الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مبدأ الجزء الثاني وهو بقية القرن الثامن، ومبدؤه وَفَيات عام سبع وسبعين وسبع مئة.
1857 - (ت 777 هـ): عمر بن أحمد بن إبراهيم بن أمين الدولة الحلبي، الحنبلي الإمام، الأديب المقرئ، العالم الدَّيَّن، الخَيَّر، الشيخ زين الدين
.
ذكره ابن الجزري في "طبقات القراء"
(1)
فقال: ولد فيما أحسِبُ سنةَ سبعٍ وسبع مئة، ورحل به أبوه سنةَ أربعٍ وعشرين وسبع مئة، فاستجزتُه، وتوجه إلى حلب، فمات بها سنة سبعٍ وسبعين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدرر"
(2)
وقال: عمر بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن عبد المؤمن أمين الدولة الحلبي، زين الدين، أبو حفص الحنبلي، ولد سنة عشر وسبع مئة، وباشر ديوان الإنشاء مدَّة، ثم أعرض عنه.
وقال ابنُ حبيب: تعلَّق بمذهب أحمد، ولازم التواضع، واشتغل بالكتابة، والأدب، والحديث، وقَدِم دمشقَ، ومصر ورجع إلى حلب، فمات بها سنة سبع وسبعين وسبع مئة، وله سبعٌ وستون سنة. انتهى.
1858 - (ت 777 هـ): محمد بن محمد بن محمود بن سلمان بن فهد الحلبي، الحنبلي، تقي الدين
.
ذكره ابن حجر في "الدرر"
(3)
وقال: هو أخو البدر وابن الشمس بن الشهاب محمود، كان موقع الدست بالقاهرة، ومات سنة سبعٍ وسبعينَ وسبع
(1)
غاية النهاية: 1/ 588.
(2)
الدرر الكامنة: 4/ 175.
(3)
الدرر الكامنة: 5/ 508.
مئة. انتهى.
1859 - (ت 777 هـ): سعد بن نصر بن علي البعلي
.
ذكره ابن عبد الهادي
(1)
، وقال: توفي سنة سبع وسبعين وسبع مئة.
1860 - (ت 777 هـ): أحمد بن عبد الكريم بن أبي بكر بن أبي الحسن البَعْلَبَكَّي، الحنبلي، الصُّوفي، المسند، شهاب الدين
.
قال ابن العماد
(2)
: سمع "صحيح مسلم" من زينب بنت كندي، وسمع من اليونيني وغيره، وأجاز له أبو الفضل بن عساكر، وابن القوَّاس، وحدث بالكثير، وارتحلوا إليه، واستدعاه التاج السبكي سنة إحدى وسبعين وسبع مئة إلى دمشق فقرأ عليه "الصحيح".
قال ابن حجي: كان خيَّرًا، حسنًا، أخرجت له جزءًا، توفي سنة سبع وسبعين وسبع مئة، وقد ناهز التسعين. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدرر"
(3)
وقال: ولد ببَعْلَبكَّ سنةَ ست وتسعينَ وست مئة، وسمع من جماعة كثيرين، وأجاز له ابنُ القَوَّاس، وابن عساكر وغيرهما، وكان خيَّرًا، حدث ببلده وبدمشق، وأكثروا عنه، مات في عاشر شهر رجب سنة سبع وسبعينَ وسبع مئة. انتهى.
1861 - (ت 777 هـ): محمد بن عبد القادر بن علي بن محمد بن أحمد ابن عبد الله اليونيني، البَعْلي، الحنبلي، أبو الحسن
.
قال ابن حجر في "الدرر"
(4)
: ولد ببَعْلَبكَّ، وسمع بها من عم أبيه القطب موسى بن اليونيني، ومن عمته أَمَةِ العزيز وغيرهما، وحدَّث، ومات سنة
(1)
الجوهر المنضد: 43.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 250.
(3)
الدرر الكامنة: 1/ 206.
(4)
الدرر الكامنة: 5/ 269.
سبع وسبعين وسبع مئة. انتهى.
1862 - (ت 777 هـ): محمد بن سالم بن عبد الرَّحمن بن عبد الجليل، المصري الحنبلي، المفتي، الشيخ، الإمام العالم، العامل شمس الدين
.
كان مقيمًا بالشام، فحصل له رمدٌ ونزل ماءٌ بعينيه، فتوجه إلي مصر للتداوي، ونزل في مدارس الحنابلة، وحصل له تدريس مدرسة السلطان حسن، توفي يومَ السبت سادس عشري شعبان سنةَ سبع وسبعينَ وسبع مئة بالقاهرة قاله ابن العماد
(1)
.
وذكره ابن عبد الهادي
(2)
.
1863 - (777 هـ): محمد البعلي
.
ذكره ابن عبد الهادي
(3)
، وقال: توفي سنة سبع وسبعين وسبع مئة.
- (ت 777 هـ): محمد بن علي بن محمد بن أسباسلار البعلي، يأتي سنة ثمانٍ وسبعين وسبع مئة. [انظر: 1864].
1864 - (ت 778 هـ): محمد بن علي بن أَسْبَاسَلَار البَعْلي، الحنبلي، بدر الدين، الشيخ الإمام، العلَّامة البارع، الناقد المحقق، أحد مشايخ المذهب
.
قال ابن العماد
(4)
: أثنى عليه العلماء، ومات سنة سبع وسبعين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدرر"
(5)
فقال: محمد بن علي بن محمد بن عمر بن يعلى البَعْلِي، الحنبلي، الإمام، العَلَّامة بدر الدين، أبو عبد الله، شيخ
(1)
شذرات الذهب: 6/ 254.
(2)
الجوهر المنضد: 122.
(3)
الجوهر المنضد: 123.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 254.
(5)
الدرر الكامنة: 5/ 339.
الحنابلة ببَعْلَبكَّ، الشهير بابن البهادر، سمع من الفتح اليونيني، وحدَّث، سمع منه الفضلاء، وكان إمامًا، عالمًا، عليه مدار الفتوى ببلده، ومات سنة ثمان وسبعين وسبع مئة. انتهى.
وذكر ابن حجر وابن العماد أنَّ له مختصرًا في الفقه سمَّاه "التسهيل" عبارتُه وجيزةٌ مفيدة، وفيه من الفوائد ما لم يوجد في غيره من المطولات.
وذكره ابن عبد الهادي
(1)
.
1865 - (ت 778 هـ): محمد بن عبد الغني بن يحيى بن محمد بن أبي بكر الحرَّاني، الحنبلي بدر الدين بن شرف الدين القاضي
.
قال ابن حجر في "الدرر"
(2)
: ولد سنة إحدى وسبع مئة أو بعدها، وسمع من أبيه وأبي الحسن بن القَيَّم وزينب بنت شكر وغيرهم، وحدث، بات في شهر رجب سنة ثمانٍ وسبعين وسبع مئة. انتهى.
1866 - (ت 778 هـ): علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن عثمان بن سعد بن المُنَجَّا الحنبلي، الشيخ الكبير، الصَّالح، علاء الدين
.
قال ابن العماد
(3)
: سمعَ "صحيح البخاري" من وزيرة، وسمع من عيسى المطعم وغيره، وحدَّث فسمع منه الشيخ شهاب الدين بن حجي، وقال: هو من بيت كبير، ورجل جيَّد، وهو أخو الشيخة فاطمة بنت المُنَجَّا شيخة ابن حجر العَسْقَلاني التي أكثر عنها عاشت بعده بضعًا وعشرين سنة، حتّى كانت خاتمة المسندين بدمشق. توفي في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وسبعين وسبع مئة عن ثمانٍ وستين سنة.
1867 - (ت 778 هـ): علي بن أبي بكر البَعْلَبَكيُّ ابن اليونيني، الحنبلي، نزيل حماة، ومدرَّس العصرونية
.
(1)
الجوهر المنضد: 144.
(2)
الدرر الكامنة: 5/ 268.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 257.
قال ابن حجر في "الدرر"
(1)
: كانَ فاضلًا، مفيدًا، مات في سنة ثمانٍ وسبعينَ وسبع مئة. انتهى.
1868 - (ت 778 هـ): موسى بن فيَّاض بن عبد العزيز بن فيَّاض الفندقي، النَّابُلُسي، الحنبلي، الشيخ، الإمام، الحبر، قاضي القضاة، شرف الدين، أبو البركات
.
قال ابن العماد
(2)
: سمع من جماعة منهم أبو بكر بن عبد الدائم، وعيسى المطعم، وحدَّث، وباشر حاكمًا رابعًا، ولي قضاء حلب سنةَ ثمانٍ وأربعين وسبع مئة، وهو أوَّلُ مَنْ وَلِيَ قضاء قضاة الحنابلة بها، وكان طارحًا للتكلف، جزيلَ الديانة والتعفف، مقبلًا على العبادة، وأجاز لجماعة منهم الشيخ شهاب الدين بن حجي، توفي في ذي القعدة سنةَ ثمانٍ وسبعينَ وسبع مئة بحلب. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدرر"
(3)
وقال: قدِمَ حلبَ، ودرَّس، وكان سمع الحجَّار، وحدَّث عنه، وسمع عليه ابن عشائر وبرهان الدين المحدث، وهو أوَّلُ مَنْ وليَ قضاءَ قضاة الحنابلة بحلب سنة ثمانٍ وأربعينَ وسبع مئة، واستمر خمسًا وعشرين سنة، وكان صالحًا ورعًا، منطرحَ التكلف، معظمًا للشرع. انتهى.
1869 - (ت 778 هـ): إبراهيم بن إسحاق بن يحيى بن إسحاق الآمِدي الدمشقي، الحنبلي، فخر الدين
.
قال ابن العماد
(4)
: ولد سنة خمس وتسعينَ وست مئة، وسمع من ابن المشرف، وابن الموازيني، وخلق، وأجيز من بغداد ودمشق والإسْكَنْدَرِيَّة، وخرَّج له صدرُ الدين بنُ إمام الشمهد "مشيخة"، وقد وَلِيَ نظر الإمام والأوقاف، ثم نظرَ الجيش والجامع بدمشق، وغير ذلك من المناصب الجليلة، وكان مشكور
(1)
الدرر الكامنة: 4/ 40.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 259.
(3)
الدرر الكامنة: 6/ 144.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 255.
السَّيرة، معظَّمًا عند الناس، وحدَث له في آخره صَمَمٌ، وحدَّث بمصر ودمشق، وتوفي في ربيعٍ الأوَّل سنةَ ثمانٍ وسبعين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدرر"
(1)
بنحوه.
1870 - (ت 778 هـ): يوسف بن أحمد بن سليمان المعروف بابن الطَّحَّان، الحنبلي، الشيخ، الإمام الأوحد، ذو الفنون
.
قال ابن العماد
(2)
: قال شيخ الإسلام ابن مفلح: كان بارعًا في الأُصول أخذه عن الشيخ شهاب الدين الإِخْمِيْمي، وأخذ العربية عن العُنَّابي، وتفقَّه في المذهب على ابن مفلحٍ صاحب "الفروع" وغيره، وكان بارعًا في المعاني والبيان، صحيحَ الذهن، حسنَ الفهم، جيِّد العبارة، إمامًا نظَّارًا، مفتيًا مدرسًا، حسنَ السيرة، عنده أدبٌ وتواضعٌ، وله ثروة، توفي بالصَّالحية يوم السبت سادس عشري شوال سنة ثمان وسبعينَ وسبع مئة وله نحو أربعين سنة. انتهى.
1871 - (ت 778 هـ): يوسف بن عبد الله بن حاتم بن محمد بن يوسف الشهير بابن الحبَّال الحنبلي
.
قال ابن العماد
(3)
: قال العُلَيْمِي: هو المسند المُعَمَّر سمع من القاضي تاج الدين بن عبد الخالق، وابن عبد السَّلام وغيرهما.
قال الشيخ شهاب الدين بن حجي: سمعنا عليه مِرارًا "مسند الشَّافعي" رضي الله عنه، توفي بِبَعْلَبَكَّ عشيةَ يوم الخميس سابع رجب سنة ثمان وسبعين وسبع مئة، وصُلِّي عليه من الغد عَقِبَ صلاة الجمعة، ودفن بباب سطحا. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدرر"
(4)
فقال: يوسف بن عبد الله بن علي بن
(1)
الدرر الكامنة: 1/ 17.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 259.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 260.
(4)
الدرر الكامنة: 6/ 234.
قائم بن الحبال، جمال الدين أبو المحاسن، ولد سنة ثمانين وست مئة، وسمع من التاج عبد الخالق القاضي، وأبي الحسين اليونيني، وشمس الدين بن أبي الفتح، وحدَّث، وتفرَّد، ورحل إليه، وسمعَ منه ابنُ ظهيرة. انتهى.
- (ت 778 هـ): علي بن محمد بن الشمس التنوخي. [انظر: 1951].
ذكره ابن عبد الهادي
(1)
وقال: توفي سنة ثمان وسبعين وسبع مئة.
1872 - (ت 779 هـ): الأمير آقتمر الحنبلي، الصَّالحي
.
قال ابن العماد
(2)
: كان من مماليك الصَّالح إسماعيل، ووَلِيَ رأس نوبة في دولة المنصور بن المظفر ثم خازندارًا في دولة الأشرف، ثم تقدم في سنة سبعين ونفاه الجائي إلى الشام، ثم أعيد بكمال، ثم استقر رأس نوبة ثم نائب السلطنة بعد منجك، ثم قرر في نيابة الشام إلى أن توفي بها في سنة تسع وسبعين وسبع مئة في رجبها، وكان أوَّلًا يُعرف بالصَّاحبي، وكان يرجع إلى دين، وعنده وسواس في الطهارة، وغيرها فلقب لذلك الحنبلي، وذكره الحنابلة في طبقاتهم، وكان يحب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. انتهى.
وذكره ابن عبد الهادي في "ذيله على طبقات ابن رجب"
(3)
.
1873 - (ت 779 هـ): الأمير الفاضل ناصر الدين محمد بن المقر الأشرف
، العالي الأمير، البدري حسن كلي، أحد الأمراء الكبار بالديار المصرية. كان فقيهًا حنبليًا، فاضلًا ذكيًا، له خطٌّ حسنٌ إلى الغاية، وشعره في غاية الحسن، توفي في حدود سنة تسع وسبعين وسبع مئة. قاله ابنُ العماد في "الشذرات"
(4)
.
- (ت 779 هـ): إبراهيم بن يحيى بن غنام المُعَبِّر الحنبلي الشيخ أبو طاهر. [انظر: 1330].
(1)
الجوهر المنضد: 84.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 261.
(3)
الجوهر المنضد: 22.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 264.
قال ابن العماد
(1)
: كان فاضلًا، وله كتاب حسن في التعبير على حروف المعجم، توفي سنة تسع وسبعين وسبع مئة. انتهى.
1874 - (ت 779 هـ): عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة النَّابُلسي الأصل، الصالحي، الحنبلي، زين الدين بن عماد الدين
.
قال ابن حجر في "الدرر"
(2)
: أُسمع على التقي سليمان، وأبي النصر الشيرازي، والحجَّار وغيرهم، وحدث، ومات بالصَّالحية في جمادى الآخرة سنة تسع وسبعين وسبع مئة. انتهى.
1875 - (ت 780 هـ): أحمد بن محمد بن عبد الله بن مالك بن مكنون العجلوني، الحنبلي، ابن خطيب بيت لِهْيَا
.
قال ابنُ العماد
(3)
: ولد سنةَ تسعٍ وسبع مئة، وسمع من الحجَّار، وإسماعيل بن عمر الحموي وغيرهما، وحدَّث، وكان رئيسًا وجيهًا، وله عدَّةُ مشاركات.
مات في المحرَّم سنةَ ثمانين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدرر"
(4)
وقال: أحمد بن عبد الله بن مالك بن مكنون العجلوني الأصل، الدمشقي، شهاب الدين بن الفخر خطيب بيت لِهْيَا. ولد في خامس رمضان سنة خمس وسبع مئة، وسمع من الحجَّار، وكان رئيسًا نبيلًا، مات في ثاني محرم سنة ثمانين وسبع مئة، سمع منه أبو حامد ابن ظهيرة بعد السبعين. انتهى.
1876 - (ت 780 هـ): علي بن محمد بن الحسين بن عبد الكافي الحنبلي، المعروف بابن قندس
.
(1)
شذرات الذهب: 6/ 265، ولعله المتقدم برقم (1330)، وفيات (693 هـ).
(2)
الدرر الكامنة: 3/ 110.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 265.
(4)
الدرر الكامنة: 1/ 216.
قال ابن حجر في "الدرر"
(1)
: سمع من أبي العَبَّاس الحجَّار، وحدَّث، سمع منه البرهان سبط ابن العجمي محدث حلب، مات سنة ثمانين وسبع مئة. انتهى.
1877 - (780 هـ): محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر محمد بن محمد بن قدامة المَقْدِسِيُّ الصَّالِحيُّ، الحَنبليُّ، مسندُ الدنيا في عصره، صلاح الدين بن تقي الدين بن عز الدين
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد سنة أربعٍ وثمانين وست مئة، وتفرَّد بالسَّمَاع عن الفخر بن البخاري، سمع منه "مشيخته"، وأكثر "مسند أحمد"، و"الشمائل"، و"المنتقى الكبير من الغيلانيات"، وسمع من التقي الواسطي وأخيه محمد وأحمد بن عبد المؤمن الصوري، وعيسى المغاري، والحسن بن علي الخلال، والعز الفراء، والتقي بن مؤمن، ونصر الله بن عباس في آخرين، وأجاز له في سنة خمس وثمانين جماعةٌ من أصحاب ابن طَبَرْزَد، وخرَّج له الياسوفي مشيخة، وحدث بالإجازة عن النجم بن المجاور وعبد الرَّحمن بن الزين، وزينب بنت مكي، وزينب بنت العلم، وأسمع الكثير، ورحل النَّاس إليه وتزاحموا عليه، وأكثروا عنه، وكان دَيَّنًا صالحًا، حسنَ الإسماع، خاشعًا، غزير الدمعة لا يكاد يمسك دمعته إذا قُرئ عليه الحديث وذكر النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، أمَّ بمدرسة جده وأسمع الحديث أكثر من خمسين سنة، وقد أجاز لأهل مصر خصوصًا من عموم. قال ابن حجر. فدخلنا في ذلك.
مات في شَوَّال سنة ثمانين وسبع مئة عن ستًّ وتسعين سنة وأشهر، ونزل النَّاس بموته درجةً، ودفن بتربة جده بسفح قاسِيون. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدرر"
(3)
وقال: وَلِيَ الإمامة بمدرسة جده أبي عمر، وحدَّث بأكثر مسموعاته، سمع منه القدماء وعُمَّر دهرًا طويلًا، حتى صار مسند
(1)
الدرر الكامنة: 4/ 120.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 267.
(3)
الدرر الكامنة: 5/ 31.
عصره وتفرَّد بأكثر مسموعاته ومشايخه، وكان صبورًا على السَّماع محبًا للحديث وأهله، ونزل النَّاس بموته درجة. انتهى.
- (ت 781 هـ): أحمد بن محمد بن عبد الله بن سالم العجلوني، الحنبلي، شهاب الدين، العرجاني. [انظر: 1875].
قال ابن العماد
(1)
: هو ابن خطيب بيت لِهْيَا، ولد في رمضان سنة سبعٍ وسبع مئة، وسمع من الضَّياء إسماعيل بن عمر الحَمَوِي، وابن الشُّحْنَة، وحدَّث، وكان من الرُّؤساء، مات في المحرم سنة إحدى وثمانين وسبع مئة. انتهى.
قلت: قد تقدم هذا قريبًا سنة ثمانين بلا شك
(2)
.
1878 - (ت 781 هـ): عمر بن عبد الله بن محمد بن المحب المقدسي، الحنبلي، أحد الإخوة
.
قال ابن حجر في "الدرر"
(3)
: ولد سنة ثمان وعشرين وسبع مئة واعتنى به أبوه، فأسمعه الكثير من شيوخ عصره، وجمع له ثبتًا، وقد حدث عن ابن الرَّضِي وحبيبة، وبنت الزين، وزينب بنت الجمال، والجزري وغيرهم، مات في شهر رجب سنة إحدى وثمانين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن عبد الهادي
(4)
.
1879 - (ت 781 هـ): أبو بكر بن محمد بن أحمد بن أبي غانم بن أبي الفتح الشَّيخ الجليل، الحلبي الأصل، الدَّمَشْقي المولد، الصَّالحي الحنبلي، المعروف بابن الحبال، عمادُ الدين، وكان والدُهُ يُعرفُ بابن الصائغ
.
(1)
شذرات الذهب: 6/ 270.
(2)
جعلهما ابن حجر في "الإنباء" 1/ 279، 314 ترجمتين، وكذا ابن العماد في "الشذرات" كما ذكر، لكن الذي يظهر أنهما واحد كلما قال المؤلف رحمه الله.
(3)
الدرر الكامنة: 4/ 203.
(4)
الجوهر المنضد: 108.
قال ابن العماد
(1)
: حضر على هدبة بنت عسكر، وسمع من القاضي تقي الدين سليمان، وعيسى المطعم، وكان له ثروة، ووقفَ أوقافَ برٍ على جماعة الحنابلة، وعنده فضيلةٌ، وقَسَّمَ مالَه قبل موته بين ورثته، وانقطع لإسماع الحديث في بستانه بالزعيفرية، وتوفي ليلة الثلاثاء ثالث ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين وسبع مئة، ودفن بالرَّوْضة عند والده. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدرر"
(2)
وقال: أجاز لعبد الله بن عمر بن عبد العزيز بن جماعة. انتهى.
1880 - (ت 781 هـ): جُويرية بنت عبد اللَّطيف بن عبد الغني بن تيمية الحنبلية
.
قال ابن حجر في "الدرر"
(3)
تكنى أمَّ خلف، زين النساء، زوج أبي بكر الرجيحي، ذكرها أبو جعفر بن الكويك في "مشيخته". توفيت بعد سنة ثمانين وسبع مئة. انتهى.
1881 - (ت 781 هـ): محمد بن عبد الله بن محمد بن الفخر البَعْلي، الحنبلي
.
قال ابن حجر في "الدرر"
(4)
: أحضر على عيسى المطعم، وأبي الفتح بن النشو، وسمع بنفسه الكثير من ابن الرضي، وزينب بنت الكمال، والمِزَّيَّ، وحدَّث، وكان جيَّدَ القراءة، وكان يجلس مع الشهود تحت السَّاعات، ومات في ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وسبع مئة، سمع منه المحدثُ برهان الدين الحلبي "جزء البعث" عن المطعم حضورًا. انتهى.
1882 - (781 هـ): محمد بن أحمد بن الحسن بن قاضي الجبل
.
(1)
شذرات الذهب: 6/ 270.
(2)
الدرر الكامنة: 1/ 545.
(3)
الدرر الكامنة: 2/ 97.
(4)
الدرر الكامنة: 5/ 230.
ذكره ابن عبد الهادي
(1)
، وقال: توفي سنة إحدى وثمانين وسبع مئة.
1883 - (ت 782 هـ): أحمد بن إبراهيم بن سالم بن داود بن محمد المَنْبِجِي بن الطَّحَّان الحنبلي
.
قال ابن العماد
(2)
: وكان الطحان الذي نُسِبَ إليه زوجَ أمَّه فإنَّ أباهُ كان إسكافًا، ومات وهو صغير فربَّاه زوجُ أمَّه فنُسِبَ إليه، وُلِدَ أحمد هذا في المحرم سنةَ ثلاثٍ وسبع مئة، وسمع البرْزَالي، وابن السلعوس وغيرهما، وأخذ القراءات عن الذَّهَبيَّ وغيره، وكان حسنَ الصَّوْت بالقرآن، وكان النَّاس يقصدونه لسماع صوتِه بالتنكزية، وكان إمامها.
توفي بدمشق في صفر سنة اثنتين وثمانين وسبع مئة، وله شعر. انتهى.
1884 - (ت 782 هـ): محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي
.
ذكره ابن عبد الهادي
(3)
وقال: توفي سنة اثنتين وثمانين وسبع مئة.
- (ت 783 هـ): محمد بن علي بن أحمد اليُونِيْنِيُّ. يأتي سنة ثلاثٍ وتسعين وسبع مئة. [انظر: 1917].
1885 - (ت 783 هـ): أبو بكر بن يوسف بن عبد القادر الخليلي، ثم الصَّالحي، الحنبلي، عماد الدين، الشيخ الإمام، أحد أعيان شهود الحكم العزيز، بدمشق
.
ذكره ابن العماد
(4)
فقال: ولد بعد السبع مئة، وسمع من الحجَّار وجماعة، وحدَّث عن ابن الشخنة وغيره، وكان فاضلًا من فضلاء المقادِسَة، مليحَ الكتابة، حسنَ الفهم، له إلمامٌ بالحديث، سمع من جماعة، وقرأ بنفسه قليلًا، وتوفي بدمشق يوم الثلاثاء ثامن جمادى الأولى سنة ثلاثٍ وثمانين وسبع مئة، ودفن بسفح قاسِيون. انتهى.
(1)
الجوهر المنضد: 123.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 273.
(3)
إنباء الغمر: 2/ 112.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 280.
1886 - (ت 783 هـ): محمد بن عبد الله بن العماد إبراهيم بن النجم أحمد بن محمد بن خلف الحنبلي، الحاسب، فخر الدين
.
قال ابن العماد
(1)
: سمع من التقي سليمان والحجَّار وطبقتهما، واشتغل بالفقه، والفرائض، والعربية، وأفتى، ودرَّس، وكان حسنَ الخُلُق، تام الخلْق، فيه دينٌ ومروءَةٌ، ولطفٌ وسلامةُ باطنٍ، مهر في الفرائض، والعربية، وكان عارفًا بالحِساب، وذُكِرَ لقضاء الحنابلة فلم يتمَّ له ذلك، مات راجعًا من القدس بدمشق سنة ثلاث وثمانين وسبع مئة انتهى.
1887 - (ت 783 هـ): يوسف بن ماجد بن أبي المجد بن عبد الخالق المَرْدَاوي، المقدسي، الحنبلي، ولي الدين
.
قال ابن العماد
(2)
: كان فاضلًا، فقيهًا، وامتحن مرارًا بسبب فتياه بمسألة ابن تيمية في الطلاق، وكذا في عدة مسائل، وحدَّث عن الحجَّار، وابن الرضي، والشرف بن الحافظ، وغيرهم، وكان شديد التعصب لابن تيمية، وسجن بسبب ذلك ولا يرجع حتى إنَّهُ بلغه أنَّ الشيخ شهاب الدين بن المصري يَحُطُّ في درسه على ابن تيمية في الجامع، فجاء إليه وضربه بيده وأهانه، مات في تاسع عشر صفر سنة ثلاثٍ وثمانين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدرر"
(3)
وقال: هو أبو العَبَّاس جمال الدين من أصحاب تقي الدين ابن تيمية، سمع من الحجار وغيره، وصنَّف "شرح المحرر" في الفقه.
1888 - (ت 784 هـ): عبد الرَّحمن بن حمدان العينتاوي، الحنبلي، زين الدين
.
(1)
شذرات الذهب: 6/ 281.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 282.
(3)
الدرر الكامنة: 6/ 240.
قال ابن حجر في "الإنباء"
(1)
: ولد بعيننا من نابُلُس، وكان حنبليًا، فقدم الشَّام لطلب العلم، وتفقه بابن مفلح وغيره، وسمع من جماعة، وتميز في الفقه مع الدين والتعفف. توفي سنة أربعٍ وثمانين وسبع مئة، وله "مختصر الأحكام" للمَرْدَاوي. انتهى.
1889 - (ت 784 هـ): أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن بن نجم بن عبد الوهَّاب الصَّالحي، الحنبلي، أبو العَبَّاس، شهاب الدين، المعروف بابن الناصح، الإمام العلَّامة
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد سنة اثنتين وسبع مئة، وسمع من القاضي تقي الدين سليمان، وأبي بكر بن عبد الدائم، وست الوزراء بنت منجا.
قال الشيخ شهاب الدين بن حجي: حدَّث، وسمعنا منه، وكان يباشر أوقات الحنابلة، وهو رجلٌ جيَّدٌ وبه صَمَمٌ كأبيه، توفي يوم الأربعاء ثالث المحرم سنة أربع وثمانين وسبع مئة، ودفن بسفح قاسِيون. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدرر"
(3)
وقال: أحمد بن عبد الله بن أحمد بن النَّاصح عبد الرحمن بن محمد بن عَبَّاس بن حامد بن خلف السويدي، ثم الصَّالحي شهاب الدين المعروف بابن النَّاصح ثم ذكر قريبًا مما تقدم.
1890 - (ت 784): محمد بن إبراهيم الجَرْماني، ثم الدمشقي، الحنبلي
.
ذكره ابن حجر في "الإنباء"
(4)
، وقال: ولد قبل الأربعين وسبع مئة، وسمع الحديث من جماعة، وتفقَّه بابن مفلح وغيره، حتى برع وأفتى، وكان إمامًا في العربية مع العِفَّة والصَّيانة، والذكاء وحسن الإقراء، ومات بدمشق سنة أربعٍ وثمانين وسبع مئة. انتهى.
(1)
إنباء الغمر بأبناء العمر: 2/ 112.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 283.
(3)
الدرر الكامنة: 1/ 209.
(4)
إنباء الغمر بأبناء العمر 2/ 116.
1891 - (ت 784 هـ): محمد بن محمد بن عبد الله بن الحاسب الحنبلي الإمام، العَلَّامة موفق الدين
.
قال ابن العماد
(1)
: تفقه في المذهب، وحفظ "المقنع" حفظًا جيِّدًا، وكان يستحضره، وله فضيلة، وكان من النجباء الأخيار، عنده حياءٌ وتواضعٌ، وهو سبط الشيخ صلاح الدين بن أبي عمر، وكان يؤم بمسجد مدرسة الشيخ أبي عمر، توفي يوم الأحد ثاني عشري صفر سنة أربع وثمانين وسبع مئة، ولعله بلغ الثلاثين سنة. انتهى.
وذكره ابن عبد الهادي
(2)
.
1892 - (ت 784 هـ): محمد بن محمد بن يوسف المَرْدَاوي، الحنبلي، شرف الدين، سبط القاضي جمال الدين
.
قال ابن حجر في "إنباء الغمر"
(3)
: ولد قبل الأربعين، وأخذ هو جدِّه، وتخرَّج بابن مفلح، وسمع الحديث من جماعة، ولم يكن بالصَّيِّن، مات في ربيع الآخر سنة أربع وثمانين وسبع مئة.
1893 - (ت 785 هـ): موسى بن محمد بن محمد بن الشَّهاب محمود الحنبلي، شرف الدين، أبو البركات
.
قال ابن العماد
(4)
: هو أحد الفضلاء في الأدب والكتابة، كتب في الإنشاء، وفاق الأقران في حسن الخط والنثر والنظم، وناب في الحكم، توفي بالرملة سنة خمس وثمانين وسبع مئة عن ثلاثٍ وأربعين سنة. انتهى.
1894 - (ت 785 هـ): علي بن محمد بن عبد المؤمن
.
(1)
شذرات الذهب: 6/ 285.
(2)
الجوهر المنضد: 128، وأرخ وفاته (782) ثالث شهر ربيع الآخر وقال: ولعله بلغ الثمانين.
(3)
إنباء الغمر: 2/ 120.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 289.
ذكره ابن عبد الهادي
(1)
، وقال: توفي سنة خمس وثمانين وسبع مئة.
1895 - (ت 785 هـ): عثمان بن محمد بن محمد بن الحسن بن الحافظ عبد الغني الحنبلي فخر الدين
.
قال ابن العماد
(2)
: سمع من الحجَّار، واشتغل في الفقه، وقرأ على التاج المراكشي، وسمع من ابن الرَّضي وبنت الكمال، وحفظ "التسهيل"، وحدَّث، وأفاد، وتوفي في رجب سنة خمس وثمانين وسبع مئة.
- (ت 785 هـ): إسماعيل بن محمد بن قيس بن نصر بن بَرْدِس البَعْلي. [انظر: 1899].
يأتي سنة ست وثمانين وسبع مئة.
1896 - (ت 785 هـ): سليمان بن أحمد بن سليمان بن عبد الرَّحمن الحنبلي القاضي، الكناني العَسْقَلاني، علم الدين المصري
.
قال ابن العماد
(3)
: قدِم من بلده نابُلُس صغيرًا، واشتغل بالقاهرة في المذهب، وبرع فيه، وصار من أعيان الجماعة، وأفتى، وتزوج بابنة قاضي القضاة موفق الدين، وَوَلِيَ نيابةَ الحكم بمصر، وارتقى إلى أنْ صار أكبرَ النُّواب، وتوفي يوم الاثنين ثالث عشري جمادى الآخرة سنة خمس وثمانين وسبع مئة، ودفن بتربة القاضي موفق الدين خارج باب النصر. انتهى.
وذكره ابن عبد الهادي
(4)
.
1897 - (ت 785 هـ): محمد بن عبد الله بن داود بن أحمد بن يوسف المَرْدَاوي الحنبلي، شمس الدين
.
قال ابن العماد
(5)
: كان ذا عِنايةٍ بالفرائض، وقرأ الفقه، ولازم ابن مفلح
(1)
الجوهر المنضد: 88.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 288.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 288.
(4)
الجوهر المنضد: 43.
(5)
شذرات الذهب: 6/ 289.
حتَّى فضل ودرَّس، وتفقَّه أيضًا بقاضي القضاة جمال الدين المَرْدَاوي، وقال ابن حجي: كان يحفظ فروعًا كثيرة وغرائب، وله ميل إلى الشَّافعية، وكان بشع الشكل جدًا، توفي في ذي القعدة سنة خمس وثمانين وسبع مئة. انتهى.
- (ت 785 هـ): محمد بن محمد بن محمد بن محمود الصَّالحي، المنبجي الحنبلي. [انظر: 1847].
ذكره ابن العماد
(1)
فيمن توفي سنة خمس وثمانين وسبع مئة، وذكره أيضًا فيمن توفي سنة أربعٍ وسبعين وسبع مئة، وقد تقدم هناك وتقدمت ترجمته.
1898 - (ت 785): محمد بن عبيد بن أحمد المَرْدَاوي
.
ذكره ابن عبد الهادي
(2)
وقال: توفي سنة خمس وثمانين وسبع مئة.
1899 - (ت 786 هـ): إسماعيل بن محمد بن قيس بن نصر بن بَرْدِس بن رسلان، البَعْلي الحنبلي، الحافظ الإمام، أبو الفداء، عماد الدين
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد سنة عشرين وسبع مئة، وسمع من والده، ومن قطب الدين اليونيني، وطائفة وعُنِيَ بالحديث، ورحل في طلبه إلى دمشق فأخذ عن مشايخها، وقرأ بنفسه وكتب الكثير، وخرَّج وألقى المواعيد، وحدَّث، وتخرَّج به جماعة. وسمع منه ابنه الشيخ تاج الدين، ومحمد بن نعمة الخطيب، وغيرهما، وكان أحدَ الحُفَّاظ المكثرين، المصنفين المفيدين، حسنَ الخَلْق، كثير الديانة، لطيف البشرة، توفي في العشر الآخر من شوال، سنة خمسٍ وثمانين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن فهد في "لحظ الألحاظ"
(4)
وقال: هو حافظُ بَعْلَبَكَّ وإمامها، ولد بِبَعْلَبَكَّ في الثامن عشر من جمادى الثانية سنةَ عشرٍ وسبع مئة، وهو أبو
(1)
شذرات الذهب: 6/ 289.
(2)
الجوهر المنضد: 129.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 287.
(4)
ذيل طبقات الحفاظ: 166.
الفداء علاء الدين، حدَّث عن والده وأبي الفتح اليُونِيْني، ومحمد بن الخباز، وسمع من جمعٍ من المُسنِدين، وأجاز له أحمد بن علي بن مسعود، وأبو العَبَّاس الحجَّار، والقاسم بن عساكر، ومحمد بن الزراد، وعدة، وروى عنه طائفةٌ منهم ابنه العَلَّامة تاجُ الدين، وحافظها أبو حامد بن ظهيرة، والجلال محمد بن أحمد الخطيب، وعلي بن محمد بن خليل، وكان إمامًا عالمًا، حافظًا مكثرًا، صالحًا كثير الديانة، حسن الخَلْق، لطيفَ البشر، غزير المروءة مع الصَّيانة، مفيدًا، انتفع به جماعةٌ كثيرةٌ، وله مؤلفاتٌ، ومات في سنة ستٍ وثمانين وسبع مئة بِبَعْلَبكَّ. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدرر"
(1)
، والزِرِكلي في "الأعلام"
(2)
، وصاحب "كشف الظنون"
(3)
، وكلهم أرَّخوه سنة ست وثمانين وسبع مئة، فلهذا أثبتناه فيها، وله مصنفاتٌ ذكر مَنْ تَقدم ذكرهم منها "نظم نهاية ابن الأثير في غريب الحديث"، و"نظم طبقات الحفاظ للذهبي"، و"وسيلة المتلفظ في نظم كفاية المتحفظ في اللغة"، وغيرها.
وقال ابن عبد الهادي
(4)
: صنّف "الكفاية نظم النهاية" ومنها "نظم الطرفة" في النحو ومنها "الوفيات" وغير ذلك.
1900 - (ت 787 هـ): حسن بن محمد بن أبي الحسن بن الشيخ الفقيه، أبي عبد الله اليُونِيْنِي، البَعْلي، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(5)
: هو شرف الدين، ولد سنة ثلاثين وسبع مئة، وقرأ، وسمع الحديث، ورحل فيه، وأفتى، ودرَّس، وأفاد، وتوفي في رمضان سنةَ سبعٍ وثمانينَ وسبع مئة. انتهى.
(1)
الدرر الكامنة: 1/ 456.
(2)
الأعلام: 1/ 324.
(3)
كشف الظنون: 2/ 1500.
(4)
الجوهر المنضد: 17.
(5)
شذرات الذهب: 6/ 297.
1901 - (787 هـ): أحمد بن عبد الله بن محمد بن محمود المَرْدَاوي، الحنبلي، شهاب الدين، نزيل حماة
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد بمردا، وقدم دمشق للفقه فبرع في الفنون، وتميَّز وَوَلِيَ قضاء حماة، فباشرها مدة، ودرَّس وأفاد، ولازمه علاء الدين بن مغلى وبه تميز، وتوفي سنة سبع وثمانين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدرر"
(2)
، فقال أحمد بن عبد الرَّحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن محمود المَرْداوي، الحنبلي، قاضي حماة، ولد سنة اثنتي عشرة وسبع مئة بمَرْدَا، وقدم دمشق فتفقَّه، ومهر، وسمع من ابن الشحنة، والذَّهبيَّ وغيرهما، وحدَّث ووَلِيَ قضاء حماة مدَّةً، ودرس وأفاد، وله نظمٌ ونثرٌ. انتهى.
1902 - (ت 788 هـ): عبد الرَّحمن بن محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج الحنبلي الإمام، زين الدين بن العلّامة صاحب "الفروع
".
قال ابن العماد
(3)
: وكان هذا أصغر أولاده، واشتغل وحفظ "المقنع" في الفقه، وكان شكلًا حسنًا، بارعًا مترفهًا، توفي يوم الاثنين، خامس جمادى الأولى، سنة ثمان وثمانين وسبع مئة، ودفن بالروضة قريبًا من والده وجدَّه. انتهى.
وذكره ابن عبد الهادي
(4)
.
1903 - (ت 788 هـ): محمد بن عبد الله بن محمد بن محمود بن أحمد بن عفان المَرْدَاوي الحنبلي أبو عبد الله شمس الدين بن تقي الدين
.
قال ابن العماد
(5)
: ولد سنة أربع عشرة وسبع مئة، وسمع الكثير من
(1)
شذرات الذهب: 6/ 295.
(2)
الدرر الكامنة: 1/ 197.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 302.
(4)
الجوهر المنضد: 54.
(5)
شذرات الذهب: 6/ 304.
جماعات كثيرة منهم الشهاب الصَّرخدي، وتفقَّه وناب في القضاء، ثم استقل به إلى أنْ مات، وكان محمودًا في ولايته إلَّا أنَّه في حال نيابته عن عمَّه كان كثير التصميم بخلافه لما استقل، وكان يكتب على الفتاوى كتابة جيدة، وكان كيِّسًا، متواضعًا، قاضيًا لحوائج مَنْ يقصده، خبيرًا بالأحكام، ذاكرًا للوقائع، صبورًا على الخصوم، عارفًا بالأثبات وغيرها، لا يُلحق في ذلك، وكان يركبُ الحمارة على طريقة عمَّه، وقد خرَّج له ابن المحب الصَّامت أحاديث متباينة، وحدَّث "بمشيخة" ابن عبد الدائم عن حفيده محمد بن أبي بكر عن جدَّه سماعًا، وتوفي في رمضان سنة ثمان وثمانين وسبع مئة عن أربع وأربعين سنة. انتهى.
قلت: على تاريخ ولادته التي ذكرها ابنُ العماد هنا يكون قد بلغ أربعًا وسبعين سنة.
وذكره ابن عبد الهادي
(1)
.
1904 - (ت 788 هـ): محمد بن محمد بن أحمد بن الشيخ المحدث محب الدين السعدي المقدسي، الحنبلي، شمس الدين بن شمس الدين بن شهاب الدين المعروف بابن المحب، الحافظ
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة، وسمع من ابن الرَّضي، والجَزَري، وبنت الكمال وغيرهم، وأُحْضِر على أسماء بنت صَصْرِى، وعائشة بنت مسلم وغيرهما، وعُنِيَ بالحديث، وكتب الأجزاء والطباق، وعمل المواعيد، وأخذ عن إبراهيم بن قيِّم الجَوْزِيَّة، وكتب بخطَّه الحسن شيئًا كثيرًا، وكان شديدَ التعصُّب لابن تيمية، وتوفي يوم الأربعاء، سابع جمادى الأولى، سنة ثمانٍ وثمانين وسبع مئة بالصَّالحية، ودُفن بالرَّوْضَة. انتهى.
وذكره ابن عبد الهادي
(3)
.
(1)
الجوهر المنضد: 141.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 304.
(3)
الجوهر المنضد: 133.
1905 - (ت 788 هـ): يوسف بن محمد بن محمد بن علي بن إبراهيم الأنصاري، الدمشقي، الحنبلي، جمال الدين، أبو المحاسن القَبَّاني، المعروف بابن الصيرفي
.
قال ابن حجر في "الدرر"
(1)
: ولد في سنة عشر وسبع مئة، وأحضره أبوه على أبي بكر الدشتي والقاضي سليمان وابن المهتار وأسمعه على إسماعيل بن مكتوم، وابن الحظيري، وأبي بكر بن عبد الدائم، ووزيرة، والمطعم، وابن السري، وابن النحاس، وابن عساكر، وآخرين، وَحدَّث، ومات سنة ثمانٍ وثمانين وسبع مئة، وأخذ عنه جماعةٌ. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
وقال: كان يزن بالقَبَّان، ثم كبر وعجز. وكان بأخرة يأخذ الأجرة، ويماكس في ذلك، وآخرُ مَنْ حدَّث عنه الحافظُ بركاتُ الدين محدَّثُ حلبَ، وكان له ثبتٌ يشتمل على شيء كثير من الكتب والأجزاء، توفي في ذي الحجة سنة ثمانٍ وثمانين وسبع مئة، ومولده في رمضان سنة عشر وسبع مئة. انتهى.
1906 - (ت 789 هـ): محمد بن حسب الله بن خليل بن حمزة الخَثْعمي، الحنبلي، بدر الدين
.
قال ابن حجر في "الدرر"
(3)
: ولد سنة تسعٍ وتسعين وست مئة، وسمع من أبي الحسن بن هارون، والسراج القوصي، وعمر بن عبد النَّصِيْر، والحسن بن عمر الكردي، وغيرهم، سمع منه القاضي الجمالُ بنُ ظهيرة والمحدث البرهان الحلبي وابن الفاقوسي وغيرهم، مات قبل التسعين وسبع مئة. انتهى.
- (ت 789 ص): عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر، النابلسي الأصل، الصالحي الحنبلي زين الدين بن عماد الدين. [انظر: 1874].
(1)
الدرر الكامنة: 6/ 246.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 306.
(3)
الدرر الكامنة: 5/ 157.
قال ابن حجر في "الدرر"
(1)
: أسمع على التقي سليمان وأبي نصر ابن الشيرازي، والحجار وغيرهم، وحدث، ومات بالصالحية سنة تسع وثمانين وسبع مئة في سابع جمادى الأولى. انتهى.
1907 - (ت 789 هـ): محمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور بن عبد الرحمن المقدسي، ثم الصَّالحي، الحنبلي، الحافظ شمس الدين، أبو بكر بن المحب الصَّامت
.
قال ابن حجر في "الدرر"
(2)
: ولد سنة ثلاث عشرة وسبع مئة، وأحضره أبوه على التقي سليمان، ومحمد بن يوسف بن المهتار، وست الوزراء وغيرهم، وأسمعه الكثير من عيسى المطعم، وأبي بكر بن عبد الدائم وأبي الفتح بن النشو، والقاسم بن عساكر، وأبي نصر بن الشيرازي، وأبي بكر بن مشرف، ويحيى بن سعد، وإسحاق الآمدي، وابن الزراد، وابن مزيز، وآخرون، وأجاز له الرَّضي الطبري، وزينب بنت شكرٍ، والرَّشيد بن المعلم، وحسن الكردي، والشريف الموسوي، والدشتي، وابن جرادة، ومحمد بن المحسن الدَّوَاليبي وغيرهم، وكان مكثرًا شيوخًا وسماعًا، وطلب بنفسه فقرأ الكثير، وأجاد، وخرَّج، وأفاد، وكان عالمًا متفننًا، كبيرًا متقشفًا، منقطع القرين، وحدَّث دهرًا، ومات بالصَّالحية ليلةَ الخامس من شوال سنة تسعٍ وثمانين وسبع مئة، وكان قد شُهِرَ بالصَّامت لكثرة سكوته، وكان يكره أنْ يُلَقَّبَ بذلك، وتفقه إلى أن فاق الأقران، وأفتى، ودرَّس، وكان كثير المروءة، حسنَ الهيئة، من رؤساء أهل دمشق، انتهى.
وذكره ابن العماد
(3)
، وقال: قال الذهبيُّ: فيه عقلٌ وسكون، وذهنُه جيَّدٌ،
(1)
تقدم في وفيات (779) برقم (1888)، ووهم المؤلف فأورده هنا، وانظر التعليق رقم (2) في الدرر: الكامنة: 3/ 111.
(2)
الدرر الكامنة: 5/ 209.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 309.
وهمتهُ عاليةٌ في التحصيل، وأثنى عليه الأئمة، وكان آخرَ مَنْ بقي من أئمة هذا الفن، وحدَّث فسمع منه الأئمة. انتهى.
وذكره الحسيني في "ذيل طبقات الحفاظ"
(1)
، وقال: له اليد الطولى في معرفة الرَّجال.
وذكره الذهبيُّ وقال: حدَّثَ وانتقى لشيخه المطعم، وكتبت عنه خرَّج "المتباينات" لنفسه والمِزَّي والبِرْزَالي، ونسخ "تهذيب الكمال"، ومهر. قلت: عنده عقل وسكون، وانقباض من الناس، منشغلٌ بنفسه، وكان عالمًا متقنًا، منقطعَ القرين. انتهى.
وذكره السُّيوطي في "ذيل طبقات الحفاظ"
(2)
، وابن الجزري في "غاية النهاية"
(3)
، وقال: سمع الكثير بإفادة والده، وسمع، وقرأ بنفسه ما لا يُحَدُّ ولا يوصف من الأجزاء والكتب، وخرَّج، وأفاد، وسمع منه الطلبة والحفاظ، وسمع كثيرًا من الكتب والقراآت، وكان صالحًا قانتًا، قانعًا باليسير متقشفًا. انتهى.
وله مصنفات منها "ترتيب رجال المسند"، قال ابن حجر: رتبه على حروف المعجم في أسماء المقلين، وذيل "كتاب المختارة" للضياء فأكمله.
وذكره ابن عبد الهادي
(4)
.
1908 - (ت 789 هـ): أحمد بن أحمد بن أبي بكر بن طرخان الأسدي، الحنبلي، أبو بكر
.
قال ابن حجر في "الدرر"
(5)
: سمع على يحيى بن سعد ثامن "الثقفيات"،
(1)
ذيل طبقات الحفاظ: 61.
(2)
ذيل طبقات الحفاظ: 366.
(3)
غاية النهاية: 2/ 174.
(4)
الجوهر المنضد: 120.
(5)
الدرر الكامنة: 1/ 112.
ومن القاسم بن عساكر، وغيرهما، وحدَّث بدمشق، ومات بها في شعبان سنة تسع وثمانين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن فهد
(1)
في "ذيل طبقات الحفاظ" وغيره.
1909 - (ت 789 هـ): علي بن الحسين بن علي الموصلي، عز الدين الحنبلي
.
قال ابن حجر في "الدرر"
(2)
: هو شاعر من أهل المَوْصِل أقام مدَّةً في حلب، وسكن دمشق، وكان شاعرًا، ماهرًا في النظم، وجلس مع الشهود بدمشق مدَّةَ تحت السَّاعات، وأقام بحلب مدة. انتهى المراد منه. وأرَّخ وفاتَه سنة تسعٍ وثمانين وسبع مئة.
وذكره ابن فهد في "طبقات الحفاظ"
(3)
وكنَّاه فخر الدين وأرَّخ وفاتَه كما هنا. وله تصانيف ذكر ابن حجر منها: "ديوان شعر"، و"بديعية"، وشرحها، و"قصيدة لامية" على وزن "بانت سعاد". وذكره في "هدية العارفين"
(4)
، وقال: هو علي بن الحسين بن علي بن أبي بكر بن محمد بن أبي الخير الموصلي، الفقيه، الحنبلي، عز الدين، المتوفى سنة تسع وثمانين وسبع مئة في جمادى الأولى من تصانيفه "البديعية"، و"التوصل بالبديع إلى التوسل بالشفيع"، شرح "البديعية" له، وديوان شعره. انتهى ..
1910 - (ت 789 هـ): إسماعيل بن إبراهيم المقدسي الحنبلي
.
ذكره ابن عبد الهادي
(5)
وقال: الشيخ عماد الدين النقيب، ناب في القضاء للقاضي شمس الدين بن التقي، توفي في المحرم سنة تسع وثمانين وسبع مئة.
(1)
ذيل طبقات الحفاظ: 171.
(2)
الدرر الكامنة: 4/ 50.
(3)
ذيل طبقات الحفاظ: 171.
(4)
هدية العارفين: 2/ 725.
(5)
الجوهر المنضَّد: 20.
1911 - (ت 790 هـ): أبو بكر بن محمد بن قاسم بن عبد الله السنجاري ثم البغدادي، الحنبلي المقرئ، شجاع الدين، المقانعي
.
قال ابن حجر في "الدرر"
(1)
. سمع من أحمد بن يوسف بن إبراهيم بن الكفرسي "جزء حامد بن محمد بن شعيب" سماعًا وعن التقي الدقوقي إجازة، ورحل إلى دمشق، فسمع بها من الحجَّار، وكان محدثًا، فاضلًا، مسندًا، حدَّث بالكثير، فمن ذلك "جامع المسانيد"، و"مسند الشافعي" و"رموز الكنوز" في التفسير، و"التوابين لابن قدامة"، وعاش ثمانين سنة، حدَّث عنه بالسَّمَاع محبُّ الدين أحمد بن نصر الله قاضي الحنابلة بمصر، وأبوه، وبالإجازة أبو حامد بن ظهيرة، وآخرون، وكانت وفاته سنة تسعين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
وقال: هو الشيخ الإمام المحدث، كان فاضلًا، مسندًا، حدث بالكثير ثم ذكر نحو ما تقدم.
1912 - (ت 790 هـ): الحسين بن محمد بن علي بن أبي الحسين اليونيني الحنبلي
.
ذكره ابن عبد الهادي
(3)
وقال: توفي في حدود سنة التسعين وسبع مئة.
1913 - (ت 791 هـ): علي بن أحمد بن محمد بن التقي سليمان بن حمزة المقدسي، ثم الصَّالحي، الحنبلي، فخر الدين
.
قال ابن العماد
(4)
: ولد سنة أربعين وسبع مئة، وسمع الكثير، ولازم ابنَ مفلح، وتفقَّه عنده، وخطب بالجامع المظفري، وكان أديبًا، ناظمًا، ناثرًا، منشئًا، له خطب حسان، ونظم كثير، وتعاليق في فنونٍ، وكان لطيفَ الشمائل، توفي في جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وسبع مئة. انتهى.
(1)
الدرر الكامنة: 1/ 550.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 313.
(3)
الجوهر المنضد: 87.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 318.
وذكره ابن عبد الهادي
(1)
.
1914 - (ت 791): أحمد بن عمر بن محمود بن سلمان بن فهد الحلبي الأصل، الدمشقي، الحنبلي، شهاب الدين بن زين الدين بن شهاب الدين المعروف بابن القنبيط
.
قال ابن حجر في "الإنباء"
(2)
: ولد سنة عشر أو نحوها، وسمع من أمين الدين محمد بن أبي بكر بن النحاس وغيره، ووقع في الدست، وكان أكبرهم سنًا، وأقدمهم، مات في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وسبع مئة عن ثمانين سنة وزيادة، ولم يحدّث شيئًا. انتهى المراد منه.
وذكره ابن العماد
(3)
بنحوه.
1915 - (ت 791 هـ): عبد الله بن محمد بن أحمد بن قاضي الجبل
.
ذكره ابن عبد الهادي
(4)
وقال: توفي سنة إحدى وتسعين وسبعمئة.
1916 - (ت 793): شرف الدين أبو حاتم عبد القادر بن شمس الدين أبي عبد الله محمد الآتي ذكره ابن عبد القادر الجعفري، النَّابُلُسي، الحنبلي، قاضي القضاة، العلامة
.
قال ابن العماد
(5)
: كان من أهل العلم، وبيته، ورئاسته، تولى قضاءَ دمشق في حياة والده، ولما دخل متوليًا إليها في شهر ربيع الأوَّل سنة اثنتين وتسعين وسبع مئة سَلَّم الموافقُ والمخالفُ في كثرة علومه، وكان في مبدأ أمره يقف الصَّفَّانِ له في صغره يتأملون حسنَهُ وحسنَ شكلِهِ، توفي مسمومًا بدمشق في شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين وسبع مئة، ومات سائر من أكلَ معه، وهو والد
(1)
الجوهر المنضد: 76.
(2)
"إنباء الغمر": 2/ 362.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 316.
(4)
الجوهر المنضد: 76.
(5)
شذرات الذهب: 6/ 328.
القاضي بدر الدين قاضي نابُلُس الآتي ذكره أيضًا ولما بلغ والده موته انزعج لذلك كثيرًا واختلط عقلُه، وما زال مختلطًا إلى أن مات. انتهى.
1917 - (ت 793 هـ): محمد بن علي بن أحمد بن محمد اليونيني البَعْلي، الحنبلي، شمس الدين المعروف بابن اليونانية
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة سبع وسبع مئة، وسمع من الحجَّار وتفَقَّه فصار شيخَ الحنابلة على الإطلاق، وسمع الكثير، وتميَّزَ، ووَلِيَ قضاء بَعْلَبَكَّ سنة تسع وثمانين وسبع مئة عوضًا عن ابن النجيب، وسمع عليه بِبَعْلَبَكَّ القاضي تقي الدين بن الصدر قاضي طرابلس، وانتفع به، وتوفي في شوال سنة ثلاث وتسعين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدرر"
(2)
، وقال: ولِد بِبَعْلَبَكَّ سنة سبع وسبع مئة، وسمع بها من ابن الشحنة "صحيح البخاري"، ومن يحيى بن عمر بن حمود "جزء ابن زبان"، وكان فاضلًا. انتهى.
وذكر ابن العماد وابن حجر أنَّه لخَّصَ تفسيرَ ابن كثير في أربع مجلدات في نحو نصف حجمه، وذكر له في "هدية العارفين"
(3)
: "تلخيص تاريخ ابن كثير" ولعله غلط.
1918 - (ت 793 هـ): بهاء الدين بن اليونانية
.
ذكره ابن عبد الهادي
(4)
، وقال توفي سنة ثلاث وتسعين وسبع مئة.
1919 - (ت 793 هـ): محمد بن محمد بن عبد الله بن عمر بن عوض الحنبلي، شمس الدين
.
(1)
شذرات الذهب: 6/ 328.
(2)
الدرر الكامنة: 5/ 308.
(3)
هدية العارفين: 2/ 174.
(4)
الجوهر المنضد: 154 وفي ترجمته انقطاع.
قال ابن حجر في "الدرر"
(1)
: ولد سنة أربع وسبع مئة، وحضر على ابن مشرف وأُسْمِع على التقي سليمان، وسمع على المطعم وأبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم وغيرهما، وأجاز له شرف الدين الفزاري، وأبو جعفر بن الموازيني، وعبد الأحد بن تيمية، وإسحاق بن النحاس، والفخر إِسماعيل بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، والدمياطي وابن الصَّوَّاف، وعلي بن القيم، وحسن سبط زيادة، وابن السقطي، وابن اللَّتي وآخرون، وحدَّث بالكثير، وتفرَّد، وكان بيطارًا بالصَّالحية، ومات بالمرستان في شعبان سنة ثلاثٍ وتسعينَ وسبع مئة. انتهى.
1920 - (ت 794 هـ): علي بن عبد الرحمن بن محمد بن سليمان بن حمزة المقدسي الأصل، ثم الدمشقي، الصَّالحي، الحنبلي، علاء الدين أبو الحسن بن بهاء الدين بن قاضي القضاة عز الدين بن قاضي القضاة، تقي الدين
.
قال ابن العماد
(2)
: حضر على جدَّ والده التقي سليمان، وغيره، قال الشهاب بن حجي: سمعت منه قديمًا، وكان رجلًا حسنًا، وقد بقي صدر بيت الشيخ أبي عمر، وكان عنده كرمٌ وسماحةٌ، كثيرُ الضَّيافة للنَّاس، توفي ليلةَ السَّبْت حادي عشر شعبان سنة أربعٍ وتسعين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدرر"
(3)
وقال: ولد سنة أربع عشرة وسبع مئة، وأحضر على جدَّ أبيه، وأسمع على يحيى بن سعد وابن الشُّحنة وجماعة، وتفقَّه وكان نبيهًا، رئيسًا، جوادًا، ووَلِيَ مشيخة دار الحديث النفيسية، ومات في ثاني عشري شعبان سنة أربعٍ وتسعينَ وسبع مئة، وقيل: في شهر رمضان. انتهى.
وذكره ابن عبد الهادي
(4)
.
1921 - (ت 794 هـ): محمد بن عبد الرَّحمن بن محمد بن أحمد بن عمر بن أبي عمر الحنبلي، الرَّشيد، شمس الدين
.
(1)
الدرر الكامنة: 5/ 457.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 334.
(3)
الدرر الكامنة: 4/ 70.
(4)
الجوهر المنضد: 94.
قال ابن العماد
(1)
: سمع القاضي والمطعم، وابن سعد وغيرهم، وحدَّث، وتوفي في شوال سنة أربع وتسعين وسبع مئة، عن أربعٍ وثمانين سنة. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدرر"
(2)
وقال: محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر شمس الدين بن الرَّشيد، ولد سنة ثمانٍ وسبع مئة، وسمع الكثير من التقي سليمان والمطعم وابن سعد والجرائدي وغيرهم، وحدَّث بالكثير. انتهى المراد منه.
1922 - (ت 794 هـ): محمد بن محمد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم الأنصاري، الحنبلي، شمس الدين
.
قال ابن حجر
(3)
في "الدرر": ولد سنة ثلاث عشرة وسبع مئة، وأُحْضِر على جدَّه جزءًا من حديث أبي شعيب، وسمع من أبيه ومن ابن الزَّرَّاد، وحدَّث، وعُنِيَ بالحديث، وتفقَّه وكتب ذكره الذَّهَبيُّ في "المعجم المختص"، ومات بدمشق في شعبان سنة أربع وتسعين وسبع مئة، وقيل: سنة خمسٍ وتسعين. انتهى.
1923 - (ت 795 هـ): عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن أبي عمر المقدسي الحنبلي، الإمام الزَّاهد، المفتي زين الدين، أبو الفرج
.
قال ابن العماد
(4)
: سمع من إسماعيل بن الفَرَّاء وغيره، وحدَّث، وكان فاضلًا، متعبدًا، توفي في ثامن المحرم سنة خمس وتسعينَ وسبع مئة. انتهى.
1924 - (ت 795 هـ): علي بن أيدغدي التركي الأصل، الدمشقي البَعْلي، الحنبلي، الملقب بحنبل
.
(1)
شذرات الذهب: 6/ 336.
(2)
الدرر الكامنة: 5/ 253.
(3)
الدرر الكامنة: 5/ 515.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 340.
قال ابن العماد
(1)
: سمع الكثير، وطلب بنفسه، وجمع "معجم شيوخه"، وترجم لهم.
قال ابن حجي: علَّقت عن "معجمه" تراجمَ وفوائد، قال: ولا يعتمد على نقله، مات في رجب سنة خمس وتسعين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن عبد الهادي
(2)
.
1925 - (ت 795 هـ): محمد بن محمد بن سالم بن عبد الرحمن الأعمى، الحنبلي، الشيخ الإمام، العالم الجُيْلي، ثم المِصْري صلاح الدين، أبو عبد الله
.
قال ابن العماد
(3)
: اشتغل، وحَصَّل، وأشغل، وأعاد، ودرَّس، وأفتى، ودرَّس بالظَّاهِريَّة الجديدة، وبمدرسة السلطان حسن، وتوفي بالقاهرة ليلة الأربعاء سادس ربيع الأوَّل سنةَ خمس وتسعين وسبع مئة، ودُفِنَ من الغد بحوش الصوفية. انتهى.
وذكره ابن فهد في "ذيل طبقات الحفاظ"
(4)
وقال: هو صلاح الدين محمد بن محمد بن سالم الشيخ الحنبلي، ويُعرف بالأعمى، مُدَرَّس الظَّاهرية الجديدة بالقاهرة، مات سنة خمسٍ وتسعين وسبع مئة. وذكره ابن عبد الهادي
(5)
.
1926 - (ت 795 هـ): عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن عبد الرحمن البغدادي
، ثم الدمشقي، الحنبلي، الحافظ أبو الفرج، زين الدين، وجمال الدين بن الشيخ المقرئ، الإمام، المحدث، شهاب الدين، الإمام
(1)
شذرات الذهب: 6/ 340.
(2)
الجوهر المنضد: 95.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 341.
(4)
ذيل طبقات الحفاظ: 184.
(5)
الجوهر المنضد: 125.
المحدث الشيخ أبي أحمد المعروف بابن رجب.
قال ابن العماد
(1)
: اشتهر بابن رجب، وهو لقب جدَّه عبد الرحمن الشيخ الإمام، العالم، العلَّامة، زين الدين، الزَّاهد القدوة، البركة الحافظ، العمدة الثقة، الحجة، الحنبلي المذهب، قدم من بغداد مع والده إلى دمشق وهو صغير، سنة أربع وأربعين وسبع مئة، وأجازه ابن النقيب، والنَّووي، وسمع بمكة على الفخر عثمان بن يوسف، واشتغل بسماع الحديث باعتناءِ والده، وحدَّث عن محمد بن الخباز وإبراهيم بن داود العطار، وأبي الحرم بن القلانسي، وسمع بمصر من صدر الدين أبي الفتح الميدومي، ومن جماعة من أصحاب ابن البخاري، ومن خلق من رواة الآثار، وكانت مجالسُ تذكيره للقلوب صادعةً، وللنَّاس عامةً مباركةً نافعةً، اجتمعت الفرق عليه، ومالت القلوب بالمحبة إليه، وكان لا يعرف شيئًا من أمور الناس، ولا يتردد إلى أحد من ذوي الولايات، وكان يسكن المدرسة السُّكَّرِيَّة بالقصاعين.
قال ابن حجي: أتقن الفَنَّ، أي: فنَّ الحديث، وصار أعرفَ أهلِ زمانِهِ بالعلل وتتبع الطرق، وتخرَّجَ به غالبُ أصحابنا الحنابلة بدمشق، توفي ليلة الاثنين رابع شهر رمضان سنةَ خمسٍ وتسعين وسبع مئة بأرض الجميزية ببستان كان استأجره، وصُلَّي عليه من الغد، ودفن بالباب الصغير جوار قبر الشيخ أبي الفرج عبد الواحد بن محمد الشَّيْرَازي.
قال ابن ناصر الدين: ولقد حَدَّثني مَنْ حفر لحد ابن رجب أنَّه جاءه قبل أنْ يموت بأيام فقال لي: احفر لي ههنا لحدًا. وأشار إلى البقعة التي دفن فيها، قال: فحفرت له، فلما فرغ نزل في القبر واضطجع فيه فأعجبه وقال: هذا جيَّد، ثم خرج، قال: فوالله ما شعرت بعد أيَّام إلَّا وقد أُتِيَ به ميتًا محمولًا في نعشه، فوضعتهُ في ذلك اللَّحد. انتهى.
وذكره العليمي وقال: كان من خِيرة العلماء الحريصين على نشر العلم، ومذهب السلف، والذب عنه، ورزقه الله الإخلاص في مؤلفاته، فوضع لها من
(1)
شذرات الذهب: 6/ 339.
القبول عند أهل العلم ما عَمَّمَ النَّفْعَ بها، وصَرَف وجوه النَّاس إليها، وكان من المعجبين بشيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، ووافقهما في أكثر ما قالاه من المسائل العلمية في العقائد وغيرها التي نقمها عليهما جملةٌ من جهلة المقلدين، أو غلاة المتعصبين الذين كان يحملهم حسدُ ابن تيمية وتلميذه على ما وهبهما الله من العلم الغزير، والتوفيق، والصَّدْق في الجهاد في سبيل إعلاء كلمة الحق على النيل من الإمام ابن تيمية، بشقاشق القول، أو السَّعاية عند جهلة الأمراء، والملوك، والاستعانة بظلمهم على إيذائهما، فكان لهما في الدنيا أحسنُ الأحدوثة، ويكون لهما عند الله إن شاء الله ثوابُ المجاهدين الصابرين. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الإنباء"
(1)
وقال: كان صاحبَ عبادَةٍ وتهجدٍ، ونُقِمَ عليه إفتاؤُه بمقالات ابن تيمية، ثم أظهر الرجوع عن ذلك، فنافره التَّيْمِيُّون فلم يكن مع هؤلاء ولا مع هؤلاء.
وذكره أيضًا في "الدرر"
(2)
ولم يذكر إظهار الرجوع، وموالاته لابن تيمية، واتباعُه لأقواله إلى حين وفاته أكبرُ شاهد على استمراره على اتباعه وعدم رجوعه عن ذلك.
وقد ترجمه غيرُ واحد كابن فهد المكي في "ذيل طبقات الحفاظ"
(3)
، والسُّيوطي
(4)
في "ذيله" أيضًا، وابن الشطي في "مختصره"
(5)
، والشَّوكاني في "البدر الطالع"
(6)
، وكلها مطبوعة متداولة، ولم يذكر أحدٌ منهم هذا الرجوع.
وله مصنفاتٌ عديدة، ومؤلفاتٌ مفيدة منها:"شرح جامع الترمذي" عشرون
(1)
إنباء الغمر بأبناء العمر: 3/ 175.
(2)
الدرر الكامنة: 3/ 108.
(3)
ذيل طبقات الحفاظ: 180.
(4)
ذيل طبقات الحفاظ: 367.
(5)
مختصر طبقات الحنابلة: 71.
(6)
البدر الطالع: 1/ 328.
مجلدًا، و"شرح البخاري"، وصل فيه إلى الجنائز، سمَّاه "فتحَ الباري في شرح البخاري"، ينقل فيه كثيرًا من كلام المتقدمين، و"الاستخراج لأحكام الخراج"، وكتاب "الذل والانكسار للعزيز الغفار"، و"كشف الكربة في وصف حال أهل الغربة"، و"الاستغناء بالقرآن"، و"استنشاق نسيم الأنْس من نفحات رياض القُدس"، مجلد، "وأهوال القبور"، و"التخويف من النَّار، والتعريف بدار البوار"، و"تقرير القواعد، وتحرير الفوائد" في الفروع تدل على معرفة تامة بالمذهب، و"جامع العلوم والحكم" في شرح خمسين حديثًا من جوامع الكلم وهو شرح أربعين النووي، و"تراجم أصحاب مذهب أحمد" رتَّبه على الوَفَيات ذيل به على "طبقات أبي يعلى"، و"رياض الأُنْس"، و"لطائف المعارف فيما للموسم من الوظائف"، و"الإِلمام في فضائل البيت الحرام"، و"فضائل الشهور"، و"الحكم الجديرة بالإذاعة"، و"المحجة في سير الدلجة"، و"أهوال القيامة"، و"شرح حديث ذئبان جائعان" وغيرها، ومنها كتاب "نفي البدعة عن الصلاة قبل الجمعة"، وكتاب "الخواتيم".
وذكر له المرداوي في "الإنصاف": "التعليق على المحرر"، وذكر أنَّه نقلَ ذلك عنه في "القواعد الأصوليَّة"، وكتاب "تفسير الفتحة"، " "شرح حديث: إنما الأعمال بالنيات"، وذكره ابنُ عبد الهادي
(1)
، وله كتاب "نور النَّبراس في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس"، وكتاب "ذم المال والجاه"، وكتاب "نزهة الأسماع في مسألة السمع"، وكتاب "القول الصَّواب في تزويج أمَّهات أولاد الغياب"، وكتاب "البشارة العظمي في أن حظَّ المؤمن من النار الحمَّى"، و"رسالة في العلم وانقسمه إلى نافع وغير نافع".
1927 - (ت 795 هـ): نصر الله بن أحمد بن محمد بن أبي الفتح بن هاشم بن إسماعيل بن إبراهيم بن نصر الله الكناني العَسْقَلَاني، ثم المصري الحنبلي، ناصر الدين، الشيخ، الإمام، علَّامة الزَّمان، قاضي قضاة الحنابلة بنَابُلُس
.
(1)
الجوهر المنضد: 46.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة ثماني عشرة وسبع مئة، وسمع من الميدومي، واشتغل في العلوم، وتفَنَّنَ، وأفتى، ودرَّس، وناب في القضاء عن صهره قاضي القضاة موفقِ الدين مدَّة طويلة، ثم استقلَّ بالقضاء بعد وفاته سنة تسع وستين، وكانت مباشرته للقضاء نيابةً واستقلالًا ما يزيد على ستًّ وأربعين سنة، وكان من القضاة العُدول، مثابرًا على التهجد بالليل، ودرَّس بالشيخونية، وحدَّثَ، ودرَّس، وأفاد.
قال ابن حجر في "الإنباء"
(2)
: كان دينًا عفيفًا، مصونًا صارمًا، مهيبًا محببًا في الطاعة والعبادة، وأجاز لي بعد أن قرأت عليه شيئًا، انتهى. توفي ليلة الأربعاء حادي عشري شعبان سنة خمسٍ وتسعين وسبع مئة بالقاهرة، ودفن عند صهره قاضي القضاة موفق الدين خارج باب النصر، وحضر جنازته نائب السلطنة سودون، والحُجَّاب، والأعيان، والقضاة وغيرهم. انتهى.
1928 - (ت 795 هـ): أحمد بن صالح البغدادي، الحنبلي، شهاب الدين، الخطيب، خطيب جامع القصر ببغداد
.
قال ابن حجر في "الدرر"
(3)
: كان من فقهاء الحنابلة مات قتيلًا بأيدي اللنكية، لمّا هَجموا بغداد، سنة خمس وتسعين وسبع مئة. انتهى.
1929 - (ت 796 هـ): أحمد بن موسى بن فيَّاض بن عبد العزيز بن فيَّاض المقدسي، شهاب الدين، أبو العَبَّاس، الحنبلي، قاضي حلب، وابن قاضيها
.
قال ابن حجر في "الدرر"
(4)
: خرج له أبوه من القضاء باختياره سنة أربع وسبعين وسبع مئة، فباشره إلى أن مات في شعبان سنةَ ستًّ وتسعين وسبع مئة، وكان عادلًا، عالمًا، ديَّنًا، خيَّرًا، متواضعًا كثير السكوت، محمودَ السَّيْرَة، مشكورًا في أحكامه، وكان كثيرَ التزويج. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 6/ 343.
(2)
إنباء الغمر: 3/ 795.
(3)
الدرر الكامنة: 1/ 164.
(4)
الدرر الكامنة: 1/ 382.
1930 - (ت 796 هـ): محمد بن محمد بن داود بن حمزة الحنبلي، ناصر الدين
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة ثمان وسبع مئة، وسمع على عم أبيه التقي سليمان وغيره، وأجاز له الكمال إسحاق النَّحَّاس وأولاد ابن العجمي الثلاثة، وتفرَّد بالرَّواية عنهم، وتوفي في رجب سنةَ ست وتسعين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدرر"
(2)
وقال: أحضر على محمد بن علي بن عبد الله النحوي، وابن عمه التقي سليمان شيئًا كثيرًا، ومن يحيى بن سعد وإبراهيم بن غالب، وأبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم في آخرين، وأجاز له الرَّضي الطبري، وأخوه الصَّفي، والفخر التوزري، والعلم ابن واردة، وإسماعيل بن المسلم، وآخرون، وحدَّث، وتفرَّد ببعض شيوخه ومسموعاته، وكان صالحًا، مات سنة ستًّ وتسعينَ وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن عبد الهادي
(3)
.
1931 - (ت 796 هـ): يحيى بن محمد بن علي الكناني العَسْقَلاني، الحنبلي، أمين الدين
.
قال ابن حجر في "الإنباء"
(4)
: هو عمُّ شيخنا عبد الله بن علاء الدين، سمع من الميدومي وغيره، وحدَّث. رأيته ولم يتفق لي أنْ أسمعَ منه، توفي سنة ستًّ وتسعين وسبع مئة.
قاله ابن العماد في "الشذرات"
(5)
.
(1)
شذرات الذهب: 6/ 347.
(2)
الدرر الكامنة: 5/ 439.
(3)
الجوهر المنضد: 127.
(4)
إنباء الغمر بأبناء العمر: 3/ 237.
(5)
شذرات الذهب: 6/ 347.
1932 - (ت 797 هـ): محمد بن عبد القادر اليونيني، البعلي
.
ذكره ابنُ عبد الهادي
(1)
، وقال: توفي سنة سبعٍ وتسعين وسبع مئة.
1933 - (ت 797 هـ): سعيد بن عمر بن علي الشريف البَعْلي الحنبلي
.
قال ابن العماد
(2)
: قال ابنُ حجر: كان من قدماء الحنابلة الفقهاء بدمشق، أفاد، ودرَّس، وأفتى، وحدَّث، مات في المحرَّم سنةَ سبعٍ وتسعينَ وسبع مئة عن نيَّفٍ وستين سنة. انتهى.
1934 - (ت 797 هـ): محمد بن عبد القادر بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة بن سلطان بن سرور الجعفري النابُلُسي، الحنبلي الإمام، العالم العلَّامة، شمس الدين، المعروف بالجَنَّة
.
قال ابن العماد
(3)
: لُقِّبَ بالجَنَّة لكثرة ما عنده من العلوم، لأَنَّ الجنَّة فيها ما تشتهي الأَنْفُس، وكان عنده ما تشتهي أنفسُ الطلبة، ولد بنابلُس سنةَ سبعٍ وعشرين وسبع مئة تقريبًا، وسمع بها من الإمام شمس الدين أَبي محمد عبد الله بن محمد بن يوسف، وسمع على الحافظ صلاح الدين العَلائي، والشيخ إبراهيم الزيناوي، وغيرهم ممن لا يُحْصى كثرةً، ورحل إلى دمشق فسمع بها، وكان من الفضلاء الأكابر، وانتهت إليه الرَّحْلَة في زمانه، ولما مات ولده قاضي القضاة شرفُ الدين عبدُ القادر المتقدم ذكرُه حصل له اختلاطٌ، وسُلِبَ عقلُه، واستمر على ذلك إلى أن مات بنابُلُس في شوَّال سنةَ سبعٍ وتسعين وسبع مئة، وقد صحب ابن القيم، وقرأ عليه أكثر تصانيفه، وكان خطُّه حسنًا جدًا. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدرر"
(4)
فقال: ولد بنابُلُسَ، وسمع بها من عبد الله بن محمد بن يوسف كتاب "التوكل"، و"جزء سفيان" بإجازته لهما من
(1)
الجوهر المنضد: 125.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 348.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 349.
(4)
الدرر الكامنة: 5/ 268.
السبط، ورحل إلى دمشق فسمع بها أيضًا، ومات ببلده سنةَ سبعٍ وتسعينَ وسبع مئة، وكان فاضلًا، وله إلمامٌ بالحديث.
قال ابنُ الجزري في "مشيخة الجنيد البلياني": صحب ابن قيم الجوزية، وتفقَّه به، وقرأ عليه أكثر تصانِيفه، وتصدَّرَ للتدريس والإفتاء، وكان خيَّرًا، حسن البشر. انتهى.
وحدَّث عنه أبو حامد بن ظهيرة. انتهى.
وذكره ابن الجزري في "طبقات القراء"
(1)
وأثنى عليه جدًا، وقال: انتهت إليه مشيخة العلم والقراءة بذلك القطر، سمع وكتب، وعلّق وأفاد، وروى. انتهى.
وله مصنفات كثيرة منها: مختصر "طبقات الحنابلة" اختصر به طبقات ابن أبي يعلى في مجلد وهو مطبوع، و"تصحيح الخلاف المطلق في المقنع" مطولًا، وآخر مختصر، و"مختصر كتاب العزلة لأبي سليمان الخطابي"، وقطعة من تفسير "القرآن الكريم" من أوَّله، وشرع في "شرح الوجيز" في الفِقه وغيرها.
1935 - (ت 798 هـ): محمد بن محمد بن أبي الفتح بن أبي الفضل المقدسي، الحنبلي
.
قال السَّخَاوي في "الضوء اللامع"
(2)
: ولد سنةَ اثنتين وثلاثين وسبع مئة، وسمع من زينب ابنة الكمال، وابن أبي اليسر، والصَّرخدي وغيرهم، وأجاز له جماعة من مصر والشام.
وذكره ابنُ حجر في "معجمه" وقال: أجاز لي في سنة ست وتسعين وسبع مئة والتي بعدها، ومات بعد ذلك. انتهى.
قلت: هو والد البدر حسن الآتي ذكره سنة ثلاث وثمان مئة إن شاء الله تعالى.
(1)
غاية النهاية: 2/ 173.
(2)
الضوء اللامع: 9/ 180.
1936 - (ت 798 هـ): أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة الحنبلي، الشيخ الإمام، الفقيه المفتي، شهاب الدين أبو العَبَّاس، المعروف بابن العز
.
قال ابن العماد
(1)
: سمع من عيسى المطعم، وابن عبد الدائم، والحجَّار، وأكثر عن القاضي تقي الدين سليمان ويحيى بن سعد، وحدَّث عن المعمار وهو آخر من حدَّث عنه وعن القاضي بالسَّماع، وكان شيخًا طوالًا، عليه أبَّهةٌ، وأُقعِد في آخر عمره، وسمع "جزء ابن عرفة" على نحو من ثمانين شيخًا، و"جزء ابن الفرات" على نحو من خمسين شيخًا، وتوفي ليلةَ الاثنين العشرين من شهر ربيع الأوَّل سنة ثمان وتسعينَ وسبع مئة، ودفن بمقبرة الشيخ موفق الدين، وقد كمل له إحدى وتسعون سنة إلَّا خمسةَ أيَّام. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدرر"
(2)
وقال: ولد سنة سبع وسبع مئة، وحدَّث بالكثير، وكان خاتمة المسندين بدمشق، وأجاز لي غير مرَّة، وتوفي في ربيعٍ الآخر سنةَ ثمانٍ وتسعينَ وسبع مئة. انتهى.
1937 - (ت 798 هـ): سعد بن إبراهيم الطَّائي، الحنبلي، البغدادي
.
قال ابن العماد
(3)
: قال ابنُ حجر في "إنباء الغمر": كان فاضلًا، وله نظمٌ، توفي سنة ثمانٍ وتسعين وسبع مئة. انتهى.
1938 - (ت 798 هـ): يوسف بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن الشيخ أبي عمر المقدسي، الحنبلي، جمال الدين، أبو المحاسن بن تقي الدين بن عز الدين بن شرف الدين الخطيب
.
قال ابن العماد
(4)
: هو أخو مسند عصره صلاح الدين الصالحي إمام
(1)
شذرات الذهب: 6/ 353.
(2)
الدرر الكامنة: 1/ 124.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 354.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 355.
مدرسة جدَّه الشيخ أبي عمر، سمع من الحجَّار وغيره، ومهر في مذهبه، وكان فاضلًا، جيَّدَ الذَّهْنِ، صحيحَ الفهم، معروفًا بذلك، أثنى عليه ابنُ حجي بذلك. وقال ابنُ حجر: مهر في مذهبه، وكان يُعاب بفتواه بمسألة الطلاق البتة، وأجاز لي. انتهى. توفي يوم الأحد ثامن عشر رمضان سنة ثمانٍ وتسعين وسبع مئة، وصُلَّي عليه من الغد، ودفن بمقبرة جدَّه أبي عمر. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدرر"
(1)
وقال: هو الإمام المفتي، العَلَّامة الفقيه، جمال الدين، ولد سنة إحدى وعشرين وسبع مئة، ثم ذكر نحوًا مما تقدم.
1939 - (ت 798 هـ): فرج الشرفي
.
ذكره ابن عبد الهادي
(2)
وقال: توفي سنة ثمان وتسعين وسبع مئة.
1940 - (ت 799 هـ): عثمان بن محمد بن وجيه الشِّيْشِيْنِيُّ بمعجمتين مكسورتين، بعد كل منهما تحتانيةٌ ساكنةٌ، ثم نونٌ قبل يَاء النَّسْبَة، الحنبلي
.
قال ابن العماد
(3)
: سمع "جامع الترمذي" من العرضي، ومظفر الدين العَسْقَلاني، بسندهما المعروف، وكان يُباشر في الشَّهادات، وينتوب في الحكم ببعض البلاد، وكان ذا مروءة، ومواساةٍ لأصحابه، وأجاز للحافظ ابن حجر، وتوفي يوم نصف ربيع الآخر سنةَ تسعٍ وتسعينَ وسبع مئة. انتهى.
1941 - (799 هـ): محمد بن عيسى بن عبد الله بن سليمان البعلي
.
ذكره ابن عبد الهادي
(4)
وقال: توفي قريبًا من رأس القرن الثامن. ظنًا.
1942 - (ت 799 هـ): أبو بكر بن أحمد بن عبد الهادي المقدسي، ثم الصالحي، الحنبلي
.
(1)
الدرر الكامنة: 6/ 216.
(2)
الجوهر المنضد: 111.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 360.
(4)
الجوهر المنضد: 147.
قال ابن العماد
(1)
: قال ابن حجر في: سمع من الحجَّار وغيره، وحدَّث، وكان به صممٌ، مات في المحرم سنةَ تسعٍ وتسعين وسبع مئة، وقد جاوز الثمانين، أجاز لي. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدرر"
(2)
وقال: حضر على جدَّه عماد الدين جزءًا فيه مجلسان من "أمالي أبي الحسن بن رزقويه" بسماعه له على عبد الرحمن بن علي اللَّخمي بسنده، وسمع أيضًا من الحجار، وأصابه صممٌ، وقد حدَّث. مات سنةَ تسعٍ وتسعينَ وسبع مئة في المحرم، وأجاز لي. انتهى.
1943 - (ت 799 هـ): إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أيوب الزرعي الأصل، ثم الدمشقي، الحنبلي، عماد الدين، أبو الفداء بن الشيخ زين الدين المعروف بابن قيم الجوزية
.
قال ابن العماد
(3)
: كان من الأفاضل، واقتنى كتبًا نفيسةً، وهي كتب عمَّه الشيخ شمس الدين بن القيم، وكان لا يبخل بعاريتها، توفي يوم السبت خامس عشري رجب سنة تسعٍ وتسعين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن عبد الهادي
(4)
في ذيله.
1944 - (ت 799 هـ): زينب بنت عبد الله بن عبد الحليم بن تيمية الحنبلية بنت أخي الشيخ تقي الدين ابن تيمية
.
قال ابن العماد
(5)
: قال ابنُ حجر: سمعتْ من الحجَّار وغيره، وحدَّثت وأجازت لي، وتوفيت سنة تسع وتسعين وسبعمئة. انتهى.
1945 - محمد بن حسن بن علي
.
(1)
شذرات الذهب: 6/ 358.
(2)
الدرر الكامنة: 1/ 523.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 358.
(4)
الجوهر المنضد: 21.
(5)
شذرات الذهب: 6/ 358.
ذكره ابن عبد الهادي
(1)
. وقال: توفي آخر القرن الثامن أو أوّل التاسع.
1946 - (ت 799 هـ): عبد القادر بن محمد بن النور علي بن عمر بن حمزة
.
ذكره السخاوي في "التحفة اللطيفة"
(2)
فقال: العلامة محيي الدين، ويلقب بدر الدين أيضًا القرشي، العمري الحراني، ثم المدني الحنبلي، الفَرَّاش بالحرم النبوي، ويعرف بالحجَّار.
ولد لثمانٍ خلت من ربيع الأول، سنة اثنتين وثلاثين وسبعمئة، وأُحضِرَ في الخامسة من شعبان سنة سبعٍ وثلاثين على جَدَّه النور "مسلسلات ابن شاذان"، ثم سمع عليه شيئًا يسيرًا من أوَّل "سباعيَّت مؤنسة خاتون" و"ثمانيَّاتها". ثم بعد الخمسين سمع بالمدينة على إبرهيم بن رجب السَّلماني شيئًا من "الدراية في اختصار الرَّعاية" للشَّرف بن البارزي بروايته عنه، ولازمه وانتفع به. وفي سنة سبعٍ وستَّين سمع أيضًا. ومعه أكبر أولاده الثلاثة المسمَّون محمَّدًا. على البدر بن فرحون من "الأنباء المبينة" لابن عساكر. وفي سنة ثمانٍ وستَّين بدمشق سمع "السُّنن" لأبي داود، على ابنِ أُمَيلة، وكذا مع هناك على غيره، وحدَّث. سمعَ غيره أبو الفتح المراغي "السُّباعيَّات" المشار إليها. وكان إمامًا عالمًا خيَّرًا، رأيت بخطَّه كُرَّاسةَ نقلها تسعٍ وتسعين وسبع مئة، بالمدينة، ودفن بالبقيع، وهو في "إنباء" شيخنا رحمه الله. انتهى.
1947 - (799 هـ): محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن سلامة بن المسلم بن البَهاء الحَرَّاني، ثم الصَّالحي، المؤذن، الحنبلي، المعروف بابن البهاء
.
قال ابنُ العماد
(3)
: سمع من القاسم بن عساكر، والحجار وغيرهما، وحدث في سنة ستًّ وثمانين وسبع مئة "بالصحيح"، قرأه على بدر الدين بن مكتوم، ومات سنة تسعٍ وتسعينَ وسبع مئة. انتهى.
(1)
الجوهر المنضد: 149.
(2)
التحفة اللطيفة: 3/ 56.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 361.
وذكره ابن حجر في "الدرر"
(1)
وقال: هو مؤذن اليغمورية بدمشق.
1948 - (ت 799 هـ): محمد بن عبد الله بن يوسف بن هشام الحنبلي، محب الدين
.
قال ابن العماد
(2)
: أحضر على الميدومي وغيره، وسمع من بعده، وقرأ العربية على أبيه وغيره، وشارك في غيرها قليلًا، وكان إليه المنتهى في حسن التعليم مع الدين المتين، مات في رجب سنة تسعٍ وتسعين وسبع مئة عن نحو خمسين سنة. انتهى.
وذكره السيوطي في "بغية الوعاة"
(3)
فقال: ولد سنة خمسين وسبع مئة، وكان أوحد عصره في تحقيق النَّحو، سمعتُ شيخنا العلم البلقيني يقول: كان والدي يقول: هو أنحى من أبيه، قرأ على والده وغيره، وسمع على الميدومي والقلانسي، وأجاز له التقي السبكي، والبهاء بن عقيل، وغيرهما، كالعز بن جماعة والإِسْنَوي وغيرهم، وروى عنه الحافظ ابنُ حجر، مات سنة تسعٍ وتسعينَ وسبع مئة في رجب. انتهى.
قلت: قوله: هو أنحى من أبيه مبالغةٌ.
- (ت 799 هـ): محمد بن محمد بن داود بن حمزة بن أحمد بن عمر ابن أبي عمر الحنبلي ناصر الدين بن عز الدين بن ناصر الدين. [انظر: 1930].
ذكره ابن العماد
(4)
فيمن توفي سنة تسع وتسعين وسبع مئة، وقد ذكره أيضًا فيمن توفي سنة ست وتسعين وسبع مئة، وكذا ذكره ابن حجر في "الدرر"
(5)
وأرَّخ وفاتَه سنة ستًّ وتسعين، وقد ذكرناه هناك، فأغنى عن إعادته هنا.
(1)
الدرر الكامنة: 5/ 98.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 361.
(3)
بغية الوعاة: 1/ 148.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 347 - 362.
(5)
الدرر الكامنة: 5/ 439.
- (ت 800 هـ): محمد بن عبد الله البعلي المعروف بابن الأقرع. [انظر: 1952].
ذكره ابن عبد الهادي
(1)
وقال: توفي سنة ثمان مئة.
1949 - (ت 800 هـ): نشوان ابنةُ الجَمال عبدِ الله بنِ العلاء علي بن محمد بن علي بن عبد الله بن أبي الفَتْح الكناني، العَسْقَلَاني، القاهري، الحنبلية
.
قال السخاوي في "الضوء اللامع"
(2)
أجاز لها جماعةٌ منهم إبراهيم بن أبي بكر بن السلار، ورسلان ابن الذهبي، وناصر الدين محمد بن داود المقدسي، وغيرهم وسمعت على أبيها، وحدَّثت لا سيَّما بآخره، وسمع منها الأكابر، وكانت قد تعانت الخطَّ في صغرها، وحجَّت مع زوجها أمين الدين بن يحيى بعد العشرين، وجاورت ثم حجَّت بعد موته، وكانت ذات دين وتدبير، وعقل وعلو همة، ومحاسن جمَّة، وماتت ليلة الثلاثاء تاسع عشري شهر رجب سنة ثمان مئة. انتهى.
1950 - (ت 800 هـ): إبراهيم بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة الحنبلي، برهان الدين، المعروف بالقاضي الشيخ، الإمام، الصَّالح
.
قال ابن العماد
(3)
: هو أخو الشيخ الحافظ شمس الدين، حضر على الحجَّار، وسمع من أحمد بن علي الحريري، وعائشة بنت المسلم، وزينب بنت الكمال، وحدَّث، فسمع منه الحافظ ابنُ حجر، توفي في شوال سنة ثمان مئة. انتهى.
(1)
الجوهر المنضد: 134.
(2)
الضوء اللامع: 12/ 129، وقد تابع المؤلف رحمه الله في وفاتها صاحب "السحب الوابلة"، والذي في "الضوء اللامع" أن وفاتها (880)، وسيذكرها المؤلف مرة أخرى في وفيات (876) نقلًا عن ابن العماد.
(3)
شذرات الذهب: 6/ 363.
وذكره ابن حجر في "الدرر"
(1)
فقال: أحضر على الحجَّار في الرابعة، وأجاز له الختني، والواني، وجماعة من المصريين، وسمع من ابن الرَّضي وغيره، وكانت ولادته سنة ستًّ وعشرين وسبع مئة، وتوفي سنة ثمان مئة. انتهى.
1951 - (ت 800 هـ): علي بن محمد بن محمد بن المُنَجَّا بن محمد بن عثمان الحنبلي، التَّنُوخي، قاضي الشام، علاء الدين بن صلاح الدين بن زين الدين
.
قال ابن العماد
(2)
: تقدم في العلم إلى أنْ صار أمثلَ فقهاءِ الحنابلة في عصره، مع الفضل والصَّيانة، والديانة والأمانة، وناب عن ابن قاضي الجبل، ثم استقل بالقضاء سنة ثمان وثمانين وسبع مئة، بعد موت ابن التقي، ثم صرف مرارًا وأعيد إلى أنْ مات في رجب بالطَّاعون سنة ثمان مئة بمنزله بالصَّالحية بدمشق. انتهى.
وذكره ابن عبد الهادي
(3)
.
1952 - (ت 800 هـ): محمد بن يسير البَعْلَبَكَّي، الحنبلي، الأعجوبة، شمس الدين، المعروف بابن الأقرع
.
قال ابن العماد
(4)
: قال ابن حجر في "الإنباء": اشتغل كثيرًا، وتمهَّر، وكان جيَّدَ الذهن، قويَّ الحفظ، يعمل المواعيد على ظهر قلب، وله عند العَامَّة بدمشق قبولٌ زائد، وكان طلق اللَّسان، حلو الإيراد، مات في شهر رمضان سنة ثمان مئة مطعونًا. انتهى.
وإلى هنا ينتهي ذكرُ مَن علمت تاريخَ وفاتِهِ من علماء القرن الثامن، وبقي مَنْ لم أظفر لهم بتاريخ وفاة وسأذكر بعضهم هنا راجيًا مَنْ وقف على تاريخ وفاة
(1)
الدرر الكامنة: 1/ 9.
(2)
شذرات الذهب: 6/ 365.
(3)
الجوهر المنضَّد: 89.
(4)
شذرات الذهب: 6/ 366.
أحدٍ منهم أنّ يُلْحِقَهُ في مَحَلَّه، فمنهم:
1953 - النضر بن عُكْبَر الحنبلي:
ذكره ابن رجب
(1)
في ترجمة صفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق، وقال: أعاد بالبشيرية بعد صفي الدين المذكور. انتهى.
1954 - شمسُ الدين بنُ رمضانَ المرتب، الفقيهُ، الأصوليُّ، الحنبلي:
قال ابن رجب
(2)
في ترجمة صفي الدين: أعاد بالبَشيريَّة بعد صَفِيِّ الدين، واختصر المذهب من "المغني"، وتطاول زمن الزَّرِيْرَاتي لتدريس المستنصرية، واشتغل عليه جماعة في الأصول والفروع، وله شعرٌ أكثره هجو للتراقفي وغيره، ولد سنة ست وستين. انتهى.
1955 - إبراهيم بن حسن بن عبد الله بن الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد بن سُرور المقدسي، الحنبلي، جمال الدين، أبو محمد
.
قال ابن حجر في "الدرر"
(3)
: سمِعَ التقيّ سليمانَ، وغيرَهُ، وذكره الجَزرِيُّ في "معجمه" انتهى.
1956 - إبراهيم بن محمد بن عبد الغني بن تيمية الحَرَّاني، الحَنْبَلي، أمينُ الدين
.
قال ابن حجر في "الدرر"
(4)
: سمعَ "مكارم الأخلاق" للخرائطي، علي زين الدين أبي بكر محمد بن الطَّاهر إسماعيل الأنماطي. انتهى.
1957 - أحمد بن إبراهيم بن يحيى بن يوسف العَسْقَلَاني، الحَنْبَلي، شهابُ الدين
.
قال ابن حجر في "الدرر"
(5)
: سمعَ من النَّجيب وغيره، وكان يُؤَدَّبُ
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 431.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 431.
(3)
الدرر الكامنة: 1/ 6.
(4)
الدرر الكامنة: 1/ 69.
(5)
الدرر الكامنة: 1/ 110.
بمكتب الملك المنصور بالقاهرة. انتهى.
1958 - أحمد بن عبد الرَّحمن بن مسعود الحارثي، الحنبلي، مجدُ الدين بنُ شمسِ الدين، المِصْرِي، الحنبلي
.
قال ابن حجر في "الدرر"
(1)
: ولد سنة عشر وسبع مئة، وسمع الكثير بعناية والده، ومهر في الفنون، ودرَّس بعد أبيه، وشارك، وتميَّز، واشتغل، وطلب بنفسه، ورحل فسمع من المِزَّيَّ، وبنت الكمال. ذكره الذَّهَبِيُّ في "المعجم المختص"، وقال غيرُه: مات سَنة .... وتركه بياضًا.
1959 - أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن عمر البياني، الحَمَوِيُّ، الحنبلي، المعروف بابن الحنبلي
.
قال ابن حجر
(2)
في "الدرر": سمعَ على التَّقي أحمد بن إدريس بن مزيد، سمع من الشَّرف البَّارزي، ومن أحمد بن علي بن حسن الجَزَرِي وغيرهم، وحدَّث، سمعَ منه أبو حامد بن ظهيرة بعد السبعين وسبع مئة. انتهى.
1960 - سالم المغربي، الحنبلي:
قال ابن حجر في "الدرر"
(3)
: كتب عنه سعيد الذُّهْلِيُّ قصيدة "نونية" أوَّلُها:
يا سائق العِيْس لا تخبب فبي شغف
1961 - أحمد بن محمد بن مري البَعْلي، الحنبلي:
قال ابن حجر في "الدرر"
(4)
: كان منحرفًا عن ابن تيمية، ثم اجتمع به فأحَبَّه، وتَلْمَذ له، وكتب مصنفاتِهِ، وبالغ في التَّعَصُّبِ له، وكان قدم القاهرة،
(1)
الدرر الكامنة: 1/ 198.
(2)
الدرر الكامنة: 1/ 211.
(3)
الدرر الكامنة: 1/ 313، وفيه أن اسمه: أحمد بن محمد بن سالم المغربي، الحنبلي.
(4)
الدرر الكامنة: 1/ 358.
فتكلم على النَّاس بجامع أمير حسين بن جندر بحكر جوهر النوبي، وبجامع عمرو بن العاص، وسلك طريقة ابن تيمية في الحَطَّ على الصُّوفِيَّة، ثم إنَّه تكلم في مسألة الزَّيارة والتَّوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وغيرهما، على طريقة ابن تيمية، فوثب به جماعةٌ من العامَّة، ومَنْ يتعصب للصُّوفية وأرادوا قتله، فهرب، فرفعوا أمره إلى القاضي المالكي الإِخْنَائي، فطلبه، فتغَيَّبَ عنه فأرسل إليه، وأحضره، وسَجَنه، ومَنَعه من الجلوس، وذلك بعد أن عُقد له مجلس بين يدي السُّلطان، وذلك في ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وسبع مئة، فأثنى عليه بدرُ الدين بن جنكلي، وبدرُ الدين بن جَمَاعة، وغيرهما من الأمراء، وعارضهم الأمير أيدمر الحظيري، فحطَّ عليه، وعلى شيخهِ، وتفاوض هو وجنكلي حتى كادت تكون فتنةٌ، ففوَّض السُّلطانُ الأمرَ لأرغون النَّائب، فأغلظ القولَ للفخر ناظر الجيش، وذكر أنَّه يسعى للصُّوفية بغير علم، وأنَّهم تعصبوا عليه بالباطل، فآل الأمر إلى تمكين المالكي منه فضربه ضربًا مبرحًا، حتى أدماه، ثم شَهَرَهُ على حمارٍ أُركِبَه مقلوبًا، ثم نُودي عليه: هذا جزاءُ من يتكلم في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكادت العامة تقتله، ثم أعيد إلى السَّجْن ثم شفِع فيه، فآل الأمر إلى أنْ سُفَّر من القاهرة إلى الخليل، فرحل بأهله وأقام به، وتردد إلى دمشق، وكان له خَطٌّ حَسَنٌ مرغوبٌ فيه. انتهى.
وذكره ابنُ كثير في "تاريخه"
(1)
وقال: وفي سنة خمسٍ وعشرين وسبع مئة مُنِعَ شهابُ الدين بن مري البَعْلَبَكَّيُّ من الكلام على النَّاس بمصر على طريقة الشيخ تقي الدين ابن تيمية، وعزَّرَه القاضي المالكي بسبب الاستغاثة، وحضر المذكور بين يدي السُّلْطان، وأثنى عليه جماعةٌ من الأمراء ثم سُفَّر إلى الشَّام بأهله، فنزل بلاد الخليل، ثم انتزح إلى بلاد الشرْق، وأقام بسنجار وماردين ومعاملتهما يتكلم، ويعظ الناس إلى أن مات رحمه الله كما سنذكره. انتهى.
قلت: ولم يُذكر في "تاريخ ابن كثير" بعد، كما وعد، بعد الفحص الشديد، فمن وجدَه فلينقله إلى محله.
(1)
البداية والنهاية: 14/ 117.
1962 - أحمد بن محمد التَّمَاشُكي، الحنبلي:
ذكره ابنُ رجب في "الطبقات"
(1)
فيمن أعاد على الزريراتي، وقال: إنَّه صَنَّفَ كتابًا في الفقه عَرَضَه على الزريراتي. انتهى.
1963 - أحمد الآمِدي الحنبلي شيخُ آمِد، والجزيرة الفُرَاتِيَّة، المقري، الحنبلي:
قال ابن الجزري في "الغاية"
(2)
: هو آخر مَنْ بَقِيَ بديار بَكر من المسندين المشايخ، رحل قديمًا إلى دمشق، وأظُنُّه اجتمع بابن تيمية، وإلى مصر، وقرأ للسبعة على أبي حيَّان، وعاد إلى بلده، ولم يزل يبلغنا خبرُه إلى بعد السبعين وسبع مئة. انتهى.
1964 - إسماعيلُ بنُ محمودٍ بنِ سلمانَ بنِ فهدٍ الحلبيُّ، الحنبليُّ، القاضي أبو الثَّنَاء، شهابُ الدين
.
ذكره الصفدي في "ألحان السَّواجع"، ممن تراسل معه في ألغازٍ عديدةٍ في النظم. انتهى.
1965 - حمزة الضرير، الحنبلي:
ذكره ابن رجب في "طبقات الحنابلة"
(3)
وقال: كان قد حفِظَ القرآن حفظًا جيَّدًا بحيثُ إنَّه كان يقرأ السُّورة منكوسةً من غير أن يتلعثم، وتفقَّه بالشيخ تقي الدين الزَّرِيْراتي. انتهى.
وذكره ابن حجر بنحوه في "الدرر"
(4)
.
- حسن بن أحمد بن الحسن بن عبد الله بن عبد الغني المَقْدِسيّ، الإمام
(1)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 413.
(2)
غاية النهاية: 1/ 153.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 413.
(4)
الدرر الكامنة: 2/ 197.
بدر الدين، أبو علي الحنبلي:[انظر: 1841].
قال ابن حجر في "الدرر"
(1)
: سمع من التَّقي سليمان بن حمزة، وتفقَّه، وبرع، وأفتى، وهو أخو التقي عبد الله بن أحمد بن الشَّرف بن الحافظ. انتهى.
1966 - سعيد الحصيني الحنبلي:
ذكره ابن رجب في "طبقات الحنابلة"
(2)
، وقال: تَفَقَّه بالجمال أحمد بن علي البَابَصري المتوفى سنة خمسين وسبع مئة. انتهى.
وذكره ابن حجر في "الدرر"
(3)
بنحوه.
1967 - صالح بن سليم بن منصور بن سليم الحسباني، ثم الصَّالحي، الحنبلي، أبو التقى:
قال ابن حجر في "الدرر"
(4)
: ولد بعد السبع مئة، وسمع من ابن الشُّحْنَة "صحيح البخاري"، وحدَّث، وسمع منه أبو حامد بنُ ظهيرة. انتهى.
1968 - جمال الدين بن الصَّاوي القيلوي الحنبلي:
ذكره ابن رجب في "طبقاته"
(5)
، وقال: هو خطيبُ جامعِ المنصور، كان معيدًا عند أبي بكر الزَّرِيْرَاتي بالمستنصرية، وكان ينافِسُهُ في التدريس، وكان طويلَ الرُّوح على المشتغلين. انتهى.
1969 - عبدُ الدائمِ بنُ عبدِ المحسنِ بنِ محمدٍ بنِ المُحْسِنِ بن الحسن بنِ عبدِ الغفَّار، البغداديُّ، الحنبليُّ، أبو محمدٍ بن أبي المحاسن بن الدَّوَاليبي
.
قال ابن حجر في "الدرر"
(6)
: سمع من جدَّه العفيفِ محمدٍ بنِ
(1)
الدرر الكامنة: 2/ 111.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 446.
(3)
الدرر الكامنة: 2/ 269.
(4)
الدرر الكامنة: 2/ 356.
(5)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 413.
(6)
الدرر الكامنة: 3/ 107.
عبد المحسن "صحيحَ مسلم": أنا أحمد بن عمر الباريني، أنا المؤيَّد، وعدَّة كتبٍ وأجزاءٍ، وأجاز له عبدُ الرَّحمن بنُ عبد اللطيف المكبر، والرشيد بن أبي القاَسم، وإسماعيل بن الطبال، والعفيف عبد السَّلام بنُ محمد بنِ مزروع وآخرون، وحدَّث عنه جماعةٌ من أهل بلدهِ وغيرهم، وحدَّث عنه بالإجازة أبو حامد بن ظهيرة بمكة. انتهى.
1970 - عبدُ الرحمن بنُ محمد بنِ عبدِ الحميد بن عبدِ الهادي بنِ يوسفَ بنِ مُحمدِ بنِ قُدَامةَ المَقْدِسِيُّ، الصَّالحي، الحنبلي، المقيم بالمدرسة العادِلِيَّة
.
قال ابن حجر في "الدرر"
(1)
: ولد سنةَ سبعٍ وخمسينَ وست مئة تقريبًا، وسمع على ابن عبد الدائم "صحيح مسلم"، وحديث بكر بن بكار وغيره، وسمع منه الكرماني عمر، وعبد الوهَّاب بن النَّاصح، وابن أبي عمر، والفخر وإسماعيل بن العَسْقَلاني، وموسى بن دغفل وغيرهم، مات بالشَّام.
- عبدُ الرَّحْمن بنُ أحمدَ بن عمر بنِ أبي بكر بن شكر بنِ علان، الحنبلي، جمال الدين، أبو محمد المقدسي. [انظر: 1548].
قال ابن حجر في "الدرر"
(2)
: أُسْمِعَ على ابن أبي الفضل المُرْسِي، والنور البَلْخِي، وإسماعيل بن العراقي في آخرين، وحدَّث، ومات سنة .... وتركه بياضًا.
1971 - عبدُ العزيز بنُ أحمدَ بنِ شيخِ السَّلَّاميَّة، الحنبلي، فخر الدين الدمشقي
.
قال ابن حجر في "الدرر"
(3)
: ولي الحِسْبَة بدمشق. انتهى.
1972 - عبدُ الرَّحمن بنُ عبدِ الواحد بن عبد الرحمن بن سلامة، المَعري، المَقْدِسِيُّ، الحنبليُّ، سراجُ الدين:
(1)
الدرر الكامنة: 3/ 133.
(2)
الدرر الكامنة: 3/ 112.
(3)
الدرر الكامنة: 3/ 164.
قال ابن حجر في "الدرر"
(1)
: أسْمِعَ على عبد الله بن بركات الخشوعي "جزء ابن أبي ذئب" لأبي سليمان بن زير، وحدَّث، ومات سنةَ .... وتركه بياضًا.
1973 - عبدُ الواحد بنُ علي بنِ أحمدَ بنِ محمدٍ بن عبد الواحد، الحنبلي، شمس الدين القرشي:
قال ابن حجر في "الدرر"
(2)
: كان صالحًا، فاضلًا، له نظمٌ وسطٌ، كتب عنه البدرُ النابُلُسِيُّ، وفي "معجم شيوخه" شيءٌ من نظمِهِ، مدح به القاضيَ شمسَ الدين بنَ المسلم الحنبلي لما وَلِيَ الحكم. انتهى.
1974 - علي بن عوض بن محمد القاهِريُّ الحنبلي، السَّمَّاك بباب القَنْطَرة من أصحاب النجيب الحراني: قاله ابن حجر في "الدرر
"
(3)
.
1975 - علي بن سالم بن مكارم الحَرَّاني، الحنبلي، الصُّوفي:
ذكره ابن حجر في "الدرر"
(4)
، وقال: يعرف بعلي، سمع من النَّجيب الحَرَّاني. انتهى.
1976 - عليُّ بنُ شَوْكَة القطان الحَرَّاني، البغدادي، الزَّاهد الحنبلي:
ذكره ابن رجب في "طبقاته"
(5)
، وقال: قرأ على الشيخ تقي الدين الزَّرِيراتي ولازمه. انتهى.
1977 - عليٌ بن عبدِ الرَّحمن بنِ شبيب بنِ حمدان بنِ شبيب الحَرَّاني، الحنبلي، نور الدين:
(1)
الدرر الكامنة: 3/ 124.
(2)
الدرر الكامنة: 3/ 228.
(3)
الدرر الكامنة: 4/ 109.
(4)
الدرر الكامنة: 4/ 60.
(5)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 413.
ذكره ابن حجر في "الدرر"
(1)
وقال: هو الشيخ الإمام، القطب المتطبب، الأديب، صاحبُ "جامعِ الفنون"، وهو ابن بنت الشيخ نجمِ الدين أحمدَ بن حمدان، عم والده عبد الرَّحمن، سمعَ من جدَّتهِ، وسمع منه إبراهيمُ بن آقوش بالقاهرة سنة سبع وأربعين وسبع مئة. انتهى.
1978 - علي الأَوَاني الفَرَضي، قاضي أوَانا الحنبلي:
ذكره ابن رجب في "طبقاته"
(2)
وقال: تفقَّه على الجمال أحمد بن علي البَابَصري، المتوفى سنة خمسين وسبع مئة. انتهى.
1979 - عمرُ بنُ إبراهيمَ بنِ محمود بن بشر البَعْلي، الحنبلي:
قال ابن حجر في "الدرر"
(3)
: سمعَ من أبي الحسين اليُونِيْنِي وغيره، سمعَ منه شهابُ الدين بنُ حجي، وحدَّث، وقال ابنُ حجي: كان شيخًا صالحًا، فقيهًا حنبليًا، وهو أخو بشر بن إبراهيم. انتهى.
1980 - عمرُ بنُ عليَّ بنِ عمرَ بنِ أحمدَ بنِ عمر بن أبي عمر المقدسيُّ، الحنبليُّ:
قال ابن حجر في "الدرر"
(4)
: ولدَ في ذي الحجة سنةَ ستًّ وسبع مئة، وأحْضِرَ على أحمدَ بنِ عبدِ الدائم، وحدَّث. انتهى.
1981 - عمرُ بنُ يوسف بنِ محمد بنِ أحمدَ بنِ نابل بن عزاز المَقْدِسيُّ، المَرداوي، الحنبلي، زينُ الدين
.
قال ابن حجر في "الدرر"
(5)
: ولد سنةَ إِحدى وعشرين وسبع مئة، وسمع من أبي عبد الله بن الزَّرَّاد، وزينب بنت الكمال، وأُحْضِر على الشرف بن
(1)
الدرر الكامنة: 4/ 69.
(2)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 446.
(3)
الدرر الكامنة: 4/ 175.
(4)
الدرر الكامنة: 4/ 211.
(5)
الدرر الكامنة: 4/ 232.
الحافظ، وسمع منه البرهان الحلبي، المحدَّث، وحدَّث عنه أبو حامد بنُ ظهيرة في "معجمه" بالإجازة. انتهى.
1982 - محمدٌ بن إبراهيمَ بن عليٍّ بنِ غشمَ بنِ عطاف، الحنبليّ، البَعْلي، شمسُ الدين:
قال ابن حجر في "الدرر"
(1)
: سمعَ بِبَعْلَبَكَّ من محمدٍ بنِ محمد بنِ عثمانَ بنِ المُنَجَّا "اقتضاء العلم العمل" للخطيب: أنا إسماعيل بن أبي اليسر، وحدَّث به عنه. انتهى.
1983 - محمد بنُ أحمدَ بنِ النَّاصِحِ عبدِ الرحمن بن محمدَ بنِ عبَّاس الحنبلي، الصالحي
.
ذكره ابن حجر في "الدرر"
(2)
.
1984 - محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن العز عبد الله بن أبي عمر محمد بن أحمد بن قُدامة المَقْدِسيُّ، الحنبليُّ، ناصرُ الدين، المعروف بابن الفرائضي
.
قال ابن حجر في "الدرر"
(3)
: سمع من عيسى المطعم "مشيخته"، ومن الحجَّار وأبي الحسن بن السكاكري، وهو أخو شيخنا العماد أبي بكر بن الفرضي، سمع منه أبو حامد بن ظهيرة، وأجاز لعبد الله بن عمر بن العز بن جَمَاعة. انتهى.
- محمدٌ بنُ التقي أحمد بن أبي العز الحرَّاني، شمس الدين ابن الصَّاد، الحنبلي. [انظر: 1731].
سمع على الفخر بن البخاري، وحدَّث. قاله ابنُ حجر في "الدرر"
(4)
.
(1)
الدرر الكامنة: 5/ 15.
(2)
الدرر الكامنة: 5/ 51.
(3)
الدرر الكامنة: 5/ 17.
(4)
الدرر الكامنة: 5/ 109، ولعله المتقدم برقم (1735).
1985 - محمدٌ بن خليل بن أبي بكر بن محمد المراغي، الحنبلي، المؤذن بالخانقاه الصَّلاحية، شرف الدين بن صفي الدين
.
قال ابن حجر في "الدرر"
(1)
: سمع من أبيه وغيره، وحدَّث، انتهى. وتقدمت ترجمةُ أبيه سنةَ خمسٍ وثمانين وستَّ مئة.
1986 - محمدٌ بنُ عبدِ الله بنِ أحمدَ بنِ عبد اللهِ بن راجح بن بلال بن عِيسى بن حُذيفة المقدسيُّ الحنبلي
.
قال ابن حجر في "الدرر"
(2)
: سمع من يحيى بن محمد بن سعد، ومحمد بن المحب، والذَّهَبِيَّ وغيرهم، سمع منه المحدَّث برهانُ الدين الحلبيُّ بدمشق سنة ثمانين وسبع مئة، وأجاز سنةَ سبعين وسبع مئة لعبد الله بن عمر بن عبد العزيز بن جماعة. انتهى.
1987 - محمدٌ بن عمرَ النَّابُلُسي، الحنبليُّ، شمسُ الدين:
قال ابن حجر في "الدرر"
(3)
: ولد سنة أربعٍ وعشرين وسبع مئة بنابُلُس، وسمع بها من عبد الله بن محمد بن يوسف المقدسي، وحدَّث، قرأ عليه البرهان، سبط ابن العجمي. انتهى.
1988 - محمد بن محمد بن إبراهيم بن المظفر بن علي بن محمد بن أبي البركات البَعْلي، الحنبلي، ناصر الدين:
قال ابن حجر في "الدرر"
(4)
: سمع من ابن الشُّحْنَة، وسمعَ من أبي بكر بن مشرف الربعي الآجُرَّي، وأجاز له التقيُّ سليمان، والدُّبَيْثي، وجماعة، وحدَّث بِبَعْلَبَكَّ، سمع منه بها الشيخ جَمالُ الدين بن ظهيرة. انتهى.
(1)
الدرر الكامنة: 5/ 174.
(2)
الدرر الكامنة: 5/ 210.
(3)
الدرر الكامنة: 5/ 366.
(4)
الدرر الكامنة: 5/ 418.
1989 - محمد بن محمد بن محمد بن الوَرَّاق، الحنبلي، صدر الدين:
قال ابن حجر في "الدرر"
(1)
: قال البدر النابُلَسي: كان فاضلًا عارفًا باللغة. انتهى.
1990 - محمدٌ بن موسى بن يوسُف الحنبلي الجبراصي:
ذكره ابن حجر في "الدرر"
(2)
.
1991 - محمد الحضاري الحنبلي:
ذكره ابن رجب في "طبقاته"
(3)
في ترجمة التقي الزَّرِيْرَاتي وقال: هو ممن أخذ عنه، وقال: أُخْرِجَ بعد دفنهِ بمدة، وكفنهُ باقٍ، وهو طريُّ، ودفن بمقبرة أحمد. انتهى.
1992 - محمد البرقطي الحنبلي:
ذكره ابن رجب في "طبقاته"
(4)
في ترجمة الجمال أحمد البَابَصري، وقال: إنَّه أخذَ عنه، وتولى قضاء بغداد بعد ابن الأنباري، ودرَّس بالبشيرية بعد ابن الحصري. انتهى.
1993 - محمودٌ بنُ محمدِ بنِ محمود بن سلمان بن فهد الحلبي، عز الدين بن شمسِ الدين بن شهاب الدين الحنبلي:
قال ابن حجر في "الدرر"
(5)
: ولد سنة إحدى وسبع مئة، وسمع من إبراهيم بن غالب ومحمد بن إبراهيم بن النَّحاس، وحدَّث، سمع منه ابن ظهيرة بعد السبعين بحلب، والبرهان الحلبي بعد الثمانين. انتهى.
1994 - نصر الله بن عمر بن محمد بن أحمد بن نصر البغدادي
،
(1)
الدرر الكامنة: 5/ 507.
(2)
الدرر الكامنة: 6/ 25.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 413.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 446.
(5)
الدرر الكامنة: 6/ 99.
الحنبلي، جمال الدين، أبو الفتح:
قال ابن حجر في "الدرر"
(1)
: ولد سنة أربع وسبع مئة، وكان يدعي أنَّه من ذرية عبد القادر، وآلُ بيتِ عبد القادر ينكرونَ ذلك، وكان يعرف بابن السَّمين، سمع منه الشيخُ البرهانُ قصائدَ نبويةٍ. انتهى.
1995 - يمان بن مسعود بن يمان المقدسي، الحنبلي
.
قال ابنُ حجر في "الدرر"
(2)
: أُسمِعَ على الفخر بن البخاري، وحدَّث. انتهى.
1996 - زينبُ بنتُ عبدِ الله بنِ محمد بنِ الفخر البَعْلَبَكَّيَّة الأصل، الدمشقية، الحنبلية
.
قال ابن حجر في "الدرر"
(3)
:
سمعت من عيسى بن عبد الرحمن المطعم وغيره، سمع منها البرهان بن العجمي محدَّث حلب بعد الثمانين. انتهى.
1997 - شهود بنتُ عبدِ القادرِ بن عثمانَ الحنبلي، النَّابُلُسِي الحنبلية
.
قال ابن حجر في "الدرر"
(4)
: سمعت من عبد الله بن محمدٍ بنِ يوسف بن نِعمة "العلم لأبي خيثمة" سمع منها البرهانُ الحلبي محدَّث حلبَ. انتهى.
1998 - عائشة بنت إسماعيل بن إبراهيم بن الخَبَّاز، الحنبلية، أخت محمد، وزينب، وهي الصُّغرى
.
قال ابن حجر في "الدرر"
(5)
: ولدت بعد التسعين، وسمعت بإفادة أبيها من أبي الفضل بن عساكر، وحدَّثت، سمع منها شيخُنا العراقي، وآخر مَنْ
(1)
الدرر الكامنة: 6/ 156.
(2)
الدرر الكامنة: 6/ 213.
(3)
الدرر الكامنة: 2/ 252.
(4)
الدرر الكامنة: 2/ 350.
(5)
الدرر الكامنة: 3/ 2.
أجازت له عبد الرحمن بن عمر القبابي. انتهى.
1999 - أبو بكر بن محمود بن سَلْمَان بن فهد الحلبي، الحنبلي، القاضي، البليغ، شرف الدين، كاتب السر بالشام
.
ذكره الصَّفَدي في "ألحان السواجع" وقال: إنَّه تراسل معه بعدة ألغاز، وقصائد، ولم يذكر وفاته.
2000 - مسعودٌ بنُ عثمانَ بنِ مسعودَ بنِ عثمانَ بنِ علي الحراني، الحنبلي، سعد الدين النشوي، بن صلاح الدين
.
قال ابن حجر في "الدرر"
(1)
: سمع من عبدِ الغني بنِ سليمانَ بن بنين "جزء البطاقة"، ومن النجيب الحراني "جزءَ ابنِ عَرَفة"، وحدَّث، ذكره ابنُ رافع في "معجمه"، وحدث عنه بالإجازة، وقال: ولد بعد الخمسين وست مئة. انتهى.
2001 - موسى بنُ أحمدَ بنِ عمر بنِ حسن المَعَرَّي الأصل، البَعْلَبَكَّي، الحنبلي، شرفُ الدين
.
قال ابن حجر في "الدرر"
(2)
: ولد في سنة ستَّ وسبع مئة تقريبًا، وسمعَ من الحجار من "الصحيح"، وحدَّث، سمع منه أبو حامد بنُ ظهيرة بعد السبعين. انتهى.
2002 - عبد الرحمن بن الجمال أبي الخير محمد بن عبد القادر بن محمد بن علي القرشي، العدوي، الحراني، المدني، الحنبلي
.
ذكره السخاوي في "التحفة اللطيفة"
(3)
.
وقال: يعرف كسلفه بابن الحجَّار، سمع على ابن صديق مع أبيه. انتهى. وتقدم ذكر أخيه عبد القادر بن محمد سنة تسعٍ وتسعين وسبع مئة.
(1)
الدرر الكامنة: 6/ 111.
(2)
الدرر الكامنة: 6/ 137.
(3)
التحفة اللطيفة: 2/ 538. وسيأتي في نهاية القرن التاسع ممن لم يظفر المؤلف لهم بوفاة.
مبدأ القرن التاسع
2003 - (ت 801 هـ): خليل بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الجليل، أبو الصَّفاء، القَرَافي المصري، المقرئ الحنبلي، المعروف بالمُشَبَّب
.
قال السَّخاوي في "الضوء اللامع"
(1)
: ولد سنة خمس عشرة وسبع مئة تقريبًا، وسمع وتلا بالسبع على جماعة، وأقرأ الناس بالقَرافة دهرًا طويلًا، وكان منقطعًا بسفح الجبل. قال ابن حجر: اجتمعتُ به، وصليت خلفه، وما سمعت أشجى من صوته في المحراب، وألَّف كُرَّاسًا في التجويد، وهو على خيرٍ كثيرٍ، ثم أضرَّ وأُقعد. مات في ربيع الأول، سنة إحدى وثماني مئة. انتهى.
وذكره ابن الجَزَري في "غاية النهاية"
(2)
وقال: مقرئٌ ضابطٌ، مجودٌ، ديَّنٌ صالحٌ، من خيار عباد الله، رأيته بمسجد اللؤلؤة من القَرَافة الصُّغرى، وأخبرني أنه قرأ على الشيخ إبراهيم الحكري، والسَّرَّاج عمر الدَّمَنْهوري، قرأ عليه النور علي بن محمد المهتار، والنور علي الضَّرير إمام قبة الشافعي، ومظفَّر القَرَافي، ومحمد الزَّيْلَعِي، وعبد المعطي مؤذن خَانْقاه قُوصُون، وألَّف كُرَّاسًا في التَّجويد، وهو على خيبر كثير، بارك الله له، ثم أضرَّ بأخرة وأُقعِد. انتهى المراد منه.
2004 - (ت 801 هـ): عبد الرحمن بن أحمد بن الموفق إسماعيل بن أحمد، الصَّالحي الحنبلي، المعروف بابن الذَّهبي، ناظر المدرسة الصَّلاحية بالصالحية
.
قال ابن العماد
(3)
: حدَّث عن ابن أبي التائب، ومحمد بن أيوب بن
(1)
الضوء اللامع: 3/ 200.
(2)
غاية النهاية: 1/ 276.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 8.
حازم، وزينب بنت الكمال، وأجاز له الحَجَّار، وأجاز هو الشهاب ابن حجي وقال: بلغني أنه تغيَّر بأخرة، ولم يحدَّث في حال تغيره، وتوفي في جمادى الأولى، سنة إحدى وثمان مئة، وقد جاوز السبعين. انتهى.
وذكره السَّخَاوي في "الضَّوء"
(1)
بترجمةٍ حافلةٍ منها: ولد في ربيع الأول، سنة ثمانٍ وعشرين وسبع مئة، وأجاز له الحَجَّار، سمع من جَدَّه لأمه، وأبي محمد بن القيم، وابن أبي التائب، وغيرهم بكثرة، وحدَّث، سمع منه ابناه، والفضلاء كابن ناصر الدين، واعتمد قوله في إحضاره لابنه المسند، وتبعه الناس، وأجاز لابن حَجَر، وقال ابن حَجَر: مات في جمادى الأولى، سنة إحدى وثمان مئة، وقد تغيَّر بآخره، ولم يحدَّث في حال تغيره فيما قاله ابن حَجَّي، وذكره المقريزي في "عقوده". انتهى.
2005 - (ت 801 هـ): محمد بن أحمد بن عبد الحميد بن محمد بن غشم، المَرْداوي المَقْدِسي ثم الصَّالحي، الحنبلي شمس الدين
.
قال السَّخَاوي في "الضوء"
(2)
: سمع من أبي العباس المَرْداوي، وعبد الرحمن بن إبراهيم الملقَّن، وزينب بنت الكمال، وحدَّث، سمع منه بعض الفضلاء، وأجاز لشيخنا ابن حَجَر، وأورده في "معجمه" وغيره. مات في شوال، سنة إحدى وثمان مئة، وتبعه المقريزي في "عقوده". انتهى.
2006 - (ت 801 هـ): عمر بن محمد، البَعْلي الحنبلي، المعروف بابن التُّركماني
.
قال السَّخاوي في "الضوء"
(3)
: ذكره ابن حجر في "إنبائه" وقال: هو أحد الشهود ببَعْلَبَك ممن لا يشاقق رفقته، ولا يشاطط في الأجرة، وله نظمٌ نازلٌ. مات في ثامن عشر المحرم، سنة إحدى وثمان مئة وقد جاوز الثمانين.
(1)
الضوء اللامع: 4/ 45.
(2)
الضوء اللامع: 6/ 316.
(3)
الضوء اللامع: 6/ 136.
2007 - (ت 801 هـ): محمد بن عمر بن سُوَيد، النابُلُسي الحنبلي، أبو عبد الله سِبْط محمد بن يوسف بن سلطان
.
قال السَّخاوي في "الضوء"
(1)
: سمع عليه وعلى البِرْزالي، وحضر على خطيب مَرْدا، وعلى الميدومي. ومات في أوائل القرن بنابُلُس. انتهى.
2008 - (ت 801 هـ): محمد بن أحمد بن مسلم، البَاهي الحنبلي، شمس الدين
.
قال السَّخَاوي في "الضوء"
(2)
: قال ابن حَجَر في "الإنباء": توفي سنة إحدى وثمان مئة. انتهى.
2009 - (ت 801 هـ): فاطمة بنت محمد بن أحمد بن السيف محمد بن أحمد بن عمر بن أبي عمر، المَقْدسيَّة الحنبلية
.
قال السَّخَاوي في "الضوء"
(3)
: ولدت سنة ثلاثٍ وعشرين وسبع مئة، وأسمعت على جَدَّها أحمد بن السيف محمد، ومحمد بن أبي بكر بن عبد الدائم، وفاطمة بنت العِزَّ، وأجاز لها قومٌ، ذكرها شيخنا ابن حَجَر في "معجمه" فقال: أجازت لي. ماتت في رمضان، سنة إحدى وثمان مئة، وتبعه المَقْرِيْزي في "عقوده". انتهى.
2010 - (ت 801 هـ): صفية بنت القاضي العماد إسماعيل بن محمد بن العِز، الصَّالحية الحنبلية
.
قال ابن العماد
(4)
: حدَّثت بالإجازة عن الحَجَّار، وأيوب الكَحَّال وغيرهما، وسمعت من عبد القادر الأيوبي، وتوفيت في المحرم، سنة إحدى وثمان مئة. انتهى.
(1)
الضوء اللامع: 8/ 245.
(2)
الضوء اللامع: 7/ 107.
(3)
الضوء اللامع: 12/ 100 - 101.
(4)
شذرات الذهب: 7/ 7.
2011 - (ت 801 هـ): خديجة بنت العماد أبي بكر بن يوسف بن عبد القادر بن يوسف، الخَلِيْليَّة الدمشقية، الحنبلية
.
ذكرها ابن حَجَر في "الإنباء"
(1)
فيمن مات سنة إحدى وثمان مئة، ثم ذكرها أيضًا فيمن مات سنة اثنتين وثمان مئة
(2)
وقال: روت عن عبد الله بن قَيِّم الضَّيائيَّة، ولي منها إجازة. انتهى.
2012 - (ت 802 هـ): القاضي برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن قاضي القضاة نصر الله ناصر الدين أبي الفتح بن أحمد بن محمد بن أبي الفتح بن هاشم بن نصر الله بن أحمد، العَسْقَلاني الأصل، ثم المِصْري الكِنَاني الحنبلي الإمام، العالم العلامة
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد في رجب، سنة ثمان وستين وسبع مئة، وأخذ العلم عن أبيه وغيره، ونشأ على طريقةٍ حسنةٍ، وناب عن والده، ثم اشتغل بالقضاء في الديار المِصْرية بعد وفاة والده في شعبان، سنة خمس وتسعين وسبع مئة، وسلك مسلَك والده في العقل والمهابة والحرمة، وكان الظاهر بَرْقُوق يعظَّمه. قال ابن حَجَر: كان خيِّرًا ضيِّنًا، وضيء الوجه، ولم يزل على ولايته إلى أن توفي يوم السبت، تاسع ربيع الأول، سنة اثنتين وثمان مئة، ودفن عند والده بتربة القاضي موفق الدين، وهو والد القاضي عز الدين الكِنَاني. انتهى.
وذكره السَّخَاوِي في "الضوء"
(4)
بما ملخصه: نشأ على طريقة حسنةٍ، ففوض إليه أبوه نيابة الحكم عنه، فباشرها بعقلٍ وسكونٍ، فلما مات أبوه، استقر في القضاء الأكبر بعده في شعبان سنة خمسٍ وتسعين وسبع مئة، وعمره سبعٌ وعشرون سنةً، فسلك في المنصب طريقةً مثلى، مع العفَّة والصَّيانة، وبشاشة الوجه، والتواضع والتودد، والتثبُّت في الأحكام والشَّهامة والمهابة، وأحبه
(1)
إنباء الغمر بأبناء العمر: 4/ 57.
(2)
إنباء الغمر بأبناء العمر: 4/ 162.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 14.
(4)
الضوء اللامع: 1/ 179.
الناس، ومالوا إليه أكثر من والده لما رأوا عند والده من الشدة والانقباض، مات في ربيع الأول، سنة اثنتين وثمان مئة. انتهى.
2013 - (ت 802 هـ): عز الدين الحنبلي، المحدث الفاضل، النبيه النبيل، الشاعر الحنبلي
.
ذكره ابن حميد النجدي في "السُّحب الوابلة"
(1)
وقال: نقلتُ من خط الأكمل بن مفلح أنه توفي سنة اثنتين وثمان مئة. انتهى.
2014 - (ت 802 هـ): أحمد بن محمد بن أحمد بن سليمان بن حمزة، المَقْدسي الحنبلي، شهاب الدين
.
قال السخاوي في "الضوء"
(2)
: قال ابن حجر في "الإنباء": سمع من العز محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر وغيره، ولي منه إجازة، وتوفي في المحرم سنة اثنتين وثمان مئة، وله إحدى وستون سنةً. انتهى.
وقال ابن العماد: قال ابن حَجَر في "معجمه": ولد سنة إحدى وأربعين وسبع مئة، وناب في الحكم عن أخيه البَدْر. وذكره المقريزي في "عقوده" وغيرهما، مات سنة اثنتين وثمان مئة انتهى.
2015 - (ت 802 هـ): أحمد بن محمد بن أحمد بن السيف، الصَّالحي الحنبلي، شهاب الدين
.
قال السَّخَاوي في "الضَّوء"
(3)
: سمع من علي بن العز عمر، وفاطمة بنت العز إبراهيم وغيرهما. وذكره ابن حجر في "تاريخه" و"معجمه" وقال: أجاز لي. مات سنة اثنتين وثمان مئة.
2016 - (ت 802 هـ): محمد بن محمد بن محمد بن عبد الدائم نجم الدين أبو عبد الله بن شمس الدين بن نجم الدين
، القرشي البَاهي ثم
(1)
السحب الوابلة: 2/ 715.
(2)
الضوء اللامع: 2/ 74.
(3)
الضوء اللامع: 2/ 74.
القاهري، الحنبلي.
قال السَّخَاوي في "الضوء"
(1)
: اشتغل كثيرًا، وسمع على أبي الحسن العرضي وجماعة، وطلب بنفسه، وقرأ كثيرًا وشارك في العلوم. قال ابن حَجَر في "إنبائه": سمع من شيوخنا ونحوهم، وعُني بالتحصيل، ودرَّس وأفتى، وكان له نظر في كلام ابن العربي فيما قيل. مات في شعبان، سنة اثنتين وثمان مئة عن ستين سنة. انتهى. وذكره في "معجمه" وقال: كان حسن السَّمت، جميل العِشْرة، وقال ابن العماد في "الشذرات": قال ابن حَجي: كان أفضل الحنابلة بالديار المِصْرية، وأحقهم بولاية القضاء، والباهي نسبة إلى باهة، بالموحدة التحتية، قرية من قرى مِصْر من الوجه القبلي، ثم ذكر نحو ما تقدم.
2017 - (ت 802 هـ) محمد بن محمد بن القلعي
.
ذكره ابن عبد الهادي
(2)
، وقال: توفي سنة اثنتين وثمان مئة في الصالحية.
2018 - (ت 802 هـ): ملكة بنت الشرف عبد الله بن العز إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر، المَقْدِسي الصَّالحية، الحنبلية
.
قال ابن العماد
(3)
: قال ابن حَجَر: أُحضرت على الحَجَّار، وعلى محمد بن الفخر البخاري، وعلى أبي بكر بن الرضي، وزينب بنت الكمال وغيرهم، وأجاز لها ابن الشيرازي، وابن عساكر، وابن سعد، وإسحاق الآمِدِي وغيرهم، وحدَّثت بالكثير، وأجازت لي، وتوفيت في تاسع عشر جمادى الأولى، سنة اثنتين وثمان مئة، وقد جاوزت الثمانين. انتهى.
وذكرها السَّخاوي في "الضوء"
(4)
، وقال: ذكرها ابن حَجَر في "إنبائه"، والمَقْريزي في "عقوده"، وكانت ولادتها سنة نيفٍ وعشرين وسبع مئة. انتهى.
(1)
الضوء اللامع: 9/ 224.
(2)
الجوهر المنضَّد: 151.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 20.
(4)
الضوء اللامع: 12/ 127.
- (ت 802 هـ): خديجة بنت العماد أبي بكر بن يوسف بن عبد القادر، تقدمت سنة إحدى وثمان مئة
(1)
. [انظر: 2011].
2019 - (ت 803 هـ): برهان الدين إبراهيم بن الشيخ عماد الدين إسماعيل النقيب بن إبراهيم، المَقْدِسِي النابُلُسي، أقضى القضاة الحنبلي
.
قال ابن العماد
(2)
: تفقه على جماعة، منهم: ابن مفلح، وكان فقيهًا جيدًا، متقنًا للفرائض، وناب عن قاضي القضاة شمس الدين النابُلُسي، فباشر مباشرة حسنةً. توفي بالصَّالحية، في خامس رمضان، سنة ثلاثٍ وثمان مئة، وقد ناهز الستين، ودفن بالروضة. انتهى.
وذكره السَّخاوي في "الضوء"
(3)
فقال: هو بدر الدين المَقْدسي النَّابُلسي الحنبلي، إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم، كان ينوب في الحكم، ويستحضر نقلها جيّدًا، ويُتقن الفرائض، وسيرته مشكورةٌ. مات في رمضان، سنة ثلاثٍ وثمان مئة، وقد ناهز الستين. انتهى.
وذكره ابن فهد في "لحظ الألحاظ"
(4)
، وغير واحد، وله تعليقة على "المقنع".
2020 - (ت 803 هـ): برهان الدين وتقي الدين أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن مفلح بن مفرج، الرَّامِيْني الأصل، ثم الدِّمشقي، الحنبلي الحافظ، شيخ الإسلام، ورئيس الحنابلة، وقاضي قضاتهم
.
قال ابن العماد
(5)
: ولد سنة تسعٍ وأربعين وسبع مئة، وحفظ كتبًا كثيرةً، وأخذ عن جماعة، منهم: والده وجده قاضي القضاة جمال الدين المَرْداوي، وقرأ على البهاء السُّبْكِي، واشتغل وأشغل، وأفتى ودرَّس، وناظر وصنَّف، وشاع
(1)
إنباء الغمر بأبناء العمر: 4/ 162.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 22.
(3)
الضوء اللامع: 1/ 32.
(4)
ذيل تذكرة الحفاظ: 189.
(5)
شذرات الذهب: 7/ 22.
اسمه، واشتهر ذكره، وبَعُد صيته، ودرَّس بدار الحديث الأشرفية بالصَّالحية والصَّاحبية وغيرهما، وأخذ عنه جماعاتٌ منهم: ابن حجر العسقلاني، وناب في الحكم لابن المُنَجَّا وغيره، وانتهت إليه مشيخة الحنابلة، وكان له ميعادٌ في الجامع بمحراب الحنابلة بكرة نهار السبت، يسرد فيه مجلدًا، ويحضر مجلسه الفقهاء من كل مذهب، ثم ولي القضاء بدمشق، ولما وقعت فتنة التَّتار كان ممن تأخر بدمشق، ثم خرج إلى تيمور ومعه جماعةٌ، ووقع بينه وبين عبد الجبار المعتزلي إمام تيمور مناظراتٌ وإلزامات بحضرة تيمورلنك، فأعجبه ومال إليه، فتكلم معه في الصلح، فأجاب إلى ذلك، ثم غدر فتألم صاحب الترجمة، إلى أن توفي في يوم الثلاثاء سابع عشري شعبان، سنة ثلاثٍ وثمان مئة، ودفن عند رِجْل والده بالرَّوضة. انتهى.
وذكره ابن الشَّطِيَّ في "مختصره"
(1)
بما حاصله: ولد سنة إحدى وخمسين وسبع مئة، وحفظ القرآن وكتبًا عديدةً، وأخذ عن أبيه، وعن الجمال المَرْدَاوي، وأبي البقاء وغيرهم، وسمع من أبي محمد بن القيم، والصَّلاح بن أبي عمر، والعرضي، ورحل إلى مِصْر، فسمع بها من القلانِسي، والخلاصي، والفارقي وغيرهم، وتكلَّم على الناس فأجاد، ودرّس فأفاد، وولي قضاء الحنابلة بدمشق، فحمدت سيرته، وكان فاضلًا بارعًا، إمامًا فقيهًا، تقيًا دينًا، أفتى ودرَّس وجمع. انتهى المراد منه.
وذكره السَّخَاوي في "الضوء"
(2)
وابن حَجَر في "الإنباء"
(3)
و"المعجم"، والتقي الفاسي في "ذيل التقييد"، والمقريزي في "العقود" وغيرهم.
وله مصنفاتٌ عديدة ذكر منها ابن العماد
(4)
كتاب "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم"، وكتاب "الملائكة"، و"شرح المقنع"، في الفقه الحنبلي، و"شرح مختصر ابن الحاجب"، و"طبقات أصحاب أحمد ابن حنبل"، غالبها في فتنة
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 72.
(2)
الضوء اللامع: 1/ 167.
(3)
إنباء الغمر بأبناء العمر: 4/ 247.
(4)
شذرات الذهب: 7/ 23.
تيمور.
وقال في "إيضاح المكنون"
(1)
: له ذيلٌ على "طبقات الحنابلة" للفراء في مجلد فلعله هذا.
2021 - (ت 803 هـ): شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عمر الأَيْلي الفَارسي، نزيل بيت المَقْدِس، ثم الرَّمْلة، الملقَّب بزغلش بزاي أوله ومعجمتين بينهما لام، الحنبلي، ويعرف بابن العجمي وابن المهندس
.
قال ابن العماد
(2)
: سمع من الميدومي فمن بعده بالقُدس والشَّام، ثم طلب بنفسه، وحصَّل كثيرًا من الأجزاء والكتب، وتمهر ثم افتقر. قال ابن حَجَر: سمعتُ منه بالرَّملة "حسن المذاكرة"، لكنه عانى الكُدْيَة واستطابها، وصار زريَّ المَلْبس والهيئة، سمعت منه في ثاني عشر رمضان، سنة اثنتين وثمان مئة، وتمزَّقت كتبه مع كثرتها. ومات في وسط سنة ثلاثٍ وثمان مئة. انتهى.
وذكره السَّخاوي في "الضَّوء"
(3)
، وابن حَجر في "الإنباء"
(4)
، والمقريزي في "العقود"، وابن فهد في "لحظ الألحاظ"
(5)
، وابن الجزري في "غاية النهاية"
(6)
، وقال ابن الجزري: رحل وسمع الحديث، وقرأ بنفسه وحصَّل أصولًا وكتبًا، وقرأ للسبعة على محمد بن سليمان الحكري قاضي الرملة، وبدمشق للعشرة على ابن اللَّبان، وعاد إلى القدس، وترك القراءة، ولم يقرئ أحدًا، ولو أقرأ لنفع وانتُفع به. انتهى.
2022 - (ت 803 هـ): قاضي القضاة موفق الدين أحمد بن نصر الله
بن
(1)
إيضاح المكنون: 1/ 78.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 25.
(3)
الضوء اللامع: 2/ 86.
(4)
إنباء الغمر بأبناء العمر: 4/ 259.
(5)
ذيل طبقات الحفاظ: 189.
(6)
غاية النهاية: 1/ 103.
أحمد، الكِنَاني العَسْقلاني، أبو العباس الحنبلي.
قاضي الحنابلة بِمصْر، استقر فيها بعد موت أخيه برهان الدين في يوم الاثنين ثامن عشر ربيع الأول، سنة اثنتين وثمان مئة، وتفقه على والده، وعلى الشيخ مجد الدين سالم، وقرأ العربية على البرهان الواحدي، وسمع الحديث من والده، وابن الفصيح، وأجاز له ابن أميلة وغيره، ولم يحدّث. وكان جميل الذات، حسن الصفات، كثير الحياء، حسن السيرة، وتوفي بمصر، حادي عشر رمضان، سنة ثلاثٍ وثمان مئة عن أربع وثلاثين سنة. انتهى كلام ابن العماد في "الشذرات"
(1)
.
وذكره السَّخاوي في "الضَّوء"
(2)
بترجمةٍ حافلةٍ منها: ولد في المحرم، سنة تسعٍ وستين وسبع مئة، واشتغل ومهر، وولي قضاء الحنابلة بالديار المِصْرية بعد أخيه إبراهيم، ثم صرف سنة اثنتين وثمان مئة، ثم أعيد. قال العيني: كان رجلًا حليمًا، ذا تواضع ومسكنةٍ. وقال ابن أخيه: كان حسن الشكل، كثير العلم، قوي الإدراك، حسن المحاضرة، نزهًا. وقال المقريزي: كان مشكورًا خيرًا متواضعًا، حييًا محبَّبًا للناس، من بيت دينٍ وعلمٍ وعفافٍ. مات في حادي عشر رمضان، سنة ثلاثٍ وثمان مئة. انتهى.
وذكره ابن فهد في "لحظ الألحاظ"
(3)
وغيره.
وقال السَّخَاوي: له تعاليق في الفقه والنحو وغيرهما، تدل على حسن تصرفه بالعلم.
2023 - (ت 803 هـ): عماد الدين أبو بكر بن إبراهيم بن العز محمد بن العز إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر، المَقْدِسي الحنبلي المعروف بالفرائضي
.
(1)
شذرات الذهب: 7/ 25 - 26.
(2)
الضوء اللامع: 2/ 239.
(3)
ذيل تذكرة الحفاظ: 189.
قال ابن العماد
(1)
: سمع الكثير من الحَجَّار، وابن الزَّرَّاد وغيرهما، وأجاز له أبو نصر ابن الشيرازي، والقاسم بن عساكر وآخرون. قال ابن حَجَر: أكثرتُ عليه، وكان قبل ذلك عسرًا في التحديث فسهَّل الله تعالى خُلقه. مات عام الحصار، سنة ثلاث وثمان مئة عن نحو ثمانين سنةً. انتهى.
وذكره السَّخاوي في "الضوء"
(2)
وقال: ولد سنة ثلاثٍ وعشرين وسبع مئة، وسمع من الحَجَّار، وأبي عبد الله بن الزراد، وأبي بكر بن الرضي، وأحمد بن الزبداني، وأبي العباس بن الجَزَري وخلق، وأجاز له أبو القاسم بن عساكر، وأبو نصر بن الشيرازي. وأبو بكر بن يوسف المِزَّي وآخرون، وذكره ابن حَجَر في "معجمه" فقال: مسند الصَّالحية، كان عسرًا في التحديث فسهَّل الله لي خُلقه إلى أن أكثرت عنه في مدة يسيرة. مات سنة ثلاثٍ وثمان مئة، وذكره أيضًا في "إنبائه"، والفاسي في "ذيله"، والمقريزي في "عقوده". انتهى.
وذكره ابن فهد في "لحظ الألحاظ"
(3)
وغيره.
2024 - (ت 803 هـ): تقي الدين عبد الله بن أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة الحنبلي المعروف بابن عبيد الله
.
قال ابن العماد
(4)
: كان إمامًا علَّامةً رحلةً، سمع على الحَجَّار، ومن ابن الرضي، وبنت الكمال، والجَزَري وغيرهم، وسمع من ابن حَجَر، سمع من لفظه المسلسل بالأولية، وسمع عليه غير ذلك، وتوفي بالصَّالحية بعد كائنة تيمور، سنة ثلاثٍ وثمان مئة. انتهى.
وذكره السَّخَاوي في "الضوء"
(5)
بما حاصله: سمع على الحَجَّار، وأيوب بن نعمة الكَحَّال، وأبي بكر بن الرضي، والشَّهاب بن الجَزَري، وزينب
(1)
شذرات الذهب: 7/ 27.
(2)
الضوء اللامع: 11/ 12.
(3)
ذيل تذكرة الحفاظ: 195.
(4)
شذرات الذهب: 7/ 29.
(5)
الضوء اللامع: 5/ 45 - 46.
بنت الكمال في آخرين، سمع منه الفضلاء، وأكثر عن شيخنا ابن حجر، وكان شيخًا حسن الهيئة، طويل القامة، وذكره المقريزي في "عقوده" وقال: مات بعد الكائنة العظمى سنة ثلاث وثمان مئة. انتهى.
2025 - (ت 803 هـ): تقي الدين عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبيد الله، المَقْدِسي الصَّالحي الحنبلي
.
قال ابن العماد
(1)
: سمع من الحَجَّار وغيره. وقال ابن حجر: قرأت عليه الكثير بالصالحية. مات بعد الوقعة، سنة ثلاث وثمان مئة. انتهى.
وقال ابن فهد في "لحظ الألحاظ"
(2)
: تقي الدين عبد الله بن محمد بن أحمد بن الشيخ شمس الدين، عبد الله، المَقْدِسي الصالحي، توفي بدمشق، سنة ثلاثٍ وثمان مئة. انتهى.
قلت: ولينظر هل هو الذي قبله أَمْ غيره؟
2026 - (ت 803 هـ): عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن الفخر عبد الرحمن، البَعْلي الدمشقي الحنبلي
.
قال ابن العماد
(3)
: قال ابن حَجَر: حدثَنا عن المِزِّي وغيره، وتوفي في رجب، سنة ثلاثٍ وثمان مئة. انتهى.
وذكره السَّخاوي في "الضوء"
(4)
فقال: عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن الفخر عبد الرحمن بن يوسف بن نصر، البَعْلي الدمشقي الحنبلي، سمع على الحافظ المِزِّي، وأبي العباس الجَزَرِي، ومحمد بن إسماعيل الحموي. وحدَّث، قرأ عليه شيخنا ابن حَجَر بدمشق، وأرَّخ وفاته في رجب،
(1)
شذرات الذهب: 7/ 28 - 29. وهو نفسه المتقدم قبله. وقد جعلهما ابن العماد اثنين.
(2)
ذيل طبقات الحفاظ: 191.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 29.
(4)
الضوء اللامع: 4/ 89.
سنة ثلاثٍ وثمان مئة، وتبعه المقريزي في "عقوده". انتهى.
وذكره ابن فهد
(1)
وغيره.
2027 - (ت 803 هـ): علاء الدين علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمود، المَرْدَاوي ثم الصالحي الحنبلي، سبط أبي العباس بن المحب
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد سنة ثلاثين وسبع مئة، وكان أقدم من بقي من شهود الحكم بدمشق، فإنه شهد عند قاضي القضاة جمال الدين المَرْدَاوي، وكان رجلًا خيَّرًا، سمع من ابن الرَّضي، وزينب بنت الكمال، وعائشة بنت المسلم، وقرأ عليه الشهاب بن حَجَر وغيره، وتوفي في رمضان سنة ثلاثٍ وثمان مئة. انتهى.
وذكره السَّخاوي في "الضَّوء"
(3)
، وأطال في عد مشايخه ثم قال: روى عنه ابن حَجَر فأكثر. وقال: كان حسن الأخلاق مات في رمضان، سنة ثلاثٍ وثمان مئة بعد الكائنة، وذكره المقريزي في "عقوده". انتهى.
وذكره ابن فهد في "لحظ الألحاظ"
(4)
، وذكره ابن عبد الهادي
(5)
.
2028 - (ت 803 هـ): علاء الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عباس بن شيبان، البَعْلي ثم الدمشقي الحنبلي، المعروف بابن اللَّحَّام، شيخ الحنابلة في وقته
.
قال ابن العماد
(6)
: اشتغل على الشيخ زين الدين بن رجب. قال البرهان بن مفلح في "طبقاته": بلغني أنه أذن له في الإفتاء، وأخذ الأصول عن الشيخ الشهاب
(1)
ذيل تذكرة الحفاظ: 191.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 29.
(3)
الضوء اللامع: 4/ 89.
(4)
ذيل تذكرة الحفاظ: 191.
(5)
الجوهر المنضد: 86.
(6)
شذرات الذهب: 7/ 31.
الزهري، ودرَّس وناظر، واجتمع عليه الطلبة، وانتفعوا به، وصنف في الفقه والأصول، وناب في الحكم عن قاضي القضاة علاء الدين بن المنجا، رفيقًا للشيخ برهان الدين بن مفلح، ثم ترك النيابة، وتوجه إلى مِصْر، وعُيِّن له وظيفة القضاء، فلم ينبرم لذلك، واستقر مدرَّس المنصورية إلى أن توفي يوم عيد الفطر، وقيل الأضحى، سنة ثلاثٍ وثمان مئة، وقد جاوز الخمسين. انتهى.
وذكره السَّخاوي في "الضَّوء"
(1)
فقال: علي بن محمد بن علي بن عباس بن فتيان، البَعْلي ثم الدمشقي الحنبلي، علاء الدين، يعرف بابن اللَّحَّام وهي حرفة أبيه، ولد بعد سنة خمسين وسبع مئة ببَعْلَبَك، ونشأ بها في كفالة خاله، لكون أبيه مات وهو رضيع، فعلَّمه صنعة الكتابة، ثم حبب إليه الطَّلب، فطلب بنفسه وتفقه على الشمس ابن اليونانية، ثم انتقل إلى دمشق، وتلمذ لابن رجب وغيره، وبرع في مذهبه، ودرَّس وأفتى، وشارك في الفنون، وناب في الحكم، ووعظ بالجامع الأموي في حلقة ابن رجب بعده، وكانت مواعيده حافلةً، ينقل فيها مذاهب المخالفين محررةً من كتبهم، مع حسن المجالسة، وكثرة التواضع، ثم ترك الحكم بآخره، وانجمع على الإشغال، ويقال: إنه عُرض عليه قضاء دمشق استقلالًا فأبى، وصار شيخ الحنابلة بالشام مع ابن مفلح، وانتفع الناس به، وقد قدم القاهرة بعد الكائنة العظمى بدمشق، فسكنها وولي تدريس المنصورية، ثم نزل عنها، وعين للقضاء بعد موت الموفق بن نصر الله، فامتنع فيما قيل، ومات بعد ذلك بيسير في يوم عيد الأضحى. وقال المقريزي: عيد الفطر سنة ثلاثٍ وثمان مئة، وقد جاوز الخمسين. ذكره ابن حجر في "إنبائه"، والمقريزي في "عقوده" انتهى.
وله مصنفات منها "القواعد الأصولية". قال البدراني
(2)
: مختصرةٌ مفيدةٌ جدًا. أوله نحو تسع ورقات تشتمل على كشف مسائل هذا الكتاب مرتبةً على أبواب الفقه، ومنها "الأخبار العلمية في اختيارات الشيخ تقي الدين ابن تيميَّة"،
(1)
الضوء اللامع: 5/ 187.
(2)
المدخل إلى مذهب الإمام أحمد: 457.
و"تجريد العناية في تحرير أحكام النهاية".
وذكره ابن عبد الهادي
(1)
.
2029 - (ت 803 هـ): عمر بن محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد، المَقْدِسي الحنبلي، زين الدين الشيخ المسند المعمر
.
قال ابن العماد
(2)
: أحضر على زينب بنت الكمال، وأسمع على أحمد بن علي الجَزَري، وعبد الرحيم ابن أبي اليسر، وهو ابن أخت الشيخة فاطمة بنت محمد بن عبد الهادي، توفي في شعبان، سنة ثلاثٍ وثمان مئة في فتنة تيمور. انتهى.
وذكره السَّخَاوي في "الضوء"
(3)
بما ملخصه: ولد سنة تسع وثلاثين وسبع مئة، وأحضر على زينب بنت الكمال، وأُسمع على أحمد بن علي الجَزَري، وعبد الرحيم بن أبي اليسر، وحدَّث، قرأ عليه شيخنا ابن حجر وغيره، وذكره المقريزي في "عقوده". ومات بدمشق في الكائنة العظمى في شعبان، سنة ثلاث وثمان مئة. انتهى.
وذكره ابن فهد في "لحظ الألحاظ"
(4)
وغيره.
2030 - (ت 803 هـ): زين الدين عمر بن براق، الدمشقي الحنبلي
.
قال ابن العماد
(5)
: كان سريع الحفظ، قوي الفهم، على طريقة ابن تيمية، وكان له طلبةٌ وأتباعٌ، وكان ممن أوذي في الفتنة، وأُخذ ماله، وأُصيب في أهله وولده، فصبر واحتسب، ثم مات في عاشر شوال سنة ثلاث وثمان مئة. انتهى.
وذكره السَّخاوي في "الضَّوء"
(6)
وقال: ولد سنة إحدى وخمسين وسبع
(1)
الجوهر المنضد: 83.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 32.
(3)
الضوء اللامع: 6/ 115.
(4)
ذيل طبقات الحنابلة: 191.
(5)
شذرات الذهب: 7/ 32.
(6)
الضوء اللامع: 6/ 75.
مئة. ذكره شيخنا ابن حجر في "معجمه" فقال: اشتغل كثيرًا، وكان بزِيَّ الجُنْد، سريع الحفظ، جيد الفهم، قائمًا بطريقة ابن تيميَّة، وله ملكٌ وأقطاعٌ، لقيته بالصالحية، واستفدت منه، مات بعد الكائنة العظمى، سنة ثلاث وثمان مئة، بعد أن أصيب في ماله وأهله وولده، فصبر واحتسب. وذكره أيضًا في "إنبائه"
(1)
بنحوه، والمقريزي في "عقوده". انتهى.
2031 - (ت 803 هـ): عمر البعلبكي
.
ذكره ابن عبد الهادي
(2)
وقال: توفي سنة ثلاث وثمان مئة.
2032 - (ت 803 هـ): محمد بن خليل بن محمد بن طوغان بن عبد الله، التركي الدمشقي، الحنبلي الحريري، الشيخ الزَّاهد الصَّالح العابد، الحافظ المفيد، العلامة شمس الدين، أبو عبد الله، المعروف بابن المنصفي
.
ذكره ابن فهد المكي في "ذيل طبقات الحفاظ"
(3)
فقال: ولد سنة ست وأربعين وسبع مئة، واشتغل كثيرًا حتى صار عارفًا بالفقه، عالمًا به على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، وكان إمامًا علامةً، فقيهًا حافظًا، متقنًا نبيهًا، سمع على خلائق منهم: بعض أصحاب الفخر فمن بعدهم، فسمع على محمود بن خليفة المَنْبِجيَّ في سنة ثلاثٍ وستين وسبع مئة، وعلى عثمان بن يوسف بن عزيز، والحافظ أبي بكر بن المحب، أخذ عنه الكثير، وحرَّر في الشأن أيما تحرير، أفاد وخَرَّج، وأملى على بعض المشايخ، تخرج بالحافظين أبي بكر بن المحب، وعبد الرحمن بن رجب، وأجاز له عدةٌ منهم: ابن الخبَّاز محمد بن إسماعيل، وحدَّث عنه بالقليل من مسموعاته، وكانت كثيرةً، أفتى مع الانجماع والتقشف، وحصل عليه محنةٌ بسبب ما أفتى به ابن تيمية في مسألة الطلاق. قال شيخنا الحافظ شهاب الدين، أحمد بن حجي: كان فقيهًا محدّثًا حافظًا، قرأ الكثير،
(1)
إنباء الغمر بأبناء العمر: 4/ 308.
(2)
الجوهر المنضد: 105.
(3)
ذيل طبقات الحنابلة: 185.
وحرَّر وأتقن، وألَّف وجمع. وقال صاحبنا الحافظ ابن حجر: اجتمعت به في دمشق، فأعجبني سَمْتُه. انتهى. وكانت وفاته عقب فتنة التَّتار من عقوبةٍ حصلت له منهم، وحريقٍ بالنار في قلعة دمشق، فلم يزل متألمًا إلى أن وافاه حِمامه في شهر شعبان، سنة ثلاثٍ وثمان مئة. انتهى.
وذكره ابن العماد
(1)
وقال: اشتغل في الفقه، وشارك في العربية والأصول، وسمع الكثير من أصحاب ابن البخاري، وسمع بمِصْر أيضًا، وحصلت له محنةٌ بسبب مسألة الطلاقة المنسوبة إلى ابن تيميَّة، ولم يرجع عن اعتقاده، وكان ديِّنًا خيِّرًا قاله ابن حجر. وقال: سمعت منه شيئًا. ومات في شعبان، سنة ثلاثٍ وثمان مئة بعد أن عوقب، واستمرَّ متألمًا. انتهى. وقال ابن حَجِّي: كان فقيهًا محدِّثًا، حافظًا، قرأ الكثير، وضبط وحرَّر، وأَتقن وأَلَّف، وجمع مع المعرفة التَّامَّة، تخرج بابن المحب، وابن رجب، وكان يفتي ويتقشَّف مع الانجماع، ولم يكن الحنابلة ينصفونه، وأقام بالضيائية ثم بالجوزية. انتهى.
2033 - (ت 803 هـ): محمد بن عثمان بن عبد الله بن شُكْر، بضَمِّ المعجمة وسكون الكاف، البَعْلي ثم الدمشقي الحنبلي، شمس الدين النَّبْحالي، بفتح النون وسكون الموحدة، بعدها مهملة
.
قال ابن العماد
(2)
: سمع من ابن الخَبَّاز وغيره، وأجاز له الميدومي وغيره، وكان خيِّرًا صالحًا، ديَّنًا متواضعًا، أفاد وحدَّث، وجمع مجاميع حسنةً، وكان خطه حسنًا، ومباشرته محمودةً، وجمع وألف بعبارة جيِّدة، توفي بغَزَّة في رمضان، سنة ثلاثٍ وثمان مئة، عن ثمانٍ وسبعين سنةً. انتهى.
وذكر السَّخاوي في "الضَّوء"
(3)
فقال: محمد بن عثمان بن عبد الله بن شُكر بن محمد بن علي بن إسماعيل، شمس الدين النَّبْحَاني، البَعْلي ثم
(1)
شذرات الذهب: 7/ 35.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 36، وفيه أيضًا ذكر محمد بن عبد الله بن عثمان في السنة نفسها، قال صاحب "السحب الوابلة" 3/ 963: وهو هو. والله أعلم.
(3)
الضوء اللامع: 8/ 146.
الدمشقي الحنبلي، ولد سنة خمس وثلاثين وسبع مئة، وسمع الكثير، وحدَّث وأفاد، وكان فاضلًا صالحًا، دينًا خيِّرًا متواضعًا. وذكره شيخنا ابن حَجَر في "معجمه" و"إنبائه". قال ابن حَجِّي، جمع وألَّف، وعبارته في تصانيفه جيِّدةٌ، مات في رمضان بغَزَّة، سنة ثلاثٍ وثمان مئة، وكان سافر إليها. وذكره المقريزي في "عقوده" انتهى.
وله تصانيف، ذكر ابن العماد
(1)
والسَّخاوي
(2)
منها: "كتاب في الجهاد". وذكر له صاحب مجموعة "الرَّدِّ الوافر"
(3)
أيضًا كتاب "نصيحة الأمَّة في اعتقاد الأئمة". وذكره ابن عبد الهادي
(4)
.
2034 - (ت 803 هـ): محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن القاضي تقي الدين سليمان ابن حمزة بن عمر بن أبي عمر، العُمَري المقدسي الصالحي، الحنبلي الإمام الحافظ، ناصر الدين أبو عبد الله، المعروف بابن زُريق
.
قال ابن فَهْد المكي في "لحظ الألحاظ"
(5)
: تفقَّه وطلب الحديث، فمهر في فنونه، وتخرج بالحافظ أبي بكر بن المحب، وسمع العالي والنازل، وانتقى وخرَّج وأفاد، وسمع من الصَّلاح بن أبي عمر ومن بعده، قال صاحبنا الحافظ ابن حَجَر: استفدت منه كثيرًا، وسمع معي على الشيوخ بالصالحية وغيرها، ولم أرَ في دمشق من يستحق اسم الحافظ غيره. انتهى. مات في ثالث عشر رمضان، سنة ثلاثٍ وثمان مئة. انتهى.
وذكره ابن العماد
(6)
بمثله إلا أنه قال: توفي في ذي القعدة أسفًا على
(1)
شذرات الذهب: 7/ 36.
(2)
الضوء اللامع: 8/ 146.
(3)
الرَّد الوافر لابن ناصر الدين: 54.
(4)
الجوهر المنضَّد: 146.
(5)
ذيل تذكرة الحفاظ: 196.
(6)
شذرات الذهب: 7/ 36.
ولده أحمد، ولم يكمل الخمسين، وكان اللَّنْكِيَّة أسروه وله نحو عشر سنين. انتهى.
وله تصانيف ذكر ابن فهَد
(1)
وابن العماد
(2)
منها: "ترتيب معجم الطبراني الأوسط على الأبواب"،
و"ترتيب صحيح ابن حِبَّان على الأبواب" أيضًا.
2035 - (ت 803 هـ): أبو بكر بن عبد الله بن العماد أبي بكر بن أحمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن محمد بن يوسف بن قدامة عماد الدين بن تقي الدين، المَقْدِسي ثم الصَّالحي الحنبلي
.
ذكره السَّخَاوي في "الضوء"
(3)
وقال: ولد سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة، وسمع من أحمد بن عبد الله بن جبارة، والبهاء بن العز عمر وغيرهما، وحدَّث، سمع منه شيخنا ابن حَجَر وذكره في "معجمه" و"إنبائه" وقال: مات في الكائنة العظمى بدمشق، سنة ثلاثٍ وثمان مئة، وتبعه المقريزي في "عقوده". انتهى.
2036 - (ت 803 هـ): عمر بن محمد بن أحمد بن سلمان، البَالِسِي ثم الصالحي، الحنبلي الملقِّن زين الدين
.
قال ابن العماد
(4)
: أسمعه أبوه الكثير من المِزِّي، والذَّهَبي، والبِرْزالي، وزينب بنت الكمال، وخلق كثير، وكان مكثرًا جدًا، كثير البر للطلبة، شديد العناية بهم، يقوم بأمرهم وأحوالهم، ويؤدبهم، وكان لا يضجر من التسميع. قال ابن حَجَر: قرأت عليه الكثير، وسمعت عليه ومعه. مات في شعبان، سنة
(1)
ذيل تذكرة الحفاظ: 196.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 36.
(3)
الضوء اللامع: 11/ 38.
(4)
شذرات الذهب: 7/ 33.
ثلاث وثمان مئة، وقد جاوز السبعين. انتهى.
وذكره السَّخَاوي في "الضَّوء"
(1)
فقال: عمر بن محمد بن أحمد بن عمر بن سلمان بن علي بن سالم، أبو حفص البَالِسِي، ثم الدمشقي الصَّالحي، الملقن الحنبلي يعرف بالبَالِسِي. ولد في ذي الحجة، سنة اثنتين وثلاثين وسبع مئة، أسمعه أبوه على الحافظ المِزِّي، والبِرْزالي، والذَّهبي وتلك الطبقة، فأكثر جدًا، وأجاز له أبو الحسن البَنْدَنِيْجِي وآخرون، وكان منزلًا في الجهات، يلقن القرآن بالجامع الأموي، وكان ديِّنًا خيِّرًا، متواضعًا محبًا في الرِّواية والطَّلبة، يقوم بأودهم، ويراودهم، ويدلهم على المشايخ، ويفيدهم جهده، حدَّث بالكثير، قرأ عليه شيخنا ابن حَجَر فأكثر جدًّا، بل كان يسمع معه على الشيوخ، ولم يكن يضجر من التسميع، ترجمه بذلك شيخنا ابن حَجَر في "معجمه" و"إنبائه"، وحدَّثنا عنه خلقٌ ممن تأخَّر عن شيخنا. وذكره المقريزي في "عقوده". ومات في الكائنة العُظْمى بدمشق في شعبان، سنة ثلاثٍ وثمان مئة. انتهى.
2037 - (ت 803 هـ): محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي شمس الدين ابن ظهير الدين بن المطهِّر، الجَزَرِي ثم الدِّمشقي الحنبلي
.
قال السَّخاوي في "الضَّوء"
(2)
: سمع من ابن الخَبَّاز وغيره، وأكثر عن أصحاب الفَخْر بطلبه، وكان خيِّرًا فاضلًا، متغاليًا في مقالات ابن تيميَّة، متعصبًا لأهل مذهبه الحنابلة. مات سنة ثلاث وثمان مئة عن ستين سنةً. انتهى.
وذكره ابن العماد
(3)
بنحوه، وابن فهد المكي
(4)
وغيرهما.
2038 - (ت 803 هـ): محمد بن أحمد بن محمد بن الشيخ أحمد بن المحب عبد الله بن أحمد بن محمد المَقْدِسِي الصَّالحي الحنبلي
.
(1)
الضوء اللامع: 6/ 116.
(2)
الضوء اللامع: 6/ 276.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 34.
(4)
ذيل طبقات الحفاظ: 192.
قال السَّخَاوي في "الضَّوء"
(1)
: قال شَيخنا ابن حَجَر في "الإنباء": سمع بعناية أبيه من ابن الخباز وغيره، وكان يعمل المواعيد. مات في سَلخ رمضان، سنة ثلاثٍ وثمان مئة عن ثمانٍ وخمسين سنةً. انتهى.
وذكره ابن فهد في "لحظ الألحاظ"
(2)
وقال: هو شمس الدين، وقيل: مجد الدين الواعظ، وأرَّخ وفاته بمثله.
2039 - (ت 803 هـ): أحمد بن محمد بن موسى بن فياض بن عبد العزيز بن فيَّاض بن الشَّهاب، أبو العباس المَقْدِسي الحَلَبي، الحنبلي القاضي
.
قال السَّخَاوِي في "الضوء"
(3)
: ولي قضاء حَلَب سنين في مرتين، إحداهما عن عمه الشِّهاب أحمد بن موسى بسكونٍ وعقل، وكان شكلًا حسنًا رئيسًا، عنده لطفٌ وحِشْمةٌ، ورياسة ومكارم، ومحبة في العلماء. مات معتَقَلًا في الفتنة بقلعة حلب، في عاشر رجب، سنة ثلاثٍ وثمان مئة. ذكره ابن خطيب الناصرية. انتهى.
2040 - (ت 803 هـ): علاء الدين علي بن مفلح، الدمشقي الحنبلي قاضيها
.
قال السَّخَاوي في "الضوء"
(4)
: كان جيِّدًا عفيفًا مقبولًا بين الناس، مات بقرية ديماس، من قرى دمشق، في شعبان، سنة ثلاثٍ وثمان مئة، من أثر كَيٍّ كواه له تمرلَنْك على ظهره، قاله العيني. انتهى.
2041 - (ت 803 هـ): داود بن أحمد بن علي بن حمزة نجم الدين، البُقاعي الدمشقي، الحنبلي الشاهد
.
(1)
الضوء اللامع: 7/ 45.
(2)
ذيل تذكرة الحفاظ: 192.
(3)
الضوء اللامع: 2/ 208.
(4)
الضوء اللامع: 6/ 57.
قال السَّخَاوي في "الضَّوء"
(1)
: ولد بعد العشرين وسبع مئة، وقيل: سنة أربعٍ وعشرين، وسمع على الحَجَّار، وحدَّث. مات في شعبان، سنة ثلاثٍ وثمان مئة، قاله ابن حَجَر في "معجمه"، وتبعه المقريزي في "عقوده". انتهى.
وذكره ابن فَهْد المكِّي
(2)
وأرخه كما هنا.
2042 - (ت 803 هـ): أبو بكر بن إبراهيم بن معتوق، الكُرْدي الهَكَّاري ثم الصَّالحي، الحنبلي
.
قال السَّخاوي في "الضَّوء"
(3)
: قال شيخنا ابن حَجَر في "إنبائه" روى لنا عن علي بن أبي بكر الحَرَّاني، ومات في الحصار كأخيه أحمد الآتي بعده، وذلك في سنة ثلاثٍ وثمان مئة. انتهى.
وذكره ابن فهد المكي في "ذيل طبقات الحفاظ"
(4)
وأرخ وفاته كما هنا.
2043 - (ت 803 هـ): أحمد بن إبراهيم بن عبد الله، الكُرْدي الصَّالحي الحنبلي، يعرف بابن معتوق، وهو أخو أبي بكر المتقدم قبله
.
قال السخاوي في "الضوء"
(5)
: ذكره ابن حَجَر في "إنبائه" وقال: سمع على أبي بكر بن حصن الحَرَّاني، وقال في "معجمه": لقيته بالصالحية، فقرأت عليه، ومات في حصار دمشق، في شوال سنة ثلاثٍ وثمان مئة. وذكره المقريزي في "عقوده". انتهى.
وذكره ابن فهد في "ذيل طبقات الحفاظ"
(6)
، وأرَّخه بمثله.
2044 - (ت 803 هـ): إبراهيم بن الجمال يوسف بن محمد بن مسعود، السُّرِّمُرِّي ثم الدمشقي، الحنبلي العطَّار
.
(1)
الضوء اللامع: 3/ 211.
(2)
ذيل تذكرة الحفاظ: 190.
(3)
الضوء اللامع: 11/ 13.
(4)
ذيل طبقات الحفاظ: 195.
(5)
الضوء اللامع: 1/ 196.
(6)
ذيل طبقات الحفاظ: 195.
قال السَّخاوي في "الضوء"
(1)
: ولد في حدود سنة خمسين وسبع مئة، وأُسمع على ابن الخَبَّاز جُزْءًا فيه أحاديث رواه أحمد عن الشافعي، وعلى بِشْر بن إبراهيم بن بِشْر البَعْلي الفامي جزء أبي سهل الصُّعْلوكي، وحدَّث، وسع منه الفضلاء. وقال شيخنا ابن حَجَر: أجاز لي، ومات في أواخر رمضان، سنة ثلاث وثمان مئة بدمشق، انتهى.
2045 - (ت 803 هـ): أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن التقي سليمان بن حمزة، الحنبلي المعروف كسلفه بابن زُرَيق
.
قال ابن العماد
(2)
: أسره اللَّنْكِيَّة، وهو شابٌّ ابن عشر سنين، ومات سنة ثلاثٍ وثمان مئة ثم مات أبوه أسفًا عليه. انتهى.
2046 - (ت 803 هـ): أحمد بن محمد بن أبي الفتح البَعْلي، بدر الدين الدمشقي الحنبلي، المعروف بابن القُرَشِيَّة
.
قال السَّخاوي في "الضَّوء"
(3)
: ولد سنة اثنتين وثلاثين وسبع مئة، وسمع من جدِّه عبد القادر، ومن عبد الرحيم بن أبي اليسر، والشهاب الجَزري وغيرهم، وحدَّث، سمع منه شيخنا ابن حَجَر وغيره، مات سنة ثلاثٍ وثمان مئة. انتهى.
2047 - (ت 803 هـ): أحمد بن موسى بن إبراهيم بن طَرْخان، شهاب الدين بن ضياء الدين، القَاهِري الحنبلي، المعروف بابن الضياء
.
قال السَّخَاوي في "الضَّوء"
(4)
: قال شيخنا ابن حَجَر: مات سنة ثلاثٍ وثمان مئة. انتهى.
(1)
الضوء اللامع: 1/ 182.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 36.
(3)
الضوء اللامع: 3/ 128، وذكره السخاوي باسم حسن بن محمد بن محمد بن أبي الفتح.
(4)
الضوء اللامع: 2/ 227.
- (ت 803 هـ): أحمد بن محمد بن عثمان بن عمر بن عبد الله، نزيل غَزَّة. [انظر: 2063].
قال ابن العماد
(1)
: سمع من الميدومي، ومحمد بن إبراهيم بن أسد، وأكثر عن العلائي وغيرهم، وكان ديِّنًا صالحًا خيَّرًا، بصيرًا ببعض المسائل، سكن غَزَّة، واتخذ بها جامعًا، وكان للناس فيه اعتقادٌ، ونعم الشيخ كان، قرأ عليه ابن حَجَر عدة أجزاء، ومات في صفر، سنة ثلاثٍ وثمانِ مئة، وله اثنتان وسبعون سنةً. انتهى.
2048 - (ت 803 هـ): عبد الأحد بن محمد بن عبد الأحد بن عبد الرحمن أبو المحاسن، الحَرَّاني الحَلَبي الحنبلي
.
قال السَّخَاوي في "الضوء"
(2)
: ولد سنة ستَّ عشرة وسبع مئة، وقرأ القراآت على الفخر بن خطيب جُبْرِيْن وغيره، وتفقَّه للحنابلة، وناب في الحُكْم بحَلَب، وكان شيخًا ديِّنًا ظريفًا، حسن المحاضرة، قرأ عليه البرهان الحَلَبي، واجتمع به ابن خطيب النَّاصِرِية غير مرَّة وترجمه، وكان من مشايخ حَلَب المشهورين، وكان حفظ المختار، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: يا رسول الله بأي مذهب أشتغل؟ فقال: بمذهب أحمد بن حنبل. مات في كائنة حَلَب بعد أن عاقبه التَّتار في ربيع الأول، سنة ثلاثٍ وثمان مئة، وأرخه شيخنا ابن حَجَر في "إنبائه"، وغيره. انتهى. وألف كتاب "كافية القارئ في فنون المقارئ" في القراءآت.
2049 - (ت 803 هـ): فاطمة بنت محمد بن عبد الهادي، الحنبلية المذهب، المَقْدِسِيَّة الصَّالحيَّة، أم يوسف
.
قال ابن العماد
(3)
: كان أبوها محتسب الصَّالحية، وهو عمُّ الحافظ شمس الدين، أسمعَتْ الكثير على الحَجَّار وغيره، وأَجاز لها أبو نصر بن
(1)
سيأتي في وفيات (805). ووهم المؤلف رحمه الله فأورده هنا أيضًا.
(2)
الضوء اللامع: 4/ 21.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 33.
الشِّيْرَازي، وآخرون من الشام، وحسين الكردي، وعبد الرَّحيم المَنْشَاوي وآخرون من مِصْر. قال ابن حَجَر: قرأتُ عليها الكثير من الكتب والأجزاء بالصَّالحية، ونعم الشيخة كانت. ماتت في شعبان، سنة ثلاثٍ وثمان مئة، وقد جاوزت الثمانين. انتهى.
وذكرها ابن فهد في "لحظ الألحاظ"
(1)
، وأرَّخ وفاتها مثل ما هنا.
2050 - (ت 803 هـ): تتر ابنة العز محمد بن أحمد بن محمد بن عثمان ابن المُنَجَّا، أم بكر التَّنُوخيَّة الحنبلية
.
قال السَّخَاوي في "الضوء"
(2)
: ولدت سنة أربعٍ وثلاثين وسبع مئة، وأُحضرت على المِزِّي والبِرزالي وغيرهم، وسمعت الشِّهاب بن الجَزَري، وزينب بنت الكمال، وأقش الشبلي، وأجازت لابن حَجَر. ماتت في شعبان، سنة ثلاثٍ وثمان مئة. انتهى.
2051 - (ت 803 هـ): فاطمة بنت محمد بن أحمد بن يوسف بن عثمان ابن المُنَجَّا، أم الحسن التَّنُوخيَّة الدمشقية، الحنبلية
.
قال السَّخاوي في "الضوء"
(3)
: ولدت سنة اثنتي عشرة وسبع مئة تقريبًا، وأسمعت على عبد الله بن الحسين بن أبي التائب، وعلى غيره، وأجاز لها التقي سليمان، وابن الدشتي، وابن المطعم، وابن عساكر، وابن الشِّيْرازي وغيرهم، وتفرَّدت بالرِّواية عنهم، وحدَّثت بالكثير، فسمع منها الأئمة، قال شيخنا ابن حَجَر: ماتت في حصار دمشق، في شهر ربيع الأول، سنة ثلاثٍ وثمان مئة. انتهى.
وذكرها الزِّرِكْلي في "أعلامه"
(4)
فقال: فاطمة بنت محمد بن أحمد
(1)
ذيل طبقات الحفاظ: 192.
(2)
الضوء اللامع: 12/ 15.
(3)
الضوء اللامع: 12/ 101.
(4)
الأعلام: 5/ 132.
التَّنوخية، خاتمة المسندين في دمشق، كانت عالمةً في الحديث، وممَّن أخذ عنها الحافظ ابن حَجَر. توفيت سنة ثمانٍ وسبعين وسبع مئة. انتهى.
قلت: هذا التاريخ خطأٌ جزمًا، والصحيح ما أثبتناه، فقد ذكرها أيضًا ابن العماد
(1)
في ترجمة أخيها العلاء، المتوفى سنة ثمانٍ وسبعين وسبع مئة، فقال: وهو أخو الشيخة فاطمة بنت المُنَجَّا، شيخة ابن حَجَر العَسْقَلاني التي أكثر عنها، عاشت بعده بضعًا وعشرين سنةً، حتى كانت خاتمة المسندين بدمشق. انتهى.
وذكرها ابن حَجَر في "الإنباء"
(2)
بترجمة أخيها المذكور، وقال: وهو أخو شيختنا فاطمة بنت المُنَجَّا التي عاشت بعده إلى بعد الثمان مئة. انتهى.
2052 - (ت 803 هـ): القاضي بدر الدين محمد بن محمد بن محمد بن مقلد، المَقْدِسي الحنبلي
.
ذكره ابن فهد المكي في "لحظ الألحاظ"
(3)
وقال: مات بالمدينة، سنة ثلاثٍ وثمان مئة. انتهى.
وذكره ابن العماد
(4)
فقال: بدر الدين محمد بن محمد بن مقلد المَقْدسي الحنفي، قاضي القضاة بدمشق، وَلِيَهُ فحسنت سيرته، وكان فقيهًا بارعًا ذكيًا، أفتى ودرَّس وأقرأ، وتوفي بغزَّة فارًّا من تيمور في ربيع الأول، سنة ثلاثٍ وثمان مئة. انتهى.
وذكره ابن العماد
(5)
أيضًا فقال: محمد بن محمد بن مقلد المَقْدِسِي الحَنَفي، بدر الدين، ولد سنة أربعٍ وأربعين وسبع مئة، وبرع في الفقه والعربية والمعقول، ودرَّس وأفتى، وناب في الحكم، ثم ولي القضاء استقلالًا نحو سنة، ثم عُزل ولم تُحمد سيرته، ثم سار إلى القاهرة، فسعى في العود، فأعيد فوصل
(1)
شذرات الذهب: 6/ 257.
(2)
إنباء الغمر بأبناء العمر: 1/ 215.
(3)
ذيل طبقات الحفاظ: 194.
(4)
شذرات الذهب: 7/ 37.
(5)
شذرات الذهب: 7/ 39.
إلى الرَّمْلة، فمات بها في ربيع الآخر، سنة ثلاث وثمان مئة. انتهى.
قلت: هذه الترجمة فيها غموضٌ واشتباه فلتحرز، فإن ابن فهد. وناهيك به تحريرًا وضبطًا. ذكر أن الأول محمد بن محمد بن محمد، وأنه حنبلي، وأنه مات بالمدينة، وابن العماد ذكر في الترجمتين محمد بن محمد فقط، وفي الأول مات بغزَّة فارًّا من تيمور، وأنها حمدت سيرته في القضاء، وأنه حنفي، وفي الثاني أنه توفي بالرَّمْلة راجعًا من القاهرة، وأنه لم تحمد سيرته في القضاء. والله أعلم.
- (ت 803 هـ): عماد الدين أبو بكر بن عبد الله بن العماد الحنبلي. [انظر: 2035].
ذكره ابن فهد في "ذيل طبقات الحفاظ"
(1)
وقال: إنه مات بدمشق، سنة ثلاثٍ وثمان مئة. انتهى.
2053 - (ت 803 هـ): أبو بكر بن أحمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي، الصَّالحي الحنبلي
.
ذكره ابن فهد في "ذيل طبقات الحفاظ"
(2)
وقال: مات سنة ثلاثٍ وثمان مئة. انتهى.
2054 - (ت 803 هـ): حسن بن محمد بن أبي الفتح بن أبي الفضل، البَعْلي ثم الدمشقي الحنبلي
.
بدر الدِّين بن بهاء الدين بن شمس الدين، سبط عبد القادر بن القُرَشي، ولذا يعرف بابن القُرَشِيَّة، قاله السَّخَاوي في "الضوء"
(3)
وقال: ولد سنة اثنتين وثلاثين وسبع مئة، وسمع من جَدِّه عبد القادر، وعبد الرحيم بن أبي اليسر، وزينب بنت الكمال، والشَّهاب الجَزَري، وحدَّث، سمع منه شيخنا ابن حَجَر
(1)
ذيل طبقات الحفاظ: 196.
(2)
ذيل طبقات الحفاظ: 196.
(3)
الضوء اللامع: 3/ 128.
وغيره، وقال في "معجمه": مات وهو متوجِّهٌ إلى بَعْلَبَكَّ في شعبان أو رمضان، سنة ثلاثٍ وثمان مئة، بعد انفصال العدو عن دمشق، انتهى.
وذكره ابن فهد المكي في "لحظ الألحاظ"
(1)
وقال: حسن بن محمد بن محمد بن أبي الفتح، البعْلي الحنبلي بدر الدين، مات سنة ثلاث وثمان مئة. انتهى.
وتقدم ذكر أحمد بن محمد بن أبي الفتح قريبًا، والظاهر أنه أخوه على نسبة "الضوء" أو عمه على نسبة "اللحظ" والله أعلم.
2055 - (ت 803 هـ): مظفر بن أبي بكر بن مظفر بن إبراهيم المقرئ، الحنبلي والد عمر، الآتي سنة ستين وثمان مئة، الشيخ الصَّالح
.
قال ابن الجَزَري في "غاية النهاية"
(2)
: كان من خيار عباد الله، قرأ السَّبع على الشيخ خليل بن المشبب، وأخذ عني قليلًا، وانقطع بالقَرَافة ثم انتقل إلى دَيْر الطِّين، ظاهر مِصْر، فانقطع هناك، وأقرأ الناس، وهو عديم النظير زهدًا وورعًا، وبلغني أنه توفي سنة ثلاثٍ وثمان مئة. انتهى.
2056 - (ت 803 هـ): عائشة بنت محمد بن أحمد بن عمر بن سلمان البَالِسِي، الحنبلية، أخت عمر المتقدم في هذا العام، أم محمود
.
ذكرها ابن فهد المكي في "ذيل طبقات الحُفَّاظ"
(3)
وقال: ماتت بالقاهرة، سنة ثلاثٍ وثمان مئة. انتهى.
2057 - (ت 804 هـ): أحمد بن محمد بن محمد بن المُنجَّا بن عثمان ابن سعد بن محمد بن المُنَجَّا، الحنبلي الشيخ الإمام، تقي الدين
.
قال ابن العماد
(4)
: دأب وحصَّل، وكان له شهامةٌ ومعرفةٌ، وذهنٌ مستقيمٌ، وناب لأخيه القاضي علاء الدين، ثم استقل بقضاء القضاة بدمشق بعد سنة تيمور
(1)
ذيل طبقات الحفاظ: 190.
(2)
غاية النهاية: 2/ 301.
(3)
ذيل طبقات الحفاظ: 190.
(4)
شذرات الذهب: 7/ 42.
مدة أشهر، وذكر عنه شرف الدين بن مفلح أنه ابتدأ عليه قراءة "الفروع" لوالده، فلما انتهى في القراءة إلى الجنائز حضره أجله، ومات معزولًا في ذي الحجة، سنة أربع وثمان مئة، ولم يكمل الخمسين. انتهى.
وذكره السَّخَاوِي في "الضوء"
(1)
بما يلي: قال شيخنا ابن حَجَر: تفقَّه قليلًا، وناب عن أخيه العلاء علي، وكان هو القائم بأمره، ودرَّس ووَلِي القضاء بأخرة يسيرًا وصرف، ولم يلبث أن مات، سنة أربعٍ وثمان مئة، ولم يكمل الخمسين، وكان شهمًا نبيهًا. انتهى.
2058 - (ت 804 هـ): أحمد بن محمد بن محمد، المِصْري نزيل القرافة، ابن الناصح الحَنْبلي، شهاب الدين
.
قال ابن العماد
(2)
: قال ابن حَجَر: سمع من الميدومي "سنن أبي داود"، و"جامع التِرْمِذي"، وحدَّث بهما عنه سماعًا، وذكر أنه سمع من ابن عبد الهادي، وحدَّث عنه بمكة "بصحيح مسلم"، أخذتُ عنه قليلًا، وكان للناس فيه اعتقاد، ونِعْم الشيخ كان سمتًا وعبادةً ومروءة، مات في رمضان في آخره سنة أربعٍ وثمان مئة، وتقدم في الصلاة عليه الخليفة. انتهى.
وذكره السَّخَاوي في "الضَّوء"
(3)
بما حاصله: قال المقريزي: اشتهر عند الناس بالصَّلاح وتغالوا فيه، وحكوا له عدة كراماتٍ، وتردَّدوا إليه، وسألوه حوائجهم، فتصدَّى لقضائها سنين في أيام الظاهر بَرقُوق، وكانت رسالته مقبولةً عنده، فمن دونه من الأمراء، حتى مات آخر رمضان، سنة أربعٍ وثمان مئة، وقد قارب السبعين. وقال غيره: كان غايةً في القوة، ويحكون عنه في ذلك العجائب مع الدِّين والصَّلاح والزُّهد. انتهى.
- (ت 804 هـ): أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن المهَنْدِس، المَقْدِسِي الحنبلي، المُتْقِن الضَّابط، شهاب الدين أبو العباس. [انظر: 2021].
(1)
الضوء اللامع: 2/ 202.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 42.
(3)
الضوء اللامع: 2/ 205.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة أربع وأربعين وسبع مئة، ورَحل وكتب، وسمع على الحُفَّاظ، وروى عنه جماعةٌ من الأعيان منهم: القاضي سعد الدين الدَّيْري الحنفي، وتوفي بالقُدس الشَّريف، في شهر رمضان، سنة أربع وثمان مئة. انتهى
قلت: الظَّاهر أنه ابن المهندس المتقدم سنة ثلاثٍ وثمان مئة قبل هذا العام، وقد ذكرناه هناك،، فإنه قيل بوفاته قولان، ويقوِّي ذلك ما ذكره صاحب "الأُنْس الجليل"
(2)
في ترجمته، فإنه قال: هو الشيخ المحدِّث، المتقِنُ الضَّابطُ، شهاب الدين أبو العباس، أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن المُهَنْدس، المدَرِّس الحنبلي، مولده سنة أربع وأربعين وسبع مئة، رحل وكتب، وسمع على "الحُفَّاظ"، وروى عنه جماعة الأعيان منهم: قاضي القضاة سعد الدين الدَّيْري الحنفي، وتوفي بالقُدس الشريف في شهر رمضان، سنة أربعٍ، وقيل: سنة ثلاثٍ وثمان مئة، ودفن بتربته بباب القطانين. انتهى المراد منه.
2059 - (ت 804 هـ): عماد الدين أبو بكر بن أبي المجد بن ماجد بن أبي المجد بن بدر بن سالم، السَّعْدي الدمشقي ثم المِصْري الحنبلي
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد سنة ثلاثين وسبع مئة، وسمع من المِزِّي والذَّهَبي وغيرهما، وأحب الحديث، فحصَّل طَرَفًا صالحًا منه، وسكن مِصْر قبل الستين، فقرر في طلب الشَّيْخُونيَّة، فلم يزل بها حتى مات. قال ابن حجر: اجتمعتُ به، وأعجبني سَمْته وانجماعه، وملازمته للعبادة. وحدَّث عن الذَّهبي، ومات في أواخر جمادى الأولى، سنة أربع وثمان مئة. انتهى.
وذكره السَّخَاوي في "الضوء"
(4)
وقال: ذكره المقريزي في "عقوده" وقال: انفرد بأشياء منها: وجوب الصَّلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستفتاح. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 7/ 42.
(2)
الأنس الجليل: 2/ 259.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 42.
(4)
الضوء اللامع: 11/ 66 - 67.
وله مصنفاتٌ ذكر ابن العماد
(1)
منها: "مختصر تهذيب الكمال في أسماء الرجال"، و"تجريد الأوامر والنواهي من الكتب الستة". في الحديث وغيرها. قلت: وله الكتاب المحرَّر المشهور "بمختصر ابن أبي المجد" المعروف بين الأصحاب "المتداول في الفقه".
2060 - (ت 804 هـ): علي بن عبيد بن داود بن أحمد بن يوسف بن مجلى، المَرْداوي ثم الصَّالحي الحنبلي
.
قال السَّخَاوي في "الضوء"
(2)
: هو أخو الفقيه الشمس، ولد سنة تسعٍ وثلاثين وسبع مئة، واشتغل وسمع على أبي العبَّاس أحمد بن عبد الرحمن المَرْدَاوي وروى عنه، أخذ عنه شيخنا ابن حَجَر، وذكره في "معجمه" وقال: إنه كتب الخطَّ الحسن، وكان معتمدًا في الشهادة، مات في جمادى الآخرة، سنة أربعٍ وثمان مئة، وذكره المقريزي في "عقوده". انتهى.
وذكره ابنُ فَهْد المَكِّي في "ذيل طبقات الحفاظ"
(3)
، فقال: علاءُ الدين عليُّ بن عُبيد بن داود المَرْدَاوِي الحنبلي، وأرَّخ وفاتَه مِثلَه.
وذكره ابن عبد الهادي
(4)
.
2061 - (ت 804 هـ): عمرُ بن الشَّرف، الغزولي، الحنبلي
.
ذكره السَّخاوِيُّ في "الضَّوء"
(5)
، وقال: ذكره ابنُ حجر في "إنبائه"، وقال: ماتَ في ذِي القَعْدة، سَنة أربع وثمان مئة. انتهى.
2062 - (ت 805 هـ): عبدُ الله بنُ خليل بن أبي الحَسَن بن ظاهر بن محمَّد بن خليل بن عَبد الرَّحمن تقي الدين أبو عبد الرحمن الحرستاني
،
(1)
شذرات الذهب: 7/ 43.
(2)
الضوء اللامع: 5/ 258.
(3)
ذيل طبقات الحفاظ: 203.
(4)
الجوهر المنضَّد: 85.
(5)
الضوء اللامع: 6/ 90.
الدِّمشقي، الحَنبلي، المُؤَدِّب.
قال السَّخاوي في "الضَّوء"
(1)
: ولد سَنة سَبع أو ثمانٍ وعشرين وسبع مئة. وأُسمِعَ الكَثيرَ من الشَّرف بن الحافِظ، وأبي بكر بن الرَّضي، والمِزِّي، وغَيرهم. وأجازَ له الحجَّار، والبِرْزالي، والذَّهبي، وغيرُهم جمعٌ جَمٌّ. وحدَّث. سمعَ منه شيخُنا ابنُ حَجر، وغيرُه. وماتَ سَنة خمس وثمانِ مئة. وذكَرهُ المَقْرِيزي في "عقوده". انتهى.
وذكره ابنُ العِماد
(2)
، فقال: عبد الله بنُ خَليل بن الحَسَن بن ظاهِر بن محمَّد بن خَليل بن عَبد الرَّحمن، الحَرَستانِي، ثمَّ الصَّالِحي، المُؤذِّن. سمعَ من الشَّرفِ ابن الحافِظ، وغَيرِه. وأجازَ له الحجَّار، وسمعَ منه ابنُ حَجَر. ماتَ سَنة خَمْس وثمانِ مئة. انتهَى.
وذكرهُ ابنُ فَهْد المَكِّي
(3)
، وقال: المُؤذَّن أيضًا، كابن العماد. فلعلَّ هذا أصحُّ من المُؤَدِّب الَّذي في "الضَّوء".
2063 - (ت 805 هـ): أحمدُ بن محمَّد بن عثمان بن عُمَر بن عَبد الله، الحَنبلي، نزيلُ غَزَّة
.
قال ابنُ العِماد
(4)
: سمعَ من المَيدُومي، ومحمَّد بن إبراهيم بن أسَد، وأكثرَ عن العَلائيِّ، وغيرِهم. وكانَ صالحًا، دَيِّنًا، خَيِّرًا، بَصيرًا ببعضِ المَسائِل. نزلَ غزَّة، واتَّخذَ بها جامِعًا، وكانَ للنَّاسِ فيه اعتِقاد، ونِعْمَ الشَّيخُ كانَ، وقرأ عليه ابنُ حجر عِدَّةَ أجزاء. وماتَ في صَفَر، سَنة خمسٍ وثمانِ مئة. ولهُ اثنتانِ وسَبعون سَنة. انتهى.
(1)
الضوء اللامع: 5/ 18.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 50.
(3)
لحظ الألحاظ: 218.
(4)
شذرات الذهب: 7/ 49.
قال السَّخاوي في "الضَّوء"
(1)
، من ترجمة طَويلة جِدًّا: قال شيخُنا ابنُ حجر: كانَ ديِّنًا، صالِحًا فاضلًا، خَيِّرًا، خَبيرًا ببعضِ المَسائِل، مُنقَطِعًا بمسجِدِه الَّذي بَناه بغزَّة، مقبُولَ القَولِ في أهلها. اجتَمَعْتُ به فيه، وعَرَفْتُ بَركَتَهُ، وقرأتُ عليه أشياء. وكانَ للنَّاسِ فيه اعتقاد، ونعمَ الشَّيخُ كان. وقالَ الفاسِيُّ: كانَ لَديه فَضيلةٌ، وله شُهرة في الصَّلاح والخَير. وبلَغَني أنه يَنتَحِل في التَّصوَّفِ بمذهَبِ ابن عَربي. وجاورَ بمكَّةَ وقَدِمَها مِرارًا. ثمَّ حَجَّ سنة أربع، وأقام بمكَّة حتَّى مات، يومَ الخَميس، مُستهلَّ صَفر، سَنة خمسٍ وثمانِ مئة. ودُفِنَ بالمعلاة. انتهى.
2064 - (ت 805 هـ): محمدُ بن محمد بن أحمَد بن محمود النابُلُسِي، الحنبلي، شَمسُ الدِّين، الشَّيخُ الإِمام العلَّامة
.
قال ابنُ العماد
(2)
: تفقَّه على الشَّيخ شمس الدِّين عَبدِ القادِر، وقرأ عَليه العربيَّة وأحكمها. ثمَّ قَدِمَ دمشقَ بعد السَّبعين فاستمرَّ في طَلبِ العِلم في حَلْقة بهاءِ الدِّين السُّبكي ثم جلَسَ يشهدَ واشتهر أمرُه، وعلا صِيتُه، وقُصِدَ في الإشْغَال. ولم يَزَلْ يترَقَّى، حتَّى وَلِيَ قضاءَ قُضاةِ الحنابلة بدمَشق، وعُزِل، وتولَّى مِرارًا. وكانَتْ له حَلْقة لإقراء العَربيَّة يحضرُها الفُضَلاء. ودرَّس بعِدَّة مدارِس، وكان ذا عَظَمةٍ وبَهْجَة زَائِدة. لكن باعَ من الأوقافِ كثيرًا بأوجُهٍ واهِيَة، سَامَحه الله. وتوفِّي بمنزِلِهِ في الصَّالحية، ليلَة السَّبت، ثاني عَشَر المُحرَّم، سَنة خَمسٍ وثمان مئة. انتهى.
وذكرَهُ السَّخاوي في "الضَّوء"
(3)
، وقال: وُلدَ في حُدود سَنة أربعينَ وسَبع مئة بنابُلُس، وقَدِمَ دمشق بعدَ السَّبعين، وحضرَ دروسَ أبي البَقاء، واشتَغَل بالفِقه والعَربية، وغيرهما. وشهدَ على القُضاة، واشتَهَرَ، فَصار يُقصَدُ بالإشْغَال، بحيثُ استقرَّ كبيرَ الشهود. ثمَّ وقعَ بينَهُ وبينَ العلاءِ بن المُنجَّا، فسَعى عليه في القَضاء،
(1)
الضوء اللامع: 2/ 140.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 52.
(3)
الضوء اللامع: 7/ 107.
فوَلِي سَنة سِتٍّ وتِسعين وسَبع مئة. واستمرَّ القَضاءُ نُوَبًا بينهُما. ثم دخلَ معَ التَّمْرِية في أذى النَّاس، ونُسِبَتْ إليه أمور مُنكَرة، حُكِمَ بِفسقِه من أجلِها، وقدر أخذُهم له أسيرًا معهم، إلى أن نَجا مِنهُم من بَغداد، ورجَعَ إلى دمشقَ سَنة أربعٍ وثمانين، فلم يُبالِ بالحُكم، بل سَعى في العَوْدِ للقَضاء، فأُجِيبَ بعدَ صَرْفِ تقيِّ الدِّين أحمد بن المُنجَّا، فلَمْ يلبَثْ إلَّا أيَّامًا يَسيرة حتَّى مات في المُحرمَّ، سَنة خمسٍ وثمان مئة. ولم يكن مَرْضِيًّا في الشَّهادة، ولا في القَضَاء، وهو أوَّلُ مَنْ أفسدَ أوقافَ دِمَشق، وباعَ أكثرَها بالطُّرق الوَاهِيَة. ذكره شيخُنا ابنُ حَجر في "إنبائه"، والمَقْرِيزي في "عقوده". انتهى المراد منه.
وذكره ابنُ عَبدِ الهادي
(1)
.
2065 - (ت 805 هـ): سَلْمان بنُ عبد الحَميد بن محمَّد بن مُبارك، البَغدادِيُّ، الدِّمشِقيُّ، الحَنبلي، العالمُ العلَّامة، الشَّيخ
.
قال السَّخاوي في "الضَّوء"
(2)
: سمعَ ابنَ الخبَّاز، ومحمدَ بن إسماعيل الحَمَوي، والعُرْضي، ومحمَّد بن موسى الشَّقراوي. وحدَّث. سمعَ منه الفُضَلاء، ولقِيَه شيخُنا ابنُ حجر، وغيرُه. وكان عابدًا خَيِّرًا، صُوفِيًّا بالخاتونِيَّة، مستحضرًا للمسائِل الفِقْهِيَّة على طَريقةِ الحنابِلة. ولديه فضائلُ. ماتَ سنةَ خمسٍ وثمان مئة. ذكره شيخُنا ابنُ حَجر، والمَقْريزي. انتهى.
وذكره صَاحبُ مجموعة "الرَّد الوافر"
(3)
، وقال: هو الشَّيخ الإمام، الفَقيه الفاضِلُ، الأديبُ البارعُ، أبو محمَّد سَلْمانُ بن عَبد الحَميد بن محمَّد بن المُبارك، البغدادي، ثم القابوني، الحنبلي، الصُّوفي، ذكره شِهابُ الدِّين ابن حَجِّي في "مُعجم شيُوخه الأعلام". وكان لطيفَ المُحاضَرة. وله شِعرٌ جَيِّد، وحسنُ مُذاكرَة. انتهى.
(1)
الجوهر المنضَّد: 152.
(2)
الضوء اللامع: 3/ 258.
(3)
الرد الوافر: 100.
وذكره ابنُ فهد المَكَّي في "ذيل طَبقاتِ الحُفَّاظ"
(1)
. وغيرُه. وذكره ابنُ عبد الهادِي
(2)
.
2066 - (ت 806 هـ): عليُّ بن عَبدِ اللَّطيف بن أحمد بن محمَّد بن محمد بن عَبد الرَّحمن الحَسَني، الفاسِيُّ، المَكِّي، الحنبلي، نورُ الدِّين، إمامُ مَقام الحنابلة بمكة
.
قال السَّخاوي في "الضَّوء"
(3)
: ولدَ في شوَّال، سَنة اثنتين وسَبعين وسبع مئة، قبلَ موتِ أبيه بيَسير واستَقرَّ عِوَضَهُ في الإمامة المشار إليها، ونابَ عنهُ فيها عَمُّه الشَّريفُ أبو الفَتح الفاسِيُّ، سنينَ، إلى أن تأهَّل، فباشَر بنفسه حتَّى مات في جُمادى الآخرة، سنة ستٍّ وثمان مِئة، بزَبِيد من بلاد اليَمَن، ودُفن بمَقابِرِها. وكانَ قد سَمعَ على النشاوري، وابن صديق، وغيرهما واشتغل بالعلم معَ خَير كَثير. ذكره الفاسِيُّ في "تاريخ مكَّة". انتهى.
2067 - (ت 806 هـ): محمَّد بنُ محمد بن عَبد القادر اليُونيني البَعْلِي
.
ذكره ابنُ عَبد الهَادِي
(4)
، وقال: توفي سنة ست وثمان مئة.
2068 - (ت 806 هـ): الشَّيخُ الكَبير، والوليُّ الشَّهيرُ، العارفُ بالله تعالى، الشيخُ أبو بكر بن داود، الصَّالحي، الحَنبليُّ المَسلَك، المُخلِص، الفَقيه المَتين
.
قال ابنُ العماد
(5)
: قال ابنُ حَجِّي: كانَ مَعدودًا في الصَّالحين، وهو على طَريقَةِ السُّنَّة، وله زاوِيَة حَسَنة بسَفْح قاسِيُون، فوقَ جامِع الحَنابِلَة، وله إلمامٌ بِالعِلم. ماتَ في سَابعِ عشري رمضان، سَنة سِتٍّ وثَمان مئة. انتهى. ودُفِنَ بِحوشِ تُربَتهِ من جِهَةِ الشَّمال، قريبًا من الطَّريق. قالَ الشَّيخُ إبراهيمُ الأحدب في
(1)
ذيل طبقات الحفاظ: 218.
(2)
الجوهر المنضَّد: 44.
(3)
الضوء اللامع: 5/ 244.
(4)
الجوهر المنضد: 124.
(5)
شذرات الذهب: 7/ 58.
"ثَبْتِه": والدُّعاءُ عندَ قَبره مُستجاب، له تصانيفُ نافعةٌ دالَّةٌ على فِقْههِ وعِلمهِ وبَرَكَتِهِ. لَهُ مَغارَةٌ في زاويَتِه، انقطَعَ عن الخَلْق فيها. انتهى.
وذكره السَّخاوي في"الضَّوء اللامع"
(1)
: كَعادَتِه، وحاصِلُ ما قالَهُ: هو أبو بَكر بن داود تقيُّ الدِّين، أبو الصَّفاء، الدَّمشقي، الصَّالحي، الحنبلي، والد عبد الرحمن، ويُعرف بابنِ داود. صَحِبَ جماعةٌ، منهم الشِّهابُ أحمد بنُ العَلاء أبي الحَسن، الأُرْمَوِيُّ الصَّالِحِي، ولَقِيَ بأَخَرة الشِّهابَ ابن الناصح، والبِسطَامي، وحجَّ، وزارَ بَيْتَ المَقدس. سمعَ منهُ ولَدُه بطَرابُلُسَ، سَنة خمسٍ وثمانِ مئة. وتسلَّك به غيرُ واحد، وأنشأ زاويَة حَسَنة بالسَّفْح فوقَ جامِع الحَنابِلَة، وتواتَر عنهُ كُرامات، معَ إلمامِهِ بالعِلم، واتِّباعه للسُّنَّة. مات في سابع عشر رمَضان، سَنة ستًّ وثمان مئة. انتهى.
قلتُ: قولُ الأحدَب: إنَّ الدُّعاء عندَ قَبرِه مُستجاب، فيه نظر، وليسَ قبرُه أو قبر غَيرهِ مَوضِعَ دُعاء واستِجابَة، بَل لا يَجوزَ قَصدُها للدُّعاءِ عِندَها، وهَذِه مُبالغةٌ أوقعَ المُؤَرِّخون والقَبُورِيُّون العامَّة في الشِّركِ بسَببِها، فنسأل الله العافِية.
وللمُترجَم مُصنَّفاتٌ كَثيرة، ذكرَ ابنُ العِماد، والسَّخاوي منها:"قاعِدَة في السَّفر"، و"الوَصِية النَّاصِحَة"، لم يُسبَق إلى مِثلها، و"النصِّيحة الصَّالحة"، و"أدب المريد والمراد".
وقالَ في "إيضاح المَكنون"
(2)
، و"هديَّة العارفين"
(3)
: له "الإغفال" في غَريب الحَديث. و"الدُّرُّ المُنتقى المرفوع في أوراد اليوم والليلة والأُسبوع" رتَّبه لأصحابِه في مُجلَّد، ثُمَّ شرحَهُ ولدُه عبدُ الرَّحَمن، وسمَّاهُ "تُحفة العُبَّاد".
2069 - (ت 806 هـ): عبدُ الصَّادق بنُ محمَّد، الحنبلي، الدِّمشقي
.
قال ابنُ العِماد
(4)
: كانَ من أصحابِ ابنِ المُنجَّا. وَليَ قضاءَ طَرابُلُس،
(1)
الضوء اللامع: 11/ 31.
(2)
إيضاح المكنون: 1/ 51.
(3)
هدية العارفين: 5/ 236.
(4)
شذرات الذهب: 7/ 58.
فشكرت سيرَتُه. وقَدِمَ دمشقَ، فتزوَّج بنتَ السَّلاوي زوجَة مَخدومِهِ تقيِّ الدِّين بنِ المنجَّا وسَعى في قضاءِ دِمشق. وتوفِّي في المحرَّم، سَنة سِتِّ وثمانِ مئة، سَقطَ عليه سَقفُ بَيتِهِ فهَلَك تحتَ الرَّدم. انتهى.
وذكره السَّخاوي في "الضَّوء"
(1)
. بنحوه وقال: ذكره ابنُ حَجر في "إنبائه". وذكره ابنُ عَبد الهادِي
(2)
.
2070 - (ت 806 هـ): عليُّ بن خَليل بن عليِّ بن أحمد بن عَبد الله، الحِكْرِيُّ، المِصريّ، الفَقيه الحَنبلي، العالِمُ العلَّامة، الواعِظ، قاضي القُضاة، أبو الحَسن
.
قال ابنُ العماد
(3)
: ولدَ سنةَ تسعٍ وعشرين وسبع مئة. واشتغلَ في الحَديثِ والفِقه، وَوَليَ القَضاءَ بالدِّيار المِصرَّية بعد عَزْلِ القاضِي مُوفق الدِّين في جُمادى الآخِرَةَ، سنةَ اثنتينِ وثمانِ مئة. وقَدِمَ مَعَ السُّلطانِ النَّاصِر الفرج إِلى دمشق وكان يجلسُ بمحراب الحَنابلة يَعظ النَّاسَ. وكانت مُدَّةُ وِلايَتهِ للقَضاء خمسَةَ أشهرٍ. واستمرَ معزولًا إلى أَن مات تاسع المحرَّم، سَنة سِتٍّ وثمانِ مئة. انتهى.
وذكره السَّخاوي في "الضَّوءِ"
(4)
بما حاصِلُه: اشتَغلَ بالفِقه، والحديث، وعِدَّةِ فُنون. وتكلَّم على النَّاس بالأزهر وكانَ لهُ قَبولٌ، ونابَ في الحُكْم، ثمَّ استقلَّ بالقَضاء، في جُمادى الآخِرَة، سَنة اثنتين وثمانِ مئة بعد صَرْفِ المُوفَّق أحمد بن نَصر الله، ثمَّ صُرف في ذي الحجَّة منها بموفَّق الدِّين، وعادَ الحِكْرِيُّ إلى حالته الأولى، بل حَصَلَ له مَزيدُ إملاقٍ، ورَكِبَتْهُ ديونٌ، فكانَ أكثر أيامه إما في التَّرسِيم، وإمَّا في الاعتِقاد. وقاسَى أنواعًا من الشِّدَّة، وأرفَدَهُ مَنْ كانَ يعرِفُه من الرُّؤساءِ، فما اشتدَّت خَلَّتُه، وصارَ يَسْتَمْنِحُ بعض النَّاسِ ليحصُلَ له ما يَسدُّ به بعضَ الرَّمَق، إلى أن ماتَ وهو كذلك في المُحرَّم، سَنة سِتٍّ وثمان مئة. قاله
(1)
الضوء اللامع: 4/ 208.
(2)
الجوهر المنضَّد: 67.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 59.
(4)
الضوء اللامع: 5/ 216.
شيخُنا ابنُ حجر في "رَفع الإصر"، وقال في "الإنباء": إنَّه أكثرَ من النُّوَّاب، وسافَرَ مع العَسْكَر في وَقعَةِ تنم، يعني مع النَّاصر فَرَج وزادَ غيرُه: ولم يُعرَف حَنبليٌّ قبلَهُ زادَ على ثلاثةِ نُوَّاب، ومعَ هذا لم تُشكر سِيرَتُه. وذكره المَقْرِيزيُّ في "عقوده"، وقال: رأيتُ خطه في إجازة الجَمال الزَّيتوني، سَنَة إحدى وتسعين وسَبع مئة. انتهى.
وذكره ابنُ فَهْد في "ذَيل طَبقات الحفّاظ"
(1)
، وغيرُه.
وذكره ابن عبد الهادي
(2)
.
2071 - (ت 807 هـ): عبدُ المُنعِم بن سُلَيمان بن دَاوُد، البَغدادِيُّ، ثم المِصرِيُّ، الحنبلي، المُفتي، شَرفُ الدِّين، أبو المَكارِم
.
قال ابنُ العِماد
(3)
: ولدَ ببغدادَ، وقَدِمَ القاهِرةَ وهُو صغير، فحجَّ، وَصَحِبَ القاضي تاجَ الدِّين السُّبكي، وأخاه بهاءَ الدِّين. وتفَّقه على قاضي القُضاة مُوفَّقِ الدِّين، وغيره. وعُيِّنَ لقَضاءِ الحَنابلة بالقاهِرة، فلم يَتِمَّ له ذلك، ودرَّس بمدرسةِ أُمِّ الأشرف شَعْبان، وبالمَنْصُورِيَّة. وَوَلِيَ إفتاءَ دارِ العَدل ولازمَ الفَتوى، وانتَهَتْ إليه رِئاسةُ الحنابِلَة بها. وانقَطَعَ نحوَ عَشرِ سِنين بالجامِعِ الأزهر، يُدرِّسُ ويُفتي، لا يخرُجُ مِنهُ في النَّادِرِ، وأخَذَ عنهُ جماعاتٌ، وأنشدَ قبلَ موتِهِ من نَظْمِهِ.
قَرُب الرَّحيلُ إلى دَيارِ الآخِرَة
…
فاجْعَلْ بِفَضلِكَ خَيْرَ عُمْرِى آخِرَه
وهي سِتَّةُ أبيات، ذكرَها ابنُ العِماد في "الشَّذرات"، ثم قال: تُوفِّي بالقاهِرة، ثامِن عشَر شوَّال، سَنةَ سبعٍ وثمان مئة. انتهى.
وذكره السَّخاوي في "الضوء"
(4)
، وقال: وُلدَ ببغدادَ، واشتغلَ بها في الفِقه وغَيرِه. ثمَّ قَدِمَ القاهِرَة، فاسْتَوطَنَها، وصَحِبَ البُرهانَ بن جماعة في آخَرِين.
(1)
لحظ الألحاظ: 235.
(2)
الجوهر المنضد: 86.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 68.
(4)
الضوء اللامع: 5/ 88، وفيه: عبد المنعم بن داود بن سليمان.
وأخذَ الفِقه أيضًا عن المُوفَّق الحَنبلي، ودرَّس، وأفتى، ووَليَ إفتاءَ دارِ العَدلِ، والتَّدريسَ بالمَنصُورِيَّة، وأمِّ السُّلطَان، والحَسَنيَّة. وتعيَّن للقَضاءِ غيرَ مَرَّة، فلم يَتَّفق. وكان مُنقَطِعًا عَنِ النَّاس، مُشتغلًا بأحوالِ نَفْسه، صَاحِبَ نَوادِر وحَكايات، مَعَ كَياسَةٍ وحِشْمَةٍ، ومُروءة، وحُسنِ شَكْلٍ وَزِيٍّ، وتَواضُعٍ؛ وسكونٍ ووَقار. أخذَ عنهُ جَماعةٌ. وماتَ في ثامِن عَشَر شوَّال، سنةَ سَبعٍ وثمانِ مئة.
وذكره ابن عبد الهادي
(1)
.
2072 - (ت 807 هـ): عيسى بنُ حجَّاج، السَّعدي، المِصْري، الحنبلي، الأَديبُ الفاضِلُ، شرفُ الدِّين، المعروفُ بعُوَيْس العَالية
.
قال ابنُ العماد
(2)
: كانَ فاضِلًا في النَّحْوِ واللُّغة، ولهُ النَّظمُ الرَّاِئقُ، ولَهُ بديعيَّة في مَدْحِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، مطلَعُها:
سَلْ ما حَوى القَلْب في سَلْمَى مِنَ العِبَرِ
…
فَكُلَّما خَطَرَتْ أمسَى عَلى خَطرِ
وله أشياءُ كَثيرة، وسُمِّيَ عُوَيس العالِيَة، لأنَّه كانَ عاليةً في لُعبِ الشَّطْرَنج، وكان يلعَبُ به اسْتِدبارًا، وتُوفِّي في أوائلِ المُحرَّم، سَنةَ سَبعٍ وثمان مئة. قاله العُلَيْمي فى "طبقاته". انتهى.
وذكرَهُ السَّخاوي في "الضَّوء"
(3)
، بما مُلَخَّصهُ: تعانى الأدبَ، وقالَ الشِّعرَ الجَيِّدَ، ومدحَ الأعيانَ، وترقَّى في لُعبِ الشَّطْرَنج، حتى لُقِّب العَالِيَة، بَل كانَ مُستَحْضِرًا لِلُّغةِ. وارتحل إلى الشَّامِ، فلَقِيَ الصَّفَدِيَّ، وسَمِعَ الصَّفِى الحِلِّي، وعَمِلَ بَديعيَّته على طَريقةِ الحِلِّي، لكنَّها على قافِيَة الرَّاء. وذكرَهُ شَيخُنا ابنُ حَجَر في "مُعجمه"، فقال: إنَّه مَهَر في الشِّعر ومَعْرِفَةِ اللُّغَةِ، سَمِعْت منه فوائِدَ، ونوادِرَ. وسمعتُ من نَظْمِهِ الكَثير، ومَدَحَنِي بِعدَّةِ قصائِد. وقال المقْرِيزي: إنَّه قال المَواليا، فمَهَرَ فيها، واشْتَهَر بذلك، فقيل له: الأديب. ثمَّ نظَم الشِّعَر فمهَر
(1)
الجوهر المنضد: 71.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 73.
(3)
الضوء اللامع: 6/ 151.
في فُنونه، وعَرَفَ طَرفًا من اللُّغةِ، وشارك في غيرِهما، ومدحَ الأعيانَ، حدَّثَنا عنهُ الصَّفيُّ الحِلِّي، وقد أخذَ عَنهُ شِعْرَهُ، وعَنِ الصَّلاحِ الصَّفدي، وقَد روى عَنهُ كَثيرًا، وجمعَ شيخُنا المَجدُ إسماعيلُ الحَنَفي شِعرَهُ، وكانَ يُجِلُّه، بل شرحَ بديعيَّته، وكانَ مُستحضِرًا لكثيرٍ منَ اللُّغة، وكانَ شافعيًّا فتحوَّل حنبليًّا. توفِّي في شَعْبان، سنةَ سبعٍ وثمانِ مئة، انتهى.
وذكرَهُ ابنُ فهد المَكِّي في "ذيل طَبقات الحفَّاظ"
(1)
، والزِّرِكْلِيُّ في "الأعلام"
(2)
وغيرُهما. وذكرَ له صاحبُ "هديَّة العارِفين"
(3)
: "بديعيَّتَهُ"، و"ديوانَ شِعرِه"، و"شرح البديعيَّة لوجيه اليمَني". وذكرهُ ابنُ عَبد الهادي
(4)
.
2073 - (ت 808 هـ): مُحمدُ بن أبي بكر، بن إبراهيم، الجَعْبَريُّ، الحَنبلي، العابر، شمسُ الدِّين
.
قال ابنُ العِماد
(5)
: كان يتعاطَى صِناعةَ القَبَّاب، وتنزَّل في دُروسِ الحَنابِلَة، وتنزَّل في سَعيد السُّعَداء، وفاقَ في تَعبير االرُّؤيا. وماتَ في جُمادى الآخِرة، سَنة ثَمانٍ وثمانِ مئة. انتهى.
وذكره السَّخاوي في "الضَّوء"
(6)
، فقال: محمدُ بن أبي بكر بن إسماعِيل بن عَبد الله، شمسُ الدِّين، الجَعْبَرِيُّ، الحَنبلي، القَبَّاني، العَابِر. قال شيخُنا ابنُ حَجَر في "إنبائه"، وقد سمَّى جدَّه فيه إبراهيمَ: كانَ يتعانَى صِناعَة القبَّان، وتنزَّل في دروسِ الحَنابلة، وفي صُوفيَّة سَعيد السُّعَداء، وفاق في تعبير الرؤيا. وماتَ في جُمادى الآخِرَة، سنةَ ثمانٍ وثمانِ مئة. وتَبِعَه المقريزي في "عقوده"، وحكَى عنه من المنامات الَّتي عبَّرها، وأنه دُفِنَ بحوش الصُّوفية. انتهى.
(1)
لحظ الألحاظ: 241.
(2)
الأعلام: 5/ 102.
(3)
هدية العارفين: 1/ 810.
(4)
الجوهر المنضد: 109.
(5)
شذرات الذهب: 7/ 78.
(6)
الضوء اللامع: 7/ 157.
2074 - (ت 808 هـ): شَمسُ الدِّين، محمد الحَنبلي، المَعروفُ بابن المصري
.
قال ابنُ العماد
(1)
: قال ابنُ حجر: كانَ من نُبَهاءِ الحَنابلة، يحفَظُ "المُقنِع"، وهو آخرُ طلبةِ القَاضِي مُوفَّقِ الدِّين موتًا. وكانَ قد تركَ وصارَ يتكَسَّبُ في حانُوتٍ بالصَّاغة. توفِّي سنة ثمانٍ وثمانِ مئة. انتهى.
وذكره السَّخاوِيُّ في "الضَّوء اللَّامع"
(2)
بنحوه.
2075 - (ت 808 هـ): محمَّدُ بن محمَّد بن أحمد بن محمد، الفارِسِيُّ الأَصلِ، المَقْدِسِيُّ، الدِّمشقيُّ، الحنبلي، المعروفُ بابنِ المُهَندِس
.
قالَ السَّخاوِيُّ في "الضَّوء"
(3)
: قالَ شيخُنا ابنُ حَجَر في "إنبائِهِ" هو أخو الشِّهاب، وهذا الأصغر نشأ جَيِّدًا صيِّنًا، وصحبَ الشَّيخَ فَخرَ الدِّين السُّيوفي، وبمكَّة الشَّيخ عبد الله بن سَعد اليافِعي. وكانَتْ له في شَبابِهِ أحوالٌ صالِحة، ثُمَّ باشرَ بعضَ الدَّواوين، وحَصَّل أموالًا، ولم تُحمَدْ سِيرتُه، وكانَ قد سَمِعَ من الميَدُومي، وغَيرِه. وماتَ في شوَّال، سَنةَ ثمانٍ وثمانِ مئة. انتهى.
2076 - (ت 808 هـ): إبراهيمُ بنُ عمر القاهِرِيُّ، الحنبلي، بُرهَانُ الدِّين، المَعروفُ بابنِ الصَّوَّاف
.
قال السَّخاوي في "الضَّوء"
(4)
: أخذَ عن القاضي موفَّقِ الدِّين، وغَيرِه. وفضلَ، ونابَ في الحُكم، ودرَّس. وأخذَ عنهُ ولدُه البَدرُ حَسَن، والشَّمسُ محمَّد الغَزُولي، وآخَرون. وكانَ فقيهًا فاضلًا. ماتَ في عِشري رَمضان، سَنة ثمان وثمانِ مئة. ذكره شيخُنا ابنُ حَجَر في "إنبائه". انتهى.
2077 - (ت 808 هـ): شَمسُ الدِّين محمَّدُ بنُ شَرفِ الدِّين أبي بَكر
بن
(1)
شذرات الذهب: 7/ 80.
(2)
الضوء اللامع: 10/ 107.
(3)
الضوء اللامع: 9/ 43.
(4)
الضوء اللامع: 1/ 115.
محمَّد بن الشِّهاب محمود بن سَلْمان بن فَهْد، الحَلبيُّ، الحَنبلي.
قال ابنُ العماد
(1)
: ولد في شعبان، سَنة أربع وثلاثين وسبع مئة. وحضرَ على البِرْزالي، وأبي بَكر بن قَوَام، وشَمسِ الدِّين بن السَّراج، والعَلمِ سُليمانِ المنشد بطريقِ الحجاز، سنةَ تِسعٍ وثَلاثينَ وسبع مئة. وسمِعَ في سَنةِ ثلاثٍ وأربعينَ من عَبد الرَّحيم بن أبي اليُسر، ويعقوبَ بنِ يعقوب الجَزَرِي، وغَيرِهما. وحدَّث. وكانَ شَكلًا حَسنًا، كامِلَ الثَّغرِ، مُفرِطَ السِّمَن، ثم ضَعُفَ بعدَ الكائِنة العُظْمَى، وتَضَعْضَعَ حالُه بعدَما كانَ مُثرِيًا. وكانَ يُكثِرُ الانجماعَ عنِ النَّاسِ، مُكِبًّا على الإشغالِ بالعِلْم، ودرَّس بالبادرائِيَّة وكانَ كثيرٌ منَ النَّاسِ يعتمدُ عليه لأمانته وعَقْلِه. تُوفِّي في خامسِ عِشْري جُمادى الأولى، سَنة ثمانٍ وثمانِ مئة. وكان أبوه مُوَقِّعَ الدَّسْتِ بدمَشق، وكانَ قد وَليَ قبل ذلك كتابَة السِّر. انتهى.
وذكره صاحِبُ "السُّحُبُ الوابِلَة"
(2)
بمثله. نقلًا عن "الإنباء" لابن حَجَر، وزادَ: توفِّي عن أربعٍ وسَبعين سَنة ونصفًا. انتهى.
2078 - (ت 809 هـ): أحمدُ بن عَبدِ الله العَجَمِيُّ، الحَنبلي، أحدُ الفُضَلاء الأذكِيَاء، شِهابُ الدِّين
.
قال ابن العماد
(3)
: قال ابنُ حَجَر: أخَذَ عن كثير من شيُوخِنَا، ومَهَر في العَربيَّة والأصول، وقرأ في عُلومِ الحَديث، ولازمَ الإشغَالَ في الفُنون. ماتَ سنةَ تِسعٍ وثمانِ مئة، عن ثلاثين سَنة، بالطَّاعُون، في شَهرِ رمضانَ بالقاهِرَة. انتهى.
وذكره السَّخاوي في "الضَّوء"
(4)
، فقال: أحمدُ بنُ عبدَ الله الشِّهاب العَجمي، الحَنبلي. قال: شيخُنا ابنُ حَجَر في "الإنباء": هُو أحدُ الفُضَلاءِ الأذكياءِ، أخذَ عن شُيوخِنا، ومَهَر في العَربيَّةِ والأصولِ، وقرأ في علومِ الحَديث، ولازمَ الإقراءَ والاشْغالَ في الفُنون. وماتَ عن ثلاثينَ سَنة بالطَّاعون،
(1)
شذرات الذهب: 7/ 78.
(2)
السحب الوابلة: 2/ 900.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 81.
(4)
الضوء اللامع: 1/ 372.
في رمضان، سنةَ تسعٍ وثمانِ مئة. انتهى.
2079 - (ت 809 هـ): محمَّد بنُ مَعَالي بنِ عُمَر بن عَبد العَزيز بن سند، شَمسُ الدِّين، الحرَّاني، الحَلبي، الحنبلي، المعروفُ بابنِ مَعَالي
.
قالَ السَّخاوي في "الضَّوء"
(1)
: وُلدَ سنةَ اثنتينِ وأربعين وسَبع مِئة تقريبًا. واشتغَلَ قليلًا وتنبَّه، وكانَ يُذاكِرُ بأشياءَ. وسمعَ من أحمدَ بنِ الجوخى، وابن أُمَيْلة والصَّلاحِ بن أبي عُمر، ومحمود بنِ خَلِيفَة، وغَيرِهم. وسكنَ القاهِرَةَ زمنًا، وأكثرَ الحَجَّ والمُجاورَةَ. قال شيخُنا ابنُ حَجر: لقيتُه بالقاهِرَةِ، وسَمِعْتُ منهُ بالمَدينة. وماتَ سَنة تِسعٍ وثمانِ مئة، في شَهرِ ذي القَعْدَة بمكَّة. انتهى.
وذكرُه ابنُ العماد في "الشذرات"
(2)
، نحوَ ما هُنا.
2080 - (ت 810 هـ): أبو بَكر بنُ أحمد بنِ عَبد الرَّحمن بن عبد الله، فَخرُ الدِّين، الدِّمشقيُّ، ثم المَدَنيُّ، الحنبلي، المعروفُ بالشَّامِي
.
قالَ السَّخاوِيُّ في "الضَّوء"
(3)
: سمعَ على الصَّلاح بن أبي عُمَر، وابنِ أُمَيْلة، والعِز ابن جَماعَة القَاضِي، والفَخْر عُثمان النُّويرى. ذكرَهُ شيخُنا ابنُ حَجَر في "إنبائه"، وقال: كانَ خَيِّرًا ديِّنًا، اشتغلَ كثيرًا، وتيقَّظَ، وسَمِعَ من بعضِ أصحابِ الفَخْر، ونابَ في الحُكم. وأكثرَ التَّوجُّه إلى الشَّامِ ومِصرَ، ماتَ في المُحرَّم، سنة عَشرٍ وثمان مئة، عَن سِتِّينَ سَنة. وقد أسرعَ به الشَّيبُ جِدًّا. وذكَرهُ الفَاسِيُّ في "ذيله"، فقال: وكانت لَهُ نَباهَةٌ في الفقهِ. تفقَّه بالمَدينةِ بالزَّين المَراغِيِّ، وأخذَ عن غَيرِهِ بمصر والشَّام. ونابَ في الحُكم بالمَدينةِ عَنِ الزَّينِ عبدِ الرَّحمنِ الفَارَسْكُوري أشهُرًا قليلة. وكانَ فيه خَيرٌ، وَدين، وأدَبٌ، ومُذاكَرةٌ حَسَنة. ماتَ بالمَدينةِ، ودُفِنَ بالبَقيع. انتهى.
2081 - (ت 811 هـ): أحمدُ بنُ عبد الله بن الحَسَن بن طوغان
بن
(1)
الضوء اللامع: 10/ 51.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 87.
(3)
الضوء اللامع: 11/ 19.
عبد الله، الأَوْحَدِيُّ، المُقرِئ، الفَقيهُ الحنبلي، شهابُ الدِّين.
قال ابنُ العِماد
(1)
: وُلدَ في المُحرَّم، سَنةَ إحدى وسِتِّينَ وسبع مئة. وقرأَ بالسَّبع على التَّقِيِّ البَغدادِيِّ، ولازمَ الشَّيخَ فخرَ الدِّين البِلبيسِيَّ. قال ابنُ حَجَر: وسمعَ مَعِي مِنْ بَعضِ المَشايخ: وكانَ لَهِجًا بالتَّارِيخ، وكتبَ مُسَوَّدة كَبيرةً لِخِطَطِ مِصْرَ والقاهِرَة، وبيَّضَ بعْضَه، وأفادَ فيه وأجاد، ولهُ نظمٌ كَثيرٌ. وتوفِّي في تاسع عشر جُمادى الآخِرة، سَنةَ إحدى عَشْرةَ وثمانِ مئة. انتهى.
وذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء اللَّامِع"
(2)
، بما مُلَخَّصُه: قال المَقرِيزيُّ: كانَ ضابِطًا مُتقِنًا، ذاكِرًا لكثيرٍ من القراآت وتَوجيهِهَا وعِلَلِها، حافظًا لكثيرِ من التَّاريخ، لا سيَّما أخبارِ المِصرِيِّين، فإنَّه لا يكادُ يشذُّ عَنهُ من أخبار مُلوكِها، وخُلفائِها، وأُمرائها، وقِلَعِ حُروبها، وخِطَطِ دُورِهَا، وتراجمِ أَعيانِها، إلَّا اليَسيرَ، معَ معرِفةِ النَّحْوِ، والعَروضِ، والنَّظمِ الحَسَن، والحِفْظِ لِلفِقْه، والمحبَّةِ لطَريقِ اللهِ. ماتَ في تاسع عشَر جُمادى الأولى، سَنةَ إحدَى عَشْرةَ وثمانِ مئة. انتهى.
وذكرهُ في "حُسِن المُحاضرة"
(3)
، وذكر له تَصانيفَ، منها:"خِطَطُ مِصرَ والقاهِرَة"، المتقدِّم، وهو في مُجلَّدات. و"ديوان شعره"، و"عيونُ الحقائق في الأدبِ الرائق".
2082 - (ت 811 هـ): أحمدُ بن محمَّد بن ناصِر بن علي، الكِنَانِيُّ، المكي، الحَنبلي
.
قال ابنُ العِماد
(4)
: ولدَ قبل الخمسين وسبع مئة. ورحَلَ إلى الشَّامِ، فسَمِعَ من ابنِ قوالح، وابنِ أُمَيْلَة بدمشقَ، ومن بَعضِ أصحابِ ابنِ مُزَيْز بحَماة، وتفقَّه. وكانَ خَيِّرًا فاضِلًا، جاورَ بمكَّة، فحصَل له مَرَضُ العقدة، فعجزَ عن المَشْيِ حتَّى ماتَ سنةَ إحدى عَشْرة وثمانِ مئة. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 7/ 89.
(2)
الضوء اللامع: 1/ 358.
(3)
حسن المحاضرة: 1/ 556.
(4)
شذرات الذهب: 7/ 90.
وذكرَهُ السَّخاوي في "الضَّوء"
(1)
، وقال: وُلدَ بمكَّة، وسمعَ بها من العِزِّ بن جَمَاعةَ، والفَخرِ النُّوَيري، والكَمالِ بنِ حَبيب، والجَمالِ بن عَبد المُعطِي، والنشاوري، وغَيرِهم. وارتَحَلَ، فسمعَ بدمشقَ ابنَ أُمَيْلَة، وابنَ قوالح، وبحماةَ بعضَ أصحابِ ابنِ مُزَيْز، وبحلَبَ من جَماعة، سَنةَ سَبعين وسَبع مئة. وبالقاهِرَة. والإسْكَنْدِريَّة.
قالَ شيخُنا ابنُ حَجَر: كانَ خيِّرًا فاضلًا، وكذا قالَ ابنُ خَطيب النَّاصِرِيَّة. وكانَتْ لديه فَضيلَةٌ، وفيه خَيرٌ. وحدَّث باليَسير. قال الفَاسِيُّ: ماتَ في رمَضانَ، سَنةَ اثنتي عَشرةَ وثمانِ مئة، ودُفِنَ بالمَعْلاةِ، عن سِتِّينَ سَنَة أو أزيد. روى عنهُ ابنُ فَهْد، وأرَّخه في سَنةِ اثنتي عَشرةَ وثمانِ مئة. وأمَّا شيخُنا ابنُ حَجَر، وابنُ خَطيب النَّاصِريَّة، فقالا: سَنة إحدى عَشْرَةَ وثمانِ مئة. انتهى.
2083 - (ت 811 هـ): محمَّدُ بن موسَى بنِ محمَّد بن محمود، بَدرُ الدِّين ابن شرف الدين بن شَمس الدِّين ابن شِهاب الدِّين، الحَنبلي
.
قال السَّخاوي في "الضوء"
(2)
: قال شيخُنا ابنُ حَجر في "الإنباء": وُلدَ سنةَ سَبعين وسَبع مئة تقريبًا. ووَليَ وكالةَ بَيتِ المَال، ثم كتابَة السِّرِّ بدمشقَ يَسيرًا، ثم نظرَ الجَيش، وكانَ كثيرَ التَّخليطِ والهُجوم على المُعضِلات، معَ كَرَم النفسِ، ورِقَّةِ الدِّين. ماتَ في صَفِّر، سَنةَ إحدى عشرةَ وثمان مئة.
وذكره أيضًا في "الإنباء"
(3)
، وأرَّخه سَنة اثنتي عشرة وثمانِ مئة. انتهى.
- (ت 812 هـ): أحمدُ بن محمَّد بن ناصر الكِنَانِيُّ، تقدَّم قريبًا، سنةَ إحدى عَشرةَ وثمانِ مئة. [انظر: 2082].
- (ت 812 هـ): محمدُ بن مُوسى بن محمَّد بن محمود، تقدَّم قريبًا، سنةَ إحدى عشرةَ وثمانِ مئة. [انظر: 2083].
(1)
الضوء اللامع: 2/ 209.
(2)
الضوء اللامع: 10/ 63.
(3)
إنباء الغمر: 6/ 132، 195.
2084 - (ت 812 هـ): نَصر الله بنُ أحمد بن محمَّد بن عُمر التُسْتَرِيُّ، البَغدادِيُّ، الحنبلي، نزيلُ القاهِرَة، جَلالُ الدِّين، أبو الفَتح
.
ذَكَرَهُ الشَّوكانِيُّ في "البَدر الطَّالع"
(1)
، فقال: وُلِدَ سنةَ ثلاثٍ وثلاثينَ وسبع مئة ببغدادَ. وأخذَ عن محمدِ بن السَّقَّاء، والبَدرِ الإِرْبلِيِّ، والشَّمسِ الكرمانِي. وأكثرَ منَ الاشتغالِ بالحَديث، ووَلِيَ التَّدريس بالمُسْتَنْصِرِيَّة، والمُجاهِدِيَّة. وقَدِمَ دمشقَ لمَّا شاعَ قُدومُ تَيْمور إليها، فبالَغُوا في إكرامِهِ، ثُم قَدِمَ القاهِرَة، فاستقرَّ في تدريس الحَديثِ بِها. وتصدَّى للتدَّريسِ والإفتَاءِ. وكانَ مُقَتَدِرًا على النَّظْمِ والنَّثر. قال ابنُ حَجَر: اجتمعتُ به واستَفدْتُ مِنهُ، وسَمِعْتُ من إنشائه وقد حدَّث "بجَامعِ المَسانيد" لابن الجَزَري. وصنَّفَ في الفِقه، وأصُوله. وماتَ في عِشري صَفَر، سَنةَ اثنتي عَشرة وثمانِ مئة. انتهى.
وذكره ابنُ العِماد
(2)
، فقال: وُلدَ في حُدود الثَّلاثين وسبع مئة، وماتَ أبوه وهُوَ صَغير، فرَّباهُ الشَّيخُ الصَّالحُ أحمد السَّقَّاء، وأقرأه القرآن، واشْتغلَ بالفِقه، فمهرَ، وسمعَ الحَديثَ من جَمالِ الدِّين الخضري، وكَمالِ الدِّين الأَنْبارِي، وآخرين، وقرأ الأُصولَ على بدرِ الدِّين الإِرْبِلِيِّ. وأخذَ عن الكَرْمَانِيِّ شارِحِ البُخارِي شرحَ العضد على ابنِ الحاجِب وباشرَ عِدَّةَ مدارِس ببغدادَ، وذكَّر ببغدادَ، وانتفعَ به النَّاسُ، وخرَجَ لمَّا قصَدَهُ اللَّنك، فوصلَ إلى الشَّام، فبالغوا في إكرامه، ثمَّ قدمَ القاهِرَةَ، وتقرَّرَ في تَدريسِ الحَنابِلَة بمدرسة الظَّاهر بَرْقُوق. وحدَّثَ بالقاهِرَة "بجامعِ المَسَانِيد" لابن الجَزَرِيِّ. وتوفِّي في عِشري صَفَر، سَنةَ اثنتي عَشْرَة وثمانِ مئة. انتهى.
وله تصانِيفُ في الفِقه والأُصول، وغيرِ ذلك، منها:"نَظْمُ الوجيز في الفقه"، تزيد على سبعةِ آلاف بَيْت، وقيلَ: ستَّة آلاف بيت. وقد ذكرَ صاحبُ "الإنصاف" أنها من جُملة الكُتب التي نقلَ منها في "إنصافه". و"نظمُ أرجُوزة في الفرائض" في مئة بيت، جَيِّدة في بابها. و"نظمُ غَريبِ القُرآن"، و"مُختصر
(1)
البدر الطالع: 2/ 316.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 99.
ابنِ الحاجِب"، و"مَدائح نَبَوِيَّة"، وقال في "إيضاح المكنون"
(1)
، و"هديَّةُ العارِفين"
(2)
: له حاشية على "تَنقيح الزَّرْكَشي في الفُروع"، "حاشِية على فُروع ابنِ مُفلح"، و"شرحُ مُنتهى السُّول والأَمَل في عِلْمِي الأصولِ والجَدَل"، لابنِ الحاجِب، وغيرها.
وذكر له الزِّرِكْلِي
(3)
: "مُختصَر النُّقود والرَّدود" مخطوط، والأصلُ لمحمد بن يوسُف الكومانيِّ.
2085 - (ت 813 هـ): مُحمد بن محمَّد الشَّوَبكي، الحنبلي، شَمسُ الدِّين
.
ذكره ابنُ العماد
(4)
، فقال: قَدِمَ دمشقَ، وتفقَّه بها، وتولَّى وظائف وخطَابَة. وتوفِّي في المحرم، سَنة ثلاثَ عشرةَ وثمان مئة. انتهى.
- (ت 813 هـ): علي بن محمَّد بن إبراهيم، الجَعْفَرِيُّ. [انظر: 2099].
ذكره الزِّرِكْلي
(5)
بهذا العام، وهُوَ خطأ، وسيأتي سَنَة ثمانِ عَشْرة وثمان مئة.
- (ت 814 هـ): إبراهيمُ بن عَبدِ الوَاحد بن عليِّ بن سرور، المَقْدِسِيُّ، العِمادِيُّ، الحَنبلي، أبو إسحاق، عمادُ الدِّين. [انظر: 1083].
ذكره في "مُعجَم المؤلِّفين"
(6)
، وقال: فقيهٌ، عالمٌ بالقرآن، والنَّحْوِ، والفَرائِضِ وُلدَ بجمَّاعِيل. وقَدِمَ إلى دِمشقَ، ودخلَ بغدادَ، صنَّف كتابَ "الفروق
(1)
إيضاح المكنون: 2/ 572.
(2)
هدية العارفين: 2/ 493.
(3)
الأعلام: 8/ 30.
(4)
شذرات الذهب: 7/ 104.
(5)
الأعلام: 5/ 7.
(6)
معجم المؤلفين: 1/ 56، وقد تقدم برقم (1083)، وفيات (614)، وأورده المؤلف رحمه الله أيضًا هنا في هامش الكتاب، حيث تابع فيه صاحبَ "معجم المؤلفين"، إلا أنه أعقبه بقوله: يراجع.
في المسَائِل الفقهية". توفي سنة 814.
2086 - (ت 814 هـ): محمد بنُ عليِّ بن عُمرَ البَغدادي، الحنبلي، شمسُ الدِّين، الزَّعيم، نَزيلُ دِمشقَ
.
ذكرَهُ السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(1)
، وقال: ولدَ سَنةَ بضعٍ وخمسين وسَبع مِئة ببغداد، وكُفَّ بَصرُه، وجَالَ البِلادَ كاليَمَن، والهِنْد، والحِجَاز، والقاهِرَة، وماتَ بها في ذى الحجة. سَنَة أربع عشرة وثمان مئة. وكانت لَديه فَضائِلٌ. وذكرهُ المَقْرِيزيُّ في "عُقوده"، وحَكى عنهُ حَكايات. انتهى.
2087 - (ت 814 هـ): أحمدُ بن عَليِّ بن أحمد بن مُحمَّد بن سُلَيمان بن حَمزَة. الحَنبلي، شهابُ الدِّين بنُ فَخر الدِّين، الصَّالِحيُّ، الخطيبُ بالجامع المُظَفَّري
.
ذكرَهُ السَّخاوي في "الضوء"
(2)
، وقال: ذكرَهُ شيخُنا ابنُ حَجَر في "إنبائه"، وأرَّخَهُ فقال: تُوفِّي سَنة أربع عشرةَ وثمان مئة، ولم يُتَرجِمْه.
2088 - (ت 814 هـ): أحمدُ بن محمَّد بن مُفلِح بن مُفرِّج، الرَّامِيْني، ثم الدِّمشقي، الصَّالحي، الحَنبلي، شِهَابُ الدِّين أخو الشَّيخ تقي الدِّين
.
قال ابنُ العماد
(3)
: وُلدَ سَنةَ أربع وخمسين وسبع مئة. واشتَغَل على أخيه الشَّيخِ بُرهانِ الدِّين، وغَيرِهِ. وحصَّل ودأب، وأجازَ له جدُّه قاضي القُضاة جَمالُ الدِّين المَرْداوِيُّ، وقاضِي القُضاة شَرفُ الدِّين بن قاضي الجَبَل. ونابَ في الحُكم بدمشقَ مُدَّة، ثمَّ ترك ذلك، وأقبلَ على الله تعالى. وكانَ فَقيهًا، صَالِحًا مُتَعبِّدًا. تُوفِّي بالصَّالِحيَّة، سنة أربع عشرةَ وثمان مئة، وصُلِّي عليه بالجامع المظفري، ودُفِنَ بالرَّوضة، عندَ رِجْلَي والدَتِه. انتهى.
(1)
الضوء اللامع: 8/ 201.
(2)
الضوء اللامع: 2/ 9.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 106.
وذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(1)
بترجمةٍ حَسَنة منها: قال شيخُنا ابنُ حجر: ولد سنة أربعٍ وخمسينَ وسبع مئة. واشتَغَل قليلًا، وسمعَ من جَماعةٍ، ثم انحرَفَ، وسلَكَ طَريقَ المُتصوِّفَة والسَّماعات. مات سنة أربعَ عَشرةَ وثمان مئة. انتهى.
2089 - (ت 814 هـ): شَمسُ الدِّين محمَّدُ بن الحَنبلي، شَاهِدُ القَيِّمة
.
قال السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(2)
: كانَ من كِبارِ الحَنابلة وقُدَمائِهم، مَعَ الوَرَع وقِلَّةِ الكَلام، وكَوْنِهِ على سَمْتِ السَّلفِ الصَّالح. مات في رابعِ رَبيع الأَوَّل سَنة أربعَ عشرة وثمان مئة، وقد بلغَ سَبعينَ سَنة. ذكرَهُ شَيخُنا ابنُ حَجر في "إنبائِهِ". انتهى.
2090 - (ت 815 هـ): عبدُ الله بنُ محمَّد بنِ تقيَّ الدِّين، قاضي الشَّام، عزُّ الدِّين، الدِّمشقي، الحَنبلي
.
قال السَّخاويّ في "الضَّوء"
(3)
: درَّسَ بعدَ أبيه فلم يَنْجُب، ثُمَّ وَلِيَ القَضاءَ بعدَ الفِتنةِ بطَرابُلس، وماتَ في شَهْرِ رَمضانَ، سَنة خمسَ عشرَة وثمانِ مئة. انتهى.
وذكره ابن عبد الهادي
(4)
.
2091 - (ت 815 هـ): محمدُ بنُ محمَّد بن محمد بن عليَّ بن أحمد، البَعْلَبَكِّي، الحنبلي، جَمالُ الدِّين، المعروف بابن اليُونَانِيَّة
.
قال ابنُ العِمادَ
(5)
: وُلِدَ أوَّلَ سَنةِ اثنتين وخَمسين وسَبع مئة وسَمع الحَديثَ، وقرأ، ودرَّسَ وأفتى، وشاركَ في الفَضائِل، وكانَ عارِفًا بأخبارِ أهلِ
(1)
الضوء اللامع: 2/ 207.
(2)
الضوء اللامع: 10/ 104.
(3)
الضوء اللامع: 5/ 68.
(4)
الجوهر المنضَّد: 75.
(5)
شذرات الذهب: 7/ 113.
بَلَدِهِ. تُوفِّي سَنة خمسَ عشرةَ وثمانِ مئة. انتهى.
وذكره السَّخاويّ في "الضَّوء"
(1)
، فقال: محمدُ بن محمدِ بن عليِّ بن أحمد بن محمد، كَمالُ الدِّين بن بَدرِ الدِّين، البَعْلِيُّ الحَنبلي، يُعَرفُ بابن اليُونَانِيَّة. وُلدَ ثاني عَشَرَ رَبيع الأوَّل، سَنَةَ اثنتينِ وخَمسينَ وسَبعِ مِئة. وأُحضِرَ على بشرِ بن إبراهيمَ البَعِليَّ في الرَّابِعَة، وأجازَ له في سَنةِ سَبْعٍ وخمسينَ وسَبعِ مئة العُرْضِيُّ،، وابنُ نُبَاتَه، والعَلائِيُّ، والبَيَانِيُّ، وابنُ القَيِّم الجُوخي، وآخَرون. وَحَّدث، سمعَ من الفُضَلاء كابن مُوسى، والمُوَفَّق الآبي، وذَلكَ في سَنةِ خمسَ عشرةَ وثمانِ مئة. ذكرَهُ شيخُنا ابنُ حَجَر في "معجمه"، وقال: أجازَ لنا من بَعْلَبَكَّ.
وكذا ذكرَهُ في "الإنباء"، لكن بزِيادَةِ مُحمَّد ثالِث، والصَّحِيحُ إسقاطُه. وقالَ: سمعِ وقرأ، وأفتى، وشاركَ في الفَضائِل، مَعَ المعرفةِ بأخبارِ أهلِ بَلَدِهِ. ماتَ سَنَة خمسَ عشرةَ وثمان مئة. انتهى.
2092 - (ت 815 هـ): رُقَيَّة بنتُ العَفيفِ عبدِ السَّلام بنِ محمَّد بن مزرُوع المَدَنِيَّة الحَنبلية
.
ذكرَها السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(2)
، وقال: قال شَيخُنا ابنُ حجر في "الإنباء": حدَّثتْ بالإجازَةِ عن شُيوخِ مِصَر والشَّام كالختني، وابنِ المِصْرِي، والمِزِّي، والبَنْدَنِيْجِي، وغَيرِهم. وماتَتْ سنةَ خمسَ عشرة وثمانِ مئة، عن سَبعٍ وثمانين سَنة. انتهى.
وذكَرها ابنُ العماد
(3)
بنحوه. وذكرَها ابنُ فَهد
(4)
، وقال: رُقَيّةَ بنتُ يَحيى بنِ العَفيف.
2093 - (ت 815 هـ): آي ملك ابنةُ إبراهيمَ بنِ خَليل بنِ عَبد الله
بن
(1)
الضوء اللامع: 9/ 145.
(2)
الضوء اللامع: 12/ 36.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 110.
(4)
لحظ الألحاظ: 246.
محمود بن تمام، أُمُّ الخير ابنةُ البُرهَان، البَعْلِيَّة، ثم الدِّمشقيَّة، الحنبلية، تُعرَفُ بابنةِ الشَّرائِحيَّ.
ذكرَها السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(1)
، فقال: سمعَتْ من ابنِ أبي أُمَيْلَة، ومَنْ بَعدهُ، بحيث سمِعَتْ من شَيخِنا إبنِ حَجَرَ، والجَمَالِ يُوسفَ ابن الصَّيرَفيِّ، وأجازَ لها ابن الجُوَخِي، وابن الشِّيرَجيِّ، والصَّلاحُ بنُ أبي عُمر، وآخرون. وحدَّثتْ. سمعَ منها الفُضَلاءُ كابنِ مُوسى، والآبي، وشيخنا ابن حَجَر، وذكرَها في "إنبائه". وماتَتْ سَنَة خمسَ عشرةَ وثمانِ مئة. انتهى.
وذكرَها ابنُ فهد المكَّي في "لحظِ الألحاظ
(2)
"، فقال الملك ابنةُ إبراهيمَ بنِ خَليل بنِ محمُود، وعُرِفَ والدُها بالشَّرائِحيِّ. تُوفِّيت بدمشقَ، في شَهْر ربيع الثَّاني، سنةَ خمس عشرةَ وثمان مئة. انتهى.
2094 - (ت 816 هـ): أحمدُ بنُ أبي بَكْر بنِ يُوسُف بن عَبد القادِر بنِ يُوسُفَ بنِ خَليل بن مَسعُود، الخلِيليُّ، ثم الدِّمشقِيُّ، شِهابُ الدِّين
.
قال السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(3)
: وُلدَ سنةَ سِتًّ أو سَبعٍ وثَلاثينَ وسَبع مئة. وسمعَ والدَه، وأبا محمَّد ابنَ القَيِّم، وأحمد بن عَبدِ الهادِي، وأبا الهول الجزريَّ، وآخَرين. وحدَّث. وسمِعَ مِنه الفُضَلاءُ، وكانَ إمامًا عالمًا، عَدلًا. ماتَ في ثامِن عَشَر المُحرَّم، سَنةَ ستَّ عشرة وثمانِ مئة. انتهى.
2095 - (ت 816 هـ): أحمدُ بن عَبد القادرِ بن محمَّد بنِ الفَخْر عبدِ الرَّحمن بن يوسُفَ بن عَبد الرَّحمن، البَعْلِيُّ، الحنبلي
، ذكرهُ السَّخاوِيُّ في "الضَّوء"
(4)
، فقال: وُلدَ سنةَ اثنتين وثَلاثين وسَبع مئة، وسمعَ على المِزِّي، والجَزَريِّ، وحدَّث. سمعَ منهُ شيخُنا ابنُ حَجر، وذكرهُ في "معجمه، وابنُ خَطِيب النَّاصِرِيَّة، وآخَرون. وقال المَقريزيُّ: توفِّي بعدَ سَنةِ خمس عشرةَ وثمانِ
(1)
الضوء اللامع: 12/ 11.
(2)
لحظ الألحاظ: 246.
(3)
الضوء اللامع: 1/ 264.
(4)
الضوء اللامع: 1/ 352.
مئة. انتهى.
2096 - (ت 816 هـ): عائِشةُ بنتُ محمَّدِ بن عَبد الهادِي بنِ عبد الحَميد بن عبد الهادي بن يوسُف بن محمد بن بن قُدامة المَقدِسيِّ الأصل أبوها، الصَّالِحِيَّة، الحنبليَّة المذهب، المُحدِّثةُ، مُحدثةُ دِمشقَ
.
قال ابنُ العماد
(1)
: وُلدَتْ سَنَة ثلاثٍ وعشرينَ وسَبع مئة. وحَضَرتْ في أوائل الرَّابعة من عُمرها جميعَ "صحيح البُخاري" على مُسندِ الآفاقِ الحجَّار. وروَتْ عن خلقٍ، ورَوى عنها الحافِظُ ابنُ حَجَر، وقرأ عليها كُتبًا عَديدةٌ، وكانَتْ في آَخِر عُمرِها سندَ أهلِ زمانها، مُكثرةً سماعًا وشيوخًا، قاله العُلَيمي في "طبقات الحنابلة"، وتوفِّيتْ في إِحدى الرَّبيعَيْن، سَنة سِتَّ عشرةَ وثمانِ مئة. ودُفِنَتْ بالصَّالِحيَّة. قال ابنُ حَجَر: تفرَّدت بالسَّماع من الحجَّار، ومن جَماعة. وسمعَ منها الرَّحالة، فأكثروا عنها. وكانَت سهلةً في الإسماعِ، سَهلة الجانِب، ومن العَجبِ أنَّ سِتَّ الوُزراءِ، كانَتْ آخِرَ من حدَّثَتْ عن ابن الزبيدي بالسَّماع، ثم كانت عائشة آخِرَ من حدَّثتْ عن صاحِبِهِ الحجَّار بالسَّماع، وبينَ وفاتَيهما مئةُ سَنة. انتهى.
وذكرها ابنُ فهد المكي في "لحظ الألحاظ"
(2)
، وقال: وفي سَنة سِتَّ عشرةَ وثمانِ مئة تُوفَّيت أمُّ عبدَ الله عَائشةُ بنتُ محمَّد بنتُ محمَّد بن عبد الهادي الصَّالِحِيَّة، ولها ثلاثٌ وتِسعونَ سَنة. انتهى. ولها مشيخة ذكرها "معجم المؤلفين"
(3)
.
2097 - (ت 817 هـ): جمالُ الدِّين عبدُ الله بنُ عَلاءِ الدِّين عليِّ بن محمَّد بنِ عليَّ بن عبد الله، الكِنَانِيُّ، العَسقلانيُّ، الحنبلي، المعروفُ بالجُنْدِيِّ، سِبطُ أبي الحَرَم بن القَلَانِسِيّ
.
(1)
شذرات الذهب: 7/ 120 - 121.
(2)
لحظ الألحاظ: 251.
(3)
معجم المؤلفين: 5/ 56.
قالَ ابنُ العِماد
(1)
: وُلِدَ سنةَ خمسين وسَبع مئة، وأُحضِرَ على المَيْدُوميِّ، وسَمِعَ من الاتقوي والعُرْضِيِّ. وألبَسَه المَيْدُوميُّ خِرْقةَ التَّصوُّف. وحدَّثَ باليَسير في آخِر عُمره، وأحبَّ الرَّواية، وأكثروا عَنه، وكانَ ذا سَمْتٍ حَسن، ودِيانَةٍ، ونادِرَةٍ حَسَنة، ويتكَلمُ في مسائِلِ الفِقه. وسمعَ منهُ ابنُ حَجر جُزءًا من حَديثِ أبي الشَّيخ بسَمَاعِهِ على جَدِّه أبي الحَرَم القَلانِسِيِّ بِسَنَدِهِ. وقرأَ عليه سُباعِيَّات مؤنِسَة خاتون بنتِ المَلكِ العادِل، بسَماعَهِ على جَدِّه أيضًا عنها سَماعًا. وتوفِّي في القاهِرَةِ، سَنةَ سَبعَ عشرَة وثمان مئة. انتهى.
وذكرَهُ السَّخاوي في "الضَّوء"
(2)
بما مُلَخَّصُه: عبدُ الله بنُ علي بن محمد بن عَلي بن عَبد الله بن أبي الفَتح الجَمَال بن العَلاء، الكِنَانِي، العَسْقَلانِيُّ، القَاهِريُّ، الحنبلي، سِبطُ أبي الحَرَمِ القَلَانِسِي الجندي. وُلدَ مُستهَلَّ المُحرَّم، سَنة إحدى وخَمسين وسبع مئة، وسمع، وحدَّث بالمُسنَد لإمامِهِ غيرَ مَرَّة. ورَوى عنهُ خَلقٌ، منهمُ ابنُ شيخِنَا ابن حَجر، والآبي. وكانَ ذا سَمْتٍ حَسَن، وديانَةٍ وعِبَادَة. وعلى ذهنه مَسائلُ فِقهيَّة، ونوادرُ حَسنة. ووصَفَهُ ابنُ موسَى بالشَّيخِ الفَقيه، الإمام العَالِم الأَوْحَد، المُحدِّثِ المُسنِد، الرِّحلَة. ماتَ في سَحَرَ يَومِ السَّبت، مُنتصف جُمادى الثَّانية، سَنة سَبعَ عَشرةَ وثمانِ مئة. انتهى.
وذكره ابنُ عَبد الهادِي
(3)
.
2098 - (ت 817 هـ): أحمدُ بن أحمد بنِ عَليَّ بن أبي بَكْر بن أيوب بن عَبد الرَّحيم بن محمَّد بن عَبد المَلِك بن درباس، فَخرُ الدِّين، أبو إسحاق المازاني، الكُردِي، القاهِري، الحَنبلي، المعروفُ بابنِ دِرْباس
.
قال السَّخاوي في "الضَّوء"
(4)
، قال شيخُنا ابنُ حَجَر في "مُعجمه": نبيهٌ، سَمِعَ من بعضِ شُيوخِنا، وأكثرَ عنِّي. انتهى. قال السَّخاوي: كانَ يَقِظًا، وجمعَ
(1)
شذرات الذهب: 7/ 125.
(2)
الضوء اللامع: 5/ 34 - 35.
(3)
الجوهر المنضد: 76.
(4)
الضوء اللامع: 1/ 216
أشياءَ حسنةً، ولم يزَلْ مُكِبًّا على الإشغالِ والطَّلب، وكِتابةِ الحَديثِ، معَ الخَيرِ والدِّين والعِبادَةِ إلى أن ماتَ، في المُحرَّم، سَنةَ سبعَ عَشْرَةَ وثمان مئة، ولم يتكَهَّل ولم يتأهَّل. وذكَرهُ المَقْرِيزيُّ في "عقوده". انتهى.
وله مُصنَّفاتٌ، منها: كتاب "في آل بَيْت بَني دِرْباس"، وكتاب:"في آل بَيت بني العَجَمي"، و"مُختصَرُ التَّبصِرَة" لابن الجَوْزِيِّ، في الوَعْظِ بزيادات.
2099 - (ت 818 هـ): علي بن محمَّد بن العَفيف، النَابُلُسِيُّ، الحَنبلي، عَلاءُ الدَّين، أبو الحَسَن
.
قال ابنُ العِماد
(1)
: ولدَ سنةَ اثنتَيْنِ وسِتَّين وسَبع مئة. ووَلِيَ قضاءَ نابُلُس. قال العُلَيمي في "طَبقاتِهِ": كان من أئمَّةِ الحَديث، وهو من مَشايخ شَيخِنا شَيخِ الإسلام تَقي الدَّين القلقشندي. تُوفَّي بنابُلُسَ، سنَةَ ثمان عشرةَ وثمان مئة. انتهى.
وذكره السَّخاوي في "الضوء"
(2)
، بما مُلخصهُ: ولدَ. كما كتبَه بخطِّه. سنةَ اثنتين وخَمسينَ وسَبعِ مئة. وسمعَ على المَيْدوميِّ، وصَفِيَّة ابنةِ عَبد الحَليم الحَنبلية، سَنة خَمسٍ وسَبعين وسَبع مئة، وأبي الحسن عليَّ بن أحمد بن إِسماعيل الفوي، سَنةَ تسعٍ وسَبعين وسَبع مئة، وأبي حَفص بن أُمَيْلَة. وحدَّث. لقِيَهُ شَيخُنا ابنُ حجرَ في رحلتِهِ، فسَمِعَ عليهِ. وكَذَا سَمِعَ عليه شيخُنا القَلْقَشَنْدِي، وآخرُ ما سَمِعَهُ منه سَنة تسعٍ وثمانِ مئة. انتهى.
وذكره الزَّرِكْليُّ في "الأعلام"
(3)
، نَقلًا عن "السُّحُبُ الوَابِلة"، وأرَّخَ وفاتَه سنةَ ثلاثَ عَشْرَة وثمانِ مئة، وهُوَ غَلَط، والصَّحيحُ ما أثبتناهُ. وذكر أنه فاضلٌ له شِعر ومُصَنَّفات، منها:"رشْفُ المُدام في وَصْف الحَمَام"، قال السَّخاوي: نقلَ فيه عن ابنِ رَجَب، ووَصَفهُ شيخنا، فكأنَّه أخذَ عنهُ الفِقه. و"كَشفُ القِناع في
(1)
شذرات الذهب: 7/ 133.
(2)
الضوء اللامع: 5/ 279.
(3)
الأعلام: 5/ 7.
وَصْفِ الوَداع"، أو "توزيعُ المَكروب في تَوديعِ المحَبُوب" في الوَداع، جَمَعَ فيه ما وقفَ عليه منَ الأشعار الَّتي في الوداع، يكون في نصف مُجلَّد. وذكرَ له في "هدَّية العارِفين" كتاب "أسئلة وأجوبة".
2100 - (ت 818 هـ): محمَّد بن أحمد بن عَبد الرَّحمن بنِ عليِّ بن أبي بكر بن أحمد، الرِّيْمِيُّ الأَصل، المَكِّي الحَنبلي
.
ذكره السَّخاوي في "الضوء"
(1)
، وقال: سمعَ مِنِّي ومِن غَيري. انتهى.
ولم يذكر تاريخَ وَفاتِهِ. وذكرَهُ جارُ الله المَكِّي في "ذيله على الضَّوء"، وقال: له نَظمٌ ونَثْر، وتوفِّي رابعَ ربيعِ الأوَّل، سنة ثمان عشرةَ وثمانِ مئة. انتهى.
2101 - (ت 818 هـ): عُثمانُ بن محمَّد، الشُّغْرِيُّ، الحَنبلي
.
ذكره السَّخاوي في "الضَّوء"
(2)
، وقال: قال شيخُنا ابن حَجر: هو فاضِلٌ في فُنون، يقولُ الشِّعر الحسنَ. سمعْتُ من نظمِهِ وهو بالشيخونِيَّة مَرثيَّة في السَّراجِ البُلْقِيني، وهَجا الكَمالَ بن العديم، ثمَّ نزحَ إلى بلادِ الرُّوم، وماتَ هُناك، قبل العِشرين وثَمانِ مئة. انتهى.
2102 - (ت 819 هـ): عبدُ الرَّحمن بن سُليمان بن عَبد الرَّحمن بن محمَّد بن سُلَيمان بن حَمزة، المَقْدِسيُّ، الصَّالِحي، الحنبلي، المُسند
.
قال ابنُ العماد
(3)
: قال ابنُ حجر: هُوَ من بَيتٍ كَبير. وُلدَ في ذي الحجة، سنة إحدى وأربَعين وسَبع مئة. وسَمِعَ من عَبدِ الرَّحمن بن إِبراهيم بن عَليِّ بن بَقاء المُلقِّن، وأحمد بن عَبد الحَميد بن عَبد الهادِي، وغيرِهما. وحدَّث، ومات بالصَّالحيَّة، سَنة تِسعَ عشرةَ وثمان مائة، انتهى.
(1)
الضوء اللامع: 6/ 318.
(2)
الضوء اللامع: 5/ 143.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 136.
وذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(1)
بما حاصِلُه: سمع أيضًا من المُوفَّقِ أحمد بن عبد الحَميد بن غشم، وحدَّث. وسَمِعَ منه الفُضَلاءُ كابن مُوسى، وابنِ حَجَر، والمُوَفَّق الآبِيّ. وقال شيخُنا ابنُ حَجر: أجازَ لي، وليس عندَهُ من المَسموع على قدر سِنَّه. ماتَ سنةَ تِسْعَ عَشرةَ وثمان مئة وتَبِعَه المَقْرِيزي في "عقوده". انتهى.
وذكره ابنُ فَهد المكَّي في "ذيل طبقات الحُفَّاظ"
(2)
، وأرَّخ وفَاتَه مثل ما هُنا.
2103 - (ت 819 هـ): محمدُ بن محمد الكُوم رِيشي، تاجُ الدِّين بنُ شَمس الدَّين، الحَنبلي، نقيبُ دروس الحَنابلة
.
قال السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(3)
: قال ابنُ حجر في "إنبائه": مات في ربيع الأوَّل، سنةَ تسعَ عشرةَ وثمانِ مئة ولم يبلُغْ الخَمسين سَنة، مَطعونًا. وكانَ موصُوفًا بحُسن المُعامَلَة. انتهى.
2104 - (ت 819 هـ): عبدُ الكَرِيم بنُ ابراهيمَ بن أحمدَ، كريم الدِّين، المِصرِيُّ، الكُتبِيُّ، الحَنبلي
.
قال السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(4)
: قالَ شيخُنا ابنُ حَجَر في "إنبائه": كانَ من خِيارِ النَّاسِ في فنِّه، فيه نَفعٌ للطَّلبة، فإنَّه كان يَشتَري الكُتبَ الكَثيرة، وخُصوصًا العَتيقَة، ويَبيعُ لمَنْ رامَ منه الشَّراء من الطَّلبَة برأسِ مالِهِ، مع فائده يُعيَّنُها له، ويشتَرطُ له أنَّه متى رامَ بيعَهُ، يدفَعُ لهُ رأسَ مالِهِ خاصَّة، فكان الطَّالِبُ يَنتفِعُ بذلك الكِتاب دهرًا، ثمَّ يأتي به إلى السُّوق، فإن تجاوزَ الثَّمن الذي اشتراه به باعَه، وإلَّا أحضَرَهُ إليه، فدفع له رأسَ مالِهِ. وكانَ مأذونًا له بالحُكم، ولكِن لا يتصدَّى له، بل لا يَحكُم إلَّا في النَّادِر. ولَهُ وِردٌ وقيامٌ في اللَّيل. ماتَ في
(1)
الضوء اللامع: 4/ 82.
(2)
لحظ الألحاظ: 266.
(3)
الضوء اللامع: 10/ 36.
(4)
الضوء اللامع: 4/ 305.
حادِي عَشرة ذي القَعْدة، سَنة تسعَ عشرةَ وثمان مئة.
2105 - (ت 819 هـ): محمَّدُ بن محمَّدِ بن محمد بن عبد الدَّائِم، الباهِي، الحنبلي
.
قال ابنُ العماد
(1)
: برعَ في الفُنون، وتقرَّر مُدرِّسًا للحَنابلة في مَدرسَةِ جمالِ الدَّين برَحْبَة بابِ العِيد. وكانَ عاقلًا صينًا، كثيرَ التأدُّبِ. توفَّي ليلَة الجُمعة، رابع عِشري رَبيع الأول، سَنة تسعَ عشرَة وثمانِ مئة بالطَّاعون، عن بِضْعٍ وثلاثين. انتهى.
وذكره السَّخاوي في "الضَّوء"
(2)
، فقال: محمَّدُ بن محمَّدِ بن مُحمد بن محمد بن عَبد الدَّائِم، فتحُ الدِّين، أو نجمُ الدِّين، أبو الفتح بن النجم القُرشِيُّ، البَاهِيُّ، القاهِريُّ، الحَنبلي. ذكره شيخُنا ابنُ حَجَر في "إنبائه" فقال: برعَ في الفُنونِ، واستقر في تَدريس الحنابلة بالجَماليَّة برَحْبَةِ العِيد. وكانَ فاضِلًا، صينًا، عَاقِلًا كثيرَ التَّأدُّب، تامَّ الفَضِيلةَ. ماتَ ليلةَ الجُمعة، رابع عَشَر ربيع الأوَّل، سنةَ تسعَ عشرةَ وثَمانِ مئة بالطَّاعون، عن بضعٍ وثلاثينَ سَنة. انتهى.
وذكره ابنُ فَهد في "لحظ الألحاظ"
(3)
، وأرَّخ وفاتَه مثلَ ما هُنا.
قلتُ: الباهِي: نسبَّة إلى باهى من كُورَة بوش بصَعيد مِصر. قالَه الدَّاودي في "ذيل اللَّب".
2106 - (ت 820 هـ): إبراهيمُ بنُ خالدِ بن سُلَيمان، الداراني، الخَلِيلِيُّ، الحنبلي، بُرهانُ الدَّين، المعروفُ بابنِ خالِد
.
ذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(4)
، فقال: سمعَ من المَيدُومي "المُسلسَل"، و"جزء البطاقة"، وغَيرَهما. وحدَّث. وسمعَ منه الفُضَلَاءُ كالجَمالِ بنِ مُوسى
(1)
شذرات الذهب: 7/ 142.
(2)
الضوء اللامع: 9/ 284.
(3)
لحظ الألحاظ: 267.
(4)
الضوء اللامع: 1/ 43.
المَرَّاكُشِيَّ، وشيخنا المُوفَّق الآبي. وذكرَهُ شيخُنا ابنُ حَجر في "معجمه"، وقال: أجازَ لبنتي رابِعَة. وماتَ في حُدود سَنة عشرين وثمانِ مِئة.
وذكره ابنُ فهد في "لحظ الألحاظ"، وفي "معجمه"، وأرَّخ فيهما وفاتَه سَنة عشرين وثمان مئة.
2107 - (ت 820 هـ): أحمدُ بن محمَّد البرنقي، الحنبلي
.
قال السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(1)
، قال شيخُنا ابنُ حجر: هو أحدُ فُضَلاء الحَنابلة. اشتغلَ قليلًا ونابَ في الحُكم، وكان خَيِّرًا، صالحًا، كثيرَ التِّلاوة. وجاورَ بمكَّةَ ثلاثينَ سَنة، وتفرَّغ للعِبادة على اختلافِ أنواعِها وأَضَرَّ في آخِر عُمره. وماتَ بمكَّة سَنة عِشرين وثمانِ مئة، وقيل: سَنة تسعَ عَشرَة وثمان مئة. انتهى. وذكره النَّجم ابنُ فَهد، فقال: أحمدُ البَرْنقيُّ، الدِّمشقِي، ثم المكِّي، الشَّيخُ الصَّالحُ، العابدُ النَّاسِكُ الزَّاهدُ، إلى أن قال: ماتَ سَنة إحدى وعشرينَ وثمانِ مئة. انتهى.
2108 - (ت 820 هـ): فَرَّاج الكِفْل الحَنبلي
.
قال ابنُ العِماد
(2)
: قالَ العُلَيْمي في "طَبقات الحنابلة": هُوَ الشَّيخُ الإمامُ، العالمُ الفَقيهُ. تُوفِّي سنةَ عشرين وثَمانِ مئة. انتهى.
2109 - (ت 820 هـ): محمدُ بن عَليَّ بن عبد الرَّحمن بن محمَّد، المَقْدِسِيُّ، الصَّالحي، الخَطيبُ، الشَّيخُ العالِمُ، العلَّامةُ، خَطيبُ الجامِع المُظَفَّري، وابنُ خَطِيبه، قاضي القُضاة، عزُّ الدَّين الحَنبلي، ابن بَهاءِ الدِّين
.
قال ابنُ العِمادِ
(3)
: ولِد سنةَ أربعٍ وسِتَّين وسَبْع مئة، وحَفِظَ "المُقْنِعَ"، وسمعَ الحَديثَ، وبرعَ في الفِقه والحَديث. وأخذَ عن ابنِ رَجَب، وابنِ المُحِبِّ، وكانَ له نَظمٌ رائِقٌ. وباشرَ القَضاءَ، وحَجَّ، وأكثرَ المُجاورَةَ بمكَّة، ودرَّس بدار
(1)
الضوء اللامع: 2/ 220.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 146.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 147.
الحَديث الأشرَفيَّة بالجَبل. وكانَ في آخِرِه عينَ الحَنابِلة. تُوفِّي ليلةَ الأحَد مَغرِبَها، سَابع عِشري ذي القَعدة، سَنة عِشرين وثمانِ مئة. انتهى.
وذكرَهُ السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(1)
بما مُلَخَّصُهُ: أُحضِر في الثَّالِثة على سِتِّ العَرَب، حَفيدةِ الفَخر. وعُنيَ بالعِلم، وحَفِظَ "المُقنِعَ"، وأخذَ عن ابنِ رَجَب، وابنِ المُحِبِّ. ومهَر في الفِقه والحَديث. ودرَّس بدارِ الحَديث الأشرَفيَّة بالجَبَل، ونابَ في القَضَاء عن صِهرِهِ الشَّمسِ النَّابُلُسِي. ثمَّ استقلَّ به، ثم عُزِلَ بابن عُبادَة، ثُم أُعيد بعد مَوته، فلم تَطُل مُدَّتهُ، بَل ماتَ عن قُرب، في ذي القَعْدة، سَنة عِشرين وثمان مئة. ودُفِنَ بالسَّفح، وكانَ ذكيًّا فَصيحًا، يُذاكِر بأشياءَ حَسنة، وينظُم الشَّعر. انتهى.
وذكره ابنُ الشَطَّي في "مُختصره"
(2)
، وغيرُه. وله مُصنَّفات، ذكرَ ابنُ العِماد منها: النَّظمُ المُفيد الأحمد في مُفردات الإمام أحمد"، واقتَرحَ عليه صَاحبُ مجَدِ الدِّين عملَ مُؤلَّف على نَمطِ "عُنوان الشَّرف" لابن المُقِري، فعمل قطعةً نظمًا، أوَّلها:
أشارَ المَجدُ مُكْمَتِلُ المَعانِي
…
بأَنْ أحذو على حَذْوِ اليَمَاني
وذكر صاحبُ "إيضاح المكنون"
(3)
، أنَّه شرحَ "المُقنع"، فقال: وشرح "المُقنع" لابن قُدامة أيضًا عِزَّ الدِّين مُحمَّدُ بنُ علي بنِ عَبد الرَّحمن المَقدِسي، ثم الدِّمشقي، الحَنبليُّ، خَطيبُ المُظفر، قاضِي الحَنابِلة بالشَّام، المُتوفَّى سنة عِشرين وثمانِ مئة. انتهى.
وذكره ابنُ عَبد الهادي
(4)
.
2110 - (ت 820 هـ): محمَّدُ بن محمد بن عُبادة، السَّعدي، الأنصَاري، الحنبلي، قاضي القُضاة، شمسُ الدِّين، أبو عَبد الله
.
(1)
الضوء اللامع: 8/ 187.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 73.
(3)
إيضاح المكنون: 2/ 548.
(4)
الجوهر المنضَّد: 114.
قال ابنُ العماد
(1)
: أخذَ عن ابنِ رَجَب، وابن اللَّحام، وكانَ فَردًا في زَمنِهِ في مَعرفةِ الوَقائِع والحَوادِثِ، واستقلَّ بقضَاء دمَشق، بعدَ وفاةِ ابنِ المُنَّجا، وكانَتْ وظيفةُ القَضاء دُولًا بينهُ وبينَ القاضِي عزِّ الدِّين ناظم "المُفردات"، إلى أن لَحِقَ بالله، ليلةَ خامسِ رَجَب، سنَة عِشرين وثمانِ مِئة، ولَهُ خَمْسون سَنة. انتهى.
وذكره السَّخاوي في "الضَّوء"
(2)
، فقال بعد عُبادَة: ابن عَبد الغَني بن مَنصور، شَمسُ الدِّين، الحرَّاني الأصل، الدَّمشقيُّ، الصَّالحي، الحنبلي، يُعرَفُ بابنِ عُبادَة. ذكَرهُ شيخُنا ابنُ حَجر في "إنبائه"، فقال: اشتغلَ كثيرًا، وأخذَ عن الزَّينِ بنِ رَجَب، ثمَّ عن صاحِبه ابن اللَّحام، وكانَ ذهنُه جَيِّدًا، وخَطُّه حَسنًا، وكذا شَكله، معَ البَشَاشَةِ وحُسن المُلتَقى. ثمَّ تَعانَى الشَّهادةَ، فمهَر فيها، وصارَ عينَ أهلِ البلَد في معرفةِ المكاتيب. مع حُسنِ خَطَّه، ومعرفتِهِ، وآلَ أمرُه إلى أن وَليَ القضَاء، فلم تُحمَد سِيرتُه، وكانَ مَعَ ذلِك عَرِيًّا عن تعصُّب الحنابِلة في العَقيدة. ماتَ في رَجَب، سنةَ عشرينَ وثمانِ مئة، وله سَبعٌ وخَمسُونَ سنة، وقَد غلب عليه الشَّيبُ. انتهى.
- داود بن سليمان بن عبد الله الموصلي. [انظر: 2187].
ذكره ابن عبد الهادي
(3)
وقال: توفي بعد العشرين وثمان مئة.
2111 - (ت 821 هـ): عبد الله بن إبراهيمَ بنِ أحمد. الحرَّاني، الحَلَبيُّ، الحنبلي
.
قال ابنُ العِماد
(4)
: كانَ يُذكَر أنه مِن ذُرِّية ابن أبي عَصْرون، وكانَ شافِعيَّ المَذهبَ في الأَصل، ووَليَ قَضاءَ الثَّغر شافِعيًّا. وكانت لهُ وظائِفُ في الشَّافِعيَّة، ثمَّ انتقلَ إلى مَذهبِ أحمد، ووَلي قضاء الحَنابِلَة بحلَب. قال القَاضِي علاءُ الدِّين في "تاريخ حلب": كانَ حسنَ السِّيرة، وَليَ القَضاءَ، ثُم صُرِف، ثمَّ أُعيد مِرارًا،
(1)
شذرات الذهب: 7/ 148.
(2)
الضوء اللامع: 9/ 88.
(3)
الجوهر المنضد: 38 وسيأتي برقم 2187 وفيات (844).
(4)
شذرات الذهب: 7/ 151.
ثم صُرِفَ قبلَ موتِهِ بعشرةِ أشهر، فماتَ في شَعبان، سَنة إحدَى وعِشرينَ وثمانِ مئة. انتهى.
وذكره السَّخاوي في "الضوء"
(1)
. بنحوه، ثم قال: ذكرَهُ ابنُ حَجر في "إنبائه"، وقال: توفِّي عن نَحْوِ سِتٍّ وسِتِّين سَنة، ودُفِن بتُربةِ الأَذْرَعي، رحمه الله.
2112 - (ت 821 هـ): محمَّدُ بنُ علي بنِ مَحمود، شَمس الدِّين بنُ تاجِ الدِّين بنِ نَجم الدِّين، العمري الكِيلاني، الحنبلي
.
ذكره السَّخاوي في "الضوء"
(2)
، وقال: سمعَ على شيخِنا ابنِ حَجَر، وقرأ علَيه، ووَصَفَه بالعالِم. انتهى.
وذكرَه ابنُ العِماد
(3)
فقال: غياثُ الدِّين، محمدُ بن عليِّ بن نَجم الكِيْلَاني، التَّاجِر. وُلدَ في حُدود سَنةِ سَبعين وسبع مئة. وكانَ أبوه من أعيانِ التُّجار، فنشأ ولدُه هذا في عِزٍّ ونِعمة طَائِلَة، ثم شغله أبوه بالعِلم بحيثُ كانَ يشتري له الكِتابَ الواحدَ بمئة دينار وأزيَد، ويُعطي مُعَلِّميه فيُفرِط، فمهَر في أيامٍ قلائِل، واشْتَهَرَ بالفَضْل، ونشأ مُتعاظِمًا، ثم لمّا ماتَ أبوه التهى عن العِلم بالتِّجارة، وتنقَّلَتْ به الأَحوالُ، فصَعِدَ وهَبَط، وغَرِقَ وسَلِمَ، وزادَ ونقَص، إلى أن تزوَّجَ جاريةً مِن جَواري النَّاصِر، يُقالُ لها سَمراء، فهامَ بها، وأتلفَ علَيها مالَهُ ورُوحَه، وطلَّق لأجلِها زَوجَتَه ابنةَ عمِّه، وأفرَطَتْ هِي في بُغضِهِ، إلى أن قيل: إنَّها سَمَّته، فسَقَتْهُ سُمًّا، فتعلَّل مُدَّة، ولم يَزَل بها حتَّى فارقَها، فتدلَّه عقلُه من حُبِّها إلى أن ماتَ وَلَهًا بِها، ويُحكَى أنَّها تزوَّجَتْ بعدَه رَجُلًا من العَوام، فأذاقَها الهَوَانَ فأحبَّته وأبغَضَها، عكسَ ما جرَى لها معَ غياثِ الدِّين، ويُحكى أنَّها زارَتْه في مَرَضِهِ، واسْتَحلَلَتْه، فحالَلَها من شِدَّة حُبِّه لَهَا، ومن شِعرِه فيها:
سَلُوا سَمراءَ عن حَربي وحُزني
…
وعَنْ جَفْنٍ حَكَى هَطَّال مُزْنِ
(1)
الضوء اللامع: 5/ 2.
(2)
الضوء اللامع: 8/ 218.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 151.
إلى أن قال:
سَأشكُوهَا إلى رَبًّ رَحيمٍ
…
لِيَعفُو في الهَوى عَنْها وَعنِّي
قال ابنُ حجر: وهذا آخِرُ مَنْ عرفنَا خَبره من المُتَيَّمين. ماتَ في سابع عَشر شَوَّال سنةَ إحدى وعِشْرين وثمانِ مئة. انتهى.
2113 - (ت 822 هـ): علمُ الدِّين أبو الرَّبيع سُلَيمانُ بنُ نَجمِ الدِّين فرج ابن سُلَيمان الحجي، الحنبلي ابن المُنجا
.
قال ابنُ العِماد
(1)
: ولدَ سنةَ سَبعٍ وسِتِّين وسَبع مِئة، واشتغلَ على ابنِ الطَّحَّان، وغَيرِه. ورحلَ إلى مِصرَ، فأخَذَ عن ابنِ المُلقن وغَيرِهِ، ثم عادَ بعدَ فِتنةِ اللنك، فنابَ في القَضاءِ، وشاركَ في الفقهِ وغيرِه. واشتغلَ وأشغلَ النَّاس بالجامِع الأُموِيَّ، وبمدرسةِ أبي عُمر. وتوفِّي في رَبيعِ الآخِر، سَنةَ اثنتينِ وعشرينَ وثمانِ مئة. انتهى.
وذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(2)
، فقال: سُليمان بنُ فَرَجِ بن سُلَيْمان، عَلَمُ الدِّين، أبو الرَّبيع بنُ نَجم الدِّينِ بن المُنجَّا، الحُجَيْني، الحَنبلي، وُلدَ سنةَ سَبعٍ وسِتِّين وسَبع مئة، واشتغلَ على ابنِ الطَّحان وغيرِه. وارتحلَ إلى مِصرَ، فأخذ عن ابنِ المُلَقِّن، وغَيرِهِ. ثمَّ عَادَ بعدَ فِتنةِ اللنك، فنابَ في القَضاء، وشاركَ في الفِقه وغيرِه. وأشغلَ بالجامِع، ودرَّس بمدرسة أبي عمر، وكانَ قصيرَ العِبَارة مُتَساهِلًا في أحكَامِهِ. ماتَ في رَبيعِ الآخِر سنة اثنتينِ وعِشْرينَ وثمان مئة. قاله شيخُنا ابنُ حَجَر في "إنبائه". انتهى.
2114 - (ت 822 هـ): محمدُ بن عَبد الماجِد بن عَليِّ، شمسُ الدِّين، القَاهِرِيُّ، الحنبلي، ابنُ أُختِ المُحِبَّ ابنِ هشَام، يُعرَفُ بالعُجَيمي
.
ذكره في "السُّحبِ الوَابِلَة"
(3)
، وقال: قالَ في "الضَّوء": ذكرَهُ شيخُنا
(1)
شذرات الذهب: 7/ 155.
(2)
الضوء اللامع: 3/ 269.
(3)
السحب الوابلة: 3/ 990.
ابنُ حَجَر في "إنبائه"، وقال: أخذَ عن خالِهِ المُحِبِّ، ومهرَ في الفِقه، والأُصول، والعَربيَّةِ: ولازمَ العَلاء البُخاري لمَّا قَدِم القاهِرَة، وكذا لازمَ الدَّمامِينيَّ، وكانَ كثيرَ الأدبِ، بالغًا في العَربيَّة، مُلازمًا لِلعِبَادة، وَقُورًا، ساكِنًا. مات في عِشري شعبان، سَنةَ اثنتَينِ وعِشرينَ وثمانِ مئة. ودُفنَ بالصُّوفيَّة، وكانَتْ جَنازتُه حاِفِلةً. انتهى.
وذكره ابنُ العماد
(1)
بنحوه.
2115 - (ت 824 هـ): إبراهيم بنُ محمَّدِ بن البُرهَان، أبو إسحاق، الهاشِميُّ، الجَعفَرِيُّ، الحنبلي، النَّابُلُسي، العطَّار
.
ذكره السَّخاوِيُّ في "الضَّوء"
(2)
، وقال: يُعرف بابنِ العَفِيف. وُلدَ سنةَ أربعين وسبع مئة. وسمعَ على العَلائي، وابن الخبَّاز، والمَيْدومي، وغَيرِهم. وحدَّث. سمعَ منه الأئمة كشَيخِنَا الحافظِ ابن حَجَر، والتَّقيِّ القَلْقَشَندِي. توفِّي بِنَابُلُسَ، سَنةَ أربع وعِشرينَ وثمانِ مئة. انتهى.
2116 - (ت 824 هـ): عبدُ القادِرِ بنُ إبراهيمَ بن محمَّد بن إبراهيم بن عَبد الله بنِ يوسُف، صَلاحُ الدِّين بنُ زكيِّ الدِّين، الأُرْمَوِيُّ، ثم الدِّمشقِي، الصَّالحي، الحنبلي
.
ذكره السَّخاوي في "الضَّوء"
(3)
، فقال: ولد سنةَ ثلاثينَ وسبع مئة، وأُحضِر علَى جَدِّه لأمِّه، وزَينَب بنتِ الكَمال، والمِزِّى، البرْزَالي، ومحمَّد بن أحمد بن تمَّام، وأبي بَكر محمد بن الرَّضِيِّ، ومحمَّد بن يوسُف، والغَسُولي، ومحمد بن أبي بَكْر بن عَبد الدائم، في آخرين. وحدَّث بالكَثير. قرأ عَليه شَيخُنا ابنُ حَجر، وابنُ مُوسى والمَرَّاكُشِيُّ، والشِّهابُ ابنُ زَيد، وغيرُهم. وعُمِّر، وتفرَّد، وكانَ من بَيْتِ خَيرٍ وصَلاحٍ وعِلم. مات في سَنةِ أربعٍ وعِشرينَ وثمان مئة. وذكرهُ المَقْرِيزيُّ في "عقوده". انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 7/ 157.
(2)
الضوء اللامع: 1/ 125.
(3)
الضوء اللامع: 4/ 261.
2117 - (ت 825 هـ): صَدرُ الدِّين أبو بَكر بنُ تَقيِّ الدِّين إبراهيم بن محمَّد بن مُفلح المَقْدسيُّ الأصل، ثم الدِّمشقيُّ، الحَنبلي
.
قال ابنُ العماد
(1)
: ولدَ سنة ثمانين وسَبع مئة. وتفقَّه قليلًا، واستَنابَهُ أبوه وهُوَ صَغير، واستنكَر النَّاسُ مِنهُ ذلك، ثمَّ نابَ لابنِ عُبادة، وشرعَ في عملِ المواعيدِ بجامعِ الأُمَوِيِّ. وشاعَ اسمُه، وراجَ بينَ العَوام، وكان على ذِهنِه كثيرٌ من التَّفسيرِ والأحاديثِ والحَكايات، مع حُضورٍ شَديد في الفِقه، ووَليَ القضَاءَ استقلالًا، في شَوَّال، سنة سَبعَ عشرةَ وثمانِ مئة. فباشرَ خمسةَ أشهر، ثم عزل، وتوفَّي في جُمادى الآخِرَة، سنة خَمسٍ وعشرين وثمانِ مئة. انتهى.
وذكره السَّخاويَّ في "الضَّوء"
(2)
بنحوه، وقال: ذكره شيخُنا ابنُ حَجَر في "إنبائه"، وقال غيره: إنَّه ربَّما كتبَ على الفَتاوى مع ما بيَدِه من مَدارِس الحَنابِلة. ماتَ يومَ الخَميس، سنةَ خمسٍ وعشرين وثمان مئة، وقد جاوز الأربعين. انتهى.
2118 - (ت 825 هـ): شمسُ الدِّين محمَّدُ بنُ عَليِّ بن أحمد الزَّراتِيتِيُّ، الحَنبلي، المُقرِئ، إمام الظَّاهِرِيَّة البَرقُوقِيَّة
.
قال ابنُ العِماد
(3)
: ولد سَنةَ سبع وأربعينَ وسَبع مئة، وعني بالقِراآتِ، ورحلَ فيها إلى دمشقَ وحلبَ، وأخذ عن المشايخ، واشتهر بالدِّين والخَيرة. قال ابنُ حجر: سمعَ مَعنا الكثيرَ، وسمعتُ منه شيئًا يَسيرًا، ثمَّ أقَبلَ على الطَّلبة بآخِرِه، فأخذوا عَنْه القِراآت، ولازموه، وأجاز لجماعة وانتهَتْ إليه الرِّئاسةُ في الإقراء بمصر، ورحلَ إليه من الأقطار، ونِعْمَ الرَّجلُ كانَ، توفِّي سَنةَ خمسٍ وعشرينَ وثمانِ مئة، يومَ الخَميس، سَادس جُمادى الآخِرة، بعدَ أن أضَرَّ. انتهى.
وذكره ابنُ الجَزَري في "غاية النِّهاية"
(4)
، فقال: محمَّد بن عليِّ بن
(1)
شذرات الذهب: 7/ 170.
(2)
الضوء اللامع: 11/ 13.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 171.
(4)
غاية النهاية: 2/ 210.
عليِّ بن محمد الغزوني، المشهورُ بالزَّراتِيتي، إمامٌ مُقرِئ مُتَصدِّر بالقاهِرَة، قرأ على الشَّيخِ مُوسى بنِ أيَّوب الضَّرير، وشيخِنا سيفِ الدِّين أبي بكر بنِ أيدغدي، وشيخِنا تقي الدِّين عَبدِ الرَّحمن بن أحمد البَغدادِيِّ بقراآتِ الثلاثة عشر، وقرأ بالعَشر على الشَّيخ إبراهيم بن أحمد الشَّامِي الضَّرير، وذكرَ جَماعةً، ثم قال: قرأ عليه جَماعةٌ، منهم: محمَّدُ بن محمَّد بن البُرهان المِصْري، وجماعة آخَرون. توفِّي سنة خَمسٍ وعِشرينَ وثمانِ مئة. وهُو آخِرُ من رَوى القراآت العَشر بِمصر عن أصحَاب الصَّائِغ. انتهى.
- (ت 825 هـ): شَمسُ الدِّين محمَّد بن أحمدَ بن مَعَالي الحَبَتِّي، الحَنبلي، يأتي سنة ثمان وعشرين وثمانِ مئة. [انظر: 2129].
2119 - (ت 825 هـ): محمدُ بنُ محمَّد بنِ أحمد بن عَبد الله، المَرداوِي، الصَّالِحي، الحَنبلي، شمسُ الدِّين، ويُعَرفُ بابنِ القَباقِبي
.
ذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(1)
، فقال: وُلدَ سنةَ ثمانٍ وأربعين وسَبع مئة، وسمعَ من العِماد أحمد بن عَبد الهادِي بن عَبد الحَمِيد، المَقدسي، والجَمَال يوسُف بن محمَّد بن عَبد الله المرَداوي. وحدَّث، سمِعَ منهُ الفُضلاءُ كالحافِظ ابنِ مُوسى، ووَصَفَهُ بالشَّيخِ الصَّالحِ، الإمامِ العَالِم، ومعَه الموفَّقُ الآبي، سنَة خمسَ عشرةَ وثمان مئة. وذكره ابنُ حَجَر في "معجمه"، وقال: أجازَ لأولادِي. انتهى.
وذكره أيضًا في "الضَّوء"، فقال: محمد الشَّمسُ الصَّالحي الحَنبلي، يُعرف بالقباقِبي. كانَ من قُدماءِ الحَنابلة ومشايِخهم. وكانَ يتبذَّلُ ويتكلَّمُ بكلامِ العَامَّة، ويُفتي بمسألةِ الطَّلاقِ. ماتَ في ذي القَعْدة، سَنة سِتٍّ وعِشرينَ وثمانِ مئة. وقد قاربَ الثمانينَ. ذكره شيخُنا ابنُ حَجر في "إنبائه". انتهى.
وذكره ابنُ فهد المكِّي في "ذيله على الضَّوء"، وقال: توفِّي في ذي القعدَة سَنة سِتٍّ وعِشرين وثمانِ مئة، وقد قاربَ الثَّمانِين.
(1)
الضوء اللامع: 9/ 7.
2120 - (ت 826 هـ): الحسَنُ بنُ عَبدِ الأَحدِ بنِ عَبد الرَّحمنِ بنِ مُحمَّد، البَكْرِيُّ، الحرَّاني، الحَنبلي، الرَّسْعَنِيُّ، المؤدِّبُ
.
قال السَّخاوي في "الضَّوء"
(1)
، وُلِدَ سنةَ سَبعين وسَبع مئة تَقريبًا، بمَدينة رأس العَيْن، وحدَّث. سمعَ مِنه الفُضَلاءُ، وجاورَ بمكَّة سِنين، وأدَّب بها الأطفالَ بالمَسجِد الحَرام. وكانَ خَيَّرًا، مُتَعبِّدًا، سَاكنًا. ماتَ في أحد الرَّبيعَيْن، سَنة سِتٍّ وعِشرينَ وثمانِ مئة بمكَّة، ودُفِنَ بالمعلا. ترجَمه الفاسِيُّ، وابنُ فَهد. انتهى.
2121 - (ت 826 هـ): مجدُ الدِّين أبو البَركات، سَالمُ بنُ سَالِم بن أحمَد، المَقدِسيُّ، ثم المِصْريُّ، الحَنبلي، قَاضِي القُضاة بالدِّيار المِصْرِيَّة، وشَيخ الإسلام بها
.
قال ابنُ العِماد
(2)
: وُلدَ سنةَ ثمان وأربعينَ وسَبع مِئة. وقدمَ القاهِرَةَ في سَنةِ أربعٍ وسِتِّين وسبع مئة. واستقرَّ في القَضَاءِ بعدَ وفاةِ القَاضِي مُوفَّق الدِّين بنِ نَصْرِ اللهِ، المُتقدِّمُ ذِكرُه. وكان يُعدُّ من فُقهاء الحَنابِلة وخِيارِهم. باشرَ القَضاءَ نِيابةً واسْتِقلالًا أكثرَ مِن ثلاثينَ سَنة، بتواضعٍ وعِفَّة. وعُزِلَ بابنِ مُغْلِي، فقالَ بعضُهم عند عزلِهِ:
قَضى المجدُ قاضِي الحَنبليَّةِ نحْبَهُ
…
بِعَزْلٍ وما مَوْتُ الرِّجالِ سِوى العَزْلِ
وقعدْ كانَ يُدعَى قبلَ ذَلِكَ سَالِمًا
…
فَخَالَطَهُ فَرْطُ انسِهَالٍ مِنَ المُغْلِي
وتوفِّي يومَ الخَميسِ، تاسِعَ عِشرَيْ ذِي القعْدَة، سَنةَ سِتٍّ وعِشرينَ وثمان مئة بعد أن ابتُلِيَ بالزَّمانَةِ والعُطلَة عِدَّةَ سِنين. انتهى.
وذكرهُ السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(3)
، وقال: اشتغلَ ببلدَهِ، وبرعَ، وشارك في الفُنون، ونابَ في الحُكم بها. وقَدِمَ القاهِرَة، وتفقَّه بقاضِي الحَنابِلَة المُوفَّق، وناصرِ الدِّين الكِنَانِي، والعلاءِ محمَّد. وتولَّى القَضاءَ بعدَ أحمد بنِ نَصرِ الله،
(1)
الضوء اللامع: 3/ 102.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 174.
(3)
الضوء اللامع: 3/ 241.
نحوَ خَمسَ عشرةَ سَنة. انتهى المرادُ منه.
2122 - (ت 826 هـ): عبدُ القادِرِ، ويُدعى محمَّدًا ابنُ قاضِي الحَنابِلَة عَلاء الدِّين علي بن مَحمود بنِ المُغْلِي، السُّلَيْماني، ثم الحَمَوي، الحَنبلي
.
قال ابنُ العِماد
(1)
: نشأَ علَى طريقةٍ حَسَنة، ونبغَ، وحَفِظَ المُحرَّرَ وغيرَه. وتوفِّي مُراهِقًا، في نِصفِ ذي القَعْدة، سَنة سِت وعِشرينَ وثمان مئة، وأَسِفَ عَلَيهِ أبوه جِدًّا، ولم يكُنْ لَهُ ولدٌ غيرُه. انتهى.
وذكره السَّخاويُّ في "الضَّوءِ"
(2)
، فقال: عبدُ القَادر، المدعُو محمَّدِ، بن العَلاء علي بن محمود السِّلْماني، الحموي، الحَنبلي، يُعرَف بابن مُغْلي. قال شيخُنا ابن حَجَر: نبغَ، وحَفِظَ "المُحرَّر"، وغيرَه. ونشأَ على طَريقةٍ حَسَنة وماتَ في نِصفِ ذي القَعْدَة، سَنة ستٍّ وعشرينَ وثمانِ مئة، وقد راهق، وأَسِفَ عليه أبوه جدًا، ولم يكن له ولدٌ غيره. انتهى.
2123 - (ت 826 هـ): شمس الدين محمد بن عبد الله بن عمر بن يوسف، المَقْدِسِي الحنبلي، المعروف بابن المَكَّي
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد سنة إحدى وخمسين وسبع مئة، وتفقَّه قليلًا، وتعانى الشهادة، ولازم مجلس القاضي شمس الدين بن التقي، ووَلِيَ رئاسة المؤذنين بجامع الأموي، وكان من خيار العدول، عارفًا، جَهْوَريَّ الصوت، حسن الشَّكل، طلق الوجه، منوَّر الشيبة، أصيب بعدة أولادٍ له، كانوا أعيان عدول البلدة، مع النجابة والوسامة، فماتوا بالطاعون، ثم توفي في جمادى الأولى سنة ستٍ وعشرين وثمان مئة، انتهى.
وذكره السَّخَاوي في "الضوء"
(4)
، وقال: ذكره شَيخنا ابن حَجَر في "إنبائه"
(1)
شذرات الذهب: 7/ 175.
(2)
الضوء اللامع: 4/ 280.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 176.
(4)
الضوء اللامع: 8/ 101.
وقال: ولد سنة إحدى وخمسين وسمبع مئة، ثم ذكر مثله.
2124 - (ت 826 هـ): أحمد بن عثمان بن يوسف، الخَرْبَتَاوي الحنبلي البَعْلي
.
ذكره السَّخَاوِي في "الضَّوء"
(1)
، وقال: ذكره شيخنا ابن حجر في "إنبائه" وقال: ولد سنة إحدى وسبعين وسبع مئة، واشتغل على ابن اليونانية، والعماد ابن يعقوب وسمع عليهما، وولي قضاء بَعْلَبَكَّ، ثم قدم دمشق، وكان فاضلًا في الفقه وغيره، وعنده سكونٌ وانجماعٌ وعفةٌ. مات مطعونًا في جمادى الأولى، سنة ست وعشرين وثمان مئة. انتهى.
2125 - (ت 827 هـ): محيي الدين عبد القادر بن أبي الفتح محمد بن أبي المكارم أحمد بن أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الشريف، الحسني الفاسي الأصل، المكي الحنبلي، أخو القاضي سراج الدين عبد اللَّطيف الحنبلي
.
قال ابن العماد
(2)
: ولد سنة إحدى وتسعين وسبع مئة، وقرأ وتفقَّه، وناب في الحكم عن أخيه شقيقه سراج الدين المذكور، وتوفي بمكة في يوم الأربعاء، الثاني والعشرين من شعبان، سنة سبعٍ وعشرين وثمان مئة، ودفن بالمَعْلَاة، قاله تقي الدين الفاسي في "تاريخه". انتهى.
وذكره السَّخَاوي في "الضوء"
(3)
فقال: عبد القادر بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن محي الدين بن شهاب الدِّين الحسني الفَاسِي المَكَّي، شقيق سراج الدين عبد اللطيف، قاضي القضاة، ولد بمكة سنة إحدى وتسعين وسبع مئة فيما قاله الفَاسِي، وقال ابن فهد: ظفر له باستدعاء مؤرخ في ربيع الأول، سنة ثمان وثمانين، وحفظ القرآن وجوَّده، وأكثر من قراءته
(1)
الضوء اللامع: 2/ 4.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 179.
(3)
الضوء اللامع: 4/ 287.
وتجويده، وحفظ "عمدة الفقه" للموفَّق، ونظر في كتب المذهب وغيره، وتنبَّه في الفقه وغيره، وأفتى في وقائع كثيرةٍ، وناب عن أخيه بالمدرسةِ البَنجاليَّة، وفي الحكم دهرًا، ومات في شعبان سنة سبع وعشرين وثمان مئة، ودفن بالمَعْلَاة، وكان قد سمع على ابن صدِّيق والشَّريف عبد الرحمن الفَاسِي وغيرهما. انتهى.
2126 - (ت 827 هـ): عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله المحب بن النور، الحُسَيْني الإيْجي، أخو الصفي ابن عبد الرحمن الحنبلي
.
ذكره السَّخَاوي في "الضوء"
(1)
، فقال: أجاز له جماعةٌ كالعماد ابن كثير، ومن أثبته في "تاريخه الكبير" في ترجمته أجاز لأخويه وجماعة في سنة إحدى وعشرين وثمان مئة، وكان زائد الحِفْظ لمتون الأحاديث، صحيحها وسقيمها، وهو ممن أخذ عن أبيه وغيره، وتحول حنبليًا، ويقال: إن والده هجره لذلك، ثم رضي عنه. مات سنة بضعٍ وعشرين وثمان مئة. انتهى.
وذكره صاحب "السُّحب الوابلة"
(2)
، وقال: والمشهور عند أهل نجد أنه سكن الوَشْمَ من بُلدان نجد ومات بها، وله فيها نسل يقال لهم: بنو صفي الدين، انتهى.
2127 - (ت 828 هـ): القاضي فخر الدين أبو عمرو عثمان بن الشيخ الإِمام شهاب الدين أحمد بن عثمان الحنبلي
.
تعليق: ذكره صاحب "الأنس الجليل"
(3)
فقال: باشر الحكم بالقُدس الشَّريف سنة تسعٍ وثمان مئة، والظَّاهر أنه كان نائبًا عن قاضي القضاة عز الدين البَغْدادي، وبقي إلى بعد العشرين وثمان مئة، ولم أطَّلع على تاريخ وفاته.
(1)
الضوء اللامع: 5/ 118، وذكر اسمه عبيد الله بن محمد.
(2)
السحب الوابلة: 2/ 650.
(3)
الأنس الجليل: 2/ 260.
انتهى.
وذكره السَّخَاوِي في "الضوء" وقال: إنه توفي سنة ثمان وعشرين وثمان مئة.
2128 - (ت 828 هـ): القاضي علاء الدين أبو الحسن علي بن محمود ابن أبي بكر بن مُغلِي الحنبلي، أعجوبة الزَّمان الحافظ
.
ذكره ابن العماد
(1)
فقال: قال في "المَنْهَل الصَّافي": ولد بحماة، وقيل بسَلَمْيَة، سنة إحدى وسبعين وسبع مئة، ونشأ بحماة، وطلب الحديث والعلم، وقدم دمشق فتفقه بابن رجب الحنبلي وغيره، وسمع "مسند الإمام أحمد" وغيره، وبرع في الفقه، والنحو، والحديث وغير ذلك، وتولى قضاء حماة وعمره نحو عشرين سنة، ثم قضاء حلب، وعاد إلى بلده حَمَاة، وولي قضاءَها، وحُمِدَتْ سيرته إلى أن طلبه السُّلّطان المُؤيَّد شيخ إلى الديار المصرية، وولاه قضاء قضاة الحنابلة بها، مضافًا إلى قضاة حماة، وكان إمامًا عالمًا حافظًا، يحفظ في كل مذهبٍ من المذاهب الأربعة كتابًا يستحضره في مباحثه، وكان سريع الحفظ إلى الغاية، ويُحكَى عنه في ذلك غرائب، منها ما حكى بعض الفقهاء، قال: استعار مني أوراقًا نحو عشرة كراريس، فلما أخذها مني احتجتُ إلى مراجعتها في اليوم، فرجعت إليه بعد ساعة هينة وقلت: أريد أن أنظر في تلك الكراريس نظرةً ثم خذها ثانيةً، فقال: ما بقي لي فيها حاجةً، قد حفظتها، ثم سردها من حفظه. وتوفي بالقاهرة قاضيًا يوم الخميس، العشرين من المحرم، سنة ثمانٍ وعشرين وثمان مئة، ودفن بتربة باب النصر، وخلَّف مالًا جمًّا، ورثه ابن أخيه محمود. انتهى.
وذكره السَّخاوي في "الضوء"
(2)
بترجمة طويلةٍ جدًا قال فيها: ومن محافيظه في الحديث "المحرر" لابن عبد الهادي، وفي فروعهم أكثر "الفروع" لابن مفلح، وله عليه تعليقات، وفي فروع الحنفية "معجم البحرين"، وفي فروع
(1)
شذرات الذهب: 7/ 185.
(2)
الضوء اللامع: 2/ 34 - 35.
الشافعية "التمييز" للبارِزِي، وفي الأصول "مختصر ابن الحاجب"، وفي العربية "التسهيل" لابن مالك، وفي المعاني والبيان "تلخيص المفتاح"، وغير ذلك من الشروح والقصائد الطوال التي كان يكرر عليها حتى مات، ويسردها سردًا، مع استحضار كثيرٍ من العلوم خارجًا عن هذه الكتب، بحيث كان لا يدانيه أحد من أهل عصره في كثرة ذلك، مع النَّظم الحسن، والنثر والكتابة الحسنة، والتأنِّي في المباحثة، ومزيد الاحتمال، بحيث لا يغضب إلا نادرًا، ويكظم غيظه، ولا يشفي صدره، وإكرام الطلبة وإرفادهم بماله، وعدم المكابرة، وأول ما ولي قضاء بلده بعد التسعين، وهو ابن نيف وعشرين سنةً، ثم قضاء حلب وهو ابن أربعٍ وثلاثين سنةً، ثم ولي قضاء الحنابلة بالديار المِصْرية مضافًا لقضاء بلده سنة ثمان عشرة وثمان مئة، ومات سنة ثمانٍ وعشرين وثمان مئة. انتهى المراد منه.
وله تصانيف منها: "شرح المقنع"، ذكره صاحب "إيضاح المكنون"
(1)
، فقال: وشرح "المقنع" لابن قدامة القاضي علاء الدين علي بن محمود بن أبي بكر، الحَمَوي ثم المِصْري الحنبلي، المعروف بابن مغلي، وسَمَّى شرحه هذا "التنقيح المشبع في تحرير أحكام المقنع"، وكذا قال في "هدية العارفين"
(2)
: إن له "التنقيح المشبع في تحرير أحكام المقنع" في فروع الحنابلة، وزاد في "هدية العارفين". إن له كتاب "مفاتيح القلوب ومصابيح الغيوب"، وذكر في "إيضاح المكنون"
(3)
أنه من كتب آيا صوفيا، وأنه موجود بها.
وذكره ابن عبد الهادي
(4)
.
2129 - (ت 828 هـ): محمد بن أحمد بن معالي شمس الدين الحَبَتِّي، بمهملةٍ فموحّدةٍ مفتوحتين، فمثنَّاةٍ مشدَّدةٍ، الدمشقي الحنبلي
.
(1)
إيضاح المكنون: 2/ 549.
(2)
هدية العارفين: 1/ 730.
(3)
إيضاح المكنون: 2/ 521.
(4)
الجوهر المنضَّد: 91.
ذكره السَّخاوي في "الضوء"
(1)
، وقال: ولد في ربيع الأول، سنة خمسٍ وأربعين وسبع مئة بدمشق، وسمع بها من متأخري أصحاب الفخر، كابن أُمَيْلة، وكذا سمع من العماد ابن كثير وغيره، وتفقَّه بابن قاضي الجبل، وابن رجب وغيرهما، وتعانى الأدب فمهر، وكان فاضلًا مستحضرًا، مشاركًا في الفنون، وقدم القاهرة في رمضان، سنة أربعٍ وثمان مئة، فقطنها حتى مات، وناب في الحكم بها، وجلس في بعض المجالس، وقص على الناس في عدة أماكن، وحدَّث ببعض مسموعاته، وكان محبًّا لجمع المال، ومكارم الأخلاق، وكان خلقه حسنًا، ووجهه طلقًا، وكان جميل المنظر، ذا خشوعٍ تامًّ، سيَّما عند قراءة القرآن والحديث، وإذا قرأ أطرب لطراوة صوته، وحسن نغمته، وكان عارفًا بقراءة "الصَّحيحَيْن"، مُجيدًا عمل المواعيد، قاله شيخنا ابن حجر في "إنبائه"، وذكره المقريزي في "عقوده". وتوفي ثامن المحرم، سنة ثمان وعشرين وثمان مئة. انتهى.
وذكره ابن العماد
(2)
فيمن توفي في سنة خمسٍ وعشرين وثمان مئة فقال: وفيها توفي شمس الدين أبو المعالي، محمد بن أحمد بن معالي الحَبَتِّي، بفتح الحاء المهملة، وسكون الموحدة، وفوقيَّة، نسبه إلى حَبَتَة بنت مالك بن عمرو بن عوف الحنبلي، ولد سنة خمسٍ وأربعين وسبع مئة، ثم ذكر ما تقدم، ثم قال: قال ابن حجر: سمعنا بقراءته "صحيح البخاري" في عدة سنين بالقلعة، وسمعنا من مباحثه وفوائده، ونوادره وماجرياته. وتوفي فجأةً ليلة الخميس وقت العشاء، ثامن عشري المحرم، سنة خمسٍ وعشرين وثمان مئة. انتهى.
2130 - (ت 828 هـ): شمس الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد بن المحب عبد الله، السَّعدي المَقْدِسِي الأصل، ثم الدمشقي الحنبلي، المحدِّث الإمام
.
(1)
الضوء اللامع: 7/ 107.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 171.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة خمسٍ وخمسين وسبع مئة في شوال، وأحضره والده في السنة الأولى من عمره مجالس الحديث، وأسمعه كثيرًا على عدة شيوخ منهم: عبد الله بن القيم وأحمد بن الجوخي، وعمر بن أميلة، وست العِزِّ ابنة محمد بن الفخر بن البخاري، وحدَّث قبل فتنة تمرلنك وبعدها، وله نظمٌ ونثْرٌ، وكان يقرأ "الصَّحيْحَيْن" في الجامع الأموي، وحَصَل به النفع العام. توفي بطَيْبة في رمضان، سنة ثمانٍ وعشرين وثمان مئة، وقد رأى في نومه ما يدل على موته هناك من نحو عشرين سنةً. انتهى.
وذكره السَّخاوي في "الضَّوء اللامع"
(2)
بما ملخصه، قال: ذكره شيخنا ابن حَجَر في "إنبائه" و"معجمه" وقال: أجاز لي غير مَرَّةٍ ثم لأولادي، وكان من المستكثرين بدمشق، ذا نظم ونثر، وقال في "الإنباء" كان يقرأ الصَّحيْحَيْن على العامَّة. مات بطَيْبة المكرَّمة في رمضان، سنة ثمان وعشرين وثمان مئة، وهو بقية البيت من آل المحب بالصَّالحية. انتهى.
وله من التصانيف "شرح البخاري"، قال ابن حجر في "الإنباء"
(3)
لم يتمَّه، وتركه بعده مسوَّدةً.
وذكره ابن عبد الهادي
(4)
.
2131 - (ت 828 هـ): فضل الله بن نصر الله بن أحمد بن محمد بن عمر، التُّسْتري الأصل، البغدادي الحنبلي
.
ذكره السَّخاوي في "الضوء"
(5)
وقال: ذكره شيخنا ابن حَجَر في "إنبائه" فقال: خرج من بلاده مع أبيه وإخوته، وطاف هو البلاد، ودخل اليمن، ثم الهند، ثم الحبشة، وأقام بها دهرًا طويلًا، ثم رجع إلى مكة، وصحب فيها
(1)
شذرات الذهب: 7/ 186.
(2)
الضوء اللامع: 9/ 194 - 195.
(3)
إنباء الغمر بأبناء العمر: 8/ 93.
(4)
الجوهر المنضَّد: 140.
(5)
الضوء اللامع: 6/ 173.
الأمير سيبك السَّاقي الأعرج حين كان هناك منفيًا من المؤيَّد، وجاور بها صحبته، فلما رجع الأمير إلى القاهرة وتأمَّر، حضر إليه فأكرمه، واتفق موت الشمس الحَبَتَّي المتقدم، شيخ الخروبية الجِيْزِيَّة، تقرر بعنايته في المشيخة عوضه، بعد أن كان تقرر فيها غيره، واستمرت بيده حتى مات في ربيع الأول، سنة ثمانٍ وعشرين وثمان مئة، وهو ابن ستين سنةً أو جاوزها، وقد روى عنه التقي ابن فهد. انتهى.
2132 - (ت 830 هـ): تاج الدين أبو عبد الله محمد بن المحدَّث عماد الدين إسماعيل بن محمد بن نصر بن بَرْدَس بن رسلان، البَعْلي الحنبلي
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد يوم السبت، تاسع عشري جمادى الآخرة، سنة خمسٍ وأربعين وسبع مئة ببَعْلَبَكَّ، وسمع من والده، وأسمعه أيضًا من عدَّةٍ منهم: أبو عبد الله بن الخَبَّاز، سمع منه "صحيح مسلم"، و"جزء ابن عرفة" وهو آخر من حدَّثَ عنه، وسمع من أبي عبد الله محمد بن يحيى بن السَّعْد جميع "مسند الإمام أحمد"، وتفرد برواية المسند عنه، ومن ابن الجُوَخي، وابن أُمَيْلة، وجماعة من أصحاب ابن البخاري، وحدَّث، ورحل الناس إليه، وانتفع به جماعةٌ منهم: الشيخ تقي الدين ابن قندس، وكان ملازمًا للإشغال في العلم ورواية الحديث، ولا يخل بتلاوة القرآن مع قراءته لمحفوظاته، وكان طلق الوجه، حسن الملتقى، كثير البشاشة، ذا فكاهةٍ ولينٍ، مع عبادةٍ وصلاحٍ، وصلابةٍ في الدَّين، مبالغًا في حب الشيخ تقي الدين ابن تيميَّة، وكان كثير الصَّدَقة سِرًا، ملازمًا لقيام الليل، وله نظمٌ ونثرٌ، ومن نظمه ما كتبه على استدعاء إجازته لجماعة:
أجزتُ للإخوان ما قَدْ سألوا
…
مولاهُمُ ربَّ العُلا ذا الأَثَرِ
وذاك بالشَّرطِ الذي قرَّره
…
أئمة النقل رواةُ الأثرِ
وتوفي ببعلبك في شوال، سنة ثلاثين وثمان مئة .. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 7/ 194.
وذكره السَّخاوي في "الضَّوء"
(1)
بمثله وزاد: كان بارعًا في المذهب، محبًا لنشر العلم والرواية، طلق الوجه، حسن الملتقى، كثير البشاشة، مع الدَّين والعبادة، وملازمة الأوراد، والصلابة في الدين، وله نظمٌ ذكره شيخنا ابن حَجَر في "إنبائه"، وابن فهد في "معجمه"، والمقريزي في "عقوده"، وله: تأليف في "صدقة البر". انتهى.
وذكره ابن عبد الهادي
(2)
.
2133 - (ت 830 هـ): شمس الدين محمد بن خالد بن موسى، الحِمْصي القاضي الحنبلي، المعروف بابن زَهرة، بفتح الزاي
.
قال ابن العماد
(3)
: هو أول حنبلي وَلِيَ قضاء حمص، كان أبوه خالد شافعيًّا، فيقال: إن شخصًا رأى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: إن خالدًا ولد له ولد حنبلي، فاتفق أن كان ولد له هذا، فشغله لما كبر بمذهب أحمد بن حنبل، وقرأ على ابن قاضي الجبل، وزين الدين ابن رجب وغيرهما، وولي قضاء حِمْص. وتوفي سنة ثلاثين وثمان مئة. انتهى.
وذكره السَّخاوي في "الضوء"
(4)
فقال: هو شمس الدين بن شرف الدين، الحِمْصي الحنبلي، المعروف بابن زهرة، حضر في الخامسة في شعبان، سنة خمسٍ وسبعين وسبع مئة على إبراهيم بن فرحون، وحدث، وولي قضاء الحنابلة بحِمْص، فكان أول حَنْبلي ولي بها. ومات سنة ثلاثين وثمان مئة. انتهى.
2134 - (ت 831 هـ): محمد بن أحمد بن علي بن عبد الله بن أبي الفتح، علاء الدين الكِنَاني، الرَّمْلي، العَسْقَلاني، القَاهِرِي، الحنبلي، يعرف أولًا بالرَّمْلي، ثمَّ بالشَّامي
.
(1)
الضوء اللامع: 7/ 142.
(2)
الجوهر المنضَّد: 132.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 195.
(4)
الضوء اللامع: 11/ 249.
قال السخاوي في "الضوء"
(1)
: ولد في صفر، سنة أربع وأربعين وسبع مئة بالرَّمْلة، وانتقل وهو صغير إلى مِصْر، فحفظ القرآن، و"المقنع"، وحضر دروس القاضي الموفق، ولازم ابن عمه القاضي الناصر نصر الله بن أحمد، وخدمه ثم أولاده، وسمع على العرضي، وأبي الحرم القَلانِسِي، والعز بن جماعة، والجمال بن نُبَاته، والمحب الخلاطي وآخرين، وأجاز له خلقٌ، واجتمع بابن شيخ الجبل حين قدم القَاهِرَة، وسمع كلامه، وحدَّث بالكثير بالقاهرة ومكة وغيرهما، وسمع منه خلقٌ كالشيخ ابن حَجَر، وابن موسى، والآبي، وتفرَّد بالدنيا بسماعه من العرضي، وناب في القضاء مدةً وصار عين النْواب وأكبرهم، وحجَّ وجاور، وكان شيخًا مفيدًا، حافظًا "للمقنع" مذاكرًا به. مات في شعبان، سنة إحدى وثلاثين وثمان مئة، وذكره المقريزي في "عقوده". انتهى.
2135 - (ت 831 هـ): أبو بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن تقي الدين سليمان بن حمزة، عماد الدين بن زين الدين بن ناصر الدين، المَقْدسي، الحنبلي، المعروف بابن زُريق
.
قال السَّخاوي في "الضوء"
(2)
ولد بعد السبعين وسبع مئة تقريبًا بصالحية دمشق، ونشأ بها، فحفظ القرآن وغيره، واشتغل قليلًا، وسمع على الصَّلاح ابن أبي عمر وغيره، وولي عدَّة مباشرات، وناب في الحكم عن ابن الحَبَّال فمن بعده، وحجَّ غير مرَّةٍ، وحدَّث، سمع منه الفضلاء. وذكره شيخنا ابن حَجَر في "معجمه" وقال: أجاز لنا سنة تسع وعشرين وثمان مئة. وقال ابن قاضي شهبة: كان يصوم الخميس والاثنين، ثم بلي، وولي نيابة القضاء عن العز البغدادي سنة ثلاثٍ وعشرين وثمان مئة، ثم عزله، ثم لما ولي الناصر الشهاب ابن الحَبَّال اسْتَنَابَهُ، واستمرَّ إلى أن عزل بمرسوم ورد من مِصْر، وعزل من جملة نوَّابه، وكان يلثغ بالراء، ويكتب كتابةً حسنةً بيده اليُسْرى، وكان خيِّرًا ديِّنًا، كثير التلاوة. مات في المحرم، سنة إحدى وثلاثين وثمان مئة بصالحية دمشق، ودفن
(1)
الضوء اللامع: 7/ 14.
(2)
الضوء اللامع: 11/ 44.
بالسَّفح، وذكره المقريزي في "عقوده". انتهى.
2136 - (ت 833 هـ): شهاب الدين أبو العباس أحمد بن علي بن محمد ابن عبد الله بن علي بن حاتم الشيخ الإمام الرِّحْلة، قاضي القضاة ابن الحَبَّال البَعْلي الحنبلي
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة تسعٍ وأربعين وسبع مئة، وتفقَّه وسمع الحديث، وولي قضاء طَرابُلس، ثم قضاء دمشق سنة أربعٍ وعشرين وثمان مئة، إلى أن صرف سنة اثنتين وثلاثين وثمان مئة، في شعبان بسبب ما اعتراه من ضعف البصر والارتعاش، وكان مع ذلك كثير العبادة، ملازمًا على الجمعة والجماعة، منصفًا لأهل العلم. قال الشَّاب التَّائب: كان أهل طرابُلْس يعتقدون فيه الكمال بحيث إنه لو جاز أن يبعث الله نبيًا في هذا الزَّمان لكان هو، وتوفي بطرابُلس بعد قدومه إليها في يوم واحد، ذلك في ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وثمان مئة. انتهى.
وذكره السَّخاوي في "الضوء"
(2)
بما ملخصه: اشتهر بطرابُلس، وعظم شأنه، وناب في قضائها، ثم استقلَّ، بل صار أمر البلد إليه، وأكثرَ من القيام مع الطلبة، والرد عنهم، والتعصب لعقيدة الحنابلة، والإنصاف لأهل العلم، وكان أهل طرابُلس يعتقدون فيه أقصى رتب الكمال. توفي سنة ثلاث وثلاثين وثمان مئة. انتهى المراد منه.
2137 - (ت 833 هـ): محمد بن عبد الله بن يوسف الحَجَّاوي الحنبلي
.
ذكره السخاوي في "الضَّوء"
(3)
وقال: ذكره ابن فهد في "معجمه" وقال: ذكر أنه سمع من الصلاح ابن أبي عمر، والمحب الصَّامت، وذكره شيخنا ابن حَجَر في "معجمه" فقال: أجاز لأولادي سنة سبعٍ وعشرين وثمان مئة ولم يزد. مات سنة ثلاثٍ وثلاثين وثمان مئة. انتهى.
2138 - (ت 833 هـ): فاطمة بنت خليل بن أحمد بن محمد
بن أبي
(1)
شذرات الذهب: 7/ 202.
(2)
الضوء اللامع: 2/ 26.
(3)
الضوء اللامع: 8/ 117.
الفتح، الشيخة المسندة المُعَمَّرة، الحنبلية الأصيلة، بنت الشيخ صلاح الدين، وهي بنت أخي قاضي القضاة ناصر الدين نصر الله بن أحمد الحنبلي.
قال ابن العماد
(1)
: شاركت الشيخ زين الدين القبابي في أكثر مروياته، وهي التي ذكرها شيخ الإسلام ابن حَجَر في "المشيخة" المخرجة للقبابي التي سماها "بالمشيخة الباسمة للقبابي وفاطمة"، توفيت في آخر يوم الجمعة، الأول من جمادى الأولى، سنة ثلاثٍ وثلاثين وثمان مئة بالقَاهِرَة، وصُلِّي عليها بباب النَّصر، ودفنت هناك.
2139 - (ت 833 هـ): محمد بن عبد الله بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب محمد، أبو المكارم القيسي القَسْطلاني، المكي الحنبلي
.
ذكره السَّخَاوي في "الضوء"
(2)
بموضعين: في الأسماء وفي الكنى فقال: ولد بمكة ونشأ بها، وسمع من خاله الجمال محمد بن إبراهيم، وابن الجَزَري، وشمس الدين الشامي، وابن سلامة، وأبي الفضل بن ظَهِيْرة وآخرين، وأجاز له ابنة ابن عبد الهادي وغيرها سنة أربع عشرة وثمان مئة، ودخل دمشق بعد الثلاثين وثمان مئة، ولازم بها أبا شعر، وتفقه عليه، ودخل القَاهِرَة وطرابُلس من ساحل بلاد الشَّام، فمات بها سنة ثلاثٍ وثلاثين وثمان مئة، ودفن هناك. انتهى.
2140 - (ت 833 هـ): محمد بن عبد الله بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب محمد، أبو البقاء الحنبلي، أخو محمد المتقدم قبله
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(3)
وقال: سمع الزين المراغي، وعلي بن مسعود بن عبد المعطي، وأبا حامد المطري، وابن سلامة، والجمال ابن ظهيرة،
(1)
شذرات الذهب: 7/ 204.
(2)
الضوء اللامع: 8/ 80 - 11/ 143.
(3)
الضوء اللامع: 8/ 80.
وأجاز له عائشة بنت عبد الهادي، والشرف ابن الكويك، وآخرون، مات بالطَّاعون، في سنة ثلاثٍ وثلاثين وثمان مئة بالقاهرة، ودفن بتربة سعيد السعداء. انتهى.
وذكره أيضًا في الكُنى
(1)
بمثله.
2141 - (ت 834 هـ): شرف الدين أبو محمد عبد الله بن القاضي شمس الدين محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج، الرَّامِيْني ثم الدمشقي، الحنبلي الإمام، علامة الزَّمان شيخ المسلمين
.
قال ابن العماد
(2)
: قال ابن حَجَر: ولد في ربيع الأول، سنة خمسين وسبع مئة، وتوفِّي أبوه وهو صغير، فحفظ القرآن وصلَّى به، وكان يحفظه إلى آخر عمره، ويقوم به في التراويح في كل سنة بجامع الأَفرم، وله محفوظات كثيرة منها:"المقنع" في الفقه، و"مختصر ابن الحاجب" في الأصول، "وألفية ابن مالك"، و"ألفية الجُوَيْني" في علوم الحديث، "والانتصار" في الحديث، مؤلف جده جمال الدين المَرْداوي، وكان علامةً في الفقه، يستحضر غالب فروع والده، أستاذًا في الأصول، بارعًا في التفسير والحديث، مشاركًا فيما سوى ذلك، وكان شيخ الحنابلة بالمملكة الإسلامية، وأثنى عليه أئمة عصره، كالبلْقِيْني، والدَّيْري، وسمع من جَدِّه لأمِّه جمال الدين المَرْداوي، وابن قاضي الجبل وغيرهما، وأفتى ودرَّس، وناظر واشتغل، وتوفي ليلة الجمعة، ثاني ذي القعدة، سنة أربعٍ وثلاثين وثمان مئة، ودفن عند والده وإخوته بالروضة. انتهى.
وذكره ابن الشطي في "مختصره"
(3)
بنحو ما تقدم، ثم قال: أخذ عنه الشيخ برهان الدين وغيره، وباشر نيابة الحكم قبل فتنة تمرلَنْك وبعدها دهرًا
(1)
الضوء اللامع: 11/ 10.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 208.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 73.
طويلًا، ثم ترك ذلك. انتهى المراد منه.
وذكره السَّخاوي في "الضوء"
(1)
بترجمةٍ حسنةٍ منها: أفتى ودَرَّس وأشغل وناظر، وناب في القضاء دهرًا طويلًا، وصار كثير المحفوظات جدًا، وأما استحضار فروع الفقه فكان فيه عجبًا، مع استحضار كثير من العلوم بحيث انتهت إليه رئاسة الحنابلة في زمانه، وعين غير مرةٍ للقضاء فلم يتفق. انتهى المراد منه.
وذكره ابن عبد الهادي
(2)
.
2142 - (ت 835 هـ): شهاب الدين أحمد بن تقي الدين عبد الرحمن بن العلامة جمال الدين عبد الله بن يوسف بن هشام، المِصْري النحوي الحنبلي
.
ذكره ابن العماد
(3)
فقال: اشتغل كثيرًا بِمصْر، وأخذ عن الشيخ عز الدين بن جماعة وغيره، وفاق في العربية وغيرها. وكان يجيد لعب الشِّطرنج وانصلح بأخرة. قال البرهان البقاعي: كان شريف النفس، ولم يتدنَّس بشيء من وظائف الفقهاء، وكان ثاقب الذهن، نافذ الفكر، فاق جميع أقرانه في هذا الشأن، مع صرف غالب زمانه في لعب الشِّطرنج انتهى. سكن دمشق، فمات بها في رابع جمادى الآخرة، سنة خمس وثلاثين وثمان مئة. انتهى.
وذكره السيُوطي في "بغية الوعاة"
(4)
وقال: أخذ عن يحيى السِّيْرامي، وابن عمته العُجَيْمي، والعلاء البخاري، وله "حاشية على توضيح" جده ابن هشام.
وذكر له في "هدية العارفين"
(5)
: "شرح تسهيل الفوائد" لابن مالك في النحو.
2143 - (ت 835 هـ): شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن علي، المعروف ببواب الكامِلِيَّة الحنبلي
.
(1)
الضوء اللامع: 5/ 66 - 67.
(2)
الجوهر المنضَّد: 72.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 212.
(4)
بغية الوعاة: 1/ 322.
(5)
هدية العارفين: 1/ 124.
ذكره ابن العماد
(1)
فقال: قال العُلَيْمي في "طبقاته": هو الشيخ الإمام القدوة، عني بالحديث كثيرًا، وسمع، وكان يتغالى في حب الشيخ تقي الدين ابن تيميَّة، ويأخذ بأقواله وأفعاله، وكتب بخطه "تاريخ ابن كثير"، وزاد فيه أشياء حسنةً، وكان يؤم في مسجد ناصر الدين، تجاه المدرسة التي أنشأها نور الدين الشهيد، وكان قليل الاجتماع بالناس، وعنده عبادةٌ وتقشُّفٌ، وتقلُّلٌ من الدنيا، وكان شافعيًا ثم انتقل إلى عند جماعة الحنابلة، وأخذ عنهم، وأخذ بمذهبهم، وتوفي يوم السبت، تاسع عشر صفر، سنة خمسٍ وثلاثين وثمان مئة وقد قارب الثمانين، ودفن بسفح قاسيون. انتهى. ومن تصانيفه "جواهر التبصرة في علم الرؤيا". انتهى.
- (ت 835 هـ): علي بن أحمد بن علي بن أحمد زين الدين الأُرْمَوي الحنبلي. [انظر: 1436].
ذكره صاحب "هدية العارفين"
(2)
، وقال: توفي سنة خمس وثلاثين وثمان مئة. ومن تصانيفه جواهر التبصرة في علم الرؤيا. انتهى.
2144 - (ت 835 هـ): زين الدين خالد بن قاسم العَاجِلي ثم الحلبي الحنبلي
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد في رمضان، سنة ثلاث وخمسين وسبع مئة، ولازم القاضي شرف الدين بن فياض، وولده أحمد، وأخذ عن شمس الدين بن اليونانية، وأحب مقالة ابن تيميَّة، وكان من رؤوس القائمين مع أحمد بن البرهان على الظاهر، وهو آخر من مات منهم، وتنزل بالآثار النبوية، وكان قد غلب عليه حب المطالب، فمات ولم يظفر بطائل، ونزله المؤيَّد بمدرسته في الحنابلة، ومات في ثالث ذي الحجة، سنة خمسٍ وثلاثين وثمان مئة. قاله ابن حَجَر. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 7/ 212.
(2)
هدية العارفين: 1/ 730.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 213.
وذكره السَّخَاوي في "الضوء"
(1)
وقال: قال المقريزي: كان ديِّنًا فاضلًا، جميل المحاضرة. وقال شيخنا ابن حَجَر: قدم حلب سنة اثنتين وثمانين وسبع مئة، فسمع بها من أحمد بن عبد العزيز بن المرحل، وأبي بكر بن محمد بن يوسف الحَرَّاني، وأخذ عن شمس الدين بن اليُونانيَّة، ولازم شمس الدين بن فياض وولده أحمد، وأحبَّ مقالة ابن تيميَّة، وكان من رؤوس القائمين مع أحمد بن البرهان على الظاهر، فأحضره مقيَّدًا إلى القَاهِرة في جملتهم، سنة ثمان وثمانين وسبع مئة، فمرَّت به مع الملك المحن الشَّنيعة، ويقال: إن سببها غفلته وقلة تيقظه. مات في سادس عشر ذي الحجة، سنة خمسٍ وثلاثين وثمان مئة. انتهى المراد منه.
2145 - (ت 836 هـ): إبراهيم بن عيسى بن غنائم، المَقْدِسِي الصَّالحي، الدمشقي الطَرَابُلُسي الحنبلي
.
ذكره السَّخَاوي في "الضوء"
(2)
فقال: سمع بنابُلُس سنة ثمانٍ وستين وسبع مئة على الزَّيْتَاوي في "ابن ماجه"، وعلى ابن أبي أُمَيْلة "جامع الترمذي"، ومات في أواخر سنة ستٍ وثلاثين وثمان مئة، أو في التي تليها بسفح قاسِيُون. ذكره ابن فهد في "معجمه". انتهى.
2146 - (ت 836 هـ): شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد، المعروف بابن خازوق، يأتي سنة ثمان وثلاثين وثمان مئة
(3)
.
2147 - (ت 837 هـ): علي بن حسين بن عُرْوة، كذا ذكره السَّخاوي في "الضوء
"
(4)
.
(1)
الضوء اللامع: 3/ 172.
(2)
الضوء اللامع: 1/ 116.
(3)
لم يورده المؤلف كما ذكر، وهو موجود في "الشذرات" 7/ 216 في أخبار سنة (836).
(4)
الضوء اللامع: 5/ 214.
وقال في "المَقْصد الأرشد"
(1)
: علي بن عُرْوة، وهكذا رأيته بخطه: المشرقي ثم الدمشقي الحنبلي، المعروف بابن زَكْنُون أبو الحسن، ولد قبل الستين وسبع مئة، ونشأ في ابتدائه جمالًا، ثم أعرض عن ذلك، وحفظ القرآن، وتفقه وبرع، وسمع من علماء زمانه الحديث، وقد سرد السَّخَاوي أسماء مشايخه، وهم كثيرون، ثم قال: وانقطع إلى الله تعالى في مسجد القدم بآخر أرض القُبَيْبَات بدمشق، يؤدِّب الأطفال احتسابًا، مع اعتنائه بتحصيل نفائس الكتب وجمعها، وكل ذلك مع الزُّهد والورع، اللذَيْن صار فيهما منقطع النظير، والتبتُّل للعبادة، ومزيد الإقبال عليها، والتقلل من الدُّنيا، وسدَّ رَمَقَهُ بما تكسبه يداه في نسج العبي، والاقتصار على عباءةٍ يلبسها، والإقبال على ما يعنيه، حتى صار قدوة، وحدَّث. سمع منه الفضلاء، وقرئ عليه كتاب "الكواكب الدَّراري" أو أكثره في أيام الجُمَع بعد الصلاة بجامع بني أمية، ولم يسلم مع هذا كله من طاعن في علاه، حتى حصلت له شدائد ومحنٌ كثيرةٌ، كلها في الله، وهو صابرٌ محتسبٌ، حتى مات سنة سبعٍ وثلاثين وثمان مئة في مسجده بالقدم.
وترجمه الحافظ ابن حجر في "إنبائه" بنحو ما تقدَّم وقال: كان لا يقبل من أحد شيئًا، وثار بينه وبين الشافعية فِتَنٌ وشر كثير بسبب الاعتقاد. وذكره البُرهان ابن مفلح في "المقصد الأرشد" وقال: رتب المسند على الأبواب، وزاد فيه أنواعًا كثيرةً من العلم، وقد نوقش في ذلك، وكان ممن جبله الله تعالى على حب الشيخ تقي الدين ابن تيميَّة، وكان الناس يعظِّمونه، ويعتقدون فيه الصلاح والخير، ويتباركون به وبدعائه، ويقصدونه من كل ناحية، وكان منجمعًا عن الناس في منزله وهو على طريق السلف الصالح. انتهى.
وقال ابن العماد
(2)
في ترجمته: سمع على يوسف الصيرفي ومحمد بن محمد بن داود وغيرهم، وكان يذكر أنه سمع من المحب، ثم أقبل على العبادة والاشتغال فبرع، وأقبل على مسند ورتبه، وكان منقطعًا في مسجدٍ يقال له
(1)
المقصد الأرشد: 2/ 237.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 222.
مسجد القدم، خارج دمشق، وكان يقرئ الأطفال ثم انقطع، ويصلي الجمعة بالجامع الأموي، ويقرأ عليه بعد الصلاة في الشرح، وثار بينه وبين الشافعية فتنٌ كثيرةٌ، وشر بسبب الاعتقاد، وكان زاهدًا عابدًا، قانتًا خيِّرًا، لا يقبل لأحد شيئًا، ولا يأكل إلا من كسب يده. توفي ثاني عشر جمادى الآخرة، سنة سبعٍ وثلاثين وثمان مئة، وكانت جنازته حافلةً. انتهى.
وذكره ابن طولون في "الفهرست الأوسط" وقال: لما قدم ابن حَجَر دمشق، سنة ستًّ وثلاثين وثمان مئة مع الملك الأشرف، أوقفه ابن زَكْنُون على كتابه، فإذا هو يتبع الحديث ببعض كلام على متنه وسنده، ثم يستطرد إلى أشياء حسب ما تيسَّر له، فأشار عليه بالاقتصار على ما في المسند، فامتثل ذلك وجرَّده ثانيًا، ولما أدركته الوفاة أوقفهما على الحنابلة، وجعل مقرهما في مدرسة أبي عمر بالصَّالحية، وهو إلى الآن موجودٌ عندهم مفرقًا. انتهى.
وله مصنَّفاتٌ منها "الكواكب الدَّرَاري في ترتيب المسند على أبواب البخاري"، وهذا الكتاب رتب فيه مسند أحمد، ثم شرحه، وهو من أعاجيب الدنيا، وأعاجيب الكتب، وقد وصفه السَّخاوي في "الضَّوء"
(1)
، فقال: هذا الكتاب رتَّب فيه "المسند" وشرحه في مئة وعشرين مجلدًا، طريقته فيه أنه إذا جاء حديثُ الإفك مثلًا، يأخذ نسخة من شرحه للقاضي عياض، فيضعها بتمامها، وإذا مرَّت به مسألةٌ فيها تصنيف مفرد لابن القيِّم، أو شيخه ابن تيميَّة أو غيرهما، وضعه بتمامه، ويستوفي ذلك الباب من "المغني" لابن قدامة ونحوه.
وقال البدراني في "المدخل"
(2)
: قد رأيت من هذا الكتاب أربعةً وأربعين مجلدًا، فرأيت مجلداته مفتتحة بتفسير القرآن، فإذا جاءت آية فيها الإشارة إلى مؤلَّف، وضعه بتمامه، وتارةً مفتتحة بترتيب المسند، فيكون على نمط ما ذكره السَّخَاوي، حتى إن فيه "شرح البخاري" لابن رجب الذي وصل فيه إلى صلاة العيدين، وغالب مصنفات شيخ الإسلام ابن تيميَّة نسخت من هذا الكتاب
(1)
الضوء اللامع: 5/ 214.
(2)
المدخل: 473.
وطبعت، حيث إن فيه كثيرًا من كتبه ورسائله، والناس يظنون أن ما فيه من التفسير لابن تيميَّة، وهذا غلطٌ واضحٌ، نعم رأيت فيما رأيت منه مجلدين خاصَّين بترتيب "المسند". انتهى.
وقال صاحب "هدية العارفين"
(1)
: "الكواكب الدَّراري" هذا في مئةٍ وعشرين مجلدًا. وله "مختصره" الذي ذكره ابن طولون، قيل إنه ثمانون مجلدًا رحمه الله.
وذكره ابن عبد الهادي
(2)
.
2148 - (ت 837 هـ): إسماعيل بن محمد بن حسن بن طريف، عماد الدين أبو الفداء الزَّبَدَانيُّ الصَّالحي الحنبلي
.
ذكره السَّخاوي في "الضوء"
(3)
وقال: ولد سنة سبعٍ وأربعين وسبع مئة تقريبًا، وسمع من محمد بن حسن بن عمار وسمع منه الفضلاء، وكان صالحًا معمَّرًا، يحتمل سنه أحسن من هذا، وهو أحد المقرئين بمدرسة الشيخ أبي عمر، ومات في المحرم، سنة سبعٍ وثلاثين وثمان مئة. انتهى.
2149 - (ت 837 هـ): ناصر الدين محمد بن عبد الله بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيميَّة، الحَرَّاني الدِّمشقي الحنبلي
.
قال ابن العماد
(4)
: ولد سنة سبعٍ وخمسين وسبع مئة، وكان يتعانى التجارة، وولي قضاء الإسْكَنْدريَّة بمِصْر مدةً، وكان عارفًا بالطب، وله دعاوى في الفنون أكثر من علمه، توفي بالقَاهِرة، يوم الأحد سابع شهر رمضان، سنة سبعٍ وثلاثين وثمان مئة. انتهى.
(1)
هدية العارفين: 1/ 731.
(2)
الجوهر المنضَّد: 95.
(3)
الضوء اللامع: 2/ 306.
(4)
شذرات الذهب: 7/ 225، وفيه: محمد بن عبد الله
…
كما نقل المؤلف رحمه الله، فلعله نسبه إلى جده ابن عبد الحليم.
وذكره السَّخَاوي في "الضوء"
(1)
فقال: محمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الحليم بن عبد السلام، ناصر الدين بن الشمس بن الجمال، الدِّمشقي، يعرف كسلفه بابن تيميَّة، قال شيخنا ابن حَجر في "إنبائه": كان يتعانى التجارة، ثم اتَّصل بكاتب السِّرِّ فتح الله، وبالشمس ابن الصاحب وسافر في التجارة لهما، وولي قضاء الإسْكَنْدَرِية مدةً، وكان عارفًا بالطِّبِّ، ودعاويه في الفنون أكثر من علمه. وأرخ وفاته كما تقدَّم، وقال: جاوز السبعين، بل قيل: إنه قارب الثمانين. انتهى.
2150 - (ت 837 هـ): القاضي بدر الدين أبو اليمن محمد بن العلامة نور الدين علي الحُكْرِي المِصْري الحنبلي
.
قال ابن العماد
(2)
: ناب في الحكم بالقاهرة دهرًا طويلًا، وكان من أعيانهم، وأعاد ببعض المدارس، ومهر في الفقه والفنون، وكان شكلًا حسنًا، وكان يستشرف أن يلي قضاء الحنابلة بالديار المِصْرية، ولو فسح في أجله لوصل، ولكن اخترمته المَنِيَّة ثالث ربيع الأول، سنة سبع وثلاثين وثمان مئة بالقَاهِرَة، في حياة شيخ المذهب، قاضي القضاة محب الدين بن نصر الله. انتهى.
وذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(3)
فقال: محمد بن علي بن خليل بن علي بن أحمد بن عبد الله بن محمد بدر الدين بن نور الدين، الحُكْرِي القَاهِرِيُّ الحنبليُّ، ذكره شيخنا ابن حَجَر في "إنبائه" فقال: نشأ نشأةً حسنة، واشتغل كثيرًا، وبحث "المقنِع" و"المستوعِب" على القاضي الحنبلي، وتميَّز وكتب بخطه كثيرًا، وناب في الحكم مدةً، وكان جميل الصُّورة، حسن المعاشرة متواضعًا. مات أول ربيع الأول، سنة سبع وثلاثين وثمان مئة، عن ثلاثٍ وخمسين سنةً، طلعت له حُمْرةٌ في قفاه فمات بها. انتهى.
(1)
الضوء اللامع: 9/ 124 - 125.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 224.
(3)
الضوء اللامع: 8/ 181.
2151 - (ت 838 هـ): زين الدين أبو زيد، ويقال: أبو هريرة عبد الرحمن بن نجم الدين عمر بن عبد الرحمن بن حسين بن يحيى بن عمر بن عبد المحسن القِبَابِيُّ، نسبةً إلى القِبَاب الكُبْرى، من قرى أُشْمُون الرُّمَّان بالوجه الشرقي من أعمال القَاهِرة، ثم المَقْدِسِيُّ الحنبليُّ المسند
.
قال ابن العماد
(1)
: ولد سنة تسعٍ وأربعين وسبع مئة، وأجاز له أبو الفتح المَيْدُوميُّ، وجلُّ شيوخ العراقي، وسمع من الشيخ تقي الدين السُّبْكيِّ، وصلاح الدين بن أبي عمر، وابن أُمَيْلة، وصلاح الدين العَلائي، والتُّبَانيِّ وابن رافع والخِلَاطي، وابن جماعة، ومُغُلْطاي، وابن هبل، وخلائق تجمعهم مشيخة خرجها له ابن حَجَر سمَّاها "المشيخة الباسمة للقِبَابِيِّ وفاطمة"، وكان أحد الفقهاء المُبَجَّلين بالقُدس الشَّريف، وقد أكثر عنه الرَّحَّالة وغيرهم، وقُصد لذلك، وتفرد بأكثر مشايخه، وأخذ عنه خلقٌ، منهم: ابن حَجَر. وتوفي ببيت المَقْدِس، في سابع ربيع الآخر، سنة ثمانٍ وثلاثين وثمان مئة. انتهى.
وذكره السَّخَاويُّ في "الضوء"
(2)
بما ملخصه: كان شيخًا صالحًا، خيِّرًا متيقظًا منورًا، محافظًا على التلاوة والعبادة، حريصًا على ملازمة وظائف بيت المَقْدِس، محبًا في الحديث وأهله، يحثُّ من يتعلق به على المواظبة عليه، وهو من بيت علم ورواية. ذكره شيخنا ابن حجرٍ وقال: أجاز لي غير مرةٍ. وذكره المقريزي في "عقوده" وقال: في أصحابه الآن كثرة. وأطنب السَّخاوي في ترجمته جدًا، ثم قال: مات يوم الثلاثاء، سابع ربيع الأول، سنة ثمان وثلاثين وثمان مئة. انتهى.
تعليق: وذكره صاحب "الأُنْس الجليل"
(3)
وغيره، رحمه الله تعالى.
وقال في "إيضاح المكنون"
(4)
: "المشيخة الباسمة للقِبابي وفاطمة" تأليف
(1)
شذرات الذهب: 7/ 227.
(2)
الضوء اللامع: 4/ 113.
(3)
الأنس الجليل: 2/ 260.
(4)
إيضاح المكنون: 2/ 489.
زين الدين أبي زيد عبد الرحمن بن حسين بن عبد المحسن القِبَابِي المَقْدِسِي الحنبلي، المتوفى سنة ثمانٍ وثلاثين وثمان مئة. انتهى.
وكذا في "هدية العارفين"
(1)
، فإنه قال: ومن تصانيفه "المشيخة الباسمة للقِبَابيِّ وفاطمة"، وهو غَلطٌ، والصَّحيح أنها من تصنيف الحافظ ابنَ حَجَر كما تقدم. فليعلم.
- (ت 838 هـ): فاطمة بنت خليل بن أحمد بن محمد بن أبي الفتح بن هاشم بن نصر الله المَقْدسيَّةُ العَسْقَلانيَّةَ الحنبليَّة. [انظر: 2138].
قال السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(2)
: ولدت قبل الخمسين وسبع مئة تقريبًا، وأجاز لها ابن قاضي الجبل، والعلائي، والعز بن جماعة، وغيرهم بكثرة، وتفرَّدتْ بالرِّواية عن الكثير منهم، وكانت أصيلةً، وذكرها ابن حَجَر وغيره، وتوفيت سنة ثمانٍ وثلاثين وثمان مئة. انتهى.
2152 - (ت 838 هـ): عبد الرحمن بن عبد الله بن يوسف بن يحيى زين الدين بن تقي الدين، الحَجَّاويُّ الدِّمشقيُّ الصَّالحيُّ، نزيل القَاهِرة الحنبلي
.
قال السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(3)
: سمع من المحبِّ الصَّامت وغيره، وكان من دُعاة الناس وعقلائهم، ذا وجاهةٍ ومعرفةٍ بأحوال الناس، ثم أُصيب بعقله، واختلط، ولقيه ابن فهد والبقاعي بعد ذلك بالقاهرة، فذكر لهما أنه سمع كثيرًا بالصَّالحيَّة على جماعة، منهم: ابن المحبِّ والكركي، وقرأ عليه البقاعي شيئًا من مسموعه، فكان يحضر تارةً، ويغيب أخرى. توفي بالقاهرة، سنة ثمانٍ وثلاثين وثمان مئة، أو في التي بعدها. انتهى.
(1)
هدية العارفين: 1/ 530.
(2)
الضوء اللامع: 12/ 91، وقد تقدمت برقم (2138) وفيات (833). حيث أوردها ابن العماد في وفيات (833)، أما السخاوي فقد ذكر أن وفاتها (838)، ونقل عنهما المؤلف رحمه الله.
(3)
الضوء اللامع: 4/ 89.
2153 - (ت 839 هـ): محمد بن علي بن عبد الكافي بن علي بن عبد الواحد بن صَغِيْر، شمس الدين أبو عبد الله بن علاء الدين أبي الحسن، القَاهِريُّ الحنبليُّ، الطبيب
.
قال في "الضوء"
(1)
: تميز في الطِبِّ وعالج، وتدرَّب به جماعة، بل له في الطِبِّ كتابٌ يسمى "الزُّبد" عرضهُ ابنه الكمال محمد على ابن جماعة وغيره، وكان أحد الأطباء بالبيمارستان، وبخدمة السلطان، ومات سنة تسعٍ وثلاثين وثمان مئةٍ عن أربعٍ وثمانين سنةً، وصفه ابن جماعة بالشيخ القدوة العمدة، الكامل الفاضل، العالم المتقن المتفنِّن. ووصفه أبو الفتح البَاهِيُّ بالشيخ الإمام الرَّئيس، البالغ من الكمالات النفسانية مبلغًا لا يُحَدُّ، والحائز من الفضائل أنواعًا لا تُعَدُّ. انتهى.
- (ت 839 هـ): عبد الرحمن بن عبد الله بن يوسف تقدَّم قريبًا سنة ثمانٍ وثلاثين وثمان مئة. [انظر: 2152].
2154 - (ت 840 هـ): عبد الرحمن بن نصر الله بن أحمد بن محمد بن عمر نور الدين بن جلال الدين، التسْتَريُّ البَغْدادي الحنبلي
.
قال في "الضَّوء"
(2)
: ولد في جمادى الثانية، سنة إحدى وسبعين وسبع مئة ببَغْداد ونشأ بها، فأخذ عن أبيه وأخيه وغيرهما، وانتقل إلى القاهرة مع أبيه، وهو أصغر بنيه، وسمع بها على المجد إسماعيل الحَنَفيِّ، وابن حاتم، وعلي التنُوخِيِّ وغيرهم، وأجاز له ابن المحب وجماعة، وتكسَّب أولًا بالحرير، ثم بالشَّهادة، ثم ترقَّى حتى ناب في القضاء عن ابن المُغْلِي، ثم أخيه، ثم ولي قضاء صَفَد استقلالًا فأقام بها سبع سنين ثم عزل، واستمرَّ على النِّيابة عن أخيه بعد أن حَجَّ، وجاور حتى مات، وذلك يوم الجمعة تاسع شعبان، سنة أربعين وثمان مئة، وقد أَثْكَلَ ثلاثة عشرَ ولدًا، ولم يخلِّف أحدًا، وكان فهمًا ظريفًا،
(1)
الضوء اللامع: 8/ 190.
(2)
الضوء اللامع: 4/ 157.
حسن المودَّة، كثير البشاشة، يستحضر الكثير من الفقه. انتهى.
2155 - (ت 840 هـ): عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن أحمد بن المحب عبد الله، المَقْدِسِيُّ الدِّمشقيُّ الصَّالحي، الحنبلي الذهبي
.
قال السّخاوي في "الضوء"
(1)
: يُعرف كسلفه بابن المحب، ولد في صفر، سنة ثمانٍ وستين وسبع مئة، وسمع على الصلاح بن أبي عمر، وزينب ابنة قاسم بن العَجَمي وغيرهما، وحدَّث، سمع منه الفضلاء، وذكره شيخنا ابن حَجَر في "معجمه" فقال: أجاز لنا في سنة تسعٍ وعشرين وثمان مئة، ومات سنة أربعين وثمان مئة، ودفن بمقبرة باب توما. انتهى.
2156 - (ت 840 هـ): عبد الكريم بن علي بن عبد الكريم بن أحمد بن عطية بن ظهيرة، أبو محمد القُرَشيُّ المكيُّ الحنبليُّ
.
قال السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(2)
: أجاز له النشاوري، وابن خلدون، والتَّنُوخيُّ في سنة ثمان وثمانين وسبع مئة فما بعدها، ودخل بلاد الهند، وغاب مدةً، ثم قدم مكة ومات بها في شوال، سنة أربعين وثمان مئة. انتهى.
2157 - (ت 840 هـ): عبد الله بن محمد بن يحيى بن عثمان بن عيسى ابن عمر بن علي بن سلامة، البَيْتلَبدي المَقْدِسِيُّ الصَّالحي الحنبلي، نزيل الضِّيائيَّة
.
قال في "الضَّوء"
(3)
: ولد سنة ستًّ وسبعين وسبع مئة، وسمع من المحب الصَّامت وحدث، سمع منه الفضلاء، ومات في حدود سنة أربعين وثمان مئة. انتهى.
2158 - (ت 840 هـ): موسى بن الحسين بن محمد بن علي بن محمد
(1)
الضوء اللامع: 4/ 167.
(2)
الضوء اللامع: 4/ 315.
(3)
الضوء اللامع: 5/ 68.
ابن أبي الرِّجال أحمد بن عبد الله بن عيسى بن أحمد بن علي بن محمد بن محمد قطب الدين الحسيني، اليُونِيْني البَعْلي الحنبلي.
قال السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(1)
: ولد في ربيع الأول، سنة اثنتين وستين وسبع مئة، واشتغل في الفقه والفرائض والنحو على شمس الدين بن اليُونانيَّة، وفي الفرائض على أبيه، وسمع على أحمد بن عبد الكريم البَعْلي "صحيح مُسْلِم"، وأحمد بن محمد بن راشد بن خطليشا "التَّوَكُّل" لابن أبي الدُّنيا، ومحمد بن علي بن أحمد اليُوْنِيْني، ومحمد بن محمد بن إبراهيم الحسيني، ومحمد بن محمد بن أحمد الجَرْدي "صحيح البُخَاري" وعلى النَّجم بن الكشك وغيرهم، وحدَّث، سمع منه الفضلاء، ومات قريب سنة أربعين وثمان مئة. انتهى.
- (ت 840 هـ): محمد بن أبي بكر بن علي بن أبي بكر البَكْريُّ البِلْبِيْسيُّ المَحَليُّ القَاهِرِي الحنبلي. [انظر: 2195].
قال السخاوي في "الضوء"
(2)
: توفي في شعبان، تاسعه، سنة. أربعين وثمان مئة. انتهى.
2159 - (ت 840 هـ): ستُّ العَيْش أم عبد الله، وأم الفضل عائشة بنت القاضي علاء الدين علي بن محمد بن علي بن عبد الله بن أبي الفتح بن هاشم بن إسماعيل بن نصر الله بن أحمد، الكاتبةُ الفاضلةُ الصالحة الكِنَانيَّة العَسقلانية الأصل، ثم المِصْرية الحنبلية، سبطة القَلانِسِيِّ
.
قال ابن العماد
(3)
: ولدت سنة إحدى وستين وسبع مئة، وحضرت على جدِّها فتح الدين القَلانِسِيِّ أكثر العلامات وغيرها، وسمعت من العز ابن جماعة، والقاضي موفَّق الدين الحنبلي، وناصر الدين الحراوي، ولها إجازة من
(1)
الضوء اللامع: 10/ 181.
(2)
الضوء اللامع: 7/ 177، وسيأتي برقم (2195) وفيات (846) ووهم المؤلف رحمه الله فأورده هنا.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 234.
محب الدين الخَلَّاطي، وجماعة من الشاميين والمصريين، وأكثر عنها الطلبة آخرًا، وكانت خيِّرةً تكتب خطًّا جيِّدًا، وهي والدة القاضي عز الدين بن قاضي المسلمين برهان الدين إبراهيم بن نصر الله الحنبلي، توفيت سنة أربعين وثمان مئة. انتهى.
2160 - (ت 840 هـ): أمة اللَّطيف بنت شمس الدين محمد بن محمد ابن أحمد بن أحمد بن المحب عبد الله المَقْدسيَّة الصَّالحية الحنبلية
.
قال السَّخَاوي في "الضوء"
(1)
: سمعت من والدها سنة سبعٍ وثمانين وسبع مئة، ومن محمد بن الرَّشيد عبد الرحمن المقدسي، وأجاز لها أبو الهول، والمحب الصَّامت، وناصر الدين بن داود وغيرهم، وحدَّثت وكانت خيِّرة أصيلةً ماتت في جمادى الآخرة، سنة أربعين وثمان مئة، ودفنت بالسَّفح. انتهى.
2161 - (ت 840 هـ): بركة بنت أبي بكر بن أحمد بن علي أم محمد، وأم البركات، الصَّالحية الدمشقيَّةُ الحنبلية، زوج صدر الدين الياسوفي
.
قال في "الضَّوء"
(2)
: سمعتْ مع زوجها، سنة اثنتين وثمان مئة، من عائشة بنت أبي بكر بن قواليج، وحدَّثت، سمع منها الفضلاء، وماتتْ في ربيع الأول، سنة أربعين وثمان مئة، ودُفِنت بالسفح. انتهى.
2162 - (ت 840 هـ): حسن بن محمد بن حسن، الصَّالحي الحنبلي، ويعرف بابن قُنْدُس
.
قال في "الضَّوء"
(3)
: ولد قبل سنة سبعين وسبع مئة على ما يظهر من مسموعه، فإنه سمع من لفظ المحب الصَّامت، وتوفي في العشر الأوسط من المحرم، سنة أربعين وثمان مئة، ودفن بسفح قاسِيُون. انتهى.
2163 - (ت 841 هـ): أحمد بن عبد اللطيف بن موسى بن عَمِيْرة
، أبو
(1)
الضوء اللامع: 12/ 10.
(2)
الضوء اللامع: 12/ 10.
(3)
الضوء اللامع: 12/ 13.
العبَّاس بن السراج القُرشي المَخْزُومي، اليبناوي ثم المكِّي، الحنبلي.
قال السَّخاوي في "الضوء"
(1)
: ولد ليلة الجمعة، عشري ربيع الأول، سنة سبع وثمان مئة بمكة، ونشأ بها، وطلب العلم بها، وأجاز له غير واحدٍ، وارتحل إلى دمشق وقطنها مع تردُّدٍ إلى مكة، وطلب بنفسه، وسمع بالقَاهِرَة وحَلَب ودِمَشْق وغيرها، وقرأ وكتب الطِّباق، وتفَقَّه، وأثنى عليه البرهان الحلبي، ونظم الشِّعر، وكان ديَّنًا خيَّرًا منجمعًا. مات في أوائل رمضان، سنة إحدى وأربعين وثمان مئة. انتهى.
2164 - (ت 841 هـ): إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن علي ابن إسماعيل، برهان الدين الحنبلي بن الرَّسَّام الآتي
(2)
.
قال ابن العماد: كان شابًّا فاضلًا ديِّنًا، توفي قبل أبيه، سنة إحدى وأربعين وثمان مئة، وتأسَّف الناس عليه. انتهى.
2165 - (ت 841 هـ): أحمد بن عبد الرحمن بن حمِيْد، شهاب الدين، العَنَبْتَاوي المَقْدِسيُّ، الصالحيُّ الحنبلي
.
قال في "الضَّوء"
(3)
، ولد سنة ستٍ وسبعين وسبع مئة تقريبًا، وسمع من المحب الصَّامت، وأبي الهول وغيرهما، وحدَّث، سمع منه الفضلاء، وتكسَّب بالشهادة. مات مطعونًا سنة إحدى وأربعين وثمان مئة، في حادي عشر رمضان. انتهى.
2166 - (ت 841 هـ): إبراهيم بن عبد الرحمن بن سليمان، الصَّالحي الحنبلي، ويعرف والده بأبي شعر
.
(1)
الضوء اللامع: 3/ 124.
(2)
كذا قال المؤلف رحمه الله، وهو وهم منه، والصواب أن إبراهيم هذا هو ابن عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الكرم الحنبلي زين الدين، المعروف بأبي شعر. وسيذكره المؤلف على الصواب بعد ترجمة، وسيذكر أباه عبد الرحمن في وفيات (844)، انظر:"الشذرات" 7/ 253، "الضوء اللامع": 1/ 59.
(3)
الضوء اللامع: 1/ 328.
ذكره السَّخاوي
(1)
في "الضوء" وقال: حجَّ مع أبيه، سنة تسعٍ وثلاثين وثمان مئة، وسمع على التقي بن فهد، وأبي الفتح المراغي، وقرأ على الشمس الصَّالحي، وأبي اليمن النُّوَيْري الأسيوطي وغيرهم، ورجع فمات سنة إحدى وأربعين وثمان مئة في حياة أبيه. انتهى.
2167 - (ت 841 هـ): شعبان بن محمد بن جَمِيْل، البَعْليُّ الحنبليُّ الصَّالحيُّ، ويعرف بابن جميل
.
قال السَّخاويُّ في "الضوء"
(2)
: ولد في ربيع الأول، سنة اثنتين وسبعين وسبع مئة، وسمع على نجم الدين أحمد بن إسماعيل الكشك، وحدَّث، سمع منه الفضلاء، ومات سنة إحدى وأربعين وثمان مئة. انتهى.
وذكره ابن عبد الهادي في "ذيله على طبقات ابن رجب"
(3)
، فقال: شعبان ابن محمد الحنبلي البعلي الصالح، أحد العدول ببعلبكَّ.
2168 - (ت 841 هـ): عبد الله بن محمد بن أحمد بن يوسف بن أحمد تقي الدين المَقْدِسي ثم الصَّالحي، ابن الحاج الحنبلي
.
قال في "الضوء"
(4)
: ولد في شوال، سنة ستًّ وسبعين وسبع مئة، وسمع من أَبي الفرج عبد الرحمن بن أحمد الذَّهبي، ومحمد بن أحمد بن عبد الحميد، وأبي حَفْص البَالِسِيِّ وأجازوه، وغيرهم، وحدَّث، وكتب التوقيع عند ابن مفلح، ومات سنة إحدى وأربعين وثمان مئة. انتهى.
2169 - (ت 841 هـ): محمد بن إبراهيم بن عمر بن يوسف بن علي، المَرداوي الصَّالحي الحنبليُّ
.
(1)
الضوء اللامع: 1/ 59.
(2)
الضوء اللامع: 3/ 301.
(3)
الجوهر المنضَّد: 45.
(4)
الضوء اللامع: 5/ 46.
قال السَّخَاويُّ في "الضوء"
(1)
: سمع من الصَّلاح ابن أبي عمر سنة ست وستين وسبع مئة وبعدها، ومن المحب الصَّامت، وحدَّث، سمع منه الفضلاء كابن فهد، وكان خيِّرًا. مات في جمادى الآخرة، سنة إحدى وأربعين وثمان مئة. انتهى.
2170 - (ت 841 هـ): محمد بن عبد الأحد بن محمد بن عبد الأحد بن عبد الرحمن بن عبد الخالق، أبو الفضائل بن القاضي زين الدين أبي المحاسن، المَخزُوميُّ الخالديُّ الحُسينيُّ، الحَلَبيُّ المِصْريُّ، الحنبلي
.
قال السَّخاوي في "الضَّوء"
(2)
: يعرف باسم أبيه، وبابن الشريفة، ولد ليلة الجمعة، سادس شوال سنة اثنتين وتسعين وسبع مئة بحَلَب، ونشأ بها، فقرأ القرآن، وتفقه بأبيه، وشمس الدين الشاميِّ، وقرأ في النحو على أبيه ويحيى العجيسي، وبحث في أصول الدِّين على شمس الدين بن الشَّمَّاع الحَلَبي، وفضل ونظم الشعر، وكتب في توقيع الدَّست بحَلَب والقَاهِرَة، وسافر وتنقل، حتى ولي كتابة سر البيرة، ثم غزة، وكذا نظر جيشها، وله أحوالٌ في العشق مشهورةٌ، وجمع كتابًا في تراجم أحرار العُشَّاق سماه "صبوة الشَّريف الظَّريف"، ومنتخبًا من شعره، ومراسلات بينه وبين المعاشيق سماه "الإشارة إلى باب الستارة"، ونظم "العمدة لابن قدامة" في أرجوزة، وامتدح الكمال البارِزيَّ وغيره. ومات بصَفَد وهو كاتب سرها، في شعبان، سنة إحدى وأربعين وثمان مئة. انتهى.
2171 - (ت 841 هـ): أحمد بن محمد بن إسماعيل، الصَّعِيْديُّ ثم المَكِّيُّ، نزيل دمشق، وسبط الشيخ عبد القوي، الحنبليُّ
.
قال السَّخاوي في "الضَّوء"
(3)
، ذكره النجم بن فهد في "معجمه" وغيره، ولد بمكة سنة تسع عشرة وثمان مئة ونشأ بها، وسافر إلى دمشق، فانقطع بسفح قاسِيون، ولازم أبا شَعَر كثيرًا، وبه تفَقَّة، وانتفع وتزوَّج هناك، وأقام بها، وقد سمع
(1)
الضوء اللامع: 6/ 273.
(2)
الضوء اللامع: 7/ 278.
(3)
الضوء اللامع: 2/ 71.
من ابن فهد بدمشق على ابن الطَّحَّان وغيره، سنة سبع وثلاثين وثمان مئة، ومات بها في الطَّاعون سنة إحدى وأربعين وثمان مئة، ودفن بسَفْح قاسِيْون. انتهى.
2172 - (ت 841 هـ): حسن بن محمد بن أبي الفتح محمد، الفَاسِيُّ الكلبرجيُّ، ثم المكيُّ الحنبليُّ
.
قال السَّخَاويُّ في "الضوء"
(1)
: ولد ببلاد كلبرجة من الهند، وحمل إلى مكة وهو ابن عشر سنين بعد سنة ثلاثين وثمان مئة، وسمع بها من التقي ابن فهد، وأجاز له، ودخل مع عمه عبد اللطيف بلاد العجم بعد الأربعين وثمان مئة، فوصلا إلى الرُّوم وحَلَب، وكانت مَنِيَّتُه بها، ودفن هناك. انتهى.
2173 - (ت 841 هـ): علي بن مفلح، نور الدين الحنبلي
.
ذكره ابن فهد في "لحظ الألحاظ"
(2)
وقال: هو وكيل بيت المال، وناظر المارستان، توفي يوم الجمعة، ثاني عشر ذي الحجة، سنة إحدى وأربعين وثمان مئة. انتهى.
2174 - (ت 841 هـ): أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن علي بن إسماعيل الحَمَويُّ الحنبليُّ القادريُّ
.
ذكره في "هدية العارفين"
(3)
، وقال: توفي في حدود سنة إحدى وأربعين وثمان مئة، صنف "تحذير المنكر للقدوة المعاند القادر المعترض على كلام الشيخ عبد القادر"، "تحفة العابد في فضل بناء المساجد"، "تنبيه الغافلين الحَيَارى على ما ورد من النَّهْي عن التشبُّه بالنَّصارى"، "كشف السِّرِّ عن مسألة الروح، وكيف تصعد وتنزل وتغدو وتروح"، "مجلس الوعظ في التحذير من عمل قوم لوط". انتهى.
- (ت 841 هـ): شهاب الدين أحمد بن محمد بن أحمد بن زريق، يأتي
(1)
الضوء اللامع: 3/ 127.
(2)
ذيل تذكرة الحفاظ: 317.
(3)
هدية العارفين: 1/ 126، ولعله الآتي برقم (2202).
سنة اثنتين وأربعين وثمان مئة. [انظر: 2177].
2175 - (ت 842 هـ): إبراهيم بن حجي الحنبلي الكفل حارسي
.
قال ابن العماد
(1)
: وذكره العُلَيْمي في "طبقاته" وقال: هو الشيخ الإمام العلَّامة برهان الدين، توفي سنة اثنتين وأربعين وثمان مئة. انتهى.
2176 - (ت 842 هـ): محمد بن عبد القادر بن أبي الفتح محمد بن أحمد، القاضي شرف الدين المحيويُّ الحَسَنيُّ الفَاسيُّ، الحنبلي فتح الدين
.
قال السَّخاوي في "الضَّوء"
(2)
: ولد بمكة في صفر، سنة ثلاث عشرة وثمان مئة، وأُحضر بها على العزِّ محمد بن علي المقدسي الحنبلي القاضي، وعلى أحمد الفَاسِيِّ، وابن سلامة، وابن الجَزَري، والشمس الشَّامي في آخرين، وأجاز له المراغي وغيره، وجمع واشتغل على عِدَّة من الواردين مكَّة، كأبي شعر، وابن الرَّزاز، وناب عن عمه السِّراج عبد اللطيف في القضاء والإمامة بالمقام الحنبلي إلى أن مات، ودخل بلاد العجم، ثم عاد إلى مكة، وتوفي بها في ربع الآخر سنة اثنتين وأربعين وثمان مئة، ودفن بالمُعَلَّا عند سلفه. انتهى.
2177 - (ت 842 هـ): أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن سليمان بن حمزة شهاب الدين، أبو العباس الْمَقْدِسِيُّ الدِّمشقيُّ الصَّالحيُّ، الحنبلي
.
قال السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(3)
: يعرف كسلفه بابن زُرَيق، ولد على رأس القَرْن، وقرأ القرآن، و"الخِرَقِي" و"مختصر الهداية لابن رزين"، و"زوائد الكافي"، و"الطوفي"، ومقررات المذهب، وجانبًا من الفروع واشتغل في العلوم على شمس الدين القَبَاقِبي، وشرف الدين بن مفلح، وناب في القضاء لابن الحَبَّال وغيره، ولازم المسجد للوعظ ونحوه، وكان زائد الذَّكاء، ذا فضيلة،
(1)
شذرات الذهب: 7/ 242.
(2)
الضوء اللامع: 2/ 83 - 84.
(3)
الضوء اللامع: 2/ 85.
ونظمٍ ونثر، وفصاحةٍ وحسن مجالسة. توفي سنة اثنتين وأربعين وثمان مئة. انتهى.
وذكره ابن العماد
(1)
فيمن توفي سنة إحدى وأربعين وثمان مئة فقال: هو قاضي القضاة شهاب الدين، أحمد بن أقضى القضاة ناصر الدين محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان بن حمزة، الشيخ الإمام، العالم المحدِّث الحنبلي، الشهير بابن زُرَيق، قرأ القرآن، واشتغل فقرأ "الخِرَقِيَّ"، وأخذ الفقه عن جماعةٍ منهم: شرف الدين بن مفلح، قرأ عليه قطعةً كبيرة من "فروع والده"، ويقال: إنه كان يحفظ ثلث "الفروع"، والشيخ شمس الدِّين بن القَبَاقِبيِّ، وأذن له في الإفتاء، وكان له ذهنٌ جيِّدٌ، ومحاضرةٌ حسنةً، وناب في الحكم، ثم ترك، وأقبل على عمل الميعاد بالجامع المُظَفَّري، وقرأ "صحيح البخاري" فيه مع تقشُّف وديانة إلى أن لحق بالله تعالى في الطَّاعون، سنة إحدى وأربعين وثمان مئة، ودفن بالرَّوضة، قريبًا من الشيخ موفق الدين، وتأسف الناس عليه. انتهى.
2178 - (ت 842 هـ): تاج الدين عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن عبد القادر، الجَعْفَري النَّابُلُسي الحنبلي
.
قال ابن العماد
(2)
: قال العليمي في طبقاته: هو الشيخ الإمام العالم القاضي، كان من أهل الفضل، وهو من بيت علمٍ ورئاسة، وكان يكتب على الفتوى عبارةً حسنةً تدل على فضله، وصنف "مناسك الحج"، وهو حسنٌ، وله رواية في الحديث، وخطُّ حسنٌ، ولي قضاء الحنابلة بنابُلُس، وباشر مدةً طويلةً، وتوفي بها في سنة اثنتين وأربعين وثمان مئة. انتهى.
2179 - (ت 842 هـ): علي بن عبد الكريم بن إبراهيم بن أحمد، نور الدين بن كريم الدين، المِصْري الكُتبي الحنبلي، يُعرف بابن عبد الكريم
.
قال السَّخاوي في "الضوء"
(3)
: سمع على التَّنُوخيَّ، والأنباسي، وابن
(1)
شذرات الذهب: 7/ 240.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 245.
(3)
الضوء اللامع: 5/ 243.
حاتم، وابن الخَشَّاب، وابن الشيخة، والمجد إسماعيل الحنفي، والشهاب الجَوْهَري في آخره. وذكره شيخنا ابن حَجَر في "إنبائه" وقال: كان عارفًا بالكتب وأثمانها، ولكنه تشاغل عن التكسُّب بها غالبًا بغيرها، بل ناب في الحكم مدةً، ثم ترك ومات بعد أن تعلَّل عدة سنين، في سنة اثنتين وأربعين وثمان مئة، وقد قارب السبعين أو جاوزها. انتهى.
2180 - (ت 842 هـ): حافظ دمشق، شمس الدين أبو عبد الله، محمد بن أبي بكر عبد الله بن محمد، الدِّمشقي، الشهير بابن ناصر الدين
.
ذكره ابن العماد في "الشَّذرات"
(1)
، وذكر الاختلاف فيه، هل هو شافعيٌّ أم حنبليٌّ، فلذلك أعرضت عن ذكر ترجمته هنا، لكون الأكثر على أنه شافعيٌّ، ولشهرته أيضًا، وتوفي سنة اثنتين وأربعين وثمان مئة.
2181 - (ت 843 هـ): برهان الدين إبراهيم بن فلاح النَّابُلُسي الحنبلي
.
قال ابن العماد
(2)
: كان من العلماء العاملين، توفي بصالحيَّة دمشق، سنة ثلاثٍ وأربعين وثمان مئة. انتهى.
وذكره السَّخَاوي في "الضَّوء"
(3)
فقال: هو إبراهيم بن محمد بن محمد بن محمد بن عمر، برهان الدين النَّابُلُسي الحنبلي، والد أحمد، يعرف بابن فلاح.
2182 - (ت 843 هـ): محمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي، شمس الدين المَقْدِسيُّ الصَّالحيُّ الحنبلي، المعروف بابن عبد الهادي
.
قال السَّخَاوي في "الضَّوء"
(4)
: أُحضر في الثانية سنة ثمانين وسبع مئة على أبيه، وجده، وعمه إبراهيم بن أحمد، وموسى بن عبد الله المَرْدَاوي وغيرهم، وحدَّث، سمع منه الفضلاء، كابن فهد. وكان خيِّرًا ساكنًا، من بيت حديثٍ،
(1)
شذرات الذهب: 7/ 243.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 246.
(3)
الضوء اللامع: 1/ 164.
(4)
الضوء اللامع: 7/ 218.
ورواية. مات بدمشق، سنة ثلاثٍ وأربعين وثمان مئة. أرَّخه ابن اللبودي، انتهى كلام السَّخَّاوي.
2183 - (ت 843 هـ): محمد بن محمد بن يوسف بن علي الدمشقي الحنبلي المعروف بابن الكَيَّال
.
ذكره السَّخاوي في "الضَّوء"
(1)
فقال: إنه يعرف أيضًا بابن الذَّهبي، ولد سنة أربعٍ وستين وسبع مئة، وسمع على ابن أبي أُمَيْلة، وعبد الرحيم بن غنائم التَّدمري، والمحب الصَّامت في آخرين، وحدَّث، سمع منه الفضلاء، وكان ينزل بالقُبَيْبَات ومعه أذان الجامع الأموي. مات سنة ثلاثٍ وأربعين وثمان مئة، أرخه ابن اللَّبُّودي. انتهى.
2184 - (ت 843 هـ): أحمد بن عبد الله بن أحمد بن زَعْرُور، المَرْدَاويُّ المَقْدسيُّ الصَّالحيُّ الحنبلي، المعروف بابن عبد الله
.
قال السَّخَاوي في "الضَّوء"
(2)
: ولد سنة خمسٍ وستين وسبع مئة، وسمع وحدَّث، وكان حيًّا سنة اثنتين وأربعين وثمان مئة. انتهى.
2185 - (ت 844 هـ): العلامة شيخ المذهب، مفتي الديار المصرية، محبُّ الدين أحمد بن نصر الله بن أحمد بن محمد بن عمر، البغداديُّ الأصل، ثم المِصْريُّ الحنبليُّ، قاضي القضاة، أبو الفضل
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد ببغداد في ضَحْوة يوم السبت، سابع عشر رجب، سنة خمسٍ وستين وسبع مئة، وسمع بها من والده الشيخ نصر الله، ومن نجم الدين أبي بكر بن قاسم، ونور الدين علي بن أحمد المقرئ، وعَنِيَ بالحديث، ثم قدم القَاهِرَة مع والده، وأخذ عن مشايخ منهم: سراج الدين البُلْقِيْنيُّ، وزين الدين العِرَاقيُّ، وابن المُلَقِّن، وأخذ عن الشيخ زين الدين ابن
(1)
الضوء اللامع: 10/ 33.
(2)
الضوء اللامع: 1/ 355.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 250 - 251.
رجب بالشام، وسمع بحَلَب من الشِّهاب بن المُرَحِّل، وولي تدريس الظَّاهريَّة البَرْقُوقِيَّة وغيرها، وناب في الحكم عن ابن المُغْلى، وناظر وأَفتى، وانتفع به الناس، وكان متضلِّعًا بالعلوم الشَّرعيَّة، من تفسيرٍ وفقهٍ، وحديثٍ وأُصول.
قال برهان الدين بن مفلح في "طبقاته": وهو أجَلُّ مشايخنا، وانتهت إليه رئاسة الحنابلة بعد موت مستخلفه علاء الدين بن مُغْلي، وله عملٌ كثيرٌ في شرح "مسلم"، وله هوامش حسنةٌ على "المُحَرَّر" وعلى "الفُرُوع"، وكتابةٌ على الفتوى نهايةٌ، وأفتى بصحة الخلع حيلةً، وعدم وقوع الطلاق بفعل المحلوف عليه زمن البينونة، ويأتي نظير ذلك في ترجمة نور الدين الشيشيني، ومن فوائده أن من اشترى حصةً مبلغها النصف مثلًا من بناء على أرض محتكرة، فليس لشريكه طلب الشفعة في البناء المبيع دون الأرض، ومنها قوله: كثيرًا ما يقع في سجلات القضاة الحكم بالموجب تارةً والحكم بالصِّحة أخرى، وقد اختلف كلام المتأخرين في الفرق بينهما وعدمه، ولم أجد لأحدٍ من أصحابنا كلامًا منقولًا في ذلك، والذي نقوله بعد الاستعصام بالله تعالى، وسؤاله التوفيق: إن الحكم بالصحة لا شكَّ أنه يستلزم ثبوت الملك والحيازة قطعًا، فإذا ادَّعى رجل أنه ابتاع من آخر عينًا، واعترف المدَّعَى عليه بذلك لم يَجُزْ للحاكم الحكم بصحة البَيْع بمجرد ذلك حتى يدَّعِي المدَّعي أنه باعه العين المذكورة، وهو مالك لها، ويقيم البيِّنة بذلك، فأما لو اعترف البائع له بذلك لم يكن جواز الحكم بالصِّحة، لأن اعترافه يقتضي ادعاء الملك للعين المبيعة، وحيازته حال البيع، ولا يثبت ذلك بمجرد دعوى فلا بد من بيِّنة تشهد بملكه وحِيَازته حال البيع، حتى يسوغ للحاكم الحُكْم بالصِّحة، وأما الحكم بالموجَب بفتح الجيم، فمعناه الحكم بموجب الدَّعوى الثابتة بالبيِّنة، أو علم القاضي، أو غيرهما، هذا هو معنى الموجَب، ولا معنى للموجَب غير ذلك.
وكان رحمه الله لا ينظر بإحدى عينيه، مع حسن شكله وأبَّهته، واسْتَقَلَّ بقضاء مِصْر مددًا، وأجازه الشمس الكَرمَاني بإجازة عظيمة، ووصفه بالفضيلة مع صغر السنِّ، وتمثل فيه بقول الشاعر:
إن الهلالَ إذا رأيتَ نُمُوَّه
…
أيقَنْتَ أن سيصير بَدْرًا كاملًا
وتوفي بالقَاهِرة صبيحة يوم الأربعاء النصف من جمادى الآخرة، سنة أربع وأربعين وثمان مئة عن ثمانٍ وسبعين سنةً وعشرة أشهر إلا يومين، واستقر ولده يوسف بعده في تدريس المنصورية والأشرفية. انتهى.
وقال السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(1)
، وقد ذكره بترجمة طويلة جدًا: كان إمامًا فقيهًا مفتيًا، نظَّارًا علَّامة، متقدِّمًا في فنون، خصوصًا مذهبه، فقد انفرد به وصار عالم أهله بلا مدافعة، كلُّ ذلك مع الذِّهن المستقيم، والطبع السَّليم، وكثرة التَّواضع، والخلق الرضي، والأبَّهة والوَقَار، وسلوك طريق السَّلف، والمداومة على الأوراد، والعبادة والتَهَجُّد والصِّيام، وكثرة البكاء، والخوف من الله تعالى، وفتاواه مسدَّدة، وحواشيه في العلوم وسائر تعاليقه مفيدة، وقد رأيت له حواشي على "تنقيح الزَّرْكشي"، وكذا على "فروع ابن مفلح"، وكذا على "الوجيز"، وكذا على "المُحَرَّر"، و"شرحه"، و"الرعاية"، وأشياء أخر. انتهى المراد منه.
وقد ذكر في "هدية العارفين"
(2)
حواشيه على "تنقيح الزَّرْكَشيِّ"، فقال: صنف "النكت على التنفيح، شرح الجامع الصَّحيح". وذكره الزِّرِكْلي
(3)
.
2186 - (ت 844 هـ): برهان الدين إبراهيم بن البجلاق، البَعْليُّ الحنبليُّ
.
قال ابن العماد
(4)
: هو شيخ الحنابلة، ومدرسهم ومفتيهم بمدينة بَعْلَبَكَّ، له سماعٌ كثيرٌ للحديث، وتوفي ببَعْلَبَكَّ في أواسط شوال، سنة أربعٍ وأربعين وثمان مئة. انتهى.
وقال السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(5)
: إبراهيم بن البجلاق، البَعْليُّ الحنبليُّ،
(1)
الضوء اللامع: 2/ 233 - 239.
(2)
هدية العارفين: 1/ 126.
(3)
الأعلام: 1/ 264.
(4)
شذرات الذهب: 7/ 252.
(5)
الضوء اللامع: 1/ 184.
برهان الدين، ممن أخذ عنه الفقه قاضي بلَده صدر الدين عبد القادر بن محمد اليُونِيْني وغيره، وكان شيخ الحنابلة، ومدرسَهم ومفتيهم هناك، مات بها في العشر الأوسط من شوَّال، سنة أربعٍ وأربعين وثمان مئة، ويقال: إنه سمع كثيرًا. انتهى.
2187 - (ت 844 هـ): داود بن سليمان بن عبد الله زين الدين، المَوْصِليُّ ثم الدِّمشقيُّ الحنبليُّ
.
قال السَّخَاويُّ في "الضوء"
(1)
: ولد سنة أربعٍ وستين وسبع مئة تقريبًا، وسمع على الجمال الشَّرائحي، وابن رجب، والشهاب بن حجي، وحدَّث عنه جماعةٌ، وكان شيخًا صالحًا فاضلًا. مات سنة أربعٍ وأربعين وثمان مئة، أرَّخه اللَّبُوديُّ. انتهى.
2188 - (ت 844 هـ): أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن علي بن إسماعيل، الحنبلي، شهاب الدِّين قاضي القضاة، المعروف بابن الرَّسَّام
.
قال ابن العِماد
(2)
: ولد تقريبًا سنة ثلاثٍ وسبعين وسبع مئة، وولي قضاء حَمَاة، ثم قضاء حَلَب، وقدم الشَّام والقَاهِرَة مِرَارًا، وسمع "الصَّحيح" من شمس الدين ابن اليُونانِيَّة، وسمع من العِراقيِّ، وأجاز له جماعةٌ منهم: ابن المُحِبِّ، وابن رَجَب، وكان يعمل المواعيد، وله كتابٌ في الوعظ على نمط كتاب شيخه ابن رجب المعروف "بلطائف المعارف"، وتوفي في شوال، سنة أربع وأربعين وثمان مئة. انتهى.
وقال السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(3)
: جمع من فضائل الأعمال كتابًا سماه "عِقْد الدُّرَر واللآلي في فضل الشهور والأيام والليالي" في أربع مجلدات، وفي "المتباينات" آخر يقضي العجب من وضعهما، وتعانى الوَعْظ، فأتى فيه بأخبارٍ
(1)
الضوء اللامع: 3/ 212.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 252.
(3)
الضوء اللامع: 1/ 249.
مستحسنةٍ، وحدَّث، سمع منه الفُضَلاء، وولي بلده مِرارًا، وتوفي في ثامن عشر ذي القعدة، سنة أربعٍ وأربعين وثمان مئة. انتهى.
2189 - (ت 844 هـ): عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الكرم الحنبلي، زين الدين المعروف بأبي شَعَر
.
قال ابن العماد
(1)
: هو الشيخ الإمام العَلَّامة، القدوة الحافظ، نشأ على خيرٍ ودينٍ، واشتغل على الشيخ علاء الدين بن اللَّحَّام، وأذن له بالإفتاء شمس الدين القُبَاقِبي، وحضر زين الدين ابن رجب، وعني بالحديث وعلومه، وكان أستاذًا في التَّفْسير، وله مشاركةٌ جيدةٌ في الفقه، والأصْلَيْن، والنحو، وكان متبحِّرًا في كلام الشيخ تقي الدين ابن تيميَّة، إلى أن وقع له كائنةٌ مع بعض النَّاس، فلَزِم بيته بصالحية دمشق، وعكفتْ عليه جماعةٌ كثيرةٌ، وانتفعوا به، وكانت هيئته تذكَّر بالسَّلف الصَّالح، وله كشفٌ سريع، وصبرٌ في حقِّ الله تعالى. توفي في ثامن عشري شوال، سنة أربعٍ وأربعين وثمان مئة، ودفن بالرَّوْضة قريبًا من الشَّيخ موفَّق الدِّين. انتهى.
وقال السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(2)
: عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الكرم بن سليمان زين الدين، أبو الفرج الدِّمشقيُّ الصَّالحيُّ الحنبلي، علامة الزَّمان، وترجمان القرآن، وناصح الإخوان، ويعرف بأبي شَعَر، ولد سنة ثمانين وسبع مئة، وقيل: سنة ثمانٍ وثمانين في ثالث عشر شعبان، وحفظ القرآن و"الخِرَقي" وغيره، وتفقَّه بجماعة منهم: الزين بن رجب، والشهاب بن حَجِّي، وسمع من عبد القادر بن إبراهيم الأُرْمَويِّ، والجمال بن الشرائحيِّ، وعائشة ابنة عبد الهادي في آخرين، بل سمع من ابن حَجَر هو وابنه إبراهيم، واغتبط شيخنا ابن حَجَر بقدومه عليه، وبَرَزَ لتلقِّيه حافيًا، وكان إمامًا علامةً، متقدِّمًا في استحضار الفقه، واسع الاطّلاع في مذاهب السَّلف، ومعرفة أحوال القوم، ذاكرًا لنُبْذَةٍ من الجرح والتعديل، عفيفًا نَزِهًا، وَرِعًا متقشِّفًا، منعزلًا عن الناس، معظمًا
(1)
شذرات الذهب: 7/ 253.
(2)
الضوء اللامع: 4/ 82.
للسُّنَّة وأهلها، بارعًا في التفسير، مستحضرًا لكثير من ذلك، جيِّد التذكير، مع المهابة والوَقار، وجمال الصُّورة والحَيَاء، وكثرة الخُشوع ولطف المزاح، إلى أن قال: وصار عديم النظير في معناه، حسنةٌ من حسنات الدهر.
وقد أطال ترجمته، وهي محل بَسْط وتطويل، وأرَّخ وفاته ليلة السبت سادس عشر شوال، سنة أربعٍ وأربعين وثمان مئة.
وذكره ابن عبد الهادي
(1)
، وأرَّخ وفاته سنة خمسين.
2190 - (ت 844 هـ): زين الدين جَعْفر بن تاج الدين عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن عبد القادر، الجَعْفَريُّ الحنبليُّ
.
قال ابن العماد
(2)
: قال العُلَيْميُّ في "طبقاته": توفي سنة أربع وأربعين وثمان مئة. انتهى.
2191 - (ت 844 هـ): أحمد بن محمد بن عيسى بن يوسف شهاب الدِّين ابن العدل، السنباطي، القاهري، الحنبلي، المعروف بابن عيسى
.
قال السخاوي في "الضَّوء"
(3)
: ولد تقريبًا سنة إحدى وسبعين وسبع مئة، وسمع "البخاريَّ" بتمامه على العز بن المَلِيْجيِّ، وناب في الحكم عن المُحِبِّ البغداديِّ، والعزِّ المَقْدِسِيِّ، وكان يُوصف بالزُّهد، لأنه لم يكن يتناول على الأَحكام شيئًا، وكان يباشر في دواوين الأمراء. وقال شيخنا ابن حَجَر: اشتغل قليلًا، وتعانى الشهادة عند الأمراء، بل كان شاهدًا في الأَحْباس، ساكنًا وقورًا متعفِّفًا، ناب في الحكم مدةً.
زاد غيره، وكان عنده طرفٌ يسير من العلم، ودعوى كثيرة. مات في جمادى الأولى، سنة أربعٍ وأربعين وثمان مئة، عن قريب السَّبعين. انتهى.
2192 - (ت 845 هـ): عبد الرحمن بن يوسف بن أحمد بن سليمان
بن
(1)
الجوهر المنضَّد: 59 - 60.
(2)
شذرات الذهب: في ترجمة أبيه 7/ 245.
(3)
الضوء اللامع: 2/ 165.
داود بن سليمان بن قُرَيْج، بقافٍ وجيمٍ مصغَّرًا، زين الدين، أبو محمد وأبو الفرج ابن الطَّحَّان، الحنبليُّ الصَّالحيُّ المسند.
قال ابن العماد
(1)
: ولد في خامس عشر محرم، سنة ثمان وستين وسبع مئة على الصَّحِيْح، واعتنى به أبوه، فأسمعه على صلاح الدين بن أبي عمر، وعلى ابن أُمَيْلة "جامع التِّرمِذِيِّ"، و"السنن لأبي داود"، و"مشيخة الفخر ابن البخاري"، و"عمل اليوم واللَّيلة" لابن السني، وعلى زينب بنت قاسم ما في "المشيخة" من "جزء الأنصاري"، و"صحيح مسلم" وغيرهم، وقرأ بنفسه على ابن المُحِبِّ، وسمع على أبي الهول علي بن عمر الجَزَري كتاب "الذِّكر" لابن أبي الدُّنيا، وقرأ على أحمد بن العماد، وأبي بكر بن العِزِّ، ومحمد بن الرَّشيد وغيرهم، وأكثر من الرِّواية والمشايخ، بحيث صار من كبار المسنِدين المشار إليهم، وأخذ عنه خلقٌ كثير، وقدم مِصْر فأسمع "سنن أبي داود"، وقطعةً كبيرةً من "المسند"، وتوفي بقلعة الجبل، يوم الاثنين، سابع عشري صفر، سنة خمسٍ وأربعين وثمان مئة. انتهى.
وقال السَّخَاويُّ في "الضوء"
(2)
: حدَّث ببلده، واستقدم القَاهِرَة فأسمع بها، وكان شيخًا لطيفًا، يستحضر أشياء كثيرةً، ووصفه بعضهم بالعالم الإمام الصَّالح. مات في سابع عشر صفر، سنة خمسٍ وأربعين وثمان مئة. انتهى من ترجمة طويلةٍ جدًا.
2193 - (ت 845 هـ): عبد الوهاب بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن سليمان بن حمزة بن قُدامة تاج الدين أبو بكر، المَقْدِسِيُّ الصَّالحي الحنبلي، المعروف بابن زُرَيْق كسلفه
.
قال السَّخَاويُّ في "الضوء"
(3)
: ولد رابع رمضان، سنة أربع وعشرين وثمان مئة بصالحيَّة دمشق ونشأ بها، فقرأ القرآن و"الخِرَقي"، وسمع كثيرًا
(1)
شذرات الذهب: 7/ 256.
(2)
الضوء اللامع: 4/ 160.
(3)
الضوء اللامع: 5/ 99.
بدِمَشْق، وبَعْلَبَكَّ، وحَلَب، والقاهرة، ومن شيوخه ابن ناصر الدين، وابن الطَّحَّان، وابن بَرْدِس، والبُرْهان الحلبيُّ، وشيخنا ابن حَجَر وغيرهم. ومات في ربيع الأول، سنة خمسٍ وأربعين وثمان مئة، ودفن بالصَّالحيَّة، وما أظنُّه حدَّث. انتهى.
- (ت 845 هـ): علي بن اسماعيل بن محمد بن بَرْدِس، يأتي سنة ستِّ وأربعين وثمان مئة. [انظر: 2197].
- (ت 845 هـ): عبد الرحمن بن محمد الزَّركشي، يأتي سنة ستِّ وأربعين وثمان مئة. [انظر: 2198].
2194 - (ت 846 هـ): عبد القادر بن أبي بكر بن علي بن أبي بكر زين الدين، البَكْرِيُّ البِلْبِيْسيُّ، المَحَليُّ القَاهِريُّ الحنبليُّ
.
قال السَّخَاويُّ في "الضوء"
(1)
: ولد سَلخ ذي القعدة، سنة ستِّ وتسعين وَسَبع مئة، واعتنى به أبوه فأحضره على العِراقيِّ، والهَيْثَمِيِّ وابن أبي المجد، والتنُوخي، وسمع بنفسه على الشَّرف بن الكويك، ومحمد بن قاسم السُّيُوطيِّ، وشيخنا ابن حَجَر وغيرهم، واشتغل بالمباشرة، وولي كتابة العليق، حتى مات في حادي عشر شعبان، سنة ستِّ وأربعين وثمان مئة، بعد أن جدد المسجد الذي برأس حارة بهاء الدين، وابتنى له دارًا حسنةً بجواره، ورتب سبعًا أوَّل النهار وآخره بجامع الحاكم. انتهى.
2195 - (ت 846 هـ): محمد بن أبي بكر بن علي بن أبي بكر بن محمد بن عثمان إمام الدين بن زين الدين البَكْرِيُّ البلْبِيْسيُّ، المَحَلِّي ثم القَاهِرِيُّ الحَنْبَليُّ
، أخو الذي قبله.
قال السَّخَاوي في "الضوء"
(2)
: ولد سنة أربعٍ وستين وسبع مئةٍ، وسمع على العَسْقَلاني مع أبيه، سنة خمسٍ وثمانين وسبع مئة، ووصفه بالفقيه الفاضل،
(1)
الضوء اللامع: 4/ 265.
(2)
الضوء اللامع: 7/ 177.
وسمع أيضًا على الشيخ البُلْقِيْنيِّ، والعِراقيِّ ولازمه، والهَيْثميِّ، والأبناسيِّ والغِمَاري في آخرين، وتنزل في صوفيَّة الحنابلة بالبرقوقية أول ما افتتحت، وكذا في بعض الجهات، ولَزِم الإِقامة بالمَسْجد، يكتب المَصَاحف وغيرها ويطالع، مع اشتغاله بالعبادة، وصلة الرَّحِم، حتى مات في تاسع شعبان، سنة ستِّ وأربعين وثمان مئة، ودفن بحوش سعيد السُّعَداء، وكان خيِّرًا رَبْعةً، نير الشَّيْبة، معتزلًا عن الناس. انتهى.
2196 - (ت 846 هـ): عمر بن عبد الوهَّاب بن أحمد بن محمد بن عبد القادر الجعفري النابُلُسي، الحنبلي، القاضي، زين الدِّين
.
قال ابن العماد
(1)
: توفي سنة ستِّ وأربعين وثمان مئة. انتهى.
2197 - (ت 846 هـ): علي بن إسماعيل بن محمد بن بَرْدِس، البَعْلي الحنبلي، علاء الدين
.
قال السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(2)
: سمع من جماعةٍ من أصحاب الفخر، كابن أُمَيلة، والصَّلاح بن أبي عُمر، وعلي بن الهبل، ومحمد بن المحب المَقْدسيِّ، وحدَّث ببلده ودمشق، واستقدم القَاهِرَة فحدث بها أيضًا، وأخذ عنه الأعيان، وفي الرُّواة عنه كثرةٌ، وكان شيخًا نحيفًا، ديِّنًا خيِّرًا يتعانى الأذان ببلده، مع خِفَّة روحٍ، وحلاوة لَفْظٍ، وسافر من القاهرة، فمات بدمشق في العَشْر الأخير من ذي الحجَّة، سنة ستٍّ وأَربعين وثمان مئة، ودفن بتربة الشيخ رسلان، ووهم من أرَّخَهُ في سنة خمس، وذكره شيخنا ابن حَجَر في "معجمه". انتهى.
وذكره ابن العماد
(3)
فيمن توفي سنة خمس وأربعين وثمان مئة، فقال: هو الشيخ المسند المحدِّث الإمام، ولد سنة اثنتين وستين وسبع مئة، وبكَّر به أبوه إلى السَّماع، فأسمعه كثيرًا، وعُمِّر، وصار إليه المنتهى في علو الإسناد في
(1)
شذرات الذهب: في ترجمة أبيه 7/ 245.
(2)
الضوء اللامع: 5/ 193.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 256.
الدُّنيا، ورحل إليه الحافظ شمس الدِّين بن ناصر الدين الدِّمشقي بجماعةٍ من أهل الشَّام للسَّماع عليه ببَعْلَبَكَّ، وتوفي يوم الثلاثاء، العشرين من ذي الحجة، سنة خمسٍ وأربعين وثمان مئة. قاله العُلَيْميُّ. انتهى.
2198 - (ت 846 هـ): زين الدين عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد، أبو ذَرًّ بن شمس الدين بن جمال الدين بن شمس الدِّين، المِصْري الحنبلي، المعروف بالزَّرْكَشِي
.
قال السَّخَاوي في "الضَّوء"
(1)
: ولد سابع رجب، سنة خمسين وسبع مئة بالقَاهرة ونشأ بها، فحفظ القرآن و"العمدة" و"المُحْرَّر" الفقهي، وعرضه على قاضي الحنابلة ناصر الدين نصر الله الكِنَانيِّ وغيره، وأجازوه، وتفقَّه بنصر الله المذكور، وقرأ في العربية على البرهان الدجوي وغيره، ثم ارتحل إلى دمشق فأخذ الفقه عن الزين بن رجب، وقاضي الحنابلة شمس الدين بن التقي، وحضر عند الزين القرشيِّ، وأجاز له الجمال نصر الله البَغْدادي والد المحب بالإفتاء والتَّدْريس، ودخل نابُلُس وإسكندرية، ودِمْياط، والصَّعيد وغيرها، وزار بيت المقدِس، والخليل، وحج قبل القرن وبعده، وناب في القضاء قديمًا، ثم ترك واستقر في تدريس الحنابلة في الأَشْرفية برسباي أولَ ما فتحت من واقفها، وبالشِّيخُونيَّة، مع الإسماع بها عقب المحبِّ بن نصر الله وغيره، وكان إمامًا متواضعًا، جيد الذِّهن، حسن الفضيلة، مشاركًا، صنَّف تصانيف لم تكمل، وقلَّ بصره في آخر عمره، حتى كاد أنْ يكفَّ، ولم يقطع المطالعة مع ذلك من الخط الثخين، ويستعين على الدَّقيق بغيره.
ذكره شيخنا ابن حَجَر في "إنبائه" وقال: كان يدري الفقه على مذهبه، وصار في هذا الوقت مسندًا لِمصْر، مع صحة بدنه وضعف بصره. مات ليلة الأربعاء، ثامن عشر صفر، سنة ستًّ وأربعين وثمان مئة بالقَاهِرَة. وذكره المقريزي في "عقوده". انتهى.
(1)
الضوء اللامع: 4/ 136 - 137.
وذكره ابن العماد
(1)
فيمن توفي سنة خمسٍ وأربعين وثمان مئة فقال: زين الدين أَبو ذَر، عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد، الزَّرْكَشِيُّ المِصْري الحنبلي، المُسْنِد العلَّامة، ابن أبي عبد الله، شمس الدين الإمام المتقدم ذكره. ولد في سابع عشر رجب، سنة خمسين وسبع مئة، وسمع الكثير، وتفرَّد في آخر عمره بسماع "مسلم" من البَيَانيِّ بسنده، فإنه آخر من روى عنه بالسَّماع، وكان خيِّرًا فاضلًا، ناب في الحكم مدةً طويلةً بمِصْر، واستقر في تدريس الحنابلة بالأشرفية المستجدَّة بالقَاهِرَة في رمضان، سنة ثلاث وثلاثين وثمان مئة، وروى عنه خلقٌ من الأعيان منهم: القاضي عزُّ الدين الكِنَانِيُّ الآتي ذِكْرُهُ، وقاضي القضاة سعد الدين الدَّيْريُّ الحَنَفيُّ، وكمال الدين بن أبي شريف الشافعي، وخَلْق من العلماء وغيرهم. وتوفي بالقَاهرة، في أحد الجمادَين، سنة خمسٍ وأربعين وثمان مئة. انتهى.
2199 - (ت 846 هـ): عز الدين أبو البركات عبد العزيز بن الإمام العلامة علاء الدين أبي الحسن علي بن عبد العزيز بن عبد المحمود، البَغْداديُّ المَوْلِد، ثم المَقْدسِيُّ الحنبليُّ، قاضي الأقاليم، الشيخ الإمام، العالم المُفَسِّر
.
قال ابن العماد
(2)
: قال العُلَيْمي في "طبقاته": ولد ببغداد في سنة سبعين وسبع مئة، واشتغل بها، ثم قَدَّم دمشق، فأخذ الفقه عن ابن اللَّحَّام، وعرض عليه "الخِرَقي"، واعتنى بالوَعْظ وعلم الحديث، ودرَّس وأفتى، وله مصنَّفاتٌ منها:"مختصر المُغْنِي"، و"شرح الشَّاطِبِيَّة"، وصنف في المعاني والبيان، وجمع كتابًا سماه "القمر المنير في أحاديث البَشير النَّذير"، وولي قضاء بيت المَقْدِس بعد فتنة اللَّنك في سنة أربع وثمان مئة، وهو أوَّل حنبليًّ ولي القُدس، وطالت مدَّته، وجرى له فصولٌ، ثم ولي المؤيَّدِيَّة بالقاهرة، ثم ولي قضاء الدِّيار المِصْريَّة في جمادى الآخرة، سنة تسعٍ وعشرين، ثم ولي قضاء دمشق في دفعاتٍ يكون مجموعها ثمان سنين، وكان يسمَّى بقاضي الأقاليم، لأنه ولي
(1)
شذرات الذهب: 7/ 256.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 259.
بغداد، والعراق، وبيت المَقْدِس، ومِصْر، والشَّام، وكان فقيهًا ديِّنًا متقشِّفًا، عديم التكلُّف في ملبسه ومركبه، له معرفةٌ تامةٌ، ولما وَلي قضاء مِصْر صار يمشي لحاجته في الأسواق، ويردف عبده على بغلته، وأشياء من هذا النَّسق، وكانت جميع ولاياته من غير سَعْي. وتوفي بدمشق، ليلة الأحد، مستهلَّ ذي القعدة، سنة ستٍّ وأربعين وثمان مئة، ودفن عند قبر والده بمقابر باب كيسان إلى جانب الطريق. انتهى.
وذكر له السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(1)
ترجمةً طويلةً منها: كان فقيهًا متقشِّفًا، طارحًا للتكلُّف في مَلْبسه ومَرْكبه، وقد اختصر "المُغْنِي لابن قدامة" في أربع مجلدات، وضم إليه مسائل من "المنتقى لابن تيميَّة" وغيره، وسماه "الخلاصة"، وشرح "الخرقي" في مجلدين، واختصر الطَّوفي في الأُصُول، وعمل "عمدة النَّاسك في معرفة المناسك"، و"مَسْلك البَرَرَة في القراآت العَشَرة"، و"بديع المَغَاني في علمِ البَيَان والمعَاني"، و"جنَّة السائرين الأبرار وجنَّة المتوكلين الأخيار"، و"القمر المنير في أحاديث البَشِير النَّذِير"، و"شرح الجُرْجَانيَّة"، وغير ذلك. انتهى المراد منه.
وذكر له في "كشف الظُّنُون"
(2)
: "الفنون الجَليَّة في معرفة حديث خير البَرِيَّة"، وذكر له في "هدية العارفين"
(3)
: "المسائل المهمة فيما يحتاج إليه النَّاقد في الخُطُوب المُدْلَهِمَّة"، و"شرح حِرْز الأماني" للشَّاطبيِّ.
وذكره ابن عبد الهادي
(4)
.
2200 - (ت 847 هـ): عبد الله بن أحمد بن المقدسي، الحنبلي
.
ذكره في كشف الظنون
(5)
فقال: له شرح "ملحة الإعراب"، فرغ منه في
(1)
الضوء اللامع: 4/ 222 - 223.
(2)
كشف الظنون: 2/ 1292.
(3)
هدية العارفين: 1/ 582 - 583.
(4)
الجوهر المنضَّد: 67 - 68.
(5)
كشف الظنون: 1818.
ذي الحجة سنة سبع وأربعين وثمان مئة.
2201 - (ت 848 هـ): زين الدين عبد الخلَّاق بن أحمد بن الفرزان الحنبلي
.
ذكره ابن العماد
(1)
وقال: هو الشيخ الإمام العلَّامة، توفي بنابُلُس، سنة ثمانٍ وأربعين وثمان مئة. انتهى.
2202 - (ت 848 هـ): عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن محمد ابن أحمد بن القاضي تقي الدين سليمان بن حَمْزة جمال الدين، المَقْدِسِيُّ الصَّالحيُّ الحنبليُّ، المعروف كسلفه بابن زُرَيْق
.
قال السَّخَاويُّ في "الضوء"
(2)
: ولد في ذي القعدة، سنة ثمانٍ وثمانين وسبع مئة بصالحية دمشق، واعتنى به عَمُّه ناصر الدين، فأحضره على خليل بن إبراهيم الحافظي، والعلاء علي بن عبد الرحمن المَقْدِسِيِّ، وإبراهيم بن أبي بكر بن السلَّار وغيرهم، وأسمعه من خلق وأجاز له جماعةٌ، وحَدَّث، سمع منه الفُضَلاء، وناب في الحِسْبة بدمشق. ومات في مُسْتَهِلِّ جمادى الآخرة، سنة ثمانٍ وأربعين وثمان مئة. انتهى.
2203 - (ت 849 هـ): أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن محمد، الذَّهَبِيُّ شهاب الدِّين، المعروف بابن ناظر الصَّاحِبيَّة الحنبلي، المسنِد المعوِّل الضَّابط
.
قال ابن العماد
(3)
: ولد سنة ستًّ وستين وسبع مئة. قال ابن حَجَر: سمع على محمد بن الرَّشيد، وعبد الرحمن المَقْدِسيِّ "جزء أبي الجهم" أنا الحَجَّار، وسمع على والده شيخنا، وعلى المُهَنْدس الحنفي جميع "رسالة الحسن البصري" إلى عبد الرحمن الزّيادي يرغِّبه في المُقَام بمَكَّة، وعلى العماد الخليلي، قالا: أنا الحَجَّار، وسمع على الشهاب أحمد بن العز، وذكر لي شيخنا الإمام المحدِّث
(1)
شذرات الذهب: 7/ 262.
(2)
الضوء اللامع: 5/ 15 - 16.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 263 - 264.
الحافظ أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ناصر الدين رحمه الله غير مرَّة أنه قال: ذكر لي. يعني زين الدين ابن ناظر الصاحبية. أنَّه قال: ما فرحت بشيء أعظم من أنِّي أحضرت ولدي هذا. يعني أحمد المذكور. جميع "المسند للإمام أحمد" على البدر أحمد بن محمد بن محمود بن الزقاق بن الجوخي، أنا زينب بنت مكي أنا حنبل. قال شيخنا ابن ناصر الدين وكان شيخنا زين الدين بن ناظر الصاحبية من الثقات، قدم القاهرة، فحدَّث بها "بالمسند" وغيره، ثم رجع إلى بلده فمات سنة تسع وأربعين وثمان مئة. انتهى كلام ابن حَجَر. انتهى.
وذكر له السَّخَاوي في "الضَّوء"
(1)
ترجمةً حافلةً منها: أنه ولد سنة اثنتين وستين وسبع مئة، وكان ديِّنًا خيِّرًا، أحد الشُّهود بمجلس الحكم الحنبلي بدمشق، ذكره شيخنا ابن حَجَر في "معجمه" و"إنبائه". ومات في شوال سنة تسعٍ وأربعين وثمان مئة. انتهى.
2204 - (ت 849 هـ): أحمد بن عبد الله شهاب الدين، الطُّوْخِيُّ ثم القَاهِري الحنبلي، سبط برهان الدين الصَّالحيِّ أو قريبه
.
قال في "الضَّوء اللَّامع"
(2)
: اشتغل وحفظ "المحرر" ورافق ابن الجليس وغيره بالحضور على المحب بن نصر الله، واختصَّ بشرف الدين بن بدر الدين البَغْدادي، وقرأ على قريبه برهان الدين البُخَاري، سنة ست وأربعين وثمان مئة، وكان فيه زهد وإعجاب. مات سنة تسع وأربعين وثمان مئة. انتهى.
2205 - (ت 849 هـ): عبد القادر بن أبي بكر بن علي بن أبي بكر بن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الحقِّ المَقْدِسيُّ الصَّالحيُّ الحنبلي، المعروف بالكوريِّ
.
قال السَّخَاويُّ في "الضوء"
(3)
: ولد سنة ثلاثٍ وستين وسبع مئة، وذكر أنه
(1)
الضوء اللامع: 1/ 324 - 325.
(2)
الضوء اللامع: 1/ 372.
(3)
الضوء اللامع: 4/ 265.
سمع من المحب الصَّامت، وكتب عنه بعضهم، مات قبل الخمسين وثمان مئة ظنًّا. انتهى.
2206 - (ت 849 هـ): زيد بن غيث بن سليمان بن عبد الله، أبو اليمن، زين الدين، العجلوني، ثم الصالحي، الحنبلي
.
قال السخاوي في "الضوء"
(1)
: ولد قبل السبعين وسبع مئة بيسير، وسمع على محمد بن محمد بن داود بن حمزة، ومحمد بن الرشيد عبد الرَّحمن، وحدَّث، سمع منه الفضلاء، وكان خيِّرًا، صالحًا، مات قبل سنة خمسين وثمان مئة فيما ظنَّه البقاعي. انتهى.
وذكره ابن عبد الهادي
(2)
.
2207 - (ت 849 هـ): محمد بن خليل بن أبي بكر الحلبي الأصل، الغَزِّي، القدسي، الحنبلي، شمس الدين
.
قال ابن العماد
(3)
: كان مقرئًا بارعًا، صاحبَ فضائل، وله "بديعية" عارضَ بها الصَّفِي الحِلِّي، وتوفي في رجب سنةَ تسعٍ وأربعين وثمان مئة، وقد جاوز السبعين. انتهى.
وذكره الزِّرِكْلِي
(4)
فقال: محمد بن خليل بن أبي بكر المعروف بابن القباقبي شمس الدين عالم بالقراآت ولد وتعلم في حلب ورحل إلى القاهرة ثم استوطن غزة، وانتقل إلى بيت المقدس فمات فيه، سنة تسع وأربعين وثمان مئة، وقد كُفَّ بصره. له كتب منها:"إيضاح الرموز" شرح به منظومته، و"مجمع السرور" في مذاهب القراء الأربعة عشرو و"بديعية" عارض بها الصفي الحلي، و"تخميس البردة". انتهى.
(1)
الضوء اللامع: 3/ 239.
(2)
الجوهر المنضَّد: 40.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 265.
(4)
الأعلام: 6/ 117.
2208 - (ت 850 هـ): عبد اللَّطيف بن عبد الرَّحمن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة، سراج الدين، أبو السَّعادات، القرشي، الحنبلي
.
قال السَّخاوي في "الضوء"
(1)
: ولد سنة ستٍّ وعشرينَ وثمان مئة باليمن، ونشأ بها ثم قدم مع أبيه لمكة، وسمع من المقريزي، وأبي شعر، وأبي الفتح المراغي، وغيرهم، وأجاز له جماعة في سنة ستٍّ وثلاثين وثمان مئة، ومات في سنة خمسين وثمان مئة. انتهى.
2209 - (ت 850 هـ): محمد بن إبراهيم بن محمد شمس الدين المَرْدَاوي، الصَّالحي، الدِّمَشْقي، الحنبلي، نزيل الجامع المظفري
.
قال السخاوي في "الضوء"
(2)
: ولد سنة إحدى وثمانين وسبع مئة أو اثنتين وثمانين، وسمع المحب الصَّامت، وأحمد بن إبراهيم بن يونس وموسى بن عبد الله المَرْدَاوي، وعبد الله بن خليل الحَرَستاني، وآخرين، وحدَّث، سمع منه الفضلاء كابن فهد، وكان يخالط الأكابر، مات في جمادى الآخرة، سنة خمسين وثمان مئة، ودفن بالسفح. انتهى.
2210 - (ت 850 هـ): محمد بن إبراهيم بن علي شمس الدين بن برهان الدين، القاهري، الحنبلي
.
قال السَّخَاوي في "الضوء"
(3)
: يعرف بابن الصَّوَّاف، اشتغل قليلًا، وتكسب بالشهادة بحانوت بباب الفتوح، رفيقًا لعبد الغني بن الأعمى، وغيره، ووَلِيَ العقود، مات قريبًا من سنة خمسين وثمان مئة. انتهى.
2211 - (ت 850 هـ): محمد بن أبي بكر بن قاسم الشيشيني، شمس الدين بن الشيخ العَلَّامة، قاضي القضاة، أبي بكر الحنبلي
.
(1)
الضوء اللامع: 4/ 328.
(2)
الضوء اللامع: 6/ 279.
(3)
الضوء اللامع: 6/ 272.
قال في "الضوء": ولد بالقاهرة، وقرأ واشتغل، وحفظ متونًا عديدةً، وعرضها على جماعة منهم عبد القادر بن محمد بن عبد القادر الأنصاري الجَزِيْري، الحنبلي، وأجازه سنةَ تسع وأربعين وثمان مئة. انتهى.
2212 - (ت 850 هـ): محمد بنُ يَحْيَى بنِ محمدٍ بنِ عليٍّ بنِ عليٍّ بنِ عبدِ الله بنِ أبي الفَتْحِ بن هاشمٍ بنِ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ بنِ نصر اللهِ بنِ أحمدَ المحب بن الأمينِ الكنانيُّ، العَسْقَلَانيُّ، القاهريُّ، الحنبليُّ
.
قال السَّخاوي في "الضوء"
(1)
: ولد تقريبًا سنة ثلاث وسبعين وسبع مئة بالقاهرة، ونشأ بها، فحفظ القرآن وغيره، واشتغل قليلًا، وسمع على قريبه نصر الله بن أحمد القاضي، وابن عمِّه الجمال عبد الله، والنجم بن رُزَين، والحلاوي، والشِّهاب الجوهري وغيرهم، وأجاز له الصَّلاح بن أبي عمر وغيره، وحدَّث، سمع منه الفُضَلاء، وتنزل في كثير من الجهات، وكان يتكسب بالشهادة وعقود الأنكحة مرضيًا فيهما، وناب في القضاء عن العِزِّ البغداديِّ، ثم أعرض عنه، واقتصر على العقود مع الانجماع عن النَّاس بمنزله غالبًا، مات في ربيع الأوَّل سنة خمسين وثمان مئة. انتهى.
2213 - (ت 850 هـ): برهانُ الدين إبراهيمُ بنُ عبدِ الخالق السيلي، الحنبلي، شيخ الحنابلة بنابُلُس
.
قال ابن العماد
(2)
: قال العليمي في "طبقاته": كان من أهل العِلم، ويقصده النَّاس للكتابة على الفتوى، وعبارتهُ حسنةٌ جدًا، لكن خطُّه في غاية الضعف، وتوفي بمكة المشرفة سنة خمسين وثمان مئة تقريبًا، ودفن بالمعلا. انتهى.
2214 - (ت 850 هـ): أبو الفتح بنُ نصرِ الله أحمد بن محمد بن أبي الفتح بن هاشم بن إسماعيل بن إبراهيم بن نصر الله
، بهاء الدين بن
(1)
الضوء اللامع: 10/ 75.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 267.
ناصر الدين، الكِنَاني، العَسْقَلَاني، القاضي، الحنبلي.
قال السَّخاوي في "الضَّوء"
(1)
: ولد سنة اثنتين وثمانينَ وسبع مئة تقريبًا، وحفظ القرآن وكتبًا، واشتغل، وتميَّز بوفور ذكائه، وتقدم في صناعة الوثائق والقضاء، وتنزل في الجهات، وحجَّ، ودخل الشام، وناب في القضاء عن المجد سالم وغيره، وناب في التدريس بجامع الحاكم عن والده، وكان قد سَمِعَ على أبيه وغيره، وأجاز له جماعة، وحدَّث، وسمع منه بعضُهم، ولم تُحمد أعمالُه أوَّلًا، وحَسُنت آخرًا بالنِّسْبَة لها أوَّلًا، ومات في جمادى الأولى سنةَ خمسين وثمان مئة. انتهى.
2215 - (ت 850 هـ): أحمد بن يوسُف المَرْداوي، شهاب الدين، أبو العَبَّاس الحنبلي
.
قال ابن العماد
(2)
: هو الإمام الحافظ، المفنن العلَّامة، أحدُ مشايخ المذهب، أخذ الفقه عن الشيخ علاء الدين بن اللَّحام، وباشر القضاء بمَرْدَا مدَّةً طويلةً، وكان يُقْصَد بالفتاوى من كل إقليم.
ومن تلامذته الأعيان: شمسُ الدين العُلَيْمِي وغيره، وعُرِضَ عليه قضاء حلب فامتنع، واختار قضاء مَرْدَا، وكان يكتب على الفتاوى بخطٍّ حسنٍ، وعبارتهُ جيدةٌ تدل على تَبَحُّرِهِ وسعة علمه، وكان إمامًا في النحو، يحفظ "محرر الحنابلة"، و"محرر الشافعية"، فإذا سُئِل عن مسألة أجاب عنها على مذهبه، ومذهب غيره، وتوفي بمَرْدَا في صفر سنة خمسين وثمان مئة، وقد جاوز السبعين. انتهى.
وذكره السخاوي في "الضوء"
(3)
وأطال في ترجمته، فمن ذلك قوله: ناب في القضاء ببلده بل وفي الشام أيضًا، وكان فقيهًا نحويًا، حافظًا لفروع مذهبه،
(1)
الضوء اللامع: 11/ 125.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 267.
(3)
الضوء اللامع: 2/ 252.
مفتيًا، لكن مع تساهله ونسبته إلى قبائح، وهو ممن أخذ عنه العلاءُ المَرْدَاوي.
قال بعضُهم: لا يعاب بأكثر من ميله لابن تيمية في اختياراته، توفي في صفر سنة خمسين وثمان مئة، وقد جاوز السبعين، انتهى.
قلت: وأيُّ جرح في ميله لابن تيمية، فإنَّ هذا مَنْقَبَة له عند المحققين يستحق بها المدح والثناء، لا النسبة إلى القبائح والله المستعان.
2216 - (ت 851 هـ): أبو بكر بنُ عليٍّ بن محمدٍ بنِ عليٍّ المعروف بابن الحريري، الحنبلي
.
قال السخاوي في "التبر المسبوك"
(1)
، و"الضوء اللامع"
(2)
: هو فقيهٌ من أهل دمشقَ، رحل إلى القاهرة، ومكةَ، وناب في القضاء بدمشق، وأفتى، ودرَّسَ إلى أنْ توفي سنة إحدى وخمسينَ وثمان مئة، وكانت ولادته سنةَ سبعٍ وسبعين وسبع مئة، وله مصنفات منها:"تخريج المحرر في حديث النبي المطهر" اثنا عشر مجلدًا في "شرح المحرر" لابن عبد الهادي. انتهى.
2217 - (ت 851 هـ): محمد بنُ أحمدَ بن معتوق بنِ موسى بنِ عبد العزيز، أمينُ الدين الكركي الأصل، الدمشقي، الصَّالحي، الحنبلي
.
قال السَّخاوي في "الضوء"
(3)
: يعرف بابن الكركي، ولد سنةَ سبعٍ وسبعين وسبع مئة تقريبًا، وسمع على الشهاب ابن العز، والبهاء رسلان الذَّهَبي، والزين بن ناظر الصَّاحبة، وفرج الشرف، والشمس البالسي، والعماد أبي بكر بن يوسف الخليلي الحنبلي، وحدَّث، سمع عليه ابنُ فهد، والعلاء المَرْدَاوي وغيرهما، وكان محدثًا متقنًا، إمامًا فاضلًا، ثقةً، مات في جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين وثمان مئة، ودفن بسفح قاسِيون. انتهى.
(1)
التبر المسبوك: 191.
(2)
الضوء اللامع: 11/ 56.
(3)
الضوء اللامع: 7/ 108.
وذكره ابن عبد الهادي
(1)
.
2218 - (ت 851 هـ): محمدٌ بنُ محمدٍ بن أبي بكر بنِ إسماعيلَ بنِ عبدِ الله شمسُ الدين أو عمادُ الدين الجَعْبَري، القاهري، الحنبلي، القَبَّاني
.
قال السَّخَاوي في "الضوء"
(2)
: ولد سنة ثمانين وسبع مئة تقريبًا بالقاهرة، ونشأ بها، فقرأ القرآن، وحفظ "الخِرَقي" وعرضه على الكمال الدميري، وأجاز له في آخرين، وسمع على ابن أبي المجد والتَّنُوخي، والعِرَاقي، والهيثمي، واشتغل بالتعبير على أبيه وغيره، وتعلم أسباب الحرب كالرَّمي، وجر القوس الثقيل، وعالج وثاقف وفاق في غالبها، ونظم كثيرًا من الفنون الخارجة عن الأبحر كالمواليا فرأى منامًا أوجب ترك الشعر فتركه، وعادت عليه ببركة السَّمَاع للحديث، وكان كأبيه صوفيًا بسعيد السعداء، مات في شوال سنة إحدى وخمسين وثمان مئة. انتهى.
2219 - (ت 851 هـ): إبراهيم بن عبد الرحمن بن حمدان بن حَمِيد برهان الدين بن زين الدين، العَنَبْتَاوي المقدسي، الصالحي الحنبلي
.
قال السَّخاوي في "الضوء"
(3)
: ولد سنة ثلاثٍ وثمانينَ وسبع مئة بصالحية دمشق، وقرأ القرآن وصلَّى به في رمضان، وحفظ تصنيف والده المسمى "بالأحكام في الحلال والحرام"، و"عمدة الفقه" للموفق، و"ألفية ابن مالك" وعرض على الشمس النَّابُلسي، وبحث في الفقه على الشمس القَبَاقِبي، ويوسف المَرْدَاوي في النحو، وسمع على المحب الصَّامت، وموسى المَرْداوي، وأبي حفص البَالِسِي في آخرين، وَوَثَّقَه ناصر الدين بن زريق، وعائشة ابنة عبد الهادي، وحدَّث، سمع منه الفضلاء، وكان عدلًا، ديِّنًا، مواظبًا على الجماعات، مقبلًا على شأنه، سليم الفطرة، مات بعد الخمسين وثمان مئة ظنًا. انتهى.
(1)
الجوهر المنضَّد: 131.
(2)
الضوء اللامع: 9/ 56.
(3)
الضوء اللامع: 1/ 58.
2220 - (ت 851 هـ): موسى بن محمد بنِ أبي الفَتْح محمد بن أحمد ابن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرَّحمن، شرف الدين، الحسني الفاسي الحنبلي
.
قال السخاوي في "الضوء"
(1)
: ولد ببلاد كلبرجا من بلاد الهند، وقدم مكة بعد الثلاثين وله من العمر ما يزيد على عشر سنين، وسمع من أبي الفتح المراغي، والتقي بن فهد، وأجاز له جماعةٌ، وناب في القضاء والإمامة بمكة عن عمه عبد اللطيف، وخرج من مكة بعد الخمسين وثمان مئة لبلاد الهند. انتهى.
2221 - (ت 852 هـ): إبراهيم بن صدقة بن إبراهيم بن إسماعيل، الحنبلي، المقدسي، الصالحي
.
قال السَّخَاوي في "الضوء"
(2)
: ولد سنة اثنتين وسبعين وسبع مئة بالقاهرة، فحفظ القرآن و"العمدة" في الحديث، و"مختصر الخِرَقي" في الفقه، وسمع من عدَّة مشايخ، ثم ذكرهم جميعهم، وأطال في ترجمته ثم قال: واشتغل بالفقه وغيره، وأذن له الشرف عبد المنعم البغدادي في التدريس، وأثنى عليه، وتكسَّبَ بالشهادة وقتًا، ومهر فيها، ثم عجز وأقعد بمنزله، وقصده الطلبة للإِسماع، وأخذ عنه الفضلاء الكثير، وكان خيِّرًا ثقةً، صبورًا على التحديث، لا يمل ولا يضجر، محبًا في الحديث وأهله، قليل المثل في ذلك مع سكونٍ ووقارٍ، مات يوم الأحد سادس عشر جمادى الثانية، سنة اثنتين وخمسين وثمان مئة. انتهى.
وذكره ابن فهد في "لحظ الألحاظ"
(3)
وأرَّخَ وفاتَه سنةَ اثنتين وخمسين وثمان مئة.
2222 - (ت 852 هـ): عمرُ بنُ محمدٍ بنِ إبراهيمَ بنِ عَبَّاس، زين الدين المَرْدَاوي، المقدسي، الصَّالحي، الحنبلي
.
(1)
الضوء اللامع: 10/ 189.
(2)
الضوء اللامع: 1/ 55.
(3)
ذيل طبقات الحفاظ: 342.
قال السَّخَاوي في "الضوء"
(1)
: سمع في سنة ثلاث وتسعين وسبع مئة على زين الدين عبد الرَّحمن بن محمد بن الرَّشيد، وعبد الله بن خليل الحَرَسْتَاني، وحدَّث، سمع منه الفضلاء، وأجاز لي في سنة اثنتين وخمسين وثمان مئة، وتوفي بعد ذلك.
2223 - (ت 852 هـ): محمد بن أحمد بن موسى بن طَرخان شمس الدين بن شهاب الدين بن ضياء الدين القاهِري، البَحْري، الحنبلي
.
قال السَّخاوي في "الضوء"
(2)
: يعرف بابن الضِّياء، ولد في سابع صفر سنةَ سبعٍ وسبعين وسبع مئة بالقاهرة، ونشأ بها، وتكسَّب بالشهادة، وكان نيِّر الشَّيْبَة، حسنَ الهيئة، مات في شهر رجب سنة اثنتين وخمسين وثمان مئة. انتهى.
2224 - (ت 852 هـ): عبد الرَّحمن بن عبد الله بن خليل بن أبي الحسن ابن طاهر الحَرَسْتاني، الصَّالحي، الحنبلي، زين الدين
.
قال ابن فهد في "معجمه": ولد في حادي عشر شوال سنة إحدى وخمسين وسبع مئة، وسمع من عبد الله بن القيِّم، وحدَّث سنة إحدى وخمسين وثمان مئة، ومات بعد ذلك، وقد أجاز في الاستدعاءات. انتهى. ذكره السَّخَاوي في "الضوء"
(3)
.
2225 - (ت 853 هـ): علي بنُ محمدٍ بنِ عبد القادر بن علي بن محمد الأكحل، نور الدين، الحسني، الكيلاني، القاهري، الحنبلي، شيخ القاهرة
.
قال السَّخَاوي في "الضوء"
(4)
: لبس الخِرقة القادرية من آبائه، وألبسها جماعةً منهم أبو إسحاق إبراهيم القادري.
(1)
الضوء اللامع: 6/ 115.
(2)
الضوء اللامع: 7/ 110.
(3)
الضوء اللامع: 4/ 87.
(4)
الضوء اللامع: 5/ 313.
قال الذَّهَبِي: عينُ القادرية بمصر، حسنُ الخَلْقِ والخُلق، ذا هيبةٍ، ووقارٍ، وسكينةٍ وحلمٍ.
مات في شهر صفر سنةَ ثلاثٍ وخمسينَ وثمان مئة، ودفن بمحل سكنه بتربة عدي بن مسافر. انتهى.
2226 - (ت 853 هـ): قاضي القضاة بالحرمين الشريف الحسيب، سراج الدين أبو المكارم عبد اللطيف بن أبي الفتح محمد بن أحمد بن أبي عبد الله محمد الحسني الفاسي الأصل، المكي الحنبلي
.
ذكره ابن العماد
(1)
، وقال: ولد في شعبان سنة تسع وثمانين وسبع مئة بمكة المشرَّفة، ونشأ بها، وسمع الحديث على العفيف النشاوري، والجمال الأسيوطي، وإبراهيم بن صديق وغيرهم، وأجاز له السراج البلقيني، والحافظ الزين العراقي، والنور الهيثمي، والسراج بن الملقن، والبرهان الشامي، وأبو هريرة ابن الذَّهَبِيِّ، وأبو الخير بن العلائي، وجماعة، وخرَّج له التقي بن فهد "مشيخة"، ووَلِيَ إمامة الحنابلة بالمسجد الحرام، وقضاء مكة المشرفة، ثم جُمِعَ له بين قضاء الحرمين الشريفين مكة والمدينة سنة سبع وأربعين وثمان مئة، واستمر إلى أنْ مات، وهو أوَّل مَنْ وَلِيَ قضاءَ الحنابلة بالحرمين، ودخل بلادَ العجم غيرَ مرَّة، وكان له حظ وافرٌ عندَ الملوك، والأعيان، وتوفي بعلة الإسهال ورمي الدم في ضحى يوم الاثنين سابع شوال سنة ثلاثٍ وخمسينَ وثمانِ مئة بمكة المشرفة، ودفن بالمَعلاة. انتهى.
وذكر له في "الضوء"
(2)
ترجمةً طويلةً جدًا، ومما قال فيها: كان شيخًا خيِّرًا، ديِّنًا محمودَ السيرة في قضائه، بعيدًا عن الرِّشوة، ساكنًا، منجمعًا عن الناس، متواضعًا متوددًا، ذا شيبةٍ نيِّرةٍ ووقارٍ، ضخمًا محببًا للخاصة والعامَّة، كريمًا، رجع من بعض سفراته بنحو عشرين ألف دينار فما استوفى سنة حتى أنفدها، وذكر وفاته كما تقدم.
(1)
شذرات الذهب: 7/ 277.
(2)
الضوء اللامع: 4/ 333.
وذكره السخاوي أيضًا في "التحفة اللطيفة"
(1)
بترجمةٍ حافلةٍ جدًا.
2227 - (ت 853 هـ): برهانُ الدينِ بنُ تقيِ الدين الدمشقيُّ إِبراهيمُ الحنبلي
، أحد نواب الحكم بدمشق، مات يوم الاثنين خامس ربيع الأوَّل، سنة ثلاثٍ وخمسين وثمان مئة، أرَّخَه ابنُ اللبودي، قاله السَّخاوي في "الضوء"
(2)
.
2228 - (ت 853 هـ): آمنة بنت نصر الله بن أحمد بن محمد الكنانية، العَسْقَلَانية، الحنبلية
.
ذكرها السَّخاوي في "الضوء"
(3)
، وقال: ولدت سنة سبعين وسبع مئة تقريبًا، وأجاز لها قومٌ، وكانت فاضلةً، ماتت سنة ثلاثٍ وخمسين وثمان مئة. انتهى.
2229 - (ت 853 هـ): محمدٌ بنُ محمدٍ بنِ محمدٍ بنِ عبد القادر بن الحافظ الشرف اليُونِيْني، البَعْلي، الحنبلي
.
ذكره السَّخاوي في "الضوء"
(4)
وقال: ولد في العشر الأخير من جمادى الأولى، سنة ثلاث وثمانين وسبع مئة، وسمع على ابن الزغبوب، ومحمد بن علي بن اليُونَانِيَّة، وتَفَقَّه بالتاج بن بَردِس والعماد بن يعقوب البَعْليين وغيرهما، وحدَّث، سمعَ منه الفُضَلاء، ووَلِيَ قضاءَ الحنابِلَة ببلده، وناب في القضاء بدمشق، ومات ببلده في شعبان سنة ثلاثٍ وخمسين وثمان مئة. انتهى.
2230 - (ت 854 هـ): محمد بن محمد بن محمد بن عبد المنعم، شرف الدين، بن بدر الدين البَغْدَادي، القَاهري، الحَنْبَلي
.
ذكره السَّخَاوي في "الضوء"
(5)
وقال: ولد سنة إحدى وعشرين وثمان مئة
(1)
التحفة اللطيفة: 3/ 68.
(2)
الضوء اللامع: 1/ 184.
(3)
الضوء اللامع: 12/ 5.
(4)
الضوء اللامع: 9/ 228.
(5)
الضوء اللامع: 9/ 235.
بالقاهرة، ونشأ بها في كنف أبيه، وحفظ القرآن و"المحرر" وغيره، وسمع مع والده على الولي العِرَاقي سنةَ ستٍّ وعشرين وثمان مئة، وعلى الشمسين الشامي وابن الجزري، والزينين الزَّرْكَشي، وابن ناظر الصَّاحبة، وابن بردس، وابن الطَّحان، والمحب بن نصر الله في آخرين، واشتغل على العز بن عبد السَّلام وغيره، وناب عن أبيه في القضاء، بل رغب له عن إفتاء دار العدل، وقضاء العسكر وغيرهما، وكان تامَّ العَقْل، وافرَ السِّيَاسَة، جيِّدَ الأدَب والفهم، لطيفَ العِشرة، محبَّبًا إلى النَّاس، حجَّ مع والده غيرَ مرَّة، وكان نادرةً في بني القضاة، مات في رجب سنة أربعٍ وخمسين وثمان مئة. وعَظُمَ مصابُ أبيه به. انتهى.
وذكره ابن العماد في "الشَّذَرات"
(1)
فقال: هو شرفُ الدين محمد بنُ بدرِ الدين محمدِ بنِ ناصر الدين محمد بن عبد المنعم بن سليمان بن داود البغدادي، ثم المصري، الحنبلي.
كان ديِّنًا عفيفًا، فاضلًا له معرفة بالأمور كأبيه، وباشر نيابة الحكم عن والده، وانقطع نسْله، ومات قبل أبيه، ودفن خارج باب النصر في تربة جدِّ والده الشيخ عبد المنعم ووجد عليه والدُه والنَّاس. انتهى.
2231 - (ت 855 هـ): جمال الدين أبو محمد عبد الله بن الشيخ الإمام العالم، محب الدين، أبي عبد الله، محمد بن هشام الأنصاري، المصري، الحنبلي، القاضي
.
ذكره ابن العماد
(2)
وقال: كان من أهل العلم، ومن أعيان فقهاء الدِّيار المصرية وقضاتها، باشر القضاء نيابةً عن قاضي القضاة محب الدين بن نصر الله، ثم عن قاضي القضاة بدر الدين البغدادي، فوقعت حادثةٌ أوجبت تغيُّر خاطرِ بدرِ الدين المذكور عليه، فعزله عن القضاء، ثم صار يحسن إليه، ويَبَرُّه إلى أنْ توفي بمصر في المحرم الحرام سنةَ خمسٍ وخمسينَ وثمان مئة. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 7/ 293.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 285.
وذكره السَّخاوي في "الضوء"
(1)
وقال: ولد بعد سنةِ تسعينَ وسبع مئة بالقاهرة، وأخذ الفقه عن المحب بن نصر الله، ولازمه ملازمة تامَّة في الفقه وأصوله، والحديث وغيرها، وكذا الوفائي وابن الديري، وشيخنا ابن حجر وغيرهم، واستنابه شيخه المحب في القضاء ثم استقر في تدريس الحنابلة بالفخرية وفي إفتاء دار العدل والخطابة بالزينية، وصار أحدَ أعيانِ مذهبه، وتصدَّر بعد شيخه للتدريس، والإفتاء، والأحكام، وأخذ عنه الفضلاء، وكان خيِّرًا، حريصًا على الجماعات، مديمًا للمطالعة، بارعًا في العَرَبيَّة والفقه، مشاركًا في غيرهما، مفوَّهًا، فصيحًا، مقدامًا، محمودًا في قضائه وديانته، مع علو الهمة، والقيام مع مَنْ يقصده، وسلامة الصدر، وقد حجَّ مرتين، وزار بيتَ المقدس، ودخل الشام وغيرها، ومات في صفر سنة خمسٍ وخمسينَ وثمان مئة. انتهى ملخصًا.
2232 - (ت 855 هـ): الشيخ عبد الواحد البصير، المقرئ، الحنبلي، الوفائي
.
ذكره ابن العماد
(2)
وقال: توفي بدرب الحجاز في عوده من الحج بالعلا سنة خمسٍ وخمسين وثمان مئة. انتهى.
2233 - (ت 855 هـ): قاضي القضاة، شمس الدين، محمد بن أحمد بن سعيد الحنبلي، قاضي مكة
.
ذكره ابن العماد
(3)
وقال: ولد بكفر لبد من أعمال نابُلُس في سنة إحدى وسبعين وسبع مئة، وسكن مدينة حلب قديمًا، واشتغل، وسمع على الأعيان، وقرأ على ابن اللحام، والتقي بن مفلح، والحافظ زين الدين بن رجب، وكان عالمًا خيِّرًا، كتب ووقع على الأحكام، وقرأ طويلًا، وتفرَّد بذلك، وصنَّف التصانيف الجيدة، منها:"سفينة الأبرار الحاملة للآثار والأخبار"، ثلاث مجلدات
(1)
الضوء اللامع: 5/ 56.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 286.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 286.
في الوعظ، وكتاب "كشف الغُمَّة في تيسير الخلع لهذه الأمة"، و"المنتخب الشافي من كتاب الوافي"، اختصر فيه الكافي للموفق، وجاور بمكة مرارًا، وجلس بالحضرة النبوية بالمدينة الشريفة بالروضة، واستجازه الأعيان، وآخر مجاوراته سنة ثلاث وخمسين، فمات قاضي مكة في تلك السنة، فجهز إليه الولاية في أوائل سنة أربع وخمسين، فاستمر بها قاضيًا نحو سنة، وتوفي في أوائل سنة خمس وخمسين وثمان مئة، وخلَّف دَيْنًا ولا وارث له رحمه الله. انتهى.
وذكره السَّخاوي في "الضوء"
(1)
وقال: كان إمامًا عالمًا، كثير الاستحضار لمذهبه وفروعه، مليح الخط، ديِّنًا ساكنًا، منجمعًا عن الناس مديمًا للجماعة مع كبر سنه، متواضعًا، حسنَ الخلق، عفيفًا نزهًا، محمودَ السيرة في قضائه، تفقه على التقي ابن مفلح، وأخيه الجمال، وابن الدحام، والفُنْدُقي، وابن رجب، والشرف ابن فياض وغيرهم، وناب في القضاء والخطابة بحلب بجامعها الكبير، ودخل القدس ودمشق، وحجَّ وجاور مرارًا وناب في إمامة المقام الحنبلي بها، بل ولي القضاء بها بعد موت عبد اللطيف الفاسي، مات بمكة ليلة الخميس رابع عشر صفر سنة خمس وخمسين وثمان مئة، ودفن بالمُعَلَّاة. انتهى المراد منه.
وذكر له صاحب "السحب الوابلة"
(2)
كتاب "شرح الوجيز" خمس مجلدات، وذكر له الزرِكْلي
(3)
"كتاب الآداب".
2234 - (ت 855 هـ): القاضي شمس الدين محمد بن محمد بن خالد ابن زهر الحمصي، الحنبلي
.
ذكره ابن العماد
(4)
فقال: قرأ "المقنع"، و"شرحه" على والده، و"أصول ابن الحاجب"، و"ألفية ابن مالك" على غيره، وأذن له القاضي علاء الدين بن
(1)
الضوء اللامع: 6/ 309.
(2)
السحب الوابلة: 2/ 847.
(3)
الأعلام: 5/ 332.
(4)
شذرات الذهب: 7/ 286.
المغلي في الإفتاء، وولي القضاء بحمص بعد وفاة والده، واستقر قاضيًا إلى أنْ توفي بها في ذي القعدة سنة خمس وخمسين وثمان مئة، ودُفِنَ بباب تدمر. انتهى.
2235 - (ت 855 هـ): محمد بن أحمد بن نصر الله بن أحمد بن محمد بن عمر، موفق الدين بن محب الدين البغدادي الأصل، الحنبلي
.
ذكره السَّخاوي في "الضوء"
(1)
وقال: نشأ، وحفظ القرآن وغيره على أبيه، وأخذ عنه بل سمع معه على الشرف بن الكويك، وسمع بعده على ابن ناظر الصاحبة، وابن بَردس، وابن الطَّحَّان في صفر سنة خمسٍ وأربعين وثمان مئة، وتعانى التجارة، وكان حَيًّا سنة أربعٍ وخمسين وثمان مئة، ثم مات بالإسْكنْدَرِيَّة. انتهى.
2236 - (ت 856 هـ): محمد بن محمد بن جميل، شمس الدين البَغْدَادي الأصل، الدِّمَشْقِي، الصَّالحي، الحنبلي، نزيل القاهرة
.
ذكره السَّخَاوي في "الضوء"
(2)
وقال: ولد سنة تسعٍ وستين وسبع مئة بصالحية دمشق، ومات في يوم الثلاثاء ثالث عشر شعبان سنة ست وخمسين وثمان مئة بالقاهرة. انتهى.
2237 - (ت 856 هـ): أحمد بنُ حسن بنِ أحمد بن عبد الهادي، المقدسي، شهاب الدين الصَّالحي، الحنبلي
.
ذكره السَّخاوي في "الضوء"
(3)
وقال: ولد سنة سبعٍ وستين وسبع مئة تقريبًا، وسمع على أبيه، وعمه إبراهيم، وأبي حفص البَالِسي في آخرين، وسمع منه الفضلاء، وكان صالحًا ديِّنًا، خيِّرًا قانعًا، متعففًا من بيت صلاحٍ، وعلمٍ، ورواية، مات يومَ الجمعة ثالثَ رجب، سنةَ ستٍّ وخمسينَ وثمان مئة، ودفن
(1)
الضوء اللامع: 7/ 114.
(2)
الضوء اللامع: 9/ 71.
(3)
الضوء اللامع: 1/ 272.
بسفح قاسِيون في جوار الموفق. انتهى.
2238 - (ت 856 هـ): زينُ الدين، أبو الفرج، عبدُ الرحمن بن الشيخ تقي الدين أبي الصِّدْق أبي بكر بن الشيخ نجم الدين أبي سُليمانَ، داود بن عيسى الدِّمْشقي، الحنبلي، الصَّالحي، الصُّوفي، القَادِرِي، البِسْطَامي، شيخ الطريقة، وعلم الحقيقة، العالم، النَّاسك
.
ذكره ابن العماد
(1)
وقال: ولد سنة اثنتين وثمانين وسبع مئة، وتفقَّه بجماعةٍ منهم برهان الدين بن مُفْلح، وأخوه جمال الدين، وتخرج بجماعة منهم والده، ونشأ على طريقة حسنة، ملازمًا للذكر وقراءة القرآن والأوراد التي رتبها والده، وكان محببًا إلى النَّاسِ يتردد إليه النواب، والقضاة، والفقهاء من كل مذهب، واشتغل في فنونٍ كثيرةٍ، وكتب بخطه الحسن كثيرًا، وألَّفَ كتبًا عديدةً منها: وهو أجلُّها "الكنز الأكبر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" مجلدين، وكتاب "نزهة النُّفُوس والأفكار في خواص النبات والحيوان والأحجار" ثلاث مجلدات، وكتاب "الدُّر المنتقى المرفوع في أوراد اليوم والليلة والأسبوع"، وكتاب "المولد الشريف".
وكان بشوشًا يتعبد بقضاء الحوائج، مسموع الكلمة في الدولة الأشرفية والظَّاهرية، وتكلم على مدرسة الشيخ أبي عمر والبيمارستانية القيمرية، فحصل له به النفع من جهة عمارة جهاتهما، وعمل مصالحهما، ورغَّبَ النَّاسَ في نفع الفقراء بكل ممكن، وتوفي ليلة الجمعة سلخ ربيع الآخر سنة ست وخمسين وثمان مئة، ودفن بالتربة التي أنشأها قبلي زاويته المشرفة على الطريق يمين الداخل. انتهى.
وذكر له السَّخاوي في "الضوء"
(2)
ترجمة طويلة جدًا قال فيها: كان شيخًا قدوةً، مُسَلِّكًا تام العقل والتدبير، قائمًا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
(1)
شذرات الذهب: 7/ 288.
(2)
الضوء اللامع: 4/ 62.
راغبًا في المساعدة على الخير، والقيام في الحق، مقبول الرَّسائل، نافذَ الأوامر، كريمًا متواضعًا، حسنَ الخط ذا جلالةٍ ووقعٍ في النفوس، وشهرةٍ عند الخاصِّ والعام، وذكر ما تقدم من مصنفاتهِ وزادَ كتاب "تحفة العباد في أدلة الأوراد" مجلد ضخم، و"تسلية الواجم في الطاعون الهاجم"، وغير ذلك مما قرئ عليه جميعه أو أكثره، وحدَّث، وأخذ عنه الفُضَلاء. انتهى المراد منه.
وذكر له في "إيضاح المكنون"
(1)
، كتاب "الإنذار بوفاة المصطفى المختار"، وكتاب "مواقع الأنوار ومآثر المختار"
(2)
، وذكر له في "هدية العارفين"
(3)
"فتح الخلاق في مكارم الأخلاق".
وذكره ابن عبد الهادي
(4)
.
2239 - (ت 856 هـ): محمد بن عبد الله بن أبي بكر بن محمود شمس الدين ابن جمال الدين الإثميدي، القاهري، الحنبلي
.
ذكره في "الضوء"
(5)
، وقال: نشأ وحفظ القرآن وغيره، وتَنَزَّل في الجهات، ولازم دروسها، وتكسَّب بالشهادة، وناب في الفسوخ والعقود عن المحب بن نصر الله فمن بعده، وسمع بأَخرة على ابن الطَّحان وابن ناظر الصَّاحبة، وابن بَردِس وغيرهم، ومات في جمادى الأولى سنة ستٍّ وخمسينَ وثمان مئة. انتهى.
2240 - (ت 856 هـ): أكمل الدين أبو عبد الله محمد بن الشيخ شرف الدين محمد بن مُفْلح بن محمد بن مفرج
.
ذكره ابن العماد
(6)
وقال: هو الشيخ الإمام، العالم العَلَّامة، المفتي
(1)
ذيل كشف الظنون: 1/ 132.
(2)
ذيل كشف الظنون: 2/ 600.
(3)
هدية العارفين: 1/ 530.
(4)
الجوهر المنضَّد: 63.
(5)
الضوء اللامع: 8/ 83.
(6)
شذرات الذهب: 7/ 292.
الحنبلي، اشتغل بعد فتنة تمرلنك، ولازم والده، ومهر على يديه، وكان له فهمٌ صحيحٌ، وذهنٌ مستقيمٌ، وسمع من والده، والشيخ تاج الدين بن بَرْدِس، وأفتى في حياة والده، وبعد وفاتِهِ، وناب في الحكم عن القاضي محب الدين بن نصر الله بالقاهرة، وعُيِّن لقضاء دمشق فلم ينبرم ذلك، وكان له سلطنة على الأتراك، ووعظ، ووقع له مناظرات مع جماعة من العلماء والأكابر، وحصل له في سنة ثلاث وأربعين داءُ الفالج، وقاسى منه أهْوَالًا، ثم عُوفي منه، ولكن لم يتخلص بالكلية، وتوفي سنة سبعٍ وخمسين وثمان مئة ليلة السبت سادس عشر شوَّال. انتهى.
وذكره ابنُ الشطي في "مختصره"
(1)
وقال: محمد بن عبد الله بن مفلح الشيخ الإمامُ، العالمُ المفتي، الأصوليُّ القاضي، أكملُ الدين، أبو عبد الله، لازم والدَه، ومهرَ على يديه، ونابَ في قضاء مصر، وحَصَل له داءُ الفالج، وكانت وفاتُه بدمشق سنة ست وخمسين وثمان مئة، وصُلِّي عليه بالجامع المظفري، ودُفن على والده بجنب جدِّه قاضي القضاة شمس الدين. انتهى.
وذكره السَّخاوي في "الضوء"
(2)
وقال: هو محمد بن عبد الله بن محمد بن مفلح، أكمل الدين بن شرف الدين الصَّالحي، الحنبلي، المعروف بابن مفلح، مات في شَوَّال سنةَ ستٍّ وخمسين وثمان مئة، ودفن بالرَّوْضة عند أسلافه. انتهى.
ولذلك أثبتناه هنا ترجيحًا لما أرَّخَه به السَّخَاوي، وابنُ الشَّطي، وإن أرَّخَه ابن العماد سنةَ سبعٍ.
2241 - (ت 857 هـ): محمد بنُ عليٍّ بنِ عيسى شمسِ الدين البغدادي، ثم القاهري، الحنبلي
.
ذكره السَّخَاوي في "الضوء"
(3)
وقال: كانَ خيِّرًا يسكن القراسنقرية،
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 74.
(2)
الضوء اللامع: 8/ 112.
(3)
الضوء اللامع: 8/ 202.
ويقرئ في بيت المحب بن الأشقر، وهو أخو زيْنَب وزَلِيْخَا بنتي إبراهيم الشنويهي لأمهما، وصهر الموفق المحب نصر الله، مات ظنًّا سنةَ سبعٍ وخمسينَ وثمان مئة، ونعم الرَّجُلُ كان. انتهى.
2242 - (ت 857 هـ): قاضي القضاة، بدر الدين، أبو المحاسن محمد ابن ناصر الدين محمد بن شرف الدين عبد المنعم بن سليمان بن داود البغدادي الأصل، ثم المصري، الحنبلي، الإمام العالم
.
ذكره ابن العماد
(1)
وقال: ولد بالقاهرة سنة إحدى وثمان مئة، ونشأ بها، واشتغل بالعلم، وناب في القضاء بالدِّيار المِصْرِيَّة، واشتغل، ودَرَّس، وناظر، وأفتى، ثم استقلَّ بقضاء القضاة يوم الاثنين عشري جمادى الأولى، سنة أربع وأربعين وثمان مئة، فباشر على أحسن وجه، وكان عفيفًا في ولايته، لا يقبل رِشوة ولا هَدِيَّة، وبهذا ظهر أمرُه، واشتهر اسمه في الآفاق، وكان مقتصدًا، وانتهت إليه في آخر عمره رئاسة المذهب بل رئاسة عصره، وكان معَظَّمًا عند الملك الظَّاهر جَقْمَق، مسموعَ الكلمة عند أركان الدَّوْلة، وكانت له معرفةٌ تامةٌ بأمور الدُّنْيا، ويقوم مع غير أهل مذهبه، ويحسن إليهم، ويرتب لهم الأموال، ويأخذ لهم الجوائز، ويعتني بشأنهم خصوصًا أهل الحرمين الشريفين، وكان عنده كرمٌ، ويميل إلى محبة الفقراء، وفتح عليه بسبب ذلك.
قال البرهان ابنُ مفلح: ولقد شاهدته وهو في أُبَّهَتهِ ونامُوسِه بمسجد الخِيْف يُقَبِّل يدَ شخص من الفقراء، ويُمِرُّها على وجهه، توفي يوم الخميس ثامن جمادى الأولى سنةَ سبعٍ وخمسين وثمان مئة. انتهى.
وذكره السَّخَاوي في "الضوء"
(2)
بترجمةٍ حافلةٍ منها: وَليَ القضاءَ قضاءَ العسكر، وإفتاءَ دار العدل، وتدريس الفقه بالصَّالحية بعد أبيه بعنايةِ شيخِهِ المحب، وكان معروفًا بالدِّيانة، والأمانة، والأوْصاف الحميدة، مشارًا إليه بالتقدم في معرفة الشُّروط مع البراعة في المذهب، واستقل في القضاء بعد شيخه
(1)
شذرات الذهب: 7/ 292.
(2)
الضوء اللامع: 9/ 131.
المحب، فسار فيه سيرةً حسنةً جدًا، بعفَّة ونزاهَةٍ، وصيانَةٍ وأمانةٍ، وتَثَبُّتٍ وإمعان في نظر المكاتيب، والشهود، والتصميم على منع الاستبدالات، وأشياء كانت فاشيةً قبْلَه، وترامي عليه أصحابُ الحوائج من الفقهاء، والقضاة، والأمراء وغيرهم، ومات ليلة الخميس سابع جمادى الأولى سنة سبع وخمسين وثمان مئة. انتهى.
- (ت 857 هـ): أكمل الدين بن مفلح تقدم قريبًا، سنة ستٍّ وخمسين وثمان مئة. [انظر: 2240].
2243 - (ت 858 هـ): حسن بن إبراهيم الصفدي
.
ذكره ابن عبد الهادي
(1)
، وقال: توفي سنة ثمان وخمسين وثمان مئة.
2244 - (ت 858 هـ): محمد بن أحمد بن علي شمس الدين القاهري، الحسني، ساكن الحسينية، الحنبلي، المعروف بالغزولي
.
ذكره السَّخاوي في "الضوء"
(2)
، وقال: ولد سنة ثمانٍ وسبعين وسبع مئة بالقاهرة، ونشأ بها، فحفظ "القرآن"، وكتبًا منها "الألفية" في النحو على عبد الحق، وفيه وفي المنطق، والمعاني، والبيان، والحكمة، على المجد إسماعيل الرُّومي، وفي الفقه على البرهان الصَّوَّاف، ولازم ابن زُقَّاعة في أشياء، وعرض عليه "الألفية"، وكتب له الإجازة نظمًا، وكان أحدَ صوفية البِيْبَرْسِيَّة، وحجَّ، ودخل الشام، وزار القدس واقتنى كتبًا في فنون مع مشاركة في الجملة وسكون، مات بعد تعلله نحو ثلاث سنين في ربيع الأوَّل سنة ثمانٍ وخمسين وثمان مئة. انتهى.
2245 - (ت 858 هـ): سالمٌ بنُ سلامةَ بنِ سليمانَ، مجدُ الدين، الحَمَوِيُّ، الحنبلي
.
(1)
الجوهر المنضَّد: 29.
(2)
الضوء اللامع: 7/ 23.
ذكره السَّخَاوي في "الضوء"
(1)
وقال: وَلِيَ قضاء حلب، فلم تُحْمَد سيرتُه، وكان قبلَ ذلك ذا مشاركةٍ، ومذاكرةٍ بالشعر، مع معرفة بالأحكام في الجملة، وكان مهورًا، حادَّ الخلُق، محبًا في القضاء إلى أن قال: وخنق على باب محبسه، ومات سنة ثمان وخمسين وثمان مئة. انتهى المراد منه.
- (ت 858 هـ): عفيفُ الدينِ عليٌ بنُ عبدِ المحسنِ بنِ الدَّوَاليبي. يأتي سنةَ اثنتين وستين وثمان مئة. [انظر: 2262].
2246 - (ت 859 هـ): خليلٌ بنُ محمدٍ بنِ محمدٍ بنِ علي الصَّالحي، الحنبلي، غرس الدين اللبان، المعروف بالجَوَّازَة
.
ذكره السَّخَاوي في "الضوء"
(2)
وقال: ولد قبل سنة سبعين وسبع مئة على ما يقتضيه سماعُه. فإنَّه سمعَ سنة اثنتين وسبعين وسبع مئة من أبي العَبَّاس أحمد بن العماد المَقْدِسي، وعمر بن أحمد الجُرْهُمِي وغيرهما، وحدَّث، سمع منه الفضلاء، وكان خيِّرًا، مثابرًا على الجماعات، مقبلًا على شأنِهِ، مات في ذي القعدة سنة تسع وخمسين وثمان مئة بالصَّالحيَّة، ودفن بسفح قاسِيون. انتهى.
2247 - (ت 859 هـ): جعفر بن محمد بن جعفر البَعْلِي، الحَنْبَلي، المعروف بابن الشُّوَيْخ مصغرًا
.
ذكره السَّخَاوي في "الضوء"
(3)
وقال: سمع سنة خمسٍ وتسعينَ وسبع مئة، على عبد الرَّحمن بن محمد بن عبد الرَّحمن بن الزّغْبُوب "الصحيح" بِبَعْلَبَكَّ، وحدَّث، سمع منه الفضلاء، انتهى.
وذكره ابن فهد في "معجمه" وقال: مات قبل الستين وثمان مئة.
2248 - (ت 859 هـ): محمد بن علي بن عبد الرحمن بن عبد الله بن غازي، البَعْليُّ الحنبليُّ، المعروف بابن الجَوْف
.
(1)
الضوء اللامع: 3/ 242.
(2)
الضوء اللامع: 3/ 204.
(3)
الضوء اللامع: 3/ 70.
ذكره السَّخاوي في "الضوء"
(1)
وقال: ولد سنة خمسٍ وسبعين وسبع مئة، وسمع من عبد الرحمن بن الزغْبُوب، والشمس ابن اليونانية، والعماد بن بَرْدِس، والعماد ابن يعقوب، والأمين ابن المحبِّ، وحدَّث، أخذ عنه النَّجم بن فهد وغيره. انتهى.
وذكره ابن فهد في "معجمه" وقال: مات قبل الستين وثمان مئة.
2249 - (ت 859 هـ): يوسف بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد جمال الدين بن زين الدين أبي الفرج وأبي هريرة بن شهاب الدِّين بن موفق الدين، الصَّالحيُّ الدِّمشقيُّ الحنبليُّ، ابن الذَّهَبيِّ، المعروف بابن ناظر الصَّاحبة، مدرسة هناك
.
ذكره السَّخاوي في "الضوء"
(2)
وقال: ولد سنة إحدى وثمانين وسبع مئة، وسمع على والده، وناصر الدين محمد بن محمد بن داود بن حمزة، ومحمد بن أحمد بن عبد الحميد المَرْدَاوي، وعمر بن محمد بن أحمد بن عبد الهادي، وفاطمة وعائشة ابنتي ابن عبد الهادي في آخرين، وحدَّث، سمع منه الفضلاء، وقدم القَاهِرة، فأخذْتُ عنه، وكان أصيلًا فاضلًا أديبًا، كتب التوقيع للنَّظام بن مُفْلح وقتًا، ومات يوم الأربعاء، ثاني رجب، سنة تسعٍ وخمسين وثمان مئة، ودفن بسفح قاسِيُون. انتهى.
2250 - (ت 860 هـ): حسن بن محمد بن حسين بن محمد بدر الدين، البَعْلي الحنبلي، التَّاجر المعروف بابن العَجَميِّ
.
ذكره السَّخاويُّ في "الضوء"
(3)
وقال: ولد قبل سنة تسعين وسبع مئة ببَعْلَبَكَّ ونشأ بها، فقرأ القرآن على ابن قاضي المُنَيْطِرَة والفقه يسيرًا على العماد بن بيغوث الحنبلي، وتكسَّب بالتجارة، وسمع وحدَّث، وكان خيِّرًا مُحبًّا في الحديث وأهله. مات قرب الستين وثمان مئة. انتهى.
(1)
الضوء اللامع: 8/ 187.
(2)
الضوء اللامع: 10/ 320.
(3)
الضوء اللامع: 3/ 124.
2251 - (ت 860 هـ): محمد بن إبراهبم شمس الدين، أبو عبد الله المَقْدسيُّ ثم الدِّمشقيُّ الصَّالحيُّ الحنبليُّ، المعروف بالسِّيْلي
.
ذكره في "الضوء"
(1)
فقال: كان إمامًا في الفرائض والحساب والوصايا، انتفع به في ذلك، وأخذ عنه الأئمة، بل وقرأ الفقه أيضًا، وممن أخذهما عنه العلاء المَرْدَاوي، وكان خازنَ كتب الضيائية، ونِعْمَ الرَّجل كان، لقيته بالصالحيَّة. ومات قريب سنة ستين وثمان مئة. انتهى.
2252 - (ت 860 هـ): عمر بن عبد الله بن محمد بن بَرْدِس بن رَسلان زين الدين، البَعْليُّ الحنبليُّ الدَّهَّان
.
ذكره السَّخاويُّ في "الضوء"
(2)
وقال: ولد سنة تسعٍ وسبعين وسبع مئة بَبَعْلَبَكَّ، ونشأ بها، فقرأ القرآن عند الشيخ طَلْحة، وحضر عند ابن عمه التاج وغيره في الفقه، وسمع "صحيح البخاري" على عبد الرحمن بن محمد بن الزغْبُوب، وحجَّ وحدَّث، لقيته بَبَعْلَبَكَّ، وقرأتُ عليه، وكان خيِّرًا، يتكسب من صناعة الدُّهْن. ومات قريب سنة ستين وثمان مئة. انتهى.
2253 - (ت 860 هـ): عمر بن محمد المدعو مظفر بن أبي بكر، التُرْكمانيُّ الأصل، القَاهريُّ الحنبلي المقرئ، يعرف بابن مُظَفَّر
.
ذكره السخاويُّ في "الضَّوء"
(3)
، وقال: قرأ على أبيه وغيره غالب الروايات، وكانت بيده وظائف، فتنزل في صوفيَّة الأشرفيَّة الحنابلة من الوقف، وفي خانقاه بَعْلَبَكَّ وغيرهما، وأخذ عنه التَّاج عبد الوهَّاب بن الشرف، ورام أخذ الأشرفية بَعْده، فلم يتمكَّن لكونه شَافعيًّا. ومات قريبَ سنةِ ستِّين وثمان مئة إمَّا قبلها أو بعدها. انتهى.
2254 - (ت 860 هـ): عبد الرحمن بن علي بن محمد
بن
(1)
الضوء اللامع: 6/ 283.
(2)
الضوء اللامع: 6/ 97 - 97.
(3)
الضوء اللامع: 6/ 118.
عبد الرحمن بن محمد بن مفتاح زين الدين، البَعْلي الحَنْبلي الدَّهَّان، يعرف بابن مفتاح.
ذكره السخاوي في "الضَّوء"
(1)
وقال: ولد سنة اثنتين وثمانين وسبع مئة ببَعْلَبَكَّ، ونشأ بها، فقرأ القرآن على الشَّيخ شمس الدين بن الجَوْف، وحضر في الفقه على الجَمَال بن يَعْقوبَ وغيره، وسَمِع بها على الزَّين عبد الرَّحمن بن الزغُبُوب، وحدَّث، سَمِع من الطلَبَة، لقيته، وقرأتُ عليه، وكان خيِّرًا يتكسَّب بالدِّهان، وحجَّ ومات قريب سنة ستين وثمان مئة. انتهى.
2255 - (ت 860 هـ): محمد بن محمد بن أقُوش بن عبد الله شمس الدين أبو عبد الله، الدِّمشقيُّ الصَّالحي، العَطَّار أبوه الحنبلي
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(2)
وقال: يُعرف بابن جَوَارِش، ولد تقريبًا سنة ثمانين وسبع مئة بصالحيَّة دمشق، ونشأ بها، فسمع من المحبِّ بن الصَّامت، وكذا ابن رسلان الذَّهَبِيِّ، وحدَّث، سمع منه الفُضَلاء وأكثرت، وكان خيِّرًا نيِّرًا، عَلِيَّ الهِمَّة، صبورًا على الإسماع، مديمًا للجماعة بجَامع الحَنَابلة. مات في خامس عَشَر رَمَضان، سنة ستينَ وثمانِ مئة. انتهى.
2256 - (ت 860 هـ): عبد الغني بن الحَسَن بن محمد بن عبد القادر بن الحَافظ شرف الدِّين أبي الحُسين، اليُونينيُّ البَعْلي الحَنْبليُّ
.
ولد سنة ثلاث وثمانين وسبع مئة بَبَعْلَبَكَّ، ونشأ بها، فقرأ القرآن، و"المُقْنِع"، و"المُلْحة"، وغيرهما عند القطب اليُونِيْنِيِّ، وبه تفقَّه، وسَمِع على محمد بن علي بن أحمد اليُونِيْنيِّ سنة تسعين وسبع مئة، وعلى غيره، وحدَّث، سمع منه الفُضَلاء، وكان خيِّرًا ساكنًا، وقورًا مهيبًا بهيًّا، من بيت علم ورئاسة، باشر في بلده تدريس بعض مدارسها وإمامتها، ومات قريبًا من سنة ستين وثمان مئة، قاله السَّخَاوي في "الضَّوء"
(3)
.
(1)
الضوء اللامع: 4/ 103.
(2)
الضوء اللامع: 8/ 296.
(3)
الضوء اللامع: 4/ 248.
2257 - (ت 860 هـ): سارة بنت الصَّدر أحمد بن البَدْر محمد بن يزيد، البَعْلي الحنبليَّة
.
ذكرها السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(1)
وقال: حضرت في الثَّانية على ابن الزغْبُوب "صحيح البخاري"، سنة خمسٍ وتسعين وسبع مئة، وأجاز لها، وأجازت لنا، وماتت قريب سنة ستين وثمان مئة. انتهى.
2258 - (ت 861 هـ): عبد الرحمن بن أبي بكر، الدِّمشقيُّ الحنبليُّ الرَّسَّام، المعروف بابن الحَبَّال الحنبلي
.
ذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(2)
وقال: أخذ عنه الشِّاب ابن اللَّبُوديِّ، ووصفه بالمسنِد، وله نظمٌ، مات يوم السَّبت ثاني شعبان، سنة إِحدى وستين وثمان مئة فجأةً. انتهى.
2259 - (ت 861 هـ): أحمد بن عبد القَادر بن محمد بن أحمد، الحَسَنيُّ الفَاسِيُّ المكِّيُّ الحنبليُّ
.
ذكره السَّخَاوي في "الضوء"
(3)
وقال: ولد بعد العشرين وثمان مئة، وسمع من أبي شَعَر، وأبي المَعَاليِّ الصالحيِّ، وأبي الفتح المَرَاغيِّ والتقي ابن فهد، وإبراهيم الزَّمْزَمي، وأخيه عبد السَّلام، وأجازه جَمْعٌ، وناب في إمَامَةِ المقامِ الحنبليِّ وقتًا، ودخل القَاهِرة. مات ضُحَى يوم الخَمِيْس، ثاني صفر، سنة إحدى وستين وثمان مئة، ودُفن بالمُعَلَّا. انتهى.
2260 - (ت 861 هـ): أحمد بن عمر بن محمد بن أَحمد بن عبد الهَادي بن عبد الحَميد بن عبد الهادي شهاب الدِّين بن زين الدِّين، المَقْدِسِيُّ الصَّالحيُّ الحنبليُّ، المعروف بابن زَين الدين
.
ذكره السَّخَاوي في "الضوء"
(4)
وقال: ولد سنة ثمانٍ وسبعين وسبع مئة،
(1)
الضوء اللامع: 12/ 51.
(2)
الضوء اللامع: 4/ 72.
(3)
الضوء اللامع: 1/ 351.
(4)
الضوء اللامع: 2/ 55، وفيه أن ولادته (783).
وسَمِع من أبيه وجماعة، وحدَّث، سمع منه الأئمَّة، وقرأتُ عليه، وكان خيِّرًا، من بيت حديثٍ وجلالةٍ، مات يومَ الخميس، رابعَ شوال، سنة إحدى وستين وثمان مئة. انتهى.
2261 - (ت 861 هـ): تقي الدين أبو بكر أبو الصِّدق بن إبراهيم بن يوسف بن قُنْدُس، البَعْليُّ الحنبليُّ
.
ذكره ابن العماد
(1)
، وقال: هو الإمامُ العلَّامةُ ذو الفُنون، ولد على ما كتبه بخطه قربَ سنة تسعٍ وثمان مئة، وسَمِع على التَّاج بن بَرْدِس وغيره، وتفقه بالمَذْهب، وحفظ "المقنع"، وعني بعلم الحديث كثيرًا، وقرأ الأصول على ابن العَصَياتي بِحمصَ، وأذن له بالإِفْتاءِ والتَّدريس جماعة منهم: الشَّيخ شرف الدِّين بن مُفْلح، ثم قرأ المعانيَ والبَيَانَ على الشيخ يوسف الرُّومِيِّ، والنَّحوَ على ابن أبي الجَوْف، وكان مُفَنَّنًا في العلوم، ذا ذِهْنٍ ثاقبٍ، ثم بعد وفاة شيخه ابن مُفْلح طَلَبهُ الشَّيخ عبد الرَّحْمن بن داود، وأَجْلسه في مَدْرسة شيخ الإسلام أبي عُمَر، وتَصدَّى لإِقراءِ الطَّلَبَةِ ونفعهم، ثم وَلِيَ نيابة الحُكْم عن العِزِّ البَغْداديِّ مدةً، ثم ترك ذلك، وأقبَلَ على الاشْتِغَال في العِلْم وكَسْب يده، وأخذ عنه العِلْم جماعةٌ، وانْتَفَعوا به، منهم شيخ المذهب عَلَاء الدِّين المَرْدَاويُّ، والشَّيخ تقي الدِّين الجراعيُّ وغيرهما من الأَعْلام، وكان من عُبَّاد الله الصَّالحين، وله حاشِيَةٌ على "الفُروع"، وحاشِيَةٌ على "المحَرَّر". وتوفي يوم عاشوراء، سنة اثنتين وستين وثمان مئة، وقيل سنة سَبْعٍ وستين، وبه جزم العُلَيْمي في طبقاته، ودفن بالرَّوضة، قريبًا من الشيخ مُوَفَّق الدِّين. انتهى.
وذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(2)
، وأطنب في ترجمته، ومما قالَهُ في ذلك: لزم الإقبالَ على العلوم، حتى تفنَّن، وصار مُتبَحِّرًا في الفقه وأصُوله، والتَّفْسير والتَّصوُّف والفرائض، والعربيَّة والمَنْطق، والمَعَاني والبَيَان، مشاركًا في أكثر الفضائل، مع الذَّكاء المُفْرط، واستقامة الفَهْم، وقوة الحِفْظ، والفَصَاحة
(1)
شذرات الذهب: 7/ 300.
(2)
الضوء اللامع: 11/ 14.
والطلاقة، فحينئذٍ عكفَ النَّاسُ عليه، وانتدب لإقراء الطَّلَبَة حتى كثرتْ تلامذته، ونَبَغ منهم غيرُ واحد، وأَحْيَا الله به هذا المَذْهَبَ بدمشق، وانتفع به الخَاصُّ والعَامُّ، مع الدِّين المتين، والورع الثخين، وتوفِّي سنة إحدى وستين وثمان مئة. انتهى المراد منه.
وقال البَدْرانيُّ في "المدخل"
(1)
: ابن قُنْدُس أبو بكر بن إبراهيم بن قُنْدُس، تقي الدِّين البَعْليُّ، صاحب "حَوَاشي الفُرُوع"، و"حواشي المُحَرَّر"، توفي سنة إِحْدى وستِّين وثمان مئة. انتهى.
وذكره ابن الشَّطِّيِّ في "مختصره"
(2)
، وأرَّخ وفاته سنة إحدى وستين، ولهذا أثبتناه هنا تَبَعًا للأكْثر.
- (ت 861 هـ): علي بن محمد المتبولي الرَّزَّاز، يأتي سنة اثنتين وستين قريبًا. [انظر: 2264].
2262 - (ت 862 هـ): عليُّ بن عبد المُحْسن بن عبد الدَّائم بن عبد المُحْسن بن محمَّد بن أبي المَحَاسن، عفيف الدين أبو المعالي بن جمال الدِّين البَغْدّاديُّ القَطِيْعيُّ الصَّالحيُّ الحَنْبليُّ
.
ذكره السَّخاوي في "الضَّوء"
(3)
وقال: يعرف كسَلفه بابن الدَّوَاليبيِّ، وبعض سَلفِهِ بابن الخَرَّاط، من بيتٍ جَليل، ولد في المُحَرَّم، سنة تسعٍ وسبعين وسبع مئة ببغداد، ونشأ بها، فقرأ القرآن، واشتغل، وكان يذكر أنه أخذ عن الكرمانيِّ شارح "البخاري" في سنة خمس وثمانين وسبع مئة، وأنه سَمِع أيضًا قبل ذلك سنة اثنتين وثمانين وسبع مئة، وأَخذ عن العَبْدَليِّ أيضًا، وسَمِع على أبيه "المُسَلْسَل". وقال شيخنا ابن حَجَر: سَمِعْتُ من لفظه قصيدةً زَعَم أنها له، ثم ظهرتْ لغيره من العَصْريِّين، ولكنه ليس عاجزًا عن النَّظم، خصوصًا وله استعدادٌ
(1)
المدخل: 421.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 74.
(3)
الضوء اللامع: 5/ 255 - 256.
واستحضارٌ لكثير من التَّاريخ، والأدَبيَّات، والمُجُون، وقد أقام بالقَاهِرَة مدةً، ثم سكن دمشق، ثم رجع إلى القاهِرَة انتهى.
وكان يفتي بما يُنْسَبُ لابن تيميَّة في مسألة الطلاق، حتى امْتُحن بسببها على يد جمال الدِّين البَاعُونيِّ، وصُفِع وأُركِبَ على حمارٍ، وطيفَ به في شوارع دمشق وسُجن، على أنَّه ولي مشيخة مدرسة أبي عمر بصَالحيَّة دِمَشْق، ثم رَغِبَ عنها لعبد الرَّحمن بن داود. ومات ليلة السبت، سادس عشر رَجَب، سنة اثنتين وستَّين وثمان مئة. انتهى ملخصًا.
وقد ذكرته هنا تبعًا للسَّخَاويِّ، فقد ذكره ابن العِمَاد
(1)
فيمن تُوُفِّي سنة ثمانٍ وخمسين فقال: وفي سنة ثمان وخمسين وثمان مئة توفِّي عفيف الدين أبو المعالي، علي بن عبد المحسن بن الدَّوَاليْبِي البَغْداديُّ، ثم الشَّاميُّ الحنبلي، الخطيبُ، شَيخ مدرسة أبي عمر، ولد ببغداد في حادي عِشري المحرَّم، سنة تسعٍ وسبعين وسبع مئة، وسمع بها من شمس الدَّين الكرماني "صحيح البُخاري" سنة خمسٍ وثمان مئة، وقدم دمَشْق فاستوطنها، وولي خطابة الجامع المُظَفَّريِّ، ومشيخة مدرسة الشيخ أبي عُمَر، وكان إمامًا عالمًا، ذا سندٍ عالٍ في الحديث، وتوفِّي بصالحيَّة دمَشْق، ودُفن بالسَّفح، انتهى.
قلت: وسبب امتحانه بمَسْأَلة الطَّلاق المذكورة واتَّباعه ابن تيميَّة هي فضيلة له عند المُحَقِّقين، ورحمه الله، وأَجْزل ثوابه، وأمثاله من العاملين بالسُّنَّة، الصَّابرين على الْمِحَنة بسبب ذلك.
وذكره ابن عبد الهادي
(2)
.
وذكر له في "معجم المؤلِّفين"
(3)
، كتاب "الإرشاد في فضل أرباب الذِّكر والجهاد".
(1)
شذرات الذهب: 7/ 293.
(2)
الجوهر المنضَّد: 101.
(3)
معجم المؤلفين: 7/ 142.
- (ت 862 هـ): أبو بكر بن إبراهيم بن قُنْدُس. [انظر: 2261].
تقدَّم قريبًا، سنة إحدى وستين وثمان مئة.
2263 - (ت 862 هـ): داوُد بن محمد بن إبراهيم بن شَدَّاد بن المُبَارَك، النَّجْديُّ الأصل، الرَّبِيْعيُّ النَّسب، الحَمَوي المَوْلد، الحنبليُّ، المعروف بالبَلَّاعِيِّ
.
ذكره ابن العماد
(1)
وقال: هو منسوبٌ إلى بَلْدة البلاعة، الفقيه الفَرَضِيُّ، أخذ العِلْم عن قاضي القُضاة علاءِ الدِّين بن المُغلِيِّ، وكانت له يدٌ طُولى في الفرائض والحِسَاب، ومن تلامذته الأعيان من قضاة طَرَابُلسَ وغيرِها، وتوفي بحَمَاة، سنة اثنتينِ وستَّين وثمان مئة تقريبًا. انتهى.
2264 - (ت 862 هـ): نور الدين أبو الحسن علي بن محمد المَتْبُوليُّ، الشَّهيرُ بابن الرَّزَّاز الحنبلي
.
ذكره ابن العِماد
(2)
فقال: هو الإمام العَلَّامة، كان من أَعْيان فقهاء الدِّيار المِصْريَّة وقضاتها، باشر نيابة القضاء عن ابن مُغْلِي ومن بعده، وكان يكتب على الفَتْوى عبارةً حسنةً، وتُوُفِّي بالقَاهِرَة، في حادي عشر ربيع الأوَّل، سنة اثنتين وستِّين وثمان مئة، ودُفن بتربة الشَّيخ نَصْر المَنْبِجِيِّ، انتهى.
وذكره السَّخَاويُّ في "الضوء"
(3)
وقال: هو عليُّ بن محمد بن محمد نور الدِّين، أبو الحسن بن شمس الدِّين بنَ شَرَف الدِّين، المَتْبُوليُّ القَاهِريُّ الحنبليُّ، المعروف بابن الرَّزَّاز، أَخَذ الفِقْه على الشَّيخ عبد المُنْعم البَغْداديِّ، ولازمه حتى أذن له في الإفتاء والتَّدريس، سنة ستٍّ وتسعين وسبعِ مئة، بل أفتى بحضرته، وكتب بخَطِّهِ تَحْتَ جوابه: كذلك يقول فلان، وكذا أَخَذَ عن النَّجْم البَاهِيِّ والصَّلاح بن الأَعْمى، ثمَّ عن المُحِبِّ بن نَصْر الله، وكان يُجِلُّه كثيرًا، بحيث إنَّه خاطبه يا فقيه الحنابلة.
(1)
شذرات الذهب: 7/ 300.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 301.
(3)
الضوء اللامع: 6/ 15 - 16.
وأخذ عن مشايخ كثيرةٍ، ذكر أسماءهم السَّخَاويُّ، ثم قال: وحجَّ مِرَارًا، أوَّلُها سنة سبعٍ وثمان مئة، وجاور غيرَ مرَّةٍ، وناب في القضاء عن المَجْد سَالِم فمَنْ بَعْده، ولَكنَّه تقلَّل منه بعد مَوْت والده لشدَّة تأسُّفه على فَقْده، وذلك سنة تِسْعٍ وأربعين، وصار بأخرة أجلَّ النُّوَّاب، ودرَّس الفِقْه بالمَنْصوريَّة والمنكوتمريَّة والقَرَاسُنْقُرية، وولي إفتاءَ دار العَدْل، وتصدَّى للإفْتاء والإقْراء، فانتفعَ به جماعةٌ، وسَمِع منه الفُضَلاءِ، وكان إنسانًا حَسَنًا، مستحضرًا للفِقْه لا سيَّما كتابه، ذا مَلَكَةٍ في تَقْريره، ثِقَة سَلِيمَ الفِطْرة، طارحًا للتَّكَلُّف، مات ثاني عَشَرَ ربيعِ الأوَّل، سنةَ إحدى وستِّين وثمان مئة. انتهى مُلَخَّصًا.
وقد اعتمدْنا في تاريخ وفاته على ما أرَّخَهُ ابن العِمَاد.
- (ت 862 هـ): عبد الغني بن الحسن بن محمد بن عبد القادر الحسيني الحنبلي. [انظر: 2256].
ذكره ابن عبد الهادي
(1)
وقال: توفي ببعلبك سنة اثنتين وستين وثمان مئة.
- (ت 862 هـ): زين الدِّين عبد الرحمن بنُ محمد بنُ خَالد بن زهر، الحِمْصِيُّ. [انظر: 2275].
يأتي سنة أربعٍ وستَّين وثمان مئة.
2265 - (ت 863 هـ): محمد بن أحمد شمس الدِّين، الحَرِيْرِيُّ العَقَّاد الحنبلي، المُجَدِّدُ للجَامِع، المعروف بابن مَدْيَن، بالقُرْب من الجُنَيْنَة
.
ذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوْء"
(2)
وقال: مات في صَفَر، سنة ثلاثٍ وستِّين وثمان مئة. انتهى.
2266 - (ت 863 هـ): محمد بن محمد بن علي تقي الدين بن بدر الدين، الكِنَانِيُّ الحنبليُّ
.
(1)
الجوهر المنضد: 56. وقد تقدم برقم (2256) حيث نقل هناك عن السخاوي قوله: مات قريبًا من سنة ستين وثمان مئة.
(2)
الضوء اللامع: 7/ 126.
ذكره السَّخَاوي في "الضوء"
(1)
وقال: ولد سنة ثمان وسبعين وسبع مئة تقريبًا، وسَمِع على الجمال الحنبليِّ، وأجازت له عائشةُ ابنةُ ابنِ عبد الهَادي وغيرها، وكان خيِّرًا، يقرأ القُرآن، ويباشر الأَوْقَاف، مع وجاهةً وحشمةٍ. مات في صَفَر، سنة ثلاث وستين وثمان مئة. انتهى.
2267 - (ت 863 هـ): شهاب الدِّين أحمدُ بن محمد بن المَجْد، المَخْزُومِيُّ النَّابُلُسِيُّ الحَنْبَليُّ
.
ذكره ابن العماد
(2)
وقال: توفي بنَابُلُسَ، سنة ثلاثٍ وستِّين وثمان مئة. انتهى.
2268 - (ت 863 هـ): زَيْن الدِّين عبد المُغِيث بن الأمير ناصِر الدِّين محمد بن عبد المُغِيْث الحَنْبَليُّ
.
ذكره ابنُ العِمَاد
(3)
وقال: تُوُفَّي سنةَ ثلاثٍ وستِّين وثمان مئة. انتهى.
2269 - (ت 863 هـ): علي بن محمد، الطيَّاريُّ القَاهِرِيُّ الحنبليُّ
.
ذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(4)
وقال: هو رجلٌ صالحٌ، مُعْتَقِد، ساكنٌ، سَمِع الحديث على شيخنا ابن حَجَر وغيره، وتَنَزَّل في الجِهَات، وصَاهَر المُحِبَّ ابنَ نصر الله عَلَى ابنته، وآخِرُ عَهْدي به سنةَ ثلاثٍ وستِّين وثمان مئة، وأظُنُّه قارَبَ السَّبَعين. انتهى.
2270 - (ت 864 هـ): أحمد بن عبد الرَّحمن بن سُلَيْمان بن عبد الرَّحمن بن محمد بن تقيِّ الدِّين سُلَيْمان بن حَمْزة شِهَابُ الدِّين، المَقْدِسيُّ الصَّالِحِي الحَنْبليُّ
.
ذكره السَّخَاويُّ في "الضوء"
(5)
وقال: ولد سنةَ خمسٍ وسبعين وسبع مئة
(1)
الضوء اللامع: 9/ 167.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 302.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 302.
(4)
الضوء اللامع: 5/ 330.
(5)
الضوء اللامع: 1/ 329.
تقريبًا بصالحيَّة دمشق، وسمِعَ وحدَّثَ، سَمِع منه الفُضَلاء، وهو من بيتِ عِلْمٍ وروايةٍ، محب في الحديث وأهله، مات يومَ الاثنين، تاسعَ شوَّال، سنةَ أربعٍ وستِّين وثمان مئة. انتهى.
2271 - (ت 864 هـ): شهاب الدِّين أحمد بن علي بن محمد، الشَّحَّامُ الحنبليُّ
.
ذكره ابن العماد
(1)
وقال: كان مُؤَذِّنًا بالجامع الأمويِّ، ولد في خامس عشري المُحَرَّم، سنةَ إحدى وثمانين وسبع مئة، وسَمِع من جماعةٍ، وروى عنه جماعةٌ من الأعيان، وتُوفِّي بالقُدسِ الشَّريف نهارَ الثلاثاء، تاسعَ جمادى الآخرة، سنة أربعٍ وستِّين وثمان مئة. انتهى.
وذكره صاحب "الأُنْس الجليل"
(2)
فقال: هو الشَّيخ شهاب الدِّين أبو العَبَّاس أحمد بن علي بن محمد بن الشَّحَّام الحنبلي، المُؤَذِّن بالجامِعِ الأُمَوِيِّ بدمَشْق، ولد في خامس عشري المُحَرَّم، سنة إحدى وثمانين وسبع مئة، وسَمِع من جماعةٍ، وروى عنه جماعَةٌ من الأَعْيان، ثم أرَّخ وفاته كما تَقَدَّم.
وذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(3)
بترجمةٍ حسنةٍ قال فيها: إنه حدَّث وسَمِعَ منه الفُضَلاء، وكان خيِّرًا منوَّرًا مُحِبًّا في الحديث، وأرَّخ وفاته كما تقدَّم.
2272 - (ت 864 هـ): عبد القادر بن محمد بن محمد بن محمد بن عبدِ القادر، صَدْرُ الدِّين اليُونِيْنِيُّ البَعْليُّ الحنبليُّ
.
ذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(4)
وقال: ولد في نصف شَعْبان، سنةَ إحدى وعشرين وثمان مئةٍ ببَعْلَبْكَّ ونشأ بها، فَقَرَأَ القرآن، وحفظ "المُقْنِع" وعرضه على البُرهان ابن البُحْلاق، وعليه اشتغل في الفقه، وناب في القَضَاءِ ببلده عن أبيه،
(1)
شذرات الذهب: 7/ 303.
(2)
الأنس الجليل: 2/ 262.
(3)
الضوء اللامع: 2/ 41.
(4)
الضوء اللامع: 4/ 295.
وبدمشق عن العَلَاء بن مُفْلِح، ثم استَقَلَّ بقضاء بلَده في سنة ثلاثٍ وخمسين وثمان مئة إلى أن مات، وكان قد سَمِع على والده، والتَّاج ابن بَردِس، والقُطْب اليُوْنِينِيِّ القاضي في آخرين، وحجَّ، وزار بيت المقْدِسِ، ودخل مِصْر وغيرها، وكان مذكورًا بحُسْن السِّيرة، مات في شوَّال، سنة أربعٍ وستِّين وثمان مئة بصالحيَّة دِمَشْق. انتهى.
2273 - (ت 864 هـ): سِتُّ القُضَاة ابنة أبي بَكْر بن عبد الرَّحمن بن محمد بن أَحْمد بن سُلَيْمان بن حمزة، الصَّالحيَّةُ الحنبليةُ
.
ذكرها السَّخَاوي في "الضَّوء"
(1)
وقال: ولدتْ في ربيع الأوَّل، سنةَ سبعٍ وتسعين وسبع مئة، وسَمِعتْ من جماعةٍ، وأجاز لها جماعةٌ كالحَرَسْتَانيِّ، وابن الذَّهَبيِّ وآخرين، وحدَّثت، سَمِعَ منها الفُضَلاءِ، وكانت صالحةً خيِّرةً. ماتتْ في ربيع الأوَّل، سنةَ أربع وستِّين وثمان مئة. انتهى.
- (ت 864 هـ): أبو بكر بن محمد بن الصَّدر البَعْلي يأْتي سنةَ إحدى وسَبْعين وثمان مئة. [انظر: 2303].
2274 - (ت 864 هـ): أَحمْد بن محمد بن محمد بن عُبَادة بن عبد الغَنيِّ بن منصور، أبو العَبَّاس شِهابُ الدِّين، الحَرَّانيُّ الدِّمشقيُّ الصَّالِحِيُّ الحنبليُّ
.
ذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(2)
وقال: يعرف بابن عُبَادة، ولد سنةَ ثمانٍ وثمانين وسبع مئة بدمشق، ونشأ بها، فقَرَأ القُرآن على العَلَاء الشَّحَّام وغيره، و"العمدةَ" و"الخِرَقِيَّ"، وعرضهما على ابن اللَّحَّام، وابن حَجِّي وغيرهما، واشتغل على ابن اللَّحَّام في الفِقْه، وكذا حضر فيه وهو صَغِير عند ابن رَجَب وغيره، وناب في القَضَاء لأبيه، ثم استقل به بعد وفاته، فباشره بعفَّةٍ ونَزَاهَةٍ، وحجَّ مرتَيْن، وزار بيتَ المَقْدِسِ والخَلِيْل، وحدَّث، وسَمِعَ منه الفُضَلاء، وكان
(1)
الضوء اللامع: 12/ 56 - 57.
(2)
الضوء اللامع: 2/ 179 - 180.
متواضِعًا مَهِيْبًا بَهِيًّا، حسن الشَّكالة. مات في شوَّال، سنة أربعٍ وستين وثمان مئة. انتهى.
وذكره ابن العِمَاد
(1)
بعد ترجمة أَبيه وقال: هو قاضي القُضاة شهاب الدين أبو العَبَّاس، أحمد بن محمد بن محمد بن عبادة السَّعديُّ الأنصاريُّ الحنبليُّ، ولد سنة ثمانٍ وثمانين وسبع مئة، في شهر صَفر، وكان من خيار المُسْلمين، كثير التِّلاوَةِ لكتاب الله العَزِيْز، ناب لأبيه في القضاء، ثم استقلَّ بعد وفاة والده في ربيع الأول، سنةَ إحدى وعشرين، ثم عُزِلَ في صفر سنةَ ثلاثٍ وعشرين، ثم عُرِضَ عليه المَنْصِبُ مِرارًا فلَمْ يَقْبَلْ، وحصلتْ له الرَّاحة الوَافرةُ إلى أن توُفِّي، ودفن عند والده بالروضة، قريبًا من الشَّيخ موفَّق الدين، ولم أطَّلعْ على تاريخ وفاته. انتهى.
وذكره ابن عبد الهَادي
(2)
وقال: إنه توفِّي بالصَّالِحِيَّة، سنةَ أربعٍ وستين وثمان مئة ودفن بها.
2275 - (ت 864 هـ): زين الدِّين عبد الرَّحمن بن محمد بن خالد بن زَهْر، الحِمْصِيُّ الحنبليُّ
.
ذكره ابن العِمَاد
(3)
وقال: كان من أهل الفَضْل، قرأ "المُقْنِع" على والده، وروى الحديث بسندٍ عالٍ، روى عن الشَّيخ شمس الدِّين ابن اليُونانيَّة عن الحَجَّار، وكان مُلازِمًا للعِبَادَة والخُشُوع والصَّلاح. توفي سنة اثنتين وستِّين وثمان مئة. انتهى.
وذكره ابن فَهْد في "معجمه" وقال: ولد سنة سبعٍ وسبعين وسبع مئة بِحمْصَ، ونشأ بها، فحفظ القرآنَ، وسَمِع من إبراهيم بن فِرْعَوْن البَعْليِّ، وحَضَر عند الزَّين ابن رَجَب، والشَّمْس بن مُفْلِح، وابن التَقِيِّ، وكان جَلْدًا قويًا. مات
(1)
شذرات الذهب: 7/ 148.
(2)
الجوهر المنضَّد: 4 - 5.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 301.
سنة أربعٍ وستِّين وثمان مئة. انتهى.
2276 - (ت 865 هـ): أحمد المَارِدِيْنيُّ الدِّمَشْقيُّ الحنبليُّ، شهاب الدِّين
.
ذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(1)
وقال: كان حسنَ الخَطِّ والشَّكالَةِ، يَتَكَسَّب بالشَّهادة، كتب عنه البَدْريُّ في "مجموعته"، ومات بعد سنة أربع وستين وثمان مئة. انتهى.
2277 - (ت 865 هـ): عبد الرحمن بن الشرابي الحنبلي
.
ذكره ابن عبد الهادي
(2)
وقال: توفي سنة خمس وستين وثمان مئة.
- (ت 866 هـ): عبد الرحمن بن إبراهيم الطَّرابُلسِيُّ، يأتي سنة أربعٍ وسبعين وثمان مئة. [انظر: 2315].
2278 - (ت 867 هـ): عبد القادر بن أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن علي، زَيْن الدِّين الحَمَوِيُّ الحَلَبِيُّ الحنبليُّ
.
ذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(3)
وقال: يعرف بابن الرَّسَّام، وَليَ كتابة السِّرِّ بحلب، ونظر جيشها، وكان مَخْمُولًا في حركاته، يتحمَّل الدُّيُون الكثيرةَ، مات بحَمَاةَ، سنةَ سبعٍ وستين وثمان مئة. انتهى.
2279 - (ت 867 هـ): أحمد بن أحمد بن مُوسَى بن إبراهيمَ بن طَرْخَانَ، شهابُ الدِّين أبو العَبَّاس الحَنْبَلي، ابنُ الضِّياء
.
ذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(4)
وقال: هو بكنيته أشهر، تكسَّب بالشَّهادة كَسَلَفِه، ثم اسْتَنَابَهُ العِزُّ الكِنَانِيُّ في العُقُود والنُّسُوخ، ثم في القضاء، مات في ربيع الأوَّل، سنة سبعٍ وستِّين وثمان مئة، وأَظنُّه جاوز السَّبعين أو زاحمها. انتهى.
(1)
الضوء اللامع: 2/ 258.
(2)
الجوهر المنضد: 58.
(3)
الضوء اللامع: 4/ 262.
(4)
الضوء اللامع: 1/ 224.
2280 - (ت 867 هـ): أحمد خال الخلال
.
ذكره ابن عبد الهادي
(1)
وقال: توفي سنة سبع وستين وثمان مئة.
2281 - (ت 867 هـ): بلال بن عبد الرحمن بن عبد الرَّحيم، القَادريُّ الفَقِيْه الحَنْبليُّ، الإمامُ العالم
.
ذكره ابن العمَاد
(2)
وقال: توُفِّي في حُدُود سنةِ سبعٍ وستين وثمان مئة. انتهى.
وذكره صاحب "الأنْس الجَليل"
(3)
وقال: هو عَتِيْقُ القِبَابيِّ عبد الرَّحمن المُتَقدِّم، وكان رُوى الحديث، وأخذ عنهُ جماعةٌ. توفي يوم الاثنين تاسع جمادى الآخرة، سنةَ سبعٍ وستِّين وثمان مئة، ودفن عند سَيِّده ببَاب الرَّحْمة. انتهى.
2282 - (ت 867 هـ): برهان الدِّين أبو إسحاق إبراهيم بن التَّاج عبد الوَهَّاب بن عبد السَّلام بن عبد القادر، البَغْداديُّ الحنبليُّ
.
ذكره ابن العِمَاد
(4)
وقال: وُلد في ثالث ذي الحِجَّة، سنة ثلاثٍ وتسعين وسبع مئة، وقرأ على علماء عَصْره، وجدَّ واجتهد، حتى صار إمامًا عالمًا، محدِّثًا زاهِدًا، يُشار إليه بالْبَنَان. توُفَّي سنة سبعٍ وستِّين وثمان مئة تقريبًا. انتهى.
وذكره السَّخَاويُّ في "الضوء"
(5)
وقال: نشأ ببغداد، وسافر إلى مَكَّة، وسَمِع بها على ابن صديق "صحيح البُخَاريِّ" وغيره، وقَطَنَ بالقَاهِرَة، وحدَّث فيها، وسَمِع منه الفُضَلاءُ، وأخذتُ عنه أشياء، وكانتْ وِلادَتُه ثالثَ ذي الحجة، سنة ثلاثٍ وتسعين وسبع مئة، وكان خيِّرًا مواظبًا على الجَمَاعاتِ، وحُضُور
(1)
الجوهر المنضد: 12.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 306.
(3)
الأنس الجليل: 2/ 261.
(4)
شذرات الذهب: 7/ 306.
(5)
الضوء اللامع: 1/ 73.
التصوُّفِ بسَعِيدِ السُّعَدَاء، حريصًا على الخَيْر والقُرُبات، محبًّا في الحديث وأهْلِهِ سليم الصَّدْر، متكَسِّبًا من التِّجارة، مع سدادٍ وخيرٍ، مات يوم الأربعاء، ثالثَ عشرَ ذي الحِجَّة، سنة سَبَعٍ وستِّين وثمان مئة. انتهى.
2283 - (ت 867 هـ): زيد الجراعي:
ذكره ابن عبد الهادي
(1)
وقال: توفي سنة سبع وستين وثمان مئة بالصالحية.
- (ت 867 هـ): محمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر، السَّعْديُّ صَلاحُ الدِّين الحنبليُّ، ابن قاضي الحنابلة بَدْرِ الدِّين. [انظر: 2401].
ذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(2)
وقال: مات في طاعُون سنة سبعٍ وستِّين وثمان مئة، وكان نجيبًا حاذقًا، رحمه الله. انتهى.
2284 - (ت 867 هـ): شَمْس الدِّين أبو القاسم محمد بن فَخْر الدِّين عثمان، اللُّؤْلُؤيُّ الدِّمشقيُّ الكُتُبيُّ الحنبليُّ، المعروف بابن الفَخْر
.
ذكره في "إيضاح المَكْنُون" و"هَدِيَّة العَارفين"
(3)
، وقال: له تصانيف منها: "تُحْفَةُ الوَظَائف في اخْتِصار اللَّطائف"، و"تُحْفَةُ الأبرار لوفاةِ المُخْتَار"، و"تَذْكرةُ الأَلْفاظ في اختصار تَبْصرة الوُعَّاظ"، و"حادي القُلوب الطَّاهِرَة إلى دار الآخرة" وَعْظٌ، و"الدُّرُّ المَنْثور في أحوال القُبُور"، و"والدُّرُّ المُنَظَّم في مولد النبيِّ المُعَظَّم"، و"الدُّرُّ النَّضِيد في فَضْل الذِّكر وكلمة التَّوحيد"، و"زَهْرة الرَّبيع في معراج النبي الشفيع"، مجلدين، و"اللَّفْظ الجميل في مولد النبيِّ الجَليل"، و"النُّجوم المُزْهرة في اختصار التبصِرَة"، و"نور الفَجْر في فضل الصَّبْر"، وغير ذلك. وأرَّخ وفاته في سنة سبعٍ وستين وثمان مئة.
(1)
الجوهر المنضد: 40 - 42.
(2)
في الضوء اللامع: 11/ 161 أن وفاته سنة سبع وتسعين وثمان مئة، لكن المؤلف رحمه الله أورده هنا متابعًا صاحب السحب الوابلة، وسيأتي برقم (2399).
(3)
هدية العارفين: 2/ 203.
2285 - (ت 867 هـ): محمد بن عبد الله المَتْبُوليُّ
. يأتي سنة ثمانٍ وسبعين وثمان مئة.
2286 - (ت 868 هـ): جمال الدِّين عبد الله بن أبي بكر بن خالد بن زهرة، الحِمْصِيُّ الحَنْبليُّ
.
ذكره ابن العِمَادِ
(1)
وقال: هو الإمامُ العَلَّامة، قرأ "الفروع" على ابن مُغْلي، وله عليه حاشيةٌ لطيفةٌ، وقرأ "تَجْرِيد العِنَاية" على مُؤَلِّفه القاضي علاء الدِّين بن اللَّحَّام، و"الأُصُول" له أيْضًا، وأخذ عن عمِّه القاضي شَمْس الدِّين، وعلماء دمشق، وكان من أكابر الفُضَلاء، وتوفي في سنةِ ثمانٍ وستِّين وثمان مئةٍ، عن أكْثَرَ من مئة سنةٍ. انتهى.
وذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(2)
فقال: هو عبد الله بن أبي بكر بن خالد بن مُوسى بنِ زهرة الحِمْصِيُّ الحنبليُّ. ولد سنةَ أربعٍ وثمانين وسبع مئة تقريبًا بِحمْص، وسَمِعَ بها من إبراهيم بن فِرْعَوْن قطعةً من آخر "الصَّحِيْح"، وحدَّث بها، قرأها عليه النَّجْم بن فَهْد. انتهى.
2287 - (ت 868 هـ): عليُّ بن جُمُعة بن أبي بكر، البَغْداديُّ الحنبليُّ، خادم مقام الإِمام أَحْمَد
.
ذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(3)
وقال: ولد سنةَ خمسينَ وسبع مئةٍ أو بعدها ببَغْدَاد، ونَشَأَ بها وتَعلَّم، ثم ساحَ بالبِلاد، وطَوَّف العِراق، والبَحْرَيْن، والهِنْد، وأرض العَجَم، وما وراءَ النهر، ثم حَجَّ، وطَوَّف البِلاد الشَّاميَّة، ثم قَدِم القُدسَ وسَكَن بها، وبنَابُلُس والخَليلِ، ثم قدم القَاهِرَة وسَكَنها، وطوَّف بريفها، وكان رجلًا صالحًا عَابدًا، ذا كَرَاماتٍ ظَاهرةٍ. تُوُفِّي سنةَ ثمانٍ وستِّين وثمان مئة. انتهى.
(1)
شذرات الذهب: 7/ 307.
(2)
الضوء اللامع: 5/ 15.
(3)
الضوء اللامع: 5/ 209.
2288 - (ت 869 هـ): قاضي القُضاة شِهَاب الدِّين أحمد بن الحُسَين، العَبَّاسي الحَسِيبُ النَّسيب الحنبليُّ، الإمامُ العَلَّامة
.
ولد سنة خمسٍ وتِسعين وسبع مئةٍ، وأَخَذَ عن ابن المُغلي وابن زَهرٍ الحِمْصِيِّ، ووَلِيَ قضاء بلد حماة، فبَاشَرَ فوق ثلاثين سنةَ بعفةٍ وديانةٍ، وكان يَرُوم الخلافةَ، وربَّما تكلَّم له فيها، لأنَّه كان من ذرِّية العَبَّاس رضي الله عنه، وكان من أهل العِلْم والفَضْل، وتُوُفِّي بحَمَاة، في أوائل سَنَةِ تسعٍ وستَّين وثمان مئة. قال ذلك ابن العماد
(1)
.
2289 - (ت 869 هـ): محمد بن عبد الله بن نَجْم الصَّفِي، أبو عبد الله الدِّمشقي الصَّالِحِي الحنبليُّ، المعروف بابن الصَّفِي، بالتخفيف
.
ذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(2)
وقال: ولد سنة سبع وتسعين وسبع مئة ببَيْتِ لَهْيَا من دِمَشْق فقرأ القرآن، و"الخِرَقِيِّ" وتفقَّه بأبي شَعَر وغيره، وسَمِع على عائشة ابنة عبد الهَادي، والطُّوبَاسيِّ وغيرهما، وحَجَّ، وكان عالمًا ورعًا، عفِيْفًا زاهِدًا قُدْوةً، ومات في سادس عشر رمضان، سنة تسعٍ وستِّين وثمان مئة، ودفن بالرَّوضة بسَفْح قاسِيُون. انتهى.
2290 - (ت 870 هـ): عبد المؤمن بن شمس الدين محمد بن محمد بن الإمام النَّابُلُسِي الحنبلي
.
ذكره ابن العماد في "الشَّذَرَات"
(3)
وقال: توُفِّي سنةَ سبعين وثمان مئة. وستأتي ترجمة والده سنةَ خمسٍ وسبعين وثمان مئة.
2291 - (ت 870 هـ): شِهَابُ الدِّين أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي بَكْر بن زَيْد، الحنبليُّ الإمام العَلَّامة، النَّحْويُّ المُفَسرُ المُحَدِّثُ
.
(1)
شذرات الذهب: 7/ 309.
(2)
الضوء اللامع: 8/ 115.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 321.
ذكره ابن العِمَاد
(1)
وقال: قال العُلَيْمِيُّ اعتنى بعلْم الحَديث كثيرًا ودأب فيه، وكان أُستاذًا في العَرَبيَّة، وله يدٌ طُولَى في التَّفْسير، وانتَفَع به النَّاس، وكان يقرأ على الشيخ عليِّ ابن زَكْنُوْن "ترتيب مُسْنَد الإمام أحمد" له، وكذلك غيرهُ من كُتُبِ الحَدِيثَ، وكان أُستَاذًا في الوَعْظ، وله كتابُ خُطَبٍ في غاية الحُسن، وتُوُفِّي في سَلخِ صَفَر، سنةَ سبعين وثمان مئة. انتهى.
وذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(2)
وقال: ولد في صفر، سنة تسع وثمانين وسبع مئة، وحفظ القرآن، وكتبًا، واشتغل بالفِقْه والعَرَبيَّة وغيرِهما، حتى بَرَع وأشير إليه بالفَضَائل، وسَمِع وحَدَّث، ودرَّس وأفْتَى، ونظم يَسِيرًا، وجمع في أَشْهُر العام "ديوان خُطَب"، واخْتَصَره، واخْتَصَرَ "السِّيرة لابن هِشَام"، وعمل مَنْسكًا على مَذْهبه سَمَّاه "إيضاح المَنَاسِك"، وألَّف "تحْفة السَّاري إلى زيارة تميم الدَّاري"، وكتاب "محاسن المَسَاعِي في مناقب الأوَزاعي"، وكتاب "تُحْفَة السَّامع والقَاري في خَتْم صحيح البُخَاري" وغير ذلك، وكان خيِّرًا علَّامةَ بالفِقْه والعَرَبيَّة وغيرهما، مُفيدًا كثير التَّواضُع والدِّيَانة، مُحَبَّبًا عند الخاصِّ والعامِّ، تلمذ له كثيرٌ من الشَّافعيَّة مَعَ ما بَيْن الفريقَيْن من التَّنَافُر، فضلًا عن غَيرِهم، لمزيد عَقْله، وعَدَم خوضه في شيء من الفُضُول. مات ليلةَ الاثنين، تاسعَ عَشَر صفَر، سنةَ سبعين وثمان مئة. انتهى ملَخَّصًا من ترجمةٍ حافلةٍ.
2292 - (ت 870 هـ): القاضي زَيْن الدِّين أبو الحسن، عليُّ بن شِهاب الدِّين أحمد الشَّيشينيُّ الحنبليُّ، الإمام العَلَّامة
.
ذكره ابن العماد
(3)
فقال: قال العُلَيْميُّ: كان من أهل العِلْم، فقِيْهًا مُفْتيًا، باشر نيابة الحُكْم بالدِّيار المِصْريَّة، وكان يكتب على الفَتْوى كتابَةً جيَّدةً، وأفتى في خَلْع الحِيْلة إنَّ العَمل على صحَّته ووُقُوعه، ورأيت خطه بذلك، وتقدَّم نظير
(1)
شذرات الذهب: 7/ 310.
(2)
الضوء اللامع: 2/ 71 - 72.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 310.
ذلك في ترجمة ابن نصر الله البَغْداديِّ، وتوُفِّي سنة سبعين وثمان مئة. انتهى المراد منه.
وذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوْء"
(1)
وقال: ولد مُستهلَّ رمضان، سنة سَبْعٍ وثمان مئة بالقَاهِرة، وحَفِظَ "الخِرقي" ثم "المُحَرَّرَ" وتفقَّه بالمُحِبِّ بن نَصْر الله، وابن الرَّزَّاز، وبه انتفع، والبَدْر البَغْداديِّ والزَّيْن الزَّرْكَشِيِّ والتَقِيِّ بن قُنْدُس وغيرهم، وأذنوا له في الإفتاء والتَّدْريس، وأخذ عن شيخنا ابن حَجَر، وحَجَّ مرَّتين، الثَّانية سنة خمسين وثمان مئة، وجاور، ودخل الشَّام، وحَمَاة وغيرهما، وأدْمَن على مطالعة "الفُرُوع لابن مُفْلح"، بحيثُ كان يأتي على أكثرها على ظَهْر قَلْبه وبالجُمْلة فنِعْمَ الرَّجلُ كان. ومات فجأةً في صفر، سنةَ سبعين وثمان مئة. انتهى المراد من ذلك.
2293 - (ت 870 هـ) محمد بن علي بن سعيد شمس الدِّين بن الحاجِّ، البَعْليُّ الحنبليُّ القَطَّان، المعروف بابن البقسماطيُّ
.
ذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(2)
وقال: ولد قبل التِّسعين وسبع مئة ببَعْلَبَكَّ، ونشأ بها، فقرأ القرآن، وحفظ "العمدتين" و"ربع المُحَرَّر" وغيرها، وقرأ في الفقه على التَّاج بن بَرْدِس، وقبل ذلك سَمِعَ الصَّحيح على أبي الفرج بن الزغْبُوب، وحَجَّ، وتكَسَّب ببَيْع القُطْن في بعض الحَوَانيت ببلده، وحدَّث، سَمِع منه الفُضَلاء، وكان خيِّرًا مُشْتغلًا بشأنه. مات نحوَ سنةِ سبعين وثمان مئة ظنًّا، ولم يَجُز الستين. انتهى.
2294 - (ت 870 هـ): محمد بن أحمد بن علي بن أحمد، البَعْليُّ الحنبليُّ، المعروف كأبيه بابن حبيب
.
ذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(3)
وقال: ولد مُسْتَهَلَّ شعبان، سنةَ أربعٍ وعشرين وثمان مئة، ومات في حدود سنة سبعين وثمان مئة ببَعْلَبَكَّ. قاله البُقَاعيُّ، انتهى.
(1)
الضوء اللامع: 5/ 187.
(2)
الضوء اللامع: 8/ 184.
(3)
الضوء اللامع: 7/ 10.
وذكره ابن عبد الهادي
(1)
.
2295 - (ت 870 هـ): محمد بن أحمد بن سُلَيْمان بن عِيْسى تقي الدِّين، البدماهي القَاهِريُّ الحنبليُّ، المعروف بالبَسْطيِّ
.
ذكره السَّخَاويُّ
(2)
في "الضوء" وقال: ولد سنة خمس وثلاثين بالقاهِرَة، ونشأ بها، فقرأ القرآن على أبيه، وجَوَّدَهُ على ناصر الدين الحِمْصِيِّ إمام الحَمَويَّة، والعَلاء العزي إمام الابنالية، و"حفظ الخِرَقيَّ"، و"ألفية النَّحْو"، وأخذ عن الشِّهاب الإبْشيطيِّ، وقرأ "التَّيْسير" على الشِّهاب بن قُنْدُس، وقرأ على العَلاء علي بن البَهَاء البَغْداديِّ، والتقي الجُرَاعِيِّ، وقرأ على العلاء المَرْدَاويِّ وأكثر عنه، والجمال يوسُف بن المُحِبِّ بن نصر الله، وحَضَر عند أبيه المُحِبِّ وغيرهم، وتنزَّل في الجهاد، وحضر عند العِزِّ الكِنَانِيِّ، وسَمِعَ عليه في دُرُوسه أوقاتًا، ثم استَقَرَّ في تَدْريس الحنابلة بالمُؤَيَّدِيَّة إلى أن صار كَهْفَ جماعته، واختصَّ بالطَّائفة القَادِرِيَّة، وحَجَّ وجاور سنةَ ستٍّ وستِّين وثمان مئة، وسَمِع التقي بن فهد، وأَخَذ عن القاضي عَبْد القادر في العَرَبيَّة، وحَضَر دُرُوس الخَطيب أبي الفَضْل، والبُرْهان بن ظهيرة. انتهى.
وذكره ابن فَهْد في "معجمه" وقال: توُفِّي قَريب سنةَ سَبْعين وثمان مئة.
2296 - (ت 870 هـ): محمد بن أبي بكر بن علي بن صالح الطَّرَابُلسِيُّ الحنبليُّ، المعروف بابن سلانة
.
ذكره السَّخَاوي في "الضوء"
(3)
وقال: رأيته كتَبَ في بعض الاستدعاءات في سنةِ أربع وخمسين وثمان مئة، وقرأ عليه "البُخَاريَّ" بعضُ المكِّيِّين سنةَ تِسعٍ وستِّين وثمان مئة، وأجاز، وكان يَسْتحْضِر "قَواعدَ ابن رَجَب" مع ذكاءِ وفهم. انتهى.
(1)
الجوهر المنضَّد: 153.
(2)
الضوء اللامع: 6/ 312.
(3)
الضوء اللامع: 7/ 179.
- (ت 870 هـ): نظام الدين عمر بن إبراهيم بن محمد بن مُفْلح، يأتي سنة اثنتين وسَبْعين وثمان مئة. [انظر: 2305].
2297 - (ت 871 هـ): أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد، شهابُ الدِّين العَرُوْفِيُّ الدمشقيُّ الصَالِحيُّ الحنبلي
.
ذكره السَّخَاويُّ
(1)
في "الضوء" وقال: ولد في جُمادى الأولى، سنة سبعٍ وثمان مئة بالصَّالحيَّة، ونشأ بها، فحَفِظَ القرآن و"العمدة"، وحَضَر فِيها عند التَقيِّ بن قُنْدسُ، وسَمِع على عبد الرَّحمن بن خليل الحَرَسْتَانيِّ، وكان قد باشر النَّقابة، وتَعَاطى الشُّرُوط، فَحُمِدتْ سِيرَتُه، وحَجَّ غير مرَّةٍ، وأمَّ بالصَّالحيَّة، ونِعْمَ الرَّجلُ كان، مات بعد السَّبعين وثمان مئة. انتهى.
2298 - (ت 871 هـ): أحمد بن محمد بن يعقوب، شهاب الدِّين أبو العباس الحَرِيْريُّ الحنبليُّ الدِّمَشْقي الصَّالحيُّ
.
ذكره السَّخَاوي في "الضَّوْء"
(2)
وقال: ولد سنة ستٍّ وتسعين وسبع مئة تَقْريبًا بصالحيَّة دِمَشْق، ونشأ بها، فسَمِعَ على التَّقِيِّ عبد الله بن خليل الحَرَسْتانيِّ، والعلاء علي بن أحمد المَرْدَاوي، والزِّين عمر البَالِسِيِّ، وحدَّث، سَمِعَ منه الفُضَلاء، ولقيته بدمَشْق، فسمعت عليه بصالحيَّتها، وبدارَيَّا أيضًا، وكان خيِّرًا كبير الهِمَّة، محافظًا على الجَمَاعة بجامع الحنابلة، لا يَفْتُرُ عن ذلك، وحَجَّ وزار، ورأيت خطَّه في إجازةٍ سنةَ ثمانٍ وستِّين وثمان مئة، بل لقيه العِزُّ بن فهد سنةَ إحدى وسَبْعين وثمان مئة، وأظنُّه مات قريبًا من ذلك. انتهى.
2299 - (ت 871 هـ): أمة الله بنت الصَّدْر أحمد بن البَدْر محمد بن زَيْد البَعْلية الحنبليَّة
.
ذكرها السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(3)
وقال: سمعتْ في جمادى الثانية، سنة خمسٍ وتسعين وسبع مئة على أبي الفرج عبد الرحمن بن الزغْبُوب، وأجازتْ
(1)
الضوء اللامع: 2/ 85.
(2)
الضوء اللامع: 2/ 202. وذكر اسمه (أحمد بن محمد بن محمد بن يعقوب).
(3)
لم نجده في مطبوع "الضوء اللامع" وهو في "السحب الوابلة" 3/ 1206.
لنا، وكانت أصيلةً خيِّرة، ماتت بعد السبعين وثمان مئة تقريبًا. انتهى.
2300 - (ت 871 هـ): شهاب الدِّين أحمد البَيْت لبدي الحَنْبَليُّ
.
ذكره ابن العِمَاد
(1)
وقال: هو الإمام العَلَّامة، توفي سنةَ إحدى وسَبْعين وثمان مئة. انتهى.
2301 - (871 هـ): أحمد بن محمد بن علي العيساوي
.
ذكره ابن عبد الهادي
(2)
وقال: توفي سنة إحدى وسبعين وثمان مئة.
2302 - (ت 871 هـ): القاضي وَجِيه الدِّين، أسعد بن علي بن محمد بن المُنَجَّا، التَّنُوخي الحَنْبليُّ
.
ذكره ابن العِماد
(3)
وقال: قال العُلَيْمِيُّ: كان من أَهْل الفَضْل، ورُوَاة الحديث الشَّريف، وهو من بيتٍ مَشْهور بالعُلَمَاء، وتقَدَّم ذكر أسْلافه، باشر نِيابة الحكم بدمشق عن ابن مُفْلح، وكانت سيرته حسنةً. تُوُفِّي سنةَ إحدى وسَبْعين وثمان مئة. انتهى.
وذكره السَّخَاويُّ في "الضوء"
(4)
وقال: وجيهُ الدِّين أبو المَعَالي، يعرف بابن المنجَّا، ولد بدِمَشْق قُبَيْل القَرْن بيسير، وطلب العِلْم، وتفَقَّه بابن مُفْلح الشَّرَف وغيره، وناب في القَضَاء بدِمَشق، وباشر نظر المِسْمَاريَّة وتَدْريسَها، وحَجَّ، وزار بيتَ المَقْدِس، وحدَّث، سَمِع منه الطَّلَبَةُ، وكان خيِّرًا متواضعًا مُحبًّا في الحديث وأهله، بَهِيَّ الهَيْئة، مَرْضيَّ السِّيرة، عريقًا في المَذْهب. مات سَلخَ المُحَرَّم، سنةَ إحدى وسبعين وثمان مئة. انتهى المرادُ منه.
وذكره ابن عبد الهادي
(5)
.
(1)
شذرات الذهب: 7/ 312.
(2)
الجوهر المنضد: 13.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 312.
(4)
الضوء اللامع: 2/ 279.
(5)
الجوهر المنضَّد: 22.
2303 - (ت 871 هـ): قاضي القُضَاة تقي الدِّين أبو الصِّدق أبو بكر بن محمد بن الصَّدْر، البَعْليُّ الحنبليُّ
.
ذكره ابن العِمَاد
(1)
فقال: ولد سنةَ سبعٍ وسبعين وسبع مئة، وروى عَمَّنْ روى عن الحَجَّار، وسَمِعَ على الشَّيخ شمس الدِّين ابن اليُونَانِيَّة البَعْلي ببَعْلَبَكَّ، ووَلِيَ قضاء طَرَابُلُس مدَّة طويلةً، وكان حسن السِّيرة، وأجاز له الشَّيخ نور الدِّين العَصَياتيُّ، وأخذ عنه جَماعاتٌ، وتوفَّي سنةَ أربعٍ وستين وثمان مئة. انتهى.
وذكره السَّخَاوي في "الضَّوْء"
(2)
، وقال: هو أبو بكر بن محمد بن محمد بن أيُّوب بن سَعِيد، تقيُّ الدِّين البَعْليُّ، ثُمَّ الطَرَابُلُسيُّ الحَنْبليُّ، يعرف بابن الصَّدْر، ولد آخر سنة سبع وسبعين وسبع مئة ببَعْلَبَكَّ، ونشأ بها، فقرأ القرآن، وتلا بالقراآت السَّبْع على الشِّهاب الفَرَّاء، وحفظ "المُقْنِع" و"الآداب" لابن عبد القويِّ و"المُلْحة" وغيرها، وعرض على شيخه الشَّمْس محمد بن اليُونَانيَّة، وعنه أخذ الفِقْه، وكذا على العماد يَعْقوب وغيرهما، وانتقل من بلده إلى طَرَابُلُس سنةَ تسعَ عَشْرةَ وثمان مئة، فناب بها في القَضَاء عن ابن الحَبَّال، ثم استقلَّ به سنة أربعٍ وعشرين وثمان مئة، ولم ينفصل حتى مات، وحَجَّ غيرَ مرَّةٍ، وزار بيتَ المَقْدِس، ووَلِيَ عِدَّة أنْظار، وتَدَاريس ومشيخات بطرابُلُس، وحدَّث، سَمِعَ منه الفُضَلاء، وكان شيخًا حسنًا، منوَّر الشَّيبة، جميل الهَيئَة، له جلالةٌ بناصيته، مع استحضارٍ وفضل، وسِيْرةٍ في القضاء محمودةٍ، مات في رمضان، سنة إحدى وسبعين وثمان مئة. انتهى.
- (ت 871 هـ): أحمد الخطيب الحمصي، شهاب الدين، خطيب بيت لهيا وغيرها. [انظر: 2304].
ذكره ابن عبد الهادي
(3)
وقال: له تفهم واعتناء بالخطب وتحصيلها. توفي سنة إحدى وسبعين وثمان مئة بالصالحية.
(1)
شذرات الذهب: 7/ 303.
(2)
الضوء اللامع: 11/ 90.
(3)
الجوهر المنضد: 17. ولعله الآتي برقم (2304)، وفيات (872).
2304 - (ت 872 هـ): شهاب الدِّيْن أحمد بنِ عبد الرحمن بن محمد ابن خالد بن زهرة، الْحِمِصِيُّ الحنبليُّ، الإمامُ العَالِمُ
.
ذكره ابنُ العماد
(1)
وقال: قرأ "المُقْنِع" على عَمِّه القاضي شمس الدِّين، و"ألفية ابن مالك" وبحثها عليه، وقرأ الأصول على الشَّيخ بدر الدِّين العَصَيَاتيِّ، وتوُفِّي بِحمْص سنةَ اثنتين وسَبْعين وثمان مئة. انتهى.
2305 - (ت 872 هـ): قاضي القضاة نظام الدِّين عمر بن إبراهيم بن محمد بن مُفْلح، الرَّامينيُّ المَقْدِسيُّ الحنبليُّ الصَّالحيُّ، الإمام العَلَّامةُ، الواعظُ الأُستاذُ
.
ذكره ابن العِمَاد
(2)
وقال: ولد ظَنًّا سَنَةَ ثمانين وسبع مئة، فإنَّ له حُضُورًا على الشيخِ الصَّامت سنة أربعٍ وثمانين وسبع مئة، وسَمِعَ من والده وعَمِّه الشيخ شَرَف الدِّين وجَمَاعة، وحَضَر عند ابن البُلْقِيْنِيِّ وابن المُغْلي وغيرهما من الأئمة، وكان رَجُلًا ديِّنًا يَعْمل الميعاد يوم السَّبت بُكْرَةَ النَّهار على طريقة والده، وقرأ "البُخَاريَّ" على الشيخ شمس الدِّين بن المُحِبِّ وأجازه، وباشر نيابة الحُكْم بدمَشْق مُدَّةَ، ثم استقلَّ بالوظيفة بعد عَزْل ابن الحَبَّال، سنةَ اثنتين وثلاثين، واستمرَّت الوَظيفةُ بينه وبين العِزِّ البَغدادِيِّ دُوَلًا إلى أن مات البَغْداديُّ، وتوفي المُتَرْجَمُ بصَالِحِيَّة دمَشْق، سنةَ سبعين وثمان مئة، ودُفن بالرَّوضة قريبًا من والده وجَدِّه. انتهى.
وذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(3)
وقال: ولد سنة إِحدى وثمانين وسبع مئة أو اثنتين، وتفقَّه بوالده وعمِّه الشَّرف عبد الله وغيرِهما، وأخذ عن عِدَّة مشايخ، وناب في القَضَاءِ عن أبيه سنةَ إحدى وثمان مئة بدِمَشْق، وعن المَجْد سَالم بالقَاهِرَة، ثم استقلَّ بقضاء غَزَّة، سنةَ خمسٍ وثمان مئة، وكان أوَّل حنبلي ولي بها، ثم استقلَّ به في الشَّام في شعبان، سنة ثلاثٍ وثلاثين وثمان مئة، وحَجَّ
(1)
شذرات الذهب: 7/ 313.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 311.
(3)
الضوء اللامع: 6/ 66 - 67.
مِرارًا آخرُها قريبُ سنةِ خمسين وثمان مئة، وزار بيت المَقْدِس، وباشر عِدَّة تَداريس مشيخاتٍ وغير ذلك، ووَعَظ، وحدَّث، وأخذ عنه الفُضَلاء والأئمة. مات في ربيع الأول، سنة اثنتين وسبعين وثمان مئة. انتهى المُرَادُ من ترجمةٍ حافِلةٍ.
2306 - (ت 872 هـ): محمد بن محمد بن محمد بن خالد صلاح الدِّين بن شَرَف الدِّين، الحِمْصِيُّ الحنبَليُّ، المعروف كسَلَفِهِ بابن زَهْرة
.
ذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(1)
وقال: مات سنة اثنتين وسَبْعين وثمان مئة. انتهى.
2307 - (ت 872 هـ): القاضي محب الدِّين محمد بن أحمد بن محمد ابن الجُنَاق القُرَشِيُّ الحنبلي
.
ذكره ابن العِمَاد
(2)
وقال: هو الإمام العَلَّامة، اشتغل ودأبَ، وقرأ على الشَّيخ تقيِّ الدِّين بن قُنْدُس، ثم على الشَّيخ علاء الدِّين المَرْدَاويِّ، وأذن له في الإفتاء، ووَليَ نيابة الحُكْم بالدِّيار المِصْريَّة، فباشَرَهُ بعِفَّةٍ، وكان يُلْقي الدُّرُوس الحافِلَة، ويشتغل عليه الطَّلَبةُ، ولما استخلفه القاضي عِزُّ الدِّين في سنة ستٍّ وستين وثمان مئة أنشد لنفسه:
إلهيْ ظلمتُ النَّفسَ إذ صِرْتُ قَاضِيًا
…
وأُبدلْتُها بالضِّيْقِ مِنْ سَعَةِ الفَضَا
وحَمَّلتها ما لا تَكَادُ تُطِيْقُهُ
…
فأسْألكَ التَّوفيقَ واللُّطفَ في القَضَا
وتُوُفِّي سنةَ اثنتين وسبعين وثمان مئة. انتهى.
وذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوْء"
(3)
وقال: ولد ليلة النِّصْفِ من شعبان، سنةَ سبعٍ وثلاثين وثمان مئة بالقاهِرَة، فحفظ بها القرآن و"العُمْدَة"، ثم تحوَّل إلى الشَّام في صَفَر سنة ثلاثٍ وخمسين وثمان مئة، وحضر دُرُوْسَ بُرْهانِ الدِّين بن
(1)
الضوء اللامع: 9/ 280.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 316.
(3)
الضوء اللامع: 7/ 72.
مُفْلح، والتَّقْي بن قُنْدُس ولازمه، وقرأ في الحِسَاب على شمس الدِّين السيْليِّ الحنبليِّ، ثم عادَ إلى القَاهِرَة، وأخذ بها الفِقْه عن ابن الرَّزَّاز، والعِزِّ الكِنَانِيِّ ولازمه، وغير من ذكر، ثم سَرَد السَّخاويُّ أسماء من أخذ عنهم، ثم قال: وطَلَب الحَديثَ وقتًا، ودار على متأخِّري الشُّيُوخ، فسَمِعَ جملةً، وأجاز له غيرُ واحدٍ، وكتب بخطِّه بعضَ الطِّبَاق، وأَذِنَ له المَرْدَاويُّ والجُرَاعيُّ في التدريس والإفْتاء، وكذا العِزُّ الكِنَانيُّ، ووَلِيَ عِدَّة وَظَائف منها: إفتاء دار العدل، وتَدْرِيس الفقه بالقَراسنقرية، والمنكو تمريَّة، وناب في القضاء عن شيخه العِزِّ، وأَقرأُ الطَّلَبَة، وأفتى، وكان فاضلًا ذاكرًا مستحْضِرًا لكثير من فُرُوع المَذْهب، ذائقًا للأدب حريصًا على التَّصْحيح في الأحكام، وإظهار الصَّلابة وتَحَرِّي العَدْل، مع قوةِ نَفْسٍ، وإقدام، ولطفِ عشْرةٍ، وتواضع، مات في شوَّال، سنة اثنتين وسبعين وثمان مئة. انتهى المراد منه.
- (ت 872 هـ): محمد بن عبد الرحمن بن محمد العُلَيْمي. [انظر: 2310].
يأتي قريبًا، سنةَ ثلاثٍ وسبعين وثمان مئة.
2308 - (ت 873 هـ): أحمد بن حسن بن داود بن سالم بن مَعَالي، شَهابُ الدِّين العَبَّاسِي الحَمَويُّ الحنبلي
.
ذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(1)
وقال: ولد سنةَ خمسٍ وتسعين وسبع مئة بحَمَاة، ونشأ بها، فحفظ القرآن و"المُحَرَّر" في الفُرُوع، و"الطُّوْفي" في الأصول وغيرها، وسَمِع الكثير من مشايخ عصره، ووَلِيَ قضاء بَلَده، ومات سنةَ ثلاثٍ وسبعين وثمان مئة. انتهى.
قلت: ولْينظرْ هَلْ هُوَ المتقدِّمُ سنْةَ تسعٍ وستِّين وثمان مئة أم غيره.
2309 - (ت 873 هـ): خالد المَقْدِسِيُّ الحَنْبَليُّ، نائبُ إمام الحنابلة بمَكَّة
.
(1)
الضوء اللامع: 1/ 274.
ذكره ابن فَهْد في "معجمه" وقال: مات في الطَّاعُون بالقَاهرة، سنة ثلاث وسبعين وثمان مئة.
2310 - (ت 873 هـ): قاضي القضاة شمس الدِّين أبو عبد الله، محمد ابن عبد الرحمن بن محمد، العُمَريُّ العُلَيْميُّ، نسبةً إلى سيدنا علي بن عُلَيْل المشهور عند الناس بعليِّ بن عُلَيم، والصَّحيح أنه عُلَيْل باللَّام، وهو من ذُريَّة عُمَر بن الخَطَّاب رضي الله عنه الحنبلي المَقْدِسِيُّ
.
ذكره ابن العماد
(1)
وقال: قال ولده في "طبقات الحنابلة": ولد في سنةِ سَبْعٍ وثمان مئة بالرَّمْلة، ونشأَ بها، ثم توجَّه إلى مدينة صَفَد، فأقَامَ بها، وقرأ القرآن وحَفِظه برواية عاصم وأتقَنَها وأجِيْز بها من مشايخ القراءة، ثم عاد إلى مدينة الرَّمْلة، واشتغل بالعلم على مذهب الإمام أحمد ابن حَنْبَل، وحفظ "الخِرقيَّ"، وكان أسلافه شافعيَّةً لَمْ يكنْ فيهم حنبليٌّ سواه، وهو من بيتٍ كبيرٍ، ثم اجتهد في تحصيل العِلْم، وسافر إلى الشَّام، ومِصْر، وبيت المَقْدِسِ، وأخذ عن علماء المَذْهَبِ وأَئِمَّة الحَديث، وفُضِّل في فنونٍ من العلم، وتفَقَّه بالشَّيخ يوسف المَرْدَاويِّ، وبرع في المَذْهب، وأفْتَى وناظَر، وأخذ الحديث عن جماعةٍ من أعيان العلماء، وقرأ "البخاريَّ" مِرَارًا، و"الشفاء" كذلك، وكتب بخطِّه الكثير، وكان بارعًا في العرَبيَّة، خَطِيْبًا بليغًا، وصَنَّف ديوانًا في الخُطَب، ووَلِيَ قضاء الرَّملة استقلالًا، ولَمْ يُعْلَمْ بأنَّ حَنْبليًا وليها، ثم ولي قضاء القُدس مُدَّة طويلةً، ثمَّ أضيْف إليه قضاء بَلَدِ الخليل عليه السلام، ثم وَلِيَ قضاء الرَّمْلَة تسعةً وخمسين يومًا إلى أن دَخَل الوَبَاءُ، فتُوُفِّي بالطَّاعُون يوم الثلاثاء رابع ذي القعدة، سنةَ اثنتَيْن وسبعين وثمان مئة. انتهى المُرادُ منه.
وذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء"، وابن الشَّطِّي في "مختصره"
(2)
بنحو ما تقدَّم، ثمَّ قال ابن الشَّطِّي: توفي سنة ثلاثٍ وسبعين وثمان مئة، ودُفن على باب الجَامع الأبْيض ظَاهرَ مدينة الرَّمْلَة، وقد انتهتْ إليه رِئاسة الحَنَابلة بالقُدس
(1)
شذرات الذهب: 7/ 316.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 74.
والرَّمْلَة، وما والاهما. وهو والد العُلَيْمي صاحب "الطبقات". انتهى.
وذكره صاحب "الأنس الجَليل"
(1)
، وأطال في ترجمته، وأرَّخ وفاته سنةَ ثلاثٍ وسبعين وثمان مئة فلذلك أثبتناه هنا، والله أعْلَم.
2311 - (ت 873 هـ): عمر اللؤلؤي
.
ذكره ابن عبد الهادي
(2)
: وقال توفي سنة ثلاث وسبعين وثمان مئة.
2312 - (ت 874 هـ): زَيْن الدِّيْن عمر بن محمد بن أحمد بن عجيمة، الحنبلي، الإمام العَالِم، الفقيه الصَّالح
.
ذكره ابن العِمَاد
(3)
وقال: توفِّي بمَرْدَا، سنةَ أربعٍ وسبعين وثمان مئة. انتهى.
2313 - (ت 874 هـ): محمد بن محمد، اللُّؤْلؤيُّ الحنبليُّ، شمس الدين
.
ذكره ابنُ العِمَاد
(4)
وقال: ولد سنة أربعٍ وثمانين وسبع مئة، وكان من الصَّالحين، وله سندٌ عالٍ في الحديث الشَّريف، توفي في حُدُود سنة أربعٍ وسبعين وثمان مئة، قاله العُلَيْميُّ. انتهى.
وذكره السَّخَاويُّ في "الضوء"
(5)
وقال: هو محمد بن محمد بن محمد بن علي بن محمد بن القاسم بن صالح، شمسُ الدِّين ابنُ اللُّؤْلُؤي ابن شمس الدين، العَرْيَانيُّ القاهريُّ الحنبليُّ، تردَّد إليَّ وكتب عنِّي، وسَمِعَ وقرأ، وأظنه كان في صوفيَّة سِعيدِ السُّعَداء، وآخِرُ عهدي به قريبُ سنةِ سبعين وثمان مئة. انتهى.
2314 - (ت 874 هـ): أحمد بن أحمد بن أحمد بن مُوْسى بن إبراهيم
(1)
الأنس الجليل: 2/ 262.
(2)
الجوهر المنضَّد: 105 - 106.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 318.
(4)
شذرات الذهب: 7/ 318.
(5)
الضوء اللامع: 9/ 252.
ابن طَرْخان، شهابُ الدِّين، الحَنْبليُّ القاهِرِيُّ البَحْريُّ، المعروفُ بابن الضِّياء.
ذكره السَّخَاوي في "الضَّوء"
(1)
وقال: أذن له العِزُّ الحنبليُّ في مباشرةِ الأوْقافِ التي تحتَ نظره. توفي يوم الاثنين ثالث ربيع الآخر، سنة أربعٍ وسبعين وثمان مئة، وقد جاوَزَ الخَمْسين. انتهى.
2315 - (ت 874 هـ): زَيْن الدِّين عبدُ الرَّحمن بن إبراهيم بن الحَبَّال، الحنبليُّ الطَرَابُلُسيُّ
.
ذكره ابن العِمَاد
(2)
وقال: قال العُلَيْميُّ في "طبقاته": سكن بصالحية دِمَشْق مدَّةَ، يقرئ بها القرآن والعِلْم، وكان يباشر نيابة الحُكْم عن قاضي القضاة شهاب الدين بن الحَبَّال، ثم تركها وأقبل على الاشتغال بالعِلْم، وأُخبرْت أنَّه كان يأكل في كلٍّ سنةٍ مِشْمِشةً واحدةً، ومن الخَوْخِ سَبْعةً، ولا يأكل طعامًا بمِلْحٍ، وتُوفي في حدود سنةِ أربعٍ وسبعين وثمان مئة. انتهى.
وذكره السَّخَاوِيُّ في "الضوء"
(3)
فقال: هو عبد الرحمن بن إبراهيم، الشيخ القُدْوة زَيْن الدِّين أبو الفَرَج الطَّرابُلُسيُّ ثم الصَّالحيُّ الحنبليُّ، كتب الحُكْم عن ابن الحَبَّال، ثم تَزَهَّد، وأقبل على الإقراء والخَيْر بمدرسة أبي عُمَر، وانتُفِعَ به خلقٌ، وممن أخذ عنه العَلاء المَرْدَاويُّ، قرأ عليه "المُقْنِع" تَصْحيْحًا، ووصفه بالعِلْم والزُّهد والوَرع، مع كَثْرة العِبَادة، والصَّلاح الشَّهير. مات في حادي عشر شعبان، سنة ستٍّ وستين وثمان مئة، ودُفن بسَفْح قاسِيُون. انتهى.
قلت: هذا اختلافٌ كبيرٌ في تاريخ وَفَاته فَلْيُحرَّرْ.
وذكره ابنُ عبدِ الهَادي
(4)
وأرَّخ وَفَاته سنةَ ست وستين وثمان مئة.
2316 - (ت 875 هـ): القاضي شمسُ الدِّين
، محمد بن محمد بن
(1)
الضوء اللامع: 1/ 209.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 318.
(3)
الضوء اللامع: 4/ 43 - 44.
(4)
الجوهر المنضَّد: 64 - 66.
الإمام، النَّابُلُسيُّ الحنبليُّ.
ذكره ابن العماد
(1)
وقال: وَلِيَ القَضَاء بنَابُلُس، وباشر قضاء الرَّمْلَة، وكان إمامًا عالمًا، وتوُفِّي بنابُلُس في جمادى الآخِرَة، سنةَ خمسٍ وسبعين وثمان مئة. انتهى.
2317 - (ت 876 هـ): برهان الدِّين إبراهيم بن محمد بن محمد بن مُفْلح، الحَنْبليُّ الكفل حارسي، الإمامُ العالمُ الخطيبُ المقرئُ
.
ذكره ابن العِمَاد
(2)
وقال: تُوُفِّي يوم الجمعة، ثاني عشر ذي الحجَّة، سنة ستٍّ وسبعين وثمان مئة، ودُفِنَ بحرم المَسْجِد الكبير عند قبر جَدِّه. انتهى.
2318 - (ت 876 هـ): قاضي القضاة عز الدين أبو البركات أحمد بن إبراهيم بن نصر الله بن أحمد بن محمد بن أبي الفتح بن هاشم بن نصر الله بن أحمد، الكِنَانيُّ العَسْقَلانيُّ الأَصْل، ثم المِصْرِيُّ الحنبليُّ، الإمامُ العَالِمُ، العاملُ المُفَنَّن، الوَرع الزَّاهِد، المُحَقِّق المتقن، شيخ عصره وقدوته
.
ولد في ذي القعدة سنةَ ثمان مئة، وتوفي والده وهو رَضيْع، فنشأ واشتغل بالعِلْم وبَرَع، ولقي المَشَايخ، ورَوَى الكَثِيرَ، ودأب في الصِّغَر، وحصَّل أنواعًا من العُلُوم، ثم باشر نيابَةَ الحُكْم بالدِّيار المِصْريَّة عن ابن سالم، عن عن ابن المُغْلي، ثمَّ عن المُحِبِّ بن نصر الله، ثمَّ ولي قضاء الدِّيار المِصْريَّة، وكان ورعًا زاهدًا، باشر بعِفَّة ونَزَاهةٍ، وصيَانةٍ وحُرمةٍ، مع لينِ جانبٍ وتواضعٍ، وعَلَتْ كَلِمَتُه، وارْتَفَعَ أمْرُه عند السَّلاطين وأركان الدَّولة والرَّعيَّة، وكتب الكَثير في علومٍ شتَّى، ولكنْ لم يُنْتَفَع بما كتبه لإِخماله ذلك، ودرَّس وأفْتى وناظَرَ، وله من التَّصَانيف "مختصر المُحَرَّر" في الفقه، وتصحيحه، ونَظَم منظوماتٍ متعدِّدَةً في عُلومٍ عديدةٍ، فِقْهًا ونَحْوًا، وأُصُولًا وتَصْريفًا، وبيانًا وبَدِيعًا، وحسابًا وغير ذلك، وله من غير النَّظْم كتاب "توضيح الألفيَّة"، و"شرحها"، وشروحُ غالبِ هذه
(1)
شذرات الذهب: 7/ 321.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 321.
المَنْظُوماتِ وتوضيحاتها، إلى غير ذلك من التَّواريخ. والمَجَاميع، واختصر "تصحيحَ الخِلاف المُطْلَق في المُقْنع" للشَّيخ شمس الدِّين عبد القادر النَّابُلُسي، وكان ينظُمُ الشعْر الحَسَن، وكان مَرْجِع الحنابلة في الدِّيار المِصْريَّة إليه، ولم يزل كذلك إلى أن تُوفِّي ليلةَ السَّبت، حادي عَشَرَ جمادى الأولى، سنةَ وستَ وسبعين وثمان مئة، وصلَّى عليه السُّلطان قايتباي، والقُضَاةُ، وأركان الدَّوْلة، وكانت جنازتُه حافلةً، ودُفن بالصَّحراء من القاهِرة. قال ذلك كله ابن العماد في "الشَّذرات"
(1)
.
وذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(2)
وأطْنَب في ترجمته، ومما قال فيها: لقي الأكابر، وطارَحَ الشعراء، وأكثر من الجَمْع والتأليف، والانْتِقاءِ والتَّصْنيف، حتى إنه قَلَّ فَنٌّ إلا وَصَنَّف فيه، إمَّا نَظْمًا وإما نثرًا، ولا أعلم الآن من يوازيه في ذلك، واشتهر ذكره، وبَعُدَ صِيْتُه، وصار بيته مَجْمَعًا لكثير من الفُضَلاء، ووَلِيَ قضاء الحَنَابلةِ، مع التَّدَاريس المُضَافةِ للقَضَاء، كالصَّالحيَّة والأشرفيّة القَدِيمَة، والنَّاصِرِيَّة، وجامع طُولُون وغيرها، ولم يَتَجاوزْ طريقَتَهُ في التَّواضع والاستئناس بأصحابه وسائر من يتردَّد إِليه، وتعفُّفه، وشهامته. مات ليلة السَّبت، حادي عشر جمادى الأولى، سنة ستٍّ وسبعين وثمان مئة. انتهى المراد منه.
وذكره السيوطي في "حسن المُحاضرة"
(3)
وقال: له تصانيف كثيرةٌ في الفقْه والحَدِيْث.
وقال في "إيضاح المَكْنُون"
(4)
: من تصانيفه كتاب "تنبيه الأخْيار على ما قِيْل في المَنَام من الأشعار".
قلت: ومن تصانيفه "طبقات الحنابلة" عشرون مُجَلَّدًا، قاله في "السحُب الوابلة"
(5)
.
(1)
شذرات الذهب: 7/ 321 - 322.
(2)
الضوء اللامع: 1/ 205 - 207.
(3)
حسن المحاضرة: 1/ 484.
(4)
إيضاح المكنون: 1/ 323.
(5)
السحب الوابلة: 1/ 93.
وقال ابن عبد الهادي في "ذيل طبقات ابن رجب"
(1)
: إنها أربع مجلدات.
وذكر ابن عبد الهادي غير ما تقدم: "مختصر الطوفي"، و"نظم التحفة"، و"تصحيح المحرر" و"نظم الطوفي"، و"نظم منهاج البيضاوي"، و"نظم جمع الجوامع"، و"مختصر الخرقي"، وشرح بعض "المنورة"، ومختصر "القواعد"، وبعض "شرح الطوفي" لجدِّه، وكتاب في الفقه، ومختصر "المحرر"
…
2319 - (ت 786 هـ): بلال الحبشيُّ العِمَاديُّ الحَلَبِيُّ الحنبليُّ، فتى العماد إسماعيل بن خليل الأَعْزَازي ثم الحلبي
.
ذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(2)
وقال: وُلد في حُدُود سنةِ خمسٍ وثمانين وسبع مئة، وسَمِع على ابن صِدِّيق، وسَمِع منه الفُضَلاء، وكان ساكنًا، مُتْقِنًا للكتابة على طريقة العَجَم، واشتغل بالكيمياء، مع إلْمامِهِ بالتَّصَوُّف، ومحبة الفُقَراء والخلوة، ووَليَ النَّقابة لقاضي الحنابلة بِحَلَب ثم لقاضي الشَّافعيَّة أيضًا، ثم أعرض عن ذلك كُلِّه، وقَطَن بالقَاهِرَة، وصحب جمعًا من الأكابر، وانْتَفَع به جماعةٌ، وتقدم في السِّنِّ وشاخ، ومات في جمادى الثانية، سنةَ ستٍّ وسبعين وثمان مئة. انتهى.
- (ت 876 هـ): نشوان بنت الجمال عبد الله بن علي، الكِنَانِيَّة المِصْرِيَّة الحنبليَّة، الرئيسة أم عبد الله. [انظر: 1949].
ذكرها ابن العماد
(3)
وقال: روتْ عن العفيف النَّشَاوري، وروى عنها جماعةٌ من الأعيان، منهم: القاضي كمال الدِّين الجَعْفَريُّ النَّابُلُسي وغيره، وكانت خيِّرةً صالحةً، وتقدَّم ذِكرُ والدها جمال الدِّين المَعْروف بالجندي، وهي من أقارب القاضي عِزَّ الدِّيْن الكِنَانيِّ، وكانت على طريقته في العفة والزُّهد، حتى في قَبُول الهَدِيَّة. وتُوفِّيتْ بالقَاهِرَة سِنةَ ستٍّ وسبعين وثمان مئة. انتهى.
(1)
الجوهر المنضد: 6 - 7.
(2)
الضوء اللامع: 3/ 18.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 322.
2320 - (ت 877 هـ): محمد بن علي بن أبي بكر شمس الدين بن نور الدَّين، البُوَيْطيُّ القاهريُّ الحنبليُّ، كاتِب العليق، وابن كاتِبِ العليق القاضي
.
ذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(1)
وقال: مات عن أزْيَد من خمسين سنةً، في ربيع الأوَّل، سنة سبع وسبعين وثمان مئة، وصُلَّي عليه، ودُفن بتربته التي أنشأها بالقرب من مشهد الستَّ زَيْنب، خارج باب النَّصْر، وكان قد بَرَزَ للقاء العَسْكر، وزار بيت المَقْدِس، ثم رَجَع وهو متوعَّكٌ، فأقامَ يسيرًا، ثم مات، وهو ممن باشر كتابة العليق نيابة في الأول عن أخيه لأمه سعد الدين وغيره، ثم استقلالًا واستهلك ما معه بسببها، حتى افتقر وأقام مُدَّةً خاملًا، قانِعًا باليَسِيْر مع احتشامه وتودُّدِه وعَقْله. انتهى.
2321 - (ت 878 هـ): بدر الدين حَسَن بن أحمد بن عبد الهادي، المشهورُ بابن المِبْرد الحَنْبَليُّ
.
ذكره ابن العِمَاد
(2)
وقال: هو الإمامُ العَالم القاضي، باشر نيابة الحُكْم بدمشق مُدَّةً، وتوفي في رَجَب سنة ثمانٍ وسبعين وثمان مئة. انتهى.
وذكره السَّخَاويُّ في "الضوء"
(3)
وقال: هو حسن بن أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي، بدرُ الدَّين أبو يوسف بن شهاب الدَّين القُرَشِيُّ العُمَرِيُّ المَقْدِسِيُّ الصَّالِحِيُّ الحنبليُّ، يعرف بابن عبد الهادي، وبابن المِبْرَد، ولد بالصَّالحيَّة، ونشأ بها، فحفِظ القرآن و"الخِرَقِيَّ" واشتغل، وسَمِعَ الحديث على زَيْن الدَّين عبد الرحمن بن العِزَّ محمد بن سُلْيمان بن حَمْزَة، ونابَ في القَضَاء عن العَلاء بن مُفْلح، وكان محمود السَّيرة، ديَّنًا عفيفًا متواضعًا، ذا مروءةٍ وكلمةٍ نافذةٍ وكرم، طارحًا للتَّكَلُّف. مات سنةَ ثمانٍ وسبعين وثمان مئة عن بِضْعٍ وستين سنةً بالصَّالِحيَّة، ودُفن بالصَّالحيَّة
(1)
الضوء اللامع: 8/ 175.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 323 - 324.
(3)
الضوء اللامع: 3/ 92.
بالرَّوْضة، وهو والد الجَمَال يوسف، والشهاب أحمد. انتهى.
2322 - (ت 878 هـ): زَيْن الدَّين عبد القادر بن عبد الله بن العَفِيف، الحَنْبَليُّ
.
ذكره ابن العماد
(1)
وقال: هو الشَّيخُ الإمامُ العَالمُ، تُوفَّي بنَابُلُس في ذي الحِجَّة، سنة ثمانٍ وسبعين وثمان مئة. انتهى.
- (ت 878 هـ): شمس الدين محمد بن عبد الله، المتبولي المشهور بابن الرَّزَّاز. [انظر: 2285].
ذكره ابن العِمَاد
(2)
وقال: كان من أوعية العِلْم، إمامًا عالمًا فقيهًا، تُوُفَّي في حدود سنةِ سبعٍ وستَّين وثمان مئة. انتهى.
وذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(3)
وقال: هو محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن عيسى شمس الدَّين بن جمال الدَّين، الكِنَانِيُّ الْمَتبُوليُّ، ثم القَاهِرِيُّ الحَنبليُّ، المعروف بابن الرَّزاز، ولد سنةَ تسعين وسبع مئة تقريبًا بالقَاهِرَة، ونشأ بها، فحفظ القرآن، وتكسَّبَ بالشَّهادة، وتَنَزَّل في صوفيَّة سَعِيد السُّعَداء وغيرها، وسمع من ابن أبي المَجْد، والتنوخِيَّ، والعِراقيَّ والهَيْثَمِيَّ، وحدَّث، سَمِعَ منه الفُضَلاءُ، وكان خَيَّرًا، مديمًا للتَّلاوة، وتعلَّل مُدَّةً وأضرَّ، ولزم بيته، حتى مات ليلة الاثنين، سابع عشر جمادى الآخرة، سنة ثمانٍ وسبعين وثمان مئة. انتهى.
2323 - (ت 879 هـ): شمس الدين محمد بن محمد السيليُّ الإمام الحنبليُّ
.
ذكره ابن العماد
(4)
وقال: هو العَالم الفَرَضيُّ، قال العُليْمِيُّ: قدم دمشق
(1)
شذرات الذهب: 3/ 323.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 306.
(3)
الضوء اللامع: 8/ 112.
(4)
شذرات الذهب: 7/ 328.
من السَّيلة في سنة سَبْع عشرة وثمان مئة، فاشتغل، وقرأ "المُقْنِع" وتَفَقَّه على الشَّيخ شمس الدَّين بن القُبَاقِبِيَّ، وقرأ عِلْم الفرائض والحساب على الشيخ شمس الدَّين الحَوَاريَّ، وصار أمَّةً فيه، وله اطلاعٌ على كلام المُحَدَّثين والمؤرخين، ويستَحْضِرُ تاريخًا كثيرًا، وله معرفةٌ تامَّةٌ بوقائع العَرَب، ويحفظ كثيرًا من أشعارهم، أفتى ودرَّسَ مُدَّةً، ثم انقطع في آخر عُمُره في بيته. تُوُفَّي يوم السبت، سابع عَشَر شَوَّال، سنةَ تسعٍ وسبعين وثمان مئة، ودُفن بالرَّوضة. انتهى كَلَامُ ابن العماد.
2324 - (ت 879 هـ): عبد القادر بن علي بن محمد بن عبد القادر بن علي بن محمد الأكْحَل، الجِيْليُّ البَغْداديُّ القَاهِرِيُّ الحنبليُّ القادِرِيُّ
.
ذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(1)
وقال: ولد سنةَ خمسين وثمان مئة، وماتَ أَبوه وهُوَ صَغير، فكَفِلَتْه أمُّه، واشتغَل، ونسخ "مُسنَد الفِرْدَوسِ" للدَّيْلميَّ على ترتيب "اختصار ابن حجر"، وتَنَزَّل في الجِهَات، وراجَ أمْرُه عند كثير من الأتراك والمباشِرِيْن ونَحْوِهم، سيَّما تغري بردي القَادِرِي، وحصَّل كُتُبًا، وعَمِل كرَّاسةً فيها تخريجُ "فتوح الغيث" لجَدَّه عبد القادر، وحَجَّ مرَّتين، ومات سادسَ عشر ذي القعْدة، سنةَ تسعٍ وسبعين وثمان مئة. انتهى.
2325 - (ت 879 هـ): محيي الدَّين عبد القادر بن القاضي موفَّق الدَّيْن بن القاضي شهاب الدَّين أحمد بن الحُسَيْن، العَبَّاسيُّ، السيَّدُ الحَسِيْبُ النَّسْيبُ الحنبليُّ القَاضي
.
ذكره ابن العماد
(2)
وقال: ولي قضاء حَمَاة بعد جَدَّه الشَّهاب، واسْتَمَّر إلى أنْ مات في سنةِ تسعٍ وسبعين وثمان مئة تَقْريبًا. انتهى.
2326 - (ت 879 هـ): أحمد بن محمد شهاب الدَّين، البَهْنَسِيُّ الأصْل القَاهِرِيُّ الحنبليُّ
.
(1)
الضوء اللامع: 4/ 278.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 309.
ذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(1)
وقال: ولد سنةَ اثنتين وثلاثين وثمان مئة، وحفظ القرآن، و"الوَجِيْز"، واستمرَّ على حِفْظه، وحُضورِ دُرُوْس قاضيهم العِزَّ الكِنَانِيَّ، واسْتَنَابه في القَضَاء قُبَيْل موته. ومات فَجْأَةً في سنةِ تسعٍ وسبعين وثمان مئة. انتهى.
2327 - (ت 879 هـ): آمنة بنت عبد الله بن علي بن محمد بن علي بن عبد الله بن أبي الفَتْح بن هَاشِم، الكِنَانِيَّة العَسْقَلَانيَّة الحنبليَّة. [انظر: 2328]
.
ذكرها السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(2)
وقال: ولدتْ تقريبًا سنةَ اثنتين وثمان مئة، ونشأتْ في خير وصِيَانة، وسَمِعَتْ على أبيها وغيره، وأجاز لها جماعةٌ، وحَجَّتْ مع ولدها مرَّتَيْن، جاورتْ في الثانية مِنْهما، وزارتْ بيت المَقْدِس معه، وحدَّثتْ، سَمِعَ منها الفُضَلاء، وكانتْ خيَّرةً، ماتتْ في ربيع الثَّاني، سنةَ تسعٍ وسبعين وثمان مئة، وتزوَّجَتْ بابن عمًّ لها، ثم بابن عَمَّار، فأنجبتْ وَلَدَهُ أبا سَهْل. انتهى.
2328 - (ت 879 هـ): ألف ابنة عبد الله بن علي بن محمد بن علي الكِنَانيَّ العسقلانيَّ الأصل ثم القَاهِرِيَّ، الحنبليَّةُ بنتُ الحنبليَّ. [انظر: 2327]
.
ولدت سنة اثنتين وثمان مئة، ونشأتْ في خيرٍ وصيانةٍ، وأُسمعتْ على أبيها وغيرِه، وأجاز له جماعةٌ. ماتت سنة تسع وسبعين وثمان مئة، قاله السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(3)
، ولينظر، هَلْ هي التي قبلها أَمْ غيرها.
2329 - (ت 880 هـ): أحمد السلفيتي الحنبليُّ، شهاب الدَّين
.
ذكره ابن العِمَاد
(4)
وقال: هو الشيخ الإمام، الوَرعُ الزَّاهِدُ العالم، تُوُفَّي
(1)
الضوء اللامع: 2/ 216.
(2)
انظر الضوء اللامع: 12/ 8، وفيه ألُف ابنة عبد الله بن علي التي سيذكرها المؤلف في الترجمة التالية، وأما تسميتها بآمنة، فهو وهم منه.
(3)
الضوء اللامع: 12/ 8، وقد سماها في الترجمة قبلها آمنة بنت عبد الله
…
ووهم في ذلك كما ذكرنا.
(4)
شذرات الذهب: 7/ 329.
سنةَ ثمانين وثمان مئة. انتهى.
2330 - (ت 880 هـ): زَينِ الدَّين عمر بن إسماعيل، المُؤَدَّبُ الحنبليُّ
.
ذكره ابنُ العِمَاد
(1)
وقال: قال العُلَيْمِيُّ: كان رجُلًا مُبَاركًا يحفظُ القرآن، ويُقرِئُ الأطفال بالمَسْجِد الأقْصَى بالمَجْمع المُجَاور لجامِع المَغَارِبَة من جِهَة القِبْلة، والنَّاسُ سالمونَ من لسانِهِ ويدهِ. توفي بالقُدسِ الشَّريف في شَهْر رَجَب سنةَ ثمانينَ وثمانَ مئة. انتهى.
وذكره في "الأُنْس الجليل"
(2)
بهذه التَّرجمة نفسها.
2331 - (ت 880 هـ): آمنة بنت عليَّ بن أبي بكر، البُوَيْطيَّ القَاهِرِيَّ، كاتب العليق، الحنبليَّةُ
.
ذكرها السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(3)
وقال: حَجَّتْ، وزارتْ بيتَ المَقْدِس، وتزوَّجَتْ بعدَّة أزواجٍ منهم: المُعِينُ الطَّرَابُلُسِيُّ الحَنَفيُّ، ولم تكنْ محظُوْظةً في ذلك، مع تَعَفُّفِها ورياستها وإتقانها، وكونها تقرأ وتكتب. توفيت ليلةَ الجُمُعة، سنةَ ثمانين وثمان مئة، وكانت جنازتُها حافلةً، ودُفِنتْ بحوش سَعيد السُّعَداء. انتهى.
2332 - (ت 880 هـ): عثمان بن حُسَين، الجَزِيْريُّ ثم القَاهِريُّ الحنبليُّ المُؤَذَّنُ بالبِيْبَرسِيَّة، الخَيَّاط على بابها
.
ذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(4)
وقال: كان خيَّرًا، محبًّا في العِلْم وأهْله، متودَّدًا مُقْبِلًا على شَأنه، سَمِع عليَّ في "مسلم" مجالس، ومات قُرْب سنة ثمانين وثمان مئة، وأظُنُّه جاز الستَّين بَعْدَ أنْ أُقْعِدَ بالفَالج مُرَّةً. انتهى.
2333 - (ت 880 هـ): عمر بن علي بن عادل، سِراج الدَّين أبو حفص، وأبو الحسن النُّعْمَانيُّ الحنبليُّ الدمشقيُّ
.
(1)
شذرات الذهب: 7/ 330.
(2)
الأنس الجليل: 2/ 267.
(3)
الضوء اللامع: 12/ 4.
(4)
الضوء اللامع: 5/ 128.
قال في "هديَّة العَارفين"
(1)
: له تصانيف منها "اللُّبَاب في علوم الكِتَاب"، في تفسير القرآن فَرَغَ من تأليفه في رَمَضان، سنةَ تسعٍ وسبعين وثمان مئة. انتهى.
وذكره في "السُّحُب الوابلة" فقال: هو مؤلّف "التَّفْسير العظيم" العَدِيمُ النَّظير، ومُؤَلَّف "حاشية المُحَرَّر" في الفِقْه، لم أجدْ له ترجمةً مع الحِرْص الشَّديدِ على ذلك، فلمْ أجد له ذكرًا في "الدُّرَر الكامنة" لابن حَجَر مَع أنَّ الظَّاهِر أنه من رجال القَرن الثَّامِن، فإنَّ الحافظ الهَيْثمي، نقل عنه في كتابه "مَجْمَع الزَّوائد"، وكان يُكَنَّيه بأبي حفص، وأظنُّه هو ينقل في "تفسيره" عن أبي حيَّان ويقول:"قال شيخنا"، وروى عنه التَّقيُّ الفَاسي المَكَّيُّ بعض مرويَّاته. انتهى.
2334 - (ت 881 هـ): عمر بن عبد الله العسكري
.
ذكره ابن عبد الهادي
(2)
وقال: تُوفَّي سنة إحدى وثمانين وثمان مئة.
2335 - (ت 881 هـ): علي بن محمد بن عبد القَويَّ بن محمد بن عبد القويَّ، نور الدَّين بن خير الدَّين أبي الخير، المَكيُّ الحنبليُّ
.
ذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(3)
وقال: ولد في صفر، سنة تسع وأربعين بمكَّة، ونشأ بها، فحفظ القرآن، وصلَّى بالتراويح للأفضليَّة، و"ألفيَّة النَّحْو"، و"العمدة" للموفق ابن قُدَامَة، و"مُخْتَصر ابن الحَاجب، وعرض واشتغل بالقاهرة، وقَدْ دَخَلها غير مَرَّةٍ، وله نَظْمٌ. ومات بمكَّة في شوَّال، سنةَ إحدى وثمانين وثمان مئة، أرَّخه ابن فَهْد. انتهى.
2336 - (ت 881 هـ): محمد بن عَبْد القَادر بن محمد بن عبد القادِر بن عُثمان بن عبد الرحمن بن عبد المُنْعِم، بدرُ الدَّين بن شرف الدَّين بن شمس الدَّين، الجَعْفَرِيُّ المقدسي النَّابُلُسِيُّ الحَنْبَليُّ، المعروف بابن عبد القَادِر
.
ذكره السَّخَاويُّ في "الضوء"
(4)
وقال: ولد سنةَ إحدى وتسعين وسَبْع مئة
(1)
هدية العارفين: 1/ 794.
(2)
الجوهر المنضَّد: 109.
(3)
الضوء اللامع: 5/ 313.
(4)
الضوء اللامع: 8/ 69.
بنَابُلُس ونشأ بها، فحفظ "الخِرَقيَّ"، وأخذ عن بلديَّه التقي الْمُفتي أبي بكر بن علي، وسَمِع عليه وعلى القَبَّانيَّ والتَّدْمُرِيَّ وغيرهم، وقَدِم القَاهِرة مِرارًا، فأخذ في سنةِ إحدى وأربعين وثمان مئة عن المُحِبَّ بن نصر الله في الفِقْه وغيره، ونَابَ عنه وعن البَدْر البَغْداديَّ بها، ثم ولَّاه النظَّام بن مفلح، سنةَ ثلاثٍ وأربعين وثمان مئة قضاءَ نَابُلُس حين كان أمرها لقضاة الشَّام، مَعَ كَوْنِ قُضاة الحَنَابلة بها، واستمرَّ على قضاء بلده دَهْرًا، وانفصل في أثنائه قليلًا، ثم أضِيْفَ إليه قَضَاء القُدس وقْتًا، وقضاء الرَّمْلَة، ولما كبر أعرض عن القضاء لأولاده، وأقْبَل على ما يُهِمُّه، وحَجَّ أربع مَرَّاتٍ، ومات في يوم الخميس، سادس عَشَر رمضان، سنة إحدى وثمانين وثمان مئة انتهى.
وذكره ابن العماد
(1)
وقال: هو قاضي القضاة بدر الدين أبو عبد الله محمد بن قاضي القضاة شرف الدَّين عبد القادر بن العَلامة المُحَقَّق شمس الدَّين أبي عبد الله محمد، الجَعْفَرِيُّ النَّابُلُسِيُّ الحنبليُّ، تقدَّم ذكر والده وجَدَّه، ولد سنةَ اثنتين، وقيل: إحدى وتسعين وسبع مئة، ونشأ على طريقةٍ حَسَنةٍ، وهو من بيت عِلْمٍ ورئاسةٍ، وسَمِعَ من جَدَّه، وابن العلائيَّ وجماعةٍ، وباشر القَضَاء بنَابُلُسَ نِيَابةً عن ابن عَمَّه القاضي تاج الدَّين عبد الوهاب المُتَقدَّم ذكره، ثم وليها استقلالًا بعد الأربعين والثمان مئة عوضًا عن القاضي شمس الدَّين بن الإمام المُتَقَدَّم ذكره، ثم أُضِيْفَ إليه قضاء القُدُس مدةً، ثم عُزِلَ من القُدس، واسْتَمرَّ قاضِيًا بنَابُلُس، وولي أيضًا قضاء الرَّمْلة، ونيابة الحُكْم بالدَّيار المِصْرِيَّة، وكان حسنَ السيرة عفيفًا في مُبَاشرة القَضَاء، له هَيْبةٌ عند النَّاس، حَسَن الشَّكْل، عليه أبَّهةٌ ووَقَارٌ. رُزِقَ الأولاد، وأُلحق الأحفاد بالأجْدَاد، ومُتَّع بدُنْيا، وعزل عن القَضَاء في آخر عُمُره، واستمرَّ معزولًا إلى أن تُوُفَّي بنَابُلُس يوم الخميس، سادس عشر رمضان، سنةَ إحدى وثمانين وثمان مئة، وله نحوُ التسعين سنة. انتهى.
وذكره ابنُ الشَّطَّيَّ في "مختصره"
(2)
وغير واحد.
(1)
شذرات الذهب: 7/ 333.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 75 - 76.
2337 - (ت 881 هـ): محمد بن محمد، السَّعديُّ الحنبليُّ
.
ذكره في "هَدِيَّة العَارِفين"
(1)
، وقال: صنَّف "الجَوْهَرُ المُحَصَّلُ في مَناقِبِ الإمام أحمد بن حنبل" فَرَغَ منها سنةَ ثمانين وثمان مئة. انتهى.
2338 - (ت 881 هـ): أحمد بن عبد الله بن علي بن محمد بن علي بن عبد الله بن أبي الفَتح، شهابُ الدَّين بن جمال الدَّين، العَلائي الكِنَانِيُّ العَسْقَلَانيُّ الأصل، ثم القَاهِرِيُّ الحنبليُّ، وكان يعرف بابن الجُنْديَّ
.
ذكره السَّخَاويُّ في "الضوء"
(2)
، وقال: ولد في آخر سنة ثمان مئة، وطلب العِلْم بالقاهرة، وحَجَّ وسافر إلى دِمْيَاط، وزَارَ القُدسَ والخَلِيْل، وجَلَس مع الحَنَابلة بباب الصالحِيَّة، فتكسَّب بالشَّهادة مع جهاتٍ باسمه كالتصوُّف بالأشرفية، وَحَدَّث باليَسير، سَمِعَ منه الفُضَلاء، ومات ليلةَ ثامن شَوَّال، سنة إحدى وثمانين وثمان مئة، انتهى.
قلت: وممن أخذ عنه الجَلَال السُّيُوطي وكنَّاه أبا العَبَّاس.
2339 - (ت 881 هـ): شَاذي الهِنْدِيُّ، عتيق سراج الدين عبد اللطيف الفاسيَّ الحنبليَّ، قاضي الحنابلة بمكَّة
.
ذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(3)
وقال: فيه فضلٌ وعلمٌ ودِينٌ، مات في ذي القعدة، سنةَ إحدى وثمانين وثمان مئة. انتهى.
- (ت 881 هـ): علي بن أبي بكر بن إبراهيم بن مفلح. [انظر: 2345].
(1)
كذا نقل المؤلف رحمه الله من "هدية العارفين": 2/ 209، وكذلك في "إيضاح المكنون": 1/ 384، ولم تذكر فيهما وفاته، ووهم المؤلف فذكر أنّ وفاته (881)! والصواب أنّ هذا المترجم هو نفسه بدر الدين أبو المعالي محمد بن ناصر الدين محمد المتوفى سنة (900 هـ) وسيذكره في موضعه.
(2)
الضوء اللامع: 1/ 362.
(3)
الضوء اللامع: 3/ 290.
ذكره ابن عبد الهادي
(1)
وقال: توفي سنة إحدى وثمانين وثمان مئة.
2340 - (ت 882 هـ): تقي الدين أبو الصَّدق أبو بكر بن محمد الحِمْصِيُّ الْمَنبجِيُّ الحنبليُّ
.
ذكره ابن العِمَاد
(2)
وقال: قال العُلَيْميُّ: قرأ "العمدة" للشَّيخ المُوَفَّقِ، والنَّظْم للصَّرصَريَّ، ثم قرأ "المُقْنِع"، و"أصول الطُّوفي"، و"ألفيَّة ابن مالك"، وحفظ القرآن، واشتغل بالمَنْطِق والمعاني والبَيَان، وأتْقَن الفرائض، والجَبْر والمُقَابَلة، وتفقَّه على ابن قُنْدُس، وأذن له في الإفْتَاء وكان مشتغلًا بالعِلْم، ويسافر للتجارة، وصَحِب القاضي عِزَّ الدَّين الكِنَانِيَّ بالدَّيار المِصْرية، وتوفي بالقاهرة في رجب، سنةَ اثنتين وثمانين وثمان مئة عن نحو ثلاث وستَّين سنةً، ودُفِنَ بالقرب من محِبَّ الدَّين بن نصر الله البَغْداديَّ. انتهى.
2341 - (ت 882 هـ): علي بن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن زَيْد علاء الدَّين، المَوْصِلِيُّ الدَّمشقيُّ الحنبليُّ
.
ذكره السَّخَاويُّ في "الضوء"
(3)
، وقال: يُعْرف بابن زَيْد، وهو أخو شِهَاب الدَّين أحمد، سَمِعَ عليَّ، وحدَّث عَنَّي، سَمِع منه بعضُهُم، وقال: إنَّه مات في رجب، سنةَ اثنتين وثمانين وثمان مئة. قال: وكان صالحًا زاهِدًا وَرِعًا. انتهى.
وذكره ابن عبد الهادي.
2342 - (ت 882 هـ): إبراهيم بن أحمد بن ثابت، النَّابُلُسيُّ الحنبليُّ
.
ذكره السَّخاويُّ في "الضوء"
(4)
وقال: هو من بني عبد القادر شيوخ نَابُلُس، نشأ بها فتعلم الكتابة، والقرآن، ثم سافر إلى دمشق، وقرأ العربيَّة على أبي العزْم الحَلَاوِي، وتَميَّز في المُخَاصمات، واستنابَهُ العَلَاءُ الصَّابونيُّ في
(1)
الجوهر المنضد: 102.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 334.
(3)
الضوء اللامع: 5/ 280.
(4)
الضوء اللامع: 1/ 10 - 11.
القضاء بدمشق، وتكلَّم عنه في عِدَّة جِهَات، وأضيفت إليه تَدارِيْس وَمَشْيَخَاتٌ وأنظارٌ، وتَموَّل جدًّا. مات يومَ الثُّلاثاء، ثاني عَشَر ربيع الأول، سنة اثنتين وثمانين وثمان مئة. انتهى ملخَّصًا من ترجمة حافِلَةٍ جدًّا.
2343 - (ت 882 هـ): أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن ثابت شِهَاب الدَّين، النَّابُلُسي الحَنْبليُّ
.
ذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(1)
، وقال: عُرِضَ على الزَّين خَطَّاب وغيره، واشتغل في العربية على أبي العَزْم الحَلَاوي، ولازم خطَّابًا، وابن قاضي عَجْلُون، ونَشَأ متصوَّنًا، مع صَباحةِ وَجْه، ولَمَّا استقر أبوه في الوَكَالة، كان هو وَكَيْل السُّلْطان بدِمَشْق. مات في ربيع الآخر، سنة اثنتين وثمانين وثمان مئة. انتهى.
قلتُ: فلْينظر هَلْ هو الذي قبله أم غيره".
2344 - (ت 882 هـ): أحمد بن عبد الله، القَلْعي، المِصري، شهابُ الدَّين الحَنْبلي
.
ذكره السَّخاويُّ في "الضوء"
(2)
وقال: هو نزيل مَكَّة، ويعرف بشيخ المِنْبَر، قَطَن مكَّة، وتَرَدَّدَ منها مِرارًا إلى القاهرة ودِمَشْق، وحضر بَعْض الدُّرُوس، وسَمِعَ على ابن بَرْدِس، وابن الطَّحَّان، ولازم الحُضُور عندي. ومات في خامس رَمضانَ، سنة اثنتين وثمانين وثمان مئة، وقد قارب السَّبعين ظَنًّا. انتهى.
2345 - (ت 882 هـ): قاضي القُضَاة عَلَاء الدَّين، أبو الحسن بن قاضي القُضَاة صَدْر الدَّين أبي بَكرِ بن قاضي القُضاة تقي الدَّين إبراهيم بن محمد بن مُفْلح، الحَنْبلي، الإمام العَلَّامة، شَيْخ الإِسْلَام
.
ذكره ابن العماد
(3)
وقال: ولد سنة خمسَ عشرة وثمان مئة، وكان من أَهْل
(1)
الضوء اللامع: 1/ 191 - 192.
(2)
الضوء اللامع: 1/ 370.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 335.
العِلْم والرَّئاسة، وَلِيَ قضاء حَلَب، وباشره مُدَّة طويلةً، ثم قضاء الشَّام، وأضيف إليه كتابة السَّرَّ بها، ثم أعيد إلى قضاء حَلَب، ثم عُزِلَ واستمرَّ مَعْزولًا إلى الموت، ولم يَكُن له حظٌّ من الدُّنيا، وكان مَوْصُوفًا بالسَّخَاءِ والشَّهامة. تُوُفَّي بحَلَبَ في شَهْر صَفَر، سنة اثنتين وثمانين وثمان مئة. انتهى.
وذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(1)
وقال: ولد سنةَ خمسَ عَشْرةَ وثمان مئة بصَالحيَّة دِمَشْق، ونشأ بها، وحَفِظ "المُقْنِع" و"الملحَةَ" وغيرهما، وسَمِع من الشَّرف عبد الله بن مُفْلح، وأخذ عنه الفِقْه، وسَمِعَ من العِزَّ البَغْداديَّ وغيره، وناب في القَضَاءِ عن عَمَّه، وبالقَاهِرَةِ عن البَدْر البغداديَّ، ثم استقلَّ بقضاء حَلَب، وتكرَّر له ولايتُها، ووَلِيَ كتابة السَّر بالشَّام، وحجَّ وزار بيت المَقْدِسِ، وكان إنسانًا حَسَنًا، مُتَواضِعًا كريمًا مُتَودَّدًا، خَبِيْرًا بالأحْكام، ذا إلْمَام بطريق الوَعْظ، وكذا بالعِلْم. مات بالطَّاعُون شهيدًا، سنةَ اثنتينَ وثمانين وثمان مئة. انتهى.
2346 - (ت 882 هـ): علاء الدَّين علي بن محمد بن عبد الله، زكيُّ الدَّين الغَزِّيُّ الحنبليُّ، الإمام العَالم. ذكره ابن العِمَادِ
(2)
وقال: تُوُفَّي بنَابُلُس سنةَ اثنتين وثمانين وثمان مئة في جمادى الآخرة، في حياة والده، ودفن بمقبرة القَلَاسي. انتهى
.
2347 - (ت 882 هـ): محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن حسين بن داود بن سالم بن مَعَالي محيي الدَّين أبو الفَضْل بن الموفَّق أبي ذَرّ العباسي الحَمَوي الحنبلي
.
ذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(3)
وقال: ولي قضاء حَمَاة حين انتقل أبوه إلى دِمَشْق على نظر جيشها، سنةَ ثمان وسبعين وثمان مئة، ومات بدِمَشق حين رجوعه من القاهرة إلى بَلَده في طاعُون سنةِ اثنتين وثمانين وثمان مئة. انتهى.
(1)
الضوء اللامع: 5/ 198.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 335.
(3)
الضوء اللامع: 7/ 283.
2348 - (ت 882 هـ): فضل بن عيسى النجدي
.
ذكره ابن عبد الهادي
(1)
وقال: توفي سنة اثنتين وثمانين وثمان مئة.
2349 - (ت 882 هـ): جمال الدَّين يوسف بن محمدِ، المَرْدَاويُّ السَّعْدي الحَنْبليُّ، المعروف بابن التنبالي
.
ذكره ابن العماد
(2)
وقال: هو الإمام الفقيه العَلَّامة. وقال العليمي: كان من أهل العِلْم والدَّين اختصر كتاب "الفروع" للعَلَّامة شمس الدَّين بن مُفْلح، وكان يحفظ "الفُرُوع"، وجَمع الجَوَامِعَ وغيرهما، ويكتب على الفتوى وتلمذ له جماعاتٌ من الأفاضل، وتوفَّي بدمَشْق، سنةَ اثنتين وثمانين وثمان مئة. انتهى.
وذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(3)
وقال: هو يوسف بن محمد بن عمر جمال الدَّين أبو المَحَاسن، المَرْداويُّ ثم الصَّالحيُّ الحنبليُّ، والد ناصر الدَّين مُحَمَّد، ويعرف بالمَرْداوي، أحد الرؤوس من الحَنَابلة بدمشق، حجَّ سنةَ خمسٍ وسبعين وثمان مئة، وجاور التي تليها، ورأيت له إجازةً لبعض الحَنَابلة سنة ثمانٍ وسبعين وثمان مئة، ومات قريبًا منها. انتهى. وله كتابٌ في الفرائض سَمَّاه الكفاية".
2350 - (ت 882 هـ): عبد الله بن أحمد بن محمد بن عِيْسى جَمَال الدَّين السنْباطيُّ القَاهِريُّ الحنبلي يعرف بابن عيسى
.
ذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(4)
وقال: كان سمتًا حَسَنًا منجمعًا عن النَّاس، باشر في تُربة يَلْبُغا وغيرها، وعرض عليه العِزّ الحنبلي النَّيَابَةَ غيرَ مَرَّة، فامتنع واعْتَذَرَ بعَدَم الأهْلِيَّة، وكذا كان يَرْجُحُه في العَقْل على أبيه. مات في صَفَر، سنةَ اثنتين وثمانين وثمان مئة. انتهى.
(1)
الجوهر المنضد: 112.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 336.
(3)
الضوء اللامع: 10/ 332.
(4)
الضوء اللامع: 5/ 11.
2351 - (ت 883 هـ): شهاب الدَّين أحمد بن إسماعيل بن أبي بكر بن عمر بن خالد، الابْشِيطِيُّ بكَسْر الهَمْزة وسُكُون الباء المُوحَّدة، وكَسْر المُعْجَمَة، آخره طاءٌ مُهمَلةٌ، الشَّافعيُّ ثم الحنبليُّ، الصُّوفيُّ الإمام العَلَّامةُ البارعُ المُفَنَّنُ
.
ذكره ابن العِمَاد
(1)
وقال: قال العُلَيْميُّ: مولده بإبْشيط في سَنة اثنتين وثمان مئة، وكان من أهل العِلْم والدَّين والصلاح، مقْتَصِدًا في مَأكَلهِ ومَلْبسه، وكان يلبَس قميصًا خشنًا، ويَلْبَس فوقه في الشَّتاء كبَّاشية، وإذا اتسَّخَ قميصه يَغْسله في بُرْكَة المؤيَّديَّة بماءٍ فقط، وكان بيدهِ خلوةٌ له بقعةٌ منها فيها بُرْشُ خُوْصٍ، وتحتَ رأسه طُوْبَتَان، وإلى جانبه قطعةُ خَشَب، عليها كتبه، وبقيَّة الخَلْوة فيها حِبَال السَّاقِيَة والعَلَّيق، بحيث لا يختصَّ من الخَلْوة إلا بقدْرِ حاجته، وكان له كلَّ يومٍ ثلاثة أرغفةٍ يأكلُ رَغِيْفًا واحدًا، ويتصدَّقُ بالرغيفين، وكان مَعْلُومه في كلَّ شَهْر نحوَ أشْرَفيَّ، يقتات منه في كُلَّ شهْرٍ بنحو خمسةِ أنصاف فضة، وهي عَشْرة دراهم شامية أو أقلُّ والباقي من الأشْرفيَّ يتصدَّق به، وكان هذا شأنَهُ دائمًا، لا يدَّخر شيئًا يَفْضُلُ عن كفايته، مع الزُّهْد، ووَقَعَ له مكاشفات وأحوالٌ تدل على أنه من كبار الأولياء، وانقطع في آخر عمره بالمَدِيْنَة الشَّريفة أكثر من عشرين سنةً، وتَواتَر القولُ بأنه كان يقرئ الجانَّ، وتوفي بالمدينة المشرَّفة، في شَهْر رَمَضَان، سنة ثلاثٍ وثمانين وثمان مئة. انتهى.
وذكره ابنُ فَهْد في "معجمه" وقال: له تصانيف جَليْلَةٌ منها "ناسخ القرآن ومَنْسُوخُه"، و"نظم أبي شُجَاع"، و"شَرح تصريف ابن مَالك"، و"شرح الرحبيَّة"، و"شرح منهاج البَيْضاويَّ الأصلي"، و"شرح ابن الحاجب الأصلي"، و"شرح ايْساغُوجي"، و"شرح الجُمَل للخَوَنْجي"، و"شرح لسان الأدب" لابن جماعة، و"شرح لامية الأَفعال" وله نَظْمٌ ودَرْس، وأجَازَ. انتهى ..
وذكره السخاويُّ في "تاريخ المدنية" المسمى "بالتُّحْفةِ اللَّطيفة"
(2)
بترجمةٍ حَافِلةٍ جدًّا قال فيها: تَنَزَّل في صُوفيَّة الحنابلة بالمؤيَّديَّة أولَ ما فُتِحَتْ، وحفظ
(1)
شذرات الذهب: 7/ 336 - 337.
(2)
التحفة اللطيفة: 1/ 164 - 168.
"مختصر الخِرَقي"، وصار يحضر عند مدرَّسها العِزَّ البَغْدادي فمن بَعْده، وذكر له من المصنَّفات غير ما تقدَّم "الحاشية الجليَّة السَّنِيَّة على حَلَّ تراكيب ألفاظ الياسمينيَّة" في الجَبْر والمقابلة، و"التحفة في العَرَبيَّة" مجلَّد، ونَظَمَ "النَّاسِخَ والمَنْسوخ" للبارزيَّ، ومنظومةً في المنطق، وأفرادًا مثلَّثَةً، و"رُوَى الصَّادي"، و"عجالة الغادي" إلى غير ذلك. انتهى.
وقال في "السُّحُب الوَابلة"
(1)
، وعلى "الخَزرَجِيَّة" في العروض شرحٌ بديعٌ للإبشيطي، وأظنُّه هذا.
وقد ذكره السُّيوطي في "حُسْن المُحَاضرة"
(2)
، وغيرُ واحدٍ كالسخاويَّ في "الضَّوء"
(3)
.
2352 - (ت 883 هـ): تقي الدَّين أبو بكر بن زيد الجُرَاعيُّ الحنبليُّ، الإمام العلَّامة، الفقيه القاضي
.
ذكره ابن العماد
(4)
وقال: كان من أهل العلم والدَّين، وهو رفيقُ علاء الدَّين المَرْدَاويَّ في الاشتغال على الشيخ تقيَّ الدَّيْن ابن قُنْدُس، وباشر نيابة القَضَاء بدِمَشْق، وتوجَّه إلى الدَّيَّار المِصْريَّة، فاسْتَخْلفه القَاضي عِزُّ الدَّين الكِنَانيُّ في الحُكْم، وباشر عنه بالمدرسة الصَّالحيَّة، وله كِتَابُ "غايةُ المَطلْب في مَعْرفة المَذْهب" و"تصحيحُ الخِلَاف المُطْلَق" مُجلَّدٌ لطيفٌ، و"الألغاز الفقهيَّة" مُجلَّدٌ لطيفٌ، و"شرح أصول ابن اللَّحَّام" مجلَّد، وكان يَحُدُّ السَّكْران بمجرَّد وجود الرائحة على إحدى الرَّوايتين، وسئل عن ديرٍ قائم البِنَاء، تهدَّم من حيطانه المحيطَة به هدمًا صَارت الحِيْطانُ منه قريبة من الأرض، فطلع لأهله حَرَاميَّة اللُّصوص، وقتلوا راهبًا، فهل للرُّهْبانِ رفعُ الحِيْطانِ كما كانت تحرُّزًا من اللَّصوص؟، وهَلْ لهم أن يَبْنوا على باب الدَّيْر فُرْنًا وطَاحُونًا، والحالة أنَّ هذا
(1)
السُّحب الوابلة: 1/ 100 - 104.
(2)
حسن المحاضرة: 1/ 530.
(3)
الضوء اللامع: 1/ 235 - 236.
(4)
شذرات الذهب: 7/ 337.
الدَّير بعيد من المدينة، غيرُ مشرفٍ على عمارة أحد من المسلمين، فما الحُكْم في ذلك فأجاب بالجَواز في بناء الحَائِطِ المُنْهدم. قال: وأما بناء الفُرْن والطَّاحُون، فإن كانتْ الأرض مُقَرَّةً في أيديهم فَلَهُم البِنَاءُ، لأنهم إنَّما يُمنَعونَ من إحداث المتعبَّداتِ لا من غيرها، والله أعلم. تُوُفَّي بدمَشْق، سنةَ ثلاثٍ وثمانين وثمان مئة. انتهى.
وذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(1)
وقال: قدم دِمَشْق سنةَ اثنتين وأربعين وثمان مئة، فأخذ الفقه عن التقيَّ ابن قُنْدس، ولازمه، وبه تَخَرَّج، وعليه انتفع في الفِقْه وأصوله، والفرائض والعربيَّة، والمَعَاني والبَيَان، ولازم الشَّيخ عبد الرَّحمن بن سُلَيْمان الحنبليَّ، وكذا أخذ الفرائض عن الشَّمس السيْلي وغيره، ولَزِمَ الاشتغال حتى صارَ من أعيان فُضَلاء مَذْهِبِه بدِمَشْق، وتصدَّى للتَّدريس والإفتاء والإفادة، وناب في الحُكْم والقَضَاء، وصنَّف كتابًا اختصره من فروع ابن مُفْلح سمَّاه "غَايَةَ المَطْلب" اعتنى فيه بِتَجْريد المَسَائِل الزائِدَة على "الخِرَقيَّ" في مُجَلد، و"حلية الطرَاز في حل الأَلْغَاز"، انتفع فيه بكتاب الجَمَال الإسنوي، وكتاب "الترشيح في بَيان التَّرْجيح" مسائل وغير ذلك، ثم دخَلَ القاهرة، سنةَ إحدى وستَّين وثمان مئة، وأخذ بها عن جَمَاعةٍ كثيرين، وأفتى وهو بالقَاهِرة، وحَجَّ مِرَارًا، وجاور في بعضها سنةَ خمسٍ وسبعين وثمان مئةٍ، وقرأ هناك أيضًا، وقرأ "مسند أحمد" بتمامه على النَّجْم بن فهد، وكان إمامًا علَّامةً، ذكيًّا طَلْق العِبَارة، فصيحًا ديَّنًا، طارِحًا للتكَلُّف، ومَحَاسِنُه جَمَّةٌ. تُوُفَّي حادي عَشَر رجبِ، سنةَ ثلاثٍ وثمانين وثمان مئة. انتهى.
وذكره في "السُّحُب الوَابِلَة"
(2)
، وذكر من تصانيفه غيرَ ما تقدَّم:"نفائِس الدُّرَر في مُوَافَقَات عُمَر"،، و"مُخْتَصَر أحكام النَّسَاء لابن الجوزي"، و"تُحْفَة الرَّاكِع والسَّاجِد"، جعله تاريخًا لمَكَّة والمَدينْة والمَسْجد الأقْصَى، ثم ذكر سائر أحكام المَسَاجِد. انتهى.
(1)
الضوء اللامع: 11/ 32.
(2)
السحب الوابلة: 1/ 304.
2353 - (ت 883 هـ): قاضي القَضَاة شَمْس الدَّين أبو عبد الله، محمد ابن عبد الله بن محمد بن الزَّكَّي الغَزّي الحنبلي
.
ذكره ابنُ العِمَاد
(1)
وقال: وَلِيَ قَضاء الحَنَابِلَة بغَزَّة، في دَوْلة المَلِك الظَّاهِر جَقْمَق، فبَاشَر مُبَاشرةً حَسَنةً، وكان شكلًا حَسَنًا، عليه أبَّهةٌ ووقارٌ، واستمر في الولاية إلى أن تُوُفَّي بغَزَّة، في شوال، سنةَ ثلاثٍ وثمانين وثمان مئة. انتهى.
- (ت 883 هـ): أحمد بن أبي بكر بن العِماد الحَمَوي، يأتي سنةَ ثمانٍ وثمانين وثمان مئة. [انظر: 2367].
2354 - (ت 884 هـ): إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مُفْلح، أقْضَى القُضَاة، برهان الدَّين أبو إسحاق الحَنبليُّ
.
ذكره ابن العِمَادِ
(2)
وقال: هو الشَّيخ الإمَام، البَحْر الهُمَام، العلَّامة القُدْوة،، الرَّحْلة الحَافظ، المجتهد الأمَّة، شيخ الإسلام، سَيَّد العُلَماء والحُكَّام، ذو الدَّين المتين، والوَرَعِ واليَقين، شيخ العَصْر وبركَتُه، اشتغل وحَصَّل، ودأب وجمع، وسلم إلَيْهِ القَوْل والعَمَل من أرباب المَذَاهب كُلَّها، وصَار مرجع الفُقَهاء، والناس والمُعَوَّل عَلَيْه في الأمُور وباشر قَضَاء دمشق مِرَارًا، مع الدَّين والوَرَع، ونفوذِ الكَلِمَة، وصنَّف "شرح المُقْنِع" في الفِقْه، و"طبقات الأصحاب" مرتبةً على حُروف المُعْجَم، سماه "المَقصد الأَرْشد في ترجمة أصْحَاب أحمد"، وصَنَّف كتابًا في الأصول وغير ذلك. وتوفي بدِمَشْق، في خامس شعبان، سنةَ أربعٍ وثمانين وثمان مئة بمنزله بالصَّالحيَّة، ودُفن بالرَّوضة عند أسلافه. انتهى.
وذكره السَّخَاويَّ في "الضوء"
(3)
وقال: ولد سنةَ خمسَ عشرةَ وثمان مئة بدِمَشْق، ونشأ بها، وحَفِظ القرآن وكتبًا منها:"المُقْنِع" في الفِقْه، و"مختصر ابن الحَاجب الأصْلي"، و"الشَّاطبية"، و"الرائيّة" و"ألفيَّة ابن مالك"، وتلا بالسَّبع
(1)
شذرات الذهب: 7/ 338.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 338 - 339.
(3)
الضوء اللامع: 1/ 152.
على بعض القُرَّاء، وعرض على جَماعةٍ، وأخذ عن العَلَاء البُخَاري فنونًا في الفِقْه عن جَدَّه، وسَمِع عليه الحديث، وكَذَا عن آخرين، حتى عن فقيه الشَّافعيَّة ابن قاضي شهبة، وَأَذِنَ له، وسَمِع على ابن ناصر الدَّين وابن المُحِبَّ الأعرج، وبَرَع في الفِقْه وأصوله، وانْتَفَع به الفُضَلاءُ، وكَتَبَ على "المُقْنع" شرحًا في أربعة أجزاء، وعمل في الأصول كتابًا، وللحنابلة طبقات، ووَلِيَ قضاءَ دِمَشْقَ غيرَ مَرَّةٍ، فحُمِدَتْ سيرتُهُ، وطُلب لقضاء مِصْر، فتعلَّلَ، وكان فَقِيهًا أصوليًّا، طَلْقًا فَصِيْحًا، ذا وَجَاهَةٍ ورئاسة، ومَحَاسنُه كثيرةٌ. مات سنةَ أربع وثَمانين وثمان مئة. انتهى.
وذكره البَدْراني في "المدخل"
(1)
فقال: صنف "المُبْدعَ شَرْح المُقْنِع" في أربع مجلَّدات، وهو شرحٌ حافلٌ ممزوجٌ مع المَتْن، حَذَا فيه حَذْوَ المَحَلَّيَّ الشَّافعيَّ في "شرح المنهاج" الفرعيَّ، وفيه من الفوائد والنُّقولات ما لا يوجد في غيره، وصنَّف في الأصول كتابًا سمَّاه "مرقاة الوُصُول إلى عِلْمِ الأُصُول"، وله "المقصد الأرشد في ذكر أصْحَاب الإمام أحمد" انتهى.
وذكر له في "هديَّة العَارِفِين"
(2)
كتاب "الآداب الشَّرعيَّة لمصالح الرَّعيَّة"، و"الدُّرُّ المُنْتَقى، والجَوْهَرُ المَجْمُوعُ في مَعْرفة الرَّاجحِ من الخِلافِ المُطلق والمَرْفُوع".
قلت: لعل الآداب الشَّرعيَّة، لمحمد ابن مُفْلح المُتَقَدَّم، لا للمترجَم.
2355 - (ت 884 هـ): شرف الدَّين عبد القادر بن قاضي القضاة بدر الدين محمد بن عبد القادر، الجَعْفَريُّ النَّابُلُسيُّ الحنبليُّ، الإمام العَالم الصُّوفيُّ
.
ذكره ابن العِمَاد
(3)
وقال: كان أكبر أَوْلادِ أبِيْه، وشيخ الفُقَراء الصمادية وكان يحترف بالشَّهادة بمجلس والده بنَابُلُس، وبمجلس أخيه القاضي كَمَال الدَّين
(1)
المدخل: 421.
(2)
هديّة العارفين: 1/ 21.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 339.
بالقُدس، وكان رَجُلًا خيَّرًا، على طريقة حسنةٍ، توفي بنَابُلُس، في شوَّال، سنةَ أربعٍ وثمانين وثمان مئة. انتهى.
2356 - (ت 885 هـ): محمد بن موسى بن محمد بن علي بن حُسَين، زَيْن العَابدين بن شرف الدَّين بن شَمْس الدَّين، الحَسَنِيُّ القَرَافِيُّ الحَنْبلي
.
ذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(1)
وقال: هو القادريُّ شَيْخ القادِرِيَّة، كان إنسانًا، خيَّرًا مُتَودَّدًا، مُتَواضعًا منجَمعًا عن النَّاس، حجَّ وزارَ بيتَ المَقْدس، وسمع الحَدِيْث به وبالقاهرة، وتوفي في ربيع الأول، سنةَ خمسٍ وثمانين وثمان مئة بعد تعلُّل مدةً طويلْةً، عن نَحْو خمسٍ وخمسين سنةً. انتهى.
2357 - (ت 885 هـ): علي بن سُليْمان بن أحمد بن محمد العَلَاء، الدَّمَشْقيُّ الصَّالحيُّ، الحنبلي، المعروف بالمَرْدَاوي
.
ذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(2)
بترجمةٍ طويلة، والشَّوْكانيُّ في "البَدْر الطَّالع"
(3)
وغيرهما.
قال الشَّوْكانيُّ: ولد تقريبًا سنةَ عشرين وثمان مئة بمَرْدا، ونشأ بها، وحَفِظَ القُرآن، وقرأ في الفِقْه على أحمد بن يوسف، ثم تحوَّل إِلى دِمَشْق، وقرأ على عُلَمائها في الفنون، ثم قدم القاهِرَة، وأخذ عن عَلَمائها، وتصدَّى للإقراء بدِمَشْق ومِصْر وللإفتاءِ، وصنَّف التَّصانيف، منها "الإنْصَاف في مَعْرفة الرَّاجح من الخِلَاف" أربع مجلَّدات كِبَار، واختصره في مُجَلَّد، و"تحرير المنقول في تمهيد عِلْم الأصول"، وشرحه وسمَّاه "التَّحْبِيْر في شَرْح التَّحرير" في مُجَلَّدَين، وله تصانيف غير هذه، وهو عالمٌ مُتْقنٌ، محقَّقٌ لكثير من الفنون، مُنْصِفٌ مُنقادٌ إلى الحَقَّ، متعفَّفٌ وَرعٌ مات في جمادى الأولى، سنةَ خمسٍ وثمانين وثمان مئة. انتهى.
(1)
الضوء اللامع: 10/ 62.
(2)
الضوء اللامع: 5/ 225 - 227.
(3)
البَدْر الطالع: 1/ 446.
وذكره ابنُ العِمَاد
(1)
وقال: هو عَلَاءُ الدَّين أبو الحَسَن علي بن سليمان بن أحمد بن محمد المَرْدَاويُّ السَّعديُّ، ثم الصَّالحيُّ، الحنبليُّ، الشُّيخ الإمام، العَلَّامةُ المُحَقَّق المُفَنَّن، أعجوبَةُ الدَّهر، شَيْخ المَذْهب وإمامه، ومُصَحَّحُه ومُنَقَّحُه، بل شَيْخ الإسلام على الإطْلاق، ومُحَرَّر العُلُوم بالاتَّفاق، ولد سنةَ سَبْعَ عشرة وثمان مئة، وخرج من بلده مَرْدا في حال الشَّبيبة، فأقام بمدينة سَيَّدنا الخَلِيْل عليه الصلاة والسلام بزاوية الشَّيخ عمر المجرد، رحمه الله تعالى، وقرأ بها القرآن، ثم قَدِم دمشق، ونَزَل بمدرسة الشَّيخ أبي عُمَر بالصَّالحِيَّة، واشتغل بالعِلْم، فلاحظَتْهُ العِنَاية الرَّبَّانيَّة، واجتمع بالمشايخ، وجَدَّ في الاشتغال، وتفَقَّه على الشيخ تقيَّ الدَّين ابن قُنْدُس البَعْليَّ شَيْخ الحَنَابِلَة في وقْتِهِ، فبرع وفَضُل في فنونٍ من العُلُوم، وانتهت إليه رئَاسَةُ المَذْهب، وباشر نِيَابة الحُكْم دهرًا طويلًا، فحَسُنتْ سيرتُه، وعَظُم أمرُه، ثم فُتح عليه في التَّصْنيف فصنَّفَ كُتُبًا كثيرةً في أنواع العُلُوم، أعْظَمُها كتاب "الإنصاف في معرفة الرَّاجح من الخِلَاف" أربع مُجَلَّداتٍ ضَخْمةٍ، جعله على "المقنع"، وهو من كتب الإسلام، فإنه سَلَك فيه مسلكًا لَمْ يُسْبَقْ إليه، بَيَّن فيه الصَّحِيْح من المَذْهب، وأطال فيه الكَلَام، وذَكَرَ في كُلَّ مسألة ما نُقِل فيها من الكتب وكَلَام الأصْحاب، فهو دليل على تَبَحُّر مُصَنَّفه، وسَعَة عِلْمه، وقُوَّة فَهْمه، وكَثْرة اطَّلاعِهِ، ومنها "التَّنْقيح المشبع في تحرير أحكام المُقْنِع"، وهو مختصر الإنصاف، ومنها "التحرير" في أصول الفقه، ذكر فيه المَذَاهب الأربعة وغيرها، وشَرْحُه المُسَمّى "بالتَّحْبير" وجُزْء في الأدعية والأوراد سَمَّاه "الحُصُون المُعَدَّة الوَاقية من كُلَّ شِدَّة"، و"تصحيح كتاب الفُرُوع لابن مُفْلح"، و"شرح الآداب"، وغير ذلك، وانتَفَعَ النَّاس بمصنفاته، وانتشرتْ في حياته وبَعْد وفاته، وكانت كتابته على الفَتْوى غايةً، وخَطُّهُ حَسَنًا، وتَنَزَّه عن مُبَاشرة القضَاء في أواخر عُمره، وصار قوله حُجَّة في المَذْهب، يُعَوَّل عليه في الفَتْوى والأحْكام في جميع مَمْلَكة الإسْلام.
ومن تلامِذَته قاضي القُضاة بدر الدَّين السَّعدي قاضي الدِّيار المِصْريَّة،
(1)
شذرات الذهب: 7/ 340 - 341.
وغَالب من في المَمْلَكة من الفُقَهاء والعُلَماء، وقضاة الإسْلام، وما صَحِبه أحدٌ إلا وحَصَل له الخير، وكان لا يتردَّد إلى أحد من أهل الدُّنيا، ولا يتكَلَّم فيما لا يَعْنيه، وكان الأكابر والأعيان يَقْصِدُونه لزيارته والاسْتِفَادَة منه. وحَجَّ، وزَار بيتَ المَقْدِس مِرَارًا، ومحاسنه أكثر من أن تحصر، وأشْهَر من أن تُذْكَر. تُوُفَّي بصَالِحيَّة دِمَشْق، يومَ الجُمُعةِ سادسَ جمادى الأُولى، سنةَ خمسٍ وثمانين وثمان مئة، ودُفن بسفح قاسيون قُرْب الرَّوضة. انتهى.
وذكر له السَّخَاويُّ في "الضوء"
(1)
ترجمةً حافلةً جدًّا، وذكر له فيها من المُصَنَّفات غير ما تقدَّم كتاب "مُخْتَصر الفُروع"، مع الزَّيادة عليها في مجلد كبير، و"شَرْح مختصر الطُّوْفي" لم يَكْمُلْ، و"فِهْرَسْت القَوَاعد الأُصُوليَّة"، و"المَنْهَلُ العَذْبُ الغَزِيْر في مَوْلد النَّبيَّ الهادي البَشِير النَّذير". انتهى المُرَادُ منه.
وذكره ابن عبد الهادي
(2)
.
2358 - (ت 886 هـ): إبراهيم الدَّمَشْقي الصَّالحي الحَنْبليُّ الفَرَّاء، نزيل المدرَسْة الصَّالحية من القَاهرة، ويُعرف بالأبْلَة
.
ذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(3)
وقال: هو رَجُلٌ صالح منوَّر، سَلِيم الفِطْرة، صحب ابن زَكْنُون، وأبا شَعَر، وابن داود، وغيرهم من سادات الحَنَابِلَة، وعادَتْ عليه بركتُهم، وأخذ عنهم آدابًا وفضائل، وقدِم القاهرة، فقطَن صَالِحيَّتها، وبالجُمْلة فكان من الخَيْر بمكان، وعلى ذهْنه فوائد. مات في رَمَضان، سنةَ ستًّ وثمانين وثمان مئة بالبيمارَسْتَانْ المَنْصُوري، ودُفن بجوار الشَّمس الأمشاطيَّ. انتهى.
2359 - (ت 886 هـ): علي بن إبراهيم بن عبد الوهَّاب بن عبد السَّلام، نور الدَّين بن برهان الدَّين، البَغْداديُّ القَاهِريُّ الحنبليُّ
.
(1)
الضوء اللامع: 5/ 225 - 227.
(2)
الجوهر المنضَّد: 99 - 101.
(3)
الضوء اللامع: 1/ 183.
ذكره السَّخاويُّ في "الضوء"
(1)
وقال: نشأ في كَنَف أبويْه، فقرأ القُرآن، وسَمِع الحديث، وتُوُفَّي في ربيع الأوَّل، سنَةَ ستًّ وثمانين وثمان مئة، وأظُنُّه جاز الثَّلاثين. انتهى.
2360 - (ت 887 هـ): شِهَاب الدَّين أبو العباس أحمد بن محمد بن علي ابن محمد السلميُّ المنصوريُّ الشَّافعيُّ، ثم الحنبليُّ، ويُعرف بابن الهايم، وبالشَّهاب المَنْصُوري وبالقائم
.
ذكره ابن العِمَاد
(2)
وقال: كان شاعر زمانه، ولد سنة تسعٍ وتسعين وسبع مئة، واشتغل، وفَهِمَ شَيْئًا من العِلْم، وبَرَع في الشَّعْر وفنونه، وتفرَّد في آخر عُمُره، وله ديوانٌ كبيرٌ منه قوله:
شجاك برَبْعِ العَامِرِيَّة مَعْهَدُ
…
بهِ أنْكرتْ عيناكَ ما كنْتَ تعهَدُ
وهي طويلةٌ، وجميع شعره في غاية الحُسْن، وتُوُفَّي في جمادى الآخرة، سنة سَبْعٍ وثمانين وثمان مئة. انتهى.
وذكره السَّخاويُّ في "الضوء"
(3)
وقال: تَعَانى في الأَدَب، وطارح الشُّعَراء،، وصار بأخرة أَوْحَدَ الشُّعَراء بالقَاهِرَة، حتى كان العِزّ قاضي الحنابلة يُرَجَّحُهُ على كثيرين، وكان ظريفًا كَيَّسًا، متواضعًا مُتَقَللًا قانعًا، مُشَارًا إليه بالشَّعر في الآفاق. مات يوم الاثنين، سادسَ جمادى الثَّانية، سنةَ سَبْعٍ وثمانين وثمان مئة. انتهى ملخَّصًا من ترجمةٍ حافلةٍ.
وقد ذَكَرَ لَهُ في "هديَّة العارفين"
(4)
، غير ديوانه "القَطْرة"، و"الزُّبْدَة".
2361 - (ت 887 هـ): عبد الغني بن محمد بن عبد الرحمن، القَاهِرِيُّ الحَرِيريُّ العَقَّاد الحنبليُّ
.
(1)
الضوء اللامع: 5/ 153.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 346.
(3)
الضوء اللامع: 2/ 150.
(4)
هدية العارفين: 1/ 134 - 135.
ذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء"
(1)
وقال: هُوَ شيخ مباركٌ، حَفِظَ القُرآن، و"العُمْدة"، وكان حنبليًّا، يتكسَّب في صِنَاعة الحَرير، وسَمِع على الشَّرف المناويَّ وغيره وسَمعتُ منه أشياءَ من نَظْمِه على طَريقةِ العَوام. ماتَ في ذي القَعْدَة، سَنة سَبعٍ وثَمانِينَ وثمانِ مئة عن دون الثمانين. انتهى.
2362 - (ت 888 هـ): محمَّدُ بنُ موسَى بن محمد بنِ عَليَّ بن حُسَين، شَمسُ الدَّين، القاهِرِيُّ، القَادِريُّ، الحنبلي
.
ذكره السَّخاوِيُّ في "الضَّوء"
(2)
، وقال: هو أخو زين العَابِدين المُتقدَّم. استقَّر بعدَ أخيه، وسمعَ قَليلًا، وحضرَ عِندي وعندَ غَيرِي. وماتَ أواخِرَ المُحرَّم، سَنَة ثمانٍ وثمانين وثمانِ مئة. انتهى.
2363 - (ت 888 هـ): كَرِيمُ الدَّين، أبو المَكارِم، عَبدُ الكَريم بنُ عليِّ، البُوَيْطِي، الحَنبلي
.
ذكره ابنُ العِماد
(3)
، وقال: هُو العَدْلُ. قالَ العُلَيمي: كانَ رجلًا خيِّرًا، وكانَ في ابتِداءِ أمرِهِ يُباشِرُ عندَ الأُمراء بالقاهِرَة، ثم احتَرفَ بالشَّهَادةِ، ولمَّا وَلِيَ ابنُ أختهِ بدرُ الدين السَّعدي قضاءَ الدَّيار المِصرِية، ولَّاه العُقودَ والفُسوخَ، وكانَ يجلسُ لتحمل الشَّهادَة ببابِ المدرسَة الصَّالِحيَّة في حانوتِ الحُكم، المَنسوب للحَنابِلَة. وتوفَّي بالقاهِرَة، سَنةَ ثمان وثمانينَ وثمانِ مئة. انتهى.
وذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(4)
، وقال: هوَ مُحمَّد البُوَيطي، كَريمُ الدَّين القاهِري، الزَّيني، الحَنبلي، يُعرَف بلَقَبِهِ، وُلدَ سَنةَ سِتًّ وعِشرينَ وثمانِ مئة تقريبًا، ونشأ فتعلَّم المُباشرةَ، وخدمَ بها في عِدَّةِ أماكِن، ولازمَ خَالَ أُمِّهِ النُّور البِلْبِيسِي، فتدرَّب به في مُطالعةِ التَّواريخِ وشِبهِهَا، وصارَ يَحفظُ كثيرًا من الحكَاياتِ، والأشعارِ، والنُّكَت. بَل واعتَنى بأنواعِ الفُروسِيَّة، من الثقاف
(1)
الضوء اللامع: 4/ 256.
(2)
الضوء اللامع: 10/ 62.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 347.
(4)
الضوء اللامع: 8/ 175.
والرَّمي، ونَحوِ ذلك. وبرعَ، وغَزا غَير مرَّة، وحَجَّ مِرارًا، وجاورَ. وحَفِظَ الخِرَقيَّ، ومنظومَة العِزَّ المَقْدِسِي في المُفردات، وحضَر دروسَ العِزَّ الكِنَانِي، وسمعَ عَليه وعلى شَيخِنا ابنِ حَجر. وماتَ ليلةَ الاثنينِ خامسَ ربيعِ الآخِر، سَنَة ثمان وثمانينَ وثمانِ مئة. انتهى.
قلت: قد وقع اختلافٌ في اسمِهِ بينَ التَّرجمتين، فابنُ العِماد يسمَّيه عبدَ الكَريم، والسَّخاوي يُسمَّيه محمَّدًا فَلْيُنْظَر وَلْيُحَرَّر.
2364 - (ت 888 هـ): نورُ الدَّين، عليُّ بن محمَّدِ، المُناوِي، المِصْرِي، الحَنبلي، العَدْل، المشهورُ بِباهو، الإمام العالم
.
ذكره ابنُ العماد
(1)
، وقال: ولَّاهُ القاضِي بدرُ الدَّين البَغدادي العُقودَ والفُسوخَ بالديارِ المِصرِيَّة، ولم يَزَلْ إلى أيام القاضِي بدرِ الدَّين السعدِي. وتوفَّي في أيَّامه سَنَة ثمانٍ وثمانينَ وثمانِ مئة. انتهى.
وذكره السَّخاويُّ "في الضَّوء"
(2)
، فقال: هو المُناوي، عليُّ بن محمَّد بن عَبد الله، نورُ الدَّين المُناوي، ثمَّ القاهِرِي، الحَنبلي، يُعرَف بِباهو ماتَ في صَفَر، سنةَ ثمانٍ وثمانين وثمانِ مِئة، عن بضع وسِتينَ سَنة، وأسنَد وصيَّته للشَّهاب الشيشيني الحنبلي. وكانَ ساكِنًا، خيَّرًا عاقِلًا يَتَّجِرُ في السُّكَّر، ويَنتمي لبَني الجِيْعَان، وباسمِهِ أطلاب وظائِف، منه التَّصوُّف بالأشرفيَّة. حجَّ، وباشرَ عُقودَ الأنكِحَة، معَ المُحافَظَة على الجَماعة، وطِيب الكَلام. انتهى.
2365 - (ت 888 هـ): كمالُ الدَّين محمَّدُ بنُ عَليَّ بن الضَّياءِ المِصْري، الخَانِكي، الحَنبلي
.
ذكره ابن العِماد
(3)
، وقالَ: هو الإمام العلَّامَة، وهو من الخَانِكاه السرياقوسية. وكانَ يسكُنُ بالقَاهِرَة، وباشرَ عُقودَ الأنكِحةَ والفُسوخ في أيَّامِ
(1)
شذرات الذهب: 7/ 347.
(2)
الضوء اللامع: 5/ 315.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 348.
القَّاضِي عزَّ الدَّين الكِنَاني، ثم لمَّا وليَ بدرُ الدَّين السَّعدِيُّ، استَخْلَفَهُ في الحُكم، وأجلَسَهُ ببابِ البَحْر، وكانَ يميلُ إليه بالمحبَّة. وتوفَّي في أيَّامه بالقاهرة سَنةَ ثمانٍ وثمانينَ وثمانِ مئة. انتهى.
وذكره السَّخاويُّ في "الضوء"
(1)
وقال: هُو محمَّدُ بن عليَّ بن محمَّد بن أحمد بن موسى بن إبراهيمَ بنُ طُرخان، كمالُ الدَّين بن نورِ الدَّين بن شَمس الدَّين بن شِهاب الدَّين بن الضَّياء، القاهِري البحريُّ، نسبةً لبابِ البَحر الحَنبلي، ويُعرَف كسَلَفِهِ بابن الضَّياء. وُلدَ سنةَ أربعٍ وثلاثينَ وثمانِ مِئة ببابِ البَحر، ونشأ هُناك، فقرأ القُرآنَ، ومُختصرَ الخِرَقي. واشتغلَ يسيرًا في النَّحْوِ وَغَيرِهِ على الجَمَال عبدِ الله بن هِشام، وحضرَ عند القاضيَ عزَّ الدَّين الكِنَاني في الفِقه، وغَيرِهِ. وفَوَّضَ إليه عُقود الأنكِحَة وفسُوخها، بل كانَ عزمُه استنابتهُ مطلقًا فما اتَّفَق، وولَّاه بعدَه البَدرُ، واختصَّ به، لعُلوَّ هِمَّته، وكَثرةِ دُرْبَتِهِ. وكانَ يَعرِفُ طرفًا من العربيَّة، مع براعةِ الصَّناعة وانتفعَ به كأسلافِهِ أهلُ خُطَّتِهِ. ماتَ بعدَ مَرضٍ طَويل، ليلةَ السَّبت، تاسع رمضَان، سَنةَ ثَمانٍ وثَمانينَ وثمانِ مئة، ودُفِنَ بتُربَةِ سَعيد السُّعَداء. انتهى.
2366 - (ت 888 هـ): شَمسُ الدَّين محمَّدُ بنُ عُثمان، الجَزِيري، الحَنبلي، الإمَامُ العَالِم
.
ذكره ابنُ العِماد
(2)
، وقال: اشتغلَ بالعلم على القاضِي مُحِب الدَّين ابن الجُنَاق المتقدَّم ذكرُه، وعلى القَاضِي بدرِ الدَّين السَّعدِي، والعزَّ الكِنانِي، وفَضَلَ وتميَّز، وكانَ يَحْترِفُ بالشهادة، وصارَ من أعيانِ مُوَقَّعي الحُكم، وكانَ أُعجوبَةً تُوفَّي في القاهرَة، في شوَّال، سنةَ ثمانٍ وثمانينَ وثمانِ مئة. انتهى.
وذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(3)
، وقال: هُو محمَّد بنُ عُثمان بنِ حُسَين، شمسُ الدَّين الجَزِيري، بفَتح الجِيم، ثُمَّ القاهِرِيُّ الحَنبلي. وُلدَ سنةَ اثنتينِ
(1)
الضوء اللامع: 8/ 204.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 347.
(3)
الضوء اللامع: 8/ 142.
وخَمسِينَ وثمانِ مئة تقريبًا. ونشأَ، وحَفِظَ القُرآنَ، والخِرَقي، وبعضَ "المُقنِع"، ولازمَ قاضِي مذهبه البدرَ السَّعديَّ، ومَنْ قَبْلَه. وحَضَر عندَ العِزَّ، وأخذَ في الابتِداء عَنِ المُحِبَّ بن جُنَاق. وقرأَ في الأُصولِ وغَيرِها على الزَّين الإبناسي. وجلسَ مع الشُّهود، وأذِنَ له في العُقود، وبَرعَ في الفِقه والصَّناعة، وكانَ جَيَّدَ الفَهْمِ، حَسَن الإدراكِ، مَتينَ العَقْلِ، مُحِبًّا للنَّاسِ لكَثرةِ تَواضُعهِ وتَودُّدِه. وكتبَ جُزءًا في الحَيْض، أجادَهُ، وأرسلَ به إلى العَلاء المَرْدَاوِيَّ بدمشقَ، فَقَرَضَهُ وأذِنَ له، وكذا شرعَ في ترتيب فُروعِ قواعدِ ابن رجَب. ماتَ يومَ السَّبت، عاشر شعبان، سَنة ثمانٍ وثمانِينَ وثمانِ مئة. انتهى.
2367 - (ت 888 هـ): أحمدُ بنُ أبي بكر بن العِماد، الحَمَوىُّ، الحَنبلي، شهابُ الدَّين
.
ذكره ابنُ العِماد
(1)
، وقال: رحلَ في ابتداءِ أمرِهِ إلى القَاهِرَة، واشتغلَ بالعِلم على القاضِي جمالِ الدَّين بنِ هشام، ثمَّ اشتغلَ بدمشقَ على الشَّيخِ جَمالِ الدَّين يوسُف المَردَاوِىَّ، وتفقَّه على ابنِ قُنْدُس، وأَذِنَ له بالإفتاءِ، وباشَرَ نِيابَةَ الحُكم بحلب، ثمَّ قَدِمَ القاهِرَة، وأقام بها مُدَّة يحترف بالشَّهَادة، ثمَّ أتى مَدينةَ حَماة، فتوفَّي بها في شَعبان، سَنةَ ثلاثٍ وثمانينَ وثمانِ مئة. انتهى.
وذكره البَدرَانِيُّ في "المدخل"
(2)
وقال: وممَّن شرحَ "الفُروعَ" لابنِ مُفلح، الشَّيَخُ الإمامُ أحمدُ بن أبي بَكْر محمد بنِ العِماد، الحَمَويُّ، وسمَّى شَرحَه "المَقْصَد المُنجِح لفُروعِ ابنِ مُفْلِح"، وهُوَ عندي في مُجلَّد واحد ضَخْم. ولم يذكُر وفاتَه.
وذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(3)
، وقال: هو أحمدُ بنُ أبي بَكر بن محمَّد بن العِماد، شهابُ الدَّين الحَمَويُّ، الحَنبلي. قَدِمَ القاهِرَةِ شابًّا، أخذَ عن الجَمالِ بنِ هشام، والعز الحَنبلي، وغَيرِهمَا. ودخلَ الشَّامَ، فأخَذَ عن البُرهانِ
(1)
شذرات الذهب: 7/ 338.
(2)
المدخل: 437.
(3)
الضوء اللامع: 1/ 260.
ابن مُفلِح، والتَّقيَّ ابن قُنْدُس، وتميَّزَ في الحِفَظِ يَسيرًا. وقَدِمَ القَاهِرةَ، فتكسَّبَ بالشَّهادَةِ. ماتَ قريبًا من سَنةِ ثمانٍ وثمانينَ وثمانِ مئة، إن لم يكُن فِيها، وقد قاربَ الخَمسين. انتهى.
2368 - (ت 889 هـ): تقيُّ الدَّين، أبو بكر بنُ خَليل بنِ عُمَر بن السَّلم، النَّابُلُسيُّ الأصل، ثمَّ الصَّفدِيُّ الحَنبلي، المشهورُ بابن الحوائِج كَاش
.
ذكرهُ ابنُ العِماد
(1)
، وقال: هُو قاضِي مَدينةِ صَفَد وابنُ قاضِيها. اشتغل بالعِلم، ومهرَ، وباشرَ القَضاءَ بمدينةِ صَفدَ مُدَّةً، وعُزِلَ، ووَلِيَ مَرَّات. وكانَ في زمانِ عَزْلِهِ يَحتَرِفُ بالشَّهادةِ، إلى أن تُوفَّي بصَفَد، سنةَ تسعٍ وثمانِينَ وثمانِ مئة. انتهى.
2369 - (ت 889 هـ): يوسُفُ بنُ ناصِر، العُسْكري، الصَّالِحيُّ، الحَنبلي
.
ذكره ابنُ طُولون في "السُّكرْدان"، وقالَ: هو الشَّيخُ الصَّالِحُ، جَمالُ الدَّين، أبو المَحاسِن، مُؤدب الأطفال. ولدَ في حُدودِ سَنةِ خَمسينَ وثمانِ مِئة بالصَّالحية، وحَفِظَ القُرآنَ، و"مُختصرَ الخِرَقي"، و"المُلْحَة"، ثُمَّ تسبَّبَ بِدَقَّ الذَّهب، ثم تضاعفَ، فتسبَّبَ بقراءةِ الأطفال. سَمعَ من ابنِ الكَرْكِيَّ، والشَّيخِ صَفيَّ الدَّين، وغَيرِهما. سمَعتُ علَيه غالبَ الصَّحيح. وتوفَّي تاسعَ رجَب، سنةَ تسعٍ وثمانينَ وثمانِ مئة، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون. انتهى.
2370 - (ت 889 هـ): قاضِي القُضاة كمالُ الدِّين أبو الفَضل محمَّدُ بن قاضِي القُضاة بدر الدَّين أبي عَبد الله محمَّد بن قاضِي القُضاة شَرف الدَّين أبي حاتم عبد القادِرِ، الجَعْفَرِيُّ، النَّابُلُسِي، الحَنبلي، المعروفُ بابنِ قاضِي نابُلُس
.
ذكره ابنُ العِماد
(2)
، وقال: وُلدَ سَنة نيَّف وثلاثينَ وثمانِ مئة. ودأبَ وحصَّل، وسافرَ البِلادَ، وأخذَ عن المشايخِ، وأذِنَ له الشَّيخُ علاءُ الدَّين المَرْداوِي في الإفتاء، وأذِنَ له أيضًا الشَّيخُ تقيُّ الدَّين ابنُ قُنْدُس، وبرعَ في
(1)
شذرات الذهب: 7/ 348.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 348.
المَذهب، وأفتى وناظر، وباشَر القضَاءَ بنابُلُس، نيابةً عن والِده، ثمَّ باشرَ الدَّيارَ المِصرِيَّة عِوَضًا عن العِزَّ الكِناني، ثم باشرَ بيتَ المَقدِس عِوَضًا عن الشَّمسِ العُلَيْمي، ثم أُضِيفَ إليه قَضاءُ الرَّمْلَة ونابُلُسِ، ثمَّ عُزِلَ وأعيدَ مرِارًا. وكانَ له مَعرفةٌ ودُربَة بالأحكام، ثم قَطَنَ في دِمَشقَ ثلاثَ سِنين، ثم توجَّه إلى ثَغْرِ دِمْياط، فباشَرَ نِيابَةَ الحُكم، ثمَّ سافرَ منه، فوَرَدَ خَبَرُ مَوتِهِ إلى القاهِرَة بالإسكَندَرِيَّة، في سَنةِ تسعٍ وثمانين وثمانِ مئة. انتهى.
وذكره السَّخاوِيُّ في "الضَّوء"
(1)
وقال: اشتَغَل على أبيهِ، وبدمشقَ على التَّقِيَّ بن قُنْدُس، وغيره، وبالقاهِرَة على العِزَّ الكِنانِي، ونابَ عَنه ومن بعده، ونابَ بدمشقَ، ووَليَ القضاءَ ببَلدِه استقلالًا، ثمَّ قضَاءَ بَيتِ المَقدِس، وغَيرِها. ولم تُحمَدْ سِيرتُه، معَ تميُّزِه بالأَحكام، والصَّناعَة، والفَضائِل، ومُشارَكتِه، ومَزيدِ تَوَدُّدِه، وكرَمِ أصْلِه. مات في أحد عشرَ جُمادى، سَنة تِسع وثمانينَ وثمانِ مئة بالإسكندرية غريبًا. انتهى.
وقد ذكره غيرُ واحد، كصاحب "الأُنس الجليل"
(2)
والشَّطي في "مختصره"
(3)
، وغيرهما.
2371 - (ت 889 هـ): القاضِي جَمالُ الدَّين، أبو المَحاسن، يوسُفُ بنُ قاضِي القُضاة شيخِ الإسلام مُحِب الدَّين أبي الفَضل أحمد، المُتقدَّم ذكرهُ، ابن نَصرِ الله، البَغدادِيُّ الأصل، ثم المِصريُّ الحَنبلي
.
ذكره ابنُ العِماد
(4)
، وقالَ: هوَ الإمامُ العلَّامةُ، تفقَّه بوالِده وغَيرِه، وفضَلَ وبرَعَ في حَياةِ وَالِده، وشَهِدَ له بالفضل، ونزَلَ له عن تَدريسِ البَرْقُوقِيَّة، وباشرَ نِيابَةَ الحُكمِ بالدَّيارِ المِصْرِيَّة، في أيَّامِ العِزَّ الكِنانِي، ثم تركَ، واستمَّر خامِلًا إلى قُبَيل وفاتِهِ بيَسير، ففوَّضَ إليه القاضِي بدرُ الدَّين السَّعدِي نيابةَ الحُكم، فما كان
(1)
الضوء اللامع: 9/ 110.
(2)
الأنس الجليل: 2/ 268.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 76.
(4)
شذرات الذهب: 7/ 349.
إلَّا القَليل وكانَ يكتبُ على الفَتوى كتابةً جَيَّدة إلى الغَايَة، إلَّا أنه لم يكن لهُ حَظٌّ مِنَ الدُّنيا، وتوفَّي بالقاهِرَة، في أحدِ الرَّبيعَيْن، سَنةَ تِسعٍ وثَمانينَ وثمانِ مئة. انتهى.
وذكره السَّخاوِيُّ في "الضَّوء"
(1)
، وقال: هو يوسُفُ بن أحمدَ بنِ نَصْرِ الله بنِ أحمد بن محمد بن عُمَر الجَمال أبو المَحاسِن بن المُحِبّ البَغدادي، القاهِري، الحَنبلي. وُلدَ في رابعِ شَوَّال، سَنةَ تسعَ عشرةَ وثمانِ مئة بالقاهِرة. ونشأ بها في كَنَفِ أبيه وحَفِظَ القُرآنَ، و"عُمدة الأحكام"، و"الخِرَقي" و"ألفيَّة النَّحو". وعرَضَ على جَماعةٍ، كَشيخِنا ابنِ حَجَر، وقرأ عليه، وقرأ على أبيه. وغيره. وأخذ عنه الفقهَ غيرَ مَرَّة، بل ومُختَصر "الطُّوَفِي" في الأُصول، والجُرجانِيَّة في النَّحو، وعن العِزَّ بنِ عَبدِ السَّلام في الصَّرف وغَيرِهِ. وعَن ابنِ أبي الجُود في الفَرائِض والحِسَاب. وسَمِعَ على الزَّين الزَّركَشِيَّ "صحيحَ مُسلم"، في آخَرين. ودخلَ الشَّامَ غيرَ مرة، وأخذَ بها سَنةَ ثلاثٍ وسَتَّينَ وثمانِ مئة عنِ ابنِ قُنْدُس، وابنِ زيد، واللُّؤلؤي، والبُرهان البَاعُوني، وغيرِهم. وأجازَ له خَلقٌ، وأذِنَ له والِدُه في التَّدريس والإفتاءِ والعُقود والفُسوخِ والقضاء. وأذِنَ لهُ شيخُنا ابنُ حَجر في الإقراء، واستقرَّ بعدَ أبيه في تَدريس الفِقه بالمَنصُورِيَّة والبَرقُوقِيَّة، وحضَر عندَهُ فِيهما القُضاةُ والأعيانُ، وكَذا استقرَّ بعد العِزَّ الحَنبلي في المُؤَيَّدِيَّة، وفي غيرِها مِنَ الجهات. وحجَّ، وزارَ المدينةَ، ونظمَ الشَّعرَ، ودرَّس وأفتى، وحدَّث باليَسير. أخذَ عنهُ بعضُهم، وكانَ يستَحضِرُ كثيرًا من الفُروع وغيرِها. ماتَ رابع ليلةٍ مِنَ المُحرَّم، سَنة تسعٍ وثَمانين وثمانِ مئة، بمنزله من المنصُورِيَّة، ودُفِنَ عِندَ أبيه رحمه الله. انتهى.
2372 - (ت 890 هـ): محمَّد بنُ سَالم بن سَالمِ بن أحمد بن سَالِم، شَمسُ الدَّين، المَقدِسيُّ، الصَّالِحي، الحَنبلي، المعروفُ بابنِ سَالِم
.
ذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(2)
، وقال: ولدَ في رَمضان، سَنة تسعَ عشرةَ
(1)
الضوء اللامع: 10/ 299.
(2)
الضوء اللامع: 7/ 248.
وثمانِ مئة. وماتَ أبوه وهُوَ صغير. نشأ وحَفِظَ القرآنَ، وكانَ والدُه في مَرضِه استَنابَ تِلميذَهُ العِزَّ الكِنَانِيَّ في تَدريس الجَمَالِيَّة، والحَسنيَّة، والحَاكِم، وأُمَّ السُّلطان. فلمَّا ماتَ استمَّر نَائِبًا عن والدِهِ إلى أن ماتَ، مع تعاطِيه معلُومَ النَّيابَة ولم يُمَكَّنْهُ من مُباشَرتِها لقُصورِه، وعَدمِ تأهُّلِه، وإنْ ولَّاه قاضِيًا، وبعدَهُ سَاعَدهُ الشَّمسُ الأَمْشَاطِيُّ حتَّى باشَرها، معَ إمامةِ الصَّالِحية، وغَيرِها من الجِهات. وحَجَّ سنةَ ثمانٍ وثمانينَ وثمانِ مئة، وجاوَر الَّتي تَليها، وهُوَ خَيَّر قانِع، عَفيف، سَليمُ الصَّدر، مُنجَمع عن النَّاسِ، مُتواضِعٌ، له إلمامٌ بالمِيقاتِ، وشَدَّ المياكِيب، وعندَهُ منها جُملة. انتهى.
2373 - (ت 891 هـ): محمَّد بنُ محمدِ بن عَلَيَّ بن عَبد الكَافِي بن عليَّ ابن عبد الواحِد بن محمد بن صَغِيْر، كمالُ الدَّين بنُ شَمس الدَّين بن عَلاء الدَّين، القاهِريُّ، الحَنبلي، الطَّبيبُ، حَفيدُ رئيس الأطبَّاء، ويُعرَف كسَلَفِه بابنِ صَغِيْر ككَبِيْر
.
ذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(1)
، وقال: حَفظَ القُرآنَ، و"العُمدة" و"الخِرَقي"، و"ألفيَّة النَّحو"، و"الموجزَ في الطَّب"، و"اللَّمْحَة العَفِيفيَّة في الأسبَابِ والعَلامات" في الطَّب، و"فُصول أَبقراط"، وغيرها. وعَرضَ على العِزَّ بن جَمَاعَة سنةَ سِتَّ عشرةَ وثمانِ مئة، وغيرِهِ، وأجازَ له، وتَعانى الطَّبَّ، وأخذَه عن أبيه، والعِزَّ بن جَماعة، وتميَّز به بحيثُ تدرَّبَ به جَماعةٌ، وشاركَ في بَعضِ الفضائِل، وعالجَ المرضَى دهرًا، واستقرَّ في نَوْبَة بالبيمارِستان، وتُربة بَرْقُوق. وحجَّ غيرَ مرَّة، وجاورَ. ماتَ في صَفَر، سَنةَ إحدى وتِسعينَ وثمانِ مئة. انتهى.
2374 - (ت 891 هـ): أحمدُ بن محمد بن خالِد بن مُوسى، الحِمصِيُّ، الحَنبلي
.
(1)
الضوء اللامع: 9/ 150.
ذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(1)
، وقال: يُعرفُ بابن زَهْرَة، وليَ قضاءَ الحَنابِلة ببلَدِه، وقَدِمَ القاهِرَة، فنابَ عن قاضِيها العِزَّ الكِناني. انتهى.
وذكره جارُ الله بنُ فَهد في "ذيله على الضَّوء"، وقال: قال مُحيي الدَّين النُّعَيمي مُؤَرَّخُ دمشقَ: إنَّه ولدَ في سادسِ عِشري رمَضان، سَنة ثلاثَ عشرةَ وثمانِ مئة. وتوفَّي سَنة إحدى وتِسعينَ وثمانِ مئة. انتهى.
2375 - (ت 891 هـ): محمَّد بنُ عَبد الله بنِ محمَّد بن عَبد الله بن يوسُفَ بن هِشَام، الأنصارِيُّ، أبو عَبد الله المُحِبُّ
.
أخو محمَّد بن عَبد الله الفَتح بن المُحِب، اتَّفقا في الاسمِ، وهذا هُو الأكبر، قاله السَّخاويُّ في "الضوء"
(2)
، وقال: إنَّه ولد سَنة تِسعين وسَبع مئة، ونشأ فحفظَ القُرآن، و"المحرَّر"، وسمع على أخيه "خَتْمَ البُخارِيَّ" بالظَّاهِرِيَّة، بل سَمعَ منه قبلَ ذلك سَنة خَمسٍ وأربَعين وثمانِ مئة، عن ابنِ ناظِر الصَّاحِبَة، وابنِ الطَّحَّان، وابن بَرْدس. وتكسَّب بالشَّهادةِ، وكانَ مُنجمعًا، ساكنًا، جيَّدَ الكِتابَةِ، خطَبَ بالزَّيْنيَّة بعدَ أبيه، فإنَّها مع تَدريس الفَخْرِيَّة قُرَّرَتْ بينَه وبين أخِيه محمَّد بن عَبد الله الفَتح. تُوفي سنةَ إحدى وتِسعينَ وثمانِ مئة. انتهى.
2376 - (ت 891 هـ): قاضِي القُضاة شهابُ الدين، أحمدُ بن عَبد الكَريم ابنِ محمَّد بن عُبادَة، السَّعديُّ، الأَنصارِيُّ، الدَّمشقي، الصَّالحي، الحَنبلي
.
ذكره ابنُ العِماد
(3)
، وقال: كانَ صَدرًا رئيسًا من رُؤساءِ دمشقَ، وهو من بَيتِ علمٍ ورِئاسَة، وتَقَدَّم ذكرُ أسلافِه، وليَ قضاءَ دِمشق عن البُرهانِ بن مُفْلِح، ولم تَطُل مُدَّتُه، ثم عُزِلَ، فلمْ يَلتَفِتْ إلى المَنصِب بعدَ ذلِك، واستمرَّ في مَنزِلِه بالصَّالحيَّة مُعظَّمًا، وكانَ عندَه سَخاءٌ، وحُسنُ لِقاءٍ، وإكرامٌ لمَنْ يَردُّ عليه.
(1)
الضوء اللامع: 2/ 178، وفيه: أحمد بن محمد بن محمد بن خالد، كما سيأتي برقم (2499)، وفيات (901)، وانظر رقم (2304).
(2)
الضوء اللامع: 8/ 108.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 350.
وتوفَّي بمكَّةَ المُشرَّفةَ يومَ الخَميس، ثالث شعبان، سَنةَ إحدَى وتِسعينَ وثمانِ مئة، ودُفنَ بالمَعْلاة. انتهى.
وذكره السَّخاوي في "الضَّوء"
(1)
، وقال: نشأَ خطيبًا، ووَليَ قضاءَ الحَنابِلَة بدمشق كجَدَّه وعمَّه، وذلِكَ بعدَ صَرفِ البُرهانِ بنِ مُفْلِح، فدامَ قليلًا، ثمَّ صُرِفَ به أيضًا وعَرضَ له ضَرَبان في رِجْلَيه، وانقطَعَ به مُدَّةً، وسافرَ لمكَّةَ، وجاورَ بها حتَّى ماتَ في شعبان، سَنة إحدى وتِسعينَ وثمانِ مئة. انتهى.
2377 - (ت 891 هـ): عبدُ اللَّطيفِ بنُ عَبد القادِر بنِ عَبد اللَّطيف، الحَسَني، الفاسِيُّ الأصل، المكَّي، الحَنبلي
.
ذكره السَّخاوي في "الضوء"
(2)
، وقال: سمعَ منَّي بالمَدينةِ، وسمعَ من غَيري. وماتَ في شوَّال، سَنةَ إحدى وتِسعين وثمانِ مئة. انتهى.
2378 - (ت 891 هـ): القاضِي شِهابُ الدَّين أحمدُ بنُ أبي بكر بنُ قدامَة، المَقدسيُّ الأصل، الدَّمشقِيُّ، الصَّالِحي، الحَنبلي، المشهورُ بابن زريق
.
ذكره ابنُ العِماد
(3)
، وقال: تقدم ذكرُ أسلافِهِ، وكانَ من أهلِ الفَضْلِ، إمامًا عالِمًا، بارعًا في الفَرائِضِ. أذِنَ له الشَّيخُ تقي الدَّين بن قُنْدُس بالتَّدريس والإفتاء. وتوفَّي ثامنَ ذي الحجة، سَنة إحدى وتِسعين وثمانِ مئة بدمشق. انتهى.
وذكره السَّخاوي في "الضوء"
(4)
، وقال: ولد سَنةَ ثلاثينَ وثمانِ مئة، بصَالِحيَّة دِمشق، ونشأ بها، وحَفِظَ القرآنَ عند إسماعيل العَجْلوني، و"تجريد العِناية" لابن الحَاجَّ، واشتغلَ في الفِقه والعربيَّةِ عند التَّقِيَّ بن قُندُس، وأَذِنَ له بالإفتاء والتَّدريس. ويُذكر بالشَّجاعةِ والإقدام، وغير ذلك، ولكنَّه سقطَ عن
(1)
الضوء اللامع: 1/ 353.
(2)
الضوء اللامع: 4/ 329.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 351.
(4)
الضوء اللامع: 1/ 255.
فرسٍ، فعجزَ عن المَشْي، فكانَ لا يمشي إلَّا بعُكَّازَيْن. وسمعَ، وحدَّث باليَسير. وماتَ بدمشقَ، ليلةَ الثلاثاء، ثامن ذي الحجة، سَنَة إحدى وتِسعِينَ وثمان مئة، ودُفنَ عند أقارِبه. أرَّخه اللَّبُّودي. انتهى.
وذكره ابنُ عبد الهادي
(1)
، وقال: إنه وضع كتابًا في "الوقف".
2379 - (ت 891 هـ): أبو بَكْر بنُ أحمد بنِ عليَّ بن شَرف، زَينُ الدَّين، الحَنبلي، المِيقَاتِيُّ، أحدُ الشُّهود بحانوتِهم بالجَلْوانِيَّين
.
ذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(2)
، وقال: ولدَ سنةَ ثمانٍ وثمانينَ وسَبع مئة، وماتَ سَنة إحدى وتِسعين وثمانِ مئة. وذكره أيضًا في الكُنى، وقال: أبو بكر المِيقَاتِي الحنبلي، المعروفُ بابنِ شَرَف. أحدُ صُوفيَّةِ الحَنابِلة بالأشرفِيَّة برسباي، والمُباشِرينَ للمِيقَات بالمَنصُورِيَّة. سمعَ على ابن ناظِرِ الصَّاحِبَة، وابنِ الطَّحَّان، والعَلاءِ بن بَرْدِس، بحَضْرَةِ القاضِي البَدر البَغدادِي الحَنبلي، وكانِ مِمن اختصَّ به. انتهى.
2380 - (ت 892 هـ): جمالُ الدَّين يوسُف بنُ محمَّد الكفرسَبي، الحَنبلي
.
ذكره ابنُ العِماد
(3)
، وقال: هو الفَقيهُ الصَّالحُ، كانَ من أهلِ الفَضْلِ، ومن أَخِصَّاءِ الشَّيخِ عَلاءِ الدَّين المَرْداوِيَّ، وقد أسندَ وصيَّته إليه عندَ موتِهِ، وتوفَّي بدمشقَ، سنةَ اثنتينِ وتسعينَ وثمان مئة. انتهى.
وذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(4)
، وقال: هو يوسُفُ بن محمَّد بن محمد الكفرسبي، ثم الدَّمشقِي، الصَّالحي، الحَنبلي. أخذَ الفقَه عن التَّقيَّ بن قُنْدُس، وكمل تفقُّهُهُ بتلمِيذِه العَلاءِ المَرْداوِيَّ. وسمعَ معي لمَّا كتَب بدمشقَ تبعًا لشَيخِه التَّقيَّ. انتهى.
(1)
الجوهر المنضَّد: 8.
(2)
الضوء اللامع: 11/ 21، 101.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 354.
(4)
الضوء اللامع: 10/ 330.
2381 - (ت 892 هـ): حسنُ بن عُمر بن مُفلِح
.
ذكره ابنُ حميد في "السحب"
(1)
، فقال: ذكَره الأكمل بن مُفْلِح في صُورة مكاتَبة، وقالَ منها: كتبَ إليَّ ابنُ العَمَّ، الشَّاب الصَّالحُ، الفاضِلُ، زَينُ الدَّين، أبو محمَّد، وأبو عليَّ حسَنُ بن المَرحُوم القاضِي عُمرَ بن مُفلِح الحَنبلي، أحدُ كتَّابِ مَحكَمة قَناةِ العوني بدمشقَ أعزَّهُ الله، في سَنة إحدى وتِسعينَ وثمانِ مئة. انتهى.
2382 - (ت 892 هـ): زَينبُ ابنةُ النور عليَّ بن الشَّهاب أحمد بن أبي بَكْر بن خالِد البدرسي، ويُعرَفُ أبوها بابنِ الإمام، الحَنبليَّة
.
ذكرها السَّخاويُّ في "الضوء"
(2)
، وقال: حَجَّت معَ أبيها، ومع زَوجها البَدر السَّعدِي. وماتَتْ في ذي الحجة، سَنة اثنتين وتسعين وثمانِ مئة، عن أكثر من خَمسِينَ سَنة. وكانَتْ مُدبَّرةً، عاقلةَ، صابرةً، قانعةً، عَفِيفَة. انتهى.
2383 - (ت 893 هـ): فَخرُ الدَّين، عُثمانُ بنُ عَليَّ التَّلِيْلِيُّ، الحَنبلي
.
ذكره ابنُ العِماد
(3)
، وقال: هُو الإمامُ العلَّامة، الخَطيبُ، أخذَ الحَديثَ عن الحافظِ ابنِ حَجَر، والفِقهَ عن الشَّيخِ عبدِ الرَّحمن أبي شَعْر. ووَليَ الإمامةَ والخَطابةَ بجامعِ الحَنابلة بصَالِحيَّةِ دمشقَ مُدَّةً تزيدُ على سِتَّين سَنة. وكانَ صَالِحًا، مُعتقدًا. توفَّي يومَ الجُمعة، سابع عِشري شَعبان، سَنةَ اثنتين وتِسعِين وثمانِ مئة ودُفِنَ بالرَّوضَة، وله سَبعٌ وتِسعون سَنة. وكانَ لجَنازَتِهِ يومٌ مشهود. انتهى.
وذكره السَّخاوي في "الضَّوء"
(4)
، وقال: هو عثمانُ بنُ عليَّ بن إبراهيم، الفَخرُ التَّلِيْلِيُّ، الدَّمشقي، الصَّالحي، الحَنبلي. وُلدَ على رأسِ القَرن، وسمعَ
(1)
السحب الوابلة: 1/ 358.
(2)
الضوء اللامع: 12/ 44.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 352.
(4)
الضوء اللامع: 5/ 133.
على عبدِ القادرِ الأُرمَوِيَّ "النسائي"، وحدَّث. سمعَ منه بعضهم، وأمَّ بجامِع الحَنابِلة بالسَّفْح، وعلَّم وخطَب به، وهُوَ ممَّن لازمَ أبا شَعر، واختصَّ به، ثم بابنِ قُنْدُس، وغيرِهما. وحَجَّ وجاورَ، وكانَ فَقِيهًا، غاية في الوَرع والزُّهد. ودرَّسَ وأفاد، مع التجرُّدِ للعِبادةِ مِن تلاوةٍ وقيامٍ، حتَّى فاق في ذلكَ كلَّه. وتجلَّد له، مع كبر سِنَّه. ماتَ في سَنةِ ثلاثٍ وتِسعينَ وثمانِ مئة. وكان له مَشهدٌ عَظيم، والثَّناءُ علَيه مُستَفيض. انتهى.
وذكره ابنُ عبد الهادي
(1)
.
2384 - (ت 893 هـ): محمَّد بنُ أحمد بنِ عليَّ بن محمود بن نَجْم بن ظَاعِن بنِ دغير، شَمسُ الدَّين، الهِلالي، الشَّيْحِيُّ، الحَمَويُّ، ثم الدَّمشقي، الحَنبلي، المُقرئ، المعروفُ بابنِ الخَدِرِ وبإمام قانم
.
ذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(2)
، وقال: ولدَ سَنةَ عشر وثمانِ مئة بالشَّيح بالحَاءِ المُهمَلَة مِنْ حلَب وانتقَل إلى حَماةَ، فحفِظَ القُرآنَ، وكُتبًا، وأخذَ الفِقه عن البُرهان بن البُجْلَاق، وناصرِ الدَّين اليُوْنِيني البَعْلِيَّيْن، وغيرِهما. واعتَنَى بالقراءات، فأخذها عن غَيرِ واحدٍ بعدَّةِ أماكن، وسمعَ على العَلاء بن بَرْدِس، والشمسِ بن الأشقر الحَمَوي، وغَيرِهما. وحَجَّ وجاورَ، وزارَ بيتَ المَقْدِس، ودخلَ الرُّومَ والقاهِرةَ مِرارًا، ثم استوطَنَها، وأمَّ فيها، وتصدَّر، وأقرأ. فأخذَ عنه جَماعةٌ، منهم الشَّمسُ النُّوبِيُّ، وغَيرُه. ووَلِيَ بعضَ التَّداريسِ بجامع بَنِي أُميَّة، ونابَ في القَضاء عنِ البُرهانِ بنِ مُفْلِح، ثم انفَصَل عن القاهِرَة، ودخلَ الشَّامَ، فنابَ بدمشقَ عن النَّجمِ ولد البُرهان. وكان مُستَحضِرًا للقراآتِ، مُشاركًا في غَيرها. وماتَ سنةَ ثلاثٍ وتِسعين وثمانِ مئة. انتهى.
2385 - (ت 893 هـ): عبدُ الرَّحمنِ بنُ أحمد بن حَسَن بن داود بن سَالِم بن مَعَالِي، مُوَفَّقُ الدَّين، أبو ذَرّ بن شِهاب الدَّين، العَبَّاسي، الحَمَوي، الدمشقي، الحَنبلي
.
(1)
الجوهر المنضَّد: 80.
(2)
الضوء اللامع: 7/ 21.
ذكره السَّخاويُّ في "الضوء"
(1)
، وقال: يُعرَف بموفَّق الدَّين العَبَّاسِي. وُلدَ سَنَةَ إحدى وثَلاثينَ وثمانِ مئة بحماةَ، ونشأ بها، وحَفِظَ القُرآنَ، و"المُحرَّر" في فقه الحنابلة، وألفِيَّتَي النَّحو والحَديث، و"الشذور". وعَرضَ على جَماعةٍ، واشتغلَ في العَربيَّة والفِقه على الشَّمس محمَّدِ بن خَليل الحَمَوي الحَنبلي، وكَذا في الفِقه على غَيرِه. ونابَ عن أبيه في قَضاءِ حَماة، ثم استقَلَّ به حينَ كُفَّ، وذلك بعد السَّتَّين، ولكنَّه لم يُباشِرْهُ، ثُمَّ تركَه لولَدِهِ الأكبر أبي الفَضل محمَّد، واستقرَّ هو في نَظَرِ الجَيْش بدمشقَ، سنةَ تسعٍ وسَبعين، ثم انفصَلَ عنه بالشَّهاب ابنِ النَّابُلُسِي، في صَفَر، سَنةَ ثمانينَ، ثم أُعيدَ إليه سنة اثنتين وثمانين، ثم انفَصَل بالشَّهاب ابنِ الفُرْفُور، سَنة سِتًّ وثَمانِين، ثم وليَ كِتابةَ سِرَّها سنةَ تِسعين، بعد النَّجَم ابنِ الخَيضَري، ثم انفصل عنها سَنة اثنتينِ وتِسعين، بأمينِ الدَّين الحُسْبَانِي، وأُعيدَ لنظَرِ الجَيشِ بعد وفَاةِ عَبدِ القادرِ الغزَّاوي، مُستَهلَّ ربيعِ الأوَّل، سنةَ ثلاثٍ وتِسعين وثمانِ مئة، ثم أُضيفت كِتابةُ السَّر لولَدِهِ حينَ وصَل صاحبُ التَّرجمةِ القاهِرةَ، ورجَعَ لبلَدِهِ فتوعَّكَ في توجُّهِهِ، ولم يلبَثْ أن ماتَ، في عاشر رَمضان، سَنة ثلاث وتِسعينَ وثمانِ مئة. انتهى.
2386 - (ت 894 هـ): شَمسُ الدَّين، محمَّدُ بنُ شِهاب الدَّين أحمدُ بنُ عِزَّ الدَّين عَبد العزيز، المَرْدَاوِي، الحنبليُّ، الأصيل العَريق، سَليلُ الأعلام
.
ترجمَه ابنُ العِماد
(2)
وقال: كانَ من فُضَلاءِ الحَنابِلة، بارعًا في الفرائِض، مُستَحضِرًا في الفِقه وأصُوله، والحَديثِ، والنَّحوِ، حافظًا لكتابِ الله تعالَى. أذِنَ لَهُ الشَّيخُ تقيُّ الدين بنُ قُنْدُس، والشَّيخُ علاءُ الدَّين المَرْداوِي، والبُرهانُ بنُ مُفْلِح بالإفتاءِ والتَّدريسِ. وولِيَ القضَاءَ ببَلَدِه مَرْدَا مُدَّةً. وتوفَّي بصَالِحيَّة دمشقَ، يومَ الخَميسِ، ثالث عَشَر ذي القَعْدَة، سَنةَ أربعٍ وتِسعينَ وثمان مئة. ودُفنَ بالرَّوضَة، إلى جانِبِ القاضِي عَلاءِ الدَّين المَرْداوِي من جِهَةِ القِبلَة. انتهى.
2387 - (ت 894 هـ): القاضِي مُحبُّ الدَّين، أبو اليُسر
، محمَّد بنُ
(1)
الضوء اللامع: 4/ 49.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 356.
الشَّيخ فَتح الدَّين محمَّدِ بن الجَلِيس المِصْرِي، الحَنبلي.
ذكره ابنُ العِماد
(1)
، وقال: وُلدَ في حُدودِ سَنةِ عِشرينَ وثمانِ مئة ظَنًّا. وكانَ والدهُ من أعيانِ الحَنابِلَةِ بمصر، وهو قَد كانَ من أخِصَّاءِ القاضِي بدر الدَّين البَغدادي. وكانَ في ابتداءِ أمرِهِ يَتَّجِرُ، ثمَّ احترَفَ بالشَّهادة، وجلَسَ فِي خِدمَةِ نُورِ الدَّين الشَّيشِيني، المتقدَّمُ ذِكرهُ. وحفظ "مُختصَر الخِرَفي"، وقرأ على العِزَّ الكِنَانِي وغَيرِهِ. وأَذِنَ لهُ القاضِي عِزُّ الدَّين المذكُور في العُقودِ والفُسوخ، ثم اسْتَخْلَفَهُ في الحُكمِ، واستمرَّ على ذلِكَ إلى أن توفَّي في أحد الرَّبيعَيْن، سَنة أربعٍ وتِسعينَ وثمانِ مئة. انتهى.
وذكره السَّخاوِيُّ في "الضَّوء"
(2)
، وقال: هو محمدُ بنُ محمد بنِ محمد محبُّ الدَّين بنُ شمسِ الدَّين، القاهِريُّ، الحَنبلي، المعروفُ بابن الجَليس. حَفِظَ القُرآن وَ"الخِرَقي"، ولازمَ دروسَ المُحبَّ بن نَصرِ الله، وقرأ عليه، وعلى العِزَّ الكِنَاني قبلَ وِلايَته في الفِقه، وهو الَّذي استَنابَه، وعلى البونتيجي، والبُرهَان الصَّالحي، وغَيرِهم. وتنزل في الجِهاتِ، وحَجَّ، وحرَّك الخطيبَ ابنَ أبي عُمر حتَّى كادَ أن يتم أمرُه بعَزْلِ شَيخِه العِزَّ الكِناني فما أُسعِدَا. ماتَ في جُمادى الأولى، سَنةَ أربعٍ وتسعين وثمانِ مئة، عن بِضعٍ وسَبعينَ سَنة. انتهى.
2388 - (ت 894 هـ): عُثمانُ بنُ فضِل الله بنِ نَصرِ الله، فخرُ الدَّين بنُ زَين الدَّين، البَغدادِيُّ، الحَنبلي، شيخُ الخَرُّوبيَّة بالجِيْزَة
.
ذكره السَّخاوي في "الضَّوء"
(3)
، وقال: ولدَ في صَفَر، سنةَ ثلاثَ عشرةَ وثمانِ مئة. وأجازَ لهُ جَماعةٌ، واستقرَّ في المَشْيَخَة بعدَ أبيه، وسمعَ بها على ابنِ ناظِر الصَّاحِبَة، والعَلاءِ بن بَرْدِس، وابنِ الطَّحَّان. ولم تَزَلْ المَشيخَةُ معه إلى أن رغبَ عنها بأَخَرة شركة بينَ ابن طَه وغَيرِه. واسْتَناباهُ فِيها، وجَلَسَ شاهِدًا بحَانُوتِ الحَلْوَانِيَّينَ، وسيرَتُه غيرُ مَرضيَّة، وأُصوله سَاداتٌ أئمَّة. ماتَ سَنةَ أربعٍ
(1)
شذرات الذهب: 7/ 356 - 357.
(2)
الضوء اللامع: 10/ 14.
(3)
الضوء اللامع: 5/ 135.
وتِسعينَ وثمانِ مئة. انتهى.
2389 - (ت 894 هـ): أحمدُ بن محمَّدِ بن بارِز، وأصلُه مُبارِز، فغَيَّرهُ النَّاسُ في الشُّهرة، المَرداوِيُّ الأصلِ، الصَّالحيُّ، الحَنبليُّ، الشَّهيرُ بالخَيرِ والزُّهدِ، المُعْتَقِد، شِهابُ الدَّين، أبو العبَّاس
.
ذكره ابنُ طُولونَ في "السُّكردان"، وقال: حَفِظَ القُرآنَ، وَاشتغَلَ، وأخذَ عن عِدَّةِ مشايخ، منهم: أبو الفَرَج بنُ الحبَّال، ولازَمَه كثيرًا، وقرأ علَيه، وعلى أخيهِ شِهابِ الدَّين التَّقيَّ بنِ قُنْدُس. وتوفي مُستَهَلَّ رجَب، سَنةَ أربعٍ وتِسعينَ وثمانِ مئة تقريبًا، وقد جاوزَ السَّبعينَ، ودُفِنَ بسفْح قاسِيُون. انتهى.
2390 - (ت 894 هـ): أحمدُ بنُ عَبد العَزيز بن محمد بنِ عَبد الرَّحمن بن أبي بَكر، شِهابُ الدَّين، الجوجري الأصل، القاهِريُّ الحَنبليُّ، أخو الجَمال عبد الله بن هِشام لأمَّه، ولذا يُعرَفُ بابنِ هِشام، بل انتسَبَ أنصاريًّا
.
ذكره السَّخاوي في "الضَّوء"
(1)
، وقال: وُلِدَ سنةَ إحدى وثلاثينَ وثمانِ مئة، وحَضَر دروسَ أخيه، واختَصَّ بابن الأهناسي، وتقرَّب من قاضِي الحَنابِلَة العِزَّ حتَّى زوَّجَهُ ابنَتَهُ، واستَنابَهُ في القَضاء، وحجَّ غيرَ مرَّة، وجاورَ، سنةَ ثلاثٍ وتِسعينَ وثمانِ مئة بجماعته. انتهى المُراد من ذلك.
2391 - (ت 895 هـ): قاضِي القُضاة، عَبدُ الرَّحمن بنُ الكازروني، الحَنبلي
.
ذكره ابنُ العِماد
(2)
، وقالَ: هو الإمامُ العلَّامةُ، المُقرِئ، المُحَدَّثُ. كانَ من أهلِ العِلمِ ومشايخِ القِراءَةِ، وله سَندٌ عالٍ في الحَديثِ الشَّريف. وليَ قُضاء حَماة مُدَّة طَويلةً، ووقعَ له العَزْلُ والوِلايةُ، وكانَتْ سيرَتهُ حَسنةً، وللناسِ فيه اعتِقادٌ. توفَّي بحماةَ، سَنةَ خمسٍ وتِسعينَ وثمانِ مئة. وقَد جَاوزَ الثَّمانِين. انتهى.
(1)
الضوء اللامع: 1/ 349.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 357.
- (ت 895 هـ): محمَّد بن محمدِ، المَنصُورِيُّ، يأتي سَنةَ سِتًّ وتِسعينَ وثَمانِ مئة. [انظر: 2393].
2392 - (ت 895 هـ): أحمدُ بن حَسَن بن أحمد بن حَسَن بن أحمد بن عَبد الهادِي الحَنبلي
.
ذكره ابنُ طولُون في كِتاب "السُّكردان"، وقال: هو شيخُنا، الشَّيخُ الإمامُ، المُتقِنُ المُفيد، العالِمُ، الزَّاهِدُ، العلَّامةُ، شِهابُ الدَّين، أبو العبَّاس، الشَّهيرُ بابنِ المِبْرَد. حَفِظ القُرآنَ، وحصَّلَ، واشتغلَ على عدَّةِ مشايخ وهُوَ صَغير بإفادَةِ أخيه الجَمَال يوسُف، منهم والدُه والنَّظَامُ بنُ مُفلِح، وأبو عَبد الله بن الصَّفِيَّ، والبُرهانُ العَجلُوني، وغيرُهم. ولازمَ الشَّمسَ محمدَ بن محمدِ بن عليًّ بنِ مُفَرَّج السَّيليَّ، الحَنبليَّ، وأخذَ عنه عِلمَ الفرائِض، وأجازَه بالإفتاءِ والتَّدريس، وأجازَ له ابنُ البُقْسَمَاطِيُّ وابنُ مُقْبِل، وسِتُّ العُلماء، وغيرُهم ومهرَ في عِدَّةٍ مِنَ العُلوم، كالحَديثِ، والفِقهِ، والفَرائِضِ، والنَّحو. وصَنَّفَ "شَرحًا على الخِرَقي"، بقي منه اليَسير لم يُكَمَّله، وألغازًا في الفرائض سَمَّاها "الفَحْص الغَويصِ في حَلَّ مسائِلِ العَويص"، وكتابًا في "المحبَّة والمُتحابَّين في الله"، وكتاب "الحِصْن الكَبير المُحكم البِناء المُنجي من كُلَّ شِدَّةٍ وخَوفٍ وعَناء"، وكتاب "التَّرشيح في فَضل التَّسبيح"، وكتاب "الاستغفار وفضله"، وكتاب "الزَّهر الفائِق في الدُّعاءِ والرَّقائق"، وكتاب "السَّحَر في وُجوبِ صَوم يومِ الغَيم والقَتر"، و"مُقدَّمة في الفرائِض"، و"جزء في أخبارِ بشر الحافي"، وخرَّج لنفسِه أربعينَ حديثًا عن أربعينَ شَيخًا، وشَرح "المُلحَة" شرحًا مُطوَّلًا. ولهُ نظمٌ حَسن، ولكنَّه قليلٌ. ولم يُعَمَّر إلَّا نحو أربعينَ سَنة. توفَّي يومَ الأحد، سَابع عَشَر رجَب، سَنةَ خمسٍ وتسعِينَ وثمانِ مئة. وكانتْ له جنازة حافِلَة، ودُفِنَ بالرَّوضَة، عندَ رأسِ الشَّيخِ مُوَفَّقِ الدَّين بن قُدامة. انتهى.
وذكره ابنُ عَبد الهادِي
(1)
.
(1)
الجوهر المنضَّد: 9.
2393 - (ت 896 هـ): أمينُ الدَّين أبو اليُمن محمد بن مُحبَّ الدَّين أبي اليُسر محمد، المَنصُوريُّ، المِصرِيُّ، الحَنبلي
.
ذكره ابنُ العِماد، وقال
(1)
: اشتغلَ في ابتداءِ أمره على جَمالِ الدَّين بنِ هِشَام، واحترَف بالشَّهادة، وأذِنَ له البدرُ البغدادِيُّ في العُقود والفُسوخ، وكذا العِزُّ الكِنَاني، ثم فَوَّضَ إليه نيابةَ الحُكم، فباشرَ في أيَّامِهِ مُدَّةً طويلةً، ثم استمرَّ على ما هُوَ عَلَيه في أيام البَدرِ السَّعديَّ، وكانَ يُباشِرُ على أوقافِ الحَنابِلَة، وعندَهُ استحضارٌ في الفِقْه، وخَطُّه حَسَنٌ، وله معرِفةٌ تامَّة بمُصطَلحِ القَضاء والشَّهادة، وكانَ يُلازِمُ مجالسَ الأُمراءِ بالدَّيارِ المِصْرِيَّة لفَصْلِ الحُكوماتِ. وتوفَّي بالقاهِرَة في أواخرِ سَنةِ خمسٍ وتِسعينَ وثمانِ مئة. انتهى.
وذكره السَّخاوِيُّ في "الضَّوء"
(2)
، وقال: هو محمدُ بنُ محمدِ بن محمدِ بن علي، أمينُ الدَّين، المَنصُوريُّ، الحَنبلي، يُعرَف بأمينِ الدَّين بنِ الحكَّاك. وُلِدَ سنةَ خمسٍ وثلاثينَ وثمانِ مئة تقريبًا، وسمعَ وهُو صَغير على ابن بَرْدِس، وابنِ الطَّحَّان، والمُحِبَّ بن نَصْرِ الله، ورُبَّما كان يُجلِسُه حينَ السَّماع على فَخذِهِ، وحَفِظَ "المُقنِعَ" في الفِقه، و"مُختصَر الطُّوفِي" في الأصول، و"ألفية ابنِ مالك". وأخذَ الفِقهَ عن ابنِ الرَّزَّاز، والبَدرِ البَغدادِيَّ، والعز الكِنَانيَّ، واستَنَابَهُ، وذلكَ بعدَ أن تكسَّبَ بالشَّهادَة والتَّوقيعِ، وتميَّز فيها، وتنزَّلَ في الجِهاتِ، ورجَّحه قاضيهم البدر غيرَ مرَّة في الفَهْم والفُروع على سائِر جماعَتِهِ، مع اسْتحضارٍ وتَودُّدٍ وأدبٍ وهَيئةٍ، وخبرة وحِشمَة، توفَّي في صَفَر، سنةَ سِتًّ وتِسعينَ وثمانِ مئة. انتهى.
2394 - (ت 896 هـ): عبدُ الله بنُ زَيد بنِ أبي بَكْر بنِ عُمَر بن محمود، الحَسَني، الجُرَاعِيُّ، الصَّالِحي، الحنبلي
.
ذكره ابنُ طُولون في "سُكردانه"، وقال: هُوَ الشَّيخُ العالمُ، المُفيد البارعُ، الفَصيحُ، جَمالُ الدَّين، أبو محمد، وأبو مُوفَّق بن شِهاب الدَّين. حَفِظَ القُرآنَ،
(1)
شذرات الذهب: 7/ 357.
(2)
الضوء اللامع: 9/ 262.
واشتغلَ، وحصَّلَ، وبرعَ، وتصدَّى للإقراءِ بمدرسة الشَّيخِ أبي عُمر، ثم تسبَّب بالشَّهادةِ معَ ذلك، ومهَرَ فيها، حتَّى صارَ من عُدولِ دمشقَ المُشارِ إليهم. وسمعَ على الشَّهاب ابنِ زَيْد، وغَيرِه. وأجازَ له خَلقٌ، منهم: صالحُ بن عمر البُلْقِيني. ولازمَ المَحلَّي ويحيى بن محمد الأَقْصَرَائِيَّ، ومحمد بن محمد البُقْسَمَاطِيَّ، ومحمد بن أبي بكر بن مَحبُوب، وابنَ ناظِرِ الصَّاحبة، وأسعدَ بن عليَّ بن مُنَجَّا، وغيرَهُم. وتوفَّي قَتيلًا، سنةَ سِتًّ وتِسعينَ وثمانِ مئة. انتهى من ترجَمةٍ حافلة.
2395 - (ت 896 هـ): قاسِمُ بن أحمد بن أحمد بن عليَّ بن أبي ذَرًّ، الحَنبلي
.
ذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"، وقال: ماتَ في رَجَب، سَنةَ سِتًّ وتِسعينَ وثمانِ مئة، بعدَ رُجوعِهِ من القاهِرَة لِبلادِه، فكانَ قدومُه في أوائِلها، واشتغلَ عن الاجتِماعِ بي في ضَعْفه، وهو ممَّن جاوزَ الثَّلاثين سَنة. انتهى.
2396 - (ت 896 هـ): محمدُ بن محمدِ بنِ عليَّ بن محمد، شَمسُ الدَّين، المِصري، ثم المَكَّي، التَّاجرُ، الحَنبلي، ابن القاضِي نورِ الدَّين عليَّ بن خَليل الحِكْرِيُّ الحَنبلي، يُعرف بزَيت حار
.
ذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(1)
، وقال: وُلدَ في ثامنِ المُحرَّم، سنةَ أربعٍ وعِشرينَ وثمان مئة، بمصر. وتحوَّلَ مع أبيه وهو ابنُ خَمس سِنينَ إلى مكَّة، فأقامَ بها حتَّى رجعَ إلى القاهِرَة، معَ خالِهِ البَدرِ محمد الحِكْريَّ، واستمرَّ معه، وحَفِظَ القُرآن، وَأقرأَهُ في "الخِرَقي"، وتنزَّل في البَرقُوقِيَّة، فلمَّا ماتَ خاله، سَنة ثلاثٍ وثلاثينَ وثمانِ مئة، عادَ إلى مكَّةَ معَ أبيه، فقَطَنها، وخرجَ منها سَنة خَمسٍ وتِسعينَ وثمانِ مئة مَطلوبًا، وأُودِعَ حَبس أولي الجَرائِم، حتَّى بذَل وأُطلِقَ، وعادَ إلى بَلدِهِ ولم يَفُتْه الحجُّ في طُول المُدَّة، إلَّا فيها. وكانَ كثيرَ الطَّوافِ والتَّلاوة.
2397 - (ت 896 هـ): محمدُ بن محمدِ بن عليَّ بن هاشِم بن مَنصُور
،
(1)
الضوء اللامع: 9/ 163.
رَضيُّ الدَّين، أبو بَكْر بنِ الظَّهِير الحُسَيْني، المُوسَويُّ، الحَلبي، الحنبلي، يُعرَف بابن مَنصُور.
ذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(1)
، وقال: وُلدَ في عاشرِ صَفَر، سنةَ ثلاثٍ وسِتَّين وثمانِ مئة بحلبَ، ونشَأ بها، فاشتَغلَ، وطلَبَ الحَديثَ، وأخذَ عن أبي ذَرًّ، والبِقَاعِيَّ، والخَيْضَري، ولازَمَه سيما بالقاهِرَة. وتردَّد لمَنْ تجدَّد من المُسمِعينَ كالبَهاء المشهدي، والكَمالِ بنِ أبي شَريف، والسنباطي، وغَيرِهم. وقرأ على أبي السُّعود الغرافي، وعَبدِ الغَني بن السنباطِي، وغَيرِهم. وكانَ قدومُه القاهرةَ سنةَ سبعٍ وثمانينَ وثمانِ مئة. ووَليَ كتابةَ سِر حَلَب، ونظرَ جيشها في أثناء سَنةِ تِسعينَ وثمانِ مئة، ثم قضاءَ الحَنابِلَة بها، ثمَّ عُزِلَ بعدَ إهانَةٍ شَديدَة، وقَدِمَ القاهِرَة في أثناءِ سَنة خَمسٍ وتِسعينَ وثمانِ مئة. انتهى.
2398 - (ت 897 هـ): صَدرُ الدَّين عبدُ المُنعِم بنُ القاضِي علاءِ الدَّين عليَّ بن أبي بَكْر بن مُفْلِح، الحَنبلي
.
ذكره ابنُ العِماد
(2)
، وقالَ: هُو الإمامُ العلَّامةُ، أخَذَ العِلمَ عن والِده، وغَيرِه. وكانَ من أهلِ العِلم والدَّين، أفتَى وناظرَ، ودرَّسَ، وأفادَ بحلبَ وغيرها. وكانَ خيَّرًا مُتواضِعًا، لكنه لم يكُن له حَظٌّ مِن الدُّنيا كوالِده. توفَّي بحلبَ، في رَبيعِ الآخِر، سنةَ سَبَعٍ وتِسعينَ وثمانِ مئة. انتهى.
وذكره السَّخاوي في "الضَّوء"
(3)
، وقال: هو عَبدُ المُنعِم بنُ عليَّ بنِ أبي بَكر بن إبراهيم بن محمد، صَدرُ الدَّين بنُ علاءِ الدَّين ابنِ مُفلح، الدَّمشقي، الحَنبلي. قَدِمَ القاهرةَ، فسمعَ مني دروسًا في الاصطِلاحِ وغَيرِهِ، بل قرأ عليَّ "القولَ البَديع" أو جُلَّه، ثم رَجَع، وبلَغَني أنَّه أخذَ بدمشقَ عن البِقَاعيَّ، ونعمَ الرَّجلُ كانَ، فضلًا، وعَقلًا، وتَفنُّنًا. وهُوَ في ازدِيادٍ من الفَضْل، زايدُ النَّفرةِ عَن أحوالِ القُضاة. وسمعْتُ الثَّناءَ عليه من غَيرِ واحدٍ من الوافِدينَ، ثم وَردَ عليَّ
(1)
الضوء اللامع: 9/ 164.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 359.
(3)
الضوء اللامع: 5/ 89.
كتابُه، في سَنة سِتًّ وتِسعينَ وثمانِ مئة. وفيه بلاغةٌ زائِدة، وتَعظيمٌ جَليل. انتهى.
2399 - (ت 897 هـ): عَبدُ الكَريم بنُ يوسُف بن أحمد بن عَبد الرَّحمن ابن أحمد بن إسماعِيل، الذهبيُّ، الصَّالِحيُّ، الحَنبلي، شُهِرَ بابن نَاظِرِ الصاحبة
.
ذكره ابنُ طولون في "السُّكردان"، وقال: هُو الشَّيخُ العَالِمُ، المُفيدُ، الأصيلُ، المُوقَّر، زَينُ الدَّين، أبو الفَضل بنُ جَمالِ الدَّين بنِ شهابِ الدَّين بن الإمامِ زَين الدَّين. حَفِظَ القُرآنَ، ثمَّ "المُقْنِعَ"، وغَيرَه. وأخذَ عن والِدِه والنَّظامِ ابنِ مُفلح، والشَّهابِ ابن زَيْد. واشتغَلَ، وحصَّل. قرأ عليهِ شيخُنا الجَمالُ بنُ المِبْرَد، واسْتَجازَهُ. توفَّي في رَبيعِ الأوَّل، سَنةَ سَبعٍ وتِسعينَ وثمانِ مئة. ودُفِنَ بالسَّفْح. انتهى مُلَخَّصًا من ترجمةٍ حَافِلَة.
2400 - (ت 897 هـ): محمدُ بنُ ناصِرِ بن عَبد الله. العسكري، الصَّالحيُّ، الحَنبلي
.
ذكره ابنُ طولون في "سُكُردانه"، وقالَ: هُو الشَّيخُ الصالحُ، المُفيدُ، شَمسُ الدَّين. وُلِدَ في حُدودِ سَنةِ ثَلاثين وثمانِ مئة. وحَفِظَ القُرآنَ، ثم "مُختصرَ الخِرَقي"، و"ملحةَ الإعراب". واشتغَلَ، وحصَّلَ، فأخذَ عن ابنِ الكَرْكيَّ وغيرِه. ثم أقرأَ الأطفالَ بمسْجدِ الكواني، ثم وَلي مشيخَةَ الإقراءِ بالحَلْقة الشَّرقيَّة بمدرسَة أبي عُمر، ثمَّ حَجَّ، وسَمِعَ بمكة من قاضِي الحَنابِلَة عبدِ القادرِ بن عَبد اللطيف الحَسَني، ثم عادَ وتسبَّب بقراءَةِ الصَّحيحَيْن، وعندَهُ ديانةٌ وخَيرٌ، ومُروءَةٌ. توفَّي ليلةَ الاثنين ثامن عشر شوَّال، سنةَ سَبَعٍ وتِسعينَ وثمانِ مئة. ودُفِنَ بالسَّفْح. انتهى.
2401 - (ت 897 هـ): صَلاحُ الدَّين السَّعدِيُّ محمدُ بنُ قاضي الحَنابِلَة بدر الدَّين محمد بن محمد بن أبي بَكْر، الحَنبلي
.
ذكرَهُ السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(1)
، وقال: ماتَ في طاعُونِ سَنةِ سَبعٍ وتِسعينَ وثمانِ مئة. وكانَ نَجِيبًا حاذِقًا. انتهى.
(1)
الضوء اللامع: 11/ 161.
2402 - (ت 897 هـ): محمدُ بنُ عَبد الله بنِ محمد بن خَليلِ بن بَكتُوت بن بَيْرَم بن بَكْتُوت، شمسُ الدَّين، الكُردِيُّ الأصل، العَلَمِيُّ، القاهِريُّ، الحُسَينيُّ، سِبطُ شمسِ الدَّين الغَزُولي، الحَنبلي
.
ذكره السَّخاوي في "الضوء"
(1)
، وقال: يُعرَفُ بابن بَيْرَم. وُلدَ في حادي عشَر شَعبان، سَنة اثنتين وأربعينَ وثمانِ مئة. ونشأ فحَفِظَ القُرآنَ، و"المُحرَّر"، وقرأ فِيه على ابنِ الرَّزَّاز، ثم على العِزَّ الكِنانِيَّ، ونابَ عَنه. وكتبَ الخَطَّ الحَسَن، ونسخَ فيهِ أشياءَ، "كتفسيرِ ابنِ كَثير". وسمعَ الحديثَ على جماعةٍ، وصحبَ ابن الشَّيخ يوسُف الصَّفِيَّ. وتردَّد للمَتْبُولي، وغَيرِه منَ الصَّالحين. ولازمَ الاجتماعَ بي، وسمعَ علَيه. ولا بأسَ به، عقلًا، ودِرايَةً، وتعَفُّفًا، بل خَير نوَّابِ الحَنابِلَة في قدمتِه وقد حَجَّ موسِميًّا، سنةَ سِتًّ وتِسعين وثمانِ مئة، ونعمَ الرَّجلُ. انتهى.
- (ت 898 هـ): إبراهيم بنُ أبي بكر، الشنويهي، الحَنبلي. يأتي سَنةَ خَمسٍ وتِسع مئة. [انظر: 2511].
2403 - (ت 898 هـ): فاطِمةُ بنتُ أحمد بنِ عَبد الدَّائم، الحَنبليَّة
.
ذكرها ابنُ طولُون في "السُّكردان"، وقال: سَمعَتْ على النظَّامِ بن مُفلِح، وأجازَ لها شَمسُ الدَّين محمدُ بن مُقبِل الحَلبيُّ، ومحمدُ بن أحمد بن السَّفَّاح، وغيرهما بكَثْرة، ثُم ذكرَ أسماءَهُم، وقال: أجازَتْ لنا شِفاهًا. وتُوفيَتْ في المُحرَّم، سَنةَ ثمانٍ وتِسعينَ وثمانِ مئة. ودُفِنَتْ بالخينات. انتهى.
2404 - (ت 898 هـ): قاضِي القُضاة مُحيي الدَّين، أبو صَالِح، عَبدُ القادِر بنُ قاضِي القُضاة سِراجِ الدَّين، أبي المَكَارِم، عَبدِ اللَّطيف بن محمد، الحَسَنِيُّ، الفاسِيُّ الأصل، المَكَّي، الحَنبليُّ، الشَّريفُ الحَسيبُ، النَّسيبُ، الإمامُ العلَّامةُ، المُقرِئُ، المُحدَّثُ
.
ذكره ابنُ العماد
(2)
، وقال: ولدَ غروبَ شمسِ يومِ الثلاثاء، سَادس عِشري
(1)
الضوء اللامع: 8/ 107.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 361.
رمضان، سَنة اثنتينِ وأربعينَ وثمانِ مئة بمكَّة المُشَرَّفة. وحَفِظَ بها القُرآنَ العَظيمَ، وصلَّى به بمقَام الحَنابِلَة التَّراويح. وحَفِظَ قِطعةً من "مُحرَّرِ ابنِ عَبد الهادِي"، و"الشاطبيَّة"، و"مُختصر ابن الحاجِب" الأصلِيّ، وكافيته، وتلخيص المفتاح، وتلا بالروايات السبع على الشيخ عمر الحَمَوي البخاري نزيل مكة، وأخذ الفِقهَ عن العِزَّ الكِنَانِي، والعَلاءِ المَرداوِي، وأذنَ له في الإفتاءِ والتَّدريس، والأصولَ عن الأمينِ الأَقْصَرائِي الحَنفي، والتَّقيَّ الحِصْنِي، وأذِنا له، وأخذَ عن الأخير المعاني والبَيان، والعربيَّة وأصولَ الدَّين، وسمعَ الحديثَ على أبي الفَتح المَراغِي، والتَّقيَّ بنِ فَهْد، والشَّهابِ الزَّفْتَاويَّ. وأجازَ له والدُه، وعَمَّتهُ أمُّ الهُدى، وقريبُه عبد اللَّطيف بنُ أبي السُّرور، وزَينبُ ابنة اليافعيَّ، وأبو المَعالي الصَّالِحي المَكَّيُّون. ومن أهلِ المَدينة المُشَرَّفة المُحبُّ الطَّبري، وعَبدُ الله بنُ فَرحُون، والشَّهابُ المَحلَّي. ومن القاهِرَة ابنُ حَجر، والمُحبُّ بن نَصرِ الله، والتَّقي المَقْرِيزي، والزَّينُ الزَّركَشِيُّ، والعِزُّ بن الفُرات، وسارَةُ بنتُ عُمر بن جماعَة، والعلاءُ ابنُ بَرْدِس، وأبو جَعفَر ابنُ العَجمي، في آخرِين. ورحلَ في الطَّلبِ، وجَدَّ، واجتهدَ، ثم أقامَ بمكَّة للإشغالِ. ووَلِيَ قضاءَ الحنابِلَة بها، سَنةَ ثلاثٍ وسِتَّين، ثم أُضيفَ إليه قضاءُ المدينةِ، سنةَ خَمسٍ وسِتّين، ودرَّس بالمسجدِ الحرامِ وغَيرِه. وحدَّثَ، وأفتىَ، ونظمَ، وأنشأ. وكانَ لهُ ذكاءٌ مُفرِط، وكثرةُ عِبادَة، وصَومٌ، وحُسنُ قِراءة، وطِيبُ نغمةَ فيها. وكانَ يزورُ النَّبي صلى الله عليه وسلم في كُلَّ عام، وزارَ بيتَ المقدِس والخَليلَ. وباشَر القضاءَ أحسنَ مُباشَرة، بِعفَّةٍ وَصِيانَة، ونَزاهة ووَرعٍ، مع التَّواضُعِ ولينِ الجانِبِ. وتوجَّه إلى المَدينةِ الشَّريفةِ للزَّيارة على عادَتِهِ، فأدرَكَتْه المنيَّة بها، في يومِ الجُمعة، النَّصفِ من شَعبان، سَنةَ ثمانٍ وتسعينَ وثمانِ مئة وصُلَّي عليه بمسجِدِ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، ودُفِنَ بالبَقيعِ. انتهى.
وذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(1)
، وقال: هو عبدُ القادِرِ بنُ عَبد اللَّطيف الأصغر بن أبي الفَتح محمد بن أحمد بن أبي عَبد الله مُحمد بن محمد بن عَبد الرَّحمنِ مُحيي الدَّين، أبو صالح بن السَّراج، الحَسني، الفاسِيُّ، المَكَّي،
(1)
الضوء اللامع: 4/ 272.
الحَنبلي. وُلدَ سادس عشرَ رَمضان، سَنةَ اثنتينِ وأربعينَ وثمانِ مئة، وماتَ أبوه وهُوَ ابنُ إحدى عَشرةَ سَنة، ونشأ بمكَّة، وحَفِظَ القُرآنَ، وصلَّى به التَّراويحَ، وجانِبًا من "مُحرر ابن عَبد الهادِي"، و"الشاطبيَّة"، و"الكافِيَة" لابن الحاجِب، و"مختصره الأصلِي"، و"التَّلخيص". وسمعَ على أبي الفَتح المَرَاغِي، والشَّهابِ الزَّفتاويَّ، والتَّقيَّ بنِ فهد، وابنِ حَجَر، والزَّينِ الزَّركَشِيَّ، وابنِ الفُرات، والمَجدِ محمد بن يَحيى الحَنبلي، والعلاء بنِ بَرْدِس، والشَّهابِ بنِ ناظِر الصَّاحِبَةَ، وغَيرِهم. ووَليَ إِمامةَ المَقَام الحَنبلي عِوَضًا عن والِدِه، فباشرها سَنة ثمانٍ وخَمسينَ وثمانِ مئة، ووَلِيَ قضاءَ مكَّةَ، سَنةَ ثلاثٍ وسِتَّين، ودرَّس، وأفتى، وأخذَ عنه الفُضلاءُ في الفِقهِ، والعَربيَّة، والمعانِي، والبَيان، لمزيدِ ذكائِه، وتودُّدِه، وحُسنِ عِشرَتِه، وفُنونهِ، وتواضُعهِ، وَجودةِ خَطَّه، وتوسُّطِ نظْمِه ونَثْرِه. وأقبلَ بأَخَرة على الاشتغالِ بالذَّكرِ والأورادِ، والتَّلاوةِ الجيَّدة، بصَوته الشَّجِيَّ المُنعِشِ. ماتَ ضُحى يوم الخَميس، رابع عشَر شعبان، سنةَ ثمانٍ وتِسعينَ وثمانِ مئة. انتهى مُلخصًا من تَرجمةٍ حافِلَة.
2405 - (ت 898 هـ): شَمَسُ الدَّين محمد بنُ أحمد بنِ عليَّ بن أحمد ابن محمد بن سُليمان بن حَمْزَة بن أحمد بن عُمَر بن الشَّيخ أبي عُمر محمد بنِ أحمد بنِ محمد بنِ قُدامةَ، المَقْدِسِيُّ، الصَّالحيُّ، الحَنبليُّ، الشَّيخُ الصَّالحُ، الخَطيبُ المُسنِد، المُعمَّر الأصل
.
ذكرهُ ابنُ العِماد
(1)
، وقال: ولدَ بصالِحيَّةِ دمشقَ، عشيَّة عيدِ الفِطر، سنةَ خَمسٍ وثمانِ مئة، فاشتغلَ بالعِلم، وفضَلَ، وتميَّزَ، وأفتى، ودرَّسَ، وحدَّث، وباشرَ نيابةَ الحُكمِ بالدَّيارِ المِصْرِيَّة، وبالمَملكة الشَّامِيَّة. وكان له وَجاهةٌ عندَ النَّاس. وتوفي بالقاهِرَة، في يَومِ الأربعاء، خامسِ عِشري ذي القَعْدة، سَنةَ ثمانٍ وتِسعينَ وثمانِ مئة. وله أربعٌ وتِسعون سَنة. انتهى.
وذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(2)
، وقال: قرأ القُرآنَ على إبراهيمَ الخَفَّاف،
(1)
شذرات الذهب: 7/ 362.
(2)
الضوء اللامع: 7/ 9.
وحَفِظَ "الخِرَقي"، وقرأ في الفِقه على زَوجِ أُمَّه أبي شعر، وغيره بدمشقَ، وعلى المُحبَّ بن نَصرِ الله بالقاهِرَة، وسمعَ على عائشةَ ابنةِ عَبدِ الهادِي، والجَمالِ بن الشَّرائِحي، والشَّهابِ بن حَجَّي، وغَيرِهم، وحَجَّ، وجاورَ غيرَ مرَّة، ونابَ في القَضاءِ ببلَدِهِ عن ابن الحبَّال، ثم بالقاهِرَة عن العِزَّ البَغدادي فَمَنْ بعدَه، وأُضِيفَ إليه بعدَ موتِ الشَّرفِ بن البدرِ البَغدادِيَّ قضاءُ العَسكر، ووَليَ خطابةَ الجامِع الجَديد بمصر، والإمامةَ به، والإعادة بالمَنصُوريَّة، واستيفاء جامعِ طُولون. وقَد كتبَ بخطَّه الكَثيرَ من الكُتُب بالكِتابَةِ النَّافِعَة، "كالمُغني لابنِ قُدامة"، و"تاريخِ ابنِ كثير"، و"طبقاتِ الحُفَّاظِ"، وغَيرِها. وأفتى بأخِرة، وهشَّ، وانجمعَ، انتهى.
2406 - (ت 898 هـ): يوسُف بن عُمر بنِ يوسُف السيلي، الحَنبلي
.
ذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(1)
، وقالَ: سمعَ منَّي بمكَّة، سَنةَ سبعٍ وتِسعينَ وثمانِ مئة. انتهى.
2407 - (ت 898 هـ): عبدُ الرَّحمن بنُ الجَمالِ محمد بن أحمد العَجَمي، الكِيلانيُّ الأصلِ، المَكَّي، الحَنبلي
.
ذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(2)
، وقالَ: سمعَ مِنَّي بمكَّة، وسافرَ إلى الهِند، وهُو في سَنة سَبعٍ وتِسعينَ وثمانِ مئة هناك. انتهى.
2408 - (ت 899 هـ): القاضِي تقيُّ الدَّين، أبو بَكْر بنُ شَمسِ الدَّين محمدِ العَجلُوني، الحَنبلي، المشهورُ بابنِ البَيْدَق
.
ذكره ابنُ العِماد
(3)
، وقال: كانَ من أهلِ الفَضْلِ، وأعيانِ الحَنابِلَة بدمشقَ، أخذَ العِلمَ عن ابنِ قُنْدُس، والعلاءِ المَرداويَّ والبُرهانِ بنِ مُفْلِح. ونابَ في الحُكمِ بدمشقَ، وكانَتْ سِيرَتهُ حسَنةً. وتوفَّي يومَ الجُمعة، ثالث ذي الحجَّة، سنةَ تِسعٍ وتِسعين وثمانِ مئة. انتهى.
(1)
الضوء اللامع: 11/ 208.
(2)
الضوء اللامع: 4/ 122.
(3)
شذرات الذهب: 7/ 364.
وذكره ابنُ طُولون في "سُكردان الأخبارِ"، وقالَ: هو الشَّيخُ الإمامُ، العالِمُ العلَّامةُ، الهُمام الأوحَد، الخَطيبُ الفهَّامةُ، قدوةُ الزَّاهِدينَ، مُفتي المُسلِمينَ، أقضى القُضاةِ، تقيُّ الدَّين، أبو الصدق، يُعرَفُ بابنِ البَيْدَق. حَفِظَ القُرآنَ، ثم اشتغلَ على شَيخِ الحَنابِلَة التَّقيَّ بنِ قُنْدُس، وغَيرهِ. وأفتَى ودرَّس، وحصَّل، وبَرَعَ، وأخذَ عن النظَّام ابنِ مُفلِح، والشَّهابِ ابن زَيد، وغَيرِهما. وخَطَب بالجامعِ المُظفَّري سِنينَ، ونابَ في الحُكم فشُكِرَتْ سِيرَتُه، إلى أن توفَّي في يوم الجُمعةِ، ثاني عَشر ذي الحجة، سَنةَ تِسعٍ وتسعينَ وثمانِ مئة. ودُفنَ بالرَّوضَة، بِسَفْحِ قاسِيُون. انتهى مُلخَّصًا من ترجمةٍ حافِلَة.
2409 - (ت 899 هـ): عَبد الكَريم بنُ عبد الرَّحمن بن أبي بكْر بن عَبد الله بن ظَهِيرَة بن أحمد بن عَطيَّة بن ظَهِيرَة، كَريمُ الدَّين، أبو المَكَارِم، القرشيُّ، المَكَّي الحَنبلي
.
ذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(1)
، وقال: ولدَ بزَبيد، في رَبيعِ الأوَّل، سنةَ خمسٍ وثلاثينَ وثمانِ مئة. وحَفِظَ القُرآنَ، و"الأربعينَ" و"الخِرَقِي". ودخلَ القاهِرَة مِرارًا، أوَّلها سَنة تِسعٍ وأربعينَ وثمانِ مئة، ولقيَ ابنَ حَجَر، والقاياتِي، وأخذَ في بَعضِ قَدماتهِ عن العِزَّ الكِنَانِي، وابن الرَّزَّاز، والبَدرِ البغدادِي في الفقهِ والحَديث، وغيرِهِما. وسمعَ على السَّيد النسَّابة، والبوتيجي، والجَلالِ بن المُلقَّن، والصَّلاح الحِكْرِيَّ، وغيرِهم. وتفقَّه بالشَّمسِ بنِ سَعيد القاضِي، والشَّهابِ بن زَيد، حينَ جاورَ، وانتفعَ به كثيرًا، وأخذَ عنِ التَّقيَّ بن قُنْدُس، والعَلاءِ المَرْداويَّ، وقرأَ عليه تصنيفَ "التَّنقِيح"، والتَّقيَّ الجراعي، وقرأ عليه "المُحرَّر" للمَجد، وأذِنَا لهُ بالإفتاءِ والتَّدريسِ، ونعمَ الرجلُ كانَ، خيرًا وَفضلًا، وتودُّدًا، وكثرةَ انجماعٍ، وذكرٍ للنَّاسِ بالجَميل. وعُيَّنَ لقضاءِ مكَّةَ، وتعلَّل، واستمرَّ حتَّى ماتَ، خامسَ عشرَ صفرَ، سنة تسعٍ وتسعينَ وثمان مئة. انتهى.
2410 - (ت 899 هـ): محمدُ بن حَسَن بن محمدِ بن عَبد القادِر
،
(1)
الضوء اللامع: 4/ 310.
شمسُ الدَّين بن بَدر الدَّين، الحَسَنيُّ، البغداديُّ، ثم القاهِريُّ، القَرَافيُّ، القادِرِيُّ، شيخُ الطَّائِفَة القادِرِيَّة، الحَنبليُّ.
ذكره السَّخاويُّ في "الضوء"
(1)
، وقال: ولدَ سنةَ أربعينَ وثمانِ مئة تقريبًا ببغدادَ، وتحوَّل منها مع أبيه، فقطَنَ القاهِرَةَ، وحَفِظَ القُرآنَ، واشتغلَ قليلًا، وسمعَ على شيخِنا ابنِ حجر، والعزَّ بن الفُرات. وحضرَ عند العزَّ الحَنبلي، وغَيرهِ، ودرس بالشيخُونيَّة لكونهِ من صُوفِيَّتها، واستمرَّ في مَشيخةِ الطَّائِفة القادِريَّة بعدَ ابن عمَّه زينِ العابدينَ. وحَجَّ غيرَ مرَّة، منها: سنةَ تسعٍ وثمانينَ، ودخلَ الشَّامَ، وزارَ بيتَ المَقدِسِ، سنةَ ثمانٍ وتِسعينَ، وهُوَ خَيَّرٌ عاقِلٌ، مُتودَّدٌ، كثيرُ التَّحرَّي في الطَّهارة والنَّيَّة، مُتقلَّلٌ منَ الاجتماعِ ببَني الدُّنيا، كثيرُ المحاسِنِ. ماتَ ليلةَ الخَميسِ، سابع ذي الحجَّة، سَنةَ تسعٍ وتِسعينَ وثمانِ مئة. انتهى.
2411 - (ت 899 هـ): عبدُ الرَّحمن بنُ عَبد الغنيَّ بن محمد بن عَبد الرَّحمن، القاهِريُّ، الحَريريُّ، العَقَّادُ والدُه، الحَنبليُّ، المعروفُ بابنِ العَقَّاد
.
ذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(2)
، وقال: ولدَ في ذي الحجَّة، سنةَ أربعٍ وخَمسين وثمانِ مئة بالخرَّاطِين، قريبًا من الأزهَر. ونشأ فحفِظَ القُرآنَ، و"عُمدةَ الأحكام"، و"أربعينَ النَّووي"، و"أَلفِيَّتَي النَّحوِ والحَديث"، و"المُحرَّر"، و"جمعَ الجوامع"، و"التَّلخيصَ"، و"قواعدَ ابنِ هِشَام". وعرَض على خَلْقٍ كابنِ الدَّيري، والمُناوِي، واللُّؤلُؤيَّ، والسنباطي، والعزَّ الكِناني، والعَبَّادِيَّ، في آخَرينَ. وتَلا بالسَّبع على الشَّمسِ بنِ الخَدِر الحَنبلي، وغَيرِه. وتفقَّه بالعزَّ الحَنبلي، ولازمَ البَدرَ السَّعدِيَّ وأخذَ عن إمامِ الكامِليَّة في الأصُول. وسمعَ الحديثَ، وتميَّز، وفَهِمَ، وتكسَّبَ بالشَّهادةِ، وراجَ أمرُه فيها لِحذقِه، وسُرعةِ كتابَتهِ، وإنهائه الأمورَ، خُصوصًا مع إقبال القاضِي عليهِ، وصارَ لذلكَ كُلَّه محسُودًا، وحَجَّ في سَنةِ اثنتينِ وسَبعينَ، ودخلَ المدينة سَنة ثمانٍ وتسعينَ وثمانِ مئة، فزارَ، ورجَع إلى مكَّةَ، وعادَ إلى القاهِرَة. انتهى.
(1)
لم نجده في مظانه في "الضوء" وانظر "السحب الوابلة": 2/ 908.
(2)
الضوء اللامع: 4/ 85.
2412 - (ت 900 هـ): قاضِي القُضاةِ، عَلاءُ الدَّين، أبو الحَسَن، عليُّ بن شَمسِ الدَّين محمَّد بن العَطَّار، الشَّيبي، الحَمَويُّ، الحَنبليُّ، المشهورُ بابنِ إدريس
.
ذكره ابنُ العِماد
(1)
، وقال: كانَ إمامًا علَّامةً، له سَندٌ عالٍ في الحَديثِ، ونابَ في القَضاءِ بحماةَ مُدَّة، ثمَّ وَلِيَ قضاءَ طَرابُلُسَ نَيَّفًا وعِشرينَ سَنةً. وكَانَتْ له معرفةٌ بطُرقِ الأحكام، ومُصطلح الزَّمان. وتوفَّي بطرابُلُسَ، سَنةَ تسعِ مئة، وقد جاوزَ الثَّمانينَ. انتهى.
2413 - (ت 900 هـ): علاءُ الدَّين، أبو الحَسَن، عليُّ بن محمد بنِ البَهاء، البَغداديُّ، الحَنبليُّ
.
ذكره ابنُ العِماد
(2)
، وقال: هُو الإمامُ العلَّامةُ، الفَقيهُ المُحدَّثُ. ولدَ سنةَ اثنتينِ وعِشرينَ وثمانِ مئة تقريبًا في جِهَةِ العِراق، وقَدِمَ من بلادِهِ إلى مدرسَةِ شَيخِ الإسلامِ أبي عُمر بصالِحيةِ دمشقَ، في سَنةِ سبعٍ وثلاثين وثمانِ مئة. وأخذَ الحَديثَ عنِ الأمين الكَرْكِيَّ، والشَّمسِ بن الطَّحَّان، وابنِ ناظِر الصَّاحِبَة. وأخذَ العِلمَ عن الشَّيخِ تقيَّ الدَّين بن قُنْدُس، والنَّظام ابن مُفلِح، والبُرهانِ ابنِ مُفلح. وصَارَ من أعيانِ الحَنابِلَة، أفتى ودرَّس، وصنف كتابَ "فتح الملِك العَزِيزِ بشَرْح الوَجِيز"، في خَمسِ مُجلَّدات. وتوجَّه إلى القاهِرَة، فاجتمعَ عليه حَنابِلَتُها، وقرؤوا علَيه، وأجازَ بعضَهم بالإفتاءِ والتَّدريس، وزارَ بَيتَ المَقدسِ، والخليل عليه السلام. وباشرَ نيابَة القَضاءِ بدمشقَ، وكان مُعتقِدًا عند أهْلِها وأكابِرها، وَرِعًا مُتواضِعًا، على طريقةِ السَّلفِ، تُوفَّي بها يومَ السَّبت، ثالث عِشري جُمادى الآخِرَة، سَنةَ تِسعِ مئة. ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون. انتهى.
وذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(3)
، وقالَ هو عليُّ بن البَهاء بن عبد الحميد ابن البهاء بن إبراهيم بن محمد، علاء الدين، الزَّريراني. بالنُّون. البغدادي
(1)
شذرات الذهب: 7/ 365.
(2)
شذرات الذهب: 7/ 365.
(3)
الضوء اللامع: 5/ 208.
الأصل، العراقي المولد، ثم الدَّمَشقيُّ، الصَّالِحيُّ، الحَنبلي، ويُعرَفُ بالعَلاءِ بن البَهاء. وُلدَ تقريبًا سنةَ ثمان عشرةَ وثمان مئة. وقدِمَ الشَّامَ سَنةَ سَبع وثَلاثينَ وثمان مئة، فتفقه بالتَّقي بن قُنْدُسِ والبُرهانِ ابنِ مُفلح، وعَنهُما أخذَ الأصُولَ. وحَجَّ، وزار بيتَ المَقدِسِ مِرارًا، وسمعَ بدمشقَ على عِدَّةٍ. وقدِمَ القاهِرَةَ سنةَ سَبعٍ وسَبعينَ وثمانِ مئة، وتردَّدَ لمُدَرَّسِي الوَقتِ لتَمييزِ مَراتِبهم. وقرأ عليه جماعةٌ، وأذِنَ لهُم في التَّدريسِ، ثم رجعَ، ونابَ عن النَّجمِ بنِ البُرهانِ بنِ مُفلِح في القَضاء. وكانَ الغالبَ عليه الصَّفاءُ والخَيرُ، معَ استحضارٍ للفِقه، ومشاركة. وكانَ مُجاوِرًا بمكَّةَ سنةَ تسع مئة، وأقرأ هُناك الفِقهَ. انتهى.
2414 - (ت 900 هـ): قاضِي القُضاة، ناصرُ الدَّين، أبو البَقاء، محمد بنُ القاضِي عمادِ الدَّين أبي بَكر بن زَينِ الدَّين عَبد الرَّحمن، المعروفُ بابنِ زُرَيق، الصَّالحيُّ، الحَنبليُّ
.
ذكره ابنُ العِماد
(1)
، وقال: هو الإمامُ المُحدَّثُ، وتقدم ذِكرُ أسلافِهِ، وقَد وُلدَ هذا سنةَ اثنتي عشرة وثمانِ مئة، في شوَّال، بصالِحيَّة دمشقَ. وهو من ذُرَّيةِ الشَّيخِ أبي عُمر. قرأ على عُلماءِ عَصرِهِ، وبَرَعَ، ومَهَر، وأفاد، وعلَّم، ورَوى عنه خَلقٌ من الأعيانِ. وكان مُنوَّرَ الشَّيبَة، شَكلًا حَسنًا، على طَريقةِ السَّلَف الصَّالح. ووَليَ النَّظرَ على مدرسةِ جَدَّه أبي عُمر مُدَّة طَويلةً، ونابَ في الحُكم، ثمَّ تنزَّه عن ذلكَ، وتوفَّي بالصَّالحيَّة، عَشيَّة يومِ السَّبت، تاسع جُمادى الآخِرَة، سنةَ تِسعِ مئة. انتهى.
وذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(2)
، وقال: هُو محمد بنُ أبي بكْر بن عَبد الرَّحمن بن محمد بن أحمد بن التَّقي سُلَيمان بن حَمزة، المَقْدِسيُّ، الدَّمشقِيُّ الصَّالحي، الحنبلي، المعروفُ بابن زُرَيق. وُلد في شوَّال، سَنةَ اثنتي عشرةَ وثمانِ مئة، بصالحيَّةِ دمشقَ. ونشأ بها، فحفِظَ القرآنَ، و"الخِرَقي"، وعرضَه على الشَّرفِ بن مُفْلِح، وعلى الشَّهابِ بن الحبَّالِ. وأخذَ في الفِقه عن
(1)
شذرات الذهب: 7/ 366.
(2)
الضوء اللامع: 7/ 169.
أبي شَعر وغَيرِه، وطلبَ الحديثَ، وكتبَ الطِّباقَ، والأجزاءَ وتدرَّب يسيرًا بابنِ ناصرِ الدِّين، وسمعَ عَلَيه، وعلى أخويه، وابن الطَّحان، وابن ناظِر الصَّاحِبَة، والعلاءِ بن بَرْدِس، والزَّينِ بن الفَخْرِ المِصْري، والشَّمسِ المَرداوِيِّ، وغَيرِهم. وقرأَ بنفسِه على جَماعةِ، وقرأ على الحافِظِ البُرهان قراءةً وسماعًا، وصَفَهُ بالشَيَّخِ الفاضِل المُحدِّثِ، الرَّحالِ، سليلِ السَّادة الأخيار، العُلماءِ الأحبار، وأنه إنسانٌ حسنٌ، ذو أخلاقٍ جَميلة. ووصَفهُ ابنُ ناصِر الدِّين بالعالِم الفاضِل، في آخَرِين. وحجَّ مِرارًا، أوَّلُها سَنةَ سبَعٍ وعِشرينَ وثمانِ مئة، وزارَ بيتَ المَقدِس، ونابَ في القَضاءِ عن النظام بن مُفلِح فَمَنْ بعدَه، ثم رغِبَ عنه، واستقرَّ في مدرسةِ جَدِّه أبي عُمَرَ بعد ابنِ داود، ودرَّس بها، ثم رجعَ إلى بلادِهِ، وهو إنسانٌ حَسنٌ، فاضلٌ، مُتواضِعٌ، ذو أنسة بالفَنِّ، واستِحضارِ لليَسير من الرِّجال والمُتون، من بَيتٍ كَبير. انتهى.
وذكره في "السُّحب الوابلة"
(1)
، وذكرَ له مُصنَّفات، منها:"ثبتًا لنَفْسِه" في مُجلَّدين، وكتاب "الإعلام بما في مُشتَبِه الذَّهبيِّ من الأوهام"، لخَّصه به في ثلاثِ مُجلَّدات، و"عُقودُ الدُّرر في عُلومِ الأثَر"، منظومة، و"شرحُها مُطوَّل"، و"شرحُها مُختصَر"، و"رجالُ المُوطَّأ"، و"تذكرةُ الطَّالبِ المُعلَّم بما يُقال إنه مُخضَرم"، وكتاب "التبيين لأسماء الأندلسيِّين"، و"السُّول في رِواية السِّتَّة الأُصول" وغيرِ ذلك.
- (ت 900 هـ): محمدُ بن عُمر الدورسي، يأتي قَريبًا، سنةَ إحدى وتِسع مئة. [انظر: 2498].
- (ت 900 هـ): بدر الدِّين، أبو المَعَالِي، قاضِي القُضاة، محمد بنُ ناصِر الدِّين أبي عبدِ الله محمد بن أبي بَكْر بن خالِد بن إبراهيم، السَّعْديُّ، المِصْرِيُّ، الحَنبلي، شَيخُ الإسلامِ، الإمامُ العلَّامةُ، الرَّحلَة. [انظر: 2337].
(1)
السحب الوابلة: 2/ 890.
ذكره ابنُ العِمادِ
(1)
، وقال: وُلدَ بالقاهِرَة، سَنَة خمسٍ، أو سِتٍّ وثلاثينَ وثمانِ مئة. وسَمِعَ على الحافِظِ ابنِ حَجَر، وغَيرِه. واشتغلَ في الفِقه على عالِم الحَنابِلَة جمالِ الدِّين بنِ هِشام، ولازمَ العِزَّ الكِنانيَّ، وجدَّ واجتَهَد، وقرأ الكثيرَ من العُلومِ وحقَّقها، وحصَّلَ أنواعًا من الفُنون وأتقَنها، وبرَعَ في المَذهب، وصارَ من أعيانِهِ. وأخذَ عن عُلماءِ الدِّيار المِصرِيَّة وغَيرِهم ممَّن وردَ إلى القاهِرَة. وأتقَن العربيَّةَ، وغيرَها من العُلوم الشَّرعِيَّة والعَقِليَّةِ، وتميَّز، وفاقَ أقرانَه، ولزِمَ خِدمةَ شَيخِه القاضِي عزِّ الدِّين، وفضلَ عَليهِ، فاسْتَخلَفَه في الأحكام الشَّرعيَّة، وهو شَابٌّ ابنُ خمسٍ وعَشرِينَ سَنةٍ أو نحوِها. وأذِنَ له في الإفتاءِ والتَّدريسِ، وشَهدَ بأهلِيَّتهِ، ونَدبَهُ للوَقائِع المُهمَّة، والأُمورِ المُشكِلَة، فسادَ على أبناءِ جِنْسِه، وعَظم أمرُه، وعَلا شأنُه، واشتَهر صيتُه، وأفتى ودرَّس، وحجَّ إلى بَيتِ الله الحَرام، وقرأ على القاضِي علاءِ الدِّين المَرْداوِي لمَّا توجَّه إلى القاهِرَة كتابَه "الإنصاف"، وغيرَه، ولازَمَه، فشَهِدَ بفَضْلِهِ، وأذِنَ له بالإفتاءِ والتَّدريسِ أيضًا. ولم يَزلْ أمرُه بازدِيادٍ، وعِلمُه في اجتِهادٍ. وباشرَ نيابةَ الحُكم أكثرَ من خمسَ عشرةَ سنة، وصارَ مُفتي دارِ العدلِ. وكانَتْ مُباشَرتُه بِعِفَّة ونَزاهة، ثم وَلِيَ قضاءَ القُضاة بالدِّيار المِصْريَّة بعدَ موتِ شيخِهِ العزِّ الكِنانِي، فحصَلَ بتولِيتَه الجمالُ لممالك الإسلام، وسلكَ أحسنَ الطُّرقِ من النَّزاهةِ والعِفَّة، حتَّى في قَبول الهَدِيَّة. وصنَّفَ "مناسِكَ الحَجَّ" على الصَّحيح من المَذهب، وهُو كتابٌ في غايةِ الحُسن. وبالجُملة فَقَد كانَ آيةً باهرةً من حَسناتِ الدَّهر، ذكرهُ تلميذُه العُلَيمي في "طبقاته"، وهو آخِرُ من ذكَرَهُم فيها، إلَّا أنه قالَ: توفَّي فجأةَ ليلةَ الثُّلاثاء، ثالث ذي القعْدة، سَنةَ تسعِ مئة، والله أعلم. انتهى.
وذكره الزِّرِكْلي
(2)
، وقال: له "الجَوهرُ المُحصَّل في مناقِبِ أحمد بن حنبل".
2415 - (ت 900 هـ): يحيى بنُ كريم الدِّين عبدِ الكرَيم
بن
(1)
شذرات الذهب: 7/ 366.
(2)
الأعلام: 7/ 52.
عَبد الرَّحمن بن أبي بَكْر بن عَبد الله بن ظَهِيرَة، المكَّي، الحَنبلي.
ذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(1)
، وقال: وُلدَ في صفر، سنةَ إحدى وسَبعينَ وثمانِ مئة بمكَّة، ونشأ بها، فحفِظَ القُرآنَ، و"أربعين النَّووي"، و"الوَجِيزَ في فُروع الحَنابِلَة"، و"أصولَ ابنِ اللَّحام"، و"ألفيَّة النَّحو". وعرَضَ على أبيه، واشتغَلَ عليه، وسمعَ مِنَّي بمكَّة، سنةَ سِتٍّ وثَمانينَ وثمانِ مئة، ثم في ثلاثٍ وتِسعين. وسافرَ بعد أبيه في أثْناءِ سنة تسعٍ وتِسعينَ وثمانِ مئة بَحرًا إلى القاهِرَة. انتهى.
2416 - (ت 900 هـ): محمدُ بن أحمد، جمالُ الدِّين الكِيْلاني، المَكِّي، الحَنبلي، الإمامُ بقمامِ الحَنابِلَة بمكَّة
.
ذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(2)
، وقال: هو إنسان خَيِّرٌ ساكِن. قَدِمَ القاهِرَة، وسمعَ بمكَّة وغيرِها. وسمعَ منِّي بها في سَنةِ سِتٍّ وثمانينَ وثمانِ مئة. وسافرَ سَنة أربع وتسعينَ وثمانِ مئة إلى الهِند للاسترزاق، وعادَ مَجبُورا، ثمَّ دخلَ أيضًا القاهِرةَ ودمشقَ، ثم سافرَ أيضًا إلى الهِند، سنةَ تسعٍ وتسعينَ وثَمانِ مئة. انتهى.
2417 - (ت 900 هـ): يُوسف بنُ عَبد الرَّحمن بن الحَسَن التَّاذِفيُّ، ثم الحَلَبي، الحَنبلي
.
ذكرَه في "السُحب الوابِلَة"
(3)
، وقال: وُلدَ بتاذِف قربَ حلب، ونشأ بها. له كتاب "مفاتيحُ الكُنوز في الأدعيةِ المرَويَّة". وتوفِّي بحلبَ، سنةَ تسع مئة. انتهى.
وذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"
(4)
، وقال: هو يُوسُف بنُ عَبد الرَّحمن بن الحَسَن جمال الدَّين التَّاذِفيُّ، ثم الحَلَبي، الحَنبلي. وُلدَ بتَاذِف من أعمال الباب،
(1)
الضوء اللامع: 10/ 235.
(2)
الضوء اللامع: 7/ 125.
(3)
السحب الوابلة: 3/ 1170.
(4)
الضوء اللامع: 10/ 320.
سَنة: بضعٍ وثلاثينَ تقريبًا، ونشأ بحلبَ، وتعانى الغَزل، والقِراءةَ على القُبور، إلى أن اختصَّ بسالمِ بن سَلَامة الحَمَوي، قاضِي الحَنابِلَة بحلبَ، فَحنبلَهُ، ووقَّعَ بينَ يَدَيه، ونابَ عنه. وكانَ جميلًا، وامتُحِنَ بالضَّربِ والإشهارِ من الشِّهابِ الزُّهري، لشهادَةٍ شَهِدَها المُحبُّ ابنُ الشُّحْنَة، ثم لمَّا قُتلَ مخدومُه سالِم، رامَ من العلاءِ بن مُفلِح الإستِنَابَة، فامتَنَع لقُربِ عَهَدِهِ ممَّا تقدَّم، فانتمى للزَّين عُمر بنِ السَّفَّاح، فساعَدَهُ عند الجَمال ناظِر الخَاصِّ، بحيثُ إنَّ العلأَ لمَّا انتقلَ لقضاءِ دمشقَ استقرَّ عوضه في حَلَبَ بَبَذْلٍ مُعجِز وتَقْريرٍ سَنوِيًّ، وتكرَّر صرفُهُ عنه إلى أن ولَّاه الأشرف قايتباي كتابة السِّرِّ ونَظَرَ الجيش أيضًا عوضًا عن الكمال المعري حينَ حبسَه بالقلعة مُضافًا للقَضاء، ثم صرف عن الثَّلاثةِ بالسَّيدِ ابنِ أبي مَنصُور، وطلبَ هذا إلى القاهِرَة، فنقَم عليه أنه باطَن في قتلِ ابنِ الصعوة، وحُبس بالمقشرة، فدامَ بها نحوَ خمس سنين وأُطلِقَ، وأُعيدَ للقضاءِ في مُستهل صَفرَ، سَنةَ خَمسٍ وتِسعينَ وثمانِ مئة، وصنَّف، وقرَض له تصنيفه السعديُّ قاضي مِصرَ، وهو حَسَنُ الشكالَة، فصيحُ العِبارَة، مُصاهِرٌ لبيت ابنِ الشُّحْنَة. انتهى مُلخَّصًا من ترجمةٍ حافِلَة.
2418 - (ت 900 هـ): أحمدُ بن ماجِد بن محمد بنِ معلق، السَّعديُّ، النَّجديُّ، الحَنبليُّ، المؤرَّخُ، المعروفُ بابنِ أبي الرَّكائب
.
ذكره الزِّرِكْلي في "أعلامُه"
(1)
، وقال: هو من عُلماءِ فنِّ المِلاحة وتاريخهِ عندَ العَرب. كان مَلَّاحًا يُلَقَّبُ بأسدِ البَحر، وفي مجلَّةِ المجَمع العِلمي العَربيِّ" ما يدلُّ على أنَّه هو الرَّبان العربيُّ الَّذي سيَّر الأُسطولَ البُرتغالِيَّ بقيادةِ فاسكُو دي غَاما مِن مالندي على ساحلِ إفريقية الشَّرقيَّة إلى كَلكتا في الهِند، وفيه أيضًا أَنَّ برتن الإنكليزيَّ ذكَر أنَّ بحارةَ عَدَن سنةَ أربعٍ وخَمسين وثمان مئة وألف ميلاديَّة، كانُوا قبلَ السفر يَقرؤون الفاتِحَة للشَّيخ ماجد مُخترعِ الإبرة المغناطِيسيَّة، والمُرادُ بالشَّيخِ ماجِد، صاحب التَّرجمةِ لا سِواه. وُلدَ بنَجد، وصنَّف "الفوائد في أصولِ علمِ البَحر والقواعِد"، وأُرجوزَة سمَّاها: "حاويةُ الاختِصَار في أُصولِ علمِ
(1)
الأعلام: 1/ 200.
البِحار". وتوفِّي نحو سنةِ تسع مئة. انتهى كلام الزِّرِكْلي.
وذُكرَ في "جَريدة أُمِّ القُرى" عدد 206 لسَنةِ سَبعٍ وأربعين وثلاثِ مئة وألف، بما مُلْخَّصُه: وردَ أنَّ اسمَه أحمدُ بن ماجِد النَّجدي، ووردَ فيه شِهاب الدَّين أحمد بن محمد بن عُمر بن فَضل بن الدويش بن يُوسُف بن حَسَن بن حُسَين بن عليِّ بن معلق السَّعادِي بن ركائب النَّجدي. كانَ عالمًا فاضلًا، نشأَ في بيتٍ اشتَهرَ بالعلمِ، بحيثُ كانَ والدُه وجَدُّه ممَّن برزوا في فنِّ المِلاحة نظريًّا وعمليًّا، ووضَعُوا المُؤلَّفات في هذا الفَنِّ، ولمَّا جاءَ أحمدُ فاقَ والدَه وجدَّه، وأكملَ ما سَبقاه إليه، وكانَ ينظُم الشِّعرَ، ولا يَبعُد أن يكونَ له ديوانٌ جُمِعَتْ فيه أشعارُه فضاعَ، أو أنَّه موجودٌ في مكاتب لا نعلمُ من أمرِها شيئًا، وله مُؤلَّفاتٌ كثيرةٌ، وكلُّها في المِلاحَة وما يتعلَّقُ بها، منها:"الفوائدُ في معرفةِ البَحر والقواعِد"، و"حاويةُ الاختِصار في أصول علمِ البِحار"، و"أرجوزة موضُوعُها المِلاحةُ في خَليج بَربرا وعَدَن"، و"أرجوزة في معرفةِ القِبلَة في جميعِ الأقطار"، و"أُرجُوزَة عن بَرِّ العَرب في خليج فارِسِ"، و"أرجُوزة في الاستِدلالِ ببعضِ النُّجومِ"، وأُرجُوزة سمَّاها "كنز المُعلّم"، وأُخرى في "ذكر المراسي على سَاحِلِ الهِند الغربيَّة"، وأخرى سمَّاها "الميميَّة" إلى غير ذلك مما أبلغته الجريدةُ المَذكورةُ سِتَّةَ عَشر مُصنَّفًا في هذا الفَنِّ، بينَ نظمٍ ونَثْرٍ، وبالجُملة فإنَّه مِنَ العُلماءِ الَّذين لَم نَطَّلِع على تراجمهم وتاريخهم رحمه الله.
تابع القرن التاسع من الذين لم أظفر لهم بتاريخ وفاة
2419 - إبراهيمُ بنُ إبراهيمَ بنِ محمدِ بنِ عبدِ القادر بنِ محمد بن عبد القادر المحب، أبو الفضل بن البرهان بن البدر أبي عبد الله الجَعْفَرِي، المَقْدِسي، ثم النابُلُسي، الحنبلي هو وأبوه وجدُّه وعمه الكمال محمد
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(1)
وقال: هو من بيتِ قضاءٍ واعتبارٍ، عَرَضَ عليَّ "الخِرَقي"، وقرأ عليَّ بعضَ "البخاري" سوى ما سمعه علي منه ومن غيره، وكل ذلك في سَنة ثمانٍ وثمانين وثمان مئة، وعاد إلى بيت المقدس. انتهى.
2420 - إبراهيمُ بنُ محمد بن عبد القادر بن محمد بن عبد القادر البرهان ابن البدر النابُلُسي، الحنبلي
.
ذكره السخاويُّ في "الضوء"
(2)
، وقال: سمعَ عليَّ بعض الكتب الستة، وغيرَها بل كَتَبَ مجلسًا من الأمالي، ووَلِيَ قضاءَ بيت المقدِس، وغيره. انتهى.
2421 - إبراهيمُ بنُ محمدِ بن محمود بن بدر الدمشقي، الحنبلي
.
ذكره صاحب "السحب الوابلة"
(3)
وقال: رأيت بخطه جانبًا من "الكواكب الدراري" في شرح "مسند أحمد" مؤرخًا سنة سبعٍ وعشرين وثمان مئة، وهو خط حسنٌ. انتهى.
2422 - إبراهيمُ بنُ محمدٍ بنِ موسى بنِ السيف محمدٍ بن أحمدَ بنِ عمرَ ابنِ الشيخ أبي عمرَ محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة، الصالحي، المقدسي، الحنبلي
.
(1)
الضوء اللامع: 1/ 7.
(2)
الضوء اللامع: 2/ 150.
(3)
السحب الوابلة: 1/ 66.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(1)
، وقال: يعرف بالبقاعي، سمع على المحب الصامت سنة ثمان وسبعين وسبع مئة وغيره، وحدَّث، سمع منه الفضلاءُ، وكان خَيِّرًا، ديِّنًا، محافظًا على الجماعات، مع الورع والزُّهد، فلا يأكل إلَّا من كسبِ يده إلى أنْ ضَعُفَ حاله فانقطع بمنزله، وصار لا يخرج إلَّا إلى الصلاة حتى مات. انتهى.
2423 - أحمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن محمد بن عمر، شهاب الدين بن البرهان النَّابُلُسي، ثم الدمشقي، الحنبلي
.
ذكره صاحب السخاوي في "الضوء"
(2)
.
2424 - إبراهيم بن أحمد الشويكي، الحنبلي
.
ذكره صاحب "السحب"
(3)
وقال: رأيت له تعقبات على "الحواشي القندسية على الفروع"، تدل على نباهته انتهى.
2425 - أحمد بن بَلْبَان بن عبد الله، شهاب الدين، أبو العَبَّاس المقرئ، اللؤلؤي، الدمشقي، الحنبلي
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(4)
وقال: وصَفَهُ البرهانُ الحلبيُّ بالمحدث المقرئ، وأنَّه يحفظُ القرآن، ويستحضر كتابه في مذهب أحمد، وأنَّه قرأ الحديث بصوتٍ حسنٍ، وأنَّهُ قَدِمَ عليه في سنة تسعٍ وثلاثين وثمان مئة، فقرأ عليه "ابن ماجه". انتهى.
2426 - أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن التقي سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر المقدسي، الحنبلي
.
(1)
الضوء اللامع: 1/ 168.
(2)
الضوء اللامع: 1/ 202.
(3)
السحب الوابلة: 1/ 97، وفيه: أحمد بن أحمد الشُّوَيكي.
(4)
الضوء اللامع: 1/ 248.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(1)
وقال: سمع من أبي محمد بن القيم جزءًا من حديث أبي القاسم المنبجي أنبأنا به الفخر عن محمود بن أحمد عنه، ذكره شيخُنا ابنُ حجر وقال: أجاز لي، وبَيَّض لوفاته. انتهى.
2427 - أحمد بن جعفر بن التاج عبد الوهَّاب، النابُلُسي، الحنبلي، سبط البدر بن عبد القادر
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(2)
وقال: أخذ عني مع خاله الكمال، وغيره. انتهى.
2428 - أحمد بن سليمان بن عبد الرَّحمن بن العز محمد بن التقي سليمان الحنبلي
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(3)
وقال: ذكره ابنُ حجر شيخُنا في "معجمه" وقال: أَجاز في سنة اثنتين وثمان مئة. انتهى.
2429 - أحمد بن عبد الله المقدسي، الفاضل، الكامل، الحنبلي
.
ذكره صاحب "السحب"
(4)
وقال: قرأ، وحصل، وأتقن الخط، وكتب كثيرًا بخطه الحسن، النَّيِّر المضبوط، رأيت له من الفروع مجلدًا بخطه، مؤرخ في سنة تسع وستين وثمان مئة. انتهى.
2430 - أحمدُ بنُ عطيةَ بنِ عبدِ الحي القيومِ بنِ أبي بكر بن أبي ظهيرةَ المكي، الحنبلي ابن أخي المحب، قاضي جدة
.
ذكره السخاوي
(5)
وقال: عَرَضَ علي قبل بُلوغه أو معهُ سنةَ ثلاثٍ وتسعين وثمان مئة محافيظه "مختصَر الخِرَقي"، و"أربعين النووي"، و"مفردات الإمام
(1)
الضوء اللامع: 1/ 248.
(2)
الضوء اللامع: 1/ 267.
(3)
الضوء اللامع: 1/ 308.
(4)
السحب الوابلة: 1/ 183.
(5)
الضوء اللامع: 2/ 4.
أحمد"، و"مختصر البرهان" بن مفلح في الأصول، و"ألفية ابن مالك"، و"الأجرومية"، و"تلخيص المفتاح"، وهو ذكي القلب والحافظة، وقد أجزت له. انتهى.
وذكره ابن فهد جار الله، وقال: وبعد السخاوي استنابَه قاضي مكة الشافعي الجمالي فيما يتعلق بمذهبه حينَ خلت مكةُ من قاضٍ حنبلي، ولم يقبل ذلك، وأقبل على التصوف، وسافر لأجله إلى اليمن، وحصل له جذبة، ثم أفاق، وتقشف في لباسه، ولزم مشايخ الأذكار، واستمر على حالته إلى أنْ مات. انتهى.
2431 - أحمد بن علي بن أحمد بن عبد الرحيم بن أبي بكر بن المحب الصُّوفي، البغدادي، الحنبلي، القادري، المرغياني، شيخ القراء
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(1)
، قال: ولد سنة ستين وثمان مئة. انتهى.
2432 - أحمد بن علي بن محمد بن نصر الله بن علي بن محمد بن نصر الله الدَركواني، الحَموِي، الحنبلي، المقرئ، المعروف بابن الخطيب
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(2)
وقال: ولد بحماة سَنَةَ ثمانٍ وأربعين وثمان مئة، وقرأ القرآن بالقراءات، و"المحرر" في الفقه على ابن باديس، وغيره، وحجَّ، وزار القدس، والخليل، وقدِمَ القاهرة مرارًا، واجتمع بي سنة خمسٍ وتسعين وثمان مئة، وقرأ عليَّ وعلى الخيضري، وخطب بالجامع الكبير ببلده نيابة، وقرأ على العامة، وتكسَّبَ بالتجارة على وجهٍ جميل، انتهى من ترجمة حافلة، ولم يذكر وفاته.
2433 - أحمد بن محمد بن أحمد شهاب الدين، المشهدي، القَاهِري، الزَّرْكَشِي، الحنبلي
.
(1)
الضوء اللامع: 2/ 8.
(2)
الضوء اللامع: 2/ 42.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(1)
، وقال: اشتغل وفَهِمَ، وسَمِعَ ختمَ البخاري على أمَّ هانئ الهورينيَّة ومن كان معها، وقرأ في الجوق، وتكسَّبَ في الشهادة، ثم كَفَّ مع ملازمته حضور بعض وظائفه، وكان حارَّ الخُلُق. انتهى.
2434 - أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد المحمود، السهروردي، البغدادي، الحنبلي
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(2)
وقال: هو ممن شارك والده في الأخذ عن السراج القزويني، وأخذ عن العز عبد العزيز بن علي القاضي البغدادي، سنة إحدى عشرة وثمان مئة. انتهى.
2435 - أحمد بن محمد بن عبد القادر بن عثمان بن عبد الرَّحمن بن عبد المنعم بن نعمة بن سلطان بن سرور النَّابُلُسي، الحنبلي، المعبِّر، عم البدر محمد
.
ذكره السَّخاوي في "الضوء"
(3)
وقال: ذكره شيخُنا ابن حجر في "معجمه"، وقال: الفقيهُ المفتي، لقتيه بنابُلُي فقرأتُ عليه "المستجاد من تاريخ بغداد"، وروى عنه التقي القلقَشندي، وله تصنيف في التعبير. انتهى.
2436 - أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن شعبان، شهاب الدين، الصَّالحي، القصار الآدمي، الإسْكاف القباني، الحنبلي، المعروف بابن الجوازة
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(4)
وقال: ولد سنة أربع وأربعين وسبع مئة، وسمع من أحمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي، وحدَّث، سمعَ منه الفضلاءُ ولقيه ابنُ موسى سنة خمس عشرة وثمان مئة. فسمع منه هو ورفيقُه الموفق الأبي، ذكره ابن حجر في "معجمه"، وقال: أجاز لأولادي سنة أربع عشرة
(1)
الضوء اللامع: 2/ 94.
(2)
الضوء اللامع: 2/ 119.
(3)
الضوء اللامع: 2/ 125.
(4)
الضوء اللامع: 2/ 151.
وثمان مئة. انتهى.
وقد ذكر المرداوي في "الإنصاف"
(1)
أحمد بن محمد الأَدَمي البغدادي، وذكر له "المنور في راجح المحرر"، و"المنتخب".
2437 - أحمد بن محمد بن علي البَعْلي، القطان أبوه، الصَّالحي، الحنبلي
.
ذكره السخاوي في "الضوءِ"
(2)
وقال: هو نزيل مدرسة الشيخ أبي عمر يُعْرَف بحلال، ضد حرام، سمع سنة أربع وأربعين وسبع مئة من المحب الصَّامِت، ومن أخيه عمر بن المحب، ورسلان الذَّهبِي وعبد الله الحَرَسْتَاني، وأحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن أبي عمر، والعماد بن أبي بكر بن محمد الحبال في آخرين، وحدَّث، سمع منه الفضلاء، وعُمِّر. انتهى.
2438 - أحمد بن محمد بن محمد بن مفلح، شهاب الدين بن ضياء الدين، الخطيب، النَّابُلُسي، المقدسي، الحنبلي
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(3)
وقال: يعرف بابن الرَّمَّاح، أخذ عني. انتهى.
2439 - أحمد التَّدْمري، المِصري، الحنبلي
.
ذكره ابن طُولون في "سُكُرْدانه" وقال: أجازني في استدعاء مؤَرَّخ في نهار السبت سابع جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين وثمان مئة. انتهى.
2440 - إسماعيل بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن مصلح العِراقي الأصل، المكي، الحنبلي
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(4)
وقال: حضَر دروسي. انتهى.
(1)
المقنع مع الشرح الكبير والإنصاف: 1/ 19.
(2)
الضوء اللامع: 2/ 156.
(3)
الضوء اللامع: 2/ 202.
(4)
الضوء اللامع: 2/ 305.
2441 - حسن بنُ إبراهيمَ بنِ عمرَ بن بدرِ الدين بنِ برهان الدين، الحنبلي، المعروف بابن الصَّوَّاف
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(1)
وقال: حفظ "المحرر"، وأخذ من والده البرهان، وابن حجاج الإبناسي، وتكسَّبَ بالشهادة في حانوت بباب الفتوح، رأيته كثيرًا، وكان فاضلًا، مُتَنَقِّلًا في الجهات، ذا عزمٍ وجلادةٍ على المشي بحيث كان يمشي غالبَ الليالي لبولاق لسكناه هناك، مع ثروته، وتوليته من البدر البغدادي قاضي مذهبه، ولذا لما مات أسند وصيته إليه. انتهى.
- حسن بن إبراهيم الصَّفَدي ثم الدمشقي، الخَيَّاط، الحنبلي. [انظر: 2243].
ذكره السخاوي
(2)
وقال: قرأ عليه العلاءُ المَرْدَاويُّ، وَوَصَفَهُ بالإمام المحدث، المفسر الزاهد. انتهى.
2442 - الحسن بن أحمد الشيشيني، الحنبلي
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(3)
وقال: سمع على شيخنا الحافظ ابن حجر ووصفه بالشيخ. انتهى.
2443 - الحسن بن علي بن أبي بكر بن إبراهيم بن محمد بن مفلح الدِّمَشْقِي، الحنبلي، أخو عبد المنعم
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(4)
، وقال: سمع مني بالقاهرة. انتهى.
2444 - شعبان بنَ علي بن جميل البَعْلي القطَّان أبوه العَطَّار، هو الصالحي، الحنبلي
.
(1)
الضوء اللامع: 3/ 91.
(2)
الضوء اللامع: 3/ 92.
(3)
الضوء اللامع: 3/ 94.
(4)
الضوء اللامع: 3/ 109.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(1)
وقال: سمع في سنة إحدى وثمانين وسبع مئة من عبد الرَّحمن بن الزَّغْبُوب، ومحمد بن عثمان الجردي، ومحمد بن اليُونَانِيَّة، ومحمد بن علي بن يحيى بن حمود، والصَّدر محمد بن محمد بن يزيد وغيرهم، وحدَّث سمعَ منه الفضلاء كابن موسى، والآبي قبل سنة عشرين وثمان مئة. انتهى.
2445 - عبد الباسط بن محمد بن عبد القادر، زين الدين الجَعْبَري، النَّابُلُسي، الحَنْبَلي، نزيل بيت المقدس وقاضيه
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(2)
وقال: يعرف بابن عبد القادر، وهو من بيت جليل، سمع مني وغيري. انتهى.
2446 - عبد الرَّحمن بن أبي بكر الحنبلي
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(3)
وقال: كتب في الإجازة فى بعض استدعاءاتي المِصْرِيَّة المُؤَرَّخة سنة خمسٍ وخمسين وثمان مئة، وله نظمٌ. انتهى.
2447 - عبد الرَّحمن بن أبي بكر بن عبد الرَّحمن الحَمَوي، الحنبلي، المقرئ القادري الوفائي
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(4)
وقال: قدم القاهرة سنةَ تسعٍ وثمانين، فقرأ عليه ابن أخي الفخر المقسي الزهراوين لأبي عمرو، مع منظومة الأمين عبد الوهَاب بن أحمد بن وَهبان المسماة "غاية الاختصار"، ومنظومة ابن الجزري في التجويد وقال: إنَّه قرأهما على العلاء أبي الحسن علي بن أحمد الحَمَوِي، وإنه كتب على الأولى شرحًا. انتهى.
(1)
الضوء اللامع: 3/ 300.
(2)
الضوء اللامع: 4/ 29.
(3)
الضوء اللامع: 4/ 72.
(4)
الضوء اللامع: 4/ 64.
2448 - عبد الرَّحمن بن عبد الله بن يوسف بن هشام تقي الدين بن جمال الدين الأنصاري والد الشهاب الحنبلي
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(1)
وبَيَّض له.
- عبد الرَّحمن بن الجمال أبي الخير محمد بن عبد القادر بن محمد بن علي القرشي، العدوي، الحَرَّاني، المدني، الحنبلي. [انظر: 2002].
ذكره السخاوي في "الضوء"
(2)
وقال: يعرف بابن الحجَّار، سمع على ابن صديق مع أبيه. انتهى.
وذكره السخاوي أيضًا في "التحفة اللطيفة"
(3)
بنحوه.
2449 - عبد القادر بن علي بن أحمد بن أيوب بن كمال بن عبد الوهَّاب بن الشيخ المجاهد المحيوي، النبراوي، ثم القاهري، الحنبلي، أحد النُّوَّاب
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(4)
وقال: ولد سنة أربع وثلاثين ظنًا، ونشأ فحفظ القرآن و"التسهيل" لابن اسباسلار الحنبلي البَغْلي، وأخذه تصحيحًا وتفهمًا على العز الكِناني، وأخذ عن الرزاز، وابن هشام، ولازم التقي الحصني في الصرف والنحو، وأخذ في النحو عن الآبري وأبي القاسم النويري، وحجَّ وتكسب بالشهادة وقتًا، ثم استنابه شيخه العز، واستمر، وتميز. انتهى.
2450 - عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن يحيى بن أحمد بن محمد بن نصر بن عبد الرزاق بن عبد القادر الجِيْلَاني السيد، عفيف الدين، الحنبلي
.
(1)
لم نجده في مظانه في "الضوء" وانظر: "السحب": 2/ 504.
(2)
الضوء اللامع: 4/ 134.
(3)
التحفة اللطيفة: 2/ 538.
(4)
الضوء اللامع: 4/ 277.
ذكره صاحب "السحب الوابلة"
(1)
.
2451 - عبد القادر بن محمد بن عبد الله الضميري، الدِّمَشْقِي، الحنبلي
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(2)
، وقال: لقِيَه العز بن فهد، وكتب عنه قصيدة نونية، وأجازه وقال: إنَّه شرحَ "الأربعين النووية" وسماه "الدرر المضيَّة"، وعارَضَ البردة بقصيدة سمَّاها "الزهر في الأكمام في مدح النبي عليه السلام"، و"بانت سعاد"، وغير ذلك. انتهى.
وذكر له في "هدية العارفين"
(3)
أيضًا "شرح القرطبية".
2452 - عبدُ الله بنُ إسماعيلَ بنِ محمدٍ بن بَردِس البَعْلي الحنبلي
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(4)
وبَيَّضَ له.
2453 - عبدُ الله بنُ علي بن محمدٍ بن عبد الحميد، الفندقي، القباقبي، الصَّالحي، الحنبلي
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(5)
وقال: سمِعَ من أبي العَبَّاس المَرْدَاوي "مجالسَ المخلدي" الثلاثة، وحدَّث بها، قرأ عليه الأوَّل منها ابنُ حجر بالصَّالحية. انتهى.
2454 - عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله الجمال بن الشمس المَرْدَاوي، القاضي ابن القاضي، الحنبلي، المعروف بابن التقي
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(6)
وقال: أحضر في الأوْلى سنة سبعٍ وخمسين وسبع مئة على الجمال يوسف بن محمد بن عبد الله المَرْدَاوي وغيره، وأسمعَ
(1)
السحب الوابلة: 2/ 577.
(2)
الضوء اللامع: 4/ 290.
(3)
هدية العارفين: 1/ 597.
(4)
الضوء اللامع: 5/ 14.
(5)
الضوء اللامع: 5/ 34.
(6)
الضوء اللامع: 5/ 55.
من الصَّلاح بن أبي عمرُ وعلى الصوري، وحدَّثَ، سَمِعَ منه الفضلاء كابن موسى الحافظ، ومعه الموفق الآبي في سنة خمسَ عشرة وثمان مئة.
ذكره التقي ابن فهد في "معجمه" انتهى.
2455 - عبيد بنُ علي بنِ عبيدِ الزين التميمي، الحنبلي
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(1)
وقال: سمع مني بالقاهرة. انتهى.
2456 - عثمان بن أحمد بن منصور الطرابُلُسي، الحنبلي
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(2)
، وقال: سمع مني بالقاهرة، انتهى.
2457 - عَطِيَّةُ بنُ عبدِ الحي القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة، القُرشي، المكي، الحنبلي
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(3)
وقال: ولد سنة تسعٍ وثلاثينَ وثمان مئة، وسمعَ ختم "البخاري" بالقاهرة سنة ثلاثٍ وستين وثمان مئة على أم هانئ الهورينيَّة ومَنْ حضر معها. انتهى.
2458 - عليٌّ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ الله بنِ أحمدَ بن النَّاصِح عبد الرَّحمن بنِ محمد بنِ عياش علاء الدين بن شهاب الدين السوادي، الصالحي، الحنبلي، القطان بن الناصح
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(4)
وقال: سمع على العماد أحمد بن عبد الهادي المقدسي، وعبد الرحمن بن محمد بن عبد الهادي، ومحمد بن عبد الله بن المحب وآخرين، وأجاز له والده والبياني، وابن أميلة، وابن القواس وغيرهم، وحدَّث، ولقيه الحافظ ابن موسى المراكشي سنة خمسَ عشرة وثمان مئة فأخذ عنه، وقال ابن حجر: أجاز لي. انتهى.
(1)
الضوء اللامع: 5/ 122.
(2)
الضوء اللامع: 5/ 126.
(3)
الضوء اللامع: 5/ 148.
(4)
الضوء اللامع: 5/ 168.
2459 - عليٌّ بن أحمد بن محمد القطان الحنبلي
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(1)
وقال: هو رجلٌ فقير يتكسب، واشتغل يسيرًا، وسمع الحديث، أخذ عني. انتهى.
2460 - عليٌ بنُ عَبَّاس الحنبلي
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(2)
وقال: رأيتُه كَتَبَ في عرض سنة ثلاث وثمان مئة. انتهى.
2461 - عليٌّ بنُ التاج محمد بن علي بن أحمد الكِيْلَاني، القادِرِي، الحنبلي
.
ذكره السَّخاوي في "الضوء"
(3)
وقال: سَمِعَ على عبد الرَّحيم بن عبد الكريم، ونصر الله الشَّيرَازي الجرهي، وروى ألفية ابن مالك قراءةً وسماعًا من النور أبي الفضل علي بن الصَّالح بن أحمد الكِيْلَاني، وأجاز لابن أبي اليمن سنة ثلاثين وثمان مئة. انتهى.
2462 - علي بن محمد بن عمر بن أحمد بن محمد بن أحمد البطائحي، القاهري، الحنبلي، المدبر، الشهير بالبطائِحي
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(4)
وقال: ولد تقريبًا سنةَ عشرين وثمان مئة، وحفظ القرآن عند ناصر الدين القاصدي وحفظ "الشاطبية" و"ألفية النحو" و"المنهاج الأصلي"، و"مختصر الخِرَقي"، وعرض على ابن حجر والمحب بن نصر الله، والزَّرْكَشِي وآخرين، وحَضَر دروسَ المحب فمن بعده، وسَمِعَ على الزّرْكشي وغيره، وتنزل بالشيخونية وفي غيرها من الجهات، وتكسَّب من الإدارة بالإعلام بالموتى، وبرع في ذلك، مع نصحه فيه، وتموَّل جدًّا، وحجَّ مرارًا. انتهى.
(1)
الضوء اللامع: 5/ 190.
(2)
الضوء اللامع: 5/ 234.
(3)
الضوء اللامع: 5/ 319.
(4)
الضوء اللامع: 6/ 2.
2463 - عمرُ بنُ محمدِ بنِ سعيد الزين البَعْلِي القَطَّان، الحنبلي، المعروف بابن البقسماطي
.
ذكره السَّخَاويُ في "الضوء"
(1)
وقال: ولد سنة ثمان وثمانين وسبع مئة ببعلبك، ونشأَ بها فقرأ القرآن عند طلحة العَنْبَري، وحفظ الخِرَقي، وعرضه على ابن الأقرب، والتقي إبراهيم بن مفلح وغيرهما، واشتغل في الفقه على ابن الأقرب، وسمع على أبي الفرج عبد الرَّحمن بن محمد بن الزغبوب، قرأ عليه غيرُ واحد وقرأت عليه، وكان إنسانًا حسنًا، يتكسب فيها ببيع القطن. انتهى.
2464 - عمرُ زين الدين الدِّمَشْقِي، الحنبلي، نقيب الرُّسل، وخادم قضاة الحنابلة
.
ذكره السَّخَاوي في "الضوء"
(2)
وقال: كتب عنه البَدْرِي أبياتًا من شعره. انتهى.
- عمرُ اللؤلؤي الدَّمَشقِي، الصَّالحي، الحنبلي. [انظر: 2311].
ذكره السَّخَاوي في "الضوء"
(3)
وقال: كان خيِّرًا يقرئ الأبناء مع فضيلة وخير. انتهى.
2465 - محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ قاضي القضاة أحمد شهاب الدين بن شرف الدين، حسن المقدسي
.
ذكره في "السحب الوابلة"
(4)
وقال: هكذا نقلت من خطَّه في آخر "لطائف ابن رجب"، مؤرَّخ في سنة تسعٍ وثمان مئة. انتهى.
2466 - محمدٌ بنُ أحمدَ بنِ عثمانَ بنِ عمرَ بنِ عمرانَ الدمشقي الصَّالحي، الحنبلي، ويُعرف بشقير
.
(1)
الضوء اللامع: 6/ 119.
(2)
الضوء اللامع: 6/ 145.
(3)
الضوء اللامع: 6/ 147، وقد سلف برقم (2311)، وفيات (873) وكرره المؤلف هنا.
(4)
السحب الوابلة: 2/ 819.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(1)
وقال: ولد سنة خمس وسبعين وسبع مئة تقريبًا، وذكر أنَّه سمع بجامع بني أميَّة من المحب الصَّامت، وابن السَّرَّاج، فاستجازه ابنُ فهد. انتهى.
2467 - محمدٌ بنُ أحمدَ بنِ منصور، محيي الدين الطَّرابُلُسي، الحنبلي
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(2)
وقال: حفظ القرآن، وكتبًا جمَّة، وقَدِم القاهرة فاشتغل بالفقه وغيره، ولازمني في ألفيتي الحديث والنحو وغيرهما ثم رجع إلى بلده. انتهى.
2468 - محمد بن إسماعيل بن علي البغدادي الأصل، القاهري، الحنبلي، نزيل القراسنقرية، ومؤدب ابن الأشقر
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(3)
وبَيَّض له.
2469 - محمدٌ بنُ جعفرَ بنِ عليًّ اليُونيني، البَعْلي، الحنبلي
.
ذكره السَّخاوي في "الضوء"
(4)
وقال: يعرف بابن الشُّوَيخ، سمع على بِشر وعمر ابني إبراهيم البَعْلي، وأبي الطَّاهر محمد بن عبد الغني الدُّرَيْبي، وحدَّث، سمعَ منه الفضلاءُ كابن موسى والآبي، وكان سماعهما سنةَ خمسَ عشرة وثمان مئة، وقال شيخُنا ابنُ حجر في "معجمه": أجاز في استدعاء ابنتي رابعة، وكان شيخَ زاوية عبد الله اليونيني بِبَعْلَبَكَّ. انتهى.
2470 - محمدٌ بنُ حَسَن بن غَيْث الحمصي، الحنبلي
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(5)
وقال: ذكره النَّجْم عمر بن فهد في "معجمه" وقال: إمامٌ، عالمٌ، فقيهٌ، له يدٌ طُولى في النَّحو بحيث يُقرئ "ألفية
(1)
الضوء اللامع: 7/ 3.
(2)
الضوء اللامع: 7/ 109.
(3)
الضوء اللامع: 7/ 138.
(4)
الضوء اللامع: 7/ 210.
(5)
الضوء اللامع: 8/ 278.
ابن مالك" إقراءً جيدًا، ويُفيد فيه فوائد نفيسة، ذو إلمام بعلل الحديث، ونظم بالطبع، مع عقل ومداراة، وعرض عليه قضاء بلده فأبى. انتهى.
2471 - محمد بن عبدُ القادر بنُ أبي بكر بنِ عليٍّ بن أبي بكر سعد الدين بن زين الدين البَكري، البِلبِيْسي القاهري الحنبلي المعروف بكاتب العليق
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(1)
وقال: ولد في عاشر المحرم سنةَ خمس وعشرين وثمان مئة، ونشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن، و"الخِرَقي"، وكتب على الزين بن الصَّائغ، ومهر في الكتابة، وتدرَّبَ بأبيه في المباشرة، ثم استقرَ بَعده في كتابة العليق، ثم أضيف إليه كتابة المماليك حين استقر متوليها صهره فرج في الوزر، وتقلب في جهات الكتابة، وتقدم في المباشرة مع عقل وسكونٍ، وأدبٍ وشكالة، وهو بأخرة في ديانته وتصونه أحسن منه قبل، وعلى كل حال فهو ناقص الحظ عن كثيرين ممن هو لم يبلغ مرتبته ولا كاد. انتهى.
2472 - محمدٌ بن عبد العزيز بن إسماعيل الغزِّي، الحنبلي
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(2)
وقال: سَمِعَ مني بمكة. انتهى.
2473 - محمدٌ بنُ عبد الله بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب أبو السعادات، الحنبلي القَسْطَلاني المكي
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(3)
وقال: أجاز له سنة اثنتين وثمان مئة ركن الدين محمد بن إسماعيل بن محمد الخوافي. انتهى.
2474 - محمدٌ بنُ عبدِ الله بنِ أحمدَ بنِ حسن الزين محمد أخو الذي قبله الحنبلي القَسْطَلاني المكي
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(4)
، وقال: أجاز له الخوافي مع أخيه بالإجازة
(1)
الضوء اللامع: 8/ 65.
(2)
الضوء اللامع: 8/ 60.
(3)
الضوء اللامع: 8/ 80.
(4)
الضوء اللامع: 8/ 80.
المذكورة. انتهى.
2475 - محمدٌ بنُ عبدِ الله بنِ عبدِ الله شمس الدين، أبو عبد الله الحنبلي، الفقيه، المقرئ
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(1)
وقال: ترجمه البرهان الحلبي فقال: إنسانْ حسنٌ، حنبلي أصلًا وفرعًا، من محبي تقي الدين ابن تيميّة، قدم حلب في عاشر المحرم سنة تسع وثلاثين وثمان مئة فقرأ عليَّ "سنن ابن ماجه"، و"مشيخة" الفخر، ثم عاد إلى جهة دمشق في خامس عشريه، كتب الله سلامته. انتهى.
2476 - محمدٌ بنُ عبدِ الله بنِ محمدِ بنِ عبدِ الله بن يوسف، فتح الدين بن جمال الدين بن محب الدين بن جمال الدين بن هشام الأنصاري، القاهري، الحنبلي
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(2)
، وقال: نشأ فحفظ القرآن، واشتغل بالفرائض وغيرها عند البدر المادرابي، وأذن له، وكذا قرأ على العلاء البغدادي الدِّمَشْقي حينَ قدِم القاهرة، وحَضَر دروسَ القاضي، وتنزل في الجهات، وخطب بالزينية، وتكسَّب بالشهادة. انتهى.
2477 - محمدٌ بن عبد المنعم بنِ داودَ بنِ سليمانَ بدرُ الدين أبو عبد الله بن شرف الدين أبي المكارم البغدادي، القاهري، الحنبلي
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(3)
وقال: خَلَفَ والده في تدريس الحسنية، وأم السُّلْطان، والصَّالح وغيرها، وفي إفتاء دار العدل، وقضاء العسكر فلم تطُلْ مدَّتُه. انتهى.
2478 - محمد بنُ عثمانَ بنِ علي السِّيْلَاوي
نِسبة لبلد بنابُلُس، يقال لها:
(1)
الضوء اللامع: 8/ 98.
(2)
الضوء اللامع: 8/ 108.
(3)
الضوء اللامع: 8/ 123.
السيلة، ثم القاهري، الحنبلي.
ذكره السَّخَاوي في "الضوء"
(1)
وقال: سمع مني بالقاهرة. انتهى.
- محمدٌ بن علي بنِ محمود، شمس الدين بن التاج بن النجم الكِيْلَاني، الحنبلي. [انظر: 2112].
ذكره السخاوي في "الضوء"
(2)
وقال: ممن سَمِعَ على شيخنا، ووصفه بالعلم، وقرأ عليه "الخلاصة" وغيرها. انتهى.
2479 - محمدٌ بنُ محمدٍ بنِ حيدر، شمس الدين، البَعْلِي، نزيل بيروت، وابن أخت الجمال بن الشرائحي، الحنبلي
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(3)
وقال: يُعرف بابن مُلَيْك بالتصغير، ولد سَنَة ثلاثٍ وسبعين وسبع مئة. انتهى.
2480 - محمدٌ بنُ محمدٍ بنِ حسن بنِ محمد بنِ عبد القادر، عفيف الدين بن شمس الدين، الحسني، البغدادي، القرافي، الحنبلي، أخو الصفي محمد
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(4)
وقال: ولد في تاسع عشر جمادى الأولى سنة خمس وسبعين وثمان مئة بالقرافة، ونشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن، والشاطبية و"الخِرَقي"، و"ألفية ابن مالك"، و"الحاجبية"، وعرض علي، وأجزت له، واشتغل على البدر السعدي، والشيشيني، وأخذ على ملا علي في العربية، وتولع في الرماية، وتخرج فيها بابن أبي القاسم الإخميمي النقيب حتى تميز فيها، وذكر بجودة الفهم، ومَتانة العقل والصَّلاح، بحيث كان هو المعول عليه عند أبيه، وحجَّ مع أبيه سنة تسع وثمانين وثمان مئة. انتهى.
(1)
الضوء اللامع: 8/ 149.
(2)
الضوء اللامع: 8/ 218.
(3)
الضوء اللامع: 9/ 79.
(4)
الضوء اللامع: 9/ 76.
2481 - محمد بنُ محمدٍ بنِ حسن بنِ يحيى بنِ أحمد بن أبي شَامة شمس الدين الصَّالحي الدِّمشْقي، الحنبلي
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(1)
وقال: سمع على عائشة ابنة عبد الهادي، وحدَّث، سَمِعَ منه الفضلاء. انتهى.
2482 - محمدٌ بن محمد بنِ الشرف سليمانَ بنِ الشمس البَعْلِي، البَرَادَعي، الحنبلي، من بني المرحل
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(2)
وقال: ذكره شيخُنا ابنُ حجر في "معجمه" وقال: أجاز لابنتَيْ رابعة من بَعْلَبَكَّ، ولقيه ابنُ موسى في سنة خمس عشرة، فسمع منه هو والموفق الآبي. انتهى.
2483 - محمدٌ بنُ محمدٍ بنِ محمدٍ بنِ إبراهيمَ الياسوفي، الصَّالحي، الحنبلي
.
ذكره السَّخاوي في "الضوء" وقال: قال ابن فهد في "معجمه": ذكر أنَّه سَمِعَ من العماد الرُّجَيْحي "صحيح البخاري" بجامع بني أمية، أنشدني من نظمه بسفح قاسِيون، وبأرض القبيبات ظاهر دمشق سنة ستًّ وثلاثين وثمان مئة. انتهى.
2484 - محمدٌ بنُ محمدٍ بنِ محمدٍ بنِ عبد القادر بنِ محمد بنِ عبدِ القادر، بهاءُ الدين أبو السعد بن الكمال بن البدر النابُلُسي، المقدسي، الحنبلي
.
ذكره السَّخاوي في "الضوء"
(3)
وقال: كتب كأبيه "القول البديع" وقرأ بعضه. انتهى.
2485 - محمدٌ بنُ موسى السيلي، ثم الدَّمَشْقي، الصَّالحي، الحنبلي، شمس الدين، خازن كتب الضِّيائية
.
(1)
الضوء اللامع: 9/ 76.
(2)
الضوء اللامع: 9/ 84.
(3)
الضوء اللامع: 9/ 228.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(1)
وقال: هو ممن تقدم في الفرائض والحساب، وأخذ عنه الفضلاء، وكان شيخًا خَيِّرًا، ساكنًا قنوعًا. انتهى.
2486 - يوسفُ بنُ علي بنِ موسى بنِ أبي الغيث، صلاح الدين البَعْلي، البَزَّاز، الحنبلي
.
ذكره السَّخاوي في "الضوء"
(2)
وقال: سمع في سنة تسعٍ وخمسينَ وسبع مئة من أبي الظاهر محمد بن أحمد بن القزويني وغيره كعمر بن إبراهيم بن بشر، وحدَّث، سمع منه الفضلاء كابن موسى والموفق الآبي سنة خمس عشرة وثمان مئة، ووصف بالفضل، ذكره شيخنا ابنُ حجر في "معجمه". انتهى.
2487 - يوسفُ بنُ عليًّ بنِ محمدٍ بنِ ضوء الصَّفَدي أصلًا، المقدسي، الحنبلي، الشهير بابن النَّقيب أخو جمال الدين أحمد الحافظ
.
ذكره ابنُ فهد وقال: سَمِعَ من الحافظ أبي محمود المقدِسي، وسمعَ منه شيخُنا ابن موسى، والموفق الآبي سنة تسعَ عشرة وثمان مئة. انتهى.
2488 - أبو بكر بنُ عليٍّ بن أبي بكر بنِ الحكم، سيفُ الدين، وتقي الدين، النَّابُلُسي الحنبلي، المفتي يعرف بابن الحكم
.
ذكره السَّخاوي في "الضوء"
(3)
، وقال: قال شيخُنا ابنُ حجر في "معجمه": لقيتُه بنَابُلُس، وقرأت عليه. انتهى.
2489 - أبو بكر بنُ عمرَ بنِ أحمدَ بنِ غِرة، البَعْلِيُّ الحنبليُّ، تقي الدين
.
ذكره السَّخَاوي
(4)
في "الضوء" وقال: وُلِدَ سَنَة ثمان وثمان مئة بِبَعْلَبَكَّ، ونشأ بها، فحفظ "القرآن"، و"المقنع"، و"العمدتين"، و"الطوفي"، و"ألفية العراقي"، و"الملحة"، و"ألفية شعبان"، و"لسان العرب" له وغيرها، وعرض
(1)
الضوء اللامع: 10/ 65.
(2)
الضوء اللامع: 10/ 326.
(3)
الضوء اللامع: 11/ 51.
(4)
الضوء اللامع: 11/ 62.
على جماعة، وسمع على ابن غازي، وقطب الدين، والشمس بن سعد في آخرين، وتفقَّه بالبرهان بن البجلاق وغيره، ودخل مصر وزار بيت المقدس، وله شعر حسن. انتهى.
2490 - آسية بنتُ محمدِ بنِ إبراهيم الدِّمَشْقِيَّة، الحنبلية، أخت إبراهيم المعروف بابن المعتمد
.
ذكرها في "الضوء"
(1)
وقال: ولدت سنة اثنتين وخمسين وثمان مئة، وسمعت بدمشق على جدَّتها ست القضاة بنت زُرَيق، وتزوجها البهاء المشهدي بكرًا فأولدها كلَّ أولاده، وحجَّت، وجاورت، أجاز لها جماعةٌ وهي خيِّرة صالِحةٌ، انتهى.
2491 - أمة الله بنت العَلاء عليِّ بنِ الشهاب أحمدَ الكردي، البَعْلِيِّة، الحَنْبَلية
.
ذكرها السخاوي في "الضوء"
(2)
وقال: سمعت على أبي الفرج بن الزغبوب، ولقيتها ببَعْلَبكَّ قريبَ الستين فأجازت. انتهى.
2492 - تتر بنتُ أحمدَ بنِ محمدٍ بنِ أحمدَ بنِ إسماعيلَ بنِ أحمدَ بنِ عمرَ بنِ الشيخ أبي عمر، أم محمد القرشية العمرية، الصَّالحية، الحنبلية
.
ذكرها السَّخاوي في "الضوء"
(3)
وقال: ولدت سنة اثنتين وثمانين وسبع مئة تقريبًا، وأحضرت على قريبها محمد بن محمد بن داود المقدسي في الثانية، سنة أربع وتسعين وسبعِ مئة، وحدَّثت سمعَ منها الفضلاء. انتهى.
2493 - دنيا بنتُ محمدٍ بنِ عبد الهادي بنِ عبد الحميد بنِ عبد الهادي، الحنبلية
.
ذكرها السَّخاوي في "الضوء"، وبَيَّض لها.
(1)
الضوء اللامع: 12/ 3.
(2)
الضوء اللامع: 12/ 10.
(3)
الضوء اللامع: 12/ 15.
2494 - زينب بنتُ يوسفَ بنِ التقي أحمد بنِ العز إبراهيم بنِ عبد الله بنِ أبي عمر، المقدسية، الحنبلية، أم محمد
.
ذكرها السَّخاوي في "الضوء"
(1)
وقال: سمعت على فاطمةَ بنتِ محمدٍ بن أحمدَ بن عمر، وحدَّثت، سمع منها الفُضَلاء. انتهى.
2495 - فاطمةُ بنتُ البدرِ محمدٍ بنِ محمدٍ بنِ أبي بكر السَّعدي، قاضي الحنابلة بمصر الحنبلية
.
ذكرها السَّخَاوي في "الضوء"
(2)
وقال: ولدت في صفر سنة خمسٍ وسبعينَ وثمان مئة، وتعلمت الكتابة، وقرأت ما تيسر، وتزوجها سِبْطُ العز الحنبلي، عز الدِين محمد بن الشهاب، وفارقها سنة تسع وثمانين وثمان مئة، ثم تزوجها الرَّضِي الإسحاقي فأولدها. انتهى.
2496 - مغل بنتَ الخطيب عِز الدين محمد بن الخطيب الشمس عبد الرَّحمْن بنِ محمدٍ بنِ سليمانَ بنِ حمزةَ المقدسية، الصالحية، الحنبلية
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(3)
وقال: قال ابنُ فهد: ولدت تقريبًا سنة إحدى وسبعين وسبع مئة، وأحضرت في الثانية على محمد بن محمد بن داود وغيره من بعدها، وتقدمت في آخر عمرها إلى القاهرة، فانقطعت فيها إلى أنْ ماتت، وحدَّثت بها، وأجازت، انتهى.
- شهود بنت عبدِ القادر بنِ عثمانَ الحنبلي، النَّابُلُسي، الحنبلية. [انظر: 1997].
ذكرها السخاوي
(4)
في "الضوء" وقال: سمعت من عبد الله بنِ محمدٍ بنِ يوسفَ بن نعمة، سَمِعَ منها البرهان الحلبي، محدِّث حلب. انتهى.
(1)
الضوء اللامع: 12/ 50.
(2)
الضوء اللامع: 12/ 104.
(3)
الضوء اللامع: 12/ 126.
(4)
سلفت ترجمتها برقم (1997) وكررها المؤلف هنا. ولم نجد: ترجمتها في الضوء اللامع.
2497 - عبد الله بن شفيع بن سعيد بن عمران بن مالك التميمي، الحنبلي
.
ذكره صاحب "السحب الوابلة"
(1)
وقال: كتب كتاب "التوابين" لابن قدامة بتاريخ سنة تسع وتسعين وسبع مئة. انتهى.
- السيد موسى بنُ محمدٍ بنِ محمدٍ الحسني الفاسي، المكي، الحنبلي، إمام المقام الحنبلي، ونائب عمِّه السراج عبد اللطيف في قضاء مكة. [انظر: 2220].
ذكره في "السحب الوابلة"
(2)
بهذا اللفظ ولم يزد.
(1)
السحب الوابلة: 3/ 1197.
(2)
السحب الوابلة: 3/ 1198.
مبتدأ القرن العاشر
2498 - (ت 901 هـ): القاضي شمسُ الدِّين محمد بن عمر الدُّورسي، الحنبلي
.
ذكره ابن العماد
(1)
، وقال: هو الإمام العالم، كان من أصحاب البُّرهان ابن مُفْلح، وباشر عِندهُ نيابةَ الحكم مدةَ ولايته، وكانت نيفًا وثلاثين سنةً، ثم باشرَ عند ولدِه نجم الدِّين، ثم فوَّض إليه الحكمَ آخر عُمره، واستمرَّ إلى أن تُوفي في سنة تسع مئة. انتهى.
وذكره أيضًا في وَفِيات إحدى وتسع مئة
(2)
وقال: هو القاضي شمسُ الدَّين محمدُ بن عمر الدُّورسي الدِّمشقي، الحنبلي، ولد سنةَ ست عشرة وثمان مئة، وكان نقيبًا لقاضي القضاة ابن مُفلح بُرهان الدين بن أكمل الدين بن شَرف الدِّين، ثم فوَّض إليه وَلَده قاضي القُضاة نجم الدِّينِ ابن مُفلح نيابةَ القضاء، قال النُّعَيمي: لقلة النُّوابِ، فدخل في القضاءِ مَدْخلًا لا يليقُ. انتهى. وأرَّخ وفاته يوم الجمعة عشري جمادى الأولى سنة إحدى وتسع مئة.
وذكره السَّخاوي في "الضوء" وقال: محمد بن عمر بن محمد بن ثابت الدُّورسي الصَّالحي، الحنبلي، وذكر أنه توفي سنة إحدى وتسع مئة. وذكره ابن طُولُون في "سُكُردْان الأخبار"، وقال: هو الشيخ المفيد البَرَكةُ شمسُ الدِّين أبو عبد الله، ولد سنة سبع وثمانين، وقرأ القرآن، وحفظ "الخِرَقي" و"المُلْحة" وتفقَّه بالزَّين بن قُنْدُس، وسمع "صحيح مسلم" على محمد بن عمر بن عبد الدائم، و"المُسلْسَل بالأوَّلية" على ابن حجر، وأجازه، وسمع على الشيخ
(1)
شذرات الذهب: 7/ 366، وفيات 900.
(2)
شذرات الذهب: 8/ 11.
ابن عبد الهادي، والشيخ عبد الرحمن المعروف سبع، وابن ناصر الدين الحافظ، وأبي الفرج بن الطحَّان، وآخرين، وأجاز له جماعة، ولَازَم الشيخَ علي ابن عُروة مدةً، وسمع عليه، وأكثر السَّماع على ابن ناظر الصَّاحِبة، وَوَلي نقابةَ الحُكْم الحنبلي، ثم فَوَّض إليه النَّجم بن مُفلِح، فدخل فيه مدخلًا لا يَليقُ بدَنَاءَةٍ، وتوفي يومَ الجمعةِ لعشرٍ بقينَ من جُمادى الأولى، سنة إحدى وتسع مئة. انتهى.
2499 - (ت 901 هـ): أحمد بن محمد بنِ محمد بنُ خالد بن موسى الحِمْصي، الحنبلي
.
ذكره السَّخاوي في "الضوء"
(1)
وقال: يُعرف بابن زَهْرة، وَليَ بِبَلَدِهِ قضاءَ الحنابلة، وقَدِم القاهرةَ، فنابَ عن قاضِيها العِزِّ الكِنانيِّ. انتهى.
وذكره جار الله ابن فهد في "ذيله على الضوء"، وقال النُّعَيمي مُؤرِّخ دمشق: إنه وُلد في سادِس عشري رمضان، سنةَ ثلاثَ عشرة وثمان مئة، وتوفي سنة إحدى وتسع مئة. انتهى. وذكره ابنُ طولون في "سكردان الأخبار" وقال: توفي بحمص، سنةَ إحدى وتسع مئة، وقد أطنب ابن طُولون في ترجمته.
2500 - (ت 901 هـ): محمود بن محمد بن محمود بن أحمد شرف الدين، أو زين الدِّين، ابنُ التَّاجر، شمسُ الدِّين، الجِيْلاني، الفَوْمَنيُّ الأصل، البَحْري، الرابغي، المكيُّ، الحنبليُّ
.
ذكره السَّخاوي في "الضوء"
(2)
وقال: هو شابٌ، فهم، أخذ عني دروسًا من شرحي لألفية الحديث، و"التقريب"، وكتبهما بخطِّه، وغير ذلك، وذلك أواخر سنة سبع وثمانين وثمان مئة، وكتبتُ له إجازةً، وهو من ملازِمي قاضي الحنابلة هناك، وغيره من الفضلاء، وسافر لمصر، وأقام بها نحو سنتين، وكان يحضرُ عند قاضي الحنابلة، وأثنى عليه. انتهى.
وذكره ابن طولون في "سكردانه" وأرَّخ وفاته سنةَ إِحدى وتسع مئة.
(1)
الضوء اللامع: 2/ 178.
(2)
الضوء اللامع: 10/ 147.
2501 - (ت 901 هـ): أحمد بن عيسى بن موسى الكَفرسِبيُّ، ثم الدِّمشقيُّ، الحنبلي
.
ذكره السَّخاوي في "الضوء"
(1)
وقال: أخذ عن ابن قُنْدُس، وجوَّد القرآن عن ابن عمران وعبد الكريم القُدسي، وعلى أحمد الزُّبيدي بمكة، وغيرهم بمكة، والقاهرة، بل قرأ لعاصم، وجاورَ سنةَ سبعين وثمان مئة، ثم قَدِم مكة سنة تسع مئة بحرًا، ولقيني وأخذ عني، وهو ممن يتكَسَّب انتهى.
2502 - (ت 901 هـ): عبد القادر الحنبلي
.
ذكره السَّخاوي في "الضوء"
(2)
وقال: إنه شَنَق نفسَهُ في سنة إحدى وتسع مئة بسبب قضيةٍ اتّفقتْ له مع السَّالمي، فأخرج الصَّدرُ المُناوي وظيفتَهُ بالزَّاوية.
ذكره ابن حجر في آخرِ وفياتها من "إنبائه" وقال: قرأت ذلك بخط الزُّبيري. انتهى. وقرأت بخط الشمس محمد بن سلمان الدِّمشقي ما ملخَّصُه: شيخُ زاويةِ الحمصي المجاورة للدُّكَّة من المقسم، نُسِب إليه أنه خرَّب كثيرًا من أوقافها، ورُفع أمره إلى الحكَّام فطلبوا منه كتابَ وقفِها ورسم عليه، فطَلَع خَلْوتَه من الشَّيخونيَّة ليجيء بهِ، فشَنَق نفسَه بها، واستقرَّ بعدَهُ ابنهُ في وظيفتهِ بالشَّيخونيَّة، وفي مشيخة الزَّاوية، فلم يلبثْ أن احترق، فاستقرّ عوضَهُ في مشيخة الزَّاوية الشمسُ المشار إليه. انتهى.
2503 - (ت 901 هـ): إسماعيل بن عبد الله الصَّالحي الحنبلي، الشيخ الصالح، المولَّه
.
ذكره ابن العماد
(3)
وقال: جفَّ دماغُه بسبب كثرة التَّلاوة للقرآن في مدرسة الشيخ أبي عمر، فزال عَقْلُه، وقيل: عَشِق فعفَّ، وكان في جَذْبه كثيرَ التلاوةِ، ويتكلَّم بكلماتٍ حسنةٍ، وللناس فيه اعتقادٌ زائد، وكان يُلازمُ الجامعَ الجديد،
(1)
لم نجده في موضعه من "الضوء".
(2)
الضوء اللامع: 4/ 300.
(3)
شذرات الذهب: 8/ 3.
وجامع الأفرم بالصَّالحية، توفي تاسع عشري رمضان سنة إِحدى وتسع مئة، وله شعر. انتهى المراد من ترجمةٍ حافلة.
2504 - (ت 902 هـ): أحمد بن عبد الرحمن بن علي بن أبي بكر بن أحمد بن مسعودٍ، شهابُ الدِّين الرِّيمي، المكي، الحنبلي
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(1)
وقال: ولد سنةَ تسعٍ وثلاثين وثمان مئة بمكة، وحفظ القرآن، وكان شافِعيًا فتحنبل، وقرَّر في دروس خير بك بمكة، وصار ملازمًا للحنبلي في ذلك الوقتِ وغيره، وهو إنسان خيِّرٌ كثير الطَّواف والعبادة، من صوم وغيره، عليه سِيْما الخير، وزار المدينةَ غيرَ مرةٍ، وصحبَ النَّجم عمر بن فهد، وسمع منه، ومن غيره، كوالده التَّقي، وأبي الفتح المُراغي، وغيره، وهو فقيرٌ قانعٌ ملازمٌ للعبادةِ والخيرِ. انتهى.
وذكره جار الله ابن فهد وقال: كان كثيرَ الصيامِ وحضورِ الأذكارِ والتَّردُّدِ للزيارة ويقرئ الأولاد في المسجد الحرام، وتزوَّج زوجة بعد أخرى، ورزق أولادًا،، ونظمَ الشعر مع تقشُّفه ولُطفِ عِشْرته، وقد مَرِض مدةً برجله وتعب لها، مات ليلةَ الاثنين مستهلَ ذي الحجة، سنة اثنتين وتسع مئة، ودُفن بالمعلاة. انتهى.
- (ت 902 هـ): محمد بن محمد بن أبي بكر بن خالد بدر الدين السدْرِشي الأصل، القاهِري، الحنبلي، سِبْط القاضي نور الدين البُوَيْطي، يُعرف بالسَّعْدي. [انظر: 2337].
ذكره السخاوي في "الضوء"
(2)
وقال: ولد في ثالث شوال، سنةَ ستٍ وثلاثين وثمان مئة، وحفظ القرآن، و"الوجيز"، و"ألفية النحو" و"التلخيص"، ومعظم "جمع الجوامع"، وقرأ على جُملة مشايخ في فنون شتى، وتفقَّه بابن الرَّزَّاز، والجمال ابن هشام، ولازم العزَّ الكِناني في الفقه وغيره، وولَّاه القضاء، وأذن له بالإِفتاء بدار العَدْل، وتدريس الفقهِ بالمَنْكُوتُمِرية والقَراسُنْقُرية مع
(1)
الضوء اللامع: 1/ 331.
(2)
الضوء اللامع: 9/ 58، وقد تقدم برقم (2413).
مباشرتها، ودرَّس الفقهَ بالشيخُونيَّة، ثم قضاء الحنابلة بالدِّيار المصرية، لاتَّفاقِهِم على تقديمهِ على سائر حنابلتها، وسارَ فيه أحسنَ سيرةٍ، وخضعَ له شيخُ حنابلة الشام العلاء المرداوي حين راسَله يتعقَّبُ عليه أشياء وقعت في تصانيفهِ، وأذعنَ لكونه مُخطِئًا فيها، والتمسَ منه المزيدَ من بيانِ ما يكون من هذا القبيل. انتهى ملخصًا من ترجمة حافلةٍ جدًا.
وذكره جار الله ابن فهد وقال: استمرَّ في القضاء إلى أن فاجأه القضاء، فمات في ثالث عشر ذي القعدة، سنة اثنتين وتسع مئة. انتهى. وله ترجمة الإمام أحمد.
2505 - (ت 902 هـ): محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عز الدِّين بن شهاب الدَّين، الجوهري، القاهري، الحنبلي
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(1)
وقال: استقرَّ في جملةٍ من جهاتِ جدِّه العزِّ الحنبلي، كتدريس الصَّالحِ، وقرأ عند القاضي بدر الدين السَّعدي، وحَضَر دُروسَهُ، وزوَّجه ابنتَه، وحجَّ مع أبويه، وجاور سنةً، ورجع في أول سنة أربع وتسعين وثمان مئة، فجلس مع الشُّهودِ عند الصَّالحية، وله فَهْمٌ وتمهُّر. انتهى.
وذكره جار الله ابن فهد المكي في "ذيل الضوء" وقال: توفي سنة اثنتين وتسع مئة. انتهى.
2506 - (ت 903 هـ): عبد الرحمن بن أحمد الهاشمي، الحموي، الدِّمشقي، السيد موفق الدين، الحنبلي
.
ذكره ابن طُولون في "سكردان الأخبار" وقال: ولي نظر الجيش وعدةَ وظائف. قال شيخنا ابن المِبْرَد: هو أحد الرؤساء الأعيان، ومن ذوي البيوت، وقد اشتغل وحصَّل، وعنده مشاركةٌ جيدة، وأدب زائد، وتودُّد كثير، أخذ عن جماعةٍ من الدِّمشقيين، منهم الشيخ علي بن عروة، وأكَثَرَ عن المصريين، توفي
(1)
الضوء اللامع: 6/ 321.
في عاشر رمضان، سنةَ ثلاثٍ وتسع مئة. انتهى المراد من ترجمته الحافلة.
2507 - (ت 904 هـ): غَرْسُ الدِّين، أبو القاسم، خليل بن خليل الفَرادِيْسي، الصَّالحي، الحنبلي
.
ذكره ابن طولون في "سكردان الأخبار" وقال: حفظ القرآن، ثم قرأ "المحرَّر" للمجد ابن تيمية، وأخذَ عن النظام بن مُفْلح، والشهاب بن زيد، والشيخ صفي الدِّين، ولازم شيخَنا القاضي ناصر الدَّين بن زُرَيق، وأكثر من الأخذ عنه، ثم أقبل على الشَّهادة والمُباشرة لأَوقاف الحنابلة بمدرسة أبي عُمر، وغيرها، وأجاز لنا، وكتبنا عنه، وتوفي في حَبْس كرتباي الأحمر ملك الأمراء بدمشق، سنة أربع وتسع مئة. وذكره ابن العماد
(1)
عنه.
2508 - (ت 904 هـ): علي بن فَضْل الله، الصَّالحي، الحنبلي
.
ذكره ابن طولون في "سكردانه" وقال: هو نور الدِّين دلَّال الكُتبِ والجواري، حفظ القرآن، وسمع على القاضي النظام بن مُفلح، وأبي عبد الله بن الصَّفي، وأكثر عن القاضي الناصر بن زُرَيق، أجازني غير مرةٍ وتوفي يوم الثلاثاء، مُستهلَّ رمضان، سنة أربع وتسع مئة. انتهى.
2509 - (ت 904 هـ): شعبان الصُّورتاني، الحنبلي، زين الدَّين، أحد عُدولِ دمشق
.
ذكره ابن العماد
(2)
وقال: سكن الصَّالحيةَ، وولي قضاء صَفَد، وأخذ عن النظام بن مُفْلح، وابن زيد، وأكَثَر عن أبي البقاء ابن أبي عمر، وكان لا بأس به، توفي في شوال سنة أربع وتسع مئة. انتهى.
2510 - (ت 904 هـ): أحمد بن زيد بن أبي بكر بن عمر بنِ محمود الحَسَنِيُّ الجُرَاعِي، الصَّالحي، الحنبلي
.
(1)
شذرات الذهب: 8/ 22.
(2)
شذرات الذهب: 8/ 22.
ذكره تلميذه ابنُ طُولون في "سُكردان الأخبار"، وقال: هو الشيخ العالم الصَّالح الوَرعُ، الزَّاهدُ، شهابُ الدِّين، أبو العبَّاس، وربما كُنِّي بأبي عمر، ابن الشَّيخ الزَّين أحد شيوخِ الإقراء بمدرسةِ الشيخ أبي عُمر، ثم صار شيخَ الشيوخ بها، اشتغلَ قديمًا على التقي بن قُنْدُس، والزَّين بن الحبال، وسمع على الزَّين عمر بن فهد "مسند أحمد" وغيره، وكان مُواظبًا على تلاوة القرآن ليلًا ونهارًا، ولُزومِ الصَّلواتِ في الجماعة، ولكن كان لسانُه طلقًا في أعراض الناس، وعمِّر حتى جاوزَ السبعين، وهو أخو التقي أبي بكر، والعَدْلِ الجمال عبد الله، لأبويهما، مات المترجم يوم الجمعة، سابع صفر، سنة أربعٍ وتسع مئة، ودُفن بمقبرة الشيخ أبي عمر. انتهى.
2511 - (ت 904 هـ): برهان الدين إبراهيم بن أبي بكر الشَّنَوَيْهيُّ، ثم المِصْريُّ، الحنبلي، العَدْل
.
ذكره ابن العماد
(1)
وقال: كان إمامًا عالمًا حافظًا، حفظ القرآن العظيم، و"مختصر الخِرَقي" و"العُمدة" للموفق، وكان من أخصاء القاضي بَدْر الدِّين البغدادي، وإمامه، وله روايةٌ في الحديث، وأخذ عنه العلَّامة غَرْسُ الدِّين الجَعْبَري شيخُ حَرَم سيِّدِنا الخليل، وذكره في أول "معجم شيوخه"، واحترف بالشهادة أكثر من ستين سنةً، ولم يُضْبَط عليه ما يَشِينُه، وتوفي بالقاهرة يوم الثلاثاء، تاسع عشر شعبان، سنةَ ثمانٍ وتسعين وثمان مئة، وقد جاوزَ الثمانين. انتهى.
وذكره السخاوي في "الضوء"
(2)
وقال: هو إبراهيم بن أبي بكر بن عبد الله الشَّنَوَيْهي، ثم القاهِري، الحنبلي، أحدُ صوفيّة الأشرفية، ونزيلُ القَرَاسُنْقُريَّة، ممن سَمِعَ على ابن الجزري في "مشيخة الفخر" وغيرها، وأخذ عنه بعضُ الطَّلبةِ، وكتب في الاسْتِدْعاءات، وهو الآن حي. انتهى.
وذكره جار الله بن فهد في "ذيله" على "الضوء" وقال: أجازني سنة أربع
(1)
شذرات الذهب: 7/ 360.
(2)
الضوء اللامع: 1/ 34.
وتسع مئة، وبلغني أنه سَمِع على ابن الجزري "ثلاثيات مسند الإمام أحمد" وعلى الزَّين عبد الرحمن الفرضي بعض "السنن الكبرى" للبيهقي، وحدَّث بها جماعةً، ومات في أول القرن العاشر، وقد قاربَ التسعين سنة. انتهى.
2512 - (ت 905 هـ): زينُ الدِّين خطَّاب بن محمد بن عبد الله الكَوْكَبي، ثم الصَّالحي، الحنبلي
.
ذكره ابن العماد
(1)
وقال: حفظَ القُرآنَ في مدرسة الشيخ أبي عمر، وأخَذَ عن الشيخ الصَّفي، والنِّظَام ابن مُفْلح، والشِّهاب ابن زيد، وغيرهم، واشتغلَ في العربية على الشِّهاب ابن شَكَم وحلَّ عليه "ألفية العراقي" في علم الحديث، واعتنى بهذا الشَّأن، وأنشد له ابن طُولون:
بَطَشْتَ يا موتُ في دِمَشْقَ
…
وفي بَنِيها أشدَّ بَطْشِ
وكمْ بناتٍ بها بُدُورًا
…
كانَتْ فصارَتْ بَنَاتَ نَعْشِ
وقال: عرض له ضَعْفٌ في بعض الأحيان، وكان عند الناس أنّهُ فقيرٌ، فأوصى بمبلغ من الذهب له كميَّةٌ جيِّدةٌ، ثُمَّ بَرأ من ذلك الضَّعفِ، فشَنَقَ نفسَه بخَلْوتهِ بالضِّيائيَّة، في سابعِ عشر جمادى، سنةَ خمسٍ وتسع مئة. انتهى.
وذكره ابنُ طُولون في "سُكردان الأخبار"، وقال: هو خطَّاب بن عمر بن عبد الله الكواكبي، الصَّالحي، الشيخ الإمامُ، المفيدُ، زين الدِّين، اشتغل كثيرًا بعد أن حَفِظَ القرآن بمدرسة الشيخ أبي عمر بالصَّالحية، بدمشق، ومهَرَ في العربية، وأخذَ عن الشيخ صفي الدِّين، والقاضي نِظام الدِّين بن مُفلح، والشِّهاب ابن زيد، وجماعاتٍ، وحلَّ "ألفية العراقي" في علوم الحديث على شيخه الشِّهاب بن شَكَم، واعتنى بهذا الشَّأن، وكتبتُ عنه عدَّة فوائد، توفي في سابع عشر جمادى الأولى، سنةَ خمسٍ وتسع مئة. انتهى من ترجمة حافلة.
2513 - (ت 905 هـ): محمد بن عثمان بن إسماعيل البَابيُّ
، الحنبلي،
(1)
شذرات الذهب: 8/ 26.
شمسُ الدين، المعروف بابن الدُّغَيم، قاضي قُضاة حلب، وكاتب بِسِّرها، وناظر جيوشِهَا.
ذكره النجم الغزي، وقال: كان ذكيًا فقيهًا متمولًا، توفي سنةَ خمس وتسع مئة. انتهى. وذكره ابن العماد
(1)
بنحوه.
2514 - (ت 906 هـ): علاء الدين علي بن أبي عمرو عبد الله الخطيب، الحنبلي، المؤذِّن بجامع بني أمية
.
ذكره ابن العماد
(2)
وقال: شُهِرَ بعُلَّيق. بضم العين المهملة، وتشديد اللام المفتوحة، وبعد المثناة التحتية قاف. ولد سنة إحدى وثلاثين وثمانِ مئة، قال النُّعَيمي: وهو آخر من سمع "صحيح مسلم" كاملًا، على الحافظ شمس الدِّين بن ناصر الدِّين، في سنة ستٍ وثلاثين وثمان مئة، وتوفي سنةَ ستٍ وتسع مئة. انتهى.
2515 - (ت 906 هـ): خطَّاب بن عمر الشويكي الحنبلي المقرئ الصالح
.
ذكره ابن طولون في "المفاكهة"
(3)
وفيها وجد في خلوته الضيائية جوار الجامع المظفري بسفح قاسيون مشنوقًا في حبل قد اشتراه من حانوت بالصالحية بنصف درهم، ولم يعلم حاله في ذلك، هل هو لأجل شيء فاته، أو عرض له يَبَسٌ في دماغه، وقال: وكان الزين الخطاب هذا يقرئ الأطفال بالمدرسة السعدية، وكان على خير يقرأ في بعض الأيام ختمتين ويلزم حضور درس الشيخ ابن سلم، وكانت وفاته شوال، سنة ست وتسع مئة.
2516 - (ت 906 هـ): عائشة بنت محمد بن أحمد بن أبي عمر، الحَنْبلية
.
(1)
شذرات الذهب: 8/ 27.
(2)
شذرات الذهب: 8/ 29.
(3)
مفاكهة الخلان: 1/ 237.
ذكرها ابن طُولون في "سكردانه" وقالت: هي الشيخةُ المُسِندةُ، المُعَمَّر، الخيِّرةُ، أم أبي بكر ابنة الشَّمس بن الفخرِ، سمعت على جماعةٍ كثيرةٍ، منهم الحافظ أيوب، وسمعتُ عليها، وتوفيت سَلْخ سنة ستٍ تسع مئة، ودُفنتَ في الرَّوضة. انتهى ملخصًا من ترجمةٍ طويلة.
2517 - (ت 907 هـ): محمد بن يوسف بن محمد النَّابلسي، الصَّفَدي، المِصري، الحنبلي
.
ذكره ابن طولون في "سُكُرْدَان الأخبار" وقال: ولد في سنة ستين وثمان مئة تقريبًا بالصَّالحية، وحفظ القرآن و"مختصر الخرقي"، و"مُلحة الإعراب"، وأخذ الحديثَ عن الشيخِ صَفي الدِّين، ووالده، ثم ولي قضاءَ الحنابلةِ بصَفَد، ثم عُزل عنها ورجع إلى الصَّالحية، ثم ذهب إلى مصر، وخدم ابن الصَّابوني، فلما توفي وَليَ نظرَ الخِزانة الشريفة، وحصَلَ لمعارفهِ بها ضَررٌ، واستمرَّ، إلى أن توفي في رابع ذي الحجة، سنةَ سبعٍ وتسع مئة. انتهى ملخصًا.
2518 - (ت 907 هـ): أحمد بن محمود الحنبلي
.
ترجمه تلميذه ابن طُولون في "سُكرْدان الأخبار"، وأطال في ترجمته جدًا، وأوردَ له أشعارًا كثيرة، وقال: ولد ثالثَ عشرَ صَفر، سنةَ اثنتين وسبعين وثمان مئة، وتوفي يوم الأربعاء خامس عشر جمادى الأولى، سنة سبع وتسع مئة، ودفن بمنزله في السَّفْح.
2519 - (ت 907 هـ): سُليمان بن عثمان الميدومي الصَّالحي الحنبلي
.
ذكره ابن طُولون في "سُكردانه" وقال: هو الشيخ المُفِيدُ، علمُ الدين جابي الشيخ الزَّين العَيْني، حفظ القرآن، واشتغل، وسمع "الصحيحين" وغيرهما على النظام ابن مُفْلح، وأكثر عن الشيخ صفِي الدِّين، كتبتُ عنه عدةَ فوائد، توفي يومَ السبت حادي عشر ذي الحجة، سنةَ سبعٍ وتسع مئة، ودفن بالسَّفْح. انتهى.
2520 - (ت 908 هـ): القاضي شِهابُ الدِّين أحمد بن أسعد بن علي بن محمد بن محمد بن مَنْجا بن أسعد
، أبو العباس، ابن القاضي وجيه الدين بن قاضي القُضاةِ علاء الدين ابن القاضي صلاح الدِّين بن القاضي شرف الدِّين بن
الشيخ زَيْن الدِّين بن القاضي وجيه الدِّين التَّنُوخي، الصَّالحي، الدِّمشقي، الحنبلي.
ترجمه الغزَّي في "الكواكب السائرة"
(1)
والنُّعَيْمي في "تاريخه"، والكمال الغَزِّي في "طبقات الحنابلة"
(2)
بما ملخصه: هو الشيخ الإمام، العالم الفاضل، النِّحرير الهُمامُ، ولد في سابع عشري صفر، سنةَ سبعٍ وعشرين وثمان مئة، وحفِظَ القرآن العظيم، واشتغل بالعلم، ثم غَلَب عليه التَّصوُّف، ثم عاد فقيهًا وولي نيابةَ الحُكم للقاضي بُرهانِ الدِّين بن مُفْلح وغيره، ثم غَلَب عليه جانب التصوف، وبنى في منزلِهِ بحارَةِ الفواخِير، لصيقَ التُّربةِ العادِلية من سَفْح قاسيون، رُواقًا بمحراب، وكان له النَّظم الحسن الرَّقيق، وله كتاب "العقيدة" نظمًا في نحو سبع مئة بيت، على طريقة القاف، وقد أنكر عليه في بعضِها الشيخُ العلَّامة عبد النبي المالكي، وتوفي يوم الأربعاء خامس عشر جمادى الأولى، سنةَ ثمانٍ وتسع مئة. انتهى المراد من ذلك.
2521 - (ت 908 هـ): عبد الله بن أحمد بن عبد الله العسكري الصَّالحي الحَنْبلِي
.
ذكره ابن طُولون في "سُكُرْدان الأخبار" وقال: هو الشيخُ الصالح الفاضلُ جمال الدِّين، أبو محمد ابن الشيخ أبي جعفر، حَفِظَ القرآن، واشتغل يسيرًا، ورَغِب في فن الحديث، فسمع على الشَّهاب ابن زيد، والبَدْر محمد بن نَبْهان، وأكثر عن القاضي ناصر الدين بن زُرَيق، وأجاز له أبو العباس ابن الشَّريفة، وابن جوارش، والدَّواليبي، وغيرهم، ثم تصدَّر لإقراء القرآن بمدرسة الشيخ أبي عمر، ثم دخَلَ في مباشرة أوقافها، ثم مباشرةِ جهاتِ القاضي ناصر الدِّين الصَّفَدي، وتوفي بقرية عساكر يوم الجمعة، ثامن عشر ذي الحجة، سنةَ ثمانٍ وتسع مئة، ونقل إلى الصالحية، ودُفن بمقبرة الشيخِ أبي عُمر، بالسَّفْحِ. انتهى ملخصًا من ترجمة حافلة.
(1)
الكواكب السائرة 1/ 131 - 132.
(2)
النعت الأكمل: 66.
2522 - (ت 909 هـ): جمال الدَّين يوسف بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي، الشهير بابن المبْرَد، الصَّالحي، الحنبلي
.
ذكره ابن العماد
(1)
وقال: ولد سنة أربعين وثمان مئة، وقرأ على الشيخ أحمد المِصْري، الحنبلي، والشيخ محمد والشيخ عمر العَسْكريين، وصلَّى بالقرآن ثلاث مراتٍ، وقرأ "المقنع" على الشيخ تقي الدِّين الجِرَاعي، والشيخ تقي الدِّين ابن قُنْدُس، والقاضي علاء الدِّين المرداوي، وحَضَر دُروسَ خلائقَ، منهم القاضي برهان الدِّين بن مُفلح، والبرهان الزَّرعي، وأخذ الحديث عن خلائق من أصحاب ابن حجر، وابن العراقي، وابن البَالِسِي، والجمال ابن الحَرَسْتاني، والصَّلاح ابن أبي عمر، وابن ناصر الدَّين، وغيرهم، وكان إمامًا علَّامةً، يغلب عليه علمُ الحديث والفِقه، ويُشارك في النحو والتصريف، والتَّصوفِ، والتفسِير، وله مؤلفات كثيرةٌ، وغالبها أجزاء، ودرَّس وأفتى، وألَّف تلميذُه ابن طولون في ترجمته مؤلَّفًا ضخمًا، وتوفي يوم الاثنين، سادسَ عشرَ المحرَّم، سنةَ تسعٍ وتسع مئة، ودفن بسَفْح قاسِيون. انتهى.
قال الغزِّي في "طبقات الحنابلة"
(2)
: هو يوسف بن حسن بن أَحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قُدامة، وينتهي نسبهُ إلى سالم ابن أمير المؤمنين عُمر بن الخطَّاب رضي الله عنه، جمالُ الدين أبو المحاسن بن القاضي بدر الدين أبي عبد الله بن المسند شِهاب الدِّين أبي العباس، القُرشي العَدَوي، المَقْدِسي الأصل، الدِّمشقي الصَّالحي، الحنبلي، الشهير بابن المبرد، وهو لقب جدهِ أحمد، الشيخُ الإمام العالم العلَّامة، نُخبة المحدِّثين، عُمدة الحفَّاظ المسندين، بقيةُ السَّلف، قُدوةُ الخَلَف، كان جبلًا من جبال العِلم، فردًا من أفراد العالم، عديم النَّظيرِ في التَّحرير والتَّقرير، آيةٌ عُظمى، وحُجَّةٌ من حجج الإسلام كُبرى، بحر لا يُدرك له قرارٌ، وبَرٌّ لا يُشقٌّ له غُبارٌ، أعجوبةُ عصرِهِ في الفنونِ، ونادرةُ دَهْرِه الذي لم تَسْمَح بمثله السنُون.
(1)
شذرات الذهب: 8/ 43.
(2)
النعت الأكمل: 67 - 72.
أفرده بالترجمة ابن طُولون في مجلدٍ حافلٍ سمَّاه: "الهادي إلى ترجمة يوسف بن عبد الهادي".
ولد في غرَّة المحرَّم، سنةَ إحدى وأربعين وثمان مئة بدمشق، وقرأ القرآن على الشيخ أحمد المِصْري، وغيره، وصلَّى بالقرآن ثلاث مراتٍ، وأخذ العلم عن مشايخ كثيرة جدًا، فقرأ "المقنع" على الشيخ تقي الدِّين الجِرَاعي، والشيخ تقي الدَّين ابن قُنْدُس، والقاضي علاء الدِّين المرداوي، وحضَرَ دُروسَ خلائق، منهم: القاضي بُرهان الدِّين بن مُفْلح، والشيخ برهان الدِّين الزَّرعي، وأخذ الحديث عن خلائق من أصحاب ابن حجر العَسْقلاني، وابن العراقي، والجمال ابن الحَرَسْتاني، وابن ناصر الدِّين محدِّث دمشق، وأجاز له من مصرَ شيخُ الإسلام ابن حجر المتقدِّم ذكره، والشهابُ الحجازيُّ، والبُرهانُ البَعْلي، وغيرُهم، وكان إمامًا علَّامة، يغلب عليه علمُ الحديث والفقه، وله يدٌ في غيرهما، كالتَّفسير، والتَّصوفِ، والنَّحْو، والتَّصريف، والمعاني، والبَيَان، وغيرِ ذلك، ودرَّس، وأفتى، وأجمعت الأمة على تقدُّمه وإمامته، وأطبقت الأئمة على فضلهِ وجلالتِهِ، وصنَّف ما يزيدُ على أربع مئة مصنَّف، وغالبُها في علم الحديث والسُّنَن، فمنها: كتاب "التبيين في طبقات المحدِّثين المتقدِّمين والمتأخِّرين" في سبع مجلَّدات، والرِّياض اليانِعة في أعيان المئة التاسعة"، و"مغني ذوي الأفهام عن الكُتب الكثيرةِ في الأحكام"، وهو كتابٌ جليل احتوى على مهمات المسائل الدِّينية في المذاهب الأربعة، وقد رأيت على ظهر هذا الكتابِ بخطِّ صاحب التَّرجمةِ هذين البيتين:
هذا كتابٌ قد سَمَا في حَصْرِه
…
أوراقه من لُطفه متعدِّده
جمعَ العُلومَ بلُطْفِهِ فبجَمعه
…
يُغنيكَ عن عشرين ألفِ مجلَّده
ولابن قاضي أذرعات مقرظًا للكتاب المذكور:
يا كتابًا أزرَى بكل كتابِ
…
هو في الأرض لوحُنا المحفوظ
زاد ربي منشيه عِلْمًا وفضلًا
…
وهو بالعزِّ والعُلا ملحوظُ
ومن مصَنَّفاته: "الدرُّ النَّقِي في شرح ألفاظِ الخِرَقي"، "الوقوف على لبْس
الصُّوف"، "غِراس الآثار وثمار الأخبار، ورائق الحكاياتِ والأشعار"، في عشرة أجزاء، و"الدُّر النَّفيس في أصحاب محمد بن إدريس، و"المطوَّل في تاريخ القرن الأول" في عشر مجلدات "شرح الخلاصة"، "الألفية المنيرة في حل مشكلات السِّيرة"، في مجلدين، وهو كتاب نفيس على سيرة ابن هشام، "الفتاوى الأحمدية المختارة من حديث أبي عُمارة"، جزء، فيه مختارات من مرويات والده، "الرعاية في اختصار تخريج أحاديث الهداية""الصوت المُسْمِع في تخريج أحاديث المُقْنِع"، "الثَّغر الباسم في تخريج أحاديث مختصر أبي القاسِم"، "الأربعون المختارة"، من عوالي مشيخة النظام بن مُفْلح، "جمع العدد لردِّ قول المنكر بغير مُسْتَند"، و"فضل السَّمَر في ترجمة شيخ الإسلام ابن أبي عُمر" و"الغلالة في مشروعية الدَّلالة"، و"صدق التَّشوُّف إلى علم التَّصوُّف"، و"العقد التمام فيمن زوَّجه النبي عليه الصلاة والسلام"، و"عظيم المِنَّة بنزهِ الجنَّة"، و"البلاء بحصول الغلاء"، وكتاب "الاقتباس في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس"، "أدب العالم والمتعلم في ذم التعيير "التخريج الصغير"، "نُزهةُ الرِّفاق في شرح حال الأسواق"، "عُذق الأفكار في ذكر الأنهار"، "كشف الملمات في تعداد الحمَّامات"، "الإعانات في معرفة الخانات"، "ثمار المقاصد في ذكر المساجد"، "تهذيب النَّفس بالعلم والعمل"، "الأربعون المسلسلات من حديث سيِّد السادات"، "الأربعون المختارة من حديث جابر ابن عبد الله"، "الأربعون المُسَلْسَلة بالقول"، "الأربعون المختارة من صحيح مسلم"، "الثلاثون التي رويت عن الإمام أحمد في صحيح مسلم"، "المختارة" من عوالي جدِّه، "الإقناع في أدوية القلاع"، "الإتقان في أدوية اللثة واللسان والأسنان"، "الفُنون في أدوية العيون"، "الجول على معرفة أدوية البول"، "إيضاح القضية بمعرفة الأدوية القلبية"، "دواء المكترب من عضَّة الكلْبِ الكَلِب"، "هدية الأخوان في أدوية الآذان"، "الإتقان لأدوية اليَرَقان"، "كمال الإصغاء إلى معرفة الأمعاء"، "هداية الأشراف لما يقطع الرُّعاف"، "الكمال في أدوية الصدر والسُّعال"، "العمدة لأدوية المعدة"، "تمام النوال في أدوية الطَّحال"، "الأدوية المفردة لعلل المَقعدة"، "الرتق لأدوية الحلق"، "إرشاد المعتمد في أدوية الكَبِد"، "الأدوية الوافِدة إلى الحمى الباردة"، "بُلغةُ الآمال بأدوية قطع الإسهال"، "تعريف
المجروح بما يُدْمل القُروح"، "البيان لبديع خلق الإنسان"، "ذم الهوى والذعر من أصول الزعر"، "الإغراب في أحكام الكلاب"، "لقط السُّنُبل في أخبال البُلبُل"، "الصَّارم المغني في الردِّ على الحُصني"، "الفصيحة في تخريج الأحاديث النوويَّة بالأسانيد الصحيحة"، "جزء فيما عند الرَّازي من أحاديث الإمام أحمد"، جزء في "الرواية عن الجن وأحاديثهم"، جزء في "فضل لا حول ولا قوة إلا بالله"، "الأربعون المسلسلة بالخلفاء"، كتاب "أخبار الأذكياء"، و"الرِّسا للصَّالحات من النِّسا"، "شدُّ الظهر لذكر ما يحتاج إليه من الزَّهر"، "الإرشاد إلى حكم موت الأولاد"، "أخبار الإخوان عن أحوال الجان"، "المشيخة الوسطى"، "الهدية لإلقاء المسائل الخفية"، "المشتبه من الطبِّ"، "وفاء العهود بأخبار اليهود" في جزئين، "تخريج حديث لا تَردّ يد لامس"، "الضبط والتبين لذوي العلل والعاهات من المحدثين"، "جزء في تخريج أحاديث الشفاء"، "السباعيات الواردة عن سيد السادات"، جزء في "حديث عمان البلقاء"، "النجاة بحمد الله"، "إرشاد الملا إلى أن أشرف الناس خُصَّ بالبلا"، "إرشاد الفتى إلى أحاديث الشتا"، "محض الصَّواب في فضائل عمر ابن الخطاب"، وغير ذلك، وغالب مؤلفاته أجزاء، وكان كثيرَ الكتابةِ، سريعَ القلمِ، وقلَّ من يُحسن خطَّه لاشتباكه وعدم اعجامه، وقد وَقَف جميعَ كتبهِ على المدرسة العُمرية، وهي يومئذٍ آلاف مؤلَّفة، وصنَّف لها فِهرستًا في مجلد، وبالجملة فقد كان إمامًا جليلًا، عالمًا، نبيلًا، أفنى عُمرَهُ بين علمٍ وعبادةٍ وتصنيفٍ وإفادة، وكانت وفاتُه يوم الاثنين سادس عشر المحرَّم، سنةَ تسعٍ وتسع مئة، ودُفن بسَفْح قاسيون، وكانت جنازته حافلةً انتهى.
وذكر له في "كشف الظنون"
(1)
غيرَ ما تقدَّم: "الجوهر المنضَّد في طبقات متأخري أصحاب أحمد"، وكتاب "عمدة المبتدي"، في الفقه الحنبلي.
وذكر له صاحب "هدية العارفين"
(2)
غيرَ ما تقدَّم: كتاب "الاختيار في بيع العقار"، و"أدب المرتعي"، "الأربعون المختارة من حديث مالك"، "الإرشاد
(1)
كشف الظنون: 2/ 1097 و 2/ 1171.
(2)
هدية العارفين: 2/ 560.
إلى اتصال بانَتْ سعاد بزكيِّ الإسناد"، "إرشاد الحائر إلى علم الكبائر"، "الاستعانة بالفاتحة إلى نجاح الأمور"، "الاقتباس لحلِّ مُشْكِل سيرة ابن سيِّد الناس"، "الأمالي في الحديث"، أربعة أجزاء، "إيضاح المقالة فيما ورد بالإمالة"، "بحر الدم فيمن تكلم فيه أحمد بمدح أو ذم"، "تحفة الوصول إلى علم الأصول"، "التغريد بمدح السُّلطان أبو نصر أبا يزيد"، "التمهيد في الكلام على التوحيد"، "التوعد بالرَّجم والسِّياط الفاعل اللِّواط"، "الثمار الشهية في آثار خير البرية"، "الخمسة العُمانية"، "الدُّرة المضيَّة، والعروس المرضيَّة والشجرة النبوية"، "الدّرة البهيَّة المنقاة من ألفاظ الأئمة المرضيَّة"، "الردُّ على من شدَّد وعسَّرَ في جواز الأضحية بما تيسَّر"، "زيد العلوم في صاحب المنطوق والمفهوم"، "زينة العرائس في الطُرَف والنَّفائس"، "السير الحاثُّ إلى علم الطَّلاق بالثَّلاث"، "طب الفقراء والجمع لهم بين الأسرار الإلهية والأدوية الطبية"، "ظهور الخبايا بتعداد البقايا"، "غاية السُّول إلى علم الأصول"، "المنون في الوباء والطاعون"، "القواعد الكلية والضوابط الفقهية"، "محض الخلاص في مناقب سعد بن أبي وقَّاص"، "التشييد في مناقب سعيد بن زيد"، "معارف الإنعام في فضائل الشهور والأيام"، "النصيحة المسموعة في أدوية العلقة المبلوعة"، "الوصلة إلى الحبيب في وصف الطيبات والطيب"، "وفاة النبي صلى الله عليه وسلم"، "وقوع البلا في البخل والبخلاء"، "هدايا الأحباب وتُحف الإخوان والأصحاب" في عشرة أجزاء، "نُتف الحكايات والأشعار والأخبار ومستظرف الآثار"، وغير ذلك.
2523 - (ت 909 هـ): محمد بن عُثمان بن عيسى بن سُليمان، شمسُ الدِّين البَرْمي، العجلوني، الصَّالحي المولد، الدِّمشقي، الحنبلي، الكُتُبي
.
ذكره السَّخاوي في "الضوء"
(1)
وقال: سمعَ مني.
وذكره ابن طُولون في "سكردان الأخبار" وقال: هو محمد بن عثمان بن
(1)
الضوء اللامع: 8/ 149.
عيسى البَرْمي الصَّالحي الكُتُبي، الحنبلي، الشيخ الإمام الأوحد، العلَّامة، أبو عبد الله، حَفِظَ القرآن، ثم اشتغل، وحصَّل وبَرَع، وأفتى ودرَّس، وصار إليه المَرجِعُ في علمي الفرائض والحساب في الحنابلةِ، ولَازم دُروسَ العلَّامة الزَّين بن العَيْني سنينَ، وقرأ عليه عدّة من تصانيفه، وأَجازَه بالتَّدريسِ في عدَّة فنونٍ، واعتنى بعلمِ الحديثِ، فسمعَ على النظام بن مُفلح، وقرأ "الصحيحين" على الشِّهاب بن زيد، ورَحَل إلى القاهرةِ، وقرأ بها على السِّراج العبَّادي والسَّخاوي، وغيرهما، وجمع مَرْوياتهِ في عدَّة كراريس، وله اليدُ الطُّولى في الأدبيات، ووقعَ له بينَهُ وبين أهلهِ مُطارحاتٌ عديدةٌ من الألغاز، وغيرها، وأكثَرَ من النَّظمِ، وجمَعَه في ديوان، وتسبَّبَ في بيع الكُتُب، وتولَّى مشيخةَ سُوقِها سنين، إلى أن توفي، وخمس البُرْدة، وتوفي يوم السبت سادس جمادى الآخرة، سنةَ تسعٍ وتسع مئة، ودفن بالرَّوضة بالسَّفح. انتهى من ترجمة حافلة.
2524 - (ت 909 هـ): محمد بن عبد الرحمن بن الملَّاح المَرْداوي الأَصل، القاهِري، الحنبلي
.
ذكره ابن طولون في "السُّكردان" وقال: هو الشيخُ الصَّالح، القدوةُ، شمس الدِّين، أبو عبد الله، وُلدَ سنة خمسين وثمان مئة تقريبًا بالصَّالحيةِ، وحَفِظَ القرآنَ، واشتغلَ بعضَ اشتغالٍ، وأخذ عن جماعةٍ، منهم الصَّفي محمد بن عبد الله بن الصَّفي، أحدُ جماعةِ عائشةَ بنت عبد الهادي، ثم تَسبَّبَ بقراءة الأطفال في مسجد ابن الديوان، ولَازمَ شيخنا الجمال ابن عبد الهادي، وحجَّ سنة ثمانين وثمان مئة، وجاورَ، ثم عادَ إلى الصَّالحية، وأمَّ بمدرسة الشيخ أبي عُمر بها، وتوفي ليلةَ الجمعة، سادس عشر جمادى الآخرة، سنة تسعٍ وتسع مئة. انتهى كلام ابن طُولون.
2525 - (ت 909 هـ): أحمد بن عيسى بن عبد الله النَّابُلُسِي، السِّيْليُّ الحنبليُّ
.
ذكره ابن طولون في "سُكردان الأخبار" وقال: هو الشيخ الإمامُ المتفنِّنُ، المفيدُ، الرِّحلَةُ، الصَّالحُ، الزَّاهدُ، الوَرعُ، شهابُ الدِّين، أبو العباس، المعروف بالذُّوَيْبِ. بتصغير ذِيب بغير همز. اشتغل على التَّقي ابن قُنْدُس، وعُني بتجويدِ
القرآن، فأخذه أخيرًا عن الشيخ محمد العَجَمي، قَدِمَ دمشقَ فَمَهَرَ فيه، وصار له خِبرةٌ بمخارج الحروف وصفاتِها، وقرأ بعدَّةِ رواياتٍ من السَّبعةِ، وعلى جماعةٍ من المقادِسَةِ، وتردَّد إلى الصَّالحية مرارًا، وقرأ بمدرسة الشيخ أبي عُمر، وكانت جماعته الحنابلة تعظِّمُهُ كثيرًا، وتوفي يوم الجمعة حادي عشر جمادى الآخرة، سنة تسعٍ وتسع مئة، ودُفنَ بمقبرة الشيخ أبي عُمر، بسَفْحِ قاسيون، انتهى من ترجمة حافلةٍ.
2526 - (ت 910 هـ): قاضي القُضاةِ بهاءُ الدِّين محمد بن محمد ابن قُدامة المَقْدسيِ، الصَّالحي، ثم المِصْري، الحنبلي
.
تعليق: ذكره ابن العماد
(1)
وقال: وُلِدَ في ربيع الأول، سنةَ ثلاثين وثمان مئة، واشتغلَ في العِلم، وحَصَّل، وبَرعَ، وأفتى ودرَّس، ثم وَليَ قضاءَ الحنابلةِ بالشَّام، فلم تُحمد سيرتُه، لكن كان عنده حشمة، وتوفي يوم الجمعة عاشر ربيع الآخر، سنةَ عشرِ وتسع مئة، وصُلِّي عليه بجامع الحنابلة بسَفْحِ قاسيون، ودُفنَ بالرَّوضةِ. انتهى.
2527 - (ت 910 هـ): محيي الدِّين عبد القادر بن محمد بن عمر بن عيسى بن سابقِ بن هلال بن يونس بن يوسف بن جابر بن إبراهيم بن ساعد المِزِّي، ثم الصَّالحي، الحنبلي، المعروف بالرَّجيْحي، وجدُّه الأعلى الشيخُ يونس، هو العارف بالله تعالى، شيخُ الطائفة اليُونسية
.
ذكره ابن العماد
(2)
وقال: ولد صاحبُ الترجمة في ثاني عشر ربيع الأول، سنةَ اثنتين وخمسين وثمان مئة، وحَفِظَ القرآنَ العظيم، و"الخِرَقي"، واشتغل في العلم، ثم تصوَّف، ولَبِسَ الخِرْقةَ من جماعةٍ، منهم والده، والعلَّامةُ ابن العَزْم المقدسي نزيل القاهرة، والشيخ أبو الفتح الإسكندري، ولَازمه كثيرًا، وانتفع به، وأخذ عنه الحديثَ، وقرأ عليه "الترغيب والترهيب" للمنذري كاملًا، وقرأ عليه غيرَ ذلك، وسمعَ منه وعليه أشياء كثيرة، وناب في الحكم عن النَّجم ابن مُفلح،
(1)
شذرات الذهب: 8/ 48.
(2)
شذرات الذهب: 8/ 46 - 47.
وكانت سيرته حسنة، وسكن آخرًا بالسهم الأعلى من الصَّالحية، وبنى به زاويةً وحمامًا وسَكَنًا، وكان من كِبارِ العارفينِ بالله تعالى، وتوفي ليلةَ الخميس رابع عشر المحرَّم، سنة عشرٍ وتسع مئة، ودفن بسَفْحِ قاسيون عند صُفَّة الدُّعاء. انتهى.
2528 - (ت 910 هـ): شهاب الدين أحمد بن العسكري الصَّالحي، الدِّمشْقي، الحنبلي، مفتي الحنابلة بها
.
ذكره ابن العماد
(1)
، وقال: كان صالحًا ديِّنًا زاهدًا، مباركًا، كتب على الفتاوى كتابة عظيمة، ولم يكن له في زمنه نظير في العلم، والتواضع، والتقشُّف، على طريقة السلف، مُنْقطعًا عن الناس، قليلَ المخالطة لهم، ألَّف كتابًا في الفقه جمع فيه بين "المقنع" و"التنقيح"، مات قبل إتمامه في ذي الحجة، سنة اثنتي عشرة وتسع مئة ودُفن بالصَّالحيَّة، انتهى.
وذكره ابن الشَّطي في "مختصره"
(2)
نقلًا عن "الكواكب" بمثل ما تقدَّم، وبهذا التاريخ أيضًا.
وذكره الشمسُ ابن طولون في "سكردانه" وقال: هو الشيخُ الإمامُ العالمُ الأوحدُ المحققُ، المُتقنُ، البحر، العلَّامةُ، شهاب الدِّين، أبو العباس. حَفِظَ القرآن، وتصدَّر للإقراء بمدرسةِ الشيخ أبي عمر، وأجازه ابن الشَّريفة، وابن جَوارِش، وغيرهما، واشتغل على التَّقي ابن قُنْدُس، ثم على القاضي علاء الدِّين المرْدَاوي صاحب "التنقيح"، وبَرَع، ودرَّس، وأفتى، وصار إليه المرجعُ في عصره في مذهب أحمد، وكان بينَه وبين شيخنا عبد النبي تباغُضٌ بسبب ما نقل عنه إلى شيخنا من مسألة إثبات الحرفِ القديمِ ونحوِها من المسائل الاعتقاديةِ، والظاهر أنه كان سالكًا فيها طريقَ السَّلفِ، فإنَّه كثيرًا ما يحرضنا على مطالعة "الصِّراط المستقيم في إثبات الحرف القديم" للموفَّق ابن قُدامة، وما كتبه ابنُ حجر على كتاب التوحيد من آخر شرحه "للصحيح"، وكان ملازمًا لقراءةِ "تفسير
(1)
شذرات الذهب: 8/ 57.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 87.
القرآن" لشيخ السُّنَّة البَغَوي، وتوفي يوم الأحد خامس عشر ذي القعدة، سنةَ عشرٍ وتسع مئة.
وكذا النُّعيمي في "تاريخه" فقد أرَّخه سنة عشرِ، وكذا البَدْراني في "المدخل"
(1)
، أرَّخه سنةَ عشرٍ، لذلك أثبتناه هنا، أما التباغض الذي بينَهُ وبين عبد النبي المذكور، فهذا مما يزيدُه رِفْعةً رحمه الله، فإنَّه كان متمسكًا بمذهب السَّلف الصَّالح الذي يجبُ على كل مسلم اتباعه، لأنَّ طريقَهم أسلمُ وأحكمُ، أما عبد النبي هذا فهو أشعري مؤول للصِّفات.
2529 - (ت 910 هـ): ابنُ عمِّ ابن ظَهِيْرة الحنبلي، المكي
.
ذكره ابن طُولون في "المفاكهة"
(2)
، وقال: وفي يوم الأربعاء ثامن عشر محرَّم، سنة عشر وتسع مئة، توفي ابنُ عمِّ ابن ظهيرة الحنبلي، المكيُّ، ببيت خطابةِ الجامعِ الأموي، أتى صحبته جماعة من أهل المدينة النبوية ليعرض محفوظاته على الحنابلة وغيرهم.
- (ت 910 هـ): حسن بن علي بن عبيد بن أحمد بن عبيد المرداوي. [انظر: 2535].
يأتي سنة ست عشرة وتسع مئة.
2530 - (ت 911 هـ): محمد بن غيث بن مُبارك، العَجْلُوني الأصل، الصَّالحي، الحَنْبلي
.
ذكره ابن طولون في "سكردانه" وقال: هو الشيخ القُدوةُ، الصَّالح، شمسُ الدِّين، الشهيرُ بالبردية، حفِظَ القرآن وصلَّى به، ثم حفظ "مختصر الخرقي" على مذهبه، وعرضه على جماعة، منهم شيخُ الحنابلة تقي الدين بن قُنْدُس، وأخذ الحديث عن أبي العبَّاس بن زيد، والنظام بن مفلح، وأبي عبد الله بن جوَارِش، واعتنى بالوَعْظِ وانجمع عن الناس، وبآخر عمره أقرأ
(1)
المدخل: 440.
(2)
مفاكهة الخلان: 1/ 277.
الأطفال، وتوفي يوم الجمعة ثامن عشر جمادى الآخرة، سنة إحدى عشرة وتسع مئة، وقد قارب السبعين ودفن بسَفْح قاسيون. انتهى.
(ت 912 هـ): أحمد بن العسكري. [انظر: 2582].
تقدَّم قريبًا سنة عشر وتسع مئة.
2531 - (ت 912 هـ): عمر بن خليل بن أحمد بن إبراهيم بن أبي بكر ابن محمد الدِّمشقي، الصَّالحي، الحنبلي
.
ذكره ابن طولون في "سكردانه" وقال: هو الشيخُ الفاضلُ الأوحدُ الكاملُ فريدُ أوانهِ، المقدَّمُ على أقرانه، زين الدِّين، أبو حَفْص الشهير بابن اللَّبُودي البَطائني، اشتغلَ بعضَ اشتغالٍ، وأُسمع على جماعةٍ منهم النظام بن مُفلح، والشمس محمد بن عُثمان بن داود، وجَم سِواهُم، وتسبَّبَ بعض الأوقات بالشهادة، وكان بهيَّ المنظرِ، حسنَ المُلْتَقى، محبًا لطلبةِ العِلم، لازمتُهُ وكتبتُ عنه فوائد منها: وفي سنة خمسٍ وثلاثين وثمان مئة ثارت فتنةٌ عظيمة بين الحنابلة والأشاعرة بدمشق، وتعصَّب الشيخُ علاء الدين البُخاري على الحنابلة، وبالغَ في الحطِّ على ابن تَيْميَّة وصرَّح بتكفيره، فتعصَّب جماعةٌ من الدَّماشِقةِ لابن تَيْمِيَّة، وصنَّف ابن ناصر الدِّين جزءًا في فضل ابن تيْمِيَّة، وسرد أسماء من أثنوا عليه من عُلماء عصرِهِ فمن بَعْدَهُم، ثم أرسله إلى القاهرة وكتبَ له عليه غالبُ المصريين بالتصويب، وخالفوا العلاء البخاريَّ في تكفيره ابن تَيْميةَ إلى أن قال: وفي آخره عَدَل عن سكنى الصَّالحية، وقطن بحارة بني الأكراد بظاهرِ دمشق، وبها توفي في جمادى الآخرة، سنة اثنتي عشرة وتسع مئة، ودُفن بباب الفراديس. انتهى من ترجمة مُسهبة جدًا.
قلت: الكتاب الذي ألَّفه ابن ناصر الدِّين هو كتابُ مجموعة "الردِّ الوافر في الردِّ على أن مَن سمَّى ابن تيميةَ شيخَ الإسلام فهو كافر" وهو مطبوع، وقد أجاد رحمه الله، وأجزلَ له الثواب.
2532 - (ت 913 هـ): أحمد بن علي بن محمد بن عبد الوهَّاب الإسكندَرَاني الأصل، المَدَني، المالكي، ثم الحنبلي
.
ذكره السخاوي في "تاريخ المدينة" المسمى "بالتحفة اللطيفة"
(1)
وقال: ولد قُبيل الخمسين بالمدينة، ونشأ بها، فحفِظَ القرآنَ و"الرسالة"، وعرضها على الأبْشيطي، وأبي الفَرَج المراغي، والشمس السَّخاوي، وحضَرَ دُروسَه، وسمعَ على أبي الفرج الكازْرُوني، وابن المُرَاغي، وتكرر دخولُهُ بمصر ودمشق وغيرهما، وزارَ بيتَ المقدس والخليلَ، وهو سِبْطُ عمر ابن زين الدِّين والد حسن، ثم عمل حنبليًا، وسعى في قضاءِ الحنابلةِ عند كاتبِ السرِّ العِزِّ البَدْريِّ ابن مُزهر، فولَّاه عَقِب الشهاب الشيشيني، سنة ثلاثٍ وتسع مئة، وعُزل مرارًا بأبي الفتح الرَّيس الذي كان شافعيًا وتحنبل أيضًا، وسافر مَفْصُولًا إلى القاهرة، فمات بها في ثالث ذي الحجة، سنةَ ثلاث عشرةَ وتسع مئة، وخَلَفَ ولده إبراهيم، فوليَ قضاءَ الحنابلةِ مدةً طويلةً. انتهى.
2533 - (ت 914 هـ): عبد الغني بن محمد بن عُمر بن مُفْلح الصَّالحي، الحنبلي، زينُ الدِّين ابن القاضي
.
ذكره ابن طولون في "سُكُردان الأخبار" وقال: نشأ نشأةً حسنةً، وحفِظَ القرآنَ، واشتغلَ، ثم أعرضَ عن ذلك، وسمعَ على جدِّه النظام بن مُفْلح كثيرًا من الأجزاء وغالب "الصحيحين"، وأجازَ لهُ جماعةٌ، منهم ابن جَوارِش، وأبو العباس بن زيد، وقرِيبه برهانُ الدِّين بن مُفلح، أجاز لنا شفاهًا، وأنشدنا لنفسِهِ عدةَ مقاطيع، وتوفي في ذي القعدة، سنة أربع عشرة وتسع مئة، ودُفن بالرَّوضةِ بالسَّفح. انتهى.
2534 - (ت 915 هـ) زين الدِّين، أبو الفرج، عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبدالله الذَّنابي، الشيخُ الإمامُ، القدوة، الزَّاهدُ الربَّاني، الدِّمشقي، الصَّالحي، الحنبلي
.
ذكره ابن العماد في "الشذرات"
(2)
، والعلَّامة ابن طولون في "سكردانه" بما مُلخصه: حفِظَ القرآن العظيم، وقرأ "المقنع" وغيرَه، واشتغل وحصَّل، وأخذ
(1)
التحفة اللطيفة: 1/ 206.
(2)
شذرات الذهب: 8/ 69.
الحديثَ عن ابن زيد، وابن عُبادة، وغيرهما، وكان يُقرئ الأطفالَ في مكتبِ مسجد ناصر الدِّين غربي مدرسة أبي عمر، وكان يُقرئ "البخاري" في البيوت والمساجد، وجامعِ الحنابلة بسَفْح قاسيون، وكان إذا ختم "البخاري" في الجامع المذكور، يحضُرُ عنده خلائقُ، فإنه كان فصيحًا، وله في الوعظ مَسْلكٌ حسنٌ، ثم انجمع في آخر عُمرِه عن الناس، وقطَنَ بزاوية المحْيَوِيِّ الرُّجَيْحيِّ بالسَّهم الأعلى إمامًا لها، وقارئًا للبخاري، توفي سنةَ خمس عشرة وتسع مئة، ودُفن بالرَّوضة. انتهى.
2535 - (ت 916 هـ): بدر الدِّين، أبو علي، حسنُ بن علي بن عُبَيْد بن أحمد بن عُبيد بن إبراهيم المَرْدَاوي، ثم الدِّمشقي، الصَّالحي الحنبلي
.
ذكره ابن العماد
(1)
وقال: حَفِظَ القرآن الكريم وعدَّة كتب، واشتغلَ على جماعة من آخرِهم الشيخُ زين الدِّين بن العَيْني وقرأ عليه شَرْحَيْهِ على "الألفية" و"الخزرجية"، وأخذ الحديثَ عن ابن السُّلمي، وابن الشَّريفة، والنظام بن مُفلح، ورَحَل مع الجمال ابن المِبْرَد إلى بعلبك، فسمع بها غالب مسمُوعاته، وسمع على جماعةٍ كثيرين، وكان له خَطٌّ حسنٌ، وكان يتكسَّبُ بالشهادة، وهو من شيوخ ابن طُولون ومُجِيزِيه، توفي يوم الخميس تاسع رمضان، سنةَ ست عشرة وتسع مئة. انتهى.
وذكره ابن الشَّطي في "مختصره"
(2)
وأرَّخ وفاته سنة عشر وتسع مئة، وقال: هو الإمام الفاضلُ، حفِظ القرآن وعدَّة كُتبٍ، واشتغلَ قديمًا على جماعاتٍ، ترجمه الحافظُ الشمسُ ابن طولون فقال: أخذ عن ابن السُّلمي، والنظام بن مُفلح، وجماعاتٍ كثيرين، ورَحَل إلى بَعْلَبك مع الجمال ابن عبد الهادي، وكان له خطٌ حسنٌ وتسبَّبَ بالشهادة، أجازني مشافهةً غير ما مرَّة، واستفدتُ منه عدة أشياء، منها: أن أبا العلاء المعرِّي قال:
إذا مَا ذَكَرْنا آدَمًا وفِعَالَه
…
وتزويجَهُ بنتَيه لا بْنَيْه في الخَنْا
(1)
شذرات الذهب: 8/ 74 - 75.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 86.
عَلِمنا بأنَّ الخلقَ مِنْ نَسْلِ فاجرٍ
…
وأنَّ جميعَ الناسِ من عُنْصُرِ الزِّنا
وقال المعري أيضًا:
يَدٌ بخمس مئينَ عَسْجَدِ وُدِيَتْ
…
ما بَالُها قُطِعَت في رُبْعِ دِينارِ
فردَّ عليه المُترجَم في الأبيات الأولى:
لَعْمرُك أما فيكَ فالقولُ صادقُ
…
وتكذيب في الباقين من شطَّ أو دَنا
كذلك إقرار الفتى لَازمٌ له
…
وفي غيرِهِ لغوٌ بذا جاءَ شرعُنا
ورد عليه في الثانية:
وقايةُ النَّفسِ أغلاها وأرخصَها
…
وقايةُ المال، فافهم حكمةَ الباري
ويروى هكذا:
عِزُّ القَناعة أغلاها وأرخصَها
…
ذِلُّ الخيانةِ، فافهم حكمةَ الباري
واشتغل المترجم آخرًا على الشيخ بدر الدين بن البعلي، فقرأ عليه شرحَيْه على "الألفية"، وعلى "الخزرجية" وسمع غالبَ مسموعاتهِ، توفي يوم الخميس تاسع رمضان، سنةَ عشر وتسع مئة، ودُفن بسَفْح قاسيون. انتهى.
2536 - (ت 917 هـ): برهان الدين إبراهيم بن عمر بن إبراهيم بن محمد ابن مُفْلح بن محمد بن مُفرَّج بن عبد الله الحنبلي، مفتي الحنابلة، الإمام العلَّامة
.
ذكره ابن العماد
(1)
وقال: وُلد سنةَ ستٍ وخمسين وثمان مئة، وأخذ عن أبيه وغيرهِ، وتوفي بقرية مَضَايَا من الزَّبَدَاني، ليلةَ الجمعة سادس عشر شعبان، سنةَ سبع عشرة وتسع مئة، وحُمِل ميتًا إلى منزله بالصَّالحية، ودفن بالرَّوْضَة قرب والده. انتهى.
2537 - (ت 917 هـ): تقي الدين أبو بكر بنُ الحافظ ناصر الدين محمد
(1)
شذرات الذهب: 8/ 77.
ابن زريق، الحنبلي، الدمشقي، الصَّالحي.
ذكره ابن العماد
(1)
وقال: كانَ إمامًا علَّامة، توفي يوم السبت، ثاني عشر صفر سنة سبع عشرة وتسع مئة. انتهى.
وذكره ابن طولون في "سُكُرْدان الأخبار" وقال: اشتغل يسيرًا، وعنده ذكاءٌ، وأكثر من الأخذ من والده سماعًا، وقراءة، ومناولة، وسمِعَ على جماعة منهم ابن الشحام، والنجم ابن فهد، وأجاز له خلائقُ منهم اللؤلؤيُّ، وعبدُ الكافي الذهبي، وغيرهما بكثرة، وخطبَ بالجامع المظفري سنين عديدة إلى أن توفي لكنه اشتهر بمحبة ابن العربي، ونقل عنه قلة الدين وتوفي يوم الجمعة حادي عشر صفر سنة سبع عشرة وتسع مئة، ودفن بالرَّوْضة عند والده. انتهى ملخصًا من ترجمةٍ حافلةٍ.
2538 - (ت 917 هـ): عز الدين محمد بن شهاب الدين أحمد الكوكاجي، الدَّمَشقي، الحَنْبَلي
.
ذكره ابنُ العماد
(2)
وقال: هو أقضى القضاة، ولد بعد الأربعين وثمان مئة، وتوفي عشية الثلاثاء تاسع عشر ذي القعدة سنة سبع عشرة وتسع مئة بدمشق، وصلَّي عليه بالجامع الأموي، ودفن بالرَّوْضَة من سفح قاسيون. انتهى.
2539 - (ت 918 هـ): علي بنُ عمرَ بنِ علي الصَّالحي الحنبلي
.
ذكره ابنُ طولون في "السُّكُردَان" وقال: هو الشيخُ الصَّالحُ القُدْوَة علاء الدين أبو الحسن بن البانياسي، شيخ زاوية الشيخ عبد الرَّحمن بن داود بسفح قاسيون، وهو ابن ابنته، اشتغل، وحَصَّل، وأخذ الحديث عن جماعة كثيرة منهم النظام بن مفلح، والجمال بن الحَرَسْتاني وابن الشريفة، ثم تصوَّفَ وَوَليَ النَّظَر على الزاوية المذكورة، ثم باشر في مشيختها على أتم الوُجُوه مع ملازمةِ قراءةِ الأوراد المرتبة لجدَّه لأمَّه في جميع الأسبوع، حتى يومي العيدين،
(1)
شذرات الذهب: 8/ 78.
(2)
شذرات الذهب: 8/ 84.
ولبِسَ خِرْقَة التصوُّف القادرية من جماعة منهم الشيخ قاسم، وتوفي سنة ثماني عشرة وتسع مئة. انتهى.
2540 - (ت 919 هـ): برهانُ الدين إبراهيمُ بن عثمانَ بنِ محمد بنِ عثمانَ بنِ موسى بن يحيى المَرْدَاوي الدَّمَشْقي، الحَنْبَلي، الصَّالحي، المعروف بجابي ابن عبادة
.
ذكره ابن العماد
(1)
وقال: ولد في رمضان سَنَة سبعٍ وأربعين وثمان مئة، وسمع على البرهان بن الباعوني، والنظام بن مفلح، والشهاب بن زيد وكان من الأفاضل توفي يومَ الخميس مستهل رجب سنةَ تسعَ عشرة وتسع مئة. انتهى.
2541 - (ت 919 هـ): أحمدُ بنُ عليًّ بنِ أحمدَ بنِ محمد بنِ عمرَ بن محِمد بنِ وجيه، شهاب الدين، أبو حامد الشيشيني الأصل، القاهري، الميداني، الحنبلي
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(2)
، و"التحفة اللطيفة"
(3)
، وقال فيهما: ولدَ خامس عشر شوال سنة أربع وأربعين وثمان مئة بميدان القمح، ونشأ به في كنف أبويه، فحفظ "القرآن"، و"المحرر"، و"الطوفي"، و"ألفية النحو"، و"تلخيص المفتاح"، وغالب "المحرر" لابن عبد الهادي، وعرض على جماعةٍ منهم العز الكِناني، والنور بن الرزاز، وصالح البلقيني، والمُنَاوِي، والجلال المحلي، والتقي الحصني، وابن الديري، والأقصرائي، والبساطي وغيرهم، وأجازوه كلهم سنة ثمان وخمسين، ولمّا ترعرع أقبلَ على الاشتغالِ فأخذَ الفقهَ عن والده، والعز الكناني، والعلاء المَرْدَاوي، والتقي الجراعي وغيرهم، وأخذ الأصلين والمعاني، والبيان والمنطق، عن التقي الحصني، والعربية عن الشُّمُنَّي، وسمع الحديث على جماعة مع الولد، بل سمع عليَّ، وكتب من تصانيفي
(1)
شذرات الذهب: 8/ 90.
(2)
الضوء اللامع: 2/ 9.
(3)
التحفة اللطيفة: 1/ 200.
أشياء، وقابل بعضها معي، وأخبر أنَّهُ سَمِعَ في صِغَره على شيخنا في الإملاء وغيره، وبمكة من سنة إحدى وخمسين على أبي الفتح بن المراغي، والشهاب الزفتاوي، وحجَّ سنة إحدى وسبعين وجَوَّدَ "القرآن" على الفقيه عمر النجار، وبَرَعَ في الفضائل، وناب في القضاء عن العز وغيره، ودرَّسَ وأفتى، ووعظ العامة وراجَ بينهم مع قوة الحافظة، وقصر الفهم والديانة والخير، لا أعلم له صبوةً، وسافر إلى مكةَ بعِيَالِهِ بحرًا في سنة سبعٍ وثمانينَ، وأقام بها، وعقد الميعاد، وعاد مع الحاجّ، وكاد أمره في أيام الأَمْشَاطي أنْ يتم في القضاء، ثم تحدث في قضاءِ الحرمين عَقِبَ المسند المحيوي عبد القادر الفاسي فوليه في ربيع الأوَّل سنة تسعٍ وتسعينَ وثمان مئة، ووصل إلى مكةَ مع الحاجّ الأوَّل، وأقام بها، وكان يترددُ في أثناء السَّنَة إلى المدينة. انتهى.
قال في "ذيل التحفة" لبعضهم: أقول: وكانت مدَّة إقامته بهما ثلاثَ سنين ولمّا مات القاضي بدر الدين السَّعْدي بمصر في ذي القعدة سنة اثنتين وتسع مئة طلبه النَّاصِر لقضاء القاهرة فعاد لها بحرًا في السَّنَة ببدئِها ووَلِيَ قضاءَها مُدَّةَ أربعةَ عشرَ سنة، ولم يُعزَل فيها إلَّا نحو الشهرين بالقاضي بهاء الدين بن قدامة، وصار عين الحنابلة، وإليه مرجعُهم ثم مات شهيدًا بالطَّاعون في يوم الأربعاء سابع صفر سنة تسع عشرة وتسع مئة، وصلَّي عليه في الأزهر. انتهى.
وذكره ابن العماد
(1)
وقال: إنَّه وَلِيَ قضاءَ الحنابلة عوضه ولدُه قاضي القضاة عز الدين. وذكره ابن الشطي في "مختصره"
(2)
وقال: استقر قاضيًا بمصر القاهرة عوضًا عن قاضي القُضَاة بدر الدين السَّعْدِي بعد استدعائهِ من الحرمين الشريفين بمرسوم الملك النَّاصِر محمد بن قايتباي في يوم الاثنين ثامن عشر ربيع الأوَّل سَنَة ثلاثٍ وتسع مئة فاستمر بها قاضيًا سنةَ وأربعة أشهر واثنين وعشرين يومًا، ثم عُزِل بالقاضي بهاء الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر بن قدامة المَقْدِسي الحنبلي، في يوم الاثنين حادي عشر رَمَضان سنة أربع وتسع مئة، ثم
(1)
شذرات الذهب: 8/ 91.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 87.
صرف هذا بعد ثمانية وأربعين يومًا في دولة الملك الظَّاهِر قانصوه خال الملك النَّاصر المذكور وأعيد قاضي القضاة المذكور صاحب الترجمة فاستقام قاضيًا بمصر أربعةَ عَشَر سنة وثلاثة أشهر وتسعة أيام، واستمر في الولاية إلى أن توفي، ووَليَ قضاءَ الحنابلة عوضه بمصر ولدهُ قاضي القضاة عز الدين، وكانت وفاة صاحب الترجمة يوم الأربعاء سابع صفر سنة تسع عشرة وتسع مئة، وكان من أعيان الحنابلة فقيهًا نِحريرًا، عالمًا عاملًا، ذا هيبةٍ وأبَّهَة، ووقارٍ، وصلَّيَ عليه صلاة الغائب في المسجد الأقصى وفي الجامع الأموي. انتهى ملخصًا.
وذكره صاحب "السحب الوابلة"
(1)
وقال: أظنُّه شارح "المحرر" بالشرط المبسوط الغريب الفوائد المسمى "بالمقرر في شرح المحرر"، قيل: إنَّه عشر مجلدات.
2542 - (ت 919 هـ): عمرُ بنُ إبراهيمَ بنِ محمدِ بنِ عبد الله بن محمد ابنِ مفلح الرَّامِيني الأصل، الصَّالحي، الدَّمَشْقي، الحنبلي، قاضي القضاة، نجم الدين أبو حفص بن قاضي القضاة، شيخ الإسلام، برهان الدين أبي إسحاق إبراهيم الشهير بابن مفلح
.
ذكره ابن الشطي في "مختصر الطبقات"
(2)
وقال: هو قاضي قضاةِ الحنابلة بدمشقَ الشيخُ الإمام، العالم العَلَّامة، البحر النَّحرير، الجْهِبذ الفَهَّامة، شيخُ الإسلام، أوحد العلماء الفخام.
تقدمت ترجمة أبيه وجدَّه وأبي جدِّه وجدّ جدَّه.
ولد المترجم بدمشق سنةَ ثمانٍ وأربعين وثمان مئة، وأخذ الفقه وغيره عن والده وغيره، ولمّا توفي والدُه في أواخر سنة أربعٍ وثمانين وثمان مئة وَليَ مكانَه قاضيًا بدمشق، واستمر في القضاء إلى أنْ عزلَ في دولةِ الظَّاهِر قانصوه في شوَّال سنة أربع وتسع مئة، واستقر عوضه القاضي بهاء الدين بن قُدامة، ولم يقدر
(1)
السحب الوابلة: 1/ 189.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 88.
توجهه إلى دمشقَ فأعيد صاحب الترجمة إلى وِلاية القَضَاء واستمر إلى أنْ عزل بالقاضي بهاء الدين المذكور في أواخر سنة تسع وتسع مئة، وقَدِمَ إلى دمشق في أوائل سنة عشر وتسع مئة وهو متوعكُ البدنِ قَأقامَ ثلاثةَ أشهرٍ وتوفي في شهرِ ربيع الآخر سنةَ تسعٍ وتسع مئة فلم يزل المترجم قاضيًا إلى أنْ تُوفي في شوَّال سنةَ تسعَ عشرة وتسع مئة، وكانت وفاتُه ليلةَ الجمعة ثاني عشر شوال المذكور، وصلَّي عليه بعد صلاة الجمعة في الجامع الأموي، وحضر الصَّلاة عليه نائب الشام سيباي والقضاة الثلاثة، وخلائق لا تحصى، ودُفِنَ على والده بالرَّوْضَة من سفح جبل قَاسِيون. انتهى.
2543 - (ت 921 هـ): عبدُ الوهاب بنِ محمد الدَّمَشقي القاضي، تاجُ الدين، أبو محمد الحنبلي
.
ذكره ابنُ طولون في "سُكُرْدَانهِ"، وقال: اشتغلَ وحصَّل، وقرأ على القاضي علاء الدين المَرْدَاوي، وسَمِعَ على الشَّهاب بن زيد وغيرهما، وناب في الحكم للقاضي النجم بن مفلح، ثم وَلِيَ قضاء طرابلس، ثم عزل ورجع إلى دمشق أجاز غيرَ ما مرَّة وكتبتُ عنه، وتوفي يوم الجمعة عاشر جمادى الأولى سنة إحدى وعشرين وتسع مئة، ودفق بباب الصَّغير. انتهى.
2544 - (ت 921 هـ): محمدٌ بنُ أحمدَ بنِ البَانْيَاسي، الدَّمَشْقي، الصَّالحي، الحنبلي
.
ذكره ابنُ طَولون في "سُكُردَان الأخبار" وقال: هو الشيخُ شمس الدين بن شهاب الدين، وهو ابنُ بنتِ الشيخِ عبدِ الرَّحْمَن بنِ داودَ منشئ الزَّاوية بسفح قاسِيون، اشتغلَ بَعضَ اشتغال، وسمع على البدر حسن بن ناصر الدين محمد بن نبهان، وأكثر عن شيخنا ابن أبي عمر، وأجاز له البرهان إبراهيمُ بن أحمد بن حسن بن خليل التَّنُوخي الشَّهير بابن الغرس، وجماعة، وكتبت عنه فوائد نظمًا ونثرًا، وتولى في آخر عمره مشيخة زاوية جدَّه لأمَّه بعد موت شيخنا العلاء وشُكرت سيرتُه فيها، ونزل عليه في شهر شوَّال سنة إحدى وعشرين وتسع مئة أناسٌ فقتلوه، ولم يعلم مَنْ هم رحمه الله. انتهى.
2545 - (ت 925 هـ): شهابُ الدين أحمدُ بنُ عبدِ القادر النبراوي
يأتي
سنةَ ثمانٍ وعشرين وتسع مئة
(1)
.
2546 - (ت 925 هـ): بدرُ الدينِ حسنُ بنُ إبراهيمَ بنِ أحمدَ بنِ خليلٍ ابن أحمدَ بنِ عيسى بن عثمانَ بنِ عمرَ بن عليًّ بنِ سلامة العجمي الأصل، المَقدِسي، ثم الصَّالحي، الحنبلي
.
ذكره ابنُ العماد
(2)
وقال: حفظَ "المحرر" للمجد ابن تيمية وحله على شارحه علاء الدَّين البَغْدَادي، ولازمَ الشيخَ شيخَ الحنابلة الشهابَ العسكريَّ في الفِقه، وقرأ "توضيح ابن هشام" على الشَّهاب بن شَكَم، ولازَمَهُ مدَّةً طويلةً، وتسبَّب بالشهادة في مركز العشر، وتوفي يوم الخميس حادي عشر المحرم سنةَ خمسٍ وعشرين وتسع مئة، ودُفِنَ بتربة القاضي علاء الدين الزَّوَاوِي رحمه الله. انتهى.
2547 - (ت 925 هـ): فاطمةُ بنتُ يوسفَ التاذفي الحَلَبي الحَنْبَلي
.
ذكرها ابنُ الحنبلي وهو ابنُ أخيها. وقال: كانت من الصَّالحات الخَيَّرات، وكان لها سماعٌ من المحدث برهانِ الدين، وكانت قد حجَّت مرَّتين ثم عادَتْ إلى حلب وأقلعت عن ملابس نساءِ الدنيا بل عن الدنيا بالكليَّة، ولبست العَبَاءة، وزارت بيتَ المقدس، ثم حجَّت ثالثة وتوفيت بمكة المشرفة، سنة خمسٍ وعشرين وتسع مئة. نقله ابن العماد
(3)
.
2548 - (ت 926 هـ): يوسف المدعو علي بن عبدِ الله الصَّالحي، الحنبلي
.
ذكره ابنُ طولون في "سكُرْدَانِ الأخبار" وقال: هو علاء الدين مؤدب الأطفال جمال الدين، سَمِعَ بإفادة شيخِنا المحدَّث جمال الدين بن اللَّبُّودي على أبي العَبَّاس بن الشريفة وغيره، ثم سافر إلى الرُّوم وعاد إلى الصَّالحية، وتسبَّب ببيع الخضر، وكان عندَه ديانةٌ، قرأتُ عليه "الشمائل" للترمذي وغيره، وتوفي
(1)
الذي يأتي سنة (928) هو أبوه القاضي محيي الدين عبد القادر النبرواوي، وأما شهاب الدين أحمد هذا؛ فهو في "الشذرات" 8/ 131 في أخبار سنة (925).
(2)
شذرات الذهب: 8/ 132.
(3)
شذرات الذهب: 8/ 138.
سادسَ عشر المحرم سنة ستًّ وعشرين وتسع مئة، ودُفِنَ بالرَّوْضة من السفح عن سبعين سنة. انتهى.
2549 - (ت 926 هـ): موسى بنُ أحمدَ بن موسى بنِ عبد الله بن أيوب الشرف الكِنَاني، المقدسي، الجَمَّاعِيْلِي الدِّمَشْقي، الصَّالحي، الحنبلي
.
ذكره ابنُ طولون في "سُكُرْدَانه" وقال: هو شرف الدين أبو عمران الشهير بابن أيوب، ولدَ بقرية مَرْدَا من أعمال نابُلُس سنة ثمانٍ وأربعين وثمان مئة فحفظ "القرآن"، و"المقنع"، و"ألفية النحو"، وذكر لي أنَّه قرأ الكتب السَّتَّة الكبار على أبي العَبَّاس بن زيد وكذا "السَّيْرة لابن هشام"، وسَمِعَ على أخيه الشيخ علي، والنظام بن مفلح، وابن مفلح البرهان، وأخذ عن البرهان الباعوني، وأبي الفرج بن خليل، والبرهان بن جماعة الكِنَاني المقدسي، وغيرهم، وأجازه غيرُ واحد، وتفقَّه بالعلاء المَرْدَاوي، وأجازه، وقرأ "العمدة الفقهية" على الشهاب بن زيد، وحصَّل مع الفقه التام، ونقلت عنه فوائد عديدة، ثم تسبب بالكتابة، وكان خطُّه حسنًا، فكتب الكبار، وتوفي سنة ستًّ وعشرين وتسع مئة انتهى.
وذكره جارُ الله ابنُ فهد المكي في "ذيله على الضوء اللامع" وقال: كان أحدَ مشايخِ الحَنابلة بمدرسة الشيخ أبي عمر، واجتمعتُ به فيها وأخذت عنه بعض مرويَّاته سنةَ اثنتين وعشرين وهو طارحٌ للتكلفِ مع الأصل والتقشُّفِ ومحبةِ الغُرَباء وإكرامهم، وبلغني أنَّه ماتَ يوم الأحد ثاني ربيع الأوَّل سنة ستًّ وعشرينَ وتسع مئة بالصَّالحية، ودُفِنَ بها في مقبرة الشيخ أبي عمر. انتهى.
2550 - (ت 926 هـ): محمدٌ بنُ أحمدَ بنِ موسى بنِ عبد الله بن أيوبَ شرف الدينِ الكِنَانيُّ، المَقْدِسيُّ الجَمَّاعِيْلِيُّ، ثم الدِّمَشْقِيُّ، الصَّالحي، الحنبلي
.
ذكره السَّخَاويُّ في "الضوء"
(1)
وقال: ولد بعد الخمسين وثمان مئة بَجمَّاعِيْل، وَنَشأ بمَرْدَا فقرأ بها "القرآن" ثم تحوَّل مع أبيه إلى دمشقَ سنةَ ستين وثمان مئة فحفظ "المقنع"، و"ألفية النحو"، و"جمع الجوامع" وغيرها،
(1)
الضوء اللامع: 10/ 176. وفيه أن اسمه موسى بن أحمد وليس محمد بن أحمد.
وعرض على جماعة، وأخذ عن البرهان بنِ مفلح في الفقه وأصوله، والزين عبدِ الرَّحمن الطرابُلُسي نقيب الحبال، والشَّهاب بن زيد، ولازَمَ العلاء المَرْدَاوي، والتقي الجراعي، وتَنَزَّلَ في الزَّاوِية لأبي عمر، وتكسَّبَ بالتجارة وتميَّزَ، وقَدِم القاهرة في ربيع الأوَّل سنة ستًّ وتسعين وثمان مئة. انتهى.
وذكره جارُ الله ابنُ فهد المكي في "ذيله على الضوء"، وقال: توفي سنةَ ستًّ وعشرين وتسع مئة انتهى. وهو أخو الذي قبله.
2551 - (ت 927 هـ): شهابُ الدين أحمدُ بنُ القاضي علاءِ الدين عليَّ ابنِ البهاء بن عبد الحميد بن إبراهيمَ البَغْداديُّ، ثم الدِّمَشْقِيُّ، الصَّالحي، الحنبلي، الإمام، العلامة
.
ذكره ابن العماد
(1)
وقال: ولد ليلةَ الاثنين عاشرَ ربيعِ الأوَّل سنةَ سبعين وثمان مئة، وأخذ العلم عن أبيه وغيره، وانتهت إليه رئاسة مذهبه، وقُصِد بالفتاوى، وانتفع الناسُ به فيها وفي الإشغال، وتعاطى الشهادة على وجه إتقان لم يُسبَق إليه، وفوَّضَ إليه نيابةَ القضاءِ في الدَّوْلةِ العُثْمانية زينُ العابدين الفناري، ثم ترك ذلك، وأقبل على العلم والعبادة، ومن تلاميذه البدر الغزيُّ وللبدر عليه "مشيخة" أيضًا، وهو الذي أشار عليه بالكتابة على الفتوى بمحضر من والده الشيخ رضي الدين، وكان يمنعه أوَّلًا من الكتابة في حياة شيوخه فاستأذن له فيها، وتُوُفَّيَ صاحبُ الترجمة بدمشقَ بكرةَ نهارِ الجمعة، حادي عشري رجب، سنةَ سبعٍ وعشرينَ وتسع مئة، ودُفِنَ بتربة باب الفراديس. انتهى.
2552 - (ت 928 هـ): القاضي غرسُ الدين خليلُ بنُ محمدٍ بنِ أبي بكرٍ ابنِ خَلْفَان، بفتح المعجمةِ والفاءِ، وإسكان اللَّام بينهما وبالنون آخره، الدِّمَشْقِي، الحنبلي، المعروف بالسروجي
.
ذكره ابن العماد
(2)
وقال: ولد في ربيع الأوَّل سنة ستين وثمان مئة بميدان الحَصَا، واشتهر بالشهادة، ثم فوض إليه نيابة الحكم مدَّةً يسيرةً وتوفي يوم
(1)
شذرات الذهب: 8/ 149.
(2)
شذرات الذهب: 8/ 159.
الخميس سابع شهر رمضان سنة ثمانٍ وعشرين وتسع مئة، ودُفِنَ بتربة الجوزة بالميدان. انتهى.
2553 - (ت 928 هـ): زينُ الدين أبو اليمن عبدُ الرَّحْمن بنُ محمدٍ بنِ عبدِ الرَّحمن بنِ محمدٍ العُلَيْمِي
.
وينتهي نسبه إلى الوَلي الشهير بالعارف بالله علي بن عليل ومنه إلى الصَّحَابي الجليل عبد الله بن أمير المؤمنين عمرَ بنِ الخطاب كما ذكره صاحبُ الترجمة في "الأنس الجليل"
(1)
وفي ترجمة والده من "طبقاته" وقال: إنَّ هذا. النسبَ ثابتٌ ومحكوم به لجده شمس الدين محمد بن يوسف المذكور لدى قاضي القضاة ابن قاضي الجَبل ابن قُدَامة في سنة سبعين وسبع مئة، والعُلَيْمِيُّ نسبة إلى سيدي علي بن عليل المقدم ذِكرُه المشهور بعلي بن عليم.
ذكره ابن الشطي في "مختصر الطبقات"
(2)
وقال: هو الإمامُ العَلَّامة، المُسْنِدُ المُؤَرَّخُ، الفقيهُ الحنبليُّ، الخطيبُ الأثريُّ، المحدَّثُ المتفنَّنُ في سائرِ العلوم، المتحلي بقلائد المنطوقِ والمفهوم، مجيرُ الدين، أبو اليمن بن الإمام شمس الدين أبي عبد الله محمد بن الشيخ زين الدين عبد الرَّحمن أبي هُرَيْرَة بن الشيخ شمس الدين أبي عبد الله محمد العُمَري العليمي.
تَفَقَّهَ على والده، وأخذ عنه جملةً من العلوم، وأخذ ببيت المقدِسِ عن العَلَّامة الكمال ابنِ أبي شريف، ثم رحل سنة ثمانين وثمان مئة إلى القاهرة، وأقام بها عاكفًا على طلب العلوم، ولزم قاضي الحنابلة بالدَّيارِ المِصْرِيَّة بدرَ الدين محمدَ بنَ محمدٍ بنِ أبي بكرٍ السَّعْدِي، وأقامَ تحتَ نَظَرِهِ، وتَفَقَّه عليه أيضًا. قال في "طبقاته" في ترجمة السعدي المزبور: ولقد أكرَمَ مثواي عندَ تمثلي بين يديه لما قدمت إلى القاهرة، فأقمت تحت نظره للاشتغال بالعلم الشريف، فأحسن إليَّ وتفضل علي وأفادني العلم وعاملني بالحلم، ومكثْتُ بالدَّيار المِصرِيَّة نحوَ عشرِ سنين إلى أنْ سافَرتُ مِنْها في سنةِ تسعٍ وثمانين وثمان مئة، وأنا
(1)
الأنس الجليل: 2/ 266 - 267.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 81.
مشمولٌ منه بالصَّلات، ومتصلٌ من فضله بالحسنات، ولمّا عزمت على السَّفَر حضرتُ بين يديه واستأذنتهُ. فتألَّم لذلكَ، وشقَّ عليه، وكنت أرجو الاجتماعَ به والابتهاج بمشاهدته، فلم يقدر لي ذلك، فجزاه الله عَني خيرًا. انتهى.
قال الغَزِّيُّ: وقفتُ له في المؤلفات على تفسير جليل على "القرآن" العظيم يُشْبِهُ "تفسير القاضي البَيْضاوي"، والتاريخَ الحافل الذي سمَّاه "الأنس الجليل، بتاريخ القدس والخليل"، الحاوي لكل فائدة وغريبة، ولتراجم أعيان البلدين.
قلت: هو مطبوع بمصر في مجلدين.
قال الغزيُّ: وله الطبقات المشهورة التي سمَّاها "المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد"، والتي لم يسمح الزَّمانُ بمِثالها، ولم ينسج ناسِجٌ على مِنْوالها، وله تاريخٌ جليلٌ ابتدأ فيه من سَيَّدنا آدمَ عليه السلام إلى سنةِ ستًّ وتسعين وثمان مئة، مرتبًا على السنين ذاكرًا فيه الحوادث العجيبةَ، والوقائعَ الغريبة، على وجهِ الاختصار، وله غيرُ ذلك من التآليف والفوائد، وكلها عليها رَوْنَقٌ وأُبَّهَةٌ؛ لحسن إخلاصه، ومزيد اختصاصه، وولي القضاء بالقدس الشريف، ونظر الأحكام الشَّرْعِية بها، ولم أقف على تاريخ وفاتِهِ، ولعلَّه كانَ في أوائل هذا القرن العاشر. انتهى.
وذكره ابنُ بدران في "المدخل"
(1)
وبَيَّضَ لوفاتِهِ، وذكره الزركْلِي في "الأعلام"
(2)
نقلًا عن "السُّحُب الوابلة"
(3)
، وقال: ولد سنة ستين وثمان مئة، وتوفي بالقدس سنة ثمان وعشرين وتسع مئة. انتهى.
وذكره في "هدية العارفين"
(4)
وأرَّخَ وفاتَه سنةَ سبعٍ وعشرينَ وتسع مئة، وذكر له من التصانيف غيرَ ما تقدم كتاب "إتحاف الزائر وأطواف المقيم المسافر"، و"التاريخ المعتبر في أنباء مَنْ غبر"، ولعلَّه هو التاريخ المتقدم، وله
(1)
المدخل: 476.
(2)
الأعلام: 3/ 331.
(3)
السحب الوابلة: 2/ 516.
(4)
هدية العارفين: 1/ 544.
طبقات أخرى سماعًا "الدرُّ المنضد في طبقات أصحاب أحمد"، وكتاب "الإتحاف باختصار الإنصاف"، و"تصحيح الخلاف المطلق في المقنع".
2554 - (ت 928 هـ): القاضي محيي الدين عبدُ القادرِ النبراوي، الحنبلي
.
ذكره ابن العماد
(1)
وقال: كان أقدمَ الحنابلةِ بمصر وأعرفهم بصناعة التوريق، والقضاء، والفقاهة، مع سماعٍ له ورواية، وكان أسودَ اللَّون، وله مع ذلك تمتعٌ بحسان النَّساء للطف عِشْرَتهِ، ودماثة أخلاقِهِ، وكان يَصْبُغُ بالسَّواد مع كبر سِنَّه، مات ليلةَ الأربعاء خامسَ عشر جمادى الآخرة، سنة ثمانٍ وعشرينَ وتسع مئة عن نيَّفٍ وتسعينَ سَنَة. انتهى.
2555 - (ت 928 هـ): وليُّ الدينِ محمدٌ بنُ القاضي شمسِ الدين محمدٍ ابنِ عمر الدورسي، الصَّالحي، الحنبلي
.
ذكره ابن العماد في "الشذرات"
(2)
وقال: هو الإمام العالم، توفي بالصَّالحية بدمشق، يومَ السبت، تاسع عشر ذي الحجة سنةَ ثمانٍ وعشرينَ وتسع مئة، ودُفِنَ بها. انتهى.
2556 - (ت 930 هـ): عبدُ القادرِ بنُ محمدٍ بنِ محمدٍ بن محمدٍ بن أبي السعود، محي الدين بنِ نجمِ الدين بنِ ظهيرة، المكي الحنبلي
.
ذكره السخاوي في "الضوء"
(3)
وقال: وُلِدَ في تاسع عشر رمضان سنة إحدى وتسعين وثمان مئة بمكةَ ونشأ بها، وكان ذكيًا فَطِنًا. انتهى.
وذكره جارُ الله ابنُ فهد المكي في "ذيله على الضوء" وأطالَ في ترجمتِهِ ومما قال في ذلك: وبعدَ موتِ السَّخَاوي دخل المتَرْجَم القاهِرَةَ أوَّل القرن العاشر، وتحوَّل حنبليًا رغبةً في القضاء، فحفظ بَعْضَ المتون، وتَردَّدَ لبعض
(1)
شذرات الذهب: 8/ 159.
(2)
شذرات الذهب: 8/ 161.
(3)
الضوء اللامع: 4/ 296.
شيوخِها فسعى في نصف الإمامة بالمسجد الحرام شريكًا للبدر حسن بن الزين سنةَ تسعٍ وتسع مئة، ثم لازم كاتِبَ السَّرَّ المُحِبَّي رجاءَ ولايةِ القضاءِ فوَلَّاهُ ببذل سنة تاريخية، وكان ذلك من أعظم النَّوازل بمكة فقدمها بحرًا سنةَ عشر وتسع مئة فباشرها بعُنْفٍ وعدمِ معرفةٍ، وعُزِل عنها مَرَّة بعد أخرى لكثرةِ الشَّكوى فيه، وتردَّدَ للقاهرة، ولم تحمد سيرَتُه، وماتَ مطعونًا في عشر جمادى الأوْلى سَنَةَ ثلاثين وتسع مئة بالقاهرة، ودُفِنَ هناك. انتهى.
2557 - (ت 930 هـ): أبو بكر بن محمدٍ بنِ محمدٍ بنِ محمدٍ بن محمدٍ أبو عبد الله بن أبي عبد الله بن أبي الخير بن أبي الخير المكي الحنبلي
.
ذكره السَّخَاويُّ في "الضوء"
(1)
وقال: يعرف بابن أبي الخير، ولد سنة خمسٍ وسبعينَ وثمان مئة بمكة، ونشأ بها، وكان يباشِرُ مع أبيه رئاسةَ المؤذنين بصوتٍ طريٍ بالنسبة لآبائه، وكان يتردَّدُ إليَّ وفَارقْتَه في قيد الحياة سنة أربع وتسعين وثمان مئة. انتهى.
وذكره جارُ الله ابنُ فهد في "ذيله على الضوء" بترجمةٍ حافلةٍ ملخَّصُها: أنَّهُ عاشَ بعد السَّخاوي، وعَظُمَ اسمُه، وكان في أوَّل أمْرِهِ شافعيَّ المذهب، وحَفِظَ بعضَ "منهاج النووي"، وقرأ بنفسه مع شرحه، و"الملحة والعجالة" لابن الملقن على الشيخ أيُّوب الأزْهَري بمكَّةَ، وحَضَر دُرُوْسَ قاضيها الشَّافعي الجمالي في الفقه والحديث، وسافر إلى مِصْرَ سنةَ تسعٍ وتسعينَ وثمان مئة فقرأ على القاضي زكرياء وغيره، ثم رجع إلى مَكَّة ثم رحل إلى القاهرة سَنَةَ خمس وتسع مئة، وأقام بها إلى سنة ثمانٍ وتسع مئة فدخل فيها الشَّام وحَلَب وغيرها، وأخذ عن الشيخ حسن السُّيُوطي، ورَجَعَ إلى القاهرة، فوجد بها القاضي عبدِ القادر بن النجم بن ظهيرة قد تحنبل لطلبِ القضاء، فتمذهب بمذهب أحمد هو أيضًا، وحفِظَ ثلثي "الخِرَقي"، وقرأه مع "شرحه للزَّركَشِي" و"المقنع" على غير واحد كالعَقَّاد والنبراوي وغيرهما، ومات ليلة الاثنين ثاني عشر ربيع الأوَّل سنةَ ثلاثينَ وتسع مئة. انتهى. من ترجمةٍ حافلةَ.
(1)
الضوء اللامع: 11/ 93.
2558 - (ت 931 هـ): شهابُ الدين أحمدُ بنُ عبدِ الرَّحْمَن بنِ عُمَرَ الشُّوَيْكي الأصل، النَّابُلُسي، ثم الصَّالحي، الحنبلي
.
ذكره ابن العماد
(1)
وقال: حفظ القرآن العظيم و"المقنع"، ثم شرعَ في حلَّه على ابنِ عمِّه العَلَّامة شهابِ الدين الشُّويكي الآتي ذكرهُ، وقرأ "الشَّفَا" للقاضي عِيَاض على الشهاب الحِمْصي، وقرأ في العَرَبِيَّة على ابنِ طُوْلُون، وكان له سُكون وحِشْمَةٌ، ومَيْلٌ إلي فِعْلِ الخيرات، وتوفي يوم الأربعاء تاسع شعبان سنة إحدى وثلاثين وتسع مئة، ودُفِنَ بالسَّفح وتأسَّفَ النَّاسُ عليه، وصَبَر والدُهُ واحتَسَب، ومات وهو دونَ العشرين سَنَة. انتهى.
2559 - (ت 932 هـ): بدرُ الدين حسين بنُ سليمانَ بنِ أحمد الأسطواني، الصَّالحي، الحنبلي
.
ذكره ابنُ العماد
(2)
وقال: قال ابنُ طولون: حفظ "القرآن" بمدرسة أبي عمر، وقرأ على شيخنا ابن أبي عمر الكتب الستة، وقرأ وسمع ما لا يحصى من الأجزاء الحديثية عليه، قال: وسمعْتُ بقراءته عدَّة أشياء، وَوَلِيَ إمامة محراب الحَنَابلة بالجامع الأُمَوِي في الدولة العثمانية. انتهى.
وقال البدرُ الغَزِّيُّ: حَضَرَ بعض دروسي، وشملتْهُ إجازتي، وسألني، وقرأ عليَّ في الفقه، وذاكرني فيه، وقَرَّر في سبع الكاملية إلى أنْ توفي في صفر سنةَ اثنتين وثلاثين وتع مئة، ودُفِنَ بباب الفراديس. انتهى.
2560 - (ت 933 هـ): تقي الدين أبو بكر بنُ عبدِ المحسنِ البغداديُّ الأصل، الدِّمَشْقي، المؤَقَّت بالجامع الأُمَويَّ، الحنبلي
.
ذكره ابن العماد
(3)
وقال: كان من أهل العلم، وأخذ عن البَدْر الغَزِّيَّ وغيرِه، وتوفي تقريبًا سَنَة ثلاثٍ وثلاثينَ وتسع مئة.
(1)
شذرات الذهب: 8/ 178.
(2)
شذرات الذهب: 8/ 183.
(3)
شذرات الذهب: 8/ 193.
2561 - (ت 936 هـ): عبدُ الرَّحمن الشَّامي، الحنبلي، الصُّوفي، المدرَّس بخانقاه سعيد السُّعَداء بالقاهرة
.
ذكره ابنُ العماد
(1)
وقال: قال في "الكواكب": الشيخُ الإِمام، الفقيه النحويُّ، الصُّوفيُّ، كان يَتَعَمَّمَ بالصُّوف، وله تحقيقٌ في العلومِ الشَّرعِيَّة والعقلية، أقبلت عليه الأكابر والأمراء، واعتقدوه، وكانوا يجلسون بين يديه متأدَّبين، وهو يخاطِبُهم بأسمائِهم من غيرِ تعظيمٍ ولا تلقيب مات في حدودِ سنة ستًّ وثلاثين وتسع مئة، ودُفِنَ قريبًا من تربة السلطان اينال، وَرُئيت الوحوشُ تنزلُ من الجبل فتقفُ على باب تربته باللَّيْل فيخرج إليها ويكلَّمُها فترجع. ذكره الشعراوي. انتهى.
قلتُ: هذه مبالغةٌ شنيعةٌ كم اغتر بمثلها مَنْ لا عِلْمَ له بالشرِيْعَة الغراء، ولقد ابتلى الله المسلمين بأمثال الشَّعْرَاني ونقولاتهم وغُلُوَّهم. فاللهُ المستعانُ.
2562 - (ت 937 هـ): شمسُ الدين محمدٌ بنُ إبراهيمَ بنِ بَلْبَان المعروف بجدَّه
.
ذكره ابن العماد
(2)
وقال: هو الشيخُ الصَّالحُ، الحنبلي، ولد تاسعَ عشر المحرم، سنةَ إحدى وسبعين وثمان مئة، وأخذ وِرْدَ ابنِ داودَ عن الشيخ عبدِ القادر بن أبِي الحسن البَعْلِي الحَنْبَلي بحق روايته عن ولد المصنَّف سيدي عبدِ الرَّحمنَ بنِ أبي بكر بنِ داودَ عن أبيه، وتوفي ظَنًّا سنةَ سبعٍ وثلاثينَ وتسع مئة. انتهى.
2563 - (ت 939 هـ): شهابُ الدين أحمدُ بنُ محمدٍ بنِ أحمدَ الشُّوَيْكيُّ، النَّابُلُسي، ثم الدَّمَشْقِيُّ، الصَّالحي، الحنبليُّ، أبو الفضل
.
ذكره ابنُ العماد
(3)
وقال: هو مفتي الحنابلة بدمشقَ، العَلَّامَةُ الزَّاهدُ، وُلِدَ
(1)
شذرات الذهب: 8/ 216.
(2)
شذرات الذهب: 8/ 224.
(3)
شذرات الذهب: 8/ 231.
سنةَ خمسٍ أو سِتًّ وسبعينَ وثمان مئة، بقرية الشُّوَيْكَة من بلادِ نَابُلُس ثم قَدِمَ دمشقَ، وسَكنَ صالحيَّتها، وحفظ "القرآن" بمدرسة الشيخ أبي عمر، و"الخِرَفي" و"الملحة" وغير ذلك، ثم سَمِعَ الحديثَ على ناصر الدين بنِ زُرَيق، وحجَّ وجاوَرَ بمكة سنتين، وصَنَّفَ في مجاورتِهِ كتاب "التوضيح" جَمَعَ فيه بين "المقنع" و"التنقيح"، وزاد عليهما أشياء مهمة. قال ابنُ طولون: وقد سَبَقَهُ إلى ذلك شيخهُ الشهابُ العسكريُّ لكنَّهُ لم يتمَّه بل مات قبل إتمامه فإنَّه وَصَلَ فيه إلى الوَصَايا، وعصريه أبو الفضل بن النجار ولكنه عقد عباراتهِ. انتهى.
وتوفي بالمدينة المنوَّرة في ثامن عشري صفر سنةَ تسعٍ وثلاثينَ وتسع مئة، ودُفِنَ بالبقيع، ورُئي في المنام يقولُ: اكتبوا على قبري هذه الآية {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} . انتهى.
وذكره ابنُ الشطي في "مختصره"
(1)
بأبسط من هذه الترجمة، والبدراني في "المدخل"
(2)
غيرهم، وكتابهُ "التوضيح" طُبعَ في مصر في مجلدِ وهو كتابٌ قيَّمٌ جدًّا.
2564 - (ت 940 هـ): تقي الدين أبو بكر الشَّريْطي، الصَّالحي، الحنبلي
.
ذكره ابنُ العماد
(3)
وقال: هو الشيخ الصَّالحُ، تلميذُ الشَّيْخ أبي الفتح المِزَّيَّ أخذ عنه، وَلبسَ منه الخِرْقَة، وتوفي بغْتَةً يومَ الأربعاء، خامس جمادى الآخرة سنةَ أربَعين وتسع مئة، ودُفِنَ بسفح قاسِيونَ، انتهى.
2565 - (ت 940 هـ) شهابُ الدين أحمد بنُ محمدٍ المَرْدَاوي، ثم الصَّالحي، الحَنْبلي، المعروف بابن الديوان
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 90.
(2)
المدخل: 440.
(3)
شذرات الذهب: 8/ 237.
ذكره ابن العماد
(1)
وقال: هو الإمامُ العالِمُ، إمام جامعِ المظفري بسفح قاسِيون.
قال ابنُ طُوْلُون: كانَ مولدُه بمَرْدا، ونَشَأَ هناكَ إلى أنْ عَمِلَ ديوانها ثم قدمَ دمشقَ فقرأ "القرآن" بها على الشيخ شهاب الدين الذُّؤَيْب، الحنبلي، لبعض السَّبعة، وأخذ الحديثَ عن الجمال بن المبرد وغيره، وتفقَّه عليه وعلى الشَّهاب العَسْكَري، ووَليَ إمامةَ جامعِ الحنابلةِ بالسفح نيَّفًا وثلاثينَ سَنَة، وتوفي ليلة الجُمُعَة سابعَ عشر المحرم، سنة أربعين وتسع مئة فجأةً بعد أنْ صلَّى المغربَ بجامعِ الحَنَابلة، ودفن بصفة الدعاء، ووَلِيَ الإمامَةَ بعدَه بالجامع المذكور موسى الحجاويُّ. انتهى.
وذكره في "هدية العارفين"
(2)
وقال: إنَّ له ديوانَ شعر، ووَصَفَهُ بالشَّاعر.
2566 - (ت 940 هـ): عز الدين أحمدُ بنُ محمدٍ بنِ عبد القادِر المعروت بابن قاضي نابُلُس، الجَعْفَرِيُّ، الحنبلي، أحدُ العُدُول بدمشق
.
ذكره ابن العماد
(3)
وقال: وُلِدَ سنةَ أربعٍ وستين وثمان مئة.
قال في "الكواكب": أخذَ عن جماعةٍ منهم شيخُ الإسلام الوالد، سمع منه كثيرًا ونقلَ ابنُ طولون عنه أنَّه من أشياخه الكمال بن أبي شريف، والبرهان البابي، والشيخ علي البغدادي، وأجاز له الشيخُ البارِزيُّ، وكانَ ممن انفردَ بدمشقَ في جَوْدَةِ الكتابةِ، وإتقان صَنْعَةِ الشهادة، وتوفي ليلةَ الاثنين مستهل ربيعٍ الآخِر سَنَةَ أربعينَ وتسع مئة، ودُفِنَ بالرَّوضة. انتهى.
2567 - (ت 940 هـ): أبو الفتح، الخطيبُ بنُ القاضي ناصرِ الدين خطيبِ الحرم بها، الحنبلي
.
ذكره ابن العماد
(4)
وقال: دخل دمشقَ قاصدًا بلادَ الرُّوم، وخَطَبَ بجامع
(1)
شذرات الذهب: 8/ 239.
(2)
هدية العارفين: 1/ 142.
(3)
شذرات الذهب: 8/ 240.
(4)
شذرات الذهب: 8/ 237.
دِمَشقَ يومَ الجمعة سلخ صفرَ سنةَ أربعين وتسع مئة. قاله في "الكواكب"، وتوفي تقريبًا في هذه السَّنَة المذكورة. انتهى.
2568 - (ت 942 هـ): شهابُ الدين أحمدُ البَعْلي، المعروف بابن الحيط الحَنْبَلي أحدُ علماءِ الحنابلةِ بمدينة بَعْلَبَكَّ
.
ذكره ابنُ الشَّطي في "مختصره"
(1)
وقال: هو الشيخُ العالمُ، الفاضلُ الكاملُ الفقيهُ الإمامُ، الهمامُ حاملُ لواءِ المذهب الحنبلي على كاهِلهِ، وراقمُ رقاعِ الفتوى في الدَّيَار البَعْلِيَّة بأنامله، ولدَ بها، ونَشَأ طالبًا للعلم الشَّرِيف، فقرأَ على مَنْ فيها من العُلَماء، وكانت وَفَاتُه بها في سَنَةِ اثنتين وأربعين وتسع مئة، وصُلَّيَ عليه غائبة بدمشق، يوم الجمعة ثالث عشري جمادى الأولى من السنة المذكورة. انتهى.
2569 - (ت 942 هـ): عمرُ بنُ أحمدَ بنِ زيدِ الجراعي، الحنبلي، سراج الدين
.
ذكره السَّخَاويُّ في "الضوء"
(2)
وقال: لقيني بمكة سنةَ ستًّ وثمانينَ وثمان مئة فلازمني في قراءة "البخاري" وغيرِه، وسَمِعَ أشياءَ بل جاور قبل ذلك مع عمَّه، وسَمِعَ بقراءته على النجم عمرَ بنِ فهد المسند انتهى.
وذكره ابنُ طولون في "سُكُرْدَانه" وقال: هو عمرُ بن أحمدَ بنِ زيدٍ بنِ أبي بكر بنِ زيد الجراعي، النُّوَيرِيُّ، الصَّالحيُّ، الحنبلي، القاضي الميمون، والجَوْهَر المكنون، خلاصة أبناء الأعيان، زين الدين، وسراج الدين، أبو حفص، حفظ "القرآن"، واشتغل بعضَ اشتغال، وقرأ على أحمد بن نصر الله البغدادي الحنبلي وغيره بكثرةٍ، وأجازَ له خلقٌ منهم عمرُ بن عبدِ الله بن بَرْدِس، وحسن بن محمد بن العجمي وعبد الرَّحمن بن مفتاح البَعْلي وآخرون ثم تسبَّبَ بالعطارة بالصالحية، ثم باب الجابية، ثم انكسر وتوجه إلى مَكَّة وتأهَّل بها،
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 90.
(2)
الضوء اللامع: 6/ 68.
وصالح والدُهُ عَنْهُ أربابَ الدُّيُون، ثم عاد إلى الصَّالحية، وتولى قضاءَ بَعْلَبَكّ ثم قضاءَ صَفَد، وعُزِلَ مراتٍ بسبب ما يُنْسَبُ إليه من أخذ الرَّشْوَة، وبضاعته في العلم مُزْجَاة، توفي يوم الجمعة مستهل جمادى الآخرة، سنةَ اثنتين وأربعينَ وتسعِ مئةٍ، ودُفِنَ ببابِ الفراديس. انتهى ملخصًا من ترجمةٍ حافلةٍ جدًّا.
2570 - (ت 943 هـ): صدرُ الدين محمد بنُ الناسخِ الحنبلي
.
ذكره ابنُ العماد
(1)
فقال: هو الإمامُ العَلَّامَةُ شيخُ مدينةِ طرابُلُس الشَّام، توفي بها سنة ثلاثٍ وأربعين وتسع مئة. انتهى.
2571 - (ت 944 هـ): محمدٍ بن عبد القادر بن محمد بنِ إبراهيمَ الأنصاري، الجزيري، القاهري، زين الدين الكاتب، أمين الحج المِصْرِي، الحنبلي
.
ذكره ولده عبد القادر الآتي ذكره في كتابه "درر الفوائد المنظمة في أخبار الجامعِ، وطريق مَكَّةَ المُعَظَّمة" ما ملخصه: وُلِدَ غرةَ محرم الحرام سَنَة ثمانٍ وثمانينَ وثمان مئة بالقاهرة، ونشأ بها، وتمهَّر وتنقَّل في المراتِبِ حتَّى صارَ كاتِبَ ديوانِ إِمرةِ الحَجَّ وهو الذي أسَّسَ قواعِدَهُ وشَيَّد معاهِدَهُ معِ القِيام فيما فيه الحظُّ والمَصْلَحَةُ والنَّفْعُ للفقراء، والحُجَّاج، ورَتَّبَ هذا الديوانَ ترتيبًا حسنًا، وبَوَّبَهُ، مع الدَّيانة والعِفَّة، والصَّيانَةِ والنَّزَاهة، توفي في ذي القعدة. سنة أربعٍ وأربعينَ وتسع مئة بعد انقطاعه تمرضًا بالفالج. انتهى من ترجمة حافلة جدًا.
وترجمه العَلَّامة الخفاجي في "ريحانة الألباء" بترجمةٍ مطنبةٍ وَصَفَهُ فيها بأَنَّه زين زمانِهِ، وعينُ أعيانِهِ، تَفَقَّهَ على مذهب الإمام أحمد ابن حنبل فكان لطلَّابهِ سَهْلَ المورِدِ عذبَ المنهلِ إلى آخر الترجمةِ الحافلةِ.
2572 - (ت 945 هـ): سليمانُ الصَّوَّاف، الحنبلي، الشيخ، الصَّالح العارف بالله تعالى
.
(1)
شذرات الذهب: 8/ 253.
ذكره ابنُ العِماد
(1)
وقال: قال في "الكواكب": كان قادِرِيًّا لحق سَيَّدي علي بنِ مَيْمُون وأخذ عن شيخِ الإسلام الجد، وَعَدَّهُ شيخُ الإسلام الوالد ممن تلمذ لوالده من أولياء الله تعالى، وأخبرني وَلَدُه الشيخُ أحمد أنَّ ابنَ طولون كانَ يترددُ إلى والده ويعتقده، وأنَّهُ توفي في سنة خمسٍ وأربعين وتسع مئة. انتهى ملخَّصًا من ترجمةٍ طويلةٍ.
2573 - (ت 946 هـ): شرفُ الدين موسى البيت لبدي، الصالحي، الحنبلي
.
ذكره ابنُ العماد
(2)
وقال: قال ابن طولون: كان يسمعُ مَعَنا على الشيخ أبي الفتح المِزَّي، والمحدث جمال الدين بن المبرد، ولبس خِرْقَة التَّصوُّف من شيخنا أبي عراقية، وقرأ على مِحْنَةَ الإمام أحمد جَمْعَ ابنِ الجوزي، وأشياء أخرى، وتوفي يوم الجمعة سلخَ ربيعٍ الثاني سنةَ ستًّ وأربعينَ وتسع مئة. انتهى.
2574 - (ت 947 هـ): شمسُ الدين محمدٌ بنُ أحمدَ بنِ الشويكي، الصَّالحي، الحنبلي، العَلَّامَة
.
ذكره ابنُ العِمَاد
(3)
وقال: كان إمامًا فقيهًا، أفتى مُدَّةً ثم امتنعَ من الإفتاء في الدَّوْلَة الرُّوْمِيَّة، وكان إمامًا في الحاجبية، سنةَ سبعٍ وأربعين وتسع مئة، ودُفِنَ بالرَّوْضَة إلى جانبِ قبرِ العَلَّامة علاءِ الدين المَرْدَاوي. انتهى كلامُ ابنِ العماد.
وذكره ابنُ الشَّطي في "مختصره"
(4)
وقال: هو محمدٌ بنُ أحمدَ بنِ أحمدَ بنِ أحمدَ بنِ عَمرَ الشُّوَيْكِي، الصَّالِحي، الدِّمَشْقِي، الحَنْبَلي، الشيخ الإمام، العَلَّامة شمسُ الدين، تقدمت ترجمةُ والدهِ، وكان هو فقيهًا متبحرًا، أفتى على مذهب الإمام أحمد ثم امتنع من الإفتاء في الدَّوْلة الرُّوْمِيَّة، وكان إمامًا
(1)
شذرات الذهب: 8/ 262.
(2)
شذرات الذهب: 8/ 267.
(3)
شذرات الذهب: 8/ 269.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 91.
في جامع الحاجِبِيَّة أخذ عن والِدِهِ وغيرِه، وكان له التفوُّقُ في علمي الفرائِضِ والحساب، وعمل المناسخات، والشجرات، وله يدٌ في غيرِ ذلك من العُلُوم، وأرَّخ وفاتَه مثل ما تقدم.
2575 - (ت 948 هـ): عمادُ الدين إسماعيلُ بنُ زينِ الدين عبدِ الرَّحمن ابنِ إبراهيمَ الذنابي، الصَّالحي، الحنبلي، خطيبُ الجامعِ المظفري
.
ذكره ابنُ العماد
(1)
وقال: سَمِعَ على أبي بكر بن أبي عمر، وأبي عمر بن عبد الهادي، وأبي الفتح المِزَّي، وقرأ على ابن طُولُون في العَرَبِيَّة، وتوفي يوم السبت، تاسع عشري شعبان، سنة ثمانٍ وأربعين وتسع مئة، ودُفِنَ بوصيةٍ منه شمالي صفة الدعاء أسفل الرَّوضة. انتهى.
2576 - (ت 948 هـ): علاءُ الدين عليٌّ بن محمدٍ بن عثمانَ بن إسماعيلَ البابي، الحلبي، الحنبلي، المعروف بابن الدغيم
.
ذكره ابن العماد
(2)
وقال: قال ابنُ الحنبلي: وَلِيَ تدريس الحنابلةِ بجامعِ حلبَ، وكانَ هَيَّنًا، ليَّنًا، صبورًا على الأذى، مَزُوحًا، وتوفي يومَ الجمعة ثاني عشر رمضان، سنةَ ثمان وأربعين وتسع مئة، ودُفِنَ بجوار مقابِرِ الصَّالحين بوَصيَّةٍ منه. انتهى.
2577 - (ت 948 هـ): أحمدُ بنُ يحيى بنِ عَطْوة بنِ زيد التميمي، النَّجْدِي، الحنبلي
.
ذكره ابنُ بشر في تاريخه المسمى "عنوان المجد"
(3)
وقال: هو الإمامُ، العالمُ، العَلَّامة، كان له اليدُ الطولى في الفِقْه، وأخذَ عن عدَّة مشايخ أجَلُّهُم الشيخُ المحقَّق العَلَّامَةُ، شهابُ الدين، أحمد بنُ عبدِ الله العَسْكَرِيُّ وغيره، وأخذ عنه كثيرٌ منهم أحمدُ بنُ محمدٍ بن مشرف، ووَقَعَ بينهُ وبينَ الشُّويْكي
(1)
شذرات الذهب: 8/ 274.
(2)
شذرات الذهب: 8/ 274.
(3)
عنوان المجد: 1/ 22.
مناظرةٌ ومشاجرةٌ، وصنَّفَ ابنُ عَطوة مصنَّفًا ردًا عليه في فُتياه بأنَّ التمرَ المعجونَ إذا عُجِنَ لا يُخرجُهُ عن عِلَّةِ الكيل، وكذلك وقعَ بينَه وبينَ عبد الله بن أحمدَ شيءٌ من ذلك فردَّ عليه الشيخُ ابنُ عَطوة وسجَّل على ردَّه في ذلك القاضي ابن القاضي عليُّ بن زيد قاضي أجودَ بنِ زامل صاحب الأحْسَاء، والقاضي عبدُ القادر بنُ زيد المشرقي، والقاضي منصور بن مصبح، وعبدُ الرَّحمن بن مصبح، والقاضي أحمدُ بنُ فَيْرُوز بنِ بَسَّام، وسلطانُ بنُ إدريس بنِ مغامس، وكل هؤلاء في زمن أجود بن زامل العامري العقيلي ملك الأحْسَاء ونواحيه، وكان ابنُ عطوة كثيرَ النقل عن شيخهِ العَسْكَرِي، وله فتاوى كثيرةٌ، وصنَّف التحفة البديعة، والرَّوْضَة الأنيقة. توفي سنة ثمانٍ وأربعين وتسع مئة، ودُفِنَ في بلد الجُبَيْلَة المعروفة بالعارض. انتهى.
وذكره صاحبُ "السحب الوابلة"
(1)
وقال: هو أحمدُ بنُ يحيى بنِ عطوة بنِ يزيدَ التميمي، النَّجْدي مولدًا وسكنًا، ولدَ في بلدة العُيَيْنَة، ونشأ لها، فقرأ على فقهائِها، ثم رحل إلى دِمشقَ لطلب العلمِ فأقام بها مدَّةً، وقرأ على مشايخها منهم الشهاب أحمدُ بن عبدِ الله العَسْكري شيخ مُوسى الحجاوي، وتخرَّج بهِ وانتفعَ وقرأ على غيره كالجمال يوسف بن عبد الهادي، والعلاء المَرْدَاوي، وتفقَّه ومَهَرَ في الفِقه، فأَجازه مشايِخُهُ وأثنوا عليه فرجعَ إلى بلدِه موفورَ النصيب من العلم، والدين، والورع، فصارَ المرجع إليه في قطرِ نجد، والمشار إليه في مذهب الإمام أحمد ابن حنبل، وانتفع به خلقٌ كثيرٌ من أهلِ نجد تفقهوا عليه وألَّفَ مؤلفاتٍ عديدة منها "الرَّوضة"، ومنها، التحفة" ومنها "درر الفوائد وعقيان القلائد"، وله تحقيقاتٌ نفيسةٌ وتدقيقاتٌ لطيفةٌ، ومن كتبه الرِّسَالة المسماة "طرف الطرف في مسألةَ الصوتِ والحَرْف"، توفي ليلةَ الثلاثَاء ثالث رمضان سنةَ ثمانٍ وأربعين وتسع مئة، ودُفِنَ بمقبرة الشهداء من الصحَابة في الجُبَيْلَة. انتهى.
ورأيتُ بقلمِ الشيخِ سليمان بنِ حمدانَ ما نصُّه: قال المنقور في مجموعه: توفي الشيخ شهاب الدين أحمدُ بنُ يحيى بن عطوة بن زيد التميمي الحنبلي ليلة
(1)
السحب الوابلة: 1/ 274.
الثلاثاء ثالث شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وتسع مئة ودفن في الجبيلة.
2578 - (ت 949 هـ): قاضي القضاة شهابُ الدينِ أحمدُ بنُ عبدِ العزيز ابنِ علي الفتوحي، الحنبلي، المعروف بابن النجار
.
ذكره ابن العماد
(1)
وقال: هو الإمامُ العَلَّامةُ، شيخُ الإسلام، ولد سنةَ اثنتينِ وستينَ وثمان مئة، ومشايخُه تزيد على مئة وثلاثين شيخًا وشيخةً، وكان عالمًا عاملًا، متواضِعًا طارحًا للتكلُّفِ، سَمِعَ منه ابنُ الحنبلي حينَ قَدِمَ حَلَبَ مع السُّلْطَان سليم سَنة اثنتين وعشرين وتسع مئة المسلسل بالأوَّليَّة، وقرأ عليه بالصرف وأجازَهُ بالقاهرة إجازة ثانية بجميع ما تجوز له، وعنه روايته بشرطه كما ذكره في تاريخه. وقال في "الكواكب": ذكر والدُ شيخِنا أنَّه لمَّا دَخَل دمشقَ صَحِبَهُ الغوري هو وقاضي القضاة كمالُ الدين الطويل، الشَّافِعِيُّ، وقاضي القُضَاة عبد البر بن الشحْنَة الحنفي، وقاضي القضاة المالكي، هُرِعَ إليهم جماعةٌ للأخذ عَنْهُم لعُلُوَّ أسانيدِهم، وكان ذلكَ في أوائلِ جمادى الأُوْلى سَنَةَ اثنتينِ وعشرينَ وتسع مئة، وذكر الشَّعراوي أنَّ صاحبَ التَّرْجَمَة لم يلِ القضاءَ إلَّا بَعدَ إكراهِ الغُورِي له المَرَّةَ بعد الأخْرَى ثم تركَ القضاءَ في الدَّوْلَة العُثْمانيَّة، وأقبلَ على العبادة، وأكَبَّ على الاشْتِغَالِ في العلم حتَّى كأَنَّه لم يشتَغِل بعلم قطُّ، مع أنَّه انتهتْ إليه الرياسةُ في تحقيقِ نُقُولِ مذهبه، وفي علوم السُّنَّة في الحديث والطبَّ، والمعقولات، وكان في أوَّلِ أمرِهِ يُنْكِر على الصُّوفِيَّةِ، ثمَّ لمَّا اجتمعَ بسيدي علي الخَوَّاص وغيره أذْعَن لهم، واعتقدهم، وصارَ بعدَ ذلكَ يتأسَّفُ على عَدَمِ اجتماعِهِ بالقوم في أوَّلِ عُمُرِهِ، ثم فُتِحَ عليه في الطريق، وصارَ له كشفٌ عظيمٌ قبلَ موتِهِ، وتوفي بمصر سنة تسعٍ وأربعين وتسع مئة. انتهى.
وذكره ابنُ الشطي في "مختصره"
(2)
وقال: هو أحمدُ بنُ عبدِ العزيزِ بنِ علي بنِ إبراهيمَ بن رشد الفتوحي، المعروف بابن النجار، الشيخُ الإمامُ، شيخ الإسلام، شهابُ الدين، قاضي القضاة الحنبلية، بالدِّيار المِصْرِيَّة، الحبرُ الفقيهُ،
(1)
شذرات الذهب: 8/ 276.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 91.
العَلَّامةُ المتفنَّنُ، النَّحْرِيرُ العارفُ بالله تعالى، أوْحَدُ عصْرِهِ فضلًا، وعلمًا، وإتقانًا، صاحبُ التآليفِ التي سارت شرقًا وغربًا، وتداولها النَّاس عَجَمًا وعُرْبًا، شيخُ أهلِ الحديث والأثر، جمالُ ذوي الأخبارِ والسَّيَر، حاملُ لواءِ المذهب، السَّالكُ في إقامةِ معالمِ السننِ خيرَ مَذْهب، المشتهر صيتُه في الأمصارِ، الطائرُ علمُه في الأقطار، بدرُ أُفُقِ الدَّيارِ المِصْرِيَّة والشاميَّة، شمسُ سماءِ العلومِ اللَّدنِيَّة والكَسْبِيَّة، جامعُ أشتاتِ العلوم والمعارفِ، وحاملُ لواءِ الفواصل والعوارفِ، مولدُه سنةَ اثنتين وستين وثمان مئة، ومشايخُهُ تزيد على مئة وثلاثينَ شَيخًا وشيخةً، منهم بدرُ الدين الصَّفَديُّ، الحَنْبَلي، والشَّهابُ أحمدُ بنُ علي الشيشيني، وغيرهما، وأخذ عنه جماعةٌ من الأئمة، منهم الإمامُ شمسُ الدين الرَّمْلِيُّ القاهريُّ صاحبُ "شرحِ المنهاج" المسمَّى "نهايةَ المحتاج"، ومفتي القدس الشيخُ سراجُ الدين عمرُ بنُ محمدٍ بنِ أبي اللطفِ المقدسيُّ، وتوفي سنة تسعٍ وأربعينَ وتسع مئة، وصُلَّي عليه غائبة بدمشق يومَ الجمعة، يومَ عيدِ الأضحى.
قال الشعرانيُّ في ترجمتِهِ: وهو آخر مشايخ الإسلام من أولادِ العَرَب انْقِرَاضًا، قال الغَزِّيُّ: قلت: هذا جارٍ على اصطلاحِهم في زمن الجَراكسة من تلقيب كل مَنْ وَلِيَ قضاءَ القضاة بشيخ الإسلام، والمراد أنَّهُ آخرُ قضاةِ القضاة من أبناء العرَبَ موتًا بالقاهرة انتهى.
قلتُ: من تصانيفهِ "شرحُ الوجيز" لم يكمل، وحاشية على "التنقيح المشبع" للمَرْدَاوي وغيرهما رحمه الله. انتهى من ترجمةٍ حافلةٍ جدًّا.
2579 - (ت 955 هـ): عبدُ الله بنُ إبراهيم بن محمد الأكمل بن مفلح
.
ذكره ابن أخيه في "تذكرته" وهو: محمد بن إبراهيم الأكمل المتقدم فقال ما نَصُّهُ من خطَّ شيخِنا ابنِ طولون في كتابه "التمتع بالأقران" في ترجمة عمي قاضي القضاة شرف الدين: إن مولده سنةَ ثلاثٍ وتسعينَ وثمان مئة، وإنَّ والده فوَّضَ إليه النَّيَابةَ في يومِ الجُمُعَة عاشِرِ المحرم، سنة إِحدى عشرةَ وتسع مئة، وتولى القضاءَ استقلالًا بعدَ والدِهِ في نصف ذي الحجة سنة تسع عشرة وتسع مئة.
قلت أنا: واستمرَ قاضيًا حنبليًا إلى أن انقرضت دولةُ الجراكسةِ سنةَ اثنتين
وعشرين وتسع مئة، ووَلِي القضاءَ مفردًا من غَزَّةَ إلى سلمية سنةَ ستًّ وعشرين وتسع مئة والسلطان سليم خَان، وعُزِلَ في أوائل سنةِ سبع وعشرينَ وتسع مئة، واستمر إلى أنْ مَاتَ في قسطنطينية سَنَةَ خمسٍ وخمسينَ وتسع مئة. انتهى.
2580 - (ت 957 هـ): محيي الدين عبدُ القادِرِ بنُ عمرَ بن إِبراهيمَ بنِ مُفْلِح الرَّامِيني الأصل، الدَّمَشْقِي، الحنبلي. القاضي، أخو القاضي برهان الدين بنِ مفلح
.
ذكره ابن العماد
(1)
وقال: ناب في القضاء ببرَّ الشَّام، ثم بالمؤيديَّة، وقناة العوني، والميدان، والصَّالحية، وطالت إقامتُه بها نحو خمسٍ وثلاثين سنة، وكانت له مَعرفةٌ تامَّةٌ بأحوالِ القضاءِ، وتوفي بدمشقَ سنةَ سبعٍ وخمسينَ وتسع مئة، ودُفِنَ بمقبرةِ باب الفراديس. انتهى.
2581 - (ت 957 هـ): نظامُ الدين محمدٌ بنُ محمدٍ بنِ إبراهيمَ بنِ علي ابنِ كوكجك الحَمَوِيُّ المولدِ، الحَنَفِي، ثم الحنبلي، المعروف بابن الكوكاجي رديف الكوجكجي
.
ذكره ابنُ العماد
(2)
وقال: ولد سنةَ سبعين وثمان مئة، وقرأ "الكنز" على ابنِ رمضانَ الدَّمَشْقِي وغيره، ثم قلَّدَ الإمامَ أحمد ابنَ حنبل، ووَلِيَ قضاءَ الحنابلة بمدينةِ طرابُلُس الشَّام، وناب عن النظام التاذفي الحنبلي بحلب، وتوفي سنةَ سبعٍ وخمسينَ وتسع مئة. انتهى.
2582 - (ت 959 هـ): شمسُ الدين محمدٌ بنُ محمدٍ بنِ حسنٍ الدِّمَشْقِي، الحنبلي، المعروف بابن الشيخ حَسَن
.
ذكره ابنُ العماد
(3)
وقال: كان من أهلِ الفَضْلِ، والعِلْمِ، والصلاح، وكان خطيبًا بجامع الأفرم، وأخذَ عن جماعةٍ منهم البدرُ الغَزِّيُّ. حَضَرَ دروسَهُ بالشاميَّةِ
(1)
شذرات الذهب: 8/ 317.
(2)
شذرات الذهب: 8/ 319.
(3)
شذرات الذهب: 8/ 324.
وغيرِها، وتوفي في سنة تسعٍ وخمسينَ وتسع مئة. انتهى.
2583 - (ت 959 هـ): قاضي القضاة نظامُ الدين أبو المكارم يحيى بن يوسُف بنِ عبدِ الرَّحمن الحلبي، التَّاذِفي، الحنبلي، القادري، سبط الأثير ابن الشحنة، وهو عم ابن الحنبلي، شقيق والده
.
ذكره ابن العماد
(1)
وقال: ولد سنة إحدى وسبعين وثمان مئة، وتفقَّهَ على أبيه وبعض المِصْرِيَّين منهم المحبُ ابنُ الشحنة، والقاضي زكرياءُ، والبرهان القَلْقَشَنْدي، والديمي، والخيضري، وغيرهم، وقرأ بمصر على المحبِ بنِ الشحنة، والجمال بن شاهين سبط ابن حجر جميع مجلس "البطاقة" سنة سبع وثمانين وثمانِ مئة، ثم لما عاد والده إلى حلب متوليًا قضاء الحنابلة ناب عنه في وسنُّه دونَ العشرين، فلما توفي والدُه أوائل سَنةِ تسع مئة استقلَّ بالقضاءِ بعدَهُ وبقي إلى أنْ انصرفت دولةُ الجَرَاكسةِ، وكان آخرَ قاضٍ حنبلي بها بحلب، ثم ذهب بعد ذلك إلى دمشقَ، وبقيَ بها مدَّةَ ثم استوطن مِصْرَ ووَليَ بها نيابَةَ قضاءِ الحنابلةِ بالصالحية النَّجمِيَّة وغيرها، وحجَّ منها، وجاور ثم عاد إلى حكمه، وكان لطيف المعاشَرَة، حسنَ الملتقى، حلوَ العِبارةِ، جميل المذاكَرَةِ، يتلو "القرآن" العظيمَ بصوتٍ حسنٍ، ونَغْمَةٍ طَبَّبةٍ، وتوفي بالقاهرةِ سنةَ تسع وخمسينَ وتسع مئة. انتهى.
وذكره ابنُ الشطي في "مختصره"
(2)
بنحو ما تقدم.
قلت: وقد ذكَرَ له في "كشف الظنون"
(3)
كتابَ "السلسل الرائق" وقال: إنَّه انتخبَهُ من "الفائق في المواعظ والرقائق".
2584 - (ت 959 هـ): برهان الدين إبراهيمُ بنُ يوسُف بنِ يحيى بنِ عبد الرَّحْمَن التَّاذِفي
.
(1)
شذرات الذهب: 8/ 324.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 92.
(3)
انظر "كشف الظنون" 2/ 1217، وإيضاح المكنون: 2/ 21، وفيهما أن "السلسل الرائق" لإبرهيم بن يوسف بن عبد الرحمن التاذفي.
ذكره صاحب "السحب الوابلة"
(1)
في الحنابلة جازِمًا بذلك، وأطال في ترجمته، ولكن ذكَرَهُ ابنُ العماد في "الشذرات"
(2)
وقال: إنَّه حنفي فلهذا تركْتُه.
2585 - (ت 960 هـ): نجمُ الدين محمدٌ الماتاني الحَنْبَلي الإمام، العالمُ الفَقِيْهُ المحدَّثُ الصَّالحي
.
ذكره ابنُ العماد
(3)
وقال: أخذ الحديث عن الشيخ أبي الفَتْح المِزَّي وغيره، وتفقَّهَ بفقهاء الشَّامِيَّين، وكانَ ينسخ بخطَّه كثيرًا، وكتب نسخًا كثيرة من "الإقناع" وتوفي سنة ستين وتسع مئة، انتهى.
- (ت 960 هـ): شرفُ الدين أبو النجا موسى بن أحمد بن موسى الحجاوي يأتي سنة ثمانٍ وستين وتسع مئة. [انظر: 2590].
2586 - (ت 962 هـ): شرفُ الدين أبو حمزةَ عبدُ النافعِ بنُ محمد بنِ عليَّ بنِ عبد الرَّحمن بنِ عَرَّاق الدَّمَشْقِي الأصل، الحجَازِي الحنبلي
.
ذكره ابنُ العماد
(4)
وقال: هو القاضي الفاضلُ، المفننُ أحدُ أولادِ القطب الكبير محمد بن عَرَّاق الحنبلي ولد المتَرْجَمُ بمجدل مغوس سَنَةَ عشرين وتسع مئة، وكان فاضلًا لبيبًا، أديبًا حسنَ المحاضرة، مأنوسَ المعاشَرة، دخل بلادَ الشَّام مَرَّاتٍ، وتولى قضاءَ زبيد باليمن، وله كتابُ "بيان ما تحصل في جوابِ أيُّ المسجدينِ أفضلُ"، ولهُ شِعرٌ حَسَنٌ، توفي بمكَّةَ المشرَّفَةَ سنةَ اثنتين وستين وتسع مئة. انتهى.
وذكر له في "هدية العارفين"
(5)
غير "البيان" كتاب "الاعتنا بشأن مَنْ يقتنى"، وكتاب "الفرج المغبون وفرح المحزون".
(1)
السحب الوابلة: 1/ 79.
(2)
شذرات الذهب: 8/ 323.
(3)
شذرات الذهب: 8/ 327.
(4)
شذرات الذهب: 8/ 332.
(5)
هدية العارفين: 1/ 631.
2587 - (ت 963 هـ): محمد بنُ يحيى بنِ يوسفَ التَّاذِفي، الحَلَبي، الحنبلي
.
ذكره في "السحب الوابلة"
(1)
وقال: ذكر في "كشف الظنون" أنَّ له "قلائد الجواهر في مناقب الشيخ عبد القادر"، وأنه توفي شة ثلاثٍ وستين وتسع مئة انتهى.
وذكره ابنُ العماد
(2)
وقال: هو قاضي القضاة، جلالُ الدين أبو البركات محمد بنُ يحيى بنِ يوسفَ الربعي التَّاذِفِي، الحَلَبي، ولدَ في عاشر ربيعِ الأوَّل سَنَةَ تسعٍ وتسعينَ وثمان مئة، وأخذ عن أحمدَ بنِ عمرَ البارزي، وأجاز له وعن الشمس السفيري، والشمس بن الدهن المقرئ بحلب، والشَّهاب بن النَجَّار الحنبلي بالقاهرة، وغيرهم، وبرع، ونظم، ونثر، ووَلِي نيابَة قضاءِ الحنابلة بحلب عن أبيه، وعمرُهُ ست عشرة سنة إلى آخر الدَّوْلة الجَرْكَسِيَّة، ثم لم يزل يتولى المناصِبَ السَّنِيَّة في الدولتين بحلب وحماة ودمشق فإنَّهُ تولَّى بها نظرَ الجامعِ الأُمَوي عن والده، ثمَّ ضمَّ إليه نطرَ الحَرَمَين الشَّرِيْفَيْن، ثم سافر إلى القاهرة، فنابَ للحنابلة بمحكمة الصَّالحية النَّجمِيَّة ثم بباب الشعرية، ثم وَلِيَ نظرَ وقفِ الأشراف بالقاهرة، ثم استقل بقضاءِ رشيد، ثم ولي قضاءَ المنزلةِ مرَتين ثم وَلِيَ قضاءَ حَوْرَان من أعمال دِمَشْقَ، ثم عزل عنه سَنَةَ تسعٍ وأربعين فذهب إلى حَمَاة وألفَ بها "قلائدَ الجواهر في مناقب الشيخ عبد القادر"، وضَمَّنَه أخبارَ رِجالٍ أثنَوا عليه، وجماعة ممن لهم انتسابٌ إليه من القاطنين بحَمَاة وغيرهم، وتوفي بحلب سنةَ ثلاثٍ وستينَ وتسع مئة. انتهى ملخصًا من ترجمةٍ حافلةٍ.
وذكر له في "إيضاح المكنون"
(3)
ذيلًا على "القلائد" المذكورة سمَّاه "شمسة المفاخر في الذيل على قلائد الجواهر" وكذا في "هدية العارفين"
(4)
، وزاد "القول المهذب في بيان ما في القرآن من الرُّومي المُعَرَّب".
(1)
السحب الوابلة: 3/ 1102.
(2)
شذرات الذهب: 8/ 339.
(3)
إيضاح المكنون: 2/ 56.
(4)
هدية العارفين: 2/ 245.
2588 - (ت 965 هـ): كريمُ الدين عبدُ الكريم بنُ إبراهيمَ بْنِ مُفْلِح الحنبلي
.
ذكره ابنُ العماد
(1)
وقال: هو الشيخُ الفاضلُ، كانَ كاتبًا في المحكمة الكُبرى بدمشق، وماتَ فجأةً فإنَّه بَيَّض أربعة أوراق مساطير ثم خرج فبينما هو في الطريق سَقَط لوجهه وحمل إلى مَنْزله فلمَّا وُضِعَ ماتَ سنةَ خمسٍ وستين وتسع مئة، ودُفِنَ بالقلندرية بباب الصغير، وصبر والدُه واحتَسَب. انتهى.
وذكره ابنُ الشطي في "مختصره"
(2)
وقال: هو الشَّابُّ الفاضل، عبد الكريم الكاتب بالمحكمة الكبرى، توفي فجأةً سنةَ خمسٍ وستينَ وتسع مئة فصبر أبوه واحتسب. انتهى.
2589 - (ت 966 هـ): كريمُ الدين عبدُ الكريم بنُ الشيخ الإمامِ قطبِ الدين محمدٍ بنِ عبادةَ الصَّالحي، الحنبلي، الأصيل، العريق، الفاضل
.
ذكره ابن العماد
(3)
وقال: قال في "الكواكب": توفيَ في أواخر ذي القعدة سَنَةَ ستًّ وستين وتسع مئة عن بنتين ولم يعقب ذَكرًا، وانقرضت ذكورُ بني عبادة به، ولهم جهاتٌ وأوقافٌ كثيرةٌ. انتهى.
2590 - (ت 968 هـ): شرفُ الدين أبو النَّجا موسى بنُ أحمدَ بنِ موسى ابنِ سالمٍ بنِ عيسى بنِ سالم الحَجَّاوِي، المقدسي، ثم الصَّالِحِي، الحنبلي
.
ذكره ابن العماد
(4)
وقال: هو الإمام العَلَّامة، مفتي الحنابلة بدمشق، وشيخ الإسلام، كان إمامًا بارعًا، أُصوليًا فقيهًا، محدثًا وَرِعًا، من تآليفه كتاب "الإقناع" جرَّدَ فيه الصحيح من مذهب الإمام أحمد لم يُؤَلَّفْ أحدٌ مثلَه في تحرير النقول، وكثرة المسائل، ومنها "شرح المفردات"، و"شرح منظومة الآداب لابن مفلح"،
(1)
شذرات الذهب: 8/ 344.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 95.
(3)
شذرات الذهب: 8/ 347.
(4)
شذرات الذهب: 8/ 327.
و"زاد المستقنع في اختصار المقنع"، و"حاشية على الفروع"، وغير ذلك، وتوفي يومَ الخميس الثاني والعشرين من ربيعِ الأوَّل، سنة ستين وتسع مئة، ودُفنَ بأسفل الرَّوْضَة تجاهَ قبرِ المنقح من جهةِ الغرب يفصل بينهما الطريق. انتهى.
وذكره ابن بشر النجدي في "تاريخ نجد"
(1)
، وقال: كان له اليدُ الطولى في معرفة المذهب، تنقيحه وتهذيب مسائِله، وترجِيحه، أخَذَهُ عن عِدَّة مشايخَ أعلامٍ منهم العَلَّامَةُ الزَّاهِدُ أحمدُ بنُ أحمد العلوي الشُّوَيْكي، وغيره، وأخذ عنه جماعةٌ منهم أحمدَ بنُ محمدٍ بنِ مشرف، وأخذ عنه أيضًا ابنُه يحيى وزاملُ بنُ سلطان قاضي بلد الرَّياض وغيرهم، وكانتْ وفاتُه يومَ الخميسِ سابعَ عشرَ ربيعٍ الأوَّل سنَةَ ثمانٍ وأربعينَ وتسع مئة. انتهى.
وذكره ابنُ الشَّطَّي في "مختصره"
(2)
وقال: هو مفتي الحنابلةِ بدمشقَ، والمعولُ عليه في الفِقْهِ بالدِّيار الشامِيَّة، حازَ قَصَبَةَ السَّبْقِ في مِضمار الفضائل، وفاز بالقدح المعلى لدى تزاحم الأفاضل، جامع أشتات العُلوم، بَدرُ سماءِ المنطوق والمفهوم، صاحبُ المؤلَّفات التي سَارَتْ بها الرُّكبان وتلقاها الناسُ بالقبُول زمانًا بعد زمانٍ والفتاوى التي اشتهرت شَرْقًا وَغرْبًا، وعَمَّ نفعُها النَّاسَ عَجَمًا وعَرَبًا، الحَبْر بلا ارتياب، والبَحْر المتلاطم العُبَاب، شمسُ أفقِ العُلوم والمعارف، قطبُ دائرةِ الفهوم والعوارف، ذو التحقيقات الفائقة، والتدقيقات الرائقة، والتحريرات المقبولة، والتقريرات التي هي بالإخلاص مشمولة، أخذَ الفقه وغيره عن الإمامِ أحمدَ بنِ أحمدَ بنِ أحمدَ الشُّوَيْكي، الصَّالحي، والإمام الفقيه أبي حفص نجمِ الدين عمرَ بن إِبراهيمَ بنِ مفلح، وأَبي البَرَكات محبَّ الدين أحمدَ بنِ محمدٍ خطيبِ مَكَّةَ العقيلي، وأجاز له مفتي دارِ العدل السيَّدُ كمالُ الدين محمدٌ بنُ حمزةَ الحسينيُّ بعد قراءَتِهِ عليه "مشيخته" التي خرَّج لنفسه فيها أربعينَ حديثًا بمنزِلِهِ في دمشق ما يجوزُ له وعنه روايته بشرطه، وكتبَ له بخطَّه ذلك، وأخَذَ عنه جماعةٌ من الأَئمة منهم وَلَدُهُ الشيخُ يحيى الحَجَّاوِي،
(1)
عنوان المجد: 1/ 22.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 93.
والإمامُ الشَّهير شهابُ الدين أحمدُ الوفائي، والشيخُ المسندُ إبراهيمُ بنُ محمدٍ الأحْدَبُ الصَّالحيُّ، وأبو النورين عثمانُ بنُ محمدٍ بنِ إِبراهيمَ الشهير بأبي جده وغيرهم، ووَلِيَ المتَرْجَمُ إمامةَ الجامعِ المظفري بعدَ شهابِ الدين المَرْدَاوي المعروف بابن الديوان، وترجَمَهُ الغَزِّيُّ في "الكواكب" وقال: انتهت إليه مشيخةُ السَّادةِ الحنابلةِ والفتوى، وكان بيده تدريسُ الحنابلة بمدرسة الشيخ أبي عمر، وتدريسُ الجامع الأموي، وممن انتفعَ به القاضي شمسُ الدين بنُ طريف، والقاضي شمسُ الدين الرجيحي، والقاضي شهابُ الدين الشُّوَيْكيُّ، وتوفي ليلةَ الجمعة سابعَ عِشرَ ربيعٍ الأوَّل سَنَةَ ثمانٍ وستينَ وتسع مئة، ودُفِنَ بسفح قاسيون وكانت جنازَتُه حافِلَة، وتأَسَّفَ عليه النَّاسُ. انتهى.
وذكره البدراني في "مدخله"
(1)
، والزَّرِكْلِيَ في "أعلامه"
(2)
نقلًا عن فِهْرِسْت الكتبخانة وأرَّخا وفاتَه سَنَةَ ثمانٍ وستينَ وبذلك يظهرُ أنَّ ما أرَّخَهُ به ابنُ العِماد، وابنُ بِشْر غيرُ صحيح وأنَّ الصحيحَ ما أثبتناه هنا والله أعلم.
2591 - (ت 969 هـ): القاضِي برهانُ الدين إبراهيم بنُ عمرَ بنِ إبراهيمَ ابنِ مفلح الرَّاميني الحنبلي
.
ذكره ابنُ العماد
(3)
وقال: هو الإمامُ العَلَّامَةُ، ولد في رابع عشرَ ربيعٍ الآخر سَنَةَ ثلاثٍ وتسع مئة، وقرأ على والده وغيره، ودأَبَ، وحَصَّلَ، وباشَر القضاءَ، وتوفيَ ليلةَ الاثنين، ثالث أو رابع عشري شعبانَ سَنةَ تسعٍ وستينَ وتسع مئة. انتهى.
وذكره ابنُ الشَّطي في "مختصره"
(4)
وقال: هو العَلَّامَةُ النَّحريرُ، علمُ التقرير، وعالمُ التحرير، ومعدنُ الفروعِ الفِقْهِيَّة، بحرُ القواعد الأحمدية، عمدةُ أهلِ الأصول، جامع أشتات المعقولِ والمَنْقُول، الفائقُ رئاسةً وأدبًا، والحائزُ
(1)
المدخل: 441.
(2)
الأعلام: 7/ 320.
(3)
شذرات الذهب: 8/ 355.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 94.
أثبات الفضائلِ رُتَبًا بمجدٍ يعلو على الفلك الأَثير، ورتبةٍ تسمو السَّمَاكَيْن بفضلها الكبير الكثير، وأرَّخَ وفاتَه كما تقدَّمَ وقال: إنَّه ولدَ بدمشقَ، وبها نشأ واشتغل على فضلائِها، وبرع في الفنون، وأخذ الفِقْهَ عن والده وغيره، واستجاز لنفسه ولإخوته وأولاده من جماعةٍ من علماءِ دمشقَ ورؤسائِهم، منهم القاضي رضيُّ الدين محمدٌ الغَزِّيُّ العَامِرِيُّ، وولدُه شيخُ الإسلام بدرُ الدين، وشيخُ الإسلامِ السيَّدُ كمالُ الدين بنُ حمزةَ الحُسَيْنِيُّ، وأجازوهُ، وأجازوا مَنْ ذكر معه.
قال النَّجمُ الغَزِّيُّ في "الكواكب السائرة": دَرَّسَ، وأفتَى، ووَلِيَ تدريسَ دارِ الحديث المَخْصُوصة بالحنابلة بالصَّالحية ونظرها، ونابَ في القضاءِ مرارًا، وانتهت إليه رئاسةُ الحنابلةِ بدمشقَ، وكان له شهامةٌ وحشمة، وحسنُ هيئةٍ.
وقال شرفُ الدين يونُسُ العيشاوي في "مجموعه" الذي ترجَمَ فيه مشايخَهُ وأقرانَهُ في حقه: كان ذكيًا، مستحضرًا لفروعِ مذهبِهِ، ووَلِيَ القضاءَ، ولحقه في آخر عمرِهِ قَهْرٌ، وقال: إنَّهُ كان رئيسًا محتشمًا، يعرفُ الناسَ، ويراعي مقاديرَهم، ولم يزل على سِيرتِهِ الحَميدَةِ، وفكرته السَّديدة إلى أنْ توفيَ ليلةَ الاثنين ثالثَ عشري شعبانَ سَنَةَ تسعٍ وستينَ وتسع مئة، وصلَّى عليه العَلَّامَةُ البدرُ الغَزِّيُّ إمامًا بالجامعِ الأُمَويَّ، ودُفِن بسفحِ قاسِيون بالرَّوْضَة عند والدِهِ. انتهى من ترجمةٍ حافلةٍ.
2592 - (ت 970 هـ): شمسُ الدين أبو عبدِ الله عبدُ البَرَّ بنُ قاضي قضاةِ الحنابِلَةِ بدمشقَ زينِ الدين عمرَ بنِ مُفْلِح الحنبلي
.
ذكره ابن العماد
(1)
وقال: ولدَ يومَ الاثنين، ثالثَ ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين وثمان مئة كذا في "العنوان"، وتوفي ثالث عشري جمادى الأولى سنةَ سبعين وتسع مئة كذا بخطَّ ولد صاحبِ العُنوان. انتهى.
2593 - (ت 971 هـ): محمدٌ بنُ أحمدَ الحنبليُّ
.
ذكره صاحبُ "كشفِ الظنون"
(2)
وقال: له كتابُ "غمز العين إلى كنز
(1)
شذرات الذهب: 8/ 358.
(2)
كشف الظنون: 2/ 1210.
العين"، وهو شرحٌ على منظومته في الحمى، وأرَّخ وفاتَه سنة إحدى وسبعين وتسع مئة.
- (ت 972 هـ): محمد بن أحمد الفتوحي صاحب "المنتهى" يأتي تسع وسبعين وتسع مئة. [انظر: 2597].
2594 - (ت 975 هـ): الشيخ محمدٌ بنُ خليلٍ بنِ قيصر القبيباتي الحنبلي، الصُّوفي الفاضل، الصَّالح المعتقد
.
ذكره ابنُ العماد
(1)
وقال: توفيَ سَنَةَ خمسٍ وسبعينَ وتسع مئة، وقد جاوز المئة. انتهى.
وذكره ابنُ الشَّطَّي في "مختصره"
(2)
وقال: هو محمدٌ بنُ خليلٍ شمس الدين الشهير بابن قيصر القبيباتي الدَّمْشقي، الشيخ الزَّاهد، الصُّوفي العابدُ، المعتقد المربي، قدوة العِبَاد، ورئيس العُبَّاد، أحد الأفراد، وأوحد الأئمة الأمجاد، صَحِبَ سيدي عليًا بن ميمون، وتلميذَهُ سيدي محمدًا بنَ عَرَّاق، واجتمعَ بأكابر ذلك العَصْر وعلمائِهِ كابن قاضي عَجْلُون، وتوجَّه إلى بلادِ الرُّوم فاجتمعَ في حماة بالعارف الشيخ علوان الحَمَوِي وغيره، وحصَل له بالرُّوم غايةُ الإكرام والتعظيم من إبراهيم باشا الوزير، وأعيان الدَّوْلة، وقضاء العساكر، ثم رجع إلى دِمَشْقَ وانجمع عن النَّاس، وكان يقيمُ الذكر بعدَ صلاةِ الجُمُعَة بالمشهد الشَّرْقي داخل الجامع الأُمَوي تحتَ المنارة الشرقية بحيث عُرِفَ المشهدُ به، ثم يركبُ حمارَة ويذهب إلى منزله بالقبيبات، فلا يخرج منه إلى يوم الجمعة القابلة، وكان نائبُ الشامِ عيسى باشا يُحبُّهُ ويتردد إلى زيارته، وكذلك الأمراء والقُضَاة، وللناس فيه اعتقادٌ تامٌّ، وكان مُتَقَلَّلًا من العَيْش، قانعًا باليسير، يؤثر لُبْسَ القطن الأبيض، وكان يَعْتَكف العشر الأواخر من رمضانَ بالجامِع الأُمَوِي في المشهد المذكور، وكان يحضر خَتْمَ الشيخ الطيبي كلَّ سنة.
(1)
شذرات الذهب: 8/ 379.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 95.
قال الشمسُ بنُ طولون في "تاريخه": في سنةِ سبعٍ وثلاثينَ وتسع مئة سألني الشيخُ محمدٌ بنُ قيصَر القبيباتي الحنبلي في عمل شرح على أبيات ثلاثٍ نظمها في عقيدته وهي:
في اللهِ اعتقدُ الذي قد قَالَه
…
عن نفسِهِ وكذا الذي قالَ الرُّسُلْ
عنه بغيرِ تأَوُّلٍ في ذاته
…
وصنائعٍ أو كلَّ فعلٍ قد فَعَلْ
فهو الإله الفردُ ليس كمثلِهِ
…
شيءٌ سواه وغير هذا لم أَقُلْ
قال النجم الغزي: قلت: ووقفتُ على شرح ابنِ طولون على هذه الأبيات في تعاليقه بخطَّه، والإيمان بما جاء في الكتاب والأخبار مِن الصفات من غير تأويل مذهبُ السَّلَف، وهو أسلم منْ مذهب التأويل وهو مذهب الخلف، وكانت وفاتُه أي المُتَرْجَم في سنةِ خمسٍ وسبعين وتسع مئة بمنزله في القبيبات، وكَثُرَ تأسُّفُ النَّاسِ عليه وازدحموا على جِنَازته، وحمل تابوته. انتهى.
2595 - (ت 977 هـ): عبدُ القادر بنُ محمدٍ بنِ عبدِ القادر بنِ محمد الأنصاري الجَزِيْري، الحنبلي
.
ذكره السَّخَاويُّ في "البلدانيات" وقال: هو العالمُ الفاضلُ، المنشئُ البليغُ، الناظمُ، ترجَمَ نفسَهُ في كتابِهِ "درر الفوائد المنظمة في أخبار الجامع وطريق مكة المعظمة" فقال: أخذتُ العلمَ عن جماعةٍ أجلَّاءَ أدركتُهم في الزَّمن الأَوَّل، بهم الاقتداءُ والاهتداءُ، منهم الشَّهابُ أحمدُ بنُ عبدِ العزيز الفتوحي، الحنبلي، ابن النجار، لزمْتُه في الحديث، والفقه وغيره إلى أنْ توفيَ، ومنهم الشَّرف موسى بنُ أحمدَ الخَطَّابي المَالِكي قرأتُ كثيرًا من كُتُبِ العَرَبيَّة، والتَّصريف، والمَنْطِق، والحديث، ولزمته إلى حين وفاته، والشهابُ أحمدُ الشُّوَيْكي الحَنْبَلي وجماعةٌ يطولُ ذكرُهُم، وذكر في كتابه المذكور إلى سَنَة ستًّ وسبعين وتسع مئة، ولا أدري متى توفي. قاله في "السحب الوابلة"
(1)
وقال: له تصانيفُ لطيفةٌ منها "خلاصة الذهب في فضل العرب"، و"عمدة الصفوة في حِل القهوة"، و"منازل
(1)
السحب الوابلة: 2/ 569.
المنازل، ومناهج المناهل"، و"الزجر عن الخمر"، و"رفع المضرَّة عن الهِرَّ والهِرَّة"، و"درر الفوائد المنظمة"، وقال صاحبُ السحب: رأيتُ هذه التآليف بخطَّ يده، وهو خطٌّ حَسَنٌ مضبوطٌ، ورأيتُ له بخطَّه أيضًا مجموعَ أشعارٍ ومراسلاتٍ، وأجوبةٍ واستدعاءات، وإجازاتٍ وفوائدَ لطيفةٍ، وأشعارٍ ظريفةٍ، وهو من مشايخِ الشيخِ عبدِ الرَّحمن البهوتي كما نقل عنهُ تلميذُه الشيخُ منصور في "حاشية الإقناع" انتهى ملخصًا من ترجمةٍ حافلةٍ.
وذكره الزَّرِكْلِي في "أعلامه"
(1)
: وأرَّخَ وفاتَه سَنَة سبعٍ وسبعين وتسع مئة.
وذكره في "هدية العارفين"
(2)
، وذكر له غير ما تقدم كتاب "ما يجري على ألسنة النَّاسَ".
2596 - (ت 979 هـ): أحمدُ بنُ محمدٍ بنِ أحمدَ بنِ المرزبان الصَّالحي، الحنبلي، شهاب الدين، المِصْرِي
.
ذكره في "هدية العارفين"
(3)
وقال: إنَّه توفي سنة تسعٍ وسبعين وتسع مئة وقال: له كتاب "المفيد في علمِ التجويد".
وذكره في "كشف الظنون"
(4)
وقال: هو أحمدُ بنُ محمدٍ بنِ أحمدَ المرزباني، الصَّالحي، ثم المِصْرِي، الحنبلي، له أرْجُوزَةٌ في التجويد سَمَّاه "المفيد في علم التجويد"، وشرحها بعضُهم وسمَّاه "نزهة المريد في حل ألفاظ المفيد في علم التجويد".
2597 - (ت 979 هـ): الإمامُ العَلَّامَةُ تقي الدينِ محمدٌ بنُ شهاب الدين أحمدَ الفتوحي، الحنبلي، صاحب "المنتهى
".
ذكرهُ ابنُ العماد
(5)
وقال: قال الشعراوي في "ذيله على طبقاته": ومنهم
(1)
الأعلام: 4/ 44.
(2)
هدية العارفين: 1/ 596.
(3)
هدية العارفين: 1/ 147.
(4)
كشف الظنون: 2/ 1777.
(5)
شذرات الذهب: 8/ 390.
سيدُنا ومولانا، الشيخُ الإمامُ، العَلَّامَةُ تقي الدين، وَلَدُ شيخِنا شيخِ الإسلام، الشيخ شهاب الدين الشهير بابن النجار، صحبتُه أربعينَ سَنةً فما رأيت عليه ما يشيْنُه في دينه، بل نشأَ في عِفَّةٍ وصِيَانَةٍ، ودينٍ وعلم وأدب وديانةٍ، أخذ العِلْمَ عن والدِهِ شيخ الإسلام المذكور، وعن جماعة من أَربابِ المذاهبِ المختلفةِ، وتَبَحَّرَ في العُلُوم حتى انتهت إليه الرَّياسة في مذهبه، وأجمعَ النَّاسُ على أنَّهُ إذا انتقل إلى رحمة الله تعالى ماتَ بذلك فقهُ الإمامِ أحمدَ من مِصْرَ، وسمعتُ القولَ مرارًا من شيخِنا الشيخِ شهابِ الدين الرَّمْلي، وما سمعته قطُّ يعيبُ أحدًا من أقرانه، ولا غيرهم، ولا حسدَ أحدًا على شيءٍ من أمور الدنيا ولا زاحم عليها، ووَلِيَ القضاءَ بسؤال جميعِ أهلِ مِصْر فأشار عليه بعضُ العلماءِ بالولاية وقال: يتعينُ عليكَ ذلك فأَجاب مصلحةً للمسلمين، وما رأيتُ أحدًا أحلى مَنْطِقًا منه، ولا أكثرَ أدبًا مع جليسِهِ، حتى يودّ أنْ لا يفارِقَه ليلًا ولا نهارًا، وبالجملة فأوصافُهُ الجميلةُ تَجِلُّ عن تصنيفي فأسألُ اللهَ أنْ يزيدَه من فضله علمًا، وعملًا، وورعًا، إلى أنْ يلقاهُ وهو عنه راضٍ .. توفيَ في حدودِ سنةِ تسعٍ وسبعينَ وتسع مئة. انتهى.
وذكره ابنُ الشَّطي في "مختصره"
(1)
وقال: هو محمد بنُ أحمدَ بنِ عبدِ العزيزِ بنِ عليًّ الفتوحي المِصْرِيُّ، المشهورُ بابن النجار، العالمُ العَلَّامَةُ، الفقيهُ الحنبليُّ، تقي الدين، أبو بكرٍ بنُ الإمامِ العَالم العَلَّامَةِ شهابِ الدين. ولد المترجَمُ بمصر القاهرة، ونشأ بها، وأخذ الفِقْهَ عن أَبيه، ثم ساقَ كلامَ الشعراني المتقدم، ثم قال: توفي في حدود سَنَةِ ثمانينَ وتسع مئة.
وذكره البدراني في "مدخله"
(2)
وقال: رحل إلى الشَّام وألَّفَ بها كتاب "المنتهى" ثم عاد إلى مِصْرَ بعد أنْ حَرَّرَ مسائله على الرَّاجح من المذهب، وسمَّاه "منتهى الإرادات في جمع المقنع مع التنفيح وزيادات"، واشتغل به عامَّةُ الطلبة في عصرِهِ، واقتصروا عليه ثم شرحه شرحًا مفيدًا في ثلاثِ مجلداتٍ
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 96.
(2)
المدخل: 440.
ضخام، وغالبُ استمدادِهِ فيه من كتاب "الفروع" لابن مفلح، وبالجملة فقد كان منفرِدًا في علم المذهب، توفي سنة اثنتين وسبعين وتسع مئة. انتهى.
وله "مختصر التحرير" في الأصول اختصر به "تحرير المَرْدَاوي"، و"تلخيص المقاصد الحسنة" للسَّخاوي.
2598 - (ت 981 هـ): شمس الدين محمدٌ الفارضي القاهِري، الحنبلي الشاعر، المشهور الإمام، العَلَّامَة
.
ذكره ابنُ العماد
(1)
وقال: قال في "الكواكب": أخذ عن جماعةٍ من علماءِ مِصْر، واجتمع بشيخ الإسلام الوالد حين قَدِمَ القاهرة سَنَة اثنتين وخمسين وتسع مئة، وكان بدينًا، سمينًا فقال الوالد يداعبه:
الفارضيُّ الحنبليُّ الرَّضي
…
في النَّحو والشَّعْرِ عديمُ المثيل
قيل ومَعْ ذا فهو ذو خِفَّةٍ
…
فقلت كلا بل رزينٌ ثقيل
واستشهد الشيخُ العلقمي بكلامه في "شرح الجامع الصغيرَ" فمن ذلك قولهُ في معنى ما رواه الدَّيْنَوَريُّ في المجالسة والسَّلَفي في بعض تخاريجه عن سفيان الثوري قال: أوحى اللهُ تعالى إلى موسى عليه السلام: لأَنْ تُدْخِلَ يَدَكَ إلى المنكبين في فم التنين خيرٌ من أنْ ترفَعَها إلى ذي نعمة قدْ عالجَ الفقر.
إدخالك اليَدَ في التَّنَّيْنِ تدخلُها
…
لمرفقٍ منكَ مُسْتَعدٍ فيقضمها
خيرٌ من المرء يُرجى الغنى وله
…
خصاصةٌ سبقت قد كان يسنمها
ومن بدائع شِعْرِهِ:
إذا ما رأيتَ اللهَ للكل فاعلًا
…
رأيتَ جميعَ الكائنات مِلاحًا
وإنْ لا ترى إلَّا مضاهي صُنْعَهُ
…
حُجِبْتَ فصيَّرتَ المساءَ صباحًا
ومن محاسِنهِ أيضًا أنَّهُ صلَّى شخصٌ إلى جانبه ذات يوم فخفف جدًا فنهاهُ فقال: أنا حنفي، فقال الفارضي:
(1)
شذرات الذهب: 8/ 393.
معاشر النَّاسِ جمعًا حسبما رَسَمَتْ
…
أهل الهدى والحجا مِنْ كل مَنْ نبها
ما حرَّم العلم النُّعمانُ في سَنعدٍ
…
يومًا طُمَأنِينَةً أصلًا ولا كَرِهًا
وكونُها عندَه ليستْ بواجبةٍ
…
لا يوجبُ الترك فيما قرَّر الفُقَها
فيا مُصِرًّا على تفويتها أبدًا
…
عُدْ وانتبه رحمَ اللهُ الذيَ انتبها
انتهى ملخصًا.
وأخذَ عن الفارضي كثيرٌ من الأجِلاء منهم العَلَّامَةُ شمسُ الدين محمدٌ المقدسيُّ العلم، مدرَّسُ القصاعية بدمشق، وأنْشدَ له، وذكر أنَّ القاضي البَيْضَاويَّ خَطَّأَ مَنْ أدغم الرَّاء في اللام ونَسَبَه إلى أبي عمرو:
أنكر بعضُ الورى على مَنْ
…
تُدْغَمُ في اللَّامِ عَنْهُ راءُ
ولا نُخَطَّي أبا شُعَيبٍ
…
واللهُ يَغْفر لِمن يَشاءُ
وله أيضًا:
ألا خُذْ حِكمة مِنَّيْ
…
وخَلَّ القيلَ والقَالا
فسادُ الدين والدنيا
…
قَبُولُ الحاكمِ المالا
وقال يرثي الشيخ مغوش التونسي لما مات بمصر:
تَقَضَّى التونسيُّ فقلت بيتًا
…
يُرَوَّحُ كلَّ ذي شَجَنٍ ويُؤْنِسْ
أتوحشنَا وتؤنسُ بطنَ لحدٍ
…
ولكن مثلَ ما أوحَشْتَ تُؤنِسْ
وتوفي سنة إحدى وثمانين وتسع مئة. انتهى.
وذكره ابنُ الشطي في "مختصره"
(1)
وقال: هو الشاعرُ المشهورُ الذي لم تَسْمَحْ بمثلهِ الدُّهورُ شيخُ أهلِ الأدب، ومَنْ أتتهُ الرَّشاقة والرَّقَةُ مِنْ كلَّ حَدَبٍ، مركزُ الفَصَاحة والبَلَاغة، وأحدُ الأفراد في جودة السَّبْك والصَّياغة، فهو في هذا الشَّأنِ المشارُ إليه بالبَنَان، والمضاهي لقسًّ وسَحبَان، ثم ساق كلام الغزَّي المتقدم ثم قال: قد اطلعتُ لصاحِبِ الترجمةِ على منظومة في الفرائضِ على
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 97.
مَذْهبِ الحنابلة قد شَرَحَها العَلَّامَةُ الشنشوري في نحو ثلاثة كراريس بشرح سَمَّاه "الدُّرَّة المضيئة في شرح الفارضية"، بديعة النَّظام، جامعةٌ للأحكام، قابلَ بها "منظومَةَ الرَّحبِيَّ" الشَّافِعيَّ ثم ساقَ سِتَّة أبياتٍ من أوَّلِها وهي مئةٌ وستَّةٌ وعشرونَ بيتًا. انتهى.
قلت: قد شرحها أيضًا البَدْرَاني الدِّمَشْقي الحَنْبَلي، وطبعت مع شرحها في دمشق، وانتشرت ولله الحمدُ والمِنّةُ.
- (ت 982 هـ): محمدٌ بنُ حسين بنِ سليمانَ الأُسْطُواني. يأتي قريبًا سَنَةَ ثلاثٍ وثمانينَ وتسع مئة. وقد ذكر الشيخ الفتوي النجدي. [انظر: 2599].
2599 - (ت 983 هـ): محمدٌ بنُ حسين بنِ سليمانَ أبو الصَّفَا الشهير بالأُسْطُوَاني، الحنبلي، الدَّمَشْقي
.
ذكره ابنُ الشَّطي في "مختصره"
(1)
وقال: هو الفاضلُ الهُمَامُ، إمام محرابِ الحنابلةِ بالجامعِ الشَّريف الأُمَوي، وتقدمت ترجمةُ أبيه البَدْر.
ترجَمَهُ الغَزِّيُّ في "كواكبه" فقال: أخبرني عنه ابنُ أخيه الشيخُ محمدٌ أنَّه ماتَ يومَ الأحد تاسعَ عشر جمادى سنة اثنتين وثمانين وتسع مئة، ودُفِنَ بمقبرة مرج الدَّحْدَاح. انتهى.
2600 - (ت 985 هـ): أبو بكرٍ بنُ إبراهيمَ بْنِ محمدٍ بنِ المُهَلْهِل المعروف بالذباح، ويُعْرَفُ أيضًا لا سِيَّما ببلادِ اليمن بابن الحكيم، المقدسي الأصل، الصَّالحي، الدَّمَشْقي، الحنبلي
.
ذكره ابن الشطي في "مختصره"
(2)
وقال: هو الشيخُ العالمُ، الصَّالحُ الورعُ، تقيُّ الدين، مولده باليمن سَنَةَ تسعٍ وتسع مئة، وتَرجَمَه الحافظُ النَّجْمُ الغَزِّيُّ فقال: قرأ على الشيخ شيخِ الإسلام الوالد جانبًا من "صحيح مسلم"، وشيئًا من "تفسير القاضي البَيْضَاوي"، وعرض عليه أماكن من "الخِرَقي"، وسمع
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 99.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 99.
كثيرًا من دروسه، وكان يكتبُ كُتُبًا تصوُّفِيَّة، كَتَبَ "الفتوحات" وغيرها للشيخ الأكبر محيي الدين بنِ العربي، وكان يعتني بكلامه كثيرًا، وكان النَّاسُ يترددون إليه لكتابة الحُروزِ وغيرها. انتهى.
وكان صاحبُ التَّرجَمةِ له محبةٌ عظيمةٌ للأولياء والصُّوفِيَّة، عالمًا عاملًا، معتقدًا للخاصَّ والعامَّ، محبًا للنَّاس، آيةً في الأُنْسِ واللَّطافَةِ، ذا هَيْبَةٍ وَوَقَارٍ، وهدايةٍ واستبصارٍ، وأجمع النَّاسُ على اعتقادِهِ وترك انتقاده، ولم يزل على هذهِ الطريقةِ المُثلى، والصراط المستقيم إلى أنْ دَرَجَ إلى مدارج العَفْوِ والغُفْران، فتوفي في تاسع عشر رمضانَ سَنَةَ خمسٍ وثمانين وتسع مئة وصلي عليه بمشهد عظيم حافل ودفن بتربة مسجد الإقدام انتهى.
وترجمه البدرُ حسن البوريني في "تاريخه" فقال: هو الشيخُ الذي ثبتَ صلاحُهُ، وتقرَّرَ فلاحُه، وحَسُنَتْ أحوالُه، وصدقت أقواله، وكان على أسلوب المتقدمين في سلوكه اجتمعت به في صالحية دمشق في حدود سنة خمس وسبعين وتسع مئة، وكان ابتداء الاجتماع به في المدرسة العُمَرِيَّة لأنَّه كان إمامها، وكانت له حجرةٌ بها، وكان يأتي إليها من بيته في الثلث الأخير من اللَّيْل فيشعِلُ سراجَهُ من قنديلِ المدرسة، ويستفتح في قراءةِ "القرآن" إلى وقت الصَّلَاة، فيقومُ ويصلي بالناس، ثم يرجع إلى حجرته، ويشتغل بالأوراد إلى طلوعِ الشمس فبعد ارتفاعها يصلي الضُّحى، ثم يسير إلى المدرسة دار الحديث بالصَّالحية أيضًا فيدرَّس بها فقه الإمام أحمد وغير ذلك من حديث ونحوٍ، قرأت عليه بالمدرسة المذكورة "الأذكار" للإمام النَّوَوي، وانتفعت بعلمه ودعائِه، وكان كثيرَ التَّغَفُّل فيما يتعلق بأمور الدنيا بحيث إنَّه كان يسألُ غالبَ تلاميذه كلَّ يوم عن أسمائهم، ومن أي بَلدٍ هُمْ، وكانت معرفَتهُ بالعلم الرُّوحاني مقطوعًا بها من غير شبهة. انتهى.
قلتُ: وفي هذه الترجمة من الغُلوَّ، والإطراء، والمبالغة التي هي للذمَّ أقربُ منها للمدح ما لا يخفى والله أعلم.
- (ت 988 هـ): محمدٌ بنُ أحمدَ البهُوتي المِصرِي، الحنبلي، الصُّوفي، الشهير بالخلوتي. [انظر: 2645].
ذكره صاحب "هدية العارفين"
(1)
وقال: إنَّه صَنَّفَ "التحفةَ الظريفة في السيرة المحمدية" في مجلد، و"لذة السَّمْع بنظمِ رسالةِ الوَضْع" للقاضي العضد، وأرَّخَ وفاته سنة ثمان وثمانين وتسع مئة.
2601 - (ت 992 هـ): أبو السَّعَادات محمدٌ بنُ أحمدَ بنِ علي الفاكهي، المكي، الحنبلي
.
ذكره ابنُ العماد
(2)
وقال: هو العَلَّامَةُ الإمامُ، ولدَ سنة ثلاثٍ وعشرين وتسع مئة، وقرأ في المذاهبِ الأربعة، فكانت له اليدُ الطُّولى، وتَفَنَّنَ في العُلُوم، ومن شيوخه الشيخُ أبو الحسن البكريُّ، وابن حجر الهَيْتَمي، والشَّيخُ محمدٌ الحطاب في آخرين من أهل مَكَّة، وحَضْرَمَوْت، وزبيد، يَكْثُر عددُهُم بحيثُ يزيدون على التسعين، وأجازوه، وحَفِظَ "الأربعين النووية"، و"العقائدَ النَّسَفِيَّة"، و"المقنع" في فقه الحنابلة، و"جمع الجوامع" في الأصول، و"ألفية ابن مالك"، و"تلخيص المفتاح" وغير ذلك منها "القرآن" العظيم، وقرأ للسَّبْعَة، ونَظَم ونَثَرَ وألَّفَ من ذلك "شرح مختصر الأنوار المسمى نور الأبصار في فقه الشافعي"، ورسالة في اللغة وغير ذلك، ورزق الحظوة في زمنه، وكان جوادًا سخيًا، لا يمسكُ شيئًا، ولذلك كان كثيرَ الاستقراض، وكانت تغلب عليه الحِدَّة، ودخل الهند، وأقام بها مدَّةً ثم رجع إلى وطنه مكَّةَ سنةَ سبعٍ وخمسين وتسع مئة، وفي ذلك العام زارَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ثم حجَّ في السنة التي تليها، وعاد إلى الهند فمات بها ليلة الجمعة الحادي والعشرين من جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين وتسع مئة انتهى.
وذكره صاحبُ "السحب الوابلة"
(3)
بنحو ما هنا.
(1)
هدية العارفين: 2/ 296.
(2)
شذرات الذهب: 8/ 427.
(3)
السحب الوابلة: 2/ 871.
تابع القرن العاشر ممن لم أظفر لهم بتاريخ وفاة
2602 - سليمانُ بن صَدَقَة بنِ عبدِ الله المَرْدَاوي، الصَّالحي، الحنبلي
.
ذكره ابنُ طولون في "سكردان الأخبار" وقال: هوَ الشيخُ الصَّالحُ، المفيدُ المعمَّرُ، علمُ الدين أبو الرَّبيع، حفظ "القرآن" واشتغل، وبَرَع، وأخذ عن الشيخ صفي الدين الحنبلي، وعن الشَّهاب ابن زيد وغيرهما، ولزم دروسَ شيخِنا الشَّهاب العَسْكَري، وكان يكثرُ من البحث معه ثم تَسَبَّبَ بقراءة الأَطفال بمكتب الأيتام شرقي الجامع المظفري بسفح قاسِيون، ثم أَمَّ بمدرسة الشيخ أبي عمر، ثم انتقل بعياله إلى قرية دُومة من غوطة دمشق، وأخذ فقاهتها ولازمها إلى أنْ توفيَ. انتهى. وبَيَّضَ لوفاته رحمه الله.
2603 - محمدٌ بنُ عبدِ القادرِ بنِ عبدِ الله بنِ يعقوبَ الدَّمَشْقي، الصالحي، الحنبلي، المعروف بابن إمام الزَّاوية
.
ذكره ابنُ طولون في "سكردانه" وبَيَّضَ لوفاتِهِ وقال: هو الشيخُ، القُدْوَةُ، الصَّالح، أبو عبد الله، المعروف بابن إمام الزاوية، الشيخ عبد الرَّحمن بن داودَ التي بناها في سفح قاسِيون، سَمِعَ على ابن الشريفة. كذا قال شيخُنا الجمالُ ابنُ المبرد، وكذا سَمِعَ على ابن الجوارش، ولد بالصَّالحية سنة اثنتين وأربعين وثمان مئة. انتهى. وبَيَّضَ لوفاته.
2604 - محمدُ بنُ يوسفَ بنِ محمدِ بنِ عمرَ ناصرِ الدين بنِ أبي المَحاسِن، جمال الدين المَرْدَاوي، ثم الدَّمَشْقي، الصَّالحي، الحنبلي
.
ذكره ابنُ طولون في سُكُرْدَانه وبَيَّضَ له.
2605 - يحيى بنُ محمدٍ الفومني، المكي، الحنبلي
.
ذكره صاحبُ "السحب الوابلة"
(1)
وقال: رأيت له فتاوى كثيرةً تدلُّ على تمكنِهِ في الفقه، والظاهر أنَّهُ تولى الإفتاء بمكَّةَ في القرن العاشر. انتهى وهو تلميذ ابن ظهيرة.
2606 - أبو حامدٍ بنُ عَطِيَّةَ بنِ ظهيرةَ، قاضي الحنابلة بمكَّة بعد التسع مئة
.
ذكره صاحب "السحب الوابلة"
(2)
.
2607 - عبدُ الرَّحْمَن بنُ أحمدَ بنِ النجَّار الفتوحي، الحنبلي، أخو مُؤلَّفِ "المنتهى
".
ذكره صاحب "السحب الوابلة"
(3)
.
2608 - عبدُ الله بنُ أحمدَ بنِ عَطِيَّة بن ظَهِيْرَة المكي، الحنبلي، القاضي، تولى قضاءَ الحنابلة بمكَّةَ سَنَةَ اثنتين وأربعين وتسع مئة
.
قاله: صاحب "السحب الوابلة"
(4)
.
2609 - محمدٌ بنُ موسى العبادي الحنبلي، القاضي، بعد سنة إحدى وثمانين وتسع مئة
.
ذكره صاحبُ "السحب الوابلة"
(5)
.
2610 - عيسى بنُ أحمد العسكري الصَّالحي، الحنبلي
.
ذكره ابنُ الأكمل في "تذكرته" وقال: قال شيخُنا ابنُ طولونَ: هو الشيخُ شرف الدين، سَمِعَ على النظام بن مفلح، والشَّهاب بنِ زيد وغيرهما، قرأتُ عليه "القرآن" وأجاز لي. انتهى.
(1)
السحب الوابلة: 3/ 1158.
(2)
السحب الوابلة: 3/ 1194.
(3)
السحب الوابلة: 3/ 1198.
(4)
السحب الوابلة: 3/ 1198.
(5)
السحب الوابلة: 3/ 1198. وفيه موسى بن محمد العبادي.
مُبْتَدأ القرن الحادي عشر
2611 - (ت 1001 هـ): محمد بن أحمد، الخُرَيشيُّ المَقْدسيُّ الحنبلي
.
ذكره المُحِبّيُّ في "خلاصة الأَثَر"
(1)
وقال: هو الشَّيخُ العالمُ الفاضلُ الهُمَامُ، الفَقِيهُ الحنبليُّ، أوْحَدُ عَصْره فَضْلًا ونُبْلًا، ووَحِيدُ دَهْره في العُلُوم عَقْدًا وحَلًا. ترجمه الشَّمسُ الداوُديُّ وقال: وصَلَ إلى القَاهِرَة، واشتغل في الجامِع الأَزْهر وغيره، وأقام بها مدَّةً طَويلةً، حتى بَرَعَ وتميَّز، وتأهَّل للتَّدريس والفَتْوى، وأجيز بذلك من شيوخِهِ المِصْرِيَّين، ثم قَدِمَ إلى القُدس، وأقام بها ملازمًا على الدُّرُوس، وكان عالمًا خاشعًا، ناسِكًا مُتَقَلَّلًا من الدنيا، قانعًا باليَسير، طويل التعبُّد، كثير التهجد، ملازمًا على تلاوة القُرآن، وتَعْليم العِلْم، انتَفَع به أهل القُدس انتفاعًا ظاهِرًا، وكثيرٌ من أهل نَابُلُسِ، وخُصُوصًا في العربيَّة، وكان إمامَ الحنابلة ومُفْتِيَهُمْ في عَصْره، وكان يَعِظ النَّاس ويُذَكَّرُهم، وحَصَل بينه وبينَ صَاحِبنا الشَّيخ محمد بن شَيْخِنا الشَّمس محمد بن أبي اللُّطف وَحْشَةٌ أدَّتْ إلى ترك ذلك، قيل: إن سبَببَها أن الخُرَيْشيَّ وَقَف على حُكْم العَذَبة والتَّلَحَّي واستحباب ذلك، فأرخى له عَذَبَةً ثم تَلحَّى، وكان له طَلَبَةٌ ومُحِبُّون يعتقدونه، فأخذوا بالاقتداء به، وكَثُر متعاطو ذلك، وصار بعض النَّاس يَضْحَكُون منه ومِنْهم، ويأمُرونَهُمْ بتَرْك ذلك، وهو يَحْملُهم على الملازمة وعدمِ الالْتِفاتِ لقول المُنْكِرين، فأدَّى ذلك إلى أن أفتى الشيخ المذكور بأَنَّ التَّلَحَّي بدعةٌ، ويُعْزر مُتَعاطِيْهِ، فتسَلَّط على المُلْتَحين السُّفَهاءُ، يُؤْذونَهُم ويُؤْذون الشَّيخَ المذكورَ، ويقولون هو مُبْتدِعٌ، وسَعَوا في منعه من الوَعْظ، فتَرَكَ ذلك وتحمَّل الأَذَى وصَبَر، فلم تَمْضِ مُدَّةٌ قليلةٌ حتى مات الشيخ اللُّطفي مَسْكوتًا، فصار النَّاس
(1)
خلاصة الأثر: 3/ 340.
يَقُولون هذا من بَرَكةِ الخريْشيَّ وانْتِصاره للسُّنَّة، وكانت وفاةُ الخُرَيْشِيَّ الْمَذكورِ ليلةَ الأحد، الثالثَ عشرَ من ربيع الثاني، سنةَ إحْدَى بَعْد الألْف. والخُرَيْشِيُّ مُصَغَّرًا، نسبةٌ إلى قَرْيةٍ من قُرى نَابُلس. انتهى.
وذكر في ترجمة ابنه إسحاق أنَّ لَهُ تصانيفَ كثيرة مشهورةً
(1)
.
2612 - (ت 1002 هـ): محمد بن أحمد بن عمر بن قاضي القضاة شمس الدَّين محمد بن علي بن عمر، سِبْط الرُّجَيْحِيَّ، الدَّمشقيُّ الحنبليُّ
.
ترجمه المُحِبَّي في "الخُلَاصَة"
(2)
وقال: هو قاضي القُضَاة شمس الدَّين الشَّيخ، الإمام، العَالِمُ الفاضِلُ، المُسْنِدُ الفَقِيهُ، قاضي الحنابلة بِدِمَشْق الشَّام، ومَرْجِعُهُم عندَ اخْتِلاف الأئمَّة الأعْلام، أحدُ نوَّاب الحُكْم بمَحْكَمة البَاب بدِمَشْق، وليس هو بابن الرُّجَيْحِيَّ، وإنما هو ابن بنت القاضي الرُّجَيْحيَّ، قيل: كان والده صَفَديًّا يعرف بابن المُحْتَسِب، من أعيان صفَد، فَصَاهرَ الرُّجَيْحي المذكور، ورأس بمصاهرته، وَوَلِيَ القضاء نيابةً نحوَ خمسين سنةً، منها بمَحْكَمَة البَاب أربعين سنةً.
وكان حَسَنَ الأخْلاقِ مُنَعَّمًا مثريًّا، ظَاهِرَ الوَضَاءة والنباهة، وله مُحَاضرةٌ جَيَّدةٌ، وكان في مبدأ أمْرِه يخدم قاضي القُضَاة وَلِي الدَّين بن الفرْفُور، ثُم طَلَب العِلْم، وأخَذَ عن العَلَّامة شَيْخ الإسلام، القَاضي رضيَّ الدَّين الغَزِّي العَامِرِيَّ، وتفَقَّه بالشَّرف مُوسى الحجاويَّ، والشيخ شهاب الدَّين بن سالم، ووَلِي قضاء الحَنَابِلة بالمَحْكمة الكُبْرى، في سنةِ ثلاثٍ وستَّين وتِسْع مئة، ونُقِل إلى نِيَابة البَاب، وسافر إلى مِصْر في سنةِ إحدى وتسعين وتسعِ مئة، واجتمع بالأستاذ محمد البَكْريَّ وغيره، واستمرَّ بها مُدَّةً، ثمَّ عاد إلى دِمشق وَوَلِيَ مكانَهُ إلى أن مات.
وكان له حُجْرَةٌ بالمَدْرَسَة البَادرائية، وكان مُحَبّبًا إلى النَّاس، جميل اللَّقاء،
(1)
خلاصة الأثر: 1/ 394.
(2)
خلاصة الأثر: 4/ 143.
كثير التَّجَمل، وكان يَلبَسُ الثَّياب الواسِعَةَ، والعِمَامَة الكَبيرة على طريقة العَرَب في الأكمام الوَاسِعَة، والعمامة المُدرَجَةِ، وإذا جَلَس في مَجْلِسٍ، أو كان بين جَمَاعةٍ أخذَ يَتَكَلَّم في أخبارِ النَّاس ووقائِعِهم القَديمة التي وَقَعَتْ في آخر أيام الجَرَاكِسَة، وأوائل أيام العثمانية، حتى يُنْصِتَ لهُ كلُّ مَنْ حَضر، وكان شُهُودُ الزُّورِ يَهَابُونَه فَلا يُقدمون بحَضْرته على الشهادة، وبالجُملَة فَقْد كان مِنْ الرُّؤساء الكِبَار، قرأت بخطَّ الطَّارَانيَّ أن وِلادَتَه كانتْ في سبعَ عَشْرةَ وتسع مئه، وتوفَّي نهارَ الجُمُعَة، سادسَ عشري شوَّال، سَنَة اثنتين بَعْد الألْف، ودُفن بمقبرة البَاب الصَّغير، بالقُرْب من سيَّدنا بلال الحَبَشِيَّ، وشهد جَنَازَتَه خَلْقٌ كَثير، وكتب وَصيتَّهُ قبل مَوْته بمدَّةٍ وأبقاها على وِسَادته بخَلْوته في البادرائيَّة، ولما احتضر قال: وضعْتُ وصيَّتي تحتَ الوِسَادة، فإذا مُتُّ فخُذُوها، واعملوا بما تضمَّنتهُ، ثم لمَّا قَضَى نَحْبَهُ أُخرِجَتْ فوُجِدَ فيها جميعُ ما يملك، وخلَّف شيئًا كثيرًا من كتبٍ وأمتعةٍ وغيرها. انتهى.
وذكره الغزي
(1)
وقال بَعدَ تَرْجمةٍ حافلة جِدًا: رأيته في المَنَام بَعْد سِنين فقُلْتُ: ما فعل الله بك؟ فضَحِكَ إليَّ وقال: يا مولانا الشَّيخ أمَا علمْتَ أني مُتُّ ليلةَ الجُمُعة؟!.
وقد ذكره ابن الشَّطَّي في "مختصره"
(2)
وغير واحد.
2613 - (ت 1007 هـ): أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد المَعْروف بالشُّوَيْكي الحَنْبلي، أبو العَبَّاس الفَقِيه شِهَاب الدَّين
.
ترجمه المُحِبَّي في "الخلاصة"
(3)
وقال: هو الجِهْبِذُ النَّحْريرُ، كان من أفاضل الحَنَابلة بِدِمَشْق، وكان غَزِيْر العِلْم، سَرِيعَ الفَهْم، حَسَن المُحَاضَرَة، فصيح العِبَارة، وفيه تَوَاضُعٌ وسَخَاءٌ، ولد بصَالحيَّة دِمَشْق وحَفِظ القرآن العظيم، و"المُقْنِع" في الفِقْه، وأخذ الفِقهَ وغيرَه عَن مُحَرَّرِ المَذْهَب الشَّرف مُوسَى
(1)
النعت الأكمل: 160 - 165.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 101.
(3)
خلاصة الأثر: 1/ 280.
الحَجَّاوي الصَّالحيَّ، وأخذ العَربيَّةَ وغيرها عن العَلَّامة شمس الدَّين محمد بن طُولُون، والملا مُحِبَّ الله، والعَلَّامة الشبشيري، والعَلَّامة عَلَاء الدَّين بن عماد الدَّين، والشَّهاب محمد الطَّيْبي الكَبِيْر، ثمَّ رَحَل إلى مِصْر، وأخذ بها عن الجُلَّة من العُلَماء، كشيخ الإسلام تقيَّ الدَّين الفُتُوحيَّ، شيخ الحَنَابِلَة بِمصْر، ورَجَع إلى دِمَشْق، وأفتى بها ودَرَّس نحو ستين سنةً، وسَلَّم له فقهاء المَذْهب، غَيْر أنَّه كان يفتي بقول العَلَّامة تقي الدَّين ابن تيميَّة من تَجْوِيْز التَّزْويج بعد الطَّلْقات الثَّلاث الدَّفْعيَّة، وتَوَلَّى صاحبُ التَّرجَمَة القَضَاء بالصَّالحيَّة، وقناة العوني الكُبْرى، وكان يَحْكُم ببَيْع الأوقاف إذا وجدتْ مُسَوَّغاتها، وترك الصَّالحيَّة في أواخِر عُمره وقَطَن بدِمَشق، وخَطَب مُدَّةً طويلةً بجامع الأمير مَنْجَك باشا بمحِلَّة المَيْدان، وكان صوتُه حَسَنًا، وتلاوتُه حسنةً، وامتُحِنَ مَرَّاتٍ، وسافر إلى قسطَنْطِينيَّة في بَعْضِها، وسُرِقَتْ ثيابُه وما كان يملِكُ في دِمَشْق بمنزِلِهِ، ودَخَل عليه اللُّصوص، وأمسكوا لِحْيَتَهُ، وأرادوا قَتْلَه، وينسبُ ذلك إلى غلامِ رُوميًّ، وكانت ولادَتُه في سابع عشر جمادى الآخِرَة، سنةَ سَبْعٍ وثلاثين وتسع مئة، نقله الطاراني عنه، وتُوُفَّي يومَ عَرَفةَ بَعْد العَصْر تاسعَ ذي الحِجّة، سنةَ سَبْع بعد الأَلف، وصَلَّي عليه بالجَامع الأمَويَّ، ودُفِن في سَفْح قاسِيُون على أسلافه الشُّوَيْكِيَّين. انتهى.
وترجمه الغَزِّي
(1)
بتَرْجمةٍ حافلةٍ منها: وقفتُ على هذه الأبيات منسوبةً إلَيْه وهي:
سَهِرَت أعينٌ ونامَتْ عُيُونُ
…
لأُمُورٍ تكونُ أو لا تكونُ
فادرأ الْهَمَّ ما اسْتَطَعْتَ عَنِ النَّفْـ
…
ـس فَحُمْلانُكَ الهُمُومَ جُنُونُ
إنَّ ربًّا كفاكَ ما كان بالأمْـ
…
ـسِ سَيَكْفيكَ في غدٍ ما يَكُونُ
2614 - (ت 1011 هـ): محمد بن إبراهيم بن عُمَر بن مُفْلح، الرامِيْنِيُّ المقدسيُّ الحنبليُّ، أكمل الدَّين القَاضي الحنبلي
.
(1)
النعت الأكمل: 166 - 170.
ذكره الغزي
(1)
وقال: هو الشَّيْخُ الإمامُ، العَالِمُ العَلَّامة، البَارع المؤَرَّخ، المسند الفَقِيْه، مولده بدِمَشْق بَعْد عَصْر يوم الجُمُعَة، ثاني عشر جُمَادى الآخرة، سنةَ ثلاثين وتسعِ مئة، وأخَذَ الفِقْه والحَدِيْث وغيرهما عن جَمَاعةٍ من أجلاء أهل القَرْن العَاشِر، منهم والده القاضي برهان الدَّين، وقد اسْتَجازَ والده المزبور لنفسه ولإخوته وأولاده كما تقدَّم، وممن أخذ عنهم صاحب التَّرجمة واسْتَجَازَ منهم الشَّيخ قُطْب الدَّين بن سُلْطان، والشيخ شمس الدَّين محمد بن طولون، وأبو السُّعُود أفَنْدي مفتي الدَّولة العُثْمانيَّة، والسَّيد كمال الدَّين بن حَمْزة، والقاضي رَضِيُّ الدَّين الغَزِّي، وولده العَلَّامة بدر الدَّين الغَزِّي، والشَّيخ إبراهيم بن جَمَاعة، والشَّيخ عليُّ بن أبي اللُّطْف المَقْدِسِيُّ والشَّهابُ أحمد المبلي المالكي، قاضي القُضَاة بالقُدس الشَّريف، وقرأ القرآن العَظيم بدِمَشْق على شيخ الإقراء بها شهابِ الدَّين أحمد الطَّيْبِيَّ، إفرادًا وجَمْعًا للقُّراء السَّبْعة، وكان له خَطٌّ حَسَنٌ، كَتَبَ به عِدَّةَ كُتُبٍ ومَجَاميعَ، وعلى كِتَابته رَوْنقٌ ظاهرٌ، وله تفنن في الكتابة، ووضعها في جداول مُسْتَدِيرة ومُسْتَطِيلة ومُرَبَّعة، إلى غير ذلك، وله تآليفُ لطِيفةٌ منها:"تاريخ من آدم عليه السلام إلى دولة السُّلطان قايتباي"، و"رسالة في تواريخ الأنبياء" من لَدُن آدم عليه السلام إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ورسالةٌ مُشْتَمِلةٌ على مُدَّة الخِلَافة بَعد النبيَّ صلى الله عليه وسلم، ورسالة في ذكر أخبار المُلُوك المِصْرية، ورَسَالةٌ مُخْتَصَرَةٌ من "كتاب أبي شَامَة" في أخبار الدَّولتين النُّوريَّة والصَّلاحيَّة، وغير ذلك من التَّعَاليق والفَوَائَد، والأشعار والأدبيَّات، والتَّاريخيَّات وله من الشَّعْر:
أليس عَجِيْبًا أنَّ حَظَّيَ ناقِصٌ
…
وغَيْريْ لَهُ حَظُّ وإنَّيْ لأكْمَلُ
وقوله في ناعُوْرَةٍ:
لَقَدْ كنتُ غُصْنًا في الرَّياضِ مُنْعَّمًا
…
أمِيْسُ ونَصْبِيْ في أَمانٍ مِنَ الخفضِ
فَصَيَّرَنِيْ صَرْفُ الزَّمَانِ كما تَرَى
…
فبَعْضِي كما لاقَيتَ يَبْكي على بَعْضِ
وكانتْ وَفَاتهُ في خامس عشري ذي الحجَّة، سَنةَ إحدى عشرةَ وألفٍ. انتهى
(1)
النعت الأكمل: 170 - 176.
وذكره في "السُّحُب الوابلة"
(1)
وقال: إنه سافر إلى الآسِتَانَة، ووَلِيَ قضاء بَعلَبَكَّ وصَيْدا، ثمَّ استقرَّ في دِمَشْق.
وكذا ابن الشَّطَّي في "مختصره"
(2)
وقال: هو آخِرُ مَن عُرَف من بني مفلح بِدِمَشْق، وقد انقَرضَتْ هذه الأسْرةُ، ولَم يَبْقَ منها سِوَى الأسْباط، وهم بنو الأُسْطُوانيَّ، الأسرة الكَبيْرة المعروفة بدمشق، تَوَلَّوا عنهم أوقافًا ووظائفَ كثيرةً، ومن الإتَّفاق العَجيب أَن صَاحبَ التَّرجمة تلقَّى القَضَاء عن سَبْعة آباء، فهو أكمل الدَّين محمَّد بن بُرْهان الدَّين إبراهيم بن نجم الدَّين عمر بن بُرهان الدَّين إبراهيم بن أكمل الدَّينَ محمد بن شَرَف الدَّين عَبد الله بن شمس الدَّين محمد، تلميذ ابن تيميَّة. انتهى.
وذكره المحبي في "الخُلاصَة"
(3)
بنحوه.
2615 - (ت 1012 هـ): أبو الهُدَى العُلَيْمِيُّ المَقْدِسِيُّ الحنبليُّ
.
ترجمه المُحِبَّي في "الخُلاصَة"
(4)
وقال: هو الوَلِيُّ الصَّالح، قطبُ وَقْته. ذكره النَّجم في "ذيله" وأحْسَنَ الثَّناء عليه كثيرًا، وهو من ذرَّيَّة الوَلِيَّ الشَّهير علي بن عُلَيْم. قال النَّجْم: أخْبَرَني صاحبنا أحمد بن المُغِيرة، وَهُوَ ثِقَةٌ، وقَدْ شَهِد جنازَتَه بِبَيْت المَقْدِس، أنَّه مات في ليلَةِ الجُمُعة ثامن شعبان، سنةَ اثنتي عشرة وألفٍ، ولم يتأخَّر عن جَنَازته أحد من أهْل القُدُسْ. انتهى.
2616 - (ت 1014 هـ): محمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن إسماعيل ابن أحمد بن محيي الدَّين، المَرْزَنَاتي الصُّوفي الصَّالحي الحنبلي
.
ذكره المُحبي في "الخلاصة"
(5)
وقال: هو الشَّيخ الصَّالح الخَيَّر، كان من أمْثل صُوفيَّة الشَّام، وكان كثير الرَّحْلة إلى الرُّوم، وله معَ عُلَمَائها اخْتلَاءٌ كثيرٌ،
(1)
السحب الوابلة: 2/ 822.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 103.
(3)
خلاصة الأثر: 3/ 314 - 316.
(4)
خلاصة الأثر: 1/ 156.
(5)
خلاصة الأثر: 4/ 158.
وكان فاضِلًا عارفًا، وله في التَّاريخ معرفةٌ، وقيَّد كثيرًا من أحوال معاصريه في مَجَاميعه، وذكر وَفيَات بَعْض العُلَماء، وكانت وفاته سنة أربع عشرة بعد الألْف، انتهى المُرَاد من ترجمةٍ طويلة جدًّا.
2617 - (ت 1019 هـ): القاضي العَلَّامةِ، مفتي الدَّيار النَجْديَّة، ابن عَفَالق النَّجْديُّ الحنبليُّ، الشَّيخ العَالِم النحْرِير، قاضي بَلَد العُيَنْنَة، من بُلدان نَجْد
.
ذكره ابن بِشْر النَّجْدي في "عُنْوَان المَجد"
(1)
وقال: إنَّه تُوُفَّي سنةَ تسعَ عَشْرةَ وألف.
وكذا ذكره الفَاخريُّ في "تاريخه" فقال: وفي سنة تسعَ عَشْرةَ وألف مات الشَّيخ ابن عفالق قاضي العينية. انتهى.
2618 - (ت 1020 هـ): محمد بن محمد بن حسين بن سُلَيْمان، المُلَقَّب ناصر الدَّين، الشَّهير بالأسْطُوانَّي، الدمشقيُّ الحنبليُّ، أحد العدول بِدِمَشْق
.
ذكره النَّجْم الغَزِّي في "ذَيْل الكَوَاكِب"
(2)
وقال: كان من أَمْثل الكُتَّاب بمَحْكمة البَاب، وكان يَكْتُب بين يدي قُضاة القضاة حين عجز رئيس الكُتَّاب جمال الدَّيْن يوسف العَدَويُّ، وكان شيخُنا شيخ الإسلام العَيْشَاويُّ يُثْني عليه كثيرًا، ويُعدَّلُهُ ويقول: هو أحسن الشُّهود كتابةً، وأدينُهم، وكان ساكِنًا صامتًا، قليلَ الكَلَامِ، لا يَدْخُلُ فيما لا يَعْنيه. تُوُفَّي في رَجَب سنةَ عشرين بعد الألف. انتهى.
وذكره المُحِبَّي في "الخلاصة"
(3)
بنحو ما هنا وقال: إنه دفن بمقبرة باب الفَرَاديس، وتَقَدَّمت ترجمة أبيه وجَدَّه.
2619 - (ت 1021 هـ): موسى بن عامر النَّجدي الحنبلي القاضي
.
(1)
عنوان المجد: 1/ 28.
(2)
لطف السَّمر وقطف الثمر، المسمى (بذيل الكواكب السائرة): 65 - 66.
(3)
خلاصة الأثر: 4/ 162.
ذكره ابن بِشر النَّجْديُّ في "عنوان المجد"
(1)
وقال: هو الشيخ العالم العَلَّامة القُدوة، قاضي بَلد الدَّرْعِيَّة من بُلدان نَجْد. تُوُفِّي سنةَ إحدى وعشرين بعد الألف. انتهى.
2620 - (ت 1026 هـ): محمد بن أحمد، المرداويُّ الأصل والشُّهرة، القَاهِرِيُّ الحنبليُّ
.
تَرْجَمَهُ المُحِبيُّ في "الخُلَاصة"
(2)
وقال: هو الشَّيخُ الإمام، العَالِمُ العَلَّامةُ الهُمَامُ، الفقيهُ الحَنْبليُّ، شيخُ الحَنَابِلَة في عَصْره، ومَرْجعُهُم، كان جَبَلًا من جبال العِلْم، بحْرًا من بحور الإتقان، وهو شيخ الحنابلة في غُره بالقاهِرَة، أخذ عن التَّقيِّ محمد الفُتُوحيِّ، وعن الشَّيْخ عبد الله الشنشوريِّ الفرضيِّ، وأخذ عنه جماعةٌ من الأفاضل منهم: الشيخ مرعي بن يوسف الْمَقدِسِيُّ الحنبليُّ، والشَّيخُ منصور البَهُوتيُّ الحنبليُّ، والشَّيخ عثمان الفُتُوحيُّ الحنبليُّ، والشَّمسُ محمد الشويري، وأخوه أحمد الشِّهاب، والشَّيخ سُلْطَان المزاحي الشَّافعيُّون، وكثيرٌ من أهْل مِصْر وغيرهم. وكانت وفاتُه بِمِصْر، سنةَ ستٍّ وعشرين بعد الألف، ودُفِنَ بتُرْية المُجَاورين بالقُرب من السِّراج الهِنْدِيِّ. انتهى.
2621 - (ت 1030 هـ): القاضي نور الدِّين محمود بن محمد بن عبد الحَمِيد، الشَّهِيْرُ بالحَمِيْديِّ، الدِّمشقيُّ الصَّالحيُّ الحنبليُّ
.
ذكره الغَزِّي في "ذيل الكواكب"
(3)
وقال: هو الشَّيخ الإمامُ، العَالِمُ العَامِلُ، المُسْندُ المُحَدِّثُ، الفَقِيْه المُفَنَّنُ الكامل، أبو الثناء نور الدِّين، المُتَبَحِّر في العُلوم، الجامعُ بين المنطوقِ والمَفْهُوم، الحُجَّةُ العُمْدَة، قاضي القضاة، سِبْط شيخ الحنابلة الشَّرفِ موسى الحَجَّاويِّ، صاحب "الإقناع"، سافر إلى مصر لطَلَب العِلْم والتِّجارة، فأكْرمَ مَثْواه خالُه العَلَّامة الشيخ يحيى الحَجَّاويُّ، واشتغل عنده
(1)
عنوان المجد: 1/ 28.
(2)
خلاصة الأثر: 3/ 356.
(3)
لطف السمر وقطف الثمر: 640.
في العُلُوم وقرأ عليه وعلى غيره، وكان بارعًا فقيهًا، ثم رَجع إلى دِمَشْقَ، فلازَمَ الشَّيخ شَمْس الدِّين بن المنقار، وانْتَسَبَ إليه، فسَعَى له في نيابَةِ القَضَاءِ، فَوَلِيَ بالصَّالِحيَّة، ثم بالكُبْرى ثم بالباب بعد وفاة القاضي شَمْس الدِّين الرجيحي، وتقدَّم على النُّوَّاب لسنِّه وتصرُّفِهِ، مع استحضاره لمَسَائِل القَضاء، حتى كان يأخذ على غيره من النُّوَّاب في المذاهب الأخرى. قال الغَزِّي: وأَخبرنا شيخ الإسلام والدي السيد محمد شريف، عن شيخ الإسلام والده الشمس محمد الغزِّي، عن العَلَّامة السَّيِّد إبراهيم، عن والده مُحَدِّث دِمَشْق السَّيِّد محمد بن حمزة، عن خاتمة المُحَدِّثِين بِدِمشْق بدر الدِّين محمد البلباني، تِلْمِيْذ صاحب التَّرجمة، أنه أخذ الحَدِيْثَ عن شَيْخ الإسلام، ملحق الأحفاد بالأجداد، جدِّنا البَدْر الغَزِّي، وعَرَض عليه "الْمُقْنِعَ"، و"ألْفِيَّة ابن مالك" من حفظه. انتهى.
وذكره المُحِبِّي في "خلاصة الأثر"
(1)
وقال: لما مات القاضي شمس الدِّين سِبْط الرجيحي نُقِلَ إلى مكانه بمَحْكَمة البَاب، فتَغَيَّرت أطْوَارُه، وتَنَاول وتَوَسَّع في الدُّنْيا، وأنشأ عقاراتٍ، وعَظُمَ أمرُه، وحَصَل له مِحْنةٌ أيام الحَافِظ أحمد باشا، فأخذ منه مَبْلغًا له صُوْرَة، ثم جَرَتْ له مِحْنَةٌ أُخْرى في نيابةِ جركس مُحَمَّد باشا، وأخذ منه مالًا أيضًا، غير أنَّه تلافى خاطره، وَوَقَعَ في آخر الأمر منافرةٌ بَيْنَهُ وبَيْن القَاضِي يُوسُف بن كريم الدِّين، ثم مَرِضَ، وطال مَرَضُهُ من القَهْر، ولمَّا عَلِمَ أنَّه لَمْ يَبْق له رَجْوى، بَذَل مالًا لقاضي القُضَاةِ بِدِمَشْق المولى عَبْدِ الله بن محمود العباسيِّ على أن يُوَلِّيَ نِيَابَةَ البَابِ لولدِهِ القاضي محمَّد فَوَلَّاه يومًا واحدًا، ثُمَّ سَعَى الكريميُّ عِنْدَ القاضي بأن يُوَلِّيَ نِيَابَة للقاضي عبد اللطيف بن الشَّيخ الوَفَائيِّ، وأن يولِّيَ ابن الحَميْدي بالمَحْكَمة الكُبْرى مكان القاضي عَند اللَّطيف، فَفَعَل، ولَمْ يَتمَّ للقاضي محمود مُرَادُه، ولو لم يقْبَلْ ذلك لضاع عليه المالُ الذي بذله فبقي في حُزْنه وغَيْظِه، وقوي عليه المَرَضُ فماتَ مَقْهُورًا، بعد أنْ قَعَد شُهُورًا، وكانت وفاتُه يومَ الجُمُعَة، سابعَ عشر جمادى الأولى، سنةَ ثلاثين بعد الألف، ودُفِنَ بمقْبرة الباب الصَّغير. انتهى.
(1)
خلاصة الأثر: 4/ 318.
وأخذ عن صاحِبِ التَّرجَمة جَمَاعَةٌ من الأئمَّةِ منهم وَلَدُه القاضي محمد، والبَدْر محمَّد البلباني، والشيخ عبد الباقي مفتي الحنابلة وغيرهم.
2622 - (ت 1033 هـ): مَرْعيُّ بن يوسُف بن أبي بَكْر بن أحمد بن أبي بكر بن يوسُف بن أحمد، الكَرمِيُّ نسبةً إلى طُوْر كرم، قريةٌ من قُرى نَابُلُس، ثم المَقْدِسِيُّ، نزيل مِصْر القَاهِرَة، الحنبليُّ
.
ذكره المُحِبِّي في "خُلاصة الأثر"
(1)
وقال: هو شيخ الإسلامِ، أوْحَد العُلَماء الأعلام، فريد عَصْره وزَمَانه، وَوحيدُ دَهْره وأوانه، صاحب التآليف العَدِيْدة، والتَّحْريرات المُفِيْدَة، العَلَّامةُ بالتَّحقِيق، والفَهَّامة بالتَّدْقِيْق، أحدُ أكابِرِ عُلَمَاء الحَنَابِلَةِ بِمْصر، كان إمامًا فقيهًا مُحَدِّثًا، ذا اطِّلاعٍ واسعٍ على نُقُول الفِقْه ودقائقه ومَعْرفةٍ تامَّةٍ بالعُلُوم المُتَدَاولة، أخَذَ الفِقْه عن الشَّيْخ محمد الْمَردَاويِّ، وعنِ القاضي يحيى بن مُوسى الحَجَّاويِّ، ثم دخل مِصْر وتَوطَّنَها، وأخذ بها بقيَّة العُلُوم، من حَدِيثٍ وتَفْسير عن الشَّيخ الإمام محمد حِجَازي، الوَاعِظِ، والمُحَقِّقِ أحمد الغُنَيْميِّ، وكثيرٍ من المشايخ المِصْرِيِّين، وأجَازَهُ شيُوخُه، وتَصدَّر للإقراء والتَّدْرِيس بجامع الأزْهَر، مع تولِّي المشيخة بجامع السُّلْطان حَسَن، ثم أخذها عنه عَصْريُّه العَلَّامة إبراهيم المَيْمُونيُّ، ووقع بينهما ما يقع بين الأقران، وألَّفَ كلٌّ منهما في الآخر رسائل، وكان منهمكًا في العُلُوم انهماكا كُلِّيًا، قطع زمانه بالإفتاء والتَّدْرِيس، والتَّحقِيْق والتَّصْنيف، فسَارَتْ بتآليفه "الرُّكْبَانُ، ومَعَ كَثْرة أَضْداده وأعدائه ما أمكن أحدٌ أن يَطْعَنَ فيها، ولا أن يَنْظُر بعَيْن الإزدراء إليها.
وتآليفُه كثيرةٌ غَزِيرةٌ منها: كتاب "غاية المُنْتَهى في الجَمْع بين الإقناع والمُنْتَهى" في الفقه، قريبًا من أربعين كُرَّاسًا، وهو مَتْنُ جَمعَ من المسائل أقْصَاها وأدْناها، مَشَى فيه مَشْيَ المجتهدين في التَّصْحيح، والاخْتِيارِ، والترجيح، وله كتاب "دليلُ الطَّالب" في الفِقْه، نحو عشرة كَرَارِيس، وكتاب "دَلِيلُ الطَّالِبين لكلام النَّحْويِّين"، و"إرْشَاد مَنْ قَصْدُهُ إعرابُ لا إله إلَّا الله
(1)
خلاصة الأثر: 4/ 358.
وحده"، "مقدمة الخائض في عِلْم الفرائض"، "القول البَدِيع في عِلْم البَدِيْع"، "أقاويلُ الثِّقاتِ في تأويل الأسْماء والصِّفات"، "الآيات المحكمات والمُتَشابهات"، "قُرَّة عين الموَدود بمَعْرفةِ المَقْصُور والمَمْدُود"، "الفَوَائِد المَوْضُوعة في الأحاديث المَوْضُوعة"، "بديع الإنْشَاء والصِّفات في المُكَاتَبَات والمُراسَلَات"، "بَهْجَةُ النَّاظرين في آيات المُسْتَدِلين" نحو عشرين كُرَّاسًا، يَحْتوي على العَجَائب والغرائب، "البُرْهان في تفسير القَرآن" لم يَتِمَّ، وكتاب "تنوير أبْصَار المقلِّدين في مناقب الأئمة المُجْتهِدين"، "الكَوَاكب الدُّرِّيَّة في مناقب ابن تيميَّة"، "الأدلَّة الوَفِيَّة بتصويب قول العُلماءِ والصَّوفيَّة"، "سلوك الطَّريقة في الجمع بين كلام أهل الشَّريعة والحَقِيْقَة"، كتاب "روض العارِفِين في تسليك المُرِيْدِين"، "إيقاف العَارفين على حكم أوقاف السَّلاطين"، "تهذيبُ الكلام في حكم أَرض مِصْر والشَّام"، "تشويق الأنام إلى حَجِّ بيتِ الله الحَرَام"، "محرِّك سَوَاكن الغَرام إلى حَجِّ بيتِ الله الحَرَام"، "قلائد المُرْجَان في النَّاسخ والمَنْسُوخ من القُرآن"، "أرواح الأشباح في الكَلام على الأرواح"، وكتاب "مرآة الفكر في المَهْديِّ المنْتَظَر"، "إرشاد ذوي الأفهام لنزول عِيْسى عليه السلام"، "الرُّوْض النَّضِر في الكلام على الخَضِر"، "تحقِيْقُ الظُّنُونِ بأخبار الطاعُون"، "ما يفعله الأطِبَّاء والدَّاعون لدفعِ شرِّ الطَّاعون"، كتاب "تلخيص أوْصَاف المُصْطَفى وذكر مَنْ بَعْدَهُ من الخُلَفا"، "اتحاف ذوي الألباب في قوله تعالى: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} ، "إحَكْام الأسَاس في قوله تعالى:{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ} . "تنبيه المَاهِر على غير ما هو المُتَبَادر من الأحاديث الوارِدَة في الصِّفات"، "فتح المَنان بتفسير آية الامْتِنَان"، "الكلمات البيِّنات في قوله تعالى:{وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} "، "أزهار الفلاة في قَصْر الصلاة"، "تحقيق الخلَافِ في أصحاب الأعراف"، "تحقيق البُرْهان في إثْبَات حَقِيْقة المِيْزان"، "توقيف الفَرِيْقَيْن على خُلُود أهل الدارَيْن"، "توضيح البُرْهان في الفرق بين الإسلام والإيمان"، "إرشاد ذوي العِرْفَانِ لما في العُمُر من الزِّيادة والنقصان"، "اللفظ المُوَطا في بيان الصَّلاة الوُسْطى"، "قلائِدُ العِقْيان في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} "، "مَسْبوك الذَّهب في فَضْل العَرب، وفَضْل شَرَفِ العِلْم عَلى شَرَف النَّسب"،
"شِفاء الصُّدور في زيارة المشاهد والقبور"، "رياض الأزهار في حُكْم السَّمَاعِ والأوْتار والغِنَاء والأشعَار"، "تحقيق الرُّجْحَان بصوم يَوْم الشَّكِّ من رَمَضَان"، "تحقيق البُرْهان في شأن الدُّخَانِ الذي يَشْربُهُ النَّاسُ الآن"، "رَفْع التَّلْبِيس عَمَّن توقف عمَّا كفر به إبليس"، "تَحْقِيق المَقَالة هل الأفضل في حَقِّ النبيِّ الولايةُ أو النُّبُوَّة أو الرِّسَالة"، "الحُجَجُ البَيِّنة في إبْطال اليَمين مع البَيِّنَة"، "المسائل اللَّطِيفة في فَسْخ الحَجِّ إلى العُمْرةِ الشَّرِيْفة"، "المُنِيْر في اسْتِعْمال الذَّهَبِ والحَرير"، "دَليل الحكَّام في الوُصُول إلى دار السَّلام"، "نُزْهة النَّاظرين في فَضْل الغُزَاة والمُجَاهِدِين"، "بُشْرى مَن استَبْصر وأمر بالمَعْرُوف ونهى عن المُنْكر"، "بُشْرى ذوي الإحْسَان فيمَنْ يقضي حَوائجَ الإخوان"، كتاب "الحِكَم الملَكيَّة والكَلِمُ الأزْهَرِيَّة"، "إخلاص الوِدَاد في صِدْق المِيْعاد"، "سلوان المصاب بفرقة الأحباب"، "تسكين الأشواق بأخبار العشاق"، "منية المحبِّين وبغية العارفين"، "نزهة المتفكرة"، "لطائف المعارف"، "المَسَرَّة والبِشَارَةُ في فضل السَّلْطَنَة والوَزارة"، "نُزْهة النَّاظِرين في تاريخ مَن وَلِيَ مِصْر من السَّلاطين"، "قلائد العِقْيان في فضائل آل عثمان"، وغير ذلك من الفَتَاوى والرَّسائل النَّافَعة، التي تلقَّاها النَّاسُ بالقَبُول، وتَداوَلوها، وله رسالةٌ سَمَّاها "النادِرَة الغريبَة والوَاقِعَة العَجِيبة"، مَضْمونُها الشَّكوى من المَيْموني، والحَطِّ عليه، وله دِيْوان شِعْر مَشْهورٌ، ومن شعره قصيدةٌ أوَّلُها:
يا ساحر الطَّرْفِ، يا مَنْ مُهجَتِيْ سَحَرا
…
كَمْ ذا تَنَام وكَمْ أسْهَرْتَنِي سَحَرا
لَوْ كُنْتَ تَعْلَمُ ما ألقاهُ مِنْكَ لما
…
أتْعَبْتَ يا مُنْيَتي قلبًا إليكَ سَرَى
هذا المُحِبُّ لقد ضَاعَتْ صَبَابَتُه
…
بالرُّوح والنَّفْس يَوْمًا بالوِصَالِ شَرى
وكذا قوله:
لئن قَلَّدَ النَّاس الأَئِمَّةَ إنَّني
…
لَفِي مَذْهب الحَبْر ابْنِ حَنْبَل رَاغِبُ
أُقَلِّدُ فَتْواهُ، وأَعْشَقُ قَوْلَهُ
…
ولِلنَّاسِ فيما يَعْشَقُونَ مَذَاهِبُ
وكانت وَفَاةُ صاحب التَّرجَمة بِمِصْر، في شَهْر رَبيع الأوَّل، سنَةَ ثلاثٍ وثلاثينَ وَأَلْف.
وذكره ابنُ بِشْر النَّجْدِيُّ في "تاريخه"
(1)
، والنَّجْم الغَزِّي
(2)
بتَرْجَمةٍ حَسَنةٍ، والبَدْرانيُّ في "المَدْخل"
(3)
، وصاحبُ "السُّحُب الوابلة"
(4)
، وغيرهم كثير.
قلت: ولَهُ غيرُ ما تقدَّم من التصانيف من ذلك: "دَفْعُ الشُّبْهَة والغرَر عَمَّن يحَتَّجُّ على فِعْل المَعَاصي بالقَدَر"، و"رَوْض العارفين".
2623 - (ت 1035 هـ): إسحاق بن محمد بن أحمد، الشَّهير بالخُرَيْشيِّ، المَقْدِسيُّ الحنبليُّ
.
ذكره المُحِبِّيُّ في "الخلاصة"
(5)
وقال: هو شَيْخ القُدس ومفتيها، وابن مفتيها، الشَّيخُ الإمامُ، العَالِم العَامِلُ، الفَاضِلُ الهُمَامُ، وُلِد بِبَيْت المَقْدِس، ونشأ بها، وكان عالمًا عاملًا، أخذ عن والده، وأمَّ بالمَسْجد الأقصى، وكان إليه المُنْتَهى في عِلْم القراءات العَشْر، حَسَنَ الصَّوْتِ والأداء، لا يُمَلُّ من سَمَاعِهِ، طارحًا للتَّكلُّف، مُشْتَغِلًا دائمًا، يقرأ كلام الله، ووالدُهُ محمد صاحب المؤلَّفات العَديْدَة المَشْهُورة. وتُوُفِّي صاحب التَّرجَمة سنةَ خَمْسٍ وثَلَاثين بعْدَ الأَلْف. انتهى.
- (ت 1035 هـ): أحمد بن أبي الوَفَاء المُفْلحي، يأتي سنةَ ثمانٍ وثلاثين وألف. [انظر: 2625].
2624 - (ت 1036 هـ): القاضي عَبد اللَّطيف بن أحمد بن أبي الوَفَاء عليَّ بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مُفْلحٍ بن محمد بن مفرج الْمُفْلِحِيُّ الحَنْبليُّ
.
ذكره المُحِبِّيُّ في "الخلاصة"
(6)
وقال: كان شيخًا فاضلًا جَلِيلًا، عالِمًا
(1)
عنوان المجد: 1/ 31 - 32.
(2)
النعت الأكمل: 189 - 190.
(3)
المدخل: 442 - 443.
(4)
السحب الوابلة: 3/ 1118 - 1125.
(5)
خلاصة الأثر: 1/ 394.
(6)
خلاصة الأثر: 3/ 14.
كامِلًا، نبيلًا فقيهًا مشتغلًا، مَشْهُور السُّمْعَة، جَرِيئًا في فَصْل الأمور، أخذ عن والده، ورَحَل إلى مِصْر في سنة خَمْسٍ بَعْد الألف، وأخذ بها الحَدِيثَ عن النُّور الزِّيَاديِّ، وتَفَقَّه بالشَّيخ يحيى بن الشَّرف مُوْسى الحَجَّاويِّ، وبالشَّيخ الإمام عَبْدِ الرَّحمن بن يوسف البهوتيِّ، وأجازَهُ بالفَتْوى والتَّدْرِيس، واسْتفاد وأفاد، ثم رَجَع إلى دِمشْق سنةَ سَبْعَ عَشْرة بَعْد الألف، ووَلِيَ قَضَاء الحَنَابِلَة بالمَحْكَمة الكُبْرى أولًا، ثمَّ صار قَاضِيَ الحَنَابلة بمَحْكَمَة البَاب. وتُوُفِّي في سادس عَشَرَ شَعْبان، سنةَ ستٍّ وثَلاثينَ بَعْد الأَلْف. انتهى.
2625 - (ت 1038 هـ): أحمد بن أبي الوَفَاء عليِّ بن إبراهيم بن محمد ابن عبد الله بن محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج، المُفْلِحي الصَّالحي ثم الدِّمَشْقي، شِهَاب الدِّين المُكْنَى بأبي الوَفَاء الحَنْبليِّ بن قاضي القُضَاة عَلَاء الدِّين أبي الوَفَاء بن قَاضي القُضَاة بُرْهان الدِّين بن قاضي القُضاة أكْمَل الدِّين بن قاضي القُضَاة شَرَف الدِّين بن قاضِي القُضَاة شَمْس الدِّين بن الإمَام زَيْن الدِّين أبي المفاخر مُفْلح، المَقْدِسِي الأصل
.
قال المُحِبِّيُّ في "خُلاصَةِ الأَثر"
(1)
: هو الإمام العَلَّامة النَّحْرير، المُحَقِّق الكَبْير، الفَقِيْه المُحَدِّث، الوَرعُ الزَّاهد، الثَّبْتُ الخَيِّر، كان أحد العُلَماء بالشَّام المُلازمينَ على تعليم العِلْم والفُتْيا، وكان له المَتَانَةُ الكَامِلَةُ في الفِقْه والعَرَبيَّة والفَرَائِض، والحِسَاب والتَّاريخ، ولأهل دِمَشْق فيه اعتقاد عَظِيْم، وهو مَحَلُّه وأهله، وكان مُتَجنِّبًا غَالِبَ النَّاس، وله مُدَاوَمَةٌ على تِلاوة القرآن والعِبَادة، أخذ عن الجُلَّة من مشايخ عصره، منهم جَدُّنا العَلَّامة شيخ الإِسْلام البَدْر مُحَمد الغزِّي العَامِريُّ والعَلَّامة أبو الفِدَاء إسماعيل بن إبراهيم النَّابُلُسي الشَّافعي، وأخذ الفِقْه عَن الفَقِيه الكَبِيْرِ الشَّرف مُوسى الحَجَّاويِّ، صاحب "الإقناع"، وأخذ عن الإمام المُحَدِّث الكَبِيرِ الشَّمس محمد بن طُولُون الصَّالِحِيِّ، وبَرَعَ في أنواعِ العُلُوم، ودَرَّس بِعِدَّة مَدَارس منها: دارُ الحَدِيث بصَالِحيَّة دِمَشقَ بالقُرْبِ من المَدْرَسة
(1)
خلاصة الأثر: 1/ 165 - 166.
الأتَابَكِيَّة، وكان له بُقْعَة تَدْريس بالجَامِعِ الأُمَويِّ، وعُرض عليه قضاءُ الحَنَابِلَة بمَحْكَمة البَاب لَمَّا مات القَاضي محمد سِبْط الرُّجَيْحيِّ فَي زَمَن قاضي القُضاة المَولى مُصْطَفى بن حُسَين بن المَوْلى مَنَّان صاحب حَاشِيَة التَّفْسير، فامتَنَع، وبالغ القَاضي ومَنْ كان عِنْده من العُلَماء في طَلَبِه، فلَمْ ينْخَدِعْ، ولَمْ يَلِ القَضَاء، واعتَذَرَ بثقل السَّمْع، وأنَّه لا يَسْمع ما يقوله المُتَداعِيَان بِسُهُولة، وذلك يَقْتَضي صُعُوبة فَصْل الخِطَاب، ولَمْ يَزَل يتلَطَّفُ بِالقَاضي حتَّى عَفَا عَنْه، وكَانَتْ وَفَاتُه في جُمَادى الآخرة، سنةَ ثمانٍ وثلاثين بَعْد الألف. انتهى كلام المُحِبِّي.
وذكره الغَزِّيُّ
(1)
وقال: وَجَدْتُ بخَطِّ تلمِيذِه العَلَّامة عَبْد البَاقي مُفْتي الحَنابِلة ما نصُّه: شيخنا الشَّيخ شِهَاب الدِّين أحمد الوَفَائيُّ الحنبليُّ المُفْلِحِيُّ، سَكَن الصَّالِحِيَّة أوَّلًا، ثم مَدينة دِمَشْق، أجمَعَ النَّاسُ على جلالته ودينه، بل وعلى وِلَايَتِهِ، تُوُفِّي سنةَ خَمْسٍ وثَلاثين بَعْد الألف، ودُفِنَ في تُرْبة الحَنَابلة بمَرْج الدَّحْداح خارجَ بابِ الفَرَاديس، وأخبرني مَنْ أثِقُ به يومَ ماتَ أنَّ عُمره مئة سنةٍ إلا سنة، أدرك الشَّيخ مُوسى الحَجَّاويِّ صاحب "الإقناع" وقرأ عليه، وكان مُلازمًا على التَّدْريس في جَامع بَني أُمَيَّة في كلَّ العُلُوم الشَّرعيَّة وآلاتها، أعرف النَّاس في الفَرَائضِ والعَرَبيَّة، وكان زاهدًا متقلِّلًا في الدُّنْيا، لا يَعْرف تَصَنُّعًا، لا فِي مَلْبَسه، ولا في شَيْءٍ مِنْ حَرَكاته وسَكَناته، وكان لا يستطيع أحدٌ إذا صَافَحه بيَدِهِ أن يَرْفَعَها ليُقَبِّلها لقُوَّة أعْضَائه، ولامتناعه من ذلك، مَرْجِعُ أهْل الشَّامِ ومُعْتَقَدهم. انتهى.
وذكره عَصْريُّهُ البَدْر حَسَن البُوْرِيْنيُّ في "تاريخه" بنحو ما ذَكَر، وأثنى عليه كثيرًا. قال الغَزِّي: ورأيت بخطِّ ابن عَمّ المُتَرْجَم الفَاضلِ المُسْنَدِ القَاضي أَكْمَلِ ابن مُفْلحٍ ما صُوْرَتُه: أنشدني من لَفْظه لِنَفْسه ابن العَمِّ أبو الوفاء أحمد بن أبي الوفاء ابن مُفْلح:
شبيهةَ بَدْر التَّمِّ باللهِ أنْجزي
…
وَفَاءَ لمَوْعودٍ له الضَّنْكُ والبَلْوى
لَقَدْ ضَاق ذَرْعًا بالبِعَاد وَمَنْ يَكُنْ
…
وَلُوعًا بلَيْلَى لا تَلِيْقُ به الشَّكْوَى
(1)
النعت الأكمل: 198 - 204.
رَعَى الله أيامَ الوِصَالِ وعَطْفَها
…
عليَّ فما أحلى ثناها وما أشْهَى
ومِمَّا أنْشَدَهُ لنَفْسه جَوابٌ عَنْ لُغْزٍ في سوسنة:
يا فَاضِلًا فاقَ الأنامَ كُلُّهُمْ
…
تَرَكْتَنِيْ في حَيْرةِ وَفي وَلَه
أبْرَزْتَ في نَظْمِ القَرِيضِ اعْجوبةً
…
أنْعِمْ بِهِ وَقْد كُفِيْتم أَوَّلَهْ
وأُصِيْبَ صاحبُ التَّرجَمة بوَلَده القاضي عَبْد اللَّطيف المُتَقَدِّم، وممَّن أخذ عن المُتَرْجم العَلَّامة المُسْند الأَثري الشَّيخ تقي الدِّين عَبْد البَاقي مفْتي الحَنَابلة بِدِمَشْق، والشَّيْخ ضِيَاء الدِّين عَبْد الغَني النَّابُلُسيُّ الدِّمشقي، جَدُّ الأستاذ عَبْدِ الغَنِيِّ النَّابُلُسي، قدس الله سِرَّه، والشَّيْخ عِمَاد الدِّيْن بنْ عبد الرَّحمن العِمَادي، مُفْتي الحَنَفِيَّة بِدمَشْق، والشَّمس محمد البَلْبَاني، والشَّيخ مَنْصُور بن علي المِصْري الفَرضيُّ نزيل الصَّالحيَّة. انتهى.
2626 - (ت 1040 هـ): عبد الرَّحمن بن يُوسُف بن علي الشَّيخ زَيْن الدِّين بن القَاضي جمال الدِّين بن الشَّيخ نُور الدِّين، البُهُوتيُّ المِصْريُّ الحَنبليُّ
.
الشَّيخ الإمَام العَالِم العَلَّامة، المُسند الأثريُّ، البَرَكَةُ الثِّقَةُ العُمْدَة، الإمام الفَقِيْه، المُتَضَلِّع من العُلُوم والفضائل، خاتمة المُعَمَّرين، وُلِد بِمصْر، ونَشَأ بها، وقرأ الكُتُبَ السِّتَّة وغَيْرها من كُتُب الحَدِيْث، ورَوَى "المُسَلْسَل" بالأوَّلِيَّة عن الجَمَال يُوسُف بن شَيْخ الإسلام القَاضِي زَكَريَّا الأنصاريِّ، وأخذ عُلُوم الحَديثِ عَنْ الشَّمْس الشَّامي صَاحِب السِّيرة، وتلميذ السُّيُوطيِّ، ومن مشايخ المُترجم في الفِقْه والدُهُ، وجَدُّه، والشَّيْخ تقيُّ الدِّين الفُتُوحيُّ صاحب "المُنْتَهى"، وأخوهُ عَبْد الرَّحمن ابنا شَيْخ الإسلام الشهاب أحمد بن النَّجَّار الفُتُوحيِّ، والشَّيخ شِهَاب الدِّين البُهُوتيُّ وغيرهم، وكان المُتَرْجَمُ بَحْرًا مِنْ بُحُور العِلْم، ورُكْنًا من أركان الفَضْل، عالمًا بالمذاهب الأرْبعة، وله شُيُوخٌ مَعْلُومون في كُلٍّ مِنْها، وقد أخذ عَنْه جَمْعٌ من الأئِمَّة الأفَاضل منهم: الشَّيخ مَنْصُور البُهُوتيُّ المِصْريُّ، والشَّيخُ عَبْد البَاقي مُفْتي الحنابِلَة بِدِمَشْق، وكان المُتَرْجم في سَنَةِ أربَعين وألف
موجودًا في الأحياء، هكذا ذكره المُحبِّي في "خلاصة الأثر"
(1)
.
وَذَكَرَهُ تلميذُهُ عَبْد الباقي في "ثبته" وقال: ومن جملة مَشَايخِي الشَّيْخُ عَبْد الرَّحمن البهوتيُّ الحنبليُّ، وعاش نحوًا من مئة سَنَةٍ وثلاثين سنةً على ما هو مَشْهُور، وأخذ عَنْه كَثيرُون مِنْهم الشَّيْخ أحمد المُقْرِئ المَالِكِي، وكَتَب لي بخَطِّه بعُمُوم الإجازة، سنةَ اثنتين وثلاثين وألف، ولكنَّه لَمْ يَكُن في الجُمْلة أعلى سَنَدًا من غَيْره. انتهى.
2627 - (ت 1046 هـ): أحمد بن عِيسى، المُرْشِدِيُّ العَمْرَويُّ النَّجْديُّ الحنبليُّ القاضي
.
ذكره ابن بِشْر النَّجْدي في "تاريخ نَجْد"
(2)
وقال: هُوَ العَالِمُ الفاضل اللَّوْذَعيُّ، كان عالمًا نِحْريرًا، وتولَّى القَضَاء في نَجْد، وقرأ بها واشتغل وأشغل. وتُوُفِّي سَنَةَ سِتٍّ وأرْبَعينَ بَعْدَ الأَلْف. انتهى.
2628 - (ت 1049 هـ): أحمد بن ناصر، النَّجْديُّ الحنبليُّ القاضي
.
ذكره ابن بِشْر في "تاريخ نَجْد"
(3)
وقال: هو العَالِمُ العَلَّامة، القَاضي في بَلَد الرِّياض، كان عالمًا عَلَّامةً، فاضِلًا فهَّامَةَ، اشْتَغَل بنَجْدٍ على عُلَمائِها وأَشْغَل، وَتَوَلَّى القَضَاء في بَلَدِ الرِّياض مِنْها، وكان مشكورَ السِّيرة، تُوُفِّي سنةَ تسعٍ وأربعين بَعْد الألف.
ووجَدْتُ بخَطِّ الشَّيخ سُلَيْمان بن حَمْدان نَسَبَهُ هكذا: أحمد بن الشَّيخ ناصر بن الشَّيخ محمد بن عَبْد القَادِر بن راشد بن بَرِيد بن مُشْرِف. كذا في "تاريخ الفاخري"، وأرَّخ وفاته سنةَ تِسْعٍ وأربعين وألف كما تَقَدَّم.
وقد ذكر الشَّيْخ عبد الله بن ذهلان أنه شيخه فقال: قال شيخنا أحمد بن ناصر بن محمد بن عبد القادر.
(1)
خلاصة الأثر: 2/ 405.
(2)
عنوان المجد: انظر 1/ 46.
(3)
عنوان المجد: 1/ 47.
2629 - (ت 1051 هـ): منصُور بن يُونُس بن صَلاحَ الدِّين بن حَسَن بن أحمد بن علي بن إدْرِيسٍ، الشَّهِيْر بالبُهُوتيِّ، المِصْرِيُّ الحنبليُّ
.
ذكره الغَزِّي
(1)
وقال: هو الشَّيخ الإمام، شيخ الإسلامِ، كان إمامًا هُمَامًا، علَّامةً في سائر العُلُوم، فقيهًا مُتَبَحِّرًا، أُصُوليًّا مُفَسِّرًا، جَبَلًا من جِبَالِ العِلْم، وطَوْدًا من أطوادِ الحِكْمَة، وبَحْرًا من بُحُور الفَضَائلِ، لهُ اليَدُ الطُّولَى في الفِقْه والفَرَائِض وغيرهما، أخذ عن جماعةٍ من الأعيان، كالشيخ يحيى بن الشرف مُوسى الحَجَّاويِّ الدِّمَشْقيِّ، والشَّيخ عَبد الله الدّنوشريِّ الشَّافعيِّ، والجَمَال عَبْد القادر الدَّنوشريِّ الحنبليِّ، والنُّور علي الحَلَبيِّ، والشِّهاب أحمد الوَارِثيِّ الصَّدِيْقيِّ. انتهى.
وذكره المُحِبِّي في "خلاصة الأثر"
(2)
وقال: شَيْخُ الحَنَابِلَة بِمصر، وخاتِمَةُ عُلَمائهم بها، الذَّائع صيتُه، البالغَة شُهْرَتُه، كان عالِمًا عامِلًا وَرِعًا، مُتَبَحِّرًا في العُلُوم الدِّينيَّة، صارفًا أوقَاتَهُ في تَحرير المَسَائل الفِقْهيّة، ورَحَلَ النَّاس إِلَيْه من الآفاق لأخذ مذهب الإمَامِ أحمد، فإنه انفرد في عَصْره بالفِقْه، وأخذ عن أكثر المتأخِّرين من الأصْحاب الحَنَابِلَة، مِنْهم الجَمَال يُوسُف البُهُوتيُّ، والشَّيخ عَبْد الرَّحمن البُهُوتيُّ، والشَّيخ محمد الشَّاميُّ المَرْدَاويُّ، ومِمَّن أخذ عَنْ صاحب التَّرْجَمة الشَّيخ محمد البهوتيُّ، ومحمد بن أبي السُّرور البُهُوتيُّ، وإبراهيم بن أبي بكر الصَّالِحيُّ وغيرهم.
ومن مُؤَلَّفاته "كشَّاف القِنَاع شَرْح الإقْناع" للِشَّرف مُوسى الحَجَّاويِّ، ثلاثة أجْزاء ضِخَام، و"حاشية على الإقناع" المذكور، و"دقائق أُوْلِي النُّهَى في شرح المُنْتَهى" لتقيِّ الدِّين الفُتُوحيِّ، في ثلاثة أجزاء ضِخَام، و"حاشية على المنتهى" المذكور، و"شَرْح زاد المُسْتَقْنِعْ" سَمَّاه "الرَّوْض المربع" للحَجَّاويِ، و"مَنْحُ الشِّفاء الشَّافيات في شَرْح المُفْرَدَات" للشَّيْخ محمد علي المَقدِسيِّ، وكان مِمَّن انتهى إليه التَّدْريسُ والفَتْوى، وكان سخيًا له مَكارمُ أخْلاقٍ دارَّة، وكان في كلِّ
(1)
النعت الأكمل: 210 - 213.
(2)
خلاصة الأثر: 4/ 426.
لَيلة جُمُعَةٍ يَجْعَل ضِيَافَةً، وَيدْعَو جَمَاعَتَهُ من المَقَادِسَة، وإذا مَرِضَ وَاحِدٌ عادَهُ، وأخذه إلى بيته ومَرَّضه إلى أن يَشْفى، وكانتِ النَّاس تأتيه بالصدَقَات فيُفَرِّقُها على طَلَبته في المَجلس، ولا يأخذ منها شيئًا.
وكانت وفاتُهُ ضُحَى يومِ الجُمُعة، عاشرَ شَهْرِ رَبيعٍ الثاني، سنةَ إحدى وخمسين بَعْد الأَلْف بِمِصْر القَاهِرَة، ودُفِنَ بتُرْبة المُجَاورين. انتهى.
وقال الغَزِّي: ترجمهُ شَيخُنا محمد السَّفَارِينيُّ وقال فيه: هو أحد الأعلام المتأخِّرين بالمَذهب، كان كثير العِبَادة، غَزَير الإفادَة والاسْتِفَادَةِ، رَحَل إليه الحَنَابِلَةُ من الدِّيار الشَّامية، والنَّواحي النَّجْديَّة، والأراضي المَقْدِسِيَّة، والضَّواحي البَعْليَّة، وتَمَثَّلوا بين يدَيْه، وضَرَبَتِ الإِبِلُ آبَاطَها إليه، وعَقَدَتْ عليه الخَنَاصِر، وقال مَنْ حَظِيَ بِنَظْرِهِ: هَل مِن مُفَاخِر؟ فأخَذَ عَنْهُ الشَّيخ عَبْد البَاقي الدِّمَشْقيُّ والشَّيخ محمد الخَلْوتيُّ والشَّيخ ياسين اللبديُّ، والشَّيخ عَبْد الحق اللبدي، والشَّيخُ يُوسُف الكَرْمِيُّ في آخرين، وله مُصَنَّفات كثيرةٌ، فَذَكر ما تقدَّم، وزَاد "عمدةِ الطالب" في الفِقْه، كتابٌ لطيفٌ، وكان جَوَادًا سَخِيًّا، له مكارم دارَّةٌ، وبَشَاشَةٌ سَارَّةٌ، ثم ذَكَر وَفاته وقال: ولَمْ أعْلَم تاريخ مَوْلده حتى الآن. قال الغَزِّي: ورأيت في حاشية تِلْميذهِ وابن أخته العَلَّامة الخلوتي أنَّه كان مَوْلِدُه سنةَ ألْفٍ من الهِجْرة، كما أخبره بذلك، فكان عمرُه إحدى وخمسين سنةً، انتهى.
وذكره العَلَّامة ابن بِشْر في "تاريخ نجد"
(1)
وقال: أخبرني شَيْخُنا الشَّيْخ القَاضي عُثْمان بن مَنْصور النَّاصِريُّ الحنبليُّ، قال: أخْبرني بَعْضُ مَشايخي عن أشياخهم قالوا: كل ما وضَعَهُ مُتَأخِّرو الحَنَابلَة من الحَوَاشي على أولئك المُتُون، لَيْس عليه مُعَوَّل إلا ما وَضَعهُ الشَّيخ منصورَ، لأنَّه هو المُحَقِّقُ لذلك، إلا حاشية الخَلْوتي؛ لأن فيها فوائد جليلة. انتهى.
وذكره في "السحب الوابلة"
(2)
، وابنُ الشطي
(3)
، وغيرهم، وكلُّ مصنفاته
(1)
عنوان المَجْد: 1/ 50.
(2)
السحب الوابلة: 3/ 1131.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 114.
مَطْبُوعةٌ ومُنْتَشِرَةٌ، ما عدا "عُمدَةُ الطَّالب".
2630 - (ت 1056 هـ): الشَّيْخ عبْد الله بن عبد الوَهَّاب، النَّجْديُّ القاضي، العَالِمُ النِّحْرِيْرُ العلَّامة المُحَقِق
.
ذكره في "السُّحُبِ"
(1)
وقال: هو المشرفيُّ الوُهيْبِيُّ التَمِيمي الحنبليُّ، ولد في نَجْد، وأخذ عن عُلَمَائها، ورَحَل إلى القَاهِرَة، وأخذ بها عن الشَّيخ مَنْصُور البُهُوتي شَارِح "الإقناع"، وتَفقَّه عليه، ورَجَع إلى نَجْد، وأشغل بها، وأخذ عنه جماعةٌ من أفاضل أهلِها، وَوَلِيَ القضاء بها في بلد العُيَيْنَة.
وذكره العَلَّامة ابن بِشر في "تاريخ نَجْد"
(2)
، وقال: أخذ الفِقْه عن الشَّيخ منصور البُهُوتيِّ صاحب التصَانِيْف، والشَّيخ أحمد بن محمد بن بسَّام، وأخذ عنه ابنُهُ عبد الوَهَّاب وغيره، وَوَليَ القضاء في بلد العُيَيْنَة، وتوفي بها سنةَ ستٍّ وخمسين بعد الألْف. انتهى.
2631 - (ت 1057 هـ): محمد بن محمد المَعرُوف بابن طَريف، الدِّمَشْقِيُّ الصَّالحي، الحنبليُّ
.
ذكره المُحِبِّي في "خُلاصَةِ الأَثر"
(3)
وقال: هو قاضي المَحْكَمَة العونية بِدِمَشْق، وكان من الفُضَلاء الأخْيار الأَتْقياء، عَفِيفَ النَّفْسِ، قانعًا من الدُّنْيا باليَسيْر، متجمِّلًا في كُلِّ أمُورِهِ، توَلَّى نيابَةَ القَضَاء بمحكمة قَنَاة العوني مُدّةً تَزيدُ على أربعين سنةً، ولم ينسبْ إليه مَكْرُوه، قرأتُ بخطِّ الشَّيخ عبد الحَقِّ المرزناني أنه أخْبَرَهُ أنَّ مَوْلده في ذي الحِجَّة سنةَ ثمان وسبعين وتِسْع مئة، وتوفِّي نهار الخَمِيس، تاسعَ شَوَّال، سنةَ سَبْعٍ وخمسينَ بَعْد الألْف، وصُلِّي عليه بالجامع المُظفِّري، ودفن بالرَّوْضة من السَّفح القَاسِيُوني. انتهى.
2632 - (ت 1058 هـ): ياسين بن علي بن أحمد بن أحمد بن محمد
،
(1)
انظر هامش "السحب": 2/ 686.
(2)
عنوان المجد: 1/ 51.
(3)
خلاصة الأثر: 4/ 184.
اللبدي الشَّيخ الفَقِيه الفَاضل.
ذكره الغَزِّي
(1)
: وقال رَحَل إلىَ مِصْر في سنةِ ثلاثٍ وأرْبَعين وأَلْف، ومَكثَ إلى سنةِ إحدى وخمسين وألف، وأخذ الفِقْه عَن الشَّيخ الإمام مَنْصور البُهُوتيِّ، وأخذ الحَدِيْث والنَّحو عنه أيضًا، وقرأ على الشَّيخ عامر الشبراويِّ "شرح ألفِيَّة العِراقيِّ" للقاضي زَكَرِيَّاء، وأجازه بها، وبما تجوز له رِوَايَتُهُ، وكان يفتي على مَذْهَبِهِ في بلاد نابُلُسٍ، وكان دَيِّنًا صَالِحًا تَقِيًّا، حافظًا لكتاب الله تَعَالى، وكانَت وفاته سَنةَ ثمانٍ وخمسين بعد الألف تقريبًا. انتهى. قلتُ: له "تحريرات على المنتهى" نفيسةٌ جِدًّا.
2633 - (ت 1059 هـ): الشَّيخ الفَقِيه العَالِم العَلَّامة محمد بن أحمد بن إسماعيل، النَّجْدِيُّ الحنبليُّ، العَلَّامةُ المَشْهور في بَلَد أُشَيْقر، تَصْغِير أشْقَر، مِنْ بُلْدان نَجْد، كان عالمًا عاملًا، محقِّقًا فقيهًا نبيهًا، انفَرَدَ في عَصْره
.
ذكره العلامة ابن بِشْر في "تاريخ نَجد"
(2)
وقال: أخذ الفِقْه عن عِدَّة مشايخ، من أجلائِهِم الشَّيخ أحمد بن محمد بن مشرف وغيره، وأخذ عنه جَمَاعةٌ منهم: الشَّيخ أحمد بن محمد القُصَيِّر، والشَّيخ أحمد بن محمد بن بسَّام، والشَّيخ عبد الله بن محمد بن ذَهْلان وغيرهم، وكان ابن إسماعيل المُتَرْجَم معاصرًا للشَّيْخ سُلَيْمان بن علي بن مُشْرِف. وتُوُفِّي في آخر سنةِ تسعٍ وخمسين بعد الألف. انتهى.
2634 - (ت 1060 هـ): أبو الصَّفا بن محمود بن أبي الصَّفاء، الشَّهير بالأسْطُوانيِّ، الدِّمَشْقيُّ الحنبليُّ
.
ذكره المُحِبِّيُّ في "خُلاصَة الأثر"
(3)
وقال: هو جَدِّي لأمِّي، وُلدَ بدِمَشْق، ونشأ بها، وكان حنبليًّا على مذهب أسْلافه، ولهُ مشاركةٌ جَيدةٌ في فِقْه مَذْهبهم وغيره، وكان من جُمْلة الرُّؤَساء وفُضَلاءِ الكُتَّاب، وَلِيَ خِدمًا كثيرةً من كتابات
(1)
النعت الأكمل: 214.
(2)
عنوان المجد: 1/ 56.
(3)
خلاصة الأثر: 1/ 130.
الخَزِينَة والأَوْقاف، وكان كاتبًا بليغًا، كامل العَقْل، حَسَن الزِّيِّ، مَيْمُون النَّقِيبَة، ورُزِقَ دُنْيا طائلةً واسعةً، وكان كثير التَّنَعُّم، وافِرَ العِزَّة، محفُوظًا في الدُّنْيا، وبَلَغ من العُمر كَثيرًا، وهو في نشاط الشُّبَّان، وبالجُمْلة فإنه كان مِمَّن توافَرتْ له الدَّواعي، ونال من الأيَّام حَظَّه، وكان مع ذلك سَمْح الكَفِّ، دائم البِشْر، وكانت صدَقاتُه على الفُقَراء دارَّةً، وخَيراته واصِلةً، وانتفع به جَمَاعَةٌ، ومنه أَثْرَوا، وبه اسْتَفَادُوا، والحَاصِلُ أنه كان من مَحَاسن دَهِره، ومكارم عَصْره، وكانت وَفَاتهُ في شَهْر ربيع الأوَّل، سنةَ سِتِّين بَعْد الألف، ودُفن بمَقْبَرة باب الفَرَاديس، في تربة الغرباء. انتهى مُلَخَّصًا من تَرْجَمةٍ حافلةٍ.
وقد ذكره ابن الشَّطِّي في "مختصره"
(1)
وغيره.
2635 - (ت 1064 هـ): عثمان بن أحمد بن تقي الدِّين محمد بن شهاب الدِّين أحمد بن عبد العزيز بن علي بن إبراهيم بن رُشْد، الفُتُوحيُّ القَاهِري الحنبلي، الشَّهير بابن النَّجار
.
ذكره الغَزِّي
(2)
وقال: هو أحد أجلَّاء عُلَماء الحَنَابلة بمصر، كان قاضيًا بالمَحكَمة الكُبْرى بِمِصْر، فاضلًا جَليلًا، ذا وَجَاهَةٍ ومَهَابة عند عامة النَّاس وخاصَّتهم، حَسَنَ السَّمْت والسِّيرة والخُلُق، قليلَ الكَلَام، له في الفِقْه مَهَارةٌ كُلِّية، وإحاطة بالعُلُوم العَقْليَّة والنقْلِيَّة، وُلِدَ بمصْر وبها نشأ، وأخذ الفِقْهِ عن والده وعَمِّه الجَمَالِ يُوسف، وعن الإمام محمد المَرْداويِّ الشَّامِّي، وعَبْد الرحمن البُهُوتيِّ، وأخذ العُلُوم العَقْليَّة عن كثيرين كالعَلَّامة الشِّهاب إبراهيم اللقانيِّ ومن عاصَرَهُ، وأَخذ عنه جماعةٌ كثيرون، كولده القاضي محمد، والقاضي محمد الحواوشيِّ، وعبد الله بن أحمد المَقْدسيِّ، وألَّف المُؤَلَّفات النَّافِعَة، كالحاشية الجَلِيْلَة على "المُنْتَهى" في الفِقْه، وكانت وَفَاتُه بمصر، في شَهْر ربيع الأوَّل، سنةَ أربعٍ وستين بعد الألف، ودُفِنَ بتُرْبة المُجَاورين، تربة أبيه وجَدِّه. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 117.
(2)
النعت الأكمل: 216.
وذكره ابن الشَّطِّي في "مختصره"
(1)
، وصاحب "السُّحب الوابلة"
(2)
وغيرهم.
وذكر له في "كَشْف الظُّنون"
(3)
رسالةً سَمَّاها "بشرى الكريم الأمْجَد بعدم تعذيب مَنْ يُسَمَّى بأحمد ومحمَّد"، وكذا ذكره في "هدِيَّة العارفين"
(4)
، وذكر له ما تقدَّم.
2636 - (ت 1070 هـ): عَبْد الحق بن محمد بن محمد بن أحْمد بن عُمَر بن إسماعيل بن أحمد الفَرْدُ الشَّيخ محيي الدِّين الأَدْهَمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، الصُّوفيُّ الصَّالحيُّ، القَادِريُّ الحنبليُّ، المعروف بابن المَرْزُباني
.
ويتصل نسبُه بسُلْطَانِ الأَوْلياء إبراهيم بن أَدْهم، وكان المُتَرْجَم كَوَالده من مشاهِير الصُّوفيَّة بالشَّام، له الوَقَار والهَيْبَة، وعِنْدَه إلْمامٌ بمعَارفَ كثيرةٍ، وكان مع ذلك أديبًا بارعًا، حَسَنَ المُحَاضَرَة، وله اطِّلاعٌ كثيرٌ على الأشعار والنَّوادر.
ذكره المُحِبِّي في "خُلاصَة الأَثَر"
(5)
ثم قال: رأيت بخطِّه، مَجْموعًا فيه كلُّ معنىً نادِرٍ، وحكايةٍ مستلذَّة، وكان رَحَل إلى الرُّوم في سنة ثمانٍ وعشرين بعد الألف، ونال بَعْض جِهَاتٍ في الشَّام، ثم قَدِم دِمَشْق، وأقام في دَارِهِ بالصَّالحيَّة، وكان مخالِطًا للأُدَبَاء، وله كرمٌ وإيثارٌ، لا يزال مَحَلُّه غاصًّا بأهل الأدب والْمَعرفة، وكان يجري بينَهُم وبينَهُ محاوَرَاتٌ، وكان ينظم الشِّعر، وشعره مُسْتَحْسَن، منه قوله:
إذا اجْتَمَعَتْ في المَرْءِ سبعُ خَصَائِلٍ
…
تَدانتْ له الدُّنيا يقينًا بلا شَكٍّ
حَيَاءٌ، وعِلْمٌ، وانْقِيَادٌ، وعِفَّةٌ
…
ولُطْفٌ وإحْسَانٌ ومَعْرِفَةُ التُّرْكي
(6)
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 117.
(2)
السحب الوابلة: 2/ 700.
(3)
كشف الظنون: 1/ 245.
(4)
هدية العارفين: 1/ 657.
(5)
خلاصة الأثر: 2/ 316.
(6)
البيتان موجودان في النعت الأكمل: 221.
ثم ذكر له أَشْعارًا غير ذلك، ثم قال: قرأت بخطِّه أن ولادته في أوَّل ساعة من نهار الخميس، ثامنَ ذي الحِجَّة، سنة إحدى وتسعين وتِسْع مئة، وتُوُفِّي ليلةَ الثُّلاثاء، رابعَ عشر جمادى الأُوْلى، سنة سَبْعين بعد الألف، وصُلِّي عَلَيه بالجامع المُظَفَّريِّ، ودُفِن برَوْضَةِ السَّفح القَاسيونيِّ والمَرْزُبَانيُّ نسبة إلى جَدِّه الشَّيخ محيي الدِّين المَرْزُبَاني المتقدم وأصله المَرْزُبَان، وهو بالفَارسيَّة السُّلْطَان. انتهى.
2637 - (ت 1071 هـ): نعمان بن أحمد، الدِّمَشْقي الحَنْبلي، قاضي قُضَاة الحَنَابِلة بمحكمة البَاب بدِمَشْق
.
ذكره المُحِبِّي في "خُلاصة الأَثر"
(1)
وقال: كان من فُضَلاء الحَنَابلة ووجهائهم، تفقَّه على جماعته، ولزم من أوَّل عُمُره هو وأخوه الشَّيخ عَبْد السَّلام، أديبَ الزَّمان أحمد بن شاهين، وتخرَّجا عَلَيْه، وانْتَفَعا به عِلْمًا وجَاهًا، وولي صاحبُ التَّرجمة نعمان النِّيابات بوَسِيْلَته والتَّقَرُّب إليه إلى أن استقرَّ آخرًا بالبَاب، وكان أمثل القُضَاة في عَصْره، وجِيْهًا مُهَابًا، نقيَّ العِرْض عما يُدَنِّس، ملازمًا خُوَيْصة نَفْسه، ودَرَّس بالمَدْرَسة الحِجَازيَّة، وكانَ له بها خَلْوةٌ يُقِيم بها أكثرَ أَوْقاته، وكانت وَفَاتُه سنةَ إحدى وسبعين بعد الألف. انتهى.
2638 - (ت 1071 هـ): عَبْد البَاقي بن عَبْد البَاقي بن عَبْدِ القَادِر، البَعْلي الأزْهَريُّ الدِّمشْقي، الفَقِيْه الحنبليُّ المقرئُ
.
ذكره المُحِبِّي في "خُلاصة الأثر"
(2)
وقال: هو مفتي السَّادة الحنابلة بِدِمَشْق بَعْد الشِّهاب المُفْلِحي، شيخ الإسلام، أوحد العُلَماء الأعْلام، بقيَّة السَّلَف، عُمْدَة الخَلَف، العَلَّامَة المُحَدِّث، الفقيه المُقْرئ، صاحب الفُنُون، وغيث الإفادة الهَتُون، المُبَرِّز في جميع العُلُوم، الذي يُهتدَى به في أراضي الفضائل كما يُهتَدَى بالنّجوم، أشبَعَ الدَّواوين تحْريرًا، وأوْسَعَ الدُّرَوْسَ تَقْريرًا، فهو وَحيْدُ دَهْره، وفَريْدُ عَصْره، وسيِّد شامِهِ ومِصْره، حاز فَضْلًا وإفْضَالًا، ورقى رُتْبةً عَزَّت مَنَالًا، بِفِكْرٍ ثاقبٍ، وذِهْنٍ متوقِّدٍ كتوقد الكواكب، وعِلْم عَزِيْرٍ غَزِيْرٍ، وإتقان كَبِيْر كَثِيْر،
(1)
خلاصة الأثر: 4/ 453.
(2)
خلاصة الأثر: 2/ 283 - 285.
مولده ببَعْلَبَكَّ، واشتهر بابن فقيه فِصَّه، وهي قَرْيةٌ ببَعْلَبَكَّ من جهة دِمَشْق، كان أحد أجداده يخطُبُ بها في كُلِّ جمعةٍ، وأجداده كُلُّهُم حنابلة. قال رحمه الله في "ثبته" الذي جَمَعَهُ وتَعِب عليه، وسَمَّاه "رياض الجَنَّة في آثار أهْل السُّنَّة": وَجَدْتُ بخطِّ والدي أنِّي وُلِدْتُ ليلةَ السَّبْت ثامن عشر ربيع الأوَّل، سنةَ خمسٍ وألف، وحَفِظْتُ القرآن على والدي، وتَوَلَّى قراءتي بنَفْسه، وتيتَّمت بَعْد ذلك، فشرعْتُ في الاشتغال في طَلب العِلْم، فأخذتُ الفِقْه عن القاضي مَحْمود بن عبد الحميد، سِبْط موسى الحَجَّاوي، وعن الشِّهاب أحمد الوَفَائي المفلحيِّ، ورحلتُ إلى مِصْر سَنةَ تسعٍ وعشرين وألف، فأخذتُ الفِقْه عن الشَّيخ منصُور البُهُوتي، والشَّيخ مَرْعي الكرَميِّ، والشَّيخ عَبْدِ القادر الدنوشري، والشَّيخ يُوسُف الفُتُوحي، وأخذتُ القراءات عن الشَّيخ عَبد الرَّحمن اليمنيِّ، والحديثَ عن الشَّيخ إبراهيم اللقاني، وأحمد المَقَّرِيِّ المَغْربيِّ المَالكيِّ، والفرائض عن الشَّيخ محمد الشمرسي، وعن الإمام زَيْن العَابِدين بن أبي دُرِّي المَالِكِي، وحَضَرْتُ في باقي العُلُوم على كثيرٍ من مشايخ الجامع الأزْهَر، ثم عُدْتُ إلى دِمَشق سنةَ اثنتين وثلاثين وألف بإجَازات الأشْياخ بالفُنُون المزبورة وغيرها، وبالإفتاء والتَّدْريس، فدرَّسْتُ في جامع بني أُمَيَّة وقرأتُ بعد ذلك في الشَّام على شيخ الإسْلَام الشَّيخ عمر القاري في النَّحْو والبَيَان والمَعَاني، والحَدِيث والأصول، وكَتَبَ لي إجازةً، وحَجَجْتُ سنة ستٍّ وثلاثين وألف، فأخَذتُ عن جماعةٍ من أهل مَكَّة، من أجَلِّهم مَوْلانا الشَّيخ محمد بن علان الصدِّيقيِّ، وأجازَني، وأخذتُ عن أهل الحَرَم المَدَنيّ عن جَمَاعةٍ من أجَلِّهم الشَّيخ عَبْد الرحمن الخياري، فلقد أجازني ولله الحَمْد أهْلُ مَكَّة والمدينة، ومِصْر والشَّام، وبَيْت المَقْدِس، وأعلى أسانيدي في جميعِ مَرْوِيَّات الحَافِظ ابن حَجَر، وفي جميع كُتُبِ الحَدِيث عن الشَّيخ حِجَازي الوَاعِظ عن ابن أركاش عن الحافِظ العَسْقَلَاني انتهى. وحَضَر صَاحِبُ التَّرجمة دُرُوس الحَدِيْث تَحْتَ قُبَّة النَّسِر من الجَامِع الأمويِّ عند الشَّمْس المَيْداني، ثم دُرَوْس الحَافظ شَيْخ الإسْلام النَّجم الغَزِّيِّ، ودُرُوس التَّفْسير عن الشَّيخ عَبْد الرَّحمن العِمَادي المُفْتي، وأجاز لَهُ مِن مِصْر غَيْرُ مَنْ تَقَدَّم ذَكرهُمْ، وكُلُّهُم قد كَتَبُوا له إجازات، وعَنْوَنُوهُ فيها بالشيخ الإمام العَلَّامة، النِّحْرير الفَهَّامَة، إلى غير ذلك من الأَوْصَاف، وقد تَصَدَّر للإِقْراءِ
بالجَامِع الأُمَويِّ سنةَ إحدى وأربعين وألف، بكرةَ النَّهار وبَيْن العِشَاءَين، فقرأ الجَامع الصَّغير في الحَديث مَرَّتين، وتفسير الجَلالَيْن مَرَّتين، وقرأ "صحيحَ البُخَاريِّ" بِتَمَامِه، و"صحيح مُسْلم"، و"الشِّفا" للقاضي عياض، و"المواهب"، و"التَّرْغِيب والتَّرْهِيب"، و"التَّذْكرة" للقرطبي، و"شرح البُرْدة"، و"المُنْفَرِجة"، و"الشمائل"، و"الإحياء"، جميع ذلك بطَرَفَيْه، ولازَمَ ذلك مُلازَمَة كُلِّيَّةً بمحراب الحَنَابلة أولًا، ثم بمحراب الشَّافعيَّة، ولم ينْفَصِل عن ذلك شتاءً وصَيْفًا، ولا ليلة عِيْد، حتى ليلةَ وَفَاة زَوْجَتِهِ، وحتى لَيْلَة عُرْسِ ولَدَيْه، وكان فيهِ نَفْع عَظِيمٌ، وله خَلْوَةٌ في المَدْرَسَةِ البَادرائية مَعْروفةٌ به، ودَرَّس بالمَدْرَسة العَادِلِيَّة الصُّغْرى، وصَارَ خَطيبًا بجامع مَنْجَك في مَحَلَّة مَسْجد الأقصاب، وأَخَذَ عَنْه خَلْقٌ كثيرٌ، أجَلُّهم الأستاذ الكبير بُرْهان الدِّين إبراهيم الكُوْرَاني، نَزِيل المَدِينة المُنَوَّرة، والأستاذُ العَارِفُ الشَّيخ عَبْد الغني النَّابُلُسي، وهو أبوه مِن الرَّضاع، والسَّيِّد العَالِم محمد بن عَبْد الرَّسول البَرْزَنْجِيُّ المدنيُّ، وَوَلَدُ صاحب التَّرجمة مُحَدِّث الشَّام الشَّيخ محمَّد أبو المواهب، والشَّيخ مُصْطَفى ابن سِوَارِ شيخ المحيا بِدِمَشْق، والشَّيخ رَمَضَان بن مُوْسى العطيفيُّ، والشَّيخ عَبْد الحَيِّ العكري وغيرهم.
وله مؤلَّفاتٌ منها: "شرح على البخاري"، لم يُكْمَل، وكان شيخ القُرَّاء بدِمَشْق، ونَظَم الشِّعر، إلَّا أنَّ شِعْرَهُ شعر الفُقَهاء، وبالجُمْلة في ذكر ما اشتَمَل عَلَيْه من العُلُوم والأوصاف الحَمِيْدة ما يُغْني عَن الشِّعْر وأشْبَاهِه، وكانت وَفاتُه ليلةَ الثُّلاثاء، سابعَ عشري ذي الحِجَّة، سنةَ إحدى وسَبْعين بَعْد الألف، ودُفِنَ بتُرْبة الغُرَبَاء من مَقْبَرة الفَرَادِيْس، انتهى.
وذكره صاحب "السُّحُب الوَابِلَة"
(1)
بنحو ما تَقَدَّم، وعَدَّ مِنْ تَصَانيفه أيضًا "العَيْن والأثر في عقائد أهل الأثر"، و"فَيض الرَزَّاق في تَهْذيب الأَخْلاق"، و"رياض الجَنَّة في أسانيد الكتاب والسُّنَّة"، و"رسالة في قِرَاءَةِ عَاصِم"، ثم قال: ولَمْ تكن تَصَانيفه على قَدْر عِلْمه. انتهى.
(1)
السحب الوابلة: 2/ 439 - 443.
وذكر له في "هدَّية العَارِفِين"
(1)
غير ما تقدم: "اقتِطَاف الثَّمَر في موافقات عُمَرُ"، "عَقْد الفرائد فيما نُظِمَ من الفَوَائد"، و"تفسير قوله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} ".
2639 - (ت 1076 هـ): السَّيِّد محمد بن عمر، العَبَّاسِيُّ الخَلوْتي، الدِّمَشْقيُّ، الصَّالحيُّ، الحنبليُّ، يُنسَبُ إلى العَبَّاس عَمِّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم من جِهَةِ وَالده، وإلى الشَّيخ أبي عُمَر بن قُدَامة من جِهَة وَالِدَتِهِ
.
ذكره المُحِبِّي في "الخُلَاصَة"
(2)
وقال: كان شيخًا جليلًا من أكابِرِ العَارِفِين، والأولِيَاء المُتَمَكِّنين، أَخذ الفِقْه عن الشَّيخ الشِّهاب أحمد الوَفَائي المُفْلِحِيِّ، ومن شيوخه البُرْهان الأحْدَب الصَّالحي، والنَّجْم الغَزِّيُّ، وأخذ الطَّريقَ عن الأستاذ العَارف أحمد العَسَّاليِّ، ولازَمَه بقَرية عَسَّال، وتَخَرَّج به حتى صَار خَلِيْفَتَه مِنْ بَعْده، وكان يؤثر الخُمُول على الظُّهُور، وقد أخذتُ عَنْه، وتُوفِّي سنة سِتٍّ وسَبْعينَ بَعْد الأَلْف عَنْ سنٍّ عاليةٍ، ودُفِنَ بمَقْبَرة الفَرَاديس. انتهى المُرَادُ من تَرْجَمَةِ مُسْهبة جِدًّا كعادة المُحِبِّي في تراجم الصُّوفيَّة مِمَّا يجمع الغَثَّ والسَّمين، والمَقْبول والمَرْدُود. سامَحَهُ الله.
2640 - (ت 1078 هـ): يوسف بن يحيى بن مَرْعيِّ، الطُّوْرْ كَرْمي الحنبلِي
.
ذكره المُحِبِّي في "الخُلَاصَة"
(3)
وقال: رَحَل إلى مِصْر لِطَلَبِ العِلْم في سنةِ أربعٍ وأربعين وألف، وأخذ بها عن الشَّيخ مَنْصور البُهُوتيِّ، وعن عَمِّه الشَّيخ أحمد وغَيْرهما، وعاد في سَنَة تِسْعٍ وأربَعين وألف، وكان يُفْتي ببلادَ نَابُلُس، وكان يَمِيْل إلى القَوْل بِعَدَم وُقُوع الطَّلَاق فِي كَلِمَةٍ مُوَافقةِ لابن تَيْميَّة، وكانت وَفَاتُه نَهار الاثنين عاشر صَفَر، سنةَ ثمانٍ وسَبعينِ بَعْد الأَلْف. انتهى.
(1)
هدية العارفين: 1/ 497.
(2)
خلاصة الأثر: 4/ 103.
(3)
خلاصة الأثر: 4/ 508.
2641 - (ت 1079 هـ): عبد الله بن أحمد بن يحيى، المَقْدِسِيُّ الحنبليُّ
.
ذكره إسْماعيل باشا في "هدِيَّة العَارفين"
(1)
، وقال: صَنَّف كتاب "تحفة الأَحْباب في بَيَان حُكْم ذوي الأذْناب"، فَرَغَ منها سنةَ ثمانٍ وسَبْعين بَعْد الألف، وكتاب "تُحفة اللَّبيب وبُغْيَة الأَرِيْب في رُبْع الدَّائرة والجَيْب".
وذكر له في "إيْضَاح المَكْنُون"
(2)
أيضًا كتاب "إتحاف الوِدَاد في صِدْق المِيْعاد". وذكره في "فهرست الخديوية" بمِثْلِهِ.
2642 - (ت 1079 هـ): سُلَيْمان بن علي بن مُشَرَّف، التَّمِيْمِي النَّجْديُّ الحنبليُّ، عالم الدِّيار النَّجديَّة في عصره
.
ذكره العَلَّامة ابن بِشْر النَّجدي في "تاريخ نَجْد"
(3)
، وقال: هو الشَّيخ العَالم الفَقِيه القاضي جَدُّ الشَّيْخ محمد بن عَبْد الوَهَّاب، كان سُلَيْمان هذا رحمه الله فقيهًا، بل فَقِيْه زَمَانه، مُتَبَحِّرًا في عُلُومِ المَذْهَب، وانتهتْ إلَيه الرئاسة في العِلْم، وكان عُلَمَاءُ نَجْدٍ في زمَانه يَرْجِعُون إليه في كُلِّ مُشْكِلة مِنَ الفقه وغيره، رأيت له سؤالاتٍ عديدةً، وجواباتٍ كثيرةً، وصَنَّف كتابًا في المَنَاسك، وذَكر لي أنَّه شَرح "الإقناع"، فلمَّا عَلِم أن مَنْصور البُهُوتي شرحه أتْلَف شَرْحه، وأخذ العِلْم عن عُلَمَاء أجِلَّاء منهم: الشَّيخ أحمد بن محمد بن مشرف وغَيْره، وأخذ عنه جماعةٌ منهم: أحمد بن محمد القصير، وابنُهُ عَبْد الوَهَّاب، وإبراهيم وغيرهم، وتوفي سنةَ تِسْعٍ وسَبْعِين بَعْد الألف. انتهى.
وذكره صاحب "السُّحُب الوَابلة"
(4)
فقال: هو سُلَيْمان بن علي بن مُشْرَّف بفَتْح الرَّاء المُشَدَّدَة، التَّمِيْمِيُّ، علَّامة الدِّيار النَّجْديَّة، ولد في بَلَد "العُيَيْنَة" ونشأ بها، وقرأ على عُلَمائِها، ولازم مِنْهُمْ أجَلَّهم الشَّيخ محمد بن أحمد بن
(1)
هدية العارفين: 1/ 490.
(2)
إيضاح المكنون: 1/ 21.
(3)
عنوان المَجْد: 1/ 62.
(4)
السحب الوابلة: 2/ 413.
إسماعيل، فقرأ عليه التَّفْسير والحديث، وأُصُول الدِّين والفِقْه والفَرَائض وغير ذلك، فَمَهَرَ في ذلك كُلِّه، سِيَّما الفِقْه، فإنه كان فيه آيةً، وبَرَع، ودَرَّس وأفتى، وقُصِدَ بالأسئلة من البُلْدان، فكتب عليها كتاباتٍ سَدِيْدةً، وتَأهَّل للتَّصنيف، حتى قِيْل: إنه هَمَّ بشَرْح "الْمُنْتَهى" فقدم عليه بَعْض الطَّلبة بشرح الشَّيخ مَنْصُورٍ عَلَيْه، فأعْرَض عما عَزَم عليه وقال: كفانا الشَّيخ هذا المُهِم، ويقال: إنه طالَعَهُ بتأمُّلٍ فقال: وجدته مُوافِقًا لِما أرَدْتُ أنْ أكتب ما عدا ثَلاثة مَوَاضِع أو نحْوِها. وصَنَّف "الْمَنَسك" المشهُور، وعليه اعتماد الحَنَابِلة في المَنَاسك، ولا أعلم له غيره، وكان سَدِيد الفَتْوى والتحْرِيرات، له فَتَاوى لو جُمِعَتْ لجاءت في مُجَلَّدٍ ضَخْم، لكنَّها لا توجَدُ مَجْموعةً، ويا ليتها جُمِعَتْ، فإنها عَظِيمة غَزِيْرةُ الجَمْع. وتَلْمِذَ لَهُ خَلْق كثيرٌ تَخَرَّجوا به وانتفعوا به، من أجَلِّهم الشَّيْخ عَبْد الله بن شيخه محمد بن أحمد بن إسماعيل، وقَدْ يُنسب كِلاهُما لِجده الأَعْلى، فيقال: محمد ابن إسماعيل، فيَشْتَبه الجَدُّ بالحَفِيْد، وكِلَاهُما أفتى بفتاوى مَشْهورة مسدَّدة، لكنَّها قَلِيْلَةٌ، وهي تدلُّ على مَهَارتِهما في الفِقْه، وسَعَة اطِّلاعِهِما وتحقِيقِها، ولكَوْني لَمْ اطَّلعْ على حقائق أحوالهما لم أُفْرِدْهما بتَرجَمَةٍ كَكَثِيرٍ من عُلَماءِ نَجْد وبَغْداد والشَّام ومِصْر والزبير، ومَهْما وَقَفْتُ عليه إن شاء الله ألْحَقْته، ومَن عثر على شيء من ذلك فليلْحِقْه لِتَتِمَّ الفائدة، تُوُفِّي المُتَرْجَمُ سنةَ تِسْعٍ وسَبْعين وألف، وخلَّف أولادًا فُضَلأَ، منهم عَبْد الوَهَّاب والد الشَّيخ محمد، ومنهم إبراهيم، ويأتيان. انتهى.
وذكره صاحب "هديَّة العَارِفين"
(1)
وقال: صنَّف "الأجوبة للأسئلة من المسائل الفِقْهِيَّة"، و"مناسك الحج".
2643 - (ت 1083 هـ): شمسُ الدِّين بنُ بدرِ الدِّين، محمدُ بنُ عَبْد القَادِر بن محمد، البلباني البَعْليُّ، ثم الدِّمَشْقيُّ الصَّالحي، الخَزرَجيُّ الحَنْبَلِيُّ
.
(1)
هدية العارفين: 1/ 403.
ذكره ابن الشَّطِّي في "مُخْتصره"
(1)
وقال: هو الشَّيخ العَلَّامة، المُحَقِّق الفَهَّامة، الوَرع الزَّاهد، العالِمُ العاملُ، القُدْوَةُ الحُجَّة، خاتمة المُسْندين، بقيَّة السَّلَف الصَّالحين، شَيْخ الإسْلام، أبو عبد الله شَمْس الدِّيْن بن بَدْر الدِّين، أحد الأئمة الزُّهَّاد، وأوْحَد العُلَماء الأفراد، وُلِدَ بدمشق، سنةَ سِتٍّ وألْف ظنًّا كما قاله، وكان من كِبار أصْحاب الشِّهاب أحمد بن أبي الوَفاء الوَفَائيِّ في الفِقْه، والحديث، ثم زَاد عَلَيْه في مَعْرِفة فِقْه المَذَاهب زِيادةً على مَذْهَبه، فكان يقرئ في المَذَاهب الأرْبَعَة، وتَفَقَّه أيضًا على القاضي محمود الحميديِّ، وسَمِعَ بِبَعْلَبَكَّ ودِمَشْقَ على الشِّهاب أحمد العيشاوي الكبير، والشَّمس محمد المَيْدانيِّ، وأفْتَى مُدَّةً عُمُره، وانتهتْ إليه رياسَةُ العِلْم بالصَّالحيَّة بَعْدَ الشَّيخ علي القبردِيِّ، وكان عالمًا عاملًا، وَرِعًا زاهِدًا، فَقِيْهًا مُحَدِّثًا، عابدًا مُعَمرًا، قَطَعَ أوقاته في العِبَادَة والعِلْم والكِتَابة، والدَّرْسِ، حتى أَمْكَن الله مَنْزِلَتَه مِنَ القُلُوب، وأحَبَّه الخَاصُّ والعَامُّ، وكان رَبَّانيًّا متألِّهًا مُتَواضِعًا، مخفوض الجَناحِ، حَسن الخُلُق والخَلْق والصُّحْبَة، حُلْوَ العِبَارة، كَثِيْر التَّحَرِّي في أمر الدِّين والدُّنْيا، مُنْقَطِعًا إلى الله تَعَالى، وكان كثيرًا ما يُورِدُ كَلَام الحافظ أبي الحَسن عليِّ بن أحمد الزَّيْديِّ، ويَسْتحسِنُه، وهو قَوْلُه: اجْعَلوا النَّوافلَ كالفرائض، والمَعَاصيَ كالكُفْر، والشَّهَواتِ كالسُّمِّ، ومُخَالَطَةَ النَّاسِ كالنَّار، والغِذَاءَ كالدَّوَاء، وكان المُتَرْجمُ في أحواله مستقيمًا على نَسَقٍ واحِدٍ، وأوقاتُه مَقْسُومَةً إلى أقسام، إما صَلاةٍ، أو قراءة قرَآنٍ، أو كتابة، أو إِقراءٍ. وانْتَفَعَ به خَلْقٌ، وأخذ عَنْه جَمْعٌ من أعيان العُلَماء، منهم الإمام المُحَقِّق محمد بن محمد المَغْرِبي، والوَزِيرُ الكَبير مُصطَفى باشا بن محمد باشا الكوبري، والشَّيخ أبو المَواهب الحَنْبليُّ، والشَّيخ عَبْد القَادر بن عَبْد الهَادي العُمَريُّ، وأبو الفَلَاح عَبْد الحَيِّ العكرِيُّ الصالحيُّ، والأمين المُحِبِّيُّ، والسَّيِّدُ سَعْدي بن السَّيِّد عَبْد الرَّحمن بن حَمْزة الحُسَيْني، والشَّيْخ إبراهيم الخِيَاريُّ المَدَني، ولَهُ من التآليف النافِعَة "مُخْتَصَرٌ في الفِقْه كثير الفائِدة"، و"مُخْتصرٌ في التَّجْويد مَشْهور بالرِّسالة البَلْبَانيَّة"، وغير ذلك. ولَهُ مَحَاسن
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 122.
ولَطَائف، وَوَلِي خَطَابة الجَامع المُظَفَّريِّ المَعْروفِ بجامع الحَنَابلة، وبالجُمْلة فقد كان بقيَّةَ السَّلَف وبَرَكَةَ الخَلَفِ، وقد كانت وَفَاتهُ ليلةَ الخَميسِ لِتِسْعٍ خَلَتْ من رَجَب، سنةَ ثلاثٍ وثمانين بَعْد الألف، وصَلَّى عليه بالجامع المُظَفَّري المَذْكُورِ وَلَدُهُ الفَاضل الشَّيخُ عَبْد الرَّحمن في جَمْع عظيم، ودفن بسفح جَبَل قاسِيُون، في الطَّرَف الشَّرقي. انتهى.
وذكره المُحِبِّي في "خُلَاصة الأثر"
(1)
، وصاحب "المَدْخل"
(2)
وقال: إنَّ له من المُصنَّفات "كافي المُبْتدي"، و"أخصر المُخْتَصَرات"، و"مختصر الإفادات".
أقول وله أيضًا: "مختصر عَقِيدَة ابن حَمْدان"، وقد رأيتها وهي مفيدة. وذكر له الزِّرِكْلِيُّ
(3)
، "رسالةً في أجوبة أسئلة الزَّيْديَّة"، وذكر أنَّ مختصره في التَّجويد اسمه "بُغية المستفيد في التجويد".
2644 - (ت 1086 هـ): أحمد بن علي بن سالم، الدمشقي، الخَلْوتي، المعروف بابن سالم، العُمَري، الحنبلي
.
ذكره المحبي في "خلاصة الأثر"
(4)
وقال: كان خليفة الشَّيخ أيُّوب، والشَّيخ أيُّوب أخَذَ الطَّريقة الخلوتِيَّة عن العَسَّاليِّ، وكان ابن سَالم من خِيَار عباد الله الصَّالحين، وكان قد قرأ الفِقْه والعربيَّة وغيرها، وله مشاركةٌ جيَّدةٌ، وأخذ التصوُّفَ عن شَيْخه المَذْكور، وأَلَّف فيه تأليفًا نافِعًا سَمَّاهُ "مَنْهل الورَّاد في الحثِّ على قِراءَةِ الأوراد"، وآخر سَمَّاه "تُحْفَة المُلُوك لمن أرادَ تَجْرِيْدَ السُّلُوك" وهي رِسَالةٌ في الحُبِّ وقَفْتُ عليها، ورأيتُهُ قد ذَكَر فِي آخِرها مَبْدأ أَمْره، وما انْسَاق إليه حالُه، وبَعْد وَفَاة شيخه المَذْكُور صارَ خليفَتَهُ من بَعْده، وبايَعَه خَلْقٌ كثير، واشتهر أمره، وبالجُمْلة فإنَّه كان من خِيَار عِبَاد الله، وكانَتْ وَفَاتُه سنةَ
(1)
خلاصة الأثر: 3/ 401.
(2)
المدخل: 444 - 445.
(3)
الأعلام: 6/ 51.
(4)
خلاصة الأثر: 1/ 253 - 256.
ستٍّ وثمانين بَعْد الألف، ودُفِنَ بمقْبَرة باب الفَرَاديس. انتهى من تَرْجمةٍ حافلةٍ جدًّا كعادته في تراجم الصُّوفيَّة.
وما ذَكَرَهُ المُحِبِّي من الكِتَابَيْن وَهمٌ، بَلْ إن تصنيفه المَذْكور يُسَمَّى بالاسمين، فهما إسمان لمسمَّىً واحدٍ كما ذكره في خطْبَته، والله أعْلم.
2645 - (ت 1088 هـ): محمد بن أحمد بن علي، البُهُوتيُّ المَشْهُور بالخلوتي، المِصْريُّ القاهريُّ الحنبليُّ، ابن أُخت العَلَّامة مَنْصور البُهُوتيِّ
.
ذكره ابن الشَّطِّي في "مختصره"
(1)
وقال: هو العالمُ النِّحْريرُ، العَلَمُ الفَقِيه، إمام المَنْقُول والمعقول، مُخْرِّجُ الفُرُوع على الأُصُول، المُحَقِّقُ المُدَقِّق، المُفْتي المُدَرِّس بِمِصْر القاهِرَة، وُلد بِمِصْر ونشأ بها، وأخذ الفِقْه عن العَلَّامة عَبْد الرحمن البُهُوتيِّ تلميذِ محمد الشَّاميِّ صَاحبِ السِّيرة، ولازم خالَهُ مَنْصُورًا شارحَ "الإقْناع"، و"المُنْتَهى"، ومُحَشِّيهما المُتَقَدِّم ذكره، وأخذ العُلُوم العَقْليَّة عن الشِّهاب الغُنَيميِّ، وعليه تخرَّج، وبه انْتَفَع، واخْتصَّ بعده بالعَلَّامة نُور الدِّين عليَّ الشَّهير بالشبراملسي، ولازَمه في دُرُوسِهِ في كثيرٍ من العُلُوم، فكان لا يفارقُه في العُلُوم النَّظَريَّة، وكان يَجْري بينهما في الدُّرُوس من المُحَاورات والنكَاتِ الدَّقيقَة ما لا يعرفه أحد من الحَاضِرين، إلا مَنْ كان مِنْ أكابِر المحقِّقين، وكان الشبراملسيُّ يُجِلُّه ويُثْني عَلَيه، ويُعَظِّمه ويَحْترمُه، ولا يخاطِبُه إلا بغايةِ التَّعظيم، لما انطوى عليه من الفَضْل، ولكَوْنه رَفِيقه في الطَّلَب، ولَمْ يَزلْ ملازمًا له حتى مات. وكَتَب كثيرًا من التَّحريرات منها تَحْرِيراتُه على "الإِقناع"، وعلى "المُنْتَهَى"، جُرِّدَتْ بَعْد مَوْته من هَوَامش النُّسْخَتَين فبَلَغَتْ "حاشية الإقناع" اثني عَشَر كرَّاسًا، و"حاشية المُنْتَهى" أربعين كُرَّاسًا، وله "حاشيةٌ على شَرْح العَقَائد النَّسفيَّة للسعد" جَرَّدها من خَطِّ شَيْخه الغُنَيْميِّ فرتبَها، وله شِعْر لطيفٌ، منه قوله:
كأن الدَّهْرَ في خفضِ الأَعَالي
…
وفي رَفْع الأسَافِلَ واللِّئَامِ
فَقِيْهٌ عِنْدَهُ الأخبَارُ صَحَّتْ
…
بتَفْضِيْلِ السُّجُودِ على القِيَامِ
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 123.
وأخذ عن المُتَرْجَم جَمَاعةٌ من الفُضَلاء منهم: الشَّيخ الإمام أبو المَوَاهب الحنبليُّ، وترجمه في مشيخته، ومِنْهم الشَّيخ إسْمَاعيل، والشَّيخ إبْرَاهِيم الجنينيان، والشَّيخ عيسى الكِنَانيُّ الصَّالحيُّ، والشَّيخ تاج الدِّين بن أحمد الشهير بالدَّهَّان المَكِّي، وغيرهم من أهْلِ مِصر والشَّام، وكانت وفَاتُه بِمصْر ليلةَ الجُمُعَة، تاسعَ عشر ذي الحِجة، سنةَ ثمانٍ وثمانين بعد الألف. انتهى.
وذكره المحِبِّي
(1)
، وصاحب "السُّحُب الوابلة"
(2)
، و"البَدْراني"
(3)
وغيرهم.
وذكر له صاحِبُ "كَشْف الظُّنُون"
(4)
كتاب "الحُجَّة في نَظَم أمِّ البراهين" للسنوسِيِّ في الكَلَام، وذكر له في "هدَّية العارفين"
(5)
"، "التُّحْفَة الظرفيَّة في السِّيرة النبويَّة" في مجلَّد، و"لَذَّة السَّمْع بنَظْم رسالة الوَضْع" للقاضي العضد.
2646 - (ت 1089 هـ): أبو الفلاح عبد الحيِّ بن أحمد بن محمد، المعروف بابن العِماد، العَكْريُّ الدمشقيُّ الحنبليُّ
.
العالِمُ الهمَامُ، المُصَنِّف الأديب، المُفَنَّن الطُّرْفَة الاخباريُّ، العَجِيب الشَّأن في التَّجَوُّل في المُذَاكرات والاستِحْضار، والتَّمتُّع بالخَزَائن العِلْميَّة، وتَقْييد الشَّوارد من كلِّ فَن، وكان من آدَب النَّاس وأعرفهم بالفُنُون الكَثيرة، وأغزرهم إحاطةً بالآثار، وأجْوَدِهم مُسَاجَلَة، وأقْدَرِهم على الكتابة والتَّحْرير، وله من التَّصانيف "شَرْح على مَتْن المُنْتَهى" في فِقه الحَنَابلة، حَرَّرَهُ تَحريرًا أنيقًا، وله التاريخ المَشْهور الذي صنَّفَهُ وسَمَّاه "شَذَرات الذَّهب في أخبارِ مَنْ ذَهَب" ابتدأ فيه من الهِجْرة إلى سَنَة ألْفٍ منها، وذكر فيه ما وَقَع من الحَوادث، وتَرَاجُمِ الأعيان من العُلَماء والمُلوك وغيرهم، وخَرَّج لنفسه ثَبْتًا لمشايخه ومَرْويّاته، وله غيرُ ذلك من رَسَائل وتحْريرات، وكان قد أخذ عن أعلام المشايخ بِدِمَشْق، من
(1)
خلاصة الأثر: 3/ 390.
(2)
السُّحب الوابلة: 2/ 869 - 870.
(3)
المدخل: 441 - 442.
(4)
إيضاح المكنون: 1/ 393.
(5)
هدية العارفين: 2/ 296.
أَجَلِّهم الأُسْتاذ الشَّيخ أيُّوب، والشَّيخُ عَبْد البَاقي مفتي الحَنَابلة، تلَقَّى عنه الفِقْه قراءةً وأخْذًا، والشَّيخ محمد شمس الدِّين البلبانيُّ الصَّالِحيُّ، وأجازوه، ثم رَحَلَ إلى القاهرة، فأقام بها مُدَّةً طويلةً للأَخْذ عن علمائها، فأخذ بها عن الشَّيخ سُلْطان المزاحيِّ، والنور الشبراملسيِّ، والشَّمس البَابيِّ، والشِّهاب القليوبيِّ وغيرهم، ثم رَجَعَ إلى دِمَشق، ولَزِم الإفادة والتَدْريس، فانتفع به كَثيرٌ من أهل العَصْر، وممَّن أخذ عن صاحب التَّرجمة الشَّيخ عثمان بن أحمد النَّجْدي، والمؤرخُ الشَّيخ مُصْطَفى الحَمَويُّ المكيُّ، والمحبيُّ صاحب "خُلاصَة الأثر"، وكان لا يَمَلُّ ولا يفتر عن المُذَاكرة والاشتغال، وكتب الكثير بخطِّه، وكان خَطُّه حَسَنًا بَيِّن الضَّبْط، حُلْو الأسلوب.
قال المُحِبِّيُّ: كنتُ في عُنْفُوان عُمري تَلْمَذْتُ لَهُ، وأخذتُ عَنْه، وكنتُ أرى لُقْيَتَهُ فائدةً أكتَسبُها، وجملةَ فَخْر لا أَتَعدَّاها، فلَزِمْتُه حتى قرأت عليه الصَّرْف والحِساب، وكان يُتْحِفُني بِفَوائِد جَلِيْلَةٍ، ويُلْقيها عَلَيَّ، وحَبَاني الدَّهْرُ مُدَّة بمجالَسَتِهِ، فَلَمْ يَزَلْ يتردَّدُ إليَّ تردُّدَ الآسي إلى المَريض، حَتَّى قَدَّر الله لي الرِّحْلة عن وطني إلى دِيَار الرُّوم، وطالَتْ مُدَّةُ غَيْبَتي، وأنا أشُوقُ إليْه من كُلِّ شِيْقٍ، حتى وَرَد عليَّ خَبَرُ مَوْته وأنا بها، فتجددت لَوْعتي أسَفًا على ماضي عُهُوده، وحُزْنًا على فَقْد فضائله وآدابه، وكان قَدْ حَجَّ فمات بمَكَّة المُشَرَّفة، وكانت وَفَاتُه سَادسَ عَشَر ذي الحِجَّة، سنةَ تسعٍ وثمانينَ بَعْد الألْف، ودُفِنَ بالمَعْلَاة، وكان عُمُره ثمانيةً وخمسين عامًا، إذ كانت ولادَتُه بدِمَشْق نهارَ الأربعاءِ، ثامنَ رجب، سنةَ اثنتين وثلاثين بَعْد الألْف. انتهى المُرَادُ من تَرْجمته في "الخُلاصة"
(1)
، و"السحب"
(2)
.
وذكر له في "هدية العارفين"
(3)
غير ما تَقدَّم من التآليف "شَرْح البَديعيَّة"، و"مَطِيَّة الأمان من حِنْث الأَيْمان" في الفقه، وذكر أن شَرْحَه "للمنتهى" يُسمَّى
(1)
خلاصة الأثر: 2/ 340.
(2)
السحب الوابلة: 2/ 460 - 465.
(3)
هدية العارفين: 1/ 508.
"بُغْية أولي النُّهى في شَرْح المُنْتَهى".
- (ت 1089 هـ): زَيْن الدِّين عَبْد الرحمن بن يُوسُف بن علي، البُهُوتيُّ المِصْريُّ الحنبليُّ. [انظر: 2626].
ذكره في "هدية العارفين"
(1)
، وفي "إيضاح المَكْنُون"
(2)
، وقال: إنَّ له حاشيةً على "أنوار التَّنْزيل" للبيضاوي، وأنه تُوُفِّي بدِمْيَاط، سنةَ تِسْعٍ وثمانين بَعْد الألْف.
- (ت 1089 هـ): أحمد بن عَبْد الله بن أحمد، الحَلبِيُّ البَعْليُّ الحنبليُّ. [انظر: 2725].
ذكره في "إيْضَاح المَكْنُون"
(3)
، وقال: إنَّ له "مُنْيَةُ الرَّائض لشَرْح عُمْدَة كُلِّ فارض" في الفرائض، وأرَّخ وفَاته سنةَ تسعٍ وثمانين بَعْد الألف.
2647 - (ت 1091 هـ): أحمدبن يحيى بن يُوسُف بن أبي بَكْر بن أحمد بن أبي بكْر بن يُوسُف بن أحمد، الكَرْميُّ ثم المَقْدِسِي الحنبليُّ
.
ذكره المُحِبِّي
(4)
وقال: هو الشَّيخ الفَاضلُ العَالمُ، النبيلُ الفقِيهُ، شهاب الدِّين أبو العَبَّاس، كان من العُلَماء العَامِلين، والأولياء الزَّاهِدِين، وُلِدَ ببيت المَقْدِسِ، سَنَةَ ألْفٍ من الهِجْرة، وقرأ القُرآن بطُورِ كَرْم، وأخذ الطُّرُقَ عَن العَارِف بالله محمد العلمي، ورَحَل إلى القَاهرة، سنةَ ستٍّ وعشرين وألفٍ، وأخذ بها الفِقْه وغيره عَنْ عَمِّه الشَّيخ مَرْعي الكَرْمي، وعَن الشَّيخ مَنْصور البُهُوتي، وعن الشَّيخ يوسف بن محمد الفُتُوحِيِّ، وأخذ النَّحو عن محمد
(1)
هدية العارفين: 1/ 550، كذا نقل المؤلف رحمه الله، وقد سلف برقم (2625) وفيات (104). وذكرت مصادر ترجمته أنه كان حيًا سنة (1040) ولم تذكر حاشيته على أنوار التنزيل.
(2)
إيضاح المكنون: 1/ 140.
(3)
إيضاح المكنون: 2/ 596، وفيه أن وفاته (1189) وقد وهم المؤلف فذكره هنا، وسيأتي على الصواب في موضعه برقم (2724).
(4)
خلاصة الأثر: 1/ 367.
الحَمَويِّ، والفرائض والحِسَاب عن الشَّيخ عبد المُنْعم الشربونيِّ، والحديثَ عن الإمامِ الشَّيخ إبراهيم اللقانيِّ، والإمام الشَّهير علي الأجهوري، وكثيرين، وكان ملازمًا مكانَهُ المَعْروف بالجامِع الأَزْهر، مشتغلًا بالعُلُوم الدِّينية، لا يترَدَّد إلى أحد من أرباب الرَّواتب والدُّول، قانعًا باليَسِيْر من الرِّزْق، مُتَقَيِّدًا بصلاة الجَمَاعة بالصَّفِّ الأوَّل في الأوْقات الخَمْسَة بالأزْهَر، قليلَ الكَلَام، حَسَن السِّيْرة، جامِعًا لِصِفات الكَمَال، لَيْس فيه شَيء يَشْينه في آخِرَته ودُنْياه، حكى عنه وَلَدُه الشَّيخ عبد الله أنَّه رأى الحَقَّ سبحانه وتعالى: ثلاث مَرَّات، وفي أحدِها رأى الملائِكة ذاهبين به إلى النَّار، فإذا بمنادٍ من قِبَل الله سبحانه وتعالى لَيْس من أهْلها اذْهَبُوا به إلى الجَنَّة، فقَام فرأى نفسه بالجامع الأزْهر، وكانت وَفَاته ليلةَ رابع عشر صَفَر، سنةَ إحدى وتسعين بَعْد الألف، ودُفِنَ بتُرْبة المُجاورين، بقُرْب عَمِّه الشَّيخ مَرْعيِّ. انتهى.
2648 - (ت 1093 هـ): عيسى بن محمود بن محمد بن محمد بن كنان، الصَّالحيُّ الدِّمَشْقيُّ، الخَلْوتيُّ الحنبليُّ
.
ذكره المُحِبِّيُّ في "خُلَاصة الأثر"
(1)
وقال: كان من صلحاء الزَّمان وفُضَلائه، ورعًا عابدًا، زاهدًا في الدُّنْيا، قانعًا بما قُدِّرَ له، ساكِنًا، عَلَيه سِيْما الصَّلاح، ولد بصالحيَّة دِمَشق، سنةَ اثنتين وأربعين وألف، وحَفِظ القرآن وهو ابن سَبْع سِنين، ولمَّا بَلَغ عَشْر سنين سَافر مَعَ والِدِه إلى مِصْر، وعَاد إلى دِمَشْق، ثم سافر إليها ثانيًا وَحْدَه، وطَلَب العِلْم على مشايخ أجِلَّاء منهم: الشيخُ مَرْعيُّ البُهُوتيّ، والغَزِّيُّ، والنُّور الشِّبرامَلسِيُّ، والشَّيْخِ محمد الخَلْوَتي، والشمس البَابِيُّ، والشِّهاب أحمد الشوبري، والشَّيخ سلطان المزاحي وغيرهم، ثم رَجعَ إلى دِمَشق، سنةَ خَمسٍ وخمسين بَعْد الألف، واجتَمع بالشيخ مَنْصور المحلي الصَّابوني، وقَطَن عِنْدَه بجامع الصَّابُونيَّة، وبالجُمْلة فإنَّه كان رجلًا صَالحًا، عالمًا عاملًا. تُوُفِّي ليلةَ الاثنين، لأربعٍ بقين من شوال، سنة ثلاثٍ وتسعين بَعْد الألف بالصَّالحية، ودُفِن بمقبرة الفَرَاديس، وكانتْ جَنَازَتُه حافلةً جدًّا. انتهى من تَرْجمةِ
(1)
خلاصة الأثر: 3/ 243.
طَوِيلةٍ جدًا، كعادته في تراجم الصُّوفية، تركتُ ذلك عمدًا كعادتي في مِثْل ذلك.
2649 - (ت 1094 هـ): إبراهيم بن أبي بكر بن إسماعيل، الذنابي العَوْفي، نسبة إلى عبد الرَّحمن بن عَوْف، الدِّمشقيُّ الصَّالحيُّ الأصْل، المِصْريُّ المَوْلد والوَفاة، الحنبليُّ
.
ذكره المُحِبِّيُّ في "الخُلاصة"
(1)
وقال: كان من أعيان الأفاضل، له اليَدُ الطُّولى في الفرائض والحِسَاب، مع التبحر في الفِقْه وغيره من العُلُوم الدِّينيَّة، وُلِدَ بِمِصْر، في سنةِ ثلاثين وألف، ونشأ بها، وأخذ الفِقْه عنِ العَلَّامة مَنْصور البُهُوتيِّ، والحَدِيث عن جَمْع من شيوخ الأزهر، وأجازه غالب شيُوخه، وألَّف مؤَلَّفاتٍ نافعةً منها "شرح على المُنْتَهَى"، في الفِقْه مجلَّدات، و"مَنَاسِك الحَجِّ" في مجلَّدين، ورسائل كثيرةٌ في الفَرَائض والحِساب، وكان لَطِيف المُذَاكرة، حَسَن المُحَاضَرَة، قويَّ الفِكْرة، واسع العَقْل، وكان فيه رئاسة وحِشْمة، وكان حَسَن الخَلْق والأَخْلاق، مَعَ الكَرَم المُفْرِط، وكان يُرْجَعُ إليه في المُشكلات الدُّنْيويَّة لكثرة خِبْرته في الأُمُور، وبالجملة فَقَد كان من حسنات الزمان، وكانت وِلَادته بالقاهرة، وتُوُفِّي بها فَجْأةً ظُهْرَ يَوْم الاثنين، الرَّابع عَشَر من شَهْر ربيع الثَّاني سنةَ أربعٍ وتسعين بَعْد الألف، وصُلِّي عليه يومَ الثلاثاء، ودُفِنَ بتُرْبَة الطَّويل عند والده. انتهى.
وذكره في "هديَّة العارفين"
(2)
، وقال صنَّف:"بغية المُتَتَبِّع في حَلِّ ألفاظ الرَّوض المُرْبع" في مَنَاسك الحَجِّ، ورسائل في الفرائض، وشرح على "مُنْتَهى الإرادات" في فقه الحنابلة.
قلت: لَعَلّ "بغية المُتَتَبِّع" هذا هو "مناسك الحَجِّ" المُتَقَدِّم أو شرحه، فإنَّه قد شرحه في مجلَّدين، وله "حَدَائق العيون البَاصِرة في الوَبَاء والطَّاعُون وأحوال الآخرة" مجلد ضَخْم، جمع فيه فوائد جَمَّةً.
(1)
خلاصة الأثر: 1/ 9.
(2)
هدية العارفين: 1/ 33 - 34.
2650 - (ت 1095 هـ): عبد الغني بن صَلاح الدِّين، المَعْرُوف بالخَانيِّ، الحنبليُّ الأديب الأريب، نزيلُ المدينة المُنوَّرَة
.
ذكره المُحِبِّيُّ في "الخُلَاصة"
(1)
وقال: كان فاضلًا أديبًا، جميل المَنْظر، وافر الحُرْمة، وُلِدَ بحَلَب سنةَ ثمانٍ وأربعين بعد الألف تقريبًا، وقرأ بها واشتغل، ورَحَل إلى كثير من البُلْدان للتِّجارة، فدَخَل مِصْر والشَّام، والرُّوم واليَمن والعِرَاق، وتَكَرَّرَ دُخوله للحَرَمَيْن للحَجِّ، ثم تَرَك الأسفار، واشتغل على أَخيه الشَّيخ قاسم الخاني بحَلَب، وبه تخرَّج، وتُوُفِّي سَنَة خمسٍ وتسعين بعد الألف، ودُفِن بالبَقيع. انتهى.
2651 - (ت 1097 هـ): عُثْمان بنِ أَحْمد بن سَعِيد بن عُثْمان بن قائد بالقَاف، النَّجْديُّ مولدًا، الدِّمَشْقيُّ رِحْلةً، القَاهِريُّ سَكَنًا ومَدْفَنًا، الحَنْبَلِيُّ مَذْهبًا
.
ذكره ابن حُمَيْد في "السُّحُب الوَابِلَة"
(2)
وقال: ولد في بَلَد العُيَيْنة، من بُلْدان نَجْد، ونشأ بها، وقرأ القُرآن العَظيم، ثم قرأ على الشَّيخ عبد الله بن محمد بن ذَهْلان، وهو ابن عَمَّته، فأخذ عَنْه الفِقْه وأخذ عن غيره، ثم ارتحل إلى دِمَشْق، فأخذ عن عُلَمَائها الفِقْه، والأصول، والنحو وغيرها، وأخذ دُرُوس شَيْخ الحَنَابلة بها ومُفْتِيهم محمد أَبي المَوَاهِب، فوَقَعَ بينَهُ وبين المُتَرْجَم نِزَاعٌ في مسألة إذا تَسَاوى الحَرِيْرُ وغيرُه في الظُّهُور، أو زاد الحرير إذا كان مسدّى بالحرير، أو ملحمًا بغيره، وأخرجتْه الصِّناعة فَظَهَر السَّدَى، وخَفِيَتْ اللُّحْمةُ وَهُو الخَزُّ كالقُطني، فقال أبو المَوَاهبِ بالحِلِّ، وابن قائِد بالحُرْمَة، وطالتْ بَيْنَهما المُنَازَعَةُ والمُنَاظَرَة، فاحتَدَّ أبو المَواهِب على المُتَرْجَم، فخرج من الشَّام إلى مِصْر، وأخذ عن علمائها، واختص بالشيخ محمد بن أحمد الخلوتي، وأَخَذَ عنه دقائق الفِقْه وعِدَّة فنون، وزاد انتفاعه به جدًا حتى تَمهَّر وحَقَّق ودَقَّق، واشتهر في مِصْر ونواحيها، وقُصِد بالأسئلة والإستفتاء سنين، وكتب على "المنتهى" حاشيةً نفيسةً مفيدةً، جرَّدها من هَوَامش نسخةِ تلميذِهِ ابن عَوَض النَّابُلُسيِّ،
(1)
خلاصة الأثر: 2/ 434.
(2)
السحب الوابلة: 2/ 697.
فَجاءَتْ مجلَّدًا ضخمًا، وصَنَّف "هداية الرَّاغب شرح عُمْدَة الطَّالِب" حَرَّره تحريرًا نفيسًا، فصار من أنْفَس كُتُب المَذْهب، واختصر "دُرَّة الغَوَّاص" مع تعقبات يَسيرة، وله "شَرْح البَسْمَلة" وله رِسَالةٌ في الرَّضَاع، و"نجاة الخَلف باعْتِقَاد السَّلَف" وغير ذلك، وكان خَطُّه مَضْبوطًا إلى الغَايَة، بديعَ التَّقْرير، سَدِيدَ الأبْحاث والتَّحْرير. تُوُفِّي بِمِصْر مساءً، يومَ الاثنين، رابع عَشَر جمادى الأُولى، سنةَ سَبْعٍ وتسعين بَعْد الألف. انتهى.
وذكره ابن بِشْر النَّجْديُّ في "تاريخ نجد"
(1)
وقال: صنَّفَ مصنفات في الفِقْه منها: "شرح كتاب العُمْدة" للشيخ مَنْصور البُهُوتيِّ، و"حاشية المنتهى".
وذكره البَدْرانيُّ في "مدخله"
(2)
، وقال: له "شَرْح العُمْدة" شَرْحٌ لطيفٌ مفيدٌ، مسبوكٌ سَبْكًا حَسَنًا، و"حاشية على الْمُنتَهى" تميل إلى التَّحقيق والتَّدْقيق.
2652 - (ت 1098 هـ): عَبْد اللَّطيف بن محمد بن محمد بن طَرِيف، الدِّمشقيُّ، الصَّالِحِيُّ، الحنبليُّ
.
ذكره ابن الشَّطِّي في "مختصره"
(3)
وقال: يُعْرف بابن طَريفٍ، وهو قاضي القُضَاة ومَرْجع الحَنَابلة بدِمَشْق، كان عَالمًا عَاملًا، عارفًا بمداخل القُضَاة، وصَنْعة التَّوريق، أمهر أهل فنِّه في عَصْره، وصَار رئيس المُوقِّعين بالمَحْكَمة العَوْنيَّة، وقد تقدَّمتْ ترجمةُ والده القَاضي مُحَمَّد، وعَنْه تلَقَّى صَنْعة التَّوريق وكِتَابة الصُّكُوك الشَّرعِيَّة، وكانتْ وفاتُه في سنة ثمانٍ وتسعين بَعْد الألف، ودُفِنَ على وَالده بسَفْح جبل قاسِيون بالرَّوْضة. انتهى.
2653 - (ت 1099 هـ): الشَّيخ الفقيه عَبْد الله بن محمد بن ذَهْلان، النَّجْدِيُّ الحنبليُّ الفَقِيه
.
ذكره ابن بِشْرَ النَّجديِّ في "تاريخ نَجْد"
(4)
، وقال: رأيت نقلًا أنَّه من آلِ
(1)
عنوان المجد: 1/ 86.
(2)
المدخل: 444.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 127.
(4)
عنوان المجد: 1/ 97.
سحوب من بَني خَالد، وكان له في الفِقْه معرفةٌ ودِرَايةٌ، أخذ عن عِدَّة مَشَايخ، أجلهم الشَّيخ محمد بن إسْمَاعيل المُتَقَدِّمِ ذكره، وأحْمَد بن ناصِر بن محمد بن ناصر المشرفيُّ وغيرهما، وأخذ عنه عِدَّةُ عُلَماء، منهم الشَّيخ أحمد المَنْقور صاحب "مجموع الفِقْه"، ورأيت بخطه أنه رَحَل إليه خَمْس مَرَّات للقِراءَة عليه، وأخذ عنه أيضًا محمد بن رَبِيْعة العَوْسَجِيُّ، المعروف في بَلد ثَادِق وغيرهما، وتُوُفِّي رحمه الله سنةَ تِسْع وتسعين بَعْد الألف. انتهى.
وذكره صاحب "السُّحُب الوَابلة"
(1)
فقال: هو عبد الله بن محمد بن ذَهْلان نزيل الرِّياض علامة الديار النَّجْديَّة، كتب إليَّ بعضُ الفُضَلاء النَّجْديِّين مِمَّن يَعْتني بالأنْسَاب والتَّواريخ في الجُمْلة أنه رأى في بَعْض التَّوارِيخ أنَّه مِن آلِ سحوب من بَني خَالد مُلُوك الأَحْسَاء في السَّابق، وهُوَ ابن خال الشَّيخ عُثمان بنِ أحمد صاحب "حاشيةِ المُنْتَهى" المَشْهُورة، وعَلَيْه قَرَأ الشَّيخ عُثْمان لَمَّا كان في نَجْدٍ، وبه انتَفَع، وأخَذَ عنه كَثِيرون غَيْره، منهم المَنْقُور، ونَقَل عَنْه في مَجموعه شَيْئًا جَمًّا من فَتَاواه، وهو المُراد بِقَوْله شَيْخُنا، وتُوُفِّي سنةَ تِسْعٍ وتسعين بعد الألْف. انتهى.
2654 - (ت 1099 هـ): الشَّيخ عبد الرحمن بليهد
.
قال الشيخ ابن حَمْدان فيما وَجَدْتُه: إنه تُوُفِّي سنةَ تسعٍ وتِسْعين وألْف. انتهى.
وكذا ذكره الفَاخِريُّ في "تاريخه".
وقال ابن بشر: إنه قرأ على الشيخ الفَقِيه عَبْد الله بن ذهلان واختصَّ به.
2655 - (ت 1099 هـ): الشيخ الفَقِيه عبد الرَّحمن بن محمد بن ذَهْلان، النَّجديُّ الحَنْبليُّ، أخُو الشَّيخ عَبْد الله المُتَقدِّم قبله
.
ذكره ابن بِشْر النَّجْدي في "تاريخ نجد"
(2)
وقال: إنه تُوُفِّي سنةَ تِسْعٍ
(1)
السحب الوابلة: 2/ 649، وانظر التعليق الذي سيرد على الترجمة رقم (2767).
(2)
عنوان المجد: 1/ 97.
وتِسْعين وأَلف.
وقد ذكره صاحب "السُّحُب الوابلة"
(1)
فقال: هو الشَّيخ عبد الرَّحمن بن محمد بن ذَهْلان المُتَوَفَّى سنةَ تِسْع وتِسْعين وألْف، أخو الشَّيخ عَبْد الله المُتَقَدِّم، وابن عَمَّة الشَّيخ عُثْمان بن أحمد بن قائد شَارح "العمدة"، أخذ عن البلباني، وأخذ عَنْه الشَّيخ عُثْمان بن قائد ابن خاله، وكان من أهل العِلْم والفَضْل والدِّين، ارتحل إلى الشَّام، وقرأ على مشايخها، منهم بل أجلُّهم الشَّيخ بَدْر الدِّين محمد البلباني وغيره، وهو أخو عَبْد الله، ووَفَاتهما متَّفِقة. انتهى.
2656 - (ت 1099 هـ): محمد بن عبد الله أبو سُلْطان، الدَّوْسَرِيُّ النَّجْديُّ الحنبليُّ، الشَّيخ الفَقِيهُ، العَالِمُ العَلَّامةُ
.
ذكره ابن بِشْر النَّجديُّ في "تاريخ نَجْد"
(2)
وقال: كَان عالمًا فاضلًا متبحِّرًا في الفِقْه، له اليَدُ الطُّولى، وتُوُفِّي سنةَ تِسْعٍ وتِسعين بَعْد الألْف. انتهى.
وقال الشَّيخ سُلَيْمان بن حَمْدان فيما وَجَدته بخَطِّه: هو الشَّيخ محمد بن عبد الله بن سُلْطان بن محمَّد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن سُلَيْمان بن جمعان بن سُلْطان بن صبيح بن جبير بن راجح بن خترش بن بدران بن زَايد الدَّوسريُّ، قاضي المجمعة. تُوُفِّي سنة تسع وتسعين وألف. انتهى.
2657 - (ت 1100 هـ): محمد بن أبي سرور بن محمد بن سلطان البهوتي المصري، الحنبلي
.
ذكره المحبي في "الخلاصة"
(3)
وقال: هو الفاضل الأوحد، كان من أجلة الفقهاء الحنابلة بمصر، له في الفقه والعلوم المتداولة اليد الطُّولى، قرأ على الإمامين عبد الرحمن ومنصور البهوتيين، الحنبليين، وعلى غيرهما، وشيوخه كثيرون، ودرَّس وأفاد، وانتفع به خلقٌ من أهل مصر، وكانت وفاته يوم
(1)
السحب الوابلة: 2/ 650.
(2)
عنوان المجد: 1/ 97.
(3)
خلاصة الأثر: 3/ 338.
الخميس، خامس عشر رجب، سنة مئة وألف. انتهى.
وذكره صاحب "الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي"، وصاحب "السحب الوابلة"
(1)
وغيرهم.
(1)
السحب الوابلة: 2/ 901.
تابع القَرْن الحَادي عَشَر من الَّذين لَمْ أَظْفَرْ لَهُم بتاريخ وَفَاة
2658 - يحيى بن مُوسَى بن أَحْمد بن مُوْسى بن سَالم بن عِيْسى بن سَالِم، الشهير بابن الحَجَّاويِّ، المَقْدسيُّ الأصل الدِّمَشْقيُّ المَوْلد والمَنْشأ، ثم الصَّالحيُّ ثم القَاهِرِيُّ الحنبليُّ
.
ذكره الغَزِّيُّ
(1)
وقال: هو الشَّيخ الإمام، العَالِمُ البارع، المُسْند المُحَدِّثُ الفَقِيهُ الفَرَضِيُّ، أخذ الحديثَ وغَيْره بِدِمَشْق عن جَمَاعةٍ منهم والده المُسند الإِمَام شَرَف الدِّين مُوسَى الحَجَّاوي، مُفْتي الحَنَابلة بِدِمَشْق، وهو أَخذ عن مُفْتي دَار العَدْل السَّيِّد كَمَال الدِّين محمد بن حَمْزَة الحُسَيْني بَعْد قِراءَته عَلَيه مشيخته الَّتي خرَّج لنَفْسِهِ فيها أرْبَعين حديثًا، وهو أخذ عن جَمَاعةٍ كثيرين من أجَلِّهم الحافظ ابن حَجَر العَسْقَلانيُّ، وممَّن أجازَ صاحِب التَّرْجَمَة جَدُّنا العَلامة شَيْخُ الإسْلَام بَدْر الدِّين الغَزِّيُّ العَامِريُّ بمنظومةٍ رأيتها بخط المُجِيْز المُشَار إلَيه، ثم ذكرها الغَزِّي بتمامها، ثم قال بعد ذلك: ثم رحل صاحب التَّرْجَمَة بَعْد وَفَاة وَالده إلى القاهرة، وأدْرَك بها جَمَاعةً من كبار العُلَماء، كالتَّقيِّ محمد الفُتُوحي وغيره، ودَرَّس بالجَامع الأَزْهر، وانْتفعتْ به الطَّلَبَةُ، وَتَخرَّجوا عَلَيه في عُلُومٍ شَتَّى، ولَمْ يَزَل ركنًا للإفادة حتى تُوُفِّي بالقَاهِرة المَحْرُوسة مع أوائل القَرْنِ الحَادي عَشَر، وممَّن أَخَذ عن صَاحِب التَّرْجَمَة الشَّيخ سُلْطَان المُزَاحيُّ، والشَّيخ مَرْعيُّ المَقْدسِيُّ، والشَّيخ مَنْصُور البُهُوتيُّ المِصْريُّ، والقَاضي مَحْمود الحميدي الدِّمشقي، ابن أخت المُتَرْجم. انتهى.
2659 - الشَّيخ مَرْعيُّ المُرَادِيُّ الحنبليُّ
.
(1)
النعت الأكمل: 182 - 184.
ذكره صَاحب "السُّحُب الوَابلة"
(1)
وقال: رأيتُ له إجازةً من العَلَّامة الشَّيخ مَنْصُور البُهُوتيِّ، وأرَّخها سنةَ خمسٍ وأربَعِيْن وألف، وذكر أنَّهُ قرأَ عليه بَعْض مصَنَّفاته، ولا يُتَوَهَّمْ أنَّه مَرْعيُّ بن يُوسُف المشهور، فإنَّ مَرْعيًا تُوُفِّي سنةَ ثلاثٍ وثلاثين وألْف، وتاريخ الإجازة متأخِّر عَنْها. انتهى.
2660 - الزَّيْن بن رَجَب الشامي الحَنْبلي
.
ذكره صاحب "السُّحُب الوَابِلة"
(2)
وقال: قرأ وفَهِمَ وتَمَيَّزَ، رأيتُ بخَطِّه. وهُوَ حَسَنٌ نَيِّر. تَصْحيحَهُ "لتحرير الأصول" للمَرْداويِّ، وأرَّخه سنةَ ثلاث وثمانين وألْف. انتهى.
2661 - إبراهيم بن أبي بَكْر، التونيُّ الصَّالحيُّ الحنبليُّ
.
ذكره في "فهرس الكُتُب الأَزْهَرِيَّة" وقال: هو من عُلَماء القَرْن الحَادي عَشَر، عالم بالفرائض، له كتاب "مجمع الطُّرُقات في بيان قِسْمة الزَّكاة". انتهى.
(1)
السحب الوابلة: 3/ 1125 - 1126.
(2)
السحب الوابلة: 1/ 400.
مبتدأ القَرن الثَّاني عَشَر
2662 - (ت 1101 هـ): السَّيدُ صَلاحُ الدِّين بنُ مُصطَفى، الجَعفَريُّ، النَّابُلُسِي، الحَنبلي
.
ذكره المُراديُّ في "سلك الدُّرر"
(1)
: أنَّهُ يُعرفُ بابن الحَنبلي. كانَ من أكابرِ بَلَدِه وأعيانِها المُشار إليهم، والمُنوَّهِ بِهم، مع فَضيلةٍ في الفِقه، في فِقه مَذهَبهِ وغَيرِه. وكانَتْ وفاتُه في أواسط شَهرِ صَفَر، سَنةَ إحدى ومِئة وأَلف. انتهى.
2663 - (ت 1101 هـ): أحمدُ بن مُصطَفى، النَّابُلسِيُّ، الشَّهيرُ بالجَعفَري، الحَنبليُّ
.
ذكره المُرادِيُّ في "سِلك الدرر"
(2)
، وقال: هو أخو الَّذي قَبله، وكانَ شيخًا عالمًا، مُفيدًا فقيهًا، صالِحًا وَرِعًا، زاهدًا، ويُكْنى بأبي الفَضْل، شِهابِ الدِّين، وكانَ من أعيانِ الصُّلحاء، كُلُّ من يعرِفُه يصفه بأنَّه من الصَّالحينَ، وكانَ من أكابِر بلَدِهِ وأعيانِها المُشار إليهم، وله فَضيلةٌ في فِقه مَذهَبِه، وتُوفِّي في أوائِلِ شَهرِ رَمَضان، سَنةَ إحدى ومئة وألف، ببَلْدَة نابُلس. انتهى.
2664 - (ت 1102 هـ): أحمدُ بن محمد بنِ عَوَض، المَرْدَاوِيُّ، ثم النَّابُلُسِيُّ، الحَنبلي، يُعرفُ بابن عَوَض
.
ذكره صاحِبُ "السُّحب الوابِلَة"
(3)
، وقال: ولدَ في مَرْدا، ونشأ بها في صِيانةٍ وديانَة، وقرأ على مشايخ بَلدِهِ والقُرى الَّتي حَولها ومَشايخِ نابُلُس، ثم
(1)
سلك الدرر: 2/ 217.
(2)
سلك الدرر: 1/ 219.
(3)
السحب الوابلة: 1/ 239.
ارتحلَ إلى دمشقَ، فقرأ على مشايخها، ثم إلى القاهِرَة، فلازمَ العلَّامةَ محمد الخلوتِي مُلازمةً تامَّة، وقرأ عليه في الفِقه قراءةً تامَّة خاصَّة وعامَّة، إلى أن توفِّي، فلازم أكبَر أصحابِهِ عثمانَ بن أحمد النَّجدي، وانتفعَ به في المَذَهبِ وغيرِهِ، فمهرَ في الفِقه خاصَّةً، وشاركَ في أنواعِ العُلومِ، من القِراآت، والنَّحو، والصَّرف، والمَعَانِي، والبَيان، وغَيرِ ذلك. وله من المُصنَّفات "حاشية على دَليل الطالب" في ثلاثينَ كُرَّاسَة، مُفيدة جِدًّا. انتهى.
وذكره البَدرانيُّ في "المَدخل"
(1)
، وقال: هو تلميذُ الشَّيخ عُثمان النَّجدي، وكانَ موجودًا سَنة إحدى ومئة وألف، وله على دَليل الطَّالب "حاشية" في مُجلَّدين.
2665 - (ت 1107 هـ): أحمد الدُّومي، الدِّمشقيُّ، الحَنبلي، قاضِي الحَنابِلَة بدمشقَ
.
ذكره المُراديُّ في "سِلك الدُّرر"
(2)
، وقالَ: هو الشَّيخُ الفاضِلُ، البارعُ الأوحدُ، أبو العبَّاس، نجيبُ الدِّين. تفقَّه على الشَيخِ عَبد الباقِي الحَنبلي، وحضرَ دروسَ شيخِ الإسلامِ النَّجمِ الغَزِّي العَامِريِّ، تحتَ القُبَّة، وغَيرِهما. ووَلِيَ القضاءَ، وحُمِدَت سِيرتُه، ولم يَزل على طَريقةٍ مُثلى إلى أن تُوفِّي نهارَ الاثنينِ ثامن شَعبان، سَنةَ سَبعٍ ومئة وألف، وِدُفِن بمَرج الدَّحداح. انتهى.
2666 - (ت 1107 هـ): عبدُ القادرِ بنُ السَّيد يوسُف، الحَلبي، الحنبلي، نَزيلُ المَدِينة المُنوَّرة، الشَّهيرُ بابن النَّقيب
.
ذكره صاحِبُ "إيضاحُ المَكنون"
(3)
، وقال: له كتابُ "لسانُ اَلحُكَّام في فُروع الحَنابِلَة"، وأرَّخَ وفاتَه سَنة سبعٍ ومئة وألف.
2667 - (ت 1109 هـ): القاسِمُ بن صَلاح الدِّين الخانِي، الحَنبلي
.
(1)
المدخل: 442.
(2)
سِلك الدرر: 1/ 219.
(3)
إيضاح المكنون: 2/ 402.
ذكره المُحِبِّي في "خُلاصَة الأثر"
(1)
، في تَرجمة أخيه عبد الغَني المُتقدِّم.
وذكره المُراديُّ في "سِلكُ الدُّرر"
(2)
، وقال: كانَ فاضِلًا مُتصوِّفًا، من أهلِ حلبَ. وُلِدَ سنةَ ثمانٍ وعِشرينَ وألف، وسافرَ إلى العِراق والحِجاز وتركيا، وعادَ إلى حلبَ، فوَليَ فيها الإفتاءَ إلى أن تُوفي فيها. سَنةَ تسعٍ ومئة وألف. وله مُصنَّفاتٌ منها: كتاب "السير والسُّلوك إلى مَلك المُلوك"، تصوُّف، و"رسالة في المَنطِق". انتهى المرادُ من ترجَمةٍ حافِلَة جدًّا.
وذكر له صاحِبُ "هدَّية العارفين"
(3)
مِن المؤلَّفات غيرَ ما تقدَّم: "التَّحقيقُ في الردِّ على الزِّنديق"، و"مُختصر السَّراجيَّة"، و"شَرحُ مُختصر السَّراجيَّة"، و"شَرح الجزائريَّة في التَّوحيد"، و"فَتحُ الملك المَجيد في انتقالِ المُريد".
2668 - (ت 1109 هـ): الشَّيخُ العالِم الفاضِلُ الفَقيه، محمدُ بن عَبد الله ابن إسماعيل، النَّجديُّ، الحَنبلي
.
ذكره ابنُ بِشر النَّجدي في "تاريخ نجد"
(4)
، وقال: كانَ عالمًا عاملًا، وَرِعًا زاهدًا، فقيهًا. قرأ في نَجد على عُلمائِها، وأقرأ وأفتى، إلى أن تُوفِّي في بلَد أُشَيْقِر من بُلدانِ نَجْد، سَنةَ تِسعٍ ومئة وألف. انتهى.
2669 - (ت 1114 هـ): أحمدُ بن عليِّ، البَعِليُّ، الشَّهيرُ بابن السَّجَّان، مُفْتِي الحنابلَة ببَعْلَبَكَّ
.
ذكره المُراديُّ في "سِلك الدُّرر"
(5)
، وقالَ: هو الشَّيخُ، العالِمُ العلَّامة، الفقيهُ الفَرَضِيُّ، النَّحويُّ، الكامِلُ، الإمامُ المُقرِئُ، الصَّالحُ، النَّاسِكُ، الدَّيِّنُ. قدِمَ دمشقَ، وقطنَ بها مُجاورًا في المَدرسةِ العُمَرِيَّة، بصَالِحيَّة دمشقَ، وقرأ على العلَّامة الشَّيخِ محمد بن بَلْبَان الصَّالِحي العربيَّةَ، والفرائضَ، والحسابَ. وتفوَّقَ
(1)
خلاصة الأثر: 2/ 434.
(2)
سِلك الدرر: 4/ 9.
(3)
هدية العارفين: 1/ 833.
(4)
تاريخ نجد: 1/ 121.
(5)
سِلك الدُّرر: 1/ 170.
بالفِقه، وكانَتْ وفاتُه يومَ الخَميس، آخر جُمادى الثَّانِية، سنةَ أربع عشرةَ ومئة وألف، ودُفنَ بِبَعْلَبَكَّ، عند الشَّيخ العارِف عَبد الله اليُونِيني. انتهى.
- (ت 1114 هـ): أحمد بن محمد بن حسن بن سلطان الأشيقري النجدي الحنبلي. [انظر: 2678].
ذكره الشيخ سليمان بن حمدان فيما وجدته بخطه، وقال: هو الشيخ
…
توفي سنة أربع عشرة ومئة وألف.
ويأتي سنة أربع وعشرين ومئة وألف
…
2670 - (ت 1115 هـ): مُصطفى بنُ صَلاحِ الدِّين بن مُصطفى، المعروفُ كأسلافِهِ بالحَنبليِّ، والجَعفَريِّ، النَّابُلُسِيُّ، الحَنبلي
.
نقيبُ الأشراف بالدِّيارِ النَّابُلُسيَّة، وعالمُ هاتيكَ المعالم السَّنِيَّة، بينَ سيادةِ العِلم والنَّسب، والبالغِ كوالِدِه من الرِّئاسةِ أعلى الرُّتَب.
وُلدَ بنابُلُس، ونشأ بها، وتلا القُرآنَ العظيمَ، وأخذَ في طَلبِ العلم، فقرأ على والِدِه المذكورِ، وتفقَّه على عمِّه السَّيِّد أحمد، وأخذَ الحديثَ عن الشَّيخِ أبي بكر الأخرمي شارح "الجامع الصَّغير" وغيرهم ونبُلَ قَدرُه، واشتهرَ بينَ العُلماء أمرُه، ودرَّسَ وأفاد، وهرعَتْ إليه الطُّلَّابُ والوُرَّاد، وكانَ رحمه الله كثيرَ التهجُّدِ، رحيبَ النَّادي، كريمَ السَّجايا والأيادِي. وكانتْ وفاتُه في أواخِر رمَضان، سنةَ خمسَ عشرةَ ومئة وألف، ودُفِنَ بنابُلُس. قال ذلك المُرادي في "سِلك الدُّرر"
(1)
.
2671 - (ت 1116 هـ): حَمزةُ بن يوسُف بن محمود الدُّومي، ثم الدِّمشقي، الحَنبلي
.
ذكره المُرادي في "سِلك الدرر"
(2)
، وقال: هُو العالِمُ العَلَّامةُ، العُمدةُ
(1)
سِلك الدُّرر: 4/ 183.
(2)
سِلك الدُّرر: 2/ 75 - 76.
الفهَّامة، الفاضِل الفقيهُ، التَّقي الصَّالحُ، كانَ مُتضلِّعًا من عِدَّةِ عُلوم، مع الصَّلاحِ والتَّقوى. وُلدَ سنةَ خمسٍ وثلاثينَ وألف، ونشأ واشتغلَ بالقُرآن على جماعةٍ، منهم: الشَّيخُ منصُور السطوحي نزيلُ دمشقَ، وحجَّ معه مرَّتين، وأخبر عنه أنّه كان يُفَرِّقُ في المَدينة ثلاث مئة قَميص، وسبع جُبَب، وثلاث مِئة بابُوج، وتسع سرامج وخمسِ مئة ذهب مشخص، ومثلُها في مكَّة، ومنهُم الشَّيخ محمد البطنيني، والنَّجم الغزِّي، والشَّيخ عبد الباقي الحَنبلي، والبلباني، ودرَّسَ وأفاد بالجامِع الأُمويِّ مُدَّةً تزيدُ على ثلاثينَ سَنة، وباليونُسِيَّة مُدَّة، ولزمه جماعةٌ، وأخذوا عنه، منهم الشَّيخُ محمد الحبَّال، والشَّيخُ عبدُ السَّلام الكامِل، والشَّيخ صالح الجنيني، وهو آخِرُهم. وتوفِّي المُترجَم ليلةَ الأحد، غرة جُمادى الآخِرَة، سنةَ سِتَّ عشرةَ ومئة وألف، ودُفنَ بمرج الدَّحداح، بالقُرب من الشَّيخ أبي شامَة. انتهى.
2672 - (ت 1119 هـ): عَبدُ الجَليل بنُ أبي المَواهِب بن عَبد الباقي، الدِّمشقي، الحَنبلي، الشَّهيرُ بالمَواهِبيِّ
.
ذكره المُرادي في "سِلك الدُّرر"
(1)
، وقالَ: هو الشَّيخُ العالِمُ، المُحقِّقُ المُدَقِّق، الفهَّامةُ، الإمامُ الفاضِلُ وُلدَ في دمشقَ، في سادس شَعبانَ، سَنةَ تسعٍ وسَبعينَ بعد الألف، ونشأ بها في كَنَفِ والدِه العلَّامةِ المُحدثِ الشيخ أبي المَواهب، الآتيةِ ترجمتُه. واشتغلَ بطلبِ العلمِ علَيه، ولازمَ الشَّيخَ إبراهيم الفتَّال، ومُفتي دِمشقَ الشيخَ إسماعيل الحايك، والشَّيخَ عبدَ القادرِ بن عَبد الهادِي، أخذَ عنه الأصلَيْن، والنَّحوَ والصَّرف، والمَعاني والبَيان. وأخذَ الفِقَه والحديثَ ومُصطلَحهُ عن والِده، وقرأ على العلَّامةِ الشَّيخِ عَبدِ الرَّحيم الكابُلي نزيل دمشقَ، والشَّيخِ عُثمان القطَّان. وأجازَهُ المُحَقِّقُ الرَّبانيُّ إبراهيمُ الكُوراني نزيلُ المَدينة المُنوَّرة، والعلَّامة السَّيدُ محمد البَرْزَنجي الكُوراني نزيلُها أيضًا. وبرعَ صاحبُ التَّجمةِ في المعقُولات، لا سِيَّما النَّحو والصَّرف، والمَعاني والبَيان. وجلسَ للتدريسِ بالجامعِ الأمويّ، وعَكَفَ عليه الطَّلبةُ للاستِفادَةِ، وكانَ
(1)
سِلك الدُّرر: 2/ 234.
عَجبًا في تقرير العِبارَة يُؤَدِّيها بفَصَاحَةٍ وبَيان. وله من التآليفِ: "نَظم الشَّافِيَة"، وشرحَها شَرحًا حافِلًا، وله "تشطيرٌ بديع على ألفيَّة ابنِ مالك" بالنحو، وله "أُرجوزَة في العَروض"، وغيرُ ذلك من الرَّسائل. وكانَ وقورًا ساكنًا، كثيرَ البِّر بوالدِه، وشُوهِدَ مِرارًا إذا كان في درسه ومرَّ عليه والدُه يقوم له من الدَّرس، ويأخذُ مَداسَ والدِهِ منه، ويمشِي خلفه بأدَبٍ وسَكينة، ويُلازِمُ حُضُورَ دروسِ والدِهِ بالجامِعِ الأُمويِّ بينَ العِشاءين. وكانَ والدُه يُحبُّه كثيرًا ويحترمُه، ويدعو له، لما كانَ عليه من البِرِّ، وملازَمَةِ الطَّاعاتِ، وكفِّ اللِّسانِ عن اللَّغو، والانقطاعِ عنِ النَّاس. وكانَ ينظُم الشِّعَرَ الباهرَ. وتوفِّي في جُمادى الثَّانيَة، سنةَ تسعَ عشرةَ ومئة وألف، ودُفن بتُربتهم شَرقيَّ مزارِ الشَّيخ بكَّار، بمَرج الدَّحداح، وتأسَّفَ عليه الغالبُ من النَّاس، لا سيَّما والده، فصَبَرَ، واحتَسَبَ. ورثاه الشَّيخُ سَعدي بقَصِيدة أوَّلها:
ألا تَبًّا ليومِكَ مِنْ ذَمِيم
…
أيا فَرْدَ الفَضائلِ والفُهُومِ
وهي قصيدةٌ طَويلةٌ. انتهى.
وذكره ابنُ الشَّطِّي في "مختصره"
(1)
، وصاحبُ "السُّحب الوابلَة"
(2)
، وغيرُهم.
2673 - (ت 1120 هـ): عَبدُ الله بنُ أحمد بنِ مُصطَفى، المَعروفُ كأسلافِهِ بالحَنبليِّ، والجَعفريِّ، النَّابُلسي، الحنبلي
.
ذكره المُرادِيُّ في "سِلك الدُّرر"
(3)
وقال: هو السَّيدُ الفاضِلُ الأديبُ، الفَرَضِيُّ، الكامِلُ، نقيبُ الأشرافِ بنابُلُس. أخذَ العِلمَ عن أفاضل كِرامٍ، وكانَ له قدمٌ راسِخٌ في العِبادَة، واجتِهادٌ في الإفادَة. وكانَ والدُه السيِّدُ شهابُ الدِّين، وعمُّه السيدُ صلاحُ الدِّين، من أعيانِ نابُلُس وفُضلائِها. وكانَتْ وَفاتُه في أواخِر سَنةِ عِشرين ومئة وألف. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 128.
(2)
السحب الوابلة: 2/ 451.
(3)
سِلك الدُّرر: 3/ 83.
2674 - (ت 1121 هـ): عبدُ الرَّحمن بنُ عَبد الله بنِ سُلطان بن خَميس، النَّجدي، العَائِذيُّ نسبًا، الحَنبليُّ مذهبًا، المُلقَّبُ أبا بطين، الفقيهُ
.
ذكره صاحب "السُّحب الوابلَة"
(1)
، وقال: هو الفَقيهُ الفاضِلُ جَدُّ والدِ شيخِنا الشَّيخِ عَبدِ الله أبا بطين الآتي. وله مجموعٌ في الفِقه، وتوفِّي في سنةَ إحدى وعشرينَ ومئة وألف. انتهى.
وذكره العلَّامةُ ابنُ بشر النَّجدي في "تاريخ نجد"
(2)
، وقال: هو عبدُ الرَّحمن بنُ عبد الله بنِ سُلطان بن خَميس العائِذي النَّجدي، الشيخُ العالِمُ. كانَ له معرفةٌ في الفِقه، وألَّفَ فيه مَجموعًا، وكانَت وفاتُه سنةَ إحدى وعِشرينَ ومئة وألف، وكانَ موتُه من وباءٍ وقَعَ في سُدَيْر في هذهِ السَّنة. انتهى.
وقال العنقريُّ في "حاشية شَرح الزَّاد"
(3)
: "المَجموع فيما هو كَثير الوُقوع" تأليف عبد الله بن عبد الرحمن. أبا بطين، جَدُّ عبد الله أبا بطين المشهور، والله أعلم.
2675 - (ت 1121 هـ): صَالحُ بن حَسن بن أحمد بن عليِّ البُهُوتيُّ، الحَنبلي
.
ذكره الجَبرتي في "تاريخه"، وقال: هو الشَّيخُ الإمامُ، الفَقيه الفَرضِي، الحيسوب. أخذَ عن أشياخِ وَقتهِ، وكانَ عُمدةً في مذهبه، وفي المَعقولِ والمَنقولِ، والحَديثِ. ولهُ عدَّةُ تصانيف، وحواشٍ، وتعليقات، وتَقييدات، مُفيدة مُتداوَلَة بأيدي الطَّلبة. أخذَ عن الشَّيخِ مَنصور البُهُوتِي الحَنبلي، ومحمد الخَلْوَتي. وأخذَ الفرائِضَ عن الشَّيخِ سُلطان المزاحي، ومحمد الدَّلجموني، وهو من مشايخِ الشَّيخ عبد الله الشَّبراوي. ولازمَ عمَّه الشَّمس الخَلْوَتي، وأخذَ الحديثَ عن الشَّيخِ عامرِ الشَّبراوي. وله "ألفيَّة في الفِقه"، "ألفيَّة في الفرائِض"،
(1)
السحب الوابلة: 2/ 502.
(2)
تاريخ نجد: 1/ 162.
(3)
حاشية الروض المربع بشرح زاد المستقنع 1/ 3.
"نظم الكافي". توفِّي يومَ الجُمعة، ثامن عشري ربيع الأوَّل، سنة إحدى وعِشرين ومئة وألف. انتهى.
وذكره صاحِبُ "السُّحب الوابِلَة"
(1)
، وقال: هو فقيهٌ مِصريٌّ أزهَرِيٌّ، ولدَ وماتَ في القاهِرَة، له:"ألفيَّة في الفرائِض جامِعَة للمذاهِب الأربعة"، و"ألفيَّة في فِقه الشَّافِعيَّة"، و"نظم الكافي"، وتعليقات وحواشٍ ونظم فيه رِكَّة. وتوفِّي سَنة إحدى وعِشرينَ ومئة وألف. انتهى.
وذكر له في "هديَّة العارفين"
(2)
: "ألفيَّة في الفقه"، و"عُمدة كل فارض" وهي ألفيَّة في الفرائِض، و"نظم الكافي"، "وسِيلةُ الرَّاغِب لعُمدة الطَّالب لنيلِ المآرِب" منظومة، وغير ذلك. وذكر البَدراني
(3)
أنه نظمَ "العُمدة" للشَّيخ مَنصُور البُهُوتي في منظومَة أوَّلُها:
يقولُ راجي عَفوَ رَبِّه العَلِي
…
أبو الهُدى صالحُ نَجلُ الحَنبلِي
2676 - (ت 1122 هـ): عبدُ الله بنُ أحمد بن محمَّد بن أحمد بن محمد البَعْلِي، الحَلَبي، الحَنبليُّ، والدُ عَبد الرَّحمن الآتي
.
ذكره المراديُّ في "سِلك الدُّرر"
(4)
، في ترجمة ابنه المذكُور، وقال: كانَ ناسِكًا فاضلًا عالمًا. توفِّي سَنةَ اثنتينِ وعِشرين ومئة وألف. انتهى.
2677 - (ت 1124 هـ): الشَّيخُ العالم الفَقيهُ، حَسَنُ بنُ عَبد الله بن حَسَن بن أحمد بن أبي حُسَين، النَّجديُّ الأُشَيْقِرِيُّ، الحَنبليُّ، المشهورُ في بلد أُشَيْقِر
.
ذكره ابنُ بِشر في "تاريخ نجد"
(5)
، وقال: كانَ له معرفةٌ في فُنونِ العِلم، ورأيتُ له كُتبًا كثيرةً في فُنون من العِلم، عليها تعليقاتٌ بخطَّ يده، إشاراتٌ على
(1)
السحب الوابلة: 2/ 425.
(2)
هدية العارفين: 1/ 424.
(3)
المدخل إلى مذهب الإمام أحمد: 444.
(4)
سِلك الدرر: 2/ 304.
(5)
تاريخ نجد: 1/ 135.
ما فيها من الفَوائِد، وليسَ تجد كتابًا نظرَ فيه حَسنٌ المذكورُ، إلَّا وعليه في كُلِّ ورقَة منه إشاراتٌ على ما فِيها من فائِدة. ذكر لي أنَّه أخذَ العِلمَ عن جماعةٍ، منهم: أحمد بن محمد القُصَيِّر، وغيرُه. وتوفِّي سنةَ ثلاثَ عشرةَ ومئة وألف. ورأيتُ في بعضِ التَّواريخِ أنَّ وفاتَه تأخَّرت إلى سَنةِ ثلاثٍ وعشرينَ ومئة وألف. وقيل: أربع وعِشرينَ. انتهى.
وذكرهُ صَاحِب "السُّحب الوابِلة"
(1)
، فقال: هو حَسنٌ بن عَبد الله النَّجدي الأُشَيقِريُّ، بضمِّ الهَمزَة وفَتح الشِّين، نسبةً إلى أُشَيْقِر قرية بالوَشْمِ من نَجد. ويُعَرفُ بـ بَا حُسَيْن. قرأ على مشايخ نَجدٍ ومَنْ وردَ إليها، وحَجَّ وأخذَ عن عُلماءِ مكَّة، والوارِدينَ إليها، وأجازَ له جمعٌ، وكانَ ماهرًا في الفِقه والفرائض، مُشارِكًا في غَيرِهِما، وكتبَ كثيرًا مِن الكُتُب الجَليلة بخطِّه الحَسَن المُتقَن المَضبُوط، وحَصَّلَ كُتُبًا كثيرةً نفيسةً في كُلِّ فَن، على كُل كتابٍ منها خَطُّه بتَهْميشٍ، وتَصحيحٍ، وإلحاقِ فَوائدَ وتنبيهاتٍ، مما يدلُّ على أنَّهَ طالعَها جميعًا، مُطالعةَ تفهُّمٍ وتأمُّلٍ. ودرَّسَ في بلدِهِ سنينَ عديدةً، وصارَ مَرجِعًا في الفِقه بتلك الدِّيار والجَهاتِ. وتوفَّي في بلده أُشَيقِر. انتهى.
2678 - (ت 1124 هـ): الشَّيخُ العالِم الفَقيه أحمدُ بن محمد بنِ حَسَن بن سُلطان الشَّهيرُ بالقُصَيِّر، بِضَمِّ القاف وفَتح الصَّاد المُهملة وكَسر الياء المُشدَّدة، بصِيغَة التصغير. النَّجديُّ الأُشَيْقِرِيُّ، نسبةً إلى أُشَيْقِر بضمِّ الهمزة من قُرى الوَشْم من نجد
.
ذكره صاحِبُ "السُّحب الوابِلَة"
(2)
، وقال: قرأ على الشَّيخ عَبد الله بنِ ذَهْلَان، وأخيه الشَّيخ عبدِ الرَّحمن، وغيرِهما من مُحقِّقي أهلِ نَجد. ومهَر في الفِقه، وبرعَ فيه، وبَهرَ في الفَهمِ، وكتب بخطِّه النَّيِّرِ المَضبوطِ كثيرًا من كُتبِ الفِقْه وغَيرِه. وأفتى، وكتبَ على المَسائِلِ كِتابةً حَسنةً، ودرَّس في بلَدِه، وانتفعَ به خَلقٌ، منهم: الشَيخُ عبدُ الله بن أحمد بن عُضَيْب. وتوفّي سَنَة أربعٍ وعشرينَ
(1)
السحب الوابلة: 1/ 353.
(2)
السحب الوابلة: 1/ 221.
ومئة وألف. انتهى.
وذكره ابنُ بِشر في "تاريخ نَجد"، وقالَ: أخذَ الفِقهَ عن الشَّيخِ محمد بنِ أحمد بن إسماعيل، والشَّيخ الفاضلِ سُليمانِ بنِ عليِّ بن مشرف. وأخذَ عنه عدَّةٌ من العُلماءِ، منهم: العارفُ العالمُ، المعروفُ عبد الله بنُ أحمد بن محمد بن عُضَيب النَّاصِرِيُّ، وغيرُه من العلماء. وتوفِّي سنَة أربعٍ وعشرين ومئة وألف. ورأيتُ في بعضِ التَّواريخِ أنَّ وفاته ووفاة حسن بن أبي حُسَين المُتقدِّم قبلَه كانت في سَنةِ ثلاثٍ وعِشرينَ ومئة وألف أو أربع وعشرينَ ومئة وألف. انتهى.
وتقدَّم سنةَ أربعَ عشرةَ ومئة وألف.
- (ت 1124 هـ): عبدُ الوهَّاب بنُ عَبد الله. يأتي سنةَ خمسٍ وعِشرين ومِئة وألف. [انظر: 2679].
- (ت 1124 هـ): أحمدُ بن محمد المَنْقُور. يأتي سَنةَ خمسٍ وعِشرينَ ومئة وألف. [انظر: 2680].
2679 - (ت 1125 هـ): عَبدُ الوهَّاب بنُ عَبد الله بنِ عَبد الوهَّاب بن مُشَرَّف، التَّميميُّ، النجديُّ، الحَنبلي
.
ذكره صاحبُ "السحب الوابِلَة"
(1)
فقال: قرأ على أبيه، وأبوه قرأ على مُحرِّر المَذهب الشَّيخِ مَنصُور البُهُوتي وحصل لِكُلٍّ منهما، وأفادَ واستَفادَ، وأفتى في مسائل عَديدةٍ بأجوبةٍ مُحرَّرة سَديدَة، لكنَّها لم تُجْمَع، فتَشتَّتَتْ إلَّا يسيرًا في "مجموعة المَنقُور". وكانَ قاضِي بلدِهم العُيَيْنَة، أُمِّ قُرى نَجدٍ إذ ذاك، مقرِّ أميرِها كافَّة، وهو من بَيتِ علم وفَضلٍ، وتسَلْسَل العِلمُ في ذُرِّيَّته طبقاتٍ. توفِّي سَنة خمسٍ وعِشرين ومئة وألف. انتهى.
وذكره ابنُ بشر النَّجدي في "تاريخ نجد"
(2)
، وقال: هو الشيخ العالِمُ، المعروفُ في بلدِ العُيَيْنَة، أخذَ الفِقهَ عن أبيه عبدِ الله وغيرِه. وأخذَ عنه عِدَّةٌ،
(1)
السحب الوابلة: 2/ 686.
(2)
تاريخ نجد: 1/ 181.
منهم: الشَّيخُ العالِمُ سيَفُ بنُ عزَّاز. وتوفِّي سَنَة أربعٍ وعِشرينَ ومئة وألف. انتهى.
2680 - (ت 1125 هـ): أحمدُ بن محمد، التَّميميُّ، النَّجديُّ، الشَّهيرُ بالمَنقُور، الحنبليّ
.
ذكره صاحبُ "السُّحب الوابِلَة"
(1)
، وقالَ: قرأ على العلَّامةِ الشَّيخِ عبدِ الله بن ذَهْلَان، وغيرِه من عُلماءِ نَجد، واجتهدَ مع الوَرَع والدِّيانةِ، والقَناعَةِ، والصَّبرِ على الفَقْرِ والعِيالِ، وكانَ يتعيَّشُ من الزِّراعةِ، ويُقاسِي فيها مع حِرصِه على الدُّروسِ في غَيرِ قَريَتِهِ. الشَّدائدَ، ومهَرَ في الفِقهِ فَقط مهارة تامَّة، وصنَّفَ تصانيفَ حسَنةً، منها بل أعظمها، مَجموعُه الفِقهيُّ المشهورُ بِلَقَبه "الجامعُ لغرائبِ الفوائِد والنُّقُولات الجَلِيلَة مِنَ الكُتُبِ الغَرِيبَة"، ومنها "مناسِكُ الحَجِّ" وغَيرهما، وله جواباتٌ عن مسائِلَ فقهيَّةٍ مُسدَّدة، وكتبَ كثيرًا، وخطُّه ردِيءٌ، وتوفِّي سَنة خمسٍ وعشرينَ ومِئة وألف. انتهى.
وذكره ابنُ بِشر في "تاريخ نجد"
(2)
، وقال: هو الشَّيخُ الفَقيهُ المشهورُ، أخذَ الفِقهَ عن الشَّيخ عبد الله بن محمد بنِ ذَهْلَان، وذكرَ أنه رحلَ إليه للقِراءة خمسَ مرَّاتٍ، بحضُورِ رجالٍ منهُم عبدُ الرَّحمن بن بليهد، وابنُ رَبيعةَ، وكانَ أكثر نَقلِهِ في مجموعِهِ عن شَيخهِ المَذكور، وأخذَ عنه ابنُه إبراهيمُ، وغيرُه. وكانَ فقيهًا، وله دِرايةٌ، جمعَ كتابًا في الفِقه من فتاوى أهلِ زمانِهِ وغَيرِهم. وحصَّل كُتُبًا كثيرة بخطِّه، وتوفِّي لِستٍّ خَلَوْنَ من جُمادى الأوَّل، سَنَةَ أربعٍ وعِشرينَ ومِئة وألف. انتهى.
وله تعليق على "الإقناع".
2681 - (ت 1126 هـ): الشَّيخُ محمد بنُ عبد الوهُّاب بنِ عبد الله بنِ عبد الوَّهاب، النَّجديُّ، الحَنبلي
.
(1)
السحب الوابلة: 1/ 252.
(2)
تاريخ نجد: 1/ 181.
ذكره العلَّامةُ ابنُ بِشر في "تاريخ نجد"
(1)
، وقالَ: هو العالِمُ الفاضِلُ المُحقِّقُ. تُوفِّي بِسَبَبِ مَرضٍ وقَعَ في العارِض، سَنَة سِتٍّ وعِشرينَ ومئة وألف. انتهى.
2682 - (ت 1126 هـ): محمدُ بن عليِّ بن عيد، النَّجديُّ، الحَنبليُّ
.
ذكره ابنُ بِشر في "تاريخ نَجد"
(2)
، وقال: هو العالِمُ العلَّامةُ الفاضِلُ. تُوفِّي بسَببِ مَرضٍ وقعَ في العارِض، سَنَةَ سِتٍّ وعِشرينَ ومئة وألف. انتهى.
وذكره الفَاخِريُّ في "تاريخه"، وأرَّخ وفاتَه كما هنا.
2683 - (ت 1126 هـ): سُليمانُ بنُ موسَى بنِ سُلَيمان، الباهِلِيُّ، النَّجديُّ، الحَنبليُّ
.
ذكره ابنُ بِشر في "تاريخ نجد"
(3)
، وقالَ: هو الشَّيخُ الفاضِلُ، تُوفِّي بسببِ مَرضٍ وَقَع في العارِض، سنةَ سِتٍّ وعِشرينَ ومئة وألف. انتهى.
وذكره الفاخِريُّ في "تاريخه". وأرَّخَ وفاتَه كما هنا.
2684 - (ت 1126 هـ): أبو المَواهِب عَبد الباقِي بن عَبد الباقِي بن عبدِ القادرِ بن عَبد الباقي، البَعْلِيُّ الأصل، الدِّمشقيُّ، الحَنبلي
.
ذكره المُرادي في "سِلك الدُّرر"
(4)
، وقال: هو مُفتي الحنابِلَة بدمشقَ، القطبُ الرَّبانيُّ، والهَيكلُ الصَّمدانيُّ، الإمامُ العلَّامةُ، الفقيهُ. الكامِلُ المُسنِد، الحُجَّة، المحدِّثُ الفاضِلُ، الوليُّ الخاشِعُ، التَّقيُّ النَّاسِكُ، شَيخُ القُرَّاءِ والمُحدِّثينَ، فريد العَصِر، أوحدُ الدَّهرِ. كانَ إمامًا جَليلًا، عالمًا عامِلًا، وَرِعًا زاهِدًا، صالحًا عابدًا، آيةً من آياتِ الله. وتقدَّمت ترجمةُ أبيه وابنِهِ الحَنبلِيَّيْنِ.
وُلدَ بدمشقَ، في رجَب، سَنَة أربعٍ وأربعين وألف، ونشأ في كَنَفِ والدِهِ،
(1)
تاريخ نجد: 1/ 185.
(2)
تاريخ نجد: 1/ 185.
(3)
تاريخ نجد: 1/ 185.
(4)
سِلك الدرر: 1/ 67.
وقرأ القُرآنَ العظيمَ وحَفِظَه وجَوَّده على والدِهِ، وقرأ عليه الشَّاطِبيَّة، مع مُطالعةِ شُروحِها، وأخذَ العلمَ عن جماعةٍ كَثيرينَ من دمشقَ، ومِصْر، والحَرَمين، وأفرد لهم ثَبتًا ذكر تراجمَهم فيه، فمن عُلماءِ دمشقَ النَّجمُ الغَزِّي العَامِريُّ، حَضَرَ دُروسَه في "صَحيح البخاري"، في بقعو الحَديث، في الأشهُر الثلاثة مُدَّةً مَديدَة، وقرأ عليه "ألفيَّة المُصطَلح"، وأجازه إجازةً خاصَّةً، وحَضَرَ دُروسَهُ في المدرسةِ الشَّامِيَّة، في "شرح جمَع الجوامع" في الأصُول، ومنهُم الشَّيخ محمدُ الخبَّاز المعروف بالبطنيني، والشَّيخُ إبراهيم الفتَّال، والشَّيخُ إسماعيلُ النَّابُلُسيُّ والد الأستاذ عَبد الغَني النَّابُلُسي. والشَّيخُ زينُ العابِدينَ الغَزِّي العامِرِيُّ، قرأ عليه في الفرائِض والحِساب، والمُلَّا محمود الكُرْدِيُّ نزيلُ دمشقَ، والشَّيخُ العارِفُ أيُّوبُ الخَلْوَتِيُّ، والشَّيخُ رمضانُ العَكَّاري الحَنفي، والشَّيخ محمد نجمُ الدِّين الفَرَضِيُّ، والشَّيخُ محمد الأُسْطُواني، والعلَّامة السيدُ محمد بنُ كمال الدِّين بن حَمزة الحُسَيني، والشَّيخُ محمد المَحاسِنِيُّ، ومحمد بنُ أحمد بن عبد الهادي، ورمضانُ بنُ موسَى العُطَيْفِيُّ، ورجبُ بنُ حُسَين الحَمَويُّ المَيدانيُّ، وعليُّ بنُ إبراهيمَ القَبَرْدِيُّ. وأجازَه الشَّيخُ محمد بنُ سُليمان المَغرِبيُّ، وأخذَ عن الشيخِ عيسى بنِ الجَعْفَرِيُّ نزيلِ المَدينةِ، والشَّيخِ أحمد الشَّاشِي المَدْني، والشَّيخِ محمد بن عَلَّان البَكْرِي، وإبراهيم بن حسَن الكُورانِي، وغَيرِهم. وارتحلَ إلى مصرَ، سنةَ اثنتينِ وسَبعينَ وألف، وفيه نَظر، وأخذَ فيها عن جماعةٍ، منهم: الشمَّسُ محمدُ البابليُّ، والشَّيخُ عليُّ الشَّبرامَلَّسِيُّ، والشَّيخُ سُلطانُ المِزَاحِيُّ، والشَّيخُ عَبد السَّلام اللَّقَّانِيُّ، ومحمدُ بنُ قاسِم البقريُّ. ومحمدُ بن أحمد البُهُوتي، وغيرُهم. وماتَ أبوه في غَيبتِهِ بمصرَ فعادَ إلى دمشقَ، وجلسَ للتَّدريسِ مكانَ والدِهِ في مِحرابِ الشَّافعيَّة بينَ العِشاءَين وبكرةَ النَّهار لإقراءِ الدُّروسِ الخاصَّة، فقرأ بينَ العِشاءَين "الصَّحيحَيْن" و"الجَامِعَيْن الكَبير والصَّغير" للسُّيوطي، و"الشِّفاء" و"رياض الصَّالحين" للنَّوويِّ، و"تهذيب الأخلاق" لابن مِسْكَوَيه، و"إتحافُ البَرَرَة في مناقِبِ العشرة" للمُحب الطَّبريِّ، وَغَيرِها من كُتب الحَديث والوَعْظِ. وأخذَ عنه الحديثَ، والقراآتِ، والفرائضَ، والفِقهَ، ومُصطلحَ الحديث، والنَّحوَ، والمعانيَ، والبيانَ، أممٌ لا يُحصَون عدًّا، وانتَفَعَ النَّاسُ به طبقةً بعدَ طَبقة، وألحَق الأحفادَ بالأجدادِ، ولم يُرَ مثلُهُ جَلدًا على الطَّاعةِ، مُثابرًا
عليها. وله من التَّآليفِ: "رسالةٌ تتعلَّق بقوله تعالى: {مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ} "، ورسالة في قوله تعالى:{فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا} ، و"رسالةٌ في {تَعْمَلُونَ} " في جَميعِ القرآن بالخِطابِ والغِيبَة، و"رسالةٌ في قواعدِ القِراءَة من طريق الطَّيبةَ"، وله بعضُ كتابةٍ على "صَحيح البُخاري" بنَى بها على كتابَةٍ لوالدِهِ عليه، لم تَكمُل، وغيرُ ذلك من التَّحريراتِ المُفيدةِ. وكانَ يُستقى به الغَيث حتَّى استُقِيَ به في سَنةِ ثمانٍ ومئة وألفٍ، فكانَ النَّاسُ قد قَحِطُوا من المَطَر، فصامُوا ثلاثةَ أيَّامِ، وخرجُوا في اليومِ الرَّابعِ إلى المُصَلَّى صيامًا، فتقدَّمَ المُترجَم، وصَلَّى بالنَّاس إمامًا بعدَ طُلوعِ الشَّمسِ، ثُم نُصِبَ له كُرسيٌّ في وَسَطِ المُصلَّى فَرَقى عليه وخَطَبَ خُطبةَ الاسْتِسقاءِ، وشرعَ في الدُّعاءِ، وارتفعَ الضَّجيجُ والابتهالُ إلى الله تعالى، وكَثُر البكاءُ من الخَلقِ، وكانَ الفلَّاحُونَ قد أَحضرُوا جانبًا كبيرًا من البَقَر والغَنم والمَعز، وأمسكَ المُترجَمُ بلحيَتهِ وبكَى، وقال: إلهي لا تفضَح هذهِ الشَّيبة بينَ عِبادِك، فما نزلَ حتَّى خرجَ من جهةِ المَغربِ سَحابٌ أسود، بعد أن كانت الشَّمسُ نقيَّةً من أوَّل الشِّتاءِ لم يُرَ في السَّماءِ غَيمٌ، ولم يَنزِلْ إلى الأرضِ قَطْرةُ ماء، ثم تفرَّق النَّاسُ فرجَعُوا، فلمَّا أذَّن المَغرِب تلك اللَّيلَة انفتَحَتْ السَّماءُ بماءٍ مُنهَمِرٍ، ودامَ المطرُ ثلاثةَ أيَّام بليالِيها، غزيرًا كثيرًا، وفرَّجَ اللهُ بذلك الكُربةَ عن عِبادِهِ.
وله كراماتٌ كَثيرةٌ، وصَدقاتٌ على طَلبةِ العِلم وأهلِ الصَّلاح، وكَسْبُه من الحَلالِ الصِّرْفِ في التَّجارَة والعُقود الصَّحيحة، وأُصيبَ بولَدِهِ عبدِ الجَليل المُتقدِّم فصبرَ واحتسَب، ثم بولَدِهِ الشيخ مُصطفى، وكان شابًّا فصَبر واحتَسَبَ كذلك، ولم يزلْ على حالتِهِ الحُسنى، وطَريقَتهِ المُثلَى إلى أن اختارَ الله له الدَّارَ الباقِيَة، وكانَتْ وفاتُه عصرَ يومِ الأربعاء، التَّاسع والعِشرين من شوَّال، سَنةَ ستٍّ وعشرين ومئة وألف. ودُفنَ بتُربَة مرج الدَّحداح. انتهى.
قلتُ: ما ذكَرهُ من نُزولِ المطَر بعدَ الاستغاثَة المذكُورَةِ، ليس فيه دليلٌ على أنَّ المطرَ نزلَ بسببِ دُعائه، فضلًا عن جوازِ الاستسقاء به فإنَّه يجوزُ أن يكونَ نزولُ المطِرِ بسَببِ قَبُولِ دَعوةِ غَيرهِ، أو رَحمةِ البهائِم، أو غيرِ ذلك. والاستسقاءُ به أو بغَيرِهِ لا يجُوز البتَّة، إلّا إذا كانَ الاستِسقاءُ بمعَنَى طلَبِ
الدُّعاء، فهذا جائِز.
وقد ذَكر المُترجَمَ رحمه الله غيرُ واحِد، وأَثنَوا عليه، منهم الجَبَرتي في "تاريخه"، وابنُ الشَّطيِّ في "مختصره"
(1)
، وابنُ حُميد النَّجدي في "السُّحب"
(2)
، وذكره إسماعيلُ باشا في "هديَّة العارِفين"
(3)
، وذكرَ أنَّ اسمَه محمد، وقال: يُعرَفُ بابنِ بَدر المُفتي. وذكر له ما تقدَّم من التآليف وزاد عليها، "جِنَان الجِنَاس".
2685 - (ت 1135 هـ): عبدُ القادر بنُ عمر بنِ عَبد القادِر بن عُمر بنِ أبي تَغلِب بن سَالِمِ التَّغلِبِيُّ، الشَّيبانيُّ، الدِّمشقيُّ، الحَنبليُّ الصُّوفي
.
ذكره ابنُ الشَّطِّي في "مختصره"
(4)
وقال: هو الشَّيخُ العالمُ، الفقيهُ الفَرضيُّ، الصَّالح، العابدُ، النَّاسِكُ، أبو التُّقى. ولدَ بدمشقَ، سنةَ اثنتينِ وخمسينَ وألف، وقرأ القُرآنَ العظيمَ في صِغِرَه، ولزمَ الشَّيخَ عبد الباقِي الحَنبلي، وولَده الشَّيخَ أبا المواهِب، وقرأ عَليهما كُتبًا كثيرةً في عِدَّةِ فُنون، وأعاد للثَّاني درسَه بينَ العِشاءَين، من ابتداءِ سَنةِ ثلاث وسَبعينَ وألف، إلى أن توفي، ولازَمَ الشَّيخَ محمد البلباني، فقرأ عليه الفِقَه والفَرائضَ والحسابَ، وأجازَه بمَروَّياته، وحضَر دروسَ الشَّيخِ محمد بن يَحيى الخبَّاز البطنيني الشَّافِعي، واجتمعَ بالمُحقِّقِ الشَّيخ إِبراهيمَ الكُورَاني المَدِنيِّ في إحدى حَجَّاتِهِ، سنةَ أربعٍ وتِسعينَ وألف، وأجازَه، وقرأ على الشَّيخ عُثمان القطَّان، والشَّيخ سُعودي الغَزِّي، والشَّيخ مَنصور الفَرضي، والشيخ محمد الكُتبِي، والشَّيخ إبراهيم الفتَّال، ومحمد بن أحمد العُمَري بن عبد الهادِي، والشَّيخ أحمد النَّخلي، وغيرهم منَ الأجلَّاء الَّذين يَجمَعُهُم ثبته. وكانَ يُرزَقُ من عمل يده في تَجليدِ الكُتُب، ومن مُلكٍ له في قَريةِ دُوما، وباركَ الله له في رِزقه، فحجَّ أربع
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 120.
(2)
السحب الوابلة: 1/ 333.
(3)
هدية العارفين: 2/ 312.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 132.
مرَّات، وكانَ يُلازِمُ الدَّرسَ لإقراءِ العُلوم بالجامِع الأُمَويِّ بُكرةَ النَّهار، وبعدَ وفاةِ شَيخه أبي المَواهِب بين العِشاءَين بالجامِع الأُمويِّ أيضًا. وأخذَ عنه خَلقٌ لا يُحصَونَ، وانتَفَعُوا به. وكانَ دَيِّنًا صالحًا، عابدًا خاشِعًا، ناسِكًا، مَصُونَ اللِّسانِ، مُنوِّرًا، بشوشَ الوَجه، تعتقدُه الخاصَّة والعامَّة، ويتبرَّكُونَ به، ويكتُبُ التَّمائِمَ للمَرضى والمُصَابين فَينفَعهُم الله بذلك، ولا يُخالط الحُكَّامَ ولا يدخلُ عَلَيهِم. وصنَّف شرحًا على "دليل الطَّالب" وسمَّاه "نيل المآرِب بشرِح دَليل الطَّالب". وكانَتْ وفاتُه ليلةَ الثُّلاثَاء، الثامِن عشرَ من ربيعِ الآخِر، سَنةَ خمس وثَلاثينَ ومئة وألف، ودُفِنَ تحتَ رِجْلَي والِدِهِ بمقبرَة مَرج الدَّحداح. انتهى.
وذكره المُراديُّ في "سِلك الدُّرر"
(1)
، وصَاحب "السُّحب الوابِلَة"
(2)
، والبَدراني في "المَدخل"
(3)
، وقال: إنَّ شرحه على "الدَّليل" مَطبوعٌ ومُتداوَل، لكنه غيرُ مُحرَّر، وليس بوافٍ بمقصودِ المَتن.
2686 - (ت 1135 هـ): الشَّيخُ محمد بنُ عَبد الله، أبو عبد الوهَّاب بن فَيروز، التَّميميُّ، النَجِديُّ، الأحسَائي، الحَنبلِيِ، القاضِي
.
ذكره صاحب "السّحب الوابِلَة"
(4)
. وقالَ: كانَ من أهلِ العِلم والفَضل. ذكرَهُ حفيده الشَّيخُ محمد بنُ عَبد الله في إجازته لكمالِ الدِّين الغَزِّي، وأنه أخذَ عن مشايخ نجدٍ، منهم الشَّيخُ سَيفُ بنُ عزاز. انتهى.
وذكره عبدُ العَزيز بنُ رشيد بن بداح في "تاريخ الكُوَيت"، وقال: كانَ عالمًا فقيهًا، ووَليَ القضاءَ ببلَد الكُوَيت. وتوفَّي سنةَ خَمسِ وثلاثينَ ومئة وألف. انتهى.
2687 - (ت 1137 هـ): عبد الباقي بن أحمد الموصلي
.
ولد بالموصل سنة ثلاث وتسعين وألف، ومات بها سنة سبع وثلاثين ومئة
(1)
سلك الدرر: 3/ 58.
(2)
السحب الوابلة: 2/ 563.
(3)
المدخل: 442.
(4)
السحب الوابلة: 2/ 653.
وألف، فاضل اشتغل بالتجارة، ثم أقبل على العلم، له كتب وتعليقات منها: منظومة في النحو، ذكره الزركلي
(1)
نقلًا عن ذيل طبقات
…
2688 - (ت 1141 هـ): مُصطفى بنُ عليِّ، المعروفُ بابنِ مَيَّاس، البَعْلِيُّ، الدِّمشقي، الحَنبليُّ
.
ذكره المُرادي في "سِلك الدُّرر"
(2)
، وقالَ: هو الشَّيخ الإمامُ، الفَقيهُ، النَحويُّ، النَّاسِكُ الوَرعُ. أخذَ الفِقهَ عن الشَّيخُ محمد بن بَلْبَان الصَالحي الدِّمشقي، وقرأ في بعضِ العُلومِ على الشَّيخِ محمد علاءِ الدَّين الحَصْكَفِيِّ مُفتي الحَنفيَّة بدِمشقَ وغيرِها. وصارَتْ لهُ بعضُ وظائِف بدمشقَ، منها خطَابةُ جامع التوبة في مَحلَّة العُقَيْبَة، وكانَتْ وفاتُه في أواخِر سَنةِ إحدى وأربعينَ ومئة وألف ودُفِنَ بتُربة مَرج الدَّحداح. انتهى.
2689 - (ت 1141 هـ): الشَّيخُ سُليمانُ بن عليِّ بن مُشَرَّف
.
توفِّي سنةَ إحدى وأربعينَ ومئة وألف
(3)
، كذا وجدتُه بخطَّ سُليمان بن حَمدان.
2690 - (ت 1148 هـ): محمدُ بن عَبد الجَليل بن أبي المَواهِب بن عَبد الباقِي، البَعْلِيُّ الأصل، الدِّمشقيُّ، المعروفُ بالمَوَاهِبي، الحَنبليّ
.
تقدَّم ذكرُ والدِهِ وجدِّه، ووالدِ جدِّه. أمَّا المُترجَم فذكَرهُ المُرادي في "سِلك الدرر"
(4)
وقالَ: كانَ عالِمًا فاضلًا، بارعًا، مُفتيًا للحنابِلَة بدمشقَ بعد جَدِّه أبي المَواهِب. وكانتَ ولادَتُه في سَنةِ إحدى ومئة وألف، ونشأ في كَنَفِ والدِهِ وجَدِّه، وأخذَ الفِقَه والحَديث وَالفرائض عَنهُما، وقرأ في عُلومِ العربيَّة كالنَّحوِ والصَّرفِ، والمَعَاني، والبَيانِ، والبَديعِ، على والدِهِ، وقرأ في الفرائِض على
(1)
الأعلام: 3/ 271.
(2)
سلك الدرر: 4/ 190.
(3)
لعل المراد: إبراهيم بن سليمان بن علي بن مشرَّف. انظر: "السحب الوابلة": 1/ 31، 2/ 413.
(4)
سلك الدرر: 4/ 61.
تلميذ جَدِّه الشَّيخ عبدِ القادرِ التَّغلِبيِّ، وأجازَ له الأُستاذُ الشيخُ عَبدُ الغنيِّ النَّابُلُسِي، والشَّيخُ إلياس الكُرْدِي نزيلُ دمشقَ، وغيرُهما. وبرَعَ وفضَلَ، وصارَتْ فيه البَركَة التَّامَّة، وجلسَ للتدريس بالجامعِ الأُمويِّ، وقرأ عليه جَماعةٌ من الحَنابِلَة وغيرهم، وانتفعوا به. وكانَ ديِّنًا متواضِعًا مُواظِبًا على حُضورِ الجَماعاتِ، والسَّعي إلى أماكنِ القُرُبات، وكانَتْ وفاتُه في أوائل ذي الحجة، سنةَ ثمانٍ وأربعينَ ومئة وألف، ودُفِنَ بتُربة سَلَفه بمَرج الدَّحداح. انتهى.
2691 - (ت 1153 هـ): محمدُ بن عيسى بن مَحمود بن محمد بن كِنَان، الحَنبلي، الصَّالحي، الدِّمشقي، الخلوتي
.
ذكره المُرادي في "سلك الدرر"
(1)
، وقال: هو أحدُ العُلماءِ الأتقياءِ، الصُّلحاءِ العامِلين. وُلِدَ سنةَ أربعٍ وسَبعين وألف، ونشأ في كَنفِ والدِهِ، وأخذَ عنه الطَريقَ، وأخذَ على جماعةٍ كالشَّيخِ خَليل الموْصِليِّ، قرأ عليه حِصَّةً من "جَمع الجَوامع" في الأصول، و"الرِّسالة الأندلسيَّة" في العَروض، وغيرِهِ مِنَ الأجِلَّاء، وحَجَّ إلى بيتِ الله الحَرام، واجتمعَ في المَدينةِ المُنوَّرة بالأستاذِ الشَّيخِ إبراهيمِ بن حَسَن الكُورانِي، وأخذَ عنه الحديثَ. ولمَّا تُوفِي والدُه صارَ هُو مكانَه شيخًا، واستقامَ إلى أن ماتَ، ولازمَ الأذكارَ، وألَّف مُؤلَّفات منها "التَّاريخ" الَّذي جمعَه في الحَوادث اليومية، وقد طَالعتُهُ واستفدتُ منه وَفَيات، وبعضَ أشياء لَزِمَتْنِي لتاريخي هذا، وهو تاريخٌ يشتَمِل على الحوادثِ الصَّادِرةِ في الأيَّام مع إيرادِ وَفياتِ ومُناسباتٍ وفوائدَ، وورد يومًا بينَه وبينَ الوالدِ مذاكرة في المُعَمَّيات، فذكَر أنَّه يَستخرجُ اسمَ "هُود" من قولِهِ تعالى:{مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} ، واسم "شِهاب" من قوله:{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} .
وكانَتْ وفاتُه في سَنةِ ثلاثٍ وخَمسينَ ومئة وألف، ودُفِنَ بسَفحْ قاسِيُون بالصَّالحيَّة، وتولَّى بعدَه المشيخةَ ولدُه الفاضِلُ الشَّيخُ محمدُ سعيد. انتهى.
وذكره صاحِبُ "السُّحُب"
(2)
، وذكرَ له من المُصَنَّفات "التَّاريخ" الآنف
(1)
سلك الدرر: 4/ 85.
(2)
السحب الوابلة: 3/ 1027.
الذَّكر، وقال: إنَّه أرَّخ به ثلاثًا وعشرينَ سَنة، و"حدائق الياسَمين في أخلاق المُلوك والخُلفاء"، و"الاكتفاء في مُصطَلح المُلوك والخُلَفاء"، و"المواكِب الإسلاميَّة في وصف الشَّام"، و"تاريخ معاهدِ العلم في دمشقَ"، و"مُختصر حياةِ الحَيوان"، و"تلخيص كتاب الملاحة" وأرَّخ ولادَته ووفاته وترجَمته مثلَ ما تقدَّم عن المُرادي.
وذكره في "هديَّة العارِفين"
(1)
وذكر له من المصنفات غيرَ ما تقدَّم "الإلمام فيما يتعلَّقُ بالحَيوان من الأحكام"، "الأنوار المُنبهجة على مَنظومة المُنفَرِجَة"، "التَّنبيه على غَلطِ الجاهِل والنَّبيه"، "البيان والصَّراحة بتَلخيصِ الملاحة"، قلت: هو مُختصر المِلاحَة المتقدِّم، رسالة "الأشباه برفع الاشتباه"، "الرِّسالة المُشْتَمِلَة على أنواعِ البَديع في البَسملَة"، "زهر البان في نُعوتِ الحَيَوان"، قلتَ: لعلَّه مُختصر حَياة الحَيَوان المُتقدَّم، "الزُّهور البَهِيَّة في شَرح الرِّسالَة الأُصولِيَّة الفقهيَّة"، "زَين البَساتِين في ذِكر قوانينِ الخُلفاء والسَّلاطين"، وكتاب "زهر الرَّبيع في عِلم المَعانِي والبَيانِ والبَديع"، "كتاب الأخلاق"، "نُزهةُ النُّفوس وبُغية العِلم وروضة العَروس"، وغير ذلك.
2692 - (ت 1153 هـ): عَبدُ الوهَّاب بن سُليمان بن عَلي بن مُشَرَّف، التَّميميُّ، النجديُّ، الحَنبليُّ
.
ذكرهُ صاحب "السُّحب الوابِلَة"
(2)
، وقال: هُو ابنُ مُشَرَّف. بِوَزنِ مُحمَّد ..
قرأ على أبيه صاحِب "المَنسك" المَشهور في الفِقه، وقرأ على غَيرِهِ، وحصَّل وتفقَّه، وكتبَ على بعضِ المَسائل الفقهيَّة كتابة حَسَنة، وهُو والدُ الشيخ محمد صاحِب الدَّعوة، لكن بينَهُما تَبايُنٌ. وتوفَّي سنَةَ ثلاثٍ وخَمسينَ ومئة وألف. انتهى.
وذكره ابنُ بشر في "تاريخ نجد"
(3)
، وقال: هو القاضِي في بلدِ العُيَيْنة من
(1)
هدية العارفين: 2/ 325.
(2)
السحب الوابلة: 2/ 675.
(3)
تاريخ نجد: 1/ 8.
عَبدِ الله بنِ محمد بن حمد بن عَبد الله بن مَعمر المَشهُور، ثم انتقلَ منها في سَنةِ تسعٍ وثلاثينَ ومئة وألف، بعدَما ماتَ عبدُ الله بن مَعمر في الوَباءِ المَشهورِ، الَّذي وقعَ في العُيَيْنة وأفناها، وسَكَن حريملا، وتولَّى القضاءَ بها، وذلك في أوَّلِ القرنِ الثَّاني عَشَر، ولهُ معرفةٌ في الفِقه وغَيرِهِ، ورأيتُ له سُؤالات وجَوابات. توفِّي سنةَ ثَلاثٍ وخَمسينَ ومئة وألف. انتهى.
وذكره محمُود شُكري الألوسي في "تاريخ نجد" وقال: كانَ عالِمًا فقيهًا، على مَذهب الإمامِ أحمد، وكانَ قاضيًا في بلدِ العُيَنْيَة، ثم في بلدِ حريملا وذلك في أوَّلِ القَرنِ الثَّاني عشَر، ولَهُ معرفةٌ تامَّة في الحَديثِ والفِقه. وغَيرِهما، وله أسئِلةٌ وأجوبة.
قلت: قولُ صاحب "السُّحب الوابِلَة": لكن بينَهُما تباينٌ. يريدُ بذلك الحَطَّ على الشيخِ محمد، صاحِب الدَّعوة المُباركَةِ ابنِ المُترجَم وتنقُّصَه، ولكن فضلَ الشَّيخ محمد لا يُنكِرهُ إلا مُكابِر مثلُ صاحب "السُّحب" الَّذي لا يرضَى عن الشَّيخ وأتباعِهِ بالتزامِهِم اتَّباعَ السُّنَّة. وقمعَ البِدعَة، فلقَد صدقَ بقولهِ: بينَهما تبايُنٌ، لكن تباينٌ بعكسِ ما يُريده هُو فاعلَم ذلك.
2693 - (ت 1153 هـ): مُصطفى بنُ عَبد الحقَّ النَّابُلُسي، اللَّبَدي، ثم الدِّمشقي، الحَنبلي
.
ذكره المُرادي
(1)
، وقال: هُو الشَّيخُ العالِمُ، البارعُ، الفَرضِيُّ الحَيْسُوب، الإمامُ المتفوِّقُ العُمدة، عزُّ الدِّين، كانَ من أجلِّ أهلِ عَصرِهِ في الفِقهِ وأصُوله، له الباعُ الطَّويلُ في عِلْمَي الفرائض والحساب، قدمَ من بلدِهِ كَفْر اللَّبَد في جَبَل نابُلُس إلى دمشقَ، سنةَ إحدى عشرةَ ومئة وألف، وسكَن المدرسةَ المَرداوِيَّة، وطلبَ العِلمَ، ولازمَ أوحدَ عَصرِه الشَّيخَ أبا المَواهِب بن عَبد الباقِي الحَنبليَّ، مُفتي الحنابِلَة بدمشقَ، وأخذ عَنه الفِقهَ والحديثَ أيضًا، وأخذ عن تلميذِهِ أبي التقى عَبدِ القادرِ بن عُمَر التَّغلِبيِّ، فقرأ عليهما كُتبًا عديدةً في الفِقه "كدليل
(1)
سِلك الدرر: 4/ 184.
الطَّالب"، و"المُنتهى"، و"الإقناع"، وعدَّة كتب في الفَرائضِ والحسابِ، منها: "شَرحُ الرَّحبيَّة"، و"شَرحُ اللُّمَع"، و"شَرحُ النُّزهة"، و"شَرح الفُصول" لشيخ الإسلام زكريَّا، و"شرح التَّرتيب" للجَمالِ عبد الله الشنشوري، وقرأ على الفاضِل محمدِ حَفيدِ الشَّيخ أبي المَواهِب المُقدَّم ذكرُه، لمَّا جلسَ في مكانِ جدِّه في الجامعِ الأُمويِّ بينَ العِشاءَين، وأعادَ له الدَّرس إلى أن توفَّي، وأجاز له جميع شيوخه وأخذ أيضًا عن الشهاب أحمد بن عبد الكريم الغزي العامري، وأجازَ له الأسُتاذُ العارِفُ مُصطفى بنُ كمالِ الدِّين البَكْريُّ الصديقي، سَنةَ سَبعٍ وأربعينَ ومئة وألف. انتهى.
وذكره الغَزِّي
(1)
، وقالَ: ترجَمه الجدُّ الشَّمسُ محمدُ بن عَبد الرَّحمن الغَزِّي بترجَمةٍ حَسنَة، وقالَ في حقِّه: كانَ بارعًا في الفِقه، كثيرَ الاستحضارِ لفُروعه، ماهِرًا في الفرائِض والحِسابِ، حتَّى كانَ ينفردُ بهذينِ الفَنَّيْن بدمشقَ، وكانَ ديَّنًا صالحًا، وَرِعًا مُتواضعًا، ومناقِبُه جَمَّة، وكان بيني وبَينهُ محبَّة في الله. انتهى.
قلت: ودرَّسَ صاحبُ التَّرجَمة بعدَ وفاةِ مَشايخه في الجامعِ الأُمويِّ، وأقبلَتْ عليه الطَّلَبة، وانتَفَعُوا به، وصارَ إليه المَرجِعُ في عَمل الشَّجرات، وكذا المُناسَخات، وكانت وفاته كما قال الجَدُّ المذكُور وفي غُرَّةِ رَمضان، سَنةَ ثلاثٍ وخَمسينَ ومئة وألف، وصُلِّي عَليه بالجامِع المَذكور، ودُفِنَ بمَرج الدَّحداح. انتهى.
2694 - (ت 1155 هـ): القاضِي أسعَد بن عَبد الحافِظ بن إبراهيم، الوَفَائِي، الدِّمشقي، الحَنبليُّ
.
ذكره المُرَادي
(2)
، وقالَ: هو قاضِي الحَنابِلَة بدمشقَ، الشيخُ الفَقيهُ الفاضِلُ الكاملُ، حافِظُ الدِّين. كانَ قاضيًا مَرجِعًا في الأَحكامِ الشَّرعيَّة المُوافِقَة لمذهَبِهِ،
(1)
النعت الأكمل: 277.
(2)
سِلكُ الدرر: 1/ 254.
مُستقيمًا على حَالتِهِ، إلى أن ماتَ، وكانَتْ وفاتُه سَنةَ خَمسٍ وخَمسينَ ومئة وألف. انتهى.
2695 - (ت 1155 هـ): عليُّ بن عَبد الجَليل بن إبراهيم، الدِّمشقي، الصَّالِحيُّ، الشَّهيرُ بالبَرادِعيِّ، الحَنبليُّ
.
ذكره المُرادي في "سِلك الدُّرر"
(1)
وقالَ: هو العالِمُ الإمامُ، النُّخبة النِّحرير، العُمدَة، الواعِظُ الهُمام، الأوحَد، أبو الحَسَن، نورُ الدِّين. وُلدَ بصَالِحيَّةِ دِمشقَ، ونشأ بها، وتلا القُرآنَ العَظيمَ، ثم طلبَ العِلمَ، فأخذَ عن مشايخَ كثيرينَ، كالشَّيخِ أبي المَواهِب الحَنبليَّ، وتلميذِهِ الشَّيخِ عَبد القادِرِ التَّغلِبيَّ، والشَّيخ محمد الكابُلِيِّ، والعارفِ الشَّيخ عَبد الغَني النَّابُلُسِي، ولازمه، وحضرَ دروسَه في "تَفسير القاضِي البَيضَاوِي"، وقرأ على السَّيِّد إبراهيمَ بنِ محمد بنِ حَمزة في الحديثِ والمَعقولات، وانتَفَعَ به كثيرًا، وأخذ عن المُلَّا إلياس الكُوراني، والشَّيخِ إسماعيل اليازَجيِّ، ونَبُلَ وفضَلَ، وتقدَّمَ على أقرانِهِ بالعِلم والعَمل، ودرَّس في العُمَريَّة وفي دارِهِ، وأقرأ الحَديث في الجامِع الجَديد بصالِحيَّة دمشقَ، وكانَ له مجلسُ وَعظٍ تحتَ القُبَّة عندَ باب المَقصُورَة بعدَ صَلاةِ الجُمعة، لا يتركُه صَيفًا ولا شتاءً. ووَليَ خَطابةَ جامعِ سنان باشا، وإمامةَ المَدرسةِ العُمريَّة، وكانَ يَجتمعُ على وعظِه الخَلقُ الكَثيرُ من النَّاس، وسَمِعَهُ غالبُ مَنْ في الجامعِ، وكانَ إذا قرأ العِبارةَ يَحفظُها من مرَّةٍ واحدة، ولا تَغيبُ عَنه لِشدَّةِ حِفظِه، ولمَّا توفي شَيخُهُ الأستاذُ الشَّيخُ عَبدُ الغَني النَّابُلُسي، تولَّى غسلَه بِيَدِهِ وكَفَّنه وآواهُ التُّرابَ بوصيَّةٍ من الأُستاذِ بذلك، وبالجُملَة فقد كانَ المُترجَمُ من أعيانِ العُلماء، وخاتِمةِ الوُعَّاظ بدمشقَ، ولم يزلْ على طَريقَته المُثلَى، وحالَته الحَسَنة إلى أن توفِّي في سابعَ عشرَ ذي الحجَّة، سَنةَ خَمسٍ وخَمسينَ ومئة وألف، وصُلَّي عليه في جامع السليمية، ودُفِنَ بسَفْحِ جبلِ قاسِيُون في الرَّوضَة. انتهى.
2696 - (ت 1157 هـ): عبد الرحمن الدمشقي، الحنبلي، نزيل حلب
.
(1)
سِلكُ الدرر: 3/ 203.
ذكره في "معجم المؤلفين"
(1)
نقلًا عن رحلة عبد الله السُّوَيْدي، وقال: فقيه مشارك في بعض العلوم، له مؤلفات في الفقه الحنبلي، والفرائض، والنحو، ونظم، وكان حيًا قبل سنة سبع وخمسين ومئة وألف.
2697 - (ت 1158 هـ): محمدُ بنُ رَبيعَة، العَوْسَجِيُّ، النَّجديُّ، الحَنبلي، القاضِي
.
ذكره ابنُ بِشر في "تاريخ نَجد"
(2)
، وقال: كانَ فقيهًا، وحَصَّلَ كُتُبًا كثيرةً بخطَّه، أخذَ العِلمَ عن الشَّيخِ عبد اللهِ بن محمد بن ذَهْلان، واشترَى كُتبَه بعدَ موتِهِ، وتولَّى القضاءَ في بلدِ ثادِق من بُلدانِ نَجد، وتوفَّي سنةَ ثمانٍ وخَمسينَ ومئة وألف. انتهى.
وذكره صاحِبُ "السُّحب"
(3)
وقالَ: قرأَ على مشايخ نجدٍ، منهُمُ الشَّيخ أحمدُ بنُ محمد القُصَيِّر، والشَّيخُ عَبد الله بن ذهْلَان، واشترى كُتُبَه بعدَ موتِهِ، وفيها كُتبٌ بديعة، وكتبَ بخطِّه الحسَن جُملةً، ومَهَر في الفِقه، وكانَ قاضِيَ بلدِ ثادِق. وتوفَّي سَنَة ثمانٍ وخَمسينَ ومئة وألف. انتهى.
2698 - (ت 1161 هـ): عَبدُ الكَريمِ بنُ مُحيي الدِّين بنِ سُلَيمان بن عَبد الرَّحمن بن عَبد الهادِي بنِ عَليَّ بن محمد بن زَيد الدِّمشقيُّ، الحَنبليُّ، الشَّهيرُ بالجراعي
.
ذكره الغَزِّي
(4)
، وقال: هو الشَّيخُ الصَّالحُ، البَركَةُ الفاضِلُ، الهُمامُ الكامِلُ، الأوحَدُ، عزُّ الدِّين. وُلِدَ بدمشقَ، سنةَ ثمانٍ وتِسعينَ وألف، ونشأَ بها، وطلَبَ العِلمَ، فأَخذَ الفِقهَ عن الأُستاذِ أبي المَواهِب الحَنبليِّ، وعن وَلَدِهِ الشَّيخِ عَبدِ الجَليلِ، وعَنِ الشَّيخِ عبدِ القادِرِ التَّغلِبيُّ، وأخذَ العربيَّةَ والأصلَين عن الشَّيخِ عَبدِ الجَليلِ المَذكُور، وعَنِ الشَّيخِ عُثمان القَطَّان، والشَّيخِ عَبدِ الرَّحمن السُّلَيمي
(1)
معجم المؤلفين: 5/ 136، وقد جاء مع وفيات (1057)، فنقلناه إلى هنا.
(2)
تاريخ نجد: 1/ 15.
(3)
السحب الوابلة: 2/ 915.
(4)
النعت الأكمل: 284.
المجلد، وأخذَ الحديثَ والتصُّوفَ عنِ الأُستاذِ الشَّيخِ عَبد الغَنِي النَّابُلُسي، وحضرَ دروسَ الحَديثِ تحتَ القُبَّة على الشَّيخِ يُونسَ المِصريِّ نزيلِ دمشقَ، وأخذَ الفَرائضَ والحِسابَ عن الشَّيخ محمد الخَلِيلي الدِّمشقِيِّ، وصارَتْ لَهُ المَلَكَةُ التَّامَّةُ في الفِقه، وكانَ شيخًا صالحًا، حسنَ السِّيرَة، سالمَ السَّريرَة، وكانَتْ وفاتُه بدمشقَ، سنةَ إحدى وسِتِّينَ ومئة وألف. انتهى.
2699 - (ت 1161 هـ): عبدُ الله بنُ أحمد بن محمد بنِ عُضَيب، النَّاصِريُّ، التَّميميُّ نسبًا، النَّجديُّ مَولِدًا ووطنًا، الفَقيهُ الحنبلي
.
ذكره صاحِبُ "السُّحب الوابِلَة"
(1)
، وقال: وُلدَ في قريةٍ من قُرى سُدَيْر مِن بُلدانِ نَجدٍ، ونشأ بها، وقرأَ على علَّامةِ نَجدٍ ذلك الوَقت أحمد بن محمد القُصَيِّر، وعلى غَيرِهِ، فمهرَ في الفِقه والفَرائِض مهارةً كُلَّيَّة، وشاركَ في بقيَّةِ الفُنون، لعدَمِ من يُحقِّقُها في تِلك الجِهات، فصارَ يتبع الغُرباءَ من سائر الأجناسِ، ويقرأ على من وجدَ أيَّ فنٍّ عندَه حتَّى يستفيدَه مِنه، حتَّى إنِّي رأيتُه كتبَ "شرح التَّهذيب" في المَنطِق، وكتبَ عليه هَوامشَ تدلُّ على أنَّه قرأ فيه، ولكن كانَ جُلُّ اهتمامِهِ للفِقه، ثم ارتحلَ إلى المِذْنَب من قُرى القَصِيم، فبنى بها مَسجدًا، وحَفَر فيها بِئرًا وَقَفَها، فصَادَفَ أنَّ ماءَها أعذبُ ما في البَلَد، فصارَتْ مَورِدَ أهلِ البَلَد إلى الآن. وقاسَى فقرًا وشِدَّةً، ولم يَمنَعْهُ ذلك عن التعلُّمِ والنَّسخِ، وفِعلِ الخَيرِ، ثم رَغِبَ أميرُ عُنَيْزَة وأهلُها في استِجلابِهِ إلى بلدهم، فركَبُوا إليه، وأَتَوْا به، فأوقفَ بعضُ المُحبِّين للخير بيتَهُ ليُدرِّسَ فيه الشَّيخُ، فنشرَ العِلمَ في عُنَيزَةَ، وحَثَّ النَّاسَ على التعلُّم، ورغَّبهُم فيه، وأعانَ الطَّلبةَ بمالِهِ وكُتبهِ، وما يَقدِرُ عليه، وأشارَ على كُلِّ منهُم بكتابةِ كتابٍ في الفِقه غالبًا. واشتغلَ عليه خَلقٌ من أهلِ عُنَيزَة، منهم: الشَّيخُ صالح بنُ عَبد الله الصائغُ، والشَّيخُ عبد الله بنُ أحمد بنِ إسماعيل، والشَّيخُ حميدان بن تِركيِّ، وأخوه الشَّيخُ منصورُ، والشَّيخُ محمد بنُ إبراهيم أبا الخَيل، والشَّيخُ سُلَيمانُ بنُ عَبد الله بنِ زامِل قاضِي عُنَيْزَة وخَطيبُها، والشَّيخ محمد بنُ عليِّ بن زامل
(1)
السحب الوابلة: 2/ 603.
المُسمَّى أبو شَامَة، وخَلقٌ سِواهُم، فانتفَعُوا به، وراجَ للفِقه سوقٌ نافقة، وكَثُرَت كُتُبه، وتواجد منها غَريبُها، ونفعَ اللهُ به نفعًا ظاهِرًا، واتَّفق عقيبَ وُصولِهِ إلى عُنَيْزَة أن حَدَثتْ فِتنَةٌ بينَ الأميرِ وبعضِ عَشيرَته فغضِبَ الشَّيخُ من ذلك، وقال للأمير: أجئتَ بي للفِتَن؟ وأراد الخروجَ، وما زالَ به، هو وأهل البَلَد بالتلَطُّفِ قائلينَ: كُنَّا أمواتًا فأحيانا الله بك، ونحن مُحتاجُونَ إلى عِلمكَ وتَعلِيمِك، فكيفَ تُفارِقُنا؟ فرأى أنَّ الأمر مُتعيَّن، فانتقلَ إلى قريةٍ مُتَّصِلة بها تُسمَّى الضَّبَط بالتَّحريك، فبنَى لهُ فيها مَسجدًا ودارًا، وأعانَهُ عَليها أهل القَرية، واشتَرى بها أرضًا، وصارَ يتعيَّشُ بالزِّراعةِ. مُواظِبًا على التَّدريسِ من بُكرَةِ النَّهارِ إلى ضَحوةٍ، وبعدَ الظُّهرِ إلى قريبِ العَصْرِ، وبعدَ العَصرِ، وبينَ العِشاءَين، يقرأ غالبًا إمَّا "تفسيرَ البغَوِي"، أو "ابن كَثير"، أو حديثًا، أو وَعظًا، وبعدَ العِشاءِ في لَيالي الشِّتاءِ يقرأُ درسَ فرائض، أو السِّيرَة النَّبويَّة، وكانَ لا يَضجَرُ من كَثرةِ الدُّروس، والمُباحَثَةِ، والمُذَاكَرَة، والمُراجَعَة، كثيرَ الإدمانِ على النَّسخِ، فكتبِ بخطَّه المُتوسَّطِ في الحُسْن الفائِقِ في الضَّبطِ، ما لا يُحصَى كَثرةً من كُتبِ التَّفسيرِ والحَديثِ، وكُتُبِ الفِقه الكِبَار، وغَيرِها، بحيثُ إنِّي لم أَرَ ولم أسمَع منذُ أعصارٍ من يُضاهِيه أو يقارِبُه في كَثرةِ ما كتبَ فِمِمَّا رأيتُه بعدَ تفرُّقِ كُتبه وتَشتُّتِها في البُلدانِ القَريبةِ والبَعيدة، "تفسيرَ البغويِّ" و"الإتقان"، و"القاموس" و"قواعِد ابنِ رَجب"، و"الغاية" و"شرح الإقناع"، و"متنه" و"شرح المُنتهى" للشَّيخ منصور، و"متنه" عدَّة نُسَخ، و"حاشية الإقناع"، و"حاشية المُنتهى"، وغير ذلك سِوى الرَّسائِل والمَجَاميعِ والتَّآليفِ الصِّغار، هذا الَّذي رأيتُه، وهُو قَليلٌ من كَثير، وأوَّل ما رأيتُهُ بخطِّه سَنَة ثلاثٍ وتِسعين وألف، ولعلَّ له شيئًا قبلَه، فأظُنُّ ولادَته في حُدود سَنة خَمسٍ وسَبعين وألف، وتوفَّي سَنةَ إحدى وسِتَّين ومئة وألف وله جواباتٌ سَديدةٌ، وألَّفَ رسالة في "تحريم الدُّخان". انتهى المرادُ من تَرجمةٍ حَافِلَة جدًّا، استرسلَ فيها صاحِبُ "السُّحب" كعادَتِهِ في تراجم مَنْ يَعتقِدُهم، ولقد رأيتُ الرِّسالةَ المذكُورةَ في "تحريم الدُّخان"، وهي صَغيرةٌ جِدًّا، بخَطَّ المُترجَم، وهُو خطٌّ رَديءٌ جِدًّا، بخلاف ما يقوله صاحِبُ "السُّحب": إنَّ خَطَّه مُتوسِّطٌ في الحُسن، وتسمَّى هذه الرِّسالة "الأفعى اللَّاذِعَة".
2700 - (ت 1163 هـ): حمد بن يحيى بن محمد بنِ عَبد اللَّطيفِ بن إسماعيلَ بن رميح، النَّجديُّ، الحَنبليُّ
.
ذكَرَهُ ابنُ بِشر في "تاريخ نجد"
(1)
، وقالَ: هو القاضِي العالِمُ، الفاضِلُ المُحققُ. ولِدَ بنَجْدٍ ونشأَ بها، وأخذَ عن عُلمائِها، وكان فقيهًا عالِمًا، عاملًا، مُحقِّقًا، وليَ القضاءَ في بَلَد رغبة، وتوفَّي في سَنَة ثلاثٍ وسِتَّينَ ومئة وألف. انتهى.
وذكره الفاخِريُّ في "تاريخه" بنحوه.
2701 - (ت 1163 هـ): محمدُ بنُ عَبد اللَّطيف بنِ محمد بن الإمام عَبد الباقِي، الحَنبليُّ، البَعلي الأصل، الدِّمشقي، الشَّهيرُ بإمام الرَّابِعَة
.
ذكره الغَزِّيُّ
(2)
، وقال: هُو الشَّيخُ الفاضِلُ، النَّبيلُ الذَّكيُّ، المُتفوِّقُ، مُجيرُ الدِّين. وُلدَ في دِمشقَ ونشأ بها، وأخذَ عن عَمِّ أبيه العلَّامةِ المُحدِّثِ الشَّيخِ أبي المَواهِب، وتلميذِهِ أبي التقى عبدِ القادرِ التَّغلِبيِّ، والشَّهابِ أحمد بن عَبدِ الكَريم الغَزِّي، والشَّمسِ محمدِ بن عبد الرَّحمنِ الغَزِّي، وعلَيه تخرَّجَ، وبه انتفعَ. وكانَ يكتبُ بيَدِهِ اليُسرى، ومعَ ذلكَ كانَ سريعَ الكِتابةِ وخَطُّه حَسَنٌ مَضبُوط، وأمَّ بالحنابِلَة في مِحرابِهم من الجامِعِ الأمُوِيِّ وبها اشتَهَرَ، ووَلِيَ قضاءَ الحنابلَة بدمشقَ بعد وَفاةِ القَاضِي أسعد الوَفائِي، فسارَ به على نَهْجِ الاستِقامَة، وكانَ قصيرَ القامَةِ، نحيفَ الجِسم، خَفيفَ اللِّحيةِ، مُحَبَّبًا للنَّاس، عَشورًا مَطبُوعًا، مُحِبًّا للعُلَماءِ وأهلِ الدِّين، مُتَحرِّيًا، يأكلُ الحلالَ بالكَسْبِ من الكِتَابَة، وكانَتْ وفاتُه بدمشقَ، سنةَ ثلاثٍ وسِتينَ ومئة وألف، وصُلِّي عليه في الجامِع الأُمَوِيَّ، ودُفِنَ بمَرْج الدَّحداح، ولم يعقب، وإنَّما سُمَّيَت صلاةُ الحنابلة بالرَّابعة لأنَّها تكونُ رابعةَ الصَّلواتِ الخَمسِ بالجَماعة في الجَامِعِ الأُمويِّ، ولهذا سُمِّي إمامَ الرَّابِعَة، يعني إمامَ الحنابِلَة به. انتهى.
(1)
تاريخ نجد: 1/ 24.
(2)
النعت الأكمل: 285.
2702 - (ت 1164 هـ): محمدُ بنُ عَبد الرَّحمن بن حُسَين بن مُحمد بن عَفَالِق العَفَالِقِيُّ نَسَبًا، الأحسائِيُّ بلدًا، الحَنبليُّ
.
ذكره صاحِبُ "السُّحب الوابِلَة"
(1)
، وقالَ: هو العلَّامة الفهَّامة، المُحرر الفَلكي. وُلِدَ في بلدِ الأحسَاء، وبها نشأَ، وأخذَ عن عُلمائِها القَاطِنينَ بها والوارِدينَ علَيها، وأجازُوه، ومهَر في الفِقه والأصُول والعربيَّة، وسائِرِ الفُنون، وفاقَ في علمِ الحِسابِ والهَيئة وتوابِعها، فاشتَهر بتحقيقِ علمِ الفَلك وتَدقِيقه في عصره فما بَعد، وألَّفَ فيه التصانيفَ البَديعةَ، منها:"الجَدولُ المشهور" الَّذي اختَصَرَه تلميذُه السَّيدُ عبدُ الرحمن الزَّواوِي المالِكيَّ، وعليه عَمَلُ النَّاسِ اليومَ، ومنها:"مد الشَّبك إلى صَيدِ علمِ الفَلك"، و"سُلَّم العُروج في المَنازِلِ والبُروج"، وغير ذلك، وضَبطَ هذا الفنَّ ضبطًا عَجيبًا، وجعَل له أوضاعًا غَريبةَ سهَّل فيها مأخَذَهُ، وقرَّب طريقَه، واستدركَ على من تقدَّمه أشياءَ، فصارَ مرَجعًا في هذهِ الفُنون، وعلى كُتُبهِ المُعوَّل، وأقرأَ جميعَ الفُنونِ جَمعًا من الفُضَلاء أنبلُهم الشَّيخ محمد بنُ فَيرُوز، وأخبرَ عنه بعجائب وغرائب، منها أنه قال: قالَ لي عندَ موتِهِ: في صَدرِي أربعَةَ عشَرَ عِلمًا لم أُسأَلْ عن مَسألةٍ منها قَبْلكَ، والَّذي ظهَر لي أنَّه يعني غيرَ الفِقه والعربيَّةِ والفَلكِ والحديثِ، لأنَّ هذه العلومَ قد أخذها عنه خَلق كَثير قَبلي ومَعِي. قالَ: وشرَحَ "الغايةَ" في الفِقه مُبتدئًا من كتاب البَيع، فوصَل فيه إلى الصُّلح، حقَّقَ فيه ودقَّق، وكانَ عالِمًا عامِلًا مُحقِّقًا. توفِّي في الأحساء، سَنَةَ أربعٍ وسِتَّين ومئة وألف. مُلَخَّصًا من تَرجمةٍ مُسهَبَةٍ جِدًّا.
2703 - (ت 1168 هـ): عوَّادُ بن عُبَيد الله بن عابِد، الدِّمشقي، الحَنبليُّ، الشَّهيرُ بالكوري
.
ذكره الغَزِّيُّ
(2)
وقال: هو الشَّيخُ الفَقيهُ، الواعِظُ الصَّالِحُ، النَّاسِكُ العُمدَة، القُدوَة البَركَةُ الأوحد، بقيَّةُ السَّلَف الصَّالح، أبو الفضائل. ولد بالكورة، وقَدِمَ
(1)
السحب الوابلة: 3/ 927.
(2)
النعت الأكمل: 287.
دمشقَ، وقرأ القُرآن العظيمَ، وشرعَ في طَلب العِلم، فأخذَ الفِقه والعَربيَّةَ عن الشَّيخِ الإمام أبي المَوَاهِبِ الحَنبليِّ، فقرأَ عليه كتابَ "المُنتهى" بطرفيه، و"الإقناع" وقرأ على وَلده أبي الفضل عَبدِ الجَليلِ، وعلى الإمام عَبدِ القَادِر التَّغلِبيِّ، وأجازُوا له بخُطوطِهم، وأخذَ الحديثَ عنِ الشَّهابِ أحمد بن عبدِ الكَريم الغَزِّي العَامِريِّ، والشَّمسِ محمد بنِ عليَّ الكامِلِيَّ، والمَلا إلياس بن إبراهيم الكُوراني، وغيرِهم. ونبُلَ قَدرُهُ، وغزَر فضلُه، ودرَّس في الجامعِ الأُمويِّ بعدَ وفاةِ مَشايخه، وأقبلَت عليه الطَّلبةُ، وكانَ يُقرئ في الفِقه والعربيَّة واشتهَر بالفُتوح، فصارَ يغلِبُ عليه الصَّلاحُ والتَّقوى، ووعَظَ بالجامِع المَذكُور على الكُرسِيِّ. وكانَ محلُّ وعظه وكرسيه تجاه بَيت الخَطابَة، وكانَ النَّاسُ يَزدَحِمُون على سَماع وعَظِه، ويتبرَّكُونَ بتقبيلِ يَدِهِ والانتماءِ إليه، وكانَتْ وَفاتُه بدمشقَ، سنةَ ثمانٍ وسِتِّين ومئة وأَلف. انتهى.
وذكره صاحِبُ "السُّحب الوابلَة"
(1)
، وقال: برَعَ في الفِقه والأُصولِ والفَرائِض والحِساب. قال السَّفارِيني: وكانَ فيه نهاية، وشاركَ في عُلومِ العربيَّة، أخذَ عنه جَمعٌ مِنَ الأفاضِل، منهم: الشَّيخُ السَّفاريني. انتهى.
2704 - (ت 1169 هـ): أحمد بنُ ذَهْلَان بنِ عَبد الله بنِ محمدِ بنِ ذَهْلان المقرني، المُتَّصلُ النَّسب بسيِّدنا خالدِ بنِ الوَليد رضي الله عنه، الحَنبليُّ
.
ذكره الغَزِّي
(2)
، وقال: هو الشَّيخُ الفاضِلُ، العَالِم الفَقيه، النُّخبةَ العُمدَة، الحَنبليُّ، مُفتي البِلاد النَّجديَّة، والدِّيار الأحسائِية، أبو العبَّاس، شهاب الدِّين، ولِدَ في بَلدةِ مقرن، ونشأ في حجر والدِهِ، وتلا عليه القُرآنَ العظيمَ، وأخذَ عنه الفِقهُ وغيرَه، وأخذ أيضًا عن عالمِ البِلاد النَّجديَّة ابنِ سُحَيم النَّجديِّ، وبَرعَ، وفضَلَ، وصارت فيه البَركَةُ التَّامة في الفِقه، ولم يزلْ على طَريقته المُثلى حتَّى توفِّي، وكانَ قد وَليَ القَضاءَ ببلادِ نَجد، وإفتاءها، وسارَ في ذلك سَيرًا حسنًا، وكانَتْ وفاتُه سنَة تسعٍ وسِتِّين ومئة وألف، ودُفِنَ هُناك. قال الغُزِّي: هكَذا أملى
(1)
السحب الوابلة: 2/ 801.
(2)
النعت الأكمل: 288.
عَلينا ولدُه صَاحِبُنا عَبد العَزيز من لَفظِه بدمشْق. انتهى.
2705 - (ت 1171 هـ): مِرْبَدُ بن أحمد بن عُمَر، التَمِيْمِيُّ النجديُّ، الحنبليُّ، القاضي
.
ذكره ابن بِشْر في "تاريخ نجد"
(1)
وقال: تُوُفَّي قتِيْلًا، قَتَلَهُ أمِيْر رغبة علي الجُرَيسيُّ سنةَ إحدى وسَبْعِين ومئة وأَلْف. انتهى.
وذكره صاحب "السَّيْف الهندِيُّ" وقال: وفي ذي القعْدة سَنَةَ سَبعين ومِئةٍ وأَلْفٍ وصل إلَينا العَلَّامة الفَاضل مِرْبَدُ بن أحمد بن عُمرَ التَّميْميُّ النَّجْديُّ الحريملي نسبةً إلى حريملا بلد غَرْب سدوس، أوَّل بلاد اليمامة من جِهَة الغَرْب، وكان وُصُوله إلى اليَمَن لتحقيق مَسْألةٍ جَرَتْ بينَهُ وبَيْن الشَّيخ محمد بن عَبْد الوَهَّاب في تَكْفير مَنْ دَعا الأوْليَاء، والشَّيخ محمد يُكَفَّر من فَعَل ذلك، ومَنْ شكَّ في كُفْره، ويُجَاهِدُ منْ خَالَفَهُ، والشَّيخ مِرْبَد يرى أنَّ الدُّعَاء شِرْكٌ، لا يكون الدَّاعي مُشْرِكًا، بَل هُوَ عِنْدَه مُخْطئٌ فَقَط انتهى.
قلت: الحَقُّ في جانب الشَّيْخ محمد بلا شَكٍّ، ودُعاء غَير الله شرك أكْبَر عِنْد جَمْيع المُحقِّقين، فلا يُلْتَفَتْ إلى مِثْل هؤلاء المُخالفين في ذلك.
2706 - (ت 1172 هـ): أحمد بن محمد بن عَبْدِ الجَلِيْل بن أبي المواهِبِ بن عَبْد الباقي، البَعْليُّ الأَصْل، الدِّمَشقيُّ الفَقِيهُ الحَنْبَليُّ، قاضي الحَنَابِلَة بدِمَشْق
.
ذكره الغَزِّي
(2)
وقال: هو الشَّيخ الفَاضِل الكَامل، الشَّاعِر البَارع الأوْحد، أَبو العَبَّاس، شِهَابُ الدِّين، الشَّهير بالمَوَاهِبيِّ، وُلِدَ بِدِمَشْق سنةَ أربعٍ وعِشرين ومئة وأَلف، ونشأَ في حجْر والِدِهِ، وأخذ الفِقْه عَنْه، وتَلَا القُرآن على الإمام المُقْرئ عبْد الرَّحمن بن أحمد النَّابُلُسيَّ الكُتُبِيِّ، وأجاز لهُ جَدُّ والده الشَّيخ أبو المَوَاهِبِ، والشَّمْس محمد بن علي الكَامِلِي، والبَدْر محمد بن محمد الخَلِيلي
(1)
عنوان المجد: 1/ 41.
(2)
النعت الأكمل: 289 - 291.
وغيرِهم، ولمَّا تُوُفِّي والدُهُ سنةَ ثمانٍ وأربَعِيْن ومئة وأَلْف وُجِّهتْ إليه فَتْوى الحَنابِلة، وبَقي مُفْتِيًا لهم إلى وَفاته، وله شِعْرٌ لَطِيْفٌ، أورَدَ منها الغَزِّي جُمْلةً ثم قال: وكان طوِيْل القَامةِ، جَسِيْم البَدَن، أشْقَر اللَّوْن، وكان له تَرَدُّدٌ على أعْيَان دِمَشْق ورؤسائها، وجَسَارَةٌ وإقدامٌ على الأُمُور، ومُشَارَكةٌ في العُلُوم. وكانت وَفَاتُه في العِشْرِيْن من شَعْبَان، سنةَ اثنتَيْن وسبعين ومِئةٍ وألْفٍ، وصُلَّي عَلَيْه في الجَامِعَ الأُمَويِّ، ودُفِن بتُرْبة الذَّهَبِيَّة عِنْد قُبُور أَسْلَافه. انتهى مُلَخَّصًا.
2707 - (ت 1175 هـ): عبد الله بن محمد بن عبد الوَهَّاب. أو عَبد الله. بن فَيْرُوز، التَّمِيمي النَّجديُّ، ثم الأحْسَائيُّ الحنبليُّ
.
ذكره صاحب "السُّحُب الوَابِلَة"
(1)
، وقال: وُلِدَ في الأحْسَاء، وأخَذَ عن جَمِّ غفيْرٍ من عُلماء نَجْد والأحساءِ وغيرهما، ومنهم وَالِدُه، والشَّيْخ فَوزَان بن نَصْر الله النَّجْديُّ، تلميذُ الأستاذ عَبْد القَادِرِ التَّغلِبيُّ، ثم الدِّمَشْقيُّ، ومنهم خَالُهُ الشَّيخ عَبْد الوَهَّاب بن سُلَيمان بن عليًّ صاحب "المَنْسك"، ومِنْهم عَبْد الوَهَّاب بن عَبْد الرَّحمن النَّجْديُّ، أبو تِلْمِيْذ الشَّيْخ، مُحَرِّرِ المَذْهب، مَنْصُور البُهُوتِي وغيرُهم وأجَازوه، ومَهَر في الفِقْه وأُصُوله، وأصُول الدِّين وغيرها، ودَرس وأفْتى، وأجَاب على أسئِلَةٍ عَديدةٍ بأجوبةٍ سَدِيْدةٍ، وكان دَيِّنًا صَيِّنًا، تَقِيًّا نقيًّا، ذا أوْرادٍ، وتألُّهٍ وعِبَادةٍ، تُوُفِّي سنةَ خَمْسٍ وسَبْعِين ومئةٍ وأَلْفٍ، وهو وَالد الشَّيخ محمد المَشْهُور. انتهى.
2708 - (ت 1175 هـ): عَبْد الله المُوَيْس، النَّجْديُّ الحَنبليُّ القاضيُّ
.
ذكره ابن بشر النَّجْديُّ في "تاريخ نجد"
(2)
وقال: هو الفقيه العَالمِ العَلَّامة المُحَقِّق، أخذَ العِلْم عن عُلَماء نَجْد، وتَوَلَّى القَضَاء بها في بَلَد حرمة من بُلْدانها، وكان عالمًا عاملًا. تُوُفِّي بسَبَبِ وَباءٍ حدَث في نَجْد سنةَ خمسٍ وسَبْعين ومئة وألْف. انتهى.
(1)
السحب الوابلة: 2/ 652 - 653.
(2)
عنوان المجد: 1/ 45.
وذكره الفاخريُّ في "تاريخه" بنَحْوه.
2709 - (ت 1175 هـ): حماد بن محمد بن شَبَانة، النَّجْديُّ الفَقِيْه القَاضي
.
ذكره ابن بِشْر في "تاريخ نجد"
(1)
وقال: هو الفَقِيْه العَلَّامة المَشْهُور، الذَّائع الصِّيت، المُحَقِّق المُدَقِّق، كان فقِيْهًا مُنْهمِكًا في الفِقْه خَاصَّةً، أخَذَ العِلْم عن عُلَماء نَجْد، وأَفْتَى ودَرَّس. وتُوُفي في بَلَد المَجمعة من بُلْدان نَجْد بِسَبَب الوَبَاء الحادث بها سنةَ خمسٍ وسبعين ومِئةٍ وألْف. انتهى.
وذكره الفاخريُّ في "تاريخه" بنحوه.
2710 - (ت 1175 هـ): عبد الله بن سُحَيْم، النَّجْديُّ، الحَنْبليُّ، الكَاتِبُ المَشهُور
.
ذكره ابن بِشْر في "تاريخ نجد"
(2)
وقال: كان عالمًا وكاتبًا مشهورًا، تُوُفَّي في سنةِ خَمْسٍ وسَبْعين ومئةٍ وألْفٍ بسَبَب الوَبَاء الحَادِث في نَجْد بهذه السَّنَة. انتهى.
وذكره صاحب "السُّحُب الوَابِلَة"
(3)
وقال: هو عَبْد الله بن أحْمَد بن محمد بن عَبْد الله بن سُحَيْم الكَاتب الْحَنبليُّ، كتب كُتُبًا كثيرةً منها:"مَنْظُومَة ابن عَبْد القَويَّ" في الفِقْه، مُؤَرَّخ سنةَ ثلاثٍ وسَبْعين ومئةٍ وألْفٍ، وخَطُّه حَسَن نَيَّر. انتهى.
2711 - (ت 1175 هـ): إبراهيم بن أحمد الْمَنقُور، النَجديُّ الحَنْبَليُّ، القَاضِي، الفَقِيه، ابن صاحب "المجموع
".
ذكره ابن بِشْر في "تاريخ نَجْد"
(4)
وقال: كان قاضيًا في بَلَد سُدَيْر، وتُوُفِّي
(1)
عنوان المجد: 1/ 45.
(2)
عنوان المجد: 1/ 45.
(3)
السحب الوابلة: 3/ 1148 ولم يذكر له تاريخ وفاة، وأرَّخ للكتاب سنة (1177).
(4)
عنوان المجد: 1/ 45.
سنةَ خَمْسٍ وسَبعين ومِئةٍ وألْف، انتهى.
2712 - (ت 1175 هـ): الشَّيْخ مُحَمد بن عَبَّاد، النَّجْديُّ الحنبلي
.
ذكره الفَاخِريُّ في "تاريخه" وقال: تُوُفِّي سنةَ خمسٍ وسَبْعين ومئة وأَلْفٍ بسبب الوَبَاءِ المُسَمَّى أبا دَمْغَة. انتهى.
2713 - (ت 1177 هـ): محمد بن عَبْد الله، الطَّرَابُلُسيُّ الأَصْل، البَعْليُّ المَشهُور بذلك، الدِّمْشقي الحَنْبَليُّ
.
ذكره الكَمَال الغَزِّيُّ
(1)
وقال: هو الشَّيخ الصَّالح الصُّوفيُّ أبو السَّعَادات، نظام الدِّين، وُلِدَ بِدِمَشْق سنةَ أربعٍ ومئة وألْفٍ، وقرأ القُرآنَ على الشَّريف ذِيْب الصَّالِحيِّ، وطَلَبَ العِلْم، فأخَذَ عن الأُستاذ، ولازَمَهُ المُلازَمَة التَّامَّة، وحَضرهُ في "تَفْسِيْر البَيْضَاوي" وغيره، وأجَاز له، وتُوُفَّي يَوْمَ السَّبْت، ثاني شَعْبَان، سنةَ سَبْعٍ وسَبعيْن ومِئَةٍ وأَلْفٍ، ودُفِنَ بالباب الصَّغِير. انتهى.
2714 - (ت 1179 هـ): إبراهيم بن أحمد بن يُوْسُفِ، النَّجْديُّ، الحنبليُّ، ثم الدِّمَشْقيُّ، الفَقِيْه النَّبِيْه الفَاضِلِ
.
ذكره صاحب "السُّحُب الوَابِلَة"
(2)
، وقال: هو الفَقِيه النَّبِيْه الفَاضِل المُحَقِّق، كان من تلامِذَة الشَّيخ محمد بن فَيْرُوز. أظُنُّ. وَوَالِدِهِ، ثم ارْتَحَلَ إلى بَلَد الزُّبَيْر وغيره، وقطن دِمَشْق مُدَّة سِنيْن إلى أنْ تُوُفِّيَ بِها سَنَة تِسْعٍ وسَبْعين ومئة وألْف، ولَمْ يَنْقَطِعْ عن التَّدْريس والإفادَة والاسْتِفَادَة إلى قُرْب وَفَاته، وأخذ عنهُ جَمْعٌ من الفُضَلاء، وكتب على مَسَائِل عَدِيْدة، وأجاب بأجْوِبَة سَدِيْدةٍ مُفِيْدةٍ. انتهى.
2715 - (ت 1179 هـ): عَبْد العَزِيْز بن عَبْد الرَّحمن بن عُدْوان بن رَزِيْن، الرَّزِيْني الحَنْظَليُّ الحنبليُّ
.
(1)
النعت الأكمل: 296.
(2)
السحب الوابلة: 1/ 15.
ذكره صَاحِبُ "السُّحُب الوَابلة"
(1)
وقال: قال الشَّيْخ محمد بن فَيْرُوز: هو من أهْل أُثَيْثِيَة، قريةٌ من قُرَى الوَشْم، قَدِمَ عَلَينا في حَيَاة والدي، واسْمُه عَدْوَان فحوَّلْتُه إلى عَبْدِ العَزِيْز، فكان هو اسْمَهُ، وقرأ على الوَالد في "مُخْتصرِ المُقْنِع" من أوَّله إلى كتاب الصَّلاة، وحين رأيْتُ جَوْدَة فِهْمِهِ وتَوَقُّد قَرِيْحَتِه أشَرْتُ إلى الوَالدِ أَنْ ينْقُلَه إلى "المُنْتَهى"، فنَقَله، وقرأ منه إلى باب الشُّرُوْطِ في البَيْع، فتُوُفِّي الوَالدُ، فكَمَّلَهُ على الفَقِيْر، وقرأ النَّحْو والصَّرْفَ، وعُلُوم البَلاغَة والعَرُوض والقَوَافي، والفَرَائِض والحِسَاب، وأصُول الفِقْه، ومُصْطَلح الحَدِيْث والمَنْطِق على الفَقِيْر، وَبَرع في ذلك كلِّه. ولَهُ نَظْمٌ، وتآليف منها "رسالةٌ في الوَقفْ، رَدَّ بها على مُبْتَدِع العَارِض، وله نَظْم التَّوْحيد على نَهْج السَّلَف سَمَّاه "الدُّرَّة المضيَّة في نَظْم العَقِيدَة الوَاسِطية" أوَّلُها:
بربِّ البَرايا أستعينُ وأبتدي
وله شِعْر حَسَنٌ مِنْه قَصيْدةٌ يرثي فيها الوَالد، مَطْلَعُها:
دَعْ ذِكْرَ ميَّة مع جَاراتِها العُرُب
…
كَذَا البُكَاءُ على حَيٍّ من العَرَبِ
وسَافر صُحْبَتي إلى مَكَّة المُشَرَّفة، ثم إلى المَدِيْنة المُنَوَّرة، وبَعْدَما خَرْجنا منها ابْتَدأ به المرض فتُوُفَّي في الطَّريق عند وادٍ يُقالُ له النظيم، في خَامس وعِشْرينَ صَفَر سَنَةَ تِسعٍ وسَبعِيْن ومِئَةٍ وأَلْفٍ، وصَلَّى عليه الفَقِيْر ولقَّنه. انتهى.
قلت: قَوْلُه رَدَّ بها على مُبْتَدع العَارض أراد به شَيْخَ الإسلام الشَّيْخ المُجَدِّد محمد بنِ عَبْد الوَهَّاب، وقد عَلِم النَّاس ما بين الطَّائفتَيْن آل فَيْرُوز وأتْبَاعِهِم، وآل الشَّيخ وأتْبَاعِهِم، وكَمْ بَيْن الثَّرى من السُّها. وتَحَامُلُ الأقرانِ لا يَخْفَى على لَبِيْبٍ، وإلّا فأَيُّ بِدْعَةٍ ابْتَدَعها الشَّيخ محمد سِوَى اتِّبَاع الكِتاب والسُّنَّة، وأقوال العُلَماء المُحَقِّقِين، وقد جَعَل الله في عِلْمه ودَعْوَتِهِ وآلِهِ وأتْبَاعِهِ البَرَكَةَ، وعَمَّ بذلك النَّفْع عامَّة نَجْدٍ وغيرِهَا، حتى بلَغَتْ ما بَيْن المَشْرِقَيْن ولله الحمد والمِنَّة، فَرَحِمَهُ اللهُ رحْمَةً واسِعَةً.
(1)
السحب الوابلة: 2/ 540 - 544.
2716 - (ت 1181 هـ): الشَّيخُ سُلَيمان بن محمد بن أحمد بن عَليِّ بن سُحَيْم، الزُّبَيْريُّ، الحنبليُّ
.
ذكره صاحب "السُّحب الوَابِلة"
(1)
وقال: كان من أهل العِلْم والفَضْل، وتُوُفِّي سنةَ إحدى وثمانين ومئةٍ وألْف. انتهى.
2717 - (ت 1184 هـ): عُمَر بن مُصْطَفى، الشَّهير بالطُّوْرَانيِّ، البغداديُّ الشَّيْبانيُّ الحنبلي
.
ذكره المُراديُّ في "سِلْك الدُّرَر"
(2)
وقال: هو أحد خدَّام حَضْرة العَارِفِ الرَّبانيِّ سَيِّدي عَبْدِ القَادِر الجِيْلانِيِّ، قَدَّسَ الله سِرَّه، الشَّيخ الصَّالحُ، الفَاضل النبِيْل، البارعُ المُتَفَوِّق، نَجْم الدِّين، وُلِدَ بِبَغْداد، ونشأ بها، وقرأ على فُضَلائها، فأَخذ العُلُوم العَقْليَّة والنَّقليَّة عن الجَمَال عَبْد الله بن حُسَيْن السُّوَيْديِّ الشَّافعيِّ، والعَالِم يَاسِين بن عَبْد القادر الهِيْتيِّ الشَّافِعِيِّ، وتولَّى رئاسة المُؤَذِّنين بجَامع الأسْتاذ المُنَوَّه بِهِ، وإفتاء السَّادة الحَنَابلة ببغداد، واستمرَّ على ذلك مُدّةً من السِّنين يُفْتِي ويُقْرِئُ ويُفِيد، ثم توَجَّه لِدَار السَّلْطنة العَليَّة قسطنطينية المَحْمِيَّة، وتَزَوَّج بها، وسَكَنَها إلى أنَّ تُوُفِّي، وكانت وَفَاتُه في سَنَةِ أرْبَعٍ وثمانين ومئة وألفٍ. انتهى.
2718 - (ت 1184 هـ): صَالِح بن محمد بن عَبْد الله الصَّائِغُ، النَّجْديُّ الحنبليُّ، القاضي الفَقِيْه
.
ذكره ابن حُمَيْد في "السُّحُب الوَابِلَة"
(3)
وقال: وُلِد في بَلَد عُنَيْزَة، ونَشأ بها، وقرأ على علَّامَتِها الشَّيخ أحمد بن عَبْد الله بن عُضَيْب، ومَهَر في الفِقْه، وأفتى ودَرَّس، وأجَاب عن أسْئِلَةٍ عديدةٍ بأجوبةٍ سَدِيْدةٍ، وتَوَلى قَضَاء عُنَيْزَة، ورأيتُ له جَوَابًا على قَصِيْدة العَلَّامة الأمير محمد بن إسماعيل الأمير الصنعانيِّ
(1)
السحب الوابلة: 3/ 1148 في ترجمة ابنه ناصر.
(2)
سلك الدُّرر 3/ 192.
(3)
السحب الوابلة: 2/ 430.
في مَدْح محمد بن عَبْد الوَهَّاب، رَدَّ عَلَيْه فيها أوَّلُهُ:
سَلامٌ من الرَّحْمنِ أحْلَى مِنَ الشَّهْدِ
…
وأطْيَبُ عَرْفًا مِن شَذَا المِسْكِ والورد
إلى مَعْشرِ الإخْوَان أهْلِ مَحَبَّتي
…
وأهْلِ وِدَاديْ نعْمَ ذلك مِنْ وِدِّ
إلى آخر القَصِيْدة.
ثم قال: وأخبرني من رَآه أنَّه أَدْرَكه مَكْفوفَ البَصِرَ، فلا أدْري هل هُوَ من صِغَرِه أم عَرَضَ له في كِبَرِهِ؟ وتُوُفِّي في بَلدة عُنَيْزة سنةَ أرْبَعٍ وثمانِين ومئة وأَلْفٍ. انتهى.
وذكره ابن بشر في "تاريخ نجد"
(1)
، وقال: صالح بن عبد الله النجدي، الحنبلي، القاضي، الفقيه، العالم، العلامة. تولى القضاء في بلد القصيم، وكان عالمًا فاضلًا، له معرفة في الفقه أخذه عن عدة مشايخ، منهم الشيخ الفقيه عبد الله بن أحمد بن عُضَيب، الناصري الحنبلي، وعبد الله بن إبرهيم بن سيف والد صاحب "العذب الفائض في علم الفرائض"، وأخذ عنه الفقه جماعة، منهم العالم الفرضي محمد بن علي بن سَلُّوم، وأحمد بن شبانة وغيرهم، وتوفي سنة أربع وثمانين ومئة وألف. انتهى.
وقال بَعْضُهُم: إنَّه تَوَلّى القَضَاء بُعُنَيْزَةَ، وأنَّه دَامَ فيها قاضِيًا حتَّى تُوُفِّي فيها.
2719 - (ت 1186 هـ): الشَّيخ أحمد بن مَانِع، النَّجديُّ الحنبليُّ
.
ذكره ابن بِشْر في "تاريخه"
(2)
وقال: مات سنةَ سِتًّ وثمانِيْن ومِئَة وألْفٍ، وذلك في شهر رمضان المبارك. انتهى.
2720 - (ت 1187 هـ): عَبْدُ المُحْسِن بن علي بن شَارخ الأُشَيْقِري، نِسْبةً إلى أُشيْقِر من الوَشْم، الحنبليُّ
.
(1)
عنوان المجد: 1/ 58.
(2)
عنوان المجد: 1/ 59.
ذكره صاحب "السحب الوَابِلَة"
(1)
وقال: قال الشَّيخُ محمد بن فيْرُوز: وأُشَيقِر بَلَدُ آبائِنا أولًا، قَدِمَ المُتَرْجَمُ علَيْنا وقَرَأ على الوَالد "مُخْتَصر المُقْنِع" إلى أثْنَاء الفَرَائض، ثم تَوَفَّى اللهُ الوالدَ، فابتدأ على الفَقِير من أول "الْمُنْتَهى" حتى أكْمَلَهُ، وكان فَقِيهًا تقيًّا صَالِحًا، دَمِثَ الأخْلاق، وله مَلَكَةٌ تامَّةٌ في عِلْم الفِقْه والفَرَائض والحِسَابِ، ومنَ العَرَبيَّة ما يَحْتاج إِلَيْه، وله تألِيْفٌ رَدّ به على طَاغِية العَارِض، انْتَقَاه من كلام شَيْخ الإسْلَام ابن تَيْمِيَّة، وتلمْيذه ابن القَيِّم، ثم طَلب مِنِّي أهل الزُّبَير أنْ آذَن لهم أنْ يَكُون لهم إمامًا وخَطِيبًا ومُفْتيًا، فأذِنْتُ لَهُم، فسَار إليهم، وكان عِنْدَهُم مكرَّمًا، مُعَظَّمًا في تِلْك الجِهَات، مَقْبُول القَوْل حتَّى تَوَفَّاه اللهُ تَعَالى شَهِيْدًا بالطَّاعُون آخر ذي الحجة، سنةَ سَبْعٍ وثمانين ومِئةٍ وأَلْفٍ انتهى.
وذكر ابن رَشيد في "تاريخ الكُوَيْت": أنَّه وُلِيَ القَضاء ببَلد الكُوَيْت، وأنَّه أوَّل قاضي حَنْبليَّ، تولى القضاء بها.
2721 - (ت 1187 هـ): عَبْد الله بن شحادة، السَّفَارِيْني النَّابُلُسِيُّ، الشَّهير بالحَطَّاب، الحَنبليُّ
.
ذكره الغَزِّي
(2)
وقال: هو الشَّيْخ العَالِم، الذكيُّ المَاهِرُ، المُتَفَنِّن المُتْقِنُ، المُحَصِّل اللَّبِيْبُ الأَوْحَدَ، زَكيُّ الدِّين، أخذ عَن عَالمِ الدَّيار النَّابُلُسيَّة الشَّيْخ محمد السَّفَارِيْني، ثم قَدِمَ دِمَشق، وأقام بها للأخذ والتَّحصِيْل، فأخذ الفِقْهَ وأصُولَهُ عن شَيخنَا الشهاب أحْمَد بن عَبْد الله البعْليِّ، والعَرَبيَّة عن الشِّهاب أحْمَد بن علي المنينيِّ، قرأ عليه "مُغْني اللَّبيْب" بطَرَفَيْه، والأصول عن المُحَقِّق عَليْم الله بن عَببْد الشكُور الهِنْدِيِّ، نزِيلِ دِمَشقِ، ثم رَجَع إلى دِيَارِهِ، وكان يكْتُب الخَطَّ الحَسَن، وكتب بخطه "الأسَاس في اللّغَة، للزَّمَخْشريِّ، وما زال مُنْقَطِعًا عن النَّاس في خِدْمةِ شَيْخه السَّفارينيِّ المَذْكُور حَتَّى اختَرَمَتْه المَنِيَّةُ، وكانَ نَحِيْف الجِسْم، ومَعَ ذلك كانتْ له قُوَّةٌ زائدةٌ على التَّهَجُّد، وقِيَام اللَّيْل، وتِلَاوَةِ القُرْآن، وله فهم رَائِق، وشِعْر فائِقٌ، ومُحَاضَرة لطِيْفةٌ تُؤْذِنَ برُتْبةٍ مُنِيْفَة، وكانتْ
(1)
السحب الوابلة: 2/ 668.
(2)
النعت الأكمل: 300.
وَفَاتُه سنةَ سَبْعٍ وثمانين ومِئةٍ وألْف، ودُفِنَ بنَابُلُس. انتهى.
2722 - (ت 1188 هـ): محمد بن أحْمد بن سَالِم بن سُلَيْمان، السَّفَارِيْنيُّ الشُّهْرة والمَوْلد، النَّابُلُسِيُّ الحَنْبليُّ
.
ذكره الغَزِّيُّ
(1)
وقال: هو شَيْخُنا الشَّيْخ الإمام الحَبر، البَحْر الهُمَام، العَامِلُ العَالِمُ النِّحريرُ، الكاملُ المُحقِّق والفَهَّامَةُ المُدَقِّق، صاحب التآليف الكثيرة، والتَّصَانيف الشهيْرة، بَهْجَة الفُقَهاء والمُحَدثين، شمْس الدُّنْيا والدَّيْن، خاتمةُ الحنابلة بالدِّيار النَّابُلُسِيَّة، صاحِبُ الفُتُوحات الإلهية، والعِلُوم اللَّدُنِّيَّة، عُمْدةُ المُنَاظِريْن، مُخَرِّج الفُرُوْع على الأصول، الجَامِعُ بَيْنَ المَعْقُول والمَنْقُول، مَطَرِّزُ أرْدِية الفَتَاوَى بحَرير التَّحرير، مرَجِّل هامات المَبَاحث بتِيْجَان التَّقرير سَيِّد أهل التَّحقِيق على التَّحقِيْق، وسَعْد أرْباب التَّدْقِيق بنَظْرة التَّوفِيْق. وُلِدَ بقرْية سَفارين مِن قُرى نابُلُس، سنةَ أربعَ عَشرةَ ومِئةٍ وألْفٍ، ونشأ بها، وتلا القُرآن العَظِيْم، ثم رَحَل منها إلى دِمَشْق لطَلَب العِلْم، مُشَمِّرًا عنْ سَاقِ الاجْتِهاد، فقَرأ على المُتَصدِّرين بها إذ ذاكَ من الأئِمَّة، كالأسْتَاذ العَارِف الشَّيخ عَبْدِ الغنيَّ النَّابُلُسيِّ الحَنَفيِّ، والشَّمْس محمد بن عَبْد الرَّحمن الغَزِّيِّ الشَّافعيِّ، وأخَذَ الفِقْهَ عن جَمَاعةٍ كالشَّيخ عَبْد القَادِر التَّغلِبِيِّ، والشَّيْخ مُصْطَفى بن عَبْد الحقَّ اللبديِّ، وأخذ التفسير والحَدِيث عمَّن ذُكرَ، وعن العَلَّامة الشِّهاب أحمد بن علي المنينيِّ، والشَّيخ عَبْد الرَّحمن السليميِّ الشَّهِيْر بالمجلد، والشَّيخ مُصْطَفى السِّوارِيِّ خادم المحيا الشريف النَّبَوي بِدِمَشْق، وانْتَفَعَ ونَفَع، وسَادَ وبَرَع، وبعد أنْ امتلأتْ صَدَفَتُه بِجَواهر العُلُوم، وطَفَح حَوْضُه بماء الفُهُومَ، رَجَعَ من دِمَشْق إلى قَرْية سفارِين، واسْتَقَام بها مُدَّةً، ثم ارْتَحَل منها إلى مدينة نابُلُس، وتَوَطَّنها إِلى وَفَاته.
وكان رحمه الله جَليلًا جَميلًا، صاحب سمْت وَوَقَار، وَمَهَابةٍ واعْتِبارٍ، وكان كَثير العِبَادَة والأوْراد، مُلازِمًا على قِيَام اللَّيْل، يحثُّ الناس دائمًا عَليْه، وكانت مُجَالَسَتُه لا تخلو من فَائدةٍ، وكان يَشْغَل أوقَاتهُ بالإفادَة والإستِفَادَة، ويَطْرَحُ المَسَائل على الطُّلَّاب والأَقْران، وتَدُور بَيْنَهُم وبَيْنَه المُحَاوَرَات المُفِيْدة،
(1)
النعت الأكمل: 301 - 306.
وكان صادِعًا بالحَقِّ، لا يُمَاري فيه ولا يَهَاب، بل كان يَهَابُهُ الجَمْيع من أعْيَان بَلَدِهِ وأُمَرَائها، يأمُر بالمَعْرُوْف، ويَنْهى عن المُنْكر، وكان خَيِّرًا جَوادًا، لا يَقْتَني شيئًا من الأمْتِعة والأسْبَاب الدنيويَّة سوى كُتُبِ العِلم، فإنه كان حَرِيصًا على جَمْعها، ويقول دائمًا: أنا فَقِيْر من الكُتُب، وكان يُنْفق كُلَّ ما يَدْخُل يَده من الدُّنيا، وعاش مُدَّةَ عُمُره في بَلدِهِ عَزِيزًا مُوَقَّرًا مُحتَشِمًا.
وألَّف التآليف العَدِيْدة، وصَنَّف الأجْوِبَة السَّدِيدَة، فمن تآليفه:"شَرْح ثلاثيَّات مُسْنَد الإمام أحمد" في مُجَلَّد ضَخْم، و"مَعَارج الأَنْوار في سِيْرة النَّبِيِّ المُخْتَار" شَرْحٌ على نُونيَّة الصَّرصَرِيِّ، مُجلَّدان، و"تَحْبِيْر الوَفَا في سِيْرة المُصْطَفى" مُجَلَّد، و"وغِذَاء الألْبَاب شَرْح مَنْظُومة الآداب" مُجَلَّد ضَخْم، و"البُحُور الزاخِرَة في عُلُوم الآخرة" مُجَلَّد ضَخْم، و"كَشْف اللِّثَام شَرْح عُمْدَة الأحْكام"، "نَتَائج الأفْكار شَرْح حَدِيث سَيِّد الاستغفار"، و"الجَواب المُحَرَّر في الكشف عن حَال الخَضِر والإسْكَنْدَر"، و"عَرْف الزَّرنب في شأن السَّيِّدَة زَيْنَبَ"، و"القَوْل العَلي في شَرح أثر أمِيْر المُؤْمِنيْن عَلِي رضي الله عنه"، و"شَرْحِ مَنْظُومَةِ الكَبَائر" الواقِعَة في الإقناع، و"شرْح نَظْم الخَصَائص" الواقعة فيه أيضًا، و"الدُّرُّ المُنْظَّمُ في فضل شهر الله المُحَرَّم"، و"قرع السِّيَاط في قَمْع أهْل اللِّوَاط"، و"المِنح الغرَاميَّة شَرْح مَنْظومَة ابن فَرَح اللَّامِية"، و"التَحْقِيقُ في بُطْلان التَّلْفِيْق"، و"لَوَائح الأَفْكار السَّنِيَّة في شَرْح مَنْظُومة أبي بَكْر بن أبي دَاوُد الحَائيَّة" مجَلَّد، و"تُحْفَة النُّسَّاكِ في فَضَل السِّوَاك"، "الدُّرَة المُضْيَّة في عَقْد الفُرْقَة المَرْضِيَّة"، و"لَوَائِح الأَنوار البَهِيَّة وسَوَاطِع الآثار الأَثرِيَّة"، و"شرح الدُّرَّة المُضِيَّة" مُجَلَّد ضَخْم و"تفاضل العمَّال بشرح فضائل الأعْمال"، و"الدُّرُّ المَصْنُوعَات في الأحاديث المَوْضُوعَات"، و"رسالةٌ في بَيَان الثَّلاث وسَبْعين فِرْقِة والكَلَام عَلَيْها"، و"اللُّمْعَة في فضائل الجُمعَة"، و"الأجوبة النجديَّة عنِ الأسئلة النَّجْديَّة"، "الأجوبة الوَّهْبِيَّة عن الأسئلة الزُّعْبِيَّة"، و"شَرْح دَليْل الطَّالِب"، لم يكمل، و"نغْزِية اللَّبيْب بأحَبِّ حَبيْب" وغير ذلك، أما الفَتَاوى التي كَتَب عليها الكُرَّاس والأقل والأكثر، فكثيرةٌ جِدًّا، ولَو جُمِعَتْ لبَلَغَت مجلَّداتٍ، وبالجُمْلَة فَقَد كان غُرَّة عَصْره، وشَامَةَ دهْره ومِصْره، لم يُخَلِّف بَعْده مِثْله، وكان يُدْعَى للمُلِمَّات ويُقْصد لتَفْريْجِ المِهِمَّاتِ، جَسُورًا على رَدْع
الظَّالِمِيْن، وزَجر البَاغِين، إذا رَأى مُنْكرًا أخَذَتْه رِغْدةٌ، وعَلَا صَوته من الحِدَّة، وإذا سَكَن غَيْظُه، وبَرَد قَيْظُه، يَقْطُر رِقَّةً ولَطَافةً، وحَلَاوةً وظَرَافَةً، وله البَاعُ الطَويلُ في عِلْم التَّاريخ، وحَفِظَ وقائع المُلُوك والأُمَرَاء، والعُلَماء والأدَبَاءِ، وكان يَحْفَظ من أشعار العَرَب العرباء. والمُوَلَّدين شَيئًا كَثِيرًا، وله في الشَّعر في المُراسَلات، والمَغْزَليَّات، والوَعَظِيَّات، والمَرْثِيَّات شيءٌ كثيرٌ، وكانت وَفَاته في مَدينة نابُلُس في شَوَّال، سنةَ ثمانٍ وثمانين ومِئةٍ وألْفٍ، ودُفِنَ من يَوْمه في تُرْبَتها الشَّمالية، وقَبْره ظاهرٌ يُزَار. انتهى المُرادُ منه، مع حَذْف أشْعارٍ له أوْرَدها هناك.
وذكره المُرَاديُّ في "سلْك الدُّرَر"
(1)
بترجمةٍ طويلةٍ جدًّا، وصاحب "السُّحُب"
(2)
وغَيْرهم.
2723 - (ت 1188 هـ): إبراهيم بن محمد بنِ عَبْد الجَليْل بن أبي المَوَاهِب بنِ عَبْد البَاقي، الشَّهير بالمَوَاهبي الحنبلي، مفتي الحَنَابلة بِدِمَشْق
.
ذكره الغَزِّي
(3)
وقال: هو الشَّيخ الصَّالح، الفَاضِل الكَامِل، الفَقِيْه البَارع، النَّبِيْل، النَّبِيْه، بُرْهَان الدِّين، وُلد بِدِمَشْق سنةَ خمسٍ وأرْبَعِيْن ومئةٍ وأَلفٍ، ونشأَ بها، وتَلا القُرآن العَظِيْم على شَيخِنَا مقرئ دِمَشْق الشَّيخ محمد بن عَبْد الرحمن المَكتبيِّ النَّابُلُسيِّ، واشْتَغَل بَعْد ذلك بطَلَبِ العِلْم، فقرأ الفِقْه والعَربيَّة على أمين فَتْواه في حياته شيخِنَا الشِّهاب أحمد بن عَبْد الله البَعْليِّ، وعلى غَيرِهِ، وله إجَازةٌ من والدِهِ الشَّمْس محمد المُتَقَدِّم ولَمَّا تُوُفِّي أَخُوه الشِّهاب أَحْمد سنةَ اثنتَيْن وسَبْعين ومئةٍ وألْفٍ جَلس مكانَهُ للفَتْوى، ووُجِّهَتْ إِلَيْه بِمَرسُومٍ من قاضي القُضَاة بِدِمَشْق، وَبَقِيَ مُفْتِيًا إلى وَفَاتِهِ، وكانت له عِدَّة وَظَائف دينيَّةٍ، وُجِّهَتْ له عَنْ والده وأخيه، فقام بها أحْسَن قِيَام، وكان شَهْمًا متواضعًا، لَيِّن الجانِبِ، ذا أبَّهةٍ ووَقَار، نحيفَ الجِسْم، فقِيْرًا صابرًا، وامْتُحِن بِمحْنةٍ فَخَلَّصه الله منها بحُسْن إخلاصه، وبَيَاض سَرِيْرَته، وَلَمْ يَزَلْ على أحسَن سِيْرةٍ حتَّى تُوُفي، وكانت وَفَاتُه
(1)
سلك الدُّرر 4/ 31.
(2)
السحب الوابلة: 2/ 839 - 846.
(3)
النعت الأكمل: 307.
يَوم الأرْبِعاء، رابعَ شوَّال، سنةَ ثمان وثمانين ومئةٍ وألْفٍ، وصُلِّي عَلَيْه بالجَامِع الأُموَيِّ، ودُفِن عِنْد أسْلافِهِ في تُرْبة الغُرَبَاء من مَرْج الدَّحْدَاح، قُرْب قَبْر العَارف الشَّيخ أَيُّوب بن أحمد الخَلْوَتيِّ من جِهةِ الشَّمَال، وأَعْقَب وَلدَيْن ذَكَرَيْن. انتهى.
2724 - (ت 1189 هـ): سَيْف بن أحمد العَتِيْقيُّ، بفَتْح العَيْن وكَسر المُثَنَّاة الفوقية وسكون المثناة التحتية فَقَافٌ فياء نسْبة، النجديُّ الحنبليُّ
.
ذكره ابن حُمَيد في "السُّحُب الوَابِلَة"
(1)
وقال: قال الشَّيْخ محمد بن فَيْرُوز فيما كَتَبَه للكَمال الغَزِّي مُفْتي دِمَشْق بِطَلَبِهِ: إنَّه فَقِيْه صَالِحٌ، حافظ لكتابِ الله تَعَالى، لا يَفْتُرُ عن تِلاوَتِهِ، مُعْرِضًا عن الدُّنيا، باذِلًا لها، سخي النَّفْسِ، وقَدْ جَمَعَ غالِبَ ما ردَّ به على طاغِيَة العَارِض، فَبَلَغ سِفْرًا ضَخْمًا، وتُوفي سنةَ تِسعٍ وثمانين ومِئة وأَلْف، وهو ابن ثلاث وثمانين سنةَ، وصَلَّى عَلَيْه الفَقِيْر، وتَوَلَّى تَلْقِيْنه، ودُفِنَ عِنْد وَالدي. انتهى.
قلت: قوله: ما ردَّ به على طاغية العارض أراد بذلك الشَّيخ محمد بن عَبْد الوَهَّاب مُجَدِّد القَرْن الثَّاني عَشَر، وقَدْ علم ما جَرى بَيْن الشَّيخ وأتْبَاعه وابن فَيْرُوز وأتْباعه، فلا يُلْتَفَت إلى هذه التشنيعات الَّتي منشؤها الحَسَد والتَّعَصُّب، وقَد تَمَّ ولله الحمد للشَّيخ وأتْبَاعه ما قَامُوا بِهِ، وبَذَلُوا فيه مُهَجَهُم من الدَّعْوة إلى الله ورَسوله، حتَّى بَلَغَت دَعْوَتُهم مشارق الأرْض ومَغَاربها، فلا تأتي بَلَدًا منها إلا وتجدُ هذه الدَّعْوة قائمةً، وأنْصَارُها كَثِيْرُون بخلاف خصومه فَقَد انْقَرضُوا، وانْقَرض ذِكْرُهم، إلا ما تجده من مِثْل هذِهِ الأقاويل التي لا يؤبَهُ لها، فنشكر الله على رفع الحق وأهله وخَفْض البَاطِل وأهْلهِ، فلا يَفْترَّ بهذه الشنْشَنَة والوَقِيْعَة في أئمة الحَقِّ ودُعَاتهم.
2725 - (ت 1189 هـ): أَحْمد بن عَبْد الله بن أَحْمد بن محمد بن أَحْمد ابن محمد بن مُصْطَفى، الحَلَبيُّ الأصْل، البَعْليُّ الدِّمَشْقي. الفقيه الحنبليُّ
.
(1)
السحب الوابلة: 2/ 417.
ذكره المُراديُّ في "سلك الدُّرَرَ"
(1)
وقال: هو مُفْتي السَّادة الحَنَابِلَة بدِمَشْق بَعْد تِلْميذه المُتَرْجَمِ قَبْله، الشَّيخُ الإمامُ، العَالِمَ العَلَّامةُ العَامِلُ، الفَقِيْهُ الفَرَضِيُّ الحَيْسُوبُ، الصُّوفيُّ الخلوتي، الخاشِع النَّاسِك، النَّحْرير الأوْحَد، شَيْخ المُسْلمين، شَهاب الدِّين، كان مَوْلده في ثامن رَمَضان سَنَةَ ثمانٍ ومئة وأَلْف بِدِمَشْق، ونشأ بها في كَنَف وَالِدِه. وتلا القُرآن العَظِيْم، ثم شَرع في طَلَب العِلْم مُشَمَّرًا عن سَاق الاجْتِهاد، فأخذ التَّفْسِيْر والحَدِيْث والفِقْه عن وَالِدِهِ الجمال عَبْد الله بن أحمد البَعْلِيِّ، وعن خاتِمَةِ المُسْندِين الشَّيخ أبي المَوَاهِب مفتي الحَنَابِلة بدِمَشق، وعَن حَفِيْده الشَّيخ محمد بن عَبْد الجَلِيل المَوَاهِبِيِّ، والشَّيخ عَبْدِ القادر بن عُمَر التَّغْلبي، والشَّيخ عَوَّاد بن عُبَيْد الله الكُورِيِّ، والشَّيخ مُصْطَفى بن عَبْد الحَقَّ اللبديِّ، وأخذ التَّفْسير والحَدِيثَ أيْضًا، وباقي العُلُوم عن جَمَاعةٍ، كالأسْتاذ الشَّيخ عَبْد الغَنيَّ النَّابُلُسيَّ، والشَّيخ محمد بن عَبْد الرَّحمن الغَزِّيَّ العَامِريِّ، والمُحدِّثِ الشَّيخ إسْمَاعيل العَجْلونيَّ الحراحيَّ، والشَّيخ محمد بن عليٍّ الكَامِليِّ وَوَلده العِزِّ عَبْد السَّلام، والشَّهاب أحمد بن عَبْد الكريم الغَزِّيِّ مُفْتي الشَّافِعِيَّة بِدِمَشْق، والشَّيخ محمد بن عِيْسى الكِنَانيَّ الصَّالحيِّ، ولمَّا قدِم دِمَشْق عالمُ الحِجَاز الشَّيخ محمد بن عَقِيْلة المَكيُّ سَمِع منه حَدِيْث الأوَّلِيَّة، وأجاز له بما تَجُوزُ له رِوَايَتُه، وحَجَّ صاحِبُ التَّرجَمَة سنةَ خَمْسٍ وستَّيْن ومئة وأَلْف، فأخَذَ بالمَديْنة المُنَوَّرة عن الشَّيخ الإمام جَعْفر بن جَعْفَر بن حَسَن بن عَبْدِ الكَريم البَرْزَنجِيِّ، وجَميْع من ذَكَر كَتَبُوا له إجازاتٍ بخُطُوطهم، وقَفْتُ عَلَيْها فرأيتُها مَشْحُونةً بالثَّناء عَلَيْه.
وقد ألَّف المُتَرْجَم مُؤَلَّفَاتٍ نَافِعةً منها: "الرَّوْض النَّدِي شَرْح كَافي المُبْتَدِي"، "وذُخْر الحَرِيْر شَرْح مُخْتَصر التَّحْرير" للتَّقِيَّ الفُتُوحيَّ، و"مُنْية الرائض لشرح عُمْدَة كُلِّ فارض" وغيرُ ذلك من التَّعْليقَات في الحِسَاب، والفرائض، والفِقْه. ودَرَّس بالجَامِع الأمَوِيِّ، فأَفَادَ وأجَاد، وانتَفَع به النَّاس طَبَقَةً بعد طَبَقةٍ، وكان يأكُلُ من كَسْب يَدِه في حِيَاكَة الألاجَة، وفي آخر عُمُره ترك
(1)
سِلك الدرر: 1/ 131.
ذلك لِعَجْزه، وحَجَّ ودَرَّس بالمَدِيْنة المُنَوَّرة، ولازَمَ جَمَاعةً من أَهْلِها، وما زال على أحْسَن حالٍ، وأبْدع منوال إلى أنَّ تُوُفِّي في مُحَرَّم، سَنَةَ تسعٍ وثمانين ومئة وأَلْف، ودُفِنَ بمَقْبرة البَاب الصَّغير. انتهى.
وذكره صاحب "السُّحبِ الوَابِلَة"
(1)
، والكمال الغَزِّيُّ في "الوَرْد الأنسيَّ في مناقب عَبْد الغَنِيِّ النَّابُلُسيِّ"، وفي كتاب "النَّعْت الأكمل"
(2)
، وفي كِتابه "معجم الشُّيوخ"، وأثْنَى عَلَيْه ثناءً بَلِيْغًا.
قال صاحب "السُّحُب": وذكر تِلْميذُه إبراهيمُ بن جَديد أنَّه كان كثير الخَشْيَة، سَرِيْع الدَّمْعة، عَلَيْه أنْوارٌ، يَنْتَفِعُ الشَّخْصُ بِرُؤيتِهِ قَبْل أن يَسْمع كَلَامه، ولم يَتَزَوَّج، ولم يَتَسرَّ، غير مُلْتَفِت إلى الدُّنُيا وأهْلِها.
2726 - (ت 1189 هـ): إبراهيم بن عَبْد الله بن إبراهيم بن سَيْف، الوَائِلِيُّ نَسَبًا، النَّجْديُّ أصْلًا، المَدنيُّ مَوْلدًا وَمنشأً وَوَفاةً، الحَنْبَليُّ مَذْهبًا
.
ذكره صاحب "السُّحب الوَابِلة"
(3)
وقال: هو العَلَّامة الفَهَّامة، المُحَقِّق المُدَقِّق، وُلدِ في المَدينة المنَوَّرة ونشأ بها، فقرأ القُرآن، ثم قرأ على عُلَمائِها والوَارِدين إلَيْها من عُلَمَاء الأقاليم، فبرع في الفِقْه، والفَرَائض، والحِسَاب، وشارك في جميع الفُنُون، وانْتَهت إليه رئاسة المَذْهب الحَنْبليِّ في الحِجَاز، سِيَّما في عِلْم الفرائض، فإنَّه فيه لا يُجَارَى ولا يُبَارَى، إليه فيه الغَايَةُ، وعِنْدَه منه النِّهايَةِ، فكان يُرْحَل إليه لأجْلِهِ، ويُرْسَلُ إليه كُلُّ عَوْيصَةٍ فيَنعمُ بحَلِّه، وصَنَّف كتابه "العَذْب الفَائِض شَرُح ألْفِيَّة الفَرَائض" جَمَعَ فيه جَمعًا بَدِيْعًا، وحَوَى المذاهِب الأرْبَعة تأصِيْلًا وتفْرِيْعًا، وأحْصَى عُلُوم الحِسَاب جميعًا، فاشتهر في الآفاق، وتَعَجَّبَتْ من جَمْعه الحُذّاق، وحَصَل على اسْتِحْسِانه الإجْمَاع والوِفَاق من أهل المذاهب على الإطْلاق، فقرأه عَلَيْه جَمْع جَم، وتَنَاسَخَتْه الأفاضل، وسارت بهِ الرُّكبَان، وصار مَرْجِعَ أهل هذا الشأن إلى هذا الآن. وتُوُفي بِطَيْبَةَ،
(1)
السحب الوابلة: 1/ 173.
(2)
النعت الأكمل: 308.
(3)
السحب الوابلة: 1/ 40 - 44.
سنةَ تِسعٍ وثمانين ومئةٍ وأَلْف، ودُفِنَ بالبَقِيْع، وخَلَّف أولادًا نُجَبَاء، وكان أبوه من فُضَلَاء نَجْد، قرأ على عُلَمائِها، ثم ارْتَحَل إلى الشَام، فَقَرأ على أبي المَوَاهِب، وسكَن المَدِينَة المُنَوَّرة إلى أن مات، فأخذ عَنْه جَمْع مِنْهم صالح بن عَبْد الله الصَّائغُ العنَزِيُّ. انتهى.
قلت: وكتابه "العَذْب الفائِض" قد طُبع بِمَصْر في جُزْئين، وانتشر ولله الحَمْد.
2727 - (ت 1191 هـ): محمد بن مُصْطَفى بن عَبْد الحَقَّ، اللَّبَديُّ الأصْل والشُّهرة، الدِّمَشْقيُّ المَوْلِد والوَفَاة، الحنبليُّ
.
ذكره المراديُّ في "سِلْك الدُّرَر"
(1)
وقال: هو مُفْتي السَّادة الحَنَابلة بدِمَشْق بَعْد الشَّيخ الشَّهاب البَعْليِّ، الشيخُ العالمُ الفَاضِلُ، الكَامِلُ المُتَفَوِّق، الفَرَضِيُّ الحَيْسُوبُ، الفَقِيْه النِّحْرِير، الصَّالحُ النَّاسِك، الهُمَامُ الأوْحَد، مُصْلح الدِّين، أحَدُ الأئِمَّة الأعْلام، كان مولده بِدِمَشْق سنةَ أربَعين ومئة وأَلْف، ونشأ بها في كَنف والدِهِ المُقْدَّم ذِكْرُه، وتلا القرآن العَظِيْم على الشَّيخ محمد بن عَبْد الرَّحمن المَكْتَبيِّ، وشَرع في طَلَب العِلْم، فأخذ الفِقْه عن الشَّيْخ البَعْليَّ المُقَدَّم ذِكْرُه، وأخَذ بَقِيَّة العُلُوم عن عَلاء الدِّين عليِّ بن صَادق الطَاغِسْتانيِّ، وقرأ "الأرْبَعين النَّوَوِيَّة" مع شَرْحها لابن حَجَر المَكِّي، و"أوَّل البُخَاري" على الإمام عَبْد الرَّحمن بن جَعْفر الأزرملي نَزِيل دِمَشق، وأجاز له، وأخَذ النَّحْو عن الشَّيخ البَرَكة أحمد بن عَبْد الرَّحمن المُجَلَّد السليميَّ، ودَرَّس في الجَامِعِ الأُمَويِّ، وانتفعَتْ به الطَّلَبَةُ، وخُصُوصًا الحَنَابِلة، ولَمْ يَزَلْ على طريقةٍ مُثْلَى حتى مات، وكانت وَفَاتُه قَبْل فَجْر يومِ الجُمُعَة، العِشرْين من ذي القعْدة، سنةَ إحْدى وتِسعين ومئة وأَلْف، وصُلَّي عَلَيْه عَقِب صَلَاة الظُّهْر بالجَامِع الأُمَويِّ، ودُفِنَ بمَرْج الدحْدَاح، قريبًا من قَبْر شَيخ شُيُوخِه عَبد القَادِر بن عمر التَّغلِبِيِّ، تِجَاه بابِ الجَابِية الكُبْرى وأعْقَب ثَلَاثةَ أوْلادٍ ذُكورًا. انتهى.
(1)
سلك الدُّرر 4/ 112، والترجمة مأخوذة من "النعت الأكمل"316.
2728 - (ت 1192 هـ): عَبْد الرَّحمن بن عَبْد الله بن أحْمَد، البَعْليُّ الخَلْوَتي الحَنْبليُّ، شَقِيق أحمد المُتَقَدِّم
.
ذكْرهُ المراديُّ في "سِلْك الدُّرَر"
(1)
وقال: هو الشَّيْخ الإمام العَالِم، البَارع العَامل الأديب، الفَقِيه المقرئ، المُفَنَّن الأوحد، زَين الدِّين، وُلدَ بِدِمَشق ضَحْوَةَ يوم الأَحد، ثاني عَشَر جمادى الأولى، سنةَ عَشْر ومئةٍ وألْفٍ، ونشأ بها، وتلا القُرآن العَظِيْم على والده في مُدَّةٍ يسيْرةٍ، ثم اشتَغَل بَطَلَبِ العِلْم، فقرأ على أبي الفَضَائل عَوَّاد بن عُبَيْد الله الكُوْرِيِّ في مُقَدِّمات العُلُوم، ولازم دُرُوس الأسْتَاذ أبي المَوَاهب بن عَبْد البَاقي الحنبليِّ في الفِقْه والحَديثِ نحوَ خمس سِنين، ودُرُوس الفَقِيه الشَّيخ عَبْد القادر التَّغلِبيِّ في عُلومِ شتَّى مُدَّةَ خَمسَ عَشرةَ سنةً، وأجازه إجازةً خاصَّةً وعامَّةً، ثم لازم بَعْدها الشَّيخ محمد المواهبيَّ حفيد أَبي المَوَاهب المَذْكور نحوَ تِسْع سنين وأجازَهُ، وأخذ التَّفسيْر والتَّصَوف عن العَارِف الشَّيخ عَبْد الغنيِّ النَّابُلُسي، وحضر عليه "الفتوحات المكية" و"الفصوص" و"شرح ديوان الفارضي" ولازمه نحوَ ثمانِ سنين، وأجازه إجازةً عامَّةً بخطِّه، وأخذ طَرِيْق الخَلْوَتِيَّة، ومُقَدَّماتٍ في الأدب عن الشَّيخ محمد الكِنَانيَّ الخَلْوَتيِّ، ولازمه نحوَ خمس عَشْرةَ سنةً وأجاز له، وأَخَذَ أيضًا عن غير هؤلاء، ثمَّ ارتحل إلى الرُّوم، ورَجَع منِها إلى حَلَب، سنةَ أربعٍ وأربَعِيْن ومئةٍ وأَلْفٍ، فأخذ جُمْلةً من المَنْطِق والأصْلَيْن عن الشَّيخ صَالح البصري، والشَّيْخ محمد بن الزمَّار، والشَّيخ قاسم البَكْرَجيِّ، وقَدْ ذَكَر سائر مَشايخه في ثَبْته، وعَظُم أمْرُه، واشتهر ذِكْرُه، وله شِعْر لطيفٌ جَمَعَهُ في ديوانٍ، فمِنْه قولُه مُقْتَبِسًا:
اعبدِ اللهَ وجَاهِدْ
…
فإذا فَرَغْت فانْصَبْ
والْزَمِ التَّقْوى خُلُوصًا
…
وإلى رَبِّكَ فارْغَب
وله غير ذلك، وكانَت وَفَاتُه بحَلَبَ، سنةَ اثنتَيْن وتِسْعِيْن ومئة وألْف، ودُفِنَ بها. انتهى المُراد من ترجمة حافِلةٍ جدًّا.
(1)
سلك الدُّرر 2/ 304 - 305.
وذكره صاحب "السُّحُب الوَابِلة"
(1)
، وذكر مصنفاتٍ منها "شُرْح أخصر المُخْتصرات" في الفِقْه، ونَظم جَمَعَهُ في دِيْوان.
وذكره البَدْراني في "مدخله"
(2)
وقال: له كتاب "شَرْح أخْصَر المُخْتَصَرات"، وهو مُحَرَّر مُنَقَّح، كثير النَّفْع جدًّا للمُبْتدِئيْن.
قلت: قد طُبع "شَرْح أخصر المُختَصَرات" هذا، وانتَشَر ولله الحَمْد، واسمه "كشف المخدرات".
وذكره الزِّرِكْلِيُّ في "أعلامه"
(3)
وذكر له من المصنفات غير ما تقدَّم: "مَنَار الإسْعَاد" ثبته، و"شَرْح الجَامِع الصَّغير"، و"بداية العَابِد وكِفَايَة الزَّاهد" فقه، "النُّور الوَامِض في عِلْم الفَرَائِض"، و"الجَامِعُ لخطب الجَوَامع"، و"رِحْلة".
وذكره في "معجم المؤلفين"
(4)
وقال: محدث، حافظ، مقرئ، شاعر، توفي بحلب.
من تصانيفه: "مختصر الجامع الصغير" للسيوطي، سمَّاه "نور الأخبار وروض الأبرار في حديث النبي المختار"، وشرحه وسمَّاه "فتح الستار وكشف الأستار"، و"منار الإسعاد في طريق الإسنان"، وديان شعر.
2729 - (ت 1192 هـ): حِجِّي - بِكَسْر الحَاء فجيم مُشَدَّدة - بن مَزْيَد بن حُمَيْدان - بضَمِّ الحَاء وفَتْح المِيم - الفارسي الحَنْبليُّ
.
ذكره صاحبُ "السُّحُب الوَابِلة"
(5)
وقال: قال الشَّيخ محمد بن فيرُوز: قَدِمَ عَلَيْنا من فَارِس، فقرأ على الوَالِد كثيرًا، ثمَّ اشتَغَل على الفَقِيْرِ، فكان فقيهًا فَرَضِيًّا عَرَبيًّا، ولمَّا سَكَن أهل الزُّبَارَة من قَطَر فيها طَلَبُوا منَّي أنْ يكون لهمْ إمامًا
(1)
السحب الوابلة: 2/ 497 - 500
(2)
المدخل: 445.
(3)
الأعلام: 3/ 314.
(4)
معجم المؤلفين: 5/ 147.
(5)
السحب الوابلة: 1/ 348.
وخَطِيْبًا ومُعَلِّمًا فأذِنْتُ له في ذلك، وكان لهم كذلك، إلى أنَّ تُوُفِّي فيها سَنَةَ اثنتَيْن وتسعين ومئةٍ وأَلْفٍ. انتهى.
2730 - (ت 1193 هـ): الشَّيخ الفَاضِلُ عَبْد الوَهَّاب بن عَبْد الفَتَّاح بن عَبْد القَادِر بن عَبْد الله الشَّطِّيُّ الحَنْبليُّ، الكاتب اوَلَفِيُّ
.
ذكره ابن الشَّطيِّ في "مختصره"
(1)
وقال: أجازَهُ الشَّيخ أحمد البَعْليُّ بخَطَّه، وأرَّخها سنةَ ثمانٍ وثمانين ومِئَةٍ وألْفٍ، وتُوُفِّي المُتَرْجَم سَنَة ثلاثٍ وتِسعِيْنَ ومِئةٍ وألْفٍ انتهى.
2731 - (ت 1194 هـ): أحْمد بن محمد بن عَبْد الله بن عَليِّ بن محمد ابن مُبَارَك بن أحمد، التُّوَيْجِريُّ النَّجْديُّ الحَنْبليُّ، الفَقِيْهُ القاضي
.
ذكره ابن بِشْر في "تاريخ نَجْد"
(2)
وقال: هو الشَّيْخ الفَقِيْه العَالِم، العَلَّامة الأوْحَد، أخَذَ الفِقْه عن عِدَّة مَشَايخ منهم: عَبْد القَادِرِ العديليُّ، ومحمد بن عَفالق، صاحب الأحْسَاء، وأخَذَ عنه عِدَّةٌ منهم: محمد بن سَلُّوم الفَرَضيُّ، والشَّيْخ الفَقِيْه القاضي في بَلَد المَجْمَعَةِ عُثْمانِ بن عَبْد الجَبَّار بن شَبَانة، والشَّيخ القَاضي عَبْد الرَّحمن بن عَبْد المُحْسِن أبا حُسَيْن وغيرُهُم، وتَوَلى القَضَاء في بَلَد المَجْمَعَة، وتُوُفَّي سَنَةَ أربعٍ وتسعيْن ومِئةٍ وألف. انتهى.
2732 - (ت 1194 هـ): حَمد بن إِبراهيم بن حَمد بن عَبْد الوهَّابِ بن عَبْد الله، النَّجْديُّ الفَقِيه القَاضِي الحَنْبَليُّ
.
ذكره ابن بِشْر في "تاريخ نَجْد"
(3)
وقال: قرأ على الشَّيخ محمد بن عَبْد الوَهَّاب، وتَزَوَّج ابنته، وسَكَن الدَّرْعِيَّة عِنْدَه، وتَوَلَّى القَضَاء في بَلَد مَرَات، وتُوُفِّي سنةَ أربعٍ وتسعِيْن ومئة وألْف. انتهى.
وذكره صاحب "السُّحُب الوابلة"
(4)
وقال: هو حَمد بن إبراهيم بن
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 184.
(2)
عنوان المجد: 1/ 73.
(3)
عنوان المجد: 1/ 73.
(4)
السحب الوابلة: 2/ 688.
حمد بن عَبْد الوَهَّاب، قاضي بَلَد مرات، تُوُفِّي سنة أربع وتسعِيْن ومئة وألْفٍ، انتهى.
2733 - (ت 1194 هـ): عَبْد الرَّحِيْم بن عَلِي بن أحمد بن عَبْد الجليل بن إبراهيم، الدِّمَشْقيُّ الصَّالحيُّ الحنبليُّ، الشَّهِيْر بالبَرادِعيِّ
.
ذكره الغَزِّيُّ
(1)
وقال: هو الشَّيخ الفَاضِل، الهُمَام الأوْحد، الكاتِبُ المَاهِر، قاضي الحَنَابلة بِدِمَشْق، كان مَوْلده بصَالِحيَّة دِمَشْق سنةَ سَبْعَ عَشْرة ومِئَةٍ وألْفٍ، ونَشَأ في كَنَف والدِهِ المُقَدَّمَة تَرْجَمَتُه، وقرأ القُرآن العَظِيْم على السَّيِّد ذِيْب بن أصلان البَعْلي المَكْتَبي، وشَرَعَ في طَلَبِ العِلْم، فأخَذَ الفِقْهَ عن والدِهِ، وعن الفَقِيه محمد بن عَبْد الجَلِيْل المَوَاهِبيِّ، وحَضَر دُرُوس العَارِف الشَّيخ عَبْد الغَنِيَّ النَّابُلُسِيَّ، وأخذ عن غيرهم، ونَبُل قَدْرُه، وعَظُمَ مَجْدُه وفَخْرُه، ووَلِي قَضَاء الحَنَابِلَة بِدِمَشْق مُدَّةً تَزِيدُ على ثلاثين سنةً، ولم يَزَلْ على طريقته المُثْلى إلى أنْ تُوُفِّي، وكانتْ وَفَاته يَوْم الاثنين، خَامِسَ شَهْر ربيعٍ الأوَّل، سنةَ أربعٍ وتسعين ومئةٍ وألْف، وصُلَّي عَلَيْه بجامع السُّلْطَان سَلِيْم خَان العُثْمانيَّ بصَالِحِيَّة دِمَشْق، ودُفِن بالرَّوضة من السَّفح القَاسِيوني بجانب وَالِدِه. انتهى.
2734 - (ت 1198 هـ): عَبد الله بن الحَاج محمود بن مَعْرُوف، الشَّطِّي الدِّمَشْقيُّ الحنبليُّ
.
ذكره ابن الشَّطِّي في "مختصره"
(2)
وقال: إنه تُوُفِّي سنةَ ثمان وتسعين ومئة وأَلْف. انتهى.
2735 - (ت 1200 هـ): محمد بنُ سَيْف العَتِيْقيُّ الحنبليُّ
.
ذكره صاحب "السُّحُب الوَابِلَة"
(3)
، وقال: رأيت له مَنْظُومةً في الآداب الشَّرعِيَّةِ لطيفةً أوَّلُها:
(1)
النعت الأكمل: 318.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 184.
(3)
السحب الوابلة: 3/ 921.
أرى المَجْدَ صَعْبًا غَير سَهْلِ التَّنَاوُلِ
…
أبِيًّا شَدِيْدًا مُعْجِزًا للمُحَاوِلِ
وهي طَويْلَةٌ، وسَمِعْتُ بَعْض الصُّلَحَاء يَذْكَر له كَرَامةً نقلها لَهُ بَعْضُهم، وتُوُفِّي بالمَدِيْنة المُنَوَّرة، إمَّا قَبْل المِئتَيْن وألْفٍ قَلِيلًا أو بَعْدها قَلِيْلًا. انتهى.
2736 - (ت 1200 هـ): الحاج عَبْد الفَتَّاح بن عَبْد القَادِر بن عَبْد الله، الشَّطيُّ الدِّمَشْقيُّ، الحنبليُّ الكَاتب
.
ذكره ابن الشَّطِّي في "مُخْتَصره"
(1)
وقال: كان على جانب من التَّقْوَى والصَّلاح، وكَتَبَ بخطَّهِ عِدَّةَ كُتُب، وتُوُفِّي سنةَ مئتَيْن وألْفٍ تقريبًا. انتهى.
2737 - (ت 1200 هـ): فَوْزَان بن نَصْر الله بن محمد بن عِيْسى بن صَقْر ابن مِشْعاب، النَّجْديُّ الحنبليُّ، نزِيْل الحَوْطَة من قُرى سُدَيْر
.
ذكره صَاحِب "السُّحُب الوَابِلة"
(2)
وقال: هو العَالم الفَاضِل المَشْهُور، قرَأ وأقْرأَ، واسْتَفادَ وأفَاد، قرأ على الشَّيْخ أحمد بن محمد القصير وعَبْد القَادِر التَّغْلِبي، وأخذ عنه من عُلَمَاء نَجْد والأحْسَاء الشَّيخ عَبْد الله بن محمد بن فَيْرُوز، والد الشَّيْخ محَمد المَشْهور، وكتب إليَّ بَعْض فُضَلاء نَجْد أنَّه رأى إجازَةً شيخهِ الشَّيخ أحمد بن محمد القصير له ونَصها، بَعْد الصَّدْر: وبَعْدُ: فَقدْ قرأ عليَّ الأخُ في الله الزَّكيُّ الفاضلُ التَّقيُّ، والحَبْر الكَامِلُ الألْمَعيُّ، الشَّيخ فَوْزَان بن نَصْر الله الحَنْبلِيُّ - بلَّغَهُ اللهُ من قَصَبَات العِلْم مَقَاصِدَه، وَرَحِمَهُ ورَحِمَ والِدَهُ - غالبَ كتابِ "المُنْتَهى" قِرَاءَةَ بَحْثٍ وتَحْريرٍ، وتَرَوًّ في مَواضِعِه المُشْكِلة، وتَدْقِيقٍ في أماكِنِهِ المُقفَلَة، قراءةً كافيةً بلغَ فيها الغَايَةَ، وانتهى فيه إلى أقصى النِّهاية، وإني أجَزْتُ له أنْ يروي عَنِّي ما يَجُوز لي رِوَايته بشَرْطه المُعْتَبر عند أهْله، جَعَلني الله وإيّاه ووالدينا من المُتَجَاوَزِ عَن فَرطَاتِهِم يومِ التناد، ولا فَضَحَنا الله وإيَّاه بما اجْتَرَحْنا يَوْم يَقُوم الأشْهاد، ونسألُه أنَّ يُزَوِّدنا تَقْواه فَلَنِعْم الزَّاد، وحَضَر القِراءة المُبَاركة أحمد بن محمد بن شَبَانه، والشَّيْخ حَسَن بن عَبْد الله أبا
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 184، ولم يذكر له تاريخ وفاة.
(2)
السحب الوابلة: 2/ 815، ولم يذكر له تاريخ وفاة، وأرَّخ لإجازته (1099).
حُسَين، وعَبْد القَادر بن عَبْد الله العُدَيْليُّ، سنةَ تسعٍ وتِسعيْن ومئةٍ وألْفٍ.
لأهْلِ العِلْم بالإجْمَاعِ فَوْزٌ
…
ولأَكْرَم بنِ نَصْر اللَّهِ فَوْزَان
تابع القرن الثاني عَشَر، وهم الَّذين لَمْ أَظْفر لهم بتَاريخ وَفَاة
2738 - سَيْف بن محمد بن عَزَّازٍ، بفَتْح المُهْمَلَة والزَّاي المُشَدَّدَةِ وآخِرُه زاي. النَّجْديُّ الحَنْبليُّ
.
ذكره صاحب "السُّحُب الوَابِلَة"
(1)
وقال: هو عالمٌ فاضِلٌ شهيرٌ، أخذ عن عُلَماءِ نَجْد، منهم الشَّيْخ عَبْد الوَهَّاب بن عَبْد الله، فَمَهَر في الفِقْه. وأخَذَ عَنْه جَماعةٌ منهم الشَّيخ محمد بن فَيْرُوز، جَدُّ الشَّيخ محمد المَشهُور. قال في إجازتِهِ لكمال الدِّين الغَزِّيِّ:
عن أبِيْهِ وَالدِيْ قَدْ أَخَذَا
…
وَمَنْ لِكُلَّ باطِلٍ قَدْ نَبَذا
أيْ عَبْدِ وَهَّاب الجَزِيل خالِهِ
…
فالجَدُّ عَمَّن جَدَّ في إجْلالهِ
سَيْف بن عَزَّازِ التَّقِيِّ الزَّاهِدِ
…
وذَاك جَدُّ أبِ أُمِّ والدي
انتهى.
وذَكَرَهُ ابن بِشْر في "تَارِيخ نَجْد"
(2)
وقال: إنه حَجَّ سَنَةَ تِسْعين وأَلف.
2739 - طَهَ بن عُمَر اللَّبَدي نسبةً إلى كَفر لبَد من قُرىَ نَابُلُس
.
ذكره صاحب "السُّحُب الوَابِلَة"
(3)
وقال: هو الشَّيخ الفاضِل، أخذ عن خَلْقٍ، وأخَذَ عَنْه جَمْعٌ منهم العَلَّامة السَّفارينيُّ، وذكَرَهُ في "ثَبْتِهِ" انتهى.
2740 - محمد بن عَبْد القَادِر بن محمد بن عَبْد القَادِر بن محمد
بن
(1)
السحب الوابلة: 2/ 419.
(2)
عنوان المجد: 1/ 78.
(3)
السحب الوابلة: 2/ 435 - 436، والذي في "السحب" طه بن أحمد.
إبراهيم الأنصاريُّ الجَزِيْريُّ، نسبةً إلى جَزِيْرة الفِيْل كما سَبَق في ترجَمة وَالِدِه.
ذكره صَاحِب "السُّحُب الوَابِلَة"
(1)
وقال: كان فَقِيْهًا حَنْبليًّا، وُلِد بالقَاهِرة، وبها نشأ على خَيْرٍ وصَلاحَ، وحَصَّل واستفاد وأفَاد، ورَأيْتُ له مَجْموعةً بخطه فيها فوائد وقَصَائد، وله مُقَطعات ومكاتَبَات. انتهى.
2741 - الشَّيْخ هَاشِم النَّابُلُسيُّ المُعَمَّر الحَنْبليُّ
.
ذكره صاحب "السُّحُب الوَابِلة"
(2)
وقال: هو من مشايخ السَّفارِيْني، يُعْرف بالسيِّد، وله نَسْلٌ كثيرٌ إلى الآن بِنَابُلُس، ويُعْرَفُون بِدَارِ هَاشِم، ويُنْسَبُون للسِّيَادة ونقابَةِ الأَشْرَاف من أبيْهِم، وهم من آل عَبْد القادِر الجَعْفَريِّ. انتهى.
2742 - عِيسَى بن سَلَامة بن عُبَيْد القَدُّوميُّ بَلَدًا، النَّابُلُسي نسبة، الأثريُّ مُعْتَقدًا، الحَنْبَليُّ مَذْهَبًا، الخَلْوتيُّ طَرِيْقةً
.
ذكره المُرَادِيُّ في "سِلْك الدُّرَر"
(3)
وقال: هو الفَاضِلُ الكَامِلُ، الصَّالحُ العَامِلُ، اشْتَغَل بتَحْصِيْل العُلُوم بدِمَشْقَ الشَّامِ، واستَفَاد وأَفَادَ، وبَلَغ المُنى والمُرَادَ، وأخذ الطريق الخَلْوَتيَّ عن الأسْتَاذ البَكْرِيِّ، وانْقَطَع لِلعِبَادَة والأوْراد، وتلا القُرآن العَظِيم، فَعَلَتْ رُتْبَتُه بين الأقران، وعادتْ بَرَكَتُه على الإخْوَانِ، حتَّى نَقَلَهُ الله إلى فَرَادِيْس الجِنَان. انتهى.
وذكره ابن الشَّطِّي في "مُخْتَصَرِهِ"
(4)
وقال: هو أحد العُلَمَاء الأَجِلّاء في القَرْن الثَّاني عَشَر، كان مُعَاصرًا للشَّيخ محمد السفَّارينيِّ، وقد أجَازَهُ وأثْنَى عَلَيْه فقال: صاحِبُنَا وأخُونا في الله عز وجل. انتهى.
(1)
السحب الوابلة: 3/ 949.
(2)
السحب الوابلة: 3/ 1156.
(3)
سلك الدُّرر: 3/ 274.
(4)
لم نجده في "مختصر طبقات الحنابلة".
مبتدأ القرن الثالث عشر
2743 - (ت 1201 هـ): الحاج محمود بن معروف بن الشَّطِّي، الدِّمشقي، الحنبلي
.
ذكره ابن الشَّطَّي في "مختصره"
(1)
وقال: توفي سنة إحدى ومئتين وألف. انتهى.
2744 - (1201 هـ): محمد بن طِرَاد الدُّوْسَري نَسَبًا من آل أبي الحَسَن النَّجدي، الحنبلي
.
ذكره صاحب "السحب الوابلة"
(2)
وقال: وُلد في سُدَيْر من نجدِ، وقرأ على مشايخها، ثم ارتحل إلى الشام، فقرأ على علمائها، ومنهم السَّفَارِيْنِي، ثم رجع إلى بلده فقرأ عليه جماعةٌ، منهم شيخُنا الشَّيخُ عبد الله أبا بُطَين، وتوفي بعد المئتين وألف. انتهى.
2745 - (ت 1201 هـ): راشد بن علي النَّعامي، الحنبلي
.
ذكره البيطار في "حِلْية البَشَر" بما ملخصه: عالمٌ مشاركٌ في علوم القرآن والحديث، وله كتبٌ ورسائل فيها، وتوفي في أوائل القرن الثالث عشر الهجري.
2746 - (ت 1202 هـ): إسماعيلُ بن عبد الكريم بن محيي الدِّين بن سُليمان بن عبد الرحمن بن عبد الهادي بن علي بن محمد بن زيد المشهور بالجُرَاعي الدِّمشقي، الحنبلي، الشريفُ لأُمِّه، النَّابُلُسي الأصل، مفتي الحنابلةِ بدمشق
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 184.
(2)
السحب الوابلة: 3/ 919.
ذكره الغزي
(1)
وقال: هو الشَّيخُ الفاضلُ، الأديبُ، الفقيهُ الفَرَضي، المحصِّل، البارع المتفوِّق، ولد بدمشق في خامس ذي القعدة، سنةَ أربع وثلاثين ومئةٍ وألف، ونشأ بها في كَنَف والده - المتقدمة ترجمته - وتلا القرآنَ العظيم، على الشَّيخ إسماعيل بن محمَّد اللَّبدي، وأخذَ عِلْمَ القراءات عن الشيخِ ابن عباسٍ الحافظ شيخِ الإقراءِ بدمشق، وعن الشيخ عبد الرحمن القاهِري مقرئ الدِّيار المِصْرية حين قَدِمَ دمشق، وأخذ عقائد تقي الدين ابن تَيْميَّة الحرَّاني، وموفَّق الدين ابن قُدامة، والشمس محمد البَلْبَاني عن والده، وأخذَ عنه أيضًا الفقه، والفرائض والحساب، وأَخَذَ النحوَ والمنطقَ، والأصلين عن الشيخِ أسعد بن عبد الرحمن المجلِّد السُّلَيمي، وشيخِ الإسلام الغَزِّي، ومفتي الشافعية بدمشق الشَّيخ محمد الغزِّي العامِري، والشهاب أحمد المنيني، والجمال عبد الله البُصْرَوي، والشرف موسى المَحَاسِني والعماد إسماعيل العَجْلُوني، والعلَّامة علي الطَّاغستَاني، وأخذَ الفقهَ أيضًا عن الشيخ عوَّاد الكُوري، والشَّيخ مصطفى اللَّبدي، والشيخ إسماعيل اللَّبدي، وأخذ علمَ الحديث عن الشيخ صالح الجنيني، وعن العَجْلُوني المقدم ذكره، وحضَره في مجلس الحديث تحت القُبَّة بالجامع الأموي، ونَبل قَدْرُه، وغَزُرَ فضلُهُ، وارتحل إلى قسْطنْطِينِيَّة مرارًا، وحَظِي ببعض الوظائف السُّلطانيَّة من العَثامنة، والتداريس بدمشق، واجتمع بأَفاضل الرُّوم وصدُورها، وفي سنة خمسٍ وتسعين ومئة وألف وُجِّهتْ له فتوى الحنابلة بدمشق، وعُزِل عنها الشيخ محمد بن أحمد البَعْلي الدِّمشقي، ثم عُزل عنها ووُجِّهت للبَعْلي المَرْقُوم، ولم يزلْ كلٌّ منهما يَعزِل صاحِبَهُ حتى استقر أمرُها للمترجَم، وبقيت عليه إلى وفاتِهِ، ودرَّس في الجامع الأموي بعد وفاة الشيخ محمد اللَّبدي، وَأَقْبَلتْ عليه الطَّلَبَةُ من الحنابلة وغيرهم، وولي وظيفة التَّكلم على أوقاف الحنابلة بالجامع المُظَفَّري بصالحيَّة دمشق، وكان كثيرَ المخالطة لأمور الناس، وألَّف مؤلفات نافعةٍ منها:"شرح دليل الطَّالب" في مجلَّدين، قرَّظه له العلماءُ من أهل المذهب، وغيرهم، و"شرح غاية المُنْتَهى"، لمرعي، لم يُكْمِلْهُ، و"شرح قصيدة ابن أبي عَوَانة الشاعر الجاهلي" التي
(1)
النعت الأكمل: 325 - 326.
مطلعها:
أفاطِمُ لو شَهِدْت ببَطنِ خَبْتٍ
…
وقد لَاقَى الهِزَبرُ أخاك بشرا
وله عدَّةُ مقاماب أنشأها في وقائع مخصوصةً أوقفني على بعضها فرأيته في غاية النَّفاسَة، وكان بيني وبينَهُ من المحبَّة والمودَّة ما لا مَزِيدَ عليه وكان طويلَ القامةِ بَشُوشًا، مُتواضعًا، لطيفَ المُحاضَرة، حلوَ المُذاكَرَةِ، بديع النُّكْتَة والنادِرة، ذا هِمَّةٍ عليَّة في قضاء حوائج النَّاس، مُبادرًا إلى ردَّ الحقوق إلى أهلها، وله شعرٌ لطيفٌ، وكانت وفاتُه يوم الاثنين حادي عشر جمادى الأولى، سنةَ اثنتين ومئتين وألف بدارِهِ بزُقاق الشالق بمَحلَّةِ سُويقةِ صارُوجَا، وصُلَّي عليه بجامع التَّوبةِ بُعَيْد العصرِ، ودفن بتُرْبَة مَرْج الدَّحداح، قربَ قبورنا. انتهى.
2747 - (ت 1202 هـ): حسن بن عبد الله بن عِيْدان الفقيه الحنبلي النَّجْدِي
.
ذكره ابن بشر في "تاريخ نجد"
(1)
وقال: هو الشيخُ العالمُ، الفقيهُ الحنبلي، النَّجْدي، وكان عالمًا عاملًا، فاضلًا محقِّقًا، ولد في نَجْد، ونشأ بها. وأخذ عن علمائها، وتولَّى القضاءَ بها في بلد حريملا، وتوفي سنة اثنتين ومئتين وألف، وكان قاضي بلد حريملا. انتهى.
2748 - (ت 1202 هـ): الشَّيخ حَمَد الوهيبي النَّجْدِي، الحنبلي
.
ذكره ابن بِشْر في "تاريخ نجد" وقال: وُلد في نَجْد، وأخذَ عن عُلمائها، وولي القضاءَ بها في بلد العارِض، وكان فاضلًا مُحَققًا، توفي سنةَ اثنتين ومئتين وألف. انتهى.
2749 - (ت 1202 هـ): الشيخ حَمَد بن قاسم النجدي الحنبلي
.
ذكره ابن بِشْر في "تاريخ نجد" وقال: هو العالم العلَّامة النِّحرِير، الفقيهُ، الحنبلي، النَّجْدي، القاضي، ولد في نجد، ونشأ بها، واشتغل على علمائها،
(1)
تاريخ نجد: 1/ 84. وجاء فيه ذكر هذا المترجم وذكر الثلاثة الذين ذكرهم المؤلف بعده.
وحصَّل، واستفادَ وأفاد، ووَلِيَ القضاء فيها ببلد العارِض، وكان عالمًا مشهورًا، توفي سنةَ اثنتين ومئتين وألف. انتهى.
2750 - (ت 1202 هـ): الشيخ عبد الرحمن بن ذَهْلان، النَّجْدي، الحنبلي
.
ذكره ابن بِشْر في "تاريخه"
(1)
وقال: هو الشيخُ الفقيهُ العالِمُ المشهور، ولد في نَجْد ونشأ بها، وأخذ عن علمائها، وكان من بيت علم وفضلٍ، وحصَّل، واشتهر ونَبُلَ قَدْرُهُ وغَزُرَ فضله، وتولى القضاءَ في بلد العارِض، توفي سنة اثنتين ومئتين وألف. انتهى.
2751 - (ت 1203 هـ): الشيخ حُمَيْدان بن تُرْكي بن حُمَيْدان بن تُرْكي الخالِدي نَسَبًا، النَّجْدِي، الحنبلي
.
ذكره صاحب "السُّحب الوابلة"
(2)
وقال: قال في "سبائك الذَّهَب": يَنْتَسِبون إلى خالد بن الوليد، وقد انقطع نسْلُه، ولكنهم من بني مَخْزُوم، ويكفيهم ذلك شرفًا، ولِدَ المترجَم في بلد عُنَيْزَة، سنةَ ثلاثين ومئة وألف ظنًا، ولَازَم الشيخَ عبد الله بن أحمدِ بن عُضَيبٍ، فقرأ عليه شيئًا كثيرًا، وتمهَّر في الفقه، حتى كان عينَ تلامذتِهِ، وحصَّل كُتُبًا نفيسةً، أكثرها شراءً من تَرِكَةِ شيخِهِ المذكور، ومن تَرِكة أخيه مَنْصُور بن تُرْكي، فقد كان حسنَ الخطَّ، كتبَ كُتبًا جليلةً، مع ما اشتراه، ثم تصدَّى المترجَمُ للتدريسِ، والإفتاءِ، فصادفَ هيجانَ آلِ سُعُود، فآذَوْهُ، فهاجر بأهله وعِيالهِ إلى المدينةِ المنوَّرةِ، فأحبَّهُ أهلُها خاصَّتُهُم وعامَّتُهم، واعتقدُوهُ وعظَّمُوه لما هو عليه من الدِّيانة والصِّيانة والوَرَع والصَّلاح، وقرأ عليه حنابِلَتُها، وانتفعوا به، وله أجوبةٌ في الفقه عديدةٌ، ومباحثُ سديدة، وقَف كُتُبَهُ جميعَها، وهي كثيرةٌ مشتملةٌ على غَرائب ونفائس، ويُحكى عنه كرامات، وتوفي سنةَ ثلاثٍ ومئتين وألف. انتهى المراد من ترجمة طويلةٍ جدًا
(1)
عنوان المجد: 1/ 84 وقد تصرف المؤلف رحمه الله في النقل، وأتى بما لم يأتِ به صاحب "عنوان المجد".
(2)
السحب الوابلة: 1/ 380 - 381.
كعادة صاحب "السُّحب" بتراجم المناوئين لآل الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وآل سُعُود، تركت ذلك عَمدًا لعدم فائدته.
- (ت 1203 هـ): عبد الوهاب بن محمد بن فَيْرُوز. [انظر: 2755].
يأتي سنة خمس ومئتين وألف.
2752 - (ت 1203 هـ): الشيخ مصطفى، الدُّوماني مولدًا وشُهْرةً، الحنبلي، الفقيهُ، العالمُ العلَّامة، المُفسِّر، المُتَفَنِّن
.
ذكره ابن الشَّطَّي في "مختصره"
(1)
وقال: وُلِد في قَصَبةِ دُوْما ونشأ في صالحية دمشق، وأخذ عن الشيخ علي السُّليْمي، والمُلَّا علي أفندي الطَّاغسْتَاني، وغيرهما، وكان آيةً باهِرةً في بداية أمْرِهِ، أقبل على حِفْظِ المتونِ، ونقلِ تقريراتِ الشُّيوخِ، وقد اشتهرَ أمْرهُ، وعلا ذِكْرُه، وقَدْرهُ، وألَّف مؤلفاتٍ عديدة، منها "ضوء النَّيِّرين في فهم تفسير الجلَالَين" في مجلدين، وشرح على "الكافي في علمي العروض والقوافي"، و"حاشية على دليل الطَّالب" في الفقه، نحو عشرة كراريس، ورَحَل صاحبُ الترجمة إلى مصرَ، ووليَ المشيخة على رواقِ الحنابلة في الأزهر، ثم رَحَل إلى القسْطَنطينيَّة، وتوفي بها في خلافة السلطان عبد الحميد الأول. انتهى.
وذكره ابن بدران في "المدخل"
(2)
وقال: هو العلَّامة الفاضِلُ الشيخُ مصطفى الدُّومي، المعروف بالدُّوماني، ثم الصَّالحي، ثم مفتي رواقِ الحنابلةِ بمصر، له حاشيةٌ لطيفةٌ على "دليل الطَّالب"، ورأيت له كتابًا سمَّاه "ضوءُ النَّيِّرين في تفسير الجَلالين"، وشرحًا على "الكافي في العروض والقوافي" ولم أعلم سنةَ وفاته، إلا أنه رحل إلى القسْطنطِينيَّة، وتوفي بها في خلافة السلطان عبد الحميد الأول، وكانت سَلْطَنَته من سنة ثمانٍ وسبعين ومئة وأَلف إلى سنة ثلاثٍ ومئتين وألف - انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 177.
(2)
المدخل: 442.
2753 - عثمان بن جامِع الحنبلي
(1)
:
قاضي البَحْرين. من تَلامِذةِ ابن فَيْرُوز، له شرح "أخْصَر المختصرات" في مجلد ضخم.
2754 - (ت 1205 هـ): حامد بن مصطفى اللَّبدي الأصل، النَّابُلُسي الشُّهرة، والدمشقي المَوْلِد والوَفَاة، الحنبلي، الخَلْوَتي، شيخُ السجَّادة الطبَّاخيَّة بدمشق بعد البَدْر حسن المُرْجاني، الشهيرُ بالطبَّاخ
.
ذكره الغزِّي
(2)
وقال: هو الشيخُ الصَّالحُ البركةُ الدَّيِّنُ الوَرعُ النَّاسِكُ السَّالِكُ الأوحد، قد تقدَّمت ترجمةُ أبيه وأخيه، وَوُلِدَ المُترجَمُ بدمشق، سنةَ ثلاثٍ وأربعين ومئة وألفٍ كما أخبرني بذلك من لَفْظِهِ، ونشأ بها، وتلا القرآن العظيم على الشيخ الصالح سعيد بن محمد الجَعْفَري، وأخذ الفِقْهَ عن الشيخ الشَّهاب أحمد البَعْلي، وبه انتفَعَ، وعانى صنعة التجليد، فكان يأكلُ من كَسْبِ يدِهِ، ثم تزوَّج بابنة الشيخ المُرْجَاني - المقدَّم ذكره - ولَازَمه وخدمَ الطَّريقَ الخَلْوَتي مدةً، ثم لمَّا كان يوم الجمعة في جمادى الثانية، سنة ثلاثٍ وتسعين ومئةٍ وألفٍ، دعا البَدْرُ المُرْجاني المذكورُ جماعةً من علماءِ دمشقَ إلى حجرته الغربية في خانْقاه دِمشق السُّمَيْساطيَّة، فعمل حلقة الذَّكر بعد صلاة الجمعة على عادتهم، وأقامَ صاحبَ الترجمةِ خليفةً عنه وأشهد مَنْ حضَرَ على ذلك، وبالجملة فكان المترجَمُ رجلًا صالحًا، ذا شُيْبةٍ مُنَوَّرة، ووجهٍ وَضِيْءٍ، بَشُوشًا، له تودُّد للناس، ملازِمًا لخُوَيصة نَفْسِهِ، ولم يزل على طريقتهِ المُثلى وحالتِهِ الحسنة، حتى توفاه اللهُ، وكانت وفاته يوم الأحد رابع عشري جمادى الثانية، سنة خمس ومئتين وألف، وصُلِّي عليه وقت صلاةِ العصرِ في الجامع الأموي، ودُفِنَ بمرج الدَّحداح. انتهى.
2755 - (ت 1205 هـ): عَبْد الوهَّاب بن محمد بن عبد الله بن فَيْرُوز التَّمِيْمي الأحسائي، الفقيهُ الحَنْبَلي
.
(1)
يأتي سنة أربعين ومئتين وألف.
(2)
النعت الأكمل: 331 - 332.
ذكره ابن بِشْر في "تاريخ نجد"
(1)
وقال: هو الشَّيخ الفقيهُ، ولِدَ سنة مئة وألف واثنتين وسبعين، وله مصنَّفات منها:"حاشية على شرح الزَّاد" ولكنها لم تكمل، وتوفي في سابع رمضان، سنةَ ثلاثٍ ومئتين وألف. انتهى.
وذكره صاحب "السُّحُب الوابلة"
(2)
وقال: وُلِدَ قُبيل الظهر يوم الثلاثاء، غُرَّة جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين ومئة وألف، فأخَذَ عن والده في صِغرِهِ، فقرأ عليه الحديثَ ومُصْطَلحه، والأصلين، والنَّحو والمعاني والبيان، والمَنْطِق، والفقه، والفرائض، والحساب، والجبر، والمقابلة، والهيئة، وغير ذلك، وأخذ أيضًا الحسابَ عن العلَّامة الشيخ الزَّواوي المالكي، والنَّحو عن الشيخ عيسى بن مُطْلق، وكان عندَهُ أعزَّ من أبنائه، ومَهَر في جميع ما قرأ فيه وبَهَرَ في الفَهْم حتى فاق أقرانَهُ، بل ومَنْ فَوْقَه، فصار كثيرٌ من رفقائه تلامذَةِ والدِهِ يقَرؤون عليه، وكان ذا حِرْص واجتهادٍ إلى الغايةِ، قليل الخروجِ من المدرسة، حتى إنَّه اتفقت له سبع سنين لم يخرج منها إلا لصلاة الجمعة، وأما الجماعة ففي مسجدها، والأكل يأتي له من بيت والدِهِ مع الطَّلَبةِ، وأكبَّ على تحصيل العِلم وإدمان المطالعةِ والمُراجعةِ والمذاكَرَةِ والمُبَاحَثَةِ ليلًا ونهارًا، لم تنصرِف هِمَّتُه إلى غيره أصلًا، حتى إنه لما تزوَّج بأمر والده وإلزامِهِ، أخذ ليلة الدُّخول معه المحْفَظة، فلما انصرف عنه النَّاسُ نَزَل السِّراج وقَعَد يُطالع الدُّروس التي يُريد أن يقرأها في غدٍ، ويقول في نفسه: إنه بعد إتمام المطالعة يُباشر أهلَهُ، فاستغرق في المطالعة إلى أذان الصُّبح، فتوضَّأ وخرج إلى الصَّلاة، وحَضَر دُرُوس والِدِه، وسلَّم عليه وبارَك له، وبارَك له مَنْ حضر، وفي الليلةِ الثانيةِ فعل كفِعْله بالأمس ولم يَقْرَب أهلَهُ من غير قصدِ التَّركِ، لكن لاشتغاله بالمُطالعة، فيقول في نفسه: أطالع الدَّرس ثم ألتفتُ إلى أهلي، فيستَغْرِقُ إلى أنَّ يُصْبِحُ، فأخبرتِ المرأةُ ولِيَّها بذلك، فذَهَب وأخبر وَالِده بذلك، فدعاه والدهُ فعاتَبَه وأخذ منه المحفظة، وأكَّد عليه بالإقبال عليها.
وكان رحمه الله كثيرَ التحريرِ، بديعَ التقريرِ، سديدَ الكتابة، قلَّ أن يقرأ
(1)
عنوان المجد: 1/ 85.
(2)
السُّحب الوابلة: 2/ 681.
كتابًا أو يُطالِعَهُ إلا ويكتُبُ عليه أبحاثًا عجيبةً، واستدراكات غريبةً، وفوائدَ لطيفةً، فمنها الكثيرُ، ومنها القليلُ، ومن أكثرها مما رأيتُ "شرح المنتهى" للشيخ مَنْصُور، قد ملأ حواشيها بخطه الضَّعيف المُنَّور، ولم يَدَعْ فيه محلًا فارغًا، بحيث إني جرَّدتها في مجلدٍ، وضَمَمتُ إليها ما تيسَّر من غيرِها، وفيها فوائد بديعة لا تُوجد في كتاب، وكذا رأيتُ شرح "الإقناع"، و"التصريح" و"شرح عُقود الجُمان" للمرشدي، و"شرح جمع الجوامع"، الأصولي وغيرها، وصنَّف تصانيف عديدة، منها ما كَمُلَ، ومنها ما لم يَكْمُل، لاختِرامِ المنيَّة له في سِنِّ الشَّبيبةِ، فمنها "حاشية على شرح المقنع"، وصل فيها إلى الشَّركة، وهي مفيدة جدًا، ومما كَمُلَ "شرح الجوهر المكنون" للأخضري في المعاني والبيان والبديع، وله ""حاشية على المقنع" كمُلَت وطبِعت معه، ومنها: "إبداء المجهود في جواب سؤال ابن داود" وذلك أن تلميذه الشيخ عبد الله بن داود سأله عن القول المَرجوح، وعن المقلِّدِ المَذْهَبِيَّ، وعن النَّاقل المُجرِّد، ومنها "القول السَّديد في جواز التقليد"، ومنها: "زوال اللَّبْس عمَّن أرادَ بيان ما يُمكِن أن يُطلِعَ اللهُ عليه أحدًا من خلقِهِ من الخَمْس"، وله قصائد بليغة، ومقطعاتٌ عدِيدةٌ، وتوفي في شهر رمضان، سنةَ خمسٍ ومئتين وألف في بلد الزُّبَارة، من ساحل عُمان، ودُفِنَ بها، ورُثِيَ بقصائد شتَّى من غير أهلِ مذهبه. انتهى.
2756 - (ت 1205 هـ): إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن سُليمان بن أبي يوسف النَّجْدي الأصل والشُّهْرَةِ، الأشيقري - نسبةً إلى بلدة أَشيقر من بلدان نَجْد، نزيلُ دمشق - الفقيهُ الحنبلي
.
ذكره الغزِّي
(1)
وقال: هو الشيخُ الصَّالح، الفاضِلُ، الفقيهُ الفَرَضي، المحصَّل، اللبيب النَّاسك، المُتَقشَّف، بقيةُ السَّلف الصَّالح، بُرهان الدِّين، ولد في منتصف جمادى الآخِرةِ، سنة ستٍ وأربعين ومئة وألف، وقرأ القرآن العظيم على محمد بن أحمد بن سيف، وأحمد بن سليمان النجديَّين، وأخذ بعد ذلك في طلبِ العلم، فقرأ في مبادئ الفِقه، على خالِهِ الشيخ عثمان بن عبد الله،
(1)
النعت الأكمل: 333.
وحجَّ من بلادهم ثلاث مرات، وفي المرَّة الأخيرة قَدِم دمشقَ صحبة الرَّكب الشَّامي، فدخلها في صفر، سنة إحدى وثمانين ومئة وألف، واستقام بها لطَلَبِ العِلم، وأخذ الفقهَ وأصولَهُ عن الشيخ الشهابِ أحمد بن عبد الله البَعْلي، والشيخ محمد بن مصطفى اللَّبدي، وأَخذ العربيةَ عن القُطْب عمر بن عبد الجليل البَغْدادي، وحَضَر في "الصحيحين" على الشَّهاب أحمد بن عُبيد الله العطَّار في الجامع الأموي بين العِشاءين، وأخذ الفرائضَ عن الشيخ إبراهيم الكُرْدي، وحَضَر دروس المحقِّق علي أفندي الطَّاغسْتَاني، ونَبُل قَدْرُه وعلا ذِكْرُه، ودرَّس في الجامع الأموي بعد وفاة شيوخنا، وأقبَلَتْ عليه الطَّلبةُ الحنابلةُ، وانتفعوا به، وصار مَرْجِعًا في مسائل المذهب ووقائعه، وكان فقيرًا صابرًا، عليه سِيْما العلمِ والعملِ والتقوى، وكان متقللًا من الدُّنيا، معرِضًا عن زخَارِفها، لا يتردَّدُ إلى أحدٍ من أبنائها، مُثابرًا على صلاةَ الجماعةَ في الجامع الأموي، مَصُون اللسانِ عن اللغو، وبالجملة فهو آخرُ الفقهاءِ الحنابلةِ موتًا بدمشق، ولم يزل على هذه الحالةِ حتى توفي مطعونًا شهيدًا، طُعِن ليلة الأربعاءِ، سادس عشر شوال، سنةَ خمسٍ أو ستٍ ومئتين وألف، وتوفي بعد عصرِ اليومِ المذكور، وهو في غاية من اليَقَظةِ، وصُلي عليه في مسجد الشيخ عبد الله المنكلاني بمحلَّة القَيْمَريَّة، ودُفِن قُبَيْلَ المغربِ في الجبَّانة الرَّسْلانيَّة، تجاه السور الدِّمشقي، وكثُر الأسفُ عليه. انتهى.
- (ت 1206 هـ): الشيخ إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان بن أبي يوسف النَّجْدي. [انظر: 2756].
تقدَّم قريبًا سنة خمس ومئتين وألف.
2757 - (ت 1206 هـ): شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهَّاب بن سُليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد بن بُرَيد بن محمد بن بُرَيد بنِ مشرف النَّجْدي
، الحنبلي، شيخُ الإسلام، ومجدِّد القرن الثاني عشر، ناصِر السُّنَّة، وقامِعُ البدعَةِ، العلَّامةُ المحققُ الفهَّامة، المدقِّق، شيخ الإسلام والمسلمين، ومفتي فِرَق الموحِّدين، مَنْ طار صِيْتُه فوق السُّها، وأذعنَ لفضلِهِ العلماءُ، وذوي النُّهى.
ذكرَهُ العلَّامة المؤرخ ابن غَنَّام الأَحْسائي في "تاريخه" وقال: وُلِدَ سنةَ خمس عشرة بعد المئة وألف في بلد العُيَيْنَةِ من البلدان النَّجدِيَّة، فأنبتَهُ اللهُ نباتًا حسنًا، وجلى به عن طَرْف الدَّهر وَسَنًا، وبقي بعدَ سِن الطُّفولة زمنًا، يتعلَّمُ في تلك القرآنَ، معتزلًا في غالب الأوقاتِ لعبَ الصِّبيانِ، ولهوَ الجُهَّال والغِلْمان، حتى حَفِظ القرآنَ عن ظهر قَلْبِهِ قبل بُلوغ العشر، وكان حادَّ الفهم سِريعًا وقَّاد الذِّهن ذكيًا، سريعَ الحفظِ، فصيحَ اللَّفظِ، ألمعي الفِطْنَةِ، اشتغَلَ في العلم على أبيه، وجدَّ في الطَّلب، وأَدْرَك بعضَ الأَرَب، وهو في بلد العُيَيْنَة في تلك الحال، قبلَ رِحْلته لطلبِ العِلمِ والارتِحال، وتَطْوافِهِ له في كثيرٍ من البلاد، حتى نالَ منه المرادَ، وفازَ بالسعدِ والإسعاد، وحازَ الرُّشدَ والإرشاد، وكان والده قد توسَّم ذلك فيه، ويُحدِّث بذلك ويُبْدِيه، ويؤمِّلُه منه ويَرْجُوه، كما حدَّث به سُليمانُ أخوه، قال: كان عبد الوهَّاب أبوه يتعجَّبُ من فهمه وإدراكه قبل بُلُوغِهِ وإدرَاكِهِ، ومناهَزَتِهِ الاحتلامَ وإفراكه، ويقول أيضًا: لقد استفدتُ من وَلَدي محمد فوائدَ من الأحكام، أو قريبًا من هذا الكلام، وقد كتبَ والِدُه إلى بعض إخوانِهِ رسالةً نوَّه فيها بشأنه، يُثْني فيها عليه، وأن له فهمًا جيدًا أو لديه، ولو يلازمُ الدَّرسَ سنة على الولايةِ، لظَهَر في الحِفْظِ والإتقان آية، وقد تحقَّقت أنه بلغَ الاحتلام قبل إكمال اثنتي عشرة سنة على الإتمام، ورأيته أهلًا للصلاة بالجماعة والإئتمام، فقدَّمتُهُ لمعرفتهِ بالأحكام، وزوَّجْتُه بعد البلوغ في ذلك العام، ثم طلب مني الحجَّ إلى بيتِ اللهِ الحرام، فأجبته في الإسعاف لذلك المَرام، فَحجَّ وقضى رُكنَ الإسلام، وأدى المناسكَ على التمام، ثم قصدَ مدينَتَه عليه الصلاة والسلام، وأقامَ فيها شهرين، ثم رَجَع بعد ذلك فائزًا بأجر الزِّيارة والمناسك، وأخذ في القراءة على والِدِهِ في الفقه على مذهب الإمام أحمد ابن حنبل، ورُزِقَ مع الخط سرعةَ الكتابةِ، فكان يحيَّر أصحابه بحيث إنه يخطُّ بالخطِّ الفصيحِ في المجلس الواحد كُراسًا من غير تعب ولا نَصَب ولا التباسٍ، ثم بعد ذلك رَحل في العِلم، وسار وجدَّ في الطَّلب إلى ما يَليهِ من الأمصار، وما يُحاذِيه من الأقطار، فزاحمَ فيه العلماءَ الكبار، وأشرق طالِعُه، واستنارَ وصار لِهِلالِهِ أقمار، فوطئَ الحجازَ والبصرةَ لذلك مرارًا، والأَحْساء لتلك الأوطار، وأخذ العلمَ عن جماعةٍ، منهم الشيخُ عبد الله بن إبراهيم النَّجدي ثم المَدِيْني، وأجازه من طريقين أوَّل حَدِيثٍ سمِعَهُ منه الحديث المشهور
المسلسل بالأولية، وقد سمع الفقهَ والحديثَ من جماعةٍ بالبَصْرة كثيرةٍ، وقرأ بها النَّحو وأتقن تحريره، وكتبَ الكثيرَ من اللُّغة والحديث في تلك الإقامة، وحثَّ على طريق الهُدى والاستقامة، وكان أكثر لُبته لأخذ العلم بالبَصْرة، ومقامه، ثم رجعَ بعد ذلك السَّفر، فإذا والد عبد الوهَّاب قد رفَض سُكنى العيينة، وهَجَر واختار سُكنى حريْملا، فأقام بها، واستقرَّ، فأقام فيها مع أبيه يُعلن بالتَّوحيد ويُبْدِيه، وينادي بإبطال دعوةِ غيرِ الله ويُفْشِيهِ، ويَنْصَحُ مَنْ عَدَل عن الحق والرَّشاد ويَسْلُك في ذلك سبيلَ السَّداد. انتهى المراد من تلك الترجمة الحافلة.
وذكره صدَّيق القنوجي في "أبجد العلوم"
(1)
وقال: وُلِد في بلاد نَجْد ونشأ بها، وقرأ القرآنَ، وسمع الحديثَ، وأخذ عن أبيه، وهم بيتُ فقه حنابلة، ثم حج وقصد المدينةَ المنوَّرة، ثم انتقلَ مع أبيه إلى حريملا قريةٍ من نَجْد أيضًا، ولما مات أبوه رجع إلى العُيَيْنَة وأراد نشرَ الدَّعوةِ، فرضِي أهلها بذلك، ثم خرَجَ منها بسبب إلى الدَّرْعِيَّة وأطاعه أميرُها محمد بن سعود من آل مقرن ويُذكر أنه من بني حَنِيْفة ثم من رَبِيْعة، وذلك في حدود سنةِ تسعٍ وخمسين ومئة وألف، فانتشرت دعوتُه في نَجْد، وشرقي بلادِ العرب إلى عُمان، ولم يخرج عنها إلى الحجازِ واليَمَن إلا في حدود سنة مئتين وألفَ، وكانت وفاتُه سنةَ ستٍ ومئتين وألف، وله مؤلَّفات منها: كتاب فيه "نبذة في معرفة الدِّين الذي معرفته والعملُ به سببٌ لدخولِ الجنة، والجهل به وإضاعته سببٌ لدخول النَّار"، وكتاب "التوحيد" المشتمل على مسائل من هذا الباب، وكتاب في فضائل الإسلام، وكتاب في "مسائل خالفَ فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عليه أهل الجاهلية من أهل الكتاب وغيرهم"، وهو مختصر في نحو كراسة، وكتاب "كشف الشُّبهات في بيان التوحيد وما يخالفه والرَّد على المشركين"، ورسالة في "أربع قواعد من قواعد الدِّين" في نحو ورقة، وكتاب "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، وكتاب "تفسير شهادة أن لا إله إلا الله"، وكتاب في تفسير الفاتحة، ورسالة في "معرفة العبد ربه ودينه ونبيه"، ورسالة في بيان التَّوجُّه في الصَّلاة، ورسالة في
(1)
أبجد العلوم 3/ 194.
معنى الكلمة الطَّيبة، ورسالة في تحريم التقليد، وهذا جُلُّ ما وقفت عليه من تآليفه، وفيها ما يُقبل ويُردُّ، وعلى كتابه "التوحيد" شرحٌ مبسوط مفيد لحفيدهِ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب سماه "فتح المجيد لشرح كتابِ التوحيد"، ولأتباعه أيضًا رسائل، وبالجملةِ فهو ممن اختلفَ النَّاسُ في اعتقادِهم فيهِ، فمنهم مَنْ أثنى عليه في كلِّ ما وَضعه ونَشَرهُ ودعا إليه وقاتَل عليه، فانتصرَ له وافتخرَ بالانتسابِ إليه وإلى طريقتهِ، ومنهم من أساء الظنَّ به كل الظنِّ، فردَّ عليه كل نَقِيرٍ وقِطْمير اختاره، وذهب إليه، وكفَّرهُ وبدَّعه، ومنهم مَنْ سَلَك سبيلَ الإنصافِ، فقبل من أقوالهِ ما كان صوابًا، وردَّ ما خالف منها سنةً وكتابًا، ولَعْمري هذا هو الطَّريق السَّوِي، والصِّراط المُسْتَوي. انتهى.
وذكره المحقق ابن بَدْران في "مدخله"
(1)
وقال: هو العالم الأَثَري، والإمامُ الكبير محمد بن عبد الوهَّاب بن سُليمان بن علي، يتَّصلُ نسبهُ بعبد مناة بن تميم التميمي، رَحَل إلى البَصْرة والحجازِ لطلبِ العلم، وأخذ عن الشيخ علي أفندي الطَّاغِسْتَاني، وعن المحدِّث الشيخ إسماعيل العجلوني، وغيرهما من العَلماءِ، وأجازوه بكُتُبِ الحديث وغيرِها على اصطلاح أهل الحديث من المتأخَّرين، ولما امتلأ وِطابُه من الآثار وعلم السُّنَّة، وبرع في مذهب أحمد أخذ يَنْصُرُ الحقَّ ويُحارِب البِدَع، ويقاوم ما أدخله الجاهِلون في هذا الدين الحنيفي، والشريعة السَّمحاء، وأعانَهُ قومٌ أخلصوا العبادة لله وحده، على طريقته التي هي إقامة التَّوحيد الخالص، والدَّعاية إليه، وإخلاصُ الوحدانيَّةِ والعبادة كُلِّها بسائر أنواعِها لخالقِ الخَلْقِ وَحْدَه، فحبا إلى معارضته أقوام ألِفُوا الجمودَ على ما كان عليه الآباءُ، وتدرَّعوا بالكسل عن طلبِ الحقَّ، وهم لا يزالون إلى اليوم يضرِبُون على ذلك الوتر، وجنودُ الحق تُكافحُهم، فلا تُبْقي منهم ولا تَذَرَ وما أحَقهُم بقولِ القائلِ:
كناطِح صخرة يومًا ليُوهِنَها
…
فلم يَضِرْها وأَعْيا قَرْنَهُ الوَعِلُ
ولم يزل مثابرًا على الدَّعوة إلى دين الإسلام، حتى توفاه الله تعالى سنة
(1)
المدخل: 446 - 447.
ستٍ ومئتين وألف. انتهى.
وذكره صاحب "مجلة الزَّهراء"
(1)
، و"حاضر العالم الإسلامي"
(2)
بما ملخصه: هو إمام حَنَابِلَةِ نَجْدٍ، ومؤسِّسِ الدَّعوة الوهَّابية في جزيرة العَرَب، وُلِدَ ونشأ في العُيَيْنَة بنَجْد، ورَحَل مرَّتين إلى الحجاز، فمكثَ في المدينة مرةً قرأ بها على بعض أعلامها، وانتقل إلى البَصْرة فأُوذِي فيها، فعاد إلى نَجْد، وسكن حريملا، ثم انتقل إلى العيينة، وارتاح أميرها عُثمان بن حمد بن مَعْمر إلى دعوته، وناصره، ثم خَذَله، فقَصَد الدَّرْعِيَّة بنَجْد سنةَ سبعٍ وخمسين ومئة وألف، فتلقَّاه أميرها محمد بن سعود بالإكرام، وقبلَ دعوتَهُ، وآزَرَهُ كما آزَره مَنْ بعده ابنهُ عبد العزيز ثم ابنُه سعود بن عبد العزيز، وقاتَلوا مَنْ خالفه، فاتَّسع نطاقُ مُلكِهم، واستولَوا على شَرْقِ الجزيرةِ كلِّه، ثم كان لهم جانبٌ عظيمٌ من اليَمَن وملَكُوا مكةَ والمدينةَ وقبائلَ الحجازِ، وقارَبُوا الشَّام بِبُلُوغِهم المزيريب، وتوفي صاحب الترجمة في الدَّرْعِيَّة، وأبناؤه اليوم يُعرفون بأبناء الشيخ، ولهم المقام الرَّفيع عند صاحِب نَجْدِ والحجاز، وكان إظهار ابن عبد الوهاب دعوتَه إلى إخلاص التَّوحيد، سنةَ ثلاثٍ وأربعين ومئة وألف، وله مصنَّفات منها كتاب:"التوحيد"، و"كشف الشبهات"، و"تفسير الفاتحة"، و"أصول الإيمان"، و"فضل الإسلام"، و"نصيحة المؤمنين"، و"تفسير شهادة أن لا إله إلا الله"، و"معرفة العبدُ ربَّه ودينَهُ ونَبِيَّهُ"، و"معنى الكلمة الطيِّبة"، و"الأمر المعروف والنَّهي عن المنكر"، و"مفيد المستفيد"، ورسالة في التقليد وأنه جائز لا واجب، وكتاب "الكبائر"، وكتاب "الاستنباط"، وكتاب "مختصر الشَّرح الكبير والإنصاف"، و"مختصر السيرة"، وغير ذلك من الرَّسائل إلى أهل البلاد النَّجْدِيَّة والأقطار الإسلامية، التي أثبتَ بعضَها ابنُ غنَّام الأَحْسائي، انتهى.
وذكره محمود شكري الألوسي في "تاريخ نَجْدِ" بترجمة حسنة، وابن بشر
(1)
مجلة الزهراء لمحب الدين الخطيب، المجلد 3/ 417.
(2)
حاضر العالم الإسلامي لوثروب ستودارد 1/ 260.
في "تاريخ نجد"
(1)
، وابن غنَّام، وغيرهم، وأثنوا عليه بما هو أهله، فرحمه الله رحمةً واسعةً، وجَزاهُ عن المسلمين أفضلَ ما جزى به مَنْ دعا إلى كتابه، وسُنَّة نبيه، وجعل البركةَ في أبنائه إنه جوادٌ كريم.
2758 - (ت 1206 هـ): الشَّيخ عَبْد الرحمن بن الشَّيخ إبراهيم بن الشَّيخ سُليمان بن علي بن مُشرف النَّجْدي الحنبلي، ابنُ عمِّ الشَّيخ الكبير محمد بن عبد الوهَّاب المتقدِّم قبله
.
كان فقيهًا متبحِّرًا في الفقه، كاتبًا ماهرًا، وله اليد الطُّولى فيهما، محمود السيرة، وله أجوبة عَدِيدةٌ، وكتابات سَدِيدةٌ، ذكره ابن بِشْر في "تاريخه"
(2)
وقال: إنه توفي سنةَ ستٍ ومئتين وألف. انتهى.
2759 - (ت 1207 هـ): الشَّيخ حمد بن سُليمان بن خريف النَّجْدي الحنبلي
.
ذكره الفاخري وقال: قَتَله أهل الأَحْساء سنة سبع ومئتين وألف.
2760 - (ت 1207 هـ): عبد الله بن فاضل النَّجْدي الحنبلي
.
ذكره الفاخري في "تاريخه" قال: قَتَله أهل الأَحساء، سنةَ سبعٍ ومئتين وألف. انتهى.
2761 - (ت 1207 هـ): إبراهيم بن حسن بن عبدان النَّجْدي الحنبلي
.
ذكره الفاخري في "تاريخه" وقال: قَتَله أهل الأَحْساء، سنة سبع ومئتين وألف. انتهى.
2762 - (ت 1207 هـ): حَمد بن حُسين بن حَمد بن حَمد النَّجْدي، الحنبلي
.
ذكره الفاخري في "تاريخه" وقال: قتله أهل الأَحْساء، سنةَ سبعٍ ومئتين وألف.
(1)
تاريخ نجد: 1/ 89.
(2)
تاريخ نجد: 1/ 97.
2763 - (ت 1207 هـ): عبد الكريم بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن يوسف بن إبراهيم الحلبي الحِيْري المحتد والشهرة، الحنبلي
.
ذكره الغزي
(1)
وقال: هو الشيخُ الفاضلُ البارعُ، الذَّكيُّ المتفوِّق، النِّحرير الهُمام، الأوحدُ، عزُّ الدِّين، ولد بحلب في ثالث ربيع الثاني، سنةَ ثلاثٍ وعشرين ومئة وألف، وقرأ القرآن العظيم على البَدْر حسن بن أحمد السَّرمِيْني الشَّافعي، وأخذ عنه شيئًا من الفقهِ والعربيةِ، ثم طلبَ العلمَ فقرأ بحلب على الشيخ علي بن الزَّمار، وعلى والدِهِ الشيخ محمد، وأخذَ بها عن الشَّريف مصطفى البكفالُوني، وعن قاسم بن أحمد البكرجي، وأجاز له بمَرْوِيَّاته، وعن الشَّريف يوسف أفندي الشَّامي نَقِيْب حلَب، وعن الشَّيخ طه الجَبْريني، والسيِّد عبد السلام الحريري، والشيخ علي بن مصطفى الدَّباغ المِيْقاتي مُسْند حَلَب، وأجاز له، ثم ارتحلَ إلى القاهرةِ سنةَ خمسين ومئة وألف، وأخَذَ بها عن جماعةٍ من صُدُور عُلمائها كالشِّهاب الملوي، والشِّهاب الجَوْهَري، والشِّهاب الدَّمَنْهُوري، والشَّمس الحفني وأخيه الجَمال يوسف، ثم رجع إلى بيتِ المَقْدِس، وهو فاضل، فأخذَ بها عن الأستاذ مصطفى ابن كمال الدِّين البَكْري، وأجازَ له، وكان والدُ صاحب التَّرجمةِ قَدِم إلى دمشق، سنة أربعين ومئة وألف، ومعه المترجَم، فاجتمع بالقُطب الشَّيخ عبد الغني النَّابُلُسي، وأخذ عنه، ثم قَدِم دمشق أيضًا، فأخذ عن الأستاذ الشَّيخ إسماعيل العَجْلوني، والشَّيخ موسى المَحاسِني، والشَّيخ محمود الكُرْدي، والشَّيخ علي الكزْبَري، واجتمع بالولي الشَّيخ أحمد النحلاوي وأخذ الطَّريقة بمصر عن الشَّيخ علي البَيُّومي، وألْبَسه الخِرْقَة، وأجازه، ثم دخلَ حلبَ مسقط رأسِهِ، ودرَّس بجامعها وبالمدرسة العلمية، ثم ذَهَب لدار السَّلْطَنَة العليَّة قُسْطَنْطِينيَّة، وتردَّد إليها مرارًا، وولي القضاءَ مرارًا في عدَّةِ بلاد من الرُّوم، وحُمِدت سيرتُه، ولازم محمد حَيَاتي زادَه مفتي التَّخت العُثماني، ثم صارَ له اعتبار الخارج من فيض الله أفندي داما زادَه مفتي التَّخت المَزْبُور، ولم يَزَل يتنقلُ بالاعتبارات، حتى وصَلَ إلى اعتبار
(1)
النعت الأكمل: 337.
الألتمشلي، وكان لطيف الذَّات، حلوَ المحاورةِ، ظريف المُذاكَرة، منوَّر الوجه، مُضِيء الشَّيبةِ، وله شعرٌ قليلٌ، وقدم أخيرًا إلى دمشق في سنة أربع ومئتين وألف، ونَزل بدار شيخ الإسلام السيِّد محمد خليل أفندي المُرَادي، فأكرمه وأحسن نُزُلَه، واجتمعتُ به إذ ذاك، وأخذت عنه، وأجازَني بعد إسماع الحديث المُسلسَلِ بالأوَّلية، وسمعتُ من فوائده ولطائفه، ثم رَجَعَ إلى حلب، وتوفي بها في سنة سبعٍ ومئتين وألف في شهر رَبيع الأول. انتهى المراد من ترجمة حافلة.
2764 - (ت 1207 هـ): محمد بن عبد الله بن محمد بن علي، المعروف بأبي شَعْر وشعير النَّابُلُسي الأصل، الدِّمشقي المَوْلد والسَّكنِ، الشَّاغُوري الشَّريف لأُمِّه، الحنبلي
.
ذكره ابن الشَّطِّي في "مختصره"
(1)
وقال: هو الفاضِلُ الكاملُ الوَليُّ الصُّوفي، المبارك التَّقي النَّقِي، الأَوْحد، بحر العُلوم والأذواق، تقي الدِّين، قَدِمَ والدُهُ من بَلْدَة نابُلُس إلى دمشق، وتوطَّنها، وتزوَّج بوالدةِ المترجم وهي أُخت الشِّهاب أحمد البَعْلي، وولد المترجَم بدمشق، سنةَ ثمانٍ وعشرين ومئةِ وألف، ونَشأ بها في حجر والده، ثم قرأ القرآن العظيمَ، وطلبَ العلمَ، وأخذَ عن جماعةٍ من العُلماء، منهم خالُه الشِّهاب أحمد البَعْلي المذكور، ثم أحضَرَهُ والدُهُ بين يَدَي الأُستاذِ عبد الغني النَّابُلُسي واستجازَ لَهُ منه، فأجازَهُ بما يَجُوزُ له، وصافَحَه، ثم سأله عن اسمه فقال له والدُهُ: محمد، فقال عبد الغني: وأنا ألَقِّبُه بتقي الدِّين، ثم أوصاه به، وقال له: احترس عليه فسيكونُ له شأنٌ عظيمٌ، وقد صار للمترجَم أحوالٌ عجيبة، وأطوار غريبة، واعتقَدَهُ العامَّةُ والخاصَّةُ حتى الوُزَراء والحكام يُهْدُونَه الهدايا الجليلةَ، وله مؤلفات منها: كتاب "عقيدة الغَيْب والصَّلوات المعروفة"، وكانت وفاتُه عشيةَ يومِ الجمعةِ ثامِنَ عشر شوَّال، سنةَ سبعٍ ومئتين وألف وصُلِّي عليه بجامع سِنَان باشا، ودُفن بتربة الباب الصَّغير داخل بناءٍ على جادَّة الطَّريق، وقبره مشهور هناك. انتهى المراد من ترجمة طويلةٍ.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 171.
2765 - (ت 1208 هـ): الشَّيخ سُليمان بن عبد الوهَّاب بن سُليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشِد بن بُرَيد بن محمد بن بُرَيد بن مُشَرَّف النجديُّ الحنبلي، أخو الشَّيخ محمد بن عبد الوهَّاب، كان عالمًا فقيهًا، عاملًا، مُحقِّقًا
.
ذكره ابن بِشْر في "تاريخ نجد"
(1)
وقال: توفي في سابع رجب، سنةَ ثمانٍ ومئتين وألف. انتهى.
وذكره صاحب "السُّحُب الوابلة"
(2)
وقال: كان منافيًا للشيخ محمد في دعوته وردَّ عليه ردًّا جيدًا بالآيات والآثار النَّبوية، لكون أخيه لا يَقْبَلُ سواهما، ولا يلتفتُ إلى كلام عالم متقدم أو متأخر، غير الشَّيخ تقي الدِّين ابن تَيْمِيَّة وتلميذِهِ ابن القيِّم، فإنَّه يرى كلامَهُما نصًا لا يقبل التأويل، وسمى كتابه "فضل الخِطاب في الرَّدِّ على محمد بن عبد الوهَّاب" وسلَّمه الله من شرِّه ومَكْرِه، وله كرامات. انتهى ملخصًا من ترجمة طويلة.
قلت: سبحان الله ما أقبح الهوى فانظر أين يقذف بصاحِبِهِ أولًا، فإن سليمانَ كغيرهِ من العلماء لا يَضُرُّ الشيخَ ردُّه عليه، ولا مخالفته له إذا لم يكن خلافُه له حظُّ من الدَّليل، ولا يَضيرُ الحقَّ بمخالفته، وقد تأملتُ الردَّ المذكور، فإذا هو كلامُ متحاملٍ سامَحَه اللهُ، ومع ذلك فإن الشيخَ سُليمان المترجَم قد رَجَع وتابَ، ورسالتُهُ في توبته مشهورةٌ، أرسلها إلى أحمد بن محمد التُّويجري، وأحمد ومحمد ابني عُثمان بن شبانه، ومما قاله في آخرِها: ولكن يا إخواني مَعْلُومكم ما جرى منَّا من مخالفةِ الحقِّ واتباعِنا للشَّيطان ومجاهدتِنا في الصدِّ عن سُبُل الهُدى، والآن معلومكم لم يبقَ من أعمارنا إلا اليسير، والأيامُ معدودةٌ، والأنفاسُ محسوبَةٌ، والمأمول مِنا أن نقومَ للهِ، ونَفْعَلَ من الهُدى أكثر مما فعلناه من الضَّلالِ، وأن يكونَ ذلك للهِ وَحْدَه لا شريك له، لا لما سِوَاه، لعلَّ الله أن يمحوَ عنَّا سيئات ما مضى، وسيئات ما بقي إلخ الرسالة.
(1)
عنوان المجد: 1/ 102.
(2)
السحب الوابلة، 2/ 677 في ترجمة أبيه.
وقول صاحب "السُّحب": إن الشيخَ محمد لا يقبل سِوى الكتاب والسُّنَّة مريدًا التَّنقُّص بذلك من الشَّيخ، فكفى بهذه الشَّهادةِ مَنْقَبةً للشيخ، فهذا الواجبُ على كلِّ عالمٍ، مع أن كُتُبَ الشَّيخ طافِحةٌ بالاقتداء باقوال العُلماء، وذِكْرِها والاستدلالِ بها من سائر المذاهب، فاعلم ذلك ولا تَغْتَرَّ بكلام صاحب "السُّحب" وأمثاله، ممن ناصرَوا الباطلَ وجاهَدُوا فيه، والله المُسْتعان، وقد ذكر له صاحب "معجم المؤلفين"
(1)
غير ما تقدَّم من المصنفات "الصواعق الإلهية".
2766 - (ت 1208 هـ): حَمد بن عُثمان بن عبد الله بن شبانه، العالمُ الفاضلُ العاملُ المحقِّقُ المدقِّقُ النِّحرِيرُ، الفقيهُ، الحنبليُّ، النَّجْديُّ، القاضي
.
ذكره ابن بِشْر في "تاريخ نجد"
(2)
وقال: ولد في نَجْد، وقرأ بها على الشَّيخ محمد، وغيرِهِ، وتمهَّر في الفقه، وبَرَعَ فيه، وأخَذَ أيضًا عن صالح بن عبد الله الفِقه وغيره، وأخَذَ عن جماعةٍ من علماء نَجْد، وكان عالمًا مشهورًا، وله رسائل وأجوبة عديدة، وكتابات سَدِيدة، ووَلِي القضاءَ في بلدِ المجْمَعَة من بُلدان نَجْد، وتوفي في أولِ رمضان، سنةَ ثمانٍ ومئتين وألف. انتهى.
2767 - (ت 1208 هـ): محمد بن غَرِيب النَّجْدي، الحنبلي
.
ذكره ابن بِشْر في "تاريخ نجد"
(3)
وقال: قُتِل في شهر ربيع، سنةَ ثمانٍ ومئتين وألف صبرًا لأُمورٍ قِيْلت فيه. انتهى.
وذكره صاحب "السُّحب الوابلة"
(4)
: وسماه عبد الله، فقال: عبد الله بن غريب الحنبلي النَّجْدِي، العالم الفاضِل، كان مُصانِعًا لآلِ الشَّيخ في الظَّاهر، مخالِفًا لهم في الباطن، وردَّ على مخالفيهم، وأجاب عن عدَّة أسئلة في عدَّة فُنون أُرسلت إليه من بغداد، بعد أن عجزوا عنها، فكان عندهم مقبولًا معظَّمًا، ثم إن شخصًا غريبًا من الأعاجم مُقيمًا في الدَّرْعِيَّة استحسانًا، تملَّقَ للشيخِ
(1)
معجم المؤلفين: 4/ 269.
(2)
انظر عنوان المجد: 1/ 102.
(3)
عنوان المجد: 1/ 102.
(4)
السحب الوابلة: 2/ 690.
عبد الله المذكور، واسْتجْلَبَه وسأله عن حقيقة حالهم، فأجابَهُ بالاستحسان، وأنها الحقُّ، فقال: أنا في ذِمِّتك تُرْشِدُني ويَسألك اللهُ عن ذلك إن كتمتَ عَنِّي الحَقَّ، فظنَّه الشيخُ صادقًا، فأباحَ له بما كان يَكْتُم في نفسِهِ من تخطئتهم ومجاوزتهم الحدَّ في التَّكفيرِ والقتلِ والنَّهب، فوشى به إليهم، فمسَكُوه وعَرَفوا أنه إذا كان كذلك ينقُضُ عليهم أكثر من غيرِهِ لِحِذْقِهِ وَفهْمِهِ وقوةِ تصرُّفه في الرَّد، مع اطلاعِهِ على خباياهُم، فقَتَلُوه. انتهى.
ذكر ذلك صاحب "السُّحب الوابلة" في ترجمة رَبِيْبِه عبد العزيز بن أحمد بن إبراهيم المتوفى بعد سنة أربعين ومئتين وألف. وكذا ذكره الفاخري وسماه محمد بن غريب، وأرَّخ وفاته سنة ثمان ومئتين وألف.
2768 - (ت 1216 هـ): محمد بن عبد الله بن محمد بن فَيْرُوز الأحْسائي، نزيلُ البَصْرة، الحنبلي
.
ذكره ابن الشَّطِّي في "مختصره"
(1)
وقال: هو العالم العلامة، توفي سنة ست عشرة ومئتين وألف. انتهى.
وذكره صاحب "السُّحب الوابلة"
(2)
وقال: هو محمدُ بن عبد اللهِ بن محمد بن فَيْرُوز التَّمِيْميُّ الأَحْسَائي، العلَّامة الفهَّامة، كاشف المُعضلات، ومُوَضِّح المُشكِلات، ومحرِّرُ أنواع العُلوم، مُقَرِّر المعقول والمَنْقول بالمَنْطُوق والمفهوم. ولد في مدينة الأَحْساء، سنة اثنتين وأربعين ومئة وألف، ونشأ بها في كنف والدِهِ، وكُفَّ بصرُه بالجُدَري، وهو ابن ثلاثٍ سنين، وكان يقول: لا أعرف من الألوان إلا الأحمر، لأني كُنتُ إذ ذاك لابسًا أحمر، ووضع الله فيه من سُرعة الفَهْم وقُوَّةِ الإدراك وبُطءِ النِّسيان، وشدَّة الرَّغبةِ ما يُتعجَّب منه، حفظ كثيرًا من الكُتُب، منها "مختصر المقنع" في الفقه، و"ألفية العراقي" في المصطلح، و"ألفية النحو"، و"ألفية السيوطي عُقود الجُمان في المعاني والبيان"، و"ألفية ابن الوردي" في التعبير، وشيئًا كثيرًا، حتى قيل: إنه يحفظُ
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 161.
(2)
السحب الوابلة: 3/ 969.
"البخاري" بأسانيده، ويمليه في البَصْرة من حِفظِهِ في الدَّرس، وكان من فرط ذكائه كأنَّ جميعَ العلوم نصبَ عَيْنَيْهِ، أخذ عن عُلماءِ عَصْرِهِ وأجازوه في النَّحو والمعاني والبيان، والحديث، والفقه، وسائر الفنون، وأثنوا عليه ثناءً بليغًا، فممن أخذ عنه الحديث حافظُ عصره أبو الحسن السِّندي نزيلُ المدينة المنوَّرة، ومحمد سعيد المَدَني، في آخرين، وأخذ الفقه عن والِدِهِ، ومحمد بن عبد الرحمن بن عَفَالِق الأَحْسائي، ولَازَمَهُ وأكثر تَفقُّهه به، وتصدَّر للتدريس، وأفتى في حياة شيوخِهِ، وكتبوا على أجوبتِهِ وفتاواه بالمدح والثناء، وتأهَّل للتأليف، ونفع الله به، وصار يُرحَل إليه من جميع الأقطار حتى إنَّه يجتمع عنده من الطلبة نحو الخمسين وأكثر، كلهم يقومُ بكفايتِهم، ويتفقَّدُ أمورهم، فمن تلامذتِهِ الشَّيخ محمد بن سلوم، والفقيه عُثمان بن جامع، وابنه الأديب عبد الله بن عُثمان بن جامِع، والشَّيخ عبد العزيز بن عَدْوَان بن رزين، وأحمد بن حسن بن رشيد، وإبراهيم بن ناصر بن جديد، وناصر بن سُليمان بن سُحَيْمٍ، وعبد الله بن داود وغيرهم، ومَنْ هو دُوْنَهم خلقٌ لا يُحصون من الفُضلاء، من أهل الأَحْساء، والبحْرين، والبَصْرة، والزُّبير، ونَجْد، وكاتَبَ السُّلطانَ عبدَ الحميد خان يَسْتَنجِدُهُ على قتالِ أهل نجدٍ التابعين للشيخ محمد بن عبد الوهَّاب، وكان من أهل نجد في همٍّ وأذى، لأنه كان يَرُدُّ عليهم، وينصحُ الناسَ عنهم، فلما قويت شَوْكَتُهم، وعَرَف أنهم يأخذون الأَحْساء، ارتحل بأهله وعياله إلى البَصْرة، وتَبِعَهُ تلامذةٌ كثيرون، فلما وصل البَصْرة تلقَّاه واليها عبد الله آغا بالإكرام والتعظيم، وصار له شهرةٌ عظيمة في البصرة، وهَرَع إليه الطَّلبةُ، ورحل إليه بها، وأرسل إليه الكمالُ الغزيُّ قصيدةً بليغةً، وكتابًا يطلُبُ منه الإجازة، فأجابه وأجازه نظمًا، نحو ست مئة بيت، ثم أرسل إليه قصيدةً أخرى يشكره ويطلُبُ منه أن يرسل إليه تراجم مشايخه، ومشايخهم، وأقرانه، وتلامذتهم، وتلامذته ليثبتهم في كتابه "النَّعت الأكمل" فأرسل إليه جزءًا ضمَّنه ما طلب، رأيته مرةً في صِفَري، ولم أظفر به الآن، وله تصانيف ليست على قدرِ عِلْمه، وأجاب على أسئلة عديدةٍ بجواباتٍ سديدةٍ، لو جُمعت لجاءت مجلدًا ضخمًا، وكانت له نَهْمةٌ عظيمة في تحصيل الكتب واستِنْساخِها، وتوفي ليلة الجمعة، غرَّة المحرَّم، سنة ست عشرة ومئتين وألف، وعمرُهُ خمس وسبعون سنة بالبَصْرة، ورُثي بقصائد بليغة، منها
قصيدةٌ لصالح بن سيف العَتِيْقي، آخرها بيت التاريخ وهو:
أعطاه ما ربي حوى تاريخه
…
هنئت في الفردوس أرفع منزل
انتهى ملخصًا من ترجمة طويلة جدًا، قد استرسلَ فيها صاحب "السُّحب" كعادته في تراجم المناوئين للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
2769 - (ت 1217 هـ): صالح بن سيف بن أحمد العَتِيْقي، أبو أحمد الحَنْبلي
.
ذكره صاحب "السُّحب الوابلة"
(1)
وقال: قال الشَّيخ محمد بن فَيْروز فيما كتبَ إلى الكمال الغزِّي: بعَثَه معي والدُهُ حيث مَرَرتُ بهم قافِلًا من الحج، فكان مَعْدُودًا كأحد أولادي، واشتغلَ في العُلوم حتى بلغَ مَرَامَهُ، وكان له نصيبٌ وافرٌ من العلوم فِقهًا وفرائض، وعربية، وغير ذلك من دقائقِ العلوم، وله شعر حسنٌ، وهو متولي قراءة الحديث في مدرستي، والمدرسُ في المدرسة الأخرى، مولدُه تاسع رجب، سنةَ ثلاثٍ وستين ومئة وألف. انتهى. قال صاحب "السُّحب الوابلة": ولا أدري متى توفي، وإنما رَثا شيخهُ لما توفي، سنة ست عشرة ومئتين وألف. انتهى.
2770 - (ت 1223 هـ): الشَّيخ محمد بن سُلطان العَوْسَجي، الحنبلي، القاضي
.
ذكره ابن بِشْر في "تاريخ نجد"
(2)
، وقال: كان عالمًا فاضلًا محقِّقًا، طلبَ العلمَ وحصَّل، واستفاد وأفادَ، ووليَ القضاءَ بالأَحْساء، وتوفي بعد عيد النَّحر سنةَ ثلاثٍ وعشرين ومئتين وألف، وكان قاضي الأَحْساء. انتهى.
2771 - (ت 1223 هـ): الشَّيخ عبد العزيز بن سَارِي النَّجْدي، الحنبلي
.
ذكره الفاخِري، وقال: توفي سنة ثلاثٍ وعشرين ومئتين وألف.
(1)
السحب الوابلة: 2/ 429.
(2)
عنوان المجد: 1/ 144.
2772 - (ت 1223 هـ): عبد الله بن عبد الرحمن المِيْقاتي، الحلبي الحنبلي، موفَّق الدِّين
.
ذكره الزركلي في "أعلامه"
(1)
، وقال: هو من فضلاء الحنابلة، من أهل حلب ولد سنة 1162، وله كتب منها "تحفة المطالع" خط، شرح منظومة له في الفرائض، و"النفحة المعطارة في بيان الحقيقة والمجاز والاستعارة"، وتوفي سنة ثلاثٍ وعشرين ومئتين وألف، كذا في "إعلام النبلاء"
(2)
. انتهى.
2773 - (ت 1224 هـ): الشيخُ العالم العلَّامةُ المُفِيدُ، مفتي فِرَق أهل التوحيد، الشَّيخ القاضي حسين بن الشَّيخ محمد بن عبد الوهَّاب، النَّجْدي، التميمي، الحنبلي
.
ذكره ابن بِشْر في "تاريخ نجد"
(3)
وقال: هو العالم الفاضلُ المحقِّقُ، البارعُ، الورع، الزَّاهدُ، النَّاسكُ، الأصولي، الفقيه، المحدِّث، المفسِّر، كان له معرفةٌ في الأصل والفرع والتفسير، له مجالسُ عديدةٌ في التدريس في الفقه والتفسير، وغير ذلك، وانتفع أناس كثيرٌ بعلمه، أخذ العلم عن أبيه، وأخذ عنه جماعةٌ كثيرةٌ من القضاة، وغيرهم، منهم الشيخُ العلَّامة - المتقدم ذكره - علي ابنه، وأخذ عنه أيضًا الشيخُ العالم الفاضلُ والهُمامُ السَّخيُّ، الباذلُ، الذي حازَ مكارمَ العلم والورعِ والفصاحة، وجمع بين الكرمِ والسَّخاءِ، والشَّجاعة والسَّماحةِ، القاضي في ناحية الأحْساء لتُرْكي بن عبد الله، ثم لابنه فيصل عبد الله بن القاضي أحمد الوُهَيْبي، وأخذ عنه أيضًا الشيخُ الجليل والحَبْر الأصيل، القاضي في بلد حريملا وناحيةِ المحمل محمد بن مقرن، وكان قد وَلي القضاءَ في تلك النَّاحية لعبد الله بن سُعود، وكان الشيخُ حسين المذكور هو القاضي في بلد الدَّرعيَّة، والخليفةَ بعد أبيه في القضاء، والإمامة، والخطبة، وكان إمامًا في مسجد البجيري الكبير الذي بناه في منازل الدَّرعية الشرقية، وكان
(1)
الأعلام: 4/ 97.
(2)
إعلام النبلاء (للطباخ): 7/ 173 - 174.
(3)
عنوان المجد: 1/ 145.
صوتُه عاليًا حيِّثًا، بحيث إنه يَسمع تكبيرَهُ في الصَّلاة أدنى أهل المسجد وأقصاه، مع كثرة ما فيه من الخلائق، وهو الخطيبُ والإمامُ يومَ الجمعةِ في المسجد الجامع، مسجد الطريف الكبير، الذي تحت قصر آل سعود، في المنازلِ الغربيةِ، وكان ضرير البَصَر، وتوفي في شهر ربيع الآخر، سنة أربعٍ وعشرين ومئتين وألف. انتهى.
2774 - (ت 1325 هـ): حسين بن غنام النجدي الحنبلي
.
هكذا ذكره صاحب "هدية العارفين"
(1)
وقال: صنَّف التاريخَ العجيب، وسمَّاه "العِقْد الثمين في شرح أصول الدِّين"، وتوفي سنة خمسٍ وعشرين ومئتين وألف. انتهى.
قلت: الظاهر أنَّه ابن غنام الأَحْسائي، ولكن يخالف ذلك بنسبته النجدي، وكذلك اسم الكتاب؛ فإن تاريخ ابن غنام اسمه "روضة الأفكار والأفهام" فلهذا تبعته، فليُحقِّق.
وقد ذكره الريحانيُّ وغيره، وكتابه مطبوع باسم "روضة الأفكار".
وذكر الريحاني أنَّه حنبلي أيضًا.
وذكره ابن بشر في "تاريخه"
(2)
فقال: وفي سنة خمسٍ وعشرين ومئتين وألف توفي الشَّيخ العلامة حسين بن غنَّام الأَحْسائي، وذكر في مصنفاته "العِقْد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين"
…
2775 - (ت 1225 هـ): عبدُ الله بنُ داودَ الزُّبَيْرِيُّ الحنبلي
.
ذكره صاحبُ "السحب الوابلة"
(3)
قال: ولد في بلد الزُّبَيْر وبها نشأ فقرأ "القرآن" والعلم، ثم ارتحل إلى الأَحْسَاء للأخذ عن عَلَّامَتِها الشيخِ محمدٍ بنِ
(1)
هدية العارفين: 1/ 328.
(2)
عنوان المجد: 1/ 151.
(3)
السحب الوابلة: 2/ 619.
فيروز فلازمه وأخذ عنه وعن والده الشيخِ عبدِ الوهاب وغيرهما، حتى تَمَهَّر في الفِقْه والأصول، والفرائض والعَربِيَّة، ثم رجع إلى بلده فدرَّسَ فيها وأفتى، وصَنَّفَ تصانيفَ منها "الصواعق والرَّعود في الرَّدِّ على ابن سعود" في مجلدٍ حافلٍ أجاد فيه، و"مناسك الحج" مجلد لطيف، ورسالة في الربا والصرف وغير ذلك وتوفي سنة خمسٍ وعشرين ومئتين وألف في بلدِ الزبير. انتهى.
2776 - (ت 1225 هـ): أحمدُ بنُ ناصر بنِ عثمانَ بنِ معمر النَّجْدِي الحَنْبَلي، القاضي العالم، النِّحْرير العَلَّامة، صاحب "التحرير والتقرير
".
ذكره ابن بشر في "تاريخ نجد"
(1)
، وقال: أخَذَ العِلْمَ عن عِدَّةِ مشايخَ أعلامٍ أجَلُّهم الشيخُ محمدٌ بنُ عبدِ الوهَّاب، وأخوه الشيخُ سليمانُ بنُ عبدِ الوَهَّاب، وأخذَ العَرَبية عن الشَّيخ حسين بنِ غنام وغيره، وأخذ الفقه عن عِدَّة مشايخ، وأخذ عنه عِدَّةٌ من أَهل الدِّرْعية وغيرهم، منهم العَلَّامَةُ القاضي، الأديبُ، والمهذب الأريب، عبد العزيز بن أحمد بن ناصر، وكان صاحبُ الترجمة قاضيًا في الدِّرْعِيَّة وغيرها، وأرسله سعود إلى مَكَّةَ وأقامَ فيها مُدَّةً عند الشريف قاضيًا، وصنَّفَ، ودرَّسَ، وأفتى، وتوفي بمكَّةَ في العشر الأوْسَط من ذي الحجة سَنَةَ خمسٍ وعشرين ومئتين وألف، وصلَّى عليه المسلمونَ تحت الكَعْبَة المشرفة، ثم خرجوا به من الحرم إلى البياضية، وخرج سعود من القصر وصلَّى عليه بعدد كثير من المسلمين، ودُفِنَ بمكَّةَ. انتهى.
2777 - (ت 1226 هـ): ناصرُ بنُ سليمانَ بنِ محمدٍ بنِ أحمدَ بنِ علي بنِ سُحَيْم الزُّبَيْري، الحنبلي
.
ذكره صاحب "السحب"
(2)
وقال: ولد في بلد الزُّبَيْر من أعمال البَصْرَة، وقرأ على مشايخها، ثم ارتحل إلى الأَحْسَاء للأخذ عن عَلَّامَتِها الشيخِ محمدٍ بنِ فَيْرُوز فقرأ عليه في أنواعِ العلوم حتى أدْرَك ما أَمل، وقرأ على غيره، وأجازوه، منهم الشيخُ محمدٌ بنُ عبدِ الله الكُرْدِي ناظمُ "حروف المعاني" و"الزواجر"
(1)
عنوان المجد: 1/ 154.
(2)
السحب الوابلة: 3/ 1144.
وشارحها، ثم رجع إلى بلده، وشرع يُدَرِّسُ ويفيد، وكان عالمًا عاملًا، ورِعًا صالحًا، زاهدًا له شهرةٌ وذكرٌ عالٍ، لِما جَمَع من العلم، والعمل، والتقوى، ومَدَحَهُ الأفاضل بالنظم والنثر، وكانَ خَطُّه نَيِّرًا مضبوطًا، وهو من بيتِ علمٍ وفضلٍ ولجدِّه محمدٍ رَدٌّ أجادَ فيه، رَدَّ به على محمدٍ بنِ عبد الوَهَّاب، وإياهُ عَنَى الشيخُ محمدٌ بنُ فيروز بقوله في إجازته للمتَرْجَم:
وَجَدُّهُ الأَجَلُّ ممن قمعا
…
مبتدعَ العارض فيما ابتدعا
إلى آخر القصيدة، وتوفي المُتَرْجَمُ سَنَةَ ستٍّ وعشرين ومئتين وألف في بلد الزُّبَيْر، وكانَ والدُهُ وجَدُّ والدِهِ من أهل العِلْمِ والفَضْل. انتهى المراد من ترجمتهِ الطويلةِ كعادتِهِ في تراجم المناوئين لشيخِ الإسلام محمدٍ بن عبدِ الوَهَّاب رحمه الله.
2778 - (ت 1228 هـ): محمدٌ بنُ محمد زيتون بنِ حسن بنِ هاشمٍ الجَعْفَريُّ، النَّابُلُسي، العَلَّامةُ، الفاضِلُ، الفقيهُ، الفَرَضِيُّ، الحنبلي
.
ذكره ابنُ الشُّطِّي في "مختصره"
(1)
وقال: هو أديبٌ شاعرٌ، فقيهٌ فرضيٌّ، ولد بنابُلُس سَنَةَ ستٍّ وخمسينَ ومئة وألف، ونشأ بها، وتَفَقَّه على والده الشريف زيتون المتقدم ذكرُه، وعلى العَلَّامَةِ الشيخِ محمدٍ السفاريني، وأخذَ الحديثَ عن السَّيِّد محمدٍ مرتضى الزبيدي، ورَحَل إلى دمشقَ فأخذ عن الشِّهابِ أحمدَ العَطَّارِ وغيرِهِ، ثم عاد إلى نابُلُس، وأقام بها يدرِّسُ ويفيدُ، وكان مقبولَ الشفاعَةِ عند حُكَّامها، مسموعَ الكلمةِ بين أهلها، وَلما كانت حادثةُ الوَهَّابِيَّة في الدِّيَار الحِجَازِيَّة وصُدَّ الحاجُّ الشامي عن دخولِ مَكَّةَ سَنَةَ اثنتي عشرة ومئتين وألف أوفَدَهُ أسعد باشا العظم وَالي الشَّام وَقْتئِذ هو والشيخَ إسماعيلَ القدومي إلى رئيسهم الأمير ابن سعود فردا عليهم في قِصَّةٍ طويلةٍ كانَ فيها ما كان، ثمَّ صَنَّفَ المترجَمُ رسالةً في ذلك وحجَّ في تلك السَّنَة، وعاد إلى وَطَنِهِ وما زال على حالته المرضية، وطريقته السَّوِيَّة إلى أنْ توفيَ، وكانت وفاتُه سَنَة ثمانٍ وعشرينَ ومئتين وألف، وله
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 177.
كتاب "الرَّوْض المِعْطَار في نسبِ السَّادة آلِ جعفر الطَّيَّار". انتهى.
2779 - (ت 1229 هـ): الشيخُ سعيدٌ بنُ حَجي النجدي الفقيه، الحنبلي القاضي، كان عالمًا عَلَّامةً، فقيهًا فاضلًا
.
ذكره ابنُ بِشر في "تاريخ نجد"
(1)
وقال: ولدَ في نجد ونشأ بها، وأَخذ العِلْمَ عن عدَّةِ مشايخَ أجلُّهم الشيخُ محمدٌ بنُ عبدِ الوَهَّاب، وأفتى، ودَرَّسَ، ووَلِيَ القضاءَ بها، وله أجوبةٌ عديدةٌ وكتاباتٌ سديدةٌ، وأخذ عنه العلمَ عدَّةٌ من مشايخ نجدٍ، وكانَ مشهورًا بالفضل، محمودَ السِّيرة في القضاء، وقد كان قاضيًا في بلد حوطة الجنوب، وحريق نعام، وأخذ عنه عدَّةُ مشايخ من أهل ناحيتهم، وتوفي سنة تسع وعشرين ومئتين وألف. انتهى.
2780 - (ت 1229 هـ): الشيخُ راشدٌ بنُ هويّد النَّجْديُّ الحنبليُّ، العالمُ الفاضلُ، المحقِّقُ المدقِّقُ
.
كان عالمًا عَلَّامةً، ذا معرفةٍ وفهمٍ حادٍّ، فاق على أقرانه بحدَّة الفهم، وسرعة الإدراك، ولد بنجد وأخذ عن علمائها، من أجَلِّهم الشَّيخ سعيد بن حجي المتقدم قبله، فقد أخذ عنه ولازمه حتى تمهَّر في الفقه، وفنون العلم.
ذكره العلامةُ ابنُ بِشر في "تاريخ نجد"
(2)
وقال: إنَّهُ توفي سنة تسعٍ وعشرينَ ومئتين وألْف. انتهى.
2781 - (ت 1229 هـ): سعود بنُ عبدِ العزيز بن محمد بن سعود، أمير نجد المعروف بسعود الكبير، العالمُ العَلَّامةُ، الإمامُ الهمامُ، الشجاعُ العادلُ، الحنبلي
.
ترجمه ابن بشر في "تاريخه"
(3)
بترجمةٍ حافلةٍ جدًّا لا يسعُ هذا المختصر إيرادها فنكتفي بالإحالة عليها، ومما قال فيها: إنَّه وَلِيَ إمارة نجد بعد وفاة أبيه،
(1)
عنوان المجد: 1/ 167.
(2)
عنوان المجد: 1/ 167.
(3)
عنوان المجد: 1/ 167.
وجنَّد جَيْشًا كبيرًا أخضع به معظمَ جزيرةِ العرب، وكان موفَّقًا، لم تهزم له راية مدَّةَ حياتِهِ موصوفًا بالذَّكاء على جانب من العلم والأدب، مهيبَ المنظر، فصيحَ اللِّسان، شجاعًا مدبرًا، وكانت إقامَتُه بالدرعية وتوفي سنة تسعٍ وعشرين ومئتين وألف، وكانت له معرفةٌ تامَّةٌ في تفسير القرآن، أخذَ العلم عن الشَّيخ محمدٍ بنِ عبد الوَهَّاب، وأقام مدَّة سنين يقرأ عليه، ثم كان يلازم على مجلس الدَّرس عنده، وله معرفةٌ في الحديث والفِقْه وغير ذلك انتهى المراد منه ومن "مثير الوجد".
2782 - (ت 1229 هـ): الشيخُ عليٌّ بن يحيى بنِ ساعد النَّجديُّ الحنبلي، القاضي الفاضلُ، المحقِّقُ الفقيهُ
.
ولدَ في نجد ونشأ بها، وأَخذ العِلْمَ عن علمائها القاطنين بها والواردين إليها، ونَبُلَ قدرُهُ، وغزُرَ فضلُه، وتولَّى القضاءَ بها، ومن أجَلِّ مَنْ أخَذَ عنهم المتَرْجَمُ الشيخُ عبدُ العزيز بنُ عبدِ الله الحصين وغيره، وقرأ عليه جماعةٌ من علماءِ نجد منهم ابن بِشر المشهور صاحبُ التاريخِ المشهورِ المسمَّى "عنوان المجد" وغيره.
وقال ابن بشر
(1)
: هو شيخُنا الشيخُ القاضي في ناحية سُدَيْر، كانَ له معرفةٌ في التوحيد والفِقْه، وفي نسخ الشَّيخ محمد بن عبد الوَهَّاب، وكان له معرفةٌ ودراية، أخذ العِلْمَ عن الشَّيخ عبدِ العزيز بن عبد الله الحصين، وغيره، وتوفي سنة تسعٍ وعشرينَ ومئتين وألف في ثاني عشر رجب. انتهى.
2783 - (ت 1229 هـ): الشيخُ شملان مطوع عنيزة
.
ذكره الفاخري وقال: توفي سنة تسعٍ وعشرين ومئتين وألف. انتهى.
2784 - (ت 1229 هـ): محمدٌ بنُ عيسى بنِ قاسم النَّجْدي الحنبلي
.
ذكره الفاخري وقال: توفيَ سَنَةَ تسعٍ وعشرين ومئتين وألف، وسيأتي ذكرُ ابنهِ عبد العزيز سَنَةَ ستٍّ وثلاثين.
(1)
عنوان المجد: 1/ 178.
2785 - (ت 1232 هـ): إبراهيمُ بنُ ناصرٍ بنِ جديد الزُّبَيْري، الحنبلي
.
ذكره صاحب "السحب الوابلة"
(1)
وقال: قرأ القرآن، وحفِظَ "مختصر المقنع"، و"ألفية الآداب" وغيرهما، وقرأ على مشايخ بلده ثم ارتحل إلى دمشقَ وأقام بها أربع عَشْرَةَ سَنَة، ولازم الفقيه البَعْلي مؤلف "الرَّوْض النَّدِي"، وأخذ عنه، وأجازه، أخذ عنه التفسير، والقراآت، والفِقْهَ، والحديث، والنحو، والأصلين، وغيرها، وأجازه أيضًا غالب علماء الشام كالشيخ مصطفى الحنبلي، وأحمد بن عُبَيْد العَطَّار الشَّافعي، ثم قدم الأَحْسَاء، وقرأ بها على الشَّيخ محمد بنَ فَيْرُوز في فنونٍ عديدةٍ، واستجازَهُ فأجازه سَنَةَ خمسٍ وخمسين ومئة وألف، ورجع إلى بلده الزبير، فتلقاه أهلها بالإكرام، وصار إليه المرجعُ في أمور الدين، وطُلِب للقضاء بها فأبى ثم أجاب بغير معلوم، وصار خطيبَ الجامعِ وواعِظَهُ، ومدرِّسَ الفِقْهِ ومُفتيَهُ، وكان ماهرًا في الفقه ذا زهدٍ وتقى وتواضعٍ، وكان كثيرَ التدريس خصوصًا في الفقه، لا يَضْجر ولا يَمَلُّ، حسنَ الوعظِ والتذكيرِ، ولكلامه وقعٌ في القلوب، توفي ثالث عشر شعبان سنةَ اثنتين وثلاثين ومئتين وألف، ودُفِنَ قريبًا من قبر الزبير رضي الله عنه. انتهى مُلخَّصًا.
2786 - (ت 1233 هـ): الشيخُ عليٌّ بنُ حمد بنِ راشدٍ العريني النَّجْدِي، الحنبلي القاضي، الشهيد
.
ذكره ابن بشر في "تاريخ نجد"
(2)
وقال: كان عالمًا عَلَّامةً، ولد بنجد وقرأ بها، وأخذ عن علمائها، وكان فقيهًا فاضلًا، وكان قاضيًا في ناحية الخرج، قُتِلَ سنة ثلاثٍ وثلاثين ومئتين وألف. انتهى.
2787 - (ت 1233 هـ): الشيخُ صالحُ بنُ رشيدٍ الحربي، النَّجدي، الحَنْبَلي، العَالِمُ، العَلَّامةُ، الفقيهُ الفاضلُ
.
(1)
السحب الوابلة: 1/ 71.
(2)
عنوان المجد: 1/ 211.
ذكره ابنُ بشر في "تاريخ نجد"
(1)
وقال: مات في سنة ثلاثٍ وثلاثين ومئتين وألف. انتهى.
2788 - (ت 1233 هـ): الشَّيخ رشيدُ السردي، النجدي الحنبلي، الفقيه القاضي، العالمُ العَلَّامَةُ، الشهيدُ
.
ذكره ابنُ بشر في "تاريخ نجد"
(2)
وقال: كانت له اليَدُ الطُولى في الفِقْه والحديث وغيرهما، وله شهرةٌ، ولد بنجد ونشأ بها، وأخذ عن علمائِها، ووَلِيَ بها القضاءَ، وحُمِدَت سيرتُه، وله أجوبةٌ عديدةٌ وكتاباتٌ على الفتاوى سديدةٌ، وكان قاضيًا في بلد الحوطة والحريق. قتله الباشا سَنَةَ ثلاثٍ وثلاثين ومئتين وألف. انتهى.
2789 - (ت 1233 هـ): أحمد بنُ رشيد النَّجْدِي، الحنبلي، الشيخُ، العالمُ، الفاضلُ، المحقِّقُ، المدقِّق
.
ذكره ابنُ بشر في "تاريخ نجد"
(3)
وقال: هو أحمدُ بن رشيد صاحب المدينة، كان في الدرعية عند عبد الله، فأمر عليه الباشا، فعُزِّرَ بالضرب والعذاب، وقُلِعَتْ جميعُ أسنانه، وتوفي سنة ثلاث وثلاثين ومئتين وألف. انتهى.
2790 - (ت 1233 هـ): الشيخُ سليمانُ بنُ عبدِ الله بنِ محمدٍ بنِ عبدِ الوَهَّاب النَّجْدي، المحدِّثُ، الفقيهُ، الأصوليُّ الكاتبُ، العالِمُ العَلَّامةُ الحنبلي
.
ذكره العَلَّامةُ ابنُ بِشر في "تاريخ نجد"
(4)
وقال: هو الشيخُ العالمُ، الفاضلُ التميميُّ، النجديُّ الحنبليُّ، كان آيةً في العلم، له المعرفةُ التامَّةُ في الحديث ورجالِهِ، وصحيحهِ، وحسنهِ، وضعيفهِ، والفِقْهِ، والتفسير، والنحو، وكان آمِرًا
(1)
عنوان المجد: 1/ 210.
(2)
عنوان المجد: 1/ 210.
(3)
عنوان المجد: 1/ 212.
(4)
عنوان المجد: 1/ 212.
بالمعروف ناهيًا عن المنكر لا تأخذه في الله لومةُ لائم، فلا يتعاظمُ رئيسًا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يتضاعفُ ضعيفًا أتى إليه يطلبُ فائدةً أو يستنصره، وكان له مجالسُ كثيرةٌ في التدريس، وصنَّفَ ودرَّسَ، وأفتى، وضُرِب به المثل في زمانه بالمعرفة، وكان حسنَ الخط ليس في زمانه مَنْ يكتب بالقلم مثله، وصنَّف "شرح التوحيد" لجدِّه محمد ولكنه لم يكمله، وصنَّف غيرَ ذلك نُبَذًا عديدةً أصوليَّة وفقهيَّة، ونصائح دينية، أخذ العلم عن أبيه عبد الله، والشَّيخ أحمد بن ناصر بن معمر، وأخذَ العربيةَ عن الشَّيخ حسين بنِ غنام وغيره، وأخذ عنه عددٌ كثيرٌ من أهل الدِّرْعية وغيرهم، وقتل آخر سنة ثلاثٍ وثلاثين ومئتين وألف، وذلك أنَّ الباشا لمَّا صالح أهلَ الدرعية كَثُرَ عنده الوشاة من أهل نجد على بعضهم بعضًا، فرمي عند الباشا بالزُّوْر والبُهتان، والإثم والعدوان، فأرسل إليه الباشا وتهدَّدَه، وأمر على آلات اللَّهو من الرَّباب فَجَرُّوها عندَه إرغامًا له بها، ثم أرسلَ إليه الباشا بعد ذلك، وخرجَ به إلى المقبرة، ومعه عددٌ كثيرٌ من العَسَاكر فأمرهم أن يثوروا فيه البنادقَ والقرابين، فثوّروها فيه، وجُمِعَ لحمُهُ بعدَ ذلك قطعًا. انتهى.
وذكره في "هدية العارِفين"
(1)
وذكر له من المصنفات كتابَ "تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد"، لجدِّه الشَّيخ محمد بن عبد الوَهَّاب، وكتاب "التوضيح عن توحيد الخلَّاق في جواب أهلِ العراق" في مجلد مطبوع وكتاب "أوثق عرى الإيمان"، وقال ابن فاخر في "تاريخه": إنَّه قُتِلَ سنة أربعٍ وثلاثين ومئتين وألف، وذكر له صاحب "معجم المؤلفين"
(2)
أيضًا "تذكرة أولي الألباب في طريقة الشَّيخ محمد بن عبد الوَهَّاب".
- (ت 1234 هـ): الشَّيخ علي العريني النجدي الحنبلي. [انظر: 2786].
ذكره الفاخري وقال: قُتِل سنةَ أربعٍ وثلاثين ومئتين وألف، وتقدم سَنَة ثلاثٍ.
(1)
هدية العارفين: 1/ 408.
(2)
معجم المؤلفين: 4/ 268.
2791 - (ت 1234 هـ): عبدُ الله بنُ أحمدَ بنِ كثير النَّجْديُّ، الحنبليُّ
.
ذكره الفاخري وقال: قُتِلَ سَنَةَ أربعٍ وثلاثينَ ومئتين وألف.
2792 - (ت 1234 هـ): الشَّيخ عبد الرحمن بن نامي النجدي الحنبلي
.
ذكره ابن بشر في "تاريخه"
(1)
، وقال: ولي القضاء في بلد العينية ثم تولى القضاء في الأحساء زمن سعود وابنه عبد الله وذكره الفاخري. وقال: إنه قتل في آخر
…
2793 - (ت 1234 هـ): عبدُ الله بنُ صقر الحَرْبي النَّجدي، الحنبلي
.
ذكره الفاخري وقال: قُتِلَ سَنَةَ أربعٍ وثلاثين ومئتين وألف.
2794 - (ت 1234 هـ): عليٌّ بنُ عبدِ الله بنِ الشَّيخ النَّجدي، الحنبلي
.
قال الفاخري: قُتِلَ سَنَةَ أربعٍ وثلاثين ومئتين وألف بعد ما وصل من المدينة المنورة لأمرٍ نقموه عليه أو تخيلوه فيه، وقُتِلَ مَعه عدَّةُ رجال رحمه الله.
وكذا ذكره ابنُ بشر
(2)
فقال: وفي سنة أربع وثلاثين ومئتين وألف قُتِلَ عليٌّ بن عبد الله بن الشَّيخ محمد بن عبد الوَهَّاب، قتله التركُ قربَ الدِّرْعِيَّة، وكان له معرفةٌ في الحديث والتفسير وغير ذلك.
2795 - (ت 1234 هـ): الشيخُ ناصرُ بنُ حسين بنِ الشَّيخ النجدي الحنبليُّ
.
ذكره الفاخري وقال: قُتِلَ سَنَةَ أربعٍ وثلاثين ومئتين وألف. انتهى.
2796 - (ت 1236 هـ): الشَّيخ عبد العزيز بنَ محمد بن عيسى بن قاسم النَّجدي الحنْبَلي إمامُ مسجد الحوطة
.
(1)
انظر عنوان المجد: 1/ 94، 214، 215.
(2)
عنوان المجد: 1/ 217.
قال الفاخري: قتل سنة ستٍ وثلاثين ومئتين وألف.
2797 - (ت 1236 هـ): الشيخُ عبدُ الله بنُ سليمانَ القصير النَّجْدي، الحنبلي
.
ذكره الفاخري وقال: ماتَ سَنَةَ ستٍّ وثلاثين ومئتين وألف.
2798 - (ت 1237 هـ): غنَّامُ بنُ محمدٍ بنِ غنَّام الزُّبيري أصلًا، النَّجْدي مولدًا، الدِّمَشْقي سَكَنًا، الحنبلي مذهبًا
.
ذكره ابنُ الشَّطي في "مختصره"
(1)
وقال: هو العالمُ المتضَلِّعُ، الكاملُ المحدثُ، الفقيهُ الفرضيُّ، الحَيْسوب، أخذ الفِقه عن العَلَّامة الشَّيخ أحمد البعلي، والحديث عن الشِّهاب أحمد العَطَّار، وكتب له إجازةً على ظهرِ ثبته، وأخذ بقيَّةَ العُلُوم عن علماء عصره، وكان له وللشيخ مصطفى السيوطي الآتية ترجمته المنتهى في معرفة الفِقْه، والفرائض، والاطلاع على غوامِضِهما، ويوجد له تقارير وأبحاث على هوامش "شرح المنتهى" بحثًا مع الأصحاب وحَلًّا لمشكل كلامِهم، وقد أخذ عنه الفقه العَلَّامَة الجد، والشَّيخ سعيد السفاريني وغيرهما، وانتفع به الطَّلَبة انتفاعًا كثيرًا، وقرأتُ بخطِّ الجد المذكور أنَّهُ تُوفي يومَ السبت ثامن ذي القعدة سَنَةَ سبعٍ وثلاثين ومئتين وألف، ودُفِنَ في المقبرة الذَّهَبيَّة من مرج الدحداح، وقال الجد مُؤَرِّخًا وفاتَه أبياتًا آخِرُها:
لما دُعي قالوا نَجَا أرِّخ أَجل
…
بشرى له في جنةٍ لا يُعْطَب
انتهى ملخَّصًا من ترجمةٍ حافِلةٍ.
وذكره صاحب "السُّحُب الوابلة"
(2)
وقال: ولد في بلد الزُّبير وأخذ عن علمائِها ثم عن الشَّيخ محمد بن فَيْرُوز لمَّا تحوَّل إلى البَصْرَة ودأب، وحَصَّل، ثم رحل إلى بَغْدَاد فقرأ فيها مُدَّةً، ثم ارتحل إلى الشَّام، وقطن فيها إلى أنْ ماتَ وتصدَّى في دمشق لنشر العِلْم، وجَلَسَ يدرِّسُ الفِقْهَ بالجامِعِ الأُمَوِي بأمر شيخِهِ
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 178.
(2)
السحب الوابلة: 2/ 811.
عَلَّامَةِ الشَّام أحمد بن عبيد العَطَّار، وحَضَر أوَّلَ ما فتح الدَّرس من جملة مَنْ حضر من مشايخ دمشق من الحنابلة وغيرهم، فأخذ عن جمعٍ من الفضلاء من أهل دمشقَ وغيرِهم من النَّابُلُسِيِّين القادمين، والنجديين وغيرهم، منهم شيخُنا عبدُ الجبار النقشبندي البَصْرِي، والشَّيخ أحمد اللبدي، وانْتَفَعُوا به، وكان رحمه الله ملازمًا على الدُّروس والمطالعة، مع تعاطيه التجارة بالتحري، والصِّدْق، والورع، وكان في أيَّام طلبه ببلده قد كتب كتبًا نفيسةً بخطِّه الحَسَن النَّيِّر منها "شرح المنتهى" ملأ حواشيه بالفوائد، والأبحاث، حتى لم يترك فيه موضعًا خاليًا، فكانت هذه النسخة مشهورةً بينَ الطَّلبة بدمشق يُحضرونها وَقْتَ مطالعتهم، ويستفيدون مما عليها، وحَصَّل كتبًا نفيسةً، وتوفي بدمشق سَنَة أربعين ومئتين وألف. انتهى.
2799 - (ت 1237 هـ): عبدُ العزيز بنُ عبد الله الحُصَيْن النَّاصِرِيُّ التميميُّ، النَّجْدِيُّ الحَنْبَليُّ، الشيخُ العالمُ، الفاضلُ الوَرعُ، الزَّاهِدُ
.
ذكره المؤرِّخُ ابنُ بشر في "تاريخ نجد"
(1)
وقال: هو الشيخُ، العالمُ، الزاهدُ، كانَ رحمه الله عالمًا عاملًا، زاهدًا ورِعًا، حليمًا لا ينتصرُ لنفسه، مُحَبَّبًا إلى النَّاس، وليس للدنيا عنده قدرٌ، ولا يركن إليها ولا يتعاطاها، بل قطع دهرَهُ في طلبِ العِلْم، وكتبه، وبذله، وكان إذا دخل عليه وقتُ الثَّمرَة أخذ قوتَ نفسِهِ سَنَةً من بيت المال من البرُ والتَمر، وإذا مضت السَّنَة وبقي عنده شيءٌ وقت الثمرة الثَّانية أعطاهم إيَّاه، ولا يَتْرُكُ منه شيئًا، وكان رحمه الله مَهِيبًا، فاضلًا، فقيهًا، وجَعَلَ الله في علمه البركة للنَّاس، وانتفع به عدد رجالٍ كثير في جميع النواحي ممن وَلِيَ القضاء، وكان يُحِبُّ طالبَ العلم محبةً عظيمةً كأنَّه ولدُه بالتودُّد إليه، وتعليمِهِ، وإدخال السُّرور عليه، والقيام بما يَنُوبُه من بيت المال، وكانت كلمته وقوله نافذًا عند الرُّؤَساء ومَنْ دونَهم، وكان عنده حلقةٌ كبيرةٌ في التدريس من أهل شقرا، وأهل الوشم، وغيرهم، وكان مجلِسُهُ للتدريس في الفِقْه وقْتَ طلوعِ الشَّمس إلى ارتفاع النَّهار، وكان إذ فرغ من الدَّرس رفع يديه
(1)
عنوان المجد: 1/ 234.
ثم رفع الطَّلبة أيديَهم ثم دعا فأكثر الدُّعاء، والطلبة يؤمِّنون على دعائه، فإذا فرغوا من الدعاء قاموا وتفرَّقوا، ولا يحضر ذلك المجلس عنده أحدٌ غير الطلبة أو اثنين أو ثلاثة من رُؤساء أهل شقرا، وله مجالسُ في التدريس غير ذلك للعامَّة وقت الظهر والعصر بين العشائين من، وتولى القضاء في ناحية الوشم زمن عبد العزيز بن محمد بن سعود، وابنه سعود وابنه عبد الله بن سعود، وكان قد أخذ الفقه في صغره عن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بنِ الشَّيخ محمد بنِ أحمدَ بنِ إسماعيل قاضي بلد القرائن في ناحية الوشم، ثم تفقَّه، وقرأ على شيخِ الإسلام محمدٍ بنِ عبدِ الوَهَّاب، قرأ عليه مدَّةَ سنتين، وكان يكرمُهُ، ويعظِّمه، وهو الذي استعمله قاضيًا في تلك النَّاحية، فأخذَ عنه العلم عددٌ من قضاةِ المسلمين منهم الشَّيخ العالم، العلَّامة، عبد الله بن عبد الرَّحمن أبا بطين، والشَّيخُ، العالمُ، الزَّاهدُ إبراهيم بنُ سيف، والشَّيخُ غنيم بنُ سيف، والشَّيخ عبد الله بن سيف، والشَّيخُ العَلَّامة، عثمان بن عبد العزيز بنِ منصور، وأخو المُتَرْجَم الشَّيخ محمدٌ بنُ عبدِ الله الحصين، والشَّيخ عليٌّ بن يحيى بن ساعد، والشيخُ عبدُ الله بنُ سليمانَ بنِ عُبَيْد، والشَّيخُ محمد بنُ سيف بنِ خميس، والشَّيخ إبراهيمُ بنُ حجي، والشَّيخُ عثمانُ بنُ عبدِ المحسن بنِ أبا حسين، والشَّيخُ ابنُ نَشْوَان، والشَّيخُ عبدُ الله العضيبي، وكل هؤلاء قضاةٌ أجِلَّاءُ ما عدا الأخير العضيبي فإنَّه أبى عنه، وصنَّفَ المُتَرْجَم مصنفاتٍ من شروح الحديث وغيرِها، وأخذ عنه أيضًا الشيخُ عبدُ الكريم بنُ معيقل، وغيرُهُ ممن لا يُحْصَى، وتوفي في ثاني عشر رجب، سَنَةَ سبعٍ وثلاثين ومئتين وألف، انتهى.
2800 - (ت 1237 هـ): الشيخُ عبدُ الله بنُ أحمدَ بنِ إسماعيلَ النَّجديُّ، الحنبلي
.
ذكره صاحب "السحب"
(1)
وقال: هو عالمُ دهرِهِ، وفريدُ عصرِهِ، كان من أهلِ عنيزة من أقران الشَّيخ حميدان، وشارَكَهُ في الطَّلَب فأتى محبوك الطرفين، كريمَ الجَدَّين، سافر إلى بلادِ بغداد لمَّا نجم تركي بنُ سعود في نجد، وأراد
(1)
السحب الوابلة: 1/ 383، في ترجمة حميدان بن تركي.
إعادة دعوتهم، فتوفي فيها سَنَةَ سبعٍ وثلاثين ومئتين وألف، ورؤيت له مناماتٌ حَسَنَةٌ مبشِّرةٌ
(1)
. انتهى.
- (ت 1240 هـ): غَنَّام بن محمدٌ بن غَنَّام. تَقدَّمَ سَنَة سبعٍ وثلاثين ومئتين وألف. [انظر: 2798].
- (ت 1240 هـ): عثمانُ بنُ جامع النَّجْديُّ، ثم الزُّبَيْرِيُّ، الحنبلي. [انظر: 2753].
ذكره صاحب "السحب الوابلة"
(2)
وقال: هو الفقيه النبيه، الورعُ، الصالحُ، قرأ على شيخِ وقتِهِ محمدٍ بنِ فيروز في الفقه وغيره، فأدرك في الفقه إدراكًا تامًّا، ثم طلبه أهلُ البحرين من شيخه المذكور ليكونَ قاضيًا لهم، ومفتيًا ومدرسًا، فأرسَلَه إليهم فباشرها سنين عديدة بحسن السِّيرة والورع، والعِفَّة، والديانة، والصِّيانة، وأحَبَّه عامَّتهُم وخاصَّتُهم، وصنَّف شرح "أخصر المختصرات" شرحًا مبسوطًا نحو ستين كَرَّاسًا، جمعَ فيه جمعًا غريبًا، ولم يزل على حسن الاستقامَةِ والإعزاز التامَّ، ونفوذِ الكَلِمَة عند الأمير فمن دُونَه إلى أن توفَّاه اللهُ سنة أربعين ومئتين وألف. انتهى.
2801 - (ت 1241 هـ): عبدُ الله بنُ سليمان بنِ محمدٍ بنِ عبد الرَّحمن بن محمد بنِ عُبَيْد النَّجْدِيُّ الحنبليُّ، الشيخُ العالم، الفاضلُ الفقيهُ، القاضي أحدُ تلامذةِ الشيخِ عبدِ العزيز بنِ عبدِ الله الحُصَيْن المتقدم ذكرُه
.
ذكره ابنُ بشر في "تاريخ نجد"
(3)
وقال: هو الشيخُ العالمُ، العَلَّامَةُ، كان قاضيًا في ناحيةِ سدير في أوَّل وِلاية تُركي، وكان قبل ذلك قاضيًا في جبل شمر عند محمدٍ بنِ علي رئيس الجبل زمن سعود بن عبد العزيز، فلما خربت الدرعية
(1)
شطح قلم المؤلف رحمه الله فنقل من "السحب" ما ليس له تعلق بالمترجم. فمن قوله: فأتى محبوك الطرفين
…
إلى آخر الترجمة، يعود إلى سبطه عبد الوهاب بن محمد بن حميدان، الذي ذكره صاحب "السحب" في سياق ترجمة جده لأبيه حميدان بن تركي.
(2)
السحب الوابلة: 2/ 701.
(3)
عنوان المجد: 2/ 19.
أقبل من الجبل إلى بلده جلاجل وسكنها، وتوفي سنة إحدى وأربعين ومئتين وألف. انتهى.
2802 - (ت 1241 هـ): عبدُ العزيز بنُ حمدَ بن إبراهيمَ بنِ حمد بنِ عبدِ الوَهَّاب بنِ عبد الله بنِ عبدِ الوَهَّاب بنِ مشرف التميميُّ، النَّجديُّ، الحنبلي
.
ذكره صاحب "السحب الوابلة"
(1)
وقال: كان باقعةَ الزَّمان، ولسانَ ذلك الأوان، عجبًا في الحفظ والاستحضار، داهية في محاولاتِ الملوك والأمراء، ولد في بلد العُيَيْنَة أو الدرعية قبل سَنَة تسعين ومئة وألف، وقرأ "وفاق الأقران"، ولم تدخل في قلبه دعوةُ الشَّيخ محمدٍ بنِ عبدِ الوَهَّاب مع أنَّه كان جدَّه لأُمِّهِ وزادَه نفورًا عنهم أنَّ والدتَهُ تزوَّجت بعدَ وفاةِ أبيه الشيخَ عبدَ الله بنَ غريب، وكان مصانعًا لهم في الظَّاهر مخالفًا لهم في الباطن، وصار من أمره ما صار إلى أن قتلوه كما هو مذكور في ترجمته، فلما قُتِل ابنُ غريب المذكور نَفَر ربيبُه المتَرْجَم عَنْهُمْ نقرةً عظيمةً، ولكنَّه لم يمكنه إلا المصانعة خوفًا من القتل، واستسلم لتيار الأقدار، وأرسله سعود سفيرًا إلى إمام صَنْعَاء فكفى ما أرسل فيه، وسمعت مشايخ صنعاءَ يُثْنُونَ عليه بالفضل والعقل، والفهم والذكاءِ التَّام، وحسنِ المحاضرة، ثم أرْسَلَه عبدُ الله بنُ سعود إلى والي مصر محمد علي باشا في الصُّلْح فلم يتم لتشدده عليهم بسبب تأكيدات السلطان محمود خان عليهم في قِتالهم ولمقاصد له باطنة دنيوية، وذكر مؤرِّخُ مصرَ الجبرتي في "تاريخه" أنَّه اجتمَعَ به في هذه الرسالة وأنَّهُ بحث معه فوجَدَهُ فاضلًا نبيلًا، ورأى منه ما أعجَبَه سمتًا وخلقًا، وأدبًا وحسنَ إفادةٍ واستفادةٍ، وأنَّه نقلت إليه مخاطبته مع الباشا فأعجبته جدًا، وكذا ذكر لي عمي عثمانُ، وخالي عبدُ العزيز بنُ عبدِ الله بن تركي وكانا من طلبةِ العلمِ ومجالسيه كثيرًا، فإنَّه بعد أنْ زالت دولةُ آلِ سعود ارتحل إلى عنيزة فوَلِيَ قضاءَها فسمعت من أهلها وصْفَه بكل جميل، منها الاجتهاد في العبادة، والمداومة على تلاوة "القرآن" في كل حال، حتى في
(1)
السحب الوابلة: 2/ 688.
حال حضورِ الخصمين هم يقصون دعواهم، وهو يتلو، وكان فيصلًا في الأحكام، ويميل لى ما يرجِّحه الدليل مما خالف المذهب ولا يبالي بأحد، ثم تحول إلى سوق الشُّيوخ، فوَلَّاهُ شيخُ المنتفق قضاءَها إلى أنْ توفي فيها بعد الأربعين ومئتين وألف انتهى.
قلت: لم يأتِ على دعواه بأنَّ دعوةَ الشَّيخ لم تدخل إلى قلبه، فهي دعوى بلا برهانٍ، فالاطلاع على القلوبِ لله وحدَهُ إذا لم يكن هناكَ دليلٌ ظاهرٌ. والله المستعان.
2803 - (ت 1242 هـ): الشيخُ أحمدُ بنُ سليمانَ بنِ عُبيد النجدي، الحنبلي
.
ذكره الشَّيخ علي الهندي في "زهر الخمائل"، وقال: لم أقف على ولادته ولا على مشايخه الذين قرأ عليهم، غير أنَّه كانَ قاضيًا بحائل من لدن الإمام تركي بن عبد الله السعود وأمير حائل محمد بن بن علي لم نَرَ له أحكامًا، رأيت له حكمًا مؤرَّخًا عام "اثنين وأربعين ومئتين وألّف، وكان فيه يتحامل على أهل الجبل، سامحه الله. انتهى ملخصًا.
2804 - (ت 1242 هـ): عثمانُ بنُ عبدِ الجبار بنِ الشَّيخ حمد بنِ شبانه الوهيبي، النَّجْدي، الحَنْبَلي
.
ذكره ابنُ بشر في "تاريخ نجد"
(1)
وقال: هو الشيخُ العالمُ، الفقيهُ المُبَجَّلُ، النبيه، كان من بيتِ أهلِ علمٍ أخذ عن عِدَّةِ مشايخَ كبار، فمن مشايخه ابنُ عَمِّه حمدُ بنُ عثمانَ بنِ عبد الله، وحمدُ التُّوَيْجِريُّ وغيرهما في الأَحْسِاء وغيره، وأخذ أيضًا عن الشيخ عبد المحسن بنِ نشوان بن شارِخْ القاضي في الكويت، والزُّبَيْر، وعن الشَّيخ عبدِ العزيز بنِ عبد الأَحْسَائي في الدرعية، وكان المترجَمُ فقيهًا له درايةٌ في الفِقْهِ واستحضار لأقوال العُلَمَاء، وله المعرفةُ التَّامَّةُ في التفسير، والفرائض، والحِسَاب، وغير ذلك من العلوم، وانتفع الناسُ بعلمِهِ، منهم ابنُه عبدُ العزيز بنُ عثمانَ القاضي، والشَّيخ الفاضل عبدُ الرَّحمن بنُ
(1)
عنوان المجد: 2/ 29.
التُّوَيجري القاضي، والشَّيخُ الفقيهُ عثمانُ بن عليٍّ بنِ عيسى القاضي، وعدد كثير، وكان المتَرْجَمُ عالمَ زمانِهِ في مذهب أحمد معظمًا عند علماءِ الوقت من أهل الدرعية وغيرهم، وهو في الغاية من العبادةِ، والورعِ، والعفافِ، وكان لا يخرج من المسجد بين العشاءين بل يشتغل في الصلاة، وقراءة القرآن، وله حظٌّ من صلاةِ الليل، حافظًا للقرآن على ظهر قلبه، وكان يجلس في مصلَّاهُ بعد صلاةِ الصبح إلى ارتفاع الشمس للذكر والقراءة، وكان وَصُولًا للرَّحِم، استعمله عبدُ العزيز بنُ سعود قاضيًا لعسير والمخا عند عبد الوَهَّاب أبو نقطة، وأقام هناك عنده مدَّةً ثم رجع، ثم أرسله عبدُ العزيز أيضًا قاضيًا لعسير عند حرملة وعشيرته، ثم أرسَلَهُ سعود قاضيًا في عُمَان، وأقام في بلد رأس الخَيْمَة يدرِّسُ في العِلْم ومَعَهُ ابنُه أحمدُ، ثم رجع فلَّما توفي عمه محمدٌ قاضي بلدان منيخ استعمله سعود قاضيًا في تلك النَّاحية، ولم يزل قاضيًا فيها إلى أنْ توفي لثلاثٍ بقين من شعبانَ سنة اثنتين وأربعين ومئتين وألف، انتهى.
- (ت 1242 هـ): عثمانُ بنُ سند يأتي سَنَةَ خمسين ومئتين وألف. [انظر: 2820].
2805 - (ت 1243 هـ): الشيخُ العَلَّامة مصطفى بنُ سعدٍ بنِ عبدة السيوطي، الرحيباني مولدًا ثم الدِّمَشْقِيُّ، الفقيهُ، الحنبليُّ، الفرضيُّ المحقِّقُ
.
ذكره ابنُ الشَّطِّي في "مختصره"
(1)
وقال: ولدَ سنة خمس وستين ومئة وألف في قرية الرحيبة من أعمال دمشق، ثم رحل منها إلى دمشق الشَّام فأخَذَ بها الفِقهَ عن بَقِيَّةِ السَّلَفِ أحمد البَعْلي، وبه تخرج وانتفع، وعن الشَّيخ محمدٍ بنِ مصطفى اللبدي النَّابُلُسي، وقرأ على العَلَّامَة علي أفندي الطاغستاني، والشَّيخ محمد بن علي السليمي، والشَّيخ محمد الكاملي وغيرهم، وكان إمامَ الحنابلة في عصره ومفتيهم بدمشق بعد إسماعيل الجراعي، أعجوبةً في استحضارِ كلامِ الأصحاب، انتهت إليه رياسةُ الفقه، وشُدَّت الرِّحال للأخذ عنه، وكان حافظًا للسانه، مقبلًا على شأنه، ليِّنَ العريكة، حلوَ المفاكهة، له مكارمُ دارة
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 179.
وبشاشة سارَّة، وَليَ نظامَ الجامع الأُمَوي بدمشق، والجامع المظفري بصالحيتها مدَّةً طويلةً، وحُمِدَتْ سيرتُه، ولم يذكر عنه ما يشينُه، ومن مؤلفاتِهِ الكتاب العظيم المسمَّى "مطالب أولي النُّهى في شرح غاية المنتهى" في ثلاثِ مجلداتٍ ضخام، وله كتاب سمَّاه "تحفة العباد بما في اليوم والليلة من الأوراد"، جمعه من الأصول الستة، وله تحريراتٌ وفتاوى لو جمعت لبَلَغَتْ مجلَّدًا، وقد روى عنه وانتفع به أناسٌ كثيرون من النجديين، والنَّابُلُسيين وغيرهم، وأخذ عنه الفقه العلامَةُ الجدُّ، وانتفع به، وقرأت بخطه تاريخ وفاتِهِ وذلك ليلةَ الجمعة ثاني عشر ربيعٍ الثاني سَنَةَ ثلاثٍ وأربعين ومئتين وألف، وصُلِّيَ عليه بجامِعِ بني أميَّة، وكانت جنازتُه حافلةً، ودُفِنَ بتربة الذهبية حذاء آل أبي المواهب الحنبلي، ورثاه تلميذُه الشَّيخ سعيد السفاريني بقصيدةٍ مطلعُها:
سهم الحِمَام على الخَلِيْفَة منتضى
…
صبرًا وتسليمًا لما حكم القضا
انتهى ملخصًا من ترجمةٍ حافلةٍ.
وذكره البَدْرَاني في "المدخل"
(1)
وقال: له "شرح الغاية" في خمس مجلدات.
2806 - (ت 1243 هـ): الحاج محمد أمين بن الحاج خضر بنِ معروف بنِ عبد الله بنِ مصطفى بنِ شطي المعروف بالشَّطِّي، الحنبلي، الكاتب
.
ذكره ابن الشَّطِّي في "مختصره"
(2)
وقال: توفي سَنَة ثلاثٍ وأربعين ومئتين وألف. انتهى.
2807 - (ت 1244 هـ): عبدُ العزيز بنُ حَمَد بنِ ناصر بنِ مُعَمَّر النَّجْدي، الحَنْبَلي، الفقيهُ، الأديبُ
.
ذكره ابنُ بشر في "تاريخه"
(3)
وقال: هو الشيخُ العالمُ، الفاضلُ بنُ الشيخِ
(1)
المدخل: 443.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 184 في ترجمة أخيه.
(3)
عنوان المجد: 2/ 33.
العالمِ الفاضلِ، كان أديبًا فقيهًا، متواضِعًا حسنَ السَّمْت والسيرة، ذا شهرةٍ في العلوم والدِّيَانَة، وله أشَعارٌ رائقة لا سِيَّما في أهل الدِّرْعِية، وهو صاحبُ القصيدة الطنَّانة التي رثاهم بها، وذكر ما جرى لهم وعليهم، أوَّلُها:
إليكَ إلَه العرشِ أشكو تَضَرُّعًا
…
وأدعوكَ في الضرَّاءِ رَبَّ لتسمعا
إلى آخر القصيدة، وتوفي ببلد البحرين سنة أربعٍ وأربعين ومئتين وألف انتهى.
ذكره الشيخُ سليمان بنُ حمدان فيما وجدته بخطِّه فقال: قرأ على والده، وعبدِ الله بنِ الشَّيخ، وقرأ عليه أحمدُ بنُ مشرف الأحسائي المالكي، ولمَّا أراد الله على أهل الدِّرْعِيَّة ما أراد، وجَلَوْا عنها انتقل بأهله إلى البحرين فتوفي بها سنة خمسٍ وأربعين ومئتين وألف، صنَّف كتاب "الرَّد على النصارى" في خمس عشرة كُرَّاسةِ. انتهى.
وذكره الزِّرِكْلي في "أعلامه"
(1)
فقال: عبد العزيز بن حمد بن ناصر بن معمر من علماء نجد، ولد في الدرعية أيام ازدهارها وأخذ عن علمائها وصنف "منحة القريب"، في الرد على كتاب لأحد القسوس البريطانية، وفي أيامه كانت الحرب مع إبراهيم باشا بن محمد علي وخرجت الدرعية وتفرق رجالها فرحل ابن معمر إلى البحرين وتوفي بها.
2808 - (ت 1245 هـ): الشيخُ حسنُ بنُ حسين بنِ محمدٍ بنِ عبدِ الوَهَّاب النَّجْديُّ، الحَنْبَليُّ، الفقيهُ، القاضي
.
ذكره ابنُ بشر في "تاريخه"
(2)
، وقال: هو العالمُ الجليلُ، الفقيهُ النِّحريرُ، القاضي في بلد الرِّياض، ولو طالَ عُمرُهُ لكانَ آيةً ولكن لم تطل مُدَّتُه، بل توفي سَنَة خمسٍ وأربعين ومئتين وألف. انتهى.
2809 - (ت 1246 هـ): محمدٌ بنُ حمد البَسَّام التميميُّ، النَّجديُّ
،
(1)
الأعلام: 4/ 17.
(2)
عنوان المجد: 2/ 20.
الحنبليُّ، العِراقي.
ذكره الزِّرِكلي
(1)
فقال: هو مؤرِّخٌ له كتاب "الدُّرَرُ المفاخر في أخبار العرب الأواخر"، تكلم فيه على عشائرِ العربِ في نجد والحجاز، واليمن والعراق، والجزيرة، ولغته أقرب إلى العاميَّة، وكانت ولادتُه بالعراق، وتوفي بمكَّةَ سنةَ ستٍّ وأربعين ومئتين وألف. انتهى.
2810 - (ت 1246 هـ): فراج بنُ سابق الزُّبَيْرِيُّ، الحنبليُّ
.
ذكره صاحبُ "السُّحُب الوابلة"
(2)
وقال: ولد في بلد الزُّبَيْر، وقرأ بها على عالمه الشيخِ إبراهيمَ بنِ ناصر بن جديد وغيره، ثم حجَّ وجاور بمكة، فقرأ على زاهدها عُمَر بنِ عبد الرَّسُول الحنفي التفسير والحديث، وكذا على محدِّثها السَّيِّد يوسف البطاح الأهدل الزبيدي، وعِلْم القراآت والعَرَبِيَّة على الشيخِ أحمدَ المَرْزُوقي الضَّرير، وأجازوه، وخَطُّه حَسَنٌ، وغالبُ كلامِهِ مُسَجَّعٌ، وله نظمٌ، وتوفي سَنَةَ ستٍّ وأَربعين ومئتين وألف ظَنًّا. انتهى.
2811 - (ت 1246 هـ): محمدٌ بنُ عليٍّ بنِ سلوم التَّميميُّ، النَّجديُّ، ثم الأَحْسَائيُّ، الحَنْبَلي
.
ذكره صاحب "السحب"
(3)
وقال: هو العَلَمُ المفردُ، والهُمامُ الأوْحَدُ، ولد في قريةٍ يُقال لها العطار من قرى سدير من نجد، وقرأ القرآن في صغره، ونشأ في طلب العلم، ثم ارتحل إلى الأحسَاء للأخذ عن عَلَّامَتِها ابنِ فيروزَ فأكرمَ مَثْوَاهُ، وقرأ عليه في التفسير والحديث، والفِقْهِ والأصلين، فَمَهرَ في ذلك لا سِيَّمَا في الفرائض وتوابعها من الحساب، والجبر، والمقابلة، فكانَ فيها فردًا لا يُلْحَق، واشتهر بها، وصارَ عليه فيها المعول في حياةِ شيخِهِ، حتى إنَّ شيخه أمَرَهُ أنْ يُقرِئَ بعضَ الطَّلَبَة هذه الفنون لمهارتِهِ فيها، ولم يزل ملازمًا للشيخ
(1)
الأعلام: 6/ 109.
(2)
السحب الوابلة: 2/ 813.
(3)
السحب الوابلة: 3/ 1007.
المذكور في جميع دروسِهِ رفيقًا في المطالعة لابنه الشَّيخ عبد الوَهَّاب، وحجَّ وزارَ فاستجاز علماء الحرمين فأجازوه، وأجازه شيخُه ومشايخُ الأَحْسَاء وغيرُهم بإجازاتٍ بليغَةٍ ثمَّ لمَّا تَحوَّلَ شيخُه إلى البَصْرَة تحوَّل معه ولم يفارقه حتى ماتَ فسكن بلدَ الزبير، ثم طلبه شيخُ المنتفق لقضاء بلد سوق الشيوخ وخطابتها فامتنع فطلب ولده الشَّيخ عبد اللطيف فامتنع كما سبق في ترجمته ثم أجاب فوافق وارتحل إليها بأهله وأولاده، وجلسَ فيها للتدريسِ، وانتفَعَ به خلقٌ في المذهب وخصوصًا الفرائض، والحساب، والجبر، والمقابلة، والخطأَيْن، والهيئة، والهندسة، فقد تميز أهلُ تلك البلد في هذه الفنون ببركته، وكانَ تقيًا نقيًا، ورِعًا صالحًا، عابدًا دائمَ المطالعة، سديدَ المباحثة والمراجعة، مكبًا على الاشتغال بالعلم، والانهماك فيه منذ نشأ إلى أنْ ماتَ، ليِّنَ الجانب، حسنَ العشرة، دمثَ الأخلاق، كريمَ السجايا، متعفِّفًا، قانعًا، ملازمًا للتدريس، مرغِّبًا في العلم، معينًا عليه، حسنَ الخطِّ، جيِّد الضبط، كتب شيئًا كثيرًا جدًا، وألَّف تآليفَ مفيدةً منها "الشرح الكبير للبرهانية" في الفرائض، حَقَّقَ فيه، ودَقَّقَ، ومنها "الشرح الصغير عليها" أيضًا، ومنها "مختصر صَيْد الخاطر"، ومنها:"مختصر شرحِ عقيدةِ السفاريني"، ومنها "مختصر مجموع المنقور"، و"مختصر تلبيس إبليس"، و"مختصر عقود الدُّرر واللآلي في وظائفِ الشهور والأيام والليالي" لابن الرَّسَّام، و"شرح أبيات الياسميني"، وغير ذلك، ورأيت نسبَة كتابٍ له في مناقب بني تميم وغير ذلك، وكانت تَرِدُ عليه الأسئلة من أفاضل كل قطر نظمًا ونثرًا، فيجيب عنها كذلك، وأصيب ببصره في آخر عُمُرِهِ، وتوفي يوم الجمعة ثاني عَشَر رمضان سَنَة ستٍّ وأربعين ومئتين وألف بسوق الشُّيوخ. انتهى.
2812 - (ت 1247 هـ): محمدٌ بنُ حَمد بنِ لُعْبُون المُدْلِجِي الوائلي النجديُّ، الحنبليُّ
.
ذكره الزِّرِكْلِي
(1)
وقال: هو من كبار شعراءِ الزَّجَل، ومن المشتغلين بالتاريخ، ولد في بلد حرمة من نجد، ورحل إلى الزُّبَيْر في العِرَاق فاشتهر
(1)
الإعلام: 6/ 109.
بمهاجاته لبعض معاصريه ثم قصد الكويت فمات فيها بالطاعون سنة سبع وأربعين ومئتين وألف، له كتاب في تاريخ نجد طبع باسم "تاريخ ابن لُعْبُون" ناقصًا أوَّله. انتهى.
2813 - (ت 1247 هـ): عبدُ اللطيف بنُ محمدٍ بنِ عليٍّ بنِ سلومِ التميمي، الحنبلي
.
ذكره ابنُ حميد في "السحب"
(1)
وقال: وُلِدَ في بلد سَيِّدنا الزُّبَيْر على رأس القرن ظَنًا، ونشأ بها فقرأ القرآن، والعِلمَ، وحفظ مختصراتٍ، ودأب في الطَّلَب، وأكثرُ اشتغالِهِ بالفقه، حتَّى مَهرَ فيه، وقرأ على والِدِه في الفقه والفرائض، وعلى شيخ ذلك العصرِ إبراهيمَ بنِ جديد وغيرهما، ثم تحوَّلَ مع والده إلى سوق الشُّيوخ، وهو على شاطئ الفرات، وحُكامُها مع تلك الجهات بنو المنتفق وهمُ المشهورون، فطلبوا من والده أنْ يُعِينَهُم على المذكور ليتولى قضاءَها وخطابتها، فامتنعا ولم يزالوا بهما حتى حلف شيخُ المنتفق إن لم يتولَّ عبدُ اللطيف لأُوَلِّيَنَّ فلانًا، لرجلٍ غيرِ صالح للقضاءِ ولا للإمامة، فرأى أن الأَمْرَ متعيِّنٌ عليه لئلا تضيع الأحكام بتولية أهل الجهل، والظلم، فرضِيَ وباشره بعفَّة وصِيَانَةٍ، وتثبتٍ وتأنٍّ في الأحكام ومراجعة والده فيما أشكل عليه، وباشر الإمامةَ والخطابةَ، والتدريسَ والوعظَ على الوجه الأَحْسَن، وكان مُحَبَّبًا إلى النَّاسِ الخاصِّ والعامِّ مكرَّمًا عند الحكام لا تردُّ له شفاعةٌ، ولا يُثلَمُ له جاهٌ لحُسْنِ أخلاقِهِ وورَعِهِ، وعفافِه وعبادَتِهِ، وجريه على نهج السَّلف الصَّالح باتباع السُّنَن النبويَّة، وحجَّ مِرارًا آخرُها سَنَةَ ستٍّ وأربعين ومئتين وألف، فوقع في مكَّة ذلك الوباءُ العظيمُ، وخَرَج من مكَّةَ على طريق الشرق، والوباءُ مع الحجاج، فلما وَصَلُوا إلى البُرُود جمعهم الشيخُ وصلَّى بهم ركعتين، ووعَظَهُم، وبَكَى، وأبكى، ودعا الله برفعِهِ فرفَعَهُ اللهُ من ساعتِهِ، ثم وَصَلَ بلدَهُ سالمًا، فوقع فيها الوَبَاءُ فأُصِيْبَ، وماتَ شهيدًا بالطَّاعون سَنَةَ سبعٍ وأربعين ومئتين وألف، ودُفِنَ خارجَ سوقِ الشيوخ عند والِدِه. انتهى.
(1)
السحب الوابلة: 2/ 599.
2814 - (ت 1247 هـ): عبدُ الله بن عثمانَ بنِ جامعٍ الزُّبَيْرِيُّ ثم البصري، الحنبليُّ
.
ذكره صاحبُ "السحب"
(1)
وقال: تَرْجَمَه الشرواني في كتابه "نزهة الأفراح" فقال: جليلُ القَدر والمحل، سارت به في سائر الأقطار المُثُل، فضلُهُ الجليُّ اللَّامِعُ أنورُ من البدرِ السَّاطعِ، لسانُهُ ينبوعُ البلاغة، وبنانُه يُقْطَفُ من خمائِله نورُ البَرَاعة، نَظْمُهُ الغزيرُ الفائق أرَّقُّ من فؤاد العاشق، ونثرُهُ الباهرُ للنهى أفْتَرُ من نواظِرِ المها.
أوْصَافُنَا لم تزدهُ مَعروفةً
…
وإنما لذة ذكرناها
تشرفت بلقياه عام خمس وعشرين ومئتين وألف في بندر كلكته المَحْرُوس بعد أنْ فازَ بالنجاة من فوادح أليم العبوس، فأطلعني على قصيدةٍ من كلامِهِ الحر أعربَ فيها عما نابه من الدهر الخؤون وهي:
هو الرزقُ لا يأتي بجدٍّ لطالب
…
ولا باحتيالٍ أو بطولِ التجارب
وساقَ القصيدةَ بتمامها ثم قال صاحبُ "السحب": وهو ممن أخذ عن الشَّيخ محمدٍ بنِ فيروز هو ووالده عثمان قاضي البحرين، وشارح "أخصر المختصرات"، انتهى كلامُ صاحبِ "السحب" وذكره أبو الفيض عبد الستار الهندي في رجال القرن الثالث عشر وقال: إنَّهُ توفيَ سَنَةَ سبعٍ وأربعين ومئتين وألف.
2815 - (ت 1247 هـ): فاطمةُ بنتُ محمد الفُضَيْلِيةُ الزبَيْرِيَّةُ الحنبليةُ
.
ذكرها صاحبُ "السحب الوابلة"
(2)
وقال: تعرفُ بالشيخة الفُضيْليَّة بضم الفاء، وفتحِ الضاد، وسكون الياء ثم لامٌ فياءٌ مشددةٌ. الشَّيْخَةُ الصَّالحةُ، العالمةُ العابدةُ، الزاهدةُ، ولدت في بلدِ الزُّبَيْر قبل المئتين وألف، ونشأت بها، وقرأت على شيوخها فأكثرت عن الشَّيخ إبراهيمَ بنِ جديد فأخذت عنه التفسيرَ والحديث، والأصلين والفقه، والتصوف، وقرأت على غيره كثيرًا، وتوجهت إلى
(1)
السحب الوابلة: 2/ 633.
(2)
السحب الوابلة: 3/ 1227.
العلم توجهًا تامًّا، وتعلمتِ الخَطَّ في صغرها فأتقنته، وكتبت كتبًا كثيرةً في فنونٍ شتَّى، وخطُّها حَسَنٌ منورٌ، مضبوطٌ، وصارَ لها همةٌ في جمعِ الكتب فجمعت كتبًا جليلةً في سائرِ الفنون، ولها محبةٌ في الحديث وأَهلِه فسمعتْ كثيرًا من المسلسلَات، وقرأت شيئًا كثيرًا من كتب الحديث، وأجازَها جمعٌ من العلماءِ، واشتهرت في عصرها، وكاتبها الأفاضلُ من الآفاق، وكاتبتهم بأبلغِ عباراتٍ وأعظمِ مدحٍ، ثم حجَّت، وزارت، ورَجَعَت إلى مكة المشرَّفة، وأقامت فيها في باب الزِّيادة في بيتٍ ملاصقٍ للمسجد الحرام تُرَى منهُ الكعبةُ المشرَّفَة، وعزمت على الإقامة فيها إلى الممات فتردَّد إليها غالبُ علماءِ مكَّة، وسَمِعُوا منها وأسمعوها وأجازتهم وأجازوها خصوصًا العَلَّامَةُ الوَرعُ عمرُ بنُ عبدِ الرَّسُول الحنفي، والحجةُ الوَرعُ محمدٌ بنُ صالح الرَّيِّس مفتي الشَّافِعِيَّة، فإنهما كانا كثيري التردد إليها والسَّمَاع منها من وراء ستارة يريان أنهما يستفيدانِ منها، وهي ترى أنها تستفيد منهما، فصار لها شهرةٌ عظيمةٌ، وصيتٌ بالغٌ، وأسْنَدَتْ كثيرًا من المُسَلْسَلاتِ، وأخَذَتْ الطريقةَ النقشبندية، والقادرية، وكان لها أورادٌ وأحزابٌ ومشربٌ روي في التَّصَوُّفِ، وأرشدت خلقًا من الناسِ سيَّما النساء، فلقد لازمْنَها ملازمةً كليَّةً، وانتفعْنَ منها انتفاعًا ظاهرًا، وأصلحت أحوالَ كثيرٍ منهن، وصارَ كثيرٌ ممن يتردَّدُ إليها منهن يُعْرَفْنَ من بين النساء بالدين والتقوى، والورع والمواظبة على فرائض الدين، والقناعة، والصبر، وحسن السُّلوك، وكُفَّ بَصَرُها آخِر عمرِها، وبقيت على ذلك نحو سنتين، وظهر لها كرامةٌ لا يمكن ادعاؤها، وذلك أنَّها رأت النبيُّ صلى الله عليه وسلم، ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، فأعطاها من ريقه فمسحَتْ عَيْنَيها بأمره فأصبحت مبصرةً في قِصَّةٍ طويلةٍ ذكرها صاحبُ "السحب"، وذكر أنَّهُ قد تناقل القصةَ الرُّكبانُ، وكاتبها علماءُ الشَّامِ والمغرب بأنْ تكتبَ لهم هذه الواقعة، ثم قال صاحبُ "السحب": ولم نسمع في هذا العصرِ ولا قبلَه بأعصار بمثلها ولا مَنْ يدانيها في علمها وصلاحِها، وزهدها وورعها، وجمعها للفضائل، وأخذ عنها جمعٌ غفيرٌ كما سلف، ووقفت كتبَها جميعًا على الحنابلة، وجعلت ناظرها الشَّيخ محمد الهديبي، فكانت عنده إلى أنْ أراد اللهُ له النقلة إلى المدينة فتورَّع عن إخراجها من مكة فأبقاها فيها، وتوفيت سَنَةَ سبعٍ وأربعين ومئتين وألف، ودُفِنَتْ بالمعلاة في شعبِ النور في حوطة الشيخِ محمدٍ
صالحِ الرَّيِّس. انتهى المرادُ من ترجمةٍ طويلةٍ جدًا.
2816 - (ت 1248 هـ): عيسى بنُ محمدٍ الزُّبَيْرِيُّ الفقيهُ الحنبليُّ
.
ذكره ابنُ حُمَيد في "السحب"
(1)
وقال: قرأ على الشَّيخ إبراهيم بن جديد والشيخِ عبدِ اللهِ بنِ حمود وغيرهما، وأدركَ وقتَ الشيخِ محمدٍ بنِ فيروز في البَصْرة، ولكن لا أدري هل أخذ عنه أم لا، وتمهَّر في الفِقْهِ وألزموه بقضاءِ الزُّبَيْر فباشره بلا معلوم، ثم رغِبَ عنه فأَلَحُّوا عليه في الاستمرار بكل سبيل فأبى، وقال: إنما يُطْلبُ القضاء لإحدى ثلاثٍ: إما للثواب أو للجاه أو للمال، فأمَّا الثوابُ فأبعدُ شيءٍ، وليتنا ننجو رأسًا برأس، وأمَّا الجاهُ والمالُ فالجاهُ إذا حكمت على أحد بغير مطلوبه قال: قطعَ اللهُ هذا الوُجَيْه حَتَّى لم يَقَلْ هذا الوَجْهَ، وأمَّا المالُ فإنَّ عَبَاءتي هذه التي صَيَّفْتُ بها شَتَّيْتُ بها بلا زيادة، ولم أحُجّ حَجَّة الإسلام من قِلَّة ذاتِ اليد، فأيُّ داعٍ إلى ارتكاب الخطر، فقالوا: نُعيِّن لكَ كفايةَ السَّنَة، ونفعلُ ونفعلُ، فأبى، وعرف أنَّهم لا يتركون مُرَاجَعَتَهُ، فتكلَّفَ وحَجَّ وجاور مدَّةً ثم رجع إلى بلده، وسَكَنَ فيها يدرِّسُ ويفتي إلى أنْ توفيَ سَنَة ثمانٍ وأربعين ومئتين وألف ظَنًّا وكان خَطُّه حسنًا وكتب شيئًا كثيرًا. انتهى.
2817 - (ت 1250 هـ): موسى الكفيريُّ النَّابُلُسيُّ الحنبليُّ
.
ذكره صاحبُ "السحبِ الوابلة"
(2)
وقال: هو الشيخُ، الصَّالحُ، المباركُ، أصله من طوباس من قرى نابُلس، قرأ القرآن العظيم فحفظه، ثم طلب العِلمَ تلقينًا فارتحل، إلى دمشق، فحفظ جملَة مختصراتٍ في الفقه تلقينًا أيضًا، وفتح اللهُ عليه فصارَ يدرِّسُ من غيرِ نسخة كالعميان، وجعل الله في تعليمه البركة والفتوح لتقواه وخشوعهِ، وزهدِهِ، وصار للناسِ فيه اعتقادٌ تامٌّ يلتمسونَ دعاءَهُ وبركَتَهُ، ومن مشايخه الشيخُ مُصطفى الرحيباني شارح "الغاية" وغيره، وكانَ رفقتُه في الطلب يُثنون عليه بكلَّ جميل وتزوج ابنة الشَّيخ عبدِ القادر المشهور حفيد العَلَّامَة المشهور، وتوفي في حدودِ سَنَة خمسين ومئتين وألف ظنًا. انتهى.
(1)
السحب الوابلة: 2/ 808.
(2)
السحب الوابلة: 3/ 1143.
2818 - (ت 1250 هـ): عليٌّ بنُ محمدٍ بنِ عليٍّ الشَّوْكَاني، الحنبلي
.
ذكره إسماعيل باشا في "إيضاح المكنون"
(1)
وقال: صَنَّفَ "تكميل الحجة والبيان"، وتوفي سنةَ خمسينَ ومئتين وألف. انتهى.
وذكره أيضًا في "هدية العارفين"
(2)
فقال: عليٌّ بن محمدٍ بنِ عليٍّ بنِ محمدٍ بنِ عليٍّ بنِ عبدِ الله اليَمَني، الصَّنْعَاني، الحَنْبَلي، المعروف بابن الشَّوْكاني، المتوفى سنة خمسين ومئتين وألف، قبل أبيه بأشهر من تصانيفهِ "تكميل الحجة والبيان شرح بيتي إمام الزمان"، و"القول الشافي السَّديد في نصحِ المقلد وإرشاد المستفيد". انتهى.
قلت: هكذا ذُكِرَ في الكتابين أنَّهُ حنبليٌّ، فلهذا تبعته مع استغراب ذلك عندي والله أعلم، وكذا ذكره في "معجم المؤلفين"
(3)
نقلًا عن "حلية البشر" للبيطار، وذكر أنَّه حنبليٌّ.
2819 - (ت 1250 هـ): مصطفى بنُ سليمانَ بنِ سلمانَ بنِ محمدٍ بنِ أزهر النَّابُلُسي، البرقاوي مولدًا وشُهرةً، الدِّمَشْقيُّ، الحنبلي
.
ذكره ابن الشَّطِّي في "مختصره"
(4)
وقال: هو الشيخُ العالمُ، الفاضلُ البارعُ، الكاتب الماهرُ، قدِمَ دمشقَ وأخذ عن علمائها، وأدرك الشمسَ محمدًا الكزبريَّ والشهابَ أحمدَ العَطَّارَ، ولازمهما الملازمةَ التامَّةَ، ثم بعد وفاتِهما لازمَ ولديهما العَلَّامتين الشيخَ عبدَ الرَّحمن الكزبريَّ، والشيخَ حامدًا العطَّارَ، وتفقَّه على الشَّيخ مصطفى السُّيوطي المقدم ذكرُهُ، وكان ذا هيبةٍ ووقارٍ، ووَلِيَ قضاءَ السَّادَة الحنابلة بدمشقَ سَنَة عشرين ومئتين وألف، وتصدَّر للقضاء والإمضاء في المحاكم الشرعية، ولم يزل على حالته إلى أنْ توفَّاه اللهُ تعالى، وكانت وفاتُه في سابع عشر ذي القعدة سنة خمسينَ ومئتين وألف، ودفِنَ بمقبرة البابِ الصَّغير
(1)
إيضاح المكنون: 1/ 317.
(2)
هدية العارفين: 1/ 775.
(3)
معجم المؤلفين: 7/ 222.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 182.
قريبًا من قبورِ بني الكُزْبَري. انتهى.
2820 - (ت 1250 هـ): عثمانُ بنُ سند النَّجْديُّ، ثم البَصْرِيُّ، الوَائِليُّ، نسبةً إلى وائل بنِ قاسط بنِ أسد بنِ رَبِيْعَة بن نِزار بنِ معد بنِ عدنانَ الحنبلي
.
ذكره ابنُ الشَّطِّي في "مختصره"
(1)
وقال: هو الإمامُ العَلَّامَةُ، الرِّحْلَةُ الفَهَّامةُ، حسان زمانِهِ وبديع أوانه، خاتمة البُلغاء ونادرة النُّبغاء، رحل إلى العراق، وأخذ عن علمائها كالصدر السيد محمدٍ الحيدري مفتي الحنفية والشافعية ببغداد، والسيد محمد أمين مفتي الحلة والسيد أحمد الحياتي قاضي بغداد، وعلَّامَة العراق والشام الملا عليٍّ بنِ الملا محمد السويدي، والسيد زين العابدين جمل الليل المدني، حين وروده إلى بغداد، والبَصْرة، وحَرَّرَ إجازةً فيها هذا البيت:
أنا الدخيل إذا عُدَّت أصولُ عُلا
…
فكيف أذكر إسنادي لدى ابن سندْ
وغيرهم من علماء الحجاز، والعراق، وله مصنفاتٌ منها:"أصفى الموارد من سلسال أحوال ابنِ خالد"، وهو كتابٌ نفيس يحتوي على فوائدَ تاريخية، وفرائدَ أدبيةٍ، ومَن اطَّلع عليه عَلِم ما للمترجَمِ من اليد الطُّولى في فنون الأدب نظمًا، ونثرًا، ومن مصنفاتهِ "نظم الكافي في العروض والقوافي"، و"نظم عوامل الجرجَاني وشرحهما"، و"نظم الشافية في علم التصريف"، و"نظم مغني اللبيب، ينوف على خمسةِ آلاف بيت، و"نظم الورقات لإمام الحرمين"، و"شرحه"، و"نظم النخبة" في الحساب وشرحه، و"نظم القواعد" وهو مشتمل على غزلٍ بديع، و"نظم في الاستعارة"، وله ردٌّ على دعبل الشاعر الخزاعي الرَّافضي في عدَّةٍ قصائد منها قصيدةٌ سمَّاها "القرضاب في نحر من سَبَّ الأكارم الأصحاب"، ألَّفَها سَنَةَ ثمانِ عشرَة ومئتين وألف، وله كتابٌ منظومٌ مَدَحَ به الإمامَ أحمدَ ابنَ حنبل، وله تاريخ سمَّاه "مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود" في أربعين كُرَّاسًا، جمع من وقائِع القرن الثاني عشر والثالث عشر غرائب وفوائد ابتدأ فيه من سنة ثمان وثمانين ومئة وألف إلى سَنَة اثنتين وأربعين ومئتين وألف، وقد اختصره الشيخُ أمين الحَلْوَاني المدني في ثلاثِ كراريس، وطبع في بمباي، وله
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 180.
أيضًا تاريخ على نحو "سلافة العصر" سمَّاه "الغرر في وجوه القرن الثالث عشر"، لم يتم، وقد ذكر المترجَمَ جمعٌ من الأئمة الأفاضل حتى إنَّ الشيخَ خالد كانَ يقول عنه:"حريري الزَّمان"، وممن أثنى عليه الشرواني اليمني في "حديقة الأفراح لإزالة الأتراح" قال: القولُ فيه إنَّهُ طرفة الرَّاغب، وبغيةُ المستفيد الطالب، وجامع سور البيان، ومفسر آياتها بألطف تبيان، أفضلُ مَنْ أعرب عن فنونِ لسانِ العرب، وهو إذا نظم أعجبَ، وإذا نَثَر أطرَبَ، فوالعصر إنَّه لإمامُ هذا العصر، وكانت وفاته سنة خمسين ومئتين وألف كما ذكره أمين المذكور في "مختصر المطالع" المتقدم. انتهى مُلخَّصًا من ترجمةٍ طويلةٍ جدًّا، وقد ذكره صاحبُ "حلية البشر"، وصاحب "مجلة العرب" وأرَّخا وفاته سَنَة اثنتين وأربعين ومئتين وألف، ولعلَّ الصوابَ ما أثبتناه.
وذكره في "هدية العارفين"
(1)
وقال له: "أصفى الموارد من سلسال أحوال مولانا الإمام خالد"، و"بهجة النظر في نظم نخبة الفكر"، و"سبائك العسجد في أخبار أحمد رزق الأرشد"، "عقد الجيد في علم العروض" نظمًا وشرحًا، و"الغرر في وجوه القرنين الثاني عشر والثالث عشر"، و"مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود"، في تاريخ بغداد، و"منظومة في فقه المالكية"، وذكر أنَّ وفاتَه سَنَةَ اثنتين وأربعين ومئتين وألف.
2821 - (ت 1250 هـ): عبدُ الله بنُ فائز بنِ منصور الوائليُّ، النجديُّ، الحَنْبَليُّ، الملقب كعشيرته أبا الخيل
.
ذكره صاحب "السحب"
(2)
، وقال: هو من بني وائل المشهورين الآن بعنزة، ولد في بلد الخَبْرَا من قرى القصيم في حدود سنة مئتين وألف، وكان أبوه أميرَها، ثم تحوَّل مع أبيه إلى عنيزة فقرأ بها القرآن ثم انبعثت هِمَّتُه إلى طلب العلم بعد بلوغه ثلاثينَ سنة، فلم يجد مَنْ يشفي أوَامَهُ فجاور في مكَّةَ سنين يتعيَّش من النساخة، وقليل من بيع وشراء، على غايةٍ من التحري وتصحيح
(1)
هدية العارفين: 1/ 661.
(2)
السحب الوابلة: 2/ 641.
العُقُود، وكان تعلَّم الخَطَّ في كِبَرِهِ، ولاحظه حتى تميَّزَ إلى أنْ فاقَ، وطرز الأوراقَ، فكتب شيئًا كثيرًا لنفسه وللنَّاس، وقرأ في مدَّةِ مجاورتِهِ الفِقْهَ على شيخِنَا محمدٍ الهُدَيْبِي، والشَّيخ عيسى بن محمد الزبيري واجتهد في البحث والمراجعة وكان عمي من رفقائه، ولكن شتان ما بينهما، فأخبر عنه أنه كان يقول: شيخنا محمد الهديبي كما في الحديث "فليحد شَفْرَته وليرحْ ذبيحَتَه"، وشيخُنا عيسى كجمالة حرب أعطوها وقيفة يعني أنَّ الشيخَ محمدًا كان سريعَ التقرير، والشَّيخ عيسى مُتَأَنٍّ، وبعد أنْ يقرأَ المقرئُ يسكُتُ هنيهة، فقال لي بعضُ الطَّلَبة ممازحًا: أتدري لِمَ يسكتُ؟ فقلت: لا. قال: يشاور الشَيخَ منصور أيش يقرر، وقرأ المترجَمُ على غيره نحوًا، وصرفًا، وفرائض، فمن مشايخه في ذلك الشَّيخ محمد المرزوقي مفتي المالكية، وكتب له إجازةً وغيره، ثم رجع إلى بلده عُنَيْزَة بعلمِ جَمٍّ، فنصبوه إمامًا في الجامع وواعظًا، ثم ناكده أتباعُ الأمير تركي بنِ سعود ووشوا به عنده وعند قضاته بأنَّهُ يُنْكِرُ عليهم ولا يعتقد فيهم العِلمَ وأنَّه لمَّا احتاجَ إلى تحرير مزولة أرسل إلى الشَّيخ محمد بن سلوم يطلب منه كيفية وضعها، وزَعَمَ أنَّ آل الشَّيخ لا يحسنون ذلك كما هو الحق، وأين الثرى من الثريا، فعزلوه ووبخوه فرجع إلى مكَّة المشرفة، وابتدأ فيه مرضُ السِّل، ونظم فيها في أثناء مجاورته مَنْسكًا لطيفًا فرغ منه في ذي القعدة سنة سبعٍ وأربعين ومئتين وألف، ثم رجع ومعه السِّل يتزايد إلى أنْ ماتَ تركي واستقل أهل عنيزة فنصبوه في الإمامة والخطابة، فلم يقدر على المباشرة، ومكث كذلك نحو سنة ثم توفي في ربيعٍ الثاني سنة إحدى وخمسين ومئتين وألف، ودُفِنَ في مقبرة الضبط شمالي عُنَيْزَة وتأسَّفَ الناسُ عليه لأنَّه لم يخلف مثله، وكان له جلدٌ على العبادة، وله مدارسة في القرآن العظيم مع جماعةٍ في جميع ليالي السنة ويقرؤن إلى نصف الليل عشرةَ أجزاء أو أكثر، وأعرف مَرَّة أنَّهم شرعوا في سورة الفرقان بعد العشاءِ، وختموا القرآن وكنت أحضر وأنا ابنُ عشرِ سنين مع بعض أقاربي فيَغْلِبُني النَّومُ فإذا فرغوا حملني إلى بيتنا وأنا لا أشعُرُ وكان مع القراءة يراجع "تفسير البَغَوي"، و"البَيْضَاوي" كلَّ ليلة. انتهى.
قلت: شهادةُ صاحب "السحب" أنَّ عجز آل الشَّيخ هو الحق، وقوله: أين
الثرى من الثُّرَيَّا فشهادةٌ مردودةٌ يكذِّبُها الواقع والعيان، فمصنفاتُ آلِ الشَّيخ اليوم طُبعت وانتشرت ولله الحمد، وفيها ما يكذِّبُ هذا الحكم وهذه الشهادة عند مراجعة المنصف لها.
2822 - (ت 1252 هـ): عبدُ اللَّطيف بنُ خضر بنِ معروف بنِ عبدِ الله بنِ مصطفى بنِ شَطِّي الحنبلي المعروف بابن الشَّطِّي، البغدادي مولدًا، الدِّمَشْقِي موطنًا ووفاةً
.
ذكره ابنُ الشَّطِّي في "مختصره"
(1)
وقال: كان من الأفاضل الصَّالحين، خطَّاطًا متفنِّنًا، كاتبًا منمقًا، مخترعًا مدهشًا، ذا فكرٍ ثاقبٍ ورأى صائب، كتبَ بخطِّهِ البديع من القطع، وصنَّع من التحف ما لم يزل باقيًا حتَّى الآن منشورًا في البيوت، مذكورًا في الأَلْسُن، توفيَ سَنَةَ اثنتين وخمسين ومئتين وألف، ودُفِنَ في مقبرة آل شَطِّي من السَّفح القاسِيوني. انتهى ملخصًا من ترجمةٍ طويلةٍ جدًا كما ذكره أيضًا في روض البشر وأثنى عليه جدًّا وأطنبَ في ترجمتِهِ.
2823 - (ت 1254 هـ): عبدُ الرَّزاقِ بنُ محمدٍ بنِ عليٍّ بنِ سلوم، التميميُّ، النجديُّ، الحَنْبليُّ
.
ذكره صاحب "السحب الوابلة"
(2)
وقال: هو الذكي الأَديبُ، ولد في بلد الزُّبَيْر، وقرأ على مشايخها منهم والده، ثم رحل إلى بغداد فقرأ بها الفقه على الشَّيخ الورع موسى بن السُّمَيْكَة تصغير سَمَكة، وعلى أجلَّاء بغداد في النَّحو والصَّرْف، والمعاني والبيان، والمنطق والأصول، وحصَّل ومَهَرَ ثم رجع إلى بلده، وقرأ الفرائض والحِساب، والجَبْرَ والمقابلة، والخطأين والهيئة، والهندسة على والده وغيره، فمهر في ذلك كلِّه المهارةَ التامَّةَ بحيثُ اشتهر في ذلك في عصرِهِ وأقرَّ له أهلُهُ فيها، وكان يتوقد ذكاءً، قلَّ علمٌ إلَّا وله فيه يَدٌ حتَّى الأوفاق والزَّايَرْجَة، والرُّوحَانِيات لكنه مائلٌ إلى معاشرة الأمراء والأحداث، وله معهم مماجناتٌ لا تليقُ، ولو تَصوَّن لكان نادرةَ عصرِهِ لما حازَهُ من الفنونِ المتداولةِ
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 182.
(2)
السحب الوابلة: 2/ 531.
وغيرها، وقد سمعت رفقاءه في الطلب من فضلاء بغداد منهم محمود الآلُوْسي يَصِفُونَهُ بشِدَّةِ الذَّكاء، وفطنة لو لم يَخلُدْ إلى البَطالة. وشرح "سُلَّم العروج في المنازل والبروج"، لشيخ شيخِ شيخِهِ محمدٍ بنِ عبد الرَّحمن بنِ عفالق الأَحْسَائي سمَّاه "مرقاةَ السلم"، وكان ينظم الشِّعْر، وسَوَّدَ مسودات شتى لم يبَيِّضْ مِنها غير "شرح السلم" المذكور، وحاز كتبًا نفيسةً كثيرةً من جميع الفنون بحيثُ كان يشتري بعضَ التركات جملةً، وتولَّى قضاءَ سوقِ الشُّيوخ، وخطابتها بعد أخيه عبدِ اللطيف، وصار له جاهٌ تامٌّ عندَ الحُكَّام، وكلمةٌ نافذةٌ، وانفرد بتلك الجهة بالحَلِّ والعَقْدِ إلى أنْ توفيَ فيها سنة أربعٍ وخمسين ومئتين وألف. انتهى ملخصًا من ترجمةٍ مسهبةٍ.
وذكره الفاخري وقال: إنَّه توفيَ سنة سبع وخمسين ومئتين وألف.
2824 - (ت 1254 هـ): خليل حلبي بنُ عمر الشَّطِّي، الحنبليُّ
.
ذكره ابنُ الشطي في "مختصره"
(1)
وقال: تَولَّى المدرسةَ البادرائية بدمشق، وتوفي سَنَةَ أربعٍ وخمسين ومئتين وألف. انتهى.
2825 - (ت 1254 هـ): عيد بنُ حمد النَّجْديُّ، الحنبليُّ، القاضي الشيخُ الفقيهُ، العالِمُ الفاضلُ
.
ذكره ابنُ بشرٍ في "تاريخ نجد"
(2)
وقال: ولد في نجد وبها نشأ، وأخذَ العلم عن علماءَ أجلَّاءَ من أهلها، وتَولَّى القضاءَ بها، وكان فقيهًا، له درايةٌ في الفِقهِ وشُهرةٌ، تولى القضاءَ في الحوطة، وتوفيَ سَنَةَ أربعٍ وخمسين ومئتين وألف. انتهى.
2826 - (ت 1254 هـ): حمد بنُ عيسى بنِ سرحان النَّجْدي، الحنبليُّ، القاضي، الشَّيخ، العالم، العَلَّامة، الفقيه
.
ذكره ابنُ بشر في "تاريخه"
(3)
، وقال: ولد في نجد ونشأ بها، وأخذ عن
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 184، وفيه: أنه توفي (1253 هـ).
(2)
عنوان المجد: 2/ 82.
(3)
عنوان المجد: 2/ 82.
علمائها، وتولَّى القضاءَ بها، ونَبُل قدرُهُ، وغَزُرَ فضلُهِ، وكان قاضيًا في بلد منفوحه، وقتل سنة أربعٍ وخمسين ومئتين وألف. انتهى.
وذكره الفاخري: وقال: إنَّهُ قتل في شعبان سنة ثلاث وخمسين ومئتين وألف.
2827 - (ت 1255 هـ): الشَّيخ عبد الله بن خزام النجدي الحنبلي
، ذكره في "زهر الخمائل" وقال: لم أقف على ولادته ولا على شيوخه غير أنه كان موجودًا سنة خمس وخمسين ومئتين وألف كما هو مؤرخ على بيته، وهو جدُّ الشَّيخ صالح السالم لأمه، ولم أعرف شيئًا عن قوته وضعفه في العلم، وقد تولَّى القضاء بحائل ووالده الشَّيخ خزام قد تولى القضاء أيضًا بحائل في زمن طلال بن عبد الله بن علي بن رشيد.
2828 - (ت 1256 هـ): سَعْدي بن مصطفى بن سعد السيوطي الرُّحَيْباني، الدمشقي، الحنبلي، مفتي الحنابلة بدمشق، وابن مفتيها
.
ذكره ابن الشَّطِّي في "مختصره"
(1)
وقال: تولَّى الإفتاء بعد وفاة والدِهِ سنةَ اثنتين وأربعين ومئتين وألف، وكان صالحًا، ديِّنًا، عفيفًا، زاهدًا، محمود السِّيرة، فقيهًا في المذهب، وكان ضعيفًا في العربية، بحيثُ يصحِّحُ له الفتوى الشيخُ حسنُ الشَّطي، وقد تفقَّه على والده، وعلى الشَّيخ إبراهيم الكُفَيْري، وقال حسن الشَّطي فيه: توفي خامس عشر شوال، سنةَ ستٍّ وخمسين ومئتين وألف. انتهى.
وذكره أيضًا في "روض البشر"
(2)
وقال: إنه وُلد في دمشق سنةَ ستٍ وتسعين ومئة وألف، وإنه تفقَّه أيضًا على غنَّام النَّجدي، وكان عالمًا عاملًا، تقيًا نقيًّا، صالحًا، له مقام واحترام، وقد ذكره البيطار في "تاريخه" أيضًا.
2829 - (ت 1257 هـ): أحمد بن حسن بن رشيد الأَحْسائي، الشهير بالحنبلي
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 184.
(2)
روض البشر (أعيان دمشق)125.
ذكره صاحب "السُّحب الوابِلة"
(1)
وقال: وُلِدَ في الأحْساء وَرَبَّاه الشيخُ محمد بن فَيْروز تربيةً بدنيةً وعلميةً، فأقرأه في أنواعِ العلومِ النَّقليَّة والعَقْلية، فَبَرع في الكلِّ وكان ذكيًا فَهْمًا، حريصًا، مجتهدًا، وفاق أقرانَه، وتَلْمَذَ له بعضُ أقرانِهِ بإشارة شيخهم، ولما أراد شيخُهُ الانتقالَ إلى البَصْرة استأذنه في المجاورةِ بالمدينة المنوَّرة، فأذِن له، وأَجازَهُ بإجازة منظومةٍ وأوصاه بوصايا، منها:
احذر تصب بعارِضٍ
…
من مَحْقِ أهل العارِضِ
ثم انتقل إلى المدينة المنورة، ثم نقله إبراهيم باشا إلى مصر، وتناظر هو وعلماؤها، فثبت، وعرف فضلَه، فجعلَه الباشا شيخَ المذهب الحنبلي، ومؤدِّب أولادِهِ في القلعة، فصار يقرئ ويدرِّس في الأزهر، وانفردَ بمذهب أحمد، ورحلَ إليه للأخذ عنه، وتوفي سنة سبعٍ وخمسين ومئتين وألف، وقد ناهزَ الثمانينَ بمصر، ودُفن بها. انتهى المراد من ترجمة طويلة أكثره طعن على الشَّيخ محمد وأتباعه، وقد رأيت بقلم العلامة سليمان بن حمدان ما نصه: أن ابن حميد لا شك أنه تحامل في دعواه، وإلا فالمترجم أحمد قد ظهر له صحة دعوة الشَّيخ محمد، ولذا لم يجب الباشا إلى طلبه، ولو كان كما ذكر عنه أنه أظهر الموافقة ظاهرًا وهو بضدِّ ذلك.
2830 - (ت 1257 هـ): عبدُ القادر بن مُصطفى بن محمدِ بن أحمد، المشهور بالسَّفاريني، الحنبلي، حفيدُ العلَّامة محمد السَّفاريني
.
ذكره صاحب "السُّحب"
(2)
وقال: ولد بسفَّارين بعد سنةِ مئتين وألف، وبها نشأ، فقرأ على مشايخها ومشايخ جبل نابُلُس، ومدينتها، وحَفِظ متونًا في الفِقه، والعربية، ثم ارتحل إلى دمشق، فقرأ على مشايخها ولازمَ الشيخَ مصطفى الرُّحَيْباني شارح "الغاية"، وتخرَّج عليه في الفقه، وانتفع به، وقرأ عليه وعلى غيره في بقيةِ الفُنون، فمَهَرَ وبَرَع وفاقَ أقرانَهُ، بل ومَنْ هو أكبر منه، لما فيه من شدَّة الذَّكاء وسرعة الفَهْم، وجُوْدة الحِفْظِ، وأَقرَّ له أهل عصرِهِ، وتأهَّل للتدرِيس
(1)
السحب الوابلة: 1/ 126.
(2)
السحب الوابلة: 2/ 585.
والإفتاء، بل وللتَّصنِيفِ، فدرَّس في الفقه وأصوله، والنَحو والصَّرف، وغير ذلك، وكتب على شرح "المنتهى" حال الدَّرس كتابة مسدَّدَة، فأصابته عينُ الكمال، وتعاطى علم الحروف والأوفاق، فحصَلَ له تَغيُّر واختلال عَقْل، فذهب إلى بلدهم سَفَّارِين، ومكث كذلك نحو سنة، ومات في سنِّ الكُهولةِ، سنةَ سبعٍ وخمسين ومئتين وألف. انتهى.
2831 - (ت 1259 هـ): الشَّيخ ابن صعب
.
ذكره الفاخِري، وقال: إنه توفي بسوق النواشي، يعني سوقَ الشيوخِ، سنة تسعٍ وخمسين ومئتين وألف.
2832 - (ت 1261 هـ): محمد بن حَمَد - بالتحريك - الهُدَيْبي: بضم الهاء وسكون الياء بالتصغير، نسبةً إلى جدٍّ له يُسمَّى هُدَيْبًا التَّمِيْمي الزُّبَيري مولدًا ومنشأً، المكي المَدَني جوارًا، والمَدَني مدفنًا، الفقيهُ، الحنبلي
.
ذكره ابن الشَّطِّي في "مختصره"
(1)
وقال: هو الفقيهُ العالمُ نزيلُ المدينةِ المنوَّرةِ، تفقَّه على العلَّامة الشَّيخ محمد بن فَيْرُوز الأحْسائي، نزيل البَصْرة، المتوفى سنة ست عشرة ومئتين وألف، المقدَّم ذكره، وأخذ عنه الفقهِ محمد بن عبد الله بن حُميدَ الآتي ذكره، وتوفي بالمدينة سنةَ إحدى وستين ومئتين وألف. انتهى.
وذكره تلميذُهُ ابنُ حُمَيد في "السُّحب"
(2)
وقال: هو الشيخُ الصَّالحُ العابدُ الوَرعُ، الزَّاهدُ، الفقيهُ النَّبيهُ، شيخُنا، ولد في بلد الزُّبير في حدود سنة ثمانين ومئة وألف، وبها نشأَ، فقرأ القرآن، ثم العلم، تفسيرًا، وحديثًا، وفِقهًا، وفرائض، ونَحْوًا، على الشَّيخ إبراهيم بن جَدِيد، وغيره، واختصَّ بالمذكور، ولَازَمه وانتفعَ به، ثم سافر إلى المدينةِ، ومرَّ في طريقه إلى سوق الشَّيوخ، فعَرَضَ عليه شيخُ المُنتفق الإقامة عندهم، وقال له: إذا مات قاضِيْنا نولِّيك
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 192.
(2)
السحب الوابلة: 2/ 909.
القضاء، فقال: اكتب لي صكًا أنِّي أعيشُ بعدَه، وسار إلى أن وَصَل إلى المدينة، وأخذ عن علمائها كالشيخ مصطفى الرَّحْمتي وغيره. وفي الحديث والفقه عن الشَّيخ أحمد بن رَشِيد الحنبلي، وقد أخذ عن شيخِهِ محمد بن فَيْروز حين قَدِم البَصْرة، فقد شارك شيخهُ في بعض مشايخه، ثم صار مقرئَ درس الشَّيخ محمد بن رَشِيد المذكور، إلى أن هَجَم عليهم سعود، فصانَعَهم الشيخُ أحمد، فقطع محمد حضورَ درس الشيخِ أحمد، فعَاتبه فقال له: إنهم يأمرونك بقراءة رسائلهم التي فيها تكفيرُ المسلمين، فكيف أقرؤها وأسمعها، أما تَذْكُر وصيةَ شيخك المرحوم محمد بن فيروز حين أوصاك بقوله:
إِحذر تُصَبْ بعارِضٍ
…
من مَحْقِ أهلِ العارِضِ
فقد ظهرت إشارته وتحققت مكاشفتُه فقال: الله يعلم أني معهم في الظاهر لا في الباطن، فقال له الهُدَيْبي: لم؟ فقال: لأُدافع عن نفسي وأصحابي. إلى أن قال صاحب "السُّحب الوابلة": وجاورَ المترجَم بمكةَ عشرينَ سنة، وبالمدينةِ عشرين سنة أيضًا، وكان في أول مجاورَتِهِ بمكةَ يتسبَّبُ بالتجارة، مع غاية التَّحري في العُقود، والقناعةِ بالربح اليَسِيْر، وانقطع، فكان لا يخرجُ من المسجدِ إلا لبيته لما لا بدَّ منه، مواظِبًا على الصَّلاة مع الإمام الأول، وكان كثيرَ الخشوعِ دائمَ السجود والرُّكوع، عابدًا، ورعًا، لا يأكلُ شيئًا من مال السَّلاطِين، بل يُعطِيه لبعض تلامذَتِه، كثير القراءةِ لِكُتبِ التفسير والحديث، إذا قرأها لا يَملك عَيْنَيِهِ من البُكاء، خُصوصًا الغزوات، ولا يُخلُّ بوظائفه الليلية والنَّهارية، وتوفي في المدينة المنوَّرة، ثالث عشري ذي القعدة، سنة إحدى وستين ومئتين وألف، ودُفن بالبقيع. انتهى ملخصًا من ترجمة طويلةٍ جدًا.
2833 - (ت 1263 هـ): إبراهيم الكُفَيْري، الحنبلي
.
ذكره ابن الشَّطِّي في "مختصره"
(1)
وقال: هو العالمُ الفاضلُ، الفقيهُ الفَرَضيُّ، الأَوْحد، تفقَّه على الشَّيخ مصطفى السُّيوطي، والشَّيخ غنَّام النَّجدي،
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 185.
وقرأ على غيرهما، وكان يحفظُ "المنتهى" عن ظهر قلبه، ويُقرِّره للطَّلبة مع شرحه بحيث إن الطَّلبة كانت تصحِّح نُسخَ "المنتهى" من حفظه، وكان صالحًا وَرِعًا ناسكًا زاهدًا، ملازمًا داره بمحلَّة القَيْمرية، وكانت الطَّلبة تأتي إلى داره المذكورة، وكان الشَّطِّي يعظِّمِهُ، وإذا أتاه بعضُ الطَّلبةِ لقراءةِ الفقه أَرْسَله إليه، ولم يُنَصِّب نفسَه لإقراء الفقه إلا بعد وفاتِهِ، وقد توفي عام ثلاثٍ وستين ومئتين وألف تقريبًا، وممن أخذ عنه محمَّد خطيب دُوما، والشَّيخ عُبيد القدومي، وولده الشَّيخ صالح الكُفَيري الآتي. انتهى.
2834 - (ت 1263 هـ): الشَّيخ عبد الله الوِهَيْبيُّ، النَّجْديُّ، الحنبلي، القاضي، الفقيه، العالم، الفاضل، المحقِّق، المدقِّق، الفهَّامة، صاحب الأجوبة الحميدة السَّدِيْدة العَدِيدة، والأسئلة المُفِيدة، والكتابات السَّديدة
.
ذكره ابنُ بشْر في "تاريخه"
(1)
وقال: وليَ القضاءَ في بلد الأَحْساء، وتوفي سنةَ ثلاثٍ وستين ومئتين وألف، وكان في الغاية من الدِّيانة والعَفَاف، والسَّخاء، والكرم. انتهى.
2835 - (ت 1264 هـ): عُثمان بن عبد العزيز بن منصور بن حَمَد بن إبراهيم بن حمد بنِ حُسين النَّاصري، ثم العَمْروي، التَّميمي، النَّجدي، الحنبلي
.
هكذا وجدت نَسَبَهُ بقلم المترجَم نفسه في عدَّة كُتب بقلَمه، مؤرَّخ في سنة أربع وخمسين ومئتين وألف، وهذا تاريخ كتابته للتدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية.
وقد ذكر ابن بِشْر في "تاريخه" أنه قرأ عليه، بل إنه شيخهُ الأعظم، ويقول فيه "شيخُنا ويَنْعَتَهُ بالعلَّامةِ، وذكر أنه قرأ على الشَّيخ عبد العزيز بن عبد الله الحُصَين، وغيره، وقال في نعته في ترجمةِ المذكور: وممن أخذ عنه الشيخُ النَّبِيهُ والعالمُ الفقيهُ الذي حوى فنونَ العلومِ، وكشف إليها المستور، وتَلأَلأ بمعاني
(1)
عنوان المجد: 2/ 62.
بيانه الطرُّوسُ والسُّطور شيخُنا عثمان بن عبد العزيز بن منصور، قاضي بلد جَلاجِل زمَنَ تُرْكي، ثم كان قاضيًا في جميع ناحية سُدَيْر لابنه فيصل.
وقد وجدتُ له كتابةً مؤرَّخةً في سنةِ ستٍ وستين، فلعله تأخَّرَ بعدها أو بها، والله أعلم.
وقال في "زهر الخمائل": هو من أهل سُدَيْر، له معرفة تامَّةٌ في الأدب، والشعر، والفقه والأصول، وغيرها، وله شِعْر قويٌّ، غير أنه سيئ المُعْتَقدِ، ردَّ عليه الشَّيخ عبد اللطيف في "مصباح الظلام" وابن مشرف في قصيدة مطلعها:
يا ظبية البان بل يا ظبية الدُّور.
وقد تولَّى القضاءَ بحائل، وله أحكام بأيدي أهل قفار من قُرى حائل، تبعدُ عنها مسافة ساعة ونصف للماشي قبلةً غربًا، وله مجموع فتاوى محطوطة، وله أيضًا ورقة حُكمٍ بتاريخ 1266 هـ على دُورِ عبد الله بن علي بن رَشيد موجودة الآن بحايل، كان ذا فهم حاد، بارعًا في فنونٍ من العلم. انتهى.
2836 - (ت 1265 هـ): محمد بن إبراهيم بن سيف النَّجْدي الحنبليُّ
.
ذكره ابن بِشْر النَّجدي في "تاريخه"
(1)
وقال: كانَ عالمًا علَّامةً، محقِّقًا، فاضلًا، له اليد الطُّولى في الفقه، وشارك في غيره، وكان له معرفة ودراية، قرأ على أبيه وغيره، وقرأ في جملة من العلوم، وأكثر قراءَته على الشيخِ عبد الرحمن بن حَسَن بن الشَّيخ محمد بن عبد الوهَّاب، وقرأ على أبيه في التفسير والحديث، ثم سافر إلى مصر في حدود سنة أربع وخمسين ومئتين وألف، وقرأ فيه فيما ذكر جملةً من فنون العلم، ثم رجع إلى نَجْد، واستعمله الإمام قاضيًا في جبل شمر، عند الأميرِ عبد الله بن رشيد، وتوفي هناك سنة خمس وستين ومئتين وألف. انتهى.
وقال في "زهر الخمائل": وقَبْرُهُ معروف بحائل في المقبرة الشمالية وذريَّته آل سيف، موجودون الآن ببَقْعاء، قرية بقرب حائل، مسافةَ ثمان ساعات شمال
(1)
عنوان المجد: 2/ 55.
شرق عن حائل.
- (ت 1266 هـ): عثمان بن عبد العزيز بن منصور. [انظر: 2835].
تقدَّم قريبًا سنة أربع وستين، وقد تأخرت وفاتُه إلى هذه السنة، أو بعدها.
2837 - (ت 1267 هـ): محمد بن مقرن بن سند بن علي بن عبد الله بن فطاي الودعاني الدُّوْسَرِيُّ، النَّجْديُّ، الحنبليُّ، القاضي
.
ذكره ابن بِشْر في "تاريخه"
(1)
وقال: هو الشَّيخ، العالم، الفقيهُ، اليَقِظُ النَّبِيهُ، ذو العقلِ الفائق، والرأي الصَّائب، الرائق، مُفيد الطَّالبين، وأَوْحَدُ القضاة المدرِّسين، مَنْ قد اشتَهَر فَضْلُه وسيرَتُه، ورَجَعت ملوك عصره إلى مَشْورَتِهِ، استعمله سعود قاضيًا في المحمل، وأرسله مرةً إلى عُمان قاضيًا، فنفعَ الله به، وأصلح الله أهل عُمان على يديه، ثم أرسلَهُ قاضيًا لعبد الوهَّاب أبو نُقْطَة في اليمن، في ناحيةِ عَسير، ولما كان في ولاية تُرْكي، أرسل إليه، وأقام عنده، وأقرَّه على عمله في القضاء في بُلدان المحمل، وألَزَمهُ خرشد باشا بالقضاء، فامتنعَ، واستعملَهُ قاضيًا في الأَحْساء فأصابته حمَّى في الأَحساء، إلى أن توفي سنة سبعٍ وستين ومئتين، وألف. انتهى ملخصًا من ترجمة طويلة.
2838 - (ت 1268 هـ): الشيخُ عبد الله بن جبر، العالم العلَّامة القاضي، الوَرعُ الزَّاهد، النَّجْديُّ، الحنبلي
.
ذكره الشَّيخ إبراهيم بن عيسى في "ذيله في على تاريخ ابن بِشْر" وقال: قرأ على المشايخ الأفاضل، منهم الشَّيخ عبد الرحمن بن حسن بن الشَّيخ محمد بن عبد الوهَّاب، وولَّاه الإمام فيصل القضاءَ في بلدِ مَنْفُوحة، وكان حسنَ السيرةِ، وتوفي سنةَ ثمانٍ وستين ومئتين وألف. انتهى.
ورأيت بخط الشَّيخ العلامة سُليمان بن حمدان ما نصه: عبد الله بن جبر، قاضي مَنْفُوحة، الشيخُ الفاضلُ، العالم، تفقَّه بِالعلَّامة المحقِّقِ عبد الرحمن بن حسن، وبغيره من علماء عَصْرِهِ، وولَّاه الإمام فيصل القضاءَ في بلدِ مَنْفُوحة،
(1)
عنوان المجد: 2/ 134.
فباشره بعِفَّةٍ وديانةٍ وصيانةٍ، وجلس للتدريس في بلده، فانتفع به خلقٌ كثير، وتوفي سنة ثمان وستين ومئتين وألف. كذا في "عقد الدرر" لابن عيسى. انتهى.
- (ت 1269 هـ): محمد بن حَمَد الهُدَيبي. [انظر: 2832].
تقدَّم في سنة إحدى وستين ومئتين وألف.
2839 - (ت 1269 هـ): مصطفى بن محمود بن معروف بن عبد الله بن مصطفى الشَّطِّي البغدادي الأصل، الدِّمشقي، الحنبلي
.
ذكره ابن الشَّطِّي في "مختصره"
(1)
وقال: وُلدَ بدمشق، سنةَ ثلاث وتسعين ومِئة وألف، ونشأ في حجر والِدِهِ، المتوفى سنةَ إحدى ومئتين وألف، ثم بعد ذلك بقيَ عند والِدتِهِ مع أَخوَيْهِ إلى أن بلغَ ثلاث وعشرين سنة من عمره، وكان إذ ذاك قد حَفِظَ القرآن، وبرع في العلوم، وحجَّ إلى بيت الله الحرام، وفاز بزيارَةِ النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قرأ في الفِقه على الشَّيخ مصطفى الرُّحَيْباني السُّيوطي، والتفسير والحديث عن محمد الكُزْبَري والشِّهاب أحمد العَطَّار، والنَّحو والصَّرف وغيرهما من الآلات عن الشَّيخ عبد القادر المَيْداني، وأخذ عن غيرِهم من شيوخ دمشق، ثم أكبَّ على العِبادة والتِّلاوةِ، وصارَ مثلًا في الوَرَعِ بِدمشق، ويُحكى عنه مناقب في الوَرَعِ يطُولُ شَرْحُها، ولم يزل على ذلك الحال، إلى أن توفي ليلة الجمعة، سلخ جمادى الثانية، سنةَ تسعٍ وستين ومئتين وألف، ودُفن بسَفْحِ قاسِيُون، في تربة الشَّطيَّة. انتهى ملخصًا من ترجمة حافلةٍ جدًا.
2840 - (ت 1271 هـ): الشَّيخ محمد بن يحيى بن فائز بن ظَهِيْرة القُرشي المَخْزُوميُّ، الحنبليُّ، مفتي الحنابلة بمكة
.
ذكره صاحب "السُّحب"
(2)
وقال: هو سَلَفيُّ في الإفتاء، رجل مباركٌ متعبِّد، قليل العِلْمِيَّة، وكان تولَّى الإفتاء في شَبِيْبَتِهِ بعد وفاة والده، فصار يكتبُ له الفتاوى الشيخُ يُوشَعُ الحنبلي من بيت سُنْبل، ثم شيخُنا الشيخُ محمد
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 186.
(2)
السحب الوابلة: 2/ 419 في ترجمة سيف بن محمد بن أحمد العتيقي.
الهُدَيْبي، ثم الحقير، واستمر في وظيفته، نحو ثمانين سنة، ولم أعلم صاحب مَنْصِبٍ ديني، ولا دُنْيَوي، مكثَ هذه المدة، وتوفي سنة إحدى وسبعين ومئتين وألفَ، وقد نَافَ على المئة سنة. انتهى.
2841 - (ت 1272 هـ): محمدُ بن إبراهيم بن محمد بن عُرَيْكان - بالتصغير - من آل وَطْبَان من بني وائل النجدي الحنبلي
.
ذكره في "السُّحب"
(1)
وقال: وُلد قبلَ سنة ثلاثين ومئتين وألف في بلد الخَبْرا، من بُلدان القَصِيْم وترَّبَّى عند خاله الشَّيخ عبد الله بن فائز، وقرأَ عليه القرآنَ والفقهَ، ويسيرًا من العربية، ثم سافر إلى سوق الشيوخ فقرأَ على علَّامة زمانِهِ الشَّيخ محمد بن سلوم، وَوَلَدَيْه عبد اللطيف وعبد الرزاق، وهو قد بَلَغَ أو لم يبلغ، وكان يتوقَّدُ ذكاءً، وله هِمَّةٌ عالِيةٌ في تحصيل أنواعِ العُلومِ، ثم رَجَعَ إلى عُنَيْزَة، ولم يَقْنَع من التَّعلُّم، فسافر إلى مكة المشرَّفة وتتلمذ لمشهُورها في ذلك الزَّمن الشيخِ عبد اللهِ سِرَاج الحَنَفي في الفنون، ثم سمعَ شخصًا يمدح السيِّدَ السَّنُوسي بالعلم الواسع، قال لي: فاستشرت على تلامذَةِ الشيخِ وسألته عن المذكور، هل تعرِفُ حقيقته؟ قال: نعم. قلت: أخبرني؟ قال: حضرتُه يُقرئ المطوَّل للسَّعدِ بحاشية السيِّد، وهو ثالثهما، قال: فذهبتُ إليه، فالتمستُ منه القراءةَ، فأقرأني في فنون عديدةٍ. انتهى.
قلت: ولازَمه المذكورُ سنينَ حَضَرًا وسَفَرًا، حتى مَهَر في الحساب والفلك بأنواعه، من هيئةٍ وربع وإصْطِرلاب، وغير ذلك، ونظم في ذلك عدةَ مناظيم، ونظم "دليل الطالب" في ثلاثة آلاف بيتٍ نظمًا لا بأس به، إلا أن نَظْمَهُ بَعْدَهُ أحَسَنُ، وفاقَ حتى تَراسَلَ هو وأدباء اليمن بالقصائد الرَّنَّانة، وكان عجيب الذَّكاء، مع ما فيه من الخِفَّةِ والاسترواح، وانفردَ بتدقيقِ علمِ الجبرِ والمقابلةِ والخطأين، والهندسة، والهيئة، حتى كان كبار تلامذةِ شيخهِ يقرؤن عليه، وسافر إلى الحبشةِ، وجَاء منه مكاتبة سنة إحدى وسبعين ومئتين وألف، وانقَطَع خبرُهُ بعد ذلك. انتهى ملخصًا من ترجمة طويلةٍ جدًا.
(1)
السحب الوابلة: 2/ 833.
2842 - (ت 1272 هـ): عبد الله بن محمد بن علي بن سلُّوم التَّمِيْميُّ النَّجديُّ، الحنبلي
.
ذكره صاحب "السُّحب"
(1)
وقال: كان عالمًا نبيلًا جليلًا، تولى القضاءَ بسوق الشُّيوخ، ومات فيها سنة اثنتين وسبعين ومئتين وألف. انتهى.
2843 - (ت 1273 هـ): محمد بن عبد العزيز بن سُلَيمان بن عبد الوهَّاب التَّمِيْميُّ النَّجديُّ، الحنبلي، الشيخُ الأديبُ، النجيبُ الأريبُ، الفاضلُ، الذكي
.
ذكره صاحب "السُّحب"
(2)
وقال: قرأ وفَهِمَ وتميَّز، وفاق أهل عصره بالحفظ، فمن محفوظاتِهِ "مختصر المقنع" و"ألفية الآداب"، و"ألفية المفردات"، و"الشذور"، و"ألفية ابن مالك"، و"منظومة حروف المعاني" للبيتوشي، و"جمع الجوامع" النحوي، وغير ذلك، ولا أعرف مقاربه في كَثْرةِ المحفوظاتِ، وتوفي في الأَحْساء سنةَ ثلاثٍ وسبعين ومئتين وألف، وعمره نحو سبعٍ وعشرين سنة، وكان بعد واقعة إبراهيم باشا المِصْري في نَجْد، سنةَ ثلاثٍ وثلاثين ومئتين وألف، رَحَل إلى بلدان شتَّى، فناسبته الأَحْساء، فسكن فيها إلى أن مات. انتهى.
قلت: قوله "وعمره نحو سبعٍ وعشرين سنة" غلط بالنسبة لما ذَكَرهُ أنه رحل إلى الأَحْساءِ، سنةَ ثلاثٍ وثلاثين، وأنَّه رحَل وعمره سبعٌ وعشرون سنة.
2844 - (ت 1273 هـ): عبد العزيز بن عثمان بن عبد الجبَّار بن شَبانة الوُهَيبِيُّ التَّمِيْميُّ النَّجْدي، الحنبلي، الشَّيخ العالم، الفاضلُ الجليلُ، القاضي
.
ذكره ابن عيسى في "ذيله على تاريخ ابن بشر"، وقال: أخذ العلم عن أبيه، وعن الشيخِ عبد الرحمن بن حسن، وولَّاه الإمام تُرْكي بن عبد الله القضاءَ
(1)
السحب الوابلة: 3/ 1012، وفيه: أن اسمه عبد الله بن أحمد بن محمد بن علي بن سلوم، وأن وفاته سنة (1279 هـ).
(2)
السحب الوابلة، 2/ 681 وفيه أن وفاته سنة 1263 هـ.
بعد أبيهِ على مُنَيْخ والزُّلْفِي، وكان محمودَ السِّيرة، عالمًا فاضلًا، ورعًا زاهدًا، توفي في بلد المَجْمَعَةِ في شهر شوال، سنةَ ثلاثٍ وسبعين ومئتين وألف. انتهى ما ذكره ابن عيسى في "ذيله" المذكور.
ولعله غَلِطَ والصَّواب: عبد العزيز بن عثمان بن عبد الجبار، فقد رأيت بخط العلَّامة سُليمان بن حمدان، ما نصُّه:
عبد العزيز بن عثمان بن عبد الجبار بن شبانة الوَهَيْبي التَّميمي، الشيخ العالم، الفاضل، قاضي بلد المجْمَعَة وكافَّةِ قرى سُديْر والزُّلْفي، قرأ على أبيه الشيخ عثمان، وعلى العلامةِ الشيخ عبد الرحمن بن حسن، وعلى الشيخ حسن بن حسين بن محمد، وأجازه بالإفتاء، وأثنى عليه في إجازتِهِ، وكان عالمًا فاضِلًا، تولَّى القضاءَ في بلد المجْمَعَةِ وسُدَيْر والزُّلْفِي بعد وفاة والِدِهِ من قِبَلِ الإمام تُرْكي بن عبد الله بن محمد بن محمد بن سُعُود، وذلك في سنة اثنتين وأربعين ومئتين وألف، وبَقِيَ في القضاءِ إلى أن توفي الإمامُ تُرْكي، وتولَّى بعدَهُ ابنُه فيصل فولَّاه قضاءَ الجبلِ، فأقام هناك ثلاثةَ أشهرٍ، حتى انقضَى الموسِم، ثم أَذِنَ له بالرُّجوع إلى بَلَدِهِ المَجْمَعَة، واستمرَّ قاضيًا على بُلدان مُنَيْخ والزُّلْفِي إلى أن توفي في شوال، سنةَ ثلاثٍ وسبعين ومئتين وألف في بلد المَجْمَعَة رحمه الله.
وقد وجدت إجازة الشيخِ حسن بن حسين بن محمد له، وهذا نصُّها:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، أما بعد، حمدًا لله تعالى، فقد قرأ عليَّ الشيخُ عبد العزيز بن عثمان جملةً من كتاب "المنتهى" في الفقه على مذهب إمامنا المُبجَّل أحمد بن حنبل، فإذا لديه بحَمدِ اللهِ تعالى من التَّحصِيلِ ما نَظَمه في سِلكِ التَّأهل للدُّخول في الفتوى بمحل ولايةِ والِدِهِ رحمه الله تعالى، فأجزته بشرطه في الإفتاء بما يَعْلَم وتَرْكِ تكلُّفِ ما سِواه، وأوصيهِ بتقوى الله تعالى، وتحرَّي العدلِ، والتَّثَبُّتِ ومشاوَرَةِ الأخوين عبد الرحمن وعثمان فيمَا يُشكِلُ، وعليهما شدُّ أزرِهِ، والله ولي التوفيق، وكتبه الفقيرُ إلى الله تعالى حسنُ بن حسين بن محمد، عفا الله عنه، وصلَّى الله على سيِّدنا محمدٍ وآلِهِ وسلم، بتاريخ شهر شعبان سنةَ ثلاثٍ وأربعين ومئتين وألف، وعليها ختم المُجِيز الذَّاتي. انتهى
بحروفه. وقد تقدَّمَت ترجمةُ والدِهِ عُثمان سنةَ اثنتين وأربعين ومئتين وألف. وقال في "زهر الخمايل": إنه تولَّى أيضًا قضاءَ عَسِيرٍ وعُمان، وغيرهما.
2845 - (ت 1274 هـ): عَبد العزيز بن سُلَيمان بن عبد الوهَّاب بن علي، النَّجْدِيُّ التَمِيْميُّ الحَنْبليُّ، ابن أخي الشَّيخ محمد بن عبد الوَهَّاب
.
ذكره صاحب "السُّحب"
(1)
وقال: كان من الفُضَلاء الأتقياء النجَبَاء، من أهْل الوَرَع البَالغ في زمنه إلى الغَاية. بحيث يُطلَق عليه في عَصْره أورَع أهْل زمانه، وأخبرني عَمِّي عُثْمان، وهو من طَلَبة العِلْم، وله اعتقادٌ عظيمٌ في الشَّيخ المذْكُور، لعبادَتِهِ وزِهْده، ووَرَعِهِ وصَلَاحه وتقواه. قال: رأيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم في النَّوم، كأنَّه في مَسْجِدِنا مَسْجِد الجَوْز، غربي عُنَيْزَة، وكان الشَّيخ عَبْد العزيز المذكور يُصَلِّي قدَّامه فجئت إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وسَلَّمت عَلَيه، وجَلَسْت عِنْده فقال: هذا، وأشار إلى عَبْد العزيز، أورعُ أهْل وَقْته، أو من أوْرَع، الشَّكُّ من عَمِّي، فقُلْت: يا رَسُول الله، كابن عُمَر في زَمَانه؟ فقال: نعم، فكتبتُ للشيخ أبَشِّره بذلك، فكَتَب إليَّ ما مَعْناه إني لست من أهْل هذا القَبِيْل، ولكنَّ حُسْن ظنَّك بالفَقِير أراك هذا، وإن كانت رؤيا النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم حَقًّا، فالرُّؤْيا تسرُّ الْمُؤمن ولا تَضُرُّه، أو نحوًا من هذا الكَلَام، وقد رأيت مكْتُوبه هذا عند عَمِّي، وخَطُّهُ في غَايةِ الحُسْن والنُّورانِيَّة، وأصيب بوَلَدِهِ الأدَيبِ الفَاضِل الذَّكي الشَّيخ محمد، فَصَبَر واحتسب. وتُوُفِّي المُتَرْجَمُ سنةَ أربعٍ وسَبْعين ومِئَتَيْن وأَلْف تقريبًا. انتهى.
2846 - (ت 1274 هـ): حسن بن عُمَر بن مَعْرُوف، الشَّطِّي الحَنْبليُّ
.
ذكره ابنُ الشَّطِّي في "مختصره"
(2)
وقال: هو فَرَضيٌّ فَقِيْهٌ، بغداديُّ الأَصْل، دِمَشْقيُّ المَوْلِد، ولد بدِمَشْقَ سنةَ خَمْسٍ ومِئتَيْن وألف، في شَهْر صَفَر، ونشأ في حِجْرِ وَالِدِهِ، وتُوُفَّي والدُه سنةَ ثمان عَشْرة ومئتين وألْف، فأخذ في طَلَب العِلْم، وأدْرك الشَّمس محمد الكزبريَّ، والشِّهاب أحمد العَطَّار، فأخذ عنهما وتَفَقَّه على الشَّيخ مُصْطَفى السُّيُوطيِّ، والشَّيخ غَنَّام النَّجْديِّ، وحَضَر في
(1)
السحب الوابلة: 2/ 680 في ترجمة أخيه عبد الوهاب، ولم يذكر فيه تاريخ وفاته.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 188 - 191.
الفرائض والنَّحْو على الشَّيخ عَبْد الله الكُرْدِيِّ، وقرأ على الشَّيْخ عَبْد الرَّحمن الكزبريِّ، والشَّيخ حَامِد العَطَّار، والشَّيخ عبد الرحمن الطِّيبيَّ، والشَّيخ المصالحي ومُلَّا علي أفندي السُّوَيْديِّ، والشَّيخ خليل الخشة، وأخذ حديث الأوَّلية من الشَّيخ عُمَر المُجْتَهِد، وأخذ عن غَيْرِهِمْ بدِمَشْق، ورَحَل إلى بَغْداد سنةَ ستٍّ وعشرين ومئتين وألْف، فأخذ عن مشايخ أجَلُّهم الشَّيخ محمد البكيري، وتَشَرَّف بالأقطار الحِجَازية سنَةَ اثنتين وثلاثين ومئتَيْن وألف، فأخذ عن مشايخ من أجلِّهم الشَّيخ محمد بن طاهر الكُورَانيِّ.
وألَّف صاحبُ التَّرجمة مؤلَّفاتٍ نافِعةً منها: كتاب "منحة مَوْلى الفَتْح في تَجْريد زَوائِد الغَايَة والشَّرْح" مجلَّدٌ كبيرٌ، و"النِّثار على الإظهار" مجلَّد، و"مختَصَر شَرْح عقيدة السَّفَارينيّ" مجلد وشرح على رسالة في "أَنْ المصدرية"، وشرح على "الكافي في العَروض والقوافي" و"سِبْط الرَّاحة لتَنَاول المَسَاحة"، مجلد، و"شَرْح على حِزْب النواوي"، و"مَنْسَك كبيرٌ"، و"مِعْراج"، و"مولد وعَقِيْدة"، و"ثبت"، و"رسالة في البَسْمَلَة"، و"رسالة في فسخ النكاح". وكان صاحب التَّرْجَمَة مُتَبَحِّرًا في العُلُوم، مُتَحلِّيًا بحُلِيِّ المَنْطُوق والمفهوم، ولمَزِيْدِ وَرَعِهِ لَمْ يعِهَد له تداخلٌ في أمور الحُكُومة، حتى توَّلت مُريدُوه المَنَاصب العِلْميَّة وهم خاضعون لفَضْله، ومن تَلَامذَته قاضي دِمَشق سعيد أفَنْدي الأسْطُوانِي، ورضا أفندي الغَزِّي، وأخوه حُسَين أفندي، والسَّيِّد مُفْتي دِمَشْق عُمَر أفنْدِي، وأخوه أسَعْد أفَنْدي، والشَّيخ بَكْري، والشَّيخ عُمَر، والشَّيخ إبراهيم أحفاد الشِّهاب العَطَّارِ، والشَّيخ أحمد مُسْلم الكزبري، والقاضي الشَّافعي سَلِيم سِبْط الطِّيْبي، والمُفْتي محمد أفنْدي الشَّافعي الغَزِّي، ودَرُويش أفندي العَجْلاني، والشَّيخ القاضي محمد البَرْقاويُّ الحنبليُّ، والمفتي الشَّيخ سَعيد السيُوطيُّ الحنبليُّ، والشَّيخ محمد الطِّيبيُّ مفتي البِلاد الحوْرانيَّة، والشَّيخ عَبْد الله القَدُّوميُّ الحنبليُّ شَيخُ الدِّيَار النَّابُلُسيَّة، والشَّيخ يُوسُف البَرْقاويُّ شيخ رُوَاقِ الحَنَابِلة في الأَزْهَر، والشَّيخ محمد خَطِيْبُ دُوما وغيرهم. وله نَظْمٌ قليلٌ، ولم يَزَلْ على طريقته المُثلى إلى أنْ تُوُفِّي بُعَيْد الغُرُوب، ليلةَ السَّبْت، رابعَ عَشَر جُمَادى الثَّانية، سنةَ أربع وسبعين ومئتَيْن وألْف، ودُفِنَ بمَحْفل عظيمٍ في السَّفح القَاسِيُونيِّ في مَقْبرة بني الشَّطِّي. انتهى المُرَادُ من تَرْجَمَةٍ طويلةٍ جدًا.
2847 - (ت 1277 هـ): الشَّيخ عَبد الرحمن بن حمد الثُّمَيْرِيُّ النَّجْديُّ الحنبليُّ القاضي
.
ذكره ابنُ عيسى في "ذَيْله على تَارِيخ ابن بِشْر"، وقال: هو العالم العَلَّامة الأوحد، كان قاضيًا في بُلْدان سُدَيْر، وكان محمود السِّيْرة، تُوُفَّي في شَهْر شَوَّال، سنةَ سَبْع وسبعين ومئتين وأَلْفٍ. انتهى.
وقد ذكره ابن بِشْر
(1)
في تَرْجَمَة عبد الرحمن بن حسن، وقال: إنَّه أَخَذ العِلْم عن الشَّيخ عَبْد الرَّحمن المَذْكُور، وإنه تَوَلَّى القَضاء في سُدَيْر، ثم في الزُّلْفِي.
2848 - (ت 1277 هـ): الشَّيْخ الأديبُ المؤرِّخ محمد بن عمر بن محمد ابن حسن الفَاخريُّ النجديُّ
صاحب "التَّاريخ" المشهور
(2)
تُوُفي ثالثَ وعشرين من جمادى الثاني، سنةَ سَبْع وسبعين ومئتين وألف
(3)
.
- (ت 1277 هـ): عَبْد الله بن أحمد. المَقْدسيُّ الحنبليُّ. [انظر: 2641].
ذكره في "هَدِية العَارفين"
(4)
وقال: له كتاب "تُحْفةِ الأحْبَاب في بَيَان حُكْم الأذْنَاب" في النُّجُوم فَرَغَ من تأليفه سنةَ سَبْع وسبعين ومئتين وألَف، وتَقَدَّمتْ تَرْجَمته في سنةِ تسع وسبعين وألْف.
2849 - (ت 1277 هـ): الشَّيخ عَبْد الرحمن بن بِشْر، النَّجديُّ الحنبليُّ
.
تُوُفِّي في بَلَد الرِّياض في شهر شَعْبان، سنةَ سَبْعٍ وسبعين ومئتين وألْف، بسبب وباءٍ وَقَع فيها، قاله الفاخِرِيُّ.
2850 - (ت 1277 هـ): الشَّيخ حسين بن عليِّ، النَّجْديُّ الحَنْبليُّ
.
(1)
عنوان المجد: 2/ 21.
(2)
ذكر صاحب كتاب "علماء نجد" أن ابنه عبد الله أكمل تاريخ والده حتى سنة (1288 هـ) وهو من مصادر المؤلف كما يتبين من التراجم.
(3)
الأعلام: 6/ 318.
(4)
هدية العارفين: 1/ 490.
ذكره الفَاخِرِيُّ وقال: تُوُفِّي في شَعْبان، سنةَ سَبْعٍ وسبعين ومئتين وألف ببَلَد الرِّياض بسَبَب وَبَاء وَقَعَ فيها.
2851 - (ت 1280 هـ): الشَّيْخ محمد بن مُسْعِد، الحَنْبَليُّ النَّجْدِيُّ، والد الشَّيخ يَعْقوب الآتي
.
قال في "زَهْر الخَمَائِل": تَوَلَى القضاء بحَائِل وَلَهُ أحْكامٌ جَيِّدةٌ موجودةٌ تَدُل على اطِّلاعٍ واسعٍ، وتَنْقيح للمَسَائِل، وفَهْم لها، وَلِيَ القَضَاء بحائل بَعْد عُثمان بن منصور المُتَقَدِّم، ولَمْ أقف على وِلَادته، غير أنَّ بَعْض الأوراق التي حَكم بها مؤرَّخةٌ سنة 1263. وكان وَرِعًا زاهدًا، مُحِبًّا للعِلْم وأهْله، جَمَع كتبًا كثيرةً، رأيتُ بَعْضها عِند أوْلادِ وَلَدِهِ عمر اليَعْقوب، ويُوسُف اليعْقُوب. تُوُفِّي سَنَةَ ثمانينَ ومئتَيْنِ وألف. انتهى.
2852 - (ت 1280 هـ): الشَّيخُ محمد الملاحيُّ النجدُّي الحنبليُّ
.
قال في "زَهْر الخَمَائل": هو من أَهْل قفار القَرْية المَعْرُوفة قُرْبَ حائل، قرأ وتَعَلَّم على عُلَماء حائل، وكان صالحًا دَيِّنًا، ذا غَيْرةٍ شديدةٍ، له مَوَاقفُ مَشْهورةٌ. مات سنةَ ثمانين ومئتين وألْف. انتهى.
2853 - (ت 1281 هـ): الشَّيخ عَبْد الرَّحمن بن مُحَمَّد بنِ عِيْد، النَّجْديُّ، الحَنْبليُّ، إمام جامع بَلَد جَلَاجل
.
ذكره ابن عيسى في "ذَيْله على تَاريخ ابن بِشْر" وقال: تُوُفِّي بمكَّة بَعْد انقضاء الحجِّ سَنةَ إحدى وثمانين ومئتَيْن وألْف. انتهى.
وذكره الفَاخريُّ في "تاريخه" بنحوه، إلا أنَّه قال: عبد الرَّحمن بن عُبَيْد، لا عِيْد.
2854 - (ت 1281 هـ): الشَّيخ العَالِمُ الفَاضِل إبْرَاهيم بن حَمَد بن محمد ابن عَبْدِ الله بنِ عِيْسى، النَّجْديُّ الحنبليُّ القَاضي
.
ذكره ابنُ عِيْسى في "ذَيْله على تاريخ ابن بِشر"، وقال: أخذ عن كثيرٍ من عُلَماء نَجْد، منهم الشَّيخ عَبْد الرَّحمن بن حَسَن بن محمد بن عَبْد الوَهَّاب،
وَتَولَّى القَضَاء في بُلْدان الوَشْم، وكانت وفاتُه في بَلَد شَقْرا، في تاسع ذي الحِجَّة، سَنَة إِحدَى وثمانين ومئتَيْن وألف. انتهى.
وله كتاباتٌ سَدِيْدةٌ منها: كتاباتٌ على "شَرْح الْمُنتَهى"، وقد نَقَل عنها الشَّيخ عَبْد الله العنقريُّ في حاشِية "شَرْح الزَّاد" في السلم فَقَالَ على قَوْله: وكذا لو أسْلَم في أمَةٍ ووَلَدِها. قال: وعلى قياسِهِ دابةٌ وولَدُها. انتهى من خَطِّ إبرَاهيم بن عِيْسى على هَامِشِ "شرح المُنْتَهى". انتهى.
وقد رأيتُ له كُتُبًا كثيرةً بقَلَمِهِ النَّيِّر المضْبُوط، منها:"التحرير" في أُصُول الفِقْه بتاريخ تاسعَ عَشَر مُحَرَّم، سنةَ اثنتَيْن وخمسين ومئتَين وأَلْف. وَوَجَدْتُ نَسَبَهُ بقَلَمِهِ إبراهيم بنُ حَمَد بنِ محمد بنِ أحمد بنِ عَبْد الله بن عِيْسى، بزيادة أحمد بَيْن محمد وعَبْد الله المتقدِّمَيْن فلْيُعْلَمْ.
2855 - (ت 1282 هـ): عبد الرَّحمن بن غَنَّام بن محمد، النَّجْديُّ الدِّمَشْقِيُّ الحَنبليُّ، ابنُ الشَّيخ غَنَّام المُتَقَدِّم
.
ذكره صاحب "السُّحُب"
(1)
وقال: كان فاضلًا، طَلبَ العِلْم مع الصَّلاح والخَيْر، والسُّكُون وحُسْن المُعَاشَرة، والمُلازمة بالكُلِّيَّة على الجَمَاعة بالجَامِع الأُمَويِّ بالصَّفِّ الأوَّل والإمَامِ الأوَّل، وسَماحةِ النَّفْسِ في إعارة الكُتُب. تُوُفِّي رحمه الله بدِمَشْق، سنَةَ اثنتين وثمانين ومئتين وأَلْف، انتهى.
2856 - (ت 1282 هـ): الشَّيخ صَالح بن إبراهيم، الكفيريُّ الحنبليُّ
.
ذكره ابن الشَّطيِّ في "مختصره"
(2)
وقال: تُوُفِّي سنةَ اثْنَتَيْن وثمانينَ ومئتَيْن وألْف.
وذكره أيضًا في "رَوْض البشر"
(3)
وقال: ذكره سَيِّدي العَمُّ مُرَاد أفندي
(1)
السحب الوابلة: 2/ 812.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 185.
(3)
روض البشر: 185.
الشَّطِّيُّ في مُسَوَّدتِهِ لِطَبَقات الحَنَابلة وقال: هو صَالح بن إبراهِيْم بن عبد الله الكفيري الدِّمَشْقِيُّ الحنبليُّ، الفقيهُ الصَّالح التَّقِيُّ، أَخَذ الفِقْه عن والدَهِ، وكان هُو مُتَقَشِّفًا، مُلازِمًا للعِبَادةِ والطَّاعَات، حَافِظًا للقُرآن المَجِيْدِ، فقيرًا صابرًا، وكان يُلازمُ دَرْس العَلَّامة سَلِيْم العَطَّار، وكانت وَفَاتُه في حُدُود سَنة اثنتَين وثمانين ومئَتَين وأَلف. انتهى ملخصًا.
وذكره صاحب "السُّحُب الوابلة"
(1)
وقال: هُوَ كاسمه، يَقْصِدُه النَّاس لاستخارةٍ قلَّ أَنْ يُخْطِئَ فيها. انتهى.
2857 - (ت 1282 هـ): عبد الله بن عبد الرَّحمن بن عَبْد العزيز بن عَبْد الرَّحمن بن عبد الله بن سُلْطان بن خميس العَائذي. المُلقَّبُ كأسلافه أبا بطَين، النَّجديُّ الفقيهُ الحنبليُّ
.
ذكره صاحب "السُّحُب الوابِلة"
(2)
وقال: هو فقيه الدِّيار النَّجْديَّة في القَرْن الثالث عَشَر بلا نزاعٍ، ولوالد جَدِّه "مَجْمُوعٌ" في الفِقْه، وهُوَ شَيْخُنا العَلَّامة الفَهَّامة، وُلِدَ في بلد الرَّوضَة من قُرى سُدير، سنةَ أَربعٍ وتسعين ومئة وألْف وبها نَشَأ، وقرأ على عالِمِها محمد بن طراد الدَّوْسَريِّ، وكان قد ارْتَحل إلى الشَّام، فَقَرأ فيه، وأظُّنه على السَّفارينيِّ وطَبَقَتِهِ، فلازمه المُتَرْجمُ ملازَمَةً تامَّةً مع ما جَعَلَ اللهُ فيهِ من الفهم والذَّكاء وبطء النِّسيان، فمهر في الفِقْه، وفَاقَ أهْلَ عَصْره في إبَّان شَبِيْبَتِهِ، ثم ارتَحل إلى شَقْرا من بلدان الوَشْم، وقرأ على قاضيها الشَّيْخ عَبْد العَزيز الحُصَيْن، بالتصْغِير، وهو أَعْلَمُ منهُ بكَثير، فصار القاضي يُحيلُ عليه في كثير من القضايا، ثم أرسله أميرُ نَجد تُرْكي ابن سُعُود، سنةَ ثمانٍ وأربعين ومئتين وألْف، إلى عُنَيْزَة قاضِيًا عليها، وعلى جميع بُلْدان القَصِيْم على عَادَتِهِ في إرْسَال القُضَاةِ من عِنْدِهِ تشبهًا بالسُّلْطان في إرساله القضَاة من اصطَنْبُول، وبِئْسَت البِدْعَةُ، فإنها في مَمَالِك الدَّوْلةِ مُشْتَمِلةٌ على قَوَاصِمَ جَمَّةٍ، وكان أهْل البَلد كارِهِيْن لذلك ظَنًّا منهم أنَّه كالقُضَاةِ السَّابقين، فَلَمَّا رأوا عِلْمه وعَدْله، وسَمْتَه
(1)
انظر السحب الوابلة: 3/ 1143، وفيه: أن اسمه صالح بن موسى الكفيري.
(2)
السحب الوابلة: 2/ 626 - 632.
وعِبَادَتَهُ أَحبُّوه. وقرأ عليه طَلَبتُهم، وكنتُ إذْ ذَاك صَغيرًا عن القِراءةِ عَلَيْهِ، عُمُري اثْنَا عَشَر سَنةً، فأَحْضرُ مَعَ بَعْض أقاربي للاسْتِماعِ خلْفَ الحَلْقَة، ثم إنَّه رَجَعَ إلى بَلَدِه، فلمَّا قُتِل تُركي تَوَلَّى وَلَدُه فَيْصل، وصار لأهل عُنَيْزةَ نَوْع اخْتِيارٍ، فرَغِبُوا في المَذْكور في أَنْ يكُونَ لهم قَاضِيًا ومُفْتِيًا، ومُدَرَّسًا وخَطِيْبًا وإمَامًا، فركب أميرُهم وجَمَاعةٌ مَعَهُ، وجَاؤوا به وبِعِيَالِهِ، فَتَبِعَهُ كثيرٌ من أصْهارِهِ، فَلَمَّا قَدِم عُنَيْزَةَ هُرِعَ إليه أهْلها للسَّلامِ عَلَيه، وأقَامُوا له الضِّيَافة، نحوَ شَهْر، وشَرَعُوا في القِرَاءة عَلَيْه، فَشَرَعْتُ مع صِغَارِهم في ذلكَ إلى أن أنْعَم اللهُ وتَفَضَّل، فقرأتُ مع كبارهم "شرْح المُنْتَهى" مِرَارًا، وفي "صحيح البخاري"، و"مسلم"، و"المنتقى"، وقَرأتُ وَحْدي "شرْح مُخْتَصَر التَّحْرِيْر" في الأصول و"شَرْح عَقِيدة السَّفَارِيْني" الكَبِير، ومع الغَيْر في رسائل عقائد "كالحمَويَّة"، و"الوَاسِطِيَّة"، و"التَّدْمُرِيَّة"، وكان يقرِّر تقريرًا حَسَنًا، وَيسْتحضِرُ اسْتِحْضارًا عجِيْبًا، إذا قرَّرَ مَسألة يقول: هذه عِبَارَةُ "المُقْنع" مثلًا، وزاد عليها المُنَقِّح كَذا، ونَقَّص منها كَذَا، وأَبْدَل لَفْظةَ كذا بهذِهِ، مع شِدة التثَبُّتِ والتَّأمُّل إذا سُئل عن مسألة واضِحَة لا تَخْفى على أدْنى الطَّلَبة تأنَّى في الجَوَاب، حَتَّى يَظُنَّ الجَاهِل أنَّه لا يَعْرفُها، والحَال أنَّه يعرف مَنْ نَقَلها ومَنْ رَجَّحها، ومَنْ وَضَعَها ودَلِيْلَها، وأمَّا اطِّلاعُهُ على خِلافِ الأئمة الأَرْبَعَة بَلْ وغَيْرِهم من السَّلَف، والرِّواياتِ والأقْوَالِ المَذْهَبِيَّة، فأَمْر عَجِيب ما أعْلَم أنِّي رأيتُ في خُصوص هذا من يُضاهِيْه، بَلْ ولا من يقاربه، وكان له جَلَدٌ على التَّدْريس، لا يَمَلُّ ولا يَضْجَرُ، ولا يرُدُّ طالبًا في أيِّ كِتَابٍ، كَرِيْمًا سَخِيًّا، يأتِيْه كثيرٌ من أهْل سُدَيْر والوَشْم برَسْم القِراءَة عَلَيْه، فيَقُومُ بكفايتهم سَنَةً أو أكْثر أو أقَلّ، ساكنًا وَقُورًا، دائم الصَّمْتِ، قليلَ الكَلامِ في كلِّ شيء، كثير العِبَادة والتَّهَجُّد، مُوَاظِبًا على دَرْسَي وَعْظ بَعْد العَصْر وبَيْن العِشَاءيْن في المَسْجِد الجَامِعِ، قليلَ المجيء إلى النَّاس، وكان في أيَّام سُعُود وأخَذِهِ الحَرَميْن فيْمَا بَعْد العِشْرين، ولَّاهُ قَضَاءَ الطَّائِفِ، فسمعْتُ منهم الثَّناء التَّام، بحُسْنِ السِّيرة، ولُطْفِ المُعَامَلَة، والإعْراض عن أمورهم جملةً، مع اقْتِدارِهِ على القَتْل فَمَا دُونه، ومع ذلك فلَمْ يُوءْذِ أحدًا في نَفْسِ ولا مال ولا عِرْضٍ، وهكذا العَفَافُ المَحْض قي تِلْكَ الأيَّام التي اسْتأسَدتْ فيها الثعالب. وقرأ عليه جَمَاعةٌ في التَّفْسِير والحَدِيث، والتَّوحِيْد وعَقَائِد السَّلَف، وقَرَأ هو على
السَّيِّد حسين الجَعْفَري في النَّحوِ حتى صَار يُقرِئُ "ابن عَقِيل" بلا توقُّفٍ، وكان حَسَن الصَّوْت بالقراءة، على قِراءَتِهِ هَيْبَةٌ مُرَتَّبَة مُجَوَّدة، يَخْتارُ حتى في الصَّلاة ما كان أكْثَر حُرُوفًا من القِراآت السَّبْع، حَسَنَ الخَطِّ مَضبُوطهُ، كتب كُتُبًا كَثيرةً، واخْتَصَر "بدائع الفَوائد" في نحو نِصْفِهِ، وتُوُفِّي رحمه الله في السَّابع من جُمَادى الأولى، سنةَ اثنتين وثمانين ومئتين وأَلْف، وبمَوْته فُقِد التَّحقيق في مَذْهب أحمد، فَقَدْ كان فيه آية، وإلى تحقيقه النِّهَايةَ، فَقَد وَصَل فيه إلى الغَاية. انتهى.
وذكر له في "هديَّة العارفين"
(1)
من المُصَنَّفَات كتاب "الانتصار للحَنَابلة"، و"تأسِيْس التَّقْديس في كَشْف شُبُهات داود بن جَرْجِيْس"، و"رِسَالة في التَّجويد"، و"الفتاوى"، و"حاشِيَةٌ على شرح الزَّاد". طُبِعَتْ مَعَه.
2858 - (ت 1285 هـ): الشَّيخ سُعُود بن عَطِيَّة النَّجْدِيُّ الحَنْبَليُّ، القَاضي في بلد القُوَيْعِيَّة
.
ذكره ابن الفاخِريُّ في "ذيله على تاريخ والده"، وقال: تُوُفِّي سَنَةَ خَمْسٍ وثمانين ومِئَتَيْن وأَلْف.
2859 - (ت 1285 هـ): الشَّيخ عَبْد الرحمن بن حَسَن بن الشَّيخ محمد بن عَبد الوَهَّاب، النَّجْديُّ الحَنْبليُّ، القاضي العَالِم العَلَّامة
.
ذكره ابن بِشْر في "تاريخ نَجْد"
(2)
وقال: هُوَ الشَّيخ العَالِمُ النَّحريرُ، البَحْر الزَّاخِرُ الغَزِيْر، مُفِيْد الطَّالِبِيْن، المَحْفُوف بعِنَايَة رَبِّ العَالَمِيْنَ، جَامِع أنواعِ العُلُوم الشَّرْعِيَّة، ومحقِّق العُلُوم الدِّينيَّة، والأحاديث النَّبويَّة، والآثار السَّلَفيَّة، قاضي قُضَاة المُسْلمين، مُفْتي المُوَحَّدين. صَنَّفَ مُصَنَّفاتٍ في الأصُولِ والفُرُوع، أكْثَرُها رَدٌّ على أَهْل المَقَالات، ومن غَلِطَ منهم في الصِّفات، وله مُصنَّفٌ فيما يَحِلُّ ويَحْرُمُ من الحَرِيْر، مَنْ طَالَعَهُ دَلَّه على عِلْمه الغَزِير، واخْتَصر "شَرْح التَّوحِيْد" لسُلَيْمان ابن عبد الله، وكان مُتَنَبِّهًا فَطِنًا لِدَسَائِس أَهْل البِدَع، قَدِمَ من مِصْر سَنَةَ إحدى وأربَعْين ومئَتَيْن وأَلْف، وانْتَفَع به خَلْقٌ كَثيرٌ، منهم الشَّيخ العَالِمُ الفَاضل
(1)
هدية العارفين: 1/ 491.
(2)
عنوان المجد: 2/ 20.
ابنه الشَّيخ عَبْد اللَّطِيف بن عَبْد الرَّحْمن بن حَسَن، قَدِمَ أيضًا من مِصْر سَنَةَ أرْبَعٍ وسِتِّين ومئتينِ وأَلْف، ومَعه كُتُبٌ كَثِيرْةٌ، وانْتَفَعَ النَّاس بعِلْمه، وكان له حلقةٌ في التَّدْريس، أَخذ العِلْم عن أبيه بمِصْر وغيره، وتَوَلَّى القَضاء بالأحْسَاء والرِّياض، ومنهم الشَّيخ عَبْد الرحمن بن حُسَيْن بن الشَّيخ محمد بن عَبْد الوَهَّاب، تَفَقَّه عَلَيْه، وتَوَلَّى القَضَاء بنَاحِيَةِ الخَرْج، ومِنْهم حَسَنُ بن حُسَين المُتَقَدِّم، ومنهم الشَّيخ عَبْد المَلِك بن حُسَيْن بن محمد بن عَبْد الوَهَّاب، القَاضي في بَلَد حوطة بني تميم، ومنهم الشَّيخ حُسَيْن بن حُسَيْن بن محمد بن عبد الوهَّاب، القاضي في بَلَد الحَرِيْق، ومنهم الشَّيخ حُسَيْن بن عَلِيِّ بن حُسَيْن بن محمد بن عَبْد الوَهَّاب، القاضي في بلد الرِّيَاض، ومنهم الشَّيخ عَبْد الله بن حَسَن بن حُسَيْن بن محمد بن عبد الوَهَّاب، ومنهم الشَّيخ حَسَن بن علي بن حُسَيْن بن محمد بن عَبْد الوَهَّاب، ومنهم الشَّيخ عَبْد العَزِيْز بن عُثمان بن عَبْد الجَبَّار بن شَبَانة، القاضي في بُلْدان مُنَيْخ والزُّلْفِي والغاط، ومنهم الشَّيخ عَبْد الله بن نصير العَالِم الضَّرِير القاضي في بَلد الرِّياض، ومنهم الشَّيخ ناصر بن عيد القاضي في بَلَد الرِّيَاض، ثم في الحُلْوَة، ومِنْهم الشَّيخ محمد بنِ سُلْطان، قاضي بَلَد عرقه، ومنهم الشَّيخ عبد الرحمن بن حمد الثميري قاضي سُدَيْر، ثم قاضي الزلفي، ومنهم الشَّيخ حَمد بن عَتِيْق القاضي في بَلَد الحُلْوَة، ثم في الأفلاج، ومنهم الشَّيخ عبد الله بن جبر القاضي في مَنْفُوحه، ومنهم الشَّيخ محمد بن إبراهيم بن سَيْف القاضي في بَلَد جَبَل شَمْر، ومنهم الشَّيخ عَبْد العزيز بن حَسَن بن يحيى المُتَقَدِّم، ومنهم الشَّيخ محمد بن إبراهيم بن عَجْلان القاضي في الحَرِيْق، ومنهم الشَّيخ عَبْد الله بن عليَّ بن مَرْخان القَاضي في ضرما، ومنهم الشَّيْخ حَمد بن عَبْد العَزيز بن محمد بنِ عَبْد العَزِيْز القاضي ببلد ثَادَق. انتهى ملخصًا من تَرجمةٍ حافلةٍ، ولم يَذْكُرْ وَفَاته، لأن المُتَرْجَمَ تأخرت وَفَاته عن كتابة ترجمته.
وذكره صاحب "الأعلام"
(1)
بترجمة حافلةٍ جِدًّا، وأرَّخ وفاتَهُ سنَةَ خمسٍ وثمانين ومئَتَيْن وأَلْف، وذكر من مُصَنَّفاته كتاب "الإيمان، والرَّدُ على أهْل
(1)
الأعلام: 3/ 304.
البِدَع"، ومَجْمُوعة رَسَائِل، ومَجْمُوعَة فَتَاوَى. انتهى.
قلت: وله من المصَنَّفات غير ما ذكر "قُرَّةُ عُيُون المُوَحِّدين"، وهو تَعْليقٌ على كتاب "التوحيد"، و"بيان المحجَّة في الردِّ على اللُّجَّة" رَدَّ به على ابن حميد الغَزِّي، و"العَذْب الزلال في كشف شُبهَ أَهْلِ الضَّلال"، و"الرَدُّ على الكشميري" في بَيَان كَلِمَة التَّوحيد.
وقال الزِّركْليُّ
(1)
نَقْلًا عن "آل سعود" لأحمد علي إنَّه تُوُفِّي سنةَ أربعٍ وثمانين ومئتَيْن وألْف، وإنه اشتهر في أيَّام الإمام تُرْكي بن عَبْد الله، وتَوَلَّى قَضَاء الرِّياض، ثم كان مع الإمام فَيْصَل بن تُرْكي إلى أَنْ خَرَج هذا من الرِّيَاض سِنةَ اثنتين وخمسين ومئتين وألْف، فانصرف عَبْد الرحمن إلى الحوطة والحَريق من بِلَاد نَجْد، وعاد إلى الرِّياض بعد عَوْدة فَيْصَل الأَخِيْرة، فلازمه في السَّفَر والإقامة والحَرْب والسِّلم، وتُوُفِّي بها وقد قارب المئة.
2860 - (ت 1285 هـ): الشيَّخ فارِس بن محمد بنِ فَارِس بن رُمَيْح، تَصْغير رُمْح، النَّجْديُّ الحنبليُّ الفَقِيه النَّبِيْه الفَرضي
.
ذكره الشَّيْخ سُلَيْمان بن حَمْدان فيما وَجَدْتُه بِخَطَّه نَقْلًا عن حَفيْده وقال: أخَذَ العِلْم عن عُلَماء والدّرعيّة، وتَخَصَّصَ في عِلْم الفَرائِض، فكانَتْ له فيه اليَدُ الطُّوْلى، وأخذ عَنْهُ ابنُه شَيْخُنا حَمَد بن فَارِس وغيره. وتُوُفِّي سنةَ خَمْسٍ وثمانين ومئتين وأَلْف. انتهى.
2861 - (ت 1285 هـ): أحمد بن عُثمان بن جَامع، الحنبليُّ، قاضي البَحْرَيْن ثم بَلَد الزُّبَيْر
.
ذكره صَاحِب "السُّحُب"
(2)
، وقال: قرأ على أَبيْه وغيرِهِ، وأظُنُّه أدَرَك شَيْخ أَبيْه محمد بن فَيْرُوز لَمَّا نَزَل البَصْرة، وحَضَر دُرُوسَه، ووَلِي قَضَاء البَحْرَيْن بَعْد
(1)
الأعلام: 3/ 304.
(2)
السحب الوابلة: 1/ 184 - 185.
أبيه، فباشَرَهَا مُدَّةً طويلةً بالعِفَّةِ والدِّيانَة والصِّيانَة، فوَقَعت بَيْنَ أُمَرَائها فِتَنٌ، فَرَحَل عنها إلى بَلَد الزُّبَيْر، وتولى قَضَاءها إلى أن مات سنة خمسٍ وثمانين ومئتَين وأَلْف، وحَجَّ سنةَ سَبْعٍ وخمسين ومِئَتَيْن وأَلْف، فاجْتَمعْتُ به في مَكَّة وسألْتُه، واستَفَدْتُ منه، وأجَازَني، وكان رجلًا صالحًا، ساكنًا وقَوُرًا، وأظُنُّه قارب التسعين. انتهى.
2862 - (ت 1285 هـ): عَبْد الجَبَّار بن علي البَصْريُّ الحنبليُّ
.
ذكره صاحِبُ "السُّحُب الوابلة"
(1)
، وقال: هو الشَّيْخ الصَّالح، العَالِمُ العَامِل، والمُرْشد الكَامل، القانِتُ العَابِدُ، الوَرعُ الزَّاهِد النَّاسِك. وُلِدَ في جنُوبي البَصْرة في حُدُود سَنَةِ خَمْسٍ ومئتَيْن وأَلْف، ونَشَأ عامِّيًّا فقيرًا، كان هو وأبُوه يَعْمَلَان في بُسْتانٍ للشَّيخ إبراهيم بن جَدِيْد، فَصَار المُتَرْجَم يأتي للشَّيخِ بِبَعْض ثِمَار البُسْتان، وقَدْ بَلَغَ أو كاد، فرغَّبَهُ الشَّيخ إبراهيم في قِراءة القُرْآن وطَلَبِ العِلْمِ، وأن يَكُونَ عَنْدَهُ ويَقُومَ بكِفَايتِهِ، وأرْسَل إلى وَالِده بذلك، فَفَرِحَ وجَلَس المُتَرْجم عِنْد الشَّيخ المَذْكور في بَلْدِة سَيِّدنا الزُّبَيْر، وشَرَعَ يَقْرأ القُرآن، فَحَفِظَهُ في أسْرع وَقْت، وقَرَأه بالتَّجْويد، ثم شَرَع في طَلَب العِلْم، فَقَرأ على الشَّيْخ المَذْكُور في الفِقْه والفرائض والعَرَبيَّة، مع حُضُورِ دُرُوسه العَامَّةِ في التَّفْسير والحَدِيْث والوَعْظ، وعَكَف على التَعَلُّم لَيْلًا ونَهَارًا، لَمْ يَشتَغل بِغَيْرِهِ ولا يجتمع بِأَحَد إلا في حَال الدَّرْسِ والمُطَالَعَة، وكان شيخُه مُلْتَفِتًا إلَيْه الْتِفاتًا كُلِّيًا، مُراعِيًا له في جميع أمُوره، حتى كأنَّه وَلَدُه لصُلْبِهِ بلا فَرْقٍ، فَحصَّل خَيْرًا كثيرًا، مع حُسْن الاسْتِقَامة والاجْتِهاد في أنواع العِبَاداتِ، وكَرِمِ النَّفْس، وحُسْن الخُلُق، والإِعْراض عن الدُّنْيا، ولازم شَيْخَهُ إلى أن قَرُبَتْ وَفَاتُه، فأَجازه ودَعَا له، وأوْصى له بشيءٍ من مَالِهِ وكُتُبه، وأوْصَاه أنَّه هو الذي يغسله، وأَنَّه بَعْد وَفَاتِهِ يَرْحَلُ إلى الشَّام لتَكْمِيل طَلَبِ العِلْم، فلمَّا تُوُفِّي شَيْخُه سنةَ اثنَتَيْن وثَلَاثِين ومئتين وألف، ارْتَحل إلى الشَّام، وسَكن في المَدْرَسةِ المُرَادِيَّة سِنيْن عَدِيْدةً للاشْتِغَال بالعِلْم، متفرِّغًا له التَّفَرُّغ التَّامَّ، وقرأ على مشايخ دِمَشْق، وأجَلُّهم الشَّيخ مُصْطَفَى
(1)
السحب الوابلة: 2/ 443 - 451.
الرُّحَيْبَانيُّ، شارح "الغَاية"، وابنه سَعْدي، والشَّيخ غَنَّام بن محمد وغيرهم إلى أن أدرك في الفِقْه والفَرائِض، وشارَكَ في غَيْرهما، ثم اسْتَجَازَ شَيخَهُ وشُيُوخَهُ، واسْتَمدَّ دُعَاءَهُم، فأجَازُوه ودَعَوْا له، وأثنَوْا عَلَيْه، وكان رِفْقَتُهُ في الطَّلَب يُطنِبُون في مَدْحه في كلِّ جَمِيْل، فرَجَع إلى بَلَدِهِ بَلِد سَيدِنا الزُّبَيْر، فعَكَفَ عَلَيْه الطَّلَبَةُ لِقِراءَة الفقه، وصِغَارُهُم في النَّحو والصَّرْف، ثمَّ طَلَبَهُ أَهْلُ البَصْرة لِيَكُون خَطِيبًا ووَاعِظًا بجَامِع عَزِيز آغا، فانْتَقَل إلَيها، وَدَرَّس وَوَعَظ، وسَلَّك المُرِيْدِيْن، ولَمْ يَزَلْ على ذلك إلى أن أراد أهل الدَّوْلة إدخال أوْقَاف المَسْجد التي تحت يَدِهِ في بَيْت المَال، ورُتَّب له راتِبٌ، من بَيْت المَال فأْبَى ذلك تَوَرُّعًا، وفارَقَ البَصْرة في سنةِ ستِّين ومِئَتَيْن، وقَدِمَ مَكَّة في رَجَبِها، وأقام بها يُدَرِّس في الفِقْه والَفَرَائِض إلى أنْ حَجَّ، ثم تَوَجَّه إلى المَديْنة المُنَوَّرة، فأقام بها مُدةً، ثم رَجَعَ إلى البَصْرة لِبَيْع عَقَارِهِ، فَبَاعَهُ وَرَجَع وحَجَّ، ثم أقام بالمَدِينَة المُنَوَّرة يحُج في أكْثَر السِّنْين، مُواظِبًا على التَّدْرِيس، وصار لَهُ بالمَدِينة اعتِقَادٌ عَظِيمٌ، وكان لا يَذْهب إلى الحكَّام، حتى إنِّي كنتُ أقرأ علَيْه سنةَ ثَلاثٍ وسِّتين ومئتين وأَلْف بالمَدِيْنة المُنَوَّرة، وحَسَّنْتُ له الاجْتِماع بداود باشا والي بَغْداد سابِقًا، وكان طَلَب مِنِّي الباشا الاجتماع به، فأبى ذلِكَ وكان عَزُوفًا، الدُّنيا وأَهْلِها، وبالجُمْلة، فما أظُنُّ أحدًا في هذا الزَّمان مِثْله، وتُوُفِّي في خَامس شَوَّال، سنةَ خمسٍ وثمانين ومئتَيْن وأَلْف، وصار لَهُ مَشْهدٌ عظيم، ورآه النَّاسُ. انتهى ملخَّصًا من تَرْجَمةٍ طويلةٍ جدًّا.
2863 - (ت 1286 هـ): الشَّيخ عَبْد الرَّحمن بن عُدْوان بن رُزَيْن، النَّجديُّ الحنبليُّ
.
ذكره ابن عِيسى في "ذيله على تاريخ ابن بشر" وقال: إنَّه تُوُفِّي سنةَ سِت وثمانين ومئتَيْن وأَلف. انتهى.
وكذا ذَكَرَهُ ابن الفَاخِريِّ في "ذيله على تاريخ أبيه"، وأرَّخ وَفَاته في هذه السنة.
2864 - (ت 1286 هـ): محمد بن أَحْمد بنِ عُثْمان بن جَامع الحَنْبَليُّ
.
ذكره صاحب "السُّحُبِ"
(1)
وقال: هو ابن الشَّيخ أحمد قاضي البَحْرَيْن المُتَقَدِّم، وَليَ المُتَرْجَم القَضَاء بَعْد أبيه سنةَ خَمْسٍ وثمانين ومِئَتَيْن وأَلْف، ومات في التي تَلِيْها سنةَ سِتٍّ وثمانين ومئتين وألف، وكان قَدْ حَجَّ مع أبِيْه سنةَ سَبْع وخَمْسين ومئتَين وأَلْف، واجْتَمعتُ به. انتهى.
2865 - (ت 1287 هـ): الشَّيخ عَبد الرحمن بن محمد بن عَبْد الله بن محمد بن إبْرَاهيم بن مَانِع بن إبراهيم بن حَمْدان بن محمد بن مَانِع بن شِبْرمة، الوُهَيْبيُّ التَمِيميُّ، النَّجْديُّ الحنبليُّ
.
ذكره ابن عيسى في ذَيْله على "تاريخ ابنِ بشْر"، وقال: تُوُفِّي في بَلَد الأحْسَاء، سنة سَبْعٍ وثمانين ومِئَتَيْن وأَلْف. انتهى.
وذكره الزِّركلِيُّ في "أعلامه"
(2)
نَقْلًا عن "عِقْدِ الدُّرَر" وقال: عَبْد الرَّحمن بن محمد بن عَبد الله بن محمد بن إبراهيم بن مانِع، الوُهَيْبِيُّ التميميُّ، القاضي، من عُلَماء الحَنابِلة، من أهل شَقْراء بنَجْد، جَمَعَ مكْتَبةَ حافِلةً منها ما نَقَله بخَطَّهِ، وجَرَّد حاشية جَدِّه لأمِّه عَبد الله بن عبد الرحمن أبا بُطَيْن على "المنْتَهى" من هَوامش نسخته، فجاءت في مُجَلَّد ضَخْم، وتولى قَضَاء القَطِيْف، ومات بالاحْسَاء سنة سَبْع وثمانين ومئتين وأَلف. انتهى.
2866 - (ت 1287 هـ): الشَّيخ عبد الرحمن بن شبرمة، النَّجْديُّ الحنبليُّ
.
ذكره ابن الفاخريُّ في "ذيله على تاريخ والده" وقال: تُوُفِّي سنةَ سَبْع وثمانين ومئتين وألف.
2867 - (ت 1288 هـ): سَعِيد بن مُصْطَفى بن سَعد، السُّيُوطي الرُّحَيْبَانيُّ الأصل، الدِّمَشْقيُّ الحنبليُّ
.
(1)
السحب الوابلة: 1/ 185.
(2)
الأعلام: 3/ 333.
ذكره ابن الشَّطِّي في "مختصره"
(1)
وقال: هو الفَقِيْه الفَاضِل، النَّبِيْل الهُمَامُ، الشَّيخ مُفْتي الحنابلة بدِمَشْق بعد أخيه الشيخ محمد سعدي، المُتُوَفَّى سنةَ ست وخمسين ومئتَيْن وأَلْف، وُلدَ بِدِمَشْق، سنةَ أربعٍ وثلاثين ومئتين وأَلْف، ونَشَأ في حِجْر والِدِهِ وأخيه المُقَدَّم ذكرُهُمَا، ثم أَخَذ في طَلَب العِلْم، فتَفَقَّه على أخِيه المَذْكُور، وعَلى جَدِّه العَلَّامة حَسَن الشَّطِّي، وحَضَر في عُلُوم الآلات على الشَّيخ سَعِيد الحَلَبيِّ، ووَلي نَظَارة الجَامع الأُمَويِّ بَغد أخيه إلى سَنَةِ أربعٍ وستين ومئتين وأَلْف، وفيها فُصِل عن النظَارة المَذكُورة، وأقِيم في مكانهُ رِضَا أفَنْدي الغَزِّيُّ، ووَلِيَ أَيضًا نِيَابة قَضَاء البَلْط، وكان عَلَيْهِ من أَسْلافِهِ جملةُ وَظَائف دِينيَّة، منها تَوَلية الجَامع المُظَفَّريِّ، المَعْروف بجَامِعِ الحَنَابِلة في صالحية دِمَشْق، فاسْتَمرَّ بها وبالفَتوى إلى أنْ تُوُفِّي في ثَامن عشري المُحَرَّم، سنةَ ثمان وثمانين ومئتَيْن وأَلف. انتهى.
وذكره أيضًا في "رَوْض البشر"
(2)
بتَرْجَمَةٍ أبْسَط من هذا بكثير.
- (ت 1288 هـ): الشَّيخ المُؤَرِّخ عُثْمان بن عَبد الله بن بِشْر النَجْديُّ الحنبليُّ.
يأتي سنةَ تِسْعين ومئتين وأَلْف. [انظر: 2868].
2868 - (ت 1290 هـ): الشَّيخ عُثمان بن عبد الله بن حَمَد بن بِشْر، النَّجْديُّ التَمِيْمِيُّ النَّاصِرِيُّ، من رُؤَسَاء قَبِيْلة بَني زَيْد المَعْرُوفة في بَلد شَقْرا من بني تَمِيْم من بُلْدان نَجْد، وهي من بُلْدان الوَشْم، العَالم العَلَّامة، المُؤَرِّخُ الفَاضِلُ المُحَقِّقُ، مؤرِّخُ نَجْد الحَنْبَليُّ، صاحِب "التَّاريخ" المَعْروف
.
ذكره ابنُ عِيْسى في "ذَيْله على تَارِيْخه" وقال: كان أديبًا لَبِيْبًا، عَابدًا، ناسِكًا، حَسَن السِّيْرة، كَرِيْم الأخْلاق، تُوُفِّي في بَلَد جَلاجِلَ، في تَاسِعِ جُمَادى الثَّاني، سَنَةَ تِسعينَ ومئتين وأَلْف. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 191 - 192.
(2)
روض البشر في أعيان القرن الثالث عشر 130.
وَوَجدتُ تَرْجَمَتَهُ على طُرَّة كتابِهِ "عُنْوان المَجْد في تاريخ نَجْدِ"
(1)
، وقال فيها: وُلِدَ بِبَلدة شَقْرا، ونَشَأ بَيْن أبْنَاء جِنْسِهِ، وقَرأ القُرْآن أوّلًا، ثم قرأ العُلُوم على عِدَّة مَشَايخ وأخذ عَنْهم، منهم الشَّيخ إبراهيم بن سَيْف وأَخُوه، والشَّيْخ عُثمان بن عَبْد العَزِيز بن مَنْصُور النَّاصِرِيُّ، والفَقِيه عليُّ بن يحيى بن سَاعِد القَاضِي، والعَالِم الفَاضل عَبْد الكَريم بن مُعَيْقل وغيرهم، وصنَّف عِدَّة مُصَنَّفاتٍ منها:"كتاب الخَيْل" سَمَّاه "سُهَيْل في الخَيْل" مُجَلَّد، وكتاب "الإشارة في مَعْرفة مَنَازل السَّبْعة السَّيَّارة" في عِدَّةِ كراريس، ورسالةٌ في الحِسَاب سَمَّاها "بُغْيَة الحَاسِب"، وكتاب "مُرْشِد الخَصَائِص ومَبْدأُ النَّقَائِص" في الفيليين والثُّقَلَاء"، و"فهرسُ طَبَقَات الحَنَابِلة لابن رجب"، جَعَل تراجِمَها على حُرُوف المُعْجم، وكتاب "عُنْوان المَجْد في تَاريخٍ نَجْد"، وهو كتاب مُفِيْدٌ فيِ جُزْئَيْن، ولَهُ غيرُ ذلكَ من الكُتُب والرَّسَائل، وتُوُفِّي سنةَ ثمانٍ وثمانين ومئتَيْن وأَلْف. انتهى.
2869 - (ت 1291 هـ): محمد بن عبد الله بن محمد بن إبْراهيم بن مَانِع ابن إبراهيم بن حَمْدان بن محمد بن مانع بن شِبْرمة، التَّمِيْمِيُّ النَجْديُّ الحنبليُّ
.
ذكره ابن عِيْسى في "ذيله على تَاريخ ابن بشر"، وقال: تُوُفِّي في آخر شَهْر ذي القعْدة، سنةَ إحدى وتِسْعِين ومئتين وألْف. انتهى.
وذكره صاحِبُ "السُّحُب الوَابِلة"
(2)
، فقال: هو الشَّيخ الفَاضِل العَالِم، العَلَم المُفْرَدُ، السَّابِقُ إلى المَكْرُمات والفضائل. وُلِدَ في بَلْدة شَقْرا من بُلْدَان الوَشْم، في حُدُود سَنةِ سَبْعٍ ومئتَيْن وأَلف أو بَعْدها بقَلِيْل، ونَشَأ نَشْأةً حَسَنةً، في الدِّيانَة والصِّيَانَة، والنَّزَاهَة والعَفاف، وطَلَبَ العِلْم فَقَرأ على مشايخ بَلَدِهِ ومن يَرِدُ إليه، حتى نَزَل عِندهم العَلَّامة الشَّيخ عَبْد اللَّهِ أبا بُطَيْن، فَلَازَمَهُ مُلَازَمَةً تَامَّةً، وتزَوَّج ابنتَهُ، وصار لا يُفَارقه إلا وَقْت النَّوم، فقرأ عليه كُتُبًا عَدِيْدَةً، في التَّفْسير والحَدِيْث، والفِقْه وأصُوله، وأصُول الدِّين والنَّحْو، وصَار مُعْتَمَد الشَّيخ في جَميْع أمُوره، حتى على أوْلادِهِ، ولَمَّا ارْتَحل الشَّيخ إلى عُنَيزة بِطَلَبِهم إيَّاه للقضاء
(1)
عنوان المجد، الصفحة الأولى.
(2)
السُّحْب الوابلة: 3/ 954 - 957.
والتَّدْرِيس والخَطَابة، ارْتَحل مَعَه إليها، فأحَبَّه أهْلُها وكرموه إكرامًا لم يُعْهَد له نظيرٌ لغيره من الغُرَبَاء، لحُسْنِ أخلاقِهِ، ومُلَاطَفَته، وتَحبُّبِهِ إلى العامِّ والخَاصِّ، ومُسايَرته للنَّاس على اخْتِلاف مآرِبهم، فما كان يَغْضَب إلا نادرًا. ولَا يُؤاخِذُ بالجَفْوة، ولا يُعَاتِبُ على الهَفْوةِ، وكان ذكِيًّا زكيًا، أدِيبًا أريبًا، عاقِلًا، فاضِلًا، مُكرِمًا للغُرَباء، خُصُوصًا طَلَبةِ العِلْم منهم، فقلَّ من أن يَردَ عُنَيْزَة غريبٌ أدِيْبٌ إلا ويَسْتَدْعيهِ إلى بيته، ويُضِيفُه ويتحفه بشيء، ويَجْبُر خَاطِره، فَيَصْدُرُون شاكِرْين لَه مُثْنين عَلَيْه، وصارَ له بِسَببِ هذا في غالب جزيرة العَرَب وما وَالاها ذِكْرٌ حَسَنٌ، وثَنَاءٌ شائِعٌ.
وكان مُطَّلعًا على عِلْم التَّاريخ والأنْسابِ، القَرِيْبة والبَعِيْدة، ومِنْه فيها اسْتَفَدْتُ، وعلى نَقْله اعتَمَدتُ، وكان حَسَن الخَطِّ مَضْبُوطه، كَثيْر التَّصْحيح والتَّحْرِيْر والضَّبْط والتهميش، وغالبُ مقروءاته مُهَمَّشَةٌ بِخَطَّه، مُحَرَّرَةٌ بِضَبْطه، ولم يَزَل على كمال حاله واسْتِقَامتها إلى أن نَقَله الله إلى رِضْوانه ليلةَ الأحد، تاسعَ عَشَر جُمَادى الآخرة، سنةَ إحدى وتِسعين ومئتَيْن وأَلْف في بَلَد عُنَيْزَةَ، ورَثَاه الأديبُ صَالِح بن عَبْد الله بن بَسَّام بقَصِيْدةٍ مطلعها:
أيا قَلْبُ دَعْ تِذْكَارَ سُعْدى فما يُجْدِي
…
وأيَّامَ أنسٍ سَالِفاتٍ بِذِيْ الرَّنْدِ
وآخر القصيدة:
فجئتُ بنظمٍ للْوَفَاةِ مُؤَرَّخٍ
…
مُقِيْم بِدَارِ الحَمْدِ في مُنْتَهَى القَصْدِ
وقَدْ سَاقَها كُلَّها صَاحِب "السُّحب". انتهى المُرَادُ من ترجمةٍ طويلةٍ جدًا.
2870 - (ت 1292 هـ): الشَّيخ عَبْد الله بن الشيخِ عَبْد الرَّحمن، الخُلَيْفيُّ النَّجْديُّ القَصَيْمِي، الحَنْبَلِيُّ
.
القَاضي الشَّيخ الفَاضِل، العَالِم العَلَّامة الجَليْلُ، المُحَقِّقُ المُدَقِّق، الوَرعُ الزَّاهِدُ. وُلِدَ في بَلد البُكَيْرِيَّة من قُرى بُرَيْدَة القَصِيْم، ونشأ بها، وأَخذ العِلْم عن عِدَّة مَشَايخَ أَجلُّهم: الشَّيخ عَبْد الله أبا بُطَين، وتِلْمِيذُه الشَّيخ قرناس الرَّسِّيُّ القَصِيْمِيُّ وغيرهما. ووَلِيَ القضاء ببَلد البكيريَّة وتَوابِعِها من القُرى مُدَّةً طويلةً إلي حينِ وَفَاتِهِ، وكان مَحْمُودَ السِّيرة في القَضَاء، ذا عِبَادةٍ ووَرَعٍ، وسَخَاءٍ وكَرَمٍ،
وأخْلَاقٍ فاضِلَة، وله رَسَائل وفَتَاوى كَثِيْرةٌ رأيْتُ بَعْضَها، وهي في غَايَةِ التَّحْقِيقِ، وكَتَبَ بِيَدِهِ عِدَّة مُصَنَّفات بخَطِّه المَضْبُوط النَّيِّر، وبالجُمْلة فَهُوَ من العُلَماء العَامِلِين، الذينَ يَجِبُ أن يُعْتَنى بتاريخِ حَيَاتِهِمْ للاقتداء بسيرتِهم الحَسَنَةِ، ولقد أَخْبَرَني وَلَدُه الشَّيخ محمد بن عبد الله المَتَرْجَم أنَّ والدَهُ المَذْكُور نَسَخَ بيَدِه ما يَزِيْد على خمسِيْن مُصَنَّفًا، وأنَّها موجودَةٌ عِنْده الآن بقَلَمه، وأنَّه تُوُفِّي سنَةَ اثنَتَيْن وتِسْعين ومئتَين وأَلْفٍ تقْرِيْبًا، وذَكَر من عِبَادَتِهِ ووَرَعِهِ وزُهْده ما يَفُوقُ الحَدَّ، فرَحِمهُ الله رَحْمةً واسِعَةً.
2871 - (ت 1292 هـ): الشَّيخ العَالِم العَلَّامة، البَحْر الزَّاخِر، الإمامُ اللَّوذَعيُّ الهُمَام، عَبْد اللَّطِيف بن الشَّيخ عَبْد الرَّحمن بن حَسَن بن الشَّيخِ محمد بن عَبْد الوَهَّاب، النَّجْديُّ، الحنبليُّ القَاضي
.
ذكره ابن عيسى في "ذَيْله على تاريخ ابنِ بشْر"، وقال: وُلِد في الرِّياض سَنَةَ خَمْسٍ وعشرين ومئتَيْن وأَلْف، وتُوُفِّي في ذي القَعْدة، رابعَ عَشَرَ منه، سنةَ اثنتَيْن وتِسعيْن ومئتَيْن وأَلْف في بَلِد الرِّياض، انتهى.
وذكره ابنِ بِشْر
(1)
في تَرْجَمَةِ والدِهِ وقال: هو العَالِم الفَاضِل، قرأ على أبِيْه الشّيخِ عَبْد الرَّحمن بن حَسَن، ورحل إلى مِصْر، وقَدِمَ مِنْها في سَنَةِ أربعٍ وستِّين ومئتين وأَلْف ومَعَهُ كُتبٌ كثيرةٌ، وانْتَفَعَ النَّاسُ بِعِلْمه، وكان له حَلْقة في التَّدْريس، أخذ العِلْم عن أَبيه بِمِصْر وغيره، وتَوَلَّى القَضَاء بالأحساء والرِّياض. انتهى.
وذكره في "هديَّة العَارِفين"
(2)
وقال: صنَّف تصَانيف منها كتاب "دلائل الرُّسُوخ في الرَّدِّ على المَنْفُوخ"، وكتاب "مِنْهاج التأسيْس والتَّقْديس في كَشْف شُبُهاتِ داود ابن جرجيس" ردَّ فيه على كتاب "صُلْح الإخوان" لداود النقشبندي البغداديّ.
وذكره الشَّيخ سُلَيْمان بن حَمْدان فيما وَجَدْتُه بخطِّه فقال: هو
(1)
عنوان المجد: 2/ 20.
(2)
هدية العارفين: 1/ 619.
عبد اللَّطيف بن عَبْد الرَّحمن بن حَسَن، وُلِدَ سنةَ خَمْس وعِشرين ومِئَتَيْن وأَلْف، ونُقِلَ مع والده إلى الدِّيار المِصْريَّة. وهو ابن ثمان سنين، بعد أَنْ قرأ القرآن، فقرأ على محمد بن محمود الجَزَائِريِّ والقوسيني، وقرأ على مشايخ والده، وقرأ على جَدِّه من جهة أُمّه عَبْد الله بن الشَّيخ محمد، وعَلَى عَلِيٍّ وإبراهيم أبْنَاء الشَّيخ محمد، وقرأ على عَبْد الله بن محمد، وقرأ على أحمد بن رَشِيْد الأحْسائيِّ، ثم المَدَنيِّ الحنبليِّ، وكان مرجُوعُه من مِصْر سنةَ أربعٍ وستِّين ومئتين وألْف، فتولَّى القَضَاء في بَلَد الرِّياض في حَيَاة والِدِهِ، وتَوَلَّى قَضَاء الأحْسَاء من قِبَلِ فَيْصَل، وكان يَسَتَصْحبُهُ مَعَه في أسْفارِهِ، وقرأ على والده. وتُوُفِّي في ذي القعْدة، ليلةَ السَّبْت، رابعَ عَشَرَ منه، سنةَ اثنتَيْن وتِسْعِيْن ومئتَين وأَلْف، وتَولى الصَّلاة عَلَيه ابنه عَبْد الله، وصُلِّي عَلَيه في جامِعِ الرِّياض، ودُفِنَ في مَقْبرة العود.
قرأ عليه جَمَاعةٌ منهم: أبناؤه عبد الله ومُحَمَّد وإبراهِيْم، والشيخ حَسَن بن حسين، وابن محمود، ومحمد بن عُمَر ومحمد بن عبد الله آل سَلِيْم، وحَمد بن عَتِيْق، وأحمد بن عِيْسى وعَبْد الرحمن بن مَانِع، وعليُّ بن عِيْسَى، وزَيْد بن محمد، والمَخْضُوب، وغيرهم خلقٌ كثيرٌ، وتُوُفِّي عَنْ تِسْعَة أولادٍ، وسَبَبُ موته أنَّ محمد بن سُعُود هَجَم على فَهْد بن حنيتان في المَسْجِد بَعْد صَلاة العَصْر، فرمَاهُ بِمسَدَّسٍ، وكان الشَّيخ عَبْد اللَّطِيف يؤمُّهُم في تِلْكَ الصَّلاة، فَحَصَل له فَجْعَةٌ، ثم أُصِيْب على إثرها بالإسْهَالِ، فَلَمْ يَلْبثْ إلّا خمسة أيّامٍ حتى تُوُفِّي. انتهى.
وقال الزِّرِكْلِيُّ: تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وتِسْعِين ومئتَين وأَلْف، وقال: وَلِيَ قضاء الأحساءِ في أيَّام فَيْصَل بن تُرْكي، وقبل أن يَسْتَقرَّ نُقِل إلى قَضَاء الرِّيَاض، وتَصَدَّرَ التَّدْرِيْس فتَخرَّج به كثيرون من أهل نَجْدٍ، تَولَّى بعضهم القَضَاء، وكانت له خزانةُ كُتُبٍ حافلةٍ بالمخطوطات والمَطْبُوعات، أتى بها مَعَهُ من مِصْر.
2872 - (ت 1292 هـ): الشَّيخ رَاشِد بن عليِّ، النَّجْديُّ الحنبليُّ
.
ذكره الزِّرِكْلِيُّ في "الأعلَام"
(1)
، فقال: فاضلٌ من أهْل نَجْد، له كتابُ "مثير الوَجْد في مَعْرفة أنْسَاب مُلُوك نَجْد"، رِسَالة انتهى فيها إلى سَنَة إحْدَى وتسعين ومئتَين وألَّف. وقال: تُوُفِّي بَعْد سَنَةِ إحدى وتسعيْن ومئتَيْن وأَلْف.
2873 - (ت 1295 هـ): محمد بن عَبد الله بن عَلِيِّ بن عُثمان بن حُمِيَد، العَامِريُّ، النجدي، الحنبليُّ
.
ذكره الشَّيْخ سُلَيمان بن حَمْدانِ فيما قرأتُه بخَطِّه وقال: آل حُمَيد يتصِلُ نَسَبُهم ببني كور من قبائل سبيع. وُلِدَ المُتَرجَمُ في بَلَد عُنَيزَةَ، وأخذ عن قاضِيْها إذ ذَاك الشَّيخ عَبدِ الله بن عَبْد الرَّحمن أبا بُطَيْن، ثم حَصَلَت بينهما نفْرةٌ وعَدَاوَةٌ بسَبَب رَدِّ الشَّيخ على دَاوُد بن جرجيس ودحلان فيما أجازاهُ من دُعَاء الأمْوات والغائب، فألَّف ابن حميد المَذكور مؤلَّفًا رَدَّ به عَلَيه سَمَّاه "قُرَّة العَيْن في الرَدِّ عَلى أبي بُطَيْن"، فرد عليه "الشَّيُخ عَبْد الرَّحمن بن حَسَن بكتابِهِ الذي سَمّاه "بالمَحَجَّةِ في الرَّدِّ على صَاحِبِ اللَّجَّة"، واللَّجَّة لَقَبٌ لمحمد بن حميد، لُقِّب به لكثْرة كلامه وَلَفَطه، وانتقل من عُنَيْزة إلى مَكَّة، فاستَوطَنَها، وأخَذَ عن عُلَمَائِها الموجُودِين فيها، كدحْلان، وأبا بصيل وغيرهما، وسَافَر إلى الشَّام، فأخذ عن آل الشَّطِّي وغيرهم، ثم عَاد إلى مَكَّة، وتَوَلَّى الفتوى في المَذهَب الحَنْبليِّ، وكانت كتب أوْقَاف الحَنَابلة تحْتَ يَده، حتى تُوفِّي ولَمْ يُوْقَفْ لها على أَثَر، وقَدْ ألَّف ذَيْلًا علىَ طَبَقَات الحَنَابِلَة سَمَّاه "السُّحُب الوَابِلَة"، لَمْ يُعَرِّج فيه على ذكر أحَدٍ من أئمة هذه الدَّعْوة النَّجْديَّة، والنّهْضَة المُبَارَكة الدِّينيَّة من أولاد الشَّيخ محمد وأحْفَاده فمن بعده، ولا من عُلَماء نَجْد الأعْلام، سترًا مِنْه للحَقِّ الوَاضح وَبَخسًا لِمْيزَان الفَضْل الراجح، وإنْ مرَّ لَهُمْ ذِكْرٌ بمناسبة بَعْض الحَوَادِثِ تَبَرّأ منهم بَرَاءة الذِّئْب من دَمِ يُوْسف، وإنما ذكر أناسًا يُعَدُّون بالأصابع، جَدِيْرُون بالذِّكر، وباقي الَّذِين ذَكَرهم وتَكَثَّر بهم أناسٌ قد تَرْجم لَهُم ابن رَجَب، وابنُ عَبْد الهادي وغيرهم. انتهى مُلَخَّصًا.
(1)
الأعلام: 3/ 12.
وذكره ابن الشطيِّ
(1)
وقال: هو محمد بن عَبْد الله بن عَليِّ بن عثمان بن حُمَيْد العَامِريُّ النَّجْديُّ الحنبليُّ، مُفْتي الحَنَابلة بمَكَّة المُكَرَّمة.
وذَكَرهُ ابن الشَّطي في "مختصره"
(2)
وقال: هو العَالِمُ المُفَنَّن، العَلَّامة الفَقِيْه، المُحَدِّث المُتْقِن، كان ذا عِلْمٍ وَسِيْعٍ، وفَهْم رَفيْع، بالغًا أعْلَى مَراتِب التقوى، مَرْجِعًا لأرْباب العِلْم والفَتْوى، كَثِير المَحَبَّة والاعتناء بشيخ الإسْلام ابن تَيْميَّة وتَلَامِذَته، له القَدَمُ الرَّاسِخُ في العُلُوم العَقْليَّة والنَّقليَّة، دارَ البِلاد، ودَخَل دِمَشْق، ذَكَر ذلك العَمُّ مُرَاد الهندي في مُسَوَّدة طَبَقَات الحَنَابِلة له، ثم قال: ونَزَل في دارِنا أيَّامًا، واجتَمَعَ بجُمْلَة من الأعيان في دِمَشْق وبِعُلَمائِها، وصَار بينَهُ وبَيْن سَيِّدي الوَالد صَاحِب التآليْف الشَّيخ محمد والعَمِّ مُفْتِي الحَنَابلة أَحمد ألْفَةٌ أكِيْدةٌ، وذَكَرا لَهُ هِمَمًا عالِيةً، وقد أخَذَ صَاحِبُ التَّرْجَمَةِ عَنْ جُمْلةٍ من المشايخ الأجِلَّاء، منهم السَّيِّد محمد السَّنوسيُّ، رَوَى عَنْه حَدِيْث الأوَّليَّة، ولازَمه سِنِيْن عَدِيْدةً، وأجَازهُ بثَبْتِهِ، ورَوَى بالإجَازَة العامَّة عَن شَيخ المُحَدِّثين الشَّيخ عَابِد السندِيِّ، والشَّيخ محمد الأهدل، وأخذ عُلُوم الآلات عن العلَّامة محمود أفنْدي الأَلُوسيِّ مُفْتي بَغداد، والشَّيخ إبراهيم السَّقَّا الأَزْهريِّ، وتَفَقَّه في المذهب على الشَّيْخ محمد الهُدَيْبِيِّ، نَزِيل المَديْنة المُنَوَّرة، المُتَوَفَّى بها سنةَ إحدَى وسِتِّيْن ومئتين وأَلف، وهو تَفَقَّه على العَلَّامة الشَّيْخ محمد بن فَيْرُوز الأحْسَائيِّ، المُتَوَفَّى سنةَ سِتَّ عَشرة ومئتَين وأَلفِ، وَيرْوِيْ صاحِبُ التَّرْجَمة الفِقْه أيْضًا عن الشَّيْخ عَبْد الجَبَّار البَصْري نزيل المَدِيْنة المُنَوَّرة عن الشَّيْخ مُصْطَفَى السُّيُوطي مُفْتي الحَنَابِلَة بِدِمَشْق.
وألَّف مُؤَلَّفات عَديْدَة منها "السُّحُب الوَابِلَة على ضرائح الحنابلة"، ذَيَّل به طَبَقَات ابن رَجَب، وكانتْ وَفَاتُه سنةَ خَمْسٍ وتِسْعين ومِئَتَيْن وأَلْف. انتهى.
وذكره الزِّرِكْلِيُّ في "الأعْلام"
(3)
وقال: وُلِدَ في بَلَد عُنَيْزَة، مركز القَصِيْم
(1)
لعله سبق قلم، وإنما يريد: ابن عيسى.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 192.
(3)
الأعلام: 6/ 243.
بنَجْد، سنةَ سِتٍّ وثَلاثِيْن ومئتَيْن وأَلْف، وسَافر إلى مَكَّة واليَمَن، والشَّامِ والعِرَاق ومِصْر، وتُوُفِّي بالطَّائف سَنةَ خَمْسٍ وتِسعين ومئتَيْن وأَلْفٍ، وله كُتُبٌ منها "السُّحُب الوَابِلَة على ضرائح الحنابلة"، و"النَّعْتُ الأكْمل بتَراجم أصحاب أحمد ابن حَنْبل"، ذكره في السُّحُب الوابِلَة، و"حاشيةٌ على شَرْح المُنْتَهى" في الفقه. انتهى.
قلت: "النَّعْتُ الأكْمل" المَذْكُور هو للعَلَّامة الكَمال الغَزِّيِّ، وليسَتْ للمُتَرْجَمْ، وكذا "حاشية الْمنتَهي" للشَّيخ عَبْد الوهاب بن فَيْرُوز المُتَوَفَّى سنةَ خَمْسٍ ومئتَيْن وأَلْف، وإنما جَرَّدها المُتَرْجَم، وزَادَ فيها بَعْض أشياء فَقَط.
وله أيضًا حَوَاشٍ على "شَرْحِ الخَلْوَتيِّ على الإِقْنَاع"، قاله عُمر عَبْد الجَبَّار.
2874 - (ت 1295 هـ): عَبْد السَّلام بن عَبد الرَّحمن بن مُصْطفى بن محمود، الشَّطِّي الدِّمَشْقيُّ الحنبليُّ
.
ذكره ابن الشَّطِّي في "مُختَصره"
(1)
وقال: هو العالم الفاضِلُ، العَابد، النَّاسِكُ، الأديبُ الشَّاعر، اللَّوْذَعيُّ اللطيفُ، كان من مَحَاسِن دِمَشْق وظُرَفَائِها، حَسَن العِشْرَة، لَطِيْفَ المُذَاكَرة، مُفَنَّنًا بالأَدب، يَغْلب عَلَيْهِ الصَّلاح، وُلِد بِدِمَشْق، سَنَةَ ستٍّ وخمسين ومئتَيْن وأَلْف، وجاء تاريخُه (بالحُسْن ظَهَر)، قرأ القُرآن، وتَعلَّم الخَطَّ وهُو صَغِيْر جِدًّا، وأخذ عن مَشَايخ كثيرين مِنْهُم الشَّيخ عَبْد الله الحَلَبيُّ، والشَّيخ محمد الجُوْخَدَار، والشَّيْخ عَبْد الرَّحمنِ بَايَزِيْد، وأحمد أَفَنْدي الإسْتَانبُوليُّ، والشَّيخ أحمد مُسلم الكزبريُّ، والشَّيخ مُصْطَفى المَغْرِبِيُّ نَزِيل دِمَشْق، والشَّيخ صَالح جَعْفَر، والشَّيْخ عُمَر العَطَّار، وحَضر في الفِقْه وغيره دُرُوس الشَّيخ حَسَن الشَطِّي، ثم وَلدِهِ أحمد بن حَسَن الشَّطِّيِّ، ولازم الشَّيخ سَليْم العَطَّار المُلازَمَة التَّامَّة في التَّفْسير والحَدِيْث وغيرِهما، وحَجَّ مَرَّتَيْن سَنَةَ أربع وسَبْعين ومئتَين وأَلْف، وسَنَة أربع وثمانين ومئتين وأَلْف، ودَخَل مِصْر وغَيرَهَا، فاسْتَجَاز من أئمة الشُّيُوخ، كالشَّيخ إبْراهيم البَيْجُوريِّ، والشَّيخ إبراهيم
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 193 - 195.
السَّقَّا، والشَّيْخ مُصْطَفى المُبَلِّط، والشَّيْخ محمد البَنَّا مُفْتي الإسْكَنْدَريَّة، والشَّيْخ داوُد النَّقْشَبَنْديِّ البغداديِّ، والشَّيْخ جَمَال المَكِّيِّ، رئيس المُدَرِّسيْن في المَسْجد الحَرَام، والشَّيْخ أحمد محيي الدِّين الحُسَينيِّ، مُفْتي غَزَّة، وأخذ الطَّريقة القادِرِيَّة عن السَّيِّد محمد نُوري القَادِرِيِّ، ورَحَل إلى قُسْطَنْطِينِيَّة سنةَ ثَلاث وتِسْعِيْن ومئتين وأَلْف. ووُجِّه عَلَيْه تَدريْس أدرنة، وخُصِّصَ له رَاتِبٌ من الصَّرح السُّلْطانيِّ، وأَمَّ في مِحْرَاب الحَنَابِلة من الجَامِع الأُمَويِّ احتسابًا، وكان مَشْهورًا بالذَّكاء واللُّطْف التَّامِّ، مع الوَرَع الزَّائد، ولا سيَّما فيما يَتَعَلَّق بالطَّهارة، وكان له مُزَاحٌ ومُدَاعَبَةٌ، بحيث لا يَمَلُّ منه جَلِيْسُهُ، ولا يَعْدِلُ عَنْه صاحِبُه، وله شِعْر في غاية السَّلاسَة، ورُبَّما عَمِل القَصِيْدة المَوْزُونة، ولَمْ يَعْلم مِنْ أيِّ بَحْرٍ هي، وَوَقَع له مِحْنَةٌ بسَبَب كَسْر البَسِيْط معروفةٌ، وقد ألَّف رَسَائِل لَطِيفةً، واجتَمعَ عِنْده من الكُتُب ما لَمْ يجتمعِ عند غيره، وتُوُفِّي فَجْأةً ليلةَ إحدى عَشْرةَ مُحَرَّم، سنةَ خَمسٍ وتِسْعين ومئَتَين وأَلْف، عن تِسْع وثلاثين سَنَةً، ودُفِنَ في التُرْبة الذَّهبيَّة بِمَشْهدٍ حافلٍ، ولم يُعقِب ذَكَرًا. انْتَهى المُرَادُ من تَرْجَمةٍ حافلةٍ جِدًّا.
2875 - (ت 1295 هـ): عَبْد الحَافِظ بن عَبْد الحَقِّ، الحَجَّاجيُّ المِصْريُّ الحنبليُّ
.
ذكره في "مُعْجم المؤلفين"
(1)
نقلًا عن "فهرسِ مَخْطُوطَات الظَّاهِرِيَّة" و"مُعْجمِ المَطْبُوعات" فقال: مُدَرِّسٌ بالمَدارس العَسْكريَّة المِصْرِيَّة، وكان حيًّا قَبْل سنة خمسٍ وتسعين ومئتَين وأَلْف. له كتابُ "يواقيت التَّصَانيف في الأبنية والتَّصَاريف" طبع 1295، و"التُّحْفَة الفَريْدة في تَارِيْخ مِصْر الوَحِيدَة". انتهى.
2876 - (ت 1297 هـ): الشَّيْخ حَمد بن عَلِي بن محمد بن عَتِيْقِ بن رَاشد بن حميضة، النَّجْديُّ، الحنبليُّ، القَاضِي
.
ذكره الشَّيخ سُلَيْمان بن حَمْدان فيما رأيتُه بخَطِّه، وقال: هو العالِم المُحَقِّق، تَوَلَّى القضاء في بَلَد الخَرْج، ثم عُزِلَ عَن القَضَاء بسَبَب أنَّه كان لا يَقْضي بلُزُوم الرَّهْن إذا لم يكن مقبوضًا وكان عَمَلُ أهل البَلَد على مَا هُو جارٍ
(1)
معجم المؤلِّفين 5/ 86.
عَلَيْه العَمَل الآن في نَجْد من اعتبار الرهن ولَوْ كان في يَدِ صَاحِبِه، وكان المترجم إذا رفِع إليه رَهْنٌ من هذا النَّوْع لم يَعْتَبِرْه، فشَكَوْه إلى وَليِّ الأمْر، فراجَعَهُ، فأصَرَّ، فَعَزَلَهُ، وبَعْد عزله سكن
…
ثم تَوَلَّى قَضَاء الأفلاج، وكان أصْلُهم من الأفلاج، فارتحل إلى الرِّياض، وقرأ على الشَّيخ عَبْد الرَّحمن بن حَسَن، وابنه عبد اللَّطِيف وغَيْرِهِما، وأخَذَ عَنْه جُمْلةٌ من العُلَماء الأفَاضِل، منهم ابنهُ سَعد، والشَّيْخ عَبْد الله بن عَبد اللَّطِيف، والشَّيْخ سُلَيمان بن سحمان وغيرهم، وكان رحمه الله صَدَّاعًا بالحَقِّ، عَلَيْه هَيْبةٌ. وله مُؤَلَّفاتٌ مُفيدةٌ، منها كتاب "شرح التوحيد"، "وسبيل النجاة"، ووسائل في التوحيد والفقه.
وتوفي رحمه الله في الأفلاج سنة سبع وتسعين ومئتَين وألْف، ورَثَاه شَيْخُنا الشَّيْخ سُلَيمان بن سحمان، ورَثَاه أيْضًا عَبْد الله بن أحمد العُجَيْريُّ. وتُوُفِّي عن تسعةٍ من الوَلَد ذُكُورٍ، تَوَلَّى القَضَاء منهم خَمْسَةٌ، سَعْد، وعَبْد العَزيز، وعَبد اللَّطِيْف، وعَبْد الله، وعليٌّ، وعَبْد الرَّحمنِ، وإسْحَاق، وإسْمَاعيل، ومحمد. انتهى.
وذكره ابن عيسى في "ذيله على تاريخ ابن بِشْر" فقال: الشَّيخ حَمَد بن عَتِيْق العَالِم العَلَّامة، الفَاضِل المحقِّق المُدَقِّق، تُوُفِّي سنةَ إحدى وثلاث مئة وألف.
قلت: لعَلَّ هذا الصحيح في تاريخ وفاته.
2877 - (ت 1297 هـ): الشَّيْخ محمد بن مُصْطَفَى بن سُلَيْمان، البَرْقَاويُّ أصْلًا وشُهْرةً، الدِّمَشْقِيُّ الحَنْبليُّ
.
ذكره ابن الشَّطِّيِّ في "مُخْتصَره"
(1)
وقال: هو الشَّيخ الجَلِيل، الفَاضِلُ النَّبيلُ المُعَمَّر، قاضِي الحَنَابلة، وابن قاضِيْها، وُلد بدِمَشق سَنَةَ عِشرين ومئتين وألْف تقريبًا، ونَشَأ في حجرِ وَالِدِه المُتقدِّم ذكره، وَأخَذَ الفِقْه عَنْه وعَن الشَّيخ حَسَن الشَّطِّيِّ، وحَضَر في بَعْضِ العُلُومِ عَلَى الشَّيْخِ سَعِيْد الحَلَبي، والعَلَّامة
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 195 - 197.
المُحَدِّث الشَّيْخ عَبْد الرَّحمن الكزبري، ثم لازَمَ وَلَدَيْهما الشَّيخ عَبد الله الحَلَبِيِّ، والشَّيْخ مُسْلم الكزبري، وصارَ رئيسَ الكُتَّاب في مَحْكَمة السِّنِانِيَّة، ثم في البُزُورِيَّة، ثم العَوْنيَّة، وتَوَلَّى القَضَاء بَعْد وَفَاة والده سنةَ خَمْسِيْن ومئتين وأَلْف، فاستمرَّ به في العَوْنيَّة، إلى أنْ مَات يَومَ الاثنَيْن، تاسعَ عَشَرَ صَفَر، سنةَ سَبْعٍ وتِسْعِيْن ومئَتَين وأَلْف. انتهى مُلَخَّصًا من تَرْجمةٍ طويلةٍ جدًّا.
2878 - (ت 1298 هـ): عُبَيْد بن عُبَيْدِ الله القَدُّوميُّ مَوْطِنًا وشُهْرَة، الحنبليُّ
.
ذكره ابن الشَّطِّيِّ في "مختصره"
(1)
وقال: هو عَالِمٌ كَبيرٌ، وفاضلٌ شهيرٌ، كان غُرَّةً في جَبْهَةِ الدِّيار النَّابُلسِيَّة، وعَلَمًا في طِرَاز الطَّائِفَة الحَنْبليَّة، فَقِيْهًا مُحَدِّثًا تارِيْخيًّا، صَالحًا تَقِيًّا، وُلِدَ سنةَ اثْنَتَي عَشْرة ومئتَيْن وأَلْف بقَرْية كَفَر قَدُّوم من قرى نَابُلُس، ونَشَأَ مَنْشَأً حَسَنًا، ثم رَحَل إلى دِمشق لطَلَب العِلْم، فلازَمَ الأستاذَيْن الشَّيخ سَعِيْد الحَلَبي، والشَّيْخ إيراهيم الكفيريِّ، وغيرَهُما من الأعْلَام، حتى فاقَ وبَرَع، ثم رَجَع إلى وَطَنِهِ المذكور، فما زَال يُفِيْد ويَسْتَفِيدُ، ويُبْدِئ ويُعِيدُ، مع الجَاه والقَبُول عند الخَاصِّ والعَامِّ، حتى دَنَا كَوْكبه المُشرِقُ إلى الغُرُوب، وكانت وَفَاتُه سَنَةَ ثمانٍ وتِسْعيْن ومئتَيْن وأَلْفٍ، وقَبْره مَعْروفٌ ببَلَده، وله شِعْر حَسَنٌ. انتهى مُلخَّصًا.
2879 - (ت 1299 هـ): الشَّيخ عَبْد العَزيز بن حَسَن بن يحيي، النَّجْديُّ الحنبليُّ، القَاضِي العَالِمُ العَلَّامَةُ
.
ذكره ابن عِيْسى في "ذَيْله على تَارِيخ ابن بِشْر"، وقال: تَوَلَّى القَضَاء في بَلَد مَلْهَم، وكان عالمًا فاضِلًا مُتَواضعًا، حَسَن السِّيْرة، كريمًا، وتُوُفِّي في سنةِ تِسْعٍ وتِسعين ومئتَيْن وأَلْف. انتهى.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 197.
مبتدأ القرن الرابع عشر
- (ت 1301 هـ): الشَّيخ حَمَد بن عتيق النَّجْدِيُّ الحنبليُّ، العالم العلَّامةُ، الفَاضلُ الفهَّامةُ، المحقِّقُ المدَقِّقُ. [انظر: 2876].
ذكره ابن عيسى في "ذيله على تاريخ ابن بشر"، وقال: توفي سنة إحدى وثلاث مئة وألف. انتهى.
وتقدمت ترجمته سنةَ سبعٍ وتسعين ومئتين وألف.
2880 - (ت 1303 هـ): الشيخُ عوض بن محمد الحجِّي، النَّجْديُّ، الحَنْبَليُّ
.
قال في "زهر الخمائل": لم أقِف على وِلَادَتِهِ، ولا على مَنْ قرأ عليه، كان حافظًا للقرآن، مجوِّدًا له، وكان وافرَ العقلِ متوقِّد الذَّكاء، وكان يسعى لإصلاح ذاتِ البَيْنِ، ويحلُّ مشاكل النَّاس، ولي تدريسَ القرآن بحائل مدةً طويلةً، والذِين قرؤوا عليه، تعرفُ أنَّهم من تَلامِذَته بمُجرد سماع تلاوتِهِم، وبحُسن أصواتهم، له خط حسنٌ نظيفٌ، واعتناءٌ بجمعِ الكُتُبِ، ونقلِ الفوائد، إلا أنه فيما يظهر من خطه ونقولاته وإنشادِهِ البيتَ والبيتين. لا يُحسنُ العربيةَ، ولا العَرُوضَ، اشتهر بتدريس القرآن والفرائض، كان يختلطُ بمشايخ زمانِهِ، ويأخذُ عنهم، وقد أخذ عنه القرآن والفرائض الشيخُ صالح السَّالم زوجُ ابنتِهِ، والشيخُ عُثمان بن عبد الكريم العبيد، والشَّيْخ عيسى المهوَّس، والشيخ عبد الله الخَلَف، والشيخ عبد الله بن مَرْعي، وحسن بن صالح الشَّاميّ، وخلقٌ كثيرٌ، وحُكي عنه حكايةٌ مَنَامِيَّةٌ حَسَنةٌ، وتوفي سنة ثلاث وثلاث مئة وألف. انتهى ملخصًا.
2881 - (ت 1303 هـ): الشيخُ محمد بن راشد الغُنَيميُّ النَّجْديُّ
،
الحنبليُّ، من أهالي الرياض.
قال في "زهر الخمائل": له في الرِّياض بيتٌ معروف حتى الآن، ولد عام 1230 هجرية، وكان وافرَ العقلِ، واسِع الدَّهاءِ، له إلمامٌ بشتَّى العلوم، يُحكى عنه حكاياتٌ غريبةٌ في قضائه بحائل، ولم نَجِد له ذكرًا في التواريخ المتأخِّرة، ولم أقف على وقتِ وفاته، غير أنه كانَ موجُودًا سنةَ ثلاثٍ وثلاث مئة وألف. انتهى.
2882 - (ت 1303 هـ): الشَّيخ الإمامُ الفاضلُ ناصر بن عبد الله بن ناصر بن حَمَد بن سَعْدِي النَّجدِيُّ الحنبليُّ
.
ذكره أبو الفيض عبد السَّتَّار الدَّهلوي في "رجال القرن الرابع عشر" وقال: السَّعْدِي نسبةً إلى آل سَعْدي، فَخْذ من بني تميم، كان رجلًا صالحًا، نشأ في العبادةِ والوَرَع منذ كان صغيرًا، واشتغلَ في طلب العِلمِ على الشيخِ علي بن محمد القاضِي بعُنَيْزَة وغيره، وكان ينوبُ عن المشايخِ في الإمامةِ والخَطَابةِ وقراءةِ الوَعظِ المُعتادِ في نجْدٍ، بعدَ صلاةِ العصرِ، وبين العشاءين في جامع عُنَيْزِة مدةً طويلةً، ثم أمَّ في آخرِ عُمرِهِ في مسجد المسوكف، وتوفي وهو في الإمامة في آخر سنةِ ثلاثٍ وثلاث مئة وألف، وهو في عَشْر السبعين، وهو والد الشيخ الكبير عبد الرحمن بن سَعْدي الآتية ترجمته سنةَ ستٍ وسبعين وثلاث مئة وألف إن شاء الله تعالى.
2883 - (ت 1304 هـ): الشيخُ خَلَف بن إبراهيم النَّجْديُّ المكيُّ، الحنبليُّ، مفتي الحنابلة بمكة
.
ذكره أبو الفيض الدَّهلوي في "رجال القرن الرابع عشر" وقال: تولَّى إفتاء الحنابلةِ بمكة بعد الشيخِ علي بن محمد بن حُمَيْد، وإنه قامَ به خيرَ قيامِ، وإنه رجلٌ فاضلٌ. وذكره أحمد بن عبد الله مرداد في "نثر النور والزَّهر" بنحوه، وزاد: إنه وَلِيَهُ ومكث فيه إلى أن توفي بمكة، ووجدتُ بقلمِ الشيخِ سُليمان بن حَمدان: إنه تولَّى إفتاء الحنابلة بمكة عَشْر سنين تقريبًا، وبهذا يظهر أن وفاته سنة أربعٍ وثلاث مئة وأَلفٍ تقريبًا. والله أعلم.
2884 - (ت 1304 هـ): الشيخُ علي بن محمد الأَسْعَديُّ النَّجْديُّ
،
الحنبليُّ، القاضي في بلد عُنَيْزَة.
ذكره الأديب محمد بن بليهد في كتابه "صحيح الأخبار" وقال: هو من قبيلةِ الأساعدة أهل الزُّلْفى من بُلدان نَجْد، ولد المترجَم في بلَدِهِ عَلْق من قرى الزُّلْفى، وحَفِظَ القرآن، واشتغلَ، وتخرَّج بالشيخِ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بُطَيْن القاضي في بلد عُنَيْزَة، وكان يُنِيْبُه في القضاء في غِيابه عن البلد، ثم تولَّى القضاءَ بعُنَيْزَة من سنة 1269 تسع وستين ومئتين وألف، إلى أن توفي سنة أربعٍ وثلاث مئة وألف. انتهى.
وقال ابن بليهد في "صحيح الأخبار": إنه في سنة خمس وتسعين ومئتين وألف، في شهر رجب، جاء آل عاصم بطنٌ من قَحْطان رئيسهم ضرام بن عبد الرحمن بن حشر فدخلوا في كثبة الشقيفة والغميس المجاوِرَةِ لبلدِ عُنَيْزَة وهي حمى أهل عُنَيْزَة لمواشيهم، فأرسل إليهم أميرُها زامِل بن سليم يطلبُ منهم أن يَرْحَلُوا عن مراتِع مواشيهم، وكانت تلك القبيلة فيها بَغْي وتجبُّر على أهل القرى، فلم يرفعوا رأسًا إلى رُسُله وإنذاره، فذهب الأمير زامل إلى الشيخ علي المترجَم، وأخبَره بما جرى، واستفتاه في جواز قتالهم، فأفتاه الشيخُ بجواز قتالِهِم، فتأهَّب أهلُ عُنَيْزَة للقتال، وخرجوا يوم الأربعاء يحمل رايَتَهُم الرجل المسمَّى بالصُّقيري، انكسرت الرَّاية فأمر الأمير زامل بنُزُول القوم، فرجع إلى الشَّيخ علي المترجَم، فقال له: إنا خرجنا في يوم الأربعاء، وهو مكروه عند العرب، فانكسر رُمحُ الرَّاية، فهل نُقِيمُ اليومَ ونغزوا غدًا نهار الخميس؟ فقال الشَّيخ: لا بل خُذوا رمحًا سالمًا، وأصلحوا رايتكم، واغزوا على بركة الله، فإنه لا خيرَ إلا خير الله، ولا طير إلا طيره، وليس عند الأيام خبر، فمشوا من حِينهم والعدو مسافةَ يومٍ، وكان في عُنَيْزَة رجل من قحطان المغزوين، فأرسل ابنَتَه ينذِرُهم، وكان الرجل يُقال له: ابن فتنان، وكانت ابنته جميلة جدًا، فأتتهم في جوف الليل فوجدت رؤساءهم مجتمعين في نادي القهوة، فأخبرتْهُم بما أرسلها به أبوها، وأن أهل عُنَيْزة قد غَزَوهُم، وأنه لم يأتهم بنفسه خوفًا من غضبِ خبرانه أهل عُنَيزَة عليه، فالتفت بعضُهم إلى بعض، وقالوا: هذا النذير أحسن ما يفعل به أن يزغب، يعني أن يُنْكَح في لغتهم، فما زالوا في ضحكهم وتهكمهم
حتى طَلَعَ عليهم الجيشُ، فهزَمُوهم وقتلُوهم شرَّ قِتْلة، وقُتِل من رؤسائهم أحد عشرَ قتيلًا، منهم ابن حشر نفسه. انتهى المراد.
2885 - (ت 1306 هـ): الشيخُ علي بن محمد بن عبد الله بن علي بن عُثمان بن حُمَيْد العامِري النَّجْديُّ، الحنبليُّ، مفتي الحنابلة بمكة، وهو ابن صاحب "السُّحب الوابلة على ضرائح الحنابلة
".
توفي سنةَ ست وثلاث مئة وألف. وذكره أبو الفيض عبد الستار الدَّهلوي في "رجال القرن الثالث عشر" وقال: هو المدرَّس الإمام الفَطِنُ النَّبِيهُ، المفتي الفقيهُ، المُقْبِلُ على مولاه، تولَّى بعد أبيه فتوى الحنابلة بمكة، فمكث فيها أيامًا وشهورًا، فقيل له: اختم على مضبطةِ فتوى، فتورَّعَ من الختم عليها، ولله عاقبة الأمور، فعُزِل عن المَنصِب بعد الاستعفاءِ، فأعْفَوه، وتولَّى بعدَه الشيخُ خَلف ابن إبراهيم النَّجْدِيُّ، فقام فيها أحسنَ قيامٍ، وهو فاضلٌ مُنْكَسِرٌ رحمه الله، وتولَّى بعده أحمد فقيه إفتاء الحنابلةِ بعده، وبقي إلى أن عُزِل، وتولَّى بعده علي بن محمد المترجَم. انتهى.
قلت: لعل مَنْ تَولَّى بعد أحمد فقيه ابنُ المترجَم عبد الله، فقد قال أبو الفيض المذكور في موضع آخر من ذلك الكتاب: علي بن عبد الله بن محمد بن حُمَيْد، تولَّى الإفتاء بعد أبيه عدَّة أشهر، ثم عُزِل، وتوفي، وتولَّى بعده الشيخُ خلف بن إبراهيم، ومَكَثَ فيها إلى أن توفي بمكة، ثم وَلِيَ الشيخُ أحمد بن عبد الله فقيه المكيُّ. وكان شافعيَّ المذهبِ كوالِدِهِ، فأمره الشريفُ عَوْن بتقليدِ مذهبِ أحمد، فقلَّده، ثم ولَّاه إفتاء الحنابلة، فمكث فيها إلى ابتداء سنة الحريَّة سنة ست وعشرين وثلاث مئة وألف، ثم عَزَله الشَّريف الحسين وولَّي الشيخَ أبا بكرٍ خوقير إفتاءَ المذهب المذكور، ثم بعد يومين عَزَله وولى عبدَ الله بن علي ابن المترجم، وهو المفتي الآن انتهى.
وذكر عبد الله بن أحمد مرداد في "نثر النور والزهر" في تراجم أهل مكة من العاشر إلى الرابع عشر مثلَ ذلك. والله أعلم.
2886 - (ت 1307 هـ): الشيخ عبد العزيز بن محمد بن مانع النَّجْديُّ
الحَنْبَليُّ، المتوفى سنةَ سبعٍ وثلاث مئة وألف، القاضي في بلد عُنَيْزَة والد الشيخ محمد بن عبد العزيز ابن مانِع، الموجود الآن المشهور.
2887 - (ت 1307 هـ): الشيخُ محمد بن حسن بن عمر بن معروف الشَّطِّي، الدِّمشقي، الحنبليُّ
.
ذكره ابن الشَّطِّي في "مختصره"
(1)
وقال: هو العالم الفاضلُ، النِّحريرُ الفقيهُ الفَرَضيُّ، الحيسُوب، الهمامُ الأوحد، كان من أعيان العلماء، سخِيًا، وَدُودًا، حسنَ العُشرة، ولد بدمشق يوم السبت عاشر جُمادى الثانية، سنةَ ثمانٍ وأربعين ومئتين وألف، ونشأ في حجر والده المتقدِّم، وقرأ القرآن العظيمَ وجوَّدَه وحفِظَه على الشَّيخ مصطفى التَّلي، ولَازَم دُروسَ والِدِه، فقهًا وفرائض، وحسابًا، وتفسيرًا، وحديثًا وتوحيدًا، ونحوًا وصرفًا، إلى غير ذلك، وبه تخرج وانتفعَ، ثم بعد وفاته لَازَم شيخَ دمشق عبد الله الحلبي، فحضر عليه في "الأَشْمُوني"، و"المغني" لابن هشام، و"الدُّر المختار" في فقه الحنفية، وطرفًا من "البخاري" في درس قُبَّةِ النَّسر، وكان استجازَ لَهُ والده من أئمة دمشق الشيخ سعيد الحلبي، وعبد الرحمن الكُزْبَري، وحامد العطَّار، وعبد الرحمن الطَّيْبِي، ومحمد التَّمِيْميُّ، فأجازوه، وروى عنهم حديث الأوَّلية، وقرأ في الفقه أيضًا على تلميذ والِدِهِ الشيخ مصطَفى الكَرْمي، واستجازَ من الشَّيخ أحمد البَغَّال، وقاسم الحلَّاق، وأخذ الطَّريقة الشَّاذِليَّة عن محمد الفاسِي المكي، ولما قَدِمَ دمشقَ الشيخُ محمد أكرم الأفغاني لَازَمه مدة، وحضَرَ عنده في الهيئة والفلك، وكتب له إجازةً عامةً، وكان إلى المترجَم وأخيه أحمد المنتهى في الفقهِ، والفرائضِ، والحِساب، والهندسةِ، بحيث لا يُشقُّ لهما غبارٌ، ولا يُجرى معهما في مِضْمار، وكان مرجع أهل دمشق في المناسَخَات، والمساحاتِ، وتقسيم المياه والدُّور، والأراضي، وألَّف المترجَم مؤلفاتٍ جمَّةً، منها:"رسالة في الفرائض"، و"رسالة أكبر منها"، ومنها "صحائف الرائض في علم الفرائض"، بنحو سبعين صحيفة، في كل صحيفةٍ منها بحثٌ مخصوص، وكتاب "بَسْطُ
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 197 - 198.
الرَّاحة لتناول علم المساحة" وذيَّله بخريطة فيها رسم الأشكال الهندسية، مع بيانِ مساحَتِها، ورسالة أصغر منها بكراسين، ورسالة أصغر بكُراس واحد، وله مقدمة في "توفيق المواد النِظامية لأحكام الشريعة المحمدية"، و"تسهيل الأحكام فيما يحتاج إليه الحُكَّام"، و"المطالب الوفيَّة فيما تحتاج إليه النَّواب الشرعية"، و"القواعد الحنبلية في التَّصرفات الأملاكية"، وكتاب في الحساب في ثلاث كراريس ونصف، وشرح على "الدرر الأغلى"، ورسالة في مصطلح الحديث، وله خريطة في النَّحو سَلَك فيها مسلَكَ "الإظهار"، واختصر "معراج" والده، واختصر منسكه، وجمع دفترًا كبيرًا لتقسيم مياه دمشق، وله رسائل لم تتم في الفرائِض والحِساب والنَّحو، وغيرِ ذلك، وكان يميل إلى إحياء المذاهب المُنْدَرِسَة ونَشْرِها، وله اطلاع واسعٌ على أقوال المجتهدين، وقد أخذ عنه وانتفع به جماعةٌ كثيرةٌ من العلماء في الفقه والفرائض من دِمَشقيين ونَجْدِيِّينَ وغيرهم، وما زال مثابرًا على عِلْمِهِ وعَمَلهِ إلى أن توفي بعد عصر الخميس، ودُفن صباحَ الجمعةِ سنةَ سبع وثلاث مئة وألف، وكانت جنازته حافلة جدًا، ودُفِن بمقبرة الذَّهبِيَّة. انتهى المراد من ترجمة حافلة جدًا.
2888 - (ت 1308 هـ): الشيخُ محمدٌ بنُ عمرَ بنِ سليم النجديُّ، القصيميُّ، البرديُّ، الحَنْبَليُّ، القاضي ببلد بُرَيْدَة، مركز القصيم، العالم العَلَّامة، الأوحدُ الفَهّامَةُ الوَرعُ الزَّاهدُ، العابدُ الإمامُ، الفقيهُ الفرضيُّ، النحويُّ اللغويُّ، الأديب الجليلُ، الفَاضِلُ النَّبيلُ
.
ولد ببلدة بُرَيْدَة، ونَشأ بها، وحَفِظَ القرآن، وقرأ على علمائِها، ثم ارتحل إلى الرياض للأخذ عن علمائِها، فأخذ الفقه عن الشَّيخ عبد الرَّحمن بنِ حسن بنِ الشيخ محمدِ بنِ عبدِ الوَهَّاب، وعن ابنه الشيخ عبد اللَّطيف بنِ عبدِ الرَّحْمَن بن حسن، وعن الشَّيخ العَلَّامَة الفقيه عبد الله أبا بطين وغيرهم، فمهر في الفقه مهارةً ظاهِرةً في جميعِ الفنون، وكان له ذكاءٌ يفوقُ الحَدَّ، وعقلٌ رزينٌ، وأخلاقٌ حَسَنَةٌ قلَّ أنْ تجتمع في غيره، وكان سَخِيًّا، كريمًا، رحيمًا بالفقراء، ذا عبادةٍ، وورَعٍ، وزُهد، يفوقُ عمله وصفه، بل كان متألهًا لكل الفضائل، قدوةً للأواخر، ومصداقًا لأفاضل الأوائل، وتولَّى القضاءَ في بلده
بُرَيْدَة، إلَّا أنهُ لم تطل مُدَّتُه، فقد كان رحمه الله أمَّارًا بالمعروف نهاءًا عن المنكر، لا تأخُذُه في اللهِ لومةُ لائم، صَدَّاعًا بالحق لا يحابي، ولا يبالي، ولا يهاب، بل كان إذا رأى أو سَمِعَ منكرًا أَخَذَتْهُ رعدة بحيثُ لا يستطيعُ البقاءَ في مجلسٍ يجري فيه بعضُ الهزليات، ومع ذلك فقد كان دائمَ البشر ضاحكَ الوَجْه، يسبق مَنْ لقيه بالتحية والسُّؤال عن حالِهِ، ويتفقد الفقراءَ في بيوتهم، وسبب اعتزاله عنِ القضاء فيما قيل: أنَّ أميرَ البلدةِ إذ ذاك لم يقم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد وُجِد رَجُلٌ مع امرأةٍ أجنبية لا تحل له الخَلْوَة بها، وقد خلا بها، فلمَّا تحقَّق الشيخُ ذلك أمرَ بتعزيرهما وتأديبهما فتساهل الأميرُ ولم ينفذ أمرَ الشَّيخ، وتركهما، وكان الأمير إذ ذاك من آل أبا الخيل المعروفون، بها فغضِبَ الشيخُ كعادتِهِ من غضبه لله فاستعفى من القضاء، وأصَرَّ، فأعفي منه وبقي ملازمًا بيتَه، مواظبًا على التدريس، وحضور الجماعات في المسجد، وكان رحمه الله على غاية من الورع، يحكى عنه في ذلك حكاياتٌ لا يسع هذا المقام ذكرها، وبالجملة فهو من علماء نجد المحققين البارزين الذين جعلَ اللهُ في علمِهِم البركة، فكثرت بذلك تلامذته، وكلُّهم علماءٌ أجلاءُ، منهم الشيخ عبد الله بن بليهد وأخوه حمد، والشيخ عبد الله بن دخيل وغيرهم، ولم يزل على حاله علمًا وعملًا حتَّى وافاه أجَلُه، فانتقل إلى رحمة الله تعالى في ثالث جمادى الآخرة عصر الأربعاء، سَنَة ثمانٍ وثلاث مئة وألف، ورثاه تلميذُهُ الشيخ عبد الرَّحمن بن جلاجل وغيره، ودُفِنَ في مقبرة الصقعا شرقي بُرَيْدَة، وخلَّفَ ثلاثة أبناء ذكورًا أحدهم عبد العزيز، والثاني إبراهيم والثالث سليمان رحمه الله تعالى، وقد رأيت بقلم الشيخ سليمان بن حمدان نقلًا عن الشَّيخ عبد الله بن بليهد ترجمته بمعناه.
2889 - (ت 1308 هـ): محمدٌ بنُ عثمانَ بنِ عَبَّاس بنِ محمد بنِ عثمانَ بنِ رجب بنِ زين الدين بنِ خطاب بنِ سيف الدين الحوراني المليحي الأصل، الرُّحَيْبَاني، ثم الدُّوماني، المفسر المحدثُ، الفقيه الحنبلي، الأصوليُّ الفرضيُّ، الحيسوبي الميقاتي، الفلكي، العالمُ العلامةُ، التقي الأوحدُ، نادرةُ زمانِهِ وخلاصة أوانه
.
ذكره ابنُ الشَّطِّي في "مختصره"
(1)
وقال: ولد سنة سبع وثلاثين ومئتين وألف بقصبة دوما، ونشأ على تقى وطاعةٍ، ثم رحل إلى دمشقَ لطلبِ العلم، فلازم الشَّيخ حسن الشَّطِّي للاشتغال بالفقه وغيره، وقرأ عليه في عدَّةِ فنونٍ وانتفعَ به انتفاعًا كثيرًا، وبه تخرَّجَ، وأخذ أيضًا عن الشَّيخ سعيد الحلبي، وعمر أفندي الغَزِّي، ومحمد الجوخدار، ثم رجع إلى دُوما، واستقام بها مدَّةً طويلةً، وحصَّل جاهًا واسعًا، وشهرةً عظيمةً، وكان مهيبًا جسورًا، فاضلًا حافظًا للقرآن العظيم، لا يفتر لسانُهُ من تلاوته، وسافر إلى مِصْرَ وأقام بها نحوَ ستة أشهرٍ، وأجازه علماءُ الأزهر إذ ذاك كالشيخ إبراهيم السقا، والشَّيْخ مصطفى المبلط، وأضرابهما، ثم عاد إلى بلده واستقر بها إمامًا، وخطيبًا، ومدرِّسًا في جامعها الكبير، ولم يزل يقرئ ويفيد إلى أنّ حَصَل له فتنةٌ عظيمةٌ من أهالي بلده، فآذَوْهُ وتكلَّمُوا فيه بما لا يليق بمنصب العلم، فرحل إلى دمشقَ واستوطنها، وهجر دوما، وبقي على هذه الحالة نحو سبعة عشر سنة ينشر علم الفِقْه والنحو، والأصول والميقات، وفي سنة ثلاثٍ وثلاث مئة وألف صار يتردَّدُ إلى دوما يجعل نصف إقامَتِهِ بها ونصفها بدمشق ينشر العلم في الموضعين، ثم سافر إلى الحجاز سَنَةَ خمسٍ وثلاثِ مئة وألف، وحجَّ بيتَ اللهِ الحرام، ثم رجع إلى المدينة المنوَّرة فأقام بها، وأقبلَ عليه أهلُها، ووَلِيَ هناك تدريسَ الحنابلةِ وأوقافَهم، ورحلت إليه الطَّلَبَةُ من البلاد، وانتفع به خلقٌ كثيرٌ، ولم يزل على هذه الحالةِ إلى أنْ توفيَ في العشر الثاني من ذي الحجة سَنَةَ ثمانٍ وثلاثِ مئة وألف، ودفِنَ بالبقيع، وكان قليلَ العنايةِ بالتأليف لم يؤلِّفْ سوى مولد ضَمَّنه أسماءَ السُّوَر، ومنسك اختصره من منسك الشَّيخ حسن الشَّطي. انتهى ملخصًا من ترجمةٍ طويلةٍ.
2890 - (ت 1310 هـ): سالم الشلاش الحنبليُّ، النَّجْديُّ الملقب بالنقيطان
.
قال: في "زهر الخمائل": ولدَ سَنَةَ ستين ومئتين وألف، قرأ بحائل، وكانَ
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 200.
حافظًا للقرآن مجوِّدًا حسنَ الصَّوْت والتلاوة، وكان خطاطًا، كتب بقلمه كتبًا كثيرةً، يُعَدُّ من طلبة العلم، ماتَ سنة عشر وثلاث مئة وألف. انتهى.
2891 - (ت 1314 هـ): أحمدُ بنُ عُبَيد بنِ عبيدِ الله القدومي شهرةً، ووطنًا، الحنبلي
.
ذكره ابنُ الشَّطي في "مختصره"
(1)
وقال: هو العالمُ الفاضلُ، ابن العالمِ الفاضلِ، أثمرَ غُصْنُه في دمشقَ الشَّامِ، وأدركَ بها من الأعلام، اشترك مع أخيه محمد الآتي في الأخذ عن الشيخ حسن الشطي، وكانت ولادَةُ المترجَمِ سنَة ثلاثٍ وخمسين ومئتين وألف، وأقام مدَّةَ في دمشقَ يطلب العلمَ ثم عاد إلى قريته كفر قدوم من أعمال نابُلُس، وبقيَ مقيمًا بها مدرِّسًا في مسجدها يقرئ ويُفيد إلى أنْ توفيَ سَنَةَ أربعَ عشرة وثلاث مئة وألف، وكان فقيهًا مفسِّرًا جَيِّدَ الفَهْمِ، معروفًا بالتودُّدِ ولينِ الجانب. انتهى المراد من ترجمتهِ الحافلةِ.
2892 - (ت 1314 هـ): راغبُ بنُ محمدٍ بنِ مصطفى البرقَاوِيُّ أصلًا، الحنبليُّ شُهرةً، الدِّمَشْقِي
.
ذكره ابنُ الشَّطِّي في "مختصره"
(2)
وقال: هو العالمُ الفقيهُ، الفرضيُّ النبيهُ، كانَ جسورًا مقدامًا، فصيحًا لسِنًا، ولد بدمشقَ سنة سبع وستين ومئتين وألف تقريبًا، ونشأ في حجر والده قاضي الحنابلة بدمشقَ المتقدم، وأخذ عنه وعن سعيد أفندي السُّيُوطي، والجد الشيخ محمد الشطي، وأخيه أحمد الشطي، وصار كاتبًا بمحكمة السِّنَانِيَّة، ثم بمحكمة العونية، ثم بمحكمة الباب، وبعد وفاة والده صارَ رئيسَ الكُتَّاب في العونية المذكورة، ثم بمحكمة الميدان، ثم دخل مسالك القُضَاة فوَلِيَ نيابةَ صَفَد وحاصبيا وغيرهما إلى أنْ صار نائبًا في قضاء السلمية التابع إلى لواء حَمَاة، فمرض في نيابتهِ هذه، فحضر إلى دمشق فتوفي فيها في حادي عشر رمضان سنة أربع عشرة وثلاث مئة وألف. انتهى ملخصًا.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 202.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 202.
2893 - (ت 1314 هـ): محمد مراد بنُ محمدٍ بنِ حسن الشطي، الدِّمَشْقي، الحنبليُّ
.
ذكره ابنُ الشَّطي في "مختصره"
(1)
وقال: هو الأديب الأريب، والشابُّ النجيبُ، العالمُ المتفننُ، الكاتبُ المُجيدُ، جمعَ بين العلوم الدِّيْنِيَّة والفنونِ العصرية، ولد بدمشقَ يوم الثلاثاء، ثامن رجب سَنَةَ تسعٍ وثمانين ومئتين وألف، ونشأ في حجر والده وعمه، وتأدَّبَ بأدابهما، وقرأ وكتب، وهو دون عشر سنين، ثم دخل المدرسة الجقماقية، وهي يومئذٍ من مدارس الحكومة المنوه بها، فحاز فيها ما حاز، وفاز منها بما فاز، ونال الشهادةَ سَنَةَ خمسٍ وثلاث مئة وألف مقرونةً بجائزةٍ ثمينة، ثم لازَمَ بعضَ دوائِرِ الحكومةِ واستقرَّ في كتابةِ الدَّفتر الخاقاني بدمشق مشتغلًا مع ذلك بالقراآت، والكتابة، فحضر دروسَ والدِهِ وعمِّهِ في الفِقْهِ والفرائض، والحساب والهندسة، وغير ذلك، وأجازاه خاصة وعامة، وأخذ الحديث عن العلاقة الشَّيخ بكري العطَّار وأجازه، وبدر الدين المغربي، والمنطق والمعاني والبيان عن الشَّيخ عمرَ العطار، وكتب له إجازةً سَنَةَ ثمانٍ وثلاث مئة وألف، والنَّحو، والصرف عن الشيخين محمد العطَّار، ورشيد سنان، وعلم الهيئة، والربع المجيَّب عن الشيخ حسين موسى، والجبر والمقابلة عن الشَّيخ محمد الطيبي، ولازم أخيرًا الشيخَ طاهرَ الجزائري، وانتفع به كثيرًا، وأثنى عليه، وأجازه بـ "تيسير الوصول إلى جامع الأصول"، وبغيره، وكان عارفًا باللغتين الفارسية والتركية، وكان له الباعُ الطويلُ في الخطِّ من نسخ، وتعليقٍ، وكوفي، أخذها عن الفاضل ناظم بك نزيل دمشق، ومصطفى أفندي السِّباعي، وكتب بخطه كتبًا عديدةً، وألَّفَ رسائلَ لطيفة" منها "كشف المغيب في العمل بالرُّبع المجيب"، و"تحفة النُّسَّاك في فضائل السواك"، و"الكواكب المتقابلة في الجبر والمقابلة"، ومسودات تاريخية، ومكاتبات أدبية، وله أشعار رائقة، وكان تَقيًا ورعًا، له غيرةٌ دينيةٌ، وحمية وطنية، ولم يتزوج، وتوفي يومَ الثلاثاء عاشر ذي القعدة سَنَة أربع عشرة وثلاث مئة وألف، ودفن بالمقبرة الذهبية في دمشق. انتهى ملخصًا.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 203.
2894 - (ت 1315 هـ): عليٌّ المنصور الكرمي، الحنبليُّ
.
ذكره ابنُ الشطي في "مختصره"
(1)
وقال: هو العالمُ الفاضلُ، الفقيهُ، النِّحريرُ، الهمامُ، ولد سَنَةَ ثلاثين ومئتين وألف في بلدة طور كرم إحدى قرى نَابُلُس فقرأ القرآن على الشيخ محمدٍ الطباخ، ثم تاقَتْ نَفْسُهُ إلى طلبِ العلم، فرحل إلى دمشق وأخذ فِقْهَ الحنابلةِ عن الشيخ إبراهيم الكفيري، والشيخ حسن الشطي، ولازمَ الأخيرَ مُدَّةً طويلةً كان في آخرها معينًا له على بياض تآليفه، وأخذ عنه علمَ الفرائض حيث كان منفردًا به، وأخذ بقيَّةَ العلومِ عن سعيد الحلبي، وحامد العَطَّار والكُزْبَري، والطيبي وغيرهم، وتَوَلَّى القضاءَ بنَابُلُس مرارًا، وصار مرجعًا للحنابلة بها محمودَ السِّيْرَة إلى أنْ توفي يَومَ الجمعة خامس عشر رجب سنةَ خمسَ عشرةَ وثلاث مئة وألف، ودفِنَ بمقبرة بلدهِ. انتهى ملخصًا من ترجمةٍ طويلةٍ جدًا.
2895 - (ت 1315 هـ): سعيد بنُ أحمَد بن حسن بنِ عمر بنِ معروف الشَّطي الدِّمشقي، الحنبليُّ
.
ذكره ابنُ الشطي في "مختصره"
(2)
وقال: ولد سنة خمس وتسعين ومئتين وألف، وكانَ شابًا، ذكيًا، ألمعيًا، حضر في مبادئ العلم على أبيه وأخيه، وتوفيَ سَنَةَ خمس عشرة وثلاث مئة وألف. انتهى.
2896 - (ت 1316 هـ): أحمدُ بنُ حسن بنِ عمرَ بنِ معروف الشَّطي، الدمشقيُّ، الحنبليُّ
.
ذكره ابنُ الشطي في "مختصره"
(3)
وقال: هو مفتي الحنابلة بدمشق، وأحد علمائها الأعلام، العالمُ الكبيرُ، والجهبذُ الخطيرُ، الفقيهُ الفرضي، الحيسوبيُّ، الثبتُ، الحجةُ الصَّالحُ، التقي، ولد ليلةَ السبت رابع عشري صفر سنة إحدى وخمسين ومئتين وألف، ونشأ في حجر والده المتقدم على أحسن تربية، وأتمِّ
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 205.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 207 في ترجمة والده.
(3)
مختصر طبقات الحنابلة: 206.
أدب، وقرأ القرآن، وحفِظَهُ، وجَوَّدَه على الشيخ مصطفى التلي، ثم لازم دروسَ والِدِهِ من حديثِ وفقهِ، وفرائضَ، وحسابٍ، ومساحة ونحو، وغير ذلك، وبه انتفع وتخرج، واستجاز له والدُه من علَماءِ عصرِهِ كالحلبي، والكُزْبَري، والعَطَّار، والطيبي، والتميمي نزيل دمشق، فأجازوه، وروى عنهم حديث الرَّحمة بالأوَّلِيَّة حقيقية، واستجاز من الشَّيخ محمد البغال، والشّيخ قاسم الحلاق وغيرهما، ولازم بعدَ وفاةِ والده الشيخَ عبدَ الله الحلبيَّ فحضر دروسَه، ولما توفي والده سنة أربع وسبعين ومئتين وألف قَدِمَ للتدريس في مكانه فدرس في محراب الحنابلة من الجامع الأُمَوِي في محفل عظيم من علماءِ دمشق، وكلهم أثنى عليه، وشكرَ همَّتَه، وكان حلوَ التقرير، حسنَ التعبير، طلقَ اللِّسان، ثابتَ الجنان، واستمر يدرِّسُ به في رمضانَ إلى وفاتِهِ، وأما دروسُه ودروس أخيه الخاصَّة في دارهما فكانت تزيدُ على عشرةِ دروسِ في كل يومٍ وليلة، ويجتمع عليهما العددُ الكثير من الطلبة، وكان المترجَم يقرئ في الحديث والفِقْهِ، والفرائضِ والحساب، والنحو، وكان درسُه جَمَّ الفوائدِ، وله حواشٍ نفيسةٌ على بعض كتب الفِقْه، والفرائض، وقد أخذ عنه وانتفع به خلقٌ كثيرونَ سِيَّما من النجديين، والنَّابُلسيين، ودُوما ورُحَيْبَة وغيرها، وهم علماءُ العصر ورجاله الآن، وتوفي ليلة الاثنين ثاني عشري صفر سنة ست عشرة وثلاث مئة وألف، ودفن بتربة الذَّهبية بدمشق. انتهى ملخصًا من ترجمةٍ طويلة جدًا.
وذكره أبو الفيض عبد الستار الهندي في "رجالِ القرنِ الثالث عشر"، وقال: هو العالمُ النبيلُ، العَلَّامَةُ الفاضلُ، ولد سنة اثنتين وخمسين ومئتين وألف، وكان من نوابغ العلماء المتفنين، المحققين، رقيقَ الشمائل، لينَ الجانب، كثيرَ التواضع، وَلِيَ إفتاء الحنابلة، والقضاء الحنبلي بدمشق وغيرهما من الوظائف الشرعية، وكان يُشار إليه بالبنان في علم المواريث، وقسمة التركات، والحساب، توفي فجأةً سَنَةَ ستَّ عشرة وثلاث مئة وألف، ودُفِنَ بمقبرة مرج الدحداح. انتهى ملخصًا.
- (ت 1317 هـ): عبدُ الغني بنُ ياسين اللبدي. يأتي سَنَةَ تسعَ عشرة وثلاث مئة وألف. [انظر: 2902].
2897 - (ت 1317 هـ): معروف بنُ محمدٍ بنِ حسنٍ بن عمَر بنِ معروف الشطي الدِّمَشْقيُّ الحنبليُّ
.
ذكره ابنُ الشطي في "مختصره"
(1)
وقال: وُلِدَ سنة ستٍّ وثمانين ومئتين وألف بدمشق، وحضر دروس والِدِهِ وعمِّه وغيرهما، وصار كاتبًا في محكمة الباب، وكانَ عليه إمامةُ جامع السَّادات في مَحلَّة مسجد الأقصاب، وكان فرضيًا، تقيًا، كاملًا، توفي شابًا سنة سبعَ عشرة وثلاث مئة وأَلف. انتهى.
2898 - (ت 1317 هـ): محمود أفندي بنُ عبدِ القادر بنِ محمدٍ بنِ صالحٍ بنِ محمد أمين بنِ خضر بنِ معروف بن عبد الله الشطي الحنبلي
، ستأتي ترجمةُ والده قريبًا، وأما المترجَمُ:
فذكره ابنُ الشطي في "مختصره"
(2)
وقال: كان كوالده حالًا وقالا، وفيه تودُّدٌ، وحسنُ عشرة، وكان نائب التركية بمحكمة الباب، ثم بالسنانية، وتوفي بمرضٍ طويلٍ سنةَ سبعَ عشرة وثلاث مئة وألف، عن نحو خمس وأربعين سَنَة. انتهى.
2899 - (ت 1317 هـ): الشيخ عليٌّ بنُ سالم بنِ جليدان النجديُّ، الحنبليُّ
.
ذكره الشَّيخ سليمانُ بنُ حمدان نقلًا عن الشيخ عبد الله بنِ بليهد، ومن خطه نقلتُهُ قال: هو من أهل عُنَيْزَة، تولَّى التدريسَ بها والإمامة في مسجد المسوكف، وتوفي في سفره للحج بطريق مَكَّةَ في حدودِ سَنَةِ سبعَ عشرة وثلاث مئة وألف. انتهى.
قلت: كانَ حسن الصوتِ بالقراءة جهوريَّهُ بحيثُ كان متميزًا بذلك في عُنَيْزَة، وكان غيورًا، جسورًا لا تأخُذُه في اللهِ لومَةُ لائم.
بلغني أنَّهُ لما حجَّ ودَخل المسجدَ الحرام رأى حِلَقَ الذكر المقامَة هناك، وإذا هم يرددون لفظ الجلالة ثم الضمير وَحْدَه (هو هو) فلم يتمالك إلَّا أنْ أخذ
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 200 في ترجمة أبيه.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 211.
ينكر عليهم بيده، ويضربهم بعصاه فقبض عليه، وذهبوا به إلى الشريف أمير مكَّة في ذلك الوقت، فقال له: ما حملك على ذلك؟ فقال: فعلتُ ذلك كي أصل إليك، ولو لم أفعل ذلك لما وَصَلْتُ إليك، والقصد من وُصُولي إليك إخبارك بأنَّ هذا العملَ بدعةٌ منكرةٌ في أيِّ بلادِ كان، وفي مكَّةَ والحرم أنكر، وأنَّهُ لا يسعك تركُهم يتلاعبونَ باسم اللهِ تعالى، وأني على أتم استعدادٍ لمناظرتهم بحضرتك، فخلَّى الشريفُ سبيلَه، وتهدَّدَهم على عملهم رحمه الله، وهكذا يجبُ أَنْ يكونَ العلماءُ إذا رأوا منكرًا، وهكذا الغيرة الدِّينِية واللهُ ينصُر مَنْ نَصَرَهُ بلا شك وإلّا فإنَّ الشيخَ ضعيفٌ مُسْتَضْعَفٌ ليسَ له ما يَشدُّ أزرَهُ إلَّا الإيمان، والله أعلم.
2900 - (ت 1318 هـ): محمدٌ بنُ عُبَيد القدومي النَّابُلسي، الحَنبلي
.
تقدمتْ ترجمةُ أبيهِ وأخيه، وأمَّا المُتَرْجَمَ:
فقال ابن الشطي في "مختصره"
(1)
: ولد سنَةَ تسعٍ وأربعين ومئتين وألف، وهاجر في طلب العلم إلى دمشقَ فأخذ عن الشيخ حسن الشَّطي، وكان المترجَم عالمًا فاضلًا، شاعرًا ناثرًا، فقيهًا عابدًا، سريعَ الفهم، له محاسنُ جَمَّةٌ، ومدائحُ نبويةٌ، وله اليدُ الطُّولى في التاريخ، ولا سِيَّما في أخبار العرب والملوك الإسلامية، وقد كُفَّ بصرُه في أواخر عمره، وبقي في قريته كفر قدوم مقيمًا على النفع والطاعة، مع حسن المحاضرة، ولطف المسامرة، لا يَمَلُّ جليسُهُ منه إلى أنْ توفيَ بها سَنَةَ ثمان عشرةَ وثلاث مئة وألف. انتهى ملخصًا.
2901 - (ت 1319 هـ): الشيخُ إسحاقُ بنُ الشَّيخ عبدِ الرَّحمن بنِ الشيخِ حسنِ بنِ الشيخ الإمام محمد بنِ الشيخ عبد الوَهَّاب بنِ الشَّيخ سليمانَ بنِ علي التَّميميُّ، النجديُّ، الحنبليُّ
.
ترجمه العَلَّامَةُ الشيخُ سليمانُ بنُ حمدان فيما رأيته بخطِّه فقال: هو الشيخُ العالمُ، العَلَّامَةُ القدوةُ، العمدةُ الفَهَّامةُ، المحدِّثُ الرِّحلةُ، الفقيهُ النبيهُ، الفاضلُ
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 210.
سلالةُ الأماثِل، شيخُ مشايخنا الأمجاد، وملحق الأحفاد بالأجداد، ولد سنة أربع أو خمس أو ست وسبعين ومئتين وألف، فلما ترعرع وبلغ سِنَّ التمييز أدخله والدُه المكتبَ فقرأ القرآن حتَّى ختمه، ثم حفظه عن ظهر قلبه، ثم شرع في حفظِ بعضِ المختصراتِ في الحديثِ، والفِقْه، والتَّوْحِيد، ولازم والِدَهُ، وأقبل على التعلم حتى برع، ثم سافر بعدَ وفاةِ والِدِهِ إلى هندستان لطلب الحديث في رجب سنة تسع وثلاث مئة وألف، وجَدْتُ ذلكَ بخطَّه على بعض كتُبِهِ. وقال أيضًا: في قدومي بلد بمبي حضرت مجالس تحتوي على الأدب والغزل، وشيء من فنون اللُّغة وأنا إذ ذاكَ متوجِّهٌ إلى لقاءِ علماءِ الحديث الأفاضِل، ومشتاقٌ إلى مجالسة الفُحول الأماثِل، ثم أورد له أبياتًا بهذا المعنى على رَوِيِّ الباء عددها ثلاث عشرة بيتًا ثم قال: ثم مَنَّ اللهُ بملاقاتِهم فأوَّلُهم السَّيِّدُ نذير حسين المقيم ببلدة دهلي، قرأت عليه "شرح نخبة الفكر" بالتأمُّلِ والتَّأَنِّي، ثم شرعت في قراءةِ "الصحيحين"، وقرأتُ أطرافًا من "الكتب الستة"، و"المشكاة" وغيرها، وحَصَل لي منه السَّماعُ، والإجازةُ، والقراءةُ، قال الشيخُ سليمانُ المذكور: كانتْ إجازتُه في شهر رجب سنة تسع وثلاث مئة وألف، قال فيها: قرأ عليَّ من "الصحاح الستة"، و"موطأ مالك"، و"بلوغ المرام"، و"مشكاة المصابيح"، و"تفسير الجلالين"، و"شرح نخبة الفِكَر" فعليه أن يشتغلَ بإقراء هذه الكتب وتدريسها لأنَّه أهلُها وأحق بالشروط المعتبرة، وعليها ختم المجيز، وكانت مُدَّةُ إقامته عند السيد نذير حسين تسعةَ أشهر، وفي أثنائِها وَرَدَ على الشيخِ سؤالٌ عن الوليمة من جانب الأب هل تُسنُّ أو تباح أو تكره؟ قال المُتَرْجَم: فسألني عن ذلك فأجبتُ بأنَّ الأَوْلَى أنْ تكونَ من جانبِ الزَّوْج للحديث المعروف، واتفق أنَّ الشيخَ حسين بنَ محسنٍ الأنصاري قدِمَ تلكَ الأيَّام إلى دهلي فسألَهُ هل لإباحتها من جهة الأب مستندٌ؟ قال: فأجابني بجواب شافٍ من جملته حديثٌ رواهُ الحافظ الآجُرِّيُّ في إنكاح النبي صلى الله عليه وسلم فاطمةَ بعليِّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أمرَ بلالًا بقصعة من أربعة أمداد أو خمسة وبذبح جزور لوليمتها فأتيته بذلك فطعن في رأسها، ثم أدخل الناسَ رفقةً رفقةً يأكلونَ منها حتى فرغوا، وبقيت فيها فضلةٌ، فبرك فيها وأمر بحملها إلى أزواجه، وقال: كُلْنَ وأطعِمْنَ مَنْ شئتنَّ. انتهى.
ثم ارتحلت في رمضانَ سَنة تسعٍ وثلاث مئة وألف إلى بهوبال، فقرأتُ فيها على الشَّيخ حسين بن محسن الأنصاري وحصل لي منه الإقبال والقبول، وقرأتُ عليه في الفُروع والأصول، وحصل لي منه القراءة والإجازة، قال الشَّيخ سليمانُ المذكور: أجازَهُ أوَّلًا إجازةً مختصرةً لمَّا أراد الرُّجوعَ إلى وطنه لأنَّهُ كان على ظهر سير ثم التمسَ منه بمعرفةِ بعض الأصحاب الإجازة العَامَّة الشَّاملة فأجابه إلى ذلك، وذكر في إجازته العامَّةِ الأخيرةِ أنَّهُ وَفَد إليَّ في بلدة بهوبال، وأخذ من علم الحديث بحظ وافرٍ وقال: قد أجزتُ الولد العلامة إسحاقَ بنَ عبدِ الرَّحمن بنِ حسن بنِ الإِمام محمد بنِ عبد الوَهَّاب مَتَّعَ اللهُ بحياته إجازةً شاملةً كاملةً في كل ما تجوزُ لي روايتُهُ وتنفعُ درايتهُ من علمِ التفسيرِ، والتأويل، والسُّنَّة، سيَّما الأمهات الستِّ، وزوائِدها، ومستخرجاتها، وسائِر المسانيد، والمعاجم، وما في معنى ذلك مما اشتملت عليه أثباتُ المشايخ الأجلاء، كثبت الشَّيخ إبراهيم بن حسن الكردي المسمَّى "بالأمم"، وثبت الشَّيخ صالح الفلاني المغربي، وكثبت العَلَّامة المحدث الأثري عبدِ الرَّحمن بنِ محمدٍ بنِ عبد الرَّحمن الكُزْبَري الدِّمَشْقي، وثبتِ الحافظ عبدِ الله بنِ سالم البَصْرِي، ثم المَكِّي، المسمَّى "بالإمداد"، وثبت الشَّوْكاني، وثبت محمد عابد المسمَّى "حصر الشارد" أجزته بما ذكر بشرطِهِ المعتبر، وهو على أحد التفاسير إنْ رَوَى المستجيز مِنْ حِفْظِهِ فلا بُدَّ من إتقان ما رواه بضبطِ رواياتِهِ، وإعرابه، وإنْ رَوَى من كتابٍ فلا بُدَّ أنْ يكونَ مقابلًا مصونًا عن التغيير والتبديل، لا فرقَ في ذلك بين الأُمَّهات السِّت وغيرها، وقال في آخرها: وافق الفراغُ من تحريرها ضحى يومِ الجمعة، لسبعٍ وعشر خَلَوْنَ من شهر شعبان أحد شهور ألف وثلاث مئة وخمس عشرة سَنَة، قاله بلسانِهِ وحرَّره ببنانه حسين بنُ محسنٍ الأنصاري الخَزْرَجي، السَّعْدِي، اليَمَاني، نزيل بهوبال في الحال، وعليها ختمُ المجيزِ الذاتي.
قال المُتَرْجَمُ: حضرت عندَ المولوي سلامة الله المدرس في بهوبال، وسمعت منه شيئًا في بعضِ كتب المعقولات، و"سنن ابن ماجه" وغيرها، وحصل لي منه الإجازة قال: وأمَّا الحديث المسلسل فإِني أرويه من طريق حسين، وهو أخذ قراءةً وسماعًا وإجازةً عن محمدٍ بنِ ناصر الحسيني الحازِمي،
والقاضي أحمد بن أحمد بن محمد بن علي الشَّوْكاني، وحَسَن بن عبد الباري الأهدل، وغيرهم، وأخذته أيضًا من طريق علماء الهند عن المولوي وحيد الزمان القاضي في حيدر آباد الآن اتفقت به في دهلي، وقرأتُ عليه أوائل "الصحيحين"، ورأيتُ بخط صاحب التَّرْجَمة على حاشية "بلوغ المرام" ما نصُّه: قدمت بلد يكلي شهر وافدًا على الشَّيخ العالمِ، العامِلِ، المُحدِّثِ، محمدِ الهاشميِّ الجعفريِّ، القاضي الزينبيِّ، خامس جمادى الثانية سَنةَ عشر بعد الثلاث مئة وأَلْف، فأوَّلُ حديثٍ سمعتُه منه الحديث المسلسل بالأوَّلية قرأه عليَّ على عادةِ المحدثين الأطهار، وقرأت عليه هذا السند، يعني المذكور في مقدمةِ نسخةِ "بلوغ المرام" المطبوعة في الهند المتصل إلى الحافظ ابنِ حجر، ورأيتُ على هامش الكتاب المذكور ما نصُّهُ: وقد وهبته يعني كتاب "بلوغ المرام" العالِمَ الفاضلَ، سلالةَ الكرام، وبقيةَ العظامُّ الشيخَ إسحاقَ بنَ عبدِ الرحمن بن حسن بنِ محمد بنِ عبد الوَهَّاب النَّجْدي، على سبيل المناولة، وقد قرأ عليَّ من أوَّله فأجَزْتُه أَنْ يرويه عَنِّي مع جميع مروياتي إذا صَحَّ وثبت عنده، فإنَّه أهلٌ لذلك، ولم اشترط عليه شرطًا إلَّا الدعاءَ بحُسْنِ الخاتمة، وكان ذلك حينَ اجتماعي به في وطن يكلي شهر في جمادى الآخر سَنةَ عشرٍ وثلاث مئة وألف بعد الهجرة، وصلَّى اللهُ على محمد وآله وسلَّم، وكتبه محمد المدعو بشيخ عبد العزيز الهاشمي الجَعْفَري بخطِّه وعليه ختْمُه. ثم إنَّ المترجَم لمَّا عاد إلى وطنِهِ اشتغلَ بالتدريس والإفادة، وقُصِدَ من أطراف نجد للأخذ عنه، فنَفَعَ اللهُ بِهِ، أقام على ذلك مدَّةٌ إلى أنْ وافاه الأَجَلُ المقدَّرُ. قال شيخُنا عبدُ الله بنُ عبد العزيز العنقري عفا الله عنه: توفيَ الشيخُ إسحاقُ في اليوم التاسع والعشرين من شهرِ رَجَب سَنَة تِسعَ عشرةَ وثلاث مئة وألف، وكُسِفَت الشمسُ يومَ موتِهِ، وازدحمَ النَّاسُ على نعشِهِ، وكان الجمع كثيرًا وتأَسَّفَ الناسُ لفقده رحمه الله، وله من الولد عبدُ الرَّحمن، وبنت، ورُثِي بمراثٍ وله تصانيفُ انتهى.
قلت: من تصانيفه "الجوابات السمعيات في الرد على الأسئلة الروافيات"، أجاب بها على أسئلةٍ سألها عبدُ الله بنُ أحمدَ الرواف القصيمي.
2902 - (ت 1319 هـ): عبد الغني بنُ ياسين اللبدي، الحنبلي
.
ذكره ابنُ الشطي في "مختصره"
(1)
وقال: هو عالمٌ جليلٌ، فاضلٌ نبيلٌ، ولد سنَةَ اثنتين وستين ومئتين وألف، وطلب العلم في مصر، وكان جُلُّ انتفاعِهِ على الشَّيخ يوسف البرقاوي شيخ رواق الحنابلة بالجامع الأزهر، وحجَّ وجاورَ بمكة سنين، وصار مدرِّسًا بحرمها الشريف وألَّف حاشية على "شرح دليل الطالب" تدل على فضله، وسعة اطلاعه، وكان تقيًا، نقيًا، مهيبًا، حسنَ الهيئة، ولم يزل مجاورًا مقبلًا على شأنه حتى توفي بمكَّةَ سنةَ سبعَ عشرة وثلاث مئة وألف. انتهى.
قلت: رأيت له كتاب "دليل الناسك لأداء المناسك" طُبعَ في مصر، وهو كتابٌ من أوسعِ كتبِ المناسك وأحسنِها ترصيفًا يدل على فضلِهِ، وذكر في طرته أَنَّهُ توفيَ يومَ الجمعة سادسَ عشر ذي الحجة سَنةَ تسعَ عشرةَ وثلاث مئة وألف بتقديم المثناة على السين بمكَّة المشرَّفة عقب نزولِهِ من منى، ودُفِنَ بالمعلاة، وقد ذكر المترجم في آخر كتابه هذا أَنَّهُ فرغ من تبييضه في النصف الأَوَّل من شوَّال سنة سبعَ عشرة وثلاث مئة وألف في المدرسة السليمانية بجوار المسجد الحرام بقلم جامعه عبدِ الغني بنِ ياسين بنِ محمود بنِ ياسين بنِ طه بن أحمد اللبدي النَّابُلُسي. انتهى.
2903 - (ت 1320 هـ): الشيخُ المقرئُ مباركٌ بن عَوَّاد الحنبلي النَّجْدي
.
قال في "زهر الخمائل" لم أقف على ولادته، ولعله قرأ القرآن على المتقدمين من علماء حائل، كان صالحًا، حافظًا، محمودًا، أخذ عنه القرآن ثلةٌ من العلماءِ بحائل، منهم شيخُنا الشيخُ حمود الحسين الشغدلي، والشيخ ناصر السعد الهويد، والشيخ سالم بن صالح السالم، والشيخ علي الأحمد آل عباس وغيرهم، ماتَ سَنَةَ عشرين وثلاث مئة وألف تقريبًا انتهى.
2904 - (ت 1320 هـ): جارُ الله الحماد النجدي، الحنبلي
.
قال في "زهر الخمائل": قرأ وتعلم على علماء زمنه، كان حافظًا للقرآن،
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 209.
مجودًا، ضابطًا لألفاظه، وكان قارئًا لآل عبيد وخطيبًا لهم وهو الذي يقول فيه حمود العبيد لما مات وهو يقرأ عليه بمعجم البلدان:
يا معجم البلدان هبيت والويت
…
من بعد أبو حماد ما بك شفاة
من بعد ما أنت عَنْبَر صرت حلتيت
…
لو نجلبك ما حللوك الشراة
مات سنة عشرين وثلاث مئة وألف. انتهى.
2905 - (ت 1320 هـ): يوسفُ البرقاوي مولدًا وشهرةً، المِصْرِيُّ موطنًا ووفاةً، الحَنْبليُّ، شَيْخُ الحنابلة بها
.
ذكره ابنُ الشطي في "مختصره"
(1)
، وقال: هو شيخُ رواق الحنابلة في الجامع الأزهر بمصر الشيخُ العالمُ، العَلَّامةُ الفقيهُ، النحرير، ولد في بلدة برقا من أعمال نابُلُسَ بعد سنةِ خمسين ومئتين وألف، ورحل في طلب العلم إلى دمشقَ فلازَمَ الشيخ حسن الشطي، وحضر عليه في الأصول والفقه، والفرائض والنحو، وانتفع في مباديه بالشيخ عبد الله صوفان القدومي، وبرع وتفوَّقَ ثم عاد إلى بلده، فدرَّسَ وأفَادَ، ثمَّ رَحَلَ إلى مِصْرَ فجاورَ في الأزْهَر مدَّةً إلى أنْ صارَ شيخَ رواق الحنابلة ثمةَ، فرحل إليه الطَّلَبَةُ من الآفاق، وانتفعوا به في الفِقه وغيره، وكان من أجَلِّ أهلِ زمانِهِ علمًا، وفهمًا، مع التواضع، ولين الجانب، وشهرتُهُ العلميةُ تغني عن الاطناب في أوصافه العليَّة، وكانت وفاتُه في حدود سنة عشرين وثلاث مئة وألف. انتهى ملخَّصًا.
2906 - (ت 1321 هـ): عبدُ القادر بنُ محمد صالح بنِ محمد أمين بنِ خضر بنِ معروف بنِ عبد الله الشطي البَغْدَاديُّ الأصل، الكَرْخي النسب، الدِّمَشْقيُّ، الحنبلي
.
ذكره ابن الشطي في "مختصره"
(2)
وقال: هو الشيخُ، الفاضلُ، ولد
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 210.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 211.
بدمشق سنة ستٍّ وأربعين ومئتين وألف تقريبًا، ونشأ في حجر والدِهِ، ولمَّا توفي والدُه سَنَة تسعٍ وخمسين ومئتين وألف، كان صغيرًا فكفلَهُ ابنُ عم جدِّه العالم، الصَّالحُ، الشيخُ مصطفى الشطي، وحضر مجالسَ الأشياخ، ودروس العلماء، كالشيخ عبدِ الرَّحمن الكزبري، والشيخِ عبدِ الرحمن الطيبي، والشيخِ حسن الشطي، وغيرهم، وصار كاتبًا في محكمة الميدان، ثم وَلِيَ أمانَةَ بيتِ المال بدمشق، ثم صارَ رئيسَ الكُتَّاب بالمحكمة الكبرى المعروفة بالبزورية، ثم في سنة خمس عشرة وثلاث مئة وألف وُجِّهَت له نيابةُ المحكمة المذكورة، فاستمر بها إلى وفاتِهِ، وكان له هفواتٌ وغلطاتٌ عفا الله عنه، وكانت وفاتُه في أواسط شهرِ شوَّال سَنَةَ إِحدى وعشرين وثلاث مئة وألف، وقد ناهز السبعين، ودُفِنَ بمقبرة الدحداح بدمشق. انتهى ملخصًا من ترجمةٍ طويلة.
2907 - (ت 1322 هـ): الشيخُ عبدُ الله بنُ عائض، النجديُّ، القصيميُّ، العنزيُّ، الحنبليُّ
.
توفي في شَوَّال سَنَةَ اثنتين وعشرين وثلاث مئة وألف.
2908 - (ت 1322 هـ): الشيخُ يعقوبُ قاضي حائل النَّجدي، الحنبلي
.
وجَدْتُ بقلم الشيخِ سليمانَ بنِ حمدان: أنَّه توفي سنة اثنتين وعشرين وثلاث مئة وألف، وأخبرني الأستاذ عبدُ الكريم بن ناصر الخياط أنَّهُ يعقوبُ بنُ محمدٍ بنِ سعد وأنَّه ولد سنة سبعٍ وستين ومئتين وألف، وأنَّه أخذ العلم عن الشَّيخ عبدِ العزيز المرشدي، ولازمه وكان يستنيبه في القضاء ببلد حائل، ولم يلِ القضاءَ استقلالًا، وأنَّه له مواقف في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليست لغيره.
وقال في "زهر الخمائل": لم أقف على ولادَتِهِ، ولم يل القضاءَ، وكان صلبًا في دينه، ذا غيرةٍ شديدة، لا تأخذه في الحق ونصرتِهِ لومَةُ لائمٍ، وكانَ يتصدى للإنكار على الأُمراء ولا يداري، وكان حسن الصَّوْت بالتلاوة، حافظًا للقرآن ماتَ سَنَةَ عشرين وثلاث مئة وألف بسبب سقوة صُنِعَتْ لغيره، الظاهر أنَّه طلال بنُ نايف حيث قدمت كأسُ للشرب فحلف طلالٌ لا يشربُ قبلَ الشيخ يعقوب فشرب يعقوب من تلك الكأس فاضطرب عقلهُ أيَّامًا، ومات رحمه الله.
2909 - (ت 1322 هـ): أحمد مختار الحنبلي
.
ذكره في "معجم المؤلفين"
(1)
نقلًا عن فهرس المؤلفين بالظَّاهِرِية وقال: كانَ حَيًّا قبلَ سَنَةَ اثنتين وعشرين وثلاث مئة وألف، وقال: له كتابُ "الطَّامة الكبرى على منكري الفَتْوَى"، وكتاب "نقض التقرير المكِّي فيما جاء عن حكم الذِّمي". وقد طبعَ. انتهى.
2910 - (ت 1323 هـ): أحمد بن حُسين، أبو سعيد القدومي النَّابُلُسي، ثم الدِّمشقي، الحنبلي
.
ذكره ابن الشَّطَّي في "مختصره"
(2)
وقال: هو الشيخُ الفقيهُ الفاضلُ العابدُ، الزَّاهدُ، المعمَّر، ولد في قرية كَفَر قدومِ من بلاد نابُلُس، ونشأ به، ثم قَدِمَ دمشقَ في حدودِ سنةِ ستين ومئتين وألف، وهو شابٌّ فلَازَم الشيخَ حسن الشَّطَّي الملازَمَة التامة، وحَضَرَ دُروسَه الخاصة والعامة، وأخذ الفقه عنه وعن الشيخِ إبراهيم الكُفَيري، وكان يحضر دُروسَ التفسير والحديث عند الشَّيخ سليم العطَّار، وتفقَّه عليه جماعةٌ من الحنابلة، وانتفعوا به، وكان يحفظُ "تفسيرَ الجلالين"، ولا يفتر لسانهُ من التِّلاوةِ والذِّكرِ، وإذا تلا القرآنَ يُفسِّرُه تفسيرًا حسنًا، وكان مستحضرًا لمسائل الفقه، قوي الحافِظَةِ، وضيء الوجهِ، منوَّر الشيبةِ، ذا دين، ويقين وصلاح، ومرض بالإسهال، ثم مات به ليلةَ الجمعةِ سادسَ ربيع الثاني، سنةَ ثلاثٍ وعشرين وثلاث مئة وألف، وقد ناهز الثمانينَ، وصُلِّي عليه في الجامع الأموي، بعد صلاة الجمعة، ودُفن في مقبرة الباب الصَّغير، عند قبور بني الطنطاوي، لأنهم تزوَّجوا بنتين له. انتهى المراد من ترجمة حافلةٍ جدًا.
2911 - (ت 1323 هـ): الشيخُ عبد العزيز بن الشَّيخ عبد الله بن الشيخ عبد الرحمن الخليفي النَّجْدي، القصَيْميُّ، الحنبليُّ
.
(1)
معجم المؤلفين: 2/ 173.
(2)
مختصر طبقات الحنابلة: 202.
تقدمت ترجمةُ أبيه سنة اثنتين وتسعين ومئتين وألف، ولد المترجَم في بلد البُكَيْريَّة، من قُرى القصِيْم، ونشأ بها، فحفظَ القرآنَ، ثم اشتغَلَ في طلب العِلم، فأخذ عن أبيه الشيخ عبد الله، والشيخ صَعْب بن عبد الله التُّوَيجري البُرَدِي، وغيرهما، وولي إمامة الجامع والخطابة في جامع البُكَيرية، وكذلك الأذان به، وكان حسنَ الصوتِ في الأذان جدًا، وكذلك ولي تدريسَ الأطفال وتعليمَهُم القرآن، وكان محمودَ السِّيرةِ، ذا تُقى ودِينٍ وورعٍ واجتهادٍ، ذا أخلاقٍ حسنةٍ، ومحاسنُه جمةٌ، وتوفي سنة ثلاث وعشرين وثلاث مئة وألف. هكذا أخبرني بذلك أخوه الشيخ محمد بن الشيخ عبد الله الخليفي.
2912 - (ت 1323 هـ): الشيخُ عبد الله بن محمد بن دُخَيّل - تصغير دخيل - النَّجديُّ، الحنبليُّ، القاضي
، والمدرِّس في بلد المذنب، قريةٌ من قُرى القصِيم، أخبرني عبد الله بن عبد العزيز بن دخيِّل أنه توفي سنة ثلاثٍ وعشرين وثلاث مئة وألف. وجدت بخط الشيخ سُلَيمان بن حمدان أنَّ الشيخ عبد الله بن بليهد، ذكر أن وفاتَه سنة اثنتين وعشرين وثلاث مئة وألف.
2913 - (ت 1324 هـ): الشيخُ محمد بن عبد الله بن سليم النَّجْديُّ القصَيْميُّ البُرَدِيُّ، الحنبلي
.
ذكره الشيخ سُليمان بن حمدان فيما قرأتُه بخطه، فقال: هو العالمُ الفاضِلُ، قاضي بُرَيْدة، رحل في طلب العِلم إلى الرِّياض، فقرأ بها على الشيخ عبد الرحمن بن حسن، وابنه عبد اللَّطيف، ورحل إلى شَقْرَا، فأخذَ عن الشيخ عبد الله أبا بُطَين، وقرأَ عليه، وأكثر القراءةَ عليه، وأخَذَ عن غيرِهم، وتولَّى قضاءَ بُرَيدة من قِبَل عبد العزيز بن محمد آل اعليَّان أميرها، ثم من قِبَلِ مهنَّا أبا الخيل، ثم ولَّاه ابنُهُ حسن، ثم انتقل إلى عُنَيْزَة في تلك المدة لسبب، وهو أن أعرابيًا سَرق وتحقَّق لدى الشيخ حدُّ القطع، فقطعت يدهُ بأمره، فجاء ابن ذلك الأعرابي يُطَالبُه بقطعِ يدِ والِدِهِ، وكان للأعراب في ذلك المدَّة هَيْبَةٌ، وهناك أيضًا في بُرَيْدة أناسٌ يبغضون الشيخَ ويقصِدُونَ أذاه، فذكروا للأعرابي أن الذي قُطِعتْ يدُ أبيك بأمره الشيخ، فكَمَن له قاصدًا قَتْلَه، فجاء الشيخُ من أنذره، فخرج من ذلك الوقتِ، وسَكَنَ عُنَيْزَة، ثم لما استولى محمد بن رشيد ولَّاه قاضيًا في بُرَيْدَة
من قِبَله، وبقي في القضاء حتى تولَّى الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن على القَصِيْم، فأقرَّه على قضاء بُرَيْدَة، وكان يستنيبُ عنه في بعض الأوقات ابْنَيْهِ عبد الله وعمر في القضاء، وانتفع به خلقٌ كثيرٌ، فممن أخذ عنه وانتفع به ابناهُ عبدُ اللهِ وعمرُ، وصالح بن عثمان القاضي، وإبراهيمُ الصَّالحُ القاضي، وعبد الله بن بُليهد وعبد الله بن محمد بن مانع، ومحمد بن عبد العزيز بن مانع، وعبد الله بن محمد بن فدا، وعبد المحسِن أبا الخيل، ومحمد بن مُقْبِل، ورُمَيح بن سليمان آل رميح، وسُليمان بن عبد العزيز السُّحيمي، وصالح السَّالم، وغيرهم. وله أجوبة على مسائل كثيرة، وانتهت إليه بعد وفاة مشايخه رياسة العِلم في القَصيْم، وكان فيما بلغني يكرهُ كتابَة أجوبته على المسائل التي يُسْأل عنها تَورُّعًا، لئلا يُؤخذُ بها بعدَهُ، توفي سنةَ خمس أو ستٍ وعشرين وثلاث مئة وألف فيما ذكر لي الشيخُ عبد الله بن بليهد، ورَثاه تلميذُه صالح بن سالم. انتهى.
قلت: قد وَجَدْتُ في بعض الأوراق التي أرَّخ فيها جامِعُها وقائع نجد مُسلسلةً بدقَّةٍ واعتناء، أنه لما ذكر سنة أربع وعشرين وحوادثها قال: وفيها، أي في سنة أربع وعشرين وثلاث مئة وألف، خامس عشرَ القعدةَ، توفي الشيخُ محمد بن عبد الله آل سُلَيم، فرجحتُ تاريخ وفاته هنا.
2914 - (ت 1324 هـ): الشَّيخ صالح بن محمد الحجي النَّجديُّ، الحنبليُّ، أخو الشَّيخ عَوَض، المتقدم
.
قال في "زهر الخمائل": قرأ القرآن بحائل على أخيه عَوَض، وأخذ القلمَ عن مشايخ، منهم الشَّيخ صالح السَّالم، وكان عالمًا دَيِّنًا، فصيحًا، له يدٌ طُولى بالعربية والفرائض، وله قصائد مليحة، تدلُّ على تَذَوُّقٍ للشعر ومعرفةٍ تامةٍ للعروض، كان شغُوفًا بجمع الكُتبِ، ابتُلي بخدمة الأمراء، فكان كاتبًا لعبد العزيز بن رشيد، حتى قُتِلَ معه في وقعةِ الصَّريف سنةَ أربع وعشرين وثلاث مئة وألف، وكان عضدًا ونَصيرًا لطَلبةِ العلم، فكم ردَّ عنهم من مكائد الأمراء ومشاكلهم ما سَيَجِدُهُ عند الله يوم القيامة، وقد رثاه الشيخ حمود الحسين بقصيدةٍ مطلعها:
الحمد لله ما من فِعْلِه جَزَعُ. انتهى.
2915 - (ت 1324 هـ): سعيد بن محمد بن مصطفى البَرْقَاوي، الشهير بالحنبلي
.
تقدَّمت ترجمةُ جدِّه ووالدِهِ وأخيه، أما المترجمَ:
فذكره ابن الشَّطَّي في "مختصره"
(1)
وقال: كان فاضلًا، نبيلًا، نبيهًا، وُلِدَ بدمشق سنةَ سبعين ومئتين وألفِ تقريبًا، ونشأ في حجر والِدِهِ، وطلب العلمَ في بداية أمره، فأخذ عن والدِهِ، وسعيد أفندي السُّيوطي، والشيخ محمد الشَّطِّي، وأخيه الشيخ أحمد الشَّطي، وصار كاتبًا في معية والدِهِ بمحكمةِ السِّنانيَّة، ثم البزُوريَّة، ثم العَوْنيَّة، وبعد وفاة والده صار رئيسَ الكُتاب في محكمة دُوما الشرعية، ثم في محكمة قَطَنا، وكلتاهما قضاءٌ تابع لدمشق، ثم دخل في سِلْكِ النِّياباتِ، فولي نِيَابةَ المعرَّة، ثم نيابةَ البِقَاع، فأتم مُدَّتها الرَّسميَّة سنةَ ثلاثٍ وعشرينَ وثلاث مئة وألف، ثم عاد إلى دمشق، وأقام بها متودِّدًا للناس، متجمِّلًا بالمحاسن، إلى أن كان يوم الجمعة خِتامَ شهرِ رمضان سنةَ أربعٍ وعشرين وثلاث مئة وألف، فبعد أن صلَّى الجمعةَ وانصرف إلى داره بمحلة الشَّاغُورة انقبض قلبُهُ، وهو في الطَّريق، فلما وصل إلى الدَّار أُغميَ عليه، وما لبث أن فاضت روُحُهُ، وتوفي فجأةً، فغُسِّل وكفِّن، وصلِّي عليه بعد العصر بالجامع الأموي، ودفن بتربة الباب الصَّغير. انتهى المراد من ترجمة طويلة.
- (ت 1324 هـ): الشَّيخ عبد العزيز بن صالح المرشدي. [انظر: 2921].
يأتي سنةَ سبعٍ وعشرين وثلاث مئة وألف، والصحيح أنه في هذا العام. فلينقل إلى هنا.
2916 - (ت 1324 هـ): الأمير طلال بن نايف بن طلال بن عبد الله بن علي بن رشِيْدِ الحَنْبَلي، النَّجْديُّ، العالمُ الجليلُ
.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 212.
قال في "زهر الخمائل": وُلِدَ سنةَ تسعين ومئتين وألف، ونشأ في كَفَالةِ أعمامِهِ مُتْعِب العبد الله، ومحمد العَبْد اللهِ، غير أنه كان في قلبِهِ وَازعٌ ديني، فترك زخارفَ الملِك وزينَتَهُ، ولم يرضَ إذا مشى أن يتبعه أحد، قرأ القرآنَ على الشيخ يعقوب بن محمد، وحفظه، وأتقَنَه، وكان يتلُوه في جلوسه وممشاه، وكان كثيرَ الخشوعِ والبُكاءِ، كان لرأسه ضفائر فحلقها وطرح عن رأسه عِقال القَصَب الذي كان يَلْبَسهُ عادةً الأُمراء، أخذ العِلم عن الشيخ صالح السالم، والشيخ عبد الله السُّلَيْمان البُليهد في زيارةٍ كان الشيخُ ابن بليهد زَارَها لحائل في أوائل عمره، وأخذ عن الشيخ يعقوب، وعن الشيخِ عبد العزيز المُرْشِدي ولازَمَه، حتى مات المُرْشِدي، وبَرَزَ في عِلْمَي الفرائض والعربية، وكان موصوفًا بالعفة والدِّيانةِ والإعراض عن زهرة الحياة الدُّنيا، وكان يحبُّ الغرباءَ ويأنس بهم، ويحبُّ التخشن في لباسِهِ ومَطْعَمه، وكانت له زوجةٌ صالحةٌ، كانت نِعْمَ العون له على طاعة ربّه هي دَوْشَةَ الحمود، قتلْ الأمير طلال وهو صائم، سنةَ أربعٍ وعشرين وثلاث مئة وألف بالأحيمر، جبلٌ معروف بحائل. انتهى.
2917 - (ت 1325 هـ): صالح النَّاصر الشاعر النَّحْويُّ الحنبليُّ
.
قال في "زهر الخمائل": ولد بحائل، سنةَ ستين ومئتين وألف، وقرأ القرآن على علمائها، وكان آيةً في حفظِهِ، وتجويده، وحلاوة النُّطق به، مع حلاوة الصَّوتِ، مات سنةَ خمسٍ وعشرين وثلاث مئة وألف. انتهى.
2918 - (ت 1326 هـ): السيد أحمد بن عبد الله فقيه، المكيُّ، الحنبليُّ، مفتي الحنابلة بمكة
.
ذكره عبد الله بن أحمد ميرداد في كتابه "نشر النور والزهر في تراجم أهل مكة من العاشر إلى الرابع عشر"، وقال: هو الفاضِلُ، الأديبُ، أخذ عن عدة مشايخ، من أجلِّهم أحمد دحْلان، ونَجبَ ومَهَرَ في علم الأدب والنَّحْو، ونَظَم ونَثَر، وكان مولده بمكة المشرَّفة، ونشأ بها، ثم كفَّ بصَرُهُ، فسافر إلى الهند، فتعالج هناك وأبصر، ثم رجع إلى مكة ومكث بها مُدَّةً، ثم سافر إلى الهند ومعه أكبر أبنائه وأقام بحَيْدر آباد، وهو موجود سنة أربع وعشرين وثلاث مئة وألف، وتولَّى إفتاءَ الحنابلةِ بعد الشيخ خلَفَ بن إبراهيم النَّجْدي، وكان المترجَم شافعيَّ
المذهبِ كوالده، فأمره الشريف عَوْن بتقليدِ مذهبِ أحمد بن حنبل، فقلَّده وولَّاه إفتاء الحنابلةِ بمكة، ومكث فيها إلى ابتداء سنة الحرية، سنة ستٍّ وعشرين وثلاث مئة وألف، ثم عَزَله الشريفُ الحسين، وولى بعده أبا بكر خوقير. انتهى.
2919 - (ت 1326 هـ): حمَّاد الجار الله الحمَّاد، النَّجْديُّ، الحنبليُّ
.
قال في "زهر الخمائل": حَفِظَ القرآن بشهر واحدٍ، وذلك أنه كان إمامًا بمسجد الجبارة، ولما دَخَل شهرُ رمضان صار يحفظُ كلَّ ليلةٍ جزءًا لأجل صلاة التراويح ويصلي بهم فيه، حتى آخر ليلةٍ من رمضان ختمه فيها حفظًا، وهذا يدلُّ على حِرْصٍ واجتهادٍ ومُيولٍ شديدٍ إلى حفظ القرآن ومحبَّتهِ، مات سنةَ ستٍ وعشرين وثلاث مئة وألف. انتهى.
2920 - (ت 1327 هـ): صالح بن سُلَيمان القُرشيُّ، النَّجْديُّ، الحنبليُّ
.
قال في "زهر الخمائل": كان حافظًا مجوِّدًا مُحبًّا للعلم والعلماء، له مواقفُ في الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر يُحمد عليها، من أعيان البلادِ، قُتل سنةَ سبع وعشرين وثلاث مئة وألف، ومن غريب الاتفاق أن الليلةَ التي خرجت بها زوجَتُه من الإحداد، دخَلتْ فيه زوجَةُ القاتِل، وللهِ في خلقِهِ شؤون وهي من أكبر العبر. انتهى.
2921 - (ت 1327 هـ): الشيخ عبدُ العزيز بن صالح بن موسى بن صالح ابن موسى بن مُرْشِد، الشَّهير بالمُرْشِديِّ، النَّجديُّ الحنبلي
.
ذكره الشيخ العلَّامة سليمان بن حَمْدان فيما رأيته بخطِّه، وقال: هو العالم الجليلُ، ذُكِرَ لي عن بعضهم أنه قال: إن أصلهم من جَملية من قبيلة عنزة، وكان مقرُّهم في البديع من قرى الأفلاج، قرأ المترجَمُ على الشيخ عبدِ الرحمن بن حسن، وابنِهِ عبد اللطيف، وأخذَ عن عُلماء عَصْرِهِ، وحجَّ سنةَ أربع عشرة وثلاث مئة وألف، وتولَّى قضاءَ بلد المَجْمَعة وملحقاتِها، من قِبَل فيصل فيما أظنُّ، ثم نقله محمد بنُ رشيد في مدة ولايته حائل إلى حائل، فولَّاه القضاءَ بها إلى أن تُوفِّي هناك، ورحل إلى قَطَر عندما حَصَلَ الخلافُ بين
آل سعود، فأقام عند الشيخ قاسم ابن ثاني، ثم رَجَع، ووقفَ عثمانُ ابن منصور بعضَ كتبِهِ عليه، أخبرني من رأى "طبقات ابن رجب" وعليها خطُه المذكورِ بذلك، وتوفي سنةَ سبعٍ وعشرين وثلاث مئة وألف. انتهى.
وأخبرني الأستاذُ عبد الكريم بن ناصر الخيَّاط أن الصحيح في تاريخ وفاة الشيخ المترجَم: سنةَ أربعٍ وعشرين وثلاثِ مئة وألف.
وذكره في "زهرِ الخمائل" فقال: هو من آل مرشد أهل الرياض، كان عالمًا متبحرًا في العلم، قويَّ الذَّاكرةِ، حادَّ الذِّهنِ، جيِّدَ الفَهْمِ، قرأ وتعلَّم بالرِّياض، وتولَّى القضاء بحائل زَمَن محمد بن رشيد وعبد العزيز بن رشيد، أَخَذَ عنه العلم جماعةٌ من علماء حائل، منهم الشيخُ صالح السَّالم، قرأ عليه "الزَاد"، وتفقَّه به، والشيخُ يعقوب بن محمد، والشيخ عطية بن سُلَيمان المزيني، والشيخ حَمَد بن محمد أبو عرف، وأخذ عنه أبناؤه إبراهيم بن عبد العزيز المُرْشِدي، والشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز المرشدي، وكانوا علماء أجلَّاء، توفي الشيخ عبد العزيز، سنة أربعٍ وعشرين وثلاث مئة وألف. انتهى.
2922 - (ت 1328 هـ): سُليمان بن مُبارك النَّجْدي، الحنبلي، الشاعر
.
قال في "زهر الخمائل": ولد، سنة أربعٍ وستين ومئتين وألف، وكان حافظًا مجوِّدًا، حسنَ التلاوةِ، مات سنةَ ثمانٍ وعشرين وثلاث مئة وألف. انتهى.
2923 - (ت 1328 هـ): مصطفى أفَندي بن سعيد بن محمد بن مصطفى البَرْقَاوي، الحنبلي
.
ذكره ابن الشَّطِّي في "مختصره"
(1)
وقال: كان فاضلًا، سلكَ مَسْلكَ والدِهِ، وتوفي سنةَ ثمانِ وعشرينَ وثلاث مئة وألف تقريبًا. انتهى.
2924 - (ت 1329 هـ): الشيخ أحمد بن إبراهيم بن حَمَد بن محمد
بن
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 213 في ترجمة أبيه.
حَمَد بن عبد الله بن عيسى، النَّجْديُّ، الحنبليُّ.
ذكره ابن عيسى في "ذيله على تاريخ ابن بِشْر"، وقال: ولد بشَقْرا سنةَ ثلاث وخمسين ومئتين وألف، وتوفي يومَ الجمعةِ رابع جمادى الثانية، سنةَ تسعٍ وعشرين وثلاث مئة وألفٍ في بلد المَجْمَعَة. انتهى.
وذكره صاحبنا العلَّامة الشيخ سُلَيمان بن حَمْدان فيما رأيته بخطِّه، وقال: هو الشيخُ العالمُ العلَّامةُ القُدْوَة الفهَّامة، ولد في بلد شَقْرا سنةَ ثلاثٍ وخمسين ومئتين وألف، على ما ذكره الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى فقرأ على الشيخُ عبد الله أبا بُطَين وغيره، ثم ارتحل إلى الرِّياض، فأخذَ عن الشيخِ عبد الرحمن بن حَسَن، وابنِهِ عبد اللطيف، ثم عاد إلى بلده، ومنها توجَّه إلى مكة للحج، وجاور بها مدةً، كان يتعاطى التِّجارَةَ في تلك المدة، فاجتمع بعلمائها والقادمين إليها، وحصَل بينَهُ وبينَهُم مناظراتٌ في دعاءِ الأموات والغائِبينَ، وسؤالِهِم قضاءَ الحوائج وتَفْرِيجَ الكربات، فأدْحَضَ حُجَجَهم الباطلة بالأدلة القاطِعة، وألَّف في ذلك، وردَّ على دحلان، والمدراسي، وغيرِهما، وله أجوبة سَديدةٌ، ونظمٌ جيِّدٌ، وحصَل له قبول، وانتفعَ به خلقٌ كثيرٌ، فممن أخذَ عنه شيخُنا عبد السَّتار الدَّهلوي، والشيخ بكر خوقير الحنبلي، وشيخُنا الشيخُ سعد بن حَمَد بن عَتيق، وكان مُعظمًا عند وَالي مكة وأميِرِها الشريف عَون، فكان يُجله ويحتَرِمُهُ، وبسببه أمر الشريفُ بهدِمِ جميعِ القُبَبِ والبِنَاياتِ التي على القبور في المعلاة وغيرِها، وكان فيما بلغني جالسًا ذاتَ يوم عند الشَريف، فمرَّ ذكر أصحاب الطُّرقِ وما يفعَلُونَه من الأذكار المبتدعة، فقَبَّح الشيخُ فِعْلَهُم، وقال: إنها أمور مُبْتَدعةٌ، لا أصلَ لها في الشرع، فإن مجرَّدَ تلك التكرار للفظ الإثبات في قولهم "إلا الله" لا يكون ذكرًا، وهم ما اقتصروا على ذلك، بل كرَّروا الضَّمير فقط، فقالوا: هو، هو، فتعجَّب الشريف من كلامه، فقال له: أنا أضربُ لك مثلًا، لو أن خُدَّامك وحاشيَتَكَ وقفُوا ببابِكَ، وجعلوا يُنادُون جميعهم بصوتٍ عالٍ ويقولون: عون، عون، يُرَدِّدُون ذلك أيسرك هذا، ويكون حسنًا عندك؟ قال: لا. قال: فماذا تصنع بهم؟ قال: آمر بتأدِيْبهم على فِعْلِهم، قال: فتأمُر بتأدِيْبهم على استهانَتِهم باسمك، ولا تُؤدِّبُهم على استهانتهم بذكر الله
وأسمائه؟ فمن ذلك الوقت فرَّق شَمْلَهُم، ولم يترُك منهم أحدًا يجتمعُ على شيءٍ من ذلك.
وكان الشيخ رحمه الله شديدَ التَّواضُعِ، حتى إنه إذا طَلَبه الشريفُ أرسل مع خادِمِهِ حصانًا لِيَرْكبَهُ، فيأبى إلا إذا كانت المسافة بعيدة، فإنَّه يَرْكَبُ في المواضع التي لا يمرُّ فيها على أحد، فإذا قارب الأسواق نَزَل وذهبَ ماشيًا على قدميه، وأمر الخادِمَ أن يذهب بالحصان، وكان مُكِبًّا على المُطالعة والتَّصنيفِ، وإذا مرَّ على شيءٍ يحتاجُ إلى توضيحٍ، أو تعقُّبٍ أو ردٍّ كتبَ عليهِ بخطِّه النَّيِّر الواضِح الذي لا يشتَبِهُ بغيرِهِ، وكان بينَهُ وبين الشيخ صدِّيق حسن مكاتباتٌ، ولما ألَّف "تفسيره" أرسلَه إليه ليُطَالِعَهُ، ويُبْدِي ما عندَهُ من ملاحظةٍ عليه، فكَتَبَ له على جملة مواضع، أصْلِحْ ما فيها.
بقي الشيخُ المترجَم بمكةَ، حتى توفي الشريف عَوْن فرجع إلى بلده شَقْرَا، وشَرَع في التعليق على قصيدة ابن القِيِّم النُّونِيَّةِ، وكان له اطلاع تامٌّ على المِلَلِ والنِّحَلِ، وأسماء الرِّجال، فلم يُقدَّر له إتمامُهُ على مطلوبِهِ لاشتِغَالِهِ بالقضاءِ، فكان ما كَتَبه عبارة عن مسوَّدَة، لم تستوفِ المطلوبَ، تعينُ الطالبَ على فَهمِ بعض المَباحثِ، وكثيرًا من أبياتها لم يتكلَّم عليه، وكان في عَزْمه تَكْمِيلُه، لكن فاجأه الأجل المحتوم، وله رحمه الله بعض أوهام نَبَّهَ على بعضِها شيخُنا عبد الله بن عبدِ العزيز العَنْقَري، وبعضها نبهت عليه أنا، وقد عرض ما كتبته على شيخنا سليمان بن سحمان، فاستحسن وقال لي ما - معناه - لو لم تنبِّه عليه لكتَبْنَا عليه، تولَّى القضاءَ في بلد المَجْمَعة وملحقاتِها، من قِبَلِ أمير نجدٍ في ذلِك الوقت محمد بن رشيد، فكان مشكُورَ السِّيرة في قضاياه، لا تأخُذُه في الحقِّ لومةُ لائمٍ مع التَّعفُّفِ التَّام والقناعَةِ، ولما استولى الإمام عبد العزيز عَزَلهُ عن القضاءِ، ووَلَّى بَدَلَهُ شيخنا عبد الله بن عبد العزيز العَنْقَري، فقاس بعد عَزْلِهِ وانقطاعٍ ما كان يجري عليه من الحاجةِ شدة، وهو رجلٌ طويلٌ نَحيفُ الجسم، يخضِبُ بالحِنَّاءِ، عليه سكنيةٌ ووقارٌ، رأيتُه وأنا صغيرُ السن، فلم يقدَّر لي الأخذِ عنه، توفي يوم الجمعة بعد الصَّلاة، رابع جمادى الثاني، سنةَ تسعٍ وعشرين وثلاث مئة وألف في بلد المَجْمَعة، وصلي عليه في جامعها بعد العصر، أمَّ
الناس عليه شيخُنا عبد الله بن عبد العزيز العَنْقَري، وتأسَّف الناسُ لفقدِهِ، وشيَّعَهُ خلقٌ كثيرٌ، ودُفِنَ في مقبرة حويزة رحمه الله ورضي عنه. وكان مُصابًا بداء البَوَاسِير، فكانت هي سبب وفاتِهِ فيما أَظنُّ، ومات وعليه دينٌ، فبِيْعت فيه كُتُبه، وكان أغلبها بخطِّه وخطِّ والده، وخطُّهما في غاية الضَّبط، وقد ابتعت من كتبه كتاب "التحرير" في أصول الفقه للمَرْدَاوي، وهو بخطِّ والده. انتهى.
وترجمه الشيخ محمد حسين نَصِيف، وطبعت هذه التَّرجمة مع كتابه "الرَّد على شُبهاتِ المُستغيثين بغير الله"، فقال: كان رحمه الله يَشتَغِل إلى جانب عمله في القضاءِ بالتِّجارةِ، وغالبُ تجارتِهِ في الأقمِشة القُطنِيَّة، جالس أميرَ مكة الشريف عون الرَّفيق ابن الشريف محمد بن عون المتوفَّى عام ثلاث وعشرين وثلاث مئة وألف، فأقنَعَهُ بهدم القِباب المشيَّدة على قبور الصَّالحين في مكةَ وجدَّة، والطَّائف، إلا قُبَّةَ القبرِ المزعُوم أنه قبرُ حوَّاء أمِّ البَشر في جدَّة، وقبةَ قبر السيِّدة خديجة زوجِ النبي صلى الله عليه وسلم، وقبَّة قبر آمِنة المزعُوم أنه في مكة، وقبةَ قبر ابن عبَّاس بالطَّائف، فإنه لم يَهدِمها خوفًا من السُّلطان عبد الحميد خان العُثماني أن يَعزِلَهُ عن الإمارة والسَّلاطين والملوك يَبْنَون القِباب على قُبور الصَّالحين، وقبورِ أجدادِهم، وقد رأيتها في استنبول وبُورسه، والعلماءُ في كل عصر، منهم الخائف من تهمةِ أنَّه وهابي، وأما المتصوِّفةُ، فجاءت على أهوائهم، وفي كل عصر للتُّهم أنواعٌ، والمسلمون والعرب مظلومون من الأقوياء، سلَّطهم الله بعضَهم على بعضٍ، وجعل بأسهم بينهم شديدًا.
وكان المترجَمُ يتردَّد بين جدَّة ومكة لشراءِ الأقمشة من الشيخ عبد القادر بن مصطفى التَّلمَساني أحد تُجَّار جدَّة، ومن ذوي الأملاك في القطرِ المِصْري، كان يدفعُ له أربع مئة جنيهًا ويشتري بأَلف، ويسدِّدُ الباقي على أَقْساط بضمانة الشيخِ مبارك المساعدِ البسَّام من التَّجار، ومن أهل عُنَيْزَة ناحية القَصيم، وَسَط نجد، وقد دامَ التعاملُ بينَهُ وبينَ الشيخ التَّلمساني زمنًا طويلًا، وكان لِصِدقِهِ وأمانته ووفائه بوعدِه أثرٌ طيِّبٌ في نفس الشيخ التَّلمساني، حتى إنه لم يرَ ضرورةً للضَّامن، وأخذ يبِيعُه ما يحتاج إليه بوثِيقةٍ تُسدَّد فيما بعد على أَقْساط، وقال له: إني عاملتُ النَّاس أكثر من أربعين عامًا، فما وجدتُ أحسنَ من التعامل معك يا
وَهَّابي، يظهر أن ما يشاع عنكم يا أهل نجد مُبالَغٌ فيه من خُصومِكُم السِّياسيينَ، بسببِ الحروبِ التي وَقعتْ بينكُم وبين أشراف مكة، والمصريين والأتراك، فقد أشاعُوا عنكم أقوالًا منكرةَ، فسأله الشيخُ أحمد أن يبينها له، فقال الشيخ التَّلمساني: يقولون: إنكم لا تُصلُّون على النبي صلى الله عليه وسلم، ولا تُحِبُّونَه، فأجاب المترجَم: سبحانك هذا بهتانٌ عظيم، كيف ومَن لم يُصلَّ عليه في التَّشهدِ في الصَّلاة، فصلاتُه باطلةٌ، ومن لا يحبُّه فكافر، وإنما نحنُ أهل نَجْدٍ نُنكر الاستغاثةَ والاستعانةَ بالأموات، ولا نستغيث إلا بالله وحده، ولا نستعينُ إلا به سُبحانَهُ، كما كان على ذلك سلفُ الأُمَّةِ، وقد استمر النِّقاشُ بينه وبين الشيخ التلمساني ثلاثة أيام، وأخيرًا هدى الله الشيخ التَّلمساني للحقِ، وصار موحِّدًا، ظاهرًا وباطنًا، ثم سأله الشيخُ التَّلمسانيُّ أن يوضح له بعضَ أوجهِ الخِلافِ بينهم وبين خُصومهم، فقال: إنا نعتقدُ أن الله فوقَ سماواته، مُستوٍ على عرشه استواءًا يَليقُ بجلالِهِ، من غير تشبيهٍ ولا تجسيمٍ ولا تأويلٍ، وهكذا في جميع آيات الصِّفات، والأحاديث، كما هي عقيدةُ السَّلفِ الصَّالحِ، وكما جاء عن أبي الحسن الأَشعَري في كتابيه "الإبانة في أصول الدِّيانة"، و"مقالات الإسلاميين، واختلاف المُصلِّين"، وقد دامت المناظرةُ بينهما خمسة عشر يومًا لأن الشيخَ التَّلمساني كان أشعريًا، درس في الجامع الأزهر كتب "العقائد السَّنُوسيَّة"، و"أم البراهين"، و"شرح الجوهرة"، وغيرها، وقد انتهت هذه المناقشات الطويلة بإقناع الشيخ التَّلمساني بأن عقيدةَ السَّلف هي الأسلمُ والأحكمُ، والأعلمُ، ثم صارَ الشيخُ التَّلمسانيُّ داعيًا من دُعاة العقيدةِ السَّلفيَّةِ، وطبعَ على نفقتِهِ كُتبًا كثيرةً، كان يوزَّعُها بالمجَّان، مثل "الصَّارم المُنْكِي في الرَّد على السُّبكي" لابن عبد الهادي، و"القصيدة النونية" لابن القيِّم الجوزية، و"الاستعاذة من الشَّيطان الرجيم" لابن مُفْلح، و"المؤمل في الرُّجوع إلى الأمر الأول" لأبي شامة المؤرِّخ الدِّمشقي، و"الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشَّيطان" لابن تيمية، و"الرد الوافر"، و"غاية الأماني في الرَّد على شواهد النبهاني" للسيِّد محمود شكري الألُوسي البغدادي، وشاركته في نفقات الطَّبع، واشترى نُسخًا من "تفسير ابن جرير الطبري"، ووزعها على بعض النَّاس، وكان لسانُه لسانَ ابن حَزْمٍ بخشُونةٍ، لا يَصبِرُ عليها أحد، وإذا كان الشيخُ التَّلمساني قد هَدَاهُ اللهُ على يدِ الشيخ
أحمد بن عيسى، فقد هَدَاني أنا أيضًا على يده.
وله مؤلفاتٌ منها: كتاب "الرد على المدراسي والسِّندي والحلبي" في مجموعة الرَّد الوافر، و"شرح نونية ابن القيم" لم يطبع، و"الرَّد على ما جاء في تاريخ خلاصته عن الوهَّابية لِدَحْلان" لم يُطبع، وكان له تلامذةٌ كثيرون، ومن أشهرهم الشيخ عبد القادر التَّلمساني المَغْربي، والشيخ أبو بكر بن محمد عارف خوقير، المكي الكُتُبي، وأما في نجد فكثيرون، وتوفي سنة ثمانٍ وعشرين وثلاث مئة وألف. انتهى.
قلت: كتابه "الرد على المدراسي والحلبي"، طبع مع مجموعة الرَّد الوافر، واسمه:"تنبيه النَّبيه والغبي في الرَّد على المَدَارسي والحَلَبي"، وطبع له الأستاذ المذكور محمد نَصيف أيضًا كتاب "الرَّد على شبهات المستغيثين بغير الله تعالى"، وهو المنوَّه عنه سابقًا، رحمه الله ورضي عنه.
2925 - (ت 1329 هـ): الشيخ إبراهيم بن الشيخ عبد اللَّطيف بن الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ حسن بن الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهَّاب النَّجْديُّ، الحنبليُّ، العالمُ العلَّامةُ، النِّحريرُ الفهَّامة، المحدِّثُ، الفقيهُ، المفسِّرُ، النَّحويُّ، الفَرَضِيُّ
.
ولد في بلدِ الرياض، وطلبَ العلمَ بها على أبيه الشيخ عبد اللَّطيف، وغيرِهِ من علماءِ نجد، وحصَّل واستفادَ، وبلغَ المنى والمراد، وكان عالمًا متبحِّرًا نحريرًا، لا يُجارى ولا يُبارى، له اليدُ الطُّولى في الحديثِ، والأصولِ، والفقهِ، وغير ذلك، وكان سخِيًّا وَقُورًا، ذا عبادةٍ وتَهجُّدٍ، وزُهد ووَرَعٍ، وحلمٍ، وتُقى، وله نفسٌ سهلةٌ في التدريس، وتخرج به أُناس كثيرون، وتلامذتُه كلُّهَم نُجباء، عبَّاد، وما ذاك إلا لحُسنِ قصدِهِ رحمه الله. وتوفي في سادسِ شهر ذي الحجة، سنةَ تسع عشرة وثلاث مئة وألف، وأصيبَ الناسُ بموته، وأسِفوا عليه، ورثاه شعراءُ عصره بقصائد، وغيرِها منها قول بعضهم:
له في فنون العلمِ أطولُ ساعدِ
…
ومسلكُ عدل لم يكن فيه متهما
على الشيخِ إبراهيم تبكي مدارسُ
…
لقد عَهدت بالدرس تسمى وتنتما
على مثله نبكي جهارًا وخفيةً
…
ونبكي على بنيانِ علمٍ تهدَّما
وهي قصيدة جميلةٌ وطويلة جدًا، وقد قيل فيه غيرها مراث كثيرة رحمه الله ورضي عنه.
2926 - (ت 1330 هـ): الشيخُ صالح بن سالم بن مُحسن بن بنيان النَّجْديُّ، الحنبليُّ، العالمُ العلَّامةُ، النِّحريرُ، الفقيهُ، الأديبُ، النَّحويُّ، الأوحد
.
أخذ العلمَ عن علماء نَجدٍ في ذلك العصر، ومن أجلِّهم الشيخ عبد العزيز المُرْشِدي القاضِي، المتوفى سنةَ أربعٍ وعشرين وثلاث مئة وألف، والمتقدِّم ذكرُه، وعن الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، والشيخ عبد الله بنِ عبد اللَّطيف، والشَّيخ سُليمان بن سحمان - فيما قيل ظنًا، وغيرِهم، وبلغ الغايةَ في الفقهِ والنَّحو وغير ذلك، وكان شاعرًا، رأيتُ له جملةَ قصائد، إلا أن شِعْرَهُ من قبيل شعر العلماء، وولي القضاءَ في بلد حائل بعد عزل الشيخ مرعي وحُمِدتْ سيرتُه، وكان له في تلك البلد قَبول تامٌّ يفوق الحدَّ، وكان يضرب بذكائه وفصاحته المثل، وقد جَرَى بينَهُ وبينَ علماءِ نجد ما يجري بين الأقران، فَظَهر على أكثرهم بإقامةِ الحُجَّة على ما يدَّعيهِ، وكان إليه المرجِعُ في تلك الجِهةِ في الفتاوى الفقهية، ومعرِفةِ الأحاديث النَّبويَّة، والعقائد السَّلَفيَّة، والأبحاث الأصوليَّة، وكان حلوَ المفاكهةِ، ليِّنَ الجانبِ، متواضِعًا محبًا للعلمِ والعلماء، يقضي أوقاته بين تحريرٍ وتقريرٍ، ووعظٍ وتذكيرٍ، وكان مُنْجَمِعًا عن الناس، لا يخالطُ أَبناءَ الدُّنيا، وبالجملةِ فهو من عُلماء نَجدٍ الأعيان، وله خطٌّ حسن نيِّرٌ، كتبَ به ما لا يُحصى من الكُتبِ، وتوفي رحمه الله في ثامِن عشر صفر سنة ثلاثين وثلاث مئة وألف، وأسِفَ النَّاسُ عليه، ورَثَاه العلماءُ والشعراءُ، وأرَّخ وفاتَهُ بعضُ الأدباء النَّجديين في آخر مرثية له فيه، بقوله في آخرها:
مات في تاريخ حجز صفر
…
عام شغل فاعتبره بالتمام
ووجدتُ بقلم الشيخ سُليمان بن حمدان ما نصُّه: تولَّى الكتابةَ لمحمد بن رشيد، ثم أخَذَ عن الشيخ عبد الله في قُدومِهِ حائل، وله نظمٌ لا بأس به، واجتمعَ بشيخِنا سُليمان بن سحمان لما قَدِمَ حائل، وتوفي في سنة ستٍ وعشرين وثلاث مئة وألف. انتهى. والصحيحُ أن وفاتَه كما أثبتنا.
وقال في "زهر الخمائل": ولد سنة 1256 بحائل، وقرأ القرآن على الشيخ عَوَض الحجِّي، وتزوَّج ابنته، وتعلَّم عليه العلم، كما قرأ على الشيخ الإمام عبد الله بن عبد اللَّطيف لمَّا قَدِمَ حائل 1307 في أيام محمد بن رشيد، وجلسَ للإخوان طلبة العلم، ولما تولَّى الإمارة عبد العزيز بن رشيد، وَشَى بالشيخِ صالح بعضُ منافسيه، فنُفي إلى تيماء، ورحل مَعَهُ الشيخ علي الأحمد آل عبَّاس، ونَفَعَ الله بالشيخ صالح أهالي تيماء، فتعلَّموا عليه، حتى صار تلامذَتهُ أهلَ الكلمةِ من تلك البلادِ، وكان عابدًا زاهدًا، ذا هَيْبةٍ، وسكينةٍ، تولَّى القضاء بحائل بطلب من أولادِ حمود سُلطان، وسُعود، واشترط عليهم القيام بالأمر بالمعروف، وأن لا يجعل لرؤساءِ القبائل حكم على
…
2927 - (ت 1330 هـ): الشيخ ناصِر بن حُسين بن فَرَج النَّجْديُّ، الحنبليُّ
.
ذكره الشيخ سُليمان بن حمدان فيما رأيته بخطِّه فقال: أصلهم من الحَوْطة حَوْطِةِ بني تميم، أخذ المترجَم العلمَ عن الشيخِ عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهَّاب، وعن أخيه، وقرأ على الشيخ حمد بن عَتيق، وتولَّى القضاءَ في الوادي، ثم تولَّى بعد ذلك قضاءَ رَنْية، حتى توفي سنة ثلاثين وثلاث مئة وألف، وله ثلاثة أولاد: إبراهيم، وعبد الرحمن، وعبد اللطيف. انتهى.
2928 - (ت 1330 هـ): عبد الله بن محمد بن فَدَّا - بفتح الفاء والدَّال المشددة - النَّجْدِيُّ، الحنبليُّ
.
ذكره الشيخ سُليمان بن حمدان فيما وجدته بخطه وقال: هكذا ضبطناه عن مشايخنا، وآل فَدَّا من أهل أُشَيْقِر، القرية المعروفة في الوَشْم، توفي فيما ذكره الشيخ عبد الله بن بليهد: في سنة ثلاثين وثلاث مئة وألف، ببُرَيْدَة.
قلت: قد بنى مسجدًا في شرقي بُرَيدة يُعرف بمسجد ابن فَدَّا حتى الآن، وجعل في جنوبيه دارَهُ التي يسكُنُها، وجعل منها بابًا إلى ذلك المسجد، يدخل إليه منه، ويخرُج منه إِلى بيتِهِ، ولم يُر في موضعٍ غير المسجدِ أو بيته، وكان من
الوَرَعِ والزُّهد بمنزلةٍ لا يكاد أن يصفَهُ إلا من خالطَهُ وعَرَفَهُ، أما الانجماعُ عن الناس فكاد أن لا يَعرِف من يسكن بُرَيْدَةَ، ولا مَنْ يَرْحَلُ منها، ولا يَعرف أسواقَها وشوارعَها، مقتصرًا على العبادةِ والتَّدريس، والأوراد، لا يَغْشاه أحدٌ، ولا يغشى أحدًا، وكان خشن الملبَسِ والمأكلِ، خاضِعًا ليِّنَ الجانب، رحيمًا بالفقراءِ والمساكين، وأذكرُ أنَّ جلالَةَ الملكِ عبد العزيز بن عبد الرحمن كعادَتِهِ في إكرام العلماءِ وزيارتِهم، زَارَهُ مرةً ومعه الشيخُ عبد الله بن محمد بن سليم فجاءه الرَّسُولُ يخبُرُه بوصول جلالَتِهِ إليه، فخرجَ مِن الباب المذكور المفتوح على المسجد، وجلسَ في عتبة ذلك الباب، وجلس جلالَتُهُ عن يمينِهِ، والشيخ عبد الله عن يسارِهِ، ثم جَرَى الحديث بينهم في ذلك، وانصرفَ جلالَته، وَدَخَلَ الشيخُ إلى بيته، ولم يتدخَّل في شيء مما جرى في نَجْدٍ من الاختلاف، بل كان منعزلًا عن الناسِ، مقتصرًا على العبادةِ، لا يسمحُ لأحد أن يتكلَّم في مجلسه بأي حديثٍ غيرِ البحث العلمي الدِّيني فقط، وكان هو المتولي لإمامةِ مسجِدِهِ، والمؤذنُ فيه ابنُه عبد الرحمن، ثم تولَّى الإمامة بعده ابنُه المذكور، وجعل الله في علمه البركةَ، فنفَعَ العامَّةَ، وانتفعَ به كثيرٌ من طلبة العلم من بلده، وغيرها، وكان محبَّبًا إلى النَّاس عامةً وخاصةً، ولو قيل: إن أحدًا سلم من قادحٍ، لقيلَ هو، فرحمه الله رحمةً واسعةً.
2929 - (ت 1330 هـ): الشيخُ عَطِيَّة السُّليمان المُزَيْني، النَّجدي، الحنبليُّ
.
قال في "زهر الخمائل": لم أقف على ولادَتِهِ، ولا على مَنْ قَرأ عليه القرآن، غير أنه كان حريصًا مجتهدًا، أخذَ العلمَ عن الشيح عبد العزيز المُرْشِديِّ، ولما مات رَثاه بقصيدةٍ لا بأس بها، كان مُجدًّا في طلب العلم، حتى في حال كبره، وجمع مكتبةً رأيتها عند ولدِهِ الشيخ سُليمان العَطِيَّة، وحَصل له طَرَفٌ صالحٌ من العلم، مات سنة ثلاثين وثلاث مئة وألف. انتهى.
2930 - (ت 1330 هـ): ناصر آل مسْعد النَّجْديُّ، الحنبليُّ
.
قال في "زهر الخمائل": كان حافظًا للقرآن، متقِنًا له، ومحبًّا لطلبةِ العِلم، ومجالسًا للعلماءِ، وله صوتٌ حسنٌ بالقراءَةِ، قتلهُ الرَّوافضُ غِيْلَةً ليلًا حين كان
حارسًا لسوقِهم في ولاية آل سبهان حمود وزَامِل، سنةَ ثلاثين وثلاث مئة وألف. انتهى.
2931 - (ت 1331 هـ): الشيخُ الفقيهُ العالمُ العلامةُ، المحقِّقُ، المُدقِّقُ، الفهَّامةُ علي بن عبد الله بن عيسى النَّجْديُّ، الحنبليُّ، مفتي الوَشْم
.
وُلِدَ في شَقْرَا، سنةَ تسعٍ وأربعين ومئتين وألف، وأخذ العِلمَ عن الشيخِ عبدِ اللَّطيفِ بن عبد الرحمن بن حسن، وغيرِهِ من علماء نجد، وكان فَقيهًا، عارفًا، بالفِقه ودقائقه، زاهدًا، مُتقَشِّفًا، محمودَ السيرةِ، وللناس فيه اعتقادٌ يفوقُ الحدَّ، وجعل اللهُ في علمه البركةَ، فأنجبَ تلامذةً أخيارًا، وعلماء أحبارًا، وكان مقبولَ الكلمةِ أمَّارًا بالمعروف، نهاءً عن المنكر، حلوَ الشمائل، ذا عِبادةٍ وتهجُّدٍ، قلَّ مَنْ يُوجدُ في زمانِهِ مثله، وكان لا يَملُّ، ولا يَضْجَرُ من التدريس، ويُواسي الطَّلبةَ من مالِهِ، ويُكرِمُهم جدًا، وكان إذا سُئل عن المسألةِ في الفِقهِ الحنبلي أجاب فيها فورًا، من غيرِ تَلَعْثُمٍ بما قيلَ فيها، وما للأصحاب فيها من الأوجهِ، كأنَّه ينظرُ إلى ما كُتِبَ فيها.
وتوفي رحمه الله ببلده شَقْرَا عصرَ الثلاثاء، ثاني رمضان، سنةَ إحدى وثلاثينَ وثلاث مئة وألفٍ، وتأسَّف الناسُ عليه، وكانت له جَنَازةٌ حافِلةٌ، ولم يُخلف بعدَهُ مثلهُ، ورثاه الناسُ نثرًا ونظمًا، ولقد وجدتُ في بعض المجاميع نسبَهُ، وهو: علي بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله آل عيسى، وأنه قرأ على عبد الله أبا بُطَيْن، وإبراهيم بن عيسى بن حمد آل عيسى، وغيرهما من علماء نجدٍ، وكان مفتي نَجْدٍ على الإطلاق، رحمه الله. انتهى.
2932 - (ت 1331 هـ): عبد الله بن عودة بن عبد الله صُوفان بن عيسى القُدومي مولدًا، الحنبليُّ، المعروف بصُوفان
.
ذكره ابن الشَّطِّي في "مختصره"
(1)
وقال: نشأ بكفر قدوم، وتوطَّن نابُلُس، وكانت ولادَتُه سنةَ ستٍ وأربعين ومئتين وألف، وحفِظَ القرآن الكريم، وجالَس
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 213.
أهل الصَّلاحِ والأدبِ، وفي سنةِ ثلاثٍ وستين ومئتين وألف، خرجَ في طلبِ العِلم إلى دمشق، فاجتمعَ بجُلِّ علمائها، ولازمَ الشيخَ حسنَ الشطِّي، فأخذَ عنه الفقهَ والحديثَ وغيرهما من العلوم الشرعية، ثم عادَ إلى وطَنِهِ، فاستقامَ مدةً، ثم كثُرت هناك المشاغب والإحن، فعزَمَ على مفارقةِ ذلك الوطن، وأمَّ مدينة نابُلُس، وسكنَ بها، وذلك في سنة سبعٍ وثمانين ومئتين وألف، فرَحل إليه الطَّالِبُون، وانتفعَ به الراغِبُون، وكان كثير الاعتناء بتلامِذَتِهِ، ولا سيما المبتدئ منهم، أخذ عنه أهل الحجاز والشَّام علمَ الحديثِ روايةً ودراية، ورُزق الحظوةَ والجاهَ، وله مصنفات منها: كتاب "المنهج الأحمد في درء المثالب التي تنمى لمذهب الإمام أحمد"، و"بغية النَّساك والعُبَّاد في البحث عن ماهيةِ الصَّلاح والفساد"، و"هداية الرَّاغب وكفايةُ الطَّالب" مرتَّب ترتيبَ أبواب البخاري، و"الأجوبة الدُّريَّة في رفع الشُّبه والمطاعِن الوارِدَةِ على المِلَّة الإسلاميَّة"، و"الأجوبة العَلِيَّة عن الأسئلة الرَّافعيَّة" في علم التوحيد، و"طوالع الأنوار البهيَّة" جوابًا عن خمسين مسألة في العلم المذكور، و"الرحلة الحجازية" أودَعَها الأبحاث الشريفة التي وقعت بينَهُ وبين العُلماء في رحلته المَدَنية، وله رسائل كثيرةٌ، فمن المختصرات شيءٌ كثيرٌ، وفي سنةِ ثمان عشرة وثلاث مئة وألف، زارَ بيتَ المقدِسِ، وبلدَ سَيِّدنا الخليل، ثم سافرَ إلى الحجاز، فأقام بها، وانتفع به خلقٌ كثير، في الفقهِ والحديثِ، وكان في موسِمِ الحج في كل سنةٍ يحجُّ، ويؤدِّي المناسكَ وربَّما زَارَ وطنَهُ في خلال ذلك، ولم يَزَل يتردَّدُ بين المدينةِ ووطنِهِ إلى أن كانت وفاتُهُ بنابُلُس، وهو يصلِّي الجمعة في الجامع الكبير الصَّلاحي، في اليوم العاشرِ من المحرَّم، سنة إحدى وثلاثين وثلاث مئة وألف، وشيِّعت جنازَتُه من الغد، وصُلِّي عليه في الجامع المذكور بجمعٍ حافلٍ، وكان يومًا مشهودًا، ودُفِنَ في مقبرةِ نابُلُس، بجوار محمد السَّفاريني، ورثاه العلماءُ. انتهى ملخصًا من ترجمةٍ طويلةٍ جدًا. وذكره ابنهُ يوسف بترجمةٍ حافلةٍ لا يَسعُ هذا المختصر ذكرُهَا، وقد طبعتْ في مقدمةِ كتابِ المترجم "الرِّحلة الحجازية" آنفة الذكر.
2933 - (ت 1332 هـ): مطلق بن صالح النَّجْديُّ، الحنبليّ، المؤرِّخ
.
له كتاب "شَذَا النَّد في تاريخ نجد" أرَّخ فيه بعض الحوادث من سنة ثمانٍ
وثلاثين وسبع مئة إلى سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة وألف، وزاد ابنُهُ عليه إلى سنةِ تسعٍ وخمسين وثلاث مئة وألف، وهذا الكتاب صغير، يوجد في مكتبة أرامكو بالدمَّام بالتصوير، وتوفي المصنِّفُ سنةَ اثنتين وثلاثين وثلاث مئة وألف. ذكر ذلك الزِّركلي في "أعلامه".
2934 - (ت 1332 هـ): الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن فارس النَّجْديُّ، الحنبليُّ، القاضي في عُمان
.
ولد في بلد الحَوْطَة من بلدان نَجْدٍ، وطلبَ العلمَ بها وبغيرها، وحصَّل وفاق أقرانَهُ، واشتهر صيتُه علمًا وعملًا، ثم ارتحل إلى عُمان، فولي القضاءَ في بلد الشَّارِقة إلى حين وفاتِهِ، وكان أميرها إذ ذاك صقر بن خالد بن سُلَطَان، وكان محمودَ السيرَةِ في القضاء، ولأهل تلك الجِهةِ فيه اعتقادٌ يفوقُ الحدَّ، وثناءٌ جميلٌ على علمِهِ وزُهدِهِ، ووَرَعهِ، وسخائهِ، وكرمِ أخلاقِهِ، وتقشُّفِهِ، وحُسنِ سيرَتِهِ، وتوفي بعُمان سنةَ اثنتين وثلاثين وثلاث مئة وألف، رحمه الله.
2935 - (ت 1335 هـ): الشيخ محمدٌ بنُ إبراهيمَ بنِ محمود
.
ترجمه الشيخُ سليمانُ بنُ حمدانَ فيما رأيتُه بخطَّه فقال: هو العالمُ، العَلَّامةُ، الأوحدُ، فقيهُ نَجد في وقته، شيخُ مشايخنا، قرأ على الشيخ عبد الرَّحمن بنِ حسن بنِ الشيخ محمد بنِ عبدِ الوَهَّاب، وابنهِ الشيخِ عبدِ اللطيف، والشيخ عبدِ الله أبا بطين، والشيخ عبدِ الله بنِ نصير وغيرهم حتَّى فاقَ في المذهب، وحَصلتْ لهُ مشاركةٌ في سائِر العلومِ، وانتهت إليه رئاسَةُ الفِقْهِ بعد مشايخِهِ، وقُصِدَ من أنحاءِ نجد للأخذ عنه، فممن أخذ عنه شيخُنا الشيخُ عبدُ الله بنُ عبدِ العزيز العنقري، والشيخُ عبدُ العزيز بنُ بشر، والشيخُ النمر، والشيخُ حسنٌ بنُ حسين، وَتَوَلَّى القضاءَ في بلد الرِّياض مِن قبل عبد الله الفَيْصَل، وتوفي في الرِّياض سَنَةَ خمسٍ وثلاثين وثلاث مئة وألف، ودفِنَ في العود، وصلَّى عليه الشيخُ عبدُ الله بنُ عبدِ اللطيف، والإمام عبدُ الرحمن آل فيصل، وكانت جِنَازَتُه حافلةً، وقد قيل: إنَّهم من الأشراف. انتهى.
وقد رأيتُ له ترجمةً مفردةً بقلم ابنِهِ عُمَر سمَّاها "فتح الوَدود" قال فيها:
هو الشيخُ محمدٌ بنُ إبراهيمَ بنِ محمدٍ بنِ إبراهيمَ بنِ محمود بنِ منصور بنِ عبدِ القادر بنِ محمدٍ بنِ علي بنِ حامد بنِ ياسين بنِ حمد بنِ ناصر بنِ عبدِ اللطيف بن إلياسَ بنِ عبد الوَهَّاب بن الشيخ لوين بنِ عبدِ الرَّحمن بنِ لوين بنِ عبدِ الرزَّاق بنِ طاهر بن حسان الدين بنِ جلال الدين بنِ سلطان شهاب الدين بنِ رحمة الله بنِ فتخان بنِ عبدِ الله بنِ إبراهيمَ بن عيسى بن علي بنِ حسين بنِ موسى بنِ ميزان بنِ هارون بنِ خالدٍ بنِ قاسم بنِ محمدٍ بن الهادي بنِ الحسن بنِ عليِّ بنِ أبي طالب بن عبدِ المطلب القُرَشي، الهاشمي، وذكر أنَّ سبَبَ خروجِهم إلى نجد أنَّ جَدَّهُ الثامن عليًا بنَ حامد جعله الأشراف أميرًا على وادي الدَّوَاسر فسكنه، وكثر فيه أولادُه، ثم انتقلَ بعضُهم إلى الأفلاج ثم إلى حوطة بني تميم، ولد المُتَرْجَمُ سَنَة خمسين ومئتين وألف ببلد ضرمى وبها، نشأ بين والديه إلى سِن التمييز ثم بعد ذلك صار في حضانة أُمِّهِ، وتعلَّم القرآن وحفظه وهو ابن تسع سنين، ثم اشتغل بطلب العِلْم على الشيخ عبدِ الله بنِ نصير، وفي سنة خمس وستين ارتحل إلى الرِّياض للأخذ عن مشايخها فأخَذَ عن الشيخ عبدِ الرَّحمن بنِ حسن، والشيخ عبدِ اللطيف بنِ عبدِ الرحمن، والشيخ ابنِ عدوان، والشيخ ابنِ عيد، والشيخ ابن شلوان، وجَدَّ واجتهد، ونبغ في العلم، ثم عَيَّنَه الإمام فيصل قاضيًا في وادي الدَّوَاسر فباشرَهُ مدَّةَ ثلاث سنين، ثم استعفى وأعفي، ورجع إلى بلده ضرمى، ثم عُيِّنَ قاضيًا ببلده ضرمى، فباشر القضاءَ بها إلى سَنة ثمانينَ، ثم لمَّا توفي الإمام فيصل ووليَ ابنُهُ عبدُ الله الفيصل ألزَمَهُ بقضاءِ الرِّياض فانتقل إلى الرِّياض، وباشره، وجلس للتدريس، وانتفع به خلقٌ كثيرٌ حتَّى عُدَّ مَنْ وَلِيّ القضاءَ من تلامذتِهِ فبلغوا أربعينَ قاضيًا، وممن أخذَ عنه الشيخُ عبد الله بنُ عبدِ اللطيف، والشيخُ محمدٌ بنُ عبدِ اللطيف، والشيخُ إبراهيم بنُ عبدِ اللطيف، والشيخُ عبد الرَّحمن بنُ عبدِ اللطيف، والشيخُ عمرُ بنُ عبدِ اللطيف، والشيخُ حسينُ بن حسنٍ، والشيخُ عبدُ الله بنُ حسن، والشيخُ حسنٌ بنُ عبد الله، والشيخُ حمد بنُ حسين، والشيخُ صالحٌ بنُ عبدِ العزيز، وعبد الحميد بنُ الشيخ محمدٍ، والشيخُ عبدُ العزيز بنُ عبدِ الوَهَّاب، والشيخُ عبد العزيز بنُ الشيخ حمد، والشيخُ عبد العزيز بنُ بشر، والشيخُ عبدُ الله بنُ مسلم، والشيخُ ابنُ دُرَيْهم، والشيخُ
عبد الله الحجازي، والشيخُ عبد العزيز راعي ملهم، وابنه الشيخ ناصر، والشيخ عبد الله بنُ فيصل، والشيخُ محمدٌ بن عياف، والشيخ محمدٌ بن فيصل، والشيخ عبد الله السياري، والشيخ أبو عوف، والشيخُ عبد الله العنقري، والشيخُ عَبدُ الله بنُ زاحم، والشيخ محمدٌ بنُ حمد، والشيخ مبارك بن باز، والشيخُ عبد الله بنُ سعد بنِ محمود، والشيخُ عبدُ الله بنُ عتيق، والشيخُ عبد الله بنُ جريس، والشيخُ سعدُ الخرجي، ومن أهل حائل الشيخ يعقوب بن محمد، والشيخُ صالحٌ السالم، والشيخُ عبد العزيز المرشدي، وغيرهم، وانفرد في علم الفِقْه، وشارك في غيره من الحديث، والتفسير، والنحو، وصَنَّفَ في النَّحو كتابًا سمَّاه "الرحيق المسلوف في اختلافِ الأدواتِ والحروف"، على حروف المعجم. انتهى فيه إلى الضَّاد، وماتَ قبل إتمامه، وكانَ يحفظُ "المنتقى" وكَتَبَهُ بخطَّه، وكان له نصيبٌ وافرٌ من التهجُّد، والعبادة، والأوراد، وكان لا يقبلُ الزَّكاة لاعتقاده أنَّها لا تحل له، وكان متواضعًا، قويا في دينه رحمه الله، وتوفي في سَنَة ثلاث وثلاثين وثلاث مئة وألف، ورثاهُ ابنُهُ عُمر بقصيدة مَطْلَعُها:
الموتُ حَتْمٌ ليسَ منه مفزع
…
عدلٌ علينا ليسَ منه مَجْزَع
وماتَ عن عمرٍ يبلُغُ ثلاثًا وثمانين سَنة، وأعقبَ ثلاثةَ أولاد عبد الله، وعمرَ وعلي رحمه الله رحمةً واسعة.
2936 - (ت 1335 هـ): الشيخُ إبراهيم بنُ عيسى الشتري
.
ذكره في "شذا الند" وقال: توفي سنة خمس وثلاثين وثلاث مئة وألف.
2937 - (ت 1336 هـ): أحمدُ بنُ عبدِ الله العجيري النَّجْدِيُّ، الحَنْبَليُّ
.
ذكره الشيخُ سليمانُ بنُ حمدانَ فيما رأيْتُهُ بخطِّه فقال: هو من أهْلِ الحوطة، وتولَّى القضاءَ بالحوطة المذكورة نحو خمسين سَنَةً، قرأ على الشيخ عبد اللطيف بنِ عبدِ الرَّحمن بنِ حسن، وأكثر، وعلى الشيخ عبد الرَّحمن بنِ والد عبد اللطيف في التوحيد، واجتمع بالشيخ عبدِ الله أبا بطين في الرِّياض مرارًا، وقرأ على الشيخ إبراهيم بنِ سيف، وقرأ عليه عِدَّةٌ منهم الشيخُ محمدٌ بنُ عبدِ اللطيف، وقدِمَ عليه في الحوطة، وقرأ عليه الشيخُ عبدُ الله السياري، وتوفي سنة ستًّ وثلاثين وثلاث مئة وألف في شهر ربيع الأوَّل. انتهى.
2938 - (ت 1336 هـ): الشيخُ صالح بن قرناس بن عبد الرحمن النَّجْدي، الحنبليُّ
.
ذكره العلَّامة الشيخ سُليمان بن حَمدان فيما قرأته بخطِهِ وقال: هو من أهل الرَّس من قبيلةِ آل حصنان، ويلتحقُ نَسَبُهم بالعجمان، ولد في بلد الرَّس قرية من قرى القَصِيم، فتعلَّم القرآن وحَفِظَه، ثم سافرَ في طلبِ العلم إِلى الرِّياض، فأخذ عن عُلمائها، وتأهَّل للقضاءِ، فولي قضاءَ بلدِهِ الرَّس، ثم قضاءَ بُرَيْدَة في ولاية آل رَشِيد، ثم في ولاية الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فَيْصل، وتولَّى قضاءَ عُنَيْزَة مرَّتين، مرة كانت تولِيَتُه من قِبَل أميرِها زَامل بن سليم، ومرةً كانت توليتُه من قِبَلَ محمد بن رشيد حين تولِّيه نجدًا، وتوفي في حدود سنة أربعين وثلاث مئة وألف، وله من الولدِ اثنان محمد وعبد الله، هكذا ذكر لي الشيخُ عبد الله بن بليهد. انتهى.
والصحيح أن وفاته سنة ستٍ وثلاثين وثلاث مئة وألف، في شهرِ ذي الحجة، يوم الاثنين منه، كما أَرَّخه به محمد بن عبد العزيز الرشيد الرَّسي.
2939 - (ت 1336 هـ): الشيخُ إبراهيمُ بنُ عبدِ الملك
.
ذكره في "شذا الند" وقال: إنَّه توفيَ سَنَة ستًّ وثلاثين وثلاث مئة وألف.
2940 - (ت 1336 هـ): موسى بنُ عيسى بنِ عبدِ الله صوفان بنِ عيسى القدوميُّ، النَّابُلُسيُّ، الحَنْبَليُّ
.
ذكره ابنُ الشَّطي في "مختصره"
(1)
وقال: هوَ الشيخُ العالِمُ، العَلَّامَةُ المحققُ، المدقِّق الفَهَّامَةُ، المفسرُ المحدِّثُ، الأُصولي النَّحويُّ، المتفنِّنُ.
ولد سنة خمس وستين ومئتين وألف، ورحل في طلب العلم إلى دِمَشْقَ فأخذ الفِقْهَ، والفرائض، والتوحيد، عن الشيخ محمد الشطي وأخيه أحمد، والتفسيرَ، والحديثَ، والنحوَ، والصرفَ، والمنطقَ، عن محمد أفندي المنيني، والشيخ سليم العَطَّار، والشيخ بكري العَطَّار، وكتبوا له إجازاتٍ حافلةً سَنَةَ تسعٍ
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 215.
وثمانين ومئتين وألف، ونظم له الشيخ عبدُ السَّلام الشطي الإجازَةَ الشَّطَّيَّة، وقال فيها:
مُحَصِّلُ المَنْطُوقِ والمفهوم
…
موسى بنُ عيسى الحنبلي القدومي
ثم عاد إلى وَطَنِهِ، وسَكَن مدينة نَابُلُس، فشارَكَ ابنَ عمِّهِ الشيخ عبدَ الله المتقدم في التدريس بمدرسةِ الجامِعِ الصَّلاحي الكبير، ولما هَاجَرَ عبدُ الله المذكور إلى الحجاز انفردَ المترجَمُ بالتدريس في نابُلُس فأفاد وأَجاد، وقصدته الطلَّابُ والوُرَّادُ، وعَمَّ النفعُ به في الدِّيار النابُلُسِيَّة، وكان يقرئ في فنونِ شَتَّى، وفي سنة إحدى وثلاثين وثلاث مئة وألف وجه عليه من الدولة العُثمانِيَّةِ رتبة أزمير، ولم تزلْ تلكَ المدرسةُ قائمةً به حتى أصبحت خاوية على عروشها بإعلان السفر البري في الدولة المذكورة سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة وألف، ثم ما زال صاحبُ الترجَمَةِ على طريقتِهِ المُثْلَى إلى أنْ توفيَ ليلةَ عيدِ الفِطْرِ سَنَةَ سِتٍّ وثلاثين وثلاث مئة وألف عن إحدى وسبعينَ سَنَة، وصُلِّي عليه بمشهد حافل، ودُفِنَ قريبًا من السفاريني، ورثاه تلميذُه أحمدُ البسطامي وغيرُه. انتهى ملخصًا من ترجمةٍ طويلةٍ.
2941 - (ت 1337 هـ): محمدٌ بنُ عبدِ الله بنِ مانع النَّجْدي، الحنبلي، العالم الجليلُ، العَلَّامَةُ الزاخرُ، الفقيهُ، الفرضيُّ، النحويُّ، الأديب، الأوحدُ
.
أخذَ العلمَ عن عِدَّةِ مشايخ في نجد، منهم والدُهُ الشيخُ عبد الله بن مانع، ومنهم الشيخ علي أبو وادي، والشيخ صالح بن عُثْمَان القاضي بعنيزة، ومحمد أمين الشنقيطي الوارد على عنيزة وغيرهم، وتوفيَ سنة سبعٍ وثلاثين وثلاث مئة وألف.
2942 - (ت 1337 هـ): الشيخ شكر بنُ حسين المقرئ، الحنبلي، النجدي
.
قال في "زهر الخمائل": هو من أهالي مَوْقِقَ القرية المعروفة قبلة غربًا عن حائل، ولد بها سَنَة اثنتين وسبعين ومئتين وألف، ولما كَبِر جَاءَ إلى حائل فقرأ بها القرآن على علمائها، ولما أتقنه فتح مدرسة كبرى لتعليم "القرآن"، وتخرج
منها أكثر أهالي حائل، قرأتُ عليه في صِغَري عام سبع وثلاثين وثلاث مئة وألف. ومات في آخرها فأتْمَمْتُه على أخيه لأمِّه علي بنِ محمدٍ الشامي أخذ العلم عن الشيخ صالح السالم وغيره، كان ذا فهم حادٍّ، وله جَلَدٌ على المطالعة والكتابة، وكان خَطُّهُ حسنًا جميلًا، كتب "المدهش" لابن الجوزي مُشَكَّلًا، وكتب "آداب المشي إلى الصَّلاة" للشيخ محمد بن عبد الوَهَّاب مُشَكَّلًا أيضًا، وقد رأيتُ "الآداب" بخطه عند بعض الإخوان، وكان زاهدًا، فاضلًا، محبًّا للسُّنَّة وأهلِها رحمه الله. انتهى.
2943 - (ت 1337 هـ): الشيخُ عبد العزيز بنُ صالح النزهة، النجديُّ، الحنبليُّ
.
قال في "زهر الخمائل": يلقب مبرك. ولدَ سنة أربع وستين ومئتين وألف، قرأ وتعلَّم بحائل، وكانَ حافظًا، مجودًا، وكانَ إمامًا لمسجد لبدة القبلي، حسنَ الصَّوْتِ بالقرآن، خفيفَ التلاوة، عذبَ اللَّفْظ، جميلَ الأداء، ماتَ بالمرض العام سَنَةَ سبعٍ وثلاثين وثلاث مئة وألف، أخذ عنه القرآن أكثر أهالي قيد القرية المعروفة جنوب حائل تبعد عنها مسافة عشر ساعات للماشي. انتهى.
2944 - (ت 1337 هـ): عمرُ بنُ محمدٍ بنِ حسنٍ الشَّطِّيُّ، الحَنْبَلِيُّ، الدِّمَشْقي
.
ذكره ابنُهُ محمد جميل الشَّطِّيُّ في "مختصره"
(1)
وقال: هو الشَّيْخُ العالمُ، الفقيهُ الفَرَضيُّ، الحاسبُ الكاتبُ، الأوحدُ.
تقدمت تَرْجَمَةُ أبيه وجَدِّه، ولد هو في عاشر جمادى الأوْلى سَنَة ثمانٍ وسبعين ومئتين وألف، ونشأ في حجر أبيه وعمه، وقرأ القرآن على الشيخ خليل الدبسي، وأخذ الخط عن سليم أفندي، وتَلَقَّى مَبَادِئ العلومِ عن محمد أفندي المرعشي، والشيخ رشيد سنان، وحضر دروسَ والِدهُ وعمِّه في الفِقْه، والفرائض وغير ذلك، وقرأ على الشيخِ العلَّامةِ عَمرَ العَطَّارِ، وكتبَ له إجازَة سَنَةَ ثمانٍ
(1)
مختصر طبقات الحنابلة: 216.
وثلاث مئة وألف، ولازَمَ دروسَ العَلَّامَةِ الشيخ سليم العَطَّار، ثم دروس بكري العَطَّار، ثم لازَم الشيخ الفقيه راغبَ السادات، وحصل على إجازتهما، وبرع في الفقه، والفرائضِ، والحسابِ، والمساحةِ، علمًا، وعملًا، ودرَّس فيها، ووجهت إليه إمامة جامع الخريزانية، ثم في محكمة البزورية، ثم نقل إلى الكتابة في محكمة الباب من محاكم دمشق الشرعية، فبقي مُدَّةً طويلةً كان فيها عمدةً في عملِ المناسَخَات، وقسمة الأملاك، والمياه، وغير ذلك، وحُمِدَت سيرتُه، ثم وَلِيَ رئاسَةَ الكُتَّاب في محكمة البزورية، ثم صارَ مفتيًا، ومدرسًا في حَوْرَان على أنْ يؤديَ وظيفَتَهُ في إمامة الفَتْوَى، فبقيَ على ذلكَ إلى آخر الحكومة التركية، ولم يزلْ على حالتهِ المَرْضية حتى توفيَ ليلةَ الثلاثاء، رابع شعبانَ سنةَ سبعٍ وثلاثين وثلاث مئة وألف، وصُلِّيَ عليه بالجامع الأُمَوِيِّ بمشهد عظيمٍ، ودُفِنَ في التربة الذَّهَبيَّة قريبًا من والده وعمِّه. انتهى ملخصًا من ترجمةٍ طويلةٍ جدًا.
2945 - (ت 1337 هـ): الشيخُ عبدُ الله بنُ مرعي، النَّجْدي، الحَنْبَلي
.
قال في "زهر الخمائل": تولَّى القضاءَ بحائل بعد وفاة الشيخ المرشدي، لم أقف على ولادته، ولا على أوَّل قراءتِهِ، أمَّا أخرها فقيل: إنها بحائل، كانَ مُدَرِّسًا للقرآن بحائل قبل أنْ يتولَّى القضاءَ، وتدريسه جَيِّدٌ جدًّا، أمَّا أحكامه في القضاء ففيها بعض التضارب والتساهل حتَّى كانَ يفخر بقبول الرِّشْوة، ثم عزل عن القضاءِ فتفرَّغَ للعبادة، وقراءة القرآن وذلك سنة أربع وعشرين وثلاث مئة وألف، ولمَّا تولى الإمارة أوْلَادُ حمود سلطان وسعود اختاروا للقضاء الشيخَ صالحًا السالمَ كما تقدَّم في ترجمته، ولمَّا توفي الشيخُ صالحُ تولى القضاءَ بعده الشيخُ عبدُ الله بنُ مسلم، ثم أُعيدَ الشيخُ بن مرعي إلى القضاء سَنَةَ ستٍّ وثلاثين وثلاث مئة وألف، وكانت ولايَتُه الأخيرةُ أحسنَ من الأولى بكثير، وكانت خاتمة عمله، فقد كان مثالًا للورع، والعِفَّة، والعدل، وكان يقومُ الليل يقرأ فيه القرآن حتَّى توفيَ سَنَةَ سبعٍ وثلاثين وثلاث مئة وألف. انتهى ملخصًا.
2946 - (ت 1337 هـ): عبدُ الرَّحمنِ بنُ ناصر الشاعر، النَّجديُّ، الحَنْبَليُّ
.
قال في "زهر الخمائل": ولدَ سَنَةَ ثلاثٍ وستين ومئتين وألف، وقرأ،
وتعلَّم بحائل، كان حافظًا مُجَوِّدًا يقرأ بخفةٍ نادرةٍ لا يتكلفُ، ولا يسأم، مات سَنَةَ سبعٍ وثلاثين وثلاث مئة وألف. انتهى.
2947 - (ت 1337 هـ): الشيخُ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عُبَيد بنِ عبدِ المحسن آل عبيد النَّجْدِيُّ، القَصِيْمِيُّ البُرْدِيُّ، الحَنْبَلِي، الشَّابُّ، التقيُّ، النقيُّ، الوَرع، الزَّاهِدُ، الذكيُّ، الألْمَعِيُّ، الأَوْحَدُ، المنفردُ النظيرِ
.
ولدَ في بلد بُرَيْدَة عاصمةِ القصيم، ونشأ بها في حِجْرِ والده، وقرأ القرآن على الشيخ المقرئ بها عبدِ الله بنِ معارك، فحفظ القرآن العظيم، ثم انبعثتْ هِمَّتُه إلى طلبِ العِلمِ بمساعدةِ وتشجيعِ والِدِهِ المرحومِ عبَيْدِ العبد المحسن، فأخذ في طلبِ العِلْمِ على علماءِ نَجد، ومن أجَلهم الشيخُ عبدُ الله بنُ محمدٍ آل سليم، وأخوهُ الشيخ عمرُ بنُ محمدٍ آل سليم، ولازَمَ الأخيرَ ملازَمةً تامَّةً حتَّى كان لا يفارِقُهُ سفرًا وحضرًا، وكان من أخصِّ تَلامِذَتِهِ، وكان رفيقي في القراءة عليهما، وكان حسنَ الصَّوتِ، سريعَ القراءةِ جدًا، حديدَ الفَهْمِ، أدركَ في زمنٍ قصيرٍ ما لا يدرِكهُ غيرُه في الزَّمَنِ الطَّويلِ باعد بينهما فكانت له اليدُ الطُّوْلى في الفقه، والفرائض، والنحو، وغير ذلك، وشارك في عِدَّةِ فنونٍ، وكانَ ذا عبادَةٍ وزهدٍ، وورعٍ، وإعراضٍ عن الدنيا، قد كفاهُ مَؤنَتَها والِدُه المذكور ففرَّغَه لطلبِ العلمِ، وبَذَلَ ماله لما يحتاجُه من شراءِ الكتبِ الثَّمينةِ، ومواساةِ زملائِهِ المُعْوِزِيْن من الطلبة، وكان محببًا إلى النَّاسِ جميعًا العَامِّ والخاصِّ، وكان ليِّنَ الجانِبِ، حلوَ المفاكَهَةِ، يكادُ يسيلُ رِقَّةً إلَّا إذا رأى انتهاكَ محارمِ الله فإنَّهُ يثورُ ويغضبُ كما يغضبُ النمر إذا حَرِبَ، وكان يقضي أوقَاتَهُ كلَّها في عبادةٍ أو قراءَةٍ أو مُطالعةٍ في جميع نهاره وأكثر أوقاتِ ليله، حتَّى إنَّه يقرأ القرآن وهو يمشي في السُّوق ذاهبًا إلى المسجِدِ أو راجعًا، لا يفتر لسانُه عن الذكر والتلاوة، واخترمَتْهُ المنيَّةُ وهو شابٌّ ولم يَتَزَوَّجْ، ولو عَاشَ لكانَ آَيةً في عصْرِهِ، ولكنَّهُ سافَرَ مع شيخه عمرَ بنِ محمدٍ آل سليم الآنف الذكر إلى بلدة الأرطاوية هجرة الإخوان البدو بأمر جلالة الملك عبد العزيز بنِ عبد الرَّحمن آل فيصل لتعليم أهل تلك البلد أحكام دينهم، وبث العلم فيهم، فصادَفَ الطَّاعُون العام، فماتَ بها وذلك سنة سبعٍ وثلاثين وثلاث مئة وألف رحمه الله، وأتانا نَعْيُهُ فاشتدَّ أسَفُ النَّاسِ
عليه، وقد بلغ من العمر ثلاثين سنة تقريبًا وله كتاباتٌ حسنةٌ، وفتاوى مُسَدَّدَةٌ، وقلَمُهُ مضبوطٌ نيِّرٌ، وبالجملةِ فمناقِبهُ أكثرُ من أنْ تُحصَرَ رحمه الله.
2948 - (ت 1338 هـ): الشيخُ حسنٌ بنُ حسين بنِ علي بنِ حسين بنِ محمدٍ بنِ عبد الوَهَّاب، النَّجْدِيُّ، الحَنْبَليُّ
.
ذكره الشيخُ سليمانُ بنُ حمدان فيما وَجَدْتُه بخطه فقال: هو العالمُ الفاضلُ، الجليلُ التقيُّ، النقيُّ الوَرعُ، الزاهدُ ذو الفضائلِ الكثيرةِ، والمناقبِ الشَّهيرةِ، ولد سنة ست وستين ومئتين وألف، فنشأ أحسنَ نَشْأةٍ، فقرأ القرآن حتى أَتقنه على ظهر قلبهِ، واشتغل بطلب العلم من صغره فأخذ عن جملةٍ من العلماء الأجِلَّاء علمَ التَّوْحيد، والفِقْه، وغيرهما من علومِ السُّنَّة، فمن أجلَّ مشايخِه الذينَ أخذَ عنهم العَلَّامَةُ المحققُ، والفَهَّامَةُ المدقِّقُ، عبدُ الرَّحمن بنُ حسن، وابنُهُ عبدُ اللَّطيف، والشيخُ عبد الله أبا بطين، والشيخُ حمد بنُ عتيق، وغيرهم ممن يطول ذكرهم، ولازم الطلب، وأكَبَّ على المطالعة حتَّى فاقَ على أقرانِهِ فوَلَّاهُ محمدٌ بنُ رشيد في ولايته على نجد قضاءَ الأفلاج، ثم نقله إلى المجمعة، فولَّاهُ القضاءَ بها وكافَّةَ قرى سُدَيْر، ثم وَلَّاهُ القضاءَ في بلدِ الرِّياض، وكان رحمه الله صَدَّاعًا بالحق لا تأخُذُهُ في اللهِ لومَةُ لائمٍ، أمَّارًا بالمعروف، قويًا في أمر الله، عليه هيبةٌ، وسكينةٌ، ووقارٌ، ليس بالطويل ولا بالقصير، نحيفُ الجسم، منورُ الشَّيْبَة، يَخْضِبُ بشيء من الصفرة، تخرَّج به جُمْلَةٌ من الأفاضل منهم ابناه الشيخ عبد الله بن حسن، وأخوه الشيخ حسين بن حسن، وشيخنا عبد الله العنقري، والشيخ عبد الله بن بليهد، والشيخ عمرُ بنُ سليم، والشيخ عبدُ العزيز بنُ حمد بنِ عتيق، وأخوه عبدُ اللَّطيف بنُ حمد بنِ عتيق وغيرهم ممن يطول ذكرُهم، وله رسائلُ وأجوبةٌ على مسائل لم تجمع، وله نظمٌ رائقٌ، وتوفي في ذي القعدة سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاث مئة وألف، وله من العمر اثنتان وسبعون سنة، وصُلَّي عليه بعد العصر في جامع الرِّياض، وأمَّ الناسَ بالصلاة عليه شيخُنا حمد بنُ فارس، وشَيَّعَهُ خلقٌ كثيرٌ من الأعيان، والعُلَماء، ودُفِنَ في مقبرة العود، وحَضَرْتُ دَفْنَهُ والصَّلاةَ عليه رحمه الله انتهى. وتأتي ترجمة ابنِهِ عبد الله سنة ثمانٍ وسبعين وثلاث مئة وألف.
2949 - (ت 1338 هـ): الشيخُ سليمانُ بنُ محمدِ الدهيشيُّ، الحَنْبَليُّ، النجديُّ
.
قال في "زهر الخمائل": هو من أهالي القصيم أخذ عن عِدَّة مشيخة بنجد، ثم انتقل إلى حائل، وكان واعظًا يحفظَ كثيرًا من الأحاديث، طَوَّافًا في القرى والضَّوَاحي، يدعو إلى الله، ويرشد إليه، وكان حكيما تأخُذُ موعِظَتُه بالقلوب، وهدى اللهُ به خلقًا كثيرًا، مات سنة ثمان وثلاثين وثلاث مئة وألف. انتهى.
2950 - (ت 1338 هـ): محسنُ بنُ بنيان الحنبلي، النجدي
.
قال في "زهر الخمائل": كانَ حافظًا، ومُجَوِّدًا، وله صوتٌ حسنٌ بالقرآن، وكانَ ضريرًا، تولَّى جبايةَ الزَّكاةِ لآل رشد بالأفلاج، وكان صافيَ الذِّهن لا ينسى شيئًا مهما تباعد زمَنهُ، ماتَ سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاث مئة وألف. انتهى.
2951 - (ت 1338 هـ): الشيخ عبد الله بن محمد بن راشد بن جلعود العنزي النجدي الحنبلي
.
ذكره العلامة الشيخ سليمان بن حمدان فيما وجدته بخطه فقال: هو العالم الفاضل الفقيه الفرضي، وكان مَقَرُّ آبائِهِ في بلد القصب إحدى قرى الوشم، ثم إنَّ والدَ الشيخ انتقلَ إلى بلدِ الرَّوْضَة إحدى قرى سُدَيْر فاستوطنها، ثم انتقل الشيخُ بعدَ مدَّةِ من الرَّوْضَة إلى بلد الرِّياض، وكانت له اليَدُ الطُوْلى في علمِ الفرائِضِ، وانتفعَ بهِ خلقٌ كثيرٌ فيها، وتوفيَ سَنَةَ ثمانٍ وثلاثين وثلاث مئة وألف. انتهى.
2952 - (ت 1338 هـ): الشيخُ إبراهيمُ بنُ حمد بنِ جاسرِ النَّجْديُّ
، القصيميُّ، البردي، الحَنْبَليُّ، الفقيهُ، القاضِي، العالمُ العَلَّامة، المحقِّقُ المدقِّقُ، الفَهَّامةُ العمدةُ، القدوةُ الأوحدُ، المنفردُ الفذُّ، حاملُ رايةِ العلمِ، وقائدُ حَلَبةِ الفقه والفهم، المحدِّثُ النِّحريرُ، الفقيهُ الذي ليس لهُ في عصرِهِ نظير، الواعظُ الوَرعُ، الزاهدُ المثال الأعلى لكلِّ فضيلة، المتجنب لكل رذيلة.
ولد في بلد بُرَيْدَة، ونَشأَ بها في حجر والده، ثم قرأ "القرآن" فحفظه
وأتْقَنَه على ظهرِ قلبه، ثم انبعثت همتُّه إلى طلبِ العلم، فأخذ عن علمائِها في ذلك العصر، ثم رحل في طلب العِلْم إلى دمشقَ، ومصر، والعراق، ومكة، وأخذ بها عن الشيخ شعيب المكي وأحمد بن عيسى، وغير ذلك من البلدان، وبلغ الغَايَةَ القُصْوَى في جميعِ العلوم، ثم رجع إلى بُرَيْدَة وَمَعَهُ ثروةٌ كبيرةٌ من الكتبِ المخطوطة والمطبوعة، من الكتب الغريبة التي لا توجَدُ عند غيره، فأخذ في نشر العلم بها، وتخرج به عامَّةُ أهلها، وانتفعوا به انتفاعًا تامًّا، وأنجب تلامِذَةً علماءَ أَجِلَّاءَ فُضَلأَ، عُبَّادًا زُهَّادًا، وما ذلك إلَّا لحسن قصدِهِ، فإنَّ غالب علماءِ بُرَيْدَة اليوم من تلامذته، ووَليَ القضاءَ بِبُرَيْدَة وببلد عُنَيْزَة، وكانَ مشكورَ السيرة في القضاء لا يُحَابي أحدًا، وكان قَوَّالًا بالحق، أمَّارًا بالمعروف، نَهَّاءً عن المنكر، لا تأخُذُه في اللهِ لَوْمَةُ لائِم، وكانَ على جانبٍ عظيمٍ من الزُّهْدِ، والوَرَعِ، والعبادة، لا يستطيعُ أحدٌ أنْ يصفَ ما كانَ عليهِ من ذلكَ إلَّا مَنْ رآه، وَرأى ما هو عليه من ذلك، وكان سَخِيًّا جِدًا بحيثُ إنَّهُ يأتيه المال الكثير فلا تَغْرُبُ شمسُ يومه ذلك إلَّا وقد فَرَّقَهُ بينَ تلامِذَته، ومستحقِّيه لا يَدَّخِرُ لنفسه شيئًا من ذلك، وكان رُبَّما يأتيه الفقيرُ يسأَلُه فلا يَجِدُ ما يعطيه فيعطيه أحدَ ثيابِهِ إذا كان عليه ثوبان، ووجد يومًا فقيرًا في المسجد في الشِّتَاء في شدَّة البرد وهو يرتعش من البرد، فأعطاهُ عباءَتَه التي على ظهره، ورجع إلى بيته بدون عباءة، وكان محبًا للفقراء والمساكين، منبسطًا إليهم، واصلًا لهم، ليِّنَ الجانب جدًّا، لا يخلو بَيتُه يومًا من الفقراء، ولا يأكل طعامَهُ وحَده، بل يجتمع عليه من الخمسةِ إلى العشرين في كل وَجْبَة، ومع ذلك فإنَّهُ على كثرة ما يأتيه من الصَّدَقَات من البَصْرَة، والشام، ومصر، والعراق، والحجاز، وغيرها لما مات، مات مدينًا، فأخبرني أخوه عبدُ الله بنُ حمد الجاسر أنَّهُ مات مدينًا بمبلغ قدره ثمانية آلاف ريال، فبيعت بذلك بعضُ كتبه الملكية مع أنَّ أكثر كتبِهِ تهدى إليه موقوفةً عليه وبعده على طلبة العلم من تلامذته، فبيعت بعضُ الكتب الملكية المذكورة بمبلغٍ يزيد على الرَّقم المذكور، وأوفيَ دَينُه منها، وبقِي الباقي لم يُبَعْ بعد، وكان رحمه الله حادَّ الذهن جدًا، قوي الحافظة، إذا تكلم في مسألة ظنَّ السامعُ أنَّه لا يعرف غيرها، فإنَّه إذا أخذ في التقرير واسترسلَ في ذلك يقول السامع: إنَّه قد جمع الله له علوم الأَوَّلين والآخرين بين عينيه يأخذ ما شاء، ويدع ما شاء،
وامتاز في معرفة فنون الحديث، والتفسيرِ، والفِقْه، والأصول، مع مشاركته في غيرها من الفُنون، وبالجملة فهي الوحيد الذي لم تَرَ عيني مثَلَه، بل لم يَرَ هُوَ مثلَ نفسِهِ علمًا وعملًا، وزهدًا وورعًا، وصَدْعًا بالحق، ولو أردتُ جمعَ سيرتِهِ مما شاهدتُه وسمعتُه لملأتُ مُجلَّدًا كبيرًا، وكان رحمه الله سريعَ الدَّمْعَةِ، غزيرَها، لا يستطيعُ الوَعْظَ من البكاءِ، وكانَ القارئَ عليه في أوقاتِ الوَعْظِ بعد العصر وبين العشاءين على عادة أهل نجد بتخصيص هذه الأوقاتِ لوعظ العَامَّة الشيخُ صالحٌ بنُ ناصر بنِ سيف في مسجد والده الشيخ ناصر بنِ سيف، فإذا مَرَّ القارئُ المذكورُ بآيةٍ أو حديثٍ فيه تخويفٌ أو رجاءٌ أخَذَ في البكاء، والنحيب، بحيث يقطع القارئ المذكور قراءته خشيةَ أنْ يُغْمَى عليه حتى يهدأ رحمه الله، وبالجملة فقد كان فريدَ عصرِهِ، ووحيدَ دهره، ومع هذا فقد ابتُلِيَ، وامتُحِنَ، وأوذِيَ، ولم يمنعه ذلك عنِ القيام بواجبِ العِلْم من الصَّدْعِ بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتَّى تَوفَّاهُ اللهُ تعالى، وله رسائلُ، وكتاباتٌ كثيرةٌ في غاية التحقيقِ، ولقد رأيتُ له على كتاب "شرح دليل الطالب" للتغلبي كتاباتٍ، فقد ملأَ حواشيه بقلمه النيِّرِ المضبوطِ بالتحقيقاتِ المهمَّةِ التي لا يستطيع كتابتها غيرُه من ترجيحِ القول الأسعد بالدليل، غيرَ عابئ بما خالفه من أقوال الفقهاء، مما يدل على أنَّهُ لا يأخذ إلَّا بما صَحَّ عِنْدَه دليلُه من كتاب أو سُنَّة، وعلى اطلاعه الواسع على أدِلَّة المجتهدين رحمه الله، وقد جمعَ رحمه الله من الكتبِ النَّافِعَة النَّادِرَة ما لم يَجْمَعْهُ عالمٌ قبله في تلك البلد فيما علمت، انتقلَ رحمه الله من وطنه بُرَيْدَة إلى حائل فتلقاه أهلُها وأميرُها بالإكرام، وجَلَسَ مُدَّةً يسيرةً، ثم انتقل إلى بلد الكويت فتلقاه أهلها وأميرُها مباركٌ الصباح بالإكرام أيضًا، وكان مريضًا فطلب الأمير مبارك الصباح له الطبيبَ الموجودَ هناك، وكانَ نَصْرَانيًا فأحضره لعلاجهِ فعَلِمَ الشَّيْخُ أنَّهُ نصراني فامتنعَ الشيخ من ذلك، وقال: لستم في حلًّ من إدخاله علي فوافاه حِمَامهُ هناكَ فصُلَّي عليه، وشُيِّعَ بحفلٍ يفوقُ الوَصْفَ كثرةً، ودُفِنَ بالكويت وتأسَّف الناسُ عليه ورثي بمراثٍ كثيرةٍ لا يسعُ المقامُ ذكرَها، وذلك في سَنَةِ ثمانٍ وثلاثين وثلاث مئة وألف رحمه الله وعفا عنه.
2953 - (ت 1339 هـ): الشيخُ ناصر السَّعد الهُوَيد النَّجْديُّ، الحنبليُّ
.
قال في "زهر الخمائل": هو من أهالي الرَّوضَة، البلد المعروف تبعُدُ عن حائل مسافةَ يومٍ للماشي قبلةً جنوبًا، أخذ القرآن عن المقرئ الشيخ مُبارك بن عوَّاد في حائل، وأخذ العلمَ عن الشيخ صالح السَّالم، قرأ عليه كثيرًا من المتون، والكُتبِ والشُّروح، ولَازَمه، وانتفعَ به، وكان حسنَ الخطِّ جدًا، كتب بقلمِهِ كثيرًا من رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهَّاب، ودرَّس وأفتى في بلد الرَّوْضَةِ مدةً لا تَقِلُّ عن خمسة عشر عامًا، وأخذَ عنه العلمَ كلُّ من هنالك من الإخوان، وبركةُ علمه إلى الآن، موجودةٌ عليهم في تلك القرى، كان قاضيًا لجميعِ القُرى الجنوبيةِ عن حائلٍ المسمَّاةِ بقُرى رمان،، وقضاؤه لم يكن رسميًا، بل هو باختيار الأهالي ورِضَاهُمُ به، كان رحمه الله واعظًا مُجِيدًا، يستمدُّ من عنايةٍ ربَّانية، يُورد الآياتِ والأحاديث كأنها رأي عَيْنٍ، ويقتدي بأَحوالِ الزُّهَّاد والصَّالحين من السَّلف، ويحفَظُ سيرهم وأحوَالهُم، وكثيرًا ما يستشهد من زُهدِيَّات أبي العَتَاهِيَةِ، وكان إذا أخذ في الوعظِ لا يحبُّ سامِعُهُ أن يسكتَ، لا يَتَلعْثمُ، ولا تنسدُّ عنه المسالكُ، يخرُجُ من موضوع إلى آخر بأسلوب رقيقٍ أخَّاذٍ، لا يجلِسُ في مكان إلا وترى فيه الهَيْبةَ والخشوعَ، وكان قُدوةً حسنةً لتلامِيذِهِ وإخوانِهِ، وأهل محلَّتِهِ، وكان محبوبًا مُعظَّمًا، وداعيًا حكيمًا، شديدَ الحبِّ في الله والبُغض فيه، ابتليَ في آخر حياته بالدُّخول بين ابن رشيد وابن سُعود، فقتل في الرَّوْضَةِ صبرًا، سنةَ تسع وثلاثين وثلاث مئة وألف. انتهى.
2954 - (ت 1339 هـ): الشيخُ عبد الله بن الشيخ عبد اللَّطيف بن الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ حسن بن الشيخ الكبير شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهَّاب
، النَّجديُّ، الحنبليُّ، العالمُ العلَّامة، البحر الزَّاخِر الذي لا يُلْحَقُ له قرارٌ، شيخُ الإسلام والمسلمين، ومَرْجِعُ فِرَقِ الموحِّدين، وقائد أهل هذه الدَّعوة أجمعين، النَّجيبُ الأرِيبُ، العالمُ الأديبُ، الفَطِنُ النَّبيهُ، المحدِّثُ، المفسِّرُ، الفقيهُ.
ولد في بلد الرِّياض، ونشأ بها نشأةً حسنةً على أكمل تربيةٍ، وأحسنِ أدبٍ، وحفظِ القرآن عن ظهر قلبِهِ، ثم أخذَ في طلبِ العلمِ، فقرأ على والدِهِ الشَيخ عبد اللَّطيف، وعلى جدِّه الشيخ عبد الرحمن بن حسن، ورَحَل إلى
الأفلاج للقراءةِ على الشيخِ حَمَد بن عَتِيق، فقرأ عليه، وقرأ على غيرهم من علماء نَجْد البارِزينَ، فمَهَر في الفقهِ والفرائضِ، والحديثِ، والتفسيرِ، وشارك في غيرِها، وظهرَ أمرُه، ونَبُلَ قَدْرُه، وبَعُدَ صِيْتُه حتى صار مَرجِعَ جميعِ أهل نَجْدٍ في الأصول والفُروعِ، والتَّوحيدِ، وغيرِ ذلك من العُلوم، ورحل إليه الطَّلبةُ من شتى البُلدان، ونعم الشيخ كان علمًا وعملًا وكرمًا وأدبًا، وعقلًا وخُلقًا، وبِرًا ووَرَعًا، وزُهدًا وتقشفًا، وتواضُعًا وعُزوفًا عن الدُّنيا، وانجماعًا عن الناس، وصيانةً وديانةً، وكان يُضرب به المثلُ في كل ذلك، ولو أردنا ذكرَ بعضِ سيرَته رحمه الله لأفردنا ترجمَتهُ في مجلَّدٍ كبيرٍ، وكان رحمه الله مَهِيبًا وَقُورًا، قويًّا في دين الله، جَسُورًا لا تأخذُه في الحقَّ لومةُ لائمٍ، وكان لا يهابُ الملوكَ والعُظماءَ، أمَّارًا بالمعروف، نهَّاءً عن المنكر، صدَّاعًا بالحق، ذا هَيْبةٍ ووقارٍ، وإجلالٍ، لَيِّن الجانبِ، متوددًا إلى الناس كافةً على اختلافِ طبقاتِهِم، لا يَغضَبُ إلا لله، ولا ينتَصِرُ لنفسِهِ، وكان لا يخلُو بيتُه من عشرة أنفسٍ إلى خمسين نَفْسًا من الغُرباء الَّذِين يَفدون لطلبِ العلم، وكلُّهم يُطعِمُهم ويتفقَّدُ أحوالَهُم، ويقومُ بمصالِحِهِم بنفسهِ، وكأنَّهم جميعًا أبناؤه لصلبه، وتولَّى القضاءَ في بلد الرِّياض إلى حين وفاته، فقامَ به خيرَ قيام بسيرةٍ محمودةٍ هي المَثَلُ الأعلى للعَدْلِ والإنصافِ والأناةِ في الحكم، وتوخَّى الحقَّ والصَّوابَ، وكان جليسُه لا يملُّ حديثه، ويسبق من لقيَه بالسَّلام، ويعرِضُ نَفسه لقضاءِ الحاجات، قبل أن تُعرَضَ عليه، فيُبادِرُ في قضاءِها بمالهِ وجاهِهِ، وبالجملة فهو شيخُ الإسلام في عصره بلا منازِع، وفريدُ دهره بلا مُدافِع، وجميع علماء نجد اليوم، الذين يُرجع إليهم، تلامِذَتُه، وتوفي في عشري ربيع الأول، سنةَ تسع وثلاثينَ وثلاث مئة وألف، وافتجعَ الناسُ لموتِهِ، وصُلِّي عليه في جامع الرِّياض بحفل لا يُعهد لكثرتهِ نظيرٌ وحُملت جنازته، واغتصَّت الأسواقُ بالناس المشيِّعين له، ودُفن بمقبرة العود، انهالت التعازِي والمراثي إلى أبناء الشيخ من كلِ بلدٍ. رحمه الله وبارك في ذُرِّيته إنه على كل شيءٍ قديرٌ.
وأخبرني من أثقُ به أنه قد أحصي من تولَّى القضاءَ من تلامذَته فبلغوا ثمانين رجلًا، وذكر لي أنه وقع اختلافٌ بينه وبين رجلٍ يقال له: ابن عجيبان في مِلْكٍ هو وكيلَه، فترافَعَا إلى الشيخ سعد بن عتيق، فحكمَ الشيخُ سعدُ لابن
عجيبان المذكور، ثم كتب الشيخُ سعد إلى الشيخ عبد الله بالدَّليل على الحكم، فأجابه الشيخُ عبد الله: إنه قد ظهر لي ما ظَهَر لك قبل المرافعة، ولكن بصفتي وكيلًا، لا يَسعُني إلا المرافعة حتى يَعلَم أهلُ الحقَّ أني تركتُه بالحكم الشَّرعي، ولم أفرِّط أو أقصِّر، ثم أراد جلالةُ الملك أن يهدِّد ابن عجيبان على محاكمة الشيخ، فذهب الشيخُ إلى الملكِ، وقال له: إني أردتُ ذلك، وهذا هو الواجبُ لي وعليَّ، ولي الفخرُ بالرُّضوخ إلى أحكام الشرع، وليس في هذا نقصٌ، بل أرجو بذلك الثَّوابَ، لأن هذا ما ندعُو الناسَ إليه، فيجبُ علينا العمل به نحن أولًا.
وكان الملكُ عبد العزيز يَتَبَادلُ معه الزِّيارة في كل أُسبُوع، في يوم الخميس يَزُورُ الشيخُ جلالةَ الملك، وفي الخميس الثاني يزُورُه جلالةُ الملكِ، ويتبادلان الحديث، ويتشاوران، ويسأله جلالَتُه عما يُشكِلُ عليه من الأمور الدِّينيَّة، فرحمه الله رحمةً واسعةً.
وقال في "زهر الخمائل": إنه قَدِمَ حائل سنةَ سبعٍ وثلاث مئة وألف، وجَلَس فيها للتدريس، فأخذَ عنه العقائد والتَّوحيد، والحديث، والتفسيرَ، غالبُ علمائها، وانتفعوا به، ولَازَمُوه ملازمةً تامَّةً، ولا سيما علُماء لبدة، ومنهم الشيخُ صالح السَّالم، ثم غادَرَ حائل إلى الرِّياض، سنةَ ثمانٍ وثلاث مئة وألف.
2955 - (ت 1340 هـ): الشيخ عبد الله بن حمد بن عَتيق النَّجْديُّ، الحنبليُّ
.
ذكره الشيخُ سُلَيمان بن حمدان فيما قرأته بخطَّه النَّيِّر، فقال: قرأَ على أخيه الشيخ سَعْد، والشيخ عبد الله بن عبد اللَّطيف، والشيخ حَمَد بن فارس في النَّحْو، والشيخ محمد بن إبراهيم بن محمود في الفقه، وتولَى القضاءَ في بلد القطقط الهجرة المعروفة، وتوفي سنة أربعين وثلاث مئة وألف تقريبًا، وله من الولدِ أربعة أبناء ذكور: محمد، وعبد الرحمن، وحَمَد، وعبد العزيز. انتهى.
وذكره صاحب "شذا النَّد" وأرَّخ وفاتَهُ سنةَ اثنتين وأربعين وثلاث مئة وألف، ولعله الصحيح.
2956 - (ت 1340 هـ): الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد اللَّطيف، النَّجْدِيُّ، الحنبليُّ
.
ذكره الزِّركلي في "أعلامه"
(1)
نقلًا عن فرقة الإخوان الإسلامية فقال: هو من آل الشيخ محمد بن عبد الوهَّاب، فقيهٌ خطيبٌ من أهل نجد، مولِدُه ووفاتُه في بلد الرِّياض، كان مرجعَ سائر النجديين في أمور دِيْنهم، وشارك في سياسَتِهم، وحروبهم، وكان كريمًا داهيةً، تعلَّم بالمدينة ومِصْر، وتونس، وساحَ في مُراكش، وجنوب إسبانيا، والهند، والأفغان، وإيران، والعراق، وكان مع آل سُعود في هجرتهم إلى الكويت، له رسالة في "الاتباع وحظر الغُلو في الدِّين" طبع، توفي سنة أربعين وثلاث مئة وألف. انتهى.
2957 - (ت 1340 هـ): الشيخ محمد بن الشيخ صالح القدومي النَّابُلُسي، الحنبليُّ
، إمامُ مقام الحنابلة بمكة. كان يؤمُّ بالمقام الحنبلي، ويقرئُ الأطفال بمكة، من سنة عشرين وثلاث مئة وألف إلى حين وفاتِهِ، وكان محمودَ السيرةِ، وَرِعًا، عابدًا، زاهدًا، متقشفًا، متعفَّفًا كأسلافه، وتوفي سنة أربعين وثلاث مئة وألف.
2958 - (ت 1340 هـ): الشيخُ عثمان بن عبد الكريم العُبَيد النَّجْديُّ، الحنبليُّ
.
ذكره في "زهر الخمائل" وقال: لم أقف على وِلادتِهِ، قرأ القرآن بحائل، وتعلَّم بها على الشيخ صالح السَّالم، وغيره، وتولى القضاءَ بحائل في زمنِ سعود بن رشيد، سنة ثمانٍ وثلاثينَ وثلاث مئة وألف، وكان عادلًا، أمينًا، عفيفًا بكَّاءً وَرِعًا، زاهدًا، فقيهًا، يُحسن استخراجَ المسائل من مظانِّها، كما يُحسنُ تطبيقها على القضايا، ولم تَطُل مدةُ ولايته، فقد أعفي من القضاءِ لما دَخَلَ الملك عبدُ العزيز بن عبد الرحمن آل سعود البلادَ، سنةَ أربعين وثلاث مئة وألف، وعيَّن بَدَلَهُ الشيخ عبد الله الخَلَف، وتوفِّي الشيخُ عثمان بن عبد الكريم
(1)
الأعلام: 4/ 99، وفيه: عبد الله بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن، ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
بعد هذا التاريخ بقليل. انتهى.
2959 - (ت 1340 هـ): الشيخُ سليمان البحيح النَّجديُّ الحنبليُّ
.
قال في "زهر الخمائل": قرأ وتعلَّم في بلادِهِ، ثم قَدِم حائل في أيام سُعود بن رشيد، وكان ضرير البَصَرِ، ذكيًا، حافظًا للقرآنِ، وكان يحفظُ كتاب "التوحيد" للشيخ محمد بن عبد الوهَّاب، ويَحفظ "متن الأربعين النووية" مع بعض التعليقات عليها، وكان جوَّالًا في القرى والبوادي، يَعظ ويُرشِدُ، ويدعو إلى الله، وكان أسلوبه رقيقًا، مُبكيًا، هدى الله به أُناسًا كثيرينَ من البادية، والظاهر أنه مات سنةَ أربعين وثلاث مئة وألف. انتهى.
2960 - (ت 1341 هـ): الشيخ عبد الله بن مُسَلَّم - كمعظم - النجديُّ التميمي الحنبليُّ
.
ذكره الشيخ سُليمان بن حمدان فيما رأيته بخطِّه وقال: قال الشيخ عبد الله بن بليهد: إنه تميمي، وإنه قرأ على الشيخ محمد بن إبراهيم بن محمود في "مختصر المقنع" وغيرِهِ، حتى حصَلَ له إدراكٌ ومعرفةٌ تامةٌ في الفقه، وشاركَ في بقيةِ العلومِ، وكان مكفوفَ البصرِ، فلذا جعلَه الإمامُ عبد الله الفيصل إمامًا للنساء، ثم إن محمد بن رشيد نقله أيام وِلايَتِهِ على نجد إلى حائل، وقلَّده القضاءَ بها بعد وفاةِ الشيخ صالح بن سالم، واستمرَّ فيها إلى أن استولى عليها الإمام عبد العزيز آل سعود، فعاد إلى وطَنِهِ وهي الحُلوة، وتفقَّه به كلٌّ من الشيخ عبد الله صالح بن الخليفي، وسُليمان بن عَطِيَّة، وغيرهما، وتوفي سنة إحدى وأربعين وثلاث مئة وألف. انتهى.
وأخبرني بعض من له إلمامُ به أنه توفي ببلد الحُلوة.
وقال في "زهر الخمائل": هو من حَوْطة بني تميم، من بلدة الحُلوة من ضواحي الحَوْطة، قرأ القرآن، وتعلَّم العلمَ في بلادِهِ، ثم انتقل إلى حائل، وتولَّى القضاء بها في أمارة النبهان، وكان آيةً في فقه الحنابلةِ مع تحصيلٍ في سائر العُلوم، ثم عُزِل عن القضاء بعد مُضِيِّ سبع سنواتٍ، وعُيِّنَ بدلَهُ الشيخُ عبد الله بن مَرْعي، وذلك عامَ ستٍ وثلاثين وثلاث مئة وألف، ولما توفي الشيخ
ابن مَرْعي سنة سبعٍ وثلاثين أُعِيد الشيخُ عبد الله بن مُسَلَّم إلى القضاء، وذلك في أمارَةِ سُعود بن رشيد، وفي سنةَ ثمانٍ وثلاثين، قُتِل سعود ابن رَشيد وعُزِل الشيخُ ابن مُسَلَّم، وتَولَّى القضاءَ الشيخُ عثمان بن عبد الكريم العُبَيد، وبعدَ أن دخلَ الملك عبد العزيز بن سُعود حائل سنةَ أربعين وثلاث مئة وألف، أعفى الشيخَ عُثمان لكبرِ سِنَّهِ وضعفِ حواسِّه، وتولَّى القضاءَ الشيخُ عبد الله الخَلَف، وقد أمر الملكُ عبد العزيز على الشيخ ابن مُسَلَّم بالانتقال إلى بلده الحُلوة، فانتقلَ وماتَ هناك، بعد أشهرٍ من وصُوله إلى بلادِهِ، في أول عام إحدى وأربعين وثلاث مئةٍ وألف، أخذ عنه العلمَ جماعةٌ من العُلماء بحائل، منهم الشيخ عبد الله الخليفي، ومحمد بن عبد العزيز الهِنْدي، وسُليمان بن عَطِيَّة، وأحمد المُرْشِدِي، ويوسف اليعقوب، وعمر اليعقوب، وعبد الكريم الخيَّاط، وغيرهم. انتهى.
2961 - (ت 1341 هـ): الشيخُ عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حمَد آل الشيخ
.
ذكره في "شَذَا النَّد" وقال: إنه توفي سنة إحدى وأربعين وثلاث مئة وألف.
2962 - (ت 1341 هـ): الشيخ حسن بن حسين النَّجْديُّ، الحنبليُّ. [انظر: 2948]
.
ذكره العلَّامة الشيخ سُليمان بن حمدان فيما وجدته بخطِّه، فقال: أخذ العلمَ عن الشيخ عبد الرحمن بن حسن، وابنِهِ الشيخ عبد اللَّطيف، والشيخِ حَمَدِ بن عتيق، والشيخِ عبد الرحمن بن عدوان، والشيخِ عبد الله بن حُسين المَخْضُوب، والشيخِ محمد بن محمود، وأخذَ عنه الشيخُ محمد بن عبد اللَّطيف، وأخوه إبراهيم، وابنُه عبد الله، وأخوهُ حسين، وعبد العزيز بن عتيق، وعبدُ العزيز بن بِشْر، وعبدُ الله السياري، وسعدُ بن سُعود، وعبدُ الله بن بليهد، وعبد الله العنْقَري، وصالح بن صَغِير من أهل الزُّلْفِي، ومباركُ بن باز، وعبد الله بن عَتِيق، وإبراهيمُ بن عبد اللَّطيف قاضي شَقْرَا، وحسنُ بن إبراهيم بن عبد الملك، وعبدُ الملك بن إبراهيم قاضي الحَوْطة، وتولَّى القضاءَ
في بلد الرِّياض في زمن محمد بن رشيد، ثم نقل إلى قضاء المجمعة وكافة سُدَيْر، ثم نُقِل إلى قضاءِ الأفلاج، وكان مأذونًا من قِبَل شيخهِ عبد اللَّطيف في تَزْويج مَن لا وليَ لها في بلد الرِّياض، وله أشعارٌ حسنةٌ ورسالةٌ إلى عثمان بنِ بِشْر صاحب "التاريخ"، وأجوبة على مسائل فقهية لم تُجمعْ، وأجازَهُ شيخُه عبد اللَّطيف بجميع مَرْويَّاته، كان أوَّلَ مَرَضِهِ عندما بَلغَهُ انكسار جيوش المسلمين في وقعةِ البُكيرِيَّة، وكان يتوضَّأ لصلاةِ الظُّهر فسقَط مَغْشِيًا عليه، وبقي متمرِّضًا بعد ذلك أربعةَ أشهر، ثم تحسَّنت حالُهُ بعد ذلك غير أنه لا يزالُ فيه أثرٌ من ذلك، حتى توفي يوم الاثنين، سادس عشر ربيع الأول، سنةَ إحدى وأربعين وثلاث مئة وألف، ورَثَاهُ الشيخُ عبد الرحمن بن عقلا، ورَثَاه ابنُهُ الشيخُ عمر بن حسن، وغيرهما رحمه الله رحمةً واسعةً. انتهى.
2963 - (ت 1342 هـ): عبد المُحسِن بن أحمد بن عبد الله بن مُرْشِد بن باز، النَّجْدِيُّ، الحنبليُّ
.
ذكره الشيخ سُليمان بن حمدان فيما قرأته بخطهِ، فقال: أخبرني ابنُهُ أن أصلَهُم من المدينة المنوَّرة، فانتقل جدُّهم مُرْشِد إلى الدَّرْعِيَّة، فاستوطَنَها حتى توفي بها، فانتقلَ ابنُه عبد الله منها إلى الحَوْطَة من بلاد الحريق، كأَمير، وكان ذا ثروة، ولما استولت العساكرُ التُّركيَّة على الدَّرْعيَّة وغيرها من قُرى نجد، طَلَبُوا من أهل الحَوْطَة الدُّخولَ في طاعَتِهم كغيرهم، فأجابُوهم خوفًا من شرِّهم، ودفعًا لأذاهُم، فَهَمَّ المذكورُ بالانتقال إِلى نَجْران، فما ردُّوه إلَّا من أثناءِ الطريق، فأقامَ في الحُلوة حتى توفي، هذا ما بلغني عن جدِّ المترجَم، أما صاحب التَّرجَمة فولد في بلد الحُلوة، وقرأ على قاضِيها الشيخ ناصر بن عيد، وكان فقيهًا، له مهارةٌ تامَّةٌ في الفِقِه، وقرأ أيضًا على حمد بن عَتيق، وغيرِهما من علماء وقتِهِ، حتى بَرَع وفاقَ، لا سيما في الفقهِ والحديثِ ورجالِهِ، ونقدهم، وكفَّ بصرُهُ في آخر عُمرِهِ قبلَ وفاتِهِ بسنتين، وأصيب بمرض الارتعاشِ، بقيَ معَهُ مدةً، حتى توفي. وقد أَلَّفَ عقيدةً، ولم أقف عليها، وتولَّى القضاءَ في بلد الحُلوة سنتين من قِبَلِ الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل، وتوفي سنةَ ثنتين وأربعين وثلاث مئة وألف تقريبًا. انتهى.
2964 - (ت 1343 هـ): حسن بن محمد الحجِّي النَّجدِيُّ الحنبلي:
قال في "زهر الخمائل": ولد عامَ سبعٍ وسبعينَ ومئتين وألف، وقرأ القرآنَ والتَّجويد على أخيه عَوَض بن محمد الحَجِّي، وكان مُولَعًا بالكُتُبِ، وحَفِظَ الأدبيات، والحِكَم، والوصايا، حسن القراءة جدًّا، وكان وسطًا بالفقهِ والفرائضِ والعربيةِ، وخذَم عند آل رشيد، وربَّما بعثُوه إلى المنتفق، وإلى ابن إبراهيم راع الزُّبير، وكانت له خَاتمة حسنةٌ، فقد قال عند موته: كل من عنده لي مَظْلَمةٌ فهو في حِلٍّ منها. مات سنة ثلاث وأربعين وثلاث مئة وألف بدَاءِ الفالِجِ عن سبعين سنة. انتهى.
2965 - (ت 1343 هـ): عبد الله بن عبد الرحمن الملق النجدي الحنبلي
.
قال في "زهر الخمائل": كان طالبَ علمِ، ويحفَظُ القرآن جَيِّدًا، وكان لا يَسأم من التلاوةِ لخفَّتِها عليه، مات سنةَ ثلاثٍ وأربعين وثلاث مئة وألف. انتهى.
2966 - (ت 1343 هـ): الشيخ إبراهيم بن صالح بن إبراهيم بن محمد ابن عبد الرحمن بن حَمَد بن عبد الله بن عيسى النَّجديُّ
، الحنبليُّ، المؤرِّخُ، الأديبُ، الشاعرُ، الفَرَضيُّ، الحَيْسُوب، الفقيهُ صاحب "ذيل تاريخ ابن بشر" المسمَّى "عنوان المجد في تاريخ نجد"، وقد سمَّى ذيله هذا "عقد الدُّرر فيما وقعَ في نجد من الحوادث في آخر القرن الثالث عشر وأول الرابع عشر"، وكان أديبًا شاعرًا، مؤرَّخًا كاتبًا، حاسبًا.
وُلد في بلد شَقْرَا، وقرأ القرآنَ، ثم أخذَ في طلب العلم، فقرأ على الشيخ أحمد بن عيسى المتوفى سنة تسعٍ وعشرين وثلاث مئة وألف، وأجازَهُ بمروياته، وقرأ أيضًا على الشيخِ علي بن عبدِ الله بن عيسى المتوفى سنة إحدى وثلاثين وثلاث مئة وألف، وغيرِهما من علماءِ نجدِ الأجلَّاء، في بلده شَقْرَا وغيرِها من بلدان نجد، واشتهر اسمه وبَعُدَ صيتُهُ، واشتهر في معرفة التاريخِ والأنساب، وله تآليفُ في ذلك، منها "عقد الدُّرر" المذكور، وصل فيه إلى تمام ألف وثلاث
مئة، وذكر لي أنَّ له ذيلًا أيضًا لمن بعد ذلك إلى حين وفاتِهِ، وله غير ذلك من الكتابات، وكان شاعرًا، وقد كتبَ بيدهِ عدَّة كُتب بقلمه النَّيِّر المضبُوطِ، وانتقل في سنة اثنتين وأربعين وثلاث مئة وألف إلى عُنَيْزَة القَصِيم، فتوفي فيها، وبالجملة فإنه من أدباءِ نجدِ ومؤرِّخيها، وكانت وفاتُه سنةَ ثلاثٍ وأربعينَ وثلاث مئة وألف، وله تلامذةٌ نُجباء كَثِيرُونَ من أجلِّهم الشيخُ عبد الله بن جاسِر الموجود الآن بمكة.
2967 - (ت 1343 هـ): علي بن محمد السناني النجديُّ، القصيميُّ، العَنَزي، الحنبليُّ، الفقيهُ، النَّبِيهُ، المتوفَّى سنة ثلاثٍ وأربعين وثلاث مئة وألف تقريبًا، ببلدِهِ عُنَيْزَة
(1)
.
- (ت 1344 هـ): حمد بن محمد، أبو عرف. [انظر: 2976].
يأتي سنةَ ستٍ وأربعين وثلاث مئة وألف.
2968 - (ت 1344 هـ): الشيخُ محمد بن حامد بن مُبارك النَّجْديُّ، الحنبليُّ، الشاعرُ
.
قال في "زهر الخمائل": ولد سنةَ ثلاثٍ وستين ومئتين وألف، كان حافظًا مجوِّدًا، كثيرَ التلاوةِ، ماتَ سنةَ أربعٍ وأربعين وثلاث مئة وألف. انتهى.
2969 - (ت 1344 هـ): الشيخ محمد بن عبد العزيز بن سُلَيمان بن ناصر العنزيُّ العجَّاجي، النَّجديُّ، القصَيميُّ، البُرَدِيُّ، الحنبليُّ
.
ذكره الشيخ سُليمان بن حَمدان فيما وجدته بخطِّه فقال: كان مسكنُ آبائه - فيما بلغني - بقرية ثرمدا، ثم انتقل جدُّهم ناصر إلى بلدِ بُرَيْدَة، فولد المترجَم بها في سنة عشرٍ وثلاث مئة وألف، ونشأ بها، وقرأ على قاضيها إذ ذاك الشيخ عبد العزيز بن بِشْر، وعلى الشيخِ عبد الله بن سليم، وأخيه الشيخ عمر ولازَم
(1)
ذكره ابن بسام في "علماء نجد" 5/ 248 وأرَّخ وفاته سنة (1339 هـ).
الأخيرَ مدةً طويلةً، حتى تأهَّل للتدريس والفتوى، ونابَ عن شيخِهِ في إلقاء الدُّروس في آخر عُمرِهِ، وكان من محفوظاته متن "مختصر المقنع" و"ألفية ابن مالك" وغيرِها، وأصيب بداءِ السِّل، وتوفي ثالث عشر شوال، سنةَ أربعٍ وأربعين وثلاث مئة وألف، وصلَّى عليه شيخُهُ عبد الله بن سليم، ودفن في مقبرة الصَّقعاء، ورَثَاه عبد المحسن بن عُبيد، ورثاه أيضًا عثمان بن بشر، وله من الولد عبد الله، وعبد الرحمن، وبِنْتان، رحمه الله. انتهى.
2970 - (ت 1344 هـ): توفيق بن سَعيد بن مُصطفى بن سَعْد الرُّحيبانيُّ الأصل، الشَّهير بالسُّيوطيِّ، الحنبليُّ
.
ذكره ابن الشَّطِّي في "روض البشر"
(1)
فقال: وليَ القضاءَ بدمشق سنةَ سبعٍ وثلاثين وثلاث مئة وألف، وبقيَ بها إلى أن ماتَ سنةَ أربعٍ وأربعين وثلاث مئة وألف. انتهى.
2971 - (ت 1345 هـ): الشيخُ حمد بنُ فارس بنِ محمدٍ بنِ رُمَيْح - تصغير رُمْح - النَّجْديُّ، الحَنْبَليُّ
.
ذكره الشيخَ سليمان بن حمدانَ فيما وَجَدْتُه بخطِّه وقال: هو شيخُنا الإمامُ العالمُ، العَلَّامَةُ النحويُّ، الفرضيُّ الحيسوبُ، الفلكيُّ الفقيهُ، الوجيه، ولد سَنَةَ ثلاثٍ وستين ومئتين وألف تقريبًا، أخبرني بذلك عنه ابنُه محمد، فنشأ على يد والده فهذَّبَه ورَبَّاهُ تربيةً طيِّبَةً، ولازمه ملازمة تامَّةً، فتخصَّصَ عليه في عِلمِ الفرائض، والحساب، وغيرهما من العلوم، وقرأ على الشيخ عبدِ الله بنِ حسين المخضوب، صاحب الخطب، وعلى الشيخ العلامة عبدِ اللطيف بنِ عبدِ الرَّحمن بنِ حسن أخذ عنه علم النحو وغيره، وتَفَقَّه به، وأخذ عن جملة من الأكابر حتى اشتهر وأصبح سيبويهِ زمانِهِ في علم النحو، وصارَ مرجعًا لطلَّاب العلم، وضربت للأخذ عنه أكباد الإبل من أطراف نجد، وكان مداومًا على التعليم في مسجد الشيخ عبدِ الله بنِ عبدِ اللطيف بعد صلاةِ الصبح إلى السَّاعة
(1)
أعيان دمشق: 133.
الرابعة نهارًا لا يخل بذلك، وكان كثيرَ الصِّيَام قلَّ أَنْ تراه مفطرًا، وكان ملازمًا على الصف الأَوَّل في نقرة الإمام، كثير الأوراد والأذكار، مهيبًا عند الخاصِّ والعامِّ، طويلًا، نحيفَ الجسم، يخضب بالحناء، توَلَّى حفظَ بيت المال للإمام عبدِ الله آل فيصل، ثم للإمام عبد الرحمن، ثم للملك عبد العزيز في نجد فباشره بعِفَّة ونزاهةٍ تامَّةٍ، وكانَ يواسي الفقراء من طلبة العِلْمِ وغيرهم من بيت المال، ويعطيهم ما يقوم بكفايتهم منه، فلما توفي قطع عنهم كل ما كانَ جاريًا لهم فتفرقوا فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، تخرَّجَ به خلقٌ كثيرٌ لا يحصون، ولمَّا قدمت الرِّياض قرأتُ عليه جملةً من كتاب "الرَّوْض المربع شرح زاد المستقنع"، و"ملحة الإعراب"، وبعض "ألفية ابن مالك"، وبعض "الرحبية"، وتوفي رحمه الله في السَّاعة العاشرة بعد العصر الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنةَ خمسٍ وأربعين وثلاث مئة وألف، وقد كُفَّ بَصَرُه قبلَ وفاتِهِ، وصلَّي عليه في جامع الرِّياض، وأمَّ النَّاسَ في الصلاة عليه شيخُنا محمد بنُ عبدِ اللطيف، وشَيَّعَهُ خلق كثير من الأعيان والأمراء، ودُفِنَ في مقبرة العود، وصلي عليه صلاةُ الغائب في مكَّة، والمدينة، والطائف، وجدة، وتأسَّفَ الناسُ على فقده، رحمه الله ولم يخلف من الأولاد سوى ابنه محمد. انتهى.
2972 - (ت 1345 هـ): الشيخ عيسى بن محمدِ الملاحي النَّجديُّ، الحنبليُّ
.
قال في "زهر الخمائل": قرأ وتَعَلَّم بحائل، وهو من أهالي قفار، كانَ صالحًا دينًا، فيه تحامل على بعض العلماء في الطعن عليهم، وكان شديدًا على أهل المعاصي، مات سنة خمس وأربعين وثلاث مئة وألف. انتهى.
2973 - (ت 1345 هـ): الشيخُ عبدُ الله بنُ خلف النجْديُّ
، الحَنْبَلي، الفقيهُ، الفرضيُّ، العالمُ، العَلَّامةُ، ولد في بلد حائل، ونشأ بها، وأخذ العلم بها عن عِدَّةِ مشايخ من أجَلِّهم الشيخُ القاضي عبدُ العزيز المرشدي، والشيخُ محمدٌ الغنيمي النجديان وغيرهما، وكان فقيهًا مفتيًا، ووَلِيَ القضاءَ ببلد حائل، وحُمِدَتْ سيرتُه، وكان ورِعًا، زاهدًا، ذا حظ من عبادةٍ، ووردٍ، وتهجدٍ على نهج السَّلفِ
الصَّالِحِ، وعقيدتِهم، محبًا للحديث، متميزًا في الفِقْهِ في مذهبه ومعرفة دقائقه، وإليه المرجعُ فيه، وبالجملة فإنَّهُ من العلماءِ، الفقهاءِ، المحدثين، الذين يُرْجَعُ إلى أقوالهم في الفتاوى، وتوفي سنة خمسٍ وأربعين وثلاث مئة وألف عن خمس وسبعين سنة، ولم يخلف بعده مثلَه، وقد رُثي بمراثٍ جزلةٍ كثيرةٍ لا يتسعُ المقامُ لذكرها رحمه الله.
قال في "زهر الخمائل": هو من قبيلة آل خلف القبيلة المعروفة بحائل، ولد سنة خمسٍ وستين ومئتين وألف، قرأ وتعلَّم بحائل على علمائها كالشيخ الغنيمي، والشيخ المرشدي، والشيخ عوض الحجي، وقرأ على الشيخ الإمام عبد الله بن عبد اللطيف لما قدم حائل، وكان قويًا شديدًا مهيبًا، من أياديه البيض على البلاد أنه سعى بإجلاء المشاهدة من حائل فإنَّهُ شدَّ عليهم بحزم حتى باعوا مساكنهم وأثاثهم ورحلوا نهائيًا إلى العراق، تولى القضاء بتيماء بأمر من محمد بن رشيد، وبقي فيها قرابة عشرين سنة، ثم رجع منها وبقي بحائل مدرِّسًا ثم انتقل منها إلى الرياض، وقرأ على الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف أيضًا، ولما تولى الملك عبد العزيز حائل جاء الشيخ ابن خلف إليها فولَّاهُ الملك القضاء بها، وذلك عام أربعين وثلاث مئة وألف، وبعد أن أخذ في القضاء مدَّةً من الزمن، وقد كبِرَ سِنه، وضعف جسمه، أعفاه عن القضاء فانتقل إلى المدينة المنورة، ومات بها سنة أربع وأربعين وثلاث مئة وألف. انتهى.
2974 - (ت 1345 هـ): الشيخُ عبدُ الرَّحمن بنُ الشيخِ عبدِ الله بنِ محمد ابنِ فَدَّا
.
2975 - (ت 1346 هـ): عبدُ القادرِ بنُ أحمدَ بنِ مصطفى بنِ عبدِ الرَّحيم بنِ محمدِ بنِ عبدِ الرَّحيم الأثري، الحَنْبَلي، الدُّوْميُّ، الدِّمَشْقيُّ، المعروف بابن بَدْرَان
.
ترجمهُ تلميذُهُ محمدٌ بنُ سعيدٍ العماني، الحَنْبَلي، وقال: كان عالمًا محققًا، مفسِّرًا أصوليًا، محدثًا كبيرًا، فقيهًا نحويًا، متبحِّرًا متفنِّنًا، ولد ببلدة دُوْما
من أعمال دمشقَ، وتلقى العلوم في مدَّةٍ لا تزيد على ست سنوات عن جهابِذَةِ المشايخ أشهرُهُم الشيخُ العَلَّامَةُ محمدٌ بنُ عثمانَ الحنبليُّ المشهورُ بخطيب دُوْمَا، المتوفى سَنَةَ ثمانٍ وثلاث مئة وألف المتقدم، ثم بعدَ تلكَ المدَّةِ عَكَفَ على المطالعة لنفسه حتَّى بَرَعَ في الكتابِ، والسُّنَّةِ، والأَصْلين، والمذهب، ومعرفةِ الخلاف، وسائر العلوم العقلية، والأدبية، والرِّياضيَّة، وكان مقتفيًا لطريقةِ السَّلَفِ الصَّالِحِ، مدافعًا عنها، صابرًا على أذى الأعداء فيها، تاركًا للتعصب، مع الدين والتقوى، والعِفَّةِ والصَّلاح، زاهدًا في حطامِ الدنيا، متقلِّلًا منها، متقشِّفًا في ملبسه، ومعيشته، ومسكنه، كثيرَ التَّنَقُّل بين غوطَةِ دمشق لتبليغِ العلم للعامَّة، وتعليمه للطلبة الذين لا يستطيعون الرِّحلة لأَنَّ أكثر أهل هذه القرى حنابلة المذهب، وارتحل إليه آخرون من القازان وغيرها، فكانوا يسألونه عن المشكلاتِ فيحلُّها لهم بأجوبةٍ مُفَصَّلةٍ، وكان فيما مَضَى يدرِّسُ تحتَ قبة النسر في الجامع الأُمَوِيِّ التفسير، والحديثَ، والفِقْهَ، ثم انتقل إلى مدرسة عبد الله باشا العظم المُشْرِفَةِ على القلعة الفرنسوية أخيرًا، وكانَ شافعيًا، ثم تَحَنْبَلَ، وسببُ ذلك كما قاله هو لبعض الخواص: كنت في أوَّل عمري ملازمًا لمذهب الشافعي، سالكًا فيه سبيلَ التقليد، ثم مَنَّ الله عليَّ فحبب إليَّ الاطلاع على كتبِ التفسيرِ والحديثِ وشروحها، وأمهات كتب المذاهب الأربعة، وعلى مصنفات شيخ الإسلام ابنِ تيمية، وتلميذه ابنِ القيِّم، وعلى كتب الحنابلة، فما هو إلَّا أن فتحَ الله عليَّ، وأنارَ بصيرتي، وهداني للبحث عن الحق من غير تحزُّبٍ لمذهبٍ دونَ مذهب، فرأيت أنَّ مذهبَ الحنابلة أشدُّ تمسكًا بمنطوقِ الكتابِ العزيزِ، والسنَّةِ المطهَّرة، ومفهومهما، فكنت حنبليًا من ذلك الوَقْت. انتهى.
وقد ألَّفَ مؤلفاتٍ نافعةً شهدت له بالفضلِ وسَعَةِ الاطلاع غير أنَّ بعضها لم يكمل، ووجهه فيما يظهر ما أصيبَ به من داءِ الفالج في آخر عمره حتَّى خدرت يمناه عن الكتابة، واستعان عليها باليسرى فمنها: كتاب "جواهر الأفكار، ومعادن الأسرار" في التفسير لم يكمل، وكتاب "شرح سنن النسائي" لم يكمل، وكتاب "شرح العمدة" سمَّاه "مورد الأفهام من سلسبيل عمدة الأحكام" جزآن، و"شرح ثلاثيات مسند الإمام أحمد"، و"شرح الأربعين حديثًا المنذرية"، في جزء
و"شرح الشهاب القضاعي" في الحديث جزء، و"شرح النُّونية" لابن القيم في التوحيد، و"شرح الرَّوْضَة في الأصول" لشيخ المذهب موفق الدين بن قُدامَة في مجلدين، وكتاب "المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل" في الأصلين والجدل، وبعض أسماء الكتب المشهورة لمشاهير الأصحاب، و"حاشية على شرح المنتهى" جزآن بلغ إلى باب السَّلم، و"حاشية على شرح الزَّاد"، و"حاشية على أخصرِ المختصرات"، و"تعليق على مختصر الإفادات"، وكلاهما للبلباني، وكتاب "درة الغَوَّاص في حكم الذكاة بالرَّصاص"، و"حاشية على رسالة الشيخ الموفق في ذم الوسواس"، وله شرحان على منظومتي الفرائض وله كتاب "طبقات الحنابلة" لم يكمل، وكتاب "سبيل الرَّشاد إلى حقيقة الوعظ والإرشاد" جزآن، و"تهذيب تاريخ دمشق" للحافظ ابن عساكر في ثلاثة عشر مجلدًا اعتنى فيه بتخريج أحاديثه، وكتاب "الآثار الدِّمَشْقية والمعاهد العلمية" في جزء، وكتاب "إيضاح المعالم من شرح الألفية" لابن الناظم جزآن، ولخَّص "الفرائد السَّنية في الفوائد النحوية" للشيخ أحمد المنيني الدمشقي في رسالة سمَّاها "آداب المطالعة" وله "شرْحُ الكافي في العروض والقوافي" جزءٌ لطيفٌ، و"العقود الدُّرِّيَّة في الفتاوى الكويتية" في مجلد، و"العقودُ المرجانيَّةُ في جيدِ الأسئلةِ القازانية"، كبرى وصغرى في مجلد، وتلخيص كتاب "الدارس في المدارس" للنُّعَيْمِي، ورسالتان في أعمال الربعين المجيب والمقنطر"، وديوان خطبٍ منبريَة، وديوان شعر سمَّاه "تسليةُ الكئيب عن ذكرى الحبيب"، هذا ما عَدَا الرسائل والفتاوى في أصنافِ العلوم مما لو جُمِعَ لبلغ مجلداتٍ، ولمَّا كان منها ما يقعُ في رِسالةٍ صغيرةٍ ككراس وكراسين أضربنا عنها خوفَ الإطالة، وبالجملة فقد كان غُرَّةَ عصرِهِ، ونادِرَةَ دهرِهِ، ذا مزايا حميدةٍ لا يمكن استقصاؤُها إلَّا بتأليفٍ خاصٍّ، وتوفي رحمه الله بمدينة دمشق في شهر ربيع الثاني سَنَةَ ستٍّ وأربعين وثلاث مئة وألف، ورثاه بعضُ معاصريه. انتهى ملخصًّا.
قلت: وقد كانت بيني وبينه مكاتباتٌ، فمن ذلك أني كتبتُ إليه وأنا في الكويت سنة اثنتين وأربعين وثلاث مئة وألف بأسئلةٍ تتعلَّقُ بالهجرةِ والسُّكْنَى في الأوطان التي تجري فيها أحكام المشركين، وغير ذلك، فأجابني بجوابٍ مشبعٍ
في مجلَّدٍ لطيفٍ وهو عندي بقلمه، وَرَثَيْتُهُ بقصيدةٍ أبياتُها ثمانونَ بيتًا على رويِّ القاف، رحمه الله.
وذكره الزِّرِكْلِي في "أعلامه"
(1)
.
2976 - (ت 1346 هـ): حمد بن محمدٍ الخطيب النَجْديُّ، الحَنْبَليُّ، المعروف بأبي عرف، العَالمُ العَلَّامَةُ، القاضي الفقيهُ
.
ولدَ في بلد حائل، ونشأ بها، وطلبَ العِلْمَ على علمائها فحصَّل واستفادَ، وبلغ المُنى والمراد، ومن أجَلِّ شيوخِهِ الذينَ أَخَذَ عنهم، وتَلقَّى العلمَ عنهم، وتخرَّجَ بهم الشيخُ صالحٌ بنُ سالم، وكان المترجَمُ كاتبًا حسنَ الخط، نيِّرَهُ جدًا بحيث إنَّهُ بلغَ فيه الغَايَةَ، وكان موصوفًا بالشجاعة والذَّكاء، وحسنِ الخلق، والكرمِ، وقد تقلَّبَ في ديوان آل رشيد أمراء حائل في وظيفة الكتابة، وتولَّى عدَّةَ وظائف هناك، ولمَّا فتحَ جلالةُ الملك عبدُ العزيز بنُ عبدِ الرَّحمن حائل، ثم الحجازَ سنة أربع وأربعين جَعَلَهُ قاضيًا في مكَّةَ، فسارَ في القضاءِ سيرةً حسنةً جدًا، وكانَ محبَّبًا إلى الناسِ ذا حَظٍّ من عبادةٍ، وتقى، ووَرَعٍ، وتهجُّدٍ، وانجماعٍ عن الناس، وكتب عدَّةَ كتبٍ بقلمه النيِّرِ المضبوطِ، وبالجملة فهو من علماءِ نجد الأخيار رحمه الله، وقد أَصيبَ بمرضٍ اضطرَّهُ إلى السَّفر إلى مِصْرَ للمعالجة، فوافاه حِمَامُهُ فيها، وتوفي هناكَ في شهرِ ذي الحجة سَنَة ست وأربعين وثلاث مئة وألف عن ستين سنة تقريبًا رحمه الله رحمة واسعة.
وقد ذكره في "زهر الخمائل فقال: ولدَ سَنَةَ ستٍّ وستين ومئتين وألف، وقرأ القرآن بحائل، وتعلم على علمائها حتى أدرك وحَصَّل، فقد كان له إلمامٌ بكلَّ فنٍّ من معاني، وبديع، وبيان، وحديث، وأصول، والفقه، وأصوله، والنحو، والفرائض، والعروض، غير أنَّه لا يقول الشعر، وكان عاقلًا فطنًا، لطيفًا لينًا، متواضعًا على أنَّه تولَى منصب الكاتب الخاص لآل الرشيدِ وربما أحالوا عليه بعض القضايا الهامة للنظر فيها وإبداء رأيه كانَ يتعرَّضُ للسُّوَّاح
(1)
الأعلام: 4/ 37.
فيكرمهم ويحسن إليهم، ويأخذ عمن وجده عالمًا منهم ولما تولَّى الملك عبدُ العزيز على حائل أخذه معه وجعله رئيسًا لكتابه، وكان يبعثه إلى الإمام يحيى إمام اليمن وإلى الأدارسة في أمورٍ خاصَّة، تولى قضاءَ أحد المحاكم بمكة، وكان موضعَ ثقة الملك حتى توفي سنة أربع وأربعين وثلاث مئة وألف، أخذ عنه العلم جماعةٌ، منهم حمود الحسين وعبد الرَّحمن الملق، وعلي بن عبد العزيز الأحمد وعلى
…
2977 - (ت 1346 هـ): الشيخُ عبدُ الله بنُ علي بنِ محمدٍ بن عبد الله بن علي بن عثمان بن حميد العامِريُّ، النجديُّ، الحنبليُّ، مفتي مكَّةَ
. قرأ بمكَّةَ على والدهِ، وعلى الشيخ شُعَيْب المَكِّي، المالكي، والشيخ عبد القدوس الأنصاري، المدني، والشيخ عبد الله القدومي النَّابُلُسي، الحنبلي، وغيرهم، وكانت وفاتُه سَنَةَ ستٍّ وأربعين وثلاث مئة وألف.
وقال أبو الفَيْض الدَّهْلَوي في "رجال القرن الرابع عشر": إنَّ والدَهُ عليًا تولَّى إفتاء الحنابلة بمكَّة بعد أبيه عدَّةَ أشهرٍ ثم عُزِهلَ وتولَّى بعده الشيخ خلف بن إبراهيم، ومكث فيها إلى أن توفيَ بمكة، ثم وليه الشيخ أحمدُ بنُ عبد الله فقيهُ المكي، وكان شافعيَّ المذهب فأمره الشريف عون بتقليد مذهب أحمد فقلَّدَه، ثُمَّ وَلَّاه إفتاءَ الحنابلة، فمكث فيه إلى ابتداء سنة الحرية سنة ست وعشرين وثلاث مئة وألف، ثم عزله الشريفُ الحسين ووَلَّى الشيخ أبا بكر خوفير إفتاء المذهب المذكور يومين فقط، ثم عَزَله وولى المترجَم عبد الله بن علي وهو المفتي الآن انتهى، وقال عمر عبد الجبار: ولد في بلد عنيزة في القصيم عام تسعين ومئتين وألف، وقدم مع والده إلى مكة، فأخذ التفسير والحديث عن الشيخ شُعيب الدكالي المغربي، وأخذ الفقه والتوحيد عن الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى، ثم توجه إلى المدينة فلازم الشيخ عبد الله القدومي فتفقه على يده وبعد سنة أقامها بالمدينة رجَعَ إلى مكَّة فواصلَ دراسته فأكملَ علومَ العربية على الشيخ محمد سعيد بابصيل والشيخ عبد الوهاب الأنصاري، ثم قام برحلة إلى عنيزة متحملًا مشاق السَّفَر البري، فأخذ العلم بعنيزة على صالح العثمان قاضي عُنَيْزَة، والشيخ عبد الكريم الشبل، ثم عاد إلى مكة، فعقد حلقة
…
رواق
باب الزيادة، وفي عام ستٍ وعشرين وثلاث مئة وألف تولَّى الإفتاء وإمامه
…
الحنبلي، فظلَّ رحمه الله في منصب الإفتاء بجانب التدريس والإمامةِ إلى عهد الحكم وله مؤلفاتٌ منها "شرح مختصر على عقيدة السفاريني"، و"رسالةٌ في المناسك"، ورسالةٌ جمع فيها أسماء كتب الحنابلة، وتوفي رحمه الله بالطائف في الحادي والعشرين من ذي الحجة سنة ست وأربعين وثلاث مئة وألف.
2978 - (ت 1346 هـ): الشيخُ عبد العزيز بن عبد الله بنِ محمد بنِ جمعة الهندي، النجدي، الحنبلي
.
قال في "زهر الخمائل": ولد بالهند، وتعلم العربية والهندية هناك، ثم هاجر إلى المنطقة الشرقية، ولما وصلها لم تعجبه الإقامة بها فواصل سَفَره إلى الرِّياض، ولقي من الإمامِ عبدِ الله الفيصل آل سعود إكرامًا زائدًا وحفاوةً بالغةً، ولمَّا سافر الإمام عبدُ اللهِ الفيصل إلى حائل استصحبه معه وقدَّمَهُ للأمير محمد العبد الله بن رشيد، فأكرمه الأمير وأبقاه عنده، وبنى له مسجدًا يُعرف بمسجد الهندي إلى اليوم بأعلى حائل، وبنى له دورًا، ورَتَّب له مرتبات، وكان يصومُ رمضانَ كل سنة بمكة المكرَّمَة، ويجلس فيها إلى الحج ثم يعود، مات سنة ستٍّ وأربعين وثلاث مئة وألف. انتهى.
2979 - (ت 1347 هـ): الشيخُ عبدُ الرَّحمن بنُ ناصر بنِ حسين بنِ فرج النجديُّ، الحنبلي
.
ذكره الشيخُ سليمانُ بن حمدانَ فيما رأيتُه بخطِّه وقال: أصلهم من الحوطة، حوطة بني تميم، قرأ على والده الشيخ ناصرٍ بنِ حسين، وعلى خالِهِ الشيخ سعد بنِ عتيق، وأجازه، وتولَّى القضاء في بلد رَنْيه مَرَّتين، وقد قرأ في الفِقْهِ، والحديثِ، والنحو، والتوحيد، وغير ذلك، ومن محفوظاتهِ "الألفيةُ" لابن مالك، و"مختصر المقنع"، وغير ذلك، وتوفي في جمادى الأولى سَنَةَ سبعٍ وأربعين وثلاث مئة وألف. انتهى.
2980 - (ت 1348 هـ): الشيخُ عبدُ الرَّحمن بنُ عبدِ العزيز بنِ الشيخ صعبِ بنِ عبدِ الله التُّوَيْجِرِيُّ
، النَّجْدِيُّ، القَصِيْمِيُّ، البُردِيُّ، الحَنْبَلي، القاضي،
العالمُ العَلَّامَةُ، الشابُّ الأَديب، الأريبُ النجيبُ.
ولد في بلد بُرَيْدَة القصيم، ونشأ بها، وأخذ العلم بها عن الشيخ عبدِ الله بنِ محمدٍ آل سليم، وأخيه الشيخ عمر بنِ محمد آل سليم، ولازم الأخير ملازمةً تامَّةً بحيثُ كانَ لا يفارِقُهُ سَفَرًا وحضرًا، وكان هو الذي يتولَّى القراءَةَ عليه في دروسِهِ المخصَّصة للعامَّةِ بين العشاءين، وبعد العصر لحسنِ صوتِهِ، وإتقان قراءَتِهِ، وكانَ حسنَ الصَّوْتِ لا يتغير صَوْتُه بطولِ القراءَةِ مع أنَّهُ هو المخصَّصُ لقراءَةِ الكتب الطوال الكبار، وكان رفيقي في الطلب على الشيخين المذكورين، وقرأ المترجم عليهما عِدَّةَ كتبٍ، وكان ذكيًا جدًا، وحافظًا إلى الغايةِ، أذكر أَنَّهُ قد حَفِظَ "ملحة الإعراب" للحَريري في يومين، وكانت له اليد الطُّوْلى في النحوِ والفرائِض وغيرهما، وتولَّى القضاءَ في بلد زهران باليمن سنتين، وكان محمودَ السِّيْرَة، محبوبًا في تلك الجهة لعدله، وحسن أخلاقه، وإنصافه، وكان حلوَ المفاكَهَة، حسنَ المنطق، صبيحَ الوَجْهِ، لا بالطويل ولا بالقصير، وكانَ حادَّ الذِّهْنِ، رزينَ العقل، عليه سكينةٌ ووقارٌ، ولو عاشَ لكان آيةً في الحفظِ، ولكنه ماتَ شهيدًا في عنفوان شبابهِ، وذلك أنَّهُ جاءَ من اليمن إلى بلده بُرَيْدَة وطنه للسلام على أهله فيها، ثم يرجع إلى وظيفته القضاءِ باليمن، فصادفه طائفةٌ من الأعراب المفسدين، فقتلوه مع رفقةٍ له في ذلك الطريق، وذلك في سابع وعشري شهر ربيعٍ الأوَّل سَنَةَ ثمانٍ وأربعين وثلاث مئة وألف. رحمه الله.
2981 - (ت 1348 هـ): الشيخُ محمدٌ بنُ عبدِ الكريم بنِ شبل النجديُّ، الحنبليُّ، القصيمي، العنزيُّ
، المتوفى سَنَة ثمانٍ وأربعين وثلاث مئة وألف ببلد عُنَيْزَة، طلب العلم ببلده عنيزة على علمائها، ثم رحل في طلب العلم إلى الهند، والشام، والعراق، والقسطنطينية.
2982 - (ت 1348 هـ): محمدٌ العُبَيد - بالتصغير - النجديُّ، الحنْبَلِيُّ
.
قال في "زهر الخمائل": هو محمدٌ العُبيد الفرج لم أقف على ولادتِهِ، قرأ القرآن بحائل، وكانَ حافظًا، متقنًا، حسنَ الصَّوْت بالتلاوة، دَيِّنًا، عفيفًا، مواظبًا، على فعل السُّنَنِ حضرًا وسفرًا، قَلَّ أنْ يَمْرَضَ أحدٌ إلَّا وزارَهُ ولو بَعُدَ
منزله، وقلَّ أنْ يموتَ أحدٌ إلَّا وشهِد جنازَتَه وتبعها حتَّى تدفَن، وَلِيَ إمامةَ مسجدِ سرحة رَدَحًا من الزَّمن، وكان يُثنَى عليه في التَّأَنِّي والطَّمأنِيْنَةِ في الصلاة، مات سنةَ ثمانٍ وأربعين وثلاث مئة وألف. انتهى.
2983 - (ت 1348 هـ): مصطفى أفندي بنُ أحمد بن حسن بنِ عمرَ بنِ معروف الشَّطِّيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، الحَنْبَليُّ
.
ذكرهُ ابنُ الشَّطِّيِّ في "روض البشر"
(1)
فقال: توفي سَنَةَ ثمانٍ وأربعين وثلاث مئة وألف، وتَولَّى القضاءَ بعد الشيخ توفيق بنِ سعيد الرُّحَيْبَاني إلى حين وفاتِهِ. انتهى.
2984 - (ت 1349 هـ): الشيخُ سليمانُ بنُ سحمانَ بن مصلح بن حمد ابنِ مسفر بنِ محمد النَجْدِيُّ، الحَنبَلِيُّ
.
ذكره تلميذُهُ الشيخُ سليمانُ بنُ حمدان فيما رأيتُه بخطِّه وقال: هو شيخُنَا وشيخُ شيوخِنا، الإمامُ المحقِّقُ، والعَلَّامَةُ المدقِّقُ، إنسانُ عينِ زمانِهِ، ووحيدُ عصرِهِ وأوانِهِ، حلَّالُ المعضِلاتِ، ومجلي دُجى المشكلات، سيفُ الله على أعناقِ الملحدين، صاحبُ التصانيفِ الكثيرة نظمًا ونثرًا.
علامَةُ العلماءِ واللُّجُّ الذي
…
لا ينتهي ولكل لج ساحِلُ
أصل آبائِهِ من اليمن من بلدة تسمى تَبَاله، بفتح المثناة الفوقية والباء، وبيتهم معروفٌ فيها إلى الآن، وهم أمراءُ البلدةِ.
قال صاحبُ "المعجم"
(2)
: بينَ تَبَاله وبِيْشَة أربعةٌ وعشرون ميلًا، وقدره في موضع آخر بيوم. قال: وهي مما يضربُ المثلُ بخِصْبِها. وُلِدَ الشيخُ سليمانُ رحمه الله فىِ بلدةِ أخوالِهِ المسماة السَّقَا من أعمال أبهى في عاشر صفر، فلمَّا بلغ سنَّ التمييز انتقلَ به والدُهُ إلى أبهى بطلبٍ من أميرها عائض بنِ مرعي، وكانَ له بهِ اتصالٌ ومعرفةٌ تامَّةٌ، فقرأ الشيخُ بها لقرآن، وتوَلَّى والدُهُ سحمانُ
(1)
أعيان دمشق: في ترجمة أبيه أحمد: 379.
(2)
معجم البلدان: 2/ 9.
حفظَ بيتِ المال للأمير عائض، وكان رجلًا صالحًا، على جانبٍ عظيمٍ من الصَّلاح والعِفَّة، فكان يواسي الفقراءَ، ويصرفه في مصاريفه الشرعية، فسعى به بعضُ المفسدين عند الأمير وقال: إنَّهُ قد أفسد بيتَ المال فاستدعاه الأمير عائض بن مرعي وقال: ما حملك على إنفاق مال بيت المال؟ فقال: هذا مالُ الله أنفقْتُه في أهله ومستحقيه، فلم يتعرضه بشيء، ثم إنَّ والدَهُ رَغْبةً في الاجتماع بأئمَّة هذه الدَّعوة انتقل إلى بلد الرِّياض، وكان عمر الشيخ إذْ ذاكَ عشر سنين، فقرأ على الشيخ عبدِ الرَّحمن بن حسن وابنِهِ الشيخ عبد اللطيف، ولما نَشأ عليه من الأمانة، والثقةِ اختارَهُ الإمامُ عبدُ الله الفيصلُ آل سعود كاتبًا خاصًّا له، وإذا جاءَ بَعْثُ العمالِ للزَّكاة بَعَثَهُ مصدقًا، ثم لما وقعَ الاختلافُ بينَ الإمام عبدِ الله بنِ فيصل وأخيه سعود في طلب الإمارة، وكثر القالُ والقيلُ، وعَظُمَتِ الفتنةُ انتقلَ الشيخُ مع والده إلى الأفلاج، وصحبهما في سفرهما ذلك الشيخُ عبدُ الله بنُ عبد اللطيف، فقرأ على الشيخ الإمام العَلَّامةِ حمد بنِ عتيق، وكان قاضي الأفلاج في ذلك الوقت، وانتفعا به انتفاعًا تامًّا، ثم بعد أن سكنت الفتنةُ عادَ الشيخُ عبدُ الله إلى الرِّياض، وأمَّا شيخُنا سليمانُ فتوفي والده سحمانُ في الأفلاجِ، وبقي هو ملازمًا للشيخ حمد بنِ عتيق حتى استولى محمدٌ بنُ رشيد على نجد، وأخذ معه عبد الله بنَ فيصل إلى حائل، ونظرًا إلى تقدم المعرفةِ بينَ الإمامِ عبدِ الله آل فيصل وبينَ الشيخ سليمان المترجم، طلبَ عبدُ الله بنُ فيصل من الأمير محمدٍ بن رشيد أنْ يكونَ الشيخُ معه في حائل، فأمر عليه فتوجه وأقام بها مدَّةً، فانتفع به طلبةُ العلم من أهلها، ثم إنَّهُ لما طال عليه المقامُ طلبَ الإذنَ له بالعودة إلى الرِّياض، فأذن له فرجع وأقام مدَّةً في الرِّياض يتقوَّتُ من أجرة النسخِ للكتب العِلِميَّة، وقاسى من الحاجة شدةً، ولم يمنعه ذلك من الاشتغالِ بالعلم، ثم أخيرًا تصدَّى للتصنيف، وللرَّدِّ على أهل الإلحاد، ودحض أضاليلهم، وكان أكثرُ استمداده من مؤلفاتِ شيخ الإسلام ابنِ تيمية، وتلميذِهِ ابن القيِّم في مؤلفاته كلِّها، وكذلك مؤلفاتُ إمامِ هذه الدَّعوة الشيخ محمدِ بنِ عبد الوهَّابِ وأولاده، وأَحفاده مع ما فتح اللهُ عليه من العلومِ النَّافِعَة، ومطالعة كتب السُّنَّة، ومؤلفاتِ السَّلَّفِ، وكان شديد الحِرْصِ على التقاط الفوائدِ العِلْمِيَّة، وخَصَّصَ لها مؤلفًا سمَّاهُ:"الصواعق الشهابية"، وكتاب "الأسنَّة الحداد في الرَّدِّ على الحداد"،
وكتاب "براءة الشيخين" جزء، وكتاب "الرد على صاحب القبلة" الجريدة الصادرة في مكة جزء، وكتاب "تنبيه ذوي الألباب السليمة عن الوقوع في الألفاظ المُستَهْجَنَةِ الوَخِيْمَة" في جزء، و"جواب ما مَوَّه به أهلُ الكذب والمين من زنادِقَةِ أهلِ البَحْرَين" جزء، و"كشف غياهب الظَّلام" وهو في مجلد، وجواب للشيخ محمدٍ بنِ عبد العزيز بن مانع لما طلب منه تنبيههُ إلى ما وقع في "مختصرهِ لشرحِ عقيدة السفاريني" من المسائل المخالفة لمذهب السلف، و"الجواب الفارقُ بينَ العِمَامَةِ المُعْتَادة المَعْلُومَة، والعصائبِ المحدثة المبتدعة المذمومة"، وكتاب "القول المبدي لشناعة القولِ المجدي"، ردَّ به على محمد سعيد بابصيل الحَضْرَمي، وكتاب "الحجج الواضحة الإسلامية في ردِّ شبهات الرَّوافِض والإمامِيَّة" رَدَّ به على محمد حسن القزويني العِرَاقي، وهو آخرُ ما ألَّفَهُ وهو في مرضه، وكانَ شاعرًا مجيدًا، وأكثرُ شِعْرِهِ رَدٌّ على المخالفين في العَقِيدَة السَّلَفِيَّة، وانتصارٌ للسُّنَّةِ، وله مدائِحُ في الإمامِ عبدِ العزيز في أوَّل أمرِهِ، جمعت بعضُ قصائِدِه في جزءين، وسمَّاه "الجواهر المنضدة الحِسَان"، وفي آخر عمره أصيبَ بنزولِ الماءِ في عَيْنَيهِ حتَّى صارَ لا يُبْصِرُ فسافر إلى البَحْرين للمعالجة سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة وألف، ولم تنجح تلكَ العمليةُ، وكانَ في أثناءِ المعالجة قد رأى بعضَ النَّجَاح ثم اشتد عليه الألَمُ وانطمس ما رآه من النور حتَّى آيسَ من النجاح، وكان يَظُنُّ أنَّ بعض الملحدين ممن رَدَّ عليهم من أهل البحرين له يَدٌ في ذلك لقصدِ أَذِيَّتِهِ، وكانَ رحمه الله على غايةٍ من التواضعِ واطِّراح التكلف، وعدمِ التطلع إلى المناصب الدنيوية، والمزاحمة عليها، قليلَ الكلام إلَّا فِي المسائِل العِلْمِيَّة، لا يخلو مَجْلِسُهُ من قراءةٍ أوْ بحثٍ، ولا تُذْكَرُ أمورُ الدنيا في مجلسه، وكان نحيفَ الجسم، ليس بالطَّويل، أسمرَ اللون، وكان يخضُبُ بالحِنَّاء، عليه نورٌ، تذكِّرُ رُؤْيَتهُ السَّلَفَ الصَّالح، أخذ عنه جملةٌ من العلماءِ منهم شيخُنَا الشيخُ عبدُ الله بنُ عبدِ العزيز العنقري، والشيخُ عبدُ الله بنُ بليهد، والشيخُ عبدُ اللطيف بنُ إبراهيم، والشيخُ عبدُ العزيز بنُ صالح بنِ مرشد، والشيخُ عبدُ الرَّحمن بنُ حسين قاضي رَنْيَة، ولازمتُه مُدَّةً أقرأ عليه ليلًا ونهارًا قراءة بحثٍ، وقرأتُ عليه جميعَ مؤلفاتِهِ، وديوانَ نظمهِ المسمَّى "عقود الجواهر الحِسَان"، وقرأتُ عليه القَصيدةَ النُّونِيَّة لابن قيِّم الجَوْزِيَّة مرَّتين، وجرى البحثُ في بعضِ
المواضِعِ مما يشكل، فَحَلَّ كثيرًا مما أشْكَلَ فيها، وكانَ ذلكَ بحضرة جملة من العُلماء، وكنتُ أعرض عليه بعض النظرياتِ التي تَخطُر لي، فكانَ يؤيِّدُها، ويبدي استحسَانَهُ لها، وتوفي عاشِرَ صفرَ سنة تسعٍ وأربعين وثلاث مئة وأَلف. انتهى.
وذكره الزِّرِكْلِي في "أعلامه"
(1)
فقال: سليمانُ بنُ سحمان النجديُّ، الدوسَرِيُّ بالوَلاء، كاتبٌ فقيهٌ، له نظمٌ فيه جودةٌ من علماءِ نجد، وُلِدَ في قرية السَّقَا بتخفيف القاف من أعمال أَبهى في عسير، وانتقل مع أبيه إلى الرِّياض أيام فيصل بنِ تِركِي فتلقى عن علمائِها التوحيدَ، والفِقْهَ، واللُّغَة، وتولَّى الكتابةَ للإمام عبدِ الله بنِ فيصل بُرهَةً من الزَّمن، ثم تفرَّغَ للعِلْمِ، وصَنَّفَ كتبًا ورسائلَ منها "الضياء الشارق في ردِّ شبهاتِ الماذق المارق"، طبع في الرَّدَّ على كتابٍ لجميل صدقي الزَّهاوي، و"الهدية السَّنِيَّة" طبع، و"تبرئة الشيخين" طبع، و"كشف الشُّبهات" طبع، و"منهاج أهل الحق والاتباع" طبع رسالة، و"الصواعق المرسلة" طبع، و"إرشاد الطالب إلى أهَمِّ المطالب"، طبع "رسالة في السَّاعة" طبع، و"إنها صناعة لا سحر"، و"إقامة الحجَّة والدليل"، و"الفتاوى" طبع، وديوان شعر سمَّاه "الجواهر المنضدة الحسان" طبع، وغير ذلك، وكُفَّ بَصرُهُ في آخر حياتِهِ، وتوفي في الرِّياض سنة تسعٍ وأربعين وثلاث مئة وألف عن نحو ثمانين عامًا كذا في أمِّ القرى 29/ 2/ 1349.
2985 - (ت 1349 هـ): الشيخ سعد بن حمد بن عتيق، النَّجديُّ، الحنبليُّ
.
ذكره الشيخ سُليمان بن حمدان فيما رأيته بخطَّه فقال: هو شيخُنا العالم العلَّامةُ، البحرُ القُدوَةُ الفهَّامةُ، الزَّاهدُ، الوَرعُ، التَّقيُّ، النَّقيُّ، وحيدُ دهرِهِ، وفريدُ عصرِهِ، الفقيهُ النَّبيهُ، المحدِّثُ، الرِّحلةُ.
ولد سنة 1249 تقريبًا في بلد الأفلاج، ونشأ أحسنَ نشأة، وتربَّى على يدِ والدِهِ، وقرأ عليهِ جُملةً من المتون في الحديث، والفِقهِ والأصلين، وأخذ عن
(1)
الأعلام: 3/ 126.
الشيخ العلَّامة محمد بن إبراهيم بن محمود، والشيخ عبد الله بن الشيخِ عبد اللَّطيف، حتى بَرَع وفاقَ أقرانهُ، ثم إنه تاقت نفسُهُ إلى الرِّحلة في طلب العِلمِ أُسوةً بالأئمة الأعلام، فسافر إلى الهِنْدِ سنةَ تسعٍ وتسعين ومئتين وألف لطلبِ علمِ الحديث، وهذه السنة تُسمَّى في نجد أمَّ العَصافير، سافر للأخذِ عن عُلماء الهند، فَقَدِمَ بهوبال، واجتمعَ فيها بالعلَّامةِ الشيخِ صدِّيق بن حسن خان، صاحب التفسير المسمى "جامع البيان"، وأخذ عن غيره من العلماء المُقيمين إذ ذاك بأرضِ الهند، مثل الشيخ حُسين بن مُحسِن الأنصاري اليَمَاني، والشيخ نذير حُسين، وغيرِهما، وقرأ عليهما في علم الحديث، وطَلَب منهما الإجازةَ، فأجازاه بما تَجُوز لهما روايته، كما هو مذكور في إجازاته، ثم إنه حجَّ في سنة
…
وقد توفي والده في سَفَرِهِ، فقرأ على الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى بمكة غالبَ "قواعد ابن اللَحَّام" في الأصول، وطلب منه الإجازة فأجازَهُ، واجتمع بكثيرٍ من علماء مكةَ، ثم عادَ إلى وطنِهِ، فبقي في بلد الأفلاج، وتولى القضاءَ فيها مدَّةَ ولايةِ آل رَشِيد، واستمرَّ في مَنْصِبه القضائي، إلى أن استولى على نجد الإمامُ عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، فاستدعاهُ للرِّياض، وقلَّده القضاءَ في الدِّماء والقضايا التي للبَوَادي، وقد أخبرني بعضُ الثقات من أهل الأفلاجِ أن الإمامَ لما استولى على الأفلاج، ووَجَد الشيخَ بها قال: وجدت كيِّسًا في خرِبة، يشير إلى أن الأفلاج ليست محلًا للشيخ، فنَقَلَهُ إلى الرِّياض من وقتئذٍ، وكانت له حلقتان للتَّدريس في جامع الرِّياض، إحداهما بعد طلوع الشمس، والأخرى بعد صلاةِ الظُّهرِ، وكان شديدَ التَّحري والضَّبطِ في دُروسِهِ، بضبطِ الألفاظِ والاحتراز من اللَّحنِ وإن قلَّ، وكان قليلَ الكلامِ، كثيرَ التَّثبُّتِ، لا يُقرأ عليه في كتاب إلا إذا كان قد راجعَ ماله من شروحِ وحواشٍ، واستوفاه مطالعةً، وإذا لم يتمكن من المُطالعة لم يسمح للقارئ بالقراءة عليه في ذلك الكتاب، وإذا حَصَل إشكالٌ في مسألة أثناءَ الدَّرس، لم يتجاوزها حتى يَزُولَ ذلك الإشكالُ، وربَّما بَعثَ من يحضر له الكتب التي تكون مَظِنَّةً لذلك، ووقف القارئ، فإذا لم تَنْحل قطعَ التَّدريسَ، وقد شاهدت ذلك منه، وكان لا يتركُ الطَّالبَ يقرأ عليه من عباراتِ الفقهاء أكثر من أربعِ مسائل أو خمسٍ، ثم يشبع الكلامَ عليها، منطوقًا ومفهومًا، حتى لا يتركُ في النَّفسِ حاجةً إلى السؤال عن
شيءٍ، وكان أكثر جلوسه القُرفُصاء، كثيرَ التواضعِ، لا يتكلَّف في مَلْبَسِهِ، تُذكَّرُ رؤيتُهُ السَّلفَ الصالحَ، وكفَّ بصره في آخر عمره، وتخرَّج به جماعةٌ من العلماء، وقُصِدَ من أطراف نجدٍ للأخذ عنه، فممن أخذ عنه شيخُنا الشيخُ عبد الله بن عبد العزيز العنقري، والشيخُ عبد الله بن حسن بن حُسين، والشيخُ محمد بن إبراهيم، والشيخُ عبد الله بن حسن بن عبد الملك، وابنُهُ الشيخ محمد، والشيخُ عبد العزيز الشثري، وعبد العزيز بن صالح بن مُرشِد، وغيرهم، وكنتُ ممن أخذ عنه، قرأتُ عليه قطعةً من جامع التَّرمذي، وبعضَ "شرح زاد المستقنع"، وكنت غالبًا أذهبُ مَعَهُ إلى بيته بعد الدَّرسِ لمراجعةِ بعضِ المسائل، وكان حريصًا على الاطلاع على كلام العلماءِ وما كَتَبُوه، من حواشٍ وتقريراتٍ وتقييداتٍ، وله أجوبة قليلة على بعض المسائل، وله رسالةٌ سَمَّاها:"حجة التحريض في النَّهي عن الذبحِ للمريض"، و"نَظَم المفاتيح" لابن القيِّم، وشرع في نظم "زاد المستقنع" للشيخ موسى الحجَّاوي، فاخترمته المنيَّةُ قبل إِتمامِهِ. انتهى في نظمِهِ إلى التَّعزيرِ، وكان نَظْمُهُ له قبل أن يقف على نظم أبي الغُنَيم الزُّبيري، فلم اطَّلع عليه قال: لو علمت ما تكلَّفتُ في شيءٍ من ذلك، ثم أوصى أخاه أن يَحرِقَ نظمه، فكان في بلاد الأفلاج، فلم يَفْعَل، وقد بحثتُ عن نَظْمِهِ لما قَدِمتُ الرِّياضَ بعد وفاة الشيخِ، وسألت ابنَهُ عنه، فلم يكن عندَهُ عِلمٌ منه، وكان له النَّظم الرَّائق، وتوفي رحمه الله يوم الاثنين بعد العصر، ثالث عشر جمادى الأولى، سنةَ تسعٍ وأربعين وثلاث مئة وألف، وصُلَّي عليه في جامع الرِّياض، وتولَّى الصَّلَاة عَليه الشيخُ محمد بن عبد اللَّطيف، ودُفن في مقبرة العود، وتأسَّف الناسُ لموتِهِ، وازدحموا على نعشه، وصُلِّي عليه أيضًا في مكة والمدينة صلاةَ الغائبِ، ورَثَاه جملةٌ من الشُّعراء، مثل محمد ابن عُثَيمْين والشتري، وعبد الملك بن إبراهيم، وغيرِهم رحمه الله رحمةً واسعةً.
قلت: قد اجتمعتُ به سنةَ ثمانٍ وأربعين وثلاث مئة وألف في بلد الرِّياض، فاستفدتُ برؤيته قبل أن أسمع كلامَهُ، ولم أرَ مثلَهُ فيمن تقدَّمه أو عاصرَهُ، ولأهل الرِّياض خصوصًا ونجدِ عمومًا فيه اعتقادٌ يَفوقُ الحَدَّ، ثم وَرَدَ الخبرُ بوفاتِهِ علينا وأنا في بُرَيْدَة القَصِيم، بالتَّاريخ المتقدِّم، فكان لخبر وفاتِهِ
وقعٌ في النُّفوسِ، وأثرٌ عظيمٌ لا يكادُ يُوصَفُ، وحقٌّ ذلك لأن بموتِ مثلِهِ قد هُدَّ ركنٌ من أركان العِلمِ في نجدٍ، هيهاتَ أن يُسدَّ في زمنٍ قليلٍ، فإنه هو الحجةُ الثقةُ الثَّبتُ بها، والمحدِّث والفقيهُ المحقِّقُ المحرِّرُ، المدقِّقُ، المفسِّرُ الكبيرُ، المرجوعُ إليه في المُعضلات، رحمه الله، ومات عن تسعين سنة تقريبًا.
وذكره الزركلي في "أعلامه"
(1)
فقال: سَعْد بن حمد بن عتيق، قاضٍ من علماء نجدٍ، وُلد في مدينة الأفلاج، ورَحَل إلى الهند بطلبِ العِلم، فاتَّصلَ بصدِّيق حسن خان، وعاد إلى بلادِه في فترةِ استيلاء ابن الرَّشيد على نجد، فانْكَمَشَ في دارِهِ، ثم وُلَّي القضاءَ والتدريسَ في الرِّياض، وتوفي بها، له نظم "الزاد" في الفقه، ورسائل صغيرة في التَّوحيد والسُّنَّة والنَّصائح، منها رسالة في الاعتصام والإتقاء وعدم التفرق، طُبع، وكانت ولادتُه سنةَ سبعٍ وسبعين ومئتين وألف، وتوفي سنة تسعٍ وأربعين وثلاث مئة وألف.
2986 - (ت 1349 هـ): الشيخُ خلف بن عبد الله الخَلَف النَّجْديُّ، الحنبليُّ
.
قال في "زهر الخمائِلِ": ولد سنة خمس وثمانين ومئتين وألف، وقرأ القرآن على والدِهِ الشيخ عبد الله الخَلَف، وعلى الشيخ يعقُوب بن محمد، وأخذ العلمَ عن الشيخ صالح السَّالَمَ، والشيخ عبد الله بن مُسَلَّم، والشيخ عبد العزيز المُرْشِديِّ، وكان حافظًا مجوِّدًا، يتلو تلاوةً حسنةً جدًا، لا يَملُّهُ سامِعُهُ، وكان عالمًا وَرِعًا، مجتهدًا يُحبُّ العزْلَةَ وعدمَ الاختلاط، يحصلُ على معلوماتٍ يستحق عليها التَّقدير، عاش منزويًا، وماتَ وهو مسافر إلى مكة بعد أن أكمل العُمرةَ وانصرفَ إلى جدَّةَ بسكتةٍ قلبيةٍ، سنةَ تسعٍ وأربعين وثلاث مئة وألف. انتهى.
2987 - (ت 1349 هـ): الشيخُ ناصر بن سُعُود بن عبد العزيز بن إبراهيم بن محمد بن حَمَد بن عبد الله آل عيسى، النَّجديُّ، الحنبليُّ، المؤرِّخُ، الأديبُ الشاعرُ الكاتبُ المحقِّقُ، المدقِّقُ
.
(1)
الأعلام: 3/ 84.
ولد في بلد شَقْرَا من بلدان نَجْدٍ، وأخذَ العلمَ بها عن علمائها، ثم ارتحلَ إلى الرِّياضِ، وطلبَ العلمَ على علمائها، ثم رحلَ إلى الشامِ، فمصر، فاليمن، وطلب العلمَ في تلك البلادِ، وحصَّل، واستفادَ، وبلغَ المنى والمرادَ، وكان أديبًا شاعرًا، مؤرَّخًا كاتبًا، حاسبًا، وله في كل ذلك كتابات تدلُّ على سَعَةِ اطِّلاعه، وطول باعِهِ، وبالجملةِ فهو عزة دَهْرِهِ، ووحيد عصرِهِ، وكان عاقلًا ذكيًا، حلوَ المفاكهة، لا يَملُّ جَليسُه حديثَهُ، وكان على جانبٍ عظيمٍ من كَرَمِ الأخلاقِ، والسَّخَاءِ المُفرِط المتعدِّي الوصفِ، توفي رحمه الله في الثاني والعشرين من شهر شعبان، سنةَ تسعٍ وأربعينَ وثلاث مئة وألف.
2988 - (ت 1349 هـ): الشيخُ عبد اللهِ بن خلف بن دَحْيَان، الكويتيُّ، الحنبليُّ، القاضي، العالم الفاضلُ، الفقيهُ، الفَرَضيُّ، النَّحويُّ، الأديبُ العابدُ الصَّالحُ، الوَرعُ الزَّاهدُ
.
قرأ على الشيخ أحمد الفارِسي بالكُويت، وعلى الشيخ محمد بن عوجان الزُّبيري، ولَازَمَهُ، وبه تخرَّج في الفرائض، وقرأَ على الشيخ عبد الله بن حمُّود الزُّبيري، صاحب "زاد الفج في مناسك الحج"، وعلى الشيخ محمد أمين الشنْقِيطي في الكويت، وغيرِهم، وهو من أجلَّ علماءِ الكُويت في زمَنِهِ الَّذِين رأيتُهم بها، وأصلحهم، فقد امتاز رحمه الله على علمائها بالهدوء والسُّكون، وحُسن المُعاشرَة، والأخلاق الفاضلة، والآدابِ التي يُغبَطُ عليها مع العِبادةِ، والوَرَعِ والزُّهدِ والصَّلاحِ، ولأهل الكويت فيه اعتقادٌ عظيم، يَفُوق الوصفَ، بحيث إن أكثرهم يأتي من نواحيها يوم الجمعة للصَّلاة خَلْفَهُ، واستماع خطبَتِهِ، وبعد الصَّلاة يزُورونَه في بيته للسَّلام عليه واغتنام رؤيَتِهِ، ودعائِهِ، واستماع كلامِهِ، والاستفادةِ منه، وذلك لعفَّته النَّادِرة، وتُقاه الصَّحيح، وكان مُتخَلِّقًا بأَخلاقِ السَّلفِ الصَّالحِ، مُنجمعًا عن الناس، لا يخالطُ أحدًا، وكان الأكابرُ من الأُمراءِ والتُّجار تغشاهُ لمكانَتِهِ عندَهَم، وكان لا يَملُّ جليسُهُ مجلِسَهُ، ولا يَخْلُو مجلِسُه من فائدة، ولا يَذكُر فيه حديث الدُّنيا، وكان يستفيدُ ناظِرُهُ برؤيته قبل أن يسمعَ كلامَهُ، فضلًا عن أن يختبر أعمالَهُ، وكان فقيهًا شديدَ التَّثبتِ في الأحكام، ملازمًا طريقةَ المتأخرين، لا يلتفتُ إلى من خالَفَهُم، ولو كان أسعد بالدَّليل،
وهذا جمودٌ مذمومٌ، أخذَهُ عن شيخِهِ عبد الله بن حمُّود المذكور، وهو تقليدٌ أعمى سامَحَهُ الله، وكانت مطالعتُه دائمًا في "الإقناع" وشرحِهِ، و"المنتهى" وشرحه، و"الغاية" و"دليل الطالب" ولا يقبلُ مَنْ خالَفَهُم، ويقول: إن مطالعةَ غيرِ هذه الكُتب للتبرُّكِ أو للاعتبارِ والاطلاعِ، وكان رحمه الله مع ذلك طارحًا للتكلُّفِ متقشفًا في مأكلِهِ، ومَلْبَسِهِ ومسكنه، شديدَ الخُشونةِ في ذلك، وكان كثيرَ الإيثار والصَّدقات لتلاميذِهِ، ومن يتردَّد إليه، مُحبَّبًا إلى الناس عامة، وإلى العلماء خاصةً، لا يخلو مجلسُهُ من العُلماءِ من أهل الكويت والوارِدينَ إليه، وكان لا يَرِدُ الكويتَ عالمٌ أو أديب إلَّا أخذَهُ إلى بيتِهِ وضيَّفه وأكرم مَثْواهُ، وانصرفَ عنه شاكرًا، ولهذا لم أجد في تلك البلد ولا غيرِها من يتنقَّصه أو لا يُظهِرُ الثَّناءَ عليه، وكان مع غَزَارةِ علمه، لا يستنكفُ عن الأخذ عمن هو دُونَهُ، فلقد جالستُهُ مرارًا ودارَ البحثُ بيني وبينَهُ في مسائلَ عديدة، فكان يُظهِرُ لي الشكرَ على توقيفه على أقوالِ العلماءِ فيها، كأنه لم يعرِفها، وهو أعلمُ مني بما أذكرُ له، ولكن لصدقِ لَهجتِهِ وحُسن نِيَّتِهِ وكَرَمِ أخلاقِهِ وبُعدِهِ عن الحَسَدِ الحاملِ على تركِ الفائدةِ، كان منه ذلك، وكان من التَّواضُع ولينِ الجانبِ بمكانٍ لا أستطيعُ وصفَهُ، وكان غزيرَ الدَّمعةِ لا ترتفع دمعتُه إذا مرَّ بآيةِ رحمةٍ أو آيةِ عذابٍ، وقد حصلَ له من الكُتبِ الغريبة الخطيَّة ما لم يحصل لغيرِهِ من العُلماء فيما رأيتُ، بعضُها بالشَّراء، وبعضُها بالاستكتاب، وأمَّا المطبوعةُ فحصل له غالبُ المطبوعاتِ على اختلاف أنواعِها، فانتفع بذلك، وكان كثير المطالعةِ، حادَّ الذهنِ قويَ الحافظةِ، وآخر عهدي به سنةَ اثنتين وأربعين وثلاث مئة وألف، ولقد بلغني بعد ذلك أنَّه تولَّى القضاءَ ببلد الكُويت، واستمرَّ قاضيًا إلى حين وفاتِه، وكان عُرِضَ عليه أولًا فامتنع مِرارًا، وله أسئلة عديدة، وأجوبةُ مفيدة، وكتاباتٌ سديدة، وكان نيِّر الخطِّ، كثيرَ التصحيحِ والضَّبطِ، وهو السائل لعبد القادر البَدْراني التي أجاب عليها بكتابه المسمّى "العُقودُ الدريَّة في أجوبة الأسئلة الكُويتيَّة"، وكان بينَهُ وبينَه مكاتبات ومراسلات وغيره من العلماء، وله بعضُ التآليف منها كتاب:"وقاية الضرر في عقائد أهل الأثر" وكتاب لطيف في التعامل بالنوط، وكتاب "زاد الفج في مناسك الحج".
وبالجملة فهو من العلماء الفُضَلاءِ الأجلَّاءِ، وتوفي بعد مرض ثلاثة أيَّام فقط في السابع والعشرين من شهر رمضان سنةَ تسعٍ وأربعين وثلاث مئة وألف، ورثاه العلماءُ من الكويت وغيرهم، منهم: العبدُ الفقير بقصيدة على روي الفاء عددها تسعون بيتًا وآخرها:
بتسعين بيتًا قد تقضَّت كأنها
…
لآلي بسلكِ الدُّرِ مني تؤلَّف
وأرَّخ كوى شهر الصِّيام مماتَهُ
…
فما الوردُ قبر جسم سيِّدي يتحفُ
2989 - (ت 1349 هـ): الشَّيخُ أبو بكر خُوقِير بن العارف الإمام محمَّد عارف بن عبد القادر بن الشَّيخ محمَّد علي خُوقِير المكيُّ الحنبليُّ الكُتبيُّ بباب السَّلام بمكة المشَّرفة
، المحدِّثُ، السَّلفيُّ، الأثريُّ، ولد في مكةَ في اليوم السَّادس والعشرين من ذي الحجَّة سنةَ أربعٍ وثمانينَ ومئتين وألف، وقرأ القرآن وجوَّدهُ، واشتغلَ بطلبِ العُلومِ من صِغَرِهِ، وكان مشغوفًا بعلم الحديث، وارتحلَ في طلبهِ إلى البلاد الشَّاسِعةِ، منها بلاد الهند، فقد أخذَ بها عن أفاضِلها، منهم حسين بن محسن الأنصاري، ومحمد نذير حُسين، وأخذَ بمكة عن الشَّيخ أحمد بن عيسى الحَنْبليّ النَّجديِّ، وأكثر عنه، وفي المدينة وغيرِها عن محمَّد القاوقجي، ومحمد الأنصاري، ومحمد بن عبد العزيز الهاشمي الجعفري، وأحمد بن زَيْني دَحْلان، وعبد الرحمن سِراج، وغيرهم، وأخذ الفقهَ الحنبليَّ عن الشيخ يوسف البَرْقاوي، ومحمد الدُّوماني خطيب دُوما، وعبد الله صُوفان، وأجازُوه بما تجوزُ لهم روايتُه بشرطِهِ، وأخذَ عنه جملةٌ من العلماء، وكان يقول رحمه الله: عليكم بقراءة "صحيح البُخاريّ" فإني قد جرَّبتُ بركته، وعرفتُ شرحَ الحديثِ بعضَه ببعضٍ من تراجمِهِ وتكريرِهِ في أبوابه، كما استفدتُ من قراءةِ "مسند الإمام أحمد بن حنبل" روايةً من مراجعة كُتبِ الغريبِ وضبطِ اللَّفظِ من مثل "النِّهاية"، و"مجمع البحار"، و"القاموس". ويقول أيضًا: يكفي لطالبِ العلمِ المبتدئ قراءة "بلوغ المرام"، و"عمدة الحديث"، وللمنتهي "المشكاة" و"المنتقى"، و"التلخيص الحبير" فإنَّها جمعَتْ ما في الكتب الصَّحاح، مع بيان الصَّحيح من السَّقيم، وليس في الحديث ما نقله الشَّيخُ إلَّا القليل، ويكفي في ذلك كتاب "الاعتبار بمقدار
النَّاسخِ والمنسوخِ من الآثار" للحازِمي، وكان رحمه الله على جانبٍ عظيم من العلم، وله اليد الطُّولى في الفقهِ وأصولِهِ، والتوحيدِ، والحديثِ والتفسيرِ، ووَجدتُ أهلَ مكة يحسنون الثَّناءَ عليه جدًا، ويصفونه بالعِبادة والعِفَّةِ، وحُسن السِّيرةِ، وسمتِ السَّلفِ واعتقادِهم، ورأيتُ له كتاب "ما لا بد منه" طبع بمصر، وهو كتاب يدلُّ على سعة اطلاع الرَّجلِ وحُسنِ اعتقادِهِ، ورأيتُ له أيضًا "فصل المقال وارشاد الضَّال عن توسُّل الجُهَّال"، وهو مطبوع أيضًا، وكتاب في الفقه صغير على السؤال والجواب، وبالجملة فإنَّه كان سلفيًا، اعتقادُهُ مدلولُ الكتابِ والسنَّةِ، لا يحيد عن ذلك، وحصلت له محنَةٌ بسبب إنكاره للتَّوسُّل بغير الله، ومقاومَتِهِ بعضَ البدع، فسُجنَ وأُوذي، وسُجن معه أكبر أبنائه، فمات ابنهُ المذكور في السِّجن، وأمَّا الشَّيخ فبقي مسجونًا حتَّى تولَّى مكةَ جلالةُ الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، فأخرجه من السجن، وكان قد ولي الإفتاءَ بمكةَ للحنابلة مدةً يسيرةً، وتوفي في شهر ربيع الأوَّل سنةَ تسعٍ وأربعين وثلاث مئة وألف، رحمه الله.
وذكره الزركلي في "أعلامه"
(1)
وقال: أبو بكر بن محمَّد بن عارِف بن عبد القادر بن محمَّد علي خوقير، فقيهٌ حنبليٌ من أهل مكة مولدًا، وسكنًا، ووفاةً، عُيِّنَ مُفتيًا للحنابلة، سنةَ سبعٍ وعشرينَ، وثلاث مئة وألف، ونُكبَ في أيَّام الشريف حُسين بن علي، فحُبِسَ ثمانية عشر شهرًا، ثم نحوًا من سبعين شهرًا، واشتغل بعد انطلاقه بالاتَّجار في الكتب، فكانت له مكتبةٌ في باب السَّلام بمكة، وعيِّن مدرسًا بالحرم المكيِّ في العهد السُّعودي، واستمر إلى أن توفي، له "فصل المقال وإرشاد الضَّال في توسل الجهال"، طبع، و"مسامرة الضَّيف في رحلة الشتاء والصيف" طبع، و"ما لا بدّ منه في أمور الدين" طبع، و"التحقيق في الطَّريق" خط، في نقد طريقة الصوفية، وكانت ولادتُه سنة اثنتين وثمانين ومئتين وألف، وتوفي سنةَ تسعٍ وأربعينَ وثلاث مئة وألف. انتهى.
2990 - (ت 1350 هـ): عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عُويّد النَّجديُّ
(1)
الأعلام: 2/ 70.
القَصِيمي البُرَدِيُّ الحنبليُّ، الكاتبُ الوَرعُ الزَّاهدُ.
ولد في بلد بُرَيْدَة، ونشأ بها، وحفظَ القرآنَ بها، وأخذ العلمَ عن عدَّةِ مشايخ، منهم الشَّيخُ محمَّد بن عبد الله آل سليم، وابناهُ الشَّيخُ عبد الله، والشَّيخ عمر، والشَّيخ محمَّد بن عمر آل سليم، والشَّيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن بن بِشْر، وغيرهم، وحصَّل واستفادَ، وكان كاتبًا نيِّر القلمِ مضبوطه، وكان متقشِّفًا في مأكله ومَلْبَسهُ، ذا هيبةٍ ووقارٍ، وهدوءٍ وسكونٍ، ولينِ جانبٍ، مُحبَّبًا إلى النَّاس، ذا عبادةٍ وتهجُّدٍ وورعٍ وزُهدٍ، وكان لا يأكل إلَّا من عمل يدِهِ، يكتُبُ للناس الكُتُبَ بالأجرة، ويأكُلُ من ذلك، وكتبَ عدَّة كُتبٍ صغارٍ وكبارٍ، وكان قويَّ الحافظةِ، حادَّ الذِّهن، وبالجملة فإنَّه مباركٌ. انتفعَ النَّاسُ به، وتوفي في حدودِ سنةِ خمسين وثلاث مئة وألف، وكان رحمه الله يَودُّني، ويُجالسني كثيرًا، ولم أمل البحثَ معه يومًا واحدًا لأدبه وانصافِهِ، وله أولادٌ ليس فيهم مَنْ هو على طريقتِهِ رحمه الله.
2991 - (ت 1350 هـ): عبد اللَّطيف بن حَمد بن عتيق النَّجديُّ الحنبليُّ
.
ذكره الشَّيخ سُليمان بن حَمْدان فيما قرأت بخطَّه، وقال: قرأ على أخيه الشَّيخ سعد بن عَتِيق، وسافر من الأفلاج إلى الرِّياض، وقرأ فيها على علمائها، وتولَّى القضاءَ في رَنْيَه، وتوفي في رُجوعِهِ من الحج، سقط من ناقته وتأثر من ذلك. ومات في محرَّم سنةَ خمسين وثلاث مئة وألف، وله أربعة ذكور، وهم: حَمَد، وإبراهيم، وعبد العزيز، وسَعْد، وله أربع بناتٍ أيضًا، رحمه الله. انتهى.
- (ت 1350 هـ): الشَّيخ عيسى بن حمُّود بن مُهوّس.
يأتي سنة إحدى وخمسين وثلاث مئة وألف. [انظر: 2992].
2992 - (ت 1351 هـ): الشَّيخُ عيسى بنُ حمود بنِ مهوّس النَّجْديُّ، الحَنبَلُّي، الفقيه، الأديبُ، القاضي، العالمُ، العَلَّامَةُ، النِّحرِيرُ، المحقِّقُ، المدقِّقُ، المفنِّنُ، الوَرعُ، الزَّاهِدُ، الخطيبُ، الكاتبُ
.
كان عَلَّامَةَ عصرِهِ، وفريدَ دهرِه، علمًا، وعملًا، ولد في بلد حائل من
بلدان نجد، وأخذ العِلْمَ عن علمائِها، ومن أجَلَّهم الشَّيخُ القاضي عبدُ الله بنُ مسلم، والشيخُ القاضي عبدُ العزيز المُرْشِدي، وغيرهما، وحَصَّلَ واستفادَ، وتَبرع في الفِقْهِ براعةً تامَّةً، واشتهر في تلك الجهة، وكانَ له من الحُظْوَة والجاهِ في تلك البلد ما يفوقُ الوَصْفَ، وكان على جانبٍ عظيمٍ من العبادِةِ والزُّهْدِ، والقناعَةِ والتقشُّفِ، وخشونَةِ المأكل والملبَس، وَاتباع الَسلف، قولًا وفعلًا، ووَلِيَ القضاءَ في تلك الجهة مُدَّةً فحُمِدَتْ سيرَتهُ، وله فتاوى كثيرةٌ، وكتاباتٌ عديدةٌ، وأجوبةٌ سديدة تدلُّ على سَعَةِ عِلْمِهِ، وقوةِ إدراكِهِ لا سِيَّمَا في الفِقْهِ، وبالجملة فهو من العلماءِ والمحققينَ الذينَ يَجِبُ أن يُحْفَظَ تاريخُ حياتِهِم، وتوفيَ رحمه الله سنة إحدى وخمسين وثلاث مئة وألف، وأخبرني عبدُ الكريم الخياط الأستاذ أنَّ وفاتَهُ سَنَةَ خمسين وثلاث مئة وألف.
وقال في "زهر الخمائل": ولد عامَ أربع وخمسين ومئتين وألف، وقرأ القرآنَ، وتعلمَ العلمَ على الشَّيخ عبدِ العزيز المرشدي، وكان زاهدًا عابدًا، متكلمًا فصيحًا، وكان يجلسُ للإخوان طلبةِ العلم بعد المغرب كلَّ ليلة في بيت إبراهيم بنِ نفيسة بشارع الداود، قرأَتُ عليه "مختصرات الشَّيخ محمَّد بنِ عبد الوَهَّاب، وكانَ يلازم الوَعْظَ والتذكير بعد صلاةِ العِشاء، والفجر في مسجده المعروفِ بمسجدِ عيسى والذي يقع في الشارع العامِّ وسط البلد، وكانَ حافظًا، متقنًا، لا يشعر المصلي خلفه بطولِ القيامِ لحسنِ تلاوَتِهِ، كانت لديه مَكتبةٌ عظيمةٌ تضمُّ أكثرَ من عشرة آلافِ كتاب، مات سنة خمسين وثلاث مئة وألف، وتولى كُتُبَهُ الشَّيخُ عبدُ الله السليمان البليهد، فأخذ بعضها، وبيع أكثرها ببخس. انتهى.
2993 - (ت 1351 هـ): الشَّيخُ عبدُ الله بنُ الشيخِ محمدٍ بنِ عبد الله بنِ سليم النَّجْديُّ القَصِيْميُّ، البرديُّ، الحنبليُّ، القاضي ابنُ القاضي، شيخُنا العالمُ الفاضلُ، الوَرعُ الزَّاهِدُ، الكامِلُ المحقَّقُ، المدقَّقُ النحريرُ
.
ولد في بلد بُرَيْدَة عاصمةِ القصيم من نجد، ونشأ بها نَشْأةً حَسَنَةً، وقرأ القرآن وحَفِظَهُ عن ظهر قلبِهِ، ثم أخذ في طَلَبِ العِلْمِ فقرأ على علماءِ نجد الأفاضل في ذلك الوقت، ومن أجَلَّهم والدُهُ الشَّيخُ محمدٌ العبد الله بنُ سليم،
والشَّيخ محمدٌ بنُ عمرَ بنِ سليم وغيرهما، وحَصَّل واستفادَ، ووَلِيَ القضاءَ بعدَ أبيه مِنْ قبل الإمام عبد العزيز بنِ عبد الرَّحمن آل فَيْصَل، ووَلِيَ التدريسَ بها، وخطابةَ الجامع، ونَال من الحُظْوَة والجاهِ ما لم يَنَلْهُ غَيْرُهُ ولأهلِ بلدِهِ فيه اعتقادٌ عظيمٌ، وكان بيدِهِ الحَلُّ والعَقدُ، وكانَ رحمه الله مواظبًا على التدريسِ، ولهُ في ذلك مجالس عديدةٌ منها بعدَ صلاةِ الصُّبْحِ في النحو إلى ارتفاعِ الشَّمس، ثم يخرجُ إلى بيته قليلًا بعدَ صلاةِ الضحى، ثم يرجعُ ويجلسُ للطلبة في الحديث، والفِقْه، والتَّوْحِيد إلى ارتفاع النَّهار، وذلك بالمسجد الجامع، ثم يخرجُ ويجلسُ للخُصوم إلى قريبِ الظُّهْرِ، ثم يذهبُ إلى بيته ثم يأتي إلى المسجدِ، ويُصلي الظهر بالجماعة إمامًا ثم يجلسُ للطلبة في الدُّرُوس المتقدِّمَةِ إلى قَريب العَصْر، ثم يذهب إلى بيته إلى أذان العصر، ثم يرجع ويصلي العصر بالجماعة، ويقرئ مجلسًا في الوَعْظِ للعامَّةِ، وذلك بقراءَةِ فَصْلٍ من "مشكاة المصابيح"، أو "رياض الصَّالحين" يتكلَّمُ على ذلك الفصل بكلامٍ يُلائمُ الحاضرين، وفهمهم من غير تكلف، ثم يخرجُ ويجلسُ للخُصوم إلى قريبِ غروبِ الشَّمس، ثم يجلس بعد المغرب للطلبة في الفرائِض خاصَّة إلى قريبِ العشاء، ثم يقرأ مجلسًا في "تفسيرِ ابنِ جرير" أو "ابن كثير" للعامَّة إلى وقت الصَّلاة فيصلي، ثم ينصرف إلى بيته، وكان لا يَمَل ولا يَضْجَرُ من التدريسِ، وكانَ حسنَ التقرير جدًا، فصيحَ اللَّسان، حلوَ المنطِق والمفاكهة، منجمعًا عن النَّاسِ انجماعًا كليًا، لا يغشى أحدًا، ولا يُمَكَّنُ أحدًا من خواصَّهِ وتلامِذَتِهِ وغيرِهم من المشي خلفَهُ ووَطءِ عقبه في الطَّريق، بل يمشي وَحْدَهُ، وكان خشن المأكلِ، والملبَسِ، والمسكَنِ، متقشفًا وَرِعًا، عابدًا زاهدًا، لا يميل إلى الدُّنيا وأهلها، بل طارحًا لها بالكليَّة، إذا رآه الرائي استفادَ برؤيته قبل أنْ يَسْمَع كلامَهُ، وكانَ على نهج السَّلَفِ، وطريقَةِ المتقدمين من اتباعِ السُّنَّةِ، والتقشف التامِّ، وطرحِ التكلُّفِ، ولينِ الجانب، وعدمِ مخالطَة أبناء الدُّنيا وأرباب الدولة، وكان منذ وَلِيَ القضاءَ لا يجيبُ دَعْوَةً، ولا يقبلُ هديةً، ولا يدخل بيتَ أحدٍ ما عدا رجلين أو ثلاثة، كان جرى ذلك بَيْنُه وبينهم قبلَ تولَّيْهِ القضاءَ، وكانَ محمودَ السَّيْرَة في القضاء، لا يحابي أحدًا، وكانَ شديد الغضب في الله لا تأخُذُهُ في اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، ولا يهابُ أحدًا، وكانَ غزيرَ لومْة، لا ترتفع له دمعة من الخشية، وجعلَ اللهُ في علمه البركةَ،
فانتفعَ به أهل تلكَ البلد وغيرهم، وأنجبَ تلامذةً علماءَ أجلَّاءَ، كالشيخ عبدِ العزيز إبراهيم العبادي، والشَّيخ محمَّد الصَّالح المطوع، والشَّيخ صالح الخريصي، والشَّيخ سليمانَ بن حميد، وابنه عبد الله، والشَّيخ عبدِ الله المطلق الفهيد، والشَّيخ محمَّد بنِ حسين، والشَّيخ عبد الله الرشيد الفرج، ومحمد
…
وغيرهم ممن لا يُحْصَى كثرةً، ومحاسِنُه رحمه الله جَمَّةٌ لا تُحْصَى، وتوفي رحمه الله في حادي عشر المحرم سَنَةَ إحدى وخمسين وثلاث مئة وألف، وصلِّيَ عليه في جامعها، وتقدم في الصَّلاةِ عليه أخوهُ شيخُنا عمرُ بنُ محمَّد بنِ سليم، وحضرها جُلُّ أهلِ البلد، فلم يتخلف عن ذلك إلَّا القليلُ وشُيِّعَتْ جنَازَتهُ بمشهدٍ حافلٍ، وكانَ يومًا مشهودًا، ودُفِنَ في المقبرة التي في جنوبي البلد المسمَّاة بفلاجة، وتأسَّفَ النَّاسُ عليه، ورثاه ابنُ دامغٍ، والعبدُ الحقيرُ بقصيدةٍ على رَوِيِّ العين، عددُ أبياتها ثمانونَ بيتًا ختامُها بيتُ التاريخ وهو:
لقد طابَ تاريخُ حبا من محرمٍ
…
وللعامِ طابَ القبرُ فيه السَّمَيْدَعُ
2994 - (ت 1351 هـ): صالح بنُ عثمانَ القاضي النَّجديُّ، القَصِيميُّ، العُنَيْزِيُّ، الحنبليُّ
.
ولدَ في بلده عُنَيْزَة، وتعلَّم العلمَ بها على علماء نجد الأجِلاء في ذلك الوقت، منهم الشَّيخُ محمدٌ بنُ عبد الله بنِ سليم، والشَّيخُ صالحٌ بنُ قرناس وغيرهما، وحجَّ واجتمعَ بعلماءِ مكَّةَ، وأخَذَ فيها عن الشَّيخ أحمدَ بن عيسى الحنبلي النَّجْدي، والشَّيخ شعيبٍ المالكي وغير واحد، ثم عادَ إلى وطنِهِ عُنَيْزَة، وقد امتلأ وِطَابه، وتأَهَّلَ للتدريس والقضاء، فتولَّى القضاءَ بها إلى حين وفاتِهِ، وكانت وَفاتُهُ يومَ الأحد خامس وعشرين ربيع الآخر سَنَة إحدى وخمسين وثلاث مئة وألف.
2995 - (ت 1352 هـ): إبراهيمُ بنُ عبدِ اللَّطيف بنِ عبدِ الله بنِ عبدِ اللطيف بنِ محمدِ بنِ حمد بنِ علي بنِ معيوف البَاهِليُّ، النَّجديُّ، الحنبليُّ، قاضي الوشم
.
ذكره الشَّيخُ سليمانُ بنُ حمدانَ فيما قرأته بخطِّه فقال: ولدَ في شقرا سَنَةَ
إحدى وسبعين ومئتين وألف، وتَرَبَّى على يد والده فهذَّبَه، وأدَّبَه، وأقرأه القرآن حتَّى حَفِظَهُ، وقرأ عليه في جملةٍ من المختصرات من مؤلفاتِ الشَّيخ محمدٍ بنِ عبدِ الوَهَّاب في التَّوحيد وغيره، وقرأ على علماء بلده، فأخذ عن الشَّيخ عليًّ بن عبدِ الله بنِ عيسى، وأحمدَ بنِ عيسى المشهور، والشَّيخ سليمانَ بنِ عبد الرَّحمن بنِ عثمانَ بنِ غيهب حتَّى بَرَع، وحَصَل له إدراكٌ تامٌّ، وتصدى للتدريس فانتفع به طَلَبةُ العلم في بلدِهِ فممن أخذ عنه ابنُهُ عبدُ العزيز، وعبدُ الله بنُ محمَّد أبا بطين، ومحمدٌ بنُ علي البينر، وعبدُ الله بن جاسر، وعبدُ الرَّحمن بن عودان، ومحمدٌ البصيري وغيرهم، ولما استعفى الشَّيخُ محمَّدٌ بنُ عبدِ اللطيف من قضاءِ الوَشم عَيَّنَه الإمامُ عبدُ العزيز قاضيًا بَدَلَهُ، فكَانَ محمودَ السيرةِ في أحكامِهِ، محبوبًا عند أهلِ بلده يُجِلُّوْنَه، وبقي في وظيفة القضاء إلى أنْ توِفيَ، تَمَرَّضَ عشرينَ يومًا، وتوفيَ تاسعَ عشر شَوَّال سَنَةَ اثنتين وخمسين وثلاث مئة وألف، وتَوَلَّى تغسيْلَه أَوْلَادُهُ، وصلِّي عليه في جامع شَقْرَا، وأمَّ النَّاسَ في الصلاةِ عليه ابنُه عبدُ العزيز، وشَيَّعَه أعيانُ ووجهاءُ البلدة، وتأسَّفَ النَّاسُ لِفقدِهِ، ودُفِنَ في مقبرة شقرا، ورثاه الحيدي بقصيدةٍ رحمه الله. انتهى.
ووجدت ترجمتَهُ بخطِّ ابنِهِ عبدِ اللطيف بنحوه إلَّا أنَّهُ قال: ولد في بلد عُنيزة، وانتقل به أبوه صغيرًا إلى شقرا، وأَنَّهُ حفظ القرآن عن ظهر قلبه وهو ابن اثنتي عشرة سَنَة، وأَنَّهُ أخذَ العلم عن الشَّيخ محمَّد بن محمود، وأنَّ تلامذته كثيرون منهم أولادُهُ عبدُ العزيز، ومحمدٌ، وعبدُ اللطيف، وصالحٌ، والشَّيخ عبدُ الله بنُ حمد الدوسري، وعمرُ بنُ عبد العزيز أبا بطين، وأنَّه تولَّى القضاءَ في ناحيةِ الوشم سَنَةَ سبعٍ وثلاثين وثلاث مئة وألف إلى حين وفاتِهِ رحمه الله.
2996 - (ت 1352 هـ): الشَّيخُ عبدُ الله بنُ أحمدَ بنِ عبدِ اللهِ العجيريُّ، النَجْديُّ، الحَنْبليُّ، الأديب
.
تقدمت ترجمةُ والده سَنَةَ ستًّ وثلاثين وثلاث مئة وألف، وكان والدُه قاضيًا في بلد حوطة بني تميم نحو خمس سنين، وولد المتَرْجَمُ بها، وحفظ القرآن، وقرأ على أبيه وغيره، وتميَّزَ في الأدب، وقوةِ الحافظة، بحيث إنَّهُ امتازَ بذلك على جميع معاصريه، وكثير ممن تقدمه، وامتازَ أيضًا بمعرفة وقائع
العرب، وآدابها، وأخبارها، وعلومها، وآثارها. وكان يحفظ من الأشعار العربيَّةِ ما يبهر السَّامِعَ، كما امتاز أيضًا بحسنِ الأداء، وجمال الصوت، وكانَ من أصدقاءِ ابنِ العم الشَّيخ الأديب محمدِ بنِ عبد الله بنِ عثيمين وخلصائه الخاصين بل كان راوية أشعارِهِ في المحافل وبينَ يدي جلالةِ الملك عبدِ العزيز فيما ينظمه فيه، وتوفي رحمه الله سَنَةَ اثنتين وخمسين وثلاث مئة وألف، ورثاه محمَّدٌ بنُ عثيمين المذكور، ونشرت جريدةُ أمِّ القرى له ترجمةً بعنوان: ماتَ أديبُ نجد، وكان محررَ الجريدة إذ ذاك يوسفُ ياسين، فأفاض في ترجمته وأورد مختاراتٍ من محفوظاتِهِ، وبالجملة فهو أديبُ نجد المنفرد الفذ رحمه الله.
2997 - (ت 1353 هـ): الشَّيخُ عبدُ الله بنُ سليمانَ بنِ محمدٍ بنِ سليمانَ آل صقر من قبيلة بني خالد الشَّهير بالسياري، النجدي، الحنبلي
.
ذكره الشَّيخ سليمانُ بنُ حمدان فيما رأيتُه بخطَّه فقال: هو قاضي القويعية، وبقية العرض، توفي في بلد ضُرْمى راجعًا من الرِّياض في ثاني عشر شعبان، سنة ثلاثٍ وخمسين وثلاث مئة وألف عن ثمانين سنة تقريبًا، وكانَ سببُ وفاتِهِ أنَّهُ صِيْدَ له ضَبٌّ في ذهابه إلى الرِّياض، وشوي فأكل منه فما زال يشتكي منه إلى أن توفي في رجوعه، وكان والده قد سكن القصب، فتوفي وهو صغير، فنقله أعمامه إلى بلد ضرمن محل إقامتهم، فقرأ هناك القرآن ثم ارتحل لطلبِ العلم إلى الرِّياض فقرأ على الشَّيخ محمدٍ بنِ محمود والشَّيخ عبدِ الله بنِ عبد اللطيف وبقي إلى أن حصل الاختلاف بينَ آل سعود، سعود وأخيه عبدِ الله سَنَة ثلاثٍ وثمانين ومئتين وألف، فانتقل إلى القويعية ثم بعد مُدَّةٍ انتقل إلى بلدِ الحوطة، فقرأ على الشَّيخ إبراهيم بنِ عبد الملك، وكان فيما بلغني كثيرَ التلاوة لكتاب الله، مشهورًا بالسخاء. انتهى.
2998 - (ت 1353 هـ): الشَّيخُ مبروكٌ الداوء النَّجْدي، الحنبلي
.
قال في "زهر الخمائل": قرأ وتعلَّم بحائل، وتولَّى قضاء خيبر وبواديه، ثم نقل إلى الحائط والحويط، وهما قريتان بقرب خيبر لهما ذكرٌ في التَّاريخ باسم فدك، كان فاضلًا، صالحًا، وَرِعًا، أكثر أحكامه صلحًا، ماتَ سنة ثلاثٍ وخمسين وثلاث مئة وألف. انتهى.
2999 - (ت 1353 هـ): الشَّيخ إبراهيم بن محمدٍ الضويان، النَّجْدِيُّ. القَصِيمِي، الرَّسِّيُّ، الحَّنبلي، هو من قبيلة آل زهير، وهم ينتسبونَ إلى قبيلةِ بني صَخْر القبيلة المشهورة
.
ولدَ في بلدِ الرَّسَّ سَنةَ خمسٍ وسبعينَ ومئتين وألف، ونَشَأَ بها، وقرأ على علمائها، منهم الشَّيخُ صالحٌ بن قرناس بنِ عبدِ الرَّحمن بن قرناس القاضي في بلد الرَّس مدَّةً طويلةً، وقبل ذلك كان قاضيًا في القَصِيْم، وتوفي يوم الاثنين شهر الحجة سَنَة ستٍّ وثلاثين وثلاث مئة وألف، وانتقل إلى عدَّة بلدان لطلب العلم، منها بلد عُنَيْزَة، فقد أخذَ بها عن الشَّيخ القاضي بها عبدِ العزيز بنِ محمدٍ بنِ مانع المتوفى سَنَةَ سبعٍ وثلاث مئة وألف، وهو والد الشيخِ محمدٍ بنِ عبد العزيز بنِ مانع الموجود المعروف، ومنها بلد بُرَيْدَة فقد أخذ بها عن الشَّيخ محمدٍ بنِ عمرَ بنِ سَليم المتوفى سَنَةَ ثمانٍ وثلاث مئة وألف وغيرهم، وحصَّل واشتهر بالعلم والفضل، وفاق أقرانه، وكان متفننًا في كثير من العلوم، وكانَ مع ذلك كاتبًا مجيدًا، حسنَ الخط، يضرب المثلُ بحسنِ خطَّه، وكان سريعَ الكتابة حتَّى إنَّهُ كان يكتبُ الكراريسَ في المجلسِ الواحد، وله مكتبةٌ عظيمةٌ غالبها بخطِّ يدِهِ، وكان إليه المرجعُ في بلد الرَّس في الإفتاء والتدريس، وكانَ على جانبٍ عظيمٍ من الأخلاق الفاضلة، عابدًا ناسكًا، خاشعًا متعفِّفًا، كريمًا حليمًا، متودِّدًا إلى النَّاس، دمث الأخلاق، حلوَ المفاكهة، اجتمعت به في بُرَيْدَة مرارًا، واستفدتُ منه في مواضع عديدةٍ، وله تلامذةٌ كثيرونَ، منهم محمَّدٌ بنُ عبدِ العزيز الرشيد وغيره، وله عدةُ مصنفاتٍ في مواضيعَ مختلفةٍ تدلُّ على غزارةِ علمِه، وقوةِ فَهْمهِ، منها "رسالةٌ في أنساب أهل نجد"، و"رسالةٌ في التَّاريخ"، و"شرحُ دليل الطالب، سمَّاه "منار السبيل في "شرح الدليل"، مجلدان، و"كشف النقاب في طبقات الأصحاب" ابتداه بترجمة الإمام أحمدَ وهي في مجلدين، وغير ذلك، وتوفي رحمه الله ليلةَ عيدِ الفِطْر فجأَةً سَنة ثلاثٍ وخمسين وثلاث مئة وألف، وصلَّي عليه بعدَ صلاةِ العيد. وشْيِّعَ بجمعٍ حافِلٍ رحمه الله.
3000 - (ت 1354 هـ): الشَّيخُ محمَّدٌ بنُ عثمانَ الشاويُّ، النَّجديُّ
،
الحَنْبَليُّ.
أملى عليَّ ترجمَتَهُ الشَّيخُ محمَّدٌ بنُ الشيخِ عبدِ اللهِ الخليفي. فقال: هو العالمُ العَلَّامَةُ، الفاضلُ المحقِّقُ، النحريرُ القاضي القَصِيْميُّ.
ولدَ في بلد البكرية مِن قرى بُرَيْدَة القَصِيْم، ونشأ بها، وكان ضريرًا، وطلب العلم على الشَّيخ عبدِ الله بنِ بليهد، وأَخيه حمد بنِ بليهد، والشيخِ محمَّدٍ العبد الله الخليفي، وأخيه الشيخِ عبد العزيز الخليفي، ثم ارتحلَ إلى الرِّياض، وأخذ العلمَ بها عن الشَّيخ عبدِ الله بنِ الشَّيخ عبدِ اللطيف وغيره من علمائها وحَصَّل واستفادَ، وكانَ على جانبٍ عظيمٍ من العلمِ، والتُّقى، والزُّهْدِ، والورع، والعبادة، ذا تهجُّدٍ وكرمِ أخلاق، وسخاءٍ يفوقُ الحدَّ، وَوَلِي القَضَاءَ في عِدَّةِ مواضعَ منها: في مكَّةَ المكرَّمة فقد وَلِيَ القضاءَ بها سَنَةَ ثلاث وأربعين وثلاث مئة وألف، ثم عزل بالشَّيخ عبدِ الله بنِ بليهد سَنَةَ خمسٍ وأربعينَ وثلاث مئة وألف، وجُعِلَ مدرِّسًا في المعهد العِلْمِي السعودي، وتخرَّجَ به تلامذةٌ نجباءُ، ثم عُزل سَنَةَ ثمانٍ وأربعين وثلاث مئة وألف، وجعل قاضيًا في تربة سنتين، ثم عُزل وجعل قاضيًا في بلد شقرا من بلدان نجد إلى أنْ توفيَ بها، وكان للناس فيه اعتقادٌ زائدٌ، فلقد أدركتُ أهلَ مكَّةَ وغيرها من الذين رأوه ورأوا سيرَتَه المحمودَةَ في القضاءِ وغيرِهِ يثنونَ عليه جدًّا في العلم والعمل، وكرمِ الأخلاق والزُّهْدِ، والوَرَعِ والسخاء، وبالجملةِ فقد كان من محاسن الدَّهْرِ، وعجائب الزمان، علمًا وعملًا رحمه الله، وكانت وفاتُهُ سَنَةَ أربعٍ وخمسين وثلاث مئة وألف تاسع شهر رجب، ورثاه الأدباءُ العلماءُ، ومنهم صاحبنا محمَّدٌ بن عبد العزيز آل هليل وغيره رحمه الله.
3001 - (ت 1354 هـ): محمَّد بنُ عبدِ الله بنِ خنين النَجْدِيُّ، الشَّيخُ، الأديبُ، الفاضلُ، التقيُّ، الأريبُ
.
توفي في محرم سنة أربعٍ وخمسين وثلاث مئة وألف، ورثَاهُ الأخ محمَّدٌ بنُ عبد العزيز آل هليل.
3002 - (ت 1354 هـ): الشَّيخُ سليمانُ بنُ حمد بنِ رُمَيْح
- تصغير رُمْح
- النَّجْدِيُّ، الحَنْبَلي، القاضي.
ولد في بلد الرَّسّ من بلدان نجدٍ من توابع القصيم، ونشأ بها، وقرأ القرآن، وحفظه حِفْظًا جيَّدًا عن ظهر قلبه، وأمَّ به في رمضانَ، وتعلَّم الكتابةَ فأتقنها جدًا وكتبَ بخطَّه المضبوط النيِّر عدةَ كتبٍ، وطلبَ العلمَ على جملةِ مشايخ منهم الشَّيخُ عبدُ الله بن بليهد، فحصَّل طرفًا صالحًا من الفِقْهِ، وقرأ جملةَ كتبٍ من الحديث، وكانَ يحفظُ الحديثَ جدًا، وله ذكاءٌ مفرطٌ، وكان موصوفًا بكثرةِ الأوراد، والتهجُّد، والعبادَة، والزُّهْدِ، والوَرَع، ولينِ الجانبِ، حلوَ المفاكهةِ، سليمَ الصَّدْرِ، لا يَمَلُّ جليسُه مجالَسَتَهُ، ووَلِيَ القضاءَ في بلدِ رابغ سَنَةَ أربعٍ وأربعين وثلاث مئة وألف إلى حين وفاتِهِ، وكانَ محمودَ السِّيْرَة في القضاءِ، ولأهَل رابغ فيه اعتقادٌ زائدٌ بحيثُ إنَّهم لا يعدلون به أحدًا غيرَه ممن وَلِيَ القضاءَ قَبْلَهُ وبَعْدَهُ، وتوفيَ سَنَةَ أربعٍ وخمسين وثلاث مئة وألف، وله من العمر خمسونَ سنةً تقريبًا. هكذا أملى عليَّ هذه الترجمة صاحبُنَا محمَّدٌ التويجري.
3003 - (ت 1355 هـ): عبدُ الرَّحْمَن بنُ محمدٍ بن حمد بنِ داود النَّجْديُّ، الحنبليُّ، قاضي الخرمة
.
ذكره الشَّيخُ سليمانُ بنُ حمدان فيما قرأتُهُ بخطَّه فقال: قرأ على الشَّيخ عبدِ الله بنِ عبد اللطيف وغيره، وتوفيَ في الخرمة سابع عشر شهر ربيع الأوَّل سَنَةَ خمسٍ وخمسين وثلاث مئة وألف، وكانَ مصابًا بداء السِّلِّ، وتوفيَ عن عُمُرٍ ناهَزَ الستين سَنَة. انتهى.
3004 - (ت 1355 هـ): عبدُ الله بنُ المغيرة النَّجْديُّ الحنْبَليُّ
.
ذكره الزَّرِكْليُّ في "أعلامِهِ"
(1)
وقال: هو من حوطة بني تميم مؤرِّخٌ، رَحَّالةٌ من أهلِ نجد، له كتبٌ في التَّاريخ العامِّ والخاصِّ، ظَلَّتْ كلها مخطوطةً، وقد أهدى أكثرها إلى الملك عبدِ العزيز آل سعود، فهي محفوظة في الخزانةِ الملكيةِ بالرَّياض، عاش نحو مئة عام، وتوفي بالطائف سَنَة خمسٍ وخمسين وثلاث مئة وألف. انتهى.
(1)
الأعلام: 4/ 140.
3005 - (ت 1356 هـ): عبدُ العزيز بنُ محمَّد بنِ عبدِ العزيز بنِ حمد بنِ عبدِ العزيز النجديُّ، الحَنْبَليُّ، قاضي تبوك
.
ذكره الشَّيخُ سليمانُ بنُ حمدان فيما قرأتهُ بخطِّه فقال: هو من قبيلة الوداعين من آلِ سُوَيْلِم أهل ثَادَق، قرأ على والده، وعلى الشَّيخ عبدِ الله بنِ فيصل، والحجازي ثم حَجَّ وقرأ على بعضِ العُلَماء بمكَّةَ في الفِقْهِ، والنَّحْوِ، والفرائض، وأصولِ الفقه، وغيرها، ثم عُيِّنَ قاضيًا في تبوكَ حتَّى توفيَ في صفرَ سَنَةَ ستٍّ وخمسينَ وثلاث مئة وألف. انتهى.
3006 - (ت 1356 هـ): طاهرٌ بنُ أحمدَ بنِ حسن بنِ عمر الشَّطِّيُّ، الحَنْبَليُّ، الدِّمَشقِيُّ
.
ذكره ابنُ الشطي في "روض البشر"
(1)
وقال: توفيَ سنَةَ ستًّ وخمسينَ وثلاث مئة وألف. انتهى.
3007 - (ت 1357 هـ): الشَّيخُ حَمَد بن ناصر بن عَسْكَر النَّجديُّ، المَجْمَعيُّ، الحنبليُّ
.
أملى عليَّ ترجمتَهُ الشَّيخُ محمَّد التُّويجري فقال: وُلد في بلد المَجْمعةُ من بلادِ نجدٍ، وطلب العلمَ بها، ثم ارتحل إلى الرِّياض، فقرأ بها على مشايخها، من أجلِّهم الشَّيخُ عبد الله ابن الشَّيخ عبد اللَّطيف، والشَّيخ إسحاق بن الشَّيخ عبد الرحمن بن حسن، والشَّيخ حَمَد بن فارس، وغيرهم، وكان كاتبًا مضبوطَ القلمِ، نيِّره، مُنفردًا عن النَّاس، حسنَ الأخلاقِ، كثير العبادةِ، والتَّهجُّدِ، شديدَ الوَرعِ، ونِعمَ الرجل كان علمًا وعملًا. وتوفي سنةَ سبعٍ وخمسين وثلاث مئة وألف.
3008 - (ت 1357 هـ): الشَّيخُ ناصر بن جَار الله، النَّجديُّ الحنبليُّ
.
أملى عليَّ ترجمتَهُ صاحبُنا الشَّيخ محمَّد التُّويجري وقال: وُلد في بلد ثادَق من بلدان نَجْد، ونشأ بها نشأةً حسنةً، وقرأ بها القرآنَ وشيئًا من العلم، ثم
(1)
روض البشر: 379، في ترجمة أبيه أحمد.
ارتحل في طلب العلم إلى الرِّياض، فقرأ بها على علمائِها، ومن أجلِّهم الشَّيخُ عبد الله بن الشَّيخ عبد اللَّطيف، وغيره من علماء الرِّياض، وحصَّل واستفادَ، ووَليَ القضاءَ في أَبْها باليمن، ثم عُزلَ، وَوَليَ القضاءَ في بيشة، ثم عُزِلَ، وجُعل قاضيًا في تربة إلى أن توفي بها، وكان محمودَ السيرةِ في القضاء، كثير العبادةِ، حسنَ الأخلاقِ، خَشِنَ المَلْبَسِ والمأكلِ، متقشفًا، وَرِعًا، ذا أخلاقٍ حميدةٍ، وتوفي سنةَ سبعٍ وخمسين وثلاث مئة وألف عن أربعين سنةِ تقريبًا.
3009 - (ت 1357 هـ): الشَّيخ عبد العزيز بن أحمد بن رشيد البدَّاح، الكُويتيُّ، الحنبليُّ، الفقيهُ المؤرِّخُ، الأديبُ الفَرَضيُّ، الحَيْسُوبُ، الكاتبُ، الخطيبُ، الأستاذُ، العلَّامة النَّحريرُ
.
طلبَ العلمَ في الكويت، والعِراق، ومكة، وغير ذلك، وقرأ في بغداد على الشَّيخ شكري بن محمود الأَلُوسي، وغيرِهِ وحصَّل في كل العلوم مشاركةً قويةً، وتميَّز في الفقهِ والفرائضِ والأدبِ، والتَّاريخ، وكان شاعرًا مؤرِّخًا، خبيرًا بأحوال النَّاسِ ووقائعهم، ذا قلمٍ سيَّالٍ وذِهنٍ وَقَّادٍ، وعقلٍ راجحٍ نَقَّادٍ، وكان خطيبًا مِصْقَعًا، وليس له نظيرٌ في أبناءِ جِنسِهِ وأقرانِهِ، وكان بيني وبينه صُحبةٌ ومخالطةٌ في بلد الكُويت، وتَدُورُ بيني وبينه أبحاثٌ ومُطارَحاتٌ في أشياء كثيرة، فما رأيت مثلَهُ في تحقيقِ ما يتكلَّم به، وإطالة النَّفسِ في النُّقول، وسعة الاطلاع على أقوال النَّاسِ، وكثرةِ الكُتبِ المصنفةِ، وكان مُنفردًا في تلك الجهةِ في فنِّ الأدب، إلَّا أنَّه كثيرُ التقلُّب، لا يستقيمُ على طريقةٍ - سامَحَهُ اللهُ - وكان في مبدأ أمرِهِ محمودَ السيرةِ حسنَ الاعتقادِ على عقيدةِ السَّلفِ الصَّالحِ ومِنْهاجِهِم، شديدًا على المُبتدِعينَ، وله رُدودٌ كثيرة تَشْهدُ له بذلك، ثم لمَّا عُيِّن مدرسًا في المدرسة الأحمدية الكويتية، أكبَّ على مطالعةِ الكُتب العصريةِ، فانجذب إليها وغَلَبَ عليه ذلك، وصارَ منهجُهُ منهجَ العصريين الذينَ يُرجِّحون العقل على النَّقل، وتركَ كتبَ الحديثِ والفقهِ، ويَعيبُ من يُكثر مطالعتَها، فعِيْبَ عليه ذلك، وقد كان يحفظُ أكثر كتاب "دائرةِ المعارف" لفريد وجدي، لإكبابه على مطالعتها، كما أنَّه يستحضِرُ أَكثر عباراتِ "دائرة المعارف" للبُستاني، ثم لما فتَح جلالةُ الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل الحجاز، انتقلَ إليها مع أنَّه
من أعظم المناوئين له ولأصحاب الدَّعوةِ في نَجْدٍ، فأكرم الملكُ مثواهُ وأغدقَ عليه، فَتَحَسَّنت عقيدَتُه، ورجع إلى مذهب السَّلفِ، وجعله الإمام عبد العزيز داعيًا في بلد جَاوَه لنشر مذهب السَّلف هناك، فبقيَ بِهَا إلى أن توفي فيها، وله مصنفَّاتٌ عديدةٌ، من أجلِّها كتاب "تاريخ الكويت" في مجلَّدين طبع وانتشَرَ، ومنها كتاب "تحذير المسلمين عن اتَّباعِ غير سبيل المؤمنين" ردَّ به على الرُّصافي في قصيدتِهِ التائيةِ، التي سَاوَى فيها بين الرِّجال والنِّساءِ، وأنكرَ تفضيلَ الرجال، وقد طبعَ أيضًا، وله غير ذلك كثير، وله شِعرٌ رقيقٌ جيِّدٌ، ونُشِر له في جريدة أمَّ القُرى عدةُ قصائد، وعِدة خُطَب، وكذا صوت الحجاز، وغيرهما.
وبالجملة فالمترجَم وحيدُ عَصْرِهِ، وفريدُ دهرِهِ في كَثْرةِ العُلوم وسَعةِ الاطلاع، لا يشارِكُه غيرُه في فن الأدب لغةً وشعرًا وتاريخًا، وغير ذلك من فنونهِ، وله مشاركةٌ في غيرِ ذلك من العلوم، إلَّا أنَّه ليس على طريقة العلماء في الوَرع والعِبادةِ والخُمول، بل كان يُحبُّ الشهرةَ والتَّرفُّعَ - سامَحَه الله - وكان ربعةً نحيفًا، أعورَ العينِ اليُسرى، وتُوفِّي سنة سبع وخمسين وثلاث مئة وألف، ورَثَاهُ الشُّعراءُ من كل بلَدٍ، ومصنَّفاتُه تزيدُ على خمسين مصنَّفًا.
وذكره الزَّركلي في "أعلامه"
(1)
وقال: عبد العزيز بن أحمد الرشيد البَدَّاح الكُويتي، الحنبليُّ، فاضلٌ من الكُتَّاب، له اشتغالٌ بالتاريخ، من أهل الكويتِ، أصدرَ مجلةَ "الكويت" شهرية، بضعَ سنين، وله "تاريخ الكويت" جزآن، طبع، و"الدلائل البيِّنات في حكم تَعلُّم اللُّغات" طبع رسالة، و"تحذير المسلمين من اتباعِ غير سبيل المؤمنين" طبع رسالة.
وتوفي في جاوَه سنةَ سبعٍ وخمسين وثلاث مئة وألف. انتهى.
وذكره في "معجم المؤلَّفين"
(2)
فقال: "أديبٌ مؤرِّخ، صحافيٌّ، أصله من قرية صلبوخ بالرِّياض في نَجْد، وولد بالكُويت، وأصدَر مجلةَ "الكويت"، ثم جريدةَ "التَّوحيد"، وتوفي بجَاوَه، وله من العمر خمسون سنة تقريبًا. وذكر له
(1)
الأعلام: 4/ 15.
(2)
معجم المؤلفين: 5/ 241.
غير ما تقدَّم من المصنَّفات محاورَةً إصلاحيةً جرت بين تلامِذَةِ الأحمدية في الكويت.
3010 - (ت 1358 هـ): الشَّيخ سُلَيمان بن عَبْد العَزِيز، السحَيْميُّ، السَّبِيعيُّ، النَّجديُّ، الحنبلي
.
ذكره الشَّيخ سُلَيْمان بن حَمْدان فيما قَرَأتُه بخَطِّهِ فقال: هو من سبيع، سُكَّان الحَزْمَة، وُلد في بَلد عُنَيْزَةَ سنةَ ثلاث مئة وألفِ، ونَشَأ على يَدِ وَالدِهِ، فلما شَبَّ وبَلَغ سِنَّ التَّمييز أدْخَلَهُ المَكْتَبَ، فقرأ القُرآن وحَفِظَه عن ظَهْر قَلْبٍ، ثم اشتغل بطلب العِلْم، فقرأ على الشَّيخ عَبْد الله بن محمَّد بن مَانِع قاضي عُنَيْزَة عِدَّة كُتُبٍ، وعَلى الشَّيخ صالح بنِ عُثمان القاضي في "الإقناع"، وفي "مُنْتَقى الأَخبَار"، و"بُلوغ المَرَام"، وكان "البلوغ" من مَحْفُوظاته، وكتاب "التَّوحيد" للشَّيخ محمَّد بن عَبْد الوَهَّاب، وعلى الشَّيخ محمَّد بن عَبْد الله بنِ سَلِيْم "آداب المَشي إلى الصَّلاة"، و"مُفِيد المستَفيْد" و"الرَّحبيَّة" في الفرائض وبعضَ "عُمدَةِ الفِقْه"، وقرأ على الشَّيخ عَبْد الله بن بُلَيْهِد، عِدَّة كُتُب، منها "بُلُوغُ المَرَام" و"دَلِيل الطَّالب" في الفِقْه الحَنْبليِّ، وسَافَر مرَّاتٍ إلى حائل، فقرأ على الشَّيخ صَالِح السَّالم "شَرْح الأربَعين"، وقرأ على قاضِيها إذ ذاك الشَّيخ يَعْقُوب بن محمَّد بن سَعْد في "الآجُرُّومِيَّة" وشَرْحَها، وقرأ على عِيْسى بن مهوس في "الهدي"، وقرأ في بُرَيْدَة أيْضًا على الشَّيخ عَبْد الله بن محمَّد بن فدا "مُلْحَة الإعْراب"، وعلى الشَّيخ عَبد الله بن محمَّد بن سَلِيْم في الفرائض فَقَطْ، وتَوَلَّى قَضَاء الوَجْه سَنَتَيْن، وهُمَا سَنَةَ سَبْعٍ وسَنَةَ ثمانٍ وأربعين وثلاث مئة وألف، ثم نقل إلى قَضَاء القُنْفُذَة سنةَ تِسْعٍ وأربَعيْن وثلاث مئة وألف، ثم إنَّه اسْتُعْفِيَ من القَضَاء، بل ومن جَميْع الوَظَائف، وألَّف رَدًّا على حَسَن الكَاظِميِّ فيما انْتَقَده على شَيْخه عَبْد الله بن بُلَيْهد من الأمر بهَدْم القِبَاب المبْنيَّة على القُبُور، ومَنْع دُعَاء الصَّالحين والأولياء، وتُوُفَّي سنةَ ثمانٍ وخمسين وثلاثِ مئةِ وألْفٍ بمكَّة، ودُفِنَ بالشُّهَداء رحمه الله، وكان رحمه الله آيةً في الحِفْظ والاستِحْضار على جَانبٍ عظيم من العِبَادَةِ والتهَجُّد وخُشُونَة العَيِش والمَلْبَس، ولين الجانِب ومُجَالسة الفُقَرَاء، ومحبة العُلَمَاء والبَحْث معهم، ليِّن الجانِبِ إلى كُلَّ أحَدٍ،
يَسْبِقُ من لقِيَه بالسَّلامِ، قويًّا في دِيْنه، لا يُبَالي بأحدٍ، ولا يَرْهَبُ أحدًا، أمَّارًا بالمعْرُوف، نَهَّاءً عن المُنْكَرِ، وكان واعِظًا مُحَبَّبًا إلى العَامَّة والخَاصَّة، لا يَجْلِس في مَجلسٍ إلَّا افتَتَحَهُ بالوَعْظ والإرْشاد، والبُحُوث الدِّينيَّة، مُنْجَمِعًا عن النَّاس، تاركًا للدُّنْيا وأهْلِها، غَيْرَ مُلْتفتٍ إلى زُخرُفِها وبنِيْها، رحمه الله رحمةً واسِعَةً.
3011 - (ت 1358 هـ): الشَّيخ عَبْد العَزِيْز بن إبراهيم، العَبَّادي النَّجْدِيُّ، القصَيْميُّ البُرَدِيُّ الحنبليُّ، القاضي بها نيابةً، الفَقِيْه النحريرُ الضَّرير
.
وُلِد في بَلَد بُرَيْدة ونشأ بها، وحَفِظ القُرآن على محمَّد بن عَبْد الله بن حَمَد، وهو إذ ذاك صَغِير جدًّا، وكان ضَرِيْر البَصَر، فاستظْهَر القُرْآن، وابْتدأ في طَلب العِلْم على خَاله الشَّيخ عَبد الله بن محمَّد آل سَلِيْم، وأخِيْه الشَّيخ عُمَر بن محمَّد آل سَليْم، ولازَمَهُما مُلَازَمةً تامَّةً، فحَصَّل في الفِقْه والفَرائِض والحَدِيْث، وشارَك في سَائِر الفنُون، وأجَازاه في التَّدْرِيس، فجَلَس يُقْرِئُ التَّجْويد والنَّحْوَ، والفَرَائِض والفِقْه والحَدِيْث بمِسْجد الجَامِع ببُرَيْدة، وقد انْتَفَع بهِ خَلْقٌ كثيرٌ من الطَّلَبَة، ثمَّ تَوَلَّى القَضَاء نيابةً عن الشَّيخ عُمَر بن محمَّد بن سَلِيْم، فحُمِدَتْ سِيْرَتُه، وكان عَفِيْفًا عَزُوْفَ النَّفْس وَقُورًا، يُؤْثِر الخُمُول، حَسَن العِشْرة جِدًّا، سَلِيْم الصَّدْر، وكان رَفِيْقي في الطَّلَب، فكنت أعْجَب من اسْتِحْضَاره جِدًا، وكان أمَّارًا بالمَعْرُوف، نَهَّاءً عن المُنْكَر، ولَمْ يَزَلْ على هذه الحَالَة الحَمِيْدة حتَّى تُوُفِّي سنةَ ثمانٍ وخمسين وثلاث مئةِ وألْف، ورَثاه الشُّعَراء من بُرَيْدَة وغيرها، ونِعْمَ الرَّجُلُ كان، رحمه الله.
3012 - (ت 1358 هـ): محمَّد بن حُمَيد، الصُّرَيْريُّ النَّجديُّ الحنبليُّ
.
قال في "زَهْر الخمائل": وُلد سنةَ تِسعيْن ومئتَيْن وألْف، وقرأ القُرآن بحائل، وأخذ العِلْم عن الشَّيخ صَالِح السَّالم، وأخذ التَّوْحِيْد وأصُول الدِّين على الشَّيْخ الإمام عَبْدِ الله بن عَبْد اللَّطِيْف بالرِّيَاض، فقَدْ رَحَل إلَيْه سَنَة عِشرين وثلاث مِئة وأَلْفٍ، وقرأ العَرَبيَّة والفرائض على الشَّيْخ النَّحْويِّ اللُّغَويِّ حَمَد بن فَارِسِ، كما أخَذ الفَرَائض أيضًا على الشَّيخ عَبْد الله بن راشِد، واجْتَهَد في طَلَب العِلْم حتَّى حَصَل على طَرَفٍ صَالح منه، كان يُعَدُّ من العُلَماء، تَوَلَّى القَضَاء في موقف والبادِيَة التَّابِعَيْن لها، كآل سُوَيْد، وآل عمُود، وآل مَبْرَك، ومَنْ سَكَن
هُنالك من عِنْزَة، ثم أُعْفِي من القَضَاء، ونَزل بَلْدَة قفار، فأخذ عنه العِلْم جَماعةٌ من أهْلها، منهم راشِد بن سَلامَة، وسُلَيْمان ابن عيادة، وعَبْد الكَرِيْم النَّبهانيُّ، وإبْراهِيْم بن شُعَيْب، وامْتَازُوا بالعِلْم على أهْل مَحَلَّتِهِمْ في زمانِهِمْ، كان رحمه الله دَيَّنًا فاضِلًا عابدًا، له مَقَامَاتٌ محمودَةٌ. مات سنَةَ ثمانٍ وخمسيْن وثلاثِ مئةَ وألْف. انتهى.
3013 - (ت 1358 هـ): الشَّيْخ محمَّد بن إبْرَاهِيم أخو الأمِيْر عَبْد العَزِيز بن إبْرَاهِيْم، النَّجْدِيُّ، الحَنْبليُّ
.
قال في "زَهْر الخَمَائلِ": قرأ وتَعَلَّم بحَائِل على عُلَمَائها، وكان مُجْتَهِدًا في طَلَب العِلْم، حتَّى حَصَّل، وعُدَّ من العُلَماء، وكان فيه زُهْدٌ ووَرَعٌ وشِدَّة في الدِّين، وكان حافِظًا للقُرْآن، تَولَّى قَضَاء الجَوْف سنةَ إحدى وأربَعيْن وثلاث مئةٍ وألْفِ، ثم أُعْفِيَ، ورَجع إلى حَائِل، وماتَ بها سنة ثمانٍ وخَمْسِيْن وثلاث مئةٍ تقريبًا. انتهى.
3014 - (ت 1359 هـ): الشَّيخ عَبد اللهِ بن سُلَيمان بن سُعُود بن سُلَيْمان ابن سَالم بن محمَّد، المُلَقَّبُ بُبُلَيْهد، النَّجْدِّيَّ الحنبلي، الشَّهِيْر بابن بُلَيْهِد
.
ذكره الشَّيخ سُلَيْمان بن حَمْدان فيما قَرأتُه بخَطِّه وقال: هو من قبِيْلةِ بني خَالد، هكذا نَسَب لي نَفْسَهُ، وهو شَيْخُنا العَالِم العَلَّامة، القُدْوَةُ العُمْدَة الفهامة، أصْلهم من القَرَايِن، القَرْية المَعْروفَة بالوَشْم، فأمر الإمام سُعُود بن عَبْد العزيز على جَدَّ المترجم سُعُود بن سُلَيْمان بالانتقال إلى القَرْعَاء، قَرْية من شَمَاليَّات قُرى القَصِيْم، وقَلَّده القَضَاء بها، فأقام هناك، وبها وُلِد الشَّيْخ المُتَرْجَم عَبْد الله سنةَ أربعٍ وتِسعين ومئتَيْن وألْفٍ، ونشأ بها نَشْأةً حَسَنةً، فقرأ القُرآن على والده، وَشَيْئًا من المُختَصرات، وقرأ على كُلًّ من الشَّيخ محمَّد بن عُمَر، والشَّيخ محمَّد بن عَبْد الله آل سَلِيْم، وقِرَاءتُه على الثَّاني أَكثر، قرأ عَلَيْه "الجَامِعَ الصَّحيح" وغَيْره، وقرأ أيضًا على الشَّيخ عبد الله بن محمَّد بن فِدَا، والشَّيْخ عَبْد الله بِن دخيل، والشَّيخ صَالِح بن قرناس، وسَمِعَ من غالب عُلَمَاء نَجِدْ المَوْجودِين في وَقْته، كالشَّيْخ عَبْدِ اللهِ بن عَبْد اللَّطِيْف، والشَّيخ حَسَن بن حُسَيْن، والشَّيخ حَمَد بن فَارِس، واجْتَمع بالشَّيخ إسحَاق بن عَبْد الرَّحمن،
والشَّيخ أحْمَد بن عِيْسى، والشَّيْخ عليَّ بن عِيْسى، والشَّيخ شمس الحَقِّ الهِنْديِّ، اجتمع به بمَكَّة، وأخذ عَنْه "المسَلْسَل" بالأوَّلِيَّة بشَرْطه، وأجازه بمَرْويَّاته من الكُتُب السِّتَّة وغيرها. وألَّف عِدَّة رَسَائِل وفَتَاوى، ومن أشْهَرِها المَنْسَك المُسَمَّى "جامِع المَسَالِك في أحكام المَنَاسِك" على المَذَاهِب الأرْبَعَة، ولَمَّا فَرَغ منه أهداه لجَلَالة المَلِكِ عَبْد العَزِيز بن عَبْد الرَّحمن آل فيْصَلِ، وسَمِعْتُ شَيْخَنَا العَلَّامة الشَّيْخ سُلَيْمان بنِ سَحْمَان، وقد ذُكِرَ عِنْده، يُثْنِي عَلَيْه ويقول: ما علمتُ مِثْلَه في استحْضَار الحُجَّة، وما علمتُ أنَّه انْقَطَع مع أحدٍ في مُنَاظرة.
تَمَرَّض بالحُمَّى زيَادَةً عن شَهْر، وتُوُفِّي ليلًا في السَّاعة الثَّالثة من لَيْلَة الاثْنَيْن لأحد عشر يومًا مَضَى من جُمَادى الأولى، سنةَ تِسعِ وخمسين وثلاث مئة وأَلْفٍ بالطَّائف، وصُلِّي عَلَيْه بمَسجد ابن عَبَّاس صَبَاحًا، وشيَّع جنازتَه خَلْقٌ كثيرٌ من الأكابر والأعْيَان، وفي مُقَدِّمتهم صَاحِب السُّمُو الأمير فَيْصَل، نائب جلالَة المَلِك وابنُه، ودُفِنَ في المَقْبَرة الوَاقِعة شَرْقًا عَنِ المَسْجِد، وتأسَّف النَّاس لفَقده، ورُثيَ بمَراثٍ عديدةٍ رحمه الله. انتهى.
وذكره الزِركْليُّ في "أعْلَامه"
(1)
فقال: عَبْد الله بن سُلَيمان بن بُلَيْهِد، فَقِيْهٌ حنبليُّ نجديٌّ، اشتهِر بمُوَالاته لَحَرَكَة الإصْلاح والتَّجْديد في نجْد أيَام تَعَصُّب بَعْض الإخوان هُنَاك في مُقَاوَمة ما يَجْهَلُونه من وَسَائل العَصر الحَدِيث، وكان وَاسِعَ العِلْم بالأدَب الجَغْرافيِّ في شِبْه الجَزِيْرة، وانْفردَ بمَعرِفَة الأماكن الوَارِدِ ذِكْرُها في شِعْر المُتَقَدِّمِين، وَليَ رئاسَة القَضَاء بمَكَّة، ولم أرَ له تآليف غير رِسَالةٍ في مَنَاسك الحَجِّ، طُبع. وتُوُفِّي بمَكَّة سنةَ تِسْع وخمسين وثلاث مئةٍ وأَلْف. انتهى.
3015 - (ت 1359 هـ): أحمد بن عَبْد الله بن محمَّد بشِيْرخَان، القَاري الحنبليُّ
.
ذكره الزَّرِكْليُّ في "أعْلَامه"
(2)
وقال: هو قاضٍ حِجَازيٌّ من أصل هِنْدي، وُلِد بمَكَّة سنَةَ تسعٍ وثلاث مئةٍ وألْفٍ، وتَعَلَّم في المدْرَسة الصُّوْلَتِيَّة بمَكَّة، وعَلَّم
(1)
الأعلام: 4/ 91.
(2)
الأعلام: 1/ 163.
بها وعُيِّن قَاضِيًا بجدَّة سنةَ أربَعِيْن وثلاث مئة وأَلْف، وجُعِل من أعْضَاء مَجْلِس الشُّورى سنةَ تِسْع وأربَعيْن وثلاث مئةٍ وألْفٍ، رئيْسًا للمَحْكَمة الشَّرعيَّة الكُبْرى فأحَد أعضاء رئاسة القُضَاة، سنةَ سَبْع وخَمسين وثلاث مئة وألْف إلى أن تُوُفِّي سنة تِسْعٍ وخمسين وثلاث مئة وألْف، صَنَّف مَجَلَّة "الأحْكام الشَّرْعيَّةِ" خط على مَذْهَب الإمام أحمد بن حَنْبل في نَحْوِ ألْفِ مادَّةٍ، عاجَلَهُ الأجَلُ قَبْل طَبْعِها، وكانت وَفَاتُه بالطَّائِف. انتهى.
3016 - (ت 1359 هـ): عُمَر الخَطِيْبُ، المُقْرئ النَّجديُّ الحنبليُّ
.
قال في "زَهْر الخَمَائِل": كانت له مَدْرسةٌ بلْبدة شَرْقي حَائِل، تَخَرَّج عَلَيْه كَثيرٌ من أهْلها، كالشَّيْخ عليِّ الصَّالح السَّالم وغيرِهِ. مات سنةَ تِسْعٍ وخمسين وثلاث مئةٍ وألْفِ تقريبًا. انتهى.
3017 - (ت 1359 هـ): الشَّيخ أحْمَد بن عَبْد العَزِيْز، المُرْشِدِيُّ النَّجْديُّ الحنبليُّ
.
قال في "زَهْر الخَمَائِل": قرأ القُرآن على وَالِدِهِ، وتَعَلَّمَ عَلَيْه العِلْم، وأخذ العِلْم أيضًا عن الشَّيْخ عَبْد الله بن مسلم، والشَّيْخ عَبْد الله بن بُلَيْهِد، وتَوَلَّى القَضاء بالنِّيَابةِ في غَيْبة كُلِّ من الشَّيخ ابن بُلَيْهِد، والشَّيْخ حَمُود الحُسَيْن، سنةَ تِسْعٍ وأرْبَعيْن وثلاثِ مئةٍ وأَلْفٍ، وكان عادلًا فيه، وكان دَيِّنًا فاضِلًا، له عَقْلٌ راجحٌ، لا يَتَكلَّم فيما لا يعنِيْه، إذا حَضر مَجْلس لَغَطٍ أمسَكَ حتَّى ينْفَضَّ المَجْلِس، حَميدَ السِّيْرَة، جليلَ القَدْرِ، حافظًا للقرآن فقيْهًا. تُوُفِّي بمَكَّة وهُوَ مُحْرِمٌ بسَكْتةٍ قلبيَّةٍ، ثامن ذي الحِجَّة، سنةَ تِسعٍ وخمْسين وثلاثِ مئةٍ وألْفٍ، انتهى.
3018 - (ت 1360 هـ): الشَّيْخ محمَّد بن عَبْد الله بن محمَّد، التُّوَيْجريُّ النَّجْديُّ الحَنْبَليُّ
.
أملى عَلَيَّ تَرْجمتَهُ صاحِبُنا ابنه صالح التوَيْجَريُّ وقال: ينتهي نسبُه إلى وائل بن عِنزة، قرأ القرآن وأتْقَنَه على رَشِيْد الصَّالح، وابْتدأ في طَلَبِ العِلم وهو ابن خَمْسَةَ عَشَرَ سنة على الشَّيخ محمَّد العُمَيْريني، وكان حَادَّ الفَهْم، حتى إنَّ
شَيْخَه المَذْكُور صَار يَسْتَفِيد مِنْهُ أحيانًا، وكانت وِلَادَتُه سنةَ خَمْسٍ وتسعِين ومئتين وألْفٍ في قَرْيةِ القُصَيْعَة من قُرى بُرَيْدة، ثم انْتَقل منها إلى بُرَيْدة لطَلَب العِلْم، فأخَذ بها عن الشَّيخ الأجَلّ عَبْد الله بن محمَّد آل سَلِيْم ثم رَجَع سنةَ ثلاثين وثلاث مئة وألف إلى وَطَنِهِ القُصَيْعَة، ووَلِيَ التَّدْريس بها بإجازَة شَيْخه المَذْكور، ثم لمَّا تُوُفَّي الشَّيْخ عَبْد الله رَجَع إلى بُرَيْدَة للأخذ من أخيه الشَّيخ عُمَر بن محمَّد آل سَليم، فَلَازمَهُ نحوًا من أربع سنين، وهُوَ على وَظِيفته بقَرْية القُصَيْعة، بل كان يَتَرَدَّد منها إلى بُرَيْدَة، ثم أجازه الشَّيخ عُمَر بالجُلُوس للطَّلَبَةِ في بَلَده، فانْتَفَع به بَعْض طَلَبةِ العِلْم الّذين كانوا هُنَاك، ومن أشْهرهم عَبْد الله بن سَعْد الشَّبْرميُّ، وعَبْد الرَّحمن بن محيميد، وسُلَيْمان بن غيْث، وعَلِيُّ الشَّبْرميُّ، وعَبْد الله السُلَيْمان بن بَطِّي وغيرهم، وكُلُّهُم قد استَفَاد ووَلِيَ وظِيْفةً، ولمَّا كان في سَنَة ستٍّ وخمسين وثلاث مئة وألْفٍ، وَلَّاه المَلِكُ عَبْد العزيز بن سعود قَضَاء جِيْزَان باليَمن، ورِئَاسة قَضَاء تِهَامَة، فَسَار في ذلك سِيْرة حَسَنَةً، وكان حَسَن الأخلاق، محمود السِّيْرة، ذا عِبَادةٍ ووَرَعٍ، وانتفع به أهْلُ تلك الجِهَة. وتُوُفِّي هناك، خامس عَشَرَ صَفَرَ، سنةَ ستّين وثلاث مئةٍ وألْفٍ، وله أبْنَاء يَطْلُبُون العِلْم حالًا، رحمه الله.
3019 - (ت 1360 هـ): الشَّيخ عليُّ بن ناصر أبو وَادِي النَّجْديُّ الحنبليُّ
، إمام مَسْجِد الجديدة، تُوُفِّي سَنَةَ سِتّيْن وثلاث مئة وألْفٍ، وقد تَوَلَّى إمامة المَسْجِد المَذْكُور ستَّين سنةً.
ذكره أبو الفَيض عَبْد الستَّار الدَّهْليُّ المَكِّيُّ في رِجَال القرن الرَّابع عَشَر فقال: عليُّ بن ناصر أبو وَادِي، وُلِد في بُرَيْدة سنةَ ثلاثٍ وسبعين وثلاث مئة تقريبًا، ونشأ بها، وقرأ القرآن وحَفِظَه، وتَعَلَّم واشتغل على عُلَماء بَلَده، كالشَّيْخ سُلَيْمان بن علي الْمُقبِل، والشَّيخ محمَّد بن عَبْدِ الله بن سَلِيْم، والشَّيْخ محمَّد بن عَمَر بن سَلِيْم، وصَار له مُشَاركةٌ في عِلْمَيْ الفِقْه والنَّحْو، واشتَغَل اشْتِغَالَه الكُلِّيَّ في عِلْم الحَدِيث وسَمَاعِهِ بأسَانيدِه، فرَحَل إلى الهِنْد، فوَصل إلى دُهْلي وبهوبال وغيرهما، وقرأ على مَشايخِهما، وسَمِع منهم الأمَّهات السِّتَّة و"مسند الإمام أحمد" و"موطّأ الإمام مالك"، وأخذ أسَانيدَه بذلك، ثم رَجَع
إلى بَلَده بُرَيْدة، ثم ارْتَحل عن بُرَيْدَة إلى عُنَيْزَة في حُدُود سنةِ ثلاث مئة وأَلْف، ولم يَزَلْ إمامًا في مَسْجد بعُنَيْزة ويُسَمى مَسْجد الجديدة، ودَرَّس قَلِيْلًا، ولكنه مدْيم "للمَوْعِظَة في مَسجِده، وقرأ في الفِقْه على الشَّيخ صَالح بن عُثْمان القاضي وغيره، وأخذ عَنْه طائفةٌ من أجَلِّهم الشَّيخ عَبْد الرَّحَمن بن ناصر بن سَعْدي وغيرُه.
3020 - (ت 1360 هـ): الشَّيخ عَبْد الله بن محمَّد بن مَانِع، النَّجْدِيُّ الحنبليُّ
.
تُوُفِّي في شعْبان، سنةَ ستِّين وثلاث مئةٍ وألْفٍ.
3021 - (ت 1361 هـ): الشَّيخُ يُوسُف بن يَعْقُوب بن محمَّد السَّعْد النَّجْديُّ الحنبليُّ
.
قال في "زَهْر الخَمَائِل": ولد سنةَ ثمانٍ وثمانين ومئتَيْن وألْفٍ، وقرأ القُرآن على وَالِدِه الشَّيخ يَعْقُوب، وأخذ العِلْم عَن وَالِدِه، وعَن الشَّيخ عَبْد الله بن مُسْلم، والشَّيخ ابن بُلَيْهِد، وكان حَريْصًا على طَلَب العِلْم، حتَّى حَصَل على طَرَفٍ صَالحٍ منه، وكان ديِّنًا فاضلًا، ذا سَمْتٍ حَسَنٍ، حافظًا للقُرْآن وَمُجَوِّدًا، وكان يَنُوب عَن أخيه الشَّيْخ عُمرَ اليَعْقُوب عِنْد غَيْبَته، وكان شَديْدًا على صَاحِب المنْكَر إذا رآه، لا يَتَجَاوزُه حتَّى يُنْكِر عَلَيْه بالقَوْل أو بالفِعْل. مات سنة إحدى وستيْن وثلاثِ مئةِ وألْفٍ عن سَبْعِيْن سنةً. انتهى.
3022 - (ت 1361 هـ): الشَّيْخ حَسَن بن صَالح، الشَّامي النَّجْديُّ الحنبليُّ
.
قال في "زَهْر الخَمَائِل": لَمْ أقفْ على وِلادَتِهِ، قرأ القُرآن على الشَّيْخ عَوَض الحَجِّي، وتعَلَّم العِلْم على مَن في زَمَنِهِ مِن العُلَماء، وكان حريصًا مُجْتَهِدًا، حَصَّل في الفِقْه والفَرَائض ما لَمْ يُحَصِّلْه غيرُهُ، كان يتَعَاطى البَيْع والشِّراءَ، ولَمْ يَمْنَعْه ذلك عن طَلَب العِلْم وحُضُور مَجَالِسِهِ، وكان إمامًا في مَسْجِد الجبارةِ بَعْد حَمَّاد الجَار الله، وعبد الله العَبْد الرَّحمن الملق، وكان حَسَنَ الصَّوْت مَحْبُوبًا عِنْدَ أهْل المَسْجِد، والذي يَظْهَر أنَّه ماتَ سنةَ إحْدَى وسِتَّيْن
وثلاثِ مئةٍ وألْفٍ. انتهى.
3023 - (ت 1361 هـ): رُشيد - بضم أوله، وفتح ثانيه - بن ناصر بن ليلى النجدي الحنبلي
.
قال في "زهرة الخمائل": لا أدري متى ولد، وكان حافظًا للقرآن ومجوِّدًا له، حفظه بشهر واحد، وكان يحفظ ثلاثة مئة حديث من "صحيح البُخاريّ"، وكان في أول عمره متدينًا، شديدًا في ذلك، ثم انتقل إلى السياسة فصار بين آل رُشيد والأتراك. مات سنة إحدى وستين مئة وألف. انتهى.
3024 - (ت 1361 هـ): عبد الرحمن الصُّوَينع النجدي، الحنبلي
.
قال في "زهرة الخمائل": يلقب دَحْمان، كان حافظًا، مجوَّدًا، آية في الذكاء، وكان ضريرًا، مات سنة إحدى وستين وثلاث مئة وألف تقريبًا. انتهى.
3025 - (ت 1363 هـ): الشَّيخ سُلَيْمان بن عَطِيَّة بن سُلَيْمان، المُزَيْنيُّ، النَّجْديُّ الحنبليُّ
.
قال في "زَهْر الخَمائل": وُلِدَ سنةَ سبعَ عَشْرةَ وثلاث مئة وألْف بحَائِل، وقرأ القُرآن على الشَّيْخ شُكْر بن حُسَيْن، وطَلَب العِلْم على الشَّيْخ عَبْد الله بن مُسلِم، والشَّيخ عَبْد الله الصَّالح الخُلَيْفي، وكان مولَعًا بالفِقْه، وجمع كتبه، حتَّى إنَّه نَظَم "مَتْن الزَّاد" في ثلاثة آلاف بَيْت، ونَظْم البُيُوع من "متن دليل الطَالِب"، لمرعيِّ بن يُوسف الكرميِّ، وهو مَوْجُودٌ بكَثْرة، وأبياتُه سَلِسَةٌ تَدُلٌّ على قُوَّةٍ في الشِّعْر، وعُمْق إدْراكٍ فيه، وله مَنْسَك نَظْمٍ أيْضًا، وله أبْياتٌ في القَوَاعِدِ الفِقْهيَّة، ورأيتُ عندَهُ مكتبةً كُبْرى، ذكر أنَّه جَمَعَ بَعْضها، ووَرِث البَعْض الآخر عن وَالِده عَطِيَّة السُّلَيْمان، وكان الشَّيخ سُلَيْمان المُتَرْجَمُ يُحب المُذَاكَرة والبَحْث والنِّقَاش، بتَوَاضُعٍ واعتِرافٍ بالحقِّ إذا ظَهَر، وكان مشغوفًا بجَمْع الكُتُب الأدبيَّة ومَطَالَعَتها، ولا سِيَّما تآليف الأدَبَاء الكِبَار، وكان صالحًا وَرِعًا زَاهِدًا، لا يُحِبُّ الكَلَام بأحد من النَّاس، مات سنة ثلاثٍ وستِّيْن وثلاث مئةٍ وألْفٍ. انتهى.
3026 - (ت 1363 هـ): محمَّد بن عَبْد الله بنَ عُثَيْمِيْن، تَصْغِيْر عُثْمان، النَّجْديُّ الحَنْبليُّ، الشَّاعر الأديبُ
.
ولد في بَلْدَة السَّلَميَّة من أعمال الخَرْج، جَنُوبي مَدِينَة الرِّيَاض، سنةَ سَبْعين ومئتَيْن وأَلْف، ونشأ بها، وتَعَلَّم بها القُرآن والكتابة، ثم أخذ في طَلب العِلْم، فقرأ على الشَّيخ عَبْد الله بن محمَّد الخَرْجيِّ، القاضي بالسَّلَميَّة، ثم رَحَل إلى قَطَر وعُمَان، فأخذ بأم القيوين من بُلْدان عُمَان عن الشَّيخ أحمد الرجبانيَّ الحَنْبليَّ، وفي قَطَر عَن الشَّيخ محمَّد بن عَبد العزيز بن مَانِع، ورَحَل إلى الأفلاج للأخذ عن الشَّيْخ سَعْد بن عَتِيْق، فقرأ عَلَيْه في التَّوْحيد والحَدِيْث والفِقْه، حتَّى صار له إِلْمامٌ بهذه العُلُوم كُلِّها، ثم انتقل إلى الحَوْطة، حَوْطة بَني تَميْم، ثم سَافر إلى قَطَر، فَسَكَنها مُدَّةً يتَّجر باللُّؤلؤ، ولمَّا استَوْلى جَلَالة المَلِك على الأحْساء في سنة إحدى وثلاثين وثلاث مئةٍ وألفٍ، تَقَدَّم إليه مُهَنَّئًا إيّاه بقَصِيْدةِ، فأكْرمَهُ جَلَالةُ المَلِك، ومن ذلك الحِيْن لجأ إلى كَنَفِهِ وتفْيَّأُ ظِلَّه، ورَجَع إلى وَطَنه الحَوْطَة، وكان شَاعرًا بَلِيْغًا وأديبًا، حسن الأخلاق، كريمًا فَوْقَ الوَصْف، تقيًا صالِحًا مُتَوَاضِعًا، شُجَاعًا عالي الهمة، عفِيْف اللّسَان، وكانت أشعاره في المَديحِ والحَمَاسَة، ولَيْس فيها هَجْوٌ أو مُجُون، وآخر قصِيْدةٍ قالها في سَنَةِ خمسٍ وخمسين وثلاث مئة وألْف، وله من العُمْر خَمْسٌ وثمانون سنةً، ثم ترك الشِّعْر وتفَرَّغ للعِبَادَة، حتَّى وافاه أجَلُه ثامنَ ذي الحِجَّة، سنةَ ثلاثٍ وستِّيْن وثلاث مئةِ وألْف، وله ثلاث وتِسْعُون سنةً، رحمه الله، وقد جمع شعره في دِيْوان، وطُبع.
3027 - (ت 1363 هـ): الشَّيخ عُمَر بن الشَّيخ محمَّد بن سَلِيْم، النَّجْديُّ القَصِيْمِيُّ البُرَدِيُّ، الحنبليُّ، القَاضي، العَالِمُ العَلَّامة، المحَقِّقُ المُدَقِّق، الفَهَّامة النَّبِيْه، الفَقِيْه الفَرَضِيِّ النَّحْويِّ، الوَرعُ الزَّاهِد، العَابِد، النَّاسِك الخَاشِع، الأوحد الفَرْد، شيخنا
.
وُلِدَ في بَلَدِ بُرَيْدة ونشأ بها، وأخذ العِلْم بها عن عِدَّة مشايخ، من أجَلِّهم وَالِدُه الشَّيخ محمَّد بن عَبْد الله السَّلِيْم، والشَّيْخ محمَّد بن عمر بن سَلِيْم، والشَّيْخ عَبْد العزيز بن عَبْد الرَّحمن بنِ بشر، والشَّيخ حسَن بن حُسَيْن بن الشَّيخ، وبَرَع في العُلُوم، وتميَّز في الفِقْه والفَرَائض والنَّحْو، وشارك في الحَدِيْث والأدب، وسائر الفُنون، وكان رحمه الله على جانبٍ عظِيْم مِن العِلْم والعَمَل،
على مُعْتَقَد السَّلَف الصَّالح وسَيْرتِهِم، أمَّارًا بالمَعروف، نهَّاءً عن المُنْكَر، قويًّا في ذلك، لا تأَخُذُه في الحَقِّ لَومةُ لائم، ولا يُحَابي أحدًا، منَوَّر الوَجْه بَشُوشًا، ليِّن الجَانِب، صموتًا لا يتكلم إلَّا فيما يعنيه، عليه سكينة ووقار، نظيف الملبس من غير إسراف، صاحب أناة في كل أموره حتَّى في الكَلَام على الدُّرُوس، وكان صَبُورًا على التَّدْريس، لا يَمَلُّ ولا يَضْجر، في تَعْليمه بَرَكَةٌ، بسبَب حُسْن قَصْدِهِ، فقد أَنجبَ ما لَا يُحْصى من التلامِذة العُلَمَاء الأَفَاضِل، ما بَيْن قاضٍ ومُدَرِّسٍ ومُفْتٍ، وجُل مَن يُوْجَد اليَومَ من العُلَماء هُمْ من تَلَامِذَتِهِ، وكانت أوقاتُه مُوَزَّعةً بَيْن تَدْريسٍ وَوَعْظٍ وإفْتاء، وتولَّى القَضاء في بَلَده بُرَيْدَة، فلم يُمْنَعْه ذلك عن نَشْر العِلْم والتَّعْلِيم، فكان يَجْلِس للطَّلَبَة بَعْد صَلاة الصّبْح في النَّحو إلى بعد طُلُوع الشَّمْس، ثم يُصَلِّي الضُّحَى، ويَخْرُج إلى بَيْته قَليلًا، ثم يَرْجِع فيَجْلس للطَّلَبَة أيضًا في شَتَّى أنْواع العُلُوم من فِقْه وحَدِيْث، وتَفْسيرٍ وتاريخ، وغَيرِ ذلك، ثم يَخْرُج مِن المَسْجد الجَامع إلى خَارِجِهِ، فيَجْلِسُ لفَصْل القَضاء والأحْكام بَيْن الخُصُوم إلى قَرِيْب الظُّهْر، ثم يَذْهب إلى بَيْته قلِيْلًا، ثم يَعُود إلى المَسْجِد فَيُصَلَّي الظُّهْر إمامًا بالجَمَاعة، ثم يَجْلِس للطَّلَبَة في شتى أنواع العُلُوم كما تقَدَّم، ثم يَخْرُج قَرِيْب العَصْر إلى بَيْته، ثم يعود فيُصَلَّي العَصْر، ثم يَعْقد مَجْلِسًا للعَامَّة في الحَدِيْث في "رِيَاض الصَّالحين" أو "مِشْكاة المَصَابيْح"، ثم يَخرج ويَجْلِس للقَضَاء والنَّظَر بين الخُصوم إلى قَرِيْب المَغْرِب، ثم يَذْهَب إلى بَيْته، ثم يَعُود فيُصَلِّي المَغْربَ، ثم يَجْلس للطَّلَبَة في الفرائض خاصَّة إلى قَريب أذان العِشَاء، ثم يَعْقِد فَصْلًا للعَامَّة في التَّفْسير إلى وَقْت صَلَاة العِشَاء، فيُصَلِّي العِشاء، ثم يَذْهَب إلى بَيْت عَبْد العَزِيز بن مُشيقح، فيَقْرأ عَلَيْه خَوَاصُّ الطَّلَبَة في الكُتُب الكِبَار، "كَفَتْح البَاري" و"العَيْن" وغيرها، ثم يَذْهَبُ إلى بَيْته، وكان رحمه الله كثير الصِّيَام، قلَّ أن يُرَى مُفْطِرًا حتَّى في حالة سَفَرِهِ، فقد صحِبْتُه في بَعْض أسفارِه، فكان يَصُوم ويَقُوم اللَّيْل، لا يُخِلُّ بشيءٍ من أوْرادِه، وكان كثير التَّهجُّدِ والأَوْرَاد، وكان كَثير العَطْف والتَّوَدُّد والتَّفَقُّد لأَحْوَال تلامِذَتِهِ ومُوَاسَاتِهم، والْحِرص على رَاحَتهِم بكُلَّ ما يستَطِيْعه من مال وجَاهٍ، وكان رحمه الله ليِّن الجَانِبِ سَهْلَهُ جِدًّا، مُحَبِّبًا إلى النَّاس، عامَّتهم وخاصتِهم، له شُهْرةٌ في العِلْم والعَمَل في بَلَده وغيره من سَائر البُلْدَان، محترَّمًا عِنْد العُلَماءِ والمُلُوك احترامًا
يفوق الوَصْف، وكانتْ هَيئَتُه ومَلْبَسُه، ومأكَلُه وسِيْرته تُفِيْد الرَّائي لها قَبْل استماعِ كَلَامه، وكان مَهِيْبًا مَعَ لِيْنِ جَانِبِه، مُوَقّرًا جِدًّا، وكان رحمه الله هو شَيْخي، وبه انتفَعْتُ، ولازَمْته مُلَازمةً تامَّةً، وسَافَرْتُ معه إلى الأرْطَاوَيَّة هِجْرَة البَدْو، فلم تَرَ عَيْني مِثْله عِلْمًا وعَمَلًا وأدَبًا، ووَقَارًا وسَكِيْنة، رحمه الله.
ومِن تلامِذَته المَشْهُورين عَبْد الله بن رشيْد الفَرج، ومحمد العبد العزيز العجاجيُّ، وعَبْد العزيز العَبَّاديُّ، ومحمد الصالح المطوع، وعَبْد الرَّحمنِ، وعَبْد المُحسن وفهد وإبراهيم أبناء عُبَيْد العَبْد المحْسِن، وعلي الوقيصي، وصالح الخريصي القاضي ببُرَيْدة الآن، وسُلَيْمان بن حُمَيْد وابنه عَبْد الله، وعَبْد الله بن سَعْد الشبرميُّ، والشَّيخ محمَّد بن حُسَيْن، وعَبْد الرَّحمن بن مُحيْمِيْد، وسُلَيمان بن غَيْث، وعليُّ الشبرميُّ، وعَبْد الله بن سُلَيْمان بن بَطِّي، وصَالح وعَلي ابنا عَبْد العَزيز العجاجيُّ، وصَالح وسُلَيْمان ابْنَا عَبْد الكَرِيْم بن جَرْبُوع، وعَبْد الله بن عَبْدان، وعَبْدْ الله بن عامر وأخوه سَعْد بن عَامِر، وسُلَيْمان الوُهَيبيُّ، وعَبْد الرَّحمن العَبْد العَزِيْز الصَّعْب، ومحمد بن الشَّيْخ عَبْد الله بن دَخِيْل، وعَبْد الرَّحمن بن عوبد، ومحمد بن رَشيْد الربيش، ومحمد بن مُوسى العَتِيْك، وعَبْدِ الله بن إبراهيم بن محمَّد بن عمر السَّلِيْم، وصالح بن محمَّد الصَّقْعَبيُّ، وعُثْمان بن بِشْرِ وسُلَيْمان بن كريديس، وعَبْد الله الرَّسِّي، وعَبْد الله أبا الخيل، وعلي بن سُلَيْمان الضَّالِع، ووَالِدُه سُلَيْمان الضَّالع، وعَبْد الله وحَمود ابنا عَبْد العزيز بن مشيقح، وعثمان بنِ عَبْد الله بن معارك، وعُثْمان بن عَبْد الكَريم المَعْروف بقني، وعَبْد العزيز بن عليٍّ بن مُقْبِل، ومحمد بن إبراهيم البُصَيْلي، وسُلَيْمان السّكيتي، وسُلَيْمان العُمريُّ، وسُلَيْمان بن عُبَيْد، ومحمد بن إبراهيم بن سيف، وعَبْد الرحمن بن فِدا.
3028 - (ت 1364 هـ): سُلَيْمان بن صَالح بن دَخِيل، النَّجْديُّ القَصيْميُّ البُردِيُّ الحنبليُّ، الكاتبُ الشَّهير
.
ولد في بَلَد بُرَيْدَةِ القَصِيم، وحَفِظ القرآن بها، وابْتَدأ في طَلَبِ العِلْم بها على وَالده وغيْره، ثم سَافر إلى العِرَاق، فسَكَن بَغْداد، وتَلمَذَ للسَّيِّد محمود شُكْري الألُوسي، وطافَ في كَثِير من بِلاد العَرَب والهِنْد، وكان وَاسِع الاطَّلاع
على أحْوال العَرَب المُعَاصِرين وعَاداتهم ووَقائعهم، وأنشأ في بِغْداد بَعْد خَلْع السُّلطان عَبد الحَمِيْد جَرِيْدَة الرِّياضِ أسبوعيّة، فاستمَرَّت ستَّ سنين، وأصْدَر مجلَّة الحَيَاة، فلم تَبْق سِوَى أرْبَعة أشهُر، وألَّف عِدَّة كُتُبٍ منها:"العِقْد المُتَلَالي في حِسَاب اللآلي" و"تُحْفة الأَلباء في تاريخ الأحْسَاء"، وكتب مقالاتٍ كثيرة في جَرِيْدَته، ومجَلَّة لُغَة العَرب البَغْداديَّة عن شؤون العَرَب وبلادهم، وتولَّى طَبْع كُتُبٍ منها "عنوان المَجْد في تاريخ نَجْد"، و"الفوز بالمُراد في تاريخ بَغْداد"، و"نهاية الأرب في مَعْرفة أنْساب العَرَب"، وتُوفِّي في بَغْداد سنةَ أربعٍ وستِّيْن وثلاث مئة وأَلْف، وكانت وِلَادَتُه سنةَ أربعٍ وتسعِيْن ومئتين وألفٍ، كذا في مَجَلَّة "لُغَة العَرَب"، وزاد في الملحق أيضًا أنَّه صَنَّف "القول السَّدِيْد في أخبار آل رَشِيد" خط، و"ذكر إمارات العرب وتاريخها والعشائر التابعة لها" خط، وإن كتابه "تُحْفَة الألْباء" طبع في بغداد، نَقَل ذلك عن مَجَلَّة
…
3029 - (ت 1366 هـ): الشَّيخ عَبْد الرَّحمن بن عَبْد اللَّطيف بن عَبْد الرَّحمن بن حَسَن بن الشَّيخ محمَّد بن عَبْد الوَهَّاب النَّجْديُّ الحنْبَليُّ
.
ذكره الشَّيخ سُلَيْمان بن حَمْدان فيما وَجَدْتُه بخَطِّه فقال: ولد سنةَ سَبْعٍ وثمانين ومئتَيْن وألْف، وقرأ على أخيْه الشَّيخ عَبْد الله بن عَبْد اللَّطيف، وعلى عَمِّه الشَّيخ إسحاق في العَقَائد والحَدِيْث، وغيرها، وقرأ على الشَّيْخ حَسَن بن حُسَيْن كتاب "المُقْنِع"، وعلى الشَّيْخ حَمَد بن فارِس في الفَرَائض والنَّحْو، وقرأ عليه أيضًا في شَرْح "زاد المُسْتَقْنِع" مَرَّاتٍ، وقرأ على الشَّيْخ عَبْد العَزِيْز بن محمَّد، وحَفِظ "مُخْتَصر المُقْنِع" و"الأربَعيْن النَّوَوِيَّة"، وتَوَلَّى القَضَاء أوَّلًا في بَلَد ساجَر، ثم تَوَلَّى قَضَاء بَلد عروى، ثم تولَّى القَضَاء في الخَرْج في مُحَرَّم سنة إحدى وخمسين وثلاث مئةٍ وألْف. وتُوُفِّي في اليَوْم الثامِن من شَهْر رَجَب، سنةَ سِتًّ وستَّينَ وثلاث مئةٍ وألْفٍ، وله أربعةُ أولادٍ، عَبْد الله وعَبْد العَزِيْز ومحمد وحَسَن. انتهى.
3030 - (ت 1366 هـ): سَالِم بن صَالِح بن سَالِم، البنيان النَّجْديُّ الحنبليُّ
.
قال في "زَهْر الخَمائل" وُلِدَ سنة اثنتين وثلاث مئة وألْفٍ، وقرأ القُرآن على
الشَّيخ مُبَارِك بن عَوَّاد، وعلى وَالِدِه الشَّيخ صَالِح السَّالم، وتعلم العِلم فِقْهًا وفرائضَ وعربيةً وغيرَها، واجْتَهد في التَّحْصِيْل حتَّى عُدَّ من العُلَمَاء، وكان دَيّنًا مُحِبًّا لأهْل الخَيْر والصَّلاح، ذا سَمْت حَسَنٍ، وهَيْبَةٍ وَوَقارٍ، إذا رأَيْتَه رَأيت كأن النُّور يتخَلَّلُ من شعر لِحْيَته، ومن بَيْن ثَنَاياه، وكان نِعْم العَوْنُ لطلبةِ العِلْم، تَوَلَّى إمامةَ مسجد وَالِدِه الشَّيخ صالح السَّالم أربَعيْن سنةً، وكان آية في حِفْظ القرآن، وحُسْن تِلاوَتِهِ. مات سَنَةَ ستًّ وسِتَّين وثلاث مئة وألْف. انتهى مُلَخَّصًا.
3031 - (ت 1367 هـ): الشَّيخ محمَّد بن عَبْد اللَّطِيْف بن عَبْد الرَّحمن ابن حَسَن بن الشَّيخ محمَّد بن عَبْد الوَهَّاب، النَّجْديُّ الحنبليُّ الفقيه، العالم العَلَّامة، القُدْوَةُ الأوحد الفهَّامَة
.
ذكره الزَّرِكْلِيُّ في "أعْلَامه"
(1)
نقلًا عن الشَّيخ محمَّد بن عَبْد العزيزِ بنِ مَانِع فقال: هو فقِيْهٌ حنبلي من عُلَمَاء آل الشَّيخ بنَجْد، مولده في الرِّياض سنة سِتًّ وثمانين ومئتَيْن وأَلْف، وبها تفَقَّه، ورَحَل إلى عُمَان وقَطَر، ثم إلى اليَمن، وعيَّنه المَلِكُ عَبْد العزيز بن عَبْد الرَّحمنِ قاضيًا لشَقْرا بنَجْد، فأقام بها مُدَّةً طويلةً، ونقله إلى الرِّياض، فاشتَغَل بنشْر الْعِلم، وجَمَعَ مَكْتبةً كَبِيْرةً، احتَوتْ على جُملةٍ من النَّفَائس، له رَسَائِلُ في الدَّعوة إلى التَّوحيد ونصائح الإخوان أهل البَادِية، منها "الدَّعْوَةُ إلى حَقِيقَة الدِّين" طبع. وتُوُفِّي في بَلَد الرِّيَاض، سنة سَبْعٍ وستِّيْن وثلاث مئة وألْفٍ. انتهى.
3032 - (ت 1369 هـ): الشَّيخ عليُّ بن محمَّد الشَّاميُّ النجديُّ الحنبليُّ المقرئُ
.
قال في "زَهْر الخَمَائل" يعرف بأخي شُكْر، وهو من أهَالي موقق، وُلِد سَنَة عَشْر وثلاث مئة وألْفٍ، وقرأ على أخِيْه لأمَّه الشَّيْخ شُكْر بن حُسَيْن، وتَعَلَّم العِلْم على الشَّيخ المُرْشديِّ، والشَّيْخ عِيْسى وغَيْرِهما، وتَوَلَّى مَدْرسة أخِيْه شُكْر بَعْد مَوْتِهِ، وقرأ عَلَيْه فيها كثيرٌ من أَبْنَاء الوَطَن، وتَوَلَّى إمامة مَسْجِد عيْسى بَعْد
(1)
الأعلام: 6/ 218.
مَوْته، وكان قارئًا مُجَوِّدًا، حافظًا للقرآن. مات سنةَ تسعٍ وستِّيْن وثلاث مئةٍ وألْفٍ. انتهى.
3033 - (ت 1369 هـ): الشَّيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن بن بشر النجدي الحنبلي
.
3034 - (ت 1370 هـ): الشَّيخ إبراهيم بن عَبْد العزيز السُّوَيح، النَّجديُّ الحَنْبليُّ
.
القاضي بالمُقَاطَعَة الشَّمالِيَّة، وهي العُلَا وتَبُوك ومُلَحَقَاتُها، ورئيس مَحَاكمها الشَّرْعيَّة، صَاحِب الرَّدَّ العَظِيْم المُسَمَّى "بَيَان الهُدَى من الضَّلَال" الذي ردَّ به على عبد الله القصَيْمِيِّ في كِتَاب "الأغلال"، وهو في مُجَلَّدَيْن، طُبِعَ وانتشر. كان رحمه الله من أصْحَابي وجُلَسَائي بمَكَّة، قبْل تَوَلِّيْه القَضَاءَ في العُلَا وتَبُوك، وكان فقيْهًا نَبِيْهًا، أدِيْبًا أرِيْبًا، ماهرًا في كلَّ ذلك شاعرًا، له أخلاقٌ فاضلةٌ، لا يُمَلُّ حديثُه، مُتَبَسِّمًا ضاحِكًا، منوَّر الوَجْه، ذا سَكِيْنةٍ وَوَقارٍ، وأشعارُهُ مُتَوَسِّطَةٌ، وقلمُه سَيَّالٌ، كثير البَحْث والمُطالَعَة، لا يمَلُّ ولا يَفْتَرُ، ذكي جِدًّا، قويّ الحافِظَة، وقد أُصِبْ في آخر عُمُرِه بداء الاسْتِسْقاء، واجتمعْتُ به في المستشْفى اللُّبْنَانيِّ بجدَّة للعِلاجَ، فلم يقدَّرْ له الشَّفاء، وذلك في رَمَضَان سنةَ 1369 تسعٍ وستِّين وثلاث مئةِ وألْفٍ، ثم توفي رحمه الله سنةَ سَبْعِيْن وثلاث مئةٍ وألْف تقريْبًا.
3035 - (ت 1370 هـ): الشَّيْخ الحُمَيديُّ بن عَبْد العَزِيز بن رُدَيْعَان النَّجْديُّ الحنْبَليُّ
.
قال في "زَهْر الخَمائِل": هو من أهَالي الرَّوْضَة، وُلِد بحَائِل سنةَ ثمانين ومئتَيْن وأَلْف، وقرأ القرآن بها، وأخذ العِلْم عَن الشَّيْخ صالح السَّالم وطَبْقَتِهِ، واجتهد حتَّى حَصَّل وأدْرَك، وعُدَّ من العُلماء البَارِزِيْن، تَوَلَّى خَطَابة الجمعة في بلدة قفار، ثمَّ نُقِل إلى البرود خَطِيْبًا لأهْلِها، وفي سنةِ أربعٍ وأربَعِيْن وثلاث مئةٍ وألْفٍ نُقِل إلى إمامة المسجد النبوي، ثم عين قاضيًا بالعلا المعروفة شمالًا غربًا من حائل، ثم نُقِل قاضيًا في
…
ومات هناك سنة سَبْعيْن وثلاث مئةٍ وألف. انتهى.
3036 - (ت 1372 هـ): الشَّيخ عَبْد اللهِ بن عَبْد العَزِيز بن عَبْد الرَّحمن ابن محمَّد بن إبْرَاهِيْم بن سُلَيْمان بن نَاصِر بن إبْراهِيم، العُنْقَري النَّجْديُّ الحنبليُّ
.
ذكره تِلْمِيْذُه الشَّيْخ سُلَيْمان بن حَمْدان فيما قرأتُه بخَطِّه فقال: يتَّصل نَسَبُه إلى سَعْد بن زَيْد مَنَاة بن تَمِيْم، هكذا نَسَبَ لي نفسَهُ بَعْد طَلَبِي منه ذلك، وهو شَيْخُنا العَالِم العَلَّامة المُحَقِّق، القُدْوَةُ العُمْدَة الفَهَّامَة المُدَقِّق، المعرق في النَّسَب والحَسَب، والمُتَمسِّك من الدَّيْن والعِلْم بأقْوى سَبَبٍ، فريدُ دَهرِهِ، ووَحِيْد عَصْره، وشُهْرَتُه تُغْنِي عن الإطْنَاب في ذِكْرَه، كانت قَرْيةُ ثَرْمَدا من قُرَى الوَشْم منزل آبائه من أزْمِنَةٍ متطاولة لا يُعْهَد أوَّلُها، وكانت إمارَةُ القَرْيةِ فيهم، لا يُنَازعُهُم فيها مُنَازع، وُلِد المُتَرْجَم لسَبْعٍ بَقِيْن من رَجبٍ سنةَ تسعِين ومئتَين وألْفٍ في قَرَية أُثَيْفِيَةَ بلَد أخْوالِهِ، وإحدى قُرى الوَشْم، والمَذْكور في كُتُب المَعَاجم أَنَّه كان يَسْكُنُها قديمًا جَرْير الخَطَفي الشَّاعِر المْشهُور، ثم تُوُفِّي وَالِدُه وَهُو في الحَوْلَيْن قبلَ فِطامه، فنشأ يَتيْمًا في كَفَالة عمَّتِهِ، فربَّتْه أحسنَ تَرْبيَةٍ، ولما بَلَغ من التَّمييز كُفَّ بَصرُه على إثر الجُدَرِيِّ، فأدْخَلَتْه الكُتَّاب، فحَفِظَ القُرآن عن ظَهْر قَلْبِه، ثم حَفِظَ جُمْلةً من المُتُون في فُنُون عديدةٍ منها "ثلاثة الأصول"، وكتاب "التَّوحيد". و"كشف الشُّبهات"، و"آداب المَشْي إلى الصَّلاة"، و"الوَاسِطِيَّة"، و"التَّدمُريَّة"، و"الحَمَويَّة"، و"الأربَعُون النَّووِيَّة"، و"بُلُوغ المرام"، و"مُخْتَصرُ المُقْنِع" و"العُمْدَة للمُوَفق"، و"الرَّحبيَّة"، و"الآجُرُّوميَّة"، و"المُلْحة" و"ألفية ابن مالك"، و"البَيْقُونيَّة"، و"النُّخْبَة لابن حَجَر" و"الوَرَقَات في الأُصُول" للجُوَيْنيِّ، و"الجَزَريَّة" وغيرَها، حَفِظَ هذه المُتُون وهُو في ثَرْمَدا، وقَبْل الانقطاع للطَّلَب بالكُلِّية، وما زال يتنَقَّل في مَراتِبِ الكَمال من حَسَنٍ إلى أحْسن، وَيتَزايَدُ ذَكَاؤه.
وإذا رأيتَ من الهلالِ نُمُوَّهُ
…
أيقنتَ أنْ سيصير بدرًا كاملًا
حتَّى هزَّه الشَّوْقُ إلى الرِّحلة في طَلَب العِلْم، والتَّخرُّج بالأكابر من عُلَماء وَقْته، فسَافر إلى الرِّياض عاصمة نجْد سنةَ إحدى عَشْرة وثلاث مئة وألْف، وهي إذ ذاك آهِلَةٌ بالسُّكَّان، وآهلة بالعُلَمَاء الهُدَاة الأعْلَام، فأخَذَ عَنْهم، ولازَمَهُم مُدَّةٌ طَويْلةً، حتَّى بَرَعَ وصار آيةً في الفَهْم والذَّكاء، فمن مَشَايخه الذين أَخَذ عَنْهم
الشَّيخ الجَلِيْل عَبْد الله بن عَبْد اللَّطِيْف، وأْخُوه الشَّيْخ إبراهيم بن عَبْد اللَّطِيْف، والشَّيْخ إسْحَاق بن عَبْد الرَّحمن بن حَسَن، وكان الشَّيْخ إسحاق قد أخَذَ عن جُمْلةٍ من عُلَمَاء الهِنْدِ وغيْرِهم مِنْ نَجْدِيِّين ومِصْريِّيْن، وتخصَّص المُتَرْجَم عَلَيْه بِعِلْم الحَدِيْث وأصُوله، وأصُول الفِقْه والتَّجْويد، وتَفَقَّه أيضًا بكُلِّ من الشَّيْخ محمَّد بن إبراهيم بن محمُود، والشَّيْخ حَسَن بن حُسَيْن، وأَكْثَر من القِراءة عَلَيهما، وأخذ عن الشَّيْخ سُلَيْمان بن سَحْمَان عِلْم التَّوْحِيْد والعَقَائِد الدِّينيَّة، وعن الشَّيْخ حَمَد بن فارس النَّحْويِّ في عِلْم العربيَّة، وتفَقَّه أيْضًا بالشَّيْخ سَعْد بن عَتِيْق، واستجازه فأجَازَهُ بجَمِيْع ما تَجُوز له رِوَايَتُه بشَرْطه، ثُمَّ لمَّا حجَّ سنة ثمانٍ وأربَعين وثلاث مئة وألْفٍ اجتمع بشيْخنا الشَّيْخ عَبْد السَّتَّار بن عَبْد الوَهَّاب الصدِّيقيِّ، الحَنفيِّ الدَّهْلَويِّ ثم المَكِّيَّ، فاسْتَجازَهُ، فأجابه إلى ذلك، وكتب له إجازَةً عامَّةً بجميع ما تَجُوزُ له وعَنْه رِوَايَتُه بشَرْطهِ، وأخذ عَنْهُ المُسَلْسَل بالأَوَّليَّة الحَقِيْقيَّة، وجملةً من المُسَلْسَلَاتِ غَيْرَه، وأخذ عن جملةٍ من المشايخ النَّجْديِّيْن، تَرَكْنَا ذِكْرَهُم طلبًا للاخْتِصار، وكان - فيما بَلَغَنِي - يُلَقَّب بالحَافِظ لِمَا رَزَقَهُ الله من سُرْعَةِ الفَهْم وشِدَّةِ الحِفْظ، وقُوَّة الإدْرَاك، وكان مشايخُهُ الَّذين أخذَ عَنْهم يُجِلُّونَهُ ويحتَرِمُونه، هذا مع ما هُوَ عَليْه من السَّكِيْنَة والوقار، والتَّعفُّفِ والتَّوَاضُع، واطِّراح التَّكَلُّف، وعَدَم مُزَاحَمة أصْحَاب المَنَاصِب الدُّنْيَويَّة عَلَيْها، وكان مُوَاظبًا على قِيَام اللَّيْل وتِلاوَة القرآن كُلَّ لَيْلَة، ومُدِيمًا على الأوْراد المشرُوعة، والتَعوُّذَات والأدْعية المأثُورَة، وصِدْق اللجوء إلى الله، والتَّوَكُّلِ على الله، وكان يجلِسُ بَعْد صَلاة الصُّبْح في مُصَلَّاه يدعو ويَذْكُر حتَّى تطْلُع الشَّمْس، وآخرَ سَاعَةٍ بَعْد العَصْر إلى قَريْبِ العِشاء.
تخرَّج به جَمَاعةٌ من الأفاضِل منهم: الشَّيْخ عبْد الله بن عَبْد الوَهَّاب بن زَاحِم، والشَّيخ حَمَد بن مَزْيَد، والأخ الفَاضل محمَّد بن عَبْد المُحْسِن الخَيَّال، والأخ عَبْد الرَّحْمن بن قَاسِم، ومِمَّن أخَذ عَنْه الشَّيْخ عَبْد الرَّحْمن بن عُثْمان التميري، والشَّيْخ حَمَد بن ناصِر العَسْكَر، وكاتِبُ التَّرْجَمة، فَقْد لازَمْتُه ليْلًا ونهارًا ملازَمةً تامَّةً مُدَّةً طويلةً لا تَقِلُّ عَن الخَمْس عَشْرَة سَنَةً، وسَافَرْت في مَعِيَّته مرَّتين، وقرأتُ عَلَيْه جُمْلةً مِن الكُتُب في فُنُون عديدةً، في التَّوْحِيْد والتَّفْسِير، والحَدِيْث والفِقْه، والنَّحْو والفَرَائِض والمُصْطَلح وغيرها، واسْتَجَزْتُه فأجَازَني
بإجازَةٍ مُطَوَّلةٍ، هي نَفْس إجازة الشَّيْخ سَعْد بن عَتِيْق لَهُ، وزادَ فيها بَعْض مَشَايخه الذَّيْن أخَذَ عَنْهم وتَفَقَّه بهم، مختومةً بختمه الذاتي، وقد اتَّصل لي بوَسَاطَته مُسَلْسَل التَفَقُّه في المَذْهب الحَنْبَليِّ من طَرِيْقَي صاحِب "الإقناع" و"المُنْتَهى" وكُنْتُ أسْهر عنده في القِراءَة والبَحْث إلى السَّاعة الخَامِسَة أو السَّادِسَة لَيْلًا، وكان مُكْرِمًا لطُلَّاب العِلْم، ذا شفقة عَلَيْهِم، وتفَقَّد لَهُم إذا غَابوا، لا يَمَلُّ من كَثْرة التَّدْرِيْس، ذا تَثَبُّتٍ في الجَوَابِ، وتَحَرٍّ للصَّوَاب إذا سُئِلَ، له أجْوِبَةٌ سَدِيْدةٌ على مَسائل عَدِيْدَة، جَمَعَها بَعْض الطَّلَبَة على حِدَه.
وَلِيَ القَضاء في بُلْدَان سديْر في صَفَر، سنةَ أربع وعِشْريْن وثلاث مئةٍ وأَلْفٍ، ثم أُضيف إليْه قَضَاءُ بَلَد المَجْمَعة وأعَمَالها والغاط بَعْد عَزْل سَلَفِهِ الشَّيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى قاضِيْها، وذلك بَعْد قَتْل عَبْد العَزيز بن رَشِيْد وبُطْلَان بَيْعَتِه، فأرسَلُوا وَفْدًا للإمام عَبْد العَزِيْز، وطَلَبُوا الدُّخُول في طَاعَته، فأجابَهُم إلى ذلك، ووَلِي المُتَرْجَمُ من وَقْتِئذٍ، فكان محمُودَ السِّيْرة في وِلَايَته، بَصِيْرًا بفصل القَضَايا وإيْصال الحُقُوق إلى مستحقيها، لا يَتَأخَّر عن الحْكمِ بالحَقِّ إذا ظَهَر له، وكان يُؤْثِر الإصلاح بَيْن الخَصْمَيْن، سيَّما إذا لم يَظْهر له وَجْه الصَّواب، حتَّى إنَّهُ رُبَّما أخَّر الفَصْل في القَضِية أيّامًا حتَّى يَمِيْل الخَصْمان إلى الصُّلْح، وقد لاحَظْتُ ذلك منه مِرَارًا، وكنت أقُول في نَفْسي: هذا أمرٌ لا يَنْبَغي، لأنَّ فيه تَعْطِيلًا وتَرْكًا للمَشاكِل بدُوْن حَلًّ، حتَّى وَقَفْت على قَوْل أمِير المُؤْمِنين عُمَر بن الخَطَّاب رضي الله عنه:(رُدُّوا الخُصوم حتَّى يَصْطَلِحُوا، فإنَّ فَصْل القَضَاء يُحْدِث بَيْنَ القَوْمِ الضَّغَائن)، وفي لَفْظٍ:(رُدُّوا الخُصُوم لعَلَّهم أن يَصْطَلِحوا، فإنَّه آثَر للصدق، وأقلُّ للخِيَانة) وفي لفظٍ: (رُدُّوا الخُصُوم إذا كانت بَينَهُم قَرَابةٌ، فإن فَصْل القَضَاء يُوْرِث بَيْنَهُم الشَّنَآن) فرَجَعْتُ عن قَوْلي، وعَلِمْت أنَّ ما عَلَيْه الشَّيخ هُوَ الحَقُّ، وكان محبّبًا عِنْد الخَاصِّ والعَامِّ، عَلَيْه هَيْبَةٌ ووَقَارٌ، حج مَرَّاتٍ وزَار المَسْجِد النَّبَويَّ سنةَ ثمانٍ وأرْبَعْين وثلاث مئة وألْفٍ، وقَامَ في فتنةِ فَيْصل الدويش وسُلْطَان بن بجاد مقامات تُذْكر فتُشْكر، وسَعى بَيْنَهم وبَيْن وَلِيَّ الأمْر بالصُّلْح، حِرْصًا على حَقْنِ الدِّماء، فما تَمَّ لَهُ ما أرَاد، لما سَبَق به القَضاءِ في الأَزل، وكان له المقام الأرْفع، ومَزَيْدُ الاحتِرام عند الإمام عَبْد العَزِيز، حتَّى إنَّهُ
بَعْد وفاة شَيْخِنا الشَّيْخ سَعْدِ بن حَمْد بن عَتِيْق رحمه الله طَلَبَهُ أن يَكُون عِوَضًا عَنْه، ومَرْجعًا في بَلد الرِّيَاض، وألحَّ عَلَيه فاعْتَذَر، فقَبِلَ عذره، ولو ظَفَر بِذَلِكَ المنْصِب بَعْض النَّاس لجَالَدُوا عَلَيْه بالسُّيُوف، ثم إنَّه عُزِل عن قَضَاء المجمعة في ثلاثين شَوَّال، سنةَ ستيْن وثلاث مئةٍ وألفٍ.
قلت: بقي بعد عَزْله عن قَضَاء المجْمَعة يُدَرَّس ويُفْتي ويَعِظُ رحمه الله إلى أن تُوُفِّي رابعَ صفَر، سنةَ اثنين وسبعين وثلاثة مئة وألْفٍ رحمه الله، وله "حاشِيَةُ شَرْح زَاد المُسْتَقْنِع"، وقد طُبِعَت مَعَهُ.
3037 - (ت 1373 هـ): الشَّيخ فَوْزَان بن سَابِق بن فَوْزان آل عُثْمان، البُرَيْديُّ القصَيْمي النَّجْديُّ
.
ذكره الزَّرِكْلِيُّ في "الأعْلام"
(1)
فقال: مُعَمَّر من فضلاء الحَنَابِلَة، له مشارَكةٌ في السِّيَاسةِ العَرَبيَّة، وُلِد في بُرَيْدة، سنةَ خمسٍ وسَبْعيْن ومئتَيْن وألف، ونشأ بها، واشتَغَل وتَفَقَّه، ثم اشتَغَل بتِجَارة الخيل والإبل، فكان يتَنَقَّل بَيْن نَجْد والشَّام، ومِصْر والعِرَاق، وناصر حركة الأمير الملك عَبْد العَزِيْز بنِ عَبْد الرَّحمن مُؤَسِّسِ الدَّوْلة السُّعُوديَّة الثَّانية، أيّام حُرُوبه مَعَ التُّرْك العُثْمانيِّيْن في القَصِيْم وتلْك الأطْراف، واتصَل برِجَالات الشَّام قَبْل الدسْتُور العُثْمانيِّ، كالشَّيخِ طَاهِر الجَزَائريَّ، وعَبْد الرَزَّاق البِيْطَار، وجمال الدِّين القَاسِميِّ، ثم محمَّد كُرْد عَلِي، وهو الذي سَاعد الأخير على فراره الأوَّل من دِمَشْق، وقد أراد أحَدُ الوُلَاة القَبْض عَلَيْه، فأخْفاه فَوْزَان ونَجَا بِهِ إلى مِصْر، ولَّما كانَتْ الدولة السُّعُوديَّة في بَدْء استقرارِهَا عُيِّن فَوْزان مُعْتمدًا لها في دِمَشْق، ثم في القَاهِرة، وصَحِبْتُه اثني عَشَر عامًا وهو قائمٌ بأعمال المُفَوَّضِيَّة العَربيَّة السُّعُوديَّة بمِصْر وأنا مُسْتَشَارٌ لَها، وكان المَلِك عَبْد العَزِيز يَرَى وُجُودَه في العَمَل - وقَدْ طَعَن في السِّنِّ - إنَّما هُوَ للبَرَكَة، ورُزِقَ بابنٍ، وهو في نَحْو الثَّمانين، فأبْرق إلَيْه المَلِك عبد العزيز بالجِفْر (الشِّيْفرة): سُبْحَان من يُحْيي العِظَامَ وهِيَ رَمِيْم. وجُعِل بَعْد ذلك وَزِيْرًا
(1)
الأعلام: 5/ 162.
مُفَوَّضًا نَحْو ثلاث سَنَواتٍ، ثم رأى أنْ ينقَطِع للعِبَادة، وإكمال كتاب شَرَع في تأليْفه أيَّام كان بِدِمَشْق، فاسْتَقَال، وقال لي بَعْد قَبُوْل استقالته: كنت بالأمس وزيْرًا، وأنا اليَوْم بَعْد التَّحرير من قُيُود الوَظِيْفة سُلْطانٌ، وأخْبَرني أَنَّ أوَّل رِحْلةٍ لَهُ إلى مِصْر كانت في السنة الثَّانِيَة بعْد ثَوْرة عرابي، ومعنى هذا أنَّه كان تاجرًا سنةَ ثلاث مئة وألْفٍ، أمَّا كتابه فسَمَّاه "البَيَان والإشْهَار لكَشْف زَيْغ المُلْحِدِ الحَاجِّ مُخْتار"، طُبِعَ ونُشِر بَعْد وَفَاته في مُجَلَّد يَرُدُّ به على مَطَاعنَ وَجَّهَها مُخْتار بن أحمد المُؤَيِّد العَظْميُّ إلى حَنَابلة نجْد في كِتابه "جَلَاء الأوْهام عن مَذَاهب الأئمة العِظام"، طُبعَ، قال الشَّيْخ فَوْزَان في مُقَدِّمة الرَّدِّ عَلَيْه: كان حَقُّه أن يُسَمَّى حالك الظَّلام بالإفْتِراء على أئمة الإسْلام.
وكان رحمه الله من الصِّدْق والتُّقَى والدَّعَة، وحُسْن التَّبَصُّر في الأُمُور، والتَّفَهُّم لها على جانبٍ عَظِيْم، وضَعُفَ سَمْعُه في أعْوامه الأخِيْرة، إلَّا أَنَّه ظَلَّ مُحْتَفِظًا بنَشَاطه الجِسْمِيِّ، وقُوَّة ذاكِرَته، ودِقَّة مُلاحَظَتِهِ إلى أن تُوُفِّي بالقَاهِرِة، سنةَ ثلاثٍ وسَبْعِيْن وثلاث مئةٍ وألْفٍ، وهو في نحو المئة، ويُقَال: تَجَاوَزَها. انتهى.
قلت: كان صَدِيقًا لي رحمه الله، واجتمعتُ به في بُرَيْدَةِ القَصيْم، وفي مَكَّة المُكَرَّمة كَثِيْرًا، وأخْبَرني أنَّ وِلَادَتُه سَنَة ثمان وسِتَّيْن ومئتَيْن وأَلْفٍ، رحمه الله.
3038 - (ت 1374 هـ): عَبْد الله بن عَبْد الوَهَّاب بن عُثْمان بن محمد بن عَبْد الوَهَّاب بن محمَّد بن سُلْطَان بن حَسَنٍ بن زَاحِم
.
ذكره الشَّيخ سُلَيْمان بن حَمْدان فيما قرأته بخَطِّه فقال: هو شَيْخُنا العَالم الفَاضِل الفَقِيْه النَّبِيْه الفَرَضيُّ، يَتصل نَسَبُه بالمرازيق من قَبِيْلة بَنِي محمَّد من البقوم، أهْل تَرَبَة، فانتَقَل جَدُّهم زَاحِم إلى الوَشم واسْتَوْطَنَها في البَلْدَة المَعْرُوفة بالقصب، وبَيْتُهم مَعْرُوف فيها بآل زَاحِم. وُلِد المُتَرْجَم على رأس الثلاث مئة بَعْد الألْف، ونَشأ على يَدِ والده، فرَبَّاه وأدَّبه، وقرأ القرآن في بَلَده حتَّى أتْقَنَه حفظًا، ثم رَحل إلى الرِّيَاض في طَلَب العِلْم سنةَ إحدى وعشرين وثلاث مئةٍ وألْفٍ، وكانت إذ ذاك آهِلَةً بالعُلَماء الأعلام، فقرأ على الشَّيْخ عَبْد الله بن عَبْد اللَّطيف ثلاثة الأُصُول، و"كتاب التَّوحيد"، وعلى الشَّيخ حَسَن بن حُسَيْن
في "كَشْف الشُّبُهات" وغيره، وعلى الشَّيخ حَمَد بن فَارِس في "الآجُرُّوميَّة"، و"مُلْحَة الإعراب"، وعلى كُل من الشَّيْخ محمَّد بن محمود، والشَّيْخ عَبْد اللهِ بن رَاشِد في الفَرَائِض، وقِسِمَة التَّرِكَات، وأخذ عن غَيرِهم، كالشَّيْخ إبراهيم بن عَبد اللَّطِيْف وغيرِهِ، وأقام في رِحْلَته تِلْك سَنَتَيْن قَضَاها كُلَّها في التَّعَلُّم والاشتِغال بالطَّلَب، وحَفِظَ "مُختَصَر المُقْنِع"، و"بُلُوغ المَرَامِ"، وأكثر "عُمْدة الحديث"، ثم عاد إلى وَطَنِهِ، ولا زال مغْرَمًا بالبَحْث والمُطَالَعة، ثم إنَّه في سَنَة أربعٍ وعشرين وثلاث مئةٍ وأَلْفِ صَحِبَ شَيْخَنا العَلَّامة عَبْد الله بن عَبْد العَزيز العنقريَّ بَعْد أن ولي القَضَاء في بُلْدان سُدَيْر، ولازَمَه مُلازمَةً تامَّةً، وتولى كِتَابتَهُ الخَاصَّة مُدَّةً لا تَقِل عن ثلاثَ عَشْرةَ سنةً، وقرأ عَلَيْه في فُنُون عَدِيْدةٍ عدَّةَ كُتُبٍ، وتَخَصَّصَ عَلَيْه في الفِقْه والعَقَائد الدِّيْنيَّة، حتَّى بَرَع وفَاق عِلْمًا وذكَاءً وأدَبًا، ورِزِق القَبُولَ والمَوَدَّةِ لِمَا جُبل عَلَيْه من البشْر ومَحَاسن الأخْلَاق، وكان شَيْخُنا عَبْد الله بن عَبْد العَزِيز العنقَريُّ ألزمه بالجُلُوس للطَّلَبَة بَعْد صَلاةَ الصُّبْح، وبَعْد صَلاة الْمَغرِب، في الفَرَائض والنَّحْو، لِمَا رأى فيه من الأهْليَّة لذلك، فكُنْتُ أحْضر عَلَيْه من جُمْلة الطَّلَبَة، وكان يُقَرِّر على الدَّرْس أحْسَن تَقْريرٍ، ويُفْهم أحْسَن تَفْهِيْم فانْتَفَعْنا به انْتِفاعًا جَمًّا، ثم إنَّه بَعْد أن قَضَى ثلاث عشرة سنةً ملازمًا لشَيْخِنا عاد إلى وَطَنه، ثم جَاءَهُ المَرْسُوم المَلكِيُّ من الإمام عَبْد العزيز بتَعْييْنه قَاضِيًا لبَلدة الدَّاهِنَة، وذلك في آخر سنةِ ستًّ وثلاثين وثلاث مئةٍ وألْفٍ عِنْد قَبيْلة الرباعين من عُتيبة، وبقي على ذلك حتَّى انتقلوا منها إلى نفي سنةَ تِسعٍ وأربَعْين وثلاث مئةٍ وألْفٍ، فانتقل معهم، ثم إنَّه عُيِّن قاضيًا في بَلد الرِّياض، ثم نُقِل إلى وظيفة رَئِيْس الدَّوَائر الشَّرعِيَّة بالمَدِينَة المُنَوَّرة، وما زَال بها إلى حِيْن وَفَاته، وكانتْ وَفَاتُه في السَّاعة الرَّابعة والنِّصْف من ليلةِ الأرْبِعَاء، ثامنَ شَهْر رَجَب، سنةَ أربعٍ وسَبْعيْن وثلاث مئةٍ وألْفٍ بالمَدِينة المُنَوَّرة، ودُفِن بالبَقِيْع رحمه الله، وكان مصابًا بداء السِّلِّ والسُّكَّر، وكان قَدْ مَنَع بَعْض المُحَامِيْن من دُخُول المَحْكَمة لأمْرٍ لاحَظَهُ عَلَيْه، فجَلَسَ له المذكور بعد العشاء في الطَّرِيْق، ولمَّا مَرَّ به أتاه من خَلْفِهِ لأجل أن يُقَبِّل رأسه، وخاف إنْ أتاه من قِبَل وَجْهِه أن يَزْجُرَه، وأرَاد أن يَسْتَرضِيه بتَقْبِيْل رأسه، فمسكة من كَتِفَيْه على حِيْن غَفْلةٍ، فحَصَلتْ له فجْعةٌ تَزَايَد المَرَضُ على إثرها؛ وكان ذلك سبَبَ وفاته. وَلَهُ
أوْلادٌ: عَبْد الوَهَّاب، وإبراهيم، وعَبْد العَزِيْز، وثَلاثُ بَنَاتٍ. انتهى.
3039 - (ت 1375 هـ): الشَّيخ سُلَيمان بن إبراهيم بن بَسَّام القَصِيْميُّ العنزِي الحنبليُّ
، وُلِد في بَلَد عُنَيْزَة سنةَ ثمانٍ وعشرين وثلاث مئةٍ وألْفٍ، وأَخذ العِلْم عن الشَّيخ عَبْد الرَّحمن بن سَعْدي وغيره، من العُلَماء، وعُرِض عَلَيْه القَضَاءُ فأبَى قَبُولَهُ، وتُوُفِّي رابعَ عَشَرَ ربيعٍ الأوَّل، سنةَ خمْسٍ وسبعين وثلاث مئةٍ وألْفٍ.
3040 - (ت 1376 هـ): الشَّيخ سليمان
…
المشعليُّ النَّجْدِيُّ الحَنبَليُّ، المُتَوَفَّى يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، ثاني عَشَر رَجَب، سنةَ ستٍّ وسَبْعين وثلاث مئةٍ وألْفٍ
.
و
(1)
"فتح الرَّب الحميد في أصُول العَقائد والتَّوْحيد"، و"مَجْمُوع الفَوَائد واقْتِنَاص الأوَابد"، و"المُنَاظَرة الفِقْهيَّة"، و"الدلائل القرآنيَّة في العلوم العَصْريَّة"، لا تخالف القرآن والسُّنَّة" و"التَّنْبِيهات اللَّطِيْفة على ما احتوت عَلَيْه الواسِطِيَّة من المَبَاحث المُنِيْفة"، وقد أصَابه رحمه الله ضَغْط الدَّم من كَثْرة أعماله، وذلك قَبْل مَوْته بخَمْس سِنِيْن، فسافرَ إلى لُبْنَان سنةَ ثلاثٍ وسبعين وثلاث مئة وألْفٍ بأمْر جَلَالة المَلِك سُعُود، وبَقِي في لُبنَان نَحْو شَهْرَيْن، حتَّى شَفاه الله، واجْتَمع فيها بِعِدَّة من العُلَماء والمُقِيْمِيْن بها، والقَادِمِيْن إلَيْها، ثُمَّ رَجَع إلى وَطَنِهِ عُنَيْزَة، واستأنف عَمَلَهُ من فَتْوَى وتَصْنيف، وتَدْرِيس وخَطَابةٍ، وغَيْر ذلك، وكانت تُنَاوبه نَوْبَة ضَغْط الدَّم في كُلِّ سنةٍ، فلمَّا كان في شَهْر جُمَادى الآخِرَةِ، سنة ستًّ وسَبْعِيْن أحَسَّ بالنَّوبَة، وفي لَيْلة الأرْبعاء الثَّاني والعِشْرِيْن من الشَّهر المَذْكُور، بَعْد فَرَاغه من صَلاة العِشاء إمامًا في مَسْجد عُنَيْزَة، وبَعْد إملائه الدَّرْس المُعْتَاد، أحَسَّ بِثِقَل، وضَعْفِ حَرَكةٍ، فأشَار إلى أحَدِ تَلامِذَتِهِ بأن يُمسِك يَدَهُ ويَذْهَب به إلى بَيْته، فلم يَصل البيتَ إلَّا وقد أُغْمِيَ عَلَيْه، ثم أفاق، وحَمَد الله وأثنى عَلَيْه، وتَكَلَّم مع أَهْلِهِ ومن حَضَرهم بكلام
(1)
هناك سقط في الأصل كما هو ظاهر، فمن قوله: وفتح الرب الحميد في أصول العقائد والتوحيد
…
إلى آخر الترجمة يرجع إلى الشَّيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي المتوفى سنة (1376 هـ). انظر: "علماء نجد" 3/ 218.
حسنٍ، طَيِّبَ به قُلُوبَهُم، وقال: إنِّي طَيِّبٌ فلا تنزعجوا من أجْلي، ثم أُغْمِي عَلَيْه حَتَّى تُوُفِّي آخر لَيْلَةِ الخَمِيْس، ثالثَ وعشَريْن جمادى الآخرة سنةَ سِت وسَبْعِيْن وثلاثِ مئة وألْفٍ، وصُلِّي عَلَيه صَلاة الجَنَازَة بَعْد صَلاة الظُّهْر الفَريْضَة في جَامِع عُنَيْزة، ودُفِنَ في مَقبَرة الشَّهْوانيَّة في جَمْع غَفِيْرٍ لَمْ يُشْهَدْ قَبْلَه مثلُه في بَلَده، وصُلِّي عَليْه صَلاة الغائب في غَالِب بُلْدان المملكة، وأسِفَ النَّاسُ علَيْه وانثَالَتِ المَراثي عليه، ومِنْهم كاتبُ التَّرْجَمة بقصِيْدة على رَوِيِّ الفاء نُشِر بَعْضُها في جَرِيدة (البِلَاد) السُّعُوديَّة الصَّادِر 5/ 7/ 1376 مع بَعْض ترجَمَتِهِ، ونَقَلَتْه مَطْبَعَةُ انتصار السُّنَّة في سِيْرته المَذكُورة. رحمه الله.
3041 - (ت 1377 هـ): محمَّد بنِ عبد اللهِ بن بُلَيْهدِ، النَّجْديُّ، الحنبليُّ، الأديبُ البَارع، النسَّابَة، المُؤَرِّخ، المُتَضَلِّع النَّبِيْه اللوذعي
.
وُلِدَ في بَلد شَقْرا من بُلْدان نَجْد، وأخذ بها عَنْ عُلَمائها المَوُجُودِين بها، منهم الشَّيخ إبراهيم بن صالح بن عِيْسى وغيرُه، وسافر إلى بلدان شاسعةٍ، وأكثر الرِّحْلة والتَّجْوَاب، وانْفَرد بمَعْرِفة شُعَراء العُرُوبَة وأُدَبَائِها في عَصْر الجَاهِليَّة والإسْلام إلى يَوْمِنا هذا، ولا سِيَّما الشِّعْرُ البَدَويُّ ومعانيه، ورِوَاثيه وضَبْطه، ومَعْرفَة المَوَاقِع التي تُذْكَرُ في المَعَاجِمِ وغِيْرُها، ومواضعها الصَّحِيْحَة وأسَمائها القَدِيْمة والحَدِيْثَة، وأسباب تَسْمِيتها وغَيْر ذلك. وقد ألَّف بذلك كتابَهُ المَطْبَوع المُنْتَشر، سَمَّاه "صَحِيْح الأخْبَار" في خَمْس مُجَلَّدات، وألَّف ذيلًا تَعَقب به كتاب الهمداني المُسَمَّى صِفَة جَزِيْرة العَرَب، وهُوَ مَطْبُوعٌ أيْضًا، وله دِيْوان شِعْر، وقد طُبعَ أيضًا وبالجُمْلة فهو من أدَبَاء نَجْد المُنْفَرِديْن الأفْذاذِ، رحمه الله، وكان على جانِب عظيمٍ من الأخلاق الحَسَنة، والسَّخاء، ولِيْنِ الجَانِبِ، وحُلْوِ المفاكَهةِ وكثرة الطرائف والظَّرائف، وقد مَرِضَ مَرَضًا اضطَرَّه إلى السَّفر إلى مِصْر للعِلاج، ثم إلى لُبْنَان، فمات فيها في شَهْرِ ربيع الأوَّل، سنةَ 1377 سَبْعٍ وسبعين وثلاثة مئة وألْف رحمه الله.
3042 - (ت 1377 هـ): الشَّيْخ عَبْد الله بن مُطْلق بن فُهَيْد بن قَاسم، النَّجْدي القصَيْميُّ العنَزِيُّ الحنبليُّ
.
ذكره أبو الفَيْض عَبْد السَتَّار الدَّهْلَويُّ في رجال القرن الرابع عَشَر فقال:
هو صَدِيقُنا الفَاضل المحَقِّق العنَزِيُّ قَبِيْلةً، النَّجديُّ نسبةً، السَّلفيُّ مُعْتَقدًا، الحَنْبليُّ مَذْهَبًا، وُلِد في بَلد الرَّس من بُلْدان القَصِيم، سنةَ سَبْعَ عشرة وثلاث مئةٍ وألْفٍ، ثم انْتَقَل إلى عُنَيْزَة مع والده سنةَ اثنتَيْن وعشرْين وثلاث مئةٍ وألْفٍ، وأخذ العِلْم عن العَلَّامة الشَّيْخ صَالح بن عُثْمان القاضي بعُنَيْزة، وعن الشَّيْخ عَبْد الله بن محمَّد بن مَانِع، والشَّيْخ سُلَيْمان العُمَريَّ، وأخذ في بَلدِة بُرَيْدَة عن مَشَايِخِها منهم: الشَّيخ عَبْد الله بن محمَّد بن سَلِيْم، وأخوه الشَّيْخ عُمَر بن محمَّد بن سلِيْم، وأخَذ في مَكَّة عَن الشَّيْخ محمَّد بن عَليَّ بن تُركي، وعَن محمَّد بن إبراهيم بن عَبْد اللَّطيْف، وعَن الشَّيْخ محمَّد بهجَت البِيْطار، وأخذ في عُمان عَن الشَّيْخ عَبْد الكَرِيم البَكريِّ، وقد اجتمعتُ به مِرارًا، واسْتَجَازَني فأجَزْتُه. انتهى. تُوُفِّي سنةَ سَبْعٍ وسَبْعين وثلاثة مئةٍ وألْفٍ بمكَّة المُكرَّمة.
3043 - (ت 1378 هـ): الشَّيخ عَبْد الله بن حَسَن بن حُسَيْن بن علي بن حُسَيْن بنِ الشَّيْخ محمَّد بن عَبْد الوهَّاب، النَّجْديُّ الحنبليُّ، القاضِي ورَئيس القُضَاةِ بمَكَّة
.
وُلِد في مَدِينة الرِّيَاض صَبِيْحة الثَّاني عشر مُحَرَّم، سنةَ سَبْع وثمانين ومِئتَيْن وألْفٍ، ورُبيَ في حجْر والده الشَّيْخ حَسَن بن حُسَيْن، ونَشَأ نَشْأةً حَسَنةً، فقرأ القُرآن على والِدِهِ، وحَفِظَهُ وعَمرُه تِسْعُ سِنِين، ثم أعاد قِراءَتَه حِفْظًا على الشَّيخ المُقْرِئ عليِّ بن دَاوُدَ من أهالي الدَّرِعِيَّة، وكان حَسَن التلاوَةِ، مع الضَّبْطِ والإتْقَان، حلو الصَّوْت عَذبَ اللَّفْظِ، جَمِيْل المَنْطِق، ثم أخَذ يَطْلُب العِلْم على مَشَايِخ أجِلَّاء، منهم الشَّيْخ محمَّد بن فَارِس، قرأ عَلَيْه في النَّحْو، وقرأ على الشَّيْخ عَبْد الله بن راشِد في الفَرَائِض، وقرأ على الشَّيْخ محمَّد بن محمود في الفِقْه وأصُوله، وقرأ على الشَّيْخ إسحاق بن عَبْد الرَّحْمن، والشَّيْخ عَبْدِ الله بن عَبد اللَّطِيْف في التَّوْحِيْد والعَقَائِد، وقرأ على الشَّيْخ سَعْد بن عَتِيْق في الفقه والحَدْيث ومُصطَلحِهِ، وأسْماء الرِّجَال، والتَّفْسِيْر وأصُولِهِ، وأجازه فيما تجوزُ له رِوَايته من كتبِ الحَدِيث والتَّفسِير، وقد لازم الشَّيْخ سَعْد مُلَازمَةً تَامَّةً.
وقد بَرَع في هذه العُلُوم كُلِّها، وكان رحمه الله مُحِبًّا للعِلْم والعُلَماء، أمَّارًا بالمعروف نَهَّاءً عن المُنكر، لا تأخُذُه في الله لَوْمَةُ لائم، وكان على جانبٍ كبيرٍ
من العبادة والوَرَع والتَّهَجُّد والأوْراد، وكان رحمه الله مُؤْثرًا للخُمُول والانجماع عن النَّاس، مع ما آتاه اللهُ من المَنْزِلة الرَّفِيْعة بَيْن النَّاسِ، وكان لا يُحِبُّ الثَّنَاء عَلَيْه، ولا أن يُوْطَأ عَقِبُه، وكان وَقَّافًا عِنْد الدَّلِيل، لا يَنْتَصِر لِنَفْسه، ولا يُحِبُّ أن يَعْلُوَ على أحدٍ بالحُجَّة، بَلْ هَدَفُه ظُهُورُ الحَقِّ فَقَطْ، وكان يقولُ: نَحْن في الفروع على مذهب أحمد بن حَنْبَل، وذلك فيما لم يَتَبَيَّن لنا أن غَيْرَه أسَعَد بالدَّلِيْل، فإذا تَبَيَّن لنا ذلك اتبَعْنا الأسعد، سَوَاءٌ كان ذلك مذهب أحمدَ أو الشَّافعيِّ، أو الحَنَفيِّ، أو المَالِكِيِّ، وكان إذا بَلَغَهُ منكرٌ أخذَتْهُ رِعْدَةٌ، وتَغَيَّر وَجْهَهُ، وغضِبَ غَضَبَ الأسد إذ جُرِحَ، وبَادَر إلى إنكاره، لا يَنْظُر إلى مَنْزِلةِ صَاحِبه، بَل إنَّ النَّاس عِنْده في ذلك سَوَاءٌ، وكان قويًّا جَسُورًا على مُوَاجَهةِ المُلوك والأُمَراء بالإنكارِ عَلَيْهم، وكانَتْ مَجَالِسُه مَقْصُورةً على البُحُوث الدِّيْنيَّة فَقَطْ، لا يُذْكَرُ فيها شيءٌ من أمُور الدُّنيا، ولا يُغْتَاب فيها أحَدٌ، وكان المَلِكُ عَبْد العَزِيْز بن عَبْد الرَّحمن الفَيْصَل رحمه الله يُجِلُّه ويُعَظِّمه، ويحبُّه ويُقَرِّبُه، حتَّى إنَّه كان دائم الأنْس به، والاستِفَادة فيه، وصَحِبَه في جميع غَزَوَاتِهِ، وجَعَله مُفْتي جُيُوشه، وكذلك في الحَجَّ، كان يَصْحَبُه ويَعْتمِد على فُتْيَاهُ، ويَستَشِيْرُه في كَثِيْر مِن أمُوره، وفي مُسْتَهَل سَنةِ سَبْع وأرْبَعِيْن وثلاث مئةٍ وألْفٍ عُيِّن رئيسًا للقُضَاة في المَمْلكة العَربيَّة السُّعودِيَّة، فشَغَلها بنُصْحٍ وإخلاصٍ، وعِفَّةٍ ونزاهةٍ، لم يأت ما يَشِيْنُه ويُدَنِّس فضيلَته، وكان حَسَن السَّمتِ، وقورًا مَهِيْبًا، قَلِيل الكَلَام فيما لا يَعْنِيْه، وبالجُمْلَة فإنَّه رحمه الله من العُلَمَاء العَامِلِيْن الأفذاذ، الَّذِيْن يَجِبُ حفظ تَاريخ حَيَاتهم، وتُوُفِّي رحمه الله في السَّاعة الرَّابعة، ليلةَ الأحد المُوافق غُرَّة رجب، سنةَ ثَمان وسبعين وثلاث مئةٍ وألْف، عن إحدى وتسعيْن سنةً، وهي سِنُّ جَدِّه الشَّيخ محمَّد بن عَبْد الوَهَّاب رحمهم الله، وتَقَدَّمَتْ تَرْجَمَةُ والده سنةَ ثمانٍ وثلاثين وثلاث مئةٍ وألْف.
وكتب فَضِيْلة الشَّيخ عُمَر بن حَسَن أخو المُتْرجم إلى الشَّيخ علي الهِنْدِيِّ تلمْيذ المُتَرْجَم بما ملخصه: هو رئيس قُضَاة الحَرَمَيْن الشَّرِيفَيْن ومُلْحَقَاتِهما على عَهْد الحُكُومة السُّعوديَّة، وُلِد في ثالث عَشَرَ رَجَب، سنةَ 1287، وتُوُفِّي في 8 رَجَب عام 1378، وهو العَالِم النِّحْريرُ، والبَدْرُ المُنِيْر، الجامِعُ بين المَعْقُوْل
والمنْقُول، أخذ العِلم عن عُلَماءَ أجِلَّاء، وأئمَّة نُبَلَاء، يُقتَدَى بهم ويُهتَدَى، منهم: والده عَلَّامَة زَمَانه، وفائِق أقرانه، المَعرُوف بالعِلم والعَمَل، الشَّيخ حَسَن بن الشَّيخ حُسَيْن، والشَّيخ الجَلِيْل عَبد الله بن عَبد اللَّطِيْف بن عَبْد الرَّحمن بن حَسَن، والشَّيخ إسحاق بن عَبْد الرَّحمن بن حَسَن، والشَّيْخ محمَّد بن محمود، والشَّيْخ العَابِد النَّاسِك علي بن داود، والشَّيْخ الجَلِيْل سَعُد بن عَتِيْق المُحَدِّث، والشَّيخ الفَاضِل عَبْد الله الخَرْجِيُّ، والشَّيخ حَمَد بن فارِس، والشَّيخ أحْمَد بن عِيْسَى، والشَّيخ عبد الله بن رشاد، وهو شيخه في الفرائض، والشَّيخ عبد الستار الهندي، ورئيس علماء الهند في وقته سليمان الندوي، والشَّيخ الحُجَّة ثناء الله الهِنْدِيُّ المُلقَّب بأسَد الهِنْد، والشَّيْخ عَبْد الوَاحِد الغَزْنويُّ، وأخوه الشَّيْخ حُسَيْن بن حَسَن، وهو شَقِيْقُه الأكْبر، وغيرهم.
أما تلامِذَتُه الذين أخذُوا العِلم عَنْه فكثِيْرُون، منهم: أخوه عمر بن حَسَن، وابنُه الشَّيخ عَبد العَزيز بن عَبْد الله بن حَسَن، وابنُه الشَّيْخ حسَن بن عَبد الله بن حَسَن، والشَّيخ عَبد الرَّحمن بن عقلا، وعَبد العَزِيْز بن محمَّد الشتري، ومحمد بن عثمان الشاوي، وعبد الله بن فَوَّاز، والفَقِيْه عليُّ الهنديُّ، وسَعِيْد التَكروني المدنيُّ، ومحمد بن داود المَغربيُّ، ثم المَدَنِيُّ، وعَبد الله بن راشد، وعَبْد الرَّحمن بن دَاوُد، ومَحمُود شُوَيْل، ومحمد عَبْد الظَاهِر أبو السَّمح إمام الحَرَم المَكِّي، والشَّيخ سُلَيْمان أبَاظة الأزهَرِيُّ، ومحمد حَبِيب، وفالح بن صَغِيْر، وناصر بن الشَّيخ عَبْد العَزِيْز بن حَسن، وعَبْد العزيز بن سوداء، وعليُّ بن زيد، وإبراهيم بن حُسَيْن، وعَبد الرَّحمنِ بن حُسَيْن، ومحمد بن عَبْد العَزِيْز بن عَتِيْق، وعَبْد الله بن إسماعِيْل، وعَبد الله بن عَبْد العَزِيز بن حَسَن آل الشَّيْخ، وسُلَيْمان المشعليُّ، وغيرهم.
3044 - (ت 1380 هـ): محمَّد بن عَبْد العَزِيْز بن عَبد الله بن محمَّد بن جُمعَة، الهِنْدِيُّ النَجْدِيُّ الحنبليُّ
.
قال ابنُهُ في "زَهر الخَمَائل": وُلدَ بحائل عام ثلاث مئةٍ وألْفٍ، وقرأ القُرآن على الشَّيح يعقُوب بن محمَّد، وأخذ العِلم عن الشَّيْخ صَالح السَّالم، والشَّيْخ
عَبْد العَزِيْز المُرْشِديِّ، والشَّيْخ عَبْد الله بن مُسْلم، وأكْثَر عَلَيْه الطَّلَب، كَمَا أخذ عن الشَّيخ عَبد الله بن بُلَيْهِد بالقصِيْم، وأخذ عن الشَّيْخ عَبد الرَّحمن بن سَالِم في ضواحي القَصِيْم، وحَضَر دُرُوْس الشَّيْخَيْن الجَلِيْلَيْن عبد الله وعمر ابنَي محمَّد بن سَلِيم بمدينة بُرَيْدَة، وكان مثالًا للزُّهْد والوَرَع، وكَثْرةِ العِبَادة، وحُبِّ إسْدَاء الخَيْر والنَّصِيْحة للمسلِمِيْن، مات ليلةَ الاثنَيْن، سابعَ رَبِيعٍ الأوَّل، سنةَ ثمانين وثلاث مئةٍ وألْف. انتهى.
قال محققه العبد الفقير إلى عفو الله
بكر بن عبد الله بن محمَّد أبو زيد الغيهب القضاعي: هذا آخر ما انتهى إليه المؤلف رحمه الله من تراجم الحنابلة في كتابه: "تسهيل السابلة"، وقد انتهيت من النظر فيه، وكتابة مقدمته، وما يليه باسم:"فائت التسهيل" في تاريخ 25/ 7/ 1420 هـ.
والحمد لله رب العالمين