محمد بن علي بن محمد الحُلْوَاني، أبو الفتح
.
قال النابلسي
(3)
: كان قد شاهدَ أبا يعلى القاضي، وتفقَّه على صاحبه أبي علي القاضي، والشريف أبي جعفر، ودرَّس في المسجد الذي كان يدرِّس فيه الشريفُ أبو جعفر بالحَرِيْم، ومات في ذي الحجة سنة خمس وخمس مئة. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 4/ 6.
(2)
الذيل على طبقات الحنابلة: 1/ 104.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 408.
وذكره ابن رجب
(1)
فقال: محمد بن علي بن محمد بن عُثمان بن المراق الحلواني، أبو الفتح الفقيهُ الزَّاهد، ولد سنة تسع، وثلاثين وأربع مئة، وسمع الحديثَ من أبي الحسين بن المُهْتَدي، وابن المأمون، والقاضي أبي يعلى، وأبي جَعْفر بن المُسْلمة، والصَّرِيْفِيني، والنَّهرْوَاني، وغيرهم، ورأى القاضي أبا يعلى، وصحبه مدةً يسيرةً، ثم تفقَّه على صاحبَيْه الفقيهين أبي علي يعقوب وأبي جعفر الشريف، ودرس عليهما الفقه أصولًا وفروعًا حتى بَرَع فيهما، وأفتى ودرس بمسجد الشريف أبي جعفر بالحَرِيْم بعد شافع، وحدَّث بشيء يسير. قال ابن شافع: كان ذا زهادةٍ وعبادةٍ، وروى عنه السِّلَفي في "مشيخته"، وقال: كان من فقهاء الحنابلة ببغداد، وكان مشهورًا بالورع الثخين، والدين المتين، توفي يوم الجمعة، يوم عيد النَّحْرِ، سنة خمسٍ وخمس مئة، وصلِّي عليه يوم الغد يوم السبت بالجامع، وكان الجمع متوافرًا لا يعلم عددهم إلا الله تعالى، ودفن بمقبرة باب حرب. انتهى.
وله مصنفاتٌ، ذكر منها ابن رجب
(2)
: "كفايةَ المبتدي" في الفقه مجلد، ومصنفًا آخر أكبر منه في الفقه، "ومصنفًا في أصول الفقه" في مجلد، وله "مختصر العبادات"، قاله ابن النجَّار. انتهى.
767 - (ت 505 هـ): علي بن محمد بن علي بن محمد أبو الحسن، العلَّاف، البغدادي الحنبلي، الحاجب، مُسْنِد العراق
.
تقدَّم ذكر أبيه سنة اثنتين وأربعين وأربع مئة.
وأما علي هذا فقال ابن العماد
(3)
: هو آخر مَنْ روى عن الحمَّامي، وكان يقول: ولدت في المحرم سنة ستٍ وأربع مئة، وسمعت من أبي الحسين بن بِشْران، وتوفي في المحرم سنة خمسٍ وخمس مئة عن مئة إلا سنة، وكان أبوه واعظًا مشهورًا. انتهى.
(1)
الذيل على طبقات الحنابلة: 1/ 106.
(2)
الذيل على طبقات الحنابلة: 1/ 106.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 10.
768 - (ت 506 هـ): المُعَمَّر بن علي بن المُعَمَّر بن أبي عِمامَة، أبو سعد البقَّال، البغدادي، الفقيه الحنبلي، الواعظ
.
قال ابن العماد
(1)
: هو ريحانة البغداديين، ولد سنة تسع وعشرين وأربع مئة، وسمع من ابن غَيْلان، والخلَّال، والجوهري، والأَزَجي وغيرهم، وكان فقيهًا، مُفتيًا، واعظًا بليغًا فصيحًا، له قبول تامٌّ، وجوابٌ سريع، وخاطر حادٌّ، وذهن بغدادي، كان يُضرب به المثل في حدَّة الخاطر، وسرعة الجواب بالمجون، وطِيْب الخُلُق، وله كلمات في الوعظ حسنة، ورسائل مستحسنة، وجمهور وعظه حكايات السلف، وكان يحصل بوعظه نفع كبير، وكان في زمن أبي علي بن الوليد. شيخ المعتزلة، يجلس في مجلسه، ويلعن المعتزلة، وخرج مرةً فلقي مغنِّية، قد خرجت من عند تركي، فقبض على عُودها وقطع أوتاره، فعادت إلى التُّركي فأخبرته، فبعث من كبس دار أبي سعيد، وأفلت هو، فاتمع بسبب ذلك الحنابلة، وطلبوا من الخليفة إزالةَ المُنكرات كلَّها، فأَذِن لهم في ذلك، وكان أبو سعيد يَعظ بحضرة الخليفة والملوك، وأخباره كثيرة رحمه الله تعالى، توفي يوم الاثنين ثامن عشري ربيع الأول سنة ستٍ وخمس مئة، ودُفن بمقبرة باب حرب. انتهى.
وذكر له ابن رجب
(2)
ترجمة حافلة جدًا.
769 - (ت 506 هـ): جعفر بن الحسن الدِّرْزِيْجاني الحنبلي المقرئ
.
قال النابلسي
(3)
: كان زاهدًا أمَّارًا بالمعروف، تعلَّم من القاضي أبي يعلى أشياء، ومن تلميذه أبي جعفر الشريف، وخَتَّم القرآن لخلق كثير، وكان مداومًا على الصيام والتَّهجُّد بالليل، وله خَتَماتٌ كثيرةٌ، يختم كل ضمةٍ منها في ركعة، وكانت وفاته، على ما حكي، وهو في الصلاة ساجدًا، في شهر ربيع الآخر، سنة ست وخمس مئة، ودفن بداره بدَرْزِيْجان. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 4/ 14.
(2)
الذيل على طبقات الحنابلة: 1/ 107.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 408.
وذكره ابن العماد
(1)
وقال: قال ابن شافع: هو الأمَّار بالمعروف والنَّهاء عن المنكر، والمقامات المَشْهودة في ذلك، والمَهْيب بنور اليقين والإِيمان لدى الملوك والمُتصرِّفين، صحب القاضي أبا يعلى، وتفقَّه عليه، ثم تمم على صاحبه الشريف أبي جعفر، وخَتَم عليه القرآن خلقٌ لا يُحصون كثْرةً، وكان من عباد الله الصالحين، لا تأخذه في الله لومة لائم، مهيبًا، وقورًا، له حرمة عند الملوك، وله المقامات المشهودة في ذلك، مذومًا على الصيام والتهجد والقيام، وله ختمات كثيرة جدًا، كل ختمة منها في ركعة واحدة، وسمع الحديث من أبي علي بن البناء، وتوفي في الصلاة ساجدًا في شهر ربيع الآخر، سنة ستٍ وخمس مئة بدَرْزِيجان، والدَّرْزِيجاني بفتح الدال المهملة، وسكون الراء، وكسر الزاي، وتحتية ساكنة، وجيم نسبة إلى درزيجان، قرية ببغداد. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
وغيره، وما ذكره النابلسي وابن العماد عنه، من أنه كان يختم في كل ركعة ختمة، فهذا بعيد جدًا، فلو سلَّمنا إمكان ذلك، وأنه يصلي ركعتين فقط يختم بهما ختمتين، لكانت تلاوته هذه للقرآن خلاف السنّة، فالظاهر أن هذا مبالغة لا يصحُّ عنه. والله أعلم.
770 - (ت 507 هـ): علي بن محمد بن علي أبو منصور ابن الأنباري الحنبلي
.
قال النابلسي
(3)
: تفقَّه على القاضي أبو يعلى، وسمع منه الحديث الكثير، وكان أحد الشهود العُدُول عند قاضي القضاة الدَّامَغَاني، ومحمد بن المظفَّر الشامي، وغيرهما، وولي القضاء برَبْع باب الطَّاق، وكان يَعظ في جامع المنصور، وجامع القصر، ويشهد، وكان ينشر السنّة في مجالسه، ومات في جمادى الآخرة سنة سبع وخمس مئة، ودفن بمقبرة أحمد بن حنبل. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 4/ 15.
(2)
الذيل على طبقات الحنابلة: 1/ 110.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 408.
وذكره ابن العماد
(1)
فقال: هو القاضي أبو منصور، الفقيه الحنبلي الواعظ، ولد يوم الخميس خامس عشري ذي الحجة سنة خمس وعشرين وأربع مئة، وقرأ القرآن على ابن الشَّرْمَقَاني، وسمع الحديث من أبي طالب بن غَيْلان، والجوهري، وأبي إسحاق البَرْمَكي، وأبي بكر بن بِشْران وغيرهم، وسمع من القاضي أبي يعلى، وتفقَّه عليه حتى بَرَع في الفقه، وأفتى وعظ، وكان مُظهرًا للسنّة في مجالسه، وشهد عند ابن الدَّامَغَاني، وأبي بكر الشامي وغيرهما، وولي القضاء بباب الطَّاق، وحدَّث، وانتشرت الرواية عنه، روى عنه عبد الوهاب الأَنْمَاطي والسِّلَفي وغيرهما، وتوفي يوم السبت رابع عشري جمادى الآخرة سنة سبع وخمس مئة، ودفن من الغد بمقبرة باب حَرْب، وتبعه من الخلق الا يُحصَون كثرة، ولا يعدُّهم إلا أسرع الحاسبين. انتهى.
771 - (ت 507 هـ): عبد الله بن مَرْزُوق أبو الخير، الأصمُّ الهَرَوي الحنبلي، مولى شيخ الإِسلام أبي إسماعيل الأنصاري الهَرَوي الحنبلي
.
قال ابن العماد
(2)
: كان من الحفاظ الزُّهَّاد المُتْقِنين، قاله ابن ناصر الدين، وتوفي سنة سبع وخمس مئة. انتهى.
772 - (ت 507 هـ): محمد بن طاهر المَقْدسي، الحافظ المشهور
.
ذكره الذهبي في "طبقات الحفاظ"
(3)
، وأطال في ترجمته والذبِّ عنه وذكر أربعين مدينة سمع بها الحديث، ومن سمع منهم بها، ثم قال: وسمع ببلدان أخرى تركتُها. روى عنه بِشيْرَويه الهَمْداني، وأبو جعفر الهَمْداني، وأبو نصر القارئ، وعبد الوهَّاب الأنماطي، وابن ناصر والسَّلَفي وطائفةٌ كثيرةٌ، آخرهم موتًا محمد بن إسماعيل الطَّرَسُوسِي، قال إسماعيل بن محمد التَّيْمي: أحفظ من رأيت ابن طاهر، وقال ابن مَنْده: كان أحد الحفاظ، جميل الطريقة، صدوقًا عالمًا بالصحيح والسقيم، كثير التصانيف، وقال محمد بن أبي طالب الكَرْمي الفقيه: ما كان على وجه الأرض له
(1)
شذرات الذهب: 4/ 17.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 16.
(3)
طبقات الحفاظ 4/ 1242.
نظير، وعظُم أمره، مات في ربيع الأول سنة سبع، وخمس مئة. انتهى ملخصًا.
وقد ذكرته في الحنابلة، وإن كان الأكثر ذكروا أنه ظاهري المذهب، ولكن ياقوتًا الحموي ذكره في "معجم الأدباء"، في ترجمة علي بن فضال المُجَاشع فقال: كان دينًا طاهرًا، وقَّاعًا فيمن ينسب إلى مذهب الشافعي، لأنه كان حنبليًا، وياقوت من أهل الخبرة والثقة في التاريخ، فتبعتُه في ذلك.
وله مصنفات ذكر الذهبي منها: "المختلف والمؤتلف"، و"صفة التصوف"، و"المنثور"، و"أطراف أفراد الدارقطني"، وله تصانيف كثيرةٌ غير ما ذكره الذهبي منها:"أسماء ما اشتمل عليه الصحيحان"، "أسماء رجال من الضعفاء"، "أطراف أحاديث أبي حنيفة"، "أطراف أحاديث مالك"، "أطراف سنن ابن ماجه"، "أطراف سنن الترمذي" عشرة أجزاء، "أطراف سنن النسائي" سبعة أجزاء، "أطراف الغرائب"، "الإِفصاح عن المعجم من إيضاح الغامض والمبهم"، "الألفاظ التي رويت في الأحاديث"، "الأنساب المتفقة في النَّقْط والضَّبْط"، "إيضاح الإِشكال فيما لم يسم من رواة الحديث"، "تاريخ أهل الشام ومعرفة الأئمة منهم والأعلام"، "التذكرة في غرائب الأحاديث والمنكرة"، "تراجم الجرح والتعديل للدَّارقُطني"، "تصحيح العلل"، "تكملة الكامل لابن عدي"، "تلخيص الكامل لابن عدي"، "جواب المُتَعنِّت على البخاري"، "الحجَّة على تارك المَحجَّة"، "حديث أبي الأزهر ومتابعته"، "حديث أجمع فيه في الإِسناد عشرة من الرواة اسمه محمد"، "خُماسيات ابن الحسين"، ديوان شعره، "الذب عن أبي حنيفة"، "ذخيرة الحُفَّاظ المخرَّج على الحروف والألفاظ"، "ذكر الطرق العالية إلى البخاري ومسلم"، "رباعيات من رواية الصحابة"، "رفع القِرطاس صيانةً لما فيه من الأدناس"، "رواة أنس بن مالك"، "رواية الأكابر والأعلام"، "طرق حديث إني تارك فيكم الثقلين"، "طرق حديث لا تزال طائفة من أمتي"، "طرق حديث معاذ وأبي موسى"، "طرق حديث من كَذَب عليَّ متعمدًا"، "العمل بإِجازة الإِجازة"، "علة حديث معاذ في القياس"، "العوالي بالتاريخ"، "عوالي الطرق إلى البخاري"، "عوالي الطرق إلى سفيان"، "عوالي الطرق إلى فُضيل بن
عِياض"، "عوالي الطرق إلى مالك بن أنس"، "عوالي الطرق إلى محمد ابن شهاب"، "عوالي الموافقات إلى مشايخ داود"، "عوالي الموافقات إلى الترمذي"، "فرائض الطعام وسننه"، "الفوائد الصحاح على شروط الإِمامين في معرفة العل والنزول"، "الفوائد المنتقاة من الصحاح والغرائب والأفراد"، "كتاب الإِجازات ومذاهبها"، "كتاب السماع"، "مسألة الإِباحة والاستباحة"، "كتاب الشيب"، "كتاب اليواقيت" المخرَّج على الاتفاق والتفرُّد عشرة أجزاء، "الكشف عن أحاديث الشهاب ومعرفة الخطأ فيها والصواب"، "كفاية المداخل في أصول أبي علي الشافعي"، "اللباب المرتَّب على الحروف والأبواب"، "المتَّفق والمفترق في الأنساب"، "محاسن أبي القاسم البغوي"، "مسند أبي ليلى الجعدي"، "مشايخ أبي داود"، "مشايخ سفيان"، "المصباح في أطراف أحاديث المسانيد الستة" عشرة أجزاء، "معرفة مشايخ الإِمامين"، "معرفة من لم يخرج في الصحيحين"، "معجم البلاد"، "موافقات البخاري ومسلم"، "الناسخ والمنسوخ".
773 - (ت 508 هـ): أحمد بن الحسن بن أحمد أبو العباس البغدادي، الفقيه الحنبلي المعروف بابن المُخَلَّطِيّ
.
قال النابلسي
(1)
: سمع من أبي يعلى القاضي الحديث الكثير، وحدّث عنه، وكتب "الخلاف" وغيره من مصنفاته، وقرأ القرآن على ابن الصلحي، وكان ثقةً صالحًا سمع من أبي الحسين بن المهتدي، وأبي جعفر بن المَسْلمة، قال الحافظ أبو الفرج: كان صالحًا من أهل القرآن والسنن والصِّيانة والثقة، توفي في جمادى الأولى، سنة ثمانٍ وخمس مئة، ودُفن في مقبرة الإِمام أحمد. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
فقال: أبو العباس المُخَلَّطِيّ - بفتح الخاء وضم الميم قبلها، بعدهما لام مشددة، نسبةً إلى بيع المخلَّط، وهو الفاكهة اليابسة - صحب القاضي أبا يعلى، وتفقَّه عليه، ولازمه وسمع منه الحديث، وكتب "الخلاف" وغيره
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 409.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 22.
من مصنفاته، وسمع أيضًا من أبي الحسين ابن المُهْتدي، وابن المَسْلمة وغيرهم، وحدَّث عنهم. قال ابن ناصر الدين الحافظ: وسمعت منه قال: وكان رجلًا صالحًا من أهل القرآن والسنّة والصيانة، ثقةً مأمونًا، توفي ليلة الأربعاء ثاني عشر جمادى الأولى، سنة ثمانٍ وخمس مئة، ودفن من الغد بمقبرة باب حرب. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
وغيره.
774 - (ت 508 هـ): إسماعيل بن المبارك بن أحمد بن محمد بن وصيف، أبو حازم البغدادي، الفقيه الحنبلي
.
ذكره ابن العماد
(2)
فقال: ولد سنة خمس وثلاثين وأربع مئة، وقرأ الفقه على القاضي أبي يعلى، وسمع منا بن العُشَاري والجوهري، وروى عنه ابن المُعَمَّري الأنصاري، وابن كُليب بالإِجازة، وتوفي في رجب سنة ثمان وخمس مئة. انتهى.
وذكره بن رجب
(3)
بنحوه.
775 - (ت 508 هـ) إسماعيل بن محمد بن الحسن بن داود، الأصبهاني، الخياط، أبو علي، الفقيه الحنبلي
.
قال ابن العماد
(4)
: دخل بغداد سنة سبع وخمس مئة، وحدث بها عن والده، وعن أبي بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن ماجه، وأبي مطيع المضري، وغيرهم. سمع منه: أبو منصور محمد بن ناصر البردي، وهو أخو أبي سعد محمد بن أحمد بن داود. قال ابن النجار: قرأت بخط أخيه أبي سعد: توفي أخي أبو علي إسماعيل في العشر الأواخر في جمادى الآخرة، سنة ثمان وخمس مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(5)
بنحوه.
(1)
الذيل على طبقات الحنابلة: 1/ 112.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 22.
(3)
الذيل على طبقات الحنابلة: 1/ 111.
(4)
شذرات الذهب: 4/ 22.
(5)
الذيل على طبقات الحنابلة: 1/ 111.
776 - (ت 508 هـ): محمد بن عبد الواحد أبو غالب الشيباني البغدادي، الحنبلي، المقرئ المعروف بالقزَّاز
.
قال ابن الجَزَري
(1)
في "الغاية": هو مقرئٌ كثيرٌ، ولد سنة ثلاثين وأربع مئة وتلا على أبي علي الشَّرْمَقَاني بالروايات، وأبي الفتح بن شيطا، وعلي بن محمد الخيَّاط، وسمع من أبي الجوهري، وأبي إسحاق البَرْمكي، قال الذهبي، هو من كبار القُرَّاء ببغداد، وكان ثقةً جليلًا عالمًا، نسخ الكثير، وأسمع ولده أبا منصور "تاريخ الخطيب" منه، روى عنه ابن موهوب، وسعد الله الدَّقاق، وحفيده نصر الله القزَّاز، توفي رابع عشر إلى سنة ثمانٍ وخمس مئة. انتهى.
وباقي ذكر ولده أبي منصور سنة خمسٍ وثلاثين وخمس مئة - وكذلك حفيده نصر الله سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة.
777 - (ت 509 هـ): هبة الله بن المبارك البغدادي، أبو البركات بن السَّقَطِي الحنبلي
.
ذكره ابن العماد
(2)
فقال: هو أحد الحنابلة المحدثين، اتَّهمه بالوضع ابن حجر في كتابه "تبيين العجب بما ورد في شهر رجب"، وقال عن السقطي: هذا آفة، يعني في الوضع للأحاديث.
قال في "العبر"
(3)
: هو أحد المحدثين الضعفاء. كذَّبه ابن ناصر، وتوفي سنة تسعٍ وخمس مئة. انتهى.
وذكره الذهبي في "الميزان"
(4)
قال: رحل إلى أصبهان، وغيرها، وحصَّل وتعب، وجمع "معجمه" في مجلد: قال ابن السمعاني. غير أنه ادعى السماع من
(1)
غاية النهاية: 2/ 192.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 26.
(3)
العبر في خبر من غبر: 4/ 19.
(4)
ميزان الاعتدال: 4/ 292.
شيوخ لم يرهم، وقال ابن ناصر: ليس بثقة، ظهر كذبه. انتهى.
وقال ابن حجر في "اللسان"
(1)
: قال ابن النجَّار: كان موصوفًا بالحفظي، وله أُنْسٌ بالأدب، وكان قليل الإِتقان، ضعيفًا لا يوثق به.
وقال شجاع الذُّهْلي: كان ضعيفًا، ومع هذا فكان فاضلًا عرفًا باللغة، رحل إلى أصبهان والكوفة والبصرة وواسط، وتعب وحصَّل، وجرَّح وعدَّل ولم يبحث، روى عنه ابنه أبو العلاء، وأبو المُعَمَّر، والشيخ عبد القادر، وآخرون. انتهى المراد منه.
وذكره ابن رجب
(2)
ونسبه هكذا: هبة الله بن المبارك بن موسى بن علي بن يوسف السَّقَطِي، أبو البركات، المحدِّث الرَّحَّال، ذكر أنه ولد سنة خمس وأربعين وأربع مئة، وسمع الحديث ببلده بغداد من جماعة، منهم القاضي أبو يعلى، وتفقَّه عليه، ورحل إلى واسط، والبصرة، والكوفة، والمَوْصل، وأصبهان، والجبال وغيرها، وبالغ في الطلب، وتعب في جمع الحديث وكتابته، وكان له فضل ومعرفة بالحديث واللغة، وجمع الشيوخ وخرَّج التخاريج، توفي يوم الاثنين، ثالث عشري ربيع الأول، سنة تسع وخمس مئة، وصُلِّي عليه من الغد بالجامع أبو الخطاب الفقيه الكَلْوَذَاني إمامًا، ثم حُمل إلى باب حرب، فدفن قريبًا من قبر منصور بن عمَّار. انتهى ملخصًا.
وله تصانيف ذكر الذهبي وابن رجب منها: "معجم شيوخه" ثمانية أجزاء ضخمة، و"ذيل تاريخ بغداد للخطيب"، وله غير ذلك "العقد الفريد في اتصال الأسانيد"، وغيرها.
778 - (ت 509 هـ): محمد بن سعد بن سعيد، أبو البركات، العَسَّال المقرئ الحنبلي ابن الحنبلي
.
(1)
لسان الميزان: 6/ 189 - 190.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 114.
قال ابن العماد
(1)
: ولد في ربيع الآخر سنة ستين وأربعمئة، وقرأ بالروايات على رِزْق الله التَّميْمِي وغيره، وسمع من أبي نصر الزَّيْنَبي، وأبي الغائم، وغيرهما، وعلَّق الفقه على ابن عقيل، وكان من القرَّاء المجوِّدين الموصوفين بحسن الأداء، وطيب النغمة، يُقصَد في رمضان لسماع قراءته في صلاة التراويح من الأماكن البعيدة، وكان ديِّنًا صالحًا صدوقًا، وسمع منه ابن ناصر والسَّلَفي، وقال: كتب الحديث الكثير معنا وقبلنا، وهو حنبلي المذهب، علَّق الفقه على ابن عَقيل، وتوفي يوم الثلاثاء سابع رمضان سنة تسع وخمس مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب بنحوه
(2)
.
779 - (ت 510 هـ): محفوظ بن أحمد بن الحسن أبو الخطَّاب الكَلْوَذَاني الحنبلي
.
قال النابلسي
(3)
: ولد سنة اثنتين وثلاثين وأربع مئة، وتوفي في جمادى الآخرة سنة عشر وخمس مئة، سمع أبا حمد الجوهري، والعُشَاريَّ وابن المَسْلمة، والقاضي أبا يعلى، وتفقَّه عليه، وقرأ الفرائض على أبي عبد الله الوَنِي، وبرع في أصول الفقه وفروعه، وصنف المصنفات الممتعة، وانتفع الناس بتصانيفه، وأفتى ودرس، قال ابن النجَّار الحافظ: درس الفقه على أبي يعلى، وقرأ الفرائض على الوَنِي، وصار إمام وقته، وشيخ عصره، وصنف في المذهب، والخلاف، والأصول والشعر الجيد، وكان الكِيا الهَراسي إذا رآه قال: قد جاء الفقه. وقال الحافظ السِّلَفي: هو ثقة، رَضِي من أصحاب أحمد. وقال غيره: كان مُفَنَّنًا، صالحًا عابدًا، حسن العِشرة. وقال الحافِظ أبو الفرج: كان ثقةً ثَبْتًا، غريز الفضل والعقل، وله شعرٌ رقيقٌ مطبوعٌ، ومحاسنه وفضائله كثيرةٌ، ودفن إلى جانب أبي الحسن التَّمِيْمِي في دكة أحمد. انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
وقال: هو أحد أئمة المذهب وأعيانه، سمع الحديث من الجوهري، والعُشَاري، وأبي علي الجازِري، والمباركي، وأبي الفضل بن الكوفي، والقاضي أبي يعلى، وأبي جعفر بن المسلمة، وأبي الحسين بن المهتدي وغيرهم،
(1)
شذرات الذهب: 4/ 26.
(2)
الذيل على طبقات الحنابلة: 1/ 113.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 409.
(4)
الذيل على طبقات الحنابلة: 1/ 116.
وكتب بخطه كثيرًا من مسموعاته، ودرس الفقه على القاضي أبي يعلى، ولزمه حتى برع في المذهب والخلاف، وقرأ عليه بعض مصنفاته، وقرأ الفرائض على أبي عبد الله الوَنِي، وبرع فيها أيضًا، وصار إمام وقته، وفريد عصره في الفقه، ودرَّس وأفتى، وقصِدَه الطلبةُ، وصنَّف كتبًا حِسانًا في المذهب والأصول والخلاف، وانتُفع بها بحسن قصده، وكان حسنَ الأخلاق، طريفًا ملِيح النادرة، سريع الجواب، حادَّ الخاطر، وكان مع ذلك كامل الدين، غزير العقل، جميل السيرة، مَرْضِي الفِعال، محمود الطريقة، شَهِد عند القاضي ابن الدَّامَغَاني، وحدَّث بالكثير من مسموعاته على صدقٍ واستقامة، روى عنه: ابن ناصر، وأبو النُّعم الأنصاري، وأبو طالب بن خُضَر، وسعد الله بن الدَّجَاجي، ووفاء بن الأسعد التركي، وابن شاتيل وغيرهم، قرأ عليه الفقه جماعة من أئمة المذهب، منهم عبد الوهاب بن حمزة، وأبو بكر الدِّينَوري، والشيخ عبد القادر الجِيْلي الزاهد، وغيرهم، وكان رضي الله عنه فقيهًا عظيمًا، كثير التحقيق، وله من التحقيق والتدقيق الحسن في مسائل الفقه وأصوله شيءٌ كثير جدًا، وله مسائل ينفرد بها عن الأصحاب. انتهى ملخصًا من ترجمة حافلة جدًا.
وذكره ابن العماد
(1)
وغير واحد.
وله تصانيف ذكر ابن رجب
(2)
منها: "كتاب الانتصار في المسائل الكبار" وهو الخلاف الكبير، و"رؤوس المسائل" وهو الخلاف الصغير، وكتاب "الهداية" في الفقه، وكتاب "التهذيب" في الفرائض، وكتاب "التمهيد" في أصول الفقه، وكتاب "العبادات الخمس"، و"مناسك الحج" وغيرها.
780 - (ت 510 هـ): المبارك بن الحسين، أبو الخير الغَسَّال، البغدادي، المُقرئ الحنبلي الأديب، شيخ الإِقراء ببغداد
.
ذكره ابن العماد
(3)
فقال: قرأ على أبي بكر محمد بن علي الخيَّاط، وجماعة،
(1)
شذرات الذهب: 4/ 27.
(2)
الذيل على طبقات الحنابلة: 1/ 116 - 117.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 27.
وبواسط على غُلام الهرَّاس، وحدَّث عن أبي محمدا لخلال وجماعة. وتوفي في جمادى الأولى سنة عشرٍ وخمس مئة عن بضعٍ وثمانين سنة. انتهى.
وذكره ابن الجزري في "الغاية"
(1)
، وأطنب في ترجمته، ومما قاله فيه: هو إمامٌ مقرئٌ حاذقٌ أديبٌ. قال أبو عبد الله الحافظ: عُني بالقرآات عنايةً كليةً، وتقدَّم فيها، وطال عمره، وعلا سنده، وقصده الطلبة لحذقه وبصره بالفن. انتهى المراد منه.
781 - (ت 510 هـ): محمد بن الحسن بن أحمد بن عبد الله بن البناء، أبو نصر البغدادي الواعظ الحنبلي
.
ذكره ابن العماد
(2)
فقال: ولد في حادي عشري صفر سنة أربع وثلاثين وأربع مئة، وسمع من الجوهري، وأبي بكر بن بِشْران، والعُشَاري، ووالده وغيرهم، وتفقَّه على أبيه. وروى عنه: أبو المُعَمر الأنصاري، وابن ناصر وأثنى عليه ووثَّقه، وكان من أهل الدين والصدق والعلم والمعرفة، وخَلَف أباه في حلقته بجامع القصر وجامع المنصور، وتوفي ليلة الأربعاء خامس عشر ربيع الأول، سنة عشر وخمس مئة، ودفن بباب حرب. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
بنحوه.
782 - (ت 510 هـ): محمد بن علي بن ميمون، أبو الغنائم الكوفي، الملقب أُبيٌّ النَّرْسِي، الحافظ الثقة، القارئ الحنبلي
.
قال ابن العماد
(4)
: لقب أُبيًّا لجودة قراءته، وكان ثقةً مكثرًا ذا إتقان، روى عن محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي، وطبقته بالكوفة، وعن أبي إسحاق البَرْمَكي،
(1)
غاية النهاية: 2/ 40.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 28.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 115.
(4)
شذرات الذهب: 4/ 29.
وطبقته ببغداد، وناب في خطابة الكوفة، وكان يقول: ما بالكوفة من أهل السنّة والحديث إلا أنا.
وقال ابن ناصر: كان حافظًا مُتقنًا، ما رأينا مثله، كان يتهجَّد ويقوم الليل، وكان أبو عامر الغُنْدَري يُثني عليه ويقول: خُتم به هذا الشأن، توفي في شعبان سنة عشرٍ وخمس مئة عن ست وثمانين سنة، وكان ينسخ ويتعفَّف. انتهى.
783 - (ت 511 هـ): محمد بن علي بن محمد بن زَبِبيا، أبو الفضل الخرقي البزَّار، الفقيه الحنبلي، البغدادي
.
ذكره ابن العماد
(1)
فقال: ولد في العشر الأخير من المحرم، سنة ست وثلاثين وأربع مئة، وسمع من القاضي أبي يعلى، والجوهري، وابن المُذْهِب وغيرهم، وحدَّث. روى عنه: السَّلَفي، وجماعة كثيرة، منهم: ابن ناصر، وذكر عنه أنه كان يعتقد عقيدة الفلاسفة تقليدًا عن غير معرفة، نسأل الله السلامة.
وقال ابن الجوزي
(2)
: كان شيخنا ابن ناصر يقول: لم يكن حجةً، كان على غير سمت السلف المستقيم، توفي ليلة السبت تاسع شوال سنة إحدى عشرة وخمس مئة. انتهى.
وذكره الذهبي في "الميزان"
(3)
وقال: وهَّاه ابن ناصر، وكان على مذهب الفلاسفة في تدبير العالم بالنجوم، وهذا ضلال. انتهى.
وقال ابن حجر
(4)
في "اللسان": قال ابن النجَّار: كان صحيح السماع، أسمعه والده في صغره من ابن المُذْهِب، والجوهري، وأبي بكر بن بِشْران، وأبي يعلى الفرَّاء. روى عنه ابن ناصر، وأبو المُعَمَّر الأنصاري، وعمر بن ظفر المُقرئ، والمبارك بن كامل الخفَّاف، وغيرهم. وله شعر، ولد سنة ستٍ وثلاثين وأربع مئة،
(1)
شذرات الذهب: 4/ 31.
(2)
المنتظم: 9/ 195.
(3)
ميزان الاعتدال: 3/ 657.
(4)
لسان الميزان: 5/ 304.
وقيل سنة خمس قال ابن ناصر: ما كان مكثرًا، وكان سماعه صحيحًا، ولم يكن في دينه مَرْضيًّا، كاني ذهب إلى أن النجوم هي المدبِّرة للعالم، ويرى رأي الفلاسفة تقليدًا من غير معرفة، توفي سنة إحدى عشرة وخمس مئة في شوال. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
ونسبه: محمد بن علي بن طالب بن محمد بن زَبيبا، الخرقي البزَّار الفقيه، أبو الفضل بن أبي الغنائم، وتقدمت ترجمة والده، قال: كان محمد هذا فقيهًا فاضلًا، أظنه تفقَّه على القاضي أبي يعلي، أو على أبيه أبي الغنائم المذكور. انتهى المراد منه.
784 - (ت 511 هـ): يحيى بن عبد الوهّاب بن الحافظ محمد بن إسحاق ابن مَنْده، أبو زكرياء العَبْدي، الأصبهاني الحنبلي
.
ذكره ابن العماد
(2)
فقال: روى الكثيرَ عن جماعةٍ، منهم: أبوه، وعمَّاه، وابن رِيْذَة، وسمع منه "المعجم الكبير" للطبراني، وخلقٌ، وسمع منه الكبار، منهم الحافظ أبو القاسم إسماعيل التِّمِيمي، ومحمد بن عبد الواحد الدّقاق، وخلق لا يحصون، وقدم بغداد حاجًّا في الشيخة، وحدَّث وأملى بها، وأسمع بها أبا منصور الخياط، وأبا الحسين بن الطُّيُوري، وهما أسنُّ منه وأقدم إسنادًا، وسمع منه أيضًا ابن ناصر، وعبد الوهاب الأَنْماطي، والشيخ عبد القادر الجِيْلي، وابن الخشَّاب، والحافظ السِّلَفي. قال عبد الغافر الفارسي: هو رجلٌ فاضلٌ من بيت العلم والحديث المشهورين في الدنيا، سمع من مشايخ أصبهان، وسافر ودخل نيسابور، وأدرك المشايخ وسمع منهم، وجمع وصنّف على "الصحيحين"، وعاد إلى بلده.
وقال ابن السمعاني في حقه: الجليل القدر، وافر العقل والفضل، واسع الرواية، ثقةٌ حافظٌ فاضلٌ مكثر صدوق، كثير التصانيف، حسن السيرة، بعيد التكلُّف، أوحد بيته في عصره، توفي في ذي الحجة سنة إحدى عشرة وخمس مئة، وله أربع وسبعون سنة، وآخر أصحابه الطَّرسُوسِي. انتهى.
(1)
الذيل على طبقات الحنابلة: 1/ 137.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 32.
وذكره ابن رجب
(1)
وقال: يحيى بن عبد الوهَّاب بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى ابن منَنْده، الحافظ الإمام أبو زكريا بن أبي عمرو ابن الإِمام الحافظ أبي عبد الله بن أبي محمد بن أبي يعقوب، المحدِّث ابن المحدِّث ابن المحدَّث ابن المحدِّث ابن المحدِّث ابن المحدِّث.
قال أبو بكر اللَّغْتُواني الحافظ: بيت ابن مَنْده بُدِئ بيحيى وخُتم بيحيى. قال شِيْرويه بن شِهْر دار الحافظ: قدم علينا، سمع منه مشايخ الجبل وخراسان، وكان حافظًا فاضلًا مكثرًا ثقةً صدوقًا، يحسن هذا الشان جيّدًا، كثير التصانيف، شيخ الحنابلة ومقدَّمهم، حسن السيرة، بعيدًا من التكلف، متمسكًا بالأثر. انتهى المراد من تلك الترجمة الحافلة.
وله تصانيف حسنة ذكر ابن العماد وابن رجب منه: كتاب "تاريخ أصبهان"، وكتاب "مناقب العباس" في أجزاء كثيرة، و"مناقب أحمد بن حنبل" في مجلد كبير، وكتاب "الصحيح على مسلم بن الحجَّاج"، وله غير ما ذكراه كتاب "من عاش من الصحابة مئةً وعشرين سنة"، و"مصنف على الصحيحين البخاري ومسلم" وغير ذلك.
785 - (ت 511 هـ): عبد الرحمن بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف البغدادي الحنبلي، أبو طاهر اليوسفي
.
وقال ابن العماد
(2)
: هو راوي: السنن للدارقطني عن أبي بكر بن بِشْران عنه، وكان رئيسًا وافر الجلالة، توفي في شوّال، سنة إحدى عشرة وخمس مئة. عن ست وسبعين سنة. انتهى.
786 - (ت 512 هـ): يحيى بن عثمان بن الحسين بن عثمان بن عبد الله، البَيَّع، الأَزَجي، الفقيه الحنبلي، أبو القاسم بن الشوَّاء
.
(1)
الذيل على طبقات الحنابلة: 1/ 127.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 31.
ذكره النابلسي
(1)
فقال: سمع القاضي أبا يعلى، وحضر درسه، ونسخ مُعظم كتبه، وتوفي في تاسع عشر جمادى الآخرة، سنة اثنتي عشرة وخمس مئة، ودفن في مقبرة أحمد. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
فقال: أبو القاسم بن الشوّاء - يحيى بن عثمان الفقيه الحنبلي، ولد في شوال سنة اثنتين وأربعين وأربع مئة، وقرأ القرآن بالروايات، وسمع من ابن المهتدي، وابن المَسْلمة، والجوهري، والقاضي أبي يعلى، وغيرهم، وتفقَّه على القاضي أبي يعلى، ثم على القاضي يعقوب، وكان فقيهًا حسنًا صحيح السماع، وحدّث بشيء يسير، وروى عنه ابن المُعمَّر الأنصاري في "معجمه"، وتوفي ليلة الثلاثاء، تاسع عشر جمادى الآخر، سنة اثنتي عشرة وخمس مئة، ودفن بمقبرة باب حرب. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
وغيره.
787 - (ت 512 هـ): طلحة بن أحمد بن طلحة العاقُولي، أبو البركات، الفقيه الحنبلي
.
ذكره النابلسي
(4)
فقال: قرأ على القاضي أبي يعلى "الخصال" وسمع منه الكثير، ومن الجوهري ومن بعده، وكان يقرأ في كل أسبوع ختمتين، توفي يوم الأربعاء ثالث شعبان، سنة اثنتين عشرة وخمس مئة، ودفن في مقبرة عبد العزيز. انتهى.
وذكره ابن العماد في "الشذرات"
(5)
فقال: أبو البركات العاقُولي طلحة بن أحمد بن طلحة بن أحمد بن الحسين بن سليمان، الفقيه الحنبلي القاضي، ولد يوم
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 412.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 35.
(3)
الذيل على طبقات الحنابلة: 1/ 141.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 414.
(5)
شذرات الذهب: 4/ 34.
الجمعة بعد صلاتها ثالث عشري شعبان، سنة اثنتين وثلاثين وأربع مئة بدير العاقُول، ودخل بغداد وسمع من أبي محمد الجوهري، وأبي يعلى، وابن حَسْنُون، وغيرهم.
وقال ابن الجوزي
(1)
. قرأ الفقه على القاضي أبي يعلى، والقاضي يعقوب، وهو من متقدِّمي أصحابه، وكان عارفًا بالمذهب، حسن المناظرة. وقال ابن شافع: صحيح السماع، وكان ثقةً أمينًا، ومضى على السلامة والستر. وقال ابن رجب: روى عنها بن ناصر، والشيخ عبد القادر الجِيْلي بالإِجازة، وتوفي ليلة الثلاثاء، ثاني عشر أو ثالث عشر شعبان، سنة اثنتي عشرة وخمس مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
وقال: قال ابن السمعاني: كان صالحًا ديِّنًا خيرًا، روى لنا عنه هبة الله بن الحسن الأمين بدمشق، والمبارك بن أحمد الأنصاري وغيرهما. وقد أطنب في ترجمته، ولم يذكر له تصنيفًا.
788 - (ت 512 هـ): حَمْد بن نصر بن أحمد بن محمد بن معروف، الهَمَذَاني الحافظ الفقيه الأديب، أبو العلاء المعروف بالأعمش الحنبلي
.
ذكره الذهبي
(3)
في "تذكرة الحفاظ" وقال: شيخٌ حافظٌ ثقةٌ مكثر، وكان مع بصره بهذا الشأن عارفًا بفقه أحمد بن حنبل، ناصرًا للسنّة، عالمًا بالعربية، وافر الجلالة بهمذان، وأملى عدة مجالس من حفظه. انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
وقال: ولد سنة إحدى وثلاثين وأربع مئة، وسمع بهَمَذان من عُبيد الله بن الحافظ بن مَنْده، وأبي مسلم بن عوف النَّهَاوَنْدي، وأبي محمد بن ماهلة وطبقتهم. قال أبو سعد السمعاني: أجاز لي مروياته، وكان عارفًا بالحديث، حافظًا ثقةً، سمع الكثير بنفسه، وحدّث وأملى، توفي عاشر شوال، اثنتي عشرة وخمس مئة. انتهى.
(1)
المنتظم: 9/ 202.
(2)
الذيل على طبقات الحنابلة: 1/ 138.
(3)
تذكرة الحفاظ: 4/ 1248.
(4)
الذيل على طبقات الحنابلة: 1/ 141.
789 - (ت 513 هـ): المبارك بن علي المخرِّمي، أبو سعيد الحنبلي
.
ذكره النابلسي
(1)
فقال: سمع القاضي أبا يعلى، وابن المهتدي، وابن المأمون، وابن النَّقُّور وغيرهم، ودرس الفقه على أبي علي يعقوب، وأبي جعفر عبد الخالق، ودرَّس وأفتى، وولي قضاء باب الأَزَج، وكانت سيرته جميلةً، وعشرته مليحةً، ولد سنة ست وأربعين وأربع مئة، وتوفي ليلة الجمعة ثاني عشر المحرم، سنة ثلاث عشرة وخمس مئة، وصلى عليه، ودفن بالقرب من قبر أحمد بن حنبل. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
فقال: أبو سعد المخرمي، المبارك بن علي بن الحسن بن بُنْدَار البغدادي الفقيه الحنبلي، روى عن القاضي أبي يعلى، وابن المهتدي، وابن المسلمة، والصَّرِيْفِيني، وابن النقُّور وغيرهم، وسمع من القاضي البرزبيني، وأفتى ودرّس، وجمع كتبًا كثيرةً لم يُسبق إلى جمع مثلها، وكان حسن السيرة، جميل الطريقة، سديد الأقضية، وتوفي عشر المحرم سنة ثلاث عشرة وخمس مئة. انتهى.
790 - (ت 513 هـ): علي بن عقيل بن محمد بن عقيل، أبو الوفاء الفقيه الحنبلي
.
ذكره النابلسي
(3)
فقال: ولد سنة اثنتين وثلاثين وأربع مئة، ومات في يوم الجمعة ثاني عشر جمادى الأولى، سنة ثلاث عشرة وخمس مئة، سمع الحديث الكثير من ابن التَوَّزِي، وابن بشران، والعُشَاري، وأبي الفتح، ابن شيطان، وأبي محمد الجوهري وغيرهم، وقرأ القرآن على ابن شِيْطا، وتفقَّه على القاضي أبي يعلى، وصاحب في الوعط أبا طاهر بن العلَّاف، وكان إمامًا عالمًا، فقيهًا متبرزًا، مناظرًا مجودًا، كثير المحفوظ، مَلِيْح المحاورة، حسن العشرة، مأمون الصحبة.
قال الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي
(4)
: انتهت إليه الرئاسة في الأصول
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 114.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 35.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 413.
(4)
المنتظم: 9/ 212 - 215.
والفروع، وله الخاطر العاطر، والفهم الثاقب، والفطنة البغدادية، والتبريز في المناظرة على الأقران، والتصانيف الكبار، ومَنْ طالع مصنَّفاته أو قرأ شيئًا من خواطره وواقعاته في كتابة الفنون، عرف مقدار الرجل. وقال في موضع آخر: أفتى ودرَّس وناظر، وجمع له علم الأصول والفروع، وصنف فيهما الكتب الكبار، وكان حافظًا لزمانه، لا يضيع منه شيئًا، وله لوقاعات المستحسنة، والخاطر الحاد، وكان فيه تديُّن وحفظ للحدود فلما مرض مَرَضَ الموت بكى النساء فقال: قد دفعت عنه خمسين سنة، فدعوين أتهنى بلقائه، فتوفي بكرة الجمعة في التاريخ المتقدم، وكان الجمع على جنازته عظيمًا، يحزر بثلاث مئة ألف، ودفن في دكة الإِمام أحمد. انتهى.
وقال ابن العماد
(1)
: وهو شيخ الحنابلة، وصاحب التصانيف، كان إمامًا مبرّزًا كثير العلوم، خارق الذكاء، مكبًّا على الاشتغال والتصنيف، عديم النظير، روى عن أبي محمد الجوهري، وتفقه على القاضي أبي يعلى وغيره، وأخذ علم الكلام عن أبي علي بن الوليد، وأبي القاسم بن التبَّان.
قال السِّلَفي: ما رأيت مثله، وما كان أحد يقدر أن يتكلم معه لغزارة علمه، وبلاغة كلامه، وقوة حجته.
وقال ابن رجب: قرأ القرآن بالقراآت والروايات على أبي الفتح بن شِيْطا، وكان يقول: شيخي في القراءة ابن شيطا وفي الزهد أبو بكر الدِّيْنَوري، وأبو بكر بن زيدان، وأبو الحسين القَزْويني، وجماعة غيرهم من الرجال والنساء، وفي أدب التصوف أبو منصور صاحب "الزيادة" العطَّار، وأثنى عليه، وفي الحديث ابن النُّوري، وأبو بكر بن بِشْران، والعُشَاري، والجوهري وغيرهم، وفي الشعر والترسُّل ابن شبل، وابن الفضل، وفي الفرائض أبو الفضل الهَمَذاني، وفي الوعظ أبو طاهر بن العلَّافِ صاحب ابن سَمْعُون، وفي الأصول ابن الوليد، وأبو القاسم بن التبَّان، وفي الفقه القاضي أبو يعلى، وقال فيه: المملوء عقلًا وزهدًا وورعًا، قرأت عليه سنة سبع وأربعين، ولم أُخلَّ بمجالسه وخَلَواته، التي تتسع لحضوري والمشي معه ماشيًا، وفي
(1)
شذرات الذهب: 4/ 35.
ركابه إلى أن توفي، وحظيت من قربه بما لم يحْظَ به أحدٌ من أصحابه مع حداثة سني، والشيخ أبو إسحاق الشيرازي إمام الدنيا وزاهدها، وغارس المناظرة وواحدها، كان يعلِّمني المناظرة، وانتفعت بمصنفاته، ومن مشايخي أبو محمد التميمي، كان حسنة العالَم، وماشطة بغداد، ومنهم أبو بكر الخطيب، كان حافظ وقته، وكان أصحابنا الحنابلة يريدون مني هجران جماعةٍ من العلماء، وكان ذلك يحرمني علمًا نافعًا، ثم قال: وعانيت من الفقر، والنسخ بالأجرة مع عفة وتقى، ولا أزاحم فقيهًا في حلقة، ولا تطلب نفسي رتب أهل العلم القاطعة لي عن الفائدة، وتقلَّبت على الدول، فما أخذتني دولة سلطان ولا عامة عما أعتقد أنه الحق، فأوذيت من أصحابي، حتى طلب الدم، وأوذيت في دولة النظام بالطلب والحبس، فيا مَنْ أوذيت من أجله ولا تخيِّب ظني فيك، وعصِمْني الله في عُنْفُوان شبابي بأنواع العصمة، وقصر محبتي على العلم وأهله، فما خالطت لعَّابًا قط، ولا عاشرت من أمثالي في طلبة العلم.
والأذية التي ذكرها من أصحابه له، وطَلَبُهم منه هجرانَ جماعةٍ من العلماء، فذكر بعض شرحها، وذلك أن أصحابنا الحنابلة كانوا ينقمون على ابن عقيل تردُّده إلى ابن الوليد، وابن التبَّان شيخي المعتزلة، وكان يقرأ عليهما في السر علم الكلام، ويظهر منه في بعض الأحيان نوع انحرافٍ عن السنّة، وتأول بعض الصفات، ولم يزل فيه بعض ذلك إلى أن مات، ففي سنة إحدى وستين اطلعوا له على كتب فيها شيء من تعظيم المعتزلة، والترحم على الحلَّاج وغير ذلك، ووقف على ذلك الشريف أبو جعفر وغيره، فاشتدَّ ذلك عليهم وطلبوا أذاه فاختفى، ثم التجأ إلى دار السلطان، ولم يزل أمره في تخبيط إلى سنة خمس وستين فحضر في أولها إلى الديوان، ومعه جماعة من الأصحاب، واصطلحوا ولم يحضر الشريف أبو جعفر، فمضى ابن عقيل إلى بيته وصالحه، وكتب خطه بالتبرِّي من موالاة أهل البدع، والترحُّم على أمواتهم، وعلى الحلَّاج وأمثاله، وأشهد عليه جماعةً كثيرةً من الشهود والعلماء.
قال ابن الجوزي
(1)
: وأفتى ابن عقيل، ودرَّس، وناظر الفحول، واستفتي في
(1)
المنتظم: 9/ 212.
الديوان في زمن القائم في زمرةٍ من الكبار، وجمع علم الأصول والفروع، وصنَّف فيها الكتب الكبار، وكان دائم التشاغل بالعلم، حتى إني رأيت بخطه أين لا يحل لي أن أضيع الساعة من عمري، حتى إذا تعطَّل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة، أعملت فكري في حال راحتي، وأنا مطَّرح فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أُسطِّره.
وقال ابن الجوزي أيضًا: كان كريمًا ينفق ما يجد، فلم يخلِّف سوى كتبه وثياب بدنه، وكانت بمقدار كفنه وأداء دَيْنه. انتهى.
وكان رحمه الله بارعًا في الفقه وأصوله، له في ذلك استنباطات عظيمة حسنة، وتحريرات كثيرة مستحسنة، قال السلفي: تكلم ابن عقيل يومًا مع شيخنا أبي الحسن الكيا الهَراسي في مسألة فقال له شيخنا: ليس هذا بمذهبك، فقال: أنا لي اجتهاد، متى طالبني خصمي بحجة كان عندي ما أدافع به عن نفسي، وأقول له بحجتي. انتهى. كان ابن عقيل كثير التعظيم للإِمام أحمد وأصحابه، والرد على مخالفيهم، وله مسائل كثيرةٌ ينفرد بها. انتهى ملخصًا.
وذكره ابن رجب
(1)
في طبقاته، وأطنب في ترجمته وقال: كان ابن عقيل يتكلم كثيرًا بلسان الاجتهاد والترجيح، واتباع الدليل الذي يظهر له، ويقول الواجب اتباع الدليل لا اتباع أحمد، وكان يخونه قلة بضاعته في الحديث، فلو كان متضلِّعًا من الحديث والآثار، ومتوسِّعًا في علومهما، لكلمت له أدوات الاجتهاد، وكان اجتمعه بأبي بكر الخطيب، ومن كان في وقته من أئمة الحفَّاظ كأبي نصر بن ماكولا، والحُميدي وغيرهم، أولى وأنفع له من الاجتماع بابن الوليد وابن التبَّان، وتركه لمجالسة مثل هؤلاء هو الذي حَرَمه علمًا نافعًا في الحقيقة، ولكن الكمال لله. انتهى المراد من كلام ابن رجب.
ولأبي الوفاء بن عقيل رحمه الله تصانيف كثيرةٌ كبيرةٌ جليلةٌ، ذكر النابلسي
(2)
(1)
الذيل على طبقات الحنابلة: 1/ 142.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 413.
وابن العماد
(1)
وابن رجب
(2)
ما يجتمع، منه: كتاب "الفنون" وهو أكبر مصنفاته، ضمَّنه فوائد كثيرةً جليلةً، في الوعظ، والتفسير، والفقه، والأصلين، والنحو، واللغة، والشعر، والتاريخ، والحكايات، وفيه مناظراته ومجالسه التي وقعت له، وخواطره، ونتائج فكره، وهذا الكتاب كبير جدًا.
قال النابلسي: هو مئتا مجلد. وقال ابن العماد: إنه يزيد على أربع مئة مجلد. وقال ابن الجوزي: قال عبد الرزاق الرَّسْعَني في "تفسيره"، قال لي أبو البقاء اللغوي، سمعت الشيخ أبا حكيم النَهْرَوَاني يقول: وقفت على السِّفر الرابع بعد الثلاث مئة من كتاب "الفنون". وقال الحافظ الذهبي في "تاريخه": لم يصنَّف في الدنيا أكبر من هذا الكتاب، حدثني من رأى منه المجلد الفلاني بعد الأربع مئة وقال بعضهم: هو ثمان مئة مجلد. وقال ابن رجب: أخبرني أبو حفص عمر بن علي القَزْويني ببغداد قال: سمعت بعض مشايخنا يقول: إنه ثمان مئة مجلدة. وله كتاب "الفصول"، ويسمى "كفاية المفتي"، في عشر مجلدات في الفقه، وكتاب "عمدة الأدلة"، وكتاب "المفردات"، وكتاب "المجالس النظريات"، وكتاب "التذكرة" مجلد، وكتاب "الإِشارة" مجلد لطيف وهو مختصر كتاب "الروايتين والوجهين"، وكتاب "المنثور"، وله في الأصلين كتاب "الإِرشاد في أصول الدين"، وكتاب "الواضح في أصول الفقه"، ثلاث مجلدات و"الانتصار لأهل الحديث" مجلد، و"نفي التشبيه"، ورسالة في الحرف والصوت مجلد، و"مسائل مشكلة في آيات من القرآن"، وأحاديث سئل عنها فأجاب، وكتاب "تهذب النفس"، و"تفضيل العبادات على نعيم الجنات"، وله غير ذلك مما لم يذكروه، منها كتاب "شمائل الزهّاد" وكتاب "الروايتين والوجهين" الذي ذكر ابن رجب مختصرهما "التذكرة" في مجلد، هو كتاب كبير يقال: إنه سبعون وأربع مئة جزء.
(1)
شذرات الذهب: 4/ 35.
(2)
الذيل على طبقات الحنابلة: 1/ 142.
791 - (ت 513 هـ): عقيل بن علي بن عقيل، أبو الحسن بن أبي الوفاء - المتقدم قبله، الحنبلي ابن الحنبلي
.
قال ابن العماد
(1)
: قال ابن رجب: كان في غاية الحسن، وكان شابًا فهمًا، ذا خطًّ حسن. قال ابن القطيعي: حكى والده أنه ولد ليلة حادي عشري رمضان، سنة إحدى وثمانين وأربع مئة، وحكى غيره أنه سمع من هبة الله بن عبد الرزاق الأنصاري، وعلي بن حسين بن أيوب، وغيرهما، وتفقَّه على أبيه، وناظر في الأصول والفروع، وسمع الحديث الكثير، وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن ابن الدَّامَغَاني، فقيل قوله، وكان فقيهًا فاضلًا، يقول الشعر، وكان يشهد مجلس الحكم ويحضر الموكب، توفي يوم الثلاثاء، منتصف محرم سنة عشر وقيل: ثلاث عشرة وخمس مئة، قبل والده بشهرٍ واحدٍ، وله من العمر سبعٌ وعشرون سنة. قال والده أبو الوفاء بن عقيل: ابني عقيل قد تفقَّه، وناظر، وجمع أدبًا حسنًا. انتهى.
792 - محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الغازي البَدْلِيْسي، أبو الحسن الحنبلي
.
ذكره ابن رجب
(2)
في "طبقاته" هنا، ولم يذكر وفاته، وقال: هو أحد الفقهاء الأعيان، اشتغل قديمًا على أبي الحسن الآمدي بآمِد، ولازمه وتفقَّه عليه، وسمع منه الحديث، وبرع في الفقه، وقد ذكره القاضي أبو الحسين في ترجمة شيخه أبي الحسن، وشغل الناس، وتفقَّه عليه طائفة، وأظنه قديم الوفاة. انتهى ملخصًا.
وذكره ابن رجب
(3)
في "القواعد" وقال: هو أحد أصحاب الآمدي.
- الحسن بن محمد العُكْبَري، أبو المواهب الحنبلي. [انظر: 763].
ذكره ابن رجب
(4)
هنا، ولم يذكر وفاته، وقال: هو أحد الفقهاء الأكابر، وله
(1)
شذرات الذهب: 4/ 39.
(2)
الذيل على طبقات الحنابلة: 1/ 163.
(3)
القواعد الفقهية: القاعدة الأولى 4.
(4)
الذيل على طبقات الحنابلة: 1/ 163.
تصانيف في المذهب، أظنُّه من أصحاب القاضي، أو أصحابه القدماء، ووقفت له على "رؤوس المسائل"، وهي منتخبة من "الخلاف الكبير" على طريق أبي جعفر، وأبي الخطَّاب، وقد روى عن محمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله الخيَّاط العُكْبَري المُقرئ حديثًا، وروى عنه نصر المقدسي، وشيخه العُكْبَري هذا كان من أصحاب ابن بطَّة، مات سنة تسعٍ وثلاثين وأربع ومئة، ذكره ابن البنَّاء في "طبقات الفقهاء"، ورواية نصر المقدسي عن أبي المواهب هذا تدلُّ على تقدم وفاته. انتهى.
793 - أبو علي بن شهاب العُكْبَري الحنبلي
.
ذكره ابن رجب
(1)
هنا، ولم يذكر وفاته، وقال: هو صاحب "عيون المسائل"، ونقل عن كلام القاضي، وأبي الخطاب، كأنه من ولد ابن شهاب المتقدِّم، وما وقفت له على ترجمة، ومن الناس من يظنه الحسن بن شهاب الكاتب الفقيه، صاحب ابن بطَّة وهو خطأ عظيم. انتهى.
794 - (ت 514 هـ): مكي بن أحمد بن محمد بن مظفَّر، أبو بكر البغدادي الحنبلي المقرئ
.
ذكره ابن الجزري
(2)
في "الغاية" وقال: هو أستاذ مقرئ، ناقل مصدّر، رحل إلى واسط، قرأ على ابن غلام الهرَّاس سنة خمسٍ وخمسين وأربع مئة، وقرأ ببغداد على ابن موسى الخيَّاط، وابن البنَّاء، وقرأ عليه أحمد بن محمد بن شُنَيف، ومُقْبل بن الصدر. قال أبو عبد الله الحافظ: طال عمره، وأقرأ الناس، وحدَّث عنه المبارك بن خُضير، مات في رمضان سنة أربع عشرة وخمس مئة. انتهى.
795 - (ت 514 هـ): علي بن محمد بن علي بن عبيد الله، أبو الحسن الحنبلي، والد أبي الفرج ابن الجوزي الحافظ، الآتي سنة سبعٍ وتسعين وخمس مئة
.
(1)
الذيل على طبقات الحنابلة: 1/ 172.
(2)
غاية النهاية: 2/ 308.
ذكر عليًا هذا ابن خَلَّكان في "وفيات الأعيان"
(1)
، وقال: توفي سنة أربع عشرة وخمس مئة.
796 - (ت 515 هـ): عبد الوهّاب بن حمزة بن عمر، البغدادي الفقيه، المعدَّل، الحنبلي، أبو سعد
.
ذكره ابن العماد
(2)
فقال: ولد في إحدى الربيعين سنة سبعٍ وخمسين وأربع مئة، وسمع من ابن النقُّور، والصَّرِيْغِيني، والحُميدي، وتفقَّه على أبي الخطاب، وأفتى وبرع في الفقه، وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن بن الدَّامَغَاني، وكان مَرْضي الطريقة، جميل السيرة من أهل السنّة، وهو شيخ أبي حكيم النهرواني، الذي تفقه عليه، وروى عنه، حكايةً ولم يحدِّث إلا باليسير، توفي ليلة الثلاثاء، ثالث شعبان، سنة خمس عشرة وخمس مئة، ودفن بمقبرة الإِمام أحمد. انتهى.
797 - (ت 515 هـ): محمد بن علي بن عبيد، أبو بكر بن الدَّنِف، البغدادي، المقرئ، الزاهد، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد في صفر سنة اثنتين وأربعين وأربع مئة، وسمع الحديث من ابن المُسْلمة، وابن المهتدي، والصَّرِيْفِيني، وابن النقُّور وطبقتهم، وتفقَّه على الشريف أبي جعفر، وحدَّث بشيء يسير، سمع منه ابن ناصر، وروى عنه المبارك بن خُضير، وابن كامل، وابن بوش وغيرهم، وكان من الزهَّاد الأخيار، ومن أهل السنّة، انتفع به خلقٌ كثير، ذكره ابن الجوزي، وتوفي يوم الاثنين، سابع شوال، سنة خمس عشرة وخمس مئة، ودفن بمقبرة الإِمام أحمد. الدَّنِف: بفتح الدال المهملة، وكسر النون آخره فاء. انتهى.
(1)
وفيات الأعيان: 3/ 142.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 47.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 47.
798 - (ت 516 هـ): عبد القادر بن محمد بن عبد القادر البغدادي، أبو طالب اليوسفي الحنبلي
.
قال ابن العماد
(1)
: روى الكتب الكبار عن ابن المُذْهِب، والبَرْمكي، وكان ثقة عَدْلًا رَضِيًا عابدًا، وتوفي في ذي الحجة سنة ست عشرة وخمس مئة، قاله في "العير". انتهى.
799 - (ت 517 هـ): محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن داود، الأصبهاني الحنبلي، أبو سعد المعروف بالخيَّاط
.
قال ابن العماد
(2)
: هو من أهل أصبهان، قدم بغداد واستوطنها مدة طويلة، وسمع من مشايخها، وانتخب، وعلَّق وكتب بخطه كثيرًا، وحصَّل الأصول، والنسخ، وجمع كثيرًا جدًا من الحديث والفقه، وأنفذه إلى أصبهان، وأدركه أجله ببغداد، حدَّث ببغداد عن أبي القاسم ابن مَنْده إجازةً، وعن غيره سماعًا، وكتب عنه ابن عامر الغُنْدَري وابن ناصر. قال ابن النجَّار: كان من أهل السنّة المحققين المبالغين المشددين، ظاهر الصلاح، قليل المخالطة للناس، كان حنبليًا متعصبًا لمذهبه، مشدِّدًا في ذلك، توفي يوم الخميس سادس عشري ذي الحجة، سنة سبع عشرة وخمس مئة، ودفن بباب حرب، ولم يخلِّف وارثًا، ولم يتزوَّج قطّ. انتهى.
800 - (ت 521 هـ): علي بن عبد الواحد، الدِّيْنَوري الحنبلي، أبو الحسن
.
قال ابن العماد
(3)
روى عن القَزْويني، وأبي محمد الخلَّال وجماعة، وهو أقدم شيخٍ لابن الجوزي، توفي في جمادى الآخرة، سنة إحدى وعشرين وخمس مئة. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 4/ 49.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 56.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 64.
801 - (ت 521 هـ): علي بن المبارك بن علي، البغدادي الحنبلي، أبو الحسن ابن الفاعوس الإِسكاف الزاهد
.
قال ابن العماد
(1)
: كان يقصُّ يوم الجمعة، وللناس فيه اعتقاد لصلاحه تقشُّفه وزهده وإخلاصه، روى عن القاضي أبي يعلى وغيره، وسمع منه أبو المُعَمَّر الأنصاري، وكان يأتي ساقي الماء في مجلس إملائه، فيتناول منه ليوهم الحاضرين أنه مفطر، وأنه يشرب، ويكون صائمًا غالبًا.
توفي ابن الفاعوس ليلة السبت، تاسع عشر شوال، سنة إحدى وعشرين وخمس مئة، وصُلِّي عليه من الغد بجامع القصر، وكان يومًا مشهودًا، ودفن قريبًا من قبر الإِمام أحمد، وفي ذلك اليوم غلقت الأسواق ببغداد، وكان أهل بغداد يصيحون في جنازته هذا يوم سِنَّي حنبلي. انتهى.
802 - (ت 522 هـ): موسى بن أحمد بن محمد النشادري، أبو القاسم الفقيه الحنبلي
.
قال ابن العماد
(2)
: وكان يذكر أنه من أولاد أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، وسمع الحديث الكثير، وقرأ بالروايات، وتفقَّه على أبي الحسن بن الزَّاغُوني، وناظر. قال ابن الجوزي: رأيته يتكلم كلامًا حسنًا، توفي رابع رجب، سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة، ودفن بمقبرة الإمام أحمد. انتهى.
803 - (ت 525 هـ): هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس ابن الحسين، أبو القاسم ابن الحصين، الشيباني البغدادي، الحنبلي الكاتب الأزرق، مُسْنِد العراق
.
قال الذهبي
(3)
: هو الصدر الكبير، العالم المُرْتَضى. قال الوزير ابن هُبيرة:
(1)
شذرات الذهب: 4/ 64.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 66.
(3)
سير أعلام النبلاء: 19/ 536.
ولد في ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وأربع مئة، وسمع "المسند" كاملًا من ابن المُذْهِب، قال أبو سعد السمعاني: ثقةٌ صحيح السماع، واسع الرواية، تفرَّد، وازدحموا عليه، وممن أخذ عنه المُعمَّر ابن الفاخر، وابن عساكر، وعدة، وكانوا يصفونه بالسَّداد والأمانة والخيرية. وقال ابن الجوزي: كان ثقةً، ومات في رابع شوال سنة خمسٍ وعشرين وخمس مئة، ودفن بمقبرة باب حرب، قريبًا من بِشْر الحافي.
وذكره ابن العماد
(1)
وغيره.
804 - (ت 525 هـ): أحمد بن علي البغدادي البزَّاز، الحنبلي، أبو السعود، ابن المُجْلي
.
قال ابن العماد
(2)
: شيخٌ مباركٌ عامي، روى عن القاضي أبي يعلى، وابن المُسْلمة وطبقتهما، وتوفي سنة خمسٍ وعشرين وخمس مئة. انتهى.
805 - (ت 526 هـ): محمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن الفرَّاء، القاضي الشهيد، أبو الحسين ابن شيخ المَذْهَب، القاضي أبي يعلى الحنبلي
.
قال ابن العماد
(3)
: سمع أباه، وعبد الصمد بن المأمون وطبقتهما، وكان مُفْتيًا ومناظرًا، عارفًا بالمذهب ودقائقه، صُلبًا في السنّة، كثير الحطِّ على الأشاعرة، استشهد ليلة عاشوراء، وأخذ ماله، وقُتل قاتله، قاله في "العبر"، وقال ابن رجب: كان عارفًا بالمذهب، مشددًا في السنّة، وله تصانيف كثيرةٌ في الأصول والفروع، وقرأ عليه جماعةٌ كثيرةٌ، منهم عبد المغيث الحربي وغيره، وحدّث عنه وسمع منه خلقٌ كثيرٌ من الأصحاب وغيرهم، منهم: ابن ناصر، ومعمر بن الفاخر، وابن الخشَّاب وأبو الحسين بن البراندسي الفقيه، وابن المرحب البَطَائحي، وابن عساكر الحافظ وغيرهم، وبالإِجازة أبو موسى المَدِيني، وابن كُليب، وكان للقاضي أبي الحسين بيت في داره بباب المراتب، يبيت فيه وحده، فعلم بعض من كان يخدمه ويتردد إليه بأن له
(1)
شذرات الذهب: 4/ 77.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 73.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 79.
مالًا، فدخلوا عليه ليلًا، وأخذوا المال، وقتلوه ليلة الجمعة عاشوراء، سنة ستٍ وعشرين وخمس مئة، ودفن عند أبيه، بمقبرة باب حرب، وكان يومًا مشهودًا، وقدَّر الله ظهور قاتليه، فقُتلوا كلهم. انتهى.
وذكره ابن السّمعاني
(1)
، وابن الأثير
(2)
في "الكامل"، والعليمي
(3)
، وابن رجب
(4)
وغيرهم.
وله مصنفات ذكر منها ابن العماد
(5)
، وابن رجب
(6)
: "طبقات الحنابلة"، و"المجموع في الفروع"، و"رؤس المسائل"، و"المفردات في الفقه"، و"التمام الكتاب الروايتين والوجهين" الذي لأبيه، و"المفردات في أصول الفقه"، و"إيضاح الأدلة في الرد على الفرق الضالة المضلة"، "الرد على زائفي الاعتقادات في منعهم من سماع الآيات""المفتاح في الفقه"، و"شرف الاتباع وسرف الابتداع"، و"تنزيه معاوية" و"المقنع في النيّات".
806 - (ت 526 هـ): علي بن الحسن، الدواحي الحنبلي الواعظ
.
ذكره ابن العماد
(7)
فقال: تفقه على أبي الخطاب الكَلْوَذَاني، وسمع منه الحديث، توفي ليلة الجمعة خامس شوال سنة ستٍ وعشرين وخمس مئة، ودفن بباب حرب. انتهى.
807 - (ت 527 هـ): أحمد بن علي بن أحمد بن عبد الله البغدادي، أبو غالب الحنبلي ابن البنَّاء
.
(1)
الأنساب: 9/ 247.
(2)
الكامل في التاريخ: 1/ 683.
(3)
المنهج الأحمد: 2/ 275.
(4)
الذيل على طبقات الحنابلة: 1/ 184.
(5)
شذرات الذهب: 4/ 79.
(6)
الذيل على طبقات الحنابلة: 1/ 184.
(7)
شذرات الذهب: 4/ 79.
قال ابن العماد
(1)
: هو مُسْنِد العراق، سمع الجوهري، وأبا يعلى بن الفرَّاء، وطائفة، وله مشيخة مروية، وتوفي في صفر، سنة سبعٍ وعشرين وخمس مئة، وله اثنتان وثمانون سنة. انتهى.
808 - (ت 527 هـ): علي بن عبيد الله بن نَصْر بن السَّري - كذا نسبه ابن شافع، وابن الجوزي - الفقيه الحنبلي أبو الحسن ابن الزَّاغُوني، شيخ الحنابلة وواعظهم، وأحد أعيانهم
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد في جمادى الأولى، سنة خمس وخمسين وأربع مئة، وقرأ بالروايات، وطلب الحديث بنفسه، وقرأ وكتب بخطه، وسمع من أبي الغنائم بن المأمون، وأبي جعفر بن المُسْلمة، وابن النقُّور وغيرهم، وقرأ الفقه على القاضي يعقوب البرزبيني، وقرأ الكثير من كتب الفقه والنحو والفرائض، وكان متقنًا في علومٍ شتى من الأصول، والفروع، والوعظ، والحديث، وصنف في ذلك كله.
قال ابن الجوزي: كان له في كل فنٍّ من العلم حظٌ وافرٌ، ووَعَظ مدةً طويلةً، قال: وصحبته زمانًا، فسمعتهُ منه الحديث، وعلَّقتُ عنه من الفقه والوعظ، وكانت له حلقة بجامع المنصور، يناظر فيها يوم الجمعة قبل الصلاة، ثم يَعِظ فيها بعد الصلاة، ويجلس يوم السبت أيضًا.
وذكر ابن ناصر: أنه كان فقيهًا؛ فقيه الوقت، وكان مشهورًا بالصلاح والديانة، والورع والصيانة.
وقال ابن السمعاني: ذكر بعض الناس ممن يُوثَق بهم أنه رأى في المنام ثلاثةً، يقول واحدٌ منهم: اخسف، وواحد يقول: أغرق. وواحد يقول: أطبق. يعني البلد، فأجاب بعضهم: لا، لأن بالقرب منا ثلاثة، أبو الحسن ابن الزَّاغُوني، والثاني أحمد بن الطَّلَّاية، ومحمد بن فلان من الحربية.
(1)
شذرات الذهب: 4/ 79.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 80.
قال الحافظ ابن رجب: كان ثقةً، صحيح السَّماع، صدوقًا، حدث بالكثير، روى عنه ابن ناصر، وابن عساكر، وابن الجوزي، وابن طَبَرْزَد وغيرهم، وتفقَّه عليه جماعة منهم: صدقة بن الحسين، وابن الجوزي.
وتوفي يوم الأحد سادس عشر المحرم، سنة سبعٍ وعشرين وخمس مئة، ودفن بمقبرة الإِمام أحمد، وكان له جمعٌ عظيمٌ يفوت الإِحصاء. انتهى.
وله تصانيف ذكر ابن العماد وابن رجب
(1)
منها: "الإِقناع" في الفقه مجلد، و"الواضح"، و"الخلاف الكبير"، و"المفردات" في مجلدين، وهي مئة مسألة، و"التخليص" في الفرائض، وكتاب في "الدور والوصايا"، و"الإِيضاح في أصول الدين" مجلد، و"غُرر البيان" في أصول الفقه مجلدات عدة، وديوان خطب، ومجالس في الوعظ، وتاريخ على السنين، و"مناسك الحج"، والفتاوى، ومسائل في القرآن وجزء في عويص المسائل الحسابية، و"الفتاوى الرجعية"، وجزء في حديث الأطيط، وسدرة في المستحيل، وسماع الموتى في قبورهم، وله غير ما ذكراه "الوجوه والنظائر"، وكتابه "التاريخ" المتقدم المرتب على السنين، هو تاريخ بغداد، من ولاية المسترشد إلى أيام وفاته، زاد في "الإِنصاف" كتاب "الوجيز"، وكتاب "الشروط"، وكتاب "المبسوط".
809 - (ت 527 هـ): محمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم بن عبيد الله، الشيباني المَزْرَفي، المقرئ، الفرضي، الحنبلي، أبو بكر
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد سنة تسع وثلاثين وأربع مئة، وقرأ القرآن بالروايات على جماعةٍ من أصحاب الحمَّامي، منهم أبو بكر بن موسى الخياط، وسمع عن ابن المُسْلمة وخلائق، ذكر ابن ناصر أنه كان مقرئ زمانه، قرأ القراآت عليه جماعة، منهم أبو موسى المديني الحافظ، وعلي بن عساكر وغيرهما، وحدّث عنه ابن ناصر،
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 180.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 80.
وابن عساكر، وابن الجوزي وغيرهم. قال ابن الجوزي: كان ثقةً عالمًا ثَبْتًا، حسن العقيد، حنبليًا، توفي يوم السبت مستهل السنّة فجأة، "وقيل: إنه توفي في سجوده، سنة سبع. وعشرين وخمس مئة، ودفن بباب حرب والمَزْرقي نسبة إلى المَزْرقة بين بغداد وعُكْبَراء، وهي بتقديم الزاي على الراء وبالقاف، ولم يكن منها وإنما نُقل أبوه إليها أيام الفتنة، فأقام بها مدة. انتهى.
وذكره ياقوت في "معجم البلدان"
(1)
، وابن رجب
(2)
وذكر أن له تأليفًا في الفرائض.
810 - (ت 527 هـ): محمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن الفراء، أبو خازم، الفقيه الحنبلي الزاهد ابن أبي يعلى القاضي، وأخو القاضي أبي الحسين
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد في صفر سنة سبع وخمسين وأربع مئة، وسمع الحديث من ابن المُسْلمة، وابن المأمون وغيرهما. وذكر ابن نقطة أنه حدَث عن أبيه، وما أظنه إلا بالإِجازة، فإنه ولد قبل موت والده بسنة، وذكر أخوه أن والده أجاز له ولأخيه، وقرأ محمد هذا الفقه على القاضي يعقوب، ولازمه وعلَّق عنه، وبرع في معرفة المذهب، والخلاف، والأصول، وصنَّف تصانيف مفيدة، وكان من الفقهاء الزَّاهدين، والأخيار الصالحين، وحدَّث، وسمع منه جماعة، منهم ابناه، وأبو المعمر الأنصاري، ويحيى ابن يونس، وتوفي يوم الاثنين، تاسع عشر صفر، سنة سبعٍ وعشرين وخمس مئة، ودفن بداره بباب الأَزَج، ونقل سنة أربع وثلاثين، إلى مقبرة الإِمام أحمد بن حنبل، فدفن عند أبيه، وأبو خازم بالخاء والزاي المعجمتين. انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
، وابن الجوزي
(5)
، وابن الشطي
(6)
وغيرهم.
(1)
معجم البلدان: 5/ 121.
(2)
الذيل على طبقات الحنابلة: 1/ 178.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 82.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 176.
(5)
مناقب الإِمام أحمد: 637.
(6)
مختصر طبقات الحنابلة: 39.
وله تصانيف ذكر ابن العماد
(1)
، وابن رجب
(2)
منها: كتاب "التبصرة" في الخلاف، كتاب "رؤوس المسائل"، "شرح مختصر الخرقي"، وله غير ما ذكراه كتاب "المجرد في مناقب الإِمام أحمد"، كتاب "المجرد" في الأصول، "طبقات الحنابلة"، ذكرها صاحب "هدية العارفين"
(3)
.
811 - (ت 528 هـ): عبد الله بن المبارك، ويعرف بعَسْكَر ابن الحسن العُكْبَري المقرئ، الفقيه الحنبلي، ويُعرف بابن نَبَال
.
قال ابن العماد
(4)
: سمع من أبي نصر الزَّيْنَبي، وأبي الحسن العاصمي، وغيرهما، وتفقَّه على أبي الوفاء ابن عقيل، وأبي سعيد البَرَدَاني، وكان يصحب شافعًا الجِيْلي، فأشار عليه بشراء كُتب ابن عقيل، فباع مِلكًا له فاشترى بثمنه كتاب "الفنون"، وكتاب "الفصول"، وقفهما على المسلمين، وكان خيِّرًا من أهل السنّة، وحدَّث، توفي ليلة الثلاثاء، ثاني عشري جمادى الأولى، سنة ثمانٍ وعشرين وخمس مئة عن نيَّف وسبعين سنة، ودفن بمقبرة الإِمام أحمد. انتهى.
وذكره ابن رجب
(5)
بنحوه.
812 - (ت 528 هـ): عبد الواحد بن شُنَيْف بن محمد بن عبد الواحد، الدَّيْلَمي البغدادي، الحنبلي، أبو الفرج، أحد أكابر الفقهاء
.
قال ابن العماد
(6)
: تفقَّه على ابن البَرَدَاني، وبرع، وكان مناظرًا مجوِّدًا، وأمينًا من قبل القضاة، ويباشر بعض الولايات، وله دُنْيا واسعةٌ، وكان ذا فِطْنةٍ وشجاعةٍ، وقوةِ قلبٍ وعِفَّةٍ، ونزاهةٍ وأمانة. قال ابن النجَّار: كان مشهورًا بالدِّيانة وحُسن
(1)
شذرات الذهب: 4/ 82.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 177.
(3)
هدية العارفين: 2/ 86.
(4)
شذرات الذهب: 4/ 85.
(5)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 185.
(6)
شذرات الذهب: 4/ 85.
الطريقة، ولم يكن له رواية في الحديث، وتوفي ليلة السبت، حادي عشري شعبان، سنة ثمانٍ وعشرين وخمس مئة، وصلى عليه الشيخ عبد القادر، ودُفِن بمقبرة الإِمام أحمد. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
بنحوه.
813 - (ت 528 هـ): علي بن أبي القاسم بن أبي زُرْعَة، الطَّبَري، المقرئ المحدِّث، الفقيه الحنبلي الزاهد، أبو الحسن
.
قال ابن العماد
(2)
: وهو من أهل آمُل طَبْرستان، ذكره ابن السمعاني فقال: شيخ صالح، خيِّر ديِّن، كثير العبادة والذكر، مستعمل السنن، مبالغ فيها جُهْدَه، وكان مشهورًا بالزهد والديانة، رحل في نفسه بطلب الحديث إلى أصبهان، وسمع بها جماعةً من أصحاب أبي نعيم الحافظ، كأبي سعد المُطْرب، وأبي علي الحدَّاد، وغيرهما، وسمع ببلده آمُل من أبي المحاسن الرُوْيَاني الفقيه، وأبي بكر بن الخطاب، وتوفي بالعُسَيْلَة، بعد فراغه من الحج والزيارة والعمرة في المحرَّم، سنة ثمانٍ وعشرين وخمس مئة، ودفن بها. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
بنحوه.
814 - (ت 529 هـ): خُذَاداذ بن سَلَامة، أبو محمد الحدَّاد، نقَّاش المَبَارد
.
ذكره ابن رجب
(4)
في ترجمة ابنه محمد، الآتي سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة فقال خُذَاداذ هذا ذكره ابن السمعاني وقال: كان من فقهاء الحنابلة، يسكن المأمونية، سمع أبا نصر الزَّيْنَبي، وحدَّث بشيءِ يسير، سمع منه وأفاد الطلبة، وكتب لي بالإِجازة، وتوفي في نصف رمضان، سنة ثمانٍ وعشرين وخمس مئة، وصلي عليه بجامع المنصور، ودفن بباب حرب. وقال ابن نقطة: حدث عنه ابن عساكر وقيّد
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 185.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 86.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 185.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 231.
ابن نقطة خُذَاداذ، بدال مهملةٍ بين ذالين معجمتين. قال ابن رجب: والصحيح أنه توفي سنة تسعٍ وعشرين وخمس مئة.
815 - (ت 529 هـ): ثابت بن منصور بن المبارك، الكِيْلي، المُقْرئ المحدِّث، الحنبلي، أبو العز
.
قال ابن العماد
(1)
: سمع من أبي محمد التَّمِيْمي، وابن أبي عثمان وغيرهما، وعُني بالحديث، وسمع الكثيرَ، وكتب الكثير، وخرَّج تخاريج لنفسه عن شيوخه في فنون، وحدث وسمع منه، جماعة، وسمع منه السِّلَفي، والمبارك بن أحمد، وابن الجوزي وغيرهم.
وقال أبو الفرج: كان ديِّنًا ثقةً، صحيح الإِسناد، ووقف كتبه قبل موته. وقال السِّلَفي عنه: فقيه مذهب أحمد، كتب كثيرًا وسمع معنا وقبلنا على الشيوخ، وكان ثقةً، وَعِر الأخلاق، وتوفي يوم الاثنين سابع عشر ذي الحجة، سنة تسعٍ وعشرين وخمس مئة.
قال ابن رجب: وقيل: سنة ثمانٍ وعشرين وخمس مئة، ورأيت جماعةً من المحدثين وغيرهم، نعتوه في طِباق السماع بالإِمام الحافظ، رحمه الله، وهو منسوب إلى كِيْل قرية على شاطئ دجلة، على مسيرة يومٍ من بغداد مما يلي طريق واسِط، ويقال لها: جِيْل أيضًا.
وذكره ياقوت في "معجم البلدان"
(2)
فقال: قرأ على أبي محمد رِزق الله بن عبد الوهَّاب التَّمِيْمي، وأبي منصور محمد بن أحمد الخيَّاط، وأبي طاهر أحمد بن علي بن سوار، وأبي الفضل أحمد بن الحسنِ بن جَيْرون، وأبي الخطَّاب بن الجرَّاح، وأبي القاسم يحيى ابن أحمد بن البيني، ومالك بن أحمد البانْيَاسِي، ومحمد بن إسحاق الباقَرْصي، وغيرهم، روى عنهم الحديث، وحدَّث عن أبي الحسين عاصم بن
(1)
شذرات الذهب: 4/ 93. وفيه كلام أبي الفرج وابن رجب الذي نقله ابن العماد عنهما.
(2)
معجم البلدان: 2/ 202.
الحسن، وأبي القاسم المفضَّل بن أبي حرب الجُرْجاني، وأبي عبد الله البُسْري، وأبي عبد الله النِّعالي، وخلقٌ كثير، وجمع، وخرج، وكان صُلبًا في السُّنة، وكانت له حلقة في جامع القصر يحدِّث فيها، سمع منه أبو المَعْمر الأنصاري، وتوفي سنة ثمانٍ وعشرين وخمس مئة. انتهى المراد منه.
وذكرت ما قاله ياقوت كاملًا في "القطف ألوان".
وذكره ابن رجب
(1)
وغيره.
816 - (ت 530 هـ): أحمد بن الحسن بن هبة الله، أبو الفضل البَغْدادي، الإِسْكاف الحَنبْلي، المعروف بابن العالِمَة المُقرئ، الفقيه، الحنبلي الزاهد
.
ذكره ابن الجَزَرِي في "الغاية"
(2)
فقال: قرأ على عبد السيد بن عتاب، وأبي الوفاء ابن القَوَّاس
(3)
، وتلقَّن القرآن من أبي منصور الخيَّاط، وروى عنه أبو الفرج بن الجَوْزي، ومات سنة ثلاثين وخمس مئة، عن إحدى وسبعين سنة. انتهى.
وذكره ابن شافع وقال: كان يحكي من كرامات شيخه أبي الوفاء ابن القوَّاس أشياء عجيبة، وتقدَّمت ترجمة شيخه أبي الوفاء ابن القوَّاس المذكور، سنة ستٍ وسبعين وأربع مئة.
817 - (ت 531 هـ): نصر بن الحسين بن الخَبَّازة، أبو القاسم البغدادي، الحنبلي المقرئ
.
قال ابن الجَزَري
(4)
في "الغاية": هو مقرئ، مصدر إمام، تلا بالروايات على يحيى بن أحمد السِّيْبِي، والشريف عبد القاهر العباسي، وروى عن طراد الزَّيْنَبي، وروى عنه مَعْمر بن الفاخر، وأبو الفرج بن الجوزي، وكان صالحًا تصدَّر للإِقراء زمانًا، ومات سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة. انتهى.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 186.
(2)
غاية النهاية: 1/ 47.
(3)
في مطبوع "غاية النهاية" 1/ 47: "ابن أبي الفوارس"، والتصحيح من "سير أعلام النبلاء" 8/ 452.
(4)
غاية النهاية: 2/ 335.
زمانًا، ومات سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة. انتهى.
818 - (ت 531 هـ): أحمد بن علي بن عبد الله بن الأَبْرادِي، البغدادي الفقيه الحنبلي، أبو البركات
.
ذكره ابن العماد
(1)
فقال: سمع من أبي الغنائم بن أبي عثمان، وأبي الحسن بن الأخضر الأنباري، وخلقٌ، وقرأ الفقه على ابن عقيل، وصحب ابن الفاعوس، وغيره من الصالحين، وتعبّد، ووقف دارًا بالبدريَّة، شرقي بغداد، على أصحاب أحمد، وسمع منه جماعة منهم: أبو المعمر الأنصاري، وأبو القاسم بن عساكر ورَوَيا عنه. وتوفي ليلة الخميس ثاني عشر رمضان سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة، ودفن بباب ألرز. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بنحوه.
819 - (ت 531 هـ): يحيى بن الحسن بن أحمد بن البنَّاء، أبو عبد الله البغدادي، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(3)
: روى عن أبي الحسين بن الآبَنُوسِي، وعبد الصمد بن المأمون، وكان ذا علمٍ وصلاح، وهو أخو أبي نصر المتقدم.
ذكره ابن رجب وقال: ولد يوم الجمعة، رابع عشري ذي القعدة، سنة ثلاثٍ وخمسين وأربع مئة. وبكَّر به أبوه في السماع، فسمع من أبي الحسين بن المُهْتَدي، وابن الآبَنُوسي، وابن النقّور، وولده أبي علي بن البنَّاء، وغيرهم، وحدّث، وروى عنه ابنُ السمعاني إجازةً، وقال: كان شيخًا صالحًا، حسن السيرة، واسع الرواية، حسن الأخلاق، متوددًا متواضعًا، برًا لطيفًا بالطَلَبة، مُشْفقًا عليهم، وتوفي ليلة الجمعة ثامن عشر ربيع الأول، سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 4/ 96.
(2)
الذيل على طبقات الحنابلة: 1/ 189.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 98. وفيه كلام ابن رجب.
وذكره ابن رجب
(1)
وقال: قال أبو محمد عبد الله بن عيسى بن أبي حبيب، الأندلسي الحافظ قاضي إشْبِيْلية: كان عالمًا مميزًا، فاضلًا، حسن الأخلاق، ما رأيت ببغداد مثله في الحنابلة، وكان أبو شجاع البِسْطامي كثير الثناء عليه، يصفُه بالخير والصلاح والعلم، وكان كلُّ من رآه يثني عليه، ويمدحه ويُطْرِيه، رحمه الله. انتهى المراد منه.
820 - (ت 531 هـ): هبة الله بن أحمد بن عمر، الحريري البغدادي، المقرئ الحنبلي، أبو القاسم، ابن الطَّبَر
.
قال ابن العماد
(2)
: قرأ بالروايات على أبي بكر محمد بن موسى الخياط، وهو آخر أصحابه، وسمع من أبي إسحاق البَرْمكي، وجماعة، وكان ثقةً صالحًا، متمتعًا بحواسِّه. توفي في جمادى الآخرة، سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة، عن ستٍ وتسعين سنة. انتهى.
وذكره ابن الجَزَري في "الغاية"
(3)
بما ملخصه: هو مقرئٌ مسند، ثقةٌ ثَبْتٌ، ولد سنة خمس وثلاثين وأربع مئة، وهو خالُ عبد الوهاب بن الأَنْماطي، الحنبلي الحافظ، تلا بالروايات على أبي بكر محمد بن علي الخيَّاط، وأحمد بن عبد العزيز بن الأَطْروش، وأبي البركات الوكيل، وسمع من أبي إسحاق البرمكي، وأبي طالب العُشاري، ومحمد بن زوج الحرَّة، قرأ عليه محمود بن نَضْر الشعار، وأبو اليُمْن زيد بن الحسن الكندي بالقرآات الست، التي جمعها له أبو محمد سِبْط الخيَّاط في كتابه "الكفاية"، وهي أعلى ما رواه، ألَّفها لأجل الكندي، وهو آخر من روى عنه في الدنيا، وروى عنه أبو القاسم ابن عساكر، وأبو موسى المَدِيني، وأبو الفتح الميداني، وأبو الفرج ابن الجوزي، وقال: كان صحيح السماع، قوي البتدين، ثَبْتًا، كثير الذكر، دائم التلاوة، وهو آخر مَن روى عن زوج الحرَّة، سمعتُ عليه الكثير،
(1)
الذيل على طبقات الحنابلة: 1/ 189.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 97.
(3)
غاية النهاية: 2/ 349.
وقرأتُ عليه، وكنت أجيء إليه في الحرَّ، فيقول: تصعد إلى سطح المسجد، فيسبقني في الدرج، ومُتع بسمعه، وبصره، وجوارحه إلى أن توفي، وقال أبو موسى المديني: كان قد عمي ثم عاد بصيرًا، ومات سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة. انتهى.
821 - (ت 532 هـ): أحمد بن محمد بن أحمد الدَّينوري، أبو بكر بن أبي الفتح الحنبلي
.
قال ابن العماد
(1)
: هو من أئمة الحنابلة ببغداد، تفقَّه على أبي الخطّاب، وبرع في الفقه، وتقدَّم في المناظرة على أبناء جنسه، كان أسعد الميهني شيخ الشافعية يقول: ما اعترض أبو بكر الدِّيْنَوري على دليل أحد الأئمة، أو قال: ثَلَم فيه، ثَلْمةً، وله تصانيف في المذهب، وتخرَّج به أئمة منهم: أبو الفتح بن المَنِّي، والوزير ابن هُبَيْرة، وقال ابن الجوزي: حضرتُ درسه بعد موت شيخنا ابن الزَّاغُوني نحوًا من أربع سنين، وكان يَرِقُّ عند ذكر الصالحين، ويبكي ويقول: العلماء قدر عند الله، فلعل الله أن يجعلني منهم. توفي يوم السبت عُزَّة جمادى الأولى، سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة، ودفن عند رجلي أبي منصور الخيَّاط، قريبًا من قبر أحمد بن حنبل. انتهى.
وله تصانيف ذكر ابن العماد
(2)
منها في المذهب كتاب "التحقيق في مسائل التعليق".
822 - (ت 533 هـ): محمد بن محفوظ بن محمد بن الحسن بن أحمد الكَلْوَذاني، أبو جعفر، ابن أبي الخطاب الحنبلي
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد سنة خمس مئة، وتفقَّه على أبيه، وبرع في الفقه، وتوفي سنة ثلاثٍ وثلاثين وخمس مئة، قاله ابن القَطِيْعي. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 4/ 98 - 99.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 99.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 103.
وذكره ابن رجب
(1)
فقال: ولد سنة خمس مئة، فيما ذكره أبو الحسن بن القَطِيْعي في "تاريخه" عن ابن أخيه محفوظ بن أحمد بن محفوظ، قال ابن القطيعي: وتفقّه على أبيه، وبرع في الفقه. قال ابن رجب: وهذا مُحال، فإن عمره يوم مات أبوه على ما ذكر في مولده يكون عشر سنين، فكيف تفقَّه عليه وبرع؟ قال ابن القَطِيْعي: توفي. فيما ذكره ابن أخيه في سابع عشر جمادى الأولى، سنة ثلاثٍ وثلاثين وخمس مئة، ودفن بمقبرة باب حرب. انتهى ملخصًا.
وذكر له ابنه القطيعي تصنيفًا فيما ذكره ابن العماد
(2)
وابن رجب
(3)
وقال: سماه "الفريد"، وهو عندي بخطه، ثم ساق ابن القطيعي منه حديثًا وحكاياتٍ وأشعارًا.
823 - (ت 533 هـ): أحمد بن محفوظ بن محمد بن الحسن بن أحمد الكَلْوَذاني، أبو الفرج، ابن الإِمام أبي الخطاب الحنبلي
.
ذكره ابن رجب
(4)
وقال: ذكره ابن المَنْدائي في "تاريخ القضاة" وقال: كان من المعدَّلين ببغداد، وتوفي يوم الاثنين ثامن عشر جمادى الآخرة سنة ثلاثٍ وثلاثين وخمس مئة، ودفن بمقبرة باب حرب عند أبيه. انتهى.
824 - (ت 533 هـ): الخليل بن علي بن إبراهيم، الجَوْسَقي، الضرير، الحنبلي، المقرئ، أبو طاهر
.
ذكره الحموي في "معجم البلدان"
(5)
وقال: سكن بغداد، وروى عن أبي الخطاب بن البَطِر، وأبي عبد الله النِّعالي، ذكره أبو سعد في شيوخه، ومات سنة ثلاثٍ وثلاثين وخمس مئة، وهو منسوب إلى جَوْسق قرية ببغداد. انتهى.
825 - (ت 535 هـ): محمد بن عبد الباقي بن محمد
، أبو بكر الحنبلي،
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 191 - 192.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 103.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 192.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 192.
(5)
معجم البلدان: 2/ 184.
يتصل نسبه بكعب بن مالك الأنصاري، أحد الثلاثة الذين خُلَّفُوا، ثم تاب الله عليهم، البغدادي البَزَّاز، مُسند العراق، ويُعرف بقاضي المارستان.
قال ابن العماد
(1)
: حضر أبا إسحاق البرمكي، وسمع من علي بن عيسى البَاقِلاني، وأبي محمد الجوهري، وأبي الطيب الطبري، وطائفة، وتفقه على القاضي أبي يعلى، وبرع في الحساب والهندسة، وشارك في علومٍ كثيرةٍ، وانتهى إليه علو الإِسناد في زمنه.
وتوفي في رجب، سنة خمسٍ وثلاثين وخمس مئة، وله ثلاثٌ وتسعون سنة، وخمسة أشهر.
قال ابن السمعاني: ما رأيت أجمع للفنون منه، نظر في كلِّ فنٍ، وسمعته يقول: تبتُ عن كلَّ علمٍ تعلمتُه إلا الحديث وعلمه، قاله في "العبر".
وكان يقول: من خدم المحابر خدمته المنابر.
وقال ابن رجب في "طبقاته"
(2)
: ولد يوم الثلاثاء، عشر صفر، سنة اثنتين وأربعين وأربع مئة، وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين، وسمع على خلائق، وتفقَّه على القاضي أبي يعلى، وقرأ الفرائض، والحساب والجبر، والمقابلة والهندسة، وبرع في ذلك، وله فيه تصانيف، وشهد عند الدَّامَغَاني، وتفنن في علومٍ كثيرة. قال ابن السمعاني: كان حسن الكلام، حُلَو المنطق، مَليحَ المحاورة، ما رأيت أجمع للفنون منه، نظر في كل علم، وفي علم الكلام، وكان سريع النسخ، حسنَ القراءة للحديث، سمعته يقول: ما ضيَّعتُ ساعةً من عمري في "لهوٍ أو لعبٍ، قال: وسمعته يقول: أسرتني الروم، وبقيت في الأسر سنةً ونصفًا، وكان خمسةً أشهرٍ الغلُّ في عنقي، والسلاسل على يدي ورجلي، وكانوا يقولون لي: قل: المسيح ابن الله حتى نفعل ونصنع في حقك، فامتنعت، وما قلت، ووقت أن حُبِسْتُ كان ثَمَّ معلِّمٌ، يعلم الصِّبيان الخطَّ بالرُّومية، فتعلمتُ في الحبس الخَطَّ الرومي، وسمعته يقول: حفظتُ
(1)
شذرات الذهب: 4/ 180.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 192 - 198.
القرآن ولي سبع سنين، وما من علم في عالَم الله إلا نظرت فيه، وحصَّلت منه كله أو بعضه. ورحل إليه المحدِّثون من البلاد.
وقال ابن الجوزي: ذكر لنا أن منجِّمَيْنِ حضرًا حين ولد أَبو بكر بن عبد الباقي، فأجمعا أن عمره اثنتان وخمسون سنة، قال: وها أنا قد تجاوزت التسعين، قال: ورأيته بعد ثلاث وتسعين صحيح الحواس، لم يتغيَّر منها شيء، ثابتَ العقل، يقرأُ الخطَّ الدقيق من بُعد، ودخلنا عليه قبل موته ديدة فقال: قد نزلت في أذني مادة، فقرأ علينا من حديثه، وبقي على هذا نحوًا من شهرين، ثم زال ذلك وعاد إلى الصحة، ثم مرض فأوصى أن يعمق قبره زيادة على العامة، ويكتب عليه {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ} وبقي ثلاثة أيام قبل موته لا يفتر من قراءة القرآن، إلى أن توفي يوم الأربعاء، ثاني رجب، سنة خمسٍ وثلاثين وخمس مئة، ودفن بباب حرب إلى جانب أبيه، قريبًا من بِشْر الحافي رحمه الله.
وقال ابن الخَشَّاب: كان ممن تفرَّد بعلم الحساب، وكان مع تفرده فيه وفي الفرائض وافتنانه في علوم عديدةٍ، صَدُوقًا، ثَبْتًا في الرواية، متَحدِّيًا فيها.
وقال ابن ناصر: لم يخلَّف بعده من يقوم مقامه في العلم.
وقال ابن شافع: ما رأيت ابن الخَشَّاب يُعَظِّم أحدًا من مشايخه تعظيمه له.
وقال ابن أبي الفوارس: سمعت القاضي أبا بكر بن عبد الباقي يقول: كنت مجاورًا بمكة - حرسها الله - فأصابني يومًا جوعٌ شديدٌ، لم أجد شيئًا أدفع به عني الجوع، فوجدت كيسًا من إبريسم، مشدودًا بشراية إبريسمٍ أيضًا، فأخذته وجئت إلى بيتي فحلَلْتُه، فوجدت فيه عِقْدًا من لؤلؤ لم أرَ مثله، فخرجت وإذا شيخ ينادي عليه، ومعه حزقة فيها خمس مئة دينار وهو يقول: هذا لمن يرد علينا الكيس، فقلت: له تعال وقلت أثافي نفسي: أنا محتاجٌ وأنا جائعٌ، فآخذ هذا الذهب فانتفع به، وجئت به إلى بيتي، فأعطاني علامة الكيس، وعلامة الشرابة، وعلامة اللؤلؤ، وعدده والخيط الذي هو مشدودٌ به، فأخرجته، ودفعته إليه، فسلم لي خمس مئة دينار فما أخذتها، وقلت له: يجب أن أعيدها إليك، ولا آخذ له جزاءً، فقال لي لا بدّ أن تأخذ، وألحّ
علي كثيرًا فلم أقبل، وتركني ومضى، وخرجت من مكة وركبت البحر، فانكسر المركب، وغرق الناس، وهلكت أموالهم، وسلمت أنا على قطعة من المركب، فبقيت مدةً في البحر لا أدري أين أذهب، فوصلت إلى جزيرةٍ فيها قومٌ، فقعدت في بعض المساجد، فسمعوني أقرأ، فلم يبق أحد إلا جاءني وقال: علِّمني القرآن، فحصل لي منهم شيء كثيرٌ من المال، ثم رأيت أوراقًا من مصحف فأخذتها، فقالوا: تحسن تكتب؟ فقلت: نعم، فقالوا: علِّمنا الخط، وجاؤوا بأولادهم من الصبيان والشباب، وكنت أعلمهم فحصل لي أيضًا شيء كثير، فقالوا لي بعد ذلك: عندنا صبيَّةٌ يتيمةٌ، ولها شيء من الدنيا، نريد أن تتزوج بها، فامتنعت، فقالوا: لا بدّ وألزموني فأجبتهم، فلما زفوها، مددت عيني أنظر إليها فوجدت ذلك العقد بعينه معلقًا في عنقها، فما كان لي حينئذٍ شغل إلا النظر إليه، فقالوا: يا شيخ كسرت قلب الجارية، أو هذه اليتيمة من نظرك إلى هذا العقد، ولم تنظر إليها، فقصصت عليهم قصة العقد، فصاحوا بالتهليل، حتى بلغ إلى جميع أهل الجزيرة، فقلت: ما بكم؟ فقالوا: ذلك الشيخ الذي أخذ منك العقد أبو هذه الصبية، وكان يقول: ما وجدت في الدنيا مسلمًا كهذا الذي ردَّ عليَّ هذا العقد، وكان يدعو ويقول: اللهم اجعل بيني وبينه جمعًا حتى أزوجه بابنتي، والآن قد حصلت، فبقيت معها مدةً ورُزقْتُ منها ولدين، ثم إنها ماتتْ، فورثت العقد أنا وولديَّ، ثم مات الولدان فحصل العقد لي، فبعته بمئة ألف دينار، وهذا المال الذي ترون معي من بقايا ذلك العقد.
وقد تضمنت هذه القصة أنه لا يجوز قَبول الهديّة على ردِّ الأمانات، لأنه يجب عليه ردها بغير عوض، وهذا إذا كان لم يلتقطها بنية أخذ الجُعْل المشروط، وقد نص أحمد رضي الله عنه على مثل ذلك في الوديعة، وأنه لا يجوز لمن ردها إلى صاحبها قبول هديته إلا بنية المكافأة. انتهى ملخصًا.
وذكره ابن رجب
(1)
وأطال وقال: بعد ذكر هذه القصة: ساق هذه الحكاية يوسف بن خليل الحافظ في "معجمة"، وساقها ابن النجَّار في "تاريخه" وقال: هي
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 192.
حكاية عجيبة، وأظن القاضي حكاها عن غيره، وقد ذكرها أبو المظفَّر سِبْط ابن الجوزي في "تاريخه"، في ترجمة أبي الوفاء ابن عقيل، وأنها جرت له. قال ابن رجب. وأبو المظفر السِبْط ليس بحجة فيما ينقله، ولم يذكر للحكاية إسنادًا متصلًا إلى ابن عقيل، ولا عزاها إلى كتاب معروف، فنِسْبَتُها إلى القاضي أبي بكر الأنصاري أنسب، والله أعلم. انتهى المراد منه.
826 - (ت 535 هـ): عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد، الشيباني البَغْدادي الحنبلي، أبو منصور القزاز، المعروف بابن زريق
.
قال ابن العماد
(1)
: روى عن الخطيب، وأبي جعفر ابن المُسْلمة، والكبار، وكان صالحًا كثير الرواية، توفي في شوال سنة خمس وثلاثين وخمس مئة عن بضعٍ وثمانين سنة. انتهى.
وتقدمت ترجمة أبيه سنة ثمانٍ وخمس مئة، وكذلك ترجمة ابن نصر، ستأتي سنة ثلاثٍ وثمانين وخمس مئة إن شاء الله تعالى.
827 - (ت 536 هـ): عبد الوهاب بن عبد الواحد بن محمد، شَرف الإِسلام ابن الشيخ أبي الفَرَج، الأنصاري الشِيْرازي، ثم الدمشقي، الفقيه الحنبلي، الواعظ، شيخ الحنابلة بالشام بعد والده ورئيسهم
.
قال ابن العماد
(2)
: وهو باني مدرسة الحنابلة داخل باب الفَراديس، سكنها الشيخ محمد الأسطواني من سنة خمسٍ وأربعين وتسع مئة إلى سنة نيّفٍ وسبعين وتسع مئة، كذا رأيته على هامش طبقات الحنابلة لابن رجب. وقال ابن رجب في "الطبقات": توفي والد عبد الوهاب وهو صغير، فاشتغل بنفسه، وتفقَّه وبرع، وناظر وأفتى، ودرس الفقه والتفسير، ووعظ واشتغل عليه خا كثير، وكان فقيهًا بارعًا، واعظًا فصيحًا، وصدرًا عظيمًا، معظَّمًا، ذا حرمةٍ وحشمةٍ، وسؤددٍ ورئاسةٍ، ووجاهةٍ
(1)
شذرات الذهب: 4/ 106.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 113.
وهيبةٍ وجلالةٍ، وله تصانيف في الفقه والأصول، وحدَّث عن أبيه وغيره، وسمع منه ببغداد ابن كامل، وتوفي ليلة الأحد سابع عشر صفر، سنة ستٍ وثلاثين وخمس مئة، ودفن عند والده بمقابر الشهداء من مقابر الصغير. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
وقال: قال أبو المعالي ابن القلانسي في "تاريخه": كان على الطريقة المرضية، والخِلال الرضِيَّة، ووفور العلم، وحسن الوعظ، وقوة الدين، والتَّنزه عما يقدح في أفعال غيره من المتفقهين، وكان يوم دفنه يومًا مشهودًا من كثرة المشيَّعين له، والباكين حوله، والمؤبَّنين لأفعاله، والمتأسِّفين عليه، انتهى ملخصًا.
وله مصنفاتٌ ذكر ابن العماد
(2)
وابن رجبٍ
(3)
منها كتاب "المنتخب" في الفقه، مجلدين وكتاب "المغروات"، وكتاب "البرهان" في أصول الدين، و"رسالة في الردِّ على الأشعرية".
828 - (ت 536 هـ): إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأَشْعث، أبو القاسم ابن السَّمَرْقَنْدي، الحنبلي الحافظ
.
قال ابن العماد
(4)
: ولد بدمشق سنة أربع وخمسين وأربع مئة، وسمع بها من الخطيب، وعبد الدائم الهلالي، وابن طَلَّاب، والكبار، وببغداد من الصَّرِيْغني فمن بعده، قال أبو العلاء الهَمَذاني: ما أعدل به أحدًا من شيوخ العراق، وهو من شيوخ ابن الجوزي. وتوفي في ذي القعدة سنة ستٍّ وثلاثين وخمس مئة. انتهى.
829 - (ت 536 هـ): أحمد بن محمد بن علي بن محمود بن إبراهيم بن ماخُرَّة، الزَّوْزَني الحنبلي البغدادي
.
قال ابن حجر في "اللسان"
(5)
: هو آخر أصحاب القاضي أبي يعلى الفرَّاء ذكره
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 198.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 113.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 198.
(4)
شذرات الذهب: 4/ 112.
(5)
لسان الميزان: 1/ 291.
ابن السمعاني وقال: كان متسامحًا في دينه، منهمكًا في شرب الخمر، لكنه صحيح السماع، أكثر سماعاته بقراءة جدي أبي المظفّر، مات سنة ستٍّ وثلاثين وخمس مئة، وسمع منه ابن الجوزي وغيره. انتهى.
830 - (ت 537 هـ): الحسين بن علي، سِبْط الخياط البَغْدادي، أبو عبد الله المُقرئ الحنبلي
.
قال ابن العماد
(1)
: قال ابن السمعاني: شيخٌ صالحٌ ديَّنٌ، حسن الإِقراء، يأكل من كَدِّيَدِه، سمع الصَّرِيْفِيني، وابن المأمون، والكبار. وتوفي سنة سبع وثلاثين وخمس مئة. انتهى.
وذكره ابن الجُزَري
(2)
في "الغاية"، وغيره، وسيأتي ذكر أخيه عبد الله سنة إحدى وأربعين وخمس مئة.
831 - (ت 537 هـ): المبارك بن أحمد بن محمد بن النَّاعُورة، أبو المكارم المعروف بابن الحجر، البغدادي الحنبلي المقرئ
.
قال ابن الجَزَري
(3)
في "الغاية": قال ابن السمعاني: هو من أهل سوق المارَسْتان، فقيه مقرئٌ، صالح عارفٌ، قرأ على رِزْق الله بن عبد الوهَّاب التَّمِيْمي، ومكي بن أحمد الجِيْلي، وعليه تفقَّه، وغيرهما، قرأ عليه الحافظ أبو سعد السَّمعاني، وأثنى عليه فقال: شيخٌ صالحٌ، حسن السيرة، وضيء الوجه، حسن التلاوة، جيد الأخذ، ختم عليه القرآن جماعة. وتوفي رابع عشرين ربيع الأول سنة سبعٍ وثلاثين وخمس مئة. انتهى.
832 - (ت 538 هـ): عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الأَنْمَاطي، أبو البركات، الحنبلي الحافظ، مُفِيد بغداد
.
(1)
شذرات الذهب: 4/ 114.
(2)
غاية النهاية: 1/ 246.
(3)
غاية النهاية: 2/ 38.
قال ابن العماد
(1)
: سمع الصَّرِيْفيني ومَنْ بعده. قال أبو سعد: حافظٌ متقِنٌ، كثير السماع، وقال ابن رجب: ولد في رجب سنة اثنتين وسين وأربع مئة، وسمع الكثير من خلق كثير، وكتب بخطه الكثير، وسمع العالي والنازل، حتى إنه قرأ على ابن الطُّيُوري جميع ما عنده.
قال ابن ناصر عنه: كان بقيةَ الشيوخ، وكان ثقةً، ولم يتزوج قطُّ.
وقال الحافظ أبو موسى المَدِيني في "معجمه": هو حافظُ عصرِهِ ببغداد.
وذكره ابن السّمعاني فقال: حافظٌ ثقةٌ، متقنٌ واسع الرواية، دائم البِشْر، سريعُ الدمعة عند الذكر، حسن المعاشرة، جَمَع الفوائد، وخرَّج التخاريج، لعله ما بقي جزء مروي إلا وقد قرأه، وكان متفرغًا للتحديث، إما أن يقرأ عليه، أو ينسخ.
وذكره تلميذه ابن الجوزي في عدةٍ مواضع من كتبه، "كمشيخته"، و"طبقات الأصحاب المختصرة"، و"التاريخ"، و"صفة الصفوة"، و"صيد الخاطر"، وأثنى عليه كثيرًا وقال: كان ثقةً ثبتًا، ذا دينٍ وورعً، وكنت أقرأ عليه الحديث وهو يبكي، فاستفدت ببكائه أكثر من استفادتي بروايته، وكان على طريقة السلف، وانتفعت به ما لم أنتفع بغيره، ودخلت عليه في مرضه وقد بلي، وذهب لحمه، وما رأينا في ماشيخ الحديث أكثر سماعًا منه، ولا أكثر كتابةً، للحديث منه مع المعرفة به، ولا أصبر على الإِقراء، ولا أكثر دمعةً وبكاءً، مع دوام البِشْر وحُسنِ اللقاء، وكان لا يُغْتَابُ أحدٌ عنده، وكان سهلًا في إعارة الأجزاء لا يتوقف. توفي يوم الخميس حادي عشر المحرم، سنة ثمانٍ وثلاثين وخمس مئة، ودفن من الغد بالشُّوْنِيزِيَّة، وهي مقبرة أبي القاسم الجُنَيْد، غربي بغداد. انتهى.
وذكره ياقوت في "معجم البلدان"، وابن رجب
(2)
وغيرهما.
(1)
شذرات الذهب: 4/ 116.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 201.
833 - (ت 538 هـ): محمد بن علي بن صدقة بن جلب الصائغ، أبو البركات الحنبلي، أمين الحكم بباب الأَزَج
.
قال ابن العماد
(1)
: سمع من أبي محمد التَّمِيْمي، وقرأ الفقه على القاضي أبي خازم، وذكر ابن القطيعي له أبيات شعرٍ أجاب بها على فتوى شعريةٍ سئل عنها أبو خازم، فأسره القاضي أبو خازم بالإِجابة عليها. وتوفي ليلة الثلاثاء، سابع عشر رجب، سنة ثمانِ وثلاثين وخمس مئة، ودفن بباب حرب، وسبب موته أن زوجته سمَّته في طعامٍ قدَّمته له، فأكل معه منه رجلان، فمات أحدهما من ليلته، والآخر من غده، وبقي أبو البركات مريضًا مُدَيدةً ثم مات. انتهى.
834 - (ت 540 هـ): مَوْهُوب بن أحمد بن محمد بن الخضر بن الحسن، البغدادي الحنبلي، أبو منصور الجَوالِيْقي
.
قال ابن العماد
(2)
: قال ابن رجب: هو شيخ أهل اللغة في عصره، ولد في ذي الحجة سنة خمسٍ وستين وأربع مئة، وسمع الحديث الكثير من أبي القاسم بن البُسْري، وأبي طاهر بن الصَّقر، وابن الطُّيُوري، وخَلْقٍ، وبرع في اللغة والعربية، ودرَّس العربية في النِظَامية بعد شيخه أبي زكريا مدةً، ثم قرَّبه المقتفي لأمر الله تعالى، فاختص بإمامته في الصلاة، وكان المقتفي يقرأ عليه شيئًا من الكتب، وانتفع به، وبان أثره في توقيعاته، وكان من أهل السنّة المحامين عنها، ذكر ذلك ابن شافع. وقال ابن السمعاني في حقه: إمام اللغة والأدب، وهو من مفاخر بغداد، وهو مُتَديِّن ثقة، ورع غزير الفضل، كامل العقل، مليح الخط، كثير الضبط، صنَّف التصانيف، وانتشرت عنه، وشاع ذكره، ونقل بخطه الكثير وكذلك قال عنه تلميذه ابن الجوزي: قرأت عليه كتاب "المعرَّب"، وغيره من تصانيفه.
وقال ابن خلكان: كان يصلي بالمقتفي بالله، فدخل عليه وهو أول ما دخل، فما
(1)
شذرات الذهب: 4/ 117.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 127.
زاد أن قال: السلام على أمير المؤمنين، فقال ابن التلميذ النصراني - وكان قائمًا وله إدلال الخدمة والطب -: ما هكذا يُسلَّم على أمير المؤمنين يا شيخ، فلم يلتفت إليه ابن الجواليقي، وقال: يا أمير المؤمنين، سلامي هو ما جاءت به السنّة النبوية، وروى الحديث، ثم قال: يا أمير المؤمنين، لو حلف حالفٌ أن نصرانيًا أو يهوديًا، لم يصل إلى قلبه نوع من أنواع العلم على الوجه، لما لزمته كفارة، لأن الله تعالى ختم على قلوبهم، ولا ينفكُّ ختم الله إلا بالإِيمان، فقال: صدقت وأحسنت، وكأنما ألْجم ابن التلميذ بحجر مع فضله وغزارة أدبه.
وقال المنذري: سمع منه جماعة منهم ابن ناصر، وابن السمعاني، وابن الجوزي، وأبو اليُمن الكندي. وتوفي سحر يوم الأحد، خامس عشر المحرم، سنة أربعين وخمس مئة، ودفن بباب حرب عند والده رحمهما الله تعالى. انتهى ملخصًا.
وقال السيوطي
(1)
في "بغية الوُعاة": كان عالمًا بالأدب واللغة، والجَواليْقي نسبةً إلى عمل الجُوَالِق وبيعها. انتهى المراد منه.
وله تصانيف ذكر منها ابن العماد
(2)
، والسيوطي
(3)
، وابن خَلِّكان
(4)
: "شرح أدب الكاتب"، وكتاب "المعرَّب"، و"تتمة درة الغواص للحريري"، و"التكملة فيما تلحن به العامَّة"، و"مختصر في النحو"، و"أسماء خيل العرب وفرسانها"، وكتاب "ما عُرِّب من كلام العجم"، وكتاب "العروض"، صنّفَه للمقتفي بالله العباسي، ذكره في "هدية العارفين"
(5)
.
835 - نجيب بن عبد الله السمرقندي الحنبلي
.
(1)
بغية الوعاة: 2/ 308.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 127.
(3)
بغية الوعاة: 2/ 308.
(4)
وفيات الأعيان: 5/ 342.
(5)
هدية العارفين: 2/ 483.
ذكره ابن رجب
(1)
فقال: هو أبو بكر ذكره يحيى بن الصَّيرَفي، الحرّاني الفقيه في بعض تصانيفه، وقال: أظنّه من تلامذة ابن عقيل، قال: وله تخاريج حسنة في المذهب. هكذا ذكره ابن رجب هنا، ولم يذكر وفاته.
836 - الحسين بن الهَمَذاني، أبو عبد الله شمس الحُفَّاظ الحنبلي
.
ذكره ابن رجب
(2)
هنا، ولم يذكر وفاته وقال: له كتاب "المقتدي" في الفقه في المذهب، ذكره ابن الصقَّال الحرَّاني في رسالته المسماة "الإِنباء عن تحريم الربا"، وذكر أنه ذكر في هذا الكتاب أن العُرُوض المحلَّى بأحد النقدين لا يجوز بيعه بأحدهما قولاً واحدًا، وهذا موافقةً لطريقة ابن أبي موسى وغيره، ولا أعلم مَنْ حاله غير هذا. انتهى.
وذكره ابن رجب في "القواعد"
(3)
.
837 - المبارك بن عبد الملك بن الحسين، البغدادي الحَرِيْمي، الفقيه الإِمام الحنبلي، أبو علي المعروف بابن القاضي
.
ذكره ابن رجب
(4)
هنا، ولم يذكر وفاته، وقال: تفقَّه في المذهب وبرع فيه، وسمع في حال كِبَرِهِ من غير واحد، وكان من أكابر الفقهاء، تفقّه عليه جماعةٌ، ولا أعلم سنة وفاته، وله ابن يقال له: أبو منصور عبد الملك، وستأتي ترجمته سنة تسعٍ وست مئة إن شاء الله تعالى.
838 - (ت 541 هـ): عبد الله بن علي، البَغْدادي المُقرئ، الفقيه الحنبلي، النحوي، أبو محمد سِبْط الخيَّاط
.
قال ابن الجوزي في "المناقب"
(5)
: هو الإِمام شيخ المقرئين بالعراق، وصاحب
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 207.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 208.
(3)
القواعد الفقهية: 249.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 208.
(5)
مناقب الإمام أحمد: 1/ 434.
التصانيف، سمع الحديث الكثير، وقرأَ بالقراآت الكثيرة، وصنّف فيها التصانيف الحِسَان، وكانت له معرفة بالعربية، وما سمعتُ قراءةً أحسنَ منه وأكمل، ولا أصحَّ ولا أحمد أداءً، وكان قويًا في السُّنَّة، وكان طول عمره مُنْفَردًا في مسجده، ومولده في شعبان سنة أربع وستين وأربع مئة، وتوفي يوم الاثنين ثامن عشر ربيع الآخر، سنة إحدى وأربعين وخمس مئة، وكان له جمع يزيد على الحَصْر، ما رأينا لأحد مثله. انتهى.
وذكره ابن العماد
(1)
فقال: سِبْط الخيَّاط الإِمام، أبو محمد عبد الله بن على، البغدادي المقرئ، الفقيه الحنبلي النحوي، شيخ المُقْرئين، وصاحب التصانيف، سمع من أبي الحسين بن النَّقور وطائفة، وقرأ القرآن على جده الزَّاهد أبي منصور، والشريف عبد القادر وطائفة، وبَرَع في العربية على ابن فاخر، وأمَّ بمسجد جَرَدَة بضعًا وخمسين سنة، وقرأ عليه خلقٌ، وكان من أندى الناس صوتًا بالقرآن.
وقال ابن شافع: سار ذكر سِبْط ابن الخيَّاط في الأغوار والأنجاد، ورَأَسَ أصحاب الإِمام أحمد، وصار واحد وقته، ونَسِيج وحده، لم أسمع في جميع عمري مَنْ يقرأ الفاتحة أحسن ولا أفصح منه، وكان جَمَال العراق بأسره، ظريفًا كريمًا، لم يخلِّف مثله في أكثر فنونه.
وقال ابن نقطة: كان شيخ العراق، يرجع إلى دين وثقة وأمانة، وكان ثِقةً صالحًا من أئمة المسلمين، وله شعرٌ حسنٌ. انتهى ملخصًا.
وذكره ابن الجَزَري في "الغاية"
(2)
، وأطال في ترجمته وله تصانيف كثيرة ذكر ابن الجَزَري منها: كتاب "المُبْهج" في القراآت الثمانية، وكتاب "الروضة" في القراآت، وكتاب "الإِيجاز" في القراآت السبع، وكتاب "التبصرة"، وكتاب "المؤيدة في السبعة والموضحة في العشرة"، و"القصيدة المُنْجدة" في القراآت، و"كفاية المبتدي" في القراآت الست و"الشمس المنيرة" لما رواه البارع. وله غير ما ذكره
(1)
شذرات الذهب: 4/ 128.
(2)
غاية النهاية: 1/ 434.
ابن الجَزَري "إرادةُ الطالب وإفادةُ الواهب" في القراءة، و"قراءة الأعْمَش وابن مُحَيْصن"، و"اختيار خلف واليزيدي" وغيرها.
839 - (ت 541 هـ): حنبل بن علي، أبو جعفر البخاري، الحنبلي الصوفي
.
قال ابن العماد
(1)
: سمع من شيخ الإِسلام الهَرَوي بهَراة وصَحِبَه، وببغداد من أبي عبد الله النِّعالي، وتوفي بِهَرَاة في شوال، سنة إحدى وأربعين وخمس مئة. انتهى.
840 - (ت 541 هـ): الفضل بن عمر بن أبي منصور، أبو المعافى الحلواني، البغدادي الحَنْبلي المقرئ
.
قال ابن شافع: قرأ على سِبْط الخيَّاط، وكان مقرئًا، ضابطًا مجودًا، قرأ القرآن، وأقرأه، وخَتَّم خلقًا كثيرًا، وسمع الحديث الكثير، وكتب لنفسه، وكان متعفِّفًا متقلِّلًا، مات يوم الخميس، حادي عشر شعبان، سنة إحدى وأربعين وخمس مئة، وصُلِّي عليه بجامع القصر وبمدرسة الشيخ عبد القادر الجِيْلي. انتهى.
841 - (ت 542 هـ): دَعْوان بن علي بن حماد بن صَدقة الجُبَّائي، ويقال: الجُبِّي نسبة إلى قريةٍ بسواد بغداد، عند العَفْر على طريق خراسان، المقرئ الفقيه الحنبلي، أبو محمد
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد سنة ثلاثٍ وستين وأربع مئة بالجُبَّة المذكورة، وقدم بغداد، وسمع بها من أبي محمد التَّمِيْمي، وأبي عبد الله بن البُسْري وجماعة، وقرأ بالروايات على الشّريف عبد القاهر المكي، وابن سوار وتفقَّه على أبي سعد المخرَّمي، وأحْكَم الفقه، وأعاد لشيخه المذكور، وأقرا القراآت، وحدَّث، وانتفع به الناس، قرأ عليه جماعة، وحدَّث عنه آخرون منهم: ابن السَّمْعاني.
قال ابن الجوزي: كان خيِّرًا ديِّنًا، ذا صِيانةٍ وسترٍ. وعفافٍ، وطرائق محمودةٍ على سبيل السلف الصالح، توفي يوم الأحد سادس عشري ذي القعدة، سنة اثنتين
(1)
شذرات الذهب: 4/ 128.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 131.
وأربعين وخمس مئة، ودفن من الغد بمقبرة أبي بكر غُلام الخلَّال إلى جانبه. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
وابن الجزري
(2)
في "الغاية".
842 - (ت 542 هـ): عمر بن ظفر بن أحمد بن عبد الله بن آدم، أبو حفص، الشَّيباني البغدادي المغازِلي، المقرئ المحدِّث، الحنبلي الصالح
.
قال ابن العماد
(3)
: هو مفيد بغداد، سمع أبا القاسم بن البُسْري فمن بعده، وقرأ القرآن مدةً، وكتب الكثير، توفي في شعبان، سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة. انتهى.
وذكره ابن الجزري
(4)
فقال: ولد سنة إحدى وستين وأربع مئة، وقرأ على أحمد بن عمر بن أبي الأشعث، السَّمَرْقَنْدي، وأحمد بن محمد القُرْقُوبي، قرأ عليه يحيى بن محمد الأواني، وأسعد بن الحسين اليَزْدي، وهبة الله بن يحيى ابن الهَرَّاس، وحدث عنه ابن عساكر، وابن الجوزي، والكِنْدي، وختم عليه بمسجده خلقٌ، وكان من أهل العلم والفضل والعمل. مات في شعبان، سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة. انتهى.
843 - (ت 543 هـ): صالح بن شَافِع بن صالح بن حاتم بن أبي عبد الله، الجِيْلي الحنبلي، الفقيه المعدِّل، أبو المعالي
.
قال ابن العماد
(5)
: ولد ليلة الجمعة لستٍّ خلون من المحرم، سنة أربعٍ وسبعين وأربع مئة، وسمع من أبي منصور الخيَّاط، والطُّيُوري وغيرهما، وصحب ابن عقيل، وغيره من الأصحاب، وتفقه ودرس. قال ابن المَنْدائي في "تاريخ القضاة"؛ كان فقيهًا زاهدًا من سروات الناس. وقال المُنْذِري: كان أحد الفضلاء والشهود، وحدث عنه
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 212.
(2)
غاية النهاية: 1/ 280.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 131.
(4)
غاية النهاية: 1/ 593.
(5)
شذرات الذهب: 4/ 135.
الحافظان أبو القاسم الدمشقي، وأبو سعد بن السَّمْعاني، وتوفي يوم الأربعاء، سادس عشر رجب، سنة ثلاثٍ وأربعين وخمس مئة، ودفن في دكة الإِمام أحمد، وذكر ابن الجوزي أنه دُفن عند ابن عقيل. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
بنحوه.
844 - (ت 543 هـ): المبارك بن كامل بن أبي غالب محمد بن أبي طاهر الحسين بن محمد، البَغْدادي الظَّفَري، المحدِّث الحنبلي، مُفيد العراق، ويُعرف أبوه بالخَفَّاف
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد يوم الخميس ثاني عشر ذي الحجة، سنة خمسٍ وتسعين وأربع مئة، وقرأ القرآن بالروايات، وسمع الحديث الكثير، وأول ساعه سنة ستٍ وخمس مئة، وعُني بهذا الشأن، سمع من أبي القاسم ابن بَنَان، وابن بَنْهان وغيرهما. قال ابن الجوزي: ولم يَوزَلْ يسمع العالي، والنازل، ويتتبَّع الأشياخ في الروايات، وينقل السماعات، فلو قيل: إنه سمع من ثلاثة آلاف شيخ لما رُدَّ القائل، وجالس الحفَّاظ، وكتب بخطه الكثير، وانتهت إليه معرفة المشايخ، ومقدار ما سمعوا، والإِجارات إلا أنه قليل التحقيق فيها، ينقل السماع مجازفةً، لكونه يأخذ عن ذلك ثمنًا، وكان فقيرًا إلى ما يأخذ، وكان كثير التزويج، والأولاد، وكان صدوقًا. توفي يوم الجمعة تاسع عشر جمادى الأولى، سنة ثلاثٍ وأربعين وخمس مئة، ودفن بالشُّونيزية. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
بنحوه، وزاد: كان صدوقًا مع قلة فهمه ومعرفته، خرَّج لنفسه معجمًا لشيوخه، وقال الذهبي: سمع الكثير، وكتب عن الجمِّ الغفير، وأفاد الطلبة، وانتفع به خلقٌ كثير. انتهى.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 213.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 135.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 214.
وله تصانيف ذكر ابن العماد
(1)
وابن رجب
(2)
منها: كتاب "سلوة الأحزان" نحو ثلاث مئة جزء، و"معجم شيوخه"، وله غير ما ذكراه كتاب "نسيم الروح".
845 - (ت 543 هـ): عبد الله بن الحسين بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن قُثامى، الحَرِيْمي، الفقيه المعدِّل الحنبلي، أبو القاسم بن أبي علي
.
ذكره ابن رجب
(3)
وقال: ولد سنة اثنتين اثنتين وتسعين وأربع مئة، وسمع من أبي نصر الزينبي، وأبي الحسين العاصِمي، وأبي الغنائم بن أبي عنان، وثابت بن بُنْدار وغيرهم.
قال ابن الجوزي: كان صدوقًا فقيهًا، مفتيًا مناظرًا، ورُوي عنه حكايةً في غير موضع من كتبه، وسمع منه ابن السَّمْعاني وقال: فقيهٌ فاضلٌ على مذهب أحمد، حسن الكلام في المسائل، جميل الصورة، مَرْضِي الطريقة، متواضع، كثير البِشْر، راغبٌ في الخير.
وقال ابن شافع: كان فقيهًا مُفْتيًا، مناظرًا صدوقًا أمينًا، ذكره شيخنا - يعني ابن ناصر - وأثنى عليه، روى عنه أحمد بن عبد الملك بن يوسف بن بانانة، وتوفي يوم الجمعة سادس ذي القعدة، سنة ثلاثٍ وأربعين وخمس مئة، ودفن من الغد بمقبرة باب حرب. انتهى.
846 - (ت 544 هـ): عبد الله بن عبد الباقي بن التَّبَّان الواسِطي، ثم البَغْدادي، أبو بكر الفقيه الحنبلي، ويسمى محمدًا وأحمدًا أيضًا
.
قال ابن العماد
(4)
: قال: ابن الجوزي: كان من أهل القرآن، سمع من أبي الحسين بن الطُّيُوري، وتفقَّه على ابن عقيل، وناظر وأفتى ودرَّس، وكان أميًّا
(1)
شذرات الذهب: 4/ 135.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 214.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 215.
(4)
شذرات الذهب: 4/ 139.
لا يَكتب، توفي في شوال سنة أربعٍ وأربعين وخمس مئة، عن تسعين سنةً، ودفن بمقبرة باب حرب. انتهى.
وقال ابن شافع: كان مذهبيًا جيِّدًا، وخلافيًّا مناظرًا، ومن أهل القرآن، بقي على حفظه لعلومه إلى أن مات، وله تسعون سنة أو أزيد، توفي سنة أربع وأربعين وخمس مئة.
وقال ابن النجار: سمع منه المبارك بن كامل، وأبو الفضل بن شافع. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
بنحوه.
847 - (ت 544 هـ): أيوب بن أحمد بن تيموه الباجَرائي، الفقيه الحنبلي
.
ذكره ابن رجب
(2)
وقال: كان يكتب بخطه القاضي أيوب.
قال ابن النجَّار: سمع ابن ناصر الدَّسْكري، والقاضي أبا الحسين بن الفرَّاء، وحدَّث عنه بأصبهان بيسير، سمع منه أبو الكَرَم سعد بن الحسين بن ولّاد المَدِيْني، توفي في ذي القعدة، سنة أربعٍ وأربعين وخمس مئة.
قال ابن رجب: ووجدت خطه كثيرًا على كتب كثيرةٍ من كتب الأصحاب، قرأت عليه وحدَّث بـ "الغَيْلانيات" سماعه من ابن الحُصَين. انتهى.
848 - (ت 545 هـ): نصر بن الحسين بن حامد، الحَرَّاني الحنبلي أبو القاسم
.
ذكره ابن رجب
(3)
في "طبقاته"، ولم يذكر تاريخ وفاته، وقال: هو أحد شيوخ حَرَّان وفقهائها الأكابر، وهو من أصحاب أبي الفتح بن جَلَبة القاضي، وأبي الحُسَيْن بن عَمْرو الزَّاهد، وعنهما أخذ العلم، ولا أعلم سنة وفاته، ذكره أبو الفتح بن عبدوس. انتهى.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 216.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 219.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 219.
وذكره صاحب
(1)
"هدية العارفين" فقال: نصر بن الحسين بن حامد الحَرَّاني: أبو القاسم، الحنبلي، الحَرَّاني، ثم البغدادي. المتوفي في حدود خمس وأربعين وخمس مئة صنف كتاب "كفاية المنتهي" و"نهاية المبتدي" في الفقه الحنبلي. انتهى.
- (ت 545 هـ): عبد الملك بن عبد الوهَّاب. [انظر: 850].
يأتي سنة ستٍ وأربعين وخمس مئة.
- (ت 545 هـ): عبد الله بن هِبَة الله السامري. [انظر: 851].
يأتي سنة ستٍ وأربعين وخمس مئة.
849 - (ت 546 هـ): الجُنَيْد بن يعقوب بن الحسن بن الحجَّاج بن يوسف الجِيْلي، الفقيه الحنبلي الزَّاهد، أبو القاسم
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد سنة إحدى وخمسين وأربع مئة بناحية من أرض جِيْلان، ثم قَدِم بغداد وأقام بباب الأَزَج، وقرأ الفقه على يعقوب البَرْزَبِيْني، والأدب على ابن الجَوالِيقي، وسمع الحديث من أبي محمد التَّمِيْمي، والقاضي أبي الحسين، وغيرهما وحدَّث باليسير، وكتب بخطه الكثير، وكان فاضلًا ديِّنًا حسنَ الطريقة، وروى عنه: ابن عساكر، وابن السَمْعاني. قال ابن لبَيْدة: كان صدوقًا زاهدًا ثَبْتاً، لم يعرف عليه إلا خير، وتوفي يوم الأربعاء سادس عشر جمادى الآخرة، سنة ستٍ وأربعين وخمس مئة، وصلى عليها الشيخ عبد القادر. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
بنحوه، ونقل عنه اختيارات، وله مصنفات ذكر ابن العماد منها كتابًا كبيرًا في استقبال القبلة ومعرفة أوقات الصلاة.
850 - (ت 546 هـ): عبد الملك بن عبد الوهَّاب بن عبد الواحد بن محمد
بن
(1)
هدية العارفين: 2/ 491.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 142.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 216.
علي الأَنْصاري الشِّيْرازي، ثم الدمشقي الحنبلي، بهاء الدين بن شَرَف الإِسلام، ابن الشيخ أبي الفرج.
تقدَّم ذكر أبيه. وذكر جده.
قال ابن العماد
(1)
في عبد الملك هذا: تفقَّه ودرَّس، وأفتى وناظر، وكان إمامًا فاضلًا، مناظرًا، مشتغلًا، مُفتيًا على مذهب أحمد بن حنبل، وأبي حنيفة بحكم ما كان عليه عند إقامته بخراسان لطلب العلم والتقدم، وكان يعرف اللسان الفارسي مع العربي، وهو حسنُ الحديث في الجدِّ والهزل. توفي يوم الاثنين سابع رجب سنة ست وأربعين وخمس مئة. وكان له يوم مشهود، ودفن في جوار أبيه في مقابر الشهداء بالباب الصغير. قاله حمزة بن القلانسي في "ذيل تاريخ دمشق". وجزم ابنُ رجب أنه توفي سنة خمس وأربعين وخمس مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بنحوه.
851 - (ت 546 هـ): عبد الله بن هبة الله بن محمد بن أحمد السَّامري، الفقيه الحنبلي، أبو الفتح
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد يوم الاثنين ثاني عشري ذي الحجة، سنة خمس وثمانين وأربع مئة، وسمع الكثير من ثابت بن البُنْدار، وابن خُشَيْش، وجعفر السرَّاج، وغيرهم. وتفقه على أبي الخطاب الكَلْوَذَانِي، وحدَّث باليسير، وروى عنه جماعة. وتوفي ليلة الاثنين، ثالث عشري محرم، سنة ست وأربعين. وخمس مئة.
وقال ابن رجب: سنة خمس وأربعين وخمس مئة. ودفن يوم الثلاثاء بمقبرة باب حرب. انتهى.
له كتاب "الفروق" ذكره في "معجم المؤلفين"
(4)
.
(1)
شذرات الذهب: 4/ 143.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 219.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 143.
(4)
معجم المؤلفين: 6/ 161.
852 - (ت 546 هـ): الحسن بن محمد بن الحسن، الأَوَاني الرَّاذَاني - بالراء والمعجمة نسبة إلى رَاذَان. قرية ببغداد - ثم البغدادي، الفقيه الحنبلي، الواعظ الزاهد، أبو علي
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد بأوَانا قرية على عشرة فراسخ من بغداد، سمع ابن بيان، وابن خُشَيْش، وابن ناصر ولازمه إلى أن مات، وتفقَّه على أبي سعد المخرمي، ووَعَظ وتقدم، ولما مات ابن الزَّاغُوني أخذ عنه حلقته بجامع المنصور في النظر والوعظ، وطلبها ابن الجوزي فلم يُعطَها لصغر سنه، وسمع منه ابن السمعاني، وأثنى عليه.
قال ابن الجوزي: توفي يوم الأربعاء رابع صفر سنة ست وأربعين وخمس مئة، ودفن من الغد إلى جانب ابن سَمْعون، بمقبرة الإِمام أحمد، وكان موته فجأة، فإنه دخل إلى بيته يتوضأ لصلاة الظهر، فقاء فمات، وكان قد تزوج وعزم تلك الليلة على الدخول بزوجته. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
وقال: قال ابن السمعاني في حقه: واعظ حسن السيرة مُتَودِّد، وسمع منه أبو الحسن بن عَبْدوس الحرَّاني الفقيه جُزءًا فيه أجوبة عن مسائل وردت من المَوْصل، تتضمن عدةَ مسائل من أصول الدين، أجاب عنها في كُرَّاس بجواب حسن موافقٍ لمذهب أهل الحديث.
وذكر عبد المغيث الحربي في بعض مؤلفاته، فُتيا من فتاويه في تحريم السماع. انتهى.
853 - (ت 546 هـ): عبد الرحمن بن محمد بن علي بن محمد الحُلْواني الفقيه الحَنْبلي، الإِمام، أبو محمد بن أبي الفتح
.
قد تقدم ذكر أبيه محمد، وأما عبد الرحمن هذا فقال ابن العماد
(3)
في حقه:
(1)
شذرات الذهب: 4/ 143.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 220.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 144.
ولد سنة تسعين وأربع مئة وتفقَّه على أبيه، وأبي الخطَّاب، وبرع في الفقه وروى عن أبيه وعلي ابن أيوب البزَّار، والمُبارك بن عبد الجبار، وذكره ابنُ شافع وابنُ النجَّار وأَثنيا عليه، وذكره ابن الجوزي وقال: كان يتَّجر بالخلِّ ويقتنع به، ولم يقبل من أحد شيئًا، وتوفي يوم الاثنين، سلخ ربيع الأول، سنة ستٍ وأربعين وخمس مئة، وصلى عليه من الغد الشيخ عبد القادر. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
وقال: صنَّف تصانيف في الفقه، والأصول. قال ابن شافع: كان فقيهًا في المذهب، يُفتي وينتفع به جماعةُ أهل محلَّته.
وقال ابن النجَّار: كان موصوفًا بالخير، والصلاح والفضل. قال ابن رجب: قال المنذري: والحَلْواني بفتح الحاء المهملة وسكون اللام، وهذه النسبة إلى بيع الحلواء أو عملها، قال ابن رجب: والمعروف أنه بضم الحاء، وما أظنه إلا منسوبًا إلى حُلْوان البلد المعروف بالعراق. انتهى.
وله تصانيف كثيرة ذكر ابن العماد، وابن رجب منها "تفسير القرآن" في إحدى وأربعين جزءًا، وكتاب "التبصرة" في الفقه، وكتاب "الهداية" في أصول الفقه، و"تعليقة كبيرة" في مسائل الخلاف.
854 - (ت 546 هـ): علي بن محمد بن أبي يَعلى الفرَّاء، أبو الفرج بن أبي خازم
.
ذكره ابن رجب
(2)
وقال: توفي سنة ست وأربعين وخمس مئة، حدَّث بإجازته من العاصمي، وأبي الفضل بن خَيْرون، وابن الطُّيُوري، وغيرهم.
وسمع منه ابنه عبد الله بن علي، وأبو العباس القَطِيْعي الفقيه، والحسين بن مهجل وغيرهم، وتولى القضاء.
وتوفي ليلة الأحد ثاني عشر رمضان من السنة المذكورة. انتهى.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 221.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: في ترجمة عبد الله بن علي 1/ 353.
855 - (ت 546 هـ): محمد بن مَنْصور بن إبراهيم، القَصْرِي، البغدادي، الحنبلي، المقرئ، المفسر، أبو بكر
.
ذكره الذهبي وقال: أقرأ طائفة، وكان رأسًا في التفسير والقراآت، والفقه، له حلقة بجامع المنصور، مات في شعبان، سنة ست وأربعين وخمس مئة. انتهى.
856 - (ت 548 هـ): أحمد بن أبي غالب بن أحمد بن الطِلَّاية، أبو العباس، البغدادي، الورَّاق الحنبلي، الزاهد، العابد
.
قال ابن الجوزي
(1)
: كان كثير التعبد حتى انطوى، وكان رأسه إذا قام عند ركبتيه، وحدثني أبو الحسن ابن غريبة، قال: جاء إليه رجل فقال له: سل لي فلانًا في كذا. فقال له: يا أخي، قم معي نصلي ركعتين ونسأل الله تعالى، وأنا أرجو أن لا أترك بابًا مفتوحًا، وأقصد بابًا مغلقًا.
وتوفي في رمضان سنة ثمان وأربعين وخمس مئة، ودفن بمقبرة أحمد. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
فقال: سمع من عبد العزيز الأَنْماطي وغيره، وانفرد بالجزء التاسع من المخلصيات حتى أضيفت إليه، وقد زاره السلطان مسعود في مسجده بالحربية، فتشاغل عنه بالصلاة فبكى السلطان، وأبطل المُكدس والضرائب وتاب، وكان الشيخ من أعاجيب دهره في الاستقامة، لازم مسجده سبعين سنة، لم يخرج منه إلا للجمعة، وكان متقلِّلًا من الدنيا، متعبدًا لا يفتر ليلًا ولا نهارًا، لم يكن في زمنه أعبد منه، لازم ذلك حتى انطوى طاقين، قانعًا بثوب خام، وجرَّة ماء، وكسرة يابسة، وتوفي سنة ثمان وأربعين وخمس مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب في "طبقاته"
(3)
، وابن الجوزي أيضًا في "صفة الصفوة"، وغيرهما.
(1)
مناقب الإمام أحمد: 640.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 145.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 224.
857 - (ت 548 هـ): أحمد بن عبد الرحمن بن محمد الأَزَجي الحَنبلي، أبو علي القاضي
.
قال: ابن العماد
(1)
: سمع من أبي محمد التَّمِيْمي وغيره، وتفقَّه على أبي الخطَّاب الكَلْوَذَاني، وولي قضاء المَدَائن وغيرها.
ذكره ابن السمعاني فقال: أحدُ فقهاء الحنابلة. وقضاتهم، كتبتُ عنه يسيرًا.
وتوفي يوم السبت، سابع عشر شعبان، سنة ثمان وأربعين وخمس مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
وقال: هو أبو علي بن شاتيل، سمع من أبي محمد التَّمِيْمي، ونصر بن البَطِر، وابن طلحة النَّعالي، وأبي بكر بن سوسين، وشيخ الإِسلام الهَكَّاري، وغيرهم، وسمع منه جماعة منهم أبو إسحاق بن الصقَّال الفقيه. انتهى.
858 - (ت 548 هـ): محمود بن الحسين بن بُنْدار، أبو نجِيح الطَّلحي، المحدِّث، الواعظ، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(3)
: سمع الحديث الكثير، وطلبه بنفسه، وقرأ وسمع بأصبهان كثيرًا من يحيى بن مَنْدَه الحافظ وغيره، ورحل إلى بغداد، وسمع بها من ابن الحصين، والقاضي أبي الحسين، وكتب بخطه كثيرًا، وخطه حسنٌ مُتْقن، ووعظٌ، وقال الشعر، وسمع منه ابن سَعْدُون القرطبي وحدَّث عنه محمد بن مكي الأصبهاني، وغيره، وتوفي سنة ثمان وأربعين وخمس مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
بنحوه.
859 - (ت 548 هـ): المبارك بن أحمد بن الحسين، أبو منصور الخيَّاط، البغدادي، الحنبلي، المقرئ
.
(1)
شذرات الذهب: 4/ 147.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 223.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 151.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 222.
ذكره مسعود بن النادر فقال: قرأ على أبي منصور الخيَّاط الكبير، وكان صالحًا، خيِّرًا، حنبلي المذهب، كتب عنه أبو سعد السَّمْعَاني، وكان من الصالحين، كثير التلاوة للقرآن وتعليمه من أهل السنة.
مات في ثامن رجب سنة ثمان وأربعين وخمس مئة. انتهى.
860 - (ت 549 هـ): نَصْر بن المُظَفَّر بن الحسين بن أحمد بن محمد بن خالد ابن بَرْمك البرمكي، الطَّنْزِي، الحَنْبلي، أبو المحاسن، المعروف بالشخص العزيز
.
ذكره ياقوت
(1)
في "معجم البلدان" وقال: سمع الحديث ببغداد من أبي المحاسن بن النَّقور البزّاز، وبأصبهان من عبد الوهَّاب بن مَنْده، وغيرهما.
ذكره أبو سعد في شيوخه، وقال: توفي في شهر ربيع الآخر، سنة تسع وأربعين وخمس مئة. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
وقال: سمع أبا الحسين بن النقور، وعبد الوهَّاب بن مَنْده، وتفرَّد في زمانه، وقَصَده الطلبة، توفي سنة تسع وأربعين وخمس مئة. انتهى.
861 - (ت 549 هـ): محمد بن عبد الله بن أبي سعد الهَرَوي، أبو الفتح الصوفي، الحنبلي، الملقب بالشِيْرازي
.
قال ابن العماد
(3)
: هو أحد الذين جاوزوا المئة، صحب شيخ الإِسلام الهَرَوي الأنصاري الحنبلي وغيره، وكان من كبار الصالحين.
توفي سنة تسع وأربعين وخمس مئة. انتهى.
862 - (ت 550 هـ): سعيد بن أحمد بن الإِمام أبي محمد الحسن بن أحمد البَغْدادي، أبو القاسم الحنبلي
.
(1)
معجم البلدان: 4/ 43.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 154.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 154.
قال ابن العماد
(1)
: سمع ابن البُسْري، وأبا نصر الزَّيْنَبِي، وعاش ثلاثًا وثمانين سنة، وتوفي في ذي الحجة سنة خمسين وخمس مئة. انتهى.
863 - (ت 550 هـ): محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن عُمر البغدادي، السَّلامي، الحنبلي، أبو الفضل، الحافظ الثقة، محدِّث العراق
.
قال ابن الجوزي
(2)
: ولد في شعبان سنة سبع وستين وأربع مئة، وسمع الحديث الكثير، وكان له حظٌ وافر من معرفته، قرأ علم اللغة على أبي زكرياء، وهو الذي جعله الله سببًا لإِرشادي إلى العلم، فإنه كان يجتهدُ معي في الصغر، ويحملُني إلى المشايخ، وأسمعني "مسندَ الإِمام أحمد" بقراءته على ابن الحُصَين، والأجزاءَ العوالي، وأنا إذ ذاك لا أدري ما العلم من الصِغر، وكان ثَبَتَ لي في كل ما سمعت وقرأت عليه ثلاثين سنة، ولم أستفد من أحدٍ كاستفادتي منه، وتوفي في شعبان سنة خمسين وخمس مئة. انتهى.
وذكره ابن العماد
(3)
فقال: ولد سنة سبع وستين وأربع مئة، وسمع علي بن البُسْري، وأبا طاهر بن أبي الصقر، والبانْيَاسِي وطبقتَهم، وأجزَ له من خُراسان أبو صالح المؤذِّن، والفضل بن المُحِب، وأبو القاسم بن عَلِيَّكٍ، وطبقتهم، وعُني بالحديث بعد أن برع في الفقه، وتحوَّل من مذهب الشافعي إلى مذهب الحنابلة.
قال ابن النجَّار: كان ثقةً ثَبْتًا، حسنَ الطريقة، مُتَدينًا، فقيرًا، متعففًا، نظيفًا، نَزِهًا، وقف كُتبَه، وخلَّف ثيابًا خَلِقة، وثلاثة دنانير ولم يعقب. وقال فيه أبو موسى المديني الحافظ: هو مقدم أصحاب الحديث في وقته ببغداد.
وقال ابن رجب: كان والده تركيًا شابًا، محدِّثًا، فاضلًا، من أصحاب أبي بكر الخطيب الحافظ، توفي في شبيبَتِه، وأبو الفضل هذا صغير فكفله جدُّه لأمِّه أبو
(1)
شذرات الذهب: 4/ 155.
(2)
مناقب الإمام أحمد: 639.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 155.
حكيم، الحِيْري، الفَرَضي، فأسمعه في صغره شيئًا يسيرًا من الحديث، وأَشْغَله بحفظ القرآن، والفقه على مذهب الشافعي، ثم إنه صحب أبا زكرياء التَّبْرِيْزِي اللغوي، وقرأ عليه الأدب واللغة، حتى مَهَرَ في ذلك، ثم جدَّ في سماع الحديث، وصاحب ابن الجَوالِيْقي، وكان في أول الأمر أبو الفضل أميلُ إلى الأدب، وابن الجَوَاليقي أميلُ إلى الحديث، وكان الناس يقولون: يخرج ابن ناصر لغوي بغداد وابن الجواليقي مُحدِّثها، فانعكس الأمر فصار ابن ناصر محدِّث بغداد، وابن الجواليقي لُغويها، وخالطَ ابن ناصر الحنابلة ومال إليهم، وانتقل إلى مذهبهم لرؤيًا رأى فيها النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يقول: عليك بمذهب الشيخ أبي منصور الخيَّاط.
قال السلفي: سمع ابن ناصر معنا كثيرًا، وهو شافعي المذهب، أشعري العقيدة، ثم انتقل إلى مذهب أحمد في الأصول والفروع، ومات عليه، وله جَوْدة حفظ وإتقان، وهو ثَبْتٌ إمامٌ.
وقال ابن الجوزي: كان حافظًا ضابطًا، مفتيًا، ثقةً، من أهل السنّة لا مَغْمزَ فيه، وكان كثير الذكر، سريع الدمعة، توفي سنة خمسين وخمس مئة. انتهى. المراد منه.
وله عدة تصانيف ذكر ابن العماد وابن رجب
(1)
منها: كتاب "مناقب الإِمام أحمد" مجلد، وكتاب في "مآخذ اللغة على الغَرِيْبَين" للهَرَوي، و"جزء في في الرد" على من يقول: إِن صوتي بالقرآن غير مخلوق، وله غير ما ذكراه كتاب "الأمالي في الحديث" وغير ذلك.
864 - (ت 550 هـ): عبد الملك بن محمد بن عبد الملك اليَعْقُوبي، المؤَدِّب، أبو الكرم الحنبلي
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد بعد السبعين وأربع مئة، وسمع من ابن النَّرْسِي، وأبي الغنائم ابن المهتدي، وغيرهما.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 229.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 156.
وحدَّث وسمع منه ابن الخَشَّاب، وابن شافع، وكان رجلًا صالحًا، من خيار أصحابنا الحنابلة.
تفقَّه على ابن عقيل، وصحبه، وسمع الحديث الكثير، ونظم الشعر.
وتوفي سنة خمسين وخمس مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
بنحوه.
865 - محمد بن المبارك بن أحمد بن بكروس، أبو بكر الحمَّامي الحنبلي
.
ذكره ابن رجب
(2)
هنا، ولم يذكر وفاته، وقال: هو والد أحمد الآتي سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة.
وقال في محمد هذا: كان رجلًا صالحًا، كثير الحج، سمع الحديث في كبره على جماعة. انتهى.
866 - (ت 551 هـ): أحمد بن الفَرَج بن راشد بن محمد المَدَني، الدُّجَيْلي، الورَّاق، الحنبلي، أبو العباس
.
قال ابن العماد: هو الحجة الثبت القاضي، من أهل "المدينة" قرية فوق الأَنْبار.
ولد في عشر ذي الحجة، سنة تسعين وأربع مئة وقرأ القرآن بالروايات على مكي بن أحمد الحَنْبلي، وغيره.
وتفقَّه على عبد الواحد بن شُنَيْف، وسمع من أبي منصور محمد بن أحمد الخازن وغيره.
وتوفي في يوم السبت سادس ذي الحجة سنة إحدى وخمسين وخمس مئة.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 225.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 229.
ودفن من الغد بمقبرة باب حرب. انتهى.
وذكره ابن رجب في "الطبقات"
(1)
، وذكرته في "القطف"، وذكره السخاوي في "تاريخ المدينة"
(2)
.
867 - (ت 551 هـ): محمد بن عُبيد الله بن نَصْر بن السَّرِي، الزَّاغُوني، الحَنْبلي، أبو بكر المُجَلِّد، أخو أبي الحسن علي بن عُبيد الله المتقدم
.
قال ابن العماد
(3)
: سمع أبا القاسم بن البُسْري، وأبا نصر الزَّيْنَبي والكبار، وصار مسندَ العراق، وكان صالحًا مَرْضيًا إليه المنتهى في التجليد، اصطفاه الخليفة لتجليد خزانة كتبه، وتوفي في ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة، وله أربع وثمانون سنة. انتهى.
وذكره ابن ياقوت في "معجم البلدان"
(4)
وقال: كان مُجلدًا للكتب، أستاذًا حاذِقًا، ولد سنة ثمانٍ وستين وأربع مئة. وروى الحديث، وتوفي سنة إحدى وخمسين وخمس مئة. انتهى.
868 - (ت 552 هـ): محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن سعدان، أبو المظفر الأَزَجي، الفقيه، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(5)
: سمع الحديث من القاضي الحسين، وأبي العز ابن كادِش، وتفقَّه على القاضي أبي الحسين، وأبي بكر الدِّيْنَوري، ولازمه، وروى عنه أحمد بن طارق، وكتب عنه المبارك بن كامل بغير إسناد في "معجمه".
قال صدقة بن الحسين في تاريخه: كان فقيهًا كيسًا، من أصحاب أبي بكر
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: في ترجمة ابنه أحمد: 1/ 338.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 230.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 164.
(4)
معجم البلدان: 3/ 126 - 127.
(5)
شذرات الذهب: 4/ 163.
الدِّيْنَوري، توفي في ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة، ودفن بباب حَرْب. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
وقال: إن صدقة بن الحسين سماه مظفرًا.
869 - (ت 552 هـ): محمد بن خُذَاداذ بن سلامة بن خُذَاداذ، العراقي، المبَارِدِي، المأموني، الكاتب، المجوِّد، الحدَّاد، الفقيه الحنبلي، الأديب، أبو بكر بن أبي محمد، المعروف بنقَّاش المَبَارد
.
ذكره ابن العماد
(2)
وقال: سمع من نصر بن البَطر، والحسين بن طلحة وأبي نصر الزَّيْنَبي، وأبي الخطَّاب، وكتب خطًا حسنًا.
قال ابن النجَّار: كان فقيهًا، مناظرًا، أصوليًا، تفقَّه على أبي الخطاب، وعلَّق عنه مسائل الخلاف، وقرأ الأدب، وقال الشعر، وكان صدوقًا.
توفي ليلة الخميس، مستهل جمادى الآخرة، سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة، وصُلِّي عليه من الغد، ودفن بباب حَرْب.
وقيَّد ابن نُقطة خُذَاداذ بدال مهملة بين ذالين معجمتين. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
.
870 - (ت 552 هـ): المبارك بن أحمد بن علي بن الإِخوة، أبو البركات، البغدادي، المُقرئ، الحنبلي
.
ذكره ابن الجزري
(4)
فقال: ولد سنة ثمانين وأربع مئة.
وقرأ القراآت والفقه على أبي الوفاء علي بن عقيل، وكان عارفًا بالنحو والأدب.
قال ابن النجَّار: قرأ عليه جماعة من القرَّاء.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 230.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 164.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 231.
(4)
غاية النهاية: 2/ 37.
وكان حفظه للحكايات والأشعار، روى عنه سبطة ترك بن محمد، وأبو سعد بن السمعاين.
وله نظم حسن مات ليلة الثلاثاء سادس عشرين ذي القعدة، سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة.
ودفن بباب حرب. انتهى.
- (ت 552 هـ): محمد بن عبيد الله الزاغوني تقدم سنة إحدى وخمسين وخمس مئة. [انظر: 867].
871 - (ت 553 هـ): سالم بن عبد الله بن عبد الملك، الشَّيْبَاني، الفقيه، الحنبلي، الزاهد
.
قال ابن العماد
(1)
: صحب أبا بكر الدِّيْنَوري، وسمع من الشريف أبي العز بن المختار، وأبي الغنائم النَّرْسِي، وغيرهما.
قال ابن شافع: كان فقيهًا، زاهدًا، مخمولًا ذكرهُ عند أبناء الدنيا، رفيعًا عند الله، وصالحي عباده.
توفي ليلة الأربعاء سابع شعبان، سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بنحو ذلك.
872 - (ت 553 هـ): المبارك بن أحمد بن زُرَيق، أبو الفتح، الحدَّاد، الواسطي، الحنبلي، المقرئ
.
ذكره ابن الجزري
(3)
في "الغاية" وقال: هو إمام جامع واسِط مقرئ، محققٌ
(1)
شذرات الذهب: 4/ 166.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 232.
(3)
غاية النهاية: 2/ 37.
حاذقٌ، فقال: قرأ وتفقَّه على أبي العز القلانِسي وسِبْط الخيَّاط، قرأ عليه ابن البنَّاء، وابنه المبارك بن المبارك.
وتوفي سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة. انتهى.
873 - (ت 554 هـ): أحمد بن معالي - ويسمى: عبد الله أيضًا - بن بركة، الحَرْبي، الحَنْبلي
.
قال ابن العماد
(1)
: تفقَّه على أبي الخطاب الكَلْوَذَاني، وبرع في النظر.
قال ابن الجوزي: كان له فهمٌ حسنٌ، وفطنة، في المناظرة، وسمعت درسه مدة، وكان قد انتقل إلى مذهب الشافعي ثم عاد إلى مذهب أحمد، ووعظ.
وقال صدقة بن الحسين: كان شيخًا، كبيرًا، وقد نيَّف على الثمانين، فقيهًا، مناظرًا، عرافًا، له مخالطة مع الفقهاء، ومعاشرة مع الصوفية، وكان يتكلم كلامًا حسنًا، إلا أنه كان متلونًا في المذهب.
توفي يوم الأحد ثامن عشر جمادى الأولى، سنة أربع وخمسين وخمس مئة، وصلى عليه الشيخ عبد القادر، ودفن بمقبرة باب حرب، وكان سبب موته أن ركب دابة فانحنى في مضيق ليدخل فاتكأ بصدره على قَرَبُوس السَّرْج، فأثَّر فيه، وانضم إلى ذلك إسهال فضعفت القوة، وكان مرضه يومين أو ثلاثة رحمه الله. انتهى.
وذكره ابن الجوزي
(2)
وكنَّاه أَبا العباس. وذكره ابن رجب
(3)
بنحو ما تقدم.
وله من التصانيف "تعليقة في الفقه"، قال ابن رجب: وقفت على جزء منها.
874 - (ت 554 هـ): أحمد بن مهلهل بن عُبيد الله بن أحمد البَرْدَاني، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(4)
: قال ابن النجَّار: هو من قرية بَرَدان بسكون الراء من بلد
(1)
شذرات الذهب: 4/ 170.
(2)
مناقب الإمام أحمد: 640.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 232.
(4)
شذرات الذهب: 4/ 170.
إسكاف، المقرئ، الزاهد، الضرير، أبو العباس كان من أهل القرآن، والزهد، والعبادة، روى عن أبي طالب اليوسفي وغيره.
وكان أبو الحسن بن البَرَداسي يقول: كان هذا الشيخ يصلي في كل يوم أربع مئة ركعة.
وقال ابن النجَّار: كان منقطعًا في مسجد لا يخالط أحدًا، مشتغلًا بالله عز وجل، وكان المقتفي بالله يزوره، وكذلك وزيره ابن هُبَيْرة، والناس كافة يتبركون به، وكان قد قرأ طرفًا صالحًا من الفقه على أبي الخطاب الكَلْوَذَاني، ثم على أبي بكر الدِّيْنَوري، وسمع الحديث من أبي غالب الباقِلاني وغيره. وحدَّث باليسير، روى عنه ابن شافع والباقِدارائي.
قال ابن البرداسي: توفي يوم الخميس غرة جمادى الأولى، سنة أربع وخمسين وخمس مئة، ودفن بباب حَرْب. قاله ابن رجب. انتهى.
875 - (ت 554 هـ): الحسن بن جعفر بن عبد الصمد بن المتوكل على الله، العبَّاسي، الهاشمي، أبو علي المقرئ، الأديب، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد في حادي عشر شوال سنة سبع وسبعين وأربع مئة، وقرأ القرآن، وسمع قديمًا من أبي غالب البقال الباقلاني، وابن العلَّاف، وغيرهما. وكان فيه لطف وظَرف وأدب، ويقول الشعر الحسن، مع دين وخير.
قال ابن النجَّار: كان أديبًا فاضلًا صالحًا متديِّنًا، صدوقًا، روى عنه ابن الأخضر وغيره، وذكره ابن السمعاني، وتوفي سنة أربع وخمسين وخمس مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
.
وله مصنفات ذكر ابن رجب وابن العماد منها "سيرة المسترشد"، و"سيرة المقتفي". وجمع لنفسه مشيخة، وجمع كتابًا سماه "سرعة الجواب ومداعبة الأحباب"
(1)
شذرات الذهب: 4/ 171.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 233.
أحسن فيه، وذكر ابن رجب له أبيات شعرٍ كثيرة في معانٍ مختلفة.
876 - (ت 554 هـ): سعيد بن الحسين بن شُنَيْف بن محمد الدَّيْلمي الدَّارقَزِّي، أبو عبد الله الأمين، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة تسع وسبعين وأربع مئة، وسمع من أبي عبد الله الحسين بن محمد السَّراج الفقيه، والحسين بن طلحة النَّعالي، وابن الطُّيُوري وغيرهم، وسمع الحديث من أبي غالب الباقِلاني، وغيره، وحدَّث باليسير، وروى عنه ابن شافع، وتفقَّه في المذهب، وكان إمامًا بجامع دار القَزِّ وأمينًا للقاضي بمجلسه، وكان شيخًا صالحًا ثقة، وروى عنه جماعة منهم ابنه أبو عبد الله الحسين، وتوفي ليلة السبت رابع عشر ذي الحجة سنة أربع وخمسين وخمس مئة، ودفن من الغد بمقبرة باب حرب انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بنحوه.
877 - (ت 554 هـ): محمد بن أحمد بن علي بن عبد الله بن الأَبْرادي، أبو الحسن بن أبي البركات، البغدادي، الفقيه، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(3)
: تفقَّه على ابن عقيل، وسمع منه ومن أبيه، وابن الفاعوس، وحدَّث باليسير، وسمع منه أبو الفضل بن شافع.
وتوفي يوم الجمعة خامس شعبان سنة أربع وخمسين وخمس مئة. وقد اشتبه على بعض الناس وفاته بوفاة أبيه. انتهى. قد تقدَّمت ترجمة أبيه سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة.
- (ت 554) أحمد بن أبي غالب بن سمجون الأبرودي، أبو العباس المقرئ، الحنبلي، المعروف بالجبابيني. [انظر: 927].
(1)
شذرات الذهب: 4/ 171.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 237.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 172.
ذكره ياقوت الحموي في "معجم البلدان"
(1)
، وقال: قرأ القرآن على الشيخ أبي عبد الله بن علي سبط الخياط، وسمع منه، ومن سعد الخير بن محمد الأنصاري وغيرهما، وتفقه على مذهب أحمد بن حنبل بابن كروس، وخلفه بعد وفاته على مجلسه في درب القيّار، وتوفي شابًا في عاشر رجب سنة أربع وخمسين وخمس مئة، عن نيف وأربعين سنة.
والجبابيني: نسبة إلى الجبابين، قرية من أعمال بغداد. انتهى. وذكرته في القطف أيضًا.
878 - (ت 554 هـ): عبد العزيز بن عبد الرحمن بن علي بن الجوزي، ولد العلامة أبي الفرج بن الجوزي، المشهور، الحنبلي
.
ذكره ابن كثير في "تاريخه"
(2)
وقال: مات شابًّا في حياة والده، سنة أربع وخمسين وخمس مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
وقال: تفقَّه على مذهب أحمد، وهو أكبر أولاد ابن الجوزي، وسمع أبا الوقت، وابن ناصر، والأُرْمَوي، وجماعة من مشايخ والده، وسافر إلى الموصل، ووَعَظ وحصل له القبول التام. انتهى.
879 - (ت 555 هـ): أحمد بن غالب بن أحمد بن غالب بن عبد الله، الحَرْبي، الفقيه، الحنبلي، الفَرَضي، المعدِّل، أبو بكر
.
قال ابن العماد
(4)
: سمع الحديث من ابن قريش وغيره، وتفقَّه وبرع في المذهب.
قال ابن النجَّار: كان أحد الفقهاء، حافظًا لكتاب الله تعالى، له معرفة
(1)
كذا نقل المؤلف من "معجم البلدان" 2/ 98، لكن سيورده على الصواب في وفيات (574) برقم (934).
(2)
البداية والنهاية: 13/ 30.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 430.
(4)
شذرات الذهب: 4/ 174.
بالفرائض، والحساب، والنجوم، وأوقات الصلاة، وأوقات الليل والنهار، وشهد عند قاضي القضاة الزَّيْنَبي، وتولى قضاء دُجَيْل مدة ثم عُزل. حدث باليسير وسمع منه عبد المغيث الحربي وغيره.
وتوفي يوم الأحد يوم عيد الأضحى سنة خمس وخمسين وخمس مئة، ودفن بمقبرة الإِمام أحمد. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
وقال: أحمد بن أبي غالب بدل غالب.
880 - (ت 555 هـ): عَلَوي الإِسكاف الحنبلي
.
قال ابن العماد
(2)
: كان شيخًا صالحًا من أصحاب أبي الحسن بن الزَّاغُوني، وكان يقرأ في كتاب الخرقي.
توفي يوم الجمعة رابع عشر جمادى الآخرة، سنة خمس وخمسين وخمس مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
بنحوه وقال: صُلي عليه بجامع القصر بُكرَة النهار، ودفن بمقبرة الوردية، ذكره صدقة بن الحسين في "تاريخه".
881 - (ت 555 هـ): محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن التُّرَيْكي، العباسي، الهاشمي، الشريف، الخطيب، المعدَّل، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(4)
: كان مولده سنة سبعين وأربع مئة، وروى عن طِرَاد الزَّيْنَبي، وأبي نصر الزَّيْنَبي، والعاصمي، وغيرهم.
وحدَّث وسمع منه جماعة، وكان جليل القدر من رجالات الهاشميين، ذا أدب وعلم، وله نظمٌ حسن. قاله ابن رجب.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 238.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 175.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 238.
(4)
شذرات الذهب: 4/ 175.
وتوفي سنة خمس وخمسين وخمس مئة. انتهى.
882 - (ت 555 هـ): مسعود بن عبد الواحد بن الحُصَين، أبو منصور الشَّيْبَاني، البغدادي، المقرئ، الحنبلي
.
ذكره ابن الجزري في "طبقات القُرَّاء" فقال: مقرئ، كاتب، محدِّثّ، مُكثر، صالح، عالم، ولد سنة سبع وستين وأربع مئة، وتلا بالروايات على أبي منصور محمد بن أحمد الخيَّاط، قرأ عليه نَصْر بن الحصري، وسمع من أبي الحسن علي بن محمد الأَنْباري، ورِزق الله التَّمِيْمي، وطِرَاد الزَّيْنَبي، وكتب الكثير، وطلب واجتهد. وروى عنه: الحافظ ابن الأخضر، ومحمد بن صدقة، وداود بن يونس.
قال ابن شافع: كان قديم التلاوة، وقرأ بالروايات العالية، وسمع ما لا يدخل تحت الحصر إلا أن أكثره على كبر السن، وتفقَّه، وتميَّز، وهو من بيت الكتابة والتحديث، ما أظن أن أحدًا من أهل بيته مثله زهادة وخيرًا ودينًا، وكان ثقة، فَهْمًا.
توفي رابع عشر ذي الحجة سنة خمس وخمسين وخمس مئة. انتهى.
883 - (ت 556 هـ): إبراهيم بن دينار بن أحمد بن الحسين بن حامد بن إبراهيم، أبو حكيم، النَّهْرَواني، الرزَّاز، الفقيه، الحنبلي، الفَرَضي، الزاهد، الحكيم، الورع
.
ذكرته في "القطف" بما ملخصه: هو شيخ، صالح، نزل باب الأَزَج، وله هناك مدرسة منسوبة إليه، تفقه على أبي الخطاب الكَلْوَذَاني. وكان حسن المعرفة في الفقه والمناظرة، تخرَّج به جماعة، وانتفعوا به لِخَيْره وصلاحه، وسمع أبا الحسن علي بن محمد العلاف، وأبا القاسم علي بن محمد بن بيان، وغيرهما. وحدَّث ودرَّس وأفتى. وروى عنه أبو الفرج بن الجوزي وقال: لقي أبا الخطاب الكَلْوَذَاني وغيره من المشايخ، وتفقَّه وناظر وسمع الحديث الكثير، وكانت له في علم الفرائض يَدٌ حسنةٌ، وكان من العلماء العاملين بالعلم، وكان كثير الصيام والتَّعبد، شديد التواضع، مؤثرًا للخمول، وكان المثل يضرب بحلمه وتواضعه، وما رأينا له نظيرًا في ذلك.
توفي يوم الثلاثاء ثالث عشر جمادى الآخرة، سنة ست وخمسين وخمس مئة، ودفن بكرةَ الأربعاء قريبًا من بِشْر الحافي. انتهى.
وذكره ابن العماد
(1)
وقال: ولد سنة ثمانين وأربع مئة، وسمع الحديث من أبي الحسن بن العلَّاف، وأبي عثمان بن مَلة، وأبي الخطَّاب، وبرع في المذهب والخلاف والفرائض، وأفتى وناظر، وكانت له مدرسة بناها بباب الأَزَج، وكان يدرِّس ويقيم بها، وفي آخر عمره فوضت إليه المدرسة التي بناها ابن الشمحل بالمأمونية، ودرَّس بها أيضًا، وقرأ عليه العلم خلقٌ كثيرٌ، وانتفعوا به، منهم ابن الجوزي وقال: قرأت عليه القرآن، والمَذْهب، والفرائض.
وممن قرأ عليه السَّامَرِّيُّ صاحب "المستوعب"، ونقل عنه في تصانيفه، قال ابن الجوزي: وكان زاهدًا عابدًا، كثير الصوم، ويضرب به المثل في الحلم والتواضع، من العلماء العاملين، مُؤْثِرًا للخمول، ما رأينا له نظيرًا في ذلك، يقوم الليل، ويصوم النهار، ويعرف المذهب والمناظرة، وله الورع العظيم، وكان يتكسَّب بيده، وإذا خاط ثوبًا فأُعطي الأجرة مثلًا قيراطًا أخَذَ منه حبةً ونصفًا ورد الباقي وقال: خياطتي لا تساوي أكثر من هذه، ولا يقبل من أحد شيئًا.
وقال ابن رجب: صنَّف تصانيف في المذهب والفرائض، وحدَّث، وسمع منه جماعة منهم ابن الجوزي، وعمر بن علي القرشي الدمشقي. توفي يوم الثلاثاء ثالث عشر جمادى الآخرة سنة ست وخمسين وخمس مئة. انتهى.
وله تصانيف ذكر ابن رجب
(2)
منها: "شرح الهداية" كتب منه تسع مجلدات ولم يكمله، وذكر له نظمًا حسنًا وذكر أنه تفقَّه على أبي سعد بن حمزة صاحب أبي الخطاب، لا على أبي الخطاب كما وقع في ترجمته لبعضهم.
884 - (ت 556 هـ): عبد الوهَّاب بن محمد بن الحسين الصَّابوني
، أبو
(1)
شذرات الذهب: 4/ 176.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 239.
الفتح، المالكي، الخفَّاف، المقرئ، الحنبلي.
ذكرته في "القطف" بما حاصله: حدَّث عن أبي الخطاب نصر بن أحمد القِبْطي، وغيره، وهو ثقةٌ، صالح.
ذكره أبو سعد السمعاني في مشايخه وقال: ولد سنة اثنتين وثمانين وأربع مئة.
وذكره ابن الجزري في "الغاية"
(1)
فقال: عبد الوهاب بن محمد بن الحسين بن علي بن مفرج الصابوني، أبو الفتح المالكي المولد، البغدادي الدار، الحنبلي المذهب، مقرئٌ حاذقٌ صدوقٌ ثَبْتٌ، ولد سنة اثنتين وثمانين وأربع مئة. وقرأ القراءات على أبي بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني، وأبي العز القَلانِسي، قرأ عليه أحمد بن باتانة، والمبارك بن باسويه، وأسعد بن الحسين اليَزْدي.
قال ابن السمعاني الحافظ: كتبت عنه، وهو شيخ صالح صدوق، قيَّم بكتاب الله تعالى، يأكل من كدّه. وتوفي في صفر، سنة ست وخمسين وخمس مئة. والمالكي نسبة إلى المالكية قرية على الفرات. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
وقال: هو من قرية المالكية روى عن النِّعالي، وابن البَطر وطبقتهما، وكتب وحصَّل، وجمع أربعين حديثًا، وقرأ القراآت على ابن بَدْران الحُلواني، وتصدَّر للإِقراء، وكان قيَّمًا بالفن، توفي في صفر سنة ست وخمسين وخمس مئة، عن أربع وسبعين سنة. انتهى.
885 - (ت 558 هـ): أحمد بن محمد بن قُدامة الشيخ الزاهد، الورع، الحنبلي، والد الشيخ أبي عمر، والشيخ الموفق
.
قال ابن العماد
(3)
: كان خطيب جمَّاعيل، ففر بدينه من الفرنج مهاجرًا إلى الله، ونزل بمسجد أبي صالح الذي بظاهر باب شَرْقي، ثم صَعِدَ إلى الجبل لتَوخُّم ناحية
(1)
غاية النهاية: 1/ 481.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 177.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 182.
باب شرقي عليهم، ونزل هو وولداه بسفح قاسِيون، وكانوا يعرفون بالصالحية لنزولهم بمسجد أبي صالح، فسميت الصالحية بهم، وكانت تسمى أولًا قرية الجبل، وقيل: قرية النخل لنخل كان بها كثيرًا.
وكان زاهدًا صالحًا، قانتًا لله، صاحب جِدٍّ وصدق، وحرص على الخير. وهو الذي بنى الدير بالصَّالحية، وتوفي سنة ثمان وخمسين وخمس مئة، وله سبع وستون سنة. انتهى.
وذكره ابن الشطي في "مختصره"
(1)
وقال: كان رجلًا صالحًا، زاهدًا، عابدًا، صاحب كرامات وأحوال، حدَّث وروى عنه ولداه أبو عمر والموفق. ولد سنة إحدى وتسعين وأربع مئة وتوفي سنة ثمان وخمسين وخمس مئة. وكنيته أبو العباس، ودفن بسفح قاسيون. انتهى.
886 - (ت 558 هـ): علي بن عمر بن أحمد بن عمَّار بن أحمد بن علي بن عَبْدُوس الحرَّاني، الحنبلي، الفقيه أبو الحسن، الزاهد، الورع، العارف الواعظ
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد سنة عشر أو إحدى عشرة وخمس مئة، وسمع ببغداد من ابن ناصر وغيره، وتفقَّه وبرع في الفقه والتفسير والوعظ، والغالب على كلامه التذكير وعلوم المعاملات. قرأ عليه قَرْنُه أبو الفتح نصر الله بن عبد العزيز، وجالسه الشيخ فخر الدين ابن تَيْمِيَّة الحرَّاني في أول اشتغاله، وقال عنه: كان نَسِيْجَ وحدِه في علم التذكير والاطلاع على علم التفسير. وله فيه التصانيف البديعة والمَبْسوطات الوسيعة، وسمع منه الحديث أبو المحاسن عُمر بن علي القرشي الدمشقي بحرَّان. وقال: هو إمام الجامع بحرَّان، من أهل الخير والصلاح والدين، وذكر له أبيات شعر. وتوفي آخر نهار عرفة، وقيل: ليلة عيد النحر، سنة ثمان وخمسين وخمس مئة. وقيل: سنة تسع وخمسين وخمس مئة، كما جزم به ابن رجب. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 50.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 183.
وذكره ابن رجب
(1)
والبَدْراني
(2)
وغيرهما.
وله مصنفات ذكر ابن العماد وابن رجب منها: تفسير القرآن كبير جدًا. مشحون بالتذكير وعلوم المعاملات، وكتاب "المذهب في المذهب" في الفقه، ومجالس وعظية، وأبيات شعر.
- (ت 559 هـ): علي بن إبراهيم بن مُنَجَّا بن غانم الأنصاري، الحنبلي، زين الدين أبو الحسن بن رَضِي الدين أبي طاهر، الشيخ الإِمام الفقيه، المفسر، المعروف بابن المُنَجَّا الأنصاري، الدمشقي، نزيلُ مصر، سِبْطُ أبي الفرج الشِيْرازي. [انظر: 1010].
قال ابن الشطي في "مختصره"
(3)
: ولد زين الدِّين بدمشق سنة ثمان وخمس مئة، أو سنة عشر، وكان من أعيان أهل العلم، وله رأي صائب، وكان الملك صلاح الدين يُسميه عَمرو بن العاص ويعمل برأيه، ويكاتبه ويحضر مجلسه، وكان له جاهٌ عظيم، وحرمة زائدة، وتوفي في ثاني، وقيل: في سابع رمضان، سنة تسع وخمسين وخمس مئة بالقاهرة، ودفن بالمُقَطَّم. انتهى ملخصًا.
- (ت 559 هـ): علي بن عمر بن أحمد بن عَبْدوس. [انظر: 886].
تقدم قريبًا سنة ثمان وخمسين وخمس مئة.
887 - (ت 560 هـ): عبد الله بن سَعْد بن الحسين بن الهاطر، أبو المُعَمَّر العطَّار، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(4)
: وهو خُزَيْفَة أيضًا، كان اسمه خُزَيْفَة، فغيَّره وصار يكتب عبد الله.
قرأ القرآن بالروايات على أبي الخطَّاب ابن الجرَّاح وغيره، وسمع الحديث من
(1)
شذرات الذهب: 4/ 183.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 241.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 39 وكذا نقل منه المؤلف، وسيأتي على الصواب: علي بن
(4)
شذرات الذهب: 4/ 189.
ابن طلحة وغيره، وتفقَّه على أبي الخطاب الكَلْوَاذَاني، وحدَّث. روى عنه أبو جعفر السَّهروَرْدي وغيره.
وتوفي يوم الاثنين ثامن رجب سنة ستين وخمس مئة، وصلى عليه الشيخ عبد القادر الجِيْلي من الغد، ودفن بباب حَرْب انتهى.
وذكره أيضًا مرة أخرى بنحوه.
888 - (ت 560 هـ): محمد بن عبد الله بن العباس الحَرَّاني المعدَّل، الحنبلي، أبو عبد الله، البغدادي
.
قال ابن العماد
(1)
: سمع رزق الله التَّمِيْمِي، وهبة الله بن عبد الرزاق الأنصاري، وطِرَاد بن محمد، وكان أديبًا فاضلًا ظريفًا، توفي في جمادى الأولى، سنة ستين وخمس مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
فقال: محمد بن عبد الله بن العبَّاس بن عبد الحميد الحرَّاني، الأَزَجي، المعدَّل، أبو عبد الله، من أعيان عدول بغداد.
توفي في جمادى الأولى سنة ستين وخمس مئة، ودفن بمقبرة الفيل. روى عن أبي محمد الثقفي، التميمي، والنَّعالي، وحدَّث وسَمِع منه جماعةٌ، منهم ابن القَطِيْعي وقال: كان ثقةً مأمونًا، عالمًا لطيفًا، صاحبَ نادرةٍ، حسنَ المعاشرة. وهو آخِرُ من مات مِنْ شهود أبي الحسن الدَّامَغاني، وكان ينتحل مذهب الإِمام أحمد بن حنبل. انتهى.
وله مصنفات ذكر ابنُ رجب منها: كتاب "روضة الأدباء".
889 - (ت 560 هـ): محمد بن محمد بن محمد بن الحسين بن الفرَّاء، الحَنْبَلي، عماد الدين، القاضي، أبو يعلى الصغير
.
قال ابن العماد
(3)
: هو شيخ المذهب. تَفَقَّهَ على أبيه، وعمِّه أبي الحسين،
(1)
شذرات الذهب: 4/ 189.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 250.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 190.
وكان مناظرًا فصيحًا، مُفَوَّهًا ذكيًا، ولي قضاء واسِط مدة، ثم عُزِل منها، ولَزِمَ منزله، وأضرَّ بأَخَرَة.
قال ابن رجب: وُلِدَ يومَ السبت لثمان عشرة ليلة من شعبان، سنة أربع وتسعين وأربع مئة. وسَمِعَ الحديث من أبي البركات العاقُولي، وأبي علي التَّككي وغيرهما، وأجازه الحريري صاحب "المقامات"، ودرَّس وناظر في شبيبته. وكان ذا ذكاءٍ مُفرط، وذهنٍ ثاقب، وفصاحةٍ، وحسنِ عبارة، ظهر علمه في الآفاق، ورأى من تلاميذه من ناظر ودَرَّسَ وأفتى في حياته، وقرأ عليه المذهب جماعةٌ، منهم: أبو إسحاق الصَقَّال، وأبو العباس القَطِيْعي، وأبو البقاء العُكْبَري، ويحيى بن الربيع الشافعي. وسَمِعَ منه جماعةٌ أيضًا كثيرةٌ. وتوفي ليلةَ السبت سَحَرَ خامسِ جمادى الأولى، سنة ستين وخمس مئة.
قال ابن القطيعي: قرأت عليه شيئًا من المذهب، وحضرت دَرْسَه، فلم أرَ مثلَه في حسن العبارة، وعُذوبة المُحاورة، وحُسْن السمت، ولطافة الطبع، ولين المعاشرة، ولطف التَّفْهِيم، جَدَّ واجتهد حتى صار أَنْظَرَ أهْلِ زمانه، وأوحدَ أقرانه، ذو خاطِرٍ عاطرٍ، وفِطْنةٍ ناشِئة، أعرفُ الناس باختلاف الفقهاء. ولَمَّا بنى أبو المعالي بن النبل مدرسته بالرَّيان، جعلها للحنابلة، وفَوَّضَ أمرها إلى القاضي أبي يَعْلى هذا. انتهى المراد منه.
وقد ذكره ابن الشطِّي
(1)
وغيرهُ، وأفرده ابن الجوزي في كتاب مُستَقِلٍ، وله تصانيفُ جليلةٌ ذكر ابنُ رجب منها:"شرح المذهب" وكتاب "النكت والإِشارات" وكتاب "المفردات" و"التعليقة في مسائل الخلاف".
890 - (ت 560 هـ): يحيى بن محمد بن هُبَيْرة بن سعيد الشيباني، الوزير، عَوْنُ الدين، أبو المُظَفَّر، وزير المقتفي، وابنه الفقيه الحنبلي الأديب
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة لابن الشطي: 40.
قال ابن العماد
(1)
: وُلِدَ سنة تسعٍ وتسعين وأربع مئة بالدُّور، ودخل بغداد شابًا فطلب العلم، وتَفَقَّه على مذهب أحمد بن حنبل، وسمع الحديث، وقرأ القِراآت، وشارك في الفنون، وصار من فُضَلاءِ زمانهِ، ثم احتاج فدخل في الكتابة، وولي مُشارفة الخزانة، ثم تَرَقَّى وَوَلِيَ دِيوان الخواص، ثم اسْتَوْزَرَهُ المقتفي، فبقي وزيرًا إلى أنْ مات، وكان شامةً بين الوزراء لعدله ودينه وتواضعه، ومعرفته، روى عن أبي عثمان بن مَلَّة وجماعة. ولما وَلَّاهُ المقتفي امتنع من لبس خِلْعَةِ الحرير، وَحَلَفَ أَنْ لا يَلبَسها، وذا شيء لم يَفعله قضاةُ زمانِنا، ولا خطباؤهم، وكانَ مجلسُه معمورًا بالعلماء والفقهاء، والبحث، وسماع الحديث، ومات شهيدًا مسمومًا، في جمادى سنة ستين وخمس مئة. وَوُزر بَعْدَهُ شَرَفُ الدينِ أبو جعفرٍ بنُ البلدي. قاله في "العِبَر".
وقال ابنُ رجب: صحب محمدَ بنَ يحيى الزبيديَّ أبا عبد الله الزاهد الواعظ من حداثته، وكمل عليه فنونًا من العلوم الأدبيةِ وغيرها، وأخذ عنه التَأَلُّهَ والعِبادَة، وانتفعَ بصحبته حتَّى إنَّ الزبيدي كان يركب جملًا ويَعْتَمُّ بفوطةٍ، ويلويها تحت حَنَكِهِ، وعليه جُبَّةُ صوفٍ، وهوَ مَخْضُوبٌ بالحِنَّاء، فيطوف بأسواقِ بغدادَ ويَعِظُ الناس، وزمامُ جمله بيد ابن هُبَيْرَة، وهو أيضًا مُعْتَمٌّ بفوطةٍ من قطن قد لواها تحت حنكه، وعليه قميصُ قطنٍ خامٍ، قصير الكُمِّ والذيل، وكلَّما وصل الزبيدي موضعًا أشارَ ابن هُبَيْرة بمسبحته، ونادى برفيع صوته: لا إله إلاّ اللهُ وحدَه لا شريك له، له المُلكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
وقال ابن الجوزي: كانت له معرفةٌ حسنةٌ بالنحو، واللغة، والعروض، وصَنَّف في تلك العلومِ، وكان شديدًا في اتِّباع السُّنَّة، وسيرةِ السلف.
وقال ابنُ رجب: استدعاه المُقْتَفِي سنة أربع وأربعين وخمس مئة إلى داره، وقَلَّدَهُ الوزارة، وخلع عليه، وخرج في أُبَّهَةٍ عظيمةٍ، ومشى أرباب الدولة وأصحاب
(1)
شذرات الذهب: 4/ 191.
المناصب بين يديه، وهو راكبٌ وأحْضر القُرَّاء والشعراء، وكان يومًا مشهودًا، وقُرِئَ عَهدُه، وخوطب فيه بالوزير العالم، العادل، عون الدين، جلال الإِسلام، صفي الإِمام، شرف الأنام، مُعِزَّ الدولة، مُجِيرِ المِلَّة، عماد الأُمة، مصطفى الخلافة، تاج الملوك والسلاطين، صدر الشرق والغرب، سيد الوزراء. وقال يومًا: لا تقولوا في ألقابي سَيَّدَ الوزراء، فإنَّ الله سبحانه وتعالى سَمَّى هارونَ وزيرًا. وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّ وزيرَيْه من أهل السماء، جبريلُ وميكائيلُ، ومن الأرض أبو بكر وعمر.
وقال مرة في وزارته: والله لقد كنت أسألُ الله تعالى الدنيا، لأخدم بما يرزقني منها العِلْمَ وأهلَهُ، وكان سبب هذا أنه ذكر في مجلسه مفردات الإِمام أحمد التي انفرد بها عن الأئمة الثلاثة، فادعى أبو محمد الأَشِيْرِي المالِكي أنَّها روايةٌ عن مالك، ولم يُوافقه على ذلك أحد، وأحضر الوزيرُ كتبَ مفردات الإِمامِ أحمدَ، وهي منها، والمالكي مقيمٌ على دعواه، فقال له الوزير: أَبَهيمةٌ أنت؟ أما تسمع هؤلاء يشهدون بانفراد أحمد بها، والكتب المصنفة، وأنت تنازع وتفرِّق المجلس؟ فلما كان المجلس الثاني، واجتمع الخلق للسماع، أخذ ابن شافع في القراءة، فمنعه الوزير، وقال: كان الفقيه أبو محمد جرى أمْسِ في مسألة، على ما لا يليقُ به من العُدُول عن الأدب والانحراف عن نهج النظر، حتى قلت تلك الكلمة - أيْ قولُه أنت بهيمة - وها أنا، فليقل لي كما قلت له، فإني لستُ بخير منكم، وما أنا إلَّا كأحدكم، فَضَجَّ المجلس بالبكاء، وارتفعت الأصواتُ بالدعاء والثناء، وأخذ الأَشِيْرِي يَعْتَذِرُ ويقول: أنا المذنب، والأولى بالاعتذار من مولانا الوزير، ويقول: القِصَاصَ القِصَاص، فقالَ يوسف الدمشقي: إذًا فالغداء، فقال له الوزير: له حكمه، فقال الأشِيْرِي: نِعَمُك عَليَّ كثيرة، فَأيُّ حُكم بَقِيَ لي؟ فقال: قد جعل الله لك الحكم علينا، فقال: عليَّ بقيةُ دَيْن منذ كنت بالشام، فقال الوزير: يُعطى مئة دينار لإِبراء ذمته وذمتي، فأُحْضِرتْ له.
قال ابن الجوزي: كان يتحدَّث بنعم الله عليه ويذكر في مَنْصِبِهِ شِدَّةَ فقرِه القديم، فيقول: نزلت يومًا إلى دِجلة، وليس معي رغيفٌ أعبر به. ودَخل عليه يومًا تركي فقال لحاجبه: أما قلت لك: أعطِ هذا عشرين دينارًا، وكُرًّا من الطعام، وقل له:
لا تحضر ها هنا؟ فقال: قد أعلمناه، وأعطيناه، فقال: عُدْ وأعْطِه، وقل له: لا تحضر، ثم التفت إلى الجماعة، فقال: هذا كان شِحْنَةٌ في القرى، فقتل قتيل قريبًا من قريتنا فأخذ مشايخ القرى، وأخذني مع الجماعة، وأمشاني مع الفرس، وبالغ في أذاي، وأوثقني، وضربني على رأسي - وهو مكشوف - عِدَّةَ مَقَارِعَ، ثم أخذ من كل واحد شيئًا وأطلقه، ثم قال لي: أيُّ شيء معك؟ فقلت: ما معي شيءٌ، وما نقمت عليه، إلَّا أَنَّنِي سألته في الطريق أن يُمْهِلَني حتَّى أصليَ الفرض، فما أجابني، وضربني.
وقال ابن الجوزي: كنا نجلِسُ إلى ابن هُبَيْرةَ فيملي علينا كتابه "الإِفصاح" فبينا نحن كذلك إذ قَدِمَ علينا رجل ومعه رجل ادعى عليه أنه قتل أخاه، فقال له عون الدين: أقتلته؟ قال: نعم جَرَى بيني وبينه كلام فقتلته، فقال الخَصْم: سَلَّمْه إلينا حتى نقتُلَه، فقد أقَرَّ بالقتل، فقال عون الدين: أطلِقُوه ولا تقتلوه، قالوا: كيف ذلك وقد قتل أخانا؟ قال: تَبِيْعُونَه؟ فاشتراه منهم بست مئة دينار، وَسَلَّم الذهب إليهم، وذهبوا، وقال للقاتل: اقعد عندنا لا تبرح، قال: فجلس عندهم فأعطاه الوزير خمسين دينارًا، قال: فقلنا للوزير: لقد أحسنتَ إلى هذا، وعملت معه أمرًا عظيمًا وبالغت في الإحسان إليه، فقال الوزير: هل منكم أحدٌ يعلم أنَّ عيني اليمنى لا أبصر بها شيئًا، فقلنا: معاذ الله، فقال: بلى والله، أتدرون ما سبب ذلك؟ قلنا: لا. قال: هذا الذي خَلَّصْتُه من القتل، جاء إليَّ وأنا في الدور ومعي كتاب من الفقه، أقرأ فيه ومعه سَلَّةُ فاكهةٍ، فقال: احمِلْ هذه السَّلَةَ، فقلتُ له: ما هذا شُغْلي، فاطلبْ غيري، فشاكلني وَلَكَمَنِي، فَقَلَع عيني ومضى، ولم أره بعد ذلك إلى يومي هذا، فذكرت ما صنع بي، فأرَدْتُ أنْ أُقابل إِساءَتَه بالإِحسان مع القدرة.
وقال صاحب سيرته: كنا عنده يومًا والمجلسُ غاصٌّ بِوُلاةِ الدين والدنيا، وأعيان الأَماثل، وابن شافع يقرأ عليه الحديث، إذ جاءنا من باب السِّتْر، وراءَ ظهر الوزير صراخٌ بشِعٌ، وصِياحٌ مرتفعٌ، فاضطرب له المجلسُ وارتاعَ الحاضرون، والوزير ساكنٌ ساكتٌ حتى أنهى ابنُ شافع قراءةَ الإسناد وَمتنه، ثم أشار الوزيرُ إلى
الجماعة أنْ على رِسْلِكُم، وقامَ ودخل الستْر ولم يلبث أنْ خرج، فجلس وتَقَدَّم بالقراءة، فدعا له ابنُ شافع والحاضرونَ، وقالوا: قد أزعجنا ذلك الصياح فإنْ رأى مولانا أنْ يُعَرِّفُنا سَبَبه، فقال الوزير: حتَّى ينتهي المجلس، وعاد ابنُ شافع إلى القراءة حتَّى غابت الشمس، وقلوب الجماعة متعلقةٌ بمعرفة الحال، فقال: كان لي ابنٌ صغيرٌ ماتَ حينَ سمعتم الصياحَ عليه، ولولا تَعَيُّن الأمرِ عليَّ بالمعروف في الإِنكار عليهم ذلك الصياح، لَمَا قمت عن مجلسِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فعجب الحاضرون من صبره. انتهى ملخصًا.
وقال ياقوت الحموي في "معجم البلدان": إنَّ الوزير عرضت عليه جاريةٌ فائقة الحُسن، وأُظْهِرَ له في المجلس من أدبها وجمالها، وحسن كتابتها، وذكائها، وظرفها ما أعجبه، فأمرَ فاشتريت له بمئة وخمسين دينارًا، وأمر أنْ يُهيَّأ لها منزلٌ، وجارية، وأنْ يُحمَل لها مِنَ الفرش والآنية والثياب ما تحتاج إليه، ثم بعد ذلك بثلاثة أيام، جاءه الذي باعها وشكا له ألم فراقها، فضحك وقال له: لعلك تريد ارتجاع الجارية؟ قال: إي والله، وهذا الثمن بحاله لم أتصرف فيه، وأبرزه، فقال الوزير: ولا نحن تصرفنا في المثمن، ثم قال لخادمه: ادفعِ الجارية إليه، وما عليها وجميع ما في حجرتها، ودفع إليه الخِرقة التي فيها الثمن، وقال: استعينا به على شأنكما، فأكثر من الدعاء له وأخذها وخرج.
وحكي عنه: أنه كان إذا مَدَّ السَّمَاط أكثر ما يحضره الفقراء والعُمْيان، فلما كان ذات يوم، وأكل الناس وخرجوا، بقي رجل ضرير يبكي ويقول: سرقوا متاعي وما أملكُ غيرَه، والله ما أقدر على ثمن مَداس، فقام الوزير من مجلسه ولبس مَدَاسه، وجاء إلى الضرير فوقف عنده، وخلع مَداسه، والضرير لا يعرفه، وقال له: البسْ هذا، وأبْصِره قَدْرَ رجلك؟ فلبسه، وقال: نعم كأنه مَداسي، ومضى الضرير ورجع الوزير إلى مجلسه، وهو يقول: سَلِمْتُ منه أن يقول: أنت سرقته.
وأخبار الوزير هذا كثيرة جدًا، وقد مدحه الشعراء فأكثروا، منهم الحيص بيص، وابن بختيار الأَبْلَه، وابن التَّعاوِيْذي، والعماد الكاتب، وخلقٌ كثير.
قال ابن الجوزي: كان الوزير يتأسَّفُ على ما مضى من زمانه، ويندمُ على ما دخل فيه، ثم صار يسأل الله تعالى الشهادة، ونام ليلةَ الأحد ثالث عشر جمادى الأولى سنة ستين وخمس مئة في عافية، فلما كان وقت السحر حَضَر طبيب كان يخدمه، فسقاه شيئًا فيقال: إنه سمٌ فمات، وسقي الطبيب بعده بستة أشهر سمًا، فكان يقول: سُقِيْتُ كما سَقَيْتُ.
وحملت جنازة الوزير إلى جامع القصر، وصُلَّيَ عليه، ثم حُمِل إلى مدرسته التي أنشأها بباب البَصْرة فدفن بها، وغلقت يومئذٍ أسواق بغداد، وخرج جمعٌ لم نره لمخلوقٍ قط، وكَثُر البُكاء عليه. انتهى.
وله تصانيف كثيرة، منها كتاب "الإِفصاح عن معاني الصِحاح" في عدة مجلدات، وهو شرح "صحيحي" البخاري ومسلم، ولما بلغ فيه إلى حديث:"مَنْ يُرِدِ اللهُ به خيرًا يُفَقَّهْهُ في الدِّين" شرح الحديثَ وتكلَّم على معنى الفِقْه، وآلَ به الكلامُ إلى ذكر مسائل الفقه المتفق عليها والمختلف فيها بين الأئمة الأربعة المشهورين، وقد أفرده الناس من الكتاب وجعلوه بمفرده مجلدةً وسَمَّوْهُ كتاب "الإِفصاح" وهو قطعة منه، وهذا الكتاب صنَّفَه في ولايته الوَزَارَةَ، واعتنى به، وجمع عليه أئمة المذاهب، وأوفدهم من البلدان إليه لأجله، بحيث أنفق على ذلك مئة ألف دينار، وثلاثة عشر ألف دينار، وحَدّث به، واجتمع الخلقُ العظيمُ لسماعه عليه، واشتغل به الفقهاءُ في ذلك الزمان على اختلاف مذاهِبهم.
وله كتاب "الإِشراف على مذهب الأشراف" في فقه الشافعية، ومختصر "إصلاح المنطق" لابن السَّكِّيْت، و"المقتصد في النحو والعبادات الخمس" في مذهب أحمد، وأرجوزة في المقصور والممدود، وأرجوزة في علم الخط، و"الطامس والغَالس" في السَّيْميَاء، و"اختلاف العلماء"، "الإِجماع والاختلاف".
وقال: صاحبُ "هدية العارفين"
(1)
إنَّ له كتاب "الإِفصاح عن شرح معاني
(1)
هدية العارفين: 2/ 512.
الصحاح"، وهو يشتمل على تسعةَ عشر كتابًا، و"الإِيضاح عن معاني الصحاح" وهو شرح الجمع بين الصحيحين لأبي نصر الحميدي. والله أعلم، فليحرر.
891 - إسماعيل بن أبي طاهر بن الزبير الجِيْلِي الفقيه الحنبلي، أبو المحاسن
.
ذكره ابن رجب
(1)
هنا ولم يَذْكر وفاتَه، وقال: حدَّث بيسير عن أبي الحسن علي بن سعد الخبَّاز، وهو حي.
سمع منه بعض الطلبة في جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين وخمس مئة. انتهى.
892 - (ت 561 هـ): عبد القادر بن أبي صالح عبد الله بن جنكي دُوْسْت بن أبي عبد الله عبد الله بن يحيى بن محمد بن داود بن موسى بن عبد الله بن موسى الحَوْزي بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب الجِيْلاني
، نسبة إلى جِيْل، وهي بلاد متفرقة من وراء طَبْرستان، وبها ولد، ويقال لها أيضًا: جِيْلان وكيلان، الشيخ الإِمام الحنبلي.
قال ابن العماد
(2)
: هو سبط أبي عبد الله الصومعي، من جُلَّة مشايخ جِيلان، وأمُّه أمُّ الخير بنت أبي عبد الله، وأخوه الشيخ أبو أحمد عبد الله، أصغر منه سنًا، نشأ في العلم والخير، ومات بجيلان شابًا، وعمته الصالحة أم عائشة، استسقى بها أهل جِيْلان فلم يسقوا، فكنستُ رحبةَ بيتها، وقالت: يا رب كنستُ رحبة بيتي فرشَّ أنت، فمطروا كأفواه القُرَب.
كان شيخ الشيوخ عبد القادر نحيفَ الجسم، عريضَ الصدر، عريضَ اللحية، أسمر مَدوَّر الحاجبين، ذا صوت جَهْوري، وسَمْت بَهيًّ، ولما ترعرع وعلم أن طلب العلم فريضة، شمَّر ساق الاجتهاد في تحصيله، وسارع في تحقيق فروعِه وأصولِه، بعد أن اشتغل بالقرآن حتى أتقنه، ثم تفقَّه في مذهب أحمد بن حنبل على أبي الوفاء
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 290.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 198 - 202.
ابن عقيل، وأبي الخطَّاب الكَلْوَذَاني، وأبي الحسين محمد بن القاضي أبي يعلى، والمبارك المُخَرَّمي، وسمع الحديث من جماعةٍ، وعلومَ الأدب من آخرين، وصَحِب حمَّادًا الدَّبَّاس، وأخذ عنه علمَ الطريقة، بعد أن لبس الخِرْقة من أبي سعد المبارك المُخرَّمي، وفَاقَ أهل وقته في علوم الديانة، ووقع له القبول التام مع القَدَم الراسخ في المجاهدة، وقطع دواعي الهوى والنفس، ولما أراد الله إظهاره أضيف إلى مدرسة أستاذه أبي سعد المخرمي، فعمَّرها وما حولها، وأعانه الأغنياء بأموالهم، والفقراء بأنفسهم، فكملت في سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة، ثم تصدَّر فيها للتدريس والوعظ والتذكير، وصنَّف وأملى، وسارت بفضله الركبانُ ولُقَّب: بمجمع الفريقين، وموضَّح الطريقين، وكريمِ الجَدَّين، ومُعلَّم العِراقَيْن.
وتَلْمَذ له أكثرُ الفقهاء في زمنه، ولبس منه الخرقةَ المشايخُ الكبار، وله نظمٌ فائِقٌ رائِقٌ، وتاب على يديه معظمُ أهل بغداد، وأسلمَ معظمُ اليهود والنصارى على يديه.
قال الشيخ موفق الدين بن قُدامة - وقد سئل عنه -: أدركناهُ في آخر عمره، فأسكننا مدرستَه، إلى أن قال: ولم أسمع عن أحدٍ من الكرامات يُحكى عنه أكثرَ مما يُحكى عنه، ولا رأيت أحدًا يُعظَّمه الناسُ من أهل الدين أكثر منه.
وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: ما نُقِلت إلينا كراماتُ أحدٍ بالتواتر إلا الشيخ عبد القادر.
وقال ابن النجَّار: قال الشيخ عبد القادر: فتشتُ الأعمال كلَّها فما وجدتُ فيها أفضلَ من إطعام الطعام، أودُّ لو كانت الدنيا بيدي فأُطعمها الجِياع. وقال: الخلقُ حجابُك عن نفسك، ونفسُك حجابُك عن ربك، ما دمتَ ترى الخلقَ لا ترى نفسك، وما دمت ترى نفسَك لا ترى ربَّك.
وقال ابن السمعاني: هو إمامُ الحنابلة، وشيخُهم في عصره، فقيهٌ صالحٌ ديِّن خيَّرٌ، كثيرُ الذكر، دائم الفكر، سريع الدمعة، كتبت عنه، وكان يسكن بباب الأَزَج في المدرسة التي بنيت له.
وقال ابن رجب: ظهر الشيخُ عبد القادر وجلس للناس يعظُ بعد العشرين
وخمس مئة، وحصل له القبولُ التام من الناس، واعتقدوا ديانتَه وصلاحه، وانتفعوا بكلامه، وانتصر أهل السنّة بظهوره، واشتهرت أحوالُه وأقواله وكراماتُه، وهابه الملوك فمن دونهم. وقد صنَّف الشَّطنوفي في أخباره ومناقبه، ثلاث مجلدات، ذكر فيه بإسناده إلى موسى بن عبد القادر، قال: سمعت والدي يقول: خرجت في بعض سياحاتي إلى البريَّة، ومكثتُ أيامًا لا أجد ماء، فاشتدَّ بي العطشُ، فأظلتني سحابةٌ، ونزل عليَّ منها شيء يشبه النَّدَى، فروِيت، ثم رأيت نورًا أضاء به الأفق، وبدت لي صورة، ونُوديت منها: يا عبد القادر أنا ربك، وقد أحللت لك المحرمات، أو قال: ما حرَّمت على غيرك. فقلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أخسأ يا لعين، فإذا ذلك النور ظلام، وتلك الصورة دخان، ثم خاطبني وقال: يا عبد القادر نجوتَ مني بعلمك، بحكم ربك وقوتك في أحوال منازلاتك، والله لقد أضللتُ بهذه الواقعة سبعين من أهل الطريق. فقلت: لربي الفضلُ والمنّة. قال: فقيل له: كيف علمت أنه شيطان؟ فقال: بقوله: قد أحللت لك المحرَّمات.
قال ابن رجب: وكان الشيخ عبد القادر من المتمسكين في مسائل الصفات والقدر ونحوهما بالسُّنَّة، مبالغًا في الردَّ على من خالفها.
وذكر الشيخ يحيى بن يوسف الصَّرْصَري الشاعر المعروف، عن شيخه العارف علي بن إدريس، أنه سأل الشيخ عبد القادر، فقال: هل كان لله وليٌّ على غير اعتقاد أحمد بن حنبل؟ فقال: ما كان، ولا يكون.
ونقل عن الشيخ عبد القادر أنه قال: كنت أقْتَاتُ الخرنُوب، والشوك، وقامة البقل، وورق الخسَّ من جانب النهر والشط، وبلغت بي الضائقة في غلاء نَزَل ببغداد، إلى أن بقيت أيامًا لم آكل فيها طعامًا، بل كنت أتتبعَ المنبوذات أطعَمها، فخرجت يومًا من شدة الجوع إلى الشط، لَعَلَّي أجد ورق الخسَّ أو البقل أو غير ذلك فأتقوَّت به، فما ذهبت إلى موضع إلا وقد سبقني غيري إليه من الفقراء، وإذا وجدت الفقراء يتزاحمون عليه تركته حياءً، فرجعت أمشي وسط البلد، فلا أدرك منبوذًا إلا وقد سُبقت إليه، حتى وصلت إلى مسجد بسوق الريحانيين ببغداد، وقد أجهدني
الضعف، وعجزت عن التماسك، فدخلت إليه وقعدت في جانب منه، وقد كدتُ أصافح الموت، إذ دخل الباب أعجمي ومعه خبز رصافي وشواء، وجلس يأكل، فكدت كلما رفع يده باللقمة أن أفتح فيَّ من شدة الجوع، حتى أنكرتُ ذلك على نفسي، وقلت: ما هذا؟ إذ التفت إليَّ العجمي فرآني، فقال: بسم الله يا أخي، فأبيت، فأقسم عليَّ، فبادرت نفسي فخالفتها، فأقسم أيضًا فأجبته وأكلت، فأخذ يسألني من أين أنت وبمن تعرف؟ فقلت: أنا متفقِّه من جِيْلان، فقال: وأنا من جِيلان، فهل تعرف شابًا جِيْلانيًا يسمى عبد القادر، يعرفَ بأبي عبد الله الصومعي الزاهد؟ قلت: أنا هو، فاضطرب وتغيَّر وجهه، وقال: والله لقد وصلت إلى بغداد ومعي بقية نفقةٍ لي، فسألت عنك فلم يُرشِدْني أحدٌ، ونفدت نفقتي، ولي ثلاثة أيام لا أجد ثمن قوتي إلا مما كان ذلك معي، وقد حلَّت لي الميتة، وأخذت من وديعتك هذا الخبزَ والشواء، فكُل طيبًا فإنما هو لك وأنا ضيفك الآن بعد أن كنت ضيفي، فقلت له: وما ذاك؟ فقال: أمُّك وجهت لك معي ثمانية دنانير، فاشتريت منها هذا للاضطرار، وأنا معتذر إليك، فسكَّنْتُه وطيَّبتُ نفسه، ودفعت إليه باقي الطعام وشيئًا من الذهب برسم النفقة، فقبله وانصرف.
وقال ابن النجار: سمعت عبد الرزاق بن الشيخ عبد القادر يقول: وَلَدَ والدي تسعًا وأربعين ولدًا، سبع وعشرون ذكور والباقي إناث، ومات الشيخ عبد القادر رحمه الله عَتَمة ليلة السبت عاشر ربيع الآخر، سنة إحدى وستين وخمس مئة، وفرغ من تجهيزه ليلًا، وصلى عليه ولده عبد الوهاب في جماعة من حضر من أولاده وأصحابه وتلامذته، ثم دفن في رواق مدرسته، ولم يفتح باب المدرسة حتى علا النهار، وأهرع الناس للصلاة على قبره، وكان يومًا مشهودًا، وقد بلغ من العمر تسعين سنة. انتهى المراد من ترجمة هذا الشيخ الجليل التي لا يسع الإِتيان ببعضها في هذا المختصر.
وله مصنفات كثيرة ذكر ابن رجب
(1)
منها: كتاب "الغنية لطالبي طريق الحق"، وكتاب "فتوح الغيب"، وله غير ما ذكره كتاب "تحفة المتقين وسبيل العارفين"،
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 290.
و"حزب الرجاء والانتهاء"، و"الرسالة الغوثية"، و"الفيوضات الربانية في الأوراد القادرية"، و"الكبريت الأحمر في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم"، و"مراتب الوجود"، و"معراج لطيف المعاني"، و"يواقيت الحكم"، وغيرها.
893 - (ت 561 هـ): محمد بن يحيى بن محمد بن هُبَيرة، عز الدين بن عون الدين الوزير الحنبلي
.
ذكره ابن رجب
(1)
في ترجمة عمِّه مكي بن محمد، وقال في حقه: كان فاضلًا كبير الشأن، ناب عن والده في الوزارة، وقبض عليه، وقتل بعد موت والده، سنة إحدى وستين وخمس مئة رحمه الله. انتهى.
894 - (ت 562 هـ): ظفر بن يحيى بن محمد بن هُبَيرة، شرف الدين بن عون الدين، الوزير الحنبلي، أخو محمد، المتقدم قبله
.
ذكره ابن رجب
(2)
في ترجمة عمه مكي بن محمد، وقال: كان أديبًا بارعًا، له نظم حسنٌ جدًا، ثم ذكر له أربعة أبيات من نظمه، ثم قال: قبض عليه وقتل سنة اثنتين وستين وخمس مئة. انتهى.
895 - (ت 562 هـ): محمد بن إبراهيم بن ثابت المصري، أبو عبد الله الحنبلي، الزاهد العلّامة، المعروف بالكِيْزَاني، الواعظ الأديب
.
قال صاحب "نزهة العيون في أخبار الطوائف والقرون" في حقه: هو من كبار الحنابلة وأهل الأثر، وله كتاب مشهور، توفي في المحرم سنة اثنتين وستين وخمس مئة، وقيل: في ربيع الأول، ودفن عند الشافعي، ثم نبش ودفن في موضع آخر. انتهى.
وقال ابن خلكان في "تاريخه"
(3)
: هو أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن ثابت بن
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 323.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 323.
(3)
وفيات الأعيان: 4/ 461 - 462.
إبراهيم بن فرح الكِنَاني، المقرئ، الأديب، الشافعي، الخامي، المصري، المعروف بابن الكِيْزاني، الشاعر المشهور. كان زاهدًا ورعًا، وبمصر طائفة ينسبون إليه، ويعتقدون مقالته، وله ديوان شعر أكثره في الزهد، ومن شعره هذا البيت:
وإذا لاق بالمحب غرام
…
فكذا الوصلُ بالحبيب يليقُ
وفي شعره أشياء حسنة، وتوفي ليلة الثلاثاء، التاسع من شهر ربيع الأول، وقيل: في المحرم، سنة اثنتين وستين وخمس مئة بمصر، ودفن بالقرب من قبة الإِمام الشافعي بالقرافة الصغرى، ثم نقل إلى المُقَطَّم بقرب الحوض المعروف بأم مودود. انتهى المراد منه.
وقد ذكرته في الحنابلة تبعًا لصاحب "نزهة العيون"، فإنه كما ترى، ذكر أنه من كبار الحنابلة، وابن خلكان يقول: إنه شافعي، فلينظر، ثم بعد ذلك طبعت "طبقات الحنابلة" لابن رجب
(1)
، وعليها ذيل لبعضهم، وقد ذكر ابن الكِيْزَاني هذا في الحنابلة، ولكنه اعتمد على صاحب "نزهة العيون"، والله أعلم.
896 - (ت 563 هـ): أحمد بن عمر بن الحسين بن خلف القَطِيْعي، أبو العبَّاس، الفقيه الحنبلي
.
قال ابن العماد
(2)
: كان واعظًا، ونسبته إلى قطيعة العجم ببغداد، ولد سنة اثنتي عشرة وخمس مئة تقريبًا، وسمع الحديث بنفسه - بعدما كبر - من عبد الخالق بن يوسف، والفضل بن سهل الإِسفراييني، وابن ناصر الحافظ، وغيرهم. وتفقَّه على القاضي أبي خازم، ولازمه حتى برع في الفقه، وأفتى وناظر، وتكلَّم في مسائل الخلاف، ووعظ ودرَّس، وأشغل الطلبة وأفاد.
قال ابن النجار: برع في الفقه، وكان حسنَ المناظرة، جريئًا في الجدل، ويعظ الناس على المنبر، توفي يوم الأربعاء ثامن عشر رمضان سنة ثلاث وستين وخمس
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 457.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 207 - 208.
مئة، ودفن بالحِلَّة شرقي بغداد، وهو والد أبي الحسن القَطِيْعِي صاحب "التاريخ"، ولم يسمع من والده هذا إلا حديثًا واحدًا، وذكر أن له مصنفات كثيرة. قال ابن رجب: منها كتاب "الشمول في النزول". انتهى.
وفي "طبقات" ابن رجب
(1)
المطبوعة، كتاب "النحول في أسباب النزول".
897 - (ت 563 هـ): هبة الله بن أبي عبد الله بن كامل بن حُبَيْش، البغدادي، الفقيه الحنبلي، الصُّوفي أبو علي
.
قال ابن العماد
(2)
: سمع من القاضي أبي بكر بن عبد الباقي، وغيره، وتفقَّه على أبي يعلى ابن القاضي، وتقدَّم على جماعة من المتصوفة، وكان من أهل الدين، وتوفي في المحرَّم سنة ثلاث وستين وخمس مئة، ودفن بمقبرة الإِمام أحمد بن حنبل، قريبًا من بِشْر الحافي، ذكره أبو الفرج ابن الجوزي. انتهى.
898 - (ت 564 هـ): سعد الله بن نَصْر بن سعيد، المعروف بابن الدَّجَاجي، وبابن الحَيَواني، الفقيه الحنبلي، المقرئ، الواعظ الصوفي، الأديب، أبو الحسن، ويلقب: مهذَّب الدين
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد في رجب سنة اثنتين وثمانين وأربع مئة، وقرأ بالروايات على أبي الخطَّاب بن الجرَّاح وغيره، وتفقَّه على أبي الخطَّاب، حتى برع في الفقه، وروى عن ابن عقيل كتاب "الانتصار لأهل السنّة".
قال ابن الخشاب: هو فقيهٌ واعظ حسن الطريقة، سمعت منه.
وقال ابن الجوزي: تفقَّه، ودرَّس، وناظر، ووعظ، وكان لطيف الكلام، حلو الإِيراد، ملازمًا لمطالعة العلم إلى أن مات.
وقال ابن نقطة: حدثنا عنه جماعة من شيوخنا، وكان ثقة.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 301.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 210.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 212.
وقال ابن الجوزي: سئل في مجلس وعظه وأنا أسمع، عن أخبار الصفات، فنهى عن التعرض وأمر بالتسليم.
وله شعر حسن، توفي يوم الاثنين ثاني عشر شعبان، سنة أربع وستين وخمس مئة، ودفن بمقبرة الرباط، ثم نقل إلى مقبرة الإِمام أحمد. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
، وقال: تفقَّه على أبي الخطاب، وقد روى عنه كتابه "الهداية" وقصيدته في السُّنَّة، وغيرها.
قال صدقه بن الحسين في "تاريخه": كان شيخًا حسنًا، تفقَّه على أبي الخطاب، وكان من أصحاب أبي بكر الدِّيْنَوري، وكان يعظ ويقرئ القرآن، ويسمع الحديث، وسئل عنه موفق الدين المقدسي فقال: كان شيخًا حسنًا، من فقهاء أصحابنا ووعَّاظهم، صَحِب أبا الخطَّاب وابن عقيل، وروى عنهما، سمعنا عليه.
وقال ابن القَطِيْعي: كان ابن الدَّجَاجي قد ناظر، ووعظ، وأفتى، وصنَّف، وله فضلٌ ودين، وخاطر بغداديٌّ؛ بلغني أنه حضر بالديوان العزيز وجماعة من الفقهاء، فاستدل شخص بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال ابن البغدادي الحنفي: هذا الحديث لا يصحُّ عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال الخصم: قد أخرجه البخاري ومسلم، فقال ابن البغدادي: قد طعن فيهما أبو حنيفة، فقال ابن الدَّجَاجي: هل كان مع أبي حنيفة ملحمة؟!
وروى عنه: ابنه أبو نصر محمد، وابن الأخضر، وابن سكينة، والشيخ موفق الدين، وابن عمار الحَرَّاني، والأَنْجب الحمَّامي، وغيرهم. انتهى المراد منه.
وقد ذكره ابن الجزري
(2)
وغيره.
وله مصنفات لم يذكر ابن رجب وابن العماد منها شيئًا، ولم أجد منها غير
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 302 - 303.
(2)
غاية النهاية: 1/ 303.
كتاب "سفط المُلَح ورَوْح التُّرَح"، وقد ذكره صاحب "إيضاح المكنون"
(1)
وقال: إن أوله: الحمد لله حمدًا يبلغ منتهى رحمته.
899 - (ت 564 هـ): محمد بن المبارك بن الحسين بن إسماعيل، البَغْدادي، الفقيه، القاضي الحنبلي، أبو البركات، المعروف بابن الحُصْري
.
قال ابن العماد
(2)
: ذكره ابن الجوزي، وقال: صديقنا، ولد سنة عشر وخمس مئة، وقرأ القرآن، وسمع الحديث من ابن البنَّاء وغيره، وتفقَّه على القاضي أبي يعلى، وناظر، وولي القضاء بقرية عبد الله من واسط، وتوفي فجأة في رجب، سنة أربع وستين وخمس مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
وقال: ذكر القَطِيْعِي أنه روى عن أبي بكر المزرقي، وأبي الحسن علي بن محمد الهَرَوي، وأبي جعفر السمناني، وأبي منصور ابن خَيْرُون، وغيرهم. وسمع منه بعض الطلبة، وناظر، ودرَّس وأفتى، قال: وجرى ذكره يومًا عند الوزير أبي المظفر بن يونس، وعنده الفقهاء على اختلاف مذاهبهم، فأثنى عليه خيرًا، فاستكثر بعض الحاضرين ذلك الثناء، فقال الوزير: والله لقد كان أدين مني، فإنه كان يصلي بمسجده، ثم يقرأ عليه القرآن والفقه من بكرة إلى وقت الضحى، ثم يدخل إلى منزله فيتشاغل بالعلم إلى أن يعود إلى مسجده، دائمًا، لا يقطع زمانه إلا بطاعة. انتهى ملخصًا.
900 - (ت 564 هـ): عبد الكريم بن سعيد بن أحمد بن سليمان، أبو الفائز، المقرئ، البغدادي، الحنبلي، أصله من الرُّصَافة، وسكن بغداد، وهو من أبناء الشيوخ الصالحين
.
سمع أباه وأبا المعالي صالح، وابن شافع الحنبلي، وصحبه وتفقَّه عليه، وذكره أبو بكر محمد بن المبارك في "معجم شيوخه"، ومولده سنة تسع وثمانين وأربع مئة،
(1)
إيضاح المكنون: 2/ 17.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 214.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 305.
ومات ثالث عشر صفر سنة أربع وستين وخمس مئة.
هكذا ذكره ياقوت في "معجم البلدان"
(1)
، وقد ذكرته أيضًا في "القطف الدَّان".
901 - (ت 564 هـ): عثمان بن مَرْزوق بن حُميد بن سلَّام، القرشي، الفقيه الحنبلي، العارف الزاهد، أبو عمرو، نزيل الديار المصرية
.
قال ابن رجب
(2)
: صحب شرف الإِسلام عبد الوهاب بن الجِيْلي بدمشق، وتفقَّه واستوطن مصر وأقام بها إلى أن مات، وأفتى بها، ودرَّس، وناظر، وتكلَّم على المعارف والحقائق، وانتهت إليه تربيةُ المريدين بمصر، وانتمى إليه خلقٌ كثير من الصُّلحاء، وأثنى عليه المشايخ، وحصل له قبول تام عند الخاص والعام، وانتفع بصحبته خلقٌ كثير، وكان يُعظَّم الشيخ عبد القادر ويقال: إنه اجتمع به هو وأبو مَدْين بعرفات، وَلَبِسَا منه الخرقة، وسمعا منه جزءًا من مروياته، وسمع الحديث ورواه، حدث عنه: أبو الثناء محمود بن عبد الله بن مَطْروح المقرئ الجيلي، وأبو الثناء أحمد بن مَيْسرة بن أحمد بن موسى بن غَنَّام الغُدْراني الحنبلي المصري الكامخي، وكانا من الصالحين، وكان الأول مقرئًا، والثاني كثير الذكر والتسبيح، حدَّث عنه المنذري.
قال ابن رجب: رأيت لابن مرزوق مصنفات في أصول الدين، وتوفي بمصر سنة أربع وستين وخمس مئة، وقد جاوز السبعين، ودفن بالقَرَافة شرقي قبر الشافعي، وقبره ظاهر يزار. انتهى من ترجمة طويلة جدًا، ولم يذكر ابن رجب من مصنفاته التي أشار إليها شيئًا، ولم أجد له غير كتاب "صفوة الصفوة" ذكرها في "كشف الظنون"
(3)
، وذكره الزركلي
(4)
، ولم يذكر له غير "صفوة الصفوة" الذي اختصر به "حلية الأولياء".
(1)
معجم البلدان: 5/ 322.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 306.
(3)
كشف الظنون: 2/ 1080.
(4)
الأعلام: 4/ 214.
902 - (ت 565 هـ): أحمد بن صالح بن شافِع الجِيْلي، ثم البغدادي، الحافظ الفقيه الحنبلي، أبو الفضل
.
قال ابن العماد
(1)
: هو أحد العلماء المعدِّلين، والفضلاء المحدثين. سمع قاضي المارستان وطبقته، وقرأ القراآت على أبي محمد سِبْط الخيَّاط، وغيره، ولازم أبا الفضل ابن ناصر الحافظ، وكان يقتفي أثره، ويسلك مَسْلكه.
قال ابن النجَّار: كان حافظًا متقنًا ضابطًا، محقَّقًا، حسن القراءة، صحيح النقل، ثبتًا، حجةً، نبيلًا، ورعًا متديِّنًا، متمسكًا بالسُّنَّة على طريق السلف، وكان مرضه السرسام والبرسام، ستة أيام، أسكت منها ثلاثة أيام، ودفن على أبيه في دكَّة الإِمام أحمد، وذلك في سنة أربع وستين وخمس مئة، وله خمس وأربعون سنة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
، وقال: قال ابن النجَّار، وذكر ما تقدم، ثم قال: وقال ابن نقطة في كتابه "الاستدراك": كان حافظًا، وكان موصوفًا بحُسن القراءة للحديث، وكان صالحًا ثقةً مأمونًا، مُتقنًا، وسُئل عنه الشيخ موفق الدين المقدسي فقال: كان حافظًا ثِقةً، يقرأ الحديث قراءةً حسنة مُبَيَّنة صحيحة، بصوت رفيع، إمام في السنّة، وكان شاهدًا معدِّلًا، بلغني أنه دُعي للشهادة للخليفة بما لا يجوز فامتنع من الشهادة، وطرح الطَيْلَسان، وقال: مالكم عندنا إلا هذا.
توفي يوم الأربعاء بعد الظهر ثالث شعبان سنة خمس وستين وخمس مئة، وكان مرضه البرسام والسرسام. انتهى المراد منه.
وذكر له ابن العماد
(3)
وابن رجب تاريخًا، هو المسمى:"تاريخ ابن شافع" رتبه
(1)
شذرات الذهب: 4/ 215.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 311.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 215.
على السنين، بدأ فيه بالسنة التي توفي فيها أبو بكر الخطيب، وهي سنة ثلاث وستين وأربع مئة إلى بعد الستين وخمس مئة.
903 - (ت 565 هـ): علي بن ثَرْوان بن زيد بن الحسن بن سعيد بن عِصْمة بن حِمْيَر الكِنْدي، البغدادي، النحوي، الأديب، الحنبلي، شمس الدين
.
قال ابن العماد
(1)
: سمع أبا الحسن ابن عمِّ الشيخ تاج الدين، وقرأ وكتب الطَّبَاق بخطه على يحيى بن البنَّاء، وغيره، وقرأ النحو واللغة على ابن الجَوَالِيْقي، قَدِم دمشق وأدرك شرف الإِسلام ابن الجِيْلي، وصحبه، وكان أعلم بالنحو واللغة من ابن عمِّه أبي اليُمْن، وله شعر حسن، وتوفي سنة خمس وستين وخمس مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
وقال: قرأت بخط أبي الفرج ابن الحنبلي، كان عارفًا بالنحو واللغة، ويقول الشعر، وهو حنبلي من أهل السنّة، وكتب من الدقائق والكلام الوعظي الكثير، وطلب من شرف الإِسلام أن يجلس بمدرسته للوعظ، فأذن له في ذلك، فغلبه الحياء فلم يتمكن من الإِيراد، ثم نزل وترك الوعظ، وتوفي سنة خمس وستين وخمس مئة. انتهى المراد منه.
وذكر السيوطي في "بغية الوعاة"
(3)
، أنه توفي بعد سنة خمس وستين وخمس مئة، وقال: قال في "الخريدة": أصله من الخابور، ورأيته بدمشق، مشهودًا له بالفضل مُشهرًا بالمعرفة، موثوقًا بقوله، وكان أديبًا فاضلًا أريبًا، قد أتقن اللغة والأدب، وله شعر كثير. انتهى المراد منه.
904 - (ت 566 هـ): محمد بن حامد بن حمد بن عبد الواحد بن علي بن أبي مسلم الأَصبهاني، الواعظ، الحنبلي، أبو سعيد، ويعرف بسرمس
.
قال ابن العماد
(4)
: سمع أبا مسعود السُّوذَرْجَاني، ويحيى بن مَنْده، وغيرهما،
(1)
شذرات الذهب: 4/ 216.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 313.
(3)
بغية الوعاة: 2/ 152.
(4)
شذرات الذهب: 4/ 217.
وحدَّث ببغداد وغيرها، وكان من أعيان الوعاظ، وله القبولُ التامُّ عند العوام، وتوفي في سَلْخ شعبان سنة ست وستين وخمس مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
بنحوه.
905 - (ت 566 هـ): النَّفيس بن مسعود بن أبي الفتح بن سعيد بن علي، المعروف بابن صَعْوَة السَّلامي، الفقيه الحنبلي، أبو محمد
.
قرأ القراءات وتفقَّه على أبي الفتح ابن المَنِّي، ووعظ، واحتضر في شبابه، فتوفي يوم الثلاثاء تاسع شوال، سنة ست وستين وخمس مئة، ودفن بمقبرة الإِمام أحمد. قال المنذري: تكلَّم في مسائل الخلاف، وسمع من غير واحد، قال: وصَعْوة بفتح الصاد وسكون العين المهملتين وبعدهما تاء تأنيث، لقبٌ لجدَّه. قاله ابن العماد
(2)
.
وذكره ابن الجوزي
(3)
، وابن رجب
(4)
، وغيرهما.
906 - (ت 566 هـ): فتيان بن مَيَّاح بن حمد بن سُليمان بن المبارك بن الحسين السُّلَمي، الحرَّاني، الضرير، الفقيه الحنبلي، أبو الكَرَم
.
قال ابن العماد
(5)
: قدم بغداد، وسمع الحديث من أبي البركات الأَنْمَاطي، وصالح بن شافع، وغيرِهما، وتفقَّه بمذهب الإِمام أحمد بن حنبل، وعاد إلى بلده فأفتى ودرس به إلى أن مات، وسمع منه أبو المحاسن القاضي القُرَشي، وفخر الدين ابن تيمية، وقال فخر الدين في "تفسيره" - وقد ذكر شيوخه في العلم -: فأول ما قال: كنت برهة مع الشيخ، شيخنا الإِمام الورع أبي الكرم فتيان ابن ميَّاح، وكان طويل الباع في علم اللغة والإِعراب، لا يشق غباره في علم القرآن ومعاناة المعاني،
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 314.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 217.
(3)
المنتظم: 10/ 236.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 314.
(5)
شذرات الذهب: 4/ 217.
فهمًا في الأحكام ومواقع الحلال والحرام. انتهى.
وتوفي سنة ست وستين وخمس مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
وقال: كان بارعًا في علم القراآت، وعدَّه أبو الفتح ابن عَبْدُوس من شيوخه وشيوخ حرَّان وفقهائها وعلمائها. قال ابن القَطِيْعي: توفي سنة ست وستين وخمس مئة، أول العام. انتهى.
وذكر له ابن رجب مصنفًا في التجويد.
907 - (ت 567 هـ): عبد الله بن أحمد بن أحمد بن عبد الله بن نَصْر أبو محمد بن الخَشَّاب، البغدادي، النَّحْوي، المحدَّث، الفقيه الحنبلي، العلَّامة
.
قال ابن الجوزي
(2)
: قرأ الحديث الكثير، وجمع الكتب الكثيرة، وانتهى إليه علم اللغة والنحو.
وقال السيوطي في "بغية الوعاة"
(3)
: هو أعلم معاصريه بالعربية، من أهل بغداد مولدًا ووفاةً، وكان عارفًا بعلوم الدين، مطلعًا على شيء من الفلسفة والحساب والهندسة، مشتهرًا في حياته، مبتذلًا في عيشه وملبسه، كثير المزاح، يلعب الشطرنج في قارعة الطريق مع العوام، ويتعمَّم بالعِمَامة حتى تسودَّ وتتقطع، وقف كتبه على أهل العلم قبيل وفاته.
وقال ابن العماد في "الشذرات"
(4)
: ولد سنة اثنتين وتسعين وأربع مئة، وسمع من علي بن الحسين الرَّبَعي، وابن النَّرْسِي، وطلب بنفسه، وأكثر عن أبي الحصين وطبقته، وقرأ الكثير، وكتب بخطه المَلِيح المُتْقَن، وأخذ العربية عن ابن الشَّجري. وابن الجَوَاليقي، وأتقن العربيةَ واللغة والهندسة، وغيرَ ذلك، وصنَّف التصانيف،
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 315.
(2)
المنتظم: 10/ 238.
(3)
بغية الوعاة: 2/ 29 - 30.
(4)
شذرات الذهب: 4/ 220.
وكان إليه المنتهى في حُسن القراءة وسرعتها وفصاحتها، مع الفهم والعذوبة، وانتهت إليه الإِمامة في النحو، وكان ظريفًا، مزَّاحًا قَذِرًا وَسِخَ الثياب، يستقي في جَرَّةٍ مكسورة، وما تأهَّل قطُّ ولا تسرَّى، توفي في رمضان سنة سبع وستين وخمس مئة. قاله في "العبر".
وقال ابن النجَّار: كان أعلم أهل زمانه بالنحو، حتى يقال: إنه كان في درجة أبي علي الفارسي، قال: وكانت له معرفة بالحديث، واللغة، والمنطق والفلسفة، والحساب والهندسة، وما من علمٍ من العلوم إلا كانت له فيه يدٌ حسنة.
وقال ياقوت الحموي في "معجم البلدان": رأيت قومًا من نحاة بغداد يُفضِّلُونه على أبي علي الفارسي، قال: وسمع الحديث الكثير، وتفقَّه فيه، وعرف صحيحه من سقيمه، وبحث عن أحكامه، وتبحَّر في علومه.
وقال ابن الأخضر: دخلت عليه يومًا وهو مريض وعلى صدره كتاب ينظر فيه، قلت: ما هذا؟ قال: ذكر ابن جني مسألة في النحو، واجتهد أن يستشهد عليها ببيت من الشعر فلم يحضره، وإني لأعرف على هذه المسألة سبعين بيتًا من الشعر، كل بيتٍ من قصيدة. وكان عالمًا بالتفسير، والحديث، والفرائض، والحساب، والقراءات.
وقال ابن القَطِيعي: انتهت إليه معرفة علوم جمَّةٍ أنهاها، وشرح الكثير من علومه، وكان ضنينًا بها، مع لطف مخالطة، وعدم تكبُّر، واطِّراح تكلُّف، مع تشدُّدٍ في السنّة وتظاهر بها في محافل علومه، ينتصر لمذهب أحمد، ويصرِّح ببراهينه وحججه على ذلك.
وقال مسعود بن البادر: كنت يومًا بين يدي المستضيء فقال لي: كل من نعرفه قد ذكَّرنا بنفسه ووصل إليه برُّنا، إلا ابن الخَشَّاب، فاعتذرت عنه بعذر اقتضاهُ الحال، ثم خرجت فعرفتُ ابن الخشَّاب بذلك، فكتب إليه هذين البيتين:
وردَ الورى سلسالَ جُودِك فارْتَووا
…
فوقفت دون الورد وقفة حائم
ظمآن أطلب خفة من زحمة
…
والورد لا يزداد غير تزاحم
قال ابن البادر: فعرضتهما على المستضيء، فأرسل إليه مئتي دينار، وقال: لو زادنا زدناه.
وقال ابن رجب: ويقال: إنه كان بخيلًا مقتَّرًا على نفسه، وكان يَعتمُّ العِمَّة فيبقى مُعتمًا أشهرًا حتى تتسخ أطرافها من العرق، فتسود وتتقطَّع من الوسخ، وترمي العصافير عليه زُروقها، وكان إذا رفعها عن رأسه ثم أراد لبسها تركها على رأسه كيف اتفق، فتجيء عَذَبَتُها تارةً من تلقاء وجهه، وتارةً عن يمينه، وتارةً عن شماله، ولا يغيرها، فإذا قيل له في ذلك يقول: ما استوت العِمَّة على رأس عاقلٍ قط.
وكان رحمه الله ظريفًا مزَّاحًا، ذا نوادر، فمن نوادره: أن بعض أصحابه سأله يومًا فقال: القفا يُمدُّ أو يُقصر فقال: يمدُّ ثم يقصر.
ولابن الخشَّاب شعر كثيرٌ حسن.
قال ابن الجوزي: مرض ابن الخَشَّاب نحوًا من عشرين يومًا، فدخلت عليه قبل موته بيومين وقد يئس من نفسه، فقال لي: عند الله أحتسب نفسي، وتوفي يوم الجمعة ثالث رمضان سنة سبع وستين وخمس مئة، ودفن بمقبرة الإِمام أحمد، قريبًا من بشر الحافي رضي الله عنه. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
وقال: سئل عنه الشيخ موفق الدين المقدسي فقال: كان إمامًا في عصره، في علم العربية والنحو واللغة، وكان علماء عصره يستفتونه فيها ويسألونه عن مشكلاتها، وحضرت كثيرًا من مجالسه للقراءة عليه، ولكن لم أتمكَّن من الإِكثار عليه لكثرة الزَّحام عليه، وكان حسنَ الكلام في السنّة وشرحها، وكان ابن الخشَّاب يكتب خطًا حسنًا، ويضبط ضبطًا متقنًا، فكتب كذلك كثيرًا من الأدب والحديث وسائر الفنون، وحصل من الكتب والأصول وغيرها ما لا يدخلُ تحت الحَصْر، ومن خطوط الفضلاء وأجزاء الحديث شيئًا كثيرًا.
وذكر ابن النجَّار: أنه لم يمت أحد من أهل العلم وأصحاب الحديث إلا وكان
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 316.
يشتري كتبه كلها، فحَصَلَتْ أصول المشايخ عنده، وذكر عنه: أنه اشترى يومًا كتبًا بخمس مئة دينار، ولم يكن عنده شيء، وأنه استمهلهم ثلاثة أيام، ثم مضى ونادى على داره فبلغت خمس مئة دينار، فباعها ونَقَد الثمن لصاحب الكتب، ولما مرض أشهد عليه بوقف الكتب، فتفرقت وبيع أكثرها، ولم يبق إلا عشرها فتركت في رباط المأمونية وقفًا.
وذكر ابن الجوزي أنه كان يُذكر عنه نوع تفريط في الدين، وأنه كان قليل الفقه، بحيث إنه سئل عن رفع اليدين في الصلاة ما هو؟ فقال: هو ركن، فضحك منه، وكان سامحه الله قليل المبالاة بحفظ قاموس العلم والمشيخة، بحيث إنه كان يلعب بالشطرنج على قارعة الطريق مع العوام، ويمازح السُّفهاء، ويقفُ في الشوارع على حِلَق المُشَعْبِذين وأصحاب اللهو واللَّعَابين بالقرود والدباب، من غير مبالاة، وإذا عُوتب على ذلك يقول: إنه يندر منهم نوادر لا يكون أحسن ولا ألطف منها، ومع ذلك فكان لا يخلو كمه من كتب العلم. انتهى المراد منه.
ولابن الخشاب تصانيف كثيرة، ذكر منها ابن رجب: كتاب "المرتجل في شرح الجمل للزجاجي" وقد ترك فيه أبوابًا في وسط الكتاب لم يشرحها، وكتاب "الرد على ابن بابشاذ في شرح الجمل"، وكتاب "الرد على أبي زكرياء التبريزي في تهذيب إصلاح المنطق لابن السكيت"، وكتاب "أغلاط الحريري في مقاماته"، وكتاب "شرح اللمع لابن جني" إلى باب النداء في ثلاث مجلدات، و"شرح مقدمة الوزير ابن هُبَيرة" في النحو أربع مجلدات، ويقال: إنه وَصَله عليها بألف دينار، وله "جواب المسائل الإِسكندرانية" في الاشتقاق.
قال ابن رجب: ويقال إن ابن الخشَّاب ضيقَ العَطَن في تصانيفه لا يُتمُّها، وإن كلامه كان أجود من قلمه. انتهى كلام ابن رجب.
وله غير ما ذكر ابن رجب: "حاشية على دُرَّة الغواص للحريري"، "شرح مقامات الحريري"، كتاب "اللامع" في النحو، كتاب "مواليد أهل البيت"، "المجمل في شرح الجمل الصغيرة"، وهو غير "المرتجل"، فإن ذاك في شرح الجمل الكبيرة.
908 - (ت 567 هـ): مكي بن محمد بن هُبَيْرة، البغدادي، الأديب، الحنبلي، أبو جعفر
.
قال ابن العماد
(1)
: كان فاضلًا عارفًا بالأدب، توفي بنواحي الموصل سنة سبع وستين وخمس مئة، قال ابن رجب: وأظنه أخو الوزير أبي المظفر، وكان يلقب فخر الدولة، وكان خرج من بغداد بعد موته.
وذكره ابن رجب
(2)
بنحوه، وقد ذكر له ابن العماد كتاب "نظم الخرقي" في الفقه، وقال: قرئ عليه مرَّات.
909 - (ت 568 هـ): أحمد بن محمد بن شُنَيْف، أبو الفضل الدَّارْقَزِّي - نسبة إلى دار القَزِّ محلة ببغداد - المقرئ الحنبلي
.
قال ابن العماد
(3)
: هو أسند من بقي في القراآت، لكنه لم يكن ماهرًا بها، قرأ على ابن سوَّار، وثابت ابن بُنْدار، وعاش ستًا وتسعين سنة، ومات سنة ثمان وستين وخمس مئة. انتهى.
وذكره ابن الجزري في "الغاية"
(4)
وقال: هو ثقة إمام، مُسْنِدٌ، قرأ على أبي طاهر ابن سوَّار، وثابت ابن بُنْدَار، وأبي منصور الخيَّاط، قرأ عليه أحمد بن سلمان الحربي السُّكر، وعبد الوهاب بن بزغش، ومحمد بن حسين الدَّارْقَزِّي، وعمَّر دهرًا، حتى توفي سنة ثمان وستين وخمس مئة في المحرم، عن ست وتسعين سنة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(5)
وقال: سمع الحديث منهم، يعني مَنْ ذكرنا، ومن أبي غالب القزَّاز، وعلي بن نبهان، ويحيى بن مَنْدَه الحافظ، وتفقَّه في المذهب، وحصَّل منه طرفًا صالحًا، وأَقرأ بالروايات جماعةً، وحدَّث، وطال عمره، وأضرَّ في آخر
(1)
شذرات الذهب: 4/ 224.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 323.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 226.
(4)
غاية النهاية: 1/ 117.
(5)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 323.
وقته. قال القطيعي: كان من أهل الدين والصلاح، وقال ابن النجَّار: كان شيخًا فاضلًا، متديِّنًا، صدوقًا أمينًا. انتهى المراد منه.
910 - (ت 569 هـ): الحسن بن أحمد بن الحسن الهَمَذاني، المقرئ، الحنبلي، الحافظ، أبو العلاء العطَّار، الأستاذ، شيخ هَمَذان وقارئها وحافظها
.
قال ابن الجوزي
(1)
: له المعرفة التامة الحسنة بالقراءات، والأدب، والحديث، وسافر في طلب العلم، وحصَّل الكتب الكثيرة، وهو مشهود له بالسيرة الجميلة. انتهى.
وقال ابن العماد
(2)
: رحل، وحمل القراآت والحديث عن الحدَّاد، وقرأ بواسط على القَلَانِسي، وببغداد على جماعة، وسمع من ابن بَيَان وطبقتهِ، وبخُراسان من الفراوي وطبقته.
قال الحافظ عبد القادر الرُّهاوي: شيخنا أبو العلاء أشهر من أن يُعرَّف، بل يتعذَّر وجود مثله في أعصار كثيرة، وأول سماعه من الدُّوني سنة خمس وتسعين وأربع مئة، برع على حُفَّاظ زمانه في حفظ ما يتعلق بالحديث من الأنساب، والتواريخ، والأسماء، والكُنى، والقصص، والسير، وله التصانيف في الحديث والرقائق، وله في ذلك مجلدات كبيرة، وكان إمامًا في العربية، سمعت أن من جملة ما حفظ في اللغة كتاب "الجمهرة"، وخرج له تلامذة في العربية أئمة، منهم إنسان كان يحفظ الغريبين للهروي. ثم أخذ عبد القادر يَصِفُ مناقب أبي العلاء، ودينه، وكرمه، وجلالته، وأنه أخرج جميع ما ورثه، وكان أبوه تاجرًا، وأنه سافر مرات ماشيًا، يحمل كتبه على ظهره، ويبيت في المساجد، ويأكل خبزَ الدُّخْن، إلى أن نشر الله ذكره في الآفاق.
(1)
مناقب الإِمام أحمد: 641، والمنتظم: 10/ 248.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 231.
وقال ابن رجب: ولد يوم السبت رابع عشر ذي الحجة، سنة ثمان وثمانين وأربع مئة.
وقال ابن السمعاني في حقه: حافظ متقن مُقرئ، فاضل حسن السيرة، مَرْضيُّ الطريقة، عزيزُ النفس، سخي بما يملك، مُكْرِمٌ للغرباء، يعرف القراآت والحديث والأدب معرفة حسنة، سمعت منه.
وذكره ابن الجوزي في طبقات الأصحاب، وذكر في آخر كتاب "التلقيح": أن أبا العلاء كان هو محدَّث عصره ومقرئه، وكان لا يغشى السلاطين، ولا تأخذه في الله لومةُ لائم، ولا يُمكَّن أحدًا أن يعمل عنده أو في مجلسه منكرًا أو سماعًا، وتوفي ليلة الخميس لسبع عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى، سنة تسع وستين وخمس مئة ببغداد. انتهى.
وذكره ابن الجزري في "الغاية"
(1)
وأطال في ترجمته جدًا، ومما قال في ترجمته: هو الإِمام الحافظ، الأستاذ، أبو العلاء الهَمَذاني العطَّار، شيخ هَمَذان، وإمام العراقيين، أحد حفَّاظ العصر، ثقةٌ دَيَّنٌ خَيَّرٌ، كبير القدر، اعتنى بهذا الشأن أتمَّ عناية، وألَّف فيه أحسن كتب، ومن وَقَف على مؤلفاته علِمَ جلالةَ قدره، وعندي أنه في المشارقة كأبي عَمْرو الدَّاني في المغاربة، بل هذا أوسع رؤيةً منه بكثير، مع أنه في غالب مؤلفاته اقتفى أثره، وسلك طريقه. وقد أطال ابن الجزري في ترجمته في ذكر مناقبه، ومشايخه، وتلامذته، ورحلاته، وغير ذلك، وقد ذكر له من ذكرنا مصنفات عدة، منها: كتاب "زاد المسافر" في الحديث، و"القراآت" خمسون مجلدًا وكتاب "الغاية" في القراآت العشر، وكتاب "الوقف والابتداء"، وكتاب "الماآت"، وكتاب "التجويد"، وأفرد قراآت الأئمة أيضًا، كلُّ مُفْرَدة في مجلد، وكتاب "الانتصار في معرفة قُرَّاء المدن والأمصار"، وله غير ما ذكروه ككتاب "أصول المآب في الذيل على طبقات القراء" عشرون مجلدًا، و"غاية الاختصار في قراءة العشر لأَئمة الأعصار"،
(1)
غاية النهاية: 1/ 204.
وكتاب "الأدب في حِسان الحديث"، و"الهادي إلى معرفة المقاطع والمبادي" في وقوف القرآن، ولعله كتاب "الوقف والابتداء" المتقدم.
911 - (ت 569 هـ): دَهْبَل بن علي بن منصور بن إبراهيم بن عبد الله، المعروف بابن كَارَه البغدادي الحَرِيمي الخَبَّاز الحنبلي، أبو الحسن
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة خمس وتسعين وأربع مئة، وسمع من ابن البُسْري، وابن نبهان، وغيرهما.
قال الشيخ الموفق: كان فقيهًا من فقهاء أصحابنا، وكان شيخًا صالحًا. وقال أبو المحاسن القرشي: كان فقيهًا، حسنًا، فاضلًا زاهدًا، صادقًا، ثقةً. وذكر غيره أنه أضرَّ بأَخَرة.
وقال ابن رجب: روى عنه: ابن الأخضر، وجماعة، وتوفي ليلة الثلاثاء لليلتين خلتا من المحرَّم، سنة تسع وستين وخمس مئة، ودفن بمقبرة باب حرب. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
وقال: قال ابن نقطة: هو ثقة صالح. وقال ابن القَطِيْعي: هو ثقة، فقيه حنبلي، حدَّث وسمع منه جماعة. وقال المنذري: تفقَّه على مذهب الإِمام أحمد بن حنبل، وسمع من غير واحد. انتهى.
912 - (ت 569 هـ): عبد الصمد بن بُدَيْل بن الخليل الجِيْلي، المقرئ، الحنبلي، أبو محمد
.
قال ابن العماد
(3)
: قال ابن القَطِيْعي: قدم بغداد ونزل باب الأَزَج، وقرئ عليه القرآن بالروايات الكثيرة، ورواها عن أبي العلاء الهَمَذاني، وكان عالمًا ثقةً ثبتًا، فقيهًا مفتيًا، وكان اشتغاله بالفقه على والدي رحمه الله، وناظر، ودرَّس، وأفتى، وتوفي سنة تسع وستين وخمس مئة، ودفن بمقبرة أحمد بن حنبل بالقرب من بِشْر الحافي.
(1)
شذرات الذهب: 4/ 232.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 329.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 233.
وقال ابن النجار: صحب القاضي أبا يعلى، وتفقَّه عليه، وكان خصيصًا به، وتوفي يوم السبت سَلْخ ربيع الأول، سنة إحدى وسبعين وخمس مئة.
وقال ابن القَطِيْعي: كتب إليَّ وأنا مسافر كتابًا، منه: الله الله، كُنْ مُقبلًا مُدِيمًا على شؤونك، مُشتغلًا بما أنت بصدده، ولا تكن مضيَّعًا أنفاسًا معدودةً وأيامًا محسوبة، واجعل ما لا يَعْنِيك دبر أُذُنك، وأغمض عينك عما ليس من حظَّها، واطلب من ريحانه ما حلَّ لك، ودع ما حُرَّم عليك، وبذلك تغلب شيطانك، وتجوز مطالبك والسلام. انتهى.
913 - (ت 569 هـ): عبد الرحمن بن الأسعد الغِيَاثي، الفقيه الحنبلي، المقرئ، أبو بكر، المعروف بابن الأعز، البغدادي
.
قال ابن العماد
(1)
: كان في ابتداء أمره يغنَّي وله صوت حسن، ثم تاب وحسنت توبته، وقرأ القرآن في زمن يسير، وتعلَّم الخط في أيام قلائل، وحفظ كتاب الخرقي، وأتقنه، وقرأ مسائل الخلاف على جماعة من الفقهاء، وكان ذكيًا جدًا، يحفظ في يوم واحد ما لا يحفظ غيره في شهر، وسمع من عبد الوهاب الأَنْمَاطي، وسعد الخير الأَنْمَاطي، وتكلَّم في مسائل الخلاف، وسافر إلى الشام وسكن دمشق مدة، وأمَّ بالحنابلة في جامعها، ثم توجَّه إلى ديار مصر فاستوطنها إلى حين وفاته، وكان فقيهًا فاضلًا، قارئًا مجوَّدًا، طيَّب النغمة.
قال ابن الليثي: كان قويًا في دين الله، متمسكًا بالآثار، لا يَرى مُنكرًا أو يسمع به إلا غيَّره، لا يحابي في قول الحق أحدًا. قال: وصحبته وسمعت عليه، معتقدًا في السنّة، وتوفي سنة تسع وستين وخمس مئة. قاله ابن رجب. انتهى.
قلت: ذكره ابن رجب
(2)
كذلك إلا أنه قال في نسبته: عبد الرحمن بن النَّفيس بن الأسعد الغِياثي، فليعلم.
(1)
شذرات الذهب: 4/ 233.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 330.
914 - (ت 569 هـ): يحيى بن نجاح بن مسعود بن عبد الله اليُوسُفي، أبو البركات، المؤدَّب، الأديب الشاعر، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(1)
: سمع من أبي العز بن كادش، وغيره. وقال ابن الجوزي: سمع الحديث الكثير، ثم قرأ النحو واللغة، وكان غزيرَ الفضل، يقول الشعر الحسن. وقال ابن القَطِيعي: كان من أهل الأدب والعلم، له خطٌّ حسن وشعر رقيق، سمع منه جماعة من الطلبة، وكان حنبلي المذهب، حسن الاعتقاد ثم ذكر له أبياتًا من شعره، ثم قال: توفي يوم السبت لإِحدى عشرة مضت من شوال، سنة تسع وستين وخمس مئة، ودفن من الغد بمقبرة الإِمام أحمد بن حنبل. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بنحوه.
915 - (ت 570 هـ): حامد بن محمود بن حامد بن محمد بن أبي عمرو الحَرَّاني، الخطيب، الفقيه الحنبلي، الزَّاهد، أبو الفضل، المعروف بابن أبي الحجر، ويلقَّب تقي الدين، شيخ حرَّان وخطيبها ومدرسها ومفتيها
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد سنة ثلاث عشرة وخمس مئة بحَرَّان كما قال ابن تيمية، ورحل إلى بغداد، وسمع بها من عبد الوهاب الأَنْمَاطي الحافظ، وغيره، وتفقه بها، وبرع وناظر، ولقي بها الشيخ عبد القادر ولازمه، فرآه الناس يومًا يمشي على سجادته على بساط الشيخ، فقال الشيخ عبد القادر: كأني بك وقد دُسْت على بساط السلطان. فكان كما قال.
وقال ابن الجوزي: صديقُنا، قَدِم بغداد وتفقَّه، وناظر، وعاد إلى حرَّان، وأفتى ودرَّس، وكان وَرِعًا، به وسوسة في الطهارة.
(1)
شذرات الذهب: 4/ 236.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 331.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 237.
وذكر ابن القَطِيْعي نحوًا من ذلك. وقال: كان تاليًا للقرآن، كتبت عنه، وكان ثقة. انتهى.
وقال ابن الحنبلي: كان شيخ حرَّان في وقته، بنى نور الدين محمود المدرسة في حرَّان لأجله ودفعها إليه، ودرَّس بها، وتولى عمارة جامع حرَّان، فما قصَّر فيه.
قال ابن رجب: أخذ عنه العلم جماعة بحرَّان من أهلها، منهم الخطيب فخر الدين ابن تيمية، وابن عَبْدُوس، وغيرهما، وسمع منه الحديث بحرَّان جماعة، منهم أبو المحاسن القرشي الدَّمشقي، وابن القَطِيْعي، وروى عنه "تاريخه" وقال: توفي لسبع خَلَون من شوال، سنة سبعين وخمس مئة بحَرَّان. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
وقال: قال الشيخ فخر الدين ابن تيمية في أول "تفسيره": وبعد رجوعي إلى حرَّان كنت كثيرَ المباحثة لشيخنا البارع أبي الفضل حامد بن محمود بن أبي الحجر رحمه الله في مشكل الآيات، وحلَّ ما فيها من الإِشكالات، وكان رحمه الله إذا شرع في التفسير والتذكير، شبيهًا بالجواد المُفرط، والجواد القِطْقِط، يوسَّع المسامعَ هديرُ شَقاشِقِه، ويُزَعزع السامعَ زجرُ رواشِقِه، هذا مع ما كان قد منحه الله من الرَّشاقة وعسولة المنطق واللباقة. وقال ابن حمدان: كان شيخ حرَّان وخطيبها ومدرسها، ولأجله بنيت المدرسة النورية بحرَّان، وله "ديوان خطب" وقيل: إن أكثرها كان يرتجلها ارتجالًا إذا صَعِد إلى المنبر، فلما ولَّاه السلطان نور الدين الشهيد قال: بشرط أن تترك المظالم والضمانات، وتورِّث ذوي الأرحام، فأجابه إلى ذلك، وكان ولده الفقيه إلياس إذا غاب عن المدرسة يومًا لا يعطيه خبزه، ويقول: هو كالمستأجر، ولم يأخذ على نظره في الجامع وأوقافه شيئًا، حتى إن غلامه اشترى نجارة كما اشترى العوام من نجارة خشب الجامع، فلم يأكل ما خبز في بيته، وسيرته في الورع والزهد مشهورة بحران بين أهلها. انتهى ملخصًا، ومع جلالة المترجم فلم أرَ من ذكر له غير "ديوان الخطب" المذكور.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 332.
916 - (ت 570 هـ): أحمد بن المبارك المُرَقَّعاتي، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(1)
: روى عن جده لأُمَّه ثابت بن بُنْدار، وكان يبسط المرقَّعة للشيخ عبد القادر الجِيْلي على الكرسي، وتوفي في صفر سنة سبعين وخمس مئة. انتهى.
917 - (ت 571 هـ): المبارك بن الحسن بن طِرَاد، أبو النجم الباماوَرْدِي، الفَرَضِي، الحنبلي، المعروف بابن القابلة
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد سنة خمس وخمس مئة تقريبًا، وسمع من طلحة العَاقُولي سنة عشر، وهو أقدم سماع وجد له، ومن القاضي أبي الحسين ابن الفرَّاء، وأبي غالب الماوردي، وغيرهم. قال ابن الجوزي: كان عارفًا بعلم الفرائض والحساب والدور، حسن العلم بالجبر والمقابلة وغامض الوصايا والمناسخات، أمَّارًا بالمعروف، شديدًا على أهل البدع، عارفًا بمواقيت الشمس والقمر، توفي ليلة السبت لعشر بقين من جمادى الأولى، سنة إحدى وسبعين وخمس مئة، ودفن بمقبرة الطبري، بقرية الزادمان، ظاهر بغداد. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
بنحوه.
918 - (ت 571 هـ): محمد بن عبد الباقي بن هبة الله بن حسين بن شريف، أبو المحاسن المَجْمعي، الموصلي الحنبلي
.
قال ابن العماد
(4)
: ذكره ابن القَطِيْعي فقال: هو أحد الفقهاء الحنابلة المَوَاصِلَة، ورد بغداد، وتفقَّه على القاضي أبي يعلى، وسمع بها الحديث والأدب، وكان تاليًا لكتاب الله تعالى، قال: وكان بالموصل عمر المَلَّا مقدَّمًا في بلده فاتُّهمه بشيء من
(1)
شذرات الذهب: 4/ 237.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 240.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 334 - 335.
(4)
شذرات الذهب: 4/ 240.
ماله، وكان خصيصًا به، فضربه إلى أن أشفى على التلف، ثم أخرجه إلى بيته، وبقي أيامًا يسيرة، وتوفي في رجب أو في شعبان سنة إحدى وسبعين وخمس مئة بالموصل، وعمر المَلَّا هذا كان يظهر الزهد والديانة، وأظنه كان يميل إلى المبتدعة، وقد تبيَّن بهذه الحكاية أيضًا ظلمه وتعدَّيه. قاله ابن رجب. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
، وله مصنفات ذكر ابن العماد وابن رجب منها: كتاب "طبقات الفقهاء من أصحاب الإِمام أحمد"، وكتاب "شرح غريب ألفاظ الخرقي".
- (ت 571 هـ): عبد الصمد بن بُدَيل المقرئ. [انظر: 912].
تقدَّم سنة تسع وستين وخمس مئة.
919 - (ت 572 هـ): علي بن عساكر ابن المُرحَّب بن العوَّام، أبو الحسن البَطَائِحي، الضرير، المُقرئ، الحنبلي الأستاذ
.
قال ابن العماد
(2)
: قرأ القراآت على أبي العز القَلَانِسي، وأبي عبد الله البارع، وطائفة، وتصدَّر للإِقراء، وأتقن الفنَّ، وحدَّث عن أبي طالب بن يوسف وطائفة.
قال الشيخ موفق الدين بن قُدَامة: كان مقرئ أهل بغداد في وقته، وكان عالمًا بالعربية، إمامًا في السنة، قرأ عليه القراآت جماعة من الكبار، منهم: عبد العزيز بن دُلف، وابن الجُمَّيزي، وحدَّث عنه جماعة منهم: ابن الأخضر، وعبد الغني المقدسي، وعبد القادر الرُّهاوي، وغيرهم، وتوفي ليلة الثلاثاء ثامن عشري شعبان سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة، وصُلي عليه من الغد، ودفن بباب حَرْب، وتقدَّم للصلاة عليه الجَوَاليقي. انتهى.
وذكره ابن الجزري في "الغاية"
(3)
فقال: إمام ثقة، شيخ العراق. قال الذهبي:
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 335.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 242.
(3)
غاية النهاية: 1/ 556.
كان ثقة، عارفًا بالعربية، توفي في شعبان سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة، وله اثنتان وثمانون سنة. انتهى المراد منه.
وذكره ابن رجب
(1)
وقال: قال ابن النجَّار: كان إمامًا كبيرًا في معرفة القراآت ووجوهها، وعللها، وطرقها، وضبطها، وتجويدها، وحسن الأداء والإِتقان، والصدق، والثقة، وكانت له معرفة تامَّة بالنحو، وكان متديَّنًا جميل السيرة، مَرْضي الطريقة، وكان من أئمة القراءة، وصنَّف في القراآت عدة مفردات، وكان عارفًا بالعربية، ثقةً جليلًا صالحًا. انتهى المراد منه.
وله تصانيف ذكر ابن الجزري
(2)
منها كتابًا في القراآت، وذكر له في "كشف الظنون"
(3)
كتاب "وصول الغمر إلى أصول قراءة أبي عمرو"، وذكر أن أوله: الحمد لله الذي جعل صدور أوليائه أوعية لحفظ القرآن.
920 - (ت 572 هـ): مسلم بن ثابت بن زيد بن القاسم بن أحمد بن النحَّاس، البَزَّار، البغدادي، المأموني، الفقيه الحنبلي، أبو عبد الله بن أبي البركات، ويعرف بابن جُوالق: بضم الجيم
.
قال ابن العماد
(4)
: ولد سنة أربع وتسعين وأربع مئة، وسمع من أبي علي بن نبهان، وتفقَّه على أبي الخطَّاب الكَلْوَذَاني، وناظر، وروى عنه ابن الأخضر، وتوفي يوم الأحد عشري ذي الحجة، سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة، ودفن بمقبرة باب حَرْب. انتهى.
وذكره ابن رجب
(5)
وقال: قال ابن القَطِيْعي: سمع منه جماعة من الطلبة،
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 335.
(2)
غاية النهاية: 1/ 556.
(3)
كشف الظنون: 2/ 2015.
(4)
شذرات الذهب: 4/ 234.
(5)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 337.
وكتبتُ عنه، وكان صحيح السماع، وتوفي سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة. انتهى.
921 - (ت 572 هـ): علي بن غُنَيْمة بن علي المقرئ المُشْتَرِكي البغدادي الحنبلي
.
ذكره ياقوت الحموي في "معجم البلدان"
(1)
وقال: قرأ القرآن بالسبع على أبي محمد سِبْط الخَيَّاط، وغيره، وتفقَّه في مذهب أحمد، وأمَّ بمسجد الريحانيين المعروف بمسجد أنس، وتلقَّى عليه خلقٌ من الأعيان، ومات في رمضان سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة. انتهى.
922 - (ت 573 هـ): أحمد بن محمد بن المبارك بن أحمد بن بكروس بن سيف الدِّيْنَوري، ثم البغدادي، الحنبلي، المعروف بابن أبي العِز، وبابن الحمَّامي، الفقيه العابد الزَّاهد
.
قال ابن العماد
(2)
: قرأ بالروايات على جماعة، وسمع من ابن كادش وغيره، وتفقَّه على أبي بكر الدَّيْنَوري، وكان رفيقَ ناصحِ الإِسلام ابنَ المَنَّي، وبنى مدرسته ببغداد، ودرس بها، وتفقَّه عليه جماعة منهم فخر الدين ابن تَيْمية، وروى عنه الشيخ موفق الدين بن قدامة، وكان متزوجًا بابنة أبي الفرج بن الجوزي، وتوفي يوم الثلاثاء خامس صفر سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة، وكان له يوم مشهود، وتوفي شابًا. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
وقال: قرأت بخط ناصح الدين بن الحنبلي: كان فقيهًا، زاهدًا عابدًا، مفتيًا، وسمعته يتكلَّم في حلقة شيخِنا ابن المَنَّي، وعليه من نور العبادة، وهدي الصالحين ما يشهد له. انتهى.
923 - (ت 573 هـ): صدقة بن الحسين البغدادي
، الحنبلي، الناسخ، ابن
(1)
معجم البلدان: 5/ 132.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 244.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 338.
الحدَّاد البغدادي، الفقيه، الأديب الشاعر، المتكلم المؤرَّخ، أبو الفرج.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة سبع وسبعين وأربع مئة، وقرأ بالروايات، وسمع الحديث من أبي السعادات المتوكل وغيره، وتفقَّه على ابن عقيل، وابن الزَّاغُوني، وبرع في الفقه وأصوله وفروعه، وقرأ علم الكلام، والمنطق والفلسفة، والحساب، ومتعلقاته من الفرائض، وغيرها، وكتب خطًا حسنًا صحيحًا، وقال الشعر الحسن، وأفتى، وتردد إليه الطلبة في فنون العلم، وروى عنه ابن شافِع، وابن ريحان، وغيرهما. قال ابن النجَّار: وله مصنفات في الأصول، وكان قُوْتُه من أجرة نسخه، ولم يزل قليل الحظ منغَّص العيش، وحطّ عليه ابن الجوزي في "تاريخه" ونسبه إلى الحَيْرة والشك، وتوفي سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة. انتهى.
وذكره الذهبي في "الميزان"
(2)
وقال: هو سيَّئ الاعتقاد.
وتعقَّبه ابن حجر في "اللسان"
(3)
فقال: قال ابن الدُّبَيْثي: كان شيخنا ابن الجوزي سيَّئَ الرأي فيه، يطلق القولَ بفساد معتقده ورداءَةِ مذهبه.
قلت: وذكره في "المنتظم" فقال: ناظر وأفتى، إلا أنه كان في فَلَتَات لسانه ما يدلُّ على سوء عقيدته، وكان لا ينضبط، فكل مَنْ يجالسه يعثرُ منه على ذلك، وكان تارةً يميل إلى مذهب الفلاسفة، وتارةً يعترض على القدر.
وقال القاضي أبو يعلى ابن الفرَّاء: منذ كتب صدقة "الشفا" لابن سينا تغيَّر. وحكى ابن الجوزي من سوء عقيدته أشياء، إلى أن قال: ولما كثر عُثوري منه على هذا هجرته، ولم أصل إليه، وكان قد سمع من ابن الزَّاغُوني وسعيد بن البنَّاء، وأبي طالب اليوسفي، وأبي عثمان بن مَلَّة، وكان مليحَ الخط، نَسخَ الكتب. وأورد له ابن الجوزي من الشعر ما يدل على سوء معتقده:
(1)
شذرات الذهب: 4/ 245.
(2)
ميزان الاعتدال: 2/ 310.
(3)
لسان الميزان: 3/ 184.
لا توطّنها فليست بمقام
…
واجتنبها فهي دار الانتقام
أتُراها صنعة من صانع
…
أو تُراها رميةً من غير رام
انتهى.
وقد ذكر له ابن النجَّار ترجمة جيدة، وذبَّ عنه في أشياء نقلت عنه، ووَهَّى بعض ما ثَلَبه به ابنُ الجوزي، وملخص ذلك أن قال: صدقة بن الحسين بن الحسن بن بختيار، أبو الفرج، الفقيه الحنبلي، صاحب أبي الحسن الزَّاغُوني، برع في الفقه والأصول والكلام، وقرأ المنطق والحكمة، وكان متعففًا، غزير الفضل، ذا قريحةٍ حسنة، وفطنةٍ وذكاءٍ، وقد نسخ بخطه لنفسه ولغيره كثيرًا، وكان حسنَ الخط يتَقوَّت من أجر نسخه ولا يطلب من أحد شيئًا، ولا يسكن مدرسة، بل كان مقيمًا بمسجده، يصلي فيه إمامًا، ويقرئ الناس، وينسخ نحوًا من ستين سنة، وله مصنفات حسنة، ولم يزل قليل الحظ منغَّص العيش مقترًا عليه، إلى أن اتفق أن الوزير ابن رئيس الرؤساء سأل عن مسألة من الحكمة فدلُّوه عليه، فكتب له جوابًا شافيًا، وأجرى له راتبًا، وبلغ خبرُه أمَّ الخليفة فصارت تتفقَّده بأنواع الأطعمة والحلواء، وكان قد طعن في السن وسقطت أسنانه، فكان لا يتمكَّن من تناول ما يشتهيه، فيشتكي لمن يدخل عليه ذلك، فينسبوه إلى الاعتراض على القدر، وحكوا عنه اشياءَ من ذلك، ثم نقل عن أحمد البَنْدَنِيْجي أنه دخل على صدقة يومًا فوجده متضجَّرًا، فسأله فقال: كنت في شبابي وصحة شهوتي أُعطى كل يوم من خبز الخمير بغير أُدْم، فلما كبرتُ وعجَزتُ وضَعْفت الشَّهوة والمعدة، رُزقت من الأطعمة اللذيذة ما أبصره وأتحسر عليه.
وذكر قصة غلامه وخيانته إياه في بيع ذلك، إلى أن قال: ونقل عن أبي الحسن القَطِيْعي أنه سمع الوزير يُثْني عليه، ويقول: نقل ابن الجوزي عن صدقة أنه صلى إلى جانبه فما سمعه يقرأ، ثم نسب ابن الجوزي إلى التحامل قال: لأن من جعل همته وهو يصلي إلى تتبع حال غيره يقدح ذلك في خشوعه، ويدل على أنه يعاديه، والمطلوب من المصلي أن يُسمع نفسه، لا يُسمع من يليه، ثم قال: إن صدقة سمع من ابن الزَّاغُوني وابن مَلَّة وابن الحصين، وغيرهم. انتهى المراد منه.
وذكره ابن رجب
(1)
وقال: حطَّ عليه ابنُ الجوزي حطًّا بليغًا في "تاريخه"، وذكر له أشعارًا رديئة، تتضمن الحَيْرة والشك، وكلمات تتضمن الاعتراض على الأقدار، وقال: هذا من جنس اعتراضات ابن الرَّاوَنْدي، ونَسَبه أيضًا إلى تعاطي فواحش، وإلى المسألة من غير حاجة، وأنه خلَّف ثلاث مئة دينار.
قال ابن رجب: وأبو الفرج رحمه الله ثقةٌ فيما ينقل، وإذا ثَبَت واشتهر عن أحد مثل هذه الأمور، فهاجِرُه وذَامُّه غير معيب فيما يفعل.
وقال ابن القَطِيْعي: كان بينه وبين ابن الجوزي مباينة شديدة، وكل واحد يقول في صاحبه مقالة، الله أعلم بها. انتهى المراد منه.
ولصدقة هذا مصنفات ذكر ابن رجب منها: "التاريخ" الذي جعله ذيلًا على "تاريخ" شيخه ابن الزَّاغُوني، رتَّبه على السنين ابتدأه من وفاة شيخه ابن الزَّاغُوني سنة سبع وعشرين وخمس مئة إلى قرب وفاته، وكتاب "ضوء الساري إلى معرفة الباري"، وله كتاب أظنه في الفقه ينقل عنه صاحب "مجمع البحرين".
924 - (ت 573 هـ): عيسى بن الشيخ عبد القادر الجِيْلاني، شرف الدين بن محيي الدين البغدادي، الحنبلي الصُّوفي
.
ذكره في "كشف الظنون"
(2)
وقال: إنه توفي سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة. وذكر أنه صنَّف كتاب "جواهر الأسرار ولطائف الأنوار" مختصر في شرح سبع وثلاثين مسألة يحتاج إليها العارفون، كالحَيْرة، والقَبْض والبَسْط، والسُّكر والصَّحْو، وغير ذلك.
وذكره صاحب "هدية العارفين"
(3)
بمثله، وذكر أن هذا الكتاب في شرح سبعة وثلاثين مسألة في التصوف.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 339.
(2)
كشف الظنون: 1/ 612.
(3)
هدية العارفين: 1/ 807.
925 - (ت 573 هـ): لاحق بن علي بن كَارَه البغدادي الحنبلي، أخو دَهْبَل الفقيه المتقدَّم
.
قال ابن العماد
(1)
: روى عن أبي القاسم بن بَيَان وغيره، وتوفي في نصف شعبان، سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة، عن ثمانٍ وسبعين سنة. انتهى.
926 - (ت 573 هـ): هارون بن العباس بن محمد العباسي المأموني البغدادي، أبو محمد بن المأمون، الأديب الحنبلي
.
قال ابن العماد
(2)
: روى عن قاضي المارستان، وتوفي في ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة كهلًا. انتهى.
وله مصنفات ذكر منها ابن العماد: كتاب "التاريخ"، و"شرح مقامات الحريري". وله غير ما ذكره كتاب "التعبير".
927 - (ت 574 هـ): أحمد بن أبي غالب بن أبي عيسى بن شَيْخون الأبرودي، أبو العباس المقرئ، الفقيه الحنبلي الضرير، المعروف بالجبَابِيْني بكسر الموحدة الثانية وتحتية ونون قرية ببغداد
.
قال الحموي في "معجم البلدان"
(3)
: قرأ القرآن على الشيخ أبي محمد عبد الله بن علي، سِبْط الشيخ أبي منصور الخَيَّاط، وسمع منه ومن سعد الخير بن محمد الأنصاري، وغيرهما. وتفقَّه في مذهب أحمد بن حنبل، وتوفي شابًا في عاشر رجب سنة أربع وسبعين وخمس مئة. انتهى.
وقال ابن العماد
(4)
: دخل بغداد في صباه، وحفظ القرآن، وقرأ بالروايات على أبي محمد سِبْط الخيَّاط، وسمع منه الحديث ومن سعد الخير الأنصاري، وجماعة
(1)
شذرات الذهب: 4/ 246.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 245.
(3)
معجم البلدان: 2/ 98. وفيه أن وفاته (554 هـ) وهو خطأ.
(4)
شذرات الذهب: 4/ 246.
دونهما، وقرأ الفقه، وحصَّل منه طرفًا صالحًا، وكان صالحًا صدوقًا، توفي يوم الجمعة عاشر رجب سنة أربع وسبعين وخمس مئة، ودفن بمقبرة الإِمام أحمد عن نيِّف وأربعين سنة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
وقال: قرأ الفقه على ابن بَكْرُوس، وحصَّلَ منه طرفًا صالحًا، ولما مات شيخه أبو العباس أحمد بن بَكْرُوس خَلَّفه في مسجده ومدرسته، وكان صالحًا متديِّنًا، ومات شابًا ولم يروِ شيئًا. قاله ابن النجَّار، وقال ابن الجوزي: قرأ القرآن، وسمع الحديث، وتفقَّه، وناظر، وكان فيه دين. انتهى.
928 - (ت 574 هـ) شهدة بنت أبي نصر أحمد بن الفرج الدينوري ثم البغدادي، الكاتبة المسندة، فخر النساء
.
ذكرها ابن العماد
(2)
فقال: كانت دينة عابدة صالحة، سمَّعها أبوها الكثيرَ، وصارت مسندة العراق، وروت عن طراد، وابن البطر، وطائفة، وكانت ذات بِرًّ وخير، توفيت رابع عشر المحرم، عن نيف وتسعين سنة.
929 - (ت 575 هـ): أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الصمد بن محمد بن الصَّائغ، البغدادي، الفقيه الحنبلي، أبو الفتح ابن أبي الوفاء، الإِمام العلّامة، نزيل حرَّان
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد ببغداد بعد التسعين وأربع مئة، ولزم أبا الخطاب الكَلْوَذَاني، وخدمه وتفقَّه عليه، وسمع منه ومن ابن بيان، وسافر إلى حلب وسكنها، ثم استوطن حرَّان إلى حين وفاته، وكان هو المفتي والمدرِّس بها، وقرأ عليه الفقه جماعة، منهم الشيخ فخر الدين ابن تيمية، وسمع منه جماعة منهم ابن عَبْدُوس، والعماد المقدسي، وأبو الحسن القَطِيْعي، وروى عنه في "تاريخه" وتوفي سنة خمس وسبعين وخمس مئة. انتهى.
(1)
هدية العارفين: 1/ 807.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 246.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 245.
وذكره ابن رجب
(1)
وقال: حدَّث بحلب وحرَّان، وسمع منه جماعة من أصحابنا، ومن غيرهم منهم أبو الفتح ابن عبدوس، والشيخ العماد المقدسي، والبهاء عبد الرحمن المقدسي، ومحمود بن الصقَّال، وأبو الحسن بن القَطِيْعي، وروى عنه في "تاريخه"، وروى عنه ابن صَصْرَى في "معجمه" وابن الأستاذ، وغيرهما. قال ابن القَطِيْعي: توفي بحرَّان سنة ست وسبعين وخمس مئة. وذكر الذهبي في "تاريخه" أنه توفي سنة خمس وسبعين وخمس مئة. انتهى.
930 - (ت 575 هـ): إسماعيل بن موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر بن الحسن بن محمد بن الجَوَاليقي، الحنبلي الأديب ابن الأديب، أبو محمد ابن أبي منصور
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد في شعبان سنة اثنتي عشرة وخمس مئة، وسمع من أبي الحصين، وأبي الحسين ابن الفرَّاء، وغيرهما. وقرأ القرآن والأدب على أبيه، وكان عالمًا بالفقه واللغة والعربية والأدب، وله سَمْتٌ حَسن، وقام مقام أبيه في دار الخلافة. قال ابن الجوزي: ما رأينا ولدًا أشبه أباه مثله، حتى في مشيه وأفعاله. وتوفي يوم الجمعة منتصف شوال سنة خمس وسبعين وخمس مئة، ودفن بمقبرة الإِمام أحمد ابن حنبل. وقال ابن النجَّار: كان من أعيان العلماء بالأدب، صحيح النقل كثير المحفوظ، حجةً ثقةً نبيلًا مليحَ الخط. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
وقال: قال المنذري: هو أحدُ الفضلاء النُّسَّاك، سمع من غير واحدٍ، وحدَّث.
وقال الدُّبَيْثي: شيخٌ فاضلٌ، له معرفة بالأدب، وَقُورٌ، حسنُ الطريقة، واختص بخدمة الخلفاء في أيام المستضيء، وأثنى عليه ابن الأخضر ثناءً كثيرًا، وقد روى عنه. انتهى.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 347.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 249.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 346.
وذكره السيوطي في "بغية الوعاة"
(1)
وقال: قال ياقوت: كان إمام أهل الأدب بعد أبيه، واختصَّ بتأديب أولاد الخلفاء، وكان له معرفة حسنة باللغة والأدب، مليحَ الخط، جيد الضبط، وكانت له حلقة بجامع القصر، يُقرئ فيها الأدب كلَّ جمعة، سمع منه ابن الأخضر، والحسن بن محمد بن الحسن بن حمدون، وغيرهما. رُوِي أن أبا الحسن جعفر بن محمد بن فُطَير ناظر واسط والبصرة وما بينهما من تلك النواحي دخل يومًا إلى بعض الوزراء في أيام المستضيء بالله، فرأى في مجلسه الذي كان يجلس فيه أبا محمد ابن الجَوَاليقي هذا، فلم يعرفه، وهابه، فجلس بين يدي الوزير، وكان ابن فُطَير معروفًا بالمُزاح، فقال للوزير: يا مولانا مَنْ هذا الذي قد جلس في مجلسي؟ فقال: هذا الشيخ الإِمام أبو محمد ابن الجَوَاليقي، قال: وأي أرباب المناصب هو؟ قال: ليس هو من أرباب المناصب، هذا الإِمام الذي يصلي بأمير المؤمنين، فقام مبادرًا وأخذ بيده وأزاحه عن موضعه وجلس فيه، وقال له: أيها الشيخ تبتغي أن تتشامخ علي أمام الوزير ومن دونه فتجلس فوقهم لأنك أعلى منه منزلة، فأما عليَّ وأنا ناظر البصرة وواسط وما بينهما فلا، فما تمالك أهل المجلس من الضحك أن يمسكوه. انتهى المراد منه.
931 - (ت 575 هـ): محمد بن أبي غالب بن أحمد بن مَرْزُوق بن أحمد الضَّرير، الحافظ أبو بكر البَاقِدَاري، الحنبلي
.
قال الحموي في "معجم البلدان"
(2)
: هو أحد الحُفاظ، قدم بغداد في صِباه، واستوطنها إلى أن مات بها، سمع أبا محمد سِبْط الخيَّاط، المُقرئ، وأبا الفضل ابن ناصر، وأبا المعالي الفضل بن سهل الحلبي، وأبا الوقت، وجماعة، وكان حريصًا، ذا همة في الطلب، سمع منه أقرانه الحفظة لحِفْظِه وثقته ومعرفته، ومات في ذي الحجة سنة خمس وسبعين وخمس مئة، ودفن بمقبرة باب البَصْرة قرب رباط الزَّوْزَني.
(1)
بغية الوعاة: 1/ 457.
(2)
معجم البلدان: 1/ 327.
والباقِدَاري نسبة إلى "باقِدُارَى" بالباء وبعدها ألف، فقاف مكسورة، فدال خفيفة، بعدها راء مفتوحة، والقصر، قرية من قرى بغداد. انتهى.
وقال ابن العماد
(1)
: سمع أبا محمد سِبْط الخيَّاط فمن بعده، وبرع في الحديث حتى صار ابن ناصر يسأله، ويرجع إليه وإلى قوله، وكان حنبلي المذهب.
قال ابن الزَّيْنَبي: انتهى إليه معرفة رجال الحديث وحفظه، وعليه كان المعتمد فيه، توفي كهلًا لخمسٍ بقين من ذي الحجة، سنة خمس وسبعين وخمس مئة ببغداد، وهو والد عجيبة مُسْنِدَة العراق. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
وقال: قال أبو الفتوح نصر ابن الحُصري الحافظ: كان آخر مَنْ بقي من حفَّاظ الحديث الأئمة.
وقال الحافظ عبد العظيم المنذري: كان أحد حفَّاظ بغداد، المشهورين بمعرفة الرجال، والمتقدِّم مع ضرره، حدَّث وخرَّج.
وقال ابن الدُّبَيْثي: سمعت غير واحد من شيوخنا يذكرون أبا بكر الباقِدَاري ويصفونه بالحفظ، ومعرفة الرجال والمتون، مع كونه ضريرًا مقصورًا، إلا أنه كان حفظة، حسن الفهم. انتهى.
932 - (ت 575 هـ): المبارك بن علي بن الحسين بن عبد الله بن محمد بن الطبَّاخ، أبو محمد البغدادي الحنبلي، نزيل مكة، وإمام الحنابلة بالحرم الشريف، المحدِّث الحافظ
.
قال ابن العماد
(3)
: سمع الكثير ببغداد من ابن الطُّيُوري، وابن كادش، وغيرهما، وتفقَّه على القاضي أبي الحسين، وابن الزَّاغُوني، وكان صالحًا دينًا، ثقة، حافظ مكة في زمانه، والمشار إليه بالعلم بها، وأخذ عنه ابن عَبْدُوس وغيره. وتوفي
(1)
شذرات الذهب: 4/ 252.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 344.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 253.
في ثاني شوال سنة خمس وسبعين وخمس مئة بمكة، وكان يوم جنازته مشهودًا، رحمه الله تعالى. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
بنحوه.
933 - (ت 575 هـ): المُظفَّر بن محمد بن محمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن خَلَف بن الفرَّاء، أبو منصور الحنبلي
.
قال ابن الشطي في "مختصره"
(2)
: كان فاضلًا، أديبًا، نبيلًا. ولد سنة ست وثلاثين وخمس مئة، وتوفي شابًا سنة خمس وسبعين وخمس مئة. انتهى.
وذكره ابن العماد
(3)
فقال: سمع الحديث، وبرع في مذهب الحنابلة أصولًا وفروعًا، وناظر وتأدَّب، وقال الشعر الجيد، ثم ساق له أبياتًا من شعره. وقال: توفي في عُنْفُوان شبابه، سنة خمس وسبعين وخمس مئة يوم الجمعة لخمس عشرة خلت من شوال. انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
بنحوه.
934 - (ت 575 هـ): عبد الله بن أحمد بن بكران الدَّاهِري الحنبلي
.
ذكره الحموي في "معجم البلدان"
(5)
وقال: يَرْوي عن أبي محمد عبد الله بن علي المقرئ المعروف بابن بنت الشيخ، وغيره.
مات في المحرم سنة خمس وسبعين وخمس مئة. انتهى.
وذكره ابن الجزري في "الغاية"
(6)
وقال: هو أبو محمد الضَّرير الدَّاهِري، المقرئ، و"الدَّاهِري" نسبة إلى "الدَّاهِرية" قرية من قرى نهر عيسى، مقرئ حاذق
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 346.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 40.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 254.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 343.
(5)
معجم البلدان: 2/ 435.
(6)
غاية النهاية: 1/ 405.
أخذ القراءة عن أبي محمد سِبْط الخيَّاط، وحجَّ ومات بالمدينة، سنة خمس وسبعين وخمس مئة. انتهى.
وسيأتي ذكر ابنه عبد السلام في سنة ثمانٍ وعشرين وست مئة إن شاء الله تعالى.
935 - (ت 576 هـ): علي بن محمد بن المُبارك بن أحمد بن بَكْرُوس، أبو الحسن الحنبلي، الفقيه البغدادي، أخو أبي العباس أحمد
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد يوم الاثنين، ثالث رجب، سنة أربع وخمس مئة، وسمع الحديث من ابن الحُصَين، وابن السمرقَنْدي، وغيرهما وتفقَّه في المذهب وبَرَع، وأفتى وناظر، ودرَّس بمدرسة أخيه آخِرًا، وحدَّث، سمع منه ابنُ القَطِيْعي، وروى عنه في "تاريخه"، وسمع منه جماعة غيره، ولزم بيته آخر عمره لمرض حصل له إلى أن مات يوم الاثنين، ثالث ذي الحجة، سنة ستٍ وسبعين وخمس مئة، ودفن بمقبرة الإِمام أحمد. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بنحوه.
وله مصنفات ذكر منها ابن العماد كتاب "رؤوس المسائل" في الفقه على مذهب أحمد، وكتاب "الأعلام".
936 - (ت 578 هـ): عبد الرحيم بن محمد بن محمد بن الحسين بن محمد ابن خَلَف بن الفرَّاء، القاضي أبو محمد، ابن القاضي أبي خازم، ابن أبي يعلى الحنبلي
.
ذكره ابن رجب
(3)
في ترجمة ابن أخيه عبد الله بن علي فقال: سمع من القاضي أبيه، ومن عمه أبي الحسين، وأبي الحُصَين، وأبي العز ابن كادش، وأسعد بن صاعِد النيسابوري، وغيرهم. وحدَّث، كتب عنه ابن القَطِيْعي، وقال: سألته عن مولده،
(1)
شذرات الذهب: 4/ 256.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 348.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 351.
فقال: سنة تسع وخمس مئة، وتوفي ليلة الجمعة عشري ذي الحجة، سنة ثمانٍ وسبعين وخمس مئة، ودفن عند آبائه، وله عدة أولاد سمعوا الحديث أيضًا. انتهى.
937 - (ت 578 هـ): علي بن أبي المعالي المبارك، وقيل: أحمد بن أبي الفضل بن أبي القاسم، الأديب الورَّاق، الدَّارقَزِّي المُحَوَّلي، أبو الحسن الفقيه الحنبلي، المعروف بابن غَرِيْبَة
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد في منتصف رمضان، سنة ست وخمس مئة، وسمع الكثير من أبي القاسم بن الحُصَين، وغيره ببغداد، وغيرها من البلاد، وتفقَّه في المذهب على ابن شُنَيْف وغيره، وقرأ الفرائض على القاضي أبي بكر، وكان ثقةً صحيحَ السماع، ذا عقلٍ وتجربةٍ، ولَّاه الوزير ابنُ هُبَيْرة رفعَ المظالم، وانقطع في آخر عمره بالمُحَوَّل إلى أن مات، وأفلج قبل موته بشهور وسمع منه جماعة، منهم: ابن الحنبلي، وابن القَطِيْعي وغيرهما، وروى عنه: ابن الجوزي، وتوفي يوم الأحد حادي عشر جمادى الأولى، سنة ثمان وسبعين وخمس مئة بالمُحوَّل، وحُمل على الأعناق فدفن بمقبرة الإِمام أحمد بن حنبل. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
وقال: تفقَّه في المذهب على القاضي أبي القاسم بن قَشَامي، وأبي الفضيل بن شُنَيف، وقرأ الفرائض على القاضي أبي بكر.
قال ابن النجَّار: كان فقيهًا فاضلًا حسنَ الكلام في مسائل الخلاف، وكان يكتب خطًّا رديئًا. انتهى.
938 - (ت 578 هـ): عبد الله بن علي بن محمد بن محمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن خَلَف الفرَّاء القاضي، ابن القاضي ابن أبي يعلى الحنبلي
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد ليلة الاثنين، رابع عشر ذي الحجة، سنة سبع وعشرين
(1)
شذرات الذهب: 4/ 264.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 349.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 264.
وخمس مئة، وأسمعه أبوه الكثير في صباه من جماعة من الأعيان، وسمع هو بنفسه من ابن ناصر الحافظ، وأبي بكر ابن الزَّاغُوني، وغيرهما، وبالغ في السماع والإِكثار، وتفقَّه وكتب، وكانت داره مَجْمَعًا لأهل العلم، وينفق عليهم بسخاء نفسٍ وسَعَةِ صدرٍ. وسمع منه جماعة منهم ابن القَطِيْعي، وجمع وصنَّف أنواعًا من العلوم، وحمله بذلُ يده وكرم طبعه على أن استدان ما لا يمُكِنهُ وفاؤه، فغلبه الأمر حتى باع مُعْظم كتبه، وخرج عن يده أكثرُ أملاكه، واختفى في بيته من الديون، وبلغ به الحال إلى أن اغتيل في شهادة على امرأة بتصريف بعض الحاضرين، فأنكرت المرأة المشهود عليها ذلك الإِشهاد، فكان سببًا لعزله عن الشهادة، فهو عَدْلٌ في روايته، ضعيف في شهادته.
توفي يوم الجمعة يوم عيد الأضحى، سنة ثمانٍ وسبعين وخمس مئة. وقيل: سنة ثمانين وخمس مئة، وبه جزم ابن رجب. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
وقال: كانت عنده كتب جليلة أصيلة، على مذهب الإِمام أحمد بن حنبل، وخَطُّ الإِمام أحمد أيضًا كان عنده، حكاه الشيخ طلحة في غالب ظني، إلى أن قال: وتوفي يوم الجمعة يوم عيد الأضحى، سنة ثمانين وخمس مئة. انتهى.
وذكر له ابن رجب كتاب "الروض النضر في حياة أبي العباس الخَضِر".
939 - (ت 578 هـ): دُلَف بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمر بن التَبَّان الأَزَجي، أبو الخير الفقيه الحنبلي
.
ذكره ابن رجب
(2)
هنا وقال: سمع من ابن ناصر، وسعد الخير الأنصاري، وعبد الصبور الهَرَوي، وأبي حفص الحَرْبي، وغيرهم، وصحب الشيخ عبد القادر وتفقَّه عليه، ثم خرج من بغداد ودخل خراسان، وأقام بنيسابور، فقرأ على محمد بن
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 351.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 350.
يحيى الفقيه، وسمع بها من أبي البركات عبد الله بن محمد الفَزَاري، ودخل خُوَارِزم ومضى إلى سَمَرْقَنْد، وسمع بها من أبي المعالي محمد بن نَصْر المَدِيني، وأبي القاسم محمود بن علي النَّسفي، وحدَّث هناك، روى عنه أبو سعد ابن السمعاني في "ذيله" حكايات، وروى عنه أبو المُظَفَّر ابن السمعاني في "مشيخته"، وأبو بكر الفرغاني خطيب سَمَرْقَنْد، وذكر أنه سمع منه في صفر سنة سبع وسبعين وخمس مئة. انتهى.
ولم يذكر ابن رجب وفاته ولكنه ذكره هنا فتبعته.
940 - (ت 579 هـ): كرم بن بختيار بن علي البغدادي الرُّصافي الزاهد الحنبلي، أبو الخير، وقيل: أبو علي
.
ذكره ابن رجب
(1)
وقال: ولد في حدود سنة أربع وتسعين وأربع مئة، وسمع من أبي القاسم بن الحُصَين، وحدَّث، وسمع منه جماعة منهم ابن القَطِيْعي.
وقال الناصح ابن الحنبلي: سمعت منه جزءًا بقراءة الشيخ طلحة العَلْثِي قال: وزُرْتُه يومًا وهو مضطجع على جنبه، والفقيه ابن فضلان - يعني شيخ الشافعية - عنده يزوره، فأخذ بيد الشيخ كرم يقبِّلها تبركًا، وكان زاهدًا منقطعًا بالرّصافة.
وقال القطيعي: كان زاهدًا ورعًا، سريعَ الدمعة، كثيرَ العبادة، وفي بعض الأوقات تَصْدر منه كلمات على خاطر الحاضر عنده.
وقال الدُّبَيْثي: كان أحد الشيوخ الموصوفين بالصلاح، وتوفي يوم الأربعاء، سادس ذي الحجة، سنة تسعٍ وعشرين وخمس مئة، ودفن بمقبرة الإِمام أحمد في دَكْة بِشْر الحافي، وكان حنبليًا. انتهى.
941 - (ت 579 هـ): إسماعيل بن نُبَاتة، الفقيه الحنبلي، الملقب: وجيه الدين
.
قال ابن رجب
(2)
- وقد ذكره -: قال ناصح الدين ابن الحنبلي: سمع درس
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 350.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 351.
عمي الإِمام بهاء الدين عبد الملك ابن شرف الإِسلام لما قَدِم من خُراسان، وعلّق عنه من تعليق أبي الفضل الكرْمَاني، ثم سمع درس والدي، وحفظ "الهداية" لأبي الخطاب حفظًا متقنًا، وحفظ "أصول الفقه" للبُسْتي، وحفظ كثيرًا من مسائل التعليق، وكان يدرَّس القرآن كثيرًا، ويقوم به من نصف الليل، وكان يصلي الفجر على نهر بردى بحضرة القلعة، ويصلي العصر على عين بعلبك، وبالعكس، وربما قرأ في طريقه القرآن، أو كتاب "الهداية"، الشك مني. قال: ولما قدمت من بغداد سنة ستٍ وسبعين وتكلمت في المسألة فرح بي، ومات قبل الثمانين وخمس مئة، ودفن بالجبل جوار دير الحوراني، رحمه الله. انتهى.
942 - (ت 580 هـ): هبة الله بن نصر بن الحسين بن حامد الحرَّاني، الحنبلي، أبو المحاسن الفقيه
.
ذكره ابن رجب
(1)
ولم يذكر وفاته، وقال: هو ولد نَصْر بن الحسين، وتفقَّه أبو المحاسن هذا ببغداد، وقرأ على ابن الزَّاغُوني، وأبي الخطاب، وغيرهما، وسمع من طَلْحة العاقُولي، وله تصنيف أظنُّه في أصول الدين، سماه:"كفاية المنتهي ونهاية المبتدي" نقل منه الشيخ فخر الدِّين ابن تيمية الحرَّاني في "تفسيره". انتهى.
وذكره في "إيضاح المكنون"
(2)
وقال: هو أبو المحاسن هبة الله بن نصر بن الحسين بن حامد الحرَّاني الحنبلي، المتوفى سنة ثمانين وخمس مئة انتهى.
وكذا في "هدية العارفين"
(3)
فإنه قال: الحرَّاني أبو المحاسن هبة الله بن أبي القاسم نَصْر بن منصور بن الحسين بن حامد الحرَّاني الحنبلي، المتوفى في حدود سنة ثمانين وخمس مئة انتهى.
قلت: المصنَّف الذي ذكره ابن رجب له وأن اسمه "كفاية المنتهي ونهاية المبتدي" قد ذكره في "هدية العارفين"، ونسبه إلى أبيه نَصْر بن الحسين، وذكرته هناك
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 207.
(2)
إيضاح المكنون: 2/ 516.
(3)
هدية العارفين: 2/ 506.
في ترجمته في سنة خمس وأربعين وخمس مئة، أما هبة الله هذا فله مصنف ذكره في "إيضاح المكنون" وهو كتاب "المعيار في الردِّ على المتمسكين عن الأخيار" وهو رسالة في الردِّ على أهل الرقص والسماع، وكذا في "هدية العارفين" أيضًا فليعلم.
- (ت 580 هـ): عبد الله بن علي محمد بن أبي يعلى الفرَّاء. [انظر: 938].
تقدم سنة ثمان وسبعين وخمس مئة.
943 - (ت 580 هـ): محمد بن خالد بن بختيار، أبو بكر البغدادي الأَزَجي الرَّزَّاز، الضرير، المقرئ، النَّحْوي، الحنبلي
.
قرأ على أبي عبد الله البارع، وأبي محمد سِبْط الخيَّاط، ودَعْوَان بن علي، وعليه تفقَّه.
ذكره ابن الجزري في "طبقات القراء"
(1)
، وذكره الذهبي وقال: اقرأ الناس مدةً، وكان عارفًا بوجوه القراآت، تخرَّج به جماعة في الفقه والعربية، وتوفي سنة ثمانين وخمس مئة. انتهى.
944 - (ت 581 هـ): يونس بن أحمد بن عُبيد الله بن هبة الله البغدادي الحنبلي، أبو منصور بن أبي المعالي، والد أبي المُظفَّر الوزير، ابن يونس
.
ذكره ابن رجب في "طبقاته"
(2)
وقال: كان وكيلًا لأُمِّ الخليفة الناصر، وكان ذا صدقات وأفضال على العلماء، وسمع من ابن الحُصَين وأبي منصور القزَّاز، وحدَّث وحجَّ في آخر عمره، فتمتع عملًا بالمذهب، وعاد ولزم بيته، ونابه ولده عُبيد الله بن يونس، وتوفي في محرم سنة إحدى وثمانين وخمس مئة. انتهى.
945 - (ت 581 هـ): عبد الكافي بن عبد الوهَّاب بن عبد الواحد بن محمد
بن
(1)
غاية النهاية: 2/ 136
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: ذكره في ترجمة ابنه عبد الله 1/ 369.
علي، الشِّيْرازي الأصل، الدمشقي الأنصاري، الحنبلي، سَدِيْد الدين ابن شرف الإِسلام.
ذكره ابن رجب
(1)
فقال: قال ناصح الدين بن الحنبلي: كان فقيهًا متطهِّرًا، ووعظ في شبابه، وكان يذكر الدرس في الحلقة مستندًا إلى خزانة أبيه، وكان صيِّتًا، وربما خطب في الإملاكات المعتبرة، وكان شجاعًا شديدًا، توفي بعد الثمانين وخمس مئة، وقبره تحت مغارة الدم. انتهى.
946 - (ت 582 هـ): علي بن مكي بن عبد الله، أبو الحسن الضرير، المقرئ الفقيه الحنبلي، الأزَجي
.
قال ابن العماد
(2)
: قرأ القرآن، وسمع الكثير من الحديث من ابن ناصر، وابن البَطِّي، وغيرهما، وتفقَّه على أبي حكيم النَّهْرواني، وكان من أهل الدين والصلاح، توفي ليلة الأربعاء عاشر شوال، سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة، ودفن بباب حَرْب بجانب شيخه أبي حكيم. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
وقال في نسبته: علي بن عُكْبَر بن عبد الله، أبو الحسين الضرير، المقرئ الأَزَجي الفقيه، ثم ذكر نحو ما تقدم، فلينظر في الاختلاف في اسم أبيه وفي كنيته، والله أعلم.
947 - (ت 582 هـ): عبد الرحمن بن جامع بن غُنَيْمة المَيْداني الحنبلي، وكان يكتب اسمه: غُنَيْمة البغدادي الأَزَجي، الفقيه الحنبلي، الزاهد، أبو الغنائم
.
ذكره الحموي في "معجم البلدان"
(4)
فقال: سمع أبا طالب بن يوسف، وأبا القاسم بن الحُصَين، وغيرهما، ومات سنة ثمانٍ وثمانين وخمس مئة، والميداني نسبة إلى جامع الميدان محلة ببغداد. انتهى.
وقال ابن العماد
(5)
: ويسمى عبد الرحمن وغُنَيْمة، ولد سنة خمس مئة تقريبًا،
(1)
ذيل طبقات الحنابلة، ذكره في ترجمة أخيه نجم الدين بن عبد الوهاب: 1/ 368.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 274.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 354.
(4)
معجم البلدان: 5/ 242.
(5)
شذرات الذهب: 4/ 274.
وسمع الحديث من أبي طالب اليوسفي، وغيره، وتفقَّه على أبي بكر الدِّيْنَوري، وقرأ الخلاف على أسعد الميهني، وبرع وأفتى، وناظر، ودرَّس بمسجده، وكان عارفًا بمذهبه، صالحًا تقيًا.
قال ابن النجَّار: كان فقيهًا فاضلًا، ورعًا، زاهدًا، مليحَ المناظرة، حسنَ المعرفة بالمذهب والخلاف، وحدَّث عنه الشيخ موفق الدين بن قدامة، وغيره. وتوفي يوم الاثنين ثامن شوال سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة، ودفن بمقبرة باب حَرْب. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
وقال: قال ابن الدُّبَيْثي: كان شيخًا صالحًا، فقيهًا مناظرًا على مذهب أحمد بن حنبل.
وقال الشيخ موفق الدين بن قدامة عنه: كان فقيهًا من أصحابنا، وتولَّى مدرسة ابن بَكْروس بعد موته، ومَضَينا إليه مع الشيخ أبي الفتح ابن المَنِّي على عادة فقهاء بغداد، وحدَّث عنه الشيخ الموفق والبهاء عبد الرحمن المقدسيان، والموفق ابن صديق، وعمر بن شحاتة الحرَّانيان، وابن الأخضر، وأحمد ابن البَنْدَنِيْجي، وابن الغزال الواعظ، وأجاز للخليفة الناصر. انتهى المراد منه.
948 - عبد الحق بن عبد الوهاب بن عبد الواحد بن محمد بن علي، الشِّيْرازي الأصل، الدمشقي، الحنبلي، شمس الدين بن شرف الإِسلام
.
ذكره ابن رجب
(2)
هنا ولم يذكر وفاته، وقال: قال الناصح بن الحنبلي: كان فقيهًا، عفيفًا، عاقلًا، حسنَ العشرة، كثيرَ الصدقة، رحيم القلب، سافر، وقرأ كتاب "الهداية" على الشيخ أحمد الحربي، ودخل بلاد العجم، ورأى أئمة خراسان، وعاد إلى دمشق، وصحب أخاه، والذي يسمع درسه ويعيد له وهو بين يديه كالحاجب، ومات ودفن بسفح قاسيون. انتهى.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 353.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة، ذكره في ترجمة أخيه نجم الدين بن عبد الوهاب: 1/ 369.
949 - محمد بن عبد الوهاب بن عبد الواحد بن محمد بن علي، الشِّيْرازي الأصل، الدِّمشقي، الحنبلي، شرفُ الدين بن شرف الإِسلام، أخو عبد الحق المتقدم قبله
.
ذكره ابن رجب
(1)
هنا، ولم يذكر وفاته، وقال: كان فقيهًا، فَرَضِيًا، يَعْرِفُ الغزوات، ويُعَبِّرُ المناماتِ، ويَتَّجِرُ ولا يُداخل الملوك.
وتوفي ودفن بالباب الصغير. انتهى.
950 - (ت 583 هـ): عبد المُغيث بن زهير بن علوي الحَرْبي، المحدِّث، الزَّاهد، أبو العز بن أبي حرب الحنبلي، حدث ببغداد
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد سنة خمس مئة تقريبًا، وسمع من أبي القاسم بن الحُصَين، وابن كادش وغيرهما، وعُنِيَ بهذا الشأن، وحَصَّلَ الأصول، ولم يزل يسمع حتى سمع من أقرانهِ، وتفقَّه على القاضي أبي الحسين بن الفرَّاء.
وكان صالحًا مُتَدَيِّنًا، صدوقًا، أمينًا، حسنَ الطريقة، جميلَ السيرة، حميدَ الأخلاقِ، مجتهدًا في اتباع السُّنَّة والآثار، منظورًا إليه بعين الدِّيانة والأمانة، وجمع وصَنَّفَ وحَدَّث، ولم يزل يُفيد الناسَ إِلى حين وفاته، وبُورك له حتَّى حدَّث بجميع مرويَّاتهِ، وسمع منه الكبار.
قال ابن الدُّبَيْثي: عُنِيَ بطلب الحديث وسماعه، وجَمْعِهِ من مظانِّه، وَخَرَّجَ وصَنَّفَ، وكان ثقةً، صالحًا، صاحبَ طريقةٍ حميدة، وكتبنا عنه ونِعْمَ الشيخُ كان، وروى عنه الشيخُ موفَّق الدين بن قُدامة، والحافظ عبد الغني وغيرهما، وقَدِمَ دمشق، وحَدَّثَ بها.
وقال ابن الحنبلي: سمعتُ منه وكان حافظًا، زاهدًا، ورعًا، كنت إذا رأيتُه خُيِّل لي أَنَّه أحمد بن حنبل، غيرَ أنه كان قصيرًا. وتُوفِّي ليلَة الأحد ثالثَ عشري المحرم،
(1)
ذيل طبقات الحنابلة، ذكره في ترجمة أخيه نجم الدين بن عبد الوهاب: 1/ 369.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 275.
سنة ثلاثٍ وثمانينَ وخمس مئةٍ. ودفن بدكَّة قبر الإِمام أحمد بن حنبل. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
وقال: قال الحافظ المُنْذِرِي عنه: اجتهدَ في طلب الحديث، وجمعه، وصَنَّفَ، وأفاد، وحَدَّثَ بالكثير، حدَّثنا عنه الفقيه أبو عبد الله حمدُ بنُ صديق بِحْرَّان.
وقال ابنُ القطيعي: كان أحَدَ المحدثين مع صلابته في الدين، واشتهاره بالسنّة، وقراءة القرآن، وجرت بينه وبين صاحب "المنتظم" يعني أبا الفرج بنَ الجوزي نَفْرَةٌ، كان سببُها الطعنَ على يزيدَ بنِ معاوية، وكان عبد المغيث يمنع من سبِّه، وصَنَّف في ذلك كتابًا وأسمعه، وصَنَّف الآخر كتابًا سماه "الردّ على المتعصب العنيد المانع من ذمِّ يزيد" وقرأتُه عليه، ومات عبد المُغيث وهما مُتهاجِران.
قال ابن رجب: هذه المسألة وقع بين عبد المغيث وابن الجوزي بسببها فتنةٌ. انتهى المراد منه.
وله مُصَنَّفَاتٌ ذكر ابنُ رجبٍ منها كتاب: "فضائل يزيد والمنع من لعنه" وقد قال الذهبي: إِنَّه أتى فيه بالموضوعات، وكتاب "إثبات صلاة النبي صلى الله عليه وسلم خلف أبي بكر"، وكتاب "الانتصار لمسند أحمد"، وكتاب في حياة الخضر، خمسة أجزاء، وكتاب "الدليل الواضح في النهي عن ارتكاب الهوى الفاضح"، وقصيدة في السُّنَّة، وله غير ما ذكره منها "شرح مثلثات قُطْرب".
951 - (ت 583 هـ): نَصْر بن فِتيان بن مَطَر، النَّهْرَواني، ثم البغدادي، الفقيه، الحنبلي، أبو الفتح بن المَنِّيّ، ناصح الإِسلام، فقيه العراق على الإِطلاق، وشيخ الحنابلة
.
روى عن أبي الحسن بن الزَّاغُوني وطبقته، وتَفَقَّه على أبي بكر الدِّيْنَوَرَي، وكان وَرِعًا، زاهدًا، متعبدًا على منهاج السلف الصالح، تخرَّج به جماعةٌ أئمة.
قال ناصح الدين بن الحنبلي: رحلت إليه فوجدت مسجده بالفقهاء والقُرَّاء
(1)
ذيل على طبقات الحنابلة: 1/ 354.
معمورًا، وكل فقيه عنده من فَضْله وإِفْضَاله مغمورًا، فأنَخْتُ راحلتي بربْعِه، وحَطَطْتُ زاملةَ بُغيتي على شِرْعَةِ شَرْعِه، فوجدت الفضلَ الغزير، والدينَ القويم المُنير، فتلقَّاني بصدرٍ بالأَنوار قد شُرِع، ومنطقٍ بالادِّكار قد ذُكرَ ومُدِح، وببابٍ إلى كلِّ باب من أبواب الخيرات قد شُرِع وَفُتح، فتح الله عليه حفظَ القرآنِ العظيم، وهو في حداثة سِنِّه، ولاحت عليه أعلامُ المشيخة فرجح مَنُّه على كل مَنٍّ بفضل الله ومنِّه، ثم قال: لم يُنْقَل أنَّه لهى أو لعب، ولا طرق باب طَرَب، ولا مشى إلى لذة ومشتهى، وقد قال لي ابن المَنِّيّ: قدمتُ في زمان أقوام ما كنت أصلحُ أنْ أُقَدِّمَ مَدَاسَهُم. وقال أيضًا لي: ما أذكر أحدًا قرأ علي القرآن إلَّا حفظَة، ولا سَمعَ درسَ الفقه إلَّا انتفع. ثم قال: هذا حظي من الدنيا.
وقال ابن الحنبلي: وما تزوج ولا تَسَرَّى، ولا ركب بغلة ولا فرسًا، ولا مَلَكَ مملوكًا، ولا لَبسَ الثيابَ الفاخرةَ إلَّا لباسَ التقوى، وكان أكثرُ طعامه يشرب في قَدَح ماء الباقلاء، وكان إذا فُتِحَ عليه بشيء فَرَّقه بين أصحابه، وكان لا يتكلَّم في الأصول، ويكره مَنْ يتكلَّم فيها، سليمَ الاعتقاد، صحيحَ الانتقاد في الأدلَّة الفرعية.
وقال ابن رجب: صرف همَّتَه طولَ عمرهِ إلى الفقه أصولًا وفُروعًا، مذهبًا وخلافًا، واشتغالًا وإشغالًا، ومناظرةً، وتصدَّر للدرسِ والإِشغال، والإِفادة، وطال عمره، وبَعُدَ صِيْتُه، وقَصَدَهُ الطلبةُ من البلاد، وشُدَّتْ إليه الرِّحال في طلب الفقه، وتخرَّج به أئمةٌ كثيرون، منهم ابن الجوزي، وفقهاء الحنابلة اليوم في سائر البلاد يرجعون إليه وإلى أصحابه، لأنَّ فقهاء زماننا إنَّما يرجعون في الفقه من جهة الكتب إلى موفق الدين بن قدامة المقدسي، ومجد الدين بن تَيْمية الحَرّاني، فأمَّا الشيخ الموفق فهو تلميذ ابن المَنِّي، وعنه أخذ الفقه، وأَمَّا ابنُ تيمية فهو تلميذ تلميذه أبي بكر بن الحلاوي، وكان مرضُ ابن المَنِّيّ الإِسهال، وذلك من تمام السعادة، لأَنَّ مرض البطن شهادة، وتوفي به يوم السبت رابع شهر رمضان، سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة، ودُفِنَ يوم الأحد، ونودي في النَّاس بموته فانثال من الخلائق والأَمم عددٌ لا يحصى، وازدحم الناسُ، وخيف من الفتن فنفذ الولاةُ الأجنادَ والأتراكَ بالسلاح،
ومات عن اثنتين وثمانين سنة، ولم يخلف مثله رحمه الله انتهى. وذكره ابن رجب
(1)
بترجمة تليق به، لا يتَّسع هذا المختصر لنقلها نكتفي بالإِحالة عليها، وقد ذكر له ابن رجب "تعليقة في الخلاف"، وقال: هي كبيرة معروفة.
952 - (ت 583 هـ): عبد الغني بن شُجاع، أبو بكر الزَّاهد، البغدادي، الحنبلي، المعروف بابن نُقْطة
.
قال ابن العماد
(2)
: قال السخَّاوي: هو مشهور بالتقلل والإِيثار، والزُّهد، وكان له ببغداد زاوية يأوي إليها الفقراء، ولم يكن في عصره مَنْ يقاومه في التجريد، كان يفتح عليه قبل غروب الشمس ألف دينار فيفرقها والفقراء صيام، فلا يدخر لهم منها شيئًا، ويقول: نحن لا نعمل بأجرة، يعني لا نصوم وندَّخر ما نفطر عليه، وزَوَّجَتْهُ أُمُّ الخليفةِ الناصرِ بجاريةٍ من خواصَّها وجَهَّزَتها بعشرة آلاف دينار، فما حال الحول وعنده سوى هاون، فجاء فقير فوقف على الباب وقال: لي ثلاثة أيام ما أكلتُ شيئًا، فأخرج إليه الهاون، وقال: لا تشنع على الله، كُلْ بهذا ثلاثين يومًا.
وقال ابن شهبة في "تاريخ الإِسلام": كان له أخ مُزكلش ينشد كان وكان ومواليا في الأسواق ويُسَحِّر الناس في رمضان، فقيل له: أخوك زاهد العراق، وأنتَ هكذا؟ فأنشد مواليا منه:
أنا مغني وأخي زاهدٌ إلى مَرَّه
…
بِيرَينِ في دار ذي حلوةٌ وذي مُرّة
وتوفي ابن نقطة رابع جمادى الآخرة، سنة ثلاثٍ وثمانين وخمس مئة ببغداد. انتهى.
وسيأتي ذكر ولده محمد، سنة ثمان وعشرين وست مئة إن شاء الله تعالى.
953 - (ت 583 هـ): نَصْر الله بن عبد الرحمن بن محمد الشَّيْبَاني، الحريْمِي، الحنبلي، أبو السَّعادات، القَزَّاز
.
(1)
ذيل على طبقات الحنابلة: 1/ 358.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 278.
قال ابن العماد
(1)
: هو مُسْنِد بغداد، سمع جَدَّهُ أبا غالبٍ القزَّاز، وأبا القاسم الرَّبَعي وطائفة، وتوفي في ربيع الآخر سنة ثلاثٍ وثمانين وخمس مئة، عن اثنتين وتسعين سنة. انتهى.
وتقدمت ترجمة أبيه سنة خمس وثلاثين وخمس مئة.
954 - (ت 584 هـ): عُمر بن نِعْمة بن يوسف بن سيف بن عساكر بن عَسْكر ابن شبيب بن صالح، الرُّوْبَتي، المقدسي، المعروف بابن البَنَّاء، الحنبلي، المقرئ
.
ذكره ابن رجب
(2)
في ترجمة ابنه مكي، الآتي سنة أربعٍ وثلاثين وست مئة، وقال: كان رجلًا صالحًا مقرئًا أقرأ القرآن سنين كثيرة بمصر، وكان صابرًا على تعليم الطلبة ليلًا ونهارًا، مع عُلُوِّ سِنِّه، وحَدَّث عن أبي الفتح الكروخي، وتوفي ثامن شوال سنة أربع وثمانين وخمس مئة بمصر رحمه الله تعالى انتهى.
- (ت 585 هـ): عبيد الله بن علي بن أبي يَعْلى الفَرَّاء. [انظر: 938].
ذكره ابن حجر في "لسان الميزان"
(3)
، وأرَّخَ وفاتَه سنة خمس وثمانين وخمس مئة وهو غلط، والصحيح أنه توفي سنة ثمان وسبعين، وقد تقدَّم هناك.
955 - (ت 586 هـ): عبد الله بن عمر بن أبي بكر أبو القاسم، سيف الدين، الفقيه، الإِمام الحنبلي
.
قال ابن العماد
(4)
: ولد سنة تسعٍ وخمسين وخمس مئة بقاسيون، ورحل إلى بغداد، فسمع بها من جماعة، وتَفَقَّه، وبَرَع في معرفة المذهب، والخلاف والمناظرة، وقرأ النحوَ على أبي البقاء، وحفظ "الإِفصاح" لأبي علي، وقرأ العروض، وله فيه تصنيف.
(1)
شذرات الذهب: 4/ 276.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 215.
(3)
لسان الميزان: 4/ 109.
(4)
شذرات الذهب: 4/ 275.
قال الحافظُ الضِّياءُ: اشتغل بالفقه، والخلاف والفرائض، والنحو، وصار إمامًا، عالمًا، ذكيًا، فَطِنًا، فصيحَ النُّطق، مليحَ الإِيراد، حتى إنني سمعت بعض الناس يقول عن بعض الفقهاء: ما اعترض السيف على دليل إلا ثَلَمَ دليلَهُ، قاله ابن رجب.
وكان حسن الخَلْقِ والخُلُق، أنكر مُنكَرًا ببغداد، فضربه الذي أنكر عليه فكسر ثنيَّته، ثم إنه مُكِّنَ من ذلك الرجل فلم يقتصَّ منه. وغزا مع صلاح الدِّين وسافر إلى حرَّان، فتوفي بها شابًا في حياة أبيه.
توفي في شوال سنة ست وثمانين وخمس مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
بنحوه.
956 - (ت 586 هـ): نجم بن عبد الوهَّاب بن عبد الواحد بن محمد بن علي الشِّيرَازي الأصل، الدمشقي، الأنصاري، أبو العلاء نجم الدين بن شرف الإِسلام، الحنبلي بن الحنبلي، شيخ الحنابلة بالشام في وقته
.
قال ابن العماد
(2)
: قال ولدهُ ناصحُ الدين عبد الرحمن: وُلِدَ والدي سنة ثمان وتسعين وأربع مئة وأفتى ودرَّس وهو ابنُ نيِّف وعشرين سنة، إلى أن مات، وما زال محترمًا، معظَّمًا، قويًا، ولما مَرِض مَرَضَ الموت، رآني وقد بكيت، فقال: إيش بك؟ قلت: خيرًا، قال: لا تحزن عليَّ أنا ما توليتُ قضاءً، ولا شحنكية، ولا حبست، ولا ضربت، ولا دخلت بين الناس، ولا ظلمت أحدًا، فإنْ كان لي ذنوب، فبيني وبين الله تعالى، ولي ستون سنة أُفتي الناسَ، والله ما حابيت في دين الله تعالى.
وكان الشيخ الموفق، وأخوه أبو عمر إذا أشكل عليهما شيء سألا والدي.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 371.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 285.
وتوفي ثاني عشر ربيع الآخر سنة ست وثمانين وخمس مئة، ودفن بسَفْح قاسيون. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
بنحوه.
957 - (ت 586 هـ): عبد الهادي بن عبد الواحد بن محمد بن علي، الشيرازي الأصل، الدمشقي، الأنصاري، عز الدين بن شرف الإِسلام، الحنبلي أخو نجم الدين المتقدم قبله
.
قال ابن العماد
(2)
: كان فقيهًا، واعظًا، شجاعًا، حسن الصوت بالقرآن، شديدًا في السُّنَّة، تُحكى عنه حكاياتً عجيبةٌ في شِدَّة قوته، منها أنَّه بارَزَ فارسًا من الفِرَنج بدَبُّوسٍ، فضربه به، فقطع ظهره وظهر الفَرَس فوقعا جميعًا، وكان في صحبة أسد الدين شِيْركُوه إلى مصر، وشاهده جماعة رفعَ الحجر الذي على بئر جامع دمشق فمشى به خطوات ثم ردَّه إلى مكانه، وبنى مدرسة بمصر، ومات قبل إتمامها.
وتوفي بمصر سنة ست وثمانين وخمس مئة انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
بنحوه.
958 - (ت 586 هـ): علي بن محمد بن علي بن الزَّيْتُوني، الفقيه، الحنبلي، الضرير، المقرئ، أبو الحسن، المعروف بالبراندسي، وبراندس قرية من قرى بغداد
.
قال ابن العماد
(4)
: قال ابن القطيعي: سألته عن مولده، فقال: لا أدري، ولكني ختمت القرآن سنة ثمان وخمس مئة.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 368.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 286.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 370.
(4)
شذرات الذهب: 4/ 286.
قال: وسمع من ابن الحصين وغيره، وتفقه على جماعة، وناظر، وأفتى، ودَرَّسَ.
قال المنذري في "وفياته": توفي سنة ثمانين وخمس مئة. والصواب سنة ست وثمانين وخمس مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
وقال: ذكر عبد المُغيث أنَّه سمع جميعَ "المسند" أي مسندَ الإِمام أحمد منه، وسمع من القاضي أبي الحسين ابن الفرَّاء وغيرهما.
قال ابن رجب: ولمّا بنى الوزيرُ ابنُ هبيرة مدرسته في باب البصرة وَلَّاه تدريسها، فكان يدرِّسُ بها وحدَّث، وسَمِعَ منه غيرُ واحدٍ.
قال ابن القطيعي: كتبت عنه، وكان قليل الرواية، ثقةً، صالحًا، انتهى.
959 - (ت 587 هـ): يحيى بن مُقْبل بن أحمد بن بَرَكة بن عبد الملك، التيمي القرشي، أبو طاهر الحَرِيْمي، البغدادي، الحنبلي، المعروف بابن الصَّدر، وهو لقبُ جَدِّه، عبد الواحد، ويُعْرَف أيضًا بابن الأَبْيض
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد سنة سبع عشرة وخمس مئة في شعبان، وسمع من ابن الحُصَيْن، وأبي بكر الأنصاري وغيرهما، وتَفَقَّه في المذهب، وناظر في حِلَقِ الفقهاء، وحَدَّث.
قال ابن القطيعي: كتبتُ عنه وكان ثقةً، قال: وتوفي يوم الاثنين في شهر شوال سنة سبع وثمانين وخمس مئة، ودفن بمقبرة الإِمام أحمد انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
بنحوه.
960 - (ت 587 هـ): يعقوب بن يوسف بن عمر أبو محمد الحربي، المُقرئ، الحنبلي
.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 366.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 292.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 373.
قال ابن الجزري في "الغاية"
(1)
: قرأ على أبي عبد الله الحسين بن محمد البارِع، ومحمد بن الحسين المَزْرفي، سمع من ابن الحُصَين، وابن كادش، روى عنه البَهاءُ عبدُ الرحمن، والحافظ أبو عبد الله محمد الدُّبَيْثي، وعبد الرحمن بن الكل، وأجاز لأحمد بن عبد الدائم.
وتوفي في شوال سنة سبع وثمانين وخمس مئة، عن قريب تسعين سنة. انتهى.
961 - (ت 588 هـ): أحمد بن الحسين بن أحمد بن محمد، البغدادي، المُقرئ، الفقيه، الحنبلي، أبو العباس، المعروف بالعراقي، نزيل دمشق
.
قال ابن الجزري في "الغاية"
(2)
: هو الفقيهُ، الحنبلي، المُلَقِّن تحتَ النسر بجامع دمشق، قرأ القراآت على أبي محمد سِبْط الخيَّاط، روى عنه الشيخ الموفق بن قُدامة، ويوسف بن خليل الحافظ، توفي سنة ثمانٍ وثمانين وخمس مئة بدمشق. انتهى.
وقال ابن العماد
(3)
: قرأ القرآن على أبي محمد سِبْطِ الخيَّاط، وسمع الحديث من ابن سَهْلُون وغيره، ومَهَرَ في علم القراآت، ولقي المُهَذَّب بن المنير الشاعر بحلب، وروى عنه، وقدم دمشق فسكنها من سنة أربعين إلى أنْ مات، وقَعَد للإِقراء تحتَ قبةِ النَّسْر، وكان حنْبلِيًا.
قال الشيخ موفق الدين بن قدامة: كان إمامًا في السُّنة، داعيًا إليها، إمامًا في القراءة، وكان دَيِّنًا، يقول الشعر الحسن، وروى عنه الشيخ الموفق، وغيره.
وتوفي في شعبان سنة ثمانٍ وثمانين وخمس مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
وذكر له مصنفات منها كتاب "الرَّد على من يُعيِّر الحنابلة
(1)
غاية النهاية: 2/ 391.
(2)
غاية النهاية: 1/ 50.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 292.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 376.
بالفقر وقلة المناصب" وشرح "عبادات الخرقي" بالشعر.
962 - (ت 588 هـ): عُبيد الله بن أحمد بن علي البَغْدادي، أبو جعفر بن السَّمين، الورَّاق، الحنبلي، المُقرئ، المحدث، الزَّاهد، نزيلُ الموصل
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة ثلاثٍ وعشرين وخمس مئة، وسمع الكثير من أبي منصور القزَّاز وغيره، وتفقَّه على أبي الحسن وأبي بكر ابْنَي الزَّاغُوني وغيرهما، وحدَّث بالكثير ببغداد، والموصل، وكان صالحًا، ثقةً، دَيِّنًا، صدوقًا، من أهل التَّقشُّف، والصلاح، والنُّسك، يأكل من كسب يده، توفي في العشر الأخير من شهر رمضان سنة ثماني وثمانين وخمس مئة بالموصل، ودفن بتل توبة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
ونسبه هكذا: عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن سلامة، السبتي، البغدادي، الوَرَّاق، المحدِّث المقرئ الزاهد، أبو جعفر بن أبي المعالي بن السَّمين نزيل الموصل.
963 - (ت 588 هـ): علي بن مكي بن جرَّاح بن علي، البغدادي، الفقيه، الحنبلي، أبو الحسن، الزاهد
.
قال ابن العماد
(3)
: تفقَّه على أبي الفتح بن المَنِّيّ وأبي يعلى بن أبي خازم، وبرع في الفقه، وأفتى، وناظر، وكان زاهدًا، عابدًا.
وتوفي في حادي عشر صفر سنة ثمانٍ وثمانين وخمس مئة.
ودفن بمقبرة باب حَرْب ببغداد. انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
بنحوه.
964 - (ت 588 هـ): علي بن أبي العِزّ بنِ عبد الله
، أبو الحسن، البَاجَرَّائي
(1)
شذرات الذهب: 4/ 293.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 377.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 293.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 378.
بفتح الموحدة والجيم وتشديد الراء، نسبةً إلى باجرّا بالجزيرة، الفقيه، الحنبلي، الزاهد.
قال ابن العماد
(1)
: كان يسكن بمدرسة الشيخ عبد القادر، وسمع الكثير من أبي الوقت، وابن البطي، وغيرهما، وحَدّث باليسير، وسمع منه جماعةٌ من الفقهاء، وكان صالحًا وَرِعًا مُتديِّنًا، ذا عبادةٍ وزهدٍ.
توفي ليلة الخميس حادي عشر ذي القعدة سنة ثمانٍ وثمانين وخمس مئة. ودفن بباب حرب. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بنحوه، وله مصنفات ذكر ابنُ العماد وابنُ رجب منها "تفسير القرآن الكريم" أربع مجلدات.
965 - (ت 588 هـ): نَصْر بن منصور بن الحسن، النُّمَيْرِي، الأديب، الشاعر، الضَّرير، الحنبلي، أبو المُرْهف، وأبو الفتح
.
ذكره ابن خلكان
(3)
وقال: علمت شهرته، وُلِدَ بالرقَّة سنة إحدى وخمس مئة، وسكن بغداد في صِبَاه، وكُفَّ بَصَرُه وعُمره أربعَ عشرةَ سنة، وتوفي ببغداد سنة ثمانٍ وثمانين وخمس مئة، ومدح الخلفاء، والوزراء، والأكابر، وحَدَّث، وكان زاهدًا، ورعًا، في شِعره رقةٌ وجزالةٌ.
وذكره ابنُ العماد
(4)
فقال: ولد يومَ الثلاثاء ثالث عشر جمادى الآخرة، سنة إحدى وخمس مئة، قرب رَقَّة الشام، وكان من أولاد أمراء العرب، نشأ بالشام، وخالط أهل الأدب، وقال الشعر الفائق وهو مُراهق، وأصابه جدري وله أربع عشرة سنة، فَضَعُفَ بَصَرُهُ حتى كان لا يُبْصر إلَّا ما قَرُبَ منه، ثم قَدِمَ بغداد لمعالجة بصره فأيس الأطباءُ منه فعمي، وأقام ببغداد، وسكن باب الأَزَج فحفظ القرآن العظيم،
(1)
شذرات الذهب: 4/ 293.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 378.
(3)
وفيات الأعيان: 5/ 383.
(4)
شذرات الذهب: 4/ 295.
وسمع الحديث من ابن الحُصَين، والقاضي أبي بكر وابن ناصر وغيرهم، وتفقَّه، وقرأ العربية والأدب على ابن الجَوَالِيقي، وصَحِبَ العلماء والصالحين كالشيخ عبد القادر وغيره، ومدح الخلفاء والوزراء، وكان فصيحَ القولِ، حسنَ المعاني، ذا دينٍ وصلاح، وتشدد في السُّنَّة، وسَمِعَ منه ابن القَطِيْعي وغيره، وروى عنه جماعة.
ومن شعره:
سَبرتُ شرائعَ العُلماءِ طُرًّا
…
فلم أرَ كاعتقاد الحَنْبَلِيِّ
فَكُنْ من أهله سِرًّا وجَهْرًا
…
تَكُنْ أبدًا على النهجِ السَوِيِّ
هُمُ أهلُ الحديث وما عرفنا
…
سوى القرآن والنص الجليِّ
ثم أورد له أبياتًا غيرها. ثم قال: توفي يوم الثلاثاء ثامن عشري ربيع الآخر، سنة ثمان وثمانين وخمس مئة، ودفن من الغد بمقبرة الإِمام أحمد بن حنبل انتهى.
وذكره الصفدي "في نكت الهميان"، وابن رجب
(1)
، وقد أطال ابن رجب في ترجمته، وذكر ابنُ خلكان، وابنُ العماد، وابنُ رجب أنَّ له ديوان شعر حَدَّث به.
966 - (ت 588 هـ): عبد الوهَّاب بنُ هبةِ الله بنِ أبي حبَّة، البغدادي، الطحَّان الحنبلي، أبو ياسر
.
قال ابن العماد
(2)
: روى عن ابن الحُصَيْن، وزاهر، وقَدِمَ حَرَّانَ فروى بها المسند، وكان فقيرًا، صبورًا.
توفي في ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وخمس مئة عن اثنتين وسبعين سنة، وحبَّة: بباء موحدة. انتهى.
967 - (ت 589 هـ): طُغدي بن ختلغ بن عبد الله الأَميري، المُسْتَرشِدي - نسبة إلى وَلَاءِ بعض الأمراء، من ولد المُسْترشد - البغدادي، المقرئ، المحدِّث، الفَرَضي، الحنبلي، أبو محمد، نزيل دمشق، ويُسمى عبدَ المُحسنِ أيضًا
.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 374.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 293.
ذكره ابن رجب
(1)
وقال: ولد سنة أربع وثلاثين وخمس مئة، وقرأ القرآن بالروايات العشرة، على أبي الحسن البَطَائِحي، وكانَ ربِيْبَهُ فأحسنَ تربيته، وأسمعه من الأُرْمَوي، وابن ناصر الحافظ، وأبي بكر بن الزَّاغُوني، وأبي العباس أحمد بن محمد بن المكي، وسعيد بن البنَّاء، وأبي الوقت، وأبي القاسم هبةِ الله بنِ الحاسب، وغيرهم، وصَحِبَ ابنَ ناصر الحافظَ وأخذَ عنه عِلْمَ الحديث، وأصول السُّنَّةِ، وقرأ الفرائض على ابن القابلة، وبَرَع فيها حتى صار فيها إمامًا متوحِّدًا، ثم انتقل إلى دمشق وسكنها إلى حين وفاته.
وَحَدَّثَ ببغدادَ، وحَرَّان، ودمشق، وقرأ عليه أبو عمر "صحيح البخاري"، روى عنه ابنُ خليلٍ الحافظُ. قرأتُ بخطِ ابن الحنبلي في حقه: المحدِّثُ، الحافظُ الفَرَضي، الزَّاهدُ، كان قَيِّمًا بمعرفة "صحيح البخاري" برجاله وألفاظه وغريبه وشرح معانيه، قرأتُه عليه، وسمع بقراءتي جماعةٌ كثيرةٌ، وكان قَيَّمًا بأصول السُّنَّة ومقالةِ أصحابِ الإِمامِ أحمد، وكان متعبدًا، معتزلًا عن الناس، حضر معي فتحَ بيتِ المَقْدِسِ، وقرأ عليه جماعةٌ من أولاد الدمشقيين الحسابَ، والفرائضَ، وكان لا يفارقني إلى أن حججت سنة تسعٍ وثمانين فرجعتُ من الحج فوجدته قد مات، ودُفِنَ في تُربة عمي عبد الحق بالجبل.
قال ابن رجب: قال المُنْذرِي: توفي في المحرم سنة تسع وثمانين وخمس مئة. وكذا ذكره الدُّبَيْثِي أنَّه بلغهم وفاتهُ، وذكر ابنُ القطيعي أنَّه بلغهم ببغدادَ وفاتُه في ربيع الأول سنة تسع وثمانين وخمس مئة انتهى المراد منه.
968 - (ت 589 هـ): بدل بن أبي طاهر بن شيردشهر بن حاكاه بن عبد الله بن محمد الجِيْلي الفقيه الحنبلي المقرئ أبو محمد نزيل بغداد
.
وذكره ابن رجب
(2)
وقال: قرأ القرآن بالروايات على أبي العلاء الهَمَذَاني،
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 378.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 380.
وسمع من أبي الفتح محمد بن الحسن الصيدلاني وغيره، وسمع من محمد بن محمد بن عبد الرحمن الخطيب، الكُشْمِيْهَنِي، المَرْوَزِيّ، وتَفقَّه ببغداد على ابن بَكْرُوْس، وأَقْرأ الناسَ وحَدَّث، قرأ عليه الروايات الكثيرة أبو عبد الله محمدُ بن أحمد بن الحسن الدُّوري وغيره، وسمع منه القاضي أبو العباس بن الفرَّاء وغيره.
توفي يوم الخميس رابع عشر ذي الحجة سنة تسع وثمانين وخمس مئة، رحمه الله تعالى. انتهى.
969 - (ت 589 هـ): عبد الخالق بن محمد بن المبارك، الهاشمي، الحنبلي، أبو جعفر القَصَري، الحنبلي
.
قال ياقوت في "معجم البلدان"
(1)
: إنه ولد سنة ثلاث عشرة وخمس مئة، وتوفي في بغداد سنة تسع وثمانين وخمس مئة، في ثاني رجب، ودفن بباب الأَزَج عند قبر الخلَّال، قال ذلك تميم بن أحمد البَنْدَنِيْجي، وغيره. انتهى.
970 - (ت 589 هـ): المبارك بنُ أحمد بن أحمد، أبو الفتح بن أبي بكر بن أبي العز، البغدادي، الحنبلي، المعروف بصاحب الدّيك
.
ذكره ابن النجَّار في "تاريخه" وقال: ولد سنة خمس عشرة وخمس مئة، وقرأ على هبة الله بن الطَّبَر، وكان مقرئًا مجوَّدًا، خَتَم عليه القرآن خلقٌ، ومات في العشر الأوسط من محرم سنة تسع وثمانين وخمس مئة، ودفن بباب حَرْب. انتهى.
971 - (ت 590 هـ): محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن عبد الملك الأَصبهاني، مُصلح الدِّين، أبو عبد الله الحمَّامي، الحنبلي، العابد، الأديب الجُورَتاني
.
ذكره الحموي في "معجم البلدان"
(2)
فقال: ولد سنة خمس مئة، ومات في شهر ربيع الآخِر، سنة تسعين وخمس مئة، والجُورَتاني: نسبةٌ إلى جُوْرَتان بضم الجيم
(1)
معجم البلدان: 4/ 363.
(2)
معجم البلدان: 2/ 180.
وسكون الواو وفتح الراء ثمَّ تاءٌ بعدَها ألفٌ فَنُونٌ، من قُرى أَصبهان. انتهى.
وقال ابن العماد
(1)
: ولد في رجب سنة خمس مئة، وسمع من أبي علي الحدَّاد، وغيره.
قال ابن النجَّار: كان فقيهًا فاضلًا، كامل المعرفة بالأدب، وأكثر أدباء أَصبهان من تلامذته، وكان متدينًا حسنَ الطريقة، صدوقًا. انتهى. وكان يقول لمَّا بلغ عقد الثمانين: أَسالُ اللهَ تعالى أنْ يُمْهِلَني إلى التسعينَ، وأنْ يُوفِّقني كلَّ يوم لختمة، فاسْتُجِيبتْ دعوتُه.
وقال ابنُ النجَّار: سمعت أبا البركات بن الرُّويْدَشْتي بأصبهان يقول: توفي محمد بن أحمد الحنبلي يعرف بالحَمّامي أستاذ الأئمة يومَ الأربعاء ثالث عشر ربيع الآخر، سنة تسعين وخمس مئة. انتهى.
972 - (ت 590 هـ): أحمد بنُ محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن عبدِ الله بن عبد الملك الأَصبهاني، الجُوْرَتَاني، الحنبلي، أبو بكر، أمين الدين بن مصلح الدين المتقدم قبله
.
قال ابن العماد
(2)
: سمع سعيد بن أبي الرجاء وغيره، ومات قبل أبيه بيسير، سنة تسعين وخمس مئة. قاله ابن رجب. انتهى.
973 - (ت 590 هـ): محمد بن عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طَلْحة نَصْر بن أحمد بن محمد بن جعفر البَرْمَكي، الهروي الإِشْكِيذَباني، الحنبلي، أبو عبد الله ويقال: أبو الفتح
.
ذكره يَاقوت في "معجم البلدان"
(3)
فقال: سمع بهمذان من أبي الفضل أحمد بن سعد بن حَمَّان، ومن أبي الوقت عبد الأول السِّجْزِي، ومات بمكة في حدود سنة
(1)
شذرات الذهب: 4/ 304.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 304.
(3)
معجم البلدان: 1/ 199.
تسعين وخمس مئة. والإِشْكِيذَبَاني: نسبةً إلى إِشْكِيذَبان - بكسر الهمزة والكاف بينهما شين ساكنة، فياءٌ، فذال مفتوحة، فباء، فألف، فنونٌ - قرية بين هَراة وبُوشَنْج. انتهى. وقد ذكرتهُ في "القطف".
وقال ابن العماد
(1)
: كان حنبليًا، محدِّثًا، نزل مكةَ، فكان عظيمَ الحنابلة بها، وُلد سنة ثمانٍ وعشرين وخمس مئة، وسمع بهَمَذَان من أبي الوَقْت، وأبي الفضل بن حَمّان، وغيرهما، وببغداد من ابن النحَّاس وغيره، وبمصر من أبي الطاهر الزَّيَّات، وبالإِسْكَنْدريّة من الحافظ السِّلَفي، وحدَّث بمكة ومصر والإِسْكندرية، وأقام بمكة في آخر عمره، وأقام في موضع الحنابلة.
قال ابن الحنبلي ناصحُ الدين: سمعت منه بقراءته جزءًا بمكة، وكان في عَزْمي أَنني أدخل اليمن وقد هيَّأتُ هديةً لصاحبها من طرف دمشق فاسْتَشرتُه، فقال: أنت أعلم، ثم قال: قرأنا جزءًا ها هنا من أيام، فجاءَ فيه عن بعض السلف: علامةُ قَبُول الحج أنَّ الإِنسانَ لا ينصرف عن مكةَ طالبًا للدُّنيا، فزهدت في اليمن، ورجعت عن ذلك العَزْم. توفي سنة تسعين وخمس مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بنحوه.
974 - (ت 590 هـ): مكي بن نابت - بالنون - بن أبي زهرة، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(3)
: هو الشيخ الأَجَلُّ، إمام الحرم، المكي، توفي بمصر ليلة السادس من شهر ربيع الآخر، سنة تسعين وخمس مئة، ذكره المنذري ولم يزد على ذلك. انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
بنحوه.
(1)
شذرات الذهب: 4/ 304.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 381.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 305.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة، ذكره في ترجمة محمد بن عبد الله الإسكيذباني: 1/ 382.
975 - (ت 590 هـ): جاكير الزاهد القدوة، أحد شيوخ العراق، واسمه: محمد بن دشم الكردي، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(1)
: له أصحاب وأتباع، وأحوال وكرامات، قاله في "العبر".
وقال السخاوي: له كراماتٌ، ولم يتزوج، وله زاوية وضريح بِراذَان، وهي على بريد من سامراء، وأَنَّ أخاه أحمد قعد بعده في المشيخة.
وقال ابن الأهدل: سكن صحراء من صحارى العراق على يوم من سامراء، ومات بها، فبُني إلى جانبه قرية بُنِيَتْ للتَّبرُّك به. توفي سنة تسعين وخمس مئة.
وقال ابن الأهدل: لمّا شاع ذكرُه بعث إليه تاجُ العارفين أبو الوفاء طاقيته من الشيخ علي الهِيْتي، ولم يُكلَّفْهُ بالحضور، فقال الشيخ علي الهِيْتي: سألتُ الله أنْ يكون جاكير من مُرِيْديَّ فوهبه لي، وكان يفتخر به ويُنَوِّهُ بذكره، وكان رُبَّما عَرَفَ ما في بطون البهائم المنذورة له، ومَنْ يذبحها، ومَنْ يأكلها. انتهى.
قلت: في هذا من المبالغة والمخالفة ما لا يخفى، ومثل هذه الحكايات لا يُعتمد عليها لا سِيَّما وقد انطوت على علم الغيب الذي استأثر الله بعلمه، وقد أُوْلِعَ كثيرٌ من المؤرخين بنقل مثل هذه الحكايات يُرِيْدُون بها رَفْعَ منزلةِ الرجُل المَنْسُوبَةِ إليه، ولو صَحَّت لَوَضَعْت من قدره ولم ترفعه، بل لوجب الحكم عليه بالفسق، أو الكفر حَسْبَ ما تتضمنه هذه الحكاية فضلًا عن أنْ يكون وَليًّا، فما أولياؤهُ إلَّا المتَّقون، والله أعلم.
976 - (ت 591 هـ): إسماعيل بن أبي سعد بن علي بن إبراهيم بن محمد، أبو الحسن الأَصبهاني، المحدَّث، ويُعْرَف بطاهرنية، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(2)
: سَمِعَ الكثير، وحَصَّل الأصول، وحدَّثَ ببغداد قَدِمها حاجًّا عَنْ فاطمةَ الجُوْزْدَانِيَّة، وفاطمة بنت محمد بن أحمد بن البغدادي، وسَمِعَ منه أبو
(1)
شذرات الذهب: 4/ 305.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 306.
الفتوح بنُ الحصري وغيره. وكان شيخًا، صالحًا، صدوقًا.
توفي في صفر سنة إحدى وتسعين وخمس مئة انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
بنحوه.
977 - (ت 591 هـ): ذاكر بن كامل بن أبي غالب محمد بن أبي طاهر، الحسين بن محمد، البغدادي، الظفري، الحنبلي، البغدادي، أخو المبارك المتقدم
.
قال ابن العماد
(2)
: سمَّعه أخوه المبارك من أبي علي البَاقَرْحِيِّ، وأبي علي بن المهدي، وأبي سعيد بن الطُّيُورِي، والكبار، وكان صالحًا، خيِّرًا، صوَّامًا. توفي في رجب سنة إحدى وتسعين وخمس مئة. انتهى.
978 - (ت 591 هـ): عبد المؤمن بن عبد الغالب بن محمد بن طاهر بن خليفة بن محمد بن حمدان، الشيباني، البغدادي، الوَرَّاق، الفقيه الحنبلي
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد في شهر ربيع الآخر سنة سبعَ عَشْرَةَ وخَمْسِ مئة، وسَمِعَ ببغدادَ من القاضي أبي بكر بن عبد الباقي وابن الطَّلَّايَة وابن الزَّاغُوني، وغيرهم، وبهمذان من أبي الخير بن الباغْبان، وغيره، وحدَّث، وسَمِعَ منه جماعة منهم ابن القَطِيْعي وقال: كان له صلاحٌ ودينٌ زائد، وروى عنه ابن خليل الحافظ وغيرُه، وتوفي يوم عرفة سنة إحدى وتسعين وخمس مئة، ودفن بباب حرب انتهى.
وقد ذكره ابن رجب في "طبقاته"
(4)
.
979 - (ت 591 هـ): علي بن هلال بن خميس الوَاسِطِي، الفاخراني، أبو الحسن، معينُ الدين، الحنبلي
.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 383.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 306.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 370.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 383.
قال ابن العماد
(1)
: والفاخراني نسبة إلى بيع الفَخَّار، وكان ضريرًا ذكره المنذري فقال: تَفَقَّه على مذهب أحمد بن حنبل، وسَمِعَ من أبي الحسين بن عبد الخالق وأبي الفرج بن صدقة، وخديجة بنت أحمد النَّهْرَوَاني وغيرهم، وحدَّث. وهو منسوب إلى الفخرانية قرية من سواد واسط، توفي حادي عشري ذي الحجة سنة إحدى وتسعين وخمس مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بنحوه وزاد أنَّه دُفِنَ بباب حَرْب.
980 - (ت 592 هـ): حامد بن محمد بن حامد الصفَّار، أبو عبد الله، نجيبُ الدين الأَصْفَهاني، الفَقِيْه، الحنبلي، المحدَّث، الإِمام
.
قال ابن العماد
(3)
: سمع أباه أبا جعفر محمد، وأبا طاهر بن نصر، وجماعة بأصبهان، وبهمذان أبا زُرْعَة المَقْدِسي، وأبا العلاء القطَّان، وقَدِمَ بغداد حاجًّا سنة ثمانٍ وثمانينَ وخمس مئة، وسَمِعَ بها من جماعة، وقرأ على ابن الجوزي "مناقب الإِمام أحمد"، وحدَّث باليسير، وكتب عنه ابن النفيس.
قال ابن النجَّار: كان فقيهًا، حنبليًا، فاضلًا، له معرفةٌ بالحديث، توفي سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
وقال: قال ابن الحنبلي: لقِيْتُه بأصبهان، وكان فقيهًا على مذهب أحمد بن حنبل، عارفًا بالمذهب والخلاف، محدِّثًا، ذا مروءة تامَّة.
981 - (ت 592 هـ): إلياس بن حامد بن محمود بن حامد بن محمد بن أبي الحجر، الحرَّاني، تقيُّ الدين، أبو الفضل، الفقيه الحنبلي، المحدِّث
.
قال ابن العماد
(5)
: سمع ببغداد مِنْ شُهْدَة وغيرها.
(1)
شذرات الذهب: 4/ 307.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 384.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 308.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 384.
(5)
شذرات الذهب: 4/ 309.
قال ناصح الدين بن الحنبلي: وكان رفيقي في درس شَيخنا ابن المَنِّي، وسكن المَوْصِل إلى أنْ توفي بها في سَلْخ شوال، سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة، وكان قد وَلِيَ مَشْيخة دارِ الحديث بها، وكانَ حسنَ الطريقةِ، وسَمِعَ منهُ بدل التبريزي. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
وقال: قال المنذري: وقيل إنَّه توفي سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة.
982 - (ت 592 هـ): عبد الخالق بن عبد الوهَّاب بن محمد بن الحسين الصَّابوني، المالكي، الخَفَّاف، الحنبلي، أبو محمد الضَّرير
.
قال الحموي في "معجم البلدان"
(2)
: روى عن أبي المعالي أحمد بن محمد البخاري البزَّار، وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحسين، وأبي العِزّ بن كادش، وغيرهم.
وتوفي في شوال سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة، وقد نَيَّف على الثمانين، وكان من المكثرين، والمالكي نسبةً إلى المالكية قرية ببغداد انتهى.
وقال ابن العماد
(3)
: سمَّعه أبوه من أبي علي البَاقرحي، وعلي بن عبد الواحد الدِّيْنَوَرِي، وطائفة. وتوفي في ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة، قاله في "العبر". ومن شعره:
دَعِ النَّاسَ طُرًّا وَاصْرِفِ الودَّ عنهُمُ
…
إذا كُنْتَ في أخلاقهم لا تُسامِحُ
فشيئانِ مَعْدُومانِ في الأرض دِرْهَمٌ
…
حلالٌ وخِلٌّ في الحقيقةِ ناصِحُ
انتهى.
وتقدمت ترجمة والده سنة ستٍ وخمسين وخمس مئة.
983 - (ت 592 هـ): سعدُ بن عثمانَ بنِ مَرْزُوق بن حميد بنِ سلام القرشي
،
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 387.
(2)
معجم البلدان: 5/ 44.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 309.
المصري المولد، البغدادي الدار، الفقيه الحنبلي، الزَّاهد، أبو الحسين، ابن الشيخ أبي عمرو المتقدم.
ذكره ابن رجب
(1)
وقال: خرج من مصر قديمًا، واستوطن بغداد، وتفقَّه في المذهب على أبي الفتح بن المَنِّي، ولازم دَرْسَه، وسَمِعَ من أبي محمد بن الخَشَّاب وغيره، وحَصَلَ له القبولُ التامُّ من الخاصِّ والعامِّ، وكان ورعًا، زاهدًا، عابدًا.
قال ابن الحنبلي في حقِّه: كان مُشتَغِلًا بحفظ كتاب "الوجهين والروايتين" تصنيف القاضي أبي يَعْلَى، وكان من الزُّهْد والصلاح، والتطهير والتورع في المأكول، على صفةٍ تُعْجِزُ كثيرًا من المجتهدين في العبادة.
وقال القادسي: هو أحد الزُّهَّاد، الأبدال، الأوتاد، ومن تُشدُّ إليه الرِّحال، ومن كان لله عليه إقبالٌ، الصائمُ في النَّهار، القائمُ في الظلام، قَدِم بغداد وسَكَن برباط الشيخ عبد القادر، وما كان يقبل من أحدٍ شيئًا ولا يَغْشى باب أحد من السلاطين، كان يَنْفُذُ له في كل عام شيءٌ مِنْ ملكٍ لهُ في مِصْرَ يكفيه طولَ السنة.
وقال ابن النجَّار: كان عبدًا، صالحًا، مشهورًا بالعبادة والمجاهدة، والورع، والتقشُّف، والقناعة، والتعفُّف، وكان خَشِنَ العيش مُخْشَوشِنًا، كثير الانقطاع عن الناس، وكان على غايةٍ من الوَسْوَسَة، والمبالغة في الطهارة.
توفي يوم الثلاثاء سابع ربيع الآخر، سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة ساجدًا، وصُلِّيَ عليه بمدرسة عبد القادر وكان يومًا مشهودًا. انتهى ملخصًا من ترجمةٍ طويلةٍ.
قلت: ويُروى عنه في الوسوسة أشياء سامحه الله، وعافانا من ذلك.
984 - (ت 593 هـ): طَلْحة بن عبد الله بن المظفر بن غانم بن محمد العَلْثي تقي الدين أبو محمد، الفقيه، الحنبلي، الخطيب، المحدِّث، الفَرَضِي النظَّار المُفَسِّرُ، الزاهِدُ، الوَرِعُ، العارفُ
.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 384.
قال الحموي في "معجم البلدان"
(1)
: سمع يحيى بن ثابت، وأحمد بن المبارك المرَقَّعاني، وغيرهما، قرأ بنفسه، وكان موصوفًا بحُسْنِ الخَطِّ والقراءةِ، دَيَّنًا، ثقةً فاضِلًا.
توفي سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة.
والعَلْثي: نسبةَ إلى العَلْث بفتح العين، وسكونِ اللّامِ، ثم ثاءٌ مُثَلَّثة، قريةٌ بينَ عُكْبَرا وسامراء. انتهى.
وقال ابن العماد
(2)
: نشأ في العَلْث، وحَفِظَ الكتاب العزيز، وقرأ على البَطَائِحي، والبُرهان بن الحَضْرَمي، وغيرهما، وتَفَقَّهَ على ابن المَنّي، وسَمِعَ الحديثَ الكثير، وقرأ "صحيح مسلم"، وكان متواضعًا، لطيفًا، أديبًا في مناظرته لا يُسَفَّهُ على أحدٍ، فقيرًا مجردًا، ويرحم الفقراء ولا يُخالِطُ الأغنياء.
وروى عن ابن الجوزي ولازَمَهُ، وقرأ عليه كثيرًا من تصانيفه، وكان أديبًا، شاعرًا فصيحًا، واشتهر اسمه، ورُزِقَ القَبُول من الخَلْق، وكَثُر أتباعه، وانتفع الناسُ.
وروى عنه ابن الجوزي في "تاريخه" حكايةً فقال: حدثني طلحةُ بنُ المظفر الفقيهُ أنَّه وُلِدَ عندهم بالعَلْثِ مولودٌ لسِتَّةِ أشهرٍ فخرجَ وَلَهُ أربعةُ أضراس.
قال المنذري: توفي في ثالث عشر ذي الحجة، سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة بالعَلْثِ، ودُفِنَ بزاويته هناك. انتهى.
وقد ذكره ابن رجب
(3)
وغيره.
985 - (ت 593 هـ): عبد الله بن يونس بن مَسعود بن أحمد بن عُبيد الله بن هبة الله، البغدادي، الأزَجِي، الوزير، جلال الدين، الفقيه، الحنبلي، الفَرَضِي، الأصولي، المتكلم، وزيرُ الخليفة الناصر وجلال الدين
.
(1)
معجم البلدان: 4/ 146.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 313.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 390.
قال ابن العماد
(1)
: تَفَقَّه في الأصلين، والحساب، والهندسة، والجبر، والمقابلة، ورحل في طلب العلم إلى هَمَذَانَ، وصَنَّفَ وعُنِيَ بالحديث والفرائض، والحساب، وسَمِعَ ممن لا يحصى، وسَمِعَ منه جماعةٌ لا تُحصى، منهم ابن دلف، وابنُ القَطِيْعِي، وبالغ في مَدْحِه والثناءِ عليه.
وذكر ابن النجار أنَّه لم يكن في ولايته محمودًا، وقد علمت أنَّ الناسَ لا يجتمعون على حَمْدِ شخصٍ ولا ذَمِّهِ، وأما أبو شامةَ فإنه بالغ في ذَمِّه والحَطِّ عليه بأمورٍ لم يُقِمْ عليها حُجَّةً، وكذلك ابنُ شهبة في "تاريخ الإسلام" فإنَّه قال بعد أن أثنى عليه: غير أنّه شانَ فضيلته برأيه الفاسدِ، وأفعاله السَّيِّئَة فإنَّه خَرَّبَ بَيْتَ عبدِ القادر الكِيْلاني وَشَتَّتَ أولادَه، ويُقال: إِنَّه بعث بالليل مَنْ نبَشَ قَبْرَ الشيخ عبد القادر الكِيْلاني، ورمى عظامَه في دِجْلَة وقال: هذا وَقْفٌ مَا يَحِل أنْ يُدفنَ فيه أَحَدٌ.
ولما اعتقله الخليفةُ كتبوا فيه فتاوى بأَنَّه كان سَبَب هزيمةِ العَسْكر، فذكروا أشياءَ، فأفْتَوا بإباحة دَمِهِ فَسُلِّمَ إلى الوزير ابنِ القصاب، واعتقله في بيتٍ للسلاح، فأُخرج منه ميتًا، وذلك سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
وقال: تفقَّه في المذهب على أبي حكيمٍ النَّهْرَوانيِّ، ثم على صدقة بن الحسين، وقرأ عليهما القرآن، وعلى صدقة الأصول والكلام، واختلف إِلى جماعة من العلماء في طلب فنون جَمَّةٍ من العلوم، وبرع في علم الفرائض والحساب، والأصلين والهندسة، وصنف كتابًا "في أوهام أبي الخطَّاب الكَلْوَذَانِي في الفرائض والوصايا"، وكتابًا "في أصول الدين والمقالات"، وحَدَّث به في ولايته الأخيرة، وسمعه منه الفضلاء، ولم يتم سماعه.
986 - (ت 593 هـ): عبد الوهَّاب بن الشيخ عبد القادر بن أبي صالح الجِيْلِي، الحنبلي، أبو محمد البغدادي الأَزَجي، الفقيه، الواعظ
.
(1)
شذرات الذهب: 4/ 313.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 392.
قال ابن العماد
(1)
: وُلِدَ في ثاني شعبان لشة اثنتين وعشرين وخمس مئة، ذكر أبو شامة أنَّه سمع من ابن الحُصَين، وابن السَّمَرقَنْدي، وذكر ابنُ القَادِسِي أنه سمع من ابن الحصين، وابن الزاغوني، وابن البَنَّاء، وغيرهم، وأسمعه والده في صباه من أبي غالب بن البَنَّاء وغيره، وقرأ الفقه على والده حتى برع، ودَرَّسَ نيابةً عن والده بمدرسته وهو حي، وقد نَيَّفَ على العشرين من عمره، ثم اسْتَقَلَّ بالتدريس بها بَعْدَهُ، ثم نُزِعَتْ منه لابن الجوزي، ثم رُدَّت إليه، وتولى المظالم للناصر سنة ثلاث وثمانينَ، وكان كيِّسًا ظريفًا من ظرفاء أهل بغداد، ولم يكن في أولاد بغداد أفقه منه، كان فقيهًا فاضلًا، له كلامٌ حسنٌ في مسائل الخلاف، فَصيحًا في الوعظ وإيراد المُلَح مع عذوبة الألفاظ، مليحَ النَّادرة، ذا مُزاحٍ ودُعابةٍ، وكيَاسَةٍ.
قال أبو شَامَةَ: قِيْلَ له يومًا على مجلس وعظه: ما تقولُ في أهل البيت؟ فقال: قد أعْمَوْني، وكان أعمش؛ أجاب عن بيت نفسه.
وروى عنه ابن الدُّبَيْثي، وابن الغزال الواعظ، وابن خليل، وأجاز لمحمد بن يعقوب، وتوفي ليلة الأربعاء خامس عشري شوال، سنة ثلاثٍ وتسعين وخمس مئة. انتهى.
وقد ذكره ابن رجب
(2)
، وغيره.
987 - (ت 593 هـ): محمود بن أحمد بن ناصر البغداديُّ، الحَرْبي الحذَّاء أبو البركات، ويُقال: أبو الثناء الحَنْبَلي
.
قال ابن العماد
(3)
: سمع من ابن الطَّلَّاية، وعبد الخالق بن يوسف وغيرهما، وتفقَّه في مذهب أحمد، وأَقرأَ الفقه، وحَدَّثَ.
وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة ثلاثٍ وتسعين، وخمس مئة ببغداد. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 4/ 314.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 388.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 315.
988 - (ت 593 هـ): مكي بن أبي القاسم بن عبد الله بن معالي بن عبد الباقي ابن العَرَّاد، البغدادي، المأموني، أبو إسحاق، ويقال: أبو الحرم الفقيه، الحنبلي، المحدِّث
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة تسعٍ وعشرينَ وخمس مئة، وسَمِعَ من ابن ناصر والأُرْمَوِي، وابن البَنَّاء وغيرهم، واعتنى في هذا الشأن، ولم يزل يقرأ: ويسمع إلى آخر عمره، وهو ثقةٌ صحيحُ السماع، وقد نسبه القَطِيْعي إلى التساهل والتسامح، وروى عنه ابن الخليل، والبلداني، وغيرهما.
وتوفي ليلةَ الجمعة سادسَ المحرم، سنة ثلاثٍ وتسعين وخمس مئة ببغداد، ودُفِنَ بباب حرب، مجاورًا قبر بِشْر الحافي. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
وقال: قد وَثَّقهُ ابنُ نُقطة، وقال الفارسي: كان صالحًا، خيِّرًا، ديِّنًا، ثِقَةً، وقد تكلَّم فيه أصحاب الحديث.
989 - (ت 593 هـ): يحيى بن أسعد بن بوش الأَزَجي، الحنبلي، الخبَّاز، أبو القاسم
.
قال ابن العماد
(3)
: سمع الكثير من أبي طالب اليُوسُفي، وأبي سعد بن الطُّيُورِي، وأبي علي البَاقَرْحي وطائفة، وكان عامِّيًا، مات شهيدًا، غَصَّ بلقمة فمات في ذي القعدة سنة ثلاثٍ وتسعينَ وخمس مئة، عن بضعٍ وثمانين سنة، وله إجازة من ابن بَيَان، قاله في "العبر". انتهى.
990 - (ت 593 هـ): عبد الله بن أحمد بن جعفر أبو جعفر الواسطي، الفقيه، المقرئ الضَّرير الحنبلي
.
(1)
شذرات الذهب: 4/ 315.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 387.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 315.
قال ابن الجزري في "الغاية"
(1)
: قرأ على أبي عبد الله البارع، وسِبْط الخيَّاط، وسَمِعَ من ابن الحُصَين، وأحمد بن الحسن بن البَنَّاء، روى عنه أبو عبد الله الدُّبَيْثي، ويوسف بن خليل الحنبلي الحافظ، مات يوم عَرَفَة، سنة ثلاثٍ وتسعين وخمس مئة، وله ثمانٍ وثمانونَ سنة. قاله ابنُ الدُّبَيْثِي، وقال ابنُ النجَّار: بل قد جاوز التسعين سنة. انتهى.
991 - (ت 593 هـ): محمد بن أحمد بن محمد بن المُبارك بن أحمد بن بَكْروس بن سيف الدِّيْنَوَرِي ثم البغدادي، الحنبلي، أبو بكر بن أبي العَبَّاس
.
قال ابن رجب
(2)
- في ترجمة أبيه المتقدم سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة -: سمع أبو بكر هذا من أبيه وعَمِّه علي زمن ابن البَطِّي، ويحيى بن البُنْدار وطبقتهم، وكان فقيهًا، صالحًا، توفي شابًا، سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة. انتهى.
992 - (ت 594 هـ): الحسن بن مُسلم بن الحسن بن أبي الجود، أبو علي الفارسي، الحنبلي
.
قال الحموي في "معجم البلدان"
(3)
: هو من قرية حورى ببغداد، وانتقل إلى قرية بنهر عيسى يقال لها: الفارِسِيَّة، فنسب إليها وكان من الزُّهَّاد. انتهى.
وقال ابن العماد
(4)
: كان أحدَ الأبدال، وزاهدَ العراق، سمع وتَفَقَّه بأَبي البدر الكرخي، وكان متَبتلًا، أقام أربعين سنة لا يُكلِّم أحدًا من الناس، صائم الدهر، قائم الليل، يقرأ كلَّ يوم وليلة ختمةً، وكانت السباع تأوي إلى زاويته، والخليفةُ وأربابُ الدولةِ يمشون إلى زاويته، توفي بالفارسِيَّة في المحرم سنة أربع وتسعينَ وخمس مئة، وقد بلغ تسعين سنة.
(1)
غاية النهاية: 1/ 406.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 338.
(3)
معجم البلدان: 2/ 318.
(4)
شذرات الذهب: 4/ 316.
وحُكي أنَّ فقيرًا احتلمَ بزاويته في ليلةٍ باردةٍ، فنَزَل إلى النَهْرِ ليغتسلُ، فنام السبُعَ على جُبَّته، وكاد الفقيرُ يموتُ من البرد والخوف، فخرجَ الشيخُ حسنٌ وجاءَ إلى السبُعِ، وضربه بكُمِّه، وقال: يا مبارك لِمَ تتعرض لضيفنا، فقام السبع يهرول. انتهى.
وذكره ابن رجب في "طبقاتِه"
(1)
وقال: ولد سنة أربع وخمس مئة، وقرأ القرآن، وتفقه في المذهب الحنبلي وسمع الحديث من أبي البدر الكرخي وغيره، قال ابنُ الدُّبَيْثِي: كان رجلًا، صالحًا، كثير العبادةِ، منقطعًا إلى الاشتغال بالخير، قد قرأ القرآن، وتَفَقَّه، وسَمِعَ الحديث ولم يزل على طريقةٍ حميدة، روى عن الكرخي ونِعْمَ الرجلُ كان. انتهى المراد منه.
993 - (ت 594 هـ): سلامة بن ابراهيم بن سَلامة الحَذَّاء، القِبَابِي، الدِّمشقي، تقيُّ الدِّين، أبو الحسين وأبو الخير، المحدِّث، الفقيه، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(2)
: سمع من ابن هلال، وابن المَوَازِيني، وغيرهما من مشايخ دمشق، وَعُنِيَ بالحديث، وأمَّ بحلقة الحنابلة بجامع دمشق، وكان ثِقَةً، صالحًا، وابنُ نقطة الحافظُ يعتمد عليه وعلى خَطّه، وينقل عنه في "استدراكه".
قال ابن الحنبلي: كان حسنَ السمت، يَحُفُّ شاربه، ويقصِّر ثوبَه، ويأكل من كسب يده، ويعمل القبابين، ويُعتمد عليه في تصحيحها، وروى عنه ابن خليل في "معجمه"، وتوفي في سابع عشري ربيع الآخر سنة أربع وتسعين وخمس مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
بنحوه.
994 - (ت 594 هـ): محمد البَشيلي الشيخ، الصالح، العابد، الحنبلي
.
ذكره ياقوت في "معجم البلدان"
(4)
وقال: كان شيخًا، صالحًا، صحب الشيخَ
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 395.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 316.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 397.
(4)
معجم البلدان 1/ 429.
عبد القادر الجِيْلِي، وتفقَّه عليه، وكان يتبرك به، ويحسن الظن فيه، وكان حسنَ السمت، جميلَ الطريقة، مات في شعبان سنة أربعٍ وتسعين وخمس مئة، والبشيلي: نسبة إلى بَشيلَة قرية من قرى نهر عيسى قُرب بغداد. انتهى.
995 - (ت 595 هـ): محمد بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الملك بن إسماعيل بن علي الأصبهاني، الواعظ الحنبلي
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة إحدى أو اثنتين وثلاثين وخمس مئة، وسَمِع من أبي علي الحمَّامي، والباغْبان، وغيرهما، وببغداد من هبة الله بن الشبْلي، وخلق، وكان له قبولٌ كثير عند أهل بلده، وقدم بغداد غيرَ مَرَّة، وأملى بها، وسَمِعَ منه ابنُ القَطِيْعي وابن النجَّار، وقال: كانَ فاضلًا، صدوقًا، وتوفي ليلة الرابع والعشرين من ذي الحجة، سنة خمس وتسعين وخمس مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بنحوه.
996 - (ت 595 هـ): محمد بن إسماعيل أبو جعفر الطَّرَسُوسي، الأصبهاني، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(3)
: سمع أبا علي الحدَّاد، وابن مَنْدَه، وابن طاهر، وطائفة، وتَفَرَّدَ في عصره، وتوفي في جمادى الآخرة سنة خمس وتسعين وخمس مئة، عن أربع وتسعين سنة. انتهى.
997 - (ت 596 هـ): المبارك بن المبارك بن أحمد بن زُريق أبو جعفر بن أبي الفتح، الواسِطي، الحدَّاد، الحنبلي، المقرئ
.
تقدمت ترجمة أبيه سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة. وأما أبو جعفر هذا فَوُلِدَ سنة تسع وخمس مئة، وقرأ على أبيه، ثم رحل إلى أبي محمد سِبْط ابن الخيَّاط فقرأ
(1)
شذرات الذهب: 4/ 320.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 397.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 320.
عليه، وسمع المبارك بن نغوبا، وعلي بن علي بن شيران، وهذه الطبقة، وأجازه أبو طالب بن يوسف، وخميس الحَوْزي وجماعة.
قرأ عليه الشريف محمد بن عمر الدَّاعي، والحسين بن أبي الحسن بن ثابت الطِّيبي، وابن الدُّبَيْثِي، وقال: كان صدوقًا، حَدَّثَ عنه يوسفُ بنُ خليل وغيرُه، وكان إمامَ جامعِ واسط كأبيه، وتوفي سنة ست وتسعين وخمس مئة.
ذكره ابن العماد
(1)
، وابن الجزري
(2)
وغيرهما، وذكر له ابن الجزري كتاب "الخيرة في القراآت العشرة".
998 - (ت 596 هـ): عبد العزيز بن ثابت بن طاهر البَغْدادي، المأموني، السِّمْعي - بكسر السين المهملة والسكون: نسبة إلى السِّمْع بن مالك بَطْنٍ من الأنصار - الخَيَّاط، المقرئ، الفقيه الحنبلي، الزَّاهد، تاج الدين أبو منصور
.
قال ابن العماد
(3)
: قال أبو الفرج بن الحنبلي: كان رفيقنا في سماع درس ابنِ المَنِّي، وبلغ من الزُّهد والعبادة إلى حَدٍّ يقال: به تَمْسُكُ بغداد، وكان لطيفًا في صحبته، توفي يوم الأربعاء تاسع عشري شعبان، سنة سِت وتسعين وخمس مئة، ودفن بباب حرب. انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
وغيره.
999 - (ت 596 هـ): عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد الحَرَّاني بن كُلَيْب، مُسْنِدُ العراق، الحرَّاني، ثم البغدادي، التَّاجر، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(5)
: ولد في صفر سنة خمس مئة، وسمع من ابن بيان، وابن نبهان، وابن بدران الحلواني، وطائفة، ومات في ربيع الأول، سنة ستٍ وتسعين
(1)
شذرات الذهب: 4/ 328.
(2)
غاية النهاية: 2/ 41.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 327.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 398.
(5)
شذرات الذهب: 4/ 327.
وخمس مئة، مُمَتَّعًا بسمعه وبصره. قاله في "العبر" انتهى.
وقال اليافعي: وفي سنة ستٍ وتسعين وخمس مئة توفي أبو الفتوح بن أبي الفتح عبد المُنْعم بن عبد الوهَّاب بن سعد بن صَدَقة بن الخضير بن كُلَيب، الحرَّاني، ثم البغدادي، مسند الآفاق، الحنبلي، التاجر، له السماعاتُ العاليةُ في الحديث، وانتهت إِليه الرحلة، حتى ألْحَقَ الصغارَ بالكبار، وتَوحَّدَ في وقته ببغداد، وكان صحيحَ الذهن والحَواسِّ، وتَسَرَّى بمئةً وأربعين جاريةً، ودفن بمقبرة الإِمام أحمد بن حنبل. انتهى.
1000 - (ت 596 هـ): حمَّاد بن مزيد بن خليفة، أبو الفوارس، البغدادي، الضَّرير، الحنبلي، المقرئ
، قرأ على سعد الله بن نصر الدَّجاجي، وعلي بن عساكر البطائِحي، الحنبليين، وتَفَقَّه في مذهب أحمد، وكان حَاذِقًا، قرأ عليه جماعةٌ، وكان شيخًا، صالحًا، حسنًا، ورعًا، ناقدًا، له معرفةٌ حسنةٌ في الفقه، والقراآت، وطريقةٌ مليحةٌ في الأداء والتجويد. توفي سنة ست وتسعين وخمس مئة.
ذكره ابن النجَّار وابن الجزري
(1)
وغيرهما. انتهى.
1001 - (ت 597 هـ): الحسن بن علي بن محمد الدُّرْزَبِيْنيُّ المقرئُ، الحنبليُّ، الضريرُ، أبو علي
.
ذكره ياقوت في "معجم البلدان"
(2)
، وقال: سكن بغداد وقرأ القرآن على أبي الحسن عليٍّ بنِ عساكرَ بن مُرَحَّب البَطائِحِي، وكان حسنَ القراءةِ والتلاوةِ، يدخل دارَ الخِلافَة، ويقرأ بها ويَؤُمُّ بمسجد الحدَّادين، وسمع الحديث، ومات في منتصف شهر رمضان، سنة سبع وتسعين وخمس مئة، ودفن بباب حرب، وهو منسوبٌ إلى الدُّرْزَبِيْنِيَّة قريةٌ من أعمال بغداد، وهي بضَمِّ الدال، وسكونِ الراء، وفتحِ الزاي، وكسرِ الباء الموحدة، فسكون الياء، فياءٌ مشددة مفتوحة، فهاء. انتهى.
(1)
غاية النهاية: 1/ 259.
(2)
معجم البلدان: 2/ 450.
1002 - (ت 597 هـ): تميم بن أحمد بن أحمد البَنْدَنِيْجِي الأَزَجِي، أبو القاسم، الحنبلي، مفيد بغداد، ومُحَدِّثُها
.
قال ابن العماد
(1)
: كتب الكثير وعُنِيَ بهذا الشأن، وحدَّث عن أبي بكر بن الزَّاغُوني، وطبقته، وسمع منه ابنُ النجَّار، وتكلَّم فيه هو وشيخه ابنُ الأخضر، وأجاز للحافظ المنذري، وتوفي يومَ السبت ثالث جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين وخمس مئة، عن أربع وخمسين سنة، ودفن بمقبرة باب حرب. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
ونسبه هكذا: تميم بن أحمد بن أحمد بن كرم بن غالب بن قتيل البَنْدَنِيْجِي، ثم البغدادي الأَزَجِي، المفيد، أبو القاسم بن أبي بكر بن أبي السَّعادات، ثم ذكر نحوًا مما تقدَّم.
وقد ذكره الذهبي في "الميزان"
(3)
، وابن حجر في "اللسان"
(4)
بما ملخصه: هو محدثٌ متأخر، كذَّبَهُ ابنُ الأخضر، وقَوَّاهُ غيره. فقال ابن النجَّار: هو أخو شيخنا الحافظ أحمد، سمع من ابن الزَّاغُوني، وأبي الوقت، ثم طلب بنفسه من أصحاب ابن البَطِّي، وأبي الحسن بن الطُّيُوري فمن بعدهما إلى أن مات، وكتب الكثير، وكان من الطَّلبة، ويعرف الكتب والأجزاء المروية، وأحوال المتأخرين، وترجمهم بهمَّةٍ وافرةٍ، لكنه قليل العلم، وكان متساهلًا في الرواية، ينقل السماعاتِ من حفظه على فروعٍ غيرِ مقابلةٍ بأصل، فامتنع جماعةٌ من السَّماع بنقوله كالحافظِ عبدِ الغني المَقْدِسي، والحافظ ضِياءِ الدين، سألت شيخنا ابن الأخضر عن تميم وأخيه أحمد، فضعَّفهما جدًا ورماهما بالكذب. انتهى.
1003 - (ت 597 هـ): عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عُبَيْد الله بن عبد الله بن حَمَّادي بن أحمد بن محمد بن جعفر بن عبد الله بن القاسم بن النَّضْر
بن
(1)
شذرات الذهب: 4/ 329.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 399.
(3)
ميزان الاعتدال 1/ 359.
(4)
لسان الميزان: 2/ 71.
القاسم بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه، أبو الفرج بن الجوزي، القُرشي، البكري، البغدادي، الفقيه، الحنبلي، الواعظ، المتفنن، صاحب التصانيف الكثيرة الشهيرة في أنواع العلوم من التفسير، والحديث، والفقه، والزهد، والوعظ، والأخبار، والتاريخ، والطب، وغير ذلك.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة عشر وخمس مئة أو قبلها، وسمع من علي بن عبد الواحد الدِّيْنَوَرِي، وابنِ الحُصَيْن، وأبي عبد الله البارع، وتَتِمَّة سبعةٍ وثمانينَ نفسًا، ووعظ من صغره، وفاق فيه الأَقران، ونَظَم الشعر المليح، وكتب بخَطِّه ما لا يُوصف، ورأى من القَبُول والاحترام ما لا مزيد عليه، وحكى غير مرة أنَّ مجلسه حُزِرَ بمئة ألف، وحضر مجلسه الخليفةُ المستضيء مراتٍ من وراء الستر، وذكر هو أنَّه منسوبٌ إلى مَحَلَّة بالبصرة تسمى مَحَلَّةَ الجَوْز، ولما ترعرع حملته عَمَّتُه إلى مسجد أبي الفضل بن ناصر، وهو خاله، فاعتنى به، وأسمعه الحديث، وحفظ القرآن، وقرأه على جماعة من القُرّاء بالروايات، وسَمِع بنفسه الكثير، وعني بالطلب، ونظر في جميع الفنون، وألَّفَ فيها، وعَظُمَ شأنُه في ولايةِ ابنِ هُبَيْرَة.
قال في آخر كتاب "القصاص والمذكرين" له: ما زلْتُ أعِظُ الناسَ، وأُحَرِّضُهم على التوبة والتقوى، فقد تاب على يَدَيَّ إلى أن جمعت هذا الكتاب أكثرُ من مئة ألف رجل، وقد قطعت من شعور الصبيان اللَّاهين أكثرَ من عشرة آلافِ طائلة، وأسلم على يَدَيَّ أكثرُ من مئة ألف، قال: ولا يكادُ يذكر لي حديث إلَّا ويمكنني أنْ أقولَ: صحيحٌ أو حسنٌ أو محال، ولقد أقدرني الله على أنْ أرتجلَ المجلسَ كُلَّه من غير ذكرِ محفوظ.
وقال سِبْطُه المُظَفَّرُ: كانَ زاهدًا في الدنيا، متقللًا منها، وما مازَحَ أحدًا قَطُّ،
(1)
شذرات الذهب: 4/ 329.
ولا لَعِبَ مع صبي، ولا أكل من جهةٍ لا يتحقق حِلَّها، وما زال على ذلك الأُسلوب إلى أنْ توفَّاه اللهُ تعالى.
وقال الموفق عبد اللطيف: كان ابنُ الجوزي لطيفَ الصوتِ، حُلْو الشمائل، رخيمَ النَّغْمَةِ، موزونَ الحركات، لذيذَ المفاكهة، يحضر مجلسه مئة ألف أو يزيدون، لا يُضَيِّعُ من زمانه شيئًا، يكتبُ في اليوم أربعَ كراريسَ، ويرتفع له كلُّ سنةٍ من كتابته ما بين خمسين مجلدًا إلى ستين، وله في كل علمٍ مشاركةٌ، وكان يراعي حفظ صِحَّتِه، وتلطيفَ مِزاجه، وما يُفيدُ عَقْلَه قوةً، وذِهْنَهُ حِدَّةً، يعتاض عن الفاكهة بالمفاكهة، لباسُه الأبيض الناعم المُطيَّب، ونشأ يتيمًا على العفاف والصلاح، وله مُجُونٌ لطيفٌ، ومداعباتٌ حلوةٌ، ولا يَنْفَكُّ من جاريةٍ حسناءَ، وذكر غيرُ واحدٍ أنَّه شَرِبَ حَبَّ البلادر فسقطت لحيتهُ، فكانت قصيرةً جدًا، وكان يَخْضُبُها بالسَّواد إلى أنْ مات، وصَنَّفَ في جواز الخِضَاب بالسَّواد مجلدًا، وسُئِل عن عددِ تصانيفه فقال: زيادةٌ على ثلاث مئة وأربعينَ مُصنفًا، منها ما هو عِشْرُون مجلدًا وأَقلُّ.
وقال الحافظ الذهبي: ما علمت أنَّ أحدًا من العلماءِ صَنَّفَ ما صَنَّفَ هذا الرجل.
وقال ابنُ رجب: نَقَم عليه جماعةٌ من مشايخ أصحابنا وأئمتهم ميلَه إلى التأويل في بعض كلامه، واشتَدَّ نكيرُهم عليه في ذلك، ولا رَيْبَ أنَّ كلامَه في ذلك مضطربٌ مختلف وهو وإن كان مُطَّلِعًا على الأحاديثِ والآثار، فلم يَكُنْ خبيرًا بحلِّ شُبَهِ المخالفينَ المتكلمين، وبيان فسادِها، وكانَ مُعَظِّمًا لأبي الوفاء بن عقيل، متابعًا لأكثر ما يجده من كلامه، وإن كانَ قَدْ رَدَّ عليه في بعض المسائل، وكان ابن عقيل بارعًا في الكلام، ولم يكن تامَّ الخِبرة بالحديث والآثار، فلهذا يضطرب في هذا الباب، وتتلوَّنُ فيه آراؤه، وأبو الفرج تابعٌ له في هذا التلوُّن.
قال الشيخ موفقُ الدين المقدسي: كانَ ابن الجوزي إمامَ أهل عصره في الوعظ، وصَنَّف في فنون العلم تصانيفَ حسنة، وكان صاحبَ فنونٍ، وكان يُدَرِّسُ الفقه،
وَيُصِّنفُ فيه، وكان حافظًا للحديث، وصَنَّفَ فيه، إلَّا أنَّنا لم نرضَ تصانيفه في السُّنَّة ولا طريقَتَهُ فيها. انتهى.
توفي ليلة الجمعة بين العشاءين من شهر رمضان سنة سبع وتسعين وخمس مئة، وكانَ في تموز فأخطر من الحاضرين جنازَتَهُ بعضُهم لشدة الزِّحام والحر. انتهى.
وقال ابن الشطي في "مختصره"
(1)
: توفي والده سنة أربعَ عشرة وخمس مئة، فكفلته أُمُّه وعَمَّتُه، وكان أهلُه تُجَّارًا بالنُّحاس، ولما ترعرع سمِع الحديث، إلى أن قال: وصحب في الفقه ابن الزَّاغُوني، ثم صحب كلًا من أبي بكر الدِّيْنَوَرِي، وأبي يَعْلَى الصَّغير، وأبي حكيم النَهْرَوَاني، وقرأ الأدب على أبي منصور الجَوَالِيْقي، ووعظ في جامع المنصور وغيره، سنة سبع وعشرين وخمس مئة، واشتهر في ذلك الوقت أمرُه، وأخذ في التصنيف والجمع، وعَظُمَ شأنهُ في ولاية الوزير ابنِ هُبَيْرة، ولمّا وَلِيَ المستنجِدُ بالله الخلافةَ خلعَ عليه خِلْعَةً مع الشيخ عبد القادر وأمثاله، وأذِنَ لهم في الجلوسِ بجامع القصر، فتكلَّم الشيخ أبو الفرج وكان يُحْزَرُ مجلسُهُ على الدوام بعشرة آلافٍ وخمسة عشر ألفًا، وأسند إليه مدرستان بعد وفاةِ شيخه النَّهْرَواني، وفي خلافَة المستضيء قويَ اتصال الشيخ به، فَصَنَّف له الكتابَ المسمى "المصباح المضيء في دولة المستضيء"، وكتابًا آخر لمّا خَطَبَ له بمصر سَمَّاهُ "النصر على مصر"، وحَظِيَ عنده، وحَصَل له من القَبُول، وحضورِ الخلفاء في مجلسه ما لا يكاد يُوصف، ثم بنى مدرسته ودَرَّسَ بها سنة سبعين، وذكر أوَّلَ يومِ تدريسِه بها أربعةَ عشر بحثًا من فنون العلم، وبهذه السَّنَة انتهى تفسيرهُ للقرآن على المِنْبر، فسجد عليه سجدةَ الشكر، وقال: ما عرفتُ أنَّ واعظًا فَسَّر القرآن كلَّه في مجلس الوعظ منذ نزل القرآن، ثم في شعبان أُسْنِدَت إليه مدرسةٌ أخرى كُتِبَ اسمهُ على حائطها، وبُني له دَكَّةٌ في جامع القصر، فجلس فيها يومَ الجمعة ثالثَ رمضان، وحضر الخليفةُ مجالسَهُ غيرَ مرةٍ إلى أنْ قال: وجُمِعَتْ بُرايةُ أقلامه التي كتب بها حديثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فَحَصَلَ منها شيءٌ كثير، وأوصى أنْ يُسَخَّنَ بها الماء الذي يُغَسَّلُ به بعد موته، ففعل ذلك فكفت،
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 42.
وفَضَلَ منها، وأوقفَ كُتُبَه على مدرسته التي بناها بدرب دينار. انتهى.
وذكر له ابن رجب
(1)
ترجمةً حافلةً جدًا قال فيها: قال أبو العَبَّاس ابنُ تيمية رحمه الله في أجوبته المِصْريَّة: كان الشيخ أبو الفرج ابنُ الجوزي مفتيًا، كثيرَ التصنيف والتآليف، له مصنفاتٌ في أمورٍ كثيرة حتى عَدَدَتُها فرأيتها أكثرَ من ألفِ مُصَنَّفٍ ورأيتُ بعد ذلك له ما لم أرَهُ.
قال: وله من التصانيف في الحديث وفنونهِ ما لم يُصَنَّفْ مِثْلُه، قد انتفعَ الناسُ بها، وهو كان من أجود فنونهِ، وله في الوعظ وفنونهِ ما لم يُصَنَّفْ مثلُه، ومن أحسن تصانيفه ما يجمعه من أخبار الأَوَّلين مثل المناقب التي صَنَّفها، فإنه ثقةٌ كثيرُ الاطلاع على مصنَّفات النَّاس، حسنُ الترتيب والتبويب، قادرٌ على الجمع والكتابة، وكان من أحسنِ المُصَنِّفين في هذه الأبواب تمييزًا، فإِنَّ كثيرًا من المُصَنِّفين فيه لا يُميَّزُ الصِدْقَ من الكذب، وكان الشيخُ أبو الفرج فيه من التمييز ما ليس في غيره، وأبو نُعَيْم له تمييزٌ وخبرة، لكن يذكر في "الحلية" أحاديثَ كثيرةً موضوعةً، فهذه المجموعات التي يجمعها الناسُ في أخبار المتقدمين من أخبار الزُّهَّاد ومناقبهم، وأيام السَّلَفِ وأحوالهم، مصنفاتُ أبي الفرج أسلمُ فيها من مصنفاتِ هؤلاء، ومصنَّفات أبي بكر البيهقي أكثرُ تحريرًا لحقِّ ذلك من باطله من مصنفاتُ أبي الفرج، فإِن هذين كانا لهما معرفةٌ بالفقه والحديث، والبيهقي أعلمُ بالحديث، وأبو الفرج أكثرُ فنونًا وعُلومًا. انتهى كلام ابن تيمية.
ولأبي الفرج ابن الجوزي تصانيفُ كما يقول ابنُ تيمية: تزيد على الألف، وقد ذكر ابنُ رجب منها المتعلقة بالقرآن وعلومه: كتاب "المغني" في التفسير أحد وثمانون جزءًا، "زاد المسير في علم التفسير" أربع مجلدات، "تيسير البيان في تفسير القرآن" مجلد، "تذكرة الأريب في تفسير الغريب" مجلد، "غريب الغريب" جزء، "نزهةُ العيونِ النواظرِ في الوجوه والنظائر" مجلد، "الإِشارة إلى القراءة المختارة" أربعة
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 399.
أجزاء، "الوجوه النواظر في الوجوه والنظائر" وهو مختصر "نزهة العيون" السابق، "تذكرة المنتبه في عيون المشتبه" جزء، "فنون الأفنان في عيون علوم القرآن" مجلد، "ورد الأغصان في فنون الأفنان" جزء، "عمدة الراسخ في معرفة المنسوخ والناسخ" خمسة أجزاء، "المُصَفَّى بأَكُفَّ أهل الرُّسوخ من علم الناسخ والمنسوخ" جزء.
تصانيفه في أصول الدين: "منتقد المعتقد" جزء، "منهاجُ الوصول إلى علم الأصول" خمسة أجزاء، "بيان غفلة القائل بقدم أفعال العباد" جزء، "غوامض الإِلهيات" جزء، "مسلك العقل" جزء، "منهاج أهل الإِصابة""السر المصون" مجلد، "دفع شبه التشبيه" أربعة أجزاء، "الرد على المتعصب العنيد" في الرد على عبد المغيث.
تصانيفه في علوم الحديث والزُّهديَّات: "جامع المسانيد بالخص الأسانيد"، "الحدائق" أربعة وثلاثون جزء، "نفي النقل" خمسة أجزاء، "المجتبى" مجلد، "النزهة" جزآن، "عيون الحكايات" مجلد، "ملتقط الحكايات" ثلاثة عشر جزءًا، "إرشاد المريدين في حكايات الصالحين" مجلد، "روضة الناقل" جزء، "غرر الأثر" ثلاثون جزءًا، "التحقيق في أحاديث التعليق" مجلدان، "المديح" سبعة أجزاء، "الموضوعات من الأحاديث المرفوعات" مجلدان، "العلل المتناهية في الأحاديث الواهية" مجلدان، "الكشف لمشكلِ الصحيحين" أربع مجلدات، "الضعفاء والمتروكين" مجلد، "إعلام العالم بعد رُسوخِه بحقائقِ ناسخِ الحديث ومنسوخه" مجلد، "إخبار أهل الرسوخ في الفقه والتحديث بمقدار المنسوخ من الحديث" جزء، "السهم المصيب" جزآن، "أخاير الذخاير" ثلاثة أجزاء، "الفوائد من الشيوخ" ستون جزءًا، "مناقب أصحاب الحديث" مجلد، "موت الخضر" مجلد، "مختصر موت الخضر" جزء، "المشيخة" جزء، "المسلسلات" جزء، "المحتسب في النسب" مجلد، "تحفة الطلاب" ثلاثة أجزاء، "تنوير مُدْلَهِمِّ الشرف" جزء، "الألقاب" جزء، "فضائل عمر بن الخطاب" مجلد، "فضائل عمر بن عبد العزيز" مجلد، "فضائل سعيد بن المسيب" مجلد، "فضائل الحسن البصري" مجلد، "مناقب الفضيل بن عياض" أربعة
أجزاء، "مناقب بشر الحافي" سبعة أجزاء، "مناقب إبراهيم بن أدهم" ستة أجزاء، "مناقب سفيان الثوري" مجلد، "مناقب الإمام أحمد" مجلد، "مناقب معروف الكرخي" جزآن، "مناقب رابعة العَدَوِيَّة" جزء، "مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن" مجلد، "صفة الصفوة" خمس مجلدات، "منهاج القاصدين" أربع مجلدات، "المختار من أخبار الأخيار" مجلد، "القاطع لمحال اللِّجاج بمُحال الحِجاج" جزء، "عُجالة المنتظر لشرح حال الخَضِر" جزء، "النساء وما يتعلق بآدابهِنَّ" مجلد، "علم الحديث المنقول في أنَّ أبا بكر أَمَّ الرَّسول" جزء، "الجوهر"، "المغلق".
تصانيفه المتعلقة بالتاريخ: "تلقيح فُهوم أهلِ الأثر في عيُونِ التواريخ والسِّير" مجلد، "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" عشر مجلدات، "شذور العقود في تاريخ المعهود" مجلد، "طرائف الظرائف في تاريخ السوالف" جزء، "مناقب بغداد" مجلد.
تصانيفهُ الخاصة بالفقه: "الإِنصاف في مسائل الخلاف"، "جُنة النظر وجنة النظر" وهي "التعليقة الوسطى"، "معتصر المختصر في مسائل النظر" وهي دون تلك، "عمد الدلائل في مشتهر المسائل" وهي "التعليقة الصغرى"، "المذهب في المذهب"، "مسبوك الذهب" مجلد، "النبذة" جزء، "العبادات الخمس" جزء، "أسباب الهداية لأرباب البداية" مجلد، "كشف الظلمة عن الضِياء في رَدِّ دَعْوى إلكيا"، "درء اللوم والضيم في صوم يوم الغيم" جزء.
تصانيفه في علوم الوعظ: "اليواقيت في الخُطَب" مجلد، "المنتخب في النوب" مجلد، "منتخب المنتخب" مجلد، "نسيم الرياض" مجلد، "اللؤلؤ" مجلد، "كنز المذكر" مجلد، "الأزج" مجلد، "اللطائف" مجلد، "كنوز الرموز" مجلد، "المقتبس" مجلد، "زين القصص" مجلد، "موافق المرافق" مجلد، "شاهد ومشهود" مجلد، "واسطات العقود من شاهد ومشهود" مجلد، "اللهب" جزآن، "المدهش" مجلدان، "صبا نجد" جزء، "محادثة العقل" جزء، "لقط الجُمان" جزء، "معاني المعاني" جزء، "فتوح الفتوح" مجلد، "التعازي الملوكية" جزء، "العقد المقيم" جزء، "إيقاظ الوَسْنَان من المُرَقِّدات بأحوال الحيوان والنبات" جزآن، "منتهى المنتهى" مجلد، "تبصرة
المبتدي" عشرون جزءًا، "الياقوتة" جزآن، "نكت المجالس البدرية" جزآن، "نزهة الأديب" جزآن، "تحفة الوُعَّاظ" مجلد.
تصانيفه في فنون شتى: "ذم الهوى" مجلدان، "صيد الخاطر" خمسةٌ وستونَ جزءًا، "إحكام الأشعار بأحكام الأَشعار" عشرون جزءًا، "القصاص والمذكِّرين"، "تقويم اللسان" مجلد، "الأذكياء" مجلد، "الحمقى" مجلد، "تلبيس إبليس" مجلدان، "لقط المنافع في الطب" مجلدان، "الشيب والخضاب" مجلد، "أعمار الأعيان" جزء، "الثبات عند الممات" جزآن، "تنوير الغبش في فضل السُّود والحَبَشْ" مجلد، "الحث على حفظ العلم وذكر كبار الحفاظ" جزء، "أشراف الموالي" جزآن، "إعلام الأحياء بأغلاط الإِحياء"، "تحريم المحل المكروه" جزء، "المصباح المضيء لدعوة الإِمام المُسْتَضيء" مجلد، "عطف العلماء على الأمراء، والأمراء على العلماء" جزء، "النصر على مصر" جزء، "المجد العضدي" مجلد، "الفجر النُّوري" مجلد، "مناقب الستر الرفيع" جزء، "ما قلته من الأشعار" جزء، "المقامات" مجلد، "من رسائلي" جزء، "الطب الروحاني" جزء، "بيان الخطأ والصواب من أحاديث الشِّهاب" ستة عشر جزءًا، "الباز الأشهب المنقض على من خالفَ المذهب" وهو تعليقةٌ في الفقه كبير، "الوفا بفضائل المصطفى" مجلدان، "النور في فضائل الأيام والشهور" مجلد، "تقريب الطريق الأبعد في فضائل مقبرة أحمد"، "مناقب الإِمام الشافعي"، "العزلة"، "الرياضة"، "منهاج الإِصابة في محبة الصحابة" قلت: لعله المتقدم، "فنون الألباب"، "الظرفاء والمتحابين"، "مناقب أبي بكر" مجلد، "مناقب علي" مجلد، "فضائل العرب" مجلد، "دُرَّة الإِكليل في التاريخ" أربع مجلدات، "الأمثال" مجلد، "المنفعة في المذاهب الأربعة" مجلدان، "المختار من الأشعار" عشر مجلدات، "رؤوس القوارير" مجلدان، "المرتجل في الوعظ" مجلد كبير، "ذخيرة الواعظ" أجزاء، "الزجر المخوف"، "الأنس والمحبة"، "المطرب"، "الملهب"، "الزند الوري في الوعظ الناصري" جزآن، "الفاخر في أيام النَّاصر" مجلد، "المجد الصلاحي" مجلد، "لغة الفقه" جزآن، "عقد الخناصر في ذم الخليفة الناصر"، "ذم عبد القادر"، "غريب الحديث" مجلد، "ملح الأحاديث" جزآن، "الفصول الوعظية" على حروف المعجم،
"سلوة الأحزان" عشر مجلدات، "المعشوق في الوعظ"، "المجالس اليوسفية" في الوعظ كتبها لابن يوسف "الوعظ المقبري" جزء، "قيام الليل" ثلاثة أجزاء، "المحادثة" جزء، "المناجاة" جزء، "زاهر الجواهر في الوعظ" أربعة أجزاء، "النجاة والخواتيم" جزآن، "المرتقى لمن اتقى"، "حواشي صحاح الجوهريِّ وما أُخِذَ عليها"، "مختصر فنون ابن عقيل" بضعة عَشَرَ مجلدًا، "علة الحديث المنقول"، "غريب العزيز"، "فصول المئة"، "فضائل المدينة"، "قصيدة في الاعتقاد"، "كتاب الفروسية"، "كمامة الزهر وفريدة الدهر"، "كنز الملوك في كيفية السلوك"، "اللباب في قصص الأنبياء"، "لفتة الكبد إلى نصيحة الولد"، "ما يلحن فيه العامة"، "مثير الغرام لساكني الشام"، "مختار المنافع مختصر لقط المنافع"، "مشكل الصحاح" أربع مجلدات، "المقترح الشامل"، "مناقب الحسين"، "منثور العقود في تجريد الحدود" منظومة في الحديث، "المنعش مختصر المدهش"، "المورد العذب في المواعظ والخطب"، "نسيم السحر"، "نرجس القلوب"، "النطق المفهوم"، "نفح الطيب" مجلد، "هادي الأرواح إلى بلاد الأفراح"، "اليواقيت في الخطب"، "آفة أصحاب الحديث في الردِّ على عبد المغيث"، "عجائب النساء"، "أخبار البرامكة"، "أسباب النزول"، "أنس الفريد وبغية المريد"، "بستان الصادقين"، "بستان الواعظين"، "البلغة" في الفروع، "تنبيه النائم الغمر على مواسم العمر"، "الجمال في أسماء الرجال"، "الجليس الصالح والأنيس الناصح"، "حسن الخطاب في الشيب والشباب"، "الدُّرُّ الثمين في خصائص النبي الأمين"، "الدر الفائق في الأحاديث والرقائق"، "درر الأثر"، "درياق الذنوب" في الوعظ مجلد كبير، "دواء ذوي الغفلات"، "الذيل على طبقات الحنابلة"، "روح الأرواح"، "روضة المجالس"، "روضة المريدين"، "الزهر الأنيق"، "زاهر الجواهر"، "عجيب الخطب" قصيدة في الاعتقاد، كتاب "البر والصلة"، كتاب "الملتقط"، كتاب "الألقاب"، "اللطيف في الوعظ".
هذا ما تيسر الوقوف عليه من مصنفاته ومجموع ذلك خمسة وأربعون ومئتين من مجموع ما يزيد على ألف مجلد. والله أعلم.
1004 - (ت 597 هـ): عبد الرحمن بن محمد بن أبي ياسر البغدادي الحنبلي، المعروف بابن ملَّاح الشط
.
قال ابن العماد
(1)
: روى عن ابن الحُصَين وطبقته، ومات سنة سبعٍ وتسعينَ وخمس مئة، وهو في عشر المئة. انتهى.
1005 - (ت 598 هـ): حمَّاد بن هبة الله بن حمَّاد بن الفضل، أبو الثَّناء الفُضَيلي، الحَرَّاني، التاجر، السَّفَّار، المحدِّث، الحافظ، المؤرخ، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد سنة إحدى عشرة وخمس مئة بحَرَّان، وسمع ببغداد من أبي القاسم ابن السَّمَرْقَنْدِي، وأبي بكر ابن الزَّاغُوني، وجماعة، وبَهَراة، ومصر، والإِسْكَنْدَرية من الحافظ السِّلَفي وغيره، وحَدَّث بمصر والإِسكندرية، وبغداد، وحَرَّان، وممن روى عنه الشيخُ موفق الدين، وعبدُ القادر الرُّهاوي، والعلم السَّخاوي المقرئ، والحافظ الضِّياء وغيرهم.
وتوفي يوم الأربعاء ثاني عشري ذي الحجة سنة ثمان وتسعين وخمس مئة بحرَّان. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
بنحوه وله مصنفات ذكر ابن العماد منها "تاريخ حرَّان"، وقال: حَدَّثَ به، وجزءًا فيمن اسمُه حماد، وله شِعر جيد.
1006 - (ت 598 هـ): هبة الله بن عبد الله بن هبة الله بن محمد، أبو غالب السَّامِري، ثم البغدادي، الحَرِيْمي ثم الأَزَجي، الفقيه، الحنبلي، الواعظ
.
قال ابن العماد
(4)
: سمع من أبي البدر الكرخي وغيره، ولازم أبا الفرج بن الجوزي، وتَفَقَّه وتكلَّم وأفتى، ووعظ.
(1)
شذرات الذهب: 4/ 331.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 335.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 434.
(4)
شذرات الذهب: 4/ 338.
قال القادِسي: كان فقيهًا، مجوَّدًا واعظًا، ديِّنًا خيرًا، سمع من ابن القَطِيْعي، وروى عنه ابنُ خليل في "معجمه"، وتوفي ليلة الخميس ثامن عشر المحرم سنة ثمان وتسعين وخمس مئة، ودفن من الغد بمقبرة الإِمام أحمد بن حنبل قريبًا من بشر الحافي. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
وقال: سمع من أبي البدر الكرخي سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة، ومن سعد الخير الأنصاري، ويوسف بن عمر الحربي، وتفقه في المذهب، وأفتى، وتكلَّم في المسائل، ووعظ، وكان مقيمًا بمدرسة أبي حكيم النَّهْرَوَاني. انتهى.
1007 - (ت 598 هـ): محمد بن محمد بن علي بن نَصْر بن البل الدوري، أبو عبد الله بن أبي المُظَفَّر، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(2)
: كانت له معرفةٌ جيدةٌ في الحِساب وأنواعه، والمساحة، والفرائض وقسمةِ التركات، وأقرأ ذلك مدة، وسمع من ابن البَطيّ وغيره، وشهد عند ابن الشَّهْرَزُورِي، وتوفي شابًا في حياة والده، يوم الاثنين رابع عشري شوال، سنة ثمانٍ وتسعين وخمس مئة. انتهى.
وسيأتي ذكر والده سنة إحدى عشرة وست مئة إن شاء الله تعالى.
1008 - (ت 599 هـ): إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أحمد ابن الصَّقَّال، أبو إسحاق الطِّيْبِي ثم البغدادي، الأَزَجي، الفقيه، الحنبلي، مفتي العراق، ويلقب: موفق الدين
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد في خامس عشري شوال سنة خمس وعشرين وخمس مئة، وسمع من ابن الطَّلَّايَة وابن ناصر وأبي بكر ابن الزَّاغُوني، وغيرهم، وقرأ الفقه
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 433.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 48 في ذكر أبيه محمد بن علي.
(3)
شذرات الذهب: 4/ 339.
على القاضي أبي يعلى الصغير، وأبي حكيم النَّهرواني، وقيل: وعلى ابنِ المَنِّي أيضًا.
وبرع في الفقه مذهبًا، وخلافًا، وجَدلًا، وأتقن علمَ الفرائض، والحِساب، وكتب خطًا حسنًا، وأفتى، ودَرَّسَ، وناظر، وكان من أكابر العُدول، وشهودِ الحضرة، وأعيانِ المفتين المعتمدِ على أقوالهم في المحافل والمجالس، متينَ الديانة، حسنَ العِشرة، طَيِّبَ المفاكهة، وسمع منه ابنُ القَطِيْعي، وروى عنه ابنُ الدُّبَيْثِي، والحافظ الضَّياء وابنُ النجَّار.
وتوفي يوم الاثنين ثاني ذي الحجة سنة تسع وتسعين وخمس مئة، ودفن بباب حرب. وهو منسوبٌ إلى الطِّيْب بلدةٌ قديمةٌ بينَ واسطَ والأهواز. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
، وذكر له كتابًا في الفقه الحنبلي سماه "الترغيب".
1009 - (ت 599 هـ): عُبيد الله بنُ علي بنِ نصر بنِ حمزة بنِ علي بنِ عُبَيْدِ الله، البغداديُّ، التَّيْمي، أبو بكر، مجدُ الدين، المعروف بابن المارِسْتَانِيَّة، الفقيه، الحنبلي، الأديب، المحدِّث، المؤرِّخ
.
قال الحموي في "معجم البلدان"
(2)
: كان من أهل العلم والحِفْظِ، مُتَّهمًا فيما يرويه. انتهى.
وقال الذهبي في "الميزان"
(3)
: ليس بثقة، اتُّهم بالكذب، وتزوير السماع، سمع من شُهْدَة وطبقتها، فما قَنِع حتَّى ادعى السَّماع من الأُرْمَوِي وكان يتفلسف. انتهى.
وقال ابن العماد
(4)
: كان يَذْكر أنَّهُ من ولد أبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه، ويذكر نسبًا متصلًا إليه، وذكر أَنَّه ولد سنة إحدى وأربعين وخمس مئة، وسمع
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 440.
(2)
معجم البلدان: 2/ 124.
(3)
ميزان الاعتدال: 3/ 14.
(4)
شذرات الذهب: 4/ 339.
الحديث من أبي المظفَّر بن الشبلي، وابن البطيِّ وابن بُنْدار، وشُهْدة، وغيرهم. وقرأ كثيرًا على المشايخ المتأخرين بعدهم، وحصَّلَ الأصول، وعُنِيَ بهذا الشأن وتفقَّهَ في المذهب.
قال ابن النجَّار: كان قد قرأ كثيرًا من علم الطِّبِّ والمنطق والفلسفة، وكانت بينه وبين عبيد الله بن يونس صداقة، فلما أُفْضِيَتْ إليه الوَزَارة اختصَّ به، وقويَ جاهُهُ، وبَنَى دارًا بدرب الشَّاكِريَّة، وسماها دارَ العلم، وحَصَّل خزانَة كتبٍ، وأوقفها على طلاب العِلم، ورَتَّبَ ناظرًا على أوقاف المارِسْتان العَضُدِي، فلم تُحْمَد سيرتُه، فَقُبِضَ عليه، وسُجِنَ في المارِسْتان مدةً مع المجانين مسلسلًا، وبيعتْ دارُه دارُ العِلم بما فيها من الكتب، مع سائر أمواله، وأُطلِقَ فصار يطلب من الناس، ويدور على المرضى في منازلهم، وصادف قبولًا في ذلك فأثرى وعاد إلى حالةٍ حسنةٍ، وحَصَّلَ كتبًا كثيرةً، وكان القبضُ عليه بعد عزلِ ابنِ يونس والقبضِ عليه، وتتبع أصحابه، وفي تلك الفِتْنَة كانت محنة ابنِ الجوزي أيضًا، وبالغ ابنُ النجَّار في الحَطِّ عليه بسبب ادِّعائه النسَبَ إلى أبي بكر الصِّدِّيق، ونَسَبَهُ إلى أنَّهُ روى عن مشايخ لم يدركهم، واختلق طِباقًا على الكتب بخطوطٍ مجهولةٍ تشهد بكذبه وتزويره، قاله ابنُ رجب. ثم انتصَر له ابنُ رجب، وتوفي سنة تسعٍ وتسعين وخمس مئة انتهى.
وذكره ابن أبي أُصَيْبِعَة في "طبقات الأطباء"
(1)
بما ملخصه: هو طبيبٌ، حاذِقٌ، مؤرخٌ من أهلِ بغداد، تولى النَّظَر بالبِيمارِسْتان العَضُدي، ثم قُبِضَ عليه، وحُبِسَ فيه سنتين وأُفْرِجَ عنه.
وذكره ابنُ رجب وقال في الانتصار له: العجبُ من ابن النجَّار فإنَّه تبرَّأ وتنَزَّه عن الرواية عنه نفسه، ثم روى عن اثنين عنه، ولقد وقفت على كتابه الذي جمعه في سيرةِ ابنِ هُبَيْرَة، فلم أجد فيه ما يُنْكَر، بل غالبُ ما نَقَل فيه من الحكايات عن الوزير، قد نقلها ابنُ الجوزي وغيرُه، وكذلك ابنُ الدُّبَيْثِي قد بالغ في الحَطِّ عليه وقال: إنَّه
(1)
عيون الأنباء في طبقات الأطباء: 407.
ادَّعى الرِّوايةَ عمَّن لم يَلْقَه، ولم يوجد بَعْدُ، وتابعه على ذلك المنذري، وهذا غير صحيح، فإِنَّ أقدمَ من ادَّعى السماع منه الأُرْمَوِي، وهو قد كان موجودًا في حياتِه، وسماعُه منه ممكنٌ، نَعَمْ ينبغي أنْ يُقال: لم يَصِحَّ سماعُه منه، أو لم يُعْرَف، ونحو ذلك.
وقد أطال ابنُ رجب في ترجمته بما له وما عليه، وانتصر له في غالبِ المواضع، وقد ذكر له ابنُ العماد وابنُ أبي أُصَيْبِعَة وابنُ رجب مصنفاتٍ منها: كتابُ "ديوان الإِسلام في تاريخ دار السلام" في تاريخ بغداد، قسمه ثلاث مئة وستين كتابًا ولم يُتِمَّهُ، وكتاب "خطب"، وكتاب "سيرة الوزير ابن هُبَيْرة". وغيرها.
1010 - (ت 599 هـ): علي بن إبراهيم بن منجَّا بن غنائم الأنصاري، الدِّمشقي، زين الدين أبو الحسن، الفقيه، الحنبلي، الواعظ، المفسِّر، المعروف بابن نُجَيَّة، نزيل مصر، سِبْط الشيخ أبي الفرج، الشِّيْرازي، الجِيْلي
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة ثمان وخمس مئة بدمشق، فيما ذكره ابنُ نقطة، والمنذري، وغيرهما.
وقال ابنُ الحنبلي: سنة عشر، وسمع بدمشق من أبي الحسن علي بن أحمد بن قيس، وسمع درس خاله شرف الإِسلام عبد الوهَّاب، وتفقَّه وسمع التفسير وأحبَّ الوعظ، وغلب عليه، واشتغل به.
وقال ناصح الدين: قال لي: حَفَّظَنِي خالي مجلسَ وعظٍ وعمري يومئذٍ عَشْرُ سنين، ثم نصب لي كُرْسِيًّا في داره، وأحضر لي جماعة، وقال: تكلَّم، فتكلمت، فبكى، قال: وكان ذلك المجلس يذكره وهو ابنُ تسعين سنة، وكان بطيء النسيان، يَعِظ بالعربية وغيرها، بعثه نورُ الدين الشهيد رسولًا إلى بغداد سنة أربعٍ وستينَ، وخلع عليه خِلعةً سَوْداءَ فكانَ يلبسها في الأعياد، وسَمِعَ هناك الحديث من سعدِ الخيرِ بنِ محمد الأنصاري، وصاهَرَهُ على ابنته فاطمةَ، ونقلها معه إلى مصر، وسَمِع
(1)
شذرات الذهب: 4/ 340.
من غيره ببغداد، واجتمع بالشيخ عبد القادر وغيرِه من الأكابر.
وقال سبطُ ابنِ الجوزي: كان ابنُ نُجَيَّةَ قد اقتنى أموالًا عظيمةً، وتَنَعَّمَ تَنَعُّمًا زائدًا، بحيث إِنَّه في دارِه عشرون جارية للفراش، تساوي كلُّ جاريةٍ ألفَ دينار، وأمّا الأَطْعِمَة فكان يعمل في داره ما لا يعمل في دور الملوك، وتعطيه الملوك والخلفاء أموالًا عظيمةً كثيرةً، قال: ومع هذا مات فقيرًا كَفَّنَهُ بعضُ أصحابه.
وذكره ابنُ الحنبلي. وقال: ضاقَ صدرُه من دَيْنٍ عليه في عمره، فلما عرف الملكُ العزيزُ ذلك أعطاهُ ما يزيد على أربعةِ آلاف دينار مِصْرِيَّة، قال: وقال لي: ما احتجتُ في عمري إلَّا مرتين.
وقال ناصحُ الدين ابنُ الحنبلي: قال لي والدي زينُ الدين - أيْ صاحبُ الترجمة -: أنا أسعد بدعاء والدتي كانت صالحةً، حافظةً، تَعرِفُ التفسير.
قال زينُ الدين: كُنَّا نسمع من خالي التفسيرَ، ثم أجيء إليها فتقول: ايش فَسَّر أخي اليوم؟ فأقول: سورةَ كذا وكذا، فتقول: ذكر قولَ فلان، ذكر الشيء الفلاني؟ فأقول: لا، فتقول: ترك هذا؟ وكانت تحفظ كتابَ "الجواهر" مجلدة تأليف والدها.
وسمع من ابن نُجَيَّةَ خلقٌ، منهم الحافظُ عبدُ الغني، وابنُ خليل، والضِّياء المقدسيُّ، وجماعات، وأجاز للمُنْدِرِي وغيره، وتوفي في شهر رمضان سنة تسعٍ وتسعين وخمس مئة، ودفن بسفح المُقَطَّم انتهى.
وذكره صاحب "الأنس الجليل"، وابن رجب
(1)
، وغيرهما.
1011 - (ت 599 هـ): محمد بنُ عثمانَ بنِ عبد الله بنِ عمر بنِ عبد الباقي بنِ العُكْبَري، أبو عبد الله، البغدادي، الظَّفَرِيُّ - نسبة إلى الظَّفَرِيَّة، محلة ببغداد - الفقيه، الحنبلي، المحدِّث، الواعظ
.
قال ابن العماد
(2)
: قال ابن النجَّار: هو جارُنا بالظَّفَرِيَّة، محلة ببغداد، حفظَ
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 436.
(2)
شذرات الذهب: 4/ 343.
القرآن في صباه، وقرأ بالروايات على أبي بكر ابن الباقِلّاني، الواسِطي وغيره، وتَفَقَّه على مذهب أحمد بن حنبل، وقرأ العربية على أبي البركات الأنباري، وابن الخشَّاب، وصحب شيخَنا أبا الفرج ابنَ الجوزي، وقرأ عليه شيئًا من مُصَنَّفَاتِه في الوعْظِ وغيرِه، وسَمِعَ الحديثَ من أبي العَبَّاس أحمد بن محمد بن المُرَقَّعاتي، وشُهْدَة الكاتبة، وخلقٍ كثير، وكان يجلس للوعظ ثم انقطع في بيته، فكان لا يخرج إلَّا إلى الجمعة والجماعة، وكان يُكْثِر الجلوسَ في المقابر، سمعت منه، وكان يسمع بقراءتي على مشايخنا، وكان صدوقًا مُتَدينًا، عفيفًا، قليل المخالطة للنَّاس، محبًا للخلوة، وقال: ذكر أنَّ مولده سنة ثمانٍ وثلاثين وخمس مئة، وتوفي ليلة الاثنين ثامن عشر جمادى الأولى سنة تسع وتسعين وخمس مئة انتهى.
وذكرهُ ابن رجب
(1)
وقال: قال ابنُ النجَّار: كان فقيهًا، فاضلًا، كثير المحفوظ للأحاديث، وحكايات السلف، ويعرف طرفًا صالحًا من الحديث، وقد جمع معجمًا لشيوخه الذين سمع منهم في خمسة أجزاء.
1012 - (ت 599 هـ): محمد بنُ عبد الله بنِ أحمد بنِ محمد بنِ قُدامة بنِ مقدام بنِ نصر بنِ عبد الله، المَقْدِسِي، الدِّمشقي، الصَّالحي، أبو الفضل بن المُوَفَّق، الحنبلي
.
ذكره ابن رجب
(2)
في ترجمة أبيه، وقال: ولد في ربيع الآخِر، سنة ثلاثٍ وخمسين وخمس مئة، وكانَ شابًا، ظريفًا، فقيهًا، تفقَّه على والده، وسافر إلى بغداد، واشتغل بالخلاف على الفخر إسماعيل، وسَمِعَ الحديث، وتوفي في جمادى الآخرة سنة تسعٍ وتسعين وخمس مئة بهمذان، وقد كمل ستًا وعشرين سنة. انتهى.
1013 - (ت 599 هـ): محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن منصور المقدسي، أبو بكر، جمال الدين الحنبلي، الزَّاهد، أخو البهاء عبد الرحمن الآتي
.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 435.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 143.
قال ابن العماد
(1)
في حقه: ولد سنة ثلاثٍ وستين وخمس مئة، وسمع الحديث بدمشق، ودخل مع أخيه بغداد، وسمع بها، وأقام بها مدة واشتغل، وحَصَّل فنونًا من العلم ثم عاد، وكان فقيهًا، وَرِعًا، زاهدًا، كثير الخشية والخوف من الله تعالى، حتى كان يُعرف بالزَّاهد، وكانَ يبالغ في الطهارة، وأَمَّ بدمشق بمسجد دار البطيخ وهو مسجد السلاطين، وحَجَّ في آخر عمره، ثم توجه إلى القدس فأدركه أجلُه بنَابلس، سنة تسعٍ وتسعين وخمس مئة. قاله ابن رجب.
1014 - (ت 599 هـ): النَّفيس بن وَهْبان، الحديثي، الحنبلي، أبو جعفر السُّلمي
.
ذكره الحموي في "معجم البلدان"
(2)
وقال: روى عن أبي عبد الله محمد بن محمد بن أحمد السَّلَّال، وأبي الفضل محمد بن عمر الأُرْمَوِي في آخرين، ومات في ثالث عشر صفر سنة تسعٍ وتسعين وخمس مئة، وهو والد عبد الرحيم بن النَّفيس الآتي سنة ثمان عشرة وست مئة إن شاء الله تعالى.
1015 - (ت 599 هـ): نصر الله بن عبد العزيز بن صالح بن محمد بن عثمان بن عَبْدُوس، الحَرَّاني، الفقيه، الحنبلي، الزاهد، شمس الدين أبو الفتح
.
ذكره ابن رجب
(3)
وقال: هو أحد شيوخ حَرَّان، وفقهائها، أخذ العلم بها عن جماعة، كأبي الحسن بن عبدوس، وأبي الفضل حامد بن أبي الحجر، وأبي الكرم فتيان بن ميَّاح، ورحل إلى بغداد، وسمع درس أبي الفتح بن المَنِّيِّ، وسمع بها الحديث من أبي الفتح بن البَطي، وأبي الفضل بن شافع، وفوارس بن موهوب بن الشباكية، والمُبرّد بن الطبَّاخ، وغيرهم، ثم عاد إلى حرَّان.
قال ابن الحنبلي: لقيته بدمشقَ وحَرَّان، وكان فقيهًا، صالحًا، ينقل المذهب
(1)
شذرات الذهب: 4/ 344.
(2)
معجم البلدان: 2/ 231.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 447.
جيِّدًا، وكان يُنكر المنكر، ضربه مُظَفَّرُ بنُ زينِ الدين على الإِنكار، ثم ندِم واستغفرَ منه، وأحسن القاضي الفاضلُ ظَنَّه به. وقال عبد الله بن حمدان: كان رجلًا، صالحًا، فقيهًا، فاضلًا، وهو شيخُ شيخُنا ناصحِ الدين عبدِ القادر بنِ أبي الفهم، سمع منه الحديث أحمدُ بنُ سلامة النجَّار، وغيرهُ.
قال ابن الحنبلي: مات ابنُ عَبْدُوس بآمد قبل الست مئة. انتهى ملخصًا.
وذكر له ابنُ حمدان كتابَ "تعليم العوام ما السُّنَّة في السَّلام" يعني تسليم الصلاة.
1016 - (ت 600 هـ): إسماعيل بن تُراب بن علي بن وكاس القطَّان الحنبلي، أبو عبد الله
.
قال الذهبي: سمِعَ من أبي غالب بن البنَّاء وغيره، روى عنه ابن خليل الحافظ، والضياء المقدسي، وطائفة، وتوفي سنة ست مئة. انتهى.
وذكره المرداوي .....
1017 - (ت 600 هـ): فاطمة بنت سَعْد الخير بن محمد بن عبد الكريم، الحنبلية
.
قال ابن العماد
(1)
: ولدت بأصبهان، سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة، وسمعت حضورًا من فاطمة الجَوْزَدَانِيّة، وابن الحصين وزاهر الشَّحَّامي، ثم سمعت من هبة الله ابن الطَّبَر، وخلق، وتزوَّج بها أبو الحسن بن نجا الواعظ، روت الكثير بمصر، وتوفيت في ربيع الأول، سنة ست مئة، عن ثمانٍ وسبعين سنة. انتهى.
1018 - (ت 600 هـ): طيب بن إسماعيل بن علي بن خليفة بن حبيب بن طيب بن محمد بن إبراهيم، الحَرْبي، الحنبلي، الرّوبائي، أبو حامد
.
ذكره الحموي في "معجم البلدان"
(2)
وقال: حَدَّث عن القاضي أبي بكر
(1)
شذرات الذهب: 4/ 347.
(2)
معجم البلدان: 3/ 75.
محمد بن عبد الباقي قاضي المارستان، وأبي القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف النجَّار، وتوفي خامس عشري جمادى الآخرة سنة ستِ مئة، ومولده سنة أربعٍ وعشرين وخمس مئة، وكان سماعُه صحيحًا، والروبائي نسبة إلى روبا من قرى دُجَيْل بغداد. انتهى.
1019 - (ت 600 هـ): عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سُرور بن رافع ابن الحسن بن جعفر، الجَمَّاعِيْلي، المقدسي، الحنبلي الإِمام تقي الدين، أبو محمد الحافظ
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة إحدى وأربعين وخمس مئة، وهاجر إلى دمشق صغيرًا بعد الخمسين، فسمع أبا المكارم بن هلال، وببغداد من أبي الفتح بن البطِّي وغيره، وبالإِسْكَندرية من السِّلفي، وهذه الطبقة، ورحل إلى أصبهان فأكثر بها سنة نيِّفٍ وسبعين، وصَنَّفَ التصانيف الكثيرة، الشهيرة، ولم يزل يسمع ويكتب حتى مات، وإليه انتهى علمُ الحديث، متنًا وإسنادًا، ومعرفةً بفنونه، مع الورع، والعبادة، والتمسُّك بالأثر، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
وسيرتُه في جزءين ألَّفَها الحافظُ الضياء.
قال ابن ناصر الدين: هو محدِّث الإِسلام وأحد الأَئمة المبرزين الأعلام، ذو ورعٍ وعبادة، وتمسكٍ بالآثار، وأمرٍ بالمعروف ونهيٍ عن المُنْكر.
وقال ابن رجب: امْتُحن الشيخُ، ودُعِيَ إلى أنْ يقولَ: لفظي بالقرآن مخلوق، فامتنع وأبى، فمُنع من التحديث، وأفتى أصحابُ التأويل بإراقة دَمِه، فسافر إلى مصر، وأقام بها إلى أنْ مات.
وقال الضياء: ما أعرف أحدًا من أهل السُّنَّة رأى الحافظَ عبد الغني إلَّا أحبَّه حُبًّا شديدًا، ومدحه مدحًا كثيرًا، وكان إذا مَرَّ بأصبهان يعطف الناس بالسوق، فينظرون إِليه، ولو أقام بأصبهان مدةً وأراد أنْ يملكها لملكها مِنْ حُبِّهم له ورغبتهم فيه، ولمّا
(1)
شذرات الذهب: 4/ 345.
وصل إلى مصر أخيرًا كان إذا خرج يومَ الجمعة إلى الجامع لا يقدر يمشي من كثرة الخلق يتبرَّكون به، ويجتمعون حوله.
وقال الشيخ موفق الدين: كان جوادًا، يُؤْثِرُ بما تصل إليه يدُهُ سِرًا وعلانية.
وقال ولدهُ الحافظُ أبو موسى ابن بنت الشيخ أبي عمر ابن قُدامة زوجةِ الحافظِ عبد الغني: قال لي والدي في مرضه الذي مات فيه: يا بُنيَّ أوصيك بتقوى الله، والمحافظة على طاعته، فجاء جماعة يعودونه، فسلَّموا عليه فرَّد عليهم السلام، وجعلوا يتحدَّثون، ففتح عينيه وقال: ما هذا الحديث؟! اذكروا الله وقولوا لا إله إلَّا الله، فقالوها ثم قاموا، فجعل يذكر الله ويحرِّك شفتيه بذكره، ويشير بعينه، فدخل رجلٌ فَسَلَّم عليه، وقال: ما تعرفني يا سيدي؟ فقال: بلى، فقمتُ لأُنَاوِلَهُ كتابًا من جانب المسجد، فرجعت وقد خرجت روحه، وذلك يوم الاثنين، الثالث والعشرين من ربيع الأول سنة ست مئة، ودَفَنَّاه يومَ الثلاثاء بالقَرَافة مقابَلةَ قبرِ الشيخ أبي عمرو بن مَرْزُوق. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
بترجمة لا يسعها هذا المختصر، فليراجِعْها مَنْ أراد الاطلاعَ عليها، وقد ذكر له مصنفاتٍ عِدةً منها: كتاب "المصباح في عيون الأحاديث الصحاح" ثمانية وأربعين جزءًا يشتمل على أحاديث الصحيحين، "نهاية المراد من كلام خير العباد" ولم يبيضه، كلُّه في السُّنن نحو مئتي جزء، "اليواقيت" مجلد، "تحفة الطالبين في الجهاد والمجاهدين"، "الآثار المرضية في فضائل خير البريَّة" أربعة أجزاء، "الروضة" أربعة أجزاء، "الذكر" جزآن، "الأسرار" جزآن، "التهجد" جزآن، "الفرج" جزآن، "الصلاة من الأحياء إلى الأموات"، "الصفات" جزآن، "محنة الإِمام أحمد" ثلاثة أجزاء، "ذم الرَّياء" جزء كبير، "ذم الغيبة" جزء ضخم، "الترغيب في الدعاء" جزء كبير، "فضائل مكة" أربعة أجزاء، "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" جزء، "فضائل رمضان" جزء، "فضائل شهر ذي الحجة" جزء، "فضائل الصدقة" جزء،
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 5.
"فضائل الحج" جزء، "فضائل رجب" جزء، "وفاة النبي صلى الله عليه وسلم جزء، "الأقسام التي أقسم بها النبي صلى الله عليه وسلم" جزء، "كتاب الأربعين"، "وكتاب الأربعين" آخر، "وكتاب الأربعين من كلام رب العالمين"، و"كتاب الأربعين" سند واحد، "اعتقاد الإِمام الشافعي" جزءٌ كبير، "الحكايات" سبعة أجزاء، "غُنية الحُفَّاظ في تحقيق مشكل الألفاظ" في مجلدين، "الجامع الصغير لأحكام البشير النذير" لم يُتِمَّهُ، وكتاب آخر على "صفة مَنْ صَبَر ظَفِر" أكمل منه خمسة أجزاء، جزء في "ذكر القبور"، أجزاء أخرجها من الأحاديث والحكايات، كان يقرؤُها في المجالس، تزيد على مئتي جزء، جزء في "مناقب عمر بن عبد العزيز".
قال ابن رجب: وهذه الكتب كلُّها بالأسانيد، أما الكتب التي بلا إسناد فمنها كتاب "الأحكام" على أبواب الفقه ستة أجزاء، "العمدة في الأحكام مما اتفق عليه البخاري ومسلم" جزآن، "سيرة النبي صلى الله عليه وسلم" جزء كبير، "النصيحة في الأدعية الصحيحة" جزء، "الاقتصاد في الاعتقاد" جزء كبير، بدني، جزء كبير، "الكمال في معرفة الرجال" يشتمل على رجال الصحيحين وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه في عشر مجلدات، وفيه إسناد ذكر مِحنتهِ، وله غيرُ ما ذكره ابنُ رجب منها كتاب "الأسرى" جزآن، و"دُرَرُ الأثر" تسعة أجزاء، "عمدة المحدثين"، "نهاية المراد من كلام خير العباد"، "عدة الحُكَّام في شرح عمدة الأحكام" له، وغَيرُها.
ذكر التابعين للقرن السادس الذين لم أظفر لهم بتاريخ وفاة، ولم أهتدِ إلى موضع ترجمتهم ولو تقريبًا، منهم
1020 - عبدُ الرحيم بنُ المبارَك بنِ الحسن بنِ طراد البَاماوَرْدِي، الحنبلي، المعروف بابن القَابِلَة
.
تقدمت ترجمةُ أبيه سنة إحدى وسبعين وخمس مئة، وستأتي ترجمةُ أخيه عُبيد الله سنة خمس عشرة وست مئة. أما عبدُ الرحيم هذا فذكَرَه ياقوتُ الحَمَوي في "معجم البلدان"
(1)
وقال: هو من ساكني قَطِيعَة العجم بباب الأَزَج ببغداد، سمع أبا القاسم يحيى بن ثابت بنِ بُنْدار، وغيره. انتهى.
1021 - أحمد بن الفضل بن علي، أبو العَبَّاس المقرئ، الضرير، الفرطسي، الحنبلي
.
ذكره ياقوت الحموي في "معجم البلدان"
(2)
وقال: سمع أبا الغنائم محمد بنَ علي بن ميمون النَّرْسِي، وأبا غالب أحمد بن الحسن بن البَنَّاء، وأبا الفضل محمد بن ناصر وغيرهم، سَمِعَ منه أبو المحاسن عمرُ بنُ علي الدمشقيُّ، وعبدُ العزيز بن الأخضر. والفرطسي نسبة إلى فرطس من قرى سواد بغداد. انتهى.
(1)
معجم البلدان: 1/ 330.
(2)
معجم البلدان: 4/ 251.
مبتدأ القرن السابع
1022 - (ت 601 هـ): جِبْريل بن صارم بن علي بن سلامة الصَّعْبي أبو الآثار، وأبو الأمانة، الأديب، الحنبلي
.
ذكره ابن العماد
(1)
فقال: قدم بغداد سنة أربعٍ وثمانين وخمس مئة، وهو فقير، فتفقَّه في المذهب، وقرأ الخلاف، وجالس النُّحاة، وحصَّل طرفًا صالحًا من الأدب، وسمع الحديث من ابن الجوزي وغيره، ومدح الخليفة الناصر بعدة قصائد، وأثرى، ونَبُل مقداره، واشتهر ذكره، فنفذ من الديوان في رسالة إلى خوارزم شاه، وسمع الحديث من مشايخ خراسان، وحصَّل نُسخًا بما سمع، ثم عاد إلى بغداد، وقد صار له الغلمان الترك والمراكب، ولم يزل يُرسل من الديوان إلى خوارزم شاه، إلى أن قُبِضَ عليه لسبب ظهر عنه، فسجن بدار الخليفة، وانقطع خبرُه عن الناس، وله أشعار. وتوفي في حدود سنة إحدى وستِّ مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بنحوه وقال: لم أقف على تاريخ وفاته.
1023 - (ت 601 هـ): يحيى بن يحيى الأَزَجي، الفقيه الحنبلي
.
ذكره ابن رجب في "طبقاته"
(3)
وقال: ذكر هو في كتابه الآتي أنه قرأ بنفسه على ابن كُلَيْب الحَرَّاني، ولم أعلم له ترجمةً، ولا وجدتُه مذكورًا في تاريخ، إلا أني رأيت في كلام أبي الوليد المحدِّث أن هذا الأَزَجي كان من كبار أصحاب أحمد وزُهَّادهم، ولم يزد عليه، ويغلب على ظني أنه توفي بعد الست مئة بقليل، وله كتاب "نهاية
(1)
شذرات الذهب: 5/ 2 - 3.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 38 - 39.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 120.
المطلب في علم المذهب"، وأظن هذا الرجل كان استمداده من مجرد المطالعة، ولا يرجع إلى تحقيق. انتهى.
وقال البدراني في "المدخل"
(1)
: "نهاية المطلب في علم المذهب"، قال برهان الدين بن مفلح في "المقصد الأرشد": هو كتاب كبير جدًا، حذا فيه حذو "نهاية المطلب" لإِمام الحرمين، وأكثر استمداده من "المجرد" للقاضي أبي يعلى، و"الفصول" لابن عقيل، وفيه أشياء ساقطة لا تحقيق فيها. انتهى ....
1024 - (ت 601 هـ): أحمد بن سَلْمان بن أحمد بن شريك، أبو العبَّاس، الحَرْبي، الحنبلي، المقرئ، المحدِّث، الملقب بالسكر
.
ذكره ابن الجَزَري في "الغاية"
(2)
وقال: قرأ على أحمد بن محمد بن شُنَيْف، ويعقوب بن يوسف الحَرْبي، وأبي بكر بن الباقِلّاني، وتفقَّه في مذهب أحمد بن حنبل، توفي سنة إحدى وست مئة. انتهى.
1025 - (ت 601 هـ): عبد المُنْعم بن علي بن نَصْر بن منصور بن هبة الله، النَّهْري الحَرَّاني، نجم الدين أبو محمد الفقيه، الحنبلي، الواعظ، من أهل حَرَّان
.
قال ابن العماد
(3)
: رحل إلى بغداد في صباه، سنة ثمانٍ وسبعين لطلب العلم، فسمع من أبي السَّعادات القَزَّاز وغيره، وتفقّه على أبي الفتح بن المَنِّي، حتى حصّل طرفًا صالحًا من المذهب والخلاف، ثم عاد إلى حَرَّان، ثم قدم بغداد مرةً أخرى، سنة ست وتسعين، ومعه ولداه: النجيب عبد اللطيف، والعز عبد العزيز، فسمع وأسمعهما الكثير، وقرأ على الشيوخ، وكتب وحصَّل، وناظر في مجالس الفقهاء، وحِلَق المناظرين، ودرّس وأفاد الطلبة، واستوطن بغداد، وعقد بها مجلس الوعظ في عدة أماكن، ذكره ابن النجَّار وقال: كان مليح الكلام في الوعظ، رشيق الألفاظ، حُلْو العبارة، كتبنا عنه يسيرًا، وكان ثقةً صدوقًا متحريًا، حسن الطريقة، متديِّنًا متورِّعًا،
(1)
المدخل للبدراني: 420.
(2)
غاية النهاية: 1/ 58.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 3.
نزهًا عفيفًا، عزيز النفس مع فقر شديد، وله مصنفات حسنة، وشعرٌ جيدٌ، وكلامٌ في الوعظ بليغ، وكان حسن الأخلاق، لطيف الطبع، متواضعًا.
وقال سِبْط ابن الجوزي: كان كثير الحياء، يزور جدِّي، ويسمع معنا الحديث، وذكر أنه استوطن بغداد لوحشةٍ جرت بينه وبين خطيب حرَّان ابن تيميَّة، فإنه خشي منه أن يتقدَّم عليه، وكان يقصد التجانس في كلامه.
وقال ابن النجَّار أيضًا: توفي يوم الخميس سادس عشر ربيع الأول، سنة إحدى وست مئة، انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
وقال: قال الناصح ابن الحنبلي: اشتغل بالفقه، وسمع درس شيخنا ابن المَنِّي، وتكلَّم في مسائل الخلاف، واشتغل بالوعظ، وفُتح عليه بالنظم والنثر، ورجع إلى حَرَّان، ووعظ بها مدةً، ثم سافر إلى دمشق، وحضر مَجْلِسِي، وسألناه أن يجلس، فامتنع، وقال: ما أجلس في بلدٍ تجلس فيه أنت، كأنه يكرمني بذلك، ثم عاد إلى بغداد. وقال ابن القادِسي: كان ديِّنًا صالحًا ذا معرفةٍ، عذبَ العبارة، مليحَ الكلام، كَيِّسًا، متواضعًا، عقد مجالس الوَعْظ ببغداد. انتهى.
1026 - (ت 601 هـ): أحمد - ويُسمّى هبة الكريم أيضًا - ابن عبد الرحمن بن عمر بن أبي نَصْر بن علي بن عبد الدائم بن الغَزال البغدادي، أبو نصر سِبْط أبي العباس بن بَكْرُوس الحنبلي
.
ذكره ابن رجب
(2)
في ترجمة والده الآتي سنة خمس عشرة وست مئة وقال: ولد سنة ثمانين وخمس مئة، وحفظ القرآن، وقرأ بالروايات الكثيرة على أصحاب سِبْط الخيَّاط، وتفقَّه في المذهب، وتكلَّم في مسائل الخلاف، ووعظ الناس على المنبر، واعتنى به والده، وأَسْمعه الكثيرَ من ابن كُلَيب، وابن بَوْش، وذاكر بن كامل، وابن المَعْطُوش، وابن الجوزي، وأبي محمد بن الصَّابوني، وطبقتهم، وطلب هو
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 36.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 107.
بنفسه، وقرأ على الشيوخ، وكتب بخطه كثيرًا، وكان حسنَ الطَّريقة متديِّنًا، ذكر ذلك ابن النجَّار وقال: سمع منَّا كثيرًا، واصطحبنا مدةً، وكان طيِّب الأخلاق، لطيفًا، حسنَ العُشرة كيَّسًا، مات شابًا سنة إحدى وست مئة وقد جاوز العشرين، وتقدَّم للصلاة عليه والده، ودفن بباب حَرْب. انتهى.
1027 - (ت 601 هـ): محمد بن أحمد بن حامد بن مفرج بن غِياث الأَرْتاحي، أبو عبد الله الحنبلي
.
هو من أَرْتَاح الشام، وكان يقول: نحن من أَرْتاح البَصَر، لأن يعقوب عليه السلام بها رُدَّ عليه بصره، روى بالإِجازة عن أبي الحسن علي بن الحسين بن عمر الفرَّاء، وهو آخر من حدَّث بها في الدنيا. مات سنة إحدى وست مئة، كذا في "القطف الدان".
وقال ابن العماد
(1)
: محمد بن أحمد بن حامد بن مفرِّج بن غياث الأنصاري الأَرْتاحي، أبو محمد المِصْري الحنبلي، ولد سنة سبع وخمس مئة تَخْمِيْنًا، وسمع بمصر من أبي الحسن بن علي بن نصر بن محمد بن عفير الأَرْتَاحي العابد وغيره، وبمكة من المبارك بن الطَّبَّاخ، وأجاز له أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفرَّاء المَوْصِلي، وتفرَّد بإجازته.
قال المنذري: كتب عنه جماعةٌ من الحفَّاظ، وغيرهم من أهل البلد والواردين عليها، وحدَّثوا عنه، وهو أول شيخ سمعتُ منه الحديث، ونعتُّه بالشيخ الأجل الصالح أبي عبد الله بن الشيخ الأجل الصالح أبي الثناء أحمد، قال: وهو من بيت القرآن والحديث والصلاح، حدّث من بيته غيرُ واحد، وروى عنه ابن خليل في "معجمه"، ونعته بالصَّلاح وبالإِمامة. توفي في عشري شعبان سنة إحدى وست مئة بمصر، ودفن بالمقَطَّم، بسفحه. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 6.
1028 - (ت 601 هـ): يوسف بن سعيد البَنَّاء، الأَزَجي البَعْلي، الحنبلي المحدّث
.
ذكره ابن العماد
(1)
وقال: سمع كثيرًا، وكتب بخطه. توفي يوم السبت سَلْخ سنة إحدى وست مئة، ودفن يوم الأحد مستهل السنة التي تليها. انتهى.
1029 - (ت 601 هـ): محمد بن سعد الله بن نصر بن سعيد بن الدَّجاجي، الواعظ الحنبلي، أبو نصر بن أبي الحسن، تقدمت ترجمة أبيه
.
وأما محمد هذا فذكره ابن رجب في "الطبقات"
(2)
وقال: ولد سنة أربعٍ وعشرين وخمس مئة في رجب، وسمع بإفادة والده، وبنفسه من والده، وأبي جعفر السِّمَناني، والقاضي أبي بكر وأبي منصور القزّاز، وأبي القاسم السمَرْقَنْدي، وعبد الوهاب الأنماطي وغيرهم، ورحل إلى الكوفة، فسمع بها من أبي الحسن بن غبرة الحارثي. قال ابن نقطة: كان صحيح السماع. وقال الدُّبَيْثي: شيخ حسن فيه فضلٌ وتمييز. وقال القَادِسي: كان صالحًا خيّرًا، فاضلًا واعظًا، يقرض الشعر. وقال ابن النجَّار: كان من أعيان المشايخ، ووجوه وعظ مدينة السلام، مليح الوعظ، حسن الإِيراد، حلو الألفاظ، كيسًا متودِّدًا، حسن الأخلاق، متواضعًا فاضلًا، صدوقًا، وله النثر والنظم الجيد، وكان يتكلَّم في عزاء الخلفاء، والأفاضل والأماثل، وله تقدمٌ ومكانةٌ، حدَّث بالكثير ببغداد وواسِط، والمَوْصِل، وسمع منه خلقٌ، وروى عنه الدُّبَيْثي، وابن النجَّار، والنَّجيب الحَرَّاني، وأخوه عبد العزيز، وتوفي يوم الأربعاء خامس عشر ربيع الأول، سنة إحدى وست مئة، ونودي له بجميع مَحَالِّ بغداد، فاجتمع له الناس من الغد، فصلِّي عليه بجامع السلطان، ودفن بباب حَرْب. انتهى.
1030 - (ت 601 هـ): يوسف بن المبارك بن كامل الخَفَّاف، البغدادي الحنبلي، أبو الفتوح
.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 6.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 34.
قال ابن العماد
(1)
: سَمَّعه أبوه الحافظ أبو بكر الكبير من القاضي أبي بكر الأنصاري، وابن زُريق القرآن، وطائفة، وكان عامِّيًا لا يكتب، توفي في ربيع الأول، سنة إحدى وست مئة. انتهى.
1031 - (ت 602 هـ): أحمد بن عبد الملك بن محمد بن يوسف بن باتانه، أبو العباس، الحريْمي البَغْدادي، المُقْرئ الماهر المجوِّد، الحنبلي الصدوق الصالح
.
قرأ على أبيه، وأبي الكرم الشَّهْرُزُوري، وعبد الوهاب الخَفَّاف، وسعد الله بن الدَّجَاجي. روى عنه بالإِجازة أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المَقْدِسي، وكان فقيهًا حَنْبلِيًّا، توفي في جمادى الآخرة، سنة اثنتين وست مئة، ومولده سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة. ذكره ابن الجَزَري في "الغاية"
(2)
.
1032 - (ت 602 هـ): حمزة بن علي بن حمزة بن فارس الإِمام، أبو يعلى الحرَّاني ثم البغدادي، المعروف بابن القُبَيْطي الحَنْبلي
.
قرأ بالروايات على سِبْط الخياط، وأبي الكرم ابن الشَّهْرُزُوري، وعلي بن أحمد بن الحسين بن محمويه، وسمع من سِبْط الخياط والشَّهْرُزُوري، وأبي عبد الله السَّلَّار وطائفة، وتفقَّه في مذهب أحمد بن حنبل، وأجاز علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي وغيره، وكان خيِّرًا زاهدًا، بصيرًا بالقراآت، جمع بين التجويد وحسن الأداء والصوت. مات في ذي الحجة سنة اثنتين وست مئة، ومولده في عاشر شهر رمضان، سنة أربعٍ وعشرين وخمس مئة.
ذكره ابن الجزري
(3)
، وابن العماد
(4)
، وسيأتي ذكر حفيده عبد العزيز سنة أربع وثلاثين وست مئة إن شاء الله تعالى.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 6.
(2)
غاية النهاية: 1/ 77.
(3)
غاية النهاية: 1/ 264.
(4)
شذرات الذهب: 5/ 7.
1033 - (ت 603 هـ): عبد الرزاق بن الشيخ عبد القادر بن أبي صالح، الجِيْلي الحنبلي، الحافظ الثقة أبو بكر
.
قال ابن العماد
(1)
: أسْمَعَهُ أبوه من أبي الفضل الأُرْمَوي وطبقته، ثم سمع هو بنفسه. قال الضياء: لم أرَ ببغداد في تيقُّظه وتحرِّيه مثله.
وقال ابن نقطة: كان حافظًا ثقةً متقنًا، حسن المعرفة بالحديث، فقيهًا على مذهب أحمد بن حنبل، ورعًا متديّنًا، كثير العبادة، منقطعًا في منزله عن الناس، لا يخرج إلَّا في الجُمُعات، محبًا للرواية، مكرمًا لطلاب العلم، سخيًّا بالفائدة، ذا مروءة مع قلة ذات يده، وأخلاق حسنة، وتواضع وكيس، وكان خشن العيش، صابرًا على فقره، عزيز النفس، عفيفًا على منهاج السَّلَف. وقال أبو شامة في "تاريخه": كان زاهدًا عابدًا ورعًا، لم يكن في أولاد الشيخ مثله، وكان مقتنعًا من الدنيا باليسير، ولم يدخل فيما دخل فيه غيره من إخوته.
وقال ابن رجب: ولد يوم الاثنين، ثامن عشر ذي القعدة، سنة ثمانٍ وعشرين وخمس مئة ببغداد، وسمع الكثير بإفادة والده وبنفسه، وتوفي ليلة السبت سادس شوال سنة ثلاثٍ وست مئة، وصُلِّي عليه بمواضع متعددةٍ، وكان يومًا مشهودًا، ودفن بمقبرة الإِمام أحمد.
وقال الذهبي: حدث عنه أبو عبد الله الدُّبَيْثي، وابن النجَّار، والضياء المقدسي، والنجيب عبد اللطيف، والتقي البَلْداني، وابنه قاضي القضاة أبو صالح وآخرون. وقال ابن رجب وقد ذكره: حصَّل الأصول، وتفَقّه على والده، وكانت له معرفةٌ بالمذهب، ولكن معرفته بالحديث غطَّت على معرفته بالفقه. انتهى.
وله مصنفاتٌ منها: كتاب "جلاء الخاطر من كلام الشيخ عبد القادر" أعني والده، ذكره في "كشف الظّنون"
(2)
، وكتاب "الأربعين" عن أربعين شيخًا في
(1)
شذرات الذهب: 5/ 9.
(2)
كشف الظنون: 1/ 592.
الحديث.
1034 - (ت 603 هـ): محمود بن سالم بن مهدي الأَزَجي الحنبلي
.
ذكره ابن العماد
(1)
في ترجمة ابنه إبراهيم، الآتي سنة ثمانٍ وأربعين وست مئة وقال: كان يلقَّب بالخيِّر، وكان شيخًا صالحًا ضريرًا، حدَّث عن ابن ناصر وغيره. وتوفي صفر سنة ثلاثٍ وست مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بلفظه.
1035 - (ت 603 هـ): عبد الحليم بن محمد بن أبي القاسم الخضر بن محمد ابن تَيْمِيَّة، أبو محمد بن الشيخ فخر الدين الحنبلي
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد سنة ثلاثٍ وسبعين وخمس مئة، وسمع الحديث ببغداد من ابن كُلَيْب، وابن المَعْطُوش، وابن الجوزي، وغيرهم، وأقام ببغداد مدةً طويلةً، وقرأ الفقه، على مذهب الإِمام أحمد بن حنبل، وأتقن الخلاف والأصول، والحساب والهندسة، والفلسفة والعلوم القديمة، ذكر ذلك ابن النجَّار، وسمع منه الحافظ ضياء الدين وغيره. وتوفي سادس شوال سنة ثلاثٍ وست مئة بحَرَّان، وذكر والده في كتاب "الترغيب" أن لولده عبد الحليم هذا كتابًا سماه "الذخيرة"، وذكر عنه فروعًا في دقائق الوصايا، وعويص المسائل، وسيأتي ذكر والده إن شاء الله تعالى.
وذكره ابن رجب
(4)
بنحوه.
1036 - (ت 603 هـ): علي بن عمرو بن فارس، أبو الفرج الحدَّاد البَاجِسْرائي، ثم البغدادي، الأَزَجي الفرضي الحنبلي
.
قال ابن العماد
(5)
: تفَقَّه على أبي حكيم النَّهْرَواني، وقرأ الفرائض والحساب،
(1)
شذرات الذهب: 5/ 240.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 120.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 10.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 39.
(5)
شذرات الذهب: 5/ 10.
وكان فيه فضلٌ ومعرفةٌ، وتقلَّب في الخدم الديوانية، ذكره المنذري وقال: توفي ليلة رابع شعبان سنة ثلاثٍ وست مئة ببغداد. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
بمثله.
1037 - (ت 604 هـ): حَنْبل بن عبد الله بن الفرج بن سَعادَة، الواسطيّ البغداديّ الرُّصافيّ المُكَبِّر، المُسْنِد المُعَمَّر، الصالح، مُسْند العراق، أبو علي الحنبلي
.
قال ابن الجزري في "المصعد الأحمد"
(2)
: ولد سنة إحدى عشرة وخمس مئة، ولما وُلد بادر والده إلى الشيخ عبد القادر الجِيْلي، فأعلمه أنه وُلد له ولدٌ ذكر، فقال له: سمِّ ابنك حنبلًا وأسمعه "المسند"، فإنه يُعَمَّر ويحتاج إليه الناس.
قال الذهبي: فكانت هذه من كرامات الشيخ، فسمَّعه أبوه - وعمره اثنتا عشرة سنةً - جميع "المسند" من ابن الحُصَين، بقراءة نحوي عصره أبي محمد بن الخَشّاب، في شهر رجب وشعبان سنة ثلاثٍ وعشرين وخمس مئة قراءةً بليغةً محرَّرةً، ما حفظ عليه فيها لحنةٌ، وكان والده عبدًا صالحًا، قد وقف نفسه في مصالح المسلمين، والمشي في حوائجهم، إلى أن قال: وقال ابن الأَنْماطي: سمعت منه - يعني حَنْبلًا - جميع "المسند" ببغداد، في نَيِّفٍ وعشرين مجلسًا، ثم أخذت أرغبه في الشام، وقلت له: إذا سافرت إليه يحصل لك من الدنيا شيء، وتقبل عليك وجوه الناس، فقال: دعني فوالله ما أسافر من أجلهم، ولا لما يحصل منهم، إنما أسافر خدمةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أروي حديثه في بلد لا تُروى، قال: ولما علم الله تعالى نيته الصالحة، أقبل بوجوه الناس عليه، وحرك الهمم للسماع عليه، فاجتمع عليه جماعةٌ ما اجتمعوا بمجلسٍ بدمشق، فحدَّث بـ "المسند" بالبلد مرة، وبالجامع المُظَفَّري أخرى، وازدحم عليه الخلق، وسمع منه السلطان الملك المعظَّم وأقاربه، وأبو عمرو الزَّاهد، وسائر المقادسة، وحدَّث عنه الكبار "بالمسند" كالشيخ الفقيه ببعلبك،
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 39.
(2)
المصعد الأحمد/ الجزء (1) من مسند الإِمام أحمد، طبعة أحمد شاكر: ص 45.
وقاضي الحنفية شمس الدين عبد الله بن عطاء، وابن أبي اليسر، وشمس الدين بن قُدامة، وأبي الغنائم ابن عَلَّان، وأبي العباس بن شيبان، والفخر بن البخاري، وزينب بنت مكي وغيرهم. ورجع إلى وطنه فمرَّ على حلب، فحدَّث بالمسند بها، ثم بالموصل أيضًا، وبإِرْبل، ودخل بغداد بخير كثير، فتوفي بالرُّصافة، في نصف المحرم سنة أربعٍ وست مئة، عن نحو ثلاثٍ وتسعين سنةً. انتهى ملخصًا من ترجمة حافلة جدًا.
وذكره ابن العماد
(1)
، والذهبي
(2)
، وأبو شامة في "ذيل الروضتين"
(3)
وغيرهم.
1038 - (ت 604 هـ): عبد الرحمن بن عيسى بن أبي الحسن علي بن الحسين، البُزُوري البَابَصْري، أبو الفرج، وأبو محمد، الواعظ الحنبلي
.
قال ابن العماد
(4)
: ولد سنة تسعٍ وثلاثين وخمس مئة، وسمع من أبي الوقت، وهِبَة الله بن الشبلي وغيرهما، وقرأ الوعظ، والفقه، والحديث، على الشيخ أبي الفرج ابن الجوزي، وكان خصيصًا به، ثم تهاجرا، وتباينَا، إلى أن فرَّق الموت بينهما.
قال سِبْط ابن الجوزي: ثم حَدَّثَتْهُ نفسه بمضاهاة جَدِّي، وتكنى بكنيته، واجتمع إليه سَفْسَاف أهل البصرة، وانقطع عن جَدِّي، ولما جاء من واسط ما جاء إليه ولا زاره، وتزوَّج صبيَّةً وهو في عشر السبعين، فاغتسل في ماءٍ باردٍ، فانتفخ ذَكَرُه فمات.
وقال ابن رجب: هو منسوبٌ إلى بُزُورى، قرية بدجيل. قال ابن النجَّار: تفقَّه على مذهب أحمد بن حنبل، ووعظ، وكان صالحًا حسنَ الطريقة، خشنَ العيش، غزير الدَّمعة عند الذكر، كتبت عنه، وذكر هو أنه لزم ابن المَنِّي، وقرأ عليه، وله
(1)
شذرات الذهب: 5/ 12.
(2)
العبر: 5/ 10.
(3)
ذيل الروضتين: 62.
(4)
شذرات الذهب: 5/ 15.
فصاحةٌ، ومعرفة في الفقه، والأصول، والحديث.
وقد ذكره الحافظ الضِّياء، فقال: شيخنا الإِمام الواعظ أبو محمد، ولكن ابن الجوزي وأصحابه يذمُّونه. توفي ليلة الاثنين، السادس من شعبان، سنة أربعٍ وست مئة، ودفن بباب حرب. انتهى.
وقد ذكره ابن رجب
(1)
وقال: لا شك في وقوع العداوة بين أبي الفرج ابن الجوزي وبينه، فلا يُعْتَبَر قوله فيه.
وله تصانيف، ذكر ابن العماد
(2)
وابن رجب
(3)
منها كتاب "سيرة ابن المَنِّي وطبقات أصحابه".
1039 - (ت 604 هـ): محمد بن محمد بن أبي غالب بن أحمد البَاقِدارِي أبو عبد الله الحنبلي
.
تقدم ذكر أبيه في سنة خمسٍ وسبعين وخمس مئة، أما محمد فقد ذكرته في "القطف" بما ملخصه: سمع الكثير بإفادة والده، قيل: إن مَسْموعاته كانت أربع عشرة جزءًا، سمع ابن الخشَّاب، ويحيى بن ثابت البَقَّال، وأبا زُرْعة ابن المقْدِسي، وكان خيَّاطًا يسكن القرية بدار الخلافة، ولم يرزق الرواية، وتوفي في جمادى الأولى، سنة أربع وست مئة. انتهى.
1040 - (ت 604 هـ): محمد بن النَّفيس بن مسعود بن أبي سعد بن علي، السَّلامي الطَحَّان، الفقيه الحنبلي، الأديب، شمس الدين أبو سعد، ابن الفقيه أبي محمد المتقدم
.
قال ابن رجب
(4)
: ولد محمد هذا في ربيع الآخر، سنة ثلاثٍ وخمسين وخمس
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 42.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 13.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 42.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 43.
مئة، وقرأ القرآن، وسمع من أبي علي أحمد بن محمد بن أحمد الرَّحْبي، وأبي محمد بن الخشَّاب، وشُهْدَة، وقرأ الفقه على ابن المنِّي، وذكره القطيعي فقال: شابٌّ حسن الخُلق والخَلْق، من حملة القرآن وأهله، ومن أهل الفقه، كان يسمع معنا الحديث وقال ابن القادسي: كان فقيهًا حسنًا، خيِّرًا، متميزًا. وقال المنذري: حدَّث بشيء من تآليفه. توفي ليلة ثاني عشرين من شوال، سنة أربعٍ وست مئة، ودفن من الغد بمقبرة الزَّرَّادين. انتهى.
1041 - (ت 604 هـ): عبد الواحد بن عبد السلام بن سلطان بن بختيار، أبو الفضل البغدادي الأَزَجي البَيِّع، المقرئ الحنبلي
.
قال ابن الجزري في "الغاية"
(1)
: قرأ القراآت على سِبْط الخيَّاط، وأبي الكرم الشَّهْرُزُوري، وسمع منهما ومن الأُرْمَوي، واعتنى بالفن، وأَقرأَ جماعةً، قرأ عليه المجد ابن تيمية، وإبراهيم بن الحسن، وأجاز لابن البخاري، وكان ديِّنًا، صالحًا خيِّرًا، حنبليًا. توفي في ربيع الأول، سنة أربعٍ وست مئة. انتهى.
وذكره ابن العماد في "الشذرات"
(2)
بنحوه، إلَّا أنَّهُ قال: توفي عن نحو ثلاثٍ وثمانين سنة.
1042 - (ت 605 هـ): عبد الله بن أبي الحسن بن أبي الفرج، الشَّامي الجُبَّائي، أبو بكر الحنبلي
.
قال ابن العماد
(3)
: قال القَطِيْعي: سألته عن مولده فقال: سنة إحدى وعشرين وخمس مئة تقريبًا، وسألته عن نسبه فقال: نحن من قريةٍ يُقال لها الجُبَّة، من ناحية بسرى من أعمال طرابُلُس، وكنا قومًا نصارى، فتوفي أبي ونحن صغارٌ، وكان أبي من
(1)
غاية النهاية: 1/ 474.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 13.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 15.
علماء النَّصارى، وهم يعتقدون فيه أنه يعلم الغيب، فلما مات نفذتُ إلى المعلم فقالت والدتي: ولدي الكبير للكسب وعمارة أرضنا، وولدي الصغير يضعف عن الكسب، وأشارت إليَّ، ولنا أخٌ أوسط، فقال المعلم: أما هذا فصغير - يعنيني - فما يتعلَّم، ولكن هذا وأشار إلى أخي فأخذه، وعلَّمه ليكون مقام أبي، فقَدَّر الله أن وقعت حروب، فخرجنا من قريتنا، فهاجرت من بينهم، وكان في قريتنا جماعة من المسلمين يقرؤون القرآن، فإذا سمعتهم أبكي، فلما دخلتُ أرض الإِسلام، أسلمت وعمري بضع عشرة سنة، ثم بلغني إسلام أخي الكبير، وتوفي مرابطًا، ثم أسلم أخي الذي كان يعلِّمه المعلم، ودخلت بغداد في سنة أربعين وخمس مئة.
قال ابن رجب: وأصابه سباء فاسْتُرِقَّ. وقال أبو الفرج بن الحنبلي: كان مملوكًا، فقرأ القرآن في حلقة الحنابلة بجامع دمشق، فحفظه وحفظ شيئًا من عبادات المذهب الحنبلي، فقام قومٌ إلى الشيخ زين الدين علي بن إبراهيم بن نجا الوعظ، وهو على منبر الواعظ، فقالوا: هذا الصبي قد حفظ القرآن وهو على خير، نريد أن نشتريه ونعتقه، فاشتُريَ من سيِّده وأُعتق، وسافر من دمشق، وطلب همذان، ولقي الحافظ أبا العلاء الهمذاني، فأقام عنده، وقرأ عليه القرآن، وسمع الحديث، وصار عند الحافظ مصدِّرًا، يُقرئ الناس، ويأخذ عليه، واشتهر بالخير والعلم، ودخل العجم وسمع الكثير، ورجع إلى بغداد، وسمع حديثها، ولقي مشايخها. قال: ولقيته ببغداد، واستزارني إلى بيته، وقال لجماعته: أنا مملوك بيت الحنبلي، ثم سافر إلى أصبهان.
وقال الشيخ موفق الدين: كان رجلاً صالحًا، وهو من جُبَّة طرابُلُس، سُبي من طرابلس صغيرًا، واشتراه ابن نجيَّة وأعتقه، وسافر إلى بغداد، ثم إلى أصبهان، وكان يسمع معنا الحديث. انتهى.
سمع المترجَم له من ابن ناصر وأضرابه، وتفقَّه على أبي حكيم النَّهْرَواني، وصحب الشيخ عبد القادر الجِيْلاني مدةً، مائلًا إلى الزُّهد والصلاح، وانتفع به. قال ابن النجَّار: كتب إليَّ عبد الله بن أبي الحسن الجُبَّائي قال: كنت أسمع كتاب "حِلْية
الأولياء" على شيخنا ابن ناصر وقلبي يرق، وقلت في نفسي: اشتهيت أن أنقطع عن الخَلْق وأشتغل بالعبادة، ومضيت وصليت خلف الشيخ عبد القادر، فلما صلى جلسنا بين يديه، فنظر إليَّ وقال: إذا أردت الانقطاع فلا تنقطع حتى تتفقَّه، وتُجالس الشيوخ، وتَتَأدب بهم، فحينئذٍ يَصلحُ لك الانقطاع، وإلا فتمضي فتنقطع وأنت فُرَيْخٌ مارَسَّشْتَ، يعني قبل أن تتفقَّه، فإذا أشكل عليك شيء، من أمر دينك تخرج من زاويتك، وتسأل الناس عن أمر دينك، ما أحسن صاحب الزاوية أن يخرج من زاويته، ويسأل الناس عن أمر دينه! ينبغي لصاحب الزاوية أن يكون كالشمعة يُسْتضاء بنوره. قال: وكان الشيخ يتكلَّم يومًا في الإِخلاص والرِّياء، والعُجب، وأنا حاضر في المجلس، فخطر في بالي كيف الخلاصُ من العُجْب، فالتفت إليَّ الشيخ وقال: إذا رأيت الأشياء من الله تعالى، وأنه وفقك لعمل الخير، وأخرجت من البَيْن سلمت من العُجْب.
وقال ابن الحنبلي: كانت حرمة الشيخ عبد الله كبيرةً ببغداد وأصبهان، وكان إذا مشى في السوق قام له أهل السوق، وله رياضات ومجاهدات، وروى عنه ابن خليل في "معجمه". وتوفي ثالث جمادى الآخرة، سنة خمسٍ وست مئة بأصبهان. انتهى.
1043 - (ت 605 هـ): علي بن رشيد بن أحمد بن محمد بن حسيتا، الحَرْبوي الحنبلي
.
قال ابن العماد
(1)
: هو من أهل حربا، من سواد بغداد، أبو الحسين، قدم بغداد في صباه، وصحب عمَّه لأمِّه أبا المقال، سعد بن علي الخاطري، وقرأ عليه الأدب، وحفظ القرآن، وتفقَّه في مذهب أحمد بن حنبل، وسمع الحديث من أبي الوقت، وسعيد بن البنَّاء، وأبي بكر بن الزَّاغُوني وغيرهم، وشهد عند الحُكَّام، وتوكل للخليفة الناصر، ورفع قدره ومنزلته، ثم عزل عن الوكالة، وكان ذا طريقة حميدة، وحُسن سَمْتٍ واستقامة، وعفةٍ ونزاهةٍ، فاضلًا خيِّرًا، يكتب خطًا حسنًا على طريقة
(1)
شذرات الذهب: 5/ 17.
ابن مقلة، وسمع منه إسحاق العَلْثِي، وكان يكره المخالطة للناس والرواية، ذكره ابن النجَّار وقال: توفي لوم السبت ثامن شوال، سنة خمسٍ وسِتِّ مئة، ودفن بباب حَرْب، وأظنه قارب السبعين. انتهى.
وقد ذكره ابن رجب
(1)
بنحوه، وذكرته في "القطف".
1044 - (ت 606 هـ): أسعد، ويُسمَّى محمد، بن المُنَجَّى بن بركات بن المُؤمَّل، التَّنُوخي المعري، ثم الدمشقي، الحنبلي القاضي، وجيه الدين أبو المعالي، ويقال في أبيه أبو المُنَجَّى، وفي جدَّه أبو البركات
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد سنة تسع عشرة وخمس مئة، وسمع بدمشق من أبي القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي، وببغداد من أبي الفضل الأُرْمَوي، وأبي العباس المَانْدائي، وغيرهم، وهو واقف الوجيهية التي برأس باب البريد، وهي مدرسة قريبةٌ من مدرسة الخاتونية، وبها خَلاوي كثيرة، ولها وقْفٌ كثيرٌ اختلس. قال المنذري: تفقه ببغداد على مذهب الإِمام أحمد بن حنبل. وقال الذهبي: ارتحل إلى بغداد، وتفقَّه بها، وبرع في المذهب، وأخذ الفقه عن الشيخ عبد القادر الجِيْلاني وغيره، وتفقَّه بدمشق على شرف الإِسلام عبد الوهَّاب بن الشيخ أبي الفرج، وأخذ عنه الشيخ الموفق، وروى عنه جماعة.
وقال ناصح الدين بن الحنبلي: كان أبو المعالي بن المُنَجَّى يُدرِّس بالمسمارية يومًا، وأنا يومًا، ثم استقَلَّيت بها في حياته، وكان له اتصال بالدولة وخدمة السلطان، وأسنَّ وكبر، وكفَّ بصره في آخر عمره، وسمع منه جماعة منهم: الحافظ المنذري، وابن خليل، وابن البخارى، وتوفي في ثامن عشري ربيع الأول، سنة ست وست مئة، ودفن بسفح قاسيون. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
بنحوه.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 47 - 48.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 18 - 19.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 49.
وذكر له ابن العماد
(1)
، وابن رجب
(2)
تصانيف منها: "الخلاصة" في الفقه الحنبلي، و"العمدة" في الفقه الحنبلي، و"النهاية في شرح الهداية" في الفقه الحنبلي، في بضعة عشر مجلدًا.
وذكر له صاحب "إيضاح المكنون"
(3)
كتاب "حجة الحق على الخلق في التحذير من سوء عاقبة الظلم" ونسبه هكذا: القاضي وجيه الدين أسعد بن مهذب بن مينا بن زكريا بن مماتي الدمشقي ثم المصري الحنبلي. وذكر له أيضًا كتاب "روائع الوقائع في التاريخ"، ونسبه هكذا: القاضي وجيه الدين أسعد بن الخطير المعروف بابن المماتي المصري الحنبلي، وفي الموضعين ذكر أنه توفي سنة ست وست مئة، وذكره في "هدية العارفين" ونسبه هكذا: أسعد بن الخطير أبي سعيد مهذب بن مينا بن زكريا ابن أبي قدامة ابن أبي مليح مماتي، القاضي وحيد الدين أبو المكارم الدمشقي، كان ناظر الدواوين بمصر، حنبلي المذهب، توفي سنة ست وست مئة، من تصانيفه:"الخلاصة في الفقه"، "النهاية في شرح الهداية" لمحفوظ الكلوذاني في الفروع و"أخائر الذخائر" و"أعلام النصر" و"باعث الجلد عند حادث الولد" و"ترجمان القرآن" و"تلقين التفنن" و"تهذيب الأفعال" و"حجة الحق على الخلق" و"خصائص المعروف في المعميات" و"درة التاج" ديوان شعره، و"روائع الوقائع" و"زواهر السدف وجواهر الصرف" و"سر الشعر" و"سيرة السلطان صلاح الدين منظوم"، و"سلاسل الذهب في علم النشر"، "الفاشوش في أحكام قراقوش"، "قرص العتاب".
(1)
شذرات الذهب: 5/ 18.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 49.
(3)
وهم المؤلف رحمه الله في إيراده هذا الكلام وما بعده عن المترجم من "إيضاح المكنون" 1/ 392 و 1/ 585، و"هدية العارفين" 1/ 205، فإن المترجم - واسمه أسعد ابن المنجى - غير أسعد ابن الخطير مهذب بن مينا المعروف بابن مَمَّاتي. انظر "سير أعلام النبلاء" 21/ 436 و 21/ 485. ولعل وهم المؤلف رحمه الله كان بسبب إيراد صاحب هدية العارفين كتابي "خلاصة في الفروع" و"النهاية شرح الهداية" في ترجمة ابن ممّاتي.
"قرقرة الدجاج في ألفاظ ابن الحجاج"، "قوانين الدواوين" يتعلق بدواوين مصر ورسومها. كتاب "الحض على الرض"، كتاب "المنجل"، "كرم البحار في حفظ الجار"، "لطائف الذخيرة لابن بسام"، "مذاهب المواهب"، "ملاذ الأفكار وملاذ الاعتبار"، "ميسور النقد"، "نظم كليلة ودمنة"، وغير ذلك.
1045 - (ت 606 هـ): إسماعيل بن نعمة بن يوسف بن شبيب، الرُّومي المصري، العطَّار، الأديب، أبو الطاهر البارع بن أبي حفص الحنبلي
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة إحدى وخمسين وخمس مئة تقديرًا، وكان بارعًا في الأدب، حنبلي المذهب، له مصنَّفات أدبية، وله مماليك منها مئة جارية، ومئة غلام، وغير ذلك، وكان بارعًا في معرفة العقاقير. ذكره المنذري وقال: رأيته، ولم يتفق لي السماع منه، وتوفي في عشري المحرم، سنة ستٍ وست مئة بمصر، ودفن إلى جنب أبيه بسفح المُقَطَّم، على جانب الخندق، وكان أبوه رجلًا مقرئًا، وأخوه مكي هو الذي جمع سيرة الحافظ عبد الغني. انتهى.
1046 - (ت 607 هـ): محمد بن أحمد بن محمد بن قُدامة بن مِقْدام بن نَصْر بن عبد الله الشيخ، أبو عمر بن قُدامة، الجَمَّاعِيْلي، المَقْدسي، ثم الدِّمشقي الصَّالحي، الحنبلي، العابد، الزاهد
.
قال ابن الشطي في "مختصره"
(2)
، ولد سنة ثمانٍ وعشرين وخمس مئة، وهاجر والده به وبأخيه موفق الدين، ونقلهم إلى دمشق، سنة إحدى وخمسين وخمس مئة لاستيلاء الفِرَنجْ على الأرض المقدَّسة، فنزلوا بمسجد أبي صالح، ظاهر باب شرقي، فأقاموا مدةً نحو سنتين، ثم انتقلوا إلى الجبل، وحفظ أبو عمر القرآن، وقرأه بحرف أبي عمرو، وسمع الحديث من والده، ومن جماعة، وقدِمَ مِصر فسمع بها، وخرَّج له الحافظ عبد الغني أربعين حديثًا من رواياته حدَّث بها، وسمع منه جماعة منهم: ولده قاضي القضاة أبو الفرج عبد الرحمن، وحفظ "مختصر الخرقي" في الفقه، وتفقَّه في
(1)
شذرات الذهب: 5/ 19.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 48 - 49.
المذهب، وقرأ النحو بمصر، وكتب بخطه كثيرًا، ومما كتب بخطه "المغني" في الفقه لأخيه الموفَّق، وكتب مصاحف كثيرةً، وكتب "الخِرَقي" للناس والكلّ بغير أجرة، وكان سريع الكتابة، ورُبَّما كتب في اليوم كُرّاسين بالقطع الكبير، وقد جمع الله له معرفة الفقه، والفرائض والنحو، مع الزُّهد والعمل، وقضاء حوائج الناس، وكان لا يكاد يسمع حديثًا إلَّا عمل به، وكان يصلي بالناس في نصف شعبان مئة ركعة، وهو شيخ كبير، وكان أنشطَ الجماعة، وكان لا يترك قيام الليل من وقت شبابه، وسافر هو وجماعة، فقام في الليل يصلي، ويحرس الجماعة، وقلَّل الأكل في مرضه قبل موته، حتى عاد كالعود، ومات وهو عاقد على أصابعه يسبِّح، وكان على مذهب السلف الصالح، متمسكًا بالكتاب والسنّة، والآثار المروية، وله شعر، ومرض أيامًا فلما كان عشيةَ الاثنين ثامن عشر ربيع الأول، سنة سبعٍ وست مئة، جمج أهله، واستقبل القبلة، وأوصاهم بتقوى الله ومراقبته، وأمرهم بقراءة {يس} ، وكان آخر كلامه:{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} ، وتوفي رحمه الله، وغسل في السَّحر، ولم يتخلف عن جنازته أحد من القضاة والعلماء، والأمراء والأعيان، وعامة الخلق، وكان يومًا مشهودًا، ومات عن ثمانين سنةً، ولم يخلِّف دينارًا ولا درهمًا، انتهى.
وقد ذكره ابن رجب
(1)
، وابن العماد
(2)
بتراجم حسنة طويلة.
1047 - (ت 607 هـ): المبارك بن أبي سكين بن عبد الله النَّجمي السَّيِّدِي، أبو القاسم البغدادي المعدّل، الأديب، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(3)
: سمع من أبي المُظَفَّر بن التُّركي الخطيب، وخلقٍ، وشهد عند قاضي القضاة أبي القاسم ابن الشَّهْرُزُوري، وكان وكيل الخليفة الناصر بباب طِراد، وبقي على ذلك إلى موته. قال ابن نقطة: سمعت منه، وكان ثقةً عالمًا فاضلًا،
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 52.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 27.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 31.
وروى عنه ابن خليل في "معجمه"، وتوفي في حادي عشر صفر، سنة سبعٍ وست مئة، ودفن بباب حرب. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
وقال في نسبته: المبارك بن أبي شتيكين إلخ. ولد بعد الأربعين وخمس مئة بقليل، وسمع من أبي المُظفَّر البرمكي الخطيب، وهبة الله بن الشبلي وأبي محمد بن الخشَّاب، وأبي محمد بن المادح، وابن البَطِّي وغيرهم، ثم ذكر نحو ما تقدم.
1048 - (ت 607 هـ): مَسْعود بن يحيى بن محمد، أبو القاسم ابن الوزير أبي المظفَّر ابن هُبَيْرة الحنبلي
.
ذكره الزركلي في "الأعلام"
(2)
نقلًا عن "التكملة لوفيات النَّقَلَة" قال: أديب من بيت وزارة، توفي أبوه، وهو حَمْل، مولده ببغداد سنة ستين وخمس مئة، قال المنذرى: حدّث وصنّف، وتوفي سنة سبعٍ وست مئة. انتهى.
1049 - (ت 607 هـ): يحيى بن أبي الفتج بن عمر بن الطبَّاخ، أبو زكريا الحرَّاني، الضَّرير المُقرئ، الفقيه الحنبلي
.
قال ابن العماد
(3)
: رحل وقرأ القرآن بواسط بالروايات، على هبة الله الواسطي، وغيره، وسمع بها الحديث من ابن الكتَاني، وسمع ببغداد من ابن الخشّاب، وشهدة في آخرين، وتفقَّه ببغداد، ورجع إلى حَرّان، وحدث بها، وسمع منه سِبْط ابن الجوزي وغيره، وتوفي في شوال، مشة سبع وست مئة بحَرَّان. انتهى.
1050 - (ت 607 هـ): يحيى بن المُظَفَّر بن علي بن نُعَيم، البغدادي البَدْري، صفي الدين أبو زكريا، الزَّاهد الحنبلي، المعروف بابن الحُبَيْر
.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 51.
(2)
الأعلام: 7/ 221.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 31.
قال ابن العماد
(1)
: ولد في محرم سنة أربعين وخمس مئة، وسمع الحديث من ابن ناصر، وأبي الوقت وغيرهما، وتفقَّه في المذهب، وكان يسافر في التجارة إلى الشام، ثم انقطع في بيته بالبَدْرية، محلَّة من محالِّ بغداد الشرقية، وكان كثيرَ العبادة، حسنَ الهيئة والسَّمْت، كثير الصلاة والصيام والتَّنَسك، ذا مروءة وتفقُّدٍ للأصحاب، وتودُّدٍ إليهم، وانتفع به جماعة من مماليك الخليفة، وبُنيت له دَكَّة في آخر عمره لقراءة الحديث عليه، توفي يوم الاثنين، ضحى تاسع ذي الحجة، سنة سبعٍ وست مئة، ودُفن بباب حرب. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
.
1051 - (ت 608 هـ): أسباه مير بن محمد بن نعمان الحرَّاني، الفقيه الحنبلي، أبو عبد الله
.
قال ابن العماد
(3)
: تفقَّه ببغداد على عبد القادر الجِيْلي ونزل عنده، ولازم الاشتغال بمدرسته إلى آخر عمره، وسمع من ابن المادِح، وحدَّث عنه باليسير، وعُمِّر، وسمع منه ابن القَطِيْعي وجماعة، وكان أصابه صَمَمٌ شديدٌ في آخر عمره.
قال ابن النجَّار: كان شيخًا صالحًا مشتغلًا بالعلم والخير، مع علو سِنِّه، وأظنُّهُ ناطح المئة.
قال ابن رجب: توفي ليلة الجمعة، حادي عشري ربيع الأول سنة ثمانٍ وست مئة، ودفن بباب حرب. انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
بنحوه.
1052 - (ت 608 هـ): صَدَقَةُ بن أبي الحسين المَيْداني، الحنبلي
.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 31.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 62.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 33.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 63.
ذكره الحموي في "معجم البلدان"
(1)
وقال: سمع أبا الوَقْت عبد الأول، ومات سنة ثمانٍ وست مئة، وهو منسوب إلى الميدان، محلة ببغداد. انتهى.
وقد تقدمت ترجمة صدقة ابن الحسين الحنبلي الناسخ البغدادي، سنة ثلاثٍ وسبعين وخمس مئة، المعروف بالحدَّاد، والظاهر أن هذا غيره، لتباين الوفاة والأب. والله أعلم.
1053 - (ت 609 هـ): عبد الملك بن المبارك بن عبد الملك بن الحسين البغدادي الحَرِيْمي، أبو منصور الحنبلي
.
ذكره ابن رجب
(2)
في ترجمة والده المتقدم وقال: كان موصوفًا بالصلاح والخير، ولي القضاء بمدينة المنصور بالحَرِيْم الطَّاهِري، وسمع من أبي منصور القزَّاز، وأبي البَدْر الكرخي وطبقتهما، وحدَّث وسمع منه النجيب الحَرَّاني، وكان مولده سنة ثمانٍ وعشرين وخمس مئة، وتوفي في عشرين ذي الحجة سنة تسع وست مئة، ودفن بباب حَرْب. انتهى.
1054 - (ت 609 هـ): علي بن محمد بن حامد اليَغْنَوي - بفتح الياء التحتية والنون، وسكون الغين المعجمة، نسبة إلى يَغْنى قرية بنَسَف - أبو الحسن بن النجَّار الفقيه الحنبلي
.
قال ابن العماد
(3)
: قرأ الفقه والخلاف على الفخر إسماعيل صاحب ابن المَنِّي، وتكلَّم في مسائل الخلاف فأجاد، وقرأ طرفًا صالحًا من الأدب، وقال الشعر، وكان يكتب خطًا حسنًا، وسافر من بغداد، ودخل ديار بكر، وولي القضاء بآمد، وأقام بها إلى حين وفاته، وكان صهرًا لعبد الرزاق بن الشيخ عبد القادر الجِيْلاني على ابنته، وتوفي بآمد في رمضان، سنة تسعٍ وستة مئة، وقد جاوز الأربعين. انتهى.
(1)
معجم البلدان: 5/ 242.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 208.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 37 - 38.
وذكره ابن رجب
(1)
بنحوه.
1055 - (ت 609 هـ): محمود بن عُثمان بن مكارم، النعَّال البغدادي، أبو الثَّناء، وأبو الشكر، ناصر الدين، الأَزَجي، الفقيه الحنبلي، الواعظ الزَّاهد
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد سنة ثلاثٍ وعشرين وخمس مئة ببغداد، وقرأ القرآن، وسمع الحديث من أبي الفتح بن البَطِّي، وحدَّث وحفظ "مختصر الخِرَقي"، وقرأ على أبي الفتح ابن المَنِّي، وصحب الشيخ عبد القادر الجِيْلي مدةً، وتأدَّب به، وكان يُطالع الفقه والتفسير، ويجلس في رباطه للوعظ، وكان رباطه مَجْمعًا للفقراء، وأهل الدِّين، والفقهاء والغرباء الذين يرحلون إلى أبي الفتح ابن المَنِّي، وكان الاشتغال في رباطه بالعلم أكثر من الاشتغال في سائر المدارس، سكنه الشيخ موفق الدِّين المقدسي، والحافظ عبد الغني وأخوه الشيخ العماد، والحافظ عبد القادر الرُّهاوي، وغيرهم من أكابر الرحَّالين لطلب العلم.
قال أبو الفرج بن الحنبلي: ولما قدمت بغداد، سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة، نزلت الرباط، ولم يكن فيه بيت خالٍ، فعمَّرت به بيتًا وسكنته، وكان الشيخ محمود وأصحابه يُنكرون المنكر، ويريقون الخمور، ويرتكبون الأهوال في ذلك، وضُرب مرَّاتٍ، وهو شديدٌ في دِين الله، له إقدام وجهاد، وكان كثير الذّكر، قليل الحظِّ من الدنيا، وكان يسمى شيخَ الحنابلة، قال: وكان يهذِّبنا ويؤدِّبنا، وانتفعنا به كثيرًا.
وقال أبو شامة: كانت له رياضاتٌ وسياحاتٌ ومجاهداتٌ، وساح في بلاد الشام وغيرها، وكان يؤثر أصحابه، وانتفع به خلقٌ كثيرٌ، وكان مهيبًا لطيفًا كيِّسًا باشًّا مُبْتَسمًا، يصوم الدَّهر، ويختم القرآن كلَّ يوم وليلة، ولا يأكل إلَّا من غزل عمَّته، توفي ليلة الأربعاء عاشر صفر، سنة تسعٍ وست مئة بالموصل، ودفن بمقبرة الجامع العتيق. انتهى.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 65.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 38.
وذكره ابن رجب
(1)
بنحوه.
1056 - (ت 609 هـ): الفُضَيل بن عمر بن منصور بن علي بن الرائِض، أبو مَنْصور الحنبلي المقرئ، الكاتب البغدادي
.
ذكره ابن النجَّار فقال: ولد سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة، وقرأ بالروايات على علي بن عساكر البطائِحي، وكتب الخط المنسوب طريق الشيخ ابن البوَّاب، وكان كهلًا حسنًا، مُتدينًا، ساكنًا، طيِّب الأخلاق، مَرْضِيَّ السيرة، محمود الأفعال، كيِّسًا متواضعًا، مات في جمادى الآخرة، سنة تسعٍ وست مئة، ودفن بباب حرب. كذا في "القطف الدَّان".
1057 - (ت 609 هـ): أحمد بن مُبشر بن يزيد بن علي أبو العبَّاس المقرئ، الحنبلي الواسِطي
.
ذكرته في "القطف" بما ملخصه: صحب صَدَقَة بن الحسين الواسطي، وتفقَّه عليه، وقدم معه إلى بغداد واستوطنها إلى أن توفي، سمع بالبصرة أبا إسحاق إبراهيم بن عطية المقرئ، وأبا الحسن بن المُعين الصُّوفي، وبواسط من أبي الفرج بن السَّوادي، وأبي الحسين علي بن المبارك الشاهد، وببغداد من أبي الوقت عبد الأوَّل السِّجْزي، والنقيب أبي جعفر المكِّي، وبالكوفة من أبي الحسن بن غبرة الحارثي وغيرهم، وحدَّث عنهم، سمع منه الدُّبَيْثي وغيره، ومولده سنة خمسٍ وعشرين وخمس مئة، ومات ببغداد في جمادى الآخرة، سنة تسعٍ وست مئة.
1058 - (ت 609): يحيى بن سالم بن مفلح البغدادي، نزيل الموصل أبو زكريا، الحنبلي
.
ذكره ابن العماد
(2)
فقال: سمع ببغداد من أبي الوقت، وتفقه على صدقة بن
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 63 - 64.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 39.
الحسين بن الحداد، وحدَّث. توفي في شهر رمضان، سنة تسع وست مئة، ودفن بمقبرة الجامع العتيق.
1059 - (ت 610 هـ): إبراهيم بن علي بن محمد بن المبارك بن أحمد بن بَكْروس، البغدادي، الفقيه الحنبلي، أبو إسحاق المعدّل شمس الدين
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة سبعٍ وخمسين وخمس مئة، ثامن عشري جمادى الأول، ذكر القادسي أن أباه سماه: عبد الرحمن، فرأى في منامه النبي صلى الله عليه وسلم وأمره أن يُسَمِّيه إبراهيم، ويكنيه أبا محمد، وقرأ القرآن على عمِّه، وسمع من أبيه وعمِّه، ومن أبي الفتح بن البَطِّي وجماعةٍ كثيرةٍ، واشتغل بالمذهب على أبيه وعمِّه وبالخلاف على أبي الفتح ابن المَنِّي، ولازمه مدةً، وشهد عند قاضي القضاة الشَّهْرُزُوري، وولي نيابة الجامع، ثم ولي النيابة بباب النَّوى، سنة أربعٍ وست مئة، فغيّر لباسه، وتغيَّرت أحواله، وأساء السيرة بكثرة الأذى والمصادرة، والجنايات على الناس، والسعي بهم.
قال ابن القادسي: حدَّثني عبد العزيز بن دُلَف قال: كان ابن بَكْرُوس يلازم قبر معروف الكرخي، سمعته يدعو أكثر الأوقات: اللهم مَكِّني من دماء المسلمين، ولو يومًا واحدًا، فمكَّنه الله تعالى من ذلك.
وقال ابن الساعي: حدثني عبد العزيز الناسخ أنه وعظ ابنَ بَكْروس يومًا، فقال: يا شيخ اعلم أني قد فرشت حصيرًا في جهنم، فقمت متعجبًا من قوله، ولم يزل على ذلك إلى أن قُبض عليه في ربيع الآخر، وضُرب حتى تَلِف، ومات ليلة الخميس ثامن عثمر جمادى الأولى سنة عشر وست مئة.
قال ابن القادسي: قرأ سورة {يس} فلما بلغ إلى قوله تعالى: {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ} ، جعل يكررها إلى أن مات. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 39 - 40.
وذكره ابن رجب
(1)
، وجزم بأن وفاته سنة إحدى عشرة وست مئة، لا سَنَة عشر.
وقال ابن رجب في الانتصار له: وجد أبو شامة في ابن بَكْروس مجالًا للمقال، فقال فيه وأطال، وأظهر بعض ما في نفسه فيه وفي أمثاله، حيث لم يمكنه القول في أكابر الرجال، وذكر أنه رُمِيَ به في دجلة، وهذا لم يصحّ بحال. انتهى.
وذكر ابن كثير في "تاريخه"
(2)
أن وفاته سنة إحدى عشرة وست مئة. والله أعلم.
1060 - (ت 610 هـ): إسماعيل بن علي بن حسين، البغدادي، الأَزَجي، المأموني، فخر الدين، أبو محمد، ويعرف بابن الرَّفَّاء المناظر، ويعرف أيضًا بغلام ابن المَنِّي، الفقيه الحنبلي
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد سنة تسعٍ وأربعين وخمس مئة، ولازم أبا الفتح نصر بن المَنِّي مدةً، وسمع شُهْدةَ، وكانت له حلقةٌ كبيرةٌ للمناظرة، والاشتغال بعلم الكلام والجدل، ولم يكن في دينه بذاك، وتخرَّج به جماعة، وأجاز لعبد الصَّمد بن أبي الجيش المقرئ، وولَّاه الخليفة الناصر النَّظرَ في قُراه وعقاره الخاص، ثم صرفه. وقد حطَّ عليه أبو شامة، ونسبه إلى الظلم في ولايته، وكذلك ابن النجَّار، مع أنه قال: كان حسن العبارة، جيِّد الكلام في المناظرة، مقتدرًا على رَدِّ الخصوم، وكانت الطوائف مُجْمِعَةً على فضله وعلمه، وقال: رُتِّب ناظرًا في ديوان المطبق مُدَيْدة، فلم تُحمد سيرته، فعُزل واعتقل مدةً بالديوان، ثم أطلق ولزم منزله، قال: ولم يكن بدينه بذاك، ذكر لي ولده أبو طالب عبد الله، في معرض المدح، أنَّهُ قرأ المنطق والفلسفة على ابن مرقيس الطبيب النصراني، ولم يكن في زمانه أعلم منه بتلك العلوم، وأنه كان يتردَّد إليه إلى بِيْعَة النصارى، قال: وسمعت من أثق به من العلماء يقول: إنه
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 69 - 70.
(2)
البداية والنهاية: 13/ 68.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 40 - 41.
صنَّف كتابًا سماه "نواميس الأنبياء" يذكر فيه أنهم كانوا حكماء، كهرمس وأرسطاطاليس. قال: وسألت بعض تلامذته الخصِّيصين به، فما أثبته ولا أنكره. قال: ومكان متسمحًا في دينه متلاعبًا به، ولم يزد على ذلك، قال: وكان دائمًا يقع في الحديث وفي رواته، ويقول: هم جُهَّالٌ لا يعرفون العلوم العقلية، ولا معاني الحديث الحقيقية، بل هم مع الظاهر، ويذمهم ويطعن عليه، وله شعر.
وتوفي كما قال أبو شامة والقادسي في ربيع الأول، وقال ابن النجَّار: يوم الثلاثاء، ثامن ربيع الآخر، سنة عشر وست مئة، ودفن من يومه بداره بدرب الجُب، ثم نقل إلى باب حرب، سامحه الله. انتهى.
وذكره ابن كثير في "تاريخه"
(1)
وقال: يعرف بابن الماشِطة، وذكر له تعليقةً في الخلاف.
وذكره ابن رجب في "طبقاته"
(2)
وقال: قد حطَّ عليه أبو شامة، وأظنُّه أخذ ذلك عن "مرآة الزمان"، وذكر له تصانيف منها التعليقة المشهورة، و"المفردات"، وكتاب، "جَنة الناظر وجُنَّة المناظر" في الجدل.
1061 - (ت 610 هـ): محمد بن مكي بن أبي الرَّجاء بن علي ابن الفضل، الأصبهاني المَلِيْحي، الحنبلي المؤدب
.
قال ابن العماد
(3)
: سمع من مسعود الثقفي وخلق كثير، وعُني بهذا الشأن، وقرأ الكثير بنفسه، وكتب بخطِّه، وخرَّج وأفاد الطلبة بأصبهان، وحدَّث، وأجاز للحافظ المنذري، وأبي الحسن بن البخاري، وأحمد بن شيبان، وقَدْ رَوَيا عنه بالإِجازة، وتوفي سنة عشرٍ وست مئة، في العشر الأواخر من ذي الحجة بأصبهان. انتهى.
(1)
البداية والنهاية: 13/ 65.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 66 - 67.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 42 - 43.
- (ت 610 هـ): يحيى بن يحيى الأَزَجيّ. [انظر: 1023].
تقدمت ترجمته سنة إحدى وست مئة.
1062 - (ت 610 هـ): محمد بن حمَّاد بن محمد بن جوخان، البغدادي الضَّرير، الحنبلي الفقيه، أبو بكر
.
قال ابن العماد
(1)
: سمع الحديث من ابن البَطِّي وشُهْدة، وحدَّث بيسير، وحفظ القرآن، وقرأه بتجويد وأَقرأه، وتفقَّه على ابن المَنِّي، وتكلَّم في مسائل الخلاف. وتوفى يوم الأربعاء سَلخ رمضان، سنة عشرٍ وست مئة ببغداد، وقد ناطح السبعين، ودفن بباب حرب. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بنحوه.
1063 - (ت 610 هـ): محمد بن علي بن محمد بن كرم أبو العَشَائر بن البَلَوي، السَّلامي المعدِّل الحنبلي
.
قال ابن العماد
(3)
: سمِع من ابن البَطِّي وجماعة وتفقَّه قي مذهب أحمد بن حنبل. وقرأ طرفًا من العربية على ابن الخشَّاب، وشهد عن قاضي القضاة العباسي، وكان يؤم بمسجدٍ بالجانب الغربي من بغداد، وحدّث، وسمع منه قوم من الطلبة، وكان غاليًا في التَسنُّن، حتى إنه يقول أشياء لا يلزم التلفظ بها منها: إن بلالًا خير من موسى بن جعفر ومن أبيه، وكان ذلك في وزارة القمّي الشيعي فنفاه إلى واسِط، وكان ناظِرُها غاليًا في التشيُّع، فأخذه وطرحه في مطمورة إلى أن مات بها، سنة عشرٍ وست مئة، وانقطع خبره عن الناس في هذه السنة، يعني سنة عشرٍ وست مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
بنحوه.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 43.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 68.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 43.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 68 - 69.
1064 - (ت 610 هـ): هلال بن محفوظ، الرَّسْعَني الجزيري، الفقيه الحنبلي
.
قال ابن العماد
(1)
: رحل إلى بغداد، وسمع بها من شُهْدة الكاتبة وغيرها، وتفقَّه بها، وبيته بالجزيرة بيت مشيخة وصلاح، حدَّث برأس العَيْن، وسمع منه جماعة، وتوفي في سنة عشرٍ وست مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بنحوه.
1065 - (ت 611 هـ): أحمد بن محمد بن محمد بن الحسين بن الفَرَّاء البغدادي، جمال الدين، أبو العباس، القاضي ابن القاضي أبي يعلى أبي خازم بن القاضي أبي يعلى الكبير الحنبلي
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد بواسِط، إذْ كان أبوه قاضيها بعد الأربعين وخمس مئة بقليل، وسمع الكثير من أبي بكر بن الزَّاغُوني، وسعيد بن البَنَّاء، وأبي الوقت وابن البَطِّي وخلقٍ كثير، وعُني بالحديث، وكتب بخطه الكثير لنفسه وللناس، وشهد عند ابن الدَّامغَاني. قال ابن القادسي: كان خيرًا، من أهل الدين والصيانة، والعِفَّة والديانة، وحَدّث وسمع من ابن الدُّبَيْثي وغيره، وتوفي ليلة الجمعة، ثاني عشري شعبان، سنة إحدى عشرة وست مئة، ودفن عند أبيه بباب حرب. انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
بنحوه.
1066 - (ت 611 هـ): عبد السلام بن عبد الوهاب بن عبد القادر، الكِيْلاني الحنبلي
.
تقدم ذكر أبيه وجده. أما عبد السلام هذا فقال ابن العماد
(5)
: هو ركن الدين،
(1)
شذرات الذهب: 5/ 44.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 68.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 44.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 76 - 77.
(5)
شذرات الذهب: 5/ 45.
مولده ليلة ثامن ذي الحجة، سنة ثمانٍ وأربعين وخمس مئة، وسمع الحديث من جدِّه، وابن البَطِّي وشُهْدة وغيرهم، وقرأ وكتب وتفقَّه بجَدَّه، ودرَّس بمدرسة جدِّه، وكان حنبليًا، وولي عدة ولايات، وكان أديبًا كيِّسًا مطبوعًا، عارفًا بالمنطق، والفلسفة والتنجيم، وغير ذلك من العلوم الرديَّة، وبسبب ذلك نسب إلى عقيدة الأوائل، حتى قيل: إن والده رأى عليه يومًا ثوبًا بُخاريًا فقال: والله هذا عجب، ما زلنا نسمع البخاري ومسلم، فأما البخاري وكافر، فما سمعناه! وكان أبوه كثير المُجون والمداعبة كما تقدَّم في ترجمته، وكان عبد السلام هذا غير ضابطٍ للسانه، ولا مشكورًا في طريقته وسيرته، يُرمى بالفواحش والمنكرات.
وقد جرت عليه محنة في أيام الوزير ابن يونس، فإنه كبس دار عبد السلام هذا، وأخرج منها كتبًا من كتب الفلاسفة، ورسائل إخوان الصفا، وكتب السحر والنارنجات، وعبادة النجوم، واستدعى ابنُ يونس العلماءَ والفقهاء، والقضاة والأعيان، وكان ابن الجوزي معه وقرئ في بعضها مخاطبة زحل: أيها الكوكب المضيء النَّيِّر أنت تدبر الأفلاك، وتحيي وتميت، وأنت الهَناء، ويقول في حق المريخ من هذا الجنس، وعبد السلام حاضر، فقال ابن يونس هذا خطك؟ قال: نعم، قال: لِمَ كتبته، قال: لأَرُدّ على قائله، فأمر بإحراق كتبه، فجلس قاضي القضاة والعلماء، وابن الجوزي معهم على سطح مسجد مجاور لجامع الخليفة يوم الجمعة، وأضرموا نارًا عظيمةً تحت المسجد، وخرج الناس من الجامع، فوقفوا على طبقاتهم، والكتب على سطح المسجد، وقام أبو بكر بن المارسْتَانِية، فجعل يقرأ كتابًا كتابًا من مخاطبات الكواكب ونحوها، ويقول: العنوا مَنْ كتبه ومَنْ يعتقده، وعبد السلام حاضر، فتصيح العوام باللَّعن، فتعدى اللَّعن إلى الشيخ عبد القادر، بل وإلى الإِمام أحمد، وظهرت الأحقاد البَدْرية، ثم حكم القاضي بتفسيق عبد السلام، ورُمي طيلسانهُ، وأُخرجت مدرسة جده من يده، ومن يد أبيه عبد الوهَّاب، وفوِّضت إلى الشيخ أبي الفرج ابن الجوزي. قال ابن القادسي بعد ذكر ذلك: ثم أودع عبد السلام الحبس مدةً، فلما أفرج عنه أخذ خطه، بأنه يشهد أن لا إله إلَّا الله، وأن محمدًا رسول الله، وأن الإِسلام حق وأن ما كان عليه باطل، وأُطلق، ثم لما قبض على
ابن يونس، رُدَّت مدرسة الشيخ عبد القادر إلى ولده عبد الوهَّاب، ورُدَّ ما بقي من كتب عبد السلام التي أحرق بعضها، وقُبِضَ على الشيخ أبي الفرج بن الجوزي بسعي عبد السلام هذا، ونزل عبد السلام معه في السفينة إلى واسط، واستوفى منه بالكلام والشيخ ساكت، ولما وصل إلى واسط عُقِدَ مجلسٌ حضره القضاة والشهود، وادَّعى عبد السلام على الشيخ بأنه تصرّف في وقف المدرسة، واقتطع من مالها، وأنكر الشيخ ذلك، وكُتب محضرٌ بما جرى، وأمر الشيخ بالمقام بواسط، ورجع عبد السلام.
وذكره ابن النجَّار في "تاريخه"، وذمَّه ذمًّا بليغًا، وذكر أنه لم يحدِّث بشيء، وأنه توفي يوم الجمعة، لثمانٍ خلون من رجب، سنة إحدى عشرة وست مئة، ودفن شرقي بغداد. انتهى.
وذكره ابن شاكر في "فوات الوفيات"
(1)
بترجمةٍ طويلةٍ جدًا.
وكذا ابن رجب في "الطبقات"
(2)
، وغير واحد.
1067 - (ت 611 هـ): عبد المحسن بن يَعِيْش ين إبراهيم بن يحيى الحَرَّاني، الفقيه الحنبلي أبو محمد
.
قال ابن العماد
(3)
: سمع بحرَّان من أبي ياسر بن أبي حَبَّة، ورحل إلى بغداد، فسمع من ابن كُلَيب، وابن الجوزي، وطبقتهما، وقرأ المذهب والخلاف حتى تميَّز، وأقام ببغداد مدةً، ثم عاد إلى حَرَّان فأقام بها، ثم قدم بغداد حاجًّا، سنة عشرٍ وست مئة، وحدَّث بها، وسمع منه بعض الطلبة، ثم رجع إلى حَرّان فتوفي بها، سنة إحدى عشرة وست مئة، وهو شاب. انتهى.
(1)
فوات الوفيات: 2/ 324.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 71.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 47.
وذكره ابن رجب
(1)
بنحوه.
1068 - (ت 611 هـ): عبد العزيز بن محمود بن المبارك، أبو محمد ابن الأخضر، الحافظ المُتْقِن، الحنبلي، مُسْنِد العراق الجُنَابِذِي - بضم الجيم وفتح النون، وموحدة ثم معجمة، نسبة إلى جُنابذ، ويقال: كُونابذ، قرية بنَيْسابور - ثم البغدادي
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد يوم الخميس، ثامن عشر رجب، سنة أربعٍ وعشرين وخمس مئة ببغداد، وأول سماعه سنة ثلاثين وخمس مئة، بإفادة أبيه وأستاذه ابن بَكْروس، من القاضي أبي بكر بن عبد الباقي، وأبي القاسم بن السَّمَرْقَنْدي وخلق، وسمع هو بنفسه من أبي الفضل الأُرْمَوي، وابن الزَّاغُوني وابن البَنَّاء، وابن ناصر الحافظ، وأبي الوَقْت وطبقتهم، ومن بعدهم، وبالغ في الطلب، وقرأ بنفسه، وكتب بخطِّه، وحصَّل الأصول، ولازم أبا الحسن بن بَكْروس الفقيه، وابن ناصر، وانتفع بهما، ولم يزل يسمع ويقرأ على الشيوخ لإِفادة الناس إلى آخر عمره.
قال ابن النجَّار: وصنَّف مجموعاتٍ حسنةً في كل فنٍ، ولم يكن في أقرانه أكثر سماعًا منه، ولا أحسن أصولًا، كأنها الشمس في الوضوح، وعليها أنوار الصدق، وبارك الله له في الرواية، حَدَّثَ بجميع مسموعاته ومروياته، صحبتُه مدةً طويلةً، وقرأت عليه الكثير من الكتب الكبار والأجزاء، وأكثر ما جمعه وخرَّجه، وعلَّقت عنه، واستفدت منه كثيرًا، وكان ثقةً حُجةً نبيلًا، ما رأيت في شيوخنا سَفَرًا وحَضَرًا مثله، في كثرة مسموعاته، ومعرفته بمشايخه، وحسن أصوله وحفظه وإتقانه، وكان أمينًا متديِّنًا، جميل الطريقة عفيفًا، أريد على أن يشهد عند القضاة فأبى ذلك، وكان من
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 82.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 46.
أحسن الناس خُلُقًا، وألطفهم طبعًا، من محاسن البغداديين وظرفائهم، ما يَمَلُّ منه جليسُه.
وقال المنذري: حدث نحوًا من ستين سنةً، وصنَّف تصانيف مفيدةً، وانتفع به جماعة، ولنا منه إجازة، وكان حافظ العراق في وقته، وتوفي ليلة السبت بين العشاءين سادس شوال، سنة إحدى عشرة وست مئة، ودفن بمقبرة باب حرب. انتهى المراد منه.
وذكره ابن رجب
(1)
وعَدَّ له مصنَّفاتٍ منها "المقصد الأرشد في ذكر من روى عن الإِمام أحمد" في مجلدين أجزاء عديدة، و"تنبيه اللبيب، وتلقيح فهم المريب، في تحقيق أوهام الخطيب، وتلخيص صفات الأسماء في اختصاص الرسم والترتيب" أجزاءٌ كثيرةٌ، وقد رأيت منه الجزء العشرين، و"فضائل شعبان"، و"طرق جزء الحسن بن عرفة" جزء كبير.
وله غير ما ذكره ابن رجب "معالم العترة النبوية، ومعارف أهل البيت الفاطمية". ذكره ياقوت في "معجمه"
(2)
.
1069 - (ت 611 هـ): محمد بن علي بن نصر بن البَلّ الدُّوري، الواعظ، مهذَّب الدين أبو المظَفَّر الحنبلي
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد سنة ست عشرة، أو سبع عشرة وخمس مئة بالدُّور، وهي دُور الوزير ابن هُبَيْرة، ونشأ بها ثم قَدِم بغداد واستوطنها، وسمع بها من ابن ناصر الحافظ وابن الطَّلَّاية، والوزير ابن جُهير، وابن الزَّاغُوني، وأبي الوقت، وجماعةٍ كثيرةٍ. وقال الشعر، وفُتح عليه في الوعظ، حتى صار يُضاهي ابن الجوزي، ويزاحمه في أماكنه، ولما اعتُقل ابن الجوزي بواسط، خلا للدُّوري الجوُّ، فكان يعظ مكانه، قال ابن نُقطة: سمعت منه، وكان شيخًا صالحًا متعبدًا. وقال المنذري: حدَّث
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 79.
(2)
معجم البلدان: 2/ 165.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 48.
وعُمِّر، وعجز عن الحركة، ولزم بيته إلى أن مات، وهو ابن أربعٍ أو خمسٍ وتسعين سنةً، وكان شيخًا صالحًا متعبدًا. والبَلُّ بفتح الباء الموحدة وتشديد اللام. وقال ابن رجب: توفي يوم الثلاثاء، ثاني عشر شعبان، سنة إحدى عشرة وست مئة. انتهى.
وقد تقدمت ترجمة ابنه محمد في سنة ثمانٍ وتسعين وخمس مئة.
وقد ذكره ابن رجب في "طبقاته"
(1)
بترجمة حسنة.
1070 - (ت 611 هـ): محمد بن معالي بن غُنَيمة أبو بكر ابن الحَلَاوي، عماد الدِّين البغدادي، المأموني، المقرئ، الفقيه الحنبلي، الزَّاهد
.
قال ابن العماد
(2)
: سمع من أبي الفتح بن الكُروخي، وابن ناصر، وأبي بكر ابن الزَّاغُوني وغيرهم، وتفقَّه على أبي الفتح ابن المَنِّي، وبرع في المذهب، حتى قال الذهبي: هو شيخ الحنابلة في وقته ببغداد، وعليه تفقَّه الشيخ المَجْدُ، جَدُّ شيخنا ابن تيمية.
وقال ابن القادسي: له اليد الطُّولَى في المذهب والفتيا، وكان ملازمًا لزاويته في المسجد، قليل المخالطة للناس، إلا لمن عساه أن يكون من أهل الدِّين، ما ألمَّ بباب أحدٍ من أرباب الدنيا، وما قبل لأحدٍ هديةً، وكان أحد الأبدال الذين يحفظ الله بهم الأرض ومَنْ عليها. وقال الناصح بن الحنبلي: كان زاهدًا عالمًا، فاضلًا مشتغلًا بالكسب من الخياطة، ومشتغلًا بالعلم، يُقرئ القرآن احتسابًا، انتهى إليه علم المذهب، وتفقَّه عليه مجدُ الدين ابن تيمية، ويحيى ابن الصَّيْرفي، وسمع منه هو وابن القَطِيْعي. وتوفي ليلة الجمعة، ثامن عشري رمضان، سنة إحدى عشرة وست مئة، ودفن بباب حرب. انتهى.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 74.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 48.
وذكره ابن رجب
(1)
وذكر أن له تصانيف منها: كتاب "المنيرة في الأصول"، ورتَّب كتاب "جامع المسانيد" لابن الجوزي على أبواب الفقه.
1071 - (ت 612 هـ): عبد العزيز بن معالي بن غُنَيمة، أبو محمد الأُشْناني، المعروف بابن مَنِينا الحنبلي
.
قال ابن العماد
(2)
: هو آخر مَنْ روى عن قاضي المَارستان، سمع من جماعة، وتوفي سنة اثنتي عشرة وست مئة، في ذي الحجة عن سبعٍ وثمانين سنة. انتهى.
وذكره ابن كثير في "تاريخه"
(3)
بنحوه وقال: ولد سنة خمس عشر وخمس مئة. انتهى.
1072 - (ت 612 هـ): عبد القادر بن عبد الله بن عبد الرحمن الرُّهَاوي، أبو محمد الحافظ الحنبلي
.
ذكرته في "القطف" بما ملخصه: ولد بالرُّهَا، ونشأ بالمَوْصل وكان مولى لبعض أهل المَوْصل، وطلب العلم، وسمع الكثير، ورحل في طلب العلم إلى الشَّام ومصر والجزيرة، وسمع بالإِسْكَنْدَريَّة من الحافظ أبي طاهر السِّلَفي، ودخل العراق، وسمع من ابن الخَشَّاب، وخلقٍ كثيرٍ من تلك الطبقة، ومضى إلى أصْبَهان، ونَيْسابُور، ومَرُو وهَرَاة، وسمع من مشايخها، وقدم واسط، وسمِع بها، وعاد إلى المَوْصل، وأقام بدار الحديث المظَفَّرية مدةً يُحدَّث، وسكن بَأَخَرة بحَرَّان، ومات في جمادى الأولى، سنة اثنتي عشرة وست مئة، وكان يقول: إن مولده سنة ستٍ وثلاثين وخمس مئة، وكان ثقةً صالحًا، وأكثر سَفَرِهِ في طلب العلم والحديث كان على رجله، وخلَّف كتبًا أوقفها بمسجد كان سكنه بحرَّان، والرُّهاوي: نسبةً إلى الرُّها، بضم الراء ثم هاء بعدها ألف مقصورة، مدينة بالجزيرة بين المَوْصل والشّام. انتهى.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 77.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 50.
(3)
البداية والنهاية: 13/ 70.
وقال ابن العماد
(1)
: كان مملوكًا لبعض أهل المَوْصل، فأعتقه وحُبِّبَ إليه الطَّلبُ، فسمع الحديث الكثير، وصنَّف وجمع، سمع بأصبهان من مسعود الثقفي، وبهمذان من أبي العلاء الهمذاني الحافظ، وأبي زُرْعَة المقدسي، وبِهرَاة من عبد الجليل بن أبي سعد، وبمرو، ونَيْسابور، وسجستان، وبغداد، ودمشق، ومصر، قاله في "العبر".
وقال ابن خليل: كان حافظًا ثبتًا، كثير التصنيف، ختم به الحديث.
وقال أبو شامة: كان صالحًا مَهِيْبًا، زاهدًا، خشن العيش، ورعًا، ناسكًا.
وقال ابن رجب: هو محدِّث الجزيرة، ولد في جمادى الآخرة سنة ستٍ وثلاثين وخمس مئة بالرُّها، ثم أصابه سباء لما فتح زنكي الرُّهَا، سنة تسع وثلاثين وخمس مئة، فاشتراه بَنُو فَهْم الحَرَّانيُّون، وأعتقوه.
وقال ابن الدُّبَيْثي: كان صالحًا، كثير السَّماع ثقةً، كتب الناس عنه كثيرًا وأجاز لنا مرارًا. وقال ابن النجَّار: كان حافظًا متقِنًا، فاضلًا عالمًا، ورعًا متديّنًا، زاهدًا عابدًا، صدوقًا، ثقةً نبيلًا، على طريقة السلف الصالح، لقيته بحَرَّان، وكتبت عنه جزءًا واحدًا، انتخبته من عوالي مسموعاته في رحلتي الأولى.
وقال ابن رجب: سمع منه خلْقٌ كثير من الحفَّاظ والأئمة، منهم: أبو عمرو بن الصلاح، وحدّث عنه ابن نقطة، وأبو عبد الله البِرْزَالي، والضِّياء، وابن خليل، وابن عبد الدائم، وأبو عبد الله بن حمدان الفقيه وهو خاتمة أصحابه. وتوفي يوم السبت ثاني جمادى الأولى، سنة اثنتي عشرة وست مئة بحرَّان. انتهى.
وله تصانيف كثيرة ذكر ابن العماد وابن رجب
(2)
منها: "الأربعون المتباينة الإِسناد والبلاد"، وهو أمر ما سبقه إليه أحد، ولا يرجوه بعده محدِّث لخَرَاب البلاد، و"المادح والممدوح" يتضمن ترجمة شيخ الإِسلام الأنصاري، وفضائله، ومن أثنى
(1)
شذرات الذهب: 5/ 50.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 82.
عليه، وما يتعلق بالمادحين له في تراجمهم وحديثهم، وكذلك مادحو مادحيه، وطال الكتاب بذلك.
1073 - (ت 612 هـ): عبد المُنْعم بن محمد بن الحسين بن سُلَيمان، الباجِسْرائي البغدادي، أبو محمد، الفقيه الحنبلي
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة تسعٍ وأربعين وخمس مئة بباجِسْرا، وقدم بغداد في صباه، فسمع من شُهْدَةَ وغيرها، وقرأ الفقه على أبي الفتح ابن المَنِّي، ولازمه حتى برع، وقرأ الأصول والخلاف والجدل على محمد التُّوقاني الشافعي، وصحب ابنَ الصَقَّال، وصار مُعِيدًا لمدرسته، ثم دَرَّس بمسجد شيخه ابن المَنِّي بالمأمونية مدةً، وكان يؤمُّ بمسجد الآجرة، وشهد عند قاضي القضاة ابن الشَّهْرُزُوري، وكان فقيهًا فاضلًا، حافظًا للمذهب، حسنَ الكلام في مسائل الخلاف، متديِّنًا، حسن الطريقة، ذكر ذلك ابن النجَّار وقال: سمع معنا أخيرًا من مشايخنا فأكثر، وكان حسن الأخلاق متودِّدًا، روى عنه أبو عبد الله ابن الدُّبيثي، وابن السَّاعي بالإِجازة.
توفي يوم الاثنين ثامن عشري جمادى الأولى، سنة اثنتي عشرة وست مئة، ودفن بباب حرب. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
وغيره.
1074 - (ت 612 هـ): محمد بن أبي المعالي عبد الله بن مَوْهُوب بن جامع، البغدادي الصُّوفي الحنبلي، الشيخ نور الدين أبو عبد الله بن البَنَّاء، الشيخ أبي النجيب
.
قال ابن العماد
(3)
: صحب الشيخ أبا النجيب السهْرَوَرْدي، وسمع من ابن ناصر، وابن الزَّاغُوني الحنبليين، وطائفة، وكتب سماعاته، وحدَّث بالعراق
(1)
شذرات الذهب: 5/ 51.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 86.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 53.
والحجاز، ومصر والشام، واستقر بالسُّمَيْسَاطِيَّة إلى أن توفي في ذي القعدة، سنة اثنتي عشرة وست مئة، عن ستٍ وسبعين سنةً. انتهى.
1075 - (ت 612 هـ): حامد بن أحمد بن حَمْد بن حامد بن مفرِّج بن غياث، الأنصاري الأَرْتاحي، المصري، المقرئ، أبو الثناء الحنبلي
.
ذكره ابن رجب في "طبقاته"
(1)
فقال: قرأ بالروايات على أبي الجود وغيره، وسمع بمصر من أبي عبد الله محمد بن الحسين البَرْمَكي، وبمكة من المبارك بن الطبَّاخ، وتصدَّر للإِقراء بالجامع العَتِيق وغيره، وحدَّث وأفاد، وانتفع به جماعة، قرأ عليه بالسَّبْع الحافظ المنذري وغيره، وكان حسنَ الأداء والصوت، ذا مروءة وتفقُّدٍ لإِخوانه. توفي في صفر، سنة اثنتي عشرة وست مئة بمصر، وكان مولده سنة ثلاثٍ وخمسين وخمس مئة. انتهى.
1076 - (ت 612 هـ): عبد الوهاب بن بُزْغُش العِيَبِي، أبو الفتح البغدادي، الحنبلي، المقرئ
.
قال ابن العماد
(2)
. وبُزغُش: بضم الباء الموحَّدة، والزّاي والغين والشين المعجمات، العِيَبِي: بكسر العين وفتح الياء آخر الحروف وكسر الموحَّدة، نسب لذلك لأن أباه كان يحمل العِيَب التي فيها كتب الرسائل، وهو خَتَن الشيخ أبي الفرج ابن الجوزي، ولد سنة ثلاثٍ وأربعين وخمس مئة تقديرًا، وقرأ القرآنَ بالروايات الكثيرةِ على سَعْد الله بن الدَّجَاجي وغيره، وسمع الحديث وحصَّل الكثير من أبي الوَقْت وخلقٍ كثير، وعُني بالحديث، وحصَّل الأصول، وتفقَّه في المذهب.
قال ابن النجَّار: كان حسنَ المعرفةِ بالقراآت، حسنَ الأداء، طيب النغمة، ضابطًا، له معرفة بالوعظ، يُحسن الكلام في مسائل الخلاف، كتبنا عنه وكان صدوقًا، حسن الطريقة متديِّنًا، فقيرًا صبورًا، وزَمِنَ في آخر عمره، وانقطع في بيته مدةً.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة، في ترجمة ابنه أحمد بن أبي الثناء: 2/ 274.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 51.
وقال ابن نقطة: ثقةٌ، لكنه أخرج أحاديث مما قرب سنده، ولا يعرف الرِّجال، فربما سقط من الإِسناد رجلان أو أكثر، وهو لا يدري.
وقال ابن القادسي: حدَّث وسمع منه جماعة، وتوفي ليلة الخميس، خامس ذي القعدة، سنة اثنتي عشرة وست مئة، وصلى عليه من الغد محيي الدِّين ابن الجوزي، ودُفن بباب حرب. انتهى.
وذكره ابن رجب في "الطبقات"
(1)
، وابن الجَزَري في "الغاية"
(2)
وغيرهما.
1077 - (ت 612 هـ): منصور بن أحمد بن أبي العِزِّ بن سعد، البغدادي الحنبلي، المقرئ، الضَّرير
.
سمع دَعْوان بن علي بن حمَّاد الجبائي، وتفقَّه عليه، وعلي ابن السمَّاك، وسمع منه ابن نُقطة، وقال: مات في سنة اثنتي عشرة وست مئة. انتهى ملخصًا من "القطف الدّان".
1078 - (ت 612 هـ): أحمد بن يحيى بن بَرَكة بن محفوظ، أبو العباس، الدَّبيقِي البَزَّار، البغدادي الحنبلي، من دار القند
، كان كثير السماع والرواية، سمع من قاضي المارستان محمد بن عبد الباقي، وتفقَّه عليه وسمع غيره، ومات في شهر ربيع الآخر، سنة اثنتي عشرة وست مئة، وقد تكلَّموا فيه أنه يثبت اسمه فيما لم يسمع، مع كثرة مسموعاته.
وقال ابن العماد في "الشذرات"
(3)
: روى عن قاضي المارستان، وابن زُرَيق القزَّاز، وجماعة، وهو ضعيف، ألحق اسمه في أماكن، وتوفي في ربيع الآخر، سنة اثنتي عشرة وست مئة، عن بضعٍ وثمانين سنة. انتهى.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 88.
(2)
غاية النهاية: 1/ 478.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 49.
وقال الذهبي في "الميزان"
(1)
: زوَّر لنفسه أسْمِعَةً، وأصرَّ عليها. سمع من جمال الدين يحيى بن الصَّيْرفي الحنبلي. انتهى المراد من ترجمته في "القطف الدان".
1079 - (ت 613 هـ): إبراهيم بن علي بن الحسين، أبو إسحاق، البغدادي الحنبلي، أخو الفخر إسماعيل غلام ابن المَنِّي
.
قال ابن العماد
(2)
: سمع الحديث، وتفقَّه في مذهب الحنابلة على أخيه، وتكلَّم في مسائل الخلاف، وكان فقيهًا صالحًا. توفي ثاني عشر ربيع الأول، سنة ثلاث عشرة وست مئة، ودفن عند أخيه بمقبرة الإِمام أحمد. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
بنحوه.
1080 - (ت 613 هـ): إسماعيل بن عمر بن أبي بكر المَقْدسي أبو إسحاق، وأبو القاسم، وأبو الفضل، ويلقب محبِّ الدّين الحنبلي
.
قال ابن العماد
(4)
: سمع بدمشق من أبي اليُمن الكِنْدي وغيره، وبمصر من البُوصيري، والحافظ عبد الغني، وببغداد من ابن الأخضر، وبأَصْبهان من أبي عبد الله محمد بن مكي وغيره، وكانت رحلته مع الضياء بعد الست مئة، وعُني بالحديث، ووصفه جماعة بالحافظ، وتفقَّه وحدّث، وتوفي في ثامن عشر شوال، سنة ثلاث عشرة وست مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(5)
بنحوه، وزاد: وأظنه مات شابًا.
1081 - (ت 613 هـ): أحمد بن عُبيد الله بن قُدَامة المَقْدِسي الحنبلي، أبو الحسن شرف الدين
.
(1)
ميزان الاعتدال: 1/ 163.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 53.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 89.
(4)
شذرات الذهب: 5/ 54.
(5)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 90.
قال ابن العماد
(1)
: وُلد سنة ثلاثٍ وسبعين وخمس مئة، وسمع من أبي الفرج بن كُلَيب وغيره، وحدَّث، وكان فقيهًا فاضلًا، دَيِّنًا عاملًا، جمع الله له بين حسن الخُلُق والخَلْق، والأمانة والمروءة، وقضاء حوائج الإِخوان، والكرم والإِحسان إلى الضعفاء والمرضى، وقضاء حوائجهم، والتَّهجُّد، وكان يقول الحقَّ ولا يحابي أحدًا، وتوفي ليلة رابع عشر ذي القعدة سنة ثلاثَ عشرة وست مئة، ودفن من الغد بسَفْح قاسِيُون، ورُويت له منامات حسنة، ورثاه غير واحد. انتهى ملخصًا.
وذكره ابن رجب
(2)
وغيره.
1082 - (ت 613 هـ): محمد بن عبد الغني بن عبد الواحد المَقْدسي، الحافظ ابنُ الحافظ، عزُّ الدين، أبو الفتح، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد سنة ستٍ وستين وخمس مئة، ورحل إلى بغداد وهو مراهق، فسمع من ابن شاتيل وطبقته، وسمع بدمشق من أبي الفَهْم عبد الرحمن بن أبي العجائز وطائفة، وكتب الكثير، وعُني بالحديث، وارتحل إلى أصبهان وغيرها، وكان موصوفًا بحُسن القِراءة، وجودة الحفظ والفَهْم.
قال الضياء: كان حافظًا، فقيهًا حنبليًا، ذا فنون، ثم وصفه بالدِّيانة المتينة، والمروءة التَّامَّة.
وقال أبو شامة: صحب الملك المُعظَّم عيسى، وسمع بقراءته الكثير، وكان حافظًا ديِّنًا، زاهدًا ورعًا.
وقال الذهبي: روى عنه ابنا تقي الدين أحمد وعز الدين عبد الرحمن، والحافظ ضياء الدين، والشهاب القوصي، والشيخ شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر،
(1)
شذرات الذهب: 5/ 54.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 92.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 56.
وابن البخاري، وآخرون. وتوفي ليلة الاثنين، تاسع شوال سنة ثلاث عشرة وست مئة، ودفن بسَفْح قاسيون.
قال الحافظ الضياء: قال بعضهم كُنا نقرأ عنده ليلة مات، فرأيت على بطنه نورًا مثل السراج. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
وقال: خرَّجَ تخاريج "كالأمالي" وجدتُ منه الجزءَ التاسع والأربعين.
1083 - (ت 614 هـ): إبراهيم بن عبد الواحد المَقْدِسي، أبو إسحاق، عماد الدِّين أخو الحافظ عبد الغني
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد بجَمَّاعِيْل، سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة، وهاجر سنة إحدى وخمسين مع أقاربه، وسمع من عبد الواحد بن هلال وجماعة، وببغداد من شُهْدة، وصالح بن الرحلة، وبالمَوْصِل من خطيبها، وحفظ "الخِرَقي"، و"الغريب" للعزيزي، وألقى الدُّروس، وناظر واشتغل، وقرأ القراآت على أبي الحسن البَطَائِحي، وكان متصدِّيًا لإِقراء القرآن والفقه وَرِعًا تقيًا، متواضعًا سَمْحًا، مِفْضالًا صَوَّامًا قوَّامًا، صاحب أحوال وكرامات، موصوفًا بطول الصلاة. قال الشيخ الموفق: ما فارقته إلَّا أن يسافر، فما عرفته أنه عصى الله بمعصية.
وقال الحافظ الضياء: كان عالمًا بالقرآن والنحو والفرائض، وغير ذلك من العلوم، وكان من كثرة اشتغاله وأشغاله، لا يتفرَّغُ للتصنيف، وكان يشغل بالجبل إذا كان الشيخ موفق الدين بالمدينة، فإذا صَعِد الموفق نَزَل هو فأشغل بالمدينة، وكان يشغل بجامع دمشق من الفجر إلى العشاء، لا يخرج إلَّا إلى ما لا بدّ منه، يُقرئ القرآن، والعلم، فإذا لم يبق له مَنْ يشتغل عليه، اشتغل بالصلاة، وكان داعيةً إلى السُّنَّة، وتعلَّم العلم والدين، ما أعلم أنه أَدخل نفسه في شيء من أمر الدنيا،
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 90.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 57.
ولا تعرَّض لها، ولا نافس فيها، وكان يحترز في الفتاوى احترازًا كثيرًا، وكان كثير الورع والصدق، سمعته يقول لرجل: كيف ولدك؟ فقال الرجل: يُقَبِّل يدك، فقال: لا تكذب.
وكان كثير الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، خرج مرةً إلى قوم من الفُسَّاق، فكسر ما معهم، فضربوه، ونالوا منه حتى غُشي عليه، فأراد الوالي ضرب الذين نالوا منه، فقال: إن تابوا ولزموا الصلاة فلا تُؤذِهم، فإنهم في حِلِّ من قِبَلي، فتابوا ورجعوا عما كانوا عليه.
وسمعت الإِمام أبا إبراهيم محاسن بن عبد الملك التنوخي يقول: كان الشيخ العماد جوهرة العصر، وكان كثير التواضع يذمُّ نفسه ويقول: أيش يجيء منِّي، وكان يكثر في دعائه من قول: اللهم اجعل عملنا صالحًا، واجعله لوجهك الكريم خالصًا، ولا تجعل لأحدٍ فيه شيئًا، اللهم خلِّصني من مظالم نفسي، ومظالم كلِّ شيء قبل الموت، ولا تُمتني ولأَحَدٍ عليَّ مظلمةٌ يَطلُبني بها بعد الموت، ولا بدَّ من الموت، فاجعله على توبةٍ نصوحٍ بعد الإِخلاص من مظالم نفسي، ومظالم العباد، قتلًا في سبيلك، على سنّتك وسنّة رسولك، شهادةً يغبطني بها الأولون والآخرون، واجعل النَّقْلة إلى رَوْحٍ وريحان في جنات النَّعيم، ولا تجعلها إلى نُزُلٍ من حميم، وتَصْلِيَةِ جحِيم.
قال الضياء: وتوفي رحمه الله ليلة الخميس، وقت العشاء الآخرة، وكان قد صلى تلك الليلة المغرب بالجامع، ثم مضى إلى بيته وكان صائمًا، فأفطر على شيءٍ يسير، ولما جاءه الموت جعل يقول: يا حيُّ يا قيوم، برحمتك أسْتغيثُ، واستقبل القِبْلة، وتشهَّد، ومات.
وقال سِبْط ابن الجوزي: غُسِّل وقت السَّحر، وأخرجت جنازته إلى جامع دمشق، فما وسع الناس الجامع، وصلَّى عليه الموفَّق بحلقة الحنابلة بعد جهدٍ جهيدٍ، وكان يومًا لم يرَ الناسُ مثله في الإِسلام، كان أول الناس عند مغارة الدم، ورأس الجبل إلى الكهف، وآخرهم بباب الفراديس، وما وصل إلى الجبل إلى آخر النهار،
توفي فجأةً في سابع عشر ذي القعدة، سنة أربع عشرة وست مئة. انتهى المراد منه.
وذكره ابن رجب
(1)
بترجمة لا يسعها هذا الموضع، وذكر له مصنفاتٍ منها: كتاب "الفروق" في المسائل الفقهية، وآخر في الأحكام، وقال: إنه لم يتمه.
1084 - (ت 614 هـ): عبد الرحمن بن عبد الغني بن محمد، أبو القاسم الغَسَّال ابن الحنبلي
.
ذكره الذهبي في "المشتبه"
(2)
وقال: أسمعه والده من نُوشْتَكين الرِّضواني، وعلي بن عبد العزيز السَّمَّاك، وغيرهما. وتوفي سنة أربع عشرة وست مئة. انتهى.
1085 - (ت 615 هـ): أحمد بن أحمد بن أحمد بن كرم بن أبي غالب بن قتيل، أبو العباس البَنْدَنِيجي، الحنبلي، الحافظ البغدادي، المقرئ، محدِّثُ بغداد
.
قال ابن العماد
(3)
: البَنْدَنِيجي بفتح الباء الموحدة والمهملة، وسكون النون الأولى وكسر الثانية، ثم تحتية وجيم نسبة إلى بَنْدَنِيْجَين بلفظ المثنى، بلدٌ قرب بغداد، ولد في ربيع الأول، سنة إحدى وأربعين وخمس مئة، وتلقَّن القرآن من أبي حكيم النَّهْرَوَاني، وقرأ بالروايات على أبي الحسن البَطائِحي وغيره، وسمع الحديث الكثير من أبي بكر ابن الزَّاغُوني وأبي الوَقْت، وخلق.
قال الدُّبَيْثي: كان وافر السماع، كثير الشيوخ، حسن الأصول، حدَّث بالكثير، وسمع منه جماعة. وقال ابن ناصر الدين: هو محدِّث بغداد، كان حافظًا مُكثرًا، لكنه غيرُ عمدةٍ، رماه ابن الأخضر، وكذَّبه، وقَبِله غيرُه. وتوفي في ثالث عشري رمضان، سنة خمس عشرة وست مئة، وله نحو الستين سنةً، ودفن بباب حرب، قاله ابن رجب في "طبقاته". انتهى.
وذكره ابن الجزري
(4)
وغيره.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 93.
(2)
المشتبه: 142.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 62.
(4)
غاية النهاية: 1/ 37.
1086 - (ت 615 هـ): عبد الكافي بن بدر بن حسان، الأنصاري، الشَّامي، المعروف بالنجَّار، المِصْري، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(1)
: كان صالحًا كثير الصيام والتعبد، سمع من البُوْصِيْري، والأَرْتَاحي، وعبد الغني الحافظ، وربيعة بن نزار، وغيرهم، وعلَّق عنه المُنْذِري شيئًا، وتوفي في ثالث عشري رمضان، سنة خمس عشرة وست مئة، وله نحو الستين سنةً، ودفن بالمُقَطَّم من مصر، قاله ابن رجب. انتهى.
1087 - (ت 615 هـ): عبد الرحمن بن عُمر بن أبي نَصْر بن علي بن عبد الدائم، ابن الغَزال، البغدادي، الحنبلي، الواعظ، أبو محمد شهاب الدين
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد في جمادى الآخرة، سنة أربع وأربعين وخمس مئة، وسمع الكثير بإفادة أبيه وبنفسه من الحافظ ابن ناصر، وسعيد بن البَنَّاء، وأبي بكر بن الزَّاغُوني، وأبي الوقت وغيرهم، وعُنِيَ بهذا الشأن، وله في الخَطَّ الطَّريقة الحسنة المعروفة، ووعظ مدةً، ومال إلى مدح الحلَّاج وتعظيمه، ولقد أخطأ في ذلك.
قال ابن النجَّار: سمعت بقراءته كثيرًا، وكان سريع القراءة والكتابة، إلَّا أنه قليل المعرفة بأسماء المحدِّثين، وحدَّث وسمع منه جماعة، وأجاز للمُنْذِري وغيره، وروى عنه ابن الصَّيْرَفي. وتوفي يوم الثلاثاء، نصف شعبان، سنة خمس عشرة وست مئة، ودفن بباب حرب. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
وقال: رأيت بخطه جزءًا من أخبار الحلَّاج، الظاهر أنه جمعه، ويروي فيه بالأسانيد عن شيوخه، ومال إلى مدح الحَلَّاج وتَعْظِيمه واستشهد بكلام ابن عقيل بتصنيفه القديم الذي تاب منه، ولقد أخطأ في ذلك.
قال ابن النجَّار: وسمعت منه، وكان سريع القراءة والكتابة، إلَّا إنه كان لَحَنَةً
(1)
شذرات الذهب: 5/ 62.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 64.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 106.
قليل المعرفة بأسماء المحدِّثين، قال: وقرأت بخط شيخنا أبي الفتوح، نصر بن الحُصري عبد الرحمن بن الغزال: لا يُحَتَّج بقراءته ولا بخطه، وهو ساقط. انتهى.
1088 - (ت 615 هـ): عُبيد الله بن المبارك بن الحسن بن طِرَاد البَامَاوَرْدِي، أبو القاسم بن أبي النَّجم الحنبلي، المعروف بابن القابلة
.
تقدَّمت ترجمة أبيه سنة إحدى وسبعين وخمس مئة، أما عُبيد الله هذا فسمع أبا القاسم يحيى بن ثابت بن بُنْدار، وغيره، وكان مولده سنة تسعٍ وثلاثين وخمس مئة تقريبًا، وتوفي سنة خمس عشرة وست مئة، وهو من ساكني قَطِيْعَة العَجَم، بباب الأَزَج من بغداد، كذا في "القطف الدَّان".
1089 - (ت 615 هـ): عيسى بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن قُدامة بن مِقْدام بن نَصْر بن عبد الله، المَقْدِسي، ثم الدِّمشقي الصَّالِحي الحنبلي، مجد الدين بن مُوَفَّق الدين
.
قال ابن رجب
(1)
: تفَقَّه، وسمع الكثير بدمشق من جماعة كثيرة من أهلها، ومن الوَاردِين عليها، وسمع بمِصْر من إسماعيل بن ياسين، والبُوصِيْري، والأَرْتاحي، وفاطمة بنت سَعْد الخَيْر، وغيرهم، وحدّث. ذكره المُنْذِري وقال: وَلِيَ الخطابة والإِمامة بالجامع المُظَفَّري بسفح قاسِيُون، قال: واجتمعتُ معه بدمشق، وسمعت معه من والده. وتوفي في جمادى الآخرة، في خامسه أو سادسه، سنة خمس عشر وست مئة. انتهى.
1090 - (ت 616 هـ): عبد الله بن الحسين بن عبد الله العُكْبَري، أبو البَقَاء البغدادي، مُحبُّ الدين، الضَّرير، الحنبلي، النحوي، الفَرَضي، صاحب التصانيف
.
قال ابن العماد
(2)
: قرأ القراآت على ابن عساكر البَطائحي، وتأدَّب على ابن الخشَّاب، وتفقَّه على أبي يَعْلى الصَّغير، وروى عن ابن البَطَّي وطائفة، وحاز
(1)
ذيل طبقات الحنابلة، في ترجمة أبيه عبد الله بن أحمد: 2/ 143.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 67.
قصبة السبق في العربية، وتخرَّج به خلقٌ، ذهب بصره في صغره بالجُدَري، وكان ديّنًا ثقةً، قاله في "العبر".
وقال ناصح الدين ابن الحنبلي: كان إمامًا في علوم القرآن، إمامًا في الفقه، إمامًا في اللغة، إمامًا في النحو، إمامًا في العروض، إمامًا في الفرائض، إمامًا في الحساب، إمامًا في معرفة المَذْهب، إمامًا في المسائل النَّظريات، وله في هذه الأنواع من العلوم مصنفاتٌ مشهورةٌ، قال: وكان مُعيدًا للشّيخ أبي الفَرَج بن الجوزي، وكان متدينًا، قرأت عليه كتاب "الفصيح" لثعلب من حفظي.
وقال ابن أبي الجَيْش: كان يفتي في تسعة علومٍ، وكان أوحدَ زمانه في النحو واللُّغة والحساب، والفرائض، والجبر، والمقابلة، والفقه، وإعراب القرآن، والقراآت الشَّاذَّة، وله في كلَّ هذه العلوم تصانيفُ كِبارٌ وصغارٌ ومتوسطات، وذكر أنه قرأ عليه كثيرًا.
وقال ابن البخاري: قرأت عليه كثيرًا من مُصنَّفاته، وصحبته مدةً، وكان حسنَ الأخلاف، مُتواضعًا، كثير المحفوظ، مُحِبًّا للاشتغال والإِشغال ليلًا ونهارًا، ما تمضي عليه ساعةٌ بغير اشتغال أو إشغال، حتى إن زوجته تقرأ له بالليل كتب الأدب وغيرها.
وقال غيره: كان إذا أراد أن يصنَّف كتابًا أُحِضَرتْ له عدةُ مصنّفاتٍ في ذلك الفن، وقُرِئت عليه، فإذا حصَّله في خاطره أملاه.
وتوفي ليلة الأحد ثامن ربيع الآخر، سنة ست عشرة وست مئة، ودفن بمقبرة الإِمام أحمد بباب حرب. انتهى المراد منه.
وذكره ابن رجب
(1)
، وذكر له مصنفاتٍ منها: كتاب "تفسير القرآن" و"البَيَان في إعراب القرآن" في مجلدين، "إعراب الشَّواذ"، "متشابه القرآن"، "عدد الآي"، "إعراب الحديث"، "التعليق في مسائل الخلاف" في الفقه، "شرح الهداية لأبي الخَطَّاب" في الفقه، "المَرام في نهاية الأحكام" في المذهب، كتاب "مذاهب
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 109.
الفقهاء"، "الناهض في علم الفرائض"، "بُلْغة الرائض في علم الفرائض" كتاب آخر في الفرائض، قلت: اسمه "التلخيص"، "المُنَقَّح من الخَطَل في علم الجدل"، "الاعتراض على دليل التلازم ودليل التنافي" جزء، "الاستيعاب في علم الحساب"، "اللباب في البناء والإِعراب"، "الإيضاح شرح اللُّمَع"، "التلقين في النحو"، "التلخيص في النحو"، "الإِشارة في النحو"، "التعليق على مُفَصَّل الزَّمخْشَري"، "شرح الحماسة"، "غوامض الألفاظ اللُّغوية للمقامات الحريرية"، "شرح خطب ابن نُباتة"، "شرح بعض قصائد رُؤبة"، "شرح لغة الفقه" أملاه على ابن النَجَّار الحافظ، "شرح ديوان المتنبي"، "أجوبة مسائل وردت من حَلَب"، "مسائل مفردة"، "المَشُوفُ المُعْلَم" في ترتيب إصلاح المنطق على حروف المعجم، "تلخيص أبيات شعر لأبي علي"، "تهذيب الإِنسان بتقويم اللّسان" "الإِعراب عن علل الإِعراب"، هذا ما ذكره ابن رجب من تصانيفه.
وله غيرها، فذكر له الصَّفَدي في "نَكْت الهَمْيان":"الترصيف في التصريف"، و"إملاء ما مَنَّ به الرحمن من وجوه الإِعراب والقراآت في جميع القرآن"، وكتاب "الموجز في إيضاح الشعر المُلْغَز". وله غير ذلك أيضًا منها:"نزهة الطَّرْف في إيضاح قانون الظَّرف"، و"الإِفْصَاح عن معاني الصَّحَاح"، و"الانتصار لحمزة فيما نسبه إليه ابن قتيبة في مشكلِ القرآن"، و"التهذيب في النَّحْو"، "شرح الحماسة"، "شرح كتاب سيبويه"، "شرح لامية العجم" وغيرها.
1091 - (ت 616 هـ): عُثمان بن مُقْبل بن قاسم الياسِرِي، أبو عمر، الواعظ الحنبلي
.
سمع ابن الخشَّاب وشُهْدة الكاتبة، وكان يَعِظ الناس. ومات في ذي الحجة، سنة ست عشَرة وست مئة، واليَاسِرِي: نسبةً إلى اليَاسِرِيَّة، بالياء بعدها ألف، ثم سين مكسورة، فراء مكسورة أيضًا، فياء مُثَقَّلة فهاء: قريةٌ بينها وبين بغداد ميلانِ، كذا في "القطف".
وقال ابن العماد
(1)
: عثمان بن مُقْبل بن القاسم اليَاسِري، البغدادي، الفقيه الحنبلي، الواعظ. أبو عُمَرَ، وجَمال الدين، من أهل الياسِرِيَّة، من قرى بغداد، على نهر عيسى، قدم بغداد، وسمع بها من ابن الخَشَّاب، وشُهْدة الكاتبة، وطبقتهما، ومن دونهما، وتفقَّه على أبي الفتح ابن المَنَّي، ووعظ ولازم الوعظ.
ذكره ابن أبي الجَيْش في شيوخه وقال: له تصانيف، وقد حدَّث، وسمع منه جماعة.
وقال ابن الحنبلي: مات ضاحي نهار الحادي والعشرين من ذي الحجة، سنة ست عشر وست مئة، ودفن بباب حَرْب. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
وقال: وأظنُّ ابن الصَّيْرفي الحَرَّاني روى عنه، وتفقَّه عليه، فإنه يقول عنه: شيخُنا. وقرأ عليه عبد الرزَّاق الرَّسْعَني.
1092 - (ت 616 هـ): محمد بن عبد الله بن الحسين السَّامَرَّي، أبو عبد الله، نَصير الدَّين، الفقيه الفَرَضي، المعروف بسُنَيْنَه - سين مهملة مضمومة، ونونين مفتوحتين، بينهما ياء ساكنة تحتية
.
ذكره ابن العماد
(3)
وقال: ابن النجَّار: ولد سنة خمسٍ وثلاثين وخمس مئة بسَامَرَّا، وسمع من ابن البَطَّي، وأبي حكيم النَّهْرَوَاني وغيرهما ببغداد، وتفقَّه على أبي حكيم النَّهْرَوَاني، ولازمه.
وبرع في الفقه والفرائض، وصنف فيهما التصانيف المشهورة، وولي القضاء بسَامَرَّاء وأعمالها مدةً، ثم ولي القضاء والحِسْبة ببغداد، ثم عُزل عن القضاء، وبقي على الحِسْبة، ثم عُزِل عنها، وولي إشراف ديوان الزِّمام، وعزل أيضًا، ولُقَّب في أيام ولايته مُعَظَّم الدَّين، ولما عُزِل لَزِمَ بيته مدةً، ثم أذن له بالعَوْدِ إلى بلده، فعاد إليها،
(1)
شذرات الذهب: 5/ 69.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 122.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 70.
ثم رجع إلى بغداد في آخر عمره، وبها توفي.
قال ابن النجَّار: كان شيخًا جليلًا، فاضلًا نبيلًا، حسنَ المعرفة بالمذهب والخلاف، وله مصنفاتٌ فيها حسنة، وما أظنُّه روى شيئًا من الحديث.
وقال ابن السَّاعي المؤرِّخ: كتبت عنه، وأجاز للشيخ عبد الرحيم ابن الزَجَّاج. توفي ليلة الثلاثاء، سابع عشري رجب، سنة ست عشرة وست مئة، ودفن بمقبرة باب حَرْب. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
وقال: رأيت لأبي عبد الله بن الوليد المحدِّث رسالةً إليه، يعاتبه فيها على قوله: إن أحاديث الصفات لا تُقبل لكونها أخبار آحاد. وبسط القول في ذلك على طريقة أهل الحديث، وملأها بالأحاديث والآثار المُسْنَدَة.
وقد ذكر ابن العماد
(2)
وابن رجب
(3)
له تصانيف منها: كتاب "المستوعب" في الفقه، وكتاب "الفروق". وقال ابن العماد: وفي هذين الكتابين فوائد جليلة، ومسائل غريبة. وكتاب "البُسْتَان" في الفرائض.
1093 - (ت 616 هـ): أحمد بن علي بن داود، أبو العباس النَصْري الخَبَّاز الحنبلي
.
سمع من أبي المعالي أحمد بن منصور الغزال وغيره. وتوفي في جمادى الآخرة سنة ست عشرة وست مئة، والنَّصْري: نسبةً إلى النَّصْرِيَّة، مَحَلَّةٌ ببغداد. كذا في "القطف".
1094 - (ت 617 هـ): محمد بن أبي المكارم الفَضْل بن بختيار بن أبي نصر، اليَعْقُوبي الخطيب الواعظ، أبو عبد الله، بهاء الدين الحنبلي، المعروف بالحُجَّة
.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 121.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 70.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 121.
قال ابن العماد
(1)
: مولده في ربيع الأول سنة ثلاثٍ وأربعين وخمس مئة بيعقوبا، وسمع ببغداد من ابن الجوزي وطبقته، ومن أبي الوَقْت، والشيخ عبد القادر، وولي الخطابةَ ببلده يعقوبا، وحدَّث بها، وبإرْبل وغيرها. وحدّث بأحاديث فيها وَهْم، فعرف الخطأَ فيها، فترك روايتها، وقرأ كتابه "شرح العبادات الخمس" على أَبي الفتح بن المَنَّي، سنة إحدى وثمانين وخمس مئة، وكتب له عليه: قرأه عليَّ مصنفه الشيخ الأجل، العالم الفقيه، بهاء الدين، حُجَّة الإِسلام قراءةَ عالمٍ بما فيه من غرائب الفوائد، وعجائب الفرائد.
توفي في جمادى الأولى سنة سبع عشرة وست مئة بدقوقا، ودفن بها. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بنحوه.
وذكر له ابن العماد وابن رجب من التصانيف كتاب "غريب الحديث"، و"شرح العبادات الخمس لأبي الخطاب".
1095 - (ت 617 هـ): عبد الله بن عبد العزيز بن جعفر اليُونيْني، أبو عثمان، الزَّاهد، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(3)
: كان شيخًا مَهِيْبًا، طُوالًا، حادًّا، تامَّ الشجاعة، أمَّارًا بالمعروف، نهَّاءً عن المنكر، كثير الجهاد، دائم الذَّكر، عظيمَ الشأن، منقطعَ النَّظِيرْ، صاحب مجاهَداتٍ وكرامات.
توفي يوم السبت عاشر ذي الحجة، سنة سبع عشرة وست مئة، وقد جاوز الثمانين. انتهى.
1096 - (ت 618 هـ): عبد الرحيم بن النَّفِيس بن هبة الله بن وَهْبان بن رُومي
(1)
شذرات الذهب: 5/ 76.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 123.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 73.
بن سَلْمان بن صالح بن محمد بن وَهْبان، السُّلَمِيُّ الحَدِيْثيُّ، ثم البغدادي، أبو نصر، الفقيه الحنبلي، المحدِّث الإِمام.
قال ياقوت الحَمَوي في "معجم البلدان"
(1)
: هو صديقنا ورفيقنا، اصطحبته مدةً ببغداد، ومَرُو، وخُوارزم في السماع على المشايخ، وكانت بيننا مودةٌ صادقةٌ، وكان عارفًا بالحديث ورجاله وعلومه، عارفًا بالأدب، قيِّمًا باللُّغة جدًا، وخصوصًا لغة الحديث، وكان مع ذلك فقيهًا مُناظرًا، وكان حسنَ العِشرة متودِّدًا، مأمون الصُّحْبة، صحيحَ الخاطر، مع دينٍ متينٍ. خلفتُه بخُوارِزْم في أول سنة سبع عشرة وست مئة، فقتلته التَّتَرُ بها شهيدًا، وما روى إلا القليل. انتهى.
وقال ابن العِمَاد
(2)
: ولد في عاشر ربيع الأول، سنة سبعين وخمس مئة ببغداد، وسمع الكثير من أبي الفتح بن شاتيل وخلقٍ، وبالغ في الطلب، وارتحل فيه إلى الشام، والجزيرة، ومصر، والعراق، وخُراسَان، وما وراء النهر، وخُوارِزْم، وتفقَّه في المذهب، وتكلَّم في مسائل الخلاف، وحدَّث ببغداد ودمشق، وغيرهما.
قال ابن النجَّار: كان مليحَ الخطَّ، صحيح النَّقْل والضبط، حافظًا متقنًا، ثقةً صدوقًا، قال النَّظْم والنثر الجيَّد، وكان من أكمل الناس ظرفًا ولطفًا، وحسن خلقٍ، وطيب عِشرةٍ وتواضعٍ، وكمال مروءة ومسارعة إلى قضاء حوائج الإِخوان، قُتل شهيدًا في فتنة التَّتَار بخُراسان، سنة ثمان عشرة وست مئة. انتهى ملخصًا.
وذكره ابن رجب
(3)
بنحوه.
1097 - (ت 618 هـ): عبد الغني بن قاسم بن عبد الرَّزاق بن عَيّاش، الهَلْباوي، أبو القاسم، المَقْدِسي المِصْري، الفقيه الحنبلي، الزَّاهد
.
قال ابن العماد
(4)
: سمع من البُوْصِيْري وغيره، وتفقَّه في المذهب، وانقطع إلى
(1)
معجم البلدان: 2/ 231.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 80.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 128.
(4)
شذرات الذهب: 5/ 81.
الحافظ عبد الغني ولازمه، وكتب عنه كثيرًا من مصنفاته وغيرها، ذكر ذلك المُنْذِرِي وقال: سمع معنا من جماعةٍ من شيوخنا، وصحب جماعةً من المشايخ، وكان صالحًا مقبلًا على مصالح نفسه، منفردًا قانعًا باليَسِيْر، يُظْهِر التَّجَمُّل مع ما هو عليه من الفقر، وحدّث. وتوفي ليلة ثامن عشر صفر، سنة ثمان عشرة وست مئة، ودفن من الغد بسفح المقَطَّم. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
بنحوه.
1098 - (ت 618 هـ): علي بن نابت بن طالب، أبو الحسن بن الطَّالبَاني، البغدادي الأَزَجي، الفقيه الحنبليُّ الواعظ، موفق الدين
.
قال ابن العماد
(2)
: سمع ببغداد من صالح ابن الرِّخلة، وشُهْدَة الكاتبة، وسمع بالمَوْصل بالخلاف على ابن يونس الشافعي، وأقام بَحَرَّان مدةً عند الخطيب ابن تَيْمِية، ثم جرى بينه وبينه نَكَدٌ، فقدم دمشق، ثم رجع وأقام برأس العَيْن من أرض الجزيرة، ووعظ هناك وانتُفع به.
قال ابن نقطة: سمعت منه، وسماعه صحيح. وقال المنذري: له اختيارات في المذهب. توفي سنة ثمانِ عشرة وست مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
بنحوه وقال: نابت بالنون، ثم ذكر له اختياراتٍ في المذهب.
1099 - (ت 618 هـ): محمد بن خَلَف بن راجح ين بلال بن هلال بن عيسى ابن موسى بن الفتح بن زُرَيق، المَقْدِسي، ثم الدَّمشقي، الإِمام أبو عبد الله، شهاب الدين الفقيه، الحنبلي، المناظر
.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 123.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 81.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 125.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة خمسين وخمس مئة بجَمَّاعيل، ثم قدم دمشق، وسمع بها من أبي المكارم بن هلال، وقدم مِصْر، فسمع بها بالإِسْكَنْدَرِيَّة من السَّلَفي، وأكْثَرَ عنه، وقدم بغداد، فسمع من ابن الخَشَّاب، وشُهْدة وطبقتهم، وتفقه بها في المذهب والخلاف على ابن المَنَّي حتى برع، وكان بحّاثًا مناظرًا، مُفْحِمًا للخصوم، ذا حظًّ من صلاحٍ وأورادٍ وسلامة صدرٍ، أمَّارًا بالمعروف، نَهَّاءً عن المنكر. قال المُنْذِري: لقيته بدمشق، وسمعت منه، وكان كثير المحفوظات متحرَّيًا في العبادات، حسن الخَلْق والأخلاق، وقال أبو المُظَفَّر سِبْطُ ابنِ الجوزي: كان زاهدًا عابدًا، وَرِعًا فاضلًا في فنون العلم، وحَفِظَ المقاماتِ الحَرِيْرِيَّة في خمسين ليلةً، فتشوَّش خاطره، وكان يغسل باطن عينيه حتَّى قَلَّ نظره، وكان سليم الصَّدر، من الأبدال، ما خالف أحدًا قطُّ، رأيته يومًا وقد خرج من جامع الجبل، فقال له إنسان: ما تروح إلى بَعْلَبَكَّ؟ فقال: بلى، فمشى من ساعته إلى بَعْلَبَكَّ بالقُبْقَاب. وقال أبو شامة: كنت أراه يوم الجمعة قبل الزَّوال يجلس في درج المِنْبَر السُّفلي بجامع الجبل، وبيده كتاب من كتب الحديث وأخبار الصالحين، فيقرؤه على الناس إلى أن يؤذَّن المؤذن للجمعة. وتوفي يوم الأحد سلخ صفر، سنة ثمان عشرة وست مئة، ودفن بسفح قَاسِيُون. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بنحوه.
1100 - (ت 618 هـ): موسى بن الشيخ عبد القادر الجِيْلاني، أبو نصر الحنبلي
.
قال ابن العماد
(3)
: روى عن أبيه، وابن ناصر، وسعيد ابن البَنَّاء، وأبي الوقت، وسكن دمشق، وكان عرِيًّا من العلم. توفي في أول جُمادى الآخرة، سنة ثمان عشرة وست مئةٍ عن ثمانين سنة. قاله في "العبر". انتهى.
1101 - (ت 618 هـ): نصر بن محمد بن علي بن أبي الفرج أحمد
بن
(1)
شذرات الذهب: 5/ 82.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 124.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 82.
الحُصْري، الهَمَذَاني البغدادي، أبو الفتوح، برهان الدين، الحنبلي، المقرئ، المُحَدَّث، الحافظ، الزَّاهد الأديب، نزيل مكة.
قال ابن العماد
(1)
: ولد في شهر رمضان، سنة ست وثلاثين وخمس مئة، وقرأ القرآن بالروايات على أبي بكر ابن الزَّاغُوني، وأبي الكرم الشَّهْرُزُوْري، وابن السَّمِين، وابن الدَّجَاجي. وجماعة، وسمع الحديث الكثير من أبي الوقت، وغيره وخلق كثير، منهم: الشّيخ عبد القادر، وعُني بهذا الشأن، ثم خرج من بغداد، سنة ثمانٍ وتسعين وخمس مئة إلى مكة، واستوطنها، وأمَّ بها الحنابلة، وكان شيخًا صالحًا متعبدًا.
قال ابن الدُّبَيْثي: كان ذا معرفةٍ بهذا الشأن، ونِعْمَ الشَّيْخُ كان عبادةً وثقةً.
وقال ابن النجَّار: وهو خاتمة أصحابه، كان حافظًا حجةً، نبيلًا، جَمَّ الفضائل، كثيرَ المحفوظ، من أعلام الدين وأئمة المسلمين، حدَّث بالكثير ببغداد ومكة، وسمع منه خلقٌ كثيرٌ مِن الأئمة الحفَّاظ، منهم: ابن االدُّبَيْثي، وابن نُقْطة، وابن النَّجَّار، والضِّياء، والبِرْزالي، وابن خليل.
وقال ابن الحنبلي: مات بالمَهْجَم من أرض اليمن، في شهر ربيع الآخر سنة ثمان عشرة وست مئة، وكان خروجه إلى اليمن بأهله لقحطٍ وقع بمكة، وكان ذا عائلة، فنزح بهم إلى اليمن وتوفي بها. انتهى.
وذكره ابن الجَزَري
(2)
وقال: قال الذَّهبي: جاور بمكة نحو عشرين سنة، وأمَّ بالحَطِيْم وأخذ الناس عنه، روى عنه البِرْزالي، والضَّياء المَقْدِسي، والتَّاج علي ابن القَسْطلاني، والنَّجيب مقداد بن أبي القاسم القَيْسي. وأرَّخ وفاته في المحرم سنة تسع عشرة وست مئة.
وذكره ابن رجب
(3)
وأرَّخ وفاته سنة ثمان عشرة وست مئة.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 83.
(2)
غاية النهاية: 2/ 338.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 130.
وذكره ابن كثير
(1)
وأرَّخ وفاته سنة تسع عشرة، والله أعلم.
1102 - (ت 619 هـ): عبد الكريم بن نَجْم بن عبد الوهَّاب بن عبد الواحد، الشَّيْرازِي الدَّمشقي، ابن الحنبلي، أبو الفضائل، شهاب الدَّين الفقيه الحنبلي، أخو ناصح الدين ابن الحنبلي عبد الرحمن، وهو أصغر من الناصح بتسع سنين
.
قال ابن العماد
(2)
: سمع ببغداد من نصر الله القزَّاز، وأجاز له الحافظ أبو موسى المَديْني وغيره، وتفقَّه وبرع وأفتى، وناظر، ودرَّس بمدرسة جَدَّه بدمشق، وهي الحنبلية جوار الرَّوَاحيَّة، سكن بني الأُسْطُواني.
قال أبو شامة: هو أخو البَهاء والنَّاصح، وهو أصغرهم، وكان أبرعهم في الفقه والمناظرة والمحاكمات، بصيرًا بما يجري عند القضاة في الدعاوى والبيِّنات.
وقال ابن السَّاعي في "تاريخه": كان فقيهًا فاضلًا، خيَّرًا عارفًا بالمذهب والخلاف.
وقال غيره: كان ذا قوةٍ وشهامةٍ، وانتزع مسجد الوزير من يد العَلَم السَّخَاوي، وبقي للحنابلة. توفي في سابع ربيع الأول سنة تسع عشرة وست مئة، ودفن بسفح قاسِيُون. انتهى.
1103 - (ت 619 هـ): علي بن إدريس اليَعْقُوبي، الحنبلي الزَّاهد، صاحب الشيخ عبد القادر الجِيْلانِي
.
قال ابن العماد
(3)
: هو سيَّدٌ زاهدٌ عابدٌ ربَّانيٌّ متألِّهٌ، بعيد الصَّيت. توفي في ذي القعدة سنة تسع عشرة وست مئة. انتهى.
1104 - (ت 619 هـ): إمام الحنابلة بمكة
.
(1)
البداية والنهاية: 13/ 99.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 85.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 85.
ذكره ابن كثير في "تاريخه"
(1)
بهذا اللفظ، ولم يزد على ذلك، وأرَّخ وفاته سنة تسع عشرة وست مئة. قلت: ولعله نصر بن أبي الفتح بن علي الحضرمي، برهان الدين الحنبلي، إمام مقام الحنابلة بمكة المكرمة. فقد ذكره العيَّاشي المغربي في "رحلته" المشهورة الكبرى، الواقعة في مجلدين وقال: قال ابن العربي صاحب "الفتوحات المكية" في إجازته للسلطان غازي بن أيوب: قرأت عليه "سنن أبي داود" وغيرها، وأجاز لي بمكة. انتهى. ولم يذكر وفاته فالظَّاهر أنه هذا. والله أعلم.
1105 - (ت 620 هـ): عبد الله بن أحمد بن محمد بن قُدَامة، المَقْدِسي الجَماعِيْلي، الشيخ الإِمام الموَفَّق، الفقيه الحنبلي، صاحب التصانيف الكبار، المعتبرة المفيدة الكثيرة
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد بجمَّاعيل، سنة إحدى وأربعين وخمس مئة، وهاجر مع أخيه الشيخ أبي عمر، سنة إحدى وخمسين، وحفظ القرآن وتفقَّه، ثم ارتحل إلى بغداد، فأدرك الشيخ عبد القادر، فسمع منه ومن هبة الله الدَّقَّاق، وابن البَطَّي وطبقتهم، وتفقَّه على ابن المَنِّي، حتى فاق على الأقران، وحاز قصبَ السَّبْق، وانتهى إليه معرفة المذهب وأصوله، وكان مع تبحُّرهِ في العلوم وتَفَنُّنِه، ورعًا زاهدًا، تقيًا ربَّانيًا، عليه هَيْبةٌ ووَقارٌ، وفيه حِلْمٌ وتَوَدُّدٌ، وأوقاته متفرقةٌ للعلم والعمل، وكان يُفحم الخصوم بالحُجَج والبراهين، ولا يتحرَّج ولا يَنْزعج، وخصمه يصيح ويحترق.
قال الحافظ الضياء: كان تامَّ القامة، أبيض، مشرق الوجه، أَدْعَج العينين، كأنَّ النور يخرج من وجهه لحُسْنِه، واسع الجبين، طويل اللَّحية، قائم الأنف، مَقْرون الحاجبين، لطيف البدن، نحيل الجسم، إلى أن قال: رأيت أحمد بن حنبل في النَّوم فقال: ما قصّر صاحبكم الموفَّق في "شرح الخِرَقي". وسمعت ابن الصلاح المُفْتي يقول: ما أعرف أحدًا في زماننا أدرك درجة الاجتهاد إلا الشيخَ الموَفَّق.
(1)
البداية والنهاية: 13/ 99.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 88.
قلت: جمع له الشيخ الضَّياء ترجمةً في جزأين، ثم قال: توفي في يوم عيد الفطر، سنة عشرين وست مئة، قاله جميعه في "العبر".
وذكر الناصح ابن الحنبلي أنه حَجَّ سنة أربع وسبعين وخمس مئة، ورجع مع وفد العراقِ إلى بغداد، وأقام بها، واشتغلنا جميعًا على الشيخ أبي الفتح، ثم رجع إلى دمشق، واشتغل بتصنيف كتاب "المغني شرح الخِرَقي"، فبلغ الأمل في إتمامه، وهو كتاب بليغ في المذهب، عشر مجلدات، تعب عليه، وأجاد فيه، وجَمَّل به المذهب، وقرأه عليه جماعةٌ، وانتفع بعلمه طائفةٌ كثيرة، قال: ونشأ على سمت أبيه وأخيه في الخير والعبادة، وغلب عليه الاشتغال بالفقه والعلم.
وقال سِبْط ابن الجوزي: كان إمامًا في فنون كثيرة، ولم يكن في زمانه بعد أخيه أبي عمر والعماد، أزهد منه ولا أورع، وكان كثير الحَيَاء، عزوفًا عن الدنيا وأهلها، هينًا لينًا، متواضعًا مُحبًا للمساكين، حسن الأخلاق، جوادًا سخيًّا، مَنْ رآه كأنَّما رأى بعض الصَّحابة، وكان النور يخرج من وجهه، كثير العبادة، يقرأ كل يوم وليلة سبعًا من القرآن، ولا يصلي ركعتي السنّة إلا في بيته اتباعًا للسُّنَّة، وكان يحضر مجالسي دائمًا بجامع دمشق وقاسِيُون.
وقال أبو شامة: كان شيخ الحنابلة، إمامًا من أئمة المسلمين، وعلمًا من أعلام الدِّين في العلم والعمل، وصنّف كُتبًا حِسَانًا في الفقه وغيره، عارفًا بمعاني الأخبار والآثار، سمعت عليه أشياء. وجاءه مرةً الملك العادل يزوره، فصادفه يصلي، فجلس بالقرب منه إلى أن فرغ من الصلاة، ثم اجتمع به، ولم يتجوَّز في صلاته. ومن أظرف ما حكي عنه أنه كان يجعل في عِمامته ورقةً مصرورةً فيها رملٌ يَرْمُل به ما يكتبه للناس من الفتاوى والإِجازات وغيرها، فاتفق ليلةً أن خطفت عِمامته، فقال لخاطفها: يا أخي خذ من العِمامة الورقة المصرورة بما فيها، ورُدَّ العمامة أغطي بها رأسي، وأنت في أوسع الحِلَّ مما في الورقة، فظن الخاطف أنها فضة، ورآها ثقيلةً فأخذها، وردَّ العمامة، وكانت صغيرةً عتيقةً، فرأى أخذ الورقة خيرًا منها بدرجات، فخلَّص الشيخ عِمامته بهذا الوَجْه اللَّطيف.
وقال أبو العباس ابن تَيْمِيَّة: ما دخل الشام بعد الأوزاعي أفقه من الشيخ ابن قُدامة الموفَّق.
وقال الضياء: كان إمامًا في القرآن، إمامًا في التفسير، إمامًا في علم الحديث ومشكلاته، إمامًا في الفقه، بل أوحد زمانه فيه، إمامًا في علم الخلاف، أوحد زمانه فيه وفي الفرائض، إمامًا في الأصول الفقهية، بل أوحد زمانه فيها، إمامًا في النحو والحساب، إمامًا في النجوم السيّارة والمنازل. قال: ولما قدم بغداد قال له الشيخ أبو الفتح بن المَنِّي: اسكن هنا، فإنّ بغداد مفتقرة إليك، وأنت تخرج من بغداد ولا تخلَّف فيها مثلك. وكان العماد يعظَّم الموفق تعظيمًا كثيرًا، ويدعو له ويقعد بين يديه كما يقعد المُتَعَلَّم من العالم.
وقال ابن غنيمة: ما أعرف أحدًا في زماننا أدرك درجة الاجتهاد إلا الموفَّق.
وقال عبد الله اليُوْنيني: ما أعتقد أن شخصًا ممن رأيته حَصَل له من الكمال في العلوم، والصفات الحميدة، التي يحصل بها الكمال سواه، فإنه رحمه الله كان إمامًا كاملًا في صورته ومعناه من الحسن والإِحسان، والحلم والسُّؤْدُد، والعلوم المختلفة، والأخلاق الحميدة، والأمور التي ما رأيتها كملت في غيره. وقد رأيت من كرم أخلاقه، وحسن عشرته، ووفور حِلْمه، وكثرة عِلْمه، وغزير فطنته، وكمال مروءته، وكثرة حَيَائه، ودوام بِشْره، وعزوفه عن الدنيا وأهلها، والمناصب وأربابها، ما قد عجز عنه كبار الأولياء، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ما أنعم الله على عبدٍ نعمةً أفضل من أن يلهمه ذكره"، فقد ثبت بهذا أن إلهام الذكر أفضل الكرامات، وأفضل الذكر ما يتعدَّى نفعه إلى العباد، وهو تعليم العلم والسُّنَّة، وأعظم من ذلك وأحسن، ما كان جِبلَّة، وطبعًا، كالحِلْم والكرم، والفضل والعقل والحياء. وكان قد جَبَلَهُ الله على خُلُق شريف، وأفرغ عليه المكارم إفراغًا، وأسبغ عليه النِّعم، فلطف به في كل حال.
وذكره ابن رجب في "طبقاته"
(1)
، وأطنب في ترجمته، وذكر له تصانيف كثيرةً منها: كتاب "المغني شرح الخِرَقي" في عشر مجلدات، بالخط الدَّقيق، وقال: إنه عظم به النفع، قال: قال عز الدَّين بن عبد السلام: ما طابت نفسي بالفُتْيا حتى صار عندي نسخة "المغني"، مع أنه كان يسامي الشيخ في زمانه. وقال أيضًا: ما رأيت في كتب الإِسلام في العلم مثل المُحَلَّى والمُجَلَّى لابن حزم، وكتاب "المغني" لابن قدامة في جَوْدَتهما، وتحقيق ما فيهما، وله أيضًا "الكافي" أربع مجلدات في الفقه، "المقنع" مجلد في الفقه، "مختصر الهداية" في الفقه مجلد، "العمدة" في الفقه مجلد صغير، "مناسك الحج" جزء، "ذمُّ الوسواس" جزء، وفتاوى ومسائل منثورة ورسائل شتى كثيرة، وله في أصول الفقه "الروضة" مجلد، وله في أصول الدين "البرهان في مسألة القرآن" جزء، "جواب مسألة وردت من صَرْخد في القرآن" جزء، "الاعتقاد" جزء، "مسألة العُلُوَّ" جزءان، "ذمُّ التأويل" جزء، "كتاب القَدَر" جزءان، "فضائل الصحابة" جزءان، وأظنه "منهاج القاصدين في فضل الخلفاء الراشدين"، رسالة إلى الشيخ فخر الدين ابن تَيْمِيَّة في تخليد أهل البدع في النار، مسألة في تحريم النظر في كتب أهل الكلام، وله في الحديث "مختصر العلل للخَلّال" مجلد ضخم، "مشيخة شيوخه" جزء، وأجزاء كثيرة خرجها وله في اللغة والأنساب ونحو ذلك:"قنعة الأريب في الغريب" مجلد صغير، "التبيين في نسب القرشيين" مجلد، "الاستبصار في نسب الأنصار" مجلد.
وله في الفضائل والزهد والرقائق ونحو ذلك كتاب "التوابين" جزآن، كتاب "المتحابَّين في الله" جزآن، "الرِّقَّة والبكاء" جزآن، "فضائل عاشوراء" جزء، "فضائل العشر" جزء، وله مقدمة في الفرائض، وله أشعار كثيرةٌ جيدة.
وذكره المرداوي في "الإِنصاف" ....
وقد تفقَّه عليه خلقٌ كثير، منهم ابن أخيه الشيخ شمس الدين عبد الرحمن،
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 133 - 149.
وروى عنه جماعةٌ من الحُفَّاظ وغيرهم، منهم ابن الدُّبَيْثي، والضَّياء، وابن خليل، والمُنْذِرِي، وعبد العزيز بن طاهر بن ثابت الخيَّاط المقرئ. وتوفي بمنزله بدمشق، يوم السبت، يوم عيد الفطر، سنة عشرين وست مئة، وصُلَّي عليه من الغد، وحمل إلى سفح قاسِيون، فدفن به، وكان جمعٌ عظيم لم يُرَ مثله، رحمه الله.
1106 - (ت 620 هـ): عبد الحميد بن مُرَّي بن ماضي القَرَاوي، أبو محمد الحسباني، المَقْدسي، الفقيه، الحنبلي، نزيلُ بغداد
.
قال ابن العماد
(1)
: سمع الكثير من ابن كُلَيْب، وطبقته، وحَدَّث عنه بنسخة "ابن عرفة" سمعها من الحافظ الضَّياء، وتفقَّه في المذهب، وكان حسنَ الأخلاق، صالحًا، خيرًا، مُتَوَدَّدًا، توفي ليلة الثلاثاء ثالث جمادى الآخرة، سنة عشرين وست مئة، ودفن بباب حَرْب.
قال ابن النجَّار: أظُنَّه جاوزَ الخمسين بيسير. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بمثله. وذكرته في "القطف" وأنَّه روى وسمع من ابن كُلَيْبٍ، وابنِ الجوزي، وغيرهما.
والقَرَاوِيُّ: نسبة إلى القَرَاوَى قرية من أعمال نابُلُس.
1107 - (ت 620 هـ): محمد بن أبي الحسن بن أبي نَصْر، أبو الفَضْل، البغدادي، الضَّرير، الحَنبْلي، المُقرئ، المعروف بالخطيب
.
قال ابنُ الجَزَري في "الغاية"
(3)
: قرأ القراآت على سَعْد الله بن نَصْر بن الدَّجَاجي، وتفقَّه عليه وعلى علي بن عساكر البَطائِحي، وسمع من أبي الفتح بن البَطِر، وأقرأ الناسَ حتى مات في المحرَّم، سنة عشرين وست مئة. انتهى.
1108 - (ت 621 هـ): أحمد بن محمد القادِسي، الضَّرير، الحنبلي
.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 92.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 133.
(3)
غاية النهاية: 2/ 127.
قال ابن العماد
(1)
: كان خشنَ العيش، طلب المستضيءُ بالله مَنْ يصلي به التراويح، فأحضروه فقالوا: ما مذهبُك؟ قال: حنبلي، فقالوا: ما يمكن أنْ يُصليَ بدار الخليفة حنبليٌّ. فقال القادسي: أنا حنبلي، وما أُريد أن أصليَ بكم؟ فسمعهُ الخليفةُ فقال: صَلَّ على مذهبك، وكانَ مُلازمًا لابن الجوزي، وبه انتفع.
وتوفي سنة إحدى وعشرين وست مئة انتهى.
وذكره ابن كثير في "تاريخه"
(2)
فقال: هو أحمد بن محمد بن علي القادسي، الضرير، الحنبلي، والدُ صاحبِ "الذيل على تاريخ ابن الجوزي"، وكان القادِسي هذا يُلازم حضور مجلس أبي الفرج ابن الجَوْزي ويُزهره لما يسمع من الغرائب، ويقول: والله إنَّ ذا مَليح، فاستقرض منه الشيخُ مرةً عشرةَ دنانير، وصار يحضُر ولا يتكلَّم، فقال الشيخ مرة: هذا القادِسي لا يقرضنا شيئًا، ولا يقول: والله إن ذا مليح. ثم ذكر نحو ما تقدم.
وقد ذكرته في "القَطْف" أيضًا.
1109 - (ت 621 هـ): أحمد بن أبي الفتح يوسف بن محمد الأَزَجي، المُشْتَري، أبو العباس الحنبلي، مُسنِدُ وقته
.
قال ابن العماد
(3)
: سمع من الأُرْمَوِي وابن الطَّلَّايَة، وابن ناصر، وطائفة، وتفرَّد بأشياء، توفي في شعبان سنة إحدى وعشرين وست مئة. انتهى.
1110 - (ت 621 هـ): يحيى بن سعيد بن علي بن يعقوب، البغدادي، القُطُفْتِيُّ، الفقيه، المُعَدَّل، الحنبلي، أبو محمد ويُقال: أبو زكريا المعروف بابن غَالِيَة، بالغين المعجمة
.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 94.
(2)
البداية والنهاية: 13/ 104.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 94.
ذكره ابن رجب
(1)
وقال: سمع من ابن البَطَّي وأبي الفتح بن المَنَّيّ وتَفَقَّهَ عليه، وحَصَّلَ طرفًا صالحًا من الفقه، ونظر في علم الحِساب وغيره، وشهد عند الحُكَّام، ووَلِيَ خيرية باب النوبي ثم عزل وناب في نظر المارستان، وكتب عنه ابنُ السَّاعِي، وسمع منه عبد الصمد بن أبي الجَيْش وقال: هو خالي، ولم يُؤرخ وفاتَه، وبقي إلى حدود العشرين وست مئة، أو بعدها. انتهى.
1111 - (ت 622 هـ): أحمد بن أبي المكارم بن شكر بن نِعمة بن علي بن أبي الفتح بن حسن بن قُدامة بن أيُّوب بن عبد الله بن رافع المقدسي، الخطيب، الحنبلي، خطيبُ قرية مَرْدَا من عمل نابلس
.
ذكره ابن العماد
(2)
وقال: قال الضَّياء: سافر إلى بغداد في طلب العلم، واشتغل، وحَصَّلَ في مدةٍ يسيرةٍ ما لم يُحَصَّلْهُ غيرُه في مدةٍ طويلة، وسمع الحديث ببغداد، وبجبل قاسيون، وسمعت شيخَنا الإِمامَ عمادَ الدين إبراهيمَ بنَ عبدِ الواحد غيرَ مرةٍ يَغْبِطُهُ بما هو عليه من كثرة الخير، ثم ذكر له كراماتٍ من تكثير الطعام في وقت احتيج فيه إلى تكثيره، ومن المعافاة من الصَّرَعِ بما يكتبه.
وقال المنذري: توفي بمَرْدَا سنة اثنتين وعشرين وست مئة انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
بنحوه.
1112 - (ت 622 هـ): أحمد بن علي بن أحمد المَوْصلي، الفقيه، الحنبلي، الزَّاهد، أبو العَبَّاس المعروف بالوَتَّارَة، ويقال: ابن الوتارة
.
قال ابن العماد
(4)
: قال المنذري: سمع على عُلُوَّ سِنَّه من المتأخرين.
وقال الناصح بنُ الحنبلي: كان يعرف مسائل "الهداية" لأبي الخطاب، ويأكل
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 181.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 99.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 163.
(4)
شذرات الذهب: 5/ 99.
من كسب يده، ولباسُه الثوبُ الخام، وانتفع به جماعةٌ، وصارت له حُرمةٌ قويةٌ بالمَوْصِل، واحترام من جانب صاحبها، ومَنْ بَعْدَهُ، وتوفي بالموصل رابع عشر ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وست مئة انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
قال: قال ابن الساعي: هو شيخٌ، صالحٌ، كثيرُ العبادة يُعتَقَدُ فيه، ويُتَبَرَّكُ به، أمَّارًا بالمعروف، نَهَّاءًا عن المنكر، وسمَّى جده محمدًا. وقال ابن الصَّيْرفي: توفي سنة ثلاث وعشرين وست مئة وهو غلط. انتهى.
1113 - (ت 622 هـ): محمد بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله ابن تيمية أبو عبد الله الحرَّاني، الأصولي، المفسَّر، الخطيب، الفقيه، الحنبلي، الواعظ، المحدِّث، فخر الدين شيخ حرَّان وخطيبُها، وواعظُها ومفتيها
.
ذكرته في "القطف" بما ملخصه: وُلِدَ في أواخر شعبان، سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة بحرَّان، وقرأ القرآن على والده نحو عشر سنين، وكان والدُه زاهدًا يُعَدُّ من الأبدال، وشرع في الاشتغال بالعلم من صغره، وتردَّد إلى أبي الكرم فِتيان بن مباح، وأبي الحسن بن عَبْدُوس وغيرهما، ثم ارتحل إلى بغداد، وسمع بها الحديث من المبارك بن الخضير، وأبي الفتح بن البَطِّي، وسعد الله بن الدَّجاجي ويحيى بن ثابت بن بُنْدار، وأبي بكر بن النَّقُّور، وأبي الفضل بن شافع، وعلي بن عساكر البطائِحي، وأبي الحسن اليُوسُفي، وأخيه أبي النصر، وأبي الفتح بن شاتيل، وشُهْدة، وغيرهم، وسمع أيضًا بحرَّان من أبي النَّجيب الشَّهْرُزُورِي، وأبي الفتح أحمد بن أبي الوفاء، وأبي الفضل حامد بن أبي الحجر، وأخذ عنه التفسير أيضًا، ولازم أبا الفرج بنَ الجوزي ببغداد، وسمع كثيرًا من تصانيفه، وقرأ عليه كتابَه "زاد المسير" في التفسير قراءةَ بحثٍ وفهم، وقرأ الأدب على أبي محمد ابن الخشَّاب، وبرع في الفقه والتفسير وغيرهما، ورجع إلى بلده، وجَدَّ في الاشتغال والبحث، ثم أخذ في التدريس والوعظ، والتصنيف، وشرع في إلقاء التفسير بكرةَ كلَّ يوم بجامع حرَّان في
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 164.
سنة عشر وست مئة وكان مجموع ذلك في ثلاث وعشرين سنة، ذكر ذلك في أول تفسيره الذي صَنَّفَه، وكان رجلًا، صالحًا، يُذكر له كراماتٌ، وخوارق ولأهل حرَّان فيه اعتقادٌ ظاهرٌ، صالح، وكان نافذَ الأمر فيهم، مُطاعًا، وولي الخَطابة، والإِمامة بجامع حرَّان، والتدريس بمدرسة النُّورية، وبينه وبين موفق الدين ابنِ قدامة مراسلاتٌ ومكاتباتٌ.
توفي ليلة الأحد حادي عشر صفر سنة اثنتين وعشرين وست مئة بحرَّان. انتهى.
وذكر له ابن رجب
(1)
ترجمةً طويلةً جدًا قال فيها: سمِع منه خلقٌ كثير من الأئمة والحُفَّاظ منهم ابن نقطة، وابن النجَّار، وسِبْط ابن الجَوْزي، وابن عبد الدائم، وروى عنه عبُد الرحمن بنُ محفوظ الرَّسْعني، وأبو عبد الله بن حمدان الفقيه والأَبَرْقُوهي، وأخذ عنه العلم جماعةٌ، منهم ولدهُ أبو محمد عبد الغني خطيبُ حَرَّان، وابنُ عمه الشيخُ المجدُ عبد السلام. انتهى.
وذكره ابن خلكان
(2)
وابن العماد
(3)
، وابن الشطي
(4)
وأفرد له عبدُ الغني ترجمةً في مجلد.
وله مصنفاتٌ منها: "تفسير القرآن الكبير" في مجلداتٍ كثيرة وهو تفسيرٌ حسنٌ جدًا، ومنها ثلاثةُ مصنفاتٍ في المذهب الحنبلي على طريقة الوسيط والبسيط والوجيز للغزالي أكبرها "تخليص المطلب في تلخيص المذهب"، والثاني وهو أوسطها "ترغيب القاصِد في تقريب المقاصد" وثالث وهو أصغرها "بلغة الساغب وبغية الراغب"، وله "شرحُ الهداية لأبي الخَطَّاب" لم يُتِمَّهُ، وديوان الخطب الجُمعية وهو مشهورٌ، ومصنفات في الوعظ، وله "الموضح في الفرائض" وغيرها، وذكر له
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 151.
(2)
وفيات الأعيان: 4/ 386.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 102.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 54.
المرداوي في "الإِنصاف" كتاب "الطريقة" حيث قال: والصحيح ....
1114 - (ت 622 هـ): عبد الله بن علي بن أحمد بن الزيتوني، أبو محمد البَوَازَيْجِي - بفتح الموحدة والواو والزاي وتحتية وجيم نسبة إلى بوازيج بلد قرب تكريت - الحنبلي
.
قال ابن العماد
(1)
: سمع من ابن الفاخر، وابن بُنْدار، وابن الرَّحْبي، وغيرهم.
قال ابن السَّاعي: كان حنبليًا خَيِّرًا، صالحًا محسنًا، صاحبَ سَنَدٍ ورواية، وله شعرٌ، وتوفي سنة اثنتين وعشرين وست مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بأبسط مما هنا، فليراجع.
1115 - (ت 622 هـ): محمد بن علي بن مكي بن ورخزا، البغدادي، الفقيه، الحنبلي، المعدّل، أبو عبد الله
.
قال ابن العماد
(3)
: تفقَّه على ابن المَنَّيَّ، وأفتى وناظر وشهد عند الزَّنْجَانِي، ورتب مشرفًا على وكلاء الخليفة النَّاصر، وكان فقيهًا، فاضلًا، خَيَّرًا، دَيَّنًا، ثقةً، خبيرًا بالمذهب.
قاله ابن رجب، وله شعرٌ جيَّد، وتوفي يوم الجمعة العشرين من جمادى الأولى، سنة اثنتين وعشرين وست مئة، ودُفِنَ بمقبرة باب حرب انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
بنحوه.
1116 - (ت 622 هـ): عمرو بن رافع بن عُلوان، الزَّرْعي، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(5)
: قال ناصح الدين بن الحنبلي: قَدِمَ من زرع في عشر الستين،
(1)
شذرات الذهب: 5/ 103.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 162.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 103.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 163.
(5)
شذرات الذهب: 5/ 103.
وهو ابنُ نَيَّفٍ وعشرينَ سنة، ونزل عندنا في المدرسة هو ورفيقٌ له، واشتغلوا على والدي، وسمعوا دَرْسَهُ وحافظوا كتاب "الإِيضاح" وكان هذا الفقيه الحنبلي عمرو يحفظ كثيرًا وسريعًا، وعمل الفرائض فأسرع في معرفتها، ورحل إلى حران وأقام بها مدة يشتغل، ثم رجع إلى دمشق ثم إلى زرع، وأقام بها يفتي ثم أضَرَّ في آخر عمره، ومات بزرع سنة اثنتين وعشرين وست مئة انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
بنحوه.
1117 - (ت 622 هـ): يعيشُ بنُ مالكٍ بنِ هبةِ الله بنِ رَيْحَان الأَنْبَارِي، ثم البغدادي، الفقيه، الحنبلي، الزَّاهد، أبو المكارم
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد سنة إحدى وأربعين وخمس مئة تقريبًا، وسمع من ابن الدَّجَاجي، وصَدَقَةَ بنِ الحُسَيْن، وأبي زُرْعَة المَقْدِسي، وآخرين. قال المنذري: كان من فضلاءِ الفقهاء، مُتَدَيَّنًا، معتزلًا عن النَّاس، ولنا منه إجازَةٌ، وتوفي ليلة الخميس خامس عشري ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وست مئة، ودُفِنَ من الغد بباب حرب. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
بأبسط مما هنا.
1118 - (ت 622 هـ): إبراهيم بن المُظَفَّر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن البرني، البغدادي، الحربي، ثم المَوْصلي، الواعظ، المحدِّث، أبو إسحاق بن أبي منصور الحنبلي، برهانُ الدين
.
ذكره ابن حجر في "اللسان"
(4)
وقال: ولد سنة ست وأربعين وخمس مئة، وتفقَّه على مذهب أحمد بن حنبل، وسمع من ابن البَطَّي وشهْدَةَ وغيرهما، ووَلِيَ
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 166.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 106.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 164.
(4)
لسان الميزان: 2/ 149.
مشيخة دارِ الحديث بالمَوْصِل، وكان فاضلًا، روى عنه الدُّبَيْثِي وأحمد بن عبد الدائم، وجماعة وأجاز للأَبَرْقُوهِي.
وقال ابنُ عطية: فيه تساهلٌ، وكانت وفاتُه سنة اثنتين وعشرين وست مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
قال: وقال الناصح ابن الحنبلي: كان واعظًا، فاضلًا من أهل السُّنَّة، لم يكن بالموصل أعرف بالحديث والوعظ منه.
وقال المنذري: كان فاضلًا، متَدَيِّنًا، ولنا منه إجازة.
وقال ابنُ الساعي: كان خَيَّرًا قَدِمَ بغداد مرارًا. انتهى المراد منه.
1119 - (ت 623 هـ): أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن مَنْصور السَّعْدِي المَقْدسي، ثم الدَّمشقي، أبو العبَّاس الحنبلي، المعروف بالبخاري، أخو الحافظ ضياء الدين محمد، ووالد الفخر علي، مُسْنِدُ عصره
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد في العشر الأواخر من شوال سنة أربع وستين وخمس مئة بالجبل وسمع بدمشق من أبي المعالي بن صابر وغيره، وببغداد من ابن الجوزي وطبقته وبنيسابور وواسط من جماعة، وتفقّه في مذهب أحمد وبرع في المذهب، وأقام مدةً يشتغلُ بالخِلاف على الرضي النيسابوري ولهذا عُرف بالبخاري، ثم رجع إلى الشام وسكن بحمص مدة.
قال المنذري: وهو أول من وَلِيَ القضاء بها.
وقال ابن الدُّبَيْثي: كان إمامًا، عالمًا، مفتيًا، مناظرًا، ذا سَمْتٍ ووقار، وكان كثير المحفوظِ حُجةً، صدوقًا، كثير الاحتمال، تامَّ المروءة، لم يكن في المقادِسَة أفصح منه، واتفقت الألْسِنَةُ على شكره، وشهرتهُ وفضْلُه وما كان عليه يغني عن الإِطالة والإِطناب في ذكره. وروى عنه الضَّياء الحافظُ وغيرهُ، وأجاز للمنذري،
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 149.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 107.
وقال: إنَّه توفي ليلةَ الخميس، خامس جمادى الآخرة سنة ثلاث وعشرين وست مئة، ودُفِنَ من الغد إلى جانب خاله الشيخ موفق الدين ابن قُدامة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
.
1120 - (ت 623 هـ): أحمد بن محمود بن أحمد بن ناصر، البَغْدادي، الحَرِيْمي الحذَّاء، أبو العباس بن أبي البركات الحنبلي
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة تقديرًا، وسمع بإفادة والده من ابن البطَّي، وابن بُنْدار، وابن الدَّجَاجِي، وغيرهم، وتَفَقَّه في مذهب أحمد بن حنبل على والده، وحَدَّث، وأجاز للمنذري.
قال ابنُ السَّاعي: توفي يوم الأربعاء، حادي عشر جمادى الأولى، سنة ثلاثٍ وعشرين وست مئة، ودُفِنَ بمقبرة باب حَرْب. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
بنحوه.
1121 - (ت 623 هـ): أحمد بن ناصر بن أحمد بن محمد بن ناصر الإِسْكاف، الفقيه، أبو العباس بن أبي البركات الحَرْبي، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(4)
: قرأ طرفًا من الفقه على والده، وسمع الحديث من ابن البَطِّي ويحيى بن ثابت بن بُنْدار، وابن الدَّجاجي، وغيرهم، وكتب عنه ابنُ النجَّار، قال: كان شيخًا، حسنًا، فَهمًا متيقَّظًا، توفي يوم الأحد حادي عشر جمادى الأولى، سنة ثلاث وعشرين وست مئة، ودُفِنَ بباب حرب انتهى.
وذكره ابن رجب
(5)
بمثله.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 168.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 107.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 167.
(4)
شذرات الذهب: 5/ 107.
(5)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 168.
1122 - (ت 623 هـ): مُظفَّر بن إبراهيم بن جماعة بن علي بن شامي بن أحمد بن ناهِض بن عبد الرزاق أبو العِزّ، موفق الدين العَيْلاني - بالعين المهملة نسبة إِلى قيس عَيْلان - الحنبلي، الأديب، الشاعر، العَرُوضي، الضَّرير، المصري
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد لخمسٍ بقين من جمادى الآخرة، سنة أربعٍ وأربعين وخمس مئة بمصر، وسمع الحديث من أبي القاسم بن البُسْتِي وابن الصَّابوني، وأبي طاهر السَّلفي، والبُوصِيري، وغيرهم، ولقي من الأدباء جماعةً، وقال الشعر الجَيَّدَ، وبرع في علم العروض، وصَنَّفَ فيه تصنيفًا مشهودًا دَلَّ على حِذْقه، ومَدَحَ جماعةً كثيرة من الملوك والشعراء والوزراء وغيرهم، وحَدَّث بتصنيفه وشيء من شعره.
قال المنذري: سمعت منه، وكانَ بقيةَ فضلاء طبقته. وذكر ابنُ خلكان أنَّه قال: دخلتُ يومًا على القاضي هبةِ الله بنِ شاه الملك الشاعر، فقال لي: يا أديب صَنَّفْتُ نِصْفَ بيتٍ ولي أيامٌ أفكر في إتمامه، قلتُ: وما هو؟ قال:
بياضُ عِذاري من سوادِ عذارِهِ.
قلت: قد حَصَلَ تمامُه: وأنشدت:
كما جُلُّ ناري فيه من جُلَّنَارِهِ.
فاستحسنه وعمل عليه. إلى أنْ قال: وتوفي بمصر يوم السبت في سحره من شهر المحرم سنة ثلاث وعشرين وست مئة، ودفن بسفح المُقَطَّم. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
، وذكره الصَّفَدي في "نكت الهميان"، وذكر له ديوانَ شعر، ومختصرًا في العروض.
1123 - (ت 623 هـ): المبارك بن علي بن أبي الجود الوَرَّاق، أبو القاسم، العتابي، الحنبلي، آخر أصحاب ابن الطَّلَّاية، كان رجلًا صالحًا
.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 110.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 166.
قال الذهبي
(1)
: حدثنا عنه الأَبَرْقُوهِي، وتوفي في المحرم سنة ثلاثٍ وعشرين وست مئة. انتهى.
1124 - (ت 624 هـ): عبد الله بن نصر بن محمد بن أبي بكر الفقيه، الحنبلي المقرئ أبو بكر، قاضي حرَّان ومقرئها
.
ذكره ابنُ الجزري في "الغاية"
(2)
وقال: أستاذٌ رَحَّال صالح، قرأ على أبي بكر بن الباقلاني، وأبي طالب الكَتَّاني المحتسب، ومحمد بن خلف بن بختيار، وهبة الله بن قاسم، وهلال بن أبي الهَيْجَاء، وألَّفَ كتابًا في القراآت، وأقرأ بحرَّان حتى مات سنة أربعٍ وعشرين وست مئة. انتهى.
وذكره ابن العماد
(3)
فقال: رحل إلى بغداد، وتَفَقَّهَ بها، وسَمِعَ الحديث من شُهْدَة، وابنِ شاتيل وطبقتهما، ورحل إلى واسط، وقرأ بها القراآت بالروايات.
قال ابنُ حمدان الفقيهُ: سمعت عليه أشياء، قال: وكان مشهورًا بالدَّيانة والصَّيانة، متوحِّدًا في فنونه وفنونِ القِراءة، وجودة أدائها، وصَنَّفَ في القراآت وعاش خمسًا وسبعين سنة، وتوفي سنة أربعٍ وعشرين وست مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
وذكر له تصانيفَ في القراآت منها: "التذكير" في قراءة السبعة ومنها "مفردة في قراءة الأئمة".
1125 - (ت 624 هـ): عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور، المَقْدسي، الفقيه، الحنبلي، الزَّاهد، أبو محمد بهاء الدين بن عمَّ البخاري
.
قال ابن العماد
(5)
: ولد سنة خمسٍ وقيل: سنة ستٍ وخمسين وخمس مئة،
(1)
سير أعلام النبلاء: 22/ 263.
(2)
غاية النهاية: 1/ 462.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 113.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 171.
(5)
شذرات الذهب: 5/ 114.
وسمع بدمشق من ابن أبي الصَّقْر وغيره. ورحل إلى بغداد، وسمع بها من شُهْدَة، وعبد الحق اليُوسُفي، وطبقتهما، وسمع بحرَّان من أحمد بن أبي الوفاء الفقيه، ويُقال: إِنَّه تفقَّه ببغداد على ابن المَنَّيَّ، وبالشام على الشيخ موفقِ الدين ابنِ قُدامة، ولازمه وَصنف تصانيفَ.
قال سِبْطُ ابنِ الجوزي: كان يَؤمُّ بمسجد الحنابلة بنابُلُس ثم انتقل إلى دمشق، قال: وكان صالحًا ورعًا، زاهدًا، غازيًا، مجاهدًا، جوادًا سَمْحًا.
وقال المنذري: كان فيه تواضع وحُسْنُ خُلُقٍ، وأقبل في آخر عمره على الحديث إقبالًا كُلَّيًا، وكتب منه الكثير، وحدَّث بِنابُلُسَ والشامَ، وتوفي رحمه الله في سابع ذي الحجة سنة أربع وعشرين وست مئة، ودفن من يومه بسَفْح قاسيون. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
وذكر له تصانيفَ منها: "شرح العمدة" للموفق وهو في مجلد نص في أوَّله: أنَّ الماءَ لا ينْجُسُ حتَّى يتغيَّر مطلقًا، ويقال: إِنَّه شرح "المقنع" أيضًا، وذكر المرداوي في "الإِنصاف": شرح "الخرقي" للبهاء، ولعله هذا.
1126 - (ت 624 هـ): عبد الله بن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد الهَمَذَاني، الحَنْبلي
.
تقدمت ترجمة أبيه سنةَ تسعٍ وستين وخمس مئة. أما عبد الله هذا، فقال ابن العماد
(2)
: سمع أباه، ونصر بن المُظَفَّر، وعلي بن محمد المشكاني راوي "تاريخ البخاري"، وجماعة، وتوفي في شعبان سنة أربع وعشرين وست مئة. انتهى.
وفي "اللسان"
(3)
لابن حجر، وللذهبي في "سير أعلام النبلاء"
(4)
ما ملخصه: سمع أباه، وعلي بن محمد المُشْكاني راوي "تاريخ البخاري الصغير" سمعه منه، وأبا
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 170.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 113.
(3)
لسان الميزان 3/ 385 وفيه أن اسمه: عبد البرّ.
(4)
سير أعلام النبلاء: 22/ 263 - 264.
الوقت، والباغبان، وغيرهم، روى عنه الحافظ الضِّياء، وروى عنه بالإِجازة الفخر بن البخاري، وأحمد بن عساكر وغيرهما.
قال ابن نقطة: تغيَّر بعد سنة ست عشرة وست مئة، وبلغني أنَّه ثابَ إلى عقله قبل موته بقليل، وأَنه توفي سنة أربعٍ وعشرين وست مئة. انتهى.
1127 - (ت 625 هـ): داود بن رُسْتُم بن محمد بن سعيد الحرَّاني، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(1)
: سمع من نصر القَزَّاز وغيره، ووصفه المنذري بأنَّه رفيقُه، وذكره ابنُ النَجَّار وأنَّه ناطحَ الستين، توفي ببغداد سنة خمس وعشرين وست مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بمثله.
1128 - (ت 625 هـ): الحسن بن إسحاق بن العَلَّامة، أبي منصور مَوْهُوب بن أحمد الجَوَالِيْقِي، البغدادي، أبو علي الحنبلي
.
قال ابن العماد
(3)
: روى عن ابن ناصر، وأبي بكر بن الزَّاغُوني، وجماعة، وكان ذا دِيْنٍ ووقارٍ، وتوفي سنة خمسٍ وعشرين وست مئة. انتهى.
1129 - (ت 625 هـ): عبد المُحسن بن عبد الكريم بن ظافر بن رافع الحصري، المصري، أبو محمد الفقيه، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(4)
: ولد في أوائل سنة ثلاثٍ وثمانين وخمس مئة بمصر، وسمع بها من أبي إسحاق إبراهيم بن هبة الله، وجماعة كثيرة، ورحل إلى دمشق فتفقَّه بها على الشيخ موفق الدين ابن قدامة، وانقطع إليه مدةً وتخرج به، وسمع منه ومن أبي الفتوح البكري وغيرهما، وسمع بحرَّان من الحافظ عبد القادر الرُّهاوي، وحَدَّث
(1)
شذرات الذهب: 5/ 117.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 172.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 117.
(4)
شذرات الذهب: 5/ 117.
بحمص وبمصر، وكتب بخطَّه، وحصَّل كتبًا، فتوجَّه إلى الحج ففرق وذهب جميع ما معه، وعاد إلى مصر مجرَّدًا من جميع ما كان معه، ولم يزل على سَدادٍ وأمر جميل إلى أنْ توفي في ثالث جمادى الآخرة، سنة خمسٍ وعشرين وست مئة بمصر، ودفن بسفح المُقَطَّم. قاله ابن رجب.
1130 - (ت 626 هـ): أحمد بن نَجْم بن عبد الوهَّاب بن الحنبلي، الدَّمشقي، بهاء الدين، أبو العَبَّاس الحَنْبَلي، أخو الشَّهاب والناصح، وكان أكبرَ الإِخوة
.
ذكره ابن العِمَاد
(1)
وقال: ولد سنة تسعٍ وأربعين وخمس مئة، وسمع من أبي الفضل بن الشَّهْرُزُورِي، وحَدَّث عن الحَيْصَ بَيْص الشاعر، وأجاز للمنذري، وتوفي في حادي عشري ذي القعدة، سنة ست وعشرين وست مئة بدمشق، ودُفن بالجبل. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بنحوه.
1131 - (ت 626 هـ): عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن علي بن محمد، البَغْدادي، الواعظ، الفقيه، الحنبلي، المعدّل ثم الحاكم، موفَّق الدين بن التانرايا، أبو المعالي، وقيل: أبو محمد، وقيل: أبو الفضل
.
قال ابن العماد
(3)
: سمع من عبد الحق اليُوسُفي، وابن شاتيل، ونصر الله القزَّاز، وابن المَنَّيّ، وابن الجوزي، وغيرهم. وتفقَّه على ابن المَنِّيّ، وبرع وناظر، وقرأ الوعظ على ابن الجوزي، ووعظ، قال ابن النجَّار: كان حسنَ الأخلاق، فاضلًا، قال المنذري: وله يدٌ في الوعظ والمناظرة.
وقال ابن رجب: وحدَّث وسَمِعَ منه غيرُ واحد منهم ابن النجَّار، وأجاز
(1)
شذرات الذهب: 5/ 119.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 174.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 119.
للمنذري ولابن أبي الجَيْش، وقال عنه: كان من العَجَم، وتوفي ليلة الاثنين الخامس والعشرين من جمادى الآخرة سنة ست وعشرين وست مئة فجأةً، ودُفن بمقبرة الإِمام أحمد. انتهى.
1132 - (ت 627 هـ): أحمد بن فَهْد بن الحسين بن فهد العَلْثِي، الفقيه الحنبلي، أبو العبَّاس
.
سمع من أبي شاكر السَّقْلاطوني، وشُهدة الكاتبة، وغيرهما، وتَفَقَّه على ابن المَنَّيّ، وكان حسنَ الكلام في مسائل الخلاف، وفيه صلاحٌ ودِيانَةٌ، وكان زِيُّهُ زِيَّ العَوَام في ملبسه، وحَدَّث، سَمِعَ منه جماعةٌ. توفي ليلة الثلاثاء ثاني عشر شعبان سنة سبع وعشرين وست مئة. قاله ابنُ العماد
(1)
.
وذكره ابنُ رجب
(2)
ونسبه: أحمد بن نصر بن الحسين بن فهد، وقال: وله مسجد بالرَّيَّان يصلي فيه، ويقرئ الناس، وأرَّخ وفاتَه مثل ما هنا، وزاد: ودُفِنَ من الغَد بمقبرة الرَّيان خَلْفَ مسجده.
وقال ابنُ النجَّار: وأظُنُّه ناطَحَ السبعين رحمه الله.
1133 - (ت 627 هـ): خلف بن محمد بن خلف الكِنَّرِي أبو الذُّخْر، المقرئ، الحنبلي
.
سكن الموصل من صباه، وسمع بها من أبي منصور بن مكارم المؤدَّب وغيره، وروى عنهم، سمع منه ابنُ النْرَّسِي.
والكِنَّرِي: نسبة إلى كِنَّر بكسر الكاف وتشديد النون وفتحها ثم راء قريةٌ ببغداد كذا في "القطف الدان".
وقال ابن العماد
(3)
: أبو الذُّخر خلف بن محمد بن خلف الكِنَّرِي، البغدادي،
(1)
شذرات الذهب: 5/ 123.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 177.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 123.
الحنبلي، ولد بكِنَّر - قرية من قرى بغداد - سنة خمس وأربعين وخمس مئة، وحفظ بها القرآن، وتفقَّه في المذهب، ثم سافر إلى المَوْصل واستوطنها، وسَمِعَ بها من الخطيب أبي الفضل الطُّوسِي، ويحيى الثقفي وغيرهما، وحَدَّث وأقرأ القرآن، وكتب عنه النَّاس، وكان متَديَّنًا صالحًا، حسنَ الطريقة، توفي في المحرم، سنة سبعٍ وعشرين وست مئة بالمَوْصل. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
بنحوه، وأرَّخَ وفَاتَه سنة تسعٍ وعشرين وست مئة.
1134 - (ت 627 هـ): سَلامةُ بنُ صدقةَ بنِ سَلامة بنِ الصَّوْلي، الحَرَّاني، موفقُ الدينِ أبو الخيّر الفقيه، الحنبلي، الفرضي
.
قال في "الشذرات"
(2)
: سَمِعَ ببغداد من أبي السَّعادات القَزَّاز وغيره، وتفقّه بها.
قال ابن حمدان: كان من أهل الفتوى مشهورًا بالعلم بالفرائض، والحساب، والجبر، والمقابلة، وأجوبته في الفتوى غالبًا نَعَمْ أَوْ لا، وقد سمعت عليه كثيرًا من الطبقات لابن سعد، وقرأت عليه ما صَنَّفَه في الحساب، والجبر، والمقابلة.
وقال ابنُ رجب: قال المُنْذِرِي: لنا منه إجازةٌ.
وقال: الصَّولي: بفتح الصاد المهملة الإِسكاف. هكذا يقولُ أهلُ بلده، ورأيت على مقدمةٍ من تصنيفهِ في الفرائض ابن الصّولية ولم تُضْبَطِ الصَّادُ بشيء.
توفي في المحرم سنة سبع وعشرين وست مئة بحران انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
بنحوه.
1135 - (ت 627 هـ): عبد الله بن معالي بن أحمد الرَّيَّاني، المقرئ، الفقيه، الحنبلي، أبو بكر
.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 178.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 123.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 174.
سمع شُهْدَةَ، وأبا الفتح بن المَنَّيّ، وغيرَهما وسمع منه ابنُ نقطة.
والرَّيَّاني: نسبة إلى الريَّان بتشديد الياء، محلة ببغداد، كما في "القطف الدان".
وقال ابن العماد في "الشذرات"
(1)
: تفقَّه على أبي الفتح بن المَنَّيَّ وغيره، وسَمِع منه ومن شُهْدَة وغيرهما، وحَدَّث.
قال ابنُ نقطة: سمعت منه أحاديثَ، وهو شيخٌ حسنٌ. وقال ابنُ النجَّار: كان شيخًا صالحًا، حسنَ الطريقة، وشهِدَ عند القُضَاة، وحَدَّث باليسير، وتوفي يوم الجمعة خامس جمادى الأولى، سنة سبعٍ وعشرين وست مئة، ودفن بمقبرة الإِمام أحمد. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بنحوه.
1136 - (ت 627 هـ): سليمان بن أحمد بن أبي عَطَّاف، المقدسي، الحنبلي، نزيل حرَّان
.
قال ابن العماد
(3)
: تفقَّه بِحرَّان، وحدَّثَ عن أبي الفتح بن أبي الوفاء الفقيه، وتوفي بها في ثاني عشر جمادى الأولى، سنة سبعٍ وعشرين وست مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
بمثله ووصفه بالفقيه.
1137 - (ت 627 هـ): زكريا بن يحيى القُطُفْتِي - بضمتين وسُكون الفاء، وفَوْقِيَّة مُثَنَّاة، نسبةً إلى قُطُفْتَا محلةٍ ببغداد - أبو يحيى الحنبلي
.
قال ابن العماد
(5)
: ولد سنة أربع أو خمس وأربعين وخمس مئة، وتفقَّه في مذهب الإِمام أحمد بن حنبل، وسمع من يحيى بن مَوْهُوب، وحَدَّث، وتوفي في
(1)
شذرات الذهب: 5/ 124.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 174.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 124.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 175.
(5)
شذرات الذهب: 5/ 125.
جمادى الأولى سنة سبعٍ وعشرين وست مئة ببغداد، ودُفِنَ بمقبرة معروف، قاله المنذري في "وفياته". انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
بمثله إلّا أنَّه أرَّخ وفاتَه سنة تسع وعشرين وست مئة.
1138 - (ت 627 هـ): محمد بن أحمد بن صالح بن شافِع بن صالح بن حاتِم، الجيْلي ثم البغدادي، فخر الدين بن شافِع المعدّل، الحنبلي، أبو المعالي
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد ببغداد ليلة الجمعة سادس عشري جمادى الآخرة سنة أربعٍ وستين وخمس مئة، وتوفي والده وله سنة وأشهر، فتولَّاه خاله أبو بكر بن مَشَّق، وأسمعه الكثير من خلقٍ، منهم: السّقْلاطُوني، وابن الرَّخْلة، وشُهْدَة، وقرأ القرآن بالروايات، وتفقَّه في المذهب على ابن النَجَّار، وكان طَيَّبَ النَّغْمَة في قراءة القرآن والحديث، ويفيد النَّاس إلى آخر عمره، وكان متديِّنًا، صالحًا، حسنَ الطريقة، جميلَ السَّيرة، وقُورًا، صدوقًا أمينًا، كتبتُ عنه، ونِعْمَ الرَّجُلُ.
وقال ابنُ نقطة: ثقةٌ، مكثرٌ، حسن السَّمْت.
وقال ابنُ السَّاعي: ثقةٌ صالحٌ، جميلُ الطريقة، من بيتِ العَدالة والرَّواية.
وقال ابنُ النجَّار: توفي يوم الأحد رابع رجب سنة سبع وعشرين وست مئة ودفن عند آبائه بدَكَّة الإِمام أحمد بن حنبل. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
بأبسط ممّا هنا.
1139 - (ت 628 هـ): عبد الوهاب بن زاكي بن جُمَيْع، الحرَّاني، ناصح الدين، أبو محمد الحراني، الفقيه، الحنبلي، نزيلُ دمشق
.
قال ابن العماد
(4)
: سمع بحرَّان من عبد القادر الرُّهاوي.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة في ترجمة يحي بن سعد: 2/ 181.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 126.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 175.
(4)
شذرات الذهب: 5/ 128.
وقال ابن حَمْدَان: كان فاضلًا في الأصلين، والخِلاف، والعربية، والنثر، والنَّظم، وغير ذلك، ورحل إلى بغداد، وقرأت عليه "الجدل الكبير" لابن المَنِّيِّ، و"منتهى السُّول" وغير ذلك، وكان كثيرَ المروءة والأدب، حسنَ الصُّحْبَة.
وذكر المنذري أنَّه حَدَّث بشيء من شِعْرِه، قال: وجُمَيعْ: بضم الجيم وفتح الميم، وتوفي في خامس ذي القعدة سنة ثمانٍ وعشرين وست مئة، ودفن بسَفْح قاسيون انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
بنحوه.
1140 - (ت 628 هـ): عبد السلام بن عبد الله بن أحمد بن بكران، الدَّاهِري، أبو الفضل، البغدادي، الخَفَّاف، الخَرَّاز، الحنبلي
.
قال ياقوتُ الحَمَوِي في "معجم البلدان"
(2)
: روى عن سعيد بن البَنَّاء، وأبي بكر الزَّاغُوني، وأبي الوقت، وكان حيًّا سنة عشرين وست مئة.
والداهري: نسبة إلى الداهرية، قرية ببغداد. انتهى.
وقال ابنُ العماد
(3)
: سمع من أبي بكر الزَّاغُوني، ونصر العُكْبَري وجماعة، وكان عاميًا مَسْتُورًا، كثيرَ الرَّواية، توفي في ربيع الأول سنة ثمانٍ وعشرين وست مئة. انتهى.
1141 - (ت 629 هـ): سُلَيمان بن عمر بن المشبك الحَرَّاني، الأصولي، الفقيه، الحنبلي، أبو الربيع، ويُلقَّب: كمالَ الدَّين
.
ذكره ابن رجب في "طبقاتهِ"
(4)
، وقال: قال ابن حمدان: كان رجلًا صالحًا، وَرِعًا، فاضلًا في الأصْلَيْن والخِلاف والمذهب، وله تصانيف كثيرة في ذلك كله.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 177.
(2)
معجم البلدان: 2/ 435.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 128.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 178.
قال: وعُدْتُه في مرضه، ولم أسمع منه شيئًا، مات زمن اشتغالي وندمت على ما فاتني منه، توفي بعد العشرين وست مئة يعني بحرَّان.
قال ابن رجب: أظُنُّه مات في أوَّل هذا العام، يعني عام تسعٍ وعشرين وست مئة. انتهى. وذكر له أبنُ رجب من التصانيف:"العبادات"، و"مختصر الهداية"، و"الوفاق والخلاف بين الأئمة الأربعة"، و"مسائل خلاف" و"أصول الفقه"، و"الراجح في أصول الفقه"، و"اعتقاد أهل حرَّان"، و"نفي الآفات عن آيات الصفات"، و"صرف الالتباس عن بدعة قراءة الأخماس"، وغيرها.
- (ت 629 هـ): خلف بن محمد بن خلف الكِنَّري. [انظر: 1133].
تقدم سنة سبع وعشرين وست مئة. وذكر ابن رجب
(1)
أَنَّه توفي سنة تسع وعشرين.
1142 - (ت 629 هـ): يحيى بن سعد القُطُفْتِي. [انظر: 1137]
.
ذكره ابن رجب
(2)
وقال: سمع من ابن البطي ومن ابن المَنَّي، وتفقه عليه، وحصّل طرفًا صالحًا من الفقه. وكتب عنه ابن السّاعي، وسمع منه عبد الصمد بن أبي الجيش أبياتًا للقيرواني، ولم يؤرخ وفاته. وبقي إلى حدود العشرين والستمائة أو بعدها. انتهى.
1143 - يوسف بن فضل الله بن يحيى السكاكِيْني، الحرَّاني، الأديب، الزَّاهد، الواعظ، أبو المُظَفَّر، وأبو الحجاج، الحنبلي
.
ذكره ابن رجب
(3)
وقال: سمِع على الرُّهاوِي بحرَّان بعد الست مئة.
وذكره ابن حمدان فقال: كان إمامَ البلد في وقته في النَّحْوِ، واللُّغة، والتصريف، والقراآت، وله تصنيفٌ كبيرٌ في الزُّهْد والوَرَع، وله النَظْمُ الكثير
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 178.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 181.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 179.
الحسنِ. وتوفي بحرَّان في داره التي جعلها دارَ حديث، ووقف بها خزانته وكتبه، ولم تُؤرَّخ وفاته، ثم رأيته قد سُمِعَ عليه شيءٌ من نَظْمِه في صفر سنة إحدى وعشرين وست مئة بحَرَّان، ومنه قولهُ:
أفِقْ يا ذا النُّهى وابغِ الوِفاقا
…
فقدْ واللهِ أفلحَ مَن أفاقا
ثم ذكر ابنُ رجب القصيدة، وهي طويلةٌ جميلةٌ، وقال: رواها عنهُ المُحَدِّثُ أبو حفص عمر بن مكي بن سرحاء الحلبي القلانسِي.
وله مرثيةٌ في الشيخ موفق الدين بن قدامة، رواها عنه الحافظُ الضِّياء إجازَةً. انتهى.
وقد ذكرتُه هنا تبعًا لابن رجب فإنَّه ذكره هنا أي في سنة تسع وعشرين وست مئة، ولم يذكر تاريخ وفاته والله أعلم. وكذلك لم يُسَمِّ هذا التصنيف الكبير الذي صنفه في الزُّهْدِ والوَرَع.
1144 - (ت 629 هـ): عبد الله بن عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سُرور المقدسي، الحنبلي، أبو موسى، جمال الدَّين، الحافظُ ابنُ الحافظِ
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد في شوال سنة إحدى وثمانين وخمس مئة، وسمع من عبد الرحمن بن الخِرَقي بدمشق، ومن ابن كُلَيْب ببغداد، ومن خليل الرَّارَاني بأصبهان، ومن الأَرْتاحي بمصر، ومن منصور الفُرَاوي بنيسابور، وكتب الكثير، وعُنِيَ بهذا الشأن، وجَمَعَ وأفاد، وتَفَقَّه وتأدَّبَ، وتميَّز مع الديانة والأمانة والتقوى.
قال الضِّياءُ: اشتغل بالفقه والحديث، وصار عَلَمًا من الأعلام، حافظًا متقنًا، ثقةً.
قال عمر بن الحاجب: لم يكن في عصره مثلُه في الحفظ، والمعرفة، والأمانة، وكان كثيرَ الفضل، وافرَ العقل، متواضعًا، مَهيبًا وقورًا، جوادًا سخيًّا، له القَبُولُ التَّامُّ مع العِبَادَةِ، والوَرَعِ، والمجاهدة.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 131.
قال الذهبي: روى عنه الضَّياء، وابنُ أبي عُمَر، وابنُ النَّجَّار، وجماعةٌ كثيرون، ومع هذا فقد غَمَزَهُ النَّاصِحُ بنُ الحنبليِّ، وسِبْطُ ابنِ الجوزي بالمَيْلِ إلى السلاطين.
قال ابن رجب: والعجب أَنَّ هذين الرجلينِ كانا من أكثر الناس ميلًا إلى السلاطين والملوك، وتَوَصُّلًا إليهم، وإلى بِرَّهم بالوعظ وغيره، ولقد كان أبو موسى أتقى لله وأورعَ وأعلَم منهما، وأنفعَ وأكثَر عبادة، وأنفعَ للنَّاس، وبنى الملكُ الأشرفُ دارَ الحديث، بالسفح على اسمه، وجعله شيخًا لها، وقرَّر له معلومًا، فمات أبو موسى قبل كمالها، توفي رحمه الله يومَ الجمعة خامسَ رمضانَ سنةَ تسعٍ وعشرينَ وستَّ مئة، ودُفِن بسفح قَاسِيون. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
بترجمةٍ حافلةٍ.
1145 - (ت 629 هـ): محمد بن عبد الغني بن أبي بكر بن شُجاع البغدادي، المعروف بابن نُقْطَة، أبو بكر، معينُ الدين، ومُحب الدين أيضًا، الحافظُ، الرَّحال، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد في عاشرِ رجب سنة تسعٍ وسبعينَ وخمس مئة، وسَمِعَ ببغداد من يحيى بن بوش، وابن سكينة، وغيرهما، ورحل إلى البلدان فسمع بواسِط من أبي الفتح ابن المُندلئي، وبإرْبل من عبد اللطيف بن أبي النَّجيب السُّهْرَورْدِيِّ، وبأصبهان من عَفِيْفَةَ الفارفانية، وزاهر بن أحمد، وجماعات، وبخُراسان من منصور الفُراوِي، والمُؤَيَّد الطُوسِي وغيرهما، وبدمشق من أبي اليُمن الكِنْدِي، وابن الحَرَستَانِي، وداود بن مُلاعب، وغيرهم، وبمصر من الفخر الكاتب وغيره، وبالإِسكَنْدَريَّة من جماعة من أصحاب السَّلفي، وبمكة من يحيى بن ياقوت، وبحَرَّان من الحافظ عبد القادر الرُّهَاوِي، وبحلب من الافتخار الهاشمي، وبالمَوْصِل من جماعةٍ، وبِدَمَنْهُور، ودُنَيْسِر وبلادٍ أُخَر، وعُنِيَ بهذا الشأن عنايةً تامةً، وبرع فيه وكتب
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 185.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 133.
الكثير وحَصَّل الأصول، وصَنّف تصانيفَ مفيدةً. ذكره عمر بن الحاجب في "معجمه" فقال: شيخُنا هذا أحد الحُفَّاظِ المُجَوَّدين في هذا الزمان، طاف البلاد، وسمع الكثير، وصَنَفَّ كتبًا حسنةً في معرفةِ علومِ الحديث، والأنساب، وكان إمامًا، زاهدًا ورعًا، ثَبْتًا، حسنَ القراءةِ. مليحَ الخطَّ، كثيرَ الفوائد، متحريًا في الرواية، حُجَّةً فيما يقولُه ويصنفه ويجمعه من النقل، ذا سَمْتٍ، وَوَقارٍ، وعفافٍ، حسنَ السيرةِ، جميلَ الظاهِرِ والباطن، سخَيَّ النَّفْسِ مع القِلَّة، قانعًا باليسير، كثيرَ الرَّغبةِ إلى الخَيْرات.
سألتُ الحافظَ الضِّياءَ عنه فقال: حافظٌ، دَينٌ، ثِقَةٌ، صاحبُ مروءةٍ، كريمُ النفس كثيرُ العِبَادَةِ، كثيرُ الفائدة، مشهورٌ بالثقة، حُلو المنطقِ.
وسألتُ البِرْزَاليَّ عنه فقال: ثقةٌ دَيَّنٌ، مفيدٌ. انتهى.
وقال المنذري
(1)
: الحافظُ أبو بكرٍ ابنُ نقطة، سمعتُ منه وسَمِعَ مني بِجيْزَة فُسطاط مِصْرَ وغيرها، وكان أحدَ المشهورين.
وقال ابنُ خلكان: دخل خراسان، وبلاد الجبل، والجزيرة، والشام، ومصر، ولقي المشايخ، وأخذ عنهم، وكَتَب الكثيرَ، وعَلَّقَ التعاليق النافعة.
وقال ابنُ رجب: روى عنه المنذري والسيفُ بنُ المجد، وابنُ الأثري، وابنُه اللَّيْثُ بنُ نقطة، وغيرُهم.
وذكر ابنُ الأَنْماطي أنَّه سأله عن نسبتهِ فقال: جاريةٌ رَبَّتْ جَدَّتي أمَّ أبي اسمها نُقْطَة عُرِفْنا باسمها.
وتوفي في سِنَّ الكُهُولة بُكْرَةَ يومِ الجُمُعَة ثاني عشري صَفَرَ سنةَ تسعٍ وعشرينَ وست مئة ببغداد، ودُفِنَ عند قبر أبيه. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(2)
بترجمةٍ حافلةٍ جدًا، وله تصانيفُ ذكر ابن العماد وابنُ رجب منها:"الذيل على الإِكمال" لابن ماكولا في مجلدين، وكتاب آخر في
(1)
التكملة لوفيات النقلة: 3/ 300.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 182.
الأنساب لطيفٌ، وكتابُ "التقييد بمعرفة رواة السنن والمسانيد".
1146 - (ت 629 هـ): عمرُ بنُ كرم بن أبي الحسن أبو حفص، الدَّيْنَوَرِي، ثم البغدادي، الحمَّامي، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة تسعٍ وثلاثينَ وخمس مئة، وسَمِعَ من جدِّه لأمه عبدِ الوَهَّاب الصَّابوني المتقدم سنة ست وخمسين وخمسِ مئةٍ، ونصر العُكْبَري وأبي الوقت، وأجاز له الكَرُوخِي، وعمر بن أحمد الصَّفَّار، الفقيه، وطائفة، انفردَ عن أبي الوَقْت بأجزاء وكان صالحًا.
توفي في رجب سنةَ تسعٍ وعشرينَ وستِ مئة. انتهى.
1147 - (ت 630 هـ): عبد العزيز بن أحمد بن عمر بن سالم بن محمد بن باقا، العدل، البغدادي، الحنبلي، التاجر، أبو بكر، صفي الدين
.
قال ابن العماد
(2)
: ولدَ سنةَ خمسٍ وخمسينَ وخمس مئة في رمضانَ ببغدادَ، وقرأ القرآن وسَمِعَ من أبي زُرْعَة، وابن بُنْدار، وابنِ النَّقُّور، وابنِ عساكر عليًّ، وخلقٍ، وقرأ طرفًا من الفقه على ابن المَنِّيّ، واستوطن مِصْرَ إلى أنْ مات، وشَهِدَ بها عند القُضَاة، وحَدَّث بالكثير إلى ليلةِ وفاتِه، وكان كثيرَ التَّلَاوَةِ للقرآن.
قال ابنُ النَّجَّار: كان شيخًا جليلًا، صدوقًا، أمينًا، حسنَ الأخلاق، متواضِعًا، وسَمِع منهُ خلقٌ كثير من الحُفَّاظِ وغيرهم، منهم ابنُ نُقْطَة، وابنُ النجَّار، والمُنْذِرِيُّ، وحَدَّثَ عنهُ خلقٌ كثيرٌ، وتوفي في سَحَرِ تاسعَ عشرَ رمضان سنة ثَلاثين وست مئة بالقاهرة، ودُفِنَ بسَفْحِ المُقَطَّم. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(3)
بنحوه.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 132.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 135.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 187.
1148 - (ت 630 هـ): أحمدُ بنُ يحيى بنِ قايد الأَوَاني، الحنبلي، أبو المعالي، القاضي، الحنبلي
.
قال ابنُ العماد
(1)
: وَلَّاهُ القاضي أبو صالحٍ الجِيْلِيُّ قضاءَ دُجَيْل، وله نَظْمٌ حَدَّثَ ببعضه، توفي بأَوَانَا في جمادى الأولى سنةَ ثلاثينَ وست مئة، وكان ابنَ عمَّ أبي عبدِ الله محمد بنِ أبي المعالي بنِ قايد الأَوَانِي، وكانَ زاهدًا، قدوةً، ذا كراماتٍ، حكى عنه الشيخ شهابُ الدين السُّهْرَوَرْدِيُّ وغيرهُ حكاياتٍ.
قال الناصح ابنُ الحنبلي: زُرْتهُ أنا ورفيقٌ لي فَقَدَّمَ إلينا العَشاءَ وعِنْدَه جماعةٌ كثيرةٌ، ولم أرَ إلّا خُبْزًا وَخلًا وبَقْلًا، وقال: لو كنتُ مُتَكَلِّفًا لأحدٍ شيئًا لتكلفتُ لكم، قال: فعرفت أَنَّه قد عَرَفَ حالي.
ودخل عليه رجلٌ من الملاحدة في رِباطه وَهُوَ جَالِسٌ وَحْدَهُ، فَقَتَلَهُ فَتْكًا رضي الله عنه، وَدُفِنَ في رِباطه، وقُتِلَ قَاتِلُه، وأُحْرِقَ. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بنحوه.
1149 - (ت 630 هـ): علي بنُ عبدِ الرحمن بنِ علي بنِ الجوّزِي، أبو الحسن ابن أبي الفرج، جمال الدين بن الجوزي، العَلَّامة، الحنبلي، البغدادي، النَّاسِخِ
.
قال ابنُ العماد
(3)
: نَسَخَ كثيرًا بالأُجرة وكان معاشرًا لعابًا.
روى عن ابنِ البَطَّي وأبي زُرْعَة وجماعةٍ، وتوفي في رمضانَ سنة ثلاثينَ وست مئة انتهى.
وذكره ابن كثير في "تاريخه"
(4)
وقال: كان شيخًا لطيفًا ظريفًا، سمع الكثير، وعمل صناعةَ الوعظ مدةً، ثم ترك ذلك، وكان يحفظ شيئًا كثيرًا من الأخبار،
(1)
شذرات الذهب: 5/ 136.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 188.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 137.
(4)
البداية والنهاية: 13/ 136.
والنوادر، والأشعار. ولد سنة إحدى وخمسين وخمس مئة، وتوفي سنة ثلاثين وست مئة، وله تسعٌ وسبعونَ سنةً. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
في ترجمة أبيه وقال: هو أبو القاسم علي، كَتَبَ الكثير، وسمع من ابن البطَّي وغيرهِ، وكانتْ طريقَتُهُ غيرَ مرضيةٍ، وهَجَرَهُ أبوهُ سنينَ، توفي سنة ثلاثين وست مئة، وله ثمانون سنة.
1150 - (ت 631 هـ): الحسينُ بنُ المبارك بنِ محمدِ بن يحيى بن مسلم بنِ موسى بنِ عِمْران الرَّبَعي، الزبيدي الأصل، البغدادي، البَّابَصْري، الحنبلي، سراجُ الدين، أبو عبد الله مُدرِّس مدرسة عونِ الدين بنِ هُبَيْرَة
.
ذكره ابن رجب
(2)
، وابن العماد
(3)
، وابن بدران
(4)
، وابن طولون، وغيرهم.
قال ابن طولون: هو حنبلي المذهب على الأصَحّ، له عدةُ مؤلفاتٍ في الفقه، واللُّغَة، والقراآت، وكانَ عالمًا بفقه المذاهب على اتساعه في الرِّواية والحديث، توفي في الثالث والعشرين من صفر سنة إحدى وثلاثين وست مئة، ودُفِنَ بجامع المنصور بمقبرته ببغداد، انتهى.
وقال ابن رجب في "طبقاته": ولد سنة ست أو سبع وأربعين وخمس مئة، وقرأ القرآن بالروايات، وسمع الحديث من جَدِّه أبي الوقت، وأبي الفتوح الطائي، وأبي حامد الغَرْناطي، وأبي زُرْعَة، وغَيرهم، وَتَفَقَّه في المذهب، وأفتى، وَدَرَّسَ بمدرسةِ الوزير أبي المُظَفَّر بنِ هُبَيْرَة، وكانت له معرفةٌ حسنةٌ بالأدب، وخرجت له مشيخة، وصَنَّفَ تصانيف، وكانَ فقيهًا، فاضلًا ديِّنًا خيِّرًا، حسنَ الأخلاق، متواضعًا، قرأ عليه عبدُ الصمد بنُ أبي الجَيْش القرآن بكتاب "السبعة" لأبي الخطاب الصُّوفي، وحَدَّثَ ببغداد، ودمشق وحلب، وغيرها من البلاد، وحَدَّثَ، وسَمِعَ منه أُمَمٌ، وروى عنه
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 431.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 188.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 144.
(4)
المدخل إلى مذهب أحمد بن حنبل: 412.
خلقٌ كثيرٌ من الحُفَّاظ وغيرِهم، منهم الدُّبَيْثِي، والضَّياء، وآخِرُ مَنْ حَدَّثَ عنه أبو العَبَّاس الحَجَّار الصالحي، سَمِعَ منه "صحيحَ البخاري" وغيرَه. انتهى.
قلت: قد اضطربت أقوال المتأخرين فيه هل هو حنبلي أم حنفي؟ والصحيحُ أنَّه حنبلي من أئمة الحنابلة، وإنما نشأ الخلافُ من اشتباهه على مَنْ ليس له خبرةٌ بالرَّجال، بالحسين بن المبارك الزُّبيدي الشَّرَجي الحنفي، أبي علي الذي اختصر البخاري فإنَّه قَدِمَ بغداد، وسكنها، وتُوُفيَ بها سنةَ تسعٍ وعشرين وست مئة، وقد اتفقا في الاسم واسم الأب والنسبة، وتقاربا في الوفاة، فافهم ذلك، وللحسين هذا المترَجَمُ له تصانيفُ ذكر ابنُ طولونَ، وابنُ رجبَ، منها: كتاب "البلغة" في الفقه الحنبلي، ونَظْمٌ في اللغة، ونظمٌ في القراآت.
1151 - (ت 632 هـ): محمد بن عماد بن محمد بن حسين الحَرَّاني، الحنبلي، التاجر، نزيل الإِسْكنْدَرِيَّة
.
قال ابنُ العماد
(1)
: روى عن أبي رفاعة، وابن البَطِّي، والسَّلَفي، وطائفةٍ كثيرةٍ باعتناءِ خاله حمادٍ الحَرَّاني.
وتوفي في عاشر صفر سنة اثنتين وثلاثين وست مئة، وكان ذا دين، وعلمٍ وفِقْهٍ، عاشَ تسعينَ سنة، وروى عنه خلقٌ كثيرٌ. انتهى.
1152 - (ت 632 هـ): محمود بن إبراهيم بنِ سفيانِ بن مَنْدَه العَبْدِي الأَصبهاني، أبو الوفاء الحنبلي
.
قال ابن العماد
(2)
: هو بقيةُ آلِ مَنْدَه ومُسْنِدُ وقته، روى الكثيرَ عن مسعودٍ الثَّقفي، والرستمي، وأبي الخير الباغْبان وغيرهم، وعُدِمَ تحتَ السَّيْف رحمه الله، سنة اثنتين وثلاثين وست مئة. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 155.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 155.
1153 - (ت 633 هـ): أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر المَقْدِسي، الحنبلي، أبو حمزة، جمالُ الدَّين
.
قال ابن العماد
(1)
: روى عن نَصْرِ الله القَزَّاز، وابنِ شاتيلَ، وأبي المعالي بنِ صابر، وكان يتعانى الجندية، وفيه شجاعةٌ، وإقدامٌ على الملوك، وتوفي في ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثينَ وست مئة. انتهى.
1154 - (ت 633 هـ): نصرُ بنُ عبدِ الرزاق بنِ الشيخ عبد القادِرِ الجِيْلاني، قاضي القُضاة، عمادُ الدين، أبو صالح الجِيْلي، ثم البغدادي، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(2)
: أجازَ له ابنُ البَطَّي وسَمِعَ من شُهْدَة، وطبقتها، ودَرَّسَ، وأفتى، وناظر، وبرع في المذهب، وولي القضاءَ سنة ثلاث وعشرين وست مئة، وعُزل بعد أشهر، وكان لطيفًا، ظريفًا، متينَ الدَّيانة، كثيرَ التواضع، متحرِّيًا في القضاء، قويَّ النَّفس في الحق، عديم المحاباة والتكلُّف، قاله في "العبر".
وقال ابنُ رجب: كان عديمَ النظير، عظيمَ القدْر، بعيدَ الصِّيْت، معظَّمًا عند الخاصِّ والعامِّ، ملازِمًا طريقَ النُّسُكِ والعبادة، مع حسنِ سَمْتٍ، وكَيْسٍ، وتواضُع، ولطفٍ، وبِشْرٍ، وطِيْب ملتقى، وكانَ محبًا للعلم، مُكرمًا لأهلِهِ، ولم يَزلْ على طريقةٍ حَسَنَةٍ، وسِيْرَةٍ مَرْضِيَّةٍ، وكانَ أثريًا، سُنَّيًا، متمسَّكًا بالحديث عارفًا به، وَلَّاهُ الطاهرُ الخليفةُ ابنُ الظاهر قضاءَ القُضَاةِ بجميع مملكته، فيُقال: إِنَّه لم يقبل إلا بشرط أن يُوَرَّثَ ذوي الأرحام، فقال له: أعْطِ كلَّ ذي حقٍ حَقَّه، واتقِ الله، ولا تتقِ سِواه، فأرسل إليه عَشرة آلافِ دينارٍ يوفي بها دُيُونَ مَنْ في سِجْنِهِ من المَدِيْنِيْن الذين لا يجدون وفاءً، وَرَدَّ إليه النَّظَر في جميع الوقوف العامة، ووقوف المدارس الشافعية، والحنفية، وجامعي السلطان، وابن عبد اللطيف، فكان يُوَلِّي ويعزل في جميع المدارس حتى النظامية، ولَمَّا توفي الظاهرُ أقَرَّهُ ابنهُ المُسْتَنْصِرُ مُدَيْدَةً، وكان في أيامِ
(1)
شذرات الذهب: 5/ 159.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 161.
ولايتهِ يُؤَذَّنُ ببابه في مجلس الحكم، ويصلي جماعةً، ويخرج إلى الجامع راجلًا، وكان يلبس القُطْنَ، متحريًا في القضاء، قويَّ النَّفسِ في الحق، ويتخلَّقُ بسائر سيرةِ السَّلَفِ، ولا أعلمُ أحدًا دُعِيَ من أصحابنا بقاضي القُضَاة قبْله، ولا استقل منهم بولايةِ قضاءِ القُضَاة بمصر وغيرها غيرُه، وتَفَقَّه عليه جماعةٌ وانتفعوا به، وسمع منه الحديثَ خلقٌ كثيرٌ وروى عنه جماعةٌ منهم عبدُ الصَّمَد بنُ أبي الجَيْش، وتوفي سَحَر يومِ الأحد، سادس عشر شوال، سنة ثلاثٍ وثلاثينَ وست مئة، ودُفِنَ بتربة الإِمام أحمد. انتهى المراد منه.
وقد أطال ابنُ رجب في ترجمته وذكر له مصنفاتٍ: "إرشاد المبتدئين" في الفقه، وخَرَّجَ لنفسه أربعين حديثًا، وذكر غيرُهُ له أمالي في الحديث.
1155 - (ت 634 هـ): محمد بن أحمد بن عمر بن الحسين بن خلف، البغدادي، القطيعي، الأَزَجي، المؤرَّخ، الحنبلي
.
سبق ذكر أبيه سنة ثلاثٍ وستين وخمس مئة، أما محمد هذا. فقال ابنُ العماد
(1)
:
أسمعه أبوه من ابن الخَلَّ الفقيه، وأبي بكر بن الزَّاغُوني، ونصر العُكْبَري، وسَلْمَان بن حامد الشَّحَام، وتَفَرَّدَ في وقتِه بالرَّواية عن هؤلاء، وأسمعه أيضًا من أبي الوقت "صحيحَ البخاري"، وهو آخر مَنْ حدَّث به عنه، ثم طلب هو بنفسه وسمع من جماعة، ورحل وسمع بالمَوْصِل، ودمشق، وحَرَّان، ثم رجع إلى بغداد، ولازم ابنَ الجَوْزِي مدةً، وأخذ عنه وقرأ عليه كثيرًا من تصانيفه ومَرْوِيَّاتِه، وشَهِدَ عند القضاة مدةً، واستُخْدِم في عِدَّةِ خِدَم، وأسَنَّ وانقطع في منزله إلى حين وفاته وكان يخضب بالسَّواد، ثم تركه قبل موته بمدة، وقد وصفه غيرُ واحدٍ من الحُفَّاظ وغيرهم بالحافظ، وأثنى عليه عمرُ بنُ الحاجب، وَحَدَّثَ بالكثير ببغداد، والمَوْصِل، وروى عنه جماعةٌ كثيرون منهم الشيخُ تقيُّ الدين الواسطيُّ.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 162.
قال ابنُ النجَّار: توفيَ ليلةَ السبتِ لأربعٍ خلونَ من ربيع الآخر، سنة أربع وثلاثين وست مئة ببغداد، ودفن بباب حرب. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
بترجمةٍ حسنةٍ أثنى عليه فيها، وله من التصانيف:"التاريخ" في نحو خمسة أسفار ذَيَّلَ به تاريخَ ابنِ السمعاني، وسَمّاهُ "دُرَّةَ الإِكليل في تتمة التَّذْييل"، وفيه فوائدُ جمة مع أوهام، وقد بالغ ابنُ النجَّار في الحطَّ على تاريخه هذا.
قال ابن رجب: مع أنَّه أخذ عنه، ونقل منه في تاريخه أشياء كثيرةً، بل نقله كلَّه، وكذلك أثنى على تاريخه هذا عمر بنُ الحاجب.
1156 - (ت 634 هـ): إسحاق بن أحمد بن محمد بن غانم العَلْثِي، الزَّاهِد، القدوة، أبو الفضل، ويقال: أبو محمد، ابن عم طلحةَ بن المُظَفَّر السَّابق الذكر
.
قال ابن رجب في "طبقاته"
(2)
: سمع من أبي الفتح بن شاتيل، وقرأ بنفسه على ابن كُلَيْب، وابن الأخضر، وكانَ قُدوةً، صالحًا، زاهدًا، فقيهًا، عالمًا، أمَّارًا بالمعروف، نَهّاءً عن المنكر، لا يخاف أحدًا إلا اللهَ، ولا تأخُذُه في الله لومةُ لائم، أنكر على الخليفة النَّاصر فمن دُوْنَه، وواجه الخليفةَ الناصرَ، وصَدَعه بالحق.
قال ناصح الدين ابنُ الحنبلي: هو اليومَ شيخُ العراق، والقائمُ بالإِنكار على الفقهاء والقُرَّاء فيما تَرخَّصُوا فيه.
وقال المُنْذِرِيُّ: قيل: إنَّه لم يكن في زمانه أكثر إنكارًا للمنكر منه، وحُبِسَ على ذلك مُدَّةً، وأرسل إلى الشيخ علي بن إدريس، الزَّاهد، صاحب الشيخ عبد القادر، رسالةً طويلةً، تتضمنُ إنكارَ الرَّقْصِ والسَّماع، والمبالغة في ذلك، وله في معنى ذلك عدة رسائل إلى غير واحدٍ، وأرسل رسالة طويلة إلى الشيخ أبي الفرج بن الجوزي بالإِنكار عليه فيما يقع في كلامه من المَيْلِ إلى أهل التأويل، وحَدَّثَ، وسَمِعَ منه جماعةٌ، وذكر ابن الدَّوَالِيْبي أنَّه سمع منه، وتوفي في شهر ربيع الأول سنة أربعٍ
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 212.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 205.
وثلاثين وست مئة، أظنُّه بالعَلْث. انتهى من ترجمة حافلة.
وقد ذكره ابنُ العماد
(1)
، وابن مفلح البرهان
(2)
، والبدراني.
والعَلْثِي: بفتح العَيْن المهملة، وسكون اللام وثاء مثلثة نسبة إلى عَلْث قرية بين عُكبرا وسامَّرا. وله تصانيفُ ذكر ابنُ رجب منها من غير الرسائل: أجزاء مجموعةٌ وأربعينات حديثية، وغيرها.
1157 - (ت 634 هـ): حَمْد بن أحمد بن محمد بن صُدَيْقٍ الحَرَّاني، الحنبلي، موفقُ الدين
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد سنة ثلاثٍ وأربعين وخمس مئة بحرَّان، وسمع بها من ابن أبي حبة، وغيره، ورحل إلى بغداد، وسمع بها من ابن شاتيل وغيره، وتَفَقَّه على ابن المنَّي، وأبي البَقَاء العُكْبَري، وابن الجوزي، ولازمه، ورجع إلى حرَّان، وحَدَّث بها، وبدمشق، وسَمِعَ منه المُنْذِري، والأَبَرْقُوهي، وابن حَمْدان، وكان شيخًا صالحًا من قومٍ صالحين، وتوفي بدمشق في شهر صفر سنة أربعٍ وثلاثين وست مئة. انتهى.
وذكره ابن العماد أيضًا في موضع آخر بمثله، وذكره ابنُ رجب
(4)
بنحوه ونسبه هكذا: حَمْد بن أحمد بن محمد بن بركة بن أحمد بن صُدَيْقٍ بن صَرُّوف الحَرَّاني، وضَبَطَ "صُدَيق" بضم الصَّاد وفتح الدال الخفيفة المهملتين، و"صَرُّوف": بفتح الصاد المهملة، وتشديد الراء المهملة، وضمها وبعدها واو ساكنة وفاء. انتهى.
1158 - (ت 634 هـ): عبد الرحمنِ ينُ نَجْم بنِ عبد الوهَّاب بنِ الشيخ أبي الفرج الجَزَري، السَّعدي، العبادي، الشيرازي الأصل، الدمشقي، أبو الفرج النَّاصح بن الحنبلي، الفقيه، الحنبلي
.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 163.
(2)
المقصد الأرشد في ذكر أصحاب أحمد: 1/ 246.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 163.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 201.
قال ابن العماد
(1)
: ولد بدمشق ليلةَ الجمعة، سابع عشر شوال، سنة أربعٍ وخمسين وخمس مئة، وسَمِعَ بها من القاضي أبي الفَضْل الشَّهْرُزُوْرِي، وجماعة، ورحل إلى البلاد، فأقام ببغداد مدةً، وسَمِعَ بها من شُهْدَة، والسَّقْلَاطُوني، وخلائق، وسمع بأصبهان من أبي موسى المَدِيني، وهو آخر مَنْ سَمِعَ منه في مرضِ موته، وسمع بالمَوْصِل من الشيخ أبي أحمد الحَدَّاد الزاهد شيئًا من تصانيفه، ودخل بلادًا كثيرةً، واجتمعَ بفضلائها وصالحيها، وفاوَضَهم، وأخَذَ عنهم، وقَدِمَ مصر مَرَّتين، وتَفَقَّه ببغداد على ابن المَنَّي، وأبي البَقاء العُكْبَري، وقرأ عليه "فصيح ثعلب" مِنْ حفظه، وأخذ عن الكمال السَّنْجاري، واشتغل بالوَعْظِ وبَرَع فيه، ووعظ مِن أوائِل عُمُرِه، وحَصَل له القَبولُ التامُّ، وقد وعظ بكثيرٍ من البلاد التي دخلها، كمِصْرَ، وحلب، وإِرْبِل، والمدينة النَّبويَّة، وبيتِ المقدِس، وكان له حُرْمَةٌ عند الملوك والسلاطين خصوصًا ملوك الشام بني أيوب، وحضر فتح المقدس مع السلطان صلاح الدين. قال: واجتمعت بالسُّلْطَان في القُدْس بعد الفتح بسنتين، وسألني عن أشياء كثيرةٍ منها الخِضَابُ بالسَّوَاد، فقلتُ: مكروهٌ، ومنها: أربعةٌ من الصحابة من نسلٍ واحدٍ، رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: أبو بكر الصديق، وأبوه أبو قحافة، وعبد الرحمن بن أبي بكر، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر. ثم أخذ السلطان يثني على أبي ويقول: ما أولد إلّا بعد الأربعين.
قال: وكان عارفًا بسيرةِ والدي، ودَرَّسَ النَّاصِحُ بمدارسَ منها: مدرسة جَدَّهِ شرف الإِسلام بالمسمارية، ثم بَنَتْ له الصاحبةُ ربيعةُ خاتون مدرسة بالجَبَل وهي المعروفةُ بالصاحبية، فدرس بها سنة ثمانٍ وعشرين وست مئة، وكان يومًا مشهودًا، وحضَرَتِ الواقفةُ مِن وراءِ السَّتْر، وانتهت إليه رئاسة المذهب بعد الشيخ موفق الدين بن قُدامة، وكان يُساميه في حياتهِ.
قال النَّاصِحُ: وكنتُ قَدِمتُ من إِرْبل سنة وفاةِ الشيخ الموفق، فقال لي: سُرِرْتُ
(1)
شذرات الذهب: 5/ 164.
بقدومك مخافَةَ أنْ أموت وأنت غائب، فيقعَ وهنٌ في المذهب وخلفٌ بينَ أصحابنا، وقد وقع مرةً بين النّاصحِ والشيخ الموفق اختلافٌ في فتوى في السماع، فأجاب فيها الشيخ الموفق بالإِنكار، فكتبَ النَّاصح بَعْدَه ما مضمونُه: الغناء كالشعر، فيه مذمومٌ وممدوح، فما قُصِدَ به ترويحُ النفس، وتفريج الهموم، وتفريغ القلوب، كسماع موعظة، وتحريك لتذكرة، فلا بأس به وهو حَسَنٌ، وذكر أحاديث في تَغَنَّي جُوَيْرِيَّات الأَنصار، في الغِناء في الأعراس، وأحاديث في الحداء. وأمّا الشَّبَّابة فقد سمعها جماعة مِمَّن لا يَحْسُنُ القدح فيهم من مشايخ الصوفية وأهل العلم، وإن امتنع من حضورها الأكثر، وكون النبي صلى الله عليه وسلم سدَّ أذُنَيْه عنها مشترك الدلالة، لأنه لم يَنْهَ ابنَ عمر عن سماعها، وأطال في ذلك، وقد رَدَّ الموفق مقاله لَمّا وَقَفَ عليه، فراجعه في طبقات ابن رجب، فإنَّهُ مهم جدًا، وله تصانيفُ، وكانَ حلوَ الكلامِ جيَّد الإِيراد، شهمًا، مَهيبًا صارمًا، وكان رئيسَ المذهب في زمانه بدمشق.
وقال أبو شامة: كانَ واعظًا، متواضعًا، متقِنًا، له تصانيفُ.
وقال المنذري: قَدِمَ يعني النّاصحُ مِصرَ مرتين، ووعظَ، ودَرَّسَ، وكان فاضلًا، وله مصنفاتٌ، وهو من بيت الحديث والفِقْه، حَدَّث هو وأبوه، وجَدُّه وجَدُّ أبيه، وجَدُّ جدِّهِ، لَقيتُه بدمشقَ، وسمعتُ منه.
وقال ابنُ رجب: سمع منه ابنُ النجَّار وغيرُه، وخَرَّجَ له البِرْزَالي، وروى عنه، وتوفي يومَ السبت ثالث المحرم سنة أربع وثلاثين وست مئة، وكانت وفاتهُ بدمشق، ودفن من يومهِ بتربتهم بسفح قاسيون. وذكره ابنُ رجب وأطال في ترجمته، وذكر له تصانيف منها: كتاب "أسباب الحديث" في عِدَّة مجلدات، وكتاب "الاستعاد بما لقيت من صالحي العباد في البلاد"، وكتاب "الإِنجاد في الجهاد"، وديوان خطب، ومقامات، وتاريخ الوعاظ وأشياء في الوعظ.
1159 - (ت 634 هـ): أحمد بن أكمل بن أحمد بن مسعود بن عبد الواحد بن مطر بن أحمد بن محمد، الهاشمي، العباسي، أبو العَبَّاس، البغدادي، الفقيه، الحنبلي، الخطيب، المعدل
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد في ربيع الأول سنة سبعين وخمس مئة، وسَمِعَ من ابن شاتيل وغيره، وتفقَّه في المذهب، وطعن فيه بعضهم، وحَدَّث هو وأبوه وجَدُّه وعَمُّه أفضل، وسَمِعَ منهُ ابنُ السَّاعي وغيرُه، وتوفي في ثامن ربيع الأوَّل سنة أربعٍ وثلاثين وست مئة، ودفن عند أبيه بمقبرة الإِمام أحمد. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بأبسط مما هنا.
1160 - (ت 634 هـ): عبدُ القادرِ بنُ عبدِ القاهر بن عبد المُنْعم بن محمد بن أحمد بن سلامة، الحَرَّاني، ناصح الدين، الفقيه، الحنبلي، الزاهد، شيخُ حران ومفتيها
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد سنة أربعٍ وستين وخمس مئة في شهر رجب بحرَّان، وسَمِعَ بها من ابن طَبَرْزَد، وغيره، وسمع بدمشق من ابن صَدَقة وغيره، وببغداد من ابن الجَوْزِي، وجَمَاعة، وأخذ العلم بحران عن أبي الفتح بن عَبْدُوس وغيره، وقرأ "الرَّوضة" على مؤلفها الموفق، وقرأ وحدَّث.
وقال المُنْذريُّ: لقيتُه بِحَرَّانَ، وسمعت منه.
وقال ابنُ حمدان: قرأتُ عليه "الخِرَقي"، و"الهداية"، وبعض "العمدة"، وسمعت عليه أشياءَ كثيرةً منها:"جامع المسانيد" لابن الجوزي، وكان قليلَ الكلامِ فيما لا يعنيه، كثيرَ الدَيانة والتحرز فيما يعنيه، شريفَ النَّفْسِ، مَهيبًا، معروفًا بالفتوى في مذهب أحمد، وحفظ "الرَّوْضَةَ الفِقْهِيَّة"، و"الهداية" وغيرهما، ولم يتزوج، وطُلِبَ للقضاء فأبى، ودَرَّسَ في آخر عمره بحضوري عنده في مدرسة بني العطار التي عُمَّرَتْ لأجله، وتوفي في الحادي عشر من ربيع الأَوَّل، سنة أربعٍ وثلاثين وست مئة بحَرَّان. انتهى كلام ابنِ حمدان. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 167.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 201.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 167.
وذكره ابنُ رجب
(1)
وقال: لما نُهِبَتْ حَرَّانُ سنة ثلاث وثلاثين عوقب في مسجده، حتى أخِذَت وَدِيْعَةٌ عنده مع أخذِ مالهِ، وتوفي بعد ذلك بقليل.
وله تصانيفُ ذكر ابنُ العماد وابنُ رجب منها: "منسكًا وسطًا جَيَّدًا"، وكتابُ "المذهب المنضد في مذهب أحمد" ضاع منه في طريق مكة. وراجع الموفق في مسألة في الوكالة
(2)
.
1161 - (ت 634 هـ): عبد الله بن إسماعيل بن علي بن الحسين البغدادي، الأَزَجي، الواعظ، الحنبلي، شمس الدين، أبو طالب، المعروف والده بالفخر، غلام ابن المَنِّي
.
قد تقدمت ترجمةُ والده، أمَّا عبد الله هذا فقال ابن العماد
(3)
:
سمع من ابنِ كُلَيْب وغيره، وتَفَقَّه في المذهب، واشتغل بالوعظ، ووعظ ببغداد ومصر، وحَدّث، وله نظمٌ.
قال المُنْذِري: سمعت منه شيئًا من شعره، وتوفي ثاني عشري شعبان، سنة أربع وثلاثين وست مئة وهو في سِنّ الكُهُولة. انتهى.
وقال الذهبي في "الميزان"، وابن حجر في "اللسان"
(4)
: كانَ فقيهًا حنبليًا، قَدِمَ القاهرةَ، ووعظ بالجامع الأزهر.
ذكره ابنُ النجَّار في "المشيخة المُنْذِرِيَّة"، وقال: طَوَّف البلاد، وما أقام ببلدةٍ إلَّا وأُزْعج منها لسوءِ سيرته. انتهى.
وذكره ابن رجب
(5)
بنحو كلام ابن العماد.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 202.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 146 - 147.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 167.
(4)
لسان الميزان: 3/ 260. وليس هو في "الميزان" كما ذكر المؤلف رحمه الله.
(5)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 215.
1162 - (ت 634 هـ): عبد العزيز بن عبد الله أو عبد الملك بن عثمان المقدسي، الفقيه، الحنبلي، عزُّ الدين، أبو محمد
.
قال ابن العماد
(1)
: سمع من أسعد بن سعيد، وغيره، وتفقَّه في المذهب، ودَرَّس، وحَدَّث، وتوفي في حادي عشر ذي القعدة، سنة أربعٍ وثلاثين وست مئة. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(2)
وقال: هو عبد العزيز بن عبد الملك بن عثمان، المقدسي، الفقيه، عز الدِّين، أبو محمد.
وقال: سمع من أسعد بن سعيد بن روح، وعمر بن طَبَرْزَد وغيرهما، وتفقَّه في المذهب، ودَرَّس بمدرسة الشيخ أبي عمر مدةً، وحَدَّث. انتهى المراد منه. وسَمَّى والدَه: عبدَ الملك، وسماه ابنُ العماد: عبدَ الله.
1163 - (ت 634 هـ): يوسفُ بن أحمدَ بنِ علي بن الحسين بنِ الحسن، البغدادي، الحلاوي، الفقيه الحنبلي، أبو المُظَفَّر بن الخلال
.
قال ابن العماد
(3)
: سمع من ابن شاتيل، وتفقه في المذهب، وكان فقيهًا، فاضلًا، صالحًا، مقرئًا، متديِّنًا، حسنَ الطريقة، توفي ببغداد في العشرين من ربيع الأوَّل سنة أربعٍ وثلاثين وست مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
بمثله وقال: دُفِنَ بباب أبرز، وقد بلغ الستين أو جاوزها، أجاز لابن الشيرازي.
1164 - (ت 634 هـ): هبة الله بن الحسن بن أحمد البغدادي، الحنبلي، أبو القاسم، المعروف بالأشقر
.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 168.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 216.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 169.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 204.
قال ابنُ العماد
(1)
: قرأ القراآت على محمد بن خلف الرَّزَّاز، وغيره وتَفَقَّه في مذهب أحمد بن حنبل.
قال ابن السَّاعي: كان شيخًا، فاضلًا، حسنَ التلاوة للقرآن مجيدًا لأدائه، عالمًا بوجوه القراآت، وطرقها، وتعليلها، وإعرابها، يُشار إليه بمعرفةِ علومِ القرآن، بصيرًا بالنحو واللُّغَة، وكان يَؤمُّ بالخليفةِ الظاهِر، وقرأ عليه الظاهرُ والوزيرُ ابن الناقد، فلما وَلِيَ الظاهرُ الخلافةَ أكرَمَهُ، وأَجلَّه، وكذلك لَمَّا وَلِيَ ابنُ النَّاقد الوَزَارَةَ. وكانَ يقول: قرأ عليَّ أرباب الدنيا والآخرة. وكان لأُمِّ الخليفةِ النَّاصرِ فيه اعتقادٌ، فمرض فجاءَتْهُ تعودُه. وسَمِعَ منه ابنُ النجَّار، وابنُ السَّاعي وغيرهما، وتوفي في صفر سنة أربعٍ وثلاثينَ وست مئة، وقد قاربَ الثمانين. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
وقال: قرأ القرآن على أبي بكر محمد بن خالد الرزَّاز وغيره. ثم ذكر له ترجمةً أبسطَ مما هنا.
1165 - (ت 634 هـ): مكيُّ بنُ عمرَ بنِ نعمةَ بنِ يوسفَ بنِ عَسْاكر بنِ عسكر ابنِ شبيب بنِ صالح، المقدسي الأصل، الفقيه الحنبلي، الزَّاهد، الرُّوْبَتي، أبو الحرم
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد في شهر رمضان سنةَ ثمانٍ وأربعينَ وخمس مئة بمصر، وسمِعَ من والده ومن ابن بَرِّي النَّحْوي وخلق، وسمع بمكة من محمد بن الحسين الهَرَوي، الحنبلي، وغيره، وتَفَقَّه في المذهب بمصر.
قال المنذري: اشتهر بمعرفة الفِقْه وانتفع به جماعةٌ، وأَمَّ بالمسجد المعروف بدرب البقَّالين بمصر، وسمعتُ منه، وكان يبني ويأكل من كسب يده بالبناء.
وقال ابن رجب: هو الذي جمعَ سيرة الحافظ عبد الغني، وتوفي في العشرين
(1)
شذرات الذهب: 5/ 169.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 211.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 169.
من جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين وست مئة بمصر، ودفن من الغد إلى جانب والده بسفح المُقَطَّم. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
. وقال: الرُّوْبَتي: بضم الراء المهملة وسكون الواو بعدها باء موحدة مفتوحة مخففة وتاء تأنيث.
قال المنذري: لست أعرف روبة، وكان بعض شيوخنا يقول: إنَّ روبة بلد بالشام.
وقد تقدمت ترجمة أبيه عُمَر في سنة أربع وثمانين وخمس مئة، ولمكي هذا تصانيفُ ذكر ابنُ رجب منها:"سيرة الحافظ عبد الغني"، ومجاميع في الفقه، وغيرها.
1166 - (ت 634 هـ): عبد العزيز بن محمد بن علي بن حمزة بن فارس أبو البركات، القُبَّيْطِيّ، البغدادي، الحنبلي، المقرئ
.
قرأ على جَدِّه حمزة، ويعقوب بن يوسف بن عمر الحَرْبي، وأبي الحسن علي بن أحمد الحمَّامي، قرأ عليه أبو إسحاق يوسف بن جامع القفصي ومحمد بن عبد الملك بن خيرون.
قال الذهبي
(2)
: كان من أعيان القراء، والمجودين في زمانه، حنبلي المذهب توفي في ربيع الأول سنة أربع وثلاثين وست مئة.
1167 - (ت 635 هـ): عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار، أبو محمد المقدسي، الملقن، المقرئ، الحنبلي رضي الدين
.
قال ابن العماد
(3)
: أقرأ كتابَ الله احتسابًا أربعين عامًا، وختم عليه خلقٌ كثير، وروى عنه يحيى الثقفي وطائفة، وكان كثيرَ العبادة، والتهجد، توفي في ثاني صفر
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 214.
(2)
معرفة القراء الكبار: 2/ 641.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 171.
سنة خمس وثلاثين وست مئة، وقد شاخ. انتهى.
وقال الذهبي: كان شيخًا، صالحًا، عابدًا، خَيَّرًا، حدث عن يحيى الثقفي وغيره، وروى عنه علي بن سكينة بن الأمين، ولد سنة تسع وخمسين وخمس مئة، وتوفي سنة خمس وثلاثين وست مئة.
1168 - (ت 635 هـ): عبد الكريم بن عبد الله بن مسلم بن أبي الحسن بن أبي الجود، الفارسي، الزاهد، الحنبلي أبو بكر بن أخي الحسن بن مسلم المتقدم سنة أربعٍ وتسعينَ وخمس مئة
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد عبدُ الكريم هذا سنة ثلاثٍ وستينَ وخمس مئة بالفارسية قرية على نهر عيسى، وقرأ القرآن، وسمع الحديث من أبي الفتح البرداني، وابن بَوْش، وغيرهما، وتَفَقَّه في المذهب، وحَدَّث، وسَمِعَ منه ابنُ النجَّار، وعبد الصمد بن أبي الجيش، ووصفاه بالصلاح والديانة.
قال ابن النجَّار: كانَ شيخًا، صالحًا متدينًا، وَرِعًا، منقطعًا عن الناس في قريته، يقصده النّاس لزيارته، والتبرك به، وحوله جماعةٌ من الفُقَراء، ويُضَيِّفُ مَنْ يَمُرُّ به، وتوفي يومَ الخميس لتسعٍ خَلَوْنَ من صفر، سنة خمسٍ وثلاثينَ وست مئة، ودفن من يومه عند عمه الحسين بن مسلم بالفارسية. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(2)
فقال: عبدُ الكريم بن أبي عبد الله المبارك بن مسلم ثم ذكر نحو ما تقدم.
1169 - (ت 636 هـ): عثمان بن نصر بن منصور بن هلال البغدادي، المسْعُودي، الفقيه، الحنبلي، أبو الفتوح، وأبو الفرج، وأبو عمرو، أيضًا، ضياء الدين الواعظ المعروف بابن الوتار
.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 171.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 216.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنةَ خمسينَ وخمس مئة تقريبًا، وسمع من أبي الفتح بن المَنِّيِّ وغيره، وتَفَقَّه عليه، ووعظ وشهد عند قاضي القضاة عبد الرزاق بن عبد القادر الجِيْلاني، وأفتى، وكان فاضلًا، فقيهًا، إمامًا، عالمًا، حسنَ الأخلاق، أجاز للمنذري، وابن أبي الجيش، والقاسم بن عساكر، والحجار، وغيرهم.
وتوفي في سابع عشر جمادى الأُولى سنة ستٍ وثلاثينَ وستِّ مئة ببغداد، وقد ناهز التسعين.
والمسعودي: نسبةً إلى المسعودة، مَحَلَّة شرقي بغداد. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بأبسط مما هنا، وذكرتهُ في "القطف الدان".
1170 - (ت 637 هـ): محمد بن طرخان بن أبي الحسن السُّلَمي، الدمشقي، الصالحي، الحنبلي، تقي الدين
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد بقاسِيون سنة إحدى وستينَ وخمس مئة، وروى عن ابن صابر، وأبي المجد البانياسي، وطائفة، وخَرَّجَ لنفسه مشيخة، وكان فقيهًا، جليلًا، متوددًا، وسمع بمكة، والمدينة، واليمن، وحَدَّث، وتوفي في تاسع المحرم سنة سبع وثلاثين وست مئة بالجبل انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(4)
بنحوه.
1171 - (ت 637 هـ): عبد العزيز بن دُلَف بن أبي طالب بن دُلَف بن القاسم، البغدادي، الحنبلي، المقرئ، الناسخ، خازن كتب المُسْتَنْصِرِيَّة، أبو محمد، وأبو الفضل، عفيف الدين الحنبلي
.
قال ابن العماد
(5)
: ولد سنة إحدى أو اثنتين وخمسين وخمس مئة، وقرأ
(1)
شذرات الذهب: 5/ 180.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 217.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 186.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 217.
(5)
شذرات الذهب: 5/ 184.
بالروايات الكثيرة على أبي الحارث أحمد بن سعيد العسكري، وغيره. وسَمِعَ الحديث من أبي علي الرَّحْبِي وغيره، وكتب الكثير بخطه الحسن لنفسه، وللناس، وشهد عند الرَّيْحاني، زمن النَّاصر، وكان الخليفةُ الناصر أذِنَ لولده الطاهر برواية مسند الإِمام أحمد عنه بالإِجازة، وأذن لأربعة من الحنابلة بالدخول عليه للسَّماع، أحدهم عبد العزيز هذا، فحصل له به أُنْس، فلما أفْضَتِ الخلافةُ إليه، وَلَّاهُ النظر في ديوانِ التركات الحشرية، فسار فيها بأحسنِ سيرة، وَرَدَّ تركاتٍ كثيرة على النَّاس.
قال الناصح ابن الحنبلي: كان إمامًا في القراءة وفي علم الحديث، وسمِعَ الكثير، وكتب بخطه الكثير، وهو يصوم الدهر لقيتُه ببغداد في المرتين.
وقال ابن النجَّار: كان كثيرَ العبادة دائم الصوم، والصلاة، وقراءة القرآن، مذ كان شابًّا، وإلى حينِ وفاتهِ، وكان مُسارِعًا إلى قضاءِ حوائج النَّاس، والسَّعي بنفسه إلى دور الأكابر في الشَّفاعات، وفَكِّ العُنَاة، وإطلاق المعتقلين، بصدرٍ منشرحٍ، وقلبٍ طَيِّبٍ، وكان محبًا لإِيصال الخير إلى النَّاس، ودفعِ الضُّرِّ عنهم، كثير الصدقة، والمعروف، والمواساة بماله، في حال فقره، وقلة ذات يده، وبَعْدَ يساره، وسَعَةِ ذاتِ يده. وكان على قانونٍ واحدٍ في ملبسه لم يُغَيِّرْه، وكان ثقةً، صدوقًا، نبيلًا، غزيرَ الفَضْلِ أحسنَ الناس تلاوةً للقرآن، وأطيَبَهم نغمةً، وكذلك في قراءة الحديث، وتوفي ليلة الاثنين السادس والعشرين من صفر، سنة سبعٍ وثلاثينَ وسِتِّ مئةٍ ببغداد، ودُفِنَ بجانب معروف الكَّرْخِي. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
بترجمةٍ حسنةٍ جدًا، وكذا ابنُ الجزري في "الغاية"
(2)
.
1172 - (ت 637 هـ): إسماعيل بن إبراهيم بن غازي، الماردِيْني، الحنبلي، المعروف بابن فارس
.
ذكره صاحب "كشف الظُّنون"
(3)
وقال: إنه توفي سنة سبعٍ وثلاثين وست مئة،
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 217.
(2)
غاية النهاية: 1/ 393.
(3)
كشف الظنون: 1/ 664.
وذكر له كتابًا في "حسابِ الفَلْس والدينار"، وقد ذكرتهُ تبعًا له، فيلحقق.
1173 - (ت 638 هـ): أحمد بن محمد بن طلحة بن الحسن بن طلحة بن حسان البَصْرِي الأصل، البغدادي، المصري، الفقيه، الحنبلي، أمين الدين أبو بكر وأبو عبد الله أيضًا المحدث المعدَّل
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة تقريبًا، وطلب الحديث، وسمع الكثير من ابن كليب، وذاكر بن كامل، وأبي الفرج بن الجوزي، وابن المعطوش، وخلق كثير من هذه الطبقة، وكتب بخطه كثيرًا وتفقه في المذهب، وتكلم في الخلاف، وحَصَّلَ طرفًا صالحًا من الأدب، وسافر إلى بلاد فارسَ، والروم، ومِصْرَ، وشهد عند ابن اللَّمْغَاني، وله مجموعاتٌ وتَخَارِيْجُ في الحديث، وحَدَّثَ ببغداد، وغيرها، ذكر ذلك ابنُ النجَّار، وقال: سمعت منه، وهو فاضلٌ، عالمٌ، ثقة، صدوق، مُتَدَيَّنٌ، أمينٌ نَزِهٌ، حسنُ الطريقةِ، جميل السِّيرة، طاهرُ السَّرِيْرَة، سليمُ الجانب، مسارعٌ إلى فعل الخير، محبوبٌ إلى النَّاس. انتهى.
توفي ليلة الأحد ثالثَ ربيعٍ الأَوَّل سنة ثمان وثلاثين وستِّ مئة ببغداد. انتهى كلام ابن العماد.
وذكره ابن رجب
(2)
وقال: هو أحمد بن محمد بن طَلْحَة إلى آخر ما تقدم، ثم قال: تَفَقَّه في المذهب وتَكَلَّم في مسائل الخِلاف، وحَصَّل طرفًا صالحًا من الأدب، وصحب محيي الدين ابنَ الجوزي، واخْتَصَّ به، وصار حاجبًا له أيام حِسْبَتِه، وسافر معه لمَّا نفذ في الرسائل إلى الشام، ومصر، وبلاد الروم، وبلاد فارس، ثم ذكر نحوًا مما تقدم، وله تصانيفُ، ذكر ابنُ العمادِ وابنُ رجب منها:"الأحاديث السباعيات" و"الثمانيات" التي له، ومعجم شيوخه.
1174 - (ت 638 هـ): يوسفُ بنُ عبدِ المُنعم بن نِعمة بنِ سُلْطَانَ بنِ سرور
بنِ
(1)
شذرات الذهب: 5/ 202.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 220.
رافع بنِ حسن بنِ جعفرِ، المَقْدِسي، النَّابُلُسي، الفقيهُ الحنبليُّ، المحدث، أبو عبد الله، تقي الدين.
قال ابنُ رجب
(1)
: ولد سنة ستٍّ وثمانينَ وخمس مئة، تقديرًا ببيت المَقّدِس، وسمع بدمشقَ من عُمَر بن طَبَرْزَد، وأبي اليُمْن الكِنْدي، وأبي القاسم بن الحَرَسْتَاني، وسِتِّ الكَتبَة بنتِ الطراح، وجماعة آخرين، وتَفَقَّه.
قال المُنْذِرِيُّ: ترافقنا في السَّماعِ كثيرًا، وَوَلِيَ الإِمامةَ بالجامع الغَرِّي بمدينة نابُلُس، وحَدَّث.
وهو ابنُ عمِّ الحافظِ عبدِ الغني النَّابُلُسي، وكان على طريقةٍ حسنةٍ، توفي عاشر ذي القعدة، سنةَ ثمانٍ وثلاثينَ وست مئة بمدينة نابُلُس انتهى.
وذكره ابنُ العماد
(2)
بنحوه، والعليمي في "الأنس الجليل"
(3)
و"الطبقات" وغيرهم.
1175 - (ت 639 هـ): أحمد بن محفوظ بن مهيا بن شكر بن الصَّابُوني، الرُّصَافي، البغدادي، الفقيه، الحنبلي، المحدث، أبو العَبَّاس
.
قال ابن رجب
(4)
: سمع الكثيرَ، وعُنِيَ بالسَّمَاع، وكَتَبَ الطبَاقَ بخَطِّه، وهو حَسَنٌ، وتفقه على القاضي أبي صالح نصر بنِ عبدِ الرزاق، وكانَ خَيِّرًا، صالحًا متعبدًا، من خِيارِ الطَّلَبَةَ توفي يومَ الأحد تاسع عشرين صَفَر سنةَ تسعٍ وثلاثينَ وست مئة، ودُفِنَ بمقبرة معروفٍ الكرخي. انتهى.
وذكره ابنُ العماد
(5)
بمثله إلا أنَّ الذي في "الشذرات" أحمد بن محفوظ بن مهنا بن شكر بن الصابوني.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 221.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 202.
(3)
الأنس الجليل: 2/ 257.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 223.
(5)
شذرات الذهب: 5/ 203.
1176 - (ت 639 هـ): إسماعيلُ بنُ مُظَفَّرٍ بنِ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ مفرج بن منصور بن ثعلب بن عُيَيْنَة بنِ ثابت بن بَكَّار بنِ عبد الله بن شرف بنِ مالك بن المُنْذِر بن النُّعْمَان بنِ المنذر المُنْذِرِي النَّابُلُسي الدِّمَشْقي المولد، المحدث، الحنبلي
.
قال ابنُ العماد
(1)
: ولد سنة أربعٍ وسبعينَ وخمس مئة بدمشق، وارتحل في طلب الحديث إلى الأَمْصَار، فسمع بمكةَ من ابن الحُصري، وبمصر من البُوصيري والأَرْتَاحِي، والحافظ عبد الغني، وجماعة، وببغداد من المبارك بن كليب، وابن الجوزي، وغيرهما، وبأصبهان من أبي المكارم اللَّبَّان، وغيره، وبُخَراسَان من عبد المُنْعم الفُرَاوِي، والمُؤَيَّد الطُّوْسي، وجماعة، وبَنيسَابُور من أبي سعيد الصَّفَّار، وغيره، وبِحَرَّانَ من الحافظ عبد القادر الرُّهَاوِي، وانقطع إليه مُدَّةً، وكتب الكثيرَ بخطِّه، وحدَّث بالكثير.
قال المُنْذِرِيُّ: سمعتُ منه بِحَرَّانَ ودمشقَ، وكتب عنه ابنُ النجَّار ببغداد، وقال: كان شيخًا، صالحًا.
وقال عمرُ بنُ الحاجب: كانَ عبدًا صالحًا، صاحبَ كراماتٍ، ذا مروءةٍ، مع فقرٍ مُدْقِعٍ، صحيحَ الأُصُولِ، روى عنه الحافظُ الضِّياء، والمُنْذِرِيُّ، والبِرْزَالي، والقاضي سليمانُ بنُ حمزة، وتوفي في رابعِ شوالَ سنةَ تسعٍ وثلاثينَ وستِّ مئة، ودُفن بسَفْحِ قاسِيون انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
، وقال: إسْماعيل بن ظفر بدل مظفر.
1177 - (ت 639 هـ): سليمان بن إبراهيم بن هبة الله بن رَحْمَة المُحدِّث، الحنبلي، خطيب بيت لَهْيَا
.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 203.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 224.
قال ابن العماد
(1)
: ولد بأسعرد سنة سبعٍ وستين وخمس مئة، ورحل فسمعَ بدمشق من الخُشوعي وابن طَبَرْزَد، وجماعةٍ كثيرةٍ، وبمصر من البُوصيري وغيره، وبالإِسْكَنْدريَّة من ابن علَّاس، وانقطع إلى الحافظ عبد الغني مُدَّة، وتخرج به، وسَمِعَ منه الكثيرَ، وكتب بخطِّه كثيرًا، وكانَ كثيرَ الإِفادة، حسنَ السِّيْرَة، سُئِلَ عنهُ الحافظُ الضَّياءُ فقال: خَيِّرٌ، دَيِّنٌ، ثِقَةٌ، وأقامَ ببيتِ لَهْيَا، وتولى إمامتها وخطابتها.
قال المنذري: اجتمعتُ به، ولم يتفق لي السَّمَاعُ منه، وأفادنا أجازةً عن جماعةٍ من شيوخ المصريين وغيرهم، شكر اللهُ سعيَه وجزاه خيرًا، توفي في ثاني عشري ربيع الآخر سنة تسعٍ وثلاثينَ وست مئة ببيت لَهْيا، ورَحمَةُ اسمُ أُم أبي جدِّه، وبها عُرِفَ جَدُّهُ. انتهى.
وذكره ابنُ رجبَ
(2)
بنحوه.
1178 - (ت 639 هـ): عبد الغني بن محمد بن الخَضِر بن تيمية الحَرَّاني، الحنبلي، سيف الدين بن فخر الدين خطيب حَرَّان، وابنُ خطيبها أبو محمد، تقدم ذكرُ والده
.
أمّا عبد الغني هذا فقال ابنُ الشَّطِّي
(3)
: ولد ثاني صفر سنة إحدى وثمانين وخمس مئة بحَرَّان، وسَمِعَ بها من والده وأخذ العِلْمَ عنه إلى بغداد، فسمع بها، وقرأ، وعاد إلى حران، وقام مَقَام والدِهِ بعد وفاتهِ، وكان يَخْطُبُ، ويَعِظ، ويفتي، ويُدَرِّسُ، ويلقي التفسيرَ في الجامع على الكُرْسِيِّ، وتوفي في سابع عشرَ المحرم سنة تسعٍ وثلاثين وست مئة بحران. انتهى.
وذكره ابن العماد
(4)
، وابن رجب
(5)
وغيرهما، وله مصنفاتٌ، ذكر ابنُ الشَّطِّي
(1)
شذرات الذهب: 5/ 204.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 223.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 55.
(4)
شذرات الذهب: 5/ 204.
(5)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 222.
منها كتاب "الزوائد على تفسير الوالد" و"إعداد القُرَب إلى ساكني التُّرَب".
1179 - (ت 640 هـ): أحمد بن عبد الملك بن عثمان المَقْدِسي، زينُ الدِّيْن الشُّرُوطي، النَّاسخ، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(1)
: روى عن يحيى الثقفِي، والبُوصيري، وابن المعطوش، وطبقهم، وطلب وكتب الأجزاء، وتوفي في رمضان سنة أربعين وست مئة عن ثلاثٍ وستينَ سنة. انتهى.
1180 - (ت 640 هـ): آسية المَقْدِسِيَّة، الحنبلية، والدةُ السيف ابن المجد
.
ذكرها ابن العماد
(2)
وقال: قال أخوها الضِّياء المَقْدِسِيُّ: ما في زمانِنا مثلُها، لا تكادُ تدعُ قيامَ الليل، وتوفيت سنة أربعين وست مئة. انتهى.
1181 - (ت 640 هـ): سعيدة بنت عبد الملك بن يوسف بن محمد بن قُدامَة الحنبلية
.
قال ابن العماد
(3)
: روت بالإِجازة عن العثماني، وتوفيت سنة أربعين وست مئة. انتهى.
1182 - (ت 641 هـ): إبراهيم بن محمد بن الأزهر بن أحمد بن محمد الصَّريْفِيْنِي، أبو إسْحاق تقيُّ الدين الحافظُ، الفقيهُ، الحنبليُّ، نزيلُ دمشقَ
.
قال ابنُ العماد
(4)
: ولد ليلة حادي عشر محرم سنة إحدى أو اثنتين وثمانين وخمس مئة بصَرِيْفِيْنَ، ودخل بغدادَ، وسَمِعَ بها من ابن الأخضر، وابن طَبَرْزَد، وهذه الطبقة، ورحل إلى الأقطار، وسمع بأصبهان، ونيسابور، وهَرَاة، وبُوشَنْج، ودِيْنَوَر، وَنهَاوَنْد، وتُسْتَر، وطَبَس، والمَوْصِل، ودمشق، وبيت المَقْدِس، وحَرّان، من أعلام
(1)
شذرات الذهب: 5/ 207.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 207.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 208.
(4)
شذرات الذهب: 5/ 209.
هذه المدن، وتخرج بحران على الرُّهَاوِي، وتفقَّه ببغداد على البَوَازِيْحِي، وأبي البَقَاء العُكْبَري، وتأدَّبَ بهبةِ الله الدُّورِي.
قال الحافظ عمرُ بن الحاجب: كان أحدَ حُفَّاظِ الحديث، وأوعيةِ العلم إمامًا، فاضلًا، صدوقًا، خيَّرًا، ثقة، نبيلًا، حجةً، واسعَ الرواية، ذا سمتٍ ووقارٍ، وعفافٍ، حسنَ السِّيْرَة، جميلَ الظَّاهِر، سَخِيَّ النَّفْسِ مع القِلَّة، كَثير الرَّغْبَةِ في فِعْل الخيرات، سافر الكثيرَ، وجالَ في الآفاق، وكتبَ الكثيرَ، وقرأَ، وأفاد، كثيرَ التَّواضُعِ، سليمَ الباطن، وكان شيخًا لدار حديث منبج، تركها واستوطن حلب، وَوَلِيَ بها دارَ الحديث التي للصَّاحِب بن شدَّاد، وكان يُحَدِّثُ بها، ويتكلم على الأحاديث وفقهِها ومعانيها.
سألت البِرْزَالي عنه فقال: حافظٌ، دَيِّنٌ، ثِقَةٌ.
وقال أبو شامة: كانَ عالمًا بالحديث، دَيِّنًا، متواضِعًا، توفي في خامس عشر جمادى الأُولى سنة إحدى وأربعين وست مئة، وحضرت الصلاة عليه بجامع دمشق، ودُفِنَ بسفح قاسِيون.
والصَّرِيْفيني: نسبة إلى صَرِيْفِيْنَ قرية ببغداد، ولنا أخرى بواسط، وهو بفتح الصاد المهملة وكسر الراء والفاء بين تحتيَّتَيْن ساكنتين آخره نون. انتهى.
وقد ذكرتُه في "القطف" وأَنَّه منسوبٌ إلى قرية قربَ عُكْبَرا، وذكره ابن رجب
(1)
وذكر له تصانيف منها جزء استدركه على الحافظ ضياء الدين في الجزء الذي استدركه على ابن عساكر، قال ابنُ رجب: وقفت عليه، وقد اعتذر الصَّريفيني عن ابن عساكر واستدرك على الضِّياء أسماء فاتت ابنَ عساكر لم يستدركها، وقد نبه أبو الحجَّاج المِزِّي على أوهامٍ كثيرةٍ للصَّرِيْفِيْنِي هذا. انتهى.
1183 - (ت 641 هـ): عمر بن أسعد بن المنجا بن البَرَكات بن المؤمل التَّنُوخي، المعري، الحراني المولد، الدمشقي الدار والوفاة، شمس الدين أبو الفتوح وأبو الخطاب القاضي ابنُ القاضي وجيه الدين الحنبلي
.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 227.
قال ابنُ العماد
(1)
: ولد بحَرَّان إذ أبوه قاضيها في الدَّوْلَة النُّورِيَّة سنةَ سبعٍ وخمسينَ وخمس مئة، ونشأ بها وتفقه على والده وسمع من عبد الوَهَّاب بن أبي حَبَّة، وقدِمَ دمشقَ فسمع بها من القاضي أبي سعد بن أبي عَصْرون وغيره، ورحل إلى العراق، وخُراسان، وسَمِعَ ببغداد، واشتغل بالخلاف على المُحَبر الشافعي وأفتى، ودَرَّسَ، وكان عارفًا بالقضاء، بَصِيْرًا بالشُّرُوطِ، والحكومات، والمسائل الغامضات، صَدْرا نبيلًا، وَوَلِيَ قضاءَ حَرَّانَ قديمًا، واستوطن دمشق ودَرَّسَ بالمِسْمَارِيَّة، وحَدَّث عنه البِرْزَالي وابنُ العديم، وغيرهما، وأجاز لابن الشيرازي، وتوفي في سابعَ عشر رَبيع الآخر سنة إحدى وأربعين وست مئة، ودفن بسفح قاسيون. كذا قال أبو شامة انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(2)
بترجمةٍ حافلةٍ وقال: له مصنف في المذهب سماه "المعتمد والمُعَوَّل" في مجلد.
1184 - (ت 641 هـ): عبد الحق بن خلف بن عبد الحق الدمشقي، أبو محمد الحنبلي
.
قال ابن العماد
(3)
: روى عن أبي الفَهْم بن أبي العجائز وابن صابر وجماعة، وكان يُلَقَّبُ بالضِّياء، وسَمِعَ بحَرَّان من أبي الوَفاء، وحَدَّثَ وكانَ مشهورًا بالخير، والصَّلاح، وعجز في آخر عمره عن التصرف، وتَفَرَّد بأشياءَ، وتوفي في جمادى الآخرة، سَنَةَ إحدى وأربعينَ وست مئة انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
بنحوه.
1185 - (ت 641 هـ): عثمان بن أسعد بن المنجا بن بركات بن المؤمل التنوخي المعري، الحراني الحنبلي، عز الدين أبو الفتح، وأبو عَمْروٍ، أيضًا
.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 210.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 225.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 211.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 227.
قال ابنُ العماد
(1)
: ولدَ في محرم سنة سبعٍ وستينَ وخمس مئة، وسَمِعَ بمصر من البوصيري، ويعقوب بن الطفيل، وببغداد من ابن سُكَيْنَة وغيره، وسَمِعَ منهُ الحافظُ بنُ الحاجب، وابنُ الحُلْوانِيَّة، وولداه وجيهُ الدين محمد، وزينُ الدين المنجا، والحسنُ بنُ الخَلَّال، وكان فقيهًا، فاضلًا، مُعَدَّلًا، ودَرَّسَ بالمِسْمَارِيَّة نِيابةً عن أخيه، وكان تاجرًا، ذا مالٍ وثروةٍ.
وتوفي في مُسَتهَل ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وست مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بنحوه.
1186 - (ت 641 هـ): عبد الملك بن عبد الحق بن عبد الوَهَّاب بن عبد الواحد بن الحنبلي، أبو الوفاء
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد سنة خمس وخمسينَ وخمس مئة، وسمع بالإِسْكَنْدَرِيَّة من السِّلَفي، وبمكة من المبارك بن الطَّبَّاخ، وبدمشق من أبي الحسين بن الموَازيني، وحَدَّث، وتوفي في جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين وست مئة، ودفن بجبل قاسِيون. انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
بنحوه.
1187 - (ت 641 هـ): الأمير أبو منصور مهلهل بن الأمير مجد الملك أبي الضِّياء بدران بن يوسف بن عبد الله بن رافع بن يزيد بن أبي الحسن بن علي بن سلامة بن طارق بن ثعلب بن طارق بن سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الحَسَّاني النَّابُلُسِي الأصل، المصري، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(5)
: سمِعَ من إسماعيل بن ياسين، والبوصيري، والأَرْتاحي،
(1)
شذرات الذهب: 5/ 211.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 226.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 212.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 226.
(5)
شذرات الذهب: 5/ 212.
وابن نجا والحافظ عبد الغني، ولازمه كثيرًا، وخلق كثير، وكتبَ بخطِّه، وقرأ بلفظه.
قال المنذري: سمعتُ منه، وتوفي في سابع عشر شعبان سنة إحدى وأربعين وست مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
وقال: قال المُنْذِرِيُّ: سألتهُ عن مولده فذكر ما يدل تقديرًا أَنَّه سنة سبع وستين وخمس مئة، ثم ذكر نحو ما تقدم، وقال: إنَّه دُفِنَ بسفح المُقَطَّم.
1188 - (ت 641 هـ): عائشة بنت محمد بن علي بن البل البغدادية، الحنبلية، الواعظة، تقدم ذكرُ أبيها سنة إحدى عشرة وست مئة
.
أما عائشة هذه فقال ابنُ العماد
(2)
: أجاز لها أبو الحسن بن قميرة، والشيخ عبدُ القادر الجِيْلَاني، وكانت صالحةً تعظُ النِّساءَ، وتوفيت في جمادى الأُولى سنة إحدى وأربعين وست مئة. انتهى.
1189 - (ت 642 هـ): علي بن الأنجب بن ما شاء الله بن الحسين بن عبد الله ابن عبيد الله العلوي الحسيني، البغدادي، المأموني، الفقيه، الحنبلي، المقرئ، الجَصَّاص، أبو الحسن
.
قال ابن رجب
(3)
: ولد أوائل سنة ستٍّ وستينَ وخمس مئة، وقرأ القرآن على ابن البَاقِلَّاني الواسطي بها، وسمع الحديث من ابن شاتيل، وشُهدة، وابن بَوش، وابن كليب، وغيرهم، وتفقه على أبي الفتح ابن المَنِّيّ وتكلَّم في مسائل الخِلاف، وناظره، وحَدَّث، وروى عنه ابن النجَّار، وأجاز لسليمان بن حمزة، وأبي نصر بن الشيرازي والقاسم بن عساكر، وتوفي سادس جمادى الأُولى سنة اثنتين وأربعين وست مئة. انتهى.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 227.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 211.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 230.
وذكره ابن العماد
(1)
بمثله.
1190 - (ت 642 هـ): محمد بن يوسف بن سعيد بن مسافر بن جميل البغدادي، الأَزَجي، الحنبلي، أبو عبد الله الأديب
.
قال ابنُ العماد
(2)
: ولد في سابع ربيع الأول سنة ثلاثٍ وسبعين وخمس مئة، وسمِعَ بإفادة والده من ابن شاتيل وابن كليب وغيرهما، وكان لديه فضلٌ وأدَبٌ، وله تصانيف، وسمع منهُ المحبُّ المَقْدِسِيُّ وغيره كعلي بن عبد الدائم، وتوفي في ثالث رجب سنة اثنتين وأربعين وست مئة. انتهى.
وقد تقدم ذكر أبيه يوسف سنة إحدى وست مئة.
وذكره ابنُ رجب
(3)
.
1191 - (ت 643 هـ): أحمد بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن قدامة، المقدسي، الصالحي، سَيف الدين أبو العَبَّاس، الحنبلي، المحدث، الحافظ ابنُ ابنِ شيخ الإِسلام موفق الدين بن قدامة
.
قال ابن العماد
(4)
: ولد سنة خمس وست مئة بالجبل، وسمِعَ من جَدِّه الكثير، ومن أبي اليُمْن الكِنْدِي، وأبي القاسم بن الحَرَسْتَاني، وداود بن الملاعب وطبقتهم، ورحل، فسمع ببغداد من الفتح بن عبد السلام، وخلق من أصحاب ابن ناصر وغيرهم، وكتب بخطه الكثير.
قال الذهبي: كتب العالي والنازل، وجمعَ وَصَنَّفَ، وكان ثقةً، حافظًا، ذكيًا، متيقظًا، مليحَ الخط، عارفًا بهذا الشأن، عاملًا بالأثر، صاحب عبادةٍ وإنابةٍ، تامَّ المروءةِ، أمارًا بالمعروف، قَوَّالًا بالحق، ولو طالَ عُمُرُهُ لساد أهل زَمانِه علمًا وعملًا،
(1)
شذرات الذهب: 5/ 216.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 216.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 230.
(4)
شذرات الذهب: 5/ 217.
ومحاسِنُهُ جَمَّةٌ، وتوفي في مُستَهل شعبانَ سنة ثلاثٍ وأربعين وست مئة بسفح قاسيون، ودفن به. انتهى.
وله تصانيف ذكر ابن العماد وابن رجب
(1)
منها مجلدًا كبيرًا في الرَّدِّ على ابن طاهر المقدسي بإباحته للسَّماع، وآخر في الاعتقاد فيه آثارٌ كثيرةٌ وفوائدُ، وكتاب "الأزهر في ذكر آل جعفر بن أبي طالب وفضائلهم".
1192 - (ت 643 هـ): أحمد بن محمد بن عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي تقي الدين أبو العباس الإِمام الفقيه الحنبلي
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد في صفر سنة إحدى وتسعين وخمس مئة، وسمع بدمشق من أبي طاهر الخشوعي، وحنبل الرُّصَافي، وابن طَبَرْزَد، وغيرهم، ورحل في طلب الحديث، فسمع بأصبهان من أسعد بن روح، وعفيفة الفَارِفانِيَّة، وخلق، وببغداد من سليمان بن المَوْصِلِي وغيره، وقرأ الحديث بنفسه كثيرًا، وإلى آخر عمره، وتَفَقَّه على الشيخ موفق الدين، وهو جَدُّهُ لأمه، وببغداد على الفخر إسماعيل، وبرع وانتهت إليه مشيخة المَذْهَب بالجَبَل.
قال ابنُ الحاجب: سألت عنه الحافظَ ابنَ عبدِ الواحد فقال: حَصَّلَ ما لم يحصله غيرُه، وحَدَّث وروى عنه سليمان بن حمزة القاضي وغيره، وتوفي في ثامن عشري ربيع الآخر، سنة ثلاث وأربعين وست مئة، ودُفِنَ بسفح قاسِيون. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
بنحوه.
1193 - (ت 643 هـ): علي بن عبد الله بن الحسين بن علي بن منصور الحنبلي، أبو الحسن، المقرئ، النجَّار، الرِّحْلَة، الصالح، المُعَمَّر، ابن المعز الأَزَجي، الحنبلي
.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 241.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 217.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 241.
قال الذهبي
(1)
: ولد سنة خمسٍ وأربعين وخمس مئة، وسَمِعَ من جماعةٍ كثيرين بالإِجازة، وروى عنه الدَّمياطي وجماعة آخرون، حَدَّثَ ببغداد، ودمشق، والحجاز، ومصر، وكان شيخًا، صالحًا، عابدًا، مجتهدًا، كثير التلاوة، والذكر، والعبادة، حنبليَّ المذهب، توفي في نصف ذي القعدة سنة ثلاثٍ وأربعين وست مئة. انتهى.
1194 - (ت 643 هـ): عبد الله بن الشيخ أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد ابن قدامة، المقدسي الأصل، الصالحي، شرف الدين أبو محمد، وأبو بكر أيضًا، الحنبلي، الخطيب
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد في آخر رمضان سنة ثمانٍ وسبعينَ وخمس مئة بدمشق، وسمع من يحيى الثقفي وغيره، وببغداد من أبي الفرج بن الجوزي، وابن المَعطُوش، وابن سُكَيْنَة وطبقتهم، وبمصر من البوصيري والأَرْتاحي وغيرهما، وتفقه على والده وعَمِّه، وخطب بجامع الجبل مدةً، وكان شيخًا، حسنًا، يُشارُ إليه بالعِلْم، والدين، والورع، والزهد وحسنِ الطريقة، وقِلَّةِ الكلام. قال الحافظ الضِّياء: كان فقيهًا، فاضلًا دَيِّنًا، ثِقَةً، وكتبَ عنهُ مع تقدمه، توفي ليلة الثاني والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثلاثٍ وأربعين وست مئة، ودُفِنَ بسفح قاسِيون. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(3)
بنحوه وقال: أخرجَ له الحافظ الضِّياء جزءًا عن جماعةٍ من شيوخه.
1195 - (ت 643 هـ): عبد الله بن محمد بن أبي محمد بن الوليد، البَغْدَادِيُّ، الحَرِيْمِي أبو منصور، الحافظ، المحدث، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(4)
: هو أحد من عُنِيَ بهذا الشأن، سمعَ الكثير ببغداد من خَلْقٍ، منهم ابنُ الأخضر، وبِحَرَّان من الرُّهاوي الحافظ، وغيره، وبحلب من جماعة،
(1)
انظر العبر: 5/ 178، وسير أعلام النبلاء: 23/ 119.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 218.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 234.
(4)
شذرات الذهب: 5/ 219.
وبدمشق من أبي اليمن الكندي وجماعة، قال ابن نقطة: سمع بالشام وبلاد الجزيرة وقرأ الكثير قال لي أبو بكر تميم بن البَنْدَنِيْجِي وغيره أنَّ اسمَه الذي عُرِفَ به جُزَيْرَة تصغير جَزَرَة بالجيم والزاي.
قال الشريف أبو العباس الحسيني: كان حافظًا، مفيدًا، سمع النَّاسُ الكثيرَ بقراءته، وكان مشهورًا بسرعة القِراءَة وجَوْدَتها، وجَمَع، وحَدَّث.
قال ابن الساعي وغيرُه: إنَّ المُسْتَنْصِر بالله لمَّا بنى مدرستَه المعروفَةَ، رَتَّبَ بدارِ الحديث بها شيخينِ يشغلان بعلم الحديث، أحدهما أبو منصور هذا، والثاني ابنُ النَّجَّار الشافعي صاحب التاريخ، وتوفي في ثالث جُمادى الأُولى سنة ثلاثٍ وأربعينَ وست مئة ببغداد، ودفن خلفَ بشرٍ الحافي. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
وقال: له تاريخٌ كبير، وفوائد، وأجزاء، ورسائلُ إلى السامري صاحبِ "المستوعب" ينكر عليه فيما تأَوَّلهُ لبعضِ الصِّفَات.
1196 - (ت 643 هـ): عبد الرحمن بن عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سُرُورِ المقدسي، أبو سليمان بن الحافظ أبي محمد الفقيه، الحنبلي، الزاهد
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد سنة ثلاثٍ أو أربعٍ وثمانينَ وخمس مئة في شوال، وسمع بدمشقَ من الخُشُوعي وغيره، وبمصر من البوصيري، وغيره، وببغداد من ابن الجوزي وطبقته، وتفقه على الشيخ الموفق حتَّى بَرَع، وكان يَؤُمُّ مَعَهُ في جامع بني أمَيَّة بمحراب الحنابلة، وأفتى، ودَرَّسَ، وكان إمامًا، عالمًا، فاضلًا، وَرِعًا حسنَ السَّمْتِ، دائمَ البِشْرِ، كريمَ النَّفْسِ، مشتغلًا بنفسه، وبإلقاء الدُّرُوْسِ المفيدة.
قال أبو شامة: كان من أئمة الحنابلة، ومن الصَّالحين، وحَدَّث، روى عنه ابنُ النجَّار، وتوفي في تاسعِ عشري صَفَرَ، سنةَ ثلاثٍ وأربعين وستِّ مئة، ودفن بسفح قاسِيون. انتهى.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 233.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 219.
وذكره ابنُ رجب
(1)
بنحوه.
1197 - (ت 643 هـ): عبد الرحمن بن عمر بن بركات بن شُحَانَة، الحَرَّاني، الحافظ، المُكثر سراجُ الدين، أبو محمد، أحد مَن عُنِيَ بعلم الحديث، الحنبلي
.
قال ابنُ العماد
(2)
: سمع بِحَرَّان من الرُّهَاوي، وبدمشقَ من ابنِ الحَرَسْتَاني، وابن ملاعب، وغيرهما، وبحلب من الافْتِخار الهَاشِمِي، وبالمَوْصِل من مسمار بن العُوَيْس، وبمصر من أصحاب السِّلَفي وغيره، وببغداد من الأُرْمَوِي وغيره، وكتب بخطِّه الكثيرَ.
قال ابنُ نقطة: هو شاب، ثقةٌ.
وقال غيرُه: كان مِمَّنْ له الرِّحْلةُ الواسعةُ في الطَّلَب، سَمِعَ من الجَمِّ الغفير، وسكن آخر عُمُره بميافارِقين، وبها مَاتَ، وَصَارَ صاحبَ ثروةٍ بعد الفقر، وكانتْ له بنتٌ عمياءُ، تحفظ كثيرًا، إذا سُئِلت عن باب من العلم من أبواب الكتب الستة ذكرت أكثره، وكانت في ذلك أعجوبةً، لم تبلغ أوَان الرِّوَاية، وتوفي والِدُها في جُمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعينَ وست مئة، وشُحانَة: بضم الشين المعجمة، وفتحِ الحاء الخفيفة، وبعد الألف نونٌ. انتهى.
وذكره ابنُ رجبَ
(3)
بنحوه.
1198 - (ت 643 هـ): علي بنُ الحُسَين بنِ عليًّ بنِ منصورٍ البغدادِيُّ، النَّجَّار، الحنبلي بن المُقَيِّر، مسندُ الدِّيَار المِصْرِيَّة، أبو الحسن بن أبي عبد الله
.
قال ابن العماد
(4)
: ولد سنة خمس وأربعين، وخمس مئة، وسمع من شُهْدَة ومعمر بن الفاخر وجماعة، وأجازَ له ابنُ ناصر، وأبو بكر بن الزَّاغُوني، وطائفة،
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 231.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 220.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 240.
(4)
شذرات الذهب: 5/ 223.
وكانَ صاحبَ تلاوةٍ، وذِكرٍ، وأورادٍ، توفي في نصف ذي القعدة سنة ثلاثٍ وأربعينَ وست مئة بالقاهرة، قاله في "العبر".
وقال حامد العمادي في ثبته: هو أبو الحسن علي بنُ الحسين بنِ علي بنِ محمد بن منصور بن المُقَير: بضم الميم وفتح القاف، وكسر الياء المشدَّدة، ثم راء آخره البغدادي، الحنبلي كما ذكره مسندُ الشام ومُقرِئُها البرهانُ بنُ كسباي العمادي في أسانيده في كتاب "الصمت". انتهى كلامُ ابنِ العماد.
1199 - (ت 643 هـ): محاسن بن عبد الملك بن علي بن نجا التَّنُوخي، الحموي ثم الصالحي، الفقيه، الحنبلي، ضياءُ الدين أبو إبراهيم
.
قال ابن العماد
(1)
: سمع بدمشق من الخشوعي، وتَفَقَّه على الشيخ موفق الدين حتى برع، وكان عارفًا بالمذاهب، قليل التعصب، زاهدًا، ما ناقَشَ في منصِب قطُّ، ولا دُنيا، ولا يأكل من وَقْفٍ، وكان يَتَقَوَّتُ من شكارةٍ تُزْرَع له بحَوْرَان، وما آذى مسلمًا قط، ولا دخل حَمَّامًا، ولا تنعم في ملبس ولا مأكل، ولا زاد على ثوبٍ وعمامة في طول عُمُرِه، وكان على خير كثير، قَلَّ من يُماثِلُه في عبادته واجتهاده، وسلوكِ طريقته، قرأ عليه جماعةٌ، وحَدَّثَ، وتوفي في ليلةِ الرابعِ من جُمادى الآخرة سنة ثلاثٍ وأربعين وست مئة بجبل قاسِيون، ودفن به. وممن قرأ عليه صاحبُ "المبهم" عبد الله بن أبي بكر الحربي كتابه، وقال: ذكر لي أنَّ مَنْ يُحَرِّك أُصْبُعَه المُسَبِّحَة في تشهدِه كان ذلك عبثًا يُبْطِلُ صلاتَه. قال: وقولُ مَنْ قال من أصحابنا يشيرُ بها مرارًا يعني عند الشهادتين فقط. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(2)
بنحوه.
1200 - (ت 643 هـ): محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور السَّعْدي المَقْدِسي
، الصالحي، ضياءُ الدين أبو عبد الله الحافظ
(1)
شذرات الذهب: 5/ 223.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 234.
الكبير، المحدث، وحيدُ دهره، ومحدث عصرِه الذي شهرتُه تغني عن الإطنابِ في ذكره والإِسهاب في أمره.
قال ابنُ العماد
(1)
: سمع بدمشق من أبي المجد البانياسي، وأحمد بن المَوَازِيْني، وغيرهما، وبمصر من البُوصيري، وفاطمةَ بنتِ سعدِ الخير، وجماعة، وببغداد الكثير من ابن الجَوْزي، وابن المعطوش، وابن سُكَيْنَة، وابن الأخضر، وهذه الطبقة، وبأصبهان من أبي جعفر الصَّيْدلاني وطبقته، وبهمذان من عبد الباقي بن عثمان، وبَنَيْسابور من المؤيد الطوسي، وطبقته، وبهراة من أبي رَوْح، وبمرو من أبي المُظَفَّر بن السَّمْعَاني، ورحل مرتين إلى أصبهان وسمع بها ما لا يُوصَفُ كثرةً، وكتبَ بخطه الكتب الكبار الكثيرة وغيرها.
قال ابنُ رجب: يقال: إنَّه كتبَ عن أزيد من خمس مئة شيخ، وحَصَّل أصولًا كثيرةً، وأقام بهراة، ومَرْوَ مُدَّةً، وله إجازةٌ من السِّلَفِي، وشُهدَة.
وقال ابنُ النجَّار: كتبتُ عنه ببغداد، ونَيْسابُور، ودمشق، وهو حافظٌ متقنٌ، ثبتٌ صدوقٌ، ثقةٌ نبيلٌ، حجةٌ، عالمٌ بالحديث، وأحوالِ الرِّجال، وله مجموعاتٌ وتخريجات، وهو ورع، تقيٌّ زاهد، عابد، مُحتاطٌ في أكل الحلال، مجاهدٌ في سبيل الله، ولعمري ما رأت عينايَ مثلَه في نزاهته وعفته، وحسن سيرتهِ، وطريقته في طلب العلم.
وقال عمرُ بن الحاجب: شيخُنا أبو عبد الله شيخُ وقتهِ، ونَسيجُ وَحْدِه، علمًا، وحفظًا، وثقة وَدَينًا، من العلماء الرَّبَّانِيين، وهو أكبر من أنْ يَدُلَّ عليه مثلي، كان شديدَ التحري في الرِّواية، مجتهدًا في العبادة، كثيرَ الذكر، منقطعًا عن النَّاس، متواضِعًا في ذات الله، رأيتُ جماعةَ من المحدثين ذكروه فأطنبوا في حَقِّه، ومدحوه بالحفظ، والزهد، سألت البِرْزَالي عَنْهُ فقال: ثقةٌ، جبلٌ، حافظٌ، دَيِّنٌ.
وقال الشريف أبو العَبَّاس الحسيني: حَدَّث بالكثير مُدَّةً، وخَرَّج تخاريج كثيرة
(1)
شذرات الذهب: 5/ 224.
مفيدة، وصَنَّف تصانيفَ حسنةً، وكان أحد أئمةِ هذا الشأن، عارفًا بالرجال وأحوالهم، والحديث صحيحِه وسقيمِه، وَرِعًا متدينًا، طارحًا للتكلف.
ونقل الذهبي عن المِزِّيِّ أنَّهُ كان يقول: الضياءُ أعلمُ بالحديث والرجال من الحافظ عبد الغني، ولم يكن في وقته مثلُه.
وقال الذهبي أيضًا: هو الإِمام، العالم، الحافظ، الحجة، محدث الشام، شيخُ السُّنَّة ضياءُ الدين، صَحَّحَ، وصَنَّف، وَلَيَّنَ، وَجَرحَ، وعَدَّلَ، وكان المرجوعَ إليه في هذا الشأن، انتهى.
وروى عنه خلقٌ منهم ابنُ نُقْطَة، وابنُ النجَّار، والبِرْزَالي، وعمر بن الحاجب، وابن أخيه الفخر البخاري، وخلقٌ كثيرٌ جدًا، وتوفي يوم الاثنين ثامن عشري جمادى الآخرة سنة ثلاثٍ وأربعينَ وست مئة بسفح قاسيون ودفن به. انتهى المراد من كلام ابن العماد.
وذكره ابن رجب
(1)
وأطال في ترجمته، وذكر بعض تصانيفه فقال: منها كتاب "الأحكام" يعوز قليلًا نحو عشرين جزءًا في ثلاثِ مجلدات، وكتاب للأحاديث المختارة، وهي الأحاديث التي يصلح أن يُحْتَج بها سِوى ما في الصحيحين خَرَّجَها من مسموعاته كتب منها تسعينَ جزءًا، ولم تكمل. قال بعض الأئمة: هي خيرٌ من "صحيح الحاكم"، وكتاب "فضائل الأعمال" أربعة أجزاء، وكتاب "فضائل الشام" ثلاث أجزاء، وكتاب "مناقب أصحاب الحديث" أربعة أجزاء، "صفة الجنة" ثلاثة أجزاء، "صفة النار" جزآن، "أفراد الصحيح" جزء، "غرائب الصحيح" تسعة أجزاء، "ذم المسكر" جزء، "الموبقات" أجزاء كثيرة، "كلام الأموات" جزء، "شفاء العليل" جزء، "الهجرة إلى أرض الحبشة" جزء، "قصة موسى عليه السلام" جزء، "فضائل القرآن" جزء، "الرُّواة عن البخاري" جزء، "دلائل النُّبُّوة"، "الإِلهيات" ثلاثة أجزاء، "فضائل الجهاد" جزء، "النهي عن سب الأصحاب" جزء، "الحكايات المستطرفات"
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 236.
أجزاء كثيرة فيها أحاديث مخرجة، "كتاب سبب هجرة المقادسة إلى دمشق وكرامات مشايخهم" نحو عشرة أجزاء، وأفرد لأكابرهم من العلماء لكل واحد منهم سيرة في أجزاء كثيرة، "أطراف الموضوعات" لابن الجوزي في جزئين، "تحريم الغيبة" جزء، "الموقف والاقتصاص" جزء، "الاستدراك على الحافظ عبد الغني في عَزْوِه أحاديث في درر الأثر" جزء، "الاستدراك على المشايخ النبل" لابن عساكر جزء، "الإِرشاد إلى بيان ما أشكل من المرسل في الإسناد" جزء كبير فيه فوائد جليلة "الموافقات" جزء، "طرق حديث الحوض النبوي" جزء، "أحاديث الحرف والصوت" جزء، "الأمر باتباع السنن واجتناب البدع" جزء، كتاب "مسند فضالة بن عبيد" جزء، "الأمراض والكفارات والطنب والرقيات" وله مما لم يذكره ابنُ رجب "الفوائد في الحديث" وغيرها.
1201 - (ت 643 هـ): نصر بن أبي السُّعود بن مُظَفَّر بن الخَضِر بن بَطَّة، اليَعْقُوبِيّ، الضَّرير، الفقيه الحنبلي، تاج الدِّين، أبو القَاسم
.
قال ابن العماد
(1)
: هو من أهل يَعْقُوبَا، وفي كثير من طِبَاق السَّماع يُنسَب إلى عُكْبَرَاء، وفي بعض الطِّبَاق بِسِبْط ابن بطَّة، وهو يدُلُّ على أنَّه من ولد بعض بنات أبي عبد الله بن بطة. دخل بغداد في صباه فقرأ على ابن زُرَيق القَزَّاز، وابن شَاتِيل، وابن كُلَيْب، وغيرهم. وتفقَّه في المذهب على ابن الجَوْزِيّ، وغيره. وبرع وأفتى، وناظر، وأخذ عنه ابنُ النجَّار، ولم يذكُرْه في "تاريخه". وأجاز لعبد الصَّمد بن أبي الجَيْش، وغيره، ولأحمد الحَجَّار. وتوفي ليلة الثَّاني والعشرين من جُمادى الآخرة، سنة ثلاث وأربعين وست مئة ببغداد. ودفن بباب حَرْب. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(2)
.
1202 - (ت 643 هـ): يحيى بن عليّ بن عَنَان، الغَنَوِيّ، البغدادي، الفقيه الحنبلي، الفَرَضِيّ، عماد الدِّين، أبو بكر المعروف بابن البَقَّال
.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 227.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 235.
قال ابنُ العماد
(1)
: ولد سنة إحدى وسبعين وخمس مئة تقريبًا، وطلب العلم في صباه، وسمع الكثير من أبي الفتح بن شَاتِيل، وأبي الفرج بن كُلَيْب، وابن الجَوْزِيّ، وغيرهم. وتفقَّه في المذهب، وقرأ الفَرَائض والحساب، وتصرَّف في الأعمال السُّلطَانِيَّة. وكان صدوقًا، حسنَ السِّيرة. وروى عنه جماعة، منهم عبد الصَّمد بن أبي الجَيْش. وتوفي في يوم الأحد سَلْخ رمضان، سنة ثلاث وأربعين وست مئة ببغداد. ودفن بمقبرة الإِمام أحمد، بباب حَرْب. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
.
1203 - (ت 643 هـ): موسى بن محمد بن راجح، المَقْدِسِيّ، صَلَاح الدِّين، أبو عيسى الحنبلي
.
ذكره ابن رجب
(3)
، وقال: كان عالمًا، فاضلًا، زاهدًا، سمع يوسف بن معالي الكِنَانِيّ، ومحمود بن عبد المُنْعِم، والخُشُوعِيّ. وكان مولده في صفر، سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة. وأجاز لابن الشِّيرازي، ورثى الشيخ الموفّقَ. وتوفي في شهر جُمادى الآخرة، سنة ثلاث وأربعين وست مئة. انتهى.
1204 - (ت 644 هـ): محمد بن محمود بن عبد المنعم، البغدادي، المراتبي، نزيل دمشق، الفقيه الحنبلي، تقيّ الدَّين، أبو عبد الله، الإِمام العلَّامة
.
قال ابن العماد
(4)
: كان عالمًا متبحَّرًا، لم يخلف في الحنابلة مثله. صحب ببغداد أبا البقاء العُكْبَرِيّ، وأخذ عنه، ثم قَدِمَ دمشق، فصاحبَ الشَّيخ مُوَفَّق الدِّين، وتفقَّه عليه، وبرَعَ وأفتى. قال أبو شامة: كان عالمًا فاضلًا، ذا فَنون، ولي به صُحبة قديمة، ولم يَبْقَ بعده في مذهب أحمد مثله بدمشق. توفي في الخامس والعشرين من جُمادى الآخرة، سنة أربع وأربعين وست مئة، ودفن بسَفْح قَاسِيُون. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 228.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 242.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 235.
(4)
شذرات الذهب: 5/ 230.
وذكره ابن رجب
(1)
بنحوه.
1205 - (ت 645 هـ): علي بن إبراهيم بن علي بن محمد بن المُبَارك بن أحمد بن محمد بن بكروس بن سيف، التَّميمي، الدِّينَوَرِيّ، الفقيه الحنبلي، أبو الحسن. قد سبق ذكر أبيه وجده
.
أما علي هذا، فقال ابنُ العماد
(2)
: ولد في تاسع عِشري رمضان، سنة ثمان وثمانين وخمس مئة. وأسمعه والدهُ الكثير في صغره من ابن بَوش، وابن كُلَيْب. وتفقَّه وحدَّث. وروى عنه محمد بن أحمد القَزَّاز. وأجاز لسُلَيمان بن حَمْزَة الحَاكِم. وتوفي ليلة سادس عشر رجب، سنة خمس وأربعين وست مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
بمثله.
1206 - (ت 646 هـ): أحمد بن سَلَامة بن أحمد بن سُلَيمان، النجَّار، الحَرَّاني، أبو العبَّاس، الحنبلي، المحدَّث، الزَّاهد الصَّالح، القُدوة
.
قال ابنُ رجب
(4)
: سمع الكثير من ابن كُلَيب، وكتب بخطَّه الأجزاء والطَّبَاق، وصحب الحافظَ عبدَ الغني المَقْدِسِيِّ، والحافظَ عبد القادر الرُّهَاوِيّ، والشَّيخ مُوَفَّق الدِّين المَقْدِسِيّ. وسمع منهم، وحدَّث. وسمع منه جماعة، قال ابنُ حَمْدَان: سمعت عليه كثيرًا، وكان من دُعاة أهل السُّنَّة، ووُلاتهم، مشهورًا بالزُّهد، والوَرَع والصَّلاح، توفي في سنة ستٍّ وأربعين وست مئة بحَرَّان. انتهى.
وذكره ابن العماد
(5)
بمثله.
1207 - (ت 647 هـ): عَجِيْبَة بنتُ الحافظ محمد بن أبي غَالِبٍ البَاقِدَارِيّ، البغدادية، الحنبلية
.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 242.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 232.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 243.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 243.
(5)
شذرات، الذهب: 5/ 233.
قال ابن العماد
(1)
: سمعت من عبد الحق وعبد الله ابَنيْ مَنْصُور المَوْصِلِيّ، وهي آخر من روى بالإِجازة عن مسعود، والرُّسْتُمي، وجماعة. وتوفيت في صَفَر، سنة سبع وأربعين وست مئة، عن ثلاث وتسعين سنة، ولها مَشْيَخَة في عشر أجزاء. انتهى.
وقد تقدَّم ذكر أبيها سنة خمس وسبعين وخمس مئة.
1208 - (ت 648 هـ): إبراهيمُ بن محمود بن سَالم بن مَهْدِيّ الأَزَجّي، المُقرِئ، الحنبلي، أبو إسحاق المعروف بابن الخير
.
قال ابن العماد
(2)
: روى الكثير عن شُهْدَة، وعبد الحق، وجماعة. وأجاز له ابنُ البَطِّي، وقرأ القراآت. ولد في سَلْخ ذي الحجة، سنة ثلاث وستين وخمس مئة، وعني بالحديث، وكان له به معرفة، وكان أحد المشايخ المشهورين بالصَّلاح، وعُلوِّ الإِسناد، دائم البِشْر، مُشْتَغِلًا بنفسِه، مُلازمًا لمسجده، حسنَ الأخلاق. قال ابنُ نقطة: سماعه صحيح، وهو شيخ كبير مُكثِر روى عنه خلق كثير، منهم ابنُ الحُلْوانِيَّة، وابن العَدِيم، والدِّمْيَاطي. وتوفي يوم الثَّلاثاء، سابع عشر ربيع الآخر، سنة ثمان وأربعين وست مئة، ودفن من الغد بمقبرة الإِمام أحمد. انتهى.
وذكره ابنُ الجَزَرِيّ في "الغاية"
(3)
، وابنُ رجب في "طبقاته"
(4)
. وتقدَّمت ترجمةُ والده سنة ثلاث وست مئة.
1209 - (ت 648 هـ): محمد بن عبد الله بن أبي السَّعَادات، الدَّبَّاس، الفقيه الحنبلي، البغدادي، أبو عبد الله
.
قال ابنُ العماد
(5)
: هو أحد أعيان فقهاء بغداد وفضلائها. سمع الحديث من
(1)
شذرات الذهب: 5/ 238.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 240.
(3)
غاية النهاية: 1/ 27.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 243.
(5)
شذرات الذهب: 5/ 242.
ابن شَاتِيل، وابن زُرَيْق البرداني، وابن كُلَيْب. وتفقَّه على إسماعيل بن الحسين، صاحب أبي الفتح بن المَنَّي. وقرأ علم الخِلاف والجدل والأصول على النَّوْقَانِي، وبرع في ذلك، وتقدَّم على أقرانه، وتكلَّم وهو شابٌّ في مجالس الأئمة، فاستَحْسَنوا كلامه. وشهد عند قاضي القُضاة أبي صَالح. وقال ابنُ السَّاعي: قرأتُ عليه مقدمة في الأصول، وكان صدوقًا نبيلًا، وَرِعًا مُتديِّنًا، حسنَ الطَّريقة، جميل السِّيرة، محمود الأفعال، عابدًا، كثيرَ التِّلاوة للقرآن، مُحِبًّا للعلم ونَشْره، صابرًا على تعليمه، لم يزل على قانون واحد، لم تُعرَف له صَبْوَة من صِباه إلى آخر عمره، يزور الصَّالحين، ويشتغل بالعلم، كَيِّسًا، حسنَ المُفَاكَهة، قَل أن يغشى أحدًا، مُقبلًا على ما هو بصدده. وروى عنه ابنُ النجَّار في "تاريخه"، ووصفه بما وصفَ ابن السَّاعي. وتوفي في حادي عشري شعبان، سنة ثمان وأربعين وست مئة، ودفن بباب حَرْب، وقد ناهز الثَّمانين. ومرَّ ليلة بسوق المدرسة النظامية، ليصلي العشاء الآخرة بالمُسْتَنْصِرِيَّة إمامًا، فخطَفَ إنسانٌ بقيارَه، وعدا في الظَلَماء، فقال له الشَّيح: على رِسْلِك. وَهَبْتُك. قل: قَبلت. وفشَا خبره بذلك، فلمَّا أصبح، أُرسل إليه بعدة بقايير، قيل: أحد عشر. فلم يقبل منها إِلَّا واحدًا تَنَزُّهًا. انتهى.
وقد ذكره ابنُ رجب
(1)
بأبسط ممَّا هنا.
1210 - (ت 648 هـ): يوسُف بن خليل بن قراجا بن عبد الله، أبو الحجَّاج، محدَّث الشَّام، الدِّمَشْقي الأَدَمي، الحنبلي، نزيل حلب
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد سنة خمس وخمسين وخمس مئة بدمشق. وتشاغل بالكَسب إلى الثلاثين من عمره، ثم طلب الحديث وتخرَّج بالحافظ عبد الغني، وابن أبي عَصْرُون، وابن المَوازِيني، وغيرهم. وببغداد من ابن كُلَيب، وابن بَوش، وهذه الطبقة. وبأصبهان من مسعود الحمَّال، وغيره. وبمصر من البُوصِيريّ، وغيره. وكان إمامًا حافظًا، ثقةً نبيلًا، متقنًا، واسع الرواية، جميل السِّيرة، مُتِّسع الرِّحلة.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 245.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 243.
قال ابنُ ناصر الدين: كان من الأئمة الحُفَّاظ المكثرين، الرحَّالين، بل كان أوحدَهم فضلًا، وأوسعَهم رحلةً، وكتابةً، ونَقْلًا. وقال ابنُ رجب: تفرَّد في وقته بأشياء كثيرة عن الأصْبَهانِيِّين، وخرَّج، واستوطن في آخر عمره حلب، وتصدَّر بجامعها، وصار حافظَها، والمشار إليه في العلم فيها في الحديث. حدَّث بالكثير من قبل الست مئة، وإلى آخر عمره. وحدَّث عنه البِرْزَالي، ومات قبله باثنتي عشرة سنة. وسمع منه الحفاظ المُقَدَّمُون، كابن الأنماطي، وابن الدُّبَيْثي، وابن نُقْطَة، وابن النجَّار، والصَّرِيْفِيني، وعمر بن الحَاجِب.
وقال: هو من الرَّحالين، بل أوحدهم فضلًا، وأوسعهم رحلةً. نقل بخطِّه المليح ما لا يدخل تحت الحَصْر، وهو طيَّب الأخلاق، مَرْضِيُّ الطَّريقة، مُتقن، ثقة حافظ. وسُئِلَ عنه الحافظ الضَّيَاء، فقال: حافظ مُفيد، صحيح السَّماع، سمع وحصَّل، صاحب رحلة وتَطْوَاف. وسُئِل الصَّرِيْفيني عنه، فقال: حافظ ثقة، عالم بما يُقرأ عليه، لا يكاد يفوته اسمُ رجل.
وقال الذَّهَبِيُّ: روى عنه خلق كثير، وآخِرُ من روى عنه إجازة زينب بنت الكمال. توفي سحرَ يوم الجمعة منتصف، وقيل: عاشر جُمادى الآخرة، سنة ثمان وأربعين وست مئة بحلب. ودفن بظاهرها. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(1)
بنحوه، وقال: له مصنفات، منها:"معجم شيوخه" عن أزْيَد من خمس مئة شيخ، و"ثمانيات في الحديث"، و"عوالي في الحديث"، و"فوائد في الحديث" وغير ذلك.
1211 - (ت 649 هـ): عبدُ اللطيف بن نَفيس بن بَوْرَنْدَاز بن الحُسَام، البغدادي، المحدِّث، المُعَدَّل، نور الدين، أبو محمد الحنبلي
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد في صفر، سنة تسع وثمانين وخمس مئة. وسمع من
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 244.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 245.
أبيه أبي الحسن، وأبي محمد جعفر بن محمد بن أموسان، وغيرهما. وعُني بهذا الشَّأن. وقرأ الكثير على عمر بن كرم، ومن بعده. وكتب الكثير بخطِّه. قال الذَّهبي في "تاريخه": هو الحافظ المُفيد، كتب الكثير وأفاد. وسمع منه الحافظ الدِّمْيَاطِيّ، وذكره في معجمه. وشهد عند محمود الرَّيحاني، ثم إنه امتُحِنَ لقراءته شيئًا من أحاديث الصِّفات بجامع القَصْر، فسعى به بعض المُتَجهِّمَة، وحُبِسَ مُدَيْدَة، وأُسقِطت عدالتهُ، ثم أُفرِج عنه. وأعاد عدالتَه ابنُ مُقْبِل، ثُمَّ أُسقِطت، ثم أعاد عدالته قاضي القُضاة أبو صالح، فباشر ديوان الوَكَالة إلى آخر عمره. توفي بكرة يوم السَّبت، ثالث عشري ربيع الآخر، سنة تسع وأربعين وست مئة. ودفن بباب حَرْب، وكان له جمع عظيم، وشُدَّ تابوتُه بالحِبَال، وأكثرَ العَوَام الصِّياح في الجنازة، هذه غايات الصالحين. انتهى. قال ابن السَّاعي: لم أرَ مِمَّن كان على قاعدته فُعِلَ في جنازته مثل ذلك، فإنه كان كهلًا يتصرَّف في أعمال السُّلطان، ويركب الخيل، ويحلِّي فرسه بالفضَّة، على عادة أعيان المُتَصرِّفين. انتهى. وقال ابن رجب: حصل له ذلك ببركة السُّنَّة، فإنَّ الإمام أحمد قال: بيننا وبينهم الجنائز. انتهى.
وقد ذكره ابن رجب
(1)
بنحوه.
1212 - (ت 649 هـ): محمد بن مُقْبِل بن فُتِيَان بن مَطَر، النَّهْرَوَاني، ابن المَنِّي، سيف الدِّين، أبو المظفَّر بن أبي البدر، الإِمام الفقيه، المفتي الحنبلي ابن أخي شيخ المذهب أبي الفتح ابن المَنِّي
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد ببغداد سنة سبع، وقيل: تسع وستين وخمس مئة، خامس رجبها. وقرأ بالرِّوايات على ابن البَاقِلَّاني بوَاسِط. وروى عنه جماعة، منهم شُهْدَة، وعبد الحق اليُوسُفِيّ. وتفقَّه على عمِّه ناصِح الإِسلام، وأبي الفتح ابن المَنِّي. وتأدَّب بالحَيْص بَيْص الشَّاعر، وغيره. وناظر في المَسائل الخلافية. وأفتى، وشهد عند القُضَاة. وكان حسنَ المناظرة، مُتَديِّنًا، مشكور الطَّريقة، كثير التِّلاوة للقرآن.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 247.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 246.
وحدَّث، وأثنى عليه ابن نُقْطَة. وروى عنه ابنُ النجَّار، وابنُ السَّاعي، وعمر بن الحَاجِب، وبالإِجازة جماعة، آخرهم زينب بنت الكمال المَقْدِسِيَّة. وتوفِّي في سابع جُمادى الآخرة، سنة تسع وأربعين وست مئة ببغداد. ودفن بباب حَرْب. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
بنحوه.
1213 - (ت 649 هـ): ابنُ العُلِّيق، أبو نَصْرِ الأَعَزّ بن فَضَائل، البَابَصْرِي، البغدادي، الحنبلي
.
قال الذَّهبي
(2)
، وابنُ العماد
(3)
: ولد سنة ستين وخمس مئة، وسمع وروى عن شُهْدَة، وعبد الحَقِّ، وجماعة، وكان صالحًا، تاليًا لكتاب الله. توفي في رجب، سنة تسع وأربعين وست مئة. انتهى.
1214 - (ت 649 هـ): عبد المُحْسِن بن محمد بن أحمد بن أبي الحسن بن دُوَيْرَة، البصري، المُقرِئ، أبو محمد الحنبلي
.
ذكره ابنُ رجب
(4)
، في ترجمة أحمد، الآتي في سنة اثنتين وخمسين وست مئة. وقال: حدَّث بالإِجازة عن ابن مَنِيْنَا، وابن الأَخْضَر، وسمع منه الحافظ الدِّمْياطِي. وتوفي ببغداد، يوم الثُّلاثاء، منتصف ذي الحجة، سنة تسع وأربعين وست مئة. ودفن من الغد بباب حَرْب. انتهى.
1215 - (ت 649 هـ): عبد العزيز بن يحيى بن المبارك، الرَّبَعي، البغدادي، الحنبلي
.
ذكره الذَّهبيُّ
(5)
، وابنُ العماد
(6)
. قال ابن العماد، ولد سنة ستين وخمس مئة.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 248.
(2)
العبر: 5/ 202.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 244.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 255.
(5)
العبر: 5/ 203.
(6)
شذرات الذهب: 5/ 245.
وسمع من شُهْدَة، وغيرها. وتوفي سَلْخ جُمادى الأُولى، سنة تسع وأربعين وست مئة. انتهى.
1216 - (ت 650 هـ): محمدُ بن سَعْد بن عبد الله بن سَعْد بن مُفْلِح بنِ هبَة الله بن نُمَير، الأنصاري، المَقْدِسِيّ الأصل، ثم الدِّمشقي، الكاتب الفقيه الحنبلي، الإِمام شمس الدين
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة إحدى وسبعين وخمس مئة. وسمع من يحيى الثقفي، وابن صَدَقَة الحَرَّاني، وغيرهما. وأجاز له السِّلَفِي، وغيره. وكان شيخًا فاضلًا، أديبًا، حسنَ النَّظم والنَّثر، من المعروفين بالفضل، والأدب والكتابة، والدِّين والصَّلاح، وحسن الخَطِّ، ولُطْفِ المَقَال. وطال عمرُهُ ووزر للملك الصَّالح إسماعيل مُدَّة. وحدَّث بدمشق وحلب. وكتب عنه ابنُ الحَاجِب، وقال: سألتُ الحافظ ابنَ عبد الواحد عنه، فقال: عالمٌ دَيِّن، روى عنه جماعة، منهم: يحيى بن محمد بن سعد، وسليمان بن حمزة. وتوفي في شوَّال، سنة خمسين وست مئة بسَفْح قاسِيون ودفن به من الغد. انتهى.
وذكره ابنُ شاكر في "فوات الوَفَيَات"
(2)
، وابنُ رجب في "الطبقات"
(3)
، وغيرهما.
1217 - (ت 650 هـ): أحمد بن سعد بن عبد الله بن سعد بن مُفْلِح، أبو العبَّاس، الحنبلي، أخو محمد المتقدم قبله
.
ذكره ابنُ رجب
(4)
، وابن العماد
(5)
، وقالا: روى عن الخُشُوعِيّ، وابن طبرزد. وتوفي في نصف ذي القعدة، سنة خمسين وست مئة. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 251.
(2)
فوات الوفيات: 3/ 358.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 248.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: في ترجمة أخيه محمد بن سعد: 2/ 249.
(5)
شذرات الذهب: 5/ 251.
1218 - (ت 651 هـ): علي بن عبد الرحمن، البغدادي، البَابَصْرِي، الفقيه الحنبلي، أبو الحسن، مُوَفَّق الدَّين
.
قال ابن العماد
(1)
: سمع مع أبيه من أبي العبَّاس أحمد بن أبي الفتح بن صِرْما، وغيره. وتفقَّه في المذهب، وكان معيدًا للحنابلة بالمُسْتَنْصِرِيَّةِ. وتوفي في شعبان، سنة إحدى وخمسين وست مئة ببغداد. ودفن بباب حرب. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(2)
، وقال: ذكره الحُسَيني. وأظنُّه ابن البردوي الواعظ المتقدِّم.
1219 - (ت 651 هـ): محمد بن الشَّيخ الكبير عبد الله اليونيني، الشيخ الفاضل الحنبلي
.
خَلَفَ أباه في المَشْيخَة ببَعْلَبَكّ مُدَّة. وكان زاهدًا ورعًا، عابدًا متواضعًا، كبيرَ القدر. توفي في رجب، سنة إحدى وخمسين وست مئة.
قاله الذهبي
(3)
وابن العماد
(4)
.
1220 - (ت 652 هـ): إسماعيل بن أحمد بن الحسين، الحنبلي، أبو الفضل، الرَّشيد، العراقي، الجابي بدار الطُّعْم
.
قال ابن العماد
(5)
: كان أبوه فقيهًا مشهورًا، سكن دمشق، واستجاز لابنه من شُهْدَة، والسِّلَفي، وطائفة، فروى الكثير بالإِجازة. وتوفي في جُمادى الأُولى، سنة اثنتين وخمسين وست مئة. انتهى.
وقال الذهبي
(6)
: ولد بعد السبعين وخمس مئة، وسمع من أبيه، وغيره. وأخذ
(1)
شذرات الذهب: 5/ 254.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 249.
(3)
العبر: 5/ 210.
(4)
شذرات الذهب: 5/ 254.
(5)
شذرات الذهب: 5/ 255.
(6)
العبر: 5/ 210.
عنه الدَّمياطي، وغيرُه. وكان صالحًا، حافظًا للقرآن، لا بأس به. وكان أبوه إمامًا، مُقرِئًا. وتوفي سنة اثنتين وخمسين وست مئة. انتهى.
1221 - (ت 652 هـ): عبد السّلام بن عبد الله بن الخَضِر بن محمد بن علي، شيخ الإِسلام، أبو البركات، مجد الدِّين، ابن تيميَّة، الحرَّاني، الفقيه الحنبلي، الإِمام المُقرئ، المحدِّث المُفَسِّر، الأصولي، النَّحوي. أحد الحفَّاظ الأعلام، وفقيه الوقت، ابن أخي الفخر المتقدِّم
.
قال ابنُ العماد
(1)
: ولد سنة تسعين وخمس مئة تقريبًا بحرَّان. وحفظ القرآن بها، وسمع من عمَّه الخطيب فخر الدين، والحافظ عبد القادر الرُّهَاوي، ثمَّ ارتحل إلى بغداد، سنة ثلاث وست مئة، مع ابن عمِّه، سيف الدِّين عبد الغني، المتقدِّم أيضًا. فسمع بها من ابن سُكَيْنَة، وابن الأخضر، وابن طبرزد، وخلق. وأقام بها سِتَّ سنين، يشتغل بأنواع العلوم. وتفقَّه بها على أبي بكر بن غنيمة، والفخر إسماعيل. وأتقن العربيَّة، والحساب، والجبر، والمقابلة. وبرع في هذه العلوم، وغيرها. قال الذهبي: حدثني شيخُنا - يعني أبا العباس ابن تيميَّة شيخَ الإِسلام، حفيدَ المجد هذا - أنَّ جَدَّه رُبِّي يتيمًا، وأنه سافر مع ابن عمِّه إلى العراق ليخدمه، ويشتغل معه، وهو ابن ثلاث عشرة سنة، فكان يبيت عنده فيُسمعه مسائل الخلاف، فيحفظه المسألة. فقال الفخر إسماعيل: أَيْش حفظ هذا الصغير؟ فبدر، وعرض ما حفظه في الحال، فَبُهِتَ فيه الفخر، وقال لابن عمِّه: هذا يجيء منه شيء، وحرَّضه على الاشتغال. قال: فشيخهُ في الخلاف الفخرُ إسماعيل، وعرض عليه مصنَّفه "جُنَّة النَّاظر"، وكتب له عليه: عرض عليّ الفقيه الإِمام، العالم، أوحد الفُضلاء، وهو ابن ستَّ عشرة عامًا. قال الذَّهبي: وقال لي شيخُنا أبو العباس: كان الشيخ جمال الدين بن مالك يقول: أُلِينَ للشَّيخ المجد الفقه، كما أُلين لداود الحديد. وقال الشيخ نجم الدين بن حمدان، مصنف "الرِّعاية في تراجم شُيوخ حَرَّان": صَحِبتُ المجدَ، صحبته بعد قدومي من دمشق، ولم أسمع منه شيئًا. وسمعت بقراءته على ابن عمّه كثيرًا. وولي
(1)
شذرات الذهب: 5/ 257.
التفسير والتَّدريس بعد ابن عمه. وكان رجلًا فاضلًا في مذهبه وغيره. وجرى لي معه مُباحثات كثيرة، ومناظرات عديدة. وقال الحافظ عزُّ الدِّين الشَّريف: حدَّث بالحجاز، والعراق، والشّام، وبلده حرّان. ودرَّس وصنَّف. وكان من أعيان العُلماء، وأكابر الفُضلاء. وقال الذهبي: قال شيخُنا: كان جدُّنا عجبًا في حفظِ الأحاديث وسَرْدِها، وحفظ مذاهب النَّاس بلا كلفة. وقال الذهبي: وكان الشيخ مجد الدين، معدومَ النظير في زمانه، رأسًا في الفقه وأصوله، بارعًا في الحديث ومعانيه، له اليد الطُّولى في القراآت ومعرفتها، ومعرفة التفسير. وصنَّف التصانيف، واشتهر اسمُه، وبَعُدَ صيتُه. وكان فردَ زمانه في معرفة الحديث والمذهب، مُفرطَ الذَّكاء، متين الدِّيانة، كبير الشَّأن. وكان يُفتي أحيانًا أنَّ الطَّلاق الثلاث المجموعة، إنما يقع منها واحدة فقط. وتوفي رحمه الله يوم عيد الفطر، بعد صلاة الجمعة منه، بحرَّان، سنة اثنتين وخمسين وست مئة، ودفن بظاهرها. انتهى مُلَخَّصًا.
وذكره ابنُ رجب
(1)
، وقال: قال الذهبي: حكى البُرهان المَراغي: إنه اجتمع بالشيخ المجد، فأورد نُكتةً عليه. فقال المجد: الجواب عنها من ستِّين وجهًا. الأول كذا، والثاني كذا، وسردها إلى آخرها. ثم قال للبُرهان: رضينا منك بإعادة الأجوبة، فخضَع وانبهر. قال ابنُ رجب: وتصانيفُه كثيرة، منها:"أطراف أحاديث التفسير"، رتَّبها على السُّور مَعُزوَّة، و"أُرجوزة في علم القراآت"، و"الأحكام الكُبرى" في عدَّة مجلدات، و"المُنتقى من أحاديث الأحكام"، وهو المشهور، انتقاه من "الأحكام الكبرى". و"المُحرَّر في الفقه"، و"مُنتهى الغاية في شرح الهداية" بيَّض منه أربع مجلدات كبار، إلى أوائل الحج، والباقي لم يُبيِّضْه، و"مُسَوَّدة في أصول الفقه" مجلد، وزاد فيها ولدهُ، ثم حفيدُه أبو العباس. و"مُسَوَّدة في العربية" على نمط "المُسَوَّدة في الأصول". وأخذ الفقه عنه ولدهُ شهاب الدين عبد الحليم، وابن تميم صاحب "المختصر"، وغيرهما.
وقد كثر ذكرهُ في التَّراجم، مُفردًا وغير مُفرد، منهم: ابنُ شاكر في
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 249.
"الفوات"
(1)
، وابن الشَّطِّي
(2)
، والشَّوكاني في "البدر الطَّالع" وغيرهم. ومما يجدر ذكره أن ابن رجب وغيرَه، نقلوا أن فقهاء الحنابلة، يرجعون في الفقه، من جهة الشيوخ والكتب، إلى الشيخين، مُوَفَّق الدِّين المقَدِّسِيّ، ومَجد الدين اين تيمية الحرّاني. فأما المُوَفَّق، فهو تلميذ ابن المَنِّي، وأمّا المجد ابن تيمية، فهو تلميذ إبن الحُلْواني.
وذكر ابن رجب في قواعده: أن له "تعليق على الهداية".
1222 - (ت 652 هـ): بَدْرَة بنتُ الفخر ابن تيميَّة، الحنبلية، زوجة المجد ابن تيمية، وابنة عمه
.
قال ابنُ العماد
(3)
: روت بالإِجازة عن ضياء الدين بن الخُرَيْف. وتُكْنَى أُمَّ البدر. توفيت في تسع وعشرين رمضان، سنة اثنتين وخمسين وست مئة. انتهى.
وذكرها ابن رجب
(4)
، وقال: توفيت قبل زوجها المجد بيوم واحد فقط.
1223 - (ت 652 هـ): أحمد بن أحمد بن أبي الحسن
.
كذا قال ابن العماد
(5)
. وقال ابن رجب
(6)
: حسن بن أحمد بن أبي الحسن بن دُوَيْرَة، البَصْرِيّ، المُقرئ، الزَّاهد، أبو علي، الحنبلي. شيخ الحنابلة بالبصرة، ورئيسهم، ومدرسهم. اشتغل عليه أمم، وختم عليه القرآن خَلقٌ أكثر من ألف إنسان. وكان صالحًا، زاهدًا ورعًا. وحدَّث بجامع الترمذي بإجازته من الحافظ أبي محمد بن الأخضر، سمعه منه الشيخ قور الدين عبد الرحمن بن عمر البصري، مدرس المُسْتَنْصِريَّة، وهو أحد تلامذته، وعليه ختم القرآن، وحفظ الخِرَقي عنده، بمدرسته
(1)
فوات الوفيات: 2/ 323.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 56.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 358.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: في ترجمة عبد السلام، المجد بن تيمية: 2/ 253.
(5)
شذرات الذهب: 5/ 259.
(6)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 249.
بالبصرة. وتوفي الشيخ أبو علي، سنة اثنتين وخمسين وست مئة بالبصرة. وولي بعده التدريس بمدرسته، تلميذهُ الشيخ نور الدين، المذكور وخلع عليه ببغداد، في تاسع عشر جمادى الآخرة، من السنة المذكورة.
1224 - (ت 652 هـ): محمد بن علي بن بقاء بن السَّبَّاك، الحنبلي، أبو البقاء، البغدادي
.
قال الذهبي
(1)
، وابن العماد
(2)
: سمع من أبي الفتح بن شَاتِيل، ونصر الله القَزَّاز، وجماعة. وتوفي في شعبان، سنة اثنتين وخمسين وست مئة. انتهى.
1225 - (ت 653 هـ): أبو بكر بن يوسُف بن أبي بكر بن أبي الفرج بن يوسُف بن هِلال بن يوسف، الحرّاني، المقرئ، الفقيه الحنبلي، المحدِّث، المعروف، بابن الزَّرَّاد، ناصِحُ الدين
.
ذكره ابن رجب
(3)
، وقال: ولد سنة أربع عشرة وست مئة، تقديرًا، بحرَّان. وقرأ القرآن بالروايات، وسمع الحديث بدمشق، على أبي عمرو بن الصَّلاح الحافظ، وجماعة من أصحاب ابن عَساكر، ويحيى الثقفي، وغيرهما. وسمع بحلَب من الحافظ يوسُف بن خليل، وجماعة. وتفقَّه في المذهب، وكتب الكثير بخطِّهِ. وكان فاضلًا متديِّنًا. واختَرمَتْهُ المنيَّة، ولم يحدِّث مما حَصَّل إلَّا بيسير. وتوفي في سنة ثلاث وخمسين وست مئة بحلب، رحمه الله. وذكره الحافظ عز الدين الحُسَيني. انتهى.
1226 - (ت 654 هـ): محمَّد بنُ علي بن عبد الصَّمد، أبو منصور، الخيّاط الصغير، البغدادي، المقرئ، الحنبلي
.
ذكره ابن الجَزَري في "الغاية"
(4)
، وقال: هو من شيوخ بغداد الحاذِقين. ولد
(1)
العبر: 5/ 213.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 260.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 255.
(4)
غاية النهاية: 2/ 205.
سنة إحدى وثمانين وخمس مئة. وسمع من ابن طَبَرْزَد، وحَنْبَل الرُّصَافي. قرأ عليه عبد الله بن علّان اليعقوبي. وروى عنه عبد المؤمن الدِّمْيَاطِيّ الحافظ، وبقي إلى وقعة هُولاكو، فاستشهد سنة أربع وخمسين وست مئة. انتهى.
1227 - (ت 656 هـ): عبد الرَّحمن بن عبد المِنعم بن نعمة بن سُلطان بن سرور بن رافع بن حسن بن جعفر، المقدسي، النَّابلسي، الفقيه الحنبلي، المحدَّث، أبو الفرج، جمال الدين
.
قال ابنُ العماد
(1)
: ولد يوم عاشوراء، سنة أربع وتسعين وخمس مئة. وسمع بالقُدْسِ من أبي عبد الله بن البَنَّاء. وحدَّث بنابلس. قال الشريف عز الدين: كان له سعة، وفيه فضل. توفي في ذي القعدة، سنة ست وخمسين وست مئة بنابُلُس. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
، وذكر له أبيات شعر.
1228 - (ت 656 هـ): عبد القاهِر بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن عبد العَزيز بن الفُوَطِي، البغدادي، الأديب، الحنبلي، أبو محمد، موفَّق الدين
.
قال ابن العماد
(3)
: قال ابنُ السّاعي: كان إمامًا، ثقة، أديبًا فاضلًا، حافظًا للقرآن، عالمًا بالعربية، واللغة، والنجوم، كاتبًا، شاعرًا، صاحب أمثال. وكان فقيرًا ذا عيال، ولم يوافق نفسه على خيانة. ولي كتابة ديوان العرض، وقتل صبرًا في الواقعة ببغداد، سنة ست وخمسين وست مئة. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(4)
بنحوه، وزاد: توفي وقد بلغ من العمر ستين سنة.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 278.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 266.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 278.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 264.
1229 - (ت 656 هـ): محمد بن أحمد بن محمد المَوْصِلِيّ، أبو عبد الله الحنبلي، المعروف بشُعْلَة
.
قال ابنُ العماد
(1)
: ولد سنة ثلاث وعشرين وست مئة، وقرأ القرآن على أبي الحسن علي بن عبد العزيز الإِرْبِلِيّ، وغيره. وتفقَّه وقرأ بالعربيَّة، وبرع في الأدب والقراآت. وصنَّف تصانيف كثيرة، ونظم الشعر الحسن. قال الذهبي: كان شابًّا فاضلًا، ومقرئًا محقَّقًا، ذا ذكاء مُفرط، وفهم ثاقب، ومعرفة تامَّة بالعربية، واللغة. وشعرُه في غاية الجودة. ونظم في اللغة، والتاريخ، وغيره. وكان مع فرط ذكائه صالحًا، زاهدًا، متواضعًا. كان شيخنا المقصاتي يصف شمائله وفضائله، ويثني عليه، وكان قد حضر بحوثه. قال الذهبي: توفي في صفر، سنة ست وخمسين وست مئة بالموصل، وله ثلاث وثلاثون سنة. انتهى مُلخَّصًا.
وذكره ابن رجب
(2)
، وقال: له تصانيف كثيرة أكثرها في القراآت، منها:"شرح الشّاطبيَّة"، و"نظم عقود ابن جني" في العربية، سمَّاه: العنقود. و"نظم اختلاف عدد الآي ورموز الجُمَّل"، و"نظم العبادات" من الخِرَقي، وكتاب "الناسخ والمنسوخ في القرآن"، وكلامه فيه يدل على تحقيقه وعلمه. وكتاب "فضائل الأئمة الأربعة".
وذكر له الذهبي
(3)
غير ذلك: "كنظم الشمعة في القراآت السبعة".
وذكر ابن الجَزري له في "غايته"
(4)
: "كنز المعاني في شرح حرز الأماني"، و"غمز العين إلى كنز العين"، شرح بها منظومته في المُعَمَّى. وله غيرُها أيضًا، منها:"شرح القصيدة الرائيَّة لابن مُزاحم" في الإِنشاء، و"الشَّمعة المُضيئة"، وغيرها.
وذكر له الزَّرِكْلِي
(5)
غير ما تقدم: "شرح تصحيح المنهاج لابن قاضي عجلون"،
(1)
شذرات الذهب: 5/ 281.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 256.
(3)
معرفة القرّاء الكبار: 2/ 671.
(4)
غاية النهاية: 2/ 80.
(5)
الأعلام: 5/ 321.
و"التلويح بمعاني أسماء الله الحسنى الواردة في الصحيح" و"الفتح لمغلق حزب الفتح" وهو شرح لحزب أستاذه أبي الحسن البكري.
1230 - (ت 656 هـ): عبد الرحمن بن رُزَيْن بن عبد العزيز بن نَصْر بن عُبَيد ابن علي بن أبي الجَيْش، الغَسّاني، الحُوَّارِي، الحَوْرَاني، ثم الدمشقي الفقيه الحنبلي، سيفُ الدِّين، أبو الفرج
.
ذكره ابنُ رجب
(1)
، فقال: سمع بدمشق؛ من أبي العبّاس أحمد بن سلامة النجَّار الحرّاني، وببغداد؛ من أبي المُظَفَّر محمد بن مُقبل ابن المَنِّي، وكان فقيهًا فاضلًا، صنَّف تصانيف، وكان يصاحب أستاذَ الدَّار ابنَ الجَوْزِي، ويلازمه. وتوكَّل له في بناء مدرسته بدمشق، ثم ذهب إلى بغداد لأجل رفع حسابها إليه، وكان بها سنة ست وخمسين وست مئة، فقتل شهيدًا بسيف التَّتار، رحمه الله. انتهى.
وذكره البَدْرَاني في "المدخل"
(2)
.
وله تصانيف، ذكر ابنُ رجب منها: كتاب "التهذيب" في اختصار المغني في مجلدين، وسمَّى فيه الشيخ موفَّق الدين شيخنا، ولعله اشتغل عليه. ومنها:"اختصار الهداية" ومختصره أيضًا، وله "تعليقة في الخلاف" مختصرة، وتصانيفه غير مُحَرَّرة، ومختصر الهداية اسمه "النهاية في اختصار الهداية".
وذكر له المرداوي في "الإنصاف": "شرح الخرقي" .....
1231 - (ت 656 هـ): محمد بن إسماعيل بن أحمد بن أبي الفتح، المقدسي، الحنبلي، النَّابُلَسِي، الفقيه أبو عبد الله، خطيب مَرْدا
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد سنة ست وستين وخمس مئة ظنًّا. وتفقَّه بدمشق، وسمع من يحيى الثَّقَفي، وأحمد بن المَوازِيني، وبمصر من البُوصِيري، وغيره.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 264.
(2)
المدخل إلى مذهب الإِمام أحمد: 427.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 283.
وتوفي بمَرْدا، في أوائل ذي الحجة، سنة ستّ وخمسين وست مئة. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(1)
بنحوه.
1232 - (ت 656 هـ): محمد بن نَصْر بن عبد الرَّزاق بن عبد القادر بن أبي صالح، الجِيْلي، الحنبلي، البغدادي، الفقيه الزّاهد، محيي الدين، أبو نصر، القاضي، ابن القاضي عماد الدّين
.
قال ابنُ العماد
(2)
: سمع من والده، ومن الحسن بن علي بن المرتضى العلوي، وغيرهما. وطلب بنفسه، وقرأ وتفقَّه، وكان عالمًا، وَرِعًا زاهدًا، يدرِّسُ بمدرسة جدِّه، ويلازم الاشتغال بالعلم، إلي أن توفي. ولمَّا وَلِي أبوه قضاءَ القضاة، ولَّاه القضاء والحَكم بدار الخلافة، فجلس في مجلس الحكم مجلسًا واحدًا، وحكم، ثم عزَلَ نفسَه، ونهض إلى مدرستهم بباب الأَزَج، ولم يَعُدْ إلى ذلك، تنزُّهًا في القضاء، وتورُّعًا. وسمع منه الدِّمياطي الحافظ، وحدَّث عنه، وذكره في معجمه. وتوفي ليلة الاثنين، ثاني عشر شوال، سنة ست وخمسين وست مئة، ببغداد. ودفن إلى جنب جدِّه الشيخ عبد القادر الجيْلي، بمدرسته، وكانت وفاتُه بعدُ انقِضاء الواقعة. انتهى.
1233 - (ت 656 هـ): يحيى بن يوسف بن يحيى، الشيخ العلَّامة، القدوة، أبو زكريّا الصَّرصَرِيّ، الحنبلي، جمال الدين، الأديب الضَّرير، اللُّغَوي الفقيه، الشاعر الزَّاهد
.
قال ابنُ العماد
(3)
: كان إليه المُنتهى في معرفة اللغة، وحسن الشعر، وديوانُه ومدائحُه سائرة، وكان حسان وقته. ولد سنة ثمان وثمانين وخمس مئة. وقرأ القرآن بالرِّوايات، على أصحاب ابن عساكر البطائحي، وسمع الحديث من الشيخ علي بن إدريس اليَعقوبي الزاهد، صاحب الشَّيخ عبد القادر الجِيلاني، وصَحِبَه، وتسلك به، ولبسَ منهُ الخِرْقة. وأجاز له الشيخ عبد المغيث الحَرْبي، وغيره. وحفظ الفِقه
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 267.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 284.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 285.
واللغة، ويقال: إنه كان يحفظُ "صِحَاح" الجَوْهَرِيّ بكمالها، وكان يتوقَّد ذكاءً. ويقال: إن مدائحه في النبي صلى الله عليه وسلم، تبلغ عشرين مجلدًا. وكان صالحًا، قدوة، كثيرَ التِّلاوة، عظيم الاجتهاد، صَبورًا قنوعًا، مُحبًّا، لطريقة الفقراء، ومخالطتهم، وكان يحضر معهم السَّماع، ويرقص في ذلك. وكان شديدًا في السُّنَّة، مُنحرفًا على المخالفين لها، وشِعرُه مملوء بذكر السُّنَّة وأصولها. وسمع منه الحافظ الدِّمياطي، وحدَّث عنه، وذكره في معجمه. ولمَّا دخل التتار بغداد، كان الشيخ بها، فلمَّا دخلوا عليه قاتلَهم، وقتلَ منهم بعُكَّازه نحو اثني عشر نفسًا، ثم قتلوه شهيدًا، برباط الشَّيخ علي الخبَّاز، وحُمل إلى صَرْصَرْ، فدفن به، سنة ست وخمسين وست مئة، والصَّرصَرِيّ: نسبةً إلى صَرْصَر، بفتح الصَّادَين المُهمَلَتين، قرية على فَرسَخَيْن من بغداد. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(1)
بأبسط مما هنا.
وله تصانيف، ذكر ابنُ العماد، وابنُ رجب منها: في الفقه "نظم مختصر الخِرَقي"، و"زوائد الكافي"، و"قصيدة طويلة في السنة"، و"ديوان شعره"، و"نظم في العربية"، و"نظم في فنون شتّى". وله غير ما ذكراه، تصانيف كثيرة، منها: كتاب "الدرة اليتيمة والمحجة المستقيمة"، و"الرَّوضة الناظرة في أخلاق المُصطفى البَاهِرَة"، و"الشَّارِحة في تجويد الفاتِحة"، و"المُنتقى من مدائح الرسول صلى الله عليه وسلم"، و"القصائد في المدائح النَّبوية"، وغيرها.
1234 - (ت 656 هـ): عليُّ بن سُليمان بن أبي العزّ، الخبّاز، الحنبلي
.
ذكره ابنُ رجب
(2)
، وقال: كان زاهدًا صالحًا، كبيرَ القدر، قدوةً، له أتباع ومُريدون. وله زاوية ببغداد، وأحوال وكرامات. قال الذَّهبي: كان شيخُنا الدباهي يصفهُ ويُعَظِّمُه، وكان قد سمع من الشَّيخ علي بن أبي بكر بن إدريس اليَعقُوبي الزَّاهد أيضًا، وحدَّث عنه. سمع منه الدِّمْياطي، وحدث عنه في معجمه، وقال: قُتل شهيدًا
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 262.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 263.
في وقعة التَّتَر، في محرَّم، سنة ستٍّ وخمسين وست مئة. ويقال: إنه أُلقِي على باب زاويته، على مزبلة، ثلاثة أيام، حتى أكلت الكلاب من لحمه. وإنّه كان قد أخبر عن نفسه بذلك في حياته، رضي الله عنه. انتهى كلام ابن رجب.
ولم يتكلم على إخباره بذلك، وهو من علم الغيب الذي قد استأثر اللهُ بعلمه، اللهم إلَّا أن يكون ذلك بمقتضى رؤيا رآها، والله أعلم.
1235 - (ت 656 هـ): محمد بن عبد الوهّاب بن عبد الكافي بن عبد الوهّاب ابن عبد الواحد بن محمد، الحنبلي، أبو المعالي، وأبو اليُمْن أيضًا، الواعظ بِبِلْبِيْس
.
ذكره ابنُ رجب
(1)
، وقال: سمع من يحيى الثَّقَفي، وأجاز له أبو موسى المَدِيني، وأبو العبَّاس التُّرك، وغيرهما. وخرَّج له أبو حامد بن الصَّابوني مشيخة، وحدَّث. وكان مولده سنة ثمان وسبعين وخمس مئة بدمشق. وتوفي سنة ستٍّ وخمسين وست مئة بِبِلْبِيْسَ. انتهى.
1236 - (ت 656 هـ): يوسُف بن عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي، محيي الدين، الصَّاحب العلَّامة، سفير الخِلافة، أبو المحاسن بن أبي الفَرَج، التَّيمي، البَكْرِيِّ، البغدادي، الحنبلي. أستاذ دار المُسْتَعْصِم بالله
.
قال ابنُ العماد
(2)
: ولد سنة ثمانين وخمس مئة، وسمع من أبيه ومن ذاكِر بن كامِل، وابن بَوش، وطائفة. وقرأ القرآن بواسِط على ابن البَاقِلّاني. وكان كثيرَ المحفُوظ، قويَّ المُشاركة في العُلوم، وافر الحِشْمَة. قال ابنُ رجب: قرأ القرآن بالرِّوايات العَشر، على ابن البَاقِلّاني، وقد جاوز العشرَ سنين من عمُره. ولبسَ الخِرْقَة من الشَّيخ ضِياء الدِّين بن سُكَيْنَة. واشتغلَ بالفقه والخِلاف، والأصول، وبرع في ذلك، وكان أشهر فيه من أبيه. ووعظ في صغره على قاعدة أبيه، وعلا أمرُه، وعَظم شأنُه، وولي الولايات الجَليلة، ثم عُزل عن جميع ذلك، وانقطَع في داره، يَعِظُ
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 267.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 286.
ويُفتي، ويُدَرِّس. ثم أُعيد إلى الحِسْبَة. وقال ابنُ السَّاعي: ظهرت عليه آثار العناية الإلهيَّة، مذ كان طفلًا، فعني به والده، فأسمعه الحديث، ودرَّبه في الوَعْظ، وبُورِك له في ذلك، وبانَتْ عليه آثار السَّعادة. وتوفي والدُه وعمرُه سبع عشر سنة، فكَفِلَتْهُ والدةُ النَّاصر الإِمام، وتقدَّمت له بالجلوس للوعظ، على عادة والده، عند تربتها، بعد أن خَلَعَتْ عليه، فتكلَّم بما بهر به الحاضرين، ولم يزلْ في تَرَقٍّ وعُلُوٍّ، كامل الفَضائل، معدوم الرَّذائل، أرسله الخليفةُ إلى الملوك، فاكتسب مالًا كثيرًا، وأنشأ مدرسة بدمشق، وهي المعروفة بالجَوْزِيَّة، ووقف عليها أوقافًا كثيرة، ولم يزل في تَرَقٍّ إلى أن قُتل صَبرًا بسيف الكُفَّار شهيدًا، عند دُخول هُولاكو بغداد، بظاهر سُور كَلْوَاذا، وذلك في سنة ست وخمسين وست مئة. انتهى مُلَخَّصًا من ترجمة طويلة.
وقد ذكره ابنُ رجب
(1)
، وأطال في ترجمتهِ جدًا، ومما قاله فيه: قال الذَّهبي: كان إمامًا كبيرًا، وصدرًا مُعَظمًا، عارفًا بالمذهب، كثير المحفوظ، ذا سَمْت ووقار، درَّس وأفتى، وصنَّف. وأمّا رِئاستُه وعقلُه فيُنقل بالتَّواتر، حتَّى إنّ الملك الكامل، مع عِظَم سُلطانه قال: كُلُّ أحد يُعْوِزُه زيادةُ عَقْلِ إلا مُحيي الدِّين ابن الجَوْزي، فإنَّه يُعوِزُه نقصُ عقل.
وسمع منه خلقٌ ببغداد، ودمشق، ومصر. وروى عنه عبدُ الصَّمد بن أبي الجَيْش، والحافظ أبو عبد الله محمد بن الكَسّار، والدِّمياطي، وابن الظَّاهِري، وابن الفُوَطي. وله تصانيف كثيرة، منها:"معادن الإبريز في تفسير الكتاب العزيز"، و"المذهب الأحمد في مذهب أحمد"، و"الإِيضاح في الجدل"، وكتاب "الطريق الأقرب" فقه.
1237 - (ت 656 هـ): عبدُ الرَّحمن بن يوسُف بن عبد الرَّحمن بن علي بن محمد، جمال الدِّين، أبو الفرج ابن الجوزي
.
قال ابن رجب
(2)
: كان فاضلًا بارعًا، درس بالمُسْتَنْصِريَّة لمّا وَلي أبوه الأُستاذ
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 258.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 261.
داريّة، وولي حِسْبَةَ بغداد أيضًا. وكان يعظُ مكانَ أبيه وجدِّه بباب بدر، وغيره. ويقال: إن له تصانيف. وقُتل وقد جاوز الخمسين سنة، رحمه الله. وكان مولده سنة ست وست مئة. وقد سمع من عبد العزيز بن منينا، وأحمد بن صِرْما، وغيرهما. وترسَّل به من الديوان إلى مصر، وكان رئيسًا مُعَظَّمًا. وحدَّث ببغداد ومصر، وخرَّج له الرَّشيد العطّار بمصر جُزءًا، وحدَّث. سمع منه عُبيد الإِسْعِرْدِيّ، وسمع منه الشَّرف الميدومي. وأجاز لأبي عبد الله بن أحمد الحرَّاني، وسُليمان بن حَمْزَة القاضي. وله نظمٌ حَسَن، وله ديوان، حدَّث به ببغداد. انتهى.
وقال ابنُ العماد
(1)
: كان فاضلًا، بارعًا واعظًا، له تصانيف، قُتل شهيدًا مع أبيه، بسيف الكُفَّار، عند دخول هولاكو بغداد، سنة ست وخمسين وست مئة.
1238 - (ت 656 هـ): عبد الله بن يوسُف بن عبد الرَّحمن بن عليّ بن الجوزي، شرف الدِّين، الحنبلي
، أخو عبد الرحمن، الذي قبله.
ذكره ابنُ رجب
(2)
، وقال: ولي الحِسْبَة أيضًا، وتزهَّد ودرَّس بالبَشِيريَّة، ووَلِيَ ولايات ديوانيَّة، وكان المُسْتَعْصِمْ بعثَه بخطِّه إلى هولاكو، وعاد إلى بغداد، ثم قُتل مع أبيه عند وصول هُولاكو شهيدًا، سنة ستّ وخمسين وست مئة. انتهى.
1239 - (ت 656 هـ): عبد الكَريم بن يوسُف بن عبد الرَّحمن بن علي بن الجوزي، تاج الدين بن مُحيي الدِّين الحنبلي، أخو المُتَقَدِّمَيْن قبلَه
.
ذكره ابنُ العماد
(3)
، وابن الشَطِّي
(4)
، وابنُ رجب
(5)
. وقال ابن رجب: ولي الحِسْبة لمَّا تركها أخوه الشَّرف، ودرَّس بالمدرسة الشَّاطبيَّة. وقُتل صبرًا بسيف الكُفَّار
(1)
شذرات الذهب: 5/ 287.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 262.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 287.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 57.
(5)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 262.
مع أبيه، عند دخول هُولاكو إلى بغداد، سنة ستّ وخمسين وست مئة، ولم يبلُغْ العشرين. انتهى.
1240 - (ت 657 هـ): إبراهيم بن محاسن بن عبد الملك بن علي بن مُنَجَّا، الشّوطي، الحَمَوِيّ، ثم الدِّمشقي، الفقيه الحنبلي، الأديب الكاتب، نجم الدِّين، أبو إسحاق، وأبو طاهر أيضًا
.
قال ابنُ العماد
(1)
: سمع من ابن طَبَرْزَد والكِنْدِيّ، وغيرهما. وتوفي في العشر الأواخر من المُحرَّم، سنة سبع وخمسين وست مئة. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(2)
، وقال: كان أديبًا، وله نظم حسن. وتوفي. بتل ناشر، من أعمال حَلَب، ودفن به رحمه الله.
1241 - (ت 657 هـ): أحمد بن علي بن أبي غالب، الإِرْبِلِيّ، النَّحوي، المُعَدَّل، مجد الدَّين، أبو العبَّاس، الشيخ المُعَدَّل بدمشق
.
قال ابنُ العماد
(3)
: سمع بإِرْبِل من محمّد بن هبة الله، وسكن دمشق، وحدَّث بها. واشتغل مُدَّة في العربية بالجامع. وقرأ عليه جماعةٌ من الأصحاب وغيرهم. منهم الفخر البَعْلَبَكَّي، وابن الفركاح. وتوفي في نصف صفر، سنة سبع وخمسين وست مئة بدمشق. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(4)
بنحوه.
1242 - (ت 657 هـ): أسعد بن عثمان بن المُنَجَّا، التَّنُوخي، الدِّمشقي، الحنبلي، الرَّئيس، صدرُ الدَّين، أبو الفتح، واقف المدرسة الصَّدريَّة بدمشق، ودفن بها
.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 288.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 267.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 288.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 268.
قال ابنُ العماد
(1)
: ولد سنة ثمان وتسعين وخمس مئة بدمشق، وسمع بها من حَنْبَل، وابن طَبَرْزَد. وحدَّث، وكان أحدَ المُعَدَّلين، ذوي الأموال والثَّروة والصَّدقات. وولي نظر الجامع مُدَّة وثمَّر له أموالًا كثيرة، واستجدَّ في ولايته أمورًا. توفي في تاسع عشر شهر رمضان، سنة سبع وخمسين وست مئة. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(2)
بنحوه.
1243 - (ت 658 هـ): عبد الله بن أحمد بن أبي بكر محمد بن إبراهيم، السَّعدي المقدسي، الصَّالحي، الحَنبلي، المحدِّث المُفيد، محبُّ الدِّين، أبو محمد
.
قال ابنُ العماد
(3)
: هو مُفيد الجبل، رحَّال حافظ. وروى عن الشيخ المُوَفّق، وابن البُنّ، وابن الزَّبَيْدِي. ورحل إلى بغداد، فسمع من ابن القُبَّيْطِي، وابن أبي الفخار، وطبقتهما. وكتب الكثير، وعُني بالحديث أتمَّ عِناية، وأكثر السَّماع والكتابة. وتوفي في ثاني عِشري جُمادى الآخرة، سنة ثمانٍ وخمسين وست مئة، وله أربعون سنة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
بنحوه.
1244 - (ت 658 هـ): إبراهيم بن خليل، الدِّمشقي، الآدَمِيّ، الحنبلي، نجيب الدِّين، أبو إسحاق
.
قال ابنُ العماد
(5)
: ولد سنة خمس وسبعين وخمس مئة. وسمَّعه أخوه من عبد الرحمن الخِرَقي، ويحيى الثَّقفي، وجماعة. وحدَّث بدمشق، وحلب، وعُدِمَ بها في صفر، سنة ثمان وخمسين وست مئة. انتهى.
1245 - (ت 658 هـ): عبد الحَميد بن عبد الهادي بن يوسُف
، المقدسي،
(1)
شذرات الذهب: 5/ 288.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 268.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 292.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 268.
(5)
شذرات الذهب: 5/ 292.
الجَمّاعِيْلِيّ، الصَّالحي، الحنبلي، المُؤَدِّب، عماد الدَّين.
قال ابن العماد
(1)
: سمع من يحيى الثقفي، وأحمد بن المَوازِيْنِيّ، وجماعة. وتوفي في ربيع الأول، سنة ثمان وخمسين وست مئة. انتهى.
وذكره الذَّهبي
(2)
، وقال: كان مُقرئًا مؤدِّبًا. روى عن الثقفي، وغيره. وروى عنه الدِّمياطي وطائفة. وكان صحيح السَّماع، ثقةً فاضلًا.
1246 - (ت 658 هـ): محمد بن أبي الحُسَين أحمد بن عبد الله بن عيسى، اليُوْنِيْنِي، الحنبلي، الحافظ، شيخ الإِسلام، أبو عبد الله
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة بيُونِيْن، ولبسَ الخِرْقَة من الشَّيخ عبد الله البَطَائِحي، عن الشّيخ عبد القادر. وربَّاهُ الشَّيخ عبد الله اليُوْنِيْنِيّ، وتفقَّه على الشيخ الموفق، وسمع من الشيخ الخُشُوعِيّ، وحَنْبَل. وكان يكرّر على "الجمع بين الصَّحيحين"، وعلى أكثر "مسند أحمد". ونال من الحُرمة والتقدُّم ما لم ينلْهُ أحد. وكانت الملوك تُقَبِّلُ يده، وتقدِّم مَدَاسَهُ. وكان إمامًا علَّامة، زاهدًا، خاشعًا لله، قانتًا له، عظيم الهيبة، مُنَوَّر الشَّيبة، مَليحَ الصُّورَة، حسنَ السَّمْت والوقار، صاحبَ كرامات وأحوال. قال ولدهُ قطب الدين موسى، صاحب التاريخ المشهور: حفظ والدي "الجَمع بين الصَّحيحين"، وأكثر "مُسند الإِمام أحمد". وحفظ "صحيح مسلم" في أربعة أشهر، وحفظ سُورة الأنعام في يوم واحد، وحفظَ ثُلث مقامات الحَريريّ في بعض يوم. وقال عمر بن الحاجب الحافظ: لم يرَ في زمانه مثلَ نفسِه، في كماله وبراعته. جمع بين الشَّريعة والحقيقة. وكان حسنَ الخُلُقِ والخَلْق، نفّاعًا، مُطَّرحًا للتكليف. وكان يحفظ في الجلسَة الواحدة ما يزيد على سَبعين حديثًا، وكان لا يرى إظهارَ الكرامات، ويقول: كما أوجب اللهُ تعالى على الأنبياء إظهار المعجزات، أوجبَ على الأولياء إخفاء الكرامات. ويروى عن الشَّيخ عثمان، شيخ
(1)
شذرات الذهب: 5/ 293.
(2)
العبر: 5/ 246.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 294.
دَيْرنَاعِس، وكان من أهل الأحوال، قال: قَطَبَ الشيخ الفقيه ثمان عشرة سنة، وتزوَّج ابنة الشيخ عبد الله اليُونيني، وهي أولى زوجاته. وروى عنهُ ابناه أبو الحُسين الحافظ، والقطب المؤرّخ، وغيرهما. وتوفي ليلة تاسع عشر شهر رمضان، سنة ثمان وخمسين وست مئة ببَعْلَبكّ. ودُفن عند شَيخه عبد الله اليُونيني، رحمه الله. انتهى
وذكره ابنُ رجب
(1)
بأتمّ من هذا.
1247 - (ت 658 هـ): محمد بن عبد الهادي بن يوسُف بن محمَّد بن قُدَامة، المقدسيّ، الجَمّاعِيلِيّ، الحنبلي، أبو عبد الله
.
قال ابنُ العماد
(2)
: سمع من محمد بن حمزة بن أبي الصَّقر، وعبد الرَّزاق النجَّار، ويحيى الثقفي، وغيرهم. وكان آخر من روى بالإِجازة عن شُهْدَة. وهو شيخ صالحٌ مُتَعَفِّف تالٍ لكتاب الله تعالى، يَؤُمُّ بمسجد ساوِيَه، من عمل نَابُلُس. فاستشهد على يد التَّتار، في جُمادى الأُولى، سنة ثمانٍ وخمسين وست مئة، وقد نيَّف على التسعين. قاله الذهبي. انتهى.
1248 - (ت 658 هـ): لاحِق بن عبد المُنعم بن قاسم، أبو الكَرَم، الأنصاري الأَرْتاحِي، الحنبلي، اللبَّان، المِصْرِيّ
.
قال ابنُ العماد
(3)
: سمع من عمْ جدِّه أبي عبد الله الأَرْتَاحي، وتفرَّد بالإجازة من المُبارك، وكان صالحًا مُتعفِّفًا، روى عنه الزَّكِيّ عبد العَظيم، مع تقدمه. توفي بمصر، في جُمادى الآخرة، سنة ثمان وخمسين وست مئة. انتهى.
وذكره أحمد بن العَجَمِيّ في "ذيل لُبّ اللُّبَاب"، بما مُلَخَّصُه: الأَرْتَاحِيّ: نسبة إلى أَرْتَاح البَصَر، من أعمال قَيْسارِيَّة بساحل الشّام، بها رُدَّ على يعقوب عليه السلام بصرُه، نقله الداودي عن المَقْرِيزي. وهو أبو الكرَمَ، لاحق بن عبد المنعم، المتوفَّى
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 269.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 295.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 296.
سنة ثمان وخمسين وست مئة. انتهى المراد منه.
1249 - (ت 659 هـ): أحمد بن أبي الثَّناء حامِد بن أحمد بن حمد بن حامِد ابن مُفَرِّج بن غِياث، الأنصاري، الأَرْتاحِي، المِصْرِي، المُقرئ، الحنبلي
.
قال ابنُ رجب
(1)
: ولد سنة أربع وسبعين وخمس مئة. وقرأ بالرّوايات على والده، وسمع من جدّه لأمه أبي عبد الله محمد بن أحمد الأَرْتاحي، والبُوصِيرِيّ، وإسماعيل بن ياسِين، وأبي الحسن بن نجَا، والحافظ عبد الغَني، ولازمه وأكثرَ عنه، وكتب عنه بعض تصانيفه، وتصدَّر بالجامع العتيق، وأقرأ القرآن مُدَّة، وانتفع به جَماعة. وكان خيِّرًا صَالحًا. توفي في رابع عشر رجب، سنة تسع وخمسين وست مئة بمصر. ودُفن بسَفْحِ المُقَطَم. انتهى.
وذكره ابنُ العماد
(2)
أيضًا. وقد تقدَّم ذكر أبيه أبي الثَّناء، سنة اثنتي عشرة وست مئة.
1250 - (ت 659 هـ): حسَن بن عبد الله بن عبد الغَني بن عبد الواحد بن عليّ بن سُرور، المقدسي، ثمَّ الصَّالحي، الفقيه الحنبلي، شرفُ الدَّين، أبو محمّد
.
قال ابنُ العماد
(3)
: ولد سنة خمس وست مئة. وسمع الكثير من أبي اليُمْن الكِنْدِيّ، وجماعة بعده. وتفقَّه على الشَّيخ الموفق، وبرع وأفتى، ودرَّس بالجَوْزيَّة مُدة. قال أبو شامَة: كان رجلًا خيِّرًا. توفي ليلة ثامن المحرَّم، سنة تسع وخمسين وست مئة بدمشق، ودفن بالجبل. انتهى.
- (ت 660 هـ): إسماعيل بن أبي طاهر الزُّبَير، الجِيْلي، الحنبلي، أبو المَحاسِن، الفقيه. [انظر: 891].
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 273.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 297.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 298.
ذكره ابن رجب في "طبقاته"
(1)
، وقال: توفي بعد سنة تسع وخمسين وست مئة، ولم يزد على ذلك.
1251 - (ت 661 هـ): عبد الرزّاق بن رزق الله بن أبي بكر بن خلف بن أبي الهَيْجاء، الرَّسْعَنِيّ، الفقيه الحنبلي، المحدِّث، المفَسِّر، العلَّامة
.
قال ابنُ العماد
(2)
: الرَّسْعَني بفتح الرّاء والعَين المهملة، نسبةً إلى رأس عين، مدينة بالجزيرة. ولد سنة تسع وثمانين وخمس مئة. وسمع بدمشق من الكِنديّ، وببغداد من ابن مَنِيْنَا. وصنَّف تفسيرًا جيِّدًا. وكان شيخ الجزيرة في زمانه علمًا وفضلًا وجلالة. قاله في "العبر". وقال ابنُ رجب: ولد برأس عَيْن الخَابُور، وسمع بالبُلدان المتعدَّدة، وتفقَّه على الشَّيخ مُوَفَّق الدَّين، وحفظ كتابه "المُقْنع"، وتفَنَّن في العلوم العقليَّة والنقليَّة، وعدَّه الذهبي من الحفَّاظ. وولي مشيخةَ دارِ الحديث بالمَوْصِل، وكانت له حُرمة وافرةٌ عند الملوك، كصاحب، المَوْصِل، وغيره من ملوك الجزيرة. وكان مُتمسِّكًا بالسُّنَّة والآثار، وله نظم حسن. وقال الذهبي: توفي بسِنْجَار ليلة الجمعة، ثاني عشر ربيع الآخر، سنة إحدى وستين وست مئة. انتهى المراد منه.
وذكره ابنُ الجَزَرِيّ في "الغاية"
(3)
، وقال: هو العلَّامة المحدِّث، المفسِّر المُقرِئ، شيخ دياربكر والجزيرة.
وذكره ابن رجب
(4)
بترجمة حافلة. وذكر في وفاته قولين: أحدهما سنة ستّين، والثَّاني سنة إحدى وسِتّين. وله تصانيف، قال ابن رجب: منها: "رموز الكنوز" وهو تفسير حسن، في أربع مجلَّدات.
(1)
تقدم برقم (891) دون ذكر وفاته، وعبارة "الطبقات" 1/ 290: سمع منه بعض الطلبة في جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين وخمس مئة.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 305.
(3)
غاية النهاية: 1/ 384.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 274.
وقال البَدْراني في "المدخل"
(1)
في تفسيره هذا: هو تفسير جليل في أربع مجلَّدات، يذكر فيه أحاديث يرويها بالسَّند، ويُناقش الزَّمخشرِيّ في كتابه، ويذكر فروعًا فقهيّة على الخِلاف، بدون دليل.
ولم أجد له ذكرًا في كتب الفقهاء، على أني وجدت بخطِّ محمد بن كنان الصَّالحي، أنَّه رأى له "شرحًا على الخِرَقي" مزجا في مُجلَّدين. وقال ابن رجب: وله "مصرَعُ الحُسَين" ألزمَهُ بتصنيفه صاحبُ المَوْصِل، فكتب فيه ما صَحَّ من المقتل، دون غيره.
وقال ابن الجَزَرِيّ في "الغاية": هو صاحب "الطّائية"، و"النونيّة". وله غير ذلك، منها: كتاب "دُرَّة القاري"، و"مطالع أنوار التنزيل"، و"مفاتح أسرار التأويل في تفسير القرآن"، ذكره في "كشف الظنون"
(2)
. وغيرها.
وذكره الزَّركْلِيّ
(3)
، وقال: إنّ "دُرَّة القَارِي" قصيدة نونية، في "الفرق بين الضّاد والظَّاء"، و"مختصرّ الفَرْق بين الفِرَق" للبغدادي
…
1252 - (ت 661 هـ): عبد الرّحمن بن محمد بن عبد الغني بن عبد الواحد ابن علي بن شَرف، المقدسي، المحدِّث الحنبلي، عزّ الدين، أَبو محمد، وأبو القاسم، وأبو الفَرَج، الحافظ
.
قال ابنُ العماد
(4)
: ولد في ربيع الآخر، سنة اثنتين وست مئة، وحضر على أبي حفص بن طبرزد، وسمع من الكِنْدِيّ، وطبقته. وارتحل إلى بغداد، فسمِعَ من الفتح بن عبد السّلام، وطائفة، ثم إلى مصر. وكتب الكثيرَ، وعُني بالحديث، وتفقَّه على الشيخ الموفَّق. وكان فاضلًا، صالحًا، ثقة. انتفع به جماعةٌ، وحدَّث، توفي في نصف ذي الحجة، سنة إحدى وستين وست مئة. ودُفن بسَفْح قاسِيُون. انتهى.
(1)
المدخل: 477.
(2)
كشف الظنون: 2/ 1715.
(3)
الأعلام: 3/ 292.
(4)
شذرات الذهب: 5/ 306.
وذكره ابنُ رجب
(1)
بنحوه.
1253 - (ت 661 هـ): عبد الرَّحمن بن سالم بن يَحيى بن خَميس بن يَحيى بن هبة الله بن مَواهِب، الأنصارِيّ، الأنبارِىّ، ثم المَقدسيّ، الفقيه الحنبلي، جمال الدِّين، أبو محمد، وأبو القاسم أيضًا
.
ذكره ابنُ رجب
(2)
، وقال: سمع من أبي اليمن الكِنْدِيّ، وأبي القاسم بن الحرستاني، وداود بن مُلاعِب، وعبد الجَليل بن مَنْدَوَيْه، والحافظ عبد القادر الرُّهّاوِيّ، وتفقَّه على الشَّيخ موفق الدين، وبرع وأفتى، وحدَّث. وسمع منه جماعة، وكان يسكُنُ بالمَنارة الغربيَّة من جامع دمشق. قال أبو شامة: وكان يُصلِّي في الجامع بالمتأخّرين صلاةَ الصُّبح، فيُطيل بهم إطالةً مُفرطة، خارجًا عن المعتاد بكثير، إلى أن تكاد تطلعُ الشَّمس، وهو في تطويله كل يوم لا يترُكه. توفي ليلة سَلْخ ربيع الآخر، سنة إحدى وستّين وست مئة، ودفن بسَفْح قَاسِيون. انتهى.
1254 - (ت 661 هـ): علي بن إسماعيل بن إبراهيم، المقدسي، ثم الدِّمشقي، الحنبلي
.
قال ابنُ العماد
(3)
: روى عن الخُشُوعي، وغيره، وتوفي في رجب، إحدى وستين وست مئة. وكان مُباركًا خيِّرًا. قاله في "العبر". انتهى كلام ابن العماد.
1255 - (ت 663 هـ): أبو القاسم بن يوسف بن أبي القاسم بن عبد السَّلام، الأمويّ، الحُوّارِيّ، العَوْفِيّ، الزّاهد، المشهور، الحنبلي، صاحب الزاوية بحُوّارَى
.
قال ابنُ العماد
(4)
: كان خيِّرًا صالحًا، له أتباع ومريدون وأصحاب في كثير من قرى حَوْرَان، في الجبل والبَثَنِيَّة. ولا يحضرون سماعًا بالدُّف. توفي ببلده حُوّارَى،
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 276.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 276.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 306.
(4)
شذرات الذهب: 5/ 313.
في آخر سنة ثلاث وستين وست مئة. وصُلِّي عليه يوم عيد النَّحر ببيت المَقْدِس، صلاة الغائب، وصُلِّي عليه بدمشق، تاسع عشر ذي الحجة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
، وقال: وقام مقامه بعده ولدُه عبد الله. وسيأتي ذكر ولده هذا، سنة ثلاثين وسبع مئة إنْ شاء الله تعالى.
1256 - (ت 666 هـ): إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر الزّاهد، المقدسي، الحنبلي، الشيخ عزّ الدين، أبو إسحاق، خطيب الجبل، ابن الخطيب شرف الدِّين
.
قال ابنُ العماد
(2)
: ولد سنة ست وستّ مئة. وسمعَ من العماد، والشيخ مُوَفَّق الدَّين، وأبي العزّ الكِندِيّ، وأبي القاسم بن الحرستاني وخَلْق. وأجاز له القاسم الصَّفَّار، وجماعة. وكان إمامًا في العلم والعمل، بصيرًا بالمذهب، عابدًا صالحًا زاهدًا مُخلِصًا، صاحب أحوال وكرامات، وأمر بالمعروف، قوَّالًا بالحق. وقد جمع المحدّث أبو الفداء بن الخبّاز سِيرتَهُ في مجلد، حدَّث وسمع منه جماعة، منهم: أبو العبّاس الحَرَيرِيّ، وهو آخر أصحابه. وتوفي في تاسع عشَر ربيع الأوَّل، سنة ستٍّ وستين وست مئة. ودفن بسَفْح قاسِيُون. وهو والد الإِمامَيْن عزِّ الدِّين الفرائضي، وعز الدين محمد، خطيب الجامع المُظَفَّرِي، رحمهم الله تعالى. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(3)
بأتمّ مما هنا.
1257 - (ت 667 هـ): مُظَفَّر بن عبد الكَريم بن نَجْم بن عبد الوهَّاب ابن عبد الواحِد بن الحنبلي، أبو منصور الدِّمشقي، الحنبلي، تاج الدِّين، مدرِّس مدرسة جَدِّهم، شرف الإِسلام، وهي المِسْمَارِيَّة
.
قال ابنُ العماد
(4)
: ولد بدمشق في سابع عشري ربيع الأول، سنة تسع وثمانين وخمس مئة. وسمع بها من الخُشُوعي، وابن طبرزد، وحَنْبَل، وغيرهم. وأفتى،
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 277.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 322.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 277.
(4)
شذرات الذهب: 5/ 325.
وناظر، وتفقَّه، وحدَّث بمصر والشَّام. وروى عنه جماعةٌ، منهم الحافظ الدِّمياطي. وتوفي في ثالث صَفَر، سنة سبع وسِتّين وست مئة فجأة، بدمشق. ودفن بسَفْح قاسِيُون. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
بنحوه.
1258 - (ت 667 هـ): أحمد بن عبد الواحد بن مري بن عبد الواحد بن نعام، السَّعدِي، المقدسي، الحَوْرَاني، الحنبلي تقيُّ الدَّين
.
ذكره ابنُ حجر في "لسان الميزان"
(2)
بترجمة طويلة، حاصلُها: ذكره الشّريف في وفياته. وقال: كان أحد المشايخ المشهُورين، الجامعين بين الفَضْل والدِّين. وعنده جِدٌّ وإقدام، وقوَّة نفسٍ، وتجرَّد وانقِطاع. وأثنى عليه الذَّهبي في "تاريخ الإِسلام" بنحو ذلك. وقال: درّس وأفاد، وحدَّث وأعاد بالمُسْتَنْصِرِيَّة ببغداد. وكان جامعًا بين العلم والعمل، وكان يحطُّ على ابن سَبْعين، ويُنكر طريقتَه. وقال ابنُ رافع: حدَّثني محمد بن الحَسن بن علي اللَّخمي قال: حكى لي والدي قال: صحبتُه مدَّة بمكَّة، وكان حنبليًّا، صالحًا، عالمًا عاقلًا، كثير التفكُّر. وكان له كشف، فخطَر ببالي أن أسألَهُ عن ابتداءِ أمره، فقال في الحال: كُنْتُ مفيدًا بالمُسْتَنْصِرِيّة، وكان ببغدادَ رجل صالح، فكنت أجتمع به، فحصل لي ببرَكته خَيرٌ كثير. وأورد له شعرًا. ثم قال: ولد بصَرْخَد، في منتصف صَفَر، سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة. ومات بطَيْبَة، في رجب، سنة سبع وستّين وست مئة. أرّخه البِرْزاليّ. انتهى.
وذكره السخاوي في "التحفة اللطيفة"
(3)
وأطال في ترجمته. والفاسي في "العقد الثمين"
(4)
، وغيرهم.
1259 - (ت 668 هـ): أحمد بن عبد الدائم بن نعمة بن أحمد بن محمد
بن
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 278.
(2)
لسان الميزان: 1/ 215.
(3)
التحفة اللطيفة: 1/ 195.
(4)
العقد الثمين: 3/ 83.
إبراهيم، زين الدِّين، أبو العبَّاس، مُسنِدُ الشّام، وفقيهُها ومحدِّثُها، الحنبلي المذهب، الناسخ.
قال ابنُ العماد
(1)
: ولد سنة خمسٍ وسبعين وخمس مئة، وأجاز له خطيب المَوْصِل، وابن الفُراوِي، وابن شَاتِيل، وخَلْق. وسمع من يحيى الثَّقفي، وابن صَدَقَة، وابن المَوازِيني، وعبد الرحمن الخِزقي، وغيرهم. وانفرد في الدُّنيا في الرّواية عنهُم. ودخل بغداد، فسمع بها من ابن كُلَيْب، وابن المعطوش، وأبي الفرج ابن الجَوزي، وأبي الفتح بن المَنِّي، وابن سُكَينة، وغيرهم. وسمع بحرّان من خَطِيبها الشيخ فخر الدين ابن تيميَّة. وعُني بالحديث، وتفقَّه على الشيخ مُوفق الدّين بن قُدامة. وخرَّج لنفسه مَشْيَخَة، وجمع تاريخًا لنفسه. وكان فاضلًا مُتَنَبِّهًا. وولي الخَطابة بكَفْربطنا، بضع عشْرة سنة. وكان يكتب بسُرعة خطًّا حسنًا، فكتبَ ما لا يُوصَف كثرةً، يكتبُ في اليوم الواحد الكُرَّاسَيْن والثّلاثة، إلى التسعة. وكتب "تاريخ دمشق لابن عَساكر" مرَّتين، و"المغني" للموفَّق مرّات. وذُكر أنّه كتب بيده ألفَيْ مُجلَّدة. وكان حسنَ الخُلُقِ والخَلْق، متواضعًا. ديِّنًا، حدَّث بالكثير، بضعًا وخمسين سنة. وانتهى إليه عُلوُّ الإِسناد. وكانت الرّحلةُ إليه من الأقطار. وخرَّج له ابنُ الظّاهِريّ مَشْيَخَة، وابنُ الخبَّاز أُخرى. وسمع منه الحفّاظُ المتقدِّمون، كالحافظ ضياء الدِّين، والزَّكي البِرْزالي، وعمر بن الحَاجِب، وغيرهم. وروى عنه الأئمة الكِبار، والحفّاظ المتقدِّمون والمتأخَّرون، منهم الشيخ مُحيي الدِّين النَّووي، والشّيخ شمس الدين بن أبي عمر، وابن دقيق العيد، وابن تيميَّة، وخلق، آخرهم ابن الخبَّاز. وتوفي يوم الاثنين، سابع رجب، سنة ثمان وستّين وست مئة. ودفن بسَفْح قاسِيون. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(2)
بنحوه، وابن شاكر في "فَواتُ الوَفيات"
(3)
، وأورد له
(1)
شذرات الذهب: 5/ 325.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 278.
(3)
فوات الوفيات: 1/ 81.
ترجمة حافلة، وغيرهما. ولم يذكروا له مصنَّفات غير "التاريخ" الذي جمعه لنفسه. وقد ذكر له صاحب "كشف الظنون" كتاب:"فاكهة المجالس"
(1)
، و"تاريخ القُدْس"
(2)
، و"مشيخة"
(3)
وذكره الزركلي
(4)
.
1260 - (ت 668 هـ): يوسفُ بن عليّ بن أحمد بن البقّال، البغداديّ، الصُّوفي، الحنبلي، عفيفُ الدِّين، أبو الحجّاج، شيخ رباط المَرْزُبانِيَّة
.
ذكره ابنُ رجب
(5)
، وقال: كان صالحًا عالمًا، ورعًا زاهدًا، له تصانيف في السُّلوك. وأجاز لشيخنا عليّ بن عبد الصَّمد البغدادي. ونقلتُ من خطِّه أنه توفي ليلة الخميس، سادس المحرَّم، سنة ثَمان وستين وست مئة. وصُلِّي عليه بجامع الحَرِيْم، ودفن بمقبرة الإمام أحمد. وذكر غيرُه أنه توفي سَنة سِتٍّ وستين. انتهى المراد منه.
وذكر له ابنُ رجب من التّصانيف: "سلوك الخواصّ".
1261 - (ت 668 هـ): مُسلِم بن مالك بن مَزْرُوع بن جَعفر، الزَّيني، الصَّالحي، الحنبلي، والد الشّمس محمد، الآتي سنة ستّ وعشرين وسبع مئة
.
ذكره ابنُ العماد
(6)
، وابنُ رجب
(7)
في ترجمة ابنه الشَّمس المذكور. وقالا: توفي سَنة ثمانٍ وستِّين وستِّ مئة. انتهى.
1262 - (ت 670 هـ): عبد الوهَّاب بن محمد بن إبراهيم بن سَعد، المقدِسِيّ، الصَّحراوي، أبو محمَّد الحنبلي
.
(1)
كشف الظنون: 2/ 1216.
(2)
كشف الظنون: 1/ 300.
(3)
كشف الظنون: 2/ 1696.
(4)
الأعلام: 1/ 145.
(5)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 280.
(6)
شذرات الذهب: 6/ 73.
(7)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 380.
ذكره ابنُ العماد
(1)
، وقال: روى عن الخُشُوعِيّ، ومحمد بن الخَصِيب. وتوفي في رمضان، سنة سبعين وست مئة، عن ثمانين سنة. انتهى.
وذكره الذَّهبيُّ
(2)
بنحوه.
1263 - (ت 670 هـ): عبد الرحمن بن سُليمان بن سَعيد بن سُليمان، البغدادي الأصل، الحرّاني المولد، الفقيه الحنبلي، أبو محمد، جمال الدِّين البغدادي، نزيل دمشق
.
قال ابنُ العماد
(3)
: ولد سنة خمس وثمانين وخمس مئة في أحد رَبيعَيْها. وسمع من عبد القادر الحافظ، وحَنْبَل، وحمَّاد الحرّاني، وغيرهم. وتفقَّه بالشَّيخ الموفق. وبرع وأفتى، وانتفع به جَماعة، وحدَّث. وروى عنه طائفة، منهم ابنُ الخبَّاز، وكان إمامًا بحلقة الحنابلة بالجامع. توفي في رابع شعبان، سنة سبعين وست مئة. ودفن بسَفح قاسِيُون. انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
بنحوه.
1264 - (ت 671 هـ): عبد القاهِر بن أبي محمَّد بن أبي القاسم ابن تيميَّة، الحرّاني، الحنبلي، أبو الفرج، فخر الدَّين
.
قال ابنُ العماد
(5)
: ولد بحرّان، سنة اثنتي عشرة وست مئة. وسمع من جدِّه، وابن اللَّتِّي. وحدَّث بدمشق، وخطب بجامع حَرّان. وتوفي في حادي عشر شوال، سنة إحدى وسبعين وست مئة بدمشق. ودفن من الغد بمقابر الصُّوفية. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(6)
بنحوه.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 332.
(2)
العبر: 5/ 293.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 332.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 281.
(5)
شذرات الذهب: 5/ 334.
(6)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 282.
1265 - (ت 671 هـ): محمد بن عَبد المُنعم بن عمّار بن هَامِل بن مَوهُوب، الحرّاني، الحنبلي، شمس الدِّين، المحدث الرَّحال، نزيل دمشق، أبو محمد، المعروف بابن هَامِل
.
قال ابنُ العماد
(1)
: ولد بحرّان، سنة ثلاث وستّ مئة. وسمع ببغداد من القَطِيْعِيّ، وغيره. وبدمشق من القاضي أبي نصر الشِّيرازي، وغيره. وبالإِسكَندريَّة من الصَّفْراوي، وغيره. وبالقاهرة من ابن الصّابوني، وغيره. وكتب بخطِّه، وطلب بنفسِه. وكان أحد المعروفين بالفَضل والإِفادة. قال الذَّهبي: عُني بالحديث عناية تامّة كُلِّية، وكتب الكثير، وتعِبَ وحصَّل، وأسمع الحديث. وفيه دِينٌ وحسنُ عشرة. أقام بدمشق، وأوقف كتبَهُ وأجزاءه بالضِّيائِيَّة. وقال الدِّمياطي في حقِّه: الإِمام الحافظ. وسمع منه جماعة من الأكابر، منهم: الحافظ الدِّمياطي، وابن الخبَّاز. وتوفي في ليلة الأربعاء، ثامن شهر رمضان، سنة إحدى وسبعين وست مئة، بالمارِسْتان الصَّغير، بدمشق. ودفن من الغد، بِسَفْح قاسِيُون. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(2)
بأتمّ من ذلك.
1266 - (ت 672 هـ): عبد اللّطيف بن عبد المنعم بن الصَّيقل، الحرّاني، الحنبلي. التّاجر، مُسند الدِّيار المصرِيَّة، أبو الفرج النَّجيب. [انظر: 1831]
.
قال ابنُ العماد
(3)
: وُلد سنة سبع وثمانين وخمس مئة. ورحل به أبوه، فأسمعه الكثيرَ من ابنِ كُلَيب، وابن المعطوش، وابن الجَوزيّ. ووليَ مشيخة دار الحديث الكَامِليَّة. وتوفي في أول صفر، سنة اثنتين وسَبعين وستّ مئة، وله خمسٌ وثمانون سنة. انتهى.
وله تصانيف، ذكر منها صاحب "الرِّسالة المُستطرفة"
(4)
: كتاب "السّباعِيّات في
(1)
شذرات الذهب: 5/ 334.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 281.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 336.
(4)
الرسالة المستطرفة: 100.
الحديث". وقال غيره: له "ثُمانيّات النَّجيب" أيضًا.
وقد ذكره السُّيوطي في "حُسْن المحاضرة"
(1)
، وغيره.
1267 - (ت 672 هـ): عليُّ بن محمد بن محمد بن وضَّاح بن أبي سَعيد محمد بن وضَّاح، نزيل بغداد، الحنبلي، الفقيه، النَّحوي، الزَّاهد، الكاتب
.
قال ابنُ العماد
(2)
: ولد في رجب، سنة إحدى وتسعين وخمس مئة وسمع "صحيح مسلم" من المَرْوَزِيّ، وببغداد من القَطِيْعِيّ وابن رُوْزْبَة "صحيح البُخاري" عن أبي الوقت، ومن عُمر بن كَرَم "جامع الترمذي"، ومن عبد اللَّطيف بن القَطِيعيّ "سنن الدَّارَقُطْنِي"، وسمع من الشَّيخ العارف عليّ بن إدريس اليَعقُوبي، ولبِسَ منه الخِرْقَة، وانتفَع به. ورحلَ وطافَ، وسمع الكثير من الكثير، وبرع في العربيَّة، وكان صديقًا للشيخ محيي الدِّين الصَّرصَرِيّ. قال ابنُ رجب: كان سَمْحَ النفس، صَحِبَ المشايخ والصَّالحين. وكان عابدًا، عالمًا بالفقه، والفرائض، والأحاديث. ورُتِّبَ عقب الواقعة مدرِّسًا بالمُجَاهِديَّة، وهو أحلى المُكثرين، وخرَّج وصنَّف. وله إجازات من جَماعات، منهم من دمشق، الشيخ المُوفَّق بن قُدامة.
وتوفي ليلة الجمعة ثالث صفر، سنة اثنتين وسبعين وست مئة. ودفن بحَضرة قبر الإمام أحمد، عند رجليه. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
، وغيره.
وله تصانيف، ذكر ابنُ العماد، وابنُ رجب، منها:"الدَّليل الواضِح باقتفاء نَهْجِ السّلف الصَّالح"، وكتاب "الرَّدُّ على أهل الإِلحاد"، و"أجزاء في مدح العُلماء وذمّ الأغنياء"، و"الفرق بين أحوال الصَّالحين وأحوال الإباحيَّة أكلة الدُّنيا بالدِّين" و"جزء في أنّ الإيمان يَزيد وينقص".
(1)
حسن المحاضرة: 1/ 382.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 336.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 282.
1268 - (ت 672 هـ): عليّ بنُ عثمان بن عبد القادر بن محمود بن يوسُف بن الوجوهي، البَغدادي، الصُّوفي، المُقرئ، الفقيه الحنبلي، شمسُ الدِّين، أبو الحسن، الزَّاهد، أحدُ أعيان أهل بغداد في زمنه
.
قال ابنُ العماد
(1)
: ولد في ذي الحجة، سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة. وقرأ بالرِّوايات على الفَخْرِ المُوْصِلِيّ صاحب ابن سَعْدُون القُرطُبِيّ. وسمعَ الحديث من رُوْزْبَة، وغيره. وكان ديِّنًا صالحًا، خازنًا بدار الوزير، وكان شيخ رباط ابن الأمير، وروى عنه جماعاتٌ. وتوفي في ثالث جُمادى، سنة اثنتين وسبعين وست مئة، ببغداد، ودفن بباب حَرْب. انتهى مُلخَّصًا.
وذكره ابنُ رجب في "الطبقات"
(2)
، وابنُ الجَزَرِيّ في "الغاية"
(3)
، وله مُصنَّفات، منها:"بُلغة المُستفيد في القراآت العشر السَّديد".
1269 - (ت 672 هـ): يحيى بن عبد الرَّحمن الشَّيخ سيفُ الدِّين بن النَّاصح ابن النَّجم بن الحنبلي
.
قال ابنُ العماد
(4)
: كان مولدُه سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة، وقيل: سنة تسعين. وهو آخر من حدَّث بالسَّماع، عن الخُشُوعِيّ، وسمع من حَنْبَل، وابن طَبْرْزَد، والكِنْديّ، وغيرهم، بدمشق، والمَوْصِل، وبغداد. وحدَّث بمصر، ودمشق. وسمع منه العلَّامة تاجُ الدِّين الفَزارِيّ. وأخوه الخَطِيب شرف الدِّين، والحافظ الدِّمياطي، وذكره في "معجمه". وتوفي سابع عشَر شوَّال، سنة اثنتين وسَبعين وستّ مئة. انتهى كلام ابن العماد.
وذكره ابنُ رجب
(5)
، فقال: سيفُ الدين بن النّاصِح عبد الرَّحمن بن نجم
(1)
شذرات الذهب: 5/ 337.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 284.
(3)
غاية النهاية: 1/ 556.
(4)
شذرات الذهب: 5/ 340.
(5)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 285.
الحنبلي. وقال: إنَّه توفي سنة اثنتين وسبعين وستّ مئة.
لكن ذكر الذهبيُّ أنه يحيى، كما قال ابنُ العماد، وهذا نصُّه، فقال: يحيى بن عبد الرَّحمن بن نَجْم، الصّالحي، الحنبلي، أبو زكريّا بن ناصِح الدَّين، الفقيه، الأنصاري، الحافِظ، المعرُوف باليغموري. وأرَّخ وفاته سَنة ثلاث وسَبعين وست مئة.
1270 - (ت 673 هـ): إسماعيلُ بن أبي سَعد بن عليّ بن منصور بن محمد بن الحُسَين، الشَّيباني، الآمَدِيّ، المصري، الحنبلي، الصّاحب شرف الدين
.
قال ابنُ العماد
(1)
: كان من العُلماء الفُضلاء، وله تصانيف، ونَظْمٌ ونَثْرٌ. وسمعَ الحديث ورواه. وكان مُحدِّثًا فاضلًا، مُتقنًا. توفي سنة ثلاث وسَبعين وست مئة. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(2)
بمثله، وزاد: وكان وزيرًا للملك السَّعيد الارتقي، صاحب ماردين. وذكر ابنُ العماد، وابنُ رجب، من تصانيفه:"تاريخُ مدينة آمد".
1271 - (ت 673 هـ): نصرُ الله بن عبد المُنعِم بن حواري، التَّنوخي، شرفُ الدِّين بن شُقَير، الحنبلي
.
قال ابنُ العماد
(3)
: كان أديبًا فاضلًا. عمَّر في آخرِ عُمُرِه مَسجِدًا بدمشق، عند طواحين الأُشْنان، تأنَّق في عمارته. وكانت إقامتهُ بالعادِليَّة الصُّغرى. ولمّا وَلِيَ ابنُ خَلِّكان دمشق، طلب الحِساب من أربابه، ومن شَرف الدَّين هذا، عن وَقْفِ العادِليَّة، فعمِلَ الحِساب، وكتب ورقة:
ولم أعمَل لمخلُوق حِسابًا
…
وها أنا قَدْ عَمِلْتُ لكَ الحِسَابا
(1)
شذرات الذهب: في ترجمة ابنه محمد: 6/ 11.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: في ترجمة ابنه محمد: 2/ 352.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 341.
فقال القاضي: خُذ أوراقك، ولا تعمل لنا حسابًا، ولا نعمل لك.
وله شعر قويٌّ. توفي سنة ثلاث وسَبعين وستّ مئة. انتهى المراد منه.
وقد ذكره ابنُ رجب
(1)
، وغير واحد. وله مُصَنَّفات، منها:"إيقاظ الوَسْنان في تفضِيل دمشق على سَائر البُلدان".
1272 - (ت 674 هـ): عليُّ بن أبي غالب بن علي بن غَيْلان، البغدادي، الأَزَجِيّ، القَطِيْعِيّ، الحنبلي، الفَرَضِيّ، المُعَدَّل، أبو الحسن، موفَّق الدَّين
.
قال ابنُ العماد
(2)
: ولد سنة ثلاث وستّ مئة، وسمع من ابن المَنِّي، وأجاز له غيرُ واحد. وتفقَّه وقرأ الفرائض. وشهد عند قاضي القُضاة ابن اللَّمعاني، وكان من أعيان العُدول، خيِّرًا، كثيرَ التِّلاوة. وحدَّث، وأجاز لجماعة، منهم: عبد المؤمن بنُ عبدِ الحَقَّ. وتوفي في يوم السَّبت، ثالث شَوّال، سنة أربع وسَبعين وستّ مئة، ودفن بمقبرة الإِمام أحمد. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(3)
بنحوه.
1273 - (ت 674 هـ): عثمانُ بن موسى بن عبد الله الطّائي، الإِرْبِلِيّ، الآمِدِيّ، الفقيه الحنبلي، إمام الحنابلة بالحرم الشريف، تجاه الكعبة
.
قال ابنُ العماد
(4)
: كان شيخًا جليلًا، إمامًا عالمًا، فاضلًا زاهدًا، عابدًا ورعًا، مُتديَّنًا ربّانِيًّا، مُتَأَلِّهًا، منعَكِفًا على العِبادة والخير، والاشتغال بالله تعالى في جميع أوقاته. أقام بمكة نحو خمسين سنة. ذكره القُطْب اليُونِيْنِيّ، وقال: كُنْتُ أوَدُّ رُؤيتَه، وأتشوَّق إليه، فاتَّفَقَ أنّي حَجَجْتُ سنة ثلاث وسبعين، فزرتُه وتحلَّيت برُؤيته، وحصل لي نصيبٌ وافر من إقباله ودعائه.
(1)
لم نجده في ذيل طبقات الحنابلة، وهو في الجواهر المعنية 3/ 449، وكشف الظنون 1/ 215، والأعلام 8/ 30 - 31 على أنه حنفي المذهب، أما ابن العماد فذكر أنه حنبلي.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 342.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 286.
(4)
شذرات الذهب: 5/ 343.
وقال الذَّهبي: سمع بمكَّة من يعقوب الحكَّاك، ومحمد بن أبي البَركات بن أحمد. وروى عنه شيخُنا الدِّمياطي، وابنُ العطّار، في معجَمَيهما. وكتب إلينا بمروِيّاته. انتهى.
وتوفي بمكَّة، ضُحى يوم الخميس، ثاني عشري المُحرَّم، سنة أربع وسبعين وست مئة. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(1)
، وقال: خَلَفَهُ في إمامة الحنابلة ابنهُ، جمالُ الدِّين محمد. انتهى.
قلت: سيأتي ذكرُ ابنه محمد المذكور، سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة، إن شاء الله تعالى.
1274 - (ت 674 هـ): محمدُ بن مُهَلْهِل بن بَدْران، الأنصَارِيّ، أبو الفضل، سَعدُ الدِّين، الحنبلي
.
قال ابنُ العماد
(2)
: سمعَ الأَرْتاحِيّ، والحافظ عبد الغني. وتوفي في ربيع الأول، سنة أربع وسبعين وستّ مئة. انتهى. وتقَدَّم ذكرُ والده مُهَلْهِل، سنة إحدى وأربعين وست مئة.
1275 - (ت 675 هـ): محمدُ بن عبد الوهَّاب بن منصور، الحرَّاني، الفقيه الحنبلي، الأصُولي، المُناظِر، شمسُ الدِّين، أبو عبد الله
.
قال ابنُ العماد
(3)
: ولد بحرّان، في حدود العشر والستّ مئة. وتفقَّه بها على الشَّيخ مجد الدين ابن تيمية، ولازمه، حتَّى برع. وقرأ الأُصول والخِلاف على القاضي نجم الدِّين بن المقدِسيّ الشافعي. وسافر إلى الدِّيار المصرية، وأقام بها مُدَّة، يحضر درس الشيخ عزّ الدين بن عَبد السّلام. ووَلِيَ القَضاء ببعض البِلاد المصرية،
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 286.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 343.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 348.
وهو أوَّلُ حنبلي حكمَ بالدِّيار المصرية، ثم ترك ذلك، ورجع إلى دمشق، وأقام بها عِدَّة سنين إلى حين وفاته، يدرّس الفقه بحَلْقةٍ له بالجامع، ويكتب على الفَتَاوى. وباشَر الإِمامة بمحراب الحنابلة من جامع دمشق. قال القطب اليُوْنِيني: كان فقيهًا، إمامًا عالمًا، عارفًا بعلم الأصول والخلاف، وحُسنِ العِبارة، طويل النَّفس في البحث، كثير التَّحقيق، غزير الدَّمعة، رقيق القلب، وافر الدِّيانة، كثير العِبادة، حسنَ النَّظم. وابتُلِيَ بالفَالج قبل موته بأَرْبعة أشهر، وبَطَل شقُّه الأيسر، وثَقُلَ لسانُه. وتوفي ليلة الجُمعة بين العشاءين، لِسِتٍّ خَلَوْنَ من جَمادى الأُولى، سنة خمس وسبعين وستّ مئة. ودُفِن بمقابر باب الصَّغير، وقد نيِّف على السِّتِّين. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(1)
بأبسط مِمّا هُنا.
1276 - (ت 675 هـ): محمد بن تَميم، الحرّاني، الفَقيه الحنبلي، أبو عبد الله
.
قال ابنُ رجب
(2)
: تفقَّه على الشَّيخ مجد الدين ابن تيميَّة، وعلى أبي الفَرَج بن أبي الفَهْم. وبلغَني أنَّ ابنَ حمدان ذكر أنَّه سافر، أظنُّه إلى ناصر الدَّين البَيْضاوِي، ليشتغلَ عليه، فأدركه أجلهُ هناك شابًّا، ولم أقف على تاريخ وفاته.
وقال البَدرانيُّ في "المدخل"
(3)
: توفي قريبًا من سنة خمسٍ وسبعين وستّ مئة. وهو مُصَنِّفُ "المُختصَر" المعروف المشهور. قال ابنُ رجب: وصل فيه إلى أثناء الزّكاة، وهو يدلُّ على علم صاحبه، وفِقه نفسه، وجودةِ فَهْمِهِ.
1277 - (ت 676 هـ): عبدُ الصَّمد بن أحمد بن عبد القادِر بن أبي الجَيْش بن عبيد الله البغداديّ، المقرئ، النَّحْوي، اللُّغَوِيّ، الفقيه الحنبلي، الخطيبُ الواعظ، الزّاهد
.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 287.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 290.
(3)
المدخل: 417.
قال ابنُ العماد
(1)
: هو مجد الدين، أبو أحمد، وأبو الخَير، شيخ بغدادَ وخطيبُها، سِبْطُ الشَّيخ أبي زيد الحَمَوِيّ. ولد في المُحرَّم سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة ببغداد. وقرأ بالرِّوايات على الفخر المَوْصِلِيّ، وغيره. وعُنِيَ بالقراآت، وسمع كثيرًا من كتبها، وسمع الحديث من الدّاهِرِيّ، وابن النَّاقِد، وغيرهما مِمَّن لا يُحصى. وجمعَ أسماء شُيوخه بالسَّماع والإِجازة، فكانوا فوق خمس مئة وخمسين شيخًا. قال الجَعْبَرِيّ: قرأ "كتابَ سِيبَوَيْه"، و"الإِيضاح"، و"التّكملة"، و"اللُّمَع" على الكِنْدِيّ، وهو غير صحيح، ولعلَّه على العُكْبَرِيّ. وانتهت إليه مشيخةُ القراءات والحديث. وقال الذَّهبي: قرأ عليه الشَّيخ إبراهيم الرَّقِّي الزّاهد، والمقصاتي، وابن خَرُوف، وجماعة. وكان إمامًا مُحَقِّقًا، بصيرًا بالقراآت وعِلَلِها وغريبها، صالحًا زاهدًا، كبيرَ القَدْر، بعيد الصِّيت. انتهى. وممَّن روى عنه الدِّمياطيُّ في "معجمه" وأحمد بن القَلَانسي. وتوفي يوم الخميس سابع عشَر ربيع الأَوَّل، سنة ستّ وسبعين وست مئة. ودفن بحضرة الإِمام أحمد. انتهى.
وذكره ابنُ الجَزَرِيّ في "الغايَّة"
(2)
، وابنُ رجب
(3)
، وأطالا في ترجمتهِ جدًّا. وله مُصَنَّفات، منها:"ديوان خُطَب" في سبع مجَلَّدات.
1278 - (ت 676 هـ): محمد بن إبراهيم بن عبد الواحِد بن علي بن سُرور، المقدِسيّ، نزيل مصر، الحنبلي، قاضي قُضاة الحَنابلة، وشيخ الشيوخ بها، شمس الدِّين، أبو بكر، وأبو عبد الله بن الشَّيخ عماد الدِّين
.
قال ابنُ العماد
(4)
: ولد يوم السَّبت، رابع عشر صفر، سنة ثلاث وست مئة. وحضر بها على ابن طَبَرْزَد، وسمع من الكِنْدِيّ، وابن الحَرَسْتانِيّ، وغيرهما. وتفقَّه على الشيخ موفق الدين بن قُدامة، ثُمَّ رحل إلى بغداد، وأقام بها مُدَّة، وسمعَ بها من
(1)
شذرات الذهب: 5/ 353.
(2)
غاية النهاية: 1/ 387.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 290.
(4)
شذرات الذهب: 5/ 353.
جماعة، وتفقَّه بها أيضًا وتفنَّن في علوم شتَّى، وتزوَّج بها، ووُلِد له، ثمَّ انتقل إلى مصر، وسكَنَها إلى أن مات بها، وعظُمَ شأنهُ بها، وصار شيخَ المذهب عِلمًا وصلاحًا، وديانةً ورئاسة، وانتفع به النّاسُ، ووَلِيَ بها مَشْيَخَة خانقاه سعيد السعداء، وتدريسَ المدرسة الصّالحيَّة، ثم ولي قضاء القضاة مدة، ثم عُزل منه واعُتقل مدةً، ثم أُطلق، فأقام بمنزله يُدرس بالصالحيَّة، ويُفتي ويقرئ العلم إلى أن توفي. قال القُطْبُ اليُونِيْني: كان من أحسن المشايخ صورةً، مع الفضائل الكثيرة التامّة، والدِّيانة المُفرِطة، والكَرَم، وسعة الصَّدر. وهو أوَّلُ من درَّس بالمدرسة الصّالحيَّة للحنابِلَة، وأوَّلُ مَنْ ولي قضاءَ القُضَاة بمصر. وكان كاملَ الآداب، صَدرًا من صُدور الإِسلام، سيِّدًا مُتبَحِّرًا في العلوم، مع الزُّهد الخارج عن الحدِّ، واحتقارِ الدُّنيا، وعدم الالتفات إليها. وكان الصّاحبُ بهاءُ الدِّين، يعني ابن حنّا، يتحامل عليه، ويُغري الملك الظّاهِرَ به، لِما عندَهُ من الأهليَّة لِكُلِّ شيء من أمور الدُّنيا والآخِرة، ولا يلتفت إليه، ولا يخضع له. حدَّث بالكثير، وسمع منه الكِبار، منهم الدِّمياطِيّ، والحارثي، والإِسْعِردي، وغيرهم. وتوفي يوم السَّبت ثاني عشر المحرَّم، سنةَ ستٍّ وسبعين وست مئة، ودفن من الغد بالقَرَافَة، عند عمه الحافظ عبد الغني. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
وغيره.
1279 - (ت 676 هـ): عليُّ بن عليّ بن أسفنديار، البغدادّي، نجمُ الدِّين، الواعظ الحنبلي
.
ذكره الذَّهبيُّ
(2)
، وابنُ العماد
(3)
، بما مُلَخَّصُه: ولد سنة ستَّ عشرة وست مئة. وقرأ وسمعَ من ابن اللَّتِّي، والحُسَين ابن رئيس الرُّؤساء. ووعظ بدمشق، فازدَحَم عليه النّاس. وانتَهت إليه رِئاسةُ الوعظ لِحُسْنِ إيراده، ولُطْفِ شمائله، وفهمه، وبَهجة مَحاسِنِه. وتوفي في رجَب، سنة ستٍّ وسبعين وست مئة. انتهى.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 294.
(2)
العبر: 5/ 311.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 353.
1280 - (ت 678 هـ): أحمد بن أبي الخير سلامة بن إبراهيم، الدِّمشقي، الحدّاد، الحنبلي، أبو العبَّاس
.
ذكره ابنُ العماد
(1)
، فقال: ولد سنة تسع وثمانين وخمس مئة. وكان أبوه إمامًا بحَلْقة الحنابلة، فمات وهذا صغير. وسمع سنة ست مئة من الكِنْدِيّ، وأجاز له خليل الدّارانِيّ، وابن كُلَيْب، والبُوصيري، وخلق. وعُمِّر، ورَوَى الكثيرَ، وكان خيّاطًا ودلَّالًا. ثم قرر بالرِّباط النَّاصِري وأضر بأخرة. وكان يحفظُ القرآنَ العظيم. توفي يوم عاشُوراء، سنة ثمانٍ وسَبعين وست مئة. انتهى.
وتقدمت ترجمة أبيه سلامة سنة أربع وتسعين وخمس مئة.
1281 - (ت 678 هـ): إسحاق بن إبراهيم بن يحيى، الشَّقراوي، الحنبلي، القاضي، صفيُّ الدين، أبو محمد
.
قال ابنُ العماد
(2)
: ولد بشَقْرا، من ضياع زَرعْ، سنة خمس وستَّ مئة. وسمع من مُوسى بن عبد القادر، والشَّيخ موفَّق الدِّين، وأحمد بن طاوس، وجماعة. وتفقَّه وحدَّث، ووَلِيَ الحُكم بزرع، نيابةً عن الشَّيخ شمس الدِّين بن أبي عمر. وكان فقيهًا فاضلًا، حسنَ الأخلاق. قال الذهبي: كان رجلًا خيَّرًا، فقيهًا، حفظ النَّوادر والأخبار، ووليَ قضاءَ زرع، وأعادَ بمدرسته. وتوفي يوم السَّبت، تاسع عشر ذي الحجة، سَنة ثمان وسَبعين وستّ مئة، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(3)
أيضًا.
1282 - (ت 678 هـ): يحيى بن أبي منصور بن أبي الفتح بن رافع بن عليّ بن إبراهيم، الحرّاني، الفقيه الحنبلي، المحدِّث المُعَمَّر، جمال الدَّين، أبو زكريّا بن الصَّيرفِيّ، ويُعرَف بابن الحَبَشِيّ أيضًا، نزيلُ دمشق
.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 360.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 360.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 297.
قال ابنُ العماد
(1)
، وابن رجب
(2)
: ولد سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة بحرَّان. وسمعَ بها من الحافظ عبد القادر الرُّهاوِي، والخطيب فخرِ الدَّين ابن تيميَّة، وغيرِهما. وكان قد سمعَ من حمّاد الحرّاني، ولكن لم يظهر سماعه منه. ورحل إلى بغداد، سنة سبع وست مئة، فسمع بها من ابن طَبَرْزَد، وابن الأخضر، وأحمد بن الدَّيبَقِيّ، وعبد العزيز بن مَنِيْنَا، وعليّ بن محمد المَوْصِلِيّ، وثابت بن مُشَرَّف، وأبي البقَاء العُكْبَرِيّ، ومحمَّد بن عليَّ القُبَّيطي، وغيرهم. وسمع بالمَوْصِل من جماعة، وقرأ بنفسِه، وكتبَ بخطِّه الأجزاءَ والطِّباقَ. وأخذ الفقهَ بدمشق عن الشَّيخ الموفَّق، وببغداد عن أبي بكر بن غَنِيْمَة بن الحلاوي، وأبي البقاء العُكْبَرِيّ، والفَخر إسماعِيل، وغيرهم. وأخذ العَربيَّة عن أبي البَقاء، وقرأ عليه جميعَ كتابه "التِّبْيان في إعراب القرآن"، وأقام ببغداد مُدَّة في رحلته الثَّانية إليها، وتزوَّج بها، ووُلِدَ له، وكتبَ الكثيرَ بخطِّه من الفوائد والنُّكَت، وجمعَ وصنَّف، وعلَّق فوائد وغرائب حسنة، وأفتى وناظر، ودرَّس، وجالس بحرّان مجد الدين، وكان ذا عِبادة ودِيانة. قال البِرْزَالي في "تاريخه": كان من الشُّيوخ والفُقهَاء المُتَعبِّدين، والمُعتبرين في مذهبه، كثير الدِّيانة والتعبُّد، واشتغَل وأشغل النّاس، وأفاد وانتُفعَ به.
وقال الذهبيُّ: برعَ في المذهب، ودرسَ وناظر، وتخرَّج به الأصحابُ، وكان لطيفَ القدر جدًّا، ضخمَ العلِم والعمل، صاحب تعبُّدٍ وأوراد وتهجُّد. وقال شمسُ الدِّين بنُ الفخر: كان إمامًا كبيرًا مفتيًا، أفتى ببغداد، وحرّان، ودمشق. وله مناقِبُ جَمَّة، منها قيامُ اللَّيل في مُعظَم عمره، كان يقومُ في وقتٍ، واللهِ يعجَزُ الشَّابُّ عن مُلازمته، وهو نصفُ اللَّيل، ومنها سَخاءُ النَّفسِ، وحُسن الصُّحبة، ومُساعدته بجاهِه ومَالِه وحُرمته، ومنها التعصُّب في السُّنَّة، والمغالاةُ فيها، وقمْعُ أهل البِدع، ومُجانبتُهم، ونبذُهم، ومنها قولُ الحقِّ، وإنكارُ المُنكَر على من كان.
سمع منه الحافظ الدِّمياطي وذكره في "معجمه"، والحافظ الحارثي، وأظنُّه أخذ
(1)
شذرات الذهب: 5/ 363.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 295.
عنه العلم أيضًا، والشَّيخ علي المَوْصِلِيّ، وابنُ أبي الفَتح البَعْلِيّ، والقاضِي سُلَيمان بن حَمزة، والشَّيخ تقي الدين ابن تيميَّة، وأبو الحسن بن العطَّار، وخلق. وتوفي سَنة ثمان وسبعين وستِّ مئة، عشيَّة الجُمعة، رابع صفَر بدمشق. ودفن يوم السَّبت، بمقبُرَة باب الفَرادِيس، رحمه الله تعالى. وله تصانيف، منها: كتاب "نوادر المذهَب" فيها قواعد غريبة، وكتاب "دعائم الإِسلام في وجوب الدُّعاء للإِمام"، كتبه للمُسْتَنْصِر، وكتاب "انتهازُ الفُرَص فيمَنْ أفتى بالرُّخَص" جزء، و"عقوبات الجرائم" جزء، كتبه للافتخار الحرّاني، والي دمشق، وكان له به اختصاص. وكتاب "آداب الدُّعاء". جزء.
وذكر له المرداوي في "الإنصاف": "منتخب الفُنون".
1283 - (ت 679 هـ): عبد الله بن إبراهيم بن محمُود بن رَفيعا، الجَدَرِيّ - بفتح الجيم والدّال المُهمَلة، وراء، نِسبةً إلى جدرة، حَيّ من الأزد - المقرئُ، الفَرَضِيُّ، الحنبليُّ، نزيل المَوْصِل، ضياءُ الدِّين، أبو محمَّد
.
قال ابنُ العماد
(1)
: قرأ بالسَّبع على عليّ بن مُفلح البغدادي نزيل المَوْصِل. وسمع الحديثَ من جماعةٍ، وصنَّف تَصانيف في القراآت، وغيرها. ونظم في القراآت، وفي الفرائض قصيدة معروفة لاميَّة. وكان شيخَ القراء بالمَوْصِل، قرأ عليه ابنُ خَرُوف الموصلي الحنبلي، وأكثر عنه، وسمع منه الأحكام للشَّيخ مَجد الدِّين ابن تيميَّة، وأجاز لعَبد الصَّمد بن أبي الجَيْش غيرَ مرَّة. وتوفي في سَادس جُمادى الآخرة، سنة تسعٍ وسبعين وست مئة. انتهى.
وذكرَهُ ابنُ الجَزَرِيّ في "الغاية"
(2)
، وابنُ رجب في "طبقاته"
(3)
بنحوه.
1284 - (ت 679 هـ): عبد السَّاتر بنُ عبد الحميد بن محمد بن أبي بكر بن ماضِي، الحنبلي، تقيّ الدِّين، أبو محمد
.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 363.
(2)
غاية النهاية: 1/ 403.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 298.
قال ابنُ العماد
(1)
: سمع من مُوسى بن عبد القادر، وابن الزّبيدي، والشَّيخ الموفَّق، وبه تفقَّه في مذهب أحمد بن حَنبل. ومهرَ في المذهب، وعُني به، وبالسُّنَّة، وجمعَ فيهما، وناظرَ الخُصومَ، وكفَّرهُم، وكان صاحبَ جُرأة، وتحرُّق على الأشعريَّة، فرموه بالتَّجسِيم. قال الذهبي: كان مُتديِّنًا، مُتأيِّدًا للحَنابلة، وفيه شَراسة أخلاق، مع صَلاح ودِين يابس. وتُوفِّي ثامن شعبان، سنة تسع وسَبعين وست مئة، عن نيِّف وسبعين سنة. قال الذهبي: ورأيت له مُصَنَّفًا في "الصِّفات" فلم أرَ به بأسًا. انتهى.
1285 - (ت 679 هـ): محمد بنُ داود بن إلياس البعلي، شمسُ الدِّين، أبو عبد الله
.
قال ابنُ العماد
(2)
: ولد سنة ثمان وتسعين وخمس مئة. وسمع من الشَّيخ الموفَّق، وابن البُنِّ، وطائفة. وخدم الشَّيخَ الفقيه اليُونِيْني مُدّة. قال القُطب اليُونيني: سمع من حَنْبَل، والكِنْدِيّ، وابن الزّبيدي. ورحل إلى البِلاد للسَّماع، وخدمَ والدي، وقرأ عليه القرآن، واشتغل عليه، وحفظ "المُقْنِع"، وعرَف الفرائض، وكان ذا ديانة وافِرة، وصِدقٍ وأمانَة، وتَحَرٍّ في شَهاداتِه وأقواله. حدَّث بمسموعاته. وتوفي في حادي عشري رمضان، سنة تسع وسبعين وستّ مئة، ودفن بظاهر بَعْلَبَكّ. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(3)
بنحوه.
1286 - (ت 680 هـ): عبدُ الرَّحيم بنُ عبد الملك بن يوسُف بن محمد بن قُدامة، المقدسي، الحنبلي، الصّالحي، كمالُ الدِّين، أبو محمد
.
قال ابنُ العماد
(4)
: سمع من ابن طَبَرْزَد، والكِنْدِيّ، وعِدَّة. وتوفي في عاشر جُمادى الأُولى، سنة ثمانين وستّ مئة. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 363.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 364.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 299.
(4)
شذرات الذهب: 5/ 366.
وذكره الذَّهبيُّ، وسمّاه عبدَ الرَّحمن بنَ عبد الملك بن يوسف بن قدامة، الشَّيخ أبو محمد كمال الدِّين الجَمّاعِيْلِيّ، الصّالحي، المَقْدِسِيّ، وقال: كان شيخًا صالحًا، يقظًا وَرِعًا، حَفِيظًا على الرِّواية. سمع حُضورًا على ابن طَبَرْزَد، وحَنْبل، وعِدَّة. وأجاز له آخَرُون، وأخذ عنه ابنُ العطّار، وجماعة. انتهى.
1287 - (ت 680 هـ): عبدُ العَزيز بن الحُسَين الدّاري، مجد الدين بن الخَليل، الحَنبلي، والد الصّاحب، فخر الدين
.
سمع من أبي الحُسَين بن جُبَير الكتَّاني، والفَتْح بن عبد السّلام، وطائفة. وكان رئيسًا، دَيِّنًا، خيِّرًا. توفي بدمشق في ربيع الآخِر، سنة ثمانين وستّ مئة، عن إحدى وثمانين سنة.
قال ذلك ابنُ العماد
(1)
. وذكره الذَّهبي، وقال: وُلد بمصر، سنة تسع وتسعين وخمس مئة. وأخذ بها، وببغداد، من طائفة. وأخذ عنه آخرون. حدَّث بدمشق، ومصر. وكان ديِّنًا، مُتَعبِّدًا، كثيرَ الصَّدقة، مُحترمًا في الدَّولة. انتهى.
وذكره السُّيوطيُّ في "حُسن المُحاضرة"
(2)
بهذا اللفظ.
1288 - (ت 680 هـ): محمدُ بنُ يعقوب بن أبي الفَرَج، البغدادي، شهاب الدين، أبو سعد، الحنبلي، بن أبي الدِّيْنَة، مُسنِدُ العِراق
.
قال ابنُ العماد
(3)
: وُلد سنة تسع وثمانين وخمس مئة. وسمع من أبي الفَتح المندائي، وضِياءِ بن الخُرَيْف، والأبار، وأجاز له ذاكرُ بن كامِل، وابنُ كُلَيْب. وتولَّى مَشْيَخَة المُسْتَنْصرِيَّة إلى أن توفي، في ثامن عشَر رجَب، سَنة ثمانين وستّ مئة. انتهى.
1289 - (ت 680 هـ): محمَّدُ بنُ علي بن محمود، الحنبلي
، جمال الدين،
(1)
شذرات الذهب: 5/ 366.
(2)
حسن المحاضرة: 1/ 383.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 369.
أبو حامد، بن الصّابوني، الحافظ، شيخُ دار الحديث النُّورِيَّة.
ذكره الذهبيُّ
(1)
، وابنُ العِماد
(2)
، بما مُلَخَّصُه: ولد سنة أربع وستِّ مئة، وسمع من أبي القاسم بن الحَرَسْتَانِي، وخلق كثير. وكتب العالي والنَّازِل، وبالغَ، وحصَّل الأُصول، وجمَعَ وصنَّف، واختَلَط قبل مَوْتهِ بسَنَة، أو أكثر. وتوفي في نصف ذي القعدة، سَنة ثمانين وستِّ مئة. انتهى.
وله مُصنَّفات، منها: كتاب "التُّحفة في أجزاء الحديث"، و"المؤتلف والمختلف" في الأسماء، وغيرها.
1290 - (ت 681 هـ): عبدُ الله كتيلة بنُ أبي بكر الحَرْبِيّ، الشَّيخ الفقيه، الصُّوفي، الحَنبلي، بقيَّةُ الشُّيوخ بالعراق
.
قال ابنُ العماد
(3)
: كان صاحبَ أحوال وكرامات، وله أتباعٌ وأصحاب، تفقَّه، وسمع الحديثَ، وصَحِبَ الشُّيوخَ، ومات في عشر الثَّمانين. قال ابنُ رجب: ولد سنة خمس وستِّ مئة، وسمع الحديث بدمشق من الحافظ الضِّياء المَقْدِسيّ، وسُلَيمان الإِسْعِردي، وأجاز له المُوَفَّقُ. وتفقَّه في المذهب ببغداد على القاضي أبي صالح، وبحران على مجد الدين ابن تيميَّة، وابن تَمِيم، صاحب "المختصر"، وبدمشق على الشَّيخ شمس الدَّين بن أبي عُمَر. وغيره وبمصر، على أبي عبد الله بن حمدان. ونقل عنهم فوائد. وشرح كتاب الخِرَقي، وسمّاه "المهِم"، وله تصانيف أخرى، منها: مجلد في أصول الدين سماه "العُدَّة للشِّدَّة"، و"مُصَنَّف في السَّماع"، وحدَّث. وسمعَ منه عبدُ الرَّزاق بن الفُوَطِيّ، وغيره. وكان قدوةً، زاهدًا عابدًا، ذا أحوال وكرامات. وقال الذهبيُّ: كان مع جلالته يترنَّم ويغنَّي لنفسه في بعض الأوقات، وكان فيه كَيْسٌ وظَرْفٌ وبشاشَة. توفي يوم الجمعة، مُنتَصف رمضان، سنة إحدى وثمانين وستِّ مئة ببغداد. انتهى.
(1)
العبر: 5/ 332.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 369.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 373.
وذكره ابنُ رجب
(1)
وابن البدراني
(2)
وغيرهم.
1291 - (ت 681 هـ): عبدُ الجبَّار بنُ عبد الخالق بن محمد بن نصر، الزَّاهد، المفسِّر، الفقيه الحنبلي، الأصولي الواعظ، جَلال الدِّين، أبو محمد
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد سَنة عشر وستِّ مئة ببغداد. وسمع من ابن المَنِّي وغيره. واشتغل بالفِقه والأُصول، والتَّفسير والوَعظ، والطب، وبرع في ذلك. وله النَّظمُ والنَّثرُ، والتصانيفُ الكثيرة، منها:"تفسير القرآن" في ثمان مُجلَّدات. ولم يزل على ذلك إلى واقعة بغداد، فأُسِر، واشتراه بدرُ الدِّين، صاحِبُ المَوْصِل، فحمله إلى الموصل فوعظ بها، ثمَّ حَدَره إلى بغداد، فاستمرَّ بها صدرًا، إلى أن توفي في يوم الاثنين، سابع عشري شعبان، سَنة إحدى وثمانين وستِّ مئة. وكان له يومٌ مشهود. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(4)
بترجمة حَسنة جدًّا، وذكر له من المُصَنَّفات غير التفسير، كتاب:"إيقاظُ الوُعّاظ"، وكتاب "المقدِّمة في أصول الفقه"، و"مسائل خلاف"، و"أربعين حديثًا تكلَّم عليها" وله مسموعات كثيرة، الخ.
1292 - (ت 681 هـ): يوسفُ بن جامع بن أبي البركات، البغدادي، القُفْصِيّ، الضَّرير، المُقرِئ النَّحوي، الحنبلي، الفَرَضِيّ، جمالُ الدِّين، أبو إسحاق
.
قال ابنُ العماد
(5)
: ولد سَنة ستٍّ وستِّ مئة، في سابع رجب بالقفص، من أعمال بغداد. وقرأ القرآن بالرِّوايات، على أبي عبد الله محمد بن سَالم، صاحِب البَطائِحي، وغيره. وسمع الحديث من عمر بن عبد العزيز بن النَّاقد، وأخته تاج
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 301.
(2)
المدخل: 413.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 374.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 300.
(5)
شذرات الذهب: 5/ 375.
النِّساء عَجيبة. وأجاز له ابنُ مَنِيْنا وغيرهُ. وبرعَ في العربية، والقراآت، والفرائض، وغير ذلك. وانتفع النّاسُ به في هذه العُلوم. وصنَّف فيها التَّصانيف الحَسَنة. قال إبراهيمُ الجعبريّ: هو جمَّاعةٌ لعلوم القرآن، قرأتُ عليه كُتبًا كثيرةً في ذلك. وقال الذهبي: كان مُقرئ بغداد، عارفًا باللغة والنَّحو، بَصيرًا بعلل القراآت، مُتصدِّيًا لإِقرائها، دخل دمشقَ ومصر، وسمع من شُيوخِها، جَمَّ الفَضائل، لا يتقدَّمُه أحدٌ في زَمانِه في الإِقراء. توفي يوم الجمعة، تاسع عشري صَفر، سَنة إحدى وثَمانين وستِّ مئة ببغداد، ودفن بباب حرب. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(1)
، وقال: له مصنفات، منها: كتاب "الشافي في القراآت العشر"، و"قصيدة في التجويد" وشروحها، و"شرح كتاب التَّلقين" لأبي البقاء العُكْبَرِيّ، في النحو. وذكر ابنُ رجب أنَّ وفاته سَنة اثنتين وثمانين وستّ مئة.
وذكره ابنُ الجَزَرِيّ في "طبقات القرّاء"
(2)
، وذكر له من المُصَنَّفات غير ما تقدَّم، كتاب "النِّهاية"، وكتاب "التأييد"، وأرَّخ وفاته سنة إحدى وثمانين.
1293 - (ت 682 هـ): عبدُ الحَليم بنُ عبد السَّلام بن عبد الله بن تيميَّة، الحرّاني، نزيل دمشق، الحنبلي، أبو المحاسن، وأبو أحمد بن المجد، والدُ شيخ الإِسلام؛ تقي الدِّين
.
قال ابنُ العماد
(3)
: ولد سنة سبع وعشرين وستِّ مئة بحرَّان، وسمع من والده وغيره، ورحل في صِغَره إلى حلَب، فسمع بها من ابن اللَّتِّي، وابن رَواحة، ويوسف بن خَليل، ويَعيش النَّحوي، وغَيرهم. وتفقَّه بوالده، وتفنَّن في الفَضائل. قال الذَّهبي: قرأ المذهب حتى أتقنه على والده، ودرَّس وأفتى، وصنَّف، وصار شيخَ البلد بعدَ أبيه، وخطيبَه وحاكمَه. وكان إمامًا مُحقِّقًا، كثيرَ الفنون، له يدٌ طُولى في الفرائض، والحساب، والهيئة. ديِّنًا مُتواضعًا، حسنَ الأخلاق، جَوادًا، من حَسنات
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 302.
(2)
غاية النهاية: 2/ 394.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 376.
العَصر. تفقَّه عليه ولداه، أبو العبّاس، وأبو محمد. وحدَّثنا على المنبر عنه ولدهُ. وكان قُدومُه إلى دمشق بأهله وأقاربه مُهاجرًا، سنة سبع وستِّين. وكان من أَنجُمِ الهُدى، وإنَّما اختفى من نور القمر وضَوء الشمس، يشير إلى أبيه وابنه. وقال البِرْزالي: كان من أعيان الحَنابلة، باشرَ بدمشق مَشْيَخة دارِ الحَديث السُّكَرِيَّة بالقَصّاعِين، وبها كان يسكنُ. وكان له كُرسيّ بالجامع، يتكلَّم عليه أيام الجُمَعِ من حِفظه. ولمَّا تُوفِّي خَلَفه فيهما ولدهُ أبو العبّاس. وله تعاليق، وفوائد، ومصنفَّات، في علومٍ عدَّة. توفي ليلة الأحد، سَلْخ ذي الحجة، سنة اثنتين وثمانين وستِّ مئة، ودفن من الغد. يُقال بسَفْح قاسِيُون. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(1)
، وابنُ الشَّطِّي
(2)
، وغيرهما.
1294 - (ت 682 هـ): عبدُ الرَّحمن بنُ محمد بن أحمد بن محمد بن قُدامة، شيخ الإِسلام، وبقيَّةُ الأعلام، شمسُ الدَّين، أبو محمد، ابنُ القُدوة الشَّيخ، أبي عُمر المَقْدِسي، الجمّاعِيْلِيّ، الصَّالِحيّ، الحنبلي، الخَطيب، الحاكم، الزَّاهد
.
قال ابنُ العماد
(3)
: سمع من أصحاب السِّلَفي، وعُنِي بالحديث وكتبَ بخطِّه الأجزاءَ والطِّباقَ وأخذَ الأُصولَ عن السَّيف الآمِدِيّ. ودرَّس وأفتى، وأقرأ العِلم زمانًا طويلًا. وانتفعَ به النّاسُ. وكان مُعَظَّمًا عندَ الخاصِّ والعامِّ، عظيمَ الهَيْبَة لدى المُلوك وغيرهم، كثيرَ الفَضائِل والمحاسن، متينَ الدِّيانة والوَرَع. وقد جمع المحدِّثُ إسماعيلُ بنُ الخبّاز ترجمته وأخبارَهُ في مِئة وخمسين جُزءًا. وقال الذَّهبيُّ في "معجم شيوخه": هو شيخُ الحنابلة، بل شيخُ الإِسلام، وفقيه الشّام، قُدوة العِباد، وفريدُ وقتهِ، ومن اجتمعَت الألسِنَةُ على مَدْحِهِ، والثَّناء عليه. حدَّث نحوًا من ستِّين سَنة. وكتبَ عنه أبو الفَتْح بن الحَاجِب، وقال: سألتُ عنه الحافظ الضِّياء، فقال: إمامٌ عالِم، خيِّر. وقال شيخُ الإِسلام ابنُ تيميَّة: هو سيِّدُ الإِسلام في زمانه، وقطبُ فَلَكِ
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 310.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 59.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 376.
الأيّام في أوانه، وحيدُ الزَّمان حقًّا، وفريدُ العصر صِدقًا صِدقًا، الجامعُ لأنواعِ المَحاسِن والمَعالي، البريءُ من جميعِ النَّقائِص والمَساوِي، القَارنُ بين خُلُقَي العِلم والعَمَل، والحَسَب والنَّسَب، والعَقْلِ والفَضْلِ، والخُلُقِ والخَلْق. ذو الأخلاق الزَّكيَّة، والأعمال المَرْضِيَّة، مع سَلامة الصَّدر والطَّبع، واللُّطف والرِّفق، وحُسْن النِّيَّة، وطِيب الطَّوِيَّة، حتى إن كان المُتعَنِّتُ يطلبُ له ذَنْبًا فيُعْوِزُه ذلك.
قال الذَّهبيُّ: وكان الشيخُ مُحيي الدِّين النَّووي يقول: هو أجَلُّ شُيوخي. وأوَّلُ ما وَليَ مشيخةَ دار الحديث، سنة خمس وستين وستِّ مئة. حدّث عنه بها. وقال ابنُ رجب: روى عنه محيي الدِّين النَّووي في كتابه "الرُّخصة في القِيام"، فقال: أنبأنا الشَّيخُ الإِمامُ المُتَّفَقُ على إمامته، وفَضله، وجَلالته، القاضي أبو محمَّد بن الشَّيخ الإِمام، العالم العامل، الزَّاهد، أبي عُمر المقدسيّ، رضي الله عنه.
وقال الذَّهبيُّ: وروى عنه أيضًا الشَّيخُ أحمد بنُ عبد الدائم زين الدين، وهو أكبر منه وأسند. وذكره في "تاريخه الكبير"، وأطال ترجمته، وذكر فضائِلَه، وعباداتِه، وأوراده، وكرَمَه، ونفعَه العامّ، وأنه حَجَّ ثلاث مرَّات، وكان آخرها، قد رأى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم في المنام، يطلبُه، فحجَّ ذلك العام. وحضَر الفُتوحات، وأنه كان رقيقَ القلبِ سريعَ الدَّمعةِ، كثيرَ الذِّكر لله تعالى، والقِيام باللَّيل، مُحافظًا على صلاة الضحى، ويصلِّي بين العشاءَين ما تيسَّر، ويُؤثر بما يأتيه من صِلات المُلوك وغيرهم. وكان مُتواضعًا عند العامَّة، مُترفِّعًا عند المُلوك. وكان مجلسُه عامرًا بالفُقهاء، والمُحدَّثين، وأهلِ الصَّلاح. وأوقع الله محبَّته في قلوب الخَلْق. وكان كثيرَ الاهتِمام في أمور الناس لا يكاد يعلم بمريض إلَّا افتَقَدهُ، ولا مات مَيِّتٌ من أهل الجَبَل إلا شَيِّعه. وذكر فخرُ الدِّين البَعْلَبَكِّي: أنَّه مُنذ عرفه، ما رآه غَضِب، وعرفه نحو خمسين سنة. وقد وَلي القضاءَ مُدَّةً تزيد على اثنتي عشْرَة سَنة، على كُرْهٍ منه، ولم يُناوَل عليه مَعْلومًا. ثم عَزَلَ نفسَهُ في آخر عمره، وبقي قضَاءُ الحنابلة شاغرًا، حتَّى ولي ولدهُ نجمُ الدَّين في آخر حياة الشيخ. وكان الشَّيخُ ينزِلُ في ولايته الحُكم على بَهيمة إلى البَلد. وقد ذكر أبو شامة في ولايَّة الشَّيخ، سَنة أربع وستِّين، قال: جاء من مصر ثلاثةُ
عهود بقضاء القُضَاة: لثلاثة، ابن عَطَاء، والزَّواوي، وابن أبي عمر، فلم يقبل المالِكيُّ، والحنبليُّ، وقُبِلَ الحنفيُّ، ثمَّ ورد الأمرُ بإلزامِهما بذلك. وقيل: إن لم يقبلاها، وإلَّا يُؤخَذُ ما بأيديهما من الأوْقَاف، ففَعلا من أخذ جامِكِيَّة، وقالا: نحنُ في كِفاية، فأُعفِيا منها. وبقي بعد عزل نفسِه متوفِّرًا على العِبادة والتَّدريس، وإشغالِ الطَّلبة، والتَّدريس، والتَّصنيف. وكان أوحدَ زمانه في تعدُّد الفَضائل، والتفرُّد بالمَحامد، ولم يكن له نظير في خُلُقِه ورياضته، وما هو عليه. وانتفعَ به خلقٌ كثير. وممَّن أخذَ عنه العلمَ الشَّيخُ تقيُّ الدَّين بنُ تيميَّة، وأبو محمَّد الحارِثيّ، والشَّيخ مجدُ الدِّين إسماعيل بن محمد الحرّاني، وكان يقول: ما رأيتُ بعيني مثلَه. وروى عنه الأئمَّة والحُفَّاظُ، منهم الشَّيخ تقي الدِّين بنُ تيميَّة، وأبو محمد الحارثي، وأبو الحسَن بنُ العطّار، والمِزِّي، والبِرْزالي، وغيرهم. وتوفي رحمه الله، ليلة الثَّلاثاء، سَلْخ ربيع الآخِر، سنةَ اثنتين وثمانين وست مئة. ودفن من الغد عند والده، بسَفْح قاسِيُون. وكانت جنازَتُه مشهودةً، حضَرها أُمَمٌ لا يُحصَون. ويُقال: إنه لم يُسمَع بمثلِها من دَهْرٍ طَويل.
قال الذَّهبيُّ: قال شيخُنا شيخُ الإِسلام ابنُ تيميَّة، فيما وجَدَتُه بخطِّه، في وفاة المُترجَم، فمِنْ ذلك: توفِّي شيخُنا الإِمامُ، إلى أن قال: وبكَتْ عليه العُيونُ بأسرِها، وعَمَّ مُصابُه جميعَ الطَّوائِف، وسائر الفِرَق، فأيُّ دمع ما سَجَم، وأيّ أصل ما جذَم، وأَيُّ ركن ما هدَم، وأيُّ فَضْل ما عدم؟ يا له من خَطبٍ ما أعظمه، ومُصابٍ ما أفخمَهُ، وبالجُملة، فقد كان الشَّيخُ أوحدَ العَصرِ في أنواعِ الفَضائل، هذا حُكمٌ مُسَلَّم من جميع الطوائف، وكان مُصَابهُ أجلَّ مِن أن تُحيطَ به العِبارة، فرحمه الله ورضي عنه. انتهى.
وقد ذكره ابنُ رجب
(1)
، وابن شاكر
(2)
، وابن الشَّطي
(3)
، وغيرهم.
وله مصنفات، منها:"شرح المُقنع" لعمّه، المُسمَّى "بالشَّافي" وهو في عشر
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 304.
(2)
فوات الوفيات: 2/ 291.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 58.
مُجلدات ضخمة، وقد طبع وانتشر. وكتاب "تَسهيل المَطْلَب في تَحصيل المَذْهب" ذكره في "هديَّة العارفين"
(1)
، وقال: إنّه ستة أجزاء. وذكره الزِّرِكْلِي في "أعلامه"
(2)
، نقلًا عن الكتبخانة، وأنه وجده في فهرسَتها، وأنه مخطُوط وموجود بها، وهو في فقه الحنابلة.
1295 - (ت 682 هـ): إسماعيلُ بن إسماعيل بن محمد، عماد الدِّين، البَعْلِيّ، الفقيه الحنبلي، المُعَدَّل
.
قال الذَّهبيُّ
(3)
: سمع الشيخ موفق الدين بن قُدامة، وغيره. وروى عنه ابنُ الخبّاز، وغيرُه. وتوفي في ذي القعدة، سنة اثنتين وثمانين وستِّ مئة. انتهى.
1296 - (ت 683 هـ): محمّد بن عبد الوليّ بن جُبارَة بن عبد الوَليّ، المقدسِيّ، الفقيه الحنبلي، تقيُّ الدِّين
.
قال ابنُ العماد
(4)
: سمع بدمشق، من أبي القاسم بن صَصْرى، وغيره. وببغداد، من أبي الحَسن القَطِيْعِيّ، وطبقته. وكان فاضلًا مُتقنًا، مُتفَنِّنًا صالحًا. وهو والدُ الشَّيخ شهاب الدِّين أحمد بن جُبارة. وتوفي في ذي الحجة، سَنة ثلاث وثَمانين وستِّ مئة، بسَفْح قاسِيُون، ودُفن به. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(5)
بنحوه.
1297 - (ت 683 هـ): مُظَفَّر بنُ أبي بكر بن مُظَفَّر بن علي، الجَوْسَقِيُّ، ثمَّ البغدادي، الحنبلي، الفقيه الأصُوليّ، النظّار، تقيُّ الدَّين، أبو الميَامِن، المعروف بالحَاجّ
.
(1)
هدية العارفين: 1/ 525.
(2)
الأعلام: 3/ 329.
(3)
معجم الشيوخ: 1/ 172.
(4)
شذرات الذهب: 5/ 384.
(5)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 312.
قال ابنُ العماد
(1)
: ولد في مُستهل رجب، سنة ثلاث عشرة وستّ مئة. وسمع من أبي الفضل محمد بن محمّد السَّبَّاك. وتفقَّه وبرع في المذهَب، والخِلاف، والأصول. وناظرَ وأفتى، ودرَّس بالمدرسةِ البَشِيريَّة لطَائِفة الحَنابِلة. وكان من أعيان الفُقَهاء، وأئمة المذهب، وحدَّث. وسمع منه القَلانسي، وغيرُه. وتوفي ببغداد في آخر نهار السَّبت، رابع عشري ربيع الأوّل، سنة ثلاث وثمانين وستِّ مئة ودُفن بحَظيرة قَبر الإِمام أحمد، ولم يخلف في بغداد مثله. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(2)
بنحوه.
1298 - (ت 684 هـ): عبدُ الله بن عبد الرَّحمن بن نَجْم بن الحنبلي، زينُ الدَّين بن ناصح الدين، الحنبلي
.
قال ابنُ العماد
(3)
: سمع بالمَوْصل من عبد المُحسِن بن الخطيب، وببغداد من الدّاهري، وبدمشق من ابن البُنِّ. وعاش ثمانين سَنة، وتوفي في شَوَّال، سنة أربع وثمَانين وستِّ مئة. انتهى.
1299 - (ت 684 هـ): عُبيد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمَّد بن قُدامة، الحنبلي، شمسُ الدِّين، المَقْدِسي
.
قال ابنُ العماد
(4)
: وُلد سنة خمس وثلاثين وست مئة. وسمع من كريمة القرشيَّة، وغيرها. وتفقَّه، وبرعَ في المذهب، وأفتى ودرّس.
قال اليُوْنِيْني في "تاريخه": كان من الفُضلاء والصُّلَحاء الأخيار، سمع الكثيرَ، وكتب بخطِّه، وشرع في كتابة تأليفٍ في الحديث، مُرتَّبًا على أبواب الفقه، ولو تَمَّ لكان نافعًا. وكان الشَّيخ شمس الدين بن أبي عمر يُحبُّه كثيرًا، ويُفضِّلُه على سائر أهله. وكان أهلًا لذلك، فَلَقد كان من حسنات المَقادِسَة، كثير الكَرَم، والخِدمة،
(1)
شذرات الذهب: 5/ 385.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 311.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 386.
(4)
شذرات الذهب: 5/ 386.
والتّواضُع. والسَّعي في قضاء حوائج الإِخوَان والأصحاب. توفي يوم الاثنين، ثامن عشري شعبان، سنة أربع وثمانين وست مئة، بقرية جَمَّاعِيل، من عَمَل نابُلُس، ودفن بها. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(1)
بنحوه.
- (ت 684 هـ): عبد الله بن مسعود بن أحمد بن عبد الله بن هبة الله، البغدادي، الأزجي، قاضي القضاة، الفقيه، الحنبلي، الفرضي. [انظر: 985].
ذكره صاحب "هدية العارفين"
(2)
وقال: ولد سنة إحدى وثمانين وخمس مئة وتوفي سنة أربع وثمانين وست مئة. له تصانيف، منها كتاب "الأصول والمعاملات" وكتاب "أوهام أبي الخطاب" في الفرائض. انتهى. ينظر هل هو عبد الله بن يونس المتقدم سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة، أم غيره؟.
1300 - (ت 684 هـ): إسماعيل بن إبراهيم بن علي الفراء، الصالحي، الحنبلي
.
قال ابنُ العماد
(3)
: كان حنبليًا، صالحًا، زاهدًا، ورعًا، ذا كراماتٍ ظاهرةٍ، ومعاملاتٍ باطنةٍ، صحب الشيخ الفقيه اليونيني، وكان يُقال: إِنَّهُ يعرف اسمَ اللهِ الأعظم، وتوفي بسفح قاسيون في جمادى الأُولى سنة أربعٍ وثمانين وستِّ مئة، قاله ابنُ رجب. انتهى.
1301 - (ت 684 هـ): عبد الرَّحمن بن عمر بن أبي القاسم بن علي بن عثمان البَصري، الضرير، الفقيه، الحنبلي، الإمام نور الدين، نزيل بغداد
.
قال ابن العماد
(4)
: ولد يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأول سنة أربعٍ وعشرينَ
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 312.
(2)
هدية العارفين: 1/ 462.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 386.
(4)
شذرات الذهب: 5/ 386.
وست مئة، بقرية من قُرى البَصرة، وحفظ القرآن بالبصرة سنة إحدى وثلاثين على الشيخ حسن بن دُوَيْرَة، وحفظ "الخِرَقي"، وكُفَّ بَصَرُه سنة أربع وثلاثين، وسمعَ بالبَصرة من ابن دُوَيْرَة المذكور، وقدم بغداد، وحفظ بها كتاب "الهداية" لأبي الخطاب، ولازم الاشتغال، وأفتى سنةَ ثمانٍ وأربعين، وسمعَ من المجد ابن تَيْمِيَة وغيره، وكان بارعًا في الفقه، له معرفةٌ بالحديث والتفسير، ولمَّا توفي شيخُه ابنُ دُوَيْرَة بالبَصرة، وليَ التدريسَ بمدرسةِ شيخِهِ، وخُلِعَ عليه ببغداد خِلْعَةٌ، وأُلْبسَ الطَّرْحَةَ السوداءَ في خلافة المُسْتَعْصِم بعد سنة اثنتين وخمسين، وذكر ابنُ الساعِي أَنَّه لم يلبس الطَّرْحَةَ أعمى بعد أبي طالب بن الخل سوى الشيخ نور الدين هذا، ثم بعد واقعة بغداد طُلب إليها لِيُوَلَّى تدريسَ الحنابلةِ بالمُستنصرية فلم يتفق، وتقدم الشيخَ جلال الدين بن عكبر، فرتبَ الشيخُ نورُ الدين مدرسًا بالبشيرية، وله تصانيفُ عِدَّةٌ، وتفقه عليه جماعةٌ منهم صفيُّ الدين عبد المؤمن، وقال عنه: كان شيخُنا من العلماء المجتهدين، والفقهاء المنفردين، وكان له فطنةٌ عظيمةٌ، ونادرةٌ عجيبةٌ، منها ما حكى محمدُ بنُ إبراهيم الخالدي وكان ملازمًا للشيخ نور الدين حتَّى زَوَّجَهُ الشيخُ ابنَتَه، قال: عقد مجلسٌ بالمستنصِرية مَرَّةً للمظالم وحضره الأعيان، فاتَّفقَ جلوسُ الشيخ إلى جانب بهاءِ الدين بنِ الفخر عيسى كاتبِ ديوان الإِنشاء، وتكلم الجماعةُ فبرَزَ الشيخ نورُ الدين عليهم بالبحث، ورجع إلى قوله، فقال له ابن الفخر عيسى: من أين الشيخ؟ قال: من البَصرة، قال: والمذهب؟ قال: حنبلي، قال: عَجَبٌ! بَصْرِيٌّ حنبلي؟ فقال الشيح: هنا أعجبُ من هذا كردي رافضي، فخجل ابنُ الفخر، وكان كرديًا رافضيًا، والرَّفْضُ من الأكراد معدومٌ أو نادرٌ.
وتوفي الشيخُ نورُ الدين ليلة السبت ليلة عيدِ الفطر سنة أربعٍ وثمانين وست مئة، ودُفِنَ قرب الإِمام أحمد انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(1)
وأطال في ترجمته والصفدي في "نكت الهميان"، وقال: لَقَبُهُ نورُ الدين، وكنيته أبو طالب، وله مصنفاتٌ كثيرةٌ، ذكرَ ابنُ العماد، وابنُ رجب
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 313.
منها كتاب "جامع العلوم في تفسير كتاب الحي القيوم"، وكتاب "الحاوي في الفقه" في مجلدين، و"الكافي في شرح الخِرَقي"، و"الواضح في شرح الخِرَقي" أيضًا، وكتاب "الشافي" في المذهب الحنبلي، وكتاب "مشكل كتاب الشهادات" طريقه في الخلاف ويحتوي على عشرين مسألة، و"الحاوي الصغير"، ويقال للأول الكبير وذكر له في الإِنصاف "المجرد".
1302 - (ت 685 هـ): خليل بن أبي بكر بن محمد بن صديق المراغي، الفقيه، الحنبلي، المقرئ، صفي الدين أبو الصفاء
.
قال ابن العماد
(1)
: سمع من ابن الحرستاني وابن ملاعب وطائفة، وتَفَقَّه على الموفق، وقرأ القراءات على ابن ماسويه، وقرأ أصول الفقه على السَّيْف الآمدي، وناب في القضاء بالقاهرة، فحمدت سيرتهُ وطرائقه، وشكرت خلائقه.
قال الذَّهبيُّ: كان مجموع الفضائل، كثيرَ المناقب، متينَ الديانة، صحيحَ الأخذ، بصيرًا بالمذهب، عالمًا بالخلاف والطِّب، قرأ عليه بالرِّوايات بدرُ الدين بنُ الجوهري، وأبو بكر بن الجعبري وجماعة من المصريين، وسمع منه ابنُ الظاهري وابنهُ والحافظ المزِي، وأبو حَيَّان، والحافظ عبد الكريم بن منير، وخلقٌ سواهم، توفي يوم السبت سابع عشر ذي القعدة سنة خمسٍ وثمانينَ وست مئة بالقاهرة، ودفن بمقابر باب النصر. انتهى.
وذكره ابنُ الجزري في "الغاية"
(2)
وقال: ولد سنة بضع وتسعينَ وخمس مئة وكان حنبليًا، مسندًا، عارفًا بمذهبه، وسُئِلَ عنه أبو حيَّان فقال: شيخٌ راوية للقراآت، يقرأ عليه مَنْ يضبط القراآت انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(3)
بترجمةٍ حسنةٍ.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 390.
(2)
غاية النهاية: 1/ 275.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 316.
1303 - (ت 685 هـ): علي بن الحسين بن يوسف بن الصَّيَّاد الشيخ، المقرئ، الفقيه، الحنبلي، المعدل، موفق الدين أبو الحسن
.
قال ابنُ العماد
(1)
: حَدَّثَ عن ابن اللَّتَّي، وروى عَنْ حَنْبَل، وابن طَبَرْزَدَ، والكِنْدي، وهذه الطبقة، وروى عنه جماعةٌ، وتوفي ببغداد في شهر رجب سنة خمسٍ وثمانينَ وست مئة انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
وقال: كان أحدَ المعيدين بالمُستنصريَّة.
1304 - (ت 685 هـ): أحمد بن شيبان بن تغلب بن حَيْدَرَة الشيباني، الصَّالحي، العَطَّار ثم الخَيَّاط، الحنبلي، بدرُ الدين أبو العباس
.
قال ابن العماد
(3)
: هو راوي مسند الإِمام أحمد، أكثر عن حنبل، وابن طبرزد، وجماعة. وأجاز له أبو جعفر الصَّيْدَلاني وخلقٌ، وكان مطبوعًا، متواضعًا، توفي في الثامن والعشرين من شهر صفر سنة خمس وثمانين وست مئة عن تسع وثمانين سنة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
وقال: هو أحمد بن سنان بن تغلب المؤدب الصالحي الكاتب أبو العَبَّاس، أحد المُسنِدين وقال: توفي بقاسيون، في شهرِ صفر سنة خمس وثمانين وست مئة، روى عن حنبل وابن طبرزد، والكِنْدِي والطبقة، وله نظمٌ جَيِّدٌ وكذلك كان أبوه.
1305 - (ت 685 هـ): محمد بن محمد بن علي الزَّيَّات، البَابصري، البغدادي، الحنبلي، الواعظ، أبو الفضل أحد شيوخ بغداد المسندين
.
قال ابن العماد
(5)
: حَدَّثَ عن ابن صِرمَا، والفتح بن عبد السلام، وغيرهما،
(1)
شذرات الذهب: 5/ 391.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 317.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 390.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 318 في ترجمة موفق الدين أبي الحسن علي بن الحسين.
(5)
شذرات الذهب: 5/ 391.
وسمع منه خلقٌ كثيرٌ منهم الفَرَضِي، وقال: كان عالمًا، زاهدًا، عارفًا، ثقةً، عدلًا، مسندًا، من بيت الحديث، والزهد، والوعظ، وعظ في شبابه ثم ترك ذلك. توفي في آخر سنة خمس وثمانين وست مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
بنحوه، وقد ذكره ابنُ العماد بترجمة أخرى بنحوه.
1306 - (ت 685 هـ): عبد الدائم المقدسي الشيخُ، القدوةُ، الزاهد، الحنبلي، تاجُ الدين
.
قال ابن العماد
(2)
: روى عن الشيخِ الموفقِ وجماعةٍ، وتوفي في رمضان سنة خمس وثمانين وست مئة، وقد نَيَّفَ على السبعين. انتهى.
1307 - (ت 685 هـ): عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن فارس بن راضي بن الزَّجَّاج العَلْثي ثم البغدادي، الحنبلي، عفيف الدين
.
قال ابن العماد
(3)
: هو أحد مشايخ العراق، فقيهٌ حنبلي، زاهدٌ، سُنِّي، أثري، عارفٌ بمذهب أحمد، ولد سنة اثنتي عشرة وست مئة، وسمع من عبد السَّلام العبرتي والفتح بن عبد السلام، وطائفة، وتوفي في المحرم بذات عِرق عند عودِهِ من الحَجِّ سنة خمس وثمانين وست مئة قاله في "العبر". انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
وقال: هو أبو محمد أحد مشايخ العراق قال ابن الفَرَضِي: كان شيخًا، عالمًا، فقيهًا، مُحَدَّثًا، مكثرًا، مفيدًا، زاهدًا، عابدًا، من بيت الحديث، تابعًا للسُّنة، شديدًا على المبتدعة، ملازمًا لقراءة القرآن والعبادة.
وقال صفي الدين عبدُ المؤمن: كان شيخًا، جليلًا، عالمًا، عارفًا، من أجَلِّ شيوخ، الحديث، ملتزمًا بالسُّنَّة، زاهدًا ذا فضلٍ، وورعٍ، وأدب، وعلم.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 318.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 391.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 391.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 315.
وقال الذَّهبيُّ: له أتباعٌ وأصحابٌ يقومون في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. انتهى المراد منه.
1308 - (ت 685 هـ): عبد الواحد بن علي القرشي، الهكاري، الفَارِقي، الحنبلي، الشيخ. [انظر: 1973]
.
قال ابن العماد
(1)
: سمع من مسمار بن العُوَيس بالمَوْصل، ومن موسى بن الشيخ عبدِ القادر وطائفةٍ، بدمشق. وكان عبدًا صالحًا، توفي في رمضان سنة خمس وثمانين وست مئة بالقاهرة وله أربعٌ وتسعونَ سنة. انتهى.
1309 - (ت 685 هـ): إسماعيل بن جمعة بن عبد الرزاق، جمال الدين، أبو إسحاق، القاضي، الحنبلي، قاضي سَامَرَّاء
.
قال ابن العماد
(2)
: كان فاضلًا، أديبًا، له نظمٌ حسنٌ، سمع من الشيخ جمال الدين عبد الرحمن بن طَلْحَة بن غانم العَلْثِي "فضائلَ القُدْس" لابن الجَوْزِي بسماعه منه، وأجاز لغير واحدٍ، وتوفي في جمادى الأُولى سنة خمسٍ وثمانينَ وست مئة. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(3)
بمثله.
1310 - (ت 685 هـ): عبد الله بن أحمد بن إسماعيل بن فارس التميمي، سراج الدين، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(4)
: سمع من التاج الكِنْدى وابن الحرستاني، وتوفي في ربيع الأول سنة خمس وثمانينَ وست مئة. انتهى.
1311 - (ت 686 هـ): عبدُ العزيز بنُ عبدِ المنعمِ بنِ علي بنِ الصَّيْقَل
،
(1)
شذرات الذهب: 5/ 392.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 391.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 318.
(4)
شذرات الذهب: 5/ 391.
الحرَّاني، أبو العز عزُ الدين، الحنبليُّ، مسندُ الوقت، أخو عبد اللطيف المتقدم سنة اثنتين وسبعين وست مئة.
قال ابن العماد
(1)
: روى عن أبي حامد بن جَوَالق، ويوسف بن كامل، وطائفة. وأجاز له ابنُ كُليب، فكان آخر مَنْ رَوَى عن أكثر شيوخِهِ، وممن روى عنه الحافظُ عَلَمُ الدين البِرْزَالي. قال: حدثنا أبو العِز الحراني قال: حدثني عبد الكافي بمصر، ووصَفَه بالصَّلاح، قال: خرجت في بعض الجنائز، وتحتَ النعشَ أسود، فصلينا على الميت ووقف الأسود لا يصلي، فلما أدخلَ الميتُ إلى القبر نظر إِليَّ وقال: أنا عمله وقفز ودخل القَبْرَ فنظرتُ في القبر فلم أرَ شيئًا. انتهى.
وتوفي أبو العز هذا بمصر في جامع عمرو بن العاص في رابع عشر رجب سنة ست وثمانين وست مئة، وقد نَيَّف على التسعين وصلى عليه ابنُ دقيق العيد. انتهى.
وذكره السيوطي في "حسن المحاضرة"
(2)
وقال: هُو مسندُ الوقت، ولد سَنَة أربعٍ وتسعينَ وخمس مئة، وسمع من أبي حامد، ويوسف بن كامل، وأجاز له ابنُ كُلَيبٍ وكان آخرَ مَنْ روى عن أكثر شيوخه. استوطن مصر إلى أنْ مات في شهرِ رجب سنة ست وثمانين وست مئة.
1312 - (ت 687 هـ): أحمد بن أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن قُدامة، الحنبلي، الفرضي، شرف الدين، أبو العَبَّاس، بقيَّةُ السَّلَف
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد سنة أربع عشرة وست مئة رابعَ عشرِ المحرم، وسمع من الشيخ الموفق، وهو جَدُّه لأمه وعم أبيه، ومن البهاء عبد الرحمن وابن أبي لقمة، وابن اللَّتي، وابن صصرى، وغيرهم، وأجاز له ابن الحرستاني وجماعةٌ، وتفقه على التقي بن العز، وكان شيخًا، صالحًا، زاهدًا، عابدًا، ذا عِفَّةٍ، وقناعةٍ باليسير، وله معرفة بالفرائض، والجبر، والمقابلة، وله حلقة بالجامع المظفري بقاسِيُون يشغل بها
(1)
شذرات الذهب: 5/ 396.
(2)
حسن المحاضرة: 1/ 384.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 399.
احتسابًا بغير معلوم، وانتفع به جماعة، وحدث، وروى عنه جماعةٌ وتوفي ليلة الثلاثاء خامس المحرم سنة سبع وثمانين وست مئة، ودفن عند جده الموفق. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
بنحوه.
1313 - (ت 688 هـ): عبدُ الرحمنِ بنُ يوسفَ بنِ محمد بنِ نصرِ الفقيه، الحنبلي، المحدث، الزاهد، المفتي، فخر الدين البَعْلَبَكِّي، أبو محمد
.
قال ابنُ العماد
(2)
: ولد سنة إحدى عشرة وست مئة بِبَعْلَبَكَّ، وقرأ القرآن على خاله صدرِ الدين عبد الرحيم بنِ نصر قاضي بَعْلَبَكَّ، وسمع الحديثَ من أبي المجد القزويني، والبهاء المقدسي، وابن اللَّتي، والنَّاصح بن الحنبلي، وخلائق، وتَفَقَّه على تقي الدين بن العز، وغيره، وحفظ كتابَ "علوم الحديث" وعرضه من حفظه على مؤلفه تقي الدين بن الصَّلاح، وقرأ الأصول وشيئًا من الخِلاف على السَّيْف الآمدي، وقرأ النحو على أبي عمرو بنِ الحاجب وغيره، وصحب الشيخ الفقيه اليُونيني، وإبراهيم البطائحي والنووي وغيرهم، وكان اليونيني يحبه ويقدمه على أولادِه، وتخرج به جماعةٌ من الفقهاء، وكان كثيرَ البشر يحبُّ الخُمول ويؤثره، ويلازم قيامَ الليل من الثلث الأخير، ويتلو بين العشاءين، ويصوم الأيامَ البيض، وستةً من شوال، وعشر ذي الحجة، والمحرم، ولا يُخِلُّ بذلك، ذكر ذلك وَلَدُهُ شمسُ الدين.
وقال ابن اليونيني: كان - يعني - الفخر رجلًا صالحًا، زاهدًا، عابدًا، فاضلًا، وهو من أصحاب والدي، وقد اشتغل عليه، وقَدَّمَه يصلي به في مسجد الحنابلة، رافقته في طريق مكة فرأيتهُ قليلَ المثل في ديانته، وتعبده، وحسن أوصافه، وكان من خيار الشيوخ علمًا، وعملًا، وصلاحًا، وتواضعًا، وسلامةَ صدرِ، وحسنَ سَمْتٍ وصفاءَ قلبٍ، وتلاوةَ قرآنٍ وذكر.
وقال البِرْزَالي: كان من خيار المسلمين، وكبار الصالحين، توفي ليلةَ الأربعاء
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 318.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 404.
سابعَ رجب، سنةَ ثمان وثمانينَ وست مئة، ودفن بالقرب من قبر الشيخ موفق الدين بن قدامة. انتهى المراد منه.
وذكره ابنُ رجب
(1)
وقال: انتقل إلى دمشقَ ودَرَّسَ بها بالجَوْزِيَّة نيابةً عن المنجا، وباشر حَلقة الجامع، ووليَ مشيخة الحديث بمشهد عروة وبدار الحديث النُّورِيَّة، وبالصدرية، وتخرج به جماعةٌ من الفقهاء.
1314 - (ت 688 هـ): أحمد بن إبراهيم بن عبد الواحد بن علي بن سرور، المقدسي، الصالحي، الحنبلي، الشيخ، العماد بن العماد
.
قال في "الشذرات"
(2)
: ولد سنة ثمان وست مئة، وسمع من أبي القاسم بن الحرستاني وجماعة، واشتغل وتفقه، ثم تمفقر وتجرد وصار له أتباعٌ ومريدون أكلةٌ بطلةٌ. توفي يوم عرفة سنة ثمان وثمانين وست مئة. انتهى.
1315 - (ت 688 هـ): محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي، الحنبلي، الإِمام شمس الدين أبو عبد الله، المحدث ابن الكمال
.
قال ابنُ العماد
(3)
: ولد ليلة الخميس حادي عشر ذي الحجة سنة سبع وست مئة، بقاسِيون، وحضر على ابن الحَرَسْتاني والكِنْدي، وسمعَ ابن ملاعب والشيخ موفق الدين، وخلقًا، ولازم عمه الحافظ الضِّياء، وتخرج به، وكتب الكثير وعُنِيَ بالحديث.
قال الذَّهبيُّ: كانَ إمامًا، فقيهًا، محدثًا، زاهدًا، عابدًا كثيرَ الخير، له قدمٌ راسخٌ في التقوى، ووقعٌ في النفوس، متقللًا من الدنيا، من سادات الشيوخ علمًا، وعملًا وصلاحًا، وعبادةً، حُكي لي عنه أنَّه كان يحفِر مكانًا في جبل الصَّالحِيَّة لبعض شأنه، فوجد جَرَّةً مملوءةً دنانيرَ، وكانت زوجَتُه معه تعينُه على الحفر، فاسترجع وطَمَّ المكان
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 319.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 403.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 405.
كما كانَ أَوَّلًا وقال لزوجته: هذه فتنةٌ ولعلَ لها مُستحقين لا نعرفهم وعاهدها على أنَّها لا تشعر بذلك أَحَدًا، ولا تتعرض إليه، وكانت صالحةً مثلَهُ، فتركا ذلك تَوَرُّعًا مع فقرهما وحاجتهما، وهذا غايةُ الوَرَعِ والزهد، وحَدَّثَ رحمه الله بالكثير نحوًا من أربعين سنة، وسمع منه خلقٌ كثيرٌ، وروى عنه جماعةٌ من الأكابر، وحدثنا عنه جماعةٌ منهم ابنُ الخباز وابنُ قَيِّمِ الضِّيائيَّة، وتوفي بعد العشاء الآخرة من ليلة الثلاثاء تاسع جُمادى الأُولى سنةَ ثمانٍ وثمانينَ وست مئة بمدرسة عَمِّه بالجبل، ودفن من الغد عند الشيخ موفق الدين بن قُدامة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
بنحوه، وذكر أَنَّه تمم تصنيف الأحكام الذي جمعه الحافظُ الضِّياء.
1316 - (ت 688 هـ): زينبُ بنتُ مكي بنِ علي بنِ كامل الحَرَّاني، الشيخة، المعَمَّرة، العابدة، أم أحمد الحَنْبَليَّة
.
قال ابن العماد
(2)
: سمعتْ مِن حَنْبَلَ، وابن طَبَرْزَدَ، وسِتِّ الكَتبَة، وطائفة، وازدحمَ عليها الطلبةُ، وعاشت أربعًا وتسعينَ سنةً، وتوفيت في شوال سنةَ ثمانٍ وثمانينَ وست مئة. انتهى.
1317 - (ت 689 هـ): أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن قدامَة، المقدسي، الصالحي، قاضي القضاة، شيخُ الإِسلام شمس الدين أبي محمد بن الشيخ أبي عمر الحنبلي أبو العباس
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد في شعبان سنة إحدى وخمسين وست مئة، وسمعَ الحديث، ولم يبلغ أوان الرواية، وتفقه على والده، وَوَلِيَ القضاء في حياةِ والده بإشارته.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 320.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 404.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 407.
قال البِرْزَالي: كان خطيبَ الجَبَلِ، وقاضيَ القُضَاة، ومُدَرَّسَ أكثرِ المدارسِ، وشيخ الحنابلةِ، وكانَ فقيهًا، فاضلًا، سريعَ الحِفْظ، جَيِّدَ الفهمِ، كثيرَ المكارم، شهمًا، شجاعًا، وليَ القضاءَ ولم يبلغ ثلاثين سنةً، فقامَ أتَمَّ قيام.
وقال غيرهُ: دَرَّسَ بدارِ الحديث الأشرفيَّة بالسَّفْحِ، وشَهِدَ فتحَ طرابُلُس مع السُّلطان المنصور، وكانَ مليح البزة، ذكيًا، مليحَ الدَّرْسِ، له قدرةٌ على الحفظ، ومشاركةٌ جيدةٌ في العلوم، وله شِعرٌ جَيِّدٌ، توفي يوم الثلاثاء ثاني عشر جُمادى الأُولى سنة تسعٍ وثمانينَ وست مئة بمنزله بقاسِيون، ودفن عند أبيه وجَدِّه. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(1)
بنحوه.
1318 - (ت 689 هـ): عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الملك بن عثمان بن عبد الله بن سَعْد بن مُفْلِح بن هِبَةِ الله بن نُمير، المقدسي، ثم الصَّالحي، المحدث، الزاهد، الحنبلي، شمس الدين بن زين الدين أبو الفرج
.
قال ابنُ العماد
(2)
: ولد في ذي القعدة سنةَ سِتٍّ وست مئة بقاسِيون، وسَمِعَ بدمشق من الكِنْدِي وابن الحَرَسْتَاني، وطائفة، وتَفَقَّه بالموفق، ثم رَحَل وأدرك الفَتْحَ بنَ عبدِ السَّلام، وطائفة، فأكثر، وأجاز له ابنُ طَبَرْزَد وغيره.
قال الذَّهبيُّ: كانَ فقيهًا، زاهدًا، ثقةً، نبيلًا، من أولي العلم والعَمَل والصَّلاح، والورع، حَدَّثَ بالكثير، وأكثر عنه النفيس والمِزِّي والبِرْزَالي وطائفة، وتوفي يوم الاثنين تاسعَ عشري ذي القعدة سنةَ تسعٍ وثمانينَ وست مئة بالسفح، ودفن بالقرب من قبر الشيخ أبي عمر. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(3)
بنحوه.
1319 - (ت 689 هـ): محمد بن عبد الرزاق الرَّسْعَنيُّ
نسبة إلى رأس عَين بلدٍ
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 322.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 408.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 323.
معروفٍ، شمسُ الدين، أبو الفضائل، الحنبلي.
قال ابن العماد
(1)
: كان شاعرًا، أديبًا، مُعَدَّلًا، حَدَّثَ عن ابنِ القُبَّيْطِي وغيره، وكان أحدَ الشهود بدمشق، ويؤم بمسجد الرماحين، وكانَ شاعرًا، وغرق بنهر الشريعة من الغَوْر في جمادى الآخرة سنةَ تسعٍ وثمانينَ وست مئة. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(2)
وقال: ذكره أبوه في تفسيره غيرَ مَرَّةٍ وقال: إنَّه كان يسألُه عن غوامضَ في التفسير، ويتكلم فيه بكلام جَيِّد. انتهى.
وذكره ابنُ شاكر في "فوات الوفيات"
(3)
وقال: كانَ عدلًا، شيخًا، محدثًا، مليحَ الشَّكْل، سمع من ابن روزبه، وابن بَهْرَان وابن القُبَّيْطِي، وكريمة، وجماعة، وأمَّ بالمسجد الكبير بالرماحين، وسافر إلى مصر فَمات غريقًا في السَّنَةِ المذكورة.
1320 - (ت 689 هـ): محمد بن يحيى بن علي بن محمد بن يحيى بن هُبَيْرَة أبو عبد الله بن عَوْنِ الدين بنِ شمس الدين بن عِزِّ الدين بن عَوْنِ الدين الوَزِير الحنبلي، نزيل بِلْبِيس
.
قال ابنُ العماد
(4)
: كان ناظرًا على ديوانها، حَدَّث عن الدَّاهِرِيِّ، ونصر بنِ عبدِ الرزاق، وابنِ اللَّتِّي، وسمع من الحارثي والمِزَّي، والبِرْزَالي، وغيرهم، وكان فاضلًا، له شِعرٌ حَسَنٌ، توفي بِبِلْبِيْسَ سنَة تسعٍ وثمانينَ وست مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(5)
بنحوه.
1321 - (ت 690 هـ): علي بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور، السَّعدي، المقدسي، الحنبلي، فخر الدين أبو الحسن المشهور بابن البخاري لأن أباه تَوَجَّهَ إلى بُخَارى، وتَفَقَّه بها
.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 410.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 324.
(3)
فوات الوفيات: 3/ 399.
(4)
شذرات الذهب: 5/ 410.
(5)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 324.
قال الجزري في "المصعد الأحمد"
(1)
، وقد ذكره بترجمة طويلة حافلةٍ: هو الشيخُ الإِمامُ، العالم، المحدث، الفقيه، الصالح، الثقة، الأمين، ولد آخر يومٍ من سنةِ خمس وتسعين وخمس مئة، وأجازه في سنة ستٍ وتسعينَ خلقٌ وكتبوا له بالإِجازة من خراسان، وفارس، وأصبهان، وبغداد، ومصر، والشام، وغير ذلك، ذكره ابنُ رافع في "ذيل تاريخ بغداد" فقال: سمع من أبي حفص عمر بن محمد بن طبرزد، وحنبل بن عبد الله الرُّصافي، وزيد الكِنْدي، والخَضِر بن كامل، ومحمد بن عبد الله بن البَنَّاء، وعبد الصَّمَد بن الحَرَسْتاني، وابن ملاعب، ومحمد بن علي بن الجلاجلي ومحمد البكري ومحمد بن كامل التنوخي، وأبي الحرم مكي، وعبد المجيد الحربي، ومحمد بن وهب بن الزنف، وغالب بن عبد الخالق، وعبد الجليل بن مندويه، وهِبَة الله بن أحمد الكعفي، وأبي المعالي أسعد، وعبد الوَهَّاب بن المنجا التنوخي وأبي القاسم أحمد بن عبد الله العَطَّار، وأحمد بن محمد بن سيدهم، وهبة الله بن الخضر، ومحمد بن الحسين القزويني، وأبي عمر محمد وأبي محمد عبد الله ابني أحمد بن قدامة، وستّ الكتبة نِعمةَ بنتِ الطَّراح، وأمِّ الفضل زينبَ بنتِ إبراهيم القَيْسِيَّة، وببغداد من أبي الفَضْل الدَّاهِري وعمر بن كرم الديْنَوري وغيرهم، وببيت المَقْدِس من الحسن بن أحمد الدَّوْرَقي، وعمر بن بدر المَوْصِلي، وبمصر من عبد القوي بن الحباب، والحسين بن يحيى بن أبي الرواد، وبالقاهرة من مرتضى بن العفيف، وبالإِسكندرية من ظافر الشحامي، وجعفر الهَمْداني، والحسين الشاطبي، وعبد الوَهَّاب بن رواح، وعبد الرحمن بن مكي، وبحلب من يوسف بن خليل، وعمر بن مخمش، وأجاز له من أصبهان أبو المكارم أحمد بن اللَّبَّان، وأبو جعفر الصَّيْدلاني وغيرهما، ومن بغداد ابن الجوزي، ويوسف الخفاف، وهبة الله بن السبط، وعبد الله بن دَهْبَل وابن المعطوش وابن الخريف وابن أبي اليسر في آخرين، ومن دمشق الخُشُوعي.
وحَدَّث وسَمِعَ منه الحُفَّاظ سنة اثنتين وثلاثين وست مئة، سمع عليه الحافظ
(1)
المصعد الأحمد 1/ 46 من مسند الإمام أحمد، طبعة الشيخ أحمد شاكر.
علي العطار، وسمع منه المُنْذِرِيُّ وابنُ جماعة، والحارثي، والمِزِّيُّ، والحَلَبي، والبِرْزَالِي، والشيخ تقيُّ الدين بنُ تَيْمِيَّة، والأُرْمَوِي، وابنُ مختار، وعبد العزيز البغدادي، وشافع بن محمد، وعبد الأحد بن سعد الله الحراني، وابن عبد الحق، وعبد الكريم الحلبي، وأحمد بن يعقوب الصَّابُوني، وولداه، وقاضي القضاة محمد بن سليمان بن حمزة، ومحمد بن النقيب وغيرهم.
وذكره ابنُ الفرضي في معجمه وقال: كان شيخًا، عالمًا، فقيهًا، زاهدًا، عابدًا، مسندًا، مكثرًا، وقورًا، صبورًا على قراءة الحديث، مكرمًا للطلبة، ملازِمًا لبيته، مواظبًا على العبادة، وكان من بيت العلم والحديث والرواية والتحديث، وكان مسندَ عصرِه ورِحْلَةَ الدنيا في زمانِه، ألْحَقَ الأصاغر بالأكابر، والأحفاد بالأجداد، حَدَّثَ نحوًا من ستينَ سنة، وتفردَ بالرِّوايَّة عن شيوخٍ كثيرةٍ سماعًا وإجازةً. انتهى.
وخَرَّجَ له الحافظُ أحمد بنُ محمد الظاهري معجمًا، وحَدَّثَ به مرارًا، وحفظ "المقنع" وعَرَضَهُ على مؤلفه الموفق سنة ستَّ عشرة وست مئة، وتفقه واشتغل وكان فاضلًا، صالحًا، كاملَ العقل، متينَ الديانة، مُكرمًا لأهل الحديث، يحفظ من الأحاديث، والنوادر، والمُلَح، والظرَفِ، وتَفَرَّدَ بأكثَرِ مسموعاتِه، وإجازاته، وهو آخر مَنْ حَدَّثَ عن ابن طَبَرْزَد بالسَّماع، وتوفي يوم الأربعاء ثاني شهر ربيع الآخر سنة تسعين وست مئة بجبل قاسِيون، ودفن من يومه بسفحه بظاهر دمشق عند قبر والده انتهى المراد منه.
وذكره ابن العماد
(1)
بترجمة طويلةٍ قال فيها: تفقه على الشيخ الموفق، وقرأ عليه "المقنع" وأذن له في إقرائه وصار محدثَ الإِسلام وراويَتَه. وذكره ابن الحاجب عمر في معجمه وقال: تَفَقَّه على والده، والشيخ الموفق، وهو فاضلٌ، كريمُ النفس، كَيِّسُ الأخلاق، حسنُ الوَجْهِ، قاضٍ للحاجة، كثيرُ التعصب للحق، محمودُ السِّيْرَة. سألتُ عَمَّهُ الشيخَ الضِّياءَ عَنْهُ فأثنى عليه، وَوَصَفَهُ بالفعل الجميل، والمروءةِ التامةِ.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 414.
وقال الذَّهَبِيُّ: كان فقيهًا، عارفًا بالمذهب، فصيحًا، صادقَ اللَّهْجَةِ، يَرُدُّ على الطَلَبَةِ مع الوَرَعِ والتقوى والسكينة والجلالة زاهدًا، صالحًا خَيِّرًا عدلًا مأمونًا، وسألتُ المِزِّيَّ عنه فقال: أحدُ المشايخ الأكابِر والأعيان الأماثل من بيت العلم والحديث، ولا نعلم أحدًا حَصَلَ له من الحُظْوَةِ في الروايَّة في هذه الأزمان مثلَ ما حَصَل له.
قال شيخُنا ابنُ تَيْمِيَّة: ينشرحُ صدري إذا أدخلتُ ابنَ البُخاري بيني وبينَ النبي صلى الله عليه وسلم في حديث.
قال الذَّهبيُّ: وهو آخرُ مَنْ كان في الدنيا بينَه وبينَ النبي صلى الله عليه وسلم ثمانيةُ رجالٍ ثقاتٍ.
وقال ابنُ رجب: حَدَّثَ ببلادٍ كثيرةٍ بدمشقَ، ومِصرَ، وبغدادَ، والمَوْصِلِ، وتدمرَ، والرحبة، والحديثة، وزرع، وتكاثرت عليه الطَّلَبَة من نحو الخمسين والستِّ مئة، وازدحموا عليه بعد الثمانين، وروى عنه من الحفاظ مَنْ لا يُحْصَى. انتهى.
وقد ذكره ابن رجب
(1)
بترجمةٍ أطْنَبَ فيها جدًا واستوعب ترجمتَه مِن جميع نواحيها رحمه الله تعالى.
وله كتاب "أسنى المقاصِدِ وأعذبُ الموارِد" في تراجم شيوخهِ، ذكره في "مُعجم المؤلفين"
(2)
.
1322 - (ت 690 هـ): محمدٌ بنُ عبد المؤمن بنِ أبي الفتح الصُّورِيُّ، الصَّالحي، الحنبلي، شمس الدين أبو عبد الله
.
قال الذَّهبيُّ
(3)
: ولد سنة إحدى وست مئة، وسمع من الكِنْدِي، وابن الحَرَسْتَاني، وطائفة، وببغداد من أبي علي بن الجَوَالِيْقِي، وجماعة، وأجاز له
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 325 - 329.
(2)
معجم المؤلفين: 7/ 19.
(3)
العبر: 5/ 370.
ابنُ طَبَرْزَد وجماعة، وكانَ آخر مَنْ سَمِعَ من الكِنْدِي موتًا، وتوفي في منتصف ذي الحجة سنة تسعين وست مئة. انتهى.
وذكره ابن العماد
(1)
بنحوه.
1323 - (ت 691 هـ): عبد المنعم بن عبد اللطيف بن عبد المنعم بن الصَّيْقَل، الحَرَّاني نَجْمُ الدين بن نَجِيْب الدين أبو محمد الحنبلي
.
قال الذَّهبيُّ: ولد سنة ثمان وست مئة، وسمع الفخر بن تيمية وغيره، وتوفي بالإِسْكَنْدَرِيَّة في سنة إحدى وتسعين وست مئة. انتهى.
1324 - (ت 691 هـ): عبد الرحمن بن محفوظ بن هلال الرسْعَني، الحنبلي، سيفُ الدين أحد الشهود تحت الساعات
.
قال ابنُ العماد
(2)
: كان عدلًا، صالحًا، ناسكًا، روى عن الفخر بن تيمية، وغيره، وأجاز له عبدُ العزيز بن مَنِيْنَا وجماعةٌ، وتوفي في المحرم سنة إحدى وتسعين وست مئة عن بضعٍ وثمانينَ سَنَة. انتهى.
1325 - (ت 691 هـ): إبراهيم بن عبد الرَّحْمَن بن أحمد بن المعري، الحنبلي، البعلي، العابد، الزاهد، أبو إسحاق زكي الدين المعري
.
قال ابن العماد
(3)
: حضر على الشيخ الموفق، وسمعَ من البهاء عبد الرَّحْمَن وغيره، وتَفَقَّه وحَفِظَ "المقنع" وكان صالحًا، عابدًا، زاهدًا، ورعًا، اجتمعت الأَلْسُنُ على مدحه والثناء عليه، ذكره ابن اليُونيني.
وقال الذَّهبيُّ: كانَ من أعبد البشر، توفي ليلةَ السبت سابع شوال سنة إحدى وتسعين وست مئة ببعلبك وله إحدى وثمانون سنة. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 417.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 418.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 418.
وذكره ابن رجب
(1)
بنحوه وقال: ودفن بباب بطحاء.
1326 - (ت 692 هـ): إبراهيم بن علي بن أحمد بن فضل الواسطي الفقيه، الحنبلي، تقي الدين أبو إسحاق، الزَّاهد، الشيخ الزاهد، شيخ الإِسلام وبركة الشام، وقطب الوقت
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد سنة اثنتين وست مئة، وسمع بدمشق من ابن الحَرَسْتاني، وابن البَنَّاء والشيخ الموفق، وابن أبي لقمة، وخلق، ورحل في طلب الحديث والعلم، فسمع ببغداد من الفتح بن عبد السلام، وابن الجَوَاليقي وغيرهما، وبحلب من عبد الرحمن بن علوان، وبحران من أحمد بن سلامة، وبالمَوْصِل من أبي العِز القَسْطَلي، وعُنِيَ بالحديث، وقرأ بنفسه، وله إجازات من جماعاتٍ من الأَصبهانيين والبغداديين، وتَفَقَّه في المذهب، وأفتى، ودَرَّسَ بالمدرسة الصاحِبِيَّة بقاسِيون نحوًا من عشرين سنة، وبمدرسة الشيخ أبي عُمَر، ووَلِيَ في آخر عُمُرِه مَشْيَخَةَ دارِ الحديث الظَّاهِرِيَّة، وكانَ مِنْ خَيرِ خلق الله تعالى علمًا، وعملًا.
قال الذَّهبيُّ: قرأت بخط العَلَّامة كمالِ الدين بنِ الزملكاني في حقه: كبير الشأن والقدر، له وقع في القلوب وجلالة، ملازمًا للتعبد ليلًا ونهارًا، قائمًا بما يعجز عنه غيره، مبالغًا في إنكار المنكر، بايع نفسه فيه، لا يبالي على مَنْ أنكر، يعود المرضى ويشيع الجنائز، ويعظم الشعائر والحرمات، وعنده علمٌ جَيَّد وفقه حَسَن، وكان داعية إلى عقيدة أهل السنة والسلف الصالح، مثابرًا على السَّعْي في هِدايَّةِ مَنْ يَرَى فيه زيفًا عنها.
وقال البِرْزَالي: تفرد في علو الإِسناد وكثرة الرِّوايات والعبادة، ولم يخلف مِثْلَه، توفي في آخر نهار الجمعة في جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين وست مئة، ودفن بتربة الشيخ موفق الدين. انتهى.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 329.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 419.
وذكره ابن رجب
(1)
بنحوه.
1327 - (ت 692 هـ): صفية بنت علي بن أحمد بن فضل، الواسطي، الحنبلية أخت إبراهيم المتقدم قبلها
.
قال ابن العماد
(2)
: رَوت عن الموفق وابن راجح، وتوفيت في ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين وست مئة عن نيف وثمانين سنة. انتهى.
1328 - (ت 692 هـ): علي بن عبد الرحمن بن عَبْد الجَبَّار المَقْدِسي، الحنبلي، سيف الدين ابن رضي الدين نقيب الشيخ شمس الدين
.
قال ابن العماد
(3)
: سمع من ابن البُن والقزويني، وحَضَر موسى والموفق، وتوفي في شوال سنة اثنتين وتسعين وست مئة. انتهى.
1329 - (ت 692 هـ): أحمد بن أبي الطاهر بن أبي الفضل المَقْدِسي، الصالحي، الحنبلي، تقي الدين
.
قال ابن العماد
(4)
: هو رَجُلٌ صالحٌ، روى عن الموفق والقزويني، وتوفي في رجب سنة اثنتين وتسعين وست مئة. انتهى.
1330 - (ت 693 هـ): إبراهيم بن يحيى بن غَنَّام الحَنْبَلي أبو طاهر العابر الحراني
.
ذكره في "كشف الظنون"
(5)
وقال: توفي سنةَ ثلاثٍ وتسعينَ وست مئة، وذكر له كتابَ "التعبير".
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 329.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 421.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 421.
(4)
شذرات الذهب: 5/ 421.
(5)
كشف الظنون: 1/ 417.
وذكره صاحبُ "إيضاح المكنون"
(1)
وذكر أنَّ كتابَه هذا اسمُه "المعلم على حروف المعجم" وأرَّخَ وفاتَه مثل ما هنا.
وذكره في "هدية العارفين"
(2)
وأرَّخ وفاته مثل ذلك أيضًا، وذكر له غيرَ كتاب "التعبير" كتابَ "درَّة الأحلام في تعبير المنام". وذكره أيضًا في "كشف الظُّنون"
(3)
له. وقال في "هدية العارفين"
(4)
: له أيضًا كتابُ "عروسِ البُستان في النِّساء والأعضاء والإِنسان".
1331 - (ت 694 هـ): أبو بكر بن إلياس بن محمد بن سَعيد الرَّسْعَنِي، الحنبلي
.
قال ابنُ العماد
(5)
: روى عن الفخر بن تيمية، والقزويني، وتوفي بالقاهرة سنة أربعٍ وتسعينَ وست مئة. انتهى.
وذكره ابنُ فهد في "ذيله على طبقات الحفاظ"
(6)
وأرَّخَ وفاتَه سنة أربعٍ وتسعينَ وست مئة.
1332 - (ت 695 هـ): أحمد بن حَمْدان بن شبيب بن حمدان بن شبيب بن حمدان بن محمود بن غياث بن سابق بن وثاب، النميري، الحراني، الفقيه، الحنبلي، الأصولي، القاضي نجم الدين أبو عبد الله، نزيل القاهرة، صاحب التصانيف
.
قال ابن العماد
(7)
: ولد سنة ثلاث وست مئة بِحَرَّان، وسمع الكثير بها من
(1)
إيضاح المكنون: 2/ 514.
(2)
هدية العارفين: 1/ 13.
(3)
كشف الظنون: 1/ 737.
(4)
هدية العارفين: 1/ 13.
(5)
شذرات الذهب: 5/ 428.
(6)
ذيل طبقات الحفاظ: 85.
(7)
شذرات الذهب: 5/ 428.
الحافظ عبد القادر الرُّهاوي، وهو آخر مَنْ روى عنه، ومن الخطيب أبي عبد الله بن تيمية وغيره، وسمع بحلب من الحافظ ابن خليل وغيره، وبدمشق من ابن عساكر، وابن صباح، وبالقدس من الأوقي وغيره، وقرأ على الشيوخ بنفسه، وجالسَ ابنَ عمه الشيخ مجد الدين بنَ تيمية، وبَحَثَ معه كثيرًا، وبرع في الفقه، وانتهت إليه معرفة المذهب ودقائقه وغوامضه، وكان عارفًا بالأصلين، والخلاف، والأدب، وصنف تصانيفَ كثيرةً، وَوَلِيَ نيابةَ القضاء بالقاهرة وتفقه به، وتخرج عليه جماعة كثيرة، وحَدَّثَ بالكثير، وعُمَّر، وأَسَنَّ، وأَضَرَّ، وروى عنه الدمياطي، والحارثي، والمِزِّي، والبِرْزَالي، وغيرهم. وتوفي بالقاهرة يوم الخميس سادس صفر سنة خمس وتسعين وست مئة عن اثنتين وتسعين سنة. انتهى.
وذكره ابن رجب في "طبقاته"
(1)
وذكر له هو وابنُ العماد تصانيفَ منها: "الرعاية الصغرى" في الفقه، "والرعاية الكبرى" في الفقه أيضًا، وكتاب "الوافي" و"مقدمة في أصول الدين"، وكتاب "صفة المفتي والمستفتي"، وقصيدة طويلة في السُّنَّة، وله غير ما ذكره كما في "كشف الظنون"
(2)
: "جامع العلوم" ويسمى أيضًا "جامع الفنون"، و"سلوة المحزون"، وكتاب "الرد على التائية" لابن الفارض وذكر له المرداوي
…
1333 - (ت 695 هـ): شبيب بن حمدان بن شبيب بن حمدان بن شبيب بن حمدان الحنبلي، أخو ابن حمدان السابق قبله، الأديب، الشاعر تقي الدين
.
ذكره ابن شاكر في "فوات الوفيات"
(3)
وقال: هو الفاضل، الطبيب، الكَحَّال، الأديب، أبو عبد الرحمن نزيل القاهرة ولد بعد العشرين وست مئة، وتوفي سنة خمس وتسعين وست مئة، سَمِعَ من ابن رُوْزْبَة، وكتب عنه الدِّمْيَاطي، وكان فيه شهامة، وقوةُ نَفْسٍ، وله أدبٌ وفضائلُ، وعارضَ "بانت سعاد" قال أثير الدين أبو
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 331.
(2)
كشف الظنون: 1/ 565 - 567.
(3)
فوات الوفيات: 2/ 98.
حَيَّان: عَرضَ عَلَيَّ ديوانَه فانتخبتُ منه ما قرأته عليه، وساق له أشعارًا كثيرة.
وذكره ابن رجب
(1)
، وابن العماد
(2)
، وغيرهما، وله ديوان شعر.
1334 - (ت 695 هـ): حسن بن الشرف عبد الله بن الشيخ أبي عمر بن قدامة المقدسي، الحنبلي، قاضي الحنابلة، الإِمام شرف الدين، أبو الفضل
.
قال ابنُ العماد
(3)
: ولد في شوال سنة ثمان وثلاثين وست مئة، وسَمِعَ من ابن المُرْسِي، وابن المسلمة، وغيرهما، وقرأ بنفسه على الْكَفَرْطَابِيِّ، وتَفَقَه وبَرَعَ في المذهب الحنبلي، وَوَلِيَ القضاء بَعْد النجم أحمد بن شمس الدين وإلى أنْ مات.
قال البِرْزَالي: كان قاضيًا بالشَّام على مذهب الإِمام أحمد، وَمُدَرِّسًا بدار الحديث الأشرفية بسفح قاسِيُون، وبمدرسة جَدَّهِ، وكان مليحَ الشَّكل، حسنَ المحاضرة، كثيرَ المحفوظ.
وقال الذَّهَبِيُّ: كان من أئمة المذهب توفي ليلةَ الخميس ثاني عشري شوال سنة خمس وتسعين وست مئة، ودفن بمقبرة جَدَّهِ بسفح قاسِيون، وهو والد الشيخ شرف الدين أبي العَبَّاس أحمد المعروف بابن قاضي الجبل. انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
، وابن فهد
(5)
، وغير واحد.
1335 - (ت 695 هـ): نصر الله بن محمَّد بن عباس بن حامد الصالحين، السكاكيني، الحنبلي، أبو الفتوح
.
قال ابن العماد
(6)
: هو رَجُلٌ، صالحٌ، خَيِّرٌ، فاضلٌ، حَسَنُ المجالسة.
قال الذهبي: حدثنا عن أبي القاسم ابن صَصْرى، وعلي بن زيد التسارسي،
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 332.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 429.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 430.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 234.
(5)
ذيل طبقات الحفاظ: 91.
(6)
شذرات الذهب: 5/ 434.
وطائفة وتوفي سلخ شوال سنة خمس وتسعين وست مئة، وله تسع وسبعون سنة. انتهى.
1336 - (ت 695 هـ): المنجا بن عثمان بن أسعد بن المنجا التَّنُوخي، الدمشقي، الحنبلي العَلَّامَة، زين الدين أبو البركات بن المنجا
.
قال ابن العماد
(1)
: هو أحد مَنْ انتهت إليه رئاسة المذهب أصولًا وفروعًا، مع التبحر في العربية، والنَّظَر، والبحث، وكثرة الصَّيَام، والصَّلَاة، والوقار، والجلالة.
ولد في عاشر ذي القعدة سنة إحدى وثلاثين وست مئة، وسمع من السَّخَاوِي، وابن المسلمة، والقرطبي وجماعة، وتَفَقَّه على أصحاب جَدَّه، وأصحاب الشيخ الموفق، وقرأ الأصول على التفليسي، والنَّحو على ابن مالك، وبَرَعَ في ذلك كلَّهِ، ودَرَّسَ، وأفْتَى، وناظر، وصَنَّفَ، وسَمِعَ منهُ ابنُ العَطَّار، والمِزِّي، والبِرْزَالي وغيرهم، وتوفي يوم الخميس رابع شعبان سنة خمسٍ وتسعينَ وست مئة. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(2)
وقال: قال البِرْزَالي: كان عالمًا بفنونٍ شتَّى من الفِقْهِ والأصلين، والنحو، وله يَدٌ في التفسير، وانتهت إليه رئاسة مذهبه. انتهى.
وذكره ابنُ فهد
(3)
، والبدراني
(4)
وغير واحد، وله مصنفاتٌ ذكر ابنُ العماد وابنُ رجب منها:"تفسير القرآن" كبير، و"شرح المقنع" في الفقه أربع مجلدات، ومصنفًا في "أصول الفقه"، و"شرح المحصول" لم يُتِمَّهُ، واختصر نصفه، وتعاليقُ كثيرة، ومُسَوَّدَات في الفقه والأصول وغير ذلك.
1337 - (ت 695 هـ): سِتُّ البهاء بنتُ الصَّدْرِ الخُجَنْدِيِّ، الحنبلية أمُّ محمَّد زوجة ابن المنجا، المتقدم قبلها
.
قال ابن العماد
(5)
: توفيت ليلةَ خامس شعبان سنة خمسٍ وتسعينَ وست مئة،
(1)
شذرات الذهب: 5/ 433.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 332.
(3)
ذيل طبقات الحفاظ: 92.
(4)
المدخل إلى مذهب الإِمام أحمد: 419.
(5)
شذرات الذهب: 5/ 433.
وصلي عليها مع زوجها عَقِبَ صلاة الجمعة بجامع دمشق، ودفنا بتربة بيت المنجا بسفح قاسيون. انتهى.
1338 - (ت 695 هـ): زينب بنت علي بن أحمد بن فضل الواسِطي، الحنبلية، الصالحية
.
قال ابن العماد
(1)
: وهي العابدةُ الزَّاهِدَةُ أمُّ مُحَمَّدٍ أخت إبراهيم المتقدم سنة اثنتين وتسعين وست مئة.
قال الذهبي: روت لنا عن الشيخ الموفق، وتوفيت في المحرم سنة خمسٍ وتسعين وست مئة وقد قاربت التسعين. انتهى.
1339 - (ت 696 هـ): عبد السَّلام بن محمَّد بن مزروع بن أحمد بن عزاز المصري، البصري، الفقيه، الحنبلي، المحدث، أبو محمَّد عفيف الدين، الحافظ، نزيل المدينة المنوّرة
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد بالبصرة في شوال سنة خمس وعشرين وست مئة، ورحل إلى بغداد فسمع بها من ابن قميرة وخلق، وتَفَقَّه على الشيخ كمال الدين بن وَضَّاح، ثم انتقل إلى المدينة المنوّرة النبوية، واستوطنها نحوًا من خمسين سنة إلى أنْ مات بها، وحج منها أربعين حجة على الولاء، وحدث بالكثير بالحجاز وبغداد ومصر ودمشق، وسمع منه جماعاتٌ منهم البِرْزالي، وابن الخباز، والحارثي، وتوفي يوم الثلاثاء بعد الصُّبْح سابعَ عشري صفر سنة ست وتسعين وست مئة، ودفن بالبقيع. انتهى.
وذكر له ابنُ رجب
(3)
ترجمةً حسنةً جدًا قال فيها: ذكره ابن الفرضي في "معجمه" وقال: إمامٌ عالمٌ، فاضلٌ، فقيهٌ، زاهد، عابدٌ، عارف بفنونِ العِلْمِ والأدب.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 430.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 435.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 434.
وقال البِرْزَالي: هو الشيخُ الإِمام الحافظ السَّيد القُدْوَة، عفيف الدين كان رجلًا، فاضلًا، عاقلاً، حسنَ الهيئة متدينًا، عارفًا بفنون الأدب، فقيهًا على مذهب أحمد مفتيًا فيه، سَمِعَ وحَدَّثَ. انتهى المراد منه.
1340 - (ت 696 هـ): عمر بن عبد الله بن عمر بن عوض المقدسي، الفقيه، الحنبلي، قاضي القضاة بالديار المِصْرِية، عز الدين أبو حفص
.
قال ابن العماد
(1)
: سمع من جعفر الهَمْدَاني، وابن رواح، وأفتى، وَدَرَّسَ وكان محمودَ القضايا، مشكورَ السيرة، متثبتًا في الأحكام، مليحَ الشكل، سمع منه الذهبي وقال عنه: إمامٌ جَمَّاعٌ للفضائل محمودُ القضايا، متثبتٌ، توفي بالقاهرة في صفر سنة ستًّ وتسعين وست مئة، ودفن بتربة الحافظ عبد الغني، وله سِتٌّ وستونَ سنة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بنحوه.
1341 - (ت 696 هـ): محمَّد بن حازم بن حامد بن حسن المقدسي، الحنبلي، شمس الدين أبو عبد الله
.
قال ابن العماد
(3)
: سمع من ابن صَصْري، والنَّاصح بن الحنبلي، وابن الزبيدي، وابن عساكر، والضِّياء الحافظ وأكثر عنه، وكانَ فقيهًا، فاضلًا، عابدًا، توفي في ذي الحجة سنة ستٍّ وتسعين وستَّ مئة بنابُلُس في رجوعه من زيارة المسجد الأقصى وهو في عشر الثمانين انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
وقال: كان كثير الذكر حسنَ السَّمْت، فقيهًا، فاضلًا، عابدًا، وحَدَّث بالكثير انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 436.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 335.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 436.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 336.
1342 - (ت 697 هـ): أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة النابلسي، الحنبلي، المفسر أبو العَبَّاس، شهاب الدين العابر
.
قال ابن شاكر في "فوات الوفيات"
(1)
ما مُلخصُه: كان إليه المنتهى في تعبير الرؤيا، واشتهر عنه في ذلك عجائب، ويخبر بأشياء، وكان بعض الناس يعتقد فيه الكشف والكرامات، وبعضهم يقول: كهانات وإلهامات، ولكل منهم في دعواه شبه وعلامات.
قال الذَّهَبي: حدثني الشيخ تقيُ الدين بن تيمية أنَّ شِهابَ الدين العابر كان له تابعٌ مِنَ الجِنّ يخبره بالمغيَّبات، وكان صاحبَ أورادٍ وتعبد، وما برح كذلك حتى مات، وكان عارفًا بالمذهب، وذكَّر، وَدَرَّسَ بالجَوْزِيَّة، وكان شيخًا، حسنَ البِشْرِ، وَافِرَ الحُرمة، مُعَظَّمًا في النفوس، أقام بمصر مُدَّة، وكانت وفاتُه بدمشقَ سنة سبعٍ وتسعينَ وست مئة. انتهى.
وقال ابن العماد
(2)
: ولد ليلة الثلاثاء ثالثَ عشر شعبان سنةَ ثمانٍ وعشرين وستَّ مئة بنابُلُسَ، وسَمِعَ بها من عمه التقي يوسُف، ومن الصَّاحب محيي الدين بن الجوزي، وسمع من سِبْط السِّلَفِي وغيره، وَرَحَل إلى مِصْرَ، ودمشق، والإِسْكَنْدَرِيَّة، وتفقه في المذهب.
قال الذهبي: فقيهٌ إمامٌ عالم لا يُدرك شأوُه في علم التعبير، توفي يوم الأحد تاسع عشري ذي القعدة سنةَ سبعٍ وتسعينَ وست مئة، ودفن بتربة أبي الطَّيِّب بباب الصغير، وحَضَر جنازَتَه الأمراء والقضاة، والأكابر. انتهى.
وذكر له ابن رجب
(3)
ترجمةً حافلةً جدًا قال فيها: تفقه في المذهب، وبرع في معرفةِ تعبير الرؤيا، وانفرد بذلك بحيث لم يشارك فيه، وكان النَّاسُ يَتَحَيَّرُون مِنْهُ، إذا
(1)
فوات الوفيات: 1/ 86.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 437.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 336.
عَبَّرَ الرؤيا لما يُخْبِرُ الرائي بأمورٍ جَرَتْ له، ورُبَّما أخْبَرَه باسمه وبلده ومنزله، ويكونُ من بلدٍ ناءٍ، وله في ذلك حكايات كثيرةٌ، غريبةٌ مشهورةٌ وهي من أعجب العجب. انتهى.
وقد ذكر له الذهبي مصنفًا كبيرًا في التعبير سَمَّاه "البدر المنير في التعبير" وآخر في الأحكام نفيس.
1343 - (ت 697 هـ): عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن محمَّد بن وَرِّيْدة - بفتح الواو وكسر الراء مشددة وياءٍ آخر الحروف ساكنة ودال مهملة - البغدادي المقرئ البزاز أبو الفرج، كمال الدين مسندُ العراق الفُوَيرِةُ، لقب بالفُوَيْرِه لحسن فَهْمِه وهو تصغير فارِه من الفروهة
.
قال ابن العماد
(1)
: قرأ القراآت على أحمد المَوْصِلِي، وسَمِعَ من أحمد بن صرما وجماعة، وأجاز له ابنُ طَبَرْزَد، وعبدُ الوَهَّاب بنُ سكينة وانتهى إليه عُلُو الإِسناد في القراآت والحديث، وتوفي في ذي الحجة سنة سبع وتسعين وست مئة وله ثمان وتسعون سنة ووقع في الهرم. انتهى.
وذكره ابنُ الجزري في "طبقات القراء"
(2)
وغيره.
1344 - (ت 697 هـ): عبد العزيز بن أبي القاسم بن عثمان بن عَبْد الوَهَّاب، البَابصْري، الفقيه، الحنبلي، الأديب، الصُّوفي عز الدين أبو محمَّد نزيل دمشق
.
ذكره ابن رجب
(3)
وقال: ولد في صفر سنة أربع وثلاثينَ وست مئة ببغداد، وسمع بها من أبي الفضل يحيى بن محمَّد بن الأجلّ، وإبراهيم بن أبي المفاخر الخَيَّاط، وبدمشق من ابن الصَّيْرَفِي الفقيه وغيره، وأجاز له عبدُ الصَّمَد بنُ أبي الجَيْش، والداعي الرشيدي.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 438.
(2)
غاية النهاية: 2/ 372.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 338.
قال الذَّهَبِي: سكن دمشقَ، وأقام بالخانقاه، وكانَ فقيهًا، عالمًا صالحًا.
وقال في تاريخه: كان عارفًا بالفقه، بصيرًا، بالأدب والشعر وأيام الناس، ضَعُفَ بَصَرُهُ وطلب من الجماعة أن يَسْمَعُوا منه شيئًا لتنالَه بَرَكَةُ الحديث.
وقال البِرْزَالي في معجمه: كان له نظمٌ جَيَّدٌ، ومعرفَةٌ بالتاريخ، وكتب لنفسه استجازاتٍ منظومةً، وأجابه جماعةٌ من الشُّيوخ نظمًا، منهم ابنُ وضاح وأبو اليمن بن عساكر، وكان فقيهًا، فاضلًا، من أعيان الحنابلة. توفي يوم الأحد سابع عشر شوال سنة سبعٍ وتسعينَ وست مئة، ودُفِنَ من الغد ضحى بمقابر الصُّوفية. انتهى.
وذكره الصَّفَدي في "أعيان العصر"
(1)
، وله كُتبٌ منها "نزهة الناظر وتحفة المسامر".
1345 - (ت 697 هـ): عائشة بنت المجد عيسى بن الموفق الشَّيْخ المَقْدِسي، الحنبلية
.
قال ابن العماد
(2)
: هي مباركةٌ، صالحةٌ عابدةٌ.
قال الذَّهَبي: روت لنا عن جَدِّها، وابنِ راجح، وعاشت ستًا وثمانينَ سنة، وتوفيت سنة سبع وتسعين وست مئة. انتهى.
وذكرها الزركلي
(3)
.
1346 - (ت 697 هـ): محمَّد بن علي بن أحمد بن خطيل الحنبلي، أبو عبد الله، الصالحين، شمس الدين، المعروف بابن الواعظي، المسند، المعمر
.
قال الذهبي: ولد سنة عشر وست مئة، وسَمِعَ من طائفة كثيرة وروى الكثير، وانفرد في زمانه، وتوفي سنة سبع وتسعين وست مئة وله سبعٌ وثمانونَ سنة. انتهى.
(1)
أعيان العصر وأعوان النصر (خ): 2/ 99.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 438.
(3)
الأعلام: 3/ 241.
1347 - (ت 698 هـ): أحمد بن محمَّد بن الأَنْجب بن الكسَّار الواسطي الأصل، البغدادي، المحدث، الحافظ، صدر الدين، أبو عبد الله، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة ستٍّ وعشرينَ وست مئة، وسمعَ ببغداد من ابن قميرة وغيره، وبواسط من الشريف الداعي الرشيدي، وقرأ الكثير من الكتب والأجزاء، وعُنِيَ بالحديث، وكانت له معرفةٌ حسنةٌ به.
قال الذَّهَبِيُّ: قال لنا الفرضي: كان فقيهًا، محدثًا، حافظًا، له معرفةٌ، وقال الذهبي: وبلغني أَنَّه تكلَّم فيه وهو متماسك، وله عمل كثير في الحديث، وشهرةٌ بطلبه.
وقال ابنُ رجب: كان رحمه الله زريَّ اللِّباس، وسخَ الثياب، على طريقة أبي محمَّد بن الخشاب النحوي كما سبق ذكره، وكانَ بعضُ الشيوح يتكلم فيه ونسبه إلى التهاون في الصلاة، وكان الدقوقي يقول: إنَّهم كانوا يحسدونه لأَنَّه كان يبرز عليهم في الكلام في المجالس، والله أعلم بحقيقة أمْرِه، سمع منه خَلقٌ من شيوخنا وغيرهم، وتوفي في رجب سنة ثمان وتسعين وست مئة، ودُفِنَ بمقبرة باب حرب. انتهى.
1348 - (ت 698 هـ): محمَّد بن سليمان بن حسن البلخي ثم المقدسي، الحنبلي، جمال الدين، أبو عبد الله الإِمام العَلَّامة، المُفَسِّر، مُدَرِّسُ العَاشُورِيَّة بالقاهرة، المعروف بابن النَّقِيْب
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد سنة إحدى عشرة وست مئة، وقَدِمَ مصرَ فسمعَ بها من يوسف بن المخيلي، وكان إمامًا، زاهدًا، عابدًا، مقصودًا، بالزيارة متبركًا به، أمارًا بالمعروف، نَهَّاءً عن المنكر كبير القدر، توفي في المحرم سنة ثمانٍ وتسعينَ وست مئة ببيت المقدس. قاله في "العبر". انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 441.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 442.
وذكره ابن شاكر في "ذوات الوفيات"
(1)
، والعليمي في "الأنس الجليل"
(2)
بما ملخصه: أصله من بلخ، ومولده في القدس سنة إحدى عشرة وست مئة، وانتقل إلى القاهرة فأقرأ في بعض مدارِسها، وعاد إلى القدس فتوفي فيها، وله تفسير القرآن، وهو حافلٌ كبيرٌ يقارب مئة جزء. وقال في "هدية العارفين"
(3)
: اسم تفسيره "التحرير والتحبير لأقوال أئمة التفسير في معاني كلام السميع البصير" في خمسين مجلدًا.
1349 - (ت 698 هـ): عبد الحافظ بن بدران بن شبل المقدسي، النابلسي، الحنبلي، عماد الدين صاحب المدرسة، بنابُلُس
.
قال ابن العماد
(4)
: روى عن الموفق، وابن راجح، وموسى بن عبد القادر، وجماعة، وطال عمره، وقُصِد بالزيارة، وتفرد بأشياء، وتوفي في ذي الحجة سنة ثمان وتسعين وست مئة. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(5)
بأتَمَّ مما هنا.
1350 - (ت 698 هـ): هبة الله بن علي بن عبد الله بن محمَّد بن أحمد السَّامَرَّي الأصل، البغدادي، الأَزَجي، الحنبلي، كمال الدين أبو غالب بن أبي القاسم. تقدم ذكر جَدِّهِ
.
أما هبةُ الله هذا؛ فقال ابنُ رجب
(6)
: ولد سنة ست عشرة وست مئة، وسمع من محاسن الحراني وابن القُبَّيْطي، وحَدَّث وسمع منه ابنُ شامة، والفرضي، وقال في معجمه: كان شيخًا، عالمًا، فقيهًا، زاهدًا، عابدًا، جليلًا، ثِقَةً، من بيت العلم والحديث، وتوفي ببغداد سنة ثمان وتسعين وست مئة. انتهى.
(1)
فوات الوفيات: 3/ 382.
(2)
الأنس الجليل: 2/ 217.
(3)
هدية العارفين: 2/ 139.
(4)
شذرات الذهب: 5/ 442.
(5)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 341.
(6)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 340.
1351 - (ت 699 هـ): أحمد بن سُليمان بن أحمد بن إسماعيل بن عطاف، المَقْدِسي، ثم الحراني، الحنبلي، المقرئ، أبو العَبَّاس
.
قال ابن العماد
(1)
: روى عن القزويني وابن رُوْزْبَه، ووالده الفقيه أبي الربيع، وتوفي في جمادى الآخرة سنة تسعٍ وتسعينَ وست مئة، وله أربع وثمانون سنة. انتهى.
1352 - (ت 699 هـ): أحمد بن محمَّد بن حمزة بن منصور الهَمْدَاني، الطبيب، الحنبلي، نجم الدين أبو العَبَّاس
.
قال ابن العماد
(2)
: روى عن الزبيدي، ومات بِدُوَيْرَة حمد في رمضان سنة تسعٍ وتسعينَ وست مئة. انتهى.
1353 - (ت 699 هـ): داود بن عبد الله بن كوشيار الفقيه، الحنبلي، المناظر، شرف الدين أبو أحمد
.
قال ابن العماد
(3)
: كان بغداديًا، فقيهًا، مناظرًا، عارفًا بالفقه، وله تصانيفُ في الفقه، والأصول، وغيرها، توفي في حدود سنة تسعٍ وتسعينَ وست مئة. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(4)
وقال: كان فقيهًا، بارعًا، عارفًا بالفقه، والأصلين، دَرَّسَ ببغداد بالمدرسة المُستعصِمِيَّة، ثم دَرَّسَ بالمستنصِرِيَّة بعد وفاة نور الدين البَّصري المتقدم ذكره، وتوفي فيما يغلِبُ على ظَنِّي بعد التسعين وست مئة. انتهى.
وذكر له ابنُ العماد وابن رجب تصانيفُ منها: كتاب "الحاوي في أصول الفقه"، وكتاب "تحرير الدلائل في أصول الدين".
1354 - (ت 699 هـ): عبد الله بن عبد الولي بن جبارة بن عبد الولي
،
(1)
شذرات الذهب: 5/ 443.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 444.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 447.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 344.
المقدسي، ثم الصالحي، الحنبلي، تقي الدين أبو محمَّد.
قال ابن العماد
(1)
: قال الذَّهَبِيُّ: إمامٌ، مُفتٍ، مدرسٌ، صالحٌ، عارفٌ بالمذهب، متبحر في الفرائض، والجبر، والمقابلة، كبيرُ السن، توفي في العشر الأوسط من ربيعٍ الآخر سنة تسع وتسعين وست مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بمثله.
1355 - (ت 699 هـ): أبو بكر بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المنعم، النَّابُلُسِيُّ، الفقيهُ، الحنبليُّ، سيفُ الدين أبو بكر بن الشِّهاب أبي العَبَّاس
.
قال ابن العماد
(3)
: كان مولِدُه سنةَ سبعينَ وست مئة، وروى عنه الذهبي في معجمه وقال: كان فقيهًا، حنبليًا، مناظرًا، صالحًا، يَتَوَسْوَسُ في الماء، سمع بمصر جماعةً، وتَفَقَّهَ على ابن حمدان، وسمع بدمشق بعد الثمانين، وسمع معنا كثيرًا، وكان مطبوعًا، عارفًا بالمذهب، مناظرًا، ذكيًا، حسنَ المذاكرة، عُدِمَ في الفتنة سنة تسعٍ وتسعينَ وست مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
بنحوه.
1356 - (ت 699 هـ): عُبَيْدُ الله بن أحمد بن عمر المقدِسي، العَلَّاف، الحنبلي بن جمال الدين أبي حمزة
.
قال ابن العماد
(5)
: روى عن جعفر الهَمْدَاني، وكريمة، وتوفي سنة تسع وتسعينَ وست مئة. انتهى.
1357 - (ت 699 هـ): علي بن عبد الرَّحمن بن أبي عمر المَقْدِسِيُّ الحَنْبَلِيُّ الشيخ أبو الحسن بن الشيخ شمس الدين
.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 442.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 341.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 340.
(4)
شذرات الذهب: 5/ 443.
(5)
شذرات الذهب: 5/ 444.
قال ابن العماد
(1)
: قتله التتار على مرحلتين من البيرة بالجامع المظفري، سنة تسعٍ وتسعين وست مئة. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(2)
وقال: قال البِرْزَالي: كانَ رجلًا، حسنًا، دَرَّسَ بحلقة الحنابلة بجامع دمشق، وبمدرسة الشيخ أبي عمر، وأَمَّ بالجامع المظفري. انتهى.
1358 - (ت 699 هـ): علي بن أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقْدِسي، الحنبلي، أبو الحسن، قَيِّم جامع الجبل
.
قال ابنُ العماد
(3)
: اعتنى بالرِّواية قليلًا، وكتب أجزاء، وسمعَ من البهاء عبد الرَّحْمَن، وابن صباح، وببغداد من ابن الكاشغري، وطائفة، وكان صالحًا، كثيرَ التلاوة، وعَذَّبَه التتار إلى أن مات شهيدًا سنةَ تسعٍ وتسعينَ وست مئة، وله اثنتان وثمانون سنة. انتهى.
1359 - (ت 699 هـ): محمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يوسف البَعْلَبَكَّي، الحنبلي، شمس الدين المفتي، المتفنن ابن فخر الدين الإِمام
.
قال ابن العماد
(4)
: هو أحد الموصوفين بالذكاءِ المفرط، وحسنِ المناظرة، والتقدمِ في الفقه وأصوله، والعربية، والحديث، وغير ذلك. قاله الذهبي.
وقال ابنُ رجب: ولد في أواخر سنة أربع وأربعينَ وست مئة، وسمع الكثير من خطيب مردا، وشيخ شيوخ حَمَاة، وابن عبد الدائم، والفقيه اليونيني وغيرهم، وتَفَقَّه، وبرع، وأفتى، وناظر، وحفِظ عِدَّةَ كتبٍ، ودَرَّسَ بالمسمارية، والجامع.
وقال البِرْزَالي: كان من فضلاء الحنابلة في الفقه، والأصول، والنَّحْوِ، والحديث، والأدب وله ذهنٌ جَيَّدٌ، وبحثٌ فصيحٌ، ودَرَّسَ وأعاد، وأفتى، وروى
(1)
شذرات الذهب: 5/ 450.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 343.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 451.
(4)
شذرات الذهب: 5/ 452.
الحديث، وتوفي ليلة الأحد بين العشاءين تاسعَ رمضان سنة تسعٍ وتسعينَ وست مئة، ودفن بمقابر توما قِبْلي مقبرة الشيخ رسلان. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
وقال: قال الذَّهَبِيُّ: طلبَ الحديث، وقرأ، وَعَلَّقَ، ولم يتفرغ له، كانَ مشغولًا بأصول المذهب وفروعه، حضرت بحوثه مع شيخنا ابن تيمية، ولي منه إجازةٌ.
1360 - (ت 699 هـ): محمَّد بن يوسف بن إسماعيل المقدسي، الحنبلي الشاهد، موفق الدين
.
قال ابن العماد
(2)
: قال الذهبي: حدثنا عن ابن المُقَيَّر، ومات في شعبان سنة تسعٍ وتسعينَ وست مئة عن خمسٍ وسبعينَ سنة. انتهى.
1361 - (ت 699 هـ): محمَّد بن علي بن أحمد بن فضل، الصالحي، الحنبلي، شمس الدين بن الواسطي
.
قال ابن العماد
(3)
: سمع حضورًا من المُوَفَّق، وموسى بن عبد القادر، وابن راجح، وسمع من ابن البُنِّ، وابن أبي لقمة، وطائفة، وتوفي بمارستان البلد، في رجب سنة تسع وتسعين وست مئة بعد أن قاسى الشدائد، وكان قليلَ العِلْمِ خَيَّرًا، ساكنًا، قاله الذَّهَبِيُّ. انتهى.
1362 - (ت 699 هـ): أحمد بن محمَّد بن محمَّد بن أبي الفتح الصَّالحِي، الحداد، الحنبلي، أبو العَبَّاس
.
روى عن أبي القاسِم بن صَصْرَى، وابن الزبيدي، وأجاز له الشيخ الموفق، هلك في الجبل فيمن هلك سنة تسعٍ وتسعينَ وست مئة. قاله ابن العماد
(4)
.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 341.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 454.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 453.
(4)
شذرات الذهب: 5/ 444.
1363 - (ت 699 هـ): محمَّد بن عبد القوي بن بدران بن سعد الله المقدسي، المرداوي، الصَّالحي، الحنبلي، أبو عبد الله شمس الدين العَلَّامة
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة ثلاثين وست مئة بمردا وسمع الحديث من خطيب مردا، وعثمان بن خطيب القَرافة، وابن عبد الهادي وابن خليل وغيرهم، وتَفَقَّه على الشيخ شمس الدين بن أبي عُمَر، وغيره وبَرع في العربية واللغة، واشتغل، ودَرَّسَ، وأفتى، وصَنَّف.
قال الذهبي: كانَ حسنَ الديانة، دمثَ الأخلاق، كثيرَ الإِفادة، مطرحًا للتكلف، وليَ تدريسَ الصاحِبِيَّة مدةً، وكان يحضرُ دار الحديث، ويشغل بها وبالجبل، وله حكاياتٌ ونوادر، وكان من محاسن الشيوخ، قال: وجلست عنده، وسمعت كلامَه، ولي منه إجازة.
وقال ابن رجب: وممن قرأ عليه العربية الشيخُ تقي الدين ابنُ تيمية، وحَدَّث وروى عنه إسماعيل بن الخباز في مشيخته، وتوفي ثاني عشر ربيع الأول سنة تسعٍ وتسعينَ وست مئة، ودفن بسفح قاسِيون. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بنحوه، وله مصنفات ذكر ابنُ العماد، وابن رجب، والبَدْراني، منها: القصيدة الطويلة "الدالة في الفقه"، وكتاب "مجمع البحرين على المقنع" لم يُتِمَّهُ، وكتاب "الفروق"، و"طبقات الأصحاب"، وله منظومةٌ في الآداب صغرى وأخرى كبرى، و"الفوائد" تبلغ خمسةَ آلافِ بيت، وكتاب "النعمة" جزآن، ونظم "المفردات" وكلها على روي الدال.
وذكر الزِّرِكْلِي
(3)
في "أعلامه" نقلًا عن فهرست الكتبخانة أنَّ له منظومةً في المواعظ.
(1)
شذرات الذهب: 5/ 452.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 342.
(3)
الأعلام: 6/ 214.
1364 - (ت 700 هـ): أحمد بن محمَّد بن سعد بن عبد الله المقدسي، الحنبلي، عماد الدين أبو العَبَّاس، الصالحي
.
قال ابن العماد
(1)
: هو شيخٌ صالحٌ مشهورٌ، روى عن القزويني، وابن الزبيدي، وجماعة، وروى الكثير، وتوفي في المحرم سنة سبع مئة وله ثلاثٌ وثمانونَ سنة. انتهى.
1365 - (ت 700 هـ): أحمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمَّد بن قُدامة، المقدسي، الصالحي، الحنبلي، عز الدين أبو العباس بن عماد الدين
.
قال ابنُ العماد
(2)
: روى عن الشيخ الموفق، وابن أبي لُقمة، وابن راجح، وموسى بن عبد القادر، وطائفة، وخَرَّجَ له مشيخة سمعها خَلْقٌ، وزارَهُ نائبُ السُّلْطَان، وتوفي في ثالث المحرم سنة سبع مئة وله ثمانٌ وثمانونَ سنة. انتهى.
1366 - (ت 700 هـ): إسماعيل بن عبد الرحمن بن عمر المرداوي، الصالحي، الحنبلي، أبو الفِداء، عز الدين العدل، المسند الكبير بن الفَرَّاء
.
قال ابن العماد
(3)
: روى عن الموفق، وابن راجح، وابن البُنِّ، وجماعة، روى الصَّحيح مَرَّاتٍ وكان صالحًا، متعبدًا، قاسى الشدائد عام أوَّل، واحترقت جميعُ أملاكه، وتوفي في سادس جمادى الآخرة سنة سبع مئة، وله تسعونَ سنة، قاله الذَّهَبِيُّ في "العِبَر". انتهى.
- (ت 700 هـ): عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن المجلخ، يأتي سنة إحدى وسبع مئة إن شاء الله تعالى. [انظر: 1374].
(1)
شذرات الذهب: 5/ 455.
(2)
شذرات الذهب: 5/ 455.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 455.
تابع هذا القرن ممن لم أظفر لهم بتاريخ وفاة
- عبد الرحيم بن المبارك بن الحسن بن طراد البَامَاوَرْدِي، الحنبلي، المعروف بابن القابلة. [انظر: 1020].
ذكره ياقوت الحموي في "معجم البلدان"
(1)
وقال: هو من ساكني قطيعة العجم بباب الأَزَج من بغداد انتهى.
وقد تقدمت ترجمة أبيه أبي النجم المبارك، وأخيه أبي القاسم، قد ذكرته في سنة خمس عشرة وست مئة.
1367 - عبد الرحمن بن طلحة بن مظفر بن غانم العَلْثِي، الحنبلي
.
تقدمت ترجمةُ والده، أما هذا فقال الحَمَوي في "معجم البلدان"
(2)
: سمع الحديث ورواه. انتهى.
وذكره ابن العماد
(3)
في ترجمة إسماعيل بن جمعة المتوفى سنة خمس وثمانين وست مئة، وقال: سمع إسماعيل هذا من جمال الدين عبد الرحمن بن طلحة بن غانم العَلْثي "فضائلَ القدس" لابن الجوزي انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
في ترجمة أبيه، وقال: هو أبو الفرج عبد الرحمن بن طلحة، كان قدوةً، صالحًا، سمع الحديث وحدث. انتهى.
(1)
معجم البلدان: 1/ 330، وقد تقدم برقم (1020) فيمن لم يظفر المؤلف لهم بوفاة في نهاية القرن السادس.
(2)
معجم البلدان: 4/ 146.
(3)
شذرات الذهب: 5/ 391.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: في ترجمة أبيه طلحة بن مظفر: 1/ 391.
1368 - مكارم بن طَلْحَة بن مُظَفَّر بن غانم العَلْثِي، الحنبلي، أخو المتقدم قبله
.
ذكره ياقوت الحموي في "معجم البلدان"
(1)
وقال: سمع الحديث. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
في ترجمة والده وقال: سمع الحديث ورواه.
1369 - مظفر بن طَلْحَة بن مُظَفَّر بن غانم العَلْثِي، الحنبلي
.
ذكره ابن رجب
(3)
في ترجمة أبيه وقال: سمع الحديث ورواه ولم يزد على ذلك.
1370 - الحسن بن الحسن بن أحمد بن أبي الحسن بن دُوَيْرَة البَصْرِي، أبو محمَّد الحنبلي، جمال الدين
.
ذكره ابن رجب
(4)
في ترجمة والده وقال: سمع ببغداد متأخرًا سنة إحدى وخمسين، من أبي منصور بن الهبي التاجر، ولم يزد على ذلك.
1371 - عمر بن دُوَيْرَة الحنبلي
.
ذكره ابن رجب
(5)
وقال: رأيتُه في صِبَاي ببغداد، وكان مُعيدًا بالمُسْتَنْصِرِيَّة، ويلقب بأبي حفص، وهو رجلٌ صالحٌ، عالمٌ، من أصحابنا. انتهى.
1372 - يحيى بن نصر بن عبد الرزاق بن عبد القادر بن أبي صالح، الجِيْلِي، البغدادي، الفقيه، الحنبلي، الواعظ
.
(1)
معجم البلدان: 4/ 146.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: في ترجمة أبيه طلحة بن مظفر: 1/ 391.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: في ترجمة أبيه طلحة بن مظفر: 1/ 391.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: في ترجمة أبيه الحسن بن أحمد: 2/ 255.
(5)
ذيل طبقات الحنابلة: في ترجمة الحسن بن أحمد بعد ترجمة ابنه الحسن: 2/ 255.
ذكره ابن رجب
(1)
وقال: روى الدمياطي في "معجمه" عن يحيى بن نصر هذا عن أحمد بن صِرْما ولم يذكر وفاته. انتهى.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: في ترجمة محمَّد بن نصر: 2/ 266.
مبدأ القرن الثامن
1373 - (ت 701 هـ): عبد الله بن عمر بن أحمد بن عمر، المَقْدِسي الحنبلي، تقي الدين ابن خطيب زملكا
.
قال ابن حجر في "الدُّرَر الكامنة"
(1)
: روى عن إبراهيم بن خليل، وكان ديِّنًا خيِّرًا، مات بقرية زَمَلْكا من غوطة دمشق، سنة إحدى وسبع مئة. في شهر رجب. انتهى.
1374 - (ت 701 هـ): عبد الرحمن بن سليمان بن عبد العزيز بن المجلخ، الحَرَّاني البغداديُّ الحنبليُّ، مفيد الدين الضرير أبو محمَّد
.
قال في "الدُّرَر"
(2)
: سمع من المجد ابن تيمية، وفضل ابن الجِيْلي وغيرهما، وتفقه، وتقدم إلى أن صار عين الحنابلة ببغداد في زمانه، ومهر في الفقه والعربية والحديث. قرأ عليه الدَّقُّوقي وجماعة، ومات أول القرن. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
وقال: هو معيد الحنابلة بالمستنصرية، وبلغني أنه توفي سنة سبع مئة.
وكذا ابن العماد
(4)
أرَّخه سنة سبع مئة.
1375 - (ت 701 هـ): أحمد بن الحسين بن بدر بن أحمد بن شيخ السَّلاميَّة، ضياء الدين الحنبلي
.
(1)
الدُّرَر الكامنة: 3/ 60.
(2)
الدُّرر الكامنة: 3/ 117.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 344.
(4)
شذرات الذهب: 5/ 457.
ذكره ابن كثير في "تاريخه"
(1)
وأرَّخَ وفاته سنة إحدى وسبع مئة في شهر ذي القعدة. وهو والد القطب موسى الآتي.
1376 - (ت 701 هـ): إسماعيل بن نصر بن بردس البَعْلي الحنبلي
.
قال في "الدُّرَر"
(2)
: ذكره الحافظ أبو الحسين بن أيبك فيمن توفي في السادس والعشرين من المحرم، سنة إحدى وسبع مئة، وقال دفن بقاسِيُون. سمع من مكي بن علان، ولم يحدث. انتهى.
1377 - (ت 701 هـ): أحمد بن عبد الغني بن حازم، الجَمَّاعيلي الحنبلي
.
قال في "الدُّرَر"
(3)
: سمع من خطيب مَرْدا، ومات في ربيع الآخر، سنة إحدى وسبع مئة. انتهى.
1378 - (ت 701 هـ): علي بن عبد الغني بن الفخر، ابن تَيْمِيَّة، الشاهد الحنبلي
.
قال ابن حَجَر
(4)
: ولد سنة تسع عشرة وست مئة، وسمع الموفَّق عبد اللطيف، وأبا الحسن بن رُوْزْبَه وغيرهما، وجلس في الشهود، وكان عاقلًا مرضيَّ الطريقة، مات في سابع عشر شهر ربيع الآخر، سنة إحدى وسبع مئة. انتهى.
وقال ابن العماد
(5)
: قال الذهبي: حَدَّثنا عن الموفَّق عبد اللطيف، وابن رُوْزْبه. ومات عن اثنتين وثمانين سنة، ويُكْنى أبا العلاء. توفي سنة إحدى وسبع مئة. انتهى.
وذكره السُّيُوطي في "حسن المحاضرة"
(6)
.
(1)
البداية والنهاية: 14/ 20.
(2)
الدُّرر الكامنة: 1/ 456.
(3)
الدُّرر الكامنة: 1/ 204.
(4)
الدُّرر الكامنة: 4/ 74.
(5)
شذرات الذهب: 6/ 2.
(6)
حسن المحاضرة: 1/ 387.
1379 - (ت 701 هـ): عبد الرحمن بن علي بن عبد الغني ابن تيميَّة، الحَرَّاني الحنبلي، أبو القاسم بن أبي العلاء المتقدم قبله جمال الدين
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(1)
: توفي سنة إحدى وسبع مئة.
1380 - (ت 701 هـ): أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المؤمن بن أبي الفتح، الصُّوري تقي الدين الصَّالِحِي الحنبلي
.
قال ابن حجر
(2)
: ولد سنة سبع عشرة وست مئة. وحضر على المُوَفَّق بن قُدامة، وهو خاتمة أصحابه، وسمع من ابن أبي لقمة وابن صصرى، والقَزْويني، والبَهاء عبد الرحمن وغيرهم، وسمع منه الجمُّ الغفير، وحدَّث عنه حفيده علي بن عمر بن أحمد بن عبد الرحمن وآخرون، وحدَّث بالكثير. ومات في سنة إحدى وسبع مئة، في جمادى الآخرة، وخرّج له المُقَاتِلي مشيخة حدَّث بها، وحدث عنه من القدماء إسماعيل بن الخَبَّاز والبِرْزالي، والوَاني، والمُقاتِلى وغيرهم. انتهى.
وذكره ابن العماد
(3)
بنحوه.
1381 - (ت 701 هـ): أحمد بن محمَّد بن الحسين بن عمر، أبو العباس الفَيْرُوزْآباديُّ الأصل، ثم الصَّالحي الحنبلي، المعروف بابن غلش البناء المهندس المقري
.
ذكره ابن الجَزَري في "الغاية"
(4)
وقال: ولد بعد السبعين وست مئة، وسمع من ابن البخاري وغيره، وكان إمامًا مقرئًا، شيخًا صالحًا، كثير التِّلاوة، صحيح السماع. أثنى عليه ابن رافع، وتوفي يوم الأحد، الثامن أو التاسع من المحرم، سنة إحدى وسبع مئة، ودفن بتربة الشيخ الموفق ابن قدامة. انتهى.
(1)
الدُّرر الكامنة: 3/ 127.
(2)
الدُّرر الكامنة: 1/ 196.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 3.
(4)
غاية النهاية: 1/ 111.
1382 - (ت 701 هـ): محمَّد بن عثمان بن أسعد بن المُنَجَّا بن بركات بن المؤمَّل، التَّنُوخي الحنبلي، وجيه الدين أبو المعالي
.
قال ابن العماد
(1)
: هو أخو الشيخ زين الدين ابن المنجا، ولد سنة ثلاثين وست مئة، وسمع من جعفر الهَمَذاني، والسخاوي وخلق، وكان شيخًا فاضلًا كثير المعروف والصَّدقات والبِرَّ، والتواضع للفقراء، مُوْسِعًا عليهم، مُوْسَعًا عليه في الدنيا، له هيبةٌ وسطوةٌ وجلالةٌ. بني بدمشق دار قرآن معروفة به قريبة من مدرسة الخَاتُونِيَّة الحنفية الجوانيَّة ودَرَّس في أول عمره بالمِسْمارِية والصَّدْرِيَّة، ثم تركهما لولده، فمات في حياته، ووَلي نظر الجامع فأحسن السيرة فيه، وحدّث وروى عنه جماعةٌ. وتوفي في شعبان سنة إحدى وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بنحوه، وابن حجر في "الدُّرَر"
(3)
وقال: تفقَّه ودَرَس، وكان كثير المال والبِرَّ، أنشأ دار القرآن بدمشق، ورباطًا بالقَدْس، وباشر نظر الجامع الأموي متبرعًا، مع الدين والصِّيانة، والمهابة والحرمة، والمسارعة إلى الخير والشهامة، وكان مع سعة ثروته مقتصدًا في أموره. انتهى.
1383 - (ت 701 هـ): محمَّد بن عبد الولي بن أبي بكر بن خَوْلان البَعْلي، أمين الدين بن بهاء الدين، الفقيه الحنبلي، المقرئ المحدِّث، التاجر أبو عبد الله
.
قال ابن العماد
(4)
: ولد سنة أربعٍ وأربعين وست مئة، وسمع من الشيخ عبد الرحمن بن أبي عمر، وابن عبد الدائم وجماعةٍ، وقرأ ونظر في علوم الحديث. قال الذهبي: سمعت منه ببَعْلَبَكَّ، والمدينة، وتبوك، وكان من خيار الناس وعلمائهم، فقيهًا محدِّثًا، متقنًا صالحًا عَدْلًا، ملازمًا للتحصيل. توفي في شعبان، سنة إحدى وسبع مئة ببَعْلَبَك. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 6/ 3.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 347.
(3)
الدُّرر الكامنة: 5/ 289.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 3.
وذكره ابن رجب
(1)
، وابن حجر في "الدُّرر"
(2)
وقال: روى عن الفقيه اليُونيني، وله مصنفات. قال الذهبيُّ منها: كتاب "العُدَّة القوية في اللغة التركية" جوَّده.
1384 - (ت 701 هـ): علي بن محمَّد بن أحمد اليُونيني، الحنبلي البَعْلَبَكِّي، الحافظ شرف الدين أبو الحسين، ولد سنة إحدى وعشرين وست مئة، في حادي عشر رجب ببَعْلَبَكّ
.
قال الذَّهبي
(3)
: حدثنا عن البهاء حضورًا، وابن صباح، وابن الزَّبِيْدي وعدةٍ، ودَرَّس وأفتى. وقال البِرْزالي: كان شيخًا جليلًا حسن الوجه بهيَّ المنظر، له سَمْتٌ حسنٌ، وعليه سكينةٌ، ولديه فضلٌ كثير، فصيح العبارة، حسن الكلام، له قَبُولٌ من الناس، وهو كثير التودُّد إليهم، قاضٍ للحقوق. قال ابن رجب: سمع منه خلقٌ من الحُفَّاظ والأئمة، وأكثر عنه البِرْزالي والذَّهبي. وتوفي ليلة الخميس حادي عشر رمضان، سنة إحدى وسبع مئة ببَعْلَبَك، وكان مَوْته شهادة، فإنه رحمه الله دخل إليه يوم الجمعة خامس رمضان، وهو في خزانة الكتب بمسجد الحنابلة شخص، فضربه بعصًى على رأسه مرَّاتٍ، وجرحه في رأسه بسكين، فاتقى بيده، فجرحه فيها، فأُمسك الضَّاربُ وضُرب وحُبس، فأظهر الاختلال، وحمل الشيخ إلى داره، فأقبل على أصحابه يحدثهم، وينشدهم على عادته، وأتم صيام يومه، ثم حصل له بعد ذلك حمى، واشتدَّ مرضه حتى توفي في التاريخ المذكور. قاله ابن العماد.
وذكر له ابن رجب
(4)
ترجمة حافلةً قال فيها: خرَّج له ابن أبي الفتح البعلي النحوي "مشيخةً" في ثلاثة عشر جزءًا.
وذكره ابن حجر في "الدُّرَر"
(5)
، وغير واحد.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 347.
(2)
الدُّرر الكامنة: 5/ 285.
(3)
معجم الشيوخ: 2/ 40.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 345.
(5)
الدُّرر الكامنة: 4/ 116.
1385 - (ت 701 هـ): داود بن حمزة بن عمر بن الشيخ أبي عمر المقدسي، ناصر الدين الحنبلي
.
قال ابن حجر في "الدُّرَر"
(1)
: ولد سنة تسع وعشرين وست مئة، وهو أخو الشيخ سليمان بن حمزة القاضي، لَقَّن الناس، وأم بالمسجد العتيق، وحدَّث عن ابن اللَّتي، وجعفر، والضِّياء،، وكريمة. وكان ذا دينٍ وشهامةٍ، وصَدْعٍ بالحقِّ. مات في شهر صفر سنة إحدى وسبع مئة. انتهى.
1386 - (ت 701 هـ): يوسف بن محمَّد بن علي القباقبي، مجد الدين الحنبلي
.
قال ابن حجر
(2)
: كان ناظر الفتوحات بدمشق، وطُلب في سنة خمسٍ وتسعين إلى مصر، وعُزل من مناصبه، وصُوْدر ثم أعيد. وكان فاضلًا، له أدبٌ ونظمٌ. مات في جمادى الأولى سنة إحدى وسبع مئة بالقاهرة. انتهى.
1387 - (ت 701 هـ): أحمد بن عبد الله بن نصر الله بن رسلان البعلي
.
ذكره ابن حجر في "الدرر"
(3)
وقال: روى عن ابن الزبيدي وابن اللتي وابن المقير، وغيرهم، وكان خَيِّرًا، مات في سابع ذي القعدة سنة إحدى وسبع مئة.
1388 - (ت 702 هـ): عبد العزيز بن محمَّد بن يحيى، الصَّيْرفي الحَرَّاني، الدمشقي الحنبلي
.
قال ابن حجر
(4)
: مات في أواخر صفر، سنة اثنتين وسبع مئة. انتهى.
1389 - (ت 702 هـ): علي بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة بن سلطان بن سرور بن رافع بن حسن بن جعفر
، المَقْدسيُّ النَّابُلُسيُّ، الفقيه الحنبلي،
(1)
الدُّرر الكامنة: 2/ 222.
(2)
الدُّرر الكامنة: 6/ 245.
(3)
الدرر الكامنة: 1/ 217.
(4)
الدُّرر الكامنة: 3/ 182.
الإِمام، فخر الدين أبو الحسن بن جمال الدِّين المتقدَّم.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة ثلاثين وست مئة بنابُلُس، وسمع من الجُمَعَّيْزِي، وابن رواح بمصر، ومن سِبْط السَّلَفي بالإِسكندرية، ومن خطيب مَرْدا، ومحيي الدين ابن الجوزي لمّا قدم الشام رسولًا. قال البِرْزالي: كان شيخًا صالحًا، عالمًا كثير التواضع، محسنًا إلى الناس، أقام يفتي بنابُلُس مدة أربعين سنةً. وقال الذَّهبي: كان عارفًا بالمذهب، ثقةً صالحًا ورعًا، سمعت منه بنابُلُس. توفي ليلة الأحد مستهل المحرم، سنة اثنتين وسبع مئة بنابُلُس. انتهى.
وذكره ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
وقال: دَرَّس وأفتى، مع الدِّين والخير والتَّواضع، وكان السَّيف ابن أخيه يتغالى فيه ويعظَّمه، ويقول: لم يكن في أصحاب العماد مثلُه.
1390 - (ت 702 هـ): محمَّد بن عبد الرحمن بن إسماعيل، الجَزِيْريُّ الحنبليُّ، جمال الدين التاجر
.
قال في "الدُّرَر"
(3)
: كان من ذوي اليَسَار المشهورين، مع الدِّين والخير والمروءة. ويقال: إنه وصل إلى الصِّيْن ثلاث مرار، وكان أول ما اتّجَر يملك خمس مئة دينار، فما مات حتى بلغت خمسين ألف دينار. وهو ابن أخي زكي الدين إبراهيم الحنبلي، أستاذ الفارس أقْطاي. مات في جمادى الأولى، سنة اثنين وسبع مئة بمصر. انتهى.
1391 - (ت 702 هـ): محمَّد بن عبد المجيد بن أبي الفضل بن عبد الرحمن بن زيد، البَعْلي الحنبلي، بدر الدين
.
قال ابن حجر في "الدُّرَر"
(4)
: ولد سنة خمسٍ وأربعين وست مئة وتعانى
(1)
شذرات الذهب: 6/ 5.
(2)
الدُّرر الكامنة: 4/ 69.
(3)
الدُّرر الكامنة: 5/ 245.
(4)
الدُّرر الكامنة: 5/ 276.
الشروط ففاق فيها، وكان حسن الخَطَّ واللَّفظ، وأفتى ودرَّس، ولم يكن له ببلده نظير. مات في ربيع الأول سنة اثنتين وسبع مئة. انتهى.
1392 - (ت 702 هـ): موسى بن إبراهيم بن يحيى بن عُلوان بن محمَّد، الأزديُّ الشقراويُّ ثم الصالحي، الفقيه الحنبلي، المحدِّثُ النحويُّ المعدَّل، نجم الدين أبو إبراهيم
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة أربع وعشرين وست مئة، وسمع من أبيه، والحافظين إسماعيل بن المظفَّر والضَّياء المَقْدسي، ومن خطيب مَرْدا، ويوسف سِبْط ابن الجوزي. وقرأ الكثير على ابن عبد الدائم ومن بعده، كابن أبي عمر وطبقته، وعُنِيَ بالحديث، وكتب بخطه ما لا يُوصف. قال الذَّهبي: كان فقيهًا إمامًا مُفْتيًا، كثير المحفوظ والنوادر. وقال غيره: كان حسن المجالسة، مفيد المذاكرة، حدَّث وروى عنه الذهبي وغيره، وتوفي يوم الاثنين، مستهل جمادى الآخرة، سنة اثنتين وسبع مئة، ودفن من الغد بسفح قاسِيون. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بنحوه، وابن حجر في "الدُّرَر"
(3)
وقال: له نظمٌ، ومدَحَ ابن تَيْمِيَّة بأبيات، وكان يفتي بمذهبه.
1393 - (ت 702 هـ): أبو بكر بن أحمد بن أبي الطاهر بن أبي الفضل، المَقْدِسيُّ الحنبليُّ
.
قال ابن حجر في "الدُّرَر"
(4)
: سمع من خطيب مَرْدا وغيره، وكان يشهد. ومات في المحرم، سنة اثنتين وسبع مئة. انتهى.
1394 - (ت 702 هـ): علي بن أبي الحرم مكي بن السَّراج، القَلَانِسِي الدمشقي الحنبلي
.
(1)
شذرات الذهب: 6/ 7.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 348.
(3)
الدُّرر الكامنة: 6/ 135.
(4)
الدُّرر الكامنة: 1/ 523.
قال في "الدُّرَر"
(1)
: كان ملازمًا للتلاوة، منقطعًا عن الناس، وقد حدَّث عن ابن الزَّبِيْدي، وابن الصَّباح، والفخر الإِرْبِلي بالإِجازة. ومات في المحرم، سنة اثنتين وسبع مئة. انتهى.
1395 - (ت 703 هـ): ست الأهل بنت عُلوان بن سعد بن عُلوان بن كامل، البَعْلَبَكِّية الحنبلية، أم أحمد
.
قال في "الدُّرَر"
(2)
: كان أبوها من الصالحين، وأُسمِعَتْ من البهاء عبد الرحمن الكثيرَ، من ذلك "الزهد"، للإِمام أحمد في أربع مجلدات وتفردت عنه، وكانت ديِّنَةً خيَّرةً. ماتت في المحرم سنة ثلاثٍ وسبع مئة. انتهى.
وذكرها ابن العماد
(3)
وقال: عاشت خمسًا وثمانين سنةً. انتهى.
1396 - (ت 703 هـ): إبراهيم بن أحمد بن محمَّد بن معالي بن محمَّد بن عبد الكريم الرَّقَّي - بفتح الراء وتشديد القاف، نسبةً إلى الرَّقَّة بلد بالفرات - القدوةُ، الزاهدُ، بركةُ الوقت، أبو إسحاق الحنبلي
.
قال ابن العماد
(4)
: ولد سنة سبعٍ وأربعين وست مئة بالرَّقَّة، وقرأ ببغداد بالروايات العشر على يوسف بن جامع القُفْصِي، وسمع بها الحديث من الشيخ عبد الصمد بن أبي الجَيْش وصحبه. قال الذهبي: وعُنِي بتفسير القرآن والفقه على مذهب الإِمام أحمد بن حنبل، وتقدم في علم الطِّبِّ، وشارك في علوم الإِسلام، وبرع في التذكير، وله المواعظ المحركة إلى الله تعالى، والنظم العَذْب، والعناية بالآثار النبوية، والتصانيف النافعة، وحسن التربية مع الزهد والقناعة باليسير، في المَطْعَم والمَلْبَس، وكان إمامًا زاهدًا، ورعًا قدوةً، سيد أهل زمانه، وله التصانيف الكثيرة، وكان ربَّما حضر السماع وتواجد. قال ابن رجب: سمع منه البِرْزَالي، والذهبي
(1)
الدُّرر الكامنة: 4/ 159.
(2)
الدُّرر الكامنة: 2/ 258.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 8.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 7 - 8.
وغيرهما. وكان يسكن بأهله في أسفل المِئْذنة الشَّرقية بالجامع الأموي، في المكان المعروف بالطَّواشيَّة، وهناك توفي ليلة الجمعة، خامس عشر المحرَّم، سنة ثلاث وسبع مئة، وصلي عليه بالجامع، وحُمِل إلى سفح قاسِيون، فدفن بتربة الشيخ أبي عمر. انتهى.
وذكر له ابن رجب
(1)
ترجمةً حافلةً، والبَدْراني في "المدخل"
(2)
، وذكرا له من التصانيف:"تفسير القرآن"، قال ابن رجب: لا أعلم هل أكمَلَه أم لا، وقال البدراني: له "تفسير الفاتحة". وذكر له في "كشف الظنون"
(3)
: "أحاسن المحاسن"، اختصر به صَفْوة الصَّفْوة لابن الجَوْزي.
1397 - (ت 703 هـ): إسماعيل بن إبراهيم بن سالم، ينتهي نسبُه إلى عُبادة ابن الصَّامِت الأنصاريِّ، العباديُّ الصالحيُّ، الحنبليُّ الحافظُ، المحدَّث المُؤَدِّب، نجم الدين أبو الفداء ابن الخَبَّاز
.
قال ابن العماد
(4)
: ولد سنة تسعٍ وعشرين وست مئة، وسمع من الحافظ ضياء الدين، وعبد الحق بن خلف، وعبد الله بن الشيخ أبي عمر وغيرهم، وجَدَّ واجتهد من سنة أربعٍ وخمسين إلى أن مات، وسمع وكتب ما لا يُوصف كثرةً، وخرَّج لنفسه "مشيخة" في مئة جزء عن أكثر من ألفي شيخ، فإنه كتب العالي والنازل عمَّن دبَّ ودرج، وكان حسن الأخلاق متواضعًا، غير متقنٍ فيما يجمعه، وسمع منه خلقٌ من الحفاظ وغيرهم، منهم: المِزَّي، والذهبي، وولده مسند وقته أبو عبد الله محمَّد.
وتوفي يوم الثلاثاء، حادي عشر صفر، سنة ثلاثٍ وسبع مئة بدمشق، ودفن بسفح قاسِيُون. انتهى.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 349.
(2)
المدخل: 476.
(3)
كشف الظنون: 1/ 14.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 8.
وذكره ابن رجب
(1)
، وابن حجر، وله تصانيف منها:"مشيخته" مئة جزء، و"سيرة ابن أبي عمر" مئةٌ وخمسون جزءًا وخرَّج أحاديث كثيرةً في الملاحم والفتن، وخرّج مشيخة لابن عبد الدائم.
- (ت 703 هـ): عبد الحافظ بن عبد المنعم بن غازي الكُوري، يأتي سنة ثلاثٍ وعشرين وسبع مئة. [انظر: 1507].
1398 - (ت 703 هـ): لؤلؤ بن سنقر، الحَرَّاني الحنبلي، أبو يوسف
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
: هو مولى الشِّهاب ابن تيمية، سمع من ابن عبد الدائم، وابن أبي اليسر، والمجد بن عساكر وغيرهم. سَمِعَ منه البِرْزالي، والذَّهبي، والمُقَاتِلي وجماعة. وتوفي بالإِسكندرية، سنة ثلاثٍ وسبع مئة، أرَخه البرْزالي. انتهى.
- (ت 703 هـ): عبد الله بن محمَّد بن عبد الحميد بن عبد الهادي. [انظر: 1413].
ذكره ابن عبد الهادي
(3)
وقال: توفي سنة ثلاث وسبع مئة.
1399 - (ت 704 هـ): أحمد بن علي بن عبد الله بن أبي الدُّرَّ البغداديُّ، جمال الدين أبو بكر، القَلَانِسي الحنبلي
.
قال ابن حجر في "الدُّرَر"
(4)
: ولد سنة أربعين وست مئة، وسمع الكثير من ابن أبي الدنية وعبد الصمد بن أبي الجيش، وابن وَرْخز وابن بلدجي وغيرهم، وخرّج وأفاد وكتب. قال الذهبي: كان صدوقًا، روى عنه أحمد بن عبد الغني الوَفياتي، وعبد الله بن سليمان العرّاد، ومحمد بن يوسف بن منكلي وغيرهم. ومات في رجب، سنة أربع وسبع مئة.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 350.
(2)
الدُّرر الكامنة: 4/ 418.
(3)
الجوهر المنضد: 137 في ترجمة ابنه محمَّد.
(4)
الدُّرر الكامنة: 1/ 254.
وذكره ابن العماد
(1)
وقال: هو مُفيد بغداد ومحدِّثها، سمع الكثير وتفقه، وكتب الكثير بخطه الجيد المُتْقَن، وخرَّج لغير واحدٍ من الشيوخ، وحدَّث بالقليل، وسمع منه جماعة، وأجاز لجماعةٍ منهم: الحافظ الذَّهَبي. وتوفي في التَّاريخ المتقدِّم، ودفن بباب حرب.
1400 - (ت 704 هـ): علي بن مسعود بن نفيس بن عبد الله، المَوْصِلي ثم الحلبي، أبو الحسن الحنبلي، الصُّوفي المحدَّث، نزيل دمشق
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد سنة أربع وثلاثين وستَّ مئة، وسمع بحلب من ابن رَوَاحة، وإبراهيم بن خليل، وبمصر من الكمال الضَّرير، والرَّشيد العَطَّار وغيرهما، وبدمشق من ابن عبد الدائم وجماعة، وقرأ كتبًا مطولة مرارًا، وعُنِي بالحديث عنايةً تامةً، وكان يجوع ويشتري الأجزاء، ويتعفَّف بكسرة، فيسوء خلقه مع التقوى والصلاح. وسمع منه الذَّهبي وجماعة، وتوفي في صفر سنة أربع وسبع مئة بالمارِسْتان الصغير بدمشق وحُمِل إلى سفح قاسِيون، فدفن قِبَال زاوية ابن قوام. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
، وابن حجر
(4)
.
1401 - (ت 704 هـ): محمَّد بن إسماعيل بن أبي سعد بن علي بن المنصور بن محمَّد بن الحسين، الشيباني الآمدي، ثم المصري الحنبلي، الأمير الكبير شمس الدين أبو عبد الله، تقدمت ترجمة والده سنة ثلاثٍ وسبعين وست مئة
.
أمَّا محمَّد هذا فقال ابن العماد
(5)
: ولد سنة ثلاثٍ وثلاثين وست مئة، ثالث عشر المحرَّم بمصر، وسمع بها من الجَهِيْري، وابن المُقَيَّر، وبدمشق من جماعة،
(1)
شذرات الذهب: 6/ 10.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 10.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 351.
(4)
الدُّرر الكامنة: 4/ 153.
(5)
شذرات الذهب: 6/ 11.
وبمارِدِين من آخرين، ونشأ بمارِدِيْن، وكان أبوه وزير الملك السَّعيد الأرتقي، صاحب مارِدِيْن، وصار ابنه شمس الدين هذا مع ابن الملك المظفَّر ابن السَّعيد نائبًا للملكة، ومُدبِّرًا لدولته، إلى أن ذهب رسولًا إلى الملك المنصور قلاوُن، صاحب مصر، فحبسه ستَّ سنين حتى ولي المُلْك ابنه الأشرف، فأخرجه وأنعم عليه، وولاه نيابة دار العَدْل فباشرها. وكان فاضلًا أديبًا، متفنِّنًا، ذا معرفة بالحديث، والتاريخ، والسِّير، والنحو، واللغة، وافر العقل، مليح العبارة، حسن الخطِّ والنظم والنثر، جميل الهيئة، له خبرة تامَّةٌ يسير الملوك المتقدّمين ودُوَلِهم، لا تُمَلُّ مجالسته.
وذكر الذهبي أنه نسب إلى نقص في دينه، فالله أعلم.
قال ابن رجب: وسمع منه جماعةٌ منهم: الشيخ تقي الدين ابن تَيْمِيَّة، والمِزَّي، والبِرْزالي، والذَّهبي. وتُوُفَّي بمصر سنة أربعٍ وسبع مئة، سقط من فرس فكُسرت أعضاؤه، وبقي أيامًا ثم مات في جمادى الآخرة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
بنحوه.
1402 - (ت 704 هـ): محمَّد بن أحمد بن علي بن فضل، الوَاسِطِي الحاج الحنبلي
.
ذكره ابن فهدٍ في "ذيل طبقات الحُفَّاظ"
(2)
وقال: توفي بقاسِيون سنة أربع وسبع مئة، وله ثمانون سنةً. انتهى.
1403 - (ت 704 هـ): عيسى بن أبي محمَّد بن عبد الرزاق بن هبة الله، المَغَاري الصَّالِحي العَطَّار الحنبلي
.
قال ابن حجر في "الدُّرَر"
(3)
: ولد سنة خمسٍ وعشرين وست مئة، وكان أبوه شيخ مَغَارة الدَّم، وسمع من عيسى بن الزَّبيدي، وابن الصباح، وابن الإِرْبلي، وجعفر
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 352.
(2)
ذيل طبقات الحفاظ: 95.
(3)
الدُّرر الكامنة: 4/ 246.
وغيرهم، وحدث بالكثير، وكان سهلًا في التسميع، محبًّا للخير، وبلغ الثمانين وهو يتردد ماشيًا إلى المغارة، وإلى بيته بالصَّالحية. مات في شهر ربيع الآخر، سنة أربعٍ وسبع مئة. انتهى.
1404 - (ت 705 هـ): عبد الغني بن منصور بن منصور بن إبراهيم بن عُبادة، الحَرَّانيُّ المؤذَّنُ الحنبلي. جمال الدين أبو عبادة
.
قال ابن حجر في "الدُّرَرِ"
(1)
: ولد سنة أربعٍ أو خمسٍ وثلاثين وست مئة بحَرَّان، وسمع من عيسى بن سلامة الخياط، والمجد ابن تَيْميَّة، وتفقه ومَهَر، وكان من أعيان المؤَذِّنين، وله نظمٌ حسنٌ ذكره الذهبي. مات في شهر ربيع الآخر سنة خمسٍ وسبع مئة. انتهى.
1405 - (ت 705 هـ): محمَّد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الواحد بن علي بن سرور، المَقْدِسِيُّ الحنبليُّ، شمس الدين بن عماد الدين
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
: سمع من ابن المسلمة، والمرسي، وخطيب مَرْدا ببغداد، وحدث. ومات في شهر رمضان، سنة خمسٍ وسبع مئة. انتهى.
1406 - (ت 705 هـ): عيسى بن رجيحي بن سابق بن هلال بن يونس بن جابر بن إبراهيم بن مساعد، الشَّيبانيُّ الحنبلي، شيخ الطائفة اليونسية، وهو جد الشيخ عبد القادر الرجيحي الآتي سنة عشر وتسع مئة
.
قال ابن طولون: هو الشيخ العارف النَّاسك، شرف الدين أبو الفتح، كان شيخ الطائفة اليونسية في زمنه.
قال ابن حَجَر: كان ديَّنًا صالحًا، حسن الملتقى، سمحًا، مات بزاويتهم التي على الشرف بدمشق، إلى أن مات في سابع عشر المحرم، سنة خمس وسبع مئة، كما
(1)
الدُّرر الكامنة: 3/ 187.
(2)
الدُّرر الكامنة: 5/ 32.
صرح به ابن كثير. انتهى كلام صاحب "السُّحُب الوابلة"
(1)
.
1407 - (ت 705 هـ): زينب بنت سليمان بن إبراهيم بن رحمة، الإِسْعِردي الحنبلية
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَرَ"
(2)
: سمعت الصحيح من ابن الزَّبيدي، وسمعت من أحمد بن عبد الواحد البخاري، وابن الصباح، وعلي ابن حجاج السِّلَفي، وكريمة، وأجاز لها جماعة، وتفرَّدت بأشياء، وماتت في ذي القعدة، سنة خمسٍ وسبع مئة، وقد جاوزت الثمانين بالقاهرة، ودفنت بالقَرَافَة. انتهى.
1408 - (ت 705 هـ): عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمَّد بن عباس، ابن الناصح الحنبلي
.
قال ابن حجَرَ في "الدُّرَر"
(3)
: سمع من الفخر ابن البخاري، وكان رجلًا صالحًا مباركًا، ملازمًا للجامع نحو الستين سنةً، وكان يتعانى التجارة، ثم ترك. ومات في ثاني ذي القعدة، سنة خمسٍ وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن العماد
(4)
بنحوه، وكنَّاه جمال الدين، إلا أنه اشتبه عليه بعمِّه الآتي في سنة سبعٍ وخمسين وسبع مئة، فإنه ذكره هناك، وهو عبد الله بن عبد الرحمن بن محمَّد.
1409 - (ت 706 هـ): أبو القاسم بن يحيى بن زياد، الحَرَّاني الحنبلي، بهاء الدين، خطيب بَيْتِ لِهْيا
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(5)
: سمع من ابن عبد الدائم، وكان شيخ المواعيد
(1)
السحب الوابلة: في ترجمة عبد القادر بن محمَّد: 2/ 580.
(2)
الدُّرر الكامنة: 3/ 250.
(3)
الدُّرر الكامنة: 3/ 12.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 183.
(5)
الدُّرر الكامنة: 4/ 304.
بغوطة دمشق، وكان مشكور السِّيرة، كثير الحج. مات في المحرم، سنة ستٍّ وسبع مئة في سابعه. انتهى.
1410 - (ت 706 هـ): محمَّد بن الحسن بن عبد الرحمن بن السيد بن محاسن، الصَّرْصَريُّ الحنبلي، ظهير الدين
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: كان رئيس العراق في دولة أبغا ومن بعده، وافر الجلالة، محترم الجناب، ولد سنة اثنتين وخمسين وست مئة، وكان ذا مروءةٍ وجودٍ، ومكارمَ وجاهٍ، ومطالعةٍ في العلم، ومشاركة، وكان يتردَّد إليه حُكَّام البلد، فيتحفهم ويتفضل عليهم، وكان يُفْطَرِّ كل يومِ في رمضان مئة فقيرٍ وفقيرةٍ، وكانت له نحو عشرين ضيعة، لا يؤدي عنها شيئًا، وكان على بابه نحو عشرة خدام. مات في شهر شوال سنة ستًّ وسبع مئة. انتهى.
1411 - (ت 706 هـ): محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي بكر محمَّد بن إبراهيم ابن أحمد، المَقْدِسِيُّ الحنبليُّ
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
: روى عن إبراهيم بن خليل، وأحمد بن عبد الدائم وغيرهما، وحدَّث. ومات في شهر صفر، سنة ستًّ وسبع مئة. انتهى.
1412 - (ت 706 هـ): أيوب بن عبد الغني بن ضرغام بن حسن، المنشاويُّ الحنبليُّ الخطيب
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
: ولد سنة ثمانٍ وعشرين وست مئة، وسمع من الإِرْبِلِيِّ، وسِبْط السِّلفي، ومات في شوال سنة ستًّ وسبع مئة. انتهى.
1413 - (ت 707 هـ): عبد الله بن محمَّد بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمَّد بن قدامة، الحنبليُّ محبُّ الدين أبو محمَّد
.
(1)
الدُّرر الكامنة: 5/ 159.
(2)
الدُّرر الكامنة: 5/ 253.
(3)
الدُّرر الكامنة: 1/ 518.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: ولد سنة إحدى وخمسين وست مئة، وأحضر على خطيب مَرْدا، وإبراهيم بن خليل، وسمع من أحمد بن عبد الدائم، والكَرماني وغيرهما. ومات في شهر ربيع الآخر، سنة سبعٍ وسبع مئة. انتهى.
1414 - (ت 707 هـ): عبد الحميد بن محمَّد بن عبد الحميد بن عبد الهادي ابن يوسف بن محمَّد بن قدامة، الحنبليُّ عماد الدين
.
قال ابن حجر في "الدرر"
(2)
: ولد سنة نَيَّفٍ وستين وست مئة، وسمع من ابن عبد الدائم "الدعاء" للمَحَاملي، وحدث، قال البِرْزالي: كان فقيهًا فاضلًا، إمامًا بالجامع الحاكمي للحنابلة. ومات في ثامن شهر ذي الحجة، سنة سبعٍ وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن حَجَر في "الدُّرَر" بمثله.
1415 - (ت 707 هـ): علي بن عبد الحميد بن محمَّد بن أحمد بن بكير، الفنيدقي الفقيه الحنبلي
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد سنة خمسٍ وثلاثين وست مئة، وسمع من أبي عبد الله بن سعد المَقْدِسِي، وجده لأمه خطيب مَرْدا وغيرهما، وبمصر من الرَّشيد العَطَّار وجماعة، وتفقَّه وبرع، وأفتى ودَرّسَ، مع دينٍ وتواضع وصدق، وأضَرَّ بأخرة، وسمع منه الذَّهَبي، وروى عنه في "معجمه" وتوفي بجبل نَابُلُس في شهر رجب سنة سبعٍ وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
بنحوه، وذكره ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(5)
وقال: قال البِرْزالي: كان فقيهًا فاضلًا، صالحًا عفيفًا، من أعيان الفقهاء، وكان أبوه سكن في
(1)
الدرر الكامنة: 3/ 75.
(2)
الدرر الكامنة: 3/ 106.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 15.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 354.
(5)
الدرر الكامنة: 4/ 67.
نَابُلُس مدةً، ثم قدم دمشق، وكنيته أبو الحسن، ولقبه نور الدين.
1416 - (ت 707 هـ): عمر بن أبي الفتح بن أبي القاسم بن عمر، اليُونينيُّ الحَنْبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرر"
(1)
: ولد سنة ستٍّ وعشرين وست مئة، وسمع من أبي عبد الله اليُونيني، وابن عبد الدائم وغيرهما، وولي مشيخة السّلاوية. قال البِرْزالي: كان بشوش الوجه، خيَّرًا. مات في أول شهر ذي الحجة، سنة سبع وسبع مئة. انتهى.
1417 - (ت 707 هـ): عبد الله بن محمَّد بن نصرٍ بن عبد الرزاق بن الشيخ عبد القادر الجِيْلاني الحنبلي، أبو سعد البغدادي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
: ولد سنة خمسين وست مئة تقريبًا، وسمع الحديث من عمِّ والده، فضل الله بن عبد الرزاق. ومات سابع عشر شوال، سنة سبع وسبع مئة. انتهى.
1418 - (ت 707 هـ): محمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي القاسم، البغدادي الحنبلي، المقرئ المحدَّث، الصُّوفي الكاتب، رشيد الدين أبو عبد الله
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد ليلة الثلاثاء، ثالث عشر ذي القعدة، سنة ثلاث وعشرين وست مئة، وسمع الكثير من ابن رُوْزْبة، والسُّهْرَوَرْدي وابن الخازن، وابن اللَّتَّي وغيرهم. وعني بالحديث، وسمع الكتب الكبار والأجزاء، وكان عالمًا صالحًا، من محاسن البغداديين وأعيانهم، ذا لطفٍ وسهولةٍ، وحسن أخلاق، من أجَّلاء العدول، ولبس خرقة التصوّف من السُّهْرَوَرْدي، وحدَّث بالكثير، وسمع منه خلق كثير من أهل بغداد والرحالين، وانتهى إليه علو الإِسناد. وتوفي في شهر جمادى
(1)
الدُّرر الكامنة: 4/ 216، وفيه "ولد سنة 665".
(2)
الدُّرر الكامنة: 3/ 86.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 15.
الآخرة، سنة سبع وسبع مئة ببغداد، ودفن بمقبرة الإِمام أحمد. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
، وابن حجر في "الدُّرَر"، وابن قاضي شهبة في "المنتقى"، وابن رافع في "ذيل تاريخ بغداد".
1419 - (ت 708 هـ): محمَّد بن يحيى بن محمد بن بدر بن محمد بن يعيش، الجَزَري الحنبلي، تاج الدين أخو شهاب الدين أحمد المتوفى سنة ثمانٍ وعشرين وسبع مئة
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
: ولد في أول سنة خمس أو آخر سنة أربع وخمسين وست مئة، وأُحضر على جَدَّه في الثانية سنة ستًّ وخمسين، وأُسمع على ابن عبد الدائم، وعبد الوهاب بن الناصح، وابن أبي عمر، والفخر وغيرهم، سمع منه البِرْزالي، وذكره في "معجمه" وقال: مات في صفر سنة ثمانٍ وسبع مئة. انتهى.
1420 - (ت 708 هـ): علي بن محمَّد بن كثير، الحَرَّاني الحنبلي، أبو الحسن
.
قال ابن كثير في "تاريخه"
(3)
: هو الشيخ الإِمام الصالح، إمام مسجد عطيّة، ويعرف بابن المقري، روى الحديث، وكان فقيهًا بمدارس الحنابلة، ولد بحران سنة أربعٍ وثلاثين وست مئة، وتوفي بدمشق في العشر الأخير من رمضان، سنة ثمان وسبع مئة، ودفن بسفح قاسِيون. انتهى.
1421 - (ت 708 هـ): محمَّد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن محمَّد بن أحمد بن قُدامة بن نصر الله، المَقْدِسِي الحنبلي
.
قال الجَزَري في "المصعد الأحمد"
(4)
: هو أبو عبد الله وأبو عمر أيضًا، ولد سنة ثلاثٍ وثمانين وست مئة، واعتنى بالحديث من الصغر، فأسمعوه من الفخر بن
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 353.
(2)
الدُّرر الكامنة: 6/ 36.
(3)
البداية والنهاية: 14/ 49.
(4)
المصعد الأحمد: (مسند الإِمام أحمد ت أحمد شاكر) 1/ 50.
البخاري، والتقيَّ إبراهيم بن فضل الله الواسطي، وأخيه الشمس بن الكمال، وأحمد بن مؤمن الصوري، وعيسى المَغَاري، والعز إسماعيل بن الفراء وغيرهم، وحَدَّث بأكثر مسموعاته، وخرَّج له الياسوفي مشيخةً، وأجاز له النجم يوسف ابن المجاور، وعبد الرحمن بن الزمن، وزينب بنت مكي وغيرهم، وكان عبدًا خاشعًا ناسكًا من بيت الرواية والعلم والصلاح، حدث هو، وأخوه، وأبوه، وجده، وجد أبيه، وجد جده، وكان سريع الدَّمعة إذا قرئ عليه الحديث، حسن الإِصغاء إلى السماع، أمَّ بمدرسة جَدَّه أبي عمر بالسفح أكثر من ستين سنةً، وأسمع الحديث نحو خمسين سنةً، سمع منه الأئمة والحفاظ، وغيرهم، وكان صدوقًا خيَّرًا ديِّنًا، رِحْلةً، مسند الآفاق على الإِطلاق. توفي يوم السبت رابع عشر شهر شوال سنة ثمانٍ وسبع مئة، ودفن بروضة جدِّه أبي عمر في سفح قاسِيون. انتهى.
1422 - (ت 708 هـ): محمَّد بن عبد الرحمن بن شامة بن كوكب الطائي، السَّوَادي الحَكَمي - وحَكَم: بالفتح قرية من قرى السواد - الحنبلي الحافظ الزاهد، شمس الدين، مفيد مصر وحافظها
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد في رجب سنة اثنتين وستين وست مئة، وسمع من أحمد بن أبي الخير، وابن أبي عُمَر وغيرهما، ورحل سنة ثلاث وثمانين إلى مصر، وسمع بها من العِزِّ الحرَّاني، وابن خطيب المزة وغيرهما، وبالإِسكندريَّة من ابن طرخان وجماعة، وببغداد من ابن الطبَّال وخلق، وبأصبهان، والبصرة، وحلب، وواسط، وعني بهذا الشأن، وحصَّل الأصول، وكتب العالي والنازل. قال الحافظ عبد الكريم الحلبي: كان إمامًا عالمًا فاضلًا، حسن القراءة، فصيحًا ضابطًا متقنًا، قرأ الكثير، وسمع من صِغَره إلى حين وفاته. وقال البِرْزالي: خالط الفقراء، وصارت له أورادٌ كثيرة وتلاوة، واستوطن ديار مصر وتزوج، وصارت له بها حظوةٌ وشهرةٌ بالحديث وقراءته، وكان معمور الأوقات بالطاعات. قال الذَّهَبي في "معجمه": هو أحد الرَّحَّالين والحُفَّاظ المكثرين، ودخل أصبهان طمعًا أن يجد بها رواةً فلَمْ يلْقَ
(1)
شذرات الذهب: 6/ 17.
شيوخًا فرجع، وكان ثقةً صحيح النَّقْل عارفًا بالأسماء، من أهل الدِّين والعبادة. وقال ابن رجب: سمع منه البِرْزالي والذَّهَبيُّ وعبد الكريم الحلبي، وذكروه في معاجمهم، توفي يوم الثلاثاء، رابع عشر ذي القعدة، سنة ثماني وسبع مئة، ودفن بالقرافة بالقرب من الشافعي. انتهى.
وقد ذكره ابن رجب
(1)
بأتمَّ مما هنا، وابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
، والسُّيُوْطي في "حسن المحاضرة"
(3)
وغيرهم.
1423 - (ت 708 هـ): إسماعيل بن علي بن أحمد بن إسماعيل بن حمزة بن المبارك، الأَزَجي الحنبلي أبو الفضل، عماد الدين ابن الطبَّال، شيخ الحديث بالمستنصريَّة
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(4)
: أحضر في الرابعة على أبي منصور بن عفيجة، سنة أربع وعشرين وست مئة، وكانت ولادته في شهر صفر، سنة إحدى وعشرين وست مئة. وسمع جامع التِّرْمِذِي على عمر بن كرم، وسمع منه ومن القطيعي، وابن رُوزْبَة صحيح البخاري، وحدث بالبخاري عنهم، وبسنن النسائي عن القُبَّيْطي، وأفاد وأجاد إلى أن مات، سنة ثمانٍ وسبع مئة في شعبان، وولي مشيخة المسْتَنْصِرِيَّة بعد ابن أبي القاسم، وكان مكثرًا، أخذ عنه الفرضي، وابن شامة، والسرَّاج القَزْوِيني، ومحمود بن خليفة وغيرهم. انتهى.
وذكره ابن العماد في "الشذرات"
(5)
وغيره.
1424 - (ت 708 هـ): يوسف بن محمَّد بن إسماعيل العَزَازي، بفتح العين المهملة وتخفيف الزاي وآخره مثلها، الحنبلي
.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 355.
(2)
الدُّرَر الكامنة: 5/ 246.
(3)
حسن المحاضرة: 1/ 357.
(4)
الدُّرر الكامنة: 1/ 439.
(5)
شذرات الذهب: 6/ 16.
ذكره ابن حجر في "الدُّرَر"
(1)
وقال: ولد سنة سبعٍ وثلاثين وست مئة، وأسر في الوَقْعَة العُظْمى مع التَّتار ثم خلص، وقدم دمشق فقطنها، وسمع من الكمال ابن عبد وغيره، وكان يحفظ كثيرًا من شعر الصَّرْصَرِيِّ، وينشده بنغمة طيَّبةٍ، وصوت شَجِيٍّ، وهو الذي شهره بدمشق. ومات في صفر سنة ثمانٍ وسبع مئة، ذكره البرزالي. انتهى.
1425 - (ت 708 هـ): عبد الله بن عبد الأحد بن عبد الله بن خليفة، الحَرَّاني الحنبلي، أمين الدين ابن شقير
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
: ولد بِحَرَّان في نصف شعبان، سنة ثلاثٍ وثلاثين وست مئة، وسمع من يوسف ابن خليل، وعيسى بن سلامة الخيَّاط، والمجد ابن تَيْمِيَّة وغيرهم، وكان محمودًا مشكورًا معظَّمًا عند أرباب الدولة وغيرهم، أثنى عليه البِرْزالي، وابن الزَّمَلْكاني، والذَّهَبي، وحدَّثوا عنه، وحدَّث عنه ابن رافع بالإِجازة. مات بغزَّة في ثالث عشري رمضان، سنة ثمان وسبع مئة وهو متوجِّه إلى القاهرة. انتهى.
1426 - (ت 708 هـ): عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمر محمَّد بن أحمد بن قدامة، شرف الدين أبو محمَّد بن الشيخ شمس الدين أبي الفرج المَقْدسي، ثم الصالحي الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
: ولد سنة تسع وثلاثين، أو سبع وثلاثين وست مئة، وأحضره أبوه على الضِّياء كتاب "الجهاد" له، "ومجلس الصُّعْلوكي" وغيره، وعلى المرسي "مجلس الصعلوكي"، و"جزء إسحاق"، وسمع من عبد الرحمن بن أبي الفهم، ويحيى بن أبي السعود، وابن القميرة وأحمد بن المفرّج، وأبي علي البكري، وعلي بن يوسف الصُّوري، وخطيب مَرْدا وغيرهم. وأجاز له أبو الحسن الصَّابوني وابن الحباب، وابن رواح ويوسف الساوي وآخرون. قال الذهبي: كان
(1)
الدُّرر الكامنة: 6/ 241.
(2)
الدُّرر الكامنة: 3/ 41.
(3)
الدُّرر الكامنة: 3/ 45.
عاقلًا متواضعًا، على ذهنه شيء من العلم. وقال البِرْزالي: كان رجلًا حسنًا من أولاد الشيوخ، صحب الفقراء، وتخلق بأخلاقهم، وكان فيه مروءة وديانة، وملازمة للتلاوة، وحدث عنه ابن رافع بالإِجازة، وقال: مات تاسع عشري جمادى الآخرة، سنة ثمان وسبع مئة. انتهى.
1427 - (ت 709 هـ): علي بن عبد الحميد بن محمَّد بن وفاء الحنبلي، المعروف بابن التراكيشي، أبو الحسن علاء الدِّين
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: سمع من أحمد بن أبي الخير بالشام، واشتغل بمذهب الحنابلة، فمهر فيه ودرس وناظر، وباحث وجادل. ومات بالقاهرة في شوال، سنة تسع وسبع مئة. انتهى.
1428 - (ت 709 هـ): عبد الغني بن يحيى بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن نصر بن محمَّد بن أبي بكر، الحَرَّاني الحنبلي، شرف الدين بن بدر الدين
.
قال ابن حَجَر
(2)
في "الدُّرَر": ولد في رمضان سنة خمسٍ أو ستٍّ وأربعين وست مئة، وسمع من شيخ الشيوخ بحماة، سنة ستٍ وخمسين، وسمع بالقاهرة أيضًا من النجيب، وابن العماد، وأجاز له المَجْد ابن تَيْمِيَّة، وعيسى الخياط، وعثمان بن أحمد وغيرهم. وكان متوسطًا في الفقه، محمود السيرة، كثير المكارم، صدرًا كبيرًا، ودرس بالصَّالِحِيَّة وغيرها. روى عنه أبو حيان، والبِرْزالي، وابن رافع، وذكراه في معجميهما، وباشر بالقاهرة نظر الخزانة مدةً طويلة، ثم قُرِّر في قضاء الحنابلة عوضًا عن بدر الدين بن عوض. ومات في شهر ربيع الأول، سنة تسعٍ وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
وقال: هو قاضي قضاة الحنابلة بالدَّيار المصرية، روى "جزء ابن عرفة" عن شيخ الشيوخ الأنصاري، سمع منه الطلبة، وولي نظر الخزانة السلطانية مدةً، ثم أضيف إليه القضاء وتدريس الصالحية، وكان مشكور السَّيرة، كثير
(1)
الدُّرر الكامنة: 4/ 68.
(2)
الدُّرر الكامنة: 3/ 188.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 358.
المكارم، حسن الخُلُق والخَلْق، مزجي البضاعة من العلم، توفي ليلة الجمعة، رابع عشر ربيع الأول، سنة تسعٍ وسبع مئة، ودفن بكرةَ الغَدِ بالقَرَافة. انتهى.
1429 - (ت 709 هـ): محمَّد بن أبي الفتح بن أبي الفضل، البَعْلي الفقيه الحنبلي، المحدَّث النحوي اللُّغَوي
.
قال ابن رجب
(1)
: هو شمس الدين أبو عبد الله، ولد سنة خمسٍ وأربعين وست مئة، قاله الذهبي، وقال غيره: في أول سنة أربعٍ وأربعين بِبَعْلَبَكَّ، وسمع بها من الفقيه محمَّد اليُونِيْني، وبدمشق من إبراهيم بن خليل ومحمد بن عبد الهادي، وابن عبد الدائم، وعمر الكرماني، وابن مهير البغدادي صاحب ابن بَوْش، وجماعة من أصحاب الخُشُوعي، وابن طَبَرْزَد وطبقته، وعني بالحديث، وطلب، وقرأ بنفسه، وكتب بخطه، وتفقه على ابن أبي عمر وغيره، حتى برع وأفتى، وقرأ العربية واللغة على ابن مالك، ولازمه حتى برع في ذلك، وصنف تصانيف، وعلق تعاليق كثيرةً في الفقه والنحو، وتخاريج كثيرةً في الحديث، يروي فيها الحديث بأسانيده، وتكلم على المتون من جهة الإِعراب والفقه، وغير ذلك، وخرج لغيره أيضًا، وأمَّ بمحراب الحنابلة، بدمشق بجامعها مدة طويلة، ودَرَّس به بحلْقة الصَّالح بن صاحب حمص، ودَرَّس بالصَّدْرية، فأظنه دَرَّس الحديث بها وأعاد بمدرسة الحنابلة، وغيرها من المدارس، ودَرَّس بالحنبلية وقتًا، وأفتى زمنًا طويلًا، وتصدى للإِشغال وتخرج به جماعة وانتفعوا به. قال الذهبي: كان إمامًا في المذهب، والعربية والحديث، غزير الفوائد متقنًا، صنف كتبًا كثيرةً مفيدةً، وكان ثقةً صالحًا، متواضعًا، على طريقة السلف، مطرحًا للتكلف في أموره، حسن البشر، حدثنا بدمشق وبَعْلَبَكَّ، وطَرابُلُس. وتوفي بالقاهرة، في ثامن عشر المحرم، سنة تسع وسبع مئة، وذلك بعد دخوله إياها بدون شهر، وكان زار القُدس، وسار إلى مصر ليُسمِع ابنه، ويطلب له مدرسته وزيادة رزق، وذكر في "تاريخه" أنه توفي ليلة السبت، وقت العشاء بالمدرسة المنصوريَّة بمارستانها، ودُفن عند الحافظ عبد الغني بالقَرَافة. انتهى.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 356.
وذكره ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
، وابن العماد في "الشذرات"
(2)
، و"المدخل" للبدراني
(3)
وغيرهم.
وله مصنفات ذكر ابن رجب
(4)
منها: "شرح الجرجانية" في مجلدين، و"شرح الألفية" لابن مالك، و"المطلع على أبواب المقنع" في شرح غريبه ولغاته، وابتدأ في "شرح الرعاية" لابن حمدان وله غير ذلك "كشرح الجزرية" في علم التجويد، ذكره في "كشف الظنون"، و"شرح مقدمة الجزولية" في النحو، و"الفاخر في شرح جمل عبد القاهر" في النحو، وغيرها.
1430 - (ت 709 هـ): أبو بكر بن علي بن عمر بن أحمد بن عمر بن أبي عمر الحنبلي
.
ذكره ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(5)
وقال: قال البِرْزالي: كان رجلًا جيدًا، مات في شهر ربيع الأول، سنة تسع وسبع مئة. انتهى.
1431 - (ت 709 هـ): عبد الأحد بن عبد الله بن عبد الأحد بن شقير، الحَرَّاني الحنبلي الدمشقي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(6)
: سمع من أحمد بن عبد الدائم، وحدَّث بدمشق والإِسكندرية، ذكره البِرْزالي والذَّهَبي في معاجمهم، ومات في العشرين من رمضان، سنة تسعٍ وسبع مئة. انتهى.
1432 - (ت 710 هـ): محمَّد بن علي بن عبد الله بن أبي الفتح، أبو عبد الله بن الشيخ أبي الحسن، الحَرَّاني الحنبلي، المولود بحلب، الساكن بالقاهرة
.
(1)
الدُّرر الكامنة: 5/ 400.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 20.
(3)
المدخل: 418.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 357.
(5)
الدُّرر الكامنة: 1/ 537.
(6)
الدُّرر الكامنة: 3/ 100.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: هو الصَّابوني الضَّرير، المعروف بالفخري، ولد بحلب في رمضان، سنة أربعين وست مئة، وسمع بها من يوسف بن خليل، وعبد الله بن رواحة ومحمد بن سعد الكاتب، وحضر في الخامسة على صقر بن يحيى، وسمع عليه وحدّث، سمع عليه الأئمة، كالذَّهبي والبِرْزالي، وقال: شيخٌ حسنٌ، فيه عِفَّةٌ وصلاحٌ، وملازمةٌ للخير، ومحبةٌ لسماع الحديث، سهل العَرِيْكة. مات سنة عشرٍ وسبع مئة. انتهى.
1433 - (ت 710 هـ): محمَّد بن عمران، أبو عبد الله الوطائي، الحَرَّاني الحنبلي، الضَّرِير المقرئ المتقن
.
قال ابن الجَزَري في "الغاية"
(2)
: قدم دمشق، فقرأ بها على المعَصَّاتي والفاضلي، وحفظ "التيسير" وبرع في القراءات والفقه، وتفقه على مذهب أحمد، وكان يُلَقَّن إلى جانب البرادة من الجامع الأموي، مات قبل الكهولة في سنة عشرٍ وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
وقال: سمع ببغداد بعد الثمانين، وقدم دمشق فأخذ عن الفاضلي وغيره، وكان بارعًا متقنًا، وأرَّخ وفاته سنة عشرين، لكنها كتبت بالرَّمز، فلهذا اعتمدت ابن الجَزَري بذلك.
1434 - (ت 710 هـ): فاطمة بنت عبد الرحمن بن محمَّد بن عَيَّاش، أم عمر بنت النَّاصح الحنبلية
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(4)
: حدثت بالإِجازة عن ابن القُبَّيْطي، وابن أبي الفخار، والكاشغري والمرسْتاني، وابن الخازن، وابن النجار وغيرهم، وماتت في
(1)
الدُّرر الكامنة: 5/ 323.
(2)
غاية النهاية: 2/ 222.
(3)
الدُّرر الكامنة: 5/ 359.
(4)
الدُّرر الكامنة: 4/ 262.
تاسع عشر رمضان، سنة عشر وسبع مئة، وقيل: ست عشرة وسبع مئة، وذكرها هناك أيضًا.
1435 - (ت 710 هـ): عبد الغني بن محمَّد بن إبراهيم بن عبد الواحد تقي الدين، ابن شمس الدين القاضي ابن العماد الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: درَّس بالمنصورية، وكان فاضلًا في مذهبه، مات في شهر جمادى الآخرة، سنة عشر وسبع مئة. انتهى.
1436 - (ت 710 هـ): علي بن أحمد بن علي بن أحمد الأموي، الحنبلي زين الدين، المتوفى سنة عشر وسبع مئة
.
ذكره في "كشف الظُّنون"
(2)
وقال: صَنَّف "تبصير الرحمن وتيسير المَنَّان ببعض ما يشير إلى إعجاز القرآن" وهو تفسير ممزوج متوسط في مجلد. انتهى.
1437 - (ت 710 هـ): أحمد بن حسن بن عبد الله بن عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور، المَقْدِسِيُّ ثم الصَّالحي، الفقيه الحنبلي، قاضي القضاة شهاب الدِّين أبو العباس ابن الشيخ شرف الدين بن الحافظ أبي موسى بن الحافظ الكبير أبي محمَّد
.
ذكره ابن رجب
(3)
وقال: ولد في ثاني عشر صفر سنة ستًّ وخمسين وست مئة بسفح قاسِيُون، وسمع من ابن عبد الدائم وغيره، وتفقه وبرع، ودَرَّس وأفتى، ودَرَّس بالمدرسة الصَّاحِبيَّة، وبحلقة الحنابلة بالجامع، وأمَّ بمحراب الحنابلة بالجامع أيضًا، وولي القضاء بالشام نحو ثلاثة أشهر، سنة تسعٍ وسبع مئة في دولة المظفَّر الشُّنْكير، ثم عُزِل لما عاد الملك الناصر إلى المُلك، وأعيد القاضي تقي الدين سليمان. قال البِرْزالي: كان رجلًا جيِّدًا، من أعيان الحنابلة وفضلائهم، وكان فقيهًا حسن العبارة،
(1)
الدُّرر الكامنة: 3/ 187.
(2)
كشف الظنون: 1/ 339.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 358.
وقرأ الحديث، وروى لنا عن ابن عبد الدائم وتوفي يوم الأربعاء تاسع عشري ربيع الأول، سنة عشرٍ وسبع مئة، ودفن من الغد بتربة الشيخ أبي عمر بسفح قاسِيُون. انتهى.
وذكره ابن العماد
(1)
، وابن حجَر في "الدُّرَر"
(2)
.
1438 - (ت 710 هـ): أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن راجح نجم الدين بن عماد الدِّين، المَقْدِسي الحنبلي، سِبْط الشيخ ابن أبي عمر
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرر"
(3)
: ولد سنة ستين وست مئة تقريبًا، واشتغل، وسمع، ثم حصَل له انحراف، وساء منه مزاجه، وكان يقف في الطُّرقات ينشد أشياء مفيدةً، ويتكلم بِجِدٍّ وهَزْلٍ، وله تلامذة في تلك الحال، ثم يثوب إليه عقله ثم يعود لحالته، وقيل: كان سبب ذلك أكل الحشيش، مات سنة عشر وسبع مئة. انتهى.
1439 - (ت 710 هـ): أحمد بن موسى، المَوْصِلي الحنبلي، أبو القاسم المقرئ، نزيل دمشق
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(4)
: كان عارفًا بالقراآت، أخذ عن عبد الصمد بن أبي الجيش وغيره، وكان فصيحًا عارفًا، قاله في "العِبَر"، وقال في "طبقات القراء" للذهبي أيضًا: توفي سنة عشر وسبع مئة، وقد شارف الستين. انتهى.
وذكره ابن الجَزَري في "غاية النهاية"
(5)
بنحوه.
1440 - (ت 710 هـ): عبد الله بن أبي السَّعادات بن منصور بن أبي السَّعادات ابن محمَّد، الأنباري أبو بكر، نجم الدين البَابَصْري الحنبلي، شيخ المستنصريَّة ببغداد، وخطيب جامع المنصور
.
(1)
شذرات الذهب: 6/ 21.
(2)
الدُّرر الكامنة: 1/ 138.
(3)
الدُّرر الكامنة: 1/ 92.
(4)
الدُّرر الكامنة: 1/ 384.
(5)
غاية النهاية: 1/ 143.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: ولد سنة اثنتين وثلاثين وست مئة، وسمع من ابن بهروز، والأَنْجب الحَمَّامي، وأحمد المَارِسْتاني وغيرهم، وحَدَّث وتفرَّد بأجزاء، وكانت ولايته المستنصرية بعد ابن الطبَّال، ومات في رمضان، سنة عشر وسبع مئة انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
بنحوه.
1441 - (ت 710 هـ): محمَّد بن أحمد بن بدر بن مسمع، البَعْلَبَكِّي ثم الدمشقي، الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
: ولد سنة اثنتين وأربعين وست مئة، وسمع من ابن عبد الدائم، وسافر إلى بغداد لاستنقاذ ولده من أسر التَّتار، وحدَّث بها، وكان ديَّنا مواظبًا على قراءة القرآن، مات في جمادى الأولى، سنة عشر وسبع مئة. انتهى.
1442 - (ت 711 هـ): محمَّد بن إبراهيم بن عبد الله بن يوسف، الأرموي الحنبلي، أبو عبد الله الصَّالحي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(4)
، ولد سنة خمس وأربعين وست مئة، وسمع من أحمد بن عبد الدائم وغيره، سمع منه الذَّهَبي وقال: شيخٌ صالحٌ، مات سنة إحدى عشرة وسبع مئة. انتهى.
1443 - (ت 711 هـ): أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن مسعود، الواسِطِي الحزامي، الزاهد القدوة، العارف الحنبلي، أبو العباس عماد الدين
.
قال ابن العماد
(5)
: ولد في حادي أو ثاني عشر ذي الحجة، سنة سبعٍ وخمسين وست مئة بشرقي واسِط، وكان أبوه شيخ الطائفة الأحمدية، ونشأ الشيخ عماد الدين
(1)
الدُّرر الكامنة: 3/ 34.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 23.
(3)
الدُّرَر الكامنة: 5/ 38.
(4)
الدُّرر الكامنة: 5/ 12.
(5)
شذرات الذهب: 6/ 24.
بينهم، وألهمه الله من صغره طلبَ الحقَّ ومحبته، والنفور عن البدع وأهلها، فاجتمع بالفقهاء بواسِط، كالشيخ عزَّ الدِّين الفاروثي وغيره، وقرأ شيئًا من الفقه على مذهب الشافعي، ثم دخل بغداد، وصحب طوائف بها من الفقهاء، وحَجَّ واجتمع بجماعة منهم، وأقام بالقاهرة مدةً ببعض جوانبها، وخالط طوائف الفقراء، ولم يسكن قلبه إلى شيء من الطرائق المحدثة، واجتمع بالإِسْكَنْدَرِيَّة بالطائفة الشَّاذليَّة، فوجد عندهم ما يطلبه من لوائح المعرفة والمحبة والسلوك، فأخذ ذلك عنهم، وانتفع بهم واقتفى طريقتهم وهديهم، ثم قدم دمشق، فرأىَ الشيخ تقي الدين ابن تيمية وصاحَبَهُ، فدلَّه على مطالعة السَّيرة لابن إسحاق تلخيص ابن هشام، وأقبل على مطالعة كتب الحديث والسنّة والآثار، وتخلى من جميع طرائقه وأذواقه وسلوكه، واقتفى أثر الرسول صلى الله عليه وسلم، وهديه، وطرائقه المأثورة عنه في كتب السُّنن والآثار، واعتنى بأمر السُّنة أصولًا وفروعًا، وشرع في الرَّدِّ على طوائف المبتدعة، الذين خالطهم وعرفهم، من الاتحادية وغيرهم، وبَيَّن عوراتهم، وكَشَف أستارهم. وانتقل إلى مذهب أحمد بن حنبل، وله تآليف كثيرةٌ في الطريقة النبوية، والسلوك الأثري المحمدي، وهي من أنفع كتب الصُّوفية للمريدين، وانتفع به خَلْقٌ كثيرٌ من المتصوِّفة أهل الحديث ومتعبَّديهم.
قال ابن رجب: قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية: هو جُنَيْد وقته، وقال البِرْزالي في "معجمه": صالحٌ عارفٌ، صاحبُ نُسكٍ وعبادة، وانقطاعٍ وعزوفٍ عن الدنيا، وله كلام متين في التصوُّفِ الصحيح، وكان داعيةٍ إلى طريق الله، وقلمه أبسط من عبارته، وكان يتقوَّت من النَّسْخ ولا يكتب إلا مقدار ما يدفع به الضرورة، وكان محبًّا لأهل الحديث مُعْظمًا لهم، وأوقاته كلُّها معمورةٌ.
وقال الذَّهَبِيُّ: كان سَيَّدًا عارفًا، كبير الشأن، منقطعًا إلى الله تعالى، ينسخ بالأجرة، ويتقوَّت، ولا يكاد يقبل من أحد شيئًا إلا النادر، صنف أجزاء عديدة في السلوك، والسير إلى الله تعالى، وفي الردِّ على الاتحادية والمبتدعة، وكان داعيةً إلى السُّنَّة، ومذهبه مذهب السَّلف في الصفات، يُمِرُّها كما جاءت، وقد انتفع به جماعةٌ صحبوه، ولا أعلم خلّف بدمشق في طريقته مثله، توفي آخر نهار السَّبْت، سادس
عشري ربيع الآخر، سنة إحدى عشرة وسبع مئة بالمارِسْتان الصَّغير بدمشق، وصُلِّي عليه بالجامع، ودفن بسفح قاسِيُون قبالة زاوية السُّيُوفي. انتهى.
وذكر له ابن رجب
(1)
ترجمةً طويلةً حافلةً، وله تصانيف ذكر ابن العماد
(2)
وابن رجب منها: في الفقه مختصر "الكافي" لابن قدامة سماه "البُلْغَة"، و"مختصر سيرة ابن هشام"، و"شرح منازل السائرين" لم يتمَّه، وله غير ما ذكراه منها "البلغة والإِقناع في حلَّ شبهة مسألة السَّماع" و"مدخل أهل الفقه واللَّسان إلى ميدان المحبَّة والعِرْفان"، و"مفتاح طريق المحبين، وباب الأنس برب العالمين، المؤدي إلى أحوال المقربين" في التصوف، ذكرها له صاحب "هديّة العارفين"
(3)
.
1444 - (ت 711 هـ): محمَّد بن عمر بن أبي بكر بن ظافر بن أبي سعد، الحنبلي ناصر الدين، أبو الفضل البَصْري الأصل
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(4)
: ولد في شهر ربيع الأول، سنة سبع وثلاثين وست مئة، وسمع من ابن الحباب، وابن الجُمَّيزي، وسِبْط ابن السِّلفي، والمرجا بن شقيرة، والساوي وغيرهم، وكان إمام مسجدٍ، ويلقن القرآن، وكان من الفقهاء بالمدرسة الصَّالحية، مات في شهر صفر، سنة إحدى عشرة وسبع مئة. قال البِرْزالي: حدَّث بصحيح مُسْلم عن ابن الحباب. انتهى.
1445 - (ت 711 هـ): إبراهيم بن محمَّد بن إبراهيم بن عبد الواحد بن علي بن سرور، المَقْدِسي الحَنْبلي، ولد القاضي شمس الدين
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(5)
: سمع من النجيب الحَرَّاني وغيره، وحدَّث يسيرًا، ومات في شهر شوال، سنة إحدى عشرة وسبع مئة. انتهى.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 358.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 24.
(3)
هدية العارفين: 1/ 103 - 104.
(4)
الدُّرَر الكامنة: 5/ 382.
(5)
الدُّرر الكامنة: 1/ 60.
1446 - (ت 711 هـ): محمَّد بن أحمد بن أبي نصر ابن الدَّبَاهي البغدادي، الحنبلي الزاهد، شمس الدين أبو عبد الله
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة ستٍّ أو سبع وثلاثين وست مئة ببغداد، وصحب الشيخ يحيى الصَّرْصَرِيَّ، وكان خال والدته، والشيخ عبد الله كتيلة مُدَّةً، وسافر معه، وجاور بمكة عشر سنين، ودخل الروم، والجزيرة، ومصر، والشام، ثم استوطن دمشق وبها توفي. قال ابن الزَّمَلْكاني عنه: شيخٌ صالحٌ، عارفٌ زاهدٌ، كثير الرغبة في العلم وأهله، والحرص على الخير، والاجتهاد في العبادة، تخلى عن الدُّنيا وخرج عنها، ولازم العبادة والعمل الدائم، واستغرق أوقاته في الخير. قال ابن رجب: سمع منه البِرْزالي والذَّهَبِي، وابتلي بضيق النَّفَس سبعة أشهر، ثم بالاستسقاء، ثم انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الخميس، رابع عشري ربيع الآخِر، سنة إحدى عشرة وسبع مئة، ودفن بقَاسِيُون، قبل عماد الدين الوَاسِطي بيومين. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
، وابن حَجَر
(3)
وغيرهما.
1447 - (ت 711 هـ): عبد الرحمن بن أبي بكر بن أحمد بن عمر بن أبي بكر بن عبد الله، المَقْدِسِيُّ الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(4)
: سمع من ابن عبد الدائم وغيره، واشتغل بالفقه والفرائض، وكان مقدامًا، ومات في شهر جمادى الآخرة، سنة إحدى عشرة وسبع مئة. انتهى.
1448 - (ت 711 هـ): مسعود بن أحمد بن مسعود بن زيد بن عيَّاش الحارثي
، البغدادي ثم المصري، الفقيه الحنبلي، المحدَّث الحافظ، قاضي القضاة،
(1)
شذرات الذهب: 6/ 27.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 361.
(3)
الدُّرر الكامنة: 5/ 110.
(4)
الدُّرر الكامنة: 3/ 114.
سعد الدين أبو محمد، وأبو عبد الرحمن أيضًا.
قال ابن رجب
(1)
: ولد سنة اثنتين أو ثلاث وخمسين وست مئة، وسمع بمصر من ابن البُرْهان، والنَّجيب الحَرَّاني، وابن علَّاف، وجماعة من أصحاب البُوْصِيْري وطبقته، وبالإِسكندريَّة من عثمان بن عوف، وابن الفرات، وبدمشق من ابن أبي الخير، وابن الصَّيْرَفي، وخلق من هذه الطبقة، وعُنِي بالحديث، وقرأ بنفسه، وكتب بخطه الكثير، وخرَّج لجماعة من الشيوخ معاجم منهم: الشيخ شمس الدين بن أبي عمر، والأَبَرْقُوهي وغيرهما، وتفقَّه على ابن أبي عمر وغيره، وبرع وأفتى وصنّف، وكلامه في الحديث أجود من كلامه في الفقه، فإنه كان أجود فنونه، وكان يكتب خطًّا حسنًا، حلوًا متقنًا، وخطه معروف، وحَجَّ غير مرَّةٍ ودَرَّس بعدة أماكن كالمنصوريَّة، وجامع الحاكم، وولي القضاءَ سنتين ونصفًا، وكان سُنِّيًّا أثريًا، متمسكًا بالحديث. قال الذَّهبيُّ في "معجمه" كان فقيهًا مناظرًا، مفتيًا عالمًا بالحديث وفنونه، حسن الكلام فيه، وفي الأسماء، ذا حظًّ من عربيَّة وأصول، خرّج لغير واحدٍ، وأقرأ المذهب ودَرَّس، ورأس الحنابلة، وروى عنه إسماعيل الخبَّاز، وهو أسن منه، وأبو الحجاج المِزِّي، والبِرْزالي، وتوفي سحر يوم الأربعاء، رابع عشر ذي الحجة، سنة إحدى عشرة وسبع مئة بالقاهرة، ودفن من يومه بالقَرَافة. والحارثي: نسبةً إلى الحارِثِيَّة، قريةٌ ببغداد. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
، وابن حَجَر في "الدُّرر"
(3)
والشوكاني في "البدر الطالع"
(4)
وغيرهم.
وله تصانيف منها شرح قطعة من "المقنع" في الفقه لابن قُدَامة من العارية إلى الوصايا، ومنها شرح بعض سنن أبي داود و"الأمالي"، خرجها لنفسه، وتكلم فيها
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 362.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 28.
(3)
الدُّرر الكامنة: 6/ 108.
(4)
البدر الطالع: 2/ 302.
على الحديث ورجاله، وعلى التراجم فأحسن وشفى، شرح قطعة من "المنتقى" أتى فيها بمباحث ونقولٍ فوائد، شرح "سنن ابن ماجه" ذكره له في "إيضاح المكنون"
(1)
.
1449 - (ت 711 هـ): فاطمة بنت الشيخ إبراهيم بن محمود بن جوهر البطائحيِّ البَعْليِّ، الحنبليةُ
.
ذكرها ابن العماد
(2)
وقال: هي والدة الشيخ إبراهيم ابن القرشية وإخوته، أم محمد، روت الصحيح عن ابن الزَّبِيْدي مراتٍ، وروت صحيح مسلم عن ابن الحصيري شيخ الحنفية، وسمعت من ابن رواحة، وكانت ديِّنةً متعبدةً، صالحةً مسنِدةً، توفيت في صفر، سنة إحدى عشرة وسبع مئة، عن ستٍ وثمانين سنةً. انتهى.
وذكرها ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
وقال: حدَّثت قديمًا من زمان ابن عبد الدائم، وماتت ليلة خمسٍ وعشرين من صفر، سنة إحدى عشرة وسبع مئة بقاسِيُون، ودفنت هناك، وهي والدة إبراهيم بن أبي البركات ابن القرشية. انتهى.
وسيأتي ذكر ابنها هذا سنة أربعين وسبع مئة.
1450 - (ت 712 هـ): علي بن نصر الله بن عمر بن عبد الواحد، القرشيُّ المصريُّ الحنبليُّ، أبو الحسن نور الدين ابن الصَّوَّاف
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(4)
: سمع من ابن باقا، فكان خاتمة أصحابه، وسمع من ابن الصَّابُوني، وجعفر وغيرهما، وأجاز له أبو الوفاء بن مَنْدة، والمَدِيْني وغيرهما، ورحل الناس إليه، توفي سنة اثنتي عشرة وسبع مئة. انتهى.
1451 - (712 هـ): أحمد بن محمد بن إبراهيم بن عبد الواحد بن علي بن سرور، المَقْدِسيُّ الحنبليُّ، عماد الدين بن قاضي القضاة شمس الدين
.
(1)
إيضاح المكنون: 2/ 28.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 28.
(3)
الدُّرر الكامنة: 4/ 258.
(4)
الدُّرر الكامنة: 4/ 160، وأورده كذلك الذَّهبيُّ في "الذيل الأول على العبر" ص 71، وابن العماد في "الشذرات" 6/ 31، وذكرا أنه شافعي المذهب.
قال ابن العماد
(1)
: هو الفقيه ابن الفقيه، سمع ببغداد من الكاشْغَري، وابن الخازن، وبمصر من ابن رواح وطائفة، وتفرد بأشياء وأجزاء، وتوفي بمصر في جمادى الآخرة، سنة اثنتي عشرة وسبع مئة، عن خمس وسبعين سنة. انتهى.
وذكره ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
، وأرَّخَ وفاته سنة عشرٍ وسبع مئة، ولعلَّ الصَّحيح ما أثبتناه، قال ابن حَجَر: وحدَّث، وتفرد بأجزاء، وكان يؤمُّ بمسجدٍ وله مدَارِس.
1452 - (ت 712 هـ): عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن أحمد بن أبي الفتح، المَرْداويُّ الحنبليُّ، عفيف الدين، ابن خطيب مَرْدا
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
: ولد سنة ثلاثين وست مئة تقريبًا، وسمع من أبيه، وابن عبد الدائم وغيرهما، وباشر الخطابة مدةً طويلةً، ومات بدمشق، في ربيع الآخر، سنة اثنتي عشرة وسبع مئة. انتهى.
1453 - (ت 712 هـ): إبراهيم بن أحمد بن حاتم بن علي، البَعْلَبَكَّيُّ الحنبليُّ
.
قال ابن العماد
(4)
: هو شيخ بَعْلَبَكَّ، الإِمام الفقيه، الزاهد القدوة، بركة الوقت، أبو إسحاق، حدَّث عن سليمان الإِسْعِردي، وأبي سليمان الحافظ، والشيخ الفقيه اليُونيني، وبالإِجازة عن ابن رُوزْبَه، ونصر بن عبد الرزاق، وكان من العلماء الأبرار، قليل المِثْل مُنَوَّرًا، أمَّارًا بالمعروف. توفي في صفر سنة اثنتي عشرة وسبع مئة، عن نيفٍ وثمانين سنةً. انتهى.
وذكره ابن حَجَر في "الدُّرر"
(5)
وقال: ولد سنة إحدى وثلاثين وست مئة،
(1)
شذرات الذهب: 6/ 30.
(2)
الدُّرر الكامنة: 1/ 285.
(3)
الدُّرَر الكامنة: 3/ 132.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 29.
(5)
الدُّرر الكامنة: 1/ 6.
وسمع من أبي سليمان الحافظ، ومحمد بن إسماعيل خطيب مَرْدا، وسليمان الإِسْعِرْدي واشتغل على الفقيه اليُونيني، وتفقه وطلب مدةً، ونسخ المنتقى بخطِّه، أجاز له نصر بن عبد الرزاق وابن بهروز، وابن رُوزْبَه، وابن اللَّتِّي، وابن القُبَّيْطي وآخرون. قال الذَّهبيُّ: كان خيِّرًا ناسكًا، ربانيًا متواضعًا، يبدأ من لقيه بالسلام، ويأمر بالمعروف برفق، وأضرَّ في آخر عمره. انتهى.
1454 - (ت 712 هـ): عبد الأحد بن أبي القاسم بن عبد الغني بن خطيب حَرَّان، فخر الدين ابن تيميَّة الحَرَّاني، الحنبلي التاجر
.
قال ابن العماد
(1)
: روى عن ابن اللَّتِّي حضورًا، وعن ابن رواحة، وابن شُقَير وجماعة، وكان صالحًا عدلًا تقيًا، توفي بدمشق في شهر شعبان، سنة اثنتي عشرة وسبع مئة عن اثنتين وثمانين سنةً. انتهى.
وذكره ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
وقال: كان له حانوتٌ في البز، ثم انقطع. قال الذَّهبيُّ: كان من خيار عباد الله.
1455 - (ت 712 هـ): علي بن منكلي بن عبد الله، الصَّالحي الذَّهَبِيّ الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
: روى عن إبراهيم بن خليل ومن طغريل المحسني، ذكره الذَّهَبِيّ في "معجمه". قال أبو الحسن الحلبي: سمعت منه وكان خيرًا صالحًا، منقطعًا بمدرسة أبي عمر. ومات في ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وسبع مئة، وقد زاد على الثمانين. انتهى.
1456 - (ت 713 هـ): أحمد بن محمد بن أبي القاسم الدَّشْتي
، بفتح الدال،
(1)
شذرات الذهب: 6/ 30.
(2)
الدُّرَر الكامنة: 3/ 100.
(3)
الدُّرَر الكامنة: 4/ 160.
وسكون المعجمة وفوقيَّة، نسبةً إلى دَشْتَى، محلةٌ بأصبهان، الكُرْدي المؤدب الحنبلي، أبو بكر.
قال ابن العماد
(1)
: قال الذَّهبي: حدثنا عن ابن رواحة، وابن يعيش، وابن قُمَيْرة، والضياء، وصفية القرشية وعدة، وله مشيخة بانتقاء البِرْزالي، وتفرد بأشياء عالية، وتوفي في جمادى الآخرة، سنة ثلاث عشرة وسبع مئة بدمشق، عن ثمانين سنةً غير أشهر. انتهى.
وذكره ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
وقال: حدَّث بالكثير وتفرد، ونسخ الأجزاء لنفسه، وحدث بمصر بمسند الطَّيَالِسِيِّ، ورتب مسمعًا بدار الحديث الأشرفيَّة. قال الذهبي: كان يتعزز في الرواية ويطلب، وخرَّج له البرزالي "مشيخةً" وكان مولده بحلب سنة أربع وثلاثين وست مئة.
1457 - (ت 713 هـ): محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور، المقدسيُّ الحنبليُّ
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
: ولد سنة أربع وأربعين وست مئة، وسمع من خطيب مَرْدا، والصَّدْر البَكْري، ومحمد بن سعد، وأحمد بن عبد الدائم وغيرهم، وأحضر على المرسي، وكان يخالط الفقراء، ويحضر الغزوات، مات في ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وسبع مئة. انتهى.
1458 - (ت 714 هـ): عبد الأحد بن عبد الحق بن إبراهيم بن نصر بن عَطَّاف، المَنْبِجِي ثم الغَزِّي، نجم الدين الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر الكامنة"
(4)
: ولد في شهر رمضان، سنة إحدى وأربعين
(1)
شذرات الذهب: 6/ 32.
(2)
الدُّرر الكامنة: 1/ 346.
(3)
الدُّرَر الكامنة: 5/ 54.
(4)
الدُّرر الكامنة: 3/ 100.
وست مئة. ذكره ابن رافع في "معجمه" وقال: سمع متأخرًا، وأجاز لي، وسكن القاهرة، وجلس مع الشهود. ومات في ربيع الأول سنة أربع عشرة وست مئة. انتهى.
1459 - (ت 714 هـ): فاطمة بنت عباس بن أبي الفتح بن محمد، البغدادية الحنبلية، الشيخة الصالحة العابدة الناسكة، أم زينب
.
ذكرها ابن كثير في "تاريخه"
(1)
وقال: كانت من العالمات الفاضلات، تأمر بالمعروف، وتنهي عن المنكر، وتقوم على الأحمدية في مؤاخاتهم النساء والمُرْدان، وتنكر أحوالهم وأحوال أهل البدع وغيرهم، وتفعل من ذلك ما لا يقدر عليه الرجال، وقد كانت تحضر مجلس الشيخ ابن تيمية تقي الدين، فاستفادت ذلك منه وغيره، وقد سَمِعْتُ الشيخ ابن تيمية يثني عليها، ويصفها بالفضيلة والعلم، ويذكر عنها أنها كانت تستحضر كثيرًا من "المغني" أو أكثره، وأنه كان يستعدُّ لها من كثرة مسائلها، وحسن سؤالاتها، وسرعة فهمها، وهي التي خَتَّمَتْ نساء كثيرًا القرآن، منهن أمُّ زوجتي عائشة بنت صديق زوجة الشيخ جمال الدين المِزِّي، وهي التي أقرأت ابنتها زوجتي أمة الرحيم زينب رحمهن الله. وتوفيت بظاهر القَرَافة في يوم عرفة، سنة أربع عشرة وسبع مئة، وشهدها خلق كثير. انتهى.
وذكرها ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
وقال: كانت واعظةً تدري الفقه جيدًا، وكان ابن تيمية يثني عليها، ويتعجب من حرصها وذكائها، وانتفع بها نساء أهل دمشق، لصدقها في وعظها وقناعتها، ثم تحولت إلى القاهرة فحصل بها النفع، وارتفع قدرها، وبَعُدَ صيتها، وكانت قد تفقهت عند المقادسة بالشيخ ابن أبي عمر وغيره، وقل من أنجب من النساء مثلها.
1460 - (ت 714 هـ): أبو بكر بن أحمد بن الصائغ الحنبلي
.
ذكره في "هدية العارفين"
(3)
وقال: توفي سنة أربع عشرة وسبع مئة، صنف
(1)
البداية والنهاية: 14/ 72.
(2)
الدُّرر الكامنة: 4/ 265.
(3)
هدية العارفين: 1/ 235.
"الحسام الماضي في إيضاح غريب القاضي"، وهي حاشيةٌ على "أنوار التنزيل" للبيضاوي. انتهى.
وذكره في "معجم المؤلفين"
(1)
.
1461 - (ت 714 هـ): علي بن أحمد بن يوسف بن الخضر، الآمِدِي الحنبلي، زين الدين
.
ذكره الصَّفدي في "نَكْت الهميان" وقال: هو أول من وضع الحروف البارزة، كان ضريرًا، عَمِيَ في صغره، وهو من أكابر الحنابلة فقهًا وَصلاحًا، وزهدًا وصدقًا ومهابةً، وكان آية في قوة الفراسة، وحدة الذهن، وصدق الرؤيا، عارفًا بلغات كثيرةٍ منها: الفارسية، والتركية، والمغولية، والرومية، أصله من آمِد ديار بكر، وسكن بغداد إلى أن توفي، وصنف كتبًا وكان يَتَّجر بالكتب، وجمع كثيرًا منها، وكان كلما اشترى كتابًا أخذ ورقةً وفتلها، فصنعها حرفًا أو أكثر من حروف الهجاء، لعدد ثمن الكتاب بحساب الجُمَّل، ثم يلصقها على طرف جلد الكتاب، ويجعل فوقها ورقةً تثبتها، فإذا غاب عنه ثمنه مَسَّ الحُروف الورقيَّة فعرفه، توفي سنة أربع عشرة وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
وقال: تعانى تعبير المنامات، وكان لا يفارق الاشتغال والإِشغال، وللناس عليه قبول، وكان هو يرى المنامات الصائبة، وله مصنفاتٌ ذكر الصفدي وابن حَجَر منها:"جواهر التبصير في علم التعبير"، و"منتهى السول في علم الأصول"، وتعاليق في الفقه الحنبلي.
1462 - (ت 714 هـ): إسماعيل بن صالح بن هاشم بن أبي حامد، العجمي الحنبلي، أخو إبراهيم الآتي ذكره
.
(1)
معجم المؤلفين: 3/ 57.
(2)
الدُّرَر الكامنة: 4/ 25.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: سمع يوسف بن خليل وخطيب مَرْدا وحدَّث، سمع منه الذَّهَبِيّ وذكره في "معجمه"، وكان من أعيان حلب، وناب في الحكم. ومات سنة أربع عشرة وسبع مئة. انتهى.
1463 - (ت 714 هـ): محمد بن أحمد بن أبي بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد، المقدِسِيُّ الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
: ولد قبل الأربعين وست مئة، ومات في صفر سنة أربع عشرة وسبع مئة، ذكره الذهبي في "معجمه". انتهى.
1464 - (ت 715 هـ): محمد بن محمد بن محمد بن نصر الله بن المظفر بن أسعد بن حمزة بن أسد بن علي بن محمد، التميمي الدمشقي ابن القلانسي الحنبلي شمس الدين، أبو عبد الله بن العدل عماد الدين بن أبي الفضل بن أبي الفتح
.
قال ابن كثير في "تاريخه"
(3)
: ولد سنة ست وأربعين وست مئة، وباشر نظر الخاص، وقد شهد قبل ذلك بالقيمة ثم تركها، وقد ترك أولادًا وأموالًا جَمَّةً وتوفي ليلة السبت ثاني عشر صفر سنة خمس عشرة وسبع مئة ودفن بقاسِيُون. انتهى.
1465 - (ت 715 هـ): سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن محمد بن أحمد بن قدامة، المقدسيُّ ثم الصالحي، الحنبلي قاضي القضاة، أبو الفضل تقي الدين، مسند الشام
.
قال ابن العماد
(4)
: ولد في منتصف رجب سنة ثمانٍ وعشرين وست مئة، وحضر على ابن الزَّبِيْدي "صحيح البخاري"، وعلى الفخر الإِرْبِلِي، وابن المقير وجماعة، وسمع من ابن اللَّتِّي، وجعفر الهَمْداني، وكريمة القرشية، والحافظ
(1)
الدُّرر الكامنة: 1/ 437.
(2)
الدُّرَر الكامنة: 5/ 81.
(3)
البداية والنهاية: 14/ 74.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 35.
ضياء الدين، وابن قميرة وخلق، وأكثر عن الحافظ الضِّياء، حتَّى قال: سمعت منه أكثر من ألف جزء، وكتب كثيرًا من الكتب الكبار والأجزاء، وأجاز له خلقٌ من البغداديين، كالسُّهْرَوَرْدي، والقَطِيْعي، ومن المصريين كابن عمار، وعيسى بن عبد العزيز، وابن باقا، ولازم الشيخ شمس الدين ابن أبي عمر، وأخذ عنه الفقه، والفرائض وغير ذلك.
قال البرزالي: شيوخه بالسماع نحو مئة شيخ، وبالإِجازة أكثر من سبع مئة شيخ، وخرجت له المشيخات والعوالي، والمصالحات، والموافقات، ولم يزل يقرأ عليه إلى قبل وفاته بيوم واحد. قال: وكان شيخًا جليلًا، فقيهًا كبيرًا، بهي المنظر، وضيء الشيبة، حسن الشكل، مواظبًا على حضور الجماعات، وقيام الليل والصيام والتلاوة، وأوراد وعبادات، وكان عارفًا بالفقه خصوصًا كتاب "المقنع"، قرأه وأقرأه مرَّاتٍ، وكان قوي النفس، لين الجانب حسن الخُلُق، متوددًا إلى الناس، حريصًا على قضاء الحوائج وعلى النفع المتعدي، وحدَّث بثلاثيات البخاري سنة ستٍ وخمسين وست مئة، وحدث بجميع الصحيح سنة ستين، وولي القضاء سنة خمسٍ وتسعين.
وقال الذَّهبيُّ: كان إمامًا محدَّثًا، أفتى نيَّفًا وخمسين سنةً، وبرع في المذهب، وتخرج به الفقهاء، وروى الكثير، وتفرد في زمانه، وكان يقول: لم أُصَلِّ الفريضة قطُّ منفردًا إلا مرتين، وكأني لم أصَلِّهما، وسمع منه الأبيوردي وذكره في "معجمه" مع أنَّه توفي قبله بدهر، وابن الخَبَّاز، وتوفي قبله بمدةٍ، وسمع منه أئمة وحفاظ، وروى عنه خلقٌ كثيرٌ، وتوفي ليلة الاثنين، حادي عشري ذي القعدة، سنة خمس عشرة وسبع مئة بمنزله بالدير فجأةً، وكان قد حكم يوم الاثنين بالمدينة، وطلع إلى الجبل آخر النهار، فعرض له تغير يسير، وتوضَّأ للمغرب، ومات عقب المغرب، ودفن من الغد بتربة جده الشيخ أبي عمر. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
وقال: قال الذَّهبيُّ: كان صاحب نيل ومعروفٍ، ولين
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 364.
كلمة، وجبرٍ للارملة والضعيف، ولم يخلف مثله، ولولا دخوله في القضاء لَعُدَّ من العلماء العاملين، ولكنه يجري في أحكامه ما الله به أعلم، والآفة من سبطه، والله المستعان. وهو مع هذا مسلمٌ ذو حَظٍّ من عبادةٍ وتواضعٍ، ولينٍ وفتوةٍ.
وقد ذكره ابن كثير
(1)
، والشوكاني في "البدر"
(2)
، وغير واحد، وذكر له صاحب "هدية العارفين"
(3)
: "الموافقات" في الحديث.
1466 - (ت 715 هـ): إبراهيم بن أبي بكر بن أحمد بن هبة الله بن الحسن بن يحيى بن محمد بن علي الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(4)
: هو شمس الدين مدرس الركنية عن خطيب مَرْدا، والفقيه اليُونِيْني. مات سنة خمس عشرة وسبع مئة وقد جاوز الستين. انتهى.
1467 - (ت 715 هـ): عبد الله بن إبراهيم بن سالم، البغداديُّ ثم المصريُّ الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(5)
: سمع على الشمس ابن العماد الحنبلي، وحدَّث. مات في ثاني عشر صفر، سنة خمس عشرة وسبع مئة. انتهى.
1468 - (ت 715 هـ): عبد السيد بن إسحاق بن يحيى، الطبيب الكَحَّال، بهاء الدين الحنبلي، ابن المهذب
.
قال ابن كثير في "تاريخه"
(6)
: كان ديَّان اليهود فهداه الله تعالى، وأسلم على يدي شيخ الإِسلام تقي الدين ابن تيمية، لَمَّا بين له بطلان دينهم، وما هم عليه، وما بدلوه من كتابهم، وحرفوه من الكلم عن مواضعه، فأسلم، ثم قرأ القرآن جميعه لأنه
(1)
البداية والنهاية: 14/ 75.
(2)
البدر الطالع: 1/ 267.
(3)
هدية العارفين: 1/ 400.
(4)
الدُّرَر الكامنة: 1/ 21.
(5)
الدُّرر الكامنة: 3/ 7.
(6)
البداية والنهاية: 14/ 75.
أسلم على بصيرة، وأسلم على يديه خلقٌ كثير من قومه، وغيرهم، وكان مباركا على نفسه وعليهم، وتوفي يوم الأحد، سادس جمادى الآخرة سنة خمس عشرة وسبع مئة، ودفن من يومه بسفح قاسِيُون. انتهى.
وذكره ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
وقال: كان ديَّان اليهود، وكان يحب المسلمين، ويحضر مجالس الحديث، وسمعه المِزِّي، ثم هداه الله تعالى للإِسلام وأسلم وتعلم القرآن، وجالس العلماء، وكان ماهرًا في صناعة الطبِّ والكُحْل، قال ابن كثير: كان إسلامه يوم الثلاثاء، رابع ذي الحجة، سنة إحدى وسبع مئة، وحضر هو وأولاده إلى دار العدل، فأسلموا جميعًا فأكرموا إكرامًا زائدًا، لأنهم أسلموا طائعين على بصيرة، وعمل في تلك الليلة في داره ختمةً ووليمةً عظيمةً، حضرها القضاة والعلماء، وأسلم على يده جماعةٌ من اليهود من أقاربه، وخرجوا يوم عيد الأضحى يكبِّرون مع المسلمين.
- (ت 716 هـ): فاطمة بنت عبد الرحمن بن محمد بن عياش، أم عمر الحنبلية، بنت الناصح الحنبلي. [انظر: 1434]. [انظر: 1821].
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
: حدثت بالإجازة عن ابن القُبَّيْطي، وابن أبي الفخار، والكاشْغَري، والمرستاني، وابن الخازن، وابن النجار وغيرهم. وماتت في تاسع عشر رمضان، سنة ست عشرة وسبع مئة. انتهى. وقد تقدمت سنة عشر وسبع مئة.
1469 - (ت 716 هـ): سارة بنت عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الملك بن عثمان بن عبد الله بن سعد بن مفلح بن هبة الله بن عمر المقدسيَّةُ، أم محمد الحنبلية
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
: سمعت من إبراهيم بن خليل وغيره، وأخذ عنها
(1)
الدرر الكامنة: 3/ 162.
(2)
الدرر الكامنة: 4/ 262.
(3)
الدرر الكامنة: 2/ 254.
البِرْزالي وغيره. وماتت في شوال سنة ست عشرة وسبع مئة. انتهى.
1470 - (ت 716 هـ): ست الوزراء بنت عمر بن أسعد بن المنجا، التنوخيَّةُ الدمشقيَّةُ الحنبليَّةُ، أم عبد الله، وتدعى وزيرة بنت القاضي شمس الدين عمر بن شيخ الحنابلة، وجيه الدين
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: ولدت سنة أربعٍ وعشرين وست مئة، وسمعت من والدها، ومن أبي عبد الله بن الزَّبِيْدي، وحدثت بدمشق ومصر، وحجت مرتين. قال الذَّهبيُّ: كانت طويلة الروح على سماع الحديث، وهي آخر من حدَّث بالمسند بالسماع عاليًا. ماتت في ثامن عشر شعبان، سنة ست عشرة وسبع مئة. انتهى.
وذكرها ابن كثير
(2)
وقال: هي راوية صحيح البخاري وغيره، توفيت ليلة الخميس، ثامن عشر شعبان، سنة ست عشرة وسبع مئة ودفنت بتربتهم، فوق جامع المظفري بقاسِيُون، وقد جاوزت التسعين. انتهى.
1471 - (ت 716 هـ): سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم بن سعيد الطُّوفي، الصَّرْصَريُّ ثم البغدادي، الفقيه الحنبلي، الأصولي المتفَنِّن، نجم الدين أبو الربيع
.
قال ابن رجب
(3)
: ولد سنة بضعٍ وسبعين وست مئة بقرية طُوفى، من أعمال صَرْصَرْ، وحفظ بها "مختصر الخِرَقي" في الفقه، و"اللمع" في النحو لابن جِنَّي، وتردَّد إلى صَرْصَر، وقرأ الفقه بها على زين الدين علي بن محمد الصَّرْصَري الحنبلي النحوي، ويعرف بابن البُوقي، وكان فاضلًا صالحًا، ثم دخل بغداد سنة إحدى وتسعين، فحفظ "المحرَّر" في الفقه، وبحثه على الشيخ تقي الدين الزَّرِيْراتي، وقرأ العربية والتصريف على أبي عبد الله محمد بن الحسين الموصلي، والأصول على النصر الفاروقي وغيره، وقرأ الفرائض وشيئًا من المنطق، وجالس فضلاء بغداد في
(1)
الدُّرَر الكامنة: 2/ 263.
(2)
البداية والنهاية: 14/ 79.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 366.
أنواع الفنون، وعلَّق عنهم، وسمع الحديث من الرَّشيد بن أبي القاسم، وإسماعيل بن الطَّبَّال، والمفيد عبد الرحمن بن سليمان الحَرَّاني، والمحدث أبي بكر القلانسي وغيرهم، ثم سافر إلى دمشق، سنة أربع وسبع مئة، فسمع بها الحديث من القاضي تقي الدين سليمان بن حمزة وغيره، ولقي الشيخ تقي الدين ابن تيمية، والمِزِّي، والشيخ مجد الدين الحَرَّاني، وجالسهم، وقرأ على أبي الفتح البَعْلي بعض ألفية ابن مالك، ثم سافر إلى ديار مصر سنة خمسٍ وسبع مئة، فسمع بها من الحافظ عبد المؤمن بن خلف، والقاضي سعد الدين الحارثي، وقرأ على أبي حيان النحوي "مختصره" لكتاب سيبويه، وجالسه، ثم سافر إلى الصَّعيد، ولقي بها جماعةً، وحجَّ وجاور بالحرمين الشريفين، وسمع بها، وقرى بنفسه كثيرًا من الكتب والأجزاء، وأقام بالقاهرة مدةً، وولي بها الإِعادة بالمدرستين المنصورية والناصرية في ولاية الحارثي، وصنف تصانيف كثيرةً، ويقال: إن له بقُوص خزانةَ كتب من تصانيفه، فإنه أقام بها مدةً، وكان مع ذلك كله شيعيًا منحرفًا في الاعتقاد عن السنة، حتى إنه قال في نفسه:
حنبليٌّ رافضيٌّ أشعريُّ
…
هذه إحدى العبر
قلت: لا يستقيم وزن البيت، ولعله:
حنبليٌّ رافضيٌّ وكذا
…
أشعريٌّ هذه إحدى العِبَرْ
قال ابن رجب: ووجد له في الرفض قصائد، وهو يلوح في كثير من كلامه وتصانيفه، حتى إنه صنّف كتابًا سماه "العذاب الواصب على أرواح النواصب" ولقد افتضح أخيرًا، وضُرب، وطِيْفَ به، وصرف عن المدارس التي كانت بيده، وحُبس أيامًا ثم أطلق، فخرج مسافرًا، ومات بالخليل سنة ستَّ عشرة وسبع مئة في شهر رجب. انتهى المراد منه.
وقد ذكره ابن العماد
(1)
، وابن حَجَر
(2)
، وابن الشَّطي
(3)
، والسُّيُوطي في "بغية
(1)
شذرات الذهب: 6/ 39.
(2)
الدُّرَر الكامنة: 2/ 295.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 60.
الوعاة"
(1)
والألوسي في "جلاء العينين"، والعُلَيْمي في "الأنس"
(2)
وغيرهم.
وله مصنفاتٌ ذكر ابن رجب
(3)
منها: كتاب "بغية السَّائل في أمهات المسائل" في أصول الدين، "قصيدة في العقيدة"، و"شرحها"، و"مختصر الروضة"، في أصول الفقه، و"شرحها" في ثلاث مجلدات، و"مختصر الحاصل" في أصول الفقه، و"القواعد الكبرى"، و"القواعد الصغرى"، و"الإِكسير في قواعد التفسير"، و"الرياض النواضر في الأشباه والنظائر"، و"بغية الواصل في معرفة الفواصل"، و"كتاب في الجدل" وآخر صغير، و"درء القول القبيح في التَّحسين والتَّقبيح"، و"مختصر المحصول"، و"دفع التعارض عما يوهم التناقض" في الكتاب والسُنَّة، "معراج الوصول إلى علم الأصول" في أصول الفقه، "الرسالة العُلْوِيَّة في القواعد العربية"، "غفلة المجتاز في الحقيقة والمجاز"، "الباهر في أحكام الباطن والظَّاهر"، "الرد على الاتحادية"، "مختصر العالمين" جزآن، فيه أن الفاتحة متضمنة لجميع القرآن، "الذريعة إلى معرفة أسرار الشريعة"، "الرحيق السلسل في الأدب المسلسل"، "تحفة أهل الأدب في معرفة لسان العرب"، "الانتصارات الإِسلامية في دفع شبه النصرانية"، تعاليق على الرد على النصارى، على جماعة منهم، تعاليق على الأناجيل وتناقضها، "شرح نصف مختصر الخِرَقي" في الفقه، "مقدمة في علم الفرائض"، "شرح مختصر التبرِيْزي"، "شرح مقامات الحريري" مجلدين، "موائد الحيس في شعر امرئ القيس"، "شرح أربعين النووي"، "العذاب الواصب على أرواح النواصب"، واختصر كثيرًا من كتب الأصول، ومن كتب الحديث أيضًا، ولكن لم يكن له فيه يد، ففي كلامه تخبيط كثير، وله نظم كثير رائق، وقصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وقصيدةٌ طويلةٌ في مدح الإِمام أحمد.
وله غير ما ذكر ابن رجب، منها:"إزالة الإِنكار في مسألة الإِبكار"،
(1)
بغية الوعاة: 1/ 599.
(2)
الأنس الجليل: 2/ 257.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 366.
"والإِشارات الإِلهية والمباحث الأصولية" في التفسير، و"إيضاح البيان عن معنى أم القرآن"، "حلّال العُقَد في بيان أحكام المُعْتَقَد"، "الصفقة الأدبية في الرَّدِّ على منكر العربية"، "قبس الإِقتداء"، "النور الوهاج في الإِسراء والمعراج"، وغيرها كمختصر الجامع الصحيح للترمذي في مجلدين
…
1472 - (ت 716 هـ): محمود بن محمد بن محمد بن عبد المؤمن، المدائني البغدادي، الصَّالحي الحنبلي، الأصم سِبْط الشيخ أبي عمر المقدسي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: سمع على أحمد بن الفرج، والبَلْخي، والمرسي وغيرهم، وأجاز له أحمد بن يعقوب المَرَستاني، وإبراهيم بن عثمان الكاشْغري، وابن القُبيطي وغيرهم. ومات في السادس والعشرين من شعبان، سنة ست عشرة وسبع مئة. انتهى.
1473 - (ت 716 هـ): ست النعم بنت عبد الرحمن بن علي بن عبدوس، الحرانيَّةُ الحنبليَّةُ
.
قال ابن كثير في "تاريخه"
(2)
: هي الشيخة الصالحة، والدة الشيخ تقي الدِّين ابن تيمية الحَرَّاني، عُمِّرت فوق السبعين سنةً، ولم ترزق بنتًا قطُّ، وتوفيت يوم الأربعاء، العشرين من شوال، سنة ست عشرة وسبع مئة، ودفنت بالصوفية، وشهد جنازتها خلقٌ كثير، وجَمٌّ غفيرٌ. انتهى.
1474 - (ت 717 هـ): عيسى بن عبد الرحمن بن معالي بن أحمد، المقدسيُّ ثم الصالحي الحنبلي، أبو محمد السِّمْسَار المطعّم
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
: ولد سنة ستٍ وعشرين وست مئة، وسمع من ابن الزَّبِيْدي، وابن اللَّتِّي، وجعفر، وكريمة، والفخر الإِرْبِلي، والضياء في آخرين،
(1)
الدُّرر الكامنة: 6/ 98.
(2)
البداية والنهاية: 14/ 79.
(3)
الدُّرَر الكامنة: 4/ 239.
وأجاز له الصَّباح، ومكرم، وابن رُوْزْبَة، والقطيعي، ونصر بن عبد الرزاق وغيرهم، وعُمِّر، وتفرد، وروى الكثير، وكان يُطعِّم الأشجار ويسمسر في الدُّور، وسافر إلى بغداد، وطَعَّمَ بستان المستعصم، وكان أميًّا بعيد الفهم، على جودةٍ فيه، وصبر على الطلبة، وأُقْعد بأخرة. ومات في شهر ذي الحجة، سنة سبع عشرة وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن العماد
(1)
وقال: توفي سنة تسع عشرة وسبع مئة.
1475 - (ت 717 هـ): محمد بن خالد بن إبراهيم الحَرَّاني، أبو القاسم، الفقيه الحنبلي، التاجر بدر الدين، أخو الشيخ تقي الدين ابن تيمية لأمه
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد سنة خمسين وست مئة بحَرَّان، وسمع بدمشق من ابن عبد الدائم، وابن أبي اليسر، وابن الصيرفي، وابن أبي عمر وغيرهم، وتفقه ولازم الاشتغال على الشيوخ، وأفتى بالمدرسة الجوزية، وبمسجد الرماحين بسوق جقمق، ودرَّس بالمدرسة الحنبلية نيابةً عن أخيه الشيخ تقي الدين مدةً. قال الذَّهبيُّ: كان فقيهًا عالمًا، إمامًا بالجوزية، وله رأسمال يتَّجِرُ به، وكان قد تفقه على أبي زكرياء ابن الصَّيْرفي، وابن المُنَجَّا وغيرهما، سمعنا منه أجزاء، وكان خيرًا متواضعًا. وقال البرزالي: كان فقيهًا مباركًا، كثير الخير، قليل الشر، حسن الخلق، منقطعًا عن الناس، وكان يتَّجر ويتكسَّب، وترك لأولاده تركة، وروى جزء ابن عرفة مرارًا عديدةً. وتوفي يوم الأربعاء، ثامن جمادى الآخرة، سنة سبع عشرة وسبع مئة، ودفن في مقابر الصُّوفية عند والدته، رحمه الله تعالى. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
، وابن حَجَر، وابن كثير وغيرهم.
1476 - (ت 717 هـ): أحمد بن عبد الرحيم بن عبد المحسن، المنشاويُّ الحنبليُّ
.
(1)
شذرات الذهب: 6/ 52.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 45.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 370.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: مات في رجب سنة سبع عشرة وسبع مئة.
1477 - (ت 717 هـ): محمد بن الصَّلاح بن موسى بن خلف بن راجح، الصَّالحي الحنبلي، شمس الدين
.
قال ابن العماد
(2)
: سمع من ابن قُمَيرة والرشيد بن مسلمة وجماعة، وله نظمٌ جيدٌ، توفي في جمادى الآخرة، سنة سبع عشرة وسبع مئة، وهو في عشر الثمانين. انتهى.
وقال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
: هو محمد بن موسى بن محمد بن خلف بن راجح بن بلال، المَقْدِسِي، أبو عبد الله الحنبلي، ولد سنة إحدى وأربعين وست مئة، وسمع من ابن القُمَيْرة، والبكري، والمرسي، وإبراهيم بن خليل، وكان له شعر وفضل وخطب. مات في جمادى الأُولى، سنة سبع عشرة وسبع مئة.
1478 - (ت 717 هـ): فاطمة بنت عبد الرحمن بن عمرو بن الفراء الحنبلية
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(4)
: سمعتْ من ابن الزَّبِيْدي ميعادين من البخاري، وحدثت بهما عنه، وماتت سنة سبع عشرة وسبع مئة، وقد جاوزت التسعين، وهي أخت العز إسماعيل بن الفراء. انتهى.
1479 - (ت 718 هـ): إبراهيم بن عبد الحافظ بن عبد الحميد بن محمد بن أبي بكر بن قاضي القُدْس، الفقيه الحنبلي، أبو إسحاق، برهان الدين بن عز الدين، العالم الجليل
.
(1)
الدُّرر الكامنة: 1/ 199.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 46.
(3)
الدُّرر الكامنة: 6/ 22.
(4)
الدُّرر الكامنة: 4/ 261.
قال ابن العماد
(1)
: تفقه بدمشق، وحضر بنابُلُس على خطيب مَرْدا، وسمع وكتب بخطِّه كثيرًا. قال الذَّهَبي: كان فقيهًا عالمًا، إمامًا عارفًا باللغة والفقه والعربية، وفيه دِيْنٌ وتواضعٌ وصلاحٌ، وسمعت منه قصيدته التي رثى بها الشيخ شمس الدين بن أبي عمر، ثم روى عنه حديثًا. وقال ابن رجب: كان عَدْلًا وفقيهًا في المدارس، من أهل الدَّين والعَفَاف، وكان كثير السكوت، قليل الكلام. وتوفي سنة ثمان عشرة وسبع مئة بالصالحية، ودفن بتربة الشيخ موفق الدين. انتهى.
وذكره ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
وقال: كان يفهم الفقه، والعربية، وله نظم وفصاحة، وقرأ بنفسه قليلًا، وسمع وروى لنا عن خطيب مَرْدا، ومات سنة ثمان عشرة وسبع مئة، عن سبعين سنةً، قاله الذَّهبيُّ. انتهى.
1480 - (ت 718 هـ): أبو بكر بن أحمد بن عبد الدائم بن نعمة، النَّابُلُسي الأصل، الصالحي الحنبلي، يلقب المحتال
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
: ولد سنة خمس أو ست وعشرين وست مئة، وسمع من ابن الزَّبِيْدي، والناصح الحنبلي، وسالم بن صَصرَى، وجعفر بن علي، والضياء وجماعة، وأجاز له ابن رُوْزبة وطائفة، وحج ثلاث مرات، وأضرَّ قبل موته بيسير، وخرَّج له البِرْزالي، والذَّهَبي، والعلائي، وحدَّث قديمًا في زمن أبيه، وعاش بعد ذلك زمنًا طويلًا، وتفرد بعده بأجزاء من عواليه، وكان ذا هِمَّةٍ وجلالةٍ وفهم، وله عبادةٌ وأحكامٌ، وصار مسند وقته كأبيه، وعاش مثل أبيه ثلاثًا وتسعين سنةً. ومات في رمضان سنة ثمان عشرة وسبع مئة. انتهى.
وقال ابن العماد
(4)
: قال الذَّهَبِي: كان مسند الوقت صالحًا، سمع حضورًا في
(1)
شذرات الذهب: 6/ 48.
(2)
الدُّرر الكامنة: 1/ 36.
(3)
الدُّرر الكامنة: 1/ 523.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 48.
سنة سبعٍ وعشرين وست مئة، وسمع من ابن الزَّبِيْدي، والناصح والإِرْبِليِّ، والهمدانيِّ، وسالم ابن صَصْرَى وطائفة، وتفرد، وكان ذا هِمَّةٍ وجلادةٍ، وذِكْرٍ وعبادةٍ، لكنه أضرَّ وثقل سمعه. انتهى المراد منه.
1481 - (ت 718 هـ): عبد الله بن أحمد بن تمام بن حسان الحنبلي، أبو محمد الأديب الزاهد، التليّ الصالحي
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة خمس وثلاثين وست مئة، وسمع الحديث من ابن قُمَيْرة، والمرسي، والبَلَداني وجماعات، وقرأ النحو والأدب على الشيخ جمال الدين بن مالك، وعلى ولده بدر الدين، وصحبه ولازمه مدةً، وأقام بالحجاز مدةً. قال البرزالي: كان شيخًا فاضلًا، بارعًا في الأدب، حسن الصحبة، مليح المحاضرة، صحب الفضلاء والفقراء، وتخلق بالأخلاق الجميلة، زاهدًا متقلِّلًا من الدنيا، لم يكن له أثاث ولا طاسة، ولا فراش ولا زُبْديَّة ولا سراج، بل كان بيته خاليًا من ذلك كلُّه، وله نظم. توفي ليلة السبت، ثالث ربيع الآخر، سنة ثمان عشرة وسبع مئة، ودفن من الغد بمقابر المرداويين، بالقرب من تربة الشيخ أبي عمر. انتهى.
وقال الشوكاني في "البدر الطالع"
(2)
: صحب الشيخ الشهاب محمود، واختص به، وأثنى عليه حتَّى كان يقول لخازنداره: مهما طلب منك أعطه بغير مشورة، إلى أن قال: سمع من الكبار، وخرَّج له البِرْزالي "مشيخة" وأثنى عليه.
وذكره ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
، وابن رجب
(4)
وغيرهما.
1482 - (ت 718 هـ): محمد بن عمر بن عبد المحمود بن زباطر الحَرَّاني، الفقيه الحنبلي الزاهد، شمس الدين، أبو عبد الله، نزيل دمشق
.
(1)
شذرات الذهب: 6/ 48.
(2)
البدر الطالع: 1/ 375.
(3)
الدُّرر الكامنة: 3/ 9.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 371.
قال ابن رجب
(1)
: ولد سنة سبع وثلاثين وست مئة بحَرَّان، وسمع بها من عيسى الخياط، والشيخ مجد الدين ابن تيمية، وسمع بدمشق من إبراهيم بن خليل، ومحمد بن عبد الهادي، والبَلَداني، وابن عبد الدائم، وخطيب مَرْدا، وعني بسماع الحديث إلى آخر عمره، وكان يردُّ على القارئ وقت القراءة أشياء مفيدةً، ولديه فقهٌ وفضائل، وأم بمسجد الوزير ظاهر دمشق. قال الذَّهَبي: كان فقيهًا زاهدًا ناسكًا، سَلَفي الجملة، عارفًا بمذهب الإِمام أحمد، وحَدَّث وسمع منه جماعةٌ، منهم الذَّهَبي، وصفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق، وسافر سنة إحدى عشرة إلى مصر لزيارة الشيخ تقي الدين ابن تيمية، فأُسر من سبخة سردوبل، وبقي مدةً في الأسر، ويقال: إن الفِرَنجْ لما رأوا ديانته وأمانته واجتهاده أكرموه، واحترموه، وبقي عندهم مدةً، وانقطع خبره قبل العشرين. ويقال: إن وفاته كانت بقبرص، سنة ثمان عشرة وسبع مئة. انتهى.
وقال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
: سمع من المجد ابن تيمية، وعيسى بن سلامة، ومحمد بن عبد الهادي، والبَلَداني، وإبراهيم بن خليل، وابن عبد الدائم، وحدث، وكان ذا علمٍ وسَمْتٍ، وعملٍ وورعٍ، انتهى.
وذكره ابن العماد
(3)
. بنحوه.
1483 - (ت 718 هـ): عائشة بنت إبراهيم بن أحمد بن عثمان بن عبد الله بن غدير، ابنة القَوَّاس الحنبلية، زوج علاء الدين بن المُنَجَّا
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(4)
: ولدت سنة خمسٍ وأربعين وست مئة، وأجاز لها أحمد بن مسلمة، والبهاء زهير، ومحيي الدين بن زيلاف، وابن دفترخوان، والسليماني، ونور الدين بن سعيد، والنور الإِسْعِردي، والشهاب التَّلَعْفَري وآخرون.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 373.
(2)
الدُّرَر الكامنة: 5/ 364.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 50.
(4)
الدُّرر الكامنة: 3/ 2.
وماتت في ذي القعدة سنة ثمان عشرة وسبع مئة. انتهى.
1484 - (ت 718 هـ): عبد الغني بن عروة بن عبد الصمد بن عثمان، الرَّسْعَني الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: ولد سنة بضعٍ وثلاثين وست مئة، وسمع من عبد الرزاق الرَّسْعَني وغيره، وكان لطيف المزاج، كثير المزاح، خفيف الروح، يتردَّد إلى أعيان دمشق من نائبها الأفرم إلى من دونه. ومات في جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة وسبع مئة. انتهى.
1485 - (ت 718 هـ): محمد بن عبد الغني بن محمد بن يعقوب بن إلياس، الحنبلي، شمس الدين، ابن قاضي حَرَّان
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
: كان فقيهًا فاضلًا متصدرًا بجامع حماة. مات في صفر سنة ثمان عشرة وسبع مئة. انتهى.
1486 - (ت 719 هـ): محمد بن عبد العزيز بن محمد، الحظائريُّ البغداديُّ الأَزَجِيُّ، الفقيه الحنبلي، الفَرَضِيُّ الكاتب، شمس الدين أبو عبد الله
.
قال ابن رجب
(3)
: تفقه على الشيخ تقي الدين الزَّريْراتي، وبرع في الفقه والفرائض، وكان فاضلًا ذكيًا، قدم دمشق، وتنقل في الخدم وصار ناظرًا على المساجد. توفي في بقُبَاقِب، إمَّا سنة تسع عشرة، وإمَّا سنة عشرين وسبع مئة. انتهى.
1487 - (ت 719 هـ): عبد الرحيم بن علي بن عبد الرَّحيم، البغدادي، الأستاذ في شدِّ البياكيم، ويعرف بالسَّاعاتي، الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(4)
: ولد سنة إحدى وأربعين وست مئة تقريبًا، وقدم
(1)
الدُّرر الكامنة: 3/ 187.
(2)
الدُّرر الكامنة: 5/ 368.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 410.
(4)
الدُّرر الكامنة: 3/ 153.
الشام بعد الخمسين، وتفقه بمصر على الشمس محمد بن العماد إبراهيم الحنبلي، وسمع من الرشيد العَطَّار، والنجيب، والكمال الضَّرير، وابن علاق، وعني بالرواية، ثم قدم دمشق فسمع من ابن أبي عمر، وابن علان، وكان مليح الشَّكل، حسن البِشْر، خَيِّرًا عالمًا، يدري القراآت، وينسخ القرآن على الرسم، وكان يعتمد على بياكيمه لتحريرها. وأمَّ بالرباط الناصري مدةً، ومات بالحَمَّام فجأةً، سنة تسع عشرة وسبع مئة في جمادى الأُولى. انتهى.
1488 - (ت 719 هـ): أحمد بن هلال الزَّرْعي الحنبلي، شهاب الدين، الفقيه الصالح، ولد القاضي برهان الدين
.
قال ابن الوردي: توفي بدمشق سنة تسع عشرة وسبع مئة. انتهى.
1489 - (ت 719 هـ): عبد الرحمن بن عثمان بن عبد الرحمن، أبو محمد النَّابُلُسي، الفقيه الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: سمع من ابن البخاري، وابن شيبان، وحدَّث. مات سنة تسع عشرة وسبع مئة. انتهى.
1490 - (ت 719 هـ): موسى بن محمد بن أبي بكر بن سالم بن حسان، المَرْداوي الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
: ولد بمَرْدا سنة خمس وأربعين وست مئة، وسمع من ابن عبد الدائم، وخطيب مَرْدا، وعمر الكرماني وغيرهما، وحفظ المقنع وغيره، واشتغل، وحصل، وشغل الناس، وكان صالحًا، مرض بالفالج، وانقطع ومات في شهر رجب، سنة تسع عشر وسبع مئة. انتهى.
1491 - (ت 719 هـ): حرمي بن كوكب بن حرمي، الدَّاري، الحنبلي، ابن صفي الدين
.
(1)
الدُّرر الكامنة: 3/ 125.
(2)
الدُّرر الكامنة: 6/ 146.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: سمع من ابن الدرقي، وابن الصائغ، ومات سنة تسع عشرة وسبع مئة. انتهى.
1492 - (ت 719 هـ): عبد المحسن بن عبد القدوس بن إبراهيم الشَّعْراوي الحنبلي، أبو أحمد
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
: سمع من محمد بن عبد الهادي حضورًا، ومن ابن عبد الدائم، وشيخ الشيوخ بحماة وغيرهم. ومات سنة تسع عشرة وسبع مئة، وكان مولده سنة تسع وأربعين وست مئة. انتهى.
- (ت 719 هـ): يوسف بن محمد بن عبد الله المَقْدِسِي، أبو المحاسن الحنبلي. [انظر: 1821].
ذكره في "هدية العارفين"
(3)
وقال: توفي سنة تسع عشرة وسبع مئة، صنف كتاب "المستقنع لأدلة المقنع" في فقه الحنابلة مجلد. انتهى. ولعله الآتي سنة (769).
1493 - (ت 720 هـ): أحمد بن حامد، المعروف بابن عَصِيَّة البغدادي القاضي، جمال الدين الحنبلي
.
قال ابن رجب
(4)
: قال الطوفي: حضرتُ درسَهُ، وكان بارعًا في الفقه والتفسير والفرائض، وأما معرفة القضاء والأحكام، فكان أوحد عصره في ذلك. قال ابن رجب: كان ذا هيبةٍ، وحسن شيبة، وولي القضاء بالجانب الشرقي ببغداد، ودرَّس للحنابلة بالبشيرية ثم عُزل، ونالته محنة، ثم أعيد إلى التدريس سنة ثلاث عشرة، وأظنه توفي في حدود العشرين وسبع مئة. انتهى.
(1)
الدُّرَر الكامنة: 2/ 106.
(2)
الدُّرر الكامنة: 3/ 215.
(3)
هدية العارفين: 2/ 556.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 373.
وذكره ابن العماد
(1)
بمثله، وجزم بأنه توفي سنة عشرين وسبع مئة.
وذكره ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
وأرَّخَ وفاته سنة إحدى وعشرين وسبع مئة وقال: ولي القضاء ببغداد، وعظم قدره عند خرْبندا، ثم تغير عليه.
1494 - (ت 720 هـ): عبد الملك بن عبد القاهر بن عبد الغني ابن تيمية الحَرَّاني الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
: ولد بحَرَّان في ربيع الأول، سنة ستٍ وأربعين وست مئة، وأسمع على ابن عبد الدائم وابن أبي اليسر في آخرين، سمع منه البِرْزالي، والذَّهَبي وغيرهما. مات في شهر ذي القعدة، سنة عشرين وسبع مئة. انتهى.
1495 - (ت 720 هـ): عبد الرحيم بن عبد المحسن بن حسن بن ضرغام، الكِنَاني المصري، المنشاوي الحنبلي الخطيب
.
قال ابن العماد
(4)
: كان خطيب المُنْشيَّة. قال الذَّهبيُّ: حدَّثَنا عنه السِّبْط، واختلط قبل موته بنحو أربعة أشهر، فما إخاله حدَّث فيها، وكان عدلًا فقيهًا. توفي في شهر ربيع الآخر، سنة عشرين وسبع مئة، وله ثلاثٌ وتسعون سنةً. انتهى.
وقال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(5)
: هو كمال الدين المُنْشَاوي الحنبلي، عبد الرحيم بن عبد المحسن ولد بالمُنْشِيَّة بقَنَاطر الأهرام، سنة سبعٍ وعشرين وست مئة، وأُسمع من سبط السِّلفي عدة أجزاء، ومن صدر الدين البكري وطائفة، وحدث قديمًا واختل قبل موته بشهر، ومات في شهر ربيع سنة عشرين وسبع مئة، وهو في عشر المئة، أجاز لجماعة من شيوخنا. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 6/ 53.
(2)
الدُّرر الكامنة: 1/ 135.
(3)
الدُّرر الكامنة: 3/ 219.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 53.
(5)
الدُّرر الكامنة: 3/ 151.
1496 - (ت 721 هـ): سعد الله بن عبد الأحد بن سعد الله بن عبد القادر بن نجيح، الحَرَّاني الدِّمشقي، الحنبلي التاجر، سعد الدين
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: ولد في رابع عشر رجب، سنة سبعٍ وأربعين وست مئة، وأُسمع على النجيب الحرَّاني جزء "ما قرب سنده" لابن السَّمَرقندي، ومن يوسف بن كرم كتاب "الصمت" لابن أبي الدنيا. ذكره البِرْزالي في "معجمه" فقال: رجلٌ جيدٌ، سمع كثيرًا، وأسمع أولاده، ودخل بغداد، وكانت فيه مروءة، وسعى في قضاء حوائج الناس، وأقام بعد خراب حَرَّان بمَارِدِين، ورأس العين، وحماة، ثم استقرَّ بدمشق، وحدث. قال ابن المحب فيه: أديب صالحٌ أمين عدلٌ، وقال ابن رافع في "معجمه": توفي في جمادى الآخرة، سنة إحدى وعشرين وسبع مئة.
1497 - (ت 721 هـ): ست النعم بنت النَّجم أحمد بن حَمدْان، الحَرَّانيَّ، الحنبليةُ
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
: سَمِعَتْ من أبي الغنائم المسلم بن أبي البركات بن الزبير جزء "تصحيح حديث التسبيح" لأبي موسى عنه. سمع منها أبو محمد الحلبي وغيره، ولدت سنة ثمان وثلاثين وست مئة، وماتت في العشرين من ذي القعدة سنة إحدى وعشرين وسبع مئة. انتهى.
1498 - (ت 721 هـ): يحيى بن محمد بن علي بن محمد، الأنصاري الدِّمشقي، محيي الدين ابن القُبَاقِبي الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
: سمع من محمد بن عبد الدائم، وأبي محمد بن عطاء، وحدَّث. ذكره البِرْزالي وقال: مات في ربيع الأول، سنة إحدى وعشرين وسبع مئة. انتهى.
(1)
الدُّرَر الكامنة: 2/ 267.
(2)
الدُّرر الكامنة: 2/ 262.
(3)
الدُّرر الكامنة: 6/ 197.
1499 - (ت 721 هـ): محمد بن عبد الغني بن محمد بن أبي المكارم، المَرْداوي، أبو أيوب، وأبو يعقوب الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: سمع من خطيب مَرْدا، وحدَّث، سمع منه السُّبْكي بمَرْدا، وكان فقيهًا صالحًا. مات بقريته مَرْدا، سنة إحدى وعشرين وسبع مئة. انتهى.
1500 - (ت 721 هـ): محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن فضل الله، الواسِطِيُّ، أبو عبد الله الحنبلي، المعروف بابن الطَّحَّان، ويعرف أيضًا بابن جار الله
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
: ولد سنة اثنتين وخمسين وست مئة، وحضر على ابن عبد الدائم أحاديث علي بن حجر، و"جزء ابن عرفة"، وسمع من عمر الكرماني وغيره. ومات في سابع عشر جمادى الأُولى، سنة إحدى وعشرين وسبع مئة، ذكره ابن رافع. انتهى.
1501 - (ت 721 هـ): يحيى بن محمد بن سعد بن عبد الله بن سعد بن مفلح، الأَنْصاري المَقْدِسيّ، الصَّالحي الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
: ولد في ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وست مئة، وأجاز له ابن رُوْزْبَة، والقَطِيْعي، والحسن بن صباح، وعلي بن مختار، وأبو القاسم الصَّفراوي وآخرون، وأُحضر في الثالثة على ابن اللَّتِّي، وأُسمع في الخامسة وما بعدها على جعفر بن علي، والشرف بن المرسي، والكَفَرطَابي وغيرهم، وكان اسمه في الطباق سعد بن محمد بن سعد، فيقال: كان له اسمان، ولم يكن له أخٌ أصلًا، وحدَّث بالكثير، وكان خيِّرًا متواضعًا، حسن الخُلُق، روى الكثير على سدادٍ وخيرٍ، وحضور ذهنٍ، جاوز التسعين. قال الذهبي في حقه: العبد الصالح، بقية
(1)
الدُّرر الكامنة: 5/ 267.
(2)
الدُّرر الكامنة: 5/ 426.
(3)
الدُّرر الكامنة: 6/ 195.
السلف، تفرَّد في زمانه، ونِعْم الشيخ كان خيرًا وسكينة وتواضعًا، وقد ولي مشيخة الضيائية، ومات في رابع عشر شهر ذي الحجة، سنة إحدى وعشرين وسبع مئة. انتهى.
وقال ابن العماد
(1)
: هو سَعْد الدين، اشتهر اسمه، وبعد صيتُه، مع الدين والسَّكينة، والمروءة والتواضع، وهو والد المحدث شمس الدين. توفي بالصالحية، عن تسعين سنةً وتسعة أشهر بالتاريخ المتقدم.
1502 - (ت 721 هـ): عبد الله بن أبي الطاهر بن محمد بن أبي المكارم محمد المَقْدِسِي، ثم المَرْدَاوي الحنبلي، أبو عبد الرحيم، وأبو محمد
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
: وُلد سنة ثلاثين وست مئة تقريبًا، وسمع من الضِّياء المَقْدِسِيِّ سنة ست وثلاثين، ومن خطيب مَرْدا وأبي سليمان ابن الحافظ، والبلداني، وتلقى بمدرسة أبي عمر، وحدَّث قديمًا في حياة ابن عبد الدائم وهَلُمَّ جَرًّا، وهو آخر من بقي ممن سمع من الضِّياء، وذكره البرزالي فى "معجمه" فقال: شيخ كبير من أهل الخير، وقد سمع عليه إسماعيل بن الخَبَّاز سنة خمسٍ وستين. ومات في ثاني عشر ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وسبع مئة بقرية مَرْدا، وقد جاوز التسعين. انتهى.
1503 - (ت 722 هـ): محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن علي البجدي الصَّالحي الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
: سمع من المُرْسِي، وخطيب مَرْدا وغيرهما، وأجاز له ابن القُبَّيْطي، وكريمة وغيرهما. قال الذَّهَبي: كان متواضعًا، له نصيب من صلاةٍ وصيامٍ وكثرة تلاوةٍ، وكان ديَّنًا قنوعًا، مات في شهر صفر، سنة اثنتين وعشرين وسبع مئة. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 6/ 56.
(2)
الدُّرر الكامنة: 3/ 38.
(3)
الدُّرر الكامنة: 5/ 52.
وقال ابن العماد
(1)
: هو المعمر الصالح، كان ذا خشيةٍ وعبادةٍ، وتلاوةٍ وقناعةٍ، سمع من المرسي، وخطيب مَرْدا، وأجاز له ابن القُبَّيطي، وكريمة وخلق، وروى الكثير. ومات بالسفح عن بضعٍ وثمانين سنةً بالتاريخ المتقدم.
1504 - (ت 722 هـ): زينب بنت أحمد بن عمر بن أبي بكر بن شكر المقدسية، الصالحية، الحنبلية
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(2)
: سَمِعَتْ من ابن اللَّتِّي وجعفر الهَمْدَاني وغيرهما، وكانت موصوفةً بالعبادة والخير، وحَدَّثت بدمشق، ومِصْرَ والقدس، وماتت في ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وسبع مئة، ولها سبعٌ وسبعون سنة. انتهى.
وذكرها ابنُ العماد
(3)
وقال: ماتت بالقدس عن أربعٍ وتسعينَ سنة.
1505 - (ت 722 هـ): حمزة بن يُوْنُس بن حمزة بن عَبَّاس العدوي أبو يَعْلى، وأبو عمر الإِرْبِلي، الصالحي، القَطَّان، الحنبلي
.
قال ابن حجر في "الدُّرَر"
(4)
: ولد بحلب في صفر سنة ثمانٍ وخمسينَ وست مئة، وأُسمِعَ من أحمد بن عبد الدائم قطعة من "مشيخته" تخريج ابن الخباز، والجزء السابع من "الحكايات" جمع الحافظ عبد الغني، وسمعَ من عبد الوَهَّاب بن محمد بن النَّاصِح عدةَ أجزاء، ومن ابن أبي عمر، والفخر علي، ومحمد بن الكمال، ومحمد بن علي بن ملاعب، وزينب بنت مكي وغيرهم، وحَدَّث، ذكره البِرْزَالي في "معجمه" فقال: شيخٌ صالحٌ سكنَ الجبل بالصَّالحية، وحجَّ، وروى رافع بالإِجازة، وقال: مات في جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين وسبع مئة. قال ابن حجر: وهو ابنُ أخي شيخِنا بالإِجازة يونس بن محمد بن يونس بن حمزة الذي عاش إلى بعد الثمان مئة، وروى لنا بالإِجازة عن ابن أبي التائب وغيره سماعًا. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 6/ 57.
(2)
الدُّرر الكامنة: 2/ 249.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 56.
(4)
الدُّرر الكامنة: 2/ 196.
1506 - (ت 722 هـ): زينب بنت محمد بن أحمد بن عبد الرَّحْمَن البجدي أم محمد الصَّالِحِيَّة، الحنبلية
.
قال ابن حجر في "الدُّرَر"
(1)
: ولدت سنة ثلاثٍ وخمسينَ وست مئة، وسمعت من ابن عبد الدائم وهو جَدُّ جَدَّتها لأمها من "مشيخته" تخريج ابن الخباز من أوَّل الخامس إلى آخر التَّاسِع، ومن "الترغيب والترهيب"، وجُزْءَ أيُّوب، والأَوَّل والثاني من فوائد علي بن حجر، وقرأ عليها البِرْزَالي منتقى من جزء "الدعاء" للمَحَامِلي أنبأنا أحمدُ بن عبد الدائم عن خطيب المَوْصِل بسنده، وماتت في صفر سنة اثنتين وعشرين وسبع مئة انتهى.
1507 - (ت 723 هـ): عبد الحافظ بن عبد المنعم بن غازي بن عمر بن علي الكوري، المقدسي، الحنبلي
.
ذكره ابن حجر في "الدُّرر"
(2)
وقال: سمع من الضياء المقدسي، ومكي بن علَّان، وأحمد بن مفرِّج، وإبراهيم بن خليل، وإسماعيل العراقي، والصدر البكري، وخطيب مردا، والنجم البلخي، والكفرطابي، والضياء صقر، وغيرهم. وكتب الطباق، وضبط الأسماء، ونسخ بخطِّه لنفسه ولغيره كثيرًا، ووقَّع بين يدي الشيخ شمس الدين بن أبي عمر، توفي سنة ثلاثٍ وسبع مئة. انتهى.
وذكره أيضًا في "لسان الميزان"
(3)
وقال بعد نقل ما تقدم: "لا يعتمد على ما أثبت للناس في سنة خمسٍ وتسعين وستَّ مئة وبعدها، فإنه اطلع منه على تخليط ربما يكون فوت للإنسان فيثبت له كاملًا من أجل الدراهم. وأرَّخ وفاته هنا في عاشر جمادى الآخرة، سنة ثلاث وعشرين وسبع مئة. ولعله أصح مما في "الدُّرر" فأثبتناه.
1508 - (ت 723 هـ): عبد الرزاق بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر
بن
(1)
الدُّرر الكامنة: 2/ 253.
(2)
الدُّرر الكامنة: 3/ 104.
(3)
لسان الميزان: 3/ 391.
أبي المعالي محمد بن محمود بن أحمد بن محمد بن أبي المعالي الفضل بن العَبَّاس بن عبد الله بن معن بن زائدة الشيباني المروزي الأصل، البغدادي، الحنبلي، كمال الدين الأَخْبَاري، مؤرخُ الآفاق، العالم، المتكلم، الكاتب، المؤرخ، ابن الصابوني ويعرف بابن الفوطي محركًا نسبة إلى بيع الفوط، وكان الفوطي المنسوب إليه جَده لأمه.
قال ابن العماد
(1)
: ولد في سابع عشر المحرم سنة اثنتين وأربعين وست مئة بدار الخِلافة من بغداد، وسمع بها من الصَّاحِب محيي الدين بن الجوزي، ثم أسِرَ في واقعة بغداد وخَلَّصه النصير الطُّوْسِي الفيلسوف وزير الملاحدة فلازمه وأخذ عنه علوم الأوائل، وبرع في الفلسفة وغيرها، وأمده بكتاب "الزيج" وغيره من علوم النجوم، واشتغل على غيره في اللغة والأدب حتى برع ومهر في التاريخ والشعر وأيَّام النَّاس، وأقام بمراغة مدة، ووَلِيَ بها كتبَ الرصد بِضْعَ عَشْرَة سنة، وظقر بها بكتبٍ نفيسة، وحَصَّل من التواريخ ما لا مزيد عليه، وسمع بها من المبارك بن المستعصم بالله سنة ست وستين، ثم عاد إلى بغداد وبقي بها إلى أنْ مات، وسمعَ ببغدادِ الكثير، وعُنِيَ بالكثير، وعُدَّ من الحفاظ حتى ذكره الذَّهَبِيُّ في طبقاتهم وقال: له النظمُ والنثرُ والباعُ الأطْوَل في تَرصيع تراجم النَّاس، وله ذكاءٌ مفرط وخط منسوب رشيق، وفضائل كثيرة، وسمع منه الكثير، وعُنِيَ بهذا الشأن وجَمَعَ وأفاد فلعل الحديث أن يكفِّر عنه، وكتب من التواريخ ما لا يُوْصَف، وقد تُكلِّم في عقيدته وفي عدالته، قال الذهبي: وهو في الجملة أَخْبَارِيٌّ عَلَّامَةٌ ما هو بدونِ أبي الفرج الأَصْبَهَاني وكان ظريفًا، متواضعًا، حسنَ الأخلاق. انتهى المراد منه.
وذكره ابنُ رجب
(2)
وقال: له نظمٌ كثيرٌ حسن، وخَطُّه في غاية الحسن، وقد تُكلَّم في عقيدته وفي عدالته، وسمعتُ من بعض شيوخنا ببغداد شيئًا من ذلك، وقد
(1)
شذرات الذهب: 6/ 60.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 374.
ذكر الذَّهَبِيُّ طرفًا من ذلك، وأَنَّه كان يترخص في إثبات ما يرصعه، ويبالغ في تقريظ المغول وأعوانهم.
قال ابن رجب: وحَدّث وروى عنه لنا ولَدُه أبو المعالي محمد وغيره ببغداد وقد سمع منه محمود بن خليفة وغيره من أهل الشام، وأصابه فالجٌ في آخر عمره فوق سبعة أشهرٍ، ثم توفي في آخر نهار الاثنين غرةَ المحرم، وقيل ثالثه، وقيل ثاني عشرة سنة ثلاث وعشرين وسبع مئة ودفن بالشونيزية. سامحه الله.
وقد ذكره غيرُ واحد كابن شاكر في "الفوات"
(1)
، وابن حجر في "الدُّرر"
(2)
وغيرهما، وله مصنفاتٌ ذكر منها:"من ذكر التاريخ الكبير" لم يبيضه ثم عمل تاريخًا دونه سماه "مجمع الآداب في معجم الأسماء على معجم الألقاب" في خمسين مجلدًا، و"درر الأصداف في غرر الأوصاف" وهو كبير جدًا جمعه من ألف مصنف في عشرين مجلدًا، وكتاب "المؤتلف والمختلف" مُجَدْوَلًا وكتاب "التاريخ على الحوادث من آدم إلى خراب بغداد"، و"الدُّرر الناصعة في شعر المئة السابعة وإلى أن مات" في عدة مجلدات، وخَرَّج معجمًا لشيوخه فبلغوا خمس مئة شيخ بالسَّماع وبالإِجازة، و"الذيل الجامع المختصر في عنوان التواريخ وعيون السير" لأستاذه علي بن أنجب الساعي ثمانون مجلدًا، و"تلقيح الأفهام في تنقيح الأوهام"، و"الحوادث الجامعة والتجارب النافعة"، وأشياء كثيرة في الأنساب وغيرها.
وذكره الزركلي
(3)
وقال: إنَّ "تلقيح الأفهام" تاريخٌ من نشأة العالَم إلى خراب بغداد على يد التتار ....
1509 - (ت 723 هـ): علي بن محمد بن عطاف الرَّسْعَني، النشاب، الحنبلي
.
(1)
فوات الوفيات: 2/ 319.
(2)
الدُّرر الكامنة: 3/ 159.
(3)
الأعلام: 3/ 349.
قال ابن حجر في "الدُّرَر"
(1)
: ولد سنة أربعٍ وثلاثينَ وست مئة مع أخٍ له توأمًا برأس العَيْن، وجَدُّه لأمه الشيخ عثمان بن علي الصرصري، ومات بها في سنة إحدى وأربعين وست مئة، وكان أدرك الشيخ عبد القادر، وَعُمَر، وقدمَ دمشقَ سنة ثمان وخمسين وست مئة فأقام بها، وسمع من الرضي الطبري وعثمان بن رشيق بقايا السلف، ومات في أوَّل سنةِ ثلاثٍ وعشرين وسبع مئة انتهى.
1510 - (ت 723 هـ): أَسْمَاء بنت محمد بن الكمال عبد الرَّحيم المَقْدِسِيَّة، الحَنْبَلِية
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرر"
(2)
: هي ابنةُ عَمِّ زينب بنتِ الكمال أحمد بن عبد الدائم، وسَمِعَتْ على أحمد بن عبد الدائم، وماتت سنة ثلاثٍ وعشرين وسبع مئة. انتهى.
1511 - (ت 723 هـ): محمد بن سعد الله بن عبد الأحد بن سعد الله بن عبد القاهر بن عبد الأحد بن عمر بن نجيح، شرف الدين، أبو عبد الله الحراني، الفقيه، الحنبلي، الإِمام
.
قال ابنُ العماد
(3)
: سمعَ من الفخر بن البخاري وغيره، وطلب الحديث، وقرأ بنفسه، وتفقه وأفتى، وصحب الشيخ تقي الدين ابن تيمية، ولازمه، وكان صحيحَ الذِّهن، جَيِّد المشاركة في العلوم، من خيار الناس وعقلائهم، وعلمائهم، توفي في شهر ذي الحجة سنة ثلاثٍ وعشرين وسبع مئة بوادي بني سالم في رجوعه من الحج، وحُمل إلى المدينة النبوية، ودفن بالبقيع وكان كهلًا. انتهى.
وذكره ابنُ حجر في "الدُّرر"
(4)
وقال: روى عن الفخر، وزينب بنت مكي،
(1)
الدُّرر الكامنة: 4/ 133.
(2)
الدُّرر الكامنة: 1/ 429.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 61.
(4)
الدُّرر الكامنة: 5/ 185.
وتفقه ولازم ابنَ تيمية، وأذن له، وكان فاضلًا، فقيهًا في مذهبه خَيَّرًا، واعتُقل مع ابن تيمية.
وذكره ابنُ كثير في "تاريخه"
(1)
وقال: صحب الشيخ تقي الدين ابن تيمية وكان معه في مواطن كبار صعبة لا يستطيع الإِقدام عليها إِلَّا الأبطال الخُلَّص الخَوَاص، وسُجِنَ معه وكان من أكبر خُدَّامه، وخواص أصحابه، ينال فيه الأذى وأوذي بسببه مراتٍ، وكل ماله في ازدياد محبةً فيه وصَبرًا على أعدائه وأذاهم، وقد كان هذا الرجل في نفسه وعند الناس جَيِّدًا، حسنَ السِّيرة، مشكورًا، جَيِّدَ العقل والفهم، عليه الديانة والزُّهْد، ولهذا كان عاقبته هذه الموتة عقيبَ الحج، وصُلِّيَ عليه بروضة رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ودُفِنَ بالبقيع فختم له بصالح عمله، وقد كانت له جنازةٌ حافلةٌ.
1512 - (ت 723 هـ): محمد بن محمود الجِيْلِي نزيل بغداد الحنبلي، شمس الدين أبو عبد الله، المُدَرِّس للحنابلة بالبشيرية
.
قال ابن العماد
(2)
: كان إمامًا، فقيهًا، عالمًا، فاضلًا، توفي ببغداد يوم الثلاثاء عاشر جمادى الأُولى سنة ثلاثٍ وعشرين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
بنحوه وقالا: له مُصَنَّفٌ في الفِقْهِ لم يُتِمهُ سماه "الكفاية" ذكر فيه أنَّ الإِمام أحمد نَصَّ على أنَّ مَنْ وَصَّى بقضاءِ الصلاة المفروضة عنه نفذت وَصِيَّتُه.
1513 - (ت 723 هـ): أبو بكر بن أيُّوب بن سعد بن جرير الزرعي، ثم الدمشقي، الحنبلي، والد ابن القَيِّم قَيِّمِ الجَوْزِيَّة
.
قال ابن حجر في "الدُّرَر"
(4)
: سَمِعَ الرشيد العامري وغيره، وحَدَّثَ وكان متعبدًا قليلَ التَّكَلُّف، مات في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وسبع مئة. انتهى.
(1)
البداية والنهاية: 14/ 110.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 61.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 376.
(4)
الدُّرر الكامنة: 1/ 527.
وقال ابن كثير في "تاريخه"
(1)
: هو الشيخُ، الصَّالِحُ، العابدُ الناسك، كان رجلًا، صالحًا، متعبدًا، مفيدًا، قليل التكلف، وكان فاضلًا، وقد سمع شيئًا من "دلائل النبوة" عن الرشيد العامري توفي ليلة الأحد تاسع عشر ذي الحجة سنة ثلاثٍ وعشرين وسبعِ مئة، وصُلِّي عليه بعد الظهر بالجامع، ودفن بباب الصغير، وكانت جنازته حافلةً، وأثنى عليه الناس خيرًا. انتهى.
1514 - (ت 723 هـ): محمد بن أبي البركات بن أبي الفضل بن علي بن تقي الدين، البعلي، المعروف اين القُرَشِيَّة، الحنبلي
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرر"
(2)
: وُلِدَ سنةَ خمسٍ وأربعينَ وست مئة، وسمعَ من الفقيه أبي عبد الله اليونيني، وشيخ الشيوخ بحماة، وابن النشبي، وابن أبي اليسر وغيرهم، وولي مشيخةَ الخانقاه الشِّبْلِيَّة، ومات في رمضان سنة ثلاثٍ وعشرينَ وسبع مئة. انتهى.
1515 - (ت 724 هـ): محمد بن المنجا بن عثمان بن أسعد بن المنجا التَّنُوخي، الدِّمَشْقِي، الحَنْبَلي، شرفُ الدين، أبو عبد الله
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد سنةَ خمسٍ وسبعينَ وست مئة، وأسمعه والدُه الكثيرَ من المسلم بن علان، وابن أبي عُمَر، وطبقتهما، وسمع "المسند" والكتب الكبار، وتفقه، وأفتى، وَدَرَّسَ بالمِسْمَارية، وكان من خواص أصحاب الشيخ تقي الدين ابن تيمية وملازميه حضرًا وسفرًا، وكان مشهورًا بالديانة والتقوى، وخصال الخير، ذا خصالٍ جميلةٍ، وعلمٍ وشجاعةٍ، وروى عنه الذَّهَبِيُّ في "معجمه" وقال: كان إمامًا، فقيهًا، حسنَ الفهمِ، صالحًا، متواضعًا، توفي إلى رضوان الله في رابع شوال سنة أربعٍ وعشرينَ وسبع مئة، ودفن بسفح قاسِيون انتهى.
(1)
البداية والنهاية: 14/ 110.
(2)
الدُّرر الكامنة: 5/ 135، وفيه:"ومات في رمضان سنة 724".
(3)
شذرات الذهب: 6/ 65.
وذكره ابن رجب
(1)
بنحوه، وابن حجر في "الدُّرر"
(2)
وقال: سمع من ابن أبي عمر، والمسلم بن علان، والفخر، وابن الواسطي وغيرهم، وكان معروفًا بالدين والعلم، والمروءة، وعلو الهمة، وقضاء الحقوق، وذكره ابن كثير
(3)
بنحوه وغيرهم.
1516 - (ت 724 هـ): عليٌّ بنُ عبدِ الله بنِ عمرَ بنِ أبي القاسم الحنبليُّ، زينُ الدين
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرر"
(4)
: سمع من فضل الله الجِيْلِي وعلي بن محمد الإخميمي، ومجد الدين ابن تيمية، ومحيي الدين ابن الجَوْزِي، وحَدَّثَ، وكان عاميًا، ومات سنة أربعٍ وعشرينَ وسبع مئة. انتهى.
1517 - (ت 724 هـ): محمد بن عثمان بن يوسف بن محمد الحداد الآمدي، ثم المِصْرِي، الحنبلي، بدر الدين، أبو عبد الله الخطيب الإِمام، الصدر، الرئيس، الفقيه
.
قال ابن رجب
(5)
: سمع الحديث وتَفَقَّهَ بالدِّيار المصرية، وحفظ "المحرر" وشرحه على ابن حمدان، ولازمه مدةً من السنين، حتَّى قرأه عليه، وبرع في الفقه، وكان ابنُ حَمْدَان يشكره، ويثني عليه كثيرًا، ثم اشتغل بالكتابة، واتصل بالأمير قراسنقر المَنْصُوري بحلب فَوَلَّاهُ نَظَر الأَوْقاف، وخطابة جامع حلب، ثم لمَّا صارَ قراسنقر نائبًا بدمشق، وَلَّاهُ خطابَة جامِعَها في آخر ذي القعدة سنةَ تسعٍ وسبع مئة، وصَرَفَ عنهُ جلالَ الدين القزويني فاستمر يباشر الخطابة والإِمامة بالجامع إلى ثاني عشر المحرم سنة عشرٍ فأعيد القزويني بمرسوم السُّلْطَان، وولي ابنُ الحَدَّاد هذا حينئذٍ
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 377.
(2)
الدُّرَر الكامنة: 6/ 18.
(3)
البداية والنهاية: 14/ 116.
(4)
الدُّرر الكامنة: 4/ 88.
(5)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 376.
نَظَرَ المارستان، ثم وَلِيَ حِسْبَة دمشق، ونظر الجامع واستمر في نظره إلى حين وفاته، وعُيَّنَ لقضاء الحنابلة في وقت، توفي ليلة الأربعاء سابع جمادى الأُولى سنة أربعٍ وعشرين وسبعِ مئة، ودفن بمقبرة الباب الصغير. انتهى.
وذكره ابن العماد
(1)
، وابن حجر في "الدُّرر"
(2)
، وقال: حدث عن الشمس بن العماد، وذكره ابن كثير في "تاريخه"
(3)
.
1518 - (ت 724 هـ): محمد بن أبي الحسن بن محمد بن عوض الحارثي، البغدادي، الحنبلي، أبو عبد الله
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(4)
: ولد ببغداد، وقدم الدِّيَار المِصْرِيَّة، ورافق مسعود الحارثي في السَّمَاع بدمشق، ومصر، وحَدَّثَ، وكان صالحًا، مات في جمادى الآخرة سنة أربعٍ وعشرين وسبع مئة انتهى.
1519 - (ت 724 هـ): الحسين بن عبد الرَّحْمَن بن محمد بن الشيخ عبد الله ابن عثمان بن أبي القاسم بن محمد بن جعفر اليونيني أبو محمد البعلي، الرامي، الحنبلي
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرر"
(5)
: سمع من الشيخ الفقيه محمد بن الحسين اليونيني جزءَ ابنِ زبان، وجزء الحريري، ومن "مسند أحمد" مسند النساء، ومسند ابن مسعود، ومسند ابن عمر، سمع منه البِرْزَالي، وذكره في معجمه فقال: شيخٌ حسنٌ، من أولاد المشايخ المشهورين بالصَّلاح والزهد، ولد سنة سبع وأربعين وست مئة تقريبًا، وروى عنه محمد بن رافع في معجمه بالإِجازة، وقال: فُقِدَ في يوم الإِثنين تاسع عشر شهر رمضان سنة أربعٍ وعشرينَ وسبع مئة، فَظَنُّوا أَنَّه سافر، فوُجِدَ بعد
(1)
شذرات الذهب: 6/ 65.
(2)
الدُّرر الكامنة: 5/ 297.
(3)
البداية والنهاية: 14/ 115.
(4)
الدُّرر الكامنة: 5/ 166.
(5)
الدُّرَر الكامنة: 2/ 171.
أسبوعٍ في بيت بقلعة بَعْلَبَكَّ ميتًا وقد تَغَيَّرَ حالَه فلم يمكن تغسيله فدفن عند أهله. انتهى.
1520 - (ت 724 هـ): عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن عمرو الفَرَّاء، الدمشقي، الحنبلي، عفيف الدين
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(1)
: ولد سنة ثمانٍ وأربعين وست مئة، وأُسْمِعَ على محمد بن إسماعيل خطيب مردا، ومات سنة أربعٍ وعشرين وسبع مئة في مستهل شَوَّال. انتهى.
1521 - (ت 725 هـ): عثمان بن محمد بن خليل العزازي الحنبلي، أبو يوسف
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(2)
: ولد سنة خمسينَ وست مئة، وأوَّل سماعه سنة ثمان وستين وست مئة من ابن عبد الدائم، وعبد الوَهَّاب بن النَّاصِح وغيرهما، وحَدَّثَ، ذكره البِرْزَالي في معجمه، وقال: رجلٌ جَيَّدٌ من أهل الأمانة، ومات في شوال سنة خمسٍ وعشرينَ وسبعِ مئة. انتهى.
1522 - (ت 725 هـ): محمد بن إبراهيم بن مري بن ربيعة المقدسي، الطَّحَّان، الحنبلي
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(3)
: وُلِدَ سنةَ خمس وأربعين وست مئة، وأُسْمِعَ على محمد بن إسماعيل خطيب مردا، وابن عبد الدائم، ومات سنة خمس وعشرين وسبع مئة. انتهى.
1523 - (ت 725 هـ): عبد الرَّحْمَن بن أحمد بن عبد الله بن راجح، المقدسي، الحنبلي، زين الدين
.
(1)
الدُّرر الكامنة: 3/ 114.
(2)
الدُّرر الكامنة: 3/ 260.
(3)
الدُّرر الكامنة: 5/ 22.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(1)
: ولد في صفر سنة ثلاثٍ وستين وست مئة، وأسْمِعَ على ابن عبد الدائم، وحَدَّث عنه بجزء الحسن بن عرفة والمئة الفراوية حضورًا، وغير ذلك، ومات في ثامن رجب سنةَ خمسٍ وعشرينَ وسبع مئة. انتهى.
1524 - (ت 725 هـ): محمد بن محمد بن عثمان بن أسعد بن المنجا، التَّنُوخي، الدِّمَشْقِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، شرف الدين بن وجيه الدين
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(2)
: سمع من ابن أبي اليسر وغيره كابن أبي عمر والفخر ابن البخاري، ولد سنة ثلاث وستينَ وست مئة، ومات في رابع عشر شهر ذي الحجة سنة خمسٍ وعشرين وسبع مئة. انتهى.
1525 - (ت 725 هـ): أحمد بن محمد بن إسْمَاعيل، الحَرَّاني، المقرئ، الحنبلي، شهاب الدين أبو العَبَّاس
.
ذكره ابن الجزري في "الغاية"
(3)
وقال: كان صالحًا، خَيَّرًا، ثقةً، عارفًا، قرأ على عبد السَّلام الزواوي، وإبراهيم بن داود الفاضلي، وأبي العَبَّاس الفاروثي وغيرهم، قرأ عليه محمد بن إسماعيل الحَرَّاني، وإسماعيل بن إبراهيم الكردي، وغيرهما، وكان يُقرِئ بجامع دمشق توفي سنة خمسٍ وعشرينَ وسبع مئة في ذي الحجة وقد نَيَّفَ على السبعين. انتهى.
1526 - (ت 725 هـ): نعمون بن محمد بن نعمون بن عزيز الحَرَّاني، المؤذن، الحَنْبَلِيُّ نجم الدين. أبو محمد
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(4)
: ولد سنة إحدى أو اثنتين وستين وست مئة، وسمعَ من ابن أبي اليسر، والمجد ابن عساكر ويحيى بن منصور وغيرهم، وحَدَّثَ،
(1)
الدُّرر الكامنة: 3/ 11.
(2)
الدُّرر الكامنة: 5/ 463.
(3)
غاية النهاية: 1/ 107.
(4)
الدُّرر الكامنة: 6/ 171.
وله نظمٌ فيما يتعلق بالمئذنة، وكان خفيف الرُّوح، دَيِّنًا، مات في تاسع شعبان سنةَ خمسٍ وعشرينَ وسبع مئة. انتهى.
1527 - (ت 725 هـ): إبراهيم بن منير البَعْلَبَكِّي، الحنبلي
.
قال ابنُ كثير في "تاريخه"
(1)
: كان مشهورًا بالصَّلاح، مقيمًا بالمئذنة الشرقية، وتوفي ليلةَ الأربعاء مستهل المحرَّم سنة خمسٍ وعشرين وسبع مئة، ودُفِنَ بالباب الصغير وكانت جنازتهُ حافلة، حمله النَّاس على رؤوس الأصابع، وكان ملازمًا لمجلس شيخ الإِسلام تقي الدين ابنِ تيمية رحمه الله تعالى انتهى.
1528 - (ت 725 هـ): محمود بن سلمان بن فهد الحلبي ثم الدمشقي الحَنْبَلي شهاب الدين أبو الثَّنَاء كاتب السر، وعَلَّامة الأدب
.
قال ابن رجب
(2)
: وُلد سنةَ أربعٍ وأربعين وست مئة بحلب، وانتقل مع والده إلى دمشق سنة أربعٍ وخمسين، وسمع بها من الرضي بن البرهان وابن عبد الدائم ويحيى بن النَّاصح بن الحنبلي وغيرهم، وتَعَلَّمَ الخطَّ المَنْسُوب، ونَسَخَ بالأُجْرَة بخَطَّه الأنيق كثيرًا، واشتغل بالفقه على الشيخ شمس الدين بن أبي عمر، وأخذ العربية عن الشيخ جمال الدين بن مالك، وتأدَّبَ بالمَجْد بن الظهير وغيره، وفتح له في النَّظْم والنثر، ثم ترقت حَالهُ، واحْتِيجَ إليه، وطُلِبَ إلى الدِّيَار المِصْرِيَّة واشتهر إسمُه وبَعُدَ صِيْتُه، وصار المشار إليه في هذا الشأن في الديار الشامية، والمصرية، وكان يكتب التقاليد الكبار بلا مسودة، وله تصانيف في الإِنشاء، وغيره، ودَوَّنَ الفُضَلاءُ نَظْمَه ونَثْرَه، ويُقال: إنَّه لم يكن بَعْدَ القاضي الفاضل مثلُه، وله من الخصائص ما ليس للفاضل من كثرة القصائد المُطَوَّلة الحَسَنَة الأنيقة، وبقي في ديوان الإِنشاء نحوًا من خمسينَ سنةً بدمشق ومصر، ووَلِيَ كتابة السَّر بدمشق نحوًا من ثمان سنين قبل وفاته، وحَدَّثَ، وروى عنه الذَّهَبِيُّ في معجمه، وقال: كان دَيِّنًا، متعبدًا مؤثرًا للانقطاع والسُّكُون، حسنَ المحاورة كثير الفضائل، توفي ليلةَ السبت ثاني عشري شعبان سنة
(1)
البداية والنهاية: 14/ 119.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 378.
خمس وعشرين وسبع مئة بدمشق بداره، وهي دار القاضي الفاضل، وشيَّعه أعوان الدولة، وحضر الصَّلَاة عليه بسوق الخيل نائب السلطنة، ودفن بتربته التي أنشأها بالقرب من اليغمورية. انتهى.
وقال الشوكاني في "البدر الطالع"
(1)
: عُيِّنَ غير مَرَّةٍ لقضاء الحنابلة، وفاق الأقران في حُسْنِ النظم، والنثر، والكتابة، ونظمُهُ كثيرٌ يزيد على ثلاثِ مجلدات، ونثره يَدْخُل في ثلاثين مجلدًا. كذا قال الصَّفَدي، قال البِرْزَالي في معجمه: فاضلٌ في الإِنشاء، وجودة الشعر، فاقَ أهل عَصرِهِ، وأرْبَى على كثيرٍ ممن تَقَدَّمَه، وشِعْرُهُ مشهورٌ، قد أوردَ منه المصنفونَ في الأدب بَعْدَهُ شيئًا كثيرًا، وكذلك نثره. انتهى.
وقال ابنُ حجر في "الدُّرر"
(2)
: كان محبًا لأهل الخَيْر، مواظبًا على التلاوة، والأدعية، والنوافل، وقورًا، ساكنًا.
وقد ذكره ابن العماد
(3)
، وابن شاكر
(4)
، والسُّيوطي في "بغية الوُعاة"، وغيرهم وله تصانيف منها:"حسن التوسل في صناعة التَّرَسُّل" جَوَّدَهُ جِدًا، و"أهنى المنائح في أسْنى المدائح"، و"ذيل على ذيل القطب اليونيني في التاريخ"، و"مقامات العشاق"، و"منازل الأحباب، ومنازه الألباب" وغيرها وذكر له الزركلي في "أعلامه"
(5)
كتاب "الذيل على كامل ابن الأثير".
1529 - (ت 725 هـ): عبد الله بن موسى الجَزَري الدمشقي، الحنبلي
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(6)
: كان فاضلًا، خَيِّرًا، دَيِّنًا، ذا فهمٍ، ومعرفةٍ، وهيبةٍ، ولازمَ الشيخ تقيَّ الدين ابنَ تيمية، وأقام بالجامع منقطعًا، وحَدَّث عن الفخر
(1)
البدر الطالع: 2/ 295.
(2)
الدُّرر الكامنة: 6/ 82.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 69.
(4)
فوات الوفيات: 4/ 82.
(5)
الأعلام: 7/ 172.
(6)
الدُّرر الكامنة: 3/ 92.
ابن البخاري، وجاور بمكة وتعبَّد، أثنى عليه ابنُ كثير، ومات في صفر سنة خمس وعشرين وسبع مئة، وكانت جنازتهُ مشهودةً، انتهى.
وقال ابن كثير في "تاريخه"
(1)
: هو الشيخُ، الصَّالحُ، العابد، الزَّاهِد، النَّاسك، كان من الصَّالحين الكبار، مباركًا، خَيِّرًا، عليه سكينةٌ ووقارٌ، وكانت له مطالعة كثيرةٌ، وله فهمٌ جَيَّدٌ، وعقلٌ جَيَّدٌ، وكان من الملازمين لمجالس الشيخ تقي الدين ابنِ تيمية، وكان ينقل من كلامه أشياءَ كثيرةً ويفهمها يعجز عنها كبارُ الفقهاءِ. انتهى.
1530 - (ت 725 هـ): فاطمة بنت عبد الرحيم بن أحمد بن عبد الله بن موسى المَقْدِسِيَّة، الحَنْبَلِيَّة، أم محمد بنت الكمال أخت زينب
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(2)
: ولدت سنة اثنتين وخمسين وست مئة، وأُحضرت على خطيب مردا، وأُسمعت على ابن أبي عمر، سمع منها البِرْزَالي وابن رافع وغيرهما، وقالوا: ماتت في جمادى عشر حادي الآخرة سنة خمس وعشرين وسبع مئة. انتهى.
1531 - (ت 726 هـ): أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر المقدسي، الحنبلي، تقي الدين، المسند، الخطيب بن عز الدين
.
قال ابن العماد
(3)
: سمع من خطيب مردا السيرة، وسمع من البلداني، والبكري، ومحمد بن عبد الهادي حضورًا ومن إبراهيم بن خليل، وأجاز له السبط وجماعة، وكان يخطب جيدًا بالجامع المظفري، وتوفي في جمادى الآخرة سنة ست وعشرينَ وسبع مئة عن بضعٍ وسبعينَ سنة. انتهى.
وقال ابن حجر في "الدُّرر"
(4)
: ولد في شعبان سنةَ ثمانٍ وأربعينَ وست مئة،
(1)
البداية والنهاية: 14/ 119.
(2)
الدُّرر الكامنة: 4/ 262.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 71.
(4)
الدُّرر الكامنة: 1/ 103.
وسمعَ من جماعة منهم ابن عبد الهادي، وكتب عنه الذهبي في معجمه، وعز الدين بن جماعة.
1532 - (ت 726 هـ): محمد بن مُسَلَّم بن مالك بن مزروع بن جعفر الرَّيْني، الصَّالحي، الحَنْبَلي، قاضي القُضَاة بالمدينة المنوّرة
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة اثنتين وستين وست مئة، وتوفي أبوه سنةَ ثمان وستين، وكان من الصالحين فنشأ يتيمًا، فقيرًا، وكان قد حضر على ابن عبد الدائم، والكرماني، وسمعَ من ابن البخاري وطبقته، وأكثر عن ابن الكمال، وعُنِيَ بالحديث، وتَفَقَّه، وأفتى، وبَرَع في العَرَبِيَّة، وتصدى للإِشغال والإِفادة، واشتهر اسمُه مع الديانة، والورع، والزهد، والاقتناع باليسير، ثم بعد موت القاضي تقي الدين سليمان وَرَدَ تقليدُه للقضاء في صفر سَنَةَ سِت عشرة، فتوقف في القبول ثم استخار الله تعالى، وقبل بعد أنْ شرط أن لا يلبس خِلْعَةَ حريرٍ ولا يركب في المواكب.
قال الذَّهَبِيُّ في معجمه: برع في المذهب والعربية، وأقرأ النَّاس مُدَّةً على وَرَعٍ وعفافٍ ومحاسنَ جَمَّةٍ، ثم وَلِيَ القضاء بعد تمنع فشكر وحمد، ولم يغير زيَّهُ واجتهد في الخير وفي عمارة أوقاف الحنابلة، وكان من قضاة العَدل والحق، لا يخاف في الله لومةَ لائمٍ، وهو الذي حَكَم على ابن تيمية بمنعه من الفتيا بمسائل الطَّلاق وغيرهما مما يخالف المذهب، وقد حَدَّثَ، وسَمِعَ منه جماعةٌ، وخَرَّجَ له المحدثون، تخاريج عدة، وحَجَّ ثلاثَ مراتٍ ثم حَجَّ رابعةً، فتمرض في طريقه فوَرَدَ المدينة المنوّرة يوم الاثنين ثالث عشر ذي القعدة، وهو ضعيف فصَلَّى في المسجد وسَلَّمَ على النبي صلى الله عليه وسلم، وكان بالأشواق إلى ذلك في مرضه، ثم مات في ذلك اليوم سنةَ ست وعشرينَ وسبع مئة، وصُلي عليه بالرَّوضة الشريفة، ودُفن بالبقيع شرقي قبر عقيل. رحمه الله انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بنحوه، وابن حجر في "الدُّرر"
(3)
وقال: مَهَرَ في الفقه
(1)
شذرات الذهب: 6/ 73.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 380.
(3)
الدُّرر الكامنة: 6/ 9.
والعربية إلى أنْ تصدر لإِقرائهما، ولم يدخل في وظيفة تدريس، وطلب الحديث حتَّى كَتَبَ الطباق، وعُيَّنَ للقضاء فامتنع فطلع عليه ابن تيمية فلامه على الترك، وقَوَّى عزمه فأجاب فباشر أحسن مباشرة، وعَمَّرَ الأوقاف، وحاسب العمال، واستمر إحدى عشرة سنة، وحَجَّ مراتٍ، وكان دَيِّنًا، صَيِّنًا، ساكنًا، حسنَ السمت، ذا حلم وأناة، ودين، وورع. انتهى المراد منه.
1533 - (ت 726 هـ): ست الفقهاء وتسمى أَمَة الرَّحْمَن ابنة إبراهيم بن علي ابن أحمد بن فضل، الصَّالحية، الحنبلية
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(1)
: حضرت جزء ابن عرفة على عبد الحق بن خلف سنة خمسٍ وثلاثينَ، وكان مولدها سنةَ اثنتين وثلاثين وست مئة، وسماعاتُها قليلةٌ لكن أجاز لها جعفر الهمداني، وعبد الحميد بن بليمان، وعبد اللطيف بن القُبَّيْطِي، وأحمد بن العز الحراني وآخرون، وماتت في ربيع الآخر سنة ستًّ وعشرين وسبع مئة. انتهى.
1534 - (ت 726 هـ): فاطمة بنت أبي بكر بن محمد بن طرخان أم محمد بنت الزين الحنبلية
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(2)
: سَمِعَتْ من النَّجِيْبِ وإبراهيم بن خليل، وابن عبد الدائم، وحَدَّثَتْ، سَمِعَ منها البِرْزَالِيُّ، وابنُ رافعٍ، وحَدَّثُوا عنها، وأرَّخُوا وَفَاتَها سابعَ عشري رجب سنة ستٍ وعشرين وسبع مئة، ومولدها سنة اثنتين وخمسين وست مئة. انتهى.
1535 - (ت 726 هـ): موسى بن محمد بن عبد الله قطب الدين بن الشَّيخ الفقيه أبي عبد الله بن أبي الحسين اليُونِيني، الحنبلي، الصَّدْر الكبير، المؤَرَّخ
.
(1)
الدُّرر الكامنة: 2/ 260.
(2)
الدُّرر الكامنة: 4/ 261.
قال ابن العماد
(1)
: ولد بدمشق سنة أربعين وست مئة وسمع من أبيه، ومن ابن عبد الدائم وعبد العزيز بن شيخ الشيوخ بحماة، وبمصر من الرَّشيد العَطَّار، وإسماعيل بن صارم، وجماعة، وأجاز له ابنُ رَوَاح والبشيري.
قال الذَّهَبِيُّ: كان عالمًا، فاضلًا، مليحَ المحاضرة، كريمَ النَّفْسِ، مُعَظَّمًا، جليلًا، حدثنا بِدِمَشْقَ، وبَعْلَبَكّ، وقد حَسُنَتْ حاله في آخر عُمُرِه، وأكثر من العُزلة، والعبادة، وكان مقتصدًا في لِباسِه، وزيِّهِ، صدوقًا في نفسه، مليحَ الشَّيْبَة، كثيرَ الهَيْبَة، وافر الحُرْمَة، توفي بِبَعْلَبَكَّ سنةَ ستٍّ وعشرين وسبع مئة، ودفن عند أخيه بباب سطحا. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدُّرر"
(2)
وقال: كانَ شيخَ بَعْلَبَكَّ بعد أخيه، وكان عارفًا بالشروط، كبيرَ الصُّوْرَة، عظيمَ الجلالة، والمروءة، والمكارم، ثم شاخ وَعُمِّرَ ومات في شوال سنة سِتٍّ وعشرين وسبع مئة.
وذكره ابنُ رجب
(3)
، وابن كثير
(4)
وغير واحد، وله تصانيفُ، منها تاريخه الذي ذَيَّلَ به على "مرآة الزمان" أربع مجلدات، و"مختصر مرآة الزمان" في قدر نصف المرآة، وكتاب "الشرف الباهر في مناقب الشيخ عبد القادر الجيلاني".
1536 - (ت 726 هـ): يوسف بن عبد المحمود بن عبد السلام، البتي، الحنبلي، جمال الدين، البغدادي، المقرئ، الأديب، النحوي، المتفنن
.
قال ابن العماد
(5)
: قرأ بالرِّوايات، وسمع الحديث من محمد بن حلاوة، وعلي بن حُصَين، وعبد الرزاق الفوطي، وغيرهم، وقرأ بنفسه على ابن الطَّبَّال، وأخذ عن ابن القواس شارح ألفية ابنِ معطي الأَدَبَ، والعَرَبِيَّةَ، والمنطق وغير ذلك
(1)
شذرات الذهب: 6/ 73.
(2)
الدُّرر الكامنة: 6/ 147.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 379.
(4)
البداية والنهاية: 14/ 126.
(5)
شذرات الذهب: 6/ 74.
وتَفَقَّه بالشيخ تقي الدين الزريراتي، وكان معيدًا عنده بالمستنصرية، قال الطوفي: استفدتُ منه كثيرًا، وكان نحويَّ العراق، ومقريه، عالمًا بالأدب له حَظ من الفقه والأصول والفرائض والمنطق.
وقال ابنُ رجب: نالته محنةٌ في آخر عمره، واعتُقِلَ بسبب موافقتهِ للشيخ تقي الدين ابن تيمية في مسألة الزِّيارة وكتابته عليها مع جماعةٍ من علماء بغداد، وتَخَرَّجَ به جماعةٌ، وتوفي في حادي عَشَر شوال سنةَ ست وعشرين وسبع مئة، ودُفِنَ بمقبرة الإِمام أحمد. انتهى.
وقد ذكره ابن رجب
(1)
، وابن الجزري في "الغاية"
(2)
، وابن حجر في "الدُّرر"
(3)
وغيرهم.
1537 - (ت 726 هـ): محمد بن علي بن أحمد بن عبد الواحد، المقدسي، شمس الدين بن الفخر بن البخاري، الحنبلي
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(4)
ولد في جمادى الآخرة سنة إحدى أو اثنتين وخمسين وست مئة، وسمع من إبراهيم بن خليل، وأحمد بن عبد الدائم، وعلي النجيب والحَرَّاني، ويوسف خطيب بيت لَهيا، وعلى أبيه كثيرًا وعلى غيرهم، وأجاز له فضل الله بن الجِيْلِي، ومحمد بن نصر بن الحصري وعيسى بن سلامة المنذري، والعَطَّار وآخرون، وحَدَّث قديمًا. سمع منه المقرائي، والبِرزَالي والقطب الحلبي، قال البِرْزَالي: وَلِيَ دارَ الحديث الضِّيائِيَّة لكونها وقفَ عمِّ والدهِ ووقف والدِهِ، والنظر له، وكانت فيه شهامةٌ، وعنده مروءةٌ، وكان شجاعًا قويَّ النفس كريمًا، وحدّث، مات في ذي القَعدة سنة ستٍّ وعشرين وسبع مئة. انتهى.
1538 - (ت 727 هـ): عبد الله بن عبد الحليم بن عبد السَّلام
بن أبي
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 379.
(2)
غاية النهاية: 2/ 397.
(3)
الدُّرر الكامنة: 6/ 236.
(4)
الدُّرر الكامنة: 5/ 307.
القاسم بن الخَضِر بن محمد بن تيمية الحَرَّاني، ثم الدمشقي، الفقيه، الحنبلي، الإِمام، المتقن، المفتي، الزاهد، القدوة، شرف الدين، أبو محمد، أخو الشيخ تقي الدين ابن تيمية.
قال ابن العماد
(1)
: ولد في حادي عشر المحرم سنة ست وستين وست مئة بحران، وقدم مع أهله إلى دمشق رضيعًا، فحضر بها على ابن أبي اليسر وغيره، ثم سمع ابنَ عَلَّان وابنَ الصَّيْرَفي وخلقًا، وسَمِعَ المسند، والصحيحين، وكتب السنن، وتَفَقَّه حتَّى برع، وأفْتَى وبرع أيضًا في الفرائض، والحساب، وعلم الهيئة، وفي الأصلين والعَرَبِيَّة، وله مشاركة قويةٌ في الحديث، ودَرَّسَ بالحنبلية مُدَّةً، وكان صاحبَ صِدْقٍ وإخلاصٍ، قانعًا باليسير شريفَ النَّفْس، شجاعًا، مقدامًا، مجاهدًا، زاهدًا، عابدًا، ورعًا، يخرج من بيته ليلًا، ويأوي إليه نهارًا، ولا يجلس في مكان مُعَيَّنٍ بحيث يُقصد فيه، بل يأوي المساجدَ المهجورة خارج البلد، فيختلي فيها للصَّلاة والذكر، وكان كثيرَ العِبادةِ والتَّأَلُّهِ والمراقبةِ والخوف من الله تعالى، ذا كَرَامَاتٍ وكُشُوف، كثيرَ الصَّدقاتِ والإِيثار بالذَّهَبِ والفِضَّة في حَضَرِهِ وسَفَره مع فقرِه وقِلَّةِ ذاتِ يده، وكان رفيقُه في المحمل في الحج يُفَتِّشُ رَحْلَه فلا يجدُ فيه شيئًا، ثم يراه يتصدقُ بذهبٍ كثيرٍ جدًّا، وهذا أمْرٌ مشهورٌ معروفٌ عنه، وحج مراتٍ متعددةٍ، وكان له يدٌ طُولى في معرفة تراجم السَّلف وَوَفَيَاتِهم في التواريخ المتأخرة والمتقدمة، وجلس مع أخيه مُدَّةً بالديار المِصْرِيَّة، وقد استُدعِيَ غيرَ مَرَّةٍ وَحْدَهُ للمناظرة، فناظرَ وأفْحم الخصوم، وسُئِلَ عنه الشيخُ كمالُ الدين بنُ الزَّمَلْكَاني فقال: هو بارعٌ في فنونٍ عديدةٍ من الفقه، والنَّحوِ، والأصول، ملازمٌ لأنواع الخير، وتعليم العلم، حسنُ العبادة، قويٌّ في دينه، مليحُ البحثِ، صحيحُ الذهنِ، قويُّ الفهم.
قال ابن رجب: وذكره الذَّهَبِيُّ في المعجم وغيره، وأثنى عليه كثيرًا، توفي يوم الأربعاء رابع عشر جمادى الأُولى سنةَ سبعٍ وعشرينَ وسبع مئة بدمشق، وصُلِّيَ عليه الظهرَ بالجامع، وحمل إلى القلعة فَصَلَّى عليه أخوه تقيُّ الدين، وأخوه عبد الرَّحْمَن
(1)
شذرات الذهب: 6/ 76.
وغيرُهما، صلى عليه أخواه في السجن لأن التكبير عليه كان يبلغُهم، وكانَ وقتًا مشهودًا، ثم صُلَّيَ عليه مَرَّةً ثالثةً، ورابعةً، وحُمِلَ على الرُّؤوس والأصابع، فدُفِنَ في مقابر الصُّوفِيَّة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
، وابن الشَّطَّي في مختصره
(2)
، وابن حجر في "الدُّرر"
(3)
وقال: كان فضلاءُ عصرِه يقولون: هو أقربُ من أخيه تقيِّ الدين إلى طريق الفُقهاء، وأفقه بمباحث العلماء.
1539 - (ت 727 هـ): محمد بن محمود بن سلمان بن فهد الحَلَبِيُّ الرَّئِيْس، الحنبلي، شمسُ الدين بن شهاب الدين محمود
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرر"
(4)
: وُلِدَ سنةَ تسعٍ وستينَ وست مئةٍ، وسمع من الفخر وغيره، وتعانى الخط فأجاد جدًا، وباشر مع أبيه كتابة السِّر، وكان كثيرَ التَّوَاضُعِ فلم يُغَيَّرْهُ المَنْصِبُ، وله شعرٌ، وَوَلِيَ مكانَ أبيه بعده، مات في شوال سنةَ سبعٍ وعشرينَ وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن العماد
(5)
وقال: هو القاضي الأديب كاتب السِّرِّ، ثم ذكر نحوه.
1540 - (ت 727 هـ): محمد بن علي بن القاسم بن أبي العِز الوَرَّاق، المَوْصِلي، المقرئ، الفقيه، الحنبلي، المحدث، النحوي، المعروف بابن خروف
.
قال ابن العماد
(6)
: ولد في حدود الأربعين وست مئة بالمَوْصِل، وقرأ بها القراآت على عبد الله بن إبراهيم الجزري الزاهد، وقَصَدَ الإِمام أبا عبد الله شعلة ليقرأ عليه فوجده مريضًا مَرَضَ الموت، ثم رحل ابنُ خروف إلى بغداد بعد السِّتِّين، وقرأ
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 382.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 60.
(3)
الدُّرر الكامنة: 3/ 42.
(4)
الدُّرر الكامنة: 6/ 2.
(5)
شذرات الذهب: 6/ 80.
(6)
شذرات الذهب: 6/ 78.
القراءات بها بكُتُبٍ كثيرةٍ في السَّبْع والعشر على الشيخ عبد الصمد بن أبي الجيش، ولازَمَهُ مُدَّةً طويلةً، وقرأ القراءات أيضًا على أبي الحسن بن الوجوهي، وسمع الحديث منهما ومن ابن وَضَّاح، وذكر الذَّهَبِيُّ أَنَّه حَفِظَ الخِرَقِي، وعُنِيَ بالحديث، وقرأ التفسير على الكواشي المفسر بالمَوْصِل، وقرأ بها أيضًا على الغزنوي "معالم التنزيل" للبغوي، وتصدى للإِقراء والإِشغال ببلده مُدَّةً، وقرأ عليه جماعةٌ، وقَدِمَ الشَّامَ سنةَ سبعَ عشرة وسبع مئة، فسمع منه الذَّهَبِيُّ والبِرْزَالِيُّ وذكره في معجمه، ورَجَعَ إلى بلده المَوْصِل فتوفي فيها في ثامن جمادى الأُولى سنةَ سبعٍ وعشرين وسبع مئة، ودُفِنَ بمقبرة المعافى بن عِمْران. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
وقال: قال البِرْزَالي: كان شيخًا، صالحًا، متوددًا إلى النَّاس، حسنَ المحاضرة، طَيِّبَ المجالسةِ، مُكَرَّمًا عند كل أحدٍ لحسنِ خُلُقِه، وشيخوخته، وفضله.
وذكره ابنُ حجر في "الدُّرر"
(2)
، وابن الجزري في "غاية النهاية"
(3)
وغير واحد.
1541 - (ت 727 هـ): محمد بن أبي الفَتْح شهاب الدين أحمد الأطغاني الحلبي، شمس الدين، الحنبلي
.
ذكره صاحب "هدية العارفين"
(4)
وقال: توفي سنة سبعٍ وعشرين وسبع مئة، صَنَّفَ "شرح المقنع" لابن قدامة في الفروع، و"بغية الطالب لأعز المطالب"، و"تحفة الطالب المستهام برؤية النبي عليه السلام" انتهى.
وقد ذكر هذه الكتب صاحب "كشف الظنون"
(5)
له وأرَّخَ وفاتَه كما هنا.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 381.
(2)
الدُّرر الكامنة: 5/ 332.
(3)
غاية النهاية: 2/ 206.
(4)
هدية العارفين: 2/ 146.
(5)
كشف الظنون: 1/ 249 و 368، 2/ 1810.
1542 - (ت 727 هـ): سنقر بن عبد الله الجوشني، الحنبلي، شمس الدين، مولى البدر بن طاهر بن إسماعيل
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(1)
: كان رجلًا صالحًا، سمعَ من النجيب وابن خطيب المِزَّة، والعماد الحسيني، وابن العماد وأحمد بن حمدان، والصُّورِي، وجَمَاعة من أصحاب ابن باقا، وحدث وكان يسقي الماء في حانوت بباب النصر ويتسبب فيه، وحَدَّثَ ذكرهُ ابنُ رافعٍ في "معجمه" وقال: ماتَ ليلة النِّصْفِ من المحرم سنةَ سبعٍ وعشرينَ وسبع مئة. انتهى.
1543 - (ت 727 هـ): علي بن أحمد بن عبد الرَّحْمَن بن محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي، الصالحي، الحنبلي، فخر الدين بن نجم الدين بن شمس الدين
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(2)
: ولد سنة بضعٍ وسبعينَ وست مئة، وسَمِعَ من الفخر علي وغيره، وَوَلِيَ خطابةَ الجامع المظفريِّ، ومات في شعبان سنة سبعٍ وعشرينَ وسبع مئة. انتهى.
1544 - (ت 727 هـ): محمد بن ثابت الخَبَبِيُّ، الحنبليُّ
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(3)
: طلبَ الحديث، ولَكِنَّه ماتَ شابًا في جمادى الآخرة سنة سبعٍ وعشرين وسبع مئة. انتهى.
1545 - (ت 727 هـ): نصر الله بن أبي بكر بن نصر الله التَّنُوخي، نورُ الدين، أبو أحمد، الحنبلي
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(4)
: ولد سنة ثمانٍ وخمسينَ وست مئة وسَمِعَ من ابن
(1)
الدُّرر الكامنة: 2/ 323.
(2)
الدُّرر الكامنة: 4/ 18.
(3)
الدُّرر الكامنة: 5/ 151.
(4)
الدُّرر الكامنة: 6/ 157.
أبي اليُسْر الأَوَّل من الجصاص، وسَمِعَ من جماعة آخرين، وقد حَدَّثَ، مات في شعبان سنةَ سبعٍ وعشرين وسبع مئة. انتهى.
1546 - (ت 728 هـ): أبو بكر بن شرف بن محسن بن معن بن عَمَّار الصَّالِحِي، الحنبلي، تقي الدين
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(1)
: ولد في شوال سنة ثلاثٍ وخمسين وست مئة، ورافق ابنَ تيمية في الاشتغال، وسمع من ابن عبد الدائم، وابن أبي اليُسر، وابن النَّاصِح، وابن الصَّيْرَفي، والفخر بن البخاري وابن أبي عمر، وغيرهم، وأجاز له جماعة، وسمعَ بالقاهرة، وحلب، وكان فاضلًا، له تصانيفُ، ومعرفةٌ بأنواع الفضائل، وكان حسنَ التفهيم، والوعظ، ونفع السامعين، جلسَ بجامع حِمْصَ مُدَّةً وتكلم على النَّاس، وماتَ في صفر سنةَ ثمانٍ وعشرينَ وسبع مئة.
1547 - (ت 728 هـ): محمد بن عبد المحسن بن أبي الحسن البغدادي بن الخراط الحنبلي، عفيف الدين أبو عبد الله
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(2)
: حفظ "مختصر الخِرَقي" و"اللمع" لابن جني وحج غيرَ مَرَّةٍ، ودخل دمشق سنة ثمانٍ وتسعينَ وست مئة، ووعظَ بها وكان حسنَ المحاضرة، طَيَّبَ الأخلاق، وأخذ عنه جمعٌ جَمٌّ، وانتهى إليه عُلُوُّ الإِسناد ببغداد، وله نظمٌ، وكان ينظم كان وكان وغير ذلك، وله فهمٌ زائدٌ ولو لزِمَ السُّكوتَ لكان مجمعًا على احترامه.
قال جعفر الكمال: كان متدينًا، صَيِّنًا، قائمًا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وَوَلِيَ مشيخةَ الحديث، ماتَ في خامس وعشرين جمادى الأُولى سنة ثمانٍ وعشرينَ وسبع مئة. انتهى.
(1)
الدُّرر الكامنة: 1/ 529.
(2)
الدُّرر الكامنة: 5/ 277.
وذكره ابن العماد في "الشذرات"
(1)
، وابن رجب
(2)
وقال: ذكره الذَّهَبِيُّ في معجمه وقال: كان عالمًا، واعظًا، حسنَ المحاضرة، صحبناه في طريق الحج، حَدَّثَ ببغداد، ودمشق، والمدينة، والعلا.
وقال صفيُّ الدين عبد المؤمن: هو شيخٌ جليلٌ كثيرُ المسموعات، واعظٌ، وَعَظَ بجامع الخليفة، ورَتَّبَ مسمعًا بدار الحديث المُسْتَنْصِريّة بعد وفاة ابن حُصَين سنة ثمانِ عشرةَ.
1548 - (ت 728 هـ): عبد الرَّحْمَن بن أحمد بن عمر بن شكر المَقْدِسيُّ، الحَنْبَلي، الفقيه، المعمر، جمال الدين، أبو محمد
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد في رمضان سنة تسعٍ وثلاثينَ وست مئة، وسمع من النور البلخي، والمرسي ومحمد بن عبد الهادي، وطائفة، وتوفي بالصالحية في ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدُّرر"
(4)
وغيره.
1549 - (ت 728 هـ): أحمد بن يحيى بن محمد بن بدر الجَزَري ثم الدِّمَشْقِيُّ، الصَّالِحي، الحنبلي، المقرئ، أبو العَبَّاس، شهاب الدين الفقيه
.
قال ابن العماد
(5)
: ولد في حدود السبعين وست مئة، وقرأ بالروايات على الشيخ جمال الدين البدري، وسمع من جماعة من أصحاب ابن طَبَرْزَد، والكِنْدي، ولزم المجد التونسي، وأخذ عنه علمَ القراآت حَتَّى مَهَر فيها، وأقبل على الفقه، وصحب القاضي ابنَ مسلم مُدَّةً، وانتفع به، وكان من خيار النَّاس دَيَّنًا، عاقلًا،
(1)
شذرات الذهب: 6/ 88.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 384.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 87.
(4)
الدُّرر الكامنة: 3/ 112.
(5)
شذرات الذهب: 6/ 86.
صاحب مُروءَةٍ، وحياءٍ، وتعففٍ، قرأ بالقراآت، وحَدَّث، وتوفي سنة ثمانٍ وعشرين وسبع مئة، قاله ابن رجب انتهى.
1550 - (ت 728 هـ): أحمد بن محمد بن عبد الولي بن جبارة المقدسي، المقرئ، الفقيه، الحنبلي، الأصولي، النحوي، شهاب الدين بن الشيخ تقي الدين
.
قال ابن العماد
(1)
: هو أبو العَبَّاس بن أبي عبد الله، ولد سنة سبعٍ أو ثمانٍ وأربعين وست مئة، وسمع من خطيب مردا، وابن حصورا، وابن عبد الدائم، وارتحل إلى مصر بعد الثمانين، فقرأ بها القراءات على الشيخ حسن الراشدي، وصحبه إلى أنْ مات، وقرأ الأصول على شهاب الدين القَرَافي، المالكي، والعربية على بهاء الدين بن النَّحَّاس، وبرع في ذلك، وتَفَقَّه في المذهب، وقدم دمشق ثم تَحَوَّلَ إلى حلب، وأقرأ بها، ثم استوطن بيت المقدس، وتصدر لإِقراء القراآت، والعربية، ذكره الذَّهَبِيُّ في معجم شيوخه فقال: كان إمامًا، مقرئًا، بارعًا، فقيهًا، نَحْوِيًّا، نشأ إلى اليوم في صلاحٍ، ودين، وزهد، سمعتُ منه مجلسَ البطاقة، وانتهت إليه مشيخة بيت المقدس.
وذكر البِرْزَاليُّ أنَّه حَجَّ وجاور بمكة، وأَنَّه يُعَدُّ في العلماء الصالحين الأخيار، وقال: قرأت عليه بدمشق والقدس عِدَّةَ أجزاء، وتوفي في سحر يوم الأحد رابع رجب سنة ثمانٍ وعشرينَ وسبع مئة بالقدس، وذكر الدُّبَيْثِيُّ أَنَّهُ مات فجأةً انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
، وابنُ الشطي
(3)
، وابن حجر في "الدُّرر"
(4)
، وابن كثير في "تاريخه"
(5)
، وابن الجزري في "طبقات القُرَّاء"
(6)
، والعليمي في "الأنس الجليل"
(7)
(1)
شذرات الذهب: 6/ 87.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 386.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 66.
(4)
الدُّرر الكامنة: 1/ 307.
(5)
البداية والنهاية: 14/ 142.
(6)
غاية النهاية: 1/ 122.
(7)
الأنس الجليل: 2/ 258.
وغيرهم. له تصانيف منها شرح كبير "للشاطبية"، وشرح آخر "للرائية" في الرَّسم، وشرح "ألفية ابن معطي"، وتفسير القرآن سماه "فتح القدير"، وأشياء أخرى في القراآت منها:"شرح نونية السخاوي" في التجويد.
1551 - (ت 728 هـ): عبد الله بن أحمد بن عبد الرَّحْمن بن الحسن بن حامد بن الحسن بن إدريس المقدسي، الحنبلي، أبو محمد شرف الدين
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(1)
: ولد في سادس عشر جمادى الآخرة سنة خمسٍ وستينَ وست مئة، وأحضر على ابن عبد الدائم، وأسمع على الفخر بن البخاري، وعبد الوَهَّاب بن النَّاصح، وابن أبي عمر وغيرهم، وحَدَّثَ، ذكره البِرْزَالِيُّ في معجمه، وقال: هو من أولاد المقادسة كثير المسموع، ومات في سابع عشر جمادى الأولى سنة ثمانٍ وعشرينَ وسبع مئة. انتهى.
1552 - (ت 728 هـ): عبد الله بن أبي الجود بن حَسَّان بن محمد بن أحمد بن قدامَة المَرْدَاوِيُّ، الحنبلي، أبو محمد
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(2)
: ولدَ سَنَةَ خمسٍ وأربعين وست مئة، وسمع من محمد بن إسماعيل خطيب مَرْدَا، وحَدَّثَ، سَمِعَ منه البِرْزَالِيّ بمَرْدَا، وذكره في معجمه، وقال ابنُ رافعٍ: أجازَ في سنة ثمانٍ وسبع مئة، وكان آخرُ العهد به سنَة ثمانٍ وعشرينَ وسبع مئة. انتهى.
1553 - (ت 728 هـ): أحمد بن عبد الحليم بن عبد السَّلام بن عبد الله بن الخَضِر بن محمد بن الخَضِر بن علي بن عبد الله بن تيمية، الحَرَّاني، الحنبلي، تقي الدين، الرَّبَّاني
.
إمامُ الأئمة، ومفتي الأُمة، وبحر العلوم، وسيد الحُفَّاظ وفارس المعاني والألفاظ، وفريد العصر، وقريع الدهر شيخ الإسلام، وقُدوَةُ الأنام عَلَّامَةُ الزَّمان،
(1)
الدرر الكامنة: 3/ 11.
(2)
الدُّرر الكامنة: 3/ 27.
وتَرْجمان القرآن، عَلَمُ الزُّهَّاد، وأوحد العُبَّاد، قامعُ المبتدعين، وآخر المجتهدين، نزيلُ دمشق، وصاحبُ التصانيف التي لم يُسبَق إلى مثلها، وابن تيمية عُرِفَ به، وهو على ما قيل: إِن جَدَّه محمد بن الخَضِر حَجَّ وله امرأةٌ حامِلٌ، ومرَّ على باب درب تيماء فمر هناك جارية طفلة قد خرجت من خِباء، فلما خَرَج إلى حَرَّان وَجَدَ امرأتَه قد ولدت بنتًا فلمَّا رآها قال: يا تيمية فلقب بذلك، وقال ابن النجار: ذُكر لنا أنَّ محمدًا هذا كانت أمه تسمى تيمية، وكانت واعظة فنسب إليها، وعُرِفَ بها.
ولد أحمد هذا، بِحَرَّان يومَ الاثنين عاشر شهر ربيع، وقيل: ثاني عشر ربيع الأَوَّل سنةَ إحدى وستين وست مئة، وقدِمَ مع والده وأهله إلى دمشقَ، وهو صغيرٌ، وكانوا قد خرجوا من بلاد حَرَّان مهاجرين لسبب جَوْرِ التتار فساروا بالليل ومعهم الكتب على عجلة لعدم الدَّواب فكاد العَدُوُّ يلحقهم، ووقعت العجلة فابتهلوا إلى الله تعالى فَنَجَوا، وسَلِمُوا، وقدموا دمشقَ في أثناء سنة سبعٍ وستينَ، فسمعوا من الشيخ زين الدين أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي جزءَ ابنِ عَرَفة وغيره، وسمع تقيُّ الدين الكثيرَ من ابن أبي اليُسْر، والكمال ابن عيد، والشمس الحنبلي، والقاضي الشمس بن عطاء الحنفي، والكمال بن الصَّيْرَفي، والمجد ابن عساكر والنجيب المقداد، وابن أبي الخير، وابن علان، وأبي بكر الهَرَوي، والكمال عبد الرَّحيم، والفخر بن البُخَاري وابن شيبان، والشرف بن القَّوَاس، وزينب بنت مكي والقاسم الإِرْبِلي، وإبراهيم بن الدرجي، وخلق كثير، وشيوخُهُ الذين سَمِعَ مِنهُم أزْيَدُ من مئتي شيخ.
وسمع "مسند الإِمام أحمد" مَرَّاتٍ، و"معجم الطبراني الكبير"، والكتب الكبار، والأجزاء، وعُنِيَ بالحديث، وقرأ بنفسه الكثير، ولازم السَّماع مُدَّةَ سنين، وقرأ الغَيلانيات في مجلس، ونَسَخَ، وانتقى، وكتب الطباق والأثبات، وتَعَلَّم الخَطَّ، والحِسَاب في الكتب، واشتغل بالعلوم، وحفظ القرآن، وأقبل على الفقه، وقرأ أيَّامًا في العَرَبِية على ابن عبد القوي، ثم فهمها وأتقنها، وأخذ يتأمَّل "كتابَ سيبويه" حتى فهمه، وبرع في النحو وأقبل على التفسير إقبالًا كُلِّيًا حتى حاز فيه قَصَبةَ السَّبْق، وأخذ
الفقه والأصول عن والده وعن الشيخ شمس الدين بن أبي عمر، والشيخ زين الدين بن المُنَجَّا، وبرع في ذلك وناظر، وأحكم أصول الفقه والفرائض وغير ذلك، هذا كله وهو ابن بضع عشرة سنة فابتهر الفضلاء من فرط ذكائه، وسيلان ذهنه وقوة حافظته، وسرعة إدراكه.
نشأ في تَصَوُّفٍ تامٍ، وعفافٍ وتَأَلُّهٍ، واقتصاد في الملبس والمأكل، ولم يزل على ذلك خَلْقًا وخُلُقًا، صالحًا، بَرًّا بوالديه، تقيًا، وَرِعًا، عابدًا، ناسكًا، صَوَّامًا، قَوَّامًا، ذاكرًا لله تعالى في كل أمر، وعلى كل حال، رَجَّاعًا إلى الله تعالى في سائر الأحوال والقضايا، وَقَّافًا عند حدود الله وأوامره ونواهيه، آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر، لا تكادُ نفسهُ تشبع من العِلْم، ولا تروى من المطالعة، ولا تَمَلُّ من الاشتغال، ولا تكل من البحث، وقلَّ أنْ يدخل في علم من العلوم في باب من أبوابه إلَّا فتح من ذلك الباب أبوابًا، ويستدرك أشياء في ذلك العلم على حُذَّاقِ أهْلِه، وكانَ يحضر المجالس والمحافل في صغره، فيتكلم ويناظر ويفحم الكبار، ويأتي. بما يتحير منه أعيان البلد في العلم، وأفتى وله نحو سبعَ عشرةَ سنة، وشرع في الجمع والتأليف من ذلك الوقت، ومات والده وكان من كبار الحنابلة وأئمتهم، ودَرَّسَ بعده بوظائف، وله إحدى وعشرون سنة، واشتهر أمرُه، وبَعُدَ صِيْتُهُ في العالَم، وأخذ في تفسير الكتاب العزيز أيَّام الجمع على كرسي من حفظه، فكان يُورِدُ ما يقوله من غير توقف ولا تلعثم، وكان يورد الدروس كذلك بتؤدةٍ وصوتٍ جَهْوَرِي فصيحٍ، وحَجَّ سنة إحدى وتسعين، وله ثلاثون سنة، ورجع وقد انتهت إليه الإِمامة في العلم والعمل، والزُّهْد والصَّلاح، والوَرع والشجاعة، والكرم والتواضع، والحلم والأَناة، والجلالة والمهابة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، مع الصدق والأمانة، والعِفَّةِ والصِّيانة، وحُسْنِ القصد والإِخلاص، والابتهال إلى الله تعالى، وشدة الخوف منه، ودوام المراقبة له، والتمسك بالأثر، والدُّعاء إلى الله تعالى، وحسن الأخلاق، ونفع الخَلْق، والإِحسان إليهم، وكان سَيفًا مسلولًا على المخالفين، وشجىً في حلوق أهل الأهواء والمبتدعة، وإمامًا قائمًا ببيان الحق ونصرة الدين، طَنَّتْ بذكره الأمصار، وضَنَّتْ بمثله الأعصار.
قال المِزِّيُّ: ما رأيت مثلَه، ولا رأى هوَ مثلَ نفسهِ، وما رأيت أحدًا أعلمَ بكتاب الله وسُنَّة رسوله، ولا أتبعَ لهما منه.
وقال الزَّمَلْكاني: كان إذا سُئِلَ عَنْ فَن من الفُنون ظَنَّ الرائي أو السَّامع أَنَّه لا يعرف غير ذلك الفن، وحكم أنَّ أحدًا لا يعرف مثله، وكان الفقهاءُ من سائر الطوائف إذا جلسوا معه استفادوا منه في سائر مذاهبهم ما لم يكونوا عرفوه قبل ذلك، ولا يُعْرَف أنَّه ناظر أحدًا فانقطع معه، ولا تكلم في علم من العُلوم سواءٌ كان من علوم الشَّرْع أو غيرها إلَّا فاقَ فيه أهْلَهُ والمنسوبَ إليه، وكانت له اليدُ الطُّولى في حُسْنِ التصنيف وجودة العبارة، والترتيب، والتقسيم والتبين.
ووقعت مسألة فرعية في قسمةٍ جرى فيها خلافٌ بين المفتين في العصر، فكتب فيها مجلدةً كبيرةً، وكذلك وقعت مسألة في حَدٍّ من الحدود فكتب فيها مجلدةً كبيرة، ولم يخرج في كل واحدة عن المسألة ولا طَوَّلَ في تخليط الكلام والدخول في شيء والخروج من شيء، وأتى في كل واحدة بما لم يكن يجري في الأوهام والخواطر، واجتمعت شروط الاجتهاد فيه على وجهها، وقد أثنى عليه خلقٌ من شيوخه ومن كبار علماء عصره كالشمس ابن أبي عمر، والتاج الفزاري، وابن مُنَجَّا، وابن عبد القوي، والقاضي الجوني، وابن دقيق العيد، وابن النَّحاس، وغيرهم.
وقال عمادُ الدين الواسِطيُّ في أثناءِ كلام لهُ فيه: واللهِ ثُمَّ واللهِ لم أرَ تحتَ أديمِ السَّماءِ مِثلَه علمًا وعملًا، وجمالًا وخلقًا، واتباعًا وحلمًا، وكرمًا وقيامًا في حق الله تعالى عند انتهاك حرماته، ثم أطال في الثناء عليه، وقد امتُحِنَ ونصره الله على أعدائه، ولنذكر بعض ذلك، وبعض ما حصل له إلى حينِ وفاتهِ من الأمور والمِحَنِ والتنقلات وذلك يحتاج إلى مجلداتٍ، ولكن نشير إلى المهم من ذلك، كقيامه في نوبة غازان سنة تسعٍ وتسعين وست مئة، وقيامه بأعباء الأمر بنفسه، واجتماعهِ هو بنائبه حالْموْمْشَاه، وبتولاي، وإقدامه وجرأته على المَغُول، وعظيم اجتهاده، وفعله الخير من إنفاق الأموال وإطعام الطعام، ودفنِ الموتى، ثم توجهه بعد ذلك إلى الديار المِصْرية، وسوقهِ على البريد إليها في جمعة لما قدم التتار إلى أطراف البلاد، واشتد
الأمر بالبلاد الشامية، واجتماعه بأركان الدولة، واستصراخهِ بهم، وحَضَّهم على الجهاد، وإخبارهِ لهم بما أعَدَّهُ الله للمجاهدين من الثواب وإبدائهم في العذر في رجوعهم وتعظيمهم له، وتردد الأعيان إلى زيارته واجتماعِ ابن دقيق العيد به وسماعهِ كلامَه، وثناؤُه عليه الثَّناءَ العظيم، وتوجهه بعد أيام إلى دمشق، واشتغالهِ بالاهتمام لجهادِ التتار، وتحريضهِ الأمراء على ذلك إلى وُرود الخبر بانصرافهم، وقيامهِ في وقعة شقحب المشهورة سنة اثنتين وسبع مئة، واجتماعهِ بالخليفة والسُّلطان، وأرباب الحَلِّ والعَقْدِ، وأعيان الأمراء وتحريضِه لهم على الجهاد، وموعظته لهم، وما ظهر في هذه الوقعة من كراماته وإجابة دعائه وعظيم جهاده، وقوة إيمانه وشِدَّة نُصْحِه للإِسلام، وفرط شجاعته ثم توجهه بعد ذلك في آخر سنة أربع لقتال الكسروانيين وجهادهم واستئصال شأفتهم، ثم مناظرته للمخالفين في سنة خمس في المجالس التي عُقِدَتْ بحضرة نائبِ السَّلْطَنَة الأفْرَم، وظهوره عليهم بالحُجَّةِ والبيان ورجوعهم إلى قوله طائعين ومكرهين، ثم توجهه بعد ذلك في السَّنَة المذكورة إلى الدِّيار المِصْرِيَّة في صحبةِ قاضي الشافعية، وعقد له مجلسٌ حينَ وصولِه بحضورِ القضاة، وأكابر الدولة، ثم حبسِهِ في الجب بقلعة الجبل ومعه أخواه سنةً ونصفًا، ثم خروجِه بعد ذلك وعقدِ مجلسٍ له لخصومتهم، وظهوره عليهم ثم إقرائهِ للعلم، وبَثَّهِ ونَشْرِه، ثم عُقِدَ له مجلسٌ في شوال سنة سبعٍ لكلامه في الاتحادية، وطعنه فيهم ثم الأمر بتسفيره إلى الشَّام على البريد ثم الأمر بِرَدِّهِ من مرحلة، وسجنه بحبس القضاة سنة ونصفًا، وتعليمه أهل الحَبْسِ ما يحتاجون إليه من أمورِ الدين ثم إخراجه منه، وتوجهِه إلى الإِسْكَنْدَريَّة، وجعلِه في برجِ حُبس فيه ثمانيةَ أشهرٍ يدخل إليه مَنْ شاء، ثم توجهِه إلى مِصْرَ واجتماعه بالسلطان في مجلس حضر فيه القضاة، وأعيان الأمراء، وإكرامه له إكرامًا زائدًا عظيمًا، ومشاورتهِ له في قتل بعض أعدائه، وامتناع الشيخ من ذلك، وجعله كُلَّ من آذاه في حل، ثم سُكْنَاه بالقاهرةِ، وعوده إلى نشر العلم، ونفع الخلق، وما جرى بعد ذلك من قضية البكري وغيرها، ثم توجه بعد ذلك إلى الشام صحبة الجيش المنصور قاصدًا العراق بعد غيبته عن دمشق سبع سنين وسبع جمع، وتوجهِه في طريقه إلى بيت المقدس، ثم ملازمتِه بعد ذلك بدمشق إلى نشر العلم، وتصنيف
الكتب، وإفتاء الخلق، إلى أنْ تَكَلَّمَ في مسألة الحَلِفِ بالطَّلاق، وأشار عليه بعضُ القضاة بترك الإِفتاء بها في سنة ثمانِ عشرة، فقبل إشارته، ثم وَرَدَ كتابُ السُّلْطَان بعد أيامٍ بالمنع من الفتوى فيها، ثم عاد الشيخ إلى الإِفتاء بها، وقال: لا يَسَعُنِي كتمانُ العِلْم، وبقي كذلك مُدَّةً إلى أَنْ حَبَسوهُ بالقلعة خمسةَ أشْهُرٍ وثمانيةَ عشر يومًا، ثم أُخرج ورجع إلى عادته من الاشتغال والتعليم، ولم يزل كذلك إلى أن ظفروا له بجوابٍ يتعلقُ بمسألة شد الرَّحال إلى قبور الأنبياء والصَّالحين، كان قد أجاب به من نحو عشرينَ سنة، فشَنَّعُوا عليه بسبب ذلك وكبُرت القضية، ووَرَدَ مرسومُ السُّلْطان في شعبان سنةَ ستٍّ وعشرين بجعله في القلعة فأُخْليت له قاعةٌ حسنةٌ، وأُجريَ بها الماء، وأقام فيها ومعه أخوه يخدمه، وأقبل هذه المدَّة على العبادة والتلاوة وتصنيف الكتب والرد على المخالفين، وكتب على تفسير القرآن جملةً كبيرةً تشتمل على نفائسَ جليلةٍ، ونكتٍ دقيقةٍ، ومعانٍ لطيفةٍ، وأَوْضَح مواضِعَ كثيرة التبست على خلق من المفسرين، وكتب في المسألة التي حُبِسَ من أجْلها مجلداتٍ عديدةٍ، وظهر بعض ما كتبه واشتهر، وآلَ الأمرُ إلى أنْ مُنع من الكتابة والمطالعة، وأخرجوا ما عِنْدَه من الكتب، ولم يتركوا دَوَاةً ولا ورقةً ولا قلمًا، وكتبَ عقيبَ ذلك بفحم يقول: إنَّ إخراج الكتب من عنده من أعظم النِّقم، وبقي أشهرًا على ذلك وأقبلَ على التلاوة، والعبادة، والتهجد، حتى أتاه اليقين، فلم يفجأ النَّاسَ إلا نَعْيُه، وما علموا بمرضه، وكان مرض عشرينَ يومًا فأسِفَ النَّاسُ عليه، وحضر جمعٌ كثيرٌ إلى القلعة، فأُذِنَ لهم في الدخول، وجلس جماعةٌ عنده قبل الغسل، وقرأوا القرآن وتبركوا برؤيته، ثم انصرفوا، وحضر جماعةٌ من النِّساء ففعلن مثل ذلك وانصرفن، واقْتُصِرَ على مَنْ يُغَسِّلُهُ ومَنْ يُعِيْنُ في غسلهِ، ثم أُخرجَ واجتمع النَّاس بالقلعة والطريق إلى جامع دمشق، وامتلأ الجامعُ وصَحْنُه والكلَّاسة، وباب البريد، وباب السَّاعات إلى باب اللبادين والفواره وأحْضِرت الجنازة في الساعة الرابعة من النهار، ووضعت في الجامع والجندُ يحفظونها من النَّاس من شِدَّةِ الزِّحام، وصلي عليه أولًا بالقلعة، تقدم في الصَّلاة عليه محمد بن تمام، ثم صُلِّي عليه بجامع دمشق عقيبَ صلاةِ الظهر، وحمل من باب البريد واشتد الزِّحام، وألقى النَّاسُ على نعشِه مناديلَهم، وعمائمهم للتبرك، وصار
النَّعْشُ على الرؤوس تارةً يتقدم وتارة يتأخر، وخرج الناسُ من الجامع من أبوابه كُلِّها من شِدَّةِ الزِّحَام، وعَظُمَ الازدحام بسوق الخيل، وتقدم للصَّلاة عليه هناك أخوه الزَّين، وحُمِل إلى مقبرة الصوفية، فدفن هناك بجانب أخيه الشرف، وكان دَفْنهُ وقت العصر، وغلق النَّاسُ حوانيتهم، ولم يتخلف عن الحضور إلَّا القليل، وحَضَرَ من الرجال والنِّساء أكثرُ من مئتي ألف، وكان وقتًا مشهودًا، وخُتِمَتْ له ختمٌ كثيرةٌ بالصَّالحية والبلد، وتردَّدَ النَّاس إلى قبره، ورُؤِيَتْ له مناماتٌ حسنةٌ كثيرةٌ، ورثاه النَّاسُ بقصائد جَمَّةٍ، وكانت وفاتُه ليلةَ الاثنين العشرين من ذي القعدة سنةَ ثمانٍ وعشرينَ وسبع مئة رحمه الله ورضي عنه.
وقد ذكر جميعَ ما تقدم ابنُ عبد الهادي
(1)
، وابن شاكر
(2)
، ولعلنا أتينا في هذه الترجمة المختصرة بما يكون فيه، بلاغٌ لمحبيه، وحُجَّةٌ على مخالفيه الواقعين فيه والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
وقد اكتفينا بالإِشارة إلى ذلك كله، فمن أراد شرحَ ما أشرنا إليه، والاطلاع على سيرة هذا الإِمام، فليرجع إلى ما أُلف فيه، فقد أفردَهُ غيرُ واحدٍ من الفضلاء بالتصنيف: كابن عبد الهادي في مجلد، وأبي علي البزار البغدادي في مجلد، وصفي الدين بن البخاري، ومرعي بن يوسف في مجلد، وابن كثير في مجلدين، وابن ناصر وغيرهم، وذكره غيرهم في كتبهم في التراجم مثل الذَّهَبِيُّ، والبِرْزَالِيُّ، وابن رافع، وابن الزَّملَكاني، وابن رجب، وابن العماد، وابن شاكر، وكاتب السِّر محمود في "تاريخه"، وابن سَيِّد النَّاس، وابن حجر وغيرهم، وهذه الكتب أكثرها مطبوعةٌ ومنتشرةٌ، ولذلك أضربنا عن التطويل اكتفاءً بها.
أما مصنفاته رحمه الله فقال ابنُ عبد الهادي: لا أعلم أحدًا من المتقدمين ولا من المتأخرين جمعَ ولا صَنَّفَ نحو ما صنف، ولا قريبًا من ذلك مع أنَّ تصانيفَه كان يكتب كثيرًا منها من حفظه، وكتب كثيرًا منها في الحَبْس وليس عندَه ما يحتاج إليه
(1)
طبقات علماء الحديث: 4/ 279.
(2)
فوات الوفيات: 1/ 74.
ويراجعه من الكتب، وقد ألَّفَ الرِّسالة الحَمَوِيَّة سنة ثمانٍ وتسعينَ في قعدةٍ بين الظُّهر والعصر، وهو جوابُ سؤالٍ وَرَدَ من حَمَاة في الصفات، وقد قيل: إنَّ تصانيفَه تبلغُ ثمان مئة مجلدٍ وقيل: خمس مئة مجلدٍ، وهو المعروف المسمى مما سنذكر بعضه عَدَا ما يكتبه من أجوبةٍ وسؤالاتٍ كان يُسأل عنها فيجيب عنها نثرًا أو نظمًا، وليس هذا محلُّ إيراد ذلك، وأشياء لم تصل إلينا ولم يصل إلينا ذِكْرُها، ولا أسماؤها.
فمن تصانيفه التي سارت بها الرُّكْبان منها: "قاعدة في الاستعاذة"، "قاعدة في البسملة"، "الكلام على الجهر بالبسملة"، "قاعدة في إياك نعبد وإيَّاك نستعين"، قطعة كبيرة من سورة البقرة في قوله تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ} ، قطعة في قوله تعالى:{إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} ، قطعة في قوله {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا} ، قطعة في آية الكرسي، قطعة في {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} ، قطعة في {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} وغير ذلك من تفسير آل عمران، تفسير المائدة مجلد، قطعة في {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ} قطعة في قوله تعالى:{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ} ، تفسير سورة يوسف، تفسير سورة لم يكن، تفسير سورة النور، تفسير سورة القلم، تفسير سورة الكافرون، تفسير سورة تبت، تفسير المعوذتين، تفسير الإِخلاص، كتب الأصول، "الاعتراضات المِصْريَّة على الفتوى الحَمَوِيَّة" أربع مجلدات، "الرَّدُّ على تأسيس التقديس"، "شرح أول المحصول" مجلد، شرح بضع عشرة مسألة من الأربعين للفخر تعارض العقل والنقل أربع مجلدات، جواب ما أوْرَدَ كمالُ الدين بن الشريشي مجلد، "الجواب الصَّحيح في الرَّدِّ على مَنْ بَدَّلَ دينَ المسيح" ردًا على النصارى أربع مجلدات، "منهاج الاستقامة" مجلد، "شرح عقيدة الأَصْفَهَاني" مجلد، "شرح أوَّل كتاب الغزنوي" في أصول الدين مجلد، "الرَّدُّ على المنطق" مجلد، "الزواجر" جزء، "الرَّدُّ على الفلاسفة" أربع مجلدات، "قاعدة في القضايا الوهمية"، "قاعدة في قياس ما لا يتناهى"، "جواب الرِّسالة الصفدية"، "جواب في قول بعض الفلاسفة إنَّ معجزات الأنبياء قوى نفسانية" مجلد كبير، "إثبات المعاد"، و"الرَّدُّ على ابن سينا"، "شرح رسالة ابن عبدوس" في كلام الإِمام أحمد في الأصول "ثبوت النبوات عقلًا ونقلًا"، "المعجزات والنبوات"
مجلد، "قاعدة في الكليات" مجلد، "الرِّسالة القبرصية"، "الرسالة الطبرستانية"، "الرَّسالة البَعْلَبَكِّيَّة"، "الرسالة الأزهرية القادية"، "البغدادية"، "أجوبة القرآن والنطق"، "إبطال الكلام النفساني" من ثمانين وجهًا، "مَنْ حلف بالطلاق الثلاث إنَّ القرآن حرفٌ وصَوْتٌ"، "إثبات الصِّفات والعلو والاستواء" مجلدان، "المواكِسِيّة"، "الكمال والضابط""جواب في الاستواء وإبطال تأويله بالاستيلاء"، "جواب مَنْ قال: لا يمكن الجمع بين إثبات الصِّفَات على ظاهِرها"، "جامع نفي التشبيه"، "أجوبة كون جهة السماء كروية"، "سبب قصد القلوب العلو"، "جواب كون الشيء في جهة العلو مع كونه ليس بجوهر ولا معروض معقول أو مستحيل"، جواب هل الاستواء والنُّزُولُ حقيقةٌ، وهل لازمُ المذهب مذهب""مسألة أهل الإِرْبِلِيَّة"، "مسألة النُّزُول باختلاف وقته وباختلاف البلدان والمطالع، "شرح حديث النزول" مجلد، "بيان حل إشكال ابن حزم الوارد على الحديث"، "قاعدة في قرب الرَّب من عابديه وداعيه" مجلد، "الكلام على نقض المرشد"، "المسائل الإِسْكَنْدَرية في الرد على الاتحادية والحلولية" "ما تضمنه خصوص الحكم"، "جواب في لقاء الله تعالى"، "جواب في رؤيا النِّساء رَبَّهُنَّ في الجنة"، "الرِّسالة المدنية في إثبات الصِّفات النقلية"، "المهلادونية"، جواب ورد على لسان ملك التتار مجلد، "قواعد في إثبات الرَّد على القدرية والجبرية" مجلد، "الرَّدُّ على الرافضة والإِمامية وعلى ابن المطهر" أربعِ مجلدات، "جواب في خلق إرادة الله تعالى لخلق الخلق وإنشاء الأنام لِعِلَّة أو لغير عِلَة"، "شرح حديث فحج آدم موسى"، "تنبيه الرَّجل العاقل على تمويه المجادل" مجلد، "تنامي الشدائد في اختلاف العقائد" مجلد، "كتاب الإِيمان" مجلد، "شرح حديث جبريل في الإسلام" مجلد، "عصمة الأنبياء فيما يُبَلَّغُونَه"، "مسألة في العقل والرُّوح"، "مسألة في المقربين هل يسألهم منكر ونكير"، "مسألة هل يعذب الجسد مع الرُّوح في القبر"، "الرَّدُّ على أهل الكسروان" مجلد، "تفضيل أبي بكر وعمر على غيرهما" مجلد، "قاعدة في تفضيل معاوية وفي ابنه يزيد"، "كتاب تفضيل صالحي النّاس على سائر الأجناس"، "كتاب في كفر البصرية وفي جواز قتال الرافضة" كتاب "في بقاء الجنة والنَّار وفي فنائهما"، كتب أصول الفِقْه، "قاعدة غالبها أقوال الفقهاء" مجلدان،
"قاعدة كل حمد وذم من الأقوال والأفعال لا يكون إلا بالكتاب والسنّة"، "شمول النصوص" للأحكام" مجلد، "قاعدة في الإِجماع وأنه ثلاثة أقسام"، "جواب في الإِجماع والخبر المتواتر"، "قاعدة في كيفية الاستدلال على الأحكام"، "قاعدة في النَّص والإِجماع"، "قاعدة في الرَّدِّ على مَنْ قال: إنَّ النُّصوص اللفظية لا تفيد اليقين"، "قاعدة فيما نصَّ مِنْ تعارض النَّص والإِجماع"، "مؤاخذات على ابن حزم في الإِجماع"، "قاعدة في تقرير القياس"، "قاعدة في الاجتهاد والتقليد في الأحكام"، "رفع الملام عن الأئمة الأعلام"، "قاعدة في الاستحسان في وصف العموم والإِلحاق والإِطلاق"، "قاعدة في أنَّ المخطئ في الاجتهاد لا يأثم"، "قاعدة هل القاضي يجب عليه تقليد مذهب معين"، "جواب في ترك التقليد"، "جواب فيمن يقول مذهبي مذهب النبي صلى الله عليه وسلم وليس أنا محتاج إلى تقليد الأربعة"، "جواب مَنْ تَفَقَّه في مذهب ووجد حديثًا صحيحًا هل يعمل به أمْ لا"، "جواب تقليد الحنفي الشافعي في المطر والفتح على الإمام في الصَّلاة"، "تفضيل قواعد مالك وأهل المدينة"، "تفضيل الأئمة الأربعة وما امتاز به كُلُّ واحدٍ منهم"، "قاعدة في تفضيل الإمام أحمد"، "جواب هل كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل الرِّسالة نبيًا"، "جواب هل كان النبي صلى الله عليه وسلم مُتعبَّدًا بشرع مَنْ قبله"، "قواعد أنَّ النهي يقتضي المُضَادَّة"، كتب الفقه "شرح المحرر في الفقه" لم يبيضه عدة مجلدات، "شرح العمدة في الفقه" كتب منه أربع مجلدات، "جواب مسائل وردت من أصْفَهَان"، "جواب مسائل وردت من الصلْت"، "جواب مسائل وردت من بغداد"، "جواب مسائل وردت من زرع"، "جواب مسائل من الرحبة أربعين مسألة"، "الدرة المُضِيَّة في فتاوى ابن تيمية"، "المازدانية"، "الطرابلسية"، "قاعدة في المياه والمائعات وأحكامها"، "طهارة ما يؤكل لحمه"، "قاعدة في حديث القلتين وعدم رفعه"، "قواعد في الاستجمار"، "تطهير الأرض بالشمس والريح"، "جواز الاستجمار مع وجود الماء"، "نواقض الوضوء"، "قواعد في عدم نقضه بلمس النساء"، "التسمية على الوضوء"، "القول بجواز المسح على الخفين المنخرقين والجوربين واللفائف"، "جواب فيمن لا يُعطي أجرة الحَمّام"، "تحريم دخول النساء الحمام بلا مئزر"، "ذم الموسوسين"، "جواز طواف الحائض"، تيسير العبادات لأرباب الضرورات بالتيمم
والجمع بين الصلاتين للعذر"، "كراهية التلفظ بالنية وتحريم الجهر بها في الأذكار"، "كراهية تقديم المصلي سجادة تُبْسَط له قبل مجيئه"، "الكَلِمُ الطَّيِّبُ"، "جواب في الرَّكعتين اللتين قبل الجمعة"، "في الصَّلاة بعد الأذان"، "القنوت في الصبح والوتر"، "تارك المثاني وكفره"، "الجمع بين الصلاتين في السفر"، "فيما يختلف حكمه في الحضر والسفر"، "أهل البدع هل يصلى خلفهم"، "صلاة بعض أهل المذاهب خلف بعض"، "الصلاة المبتدعة"، "تحريم السَّماع"، "تحريم الشبابة"، "تحريم اللَّعب بالشطرنج"، "تحريم الحشيشة المغيبة والحدّ عليها وتنجيسها"، "المشاركة في أعياد النصارى واليهود وإيقاد السُّرج في الميلاد ونصف شعبان وما يفعل في عاشوراء من الحُبُوب والنهي عن ذلك"، "قاعدة في مقدار الكَفَّارة باليمين"، "قاعدة في أنَّ المطلقة بالثلاث لا تحل إلّا بنكاح زوجٍ ثانٍ"، "بيان الحلال والحرام في الطلاق"، "جواب مَنْ حَلَفَ لا يفعل شيئًا على المذاهب الأربعة ثم طَلَّقَ ثلاثًا في الحيض"، "الفرق المبين في الطلاق واليمين"، "لمحة المقتطف في الفرق بين اليمين والحلف"، "كتاب التحقيق في الفرق بين الأَيمان والتطليق"، "الطلاق البدعي لا يقع"، "مسائل الفرق بين الطَّلاق البدعي والشرعي"، "مسائل جميع أيمان المسلمين مُكَفَّرَة"، "مناسك الحج"، "حجة النبي صلى الله عليه وسلم"، "العمرة المكية"، "شهر السلاح بتبوك وشرب السويق وأكل التمر بالروضة"، "ما يلبس المحرم"، "زيارة الخليل عليه السلام عقب الحج، وزيارة بيت المقدس مطلقًا"، "جبل لبنان كأمثاله من الجبال ليس فيه رجال الغيب والأبدال"، كتبه في أنواع شتى جمعت فجاءت ثلاثين مجلدًا سوى المفرد منها مثل "بطلان الفتوة" المصطلح عليها بين العوام وليس لها أصل متصل بعلي "كشف حال المشايخ الأحمدية وأحوالهم الشَّيطانية"، "ما يقوله أهل بيت الشيخ عدي"، "النجوم هل لها تأثير عند القِران والمقابلة وفي المقابلة هل يقبل قول المنجمين فيه ورؤية الأَهِلَّة" مجلد، "تحريم أقسام المعزمين بالعزائم المعجمة" وصرع الصحيح وصفة
الخواتيم"، "إبطال الكيمياء وتحريمها ولو صَحَّت وراجت" هذا كلُّه قد ذكره ابنُ شاكر في "فوات الوفيات"
(1)
.
وذكر ابن رجب
(2)
زيادة على ذلك منها "تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية" ست مجلدات كبار، "المحنة المصرية" مجلدان، "الرد على البكري في الاستغاثة" مجلد "الصَّارم المسلول في الرَّد على شاتم الرَّسول" مجلد، "بيان الدليل على بطلان التحليل" مجلد، "اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم" مجلد، "التحرير في مسألة حفير" مجلد، "الرَّد على الأخنائي في مسألة الزيارة" مجلد، "السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرَّعية" مجلد، "الفرقان بين أولياء الرَّحمن وأولياء الشيطان" مجلد، "الفرقان بين الحق والبطلان".
وله غير ذلك كتفسير سورة {ن وَالْقَلَمِ} و"جواب أهل العلم والإِيمان فيما أخبر به رسول الرحمن من أنَّ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدِلُ ثلثَ القرآن"، "والجواب الباهر في زُوَّار المقابر"، و"جوامع الكلم في الحديث"، "نصيحة أهل الإِيمان في الرد على منطق اليونان"، وهو غير الأوَّل.
وله غير ذلك مما يطول شرحها وتعدادها فرحمه الله رحمةً واسعة آمين.
1554 - (ت 729 هـ): إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الحَرَّاني الحنبلي مجد الدين أبو الفداء بن الفراء، الحَرَّاني ثم الدِّمَشْقي، الفقيه، شيخ المذهب
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد سنة خمس أو ست وأربعين وست مئة بحران، وقَدِمَ دمشق مع أهله سنة إحدى وسبعين فسمع بها الكثير من ابن أبي عمر وابن الصَّيْرَفي والكمال عبد الرَّحيم، وابن البخاري، والإِرْبِلي وأبي حامد الصَّابوني وغيرهم، وطلبَ بنفسه، وسمع المسند والكتب الكبار، وتفقه بالشيخ الشمس ابن أبي عمر وغيره، ولازمه حتى برع في الفقه وتصدى للإِشغال والفتوى مُدَّةً طويلة، وانتفع خلقٌ
(1)
فوات الوفيات: 1/ 74.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 387.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 89.
كثيرٌ به مع الديانة، والتقوى، وضبط اللسان، والورع في المنطق وغيره، واطراح التكلف في الملبس وغيره.
قال الطوفي: كان من أصلح خلق الله وأدينهم، كأنَّ على رأسه الطير، وكان عالمًا بالفقه والحديث، وأصول الفقه والفرائض والجبر والمقابلة.
وقال الذَّهَبِيُّ: كان شيخ الحنابلة.
وقال غيره: يقال: إنَّهُ قرأ "المقنع" مئة مرة، وكان عديم التكلف يحمل حاجته بنفسه وليس له كلام في غير العلم، ولا يخالط أحدًا، وأوقاته محفوظة، وقال هو: ما وقع في قلبي الترفع على أحد من النَّاس فإني أخبَرُ بنفسي، ولست أعرفُ أحوال النَّاس.
وقال ابنُ رجب: كان سريع الدمعة، سمعت بعض شيوخنا يذكر عنه أنَّه كان لا يذكر النبي صلى الله عليه وسلم في درسه إلّا ودموعه جارية، ولا سِيَّما إذا ذكر شيئًا من الرقائق وأحاديث الوعيد ونحو ذلك، وقد قرأ عليه عامة أكابر شيوخنا ومن قبلهم حتى الشيخ تقي الدين الزريراتي شيخ العراق، وحَدَّثَ، وسمع منه جماعةٌ منهم الذَّهَبِيُّ وغيره. وتوفي ليلة الأحد تاسع جمادى الأولى سنة تسعٍ وعشرينَ وسبع مئة بالمدرسة الجوزية، ودفن بمقابر الباب الصغير، انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
، وابن حجر
(2)
وغيرهما.
1555 - (ت 729 هـ): عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن أبي البركات بن مكي بن أحمد الزريراتي ثم البغدادي، الفقيه، الحنبلي، الإمام، فقيهُ العراق، ومفتي الآفاق تقي الدين أبو بكر
.
قال ابن رجب
(3)
: ولد في جمادى الآخرة سنة ثمانٍ وستينَ وست مئة، وحفظ
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 408.
(2)
الدُّرر الكامنة: 1/ 450.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 110.
القرآن وله سبعُ سنين، وسمعَ الحديث من إسماعيل بن الطبال، ومحمد بن ناصر بن حلاوة، وأبي عنان الطيبي، وست الملوك فاطمة بنت أبي البدر وغيرهم، وتفقه ببغداد على جماعة منهم الشيخ المفيد الحربي وغيره، ثم ارتحل إلى دمشق فقرأ المذهب على الشيخ زين الدين بن المُنَجَّا، والشيخ مجد الدين الحَرَّاني ثم عاد إلى بلده، وبرع في الفقه وأصوله ومعرفة المذهب والخلاف والفرائض ومتعلقاتها، وكان عارفًا بأصول الدِّين ومعرفة المذهب والخلاف والفرائض وبالحديث وأسماء الرِّجال والتواريخ، وباللغة العربية، وغير ذلك وانتهت إليه معرفةُ الفقه بالعراق، ومن محفوظاته في المذهب كتاب "الخِرَقي" و"الهداية" لأبي الخطاب، وذكر أنَّهُ طالع "المغني" للشيخ موفق الدين بن قدامة ثلاثًا وعشرين مَرَّةً، وكان يستحضر كثيرًا منه أو أكثره، وعلق عليه حواشي وفوائد، ووَلِيَ القضاء، ودَرَّسَ بالبشيرية ثم بالمستنصِريَّة، واستمر فيها إلى حين وفاته، وكان يورد دروسًا مُطَوَّلةً، فصيحةً، مُنَقَّحةً، وله اليد الطُّولى في المناظرة، والبحث، وكثرة النقل، ومعرفة مذاهب النَّاس، وانتهت إليه رئاسة العلم ببغداد من غير مدافع، وأَقَرَّ له الموافِقُ والمخالِفُ، وكانَ الفقهاءُ من سائرِ الطوائف يجتمعون به، يستفيدون منه في سائر مذاهبهم، ويتأدبون معه ويرجعون إلى قوله ونقله لمذاهبهم، ويردهم عن فتاويهم فيذعنون له، ويرجعون إلى ما يقوله ويعترفون له بإفادتهم في مذاهبهم حتى ابنُ المطهر شيخ الشيعة كان الشيخُ تقيُ الدين يبينُ له خطأَه في نقله لمذهب الشيعة، فيذعِنُ له.
وقالَ له مَرَّةً بعضُ أئمةِ الشَّافِعيَّة وقد بَحَثَ معه: أنت اليوم شيخ الطوائف ببغداد.
وقال العلّامة شمسُ الدين البرزبي والد الشيخ شمس الدين مدرس المُسْتَنْصِريَّة: ما دَرَّسَ أحدٌ بالمستنصرية منذ فُتِحَت إلى الآن أفْقَهُ منه، ويومَ وفاتهِ قال الشيخ شهاب الدين عبد الرَّحْمن بن عسكر شيخُ المالكية: لم يَبْقَ ببغدادَ مَنْ يُراجع في علوم الدِّين مثلُه، قرأ عليه جماعةٌ من الفقهاء وتخرج به أئمة، وأجاز لجماعة وما أَظُنُّه حَدَّث، وكان في مبدأ أمْرِه متزهدًا قبلَ دخولِه في القضاء، وكان ذا جلالةٍ ومهابة
وحسن شكلٍ ولباسٍ وهيئةً، وذكاءٍ مفرطٍ، ولطفٍ وكَيْسٍ، ومروءةٍ وتَلَطُّفٍ بالطلبة، وعِفَّةٍ وصِيَانَةٍ في حكمه، ورَكِبَهُ دَيْنٌ في آخر عمره، توفي ليلة الجمعة ثاني عشرين جماد الأولى سنة تسعٍ وعشرينَ وسبع مئة، وصُلِّيَ عليه من الغد بالمستنصرية، وحضره خلقٌ كثيرٌ، وكان يومًا مشهودًا، وكَثُرَ البكاءُ، والتَّأَسُّفُ، والتَّرَحُّم عليه، ودفن بمقبرة الإِمام أحمد قريبًا من القاضي أبي يعلى رحمهم الله، ولأهل بغدادَ مراثٍ ومدائحُ كثيرةٌ لجماعة منهم كالدقوقي وغيره. انتهى.
وذكره ابن العماد
(1)
بنحوه، وابن حجر في "الدُّرر"
(2)
وغيرهما. وله مصنفات منها "حواشي المغني"، وكتاب "الوجيز في الفقه"، و"شرح المحرر"، شرحَ قطعةً من أوله ولم يُتِمَّهُ، وذكر له في "الإِنصاف" كتاب "الفروق".
1556 - (ت 729 هـ): إسحاق بن أبي بكر بن المَنِّيِّ بن أطز التركي ثم المصري، الفقيه، الحنبلي، المحدث، الأديب، الشاعر، نجم الدين أبو الفضل
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد سنة سبعين وست مئة، وسمع بمصر من الأبَرْقُوهي، ورَحَل وسمع بالإِسْكَنْدَرِيَّة من القَرَافي، وبدمشق من أبي الفوارس، وإسماعيل بن الفَرَّاء، وبحلب من سُنقر الزيني، وتَفَقَّهَ وقال الشَّعر الحسن، وسمع منه الحافِظُ الذَّهَبِيُّ بحلب، ثم دخل العراق بعد السبع مئة، وتَنَقَّل في البلاد، وسكن أَذْرَبِيجَان، ولم تكن سِيرَتُه هناك مشكورةً، وبقي إلى حدود سنة تسعٍ وعشرين وسبع مئة، ولم تتحقق سنة وفاته، وليس له في الزهد والعلم مشبه إلا الحسن البصري وابن المسيب. قاله ابنُ رجب انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
، وابن حجر في "الدُّرر"
(5)
وغيرهما.
(1)
شذرات الذهب: 6/ 89.
(2)
الدُّرر الكامنة: 3/ 70.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 90.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 414.
(5)
الدُّرر الكامنة: 1/ 424.
1557 - (ت 729 هـ): عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن راجح المقدسي، الجَمَّاعِيْلي، الحنبلي، تقي الدين
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرر"
(1)
: ولد في سادس عشر جمادى الأولى سنة أربع وستين وست مئة، وأحضر على ابن عبد الدائم، وسمع من عبد الوَهَّاب بن النَّاصِح، وأحمد بن أبي الخير وابن أبي عمر، وغيرهم، وحَدَّث. ذكره البِرْزَالي في معجمه فقال: كان شاهدًا وخدم في عِدَّة جهات ثم عمي وانقطع وزَمِنَ، وكان كثير التلاوة، وكانَ أوَّلُ حضورِهِ سنةَ سبعٍ وستينَ.
وقال ابنُ رافع: وَلِيَ نَظَرَ طرابُلُس ومات في ثاني رمضان سنة تسع وعشرين وسبع مئة.
1558 - (ت 730 هـ): محمد بن أبي الحسن بن حسين بن غيلان البَعْلَبَكَّي، الحنبلي، الشيخ، الصَّالح، العابد، النَّاسك، الخاشع، شمس الدين أبو عبد الله بن الشيخ الصالح العابد شرف الدين
.
قال ابن كثير في "تاريخه"
(2)
: هو إمامُ مسجدِ السلالين بدار البطيخ العتيقة، سَمِعَ الحديث وأسمعه وكان يُقرئ القرآن طرفي النَّهار، وكان من الصَّالحين الكبار، والعُبَّاد الأخيار توفي يوم السبت سادس صفر سنة ثلاثين وسبع مئة، وصلي عليه بالجامع، ودُفِنَ بباب الصغير وكانت جنازته حافلة، قال ابن كثير: وختمت عليه القرآن سنةَ إحدى عَشْرَةَ وسبع مئة. انتهى.
1559 - (ت 730 هـ): عبد المحسن بن علي بن محمد بن عبد الغني بن تيمية الحَرَّاني، الحنبلي، أمين الدين التاجر
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(3)
: قرأ الخِرَقي بِحَرَّان، وسمع من النجيب الحراني
(1)
الدُّرر الكامنة: 3/ 14.
(2)
البداية والنهاية: 14/ 150.
(3)
الدُّرر الكامنة: 3/ 216.
بعض "الحلية"، وبعض "المشيخة"، والموافقات، وحَدَّثَ، وكان يجلس مع الشُّهود، ومات في سادس ربيع الأول سنة ثلاثين وسبع مئة. انتهى.
1560 - (ت 730 هـ): أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرَّحْمَن بن إسْمَاعيل بن مَنْصور أبو العَبَّاس المقدسي، الحنبلي، ابن المحب
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(1)
: ولد سنة اثنتين أو ثلاث وخمسين وست مئة، وسمع من إبراهيم بن خليل، وابن عبد الدائم، والنَّجيب وغيرهم، وأحضر على خطيب مَرْدا، وحَدَّثَ بنسخة أبي مسهر، وكان شيخَ الضِّيائِيَّة.
قال الذَّهَبِيُّ في "المعجم المختص": اعتنى بطلب الحديث، وكتب وقتًا، وأسمع أولاده، من الفخر بنِ البخاري، وابن الكمال، ونَسَخَ للنَّاس، وكان بَهِيَّ الشَّيْبَة، كثير الوقار، ذا حَظٍّ من عبادةٍ وتَأَلُّهٍ، وتواضعٍ وحسنِ هدي، واتباع للأثر، وانقباض عن النَّاس، انتقينا له جزءًا وحَدَّثَ بالكثير، روى عنه نجمُ الدين ابنَ الخَبَّاز، ومات في آخر سنة ثلاثين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(2)
وقال: سمعَ منه الذَّهَبيُّ وجماعةٌ وقال: سألتُ عنه وَلَدَهُ فقال: ما أعلمُ عليه شيئًا يشينهُ في دينه.
قال الذَّهَبيُّ: ما هو عندي بدون شيخنا محمد بن تمام، وقال: هو الإِمام، الزَّاهِدُ، الصَّالِحُ، بقيةُ السَّلَفِ الأخيار. ثم ذكر نحوًا مما تقدم.
1561 - (ت 730 هـ): أيُّوب بن نِعمة النابُلُسِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، الحَنْبَليُّ، الكحال المعمر، زين الدين
.
قال ابن العماد
(3)
: حدث عن المرسي، والرَّشيد العراقي، وعبد الله بن
(1)
الدُرر الكامنة: 1/ 210.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 427.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 93.
الخشوعي وجماعة، وتَفَرَّدَ، وحَدَّثَ بمصر ودمشق، ومات في ذي الحجة سنة ثلاثين وسبع مئة عن أزيد من تسعين سنة، انتهى.
1562 - (ت 730 هـ): محمود بن محمد بن محمد بن نصر الله بن المظفر بن أسعد بن حمزة التميمي، الدمشقي، محيي الدين بن شرف الدين بن القلانسي الحنبلي
.
قال ابن حجر
(1)
: ولد سنةَ سبعٍ وسبعينَ وست مئة، وسمع من الفخر ابن البخاري وعبد الواسع الأَبْهَرِيُ وغيرهما، واشتغل وحَصَّلَ وكان خَيِّرًا، متواضعًا، قليل المخالطة بالنّاس، وباشر نظر البيوت وأوقاف الحرمين، وكانت وفاته في ذي الحجة سنة ثلاثين وسبع مئة. انتهى.
1563 - (ت 730 هـ): إبراهيم بن خليفة بن محمد بن خلف المَنْبجي، الحنبلي
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(2)
: ولد سنة أربعٍ وثمانينَ وست مئة، واشتغل بدمشق، ولازم الشيخ تقي الدين ابن تيمية فكان لا يفارقه، وانتفع بصحبته وكان يداخل الرؤساء والكبراء مع الخير، والدين، والصَّلاح، ومات في سابع عشرين المحرم سنة ثلاثين وسبع مئة. انتهى.
1564 - (ت 730 هـ): عبد الله بن أبي القاسم بن يوسُف بن أبي القاسم بن عبد السَّلام، الأموي، الحواري، العُوفي، الزَّاهد، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(3)
: قام مقام أبيه المتقدم، وكان عنده تفقهٌ، وزَهَادَةٌ، وله أصحابٌ، وكان مقصودا يزار ببلده، وعُمَّر حَتَّى بلغ التسعين، خرج ليُودعَ بعضَ أهله
(1)
الدرر الكامنة: 6/ 98.
(2)
الدُّرر الكامنة: 1/ 25.
(3)
شذرات الذهب: في ترجمة أبيه: 5/ 314.
إلى ناحية الكرك من جهة الحجاز فأدركه أجلُه هناك في أوَّل ذي القعدة سنةَ ثلاثينَ وسبع مئة. انتهى.
وتقدمت ترجمة أبيه سنةَ ثلاثٍ وستينَ وست مئة.
وذكر ابن رجب
(1)
عبد الله هذا في ترجمة أبيه وقال: كانَ عندهُ تَفَقُّهٌ وزَهَادَةٌ، ثم ذكر ما تقدم، وذكره ابنُ كثير
(2)
بنحوه.
1565 - (ت 730 هـ): يوسف بن موسى بن أحمد صلاح الدين بن شيخ السلامية، الحنبلي
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(3)
: رأس وهو شاب، وكان تنكز يقدمه ويكرمه، وصاهر الشمس غبريال الوزير في سنة ثمان عشرة وسبع مئة، ومات في قبل سن الكُهولة في ذي الحجة سنة ثلاثين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن كثير في "تاريخه"
(4)
وقال: نشأ في نِعمةٍ وحِشمةٍ، وتَرَفُّه وعِشْرَةٍ، واجتماعٍ بالأصحاب.
1566 - (ت 730 هـ): فاطمة بنت محمد بن جميل بن أحمد المَقْدِسِيَّة أخت عائشة الحنبلية
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(5)
: وُلِدَتْ سنة ستًّ وخمسينَ وست مئة، وحضرت على والدها، وأجاز لها سبط السلفي وغيره، وحدثت، حدثنا عنها شيخنا ابن برهان الدين الشامي، وماتت في تاسع عشر جمادى الآخرة سنةَ ثلاثينَ وسبع مئة. انتهى.
1567 - (ت 730 هـ): فاطمة بنت علي بن محمد بن أحمد اليونينِيَّة
،
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 277.
(2)
البداية والنهاية: 14/ 151.
(3)
الدُّرر الكامنة: 6/ 252.
(4)
البداية والنهاية: 14/ 152.
(5)
الدُّرر الكامنة: 4/ 265.
الحنبلية، البعلية، أم الخير بنت الحافظ شرف الدين أبي الحسن اليونيني.
ولدت سنة خمس وستين وست مئة، وسمعت من نصر الله بن عبد المنعم بن حوران، وحَدَّثت، وماتت في رابع عشر ذي القعدة سنة ثلاثين وسبع مئة. قاله ابن حجر في "الدُّرر"
(1)
.
1568 - (ت 731 هـ): محمد بن سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن أبي عمر المقدسي ثم الصَّالحي، الحنبلي، قاضي الحنابلة، عز الدين بن قاضي القضاة
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد في عشري ربيع الآخر سنة خمس وستين وست مئة، وسمع، وناب عن والده في الحكم، وروى عن الشيخ ابن أبي عمر، وعن أبي بكر الهروي، وبالإِجازة عن ابن عبد الدائم.
قال الذهبي: كان متوسطًا في العلم والحكم، متواضعًا.
وقال غيره: ولي القضاءَ مستقلًا بعد موت ابن المسلم، وكان ذا فضلٍ وعقلٍ، وحسن خلقٍ، وتَودُّدٍ وتَهَجُّدٍ، وقضاء حوائج للنَّاس، وتلاوة، وحَجَّ ثلاثَ مَرَّات، وتوفي في تاسع صفر سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة. انتهى.
وقال ابن رجب
(3)
: قرأ الفقه على أبيه وغيره وناب عن والده في الحكم، وترك له والده تدريس الجوزية فدرس بها في حياته، وكتب في الفتوى، ودَرَّسَ بعد موت والده بدار الحديث الأشرفية بالسَّفح.
وذكره ابن حجر في "الدُّرر"
(4)
بنحو ما تقدم، وذكره ابن كثير في "تاريخه"
(5)
بأبسط منه.
1569 - (ت 731 هـ): عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر المقدسي
،
(1)
الدُّرر الكامنة: 4/ 264.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 96.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 415.
(4)
الدُّرر الكامنة: 5/ 189.
(5)
البداية والنهاية: 14/ 154.
الصالحي، الحنبلي، شرف الدين أبو محمد بن عز الدين.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(1)
: ولد في رجب سنة ثلاث وستين وست مئة، وأحضر على الكَرْمَاني، وسمع من أحمد بن عبد الدائم، وأبي بكر الهَرَوِي، وابن أبي عمر، وأحمد بن شيبان وغيرهم، وأجاز له أبو شامة، وحسنُ بنُ حسين بن المهير، وجماعة، وحَدَّثَ، ذكره البرْزَالي في معجمه، وقال: هو أحد الإِخوة الستة، رجل خير، وكانت حصلت له رعشةٌ في يديه فضَعُفَ خَطُّهُ ومات في خامس عشر شعبان سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة بصالحية دمشق انتهى.
1570 - (ت 731 هـ): إبراهيم بن عبد الكريم بن أبي العِزِّ بن مكارم بن عثمان التَّنُوخِي، الحنبلي، يعرف بابن العنبري
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرر"
(2)
: سمعَ من الفقيه أبي عبد الله اليونيني الأول من حديث أبي مسلم وغير ذلك، وحَدَّث، وسَمِعَ منه ابنُ المُحِبِّ وجماعة، وكانت ولادَتُه سنة أربعٍ وأربعين وست مئة، وتوفي في جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثينَ وسبع مئة. انتهى.
1571 - (ت 731 هـ): محمد بن عثمان بن موسى بن عبد الله بن محمد الآمدي الأصل، المكي، أبو الفضل، جمال الدين الحنبلي
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(3)
: ولد بمكة سنة تسع وخمسين وست مئة، وسمع من أبيه ومن جماعة، وحَدَّث. سمع منه الأقشهري، وكان إمامَ مقامِ الحنابلة بمكة، واستقر بعد أبيه، وناب في الحكم عن قاضي مكة، ومات في عاشر جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
في ترجمة والده المتقدم سنة أربعٍ وسبعين وست مئة وقال:
(1)
الدُّرر الكامنة: 3/ 7.
(2)
الدُّرر الكامنة: 1/ 43.
(3)
الدُّرر الكامنة: 5/ 295.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 287.
كان إمامًا، عالمًا، دَيِّنًا، وله رحلة إلى بغداد، أدرك فيها عبد الصَّمد بن أبي الجيش وغيره، وحَدَّث، وروى عنه جماعة من شيوخنا المكيين. انتهى.
1572 - (ت 731 هـ): إبراهيم بن صالح بن هاشم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الرحمن بن العَجَمي، الحَلَبي الحنبلي، عز الدين مسند حلب، وخاتمة أصحاب ابن خليل
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: ولد قبل الأربعين وست مئة، وكتب بيده سنة أربعين، وقيل: سنة اثنتين، وقيل: سنة ثلاث، وسمع من يوسف بن خليل، وتفرد بالسماع منه، ومن خطيب مَرْدا، وابن عبد الدائم، ونصر الله بن أبي العِزِّ، وابن الشقيشقة، لكن لم يكثر، وكان من بيت العلم والرئاسة والوجاهة. قال ابن رافع: كان جنديًا أولًا، ثم ترك ذلك، وجلس مع الشهود، وكان سهلًا في التحديث بشوشًا، سريع الدَّمْعة، ورحل الناس إليه. ومات في سادس عشر جمادى الآخرة، سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة، وهو آخر من حدَّث عن يوسف بن خليل وسمع منه البِرْزالي، والذَّهبي، وابن حبيب وأولاده. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
وقال: توفي بعد أيام خلت من رجب، وهو في سن التسعين.
1573 - (ت 732 هـ): أحمد بن عبد الرحمن بن يوسف، البَعْلَبَكِّي الحنبلي، أبو العباس بن الفخر
.
قال ابن العماد
(3)
: روى عن خطيب مَرْدا، وابن عبد الدائم، وروى كثيرًا، وكان مقرئًا صالحًا دينًا تقيًا، توفي بدمشق في صفر، سنة اثنتين وثلاثين وسبع مئة عن أربعٍ وثمانين سنة. انتهى.
(1)
الدُّرر الكامنة: 1/ 28.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 95.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 98.
وذكره ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
.
1574 - (ت 732 هـ): الحسين بن يوسف بن محمد بن أبي السري، الدُّجَيْلي، بضم المهملة وفتح الجيم، نسبةً إلى دُجَيْل، نهرٌ كبيرٌ بنواحي بغداد، على قرى كثيرةٍ، ثم البغدادي، الفقيه الحنبلي المقرئ، الفرضي النحوي الأديب، سراج الدِّين أبو عبد الله
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد سنة أربع وستين وست مئة، وحفظ القرآن في صباه، ويقال: إنه تلقن سورة البقرة في مجلسين، والحواميم في سبعة أيام، وسمع الحديث ببغداد من إسماعيل بن الطَبَّال، ومفيد الدين الحربي الضرير، وابن الدَّواليبي وغيرهم، وبدمشق من المِزِّي الحافظ وغيره، وله إجازة من الكمال البزار، وجماعة من القدماء، وحفظ كتبًا في العلوم منها "المقنع" في الفقه، و"الشاطبية"، و"الألفيتان"، و"مقامات الحريري"، و"عروض ابن الحاجب"، و"الدُّريدية"، ومقدمة في الحساب، وقرأ الأصلين، وعني بالعربية واللغة، وعلوم الأدب، وتفقه على الزَّرِيْراتي، وكان في مبدأ أمره يسلك طريق الزهد والتقشف البليغ، والعبادة الكثيرة، ثم فتحت عليه الدنيا، وكان له مع ذلك أوراد ونوافل: توفي ليلة السبت، سادس ربيع الأول، سنة اثنتين وثلاثين وسبع مئة، ودفن بالشهيد، قرية من أعمال دُجَيل. انتهى.
وله تصانيف ذكر ابن العماد منها: كتاب "الوجيز" في الفقه، وعرضه على شيخه الزَّرِيْراتي، وكتاب "نزهة الناظرين"، "تنبيه الغافلين".
وذكره ابن رجب
(3)
، وذكر له غير ما تقدم كتابًا في أصول الدين، وقصيدة لاميةً في الفرائض.
(1)
الدُّرر الكامنة: 1/ 199.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 99.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 417.
وذكره الزِّركلي في "أعلامه"
(1)
وقال: وجدت في فهرسة الكتبخانة المصرية أن له منظومةً في الفقه سماها "الكافية"، لكن قال في "هدية العارفين"
(2)
: "الكافية في الفرائض" على المذاهب الأربعة عدد أبياتها ثلاثة وأربعون ومئتا بيتٍ، وكذا في "إيضاح المكنون"
(3)
، والله أعلم.
1575 - (ت 732 هـ): عبد الله بن حسن بن عبد الله بن عبد الغني بن عبد الواحد، المَقْدسي الصَّالحي الحنبلي، قاضي الحنابلة، شرف الدين
.
قال ابن العماد
(4)
: قرأ على ابن عبد الهادي، والبَلَداني، وخطيب مَرْدا، وإبراهيم بن خليل وغيرهم، وروى عنهم، وأجاز له جماعة، وطلب بنفسه، وتفقَّه وناب في الحكم وأفتى وناب عن أخيه، ثم عن ابن مسلم مدةً، ولازمهما، ثم ولي القضاء في آخر عمره مستقلًا فوق سنة، ودَرَّس بالصَّاحبيَّة وولي مشيخة الحديث بالصَّدرية والعالمية، وكان فقيهًا صالحًا، عالمًا عاملًا، خيَّرًا منفردًا بنفسه، ذا فضيلةٍ جيدةٍ، حسن القراءة، حميد السيرة في القضاء وحدث. سمع منه الذَّهبي وخلق، وتوفي فجأةً وهو يتوضأ للمغرب آخر نهار الأربعاء، مستهلَّ جمادى الأولى، سنة اثنتين وثلاثين وسبع مئة، ودفن بتربة الشيخ أبي عمر، وكان قد حكم ذلك اليوم بالمدينة، وتوجه آخر النهار إلى السفح. انتهى.
وذكره ابن رجب
(5)
بنحوه، وابن حجر في "الدُّرَر"
(6)
، وابن كثير في "تاريخه"
(7)
وغيرهم.
1576 - (ت 732 هـ): عبد الرحمن بن أبي محمد بن محمد بن سلطان
بن
(1)
الأعلام: 2/ 262.
(2)
هدية العارفين: 1/ 314.
(3)
إيضاح المكنون: 2/ 258.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 100.
(5)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 418.
(6)
الدرر الكامنة: 3/ 28.
(7)
البداية والنهاية: 14/ 159.
محمد بن علي، القرامزي، العابد الحنبلي، أبو محمد، وأبو الفرج.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة أربع وأربعين وست مئة تقريبًا، وقرأ بالروايات، وسمع ابن عبد الدائم، وإسماعيل بن أبي اليسر وجماعة، وتفقه في المذهب، ثم تزهد وأقبل على العبادة والطاعة، وملازمة الجامع، وكثرة الصلاة واشتهر بذلك، وصار له قبول وعظمة عند الأكابر، وقد غمزه الذَّهَبي بأنه قال بذلك سعادة دنيوية، وتمتع بالدنيا وشهواتها التي لا تناسب الزاهدين. قال: وسمعت منه "اقتضاء العلم" للخطيب، وكان قوي النفس لا يقوم لأحد، وله مُحِبُّون، ومن حسناته أنه كان من اللاعنين للاتحاديَّة. انتهى.
توفي في مستهل المحرم ببستانه بأرض جَوْبر، سنة اثنتين وثلاثين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بنحوه، وابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
وغيرهما.
1577 - (ت 732 هـ): عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر بن قُدامة، المَقْدِسِي، الحنبلي الفرضي، الزاهد القدوة، عز الدين أبو الفرج
.
قال ابن العماد
(4)
: ولد في تاسع عشر جمادى الأولى، سنة ستٍ وخمسين وست مئة، وسمع من ابن عبد الدائم وغيره، وحج صحبة الشيخ شمس الدين ابن أبي عمر، وكمَّل عليه قراءة "المقنع" بالمدينة النبوية، وحج بعد ذلك مراتٍ، وسمع منه الذَّهبي، وذكره في "معجمه" فقال: كان فقيهًا عالمًا متواضعًا، على طريقة سلفه، وكان عالمًا بمذهب أحمد، له فهمٌ ومعرفةٌ تامةٌ بالفرائض، وفيه تودُّدٌ وانطباع وعدم تكلف، أخذ عنه الفرائض جماعة، وانتفعوا به. وتوفي في ثامن شهر رجب، سنة اثنتين وثلاثين وسبع مئة، ودفن بتربة الشيخ أبي عمر. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 6/ 100.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 416.
(3)
الدُّرر الكامنة: 3/ 138.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 100.
وذكره ابن رجب
(1)
بنحوه، وابن حجر في "الدُّرَر"
(2)
.
1578 - (ت 732 هـ): عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن يوسف بن محمد بن نصر، البَعْلي، ثم الدِّمشقي، الفقيه الحنبلي المحدّث، فخر الدين أبو بكر
.
ذكره ابن العماد
(3)
وقال: ولد يوم الخميس، رابع عشري ربيع الآخر، سنة خمسٍ وثمانين وست مئة، وسمع من ابن البخاري في الخامسة، ومن الشيخ تقي الدين الواسِطِي، وعمر بن القواس، وعني بالحديث، وارتحل فيه مرات، وكتب العالي والنازل، وخرج لغير واحدٍ من الشُّيوخ وأفاد وتفقه وأفتى في آخر عمره، وولي مشيخة الصَّدْريَّة، والإعادة بالمسمارية، وسمع منه الذَّهَبِيُّ وجماعة، وكان فقيهًا محدِّثًا مكثرًا، كثير الاشتغال بالعلم، عفيفًا ديِّنًا، حجَّ مراتٍ، وأقام بمكة أشهرًا، وكان مواظبًا على قراءة جزأين من القرآن العظيم في الصلاة كل ليلة، وله مؤلفاتٌ كثيرةٌ، وانتفع بمجالسه الناس، وتوفي يوم الخميس تاسع عشري ذي القعدة، سنة اثنتين وثلاثين وسبع مئة، ودفن بمقبرة الصوفية، ولم يعقب. انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
بنحوه، وذكره ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(5)
وقال: سمع بمصر والإسكَنْدَرِيّة، وحَلَب وحَماة، وحمص وبَعْلَبَكَّ والحجاز، وخرَّج لنفسه ولغيره، وتعب، ودار، وكتب، وأتقن الفقه على مذهب أحمد. قال الذَّهَبِي: كان فيه دِيْنٌ وخَيْرٌ ونفعٌ للعامة، وحَجَّ مراتٍ، وجاور وزار القدس مرارًا، وله مجموعاتٌ حسنةٌ. انتهى.
وله مصنفات ذكر ابن العماد
(6)
منها: كتاب "الثمر الرائق المجتنى من
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 419.
(2)
الدُّرر الكامنة: 3/ 108.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 101.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 419.
(5)
الدُّرر الكامنة: 3/ 133.
(6)
شذرات الذهب: 6/ 101.
الحدائق". وله غير ما ذكره منها: "سراج الذاكرين، ونور المقتبسين، في تنبيه الغافلين" وغيرها.
1579 - (ت 732 هـ): عبد الرحمن بن مسعود بن أحمد بن مسعود بن زيد، الحارثي المِصْري، الفقيه الحنبلي، المناظر الأصولي، شمس الدين أبو الفرج
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة إحدى وسبعين وست مئة، وسمع بقراءة والده الكثير بالديار المصرية من العِزِّ الحَرَّاني، وابن خطيب المِزَّة، وغازي الحَلَاوِي، وشامية بنت البكري وغيرهم، وبدمشق من ابن البُخَاري، وابن المُجَاوِر وجماعة، وبالإِسْكَنْدرِيَّة من العِراقي، وقدم دمشق بنفسه مرةً ثانيةً، فسمع من عمر بن القواس وغيره، وعَنِي بالسماع والطَّلب، وتفقه في المَذْهب، حتى برع وأفتى وناظر، وأخذ الأصول عن ابن دقيق العيد، والعربية عن ابن النَّحاس، وناب عن والده وغيره في الحكم، ودرَّس بالمنصوريَّة وجامع طُوْلُون وغيرهما، وتصدَّر للإِشغال، وكان شيخ المذهب بالدِّيار المِصْرية، وله مشاركة في التفسير والحديث، مع الديانة والورع والجلالة، يعد من العلماء العاملين، وحدث وسمع منه جماعةٌ. وتوفي يوم الجمعة، سادس عشري ذي الحجة، سنة اثنتين وثلاثين وسبع مئة بالمدرسة الصَّالحية بالقاهرة، ودفن إلى جانب والده بالقَرَافة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بنحوه، وذكره ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
وقال: درَّس بعدة مدارس، وأفتى وناظر، مع الدِّين والصَّيانة والوقار، والسَّمت الصالح. وقال البدر النَّابُلُسي: كان عالم الحنابلة ورئيسهم، واحد النُظَّار في المجالس، مع العلم بالفروع والأصول، واستحضار المتون. انتهى.
1580 - (ت 732 هـ): عبد القادر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن عبد الصمد بن تميم بن أبي الحسن بن عبد الصَّمد بن تميم
، المقْرِيْزي
(1)
شذرات الذهب: 6/ 101.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 420.
(3)
الدُّرر الكامنة: 3/ 139.
البَعْلَبَكَّي الحنبلي، محيي الدين أبو محمد.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: ولد سنة سبعٍ وسبعين وست مئة، وسمع، وجدَّ في الطلب، واعتنى بالفن، وكتب الطباق، وقرأ بنفسه، وسمع بدمشق، وبَعْلَبَكّ، وحِمْص، وحَلَب، ومِصْر، والإِسْكَنْدَرِيَّة وغيرها من البلاد، وولي دَرْس الحديث بالبهائية بدمشق. قال البِرزالي: كان فاضلًا فقيهًا محصِّلاً. وقال الذَّهَبِي: له مشاركة في العلوم، علَّقتُ عنه فوائد، ومات في آخر ربيع الأول، سنة اثنتين وثلاثين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
وقال: دفن بمقبرة الصُّوفية، بالقرب من قبر الشيخ تقي الدين ابن تيمية.
وذكره ابن العماد
(3)
بنحوه.
1581 - (ت 732 هـ): موسى بن أحمد بن الحسين بن بدران بن أحمد، قطب الدين ابن شيخ السَّلاميَّة الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(4)
: ولد سنة إحدى وستين وست مئة، واشتغل، وتَمهَّر، ثم عني بالمباشرات، فولي ديوان الجيش بدمشق زمن الأفرم، ثم ولي نظر الجيش في أول ولاية الناصر الأخيرة بعد رجوعه من الكَرَك، ثم ولي نظر الجيش بمصر سنة اثنتي عشرة وسبع مئة بعد الفخر، ثم أعيد إلى الشام، واستمر إلى أن مات، إلا أنه أشرك معه معين الدَّولة ابن حشيش، وكان القطب محبًا في الفضلاء، وقورًا مهيبًا، كثير المواساة، ورأى في أيام تنكز من العِزِّ والتمكن ما لا رآه غيره، وله نظم وَسَط. قال الذَّهَبيُّ: كان من رجال الدهر، وله فضائل وحرمة. وقال ابن كثير: كان له فضل وإفضال، وإحسان إلى أهل الخير. مات في ذي الحجة، سنة اثنتين
(1)
الدُّرر الكامنة: 3/ 190.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 416.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 102.
(4)
الدُّرَر الكامنة: 6/ 136.
وثلاثين وسبع مئة، ودفن بتربته التي أنشأها بالصالحية. انتهى.
وذكره ابن العماد
(1)
، وابن كثير
(2)
وغيرهما.
1582 - (ت 732 هـ): عبد الغفار بن مجمد بن عبد الكافي بن عوض، السَّعْدي المِصْري، تاج الدِّيْن أبو القاسم الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
: ولد سنة خمسين وست مئة، وسمع من ابن عزون، والمعين الدمشقي، ومحمد بن مهلهل، والنجيب الحَرَّاني، وعبد الهادي القيسي، وابن الصَّابوني وابن الخيمي، وجمال الدين اليَغْمُوري، والفضل بن رواحة وغيرهم من مشايخ القاهرة، وبالإِسْكَندَرِيَّة من عثمان بن عوفٍ، وابن الدَّهان، وابن الفرات، وأجاز له من دمشق أحمد بن عبد الدائم، وابن أبي اليسر، وغير واحد، واعتنى بالحديث، وكان ذاكرًا لشيوخه وسماعه، حسن الخط، ناب في الحكم عن تقي الدين الحنبليِّ، وولي مشيخة الحديث بالصَّاحِبِيَّة، وقرأ العربية على أمين الدين المَحَلَّي، وكان يقول في أواخر عمره إنه كتب بخطه ما يزيد على خمس مئة مُجَلَّد، ما بين فقه وحديث وغيرهما، وسمَّع "التسّاعِيَّات" لابن دقيق العيد، تخريجه لنفسه في سنة سبعٍ وتسعين وست مئة. ومات في شهر ربيع الأول، سنة اثنتين وثلاثين وسبع مئة. انتهى.
وله تصانيف منها: "معجم شيوخه" ثلاث مجلدات، و"أربعون تُساعيَّات"، و"أربعون مسلسلات"، و"الحِرْزُ المُعَدُّ لِمَنْ فَقَدَ الوَلَد" وغيرها.
1583 - (ت 732 هـ): فاطمة بنت عبيد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي عمر، المَقْدِسِيَّةُ الصَّالحيَّةُ الحنبليَّةُ
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(4)
: ولدت سنة ستين وست مئة، وسمعت على
(1)
شذرات الذهب: 6/ 103.
(2)
البداية والنهاية: 14/ 160.
(3)
الدُّرر الكامنة: 3/ 185.
(4)
الدُّرر الكامنة: 4/ 263.
ابن عبد الدائم "صحيح مسلم" و"جزء ابن عرفة"، وسمعت أيضًا من ابن الزين، والتقي الواسِطِيِّ، والنجيب، وأجاز لها أبو شامة، وابن أبي اليُسر وغيرهما. كتب عنها البِرْزالي، وسمع منها العِزُّ ابن جماعة، وقال: ماتت في ثالث عشري شهر ربيع الآخر، سنة اثنتين وثلاثين وسبع مئة. انتهى.
1584 - (ت 733 هـ): موسى بن السيف محمد بن أحمد بن عمر بن أبي عمر، المَقْدِسيُّ الحنبليُّ
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: سمع من أحمد بن عبد الدائم، وحدَّث عن العِزِّ ابن جماعة وغيره، وهو عَمُّ القاضي تقي الدين سليمان بن حمزة. مات في ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وسبع مئة.
1585 - (ت 733 هـ): محمود بن علي بن محمود بن مقبل بن سليمان بن داود، الدَّقوْقي، ثم البغدادي الحنبلي، المحدِّث الحافظ، تقي الدين أبو الثناء
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد بكرة نهار الاثنين، سادس عشري جمادى الأولى، سنة ثلاثٍ وستين وست مئة، وسمع الكثير بإفادة والده من عبد الصَّمد بن أبي الجيش، وعلي بن وضَّاح، وابن السَّاعي، وعبد الله ابن بَلْدَجي، وعبد الجبار بن عُكْبَر وغيرهم. وأجاز له جماعةٌ كثيرةٌ من أهل العراق والشام، ثم طلب بنفسه، وقرأ ما لا يوصف كثرةً، وكان يجتمع عنده في قراءة الحديث آلاف، وانتهى إليه علم الحديث والوعظ ببغداد، ولم يكن بها في وقته أحسن قراءةً للحديث منه، ولا معرفةً بلغاته وضبطه، وله اليد الطُّولى في النظم والنثر وإنشاء الخطب، وكان لطيفًا، حلو النادرة، مليح الفكاهة، ذا حرمةٍ وجلالةٍ، وهيبةٍ ومنزلةٍ عند الأكابر. وجمع عدة أربعينيَّات في معانٍ مختلفةٍ، وتَخرَّج به جماعةٌ في علم الحديث، وانتفعوا به، وسمع منه خلقٌ، وحدَّث عنه طائفة، وتوفي يوم الاثنين بعد العصر، عشرين المحرَّم، سنة ثلاثٍ وثلاثين وسبع مئة ببغداد. انتهى.
(1)
الدُّرر الكامنة: 6/ 145.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 106.
وذكره ابن فهد في "ذيل طبقات الحفاظ"
(1)
بترجمةٍ طويلةٍ جدًا قال فيها: هو محدِّث بغداد وحافظها، وشيخ المستنصريَّة بها، سمع الكثير بإفادة والده، ثم بنفسه من عبد الصَّمد، وابن أبي الدَّم وابن السَّاعي وغيرهم، وكان مقدَّمًا على أقرانه، فردًا في زمانه، له المؤلفات الحسنة، والتخاريج المفيدة، واليد الطُّولى، في الوعظ والأدب، والنظم الرائق والنثر الفائق، وكان يجتمع عليه إذا قرأ خلقٌ لا يحصون، يبلغون ألوفًا، وكان له جلالةٌ عجيبةٌ، وإفادة للغاية، إلى أن قال: وكانت جنازته مشهودةً، حضرها الجمُّ الغفيرُ، وحملت على الرُّؤوس إلى تربة الإمام أحمد، ودفن بها، ولم يخلف شيئًا. انتهى.
وقد ذكره ابن رجب
(2)
وغيره، وله مصنفاتٌ منها "مطالع الأنوار في الأخبار والآثار الخالية عن السند والتكرار"، و"الكواكب الدُّرِّية في المناقب العُلْوية"، و"التاريخ"، قال ابن رجب: لم يوجد. و"الأسماء المبهمة في الحديث"، قال ابن رجب: لم يوجد أيضًا، وديوان شعر.
1586 - (ت 733 هـ): أحمد بن سليمان بن حمزة القُطُفْتِيُّ المَقْدِسيُّ، تقي الدين الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
: ولد في رمضان سنة اثنتين وستين وست مئة، وحدَّث بصحيح مُسْلم، ومات في شعبان، سنة ثلاثٍ وثلاثين وسبع مئة. حدثنا عنه البرهان الشَّامي بالإِجازة. انتهى.
وذكره ابن الجَزَري في "طبقات القراء"
(4)
وغيره.
1587 - (ت 733 هـ): عمر بن عبيد الله بن أحمد بن عمر بن محمد بن أحمد بن قدامة، المَقْدِسِيُّ الصالحي الحنبلي
.
(1)
لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ: 106.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 421.
(3)
الدُّرر الكامنة: 1/ 160.
(4)
لم نجده في مطبوع "غاية النهاية".
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: ولد في رمضان سنة ثلاثٍ وستين وست مئة، وأُحضر على ابن عبد الدائم، وسمع من فاطمة بنت الملك المحسن، وحدَّث. سمع منه الذَّهَبِي والبِرْزالي، وذكراه في "معجميهما"، والعماد أبو بكر بن الكميت، وخرَّج له ابن سَعْد "مشيخةً"، وخدم الشيخ شمس الدين ابن أبي عمر، ومات في جمادى الآخرة، سنة ثلاثٍ وثلاثين وسبع مئة.
1588 - (ت 733 هـ): يحيى بن أحمد بن أبي نصر محمد بن عبد الرزَّاق، الجِيْلي الحنبلي، سيف الدِّين
.
قال ابن الوَرْدي
(2)
: هو الشيخ الشهم السخيُّ، مات بحماة، سنة ثلاث وثلاثين وسبع مئة. انتهى.
1589 - (ت 734 هـ): عبد الرحمن بن محمود بن عبيدان، البَعْلي الفقيه الحنبلي، زين الدين أبو الفرج
.
قال ابن العماد
(3)
: قال ابن رجب: كان زاهدًا، ولد سنة خمس وسبعين وست مئة، وسمع الحديث، وتفقه على الشيخ تقي الدين وغيره، وبرع وأفتى، وكان إمامًا عارفًا بالفقه وغوامضه، والأصول والحديث، والعربية والتصوف، زاهدًا عابدًا، ورعًا متألِّهًا ربانيًا، صحب الشيخ عماد الدين الواسِطِيَّ، وتخرَّج به في السلوك، وتُذْكر له أحوال وكرامات، ويقال: إنه كان يطلع على ليلة القدر كل سنة، وقد نالته محنة مدةً بسبب حالٍ حصل له، وله مصنفات وكلام في التصوُّف، وحدَّث بشيء من مصنَّفاته، وتوفي في منتصف صفر، سنة أربعٍ وثلاثين وسبع مئة، ودفن بباب سَطْحا. انتهى.
وذكره ابن حَجَر
(4)
بنحوه. وقال البدراني في "المدخل"
(5)
: كان عارفًا بالفقه
(1)
الدُّرر الكامنة: 4/ 205.
(2)
تتمة المختصر في أخبار البشر: 2/ 434.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 107.
(4)
الدُّرر الكامنة: 3/ 139.
(5)
المدخل: 468.
وغوامضه، والأصول والحديث والعربية، ولازم الشيخ تقي الدين ابن تيمية، لكنه مال في آخر عمره إلى القول بوحدة الوجود، واختل عقله حتى توفاه الله، وله مصنفاتٌ منها "المطالع"، ويقال:"مطالع ابن عبيدان"، وهو في مجلد جمعه من الكتب الستة، ورمز فيه إلى الحديث الصَّحِيح والحسن، ورتَّبه على أبواب "المقنع"، وكتاب في الأحكام، قلت: هو "المطالع" المتقدم، وشرح قطعةً من أول "المقنع"، وجمع "زوائد المحرر على المقنع" وغيرها. وقد اختصر "المغني" لابن قدامة.
1590 - (ت 734 هـ): عبد الرحمن بن حسين بن يحيى بن عمر، اللَّخْمي المِصْري القبابي، وقُباب قرية من قرى الصَّعيد، الحنبلي الفقيه، الزاهد العابد، القدوة نجم الدين أبو عمر
.
قال ابن العماد
(1)
: قال ابن رجب: كان رجلًا صالحًا، زاهدًا عابدًا، قدوةً عارفًا فقيهًا، ذا فضل ومعرفة، وله اشتغال بالمذهب، أقام بحماة في زاويةِ يُزَارُ بها، وكان معظمًا عند الخاص والعام، وأئمة وقته يثنون عليه، كالشيخ تقي الدين ابن تيمية وغيره، وكان أمَّارًا بالمعروف، نَهَّاء عن المنكر، من العلماء الربانيين، وبقايا السَّلف الصَّالحين، وله كلام حسن يؤثر عنه، توفي آخر النهار من يوم الاثنين، رابع عشر رجب، سنة أربعٍ وثلاثين وسبع مئة بحماة، وكانت جنازته مشهودةً، ودفن شمالي البلد. انتهى.
وذكره ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
وقال: اشتهر أمره بالزهد والعبادة، وأقبل عليه ملكشاه السلطان المؤيد، ولم يزل على هذه الحالة. قال الذهبي: كان زكي النَّفْس، ثخين الورع، ذا حظٍّ من صدقٍ وعزمٍ وتألُّهٍ وقنوعٍ، قال لي أبو عبد الله الدِّباهي: ما رأيت مثل القبابي. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
وغيره.
(1)
شذرات الذهب: 6/ 107.
(2)
الدُّرر الكامنة: 3/ 116.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 425.
1591 - (ت 734 هـ): يعقوب بن إبراهيم بن أحمد بن عقبة بن هبة الله بن عطاء بن ياسين البُصْروي الصَّالحي الحنبلي، شهاب الدين ابن عصية
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: ولد سنة اثنتين وستين وست مئة، واشتغل في الفقه، وسمع علي بن أبي عمر، وكان خيِّرًا ديِّنًا، مات في شعبان، سنة أربع وثلاثين وسبع مئة. انتهى.
1592 - (ت 734 هـ): أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم الأنصاري، أبو جعفر بن بصلة الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
: كان أصله من بلقين، واستوطن مالَقَة، وتردَّد إلى غَرْنَاطة، وكان يعقد الشروط، ويقرأ الحديث بالجامع، وكان محمود السِّيرة، ومال أخيرًا إلى الحنابلة، ولازم الأسْفار حتى استشهد بظاهر جبل الفتح، عام أربع وثلاثين وسبع مئة، ذكره ابن الخطيب. انتهى.
1593 - (ت 734 هـ): فاطمة بنت عبد الله بن عمر بن عوض الحنبلية
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
: حضرتْ على خطيب مَرْدا، وسمعت من إبراهيم بن خليل، وابن عبد الدائم، وعبد الحميد بن عبد الهادي، وحدثت، وماتت في سابع عشري المحرم، سنة أربع وثلاثين وسبع مئة، وقد جاوزت الثمانين عامًا. انتهى.
1594 - (ت 734 هـ): ست العرب بنت سيف الدين علي بن الرضي عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبَّار، المَقْدسيَّة الصَّالحية الحنبلية
.
قال ابن حجر في "الدُّرَر"
(4)
: حضرت "جزء ابن عرفة" على ابن عبد الدائم،
(1)
الدُّرر الكامنة: 6/ 202.
(2)
الدُّرَر الكامنة: 1/ 102.
(3)
الدُّرر الكامنة: 4/ 262.
(4)
الدُّرر الكامنة: 2/ 259.
وحدثت، ماتت في سنة أربع وثلاثين وسبع مئة. انتهى.
1595 - (ت 734 هـ): فاطمة بنت عبد الدائم بن أحمد بن عبد الدائم، الحنبليَّةُ أم الحسن
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: ولدت سنة ستٍ وستين وست مئة، وحضرت على جدِّها، وسمعت منه، سمع منها البِرْزالي، وأرخ وفاتها في ثاني شهر رمضان، سنة أربعٍ وثلاثين وسبع مئة، وكذلك ابن رافع، انتهى.
- (ت 734 هـ): محمد بن محمد بن محمود بن قاسم. [انظر: 1600].
يأتي سنة خمسٍ وثلاثين وسبع مئة.
1596 - (ت 734 هـ): محمد بن يحيى بن محمد بن قاضي حَرَّان الحنبلي، شمس الدين
.
قال ابن كثير في "تاريخه"
(2)
: نظر الأوقاف بدمشق، ومات حادي عشري ربيع الأول، سنة أربعٍ وثلاثين وسبع مئة. انتهى.
1597 - (ت 735 هـ): الحسين بن أسد بن المبارك بن الأثير بن عبد الملك بن عبد الله، الأَنْصاري الحنبلي، شمس الدين الواعظ
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرر"
(3)
: سمع من الزكي المُنْذِرِي، وسِبْط ابن الجَوْزي، فكان خاتمة أصحابه بالسماع، وسمع أيضًا من النجيب "مشيخته الصغرى"، تخريج الشريف، ومن أبي الفضل البَكْري "المسلسل" وغير ذلك، ومن عبد المحسن بن عبد العزيز المخزومي الأول والثاني من "السنن" للشافعي رواية المُزَني، وغيرهم، وأجاز له الصاحب كمال الدين ابن العَدِيْم، وعبد الغني بن سليمان بن بنين، ومحمد بن أنجب النَّعَّال، ومحمد بن عبدِ الدائم بن حمدان، وعبد الرحمن بن
(1)
الدُّرر الكامنة: 4/ 261.
(2)
البداية والنهاية: 14/ 168.
(3)
الدُّرر الكامنة: 2/ 161.
يوسف بن فارس وغيرهم، وكان صالحًا، حسن الشَّكل، حسن المذاكرة، فاضلًا، حسن الخُلُق والخَلْق، جميل الهيئة، وهو آخر من حدث عن الزَّكي المُنْذِرِي بالسماع. قال ابن رافع: سألته عن مولده فقال: أول يوم من رمضان، سنة إحدى وخمسين وست مئة، ومن خَط غيره سنة تسعٍ وأربعين وست مئة، وكان يُنْسب لصاحب "جامع الأصول"، ومات في ذي الحجة، سنة خمسٍ وثلاثين وسبع مئة عن أربعٍ وثمانين سنةٍ، وأجاز لجماعةٍ من شيوخنا. انتهى.
وذكره ابن العماد
(1)
، ولكن قال: حسين بن راشد. بدل حسين بن أسد.
1598 - (ت 735 هـ): إبراهيم بن محمد بن يوسف بن عبد المنعم بن نعمة، المَقْدِسِيُّ النَّابُلُسي، الشيخ عميد الدين الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
: ولد في ربيع الأول سنة ثمانٍ وخمسين وست مئة، وأجاز له عبد اللطيف بن عبد المنعم الحَرَّاني وغيره، وحدَّث بنابُلُس ودمشق، وكان من أهل الخير والصلاح، ومات بالقُدس في سادس رجب، سنة خمسٍ وثلاثين وسبع مئة. انتهى.
1599 - (ت 735 هـ): عبد الله بن أيوب بن يوسف بن محمد بن عبد الملك بن يوسف بن محمد بن قدامة، تقي الدين أبو محمد الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
: ذكره ابن رافع في "معجمه" وقال: سمع من أبي الفرج بن أبي عمر، وعبد الرحمن بن الزَّين، والفخر بن البخاري وغيرهم، وكان يشتغل بالعلم، وينسخ ويشهد، ويحضر المدارس، وفيه خيرٌ ودين، مات في ثامن شعبان، سنة خمس وثلاثين وسبع مئة. انتهى.
1600 - (ت 735 هـ): محمد بن محمد بن محمود بن قاسم بن البزرتي
،
(1)
شذرات الذهب: 6/ 110.
(2)
الدُّرر الكامنة: 1/ 79.
(3)
الدُّرر الكامنة: 3/ 22.
البَغْداديُّ الفقيه، الحنبلي الأصولي، الأديب النحويُّ، شمس الدين أبو عبد الله، ابنُ الإِمام أبي الفضائل.
قال ابن رجب
(1)
: قرأ الفقه على الشيخ تقي الدِّين بن الزَّرِيْراتي، وكان إمامًا عالمًا متقنًا بارعًا في الفقه والأصلين، والأدب والتفسير وغير ذلك، وله نظمٌ 4 حسنٌ، وخط مليحٌ، ودرَّس بالمستنصرية بعد شيخه الزَّرِيْراتي، وكان من فضلاء بغداد، توفي في سنة خمسٍ وثلاثين وسبع مئة ببغداد. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
في "الشذرات" بنحوه.
وذكره ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
وقال: اشتغل في الفنون، وسمع من العماد بن الطبال، وابن أبي القاسم وغيرهما، وكان شيخًا علامةً، ذكيًا قوي المشاركة، بصيرًا بمذهب أحمد، رأسًا في الطِّبِّ، سافر إلى الهند، وله نظمٌ حسنٌ جيدٌ، وشهامةٌ وسطوةٌ، درَّس بالمستنصريَّة بعد الزَّرِيْراتي، ومات في شوال، سنة خمسٍ وثلاثين وسبع مئة، وولد في شوال، سنة إحدى وثمانين وست مئة. انتهى.
1601 - (ت 735 هـ): محمد بن محمود بن قاسم بن البزرتي، البغداديُّ الحنبليُّ، أبو الفضائل، أو أبو الفضل
.
قال ابن رجب
(4)
: كان إمامًا عالمًا، مفتيًا صالحًا، وهو والد محمد المتقدم قبله، وتوفي في جمادى الأولى، سنة خمسٍ وثلاثين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن العماد
(5)
بنحوه.
1602 - (ت 735 هـ): أحمد بن عبد السَّلام بن تميم بن أبي نصر بن عبد الباقي بن عَكْبَر، البغداديُّ، المُعَمَّر الحنبليُّ، نصير الدين
.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 425.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 111.
(3)
الدُّرر الكامنة: 5/ 509 وفيه أن وفاته (734).
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: عقب ترجمة ابنه المذكور في الترجمة السابقة، وقد وهم المؤلف رحمه الله في نقل تاريخ وفاته، فإن ابن رجب لم يذكر وفاة الأب، وكذا ابن العماد. انظر الذيل: 2/ 426.
(5)
شذرات الذهب: في ترجمة ابنه: 6/ 11.
قال ابن العماد
(1)
: سمع الكثير من عبد الصمد بن أبي الجيش، وابن وضاح، وهذه الطبقة، وحدَّث، وسمع منه خلق، وتفقَّه، وأعاد بالمدرسة البشيرية للحنابلة، وأضرَّ في آخر عمره، وانقطع في بيته، وكان يذكر أنه من أولاد عَكْبَر الذي تاب هو وأصحابه من قطع الطريق، لرؤيته عصفورًا ينقل رطبًا من نخلةٍ إلى أخرى حائل، فصعد فنظر حيَّةً عمياء، والعصفور يأتيها برزقها، فتاب هو وأصحابه. ذكره ابن الجوزي في "صفوة الصفوة". توفي صاحب الترجمة في جمادى الأولى، سنة خمسٍ وثلاثين وسبع مئة ببغداد، عن خمسٍ وتسعين سنةً. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بمثله وقال: كان يحطُّ على عبد الصمد بن أبي الجيش، ويقول: أنا أقدم منه، فكيف يُقدَّم عليَّ في مشيخة الحديث بالمُستَنصرِيَّة، ولم يبق في سني أحد ببغداد، انتهى.
وذكره ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
، وغير واحد.
1603 - (ت 735 هـ): أحمد بن عبد الله بن عبد الغني الدُّرَيْبي الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(4)
: ذكره الذَّهَبيُّ في "المعجم المختصِّ" فقال: هو الفقيه المحدِّث، أبو الطاهر البَعْلي الحنبلي، ولد سنة ستٍّ وسبعين وست مئة، وسمعَ من التَّاج، وابن الكِنْدي واليُوْنيني، وطلب وتَنَبَّه، وجلس مؤدِّبًا، ومات سنة خمسٍ وثلاثين وسبع مئة. انتهى.
1604 - (ت 735 هـ): فضل بن عيسى بن قنديل العَجْلوني الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(5)
: ولد سنة تسع وأربعين وست مئة وتعانى تعبير
(1)
شذرات الذهب: 6/ 109 - 110.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 426.
(3)
الدُّرر الكامنة: 1/ 200.
(4)
الدُّرر الكامنة: 1/ 213.
(5)
الدُّرر الكامنة: 4/ 270.
الرؤيا فمهر فيها، وانقطع، فكان لا يقبل من أحد شيئًا، ونُوَّاب الشام فمن دونهم يزورونه بالمِسْماريَّة، وكان مقيمًا بها، وتخرج بالشهاب العابر الحنبلي. مات سنة خمسٍ وثلاثين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن كثير في "تاريخه"
(1)
فقال: الشيخ الزاهد، فضل بن عيسى بن قنديل العَجْلوني الحنبلي، المقيم بالمِسماريَّة، أصله من بلاد حبراحى، وكان متقلِّلًا من الدنيا، يلبس ثيابًا طوالًا، وعمامةً هائلة، وهي بأرخص الأثمان، وكان يعرف تعبير الرؤيا، ويُقْصَد لذلك، وكان لا يقبل من أحدٍ شيئًا، وقد عرضت عليه وظائف بجوامك كثيرةً فلم يقبلها، بل رضي بالرغيد الهَنِيِّ من العيش الخشن، إلى أن توفِّي في ذي الحجة، سنة خمسٍ وثلاثين وسبع مئة، وله نحو تسعين سنةً، ودفن بالقرب من قبر الشيخ تقي الدين ابن تَيْمِيَّة، وكانت جنازته حافلةً جدًا. انتهى.
1605 - (ت 735 هـ): محمد بن أبي بكر بن محمد بن طرخان بن أبي الحسن، شمس الدين الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
: ولد سنة خمس وخمسين وست مئة، وأُحضر على إبراهيم بن خليل، وأبي طالب بن السروري، وسمع من ابن عبد الدائم وابن أبي اليسر وابن الناصح، وكتب المنسوب، وتأدب، وقال الشعر، وتَحدَّث، وطلب بنفسه، وكتب الطباق، وحدَّثنا عنه جماعة من شيوخنا بالسماع. مات في ذي القعدة، سنة خمسٍ وثلاثين وسبع مئة بسفح قاسيون، وبه دفن. انتهى.
1606 - (ت 736 هـ): عبد العزيز بن عبد اللطيف بن عبد العزيز بن عبد السَّلام ابن تَيْمِيَّة، الحَرَّاني الحنبلي، أبو محمد
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
: ولد في شهر شعبان، سنة أربعٍ وستين وست مئة، وأُحضر في الرابعة على ابن عبد الدائم، وسمع من يحيى بن أبي منصور، وأبي
(1)
البداية والنهاية: 14/ 173.
(2)
الدُّرر الكامنة: 5/ 146.
(3)
الدُّرر الكامنة: 3/ 173 - 174.
بكر الهَرَوي، وابن شيبان، وإسماعيل بن العَسْقَلاني، وأحمد بن عبد السلام بن أبي عصرون وغيرهم، وسمع بمصر والإِسْكَنْدَرِيَّة. قال البِرْزالي: كان رجلًا صالحًا، ملازمًا للخير. وذكره الذَّهبي في "معجمه"، وابن رافع، ومات سنة ستًّ وثلاثين وسبع مئة. انتهى.
1607 - (ت 736 هـ): أحمد بن أبي بكر بن طرخان، الحنبلي الصَّالحي، تقي الدين
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: ولد سنة ثلاثٍ وستين وست مئة، وسمع من أحمد بن عبد الدائم عدة أجزاء، منها "جزء أيوب"، و"المئة الفُراوية"، و"معجم أبي يعلى"، حدثنا عنه شيخنا البرهان الشَّامي ومات في جمادى الآخرة سنة ستٍ وثلاثين وسبع مئة. انتهى.
1608 - (ت 736 هـ): أبو بكر بن محمد بن جبارة الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
: سمع من ابن عبد الدائم، وذكره أبو جعفر في "معجم العز ابن جماعة"، ومات في العشرين من صَفَر سنة ست وثلاثين وسبع مئة. انتهى.
1609 - (ت 737 هـ): عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور، السَّعْدي الصَّالحي المَقْدِسيُّ الأصل، المحدِّث الصَّالح، القدوة الزاهد، محب الدين أبو محمد بن أبي العباس ابن المحب الحنبلي
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد يوم الأحد، ثاني عشر المحرم، سنة اثنتين وثمانين وست مئة بقاسِيُون، وأسمعه والده من الفخر بن البُخاري، وابن الكمال، وزينب بنت
(1)
الدُّرر الكامنة: 1/ 128.
(2)
الدُّرر الكامنة: 1/ 547.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 114.
مكي وجماعة، ثم طلب بنفسه، وسمع من عمر بن القواس، وأبي الفضل بن عساكر، ويوسف الغسولي، وخلق من بعدهم، وذكر أن شيوخه الذين أخذ عنهم نحوٌ من ألف شيخ. قال الذَّهبي: كان فصيح القراءة، جهوري الصوت، منطلق اللِّسان بالآثار، سريعَ القراءة، طيِّب الصَّوت بالقرآن، صالحًا خائفًا من الله تعالى، صادقًا انتفع الناس بتذكيره ومواعيده، وذكره أيضًا في "معجم شيوخه". وقال: كان شابًا فاضلًا صالحًا، في سمعه ثقل ما، وقد حدَّث كثيرًا سمع منه جماعةٌ، وتوفي يوم الإِثنين، سابع ربيع الأول سنة سبعٍ وثلاثين وسبع مئة، ودفن بالقرب من الشيخ الموفق. انتهى.
وذكره الحسيني في "ذيل طبقات الحفاظ"
(1)
بترجمة حسنةٍ، وابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
، وابن رجب
(3)
وغيرهم، وتقدمت ترجمة والده سنة ثلاثين وسبع مئة، وكذلك تقدّمت ترجمة جَدِّه.
1610 - (ت 737 هـ): عبد الله بن محمد بن يوسف بن عبد المنعم بن نعمة، المقْدِسيُّ النَّابُلُسِيُّ، الفقيه الحنبلي، الزاهدُ القدوةُ، شمس الدين أبو محمد
.
قال ابن العماد
(4)
: ولد سنة تسعٍ وأربعين وست مئة، وحضر على خطيب مَرْدا، وسمع من عم أبيه جمالِ الدِّين عبد الرحمن بن عبد المؤمن، وأجاز له سِبْط السِّلفي، وتفقَّه وأفتى، وأم بمسجد الحنابلة بنَابُلُس نحوًا من سبعين سنةً، وكان كثير العبادة، حسن الشكل والصوت، عليه البهاء والوقار، وحدَّث وسمع منه طائفة، وتوفي يوم الخميس ثاني عشري ربيع الآخر، سنة سبعٍ وثلاثين وسبع مئة بنَابُلُس، ودُفن بها. انتهى.
وذكره ابن رجب
(5)
بنحوه.
(1)
ذيل طبقات الحفاظ: 29.
(2)
الدُّرر الكامنة: 3/ 13.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 426.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 115.
(5)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 428.
وذكره ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
وقال: كان رجلًا خيَّرًا مباركًا، كثير العبادة والتلاوة، حسن السمت، فصيح العبارة، منقطعًا عن الناس، أمَّ بمسجد الحنابلة بنَابُلُس أكثر من سبعين سنةً. انتهى.
1611 - (ت 737 هـ): إبراهيم بن علي بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة المَقْدِسِي النَابُلُسي الحنبلي
.
قال ابن كثير في "تاريخه"
(2)
: هو الشيخ عماد الدين، الإِمام العالم العابد، شيخ الحنابلة بها، وفقيههم من مدةٍ طويلة، توفي في ربيع الأول، سنة سبعٍ وثلاثين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
، وابن العماد
(4)
بنحوه.
1612 - (ت 737 هـ): محمد بن الحافظ أبي الحسين علي بن الفقيه أبي عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن أحمد، اليُونِيني ثم البَعْلَبَكِّي، الحنبلي تقي الدِّين أبو عبد الله
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(5)
: ولد في رمضان، سنة سبعٍ وستين وست مئة، وأجاز له أحمد بن عبد الدائم وغيره، وأُسمع من المسلم بن علان "مسند أحمد"، ومن الفخر "مشيخته"، ومن ابن أبي عمر، ويحيى بن أبي منصور، وغير واحد، وكان كثير المحفوظ، حسن العبارة، مليح الهيئة. مات بدمشق، ثامن شهر ربيع الأول، سنة سبع وثلاثين وسبع مئة، ودفن بالسَّفح، ذكره ابن رافع. انتهى.
1613 - (ت 737 هـ): عمر بن محمد بن شيخ السَّلَّاميَّة، زين الدين الحنبلي
.
(1)
الدُّرر الكامنة: 3/ 88.
(2)
البداية والنهاية: 14/ 179.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 428.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 115.
(5)
الدُّرر الكامنة: 5/ 336.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: ولد سنة ثمانين وست مئة، وسمع من أحمد بن عساكر وغيره. ومات في ثالث ربيع الأول، سنة سبعٍ وثلاثين وسبع مئة، ذكره ابن رافع. انتهى.
1614 - (ت 737 هـ): علي بن عبد الرحمن بن محمد بن علي البَالِسيُّ، أبو الحسن الحنبلي، ابنُ أمين الدين بن ضياء الدين الدَّمَشْقي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
: سمع من جَدِّه لأمه عبد الواسع الأبْهري، وحدَّث. ومات في ثامن عشر المحرم، سنة سبعٍ وثلاثين وسبع مئة، ذكره ابن رافع. انتهى.
1615 - (ت 738 هـ): أحمد بن عمر بن عبد الله بن عمر بن عوض، المَقْدِسِيُّ الحنبلي، تقي الدين القاضي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
: ولي قضاء الحنابلة بالديار المصرية بعد مسعود الحارثي سنة اثنتي عشرة وسبع مئة، فصرف عن القضاء، ومات بعد ذلك بيسير، أثنى عليه ابن حبيب فقال: تقيٌّ وافَقَ لقبُه فعلَه، ووافق عِلْمُه فضلَه، نصر الحقَّ، وسهَّل الأمر المشقَّ، وباشر القضاء ستًّا وعشرين سنةً، وكان يدرِّس في الفقه الحنبلي، إلى أن مات في ذي القعدة سنة سبع وثلاثين وسبع مئة، وله ست وسبعون سنةً. انتهى.
1616 - (ت 738 هـ): محمد بن عبد الله بن عمر بن عوض، شرف الدين المَقْدِسي الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(4)
: أسمع على التقي البَلَداني، وحدَّث. ومات سنة ثمانٍ وثلاثين وسبع مئة. انتهى.
(1)
الدُّرر الكامنة: 4/ 224.
(2)
الدُّرر الكامنة: 4/ 70.
(3)
الدُّرر الكامنة: 1/ 266.
(4)
الدُّرر الكامنة: 5/ 225.
1617 - (ت 738 هـ): أحمد بن عبد الله بن محمد بن يوسف النَّابُلُسي الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: هو أخو الجمال يوسف، مات سنة ثمان وثلاثين وسبع مئة. انتهى.
1618 - (ت 738 هـ): محمد بن محمد بن نعمة المؤذَّن، المَقْدِسِي الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
: سمع "مشيخة أحمد بن عبد الدائم" تخريج ابن الظاهري منه، وحدث. قال الذَّهَبي في "معجمه": الشيخ بدر الدين المَقْدِسِي، ثم الدِّمَشْقي المؤذِّن بجامعها، ولد سنة خمسٍ وخمسين وست مئة، روى عن ابن عبد الدائم، وعمر الكَرْمَاني. مات في صفر سنة ثمان وثلاثين وسبع مئة، ثم روى عنه حديثًا. انتهى.
1619 - (ت 738 هـ): أبو بكر بن محمد بن الرضي عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار، المَقْدِسيُّ ثم الصالحي، القَطَّان الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
: ولد سنة تسع وأربعين وست مئة، وأجاز له عيسى الخياط، وسِبْط السِّلفي، ويوسف ابن الجوزي، ومجد الدين ابن تَيْمِيَّة وجماعة، وحضر خطيب مَرْدا، والعماد بن عبد الهادي، ثم سمع منه ومن إبراهيم بن خليل، وعبد الله ابن الخُشُوعي، سمع منه الأولى من حديث الشَّعْراني، ومن الرضي ابن البرهان، وابن عبد الدائم، وتفرد بأجزاء وعوالي، وروى الكثير وتزاحموا عليه، وكان شيخًا مباركًا خيِّرًا، كثير التلاوة، حسن الصُّحبة، حميد الطريقة، وكان يرتزق من صناعته، وفيه مروءة وفتوَّة. مات في عاشر جمادى الآخرة، سنة ثمان وثلاثين وسبع مئة. انتهى.
(1)
الدُّرر الكامنة: 1/ 216.
(2)
الدُّرر الكامنة: 5/ 513.
(3)
الدُّرر الكامنة: 1/ 548.
وذكره ابن العماد
(1)
وغيره.
- (ت 738 هـ): عبادة بن عبد الغني، يأتي سنة تسع وثلاثين وسبع مئة. [انظر: 1624].
1620 - (ت 739 هـ): محمد بن عبد العزيز بن الشيخ عبد القادر، الجِيْلاني الحنبلي، شمس الدين
.
قال ابن العماد
(2)
: قال الذهبي: هو شيخ بلاد الجزيرة، الإِمام القدوة، كان عالمًا صالحًا وقورًا، وافر الحرمة والجلالة، حَجَّ مرتين، وروى عن الفخر علي بدمشق وبغداد، وخلَّف أولادًا كبارًا، لهم كفايةٌ وحرمةٌ. وتوفي في أول ذي الحجة، سنة تسعٍ وثلاثين وسبع مئة بقرية الحيال من عمل سنجار، عن سبعٍ وثمانين سنةً. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدُّرَر"
(3)
، والحسيني في "ذيل طبقات الحفاظ"
(4)
وغير واحد.
وقال الحسيني: إنه محمد بن محمد بن عبد العزيز.
1621 - (ت 739 هـ): زينب بنت عبد الرحمن بن أبي عمر محمد بن قدامة المَقْدِسِيِّ، الحنبليةُ
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(5)
: سمعت من أحمد بن عبد الدائم وأبيهما وغيرهما، وأخذ عنها جماعةٌ، وماتت سنة تسعٍ وثلاثين وسبع مئة. انتهى.
1622 - (ت 739 هـ): عبد الملك بن مكنون بن نجم، العَجْلُوني الحنبلي
.
(1)
شذرات الذهب: 6/ 116.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 124 لكن ذكر الطهطاوي في "التنبيه" ص 8: أنه محمد المعروف بالأكحل ابن محمد الملقب بشرشيق ابن محمد بن عبد العزيز.
(3)
الدُّرر الكامنة: 5/ 194.
(4)
ذيل طبقات الحفاظ: 22.
(5)
الدُّرر الكامنة: 2/ 251.
قال ابن العماد
(1)
: سمع من العز الفاروثي، وأبي العلاء الفرضي وحدَّث. قال ابن رافع: كان رجلًا جيدًا منقطعًا عن الناس، مات في جمادى الأولى، سنة تسعٍ وثلاثين وسبع مئة. انتهى.
وذكره أيضًا في عبد الله بن مالك بن مكنون بمثل ذلك فلينظر في ذلك.
1623 - (ت 739 هـ): يحيى بن عبد الولي بن أبي المجد ابن خَوْلان، البَعْلي الحنبلي، حسام الدين أبو زكريا
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
: ولد سنة خمسٍ وخمسين وست مئة تقريبًا، وسمع من ابن هَامِل، وأجاز له أحمد بن عبد الدائم، وحدَّث. مات سلخَ المحرَّم سنة تسعٍ وثلاثين وسبع مئة.
1624 - (ت 739 هـ): عبادة بن عبد الغني بن عبادة بن منصور بن منصور بن عبادة الحَرَّاني، ثم الدَّمشقي الفقيه، المفتي الحنبلي، الشروطي المؤذِّن، زَيْن الدين أبو محمد وأبو سعد
.
قال ابن رجب
(3)
: ولد في رجب سنة إحدى وسبعين وست مئة، وسمع من القاسم الإِرْبِلي، وأبي الفضل بن عساكر وجماعة، وطلب الحديث، وكتب الأجزاء، وتفقَّه على الشيخ زَيْن الدين ابن المُنَجَّا، ثم على الشيخ تقي الدِّين ابن تَيْمِيَّة. قال الذهبي: تقدَّم في الفقه، وناظر وتميَّز، عنده "صحيح مسلم" عن القاسم الإِرْبِلي، وذكره في "معجم شيوخه" فقال: كان فقيهًا عالمًا، جيد الفهم، يفهم شيئًا من العربية والأصول، وكان صالحًا ديِّنًا، ذا حظٍّ من تهجدٍ وإيثار وتواضع، اصطحبنا مدةً، ونِعْمَ - والله - الصاحب هو، كان يسع الجماعة بالخدمة والإِفضال والحلم، خرجت له أجزاء، وحدث "بصحيح مسلم". انتهى.
(1)
لم نجده في مطبوع شذرات الذهب. وهو في الدرر الكامنة: 3/ 62.
(2)
الدُّرر الكامنة: 6/ 190.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 432.
قال ابن رجب
(1)
: وكان يلي العقود والفسوخ، ويكثر الكتابة في الفتاوى، ثم مُنع من الفسوخ في آخر عمره، سمع منه جماعةٌ، وتوفي في شوال سنة تسعٍ وثلاثين وسبع مئة، ودفن بمقبرة الباب الصغير، وشيعه خلق من القضاة والعلماء وغيرهم، وحسن الثناء عليه. انتهى.
وذكره ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
وقال: أُسمع من القاسم الإِرْبِلي، والرَّشيد العامِري ثم طلب بنفسه بعد التسعين، وسمع جماعة كالغسولي، وابن القواس، وابن عساكر وغيرهم، وتفقّه فمهر، وذاكر وتميز، وولي العقود والفسوخ، وأفتى فأجاد، ولازم ابن تيميَّة وغيره. وقال البرزالي: فقيهٌ فاضلٌ يعقد الأنكحة، ويلازم الشهود، وفيه تواضعٌ ومروءةٌ، وكان يفتي في مذهبه، ويناظر، إلى أن قال: توفي في ثالث عشر شوال سنة تسعٍ وثلاثين وسبع مئة.
وذكره الحسيني
(3)
وأرخ وفاته سنة تسعٍ، لكن ذكره ابن العماد
(4)
في "الشَّذرات"، وأرخ وفاته سنة ثمان وثلاثين، ولعل الأول أصحُّ.
1625 - (ت 739 هـ): عبد المؤمن بن عبد الحق بن عبد الله بن علي بن مسعود، القطيعي الأصل البغدادي، الفقيه الحنبلي الإمام، الفرضي المتقن، صفي الدين أبو الفضائل بن الخطيب كمال الدين أبي محمد
.
قال ابن العماد
(5)
: ولد في سابع عشري جمادى الآخرة، سنة ثمانٍ وخمسين وست مئة ببغداد، وسمع بها الحديث من عبد الصمد بن أبي الجيش، وابن الكَسَّار وخلق، وسمع بدمشق من الشرف ابن عساكر وجماعة، وبمكة من الفخر التوزري، وأجاز له ابن البخاري، وأحمد بن شيبان، وبنت مكي، وغيرهم من أهل الشام ومصر
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 432.
(2)
الدُّرَر الكامنة: 3/ 5.
(3)
ذيل تذكرة الحفاظ: 22.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 117.
(5)
شذرات الذهب: 6/ 121.
والعراق، وتفقَّه على أبي طالب، عبد الرحمن بن عمر البصري، ولازمه حتى برع، وأفتى ومهر في علم الفرائض، والحساب، والجبر، والمقابلة، والهندسة، والمساحة ونحو ذلك، واشتغل في أول عمره بالكتابة بعد التفقه، وبالأعمال الدنيوية مدةً، ثم ترك ذلك وأقبل على العلم، فلازمه مطالعةً وكتابةً وتدريسًا، وتصنيفًا وإشغالًا وإفتاءً إلى حين موته، وخرَّج لنفسه معجمًا لشيوخه بالسماع والإِجازة نحوًا من ثلاث مئة شيخٍ، وسمع منه خلقٌ كثيرون، وله شعر، وتوفي ليلة الجمعة، عاشر صفر، سنة تسعٍ وثلاثين وسبع مئة ببغداد، ودفن بمقبرة الإِمام أحمد. انتهى.
وذكره ابن رجب
(1)
بترجمةٍ طويلةٍ جدًا. وذكره الشوكاني في "البدر الطالع"
(2)
، وابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
، والحسيني في "ذيل طبقات الحفاظ"
(4)
وغير واحد.
وقال ابن رجب: إن له أوهامًا في تصانيفه، حتى في الفرائض من حيث توجيهه المسائل وتعليلها، سامحه الله. وله تصانيف كثيرةٌ ذكر منها من تقدمت أسماؤهم "شرح المحرر" في الفقه ست مجلدات "شرح العمدة" مجلدان في الفقه، "إدراك الغاية في اختصار الهداية" مجلد لطيف، "شرح إدراك الغاية" المذكور أربع مجلدات، "تلخيص المُنقح" في الجدل، "تحقيق الأمل في علمي الأصول والجدل"، كتاب "اللامع المغيث في علم المواريث"، "مختصر تاريخ ابن جرير الطبري" أربع مجلدات، "مختصر منهاج السنّة" لابن تيمية في الرد على الرافضي، في مجلدين لطيفين "مختصر معجم البلدان" سماه "مراصد الاطَّلاع في أسماء الأمكنة والبقاع"، "معجم شيوخه"، "شرح المسائل الحسابية" من الرعاية الكبرى لابن حمدان مجلد لطيف، "تسهيل الوصول إلى علم الأصول"، "قواعد الأصول ومعاقد الفصول"، "أسرار المواريث" تكلَّم فيه على حكم الإِرث ومصالحه جزء، "تحرير المقرر في
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 428.
(2)
البدر الطالع: 1/ 404.
(3)
الدُّرَر الكامنة: 3/ 223.
(4)
ذيل تذكرة الحفاظ: 21.
تقرير المحرر" وهو غير "شرح المحرر" المتقدم، وكتابه "مختصر الردِّ على الرافضي" قد سماه "المطالب العَوَال لتقرير منهاج الاستقامة والاعتدال"، و"شرح العمدة" سماه "العُدَّة في شرح العُمْدة".
1626 - (ت 740 هـ): إبراهيم بن أبي البركات بن أبي الفضل، البَعْلي الحنبلي الصُّوفي، ابن القرشية، شيخ الخانقاة الأسدية
.
قال ابن حجر في "الدُّرَر"
(1)
: ولد سنة ثمانٍ وأربعين وست مئة، وقال مرة سنة خمسين، وسمع من الفقيه اليُونيني، وكان خاتمة أصحابه، سمع منه "فتح المُقْفَل" لابن أبي موسى المديني بإجازته منه، و"جزء القاسم بن علي الحريري"، وسمع من أحمد بن عبد الدائم "فضائل معاوية"، و"جزء أبي بكرٍ"، ومن علي بن الأوحد، وابن أبي اليسر، وابن الصَّيْرفي. قال الذهبي: كان ذا حرمةٍ وجلالةٍ بين القادرية والسلاوية وكان صديقًا لأبي، وترافقنا إلى طرابُلُس، وفيه كَيَسٌ وأخلاقٌ، وله "مشيخة" خرجها له البِرْزالي، ومات في شهر رجب سنة أربعين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
فقال: إبراهيم بن بركات بن أبي الفضل ابن القرشية، البَعْلَبَكِّي الصوفي، نجم الدين، أحد الأعيان الصوفي، وأكابر الفقهاء القادرية، وَلِيَ مشيخة الشبلية والأَسَدِيَّة، وتوفي بدمشق في رجب، عن تسعين سنةً أو أكثر. انتهى.
1627 - (ت 740 هـ): محمد بن إبراهيم بن عمر بن أبي البدر بن شُجاع، الخالِدِيُّ البغدادي الحَمَّامي الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
: ولد سنة ثمانٍ وخمسين وست مئة، وتفقه للحنابلة، وسمع من التقي علي بن عبد العزيز الإِرْبِلي وجماعة، وأجاز له ابن أبي الدنية، وابن أبي الجيش وغيرهما، ومات سنة، أربعين وسبع مئة. انتهى.
(1)
الدُّرر الكامنة: 1/ 20.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 124.
(3)
الدُّرر الكامنة: 5/ 16.
1628 - (ت 740 هـ): كسان بن محمد بن عبد الغني، المشهدي الحنبلي، كمال الدين
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: سمع من علي بن الصَوَّاف مسموعه من النسائي، وسمع على الحسن بن الحسين بن أبي علي بن جبريل بن عزاز الأنصاري الأربعين المخرجة من حديث أبي الحسن ابن المقيِّر، وكان نقيب الحنابلة بالأشرفية، وكان أحد العدول. مات سنة أربعين وسبع مئة تقريبًا. انتهى.
1629 - (ت 740 هـ): زينب بنت أحمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد بن أحمد، المقدسية الحنبلية، المعروفة ببنت الكمال
.
قال ابن حجر في "الدُّرَر"
(2)
: ولدت سنة ست وأربعين وست مئة، وسمعت من محمد بن عبد الهادي، وإبراهيم بن خليل، وخطيب مَرْدا، وأبي الفهم البَلداني، وأحمد بن عبد الدائم في أخرى. قال الذهبي: تفرَّدت بوقر بعير من الأجزاء بالإِجازة، وكانت ديِّنةً خيِّرةً، روت الكثير، وتزاحم عليها الطلبة، وقرؤوا عليها الكتب الكبار، وكانت لطيفة الأخلاق، لطيفة الروح، ربَّما سمعوا عليها أكثر النهار، وكانت قانعة متعففةً، كريمة النفس، طيِّبة الخلق، أصيبت عينها برمدٍ في صغرها، ولم تتزوج قطُّ. ماتت في تاسع عشر جمادى الأولى سنة أربعين وسبع مئة وقد جاوزت التسعين. انتهى.
وذكرها ابن العماد
(3)
وقال: هي مسندة الشام، أم عبد الله العَذْراء الصَّالحة، روت عن محمد بن عبد الهادي، وخطيب مَرْدا، والبَلداني، وسِبْط ابن الجوزي وجماعة، وبالإِجازة عن عجيبة الباقدارية، وابن الخير، وابن العليق وعددٍ كثيرٍ، وتكاثروا عليها، وتفردت وروت كتبًا كبارًا. انتهى.
(1)
الدُّرر الكامنة: 4/ 312.
(2)
الدُّرر الكامنة: 2/ 248.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 126.
1630 - (ت 740 هـ): آمنة ابنة إبراهيم بن علي بن أحمد بن فضل، الواسِطيَّةُ ثم الدمشقية الحنبلية
.
قال ابن حجر في "الدُّرَر"
(1)
: ولدت سنة أربعٍ وستين وست مئة تقريبًا، وسمعت "أربعين الآجري" على أحمد بن عبد الدائم، وحضرت على الكرماني الأربعين لعبد الخالق، وسمعت أيضًا من والدها، وأبي بكر الهروي، وإسماعيل الطبال، وإبراهيم بن أحمد بن كامل وغيرهم، وماتت في سادس ذي الحجة سنة أربعين وسبع مئة. انتهى.
1631 - (ت 741 هـ): إبراهيم بن يونس بن موسى بن يونس بن علي البَعْلي الحنبلي، أبو إسحاق جمال الدين
.
قال في مجموعة "الرد الوافر"
(2)
: هو العالم الفقيه المحدِّث، إمام الصَّالحية بدمشق، ولد سنة تسع وتسعين وست مئة، وتوفي في ذي الحجة، سنة إحدى وأربعين وسبع مئة. ذكره الذهبي في "المعجم المختص"، وأثنى عليه في دينه وفضله. انتهى.
وذكره ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
وقال: كان أحد طلبة الحديث، قرأ كثيرًا، وسمع بمصر والشام والحجاز على كبر سنه، فأخذ عن ابن الشحنة والبَنْدنيجي ونحوهما، وعن أحمد بن إدريس بحماة، والمصفى والدمراوي بالإِسكندرية، والصنهاجي، وابن الرفعة بالقاهرة، وكتب الأجزاء والطباق، وحجَّ وجاور، وكتب عنه بعض الطلبة، وكان خيَّرًا متودِّدًا بشوشًا، أمَّ بتربة أم الصالح بدمشق. ذكره الذَّهبي في "المعجم المختص" فقال: الفقيه المحدِّث، ديِّنٌ فاضلٌ، جيد الفهم، سمع ورحل وعلق، ومات في سابع عشر ذي الحجة، سنة إحدى وأربعين وسبع مئة. انتهى.
(1)
الدُّرر الكامنة: 1/ 492.
(2)
الردُّ الوافر: 89.
(3)
الدُّرر الكامنة: 1/ 89.
1632 - (ت 741 هـ): محمد بن علي بن محمود بن مقبل بن سليمان بن داود بن الدَّقُوقي البغدادي الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: ولد سنة سبعٍ وثمانين وست مئة، وسمع من ابن أبي الدنية "مسند أحمد"، ومن أبي محمد بن وَرْخز، وابن أبي الجيش، والمجد بن بلدجي وغيرهم، وأجاز له محمد بن المُخَرِّمي، وأحمد بن أبي الحديد، ونصر النعماني وغيرهم، ومات ببغداد سنة إحدى وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1633 - (ت 741 هـ): إبراهيم بن أحمد بن هلال، الزَّرْعي ثم الدمشقي، الفقيه، الحنبلي، الأصولي المناظر الفرضي، برهان الدين أبو إسحاق
.
قال ابن العماد
(2)
: سمع بدمشق من عمر بن القواس، وأبي الفضل بن المُنَجَّا وغيره، ودرَّس بالحنبلية من حين سجن الشيخ تقي الدين ابن تيميَّة بالقلعة في المرة التي توفي فيها، فساء ذلك أصحاب الشيخ ومحبيه، واستمر بها إلى حين وفاته، وكان بارعًا في أصول الفقه، والفرائض والحساب، وإليه المنتهى في التحري، وجودة الخط، وسرعة الإِدراك، وصحة الذهن، وقوة المناظرة، وحسن الخلق، لكنه قليل الاستحضار لنقل المذهب. وكان قاضي القضاة أبو الحسن السبكي يسميه فقيه الشام، وكان فيه لعب، وعليه في دينه مآخذ، سامحه الله، وتفقه وتخرج به جماعةٌ، ولم يصنف كتابًا معروفًا. وتوفي في وقت صلاة الجمعة، سادس عشر رجب، سنة إحدى وأربعين وسبع مئة، ودفن بمقبرة باب الصغير. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
بنحوه.
وذكره ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(4)
وقال: اشتغل على ابن تيميَّة، وابن الزَّمَلْكاني، والقَزْويني، وتقدم في الفتيا، ودرَّس بأماكن. قال ابن رافع: كان من أذكياء الناس، ذا
(1)
الدُّرر الكامنة: 5/ 345.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 129.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 434.
(4)
الدُّرر الكامنة: 1/ 15.
إنصافٍ في البحث، وكان أشعري المعتقد في الغالب من أحواله. انتهى المراد منه. سامحه الله.
1634 - (ت 741 هـ): شافع بن عمر بن إسماعيل، الجِيْلي الحنبلي، الفقيه الأصولي، ركن الدين، نزيل بغداد
.
قال ابن العماد
(1)
: سمع الحديث ببغداد على إسماعيل بن الطبال، وابن الدَّواليبي وغيرهما، وتفقه على الشيخ تقي الدين الزَّرِيْراتي، وصاهره على ابنته، وأعاد عنده بالمستنصريَّة، وكان رئيسًا نبيلًا فاضلًا، عارفًا بالفقه والأصول والطب، مراعيًا لقوانينه في مأكله ومشربه. ودَرَّس بالمجاهدية بدمشق، وأقرأ جماعةً من الأئمة الأربعة وغيرهم، قال ابن رجب: منهم والدي، وكان قاصر العبارة لأن في لسانه عُجمة. ومدرسة المُجَاهِدِيَّة تُعرف الآن بالحجازية، ثم صارت اصطبلًا لخيل الطاشمندي، فلا حول ولا قوة إلَّا بالله. توفي ببغداد، يوم الجمعة، ثاني عشر شوال، سنة إحدى وأربعين وسبع مئة، ودفن بدِهْليز تربة الإِمام أحمد. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بنحوه. وكذا ابنُ حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
وقال: كان ماهرًا في الطِّبِّ، والفقه والأصول، وله مصنفاتٌ منها:"مناقب الأئمة الأربعة" سماه "زبدة الأخبار في مناقب الأئمة الأربعة الأبرار".
1635 - (ت 741 هـ): عبد الرحيم بن محمد بن سعيد بن محمد بن أبي النَّجم، الحَدَّادي، والحَدَّادية قرية بقرب بغداد، الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(4)
: ولد في ربيع الأول، سنة إحدى وسبعين وست مئة، وسمع من الرَّشيد بن أبي القاسم، وعبد الوهاب بن إلياس وغيرهما، وأجاز له ابن الدَّبَّاب، وابن الزَّجَّاج، والفخر، وابن أبي عمر، وابن شيبان وغيرهم، وسمع
(1)
شذرات الذهب: 6/ 130.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 435.
(3)
الدُّرر الكامنة: 2/ 337.
(4)
الدُّرر الكامنة: 3/ 155.
"مقامات الحريري" عليه، وكان مناولًا بخزانة الكتب المستنصرية كأبيه، ولهما بها معرفةٌ تامَّةٌ، وكان أبوه صاحب ابن السَّاعي ووصيه. مات ببغداد، في أواخر سنة إحدى وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1636 - (ت 741 هـ): عبد الله بن علي بن الحسن بن أبي نصر، الحلبي الأصل، البعلي الكاتب، سِبْط الفقيه أبي عبد الله اليُونيني
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: سمع من ابن القَوَّاس "معجم ابن جميع"، وكان من الكُتَّاب المصريين، وباشر نيابة الاستيفاء بدمشق مدةً، وهو من ذوي البيوت، وحدَّث. ومات في ثامن عشر ربيع الآخر، سنة إحدى وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1637 - (ت 741 هـ): عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الإِرْبلي، جمال الدين أبو محمد، ابن السديد الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
: ولد سنة ثمانٍ وستين وست مئة تقريبًا، وسمع من الفخر بن البخاري وابن أبي عمر وغيرهما، وحدَّث. ذكره ابن رافع في "معجمه" وقال: مات في سادس عشري رمضان سنة إحدى وأربعين وسبع مئة بالقاهرة، وهو أخو البدر حسن بن محمد. انتهى.
وسيأتي ذكر أخيه حسن بن محمد إن شاء الله.
1638 - (ت 741 هـ): صفية بنت أحمد بن أحمد بن عبيد الله بن محمد بن أحمد بن قُدامة، المقدسية الصالحية الحنبلية، أم محمد زوج البهاء بن العز عمر
.
قال ابن حجر في "الدُّرَر"
(3)
: ولدتْ سنة ستين وست مئة. وسمعتْ من الكرماني "منتقى من الأربعين الشَّحَّامية"، ومن ابن عبد الدائم "صحيح مسلم"
(1)
الدُّرر الكامنة: 3/ 51.
(2)
الدُّرَر الكامنة: 3/ 75.
(3)
الدُّرر الكامنة: 2/ 365.
وغيرهما، وحدثت "بصحيح مسلم" وغيره. وماتت في ثامن عشر ذي الحجة، سنة إحدى وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1639 - (ت 741 هـ): عبد الرحيم بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن إسماعيل، الزَّرِيْراتي البغدادي الحنبلي، شرف الدين أبو محمد بن شيخ العراق تقي الدين أبي بكر المتقدم
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد ببغداد ونشأ بها، وحفظ "المحرر"، وسمع الحديث واشتغل، ثم رحل إلى دمشق، فسمع من زينب بنت الكمال، وجماعة من أصحاب ابن عبد الدائم وخطيب مَرْدا وطبقتهما، وارتحل إلى مصر، وسمع من مسندها يحيى ابن المصري وغيره، ثم رجع إلى بغداد بفضائل جمةٍ، ودرَّس للحنابلة بالبشيرية بعد وفاة صفي الدين عبد الحق، ثم دَرَّس بالمجاهديَّة بعد وفاة صهره المترجم قبله شافع، ولم تطل بها مدته. قال ابن رجب حضرت دَرْسه وأنا إذ ذاك صغير لا أُحَقِّقُه جيِّدًا، وناب في القضاء ببغداد واشتهرت فضائله، وخطه في غاية الحسن، وألف مختصراتٍ في فنونٍ عديدةٍ. وتوفي ببغداد يوم الثلاثاء، عشر ذي الحجة، سنة إحدى وأربعين وسبع مئة، ودفن عند والده بمقبرة الإِمام أحمد، وله من العمر نحو الثلاثين سنةً. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
، وابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
ونسباه كما تقدم: عبد الرحيم بن عبد الله بن محمد، وهو الصحيح كما تقدم في نسب أبيه، وقد ذكره في "الشذرات": عبد الرحيم بن عبد الملك، والصحيح ما قدمناه. وقد توفي والده سنة تسعٍ وعشرين وسبع مئة.
قال ابن حَجَر
(4)
: قال الذهبي: شاب كتبت عنه حكاية.
(1)
شذرات الذهب: 6/ 130.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 435.
(3)
الدُّرر الكامنة: 3/ 151.
(4)
الدرر الكامنة: 3/ 151.
وقال ابن رجب
(1)
: له مصنفاتٌ مِنها: "مختصر المطلع" لابن أبي الفتح، واختصر "الفروق" للسَّامَرِّي، وزاد عليها فوائد واستدراكاتٍ من كلام أبيه وغيره، واختصر "طبقات الأصحاب" للقاضي أبي الحسين، وذيَّل عليها، وقد تطلَّبْتُها فلم أجدها.
1640 - (ت 741 هـ): محمد بن محمود بن محمد بن عبيدان بن عبد الباقي، البَعْلي الحنبلي، شمس الدين
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
: سمع من أحمد بن أبي الخير، وحدَّث، وكان يُلَقِّن القرآن بمسجد الحنابلة. مات في ثاني عشر المحرم، سنة إحدى وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1641 - (ت 741 هـ): محمد بن جَنْكلي بن محمد بن البابا بن خليل بن جَنْكلي الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
: ولد سنة سبع وتسعين وست مئة بديار بكر، وقدم مع والده القاهرة سنة ثلاثٍ وسبع مئة، وتفقَّه للحنفية، ثم تحول حنبليًّا، وسمع من الحَجَّار، والواني وآخرين، وحدَّث واشتغل في عدة فنون، وتخرج بابن سيِّد النَّاس، وصار علامةً في معرفة فقه السَّلف، ونقل مذاهبهم مع مشاركة في العربية والطب والموسيقى، ونظم نظمًا متوسطًا، وكان له ذوقٌ وفهمٌ جَيِّدٌ في الأدب، ويهتز للَّفظ السَّهل ويطرب للنُّكت التي للمتأخرين، وكان عارفًا بالشطرنج والنَّرد، وكان كثير البِرِّ والإِيثار لأهل العلم والفقراء، حسن الخَلْق والخُلُق والمحاضرة، كثير التواضع، رقيق القلب، وتخرج في معرفة أسماء الرجال، ذو عفةٍ وصيانةٍ. توفي في رجب سنة إحدى وأربعين وسبع مئة. انتهى.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 436.
(2)
الدُّرر الكامنة: 6/ 3.
(3)
الدُّرر الكامنة: 5/ 155.
1642 - (ت 741 هـ): محمد بن أحمد بن تمام بن حسان التلِّي ثم الصالحي، القدوة الزاهد، الفقيه الحنبلي، أبو عبد الله
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة إحدى وخمسين وست مئة، وسمع من ابن عبد الدائم وغيره، وصحب الشيخ شمس الدين بن الكمال، وغيره من العلماء والصلحاء، وكان صالحًا تقيًا، من خيار عباد الله، يتقوَّت من عمل يده، وكان عظيم الحُرْمة، مقبول الكلمة عند الملوك، وولاة الأمور ترجع إلى رأيه وقوله، أمارًا بالمعروف نهَّاءً عن المنكر. ذكره الذهبي في "معجم شيوخه" فقال: كان مشارًا إليه في الوقت بالإِخلاص وسلامة الصَّدْر، والتقوى والزهد، والتواضع التامِّ والبشاشة، ما أعلم فيه شيئًا يشينه في دينه أصلًا. وقال ابن رجب: حدَّث بالكثير، وسمع منه خلق، وأجاز لي ما تجوز له روايته بخطه بيده، وتوفي ثالث عشر ربيع الأول، سنة إحدى وأربعين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(2)
بنحوه، وذكره ابن فهد في "ذيل طبقات الحفاظ"
(3)
.
وابن حَجَر في "الدُّرَر"
(4)
وقال: سمع من عمر بن عوة "جزء ابن فيل"، ومن ابن عبد الدائم "جزء ابن الفرات" و"الأربعين" للآجري، و"جزء أيوب"، و"جزء أبي الشيخ"، و"جزء بكر بن بكار"، و"المبعث" لهشام، وعوالي قاضي المارستان وجزءًا فيه مواعظ وآثار للشيخ نصر المقدسي، والأول من حديث علي بن حَجَر، والثالث من حديث عمر بن شبة، وسمع من ابن الشيرازي جزء ابن الفرات، وسمع أيضًا من الكرماني، وابن أبي عمر، وإسماعيل بن العسقلاني، وعبد الولي بن جبارة، وأبي بكر الهروي، وعبد الوهاب بن محمد وغيرهم، وتفقه قليلًا، وصحب شمس الدين بن الكمال، وتأدَّب بآداب الصَّالحين من التقوى والإِخلاص، والتواضع
(1)
شذرات الذهب: 6/ 131.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 433.
(3)
ذيل تذكرة الحفاظ لابن فهد: 111.
(4)
الدُّرر الكامنة: 5/ 38.
والبشاشة، والأوراد والقناعة، وكان صالحًا منجمعًا، مقتصرًا على الاكتساب من الخياطة، وكان معتقدًا، يتردَّد إليه الأكابر إلى رباطه، وكان تنكز يركب إليه ويزوره، وكان هو يشفع عنده. قرأت بخط البدر النابلسي في حقه: العالم الزاهد، له المراقبة التامة على ملوك الدنيا، كان تنكز ملك الأمراء يدخل عليه وهو يخيط الثياب، وإحدى رجليه منصوبةٌ والأخرى ممدودةٌ، فلا يتغيَّر عن هيئته، وكان يفرق كل شيءٍ يهدى إليه على الحاضرين، ولا يقتات إلَّا من الخياطة، ومُتع بحواسه، وخرَّج له الذهبي جزءًا كبيرًا وقال: كان مليح الوجه بسامًا، لين الكلام، أمَّارًا بالمعروف، له وقعٌ في القلوب، ومحبةٌ في الصدور، نشأ في تصون وعفاف، روى عنه العلائي، وابن سعد، والعز بن جماعة وآخرون، من أواخرهم بالسَّماع شيخنا أبو إسحاق التنوخي. انتهى.
وهو أخو عبد الله تقي الدين المتقدم سنة ثمان عشرة وسبع مئة.
1643 - (ت 741 هـ): محمد بن أبي القاسم بن عبد الله بن محمد بن الشيخ عبد الله، اليُونيني البَعْلي الحنبلي، معين الدين، سِبْط أبي الحسن اليُوْنيني
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: ولد في ذي القعدة، سنة ثمانٍ وسبعين وست مئة، وسمع من الفخر وغيره، وكان من بيت المشيخة والصلاح، كريمًا متودِّدًا، من أعيان بلده. مات في جمادى الآخرة، سنة إحدى وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1644 - (ت 741 هـ): عبد القادر بن محمد بن الفخر عبد الرحمن بن يوسف ابن محمد بن نصر بن أبي القاسم، البَعْلي ثم الدمشقي الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
: سمع من ابن الموازيني، والتقي سليمان وغيرهما، وأحضر على ابن القواس، وعلى التقي الواسِطي، وبرع في كتابة الشروط، وكان قارئ الحديث بمدرسة أم الصالح، وكانت ولادته سنة تسعٍ وثمانين وست مئة. وتوفي في شعبان، سنة إحدى وأربعين وسبع مئة. انتهى.
(1)
الدُّرر الكامنة: 5/ 411.
(2)
الدُّرر الكامنة: 3/ 191.
وذكره ابن فهد في "ذيل طبقات الحفاظ"
(1)
، وكناه محيي الدين، وأَرَّخ وفاته في شهر رجب من هذا العام.
1645 - (ت 742 هـ): رجب بن حسن بن محمد بن أبي البركات بن مسعود، البغدادي أبو الثناء، جَدُّ زين الدين ابن رجب الحنبلي
.
قال ابن حجر في "الدُّرَر"
(2)
: ولد سنة سبعٍ وسبعين وست مئة تقريبًا، وسمع "ثلاثيات البخاري" من ابن المالحاني عن القطيعي، وحدَّث بها، وسمع من المفيد بن الملجلج، وابن غزال وغيرهما، وكان يقرئ حسبةً، واسمه عبد الرحمن، وقيل: رجب، لكونه ولد في رجب، ومات في خامس صفر، سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1646 - (ت 742 هـ): أحمد بن علي بن محمود بن عمر، الحراني الدمشقي الحنبلي، تقي الدين
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
: ولد سنة أربعٍ وثمانين وست مئة، وأُحضر في الخامسة على الفاضلي، وسمع من الزين الفارقي، وابن الموازيني، والفخر إسماعيل بن عساكر، والنحاس وغيرهم، وأجازه ابن البخاري، وطلب بنفسه، وأسمع أولاده. قال الذهبي: حرص وأثبت، وحفظ الشاطِبِيَّة، وفيه دينٌ ومروءة وخير. قال ابن رافع: كان ديِّنًا خيِّرًا، ذا مروءة وعقل مات مستهلَّ ذي الحجة، سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1647 - (ت 742 هـ): أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن أبي عمر محمد بن أحمد بن قدامة، المَقْدِسي ثم الصَّالحي الحنبلي، عم التقي سليمان بن حمزة شهاب الدين بن السيف، الشاهد بحانوت العصرونية
.
(1)
ذيل تذكرة الحفاظ لابن فهد: 111.
(2)
الدُّرر الكامنة: 2/ 236.
(3)
الدُّرر الكامنة: 2/ 236.
ولد في رمضان، سنة اثنتين وخمسين وست مئة أو بعدها، وسمع من ابن عبد الدائم "الأربعين الآجرية"، و"جزء ابن الفرات"، و"نسخة تميم ابن الهيصم"، وحديث أيوب والبعث لهشام بن عمار، وجزء بكر بن بكار وغير ذلك، وسمع أيضًا من عبد الوهاب بن الناصح وابن أبي عمر وآخرين، وتفقَّه وحفظ "المقنع"، وكان يكرَّر عليه إلى أن مات في رجب، سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة. قاله ابن حَجَر
(1)
.
1648 - (ت 742 هـ): آمنة بنت الموفَّق عبد الرحمن بن النجم أحمد بن محمد بن خلف بن راجح المَقْدِسِيَّة الحنبلية
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
: ولدت سنة .....
(3)
وأُسمعتْ على النَّجيب عدة أجزاء من "الموافقات"، وكانت صالحةً خيِّرةً. قال البدر النابُلُسي في "مشيخته": كانت صالحةً عابدةً، خاشعةً كثيرة العبادة. وماتت في سادس شوال، سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1649 - (ت 742 هـ): الحسين بن مبارك، المَوْصِلِي الحنبلي، الصوفي بالسُّمَيْسَاطية بدمشق، وخازن الكتب بها
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(4)
: ذكره الذهبي وقال: خيِّرٌ ديِّنٌ، كتب كثيرًا من كتب العلم، وصحب الفقراء، وجمع مجاميع، وله سماع من العماد بن الطبال، والرشيد بن أبي القاسم وغيرهما. مات في جمادى الآخرة، سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة عن نحوٍ من سبعين سنةً. انتهى.
1650 - (ت 742 هـ): علي بن عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر
بن أبي
(1)
الدُّرر الكامنة: 1/ 290.
(2)
الدُّرر الكامنة: 1/ 492.
(3)
بياض في هذا الموضع من كتاب ابن حجر.
(4)
الدُّرر الكامنة: 2/ 181.
الحسن بن عبد الله الحنبلي، أبو الربيع بن أبي أحمد البغدادي، محب الدين، ويقال: إنه يدعى عبد المنعم.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: ولد في ربيع الآخر، سنة ستٍ وخمسين وست مئة بعد كائنة بغداد بنحو شهرين، وسمع من والده، وابن أبي الدنية، وابن بَلَدْجي وجماعة، وأمَّ بمسجد حمويه، وولي قبل موته مشيخة المستنصرية. مات في نصف صفر، سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1651 - (ت 742 هـ): عبد الله بن محمد بن أحمد بن عزاز بن نابل، المَرْدَاوي الحنبلي، تقي الدين، والد القاضي شمس الدين محمد بن التقي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
: سمع من يوسف الغسولي. ومات في حادي عشر ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1652 - (ت 742 هـ): عمر بن أبي بكر بن معالي بن إبراهيم بن زيد، الحِمْصِي الحنبلي المَهِيْني البسطي التاجر
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
: ولد بدمشق سنة أربعٍ وستين وست مئة، وسمع من الفخر بن البخاري "مشيخته"، سمع منه البِرْزالي وغيره. قال ابن كثير: صحب الشيخ تقي الدين ابن تيمية، وانتفع بصحبته، وحدث، وكان كثير التلاوة والبِرِّ والصلاة، وحضور مجالس الذِّكر. مات في أواخر شعبان، سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1653 - (ت 743 هـ): أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمر، المَقْدِسِي الحنبلي، عز الدين
.
(1)
الدُّرر الكامنة: 4/ 72.
(2)
الدُّرر الكامنة: 3/ 67.
(3)
الدُّرر الكامنة: 4/ 185.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: ولد سنة ثلاثٍ وسبعين وست مئة، وسمع من جَدِّه، والفخر وغيرهما، وكان من بيت العلم والدين، وحدَّث. ومات في سابع وعشرين ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1654 - (ت 743 هـ): نصر الله بن محمد بن الإِمام الجمال يحيى بن أبي منصور بن أبي الفتح بن رافع الحَرَّاني الدمشقي الحنبلي، المعروف بابن الصَّيْرفي، وبابن الحبشي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
: ولد سنة أربع وستين وست مئة، وسمع من جده يحيى بن الصَّيْرَفي، والجمال عبد الرحمن بن سليمان الحَرَّاني، وأحمد بن شيبان، والفخر، وأبي حامد بن الصَّابوني، وأجاز له النجيب الحَرَّاني وطائفة. قال البِرْزالي: رجلٌ جيِّدٌ، له مسجدٌ يؤمُّ فيه، وباشر عمارة الجامع، وكان فيه سكون واحتمال. وقال الذهبي: مشهورٌ. بكنيته، وكان مشهورًا معروفًا بالأمانة. مات في صفر، سنة ثلاث وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1655 - (ت 743 هـ): أبو العباس أحمد بن علي بن حسن بن داود الكردي الجزري ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي
.
ذكره الحسيني في "ذيله على ذيل العبر" وقال: توفي سنة ثلاثٍ وأربعين وسبع مئة عن أربع وتسعين سنة. انتهى.
1656 - (ت 743 هـ): محمد بن أبي بكر بن عبد الدائم، المَقْدِسِي الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
: ولد سنة ثمانٍ أو تسعٍ وأربعين وست مئة، وسمع من جَدِّه، ومن خطيب مَرْدا، ومن الرَّضي بن البرهان، وابن أبي عمر، والفَخر وغيرهم، وحدَّث بالكثير. مات في رجب، سنة ثلاثٍ وأربعين وسبع مئة. انتهى.
(1)
الدُّرر الكامنة: 1/ 213.
(2)
الدُّرر الكامنة: 6/ 156.
(3)
الدُّرر الكامنة: 5/ 136.
1657 - (ت 743 هـ): محمد بن عبد الأحد بن يوسف، الآمدي، المعروف بابن الرَّزِيز الحنبلي، شمس الدين، خطيب الجامع الكَرِيْمي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: كان فاضلًا عابدًا. قال الذهبي: كان من عقلاء الرجال، وكان حسن الخطابة والكتابة والقراءة في المحراب. مات في سابع عشر رمضان سنة ثلاثٍ وأربعين وسبع مئة وله ثلاثٌ وثمانون سنةً. انتهى.
وذكره أيضًا في موضع آخر فقال
(2)
: محمد بن عبد الواحد بن يوسف، الحَرَّاني ثم الآمدي، أبو عبد الله بن الرَّزيز. قال ابن كثير: كان من الصَّالحين الكبار، وذوي الزَّهادة والعبادة، والمسكنة والتوجه، وطيب الصوت، وحسن السمت، خطب بجامع كريم الدين بالقُبَيْبَات. انتهى.
وقال ابن كثير في "تاريخه"
(3)
: وفي يوم الأربعاء السابع عشر من شعبان، سنة ثلاث وأربعين وسبع مئة، توفي الشيخ الإِمام العالم، العابد الناسك الصالح، شمس الدين، محمد ابن الرزيز، خطيب الجامع الكَرِيْمي بالقُبَيْبَات، وصلي عليه بعد الظُّهر يومئذٍ بالجامع المذكور، ودفن قبلي الجامع المذكور إلى جانب الطريق من الشرق. انتهى.
1658 - (ت 743 هـ): محمد بن يحيى البغدادي ثم الدمشقي، الآبُري الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرر"
(4)
: سمع من الصفي عبد المؤمن، وأخذ عنه الفرائض، وكان ماهرًا فيها، وفي الجبر والمقابلة، مشهورًا بذلك، وسمع على كِبَرٍ من المِزِّي وغيره. ومات في المحرم، سنة ثلاثٍ وأربعين وسبع مئة. انتهى.
(1)
الدُّرر الكامنة: 5/ 237.
(2)
الدُّرر الكامنة: 5/ 285.
(3)
البداية والنهاية: 14/ 206.
(4)
الدُّرر الكامنة: 6/ 39.
1659 - (ت 743 هـ): محمد بن أحمد بن محمد بن محمود بن راشد، المَرْداوي الصَّحْراوي الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: ولد سنة ثمانٍ وخمسين وست مئة، وسمع من أحمد بن عبد الدائم من "صحيح مسلم"، وعلى الكرماني "مجالس المخلدي" الثلاثة، وعلى عبد الواحد بن الناصح "جزء المؤمل بن إهاب" وغيره، ومجلس أبي مسلم الكاتب، وسمع أيضًا على الشيخ شمس الدين بن أبي عمر، وأخيه عز الدين، والفخر بن البخاري، وابن الكمال. مات في جمادى الأولى، سنة ثلاثٍ وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1660 - (ت 744 هـ): عمر بن عبد الله بن عبد الأحد بن عبد الله بن سلامة بن خليفة بن شقير، الحراني الحنبلي، تقي الدين ابن شقير
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرر"
(2)
: سمع من القاسم الإِرْبلِي، والفخر علي، وابن شيبان وغيرهم، وعني بالرواية، ونسخ الأجزاء، ودار على المشايخ، وكان ديِّنًا صَيِّنًا. قال الذهبي: سمع واشتغل وحصل. قال البِرْزالي: رجلٌ جيدٌ، فقيهٌ فاضلٌ، سمع الكثير، وحصل كتبًا جيدةً، ولد سنة ستٍ وستين وست مئة، ومات في جمادى الآخرة، سنة أربع وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1661 - (ت 744 هـ): إبراهيم بن عبد الرحيم بن علي بن حاتم البَعْلَبَكِّي، أبو إسحاق ابن الحبال الحنبلي
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
: ولد في رمضان، سنة اثنتين وسبعين وست مئة، وسمع من التاج عبد الخالق، وأبي الحسين اليُونيني وغيرهما. ومات سنة أربع وأربعين وسبع مئة. انتهى.
(1)
الدُّرر الكامنة: 5/ 97.
(2)
الدُّرر الكامنة: 4/ 203.
(3)
الدُّرر الكامنة: 1/ 40، وفيه:"ولد في رمضان سنة 602".
1662 - (ت 744 هـ): أُمامة بنت عبد السلام بن القاضي عبد الخالق بن سعيد، البَعْلَبَكِّيَّة الحنبلية
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: سمعتْ من جدَّتها ست الأهل بنت عُلْوان، وحدَّثت. وماتت سنة أربعٍ وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1663 - (ت 744 هـ): محمود بن علي بن عبد الولي بن خُوْلان، البَعْلي الفقيه، الفَرَضي الحنبلي، أبو الثناء بهاء الدين
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد سنة سبع مئة تقريبًا، وسمع الحديث من جماعة، وقرأ على الحافظ الذَّهبي عدة أجزاء، وتفقَّه على الشيخ مجد الدين الحراني، ولازم الشيخ تقي الدين ابن تيميَّة، وبرع في الفرائض والوصايا، والجبر والمقابلة، وكان مفتيًا ديَّنًا، متواضعًا متوددًا، ملازمًا للاشتغال، حريصًا على إفادة الطلبة، بارًّا بهم، محسنًا إليهم، تفقه به جماعةٌ، وانتفعوا به، وبرع منهم طائفة. توفي ببَعْلَبَكَّ في رجب، سنة أربعٍ وأربعين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
بأبسط من هذا.
1664 - (ت 744 هـ): محمد بن أحمد بن حمدان بن شبيب، الحرَّاني الحنبلي، بدر الدين أبو عبد الله
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(4)
: سمع من أبي بكر بن العماد وغيره، وسمع منه شيخنا إبراهيم بن داود الآمدي، وآخرون. مات في جمادى الآخرة، سنة أربعٍ وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1665 - (ت 744 هـ): محمد بن عبد الله بن أحمد بن عمر
بن الشيخ أبي
(1)
الدُّرر الكامنة: 1/ 491.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 142.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 439.
(4)
الدُّرر الكامنة: 5/ 42.
عمر، المَقْدسي المَنْجَنِيْقي الحنبلي، شرف الدين.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر": حدَّث عن ابن البخاري، ومات بالكرك، سنة أربع وأربعين وسبع مئة. انتهى. وذكره الحُسَيني في "ذيل طبقات الحُفّاظ"
(1)
بنحوه.
1666 - (ت 744 هـ): عبدُ الله بن محمَّد بن عبد الرَّحمن بن يوسُف بن نَصر بن أبي القاسِم، البَعْلِيّ الأصل، الدِّمشقِي، الحنبلي، المعروف بابن الفخر، تقيُّ الدِّين بن شمس الدين بن فخر الدَّين
.
قال ابنُ حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
: حضَر على زينب بنت مَكِّي في الثّالثة، وسمع من جماعة. ومولدهُ سنة سَبع وثمانين وستَّ مئة. وكان يشهدُ تحت السّاعات. مات في رجَب سنة أربعٍ وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1667 - (ت 744 هـ): عبدَ الله بن أحمد بن الحَسن بن أبي موسى بن الحافظ عبد الغني، المَقْدِسِيّ، الحنبلي، تقي الدِّين، الصّالحي، ابن أخي الشَّرف عبد الله بن الحَسن
.
قال ابنُ حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
: ولد سَنة ستٍّ وسَبعين وستَّ مئة. وسمع من ابن أبي عمر، والفخر ابن البُخاري، وأحمد بن شَيْبان والتَّقي الواسِطيّ، وغيرهم. واشتغلَ بالفقه، ونابَ عن عمه الشَّرف ابن الحافظ، وأفتى. وكان ديِّنًا متواضعًا. مات في سابع عشر جُمادى الأولى، سَنة أربع وأربعين وسبع مئة.
1668 - (ت 744 هـ): محمد بنُ أحمد بن عبد الهادي بن عَبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسُف ين محمَّد بن قُدامة، المَقْدِسِيّ، الجمَّاعِيلِي الأصل، الصَّالحي، المُقرِئ، الفقيه المحدِّث، الحافظ النَّاقد، النَّحوِيّ، المُتَفَنِّن، شمسُ الدِّين، أبو عبد الله بن العماد، أبي العبَّاس، الحنبلي
.
(1)
ذيل طبقات الحفاظ: 51.
(2)
الدُّرر الكامنة: 3/ 75.
(3)
الدُّرر الكامنة: 3/ 11.
قال ابنُ رجب
(1)
: ولدَ في رَجب، سَنةَ أربع وسبع مئة، وقرأ بالرِّوايات، وسمعَ الكثيرَ من القاضي أبي الفَضل سُلَيمان بن حمزة، وأبي بكر بنِ عبدِ الدّائم، وعيسى المُطَعِّم، والحجَّار، وزينب بنت الكمال، وخلق كثير. وعُني بالحَديثِ وفنونهِ، ومعرفةِ الرِّجال والعِلَل، وبَرَع في ذلك، وتفقَّه في المذهب، وأفتى، وقرأ الأصلَيْن والعربيَّة، وبرعَ فيها. ولازمَ الشَّيخَ تقيَّ الدِّين ابن تيميَّة مُدَّة، وقرأ عليه قطعةً من "الأربعين في أصول الدِّين" للرازي. قرأ الفقهَ على الشَّيخ مجد الدِّين الحرّاني. ولازمَ أبا الحجّاج المِزِّي الحافظ، حتَّى برعَ عليه في الرِّجال، وأخذ عن الذَّهبيِّ وغيرهِ. وقد ذكره الذهبيُّ في طَبقات الحُفَّاظ، وقال: وُلد سَنة خمسٍ، أو ستٍّ وسَبع مئة. واعتَنى بالرِّجال والعِلَل، وبَرَع وجمَع، وتصدَّى للإِفادة، والاشتِغال في القِراءة، والحديث، والفِقه، والأصلَيْن، والنَّحو. وله توسُّع في العُلوم، وذهنٌ سيَّال. وذكره في "معجمه المختص"، وقال: عُني بفُنون الحَديث، ومَعرِفةِ رِجاله، وذِهْنُه مَليح، وله عِدَّةُ مَحْفُوظاتٍ، وتآلِيف، وتعاليقُ مفيدة، كتبَ عنِّي واستفَدْتُ منهُ. درَّس بالصَّدرية، وبغيرها بالسَّفْح. وكتبَ بخطِّه الحَسَنِ المُتقن الكثيرَ، وصنَّف تَصانيفَ كثيرةً، بعضُها كَمُلَتْ وبعضُها لم يُكْمِلْه، لهُجوم المَنيَّة عليه في سنِّ الأربَعين. وحدَّث بشيء من مَسموعاته، وسمع منه غيرُ واحد. وتوفي في عاشِر جُمادى الأولى، سَنة أربع وأربعين وسبع مئة. ودُفِنَ بسَفْح قَاسِيُون، وشيَّعهُ خَلقٌ كثير، وتأسَّفُوا عليه. ورُئيت لَهُ مناماتٌ حَسنة.
وقد ذكرهُ ابنُ العماد
(2)
، وابنُ حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
، والذَّهبي
(4)
، والحُسَيني في "ذيل طبقات الحفّاظ"
(5)
، والسُّيوطي في "بُغية الوُعاة"
(6)
، وابن الجَزَرِيّ في "الغاية"،
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 436.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 141.
(3)
الدُّرر الكامنة: 5/ 61.
(4)
تذكرة الحفَّاظ: 4/ 1508.
(5)
ذيل طبقات الحفَّاظ: 49 - 50.
(6)
بغية الوعاة: 1/ 29 - 30.
والألوسِيّ في "جلاء العينين"، وغيرهم. وله تصانيفُ كَثيرة، منها:"تنقيح التَّحقيق في أحاديث التَّعليق" لابن الجَوْزِيّ، مُجلَّدان. "الأحكام الكُبرى" المرتَّبة على أحكام الحافظ الضَّياء، كمل منها سبع مُجلَّدات. "الرَّدُّ على أبي بكر الخطيب الحافظ في مسألة الجَهْر بالبَسْملة" مجلَّد كبير. "المُحرَّر في الأحكام" مجلَّد. "فصلُ النِّزاع بين الخُصوم في الكَلام على أحاديث: أفطر الحاجِمُ والمَحجُوم" مجلَّد لطيف. "الكلام على أحاديث مَسِّ الذَّكر" جزء كبير، "الكلام على أحاديث: البَحر هو الطَّهور ماؤُه" جُزء كبير، "الكلام على أحاديث القُلَّتين" جزء، "الكلام على حديث معاذ في الحُكم بالرَّأي" جُزء، "الكَلام على حديث أصحابي كالنُّجوم" جزء، "الكلامُ على حَديث أبي سُفيان: ثلاثٌ أعطِيتَهُنَّ يا رسُول الله، والرَّد على ابنِ حزم في قوله: إِنَّه موضوع"، كتاب "العُمدة في الحفّاظ" كمل منه مجلّدان. "تعليقة في الثِّقات" كمل منه مجلدان. "الكلام على أحاديث مختصر ابنِ الحاجب" مُطَوَّل. "الكلامُ على أحاديث مُختصَر ابنِ الحاجب" مُختَصَر، "الكلامُ على أحاديث كثيرة فيها ضَعف منَ المُستدرك للحاكم"، "أحاديثُ الصَّلاة على النَّبي صلى الله عليه وسلم" جزء، "مُنتقى من مُختصَر المُختصَر" لابن خُزَيمة، ومناقشتهُ على أحاديثَ أخرجَها فيه فيها مَقال مجلَّد، "الكلام على أحاديث محلل السِّباق" جُزء، "مسافةُ القَصْر" جُزء، في قوله تعالى: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى} " جُزء، "في أحاديث الجَمع بين الصَّلاتين في الحضر" جزء، "الإِعلامُ في ذكر مشايخ الأئمَّة الأعلام أصحاب الكُتُبِ السِّتة" عدَّةُ أجزاء، "الكلامُ على حديث: الطَّوافُ بالبيت صَلاة" جُزء، "مولد النَّبي صلى الله عليه وسلم" جُزء كبير، "تَعليقه على سُنن البَيهقي الكبرى" كمل منها مُجلدان، "المُعجزات والكرامات" جُزء كبير، "تحريم الرِّبا" جُزء، "تملُّك الأب مِنْ مال وَلَدِه ما شاء" جُزء، "العَقيقة" جزء، "الأكلُ من الثِّمار الَّتي لا حائِط عليها" جزء، "الرَّدُّ على الكِيا الهَرَّاسِي" جُزء كبير، "ترجمة شيخ الإِسلام ابن تيميَّة" مجلَّد، "المُنتَقى من تهذيب الكمال للمِزِّي" كَمل منه خمسة أجزاء، "إقامةُ البُرهان على عَدَمِ وُجوب صَوْم يومِ الثَّلاثين من شَعبان" جُزء، "فضائل الحسَن البصري" جزء، "حَجْبُ الأُمّ بالإِخوة وأنَّها تحجُب بدون ثلاثة" جزء، "الصَّبر" جزء، "فضائل الشَّام"، "صلاة التَّراويح" جُزء كبير، "الكلام على أحاديث لُبس
الخُفَّين للمُحرِم" جُزء كبير، "صفة الجنَّة" جُزء، "المَراسِيل" جُزء، "مسألة الجَدِّ والاخوة" جزء، "مُنتخب من مُسنَد الإِمام أحمد" مُجلَّدان، "منتخب من سنن البيهقي" مجلد، "منتخب من سُنن أبي داود" مجلد لَطيف، "تعليقة على التَّسهيل في النَّحو" كمل منها مُجلَّدان. "الكلامُ على حديث: أفرضُكم زَيد" جُزء، "أحاديث حياة الأنبياء في قُبورهم" جزء، "تعليقة على العِلَل لابن أبي حاتم" كمل منها مُجلَّدان، "تعليقة على الأحكام لأبي البركات ابن تيميَّة" لم تكمل، "مُنتقى من عِلل الدّارقطني" مُجلَّد، "الأمرُ بالمعروف والنَّهيُ عن المُنكر" جزء، "شرح الألفيَّة لابن مالك" في النَّحو جُزء، "ما أُخِذَ على تَصانِيف أبي عَبد الله الذَّهبي الحافظ" عِدَّةُ أجزاء، "حَواشٍ على كتاب الإِلمام"، "الرَّدُّ على أبي حيَّان النَّحوِي فيما ردَّه على ابن مالك وأخطأ فيه" جزء، اجتماعُ الضَّميرين" جُزء، "تحقيق الهَمز والإِبدال في القراآت" جزء، "الرَّدُّ على ابن طاهِر"، "الرَّدُّ على ابنِ دِحْيَة". انتهى ما ذكره ابنُ رجب له من المُصَنَّفات. وله غير ذلك كثير، منها:"التَّفسير المُسند" لم يكمل، "الصّارِمُ المُنكِي في الرَّدِّ على السُّبكي" مجلد، "الطُّرفة" مختصر في النحو، "المُحمَّدي في الحديث"، وغير ذلك.
1669 - (ت 744 هـ): أبو بكر بن محمَّد بن محمد بن محمود بن سلمان بن فَهْد، الحَلَبِيّ، ثمَّ الدِّمشقي شرفُ الدِّين بن شَمس الدين بن الشِّهاب محمود الحَنْبلي
.
قال ابنُ حَجَر في "الدُّرر"
(1)
: ولد سنة ثلاثٍ وتِسْعِين وستَّ مئة وتعانى الكِتابة ففاقَ الرِّفاق في حُسنِها، ونظمَ الشِّعر وترسَّل، وَوَلِي كتابة السِّر بدمشق، سنة تسع وعشرين وسبع مئة، ولَّاه النَّاصِرُ عقِبَ مَوْتِ علاء الدِّين بن الأثير، عوضًا عن ابن فَضْلِ الله، فباشرَ المُترجَم بين يَدَي السُّلطان، وقرأ القصَصَ، ووقعَ عليها في الدَّسْتِ، ثم توجَّه إلى دمشقَ وأمر أن يجلس بدار العَدل، فكانَ أوَّلَ من فعلَ ذلك، ثم حضَر إلى القاهِرَة صُحبة النائب، فخلعَ عليه النَّاصرُ، وكان يُعجِبُه شَكْلُه، وكانَ كثيرَ التَّجمُّلِ في مَلْبَسِهِ ومأكَلِهِ ومَرْكَبهِ، وكان كثيرَ التَّصميمِ لكن إذا خَلا النَّاسُ به ينبسط،
(1)
الدُّرر الكامنة: 1/ 554.
وكان شديدَ القُوى، عظيمَ الهِمَّة، ولهُ نظمٌ حسَن، قاله ابنُ حَجَر، وأورد له أبياتًا من شعرِه، ثُمَّ قال: وأقرَّ في كِتابَة السِّر بمصر، ثم حجَّ مع السُّلطان، فلمَّا عادَ طلبَ الرُّجوعَ إلى دمشقَ، إلى أن قال ابنُ حجر: ثُمَّ باشرَ توقيعَ الدَّسْت، ثمَّ أُضِيفَتْ إليه وَكَالةُ بَيْتِ المال، فباشَرها نحو سَنة، ثمَّ مات في ربيع الأوَّل، سنةَ أربعٍ وأربعين وسبع مئة بالقدس فجأة. قال ابنُ رافِع: سمع بمصر ودمشقَ محمد بن شَرف، وأجاز له ابنُ الفُوَيره من بغداد، والدِّمياطي من مِصر، وسمعَ من الأبقي، وغيره. وكان رئيسًا، كثيرَ الإِحسان، لطيفَ الأخلاق. انتهى.
1670 - (ت 745 هـ): أحمد بن محمد بن أحمد بن عَبد الغَني، العَلَّاني، الحرَّاني، ثُمَّ الدِّمشقي، الفَقيه الحنبلي، شهابُ الدِّين، أبو العباس
.
قال ابنُ رجب
(1)
: وُلِد سنة اثنتين وسبع مئة، وسمع من ابن الموَازِيْني، والدِّشْتِيّ، والقَاضِي سُليمان بن حَمزة، وجماعة. وطلبَ بنفسِه، وسمعَ الكثير، وكتب الأجزاءَ، وتفقَّه، وقرأ أُصول الفِقه، وناظرَ. وهو الَّذي بيَّض "مُسَوَّدة الأصول" لبني تيميَّة، ورتَّبها، وبيَّض من شَرح الهداية أيضًا. ذكره الذَّهبيُّ في "المعجم المختص"، وقال: من أعيان مَذْهَبِه، فيه دينٌ وتقوى، ومعرفةٌ بالفقه، أخذ عنِّي ومعي، وقرأ علي "سِيَر النُّبلاء". توفّي في جُمادى الآخرة، سنة خمسٍ وأربعين وسبع مئة بدمشق، ودُفِنَ بمقبرة الباب الصَّغير.
1671 - (ت 745 هـ): أَمَةُ العَزيز ابنةُ الحافظ شَرف الدِّين أبي الحَسَن اليُونِيْنِي، البَعْلَبَكِّيَّة، الحنبلية، المعروفة بالشَّيخة
.
قال الحُسَيني في "ذيل طبقات الحُفّاظ"
(2)
: حدَّثت عن الشَّيخ شمسِ الدِّين وابن علَّان، ونَصْر بن حواريّ، وغيرهم. وماتَتْ بِبَعْلَبَكَّ، عن سِنٍّ عالِية، وذلك سنة خَمس وأربعين وسبع مئة. انتهى.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 440.
(2)
ذيل طبقات الحفَّاظ: 27.
وذكرها ابنُ حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
، وقال: هي أكبر بَناتِ وَالِدها، وُلدت سَنة سَبع وخمسين وست مئة. وأسمعت من نصر الله بن حوارِيّ، وابن أبي عمر، والمسلم بن علَّان. وأجاز لها شيخُ الشُّيوخ، والكمال الضرير، وابن عزون، وغيرهم. وكانت لها عِبادةٌ واجتهاد، وماتَتْ في صَفَر، سنة خَمسٍ وأربعين وسبع مئة. انتهى. وتقدَّمت ترجمة والدها سنة إحدى وسبع مئة.
1672 - (ت 745 هـ): أبو بكر بن أحمد بن محمد بن أبي العِزِّ الحَنبلي، سيف الدِّين بن تقيِّ الدِّين، الضبَّاب، التَّاجر الحَرَّاني، التاجر بدمشق
.
قال ابنُ حَجَر في" الدُّرَر"
(2)
: سمعَ من الفَخر، وغيره. قال البِرزالي: رجلٌ جيِّد خيِّر، وهو ابنُ عمِّ واقف المدرسة الضِّيائِيَّة. حدَّث بشيء من مَشْيَخة الفخر عنه، في سنة بضع وثلاثين. ومات في ذي القَعدة، سَنة خَمسٍ وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1673 - (ت 745 هـ): حَبيبَة بنتُ العِزِّ إبراهيم بن عبد الله بن أبي عُمر، المَقدِسِيَّة، الحنبليَّة، أمُّ عبد الله
.
قال ابنُ حَجَر في "الدُّررَ"
(3)
: ولدَتْ سنة أربع وخمسين وستَّ مئة. وسمعَتْ على أحمد بن عبد الدائم انتخاب الطَّبَراني، وجزء ابن عَرَفة ومَشْيَخَتهُ تخريجَه لنفسِه. وأجاز لها محمد بن عبد الهادي، والصَّدر البَكْرِي، وماتت ولم تتزوَّج، في عاشر ذي القعدة، سنة خمسٍ وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1674 - (ت 745 هـ): محمد بنُ عبد الحافِظ بن عبد المُنعِم بن غازي بن عُمر، المقدسي، ثُمَّ الصَّالِحي، الحنبلي
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرَر"
(4)
: سمع الفخرَ، وابنَ أبي عمر، وعبد الرحيم بن
(1)
الدُّرر الكامنة: 1/ 491.
(2)
الدُّرر الكامنة: 1/ 525.
(3)
الدُّرر الكامنة: 2/ 103.
(4)
الدُّرر الكامنة: 5/ 239.
عبد الملك، وإسماعيل بن العَسْقَلاني، وزَينبَ بنت مكيِّ، وغيرهم، وحدَّث. مات في صَفر، سنة خمس وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1675 - (ت 745 هـ): محمد بنُ حازم بن عبد الغَني بن حازم، المَقْدِسيّ، الحنبلي، سِبْطُ التقي سُلَيمان بن حمزة
.
قال ابنُ حَجَر في "الدُّرر"
(1)
: سمعَ الفخر وغيره وحدَّث. ذكره الذَّهبيُّ، وقال: مات في شعبان، سنة خمسٍ وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1676 - (ت 745 هـ): يوسُف بن محمد بن نصر بن أبي القاسم، المَعْدِنِيّ، الحنبلي، جَمال الدِّين
.
قال ابنُ حَجَر في "الدُّرر"
(2)
: ولد سنة أربع وستِّين وستّ مئة. وقال ابنُ رافع: سنة إحدى وخَمسين. وقال غيرهُ: سنة خمسين. وسمعَ من النَّجيب والعِزّ الحرَّانِيَّيْن، وابن علاق، وغيرهم. والمَعْدِنِيُّ نسبةً إلى المَعْدِن بلد بين عَبَّادان وإسْعِرد. قال البَدْرُ النَّابُلُسِيّ: كان من العُلماء العامِلِين، تربَّى مع شمس الدِّين بن أبي بَكر المَقْدِسي، وسمعَ من التَّقي المراغي وقال: ألبَسني خِرقَةَ التَّصوُّف أبو بكر بن العماد، قال: ألبَسني أبو محمد بن قُدامة، قال: ألبَسني الشَّيخُ عبدُ القادر الجِيْلي. مات في خامس عشر صفر، سنة خمسٍ وأربعين وسبع مئة، وقد أسَنَّ جِدًّا. انتهى.
1677 - (ت 745 هـ): عُثمان بن سالم بن خَلَف بن فَضْل بن أبي بكر، البَذِّي، المقدسي، الصَّالحي، المُلَقِّن، الحنبلي
.
قال ابنُ حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
: ولد سنة بضع وأربعين وست مئة. وقال الذَّهبيُّ: سنةَ ثلاث وخمسين. وسمعَ من ابن عبد الدائم "صحيحَ مُسلِم"، و"جزء ابن الفرات". ومن الفَخر، والتَّقيِّ الواسطي، وأبي الفرج عبد الرّحمن بن الزَّين
(1)
الدُّرر الكامنة: 5/ 156.
(2)
الدُّرر الكامنة: 6/ 250.
(3)
الدُّرر الكامنة: 3/ 250.
أحمد بن عبد الملك، وإسماعِيل بن العَسْقَلاني، وغيرهم. وحدَّث. وأسمعَ ابنَه عمر من الفخر، وغيره. وكان شيخًا مَهيبًا، يأمرُ بالمعروف، ويَنهى عن المُنكَر. وهُوَ منسوب إلى بَذَّا: بفتح المُوَحَّدة، وتَشديد المُعجَمَة، مقصور، قرية من السَّاحل. قال ابنُ رافع: ماتَ في شَعبان، سَنة خَمسٍ وأربعين وسبع مئة. وقال الشَّريفُ: إنَّه جاوزَ المئة. انتهى.
وسيأتي ذكرُ ابنه عمر سنة ستين وسبع مئة، إنْ شاء اللهُ تعالى.
1678 - (ت 745 هـ): عبدُ الله الضَّرير الزُّرَعي، الحنبلي
.
ذكره ابنُ كثير في "تاريخه"
(1)
، وقال: هو الشَّيخُ الصَّالحُ، العابدُ النَّاسِكُ، كانَ كثيرَ العِبادة، كثيرَ التِّلاوةِ حسنَها وصحيحها، يُقرِئ النَّاسَ من دَهْرٍ طَويل، ويقومُ بهم العَشْرَ الأخير من رَمضان، في محراب الحَنابِلَة، بالجَامِع الأُمَويّ. توفي يوم الأربعاء، رابع عشر شعبان، سنة خمسٍ وأربعين وسبع مئة، وصُلِّي عليه بعد الظُّهر بالجامع الأموي، وبباب النَّصر، وعند مقابر الصوفيَّة. ودُفن بها قريبًا من الشَّيخ تقي الدِّين ابن تيميَّة. انتهى.
1679 - (ت 745 هـ): محمد بن سُليمان بن عبد الله بن سُلَيمان الجَعْبَرِيّ، ثُمَّ الدِّمشقي، الحنبلي، تقيُّ الدِّين بن صَدْر الدِّين
.
قال ابنُ حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
: ولد سنة ستٍّ وسبع مئة. وسمعَ من الحجَّار، والمِزِّي، وقرأ عليه. وطلبَ بنفسِه، وسمعَ الكثير، وأسمع أولادَه. ولهُ نظمٌ، وكان بَشُوشَ الوجهِ خَفِيفَ الرُّوح، انقطَعَ دون يومَيْن، وكان يتكَسَّب بالشَّهادة. مات شابًّا في سَنة خمسٍ وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1680 - (ت 745 هـ): محمد بن نوامير، ويُدعى عبد الله بن عُمَر بن الحُسَين، الجِيْلِي، الكِيْلَاني، شمسُ الدِّين، الحُسَيني، الحنبلي
.
(1)
البداية والنهاية: 14/ 214.
(2)
الدُّرر الكامنة: 5/ 191.
قال ابنُ حجر في "الدُّرَر"
(1)
: كان من العدول وفوَّضَ إليه القاضي تقيُّ الدِّين سماعَ الدَّعوى في السِّجن. سَمِعَ على ابن أبي الفتح الحنبلي، سنة ثمان وتسعين وستَّ مئة. وسمع بالشَّام على عمر بن عبد المنعم القَوَّاس. ثمَّ قدِمَ القاهِرَة. وكان يُذكَر أنَّهُ مِنْ بَيْتٍ كَبير في كِيْلان، وأنه كانت لَهُم دارٌ كبيرة للضِّيافة، وحدَّث في سنة سَبْعٍ وعشرين وسبع مئة. سمع منه القُطب الحَلَبِيّ، وابنُ رافع، وقال: مات في ذي القعدة، سَنة خمسٍ وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1681 - (ت 745 هـ): محمد بنُ بردس بن نَصْر بن بردس بن رسلان، البَعْلي، الحنبلي
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرَر"
(2)
: ولد سنة ثمان وسبعين وستَّ مئة. وسمع مَن التَّاج عبدِ الخالِق، والزَّكي المِصرِيّ، وغيرهما. وكانَ أحدَ العُدول ببَعْلَبَكَّ، ويقرأ على كرسيٍّ بالجامع، ولديه فضائل. مات في أواخر شَهر رمَضان، سَنة خمسٍ وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1682 - (ت 745 هـ): محمد بن صَلاح الدِّين مُفلح بن جَابر السَّاوِي، الحنبلي
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرَر"
(3)
: سمعَ من الفَخْرِ مشيخَتَهُ، وحدَّث. وكانَ ابنَ خالةِ أحمَد بن عبدِ القَوِيّ. مات في شوَّال، سنةَ خمسٍ وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1683 - (ت 745 هـ): يحيى بنُ زكريّا بن عبد الله بن محمد بن عُتبة، البصروي، الصَّالحي، الحنبلي
.
(1)
الدُّرر الكامنة: 6/ 31.
(2)
الدُّرر الكامنة: 5/ 131.
(3)
الدُّرر الكامنة: 5/ 201.
قال ابنُ حجر في "الدُّرَر"
(1)
: هو مجدُ الدِّين بنُ الزَّكي. سمعَ من عبدِ الله بن النَّاصح عبدِ الرَّحمن الحنبلي. وحدَّث. ومات بحَوْران، في سنة خمسٍ وأربعين وسبع مئة، أو بعدَها. انتهى.
1684 - (ت 746 هـ): زَينب بنتُ محمد بنِ عبد الله بن أبي عُمر، المَقْدِسية، الحنبلية
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرر"
(2)
: ولدت سنة خمس وستين وستَّ مئة، وسَمعَتْ من عَمِّ أبيها الشَّيخ أبي الفَرَج، ومنَ الفخر، والكَمالِ عبدِ الرَّحيم. وأجازَ لها ابنُ عبد الدائم، والكَرْماني. وحَدَّثَتْ. قال أبو الحُسَين ابنُ أيبِك: كانَتْ امرأةً صَالِحةً. وماتَتْ بالسَّفْح، في شَعبان، سنة سِتٍّ وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1685 - (ت 746 هـ): محمد بنُ أحمد بن محمد بن عُثمَان بن أسعد بن المُنَجَّا، التَّنُوخي، عزُّ الدِّين ابنُ الشَّيخ وَجيه الدِّين، الحَنبلي
.
قال ابنُ حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
: ولد سنةَ ثمانٍ وثمانين وست مئة. وأحضر على زَيْنَب بنتِ مَكِّي، والفَخْر، وغيرهما. وحدَّثَ. وكان ذكيًّا، مُخالطًا للشَّافِعيَّة، جمَّاعًا للكُتب. وَوَلِيَ حِسْبَة دمشق، ونظر الجامع، ودرَّس في أماكن، وكان صَدْرًا رئيسًا، كثيرَ الحِشْمَةِ والمروءَةِ، حسنَ الشَّكْل، مُحِبًّا لأهل العِلم ومات في جُمادى الأولى، سنة ستًّ وأربعين وسبع مئة. وهُوَ والد الشَّيخة أم الحَسَن فاطِمة، الَّتي أكثرتُ عنها في رِحْلَتي إلى دِمشق. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(4)
.
1686 - (ت 746 هـ): محمد بن محمد بن أحمد بن عَبد الله
، الكُوفي، ثمَّ
(1)
الدُّرر الكامنة: 6/ 183.
(2)
الدُّرر الكامنة: 2/ 253.
(3)
الدُّرر الكامنة: 5/ 90.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 440.
البَغدادِيّ، الأُتْرارِي الأصل، جَلال الدِّين، أبو هاشم، الهاشِمِيّ، الحنبلي.
قال ابنُ حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: هو مِنْ ولد ربيعةَ بنِ الحارث بن عبد المُطَّلِب. وُلد في رَمضان، سنةَ ثلاثٍ وستِّين وست مئة. وكان أبوه واعظَ بغداد في زمانه. وله مَراث في المُستَعْصِم، وآلِ بيته، كان يُنشِدُها في مجَالِسِه بالمُسْتَنْصِرِيَّة. ونشأ ولدُه على طَريقته. وسمعَ مِنَ الرَّشيد بن أبي القاسم، والنَّظَّام الهَرَوِيّ، وعنده عن ابن ورخز "جامع التِّرمذي"، وسمعَ من غَيرهما، وأجاز له عبدُ الصَّمد بنُ أبي الجَيْش، والمُوَفَّق الكواشي، وآخرون. ورتب مسمعًا للحديث بالمُستَنْصِرِيَّة، بعدَ تقيِّ الدِّين بن الدَّقُوقي. وكان أكبرَ أمناءِ بغداد. قاله ابنُ رافع. وكانت وفاتُه في رَجَب، سنةَ ستٍّ وأربعين وسبع مئة ببغداد. وذكره أبو العبّاس بنُ رَجَب في "معجمه" وساق ابنُ رافع نسبَهُ إلى رَبيعة بن الحارث. انتهى.
1687 - (ت 746 هـ): محمد بنُ يونُس بن حَمْزة بن عبَّاس، الإِرْبِلِيّ الأصل، الصَّالحي، القطَّان، العَدويّ، الحنبلي
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرَر"
(2)
: روى عن ابن عبد الدائم، وعبدِ الوهَّاب بن النَّاصِح، وغيرهما. وحدَّث. وكان فاضلًا عالمًا بالفُنون، ذا وَرَعٍ وزُهْد. مات في المُحرَّم، سنةَ ستٍّ وأربعين وسبع مئة. وله أربعٌ وثمانون سنة. وذكره البِرْزالي في "معجمه"، وحدَّث عنه. وماتَ قبلَهُ بمُدَّة. انتهى.
1688 - (ت 747 هـ): عبدُ الرَّحمن بنُ عبد الحليم بن عبد السَّلام بن تيميَّة، الحَنبلي، زَيْن الدِّين، أبو الفرج، أخو الشَّيخ تقيِّ الدِّين
.
قال ابنُ حَجَر في "الدُّرَر"
(3)
: ولد سنة ثلاث، ستين وستَّ مئة بحران. وحضر على اْحمد بن عبد الدائم، وسمعَ من ابن أبي اليُسر، والقاسِم الإِرْبِليّ، والقُطْب بن أبي عَصرون، في آخرين. وجمَع له منهُم البِرزالي ستَّةً وَثمانين شيخًا. وكان يتعانى
(1)
الدُّرر الكامنة: 5/ 425.
(2)
الدُّرر الكامنة: 6/ 73.
(3)
الدُّرر الكامنة: 3/ 118.
التِّجارة، وهو خيِّر دِّين، حبَس نفسَهُ معَ أخيه بالإِسْكَندَرِيَّة، ودمشق، محبَّةً لهُ وإيثارًا لِخدمَتِهِ، ولم يزَلْ عندَهُ مُلازِمًا معه للتِّلاوة والعِبادة، إلى أنْ ماتَ الشَّيخ، وخرَجَ هُو وكان مَشهُورًا بالدِّيانة والأمانة، وحُسنِ السِّيرة، وله فَضيلَةٌ ومعرفةٌ. مات في ذي القعدة، سَنةَ سَبْعٍ وأربعين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابنُ العماد
(1)
بمثله.
1689 - (ت 747 هـ): عبدُ القادر بنُ عليّ بن محمد بن أحمد بن أبي الحُسَين اليُوْنِيني، الحنبلي، محيي الدِّين بن شَرَف الدِّين بن الفَقيه أبي عبد الله اليُوْنِيْنِي
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرَر"
(2)
: وُلِدَ في حُدود سَنة ثمانين وستَّ مئة. وسمعَ وحدَّث. ورحل إلى مصرَ، وسمَع بها، وخرَّج له الذَّهبي جزءًا، وقال فيه: فقيهٌ عالم خيِّر. كان كريمًا، وقورَ النَّفسِ، جميلَ الهيئَة، انتهَتْ إليه رِئاسَةُ بغداد، على قاعدة أسلافه. مات في شَهْر ربيعِ الآخِر، سنةَ سبعٍ وأربعين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(3)
بأتمَّ ممَّا هُنا، وذكره ابنُ عبد الهادي
(4)
.
1690 - (ت 747 هـ): عبد الرَّحيم بن عُثمان بن علّي النَّصِيْبي، ثم الصَّالحي، المُقرِئ، الحنبلي، المعروف بابن الطَّبَّاخ
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرَر"
(5)
: ولد سنة أربع وثمانين وست مئة. وكان يُقرئ بمدرسةِ الشَّيخ ابنِ أبي عُمَر. أسَرَهُ التَّتار، فأقام عندَهُم مُدَّة، ثمَّ عاد إلى دمشق، ومات في ذي الحجة، سنة سبع وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1691 - (ت 747 هـ): أحمدُ بن نِعْمَة بن سالم، النَّابُلُسِي، الحنبلي، أبو العبَّاس المُقِرئ
.
(1)
شذرات الذهب: 6/ 152.
(2)
الدُّرر الكامنة: 3/ 189.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 441.
(4)
الجوهر المنضَّد في طبقات متأخري أصحاب أحمد: 71.
(5)
الدُّرر الكامنة: 3/ 152.
قال ابنُ الجَزَرِيّ في "الغاية"
(1)
: هو أستاذٌ مُقرِئٌ ماهر، قرأ على النور عليِّ بن يوسُف الشطنوفي، وقرأ عليه شَمسُ الدِّين محمد بن عَبد القادِر النَّابُلُسي الحنبلي. توفي عائِدًا من دمشق بجنين، في رابع عشري رجب، سنة سبع وأربعين وسبع مئة. وحُمِلَ إلى نابُلُس، فَدُفِنَ بها. انتهى.
1692 - (ت 747 هـ): إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمد بن المُحِب، الحنبلي
.
ذكره ابنُ حجر في "الدُّرَر"
(2)
، وقال: توفي سنة سَبعٍ وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1693 - (ت 747 هـ): محمد بن عُمَر بن خضر بن عبد الوَلي، المقدسيُّ، الديرسطائي، الصَّحراوي، الحنبلي، ابنُ قيِّم الصَّاحِبِيَّة
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرَر"
(3)
: روى عن الفخر، وكانَ من أهل القرآن. ومات في شوّال، سَنة سَبعٍ وأربعين وسَبع مئة. انتهى.
1694 - (ت 747 هـ): أحمدُ بن إبراهيم بن غَنائم الصَّالحي، الحنبلي، ابن المهندس
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرَر"
(4)
: هو شِهابُ الدِّين، سمع بإفادة أخيه من الفخر، وابن الزين، وشمس الدين بن أبي عمر، وأحمد بن شَيبان، وزينب بنت مكِّي. وحدَّث. مات بالصَّالحية، في شوال، سَنة سَبع وأربعين وسبع مئة. عن نحو السبعين. ودفن بسَفْح قاسِيُون. انتهى.
(1)
غاية النهاية: 1/ 146.
(2)
الدُّرر الكامنة: 1/ 62.
(3)
الدُّرر الكامنة: 5/ 362.
(4)
الدُّرر الكامنة: 1/ 107.
1695 - (ت 747 هـ): فاطمة بنتُ العِزِّ إبراهيم بن الشَّرف عبد الله بن أبي عمر، المقدسيَّة، الحنبلية
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرَر"
(1)
: هي أمُّ إبراهيم. وُلدت سَنة ستٍّ وخمسين وست مئة، أو أربع وخمسين. وأحضرت على إبراهيم بن خليل مشيخة أبي مسهر، وحديث ابنِ أبي الفُرات. وتفرَّدت بالسَّماع منه. وسَمِعت على ابن عبد الدائم "جُزءَ ابنِ الفُرات"، و"أربعين الآجُرِّي"، و"انتخاب الطَّبراني"، و"جزء أيُّوب"، و"جزء ابن عَرَفة"، و"البعث" لهشام، و"مشيخته" تخريجه لنفسه، وثالث على ابن حجر، وسمِعَتْ على والِدها، وعمِّ والدها الشمس ابن أبي بكر، وعبد الولي بن جُبارة، وأحمد بن جَميل، وأبي بكر الهَرَوِيّ. وأجاز لها محمد بن عبد الهادي، وعبد الحميد بن عبد الهادي، وخطيب مَرْدا، وأبو طالب بن السَّروري. وتفرَّدتْ بالرِّواية عنهم. وكانت عابدةً خيِّرة. وماتت في شوال، سنة سبع وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1696 - (ت 748 هـ): فَرَجُ بنُ عليّ بن صالح، الحُسَيْني، الحنبلي، الجِيْتِي
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرَر"
(2)
: سمع الفَخر، وابن شَيبان، وغيرَهما. ومات في العشرين من شهر رمضان، سَنة ثمانٍ وأربعين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابنُ فهد في "لحظ الألحاظ"، والحسيني في "ذيل طبقات الحفَّاظ"
(3)
بنحوه.
1697 - (ت 748 هـ): أحمد بنُ إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن عَبد الواحد بن عَليّ بن سرور، المقدسي، الحنبلي
.
(1)
الدُّرر الكامنة: 4/ 258.
(2)
الدُّرر الكامنة: 4/ 269.
(3)
ذيل طبقات الحفاظ: 38.
ذكره ابنُ فهد في "لَحْظ الألحاظ"
(1)
، وقال: توفي سنة ثمان وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1698 - (ت 748 هـ): أحمد بن أحمد بن محمد بن أبي الفتح البَعْلي، الحنبلي
.
قال ابنُ فهد في "ذيله على طبقات الحفاظ"
(2)
: هو الشَّيخُ نجمُ الدِّين، أبو الفتح، أحمد ابن العلَّامة أحمد ابن شمس الدين العلَّامة بن أبي الفتح، البَعْلي، ثم الدِّمشقي. ولد سَنة سبعين وستَّ مئة، وكان مغفلًا. توفَي بدمشق، سَنة ثمان وأربعين وسبع مئة، في تاسع شَهر رجب، بدمشق. انتهى.
1699 - (ت 748 هـ): الحسَنُ بن محمد بن عبد الرَّحمن بن علي بن أبي البركات بن أبي الفَوارسِ الإِرْبِلِيّ، بدر الدِّين ابن السَّديد، الحنبلي
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرر"
(3)
: ولد في ربيع الآخر، سَنة ثمانٍ وخمسين وستَّ مئة، بدمشق. وأُسمع على ابن عبد الدائم، وابن أبي عمر. وابن أخيه إبراهيم، والفَخْر عليّ، وغيرهم. وحدَّث. وهو ابنُ خال القاضي نجم الدين بن شمس الدين بن أبي عمر، ومِنْ مسموعِه من الإِمام أبي الفَرَج بن أبي عُمر الثَّالث من مَشْيَختِه، ومنه ومن الفخر الثالث من الطَّهارة لابن أبي داود، وحدث. سمع منه البِرْزاليُّ، وابنُ سيِّد الناس، وابنُ رافع. وقد حدَّثنا عنه جماعة من شُيوخنا المصريين، منهم إسماعيل بن إبراهيم الحاكم. انتهى. ولم يذكر وفاته بالنسخة المطبوعة، بل بيَّض لذلك.
وذكره ابنُ فهد في "ذيل طبقات الحفاظ"
(4)
وقال: إنه توفي سنة ثمانٍ وأربعين وسبع مئة.
(1)
لحظ الألحاظ: 114.
(2)
لحظ الألحاظ: 114.
(3)
الدُّرر الكامنة: 2/ 145.
(4)
لحظ الألحاظ: 114.
1700 - (ت 748 هـ): عبدُ الرَّحمن بنُ أحمد بن محمد بن محمود المَرْداوي الحنبلي، ابنُ عمِّ جمال الدِّين القاضي
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرَر"
(1)
: ولد سنة ستين وست مئة وسمعَ من عبد الوهَّاب بن محمد. ومن ابن عبد الدائم. وماتَ في مُنتصف رَبيع الآخر، سَنة ثمانٍ وأربعين وسبع مئة. انتهى.
وذكره الحُسَيني في "ذيل طَبقات الحُفَّاظ"
(2)
، فقال: هو المُعَمَّر، عبدُ الرَّحمن، ابنُ الفقيه أحمد بن محمد بن محمود المَرْداوِي. حدَّث عن ابنِ عبد الدائم، وابن جوشتكين، وابنة كِنْدي، وطائفة. مات بقاسِيُون، سنة ثمانٍ وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1701 - (ت 748 هـ): أحمد بن الصَّلاح محمد بن أحمد بن بَدر بنِ مسمَع، البَعْلِي، ثم الدِّمشقي، الحنبلي
.
ذكره الحُسيني في "ذيل طبقات الحفاظ"
(3)
وقال: حدَّث عن الفخر، ومات في سَنة ثمانٍ وأربعينَ وسبع مئة. انتهى. وتقدَّمت ترجمةُ أبيه سنة عشر وسبع مئة.
1702 - (ت 748 هـ): محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر محمد بن أحمد بن قُدامة، المقدسِيّ، الحنبلي، الخطيبُ الصَّالح، القُدوة، عزُّ الدِّين، أبو عبد الله، ابنُ الشَّيخ العزّ
.
قال ابنُ العماد
(4)
: ولد في رجب، سَنة ثلاث وستين وست مئة. وسمع من ابنِ عبد الدائم، والكَرْماني، وغيرهما. وتفقَّه قديمًا بعمِّ أبيه، الشَّيخ شَمس الدِّين بن أبي عمر. ودرَّس بمدرسة جدِّه الشيخ أبي عمر. وخطبَ بالجامع المُظَفَّري دهرًا.
(1)
الدُّرر الكامنة: 3/ 114.
(2)
ذيل تذكرة الحفاظ: 38.
(3)
ذيل طبقات الحفاظ: 38، وأورده الحسيني في "ذيله على ذيل العبر" ص 264 وذكر أنه شافعي المذهب.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 157.
وكان من الصَّالحين الأخيار، المُتَّفَقِ عليهم. وعُمِّر، وحدَّث بالكثير، وخرَّجوا له مشيخة في أربعة أجزاء. ذكره الذهبي في "معجم شيوخه"، فقال: كان فقيهًا عالمًا، خيِّرًا متواضعًا، على طريقةِ السَّلف. توفي يوم الاثنين، عشري رمَضان، سَنة ثمانٍ وأربعين وسبع مئة. ودفن بتربة جدِّه الشَّيخ أبي عمر. انتهى.
وذكره ابنُ كثير في "تاريخه"
(1)
، وابن حجر في "الدُّرَر"
(2)
، وابن رجب في "الطَّبقات"
(3)
، والحسيني في "ذيل طبقات الحفَّاظ"
(4)
، وغيرهم.
- (ت 748 هـ): محمد بن أحمد بن عبد الله الحرَّاني. يأتي قريبًا، سَنة تسعٍ وأربعين وسبع مئة. [انظر: 1705].
1703 - (ت 748 هـ): سُليمان بن عبد الرَّحمن بن علي بن عبد الرَّحمن، النَّهْرَمارِي، البَغدادي، الحنبلي، نجمُ الدِّين، أبو المَحامِد، الرَّافِقي، الإِمام القاضي، الفقيه
.
قال ابنُ رجب
(5)
: قدم بغدادَ، وسمع بها، وأجاز له الكمالُ البزَّار، والرَّشيدُ بنُ أبي القاسم، وغيرهما. وتفقَّه على الشَّيخ تقي الدين الزريراتي، حتى برَعَ، وأفتى، وأعاد، عنده بالمُسْتَنْصِرِيَّة. ثم درَّس بالمُستنصِرية للحنابلة، بعد موت ابن البرزي، ونابَ في القُضاء، وحدَّث، سمعَ منهُ جماعة. وتوفي في جُمادى الآخرة، سنة ثمانٍ وأربعين وسبع مئة. وصُلِّيَ عليه بجامع قَصر الخِلافة، ودُفن بمقبرة الإِمام أحمد، بباب حَرْب. انتهى.
وذكره ابنُ العِماد
(6)
، وابنُ حجر في "الدُّرَر"
(7)
، وغيرهما.
(1)
البداية والنهاية: 14/ 224.
(2)
الدُّرر الكامنة: 5/ 12.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 441.
(4)
ذيل طبقات الحفاظ: 38.
(5)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 441.
(6)
لم نجده في مطبوع شذرات الذهب.
(7)
الدُّرر الكامنة: 2/ 294.
1704 - (ت 748 هـ): الشيخ عز الدين محمد، الحنبلي
. قال ابن كثير في "تاريخه"
(1)
. توفي يوم الثلاثاء، الحادي والعشرين من رمضان، سنة ثمانٍ وأربعين وسبع مئة، بالصالحية. وهو خطيب الجامع المظفري، وكان من الصالحين المشهورين، وكان كثيرًا ما يُلَقِّنُ الأمواتَ بعد دفنهم.
1705 - (ت 749 هـ): محمد بن أحمد بن عبد الله بن أبي الفَرَج بن أبي الحَسَن بن سرايا بن الوَليد، الحرَّاني، نزيلُ مصر، الفَقيه الفَرَضِيُّ، القاضي الحنبلي، بدرُ الدِّين، أبو عبد الله، ويُعرف بابن الحبَّال
.
قال ابنُ رجب
(2)
: ولد بعد السَّبعين وستَّ مئة تقريبًا، وسمعَ من العزِّ الحرَّاني، وابن خَطيب المِزَّة، والشَّيخ نجم الدِّين بن حمدان، وغيرهم. وتفقَّه، وبرعَ، وأفتى، وأعادَ بعدَّةِ مدارِس. ونابَ في الحُكم بظاهرِ القاهِرَة. وصنَّف تصانيفَ عديدة. وحدَّث. روى عنه جماعةٌ، منهم ابنُ رافع. وكان حسنَ المُناظرة، ليِّنَ الجانِب، لطيفَ الذَّات، ذا ذِهْنٍ ثاقِب. توفي في تاسع عشَر ربيع الآخر، سنة تسع وأربعين وسبع مئة. انتهى.
وذكرهُ ابنُ العماد
(3)
بنحوه، وأرَّخ وفاتَه سنة ثمان وأربعين وسبع مئة.
وذكره البدراني، وابنُ حجر
(4)
، وابنُ فهد
(5)
. وأرَّخوا وفاته سنة تسع وأربعين وسبع مئة.
وقال ابنُ حجر في ترجمته في "الدُّرَر": ولد سَنة خمسٍ وستين وستَّ مئة، في شهر ذي الحجَّة. وقرأ الفقه على ابن حَمْدان، والفخر علي بن البُخَاري، وغيرهما.
(1)
البداية والنهاية: 14/ 224. وقد تقدم في الترجمة (1700).
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 442.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 157.
(4)
الدُّرر الكامنة: 5/ 59.
(5)
لحظ الألحاظ: 122.
وسمع من أبي الحَسن بن الصوَّاف، مسموعَهُ من النَّسائي، وغيره. وبرعَ في الفُنون، وجمعَ. وتصدَّر للتَّدريس مُدَّةً، وناب في الحُكم. وكان قليلَ الحظِّ مغموضًا عليه من جهة مَنْ يؤذي النَّاس. قال السُّبكي: كان فاضلًا، ناب عن التَّقي الحنبلي. انتهى. وله مُصنَّفات، ذكر ابنُ رجب منها:"شرح الخِرَقي" في الفقه، وهو مُختصَرٌ جدًّا، وكتاب الفنون".
1706 - (ت 749 هـ): عمرُ بن سَعْد الله بن عبد الأَحد، الحرَّاني، الدِّمشقي، القاضي، الفقيه، الفَرَضِيّ، الحنبلي، زينُ الدِّين، أبو حَفْص، أخو شَرف الدِّين محمد
.
قال ابنُ العِماد
(1)
: ولد سَنة خمسٍ وثمانين وست مئة، وسمع من يوسُف بن الغسولي، وغيره، بالقاهرة، وغيرها. ودخل بغداد، وأقام بها ثلاثة أيام. وتفقَّه، وبرعَ في الفِقه والفرائض. ولازمَ الشَّيخَ تقي الدِّين ابنَ تيميَّة، وغيره. ووَلِيَ نيابة الحُكم عن ابن المُنَجَّا. وكان ديِّنًا، خيِّرا، حسنَ الأخلاقِ، متواضعًا، بشوشًا مُتثبتًا، سديدَ الأقضِية والأحكام. حدَّث ابنُ شَيخ السَّلَّامية عنه أنه قال: لم أَقْضِ قضيَّةً إلَّا وأعددتُ لها الجوابَ بين يَدَي الله تعالى. وذكره الذهبي في "المعجم المختص"، فقال: عالم ذكيٌّ، خيَّر وَقُور، متواضع، بصيرٌ بالفقه والعربية. سمعَ الكثير، وتخرَّج بابن تيميَّة، وغيره. وتوفي بالطَّاعون، سَنة تِسع وأربعين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(2)
بنحوه، وزاد: كتبَ بخطِّه الكثيرَ من كتُبِ المَذْهَب، ووَلِيَ مشيخة الضِّيائِيَّة، فألقى دروسًا محررة.
وذكره ابنُ حجر
(3)
بنحوه، وقال: تفقَّه بابن تيميَّة، وكان يحكُم بالمسائِل التي انفرد بها ابنُ تيمية. وقال ابنُ رجب: توفي في تاسع عشر ربيع الآخِر، من السَّنة المذكورة.
(1)
شذرات الذهب: 6/ 162.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 443.
(3)
الدُّرر الكامنة: 4/ 195.
1707 - (ت 749 هـ): الحُسَين بن بَدران بن داود، البَابَصْرِي، البغدادي، الفقيه، الخَطيب، المحدِّث، النَّحْوِي، الأديب، الحَنبلي، صفيُّ الدِّين، أبو عبد الله
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرَر"
(1)
: ولد يوم عَرفة، سنة اثنتي عشرة وسبع مئة. وسمع مُتأخِّرًا، وعُني بالحديث، وقرأ بنفسِه، وكتبَ بخطِّه الكثير، وتفقَّه، وبرعَ في العربيَّة، ونظمَ الشِّعر، وصنَّف. قال ابنُ رجب: قرأتُ عليه بعض "مُختصر الإِكمال" له. وسمعتُ بقراءته "صحيحَ البُخاري" على الجَمال مُسافر بن إبراهيم الخَالِدِيّ قال: ووَليَ الإِعادة بدار الحديث المُسْتَنْصِرِيَّة، فأقرأ بها علومَ الحديث، وكانَ بارعًا في الأدب، مُشاركًا في الحديث والتَّاريخ، مع الصِّيانة والدِّيانة، مات في سَابع عشَر رمضان، سَنة تسعٍ وأربعين وسبع مئة، مطعونًا. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(2)
بنحوه، وابنُ العماد في "الشَّذرات"
(3)
، وقال: دُفِنَ بباب حرب. وله مُصَنَّفَات منها: "مختصر في علوم الحديث" و"مختصر الإِكمال في أسماء الرجال".
1708 - (ت 749 هـ): سَعيد بنُ عبد الله، الهِنْدي، الدِّهْلِي، الجلالي، مولاهُم البغدادي، ثم الدِّمشقي، الحنبلي، الحافظ المُفيد الرحال، نجم الدِّين المؤرِّخ، مولى الصَّدر صَلاح الدِّين عبد الرحمن بن عُمر الحَريري
.
قال الحُسيني في "ذيل طبقات الحفاظ"
(4)
: نشأ ببغدادَ وطلبَ الحديثَ، ثم قَدِمَ دمشقَ، فسمع ابن الرَّضِيِّ، وبنتَ الكَمال، والجزيري، والمِزِّي، وخلائِق. وسمعَ بمصرَ، وحَماة، والثَّغر، والقُدس، فأكثر، وجمع فأوعى. وكانت لَهُ معرفةٌ جيِّدة بأحوال الرُّواة، ومواليدِهم، ووَفيَاتِهم، عارفًا بمعاني الحديث وفقهه. قال الذهبي: له عمل جيِّد، وهمَّة في التاريخ، وتكثيرِ المشَايخ، والأجزاء. وهُو ذكيٌّ صحِيحُ الذِّهنِ،
(1)
الدُّرر الكامنة: 2/ 165.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 443.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 162.
(4)
ذيل طبقات الحفاظ: 65.
عارفٌ بالرِّجال، حافظ. مات في طاعون سنة تسع وأربعين وسَبع مئة، عن بِضْع وثَلاثين سَنة. وقد حدَّث المِزِّي، عن السُّروجي، عنه انتهى.
وقال السُّيوطي في "ذيله على طبقات الحفَّاظ"
(1)
: قال الصَّفدي في "تاريخه": هو العالِمُ الإِمام الحافظ نشأ ببغداد، وارتحلَ إلى مِصر، وأقام بدمشق، وعَمِل في الحَديث عملًا جيِّدًا، ليس اليومَ في الشَّام مِثْله في التَّراجم، وأسماء الرِّجال. وهو حافظُ الشَّام بعدَ الذَّهبي، وله تآليف. ولد سَنة اثنتي عشرة وسبع مئة. وتوفي في خامس عشري ذي القعدة، سنة تسع وأربعين وسبع مئة، بالطَّاعون. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(2)
، وابنُ العماد
(3)
، وابنُ حجر
(4)
، وغيرهم. وله تصانيفُ منها:"تفتُّت الأكباد في واقعة بغداد" في التَّاريخ.
1709 - (ت 749 هـ): عُمر بن علي بن موسى بن الخَليل، البغدادي الأَزَجي، البزَّار، الفقيه الحنبلي، المحدِّث، سراجُ الدِّين، أبو حَفص
.
قال ابنُ العِماد
(5)
: ولد سنة ثمان وثمانين وستَّ مئة تقريبًا. وسمع من إسماعيل بنِ الطبَّال، وابن الدَّواليبي، وجماعة. وعُني بالحَديث، وقرأ الكَثير، ورحلَ إلى دمشق، فسمع بها "صحيح البُخاري" على الحجَّار بالحنبليَّة. وأخذَ عن الشَّيخ تقيِّ الدِّين ابن تيميَّة. وحجَّ مِرارًا، ثم أقامَ بدمشق. وكان حسنَ القِراءة، ذا عِبادَةٍ وتهجُّد. وصنَّف كثيرًا فِي الحديث وعُلومه، ثم توجَّه إلى الحَجِّ في سَنة تسعٍ وأربعين وسبع مئة، فتوفي في منزلة حَاجِر، قبل الوصول إلى المِيقات، ومَعه نحوُ خمسينَ نفسًا، بالطَّاعون. وذلك صبيحة يوم الثّلاثاء، حادي عشري ذي القعدة. ودُفن بتلك المَنزلة. انتهى.
(1)
ذيل طبقات الحفاظ: 356.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 445.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 163.
(4)
الدُّرر الكامنة: 2/ 269.
(5)
شذرات الذهب: 6/ 163.
وذكره ابنُ رجب
(1)
بنحوه، وابنُ حجر في "الدُّرر"
(2)
، وقال: هو جَدُّ صاحِبنا أحمد بن نصر الله. وذكر له صاحب "إيضاح المكنون"
(3)
كتاب "الأعلام العَلِيَّة في مناقِب ابنِ تيميَّة".
1710 - (ت 749 هـ): عليُّ بن عمر بن أحمد بن عمر بن أبي بكر بن عبد الله بن سَعد، الأنصاري، المَقْدِسي، الحنبلي، أبو الحسن، الشُّرُوطِيُّ، بهاء الدِّين بن عز الدِّين
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرَر"
(4)
: وُلد سَنة ستِّين وستَّ مئة، في رجب، وسمعَ من ابنِ عبد الدائم، والكَرْماني، وغيرهما. واشتغلَ، فمهر في الشُّروط، وأجاد الخطَّ، ومُتِّع بحواسه، حتى قاربَ التِّسعين، وهو يقرأ الخَطَّ الدَّقيق، وكان يستحضر أسماءَ النَّاس، وتواريخَهُم. وكان قد شَهِد عند قاضي القُضاة ابن خَلِّكان، فمن بَعده، إلى أنْ مات، في مُنتصف المُحرَّم، سَنة تِسع وأربعين وسبع مئة. قال السُّبكي: كان نَزِهَ النَّفس، عَدلًا عارفًا. وكان يحفظُ شِعرًا كثيرًا، وكان عديمَ النَّظير، في معرفةِ الخُطوط، والشُّروط، والمكاتيب الحكمية. انتهى.
وذكره الحُسَيني في "ذيله على طبقات الحفاظ"
(5)
وغيره.
1711 - (ت 749 هـ): عُمر بن نَجِيْح، القاضي الحنبلي، زينُ الدِّين
.
حدَّثَ عن التَّقِي بن الواسِطِيِّ، وغيره. وتوفي سَنة تسع وأربعينَ وسبع مئة بالطَّاعون العام. قاله الحُسيني في "ذيل طبقات الحُفَّاظ"
(6)
.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 444.
(2)
الدُّرر الكامنة: 4/ 211.
(3)
إيضاح المكنون: 1/ 103.
(4)
الدُّرر الكامنة: 4/ 104.
(5)
ذيل طبقات الحفاظ: 56.
(6)
ذيل طبقات الحفاظ: 56.
وذكره ابنُ كثير في "تاريخه"
(1)
، فقال: وفي صَبيحة يومِ الأربعاء، سَابع رجَب، صُلِّيَ على القاضِي زينِ الدِّين بن النَّجِيح، نائب القاضي الحَنبلي بالجامع المُظَفَّري. ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون. وكانَ مشكورًا في القَضاء، لديه فضائلُ كَثيرة، وديانةٌ وعبادة. وكانَ من أصحابِ الشَّيخ تقي الدِّين ابنِ تيميَّة. وقد وقع بينَهُ وبينَ القاضِي الشَّافِعي مُشاجَرات، بسَببِ أُمور، ثم اصطَلَحا فيما بعد ذلك. انتهى.
قلت: الظَّاهر أنَّه عمر بنُ سعد الله الحرَّاني، المُتقدم قريبًا. فإنَّ ابنَ حجر في "الدُّرر"، نسبه: ابن سَعد الله بن عبد الله بن نَجِيْح الحرَّاني، زين الدِّين. وأرَّخَ وفاتَه، كما ذكرَ ابنُ رجَب في تاسعِ عشرَ ربيع الآخِر، ثمَّ نقل عن السُّبكي أنه في سَادِس رَجَب، كما ذكر ابنُ كثير، والله أعلم. وقال الطَّهطاوي: هو عمر بن سعد الله بن عَبد الأحَد بن سَعْد الله بن عبد القادر بن نَجيْح.
- (ت 749 هـ): رجَبُ بن حسَن بن محمد بن أبي البَركات، جَدُّ ابنِ رجَب، تقدَّم سَنة اثنتين وأربعين وسبع مئة. وقد ذكره ابنُ حجر هنا
(2)
. [انظر: 1645].
1712 - (ت 749 هـ): أبو بكر بن نَجِيْح، الحنبلي، أخو عُمَر بن نَجِيْح، المُتقدِّم قريبًا
.
ذكره الحُسيني في "ذيل طبقات الحفَّاظ"
(3)
، وقال: روى عن الفَخر، وحدَّث. وتوفي بالطَّاعُون العامِّ، سَنة تسعٍ وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1713 - (ت 749 هـ): عبدُ الله بن علام، السَّامَرِّي، الفقيه الحنبلي
.
قال ابنُ رجب
(4)
: هو من أصحاب صَفِيِّ الدِّين، عبدِ المُؤمن بن عبد الحَقِّ. حَفِظَ "المُحَرَّر"، وقرأ على صَفِيِّ الدِّين "شرح المُحَّرر" تصنيفَه. وكانَ ذكيًّا. تُوفِّي
(1)
البداية والنهاية: 14/ 227.
(2)
الدُّرر الكامنة: 2/ 236.
(3)
ذيل طبقات الحفاظ: 56.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 432.
بدمشق، بالطَّاعون العَامِّ، سَنة تسعٍ وأربعين وسبع مئة.
1714 - (ت 749 هـ): ابن النَّبَّاش الحَنبلي
.
ذكره ابنُ رجب
(1)
، وقال: هو من أصحاب صفيِّ الدِّين عبدِ المُؤمن بنِ عبد الحَقِّ. وكان آيةً في الحِفظ، غاصَ في البَحْرِ، ولم يعلم له خَبر. قرأتُ عليه "مُختصر الخِرَقي" من حِفْظي. وسمعتُ عليه أجزاءَ كثيرةً من مُصنَّفاته. وصَحِبتُه إلى المَمات. ورأى عند وفاتِه طُيورًا بيضاءَ نازلة، رحمه الله. ولم يذكر وفاته، ولكن ذكرَهُ هنا مع من تُوفِّي بالطَّاعون العام سَنة تسعٍ وأربعين وسبع مئة.
1715 - (ت 749 هـ): إبراهيمُ بن أحمد بن المُحِبِّ عبد الله بن أحمد، الحنبلي، أبو إسحاق، المَقْدِسيُّ، أخو الشَّيخ محبِّ الدِّين عبد الله الصَّالحي السَّعدي
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرَر"
(2)
: ولد سَنة اثنتين وسبع مئة. وسمع من ابنِ المَوَّاز، والقاضي، وبنتِ جَوْهر، وطائفة. وطلبَ الحَديثَ وقتًا، وسمِعَ جُملةً، ولديه فضيلةٌ، وذهنُه جيِّد، وكتابتهُ سَريعةٌ حُلوة. واللهُ يُصلِحُه ويوفِّقُه قرأ للعامَّةِ بعد أخيه، واشتهَر. انتهى كلام الذَّهبي في "المعجم المُختَصّ". وقال ابنُ رافع: ولد سنة أربعٍ وكتبَ بخطِّه الطِّباقَ، وسمِعَ كثيرًا. ولا أعلمُه حدَّث. وقال ابنُ كثير: كانَ يُحدِّثُ بالجامع الأُمَوِيّ، وجامع تِنْكِز. وكان مجلسُه كثيرَ الجَمْع، لصَلاحِهِ، وحُسْنِ ما يأتي به. مات بالطَّاعون العامِّ، في العِشرين من رَجب، سَنة تسعٍ وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1716 - (ت 749 هـ): عبدُ الرَّحمن بنُ عبد الحَميد بن محمد بن عَبد الهادي، المَقْدِسِيُّ، الشيخُ المُسنِد، زينُ الدِّين، الحنبلي
.
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 432.
(2)
الدُّرر الكامنة: 1/ 7.
قال ابنُ فهد في "لحظ الألحاظ"
(1)
: توفي بمصر أو بالقاهرة، بالطَّاعون العَامِّ، سَنة تسعٍ وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1717 - (ت 749 هـ): عبدُ الله بنُ رشيق، الغَزِّي، الحنبلي
.
قال ابنُ كثير في "تاريخه"
(2)
: هو كاتبُ مُصَنَّفاتِ شيخِنا العلَّامةِ ابنِ تيميَّة. وكان أبصرَ بخطِّ الشَّيخِ منه، إذا غَرُبَ عن الشَّيخ شيءٌ منه استخرجَهُ أبو عبد الله هذا. وكان سريعَ الكِتابةِ، لا بأسَ به، ديِّنًا عابدًا، كثيرَ التِّلاوة. حسنَ الصَّلاةِ، له عيالٌ، وعليه دُيونٌ. وتوفي سَنة تِسع وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1718 - (ت 749 هـ): أحمدُ بن عبد الله بنِ أحمد بن الإِمام الحافظ شِهابِ الدِّين، الحنبلي، أبو الفَتْح بن المُحِبّ
.
قال الحافظُ أبو المَحاسِن الحُسَيني في "ذيله على ذيل العِبَر"
(3)
للذَّهبي: الحافظُ شِهابُ الدِّين، أبو الفتح، أحمد ابن شيخنا المُحب، عبد الله بن أحمد بن المُحبِّ المَقْدِسِيّ، الحنبلي. حدَّثَ عن عيسى المُطعم وغَيره. وتوفي سَنة تسعٍ وأربعين وسبع مئة. قالهُ ابنُ فهد
(4)
.
وذكره ابنُ حجر في "الدُّرَر"
(5)
، وقال: وُلد سَنة تسعَ عشرة وسَبع مئة وسَمعَ من ابنِ الزَّراد، وسِتِّ الفُقَهاء، وغيرهما. وأحضرهُ أبوه قبلَ ذلك على ابن الشِّيرازي، وابن سَعْد. وحصل له ثبتًا فيه شيءٌ كثير وقَفْتُ عليه. وطلبَ بنفسِه، وقرأ، وكتبَ، وخرَّج لنفسه ولغيره. وكانت فيه لُكْنَة. وتوفي في الطَّاعون العامِّ. سنةَ تسعٍ وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1719 - (ت 749 هـ): محمد بن محمد بن أبي الفَتح، الحنبلي، شهابُ الدِّين
.
(1)
لحظ الألحاظ: 119.
(2)
البداية والنهاية: 14/ 229.
(3)
ذيل العبر للحسيني: 278.
(4)
لحظ الألحاظ: 126.
(5)
الدُّرر الكامنة: 1/ 210.
قال الحسيني في "ذيل تذكرة الحفاظ"
(1)
: تُوفي بالطَّاعون العَامِّ، سنة تسعٍ وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1720 - (ت 749 هـ): محمد بن إبراهيم، الحنبلي، شَمسُ الدِّين
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرَر"
(2)
: توفي في ذِي القعدة: سَنة تِسعٍ وأربعين وسبع مئة. هكذا قرأتُه بخطِّ السُّبكي. انتهى.
1721 - (ت 749 هـ): محمَّدُ بن عمر بن أبي القاسم بن عُمر، السَّلاوِي، ثم الدِّمشقي، يكنى أبا محمد كاسمه، الحَنبلي
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرَر"
(3)
: ولد سَنة تِسعٍ وخَمسين وستَّ مئة. وقيل في الَّتي بعدَها. وأُسمع على أحمد بن عبد الدائم "صحيح مسلم"، وعلى ابن أبي اليُسر "سُنن النَّسائي"، وسمع من غيرهما، وحدَّث. ومات في شوَّال، سَنة تسع وأربعين وسَبع مئة. انتهى.
1722 - (ت 749 هـ): محمدُ بن عبد الهادي المَقْدِسِيُّ، الحنبليُّ، مُحتَسِبُ الصَّالحية
.
مات بدمشقَ، في الطَّاعون العامِّ، سنة تسعٍ وأربعين وسبع مئة. قاله ابنُ فهد في "ذيل طبقات الحفاظ"
(4)
. قلت: هو عمُّ شمسِ الدِّين، ووالد فاطمة، الآتي ذكرها، سنة ثلاث وثمان مئة إن شاء الله تعالى.
1723 - (ت 749 هـ): نفيسَةُ بنت إبراهيم بن سالم، أُخت إسماعيل بن الخبَّاز، المتقدِّم ذكرهُ، الحَنبليَّة
.
(1)
ذيل تذكرة الحفاظ: 57.
(2)
الدُّرر الكامنة: 5/ 28.
(3)
الدُّرر الكامنة: 5/ 384.
(4)
لحظ الألحاظ: 121.
قال ابنُ حجر في "الدُّرَر"
(1)
: ولدت سَنة ثلاثٍ وستِّين وستَّ مئة. وسمعتْ بإفادَة أخيها على ابنِ عبد الدائم جزء الدعاء، وجُزء ابن عَرَفة، ومن أوَّل الخامس إلى آخِر التَّاسِع من مَشْيَخَتِهِ تخريج أخيها. وسمعت أيضًا من عبد الوهَّاب بن النَّاصِح، وعبدِ الرَّحيم بنِ عبدٍ، وإسماعيل ابن العَسْقَلاني، وغيرهم. وأجاز لها الضِّياءُ محمدُ بن محمد بن عُمَر بن خَواجا الإِمام، وأيُّوب الفُقَاعي، وأبو شامة. وسمع منها البِرْزالي، والذَّهبي، وابن رافِع، وذكروها في معاجمهم. وحدَّثت كثيرًا إلى أنْ ماتَتْ في خامِس عشر جُمادى الأولى، سنة تسعٍ وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1724 - (ت 749 هـ): سُكَيْنَة بنتُ الحافظ شَرف الدِّين اليُونِيْني، الحنبليَّة
.
ذكرها الحُسيني في "ذيل طبقات الحفَّاظ"
(2)
، وقال: هي والدة شَيخنا، الإِمام بهاء الدِّين محمد بن محمد بن أبي الفتح الحَنبلي. تُوفِّيَتْ بالطَّاعون العامِّ، سَنة تسعٍ وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1725 - (ت 749 هـ): إبراهيمُ بن عليِّ بن إبراهيمَ بن صالح بن العَجَمي، الحَنبلي
.
تقدَّم ذكرُ جدِّه، أمَّا هذا، فقال ابن حجر في "الدُّرَر"
(3)
: نشأ يتعانى الأدب، فقالَ الشِّعر الحسن، وتعلَّم النَّحو، والمُوسِيقى. ومات بحلب بالطَّاعُون العامِّ، سَنة تسعٍ وأربعين وسبع مئة. وقد جاوزَ الأربعين.
1726 - (ت 749 هـ): محمدُ بن أحمد بن تمَّام ابن السَّرَّاج، الفقيه الحنبلي، شمسُ الدَّين، أبو عبد الله الشُّروطِيُّ، نقيبُ دارِ الحديث
.
سمعَ من عُمر بنِ القوَّاس، وغيره. وطلبَ الحديثَ قليلًا، ونسخَ بعضَ مَرْوِيَّاتِه. ونسخَ بخطِّه المليحِ كثيرًا للنَّاس. وقراءَتُه جيِّدة، لكنَّه لم يُفَرِّق أدباء الفَنِّ.
(1)
الدُّرر الكامنة: 6/ 163.
(2)
ذيل طبقات الحفاظ: 57.
(3)
الدُّرر الكامنة: 1/ 45.
سمعَ من عبد الرَّحمن، وجماعة. ومولدهُ بعد الثَّمانِين وستَّ مئة. وتوفي سَنة تِسعٍ وأربعين وسبع مئة. قاله الذَّهبي في "معجمه".
1727 - (ت 749 هـ): عبدُ القادِر بنُ أبي البَركات بن أبي الفَضْل بن أبي عَليّ، الدِّمشقي الحنبلي، مُحيي الدِّين ابن القُرَشِيَّة، البَعْلِي
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرَر"
(1)
: ولد سنة اثنتين وخمسين وستَّ مئة. وسمعَ على أحمد بنِ عبد الدائم حديثَ بكر بن بكَّار، و"فضائل مُعاوية" لابن أبي عَاصِم، وجزء أبي سَعْد البغدادي. وسمعَ أيضًا من يوسُف بن الحَسَن النَّابُلُسِيِّ، وإسماعيل بن أبي اليُسر، وأبي محمد بن عَطاء، وعبد الرَّحمن بن سَلْمان، والمُسلم بن محمَّد بن عَجْلان، وغيرهم. وكانتُ له خُصوصِيَّة بابن صصرى. وماتَ في الطَّاعُون العَامِّ، سَنة تسعٍ وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1728 - (ت 749 هـ): عليُّ الغَزِّي، الصَّالحي، الحَنبلي، نزيلُ الصَّالحية
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرَر"
(2)
: قرأتُ بخطِّ السُّبكي: كانَ رجلًا مُباركًا، فيه ذوقٌ، وتأمُّل في كلامِ أربابِ الطَّريق، وكان يُنسَبُ لابن تيميَّة. مات في ثالثِ رَجَب، سَنة تسعٍ وأربعين وسبع مئة. انتهى.
وذكرهُ ابنُ كثير في "تاريخه"
(3)
، وقال: وفي يوم السَّبت، ثالث رجَب سنةَ تسع وأربعين وسبع مئة، توفي الشَّيخ عليُّ الغَزِّي، أحدُ أصحاب الشَّيخ تقيِّ الدِّين ابن تيميَّة بالجامع الأفرمي بسَفْح قاسيُون. ودُفنَ بالسَّفْح، وكانت له عبادةٌ، وزَهادةٌ، وتقشُّف، ووَرَع. ولم يتَوَلَّ في هذهِ الدُّنيا وَظيفَة بالكُلَّيَّة، ولم يكن له مالٌ، بل كانَ يأتي بشيء من الفُتوح يَسْتَنْفِقُهُ قليلًا قليلًا. وكانَ يُعاني التَّصوُّفَ. وتركَ زوجةً وثلاثةَ أولاد. انتهى.
(1)
الدُّرر الكامنة: 3/ 188.
(2)
الدُّرر الكامنة: 4/ 172.
(3)
البداية والنهاية: 14/ 227.
1729 - (ت 749 هـ): عبدُ العَزيز بن هاشولا، الحَنبلي
.
ذكره ابنُ رجَب في "الطبقات"
(1)
، وقال: هو من أصحابِ صَفيِّ الدِّين عبدِ المُؤمِن بنِ عبد الحَقِّ، وحفظَ كتابَهُ في الفِقه والأصول، ووعَظَ ببغدادَ، ونظمَ الشِّعرَ، وكان حسنًا. توفي بالطَّاعون العَامِّ، سَنة تسع وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1730 - (ت 749 هـ): أبو بكر بن يُوسُف بن أحمد بن عَبد الدائِم، الحنبلي
.
ذكره ابنُ فهد في "لَحظ الألحاظ"
(2)
، وقال: توفي سَنة تسعٍ وأربعين وسبع مئة بالطَّاعون.
1731 - (ت 749 هـ): محمد بن أحمد بن محمد بن أبي العِزِّ، الحرّاني، شَمسُ الدِّين، الحنبلي
.
ذكره ابنُ فهد في "ذيل طَبقات الحفَّاظ"
(3)
، وقال: هو الصَّدر النَّبيل، المعروف بابن العناب. توفي بدمشقَ، سَنة تسعٍ وأربعين وسَبع مئة. ومولده سَنة أربع وسَبعين وست مئة. انتهى.
1732 - (ت 750 هـ): أحمدُ بنُ عليِّ بن محمد البابصري، البَغدادي، الفَقيه الحنبلي، الفَرَضِيُّ، الأديبُ، جمالُ الدِّين، أبو العبَّاس
.
قال ابنُ العِماد
(4)
: ولد سَنة سَبع وسبع مئة تقريبًا، وسمعَ الحديثَ على صَفيِّ الدِّين عبدِ المُؤمن بنِ عبدِ الحَقِّ، وعليِّ بنِ عبد الصَّمد، وغيرهما. وتفقَّه على الشَّيخ صَفيِّ الدِّين، ولازَمَهُ، وعلى غيره. وبرَعَ في الفرائض والحِسَاب، وقرأ الأُصولَ، والعربيَّةَ، والعَروض، والأدبَ، ونظمَ الشِّعر الحسنَ. وكتبَ بخطِّه الحسنِ كثيرًا. واشتغلَ، واشتهرَ بالاشتِغال والفُتيَا، ومعرفةِ المذهَبِ وأثنى عليه فُضلاء
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 432.
(2)
لحظ الألحاظ: 123.
(3)
لحظ الألحاظ: 121.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 166.
الطَّوائف. وكانَ صالحًا، ديِّنًا، متواضعًا، حسنَ الأخلاقِ، طارحًا للتكلُّفِ. قال ابنُ رجب: حضرتُ دروسَهُ وأشغاله غيرَ مرَّة، وسمعْتُ بقراءَتِه الحديثَ. وتوفِّي في طَاعُون عامِ خَمسين وسبع مئة ببغداد، بعَد رُجوعه من الحَجِّ. انتهى.
وذكره ابنُ رجب
(1)
بنحوه.
1733 - (ت 750 هـ): علي بن المنجا عُثمانُ بن أسعَد بن المنجا، التَّنوخي، الحنبلي، علاءُ الدِّين، أبو الحَسَن، ابنُ الشَّيخ زين الدين، قاضي القُضاة
.
قال ابن العماد
(2)
: ولي القضَاءَ من سَنةِ اثنتين وثلاثين، وحدَّث بالكَثير. قال ابنُ رجب: قرأتُ عليه جزءًا فيه الأحاديثُ الَّتي رواها مُسلم في "صحيحه" عن الإِمام أحمد بسَماعه الصَّحيح من أبي عبدِ الله محمد بنِ عبد السَّلام بن أبي عَصْرُون، بإجازته من المُؤَيَّد. توفي في شَعْبان، سَنة خَمسين وسبع مئة بدمشق. ودفن بسَفْح قاسِيُون. انتهى.
وذكرهُ ابنُ حجر في "الدُّرَر"
(3)
: ولد ليلةَ النِّصف من شَعْبان، سَنة سبَع وسَبعين وستَّ مئة. وفي طَبقات ابنِ رَجَب: ثلاثٍ وسَبعين وستَّ مئة، وسمعَ من الفَخرِ، وابنِ شَيبان، وغيرهما. واشتغلَ على مذهبِ الحنابلة، إلى أن ولي قضاءَ الحنابِلة في رجَب، سَنة اثنتين وثَلاثين وسبع مئة، وقال ابنُ رجب: كانَ عفيفًا، ديِّنًا، زاهدًا، طيِّبَ المَطْعَم والمَشْرب، لا يأكلُ لأحدٍ شيئًا، ولا يشرَبُ، ولو كان صديقَهُ ورفيقَه. انتهى.
وذكره ابنُ عبد الهادي
(4)
.
1734 - (ت 750 هـ): أبو بكر بنُ أحمد بن محمد بن عبد الرَّزاق
بن
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 445.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 167.
(3)
الدُّرر الكامنة: 4/ 159.
(4)
الجوهر المنضَّد: 88.
هِبَة الله بن كتائِب، الصَّالحي الدَّقَّاق، المَغَاري، نسبةً إلى مَغَارة الدَّم بقاسِيُون، الحنبلي.
قال ابنُ حجر في "الدُّرَر"
(1)
: ولد في شَوَّال سَنة تسعٍ وسَبعين وستَّ مئة، وسمعَ من أبيه "النَّهي عن الهِجران" للحربي: أنا المُوفَّق بن قُدامة، ومنَ الفَخر بنِ البُخاري "مَشْيخته"، و"السُّنَن" للدَّارقُطني. وحدَّث. سمعَ منه العَلائي، وابنُ رافع، وغيرهما. وحدَّث عنه الشَّيخُ أبو عبد الله بنُ قوَّام، وعُمر البالِسِيّ، وغيرهما. قال ابنُ رافع: كانَ دقَّاقًا في القُماش ونجَّارًا. مات في ثلاثٍ وعشرين للمُحرم، سنة خمسين وسبع مئة. ووَهِمَ من أرَّخه سَنة ثلاث وخمسين وسَبع مئة. انتهى.
1735 - (ت 750 هـ): زَينبُ بنتُ إسماعيل بن إبراهيم بن سَالم بن سَعْد بن رِكَاب بن الخبَّاز، المُلَقَّبة أمةَ العَزيز، الحنبلية
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرَر"
(2)
: وُلدتْ في سَلْخ جُمادى الأولى، سَنة تسعٍ وخَمسين وستَّ مئة. وأسمَعها أبوها من ابن عَبد الدائم "الدُّعاء" للمَحَامِلِيِّ، و"حديث سَابور" و"المبعث"، و"مشيخته" تخريجه لنفسه، وجزء ابن عَرَفة و"الأربعين" للآجُرِّي، و"انتخاب الطَّبراني"، وحديث أيُّوب، و"جزء ابن الفرات" و"المئة الفُراويَّة"، و"حديث أبي الشَّيخ"، وجزءًا من حديث البَغَوِيِّ، وابن صاعد، وابن أبي شَيبة، وابن المُخَلِّص عنهم. ومن يحيى بن الحنبلي "الرِّحلة" للخَطيب، ومن ابن أبي اليُسر "القَناعة" للخرائطيِّ، وثاني حديث مُحمَّد بن يوسُف الفِرْيابي. وعلى الكَمال بن عبد "فَضل الخليل"، وجزء ابن جَوْصَا. وعلى ابن الأَوْحَد "مُنتقى من مَغازي موسى بن عُقبَة". وعلى الكَرْماني "مجالس المَخْلَدي". وعلى عبد الوهَّاب بن النَّاصِح "جزء الحَرِيْرِي"، و"جزء ابن جَوْصَا". وعلى أبي بكر بن النَّشبي "العلم لأبي خَيثمة"، وغير ذلك. وسَمعَتْ أيضًا من الحَسن بن الحُسَين بن المُهَيْر، وعبد الرَّحمن بن مَعالي بن أحمد المُطعم، وعُمَر بن حامِد بن عبد الرَّحمن،
(1)
الدُّرر الكامنة: 1/ 522.
(2)
الدُّرر الكامنة: 2/ 249.
ويوسُف بن مَكْتُوم. ولها حُضور على عبدِ الله بن أبي عُمَر المَقْدِسِيِّ وأَيْبِك الجَمَالِيّ، وأحمد بن عَبد الله الكُوفي. وماتَتْ سَنة خَمسين وسَبع مئة. انتهى.
1736 - (ت 751 هـ): يوسُف بن يحيى بن النَّاصِح عبدُ الرَّحمن بن النَّجم، الحنبلي، الشِّيرازي الأصل، الدِّمشقي، شمسُ الدِّين، أبو المَحاسِن، ابن سَيْفِ الدِّين
.
قال ابن حُجر في "الدُّرَر"
(1)
: ولد سَنة خمسٍ وسِتِّين وستَّ مئة. وأُحضِر على أبيه، وهُو خاتمة أصحاب الخُشُوعِيِّ. ومات سَنة اثنتين وسَبعين وستَّ مئة. وأُسمِعَ على ابن أبي عُمر، وابنِ شَيبان، وابن البُخاري، وابن المُجاور، والتَّقي الوَاسِطِيّ، وغيرهم. ووَلِيَ تَدريس الصَّالحيَّة ونظرها، ودرَّس بغيرها. ووَليَ مَشْيَخة الكَامِلِيَّة. سمِعَ منهُ ابنُ رافِع، وأثنى عليه، وآخرون. وماتَ في شَهر شَعبان، سَنة إحدى وخَمسين وسبع مئة. انتهى.
1737 - (ت 751 هـ): خَليلُ بن أبي بكر بن عليِّ الحلبي، الحنبلي، المعروف بابن البَغدادي
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرر"
(2)
: سمعَ من الكَمال ابن الفُوَيْرَة، وأخذ عنهُ شِهابُ الدِّين بن رَجَب. وماتَ بعد الخَمسين وسبع مئة. انتهى.
1738 - (ت 751 هـ): مَنْصور بن إسحاق بن مَنصور بن محمَّد بن شَافِع الصَّعيدي، ناصرُ الدِّين، أبو الفَتح، الدِّمشقي، الحنبلي، ابنُ بنت الشَّقراوي
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرر"
(3)
: ولد سَنة ثمانين وسِتِّ مئة تقريبًا. وأُحضِر عندَ الشَّيخ شمسِ الدِّين بن أبي عُمَر، وأحمد بن شَيْبان، وسَمِعَ من الفَخْر، وزَيْنَب بنت مَكِّي. ذكرَهُ ابنُ رافع وقال: حدَّثَ، وجلَسَ مع الشُّهود. ونزلَ بالمدارس. وقال
(1)
الدُّرر الكامنة: 6/ 254.
(2)
الدُّرر الكامنة: 2/ 210.
(3)
الدُّرر الكامنة: 6/ 125.
شيخُنا العِراقي: تكلَّموا فيه. مات بدمشقَ في ثاني شَهر ربيعِ الآخِر سَنة إحدى وخَمسين وسبع مئة. انتهى.
1739 - (ت 751 هـ): الحسَنُ بنُ علي بن محمَّد، البغدادي، الدِّمشقي، الحنبلي، أبو عَلي، الصُّوفي النَّقيب بالسُّمَيْساطِيَّة
.
قال ابنُ حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
: سمعَ من العزِّ الفاروثي "عوارِف المَعارِف": أنا المصنف. وسمعَ بمصرَ من المنشاوي والواني، والخُتَنِي، وحسَن الكُردي. وبالشَّام من زَينب بنت شكر، وستَّ الوُزراء. وبِبَعْلَبَكَّ، وحماةَ، وحلبَ، والإِسْكَندَرِيَّة، ودِمْياط، وغيرها. وأكثرَ من المشَايخ جِدًّا، حتَّى خرَّج له شمسُ الدِّين بنُ سعد مشيخة عن ألف شَيخ. قال ابنُ رافِع: وكان خَيِّرًا صالحًا، محبوبَ الصُّورة مُحبًّا للسَّماع، وله وَجاهة. ماتَ سَنة إحدى وخَمسين وسبع مئة، في شوَّال، وله من العُمر سَبعٌ وثمانون سَنة وأشهُر. قال: وسألتهُ عن مَولدِهِ فقال: يوم الخميسِ ثامِن عشرَ رجَب، سَنة سبعٍ وستِّين وستَّ مئة. انتهى.
1740 - (ت 751 هـ): محمَّد بنِ أبي بكر بن أيُّوب بن سَعْد بن حَريز، الزُّرَعِي، الدِّمشقي الحنبلي، شمسُ الدِّين ابنُ قيِّم الجَوْزِيَّة، العلَّامة الكَبير، المُجتهد المُطلق، المصنِّف المَشْهور، المُفَسِّر النَّحوي، الأُصولي المُتكلِّم
.
قال ابنُ العماد
(2)
قال ابنُ رجب
(3)
: ولد سَنة إحدى وتسعين وستَّ مئة. وسمعَ من الشِّهاب النابلسي العابر، والقَاضِي تقيِّ الدِّين سُليمان، وفاطِمة بنت جَوهَر، وعيسَى المطعم، وأبي بَكر بن عَبد الدائِم. وتفقَّه في المَذْهب، وبرعَ، ولازمَ الشَّيخ تقيَّ الدِّين ابن تيميَّة، وأخذَ عنه وتفنَّن في عُلوم الإِسلَام، وكان عارفًا بالتَّفسير لا يُجارى فِيه، وبأصُول الدِّين، وإليه فيهما المُنتهى، والحديث، ومَعانيه وفِقْهِه، ودَقائِق الاسْتنباطِ منه، لا يُلحَقُ في ذلك، وبالفِقه وأُصولِه، وبالعَربيَّة، ولهُ فيها اليَدُ
(1)
الدُّرر الكامنة: 2/ 133.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 168.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 447.
الطُّولى. وتعلَّم الكَلام، والنَّحوَ، وغيرَ ذلك. وكان عالمًا بعلمِ السُّلوك، وكَلامِ أهْلِ التَّصوُّف وإشاراتِهم، ودَقائِقِهم، لهُ في كُلَّ فنًّ من هذه الفُنون اليَدُ الطُّولى. قال الذهبي: في "المختص": عُني بالحَديثِ ومُتونِه وبعضِ رجالِه، وكان يشتغل في الفِقْه، ويُجيد تقريرَهُ وتدريسَهُ، وفي الأصلَيْن. وقد حُبِسَ مُدَّة لإِنكاره شَدَّ الرَّحال إلى قَبْر الخليل. وتصدَّى للإِشْغَالِ، وإقراءِ العلمِ ونَشْره. قال ابنُ رجب: وكانَ رحمه الله ذا عِبادةٍ وتهجُّد، وطُولِ صَلاة، إلى الغاية القُصوى، وتأَلُّهٍ ولهج بالذَّكر، وشغَفٍ بالمحبَّة، والإِنابَة، والاستغفارِ، والافْتِقارِ إلى الله، والانكسارِ لهُ، والاطِّراحِ بينَ يديه على عَتَبة عُبوديَّته. ولم أُشاهِد مِثلَهُ في ذلك، ولا رأيتُ أوسعَ منهُ علمًا، ولا أعرفَ بمعاني القرآنِ والسُّنَّة وحَقائِق الإِيمان مِنْه. وليسَ هُو بالمعصوم، ولكن لم أرَ في مَعناه مِثْلَه. وقد امتُحن وأُوذِيَ مرَّات، وحُبس مع الشَّيخ تقيِّ الدِّين ابن تيميَّة في المرَّةِ الأخيرة بالقَلْعة مُنفرِدًا عنه، ولم يُفرج عنهُ إلَّا بعدَ مَوْتِ الشَّيخ، وكانَ في مُدَّةِ حَبْسِهِ مُشتغلًا بتِلاوةِ القُرآن، وبالتدبُّرِ والتَّفكُّرِ، ففُتِحَ عليه من ذلكَ خيرٌ كَثير، وحصَلَ لهُ جانبٌ عظيمٌ من الأذواقِ، والمَواجِيد الصَّحيحة، وتسلَّطَ بسبَبِ ذلك على الكَلامِ في علومِ أهْلِ المَعارف، والدُّخولِ في غَوامِضِهم، وتصانيفُه مُمتَلِئة بذلك. وحَجَّ مرَّاتٍ كثيرة وجَاورَ بمكَّة وكانَ أهلُ مكَّة يذكُرون عنه من شِدَّةِ العِبادةِ، وكَثْرةِ الطَّواف أمرًا يُتَعَجَّبُ منه. ولازمْتُ مجالِسَهُ قبلَ موته، أزيدَ من سَنة، وسمعْتُ عليه قصيدَته النُّونيَّة الطَّويلة في السُّنَّة، وأشياءَ من تَصانيفه، وغيرها. وأخذَ عنه العِلمَ خلقٌ كثير، من حَياة شيخِه وإلى أن مات، وانتفَعُوا به. وكانَ الفُضلاءُ يُعَظَّمونَهُ ويتَّلمَذونَ له، كابن عبد الهادي، وغيره. وقال القاضي بُرهان الدَّين الزُّرَعي عنه: ما تحتَ أديمِ السَّماء أوسع علمًا مِنهُ. ودرَّس بالصَّدرية، وأَمَّ بالجَوْزِيَّة مُدَّة طَويلَة. وكتبَ بخطَّه ما لا يُوصَفُ كَثْرةً. انتهى.
وقال الشَّوْكانيُّ في "البَدر الطَّالع"
(1)
: أَخَذَ الفَرائض عن أَبيه، وأخذَ الأُصولَ عن الصَّفِيَّ الهِنْدِيّ، وابنِ تيميَّة، وسمعَ منه. وبرعَ في جَميع العُلوم، وفاقَ الأقرانَ،
(1)
البدر الطالع: 2/ 143.
واشتهَر في الآفاقِ، وتبحر في مَعرفةِ مذاهِب السَّلف. وغلبَ عليه حُبُّ ابنِ تيميَّة، حتَّى كان لا يخرُج عن شيءٍ من أقواله، بل كانَ ينتصرُ له في جميعِ ذلك وهُوَ الَّذي نشرَ علمَهُ فيما صنَّفه من التصانيف الحَسَنة المَقبُولة. واعتُقِلَ معَ ابنِ تيميَّة، وأُهِينَ، وطِيْفَ به على جَمَلٍ مَضروبًا بالدَّرَّة. فلمَّا ماتَ ابنُ تيميَّة أُفرجَ عنهُ، وامتُحِنَ محنةً أُخرى بسَببِ فَتاوى ابنِ تيميَّة. وكان يَنالُ من عُلماءِ عَصْره ويَنالونَ منه. قال الذَّهبي في "المختص": حُبِسَ مُدَّة لإِنكاره شَدَّ الرَّحل إلى زيارة قَبْر الخَليل ثُمَّ تَصدَّر للإِشغال، ونَشْرِ العِلم. ولكنَّه مُعجَبٌ برأيه جَريى على أمور. انتهى. قال الشَّوكاني: قلتُ: بل متقيَّدًا بالأدِلَّة الصَّحيحة، مُعجبًا بالعملِ بها، غيرَ مُعوَّلٍ على الرأي، صادعًا بالحقَّ، لا يُحابي أحدًا في ذلك، ونِعْمَتِ الجُرأةُ.
وقال ابن كَثير: كانَ مُلازِمًا للاشتِغال ليلًا ونهارًا كثيرَ الصَّلاة والتِّلاوة، حسنَ الخُلُقِ، كثيرَ التَّودُّدِ، لا يَحسُد ولا يَحقِد، إلى أن قال: لا أعرفُ في أهلِ زَمانِنا من أهلِ العِلم أكثرَ عِبادةً منهُ، وكان يُطيلُ الصَّلاة جِدًّا، ويَمدُّ ركوعَها وسُجودَها، وكانَ يُقصَدُ للإِفتاء بمسألة الطَّلاق. وكان إذا صَلَّى الصُّبحَ جلسَ مكانَهُ يَذكُر الله تَعالى حتَّى يتعالى النَّهار، ويقول: هذه غذوتي، لو لم أَفْعَلْها سَقَطَتْ قُواي. وكان يقول: بالصَّبر والتَّيسير تُنال الإِمامةُ في الدِّين. وكان يقول: لا بُدَّ للسَّالكِ من هِمَّة تُسَيِّرُه وتُرَقَّيه، وعلمٍ يُبَصِّرُه ويَهديه. وكان مُغرًى بجَمْع الكتُب، فحصَّل منها ما لا يُحصَر، حتى كانَ أولادُه يَبيعون منَها بعدَ موتهِ دهرًا طويلاً، سِوى ما اصْطَفوه لأنفُسِهم مِنها. وله من التَّصانيف كثرة. وكلُّ تصانيفه مرغوبٌ فيها بين الطَّوائف. قال ابنُ حجر في "الدُّرر": وهُوَ طَويل النَّفَس فيها، يتعَانى الإِيضاحَ جُهدَه، فيُسهِبُ جِدًّا ومُعظَمُها من كَلامِ شيخهِ، مُتصرَّفٌ في ذلك، ولهُ مَلَكة قَويَّة، فلا يَزال يُدَندِنُ حَولَ مُفرداتِه، وينصرُها ويحتجُّ لها. انتهى.
وقال الشَّوكاني: وله من حُسنِ التَّصرُّفِ وعُذوبةِ الكَلامِ الزائدة، وحُسنِ السَّياق، ما لا يَقدِرُ عليه غالبُ المُصَنَّفين، بحيثُ تعشَقُ الأفهامُ كلامَه، وتميلُ الأذهانُ إليه، وتُحِبُّه القُلُوب، وليس له على غير الدَّليل مُعَوَّل في الغالب، وقد يَميلُ
نادرًا إلى المَذهب الذي نشأَ عليه، ولكنه لا يتجاسَرُ على الدَّفع في وُجوه الأدلَّة بالمحامِلِ البَارِدة. كما يفعَلُه غيرُه من المُتَمَذهِبين، بل لا بُدَّ له من مُستَندٍ في ذلك. وغالبُ أبحاثه الإِنصافُ، والمَيلُ مع الدَّليل حيثُ مالَ، وعدمُ التَّعويلِ على القِيل والقال. وإذا استَوعبَ الكَلامَ في بَحثٍ، وطوَّلَ ذُيولَهُ أتى بما لم يأتِ به غيرهُ، وساقَ ما ينشَرِحُ له صدر الرَّاغِبين في أخذِ مذاهبهم عن الدَّليل. وأظُنُّها سَرَتْ إليه بركةُ ملازمَتِهِ للشَّيخ ابنِ تيميَّة في السرَّاءِ والضرَّاءِ، والقيامِ مَعَه في مِحَنِهِ، ومُواسَاتِهِ بنَفْسِهِ، وطُولِ تردُّدِه إليه، فإنَّه ما زالَ مُلازمًا لهُ من سَنة اثنتي عَشرةَ وسبع مئة، إلى حين وفاتِه. وبالجُملة فهو أحدُ من قامَ بنشرِ السُّنَّة، وجعلَها بينَهُ وبينَ الآراءِ المُحدَثَة أعظمَ جُنَّة، فرَحمَهُ الله، وجزاهُ عن المُسلمين خيرًا. وحُكِيَ عنه أنَّه قَبلَ موتِه بمُدَّة، رأَى شيخَه ابنَ تيميَّة في المنامِ، فسأله عن منزلتهِ أي ابن تيميَّة، فقال: إنَّه أُنزِل فوقَ فُلان، وسمَّى بعضَ الأكابر، وقال له: وأنت كِدْتَ تلحَقُ به، ولكن أنت في طَبقةِ ابنِ خُزَيمة. انتهى.
قال ابنُ رجب
(1)
: توفِّي رحمه الله وقتَ عشَاء الآخرة، ليلة الخَميس، ثالث عشرين رجَبَ، سَنة إحدى وخمسين وسبع مئة. وصُلَّي عليه من الغَد بالجامِع، عَقِيْبَ الظُّهر، ثم بجامع جراح. ودُفن بمقبرة البابِ الصَّغير وشيَّعه خَلْقٌ كثير، ورُئِيت له مَناماتٌ كثيرةٌ حَسنة، رضي الله عنه. انتهى.
قال ابنُ حجر في "الدُّرر"
(2)
: وهو القائلُ:
بُنيُّ أبي بَكْر كثيرٌ ذنُوبهُ
…
فليسَ على مَنْ نالَ مِنْ عِرضهِ إثْمُ
بنيُّ أبي بَكْر غَدا مُتصَدِّرًا
…
يُعَلِّمُ علمًا وهو ليس له عِلمُ
بُنيُّ أبي بكر جَهولٌ بنفسِهِ
…
جَهولٌ بأمرِ الله أنَّى لَهُ العِلمُ
بنيُّ أبي بكر يرومُ تَرَقَّيًا
…
إلى جَنَّةِ المأوى وَليسَ له عَزْمُ
بنيُّ أبي بكر لقد خابَ سَعْيهُ
…
إذا لم يكُن في الصَّالِحاتِ له سهمُ
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 447.
(2)
الدُّرر الكامنة: 5/ 140.
بنيُّ أبي بكر كما قال ربُّه
…
هلوعٌ كَنودٌ وَصْفُه الجَهلُ والظُّلمُ
بنيُّ أبي بكر وأمثالهُ غَدتْ
…
بفتواهمُ هَذي الخَليقةُ تأتَمُّ
وليسَ لهُم في العِلم باعٌ ولا التُّقى
…
ولا الزُّهدِ والدُّنيا لديهم هي الهَمُّ
بنيُّ أبي بكر غدا مُتَمَنَّيًا
…
وِصالَ المَعالي والذُّنوبُ له هَمُّ
انتهى المُرادُ جمعهُ في ترجمتهِ، وهي مَشهورة، قَلَّ أن يخلوَ من ذِكرهِ والثَّناء عليه كتابٌ، فلهذا أضْرَبْتُ عن التَّطويل، حَسْبَ ما يقتَضِيهِ عَملي في هذا المُختصَر. ومع ذلك فلعلِّي أتيتُ بما فيه، كِفايَة ومَقْنَع، وتَذكِرَة لِمُحبَّيه، رحمه الله.
وله تصانيفُ كثيرة، ذكرَ ابنُ رجَب منها:"تهذيبُ سُنن أبي داود" وإيضاح مُشكِلاته، والكلامُ على ما فيه من الأحاديثِ المَعلولة مُجلَّد، "سفر الهِجرَتين وبابُ السَّعادَتَيْن" مُجلَّد ضخم، "مراحلُ السَّائرين بين منازِلِ إيَّاكَ نعبُد وإيَّاكَ نَستعين" مجلَّدان، وهو شَرح منازل السَّائرين لشيخ الإِسلام الأنصاري، كتابٌ جليلُ القَدرِ، "عقدُ محكم الأحِبَّاء بينَ الكلمِ الطَّيِّب والعملِ الصَّالح المرفوع إلى رَبَّ السَّماء" مجلَّد ضخم، "شرحُ أسماءِ الكِتابِ العَزيز" مجلَّد، "زاد المُسافِرين إلى مَنازل السُّعداء في هَدي خاتَمِ الأنبياء" مُجلَّد، "زَاد المعاد في هَدي خَيرِ العِباد" أربع مُجلَّدات، وهو كتابٌ عظيمٌ جِدًّا، "جَلاءُ الأفهام في ذكِر الصَّلاة والسَّلام عَلى خَيرِ الأنام" وبيانُ أحاديثها وعِلَلِها مجلَّد، "بيانُ الدَّليل على استغناء المُسابقة عن التَّحليل" مجلَّد، "نقدُ المنقول والمِحَكُّ المُمَيَّزُ بينَ المردود والمَقبُول" مجلَّد، "إعلام المُوقَّعين عن رَبِّ العالَمين" ثلاث مجلَّدات، "بدائِع الفَوائِد" مجلَّدان، "الكَافيةُ الشَّافيةُ في الانتِصار للفِرْقَةِ النَّاجية" وهي القَصيدة النُّونيَّة في السُّنَّة مجلَّد، قلتُ: تبلغُ سِتَّة آلافِ بَيت، "الصَّواعِقُ المُنزَلَة على الجَهْمِيَّة والمُعَطَّلة" في عِدَّة مُجلَّدات، "حادي الأرواح إلى بلادِ الأفراح" في صِفة الجنَّة مُجلَّد، "روضةُ المُحِبَّين ونزهةُ المُشتاقِين" مجلَّد، "الدَّاءُ والدَّواءُ" مجلَّد، "تُحفةُ الوَدود في أحكامِ المَولود" مجلَّد لطيف، "مفتاحُ دارِ السَّعادة" مجلَّد ضَخْم، "اجتماعُ الجُيوشِ الإِسلاميَّة على غَزْوِ الفِرقَةِ الجَهْمِيَّة" مجلَّد، "مَصائِدُ الشَّيطان" مُجلَّد. قُلت: هو "إغاثة اللَّهفان". "الطُّرق الحِكميَّة" مجلَّد، "رفعُ اليَدين
في الصَّلاة" مجلَّد، "نكاحُ المحرم" مجلَّد، "تفضيلُ مكَّة على المَدينَة" مجلَّد، "فضلُ العُلماء" مجلَّد، "عُدَّةُ الصَّابرين" مجلَّد، "الكبائر" مجلَّد، "تاركُ الصَّلاة" مجلَّد، "نورُ المؤمن وحياتهُ" مجلَّد، "حكمُ إغمامِ هلالِ رمَضان" مجلَّد، "التَّحريرُ فيما يَحِلُّ ويَحرُمُ من الحَرير"، "جواباتُ عابدي الصُّلبان وأنَّ ما هُم عليه دين الشَّيطان"، "بُطلانُ الكيمياء من أربعينَ وَجْهًا" مجلَّد، "الفَرْقُ بينَ الخُلَّة والمَحَبَّة ومناظرةُ الخَليل لِقَومهِ" مجلَّد، "الكَلِم الطَّيِّبُ والعَملُ الصَّالح" مجلَّد لَطِيف، "الفتحُ القُدسِيّ"، "التُّحفةُ المَكِّيَّة"، "أمثالُ القرآن"، "شرح الأسماءِ الحُسنى"، "إيمان القرآن"، "المسائل الطَّرابُلُسِيَّة" ثلاث مجلَّدات، "الصِّراطُ المُستقيم في أحكام أَهْلِ الجَحيم" مجلَّدان، "كتابُ الطَّاعُون" مجلَّد لطيف.
هذا ما ذكرَهُ ابنُ رجَب، وله غيرُ ذلك كثيرٌ. منها: كتاب "الرُّوح" مجلَّد، و"إغاثةُ اللَّهفان في حُكم طَلاق الغَضبان" مجلَّد لطيف، و"الفوائد" مجلد لَطيف، و"شفاءُ العَليل في القَضاء والقَدر والحِكمةِ والتَّعليل" مجلَّد، و"هِدايةُ الحَيارى من اليَهودِ والنَّصارى" مجلَّد، وكتاب "الإِيجاز"، و"تدبيرُ الرئاسة في القَواعد الحكمية بالذَّكاء والقَريحة"، و"تفسير الفاتحة"، "حُرمة السَّماع"، "ربيعُ الأبرارِ في الصَّلاةِ على النَّبِي المُختار"، "عقدُ محكم الإِخاء"، "الفروسيَّة المحمَّدية". كتاب "الصَّبرُ والسَّكنُ""معاني الأدواتِ والحُروف"، "مُقتَضى السِّياسة في شَرح نُكَت الحماسَة""المنار المُنيف في الحَديث الصَّحيح والضَّعيف"، "المَورِد الصَّافي والطَّلُّ الوافي"، "الاستدلالُ على بُطلان مُحَلَّلِي السَّباق والنضال"، "تحفةُ النَّازلين نحوَ رَبَّ العَالَمين"، وغير ذلك، ككتاب "أحكام أهل الذِّمَّة".
- (ت 752 هـ): محمدُ بن عبد المَجيد بن أبي الفَضْل بن عَبد الرَّحمن بن زَيد، البَعْلي، الحَنبلي، بدر الدِّين. [انظر: 1391].
قال ابنُ حجر في "الدُّرر"
(1)
: ولدَ سَنة خَمسٍ وأربعين وستَّ مئة، وتعانى
(1)
الدُّرر الكامنة: 5/ 276 وقد تقدم برقم (1391) وفيات (702). وقد وهم المؤلف رحمه الله فأورده هنا متابعًا صاحب "السحب الوابلة" في ذلك.
الشُّروطَ، فكان ماهرًا فيها. وكان حسنَ الخَطَّ واللَّفظِ، وأفتى، ودرَّس، ولم يكُن له ببلدهِ نظير. ماتَ في ربيع الأوَّل، سَنة اثنتينِ وخمسين وسبع مئة. انتهى.
1741 - (ت 752 هـ): أحمدُ بن عبد الهادي بن عبد الحَميد بن عَبد الهادي ابن يوسُف بن مُحَمَّد بن قُدامة، المَقْدِسي، الصَّالحي، الحنبلي، المقرئ، عمادُ الدِّين، أبو العبَّاس، والدُ الحافِظ شمسِ الدَّين، المتقدِّمُ ذكرُه
.
قال ابنُ العماد
(1)
: سمعَ من الفخر ابن البُخَاري، والشَّيخِ شمسِ الدِّين ابن أبي عُمر، وغيرهما. وسمعَ منه ابنُ رافع، والحُسيني، وجَمْع. وتوفِّي في رابع صَفر، سَنة اثنتين وخَمسين وسَبع مئة. انتهى.
وذكره ابنُ حجر في "الدُّرَر"
(2)
، وقال: ولدَ سنة إحدى وسَبعين وستَّ مئة، وسمعَ من ابن أبي عُمر، وابنِ شَيبان، والفَخر عليِّ، وزَينب بنتِ مَكَّي، وغيرِهم. وحدَّث. وأرَّخَ وفاتَه كما تقدَّم، وقال: نقلتُ ذلك من خَطِّ تقيَّ الدِّين السُّبكي. قال: وحدَّث عنه ولدهُ، وابنُ رافع، والحسَيني، وآخَرون. وكان زاهدًا، عاقلًا، مُقرئًا. وذكره الحُسَيني. انتهى.
1742 - (ت 752 هـ): عبدُ العزيز بن يَحيى بن العفيف عبد السلام بن محمَّد بن مزروع بن غرار بن أحمد البصري المغربي المدنِيُّ سبط الجمال محمَّد بن أَحْمد بن خلف المطري الحنبلي
.
ذكره السخاوي في "التحفة اللطيفة"
(3)
وقال: ولد في رجب سنة اثنتين وثلاثين وسبع مئة واشتغل حنبليًا وبرع في العلوم وأتقنها وكان يحفظ أصولًا متعددة في فنون كثيرة وفاق على أقرانه وأبناء جنسه، ثم حفظ "المنهاج" للشافعية من غير إعراضٍ عن مذهبه الحنبلي، بل ليجمعَ بين المذهبين. ثم ارتحل إلى دمشق رغبةً في لقاء الشُّيوخ والأخذ عنهم، فتوفَّي بها، وذلك في سنةِ اثنتينِ وخمسين وسبع مئة، عن عشرين
(1)
شذرات الذهب: 6/ 171.
(2)
الدُّرر الكامنة: 1/ 229.
(3)
التحفة اللطيفة: 3/ 45.
سنة. ورأيت بخطَّه بعضَ الأجزاء، وكتبَ نسبَهُ كما أسلفت. انتهى المراد منه.
1743 - (ت 754 هـ): أحمدُ بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن محمود، الحَلبي الأصل، الحنبلي شهابُ الدِّين ابنُ شَرف الدين بن شهاب الدِّين
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرر"
(1)
: ولد سَنة سَبع عشرةَ وسبع مئة. وكتبَ في الإِنشاءِ، وكانَ قويَّ اليَدين جِدًّا، حتَّى إنَّه كانَ يأخذُ الحيَّةَ فيَحمِلُها بذَنبها، فيَرمي بها، فينقَطِعُ ظَهرُها. ماتَ شابًا، يوم عاشوراء، سَنة أربع وخَمسين وسَبع مئة. انتهى.
وذكره الصَّفديُّ في "أعيان أهل العصر"
(2)
، وقال: هو القاضِي شِهابُ الدِّين ابن القاضي شمسِ الدِّين ابن القاضي شهابِ الدِّين. كانَ من جُملة مُوَقَّعِي الدَّسْت، وكان أوَّلًا من جُلَّة كُتَّابِ الإِنشاءِ. ولمَّا تُوفِّي والدهُ بالقدس، أُعطِيَ مكانَهُ فباشَرَهُ بعِفَّة، وكانَ هَشًّا بَشًّا. انتهى المراد منه.
1744 - (ت 754 هـ): محمَّد بنُ سَعيد بن المَنَّي، الحَلبي، نزيلُ القاهِرة، الحنبلي
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرر"
(3)
: ولد سَنة أربع وسَبعين وسِتَّ مئة. وسمعَ من التَّقيَّ بنِ مُؤمن، والأَبَرْقُوهِي، والعزَّ بن الفَرَّاء. وتَعِبَ وحصَّل، وأفادَ وأجاد، وكانَ محمودَ الصِّفات. ماتَ في شَهر شَعبان، سَنة أربع وخمسين وسَبع مئة. ذكرَهُ الذَّهبي في "معجمه"، وقال: سمعتُ من شعره. انتهى.
1745 - (ت 754 هـ): محمدُ بن عليَّ ابن أبي الفَتح بنِ سَعْد بن المُنَجَّا، الحَنبلي، صدر الدَّين، أبو القاسِم، التَّنوخي، الدِّمشقي
.
قال ابنُ العماد
(4)
: وحضرَ على زَينب بنتِ مَكَّي، وسمعَ من الشَّرف بنِ
(1)
الدُّرر الكامنة: 1/ 129.
(2)
أعيان العصر (نشر فؤاد سزكين): 1/ 51.
(3)
الدُّرر الكامنة: 5/ 187.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 176.
عَساكر، وعمر بن القوَّاس، وجماعة. وسمعَ منهُ الذَّهبي، والحُسَيني، وابنُ رَجَب وحَجَّ مِرارًا. وتوفَّي ليلةَ الاثنين، ثاني عشر المُحرَّم، سَنة أربع وخمسين وسَبع مئة. ودُفنَ بسَفْح قاسِيُون. انتهى.
وذكره ابنُ حجر في "الدُّرَر"
(1)
وقال: ولد سَنة أربع وثمانين وسِتَّ مئة. ذكره الذَّهبيُّ في "معجمه"، فقال: سمع بقراءَتي ومعَنا الكَثير، وروى لَنا عن زَينب بنتِ مَكَّي. وماتَ أبوه شابًّا، سَنة ثمانٍ وثمانين وستَّ مئة، وصدرُ الدِّين صَغيرٌ. انتهى المُراد منه.
1746 - (ت 754 هـ): يوسُف بنُ عبد الله بن العَفِيف مُحَمَّد بن يوسُف بن عبد المُنعِم بن نعمة بن سُلطان بن سُرور، المَقدِسيّ، الدِّمشقي، الحنبلي، جمالُ الدِّين، أبو الحجَّاج
.
قال ابنُ العِماد
(2)
: هو الشَّيخ الإِمام، العالم العَامِلُ، العابِدُ الخَيَّرُ. ولدَ سنةَ إحدى وتِسعين وستَّ مئة. وسمعَ "سُننَ ابن ماجه" من الحافِظ ابنِ بدران النَّابُلُسِيَّ، وسمعَ من التَّقيَّ سُليمان، وأبي بكر بن عَبد الدَّائم، وعِيسى المطعم، ووَزِيرَة بنت المنجا، وغيرهم. وسمعَ منهُ ابنُ كَثير، والحُسَيني، وابنُ رجَب. وكانَ من العُلماءِ العُبَّاد الوَرِعين، كثيرَ التَّلاوةِ، وقيامِ اللَّيل، والأمرِ بالمَعروفِ والنَّهي عن المُنكر، ومحبَّةِ الحَديثِ والسُّنَّة. تُوفِّي في العَشر الأوسَط من جُمادى الآخِرة، سَنة أربع وخَمسين وسَبع مئة، ودُفن بقاسِيُون. انتهى.
وذكره ابنُ حجر
(3)
بنحوه.
1747 - (ت 754 هـ): محمدُ بن موسَى بن إبراهيم بن يحيى بن إبراهيم بن علوان بن مُحَمَّد الشَّقراوي، الصَّالحي، الحنبلي، شمسُ الدِّين بن نجم الدَّين
.
(1)
الدُّرر الكامنة: 5/ 310.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 176.
(3)
الدُّرر الكامنة: 6/ 236.
قال ابنُ حجر في "الدُّرر"
(1)
: ولد سَنة أربع وسَبعين وستَّ مئة. وأسمعه أبوه الكثيرَ من ابنِ أبي عُمر، والفَخر، وغَيرِهما. وحدَّث، وسمعَ منه العِراقيُّ وغيرُه. وذكرهُ ابنُ رافع، وماتَ سَنة أربع وخَمسين وسبع مئة. انتهى.
1748 - (ت 754 هـ): محمودُ بن الجمال عُبيد الله بن أحمدَ بن عُمَر بن أبي عُمر، المَقْدِسي، المَنْجَنِيقي، الحنبلي
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرَر"
(2)
: سمعَ من ابن البُخاري "مَشيَخَته"، وحدَّث. سمعَ منه الشريفُ الحُسَيني. وكانت رِئاسَةُ عمل المَنجَنيق انتهت إليه، فاتَّفقَ أنَّه كانَ في حِصار المَنْجَنِيق، فرفعَ المنجنيق ليُصلِحَه، فسقطَ مَيتًا وذَلك في جُمادى الأولى، سَنة أربع وخَمسين وسبع مئة. انتهى.
1749 - (ت 755 هـ): أحمدُ بن مُحَمَّد بن سُلَيمان بن حَمْزة بن أَحْمد بن أبي عُمر المَقدِسِي، الصَّالحي، الحنبلي، الخَطيب بالجامع المُظَفَّري، نَجمُ الدِّين، ابنُ قاضي القُضاة عزِّ الدِّين
.
قال ابنُ العِماد
(3)
: سمعَ من جَدِّه التقيَّ، وغَيره. وكانَ من فُرسان النَّاس، وقَلَّ مَنْ كانَ مثلَه في سَمْتِه. توفِّي في رجَب، سَنة خَمسٍ وخَمسين وسَبع مئة عن بِضع وأربعين سَنة. انتهى.
وذكرهُ ابنُ حجر في "الدُّرر"
(4)
، وقال: قال الحُسَيني: كانَ من فُرسانِ النَّاس بالمَنابر، قَلَّ من رأينا مِثلَهُ في سَمْتهِ، خطبَ بالجامعِ المُظَفَّري مُدَّة. انتهى.
1750 - (ت 755 هـ): عمرُ بن عبد الرَّحمن بن الحُسَين القَباقِبي، الحَنبلي، الشَّيخ الإِمام سِراجُ الدَّين ابن الشَّيخ نجمِ الدِّين
.
(1)
الدُّرر الكامنة: 6/ 21.
(2)
الدُّرر الكامنة: 6/ 86.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 177.
(4)
الدُّرر الكامنة: 1/ 316.
قال ابنُ العماد
(1)
: سمعَ من عِيسى المُطعم، وغَيره. وكانَ مَشهورًا بالصَّلاح، كريمَ النَّفسِ، كَثير الفَضْلِ، كبيرَ القَدْرِ، جامعًا بينَ العِلم والعَمل، اشتغلَ وانتفعَ بالشَيخ تقيَّ الدِّين ابن تيميَّة. ولم يُرَ على طريقهِ في الصَّلاحِ مِثلَه. وخرَّج له الحُسَيني "مَشْيَخَة"، وحدَّث بها. تُوفَّي بالقُدْس. ودُفنَ بباب الرَّحمة، سَنة خَمس وخَمسين وسَبعِ مئة. انتهى.
وذكره العُلَيمي في "الأُنس الجَليل"
(2)
بنحوه، وكَذا ابنُ حجر في "الدُّرَر"
(3)
، وقال: لازمَ ابنَ تيميَّة، واشتغلَ بالفِقْه، وسلكَ طَريقَ الزُّهْدِ والعَفاف. انتهى.
وقال الزِّرِكْلِي
(4)
: إنَّه القِبَابي.
1751 - (ت 755 هـ): محمَّد بنُ أَحْمد بن أَحْمد بنِ نِعْمَة بن أحمَد بن جَعْفر، النَّابُلُسِيُّ، ثم الدَّمشقي، الحَنبلي، ناصرُ الدَّين، خَطِيبُ الشَّام
.
قال ابنُ العماد
(5)
: ولدَ سَنة ثمانين وستَّ مئة. وسمعَ من الفَخرِ بن البُخَاري "مَشيخَته"، ومن "جامع التِّرمذي". وإن أحدَ العُدولِ بدمشق. تُوفِّي مُستهَلَّ ربيعِ الآخَرِ، سَنة خمسٍ وخَمسين وسَبع مِئة. انتهى.
وذكرَهُ ابنُ حَجر في "الدُّرر"
(6)
، وقال: هو ناصِر الدِّين، ابنُ خَطيبُ الشَّامِيَّة شمسِ الدِّين. ذكرهُ الذِثبيُّ في "مُعجمه"، وهُوَ أسنُّ منه، وقال: روى لنا عن الفخر. قال ابنُ رافع: ماتَ ليلَة الجُمعة، مُستهلَّ ربيعِ الأوَّل، سَنة خَمسٍ وخَمسين وسَبع مئة. انتهَى.
1752 - (ت 755 هـ): محمَّد بنُ أبي بَكْر بن معالي بن إبراهِيم بن زَيد
،
(1)
شذرات الذهب: 6/ 178.
(2)
الأنس الجليل: 2/ 259.
(3)
الدُّرر الكامنة: 4/ 198.
(4)
الأعلام: 5/ 49.
(5)
شذرات الذهب: 6/ 179.
(6)
الدُّرر الكامنة: 5/ 35.
الأنصَاري، الخَزْرَجِي، الدِّمشقي، الحَنبلي، شمسُ الدِّين، أبو عَبد اللهَ، المعروف بابن المَهِيْني.
قالَ العُلَيمي في "المنهج الأحمد"
(1)
: سمعَ من الفَخْر بن البُخَاري، ومن التَّقيِّ سُليمان، وحدَّث. سمعَ منهُ ابنُ رافع، وغيرهُ. وكانَ بشوشَ الوَجْه حسنَ الشَّكلِ، كثيرَ التَّودُّدِ للنَّاس، وفيه تَساهُلٌ للدُّنيا، وصحب الشَّيخَ تقيَّ الدِّين ابنَ تيميَّة. توفَّي في رابع شوَّال، سَنة خَمسٍ وخَمسين وسبع مئة بدمشق. ودُفنَ بالبَاب الصَّغير. انتهى.
وذكرهِ ابن حَجَر في "الدُّرر"
(2)
، وقال: سمعَ من الفخر غيره، كابن الكَمال، والتقيَّ الوَاسِطِيّ، وغيرهما. قالَ ابنُ رجَب: صحَب الشيخَ تقيَّ الدِّين ابن تيميَّة، وماتَ في المُحَّرم، سَنة خمسِ وخَمسين وسبع مئة. انتهى.
- (ت 755 هـ): عبدُ الله بنُ أيوب بن يوسُف بن مُحَمَّد بن عَبد الملك بن يوسُف بن مُحَمَّد بن قُدامة، المَقدِسيّ، الحنبلي، تقيُّ الدِّين، أبو محمَّد. [انظر: 1599].
قال ابنُ حجر في "الدُّرر"
(3)
: ذكر ابنُ رافع في "معجمه"، وقال: سَمعَ من أبي الفَرَج بن أبي عُمر، ومِن عَبد الرَّحمن بن الزَّين، والفَخر بن البُخَارِيّ، وغَيرهم. وكانَ يشتغِلُ بالعِلم، وينسَخُ، ويشهَد، ويحضُر المدارس. وفيه خَيرٌ ودينٌ، وحدَّث. وتوفَّي سَنة خمسٍ وخمسين وسَبع مئة. انتهى.
- (ت 755 هـ): زَينبُ بنتُ أَحْمد بن المُنَّجا، تأتي سَنة سَبع وخَمسين وسَبع مِئة. [انظر: 1758].
1753 - (ت 756 هـ): عبدُ اللهَ بن مُحَمَّد بن أبي بَكْر بن أيُّوب
، الزُّرَعِي
(1)
المنهج الأحمد: 5/ 102.
(2)
الدُّرر الكامنة: 5/ 147.
(3)
الدُّرر الكامنة: 3/ 22 وقد تقدم برقم (1599) وفيات (735) ووهم المؤلف رحمه الله فأورده هنا أيضًا.
الأَصْل، الدِّمشقيّ، الفَقيه الحنبلي، جمال الدِّين بن شَمسِ الدِّين ابن قَيم الجَوْزِيَّة.
قال ابنُ العِماد
(1)
: هو الفَاضِلُ، كان لَديه عُلومٌ جيَّدة، وذهنٌ حاضِرٌ حاذِق. ودرَّس وناظَر، وحَجَّ مرَّاتٍ. وكان أعجوبَة زَمانِه. تُوفِّي يومَ الأحد، رابع عشرَ شَعبان، سنةَ سِتًّ وخمسين وسبع مئة. انتهى.
وذكرَهَ ابنُ حَجَر في "الدُّرر"
(2)
: وقال: ولدَ سَنَة اثنتين وعِشْرين وسبع مئة. وصلَّى بالقُرآن سَنة إحدى وثلاثين، واشتغلَ على أَبيهِ وغَيرِه. وكانَ مُفرِطَ الذَّكاء، وحَفِظَ سُورةَ الأعرافِ بيَومَيْن، ثُمَّ درَّسَ "المُحرَّر في الفِقه"، و"المحرَّر في الحَديث"، و"الكافِيَة الشَّافِية" لأبيه. وسمعَ الكَثيرَ، فأكثرَ على أصحابِ ابنِ عَبد الدَّائم، وغيرهم. وسمعَ من الصَّحيح على الحجَّار. ومهرَ في العِلم، وأفتَى، ودرَّس، وحَجَّ مِرارًا. ووصَفَهُ ابنُ كَثير بالذَّهن الحَاذِق. وقال ابنُ رجَب: كانَ أُعجوبةَ زَمانهِ. انتهى.
وقالَ ابنُ كثير في "تاريخه"
(3)
، وقد ذكرَهُ: هو الشَّابُّ الفاضِلُ المُحصِّل، كانَتْ لديه علومٌ جَيِّدة، وذِهنُه حاضِرٌ حَاذِق. أفتى ودرَّس، وأعادَ وناظرَ، وحَجَّ مرَّات. دُفِنَ عندَ أَبيه بمقابِر باب الصَّغير، وكانَتْ جَنازَتُه حَافِلة. انتهى.
1754 - (ت 756 هـ): مُحَمَّد بن إسماعيل بن إبراهيمَ بن سالِم بن بَرَكات بن أسعدَ بن كامِل بن عبد الله بن عُمر، شَمسُ الدِّين
.
قال ابنُ العِماد
(4)
: هُو الشَّيخُ الكبير المُسنِد، المُعمَّر المُكثِر، المعروف بابن الخبَّاز الحَنبلي، وهو من ذُرِّية عُبادة بن الصَّامِت رضي الله عنه. ولدَ في رَجَب، سَنة تسعٍ وستَّين وستَّ مئة. وحضرَ الكثيرَ على ابنِ عبد الدَّائِم، وغَيره. وسمعَ من المسلّم بن عَلَّان المُسنَد بكَمالهِ، وأجازَه عُمر الكَرْماني، والشَّيخُ محيي الدِّين
(1)
شذرات الذهب: 6/ 180.
(2)
الدُّرر الكامنة: 3/ 71.
(3)
البداية والنهاية: 14/ 253.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 181.
النَّووي. وخرَّج له البِرْزالي "مشيخة"، وذكرَ له أكثَر مِن مئة شَيْخ وخَمسين شَيخًا. وسمعَ منه المِزَّي، والذَّهبي، والسُّبكي، وابنُ جَماعة، وابنُ رافِع، وابنُ كَثير، والحُسَيني، والمقري، وابنُ رجَب، وابن العِراقي، وغيرُهم. وكان رجلًا جيِّدًا، صدوقًا، مأمونًا، صَبورًا على الإِسماع، مُحبًّا للحَديث وأهله، مع كَوْنهِ يكتبُ بيده حالَ السَّماع. وحدَّث مع أَبيه وعمرهُ عشرونَ سَنة. وتوفِّي يومَ الجُمعة، ثالث رمضَان، سَنة سِتًّ وخَمسين وسبع مئة بدمشق، عن سبع وثمانين سَنة وشَهرين، ودُفِن بالباب الصَّغير. انتهى.
وذكره ابنُ حَجَر في "الدُّرر"
(1)
بترجمَة حَسنة، قال فيها: هو مُسنِد دمشقَ في عَصره كان، صدوقًا مَأمونًا، مُحِبًّا للحَديث وأهلِه.
1755 - (ت 756 هـ): محمَّدُ بن مُحَمَّد بن عَبد الغَني بن عبد الله بن أبي نَصر، الحَنبلي، بدرُ الدِّين، أبو عبد الله، المعروف بابن البَطائِني
.
قال ابنُ العماد
(2)
: هو الشَّيخُ الأصيل العدلُ وُلدَ في رمضانَ، سنةَ ثمانٍ وسَبعين وستَّ مئة. وسمعَ من ابنِ شَيْبان، وابن البُخَارِيّ، والشَّرفِ بن عَساكِر. وسمعَ منه جماعةٌ، منهم المقري، وابن رجب، والحُسَيني. وباشرَ نيابةَ الحِسْبَة بالشَّام، وتولَّى قَضاء الرَّكْب الشَّامي، وتكَسَّب بالشَّهادة. وتوفِّي يومَ الجُمعة، سادِس رَجَب، سَنة سِتَ وخمسينَ وسَبع مئة. ودُفن بسَفْح قاسِيُون. انتهى.
وذكره ابنُ حجر في "الدُّرَر"
(3)
، والحُسَيني في "ذَيل طَبقات الحُفَّاظ"
(4)
وغيرُهما.
1756 - (ت 756 هـ): عبد الرَّحمن بن عليَّ بن إبراهيم، البَعْلَبَكِّي، الحنبلي، شُجاعُ الدَّين، خادم الفَقيه اليُونِيْني
.
(1)
الدُّرر الكامنة: 5/ 119.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 181.
(3)
الدُّرر الكامنة: 5/ 452.
(4)
ذيل تذكرة الحفاظ: 40.
قال ابنُ حجَر في "الدُّرَر"
(1)
: ولدَ سَنة سِتًّ وسِتَّين وستَّ مئة. وسمعَ من الفَخْر على، والمُسلِم بن عَلَّان، وغَيرهما، وحدَّث. وماتَ في سَادِس عَشَر ربيع الآخِر، سَنة سِتًّ وخَمسين وسبع مئة. أرَّخه الحُسيني، وأرَّخه ابنُ رافع سَنة سَبعٍ وخَمسين، ولم يذكُر الشَّهر. انتهى.
وما ذكره ابنُ حجر من تاريخ وَفاتِه قد ذكرَهُ الحُسَيني في "ذيل طَبقات الحُفَّاظ"
(2)
، لكن لم يذكُر الشَّهر، بل قال: تُوفَّي ببَعَلَبَكَّ، سَنته سِتًّ وخَمسين وسَبع مئة، عن نحو مِئة سَنة. انتهى.
- (ت 757 هـ): سُنْقِرِ بنُ عبد الله الخِراشِيُّ، شمسُ الدَّين، مَوْلى البَدر بن طاهِرِ بن إسماعيل، الحنبلي. [انظر: 1542].
قال ابنُ حجر في "الدُّرَر"
(3)
كانَ رجلًا صالحًا. سمعَ من النَّجيب، وابن خَطيب المِزَّة، والعِماد الحُسَيني، وابن العِماد، وأَحمد بن حَمدان، والصُّوْرِيَّ، وجَماعةٍ من أصحابِ ابنِ باقا، وحدَّث. وكان يَسْتَقي الماءَ في حانوتٍ بباب النَّصْر، ويتسَبَّبُ فيه. ذكرهُ ابنُ رافع في "معجمه"، وقال: ماتَ ليلةَ النَّصف من المُحرَّم، سنة سَبع وخَمسين وسَبع مئة.
1757 - (ت 757 هـ): أحمدُ بن عبد الرَّحمَن بن أَحْمد بن ماجِد، البَغدادي، الحَنبلي، جَمالُ الدَّين، أبو محمَّد
.
قالَ ابنُ حجَر في "الدُّرر"
(4)
: سمعَ من سِتَّ المُلوك بنتِ أبي نَصْر بن أبي البَدْر الكاتِب من "مُسنَد الدَّارِمي". سمعَ منهُ شِهابُ الدِّين بن رَجَب المُقرِيء، وذكرَهُ في "معجمه"، وأثنى عَليه، وقال: أقرأَ بالمُسْتَنْصِريَّة. وكانَ حريصًا على تعلِيم الخَيْرِ،
(1)
الدُّرر الكامنة: 3/ 125.
(2)
ذيل طبقات الحفاظ: 40.
(3)
الدُّرر الكامنة: 2/ 323 وقد سلف برقم (1542) في وفيات (727) وفيه: الجوشني. ووهم المؤلف وأورده هنا أيضًا.
(4)
الدُّرر الكامنة: 1/ 193.
وانتفعَ به خلقٌ كَثير. ماتَ في المُحرَّم، سَنة سَبع خَمسين وسَبع مئة. انتهى.
1758 - (ت 757 هـ): زَينبُ بنتُ أَحْمد بن محمَّد بن عُثْمان بن المُنجا، التنوخِيَّة، الحنبلية
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرر"
(1)
: سمعَتْ على زينبَ بنتِ مَكِّي، الأبَرْقُوهي، وغِيرهما. وحدَّثَتْ. ماتَتْ سنَة سَبعٍ وخَمسين وسبع مئة. وذكرها أَيضًا في موضع آخَر، وقال: تُوفِّيَتْ سَنة نَيَّفٍ وخَمسين.
1759 - (ت 757 هـ): عبد الله بنُ عَبد الرَّحمن بن محمَّد بن عبَّاس بن النَّاصِح، الصَّالحي، الحنبلي
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرر"
(2)
: ولدَ سَنة إحدى وثمانين وستَّ مئة. وسمعَ على الفَخر بنِ البُخَارِيّ، والرَّضي الطَّبري، وحدَّث. وكانَ يُباشِر أوقافَ الحَنابلة، وكانَ به صَمَم. ماتَ في ثامِن ذِي القعدة، سَنة سَبع وخَمسين وسبع مئة.
وقد اشتَبَه على ابنِ العماد في "الشَّذرات"
(3)
، فذكَر ابنُ أخيه في هذا المَوْضِع، وهُو غلَط فاحش، فإنَّ هذا عَمُّ ذاك.
1760 - (ت 757 هـ): محمود بنُ عَبد الحَميد بنِ سَلْمان بن معالي، الحَلبي، ثم الدِّمشقيّ، الوَرَّاق، الحنبلي، شَرفُ الدِّين
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرر"
(4)
: ولد سَنة اثنتين وثَمانين وستَّ مئة. وأُسمِعَ على الفَخْرِ "مشيخَتَه"، و"جزء الغِطْرِيف"، وحدَّث. وكانَ له حانوتٌ بالورَّاقِين بالصَّالحية. ماتَ في ذي القَعْدة، سَنة سَبع وخَمسين وسَبع مئة. انتهى.
1761 - (ت 757 هـ): محمدُ بن عليَّ بن عبد الرَّحمن، المَقْدِسي، الحنبلي
.
(1)
الدُّرر الكامنة: 2/ 249.
(2)
الدُّرر الكامنة: 3/ 46.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 183.
(4)
الدُّرر الكامنة: 6/ 85.
قال ابنُ حجر في "الدُّرر"
(1)
: سمعَ من زَينبَ بنتِ شُكْر، وحدَّث عنها بثُلاثِيَّات مُسند الدَّارميّ. وكانَ خادِمَ الخانقاه الصَّلاحِيَّة بالقُدْس. ماتَ في رمضانَ، سَنة سَبعٍ وخَمسين وسَبع مئة. انتهى.
1762 - (ت 757 هـ): يوسُف بن عَبد السَّيد بن إسحاق بن يحيى، الإِسْرائيلي، الحَنبلي، الَّذي أسلَم مع أَبيه على يَدِ تقيِّ الدِّين ابنِ تَيميَّة، كَما تقدَّم في ترجَمَةِ أَبيه
.
قال ابنُ حَجر في "الدُّرَر"
(2)
: كانَ يهوديًّا فأسلم معَ أَبيه في سَنة إحدى وسَبع مئة. وقد سَمعَ من أَبيه، ومن محمَّد بن عَبد المُؤمن من الصُّورِيِّ، وحدَّث عَنه. وكانَ ماهِرًا في الطِّب، قليلَ الانطِراح على الدُّنيا، إذا حصَّلَ كِفايَتَهُ في أوَّلِ النَّهارِ توجَّه إلى النزاهة لا يُخِلُّ بذَلك. ماتَ في شَهْر رمَضان، سَنة سَبعْ وخمسين وسَبع مئة. انتهى.
وتقدَّمت ترجمةُ أَبيه سَنة خمسَ عشرةَ وسبع مئة.
1763 - (ت 758 هـ): مُحَمَّد بنُ أَحْمد بن رمَضان بن عَبد الله، الجزيري، ثم الدِّمشْقي، الحنبلي، تاجُ الدِّين
.
قال ابنُ العماد
(3)
: سمعَ من الشَّيخ شمسِ الدِّين بن أبي عُمَر، وابنِ عَساكر، وابنِ الفَّاء. وأجاز لَهُ الصَّيرفيُّ، وابنُ الصَّبوني، وابن البُخَارِيّ، وابن الكَمال، وخَلق. وخرَّج له ابنُ سَعد "مشيخة"، سمعا عليه جماعة، منهم الحُسَينيُّ، وابنُ رجَب. وتوَفَّي مُستهلَّ رمضَان، سَنة ثَمانٍ وخَمسين وسَبع مئة. وصُلَّي عليه بالأمَوِيِّ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون. انتهى.
وذكرَهُ ابنُ حجر في "الدُّرَر"
(4)
، وقال: هو المُقرِيء الحنبلي شَمسُ الدِّين، ولدَ سنةَ سِتًّ وستين وستَّ مئة. وسمعَ على ابنِ أبي عُمر، وابن عَساكر وابن القَوَّاس،
(1)
الدُّرر الكامنة: 5/ 321.
(2)
الدُّرر الكامنة: 6/ 233.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 186.
(4)
الدُّرر الكامنة: 5/ 44.
وغِيرهم. وخرَّج له ابنُ سَعد مَشْيَخة، وسمعَ من الحُسَيني، وشيخُنا، وآخرون. قال ابنُ رافهَ: كانَ يشهدُ ويَؤُمُّ بالمَسجد بالجَزيرة. انتهى.
1764 - (ت 758 هـ): داودُ بن محمَّد بن عبد الله المَرْداوِي، الحنبلي شَرفُ الدِّين، أبو سُلَيمان
.
قال ابنُ العماد
(1)
: هو الشَّيخُ الإِمامُ، الصَّالح، أخو قاضِي القُضاة، جمالِ الدِّين المَرداوي. سمعَ الكثيرَ مُتأخِّرًا على التَّقِيِّ سُليمان، وأجازَ له جَماعةٌ، منهم ابن البُخارِي، وغيرُه. وتوفَّي في رمَضان، سَنة ثمانٍ وخَمسين وسبع مئة. ودفن بالسفح انتهى كلام ابن العماد.
وذكره ابن حجر
(2)
في "الدُّرر" وقال: ولد قبل الثمانين وست مئة، وأجاز له الفخر بن البُخَارِيّ، والشيخ شمس الدين بن أبي عمر، وأَحمد بن شيبان، وغازي الحلاوي، والعز الحراني، وغيرهم من مشايخ مصر والشام، وسمع وهو كبير من التقي سليمان وطبقته، وكان أحدَ الشهود بالجبل، مات في رمضان سنة ثمان وخمسين وسبع مئة، ودفن بسفح قاسِيون انتهى.
1765 - (ت 758 هـ): أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن محمَّد بن عبد الله بن عبد الولي بن جبارة، المَقْدِسي، الصَّالِحي، المَرْدَاوي، الحنبلي، شهاب الدين أبو العَبَّاس
.
قال ابن العماد
(3)
: هو المُعَمر المُسندِ، المعروف بالحريري ولد سنة ثلاث وستين وست مئة، وسمع من الكَرْمَاني، وابن البُخَارِيّ، وخلق، وأجاز له ابنُ عبد الدائم، والنَّجيب عبد اللطيف.
قال الحسيني وهو آخر من حَدَّث بالإِجازة عنهم في الدنيا، وسمع منه الذَّهَبيُّ والبِرْزَالي، والحسيني، وطائفة، وضعف بَصَرُهُ وهو كثير التلاوة والذكر، تُوفِّي ثالث عشر رمضان سنة ثمان وخمسين وسبع مئة ببستان الأعسر، وصُلِّيَ عليه بجامع
(1)
شذرات الذهب: 6/ 186.
(2)
الدُّرر الكامنة: 2/ 223.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 185.
المظفَّري، ودُفِنَ بالسَّفح بمقبرة المرادوة انتهى.
وذكره ابن حجر
(1)
في "الدُّرر" وقال: قال ابنُ رافع: حَدَّثَ كثيرًا، وطال عمرهُ، وانتُفعَ به، وأضَرَّ في آخر عمره وانفرد عن جماعةٍ بالرِّوايةِ عنهم منهم الشيخ شمس الدين بن أبي عمر، والفخر علي، وأَحمد بن شيبان، ويحيى بن النَّاصح الحنبلي، وآخرين، وأحضر على الكَرْمَاني، والعِز إبراهيم بن أبي عمرو، وقد سمعَ منه قديًا البِرْزَالي، والذَّهَبِيُّ، والسُّروجي، والحسيني، وشيخنا العراقي وآخرون انتهى.
1766 - (ت 758 هـ): مريم وتدعى قضاة بنت الشيخ عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد ابن عبد الرَّحْمَن، الحنبلية، الشيخة، الصَّالِحَة، المُسْنِدة من أصحاب الشيخ المسند أبي الفضل أَحْمد بن هبة الله بن عساكر
.
ولدت سنة إحدى أو اثنتين وتسعينَ وست مئة، ورَوَتْ عن خَلْقٍ، وحَدَّثَتْ، وأجازت لولدها شمس الدين بن عبد القادر النابُلُسِي الآتي ذكْرُهُ، وتوفيت في المحرم سنة ثمانٍ وخمسينَ وسبع مئة. قاله ابن العماد
(2)
.
1767 - (ت 758 هـ): محمَّد بن محمود بن محمَّد بن أبي المكارم البعلي، الحنبلي، تقي الدين
.
قال ابن حجر
(3)
في "الدُّرَر" ولد سنة ثلاثٍ وسبع مئة، وسَمِعَ من أبي الحسين، والقطب، والقاضي عبد الخالق، ومات في أواخر جمادى الآخرة سنة ثمانٍ وخمسينَ وسبع مئة انتهى.
1768 - (ت 758 هـ): أَحْمد بن سعيد بن عمر الأَزَجي، الحنبلي
.
قال ابن حجر
(4)
في "الدُّرر": ذكره الشَّهاب بن رجب في معجمه وقال: كان
(1)
الدُّرر الكامنة: 1/ 199.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 186.
(3)
الدُّرر الكامنة: 6/ 3.
(4)
الدُّرر الكامنة: 1/ 158.
شيخ دار الحديث المستنصرية ويلقب الخلال، ويعرف بابن السابق، ولد سنة ثمانين وست مئة تقريبًا، وسمع من محمَّد بن ناصر بن حلاوة أنا محمَّد بن يعقوب بن أبي الدينة أنا حنبل قطعةً من "المسند"، وحَدَّثَ وماتَ سنة ثمانٍ وخمسين وسبع مئة انتهى.
1769 - (ت 759 هـ): الحسين بن عليّ بن أبي بكر بن محمَّد بن أبي الخير المَوْصِلِي الحنبلي
.
قال ابن العماد
(1)
: قدِمَ دمشقَ، وكان شيخًا، طُوالًا، ذكيًا، له قدرةٌ على النَّظم ونظم الألغاز خاصةً، وكتابته جَيِّدَةً، وكان يذكر أنَّه سَمِعَ جامعَ الأصول، ودَرَّسَ، وتوفي في خامس عشر رمضان سنةَ تسعٍ وخمسينَ وسبع مئة، وهو والد الشيخ عز الدين المَوْصلي انتهى.
وذكره ابن حجر
(2)
في "الدُّرر" وقال: ولد في رجب سنةَ تسعين وست مئة، وقدم إلى الشام سنة ثمان وعشرين وسبع مئة، وكان شيخًا، طوالًا، ذكيَ الفطرة، له قدرةٌ على نظم الألغاز، وكان يكتب جَيَّدًا، ودَرَّسَ بالعساكرية، وجَلَسَ مع العدول بالمسمارية، وكان يحب المؤاخذةَ، والمناظرةَ والمناقضة، وينظم الضَّوابط، وله شعرٌ كثيرٌ، مات في خامس عشر رمضان سنة تسع وخمسين وسبع مئة.
1770 - (ت 759 هـ): محمَّد بن محمَّد بن عثمان بن موسى الآمدي، ثم المكي، الحنبلي، شمس الدين، أبو عبد الله إمام مقام الحنابلة بمكة شَرَّفَها الله تعالى
.
قال ابن العماد
(3)
: وَلِيَ الإِمامَةَ بعد أَبيه فباشرها أحسنَ مباشرة، واستمر نحو الثلاثين سنة، وسمعَ الحديث من والده وغيره، ومات سنة تسع وخمسين وسبع مئة انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 6/ 187.
(2)
الدُّرر الكامنة: 2/ 173.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 188.
وذكره ابن حجر
(1)
في "الدُّرر" بنحوه.
1771 - (ت 759 هـ): محمَّد بن إبراهيم بن إسماعيل الحنبلي، الشيخ، الصَّالح، المقرئ، الملقن، المُعَمَّر، المعروف بالحفة بمهملة وفاء، وقد يُصَغَّر فيقال: حُفَيْفَة
.
قال ابنُ العماد
(2)
: سمع من ابن البُخَارِيّ "مشيخته"، وحَدَّث، سمع منه ابنُ رجب، والعراقي، وطائفة، وكان يقرئ بالجامع المظفري، وقرأ عليه جماعة مستكثرة، تُوفِّي ليلة الثلاثاء عاشر ربيع الأوَّل سنة تسع وخمسينَ وسبع مئة بالصَّالِحِيَّة، ودفن بسفح قاسيون انتهى.
وذكره ابن حجر
(3)
.
- (ت 759 هـ): محمَّد بن عيسى بن كر الحنبلي، شمس الدين. [انظر: 1790].
ذكره صاحب
(4)
"هديَّة العارفين" وقال: تُوفِّي سنة تسعٍ وخمسينَ وسبع مئة، وله كتاب "غاية المطلوب في فن الأنغام والضروب"، من علم الموسيقى انتهى.
وذكرته هنا تبعًا له والظَّاهر أَنَّه الآتي سنة ثلاثٍ وستين وسبع مئة.
1772 - (ت 759 هـ): محمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن سعيد بن عبد الله بن سعد بن مفلح بن هبة الله بن نمير الشيخ، الإِمام، العالم، المتقن، المحدث، المفيد، المقدسي الصالحي الحنبلي
.
قال ابن العماد
(5)
: ذكره الذَّهَبِيُّ في "معجمه المختص" فقال: المُحَدِّثُ، الفاضِل، البارع، مفيد، الطَّلَبة، بَكَّرَ بهِ أبوه فَسمع كثيرًا وهو حاضر، وسمع من خلقٍ
(1)
الدُّرر الكامنة: 5/ 464.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 187.
(3)
الدُّرر الكامنة: 5/ 19.
(4)
هدية العارفين: 2/ 161.
(5)
شذرات الذهب: 6/ 188.
كثيرٍ، وطلبَ بنفسه، وكتب، ورحل، وخَرَّجَ للشُّيُوخ، وقال الحسيني: سمعَ خلقًا كثيرًا، وجَمًّا غفيرًا، وجمعَ فأوْعى، وكتب ما لا يحصى، وخَرَّجَ لخلق من شيوخه وأقرانه، وأثنى عليه ابنُ كثير، وابنُ حبيب وغيرهما، تُوفِّي يوم الاثنين ثالث ذي القعدة سنةَ تسعٍ وخمسينَ وسبع مئة بالصَّالحية، ودُفِنَ بقاسِيون، وقد قارب الستين انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدُّرر"
(1)
وقال: أكثر جدًا، وأقبل على الطلب فسمع بدمشق، وبَعْلَبَك ونابُلُس، وحلب، وغيرها، وحَدَّثَ هو وأبوه وجَدُّهُ وجَدُّ والده، وكتب ما لا يُحصى قال ابنُ رافع: كانَ حَسَنَ الخلق، كثير المرؤة، متواضعًا. انتهى.
وذكره الحسيني في "ذيل طبقات الحُفَّاظ"
(2)
، وابن كثير في "تاريخه"
(3)
وغير واحد.
1773 - (ت 759 هـ): محمَّد بن أَحْمد بن الحسن بن عبد الله بن عبد الواحد، المَقْدِسِي الأصل، ثم الدمشقي، الحنبلي، الشيخ الإِمام، شمس الدين
.
قال ابن العماد
(4)
: كان إمامًا بمحراب الحَنَابِلة بجامع دمشق، وحضر على ابن البخاري "المسند"، وسمع من جَدِّه لأُمِّه الشيخُ تقيُّ الدِّين الواسِطِيُّ، وابن عساكر وغيرهما، وحدث، سمعَ منه الحُسينيُّ، وابنُ رجب تُوفِّي يومَ السَّبْتِ سابعَ عشر شعبان سنةَ تسع وخمسينَ وسبْع مئة انتهى.
1774 - (ت 759 هـ): ست الوفاء بنت محمَّد بن إبراهيم بن عليّ بن أَحْمد بن فضل، الواسِطِيَّة، الحنبلية
.
قال ابن حجر في "الدُّرَر"
(5)
: سمعت من جَدِّها الشيخ أبي إسحاق بن
(1)
الدُّرر الكامنة: 6/ 37.
(2)
ذيل طبقات الحفاظ: 59.
(3)
البداية والنهاية: 14/ 263.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 187.
(5)
الدُّرر الكامنة: 2/ 264.
الواسطي، وحَدَّثت، ماتت في جمادى الأولى سنة تسع وخمسينَ وسبع مئة انتهى.
1775 - (ت 760 هـ): أَحْمد بن محمَّد بن أبي الزهر بن عطية الهَكَّارِيِّ، الحنبلي، الشيخ، الإِمام، شهاب الدين، أبو العَبَّاس
.
قال ابن العماد
(1)
: سَمِعَ من ابن البخاري مشيخته وغيرها، وسمع منه الذَّهَبِي وابنُ رجب، وابن العراقي وغيرهم، وكانَ شيخًا، صالحًا، حسنًا من أولاد المشايخ، تُوفِّي ليلة الجمعة سابع عشري جمادى الأولى سنة ستين وسبع مئة، ودفن بسفح قاسِيون انتهى.
وذكره ابن حجر
(2)
في "الدُّرر" بنحوه وقال: إنَّه ولد سنة ثمانين وست مئة.
1776 - (ت 760 هـ): أَحْمد بن محمَّد بن أَحْمد بن تمام بن السراج، الصالحي، الحنبلي، الشيخ، الصَّالح، شهاب الدين أبو العَبَّاس
.
قال ابن العماد
(3)
: حضر في الثانية على ابن القواس معجم ابن جميع، وسمع على الغسولي وغيره، وحَدَّثَ، وسَمِعَ منه الذَّهَبِيّ، والحسيني، وابن الدغدي، وجماعة، وكان رجلًا جَيِّدًا، تُوفِّي في سابع ذي الحجة سنة ستين وسبع مئة بالصَّالِحِيَّة، ودفن بقاسِيون انتهى.
وذكره ابن حجر
(4)
في "الدُّرَر" بنحوه.
1777 - (ت 760 هـ): عمر بن عثمان بن سالم بن خلف بن فضل الله، المقدسي، البَذِّي، المؤدب، الحنبلي، الصالحي، زين الدين
.
قال ابن العماد
(5)
: سمع من ابن البخاري "سنن أبي داود"، ومن التقي الواسطي، وخطيب بَعْلَبَكَّ، وحَدَّثَ، وسَمِعَ منه الحسيني، وابن الدغدي، وجماعة،
(1)
شذرات الذهب: 6/ 188.
(2)
الدُّرر الكامنة: 1/ 311.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 189.
(4)
الدُّرر الكامنة: 1/ 287.
(5)
شذرات الذهب: 6/ 189.
وكان من أهل الدين والخير، وكان عامل الضَّيائية، متوددًا كثيرَ التحصيل للكتب الحديثية، تُوفِّي ليلة الخميس سادس عشر ذي القعدة سنة ستين وسبع مئة انتهى.
وذكره ابن حجر فى "الدُّرر"
(1)
وقال: ولد سنة ثمانٍ وسبعين وست مئة، وحَدَّثَ بالكراث ودمشق وغيرهما، وكان يكتب خَطًّا حسنًا مع الدَّين والخير انتهى المراد منه.
1778 - (ت 760 هـ): إبراهيم بن محمود بن سلمان بن فهد الحلبي جمال الدين الحنبلي
.
قال ابن حجر
(2)
في "الدُّرر": ولد سنة ستًّ وسبعين وست مئة في شعبان، وسمع من الدمياطي والأَبَرْقُوهي، وحَدَّث عن أَبيه، وأجاز له الفخر، وزَيْنب بنت مكي، حدثنا عنه برهان الدين الشامي وغيره، وكان قدومه القاهرة من حلب صحبة أَبيه، فكتب في الإِنشاء، وكان علاء الدين بن الأثير يأنسَ به ويركن إليه، واستَقَرَّ هو في كتابة السَّرَّ، بحلب بعد عزل عماد الدين بن القيسراني فباشرها سِتَّ عشرة سنة إلى أن صرف بتاج الدين بن الزين خضر في سنة ثلاث وثلاثين، ثم رتب في ديوان الإِنشاء بدمشق إلى أنْ صُرِفَ ابنُ أخيه شرفُ الدين أبو بكر عن كتابة السِّرَّ بها، فعُزل هو بعزله، وأقام في بيته ثم ناب في ديوان الإِنشاء بمصر عن العلاء بن فضل الله، وباشر توقيع الدست ثم أعيد إلى كتابة السر بحلب في سنة سبع وأربعين وسبع مئة، ثم عزل بابن السفاح ثم أعيد، وكان ابنه كمال الدين يَسُدُّ عنه إلى أنْ صُرِفَ في ربيع الأوَّل سنةَ تسعِ وخمسينَ وسبع مئة، واستمر بَطِلاً إلى أن مات سنة ستين وسبع مئة في يوم عرفة انتهى.
1779 - (ت 761 هـ): محمَّد بن محمَّد بن علي بن أبي بكر اليونيني، ثم الدمشقي، الحنبلي، الكاتب، المعروف بابن دلقة
.
(1)
الدُّرر الكامنة: 4/ 205.
(2)
الدُّرر الكامنة: 1/ 81.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(1)
: ولد سنة تسعٍ وتسعينَ وست مئة، واحضر على أبي الحسين اليُونيني، سمع منه الحسيني، ومات في ربيع الآخر سنة إحدى وستين وسبع مئة، وله اثنتان وستون سنة.
1780 - (ت 761 هـ): جمال الدين الدارفوري المقرئ الحنبلي
.
قال ابن العماد
(2)
: هو المقرئ للسبع إمام الضَّيائية بدمشق تُوفِّي في جمادى الأولى سنة إحدى وستين وسبع مئة انتهى.
وذكره ابن رجب
(3)
في "طبقاته" في ترجمة أبي بكر الزريراتي بهذا اللَّفظ، وأرَّخ وفاته مثل ما هنا ولم أجد له ترجمة غير ذلك.
1781 - (ت 761 هـ): محمَّد بن أَحْمد بن عمر بن عبد الله بن عمر بن عوض المقدسي، ثم المصري، الحنبلي، الشيخ، الإِمام
.
قال ابن العماد
(4)
: سمع من العماد بن الشيخ شمس الدين بن العماد، والتقي ابن تمام وغيرهما، وكان حسنَ الشكالة مع تواضعٍ، وحسنِ كتابة، ولمّا كان والده قاضي القضاة بالديار المصرية رأى من الجاه والسَّعادة ما لم يره غيره من أولاد القضاة، ويقال: إنَّه كانَ في اصطبله ما يزيد على خمسين رأسًا وبسببه عُزِلَ والده من القضاء، وتوفي المُتَرْجَم ليلةَ النِّصْفِ من ذي القعدة سنة إحدى وستين وسبع مئة انتهى.
وذكره ابنُ حجر
(5)
في "الدُّرر" وقال: دَرَّسَ للحنابلة بالمنْصُورِيَّة وغيرها، وكان حسنَ الشكل، متواضعًا، وكان يعتني بالخيل - وكان أبوه قاضيًا - حتى اجتمع عنده خمسونَ رأسًا، ولها عِدَّةَ خَدَمٍ حتى يقال: إنَّ ذلك سَبَّبَ عزل أَبيه.
(1)
الدُّرر الكامنة: 5/ 470.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 190.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 413.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 196.
(5)
الدُّرر الكامنة: 5/ 76.
1782 - (ت 761 هـ): بشر بن إبراهيم بن محمود بن بشر البعلي الحنبلي، الشيخ، المقرئ الصَّالح، الفقيه
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد في ذي القعدة سنة إحدى وثمانين وست مئة، وسَمِعَ من التَّاج عبد الخالق، وابن مشرف، والشيخ شرف الدِّين اليونيني وغيرهم، وكان خَيِّرًا، حسنَ السَّمْتِ، صَحِبَ الفقراء، وروى ابنُ رجب حديث الرُّبَيَّع بنت النَّضْر، وقول النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: إنَّ من عباد الله مَنْ لو أقسم على الله لأَبَّرَّه، وجاور بمكة، وتوفي بمعان مرجعه من الحج ليلةَ رابع عشر ذي الحجة سنة إحدى وستين وسبع مئة، ودُفن هناك، وأَرَّخَ وفاتَه ابنُ حجر في المُحَرَّم ولعله الأقربُ. انتهى.
قلت ذكره ابن حجر
(2)
في "الدُّرر" قال: قال ابنُ رافع: كان خَيِّرًا، وقال غيره: كانَ حَسَنَ الشَّيبَةِ، وقال الحسيني: صحب الفقراء، وخرجت له جزءًا، وسمع منه، شيخنا العراقي، ومات راجعًا من الحج بمعان في العشر الأَوْسَط من المحرم سنة إحدى وستين وسبع مئة. انتهى.
1783 - (ت 761 هـ): عبد الله بن محمَّد بن إبراهيم بن نصر بن فهد المقدسي، الصالحي، البزوري، العطار، الحنبلي، المعروف بابن قيم الضِّيائِية، تقي الدين أبو محمَّد
.
قال ابن العماد
(3)
ولد في أواخر سنة تسعٍ وستين وست مئة، وأخذ عن الفخر بن البخاري، وسمع من الشيخ شمس الدين بن أبي عمر، وابن الزين، وابن الكمال، وسمع منه الذَّهَبِيُّ وابن رافع والحسيني وابن رجب، وأجاز للشيخ شهاب الدين بن حجي وللشيخ شرف الدين بن مفلح، وكان مكثرًا، مسندًا، فقيهًا، وكان له حانوت بالصَّالحية يبيع فيه العطر، تُوفِّي بالصالحية ليلةَ الثلاثاء خامس عشري المحرم سنة إحدى وستين وسبع مئة. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 6/ 190.
(2)
الدُّرر الكامنة: 2/ 12.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 191.
وذكره ابنُ حجر في "الدُّرَر"
(1)
: وقال: قال البِرْزَالي: رَجُلٌ جَيَّدٌ، ملازمٌ للصَّلاة بالجامع، وحَدَّث بالكثير، وطال عمره، وانتفع به، وأكثر عنه شيخنا العراقي، ومات في خامس عشر المحرم سنة إحدى وستين وسبع مئة بالصَّالحية وله إحدى وتسعون سنة انتهى.
1784 - (ت 761 هـ): عبد الله بن يوسف بن أَحْمد بن عبد الله بن هشام الأنصاري، الحنبلي، النحوي، العَلَّامة جمال الدين أبو محمَّد
.
قال ابن العماد
(2)
قال في "الدُّرَر": ولد في ذي القعدة سنة ثمانٍ وسبع مئة، ولزم الشهاب عبد اللطيف بن المرحل، وتلا على ابن السراج، وسمع على أبي حَيَّان "ديوان زهير" بن أبي سُلْمَى، ولم يلازمه، ولا قرأ عليه، وحضر دَرْسَ التَّاج التبريزي، وقرأ على التَّاج الفَاكهاني "شرح الإِشارة" له إلَّا الورقة الأخيرة، وتَفَقَّه للشَّافِعِيَّ ثم تَحَنْبَل فحفظ الخِرَقي في دون أربعةِ أشهرٍ وذلك قبلَ موتهِ بخمسِ سنين، وأتقن العَرَبِيَّة ففاق الأقران بل الشيوخ، وحَدَّثَ عن ابن جماعة بالشَّاطِبِيَّة، وتَخَرَّجَ به جماعةً من أهل مِصْرَ وغيرهم، وتَصَدَّرَ لنفعِ الطالبين، وانفرد بالفوائد الغريبة والمباحث الدقيقة، والاستدراكات العجيبة، والتحقيق البالغ، والاطلاع المُفْرِط، والاقتدار على التَّصرُّفِ في الكلام والملكة التي كان يتمكن من التعبير بها عن مقصوده بما يريد مع التواضع، والبرَّ، والشفقة، ودَمَاثة الأخلاق، ورِقَّةِ القَلْب.
قال ابن خَلدون: ما زلنا ونحن بالمغرب نسمع أَنَّه ظهر بمصر رجلٌ عالمٌ بالعربية، يقال له ابنُ هشام أنحى من سيبويه، وكان كثيرَ المخالفة لأبي حيان، شديدَ الانحراف عنه، وله تصانيف كثيرةٌ، وله شعرٌ، تُوفِّي في ليلة الجمعة خامس ذي القعدة سنة إحدى وستين وسبع مئة، ودُفِنَ بعد صلاة العصر بمقبرة الصوفية بمصر انتهى. المراد منه.
(1)
الدُّرر الكامنة: 3/ 63.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 191.
وقال الشوكاني في البدر الطَّالع
(1)
: كان شديدَ الانحراف على أبي حَيَّان، كثيرَ المخالفة له، وذلك والله أعلم لكون أبي حيان منفردًا بهذا الفن في ذلك العصر غير مدافع عن السبق فيه ثم كان المنفرد بعده هو صاحب الترجمة وكثيرًا ما ينافس الرَّجلُ مَنْ كان قَبْلَه في رتبته التي صار إليها إظهارًا لفضل نفسه بالاقتدار على مزاحمته لمن كان قبله، أو بالتمكن من البلوغ إلى ما لم يبلغ إليه وإلَّا فأبو حَيَّان هو من التمكن من هذا الفن بمكان ولم يكن للمتأخرين مثله ومثل صاحب الترجمة، وهكذا نافس أبو حَيَّان من قبله، وهو الزَّمَخْشَرِيَّ، فأكثرَ من الاعتراض عليه لكون الزَّمَخْشَرِيُّ ممن تَفَرَّد بهذا الشَّأن، وإنْ لم يكن عصره متصلًا بعصره، وهذه دقيقة ينبغي لمن أراد إخلاص العمل أنْ يتنبَه لها فإنَّها كثيرةُ الوقوع، بعيدةُ الإِخلاص.
وقد تصدَّرَ صاحبُ التَّرْجَمة للتدريس وانتفع به النَّاس، وتفرَّد بهذا الفن، وأحاط بدقائقه، وحقائقه، وصار له من المَلَكة فيه ما لم يكن لغيره، واشتهر صِيْتهُ في الأقطار، وطارت مُصَنَّفَاتُه في غالب الدَّيار، ثم ذكر وفاتَه وشيئًا من شعره، وأَنَّه رثاه ابنُ نَبَاتة وغيرُه، ويكفي من التنويه بذكر هذا الفاضل ومن أراد الاطلاع على أحواله، والتَّوَسُّع في ترجمته فعليه بما كتبه فيه العُلماءُ مثل ابن حجر في "الدُّرر"، والسُّيوطي في "بغية الوعاة"، وصاحب "السُّحُبِ الوابلة"، و"مختصر الطبقات" لابن الشَّطِّي، وغيرهم، وله مصنفاتٌ كثيرةٌ ذكر الشَّوكانيُّ منها كتاب "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب" وقال هو كتابٌ لم يُؤَلَّفْ مثلهُ في بابه، واشتهر في حياته، وله "تعليقٌ على أُلفية ابن مالك"، و"عمدة الطالب في تحقيق تعريف ابن الحاجب" مجلدان، و"رفع الخصاصة عن قراءة الخلاصة" أربع مجلدات، و"التحصيل والتفصيل لكتاب التذييل والتكميل" ثلاثة مجلدات، و"شرح الشَّواهد الكبرى"، و"شرح الشواهد الصغرى"، و"وقاعد الإِعراب"، و"شذور الذهب"، و"شرحه"، و"قطر النَّدَى" و"شرحه"، و"الكواكب الدُّرِّية شرح اللمحة البدرية" لأبي حيان، و"شرح بانت سعاد"، و"شرح البردة"، و"التذكرة" في خمس عشرة مجلد، و"شرح التسهيل" لم يُبَيِّضْهُ.
(1)
البدر الطالع: 1/ 400.
هذا ما ذكره الشوكاني وله غير ذلك كثير مثل "حاشية المغني"، و"الجامع الكبير"، "الجامع الصغير"، "المسائل السفرية في النحو"، "نزهة الطرف في علم الصَّرْف"، "موقد الأذهان في الألغاز النحوية"، "التوضيح على ألفية التيجاني"، "المباحث المرضية المتعلقة بمَنْ الشرطية في النحو" مجلدين، "القواعد الكبرى في النحو"، "تلخيص الانتصاف من تفسير الكَشَّاف"، "الجمل في النحو"، "شرح الجامع الصغير للشيباني"، "شرح الجمل الكبيرة" للزجاجي، "شوارد الملح وموارد المنح"، "كفاية التعريف في علم التصريف"، "الرَّوْضة الأدبية في علوم العربية"، وغير ذلك فرحمه الله رحمة واسعة.
(ت 761 هـ): أَحْمد بن موسى الزرعي يأتي سنة اثنتين وستين وسبع مئة. [انظر: 1787].
1785 - (ت 761 هـ): إبراهيم بن محمَّد بن يونُس بن منصور الدِّمَشْقِي، القواس، الحنبلي
.
قال ابن حجر في "الدُّرَر"
(1)
: ولد سنة سبع وسبعين وست مئة وقيل قبل ذلك، وسمع على الفخر بن البخاري، وزَيْنب بنت مكي، وابن القواس، وابن عساكر، وغيرهم، وحَدَّثَ بالكثير.
قال ابن رافع: كان رجلًا جَيَّدًا، محبًا للخير وأهله، ملازمًا لصنعته.
قال الحسيني، كان ملازمًا لابن تيمية.
وقال ابن رجب صحب العماد الواسطي وانتفع به، وكان ناصحًا في صناعته، يقصده النَّاس لدينه وخيره، مات في ثامن عشرين شعبان سنة إحدى وستين وسبع مئة.
1786 - (ت 761 هـ): أَحْمد بن الحسين البعلي، الحنبلي
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(2)
: يعرف بالمصري، أخذ عن القطب اليونيني،
(1)
الدُّرر الكامنة: 1/ 80.
(2)
الدُّرر الكامنة: 1/ 145.
ومات في سنة إحدى وستين وسبع مئة انتهى.
1787 - (ت 762 هـ): أَحْمد بن موسى الزرعي، الحنبلي، الشيخ، الصَّالح، المُعَمَّر، أبو العَبَّاس، شهاب الدين
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرر"
(1)
: كان من كبار أصحاب ابن تيمية انقطع بزرع مدةً، ثم طار صِيْتهُ، وقُصد للتبرك حتى صار نُوَّابُ الشَّام ومَنْ دونهم يَتَردَّدون إليه، ولم يتفق أنَّه قَبِلَ من أحد منهم شيئًا، وكان ينسخ العُبْيَّ من الصُّوف ويتقوت بذلك، وإذا زَادَهُ أحَدٌ في القيمة لم يقبل، وكان له إقدام على ملوك الترك، وتردد إلى القاهرة مرارًا، أوَّلُها سنةَ اثنتي عشرةَ وسبع مئة، وكان لا يعود إلَّا وقد أُجيبَ إلى كل ما أراد، فأبطل أشياء من المظالم، وانتفع النَّاس به كثيرًا، وكان الكثير من أهل الدَّوْلة يكرهونه ولا يتهيأ لهم رَدُّهُ فيما يطلب، وكانت وفاتهُ في آخر ذي الحجة إحدى وقيل سنة اثنتين وستين وسبع مئة في أول المحرم، وقد جاوز الستين انتهى.
وذكره ابن فهد في "ذيل طبقات الحفاظ"
(2)
وقال: كان زاهدًا، أمارًا بالمعروف، نَهَّاءً عن المنكر، قويَ النَّفْس في ذلك، أبْطَل مظالم، وفيه إقدام على الملوك والسَّلاطين، وكان يتكلم في الفراسة وتفقه على تقي الدين ابن تيمية، وصَحِبَهُ زمانًا تُوفِّي بدمشق في المحرم سنة اثنتين وستين وسبع مئة انتهى.
وذكره ابن العماد في "شذرات الذهب"
(3)
وأرَّخَ وفاتَه في المحرم سنة اثنتين وستين وسبع مئة، وذكره ابنُ كثير في "تاريخه"
(4)
وأرَّخَ وفاتَه سنةَ إحدى وستين.
1788 - (ت 762 هـ): عبد الرَّحْمن بن رزق الله بن عبد الرَّحْمَن بن رزق الله الرسعني، الدمشقي، الحنبلي
.
(1)
الدر الكامنة: 1/ 383.
(2)
لحظ الألحاظ: 130.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 197.
(4)
البداية والنهاية: 14/ 274.
قال ابن فهد في "لحظ الألحاظ"
(1)
: كان أحدَ وكلاء الحكم بدمشق، وتوفي بها ليلة الثاني أو الثالث من جمادى الأولى سنة اثنتين وستين وسبع مئة انتهى.
1789 - (ت 762 هـ): عبد الوَهَّاب بن إبراهيم بن صالح بن هاشم بن أبي حامد عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن الحسين بن العجمي، الحلبي، الحنبلي، تاج الدين
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(2)
: ولد بعد السبعمئة، وبرع في الشروط، وكان محمودَ السِّيرَة، مات سنة اثنتين وستين وسبع مئة، ذكره ابن حبيب وقال: لم يبلغ الستين، وكان ظاهر الدِّيانة والأمانة انتهى.
وذكره ابن فهد المكي في "لحظ الألحاظ"
(3)
وقال: مات وله بضعٌ وخمسون سنة وكان كاتب الحكم بحلب.
1790 - (ت 763 هـ): محمَّد بن عيسى بن حسين بن كُر البغدادي ثم المصري، الحنبلي، شمس الدين المرواني، شيخ الزاوية، جوار مسجد الحسين. بالقاهرة
.
قال ابن العماد
(4)
: روى عن غازي الحاوي من "المسند" مواضع، وتوفي بالقاهرة سنة ثلاثٍ وستينَ وسبع مئة انتهى.
وقال ابن حجر في "الدُّرر"
(5)
: ولد بالقاهرة في شهر ربيع الأول سنة إحدى وثمانين وست مئة، وحفظ القرآن، و"العمدة"، وكتابًا في مذهب أَحْمد و"ملحة الإِعراب" وسمع من الدمياطي، وغازي الحلاوي، وغيرهما، وله مشيخة الزاوية التي بجوار المشهد الحسيني، وأخرى بالقرب من الدكة بشاطئ الخليج، سمع منه شيخُنا العراقي وغيره وأخذ علم الموسيقى عن غير واحد ففاق الأقران، وصَنَّف فيه
(1)
لحظ الألحاظ: 131.
(2)
الدرر الكامنة: 3/ 229.
(3)
لحظ الألحاظ: 131.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 198.
(5)
الدرر الكامنة: 5/ 387.
تصانيف، وصار في فَنِّه فردًا لا يلحقه، ونقل مذاهب القدماء، وحَرَّرها، وكان عزيزَ النَّفْس، شهمًا، عفيفًا، ولم يتكسب بصناعة الموسيقى، ذكر ذلك ابن فضل الله مات في سنة ثلاثٍ وستين وسبع مئة انتهى.
وذكر له في "كشف الظنون"
(1)
كتاب "غاية المطلوب في الأنغام والضروب" في علم الموسيقى.
1791 - (ت 763 هـ): محمَّد بن مفلح بن مُحَمَّد بن مفرج المقدسيّ ثم الصَّالحي، الرَّامِيْنِيُّ، الحنبلي، أقضى القُضاة، شمس الدين، الشيخ الإِمام، العالم، العلَّامة، وحيدُ دهره، وفريد عصره، شيخ الإِسلام وأحد الأئمة الأعلام
.
قال ابن العماد
(2)
: سمع من عيسى المطعم وغيره، وتَفَقَّه، وبرع، ودرس، وأفتى، وناظر، وحَدَّث، وأفاد، وناب في الحكم عن قاضي القضاة جمال الدين المَرْدَاوي، وتزوج ابنته وله منها سبعة أولاد ذكور وإناث، وكان آيةً وغاية في نقل مذهب أَحْمد.
قال أبو البقاء السبكي: ما رأت عيناي أحدًا أفقهَ منه، وكان ذا حظًّ من زهدٍ وتَعَفُّف، وصيانة وورعٍ، ودينٍ متينٍ، وشُكِرَتْ سيرَتهُ وأحكامه، وذكره الذَّهَبِيُّ في "المعجم" فقال: شابٌّ عالمٌ، له عملٌ ونظرٌ في الرِّجال رجال السُّنَن ناظر وسمع، وكتب وتقدم، ولم يُرَ في زمانه في المذاهب الأربعة مَنْ له محفوظاتٌ أكثرُ منه، فمن محفوظاته "المنتقى في الأحكام"، وقال ابن القيم لقاضي القضاة موفق الدين الحجاوي سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة: ما تحت أديم السَّمَاء أعلم بمذهب الإِمام أَحْمد بن حنبل من ابن مفلح، وحَسْبُكَ بهذه الشهادة من هذا العالم، وحضر عند الشيخ تقي الدين ابن تيمية، ونقل عنه كثيرًا، وكان يقول له: ما أنت ابنَ مفلح بل أنت مفلح، وكان أخبر الناس بمسائله واختياراته، حتى إنَّ ابنَ القَيِّم كان يُراجعه في
(1)
لم نجده في "كشف الظنون"، وهو في "هدية العارفين": 6/ 161.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 199.
ذلك، وله مشايخُ كثيرون منهم ابنُ مُسَلَّم، والبُرهان الزرعي، والحَجَّارُ، والفُوَيْرِهُ، والبخاريُّ، والمِزِّيُّ، والذَّهَبِيُّ، ونقل عنهما، وكانا يُعظَّمانهِ، وكان الشيخ تقي الدين يُعَظِّمُهُ ويُثني عليه كثيرًا، وتوفي ليلة الخميس ثاني رجب سنة ثلاث وستِين وسبع مئة بمسكنه بالصَّالحية، ودُفِنَ بالرَّوْضَة بالقرب من الشيخ موفق الدين بن قُدامة، ولم يدفن بها حاكمٌ قَبْلَه، وله بضعٌ وخمسون سنة. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدُّرر"
(1)
فقال: سمعَ من عيسى المطعم وجماعة، واشتغل بالفقه وبرع فيه إلى الغاية، وصاهر القاضي جمال الدين المَرْدَاوي، وناب عنه في الحكم، وصَنَّفَ الفروع، أجاد فيها إلى الغاية، وأوْرَدَ فيه من الفروع الغريبة ما بهر العلماء.
قال ابن كثير: كان متضلعًا، فاضلًا، متقنًا في علومٍ كثيرةٍ لا سِيَّما في الفروع. انتهى المراد منه.
وذكره ابن كثير
(2)
وابن الشَّطَّي
(3)
في مختصره، وصاحب "السُّحُبِ الوابلة"
(4)
، وغيرهم وله مصنفات منها:"شرح المقنع" ثلاثون مجلدًا، "النكت والفوائد السَّنِيَّة على مشكل المحرر" للمجد ابن تيمية، و"شرح المنتقى" للمجد في مجلدين، و"الفروع في الفقه" أربع مجلدات، وقد اشتهر في الآفاق وهو من أجَلّ الكتب، وأنفعها، وأجمعها للفوائد لكنه لم يُبَيَّضْهُ كُلَّه ولم يُقرأ عليه، وكتاب في أصول الفقه حذا فيه حَذْوَ ابن الحاجب في مختصره، و"الآداب الشرعية الكبرى" مجلدان، و"الآداب الشرعية الوسطى" مجلد، و"الآداب الصغرى" مجلد لطيف، و"آداب الحمام"، و"التذكرة في رجال العشرة" وغيرها، وذكر له المَرْداوي في "الإِنصاف" حواشي "المقنع" أربع مجلدات، وذكر ابن عبد
…
(1)
الدُّرر الكامنة: 6/ 14.
(2)
البداية والنهاية: 14/ 294.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 70.
(4)
السحب الوابلة: 3/ 1089.
1792 - (ت 763 هـ): إبراهيم بن يوسف بن إبراهيم بن أبي بكر بن عبد الواحد الدِّمشقيّ بن قاضي مَرْدَا الحنبلي
.
قال ابن حجر في "الدُّرَر"
(1)
: ولد في جمادى الأولى سنة سبعٍ وثمانين وست مئة، واشتغل وسمع من إبراهيم بن أبي الحسن بن صدقة، ومحمَّد بن مشرف، والمطعم وغيرهم، ومات في مستهل ذي الحجة سنة ثلاث وستين وسبع مئة. انتهى.
1793 - (ت 764 هـ): عمر بن محمَّد بن عمر بن محمود، ويقال: عبد الحميد بن أبي بكر الحَرَّاني ثم الدِّمَشْقِي، القاضي، الحنبلي، المعروف بابن زباطر
.
قال ابن حجر في "الدُّرَر"
(2)
: أسمعه أبوه الفقيهُ أبو عبد الله من الشرف بن عساكر، وابن القواس، والفَرَّاء، وغيرهم، وأسمعه البُخَارِيّ من اليونيني، وحَدَّثَ، سمع منه الحسيني وغيره، ومات في شَوَّال سنة أربعٍ وستينَ وسبع مئة. انتهى.
1794 - (ت 764 هـ): علي بن أبي بكر بن محمَّد بن محمود بن سلمان بن فهد الحنبلي، الحلبي، علاء الدين بن شرف الدين بن شمس الدين بن شهاب الدين
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(3)
: كان كاتبَ الإِنشاء بدمشق، ومات بها في سنة أربع وستين وسبع مئة، أَرَّخَه ابنُ حبيب. انتهى.
وذكره الصفدي
(4)
فقال: كان ذا أدَبٍ ونَظْمٍ، ونثرٍ وكُتُبٍ، وتنبل، وكان يَتَوَدَّد النَّاسَ، ويخدمُهم بما يقدر عليه، ومولده ظَنًا سنةَ ثلاثين وسبع مئة، ودخل الديوان، وكتب في الإِنشاء ولمَّا تُوفِّي أخوه القاضي الشَّهاب أَحْمد وكان موقِعَ الدَّستِ، وحَلَّ
(1)
الدُّرر الكامنة: 1/ 88.
(2)
الدُّرر الكامنة: 4/ 223.
(3)
الدُّرر الكامنة: 4/ 39.
(4)
أعيان العصر: 1/ 248.
هوَ فيه عوض أخيه، ووَقَّعَ في الدَّسْت بدمشق المحروسة، وحَجَّ سنةَ ثلاثٍ وستينَ وسبع مئة. انتهى.
1795 - (ت 764 هـ): أَحْمد بن إسحاق بن يحيى بن إسحاق الآمدي بدر الدين ويقال: اسمه محمَّد الحنبلي
.
قال ابن حجر في "الدُّرَر"
(1)
: ولد سنة ثلاثٍ وتسعين وست مئة، وأُسْمِعَ على أَبيه، وعمر القَوَّاس، والشرف بن عساكر وغيرهم، ووَلِيَ حِسبَة الصَّالِحِيَّة، وحَدَّث.
قال ابنُ رافع: كان لين الكلمة محبًا لأهل الخير، مات في شهر ذي القعدة سنة أربع وستين وسبع مئة. وأَرَّخَهُ ابنُ رجب سنة خمسٍ فَوَهِمَ. انتهى.
1796 - (ت 764 هـ): أَحْمد بن عليّ بن حسن بن عليّ بن أبي نصر بن النَّحاس المعروف بابن عمرون الحلبي الأصل، البعلي، الحنبلي، الكاتب
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(2)
: سمع من ابن القَوَّاس معجم ابن جميع، ومن الشرف بن عساكر، ومن أبي الحسين اليُونيني الصحيح، وحَدَّثَ، سمع منه الحسيني وجماعة، وهو سبط الفقيه أبي عبد الله اليونيني، وكان إليه الإِشراف على الجامع ببَعْلَبَكَّ، ثم ترك ومات في ربيع الأَوَّل سنة أربعٍ وستين وسبع مئة، وكان مولده في صفر سنة اثنتين وثمانين وست مئة، فأكمل اثنتين وثمانين سنة. وأخوه عبد الله مات سنة إحدى وأربعين وسبع مئة انتهى.
1797 - (ت 764 هـ): عبد الرَّحمن بن محمَّد بن أَحْمد بن محمَّد بن عثمان بن أسعد بن المُنَجَّا، التَّنُوخي، الحنبلي، شمس الدين
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(3)
: روى عن القاضي سليمان بن حمزة، وعيسى
(1)
الدُّرر الكامنة: 1/ 117.
(2)
الدُّرر الكامنة: 1/ 244.
(3)
الدُّرر الكامنة: 3/ 132.
المطعم، وأبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدائم وغيرهم. مات في جمادى الأولى سنة أربعٍ وستين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن كثير في "تاريخه"
(1)
فقال: وفي يوم الثلاثاء العشرين من جمادى الأولى سنة أربعٍ وستين وسبع مئة، تُوفِّي الصَّدْر شمس الدين عبد الرَّحْمَن بن الشيخ عز الدين بن المُنَجَّا التنوخي بعد العشاء الآخرة، وصُلَّيَ عليه بجامع دمشقَ بعد صلاةِ الظهر، ودُفِن بالسفح. انتهى.
- (ت 764 هـ): عمر بن محمَّد بن عمر بن محمَّد بن حفص الحَرَّاني الأصل ثم الدِّمشقيّ، الحنبلي، الشيخ، الصَّالح زين الدين. [انظر: 1793].
قال ابن العماد
(2)
: سمع من ابن القَوَّاس، والشَّرَف ابن عساكر، وعيسى المطعم وغيرهم، وسمع "صحيحَ البُخَارِيّ" على اليونيني، وحَدَّث، سمعَ منه الحُسَيْنِيُّ وشهابُ الدين بن رجب، وذكراه في معجميهما، وتوفي سنة أربعٍ وستين وسبع مئة بدمشق، ودفن بمقبرة السالف ظاهر دمشق. انتهى.
1798 - (ت 764 هـ): أَحْمد بن محمَّد بن سليمان الشِّيْرَجي، البغدادي، الحنبلي، شهاب الدين، أبو عبد الله
.
قال ابن حجر في "الدُّرَر"
(3)
: هو الشَّيخ، الصَّالح، العالم، سمع من الشيخ عفيف الدين بن الدَّواليبي "مسند أَحْمد"، ومن علي بن الحُصَين، وقرأ بالروايات، واشتغل بالفقه، وأعاد بالمُسْتَنْصِرِيَّةِ، وكان فيه ديانةٌ، وزهدٌ، وخَيْرٌ، وله شِعْرٌ مَدَحَ به النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وكان يُقال له: ابن الشَّيْرَجاني، وقدم دمشقَ وحَدَّث، وكَتَبَ عن مشايخها، وحَدَّثَ بها بجزء ابن القاري بسماعه له عن ابن خضر، وذكره الذَّهَبِيُّ في معجمه الكبير، وأَرَّخَ ابنُ رجب وَفَاتَه سنةَ أربعٍ وستين وسبع مئة، وأرَّخَها غَيْرُه سنةَ خمسٍ وستينَ، وهو واحدٌ بوفاتهِ قولان انتهى.
(1)
البداية والنهاية: 14/ 300.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 202 وقد تقدم قريبًا برقم (1801)، ووهم المؤلف رحمه الله، فكرره ثانية.
(3)
الدُّرر الكامنة: 1/ 314.
وذكره ابن العماد
(1)
وقال: تُوفِّي ببغداد سنة أربعٍ وستين وسبع مئة، ودُفِنَ بمقبرة الإِمام أَحْمد، ثم ذكره أَيضًا فيمن تُوفِّي سنة خمس وستين وسبع مئة، وهو غلط كما قدمنا.
1799 - (ت 765 هـ): محمَّد بن موسى بن أَحْمد بن عبد الله بن عيسى البَعْلي، اليُونيني، الحنبلي، تقي الدين بن قطب الدِّين
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(2)
: سمع وحدَّث، وكان رَضِيَّ النفس، قليلَ الكلام، حسنَ الخلق. مات في ذي الحجة سنة خمسٍ وستين وسبع مئة.
وذكره صاحب "الرد الوافر"
(3)
وأثنى عليه وقال: كان يحملُ حاجتَه بنفسهِ من السوق في ذيله.
- (ت 765 هـ): أَحْمد بن محمَّد بن سليمان الشَّيْرَجي، تقدم سنة أربع وستينَ وسبع مئة قريبًا. [انظر: 1798].
1800 - (ت 765 هـ): محمَّد بن موسى بن فَيَّاض بن عبد العزيز بن فَيَّاض المَقْدِسِي، الحنبلي، شمس الدين بن شرف الدين
.
قال ابن حجر في "الدُّرَر"
(4)
: قال ابنُ حبيب: كان حَسَنَ السَّمت، مقبلًا على الخير، ورعًا، متقشفًا، ناب عن أَبيه بحلب، وماتَ سنةَ خمسٍ وستينَ وسبع مئة. انتهى.
1801 - (ت 765 هـ): عمر بن إدريس الأنباري ثم البغدادي، الحنبلي، القاضي، الشهيد، جمال الدين أبو حفص
.
(1)
شذرات الذهب: 6/ 200.
(2)
الدُّرر الكامنة: 6/ 22.
(3)
الرد الوافر: 60.
(4)
الدُّرر الكامنة: 6/ 22.
قال ابن العماد
(1)
: هو الإِمام الفاضل، قرأ على البابصري وغيره، وتفقَّه حتَّى مهر في المذهب، ونصره وأقامَ السنة، وقمع البدعة ببغداد، وأزال المنكرات، وكان إمامًا في التَّرسُّلِ والنظم، وله نظمٌ فيه مسائل الفرائض، وارتفع حتَّى لم يكن في المذهب أجملُ منه في زمانه، فغضب عليه جماعةٌ من الرافضة، فظفروا به، فعاقبوه مُدَّةً فصبر إلى أن مات شهيدًا سنةَ خمسٍ وستينَ وسبع مئة، وتأسَّف عليه أهل بغداد، ودفن بمقبرة الإِمام أَحْمد بالمدرسة التي عَمَّرها ثم إنَّ أعداءه أهلكهم الله تعالى، وانتقم منهم جميعًا سريعًا، وفرح أهلُ بغدادَ بهلاكهم. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدُّرَر"
(2)
فقال: عمر بن إدريس جمال الدين الحنبلي محتسب بغداد، وقاضي الحنابلة بها، كان من قضاة العدل، كثير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تَعَصَّب عليه الروافض ونسبوه إلى ما لا يصحُّ عنه، فضرب بين يدي الوزير ضربًا مبرحًا حتَّى مات سنة خمس وستين وسبع مئة. انتهى.
وذكره أَيضًا في موضع آخر
(3)
فقال: عُمر بن عبد المحسن بن إدريس جمال الدين، الحنبلي، وذكر نحو ما تقدم ثم أرَّخ وفاتَه في صفر سنة ستٍ وستين وسبع مئة.
وذكره ابن كثير في "تاريخه"
(4)
فقال: وفي صفر كانت وفاة الشيخ جمال الدين عمر بن القاضي عبد الحي بن إدريس الحنبلي، محتسب بغداد، وقاضي الحنابلة بها، فتعصبت عليه الرَّوافض حتَّى ضرب بين يدي الوزارة ضربًا مبرحًا كان سببَ موتِه سريعًا رحمه الله، وكان من القائمين بالحق، الآمرين بالمعروف، والنَّاهين عن المنكر، من أكبر المنكرين على الرَّوافض وغيرهم من أهل البدع. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 6/ 204.
(2)
الدُّرر الكامنة: 4/ 181.
(3)
الدُّرر الكامنة: 4/ 203.
(4)
البداية والنهاية: 14/ 310.
وذكره ابن رجب
(1)
في ترجمة البَابصري وقال: وممن اشتغل عليه يعني البابصري وانتفع به جمالُ الدين الأنباري الشَّهيد الإِمام في التَّرسل، والنظم، والنثر، وله نظمٌ في مسائلَ في الفرائض، وبينه وبين القاضي شرف الدين مراسلاتٌ بأشعار حسنة، وكذلك المَرْدَاوي راسَلَهُ في مدَّةِ حكمهِ وسَمَّاهُ عمرَ بنَ إدريسَ وقال: نَصَرَ المذهب، إلى آخر عبارة ابن العماد المتقدمة، وأرَّخَ وفَاتَه سنةَ خمسٍ وستينَ وسبع مئة. والله أعلم.
وبهذا تعلم أنَّ المتَرْجَم واحدٌ مع الاختلاف في وفاته وأبيه، فاعلم ذلك.
1802 - (ت 765 هـ): عبد الرَّحْمَن بن عليّ بن عبد الرَّحْمَن بن أبي عمر محمَّد بن أَحْمد بن قدامة، المقدسيّ، التَّتَري لأن التَّتار أسروه، وقال الحسيني: لأن الفرنج أسروه سنة قازان، أبو الفرج شمس الدين بن شيخ قاسِيون الحنبلي
.
قال ابن العماد
(2)
: سمع من سليمان بن حمزة، وتفقَّه في مذهب الإِمام أَحْمد بن حنبل، وله مشايخ كثيرة، وحَدَّث سمع منه الحسيني وابنُ رجب المقري وذكراه في معجميهما، وكان فاضلًا، متعبدًا، حسنَ الأخلاق والمتلقى، تُوفِّي بالصَّالحية يوم الخميس ثاني جمادى الآخرة سنة خمسٍ وستينَ وسبع مئة، ودفن عند جدِّه الشيخ أبي عمر. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدُّرر"
(3)
وقال: ولد سنة تسعٍ وثمانين وست مئة، وسمع على إسماعيل الفراء، والتقي سليمان، وعائشة بنت المجد الموفق، وغيرهم، وحَدَّث. انتهى.
1803 - (ت 765 هـ): عبد الصَّمد بن إبراهيم بن خليل البغدادي
، الحنبلي،
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 446.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 204.
(3)
الدُّرر الكامنة: 3/ 126.
جمال الدين أبو أَحْمد المعروف بابن الحصري، الأديب، مُحدِّث بغداد، المدرس بالبشيرية.
قال ابن العماد
(1)
: كان يحدث ويملي "تفسير الرسعني" من حفظه، ويحضره الخلق منهم المدرِّسون، والأكابر، وله ديوانُ شعرٍ حسنٍ، وخطب، ووعظ، ومدح الشيخ تقيَّ الدين ابنَ تيمية، ورثاه بقصائد، وقد مدحَ الشيخَ تقي الدين الزريراتي ورثاه.
وتوفي ببغداد سنة خمس وستين وسبع مئة، ودفن بمقبرة الإِمام أَحْمد. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدُّرر"
(2)
وقال: كان حنبليًا، طلب الحديث، وسمع الكثير، ومهر في الوعظ وصنف الخطب، ومجالس الوعظ، ونظم الشعر، وجمع ديوان شعر مدائح نبوية من نظمه. انتهى.
وذكره ابن فهد
(3)
وغير واحد، وله تصانيف ذكر ابن رجب
(4)
منها "مختصر تفسير الرسعني"، وديوان شعر، وخطب، ومواعظ وغير ذلك.
1804 - (ت 765 هـ): محمَّد بن محمَّد بن محمَّد بن أبي طالب أبو الحرم بن أبي الفَتْح القَلانِسي، الحنبلي، المُسْندِ
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(5)
: ولد في ثالث عشر ذي الحجة سنة ثلاثٍ وثمانين وست مئة، وأُسْمِعَ على غازي الحلاوي، وابن حمدان وغيرهما، وأُحْضِر على ابن خطيب المِزَّة وابن الخيمي والأَبَرْقُوهي وغيرهم، وخَرَّجَ له ابنُ رافع مشيخة. وحَدَّث بها، وذَيَّل عليها شيخُنا العراقي، وكان يلي عقودَ الأنكحة إلى أن مات وَوَلَّاهُ تقي الدين الحنبلي سماعَ الدعوى من الزَّوجين، وفي بيع أنقاض الأوقاف ثم اقتصر
(1)
شذرات الذهب: 6/ 204.
(2)
الدُّرر الكامنة: 3/ 162.
(3)
ذيل طبقات الحفاظ: 145.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 413.
(5)
الدُّرر الكامنة: 5/ 505.
على العقود، وكان خَيِّرًا، دَيِّنًا، متواضعًا، وحَدَّث بالكثير، وصار مسندَ الديار المصرية في زمانه، مات في ليلة الجمعة رابع جمادى الأولى سنة خمسٍ وستينَ وسبع مئة. انتهى.
وقال ابن العماد
(1)
: حَدَّث، وسمعَ منه ابنُ رجب المقرئ، وذكره في مشيخته، وقال: فيه صبر وتَودد على التحديث، سمعت منه بالقاهرة. انتهى.
وذكره ابن فهد
(2)
وغيره.
1805 - (ت 765 هـ): محمَّد بن عبد القادر بن أبي البركات بن أبي الفضل البعلي، ثم الصالحي، أمين الدين الحنبلي
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(3)
: أُسْمِعَ على يوسف الغَسولي، ومن عيسى المغاري، وفاطمة بنت جوهر وغيرهم، وحَدَّث، وكان قد اشتغل قليلًا ثم رجع، وَوَلِيَ مشيخة الشَّبْلِيَّة، ومات في رجب سنة خمس وستين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن فهد في "لحظ الألحاظ"
(4)
وقال: تُوفِّي بالصَّالِحِيَّة في يوم الجمعة تاسعَ عشري شهر رجب. انتهى.
- (ت 765 هـ): محمَّد بن موسى بن محمَّد بن أبي الحسين أَحْمد بن عبد الله بن عيسى بن أَحْمد بن عليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر بن محمَّد بن عليّ بن الحسين بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه الحنبلي. [انظر: 1799].
قال ابن العماد
(5)
: هكذا ساق نسبَه والدهُ المؤرِّخ قطب الدين الحنبلي وهو أي المتَرجم تقي الدين بن الشيخ القطب، المؤرخ، الحنبلي، سمع من أولاد عَمِّه،
(1)
شذرات الذهب: 6/ 206.
(2)
ذيل طبقات الحفاظ: 147.
(3)
الدُّرر الكامنة: 5/ 268.
(4)
ذيل طبقات الحفاظ: 147.
(5)
شذرات الذهب: 6/ 206.
وأمة العزيز، وفاطمة، وزَيْنب أولاد الشيخ شرف الدين اليونيني، وكان رضيَّ النفس، قليلَ الكلام، حسنَ الخلق، كثير الأدب، يحمل حاجته بنفسه، تُوفِّي يوم الأحد ثالث ذي الحجة سنةَ خمسٍ وستينَ وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدُّرر"
(1)
بنحوه.
1806 - (ت 765 هـ): أَحْمد بن محمَّد بن إبراهيم بن هلال بن تميم بن سرور المقدسيّ الإِمام، الحافظ، شهاب الدين، أبو محمود الحنبلي
.
قال ابن فهد في "ذيل طبقات الحفاظ"
(2)
: ولد في سنة أربع عشرة وسبع مئة، وسمع الكثير من أصحاب ابن عبد الدائم، وابن علاق، والنجيب، والطبقة، وعني بهذا الشأن فجمع، وضبط، وبرع، ورحل، وأفاد، ودَرَّس بعد العلائي بالتنكزيَّة، وحَدَّث، وسمع منه جماعةٌ من الفضلاء.
ذكره الذَّهَبِيُّ في "معجمه" المختص فقال: الإِمام المحدث، طالب مفيد، سريع القراءة، سمع الكثير، وقرأ كتبًا بالقدس، ومصر، ودمشق، قرأ عليّ كتاب ابن ماجه.
وقال شيخُنا الحافظ أبو زُرْعَة: أخذ عن والدي بالقاهرة، وله عشرون سنةً سنةَ خمسٍ وأربعينَ وسبع مئة. انتهى.
تُوفِّي في بيت المقدس سنة خمس وستين وسبع مئة. انتهى كلام ابن فهد.
وذكره ابن حجر في "الدُّرر"
(3)
وقال: شرع في شرح سنن أبي داود ثم ذكر نحو ما تقدم.
1807 - (ت 765 هـ): محمَّد بن سالم بن أبي الدر عبد الرَّحمن الدِّمشقيّ، الحنبلي، الأصيل، عز الدين أبو المفاخر
.
(1)
الدُّرر الكامنة: 6/ 22.
(2)
ذيل طبقات الحفاظ: 148.
(3)
الدُّرر الكامنة: 1/ 286.
قال ابن فهد في "لحظ الألحاظ"
(1)
: تُوفِّي بسفح قاسيون سنة خمس وستين وسبع مئة ثاني عشر صفر. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدُّرَر"
(2)
وقال: سمع من الشرف بن عساكر، وحَدَّث. مات في صفر سنة خمس وستين وسبع مئة. انتهى.
1808 - (ت 766 هـ): محمَّد بن محمود الإِمام، المقرئ، الفقيه، الحنبلي، البغدادي، الشيخ، نور الدين
.
قال ابن العماد
(3)
: سمع، وخَرَّج، وقرأ، وأقرأ، وتميز، وَوَلِيَ الحديث بمسجد يانس بعد القاضي جمال الدين عبد الصمد المتقدم قريبًا، وتوفي ببغداد سنة ستٍ وستين وسبع مئة، ودفن بمقبرة الإِمام أَحْمد. انتهى.
وذكره ابن رجب
(4)
استطرادًا في ترجمة الزريراتي وقال: كان شيخنا الدَّقوقي يقدمه على أصحابه ويقول: هو أحفظ الجماعة وأضبطهم، وسمع، وخَرَّجَ، وقرأ، وأقرأ وتميز. انتهى.
- (ت 766 هـ): عمر بن إدريس الأنباري. تقدم قريبًا سنةَ خمسٍ وستينَ وسبع مئة. [انظر: 1801].
1809 - (ت 767 هـ): إبراهيم بن محمَّد بن أبي بكر بن قَيِّم الجَوْزِية، الحنبلي، برهان الدين بن العَلَّامة شمس الدين
.
قال ابن العماد
(5)
: سمع من ابن الشحنة وغيره، واشتغل في أنواع العلوم، وأفتى، ودَرَّس، وناظر.
(1)
ذيل طبقات الحفاظ: 146.
(2)
الدُّرر الكامنة: 5/ 184.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 207.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 414.
(5)
شذرات الذهب: 6/ 208.
ذكره الذَّهَبِيُّ في "معجمه" المختص فقال: تفقَّه بأبيه، وشارك في علوم العربية وغيرها، وسمع، وقرأ، وتنبه، وأسمعه أبوه بالحجاز، وطلب بنفسه، ودَرَّسَ بالصَّدْرِيَّة والتَّدْمُرِيَّة، وله تصديرُ الجامع الأُموي، وكانت له أجوبةٌ مسكتة، تُوفِّي ببستانه، بالمِرَّة يوم الجمعة مستهل صفر سنةَ سبعٍ وستين وسبع مئة، وصلي عليه بجامعها ثم بجامع جراح، ودفن عند والده بباب الصغير، وبلغ من العمر ثمانيًا وأربعين سنة وترك مالًا كثيرًا. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدُّرر"
(1)
وقال: كان كثيرَ العبادة، فاضلًا في النَّحو والفقه على طريقة أَبيه، ودَرَّس بأماكن.
ولد سنة ست وعشرينَ وسبع مئة، وأحضر على أَيُّوب الكمال وغيره، وسمع من جماعة كابن الشحنة ومن بعده، واشتهر وتقدم، وأفتى، ودَرَّسَ. انتهى.
وله كتاب "إرشاد السالك إلى حل ألفية ابن مالك" وهو شرح على ألفية ابن مالك في النحو.
1810 - (ت 767 هـ): ست العرب بنت مُحَمَّد بن الفخر علي بن أَحْمد بن عبد الواحد بن البُخَارِيّ الشيخة، الصَّالحة، المسندة، المكثرة، الحنبلية
.
قال ابن العماد
(2)
: حضرت على جَدِّها كثيرًا وعلى عبد الرَّحْمَن بن الزين وغيرهما، وحَدَّثت وانتشر عنها حديثٌ كثير، وسمعَ منها الحافظان العراقي، والهيثمي، وابن رجب المقري، وذكرها في معجمه. قال ابن قانع: طال عمرها، وانتفع بها، توفيت بدمشق ليلة الأربعاء مستهل جمادى الأولى سنةَ سبعٍ وستين وسبع مئة، ودفنت بسفح قاسيون وتقدم ذكر والدها شمس الدين. انتهى.
وقال في "معجم المصنفين": رأيت لها كتاب "اختلاف المذهبين".
1811 - (ت 767 هـ): محمَّد بن يوسف بن عبد القادر بن يوسف
بن
(1)
الدُّرر الكامنة: 1/ 65.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 208.
سعد الله بن مسعود الخليلي ثم الصالحي، الحنبلي، العدل، شمس الدين.
قال ابن العماد
(1)
: سمع من سليمانَ بنِ حمزة، وعيسى المطعم، وغيرهما، وحَدَّث فسمع منه الحسينيُّ، وقال: خَرَّجْتُ له مشيخةً وجزءًا من عواليه، وتفقه، وشهد على الحكام، مع الصيانة، والرياسة، والتعفف، وقد أجاز للشهاب ابن حجي. تُوفِّي يوم الأربعاء ثامن عشري شوال سنة سبعٍ وستينَ وسبع مئة، ودفن بسفح قاسِيون. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدُّرر"
(2)
وقال: ولد سنة خمس وتسعينَ وست مئة، وأُسْمع على التقي سليمان، والمطعم، وابن الشيرازي، وغيرهم، فأكثر وخَرَّجَ له الحُسينيُّ مشيخةً، وحدَّث بها، وكان فقيهًا، صَيَّنًا، متعففًا، أثنى عليه ابن رافع وغيرُه. انتهى.
1812 - (ت 767 هـ): إبراهيم بن محمَّد بن محمود بن إسماعيل بن مري، البعلي، الحنبلي
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(3)
: ولد يوم عاشوراء سنة ستٍ وثمانينَ وست مئة، وأُسْمِعَ من التاج عبد الخالق بعض "ابن ماجه"، وكان حسنَ الوجْهِ كثيرَ الذكر، وَلِيَ الحسبة ببلده وغيرها، مات في صفر سنةَ سبعٍ وستين وسبع مئة. انتهى.
1813 - (ت 768 هـ): عبد الجليل بن سالم بن عبد الرَّحمن الريسوني، الحنبلي، الإِمام، الجليل، القدوة، نجم الدين
.
قال ابن العماد
(4)
: اشتغل بالعلم وحفظ "المحرر" في الفقه، وأعاد بالقبة البيبرسِيَّة، وكان حسنَ الأخلاق، متواضعًا، من أعيان الحنابلة بمصر، تُوفِّي بالقاهرة
(1)
شذرات الذهب: 6/ 210.
(2)
الدُّرر الكامنة: 6/ 52.
(3)
الدُّرر الكامنة: 1/ 75.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 212.
يوم الخميس تاسع عشري ربيع الأوَّل سنةَ ثمانٍ وستينَ وسبع مئة. وريسون من أعمال نابلس. انتهى.
وذكره ابن فهد في "لحظ الألحاظ"
(1)
بنحوه.
1814 - (ت 768 هـ): مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعد الله بن أبي محمَّد بن محمَّد بن عبد السَّلام بن عمر الدِّمشقي، الحنبلي، عز الدين
.
قال ابن فهد في "لحظ الألحاظ"
(2)
: تُوفِّي بظاهر دمشق يوم الأربعاء الرابع عشر من ذي الحجة سنة ثمان وستين وسبع مئة. انتهى
وقال ابن حجر في "الدُّرر"
(3)
: هو أبو عبد الله الشهير بالقواس وُلد بدمشقَ، وسمع بها من الحَجَّار "الصحيح"، وحَدَّثَ، سمع منه الغوري، وروى عنه ابنُ ظهيرة في معجمه بالإِجازة. انتهى.
1815 - (ت 769 هـ): محمَّد بن يوسف بن عبد اللَّطيف الحَرَّاني، ثم المصري، الحنبلي، أبو عبد الله، شمس الدين الإِمام، القدوة
.
قال ابن العماد
(4)
: سمع "صحيح البُخَارِيّ" على الحَجَّار، وسمع أَيضًا على حسن الكردي وغيره، وحَدَّث فسمع منه أبو زرعة العراقي، وتوفي في رمضان سنةَ تسعٍ وستينَ وسبع مئة بالقاهرة. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدُّرر"
(5)
وقال: سمع من حسن الكردي، وابن الشحنة، وست الوزراء، وحَدَّث، ومات في آخر رمضان سنةَ تسعٍ وستين وسبع مئة.
1816 - (ت 769 هـ): حمزة بن موسى بن أَحْمد بن الحسين بن بدران الحنبلي
، الإِمام، العَلَّامة، البَعْلي، عز الدين، المعروف بابن شيخ السلامية.
(1)
ذيل طبقات الحفاظ: 152.
(2)
ذيل طبقات الحفاظ: 153.
(3)
الدُّرر الكامنة: 5/ 440.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 216.
(5)
الدُّرر الكامنة: 6/ 52.
قال ابن العماد
(1)
: سمع من الحَجَّار، وتَفَقَّه على جماعة، ودرس بالحنبلية، وبمدرسة السُّلطان حسن بالقاهرة، وصَنَّفَ تصانيفَ عدةً، وكان له اطلاعٌ جيدٌ، ونقلٌ مفيدٌ على مذاهب العلماء المعتبرين، واعتناءٌ بنصوص أَحْمد وفتاوى الشيخ تقي الدين ابن تيمية، وله فيه اعتقادٌ صحيحٌ، وكان ينصره ويوالي عليه، ويعادي فيه، ووقف درسًا وكتبًا بتربة الصَّالحية، وعين لذلك الشيخ زين الدين ابن رجب.
تُوفِّي بالصَّالحية ليلة الأحد حادي عشر ذي الحجة سنة تسع وستين وسبع مئة، ودفن عند والده وجدِّه عند جامع الأفرم. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدُّرر"
(2)
وقال: قال ابنُ كثير: كان من أعيان الحنابلة، معروفًا بقضاء الحوائج، وله مكانةٌ عند ابن فضل الله، وكان قد اشتغل بالفقه فحصَّلَ، وبرع، وجمع، ودرَّس، وكان له اعتناءٌ بنصوص أَحْمد وفتاوى ابنِ تيمية، وكان يوالي فيه، ويُعادي فيه، ووقف درسًا بتربته، بالصالحية، وعُيَّنَ للقضاء غيرَ مرَّة. انتهى.
وله تصانيفُ كثيرةٌ منه "الاستدراكات على إجماع ابن حزم" جيدة، وقال ابنُ حجر: قطعةٌ مفيدة، و"شرحٌ على أحكام المجد ابن تيمية"، قال ابن حجر: لم يكمل، و"جمع على المنتقى في الأحكام" عدة مجلدات، و"كتاب نقض الإِجماع"، و"رفع المماقلة في منع المناقلة"، اختار فيه بيع الوقف لمصلحة، موافقة لابن قاضي الجبل، وتعليقة على المحرر سمَّاه:"النكت".
1817 - (ت 769 هـ): عبد الله بن محمَّد بن عبد الملك بن عبد الباقي الحجاوي، الإِمام، العالم، العَلَّامة، شيخ الإِسلام، قاضي القضاة بالديار المصرية، أبو محمَّد، موفق الدين
.
قال ابن العماد
(3)
: سمع الحديث بالقاهرة من ابن الصَّواف وطبقته، وحدَّث
(1)
شذرات الذهب: 6/ 214.
(2)
الدُّرر الكامنة: 2/ 196.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 215.
فسمع منه الحافظان الزينُ العراقي والهيثميُّ، وتفقَّه، وأفتى، ودرَّس، وباشر القضاء من سنة ثمان وثلاثينَ إلى أنْ تُوفِّي. ذكره الذهبي في "معجمه المختص" فقال: عالم ذكي، خَيِّرٌ صاحبُ مروءةٍ وديانةٍ وأوصافٍ حميدةٍ، وله اليد الطُولى في المذهب، وقَدِمَ علينا وهو طالب حديث سنةَ سبع عشرة، فسمع من ابن عبد الدائم وعيسى المطعم، وعُنِيَ بالرَّواية، وهو ممن أُحِبُّهُ لله، وحُمِدَت سيرتُه في القضاء، وانتشر في أيَّامِه مذهبُ أَحْمد بالديار المصرية، وكثر فقهاء الحنابلة بها. انتهى.
وأثنى عليه الأئمةُ منهم أبو زُرْعَة ابن العراقي، وابنُ حبيب، وتوفي نهار الخميس سابع عشري المحرم سنةَ تسعٍ وستينَ وسبع مئة بالقاهرة، ودفن بتربته التي أنشأها خارجَ باب النصر. انتهى.
وذكره ابنُ حجر في "الدُّرر"
(1)
وقال: كان واسع المعرفة في الفقه، وكان يتعبد ويتهجد، ويُحِبُّ العلماءَ والصلحاء، ويُصمم في الأمور الشرعية، وكان محببًا في النَّاس، معظمًا عند الخاص والعام. انتهى.
وذكره ابن الشَّطي في "مختصره"
(2)
وقال: ولد في حدود سنة تسعين وست مئة، وتفقَّه، وأفتى، ودرَّس، وباشر القضاء بالديار المِصْرِيَّة سنةَ ثمانٍ وثلاثينَ إلى وفاتهِ مع أحد عشر سلطانًا، وحُمِدَت سيرتهُ في القضاء. انتهى المراد منه.
1818 - (ت 769 هـ): عبد الرَّحمن بن أبي بكر بن أَيُّوب بن سعد الحنبلي زين الدين أبو الفرج أخو العَلَّامة شمس الدين بن القَيَّم رحمه الله
.
قال ابن العماد
(3)
: كان إمامًا قدوةً، سمعَ من ابن عبد الدائم، وعيسى المطعم، والحَجَّار، وحَدَّث، وذكره ابنُ حبيب في "مشيخته" وقال: سمعت عليه كتاب "التوكل" لابن أبي الدنيا سماعه على الشَّهاب العابر، وأنفرد بالرَّواية عنه، توفي ليلة
(1)
الدُّرر الكامنة: 3/ 80.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 70.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 216.
الأحد ثامن عشري ذي الحجة سنةَ تسعٍ وستينَ وسبع مئة، وصُلي عليه من الغد بجامع دمشق، ودفن بالباب الصغير. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدُّرر"
(1)
وقال: ولد سنةَ ثلاثٍ وتسعين وست مئة، وسمع من أبي بكر أَحْمد بن عبد الدائم، وعيسى المطعم، والشِّهاب العابر، وغيرهم. انتهى.
1819 - (ت 769 هـ): محمَّد بن عبد الله بن محمَّد بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن محمَّد بن يوسف بن قدامة، شمس الدين، أبو عبد الله، المُسْنِد، المُعَمَّر، الأصيل، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد سنة ثمانٍ وثمانينَ وست مئة، وحضر على ابن البُخَارِيّ، وتفرد عنه برواية جزء ابن بخيت، وسمع منه الحافظان الزين العراقي، والنور الهيثميُّ والشيخُ شهاب الدين بن حجي.
تُوفِّي يوم الثلاثاء ثاني ذي الحجة سنةَ تسعٍ وستينَ وسبع مئة بالصَّالحية، ودفن بقاسيون. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدُّرر"
(3)
فقال: أُحْضِرَ على الفخر بن البُخَارِيّ جزء ابن بخيت، ورابع الحنائيات، وحديث بقرة بني إسرائيل، وتَفَرَّدَ عنه بالأجزاء الثلاثة، وحضر على السيف بن الرَّضي، وأجازه في سنة إحدى وتسعين وست مئة وبعدها جماعة، وحَدَّث، حَدَّثني عنه ابنُ الشَّرائجي، وسمع منه شيخنا العراقي وأحضَر ولدَه أَبا زرعة عنده. انتهى.
1820 - (ت 769 هـ): محمَّد بن إبراهيم بن محمود بن سَلمان بن فهد الحلبي، كمال الدين، الحنبلي، أبو الفضل بن الكمال بن الشهاب
.
(1)
الدُّرر الكامنة: 3/ 114.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 216.
(3)
الدُّرر الكامنة: 5/ 229.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(1)
: كتب الإِنشاء بحلب والقاهرة، أثنى عليه ابنُ حبيب، وأنشدَ له شعرًا وسطًا، وكانت وفاتهُ بالقاهرة في رمضان سنةَ تسعٍ وستين وسبع مئة مطعونًا، وله ثلاثٌ وأربعون سنة. انتهى.
1821 - (ت 769 هـ): يوسف بن محمَّد بن التقي عبد الله بن مُحَمَّد بن محمود، الشيخ، الإِمام العَلَّامة، الصَّالح، القدوة، الخاشع، شيخ الإِسلام، قاضي القضاة جمال الدين، أبو المحاسن المَرْدَاوي، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد سنة سبع مئة تقريبًا، وسمعَ "صحيح البُخَارِيّ" من ابن عبد الدائم، وابن الشُّحْنَة، ووزيره وغيرهم، وأخذ النحو عن القُحْفَازي، وولي قضاءَ الحنابلة بالشَّام سبعَ عَشْرَة سنة، بعد موت ابن المُنَجَّا بعد تمنعٍ زائدٍ، وشروطٍ شرطها عليهم، واستمر إلى أنْ عُزِلَ في سنة سبعٍ وستينَ بشرف الدين بن قاضي الجبل، وذلك لخيرة عند الله، وكان يدعو أنْ لا يَتَوَفَّاهُ اللهُ قاضيًا. ذكره الذَّهَبِيُّ، وله اعتناءٌ بالإِسناد.
وقال الشَّهاب بن حجي: كان عفيفًا نزهًا، ورعًا صالحًا، ناسكًا خاشعًا، ذا سمتٍ حسنٍ ووقارٍ، يركبُ الحِمارةَ، ويفصل الخصومات بسكون، عارفًا بالمذهب، لم يكن فيهم مثله.
وقال ابن حبيب في "تاريخه": عالمٌ علمُهُ زاهرٌ، وبرهانٌ وَرَعُهُ ظاهِرٌ، وإمامٌ تُتَّبَعُ طرائِقهُ، وتُغْتَنَمُ ساعاتهُ ودقائِقهُ، كان ليَّنَ الجانب، متلطفًا بالطالب، رضي الأخلاق، شديد الخوف والإِشفاق، عفيفَ اللَّسان، كثيرَ التواضع والإِحسان، لا يَسْلُكُ في ملبسِهِ سبيل أبناء الزَّمان، ولا يركب حتَّى إلى دار الإِمارة إلَّا الأتان.
تُوفِّي يوم الثلاثاء ثامن ربيع الأوَّل سنةَ تسعٍ وستينَ وسبع مئة بالصَّالحية، ودُفِنَ بتربة الموفق بسفح قاسيون. انتهى.
(1)
الدُّرر الكامنة: 5/ 22.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 217.
وذكره ابن حجر في "الدُّرر"
(1)
وقال: كان يركب الحمارة، ولا يحضر مع النائب إلَّا في دار العدل ولا يركب في المحمل ولا العيد، وكان ماهرًا في مذهبه، مشاركًا في الأصول والعربية، حسنَ الفهم، جيَّدَ الإِدراك، مواظبًا للجلوس بالجامع، وقد ذكره الذَّهَبِيُّ في "معجمه المختص" وقال: شابٌّ خَيِّرٌ إمام في المذهب، نسخ "الميزان"، وله اعتناءٌ بالمتن والإِسناد.
وقال ابن حجي: كان ابن مفلح عين تلامذته، ثم ذكر وفاته وقال: وقد جاوز السبعين. انتهى.
وذكره البدراني في "المدخل"
(2)
، و"القلائد الجوهرية"
(3)
، وصاحب "المقصد الأرشد"
(4)
وغيرهم، وله مصنفات منها "كفاية المستقنع في شرح المقنع" مجلد، وكتاب "الانتصار في الفقه". قال صاحب "المقصد الأرشد": وهو محفوظنا، و"الواضح الجلي في نقض حكم ابن قاضي الجبل الحنبلي"، وذلك أنَّه اختار بيعَ الوقف لمصلحة وحَكَمَ به، وقال ابن حجي: جمع كتابًا في الأحكام. قلت: لعله المتقدم.
1822 - (ت 770 هـ): علي بن أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن طرخان الأسدي المَقْدِسي، الحنبلي، علاء الدين
.
قال ابنُ حجر في "الدُّرر"
(5)
: سمعَ من التقي سليمان، وعيسى المطعم، ويحيى بن سعد، ومات في المحرم سنة سبعين وسبع مئة، وهو من بيت حديث هو وأبوه وجدُّه وعمُّه. انتهى.
(1)
الدُّرر الكامنة: 6/ 243.
(2)
المدخل: 475.
(3)
القلائد الجوهرية لابن طولون: 364.
(4)
المقصد الأرشد: 3/ 145.
(5)
الدُّرر الكامنة: 4/ 27.
وذكره ابن عبد الهادي
(1)
.
1823 - (ت 770 هـ): محمد بن محمد بن المُنَجَّا بن عثمان بن أسعد التَّنُوخي، المعري، الحنبلي، أقضى القُضاة، صلاح الدين أبو البركات
.
قال ابن العماد
(2)
: سمع الحَجَّار وطبقته، وحفظ "المحرر"، ودرَّس بالمِسْمَارية والصَّدْرِيَّة، وناب في الحكم لعمَّه قاضي القُضَاة علاء الدين، ثم ناب للقاضي شرف الدين بن قاضي الجبل، وكان من أولاد الرُّؤساء، ذا دين وصيانة، حدَّث، ودرَّس، وحجَّ غير مرة، وكان كريمَ النفس، حسنَ الخُلُق والشَّكْل، ذا حشمةٍ ورئاسة، على قاعدة أسلافِه.
توفي ليلةَ الخميس رابع شهر ربيع الآخر سنة سبعين وسبع مئة، وصُلَّيَ عليه من الغد بجامع دمشق، ودُفِنَ بتربتهم بالصَّالحية وقد جاوز الخمسين. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدُّرر"
(3)
وقال: ولد سنة بضع عشرة وسبع مئة، وسمع من ابن الشحنة، وحفظ "المحرر"، واشتغل، ودرَّس بالمسماريَّة والصَّدْرِيَّة، وناب في الحكم، وكان شكلًا حسنًا، محتشمًا رئيسًا، وصفه ابنُ كثير بالسُّنة، والدين، والصِّيانة، وقرر بعده في وظائفه ولده علاء الدين وهو ابن عشرين سنة. انتهى.
وذكره ابن عبد الهادي
(4)
.
1824 - (ت 770 هـ): الحسن بن محمد بن سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن أبي عمر الحنبلي بدر الدين بن عز الدين بن تقي الدين سليمان، الحنبلي، قاضي القضاة، الشيخ الإِمام المقدسي الأصل ثم الدمشقي
.
(1)
الجوهر المُنَضَّد: 93.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 219.
(3)
الدُّرر الكامنة: 5/ 510.
(4)
الجوهر المنضد: 138.
قال ابن العماد
(1)
: سمع من جَدِّه، ومن عيسى المطعم، وغيرهما، وحدَّث، ودرَّس بدار الحديث الأشرفية بسفح قاسيون، وأيضًا بالجوزية وكان بيده نصف تدريسها، وناب في الحكم عن ابن قاضي الجبل، وتوفي ليلة الخميس خامسَ ربيعٍ الأوَّل سنةَ سبعين وسبع مئة، ودفن بسفح قاسِيون. انتهى.
وقال ابن حجر في "الدُّرر"
(2)
: ولد في حدود سنة عشر وسبع مئة، وسمع جَدَّه والمطعم وابن سعد وحَدَّث، وناب في الحكم لابن عم أبي جدِّه القاضي شرف الدين، وَوَلِيَ دار الحديث الأشرفية بالجبل، ودَرَّسَ بالجوزية.
وذكره ابن عبد الهادي
(3)
.
1825 - (ت 770 هـ): محمد بن سليمان بن عبد الرَّحْمَن بن علي بن عبد الرَّحْمن النهرماري، الحنبلي، شمس الدين بن نجم الدين
.
قال السخاوي في "الضوء اللَّامع"
(4)
في ترجمة أحمد بن نصر الله البغدادي: هو شيخُ الحنابلة، وابن قاضيهم البغدادي، المدرِّسُ بالمستَنْصِرِيَّة، وذكر أنَّ من تلامذتِه أحمد بن نصر الله المذكور، وذكر أنَّه توفي ببغداد سنة سبعين وسبع مئة أو في حدودها.
وذكره ابنُ حجر في "الدُّرر"
(5)
فقال: محمد بن سليمان بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن يحيى بن أبي نوح الشيباني، النهرماري، البغدادي، أبو عبد الله بن أبي المحامد، سمعَ ببغداد من عبد المغيث بن أبي تمام بن الخالوب، وحدَّث، روى عنه الشيخ جمال الدين بن ظهيرة. انتهى.
وتقدم ذكر والده سنة ثمان وأربعين وسبع مئة.
(1)
شذرات الذهب: 6/ 217.
(2)
الدُّرر الكامنة: 2/ 143.
(3)
الجوهر المنضد: 27.
(4)
الضوء اللامع: 2/ 234.
(5)
الدُّرر الكامنة: 5/ 190
1826 - (ت 770 هـ): محمد بن موسى بن سليمان بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الوهَّاب الأنصاري، عماد الدين، أبو عبد الله بن أبي البركات، الدمشقي، الحنبلي، الشهير بابن الشِّيْرَجي
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(1)
: ولد في سنة اثنتين وثمانين وست مئة، وسمع من الفخر بن البخاري "جزء الأنصاري" وحدَّث به، وتفرَّد به عنه، وأجاز له جماعةٌ، وسمع منه ابنُ كثير وشيخُنا العراقي، وكان قد وَلِيَ نظر الخزانة والحِسْبَة والشامية وغير ذلك، وكان مشكورًا في مباشرته، عفيفًا، نزهًا، ومات في المحرم سنة سبعين وسبع مئة، وله ثمان وثمانونَ سنة.
وقال ابنُ حبيب: عاش نيِّفًا وتسعين سنة. انتهى.
1827 - (ت 771 هـ): أحمد بن الحسن بن عبد الله بن أبي عمر محمد بن أحمد بن قدامة الحنبلي
، الشيخ، الإِمام، قاضي القضاة، شرف الدين، أبو العبَّاس بن قاضي الجبل جمال الإِسلام، صدر الأئمة الأعلام، شيخ المحنابلة، المَقْدِسيُّ الأصل، ثم الدمشقي.
قال ابن العماد
(2)
: ولمد على ما كتبه بخطَّه في السَّاعة الأولى من يوم الاثنين تاسع شهر شعبان سنة ثلاث وتسعينَ وست مئة، وكان متفنِّنًا، عالمًا بالحديث وعلله، والنحو واللغة، والأصلين والمنطق، وله في الفروع القدمُ العالي.
قرأ على الشيخ تقي الدين ابن تيمية عِدَّةَ مصنفاتٍ في علومٍ شتى، وأذِنَ له في الإِفتاء فأفتى في شبيبته، وسمع في الصَّغر من الفَرَّاء وابن الواسطي، ثم طلب بنفسه بعد العشر وسبع مئة، وأجازه والدُهُ، وابنُ المُنَجَّا التَّنُوخي، وابن القَوَّاس، وابن عساكر، وفي مشايخِهِ كثرةٌ، ودرَّس بعدَّةِ مدارسَ ثم طُلِبَ في آخر عمره إلى مصر ليُدرَّسَ بمدرسة السُّلطان حسن، ووَلِيَ مشيخة سعيد السعداء، وأقبل عليه أهلُ
(1)
الدُّرر الكامنة: 6/ 21.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 219.
مصر، وأخذُوا عنه، وأقام بها مدَّةً يدرَّس، ويشغل، ويفتي، ورأس على أقرانه إلى أنْ وَلِيَ القضاء بدمشق بعد جمال الدين المَرْدَاوي سنةَ سبعٍ وستين وسبع مئة، وكان عنده مداراةٌ وحبٌّ للمنصب، ووقع بينه وبين الحنابلة، وباشر القضاء دون الأربع سنين إلى أنْ ماتَ وهو قاضٍ.
وذكره الذَّهَبِيُّ في "معجمه المختص" والحسيني وقال فيه: مفتي الفرق، سيفُ المناظرين، وبالغ ابنُ رافع وابنُ حبيب في مدحه، وله اختياراتٌ في المذهب منها: بيع الوقف للحاجة، ومنها أنَّ النُّزولَ توليةٌ.
توفي بمنزله بالصَّالحية يوم الثلاثاء رابع عشر رجب سنة إحدى وسبعين وسبع مئة، ودفن بتربة جدِّه الشيخ أبي عمر. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدُّرر"
(1)
وقال: خرَّج له ابنُ سعد مشيخةً عن ثمانية عشر شيخًا حدث بها، واشتغل بالعلم فبرع في الفنون، وكان بارعًا في العلم بعيد الصيت، قديم الذكر، وله نظمٌ وذهنٌ سيَّال، وأفتى في شبيبته، وأجازه ابنُ تيمية في الإِفتاء. انتهى المراد منه.
وذكره التقي ابن مفلح في "طبقاته"
(2)
، وصاحب "المدخل"
(3)
، وابن الشطي في "مختصره"
(4)
وغيرهم.
وله تصانيفُ كثيرةٌ منها: "القصد المفيد في حكم التوكيد"، وكتاب "مسألة رفع اليدين"، و"الكلام على قوله تعالى:{أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ} "، وكتاب "الفائق في المذهب"، وكتاب في أصول الفقه مجلد كبير، و"الرَّد على الكِيا الهَرَّاسي" كتبَ منه مجلَّدين، وشرح قطعة من "المنتقى" سمَّاها: "قطر الغمام في شرح أحاديث الأحكام"، و"تنقيح الأبحاث في رفع التيمُّم في الأحداث"، وكتاب "المناقلة في
(1)
الدُّرر الكامنة: 1/ 138.
(2)
المقصد الأرشد: 1/ 92.
(3)
المدخل لابن بدران: 410.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 71.
الأوقاف وما في ذلك من النزاع والخلاف"، وتبعه على ذلك جماعة وكلهم تبعٌ للشيخ تقي الدين ابن تيمية، وله مجاميعُ كثيرة في فنونٍ شتَّى.
1828 - (ت 771 هـ): أحمد بن محمد بن عمر بن حسين الشيخ
، الصَّالحي، المسند، شهاب الدين الشَّيْرازي الأصل، ثم الدمشقي، الفقيه، الحنبلي، المعروف بزُغْنُش بزاي مضمومة، ثم غين معجمة، ثم نون مضمومة، ثم شين معجمة، كذا ضبطه صاحبُ "المبدع" في "المقصد الأرشد في ذكر أصحاب أحمد"، ويعرف أيضًا بابن مهندس الحرم.
ولد سنة بضع وسبعين وست مئة، وسمعَ على الفخر بن البخاري، وحدَّث فسمعَ منه الحسيني وابن رجب وغيرهما، وكانَ قيَّمَ الضيائية، رجلًا جيدًا، كثيرَ التلاوة للقرآن، من الأخيار الصَّالحين، وطال عمره حتى رأى من أولاده وأولاد أولاده مئة، وهو جدُّ المحدث شهاب الدين أحمد بن المهندس.
توفي يوم الأحد ثامن المحرم سنة إحدى وسبعينَ وسبع مئة، ودفن بتربة الموفق بالرَّوْضة، وقد قارب المئة قاله ابن العماد في "الشذرات"
(1)
.
وذكره ابن حجر في "الدُّرر"
(2)
وقال: سمع على التاج الفزاري، ولازم ابنَ المسلم المالكي وعُمِّر حتى جاوز التسعين، ورأى من أولاده وأولاد أولاده مئة نفسٍ. انتهى.
1829 - (ت 771 هـ): محمد بن محمد بن علي بن عبد الحميد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي بكر الحِمْيَرِيّ، شمس الدين، المقدسي، الفندقي، الحنبلي
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(3)
: سمع من يحيى بن سعد "سنن الشَّافعي" رواية
(1)
شذرات الذهب: 6/ 220.
(2)
الدُّرر الكامنة: 1/ 343.
(3)
الدُّرر الكامنة: 5/ 466.
ابن عبد الحكم، وحَدَّث، سَمِعَ منه الجمال بن ظهيرة، وذكر الشيخ شمس الدين بن الجزري في "مشيخة الجنيد البلياني" أنَّه سمعَ من التقي سليمان، وأبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم، وعيسى المطعم وغيرهم، وأنَّه مات ببغداد بعد السبعين وسبع مئة. انتهى.
1830 - (ت 772 هـ): الحسن بن محمد بن صالح بن محمد بن محمد بن عبد المحسن بن علي المجاور القرشي النَّابُلُسي، المقرئ، الفقيه، الحنبلي، بدر الدين
.
قال ابن العماد
(1)
: طلب الحديث بنفسه، وسمع من عبد الله بن محمد بن أحمد بنابُلُس، ومن جماعة بمصر والإِسْكَنْدَرِيَّة، ودمشق، وولي إفتاء دار العدل بمصر، ودرَّس بمدرسة السُّلْطان الملك الأشرف، ورحل إلى الثغر، وذكر الذَّهَبِيُّ أنَّه علَّق عنه، وتوفي في رابع عشر جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدُّرر"
(2)
فقال: إمامٌ، فقيهٌ، مقرئٌ، قرأ بالسبع على أبي حَيَّان، والعشر على ابن مؤمن، وسكن مصر واشتغل بالعلوم، وكتب الخط الحسن، وسمع من يونس الدَّبوسي بالقاهرة ونحوه، ومن عبد الله بن محمد بن نعمة بنابُلُس، ومن جماعة بدمشق والإِسْكَنْدَرِيَّة، وكتب بخطه، وانتقى على بعض شيوخه، وعلَّق عنه الذهبي، وذكره في "المعجم المختص" فقال: سمع، ونسخ الأجزاء، ودخل إلى الثغر ودمشق، وقرأ طرفًا من النحو علقت عنه، وله تعاليق. انتهى.
وله تصانيف ذكرها ابنُ العماد، وصاحب "السحب الوابلة"
(3)
منها: "البرق الوميض في ثواب العيادة والمريض"، و"شمعة الأبرار ونزهة الأبصار"، وكتاب "تحريم الغيبة"، و"أخبار المهدي"، و"معجم شيوخه"، و"حصة المعقول
(1)
شذرات الذهب: 6/ 223.
(2)
الدُّرر الكامنة: 2/ 143.
(3)
السحب الوابلة: 1/ 368.
والمنقول"، و"جنة الناظر وجنة المناظر في الانتصار لأبي القاسم الطاهر" ردَّ به على الزَّمَخْشَرِي.
وذكره ابن عبد الهادي
(1)
.
1831 - (ت 772 هـ): عبد اللطيف بن عبد المنعم النميري، الحنبلي، أبو الفرج المعروف والده بابن الصيقل. [انظر: 1266]
.
قال ابن العماد في "الشذرات"
(2)
: كان إمامًا مسندًا، جليلًا، تولى مشيخة دار الحديث الكاملية بالقاهرة، وأقام بها مدة، وتوفي بقلعة الجبل بالقاهرة سنة اثنتين وسبعين وسبع مئة. انتهى.
ولينظر هل هذا حفيد ابن الصَّيْقَل المعروف الذي ذكره ابن العماد وغيره في سنة اثنتين وسبعين وست مئة، فإنَّ اسمه عبد اللطيف بن عبد المنعم، وكنيته أبو الفرج، ولم يقع خلاف إلَّا بالوَفاة، فإنَّ المترجم سنة اثنتين وسبعين وسبع مئة والآخر اثنتين وسبعين وست مئة فإن لم يكن تَصَحَّفَ الست مئة بسبع مئة فهو حفيده بلا شك. والله أعلم.
1832 - (ت 772 هـ): محمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر سعد الدين بن المُسندِ صلاحِ الدين الحنبلي
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(3)
: سمع الكثير، وحَدَّث، ومات في المحرم سنة اثنتين وسبعين وسبع مئة، وعاش أبوه بعده مُدَّةً. انتهى.
1833 - (ت 772 هـ): علي بن عمر بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المؤمن الصُّوري الأصل، الصَّالحي، الحنبلي، الشيخ المُسنِد، الخَيَّر الصَّالح، علاءُ الدين
.
(1)
الجوهر المنضد: 23.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 224.
(3)
الدُّرر الكامنة: 5/ 421.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة اثنتين وتسعين وست مئة، وسمعَ من جدِّه تقي الدين أحمد بن عبد المؤمن، والتقي سليمان بن حمزة وغيرهما، وأجاز له أبو الفضل بن عساكر، وابن القَوَّاس، ولحقه صَمَمٌ، وكان يتلو القرآن كثيرًا، وسمع منه الشَّهاب بن حجي، وتوفي في العشر الآخر من جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين وسبع مئة بالصَّالحية، ودفن بسفح قاسِيون. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدُّرر"
(2)
وقال: سمع من جدَّه التقي، والعز الفرَّاء، والتقي سليمان وغيرهم، وسمع من عيسى المغاري وأجاز له أبو الفضل بن عساكر وابن القَوَّاس وجماعة في سنة سبع وتسعين وست مئة، وكان يتوكل على الطواحين، ولحقه صَمَمٌ، وكان يتلو القرآن كثيرًا. انتهى.
وذكره ابن فهد في "ذيل طبقات الحُفاظ"
(3)
، وغيره.
1834 - (ت 772 هـ): محمد بن عبد الله بن محمد الزركشي المصري، الحنبلي الشيخ، الإِمام العَلَّامة، شمس الدين أبو عبد الله
.
قال ابن العماد
(4)
: كان إمامًا في المذهب، له تصانيفُ مفيدةٌ، أخذ الفقه عن قاضي القضاة موفق الدين عبد الله الحجاوي قاضي الدِّيار المِصْرِيَّة، وقال ولده زينُ الدين عبدُ الرَّحمن: أخبرني والدي أنَّ عُمُرَه يعني عند وفاته نحو خمسين سنة، وأنَّ أصله من عرب بني مُهَنَّا الذين هم من جند الشام ناحية الرَّحبة، توفي ليلة السَّبْت رابع عشري جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين وسبع مئة في حياة والدته الحاجة فقها، ودفن بالقَرَافة الصُّغرى، وتوفيت والدتهُ سنةَ ستٍ وسبعينَ وسبع مئة. انتهى.
وذكره البدراني في "المدخل"
(5)
وأرَّخ وفاتَه سنة أربعٍ وسبعينَ وسبع مئة، وله
(1)
شذرات الذهب: 6/ 224.
(2)
الدُّرر الكامنة: 4/ 104.
(3)
ذيل طبقات الحفاظ: 155.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 224.
(5)
المدخل: 419.
تصانيف أشهرها "شرح الخِرَقي" في ثلاث مجلدات لم يسبق إلى مثله، وله فيه كلام يدل على فقهٍ نفسي، وتصرف في كلام الأصحاب.
وقال البدراني: وله شرح آخر على "الخِرَقي" أيضًا مختصر، وصل فيه إلى أثناء باب الأضاحي، وله غير ذلك مِمَّا لم يكمل، وله أيضًا "شرح الوجيز".
1835 - (ت 772 هـ): محمد بن عبد الله بن مالك بن مكنون بن النجم بن طريف العجلوني شمس الدين بن الفخر القُرْحَاني الأصل، الحسيني، خطيب بيت لِهْيَا الحنبلي
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(1)
: ولد سنة نَيَّفٍ وتسعينَ وست مئة، وأجاز له في سنة خمسٍ وتسعينَ أبو الفضل بن عساكر، وعمر القَوَّاس، وعمر بن إبراهيم العقيمي وآخرون، وأُسْمِعَ على ست الوزراء، والقاسم بن عساكر وغيرهما، وحدَّث باليسير، مات في شهر ربيع الأوَّل سنة اثنتين وسبعين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
وقال: هو خطيب بيت لِهْيَا وابن خطيبها، سمع وزيرة، وأجاز له جماعة منهم القاسم بن عساكر، وابن القواس، وحدث، فسمع منه شِهابُ الدين بن حجي "ثلاثيات البخاري" عن وزيرة، مات ببيت لِهْيَا، ودفن هناك.
وذكره ابن فهد المكي
(3)
، وكَنَّاهُ أبا محمد. انتهى المراد من الجميع.
1836 - (ت 772 هـ): أحمد بن محمد بن عبد الله بن عمر بن عوض الحنبلي، شهاب الدين، أبو العَبَّاس الفاضل، الأصيل، المقدسي الأصل، الصَّالحي، العَطَّار، المشهور بابن المحب
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(4)
: كان أبوه يُعْرَف بابن رقية، ولد في ذي الحجة
(1)
الدُّرر الكامنة: 5/ 226.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 225.
(3)
ذيل طبقات الحفاظ: 156.
(4)
الدُّرر الكامنة: 1/ 326.
سنة أربعٍ وتسعينَ وست مئة، وسمع من ابن الموازيني، وعيسى المغاري، والتقي سليمان، وابن مشرف، وعلي بن عبد الدائم، وغيرهم، وكان عَطَّارًا بالصَّالِحِيَّة، ويعرف طرفًا من الطَّبَّ، ويحفظ حكاياتٍ ونوادر، وكان عنده كتاب "الأموال" لأبي عبيد إلَّا يسيرًا منه، و"مسند الشَّافعي"، و"العلم" للمَرْوَزِي، وأجزاء كثيرة، مات في شهر رجب، سنة اثنتين وسبعين وسبع مئة، وتأخرت وفاةُ أخيه محمد بعده مدَّةً. انتهى.
وذكره ابن فهد المكي في "لحظ الألحاظ"
(1)
.
1837 - (ت 772 هـ): محمد بن أحمد بن عبد المنعم بن أحمد الحراني، الحنبلي
.
قال ابن حجر في "الدُّرر": ولد سنة إحدى وثمانين وست مئة، وسمع "جزء البانياسي" بقراءة الشيخ تقي الدين ابن تيمية على عمته سِت الدار بنت مجد الدين ابن تيمية حاضرًا سنةَ ثلاثٍ وثمانينَ وست مئة، وسمع بقراءته أيضًا على عبد الواسع الأَبْهَري شيئًا من "المغازي" لابن إسحاق، وسمع "ثلاثيات البخاري" على ابن قوام الرُّصَافي، وأجاز له أبو الفضل بن عساكر، وابن القوَّاس، والعقيمي، وآخرون.
وذكره البِرْزَالي فيمن سمع "سنن أبي داود" على الفخر بن البخاري، وهو آخر مَنْ حدَّث عن عبد الواسع، وست الدار، وعائشة بنت المجد عيسى.
مات في ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين وسبع مئة، وقد جاوز التسعين. انتهى.
1838 - (ت 773 هـ): عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي عمر المقدسي، الحنبلي، شمس القُرَّاء أبو محمد
.
قال ابنُ حجر في "الإِنباء"
(2)
: قرأ بالرِّوايات، وسمع التقي سليمان وطبقته، وكان ينظم الشعر، ويدرِّس، وأفتى، مات في جمادى الآخرة سنة ثلاثٍ وسبعين
(1)
ذيل طبقات الحفاظ: 154.
(2)
إنباء الغمر بأبناء العمر: 1/ 27.
وسبع مئة، وكانت له جنازة حافلة. انتهى.
1839 - (ت 773 هـ): أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر بن قدامة المعروف بابن النجم المقدسي، الحنبلي، المقرئ، الثقة، الأصيل، نجم الدين المسند
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة اثنتين وثمانين وست مئة، وروى عن ابن البخاري، والتقي بن عساكر وغيرهما، وتفرد، وعُمِّرَ، وحدَّث.
وقال ابن حجي: سمعنا منه مسموعه من "مشيخة ابن البخاري"، وأمالي ابن سمعون، توفي في ليلة الجمعة ثالث جمادى الآخرة سنة ثلاثٍ وسبعين وسبع مئة، ودفن بمقبرة جدِّه. انتهى.
وذكره ابن الجزري في "غاية النهاية"
(2)
وقال: قرأت عليه.
وذكره ابن حجر في "الدُّرر"
(3)
وقال: حدَّث، وعمِّر، وتفرَّد، وكذا في "إنباء الغمر"
(4)
.
1840 - (ت 773 هـ): أبو بكر محمد العراقي ثم المصري، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(5)
: كان من فضلاء الحنابلة، توفي في جمادى الأولى سنة ثلاثٍ وسبعين وسبع مئة، ولم يزد على ذلك، وذكره ابن حجر في "الدُّرر"
(6)
بمثله، وذكره ابن حجر في "الإِنباء"
(7)
، وسماه أبا بكر بن محمد.
1841 - (ت 773 هـ): الحسن بن أحمد بن الحسن بن عبد الله
بن
(1)
شذرات الذهب: 6/ 226.
(2)
غاية النهاية: 1/ 39.
(3)
الدُّرر الكامنة: 1/ 119.
(4)
إنباء الغمر بأبناء العمر: 1/ 21.
(5)
شذرات الذهب: 6/ 227.
(6)
الدُّرر الكامنة: 1/ 557.
(7)
إنباء الغمر بأبناء العمر: 1/ 25.
عبد الغني، المقدسي، الحنبلي، بدر الدين.
قال ابن العماد
(1)
: سمع من سليمان بن حمزة وغيره، وتفقه، وبرع، وأفتى، وأمَّ بمحراب الحنابلة بجامع دمشق، توفي بالصَّالحية ثامن عشري شعبان سنة ثلاث وسبعين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدُّرر"
(2)
وقال: هو بدر الدين أبو علي الحنبلي، أخو التقي عبد الله بن أحمد بن الشرف بن الحافظ ثم ذكر نحو ما تقدم، وذكره ابن عبد الهادي
(3)
.
1842 - (ت 773 هـ): عبد الرَّحمن بن العز محمد بن العز إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر الصَّالحي، الحنبلي، شمس الدين، أبو الفرج
.
قال ابن العماد
(4)
: هو الشيخ الإِمام، الخطيب الفَرَضي، ولد في رجب سنة ثمانٍ وتسعين وست مئة، وسمع من ابن حمزة وابن عبد الدائم وغيرهما، وسمع منه شهاب الدين بن حجي، وكان من خيار عباد الله، وله يد طولى في الفرائض، وله حلقة وخطابة بالجامع المظفري، توفي يوم الأربعاء مستهل جمادى الآخرة سنة ثلاثٍ وسبعين وسبع مئة، ودفن بسفح قاسِيون. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدُّرر"
(5)
وقال: سمع من الحسن بن علي الخلال، وعيسى المغاري، والتقي سليمان، وغيرهم، واشتغل بالعلم، ومهر في الفرائض، وانتفع به النَّاس فيها، وكان من الأخيار، أقرأ بالجامع المظفري مدَّة، ومات في جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين وسبع مئة، وقيل: في شعبان، وهو عم شيخنا
(1)
شذرات الذهب: 6/ 227.
(2)
الدُّرر الكامنة: 2/ 111.
(3)
الجوهر المنضد: 25.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 228.
(5)
الدُّرر الكامنة: 3/ 130.
العماد أبي بكر بن إبراهيم. انتهى. وذكره ابن عبد الهادي
(1)
.
- (ت 774 هـ): محمد بن عبد الله الزَّركشي تقدم سنة 772. [انظر: 1834].
1843 - (ت 774 هـ): أحمد بن عبد الله العباسي، ثم المصري، الحنبلي، سبط أبي الحرم القلانسي
.
قال ابن حجر في "الدُّرر"
(2)
: كان من أعيان الحنابلة، مات في جمادى الأولى سنة أربعٍ وسبعين وسبع مئة. انتهى.
وذكره أيضًا في "إنبائه"
(3)
، وقال: هو منسوب إلى العَبَّاسية من قرى الشرقية.
1844 - (ت 774 هـ): محمد بن محمد بن محمود بن سلمان بن فهد الحلبي، الحنبلي، الدمشقي، بدر الدين بن شمس الدين بن شهاب الدين، ناظر الجيش والأوقاف بحلب
.
قال ابن العماد
(4)
: سمع على الحجَّار، وابن النحاس وغيرهما، وحدَّث، ووَلِيَ عدَّة وظائف، وأخذ عنه الحافظ العراقي وغيره، وتوفي سنة أربعٍ وسبعين وسبع مئة عن خمس وسبعين سنة. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدُّرر"
(5)
وقال: ولد سنة تسع وتسعين وست مئة وأُسْمِعَ في سنة ست عشرة وسبع مئة من إبراهيم بن النصير والأمين النَّحاس، والحجار، ومحمد بن أبي بكر النحاس وغيرهم، ووَلِيَ بدمشق نظر الجيش ونظر الأوقاف، وغير ذلك، وحدَّث عنه شيخُنا العراقي وغيره، ووصفوه بأنَّه كان جوادًا، مُمَدَّحًا.
- (ت 774 هـ): أحمد بن رجب يأتي سنة خمسٍ وسبعينَ وسبع مئة قريبًا. [انظر: 1848].
(1)
الجوهر المنضد: 58.
(2)
الدُّرر الكامنة: 1/ 223.
(3)
إنباء الغمر بأبناء العمر: 1/ 43.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 236.
(5)
الدُّرر الكامنة: 5/ 508.
1845 - (ت 774 هـ): رافع بن الفزاري الحنبلي، نزيل مدرسة الشيخ أبي عمر
.
قال ابن العماد
(1)
: تفقَّه، وعُنِيَ بالحديث، وكان يقول الشعر، وله ولعٌ بكتاب ابن عبد القوي "النظم"، وزاد فيه، وناقشه في بعض المواضع، ونسخ، وتوفي سنة أربعٍ وسبعين وسبع مئة، في ذي الحجة بالطاعون. انتهى.
وقال ابن حجر في "الدُّرَر"
(2)
: رافع بنُ عامر بن موسى الحنبلي، المقدسي، جمال الدين، سمعَ بدمشق من ابن الشحنة، وحدَّث، سمع منه أبو حامد بن ظهيرة. انتهى.
1846 - (ت 774 هـ): محمد بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الصمد بن مرجان، الحنبلي، الشيخ، الصَّالح، القُدوة، شيخ التلقين بمدرسة الشيخ أبي عمر شيخ الإِسلام
.
قال ابن العماد
(3)
: هو شمس الدين أبو عبد الله، روى عن التقي سليمان ويحيى بن سعد الكثير، وحدَّث فسمع منه الحافظ ابن حجي، وتوفي في عاشر شعبان سنة أربع وسبعين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدُّرَر"
(4)
فقال: هو المقرئ الحنبلي. ولد سنة خمس وسبع مئة، وسمع من التقي، والمطعم، وابن سعد، وغيرهم، وحدَّث، سمع منه أبو الحسن الفُوِّي وآخرون. انتهى.
وذكره أيضًا في "الإِنباء"
(5)
.
1847 - (ت 774 هـ): محمد بن محمد بن محمد
، الصَّالحي، الحنبلي، أبو
(1)
شذرات الذهب: 6/ 232.
(2)
الدُّرر الكامنة: 2/ 233.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 233.
(4)
الدُّرر الكامنة: 5/ 107.
(5)
إنباء الغمر بأبناء العمر: 1/ 59.
عبد الله، شمس الدين، المعروف بالمنبجي، الشيخ، الإِمام، العالم.
قال ابن العماد
(1)
: توفي سنة أربعٍ وسبعين وسبع مئة.
وذكره أيضًا فيمن توفي سنة خمس وثمانين
(2)
فقال: وفي رمضان سنة خمسٍ وثمانين وسبع مئة توفي محمد بن محمد بن محمد بن محمود الصَّالحي، المنبجي، الحنبلي.
قال ابن حجر: كان من أعيان الحنابلة، سمع الحديث، وحفظ "المقنع"، وأفتى، ودرَّس، وكان يكتسب من حانوت له على طريق السَّلف، مع الدين والتقشف، والورع والتعبد. انتهى المراد منه.
ولم يظهر لي ترجيح تاريخ وفاته حتى الآن أما المُتَرْجَم فهو هو بلا شك، وقد ذكر له في كلا الموضعين مصنفًا في الطاعون الواقع سنة أربعٍ وستين وسبع مئة، وقال: وفيه فوائدُ غريبةٌ كثيرةٌ، قلت: رأيت له كتاب "تسلية أهل المصائب"، وكتاب "أطفال المشركين".
1848 - (ت 775 هـ): أحمد بن رجب بن حسن بن محمد بن مسعود البغدادي، نزيل دمشق، الحنبلي، المقرئ، أبو العَبَّاس
.
قال ابن العماد
(3)
: هو والد الزين عبد الرَّحمن بن رجب، ولد ببغداد، ونشأ بها، وقرأ بالروايات، وسمع من مشايخها، ورحل إلى دمشق بأولاده فأسمعهم بها وبالحجاز، والقدس، والخليل، أقرأ بدمشق وانتُفِع به، وكان ذا خير، ودين، وعفاف، توفي سنة أربعٍ وسبعين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدُّرر"
(4)
فقال: ولد ببغداد سنة أربع وستين وست مئة،
(1)
شذرات الذهب: 6/ 236.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 289.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 230.
(4)
الدُّرر الكامنة: 1/ 151.
وسمع من مشايخها، وطلب الحديث، ورحل إلى دمشق، ومصر وغيرهما، وأسْمَع ولده زين الدين عبدَ الرحمن المشهور الكثيرَ، وجمع لنفسه معجمًا مفيدًا، وجلس للإِقراء بدمشق، وكان خيَّرًا، ديَّنًا، عفيفًا، مات سنة خمسٍ وسبعينَ وسبع مئة أو في التي بعدها. انتهى.
وذكره ابن الجزري في "طبقات القراء"
(1)
وقال: هو الشيخ المقرئ السلامي نزيل دمشق شيخنا الصَّالح، الكبير القدر، قرأ بالسبع على أبي محمد عبد الله بن مؤمن الواسطي، وسمع منه العشر، وروى "الشاطبية" عن القاضي محمد بن جماعة إجازةً، وقرأ عليه الشيخ محمد بن يوسف الصفدي، ويحيى الضرير، ومحمود بن عبد الله السمناني، وقرأت عليه، وتوفي سنة خمسٍ وسبعين وسبع مئة ليلة الأربعاء، ثاني ربيع الآخر بدمشق، ودفن من الغد بمقابر الصُّوفية انتهى.
1849 - (ت 775 هـ): حسن بن محمد بن محمد بن أبي بكر عبد العزيز بن محمد بن الشيخ عبد القادر بن أبي صالح الجيْلي الحنبلي بدر الدين
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
: سمع من والده شمس الدين الملقَّب بشرشيق، ودخل بغداد، وقدم دمشق، وحجَّ سنة إحدى وأربعين وسبع مئة. قال ابن رافع أجاز لي، وكان مَهِيْبًا وقورًا، حسن الخُلُق والخَلْق، كريم النَّفس، جميل الهيئة. انتهى.
وذكره صاحب "السُّحب الوابلة"
(3)
وقال: توفي سنة خمسٍ وسبعين وسبع مئة، وذكره ابن حَجَر في "الإِنباء" وأرخ وفاته سنة أربع وسبعين وسبع مئة.
1850 - (ت 775 هـ): علي بن الحسن بن علي بن عبد الله، الكَلَّائي البغدادي، المقرئ الحنبلي، سبط الكمال عبد الحق
.
قال ابن العماد
(4)
: ولد سنة ثمانٍ وتسعين وست مئة، وأجاز له الدِّمْيَاطِي،
(1)
غاية النهاية: 1/ 53.
(2)
الدُّرر الكامنة: 2/ 150.
(3)
السحب الوابلة: 1/ 367.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 238.
ومسعود الحارثي، وعلي بن عيسى بن القيَّم، وابن الصواف وغيرهم. قال ابن حبيب: كان كثير الخير والتلاوة، وحَجَّ مرارًا وجاور، وخرج له ابن حبيب "مشيخة". وتوفي سنة خمسٍ وسبعين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن حَجَر في "إنبائه"
(1)
بمثل ما هنا.
1851 - (ت 775 هـ): محمد بن أحمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن الناصح عبد الرحمن بن عباس بن حامد، السَّوادي الأصل الدمشقي الحنبلي، شمس الدين، المعروف بقاضي الكَفْر
.
قال ابن العماد
(2)
: هو من رؤساء الدمشقيين، أفتى ودرَّس وحدَّث مع المروءة التامة، والهيئة الحسنة، وسمع منه ابن ظهيرة. ومات في ذي الحجة، سنة خمسٍ وسبعين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن حَجَر في "الدُّرر"
(3)
وقال: يعرف بقاضي الكَفر، ولد سنة إحدى عشرة وسبع مئة، وسمع من يحيى بن محمد بن سعد. انتهى.
وذكره ابن حجر أيضًا في "إنباء الغمر"
(4)
إلا أنه قال: محمد بن عبد الله بن أحمد بن الناصح.
- (ت 776 هـ): محمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر الحنبلي، سعد الدين بن صلاح الدين المسند. [انظر: 1832].
ذكره ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(5)
وقال: سمع الكثير، وحدَّث. ومات في المحرم، سنة ستٍ وسبعين وسبع مئة، وعاش أبوه بعده مدةً. انتهى.
1852 - (ت 776 هـ): حسن بن محمد بن أحمد
، المَقْدِسِي الحنبلي،
(1)
إنباء الغمر بأبناء العمر: 1/ 87، 88.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 238.
(3)
الدُّرر الكامنة: 5/ 209.
(4)
إنباء الغمر: 1/ 88.
(5)
الدُّرر الكامنة: 5/ 421 وفيه أن وفاته (772)، وقد تقدم برقم (1832) وفيات (772)، ووهم المؤلف رحمه الله فأعاده نقلًا عن "السحب الوابلة".
شرف الدين بن صدر الدين بن قاضي القضاة تقي الدين.
ذكره ابن حَجَر في "إنبائه"
(1)
فقال: كان موقَّعًا في الإِنشاء، ومدرَّسًا بجامع الحاكم، حنبلي المذهب، مات في ذي القعدة سنة ستٍ وسبعين وسبع مئة. انتهى.
1853 - (ت 776 هـ): محمد بن أحمد بن عمر بن أبي عمر، المَقْدِسي الحنبلي، عز الدين بن عز الدين بن عز الدين
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
: سمع "مشيخة" الكَاشْغَري على الحجَّار، وحدَّث. مات سنة ستٍ وسبعين وسبع مئة. انتهى.
وذكره أيضًا في "الإِنباء"
(3)
. بنحوه.
1854 - (ت 776 هـ): محمد بن محمد بن أحمد، المَقْدِسِي الحنبلي، شرف الدين بن صدر الدين القطفتي
.
ذكره ابن فهد المكي في "لحظ الألحاظ"
(4)
وقال: هو أحد موقعي الإِنشاء، توفي سنة ستٍ وسبعين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن حَجَر في "الإِنباء"
(5)
فقال: محمد بن محمد بن أحمد، المقدسي الحنبلي، شرف الدين بن صدر الدين بن قاضي القضاة تقي الدين، كان موقَّعًا في الإِنشاء، ومدرسًا بجامع الحاكم. مات في ذي القعدة، سنة ستٍ وسبعين وسبع مئة. انتهى. قلت: فلينظر في ترجمة حسن بن محمد المتقدم قريبًا، وهل هما واحدٌ وله اسمان حسن ومحمد، أو أنهما اثنان إخوة اتفقت وفاتهما بشهر واحدٍ وعام واحد، واتفقت أيضًا وظيفتهما بالتدريس بجامع الحاكم، وتوقيع الحكم، وهذا بعيدٌ جدًا، والله أعلم.
(1)
إنباء الغمر بأبناء العمر: 1/ 116.
(2)
الدُّرر الكامنة: 5/ 76.
(3)
إنباء الغمر بأبناء العمر: 1/ 127.
(4)
ذيل طبقات الحفاظ: 165.
(5)
لم نجده في "إنباء الغمر" بهذا الإسم ولعل المؤلف رحمه الله وهم لأن ابن فهد المكي هو الذي ذكره باسم محمد بن محمد بن أحمد، وليس ابن حجر كما ذكر المؤلف، والذي ذكره ابن حجر هو حسن بن محمد، انظر "الإنباء": 1/ 116.
- (ت 776 هـ): إبراهيم بن محمود بن سلمان بن فهد، الحلبي جمال الدين. [انظر: 1778].
قال ابن حَجَر في "الدُّرر"
(1)
: ولد في شعبان، سنة ستٍ وسبعين وست مئة، وسمع من الدِّمْياطي، والأبرقوهي، وحدَّث عن أبيه، وأجاز له الفخر، وزينب بنت مكي، حدث عنه برهان الدين الشامي وغيره، وكان قدومه القاهرة من حلب صحبة أبيه، فكتب في الإِنشاء، واستقر في كتابة السَّرَّ بحلب بعد عزل العماد ابن القيسراني، فباشرها إلى أن صرف بالتاج بن الزين سنة ثلاثٍ وثلاثين وسبع مئة، ثم رتب في ديوان الإِنشاء بدمشق إلى أن صرف بابن أخيه الشرف، ثم ناب في ديوان الإِنشاء بمصر عن العلاء بن فضل الله، وباشر توقيع الدَّسْت، ثم أعيد إلى كتابة السَّر بحلب، سنة سبعٍ وأربعين وسبع مئة، ومات يوم عرفة، سنة ستٍ وسبعين وسبع مئة. انتهى.
1855 - (ت 776 هـ): علي بن محمد بن علي بن عبد الله بن أبي الفتح بن هاشم، الكِنَاني العَسْقَلاني، الحنبلي قاضي دمشق، علاء الدين
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد سنة بضع عشرة وسبع مئة، وسمع من أحمد بن علي الجَزَري، وأجاز له ابن الشحنة، وناب أولًا في الحكم بالقاهرة عن موفق الدين، ثم ولي قضاء دمشق بعد موت ابن قاضي الجبل، وكان فاضلًا متواضعًا، ديَّنًا عفيفًا، وكان أعرج، وهو والد جمال الدين عبد الله بن علاء الدين الجندي، شيخ ابن حجر توفي نصف شوال، سنة ستٍ وسبعين وسبع مئة، وقد نيف على الستين. انتهى.
وذكره البدراني في "المدخل"
(3)
أنه شرح "مختصر الروضة" للطوفي في مجلد،
(1)
الدُّرر الكامنة: 1/ 81.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 243.
(3)
المدخل: 461.
ولم أره، ولكن رأيت علاء الدين المَرْدَاوي ذكره. انتهى.
وذكره ابن فهد
(1)
وغيره.
1856 - (ت 776 هـ): إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن المظفر بن علي بن محمد، الحسيني البَعْلي، ثم الدِّمَشْقي الصالحي، الحنبلي برهان الدين المؤذن
.
قال ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(2)
: كان مؤذنًا بالجامع المظفَّري، ولد سنة خمسٍ وتسعين وست مئة، وسمع من العز إسماعيل الفراء، والدَّشْتي، وعبد الله بن عامر وغيرهم، وحدَّث. ومات بدمشق في سنة ستٍ وسبعين وسبع مئة، وسمع منه أبو حامد بن ظهير. انتهى.
1856/ أ - (ت 776 هـ): يوسف بن محمد بن مسعود بن محمد بن علي بن إبراهيم، العبادي ثم العَقِيْلي، نزيل دمشق، الحنبلي الإِمام، العلامة الحافظ، جمال الدين أبو المظفر السُّرَّمَرَّي
.
قال ابن فهد في "لحظ الألحاظ"
(3)
: ولد بسُرَّمَرَّا، في سابع عشري رجب، سنة ستٍ وتسعين وست مئة، وأخذ عن الأئمة والمسندين من شيوخ العراق، كالشيخ الصَّفي عبد المؤمن بن عبد الحق، وأبي الثناء، محمود بن علي الدَّقُوقي وغيرهما، وسمع بدمشق من جماعة، وأجاز له أبو العباس أحمد بن أبي طالب الحجَّار وعدةٌ سواه، روى عنه جماعةٍ منهم ابنه إبراهيم، وكان عمدةً ثقةً، ذا فنون، إمامًا علامةً، له مصنفاتٌ عدةٌ، في أنواع كثيرةٍ، نثرًا ونظمًا، خرَّج وأفاد، وأملى روايةً وعلمًا. مات في يوم السبت، الحادي والعشرين من جمادى الأولى، سنة ست وسبعين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن العماد
(4)
وقال: أخذ عنه ابن رافع مع تقدمه عليه، وحدَّث عنه.
(1)
ذيل تذكرة الحفاظ: 163 - 164.
(2)
الدُّرر الكامنة: 1/ 46.
(3)
ذيل تذكرة الحفاظ: 160.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 249.
وذكره الذهبي في "المعجم المختص"، وأثنى عليه. انتهى.
وذكره ابن حَجَر في "الدُّرَر"
(1)
وقال: برع في العربية والفرائض، ونظم عدة أراجيز في عدة فنون، وخرَّج لغير واحدٍ، وتفقه على سراج الدين الحسين التبريزي. انتهى.
وله مصنفات منها: "غيث السحابة في فضل الصحابة"، و"عمدة الدِّين في فضل الخلفاء الراشدين"، و"عقود اللآلي في الأمالي"، و"نشر القلب المَيْت بنشر فضل أهل البَيْت"، و"تخريج الأحاديث الثمانيات"، و"عجائب الاتفاق وغرائب ما وقع في الآفاق"، و"الأربعين الصحيحة فيما دون في أجر المنيحة"، و"شفاء الآلام في طب أهل الإِسلام"، هذا ما ذكره ابن فهد
(2)
من مصنفاته، وزاد ابن العماد
(3)
"نظم مختصر ابن رزين" في الفقه، و"نظم الغريب في علوم الحديث" لأبيه نحو ألف بيت، ثم قال: قال ابن حَجِّي: رأيت بخطه ما صورته مؤلفاتي تزيد على مئة مصنف، كبار وصغار، في بضعة وعشرين علمًا، ذكرتها على حروف المعجم في "الروضة المورقة في الترجمة المونقة". انتهى كلام ابن العماد.
وذكر له في "كشف الظنون"
(4)
وغيره غير ما تقدم: "صحاح الأحكام وسلاح الحكام"، و"رسالة في الجراد وما فيه من الصلاح والفساد"، "والحميَّة الإِسلامية في الانتصار لابن تيميَّة"، و"الإفادات المنظومة في العبادات المختومة"، و"نهج الرَّشاد في نظم الاعتقاد" في ثلاث مئة بيت وغيرها. وقال الزركلي
(5)
: له "إحكام الذريعة إلى أحكام الشريعة"، و"الفوائد السُّرَّمَرَّية".
(1)
الدُّرر الكامنة: 6/ 247.
(2)
لحظ الألحاظ: 160.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 249.
(4)
كشف الظنون: 2/ 1070.
(5)
الأعلام: 8/ 250 - 251.
وله أيضًا كما في "كشف النقاب": كتاب "شفاء القلوب من أدواء الذنوب"، و"نتيجة الفكر في الجهر بالذكر" و"الأحاديث القدسية".
1856 ب - (ت 776 هـ): أحمد بن محمد بن أحمد بن المحب عبد الله، المَقْدِسي الحنبلي
.
قال ابن حجر في "الدُّرَر"
(1)
أُحضر على الحَجَّار، وسمع من غيره، وتمهَّر، وتكلم على الناس فأجاد، وكانت له عنايةٌ بالحديث. مات سنة ستٍ وسبعين وسبع مئة. انتهى.
وذكره أيضًا في "الإِنباء"
(2)
وقال: كان لوعظه وقعٌ في القلوب، وهو أخو المحب عبد الله، المتوفى سنة سبع وثلاثين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن فهد
(3)
وغيره.
وبهذا تم الجزء الأول، ويليه الجزء الثاني إن شاء الله، ومبدؤه وفيات سبع وسبعين وسبع مئة أعان الله على إتمامه بمنه وكرمه.
وقد احتوى هذا المجلد على خمس عشرة وأربع مئة وألف ترجمةٍ، وهؤلاء كلهم حنابلة، قد تبعوا أحمد في الأصول والفروع، هذا عدا من روى عن أحمد ولم يتبع مذهبه، وعدتهم إحدى وستين وأربع مئة ترجمةٍ، فإذا انضمُّوا إلى من تقدَّم من الحنابلة صار ما يحويه هذا المجلد من جميع التراجم عدا أحمد ستًا وسبعين وثمان مئة وألف ترجمةٍ
(4)
. والله أعلم.
قال ذلك كاتبه ومؤلفه صالح بن عبد العزيز آل عُثَيْمين، عفا الله عنه بمَنَّه وكرمه.
(1)
الدُّرر الكامنة: 1/ 46.
(2)
ذيل تذكرة الحفاظ: 1/ 106.
(3)
لم نجده في "ذيل تذكرة الحفاظ" فلينظر.
(4)
مع العلم بأننا لم نعطِ للتراجم المكررة أرقامًا بل اكتفينا بالإحالة عليها عند ورودها أول مرة.