المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌المقدمة الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم - جامع مرويات استدراكات السلف في التفسير

[نايف الزهراني]

فهرس الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

‌المقدمة

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. أما بعد:

فإن أقوال السلف في التفسير هي معيار هذا العلم، في اتفاقهم واختلافهم، فالدين منهم أُخذ، والحقُّ عنهم عُرف، ومن سلك غير طريقهم في التفسير فقد اختار غير دينهم؛ فإن معاني القرآن هي الدين مع ما تمَّمته السنّة، فمن جاء بمعنى لم يعرفوه فقد ابتدع ما لم يكُن دينًا في تلك القرون الفاضلة.

وإن في اختلافهم في التفسير أضعاف ما في اتفاقهم من بيانٍ للحجّة والدليل، والعلم والأدب، فدونك أيّها الناظر ما شئت من تلك الفضائل، واشدد يديك بما في كلامهم من "أصول التفسير"، وطرائقهم فيه؛ فإنها أجلُّ ما في هذا العلم، وأولاه بالعناية والفهم.

وبين يديك في هذا الكتاب:

(جامع مرويّات استدراكات السلف في التفسير)

ذخيرةٌ وافرةٌ، جمعَت:(414) رواية مأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح رضي الله عنهم، استوفَت جميع استدراكاتهم في التفسير، باستقراءٍ من أصول كتب التفسير المسندة، في بضع سنين.

وكنت قد درستُ منها (80) رواية في كتابي: "استدراكات السلف في التفسير في القرون الثلاثة الأولى"، وبعد عشر سنوات من طبعته الأولى فقدتُ فيها الملف

ص: 505

الإلكتروني لتلك المرويات، يسّر الله تعالى جمعها مرّة أخرى في هذا الكتاب.

وقد أوردتها على ترتيب السور، ذاكرًا الآية ثم ما فيها من استدراك أو أكثر، مختصِرًا في العزو، ومبيّنًا في المراجع الطبعات المعتمدة لمصادر المرويات.

وقد اخترتُ من الروايات ما ظهر فيها معنى الاستدراك، وإن كان غيرها أصحّ وأشهر، وأشرت في الحاشية إلى ما سبقت دراسته منها؛ لينهض لدراسة باقيها واستبطان دلائلها ومسائلها من شاء الله من أهل هذا العلم وطلّابه، فتتمَّ بذلك معلمَةً جامعةً لـ:

"علم الخلاف في التفسير".

ومن الموضوعات التي يمكن بحثها من هذا المجموع غير "الدراسة المقارنة لتلك المرويات":

1 -

قوة الدليل في التفسير وأثرة في استدلالات السلف.

2 -

حدود الاحتجاج باللغة في تفسير السلف.

3 -

الاستدراكات في القراءات .. توجيه وتأصيل.

4 -

استدراكات السلف على المبتدعة في التفسير.

5 -

الإغلاظ في الجواب في التفسير .. توجيهه وأسبابه.

6 -

مناهج الاستدلال التي أبطلها السلف في التفسير.

7 -

استدراكات الأئمة الأربعة في التفسير. (أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد).

8 -

أثر العلم بالإسرائيليات في تصحيح المعاني في التفسير.

9 -

استدراكات السلف في علم الاستنباط.

10 -

أثر الأدلة العقلية في استدراكات السلف في التفسير.

11 -

أصول التفسير في استدراكات السلف.

ص: 506

12 -

أصول الترجيح بين الأدلة في الاستدراكات في التفسير.

13 -

أصول توجيه غرائب الأقوال المرويّة عن السلف في التفسير.

14 -

مخالفة الطالب لشيخه في تفاسير السلف.

15 -

تقريب المعاني وتسهيلها في تفاسير السلف.

16 -

الرجوع عن القول في تفاسير السلف.

وغيرها الكثير ممّا يمكن تطبيقه على هذه المرويّات واستثمارها فيه.

سائلًا الله تعالى البركة والقبول، وداعيًا بخير الجزاء لكلّ من تمّمَ هذا العمل فزاده علمًا على علمٍ، إنه خير مأمول، وأكرم مسؤول.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

* * *

ص: 507

*‌

‌ سورة البقرة:

1 -

{خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} [البقرة: 7]. قال ابن جُريج: (قال مجاهد: نُبّئتُ أن الذنوبَ على القلب تحُفُّ به من نواحيه حتى تلتقي عليه، فالتقاؤها عليه الطبع. والطبع: الخَتم. قال ابن جُريج: الخَتم خَتمٌ على القلب والسمع)

(1)

.

2 -

{فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} [البقرة: 10]. قال عبد الرحمن بن زيد: (هذا مرضٌ في الدين وليس مرضًا في الأجساد. قال: هم المنافقون)

(2)

.

3 -

{إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 34]. قال الحسن: (ما كان إبليسُ من الملائكة طرفةَ عينٍ قطّ، وإنه لأصلُ الجن كما أن آدمَ أصلُ الإنس)

(3)

.

4 -

{وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ} [البقرة: 57]. قال مجاهد: (ليس بالسحاب، هو الغَمام الذي يأتي الله فيه يوم القيامة، لم يكن إلا لهم)

(4)

.

5 -

{كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: 57]. قال الحسن: (أما إنه لم يذكر أصفرَكم وأحمرَكم، ولكنه قال: ينتهون إلى حلاله)

(5)

.

6 -

{وَالصَّابِئِينَ} [البقرة: 62]. قال مجاهد: (الصابئون ليسوا بيهود ولا نصارى، ولا دين لهم)

(6)

.

(1)

جامع البيان، لابن جرير 1/ 266.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 1/ 288.

(3)

جامع البيان، لابن جرير 1/ 539.

(4)

جامع البيان، لابن جرير 1/ 698. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 343).

(5)

تفسير ابن أبي حاتم 1/ 116.

(6)

جامع البيان، لابن جرير 2/ 35.

ص: 509

7 -

{كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [البقرة: 65]. قال مجاهد: (مُسخَت قلوبهم، لم يُمسخوا قردةً، إنما هو مثل ضربه الله لهم، مثلما ضرب مثلَ الحمار يحمل أسفارًا)

(1)

.

8 -

{مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} [البقرة: 106]. عن القاسم بن ربيعة: (أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قرأ: (مَا نَنْسَخُ مِنْ آيةٍ أَوْ تَنسها)، قلت له: فإن سعيد بن المسيَّب يقرؤها: {أَوْ نُنْسِهَا} ، فقال سعد: إن القرآن لم ينزل على المسيَّب ولا على آل المسيَّب، قال الله:{سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنسَى} [الأعلى: 6]، {وَاذْكُر رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} [الكهف: 24])

(2)

.

9 -

قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه: (والله إني لأمشي مع عمر في خلافته وهو عامدٌ إلى حاجةٍ له، وفي يده الدِّرّة، وما معه غيري، قال وهو يحدّث نفسه، ويضرب جهةَ قدمه بدِرَّته، إذ التفتَ إليّ فقال: يا ابن عباس: هل تدري ما كان حملني على مقالتي التي قلت حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: لا أدري يا أمير المؤمنين، أنت أعلم. قال: فإنه والله إن الذي حملني على ذلك إلا أني كنت أقرأ هذه الآية: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} [البقرة: 143] فوالله إني كنت لأظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيبقى في أمته، حتى يشهد عليها بآخرِ أعمالها، فإنه للذي حملني على أن قلت ما قلت)

(3)

.

10 -

{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} [البقرة: 143]. قال القاسم بن عبد الرحمن: (قال رجلٌ لابن عمر: من أنتم؟ قال: ما تقولون؟ قال: نقول إنكم سِبْط، وتقولون إنكم وسَط. فقال: سبحان الله، إنما السِّبط في بني إسرائيل، والأمة الوسَط أمة

(1)

جامع البيان، لابن جرير 2/ 65. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 345).

(2)

جامع البيان، لابن جرير 2/ 392.

(3)

تفسير ابن المنذر 1/ 409.

ص: 510

محمد جميعًا)

(1)

.

11 -

قال داود بن أبي هند: (قلت لأبي العالية: قوله: {شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: 144] هو عندك النصف؟ قال: لا، هو تلقاءه)

(2)

.

12 -

قال عروة بن الزبير: (قلت لعائشةَ زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأنا يومئذٍ حَدَثٌ: أرأيتِ قولَ الله عز وجل: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158]، فما أرى على أحدٍ شيئًا ألاَّ يَطَّوَّفَ بهما. قالت عائشة: بئسما قلت يا ابن أختي، لو كانت كما تقول لكانت: فلا جُنَاح عليه ألاَّ يَطّوَّفَ بِهِما. إنما أُنزِلت هذه الآية في الأنصار، كانوا إذا أَهلّوا لمناةَ في الجاهلية، لا يَحِلُّ لهم أن يطَّوَّفوا بين الصفا والمروة، فلما جاء الإسلام كرهوا أن يَطَّوَّفوا بينهما؛ للَّذي كانوا يصنعون في الجاهلية، فسألوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأنزل الله عز وجل: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158]، قالت: فطافوا)

(3)

.

13 -

قال عمر بن عبد العزيز يومًا: (إني أكلت حمّصًا وعدسًا فنفخَني. فقال له بعض القوم: يا أمير المؤمنين إن الله يقول في كتابه: {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: 172]. فقال عمر: هيهاتَ، ذهبتَ به إلى غير مذهبِه، إنما يريد به طيّب الكَسب، ولا يريد به طيّب الطّعام)

(4)

.

14 -

{وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184]. عن ابن عباس رضي الله عنهما: (أنه كان يقرأ: (وعلى الذين يُطوَّقونه) مشدّدَة، قال: يَكلَفونه ولا يُطيقونه.

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 1/ 316.

(2)

تفسير ابن أبي حاتم 1/ 254.

(3)

جامع البيان، لابن جرير 2/ 718. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 213).

(4)

الدر المنثور، للسيوطي 1/ 371.

ص: 511

ويقول: ليست بمنسوخة، هو الشيخ الكبير الهَرم، والعجوز الكبيرة الهَرِمة، يطعِمون لكل يوم مسكينًا ولا يقضون)

(1)

.

15 -

عن عكرمة: (أنه كان يقرأ (وعلى الذين يُطوَّقونه)[البقرة: 184] قال: يَكلَفونه. وقال: ليس هي منسوخَة، الذين يطيقونه يصومونه، والذين يُطوَّقونه عليهم الفدية)

(2)

.

16 -

قال عدي بن حاتم رضي الله عنه: (لمّا نزلت: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187] عمَدت إلى عِقال أسود وإلى عقال أبيض، فجعلتهما تحت وسادتي، فجعلت أنظر في الليل فلا يستبين لي، فغدَوتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرتُ له ذلك فقال:«إنما ذلك سوادُ الليل وبياضُ النهار»

(3)

.

17 -

قال سعيد بن جبير: (خرج إلينا ابن عمر ونحن نرجو أن يحدِّثَنَا حديثًا عجيبًا، فبَدرَ إليه رجلٌ بالمسألة فقال: يا أبا عبد الرحمن ما يمنعك من القتال والله تعالى يقول: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} [البقرة: 193]؟ قال: ثكلتك أمك، أتدري ما الفتنة؟ إنما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتل المشركين وكان الدخول في دينهم فتنة، وليس يقاتلهم على المُلْك)

(4)

.

18 -

{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} [البقرة: 193]. جاء رجلٌ إلى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه فقال له: ألا تخرج تقاتل مع الناس حتى لا تكون فتنةٌ؟ فقال سعد: (قد قاتلتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لم تكنْ فتنة، فأمَّا أنت وذا البَطينِ تريدون أن أقاتل حتى تكون فتنة)

(5)

.

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 1/ 396.

(2)

المرجع السابق.

(3)

جامع البيان، لابن جرير 3/ 250. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 46).

(4)

تفسير ابن أبي حاتم 1/ 327. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 219).

(5)

تفسير ابن أبي حاتم 5/ 1700.

ص: 512

19 -

قال أسلم أبي عمران: (غزونا من المدينة نريد القسطنطينية، وعلى أهل مصر عقبةُ بن عامر، وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، قال: فصَفَفْنا صفين لم أَرَ صفين قَط أعرضَ ولا أطولَ منهما، والروم مُلصِقون ظهورَهم بحائط المدينة، قال: فحمل رجلٌ منَّا على العدوّ، فقال الناس: مَهْ، لا إله إلا الله! يلقي بيده إلى التهلكة. فقال أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه: أيها الناس إنكم تتأوّلون هذه الآية هكذا؛ أن حمل رجلٌ يقاتلُ يلتمس الشهادة، أو يبلي من نفسه! إنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار، إنا لمّا نصر الله نبيه وأظهر الإسلام قلنا بيننا معشر الأنصار سرًّا من رسول الله: إن أموالنا قد ضاعت، فلو أنَّا أقمنا فيها فأصلحنا ما ضاع منها. فأنزل الله في كتابه يردُّ علينا ما هممنا به {وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]، فالإلقاء باليد إلى التهلكة: أن نُقيمَ في أموالنا ونصلحَها، وندعَ الجهاد. قال أبو عمران: فلم يزل أبو أيوب يجاهد في سبيل الله حتى دفن بالقسطنطينية)

(1)

.

20 -

{وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]. قال أبو إسحاق: (قلت للبراء بن عازب رضي الله عنه: الرجل يحملُ على المشركين أهو ممّن ألقى بيده إلى التَّهلكة؟ فقال: لا، لأن الله عز وجل بعث رسوله فقال: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ} [النساء: 84]، إنَّما ذاك في النفقة)

(2)

.

21 -

قال أبو إسحاق: (سمعتُ البراء، وسألَه رجلٌ فقال: يا أبا عمارة أرأيت قول الله: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195] أهوَ الرجلُ يتقدَّم فيقاتلُ حتى يُقتل؟ قال: (لا، ولكنَّه الرجل يعمل بالمعاصي، ثم يلقي بيَده ولا يتوب)

(3)

.

(1)

جامع البيان، لابن جرير 3/ 322. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 224).

(2)

الدر المنثور، للسيوطي 2/ 562.

(3)

جامع البيان، لابن جرير 3/ 320.

ص: 513

22 -

قال ابن عباس رضي الله عنه: (ليس التَّهلكة أن يُقتل الرجلُ في سبيل الله، ولكن الإمساك عن النفقة في سبيل الله)

(1)

.

23 -

قال مجاهد في قوله تعالى: {وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]: (ليس ذلك في القتال، ولكن في النفقة، إذا لقيتَ العدوّ فقاتلهم)

(2)

.

24 -

{وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ} [البقرة: 196]. قال سفيان: (هو يعني تمامهما أن تخرج من أهلك لا تريد الا الحج، والعمرة، وتهل من الميقات ليس أن تخرج لتجارة، ولا لحاجة، حتى إذا كنت قريبا من مكة قلت: لو حججت، أو اعتمرت. وذلك يجزئ، ولكن التمام أن تخرج له لا تخرج لغيره)

(3)

.

25 -

قال طاووس: (سألتُ ابن عباس عن قوله {فَلَا رَفَثَ} [البقرة: 197]؟ قال: الرّفَث الذي ذَكَر هنا ليس الرّفَث الذي ذَكَر في {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} [البقرة: 187]، ذاك الجماع، وهذا العِرَاب بكلام العَرَب، والتعريضُ بذكرِ النِّكاح)

(4)

.

26 -

قال حصين بن قيس: (نزل ابنُ عباس عن راحلته فجعل يسوقها وهو يرتجز ويقول:

وهُنّ يمشين بنا هَميسًا

إن تصدُق الطيرُ نَنِك لَميسا

فذكر الجماعَ ولم يَكْنِ عنه، فقلت له: يا أبا عباس، تقول الرَّفَث وأنت محرم؟! قال: الرَّفَث ما رُوجِع به النساء)

(5)

.

(1)

جامع البيان، لابن جرير 3/ 314.

(2)

تفسير الثوري (ص: 59).

(3)

جامع البيان، لابن جرير 3/ 331.

(4)

الدر المنثور، للسيوطي 1/ 491. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 229).

(5)

جامع البيان، لابن جرير 3/ 458.

ص: 514

27 -

{وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ} [البقرة: 198]. قال محمد بن عبيد الله بن الزبير: (ليس هذا بعامٍّ، هذا لأهل البلد)

(1)

.

28 -

قال أبو الجوزاء: (قلت لابن عباس: أخبرنا عن قوله: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً} [البقرة: 200]، وقد يأتي على الرجل اليوم وما يذكر أباه فيه، فقال ابن عباس: ليس كذلك، ولكن يقول: تغضب لله إذا عُصِيَ، أشدَّ من غضبك إذا ذُكِر والدك بسوء، أو أشد)

(2)

.

29 -

قال سعيد بن مسلم: (سألت عكرمةَ عن قول الله: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ} [البقرة: 200] أهوَ ذِكْري أبي؟ قال: لا، ولكن ذِكْر أبيك إيَّاك، إنّ الوالدَ موَكّلٌ بالولد)

(3)

.

30 -

{فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} [البقرة: 203]. قال ابن عباس رضي الله عنه: (إنهم يتأوّلونها على غير تأويلها، إن العمرة لتكفّر ما معها من الذنوب، فكيف بالحج!)

(4)

.

31 -

قيل للحسن: (الناس يقولون: إن الحاجَّ مغفورٌ له. فقال: آيةُ ذلك أن يدعَ سيّءَ ما كان عليه)

(5)

.

32 -

قال أبو معشر: (سمعتُ سعيدًا المقبُرِي يُذَاكِر محمد بن كعب، فقال سعيد: إنا نجد في بعض الكتب: إن لله عز وجل عبادًا ألسنتهم أحلى من العسل، وقلوبهم أمرّ من الصّبِر، يلبسون للناس مسوكَ الضأن من اللِّين، ويَجترُّون الدنيا بالدين، قال

(1)

تفسير ابن أبي حاتم 2/ 353.

(2)

تفسير ابن أبي حاتم 2/ 355. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 233).

(3)

تفسير ابن أبي حاتم 2/ 356.

(4)

جامع البيان، لابن جرير 3/ 562.

(5)

الدر المنثور، للسيوطي 1/ 491.

ص: 515

الله تبارك وتعالى: أَعَلَيَّ يجتَرِءون؟ وبِي يغتَرُّون؟ وعِزَّتِي لأبعَثَنَّ عليهم فتنةً تترك الحليمَ منهم حيران. فقال محمد بن كعب: هذا في كتاب الله جلَّ ثناؤُه. فقال سعيد: وأين هو في كتاب الله؟ قال: قول الله عز وجل: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الفَسَادَ} [البقرة: 204 - 205]. فقال سعيد: قد عرفتُ فيمن أنزلت هذه الآية. فقال محمد بن كعب: إن الآية تنْزِل في الرَّجلِ ثم تكون عامَّةً بعدُ)

(1)

.

33 -

{وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الفَسَادَ} [البقرة: 205]. قال مجاهد: (إذا تولّى سعى في الأرض بالعدوان والظلم، فيحبسُ الله بذلك القطرَ، فيهلك الحرثَ والنّسلَ، والله لا يحب الفساد. ثم قرأ: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41] وقال: أما والله ما هو بحرُكم هذا، ولكن كلُّ قرية على ماءٍ جارٍ فهو بحر)

(2)

.

34 -

قال عبد الرحمن بن زيد: (كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا صلى السُّبحَة وفرغ دخل مربدًا له، فأرسل إلى فتيان قد قرأوا القرآن، منهم ابن عباس وابن أخي عيينة، قال: فيأتون فيقرأون القرآن ويتدارسونه، فإذا كانت القائلة انصرف، قال: فَمَرُّوا بهذه الآية {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} [البقرة: 206]، {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الفَسَادَ} [البقرة: 205]، قال ابن زيد: وهؤلاء المجاهدون في سبيل الله. فقال ابن عباس لبعض من كان إلى جنبه: اقتتل الرجلان. فسمع عمر ما قال، فقال: وأي شيء قلت؟ قال: لا شيء يا أمير المؤمنين. قال: ماذا قلت، اقتتل الرجلان؟ قال: فلما

(1)

جامع البيان، لابن جرير 3/ 574. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 349).

(2)

جامع البيان، لابن جرير 3/ 583.

ص: 516

رأى ذلك ابنُ عباس قال: أرى هاهنا من إذا أُمِرَ بتقوى الله أخذته العزة بالإثم، وأرى من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله، يقوم هذا فيأمر هذا بتقوى الله، فإذا لم يقبل وأخذته العزة بالإثم، قال هذا: وأنا أشري نفسي، فقاتله، فاقتتل الرجلان. قال عمر: لله بِلادُك يا ابن عباس)

(1)

.

35 -

{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} [البقرة: 207]. قال قتادة: (ما هم بأهل الحَرور المُرّاقُ من دين الله تعالى، ولكن هم المهاجرون والأنصار)

(2)

.

36 -

{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} [البقرة: 210]. قال مجاهد: (هو غير السحاب، لم يكن إلا لبني إسرائيل في تَيههم حين تاهوا، وهو الذي يأتي الله فيه يوم القيامة، وهو الذي جاءَت فيه الملائكة)

(3)

.

37 -

{يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} [البقرة: 215]. قال السّدي: (يوم نزلت هذه الآية لم تكن زكاةٌ، هي النفقة، نفقةُ الرجل عل أهله، والصدقةُ يتصدق بها)

(4)

.

38 -

قال ابن جُريج: (سألتُ عطاء قلت له: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ} [البقرة: 216]، أواجبٌ الغزوُ على الناس من أجلها؟ قال: لا، كُتب على أولئك حينئذٍ)

(5)

.

(1)

جامع البيان، لابن جرير 3/ 588. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 97).

(2)

الكشف والبيان، للثعلبي 2/ 125.

(3)

جامع البيان، لابن جرير 3/ 608.

(4)

تفسير ابن أبي حاتم 3/ 381.

(5)

جامع البيان، لابن جرير 3/ 644.

ص: 517

39 -

قال أبو المنهال: (كنت عند أبي العالية يومًا فتوضأ وتوضأت، فقلت: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222]. فقال: إن الطهور بالماء لَحَسن، ولكنهم المتطهرون من الذنوب)

(1)

.

40 -

قال سعيد بن جبير: (بينا أنا ومجاهدٌ جالسان عند ابن عباس، أتاه رجلٌ فوقف على رأسه، فقال: يا أبا العباس، أو يا أبا الفضل، ألا تشفيني عن آية المحيض؟ فقال: بلى. فقرأ: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ} [البقرة: 222] حتى بلغ آخر الآية، فقال ابن عباس: من حيث جاء الدمُ من ثَمّ أُمرتَ أن تأتي. فقال له الرجل: يا أبا الفضل كيف بالآية التي تتبعها: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223]؟ فقال: إي ويحك، وفي الدُّبر من حَرث؟ لو كان ما تقول حقًّا لكان المحيضُ منسوخًا، إذا اشتغلَ من هاهنا جئتَ من هاهنا، ولكن أنّى شئتم من الليل والنهار)

(2)

.

41 -

قال عكرمة: (جاء رجلٌ إلى ابن عباس فقال: كنتُ آتي أهلي في دبرها، وسمعتُ قولَ الله: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] فظننتُ أن ذلك لي حلالٌ. فقال: يا لُكَع، إنما قوله {أَنَّى شِئْتُمْ} قائمةٌ وقاعدةٌ ومُقبلةٌ ومدبرةٌ في أقبالهن، لا تعد ذلك إلى غيره)

(3)

.

42 -

{فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223]. قال موسى بن أيوب الغافقي: (قلت لأبي ماجد الزيادي: إن نافعًا يُحدّث عن ابن عمرَ: في دُبر المرأة. فقال: كذبَ نافع، صحبتُ ابنَ عمر ونافعٌ مملوك، فسمعتُه يقول: ما نظرتُ إلى فرج امرأتي منذ كذا وكذا)

(4)

.

(1)

تفسير ابن أبي حاتم 2/ 403. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 379).

(2)

جامع البيان، لابن جرير 3/ 750.

(3)

الدر المنثور، للسيوطي 1/ 594.

(4)

جامع البيان، لابن جرير 3/ 752.

ص: 518

43 -

{فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223]. رَوح بن القاسم عن قتادة قال: (سُئل أبو الدرداء عن إتيان النساء في أدبارهن؟ فقال: هل يفعل ذلك إلا كافر! قال رَوح: فشهدتُ ابنَ أبي مُلَيكة يُسأل عن ذلك فقال: قد أردتُه من جاريةٍ لي البارحةَ فاعتاصَ عليَّ فاستعنتُ بدُهنٍ أو بشحم. قال: فقلت له: سبحانَ الله، أخبرنا قتادةُ أن أبا الدرداء قال: هل يفعل ذلك إلا كافر! فقال: لعنك الله ولعن قتادة. فقلت: لا أحدّثُ عنك شيئًا أبدًا. ثمّ ندمتُ بعد ذلك)

(1)

.

44 -

أبو بشرٍ عن سعيد بن جبير في قوله: ({لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ} [البقرة: 225] هو قول الرجل: لا والله، وبلى والله؟ قال: لا، ولكنه تحريمك ما أحلّ الله لك، فذاك الذي يؤاخذك الله بتركه، وكفّر عن يمينك)

(2)

.

45 -

{وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} [البقرة: 228]. قال عكرمة: (الأقراءُ الحيضُ وليس بالطّهر، قال تعالى: {فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} [الطلاق: 1] ولم يقل: لقروئهنّ)

(3)

.

46 -

{الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} [البقرة: 237]. قال أبو بشر: (قال سعيد بن جبير: هو الزوج. وقال مجاهد وطاوس: هو الوَليّ. قال: قلت لسعيد: فإن مجاهدًا وطاوسَ يقولان: هو الوَليّ. قال سعيد: فما تأمرني إذًا؟ قال: أرأيتَ لو أنّ الوَليّ عفا وأبت المرأةُ أكان يجوزُ ذلك؟ فرجعتُ إليهما فحدّثتهما، فرجعا عن قولِهما وتابعا سعيدًا)

(4)

.

(1)

جامع البيان، لابن جرير 3/ 753.

(2)

تفسير ابن أبي حاتم 2/ 410.

(3)

الدر المنثور، للسيوطي 1/ 594.

(4)

جامع البيان، لابن جرير 3/ 753.

ص: 519

47 -

{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238]. قيل لعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: (إن أبا هريرة يقول: هي العصر. فقال: إن أبا هريرة يُكثر، إن ابن عمر يقول: هي الصبح)

(1)

.

48 -

قال ابنُ وهب: (سألتُ مالكًا عن قوله: {فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً} [البقرة: 239]. فقال: راكبًا أو ماشيًا. ولو كانت إنما عنى بها الناس لم يأتِ إلا رجالًا. وانقطعت الألف، إنما هي: رجالٌ مُشاة. وعن: {يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ} [الحج: 27] قال: يأتوك مُشاةً أو ركبانًا)

(2)

.

49 -

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ} [البقرة: 267]. قال محمد بن سيرين: (سألتُ عَبيدة السلماني عن هذه الآية فقال: إنما ذلك في الزكاة. أو قال: إنما ذلك في الواجب، ولا بأس أن يتطوع الرجل بالتمرة، والدّرهم الزّائف أحب إليّ -أو: خيرٌ- من التمرة)

(3)

.

50 -

قال ابن سيرين في قوله: {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} [البقرة: 267]: (إنما هذا في الزكاة المفروضة، فأما التطوّع فلا بأس أن يتصدق الرجل بالدّرهم الزّائف، والدّرهم الزّائف خيرٌ من التمرة)

(4)

.

51 -

{يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً} [البقرة: 269]. قال مجاهد: (ليست بالنبوّة، ولكنه القرآن والعلمُ والفقه)

(5)

.

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 1/ 685.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 4/ 392.

(3)

جامع البيان، لابن جرير 4/ 710.

(4)

جامع البيان، لابن جرير 4/ 710.

(5)

جامع البيان، لابن جرير 5/ 9.

ص: 520

52 -

قال ابنُ وهب: (حدثنا مالكُ بن أنس قال: قال زيدُ بن أسلم: إن الحكمة: العقل. قال مالك: وإنه ليقعُ في قلبي أن الحكمةَ هي الفقه في دين الله، وأمرٌ يُدخله الله في القلوب من رحمته وفضله. وممّا يُبيّن ذلك أنك تجدُ الرجلَ عاقلًا في أمر الدنيا إذا نظر فيها، وتجدُ آخرَ ضعيفًا في أمر دنياه، عالمًا بأمر دينه، بصيرًا به، يؤتيه الله إياه، ويحرمه هذا، فالحكمةُ: الفقه في دين الله)

(1)

.

53 -

{وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} [البقرة: 280]. عن مغيرة بن مِقسم عن الحسن: (أن الربيع بن خُثَيم كان له على رجلٍ دَيْن، فيقول: أثَمَّ فلانٌ؟ إن كنت موسرًا فأدِّه، وإن كنت مُعسرًا فإلى مَيْسرَة. قال مغيرةُ: فقلت ذلك لإبراهيم النخعي: فقال: إنما ذلك في الربا)

(2)

.

54 -

عن ابن سيرين: (أن رجلَين اختصما إلى شُريح في حقٍّ كان لأحدهما قِبلَ الآخر، فقضى عليه شُريح وأمرَ بحبسه، فقال رجلٌ عنده: إنه مُعسر، والله يقول في كتابه: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} [البقرة: 280]. فقال شُريح: إنما ذلك في الربا، وإن الله قال في كتابه: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} [النساء: 58]، ولا يأمرُنا الله بشيءٍ ثمّ يعذّبنا عليه)

(3)

.

55 -

قال سفيان بن عيينة: (ليس تأويل قوله: {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} [البقرة: 282] من الذِّكْر بعد النِّسيان، إنما هو من الذَّكَر، بمعنى أنها إذا شهدت مع الأخرى صارت شهادتهما كشهادة الذَّكَر)

(4)

.

(1)

تفسير ابن أبي حاتم 2/ 532. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 386).

(2)

سنن سعيد بن منصور 3/ 984، وجامع البيان، لابن جرير 5/ 58.

(3)

جامع البيان، لابن جرير 5/ 57.

(4)

جامع البيان، لابن جرير 5/ 89. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 390).

ص: 521

56 -

{وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ} [البقرة: 282]. قال الشافعي: (إنما معناه أن يقرّ قطُّ بالحقّ، ليس معناه أن يُملي)

(1)

.

57 -

{وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ} [البقرة: 282]. قال داود بن أبي هند: (سألتُ مجاهدًا عن الظّهار من الأمةِ؟ فقال: ليس بشيء. فقلتُ: أليس الله يقول: {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِّسَائِهِمْ} [المجادلة: 3]، أفَلسن من النساء؟ فقال: والله يقول: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ} [البقرة: 282]، أفَتجوزُ شهادةُ العبد!)

(2)

.

58 -

قال سعيد ابن مَرْجانة: (جئت عبد الله بن عمر فتلا هذه الآية {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ} [البقرة: 284]، ثم قال: لئن أُخذنا بهذه الآية لنهلكن، ثم بكى ابن عمر حتى سالت دموعه. قال: فقمت حتى أتيت ابن عباس، فقلت له ما تلا ابن عمر، وما فعل حين تلاها، فقال: يغفر الله لأبي عبد الرحمن، لقد وجد المسلمون منها مثل ما وَجَد عبدُ الله بن عمر، فأنزل الله بعدها {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة: 286] إلى آخر السورة، فكانت هذه الوسوسة مما لا طاقة للمسلمين بها، وصار الأمر إلى أن قضى الله عز وجل أن للنفس ما كسبت، وعليها ما اكتسبت في القول والفعل)

(3)

.

(1)

تفسير ابن أبي حاتم 2/ 557.

(2)

الدر المنثور، للسيوطي 2/ 119.

(3)

جامع البيان، لابن جرير 5/ 132. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 103).

ص: 522

*‌

‌ سورة آل عمران:

59 -

عن إسحق بن سويد: (أن يحيى بن يَعمَر وأبا فاخِتة تراجعا هذه الآية {هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} [آل عمران: 7]، فقال أبو فاختة: هنّ فواتحُ السّور، منها يُستخرج القرآن: {الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ} [البقرة: 1 - 2] منها استُخرجت البقرة، و {الم (1) اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [آل عمران: 1 - 2] منها استُخرجت آل عمران. قال يحيى: هنّ اللاتي فيهنّ الفرائضُ والأمرُ والنهيُ والحلالُ والحدودُ وعمادُ الدّين)

(1)

.

60 -

عن عكرمة: (أن ابنَ عباس كان يقول: ({وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ} [آل عمران: 27] حقيقة. قال وزعموا أن تفسيرها: يخرج النطفة وهي مَيتة من الرجل الحيّ، ويخرج الحيّ من النطفة وهي مَيتة)

(2)

.

61 -

{يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً} [آل عمران: 30]. أبو عامر الخرّاز، عن رجلٍ أخبره عن سعيد بن المسيب:(أنه تلا هذه الآية: {فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} [الفرقان: 70] فقال: وَدّوا أن سيئاتهم كانت أكثر. قال: فذكرتُ ذلك لمجاهد، قال: وكان مجاهد إذا أنكر الشيءَ لم يقل: ليس كما قال. ولكنه يقول ما يعلم، قال: فتلا مجاهد هذه الآية: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً} [آل عمران: 30] إلى {أَمَداً بَعِيداً} [آل عمران: 30])

(3)

.

62 -

عن يوسف بن ماهك: (أن أعرابيًّا أتى ابنَ عباس، فذكر رجلًا حرّم امرأته. فقال: إنها ليست بحرام. فقال الأعرابي: أرأيت قول الله عز وجل: {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ} [آل عمران: 93]. فقال: إن إسرائيلَ كان به

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 2/ 143.

(2)

تفسير ابن المنذر 1/ 161.

(3)

تفسير ابن المنذر 1/ 167.

ص: 523

عرْقُ النّسا، فحلف لئن عافاه الله أن لا يأكل العروقَ من اللحم، وأنها ليست عليك بحرام)

(1)

.

63 -

قال خالد بن عرعرة: (سمعت عليًّا وقيل له: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ} [آل عمران: 96] هو أوَّلُ بيت كان في الأرض؟ قال: لا، قال: فأين كان قوم نوح؟! وأين كان قوم هود؟! قال: ولكنه أوَّل بيت وُضِع للناس مُباركاً وهُدىً)

(2)

.

64 -

قال مطر الورّاق في قوله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ} [آل عمران: 96]: (قد كانت قبله بيوت، ولكنّه أوّل بيت وُضع للعبادة)

(3)

.

65 -

عن عطاء: (أن ابن عباس قال: {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ} [آل عمران: 97]، قال: لا، ولكن فيه آيةٌ بيّنة. لأن البيّنة التي ذكرَها هي مقامُه هذا الذي في المسجد الحرام، ومقام إبراهيم يعدّ كبيرًا، مقامُه الحجُّ كلُّه)

(4)

.

66 -

قال ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} [آل عمران: 102]: (إنها لم تُنسَخ، ولكن {حَقَّ تُقَاتِهِ} [آل عمران: 102]: أن يجاهدوا في سبيل الله حق جهاده، ولا يأخذهم في الله لومة لائم، ويقوموا لله بالقسط، ولو على أنفسهم وآبائهم وأبنائهم)

(5)

.

67 -

{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ} [آل عمران: 123]. قال الشعبي: (إنما سُمّي بدرًا لأنه كان ماءٌ لرجلٍ من جُهينة يُقال له: بدر. وقال الحارث: قال ابنُ سعد: قال الواقدي: فذكرتُ ذلك لعبد الله بن جعفر ومحمد بن صالح فأنكراه، وقالا: فلأيّ شيءٍ سُمّيت

(1)

جامع البيان، لابن جرير 5/ 582.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 5/ 590. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 236).

(3)

جامع البيان، لابن جرير 5/ 590.

(4)

تفسير ابن المنذر 1/ 302.

(5)

جامع البيان، لابن جرير 5/ 641. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 162).

ص: 524

الصفراء؟ ولأي شيءٍ سُمّيت الحمراء؟ ولأي شيءٍ سُمّي رابغ؟ هذا ليس بشيءٍ، إنما هو اسمُ الموضِع. قال: وذكرتُ ذلك ليحيى بن النّعمان الغفاري، فقال: سمعتُ شيوخَنا من بني غِفارٍ يقولون: هو ماؤنا ومنزلنا، وما ملكَه أحدٌ قطُّ يُقال له: بدر. وما هو من بلاد جُهينةَ، إنما هي بلادُ غِفار. قال الواقدي: فهذا المعروفُ عندنا)

(1)

.

68 -

عن عمر بن كعب أن عليًّا رضي الله عنه سُئل عن هذه الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ} [آل عمران: 149]: (آلتعرُّبُ هو؟ فقال: بل هو البدع)

(2)

.

69 -

عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (فُقدَت قطيفةٌ حمراء يوم بدر ممّا أُصيبَ من المشركين، فقال بعضُ الناس: لعل النبيَّ صلى الله عليه وسلم أخذها فأنزل الله: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 161]. قال: خُصيف: فقلت لسعيد بن جبير: (وما كان لنبيٍّ أن يُغلّ)[آل عمران: 161]، يقول: ليُخان. قال: بل يَغُل. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم والله يُغلُّ ويُقتلُ أيضًا)

(3)

.

70 -

قال الأعمش: (كان ابنُ مسعود يقرأُ: (وما كان لنبيٍّ أن يُغلّ)[آل عمران: 161]. فقال ابنُ عباس: بلى ويُقتَل. قال: فذكرَ ابنُ عباس: أن ذلك إنما كان في قطيفةٍ قالوا إن رسولَ الله غلَّها يومَ بدر، فأنزلَ الله:{وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 161])

(4)

.

71 -

قال مجاهد: (كان ابنُ عباس يُنكر على من يقرأ: (وما كان لنبيٍّ أن يُغلّ)[آل عمران: 161]، ويقول: كيف لا يكونُ له أن يُغلّ وقد كانَ له أن يُقتَل، قال الله:

(1)

جامع البيان، لابن جرير 6/ 17.

(2)

تفسير ابن وهب 1/ 188. وعند ابن أبي حاتم: (بل هو الزّرع). 3/ 784، وينظر: الدر المنثور 2/ 321.

(3)

الدر المنثور، للسيوطي 2/ 338.

(4)

جامع البيان، لابن جرير 6/ 195.

ص: 525

{وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ} [آل عمران: 112]، ولكن المنافقين اتهموا النبيَّ صلى الله عليه وسلم في شيءٍ من الغنيمة، فأنزل الله:{وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} [آل عمران: 161])

(1)

.

72 -

{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [آل عمران: 164]. قال قتادة: (مَنَّ الله عليهم من غير دعوةٍ ولا رغبةٍ من هذه الأمة، جعلَه الله رحمةً لهم، ليُخرجهم من الظلمات إلى النور، ويهديهم إلى صراطٍ مستقيم. قوله: {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [آل عمران: 164]، الحكمة: السنّة. {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [آل عمران: 164]، ليس والله كما تقول أهلُ حَروراء: محنةٌ غالبةٌ من أخطأَها أُهريق دمه. ولكنّ الله بعثَ نبيَّه صلى الله عليه وسلم إلى قومٍ لا يعلمون فعلَّمهم، وإلى قومٍ لا أدبَ لهم فأدَّبهم)

(2)

.

73 -

عن علقمة بن وقاص: (أن مروان قال لبَوَّابِه: اذهب يا رافع إلى ابن عباس، فقل: لئن كان كلُّ امرئٍ فرِح بما أوتِيَ، وأَحبَّ أن يُحْمدَ بما لم يفعَلْ معذباً، لنُعَذَّبَنَّ أجمعون. فقال ابن عباس: ما لكم ولهذه الآية؟ إنما دعا النبيُ صلى الله عليه وسلم يهودَ، فسألهم عن شيء، فكتموه إيَّاه، وأخبروه بغيره، فَأَرَوْه أنْ قَدْ اسْتَحْمَدُوا إليه بما أخبروه عنه فيما سألهم، وفرحوا بما أَتَوْا من كِتْمَانِهِم. ثُمَّ قرأ ابنُ عباس: {وَإِذَ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً} [آل عمران: 187]، كذلك حتى قوله: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} [آل عمران: 188])

(3)

.

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 2/ 339.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 6/ 213.

(3)

جامع البيان، لابن جرير 6/ 305. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 241).

ص: 526

74 -

قال أبو عبيدة: (جاء رجلٌ إلى قومٍ في المسجد وفيهم عبد الله بن مسعود، فقال: إن أخاكم كعبًا يقرئُكم السلام، ويبشّركم أن هذه الآية ليست فيكم: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} [آل عمران: 188]. فقال له عبدُ الله: وأنت فأقرئه السلام، وأخبره أنها نزلَت وهو يهوديّ)

(1)

.

75 -

قال عمرو بن دينار: (قدم علينا جابرُ بن عبد الله في عُمْرَة، فانتهيتُ إليه أنا وعطاء، فقلت: {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} [البقرة: 167]. قال: أخبَرني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنهم الكفار. قلت لجابر: {رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ} [آل عمران: 192]، قال: وما أَخْزاه حين أحْرقَه بالنار! وإنَّ دُون ذلك لخِزْيًا)

(2)

.

76 -

قال الأشعث الحَمْلي: (قلتُ للحسن: يا أبا سعيد أرأيتَ ما تَذكر من الشفاعة حقٌّ هو؟ قال: نعم حقّ. قلتُ: يا أبا سعيد أرأيت قول الله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ} [آل عمران: 192]، و {يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا} [المائدة: 37]، قال: فقال لي: إنك والله لا تستطيعُ على شيء، إنّ للنار أهلًا لا يخرجون منها كما قال الله. قلت: يا أبا سعيد: فيمن دخلوا ثم خرجوا؟ قال: كانوا أصابوا ذنوبًا في الدنيا، فأخذهم الله بها فأدخلهم بها، ثم أخرجهم بما يعلم في قلوبهم من الإيمان والتصديق به)

(3)

.

77 -

{رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ} [آل عمران: 193]. قال محمد بن كعب القرظي: (ليس كل الناس سمع النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن المنادي: القرآن)

(4)

.

(1)

جامع البيان، لابن جرير 6/ 296.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 6/ 313. وينظر: الدر المنثور، للسيوطي 2/ 383.

(3)

جامع البيان، لابن جرير 6/ 312.

(4)

جامع البيان، لابن جرير 6/ 314. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 352).

ص: 527

78 -

{لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ} [آل عمران: 196]. قال قتادة: (والله ما غَرّ نبيٌّ، ولا وَكَل إليهم شيئًا من أمر الله حتى قبضه الله على ذلك)

(1)

.

79 -

عن داود بن صالح قال: قال لي أبو سلمة بن عبد الرحمن: (يا ابن أخي، هل تدري في أي شيء نزلت هذه الآية: {اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا} [آل عمران: 200]؟ قال: قلت لا. قال: إنه يا ابن أخي لم يكن في زمان النبي صلى الله عليه وسلم غزو يُرَابَط فيه، ولكنه انتظار الصلاة بعد الصلاة)

(2)

.

80 -

قال أبو سلمة بن عبد الرحمن: (أقبلَ عليَّ أبو هريرة رضي الله عنه يومًا فقال: أتدري يا ابن أخي فيم أنزلت هذه الآية {اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا} [آل عمران: 200]؟ قال: قلت: لا. قال: أما إنّه لم يكن في زمان النبي صلى الله عليه وسلم غزوٌ يُرابطون فيه، ولكنها نزلَت في قومٍ يَعمُرون المساجد، يصلون الصلاة في مواقيتها، ثم يذكرون الله فيها، فعليهم أُنزلت: {اصْبِرُوا} أي: على الصلوات الخمس. {وَصَابِرُوا}: أنفسَكم وهواكم. {وَرَابِطُوا}: في مساجدكم. {وَاتَّقُوا اللَّهَ}: فيما علَّمكم. {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200])

(3)

.

(1)

تفسير ابن أبي حاتم 3/ 845.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 6/ 334. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 170).

(3)

الدر المنثور، للسيوطي 2/ 388.

ص: 528

*‌

‌ سورة النساء:

81 -

{وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 6]. قال إبراهيم النّخعي: (ليس المعروف بلبس الكتّان والحُلل، ولكن المعروف ما سدّ الجوع ووارى العَورة)

(1)

.

82 -

عن القاسم بن محمد: (أن عبدَ الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر قسَم ميراثَ أبيه عبد الرحمن وعائشةُ حيَّة، قال: فلم يدع في الدار مسكينًا، ولا ذا قرابة إلا أعطاه من ميراث أبيه، وتلا: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُوا الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ} [النساء: 8]. قال القاسم: فذكرتُ ذلك لابن عباس فقال: ما أصاب، ليس ذلك له، إنما ذلك للوصيّة، وإنما هذه الآية في الوصيّة، يريد الميتُ أن يوصي لهم)

(2)

.

83 -

قال حبيب: (ذهبت أنا والحكم بن عُيينة، فأتينا مِقسمًا فسألناه، يعني عن قوله: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ} [النساء: 9] الآية، فقال: ما قال سعيد بن جبير؟ فقلنا: كذا وكذا. فقال: ولكنه الرجلُ يحضره الموت، فيقولُ له من يَحضره: اتق الله وأمسك عليك مالك، فليس أحدٌ أحقُّ بمالك من ولدك. ولو كان الذي يوصي ذا قرابةٍ لهم، لأحبوا أن يوصي لهم)

(3)

.

84 -

قال ابن جريج: (قلت لعطاء بن أبي رباح: الرجل يَنكح المرأة ثم لا يراها حتى يطلقها أتحل لابنه؟ قال: لا، هي مرسلَة، قال الله: {وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِنَ النِّسَاءِ} [النساء: 22]. قلت لعطاء: ما قوله: {إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ} [النساء: 22]؟ قال: كان الأبناء ينكحون نساء آبائهم في الجاهليَّة)

(4)

.

(1)

جامع البيان، لابن جرير 6/ 419.

(2)

تفسير عبد الرزاق 1/ 438، 3/ 262.

(3)

جامع البيان، لابن جرير 6/ 450.

(4)

الدر المنثور، للسيوطي 2/ 439.

ص: 529

85 -

قال مالك بن أوس بن الحدثان: (كانت عندي امرأة، فتوفّيَت وقد ولدَت لي، فوجَدتُ عليها، فلَقيَني علي بن أبي طالب فقال: ما لك؟ فقلت: توفّيَت المرأة. فقال علي: لها ابنة؟ قلت: نعم، وهي بالطائف. قال: كانت في حجرك؟ قلت: لا، هي بالطائف. قال: فانكحها. قلت: فأين قول الله: {وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُمْ} [النساء: 23]؟! قال: إنها لم تكن في حجرك، إنما ذلك إذا كانت في حجرك)

(1)

.

86 -

{وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ} [النساء: 23]. قال عبد الله بن عتبة: (سُئلَ ابن مسعود عن الرجل يجمع بين الأختين الأمَتين؟ فكرهَهُ. فقلت: يقول الله تعالى: {إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 24]. فقال ابن مسعود: بعيرُك أيضًا ممّا ملكت يمينك)

(2)

.

87 -

قال عكرمة: (ذُكر عند ابن عباس قولُ عليٍّ في الأختين من ملك اليمين، فقالوا: إن عليًّا قال: أحلّتهما آية وحرّمتهما آية. فقال ابن عباس عند ذلك: أحلّتهما آية وحرّمتهما آية! إنما يُحرمهن عليّ قرابتي منهنّ، ولا يُحرمهن عليّ قرابةُ بعضهنّ من بعض، لقول الله: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 24])

(3)

.

88 -

عن ابن جريج، عن عطاء قال:(إن افترى عبدٌ على حرٍّ جُلد أربعين أُحصنَ بنكاحِ امرأةٍ أو لم يُحصن. قلت: فإنهم يقولون: يُجلد ثمانين. فأنكر ذلك، وتلا: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً} [النور: 4]، ولا شهادة لعبد)

(4)

.

(1)

تفسير ابن أبي حاتم 3/ 912.

(2)

تفسير ابن أبي حاتم 3/ 914.

(3)

الدر المنثور، للسيوطي 2/ 446.

(4)

تفسير ابن المنذر 2/ 654.

ص: 530

89 -

عن أبي نضرة قال: (قرأت على ابن عباس: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً} [النساء: 24]. قال ابن عباس: (فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى)[النساء: 24]. فقلت: ما نقرؤها كذلك. فقال ابن عباس: والله لأنزلها الله كذلك)

(1)

.

90 -

{وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ} [النساء: 32]. قال ليث: (فضله العبادة، ليس من أمر الدنيا)

(2)

.

91 -

{وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ} [النساء: 34]. قال ابن عباس رضي الله عنه: (لا تُترك في الكلام، ولكن الهجران في أمر المضجع)

(3)

.

92 -

قال عكرمة: (إنما الهجران بالمنطق، أن يُغلظَ لها، وليس بالجماع)

(4)

.

93 -

قال الكلبي: (ليس الهجران في المضاجع أن يقول لها هُجرًا، والهجرُ أن يأمرها أن تفيءَ وترجع إلى مضجعها)

(5)

.

94 -

{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} [النساء: 35]. قال مجاهد: (أما إنه ليس بالرجل والمرأة، ولكنه الحكمان)

(6)

.

95 -

{الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النساء: 37]. قال سعيد بن جبير: (هذا للعلم، ليس للدنيا منه شيء)

(7)

.

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 2/ 453.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 6/ 670.

(3)

جامع البيان، لابن جرير 6/ 701.

(4)

تفسير ابن أبي حاتم 3/ 943.

(5)

تفسير عبد الرزاق 1/ 452.

(6)

جامع البيان، لابن جرير 6/ 730. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 354).

(7)

جامع البيان، لابن جرير 7/ 23.

ص: 531

96 -

قال عبد الله بن عمر رضي الله عنه: (نزلت هذه الآية في الأعراب: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160]، فقال رجلٌ: فما للمهاجرين؟ قال: ما هو أعظم من ذلك: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً} [النساء: 40]، وإذا قال الله لشيء عظيمٌ فهو عظيم)

(1)

.

97 -

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى} [النساء: 43]. قال الضحاك: (لم يَعن سكرَ الخمر، إنما يعني سكرَ النوم)

(2)

.

98 -

قال سعيد بن جبير: (اختلفت أنا وعطاء وعبيد بن عمير في قوله: {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ} [النساء: 43]، فقال عبيد بن عمير: هو الجماع، وقلت أنا وعطاء: هو اللمس. قال: فدخلنا على ابن عباس فسألناه، فقال: غُلب فريقُ الموالي وأصابت العرب، هو الجماع، ولكن الله يَعف ويَكني)

(3)

.

99 -

{فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ} [النساء: 74]. عن عونٍ قال: (قيل لعمر بن الخطاب: إن مدركَ بن عوفٍ نشَرَ نفسَه يوم نهاوند. قال: قلت: يا أمير المؤمنين، ذاك خالي، وناسٌ يزعمون أنه ألقى بيده إلى التَّهلُكة. فقال عمرُ: كذَبَ أولئك، ولكنّه من الذين اشتروا الآخرةَ بالدنيا)

(4)

.

100 -

عن يعلى بن أمية قال: (قلت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [النساء: 101]، وقد أَمِن الناس! فقال: عجبتُ مِمَّا عجبتَ منه، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال:

(1)

جامع البيان، لابن جرير 7/ 36.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 7/ 48.

(3)

جامع البيان، لابن جرير 7/ 64.

(4)

جامع البيان، لابن جرير 2/ 790.

ص: 532

«صدقةٌ تَصَدَّقَ الله بها عليكم، فاقبلوا صَدَقَتَه»

(1)

.

101 -

عن الضحاك عن ابن مسعود رضي الله عنه: (أن أُناسًا يقومون بعد العشاء الآخرة يدعون قيامًا، فأتاهم فقال: ما هذا؟ قالوا: سمعنا الله يقول: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ} [النساء: 103]، فقال: إنما ذاك في الصلاة، يُصلي الرجل قائمًا، فإن لم يستطع فقاعدًا، فإن لم يستطع فعلى جنبه. ثم نهاهم)

(2)

.

102 -

قال القاسم بن أبي بَزَّةَ: (قال لي مجاهد: سل عنها عكرمةَ: {وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} [النساء: 119]، فسألته، فقال: الإخصاء. قال مجاهد: ما له لعنه الله! فوالله لقد علم أنه غير الإخصاء. ثم قال لي: سله. فسألته، فقال عكرمة: ألم تسمع إلى قول الله تبارك وتعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم: 30]؟ قال: لدين الله. فحدثت به مجاهدًا، فقال: ما له أخزاه الله!)

(3)

.

103 -

قال الورّاق: (ذكرتُ لمجاهد قولَ عكرمة في قوله تعالى: {فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} [النساء: 119]. فقال: كذب العبد، {وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} [النساء: 119]، قال: دين الله)

(4)

.

104 -

{مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123]. سألَ زيادُ بن الربيع أُبيَّ بن كعب عن هذه الآية، وقال: (والله إن كان كلُّ ما عملنا جُزينا به هلكنا. فقال أُبيّ: ما كنت أراك إلا أفقَه ممّا أرى، لا يُصيب رجلًا خدشٌ ولا عثرةٌ إلا بذنب، وما يعفو الله عنه

(1)

جامع البيان، لابن جرير 7/ 406. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 80).

(2)

تفسير ابن أبي حاتم 4/ 1056.

(3)

جامع البيان، لابن جرير 7/ 495. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 307).

(4)

جامع البيان، لابن جرير 7/ 498.

ص: 533

أكثرُ، حتى اللدغةَ والنّفحَة)

(1)

.

105 -

قال أبو بكر رضي الله عنه: (يا رسول الله كيف الإصلاح بعد هذه الآية: {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123]؟ فإن عملنا سوءًا نُجزَ به؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «غفر الله لك يا أبا بكر. ثلاث مرات. ألستَ تمرض؟ ألستَ تحزن؟ ألستَ تنصب؟ ألستَ تصيبك اللأواء؟ قال: بلى. قال: فإن ذلك مما تجزون به في الدنيا»

(2)

.

106 -

قالت عائشةُ رضي الله عنها: (قلت: يا رسول الله إني لأعلم أشدَّ آية في القرآن. قال: ما هي يا عائشة؟ قلت: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123]. فقال: هو ما يُصيب العبدَ من السوء، حتى النَّكبةَ يُنكبَها، يا عائشة من نُوقش هلك، ومن حوسب عُذّب. فقلت: يا رسول الله أليس الله يقول: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً} [الانشقاق: 8]؟ قال: «ذاك العرض، يا عائشة من نُوقش الحسابَ هلك»

(3)

.

(1)

جامع البيان، لابن جرير 7/ 516.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 7/ 521. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 52).

(3)

جامع البيان، لابن جرير 7/ 524، والدر المنثور، للسيوطي 3/ 25.

ص: 534

*‌

‌ سورة المائدة:

107 -

{وَالْمَوْقُوذَةُ} [المائدة: 3]. قال أبو عبد الله الصنابحي: (ليست الموقوذة إلا في مالك، وليس في الصيد وقيذ)

(1)

.

108 -

{وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ} [المائدة: 3]. سأل نافعُ بن الأزرق ابنَ عباس فقال: (أرأيت إذا أرسلتُ كلبي وسميت فقتل الصيد، آكُله؟ قال: نعم. قال نافع: يقول الله: {إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ} [المائدة: 3] وتقول أنتَ وإن قَتل! قال: ويحك يا ابن الأزرق! أرأيتَ لو أمسك عليَّ سنّور فأدركتُ ذكاتَه أكان يكون عليّ بأس؟ والله إني لأعلم في أيّ كلابٍ نزلت، في كلاب نبهان من طيّ، ويحك يا ابن الأزرق ليكوننّ لك نبأ)

(2)

.

109 -

قال المسوَر بن مَخرمة لابن عباس: (هل لك في عُبيد بن عُمير، إذا سمع النداء خرج من المسجد. فقال ابن عباس: هكذا يصنع الشيطان. فدعاه، فقال: ما يَحملك على ما تصنع إذا سمعت النداء خرجت وتوضأت؟ قال: إن الله عز وجل يقول: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} [المائدة: 6] الآية. قال: ليس هذا إذا توضأت، فإنك على طُهر حتى تُحدث. ثم قال: هكذا يصنع الشيطان إذا سمع النداء، ولَّى وله ضُراط)

(3)

.

110 -

عن عكرمة: (أن نافع بن الأزرق قال لابن عباس: يا أعمى البصر أعمى القلب، تزعم أن قومًا يخرجون من النار وقد قال الله جلّ وعزّ: {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا} [المائدة: 37]؟ فقال ابن عباس: ويحك، اقرأ ما فوقها! هذه للكفار)

(4)

.

(1)

جامع البيان، لابن جرير 8/ 58.

(2)

الدر المنثور، للسيوطي 3/ 25.

(3)

الكشف والبيان، للثعلبي 11/ 183.

(4)

جامع البيان، لابن جرير 8/ 406.

ص: 535

111 -

قال عمرو بن دينار: (سمعت جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول-بأُذُني هاتين، وأشار بيده إلى أذنيه-: ({يُخرج الله قومًا من النار فيدخلهم الجنة))، فقال له رجل: إن الله يقول: {يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا} [المائدة: 37]. فقال جابر بن عبد الله: إنكم تجعلون الخاصَّ عامَّاً، هذه للكفار، اقرؤوا ما قبلها، ثم تلا:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [المائدة: 36]، هذه للكفار)

(1)

.

112 -

قال عكرمة: (إن الله إذا فرغ من القضاء بين خلقه أخرج كتابًا من تحت عرشه فيه: "رحمتي سبقت غضبي وأنا أرحم الراحمين"، قال: فيخرج من النار مثل أهل الجنة. أو قال: مثلَيْ أهل الجنة، مكتوبٌ ههنا منهم -وأشار إلى نحره-: عتقاء الله تعالى. فقال رجلٌ لعكرمة: يا أبا عبد الله، فإن الله يقول: {يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا} [المائدة: 37]. قال: ويلك، أولئك هم أهلها الذين هم أهلها)

(2)

.

113 -

{سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ} [المائدة: 42]. سُئل ابن مسعود عن السُّحت (أهو الرشوة في الحكم؟ قال: لا، {وَمَنْ لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة: 45]، {الْفَاسِقُونَ} [المائدة: 47]، ولكن السُّحت أن يستعينك الرجل على مظلمةٍ، فيُهدي لك فتقبَله، فذلك السُّحت)

(3)

.

(1)

تفسير ابن أبي حاتم كما ذكر ابن كثير في تفسيره 3/ 1167. ينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 244).

(2)

الدر المنثور، للسيوطي 3/ 69.

(3)

الدر المنثور، للسيوطي 3/ 76.

ص: 536

114 -

قال عمران بن حُدير: (قعد نفرٌ من الأباضية من بني عمرو بن سدوس، فقالوا: يا أبا مجلز أرأيت قول الله: {وَمَنْ لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44] أحقٌّ هو؟ قال: نعم. قالوا: {فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة: 45] أحقٌّ هو؟ قال: نعم. قالوا: {فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة: 47] أحقٌّ هو؟ قال: نعم. قالوا: يا أبا مجلز فيَحكم هؤلاء بما أنزل الله؟ قال: هو دينُهم الذي يَدينون به، وبه يقولون، وإليه يَدعون، فإن هم تركوا شيئًا منه عرَفوا أنهم قد أصابوا ذنبًا. فقالوا: لا والله، ولكنك تَفرَقُ. قال: أنتم أَولى بهذا منّي، لا أرى، وإنكم ترون هذا ولكنكم يمنعكم أن تُمضوا أمرَكم من خشيتهم، إنما أُنزلت هذه الآية في اليهود والنصارى وأهلِ الشرك)

(1)

.

115 -

قال أبو صالح: ({وَمَنْ لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44]، {هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة: 45]، {هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة: 47]، ليس في أهل الإسلام منها شيء، هي في الكفار)

(2)

.

116 -

قال حكيم بن جبير: (سألتُ سعيدَ بن جبير عن هذه الآيات في المائدة: {وَمَنْ لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44]، {فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة: 45]، {فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة: 47]، فقلت: زعم قومٌ أنها نزلت على بني إسرائيل ولم تنزل علينا. قال: اقرأ ما قبلها وما بعدها، فقرأت عليه، فقال: لا، بل نزلت علينا. ثم لقيتُ مِقسمًا مولى ابن عباس، فسألته عن هذه الآيات في المائدة، قلت: زعم قومٌ أنها نزلت على بني إسرائيل ولم تنزل علينا. قال: إنه نزل على بني إسرائيل ونزل علينا، وما نزل علينا وعليهم فهو لنا ولهم. ثم دخلتُ

(1)

جامع البيان، لابن جرير 8/ 458، والدر المنثور، للسيوطي 3/ 83.

(2)

الدر المنثور، للسيوطي 3/ 83.

ص: 537

على عليّ بن الحسين، فسألته عن هذه الآيات في المائدة، وحدّثته أني سألت عنها سعيدَ بن جبير ومقسمًا، قال: فما قال مقسم؟ فأخبرته بما قال، قال: صدق، ولكنه كفرٌ ليس ككفرِ الشرك، وفسقٌ ليس كفسق الشرك، وظلمٌ ليس كظلم الشرك. فلقيتُ سعيد بن جبير فأخبرته بما قال، فقال سعيد بن جبير لابنه: كيف رأيته؟! لقد وجدتُ له فضلًا عليك وعلى مِقسم)

(1)

.

117 -

قال أبو البختري: (سأل رجلٌ حذيفة عن هؤلاء الآيات: {وَمَنْ لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44]، {فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة: 45]، {فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة: 47]؟ قال: قيل ذلك في بني إسرائيل. قال: نِعمَ الإخوة لكم بنو إسرائيل، إن كان لهم كلُّ مُرّة، ولكم كلُّ حُلوة، كلا والله لتسلكنّ طريقَهم قَدرَ الشّراك)

(2)

.

118 -

قال أبو الزّناد: (ذكرَ رجلٌ عند عبيد الله بن عبد الله بن مسعود: {وَمَنْ لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44]، {فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة: 45]، {فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة: 47]، فقال عبيدُ الله: أما والله إن كثيرًا من الناس يتأوّلون هذه الآيات على ما لم ينزلن عليه، وما أُنزلن إلا في حيّيْن من يهود قريظة والنّضير، وذلك أن إحدى الطائفتين كانت قد غزت الأخرى وقهرَتها قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، حتى ارتضوا واصطلحوا على أن كلّ قتيلٍ قتلَته العزيزةُ من الذّليلة فدِيَتُه خمسون وَسقًا، وكلّ قتيلٍ قتلَته الذّليلة من العزيزة فدِيَتُه مئةَ وَسق، فأعطوهم فَرَقًا وضَيمًا، فقدم النبي صلى الله عليه وسلم وهم على ذلك، فذلّت الطائفتان بمقدم النبي صلى الله عليه وسلم، و النبي صلى الله عليه وسلملم يظهر عليهما. فبينما هما على ذلك أصابت الذّليلةُ من العزيزة قتيلًا،

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 3/ 83.

(2)

تفسير الثوري (ص: 101). وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 256).

ص: 538

فقالت العزيزة: أعطونا مئةَ وَسق. فقالت الذّليلة: وهل كان هذا قطُّ في حيّيْن دينهما واحدٌ، وبلدُهما واحد، دِيَة بعضهم ضعف دية بعضٍ؟ إنما أعطيناكم هذا فرقًا منكم وضيمًا، فاجعلوا بيننا وبينكم محمدًا صلى الله عليه وسلم، فتراضيا على أن يجعلوا النبي صلى الله عليه وسلم بينهم. ثم إن العزيزةَ تذاكرت بينها، فخشيت أن لا يُعطيها النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابها ضِعفَ ما يُعطي أصحابها منها، فدسّوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم إخوانهم من المنافقين، فقالوا لهم: أُخبُروا لنا رأي محمد صلى الله عليه وسلم، فإن أعطانا ما نريد حكّمناه، وإن لم يُعطنا حذِرناه ولم نُحكّمه. فذهب المنافقُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأَعلمَ الله تعالى ذكرُه نبيَّه صلى الله عليه وسلم ما أرادوا من ذلك الأمر كلّه. قال عبيدُ الله: فأنزل الله تعالى ذكرُه فيهم: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} [المائدة: 41]، هؤلاء الآيات كلُّهن حتى بلغ:{وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة: 47]، قرأ عبيدُ الله ذلك آيةً آيةً، وفسّرَها على ما أُنزل، حتى فرغَ من تفسير ذلك لهم في الآيات، ثم قال: إنما عَنى بذلك يهودَ، وفيهم أُنزلت هذه الصّفَة)

(1)

.

119 -

قال طاوس: ({وَمَنْ لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44]، ليس بكفر ينقل عن الملة)

(2)

.

120 -

قال ابن عباس رضي الله عنه: ({وَمَنْ لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44]، هي به كفر، وليس كفرًا بالله وملائكته وكتبه ورسله. أو: وليس كمن كفر بالله واليوم الآخر وبكذا وكذا. أو: ليس بالكفر الذي تذهبون إليه)

(3)

.

(1)

جامع البيان، لابن جرير 8/ 461.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 8/ 465.

(3)

جامع البيان، لابن جرير 8/ 465.

ص: 539

121 -

سئل الحسن عن قوله تعالى: ({وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} [المائدة: 45] أهي عليهم خاصة؟ قال: عليهم وعلى الناس عامّة)

(1)

.

122 -

سأل مجاهدٌ أبا إسحاق عن قوله: ({فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ} [المائدة: 45]؟ فقال له أبو إسحاق: هو الذي يعفوا. قال مجاهد: بل هو الجارح صاحب الذنب)

(2)

.

123 -

عن محمد بن كعب القرظي: (أن عمر بن عبد العزيز أرسل إليه يومًا وعمرُ أميرُ المدينة يومئذ، فقال: يا أبا حمزةَ آيةٌ أسهرتني البارحة. قال محمد: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ} [المائدة: 54]. فقال محمد: أيها الأمير إنما عنى الله ب: {الَّذِينَ آمَنُوا}: الولاة من قريش. {مَنْ يَرْتَدَّ}: عن الحق)

(3)

.

124 -

قال شريح بن عبيد: (لما أنزل الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54]. قال عمر: أنا وقومي هم يا رسول الله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا، بل هذا وقومه. يعني أبا موسى الأشعري»

(4)

.

125 -

{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: 55]. قيل لأبي جعفر محمد بن علي في هذه الآية: (من الذين آمنوا؟ قال: الذين آمنوا. وفي لفظ: أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. قيل له: بلغنا أنها نزلت في علي بن أبي طالب.

(1)

تفسير ابن أبي حاتم 4/ 1144.

(2)

الدر المنثور، للسيوطي 3/ 88.

(3)

جامع البيان، لابن جرير 8/ 518.

(4)

جامع البيان، لابن جرير 8/ 522.

ص: 540

قال: علي من الذين آمنوا)

(1)

.

126 -

قال ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا} [المائدة: 64]: (ليس يعنون بذلك أن يد الله موثقة، ولكنهم يقولون إنه بخيل أمسك ما عنده، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا)

(2)

.

127 -

{يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} [المائدة: 67]. قال مسروق: (قالت عائشة رضي الله عنها: ثلاثٌ من قال واحدةً منهن فقد أعظم على الله الفرية .. ، ومن زعم أن محمدًا رأى ربَّه فقد أعظم على الله الفرية، والله يقول:{لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ} [الأنعام: 103]، {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الشورى: 51]، فقلت: يا أم المؤمنين ألم يقل: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: 13]، {وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ} [التكوير: 23]؟ فقالت: سألنا عن ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: «رأيتُ جبريلَ ينزل من الأفق على خلقه وهيئته، أو على خلقه وصورته، سادًّا ما بينهما»

(3)

.

128 -

{لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ} [المائدة: 89]. قالت عائشة رضي الله عنها: (إنما اللغو في المزاحة والهزل، وهو قول الرجل: لا والله، وبلى والله، فذلك لا كفارة فيه، إنما الكفارة فيما عقد عليه قلبه مثل أن يفعله ثم لا يفعله)

(4)

.

129 -

عن محارب: (أن ناسًا شربوا الخمرَ بالشام، فقال لهم يزيد بن أبي

(1)

جامع البيان، لابن جرير 8/ 531. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 400).

(2)

جامع البيان، لابن جرير 8/ 553. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 178).

(3)

جامع البيان، لابن جرير 22/ 28، والدر المنثور، للسيوطي 6/ 333، 7/ 569. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 84).

(4)

تفسير ابن أبي حاتم 4/ 1189.

ص: 541

سفيان: شربتم الخمر؟ قالوا: يقول الله: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوا وَّآمَنُوا} [المائدة: 93]. فكتب فيهم إلى عمر بن الخطاب، فكتب إليه: إن أتاك كتابي هذا نهارًا فلا تنتظر إلى الليل، وإن أتاك ليلًا فلا تنتظر بهم إلى النهار حتى تبعثهم إليّ. قال: فبعث بهم إلى عمر، فلما قدموا عليه قال: أشربتم الخمر؟ قالوا: نعم. فتلا عليهم: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} [المائدة: 90] الآية. فقالوا: اقرأ التي بعدها: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوا وَّآمَنُوا} [المائدة: 93]. فشاور فيهم الناس فقال لعليّ: ما ترى؟ قال: أرى أنهم قد شرعوا في دين الله ما ليس منه، فإن زعموا أنها حلال فاقتلهم؛ فقد أحلوا ما حرم الله، وإن زعموا أنها حرام فاجلدهم ثمانين ثمانين؛ فقد افتروا على الله الكذب، وقد أخبر الله بحدِّ ما يفتري بعضنا على بعض. قال: فحدَّهم ثمانين ثمانين)

(1)

.

130 -

عن عبد الله بن عامر بن ربيعة: (أنَّ عمر بن الخطاب استعمل قدامة بن مظعون على البحرين- وهو خال حفصة وعبد الله بن عمر-، فقدم الجارود سيد عبد القيس على عمر رضي الله عنه من البحرين، فقال: يا أمير المؤمنين إن قدامة شرب فسكر، ولقد رأيت حدًّا من حدود الله حقًّا عليَّ أن أرفعه إليك. فقال عمر: من يشهد معك؟ قال: أبو هريرة. فدعا أبا هريرة، فقال: بم تشهد؟ قال: لم أرَه شرب، ولكني رأيته سكران يقيء. فقال عمر: لقد تنطَّعتَ في الشهادة. قال: ثم كتب إلى قدامة أن يقدم إليه من البحرين، فقدم، فقال الجارود لعمر: أقم على هذا كتاب الله. فقال عمر: أَخَصمٌ أنتَ، أم شهيد؟ قال: بل شهيد. قال: فقد أَدَّيت شهادتك. قال: فصَمَتَ الجارود، ثم غدا على عمر، فقال: أقم على هذا حدَّ الله. فقال عمر: ما أراك إلا خصمًا، وما شهد معك إلا رجلٌ واحد. فقال الجارود: إني أنشدك الله. فقال عمر:

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 3/ 147. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 115).

ص: 542

لتُمسكنَّ لسانك، أو لأسوءَنك. فقال الجارود: أما والله ما ذاك بالحق، أن يشرب ابنُ عمِّك وتسوءُني! فقال أبو هريرة: يا أمير المؤمنين، إن كنت تشكُّ في شهادتنا فأرسل إلى ابنة الوليد فسلها. وهي امرأة قدامة، فأرسل عمر إلى هند بنت الوليد ينشدها، فأقامت الشهادة على زوجها، فقال عمر لقدامة: إني حادُّك. فقال: لو شربتُ كما يقولون ما كان لكم أن تجلدوني. فقال عمر: لم؟ قال قدامة: قال الله تعالى {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوا وَّآمَنُوا} [المائدة: 93]. الآية إلى {الْمُحْسِنِينَ} [المائدة: 93]. فقال عمر: أخطأت التأويل، إنك إذا اتَّقَيت اجتنبت ما حرم الله عليك. قال: ثم أقبل عمر على الناس، فقال: ماذا ترون في جلد قدامة؟ قالوا: لا نرى أن تجلده ما كان مريضًا. فسكت عن ذلك أيامًا، وأصبح يومًا وقد عزم على جلده، فقال لأصحابه: ما ترون في جلد قدامة؟ قالوا لا نرى أن تجلده ما كان ضعيفًا. فقال عمر: لأن يلقى الله تحت السياط أحبَّ إليَّ من أن يلقاه وهو في عنقي، ائتوني بسوطٍ تامٍّ. فأَمَرَ بقدامة فَجُلِد، فغاضب عمرَ قدامةُ وهجره، فحجَّ وقدامة معه مغاضبًا له، فلما قفلا من حجِّهما، ونزل عمر بالسُّقْيا نام ثم استيقظ من نومه، قال: عجِّلوا عليّ بقدامة فائتوني به، فوالله إني لأرى آتٍ أتاني فقال: سالِمْ قدامةَ؛ فإنَّه أخوك. فعجِّلوا عليَّ به. فلما أتوه أبى أن يأتي، فأمر به عمر إن أبى أن يجرُّوه إليه، فكلَّمَه عمرُ، واستغفر له، فكان ذلك أول صلحهما)

(1)

.

131 -

قال ابن جريج: (قال لي الحسنُ بن مسلم: من أصاب من الصيد ما يبلغ أن يكون شاةً فصاعدًا فذلك الذي قال الله: {فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ} [المائدة: 95]، وأما:{أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ} [المائدة: 95]: فذلك الذي لا يبلغ أن يكون فيه هدي، قال:{أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَاماً} [المائدة: 95]: عدلُ النعامة أو عدلُ العصفور أو عدلُ ذلك

(1)

تفسير ابن أبي حاتم 4/ 1202. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 112).

ص: 543

كلِّه. قال ابن جريج: فذكرت ذلك لعطاء فقال: كلُّ شيء في القرآن "أو" فلصاحبه أن يختار ما شاء)

(1)

.

132 -

خصيف عن مجاهد عن ابن عباس في قوله: ({لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ} [المائدة: 101] قال: يعني البحيرة والسائبة والوصيلة والحام، ألا ترى أنه يقول بعد ذلك ما جعل الله من كذا ولا كذا. قال: وأما عكرمة فإنه قال: إنهم كانوا يسألونه عن الآيات فنهوا عن ذلك، ثم قال: {قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ} [المائدة: 102]. قال: فقلت: قد حدثني مجاهد بخلاف هذا عن ابن عباس، فما لك تقول هذا؟ فقال: هاه)

(2)

.

133 -

قيل لابن عمر: (لو جلست في هذه الأيام فلم تأمر ولم تنه؛ فإن الله تعالى يقول: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105]. فقال ابن عمر: إنها ليست لي ولا لأصحابي؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا فليُبلغ الشاهدُ الغائبَ»، فكنّا نحن الشهودُ وأنتم الغَيَب، ولكن هذه الآية لأقوام يجيئون من بعدنا إن قالوا لم يُقبل منهم)

(3)

.

134 -

سألَ رجلٌ ابنَ مسعود عن قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105]؟ فقال: (إن هذا ليس بزمانها، إنها اليومَ مقبولةٌ، ولكنّه قد أوشك أن يأتي زمانٌ تأمرون بالمعروف فيُصنع بكم كذا وكذا. أو قال: فلا يُقبل منكم. فحينئذٍ عليكم أنفسَكم، لا يضرّكم من ضلَّ إذا اهتديتم)

(4)

.

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 3/ 177.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 9/ 22.

(3)

جامع البيان، لابن جرير 9/ 44.

(4)

جامع البيان، لابن جرير 9/ 45.

ص: 544

135 -

عن جبير بن نفير قال: (كنت في حلقة فيها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإني لأصغرُ القوم، فتذاكروا الأمرَ بالمعروف والنهيَ عن المنكر، فقلت أنا: أليس الله يقول في كتابه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105]. فأقبلوا عليَّ بلسانٍ واحدٍ وقالوا: تَنزِع بآيةٍ من القرآن لا تعرفها ولا تدري ما تأويلها! حتى تمنّيتُ أني لم أكن تكلمت. ثم أقبلوا يتحدثون، فلما حضر قيامُهم قالوا: إنك غلامٌ حدَثُ السّنِّ، وإنك نزَعْت بآيةٍ لا تدري ما هي، وعسى أن تُدرك ذلك الزمان، إذا رأيت شُحًّا مطاعًا، وهوىً متّبَعًا، وإعجابَ كلِّ ذي رأيٍ برأيه، فعليك نفسَك، لا يضرّك من ضلَّ إذا اهتديت)

(1)

.

136 -

عن أبي العالية قال: (كانوا عند عبد الله بن مسعود جلوسًا، فكان بين رجلين ما يكون بين الناس، حتى قام كلُّ واحد منهما إلى صاحبه، فقال رجلٌ من جلساء عبد الله: ألا أقوم فآمرهما بالمعروف وأنهاهما عن المنكر؟ فقال آخر إلى جنبه: عليك بنفسك؛ فإن الله يقول: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105]. قال: فسمعها ابنُ مسعود، فقال: مَهْ! لم يجئ تأويلُ هذه الآية بعدُ، إن القرآن أُنزل حيث أُنزل ومنه آيٌ قد مضى تأويلهن قبل أن يَنزلن، ومنه ما وقع تأويلهن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ومنه آيٌ قد وقع تأويلهن بعد النبي صلى الله عليه وسلم بيسير، ومنه آيٌ يقع تأويلهن بعد اليوم، ومنه آيٌ يقع تأويلهن عند الساعة على ما ذُكر من أمر الساعة، ومنه آيٌ يقع تأويلهن يوم الحساب على ما ذُكر من أمر الحساب والجنة والنار، فما دامت قلوبكم واحدة، وأهوائكم واحدة، ولم تلبسوا شيَعًا، ولم يَذقْ بعضُكم بأس بعض، فأمُروا وانهوا، فإذا اختلفت القلوبُ والأهواء، وأُلبستم شيَعًا، وذاق بعضُكم بأس بعض، فامرؤٌ ونفسه، فعند ذلك جاء تأويلُ هذه الآية)

(2)

.

(1)

جامع البيان، لابن جرير 9/ 46.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 9/ 46.

ص: 545

137 -

قال قيس بن أبي حازم: (قال أبو بكر وهو على المنبر: يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية على غير موضعها: {لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105]، وإن الناس إذا رأوا الظالمَ فلم يأخذوا على يديه عمَّهم الله بعقابه. وفي لفظ: سمعت رسول الله يقول: «إذا رأى الناسُ المنكرَ فلم يغيّروه، والظالمَ فلم يأخذوا على يديه، فيوشك أن يعمّهم الله منه بعقاب»

(1)

.

138 -

قال أبو أميّة الشّعباني: (أتيتُ أبا ثعلبة الخُشَني فقلت له: كيف تصنع في هذه الآية؟ قال: أيّةُ آية؟ قلت: قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105]، قال: أما والله لقد سألتَ عنها خبيرًا، سألتُ عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:«بل ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيتَ شُحًّا مُطاعًا، وهوىً متَّبَعًا، ودنيا مؤثَرة، وإعجابَ كلِّ ذي رأيٍ برأيه، فعليك بخاصّةِ نفسِك، ودَع عنك أمرَ العوامّ، فإن من ورائِكم أيام الصبر، الصابرُ فيهنّ مثلُ القابضِ على الجمر، للعامل فيهنّ مثلُ أجرِ خمسين رجلًا يعملون مثلَ عملِكم»

(2)

.

139 -

عن أبي عامر الأشعري: (أنه كان فيهم شيء، فاحتبس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أتاه فقال: ما حبسك؟ قال: يا رسول الله قرأت هذه الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105]. قال: فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أين ذهبتم! إنما هي لا يضرُّكم من ضلَّ من الكفار إذا اهتديتم»

(3)

.

140 -

محمد بن عبد الله التيمي عن أبي بكر قال: (سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما ترك قومٌ الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بذلٍّ، ولا أقرَّ قومٌ المنكرَ بين أظهارهم إلا عمَّهم الله بعقاب، وما بينكم وبين أن يعمَّكم الله بعقابٍ من عنده إلا أن

(1)

جامع البيان، لابن جرير 9/ 52.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 9/ 48. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 89).

(3)

الدر المنثور، للسيوطي 3/ 198.

ص: 546

تأوَّلوا هذه الآية على غير أمرٍ بمعروفٍ ولا نهيٍ عن المنكر: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105]»

(1)

.

*‌

‌ سورة الأنعام:

141 -

جاء رجلٌ من الخوارج إلى ابن أبزى، وقرأ عليه هذه الآية:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ} [الأنعام: 1]، وقال له:(أليس الذين كفروا بربهم يعدلون؟ قال: بلى. قال: وانصرف عنه الرجل، قال له رجل من القوم: يا ابن أبزى إن هذا قد أراد تفسير هذه غير هذا، إنه رجل من الخوارج. فقال: ردّوه عليّ. فلما جاءه قال: هل تدري فيمن نزلت هذه الآية؟ قال: لا. قال: إنها نزلت في أهل الكتاب، اذهب ولا تضعها على غير حدِّها)

(2)

.

142 -

ومثلُه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

(3)

143 -

{فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} [الأنعام: 33]. عن ابن عباس رضي الله عنه: (أنه قرأ (فإنَّهم لا يكذِبونك مخففة)، قال: لا يقدرون على ألّا تكون رسولًا، وعلى ألّا يكون القرآن قرآنًا، فأمّا أن يكذِّبوك بألسنتهم فهم يكذِّبونك، فذاك الكذب، وهذا التكذيب)

(4)

.

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 3/ 200.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 9/ 148.

(3)

تفسير ابن أبي حاتم 4/ 1260.

(4)

الدر المنثور، للسيوطي 3/ 240.

ص: 547

144 -

{وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 52]. عن حمزة بن عيسى قال: (دخلتُ على الحسن فسألتُه فقلت: يا أبا سعيد أرأيت قول الله: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} [الكهف: 28]، أهم هؤلاء القُصّاص؟ قال: لا، ولكنهم المحافظون على الصلوات في جماعة)

(1)

.

145 -

ابنُ جُريج عن مجاهد قال: ({وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} [الأنعام: 52] المصلين المؤمنين بلال وابن أم عبد. قال ابن جريج: وأخبرني عبد الله بن كثير عن مجاهد قال: صليت الصبح مع سعيد بن المسيب، فلما سلّمَ الإمام ابتدر الناسُ القاصَّ، فقال سعيد: ما أسرعهم إلى هذا المجلس! قال مجاهد: فقلت: يتأولون ما قال الله. قال: وما قال؟ قلت: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} [الأنعام: 52]. قال: وفي هذا ذا! إنما ذاك في الصلاة التي انصرفنا عنها الآن، إنما ذاك في الصلاة)

(2)

.

146 -

{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الأنعام: 74]. قال مجاهد: (آزرُ لم يكن بأبيه، إنما هو صنم)

(3)

.

147 -

قال السدي: ({وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ} [الأنعام: 74]: اسمُ أبيه، ويقال: لا، بل اسمه تارح، واسم الصنم آزر، يقول: أتتخذ آزرَ أصنامًا آلهةً)

(4)

.

148 -

قال ابن جريج: (ليس آزر بأبيه، ولكن {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ} [الأنعام: 74] وهن الآلهة، وهذا من تقديم القرآن، إنما هو إبراهيم بن تيرح)

(5)

.

(1)

جامع البيان، لابن جرير 9/ 264.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 9/ 266.

(3)

جامع البيان، لابن جرير 9/ 343.

(4)

جامع البيان، لابن جرير 9/ 344.

(5)

الدر المنثور، للسيوطي 3/ 271.

ص: 548

149 -

قال ابن عباس رضي الله عنه: (كان يقول اعضد، أتعتضد بالآلهة من دون الله؟ لا تفعل، ويقول: إن أبا إبراهيم لم يكن اسمه آزر، وإنما اسمه تارح)

(1)

.

150 -

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (لما نزلت هذه الآية: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُّهْتَدُونَ} [الأنعام: 82] شقَّ ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: وأيّنا لم يظلم نفسه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس بذلك. وفي لفظ: ليس كما تظنون. ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]، إنما هو الشرك»

(2)

.

151 -

سأل زيدُ بن صوحان سلمان رضي الله عنه فقال: (يا أبا عبد الله، آيةٌ من كتاب الله قد بلغت مني كل مبلغ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82]. فقال سلمان: هو الشرك بالله تعالى. فقال زيد: ما يسرُّني بها أني لم أسمعها منك وأن لي مثل كلِّ شيء أمسيتُ أملكُه)

(3)

.

152 -

عن علي بن زيد عن المسيب: (أن عمر بن الخطاب قرأ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82]، فلما قرأها فزع، فأتى أبيَّ بن كعب فقال: يا أبا المنذر قرأت آية من كتاب الله، من يسْلَم؟ فقال: ما هي؟ فقرأها عليه؛ فأيُّنا لا يظلم نفسه؟ فقال: غفر الله لك، أما سمعت الله تعالى يقول: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]؟ إنما هو: ولم يَلبسوا إيمانهم بشرك)

(4)

.

153 -

سُئل أبو بكر رضي الله عنه عن هذه الآية، فقال: (ما تقولون؟ قالوا: لم

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 3/ 272.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 9/ 371. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 39).

(3)

جامع البيان، لابن جرير 9/ 372.

(4)

جامع البيان، لابن جرير 9/ 374.

ص: 549

يَظلموا. قال: حملتم الأمر على أشدّه، بظلم: بشرك؛ ألم تسمع إلى قول الله: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13])

(1)

.

154 -

قال وهب: (إن الملائكة الذين يقرنون بالناس هم الذين يتوفونهم ويكتبون لهم آجالهم، فإذا كان يوم كذا وكذا توفته، ثم نزع: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ} [الأنعام: 93]. فقيل لوهب: أليس قد قال الله: {قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ} [السجدة: 11]؟ قال: نعم إن الملائكة إذا توفوا نفسًا دفعوها إلى ملك الموت، وهو كالعاقب، يعني: العشار. الذي يؤدي إليه من تحته)

(2)

.

155 -

(وَجَعَلُوا لِلّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وخَرَّقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ)[الأنعام: 100]. قال الحسن: «خَرَّقُوا) ما هو؟! إنما {وَخَرَقُوا} خفيفة، كان الرجل إذا كذب الكذبة فينادي القوم قيل: خرقها)

(3)

.

156 -

قال عكرمة: (سمعت ابن عباس يقول: رأى محمد ربه تبارك وتعالى. فقلت له: أليس الله عز وجل يقول في كتابه: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 103]؟ قال لي: لا أُمَّ لك، ذلك نوره، إذا تجلى بنوره لا يدركه شيء. وفي لفظ: إنما ذلك إذا تجلى بكيفيته لم يقم له بصر)

(4)

.

157 -

عكرمة عن ابن عباس: (إن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه. فقال له رجل عند ذلك: أليس قال الله: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ} [الأنعام: 103]؟ فقال له عكرمة: ألست ترى

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 3/ 278، 7/ 277.

(2)

الدر المنثور، للسيوطي 3/ 290.

(3)

الدر المنثور، للسيوطي 3/ 301.

(4)

تفسير ابن أبي حاتم 4/ 1363.

ص: 550

السماء؟ قال: بلى. قال: فكلَّها ترى)

(1)

.

158 -

قال ابنُ زيد في قوله: {قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِنْ رَّبِّكُمْ} [الأنعام: 104]: (البصائر: الهدى، بصائر في قلوبهم لدينهم، وليست ببصائر الرؤوس، وقرأ: {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46]، قال: إنما الدَّيِّنُ بصرُه وسمعُه في هذا القلب)

(2)

.

159 -

{وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [الأنعام: 105]. قال عمرو بن دينار: (سمعت عبد الله بن الزبير يقول: إن صبيانًا ههنا يقرؤون (دارَسْت) يعني بفتح السين وجزم التاء، وإنما هي:{دَرَسْتَ} ، ويقرؤون:(وحَرُم على قرية)، وإنما هي:{وَحَرَامٌ} [الأنبياء: 95]، ويقرؤون:{حَمِئَةٍ} [الكهف: 86]، وإنما هي (حامية)، قال عمرو: وكان ابنُ عباس يخالفه فيهن كلهن)

(3)

.

160 -

قيل للشعبي في قوله تعالى: {وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [الأنعام: 121]: (تزعم الخوارج أنها في الأمراء. قال: كذبوا، إنما أُنزلت هذه الآية في المشركين، كانوا يخاصمون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون: أمّا ما قتلَ الله فلا تأكلوا منه، يعني: الميتة. وأمّا ما قتلتم أنتم فتأكلون منه. فأنزل الله: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [الأنعام: 121]، قال: لئن أكلتم الميتةَ وأطعتموهم إنكم لمشركون)

(4)

.

161 -

{يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا} [الأنعام: 130]. قال مجاهد: (ليس في الجن رسل، إنما الرسلُ في

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 3/ 302.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 9/ 470.

(3)

الدر المنثور، للسيوطي 3/ 303.

(4)

الدر المنثور، للسيوطي 3/ 316. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 357).

ص: 551

الإنس، والنذارة في الجن، وقرأ:{فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُنْذِرِينَ} [الأحقاف: 29])

(1)

.

162 -

{وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} [الأنعام: 141]. قال عطاء: (يعطي من حصاده يومئذ ما تيسر، وليس بالزكاة)

(2)

.

163 -

{كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ} [الأنعام: 142]. قال الحسن: (أما إنه لم يذكر أصفرَكم وأحمرَكم، ولكنه أسفرَكم، قال: تنتهون إلى حلاله)

(3)

.

164 -

{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ} [الأنعام: 159]. سمع علي رضي الله عنه رجلًا يقرأ عنده التي في الأنعام: {فَرَّقُوا دِينَهُمْ} . فقال علي: (لا، ما فرّقوا دينهم، ولكنهم فارقوا دينهم)

(4)

.

165 -

قال أبو هريرة رضي الله عنه: (ما تقولون: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [الأنعام: 160] لمن هي؟ قلنا: للمسلمين، قال: لا والله، ما هي إلا للأعراب خاصة، فأما المهاجرون فسبعمائة)

(5)

.

166 -

موسى بن أبي موسى عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«الميت يعذَّب ببكاء الحيّ عليه، إذا قالت النائحة واعضُداه وا ناصراه وا كاسباه، جُبِذَ الميتُ وقيل له: أنت عضدها، أنت ناصرها، أنت كاسبها؟» ، فقلت: سبحان الله! يقول الله عز وجل: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164]. فقال: ويحك أحدِّثك عن أبي موسى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول هذا، فأيُّنا كذب، فوالله ما كذبتُ على أبي موسى، ولا كذب أبو موسى على رسول الله صلى الله عليه وسلم

(6)

.

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 3/ 323. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 360).

(2)

جامع البيان، لابن جرير 9/ 601.

(3)

تفسير ابن أبي حاتم 5/ 1401.

(4)

تفسير ابن أبي حاتم 5/ 1429.

(5)

تفسير ابن أبي حاتم 3/ 366. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 262).

(6)

مسند أحمد 32/ 488.

ص: 552

*‌

‌ سورة الأعراف:

167 -

قال سعيد بن المسيب: (لما طُعن عمر قال كعب: لو دعا اللهَ عمرُ لأخّرَ في أجله. فقيل له: أليس قد قال الله: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف: 34]؟ فقال كعب: وقد قال الله: {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُّعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ} [فاطر: 11]، قال الزهري: وليس أحد إلا له عمرٌ مكتوب، فرأى أنه ما لم يحضُر أجلُه فإن الله يؤخِّر ما شاء وينقص: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف: 34])

(1)

.

168 -

عكرمة عن ابن عباس: (أنه كان يقرأ: {حَتَّى يَلِجَ الْجُمَّلُ فِي سَمِّ الْخِيَاط} [الأعراف: 40] يعني: الحبل الغليظ. فذكرت ذلك للحسن فقال: {حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ} [الأعراف: 40]. قال خالد الواسطي -الراوي عن حنظلة السدوسي عن عكرمة- يعني: البعير)

(2)

.

169 -

قال عمران بن حُدير: (قلت لأبي مجلز: يقول الله: {وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ} [الأعراف: 46]، وتزعم أنت أنهم الملائكة؟! فقال: إنهم ذكورٌ وليسوا بإناث)

(3)

.

170 -

{وَقَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ} [الأعراف: 127]. قال الضحاك: كيف تقرؤون هذه الآية؟ قالوا: {وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ} [الأعراف: 127]. فقال الضحاك: إنما هي: (إلاهتك) أي عبادتك؛ ألا ترى أنه يقول: أنا ربكم الأعلى؟)

(4)

.

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 3/ 408.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 10/ 192.

(3)

جامع البيان، لابن جرير 10/ 220.

(4)

الدر المنثور، للسيوطي 3/ 466.

ص: 553

171 -

{وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف: 143]. قال أبو العالية: (قد كان إذن قبله مؤمنون، ولكن يقول: أنا أوّل من آمن بأنه لا يراك أحد من خلقك إلى يوم القيامة)

(1)

.

172 -

قال سفيان بن عيينة: (ليس في الأرض صاحبُ بدعةٍ إلا وهو يجد ذلَّةً تغشاه، وهو في كتاب الله. قالوا: أين هي؟! قال: أما سمعتم إلى قوله: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا} [الأعراف: 152]، قال: يا أبا محمد هذه لأصحاب العجل خاصة. قال: كلا، اقرأ ما بعدها: {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ} [الأعراف: 152]، فهي لكل مُفترٍ ومبتدعٍ إلى يوم القيامة)

(2)

.

173 -

{إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ} [الأعراف: 156]. عن أبي وجرة السعدي و-كان من أعلم الناس بالعربية- قال: (لا والله لا أعلمها في كلام أحد من العرب: {هُدْنَا}. قيل: فكيف؟ قال: (هِدْنَا) بكسر الهاء، يقول: مِلنا)

(3)

.

174 -

{وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} [الأعراف: 157]. قال ابن سيرين: (قال أبو هريرة لابن عباس: ما علينا في الدّين من حرجٍ أن نزني ونسرق؟ قال: بلى، ولكن الإصرَ الذي كان على بني إسرائيل وُضع عنكم)

(4)

.

175 -

{وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [الأعراف: 164]. قال عكرمة: (قال ابن عباس: ما أدري أنَجا الذين قالوا: {لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً} أم لا؟ قال: فما زلت أبَصّره حتى عرف أنهم قد

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 3/ 494.

(2)

الدر المنثور، للسيوطي 3/ 511. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 395).

(3)

الدر المنثور، للسيوطي 3/ 515.

(4)

جامع البيان، لابن جرير 10/ 496.

ص: 554

نجوا، فكساني حُلَّةً)

(1)

.

176 -

عن نافع بن عاصم بن عروة بن مسعود قال: (إني لفي حَلْقة فيها عبدُ الله بن عمر، فقرأ رجلٌ من القوم الآية التي في الأعراف: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا} [الأعراف: 175]، فقال: أتدرون من هو؟ فقال بعضهم: هو صيفي بن الراهب. وقال بعضهم: هو بلعم، رجل من بني إسرائيل. فقال: لا. فقالوا: من هو؟ قال: أميّة بن أبي الصلت)

(2)

.

177 -

{فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الأعراف: 190]. قال قتادة: كان شركًا في طاعته، ولم يكن شركًا في عبادته)

(3)

.

178 -

وعن ابن عباس رضي الله عنه مثله بلفظه.

(4)

179 -

قال طلحة بن عبيد الله بن كَريز: (رأيتُ عبيد بن عُمير وعطاء بن أبي رباح يتحدثان والقاصُّ يقصّ، فقلت: ألا تستمعان إلى الذّكر وتستوجبان الموعود؟ فنظرا إليّ ثم أقبلا على حديثهما. قال: فأعدت، فنظرا إليّ ثم أقبلا على حديثهما، قال: فأعدت الثالثة، قال: فنظرا إليّ فقالا: إنما ذلك في الصلاة: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا} [الأعراف: 204])

(5)

.

180 -

سُئل عبد الله بن مغفل: (أكُلُّ من سمع القرآن يُقرأ وجبَ عليه الاستماع والإنصات؟ قال: لا. قال: إنما نزلت هذه الآية: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 3/ 533.

(2)

الدر المنثور، للسيوطي 3/ 549.

(3)

تفسير ابن أبي حاتم 5/ 1634.

(4)

الدر المنثور، للسيوطي 3/ 564.

(5)

جامع البيان، لابن جرير 10/ 495. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 312).

ص: 555

وَأَنصِتُوا} [الأعراف: 204] في قراءة الإمام، إذا قرأ الإمامُ فاستمع له وأنصت)

(1)

.

181 -

قال معاوية بن قرة: (إن الله عز وجل أنزل هذه الآية: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا} [الأعراف: 204] في الصلاة؛ إن الناس كانوا يتكلمون في الصلاة، وأنزلها القُصّاصُ في القَصَص)

(2)

.

182 -

قال ابن جريج: (قلت لعطاء: ما أَوْجَب الإنصات يوم الجمعة؟ قال: قوله: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا} [الأعراف: 204]. قال: ذاك زعموا في الصلاة وفي الجمعة. قلت: والإنصات يوم الجمعة كالإنصات في القراءة سواء؟ قال: نعم)

(3)

.

*‌

‌ سورة الأنفال:

183 -

قال ابن عون: (كتبت إلى نافع أسأله عن قوله: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ} [الأنفال: 16]، أكان ذلك اليوم أم هو بعد؟ قال: وكتب إليّ: إنما كان ذلك يوم بدر)

(4)

.

184 -

قال نافع: (سألت ابنَ عمر قلت: إنا قومٌ لا نثبت عند قتال عدوّنا، ولا ندري مَنْ الفئةُ أمامَنا أو عسكرنا؟ فقال لي: الفئة رسول صلى الله عليه وسلم، فقلت: إن الله يقول: {إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلَا تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ} [الأنفال: 15]. قال: إنما أنزلت هذه الآية لأهل بدر، لا قبلها ولا بعدها)

(5)

.

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 3/ 572.

(2)

سنن سعيد بن منصور 5/ 182.

(3)

الدر المنثور، للسيوطي 3/ 574.

(4)

جامع البيان، لابن جرير 11/ 78.

(5)

تفسير ابن أبي حاتم 5/ 1671. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 265).

ص: 556

185 -

{إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلَا تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ} [الأنفال: 15]. قال عمر بن الخطاب: (لا تغرنّكم هذه الآية، فإنما كانت يوم بدر، وأنا فئةٌ لكلّ مسلم)

(1)

.

186 -

قال الحسن: ({وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ} [الأنفال: 16]: ذلك يوم بدر خاصّة، فأمّا اليوم فإن انحاز إلى فئةٍ أو مِصرٍ، أحسبه قال: فلا بأس. وفي لفظ قال: ليس الفرار من الزحف من الكبائر)

(2)

.

187 -

{وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} [الأنفال: 16] قال الضحاك: (إنما كانت لأهل بدر خاصّة، لم تكن لهم فئةٌ ينحازون إليها)

(3)

.

188 -

قال ابن زيد: ({إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} [الأنفال: 22] وليس بالأصمّ في الدنيا ولا بالأبكم، ولكن صُمُّ القلوب وبُكمها وعُميها، وقرأ: {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46])

(4)

.

189 -

{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى} [الأنفال: 41]. قال عطاء: (كتب نجدةُ إلى ابن عباس يسأله عن ذوي القربى، فكتب إليه كتابًا: قد كنّا نقول أنّا هم، فأبى ذلك علينا قومُنا، وقالوا: قريشٌ كلُّها ذوو قربى)

(5)

.

190 -

قال المنهال بن عمرو: (سألت عبد الله بن محمد بن علي، وعلي بن الحسين، عن الخُمُس؟ فقالا: هو لنا. فقلت لعلي: إن الله يقول: {وَالْيَتَامَى

(1)

تفسير ابن أبي حاتم 5/ 1671.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 11/ 79.

(3)

تفسير الثوري (ص: 116).

(4)

جامع البيان، لابن جرير 11/ 100.

(5)

جامع البيان، لابن جرير 11/ 194.

ص: 557

وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} [الأنفال: 41]. فقال: يتامانا ومساكيننا)

(1)

.

191 -

عن عيسى بن الحارث: (أن أخاه شريح بن الحارث كانت له سُرِّية فولدت منه جارية، فلما شبَّت الجاريةُ زُوّجت، فولدت غلامًا، ثم ماتت السُرِّية، واختصم شريحُ بن الحارث والغلامُ إلى شريح القاضي في ميراثها، فجعل شريحُ بن الحارث يقول: ليس له ميراث في كتاب الله. قال: فقضى شُريحُ بالميراث للغلام، وقال: {وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} [الأنفال: 75]. فركب ميسرةُ بن يزيد إلى ابن الزبير وأخبره بقضاء شُريح وقولِه، فكتب ابنُ الزبير إلى شُريح: أن ميسرة أخبرني أنك قضيت بكذا وكذا، وقلتَ: {وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} [الأنفال: 75]، وإنه ليس كذلك، إنما نزلت هذه الآية: أن الرجل كان يُعاقد الرجلَ يقول: ترثُني وأرثك، فنزلت: {وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} [الأنفال: 75]. فجاء بالكتاب إلى شُريح، فقال شُريح: أعتقَها جنينُ بطنها. وأبى أن يرجع عن قضاءه)

(2)

.

192 -

قيل لابن عباس: (إن ابنَ مسعود لا يورِّث الموالي دون ذوي الأرحام، ويقول: إن ذوي الأرحام أولى ببعض في كتاب الله. فقال ابن عباس: هيهات هيهات، أين ذهب! إنما كان المهاجرون يتوارثون دون الأعراب، فنزلت: {وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} [الأنفال: 75]، يعني أنه يورِّث المولى)

(3)

.

(1)

جامع البيان، لابن جرير 11/ 199.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 11/ 302.

(3)

تفسير ابن أبي حاتم 5/ 1743. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 121).

ص: 558

*‌

‌ سورة التوبة:

193 -

قال سعيد بن جبير: (قلت لابن عباس: سورة التوبة؟ قال: بل هي الفاضحة، ما زالت تنزل: ومنهم، ومنهم، حتى ظنّوا ألا يبقى أحد منهم إلا ذُكر فيها)

(1)

.

194 -

ابن جريج عن عطاء قال: (الحرم كلُّه قبلةٌ ومسجدٌ، قال: {فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ} [التوبة: 28]، لم يعنِ المسجد وحده، إنما عَنى مكة والحرم. قال ذلك غير مرة)

(2)

.

195 -

سأل رجل أبا حذيفة فقال: (يا أبا عبد الله أرأيت قول الله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة: 31]، أكانوا يعبدونهم؟ قال: لا، كانوا إذا أحلوا لهم شيئًا استحلوه، وإذا حرموا عليهم شيئًا حرّموه، فتلك ربوبيتهم)

(3)

.

196 -

وعن عديّ بن حاتم رضي الله عنه بلفظه السابق.

(4)

197 -

قال عديّ بن حاتم رضي الله عنه: (أتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ في سورة براءة: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة: 31]، فقال:«أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم، ولكنهم كانوا إذا أحلّوا لهم شيئًا استحلوه، وإذا حرّموا عليهم شيئًا حرموه»

(5)

.

(1)

سنن سعيد بن منصور 5/ 232.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 11/ 398.

(3)

جامع البيان، لابن جرير 11/ 302.

(4)

الكشف والبيان، للثعلبي 5/ 34.

(5)

الدر المنثور، للسيوطي 4/ 159. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 60).

ص: 559

198 -

قال ابن عباس رضي الله عنه في الآية: (لم يأمروهم أن يسجدوا لهم، ولكن أمروهم بمعصية الله، فأطاعوهم، فسماهم الله بذلك أربابًا)

(1)

.

199 -

{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [التوبة: 34]. قال ابن عباس رضي الله عنه: (لما نزلت هذه الآية كبُرَ ذلك على المسلمين، وقالوا: ما يستطيع أحدٌ منّا لولده مالًا يبقى به، فقال عمر رضي الله عنه: أنا أفرّج عنكم. فانطلق عمر رضي الله عنه، واتّبَعه ثوبان، فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم وقال: يا نبي الله إنه قد كبُرَ على أصحابك هذه الآية، فقال:«إن الله لم يفرض الزكاة إلا ليطيّبَ بها ما بقي من أموالكم، وإنما فرض المواريثَ لأموالٍ تبقى بعدكم» ، فكبًّر عمر رضي الله عنه، ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم:«ألا أخبرك بخير ما يَكنز المرء؟ المرأةَ الصالحةَ التي إذا نظر إليها سرَّته، وإذا أمرَها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته»

(2)

.

200 -

قال زيد بن وهب: (مررت بالرّبذة فلقيت أبا ذر، فقلت: يا أبا ذر، ما أنزلك هذه البلاد؟ قال: كنت بالشام، فقرأت هذه الآية: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} [التوبة: 34] الآية. فقال معاوية: ليست هذه الآية فينا، إنما هذه الآية في أهل الكتاب. قال: فقلت: إنها لفينا وفيهم. قال: فارتفع في ذلك بيني وبينه القول، فكتب إلى عثمان يشكوني، فكتب إليّ عثمان: أن أقبِل إليّ. قال: فأقبلت، فلما قدمت المدينة ركبني الناس كأنّهم لم يروني قبل يومئذٍ، فشكوت ذلك إلى عثمان، فقال لي: تنحَّ قريبًا، قلت: والله لن أدع ما أقول)

(3)

.

201 -

سُئل ابن عمر عن قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ

(1)

جامع البيان، لابن جرير 11/ 420.

(2)

الدر المنثور، للسيوطي 4/ 163. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 94).

(3)

جامع البيان، لابن جرير 11/ 434.

ص: 560

وَالْفِضَّةَ} [التوبة: 34]؟ فقال: (إنما كان هذا قبل أن تنزل الزكاة، فلما نزلت جعلها الله تطهيرَ الأموال)

(1)

.

202 -

{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ} [التوبة: 60]. قال ابن سيرين: (قال عمر بن الخطاب: ليس الفقير بالذي لا مال له، ولكن الفقير الأخلق الكسب. قال ابن عُليّة، الراوي عن ابن عون عن ابن سيرين: الأخلق: المُحارف عندنا)

(2)

.

203 -

روى ابن سيرين عن عمر بن الخطاب: (ليس المسكين بالذي لا مال له، ولكن المسكين الأخلق الكسب)

(3)

.

204 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس المسكين بالذي تردّه اللقمةُ واللقمتان والتمرة والتمرتان، إنما المسكين المتعفف، اقرؤوا إن شئتم: {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً} [البقرة: 273]»

(4)

.

205 -

{لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ} [التوبة: 108]. عن أبي سعيد الخدري: (أن رجلًا من بني خُدرة، ورجلًا من بني عوف امتريا في المسجد الذي أُسّس على التقوى، فقال العوفي: هو مسجدنا بقباء. وقال الخُدري: هو هذا المسجد؛ مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألاه عن ذلك فقال: هو هذا المسجد، مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك خيرٌ كثير)

(5)

.

(1)

الكشف والبيان، للثعلبي 5/ 40.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 11/ 513.

(3)

المرجع السابق.

(4)

جامع البيان، لابن جرير 11/ 515. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 73).

(5)

تفسير ابن أبي حاتم 6/ 1881.

ص: 561

206 -

قال السدي: (قلت لإبراهيم أرأيت قول الله {لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ} [التوبة: 110]؟ قال: الشك. قلت: لا. قال: فما تقول أنت؟ قلت: القوم بنوا مسجدًا ضرارًا وهم كفار حين بنوا، فلما دخلوا في الإسلام جعلوا لا يزالون يذكرون، فيقع في قلوبهم مشقّة من ذلك، فتراجعوا له، فقالوا: يا ليتنا لم نكن فعلنا، وكلّما ذكروه وقع من ذلك في قلوبهم مشقّة وندموا. فقال إبراهيم: استغفر الله)

(1)

.

*‌

‌ سورة يونس:

207 -

لما قدم خراجُ العراق إلى عمر رضي الله عنه خرج ومولى له، فجعل يعدّ الإبل فإذا هو أكثر من ذلك، فجعل عمر رضي الله عنه يقول:(الحمد لله. وجعل مولاه يقول: هذا والله من فضل الله ورحمته. فقال عمر رضي الله عنه: (كذبت ليس هذا الذي يقول: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58])

(2)

.

208 -

أتى وفد أهل مصر عثمان بن عفان رضي الله عنه فقالوا له: (ادع بالمصحف وافتتح السابعة. وكانوا يسمّون سورة يونس السابعة. فقرأها حتى أتى على هذه الآية: {قُلْ أَرَأَيْتُم مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلَالاً قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} [يونس: 59]، فقالوا له: قف، أرأيت ما حميت من الحمى آلله أذن لك أم على الله تفتري؟ فقال: امضه، إنما نزلت في كذا وكذا، فأما الحمى فإن عمر رضي الله عنه حمى الحمى لإبل الصدقة، فلما وليت وزادت إبل الصدقة زدت في الحمى)

(3)

.

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 4/ 265.

(2)

الدر المنثور، للسيوطي 4/ 331.

(3)

الدر المنثور، للسيوطي 4/ 332.

ص: 562

*‌

‌ سورة هود:

209 -

قال محمد بن الحنفية: (قلت لأبي: يا أبتِ أنت التالي في: {وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ} [هود: 17]؟ فقال: لا والله يا بني، وددت أني كنت أنا هو، ولكنه لسان محمد صلى الله عليه وسلم

(1)

.

210 -

قال أبو جعفر: ({وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ} [هود: 42] هذه بلغة طَيّ، لم يكن ابنه، كان ابن امرأته)

(2)

.

211 -

قال ابن عباس رضي الله عنه: (ما بغت امرأةُ نبي قط، وقوله: {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} [هود: 46] يقول إنه ليس من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم معك)

(3)

.

212 -

قال قتادة: (كنت عند الحسن فقال: نادى نوح ابنه! لعمر الله ما هو ابنه. قلت: يا أبا سعيد يقول: {وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ} [هود: 42]، وتقول ليس بابنه! قال: أفرأيت قوله: {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} [هود: 46]؟ قال: قلت: إنه ليس من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم معك، ولا يختلف أهل الكتاب أنه ابنه. قال: إن أهل الكتاب يكذبون)

(4)

.

213 -

سعيد عن قتادة قال: (سمعت الحسن يقرأ هذه الآية {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} [هود: 46] فقال عند ذلك: والله ما كان ابنه، ثم قرأ هذه الآية {فَخَانَتَاهُمَا} [التحريم: 10]. قال سعيد: فذكرت ذلك لقتادة، قال: ما كان ينبغي له أن يحلف)

(5)

.

(1)

جامع البيان، لابن جرير 12/ 353.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 12/ 426.

(3)

الدر المنثور، للسيوطي 4/ 392.

(4)

جامع البيان، لابن جرير 12/ 427.

(5)

المرجع السابق.

ص: 563

214 -

قال سليمان بن قَتَّةَ: (سمعت ابن عباس يُسأل وهو إلى جنب الكعبة عن قوله تعالى: {فَخَانَتَاهُمَا} [التحريم: 10]. قال: أما إنه لم يكن بالزنا، ولكن كانت هذه تخبر الناس أنه مجنون، وكانت هذه تدل على الأضياف، ثم قرأ: {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} [هود: 46]. قال ابن عيينة، أحد رجال الحديث: وأخبرني عمّار الدّهني أنه سأل سعيدَ بن جبير عن ذلك فقال:: كان ابن نوح؛ إن الله لا يكذب، قال: {وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ} [هود: 42]. قال: وقال بعض العلماء: ما فجرت امرأة نبي قط)

(1)

.

215 -

{قَالَ يَاقَوْمِ هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} [هود: 78]. قال مجاهد: (لم يكنّ بناته، ولكن كنَّ من أُمَّته، وكل نبي أبو أُمَّته)

(2)

.

216 -

قال ابن عباس رضي الله عنه: (ما عرض لوط عليه السلام بناته على قومه لا سفاحًا ولا نكاحًا، إنما قال: هؤلاء بناتي نسائكم؛ لأن النبي إذا كان بين ظهري قوم فهو أبوهم، قال الله في القرآن:{وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وهو أبوهم} في قراءة أبيّ رضي الله عنه

(3)

.

217 -

قال ابن مسعود رضي الله عنه: (جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني وجدت امرأة في البستان ففعلت بها كلَّ شيء غير أني لم أجامعها، قبّلتها ولزمتها ولم أفعل غير ذلك، فافعل بي ما شئت، فلم يقل له رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا، فذهب الرجل، فقال عمر: لقد ستر الله عليه لو ستر على نفسه. فأتْبَعه رسولُ الله بصرَه، فقال: ردّوه عليّ. فردّوه، فقرأ عليه: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114]. فقال عمر، وفي لفظ: معاذ بن جبل: يا رسول الله ألَه خاصة أم للناس كافة؟ قال: بل للناس كافة)

(4)

.

(1)

جامع البيان، لابن جرير 12/ 430.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 13/ 502.

(3)

الدر المنثور، للسيوطي 4/ 407.

(4)

الدر المنثور، للسيوطي 4/ 428 - 431.

ص: 564

218 -

عن ابن أبي نجيح: (أن رجلَين اختصما إلى طاوس فاختلفا عليه، فقال: اختلفتما عليّ. فقال أحدهما: لذلك خُلقنا. قال: كذبت. قال: أليس يقول الله: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} [هود: 118 - 119]؟ قال: لم يخلقهم ليختلفوا، إنما خلقهم للرحمة والجماعة)

(1)

.

*‌

‌ سورة يوسف:

219 -

{وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ} [يوسف: 20]. قال الحسن: (لم يبعه إخوته، إنما باعه التجار)

(2)

.

220 -

{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 22]. قال محمد بن كعب: (هذا وإن كان مخرج ظاهره على كل محسن، فإن المراد به محمد نبي الله صلى الله عليه وسلم، يقول: كما فعلتُ بيوسف بعدما لقي من إخوته ما لقي، وقاسى من البلاء ما قاسى، فمكَّنتُه في الأرض، ووطّأت له في البلاد، وآتيته الحكم والعلم، فكذلك أفعل بك، أنجيك من مشركي قومك الذين يقصدونك بالعداوة، وأمكّنَ لك في الأرض، وأزيدك الحكم والعلم، لأن ذلك جزائي لأهل الإحسان في أمري ونهيي)

(3)

.

221 -

قال عكرمة: {(وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا} [يوسف: 26] ما كان بصبي، ولكن كان رجلًا حكيمًا. وفي لفظ: ذُكر عند عكرمة {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ

(1)

تفسير يحيى بن يمان (ص 50). وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 365).

(2)

تفسير ابن أبي حاتم 7/ 2115.

(3)

الكشف والبيان، للثعلبي 5/ 207.

ص: 565

أَهْلِهَا} [يوسف: 26] فقالوا: كان صبيًّا. فقال: ليس بصبي، ولكنه رجل حكيم)

(1)

.

222 -

قال ابن جرير: (وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: المتكأ: هو النمرق يتكأ عليه. وقال: زعم قوم أنه الأُترُجّ، قال: وهذا أبطل باطل في الأرض، ولكن عسى أن يكون مع المتكإ أترج يأكلونه. وحكى أبو عبيد القاسم بن سلام قول أبي عبيدة، ثم قال: والفقهاء أعلم بالتأويل منه. ثم قال: ولعله بعض ما ذهب من كلام العرب، فإن الكسائي كان يقول: قد ذهب من كلام العرب شيء كثير انقرض أهله)

(2)

.

223 -

سئل وهب بن منبه عن قول يوسف لأخيه: {قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ} [يوسف: 69]: (كيف آخاه حين أخذ بالصواع وقد كان أخبره أنه أخوه، وأنتم تزعمون أنه لم يزل متنكرًا لهم يكابرهم حتى رجعوا؟ فقال: إنه لم يعترف له بالنسبة، ولكنه قال أنا أخوك مكان أخيك الهالك)

(3)

.

224 -

ومثلُه قال الشعبي: (لم يقل له أنا يوسف، ولكن أراد أن يطيّب نفسه)

(4)

.

225 -

قال سعيد بن جبير: (حدّث ابنُ عباس بحديث، فقال رجل عنده: الحمد لله، {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [يوسف: 76]. فقال ابن عباس: العالم الله. وفي لفظ: بئسما قلت، الله العليم. وهو فوق كل عالم)

(5)

.

226 -

{وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً} [يوسف: 100]. قال ابن زيد: (ذاك السجود تشرفةً، كما سجدت الملائكة عليهم السلام تشرفةً لآدم عليه السلام وليس

(1)

جامع البيان، لابن جرير 13/ 108.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 13/ 124.

(3)

الكشف والبيان، للثعلبي 5/ 238.

(4)

المرجع السابق.

(5)

جامع البيان، لابن جرير 13/ 268. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 269).

ص: 566

بسجود عبادة)

(1)

.

227 -

قال المطلب بن عبد الله: (قرأ ابنُ الزبير آية فوقف عندها، أسهرته حتى أصبح، فلما أصبح قال: من حبر هذه الأمة؟ قال: قلت: ابن عباس. فبعثني إليه فدعوته، فقال له: إني قرأت آية كنت لا أقف عندها، وإني وقفت الليلة عندها فأسهرتني حتى أصبحت: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ} [يوسف: 106]. فقال ابن عباس: لا تسهرك؛ فإنّا لم نُعنَ بها، إنما عُنِيَ بها أهل الكتاب: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [لقمان: 25]، {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [الزُّخرُف: 87]، فهم يؤمنون هاهنا وهم يشركون بالله)

(2)

.

228 -

سأل مسلمُ بن يسار سعيدَ بن جبير فقال: (يا أبا عبد الله، آية بلغت مني كلَّ مبلغ: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} [يوسف: 110] فهذا الموت أن تظنّ الرسلُ أنهم قد كُذِبوا، أو نَظُنَّ أنهم قد كَذَبُوا "مخفّفة"؟ قال: فقال سعيد بن جبير: يا أبا عبد الرحمن، حتى إذا استيأس الرسلُ من قومهم أن يستجيبوا لهم، وظنّ قومُهم أن الرسلَ كذبَتهم: {جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَّشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} [يوسف: 110]. قال: فقام مسلم إلى سعيد فاعتنقه، وقال: فرّج الله عنك كما فرّجت عني)

(3)

.

229 -

قال ابن جريج: (أخبرني ابنُ أبي مليكة أن ابن عباس قرأ: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} [يوسف: 110] خفيفة، قال ابن جريج: أقول كما يقول "أُخْلِفوا". قال عبد الله: قال لي ابن عباس: كانوا بشرًا. وتلا ابن عباس: {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 4/ 522.

(2)

فضائل الصحابة، لأحمد ابن حنبل 2/ 953. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 126).

(3)

جامع البيان، لابن جرير 13/ 388.

ص: 567

مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214]. قال ابن جريج: قال ابن أبي مليكة: ذهب إلى أنهم ضعفوا فظنوا أنهم أُخلفوا. وأخبرني عروةُ عن عائشة أنها خالفت ذلك وأبَته، وقالت: ما وعد الله محمدًا صلى الله عليه وسلم من شيءٍ إلا وقد علم أنه سيكون حتى مات، ولكنه لم يزل البلاء بالرسل حتى ظنوا أن من معهم من المؤمنين قد كَذَّبهم. قال ابن أبي مليكة في حديث عروة: كانت عائشة تقرؤها: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِّبُوا} مُثَقّلة، للتكذيب. وفي لفظ: قال ابن أبي مليكة: قرأ ابن عباس: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} [يوسف: 110] فقال: كانوا بشرًا ضعفوا ويئسوا. قال ابن أبي مليكة: فذكرت ذلك لعروة فقال: قالت عائشة: معاذ الله، ما حدّث اللهُ رسولَه شيئًا قطّ إلا وقد علم أنه سيكون قبل أن يموت، ولكنه لم يزل البلاءُ بالرسل حتى ظنوا أن من تبعهم قد كَذَّبوهم. فكانت تقرؤها:(قَدْ كُذِّبُوا) تثقّلها)

(1)

.

230 -

عن مسروق: (أن رجلاً سأل ابن مسعود: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} [يوسف: 110]؟ قال: هو الذي تكره: مخفّفَة)

(2)

.

231 -

قال أبو بشر: (قال سعيد بن جبير: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} [يوسف: 110] قلت: كُذِبوا؟ قال: نعم؛ ألم يكونوا بشرًا!)

(3)

.

(1)

جامع البيان، لابن جرير 13/ 395.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 13/ 394.

(3)

المرجع السابق.

ص: 568

*‌

‌ سورة الرعد:

232 -

قال الجارود بن أبي سبرة: (سمعني ابن عباس أقرأ: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ} [الرعد: 11]. فقال: ليست هناك، ولكن: (له معقبات من بين يديه ورقيب من خلفه))

(1)

.

233 -

قال مصعب بن سعد: (سألت أَبي عن هذه الآية: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الكهف: 103 - 104] أهم الحرورية؟ قال: لا، هم اليهود والنصارى، أمّا اليهود فكذّبوا محمدًا صلى الله عليه وسلم، وأمّا النصارى كفروا بالجنة، وقالوا: لا طعامَ فيها ولا شراب، ولكن الحرورية الذين:{يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [الرعد: 25]. فكان سعدٌ يُسمّيهم: الفاسقين)

(2)

.

234 -

{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} [الرعد: 41]. قال ابن عباس رضي الله عنه: (إنما تنقص الأنفس والثمرات، وأما الأرض فلا تنقص)

(3)

.

235 -

قال الشعبي: (لو كانت الأرض تنقص لضاق عليك حُشُّك، ولكن تنقص الأنفس والثمرات)

(4)

.

236 -

قال عكرمة: (هو الموت، لو كانت الأرض تنقص لم تجد مكانًا تجلس فيه)

(5)

.

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 4/ 545.

(2)

صحيح البخاري 8/ 278 (4728). وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 279).

(3)

الدر المنثور، للسيوطي 4/ 590.

(4)

الدر المنثور، للسيوطي 4/ 590.

(5)

المرجع السابق.

ص: 569

237 -

قال أبو بشر: (قلت لسعيد بن جبير: {وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} [الرعد: 43] أهو عبد الله بن سلام؟ قال: هذه السورة مكية، فكيف يكون عبد الله بن سلام! قال: وكان يقرؤها: (ومِن عِندِهِ علم الكتاب)، يقول: من عند الله)

(1)

.

238 -

قال عبد الله بن عطاء: (كنت جالسًا مع أبي جعفر في المسجد فرأيت ابن عبد الله بن سلام جالسًا في ناحية، فقلت لأبي جعفر: زعموا أن الذي عنده علم الكتاب عبد الله بن سلام. فقال: إنما ذلك علي بن أبي طالب رضي الله عنه

(2)

.

*‌

‌ سورة إبراهيم:

239 -

{جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ} [إبراهيم: 9]. قال القيسي: (إنا لم نسمع واحدًا من العرب يقول: ردّ يده في فيه. إذا ترك ما أُمر به، وإنما المعنى أنهم عضّوا على الأيدي حيفًا وغيظًا)

(3)

.

240 -

قال ابن عباس رضي الله عنه في قوله: {كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ} [إبراهيم: 24]: (هي شجرة في الجنة، وفي قوله: {كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ} [إبراهيم: 26] قال: هذا مثل ضربه الله، لم يخلق الله هذه الشجرة على وجه الأرض)

(4)

.

241 -

قال سفيان بن عيينة: (لم يعبد أحدٌ من ولد إسماعيل الأصنامَ؛ لقوله: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ} [إبراهيم: 35]. قيل: فكيف لم يدخل ولدُ إسحاق

(1)

جامع البيان، لابن جرير 13/ 586.

(2)

الكشف والبيان، للثعلبي 5/ 302.

(3)

الكشف والبيان، للثعلبي 5/ 307.

(4)

الدر المنثور، للسيوطي 5/ 23.

ص: 570

وسائرُ ولد إبراهيم؟ قال: لأنه دعا لأهل هذا البلد أن لا يعبدوا الأصنام، ودعا لهم بالأمن فقال:{اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً} [إبراهيم: 35]، ولم يدع لجميع البلدان بذلك، وقال:{وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ} [إبراهيم: 35] فيه، وقد خصّ أهلَه وقال:{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ} [إبراهيم: 37])

(1)

.

*‌

‌ سورة الحجر:

242 -

قال أبو معشر: (سمعت عون بن عبد الله يُذاكر محمد بن كعب في قول الله: {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ} [الحِجر: 24]، فقال عون: خيرُ صفوف الرجال المُقدَّم، وشَرُّ صفوف الرجال المُؤخَّر، وخيرُ صفوف النساء المُؤَخر، وشرُّ صفوف النساء المُقدَّم. فقال محمد بن كعب: ليس هكذا، {الْمُسْتَقْدِمِينَ} [الحِجر: 24] الميت والمقتول، و {الْمُسْتَأْخِرِينَ} [الحِجر: 24] من يلحق بهم من بعد، {وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} [الحِجر: 25]. فقال عون بن عبد الله: وفقك الله، وجزاك خيرًا)

(2)

.

243 -

قال داود بن صالح: (قال سهل بن حنيف الأنصاري: أتدرون فيم أنزلت: {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ} [الحِجر: 24]؟ قلت: في سبيل الله. قال: لا، ولكنها في صفوف الصلاة)

(3)

.

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 5/ 42.

(2)

تفسير ابن وهب 1/ 116، وتفسير ابن أبي حاتم 7/ 2262. ينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 317).

(3)

الدر المنثور، للسيوطي 5/ 66.

ص: 571

244 -

معتمر بن سليمان، عن شعيب بن عبد الملك، عن مقاتل بن سليمان في قوله {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ} [الحِجر: 24] قال: (بلغنا أنه في القتال. قال معتمر: فحدثت أبي، فقال: لقد نزلت هذه الآية قبل أن يُفرض القتال)

(1)

.

245 -

عن علي رضي الله عنه أنه قال لابن طلحة: (إني أرجوا أن أكون أنا وأبوك من الذين قال الله فيهم: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ} [الحِجر: 47] فقال رجل من همدان: إن الله أعدل من ذلك. فصاح عليٌّ صيحةً تداعى لها القصر، وقال: فمن إذن إن لم نكن نحن أولئك!)

(2)

.

246 -

{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} [الحِجر: 87]. قال الربيع عن أبي العالية في هذه الآية: (فاتحة الكتاب سبع آيات؛ وإنما سُمّيت {الْمَثَانِي} لأنه ثَنّى بها، كلّما قرأ القرآن قرأها. قيل للربيع: إنهم يقولون السبع الطِّوَل. قال: لقد أُنزلت هذه الآية وما نزل من الطِّوَل شيء)

(3)

.

*‌

‌ سورة النحل:

247 -

{وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} [النحل: 16]. قال مالك: ({وَعَلامَاتٍ} يقولون: النجوم. وهي: الجبال)

(4)

.

248 -

{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ} [النحل: 38]. قال قتادة: (أن رجلًا قال لابن عباس: إن ناسًا بالعراق يزعمون أن عليًّا مبعوث قبل يوم القيامة،

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 5/ 67.

(2)

الدر المنثور، للسيوطي 5/ 76.

(3)

الدر المنثور، للسيوطي 5/ 85.

(4)

تفسير القرآن العظيم، لابن كثير 4/ 484.

ص: 572

ويتأوّلون هذه الآية، فقال ابن عباس: كذب أولئك، إنما هذه الآية عامة للناس، لو كان عليٌّ مبعوثًا قبل يوم القيامة ما نكحنا نساءَه، ولا قسمنا ميراثه، قال الله ردًّا عليهم:{بَلَى وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [النحل: 38])

(1)

.

249 -

{أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرؤُوفٌ رَحِيمٌ} [النحل: 47]. عطاء الخراساني عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله: {عَلَى تَخَوُّفٍ} (سألهم عمر فقالوا: ما نرى إلا أنه عند تنّقص ما نردّده من الآيات. فقال عمر: ما أرى إلا أنه على ما تنتقصون من معاصي الله. فخرج رجلٌ ممن كان عند عمر فلقي أعرابيًا فقال: يا فلان، ما فعل ربّك؟ فقال: قد تخيفته. يعني: تنقصته، فرجع إلى عمر فأخبره فقال: قدّر الله ذلك)

(2)

.

250 -

{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ} [النحل: 72]. قال زرّ بن حبيش: (قال لي عبد الله بن مسعود: ما الحفدة يا زرّ؟ قال: قلت: هم أحفاد الرجل من ولده وولد ولده. قال: لا، هم الأصهار)

(3)

.

*‌

‌ سورة الإسراء:

251 -

عن علي بن الحسين أنه قال لرجل من أهل الشام: (أقرأت القرآن؟ قال: نعم. قال: أفما قرأت في بني إسرائيل: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} [الإسراء: 26]؟ قال: وإنكم للقرابة الذي أمر الله أن يؤتى حقه؟ قال: نعم)

(4)

.

(1)

الكشف والبيان، للثعلبي 6/ 16.

(2)

الدر المنثور، للسيوطي 5/ 119.

(3)

تفسير عبد الرزاق 2/ 273. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 272).

(4)

الدر المنثور، للسيوطي 5/ 236.

ص: 573

252 -

{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} [الإسراء: 44]. قال ابن شوذب: (جلس الحسن مع أصحابه على مائدة، فقال بعضهم: هذه المائدة تسبح الآن. فقال الحسن: كلا، إنما ذاك كلّ شيءٍ على أصله)

(1)

.

253 -

{إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً} [الإسراء: 47]. قال ابنُ قتيبة: (قال أبو عبيدة: يريدون بشراً ذا سَحْرٍ؛ ذا رِئَةٍ

(2)

. ولستُ أدري ما اضطره إلى هذا التأويل المُستكرَه؟! وقد سَبَقَ التفسيرُ من السلف بما لا استكراهَ فيه، قال مجاهد في قوله {رَجُلاً مَّسْحُوراً} [الإسراء: 47]: أي: مخدوعًا. لأن السِّحْرَ حِيلةٌ وخَديعةٌ. وقالوا في قوله {فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} [المؤمنون: 89]: أي: من تخدعون؟ {إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ} [الشعراء: 153] أي: المُعلَّلين. وقال امرؤ القيس:

ونُسْحَرُ بالطَّعَامِ وبالشَّرَاب

أي: نُعَلَّلُ فَكَأنا نُخدَع. وقال لبيد:

فإن تَسْأَلِينا فِيمَ نحنُ؟ فإننا

عَصافِيرُ من هذا الأنامِ المُسَحَّرِ

أي: المُعَلَّل. والناس يقولون: سَحَرْتني بكلامك. يريدون: خَدَعتَني. وقوله {انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ} [الإسراء: 48] يدلُّ على هذا التأويل؛ لأنهم لو أرادوا رجلًا ذا رِئَةٍ لم يكن في ذلك مثلٌ ضربوه، ولكنهم لمَّا أرادوا رجلًا مخدوعًا كأنه بالخديعة سُحِر كان مثلًا ضربوه، وتشبيهًا شبَّهوه. وكأنَّ المشركين ذهبوا إلى أن قومًا يعلِّمونه ويخدعونه، وقال الله في موضع آخرَ حكايةً عنهم:{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} [النحل: 103]، وقول فرعون: {إِنِّي لأَظُنُّكَ يَامُوسَى

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 5/ 256.

(2)

ينظر: مجاز القرآن 1/ 381.

ص: 574

مَسْحُوراً} [الإسراء: 101] لا يجوز أن يُراد به: إني لأظنك إنسانًا ذا رئة. وإنما أراد: إني لأظنك مخدوعًا)

(1)

.

254 -

{وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ} [الإسراء: 60]. قال ابن عباس رضي الله عنه: (هي رؤيا عين أُريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أُسريَ به إلى بيت المقدس، وليست برؤيا منام)

(2)

.

255 -

أرسل عبد الله بن الحارث بن نوفل إلى ابن عباس: (نحن الشجرة الملعونة في القرآن؟ قال: فقال: الشجرة الملعونة هي هذه الشجرة التي تلتوي على الشجر. يعني: الكشوث)

(3)

.

256 -

{وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} [الإسراء: 72]. قال ابن عباس رضي الله عنه: (لما نزلت هذه الآية جاء ابنُ أم مكتوم إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم باكيًا، فقال: يا رسول الله أنا في الدنيا أعمى، أفأكون في الآخرة أعمى؟ فأنزل الله تعالى: {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46])

(4)

.

257 -

ومثله عن مقاتل

(5)

.

258 -

جاء نفرٌ من أهل اليمن إلى ابن عباس، فسأله رجل: (أرأيت قوله تعالى: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى} [الإسراء: 72]؟ فقال ابن عباس: لم تُصب المسألة، اقرأ ما قبلها:{رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ} [الإسراء: 66]، حتى

(1)

تفسير غريب القرآن (ص: 217). وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 408).

(2)

الدر المنثور، للسيوطي 5/ 270. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 202).

(3)

الكشف والبيان، للثعلبي 6/ 112.

(4)

الكشف والبيان، للثعلبي 7/ 27.

(5)

المرجع السابق، ولعله مقاتل بن حيّان.

ص: 575

بلغ: {وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} [الإسراء: 70]. فقال ابن عباس: فمن كان أعمى عن هذا النعيم الذي قد رأى وعاين، فهو في أمر الآخرة التي لم تُر ولم تُعاين:{أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} [الإسراء: 72])

(1)

.

259 -

{وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} [الإسراء: 85]. عن يزيد بن زياد أنه بلغه أن رجلين اختلفا في هذه الآية، فقال أحدهما:(إنما أُريد بها أهلُ الكتاب. وقال الآخر: بل إنه محمد صلى الله عليه وسلم، فانطلق أحدهما إلى ابن مسعود رضي الله عنه فسأله، فقال: ألست تقرأ سورة البقرة؟ فقال: بلى. فقال: وأيّ العلم ليس في سورة البقرة؟! إنما أُريد بها أهلُ الكتاب)

(2)

.

*‌

‌ سورة الكهف:

260 -

قال ابن عباس رضي الله عنه: (إن الرجل ليُفسر الآية يرى أنها كذلك فيهوي أبعد ما بين السماء والأرض. ثم تلا: {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً} [الكهف: 25]، ثم قال: كم لبث القوم؟ قالوا: ثلاثمائة وتسع سنين. قال: لو كانوا لبثوا كذلك لم يقل الله: {قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا} [الكهف: 26]، ولكنه حكى مقالة القوم فقال: {سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ} [الكهف: 22]، وأخبر أنهم لا يعلمون، قال: سيقولون: {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً} [الكهف: 25])

(3)

.

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 5/ 277.

(2)

الدر المنثور، للسيوطي 5/ 291.

(3)

الدر المنثور، للسيوطي 5/ 333.

ص: 576

261 -

عن قتادة في حرف ابن مسعود: (وقالوا لبثوا في كهفهم) .. الآية: (يعني: إنما قاله الناس؛ ألا ترى أنه قال: {قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا} [الكهف: 26])

(1)

.

262 -

{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ} [الكهف: 50]. قال الحسن: (قاتل الله أقوامًا يزعمون أن إبليس كان من ملائكة الله؛ والله تعالى يقول: {كَانَ مِنَ الْجِنِّ} [الكهف: 50])

(2)

.

263 -

{فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً} [الكهف: 65]. قال سعيد بن جبير: (قلت لابن عباس: إن نوفًا -ابن امرأة كعب- يزعم أن الخضر ليس بصاحب موسى. فقال: كذب عدوّ الله، حدثنا أبيّ بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أن موسى قام في بني إسرائيل خطيبًا .. » الحديث)

(3)

.

264 -

قال عبيد بن تعلى: (إن الذي كان معه فتاه ليس بموسى الذي كلم الله، ولكن كان أعلم من على ظهر الأرض، إلا الملك الذي لقي)

(4)

.

265 -

قال أبيّ بن كعب في قوله: {لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ} [الكهف: 73]: (لم ينس، ولكنها من معاريض الكلام)

(5)

.

266 -

{أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ} [الكهف: 79]. قال عكرمة: (قلت لابن عباس: كانوا مساكين والسفينة تساوي ألف دينار؟! قال: إن المسافر مسكين ولو كان معه ألف دينار)

(6)

.

(1)

المرجع السابق.

(2)

الدر المنثور، للسيوطي 5/ 354.

(3)

جامع البيان، لابن جرير 15/ 324. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 277).

(4)

تفسير البستي 1/ 143.

(5)

جامع البيان، لابن جرير 15/ 338.

(6)

الكشف والبيان، للثعلبي 6/ 186.

ص: 577

267 -

{حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} [الكهف: 86]. عن عثمان بن أبي حاضر: (أن ابن عباس ذُكر له أن معاوية بن أبي سفيان قرأ الآية التي في الكهف: (تغرب في عين حامية)، قال ابن عباس: فقلت لمعاوية رضي الله عنه: ما نقرؤها إلا {حَمِئَةٍ} . فسأل معاويةُ عبدَ الله بن عمرو: كيف تقرؤها؟ فقال عبد الله: كما قرأتَها، فقال ابن عباس: فقلت لمعاوية: في بيتي نزل القرآن. فأرسل إلى كعب، فقال له: أين تجد الشمس تغرب في التوراة؟ فقال له كعب: سل أهل العربية فإنهم أعلم بها، وأما أنا فإني أجد الشمس تغرب في التوراة في ماء وطين، وأشار بيده إلى المغرب. قال ابن أبي حاضر: لو أني عندكما أيدتك بكلام وتزداد به بصيرة في {حَمِئَةٍ} ، قال ابن عباس: ما هو؟ قلت: فيما نأثر قول تبع فيما ذكر به ذا القرنين في كَلَفِه بالعلم واتباعه إياه:

قد كان ذا القرنين عمرو مسلمًا

ملكًا تدين له الملوك وتحسد

فأتى المشارق والمغارب يبتغي

أسباب ملك من حكيم مرشد

فرأى مغيب الشمس عند غروبها

في عين ذي خلب وثأط حرمد

فقال ابن عباس: ما الخلب؟ قلت: الطين بكلامهم. قال: ما الثأط؟ قلت: الحمأة. قال: فما الحرمد؟ قلت: الأسود. فدعا ابن عباس غلامًا فقال له: اكتب ما يقول هذا الرجل)

(1)

.

268 -

{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} [الكهف: 103 - 104]. قال مصعب بن سعد: (قلت لأبي: {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} [الكهف: 104] أهم الحَروريّة؟ قال: هم أصحاب الصوامع. وفي لفظ: قال: لا، هم اليهود والنصارى، ولكن الحَروريّة قوم زاغوا فأزاغ الله قلوبهم)

(2)

.

(1)

تفسير البستي 1/ 151، والدر المنثور، للسيوطي 5/ 396.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 15/ 424.

ص: 578

269 -

قال كثير بن زياد: (قلت للحسن: قول الله: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} [الكهف: 110] قال: في المؤمن نزلت. قلت: أشْرَك بالله؟ قال: لا، ولكن أشرك بذلك العمل عملًا يريد به الله والناس، فذلك يرد عليه)

(1)

.

*‌

‌ سورة مريم:

270 -

{فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً} [مريم: 24]. قال قتادة: (تلا الحسنُ هذه الآية وإلى جنبه حُميد بن عبد الرحمن الحِميري، قال: إن كان لسريًّا، وإن كان لكريمًا. فقال حُميد: يا أبا سعيد إنه الجدول. فقال الحسن: لم تزل تعجبنا مجالستك، ولكن غلبتنا عليك الأمراء)

(2)

.

271 -

قال سفيان بن حسين: (تلا الحسنُ هذه الآية فقال: كان والله سريًّا. يعني عيسى عليه السلام. فقال له خالد بن صفوان: يا أبا سعيد إن العرب تسمي الجدول السَّريّ. فقال: صدقت)

(3)

.

272 -

قال جرير بن حازم: (سألني محمد بن عباد بن جعفر: ما يقول أصحابكم في قوله: {قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً} [مريم: 24]؟ قال: فقلت له: سمعت قتادة يقول: الجدول. قال: فأخبر قتادة عنّي؛ فإنما نزل القرآن بلغتنا، إنه الرجل السَّريّ)

(4)

.

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 5/ 414.

(2)

الدر المنثور، للسيوطي 5/ 443. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 321).

(3)

الدر المنثور، للسيوطي 5/ 444.

(4)

تفسير ابن أبي حاتم 7/ 2405.

ص: 579

273 -

قال ابن زيد في قوله: {قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً} [مريم: 24]: (يعني نفسه، قال: وأيُّ شيء أسرى منه، قال: والذين يقولون السَّريّ هو النهر ليس كذلك النهر، لو كان النهر لكان إنما يكون إلى جنبها، ولا يكون النهر تحتها)

(1)

.

274 -

قال المغيرة بن شعبة: (بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل نجران، فقالوا: أرأيت ما تقرؤون: {يَاأُخْتَ هَارُونَ} [مريم: 28] وموسى قبل عيسى بكذا وكذا؟ قال: فرجعت فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بالأنبياء والصالحين قبلهم»

(2)

.

275 -

قال ابن سيرين: (نُبئت أن كعبًا قال: إن قوله: {يَاأُخْتَ هَارُونَ} [مريم: 28] ليس بهارون أخي موسى، فقالت له عائشة: كذبت. فقال: يا أم المؤمنين، إن كان النبي صلى الله عليه وسلم قاله فهو أعلم وأخبر، وإلا فإني أجد بينهما ستمائة سنة. فسكتت)

(3)

.

276 -

{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً} [مريم: 59]. قال عمر بن عبد العزيز: (لم يكن إضاعتهم تركها، ولكن أضاعوا الوقت)

(4)

.

277 -

ومثله عن القاسم بن مخيمرة.

(5)

278 -

قال ابن مسعود رضي الله عنه: (ليس إضاعتها تركها، قد يضيع الإنسان الشيء ولا يتركه، ولكن إضاعتها إذا لم يصلها لوقتها)

(6)

.

(1)

جامع البيان، لابن جرير 15/ 510.

(2)

تفسير ابن أبي حاتم 7/ 2407. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 75).

(3)

الدر المنثور، للسيوطي 5/ 447.

(4)

جامع البيان، لابن جرير 15/ 568.

(5)

تفسير البستي 1/ 198.

(6)

الدر المنثور، للسيوطي 5/ 463.

ص: 580

279 -

عن القاسم بن عبد الرحمن والحسن بن مسعود: (أنه قيل لابن مسعود: إن الله يُكثر ذكر الصلاة في القرآن: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 5]، {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ} [المعارج: 23]، {وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} [الأنعام: 92]. فقال ابن مسعود: على مواقيتها. قالوا: ما كنا نرى ذلك إلا على الترك. قال: ذاك الكفر)

(1)

.

280 -

عن الحسن وأبي قلابة قالا: (قال رجل: يا رسول الله، هل في الجنة من ليل؟ قال: وما هيجك على هذا؟! قال: سمعت الله يذكر في الكتاب: {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً} [مريم: 62]، فقلت الليل من البكرة و العشي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس هناك ليل، وإنما هو ضوء نور، يردّ الغدوّ على الرواح، والرواح على الغدوّ، وتأتيهم طرف الهدايا من الله لمواقيت الصلوات التي كانوا يصلون فيها في الدنيا، وتسلّم عليهم الملائكة)

(2)

.

281 -

قال الوليد بن مسلم: (سألت زهير بن محمد عن قول الله: {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً} [مريم: 62]؟ قال: ليس في الجنة ليل، هم في نور أبدًا، ولهم مقدار الليل والنهار، يعرفون مقدار الليل بإرخاء الحُجُب، وإغلاق الأبواب، ويعرفون مقدار النهار برفع الحُجُب، وفتح الأبواب)

(3)

.

282 -

قال مجاهد: (ليس بُكرة ولا عشيّ، ولكن يؤتون به على ما كانوا يشتهون في الدنيا)

(4)

.

283 -

قال ابن عباس رضي الله عنه: (ليس فيها بكرة ولا عشيّ، ولكن يؤتون على مقدار ذلك بالليل والنهار)

(5)

.

(1)

جامع البيان، لابن جرير 15/ 569.

(2)

الدر المنثور، للسيوطي 5/ 466.

(3)

جامع البيان، لابن جرير 15/ 576.

(4)

جامع البيان، لابن جرير 15/ 577.

(5)

تفسير الثوري (ص: 187). وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 190).

ص: 581

284 -

قال قتادة: (فيها ساعتان بُكرة وعشيّ، فإن ذلك لهم ليس ثَمّ ليل، إنما هو ضوءٌ ونور)

(1)

.

285 -

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: (أخبرتني أمُّ مُبشّر أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة: «لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحدٌ من الذين بايعوا تحتها» . قالت: بلى يا رسول الله. فانتهرَها، فقالت حفصة: ألم يقل الله: {وَإِنْ مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً} [مريم: 71]؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وقد قال: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً} [مريم: 72]»

(2)

.

286 -

خاصم نافعُ بن الأزرق ابن عباس رضي الله عنه، فقال ابن عباس:(الورود الدخول. وقال نافع: لا. فقرأ ابن عباس: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} [الأنبياء: 98] أورود هو أم لا؟ وقال: {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ} [هود: 98] أورود هو أم لا؟ أما أنا وأنت فسندخلها، فانظر هل نخرج منها أم لا؟ وما أرى الله مُخرجك منها بتكذيبك. قال: فضحك نافع، فقال ابن عباس: ففيم الضحكُ إذًا؟!)

(3)

.

287 -

قال بكير لبُسر بن سعيد: (إن فلانًا يقول: إن ورود النار القيام عليها. قال بُسر: أما أبو هريرة فسمعته يقول: إذا كان يوم القيامة يجتمع الناس نادى منادٍ: ليلحق كل أُناس بما كانوا يعبدون، فيقوم هذا إلى الحجر، وهذا إلى الفرس، وهذا إلى الخشبة، حتى يبقى الذين يعبدون الله، فيأتيهم الله، فإذا رأوه قاموا إليه، فيذهب بهم فيسلك بهم على الصراط، وفيه عليق، فعند ذلك يؤذن بالشفاعة، فيمرُّ الناس،

(1)

جامع البيان، لابن جرير 15/ 578.

(2)

صحيح مسلم 6/ 47 (2496). وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 68).

(3)

تفسير عبد الرزاق 2/ 360. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 72).

ص: 582

والنبيون يقولون: اللهم سلّم سلّم. قال بكير: فكان ابن عميرة يقول: فناجٍ مُسلَّم، ومنكوس في جهنم، ومخدوش ثُمّ ناج)

(1)

.

*‌

‌ سورة طه:

288 -

قال زرّ: (قرأ رجل على ابن مسعود: {طه} [طه: 1] مفتوحة، فأخذها عليه عبد الله: (طه)[طه: 1] مكسورة، فقال له الرجل: إنها بمعنى ضع رجلك. فقال عبد الله: هكذا أقرأنيها النبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا أنزلها جبريل)

(2)

.

289 -

قال عروة بن خالد: (سمعت الضحاك وقال رجل من بني مازن بن مالك: ما يخفى عليّ شيءٌ من القرآن. وكان قارئًا للقرآن شاعرًا، فقال له الضحاك: أنت تقول ذلك؟ أخبرني ما {طه} [طه: 1]؟ قال: هي من أسماء الله الحسنى، نحو: طسم، وحم. فقال الضحاك: إنما هي بالنبطية يا رجل)

(3)

.

290 -

{إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} [طه: 12]. قيل لمجاهد: (قيل أن نعليه كانتا من جلد حمار أو ميتة. قال: لا، ولكنه أُمر أن يباشر بقدميه بركة الأرض)

(4)

.

291 -

صلى أبو أيوب الأنصاري بنعليه، فقيل له: (إن الله يقول لموسى: {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} [طه: 12]، فقال أبو أيوب: إنهما كانتا من

(1)

جامع البيان، لابن جرير 15/ 600.

(2)

الدر المنثور، للسيوطي 5/ 484.

(3)

الدر المنثور، للسيوطي 5/ 485.

(4)

جامع البيان، لابن جرير 16/ 24.

ص: 583

جلد حمار ميّت)

(1)

.

292 -

ومثله عن كعب الأحبار.

(2)

293 -

{وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً} [طه: 40]. قال سعيد بن جبير في آخر حديث الفتون

(3)

: (رفع الحديثَ ابنُ عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم، وصدّق ذلك عندي أن معاوية بن أبي سفيان سمع من ابن عباس هذا الحديث، فأنكر عليه أن يكون الفرعونيُّ هو الذي أفشى على موسى أمر القتيل وقال: إنما أفشى عليه الإسرائيليُّ. فأخذ ابن عباس بيده فانطلق إلى سعد بن مالك الزّهري، فقال: أرأيت يوم حدثنا النبي صلى الله عليه وسلم عن قتيل موسى من آل فرعون، مَنْ أفشى عليه الإسرائيليُّ أو الفرعونيُّ؟ قال: أفشى عليه الفرعونيُّ بما سمع من الإسرائيليّ الذي شهد ذلك وحضره)

(4)

.

*‌

‌ سورة الأنبياء:

294 -

عن عبد الله بن الحارث بن نوفل: (أنه سأل كعبًا عن قوله تعالى: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ} [الأنبياء: 20]: أما شغَلَهم رسالة؟ أما شغَلَهم عمل؟ فقال: جعل لهم التسبيح كما جعل لكم النفس، ألست تأكل وتشرب، وتجيء وتذهب، وتتكلم وأنت تتنفس؟ فكذلك جعل لهم التسبيح)

(5)

.

(1)

تفسير البستي 1/ 230.

(2)

تفسير البستي 1/ 231.

(3)

هو حديث طويل في (20) صفحة من تفسير البستي 1/ 240 - 259.

(4)

تفسير البستي 1/ 259.

(5)

الدر المنثور، للسيوطي 5/ 546.

ص: 584

295 -

{وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ} [الأنبياء: 84]. قال الضحاك: (بلغ ابنَ مسعود أن مروان قال في هذه الآية: أوتي بأهل غير أهله. فقال ابن مسعود: بل أوتي بأعيانهم ومثلهم معهم)

(1)

.

296 -

قال الحسن: (لم يكونوا ماتوا ولكنهم غُيّبوا عنه، فآتاه {أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ} [الأنبياء: 84] في الآخرة)

(2)

.

297 -

قال معاوية رضي الله عنه يومًا لابن عباس: (إني قد ضربتني أمواج القرآن البارحة في آيتين لم أعرف تأويلهما ففزعت إليك، قال: وما هما؟ قال: قول الله: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَّقْدِرَ عَلَيْهِ} [الأنبياء: 87] وأنه يفوته إن أراده. وقول الله: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} [يوسف: 110] كيف هذا يظنون أنه قد كَذَبهم ما وعدَهم؟ فقال ابن عباس: أما يونس فظن أن لن تبلغ خطيئته أن يقدر الله عليه فيها العقاب، ولم يشك أن الله إن أراده قدر عليه. وأما الآية الأخرى فإن الرسل استيأسوا من إيمان قومهم، وظنوا أن من عصاهم لرضا في العلانية قد كذبهم في السر، وذلك لطول البلاء، ولم تستيئس الرسل من نصر الله، ولم يظنوا أنه كذَبَهم ما وعدهم. فقال معاوية: فرّجت عنّي يا ابن عباس فرج الله عنك)

(3)

.

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 5/ 574.

(2)

الدر المنثور، للسيوطي 5/ 575.

(3)

الدر المنثور، للسيوطي 5/ 585.

ص: 585

*‌

‌ سورة الحج:

298 -

{وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج: 2]. عن أبي نهيك: (أنه قرأ {وَتَرَى النَّاسَ} يعني: تحسب الناس. قال: لو كانت منصوبةً كانوا سُكارى، ولكنها: {وَتَرَى} تحسب)

(1)

.

299 -

عن ابن أبي مليكة: (أنه سُئل عن قوله: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} [الحج: 25]؟ قال: ما كنا نشك أنها الذنوب، حتى جاء أعلاجٌ من أهل البصرة، إلى أعلاجٍ من أهل الكوفة فزعموا أنها الشرك)

(2)

.

300 -

قال ابن سيرين: (أشرفَ عليهم عثمان من القصر فقال: ائتوني برجل قارئ كتابَ الله. فأتوه بصعصعة بن صوحان، فتكلم بكلامٍ فقال: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج: 39]. فقال عثمان: كذبت، ليست لك ولا لأصحابك، ولكنها لي ولأصحابي)

(3)

.

301 -

عن عروة بن الزبير: (أنه كان يَعجب من الذين يقرؤون هذه الآية: {وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ} [الحج: 51]، قال: ليس {مُعَاجِزِينَ} [الحج: 51] من كلام العرب، إنما هي (معجِّزين) يعني: مثبطين)

(4)

.

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 6/ 9.

(2)

الدر المنثور، للسيوطي 6/ 29.

(3)

الدر المنثور، للسيوطي 6/ 55.

(4)

تفسير ابن أبي حاتم 8/ 2500.

ص: 586

*‌

‌ سورة المؤمنون:

302 -

{الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: 2]. قال عمرو بن دينار: (ليس الخشوع الركوع والسّجود، ولكنه السّكون وحسنُ الهيئة في الصلاة)

(1)

.

303 -

قيل لابن مسعود رضي الله عنه: (إن الله يكثر ذكر الصلاة في القرآن: {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ} [المعارج: 23]، {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} [المؤمنون: 9]، قال: ذاك على مواقيتها. قالوا: ما كنّا نرى ذلك إلا على تركها. قال: تركها كفر)

(2)

.

304 -

قالت عائشة رضي الله عنهما: (يا رسول الله: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون: 60] هو الذي يذنب الذنب وهو وجل منه؟ فقال: «لا، ولكن من يصوم ويصلي ويتصدق وهو وَجِل. وفي لفظ: ويخاف ألاّ يقبل منه»

(3)

.

*‌

‌ سورة النور:

305 -

{الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ} [النور: 2]. عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر: (أن عبد الله بن عمر حدّ جاريةً له، فقال للجالد وأشار إلى رجلها وإلى أسفلها، قلت: فأين قول الله: {وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ} [النور: 2]؟ قال: إن الله لم يأمرني أن أقتلها، ولا أن أجلد رأسها، وقد أوجعت حيث ضربت)

(4)

.

(1)

الكشف والبيان، للثعلبي 7/ 38.

(2)

الدر المنثور، للسيوطي 6/ 84.

(3)

جامع البيان، لابن جرير 17/ 70. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 64).

(4)

جامع البيان، لابن جرير 17/ 140. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 282).

ص: 587

306 -

قال عمران: (قلت لأبي مجلز: {وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ} [النور: 2]، إنا لنرحمهم أن يُجلد الرجل حدًّا، أو تُقطع يده. قال: إنما ذاك أنه ليس للسلطان إذا رفعوا إليه أن يدعهم رحمةً لهم حتى يقيم الحدّ)

(1)

.

307 -

قال عطاء في قوله: {وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ} [النور: 2]: (أن يقام حدُّ الله ولا يعطّل، وليس بالقتل)

(2)

.

308 -

{الزَّانِي لا يَنْكِحُ إلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ} [النور: 3]. قال ابن عباس رضي الله عنه: (ليس هو بالنكاح الحلال، ولكن الجماع، لا يزني بها حين يزني إلا زانٍ أو مشرك، وحُرّم ذلك على المؤمنين، يعني الزنا)

(3)

.

309 -

سأل رجلٌ ابنَ عباس فقال: (إني كنت أُلمُّ بامرأة آتي منها ما حرّمَ الله عز وجل عليّ، فرزقني الله من ذلك توبة، فأردت أن أتزوّجها، فقال أناسٌ: إن الزاني لا ينكح إلا زانية. فقال ابن عباس: ليس هذا موضع هذه الآية، إنما كنّ نساء بغايا متعالنات، يجعلن على أبوابهن راياتٍ يأتيهنّ الناس، يعرفن بذلك، انكحها فما كان من إثمٍ فعليّ)

(4)

.

310 -

قال سعيد بن جبير: (ليس بالنّكاح الحلال، ولكنه السِّفاح)

(5)

.

311 -

قال الضحاك: (إنما عَنى بذلك الزنا، ولم يَعن التّزويج)

(6)

.

(1)

جامع البيان، لابن جرير 17/ 141.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 17/ 142.

(3)

تفسير الثوري (ص: 221)، وتفسير عبد الرزاق 2/ 427. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 193).

(4)

تفسير ابن أبي حاتم 8/ 2521.

(5)

تفسير ابن أبي حاتم 8/ 2522.

(6)

الدر المنثور، للسيوطي 6/ 119.

ص: 588

312 -

{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 4]. عن خصيف قال: (قلت لسعيد بن جبير: الزّنا أشدُّ أو قذفُ المحصنة؟ قال: لا، بل الزنا. قلت: إن الله يقول: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ} [النور: 4]. قال: إنما هذا في حديث عائشة خاصّة. وفي لفظ: لعائشة خاصّة)

(1)

.

313 -

{وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 4]. قال يحيى بن سلّام: (العاصون، وليس بفسق الشرك، وهي كبيرة)

(2)

.

314 -

{وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور: 11]. قال هشام بن عبد الملك للزهري: (مَنْ الذي تولى كبره منهم؟ فقال: هو عبد الله بن أُبيّ. قال: كذبت، هو علي بن أبي طالب. فقال الزهري: أنا أكذب لا أبا لك! فو الله لو نادى منادٍ من السماء إن الله أحلَّ الكذب ما كذبت، حدثني سعيد وعروة وعبيد وعلقمة بن وقاص، عن عائشة: أن الذي تولى كِبره عبد الله بن أبيّ)

(3)

.

315 -

قالت عائشة رضي الله عنها: (ما سمعت بشيء أحسن من شعر حسّان، وما تمثلت به إلا رجوتُ له الجنة .. ، فذكرَت بعضَ شعره، فقيل: يا أمّ المؤمنين أليس هذا لغوًا؟ قالت: لا، إنما اللغو ما قيل عند النساء، قيل: أليس الله يقول: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور: 11]؟ قالت: أليس قد أصابه عذاب عظيم؟ أليس قد أُصيب بصره، وكُسع بالسيف؟ -تعني الضربة التي ضربها إيّاه صفوانُ بن المعطّل حين بلغه عنه أنه تكلم في ذلك فعلاه بالسيف وكاد يقتله-)

(4)

.

(1)

جامع البيان، لابن جرير 17/ 162.

(2)

تفسير يحيى بن سلّام 1/ 428. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 412).

(3)

سير أعلام النبلاء 5/ 339.

(4)

الدر المنثور، للسيوطي 6/ 146.

ص: 589

316 -

{يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ} [النور: 35]. قال الحسن: (ليس هذه الشجرة من شجر الدنيا، ولو كانت في الأرض لكانت شرقيّة أو غربيّة، وإنما هو مثلٌ ضربه الله لنوره)

(1)

.

317 -

{يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ} [النور: 43]. قال عمرو بن دينار: (لم أرَ أحدًا ذهب البرقُ ببصره، ولكن يرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء)

(2)

.

318 -

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [النور: 58]. قال سعيد بن جبير: (إن ناسًا يقولون نُسخت، ولا والله ما نُسخت، ولكنها مما يتهاون الناس بها)

(3)

.

*‌

‌ سورة الفرقان:

319 -

{إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} [الفرقان: 70]. قيل لأبي العالية: (إن ناسًا يقولون ودُّوا أنهم استكثروا من الذنوب. فقال أبو العالية: ولم يقولون ذلك؟ قال: قيل: يتأوّلون هذه الآية: {فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} [الفرقان: 70]، فاستعاذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم تلا هذه الآية: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ

(1)

الكشف والبيان، للثعلبي 7/ 104.

(2)

تفسير ابن أبي حاتم 8/ 2619.

(3)

تفسير البستي 1/ 483.

ص: 590

بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ} [آل عمران: 30])

(1)

.

320 -

قال الحسن: (هذه ليست لكم، هذه في أهل الشرك)

(2)

.

321 -

سأل كثير الحسن: (يا أبا سعيد قول الله: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} [الفرقان: 74] في الدنيا والآخرة؟ قال: لا، بل في الدنيا. قال: وما ذاك؟ قال: المؤمن يرى زوجته وولده يطيعون الله)

(3)

.

322 -

قال أبو حفص الأبار: (قلت للسدي: رأيتك في المنام كأنك تؤمُّ الناس. قال: فقال: إن قوله: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} [الفرقان: 74] ليس أن يؤمَّ الرجل الناس، إنما قالوا: اجعلنا أئمةً لهم في الحلال والحرام يقتدون بنا فيه)

(4)

.

*‌

‌ سورة الشعراء:

323 -

{إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 89]. قال عبد الرحمن بن زيد: (سليمٌ من الشرك، فأما الذنوب فليس يسلم منها أحد)

(5)

.

324 -

قال عبد الرحمن بن زيد: (قال رجلٌ لأبي: يا أبا أسامة أرأيت قول الله جل ثناؤه: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ} [الشعراء: 224 - 226]؟ فقال له أبي: إنما هذا لشعراء المشركين،

(1)

تفسير ابن أبي حاتم 8/ 2733.

(2)

تفسير ابن أبي حاتم 8/ 2734.

(3)

جامع البيان، لابن جرير 17/ 530.

(4)

تفسير ابن أبي حاتم 8/ 2743.

(5)

جامع البيان، لابن جرير 17/ 596.

ص: 591

وليس شعراء المؤمنين؛ ألا ترى أنه يقول: {إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [الشعراء: 227] .. الآية. فقال: فرجّت عني يا أبا أسامةأبا تببت، فرّج الله عنك)

(1)

.

*‌

‌ سورة النمل:

325 -

{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ} [النمل: 82]. قال النزّال بن سبُرة: (قيل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: إن ناسًا يزعمون أنك دابّة الأرض! فقال علي: والله إن لدابّة الأرض ريشًا وزغبًا، وما لي ريشٌ ولا زغبٌ، وإن لها لحافرًا، وما لي من حافر، وإنها لتخرج حضر الفرس الجواد ثلاثًا وما خرج ثلثاها)

(2)

.

326 -

قال نفيع الأعمى: (سألت ابنَ عباس عن قوله: {أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ} [النمل: 82] أو: (تَكلِمُهم)؟ قال: كلُّ ذلك والله يُفعل، تكلّم المؤمن، وتَكلِم الكافر: تجرحه)

(3)

.

327 -

قال ابن عمر رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان الوعد الذي قال الله: {أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ} [النمل: 82]. قال: ليس ذلك حديثًا ولا كلامًا، ولكنّه سِمةٌ تَسِم من أمرها الله به، فيكون خروجها من الصفا ليلة منى، فيصبحون بين رأسها وذنبها، لا يدحض داحض، ولا يخرج خارج، حتى إذا فرغت مما أمرها الله فهلك من هلك، ونجا من نجا، كان أول خطوة تضعها بأنطاكية»

(4)

.

(1)

تفسير ابن أبي حاتم 17/ 677.

(2)

تفسير ابن أبي حاتم 9/ 2924.

(3)

تفسير ابن أبي حاتم 9/ 2926.

(4)

الدر المنثور، للسيوطي 6/ 338.

ص: 592

328 -

قال الشعبي: (كان حذيفة جالسًا في حلْقة، فقال: ما تقولون في هذه الآية: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89) وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [النمل: 89 - 90]؟ فقالوا: نعم يا حذيفة، من جاء بالحسنة ضُعّفت له عشر أمثالها. فأخذ كفًا من حصى يضرب به الأرض، وقال: تبًا لكم، -وكان حديدًا- وقال: من جاء بلا إله إلا الله وجبت له الجنة، ومن جاء بالشرك وجبت له النار)

(1)

.

329 -

حميد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي: (أنه قرأ عليهم هذه الآية: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89) وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} [النمل: 89 - 90]، فقلت: يا أبا حمزة، إنا لله وإنا إليه راجعون. قال: إنها ليست سيئاتهم ولكنها الشرك)

(2)

.

*‌

‌ سورة القصص:

330 -

قال قتادة: (وحيًا جاءها من الله، فقذف في قلبها، وليس بوحي نبوّة، أن أرضعي موسى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [القصص: 7])

(3)

.

331 -

{فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا} [القصص: 25]. قال الحسن: (يقول ناسٌ إنه شعيب، وليس بشعيب، ولكن

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 6/ 345.

(2)

تفسير البستي 2/ 35.

(3)

جامع البيان، لابن جرير 18/ 155.

ص: 593

سيّدُ الماء يومئذ)

(1)

.

332 -

{وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ} [القصص: 76]. قال أبو رَزين: (لو كان مفتاح واحد لأهل الكوفة كان كافيًا، إنما يعني كنوزه)

(2)

.

333 -

{قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ} [القصص: 48]. قال عبد الكريم بن أبي أمية: (سمعت عكرمة يقول: {سِحْرَانِ} [القصص: 48]، فذكرت ذلك لمجاهد، فقال: كذب العبد، قرأتها على ابن عباس: (ساحِرَانِ) فلم يعب عليّ)

(3)

.

334 -

قال مجاهد: (سألت ابنَ عباس وهو بين الرُّكن والباب والملتَزَم وهو متكئ على يَدَي عكرمة، فقلت: أسِحران تظاهرا، أم ساحران؟ فقلت ذلك مرارًا، فقال عكرمة: (ساحِرَانِ) تظاهرا، اذهب أيها الرجل)

(4)

.

*‌

‌ سورة العنكبوت:

335 -

قال عبد الله بن ربيعة: (قال لي ابن عباس: هل تدري ما قوله: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} [العنكبوت: 45]؟ قال: قلت: نعم. قال: فما هو؟ قال: قلت: التسبيح والتحميد والتكبير في الصلاة وقراءة القرآن ونحو ذلك. قال: لقد قلت قولًا عجبًا، وما هو كذلك، ولكنه إنما يقول: ذكر الله إيّاكم عند ما أمر به أو نهى عنه إذا ذكرتموه أكبر من ذكركم إيّاه. وفي لفظ: ذكر الله إيّاكم أكبر من ذكركم إيّاه)

(5)

.

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 6/ 362.

(2)

الكشف والبيان، للثعلبي 7/ 260.

(3)

الدر المنثور، للسيوطي 6/ 374.

(4)

المرجع السابق.

(5)

جامع البيان، لابن جرير 18/ 411. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 285).

ص: 594

336 -

{وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [العنكبوت: 46]. قال عبد الرحمن بن زيد: (ليست بمنسوخة، لا ينبغي أن يجادل من آمن منهم؛ لعلهم أن يحدثوا شيئًا في كتاب الله لا تعلمه أنت. قال: لا تجادلوا، لا ينبغي أن تجادل منهم)

(1)

.

*‌

‌ سورة لقمان:

337 -

{وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [لقمان: 33]. قال سعيد بن جبير: (متاع الغرور من الدنيا ما يلهيك عن الآخرة، فأما ما لم يُلهك عن طلب الآخرة فليس بمتاع الغرور، إنما هو متاع بُلغة إلى ما هو خيرٌ منه)

(2)

.

*‌

‌ سورة الأحزاب:

338 -

{وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً} [الأحزاب: 27]. قال عكرمة: (يزعمون أنها خيبر، ولا أحسبها إلا كُلُّ أرضٍ فتحها الله على المسلمين، أو هو فاتحها إلى يوم القيامة)

(3)

.

339 -

عن ابن عباس رضي الله عنه: (أن عمر بن الخطاب قال له: أرأيت قول الله لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى} [الأحزاب: 33]

(1)

تفسير ابن أبي حاتم 9/ 3068.

(2)

تفسير البستي 2/ 94.

(3)

الدر المنثور، للسيوطي 6/ 522.

ص: 595

هل كانت إلا واحدة؟ فقال ابن عباس: وهل كانت من أولى إلا ولها آخرة؟ فقال عمر: لله دَرُّك يا ابن عباس، كيف قلت؟ فقال: يا أمير المؤمنين، هل كانت من أولى إلا ولها آخرة؟ قال: فأْتِ بتصديق ما تقول من كتاب الله، قال: نعم، {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ} [الحج: 78] كما جاهدتم أول مرة، قال عمر: فمَن أُمِرَ بالجهاد؟ قال: قبيلتان من قريش: مخزوم وبني عبد شمس، فقال عمر: صدقت)

(1)

.

340 -

{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} [الأحزاب: 33]. قال عكرمة: (ليس بالذي تذهبون إليه، إنما هو في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم خاصّة)

(2)

.

341 -

قال علي بن زيد بن جدعان: (سألني عليُّ بن الحسين: ما يقول الحسنُ في قوله: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} [الأحزاب: 37]؟ فذكرت له، فقال: لا، ولكن الله أعلم نبيَّه أنها ستكون من أزواجه قبل أن يتزوجها، فلما أتاه زيد ليشكوها إليه قال: اتق الله، وأمسك عليك زوجك، فقال: قد أخبرتك أني مزوّجكها وتخفي في نفسك ما الله مبديه)

(3)

.

342 -

{لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً} [الأحزاب: 52]. عن زيادٍ -رجلٌ من الأنصار- قال: (قلت لأبيّ بن كعب: أرأيت لو أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلمتُوفِّين، أما كان له أن يتزوج؟ فقال: وما يمنعه من ذلك؟ وربما قال داود-أحدُ الرواة-: وما يُحرِّم عليه ذلك؟ قلت: قوله: {لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ} [الأحزاب: 52]. فقال: إنما أحلَّ الله له ضَربًا من النساء فقال: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ} [الأحزاب: 50] إلى قوله:

(1)

تفسير ابن وهب 2/ 46، وجامع البيان، لابن جرير 19/ 100. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 131).

(2)

الكشف والبيان، للثعلبي 8/ 36.

(3)

تفسير ابن أبي حاتم 9/ 3135. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 324).

ص: 596

{إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ} [الأحزاب: 50]، ثم قيل له:{لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ} [الأحزاب: 52] هذه الصفة)

(1)

.

343 -

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب: 56]. قال ابن عباس رضي الله عنه: (صلاة الله على النبيّ هي مغفرته، إن الله لا يصلّي ولكن يَغفر، وأمّا صلاة الناس على النبي صلى الله عليه وسلم فهي الاستغفار)

(2)

.

*‌

‌ سورة سبأ:

344 -

{وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [سبأ: 20]. قال سفيان بن عيينة: (إن الناس يظنون أن الفَريق قليل، وهم كثير؛ قال الله جلَّ ذِكرُه: {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} [الشورى: 7])

(3)

.

345 -

سئل الضحاك عن قوله: ({وَمَا أَنفَقْتُم مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39] النفقة في سبيل الله؟ قال: لا، ولكن نفقة الرجل على نفسه وأهله فالله يُخلفه)

(4)

.

346 -

قال مجاهد: (إذا كان لأحدكم شيءٌ فليقتصد، ولا يتأوّل هذه الآية: {وَمَا أَنفَقْتُم مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39]؛ فإن الرزق مقسوم، يقول: لعل رزقه قليلٌ وهو ينفق نفقةَ الموسَّع عليه)

(5)

.

(1)

جامع البيان، لابن جرير 19/ 148، والدر المنثور، للسيوطي 6/ 561.

(2)

الدر المنثور، للسيوطي 6/ 570.

(3)

تفسير البستي 2/ 154.

(4)

الدر المنثور، للسيوطي 6/ 622.

(5)

الدر المنثور، للسيوطي 6/ 623.

ص: 597

*‌

‌ سورة فاطر:

347 -

{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} [فاطر: 32]. تلا كعبُ الأحبار هذه الآية إلى قوله: {الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ} [فاطر: 35] فقال: (دخلوها وربّ الكعبة. وفي لفظ: كلّهم في الجنّة. ألا ترى على أثره: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ} [فاطر: 36] فهؤلاء أهل النار. فذُكر ذلك للحسن فقال: أبَتْ والله ذلك عليهم الواقعة)

(1)

.

*‌

‌ سورة يس:

348 -

قيل لابن زيد في قوله: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ} [يس: 71]: (أهي الإبل؟ فقال: نعم، والبقر من الأنعام، وليست داخلة في هذه الآية، قال: والإبل والبقر والغنم من الأنعام، وقرأ: {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ} [الأنعام: 143] قال: والبقر والإبل هي النَّعَم، وليست تدخل الشّاءُ في النَّعَم)

(2)

.

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 7/ 24. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 329).

(2)

جامع البيان، لابن جرير 19/ 482.

ص: 598

*‌

‌ سورة الصافات:

349 -

{إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ} [الصافات: 10]. عن يزيد الرقاشي في قوله: {شِهَابٌ ثَاقِبٌ} قال: (يثقب الشيطانَ حتى يخرجَ من الجانب الآخر. فذُكر ذلك لأبي مِجلَز رضي الله عنه فقال: ليس بذاك، ولكن ثقوبُه ضوؤه)

(1)

.

350 -

الأعمش عن شقيق بن سلمة عن شُريح: (أنه كان يقرأ هذه الآية: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} [الصافات: 12] بالنصب، ويقول: إن الله لا يعجب من الشّيء، إنما يعجب من لا يعلم. قال الأعمش: فذكرت ذلك لإبراهيم النخعي، فقال: إن شُريحًا كان مُعجبًا برأيه، وعبدُ الله بن مسعود رضي الله عنه كان أعلمَ منه، كان يقرؤها: (بَلْ عَجِبْتُ))

(2)

.

351 -

{وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} [الصافات: 107]. قال ابن عباس رضي الله عنه: (المَفْدي إسماعيل، وزعمت اليهود أنه إسحاق، وكذبت اليهود)

(3)

.

352 -

قال عبد الحميد بن جبير بن شيبة: (قلت لسعيد بن المسيب في قوله تعالى: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} [الصافات: 103] هو إسحاق؟ فقال: معاذ الله، ولكنه إسماعيل عليه السلام، يَثُوب بإسحاق على صبرِه حين صبَر)

(4)

.

353 -

قال عمران القطان: (سمعت الحسن يقول في قوله: {فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ} [الصافات: 143]: فو الله ما كانت إلا صلاةٌ أحدثها في بطن الحوت. قال عمران: فذكرت ذلك لقتادة فأنكر ذلك، وقال: كان والله يُكثر الصلاةَ في الرّخاء)

(5)

.

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 7/ 72.

(2)

الدر المنثور، للسيوطي 7/ 73.

(3)

تفسير ابن وهب 1/ 50.

(4)

تفسير عبد الرزاق 3/ 99، والدر المنثور، للسيوطي 7/ 101.

(5)

جامع البيان، لابن جرير 19/ 630. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 335).

ص: 599

354 -

{وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ} [الصافات: 146]. قال سعيد بن جبير: (اليقطين شجرة سمّاها الله يقطينًا أظلّته، وليس بالقرع)

(1)

.

*‌

‌ سورة ص:

355 -

قال الشعبي في قوله تعالى: {وَفَصْلَ الْخِطَابِ} [ص: 20]: (الذي أُوتي داود: أمّا بعد. قال سفيان الثوري: وهو أعجبُ إليَّ من الشّهود والأيمان)

(2)

.

356 -

{وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ} [ص: 34]. عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب: (وذكر قصة خاتم سليمان، وتسلّط الشيطان على ملك سليمان به، وإتيانه لنسائه، وقال: وكان أوّل من أنكره نساؤه، فقال بعضهم لبعض: أتنكرون منه شيئًا؟ قلن: نعم، وكان يأتيهن وهنّ حُيّض، فقال عليّ: فذكرت ذلك للحسن، فقال: ما كان الله يسلّطه على نسائه)

(3)

.

357 -

قال مُرّة: (ذكروا الزمهرير، فقال عبد الله: {وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ} [ص: 58]. فقالوا لعبد الله: إن للزمهرير بردًا. فقرأ هذه الآية: {لاَّ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلا شَرَاباً (24) إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً} [النبأ: 24 - 25]

(4)

.

(1)

جامع البيان، لابن جرير 19/ 636.

(2)

تفسير البستي 2/ 239.

(3)

الدر المنثور، للسيوطي 7/ 160.

(4)

الدر المنثور، للسيوطي 7/ 173.

ص: 600

*‌

‌ سورة فصلت:

358 -

قال أبو بكر رضي الله عنه: (ما تقولون في هذه الآية {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [فُصِّلَت: 30]؟ قالوا: ربنا الله ثم استقاموا من ذنب. فقال أبو بكر: لقد حملتم على غير المحمل، قالوا: ربنا الله ثم استقاموا فلم يلتفتوا إلى غيره. وفي لفظ: فلم يرجعوا إلى عبادة الأوثان)

(1)

.

*‌

‌ سورة الشورى:

359 -

{قُلْ لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23]. قال طاوس: (سئل عنها ابن عباس، فقال ابن جبير: هم قربى آل محمد. فقال ابن عباس: عجِلتَ، إن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من بطون قريش إلا وله فيهم قرابة، قال: فنزلت: {قُلْ لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23]، قال: إلا القرابة التي بيني وبينكم أن تصلوها)

(2)

.

360 -

قال سفيان بن عيينة: (قلت لسفيان الثوري ما قوله عز وجل: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا} [الشورى: 40]؟ قال: أن يشتمك رجل فتشتمه، أو يفعل بك فتفعل به. فلم أجد عنده شيئًا، فسألت هشام بن حجيرة عن هذه الآية فقال: الجارح إذا جرح يقتصّ منه، وليس هو أن يشتمك فتشتمه)

(3)

.

(1)

جامع البيان، لابن جرير 20/ 423.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 20/ 495. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 289).

(3)

تفسير البستي 2/ 308.

ص: 601

*‌

‌ سورة الزخرف:

361 -

{وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} [الزُّخرُف: 57]. عن سعيد بن معبد، ابن أخي عبيد بن عمير الليثي رضي الله عنه قال:(قال لي ابن عباس: ما لعمّك يقرأ هذه الآية: (يَصُدّون)[الزُّخرُف: 57]؟ إنها ليست كذا، إنما هي {إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} [الزُّخرُف: 57] إذا هم يَهجُون، إذا هم يَضِجّون)

(1)

.

*‌

‌ سورة الدخان:

362 -

قال مسروق: (دخلنا المسجد، فإذا رجل يقُصُّ على أصحابه، ويقول: {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: 10] تدرون ما ذلك الدخان؟ ذلك دخان يأتي يوم القيامة، فيأخذ أسماع المنافقين وأبصارهم، ويأخذ المؤمنين منه شبه الزكام. قال: فأتينا ابن مسعود، فذكرنا ذلك له وكان مضطجعًا، ففزع فقعد، فقال: إن الله عز وجل قال لنبيه: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [ص: 86]، إن من العلم أن يقول الرجل لما لا يعلم: الله أعلم. سأحدثكم عن ذلك: إن قريشًا لما أبطأت عن الإسلام، واستعصت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، دعا عليهم بسنين كسنيّ يوسف، فأصابهم من الجَهد والجوع حتى أكلوا العظام والمَيتة، وجعلوا يرفعون أبصارهم إلى السماء فلا يرون إلا الدّخَان، قال الله تبارك وتعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الدخان: 10 - 11]، فقالوا:{رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} [الدخان: 12]، قال الله جل ثناؤه: {إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 7/ 333. وينظر: جامع البيان، لابن جرير 20/ 624.

ص: 602

الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} [الدخان: 15 - 16] قال: فعادوا يوم بدر فانتقم الله منهم)

(1)

.

363 -

قال عاصم: (شهدت جنازةً فيها زيدُ بن علي، فأنشأ يحدث يومئذٍ، فقال: إن الدخان يجيء قبل يوم القيامة، فيأخذ بأنف المؤمن الزكام، ويأخذ بمسامع الكافر. قال: قلت: رحمك الله، إن صاحبنا عبد الله قد قال غير هذا، قال: إن الدخان قد مضى، وقرأ هذه الآية: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الدخان: 10 - 11]، قال: أصاب الناسَ جَهدٌ حتى جعل الرجل يرى ما بينه وبين السماء دخانًا، فذلك قوله:{فَارْتَقِبْ} [الدخان: 10]، وكذا قرأ عبد الله إلى قوله:{مُؤْمِنُونَ} [الدخان: 12]، قال:{إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلاً} [الدخان: 15]. قلت لزيد: فعادوا، فأعاد الله عليهم بدرًا، فذلك قوله:{وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا} [الإسراء: 8] فذلك يوم بدر. قال: فقبل والله، قال عاصم: فقال رجلٌ يردّ عليه، فقال زيد رحمة الله عليه: أما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال: (إنكم سيجيئكم رُواةٌ، فما وافق القرآن فخذوا به، وما كان غير ذلك فَدَعوه)

(2)

.

364 -

قال علي بن أبي طالب: (لم تمض آية الدخان بعد، يأخذ المؤمن كهيئة الزكام، وتنفخ الكافر حتى ينفد)

(3)

.

365 -

{يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} [الدخان: 16]. قال عكرمة: (قال ابن عباس: قال ابن مسعود: البطشة الكبرى يوم بدر. وأنا أقول: هي يوم القيامة)

(4)

.

366 -

قال إبراهيم: (مرَّ بي عكرمة فسألته عن البطشة الكبرى، فقال: يوم

(1)

جامع البيان، لابن جرير 21/ 14.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 21/ 16.

(3)

تفسير ابن أبي حاتم 10/ 3288.

(4)

جامع البيان، لابن جرير 21/ 27. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 135).

ص: 603

القيامة. قال: قلت: إن عبد الله بن مسعود كان يقول يوم بدر، وأخبرني من سأله بعد ذلك فقال: يوم بدر)

(1)

.

*‌

‌ سورة الأحقاف:

367 -

قال مسروق: (والله ما نزلت في عبد الله بن سلام، ما نزلت إلا بمكة، وما أسلم عبد الله إلا بالمدينة، ولكنها خصومةٌ خاصم بها محمد صلى الله عليه وسلم قومه، قال: فنزلت: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُم بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ} [الأحقاف: 10] قال: فالتوراة مثل القرآن، وموسى مثل محمد صلى الله عليهما وسلم، فآمَنوا بالتوراة وبرسولهم، وكفرتم)

(2)

.

368 -

قال الشعبي: (إن ناسًا يزعمون أن الشاهد على مثله: عبد الله بن سلام، وأنا أعلم بذلك، وإنما أسلم عبد الله بالمدينة، وقد أخبرني مسروق أن آل حم إنما نزلت بمكة، وإنما كانت محاجة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقومه، فقال: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [الأحقاف: 10] يعني: الفرقان، {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} [الأحقاف: 10]، فمثل التوراة الفرقان، التوراة شهد عليها موسى، ومحمد على الفرقان صلى الله عليهما وسلم)

(3)

.

369 -

قال عكرمة: (ليس بعبد الله بن سلام، هذه الآية مكية، فيقول: من آمن من بني إسرائيل فهو كمن آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم

(4)

.

(1)

المرجع السابق.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 21/ 125. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 370).

(3)

المرجع السابق.

(4)

الدر المنثور، للسيوطي 7/ 380.

ص: 604

370 -

قال محمد بن زياد: (لمّا بايع معاوية لابنه، قال مروان: سُنَّة أبي بكر وعمر. فقال عبد الرحمن بن أبي بكر: سُنَّة هرقل وقيصر. فقال مروان: هذا الذي أنزل الله فيه: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا} [الأحقاف: 17] الآية، فبلغ ذلك عائشة فقالت: كَذَبَ والله ما هو به، ولو شئت أن أُسمّي الذي أنزلت فيه لسَمّيته، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن أبا مروان، ومروان في صلبه، فمروان فَضَضٌ من لعنة الله)

(1)

.

*‌

‌ سورة محمد:

371 -

قال ليث: (قلت لمجاهد: بلغني أن ابن عباس قال: لا يحلّ قتل الأُسارى؛ لأن الله تعالى قال: {فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً} [محمد: 4]. فقال مجاهد: لا تعبأ بهذا شيئًا، أدركتُ أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلُّهم يُنكر هذا ويقول: هذه منسوخة، إنما كانت في الهدنة التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين، فأمّا اليوم فلا، يقول الله: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ} [التوبة: 5]، ويقول: {فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ} [محمد: 4] فإن كانوا من مشركي العرب لم يُقبل منهم شيء إلا الإسلام، فإن لم يُسلموا فالقتل، وأمّا من سواهم فإنهم إذا أُسروا فالمسلمين فيهم بالخيار، إن شاءوا قتلوهم، وإن شاءوا استحيَوهم، وإن شاءوا فادَوهم إذا لم يتحوّلوا عن دينهم، فإن أظهروا الإسلام لم يُفادَوا، ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل الصغير والمرأة والشيخ الفاني)

(2)

.

(1)

تفسير النسائي 2/ 290، والدر المنثور، للسيوطي 7/ 384، 8/ 229.

(2)

الدر المنثور، للسيوطي 7/ 397.

ص: 605

*‌

‌ سورة الفتح:

372 -

{سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ} [الفتح: 29]. قال ابن عباس رضي الله عنه: (أما إنه ليس بالذي ترون، ولكنه سِيْما الإسلام وسَحنَتَه وسَمْتَه وخشوعه)

(1)

.

373 -

قال حُميد بن عبد الرحمن: (كنت عند السائب بن يزيد، إذ جاء رجلٌ في وجهه أثرُ السجود، فقال: لقد أفسد هذا وجهَه، أما والله ما هي السِّيما التي سمّى الله، ولقد صلّيتُ على وجهي منذ ثمانين سنة ما أثَّر السجودُ بين عيني)

(2)

.

374 -

منصور بن المعتمر عن مجاهد قال: (هو الخشوع. فقلت: ما كنت أراه إلا هذا الأثر في الوجه. فقال: إنه يكون بين عينيه مثل ركبة العنز، وهو كما شاء الله، -وفي لفظ: ربّما كان بين عَينَي من هو أقسى قلبًا من فرعون-، ولكنه نورٌ في وجوههم من الخشوع)

(3)

.

375 -

قال الضحاك: (أما إنه ليس بالنَّدب في الوجوه، ولكنه الصّفرة)

(4)

.

(1)

جامع البيان، لابن جرير 21/ 323.

(2)

الدر المنثور، للسيوطي 7/ 471.

(3)

جامع البيان، لابن جرير 21/ 323. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 382).

(4)

الكشف والبيان، للثعلبي 9/ 65.

ص: 606

*‌

‌ سورة الحجرات:

376 -

{قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا} [الحُجُرات: 14]. قال قتادة: (لم تعمّ هذه الآيةُ الأعرابَ، إن من الأعراب من يؤمن بالله ويتخذ ما يُنفق قرباتٍ عند الله، ولكنها الطوائف من الأعراب)

(1)

.

*‌

‌ سورة ق:

377 -

قال عبد الله بن عثمان بن خثيم: (سألت عكرمة عن: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ} [ق: 10] فقلت: ما بُسوقها؟ قال: بُسوقها طلعُها؛ ألم تر أنه يقال للشاة إذا حان ولادها: بسقت؟ قال: فرجعت إلى سعيد بن جبير فقلت له، فقال: كذب، بُسوقها طولُها في كلام العرب؛ ألم تر أن الله قال: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ} [ق: 10]، ثم قال: {طَلْعٌ نَّضِيدٌ} [ق: 10])

(2)

.

378 -

قال يعقوب بن عبد الرحمن الزهري: (سألت زيدَ بن أسلم عن قوله تعالى: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 19] إلى قوله: {سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} [ق: 21] فقلت له: من يُراد بهذا؟ فقال: رسولُ الله صلى الله عليه وسلم. فقلت له: رسول الله؟! فقال: ما تُنكر؟ قال الله عز وجل: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى} [الضُّحى: 6 - 7]. قال: ثم سألت صالحَ بن كيسان عنها، فقال لي: هل سألت أحدًا؟ فقلت: نعم، قد سألت عنها زيدَ بن أسلم. فقال: ما قال لك؟ فقلت: بل تخبرني ما

(1)

تفسير عبد الرزاق 3/ 223.

(2)

الدر المنثور، للسيوطي 7/ 516.

ص: 607

تقول. فقال: لأخبرنّك برأيي الذي عليه رأيي، فأخبِرني ما قال لك. قلت: قال يُراد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: وما علمُ زيد! والله ما سنٌّ عالية، ولا لسانٌ فصيح، ولا معرفةٌ بكلام العرب، إنما يُراد بهذا الكافر. ثم قال: اقرأ ما بعدها يدلّك على ذلك. قال: ثم سألت حسينَ بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، فقال لي مثل ما قال صالح: هل سألت أحدًا فأخبرني به؟ قلت: إني قد سألت زيدَ بن أسلم وصالحَ بن كيسان. فقال لي: ما قالا لك؟ قلت: بل تخبرني بقولك. قال: لأخبرنّك بقولي. فأخبرته بالذي قالا لي، قال: أخالفهما جميعًا، يريد بها البرَّ والفاجر، قال الله:{وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 19] .. {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} [ق: 22] قال: فانكشف الغطاء عن البرِّ والفاجر، فرأى كلٌّ ما يصير إليه)

(1)

.

*‌

‌ سورة النجم:

379 -

{فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} [النجم: 9]. قال أبو رَزين: (ليست بهذه القَوس، ولكن قدر الذّراعين أو أدنى، والقابُ هو: القِيد)

(2)

.

380 -

قال عكرمة: (قال ابن عباس: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: 13]: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ربَّه بقلبه. فقال له رجلٌ عند ذلك: أليس: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ} [الأنعام: 103]؟ قال له عكرمة: أليس ترى السماء؟ قال: بلى. قال: أفَكلَّها ترى؟)

(3)

.

(1)

جامع البيان، لابن جرير 21/ 432. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 338).

(2)

جامع البيان، لابن جرير 22/ 16.

(3)

جامع البيان، لابن جرير 22/ 32.

ص: 608

381 -

عن سعيد بن أبي عروبة، عن أبي معشر، عن النخعي:(أنه كان يكره أن يقوم إذا أقيمت الصلاة حتى يجيءَ الإمام، ويقرأ هذه الآية: {وَأَنتُمْ سَامِدُونَ} [النجم: 61]. قال سعيد: وكان قتادة يكره أن يقوم حتى يجيءَ الإمام، ولا يفسّر هذه الآية على ذا)

(1)

.

*‌

‌ سورة القمر:

382 -

{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ} [القمر: 54]. عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «النهر الفضاء والسَّعة، وليس بنهرٍ جارٍ»

(2)

.

*‌

‌ سورة الرحمن:

383 -

{فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ} [الرحمن: 56]. قال عاصم: (قلت لأبي العالية: امرأة طامث. قال: ما طامث؟ فقال رجل: حائض. فقال أبو العالية: حائض! أليس يقول الله عز وجل: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ} [الرحمن: 56])

(3)

.

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 7/ 588.

(2)

الدر المنثور، للسيوطي 7/ 605.

(3)

جامع البيان، لابن جرير 22/ 247.

ص: 609

*‌

‌ سورة الواقعة:

384 -

قال قتادة: (ذاكم عند رب العالمين: {لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة: 79] من الملائكة، فأما عندكم فيمسُّه المشرك والنّجس والمنافق والرِّجس)

(1)

.

385 -

قال أبو العالية: ({لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة: 79]: الملائكة عليهم السلام، ليسوا أنتم يا أصحاب الذنوب)

(2)

.

*‌

‌ سورة الحشر:

386 -

قال سعيد بن جبير: (قلت لابن عباس: سورة الحشر؟ قال: نزلت في بني النضير)

(3)

.

387 -

قال أبو الشعثاء: (قلت لعبد الله بن مسعود: يا أبا عبد الرحمن إني أخاف أن أكون قد هلكت. قال: ولم ذاك؟ قلت: لأني سمعت الله يقول: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9] وأنا رجلٌ شحيحٌ لا يكاد يخرج من يدي شيء. قال: ليس ذاك الشحُّ الذي ذكره الله في القرآن، ولكن الشحَّ أن تأكل مال أخيك ظلمًا، ولكن ذاك البخل، وبئس الشيءُ البخل)

(4)

.

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 8/ 26.

(2)

الدر المنثور، للسيوطي 8/ 27.

(3)

صحيح البخاري 8/ 497. قال ابن حجر: كأنه كره تسميتها بالحشر لئلا يظن أن المراد يوم القيامة، وإنما المراد هنا إخراج بني النضير. فتح الباري 8/ 497.

(4)

تفسير ابن أبي حاتم 10/ 3347، والدر المنثور، للسيوطي 8/ 103. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 249).

ص: 610

388 -

قال ابن عمر رضي الله عنه: (ليس الشّحيح أن يمنع الرجلُ مالَه، ولكنه البخل، وإنه لشرٌّ، إنما الشحُّ أن تطمح عينُ الرجل إلى ما ليس له)

(1)

.

*‌

‌ سورة الممتحنة:

389 -

{وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} [الممتحنة: 12]. قال قتادة: (أخذ عليهن أن لا ينُحن، ولا يحدّثن الرجال. فقال عبد الرحمن بن عوف: إن لنا أضيافًا وإنا نغيب عن نسائنا. فقال: ليس أولئك عنيت)

(2)

.

*‌

‌ سورة الطلاق:

390 -

قال أبو سلمة بن عبد الرحمن: (قيل لابن عباس في امرأةٍ وضعت بعد وفاة زوجها بعشرين ليلة، أيصلح لها أن تتزوج؟ قال: لا، إلا آخر الأجلين. قال: قلت قال الله تبارك وتعالى: {وَأُوْلاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطلاق: 4]. قال: إنما ذلك في الطلاق، قال أبو هريرة: أنا مع ابن أخي. -يعني أبا سلمة-، فأرسل غلامه كُريبًا فقال: ائت أم سلمة فسلها هل كان هذا سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فجاءها فقال: قالت: نعم، سُبَيعة الأسلمية وضعت بعد وفاة زوجها بعشرين ليلةً، فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تتزوج، وكان أبو السنابل فيمن خطبها)

(3)

.

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 8/ 103.

(2)

الدر المنثور، للسيوطي 8/ 136.

(3)

تفسير النسائي 2/ 447، والدر المنثور، للسيوطي 8/ 192. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 142).

ص: 611

391 -

{وَلا يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ} [الطلاق: 1]. قال عكرمة: (بفحش، لو زنت رُجمت)

(1)

.

*‌

‌ سورة التحريم:

392 -

{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا} [التحريم: 10]. قال ابن عباس رضي الله عنه: (ما زنتا، أما خيانة امرأة نوح فكانت تقول للناس إنه مجنون، وأما خيانة امرأة لوط فكانت تدل على الضيف، فتلك خيانتهما)

(2)

.

*‌

‌ سورة القلم:

393 -

{عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} [القلم: 13]. قال محمد بن إسحاق: (لم يقل "زنيم" لعَيبٍ في نسبه؛ لأن الله لا يَعيب أحدًا بنسب، ولكنه حقّق بذلك نعتَه ليُعرَف، والزَّنيم: العَديدُ للقوم)

(3)

.

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 8/ 182.

(2)

الدر المنثور، للسيوطي 8/ 212. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 182).

(3)

السيرة النبوية، لابن هشام 1/ 360.

ص: 612

*‌

‌ سورة المعارج:

394 -

{تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى} [المعارج: 17]. قال الخليل: (إنه ليس كالدعاء تعالوا، ولكن دعوتها إياهم تمكنّها من تعذيبهم، وفعلها بهم ما تفعل)

(1)

.

395 -

{الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ} [المعارج: 23]. عن مرثد بن عبد الله أن عقبة بن عامر قال لهم: (الذين هم على صلواتهم دائمون؟ قال: قلنا: الذين لا يزالون يصلون. فقال: لا، ولكن الذين إذا صلوا لم يلتفتوا يمينًا ولا شمالًا)

(2)

.

*‌

‌ سورة المدثر:

396 -

{فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} [المدَّثر: 51]. قال عكرمة: (قسورة: الرماة. فقال رجل: هو الأسد بلسان الحبشة. فقال عكرمة: اسم الأسد بلسان الحبشة عنبسة)

(3)

.

397 -

قال عطاء: (سُئل ابن عباس عن القسورة، فقال ناسٌ عنده هو: الأسد. فقال ابن عباس: هم الرجال الرُّماة القُنْص)

(4)

.

398 -

قال أبو جمرة: (قلت لابن عباس: القسورة: الأسد. فقال: ما أعلمه بلغة أحد من العرب الأسد، هم عصبة الرجال)

(5)

.

(1)

الكشف والبيان، للثعلبي 10/ 38.

(2)

الكشف والبيان، للثعلبي 10/ 40.

(3)

جامع البيان، لابن جرير 23/ 456.

(4)

تفسير ابن وهب 1/ 10.

(5)

الدر المنثور، للسيوطي 8/ 313. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 293).

ص: 613

*‌

‌ سورة التكوير:

399 -

{الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} [التكوير: 16]. قال المغيرة: (سُئل مجاهد عن الجواري الكنّس، قال: لا أدري، يزعمون أنها البقر. قال: فقال إبراهيم: ما لا تدري هي البقر. قال: يذكرون عن علي رضي الله عنه أنها النجوم. قال: يكذبون على عليّ عليه السلام

(1)

.

*‌

‌ سورة المطففين:

400 -

{خِتَامُهُ مِسْكٌ} [المطفِّفين: 26]. قال ابن مسعود رضي الله عنه: (أما إنه ليس بالخاتم الذي يُختم، أما سمعتم المرأة من نساءكم تقول: طِيبُ كذا وكذا خِلطه مسك؟ إنما هو: خِلطه مسك، ليس بخاتم يُختتم)

(2)

.

*‌

‌ سورة الانشقاق:

401 -

قالت عائشة رضي الله عنها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نوقش الحسابَ يوم القيامة عُذّب» فقالت: أليس قال الله: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً} [الانشقاق: 8]؟ فقال: «ليس ذلك بالحساب، إنما ذلك العرض، من نوقش الحسابَ يوم القيامة عُذّب»

(3)

.

(1)

جامع البيان، لابن جرير 24/ 156.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 24/ 216. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 207).

(3)

جامع البيان، لابن جرير 24/ 237. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 56).

ص: 614

*‌

‌ سورة البروج:

402 -

سأل رجلٌ الحسنَ بن علي عن: ({وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} [البروج: 3]؟ قال: سألت أحدًا قبلي؟ قال: نعم، سألت ابنَ عمر وابنَ الزبير، فقالا: يوم الذبح ويوم الجمعة. قال: لا، ولكن الشاهد محمد. ثم قرأ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً} [النساء: 41]، والمشهود يوم القيامة. ثم قرأ: {ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ} [هود: 103])

(1)

.

*‌

‌ سورة الأعلى:

403 -

قال عطاء: (قلت لابن عباس: أرأيت قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} [الأعلى: 14] للفطر؟ قال: لم أسمع بذلك، ولكن الزكاة كلَّها. ثم عاودته فيها، فقال لي: والصدقات كلّها)

(2)

.

*‌

‌ سورة الزلزلة:

404 -

عن أنس رضي الله عنه قال: (بينما أبو بكر الصديق رضي الله عنه يأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ نزلت عليه: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} [الزلزلة: 7 - 8]. فرفع أبو بكر يده، وقال: يا رسول الله إني لراءٍ ما عملتُ من

(1)

جامع البيان، لابن جرير 24/ 266. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 147).

(2)

الدر المنثور، للسيوطي 8/ 445.

ص: 615

مثقالِ ذرّةٍ من شرّ؟ فقال: «يا أبا بكر أرأيت ما ترى في الدنيا مما تكره، فبمثاقيل ذرٍّ من شرّ، ويُدّخر لك ذرُّ الخير حتى توَفّاه يوم القيامة. وفي لفظ: ما ترون مما تكرهون فذاك مما تجزون به، ويُدّخر الخيرُ لأهله في الآخرة»

(1)

.

*‌

‌ سورة العاديات:

405 -

قال ابن عباس رضي الله عنه: (بينما أنا في الحِجر جالس، أتاني رجلٌ يسأل عن {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً} [العاديات: 1]؟ فقلت له: الخيل حين تعدوا في سبيل الله، ثم تأوي إلى الليل، فيصنعون طعامهم ويورون نارهم. فانفتل عني، فذهب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو تحت سقاية زمزم، فسأله عن {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً} [العاديات: 1]؟ فقال: سألت عنها أحدًا قبلي؟ قال: نعم، سألت عنها ابنَ عباس، فقال: الخيل حين تغير في سبيل الله. فقال: اذهب فادعه لي. فلما وقفت على رأسه قال: تُفتي الناس بما لا علم لك به، والله لكانت أوّل غزوة في الإسلام لبدر، وما كان معنا إلا فَرَسان، فرسٌ للزبير، وفرسٌ للمقداد، فكيف تكون العاديات ضبحًا! إنما العاديات ضبحًا من عرفة إلى مزدلفة إلى منى. قال ابن عباس: فنزعت عن قول، ورجعت إلى الذي قال علي رضي الله عنه

(2)

.

406 -

أبو صالح عن علي رضي الله عنه أنه كان يقول: (هي الإبل في الحج. فقال عكرمة: كان ابن عباس يقول: هي الخيل في القتال. قال أبو صالح: مولاي أفقه من مولاك)

(3)

.

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 8/ 542.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 24/ 573. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 149).

(3)

تفسير عبد الرزاق 3/ 452، والدر المنثور، للسيوطي 8/ 548.

ص: 616

407 -

عن موسى بن علي بن رباح عن أبيه قال: (كنت عند مسلمة بن مخلد وعنده عبد الله بن عمرو بن العاص، فتمثل مسلمة ببيتٍ من شعر أبي طالب، فقال: لو أن أبا طالب رأى ما نحن فيه اليوم من نعمة الله وكرامته لعلم أن ابنَ أخيه سيّدٌ قد جاء بخير كثير. فقال عبد الله: ويومئذ كان سيّدًا كريمًا قد جاء بخير كثير. فقال مسلمة: ألم يقل الله: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى} [الضُّحى: 6 - 8]؟ فقال عبد الله: أما اليتيم فقد كان يتيمًا من أبويه، وأما العَيلة فكلّ ما كان بأيدي العرب إلى القِلّة)

(1)

.

*‌

‌ سورة الماعون:

408 -

قال مصعب بن سعد: (قلت لأبي: أرأيت قول الله عز وجل: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 5] أهي تركها؟ قال: لا، ولكن تأخيرها عن وقتها)

(2)

.

409 -

قال مصعب بن سعد: (قلت لسعد: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 5] أهو ما يحدّث أحدنا به نفسَه في صلاته؟ قال: لا، ولكن السّهوَ أن يؤخرَها عن وقتها)

(3)

.

410 -

قال مالك بن دينار: (جمعَنا الحسنُ لعرض المصاحف أنا وأبا العالية ونصرَ بن عاصم الليثي وعاصمًا الجحدريّ، فقال رجلٌ: يا أبا العالية قول الله تعالى في كتابه: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 4 - 5] ما هذا

(1)

الدر المنثور، للسيوطي 8/ 499.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 24/ 659. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 298).

(3)

جامع البيان، لابن جرير 24/ 660.

ص: 617

السّهو؟ قال: الذي لا يدري عن كم ينصرف، عن شفعٍ أو عن وِتر. فقال الحسن: مه يا أبا العالية ليس هذا، بل الذين سهوا عن ميقاتهم حتى تفوتهم؛ ألا ترى قوله عز وجل:{عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 5])

(1)

.

411 -

{وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} [الماعون: 7]. سأل رجلٌ ابنَ عمر عن الماعون، فقال:(هو المال الذي لا يؤدَّى حقُّه. وفي لفظ: هو منع الحقّ. فقال الرجل: إن ابنَ مسعود يقول: هو المتاع الذي يتعاطاه الناس بينهم. قال: هو ما أقول لك)

(2)

.

*‌

‌ سورة الكوثر:

412 -

{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر: 1]. قال سعيد بن جبير: (إن ابن عباس قال في الكوثر: هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه. قال أبو بشر -الراوي عن ابن جبير-: فقلت لسعيد: فإن ناسًا يزعمون أنه نهرٌ في الجنة. قال: فقال سعيد: النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه)

(3)

.

413 -

قال عطاء بن السائب: (قال لي محارب بن دثار: ما قال سعيد بن جبير في الكوثر؟ قلت: حدثنا عن ابن عباس أنه قال: هو الخير الكثير. فقال: سبحان الله، ما أقلّ ما يسقط لابن عباس قول! وفي لفظ: صدقت والله إنه للخير الكثير، ولكن سمعت ابن عمر قال: لمّا نزلت {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر: 1] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الكوثر نهر في الجنة، حافّتاه من ذهب، يجري على الدرّ والياقوت، تربته أطيب

(1)

تفسير عبد الرزاق 3/ 464.

(2)

جامع البيان، لابن جرير 24/ 668. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 303).

(3)

جامع البيان، لابن جرير 24/ 682. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 374).

ص: 618

من المسك، وماؤه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل». قال: صدق والله إنه لَلخير الكثير)

(1)

.

*‌

‌ سورة النصر:

414 -

قال ابن عباس رضي الله عنه: (كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فكأنّ بعضهم وجدَ في نفسه، فقال: لِمَ تُدخل هذا معنا ولنا أبناءُ مثله؟ فقال عمر: إنه مَنْ حيثُ علمتم. فدعاه ذات يوم فأدخله معهم، فما رأيت أنه دعاني يومئذ إلا ليُرِيهم، قال: ما تقولون في قول الله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1]؟ فقال بعضهم: أُمِرنَا نحمدُ اللهَ ونستغفِرُه إذا نَصرَنا وفَتحَ علينا. وسكت بعضهم فلم يقل شيئًا. فقال لي: أكذاك تقول يا ابنَ عباس؟ فقلت: لا. قال: فما تقول؟ قلت: هو أجَلُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أَعْلَمَه له؛ قال: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] وذلك علامةُ أَجَلِك: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً} [النصر: 3]. فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تقول)

(2)

.

* * *

(1)

مسند أحمد 10/ 145، وجامع البيان، لابن جرير 24/ 489.

(2)

صحيح البخاري 8/ 606 (4970). وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: 156).

ص: 619

‌فهرس المصادر والمراجع

أولًا: القرآن الكريم.

ثانيًا: المخطوطات والرسائل العلمية غير المطبوعة:

1 -

الإتحاف بتمييز ما تبع فيه البيضاويُّ صاحبَ الكشَّاف، لمحمد بن يوسف الشامي، مخطوط في نسختين: الأولى في دار الكتب الظاهرية برقم 4488 فق، والثانية مصورة في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة برقم 4249.

2 -

أحكام القرآن (قطعة تحتوي تفسير سورتي: المائدة والأنعام)، لابن الفرس الأندلسي المالكي (ت: 597)، مخطوط في المكتبة الملكية المغربية برقم 5040.

3 -

الاختصار في التفسير، لعلي بن سعيد العَمْري، رسالة ماجستير، بجامعة أم القرى، بمكة المكرمة، عام 1425.

4 -

تفسير إسحاق بن إبراهيم البستي (ت: 307)، من أول سورة النمل إلى الآية 12 من سورة النجم، تحقيق ودراسة، رسالة دكتوراه، لعثمان معلم محمود شيخ علي، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، عام 1416.

5 -

تفسير أبي محمد إسحاق بن إبراهيم البستي القاضي (ت: 307)، من أول سورة الكهف حتى نهاية سورة الشعراء، دراسة وتحقيق، رسالة دكتوراه، لعوض بن محمد بن ظافر العمري، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، عام 1413.

6 -

الجامع لعلم القرآن (الجزء العاشر منه)، لأبي الحسن الرُّمَّاني (ت: 384)، مخطوط في (349) صفحة، معهد المخطوطات العربية بالقاهرة/ تفسير غير مفهرس م - 361، رقم 92، مكتبة طشقند 3137.

ص: 647

7 -

شفاء الصدور (المقدمة)، لأبي بكر النقاش محمد بن الحسن بن محمد (ت: 351)، مخطوط برقم 3389 ف.

8 -

قول الصحابي وأثره في الأحكام الشرعية، لبابكر محمد الشيخ الفادني، رسالة ماجستير، في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض، 1400.

9 -

الكامل في القراءات الخمسين، لأبي القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465)، مخطوط في (500) صفحة، نسخة رواق المغاربة بالأزهر، برقم (369).

10 -

الكشف والبيان عن تفسير القرآن (المقدمة)، للثعلبي أحمد بن محمد (ت: 427)، مخطوط في (320) صفحة، نسخة المكتبة المحمودية، بمكتبة المدينة المنورة العامة، 98 تفسير.

11 -

المصابيح في تفسير القرآن، للوزير المغربي أبي القاسم الحسين بن علي (ت: 418)، مخطوط في مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود (2/ 206 - 207/ 2002).

12 -

مقدمات تفسير الأصفهاني (ت: 749) دراسة وتحقيق، لإبراهيم بن سليمان الهويمل، بحث أكاديمي، نسخة المحقق، 1420.

ثالثًا: المطبوعات:

13 -

الآحاد والمثاني، لابن أبي عاصم، ت: باسم فيصل الجوابرة، دار الراية، الرياض، ط 1، 1411.

14 -

آراء المعتزلة الأصولية، لعلي بن سعد الضويحي، مكتبة الرشد، الرياض، ط 2، 1417.

15 -

الإبانة عن أصول الديانة، لأبي الحسن الأشعري، دار الأنصار، القاهرة، ط 1، 1397.

16 -

الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية، لابن بطة العكبري، ت: رضا نعسان معطي، وزميليه، دار الراية، الرياض، ط 2، 1415.

ص: 648

17 -

إتحاف ذوي البصائر بشرح روضة الناظر، لعبد الكريم النملة، مكتبة الرشد، الرياض، ط 1، 1422.

18 -

إتقان البرهان في علوم القرآن، لفضل حسن عباس، دار الفرقان، عمَّان، ط 1، 1997 م.

19 -

الإتقان في علوم القرآن، لجلال الدين السيوطي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1421.

20 -

أثر التطور الفكري في التفسير في العصر العباسي، لمساعد مسلم آل جعفر، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 1، 1405.

21 -

الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة، لبدر الدين الزركشي، ت: رفعت فوزي عبد المطلب، مكتبة الخانجي، ط 1، 1421.

22 -

الإجماع، لابن المنذر، ت: فؤاد عبد المنعم أحمد، دار المسلم، ط 1، 1425.

23 -

إجمال الإصابة في أقوال الصحابة، للعلائي، ت: محمد سليمان الأشقر، مركز المخطوطات والتراث، الكويت، ط 1، 1407.

24 -

أجوبة العلامة الفقيه أبي عبد الله ابن البقال على أسئلة الفقيه أبي زيد القيسي في حَلِّ إشكالات تتعلق بآيات، ضمن مجموع: لقاء العشر الأواخر في المسجد الحرام، رسالة رقم (65)، دار البشائر الإسلامية، ط 1، 1421.

25 -

الأحاديث المختارة، للضياء المقدسي، ت: عبد الملك بن دهيش، مكتبة النهضة الحديثة، مكة المكرمة، ط 1، 1410.

26 -

أحكام أهل الذمة، لابن القيم، ت: يوسف بن أحمد البكري، وشاكر بن توفيق العاروري، رمادي للنشر، الدمام، ط 1، 1418.

27 -

الإحكام في أصول الأحكام، لابن حزم، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1405.

28 -

الإحكام في أصول الأحكام، للآمدي، تعليق: عبد الرزاق عفيفي، دار الصميعي، الرياض، ط 1، 1424.

ص: 649

29 -

أحكام القرآن، للشافعي، جمعه البيهقي، ت: عبد الغني عبد الخالق، دار الكتب العلمية، بيروت، 1412.

30 -

أحكام القرآن، للقاضي إسماعيل بن إسحاق، ت: عامر حسن صبري، دار ابن حزم، ط 1، 1426.

31 -

أحكام القرآن، للطحاوي، ت: سعد الدين أونال، نشر مركز البحوث الإسلامية التابع لوقف الديانة التركي، إستانبول، ط 1، 1416.

32 -

أحكام القرآن، للجصاص، ت: عبد السلام شاهين، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1415.

33 -

أحكام القرآن، لابن العربي، ت: عبد الرزاق المهدي، دار الكتاب العربي، بيروت، ط 1، 1421.

34 -

أحكام القرآن، لابن الفرس، ت: طه بن علي بو سريح، وزميليه، دار ابن حزم، بيروت، ط 1، 1427.

35 -

إحياء علوم الدين، لأبي حامد الغزالي، دار المعرفة، بيروت.

36 -

أخبار القضاة، لوكيع، ت: عبد العزيز المراغي، مطبعة السعادة، مصر، تصوير عالم الكتب، بيروت، ط 1، 1366.

37 -

أخبار مكة، للأزرقي، ت: رشدي الصالح، دار الأندلس، بيروت، 1416.

38 -

أخبار النحويين البصريين، للسيرافي، ت: محمد إبراهيم البنا، دار الاعتصام، القاهرة، ط 1، 1405.

39 -

أدب الكاتب، لابن قتيبة، ت: محمد محي الدين عبد الحميد، المكتبة التجارية، مصر، ط 4، 1963 م.

40 -

الأدب المفرد، للبخاري، ت: محمد فؤاد عبد الباقي، دار البشائر الإسلامية، بيروت، ط 3، 1409.

41 -

الأدلة الاستئناسية عند الأصوليين، لأشرف بن محمود الكناني، دار النفائس، عمَّان، ط 1، 1425.

ص: 650

42 -

إرشاد العقل السليم، لأبي السعود، دار إحياء التراث العربي، بيروت.

43 -

إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول، للشوكاني، ت: محمد سعيد البدري، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، ط 4، 1414.

44 -

أساس البلاغة، للزمخشري، ت: محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1419.

45 -

أسباب اختلاف المفسرين، لمحمد بن عبد الرحمن الشايع، مكتبة العبيكان، الرياض، ط 1، 1416.

46 -

أسباب الخطأ في التفسير، لطاهر محمود محمد يعقوب، دار ابن الجوزي، الدمام، ط 1، 1425.

47 -

أسباب النُّزول، للواحدي، ت: عصام عبد المحسن الحميدان، دار الذخائر، 1420.

48 -

الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار وعلماء الأقطار، لابن عبد البر، ت: سالم محمد عطا، ومحمد علي معوض، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1423.

49 -

الاستيعاب في معرفة الأصحاب، لابن عبد البر، ت: علي محمد البجاوي، دار الجيل، بيروت، ط 1، 1412.

50 -

الأسماء والصفات، للبيهقي، تعليق: محمد زاهد الكوثري، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1405.

51 -

الإشارات الإلهية إلى المباحث الأصولية، للطوفي، ت: حسن بن عباس قطب، الفاروق الحديثة، القاهرة، ط 2، 1424.

52 -

الأشباه والنظائر، لمقاتل بن سليمان، ت: عبد الله شحاته، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ط 2، 1414.

53 -

الأشباه والنظائر، لابن نجيم، ت: محمد مطيع حافظ، دار الفكر، دمشق، ط 1، 1403.

ص: 651

54 -

الأشباه والنظائر في النحو، للسيوطي، ت: فايز ترحيني، دار الكتاب العربي، ط 1، 1404.

55 -

الأشباه والنظائر في قواعد وفروع فقه الشافعية، للسيوطي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1399.

56 -

الاشتراك والتضاد في القرآن الكريم، لأحمد مختار عمر، عالم الكتب، القاهرة، ط 1، 1423.

57 -

الإصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر، ت: عادل عبد الموجود، وعلي معوض، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1415.

58 -

إصلاح المنطق، لابن السِّكِّيت، ت: أحمد شاكر، وعبد السلام هارون، دار المعارف، ط 4.

59 -

أصول التفسير وقواعده، لخالد عبد الرحمن العك، دار النفائس، عمَّان، ط 3، 1414.

60 -

أصولٌ في التفسير، لابن عثيمين، مكتبة السنة، القاهرة، ط 1، 1419.

61 -

الأضداد، لمحمد بن القاسم الأنباري، ت: محمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية، صيدا، 1407.

62 -

الأقطار والبلدان، لمصطفى فاخوري، دار المعرفة، بيروت، ط 1، 1424.

63 -

أضواء البيان، لمحمد الأمين الشنقيطي، ت: محمد عبد العزيز الخالدي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1417.

64 -

الاعتصام، للشاطبي، ت: عبد الرزاق المهدي، دار الكتاب العربي، ط 1، 1417.

65 -

إعراب القرآن، للنحاس، ت: عبد المنعم إبراهيم، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1421.

66 -

الأعلام، للزِّرِكْلِي، دار العلم للملايين، بيروت، ط 6، 1984.

67 -

إعلام الموقعين عن رب العالمين، لابن القيم، ت: مشهور بن حسن آل سلمان، دار ابن الجوزي، ط 1، 1423.

ص: 652

68 -

إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان، لابن القيم، ت: حسان عبد المنان، وعصام الحرستاني، مؤسسة الرسالة، ط 1، 1414.

69 -

الأغاني، لأبي الفرج الأصفهاني، ت: إحسان عباس، وآخرون، دار صادر، بيروت، ط 1، 1423.

70 -

الإفصاح عن معاني الصحاح، لابن هبيرة، ت: فؤاد عبد المنعم أحمد، دار الوطن، الرياض، ط 2، 1417.

71 -

الإقناع في القراءات السبع، لابن الباذش، ت: عبد المجيد قطامش، مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، ط 1، 1403.

72 -

الأقوال الشاذَّة في التفسير، لعبد الرحمن بن صالح الدهش، نشر مجلة الحكمة، بريطانيا، ط 1، 1425.

73 -

الإكليل في استنباط التنْزيل، للسيوطي، ت: عامر بن علي العرابي، دار الأندلس الخضراء، جدة، ط 1، 1422.

74 -

الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب، لابن ماكولا، دار الكتب العربية، بيروت، ط 1، 1411.

75 -

إلجام العوام عن علم الكلام، لأبي حامد الغزالي ت: محمد المعتصم بالله البغدادي، دار الكتاب العربي، بيروت، ط 1، 1406.

76 -

الأمالي، لأبي علي القالي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1398.

77 -

أمالي المرتضى (غرر الفوائد ودرر القلائد)، للشريف المرتضى، ت: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر العربي، القاهرة، 1998 م.

78 -

أمالي المرزوقي، لأحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي، ت: يحيى وهيب الجبوري، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط 1، 1995 م.

79 -

الأمالي المطلقة، لابن حجر، ت: حمدي عبد المجيد السلفي، المكتب الإسلامي، بيروت، ط 1، 1416.

ص: 653

80 -

الإمام ابن تيمية وقضية التأويل، لمحمد السيد الجليند، نشر مكتبات عكاظ، مكة المكرمة، ط 3، 1403.

81 -

الإمام في بيان أدلة الأحكام، للعز بن عبد السلام السلمي، ت: رضوان مختار بن غربية، دار البشائر الإسلامية، بيروت، ط 1، 1407.

82 -

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لعبد الغني المقدسي، ت: فالح بن محمد الصغير، دار العاصمة، الرياض، ط 1، 1417.

83 -

الأمهات في الأبواب النحوية، لحسن أحمد العثمان، المكتبة المكية، مكة المكرمة، ط 1، 1425.

84 -

الأنساب، للسمعاني، ت: عبد الله عمر البارودي، دار الفكر، بيروت، ط 1، 1998 م.

85 -

الإنصاف في التنبيه على المعاني والأسباب التي أوجبت الاختلاف بين المسلمين في آرائهم، للبطليوسي، ت: محمد رضوان الداية، دار الفكر، دمشق، ط 3، 1424.

86 -

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة من غرائب آي التنْزيل (تفسير الرازي)، لمحمد بن أبي بكر الرازي، ت: محمد رضوان الداية، دار الفكر، دمشق، ط 2، 1416.

87 -

أنوار التنْزيل وأسرار التأويل، للبيضاوي، تقديم: محمود الأرناؤوط، دار صادر، بيروت، ط 1، 2001 م.

88 -

أهم خصائص السور والآيات المكية ومقاصدها، لأحمد عباس الدوري، دار عمار، عمَّان، ط 1، 1420.

89 -

إيثار الحق على الخلق في رد الخلافات إلى المذهب الحق من أصول التوحيد، لابن الوزير اليماني، ت: أحمد مصطفى حسين، الدار اليمنية، 1405.

90 -

الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه ومعرفة أصوله واختلاف الناس فيه، مكي بن أبي طالب القيسي، ت: أحمد حسن فرحات، دار المنارة، جدة، ط 1، 1406.

91 -

الإيمان، لابن منده، ت: علي بن ناصر الفقيهي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 2، 1406.

ص: 654

92 -

بحر العلوم، لأبي الليث السمرقندي، ت: علي معوض، وآخرون، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1413.

93 -

البحر المحيط، لأبي حيان الأندلسي، ت: عادل عبد الموجود، وعلي معوض، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1422.

94 -

البحر المحيط في أصول الفقه، للزركشي، ت: محمد محمد تامر، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1421.

95 -

بحوث في أصول التفسير، لفهد بن عبد الرحمن الرومي، مكتبة التوبة، الرياض، ط 4، 1419.

96 -

بدائع التفسير الجامع لتفسير الإمام ابن القيم الجوزية، ليسري السيد محمد، دار ابن الجوزي، الدمام، ط 1، 1414.

97 -

بداية المجتهد ونهاية المقتصد، لابن رشد القرطبي، دار ابن حزم، ط 1، 1420.

98 -

البداية والنهاية، لابن كثير، ت: علي معوض، وعادل عبد الموجود، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1415.

99 -

البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، للشوكاني، دار المعرفة، بيروت، ط 1، 1348.

100 -

بدع التفاسير، لعبد الله محمد الصديق الغماري، مكتبة القاهرة، مصر، ط 1، 1385.

101 -

البرهان في علوم القرآن، للزركشي، ت: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، 1422.

102 -

البشارة العظمى للمؤمن بأن حظه من النار الحمى، لابن رجب الحنبلي، ضمن: مجموع رسائل ابن رجب الحنبلي، ت: طلعت الحلواني، الفاروق الحديثة، القاهرة، ط 2، 1424.

103 -

بصائر ذوي التمييز، للفيروزابادي، ت: محمد علي النجار، المكتبة العلمية، بيروت.

ص: 655

104 -

البعث والنشور، للبيهقي، ت: عامر أحمد حيدر، مركز الخدمات والأبحاث الثقافية، بيروت، ط 1، 1406.

105 -

بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، للسيوطي، ت: محمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية، صيدا.

106 -

بيان إعجاز القرآن، للخطابي، ضمن: ثلاث رسائل في إعجاز القرآن، للرماني والخطابي والجرجاني، ت: محمد خلف الله أحمد، ومحمد زغلول سلام، دار المعارف، ط 4.

107 -

بيان فضل علم السلف على علم الخلف، لابن رجب الحنبلي، ت: محمد بن ناصر العجمي، دار البشائر الإسلامية، بيروت، ط 1، 1416.

108 -

بهجة الأريب في بيان الغريب، لعلي بن عثمان التركماني، ت: علي حسين البواب، مكتبة المنار، الزرقاء، الأردن، 1410.

109 -

تأثير المعتزلة في الخوارج والشيعة، لعبد اللطيف عبد القادر الحفظي، دار الأندلس الخضراء، جدة، ط 1، 1421.

110 -

تاريخ الأمم والملوك، لابن جرير الطبري، دار الكتب العلمية، بيروت.

111 -

تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي، دار الكتب العلمية، بيروت.

112 -

تاريخ الجبرتي (عجائب الآثار في التراجم والأخبار)، لعبد الرحمن الجبرتي، دار الجيل، بيروت.

113 -

تاريخ دمشق، لابن عساكر، ت: عمر بن غرامة العمري، دار الفكر، بيروت، 1995 م.

114 -

التاريخ الكبير، للبخاري، ت: السيد هاشم الندوي، دار الفكر، بيروت.

115 -

تأويل مشكل القرآن، لابن قتيبة، ت: إبراهيم شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1423.

116 -

التبيان في أقسام القرآن، لابن القيم، ت: عصام فارس الحرستاني، ومحمد الزغلي، مؤسسة الرسالة، ط 1، 1414.

ص: 656

117 -

تتمة أضواء البيان، لعطية محمد سالم، مطبوع مُكَمِّلًا لأضواء البيان، للشنقيطي، ت: محمد الخالدي، من المجلد الثامن حتى آخر التفسير، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1417.

118 -

التحبير في علم التفسير، للسيوطي، ت: فتحي عبد القادر فريد، دار المنار، القاهرة، 1406.

119 -

التحرير والتنوير، للطاهر ابن عاشور، نشر الدار التونسية.

120 -

تحصيل نظائر القرآن، للحكيم الترمذي، ت: حسني نصر زيدان، مطبعة السعادة، مصر، ط 1، 1389.

121 -

تحفة الأبرار بنكت الأذكار، لابن حجر العسقلاني، مطبوع بذيل الأذكار، للنووي، ت: بشير محمد عيون، مكتبة المؤيد، الطائف، ط 1، 1408.

122 -

تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل، للعراقي، ت: عبد الله نوارة، مكتبة الرشد، الرياض، ط 1، 1999 م.

123 -

تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، لأبي العلا المباركفوري، دار الكتب العلمية، بيروت.

124 -

تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب، لأبي حيان الأندلسي، ت: سمير طه المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، ط 2، 1408.

125 -

التحف في مذاهب السلف، للشوكاني، مطبعة المدني، نشر الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة.

126 -

تذكرة الحفاظ، للقيسراني، ت: حمدي عبد المجيد السلفي، دار الصميعي، الرياض، ط 1، 1415.

127 -

الترغيب والترهيب، للمنذري، ت: إبراهيم شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1417.

128 -

التسهيل لعلوم التنْزيل، لابن جزي الغرناطي، ت: رضا فرج الهمامي، المكتبة العصرية، صيدا، ط 1، 1423.

ص: 657

129 -

التعبير القرآني، لفاضل صالح السامرائي، دار عمار، عمَّان، ط 2، 1422.

130 -

تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة، لابن حجر، ت: إكرام الله إمداد الحق، دار الكتاب العربي، بيروت، ط 1.

131 -

التعريفات، للشريف الجرجاني، ت: محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1421.

132 -

تعظيم قدر الصلاة، لابن نصر المروزي، ت: عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي، مكتبة الدار، المدينة المنورة، ط 1، 1406.

133 -

تفسير آيات أشكلت على كثير من العلماء، لابن تيمية، ت: عبد العزيز بن محمد الخليفة، مكتبة الرشد، الرياض، ط 1، 1417.

134 -

تفسير الإمام الذهبي، جمع وتحقيق: سعود عبد الله الفنيسان، مكتبة العبيكان، الرياض، ط 1، 1424.

تفسير البستي=تفسير إسحاق بن إبراهيم

تفسير البيضاوي=أنوار التنْزيل

135 -

تفسير التستري، لسهل بن عبد الله التستري، ت: محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1423.

تفسير الثوري=تفسير سفيان الثوري

تفسير ابن أبي حاتم=تفسير القرآن العظيم

136 -

تفسير الحداد (كشف التنْزيل عن تحقيق المباحث والتأويل)، لأبي بكر الحداد اليمني، ت: محمد إبراهيم يحيى، دار المدار الإسلامي، ط 1، 2003 م.

137 -

تفسير الراغب الأصفهاني من أول سورة آل عمران، حتى نهاية آية (113) من سورة النساء، ت: عادل علي الشدي، مدار الوطن، ط 1، 1424.

138 -

تفسير ابن رجب الحنبلي، جمع: طارق بن عوض الله محمد، دار العاصمة، الرياض، ط 1، 1422.

تفسير الذهبي=تفسير الإمام الذهبي

تفسير أبو السعود=إرشاد العقل السليم

ص: 658

139 -

تفسير سفيان الثوري، ت: امتياز علي عريشي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1403.

تفسير السمرقندي=بحر العلوم

تفسير السمعاني=تفسير القرآن

140 -

تفسير سورة ق والقيامة والنبأ والانشقاق والطارق، للطوفي، ت: علي حسين البواب، مكتبة التوبة، الرياض، ط 1، 1412.

141 -

تفسير سورة العصر، لعبد العزيز عبد الفتاح قارئ، مكتبة الدار، المدينة المنورة، ط 1، 1414.

142 -

تفسير الصحابة، لعبد الله أبو السعود بدر، دار ابن حزم، ط 1، 1421.

143 -

تفسير عبد الرزاق بن همام الصنعاني، ت: محمود محمد عبده، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1419.

تفسير ابن عثيمين=تفسير القرآن الكريم

144 -

تفسير سفيان بن عيينة، لأحمد صالح محايري، المكتب الإسلامي، ط 1، 1403.

145 -

تفسير غريب القرآن، لابن قتيبة، ت: إبراهيم محمد رمضان، دار ومكتبة الهلال، بيروت، ط 1، 1411.

146 -

تفسير القاسمي (محاسن التأويل)، لمحمد جمال الدين القاسمي، ت: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، طط 1، 1415.

147 -

تفسير القرآن، لأبي المظفر السمعاني، ت: ياسر بن إبراهيم، وغنيم بن عباس، دار الوطن، الرياض، ط 1، 1418.

148 -

تفسير القرآن العزيز، لابن أبي زمنين، ت: عبد الله عكاشة، ومحمد الكنْز، الفاروق الحديثة، القاهرة، ط 1، 1423.

149 -

تفسير القرآن العظيم، لابن أبي حاتم، ت: أحمد بن عبد الله العماري الزهراني، وحكمت بشير ياسين، مكتبة الدر بالمدينة المنورة، ودار طيبة بالرياض، ودار ابن القيم بالدمام، ط 1، 1408. وطبعة: مكتبة نزار الباز، بمكة المكرمة، ط 3، 1424، ت: أسعد محمد الطيب.

ص: 659

150 -

تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، ت: محمد إبراهيم البنا، دار ابن حزم، ط 1، 1419. وطبعة: دار الفكر، بيروت، ط 2، 1408، ت: حسين إبراهيم زهران. وطبعة: دار طيبة، الرياض، ط 1، 1418، ت: سامي السلامة.

151 -

تفسير القرآن الكريم، لمحمد بن صالح بن عثيمين، دار ابن الجوزي، ط 1، 1423.

152 -

التفسير الكبير، لفخر الدين الرازي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1421.

153 -

تفسير كتاب الله العزيز، لهود بن محكم، ت: بلحاج سعيد شريفي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط 1، 1410.

تفسير ابن كثير=تفسير القرآن العظيم

154 -

التفسير اللغوي للقرآن الكريم، لمساعد بن سليمان الطيار، دار ابن الجوزي، الدمام، ط 1، 1422.

155 -

تفسير مجاهد بن جبر المكي، ت: عبد الرحمن الطاهر السورتي، المنشورات العلمية، بيروت.

156 -

تفسير المراغي، لأحمد مصطفى المراغي، ت: باسل عيون السود، دار الكتب العلمية، ط 1، 1418.

157 -

تفسير ابن مسعود، محمد أحمد عيسوي، مؤسسة الملك فيصل الخيرية، ط 1، 1405.

158 -

تفسير المشكل من غريب القرآن، لمكي بن أبي طالب القيسي، ت: علي حسين البواب، مكتبة المعارف، الرياض، 1406.

159 -

التفسير والمفسرون، لمحمد حسين الذهبي، مكتبة وهبة، القاهرة، ط 6، 1416.

160 -

التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا، لمحمد رزق طرهوني، دار ابن الجوزي، الدمام، ط 1، 1426.

161 -

تفسير مقاتل، لمقاتل بن سليمان البلخي، ت: أحمد فريد، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 2003 م.

ص: 660

162 -

تفسير المنار، للسيد محمد رشيد رضا، دار المنار، مصر، ط 4، 1373.

163 -

تفسير ابن المنذر، لأبي بكر ابن المنذر النيسابوري، ت: سعد بن محمد السعد، دار المآثر، المدينة النبوية، ط 1، 1423.

تفسير ابن وهب=الجامع تفسير القرآن

164 -

تفسير يحيى بن سلاَّم التيمي البصري، ت: هند شلبي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 2004 م.

165 -

تقريب التهذيب، لابن حجر العسقلاني، ت: أبو الأشبال صغير أحمد شاغف، دار العاصمة، الرياض، ط 1، 1416.

166 -

التكميل في أصول التأويل، لعبد الحميد الفراهي، نشر الدائرة الحميدية بمدرسة الإصلاح، أعظم كره، الهند، ط 2، 1411.

167 -

تلخيص كتاب الاستغاثة (الرد على البكري)، لابن تيمية، ت: محمد علي عجال، مكتبة الغرباء الأثرية، المدينة المنورة، ط 1، 1417.

168 -

تلخيص المستدرك، للذهبي، مطبوع بذيل المستدرك على الصحيحين، للحاكم، ت: مصطفى عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 2، 1422.

169 -

التمهيد لِمَا في الموطأ من المعاني والأسانيد، لابن عبد البر، ت: أسامة بن إبراهيم، الفاروق الحديثة، القاهرة، ط 3، 1424.

170 -

تنبيه الرجل العاقل على تمويه الجدل الباطل، لابن تيمية، ت: علي محمد العمران، ومحمد عزير شمس، دار عالم الفوائد، مكة المكرمة، ط 1، 1425.

171 -

التنْزيل وترتيبه، لابن حبيب النيسابوري، ت: نورة بنت عبد الله الورثان، 1422.

172 -

تهذيب التهذيب، لابن حجر، ت: إبراهيم الزيبق، وعادل مرشد، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 1، 1416.

173 -

تهذيب اللغة، للأزهري، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط 1، 1421.

ص: 661

174 -

تهذيب الكمال في أسماء الرجال، للمزي، ت: بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 1، 1400.

175 -

تهذيب الآثار، للطبري، ت: محمود محمد شاكر، مطبعة المدني، القاهرة، ط 1.

176 -

التيسير في القراءات السبع، لأبي عمرو الداني، دار الكتاب العربي، بيروت، ط 2، 1404.

177 -

تيسير التفسير، لابن أطفيش، وزارة التراث القومي والثقافة، عمان.

178 -

تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد، لسليمان بن عبد الله آل الشيخ، المكتب الإسلامي، ط 6، 1405.

179 -

التيسير في قواعد علم التفسير، للكافيجي، ت: ناصر بن محمد المطرودي، دار القلم، دمشق، ط 1، 1410.

180 -

تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ت: محمد زهري النجار، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 1، 1415.

181 -

الثقات، لابن حبان، ت: السيد شرف الدين أحمد، دار الفكر، بيروت، ط 1، 1395.

الثقات، للعجلي=معرفة الثقات

182 -

جامع البيان عن تأويل آي القرآن، لابن جرير الطبري، ت: مصطفى السقا، وآخرون، دار الفكر، بيروت، 1415، (مصورة عن طبعة مكتبة البابي الحلبي عام 1373). وطبعة: مكتبة المعارف، ط 2، ت: محمود شاكر. وطبعة: دار هجر، القاهرة، ط 1، 1422، ت: عبد المحسن التركي.

183 -

جامع بيان العلم وفضله، لابن عبد البر، ت: أبو الأشبال الزهيري، دار ابن الجوزي، الدمام، ط 6، 1424.

184 -

الجامع تفسير القرآن، لابن وهب المصري، ت: ميكلوش موراني، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط 1، 2003.

185 -

جامع الترمذي، ت: أحمد محمد شاكر، دار إحياء التراث العربي.

ص: 662

186 -

جامع العلوم والحكم، لابن رجب، ت: شعيب الأرناؤوط، وإبراهيم باجس، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 2، 1412.

187 -

الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 5، 1417.

188 -

الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، للخطيب البغدادي، ت: محمد عجاج الخطيب، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 3، 1416.

189 -

جامع المسائل، لابن تيمية، ت: محمد عزير شمس، دار عالم الفوائد، مكة المكرمة، ط 1، 1424.

190 -

الجرح والتعديل، لابن أبي حاتم الرازي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط 1، 1952 م.

191 -

الجزء فيه تفسير القرآن ليحيى بن يمان، وتفسير القرآن لنافع، وتفسير مسلم بن خالد الزنجي، وتفسير عطاء الخراساني، ت: حكمت بشير ياسين، مكتبة الدار، المدينة المنورة، ط 1، 1408.

192 -

جُزء فيه ذكر حال عكرمة، للمنذري، ضمن لقاء العشر الأواخر بالمسجد الحرام، رسالة رقم:(12)، دار البشائر الإسلامية، ط 1، 1421.

193 -

جزء فيه استدراك أم المؤمنين عائشة على الصحابة، لأبي منصور الشيحي البغدادي، ت: محمد عزير شمس، الدار السلفية، بومباي، الهند، ط 1، 1416.

194 -

جزءٌ فيه قراءات النبي صلى الله عليه وسلم، لأبي حفص الدوري، ت: حكمت بشير ياسين، مكتبة الدار، المدينة المنورة، ط 1، 1408.

195 -

جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام، لابن القيم، ت: زائد بن أحمد النشيري، دار عالم الفوائد، مكة المكرمة، ط 1، 1425.

196 -

جمال القراء وكمال الإقراء، لعلم الدين السخاوي، ت: علي حسين البواب، مكتبة التراث، مكة المكرمة، ط 1، 1408.

197 -

الجمان في تشبيهات القرآن، لابن ناقيا البغدادي، ت: محمد رضوان الداية، دار الفكر، دمشق، ط 1، 1423.

ص: 663

198 -

جمهرة اللغة، لابن دريد، ت: رمزي منير البعلبكي، دار العلم للملايين، ط 1، 1987 م.

199 -

جناية التأويل الفاسد على العقيدة الإسلامية، محمد أحمد لوح، دار ابن عفان، الخبر، ط 1، 1418.

200 -

جهود الشيخ ابن عثيمين وآراؤُه في التفسير وعلوم القرآن، لأحمد بن محمد البريدي، مكتبة الرشد، الرياض، ط 1، 1426.

201 -

الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، لابن تيمية، ت: علي بن حسن الألمعي، وزميلاه، دار الفضيلة، ط 1، 1424.

202 -

جواهر الأفكار ومعادن الأسرار المستخرجة من كلام العزيز الجبار، لابن بدران، ت: زهير الشاويش، المكتب الإسلامي، ط 1، 1420.

203 -

الجواهر المضيئة في طبقات الحنفية، لعبد القادر القرشي، ت: عبد الفتاح الحلو، مؤسسة الرسالة، ط 2، 1413.

204 -

حجة القراءات، لابن زنجلة، ت: سعيد الأفغاني، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 5، 1418.

205 -

حجة الله البالغة، للدهلوي، ت: محمد سالم هاشم، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1415.

206 -

حقائق التفسير (تفسير السلمي)، لأبي عبد الرحمن السلمي، ت: سيد عمران، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1421.

207 -

الحكم بغير ما أنزل الله أحواله وأحكامه، لعبد الرحمن بن صالح المحمود، دار طيبة، الرياض، ط 1، 1420.

208 -

حلية الأولياء، لأبي نعيم الأصفهاني، دار الكتاب العربي، بيروت، ط 4، 1405.

209 -

اختلاف المفسرين أسبابه وآثاره، لسعود بن عبد الله الفنيسان، دار أشبيليا، الرياض، ط 1، 1418.

ص: 664

210 -

اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية، لابن عبد الهادي، وبرهان الدين ابن القيم، ولدى مترجميه، ت: سامي بن محمد بن جاد الله، دار عالم الفوائد، ط 1، 1424.

211 -

خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب، لعبد القادر البغدادي، ت: عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، طط 4، 1418.

212 -

خطبة الكتاب المؤمل للرد إلى الأمر الأوّل، لأبي شامة، ت: جمال عزُّون، أضواء السلف، ط 1، 1424.

213 -

خلق أفعال العباد، للبخاري، ت: أسامة محمد الجمال، مكتبة أبو بكر الصديق، ط 1، 1423.

214 -

درء تعارض العقل والنقل، لابن تيمية، ت: محمد رشاد سالم، دار الكنوز الأدبية، الرياض، 1391.

215 -

الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، لابن حجر، ت: محمد عبد المعيد، مجلس دائرة المعارف، حيدر آباد، الهند، ط 2، 1392.

216 -

الدر المنثور، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، للسيوطي، ت: نجدت نجيب، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421.

217 -

الدعاء، لابن فضيل الضبي، ت: عبد العزيز بن سليمان البعيمي، مكتبة الرشد، الرياض، ط 1، 1999 م.

218 -

دقائق التفسير، دقائق التفسير، لابن تيمية، جمع: محمد السيد الجليند، مؤسسة علوم القرآن، دمشق، ط 3، 1406.

219 -

دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة، للبيهقي، ت: عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1405.

220 -

دلالة السياق، لردة الله بن ردة الطلحي، معهد البحوث العلمية، جامعة أم القرى، ط 1، 1424.

221 -

الديباج المذهب، لابن فرحون، ت: مأمون محي الدين الجنان، دار الكتب العلمية، بيروت.

ص: 665

222 -

ديوان الأعشى الكبير، ت: محمد أحمد القاسم، المكتب الإسلامي، بيروت، ط 1، 1415.

223 -

ديوان بشار بن برد، ت: مهدي محمد ناصر الدين، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1413.

ديوان جرير=شرح ديوان جرير

224 -

ديوان الراعي النميري، ت: راينهرت فايبرت، المعهد الألماني للأبحاث الشرقية، بيروت، 1401.

225 -

ديوان طفيل الغنوي، بشرح الأصمعي، ت: حسان فلاح، ط 1، 1997 م.

226 -

ديوان العجاج، ت: سعدي ضناوي، دار صادر، بيروت، ط 1، 1997 م.

227 -

ديوان عمرو بن كلثوم، دار صادر، بيروت، ط 1، 1996 م.

228 -

ديوان الفرزدق، ت: علي فاعور، دار الكتب العلمية، بيروت.

229 -

ديوان لبيد بن ربيعة العامري، بشرح الطوسي، ت: حنَّا نصر الحتِّي، دار الكتاب العربي، بيروت، ط 1، 1414.

230 -

ديوان المتنبي، بشرح أبي البقاء العكبري، ت: إبراهيم الأبياري، وآخرون، دار المعرفة، بيروت.

ديوان امرئ القيس=شرح ديوان امرئ القيس

231 -

ديوان النابغة الذبياني، ت: أكرم البستاني، دار صادر، بيروت.

232 -

الذيل على طبقات الحنابلة، لابن رجب، ملحقًا بطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1417.

233 -

الرد على الأخنائي واستحباب زيارة خير البرية الزيارة الشرعية، لابن تيمية، ت: عبد الرحمن المعلمي اليماني، نشر الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، الرياض، 1404.

234 -

الرد الوافر على من زعم بأن من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام كافر، لابن ناصر الدين الدمشقي، ت: زهير الشاويش، المكتب الإسلامي، ط 3، 1411.

ص: 666

235 -

الرسالة، للشافعي، ت: أحمد محمد شاكر، المكتبة العلمية، بيروت.

236 -

رسالة الأضداد، للمنشي، ضمن: ثلاثة نصوص في الأضداد، للقاسم بن سلام، والتوَّزي، والمنشي، ت: محمد حسين آل ياسين، عالم الكتب، ط 1، 1417.

237 -

الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة، للكتاني، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1416.

238 -

الرسالة الوافية لمذهب أهل السنة في الاعتقادات وأصول الديانات، لأبي عمرو الداني، المكتبة الإسلامية، القاهرة، ط 1، 1422.

239 -

رصف المباني في شرح حروف المعاني، للمالقي، ت: أحمد محمد الخراط، دار القلم، دمشق، ط 3، 1423.

240 -

رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز، للرسعني، ت: محمد بن صالح البراك، دار ابن الجوزي، ط 1، 1419.

241 -

روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، للآلوسي، ت: محمد الأمد، وعمر عبد السلام، إحياء التراث العربي، بيروت، ط 1، 1420.

242 -

روضة الناظر، لابن قدامة، مع شرحها: نزهة الخاطر العاطر، لابن بدران، دار ابن حزم، ط 2، 1415.

243 -

الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام، للسهيلي، ت: مجدي بن منصور الشوري، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1.

244 -

الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم، لابن الوزير اليماني، ت: علي بن محمد العمران، دار عالم الفوائد، مكة المكرمة، ط 1، 1419.

245 -

زاد المسير في علم التفسير، لابن الجوزي، المكتب الإسلامي، بيروت، ط 1، 1423.

246 -

زاد المعاد، لابن القيم، ت: شعيب الأرناؤوط، وعبد القادر الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 3، 1419.

ص: 667

247 -

الزاهر في غريب ألفاظ الإمام الشافعي، للأزهري، ت: عبد المنعم طوعي بشناتي، دار البشائر الإسلامية، ط 1، 1419.

248 -

الزاهر في معاني كلمات الناس، لمحمد بن القاسم الأنباري، ت: حاتم صالح الضامن، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 1، 1412.

249 -

الزهد، لابن أبي عاصم، ت: عبد العلي عبد الحميد حامد، دار الريان للتراث، ط 2، 1408.

250 -

الزهد، لابن المبارك، ت: حبيب الرحمن الأعظمي، دار الكتب العلمية، بيروت.

251 -

الزهد، لهناد بن السري، ت: عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي، دار الخلفاء للكتاب الإسلامي، الكويت، ط 1، 1406.

252 -

السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة، لابن حميد النجدي، ت: بكر أبو زيد، وعبد الرحمن العثيمين، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 1، 1416.

253 -

سرُّ الاستغفار، للقاسمي، ضمن مجموع: لقاء العشر الأواخر بالمسجد الحرام، رسالة رقم (8)، دار البشائر الإسلامية، ط 1، 1421.

254 -

السنة، لابن نصر المروزي، ت: سالم أحمد السلفي، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، ط 1، 1408.

255 -

سنن الدارقطني، ت: السيد عبد الله هاشم يماني، دار المعرفة، بيروت، 1386.

256 -

سنن الدارمي، ت: فؤاد أحمد زمرلي، وخالد السبع العلمي، دار الكتاب العربي، بيروت، ط 1، 1407.

257 -

سنن أبي داود، ت: محمد محي الدين عبد الحميد، دار الفكر، بيروت.

258 -

سنن سعيد بن منصور، ت: سعد بن عبد الله آل حُمَيِّد، دار الصميعي، الرياض، ط 2، 1420.

259 -

السنن الكبرى، للبيهقي، ت: عبد السلام بن محمد علوش، مكتبة الرشد، الرياض، ط 1، 1425.

260 -

سنن ابن ماجه، ت: محمد فؤاد عبد الباقي، دار الفكر، بيروت.

ص: 668

261 -

سنن النسائي الصغرى (المجتبى)، للنسائي، ت: عبد الفتاح أبو غدة، مكتب المطبوعات الإسلامية، حلب، ط 2، 1406.

262 -

سنن النسائي الكبرى، للنسائي، ت: عبد الغفار البنداري، وسيد كسروي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1411.

263 -

سلاسل الذهب، للزركشي، ت: محمد المختار بن محمد الأمين الشنقيطي، ط 2، 1423.

264 -

سير أعلام النبلاء، للذهبي، ت: شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، ط 11، 1417.

265 -

السيرة النبوية، لابن هشام، ت: مصطفى السقا، وآخرون، مؤسسة علوم القرآن.

266 -

شجرة النور الزكية في طبقات المالكية، لمحمد مخلوف، ت: عبد المجيد خيالي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 2003 م.

267 -

شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ت: عبد القادر الأرناؤوط، ومحمود الأرناؤوط، دار ابن كثير، دمشق، ط 1، 1406.

268 -

شرح الأصول الخمسة، للقاضي عبد الجبار، ت: سمير مصطفى، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط 1.

269 -

شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، للاَّلكائي، ت: أحمد بن سعد بن حمدان الغامدي، دار طيبة، ط 3، 1415.

270 -

شرح حديث (لبَّيْكَ اللهمَّ لَبَّيْك)، لابن رجب، ت: الوليد بن عبد الرحمن الفريان، دار عالم الفوائد، ط 1، 1417.

271 -

شرح اختيارات المفضل، للخطيب التبريزي، ت: فخر الدين قباوة، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 2، 1407.

272 -

شرح ديوان جرير، لتاج الدين شلق، دار الكتاب العربي، بيروت، ط 2، 1415.

273 -

شرح ديوان حماسة أبي تمام، المنسوب لأبي العلاء المعري، ت: حسين محمد نقشة، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1411.

ص: 669

274 -

شرح ديوان امرئ القيس، لحسن السندوبي، مطبعة الاستقامة، القاهرة، ط 4، 1378.

275 -

شرح صحيح مسلم، للنووي، دار الخير، بيروت، ط 3، 1416.

276 -

شرح الطيبي على مشكاة المصابيح (الكاشف عن حقائق السنن)، ت: عبد الحميد هنداوي، مكتبة نزار مصطفى الباز، مكة المكرمة، ط 1، 1417.

277 -

شرح العقيدة الطحاوية، لابن أبي العز الحنفي، ت: عبد الله التركي، وشعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 5، 1413.

278 -

شرح الكوكب المنير، لابن النجار الفتوحي، ت: محمد الزحيلي، ونزيه حماد، مكتبة العبيكان، الرياض، 1418.

279 -

شرح معاني الآثار، للطحاوي، ت: محمد زهري النجار، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1399.

280 -

شرح وبيان لحديث (ما ذئبان جائعان)، لابن رجب، ت: محمد صبحي حسن حلاق، مؤسسة الريان، بيروت، ط 1، 1413.

281 -

شرح الهداية، لأبي العباس المهدوي، ت: حازم سعيد حيدر، مكتبة الرشد، الرياض، ط 1، 1416.

282 -

الشريعة، للآجري، ت: الوليد بن محمد سيف النصر، مكتبة الخراز، جدة، ط 1، 1417.

283 -

شعب الإيمان، للبيهقي، ت: محمد السعيد بسيوني، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1410.

284 -

الشعر والشعراء، لابن قتيبة، ت: مفيد قميحة، ومحمد الضناوي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1421.

285 -

الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم، للقاضي عياض اليحصبي، ت: مصطفى بن العدوي، وعبد الرحمن العلاوي، دار ابن رجب، ط 1، 1423.

ص: 670

286 -

الصاحبي في فقه اللغة ومسائلها وسنن العرب في كلامها، لابن فارس، ت: أحمد حسن بسج، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1418.

287 -

الصارم المنكي في الرد على السبكي، لابن عبد الهادي، ت: عقيل بن محمد المقطري، مؤسسة الريان، بيروت، ط 1، 1412.

288 -

الصحابي وموقف العلماء من الاحتجاج بقوله، لعبد الرحمن الدرويش، مكتبة الرشد، الرياض، ط 1، 1413.

289 -

الصَّحَاح (تاج اللغة وصحاح العربية)، للجوهري، ت: أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين، بيروت، ط 3، 1404.

290 -

صحيح البخاري، لأبي عبد الله إسماعيل بن إبراهيم، مطبوع مع شرحه فتح الباري، ت: محمد فؤاد عبد الباقي، المكتبة السلفية، القاهرة، ط 3، 1407.

291 -

صحيح ابن حبان، لابن حبان البستي، ت: شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 2، 1414.

292 -

صحيح مسلم، لأبي الحجاج مسلم بن الحجاج، مطبوع مع شرحه للنووي دار الخير، بيروت، ط 3، 1416.

293 -

الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة، لابن القيم، ت: علي بن محمد الدخيل الله، دار العاصمة، الرياض، ط 3، 1418.

294 -

صفوة الآثار والمفاهيم، لعبد الرحمن الدوسري، دار المغني، الرياض، ط 1، 1425.

295 -

الصلاة وحكم تاركها وسياق صلاة النبي من حين كان يكبر إلى أن يفرغ منها، لابن القيم، ت: بسام عبد الوهاب الجابي، دار ابن حزم، بيروت، ط 1، 1416.

296 -

الصمت وآداب اللسان، لابن أبي الدنيا، ت: أبو إسحاق الحويني، دار الكتاب العربي، بيروت، ط 1، 1410.

297 -

الضعفاء، للعقيلي، ت: عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1404.

ص: 671

298 -

الضوء اللامع لأهل القرن التاسع، للسخاوي، دار مكتبة الحياة، بيروت.

299 -

طبقات الحنابلة، لابن أبي يعلى، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1417.

300 -

الطبقات، لخليفة ابن خياط، ت: أكرم ضياء العمري، دار طيبة، الرياض، ط 2، 1402.

طبقات ابن سعد=الطبقات الكبرى

301 -

طبقات الشافعية الكبرى، للسبكي، ت: محمود الطناحي، وعبد الفتاح الحلو، نشر هجر، مصر، ط 2، 1413.

302 -

طبقات فحول الشعراء، لابن سلام الجمحي، ت: محمود محمد شاكر، دار المدني، جدة.

303 -

طبقات القراء، للذهبي، ت: أحمد خان، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ط 1، 1418.

304 -

الطبقات الكبرى، لابن سعد الزهري، دار إحياء التراث العربي، بيروت.

305 -

طبقات المفسرين، للداوودي، ت: عبد السلام عبد المعين، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1422.

306 -

طبقات المفسرين، للسيوطي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1403.

307 -

طبقات المدلسين (تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس)، لابن حجر، ت: طه عبد الرؤوف سعد، المكتبة الأزهرية للتراث، القاهرة.

308 -

طبقات النحويين واللغويين، لأبي بكر الزبيدي، ت: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف، مصر.

309 -

طريق الهجرتين وباب السعادتين، لابن القيم، ت: عمر بن محمود أبو عمر، دار ابن القيم، الدمام، ط 2، 1414.

310 -

عبد الله بن عباس ومدرسته في التفسير بمكة المكرمة، لعبد الله محمد سلقيني، دار السلام، القاهرة، ط 1، 1407.

ص: 672

311 -

اعتبار المآلات ومراعاة نتائج التصرفات، لعبد الرحمن بن معمر السنوسي، دار ابن الجوزي، الدمام، ط 1، 1424.

312 -

العجاب في بيان الأسباب، لابن حجر، ت: عبد الحكيم محمد الأنيس، دار ابن الجوزي، الدمام، ط 1، 1418.

313 -

العدَّة في أصول الفقه، لأبي يعلى، ت: أحمد علي المباركي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 2، 1410.

314 -

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير، لخالد بن عثمان السبت، دار ابن القيم، الدمام، ط 1، 1424.

315 -

العقد الفريد، لابن عبد ربه، نشر لجنة التأليف والترجمة، مصر، 1370.

316 -

عقيدة الإمام ابن قتيبة، لعلي بن نفيع العلياني، مكتبة الصديق، الطائف، ط 1، 1412.

317 -

علم الملل ومناهج العلماء فيه، لأحمد بن عبد الله جود، دار الفضيلة، الرياض، ط 1، 1425.

318 -

العلو للعليِّ الغفار، للذهبي، ت: أشرف عبد المقصود، مكتبة أضواء السلف، الرياض، ط 1، 1416.

319 -

عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ، ت: محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1417.

320 -

العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده، لابن رشيق ت: محمد محي الدين عبد الحميد، دار الجيل، بيروت، ط 5، 1404.

321 -

العواصم والقواصم، لابن الوزير اليماني، ت: شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 2، 1412.

322 -

عون المعبود شرح سنن أبي داود، للعظيم آبادي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 2، 1415.

323 -

العين، للخليل بن أحمد، ت: عبد الحميد هنداوي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1424.

ص: 673

324 -

غاية النهاية في طبقات القراء، لابن الجزري، ت: ج. برجستراسر، مكتبة المتنبي، القاهرة.

325 -

غرائب التفسير وعجائب التأويل، للكرماني، ت: شمران سركال العجلي، دار القبلة للثقافة الإسلامية، جدة، ط 1، 1408.

326 -

غريب الحديث، لأبي عبيد القاسم بن سلام، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 2، 1424.

327 -

الغريبين في القرآن والحديث، للهروي، ت: أحمد فريد المزيدي، المكتبة العصرية، صيدا، ط 1، 1419.

328 -

الغيثُ المُسجَم في شرح لامية العجم، للصفدي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 2، 1411.

329 -

الفتاوى الحديثية، لابن حجر الهيثمي المكي، نشر مصطفى البابي الحلب، مصر، ط 3، 1409.

330 -

الفتاوى الكبرى، لابن تيمية، ت: محمد عبد القادر عطا، ومصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1408.

331 -

فتح الباري بشرح صحيح الإمام البخاري، لابن حجر، ت: محمد فؤاد عبد الباقي، المكتبة السلفية، القاهرة، ط 3، 1407.

332 -

فتح الباري شرح صحيح البخاري، لابن رجب، ت: محمد بن شعبان بن عبد المقصود، وآخرون، مكتبة الغرباء الأثرية، المدينة المنورة، ط 1، 1417.

333 -

الفتح السماوي بتخريج أحاديث تفسير القاضي البيضاوي، للمناوي، ت: أحمد مجتبى بن نذير عالم السلفي، دار العاصمة، الرياض، ط 1، 1409.

334 -

فتح القدير الجامع بين فنَّي الرواية والدراية من علم التفسير، للشوكاني، ت: عبد الرحمن عميرة، دار الوفاء، المنصورة، ط 2، 1418.

335 -

الفرق بين الفرق، لعبد القاهر البغدادي، دار الآفاق الجديدة، بيروت، ط 2، 1977 م.

ص: 674

336 -

الفرق بين النصيحة والتعيير، ضمن: مجموع رسائل ابن رجب الحنبلي، ت: طلعت الحلواني، الفاروق الحديثة، القاهرة، ط 2، 1424.

337 -

الفروق اللغوية، للعسكري، ت: محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1421.

338 -

فصول في أصول التفسير، لمساعد بن سليمان الطيار، دار النشر الدولي، الرياض، ط 1، 1413.

339 -

فضائل الصحابة، لأحمد بن حنبل، ت: وصي الله عباس، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 1، 1403.

340 -

فضائل القرآن، لأبي عبيد القاسم بن سلام، ت: وهبي سليمان غاوجي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1411. وطبعة: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب، 1415، ت: أحمد عبد الواحد الخياطي.

341 -

فضائل القرآن وما أنزل من القرآن بمكة وما أنزل بالمدينة، لابن الضريس، ت: غزوة بدير، دار الفكر، دمشق، ط 1، 1408.

342 -

فقه القرآن، لقطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي، ت: السيد أحمد الحسيني، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، قم، ط 2، 1405.

343 -

فقه اللغة وسر العربية، للثعالبي، ت: ياسين الأيوبي، المكتبة العصرية، صيدا، ط 1، 1419.

344 -

الفقيه والمتفقه، للخطيب البغدادي، ت: عادل بن يوسف العزازي، دار ابن الجوزي، الدمام، ط 2، 1421.

345 -

فوات ما فات من حديث السنين، لإبراهيم السامرائي، دار عمار، عمَّان، ط 1، 1422.

346 -

الفوز الكبير في أصول التفسير، للدهلوي، دار الصحوة، القاهرة، ط 2، 1405.

347 -

فيض القدير شرح الجامع الصغير، للمناوي، المكتبة التجارية الكبرى، مصر، ط 1، 1356.

ص: 675

348 -

في ظلال القرآن، لسيد قطب، دار الشروق، ط 9، 1400.

349 -

في علوم القرآن، لأحمد حسن فرحات، دار عمار، عمَّان، ط 1، 1421.

350 -

قانون التأويل، لابن العربي، ت: محمد السليماني، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط 2، 1990 م.

351 -

القاموس المحيط، للفيروزابادي، ت: يوسف الشيخ محمد البقاعي، دار الفكر، بيروت، 1415.

352 -

القرآن الكريم ومنْزلته بين السلف ومخالفيهم، لمحمد هشام طاهري، دار التوحيد للنشر، الرياض، ط 1، 1426.

353 -

القراءات الشاذة، لابن خالويه، ت: آرثر جفري، دار الكندي، اربد، 2002 م.

354 -

القراءات الشاذة وتوجيهها من لُغة العرب، لعبد الفتاح القاضي، دار إحياء الكتب العربية، مصر.

355 -

القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث، لعبد الصبور شاهين، مكتبة الخانجي، القاهرة.

356 -

قراءة في الأدب القديم، لمحمد محمد أبو موسى، مكتبة وهبة، القاهرة، ط 2، 1419.

357 -

قواطع الأدلة في الأصول، للسمعاني، ت: محمد حسن هيتو، مؤسسة الرسالة، ط 1، 1417.

358 -

قواعد الأحكام في مصالح الأنام، للعز بن عبد السلام، دار الكتب العلمية، بيروت.

360 -

قواعد التفسير، لخالد بن عثمان السبت، دار ابن عفان، الدمام، ط 1، 1417.

361 -

قول الصحابي في التفسير الأندلسي حتى القرن السادس، لفهد بن عبد الرحمن الرومي، مكتبة التوبة، الرياض، ط 1، 1420.

362 -

الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة، للذهبي، ت: عزت علي عيد، وموسى محمد علي، دار الكتب الحديثة، القاهرة، ط 1، 1392.

ص: 676

363 -

الكافي الشافِ في تخريج أحاديث الكشاف، لابن حجر، مطبوع بذيل الكشاف، للزمخشري.

364 -

الكامل في ضعفاء الرجال، لابن عدي، ت: يحيى مختار غزاوي، دار الفكر، بيروت، ط 3، 1409.

365 -

الكامل في التاريخ، لابن الأثير، ت: عبد الله القاضي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 2، 1415.

366 -

كتاب التوحيد، لابن رجب، ت: صبري سلامة شاهين، دار القاسم، الرياض، ط 1، 1415.

367 -

الكشاف عن حقائق غوامض التنْزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، للزمخشري، ت: محمد عبد السلام شاهين، دار الكتب العلمية، بيروت، طط 1، 1415.

368 -

كشف الأستار عن زوائد البزار، للهيثمي، ت: حبيب الرحمن الأعظمي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 1، 1405.

369 -

كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، لحاجي خليفة، دار إحياء التراث العربي، بيروت.

370 -

الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها، لمكي بن أبي طالب القيسي، ت: محيي الدين رمضان، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 5، 1418.

371 -

كشف المشكلات وإيضاح المعضلات، للباقولي، ت: محمد الدالي، مجمع اللغة العربية بدمشق، ط 1، 1995 م.

372 -

الكشف والبيان، للثعلبي، ت: أبو محمد بن عاشور، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط 1، 1422.

373 -

الكلمات البيِّنات، لمرعي الكرمي، ضمن لقاء العشر الأواخر بالمسجد الحرام، رسالة رقم (62)، دار البشائر الإسلامية، ط 1، 1421.

ص: 677

374 -

الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة، لنجم الدين الغزي، ت: جبرائيل سليمان جبور، نشر محمد أمين دمج، بيروت.

375 -

الكليات، للكفوي، ت: عدنان درويش، ومحمد المصري، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 2، 1419.

376 -

لمسات بيانية في نصوص من التنْزيل، لفاضل صالح السامرائي، دار عمار، عمَّان، ط 3، 1423.

377 -

لسان العرب، لابن منظور، دار صادر، بيروت.

378 -

لسان الميزان، لابن حجر، ت: دائرة المعارف النظامية، الهند، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، ط 3، 1406.

379 -

لغة القرآن الكريم، عبد الجليل عبد الرحيم، مكتبة الرسالة الحديثة، عمَّان، ط 1، 1401.

380 -

لوائح الأنوار السَّنيَّة، للسفاريني، ت: عبد الله بن محمد البصيري، مكتبة الرشد، الرياض، ط 1، 1415.

381 -

لوامع الأنوار البهية، للسفاريني، المكتب الإسلامي، بيروت، ط 2، 1405.

382 -

ما تلحن فيه العوام، للكسائي، ضمن: بحوث وتحقيقات للعلامة عبد العزيز الميمني، ت: محمد عزير شمس، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط 1، 1995 م.

383 -

المبسوط في القراءات العشر، للأصبهاني، ت: سبيع حمزة حاكمي، دار القبلة للثقافة الإسلامية، جدة، ط 2، 1408.

384 -

متشابه القرآن، لابن شهراسوب المازندراني، ت: حسن المصطفوي، دار بيدار للنشر، قم، 1369.

385 -

مجالس في تفسير قوله تعالى {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} ، لابن ناصر الدين الدمشقي، ت: محمد عوامة، دار القبلة للثقافة الإسلامية، جدة، ط 1، 1421.

386 -

مجاز القرآن، لأبي عبيدة معمر بن المثنى، ت: محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي، القاهرة.

387 -

مجاز القرآن (الإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز)، للعز بن عبد السلام، ت: محمد مصطفى الحاج، منشورات كلية الدعوة الإسلامية، طرابلس، ط 1،

ص: 678

1401.

وطبعة: دار البشائر الإسلامية، بيروت، ط 1، 1408، ت: رمزي سعد الدين دمشقية.

388 -

مجاهد المفسر والتفسير، لأحمد إسماعيل نوفل، دار الصفوة، ط 1، 1411.

389 -

مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، للهيثمي، دار الفكر، بيروت، 1412.

390 -

المجموع شرح المهذب للشيرازي، ت: محمد نجيب المطيعي، دار عالم الكتب، الرياض، 1423.

391 -

مجموع الفتاوى، لابن تيمية، ت: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، 1418.

محاسن التأويل=تفسير القاسمي

392 -

المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها، لابن جني، ت: محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1419.

393 -

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، لابن عطية، ت: عبد السلام عبد الشافي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1422.

394 -

المحَلَّى شرح المُجَلَّى، لابن حزم، ت: أحمد محمد شاكر، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط 2، 1422.

395 -

مختصر زوائد مسند البزار على الكتب الستة ومسند أحمد، لابن حجر، ت: صبري بن عبد الخالق أبو ذر، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، ط 1، 1412.

396 -

مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، لابن القيم، ت: عبد العزيز ناصر الجليل، دار طيبة، الرياض، ط 1، 1423.

397 -

المدارس النحوية أسطورة وواقع، لإبراهيم السامرائي، دار الفكر، عمَّان، ط 1، 1987.

398 -

المدخل لعلم تفسير كتاب الله تعالى، للحدادي، ت: صفوان عدنان داوودي، دار القلم، دمشق، ط 1، 1408.

ص: 679

399 -

مدرسة التفسير في الأندلس، لمصطفى المشيني، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 1، 1406.

400 -

المدرسةُ القرآنيةُ في المغرب من الفتح الإسلامي إلى ابن عطية، لعبد السلام الكنُّوني، مكتبة المعارف، الرباط، ط 1، 1401.

401 -

مذكرة في أصول الفقه، لمحمد الأمين الشنقيطي، ت: سامي العربي، دار اليقين، ط 1، 1419.

402 -

مراتب الإجماع، لابن حزم، ويليه نقد مراتب الإجماع، لابن تيمية، ت: حسن أحمد إسبر، دار ابن حزم، ط 1، 1419.

403 -

مرويات الإمام أحمد في التفسير، لحكمت بشير ياسين، مكتبة المؤيد، الرياض، ط 1، 1414.

404 -

مسائل الإمام الطستي عن أسئلة نافع بن الأزرق وأجوبة ابن عباس رضي الله عنه، ت: عبد الرحمن عميرة، دار الاعتصام، القاهرة.

405 -

المسائل التي خالف فيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أهلَ الجاهلية، لمحمد بن عبد الوهاب، بشرح محمود شكري الآلوسي، ت: يوسف بن محمد السعيد، دار الصميعي، الرياض، ط 1، 1416.

406 -

المسائل الاعتزالية في تفسير الكشاف للزمخشري، لصالح بن غرم الله الغامدي، دار الأندلس، حائل، ط 2، 1422.

مسائل نافع بن الأزرق برواية الطستي=مسائل الإمام الطستي

407 -

المسائل والأجوبة، لابن قتيبة، ت: مروان العطية، ومحسن خرابة، دار ابن كثير، دمشق، ط 1، 1410.

408 -

المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد ابن حنبل في العقيدة، لعبد الإله بن سلمان الأحمدي، دار طيبة، ط 2، 1416.

409 -

المستدرك على الصحيحين، للحاكم النيسابوري، ت: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1411.

ص: 680

410 -

المستدرك على مجموع فتاوى ابن تيمية، لمحمد بن عبد الرحمن بن قاسم، ط 1، 1418.

411 -

المستصفى من علم الأصول، للغزالي، ت: نجوى ضو، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط 1.

412 -

مسند الشافعي، دار الكتب العلمية، بيروت.

413 -

مسند الحميدي، مكتبة المتنبي، القاهرة.

414 -

مسند ابن الجعد، ت: عامر أحمد حيدر، مؤسسة نادر، بيروت، ط 1، 1410.

415 -

مسند ابن راهويه، ت: عبد الغفور عبد الحق البلوشي، مكتبة الإيمان، المدينة المنورة، ط 1، 1412.

416 -

مسند أحمد بن حنبل، مؤسسة قرطبة، القاهرة. وطبعة: دار المعارف، القاهرة، ط 1، ت: أحمد شاكر.

مسند الدارمي=سنن الدارمي

417 -

مسند الحارث بن أبي أسامة، ت: حسين أحمد صالح، مركز خدمة السنة والسيرة النبوية، المدينة المنورة، ط 1، 1413.

418 -

مسند البزار، ت: محفوظ الرحمن زين الله، مؤسسة علوم القرآن، بيروت، ط 1، 1409.

419 -

مسند أبي يعلى الموصلي، ت: حسين سليم أسد، دار المأمون للتراث، دمشق، ط 1، 1404.

420 -

المسوَّدَة في أصول الفقه، لآل تيمية، ت: أحمد بن إبراهيم الذروي، دار الفضيلة، الرياض، ط 1، 1422.

421 -

مشارق الأنوار على صحاح الآثار، للقاضي عياض اليحصبي، ت: إبراهيم شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1423.

422 -

المشترك اللغوي نظرية وتطبيقا، لتوفيق محمد شاهين، مكتبة وهبة، القاهرة، ط 1، 1400.

ص: 681

423 -

المصاحف، لابن أبي داود السجستاني، ت: محب الدين عبد السبحان واعظ، دار البشائر الإسلامية، بيروت، ط 2، 1423.

424 -

المُصَفى بأكف أهل الرسوخ، لابن الجوزي، ضمن: سلسلة كتب الناسخ والمنسوخ، ت: حاتم صالح الضامن، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 3، 1418.

425 -

المصنف، لابن أبي شيبة، ت: كمال يوسف الحوت، مكتبة الرشد، الرياض، ط 1، 1409.

426 -

المصنف، لعبد الرزاق الصنعاني، ت: حبيب الرحمن الأعظمي، المكتب الإسلامي، بيروت، ط 2، 1403.

427 -

الموطأ، لمالك بن أنس، ت: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، مصر.

428 -

المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية، لابن حجر، ت: سعد بن ناصر الشثري، دار العاصمة، الرياض، ط 1، 1419.

429 -

مع المفسرين والمستشرقين في زواج النبي صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش، لزاهر بن عواض الألمعي، ط 4، 1403.

430 -

معالم التنْزيل، لمحيي السنة البغوي، ت: محمد عبد الله النمر، وزميلاه، دار طيبة، الرياض، ط 4، 1417.

431 -

معالم السنن، للخطابي، مطبوع بهامش مختصر سنن أبي داود للمنذري، ت: محمد حامد الفقي، دار المعرفة، بيروت.

432 -

معاني الأبنية في العربية، فاضل صالح السامرائي، دار عمار، عمَّان، ط 1، 1426.

433 -

معاني القرآن، للفراء، ت: أحمد يوسف نجاتي، ومحمد علي النجار، دار السرور،

434 -

معاني القرآن، للأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة، ت: إبراهيم شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1423.

435 -

معاني القرآن وإعرابه، للزجاج أبي إسحاق ابن السري، ت: عبد الجليل عبده شلبي، عالم الكتب، بيروت، ط 1، 1408.

ص: 682

436 -

معاني القرآن، للنحاس، ت: محمد علي الصابوني، مركز إحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى، مكة المكرمة، ط 1، 1408.

437 -

معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)، لياقوت الحموي، ت: إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط 1، 1993 م.

438 -

معجم البلدان، للحموي، دار إحياء التراث العربي، بيروت.

439 -

معجم المعاجم، لأحمد الشرقاوي إقبال، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط 2، 1993 م.

440 -

معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية، لعاتق بن غيث البلادي، دار مكة، ط 1، 1402.

441 -

معجم المفسرين من صدر الإسلام حتى العصر الحاضر، عادل نويهض، مؤسسة نويهض الثقافية، ط 3، 1409.

442 -

المعجم الوسيط، تأليف لجنة من العلماء بإشراف مجمع اللغة العربية بمصر، دار الدعوة، استانبول، 1410.

443 -

معجم الطبراني الكبير، ت: حمدي عبد المجيد السلفي، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، ط 2، 1404.

444 -

معجم الطبراني الأوسط، ت: طارق عوض الله محمد، وعبد المحسن الحسيني، دار الحرمين، القاهرة، 1415.

445 -

معجم الطبراني الصغير، ت: محمد شكور محمود، المكتب الإسلامي، بيروت، ط 1، 1405.

446 -

معجم مقاييس اللغة، لابن فارس، ت: إبراهيم شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1420.

447 -

المعرَّب من الكلام الأعجمي، للجواليقي، ت: خليل عمران المنصور، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1419.

448 -

مُعَرَّب القرآن عربيٌّ أصيل، لجاسر خليل أبو صفية، دار أجا، الرياض، ط 1، 1420.

ص: 683

449 -

معرفة الثقات، للعجلي، ت: عبد العليم البستوي، مكتبة الدار، المدينة المنورة، ط 1، 1405.

450 -

معرفة علوم الحديث، للحاكم، ت: السيد معظم حسين، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 2، 1397.

451 -

المغني، لابن قدامة، ويليه الشرح الكبير، لشمس الدين المقدسي، ت: محمد شرف الدين خطاب، وزميلاه، دار الحديث، القاهرة، 1425. وطبعة: دار هجر، ط 1، 1406، ت: عبد الله التركي، وعبد الفتاح الحلو.

452 -

مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، لابن هشام الأنصاري، ت: حسن حمد، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1418.

453 -

مفتاح العلوم، لأبي يعقوب السكاكي، ت: عبد الحميد هنداوي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1420.

454 -

مفردات ألفاظ القرآن، للراغب الأصفهاني، ت: صفوان داوودي، دار القلم، دمشق، ط 3، 1423.

455 -

المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات، لمحمد بن عبد الرحمن المغراوي، مؤسسة الرسالة، ط 1، 1420.

456 -

المفهم لِمَا أشكل من تلخيص كتاب مسلم، لأبي العباس القرطبي، ت: محيي الدين ديب مستو، وآخرون، دار ابن كثير، دمشق، ط 1، 1417.

457 -

مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر، لمساعد بن سليمان الطيار، دار ابن الجوزي، الدمام، ط 1، 1423.

458 -

مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين، لأبي الحسن الأشعري، ت: هلموت ريتر، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط 3.

459 -

مقالات في علوم القرآن وأصول التفسير، لمساعد بن سليمان الطيار، دار المحدث، الرياض، ط 1، 1425.

ص: 684

مقاييس اللغة=معجم مقاييس اللغة

460 -

مقدمة تفسير ابن النقيب، لابن النقيب الحنفي، ت: زكريا سعيد علي، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط 1، 1415.

461 -

مقدمة جامع التفاسير مع تفسير الفاتحة ومطالع البقرة، للراغب الأصفهاني، ت: أحمد حسن فرحات، دار الدعوة، الكويت، ط 1، 1405.

462 -

مقدمة ابن خلدون، لابن خلدون، ت: أبو عبد الله السعيد المندوه، المكتبة التجارية، مكة المكرمة، ط 1، 1414.

463 -

مقدمة المفسرين، للبركوي، ت: عبد الرحمن بن صالح الدهش، من إصدارات مجلة الحكمة، ط 1، 1425.

464 -

المكتفى في الوقف والابتدا، لأبي عمرو الداني، ت: محيي الدين رمضان، دار عمار، عمَّان، ط 1، 1422.

465 -

ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنْزيل، لابن الزبير الغرناطي، ت: سعيد الفلاّح، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط 1، 1403.

466 -

الملل والنحل، للشهرستاني، ت: محمد سيد كيلاني، دار المعرفة، بيروت، 1404.

467 -

المناهل العذبة، ضمن مجموع: لقاء العشر الأواخر بالمسجد الحرام، رسالة رقم (49)، دار البشائر الإسلامية، ط 1، 1421.

468 -

مناهل العرفان في علوم القرآن، لمحمد عبد العظيم الزرقاني، ت: أحمد شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت، 1416.

469 -

المنتقى من منهاج الاعتدال في نقض كلام أهل الرفض والاعتزال (مختصر منهاج السنة)، للذهبي، ت: محب الدين الخطيب، دار عالم الكتب، الرياض، ط 1، 1417.

470 -

مناهج المفسرين- التفسير في عصر الصحابة، لمصطفى مسلم، دار المسلم، الرياض، ط 1، 1415.

ص: 685

471 -

منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية، لابن تيمية، ت: محمد رشاد سالم، ط 1، 1406.

472 -

منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة، لعثمان بن علي حسن، مكتبة الرشد، الرياض، ط 4، 1418.

473 -

منهج المدرسة الأندلسية في التفسير، لفهد بن عبد الرحمن الرومي، مكتبة التوبة، الرياض، ط 1، 1417.

474 -

الموافقات، للشاطبي، ت: مشهور حسن آل سلمان، دار ابن عفان، الخبر، ط 1، 1417.

475 -

مواهب الجليل لشرح مختصر خليل، للحطاب الرعيني، ت: زكريا عميرات، دار عالم الكتب، الرياض، 1423.

476 -

المواهب المُدَّخرة في خواتيم سورة البقرة، لابن أبي شريف المقدسي، ت: عبد الستار أبو غدة، دار البشائر الإسلامية، بيروت، ط 1، 1421.

477 -

موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي، لسعدي أبو جيب، دار الفكر، دمشق، ط 3، 1418.

478 -

الموسوعة الفقهية الكويتية، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الكويت.

479 -

الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة، جمع: وليد بن أحمد الزبيري، من إصدارات مجلة الحكمة، بريطانيا، ليدز، ط 1، 1424.

480 -

موقف أهل السنة والجماعة من أهل الأهواء والبدع، لإبراهيم بن عامر الرحيلي، مكتبة الغرباء الأثرية، المدينة المنورة، ط 2، 1418.

481 -

موقف ابن تيمية من الأشاعرة، لعبد الرحمن بن صالح المحمود، مكتبة الرشد، الرياض، ط 2، 1416.

482 -

موقف المتكلمين من الاستدلال بنصوص الكتاب والسنة، سليمان بن صالح الغصن، دار العاصمة، الرياض، ط 1، 1416.

483 -

ميزان الاعتدال في نقد الرجال، للذهبي، ت: عادل عبد الموجود، وعلي معوض، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1995 م.

ص: 686

484 -

ناسخ القرآن العزيز ومنسوخه، لابن البارزي، ضمن: سلسلة كتب الناسخ والمنسوخ، ت: حاتم صالح الضامن، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 3، 1418.

485 -

الناسخ والمنسوخ، لقتادة، ضمن: سلسلة كتب الناسخ والمنسوخ، ت: حاتم صالح الضامن، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 3، 1418.

486 -

الناسخ والمنسوخ، للزهري، ضمن: سلسلة كتب الناسخ والمنسوخ، ت: حاتم صالح الضامن، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 3، 1418.

487 -

الناسخ والمنسوخ، للنحاس، ت: نجيب الماجدي، المكتبة العصرية، صيدا، ط 1، 1424. وطبعة: مؤسسة الرسالة، ط 1، 1412، ت: إبراهيم اللاحم.

488 -

الناسخ والمنسوخ، لابن حزم، ت: عبد الغفار سليمان البنداري، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1406.

489 -

الانتصار للقرآن، للباقلاني، ت: عمر حسن القيام، مؤسسة الرسالة، ط 1، 1425.

490 -

الانتصاف، لابن المنيّر الإسكندري، مطبوع بحاشية الكشاف، للزمخشري.

491 -

نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر، لابن الجوزي، ت: محمد عبد الكريم الراضي، مؤسسة الرسالة، ط 3، 1407.

492 -

نزهة القلوب في تفسير غريب القرآن العزيز، لابن عُزَيز السجستاني، ت: يوسف عبد الرحمن المرعشلي، دار المعرفة، بيروت، ط 1، 1410.

493 -

نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية، للزيلعي، ت: محمد يوسف البنوري، دار الحديث، مصر، 1357.

494 -

نقض الدارمي على المريسي (نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد)، للدارمي، ت: رشيد بن حسن الألمعي، مكتبة الرشد، الرياض، ط 1، 1418.

495 -

نظم المُتناثِر من الحديث المُتواتر، للكتاني، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 2، 1407.

ص: 687

496 -

نكت القرآن الدالة على البيان في أنواع العلوم والأحكام، لمحمد بن علي القصاب، ت: علي بن غازي التويجري، وآخرون، دار ابن القيم، الدمام، ط 1، 1424.

497 -

النكت والعيون، لأبي الحسن الماوردي، ت: السيد بن عبد المقصود، دار الكتب العلمية، بيروت.

498 -

النهاية في غريب الحديث والأثر، لمجد الدين ابن الأثير، ت: صلاح عويضة، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1418.

499 -

النهاية في الفتن والملاحم، لابن كثير، ت: أحمد عبد الشافي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1419.

500 -

نوادر الأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، للحكيم الترمذي، ت: عبد الرحمن عميرة، دار الجيل، بيروت، ط 1، 1992 م.

501 -

نواسخ القرآن، لابن الجوزي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1405.

502 -

نور الاقتباس في مشكاة وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس، ضمن: مجموع رسائل ابن رجب الحنبلي، ت: طلعت الحلواني، الفاروق الحديثة، القاهرة، ط 2، 1424.

503 -

نور المسرى في تفسير آية الإسرا، لأبي شامة المقدسي، ت: علي حسن البواب، مكتبة المعارف، الرياض، 1406.

504 -

نيل المرام من تفسير آيات الأحكام، لصديق حسن خان، ت: رائد صبري ابن أبي علفة، رمادي للنشر، الدمام، ط 1، 1418.

505 -

نيل الوطر، لمحمد زبارة الصنعاني، المكتبة السلفية، القاهرة، 1350.

506 -

هدي الساري مقدمة فتح الباري، لابن حجر، ت: محب الدين الخطيب، المكتبة السلفية، القاهرة، ط 3، 1407.

507 -

هميان الزاد إلى دار المعاد، لابن محمد بن يوسف اطفيّش، وزارة التراث القومي والثقافة، عمان، 1401.

508 -

الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب، لابن القيم، ت: عبد الرحمن بن حسن بن قائد، دار عالم الفوائد، مكة المكرمة، ط 1، 1425.

509 -

الوافي بالوفيات، للصفدي، ت: س. ديدرينغ، نشر فرانز شتايز، فيسبادن، 1394.

ص: 688

510 -

وجوب لزوم الجماعة وترك التفرق، لجمال بشير بادي، دار الوطن، الرياض، ط 2، 1416.

511 -

الوجوه والنظائر، للدامغاني، ت: عربي عبد الحميد، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1424.

512 -

الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، للواحدي، ت: صفوان داوودي، دار القلم، دمشق، ط 1، 1415.

513 -

وسطية أهل السنة بين الفرق، لمحمد باكريم محمد باعبد الله، دار الراية، الرياض، ط 1، 1415.

514 -

وضح البرهان في مشكلات القرآن، لبيان الحق النيسابوري، ت: صفوان الداوودي، دار القلم، دمشق، ط 1، 1410.

515 -

الوسيط في تفسير القرآن المجيد، للواحدي، ت: عادل عبد الموجود، وآخرون، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1415.

516 -

ياقوتة الصراط ي تفسير غريب القرآن، لأبي عمر الزاهد "غلام ثعلب"، ت: محمد بن يعقوب التركستاني، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، ط 1، 1423.

رابعًا: الْمَجَلات:

517 -

مجلة الأحمدية، نشر دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث، دبي، عدد 10، محرم 1423.

518 -

مجلة البيان، نشر المنتدى الإسلامي، لندن، عدد 76، ذو الحجة 1414، وعدد 126، صفر 1419، وعدد 138، صفر 1420.

519 -

مجلة البحوث الإسلامية، نشر الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، الرياض، عدد 15، 1406، وعدد 59،.

520 -

مجلة التراث العربي، دمشق، عدد 64، صفر 1417، وعدد 91، رجب 1424.

521 -

مجلة الجامعة الإسلامية، نشر الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، عدد 112،.

ص: 689

522 -

مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، نشر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض، عدد 32، شوال 1421.

523 -

مجلة دعوة الحق، المغربية، نشر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، المغرب، عدد 343، 1420.

524 -

مجلة المورد العراقية، نشر وزارة الثقافة والإعلام، دار الجاحظ، بغداد، مجلد 17، عدد 4، 1988 م.

* * *

ص: 690