الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبو القاسمِ المَناديليُّ وأجزاؤُهُ
إبراهيمُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ أبو القاسمِ البصريُّ المَناديليُّ المُقرئُ المُعدلُ.
سمعَ مِن أحمدَ بنِ يعقوبَ المُعدلِ سَنةَ سبعٍ وتسعينَ وثلاثِمئةٍ، ومِن القاضي أبي عمرَ الهاشميِّ، وعليِّ بنَ أحمدَ بنِ غسانَ الحافظِ، وطائفةٍ.
وعنه الغِطْريفُ بنُ عبدِ اللهِ، ومحمدُ بنُ أبي نصرٍ الأُشنانيُّ شيخُ السِّلَفيِّ، وغيرُ واحدٍ.
حدَّثَ سَنةَ سِتٍّ وسِتينَ بالبصرةِ، وَقعَ لنا مِن حَديثِه جُزآن
(1)
.
هذا ما ذكَرَه الذَّهبيُّ في وَفيات (461 - 470 هـ) مِن «تاريخ الإسلام» (10/ 302)، وهو كُلُّ ما وَقفتُ عليه مِن تَرجمةٍ لأبي القاسمِ المَناديليِّ.
هذا وقَد يَسَّر اللهُ لي الوقوفَ على جُزأينِ مِن حَديثِه:
- الأولُ مِن روايةِ الغِطريفِ عنه.
- والثاني مِن روايةِ الأُشنانيِّ.
(1)
هذا ما وقع للإمام الذهبي من حديث المناديلي، ولا يمنع هذا أن يكون له غيرها، فقد قال السلفي في ترجمة شيخه أبي سعيد الرياحي من «معجم السفر» (1/ 13): أبو سعيد الرياحي هذا ثقة، وقد أخرج إلي أجزاء عن أبي الحسن بن نوح وأبي القاسم المناديلي وأبي محمد بن أبي الحسن، فانتخبت منها فوائد وقرأتها عليه .. .
*
جزءُ أبي القاسمِ المَناديليِّ روايةُ الغِطْريفِ عنه:
هذا ما جاءَ في ورقةِ العنوانِ [46] مِن مَجموعِ جامعةِ الإمامِ المُتقدِّمِ ذِكرُه (ص 226)، وينتهي القسمُ الأولُ مِن الجُزءِ في الورقةِ [55]، يَليه حديثُ جابرِ بنِ سُمرةَ المشارُ إليه، ويَنتهي في الوجهِ الأولِ مِن الورقةِ [58].
* وهذِه النُّسخةُ هي بخطِّ يوسفَ بنِ شاهينَ سِبطِ الحافظِ ابنِ حَجرٍ العَسقلانيِّ.
* بإجازتِه مِن أمِّ عبدِ اللهِ عائشةِ بنتِ إبراهيمَ بنِ خليلِ بنِ الشَّرائحيِّ
(1)
.
* بروايتِها عن ابنِ الحَبَّالِ يوسفَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عليِّ بنِ حاتمٍ جمالِ الدِّينِ أبي المَحاسنِ البَعليِّ
(2)
.
* عن عبدِ الخالقِ بنِ عبدِ السلامِ بنِ سعيدِ بنِ عُلوانَ، تاجِ الدِّينِ أبي محمدٍ البَعلبكيِّ القاضي الأديبِ
(3)
.
* عن الإمامِ تقيِّ الدِّينِ أبي الحسنِ عليِّ بنِ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ أحمدَ بنِ واصلٍ البصريِّ
(4)
.
(1)
سمعت الكثير بدمشق والقاهرة وبعلبك، وحدثت بالكثير وسمع منها الأئمة. توفيت سنة (842 هـ). «الضوء اللامع» (12/ 73).
(2)
حدث وتفرد ورحل إليه. مات سنة (778 هـ). انظر «ذيل التقييد» (6/ 234)، و «الدرر الكامنة» (2/ 321).
(3)
قال الذهبي: وهو من جلة شيوخي علماً وديناً وصلاحاً وعلو إسناد وتواضعاً وأدباً ومروءة. توفي سنة (696 هـ). «تاريخ الإسلام» (15/ 840).
(4)
لم أجد له ترجمة، وفي ترجمة عبد الخالق ذكروا أنه يروي عن التقي أبي أحمد علي بن أحمد بن واصل البصري.
* عن المباركِ بنِ محمدِ بنِ المباركِ أبي جعفرٍ الكَتانيِّ البصريِّ الشافعيِّ
(1)
.
* عن الغِطْريفِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الحسينِ أبي جعفرٍ السَّعيدانيِّ
(2)
.
* عن المَناديليِّ.
* وعلى النُّسخةِ سَماعانِ بخطِّ وقراءةِ أحمدَ بنِ محمدٍ المُظَفريِّ
(3)
.
الأولُ في ورقةِ العنوانِ على أبي المَحاسنِ الكِرْمانيِّ
(4)
، بروايتِه للجُزءِ مِن طريقِ كُلٍّ مِن: الجَمالِ الشَّرائحيِّ
(5)
، وأُختَيه عائشةَ وأي مَلك
(6)
، وأبي حامدِ بنِ ظَهيرةَ
(7)
، وعليِّ بنِ إسماعيلَ بن بَرْدِس
(8)
، خَمستُهم عن ابنِ الحَبَّالِ.
(1)
ترجمه الذهبي في وفيات (572 هـ) من «تاريخ الإسلام» (12/ 517).
(2)
لم أجد له ترجمة، وإنما له ذكر في ترجمة المبارك وترجمة المناديلي.
(3)
وُلد سنة (879 هـ) وله همة ورغبة في الاشتغال. قاله السخاوي في «الضوء اللامع» (7/ 76).
(4)
يوسف بن يحيى بن محمد القاهري الشافعي. له ترجمة في «الضوء اللامع» (10/ 337).
(5)
عبد الله بن ابراهيم بن خليل أبو محمد الدمشقي، محدث الشام. توفي سنة (820 هـ). انظر «الضوء اللامع» (5/ 3).
(6)
حدثت مع أخيها وبمفردها، سمع منها الفضلاء. توفيت سنة (815 هـ). انظر «الضوء اللامع» (12/ 11).
(7)
محمد بن عبد الله بن ظهيرة المكي الشافعي قاضي مكة ومفتيها. توفي سنة (817 هـ). انظر «ذيل التقييد» (1/ 137).
(8)
كنَرْجِس: علي بن إسماعيل بن محمد بن بردس الحنبلي. توفي سنة (846 هـ). انظر «الضوء اللامع» (5/ 194).
والسماعُ الثاني في جانبِ الوَرقةِ الأخيرةِ مِن الجُزءِ على الجَمالِ القَلْقَشنديِّ، بروايتِه عن الجَمالِ الشَّرائحيِّ وأُختِه عائشةَ سَنةَ (912 هـ).
* وهَذا الجُزءُ لعلَّه أشهرُ أجزاءِ المَناديليِّ والمَقصود عندَ الإطلاقِ: «جزء أبي القاسم المناديلي» ، فقَد تفرَّدَ بأحاديثَ عُرفَت به، تأتي (10)(18)(41)، ووَرَدَ ذِكرُه في بعضِ كُتبِ التَّراجمِ مِن طريقِ ابنِ الحَبَّالِ وابنِ واصلٍ:
* ذكَرَه البرزاليُّ في «المقتفي» (2/ 332): جزءاً مِن حَديثِ أبي القاسمِ إبراهيمَ بنِ محمدٍ المَناديليِّ.
* والفاسيُّ في «ذيل التقييد» (2/ 322): جزء أبي القاسمِ المَناديليَّ.
* والحافظُ ابنُ حجرٍ في «إنباء الغمر» (2/ 443): جزء المَناديليِّ.
* والسَّخاويُّ في «الضوء اللامع» في تَرجمةِ محمدِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ يوسفَ بن سَحْلولٍ (8/ 46): جزء المَناديليِّ.
وفي تَرجمةِ أي مَلَك بنتِ الشَّرائحيِّ (12/ 11): جزء المَناديليِّ مع ما بآخِرِه.
وفي تَرجمةِ عائشةَ بنتِ الشَّرائحيِّ (12/ 73): جزء المَناديليِّ وما بآخِرِه.
* وابنُ طُولونَ في «الفهرست الأوسط» (4/ 306): جزء مِن حديثِ أبي القاسمِ إبراهيمَ بنِ محمدٍ المَناديليِّ مع ما في آخِرِه مِن حديثِ جابرِ بنِ سَمرةَ
(1)
.
(1)
ثم ذكر إسناده إلى عائشة بنت الشرائحي راوية هذه النسخة بإسنادها إلى الغطريف، ثم ذكر إسناداً آخر من طريقين عن السلفي: أخبرنا أبو الصدق أبو بكر بن محمد الإسناني، قالا [قلتُ: يعني الغطريف وأبو بكر هذا]: أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن محمد المناديلي به فذكره.
كذا وقع فيه، ومقتضى هذا أن يكون هذا الجزء مروياً من هذين الطريقين عن المناديلي، وأخشى أن يكون الجزء المروي من طريق السلفي هو الجزء التالي، وهو أحد الأجزاء الواقعة ضمن «السفينة الجرائدية الكبرى» المروية من طريق محمد بن يعقوب الجرائدي، عن سبط السلفي، عنه، وهو أحد إسنادي ابن طولون إلى السلفي. والله أعلم.
ثم يُنظر فيما وقع في المطبوع «أبو الصدق أبو بكر بن محمد الإسناني» هل فيه تصحيف، فقد تقدم في الرواة عن المناديلي:«ومحمد بن أبي نصر الأشناني شيخ السلفي» . والله أعلم.
*
الجُزءُ الثاني:
«مِن أحاديثِ أبي القاسمِ إبراهيمَ بنِ محمدٍ المَناديليِّ»
هَذا ما جاءَ بعدَ البسملةِ في بدايةِ الجُزءِ المَسطورِ في الأوراقِ [104 - 106] مِن المجموعِ (1148) مِن مجاميعِ الظاهريةِ
(1)
.
وهو جُزءٌ صغيرٌ يقعُ ضِمنَ أجزاءٍ أُخرى صغيرةٍ بخطِّ ناسخٍ واحدٍ، كُلُّها مِن روايةِ السِّلَفيِّ عن شُيوخِهِ.
والناظرُ في أسماءِ هذِه الأجزاءِ يَستحضرُ «السفينة الجرائدية الكبرى» ، ذكَرَها الحافظُ ابنُ حجرٍ في «المعجم المفهرس» (1064)، و «المجمع المؤسس» (1/ 290 - 291)، وقالَ في الموضعِ الأولِ:«السفينة الجرائدية الكبرى» ، وهي سبعةُ أجزاءٍ حَديثيةٍ مِن روايةِ السِّلَفيِّ عن شُيوخِهِ، أخبرنا بها أبو العباسِ أحمدُ بنُ أبي بكرِ بنِ العزِّ إجازةً مُكاتَبةً: أنبأنا محمدُ بنُ
(1)
وفي السماع في آخر الجزء: بلغ السماع لما فيه من حديث أبي القاسم المناديلي. . . . .
يعقوبَ الجَرائديُّ سماعاً: أنبأنا أبو القاسمِ عبدُ الرحمنِ بنُ مكيٍّ سِبطُ السِّلَفيِّ: أنبأنا السِّلَفيُّ .. ..
ثم ذَكرَ شُيوخَ السِّلَفيِّ في هذِه الأجزاءِ السَّبعةِ، وسِتةٌ مِنها ضِمنَ هذه الأجزاءِ على اختلافِ التَّرتيبِ، جُزؤُنا هذا هو الثالثُ مِن هذه السَّفينةِ، قالَ الحافظُ: «قالَ
(1)
: وأخبرنا محمدُ بنُ نصرٍ
(2)
: أنبأنا أبو القاسمِ إبراهيمُ بنُ محمدٍ المَناديليُّ بالثالثِ».
وهو إسنادُ هذِه النُّسخةِ، فهي مِن روايةِ السِّلَفيِّ، عن أبي بكرٍ محمدِ بنِ أبي نصرٍ الأُشنانيِّ
(3)
، عن المَناديليِّ.
وفي آخِرِها سماعٌ على السِّلَفيِّ بخطِّ كاتبِ الجُزءِ عبدِ الرحمنِ بنِ مروانَ الطبيبِ سَنةَ (574 هـ).
(1)
يعني السلفي.
(2)
كذا في المطبوع، وهو: محمد بن أبي نصر.
(3)
لم أجد له ترجمة، وتقدم ذكر الذهبي له في الرواة عن المناديلي. والله أعلم.
جزءٌ مُخَرَّجٌ مِن أُصولِ الشيخِ
أبي القاسمِ إبراهيمَ بنِ محمدٍ المَناديليِّ
وفي آخِرِه حديثٌ طويلٌ في فضلِ الخُلفاءِ الأربعةِ الرَّاشِدينَ
روايةُ أبي جعفرٍ الغِطْريفِ بنِ عَبدِ اللهِ بنِ الحسينِ السعيدانيَّ عنه
روايةُ الإمامِ أبي جعفرٍ المباركِ بنِ محمدِ بنِ المباركِ عنه
روايةُ الإمامِ تقيِّ الدِّينِ عليِّ بنِ أحمدَ بنِ واصلٍ
البصريِّ عنه
روايةُ القاضي تاجِ الدِّينِ عبدِ الخالقِ بنِ عبدِ السلام
بنِ سعيدِ بنِ عُلوانَ عنه
روايةُ المُعمَّرِ أبي المَحاسنِ يوسفَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عليِّ
بنِ الحَبَّالِ عنه
روايةُ أمِّ عبدِ اللهِ عائشةَ بنتِ خليلِ بنِ إبراهيمَ
الشَّرائحيِّ عنه
روايةُ أبي المَحاسنِ يوسفَ بنِ شاهينَ سِبطِ ابنِ حَجرٍ العَسقلانيِّ عَنها إجازةً
بسم الله الرحمن الرحيم
ربِّ أعِنْ
أخبرتنا المُسنِدةُ أمُّ عبدِ اللهِ عائشةُ بنتُ إبراهيمَ بنِ خليلِ بنِ الشَّرائحيِّ إجازةً مُكاتبَةً غيرَ مرَّةٍ مِن دمشقَ: أخبرنا المسنِدُ المُعمَّرُ الرُّحْلةُ الجَمالُ أبو المَحاسنِ يوسفُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عليِّ بنِ حاتمِ بنِ الحَبالِ سماعاً: أخبرنا الإمامُ القاضي تاجُ الدِّينِ عبدُ الخالقِ بنُ عبدِ السلامِ بنِ سعيدِ بنِ عُلوانَ: أخبرنا الإمامُ تَقيُّ الدِّينِ أبو الحسنِ
(1)
عليُّ بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ أحمدَ بنِ واصلٍ البصريُّ: حدثنا الإمامُ أبو جعفرٍ المباركُ بنُ محمدِ بنِ المباركِ الكَتانيُّ: حدثنا الإمامُ أبو جعفرٍ الغِطْريفُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ الحسينِ السَّعيدانيُّ مِن لفظِهِ: حدثنا أبو القاسمِ إبراهيمُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ المَناديليُّ قالَ:
500 -
(1) حدثنا القاضي أبو الحسينِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ غسانَ: حدثنا أبو الحارثِ السِّيرافيُّ: حدثنا إبراهيمُ بنُ مَردويه السِّيرافيُّ: حدثنا بُندارٌ: حدثنا محمدُ بنُ جعفرٍ: حدثنا شعبةُ: سمعتُ جَبرَ
(2)
بنَ حَبيبٍ، عن أمِّ كُلثومٍ ابنةِ أبي بكرٍ، عن عائشةَ قالتْ:
إنَّ أبا بكرٍ الصديقَ رضي الله عنه دَخلَ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فكلَّمَه في شيءٍ
(1)
كذا في الأصل، وفي ترجمة عبد الخالق بن عبد السلام أنه يروي عن أبي أحمد علي بن واصل، ولم أهتد إلى ترجمته كما تقدم. والله أعلم.
(2)
تحرف في الأصل إلى: جبير. والمثبت من كتب الرواية والتراجم.
يُخفِيه عن عائشةَ رضي الله عنها، وعائشةُ تُصلِّي قالَ لها النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«يا عائشةُ عَليكِ بالكَواملِ» أو كلمةً أُخرى، فلمَّا انصرفَتْ عائشةُ رضي الله عنها سألَتْه عن ذلكَ، فقالَ لها:«قُولي: اللهمَّ إنِّي أسألُكَ مِن الخيرِ كُلِّه عاجِلِه وآجِلِه ما عَلمتُ مِنه وما لم أَعلمْ، / وأعوذُ بِكَ مِن الشرِّ كُلِّه عاجِلِه وآجِلِه ما عَلمتُ مِنه وما لم أَعلمْ، وأسألُكَ الجَنةَ وما قَرَّبَ إليها مِن قولٍ أو عملٍ، وأعوذُ بكَ مِن النارِ وما قَرَّبَ إليها مِن قولٍ أو عملٍ، وأسألُكَ مِن خيرِ ما سألَكَ عَبدُكَ ورسولُكَ محمدٌ صلى الله عليه وسلم، وأعوذُ بكَ مِن شرِّ ما استعاذَ به عبدُكَ ورسولُكَ محمدٌ صلى الله عليه وسلم، وأسألُكَ ما قَضيتَ لي مِن أمرٍ تَجعل عاقِبتَه رَشَداً»
(1)
.
501 -
(2) حدثنا أبو طاهرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أبي مسلمٍ: حدثنا أحمدُ بنُ سلمانَ: حدثنا الحارثُ بنُ محمدٍ: حدثنا العباسُ: حدثنا مباركٌ: حدثنا الحسنُ بنُ أبي الحسنِ قالَ:
خَطبَ عُتبةُ بنُ غَزوانَ رضي الله عنه -وكانَ أولَ أميرٍ خَطبَ على منبرِ البصرةِ- فقالَ: ألا إنَّ الدُّنيا قَد أدبرَتْ وولَّتْ حَذَّاءَ وآذنَتْ بصَرْمٍ، ألا وإنَّه لم يبقَ مِنها إلا صُبَابةٌ كصُبَابةِ الإناءِ يصُبُّه أهلُها، ألا وإنَّكم مُنتقِلونَ مِنها إلى غيرِها فانتَقلوا بخيرِ ما بحَضرَتِكم، ولقد رأيتُني سابعَ سَبعةٍ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وما لَنا طعامٌ إلا ورقُ الشَّجرِ حتى قَرِحَتْ أشْداقُنا، غيرَ أنِّي التَقطتُّ بُردةً فشَققتُها بَيني وبينَ سعدِ بنِ مالكٍ، فما بقيَ مِن أولئكَ الرَّهطِ السَّبعةِ إلا أميرُ مصرَ، ألا وإنِّي أعوذُ باللهِ أن أكونَ في نَفسي عَظيماً وفي أعينِ الناسِ صغيراً،
(1)
أخرجه أحمد 6/ 146 (25137) عن محمد بن جعفر غندر به.
وانظر فيه تمام تخريجه والاختلاف في إسناده، وانظر أيضاً:«علل الدالرقطني» (3596)، و «الصحيحة» (1542).
أولا أخبرُكم بالعَجبِ كُلِّ العَجبِ! إنَّ الحَجرَ ليُلقَى مِن شَفيرِ جهنمَ فَما يَبلغُ قَعرَها مَسيرةَ سبعينَ عاماً، ولتُملَأَنَّ، أولا أخبرُكم بالعَجبِ كُلِّ العَجبِ! إنَّ ما بينَ / مِصراعَي بابِ الجَنةِ لَمَسيرةُ أربعينَ عاماً، ليأتيَنَّ عليه يومُ القيامةِ وهو كَظيظٌ، ألَا وسيكونُ
(1)
الأمراءُ بَعدي.
قالَ حسنٌ: فبَلوناهم فوَجَدْناهم أنتنَ مِن خَنافسَ
(2)
.
502 -
(3) حدثنا أبو عمرَ محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ أشافيا
(3)
: حدثنا أحمدُ بنُ هشامٍ: حدثنا إبراهيمُ بنُ مهديٍّ الأُبليُّ: حدثنا كاملُ بنُ طلحةَ: حدثنا عبَّادُ بنُ عبدِ الصمدِ: حدثنا أنسٌ يَعني ابنَ مالكٍ رضي الله عنه قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن بلَغَه عن اللهِ عز وجل فَضيلةٌ فعَملَ بتلكَ الفَضيلةِ رَجاءَ ذلكَ الثوابِ أُعطيَ أجرَ ذلكَ وإِن لم يكُنْ كذلكَ»
(4)
.
503 -
(4) حدثنا أبو عمرَ محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ أشافيا: حدثنا
(1)
هكذا قرأتها في الأصل، ولعل الصواب: وسَتبلُونَ.
(2)
أخرجه ابن أبي الدنيا في «ذم الدنيا» (105)، والطبراني 17/ (284)، والخطيب (1/ 496 - 497) من طريق الحسن البصري بنحوه، ولم يسق الطبراني لفظه.
وهو عند مسلم (2967) من وجه آخر عن عتبة بن غزوان بنحوه.
(3)
كذا في الأصل في هذا الموضع والذي بعده، وفي ترجمة شيخه أحمد بن هشام أبي بكر الحصري في «تاريخ بغداد» (6/ 437) «تاريخ الإسلام» (7/ 745) -ومواضع أخرى قليلة-: بن أشتافنا. والله أعلم.
(4)
أخرجه ابن شاهين في «مذاهب أهل السنة» (73)، وأبو القاسم السمرقندي في «ما قرب سنده» (7)، وأبو الفرج الثقفي في «عروس الأجزاء» (37)، وعبد الرزاق الكيلاني في «الأربعين الكيلانية» (2)، وابن الدبيثي في «ذيل تاريخ بغداد» (3/ 448) من طريق كامل الجحدري به.
وقال الألباني في «الضعيفة» (452): موضوع.
أحمدُ بنُ إسحاقَ بنِ مِنجابٍ
(1)
: حدثنا عبدُ الرحمنِ بنُ محمدِ بنِ (مالكٍ؟)
(2)
الكاتبُ: حدثنا إسحاقُ بنُ موسى: حدثنا الوليدُ بنُ مسلمٍ: حدثنا الحكمُ بنُ مصعبٍ القرشيُّ، عن محمدِ بنِ عليِّ بنِ عبدِ اللهِ بنِ العباسِ، عن أبيه، عن جدِّه ابنِ عباسٍ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن أكثَرَ الاستغفارَ جَعلَ اللهُ عز وجل له مِن كُلِّ هَمٍّ فَرجاً، ومِن كُلِّ ضِيقٍ مَخرجاً، ورزَقَه مِن حيثُ لا يَحتسبُ»
(3)
.
504 -
(5) حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ: حدثنا إبراهيمُ بنُ عليٍّ الهُجَيميُّ: حدثنا أبو قِلابة الرَّقَاشيُّ: حدثنا وهبُ بنُ جريرٍ: حدثنا شعبةُ، عن عاصمِ بنِ عُبيدِ اللهِ، عن عبدِ اللهِ بنِ عامرِ بنِ ربيعةَ، عن أبيه قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ما مِن عَبدٍ يُصلِّي عليَّ صلاةً إلا صلَّتْ عَليه الملائكةُ ما صلَّى، فليُقِلَّ عبدٌ أو لِيُكثِرْ»
(4)
.
(1)
كذا في الأصل، ولعل الصواب:«بن نيخاب» وهو أحمد بن إسحاق بن نيخاب أبو الحسن الطيبي. والله أعلم.
(2)
هذا ما ظهر لي أنه الأقرب لما في الأصل، ولعله:«هلال» وهو عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن هلال الكاتب، يروي عن إسحاق بن موسى الأنصاري. والله أعلم.
(3)
أخرجه أبو داود (1518)، والنسائي في «الكبرى» (10217)، وابن ماجه (3819)، وأحمد (1/ 248)، والطبراني (10665)، والحاكم (4/ 262)، والبيهقي (3/ 351) من طريق الوليد بن مسلم به. وعند ابن ماجه: عن محمد بن علي عن ابن عباس، ليس فيه عن أبيه.
وقال الألباني في «الضعيفة» (705): وسنده ضعيف، الحكم بن مصعب مجهول كما قال الحافظ في «التقريب» .
(4)
أخرجه ابن ماجه (907)، والطيالسي (1238)، وابن أبي شيبة (8696)، وأحمد (3/ 445، 446)، وعبد بن حميد (317)، وأبو يعلى (7196)، والبيهقي في «الشعب» (1457)، والضياء في «المختارة» (216)(217)(218) من طريق شعبة به. وحسنه الألباني.
505 -
(6) حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ: حدثنا إبراهيمُ بنُ عليٍّ: حدثنا أبو قِلابةَ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا / يونسُ بنُ أبي إسحاقَ، عن بُريدِ بنِ أبي مريمَ، عن أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ما مِن عَبدٍ يُصلِّي عليَّ صلاةً إلا صلَّى اللهُ عز وجل عَليه عشراً، ولا يُسلِّمُ عليَّ إلا سَلَّمَ اللهُ عز وجل عَليه عشراً»
(1)
.
506 -
(7) حدثنا طلحةُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا أحمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ: حدثنا أبو بكرٍ الفِريابيُّ: حدثنا قُتيبةُ: حدثنا ابنُ لَهيعةَ، عن أبي يونسَ، عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قالَ: قالَت الملائكةُ: يا ربِّ، إنَّ عبدَكَ يُريدُ أَن يَعملَ سيئةً، فيقولُ: ارْقُبوا، فإنْ عمِلَها فاكتُبوها عليه، وإنْ هو تركَها فاكتُبوها له حسنةً، فإنَّما تركَها مِن خَشيَتي
(2)
.
507 -
(8) حدثنا طلحةُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا أحمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ: حدثنا
(1)
أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (643)، والنسائي (1297)، وأحمد (3/ 102، 261)، وابن حبان (904)، والحاكم (1/ 550)، والبيهقي في «الشعب» (1455)، والضياء في «المختارة» (1564) (1565) (1566) (1568) (1569) من طريق يونس بن أبي إسحاق بلفظ:«من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات، وحطت عنه عشر خطيئات، ورفعت له عشر درجات» .
وصححه الحاكم والألباني.
(2)
موقوف هنا. ومرفوعاً أخرجه ابن أبي زمنين في «أصول السنة» (74) من طريق ابن لهيعة.
وللحديث طرق وروايات عن أبي هريرة مرفوعاً، تقدم أحدها (131).
جعفرُ بنُ محمدٍ: حدثنا إبراهيمُ بنُ العلاءِ: حدثنا إسماعيلُ بنُ عيَّاشٍ، عن عاصمِ بنِ رجاءِ بنِ حَيوةَ، عن عُروةَ بنِ رُويمٍ، عن القاسمِ، عن أبي أُمامةَ الباهليِّ رضي الله عنه،
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إنَّ صاحبَ الشِّمالِ ليَرفعُ القلمَ سِتَّ ساعاتٍ عن المُسيءِ المُخفِي
(1)
، فإنْ ندمَ واستَغفرَ اللهَ عز وجل أَلقاها، وإلا كَتبَ واحدةً»
(2)
.
508 -
(9) حدثنا طلحةُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ بشرٍ
(3)
: حدثني بشيرُ بنُ عيسى: حدثنا تَميمُ بنُ بُهلولٍ: حدثنا محمدُ بنُ حُميدٍ: حدثنا جريرٌ، عن مغيرةَ، عن أمِّ موسى قالتْ: قالَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ رِضوانُ اللهِ تعالى عليه: لو كانَت المرأةُ خَليفةً أو يَصلحُ أَن تكونَ خَليفةً لَكانَ يَصلحُ أَن تكونَ عائشةُ / بنتُ أبي بكرٍ رضي الله عنها خَليفةً
(4)
.
(1)
كذا في الأصل، ولعله تحرف عن «المخطئ». كما في المصادر:«عن العبد المسلم المخطئ المسيء» وَ «عن العبد المسلم المخطئ» .
(2)
أخرجه الطبراني (7765)، وأبو نعيم في «الحلية» (6/ 124)، والبيهقي في «الشعب» (6650) من طريق إسماعيل بن عياش به.
وحسنه الألباني في «الصحيحة» (1209).
(3)
كذا في الأصل، وفي «جامع الآثار»:«بن بشير بن عيسى: حدثني جدي بشير بن عيسى» . ولم أجد لهما ترجمة.
(4)
ذكره ابن ناصر الدين في «جامع الآثار في مولد المختار» (7/ 78) فقال: ورويناه من طريق أحمد بن محمد بن بشير بن عيسى .. .
وكان قد أشار قبله إلى ما أخرجه اللالكائي في «أصول السنة» (2761) عن الليث بن سعد، أن علي بن أبي طالب ذكر عائشة فقال: لو كانت امرأة تكون خليفة لكانت عائشة خليفة.
509 -
(10) حدثنا أبو الحسينِ بنُ غسانَ: قالَ سليمانُ بنُ أحمدَ: حدثنا المِقدامُ بنُ داودَ: حدثنا أسدُ بنُ موسى: حدثنا بكرُ بنُ خُنيسٍ، عن شعيبٍ
(1)
الإسكافِ، عن سعيدِ بنِ المَرزُبانِ، عن الأصبغِ بنِ نُباتةَ قالَ:
أبصرَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضي الله عنه ناساً صَلُّوا صلاةَ الضُّحى حينَ بزغَت الشمسُ فقالَ: تخَيَّروا صلاةَ الأوَّابينَ، قَالوا: وما صلاةُ الأوَّابينَ؟ قالَ: صلاةُ الأوَّابينَ ركعَتانِ، وصلاةُ المُسبِّحينَ أربعةٌ، وصلاةُ الخاشِعينَ سِتٌّ، وصلاةُ الفتحِ ثمانُ رَكعاتٍ صلَّاها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يومَ فتحِ مكةَ، وصَلَّتها
(2)
مريمُ بنتُ عمرانَ ثِنتي عشرةَ ركعةً، مَن صلَّاها في يومٍ بَنى اللهُ تعالى له بَيتاً في الجَنةِ
(3)
.
510 -
(11) حدثنا القاضي أبو الحسينِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ غسانَ: حدثنا إبراهيمُ بنُ عليٍّ الهُجَيميُّ: حدثنا إبراهيمُ بنُ فهدٍ: حدثنا مسلمُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا القاسمُ بنُ الفضلِ: حدثنا النضرُ بنُ شَيبانَ قالَ: لَقيتُ أبا سلمةَ بنَ عبدِ الرحمنِ فقُلتُ له: حدِّثني حَديثاً سمعتَه مِن أبيكَ سمِعَه أبوكَ مِن
(1)
كذا وقع هنا، ويأتي (521): سعيد. ولم أعرفه، إلا أن يكون تحرف عن «سعد الإسكاف» ، وهو مذكور في الرواة عن الأصبغ بن نباتة وهو هنا يروي عنه بواسطة. والله أعلم.
(2)
في الأصل: «وصلاها مريمُ» كذا بضم «مريمُ» . وفي «كنز العمال» : وصلاة مريم ابنة عمران ثنتا عشرة ركعة.
ويأتي (521): وصلاة مريم بنت عمران ثنتي عشرة ركعة.
(3)
نسبه في «كنز العمال» (23437) لهذا الجزء. وسيتكرر بنفس الإسناد (521).
وإسناده مسلسل بالضعفاء والمتروكين. الأصبغ بن نباتة متروك. والراوي عنه سعيد بن المرزبان أبو سعد البقال ضعيف. والإسكاف إن كان سعد بن طريف فهو متروك. وبكر بن خنيس ضعيف. والمقدام بن داود الرعيني تكلموا فيه.
رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ: فقالَ: أَبي -يَعني عبدَ الرحمنِ بنَ عوفٍ رضي الله عنه قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ تعالى فَرضَ عَليكم صيامَ رمضانَ، وسَننتُ عَليكم قيامَهُ، فمَن صامَهُ وقامَهُ إيماناً واحتساباً غَفرَ اللهُ له ما تقدَّمَ مِن ذَنبِه»
(1)
.
511 -
(12) / حدثنا القاضي أبو الحسينِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ غسانَ: حدثنا محمدُ بنُ بكرِ بنِ عبدِ الرزاقِ: حدثنا أبو داودَ السِّجستانيُّ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ مَسلمةَ: حدثنا عبدُ العزيزِ يَعني الدَّرَاوَرْديَّ، عن عَمرو، عن سعيدٍ المَقبريِّ، عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «رُبَّ قائمٍ حَظُّه مِن قيامِهِ السَّهرُ، ورُبَّ صائمٍ حَظُّه مِن صيامِهِ الجوعُ والعَطشُ»
(2)
.
512 -
(13) حدثنا القاضي أبو الحسينِ بنُ غسانَ: حدثنا محمدُ بنُ
(1)
أخرجه النسائي (2208)(2209)(2210)، وابن ماجه (1328)، وأحمد (1/ 191، 194)، وابن خزيمة (2201)، وأبويعلى (863)(864)(865)، والبيهقي في «الشعب» (3342)(3343) من طريق النضر بن شيبان به.
وقال النسائي: هذا خطأ، والصواب: أبوسلمة عن أبي هريرة.
وانظر «علل الدارقطني» (565)(1731).
(2)
أخرجه النسائي في «الكبرى» (3237)، وابن ماجه (1690)، وأحمد (2/ 441)، والدارمي (2762)، وابن حبان (3481)، والبيهقي (4/ 270) من طريق سعيد المقبري به. وقال الألباني: حسن صحيح.
وقيل فيه: عن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة، انظر تخريجه في «مسند أحمد» 2/ 373 (8856).
بكرٍ: حدثنا أبو داودَ: حدثنا مُسددٌ
(1)
: حدثنا حمادٌ وهو ابنُ زيدٍ، عن عطاءِ بنِ السائبِ قالَ: كانَ أصحابُنا يَقولونَ: أهونُ الصيامِ تَركُ الطعامِ والشرابِ.
513 -
(14) حدثنا أبو الحسينِ بنُ غسانَ: حدثنا محمدُ بنُ بكرٍ: حدثنا أبو داودَ: حدثنا أحمدُ بنُ يونسَ: حدثنا ابنُ أبي ذئبٍ، عن المَقبريِّ، عن أبي هريرةَ
(2)
رضي الله عنه قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن لم يَدعْ قَولَ الزُّورِ والعملَ به فليسَ للهِ عز وجل حاجةٌ أن يَدعَ طعامَهُ وشَرابَهُ» .
قالَ أحمدُ بنُ يونسَ: فَهمتُ إسنادَهُ ورأيتُ ابنَ أبي ذئبٍ
(3)
، وأفهَمَني الحديثَ رَجلٌ كانَ عِندَه إلى جنبٍ نراهُ ابنَ أخيهِ.
514 -
(15) حدثنا أبو محمدٍ الحسينُ بنُ جعفرٍ الخُدريُّ: حدثنا أحمدُ بنُ عُبيدٍ الصَّفارُ: حدثنا عُبيدُ بنُ عبدِ الواحدِ: حدثنا ابنُ أبي مريمَ: حدثنا عثمانُ وأنسُ بنُ عياضٍ قالا: حدثنا الحارثُ بنُ عبدِ الرحمنِ، عن عطاءِ بنِ يسارٍ
(4)
، عن أبي هريرةَ رضي الله عنه،
(1)
وهو في «مسنده» كما في «المطالب» (1018).
(2)
كذا في الأصل، عن المقبري عن أبي هريرة ليس فيه (عن أبيه)، وهو وإن كان أحدَ الوجوه التي يروى بها هذا الحديث -كما ذكره الدارقطني في «علله» (2073) -، لكن المصنف يرويه هنا من طريق أبي داود، وهو في «سننه» (2362) وفيه: عن المقبري عن أبيه عن أبي هريرة.
وكذلك أخرجه البخاري (1903) من طريق أحمد بن يونس، و (6057) من طريق آدم بن أبي إياس، كلاهما عن ابن أبي ذئب به.
(3)
كذا في الأصل، وعند أبي داود وغيره: فهمت إسناده من ابن أبي ذئب.
(4)
كذا في الأصل، وسعيد بن أبي مريم يرويه بهذا الإسناد عن عطاء بن ميناء، أفاده الخطيب في «المتفق والمفترق» ثم أسنده من طريق عبيد بن عبد الواحد وغيره عنه (1/ 87 - 88). وكذلك أخرجه قوام السنة في «الترغيب والترهيب» (1774) من طريق يعقوب بن حميد، عن أنس بن عياض.
وأخرجه ابن خزيمة (1996)، والحاكم (1/ 430 - 431)، والخطيب (1/ 87)، والبيهقي (4/ 270) من طريق أنس بن عياض، عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن عمه، عن أبي هريرة.
ثم قال الخطيب: ولعل الحديث عند الحارث عن عمه وعن عطاء بن ميناء، جميعاً عن أبي هريرة، فيصح القولان معاً. والله أعلم.
/ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «ليسَ الصيامُ مِن الأكلِ والشُّربِ، إنَّما الصيامُ مِن اللغوِ والرَّفثِ» .
515 -
(16) حدثنا أبو الحسينِ بنُ غسانَ: حدثنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الشافعيُّ: حدثنا محمدُ بنُ غالبٍ: حدثنا موسى بنُ إسماعيلَ: حدثنا ثوابُ بنُ حجيلٍ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ رضي الله عنه قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أولُ ما يُفقَدُ مِن دِينِكم الأمانةُ، وآخِرُ ما تَفقِدونَ الصلاةُ» .
قالَ: رأيت
(1)
وقَد يكونُ الرَّجلُ يُصلِّي ويصومُ ولو اؤتُمنَ على الأمانةِ ما أدَّاها
(2)
.
(1)
كذا في الأصل، ولعله تحرف عن «ثابت» كما في مصادر التخريج.
(2)
أخرجه البخاري في «التاريخ الكبير» (2/ 158)، والخرائطي في «مكارم الأخلاق» (171)، وتمام في «فوائده» (191)، والقضاعي في «الشهاب» (216)(217)، والضياء في «المختارة» (1583) من طريق موسى بن إسماعيل به.
وقال الألباني في «الصحيحة» (1739): وهذا إسناد حسن في الشواهد رجاله ثقات غير ثواب هذا .. .. والحديث صحيح على كل حال، فإن له شواهد كثيرة .. .
516 -
(17) حدثنا أبو طاهرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أبي مسلمٍ: أخبرنا أحمدُ بنُ سلمانَ: حدثنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ: حدثنا محمدُ بنُ العلاءِ: حدثنا مصعبٌ، عن بكرِ بنِ محمدٍ
(1)
، عن هلالِ بنِ خَبابٍ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما قالَ:
خَرجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذاتَ يومٍ في يدِهِ قطعةٌ مِن ذَهبٍ قالَ: «ما كانَ محمدٌ قائلاً لربِّه عز وجل لو ماتَ وهذِه عندَه» ثم قسَمَها قبلَ أنْ يقومَ، ثم قالَ:«ما يسُرُّني أنَّ لآلِ محمدٍ هذا الجبلَ -وأشارَ بيدِهِ إلى جبلٍ- وأنِّي مِتُّ وتَركتُ مِنه دينارَينِ» .
قالَ ابنُ عباسٍ رضي الله عنهما: فقُبضَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يومَ قُبضَ ولم يدَعْ ديناراً ولا دِرهماً ولا أمَةً، وتَركَ دِرعَه مَرهونةً بثلاثينَ صاعاً مِن شعيرٍ، كانَ يأكُلُ مِنه ويُطعمُ به عيالَهُ عندَ رَجلٍ مِن اليهودِ
(2)
.
517 -
(18) / حدثنا أبو الحسينِ محمدُ بنُ عمرَ الذهبيُّ: حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الرزاقِ: حدثنا أبو داودَ: حدثنا أحمدُ بنُ سعيدٍ: حدثنا ابنُ
(1)
كذا في الأصل، ولم أميزه، وعند الطبري من طريق مصعب بن المقدام:(عن بكر بن خنيس، عن أبي محمد، عن هلال بن خباب) وأبو محمد هذا لم أميزه أيضاً. والله أعلم.
(2)
أخرجه الطبري في «تهذيب الآثار» (مسند ابن عباس- 1/ 239) من طريق هلال بن خباب، والطبراني (11697)، وأبو نعيم في «الحلية» (8/ 127) من طريق حصين بن عبد الرحمن، كلاهما عن عكرمة به.
وأخرجه أحمد (1/ 300، 301)، وعبد بن حميد (596)، والبزار (3682 - زوائده)، وأبو يعلى (2984)، والطبري (1/ 238)، والطبراني (11899)(11901)، والضياء في «المختارة» (316) (317) (318) من طريق عكرمة به مختصراً دون طرفه الأول:«ما كان محمد قائلاً .. » .
وهبٍ: أخبرني حفصُ بنُ مَيسرةَ، عن موسى بنِ عقبةَ، عن عطاءِ بنِ أبي مروانَ، عن أبيه قالَ:
إنَّ كعباً رضي الله عنه حَلفَ له بالذي فَرَقَ البحرَ لِموسى عليه السلام أنَّ في التَّوريةِ
(1)
ثلاثةَ أملاكٍ أُمِروا إذا قالَ أحدٌ مِن العبادِ راهِباً أو راغِباً: بسمِ اللهِ، قالَ له: هُديتَ، ثُم يقولُ: تَوكلتُ على اللهِ، قالَ الثاني: كُفيتَ، ثُم يقولُ: لا حَولَ ولا قوةَ إلا باللهِ، قالَ الثالثُ: حُفظتَ.
ثُم إنَّ كعباً رضي الله عنه حَلفَ له بالذي فَرَقَ البحرَ لِموسى عليه السلام أنَّ في التَّوريةِ أنَّ الربَّ عز وجل يَستَجيبُ للعبدِ عندَ نُزولِ القَطرِ، ويَستَجيبُ له عندَ السَّحرِ [وعندَ]
(2)
السجودِ وعندَ الفِطْرِ، وفي السَّحرِ تُفتحُ أبوابُ السماءِ لِكلِّ داعٍ راغبٍ أو راهبٍ.
وقالَ: إنَّ كعباً رضي الله عنه حَلفَ له بالذي فَرَقَ البحرَ لِموسى عليه السلام أنَّ في التَّوريةِ عَبداً مِن عبادِ اللهِ أن يقولَ وهو مُخلصٌ: يا فارجَ الهَمِّ، ويا كاشفَ الغَمِّ، ومُجيبَ دَعوةِ المُضطرِّ، يا رحمنَ الدُّنيا والآخرةِ، ارحَمْني رحمةً تُغنيني بها عن وَجهِ مَن سواكَ، واقضِي عَني دَيني، واكبِتْ عَدوُّي، إلا لقيَ ذلكَ كُلَّه
(3)
.
518 -
(19) حدثنا أبو الحسينِ الذهبيُّ قالَ: سمعتُ عبدَ الجبارِ بنَ شِيرانَ / يقولُ: سمعتُ سهلَ بنَ عبدِ اللهِ رضي الله عنه يقولُ: مَن صلَّى ركعتَينِ
(1)
كذا في الأصل مكتوبة على الإمالة، انظر «الحجة للقراء السبعة» (3/ 10) وغيره.
(2)
ساقطة من الأصل واستدركتها من «المجالس» .
(3)
ذكره ابن ناصر الدين في «مجالس في تفسير لقد من الله» (ص 199 - 200) من هذا الجزء بإسناده.
ودَعا بتفسيرِ {كهيعص} فقالَ: يا كافي يا هادِي يا يقينُ يا عالمُ يا صادقُ، ثم سألَ حاجةً مِن أمرِ الدُّنيا والآخرةِ أعطاهُ اللهُ تبارك وتعالى ما سألَ.
519 -
(20) حدثنا أبو محمدٍ الحسينُ بنُ أحمدَ بنِ (يسارٍ؟): حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ خالدٍ: حدثنا موسى بنُ عُبيدةَ، عن عبدِ اللهِ بنِ عُبيدةَ، عن عمارِ بنِ ياسرٍ رضي الله عنه قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الحَلالُ بيِّنٌ والحرامُ بيِّنٌ، وبينَهما مُشبَّهاتٌ، فمَن توقَّاهنَّ كانَ أوفَى لدِينِه، ومَن واقعَهُنَّ يوشِكُ أَن يواقِعَ الكبائرَ، كالراتِعِ إلى جانبِ الحِمى يوشِكُ أَن يُواقِعَهُ، ولكُلِّ ملِكٍ حِمىً، وحِمى اللهِ عز وجل حُدودُهُ»
(1)
.
520 -
(21) حدثنا القاضي أبو الحسينِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ غسانَ: حدثنا أبي: حدثنا عليُّ بنُ محمدٍ الخطيبُ: حدثنا محمدُ بنُ عبدةَ: حدثنا ابنُ عُليةَ: أخبرنا داودُ بنُ أبي هندٍ: حدثني النعمانُ بنُ سالمٍ، عن عَمرو بنِ أوسٍ قالَ: قالَ لي عَنبسةُ بنُ أبي سفيانَ: ألا أُحدِّثكم حديثاً حدَّثتناه أمُّ حَبيبةَ رضي الله عنها؟ قُلتُ: بَلى، قالَ:
(1)
أخرجه إسحاق بن راهويه في «مسنده» (المطالب- 1420)، وأبو يعلى (1653)، والطبراني في «الأوسط» (1735)، وأبو نعيم في «الحلية» (9/ 236) من طريق موسى بن عبيدة الربذي على اختلاف عليه، فقيل كما هنا، وقيل:(عن عبد الله بن عبيدة وغيره عن عمار)، وقيل:(عن سعد بن إبراهيم عمن أخبره عن عمار بن ياسر).
وقال البوصيري في «الإتحاف» (2771): هذا إسناده ضعيف، لضعف موسى بن عبيدة. وقال الحافظ: هذا إسناد ضعيف، له شاهد في الصحيح من حديث النعمان بشير رضي الله عنه. وانظر «الصحيحة» (3361).
حدَّثتْنا أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن صلَّى في يومٍ ثِنتَي عشرةَ سجدةً تطوُّعاً بَنى اللهُ عز وجل له بهنَّ بيتاً في الجَنةِ» .
قالتْ أمُّ حَبيبةَ رضي الله عنها: ما تَركتُهنَّ منذُ سمعتُهنَّ مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وقالَ عَنبسةُ: ما تَركتُهنَّ منذُ سمعتُهنَّ / مِن أمِّ حَبيبةَ. وقالَ عَمرو: ما تَركتُهنَّ منذُ سمعتُهنَّ مِن عَنبسةَ. وقالَ النعمانُ: ما تَركتُهنَّ منذُ سمعتُهنَّ مِن عَمرو. وقالَ داودُ: أمَّا نحنُ فَقد نُصلِّي ونَتركُ
(1)
.
521 -
(22) حدثنا القاضي أبو الحسينِ بنُ غسانَ: حدثنا سليمانُ بنُ أحمدَ الطبرانيُّ: حدثنا المقدامُ بنُ داودَ: حدثنا أسدُ بنُ موسى: حدثنا بكرُ بنُ خُنيسٍ، عن سعيدٍ
(2)
الإسكافِ، عن سعيدِ بنِ المَرْزُبانِ، عن الأصبغِ بنِ نُباتةَ قالَ:
أبصَرَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضي الله عنه ناساً صَلُّوا صلاةَ الضُّحى حينَ بزَغَت الشمسُ، فقالَ: تَخيَّروا صلاةَ الأوَّابينَ، قَالوا: وما صلاةُ الأوَّابينَ؟ قالَ: صلاةُ الأوَّابينَ ركعَتانِ، وصلاةُ المُسبِّحينَ أربعٌ، وصلاةُ الخاشِعينَ سِتٌّ، وصلاةُ الفتحِ ثمانُ ركعاتٍ صلاةُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يومَ فتحِ مكةَ، وصلاةُ مريمَ بنتُ عمرانَ ثِنتَي عشرةَ ركعةً، مَن صلَّاها في يومٍ بَنى اللهُ تعالى له بَيتاً في الجَنةِ
(3)
.
522 -
(23) حدثنا القاضي أبو الحسينِ بنُ غسانَ: حدثنا محمدُ بنُ
(1)
أخرجه مسلم (728) من طريق داود بن أبي هند به، ليس فيه قول داود في آخره: أما نحن .. .
وهو عند أبي يعلى (7124)، وابن خزيمة (1187) من طريق ابن علية.
(2)
كذا وقع هنا، وتقدم (509):«شعيب» مع التعليق عليه.
(3)
تقدم بسنده ومتنه (509).
بكرِ بنِ عبدِ الرزاقِ: حدثنا أحمدُ بنُ محمدٍ العطارُ: حدثنا عبدُ الكريمِ بنُ موسى الضريرُ: حدثنا الحسينُ بنُ حمادٍ الكوفيُّ: حدثنا أبو مَعشرٍ، عن سعيدِ بنِ أبي سعيدٍ، عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في قولِهِ تعالى: {وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا} [الكهف: 82] قالَ: «لَوحٌ مِن ذَهبٍ فيه مَكتوبٌ: الذي قَضى فيما قَضى وسَطرَ فيما مَضى / فقالَ: إنِّي باعثٌ في الأُميِّينَ رَسولاً مِنهم يَتلوا عَليهم آياتي ويَدلُّهم على طريقِ الحكمةِ، ليس بالفَظِّ ولا بالغَليظِ ولا سَخَّابٍ في الأسواقِ، ولا يَجزي بالسيئةِ السيئةَ ولكنْ يَعفو ويصفحُ، أُمتُه الحَمَّادونَ، يَحمَدونَ اللهَ عز وجل على كُلِّ هُبوطٍ وصُعودٍ ونُشوزٍ»
(1)
.
523 -
(24) حدثنا القاضي أبو الحسينِ بنُ غسانَ: حدثنا محمدُ بنُ الحسينِ بنِ الفرجِ: حدثنا الحارثُ بنُ محمدٍ: حدثنا عبدُ الوهابِ بنُ عطاءٍ: حدثنا ابنُ جُريجٍ: أخبرني يونسُ بنُ يوسفَ
(2)
، عن سليمانَ بنِ يسارٍ قالَ: تفرَّقَ الناسُ عن أبي هريرةَ رضي الله عنه، فقالَ له ناتلٌ أخو أهلِ الشامِ: يا أبا هريرةَ، حدِّثنا حديثاً سمعتَه مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ:
سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «أولُ الناسِ يُقضَى فيه يومَ القيامةِ ثلاثةٌ: رَجلٌ استُشهدَ فأُتيَ به، فعرَّفَه نِعمتَه فعَرَفَها فقالَ: ما عَملتَ فيها؟ قالَ: قاتلتُ في سبيلِكَ حتى استُشهدتُّ، قالَ: كَذبتَ، إنَّما أردتَّ أنْ يُقالَ فلانٌ جريءٌ،
(1)
ذكره ابن ناصر الدين في «جامع الآثار» (1/ 225) من رواية الحسين بن حماد الكوفي .. فذكره، ولم يذكر مخرجه، ثم أتبعه بأقوال الأئمة في تضعيف أبي معشر نجيح السندي.
قلتُ: والراويان قبله لم أتبينهما. والله أعلم.
(2)
هي في الأصل أقرب إلى: «سيف» والمثبت من كتب الرواية.
فقَد قيلَ، فأُتيَ به فأُمرَ به فسُحبَ على وجهِهِ حتى أُلقيَ في النارِ، ورَجلٌ تعلَّمَ العلمَ وقَرأَ القرآنَ، فأُتيَ به فعَرَّفَه نِعمتَه فعَرَفَها، فقالَ: ما عَملت فيها؟ قالَ: تعلَّمتُ العلمَ وقَرأتُ القرآنَ وعلَّمتُه، قالَ: كَذبتَ، إنَّما أردتَّ أَن يُقالَ فلانٌ عالمٌ وفلانٌ قارئٌ، وقَد قيلَ، فأُمرَ به فسُحبَ على وجهِهِ حتى أُلقيَ في / النارِ، ورَجلٌ آتاهُ اللهُ تعالى مِن أنواعِ المالِ، فأُتيَ به فعَرَّفَه نِعمتَه فعَرَفَها، فقالَ: ما عَملتَ فيها؟ قالَ: ما تَركتُ مِن شيءٍ تُحبُّ أَن يُنفَقَ فيه إلا أَنفقتُهُ فيه، قالَ: كَذبتَ، إنَّما أردتَّ أَن يُقالَ فلانٌ جوادٌ، فَقد قيلَ، فأُمرَ به فسُحبَ على وجهِهِ حتى أُلقيَ في النارِ»
(1)
.
524 -
(25) حدثنا القاضي أبو عمرَ القاسمُ بنُ جعفرِ بنِ عبدِ الواحدِ: حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ الأثرمُ: حدثنا أحمدُ بنُ يحيى بنِ مالكٍ: حدثنا يزيدُ بنُ هارونَ: أخبرنا سليمانُ التَّيميُّ: حدثنا أنسُ بنُ مالكٍ رضي الله عنه، عن بعضِ أصحابِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم،
أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ليلةَ أُسريَ به مَرَّ على موسى عليه الصلاة والسلام وهو قائمٌ يُصلِّي في قبرِهِ
(2)
.
525 -
(26) حدثنا القاضي أبو الحسينِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ غسانَ: حدثنا (جعفر محمد)
(3)
بن محمدٍ المقرئُ: حدثنا جعفرُ بنُ محمدٍ الفِريابيُّ:
(1)
أخرجه مسلم (1905) من طريق ابن جريج به.
(2)
أخرجه النسائي (1636)(1637)، وأحمد (5/ 59، 362، 365)، وأبو يعلى (4067) من طريق سليمان التيمي به.
وهو عند مسلم (2375) وغيره من طريق سليمان التيمي، عن أنس، عن النبي ^.
(3)
كذا في الأصل، ولعل الصواب:(أبو جعفر محمد) وفي طبقته: أبو جعفر محمد بن محمد المقرئ البغدادي، مترجم في «تاريخ الإسلام» (8/ 172) وغيره. والله أعلم.
حدثنا حكيمُ بنُ سيفٍ: حدثنا عُبيدُ اللهِ بنُ عَمرو الرقيُّ، عن زيدِ بنِ أبي أُنيسةَ، عن عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الرحمنِ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ غَنمٍ
(1)
، عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قالَ:
526 -
(27) حدثنا القاضي أبو الحسينِ بنُ غسانَ: حدثنا عليُّ بنُ حُميدٍ الواسطيُّ: حدثنا محمدُ بنُ يونسَ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ عبدِ الوهابِ: حدثنا عليُّ بنُ أبي طالبٍ
(2)
اللَّهبيُّ، عن جعفرِ بنِ محمدٍ، عن أبيه، عن عليِّ
(1)
كذا هو في الأصل من رواية عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن عبد الرحمن بن غنم، ليس بينهما شهرَ بن حوشب، وقد أخرجه النسائي في «الكبرى» (9878)، والبزار (4050)، والدارقطني في «علله» (6/ 248 - 249)، وابن حجر في «نتائج الأفكار» (2/ 321) من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، عن زيد بن أبي أنيسة، عن ابن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن ابن غنم به.
وكذلك أخرجه الترمذي (3474) من طريق عبيد الله الرقي لكن لم يذكر ابن أبي حسين في إسناده.
وقيل فيه غير ذلك، انظر «علل الدارقطني» (966)(1109)، و «مسند أحمد» 4/ 227 (17990).
(2)
كذا في الأصل، وأغلب الظن أنه تحرف عن «علي بن أبي علي اللهبي» فالحديث معروف به. والله أعلم.
بنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ هذِه الدُّنيا مُرتحلةٌ وذاهِبةٌ، وإنَّ الآخرةَ مُرتحِلةٌ قادِمةٌ، ولكُلِّ واحدٍ مِنهما بَنونُ، فكُونوا مِن أبناءِ الآخرةِ ولا تَكونوا مِن أبناءِ الدُّنيا، فإنَّكم اليومَ في دارِ عملٍ ولا حسابَ، وأنتُم غداً في دارِ حسابٍ ولا عملَ»
(1)
.
527 -
(28) حدثنا القاضي أبو الحسينِ بنُ غسانَ: حدثنا عليُّ بنُ حُميدٍ: حدثنا محمدُ بنُ يونسَ: حدثنا مسلمُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا هشامُ
(2)
بنُ يحيى: حدثنا معاويةُ بنُ قُرةَ، عن أبي عثمانَ النَّهديِّ، عن سلمانَ الفارسيِّ رضي الله عنه قالَ: ثلاثٌ أعجَبنَني حتى أضحَكنَني: مُؤملُ دُنيا والموتُ يَطلبُه، وغافلٌ وليسَ بمَغفولٍ عنه، وضاحكٌ لا يَدري أساخِطٌ عليه ربُّه أم راضي، وثلاثٌ أحزَنَّني حتى أبكينَني: فِراقُ محمدٍ والأحبَّةِ -أو قالَ: فِراقُ محمدٍ وحزبِه-، وهَولُ المَطلَعِ، والوقوفُ بينَ يدَي اللهِ عز وجل لا يَدري أيُؤمَرُ به
(1)
أخرجه أبو بكر الشافعي في «مجلسين من أماليه» (6 - مخطوط) -ومن طريقه ابن حجر في «تغليق التعليق» (5/ 159 - 160) -، والبيهقي في «الشعب» (10131) من طريق عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي بزيادة فيه.
وقال الحافظ: فيه ضعف وانقطاع، والصواب الموقوف، والله أعلم.
وكان قبله قد ذكر الموقوف –الذي علقه البخاري في «صحيحه» - والخلاف في إسناده، فانظره.
وكذلك فعل الألباني في «الضعيفة» (2177) وقال: وبالجملة فالحديث لا يصح لا مرفوعاً ولا موقوفاً.
(2)
كذا في الأصل، ولم أميزه، وأخشى أن يكون تحرف عن «حماد» وهو حماد بن يحيى الأبح، يروي هذا الأثر عن معاوية بن قرة، وذُكر في الرواة عنه مسلمُ بن إبراهيم. والله أعلم.
إلى جَنةٍ أو إلى نارٍ
(1)
.
528 -
(29) حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ الحسينِ الحاسبُ: حدثنا محمدُ بنُ المُعلَّى: حدثنا أبو بكرِ / بنُ دُريدٍ: حدثنا السكنُ بنُ سعيدٍ: حدثنا العباسُ بنُ الحسينِ، عن المَرزبانِ بنِ فهدٍ قالَ:
دَخلتُ على عَمرو بنِ العاصِ رضي الله عنهما وقَد احتُضرَ ودَخلَ عليه عبدُ اللهِ ابنُه فقالَ: يا عبدَ اللهِ، خُذ ذلكَ الصُّندوقَ، فقالَ له: لا حاجةَ لي فيه
(2)
، فقالَ عَمرو: ليتَه مَملوءاً بَعراً. وقالَ: فقلتُ: يا أبا عبدَ اللهِ إنَّكَ كنتَ تقولُ: أشتَهي أنْ أرَى رَجلاً عاقلاً يَموتُ فأسأَلَه كيفَ تَجدُ وكيفَ تَجدُكَ، قالَ: أجدُ السماءَ ظَهرَت على الأرضِ وأنا بينَهما، وأراني كأنَّما أتنفَّسُ مِن خرقِ
(3)
إبرةٍ، ثُم قالَ: اللهمَّ خُذ مِني حتى تَرضى، ثم رَفعَ يدَه فقالَ: اللهمَّ أمرتَ فعَصَينا، ونَهيتَ فرَكبْنا، ولا بريءٌ فأَعتذرُ، ولا قويٌّ فأنتصرُ، ولكنْ لا إلهَ إلا اللهُ، ثلاثاً، ثم فاظَ
(4)
.
(1)
أخرجه البيهقي في «الشعب» (10169)، وابن عساكر (21/ 444) من طريق حماد بن يحيى الأبح، عن معاوية بن قرة، عن سلمان الفارسي به، ليس في إسناده أبو عثمان النهدي.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في «قصر الأمل» (29) من طريق سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان به.
وأخرجه الشجري في «أماليه» (2385)، وابن عساكر (21/ 444 - 445) من وجوه أخر عن سلمان الفارسي.
(2)
زاد في «الكامل» : قال إنه مملوء مالاً، قال: لا حاجة لي به .. .
(3)
كذا في الأصل، وفي «الكامل» -وكذا كتب اللغة والغريب-: خُرْت. وقال: يعني من ثقب إبرة.
(4)
قال في «الكامل» : وقوله: «فاظ» أي مات .. .. ولا يقال: بالضاد إلا للإناء.
والأثر فلم أقف من هذا الوجه، وفي إسناده غير واحد لم أجد لهم ترجمة.
وقال المبرد في «الكامل» (1/ 212 - 213): وحدثني العباس بن الفرج الرياشي في إسناد ذكره آخره ابن عباس قال: دخلت على عمرو بن العاص وقد احتضر .. .. .. فذكره بنحوه. ثم قال: وقد روينا هذا الخبر من غير ناحية الرياشي بأتم من هذا، ولكن اقتصرنا على هذا لثقة إسناده.
وانظر بعض فقراته بأسانيد أخر في «تاريخ ابن عساكر» (46/ 191 - 192).
529 -
(30) حدثنا أبو العلاءِ محمدُ بنُ يوسفَ بنِ جهام
(1)
: حدثنا أبو سعيدٍ الفَسويُّ: حدثنا حمادُ بنُ شاكرٍ ومحمدُ بنُ يوسفَ قالا: حدثنا محمدُ بنُ إسماعيلَ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ مَسلمةَ، عن مالكٍ، عن سليمانَ
(2)
، عن أبي صالحٍ السَّمانِ، عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قالَ:
إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(3)
: «بينَما رَجلٌ بِطريقٍ اشتَدَّ عليه العَطشُ، فوَجدَ بِئراً فنَزلَ فيها فشَربَ ثم خَرجَ، فإذا كلبٌ يَتلهثُ يأكُلُ الثَّرى مِن العَطشِ، فقالَ الرَّجلُ: قَد بَلغَ هذا الكلبُ مِن العَطشِ الذي بلغَ بي، فنَزلَ البئرَ فمَلأَ خُفَّه ماءً فسقَى الكلبَ، فشكَرَ اللهُ عز وجل فغَفرَ له» . قَالوا: يا رسولَ اللهِ / وإنَّ لنا في البهائمِ لأَجراً؟ فقالَ: «في كُلِّ ذاتِ كبدٍ رَطبةٍ أجرٌ» .
530 -
(31) حدثنا أبو الحسينِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ غسانَ: حدثنا محمدُ بنُ عليِّ بنِ حُبيشٍ: حدثنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحَضرميُّ: حدثنا
(1)
كذا في الأصل، وفي طبقته في بعض الأسانيد: أبو العلاء محمد بن يوسف بن حكام. والله أعلم.
(2)
كذا في الأصل، وأغلب الظن أنه تحرف عن «سمي» فكذلك هو في «صحيح البخاري» (2466)، و «الموطأ» (2/ 929). والمصنف يرويه من طريقهما. والله أعلم.
(3)
كذا في الأصل، والصواب:«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم [قال]» ، أو تكون «إن» تحرفت عن «قال» . والله أعلم.
محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ نُميرٍ: حدثنا خالدُ بنُ مَخلدٍ، عن حمزةَ الزَّياتِ، عن الأعمشِ، عن مصعبِ بنِ سعدٍ، عن أبيه قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «فَضلُ العِلمِ أحبُّ إليَّ مِن فَضلِ العبادةِ، وخيرُ دِينِكم الوَرعُ»
(1)
.
531 -
(32) حدثنا القاضي أبو عمرَ القاسمُ بنُ جعفرِ بنِ عبدِ الواحدِ: حدثنا عليُّ بنُ إسحاقَ المادَرَائيُّ: حدثنا عباسُ بنُ محمدٍ الدُّوريُّ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ يزيدَ: حدثنا حَيوةُ، عن بكرِ بنِ عَمرو، عن عبدِ اللهِ بنِ هُبيرةَ، عن أبي تَميمٍ الجَيشانيِّ، عن عمرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه قالَ:
سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «لو أنَّكم تَوكَّلونَ على اللهِ تَعالى حَقَّ تَوكُّلِه لرَزَقكم كما يَرزقُ الطيرَ تَغدو خِماصاً وتَروحُ بِطاناً»
(2)
.
532 -
(33) حدثنا القاضي أبو عمرَ بنُ عبدِ الواحدِ: حدثنا الحسينُ بنُ محمدِ بنِ عثمانَ: حدثنا محمدٌ: حدثنا أبو حذيفةَ: حدثنا إبراهيمُ بنُ
(1)
أخرجه الشاشي في «مسنده» (75)، والحاكم (1/ 92)، والبيهقي في «الآداب» (830)، وفي «الزهد» (821)، والضياء في «المختارة» (1068) من طريق خالد بن مخلد به.
واختلف فيه على الأعمش على وجوه ذكرها الدارقطني في «علله» (591)(1935) ثم قال: وليس يثبت من هذه الأسانيد شيء، وإنما يروى هذا عن مطرف بن عبد الله بن الشخير من قوله.
(2)
أخرجه الترمذي (2344)، وابن ماجه (4164)، والنسائي في «الكبرى» (11805)، وأحمد (1/ 30، 52)، وابن حبان (730)، والحاكم (4/ 318)، والبيهقي في «الشعب» (1139)، والضياء في «المختارة» (228) من طريق عبد الله بن هبيرة به.
وقال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الحاكم، والألباني في «الصحيحة» (311).
طَهمانَ، عن إبراهيمَ الهَجريِّ، عن ابنِ أبي أَوفَى قالَ:
صلَّيتُ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم على جنازةٍ فكبَّرَ أربعاً
(1)
.
533 -
(34) حدثنا أبو عمرَ بنُ عبدِ الواحدِ: حدثنا أحمدُ بنُ عُبيدٍ الصَّفارُ: حدثنا ابنُ مِلْحانَ: حدثنا ابنُ بُكيرٍ: حدثنا ليثٌ، عن ابنِ الهادِ، عن محمدِ بنِ إبراهيمَ، عن عيسى بنِ طلحةَ،/ عن أبي هريرةَ رضي الله عنه،
أنَّه سمعَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إنَّ العبدَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ يزِلُّ بها في النارِ أبعَدَ ما بينَ المَشرقِ والمَغربِ»
(2)
.
534 -
(35) حدثنا القاضي أبو الحسينِ بنُ غسانَ: حدثنا إبراهيمُ بنُ عليٍّ الهُجيميُّ: حدثنا محمدُ بنُ الحسينِ بنِ أبي الحسينِ
(3)
: حدثنا الحسنُ بنُ الربيعِ: حدثنا أبو بكرِ بنُ عياشٍ، عن عاصمٍ وهو الأحولُ، عن أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ألا أُنبئُكم بما يَرفعُ الدَّرجاتِ: انتظارُ الصلاةِ بعدَ الصلاةِ، ونقلُ الأقدامِ إلى الجُمعاتِ، وإسباغُ الوُضوءِ في السَّبَراتِ
(4)
».
(1)
أخرجه ابن ماجه (1503)، وأحمد (4/ 356، 383)، والحميدي (735)، والبزار (3355)، والحاكم (1/ 359 - 360)، والبيهقي (4/ 36، 42 - 43) من طريق إبراهيم الهجري بنحوه وفيه قصة.
(2)
أخرجه البخاري (6477)، ومسلم (2988) من طريق يزيد بن الهاد به.
(3)
هذا هو الأقرب لما في الأصل، وفي طبقته مترجَم في «الثقات» (9/ 136)، وقد رواه ابن البختري عن محمد بن الحسين بن أبي الحنين الحنيني عن الحسن بن الربيع. والله أعلم.
(4)
في الهامش: جمع سبرة وهي شدة البرد.
والحديث أخرجه البزار (263 - زوائده)، وابن البختري في «أماليه» (112)، وقوام السنة في «الترغيب والترهيب» (908) من طريق أبي بكر بن عياش به.
وقال الدارقطني في «علله» (2489): وعاصم لم يسمع من أنس شيئاً، والحديث مرسل.
وقال في «المجمع» (1/ 237) وعاصم بن بهدلة لم يسمع من أنس، وبقية رجاله ثقات.
وله طرق بنحوه عن أنس وشواهد انظرها في «الصحيحة» (1802).
535 -
(36) حدثنا القاضي أبو الحسينِ بنُ غسانَ: حدثنا إبراهيمُ: حدثنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ غالبٍ الزاهدُ: حدثنا إبراهيمُ بنُ المنذرِ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ موسى وهو التَّيميُّ: حدثنا ابنُ نِسْطاسٍ، عن المَقبريِّ، عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قالَ:
إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «(أبشرُكم؟) أو هَل أدلُّكم على ما يُكفِّرُ الذُّنوبَ ويَمحو الخَطايا» قَالوا: بَلى يا رسولَ اللهِ، قالَ:«كَثرةُ الخُطا إلى المساجِدِ، وإسباغُ الوُضوءِ عندَ المكارِهِ، وانتظارُ الصلاةِ بعدَ الصلاةِ، فذلكُم الرِّباطُ»
(1)
.
536 -
(37) حدثنا أبو الحسينِ بنُ غسانَ: حدثنا أبو عليٍّ محمدُ بنُ (يوسفَ؟): حدثنا أحمدُ بنُ عمارِ بنِ خالدٍ: حدثنا مليحُ بنُ وكيعِ بنِ الجرَّاحِ: حدثنا داودُ بنُ يحيى بنِ يَمانٍ قالَ: رأيتُ في مَنامي كأنَّ رَجلاً يقولُ لي: أتَدري ما الأَبدالُ؟ قُلتُ: لا، قالَ: مَن لا / يَضربُ صَغيراً ولا كَبيراً، (أو لأظن؟) أنَّ وكيعَ بنَ الجرَّاحِ مِنهم.
قالَ مَليحُ بنُ وكيعٍ: وحدَّثني حسنُ بنُ عليٍّ زميلُ أبي الذي كانَ مَعه بطريقِ مكةَ سَنةَ (هَلَكَ؟) قالَ: رَفعَ أبو سفيانَ -يَعني وكيعاً- يدَهُ عندَ موتِهِ
(1)
لم أقف عليه من هذا الوجه.
وهو عند مسلم (251) من وجه آخر عن أبي هريرة به.
فقالَ لي: يا حسنُ أتَرى هذِه، ما ضَربتُ بيَدي هذِه شيئاً قطُّ
(1)
.
537 -
(38) حدثنا القاضي أبو الحسينِ عليُّ بنُ هارونَ المالكيُّ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ إبراهيمَ بنِ (الحطوطِ؟): حدثنا هارونُ (البحرانيُّ؟): حدثنا إسماعيلُ بنُ بشرٍ: حدثنا مسكينُ
(2)
أبو فاطمةَ، عن حَوشبٍ، عن الحسنِ أنَّه كانَ إذا تَلى هذِه الآيةَ:{عِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان: 63] قالَ: حُلماءُ عُلماءُ أتقياءُ، إنْ ظُلِموا لم يَظلِموا، وإنْ جُهِلَ عَليهم لم يجهَلوا، وإن بُغيَ عَليهم لم يَبغُوا، فهذا نَهارُهم، فإذا جنَّهم الليلُ فقِيامٌ على أطرافِهم، يفتَرشونَ وُجوهَهم، تَجرِي دُموعُهم على خُدودِهم، قد أقلَقَهم الخوفُ، إذا نَظرَ إليهم الناظرُ حسبَ أنَّهم مَرضى وليسُوا بمَرضى، وقَد خُولطوا وقَد خالَطَ القومَ أمرٌ عظيمٌ، هَيهاتَ هَيهاتَ مَشغولونَ واللهِ عن ديارِهم
(3)
.
(1)
أخرج أبو نعيم في «الحلية» (8/ 371) -ومن طريقه الخطيب (15/ 665)، وابن عساكر (63/ 103 - 104) - عن محمد بن نعيم البلخي قال: سمعت مليح بن وكيع يقول: لما نزل بأبي الموت أخرج إلي يده فقال: يا بني ترى يدي ما ضربت بها شيئا قط، قال مليح: وحدثني داود بن يحيى بن يمان قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت: يا رسول الله من الأبدال؟ قال: «الذين لا يضربون بأيديهم شيئا، وإن وكيع بن الجراح منهم» .
(2)
في الأصل: سكين. والمثبت من كتب الرجال.
(3)
لم أقف عليه بهذا التمام. لكن وردت فقراته متفرقة من طرق عن الحسن البصري، انظر:«الزهد» لابن المبارك (397)(1206)، و «الزهد» لأحمد (1605)(1677)، و «الزهد» للخلدي (14)، و «مصنف ابن أبي شيبة» (35218)، و «الهم والحزن» (105)، و «التهجد» (281)(409)(410)، و «الأولياء» (94) ثلاثتهم لابن أبي الدنيا، و «تفسير عبد الرزاق» (3/ 71)، و «تفسير الطبري» (17/ 492)، و «روضة العقلاء» لابن حبان (1/ 101)، و «حلية الأولياء» لأبي نعيم (2/ 151)، و «الشعب» للبيهقي (8094)، و «الترغيب والترهيب» لقوام السنة (515).
538 -
(39) حدثنا عليُّ بنُ هارونَ المالكيُّ: حدثنا أحمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ بنِ سوارٍ: حدثنا جعفرٌ الفِريابيُّ: حدثنا أبو مروانَ هشامُ بنُ خالدٍ: حدثنا الحسنُ بنُ يحيى، عن أبي عبدِ اللهِ مَولى بَني أُميةَ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قالَ:
سمعتُ / رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إنَّ أولَ شيءٍ خلَقَه اللهُ عز وجل القَلمَ، ثم خَلقَ النُّونَ وهي الدَّوَاةُ، ثم قالَ له: اكتُبْ، قالَ: وما أكتُبُ؟ قالَ: ما يَكونُ وما هو كائنٌ مِن عملٍ أو برٍّ
(1)
أو رِزقٍ أو أجلٍ، فكَتبَ ما يكونُ وما هو كائنٌ إلى يومِ القيامةِ» قالَ: «فذلكَ قولُهُ عز وجل: {وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُون} [القلم: 1]، ثم ختمَ على فِي القَلمِ لم يَنطقْ ولا يَنطقُ إلى يومِ القيامةِ، ثم خَلقَ العَقلَ وقالَ: وعِزَّتي لأجعلنَّكَ فيمَن أَحبَبتُ ولأُنقِصنَّكَ مَن
(2)
أَبغضتُّ».
539 -
(40) حدثنا عليُّ بنُ هارونَ: حدثنا عمرُ بنَ محمدَ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ سليمانَ بنِ الأشعثِ: حدثنا الحسنُ بنُ أبي الرَّبيعِ: حدثنا أبو داودَ
(1)
كذا في الأصل، وفي كل المصادر: أو أثر.
(2)
كذا في الأصل، وفي كل المصادر: فيمن.
والحديث في «القدر» للفريابي (18). ومن طريقه أخرجه الآجري في «الشريعة» (179)(345)، وابن عساكر (61/ 385).
وأخرجه الحكيم الترمذي في «نوادر الأصول» (1036)، وابن بطة في «الإبانة» (1364) من طريق هشام بن خالد به.
وقال الألباني في «الضعيفة» (6309): وهذا إسناد ضعيف .. .. وله طريق أخرى عن أبي صالح ولكنها واهية .. أخرجه ابن عدي في «الكامل» [15612] وقال: وهذا باطل بهذا الإسناد.
الحَفَريُّ، عن أشعثَ بنِ إسحاقَ، عن جعفرِ بنِ أبي المغيرةِ، عن شِمْرِ
(1)
بنِ عطيةَ في قولِهِ تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82]، قالَ:{لمَن تابَ} مِن الشركِ {وَآمَنَ} بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم {وَعَمِلَ صَالِحًا} أدَّى الفرائضَ {ثُمَّ اهْتَدَى} قالَ: السُّنة.
آخِرُه
والحمدُ للهِ وحدَه
(1)
في الأصل: «سمي» والمثبت من «شرح أصول السنة» للالكائي (73) من طريق عبد الله بن سليمان أبي بكر بن أبي داود.
بسم الله الرحمن الرحيم
ربِّ أعِنْ
أخبرتْنا المُسنِدةُ أمُّ عبدِ اللهِ عائشةُ بنتُ إبراهيمِ بنِ خليلِ بنِ الشَّرائحيِّ إجازةً مُكاتبةً غيرَ مرةٍ مِن دمشقَ: أخبرنا المسندُ المُعمَّرُ الرُّحْلةُ الجمالُ أبو المَحاسنُ يوسفُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عليِّ بنِ حاتمِ بنِ الحَبالِ سماعاً: أخبرنا الإمامُ القاضي تاجُ الدِّينِ عبدُ الخالقِ بنُ عبدِ السلامِ بنِ سعيدِ بنِ عُلوانَ: أخبرنا الإمامُ تقيُّ الدِّينِ أبو الحسنِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ أحمدَ بنِ واصلٍ البصريُّ: حدثنا الإمامُ أبو جعفرٍ المباركُ الكَتانيُّ: حدثنا الإمامُ أبو جعفرٍ الغطريفُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ الحسينِ السَّعيدانيُّ مِن لفظِهِ: حدثنا أبو القاسمِ إبراهيمُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ المَناديليُّ إجازةً قالَ:
540 -
(41) حدثنا القاضي أبو الحسينِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ غسانَ إملاءً سنةَ (404): حدثنا أبو بكرٍ (النوتنجاني؟)
(1)
: حدثنا محمدُ بنُ إبراهيمَ، [عن أحمدَ]
(2)
بنِ زُفرٍ: حدثنا موسى بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ مهديٍّ: حدثنا عُبيدُ اللهِ بنُ موسى العَبسيُّ: حدثنا إسرائيلُ، عن سِماكِ بنِ حربٍ، عن جابرِ بنِ سَمرةَ رضي الله عنه قالَ:
(1)
غير منقوطة في الأصل، وفي «الزيادات على الموضوعات»: النوشجاني. والله أعلم.
(2)
ساقطة من الأصل، واستدركتها من المصادر التي نقلت الحديث من هذا الموضع.
إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى ذاتَ يومٍ بأصحابِهِ الفجرَ ثم أقبلَ جالساً في مِحرابِه لا يكلِّمُه أحدٌ حتى بدَت حواجبُ الشمسِ، ثم رفعَ رأسَه وأقبلَ بوَجهِه على أصحابِه فقالَ:«يا أيُّها الناسُ، أخبَرني جبريلُ عليه الصلاة والسلام أنَّ في أُمَّتي أقواماً يَنتقِصونَ صاحِبَيَّ ويَذكرونَهما بالقَبيحِ، ما لَهم في الإسلامِ نَصيبٌ ولا عندَ اللهِ / عز وجل مِن خَلاقٍ» فقيلَ: يا رسولَ اللهِ، يَصومونَ كما نَصومُ ويُصلُّونَ! قالَ:«نَعم والذي بعثَني بالحقِّ، إنَّهم ليُصلُّونَ ويَصومونَ ويُزكُّونَ ويَحجُّونَ وذلكَ وَبالٌ عَليهم، فإنْ أدركتُموهم فلا تُشاهدوهم ولا تُجالِسوهم ولا تُبايِعوهم ولا تُصلُّوا مَعهم ولا تُصلُّوا عَليهم، فإنَّ العذابَ يَنزلُ في مجالِسِهم، والسُّخطُ يَنزلُ في مجالِسِهم، لا يُؤمِنونَ أبداً، سَبقَ فيهم عِلمُ ربِّي عز وجل» قالَ: قُلنا: يا رسولَ اللهِ، ما أسماؤُهم؟ قالَ:«هم الرَّافضةُ، الذينَ رَفَضوا دِيني ولم يَرضَوا بخِيرةِ ربِّي في أصحابِي» .
ثم قالَ له
(1)
النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «قُم يا أبا بكرٍ» فقامَ أبو بكرٍ رضي الله عنه، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«أيُّها الناسُ، هذا أبو بكرٍ الصِّديقُ، وأنتُم تَزعمونَ أنِّي أنا الذي سمَّيتُه الصِّديقَ، والذي بعَثَني بالحقِّ نَبياً ما أنا الذي سمَّيتُه حتى سمَّاهُ اللهُ عز وجل صِديقاً مِن فوقِ سبعِ سماواتٍ وأنزلَ في ذلكَ قُرآناً، فقالَ: {وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} [الزمر: 33] جئتُ أنا بالصِّدقِ مِن عندِ اللهِ تعالى وكُلُّكم قالَ: كَذبتَ، وقالَ لي صاحِبي أبو بكرٍ رضي الله عنه: صَدقتَ» ثم قالَ صلى الله عليه وسلم: «اجلِسْ يا أبا بكرٍ» فجَلسَ أبو بكرٍ رضي الله عنه، ثم قالَ:«والذي بعَثَني بالحقِّ نَبياً ما سمَّيتُه حتى سمَّاهُ اللهُ عز وجل» .
ثم قالَ صلى الله عليه وسلم: «قُم يا عمرُ» فقامَ عمرُ، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «هذا عمرُ بنُ
(1)
ليست في «الزيادات على الموضوعات» ولا في «تنزيه الشريعة» .
الخَطابِ الفاروقُ، وأنتُم تَزعمونَ أنِّي أنا سمَّيتُه الفاروقَ،/ لا وَالذي بعَثَني بالحقِّ نَبياً ما سمَّيتُه
(1)
حتى سمَّاهُ اللهُ عز وجل فاروقاً مِن فوقِ سبعِ سماواتٍ، فقالَ تبارك وتعالى:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِين} » [الأنفال: 64].
ثم قالَ صلى الله عليه وسلم: «قُم يا عثمانُ» فلمَّا قامَ عثمانُ رضي الله عنه وثَبَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ثم جلسَ، فقيلَ: يا رسولَ اللهِ ما بالُكَ؟ قامَ أبو بكرٍ وعمرُ رضي الله عنهما فلم تَقُمْ، ثم قامَ عثمانُ رضي الله عنه فقُمتَ، فقالَ:«ما لي لا أَستَحيي مِن رَجلٍ استَحْيَتْ مِنه الملائكةُ، شَبيهِ أبي إبراهيمَ الخَليلِ عليه الصلاة والسلام» ثم قالَ: «ادْنُ مِني يا أبا عَمرو» فلم يزَلْ يُدنِيه مرةً ويُكنيه مرةً ويُسمِّيه مرةً، حتى مسَّت رُكبَتيه
(2)
رُكبة النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وكانَت إزارُهُ مَحلولةً فشَدَّها النبيُّ صلى الله عليه وسلم، ثم نظَرَ إلى الناسِ ثم نظَرَ إلى وجهِ عثمانَ رضي الله عنه فبَكى، فقالَ له عثمانُ رضي الله عنه: ما يُبكيكَ؟ فقالَ: «يا سبحانَ اللهِ، أنتَ أولُ مَن يرِدُ عليَّ يومَ القيامةِ وأوْداجُهُ تَشخُبُ دَماً، فأقولُ لكَ: مَن فعلَ بكَ هذا؟ فتَقولُ: فلانٌ وفلانٌ -وسمَّى عَشرةً- وإنْ شئتَ فسمَّيتُهم لكَ ولكنْ أستُرُ، إذا كانَ يومُ القيامةِ يُلقي لكَ ربِّي كُرسياً مِن ياقوتةٍ خضراءَ بينَ الجَنةِ والنارِ، فتَقعدُ عليه فتَحكمُ فيمَن قتلَكَ» . ثم قالَ صلى الله عليه وسلم: «يا أيُّها الناسُ، هذا عثمانُ بنُ عفانَ، وأنتُم تَزعمونَ أنِّي أنا سمَّيتُه ذا النُّورَينِ، وَالذي بعَثَني بالحقِّ نَبياً ما سمَّيتُه
(3)
حتى سمَّاهُ اللهُ / عز وجل مِن فوقِ سبعِ سماواتِهِ، وما زوَّجتُه ابنتَيَّ إلا بوَحيٍ مِن السماءِ».
(1)
هي في الأصل أقرب إلى: سمعته.
(2)
كذا في الأصل، والجادة:«ركبتاه» كما في «الزيادات على الموضوعات» و «تنزيه الشريعة» .
(3)
هي في الأصل أقرب إلى: سمعته.
ثم قالَ صلى الله عليه وسلم: «قُم يا عليَّ بنَ أبي طالبٍ» فقالَ: «ادْنُ مِني يا أبا الحسنِ» فدَنا عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضي الله عنه مِن النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأجلَسَه بينَ يدَيه، فجَعلَ يتفَرَّسُ في وجهِهِ ويَنظرُ إلى رأسِهِ ولِحيتِهِ، فبَكى وأشارَ إلى رأسِهِ ولِحيتِهِ يَعني مِن دَمِ رأسِه، ثم قالَ له وأَسَرَّ إليه حتى إنَّه قالَ:«ابنُ مُلْجَمٍ المُراديُّ قاتِلُكَ» وهو عبدُ الرحمنِ بنُ مُلْجَمٍ. ثم قالَ: «يا أيُّها الناسُ، هذا عليُّ بنُ أبي طالبٍ، وأنتُم تَزعمونَ أنِّي أنا الذي زوَّجتُه ابنَتِي، لا وَالذي بعَثَني بالحقِّ نَبياً ما أنا زوَّجتُه حتى أتانِي جبريلُ عليه الصلاة والسلام فأخبَرني أنَّ اللهَ تبارك وتعالى يأمرُكَ أن تُزوِّجَ عَلياً فاطمةَ، ولقَد كانَ الوَليُّ في ذلكَ ربَّ العالَمينَ عز وجل، وكانَ الخاطبُ جبريلَ عليه الصلاة والسلام، وحَضرَ مِلَاكَ ابنتِي فاطمةَ سَبعونَ ألفَ ملَكٍ مِن الملائكةِ، وأمرَ اللهُ تعالى شَجرةَ طُوبى أن انثُري ما عليكِ مِن الدُّرِّ والمَرجانِ والياقوتِ والحُليِّ والحُلَلِ، والتقَطَه الحُورُ العِينُ وهُنَّ يَتهادَينَ فيما بينَهم إلى يومِ القيامةِ، فيَقولونَ: هذا نِثَارُ فاطمةَ بنتِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم» .
ثم قالَ: «وَالذي بعَثَني بالحقِّ نَبياً، ما خَلقَ اللهُ عز وجل نَبياً أكرمَ عليه مِني -ولا فَخرَ على إِخواني-، ولا وَزيراً أكرمَ على اللهِ تعالى مِن أبي بكرٍ وعمرَ / رضي الله عنهما، ولا أصحاباً
(1)
خيراً مِن أَصحابي».
ثم قالَ: «أبشِروا، فأنتُم في الناسِ كالشَّعرةِ البيضاءِ في جِلدِ ثورٍ أسودَ» ثم نَظرَ إلى السماءِ ثم قالَ: «وَالذي بَعثَني بالحقِّ نبياً، لا يُبغضُهما أحدٌ فيَدخلُ الجَنةَ حتى يَلِجَ الجَملُ في سَمِّ الخِياطِ» ثم قالَ: «اللهمَّ إنِّي أبرأُ إليكَ ممَّن يُبغضُ أَصحابي» قالَها ثلاثاً، فأُغميَ عليه ثم أفاقَ فقالَ: «وَالذي
(1)
في الأصل: أصحاب.
بعَثَني بالحقِّ نبياً، لقَد هَبطَ عليَّ جبريلُ عليه الصلاة والسلام الساعةَ فقالَ: إنَّ لأَصحابِكَ
(1)
درجةً في الجَنةِ لَن يَنالوها إلا بذلكَ». فقالَ أبو بكرٍ رضي الله عنه: يا رسولَ اللهِ، أمَّا أنا فإنِّي أجعَلُهم في حِلٍّ، فقالَ له النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«يا أبا بكرٍ لا تَدخُلْكَ فيهم رأفةٌ، وَالذي بعَثَني بالحقِّ، إنَّهم أَبغضُ إلى اللهِ تعالى مِن نَمْرودَ بنِ كَنعانَ، وإنَّ مالكاً أشدُّ عَليهم عذاباً غداً ممَّن زَعمَ أنَّ للهِ عز وجل وَلداً» قالَ: فعِندَ ذلكَ قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا} [الكهف: 5]
(2)
.
آخِرُه
والحمدُ للهِ وحدَه
صلَّى اللهُ على سيِّدِنا محمدٍ وآلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ تَسليماً
* * *
الحمدُ للهِ وحدَه
(3)
قرأتُ جُزءَ المَناديليِّ وهذا الحديثَ على شيخِ الإسلامِ الجَمالِ
(1)
في الأصل: «أصحابك» ، والمثبت من «الزيادات على الموضوعات» و «تنزيه الشريعة» وهو مقتضى السياق.
(2)
قال الحافظ في «اللسان» (6/ 482): محمد بن إبراهيم عن أحمد بن زفر، لا يعرفان، في حديث الخلفاء الراشدين في آخر جزء المناديلي، وهو موضوع.
وساقه بإسناده ومتنه السيوطي في «الزيادات على الموضوعات» (276) ثم نقل كلام الحافظ.
وكذا فعل ابن عراق في «تنزيه الشريعة» (137) بعد أن اكتفى بسياقة متنه.
(3)
هذا هو السماع الوحيد المثبت على هذه النسخة، وجاء على جانب هذه الورقة.
القَلقَشنديِّ
(1)
: أخبرنا مُكاتبةً الحافظُ جمالُ الدِّينِ الشَّرائحيُّ
(2)
وأختُه عائشةُ بسندِهما فيه، وأجازَ المُسمِعُ مَرويَّه بتاريخِ سَلخِ جُمادى الأولِ سَنةَ اثنَي عشرَ وتسعِمئةٍ. وكتبَ محمدٌ المُظَفَّريُّ.
الحمدُ للهِ. صَحيحٌ ذلكَ. كتَبَه إبراهيمُ بنُ القَلقَشنديِّ الشافعيُّ حامداً مُصلياً مُسلماً
(1)
إبراهيم بن علي بن أحمد، الشيخ الإمام العلامة الهمام، والمحدث الحافظ الرحلة القدوة شيخ الإسلام قاضي القضاة أبو الفتح الجمالي، توفي بمصر سنة (922 هـ). انظر «الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة» (1/ 108).
(2)
عبد الله بن إبراهيم بن خليل أبو محمد الدمشقي الشافعي أخو عائشة ويعرف بابن الشرائحي الحافظ الشهير. توفي سنة (820 هـ). «الضوء اللامع» (5/ 2).