المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

ابنُ فارسٍ وجُزؤُه الشيخُ الإمامُ، المُحدِّثُ الصالحُ، مُسنِدُ أصبهانَ، أبو محمدٍ - جزء ابن فارس

[ابن فارس الأصبهاني]

فهرس الكتاب

ابنُ فارسٍ وجُزؤُه

الشيخُ الإمامُ، المُحدِّثُ الصالحُ، مُسنِدُ أصبهانَ، أبو محمدٍ عبدُ اللهِ ابنُ المُحدِّثِ جعفرِ بنِ أحمدَ بنِ فارسٍ الأَصبهانيُّ.

سمعَ مِن: محمدِ بنِ عاصمٍ الثَّقفيِّ، ويونسَ بنِ حبيبٍ، وأحمدَ بنِ يونسَ الضَّبي، وهارونَ بنِ سليمانَ، وأحمدَ بنِ عصامٍ، وإسماعيلَ سَمويه، ويحيى بنِ حاتمٍ، وحذيفةَ بنِ غياثٍ، والكبارِ، وتفرَّدَ بالرِّوايةِ عَنهم.

وقارَبَ المئةَ.

وكانَ مِن الثقاتِ العُبادِ.

حدَّث عنه: أبو عبدِ اللهِ بنُ مَندة، وأبو ذرِّ بنُ الطَّبرانيِّ، وأبو بكرِ بنُ أبي عليٍّ الذَّكوانيُّ، وأبو بكرِ بنُ فُورَك، وابنُ مَردويه، والحسينُ بنُ إبراهيمَ الجمَّالُ، ومحمدُ بنُ عليِّ بنِ مصعبٍ، وغلامُ مُحسنٍ أحمدُ بنُ يَزدادَ، وأبو نُعيمٍ الحافظُ، وانتَهى إليه عُلوُّ الإسنادِ.

مَولدُه في سَنةِ ثمانٍ وأربعينَ.

قالَ ابنُ مَندةَ: كانَ شُيوخُ الدُّنيا خمسةٌ: ابنُ فارسٍ بأصبهانَ، والأَصمُّ بنَيسابورَ، وابنُ الأَعرابيِّ بمكةَ، وخَيثمةُ بأطرابلسَ، وإسماعيلُ الصَّفارُ ببغدادَ.

قالَ ابنُ مَردويه وعبدُ اللهِ بنُ أحمدَ السُّوذَرْجانيُّ في «تاريخهما» : كانَ ثقةً.

ص: 225

تُوفيَ في شوالٍ سَنةَ سِتٍّ وأربعينَ وثلاثِمئةٍ

(1)

.

وجُزءُ ابنُ فارسٍ تُوجدُ الورقةُ الأُولى مِنه فَقط في المَجموعِ (51) مِن المَجاميعِ العُمريةِ [186/ب - 187/ب]

(2)

، ولم يُنبِّه على عدمِ اكتمالِ النُّسخةِ فؤادُ سزكين في «تاريخ التراث» (ص 373)، ومِن بعدِه ياسينُ السَّوَّاسُ في «فهرس المجاميع العمرية» (ص 263).

ثم يسَّرَ اللهُ لي الوقوفَ على نسخةٍ كاملةٍ للجزءِ مِن الورقةِ [130] إلى [133] ضمنَ مجموعٍ فيه عِدةُ أجزاءٍ حَديثيةٍ، موجودٍ في جامعةِ الإمامِ محمدِ بنِ سعودٍ الإسلاميةِ بالرياضِ برقم (7236)

(3)

.

(1)

انظر «سير أعلام النبلاء» (15/ 553).

(2)

في الورقة الأولى اسم الجزء «جزء فيه من حديث أبي محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني رحمه الله تعالى» يليه سماع على السلفي سنة (576 هـ)، ثم سماع لأبي الحسن الواني وأحمد بن محمد بن حامد الأرموي على سبط السلفي عبد الرحمن بن مكي سنة (651 هـ). ثم في الثانية بداية الجزء إلى نهاية إسناد الحديث الأول منه.

وفي الورقتين بعده أمالي العراقي على مستدرك الحاكم، ثم في الورقة [189/ب-190/أ] سماع لـ (هذا الجزء) على ابن الشرائحي بإسناده إلى أبي الحسن الواني وأحمد بن محمد الأرموي، بسماعهما من سبط السلفي، عن جده السلفي.

ويغلب على ظني أنه سماع لجزء ابن فارس هذا، بدلالة أن سماع الواني والأرموي له من سبط السلفي تقدم في السماع قبل بداية الجزء، ثم إن في الإسناد إلى الواني: عائشة بنت عبد الرحيم بن جماعة، وفي ترجمتها من «الدرر» (3/ 3): أُسمعت على الواني جزء أبي محمد بن فارس. والله أعلم.

(3)

وقد أهداني مصوَّرة واضحة عنه الأخ المكرم محمد الشعار، فجزاه الله خيراً.

وكانت عندي مصورة قديمة عنه كتب في الورقة الأولى منها: أصل هذا المجموع في مكتبة حالت أفندي في إسطنبول بتركيا مجموع رقم (403). ثم في الورقة التي تليها: أصل هذا المجموع موجود في المكتبة الأحمدية بحلب.

ص: 226

وهذه النُّسخةُ مِن رِوايةِ وكتابةِ يوسفَ بنِ شاهينَ سِبطِ الحافظِ ابنِ حَجرٍ

(1)

.

وعلى ورقةِ العنوانِ سَماعٌ بخَطِّه للسَّخاويِّ وغيرِه على الحافظِ ابنِ حَجرٍ سَنةَ (851 هـ). ثم سماعٌ عليه سَنةَ (898 هـ).

وفي آخِرِ الجُزءِ سَماعاتٌ مَنقولةٌ: على السِّلَفيِّ سَنةَ (576 هـ)، ثم على سِبطِه عبدِ الرحمنِ بنِ مكيٍّ (651 هـ)، ثم على أبي الحسنِ الواني سَنةَ (726 هـ).

* والنُّسخَتانِ مِن رِوايةِ الحافظِ السِّلَفيِّ، عن كُلٍّ مِن:

* أبي طالبٍ الكُنْدُلانيِّ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ يوسفَ بنِ دينارٍ

(2)

.

* وأبي الفتحِ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ الحسينِ بنِ الحارثِ المُعلِّمِ

(3)

.

(1)

غمزه السخاوي في «الضوء اللامع» (10/ 314) بكثرة التحريف وقلة الضبط فيما يكتب، وتعقبه الشوكاني في «البدر الطالع» (2/ 354). وتوفي سنة (899 هـ).

(2)

قال السمعاني في «الأنساب» (5/ 103): سمع الحديث الكثير، وخلط ما لم يسمع بما سمع، وسقطت روايته. ذكره أبو زكريا يحيى بن أبي عمرو بن منده الحافظ في «كتاب أصبهان» فقال: أبو طالب الكندلاني، حدث عن أبي بكر بن أبي علي، وأبي عبد الله الجمال، وغلام محسن، وأبي علي الصيدلاني. وروى عن أبي بكر بن مردويه، ولم يسمع منه، ولم تكن الرواية والحديث من صنعته، إن أخطأ لا يعتمد على روايته إلا ما كتب عنه أهل الرواية والمعرفة، ومات في التاسع عشر من المحرم، سنة ثلاث وتسعين وأربعمئة. وكان شيخنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ يقول: أبو طالب الكندلاني فيه لين.

(3)

لم أهتد إليه.

ص: 227

* كِلاهما عن أبي عليٍّ غُلامِ مُحسنٍ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ أحمدَ بنِ يَزدادَ الأصبهانيِّ

(1)

.

* عن ابنِ فارسٍ.

وبهذا الإسنادِ يَرويه الحافظُ ابنُ حَجرٍ في «المجمع المؤسس» (2/ 569)، و «المعجم المفهرس» (1418)

(2)

.

وابنُ طُولونَ في «الفهرست الأوسط» (4/ 341) ووصَفَه بذِكرِ أوَّله وآخِرِه.

وبهذا الإسنادِ أيضاً رَوى الذَّهبيُّ حديثَينِ مِن هذا الجُزءِ (18)(20).

وذكَرَه السَّخاويُّ في «التحفة اللطيفة» (1/ 124، 2/ 532)، والسُّيوطيُّ في «معجمه» (ص 58، 110، 161) باسمِ: «جزء ابن فارس» .

وفي «أنساب الكتب» للسُّيوطيِّ (2051): «جزء ابن فارس» : به

(3)

إلى أبي نُعيمٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ جعفرِ بنِ أحمدَ بنِ فارسٍ به.

وفي «مسموعات الضياء» (ص 150): وقرأتُ عليه

(4)

في هذا اليومِ

(1)

الشيخ الثقة. توفي سنة (418 هـ). انظر «السير» (17/ 388).

(2)

إلا أنه وقع فيهما أنه من رواية أبي طالب الكندلاني، عن أبي الفتح محمد بن أحمد، عن غلام محسن. ولعله سبق قلم أو تصحيف، فالكُندلاني معروف بالرواية عن غلام محسن مباشرة، ثم إن ابن طولون يرويه من طريق ابن حجر على الصواب. والله أعلم.

(3)

أي بإسناده إلى الفخر بن البخاري، عن أبي جعفر الصيدلاني، عن أبي علي الحداد، عن أبي نعيم.

(4)

أي على أبي جعفر الصيدلاني. وأبو علي هو الحداد. و (بن مصعب) سقطت من المطبوع، وهو محمد بن علي بن إبراهيم بن محمد بن مصعب أبو بكر الأصبهاني التاجر. والله أعلم.

ص: 228

«أحاديث ابن فارس عبد الله بن جعفر» روايتُه عن أبي عليٍّ، عن أبي بكرِ [بنِ مصعبٍ] عنه.

فهذانِ إسنادانِ جَديدانِ للجُزءِ إنْ كانَ هو نفسه. واللهُ أعلمُ.

ص: 229

جزءٌ فيه مِن حديثِ

أبي محمدٍ عبدِ اللهِ بنِ جعفرِ بنِ أحمدَ بنِ فارسٍ

رحمَه اللهُ تعالى

ص: 231

بسم الله الرحمن الرحيم

ربِّ أعِنْ ويسِّرْ يا كريمُ

أخبرنا الشيخُ المسنِدُ زينُ الدِّينِ عبدُ الرحيمِ ابنُ العلَّامةِ جمالِ الدِّينِ إبراهيمَ بنِ محمدِ بنِ عبدِ الرحيمِ بنِ إبراهيمَ بنِ يحيى بنِ أبي المجدِ اللَّخميُّ الأُمْيوطيُّ

(1)

المكيُّ الشافعيُّ

(2)

سماعاً عليه في يومِ الأربعاءِ رابعَ عشرَ شوالٍ سَنةَ (853) بالقاهرةِ قدمَ عَلينا: أخبرنا والدِي العلَّامةُ جمالُ الدِّينِ إبراهيمُ الأُمْيوطيُّ

(3)

سماعاً عليه: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ عمرَ الواني

(4)

.

(ح) وأخبرنا جَدي شيخُ الإسلامِ والحُفاظِ أبو الفضلِ أحمدُ بنُ عليِّ بنِ محمدِ بنِ محمدِ بنِ حَجرٍ العَسقلانيُّ سماعاً عليه في يومِ الأحدِ العشرينَ مِن رَبيعٍ الأولِ سَنةَ إِحدى وخمسينَ وثمان (مئة؟): قرأتُ على مريمَ بنتِ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ إبراهيمَ الأَذرعيِّ

(5)

قالتْ: أخبرنا الواني.

وأخبرنا الزَّاهديُّ الدِّمشقيُّ

(6)

مُكاتَبةً: أخبرتنا زينبُ بنتُ الكمالِ إِذناً

(1)

قال في «معجم البلدان» (1/ 256): بلدة في كورة الغربية من أعمال مصر.

(2)

توفي سنة (867 هـ). انظر «الضوء اللامع» (4/ 166).

(3)

توفي سنة (790 هـ). انظر «ذيل التقييد» (1/ 446).

(4)

المصري، توفي سنة (727 هـ). انظر «ذيل التقييد» (2/ 204).

(5)

توفيت سنة (805 هـ). انظر «شذرات الذهب» (9/ 85).

(6)

لعله: أحمد بن محمد بن علي بن إسماعيل الزاهدي الدمشقي المعمر، أُسمع من زينب بنت الكمال وقرأ الناس عليه بإجازتها. توفي سنة (839 هـ). انظر «إنباء الغمر» (8/ 394)، «الضوء اللامع» (2/ 145)، «شذرات الذهب» (9/ 335).

ص: 233

إنْ لم يكنْ (سَماعاً؟).

قالتْ والواني:

أخبرنا أبو القاسمِ عبدُ الرحمنِ بنُ مَكيِّ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ الحاسبِ سِبطُ الحافظِ

(1)

: أخبرنا جدِّي الشيخُ الإمامُ الحافظُ شيخُ الإسلامِ أبو طاهرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ السِّلَفيُّ الأصبهانيُّ بالإسكندريةِ: أخبرنا أبو طالبٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ عبدِ الرحمنِ الكُنْدُلانيُّ بقراءَتي عليه، وأبو الفتحِ

(2)

محمدُ بنُ أحمدَ (بنِ محمدِ)

(3)

بنِ الحسينِ بنِ الحارثِ المعلمُ قراءةً مِن أصلِ سماعِهِ بأصبهانَ قالا: أخبرنا أبو عليٍّ أحمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ أحمدَ بنِ يَزدادَ غُلامُ محسِّنِ

(4)

بنِ محمدِ بنِ إبراهيمَ: أخبرنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ جعفرِ بنِ أحمدَ بنِ فارسٍ رحمه اللهُ تعالى قالَ:

226 -

(1) حدثنا أبو اليمانِ حذيفةُ بنُ غياثِ بنِ حسانَ العَسكريُّ: حدثنا عَمرو بنُ مَرزوقٍ: حدثنا شريكٌ، عن الأعمشِ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرةَ،

(1)

الشيخ المسند المعمر، سمع من جده كثيراً، وتفرد ورحل إليه الطلبة، وكان قليل العلم. توفي سنة (651 هـ). انظر «السير» (23/ 278).

(2)

في نسخة الظاهرية بعد البسملة:

أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السلفي الأصبهاني قراءة عليه وأنا أسمع في يوم السبت ثاني عشر المحرم سنة ست وسبعين وخمسمئة قال: أخبرنا أبو طالب أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الكندلاني في شهر رمضان سنة اثنين وتسعين وأربعمئة وأبو الفتح .. .

(3)

ليس في نسخة الظاهرية ولا في «فهرست ابن طولون» . ولم أهتد إلى ترجمته.

(4)

هكذا شُكلت في الأصل، بتشديد السين وكسرها.

ص: 234

رفَعَه إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم

(1)

: «إنَّ اللهَ كتبَ كتاباً بيدِهِ قبلَ أَن يَخلُقَ السماواتِ والأرضَ فوضَعَه تحتَ العرشِ: سَبقَتْ رَحمَتي غَضَبي»

(2)

.

227 -

(2) / حدثنا حذيفةُ: حدثنا عَمرو: حدثنا شعبةُ، عن الحكمِ، عن مجاهدٍ،

أنَّ

(3)

يعلى بنَ مُنيةَ أو ابنَ أُميةَ قاتَلَ رَجلاً فعَضَّ أحدُهما يدَ صاحبِه، قالَ: فنَزعَ يدَه مِن فيهِ، قالَ: فقَلعَ ثَنيَّتَه، قالَ: فخاصَمَه إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «أَيعَضُّ أحدُكم أخاهَ كما يَعَضُّ البَكْرُ» قالَ: فأطَلَّها.

فقالَ لي الحكمُ: أتَدري ما أطلَّها؟ قالَ: قُلتُ: نَعم، فأبطَلَها.

228 -

(3) حدثنا حذيفةُ: حدثنا عَمرو بنُ مَرزوقٍ، عن زائدةَ بنِ قُدامةَ، عن زيادِ بنِ عِلاقةَ، عن أسامةَ بنِ شريكٍ

(4)

قالَ:

كنتُ عندَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فجاءَت الأَعاريبُ فسألوهُ فَقالوا: يا رسولَ اللهِ،

(1)

إلى هنا انتهى ما في النسخة الظاهرية.

(2)

أخرجه أحمد (2/ 397) من طريق شريك به.

وهو عند البخاري (3194) وأطرافه، ومسلم (2751) من طريق أبي صالح وغيره، عن أبي هريرة بنحوه.

(3)

تحرف في الأصل إلى: «بن» ، والمثبت من رواية الطبراني 22/ (666) من طريق عمرو بن مرزوق، وهو مقتضى السياق. وعلى هذا فظاهره الإرسال.

وأخرجه النسائي (4763)(4764)، والطيالسي (1421)، والبغوي في «الجعديات» (252)، والطحاوي في «شرح المشكل» (1293) من طريق شعبة به، وفيه: عن يعلى بن منية.

وهو عند البخاري (2265)(2973)(4417)، ومسلم (1674) من طريق صفوان بن يعلى، عن أبيه بنحوه.

(4)

في الأصل: «أسامة بن زيد» وفي الهامش: «أسماء بن شريك» وعليها علامة التصحيح!

ص: 235

ما خيرُ ما أُعطيَ الناسُ؟ قالَ: «خُلُقٌ حسنٌ» قالوا: يا رسولَ اللهِ، أنَتَداوى؟ قالَ:«نَعم، عبادَ اللهِ تداوَوا، فإنَّ اللهَ عز وجل لم يضَعْ داءً إلا وضعَ له شِفاءً، غيرَ داءٍ واحدٍ» قَالوا: وما هو؟ قالَ: «الهَرَمُ»

(1)

.

229 -

(4) حدثنا حذيفةُ: حدثنا عَمرو: حدثنا شعبةُ، عن رَجلٍ

(2)

مِن مُزينةَ أو جُهينةَ قالَ:

قالَ رَجلٌ: يا رسولَ اللهِ، ما خيرُ ما أُعطيَ الناسُ؟ قالَ:«خُلُقٌ حسنٌ» قالَ: ما شرُّ ما أُعطيَ الناسُ؟ قالَ: «خُلُقٌ سيءٌ، وانظُر الذي تكرَهُ أن يُحَدَّثَ عنكَ إذا عملتَه في بيتِكَ فلا تَعملْهُ» .

230 -

(5) حدثنا حذيفةُ: حدثنا محمدُ بنُ كثيرٍ: حدثنا سفيانُ، عن الأعمشِ، عن أبي سفيانَ، عن جابرٍ قالَ:

قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أهلُ الجَنةِ يأكُلونَ ويَشربونَ، ولا يَبولونَ ولا يَتغوَّطونَ ولا يَمتَخِطونَ ولا يَبزُقونَ، يُلْهَمونَ الحمدَ والتَّسبيحَ كما تُلهَمونَ

(1)

أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (291)، وأبوداود (3855)، والترمذي (2038)، والنسائي في «الكبرى» (7511)(7512)، وابن ماجه (3436)، وأحمد (4/ 287)، وابن حبان (478)(486)(6061)(6064)، والحاكم (1/ 121، 4/ 198 - 199، 399 - 400) من طريق زياد بن علاقة مطولاً ومختصراً.

وقال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الحاكم والألباني.

(2)

هكذا في الأصل، وقد أخرجه قوام السنة في «الترغيب والترهيب» (1221) من طريق ابن فارس وفيه:(شعبة، عن أبي إسحاق، عن رجل من مزينة أو جهينة).

وكذلك أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (7625) من طريق عمرو بن مرزوق.

فلعله سقط من الأصل، فكذلك يرويه شعبة وغيره عن أبي إسحاق بسياق آخر، انظر «المطالب» (2574)(2575)، و «الضعيفة» (1911)(1956).

ص: 236

النَّفَسَ، طعامهُم جُشاءٌ ورشحٌ كرشحِ المِسكِ»

(1)

.

231 -

(6) حدثنا حذيفةُ: حدثنا عَمرو بنُ مَرزوقٍ: حدثنا زائدةُ بنُ قُدامةَ، عن الأعمشِ، عن أبي سفيانَ، عن جابرٍ،

عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إنَّ أهلَ الجَنةِ يأكُلونَ ويَشرَبونَ، ولا يَبولونَ ولا يَتغوَّطونَ ولا يمتَخِطونَ، يُلْهَمونَ التَّسبيحَ والتَّحميدَ كما تُلْهَمونَ النَّفَسَ، طعامُهم الجُشاءُ ورَشحٌ كرَشحِ المِسكِ» .

232 -

(7) حدثنا حذيفةُ: حدثنا عَمرو بنُ مَرزوقٍ: حدثنا زائدةُ بنُ قُدامةَ، عن الأعمشِ، عن أبي سفيانَ، عن جابرٍ،

عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إنَّ أهلَ الجَنةِ يأكُلونَ ويَشرَبونَ، ولا يَبولونَ ولا يَتغوَّطونَ ولا يمتَخِطونَ، يُلْهَمونَ التَّسبيحَ والتَّحميدَ كما تُلْهَمونَ النَّفَسَ، طعامُهم الجُشاءُ ورَشحٌ كرَشحِ المِسكِ»

(2)

.

233 -

(8) / حدثنا حذيفةُ: حدثنا محمدُ بنُ كثيرٍ: حدثنا سفيانُ، عن يونسَ بنِ عُبيدٍ: سمعتُ الحسنَ يقولُ:

قَدمَ عَقيلُ بنُ أبي طالبٍ البصرةَ فتزوَّجَ امرأةً مِن بَني جُشَمَ، فَقالوا له: بالرَّفاءِ والبَنينِ، فقالَ: لا تَقولوا ذلكَ، فإنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهانا عن ذلكَ، وأمَرَنا أن نقولَ:«باركَ اللهُ لكَ، وباركَ عليكَ»

(3)

.

(1)

أخرجه مسلم (2835) من طريق الأعمش به.

ثم أخرجه من طريق أبي الزبير، عن جابر. وانظر ما بعده.

(2)

هكذا تكرر هذا الحديث في الأصل بإسناده ومتنه.

(3)

أخرجه النسائي (3371)، وابن ماجه (1906)، والدارمي (2219)، وأحمد (1/ 201، 3/ 451)، والبزار (2172)، والحاكم (3/ 577)، والبيهقي (7/ 148) من طريق الحسن البصري به.

وأخرجه أحمد (1/ 201، 3/ 451) من وجه آخر عن عقيل بن أبي طالب به.

وصححه الألباني.

ص: 237

234 -

(9) حدثنا حذيفةُ: حدثنا محمدُ بنُ كثيرٍ: حدثنا سفيانُ، عن علقمةَ بنِ مَرثدٍ، عن أبي الربيعِ المقرئِ

(1)

، عن أبي هريرةَ قالَ:

قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أربعةٌ لا يدَعُها الناسُ مِن أمرِ الجاهليةِ: النِّياحةُ، والتَّفاخرُ

(2)

في الأحسابِ، وقولُهم: سُقينا بنَوءِ كَذا، والعَدوى، جَرِبَ بعيرٌ فأجرَبَ مِئةً، فمَن أجرَبَ الأولَ؟»

(3)

.

235 -

(10) حدثنا حذيفةُ: حدثنا محمدُ بنُ كثيرٍ: حدثنا سفيانُ، عن أبي الزبيرِ، عن جابرٍ،

عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرَّ عليه بحِمارٍ قَد وُسِمَ في وَجهِه، فقالَ:«أمَا بلغَكم أنِّي نَهيتُ عن وَسْمِ الدَّابةِ في وَجهِها أو ضربِها في وَجهِها» فنَهى عن ذلكَ

(4)

.

قالَ حذيفةُ: «سم في وَجهِه» ، والصوابُ:«وُسِمَ في وَجهِه» .

236 -

(11) حدثنا حذيفةُ: حدثنا محمدٌ: حدثنا سفيانُ، عن الأعمشِ، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرةَ قالَ:

(1)

هكذا في الأصل، وفي هامشه: المنقري. وفوقها في الموضعين: «كذا» . وفي مصادر ترجمته: المدني.

(2)

في الهامش إشارة إلى نسخة أخرى: التعاير.

(3)

أخرجه الترمذي (1001)، وأحمد (2/ 291، 414، 455، 456، 526، 531)، والطيالسي (2517)، والبيهقي في «الشعب» (5143) من طريق علقمة بن مرثد به.

وحسنه الترمذي والألباني.

(4)

أخرجه أبو داود (2564) من طريق محمد بن كثير به.

وانظر روايتي مسلم (2116)(2117) من طريق أبي الزبير.

ص: 238

ما عابَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم طعاماً، إن اشتَهاهُ أكَلَه، وإنْ كرِهَه ترَكَه

(1)

.

237 -

(12) حدثنا حذيفةُ: حدثنا محمدٌ: حدثنا سفيانُ: حدثنا مصعبُ بنُ محمدِ بنِ شرحبيلَ: حدثني يعلى بنُ أبي يحيى، عن فاطمةَ بنتِ الحسينِ

(2)

، عن الحسينِ بنِ عليٍّ قالَ:

قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «للسائلِ حَقٌ وإِن جاءَ على فَرسٍ»

(3)

.

238 -

(13) حدثنا حذيفةُ: حدثنا محمدٌ: حدثنا سفيانُ، عن المقدامِ بنِ شَريحٍ: حدثني أبي، عن عائشةَ قالتْ:

ما بالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قائماً مُنذُ أُنزلَ عليه القرآنُ

(4)

.

239 -

(14) حدثنا حذيفةُ: حدثنا محمدٌ: حدثنا سفيانُ، عن منصورٍ، عن إبراهيمَ، عن علقمةَ قالَ:

جاءَ ابنا مُليكةَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالا: إنَّ أُمَّنا ماتَت حينَ رَعدَ الإسلامُ وبَرقَ، فهَل يَنفعُها أَن نُصلِّيَ لها مَع كلِّ صلاةٍ صلاةً، ومَع كلِّ صومٍ صوماً، ومَع كلِّ صدقةٍ صدقةً؟ فقالَ:«الوائدةُ والمَوؤدةُ في النارِ» / فلمَّا ولَّيا

(1)

أخرجه البخاري (3563)(5409)، ومسلم (2064) من طريق الأعمش به.

(2)

في الأصل: الحسن.

(3)

أخرجه أبو داود (1665)، وأحمد (1/ 201)، وأبو يعلى (6784)، والطبراني (2893)، وابن خزيمة (1468)، والبيهقي (7/ 23) من طريق محمد بن كثير به.

وضعفه الألباني في «الضعيفة» (1378).

(4)

أخرجه أحمد (6/ 136، 192، 213)، والحاكم (1/ 181، 185)، والبيهقي (1/ 101) من طريق سفيان الثوري به.

وانظر رواية شريك عن المقدام عند الترمذي (12)، والنسائي (29)، وابن ماجه (307)، وابن حبان (1430).

ص: 239

[قالَ]

(1)

: «أساءَكما أو شَقَّ عَليكما، أُمِّي مَع أُمِّكما في النارِ»

(2)

.

240 -

(15) حدثنا حذيفةُ: حدثنا محمدٌ: حدثنا سفيانُ، عن أبي مالكٍ الأَشجعيِّ، عن رِبعيِّ بنِ حِراشٍ، عن حذيفةَ قالَ:

قالَ نَبيُّكم صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ معروفٍ صَدقةٌ»

(3)

.

241 -

(16) حدثنا يحيى بنُ حاتمٍ العَسكريُّ: حدثنا يزيدُ بنُ هارونَ: أخبرنا يوسفُ بنُ عَطيةَ: حدثنا ثابتٌ البُنانيُّ، عن أنسِ بنِ مالكٍ،

أنَّ رَجلاً غَزا وامرأتُه في عُلوٍّ وأبوها في السُّفلِ، وأمرَها أَن لا تَخرجَ مِن بيتِها، فاشتَكى أَبوها، فأرسَلَت إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فأخبَرتهُ واستأذَنتهُ، فأرسَلَ إليها:«أَن اتَّقي اللهَ وأَطيعي زوجَكِ» ثُم إنَّ أباها ماتَ، فأرسَلَت إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَستأذنُهُ، فأرسَلَ إليها:«أَن اتَّقى اللهَ وأَطيعي زَوجَكِ» فخَرجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وصلَّى على أَبيها وقالَ لها: «إنَّ اللهَ قَد غَفرَ لأَبيكِ بطَوَاعيَتِكِ لِزوجِكِ»

(4)

.

(1)

ساقطة من الأصل.

(2)

مرسل هنا. وكذلك أخرجه ابن بطة في الإبانة (1484) من طريق محمد بن كثير بهذا اللفظ، والسري بن يحيى في «حديث الثوري» (116) عن قبيصة عن الثوري باختلاف يسير.

في حين أخرجه ابن صاعد في «الثاني من حديث ابن مسعود» (36 - مخطوط) من طريق قبيصة فوصله عن علقمة عن ابن مسعود.

ووصله غيره، وقيل فيه غير ذلك مطولاً ومختصراً، انظر مسند أحمد 1/ 398 (3787)، و «علل الدارقطني» (794).

(3)

أخرجه مسلم (1005)، والبخاري في «الأدب المفرد» (233) من طريق أبي مالك الأشجعي به.

(4)

أخرجه قوام السنة في «الترغيب والترهيب» (1522) من طريق المصنف.

ويوسف بن عطية متروك. ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1367)، والحارث في «مسنده» (499 - زوائده)، وابن عدي في «الكامل» (17918).

ويروى من وجه آخر عن ثابت البناني، أخرجه الطبراني في «الأوسط» (7648)، وضعفه الألباني في «الإرواء» (2014).

ص: 240

242 -

(17) حدثنا يحيى: حدثنا يزيدُ بنُ هارونَ: أخبرنا فائدُ بنُ عبدِ الرحمنِ، عن عبدِ اللهِ بنِ أبي أَوفى قالَ:

كنتُ عندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فأتاهُ غلامٌ فقالَ: يا رسولَ اللهِ، غلامٌ يتيمٌ له أمٌّ أرملةٌ وأختٌ يتيمةٌ، أطعِمْنا ممَّا أطعمَكَ اللهُ، أعطاكَ اللهُ مِن عندِهِ حتى تَرضى، قالَ:«ما أحسَنَ ما قُلتَ يا غلامُ، يا بلالُ، اذهَب إلى أهلِنا فائتِنا بما وَجدتَّ عِندَهم مِن طعامٍ» فذهبَ فجاءَهُ بأحدٍ

(1)

وعشرينَ تمرةً فوضَعَها في كفِّ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فرفَعَها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلى فيهِ، فدَعا فيها بالبَركةِ، قالَ:«يا غلامُ، سبعاً لكَ، وسبعاً لأُمكَ، وسبعاً لأختِكَ، تغدَّ بتمرةٍ، وتعشَّ بأُخرى» .

فلمَّا انصرفَ قامَ إليه

(2)

معاذُ بنُ جبلٍ فوَضعَ يدَه على رأسِهِ فقالَ: يا غلامُ، جَبَرَ اللهُ يُتمَكَ، وجعلَكَ خَلفاً مِن أبيكَ -وكانَ مِن أولادِ المُهاجرينَ-، فقالَ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«قَد رأيتُكَ يا معاذُ وما صنعتَ» قالَ: رَحمةً له يا رسولَ اللهِ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«والذي نَفسي بيدِهِ، لا يَلي مسلمٌ يَتيماً فيُحسِنُ وِلايتَهُ فيَضعُ يدَه على رأسِهِ إلا رفَعَه اللهُ بكلِّ شَعرةٍ درجةً، وكَتبَ له بكلِّ شَعرةٍ حسنةً، ومَحا عنه / بكلِّ شعرةٍ سيئةً»

(3)

.

(1)

في الهامش: لعله بإحدى.

(2)

من الهامش إشارة إلى نسخة أخرى، وهو مقتضى السياق. وفي الأصل: قال له.

(3)

أخرجه عبد الله في «زوائد المسند» (4/ 382) -ولم يسق تمام لفظه-، والحارث في «مسنده» (905 - زوائده)، والبزار (3375)، والبيهقي في «الشعب» (10530)، والسخاوي في «البلدانيات» (8) من طريق فائد أبي الورقاء به.

وقال في «المجمع» (8/ 162): وفي الإسناد فائد أبوالورقاء وهو متروك.

وقال السخاوي: هذا حديث ضعيف .. .

ص: 241

243 -

(18) حدثنا يحيى: حدثنا يزيدُ بنُ هارونَ: أخبرنا الحسنُ بنُ واصلٍ: حدثني الأسودُ بنُ عبدِ الرحمنِ العَدويُّ، عن هِصَّانَ بنِ كاهلٍ

(1)

، عن الأشعريِّ،

عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «ما قَعدَ يَتيمٌ على قَصعَتِهم فقَرُبَ قَصعَتَهم شيطانٌ»

(2)

.

244 -

(19) حدثنا يحيى: حدثنا يزيدُ: حدثنا شعبةُ، عن عبدِ اللهِ بنِ دينارٍ، عن ابنِ عمرَ،

أنَّ أعرابياً سألَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن الضَّبِّ؟ قالَ: «لستُ آكُلُه، ولا أَنهى عنه»

(3)

.

245 -

(20) حدثنا يحيى: حدثنا يزيدُ: حدثنا إسماعيلُ بنُ أبي خالدٍ، عن سعدٍ الطائيِّ قالَ: أُخبرتُ أنَّ اللهَ تبارك وتعالى لمَّا خَلقَ الجَنةَ قالَ لها:

(1)

ويقال: ابن كاهن، كما جاء في الهامش.

(2)

أخرجه الذهبي في «معجمه الكبير» (1/ 89) من طريق المصنف.

والحسن بن واصل- وهو الحسن بن دينار- متفق على ضعفه.

ومن طريقه أخرجه الحارث في «مسنده» (زوائده - 907)، والطبراني في «الأوسط» (7165)، وابن عدي في «الكامل» (4909).

والحديث أورده ابن الجوزي في «الموضوعات» (2/ 512).

وقال الألباني في «الضعيفة» (5373): موضوع.

(3)

أخرجه البخاري (5536)، ومسلم (1943) من طريق عبد الله بن دينار به.

ثم أخرجه مسلم من طريق نافع، عن ابن عمر به.

ص: 242

تَزيَّني، فتزيَّنتْ، فقالَ لها: تَكلَّمي، فقالتْ: طُوبى لِمَن رَضيتَ عنه

(1)

.

246 -

(21) حدثنا يحيى: حدثنا يزيدُ: أخبرنا محمدُ بنُ إسحاقَ، عن الزُّهريِّ، عن سعيدِ بنِ المُسيبِ، عن جُبيرِ بنِ مُطعمٍ قالَ:

لمَّا قَسمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سهمَ ذَوي القَرابةِ مِن بَني هاشمٍ وبَني المُطلبِ أَتيتُه أنا وعثمانُ بنُ عفانَ فقُلنا: يا رسولَ اللهِ، هؤلاءِ بَنو هاشمٍ لا نُنكرُ فضلَهم لِمكانِكَ الذي وَضعَكَ اللهُ مِنهم، أرأيتَ إخوانَنا مِن بَني المُطلبِ، أَعطيتَهم ومنعتَنا، وإنَّما نحنُ وهم مِنكَ بمَنزلةٍ، قالَ:«لم يُفارِقوني في جاهليةٍ ولا إسلامٍ، وإنما بَنو هاشمٍ وبَنو المُطلبِ شيءٌ واحدٌ» ثم شبَّكَ بينَ أصابعِهِ

(2)

.

247 -

(22) حدثنا يحيى: حدثنا عبدُ الوهابِ بنُ عطاءٍ الخَفافُ: أخبرنا سعيدُ بنُ أبي عَروبةَ، عن قتادةَ، عن أنسٍ،

عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قالَ: «بَينا أنا أَسيرُ في الجَنةِ إذْ عَرضَ لي نهرٌ حافَّتاهُ قِبابُ اللؤلؤِ المُجوَّفِ، قلتُ: يا جبريلُ ما هذا؟ قالَ: هذا الكوثرُ الذي أَعطاكَ ربُّكَ، قالَ: فأَضربُ يدِي فإذا طينُه المِسكُ»

(3)

.

(1)

أخرجه الذهبي في «معجمه الكبير» (1/ 141) من طريق المصنف.

وأخرجه ابن أبي شيبة (34107)، والحسين المروزي في «زوائد الزهد» (1524)، وابن أبي الدنيا (36)، وأبو نعيم (19) كلاهما في «صفة الجنة» من طريق إسماعيل بن أبي خالد به.

(2)

أخرجه أبو داود (2980)، والنسائي (4137)، وأحمد (4/ 81) من طريق محمد بن إسحاق به.

وهو عند البخاري (3140)(3502)(4229) من طريق الزهري بنحوه.

(3)

أخرجه البخاري (4964)(6581) من طريق قتادة به.

ص: 243

248 -

(23) حدثنا يحيى: حدثنا عبدُ الوهابِ: أخبرنا سعيدٌ، عن قتادةَ، عن أبي المُتوكلِ، عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ،

عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قالَ: «ليُحبَسنَّ أهلُ الجَنةِ بعدَ ما يجاوِزونَ الصراطَ على قَنطرةٍ، فيُؤخَذُ لبعضِهم مِن / بعضٍ مَظالِمُهم التي تَظالَموها في الدُّنيا، حتى إذا هُذِّبوا ونُقُّوا أُذِنَ لهم في دُخولِ الجَنةِ» .

قالَ قتادةُ: فلأَحدُهم أعرفُ بمَنزِلِه في الآخرةِ بمَنزِلِه

(1)

كانَ في الدُّنيا.

قالَ قتادةُ: قالَ أبو عُبيدةَ بنُ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ: ما شَبيهٌ بهم إلا أهلُ جُمعةٍ انصرَفوا مِن جُمعتِهم

(2)

.

249 -

(24) حدثنا يحيى: حدثنا عبدُ الوهابِ: أخبرنا سعيدٌ الجَريريُّ، عن أبي الوردِ، عن اللَّجلاجِ، عن معاذِ بنِ جبلٍ،

أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مرَّ على رَجلٍ وهو يقولُ: اللهمَّ إنِّي أسالكُ الصبرَ، قالَ:«سألتَ البلاءَ فسَل العافيةَ» . قالَ: ومرَّ على آخرَ وهو يقولُ: يا ذا الجَلالِ

(1)

في الهامش: من منزله.

(2)

أخرجه أبو نعيم الحداد في «جامع الصحيحين» (4255) من طريق المصنف.

وأخرجه الحاكم (4/ 572) من طريق عبد الوهاب الخفاف به، إلا أنه جعل كلام قتادة الأول ضمن المرفوع.

وكذلك هو عند البخاري (2440)(6535) من طريق قتادة، ولم يذكر قول قتادة عن أبي عبيدة.

وهذا فعند بعضهم: «قال قتادة: قال بعضهم» ، وعند آخرين:«عن قتادة: كان يقال» ، وفي «زوائد الزهد» للمروزي (1421):«قال قتادة: قال أبو عياض» ، ومن طريقه قوام السنة في «المحجة» (296) لكن فيه:«أبو عياش» ، أما الحافظ فقال في «الفتح» (11/ 399): ولم أقف على تسمية القائل.

ص: 244

والإكرامِ، فقالَ:«سَل فَقد استُجيبَ لكَ» . قالَ: ومرَّ على آخرَ وهو يقولُ: اللهمَّ إنِّي أسألُكَ تَمامَ النِّعمةِ، قالَ:«ويحكَ، هَل تَدري ما تَمامُ النِّعمةِ؟» قالَ: «الفوزُ بالجَنةِ والنجاةُ مِن النارِ»

(1)

.

آخرُ الجزءِ

الحمدُ للهِ وحدَه

صلَّى اللهُ على سيدِنا محمدٍ وآلِهِ وصحبِه وسلَّمَ

حسبُنا اللهُ ونِعمَ الوكيلُ

سمعَه على الحافظِ أبي طاهرٍ أحمدَ بنِ محمدٍ السِّلَفيِّ سِبطُه عبدُ الرحمنِ

بنُ مكيِّ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ الحاسبِ رحمه الله

يومَ السبتِ ثامنَ عشرَ مُحرمٍ سنةَ (576)

(1)

أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (725)، والترمذي (3527)، وأحمد (5/ 231، 235)، وعبد بن حميد (107)، وابن أبي شيبة (29356)، والبزار (2634)(2635)، والطبراني 20/ (97)(98)(99) من طريق سعيد الجريري به.

وحسنه الترمذي والعراقي. وقال الألباني في «الضعيفة» (3416): ورجاله ثقات معروفون غير أبي الورد هذا لم يوثقه أحد .. .

ص: 245