الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
أيوب السختياني
ومنهم فتى الفتيان، سيد العباد والرهبان، المنور باليقين والإيمان، السختياني أيوب بن كيسان، كان فقيها محجاجا، وناسكا حجاجا، عن الخلق آيسا، وبالحق آنسا.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا علي بن عبد العزيز قال ثنا عازم أبو النعمان قال ثنا حماد بن زيد قال ثنا ميمون أبو عبد الله القصار. قال: كنا عند الحسن وعنده أيوب السختياني، فقام أيوب وخرج. فقال: الحسن هذا سيد الفتيان.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد قال ثنا أحمد بن عبدة قال ثنا حماد بن زيد عن أبي راشد الحماني. قال: كنا عند الحسن وعنده أيوب فقام فخرج. فقال الحسن: هذا سيد الفتيان.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني عباس بن الوليد النرسي قال ثنا وهيب بن خالد قال ثنا الجعد أبو عثمان قال: سمعت الحسن يقول: أيوب سيد شباب أهل البصرة.
• حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى قال ثنا أبو العباس محمد بن اسحاق قال ثنا المفضل بن غسان الغلابي قال ثنا فهد بن حيان قال ثنا سعيد بن راشد. قال سمعت الحسن يقول: سيد شباب أهل البصرة أيوب.
• حدثنا أبو يعلى محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي. قال: لقي سفيان بن عيينة ستة وثمانين من التابعين. وكان يقول: ما رأيت مثل أيوب.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا داود بن رشيد
قال ثنا معتمر بن سليمان الرقي قال ثنا عبد الله بن بشر. قال: كان محمد بن سيرين إذا حدثه أيوب بالحديث يقول: حدثنى الصدوق.
• حدثنا أبو حامد ابن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا العباس بن محمد وأحمد بن إشكاب. قالا:
ثنا أبو الوليد قال ثنا شعبة. قال: حدثني أيوب سيد الفقهاء.
• حدثنا محمد بن علي بن حبيش قال ثنا أحمد بن القاسم بن مساور قال ثنا أبو معمر قال ثنا جرير عن أشعث. قال: كان أيوب جهبذ العلماء.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أبو الأحوص بن الفضل قال ثنا علي بن نصر قال ثنا بشر بن عبد الملك عن سلام بن أبي مطيع: أنه ذكر الأربعة؛ أيوب، ويونس، وابن عون، وسليمان.
فقال: كان أفقههم في دينه أيوب.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا علي بن المديني قال ثنا يحيى بن سعيد. قال قال هشام بن عروة: لم أر في البصريين مثل أيوب.
• حدثنا محمد بن أحمد قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا سليمان بن جنادة. قال: سمعت حفص بن غياث يقول سمعت هشام بن عروة يقول: ما قدم علينا من العراق أحد أفضل من ذاك السختياني أيوب.
• حدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا يسر بن أنس
(1)
البغدادي قال ثنا أبو يونس المديني قال حدثني إسحاق بن محمد. قال سمعت مالك بن أنس يقول:
كنا ندخل على أيوب السختياني فإذا ذكرنا له حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، بكى حتى نرحمه.
• حدثنا محمد بن المظفر قال ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بمصر قال ثنا عبد الله بن شبيب قال حدثني أيوب بن سليمان بن بلال قال قلت لعبيد الله بن عمر: أراك تتحرى لقاء العراقيين في الموسم. قال فقال: والله ما أفرح في سنتي إلا أيام الموسم ألقى أقواما قد نور الله قلوبهم بالإيمان، فإذا رأيتهم ارتاح قلبي؛ منهم أيوب.
• حدثنا أبو زرعة محمد بن إبراهيم الإستراباذي قال ثنا أبو بكر محمد بن
(1)
فى د: بشر بن انس ولم اقف عليه.
قارن قال ثنا أبو حاتم قال ثنا عبدة بن سليمان عن مخلد بن حسين عن هشام ابن حسان. قال: حج أيوب السختياني أربعين حجة.
• حدثنا فاروق الخطابي قال ثنا هشام بن علي السيرافي قال ثنا عون بن الحكم بن سنان الباهلي قال ثنا حماد بن زيد. قال: غدا علي ميمون أبو حمزة يوم الجمعة قبل الصلاة. قال فقال: إني رأيت البارحة أبا بكر وعمر في النوم. فقلت لهما ما جاءا بكما؟ قالا:
جئنا نصلي على أيوب السختياني. قال: ولم يكن علم بموته. فقلت له: قد مات أيوب البارحة.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي قال ثنا خالد بن النضر القرشي قال ثنا محمد بن أبي صفوان قال ثنا أبو داود عن شعبة. قال: ما وعدت أيوب موعدا إلا وجدته قد سبقني إليه.
• حدثنا فاروق الخطابي قال ثنا هشام بن علي السيرافي قال ثنا محمد بن الحسن أبو عبد الله العنزي قال ثنا عبيد الله بن شميط. قال سمعت أيوب السختياني وهو يقول: لا يستوي العبد - أو لا يسود العبد - حتى يكون فيه خصلتان، اليأس مما في أيدي الناس، والتغافل عما يكون منهم.
• حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد العثماني قال ثنا خالد بن النضر القرشي قال ثنا محمد بن موسى الحرشي قال ثنا النضر بن كثير السعدي قال ثنا عبد الواحد بن زيد. قال: كنت مع أيوب السختياني على حراء فعطشت عطشا شديدا حتى رأى ذلك في وجهي. فقال: ما الذي أرى بك؟ قلت:
العطش! وقد خفت على نفسي. قال: تستر علي. قلت: نعم! قال: فاستحلفنى فحلفت له أنى لا أخبر عنه ما دام حيا. قال: فغمز برجله على حراء فنبع الماء فشربت حتى رويت وحملت معي من الماء. قال: فما حدثت به أحدا حتى مات قال: عبد الواحد فأتيت موسى الأسواري فذكرت له ذلك. فقال: ما بهذه البلدة أفضل من الحسن وأيوب.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا سهل بن موسى قال ثنا محمد بن سفيان ابن أبي الزرد قال ثنا سعيد بن عامر. قال: سمعت وهيبا يقول سمعت أيوب
يقول: إذا ذكر الصالحون كنت عنهم بمعزل
(1)
.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا الحسن بن سهل المجوز قال ثنا أبو عاصم النبيل قال ثنا سفيان عن أيوب. قال: وددت أنى أنفلت
(2)
من هذا الأمر كفافا - يعني من الحديث -.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال ثنا زكريا بن يحيى المنقري قال ثنا الأصمعي قال ثنا حماد بن زيد. قال: كان أيوب صديقا ليزيد بن الوليد فلما ولي الخلافة. قال: اللهم أنسه ذكري.
• حدثنا محمد بن علي قال ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال ثنا احمد ابن إبراهيم الموصلي قال ثنا حماد بن زيد. قال كان أيوب يقول: ليتق الله عز وجل رجل وإن زهد فلا يجعلن زهده عذابا على الناس، فلأن يخفي الرجل زهده خير من أن يعلنه، وكان أيوب ممن يخفي زهده فدخلنا عليه مرة فإذا على فراشه محبس
(3)
أحمر فرفعته أو رفعه بعض أصحابنا فإذا خصفة محشوة بليف.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا حجاج. قال سمعت شعبة يقول: ربما ذهبت مع أيوب فى الحاجة أريد أن أمشى معه فلا يدعنى فيخرج فيأخذ هاهنا وهاهنا لكي لا يفطن له. قال شعبة وقال أيوب: ذكرت وما أحب أن أذكر.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا علي بن عبد العزيز [قال ثنا عارم قال أخبرنا حماد ابن زيد قال قال أيوب: لأن يستر الرجل الزهد خير له من أن يظهره]
(4)
.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا أحمد بن الحسين قال ثنا أحمد ابن إبراهيم قال ثنا أحمد بن كردوس قال ثنا مخلد عن أبي بكر بن المفضل.
قال سمعت أيوب يقول: والله ما صدق عبد إلا سره أن لا يشعر بمكانه.
• حدثنا عبد الله بن عمر قال ثنا أبو بكر بن راشد قال ثنا إبراهيم بن سعيد قال ثنا حامد بن خداش عن حماد. قال: غلب أيوب البكاء يوما.
(1)
فى ز: كنت معهم بمغرار وفى ج: منهم بمعزل
(2)
فى ج: انقلب.
(3)
كذا فى الاصل ولعله مخيش
(4)
ما بين المربين عن د فقط.
فقال: الشيخ إذا كبر مج وغلبه فوه فوضع يده على فيه. وقال: الزكمة ربما عرضت.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا ابراهيم ابن سعيد الجوهري. قال: كتب إلى عبد الرزاق عن معمر قال: كان في قميص أيوب بعض التذييل
(1)
. فقيل له؟ فقال: الشهرة اليوم في التشمير.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل.
قال: وجدت في كتاب أبي ثنا أبو معاوية الغلابي. قال: بلغني عن سلام بن أبي حمزة
(2)
وكان يجالسنا. قال سمعت أيوب يقول: الزهد في الدنيا ثلاثة أشياء؛ أحبها إلى الله وأعلاها عند الله وأعظمها ثوابا عند الله تعالى، الزهد في عبادة من عبد دون الله من كل ملك، وصنم، وحجر، ووثن. ثم الزهد فيما حرم الله تعالى من الأخذ والإعطاء. ثم يقبل علينا. فيقول: زهدكم هذا يا معشر القراء فهو والله أخسه
(3)
عند الله؛ الزهد في حلال الله عز وجل.
• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا أحمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن إبراهيم قال ثنا محمد بن سالم عن حمزة بن أبي عمير عن أبيه. قال: بينما أيوب يمشي بيني وبين إنسان قد سماه إذ وقف. فقال: إنما يحمد الناس على عافية الله إياهم وستره، وما يبلغ عملنا كله جزاء شربة ماء بارد شربها أحدنا وهو عطشان، فكيف بالنعم بعد.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي زرعة قال ثنا النضر بن شميل قال ثنا صالح بن أبي الأخضر.
قال قلت لأيوب: أوصني فقال أقل الكلام.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا داود بن رشيد قال ثنا معمر بن سليمان قال ثنا عبد الله بن بشر. قال: إن الرجل ربما جلس إلى أيوب السختياني فيكون لما يرى منه أشد اتباعا منه لو سمع حديثه.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا محمد بن الصباح
(1)
بهامش ج: بعض الطول وضرب على التذييل.
(2)
كذا فى د وفى ز وج:
سلام بن خبزة.
(3)
كذا فى ز وج وفى د: احسنه ولعل الصواب ما أثبتناه.
قال ثنا سعيد بن عامر عن سلام. قال: كان أيوب السختياني يقوم الليل كله فيخفي ذلك، فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني هارون بن عبد الله قال ثنا سيار. قال: قلت: لبكر بن أيوب يا أبا يحيى كان أبوك يجهر بالقرآن من الليل؟ قال نعم! جهرا شديدا، وكان يقوم السحر الأعلى.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا علي بن عبد العزيز قال ثنا عارم قال ثنا حماد بن زيد قال سئل أيوب عن شيء. فقال: لم يبلغني فيه شيء فقيل له قل فيه برأيك فقال لا يبلغه رأيي.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا جعفر الفريابي قال ثنا أحمد بن إبراهيم قال ثنا عبد الرحمن بن مهدي قال ثنا حماد بن زيد. قال سمعت أيوب وقيل له ما لك لا تنظر في هذا - يعني الرأي - فقال أيوب قيل للحمار ألا تجتر فقال أكره مضغ الباطل.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن النضر قال ثنا خالد بن خداش قال ثنا حماد بن زيد. قال: كان أيوب إذا هنأ رجلا بمولود. قال: جعله الله تعالى مباركا عليك وعلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا علي بن عبد العزيز قال ثنا عارم أبو النعمان قال ثنا حماد بن زيد قال: ما رأيت رجلا قط أشد تبسما في وجوه الرجال من أيوب.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا حسين بن الجنيد قال ثنا سفيان. قال: كان أيوب يقول: اللهم إني أسألك الإيمان وحقائقه ووثائقه، وكريم ما مننت به علي من الأعمال التي ينال بها منك حسن الثواب، واجعلنا ممن يتقيك ويخافك ويرجوك ويستحييك، اللهم استرنا بالعافية.
• حدثنا أحمد بن جعفر قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبو المعتمر البصري قال ثنا بشر بن منصور. قال كنا عند أيوب فلغطنا وتكلمنا. فقال: لنا كفوا لو أردت أن أخبركم بكل شيء تكلمت به اليوم لفعلت.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن نصر قال ثنا أحمد الدورقي
قال حدثني يحيى العبدي قال ثنا حماد. قال: رأيت أيوب لا ينصرف من سوقه إلا معه شيء يحمله لعياله، حتى رأيت قارورة الدهن بيده يحملها، فقلت له في ذلك. فقال إني سمعت الحسن يقول: إن المؤمن أخذ عن الله عز وجل أدبا حسنا فإذا أوسع عليه أوسع وإذا أمسك عليه أمسك.
• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا أبو بكر بن راشد قال ثنا إبراهيم بن سعيد قال ثنا سعيد بن عامر عن سلام بن أبي مطيع. قال قال رجل من أهل الأهواء أكلمك كلمة، قال لا! ولا نصف كلمة.
• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا أبو بكر بن راشد قال ثنا أبو سعيد الأشج قال ثنا يحيى بن يمان عن مخلد بن حسين عن هشام بن حسان عن أيوب السختياني. قال: ما ازداد صاحب بدعة اجتهادا، إلا ازداد من الله بعدا.
• حدثنا أحمد بن محمد الصائغ قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا محمد بن عمرو الباهلي قال سمعت ابن عيينة يقول: قال أيوب إنه ليبلغني موت الرجل من أهل السنة فكأنما يسقط عضو من أعضائي.
• حدثنا أحمد بن محمد الصائغ قال ثنا أبو العباس السراج قال سمعت أبا سعيد الأشج يقول حدثنا أبو أسامة عن حماد بن زيد عن أيوب أنه قال: ليبلغني أن الرجل من أهل السنة مات فكأنما أفقد بعض أعضائي.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا معمر بن إسحاق الثقفي قال ثنا عبيد الله بن سعد قال ثنا خالد بن خداش قال ثنا حماد بن زيد. قال: لو رأيتم أيوب ثم استسقاكم شربة من ماء على النسك لما سقيتموه، له شعر وافر وشارب وافر، وقميص جيد هروي يشم الأرض، وقلنسوة متركة جيدة وطيلسان كردي جيد، ورداء عدني.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا محمد بن حسان الأزرق قال ثنا ابن مهدي عن حماد بن زيد. قال قال لنا أيوب: إنك لا تبصر خطأ معلمك حتى تجالس غيره، جالس الناس.
• حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم قال ثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام قال
سمعت سعيد بن عامر الضبعي يحدث عن سلام بن أبي مطيع عن أيوب. قال:
إني أظن أن الثناء يضاعف كما تضاعف الحسنات.
• حدثنا سهل بن عبد الله أبو الحسن التستري قال ثنا الحسين بن إسحاق التستري قال سمعت أزهر يقول سمعت حماد بن زيد يقول سمعت أيوب يقول:
إنما أفرق من هذه الغرائب. قال حماد وسمعت أيوب يقول: ما الحجلة الحمراء بأضر على المؤمن في دينه من الحجلة البيضاء، بل أنا من شر البيضاء أخوف.
• حدثنا محمد بن علي بن حبيش قال ثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري قال حدثني بشار - يعني - الخفاف قال ثنا حماد بن زيد قال قال لنا أيوب:
لو احتاج أهلي إلى دستجة بقل لبدأت بها قبلكم. قال وقال: لنا أيوب الزم السوق فإن الغنى من العافية.
• حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم المعدل قال ثنا عبد الله بن محمد ابن عبد الكريم قال ثنا يعقوب بن إسحاق القلوسي قال ثنا حجاج بن المنهال قال ثنا حماد بن. زيد قال: قدم أيوب من مكة فخرج إلى الجمعة وعليه كمة أفواف
(1)
فقيل له فيها. فقال قدمت ولم يكن عندي غيرها فلم أر بها بأسا وكرهت أن أدعها لأعين الناس.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أحمد بن محمد بن صدقة قال ثنا زيد بن أخزم قال ثنا سليمان بن حرب عن حماد بن زيد. قال: كان أيوب إذا قدم من مكة أمر بجرادق فخبزت وطبخ لحما سكباجا، فكان كل من جاء يسلم عليه وضع بين يديه. قال فوضع بين أيدينا فقال: كلوا فقد أكلت اليوم بضع عشرة مرة - يعني كل من جاء قعد فأكل معه -.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عباس الاسقاطى قال ثنا موسى بن إسماعيل عن حماد بن سلمة. قال سمعت أيوب يقول: إن قوما يتنعمون ويأبى الله إلا أن يضعهم، وإن أقواما يتواضعون ويأبى الله إلا أن يرفعهم.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عبد الله بن عبد العزيز قال ثنا عارم أبو النعمان
(1)
فى النهاية: حلة افواف جمع فوف وهو القطن.
قال ثنا حماد بن زيد عن أيوب. قال لا أعلم: القذر من الدين - يعني التقذر -.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن محمد الجذوعي قال ثنا هدبة بن خالد قال ثنا سلام بن مسكين. قال سمعت أيوب يقول: لا خبيث أخبث من قارئ فاجر.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثنى من سمع حماد يقول: رأيت أيوب وضع يده على رأسه وقال: الحمد لله الذي عافانا من الشرك ليس بيني وبينه إلا أبو تميمة - يعني أباه -.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا أبو بكر بن راشد قال ثنا أحمد بن الفرات قال ثنا سعيد بن عامر عن سلام بن أبي مطيع قال
كنا عند أيوب السختياني فأقبل أبو حنيفة فقال: قوموا بنا لا يعدينا بجربه.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا حماد بن علي الأحمر قال ثنا نمر بن قادم قال ثنا حماد بن زيد. قال قال لي أيوب: الزم سوقك فإنك لا تزال كريما على إخوانك ما لم تحتج إليهم.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد قال ثنا أحمد بن عبدة قال ثنا حماد بن زيد قال سمعت أيوب يقول: لقد جالست الحسن أربع سنين فما سألته هيبة له.
• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا أبو بكر ابن مكرم قال ثنا أبو يوسف القلوسي قال ثنا أبو همام الحارثي قال سمعت مالك بن أنس يقول: ما بالعراق أحد أقدمه على أيوب ومحمد بن سيرين في زمانهما.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا زكريا بن يحيى قال ثنا قتادة بن سعيد بن قتادة قال ثنا محمد بن سوار قال عن سعيد قال: لحن أيوب عند قتادة فقال أستغفر الله!.
• حدثنا الحسن بن علي الوراق قال ثنا الهيثم بن خلف الدوري قال ثنا قاسم بن أحمد بن معروف قال ثنا أبو داود قال ثنا شعبة عن أيوب. قال:
ما أفسد على الناس حديثهم إلا القصاص.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا أحمد بن الحسن
ابن خراش قال ثنا سليمان بن حرب قال ثنا حماد بن زيد. قال سمعت أيوب يقول: إذا لم يكن ما تريد، فأرد ما يكون.
أسند: أيوب عن أنس بن مالك، وعمرو بن سلمة الجرمي رضي الله تعالى عنهما.
ومن قدماء التابعين عن أبي عثمان النهدي، وأبي رجاء العطاردي، وأبي العالية، والحسن، وابن سيرين، وأبي قلابة.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا أحمد بن على القزاز قال ثنا جندل بن والق قال ثنا زياد بن عبد الله عن ليث عن أيوب عن أنس بن مالك. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ابنوا المساجد واتخذوها جما» . رواه أبو بكر بن أبي شيبة عن مالك بن إسماعيل عن هريم عن ليث. ورواه على ابن الحسن بن شقيق عن أبيه عن أبي جمرة عن ليث.
• حدثنا محمد
(1)
بن أحمد بن علي بن مخلد قال ثنا إبراهيم بن الهيثم البلوى قال ثنا آدم بن أبي إياس. وحدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا يوسف القاضي قال ثنا سليمان بن حرب. قالا: ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عثمان عن أبي موسى. قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير. فقال:
«يا عبد الله بن قيس ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؛ قل لا حول ولا قوة إلا بالله» . رواه عبد الله بن وهب عن الحارث بن نبهان عن أيوب مثله.
• حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم القاضي قال ثنا محمد بن أيوب قال أخبرنا عبد الله بن الجراح قال ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي رجاء العطاردي عن ابن عباس. قال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أدوا صاعا من طعام» .
- يعني في الفطر - غريب من حديث أيوب عن أبي رجاء. وحدثناه سليمان بن أحمد قال أخبرنا محمد بن أيوب الرازي في كتابه إلي قال ثنا عبد الله ابن الجراح به.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي قال ثنا وهيب عن أيوب عن أبي العالية عن ابن عباس. أن
(1)
في د: محرز بن احمد الخ.
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قدموا لصبح رابعة وهم يلبون بالحج، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعلوها عمرة إلا من كان معه الهدي.
رواه شعبة عن أيوب نحوه.
• حدثنا الحسن بن أحمد بن صالح السبيعي قال ثنا أبو حامد احمد بن محمد ابن إبراهيم النسائي قال ثنا عثمان بن يحيى القرقساني قال ثنا مؤمل بن إسماعيل قال ثنا حماد بن زيد عن أيوب ومعلى بن زياد وهشام عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «إن الله تعالى ليؤيد هذا الدين بقوم لا خلاق لهم» .
غريب من حديث أيوب عن الحسن. رواه ريحان بن سعيد عن عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس.
• حدثنا محمد بن علي بن حبيش قال ثنا أحمد بن سفيان قال ثنا عبيد الله بن يوسف الجبيري قال ثنا أبو زياد الطحان قال ثنا أيوب السختياني عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «ما عرض له أمران إلا كان أحبهما إليه أيسرهما» . أبو زياد اسمه سهل بن زياد. تفرد به عن أيوب.
• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا إسماعيل بن عبد الله قال ثنا مسلم بن إبراهيم قال ثنا وهيب عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا» .
• حدثنا أبو حفص الخطابي قال ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا حجاج بن نصير قال ثنا هشام عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تفخروا بآبائكم الذين ماتوا فى الجاهلية فو الذى نفسى بيده لما يدحرج الجعل بأنفه خير من آبائكم الذين ماتوا في الجاهلية» .
• حدثنا عبد الله بن الحسن بن بندار قال ثنا محمد بن إسماعيل الصائغ قال ثنا يعلى عن محمد بن إسحاق عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس. قال قال:
رسول الله صلى الله عليه وسلم: «للبكر سبع وللثيب ثلاث» .
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني قال حدثني أبي قال ثنا الحكم بن عبدة البصري عن أيوب السختياني عن عمرو
ابن دينار عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي الحكم. قال: «ثلاثة مضمونون على الله عز وجل الحاج، والمعتمر، والغازي في سبيل الله عز وجل حتى يردهم الله تعالى بالأجر والغنيمة، أو يتوفاهم فيدخلهم الجنة» .
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا إسحاق بن إبراهيم قال ثنا عبد الرزاق قال ثنا معمر عن أيوب عن القاسم بن محمد عن عائشة. أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان إذا رأى الغيث. قال: «اللهم صيبا هنيئا» .
• حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن قال ثنا محمد بن يونس قال ثنا حجاج ابن نصير قال ثنا سليمان بن حيان عن أيوب السختياني عن عمرو بن دينار عن جابر. أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي فكبر عليه أربعا.
• حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر قال ثنا جعفر بن محمد الصائغ قال ثنا حسين بن محمد المروزي قال ثنا جرير بن حازم عن أيوب عن أبي الزبير عن جابر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه» .
• حدثنا مخلد بن جعفر قال ثنا إبراهيم بن هاشم قال ثنا محمد بن عبد الله الأزدي قال ثنا عاصم بن هلال البارقي قال ثنا أيوب عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كانت له ثلاث بنات أو مثلهن من الاخوات فكفلهن وعالهن وسترهن وجبت له الجنة» . قلنا يا رسول الله واثنتان. قال: «واثنتان» قالوا: ولو قلنا واحدة لقال واحدة. غريب من حديث أيوب عن أبي المنكدر تفرد به عاصم.
• حدثنا أحمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا عبد الله بن الحارث المخزومي المكي قال حدثني الأسلمي - يعني عبد الله بن عامر - عن أيوب بن موسى عن أيوب السختياني عن ثابت البناني عن أنس رضي الله تعالى عنه. قال: أنا كنت عند ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلبي فسمعته يقول: لبيك بحجة وعمرة معا.
يونس بن عبيد
ومنهم الورع السديد، والضرع الشديد، ذو الكلام الموزون، واللسان المخزون، أبو عبد الله يونس بن عبيد.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا محمد بن أحمد بن معدان قال ثنا ابن دارة قال ثنا الأصمعي قال ثنا مؤمل بن إسماعيل. قال جاء رجل من أهل الشام إلى سوق الخزازين فقال: مطرف بأربعمائة. فقال يونس بن عبيد:
عندنا بمائتين فنادى المنادي بالصلاة فانطلق يونس إلى بني قشير ليصلي بهم فجاء وقد باع ابن أخته المطرف من الشامي بأربعمائة. فقال: يونس ما هذه الدراهم؟ قال: ذاك المطرف بعناه من ذا الرجل. قال يونس يا عبد الله هذا المطرف الذي عرضت عليك بمائتي درهم فإن شئت خذه وخذ مائتين وإن شئت فدعه. قال له من أنت؟ قال: رجل من المسلمين. قال بل أسألك بالله من أنت وما اسمك؟ قال: يونس بن عبيد. قال: فو الله إنا لنكون فى نحر العدو فإذا اشتد الأمر علينا. قلنا: اللهم رب يونس بن عبيد فرج عنا أو شبيه هذا. فقال يونس: سبحان الله سبحان الله!!.
• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا أحمد بن علي بن المثنى قال ثنا هدبة بن خالد قال ثنا أمية بن بسطام.
قال: جاءت يونس بن عبيد امرأة بجبة خز. فقالت له: اشترها. فقال: بكم تبيعيها؟ قالت: بخمسمائة. قال هي خير من ذاك. قالت: بستمائة. قال:
هي خير من ذاك، فلم يزل يقول هي خير من ذاك حتى بلغت ألفا وقد بذلتها بخمسمائة.
• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا أحمد بن علي قال ثنا هدبة قال ثنا أمية. قال: كان يونس بن عبيد يشتري الإبريسم من البصرة فيبعث به إلى وكيله بالسوس
(1)
وكان وكيله يبعث إليه بالخز فإن كتب وكيله إليه أن المتاع عندهم زائد لم يشتر منهم أبدا حتى يخبرهم أن وكيله كتب إليه أن المتاع عندهم زائد.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن
(1)
كذا فى ز ود، وفى ج بالسويس، والسوس (بلد بخوزستان) وهو الاشبه بالصواب.
إبراهيم قال حدثني غسان بن المفضل. قال: جاءت امرأة بمطرف خز إلى يونس ابن عبيد فألقته إليه ليعرضه في السوق فنظر إليه. فقال: لها بكم؟ قالت بستين درهما. قال: فألقاه إلى جاره. فقال: كيف تراه؟ قال: بعشرين ومائة قال: أرى ذلك ثمنه أو نحوا من ثمنه. قال فقال لها: اذهبي فاستأمري أهلك في بيعه بخمسة وعشرين ومائة. قالت: قد أمروني أن أبيعه بستين. قال:
ارجعي إليهم فاستأمريهم.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت عباس بن أبي طالب يقول حدثني غسان بن المفضل الغلابي قال ثنا بشر بن المفضل ومعاذ عن مسلم بن أبي مضر
(1)
. قال: كانت ليونس معنا بضاعة فجلسنا يوما ننظر في حسابنا ويونس جالس فلما فرغنا من حسابنا. قال يونس: كلمة تكلم بها فلان داخلة في حسابنا. قلنا: نعم! قال: لا حاجة لي في الربح ردوا علي رأس مالي وأخذ رأس ماله وترك ربحه أربعة آلاف.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا أحمد بن سعيد الدارمي قال سمعت النضر بن شميل وسعيد بن عامر. يقولان: غلا الحرير. وقال أحدهما:
الخز في موضع كان إذا غلا هناك غلا بالبصرة وكان يونس بن عبيد خزازا فعلم بذلك فاشترى من رجل متاعا بثلاثين ألفا فلما كان بعد ذلك. قال لصاحبه:
هل علمت أن المتاع كان غلا بأرض كذا وكذا. قال: لو علمت لم أبع. قال:
هلم إلى مالي فخذ مالك فرد عليه الثلاثين ألفا.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا محمد بن أحمد بن عمرو قال ثنا رستة قال سمعت زهيرا يقول: كان يونس بن عبيد خزازا فجاء رجل يطلب ثوبا. فقال لغلامه انشر الرزمة فنشر الغلام الرزمة وضرب بيده على الرزمة. فقال: صلى الله على محمد. فقال: ارفعه وأبى أن يبيعه مخافة أن يكون مدحه.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أحمد بن عبد الله البزاز التستري قال ثنا محمد بن صدران قال ثنا عامر بن أبي عامر الخزاز. قال سمعت يونس بن عبيد وهو يرثى بهذه الأبيات:
(1)
كذا فى الاصلين وفى د: معاذ بن مسلم عن أبى مضر.
من الموت لا ذو الصبر ينجيه صبره
…
ولا لجزوع كاره الموت مجزع
أرى كل ذي نفس وإن طال عمرها
…
وعاشت لها سم من الموت منقع
فكل امرئ لاق من الموت سكرة
…
له ساعة فيها يذل ويصرع
فإنك من يعجبك لا تك مثله
…
إذا أنت لم تصنع كما كان يصنع
وزادني فيه غيره:
فلله فانصح يا ابن آدم إنه
…
متى ما تخادعه فنفسك تخدع
وأقبل على الباقي من الخير وارجه
…
ولا تك ما لا خير فيه تتبع.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا حجاج قال ثنا سليمان بن المغيرة. قال سمعت يونس بن عبيد يقول:
ما أعلم شيئا أقل من درهم طيب ينفقه صاحبه في حق، أو أخ يسكن إليه في الإسلام وما يزدادان إلا قلة.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن سالم قال ثنا أحمد بن علي الأبار قال ثنا ابن عائشة قال ثنا حماد بن سلمة. قال سمعت يونس بن عبيد يقول: ما هم رجلا كسبه إلا همه أن يضعه.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن الحسن قال ثنا أحمد بن إبراهيم قال ثنا سعيد بن عامر قال ثنا أسماء ابن عبيدة. قال سمعت يونس بن عبيد يقول: ليس شيء أعز من شيئين درهم طيب، ورجل يعمل على سنة. قال وسمعت يونس يقول: إنما هما درهمان درهم أمسكت عنه حتى طاب لك فأخذته، ودرهم وجب لله تعالى عليك فيه حق فأديته. وقال لي يونس: يا أبا الفضل بئس المال مال المضاربة وهو خير من الدين، ما خط علي سوداء في بيضاء قط، ولا أستطيع أن أقول لمائة درهم أصبتها أنه طاب لى منها عشرة، وايم الله لو قلت خمسة لبررت، قالها غير مرة.
قال وسمعت يونس بن عبيد يقول: ما سارق يسرق الناس بأسوأ عندي من رجل أتى مسلما فاشترى منه متاعا إلى أجل مسمى فحل الأجل فانطلق في الأرض فضرب يمينا وشمالا يطلب فيه من فضل الله؛ والله لا يصيب منه درهما إلا كان حراما.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن إبراهيم
قال حدثني عبد الملك بن قريب قال ثنا سكن صاحب الغنم. قال جاءني يونس ابن عبيد بشاة. فقال: بعها وابرأ من أنها تقلب المعلف وتنزع الوتد، ولا تبرأ بعد ما تبيع ولكن ابرأ وبين قبل أن يقع البيع.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن إبراهيم قال ثنا أبو عبد الرحمن المقرى. قال: نشر يونس بن عبيد يوما ثوبا على رجل فسبح رجل من جلسائه. فقال: ارفع - أحسبه قال لجليسه ما وجدت موضع التسبيح إلا هاهنا.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل قال حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي عن ضمرة عن ابن شوذب. قال سمعت يونس بن عبيد وابن عون اجتمعا فتذاكرا الحلال والحرام فكلاهما. قال: ما أعلم في مالي درهما حلالا.
• حدثنا عبد الله بن محمد ابن جعفر قال حدثني أحمد بن نصر قال ثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير قال ثنا أبو احمد المروذى قال حدثني أحمد بن حجاج قال ثنا عطاء الخفاف قال حدثني جعفر بن برقان. قال: بلغني عن يونس بن عبيد فضل وصلاح، فكتبت إليه يا أخي: اكتب إلي بما أنت عليه، فكتب إليه أتاني كتابك تسألني أن أكتب إليك بما أنا عليه، وأخبرك أني عرضت على نفسي أن تحب للناس ما تحب لها وتكره لهم ما تكره لها؛ فإذا هي من ذاك بعيد، ثم عرضت عليها مرة أخرى ترك ذكرهم إلا من خير؛ فوجدت الصوم في اليوم الحار الشديد الحر بالهواجر بالبصرة أيسر عليها من ترك ذكرهم. هذا أمري يا أخي والسلام.
• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا أحمد بن الحسين الحذاء قال ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثني سعيد بن عامر. قال: بلغني أن يونس بن عبيد قال إني لأعد مائة خصلة من خصال البر ما في منها خصلة واحدة.
• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا أحمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثني سعيد بن عامر عن جسر أبي جعفر. قال: دخلت على يونس بن عبيد أيام الأضحى. فقال: يا أبا جعفر خذ لنا كذا وكذا من شاة. قال ثم قال: والله ما أراه يتقبل مني شيئا - أو قال - خشيت أن لا يكون تقبل مني
شيئا، ثم حلف علي أشد منها ما أراني - أو قال - قد خشيت أن أكون من أهل النار.
• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا أحمد بن الحسين قال ثنا احمد ابن إبراهيم قال ثنا محمد بن يعقوب
(1)
أبو عبد الله قال ثنا سعيد بن عامر عن سلام بن أبي مطيع أو غيره. قال: ما كان يونس بأكثرهم صلاة ولا صوما، ولكن لا والله ما حضر حق من حقوق الله إلا وهو متهيئ له.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني هارون بن عبد الله قال ثنا أبو أسامة عن مخلد بن حسين عن هشام بن حسان.
قال: ما رأيت أحدا يطلب بالعلم وجه الله إلا يونس بن عبيد.
• حدثنا احمد ابن جعفر بن سالم قال ثنا أحمد بن علي الأبار قال ثنا عبيد بن عائشة قال ثنا سعيد بن عامر. قال قال يونس بن عبيد: ما لى ما لى تضيع لي الدجاجة فأجد لها، وتفوتني الصلاة فلا أجد لها.
• حدثنا أبو احمد بن حيان قال ثنا أحمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثني غسان بن المفضل قال ثنا سعيد بن عامر. قال قال يونس بن عبيد
هان علي أن آخذ سوذج
(2)
- يعني ناقصا - وغلبني أن أعطي راجحا.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن إبراهيم قال: نظر يونس إلى قدميه عند موته فبكى. فقيل له: ما يبكيك أبا عبد الله؟ قال: قدماي لم تغبرا في سبيل الله عز وجل.
• حدثنا
(3)
قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا علي بن حفص قال ثنا سليمان بن المغيرة عن يونس بن عبيد. قال: ما رأيت أحدا أطول حزنا من الحسن فكان يقول: نضحك ولعل الله قد اطلع على أعمالنا فقال لا أقبل منكم شيئا!.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا ابن أبي عدي سمعته من يونس بن عبيد عن الحسن. قال: صوامع المؤمنين بيوتهم.
(1)
فى ج: قال حدثنى محمد بن منصور ابو عبد الله.
(2)
فى ج: سودج (بالدال المهملة).
(3)
بياض مكان شيخ المؤلف.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله قال ثنا زكريا بن يحيى الخزاز قال ثنا جدي عبد الله بن سعيد الرقاشي قال ثنا يونس بن عبيد عن الحسن.
قال: لا تزال كريما على الناس - أو لا يزال الناس يكرمونك ما لم تعاط ما في أيديهم؛ فإذا فعلت ذلك استخفوا بك وكرهوا حديثك وأبغضوك.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي عن ضمرة عن ابن شوذب. قال سمعت يونس ابن عبيد يقول: خصلتان إذا صلحتا من العبد صلح ما سواهما من أمره؛ صلاته ولسانه.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا أحمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثني سعيد بن سليمان قال ثنا مبارك بن فضالة عن يونس بن عبيد. قال: لا تجد شيئا من البر يتبعه البر كله غير اللسان، فإنك تجد الرجل يكثر الصيام، ويفطر على الحرام، ويقوم الليل، ويشهد الزور بالنهار، وذكر أشياء نحو هذا - ولكن لا تجده لا يتكلم إلا بحق فيخالف ذلك عمله أبدا.
• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا أحمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثني غسان بن المفضل قال حدثني عبد الملك بن موسى - جار كان ليونس - قال: ما رأيت رجلا قط أكثر استغفارا من يونس، وكان يرفع طرفه الى السماء ويستغفر ويرفع طرفه إلى السماء ويستغفر مرتين.
• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا أحمد قال ثنا أحمد قال حدثني غسان قال ثنا سعيد بن عامر عن يونس بن عبيد. قال: إنك تكاد تعرف ورع الرجل في كلامه إذا تكلم.
• حدثنا أبو أحمد بن محمد بن أحمد الجرجاني قال ثنا أحمد بن موسى بن العباس العدوي قال ثنا إسماعيل بن سعيد الكسائي قال ثنا سعيد بن عامر وعبد الله بن محمد عن حرب بن ميمون عن خويل. قال: كنت عند يونس بن عبيد فجاء رجل. فقال: أتنهانا عن مجالسة عمرو بن عبيد وقد دخل عليه ابنك قبل فقال له يونس: اتق الله فتغيظ فلم يبرح أن جاء ابنه. فقال: يا بني
قد عرفت رأيي في عمرو فتدخل عليه؟ فقال: يا أبت كان معي فلان فجعل يعتذر إليه. فقال: أنهاك عن الزنا والسرقة وشرب الخمر ولأن تلقى الله عز وجل بهن؛ أحب إلي من أن تلقاه برأي عمرو وأصحاب عمرو.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني إبراهيم عن الحسن الباهلي قال ثنا حماد بن زيد. قال قال يونس بن عبيد: ثلاثة احفظوهن عني؛ لا يدخل أحدكم على سلطان يقرأ عليه القرآن، ولا يخلون أحدكم مع امرأة شابة يقرأ عليها القرآن، ولا يمكن أحدكم سمعه من أصحاب الأهواء.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن نصر قال ثنا أحمد الدورقي قال ثنا خالد بن خداش قال ثنا خويل بن واقد الصفار. قال
سمعت رجلا سأل يونس بن عبيد فقال: جار لي معتزلي أعوده. قال: أما لحسبة فلا! قلت: مات أصلي على جنازته؟ قال: أما لحسبة فلا!.
• حدثنا أبو محمد قال ثنا أحمد بن نصر قال ثنا أحمد الدورقي قال ثنا سعيد بن عامر قال ثنا حزم بن أبي حزم. قال: مر بنا يونس على حمار ونحن قعود على باب ابن لاحق فوقف. فقال: أصبح من إذا عرف السنة عرفها غريبا، وأغرب منه الذي يعرفها.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا الحسن بن علي العمري قال ثنا محمد بن بكار العيشي قال ثنا عبد العزيز الرقاشي. قال سمعت يونس يقول: فتنة المعتزلة على هذه الأمة أشد من فتنة الأزارقة؛ لأنهم يزعمون أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ضلوا، وأنهم لا تجوز شهادتهم لما أحدثوا من البدع، ويكذبون بالشفاعة والحوض، وينكرون عذاب القبر، أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم، ويجب على الإمام أن يستتيبهم فإن تابوا وإلا نفاهم من ديار المسلمين.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن نصر قال ثنا أحمد الدورقي قال ثنا سعيد بن عامر قال ثنا جسر أبو جعفر. قال: قلت ليونس: مررت بقوم يختصمون في القدر. قال: لو همتهم ذنوبهم لما اختصموا في القدر.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا أحمد بن الحسين قال ثنا احمد
ابن إبراهيم قال حدثني غسان بن المفضل قال حدثني رجل من قريش عن يونس بن عبيد. قال: سأل ابن زياد رجلا من أبناء الدهاقين ما المروءة فيكم؟ قال: أربع خصال. قال: أن يعتزل الريبة فلا يكون في شيء منها فإذا كان مريبا كان ذليلا، وأن يصلح ماله فلا يفسده فإنه من أفسد ماله لم تكن له مروءة، وأن يقوم لأهله بما يحتاجون إليه حتى يستغنوا به عن غيره فإن من احتاج أهله إلى الناس لم تكن له مروءة، وأن ينظر ما يوافقه من الطعام والشراب فيلزمه فإن ذلك من المروءة وأن لا يخلط على نفسه في مطعمه ومشربه.
• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا أحمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن إبراهيم قال ثنا غسان قال حدثني بعض أصحابنا من البصريين. قال جاء رجل إلى يونس بن عبيد فشكى إليه ضيقا من حاله ومعاشه واغتماما منه بذلك. فقال له يونس: أيسرك ببصرك هذا الذي تبصر به مائة ألف؟ قال: لا! قال:
فسمعك الذي تسمع به يسرك به مائة ألف؟ قال: لا! قال: فلسانك الذي تنطق به مائة ألف. قال: لا! قال: ففؤادك الذي تعقل به مائة ألف؟ قال:
لا! قال: فيداك يسرك بهما مائة ألف؟ قال: لا! قال: فرجلاك؟ قال:
فذكره نعم الله عليه فأقبل عليه يونس. قال: أرى لك مئين ألوفا وأنت تشكو الحاجة.
• حدثنا عبد الله قال ثنا أحمد بن إبراهيم قال ثنا وهب بن جرير بن حازم قال ثنا حماد بن زيد. قال سمعت يونس بن عبيد قال يوما: يوشك عينك أن ترى ما لم تر، ويوشك أذنك أن تسمع ما لم تسمع، ثم لا تخرج من طبقة إلا دخلت فيما هو أشد منها؛ حتى يكون آخر ذلك الجواز على الصراط.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن نصر قال ثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثني سلمة بن عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن زيد. قال: شكى رجل إلى يونس بن عبيد وجعا يجده في بطنه. فقال له يونس: يا أبا عبد الله إن هذه دار لا توافقك فالتمس دارا توافقك.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن نصر قال ثنا أحمد بن إبراهيم
قال حدثني خالد بن خداش قال سمعت حماد بن زيد. يقول سمعت يونس بن عبيد يقول: عمدنا إلى ما يصلح الناس فكتبناه، وعمدنا إلى ما يصلحنا فتركناه. قال خالد - يعني التسبيح والتهليل وذكر الخير.
• حدثنا أبو محمد قال ثنا أحمد بن إبراهيم قال ثنا إسماعيل بن إبراهيم قال ثنا أسماء بن عبيد عن يونس بن عبيد. قال: يرجى للرهق
(1)
بالبر الجنة، ويخاف على المتأله بالعقوق النار.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا أحمد بن جعفر بن بهمرد قال ثنا أحمد بن روح الأهوازي قال ثنا عثمان بن عمر قال ثنا يونس بن عبيد.
قال قال: ثلاثة كلهم قولا لا يتهم عليه. قال ابن سيرين: ما حسدت رجلا قط إن كان من أولياء الله فكيف أحسده على شيء من حطام الدنيا
(2)
وهو يصير إلى الجنة. وقال مورق العجلي: ما غضبت غضبا قط فكان مني فيه ما أندم عليه إذا سكن غضبي. وقال حسان بن أبي سنان: ما شيء أهون على من الورع إذ رابني شيء تركته:.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أحمد بن إبراهيم قال حدثني عبد الرحمن بن مهدي قال ثنا حماد بن زيد. قال: مرض يونس بن عبيد. فقال أيوب السختياني: ما في العيش بعدك من خير.
أسند يونس بن عبيد: عن أنس بن مالك أحاديث، وعامة روايته عن الحسن، وابن سيرين، وأبي قلابة، وحميد بن هلال، وغيرهم من البصريين.
ومن الحجازيين عن عطاء، وعكرمة، ومحمد بن المنكدر، ونافع، وهشام بن عروة، وغيرهم.
فمن حديثه عن أنس رضي الله تعالى عنه
• ما حدثناه حبيب بن الحسن قال قال ثنا أحمد بن يحيى الحلواني وعبد الله بن أيوب القربي. قالا: ثنا أبو نصر
(1)
الرهق بالبر: الدنو منه.
(2)
كذا فى الاصل ولعله ان كان من اولياء الله فكيف احسده وهو يصير الى الجنة وان كان من اعداء الله فكيف أحسده على شيء من حطام الدنيا وهو يصير الى النار.
عبد الملك بن عبد العزيز النسائي. وحدثنا محمد بن إسحاق الأهوازي قال ثنا الحسن بن علي بن بحر قال ثنا عبد الصمد بن النعمان. قالا: ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد ويونس بن عبيد وحميد عن أنس رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن من أمنه الناس، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر السوء. والذي نفس محمد بيده لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه» . غريب من حديث يونس عن أنس صحيح ثابت من غير رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم.
• حدثنا أبو بكر الطلحي قال ثنا الحسن بن الطيب قال ثنا أبو كامل قال ثنا عمرو بن الأزهر قال ثنا يونس بن عبيد وأبان بن أبي عياش عن أنس رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل حائطا فجاء أبو بكر فاستأذن. فقال: «ائذن له وبشره بالجنة وبالخلافة بعدي» ثم جاء عمر فاستأذن. فقال: «ائذن له وبشره بالجنة وبالخلافة بعد أبي بكر» ثم جاء عثمان فاستأذن. فقال: «ائذن له وبشره بالجنة وبالخلافة بعد عمر» . غريب من حديث يونس عن أنس رضي الله تعالى عنه بهذا اللفظ تفرد به أبو كامل الجحدري عن عمرو. ورواه ابن فضيل عن المختار بن فلفل عن أنس رضي الله تعالى عنه. وصحيحه ما رواه سعيد بن المسيب وأبو عثمان النهدي وغيرهما عن أبي موسى الأشعري ولم يذكر فيه الخلافة.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الحافظ الواسطي قال ثنا نوح بن محمد الأيلي قال ثنا الحسن بن عرفة قال ثنا هشيم بن بشير عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «من كرامتي على ربي عز وجل أنى ولدت مختونا ولم ير أحد سوأتي» . غريب من حديث يونس عن الحسن لم نكتبه إلا من هذا الوجه.
• حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة قال ثنا محمد بن طاهر بن خالد قال ثنا عبيد الله بن محمد العيشي قال ثنا حماد بن سلمة قال ثنا يونس عن الحسن عن سمرة بن جندب. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يوشك أن
يملأ الله أيديكم من العجم ثم يجعلهم أسدا لا يفرون فيقتلون مقاتلتكم ويأكلون فيئكم». غريب من حديث يونس تفرد به عنه حماد.
• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم قال ثنا محمد بن جرير قال ثنا عمر بن يحيى مولى عفرة قال ثنا يزيد بن زريع قال ثنا يونس عن الحسن عن عمران بن حصين. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نصر أخاه المسلم وهو يستطيع ذلك نصره الله في الدنيا والآخرة» . غريب من حديث يونس عن الحسن رواه عنه يزيد ومعاذ بن محمد الهذلي.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن العباس المؤدب قال ثنا عفان بن مسلم قال ثنا حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد عن الحسن عن عبد الله بن مغفل عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «إذا أراد الله بعبد خيرا عجل له عقوبة ذنبه في الدنيا، وإذا أراد الله بعبد شرا أمسك عليه عقوبة ذنبه حتى يوافيه يوم القيامة كأنه عير» غريب من حديث يونس عن الحسن تفرد به حماد - وعير - جبل بالمدينة شبه النبي صلى الله عليه وسلم عظم ذنوبه وكثرتها به.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم قال ثنا أبو جعفر الرازي عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله» . غريب من حديث يونس عن الحسن تفرد به عنه أبو جعفر الرازي وعنه أبو النضر وحدث به الأعلام المتقدمون عن أبي النضر.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان قال ثنا الحسين بن عبد المجيب قال ثنا شعيب بن محمد الكوفي قال ثنا هشيم بن بشير عن يونس عن الحسن عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قول عيسى {(وجعلني مباركا أين ما كنت)} - قال جعلني نفاعا أين اتجهت» . غريب من حديث يونس تفرد به هشيم وعنه شعيب.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا عبد الرحيم ابن واقد قال ثنا عدي بن الفضل قال ثنا يونس بن عبيد عن ثابت البناني عن أنس رضي الله تعالى عنه. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشد الناس لطفا بالناس، فو الله ما كان يمتنع فى غداة باردة من عبد ولا أمة ولا صبي أن يأتيه بالماء فيغسل وجهه وذراعيه، وما سأله سائل قط إلا أصغى إليه فلم ينصرف حتى يكون هو الذي ينصرف عنه، وما تناول أحد بيده قط إلا ناولها إياه فلم ينزع حتى يكون هو الذي ينزعها منه. غريب من حديث ثابت ويونس تفرد به عبد الرحيم بن واقد عن عدي.
• حدثنا محمد بن عمر بن سالم ومحمد بن إسحاق الأهوازي. قالا: ثنا محمد بن هارون بن مجمع قال ثنا عمر بن يزيد قال ثنا عبد الوهاب عن يونس بن عبيد عن نافع عن ابن عمر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام العمل فيها أحب إلى الله من أيام العشر، قيل ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء» . غريب من حديث يونس عن نافع تفرد به عمر بن يزيد عن عبد الوهاب وما كتبناه إلا من حديث محمد بن هارون بن مجمع. وقال محمد بن عمر بن سالم: ما كتبته إلا من حديث محمد بن هارون.
• حدثنا محمد بن أحمد بن مخلد قال ثنا محمد بن يونس الكديمي قال ثنا عمر ابن حبيب العدوي قال ثنا يونس بن عبيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها. قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل أجرى السواك على فيه. غريب من حديث يونس تفرد به عمر ابن حبيب.
• حدثنا أحمد بن إبراهيم بن جعفر قال ثنا محمد بن يونس قال ثنا عبد الله ابن يونس بن عبيد قال حدثني أبي عن محمد بن المنكدر عن جابر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة» . غريب من حديث يونس تفرد به الكديمي عن عبد الله عن أبيه.
• حدثنا محمد بن عمر بن سالم
(1)
الحافظ وما كتبته إلا عنه - قال حدثني محمد بن الحسين بن مرداس من أصل كتابه قال أنبأنا أحمد بن الحسن الكوفي قال ثنا إسماعيل بن علية عن يونس بن عبيد عن سعيد بن جبير عن أبي الحمراء صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيت ليلة أسري بي مثبتا على ساق العرش، أنا غرست جنة عدن، محمد صلى الله عليه وسلم صفوتي من خلقي، أيدته بعلي.» غريب من حديث يونس عن سعيد بن جبير لم نكتبه إلا من هذا الوجه.
• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا أحمد بن موسى بن العراد قال ثنا الوليد بن أبي بدر قال ثنا عنبسة بن عبد الواحد عن يونس عن أيوب السختياني عن أبي قلابة رضي الله تعالى عنه. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عملان لا عمل أفضل منهما إلا مثلهما؛ حجة مبرورة، وعمرة» .
غريب من حديث يونس لم نكتبه إلا من هذا الوجه ولم يجاوز به أبا قلابة.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا أحمد بن موسى بن العراد قال ثنا الوليد بن أبى بكر
(2)
قال ثنا عنبسة بن عبد الواحد عن يونس بن عبيد أن أيوب السختياني حدثه عن أبي قلابة أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه.
قال: لا تنظروا إلى صيام أحد ولا صلاته، ولكن انظروا إلى صدق حديثه إذا حدث، وأمانته إذا ائتمن، وورعه إذا أشفى
(3)
.
سليمان بن طرخان
ومنهم المتعبد المتهجد، المتثبت المتشدد، أبو المعتمر سليمان بن طرخان.
وقيل: إن التصوف اغتنام الوقت، والتزام السمت.
(1)
فى ج: ابن سلم الحافظ.
(2)
كذا فى الاصلين ابن أبى بكر والحديث الذي قبله ابن أبى بدر وهما بسند رجاله سواء.
(3)
فى ز: اذا اتقى والصحيح ما اثبتناه وفى النهاية تفسير لهذا الخبر قال اذا اشفى أى اشرف على الدنيا واقبلت عليه وفى هامش ج: يعنى اذا امكنه فعل مالا يحل هل يتركه خوفا من الله عز وجل أولا.
• حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن عبد الله الصائغ قال ثنا محمد بن السراج قال ثنا الجوهري قال ثنا الوليد بن صالح قال ثنا حماد بن سلمة. قال: ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله عز وجل فيها إلا وجدناه مطيعا، إن كان في ساعة صلاة وجدناه مصليا، وإن لم تكن ساعة صلاة وجدناه إما متوضئا، أو عائدا مريضا، أو مشيعا لجنازة، أو قاعدا في المسجد. قال: فكنا نرى أنه لا يحسن يعصي الله عز وجل.
• حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب قال ثنا أبو العباس الثقفي قال ثنا أحمد بن الوليد قال ثنا محمد بن بشير الدعاء قال ثنا يحيى بن يمان. قال قال سفيان الثوري: كانت الخشبية
(1)
قد أفسدوني حتى استنقذني الله تعالى بأربعة لم أر مثلهم؛ أيوب ويونس وابن عون وسليمان التيمي، الذي يرون أنه لا يحسن يعصي الله عز وجل.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت سليمان بن توبة يقول سمعت عليا - يعني ابن المدينى - يقول: ذكرنا التيمى عند يحيى ابن سعيد. فقال: ما جلسنا عند رجل أخوف من الله تعالى منه.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر قال ثنا محمد بن عبد الأعلى. قال: سمعت معتمر بن سليمان التيمي يقول: لولا أنك من أهلي ما حدثتك عن أبي بهذا، مكث أبي أربعين سنة يصوم يوما ويفطر يوما، ويصلي الصبح بوضوء العشاء، وربما أحدث الوضوء من غير نوم.
• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا أبو الوليد بن أبان قال ثنا أبو حاتم قال ثنا يحيى بن المغيرة. قال: زعم جرير أن سليمان التيمي لم تمر ساعة قط إلا تصدق بشيء، فإن لم يكن شيء صلى ركعتين، ثم قرأ {(يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا)} .
• حدثنا عبد الله قال ثنا أحمد بن الحسين الحذاء قال ثنا احمد بن ابراهيم ابن كثير قال ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري. قال: كان التيمي عامة دهره يصلي العشاء والصبح بوضوء واحد، وليس وقت صلاة إلا وهو يصلى، وكان
(1)
الخشبية فرقة من اهل البدع وهم اصحاب المختار بن ابى عبيد - ضرب من الشيعة.
يسبح بعد العصر إلى المغرب، ويصوم الدهر، وانصرف الناس يوم عيد من الجبان فأصابتهم السماء فدخلوا مسجدا فتعاطوا فيه فإذا رجل متقنع قائم يصلي فنظروا فإذا سليمان التيمي.
• حدثنا عبد الله قال ثنا أحمد قال حدثني عباس بن الوليد بن نصر عن يحيى بن سعيد القطان. قال: خرج سليمان التيمي إلى مكة فكان يصلي الصبح بوضوء عشاء الآخرة، وكان يأخذ بقول الحسن أنه إذا غلب النوم على قلبه توضأ، وكان يحيى يتعجب من صبر التيمي.
• حدثنا محمد بن إبراهيم بن عاصم قال ثنا محمد بن تمام الحمصي قال ثنا المسيب بن واضح أراه عن المبارك - أو غيره قال: أقام سليمان التيمي أربعين سنة إمام الجامع بالبصرة يصلي العشاء الآخرة والصبح بوضوء واحد.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن نصر قال ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثني عبد الملك بن قريب الأصمعي. قال: بلغني أن سليمان التيمي. قال لأهله هلموا حتى نجزئ الليل، فان شئتم كفيتكم أوله وإن شئتم كفيتكم آخره.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن نصر قال ثنا أحمد الدورقي قال ثنا خلف بن هشام قال ثنا أبو علي البصري عن معمر مؤذن التيمي. قال: صلى إلى جنبي سليمان التيمي بعد العشاء الآخرة وسمعته يقرأ {(تبارك الذي بيده الملك)} . قال فلما أتى على هذه الآية {(فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا)} جعل يرددها حتى خف أهل المسجد فانصرفوا. قال: فخرجت وتركته. قال: وغدوت لأذان الفجر فنظرت فإذا هو في مقامه. قال: فسمعت فإذا هو فيها لم يجزها وهو يقول {(فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا)} .
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا أحمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثني أحمد بن مخلد أبو عبد الرحمن قال ثنا علي بن محمد المنجوراني عن حماد بن سلمة. قال: كان سليمان التيمي طوى فراشه أربعين سنة، ولم يضع جنبه بالأرض عشرين سنة، وكانت له امرأتان.
• حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا أبو بكر بن عاصم قال ثنا الحسن بن علي الحلواني قال ثنا محمد بن إبراهيم بن عرعرة. قال سمعت يحيى بن سعيد يقول:
كان سفيان الثوري لا يقدم على سليمان التيمي أحدا من البصريين.
• حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن جعفر قال ثنا محمد بن نصير قال ثنا إسماعيل بن عمرو عن سفيان الثوري. قال: ما رأيت أربعة اجتمعوا في مصر، مثل أربعة اجتمعوا في البصرة أيوب، ويونس، وسليمان التيمى، وعبد الله ابن عون.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا خلف بن عبيد الله الضبي قال ثنا نصر بن علي قال ثنا الأصمعي قال ثنا المعتمر عن أبيه. قال: الحسنة نور في القلب وقوة في العمل، والسيئة ظلمة في القلب وضعف في العمل.
• حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا أبو بكر الوراق قال سمعت مردويه يذكر عن فضيل بن عياض. قال: قيل لسليمان التيمي أنت أنت ومن مثلك؟ قال: لا تقولوا هكذا لا أدري ما يبدو لي من ربي عز وجل سمعت الله عز وجل يقول: {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون}
• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق السراج قال ثنا حاتم ابن الليث الجوهري قال ثنا أسود بن سالم قال ثنا معتمر بن سليمان التيمي.
قال: سقط بيت لنا كان أبي يكون فيه فضرب أبى فسطاطا فكان فيه حتى مات، فقيل له لو بنيته، فقال: الأمر أعجل من ذلك غدا الموت
(1)
.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن نصر قال ثنا أحمد الدورقي قال حدثني عباس بن الوليد عن يحيى بن سعيد القطان. قال: مكث سليمان التيمى فى قبة لبود ثلاثين أو نحوا من ثلاثين سنة.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن نصر قال ثنا أحمد قال ثنا معاذ بن معاذ. قال: كنت أرى سليمان التيمي كأنه غلام حدث قد أخذ في العبادة وكانوا يرون أنه قد أخذ عبادته عن أبى عثمان النهدى.
(1)
فى ج: غدا اموت
• حدثنا محمد بن معمر قال ثنا يوسف القاضي قال ثنا عمرو بن مرزوق قال ثنا زائدة عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي. قال قال عمر بن الخطاب: الشتاء غنيمة العبد.
• حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال ثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال ثنا حاتم بن الليث قال حدثني غسان بن المفضل قال حدثني إبراهيم بن إسماعيل - وكان ثقة - قال: كان بين سليمان التيمي وبين رجل منازعة في شيء فتناول الرجل سليمان فغمز بطنه. قال: نجفت يد الرجل.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال سمعت سوار بن عبد الله قال سمعت المعتمر يقول: قال أبي حين حضره الموت:
يا معتمر، حدثني بالرخص لعلي ألقى الله عز وجل وأنا أحسن الظن به.
• حدثنا أبو حامد قال ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت سوار بن عبد الله يقول سمعت المعتمر يقول: مات صاحب لي كان يطلب معى الحديث فجزعت عليه فرأى أبى جزعي عليه. فقال: يا معتمر كان صاحبك هذا على السنة؟ قلت: نعم! قال: فلا تجزع عليه - أو لا تحزن عليه.
• حدثنا أبي أخبرنا محمد بن إبراهيم في كتابه قال ثنا محمد بن أيوب.
وحدثنا محمد بن علي قال ثنا إسماعيل الجورشني
(1)
قال ثنا أحمد بن الوليد قال ثنا الربيع بن يحيى المراى قال سمعت شعبة يقول: لم أر أحدا قط أصدق من سليمان التيمي، وكان إذا حدث الحديث فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم تغير وجهه.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا خلف بن عبيد الله البصري قال ثنا نصر بن علي قال ثنا الأصمعي قال ثنا معتمر عن أبيه. قال: إن الرجل ليذنب الذنب فيصبح عليه مذلته.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا خلف بإسناده. قال قال أبي: ما في شربة نبيذ ما يجعلها الرجل خطرا لدينه.
• حدثنا احمد بن بندار قال ثنا محمد
(1)
كذا فى ز وفى ج: الجورسنى ولم اقف على صحته.
ابن العباس قال ثنا عمر بن علي والمفضل بن غسان. قالا: ثنا معاذ بن معاذ.
قال سمعت سليمان يقول - وذكر له نبيذ السقاية - فقال: ما يسرني أن أحج حجة فأشرب شربة من نبيذ السقاية.
• حدثنا سليمان قال ثنا خلف قال ثنا نصر قال ثنا الأصمعي قال ثنا معتمر عن أبيه. قال: ما ذكر أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا قمت دونه، حتى يظن من سمع كلامي أن رأيي فيه من بينهم.
• حدثنا أحمد بن إسحاق الفقيه قال ثنا أحمد بن بندار الحبال قال ثنا إسحاق بن إبراهيم شاذان قال ثنا الأصمعي قال ثنا معتمر بن سليمان. قال:
كان على أبي دين فكان يستغفر الله تعالى، فقيل له سل الله يقضي عنك الدين. قال: إذا غفر لي قضى عني الدين.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا علي بن عبد العزيز قال ثنا عارم أبو النعمان قال ثنا ابن المبارك عن رقبة بن مصقلة. قال: رأيت رب العزة في المنام.
فقال: وعزتى وجلالى لأكرمن مثوى سليمان - يعنى التيمي -.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا يوسف بن موسى.
قال: سمعت جريرا يذكر عن رقبة. قال: رأيت رب العزة في المنام. فقال:
وعزتي لأكرمن مثوى سليمان - يعني سليمان التيمي -.
• حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب قال ثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال حدثني العباس بن أبي طالب قال ثنا غسان - يعني ابن المفضل - قال حدثني خالد بن الحارث. قال قال سليمان التيمي: لو أخذت برخصة كل عالم - أو زلة كل عالم - اجتمع فيك الشر كله.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عبد الله بن محمد قال ثنا سعيد الكريزي قال ثنا سعيد بن عامر. قال: مرض سليمان التيمي فبكى في مرضه بكاء شديدا، فقيل له: ما يبكيك؟ أتجزع من الموت. قال: لا! ولكن مررت على قدري فسلمت عليه فأخاف أن يحاسبني ربي عز وجل عليه.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا إسحاق بن أحمد قال ثنا
سعيد بن عيسى قال سمعت مهدي بن سليمان يقول: أتيت سليمان فوجدت عنده حماد بن زيد ويزيد بن زريع وبشر بن المفضل وأصحابنا البصريين، فكان لا يحدث أحدا حتى يمتحنه. فيقول له: الزنا بقدر فإن قال نعم! استحلفه أن هذا دينك الذي تدين الله به فإن حلف أن هذا دينه حدثه خمسة أحاديث وإن لم يحلف لم يحدثه.
• حدثنا عبد الله قال ثنا محمد بن إسحاق المسوحي قال ثنا عبد الرحمن بن عمر قال ثنا معاذ بن معاذ. قال: كان سليمان إذا أتيناه لا يزيد كل واحد منا على خمسة أحاديث وكان معنا رجل فجعل يكرر عليه. فقال: نشدتك بالله أجهمي أنت؟ فقال: ما أفطنك من أين عرفتني.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا خلف بن عبيد الله قال ثنا نصر بن علي قال ثنا الأصمعي قال ثنا المعتمر بن سليمان. قال قال أبي: إذا رأيتموني قد تغير رأيى فى تحريم النبيذ وإثبات القدر فاعلموا أنه قد عرض لي.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا محمد بن عمرو الباهلي قال ثنا الأصمعي عن المعتمر. قال سمعت أبي يقول: إني أصلي خلف صاحب السيف ولا أصلي خلف القدري، لأن أصحاب السيف مخلصون.
• حدثنا أبو مسعود عبد الله بن محمد قال ثنا محمد بن أحمد بن سليمان الهروي قال ثنا أبو حاتم السجستاني قال ثنا الأصمعي قال ثنا المعتمر. قال قال أبي: أما والله لو كشف الغطاء لعلمت القدرية أن الله ليس بظلام للعبيد.
أسند سليمان التيمي: عن أنس الكبير، وعن أبي عثمان النهدي، وعن أبي مجلز، وأبي نضرة، والحسن، وابن سيرين، وأبي العالية، وأبي قلابة، وعن أبي العلاء بن الشخير، وغيرهم من التابعين.
• حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا يزيد بن هارون. وحدثنا فاروق الخطابي وحبيب بن الحسن. قالا: ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قالوا ثنا سليمان التيمي عن أنس رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» . حديث صحيح رواه عن سليمان من الأئمة
والأعلام جماعة: منهم شعبة. وزهير. وعبثر. والقاسم بن معن. ومنصور ابن أبي الأسود. وعيسى بن يونس. وجرير. وهشيم. ويحيى القطان. وابن علية. والمعتمر. وأبو خالد الأحمر. في آخرين.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا عبد الوهاب ابن عطاء. وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن في جماعة قالوا ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا معاذ بن عون الله - واللفظ له - قال ثنا سليمان التيمي عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه. قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ بالباب.
فقال: يا معاذ. قال: لبيك يا رسول الله! قال: «من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة» . قال معاذ: ألا أخبر الناس؟ قال: «لا! دعهم فليتنافسوا فى الأعمال فانى أخاف أن يتكلوا» . صحيح ثابت رواه عن أنس رضي الله تعالى عنه غير سليمان التيمي جماعة منهم قتادة.
• حدثنا حبيب بن الحسن وفاروق الخطابي. قالا: ثنا أبو مسلم قال ثنا أبو زيد النحوي قال ثنا سليمان التيمي قال ثنا أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه. قال: عطس رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر، فقيل: يا رسول الله شمت هذا ولم تشمت الآخر؟ قال:
«إن هذا حمد الله فشمته، وإن هذا لم يحمد الله فلم أشمته» . صحيح ثابت ورواه عن سليمان من الأئمة والأعلام: سفيان الثوري. وشعبة بن الحجاج.
ومالك بن مغول. ومعمر. وسفيان بن عيينة. وزهير. والقاسم بن معن. وأبو شهاب. وجرير. وثابت بن يزيد. ومعاذ بن معاذ. ويحيى القطان. والمعتمر.
وابن علية. وابن أبي عدي. ويزيد بن هارون. وعبد الله بن المبارك. وأبو يوسف القاضي. والأبيض بن الأغر. وداود بن الزبرقان. في آخرين.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية قال ثنا أبو عمرو الزميلي
(1)
قال ثنا محمد بن كثير البصري أبو النضر قال ثنا سليمان
(1)
فى ج: الزمينى وفى ز: الترمذى وفى الانساب: أبو عمرو شكر بن أبى كريمة التجيبى ثم الزميلى (باللام).
التيمي عن أنس رضي الله تعالى عنه. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«تسحروا فإن في السحور بركة» . غريب من حديث سليمان التيمي تفرد به عنه محمد بن كثير البصري أبو النضر.
• حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة قال ثنا أحمد بن محمد بن نصر الضبعي قال ثنا مطر بن محمد بن الضحاك قال ثنا عبد المؤمن بن سالم قال ثنا سليمان عن أنس. قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«لأن أقعد مع قوم يذكرون الله بعد صلاة الغداة إلى أن تطلع الشمس، أحب إلي من أن أحرر أربعة محررين من ولد إسماعيل» . غريب من حديث سليمان تفرد به عنه عبد المؤمن.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا الحسن بن سهل العسكرى قال ثنا محمد ابن سنان القزاز قال ثنا معاذ بن عون الله قال ثنا سليمان التيمي عن أنس رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خياركم من تعلم القرآن وعلمه» . حديث غريب من حديث سليمان تفرد به معاذ ولم نكتبه إلا من حديث محمد بن سنان.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبى اسامة قال ثنا هوذة ابن خليفة. وحدثنا أحمد بن جعفر بن معبد قال ثنا أحمد بن عصام قال ثنا يوسف بن يعقوب السلفى قال ثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن اسامة ابن زيد رضي الله تعالى عنه. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء» . صحيح ثابت رواه عن سليمان عدة من الأئمة والأعلام: منهم سفيان الثوري، وشعبة، ومعمر، وزهير، والقاسم بن معن، في آخرين.
• حدثنا علي بن أحمد بن علي المصيصي قال ثنا محمد بن إبراهيم بن البطال قال ثنا عبد الرحمن بن محمد العاقب قال ثنا سالم عن عبد الرحمن بن عبيد عن سليمان عن أبي عثمان النهدي عن أبي أمامة الباهلي. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيكون في آخر الزمان ذئبان القراء فمن أدرك ذلك الزمان
فليتعوذ بالله من شرهم». غريب من حديث سليمان لم نكتبه بهذا الإسناد إلا عن هذا الشيخ أفادناه عنه أبو الحسن الدار قطنى الحافظ.
• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد قال ثنا أحمد بن عبد الرحمن الواسطي قال ثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا سليمان التيمي عن أبي مجلز عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه. أن النبي صلى الله عليه وسلم: قنت شهرا يدعو على أحياء من العرب - أو قال يدعو على رعل وذكوان وعصية عصت الله ورسوله. صحيح ثابت من حديث سليمان رواه عنه الأئمة والأعلام: منهم الثوري، وزائدة وغيرهما.
• حدثنا حبيب بن الحسن وفاروق الخطابي والحسن بن عمر الواسطي في جماعة. قالوا: ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا الأنصاري قال حدثنا سليمان التيمي قال ثنا أبو نضرة عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه. قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أن ينبذ في الجر، وأن يخلط بسر وتمر، وأن يخلط تمر وزبيب» . مشهور من حديث سليمان لم نكتبه عاليا إلا من هذا الوجه.
• حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا يزيد بن هارون قال ثنا سليمان التيمي عن الحسن عن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «إذا توجه المسلمان بسيفيهما فقتل أحدهما صاحبه فالقاتل والمقتول في النار» قيل: يا رسول الله هذا القاتل؟ فما بال المقتول. قال: «أراد قتل صاحبه» . كذا رواه سليمان عن الحسن وأرسله عن أبي موسى وصحيحه رواية الأحنف بن قيس عن أبي بكرة.
• حدثنا أبو أحمد الحسين بن علي التيمي
(1)
قال ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال ثنا حسان بن عباد البصري قال حدثني أبي عن سليمان عن أبي مجلز وعكرمة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الشرك أخفى في أمتي من دبيب الذر على الصفا، وليس بين العبد
(1)
فى ج: التميمى.
والكفر إلا ترك الصلاة».
(1)
. غريب من حديث سليمان عن أبي مجلز وعكرمة لم نكتبه إلا من هذا الوجه.
• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني قال ثنا محمد بن شاذان المطوعي قال ثنا جعفر بن محمد قال ثنا خالد بن يزيد قال ثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يجمع الله تعالى هذه الأمة على ضلالة أبدا» وقال:
«أمتي ويد الله مع
(2)
الجماعة هكذا واتبعوا السواد الأعظم فانه من شذ شذ في النار». غريب من حديث سليمان عن عبد الله بن دينار لم نكتبه إلا من هذا الوجه.
عبد الله بن عون
ومنهم الحافظ للسانه، الضابط لأركانه، ذو القلب السليم، والطريق المستقيم، عبد الله بن عون. كان للقرآن تاليا، وللجماعة مواليا، وعن أعراض المسلمين عافيا.
وقيل: إن التصوف بذل الندى، وحمل الأذى.
• حدثنا أبو نصر أحمد بن الحسين المرواني النيسابوري قال ثنا الحسين ابن محمد قال ثنا محمد بن عبد الوهاب قال ثنا إبراهيم بن رستم عن خارجة - يعني ابن مصعب - قال: صحبت عبد الله - يعني ابن عون - أربعا وعشرين سنة، فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة. رواه سلمة بن شبيب عن إبراهيم عن خارجة. وقال: أربع عشرة سنة. وقال: ما كتبت عليه شيئا.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا أحمد بن الحسين الحذاء قال ثنا أحمد بن إبراهيم قال ثنا أبو عبيد القاسم بن سلام قال حدثني يحيى القطان. قال:
ما ساد ابن عون الناس أن كان أتركهم للدنيا، ولكن إنما ساد ابن عون الناس
(1)
فى هامش ج حاشية ونصها: اذا تركها ترك انكار لوجوبها وان تركها مقرا ففيه خلاف هل يكون كافرا او عاصيا والمشهور انه عاص وليس بكافر
(2)
فى ج: على.
بحفظ لسانه.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا محمد بن الحسين بن مكرم قال قال ثنا علي بن نصر قال ثنا بشر بن عبد الملك عن سلام بن أبي مطيع. قال:
كان ابن عون أملكهم للسانه.
• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا أحمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن إبراهيم قال ثنا معاذ بن معاذ قال حدثني غير واحد من أصحاب يونس بن عبيد. قال: إني لأعرف رجلا منذ عشرين سنة يتمنى أن يسلم له يوم من أيام ابن عون فما يقدر عليه، وليس ذاك أن يسكت رجل لا يتكلم؛ ولكن يتكلم فيسلم كما يسلم ابن عون.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر قال ثنا أبو موسى. قال قال يونس بن عبيد: ما أعرف رجلا يضبط نفسه منذ أربعين سنة ضبط ابن عون يوما واحدا - فظن أنه يعني نفسه.
• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم إملاء قال ثنا محمد بن أحمد بن يزيد قال ثنا يحيى بن معمر بن سهيل البصري قال ثنا الأصمعي قال ثنا سلام بن أبي مطيع. قال: كان ابن عون أملكهم لنفسه.
• حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا إبراهيم بن بندار قال ثنا محمد بن مسعود قال ثنا عبد الرزاق. قال سمعت ابن المبارك يقول: ما رأيت مصليا مثل ابن عون. قلت له: سليمان التيمي، وفلان؟ قال: كفاك به.
• حدثنا ابراهيم ابن عبد الله بن إسحاق قال ثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال سمعت محمد بن عبيد الله بن المنادي يقول سمعت روحا - يعني ابن عبادة - يقول: ما رأيت رجلا أعبد من ابن عون.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا عبد الرحمن بن محمد بن حماد قال ثنا حفص الربالي
(1)
قال ثنا معاذ بن معاذ قال سمعت هشام بن حسان يقول: حدثني من لم تر عيناي مثله. فقلت في نفسي: اليوم يستبين فضل الحسن وابن سيرين قال: فأشار بيده إلى ابن عون وهو جالس. قال الربالي: فذكرته للخليل بن شيبان. فقال: سمعت عمر بن حبيب يقول سمعت عثمان البتي يقول: ما رأت عيناي مثل ابن عون.
(1)
فى الاصلين: حفص الريالى (بالياء) وفى الانساب والخلاصة الربالى بالباء الموحدة.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا محمد بن يونس الكديمي قال ثنا عبد الله ابن داود الخريبي. قال: كان سبب دخولي البصرة لأن ألقى ابن عون فلما صرت إلى قناطر بني دارا تلقاني - يعني ابن عون - فدخلني ما الله به عليم.
• حدثنا محمد بن علي بن عاصم قال ثنا محمد بن علي بن حيدرة قال ثنا معمر ابن إبراهيم بن الربيع قال ثنا المنهال بن بحر. قال سمعت شعبة يقول: لو قدرت أن آخذ لابن عون بالركاب لفعلت.
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا علي بن مسلم قال ثنا أبو داود قال ثنا شعبة. قال:
ما رأيت مثل أيوب، ولا يونس، ولا ابن عون قط.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر قال ثنا أبو حفص. قال سمعت أزهر يقول: جاء غلام لابن عون. قال: فقأت عين الناقة. قال: بارك الله فيك. قال: قلت: فقأت عينها فتقول بارك الله فيك؟ قال: أقول أنت حر لوجه الله.
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا الجوهري قال ثنا بكار بن محمد وابن قعنب. قال: كان ابن عون لا يغضب، فإذا أغضبه الرجل. قال: بارك الله فيك.
• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا محمد بن يحيى بن منده قال ثنا محمد بن عمر ابن حرب. قال حدثنا بعض أصحابنا عن ابن عون: أنه نادته أمه فأجابها فعلا صوته صوتها فأعتق رقبتين.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن نصر قال ثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير قال حدثني بكار بن محمد. قال: صحبت ابن عون دهرا من الدهر حتى مات وأوصى إلى أبى، فما سمعته حالفا على يمين برة ولا فاجرة حتى فرق بيننا الموت.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبى اسامة قال ثنا خالد ابن خداش قال ثنا حماد بن زيد عن محمد بن فضالة. قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم. فقال: زوروا ابن عون فإن الله يحبه - أو أنه - يحبه الله ورسوله.
• حدثنا محمد بن أحمد الجرجاني قال ثنا بكر بن أحمد بن سعدويه قال ثنا
محمد بن يحيى الأزدي قال ثنا مسلم بن إبراهيم قال ثنا قرة بن خالد. قال:
كنا نعجب من ورع ابن سيرين فأنساناه ابن عون.
• أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه قال ثنا محمد بن أيوب قال ثنا بكار بن عبد الله السيريني.
قال: كان ابن عون يصوم يوما ويفطر يوما.
• أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه قال ثنا محمد بن أيوب.
وحدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا أحمد بن نصر قال ثنا أحمد بن كثير. قالا:
ثنا
(1)
أبو الربيع الزهراني قال حدثني محمد بن عباد المهلبي عن أبيه. قال:
أتيت ابن عون فسلمت عليه. قال: فرجعت إلى البيت فإذا أنا بإنسان قد ضرب الباب فإذا هو ابن عون، فقلت: ادخل فما جاء به إلا أمر وإنما فارقته الساعة، فقلت: يا ابن عون مه؟ قال: أردت أن آتيك فأسلم عليك فكرهت أن أعود نفسي هذه العادة أن أنوي شيئا ثم لا أفي به.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا أبو معاوية الغلابي قال ثنا النضر بن كثير. قال: رأيت في المنام رجلا بين شرفتين من شرف المسجد قائما ينادي ألا إن هذا صراط ابن عون مستقيم.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن نصر قال ثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثني أبو عبيد القاسم بن سلام قال ثنا ابن مهدي. قال: ما كان بالعراق أحد أعلم بالسنة من ابن عون.
• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا احمد ابن الحسين قال ثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثني المثنى أبو بكر بن أصرم. قال
قيل لابن المبارك: ابن عون بما ارتفع؟ قال: بالاستقامة.
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله قال ثنا أبو العباس السراج قال سمعت محمد ابن عمرو الباهلي يقول ثنا الأصمعي عن معاذ بن مكرم. قال: رآني ابن عون مع عمرو بن عبيد فى السوق فأعرض عني فاعتذرت إليه. فقال: أما إني قد رأيتك - فما زادني.
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله قال ثنا أبو العباس بن السراج قال ثنا ابن أبي رزمة قال ثنا النضر بن شميل. قال: مر ابن عون
(1)
كذا فى ز وج: وفى د محمد بن أبى الربيع الزهرانى.
برجل من قريش وهو جالس مع عمرو بن عبيد. فقال: السلام عليك ما تصنع هاهنا؟.
• حدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثني صاحب ابن عون أنه سأله رجل. فقال: أرى قوما يتكلمون في القدر فأسمع منهم؟ قال فقال ابن عون: قال الله عز وجل {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره} إلى قوله {الظالمين} . قال الأنصاري: فسماهم الظالمين الذين يخوضون في القدر.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن نصر قال ثنا أحمد بن إبراهيم قال ثنا معاذ بن معاذ. قال: ما رأيت أحدا أعظم رجاء لأهل الإسلام من ابن عون، لقد ذكر له الحجاج وأنا شاهد. فقيل: إنهم يزعمون أنك تستغفر للحجاج؟ فقال: ما لي لا أستغفر للحجاج من بين الناس، وما بيني وبينه؟ وما كنت أبالي أن أستغفر له الساعة. قال معاذ: وكان إذا ذكر عنده الرجل بعيب. قال: إن الله تعالى رحيم.
• حدثنا أحمد بن محمد بن موسى قال ثنا علي بن الحسن القافلائي قال ثنا علي بن سعيد قال ثنا يحيى بن كثير. قال قال ابن عون: أحب لكم يا معشر إخواني ثلاثا؛ هذا القرآن تتلونه آناء الليل والنهار، ولزوم الجماعة، والكف عن أعراض المسلمين.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أبو الحريش الكلابي قال ثنا عمر بن إدريس المكي. قال سمعت أبا عاصم يقول: سألت ابن عون. فقلت: حدثني بهذا الحديث إن خف عليك؟ قال: لا تقل إن خف عليك. فقلت: لمه؟ قال: أكره أن أحدثك ولا يخف علي فيكون خلافا لما سألت.
رأى أنس بن مالك وصحبه وقيل إنه أسند عنه، وعامة مسانيده عن ابن سيرين، والحسن، وأبي رجاء العطاردي، ومن الحجازيين عن القاسم بن محمد، ومجاهد، ونافع، وغيرهم.
• حدثنا علي بن محمد بن سعيد الموصلي قال ثنا أسد بن عمرو الواسطي قال ثنا يزيد بن هارون عن ابن عون. قال: رأيت على أنس بن مالك رضي
الله تعالى عنه جنبة وعمامة وكساء خز.
• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا إسماعيل بن عبد الله. وحدثنا محمد ابن إسحاق قال ثنا إبراهيم بن سعدان قال ثنا بكر بن بكار قال ثنا عبد الله ابن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه. قال قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: «إن في الجمعة لساعة لا يوافقها رجل مسلم يصلي يسأل الله تعالى فيها خيرا إلا أعطاه إياه» . رواه شعبة عن ابن عون مثله.
• حدثناه محمد بن أحمد بن الحسن وأبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا حجاج قال ثنا شعبة قال أخبرني ابن عون عن ابن سيرين عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. ويقال إن هذا من مفاريد أحمد عن حجاج عن شعبة. ورواه عن ابن عون حفص بن غياث، وابن علية، وابن أبي عدي، ويزيد بن هارون في آخرين.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا محمد بن غالب بن حرب قال ثنا بكار بن محمد قال حدثني ابن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصوم صوم أخي داود كان يصوم يوما ويفطر يوما» . غريب من حديث ابن عون لم يرفعه عنه إلا بكار فيما أعلم.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا محمد بن يونس بن موسى قال ثنا أزهر ابن سعد قال حدثني ابن عون عن ابن سيرين عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال الله تعالى في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، والله يحب إغاثة اللهفان» . غريب من حديث ابن عون عن أبي هريرة مرفوعا لم نكتبه إلا من حديث أزهر.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا يعقوب بن إسحاق المخرمي قال ثنا يحيى ابن زهير القرشي قال ثنا أزهر بن سعد عن ابن عون عن ابن سيرين. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله تعالى ملكا ينادي عند كل صلاة
يا بني آدم قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على أنفسكم فأطفئوها بالصلاة». غريب من حديث ابن عون تفرد به عنه أزهر مرفوعا
(1)
.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا محمد بن يونس قال ثنا أزهر بن سعد قال ثنا عبد الله بن عون عن الحسن عن أمه عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها.
قالت: لا أنسى - تعني
(2)
النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق وهو يعاطيهم اللبن وقد اغبر شعر صدره وهو يقول: «إن الخير خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة» . غريب من حديث ابن عون عن الحسن.
• حدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب وأحمد بن بندار. قالا: ثنا ابراهيم ابن سعدان قال ثنا بكر بن بكار قال ثنا ابن عون عن عبد الرحمن بن عبيد عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه. قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة فكنت إذا مشيت سبقنى، وإذا هرولت سبقته، فالتفت. فقلت:
تطوى له الأرض وخليل [الله] إبراهيم!. هذا حديث غريب لا يعرف إلا من حديث عبد الرحمن عن أبي هريرة تفرد به عنه ابن عون.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا الخليل ابن زكريا قال ثنا ابن عون عن نافع عن ابن عمر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الخيل معقود فى نواصيها الخير إلى يوم القيامة» . ثابت مشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه، غريب من حديث ابن عون تفرد به الخليل.
• حدثنا محمد بن إسحاق قال ثنا إبراهيم بن سعدان قال ثنا بكر بن بكار قال ثنا عبد الله بن عون عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه: أن العباس استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيت بمكة ليالي منى، فأذن له من أجل السقاية. مشهور من حديث نافع غريب من حديث ابن عون تفرد به عنه بكر.
(1)
كذا فى الاصلين وفى د: عن أبى سيرين عن ابن هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى هذا فيكون مرفوعا كما قال المؤلف.
(2)
فى ز ود تغنى بالغين المعجمة.
• حدثنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري البغدادي قال ثنا أبو الطيب الكرجي قال ثنا قعنب بن محرز بن قعنب ثنا سعيد بن أوس الأنصاري عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه. أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان إذا لقم أول لقمة، قال:«يا واسع المغفرة اغفر لي» .
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا إبراهيم بن نائلة قال ثنا إسماعيل بن عمر قال ثنا يوسف بن عطية قال ثنا ابن عون عن نافع عن ابن عمر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نزلت علي سورة الأنعام جملة واحدة يشيعها سبعون ألف ملك لهم زجل بالتسبيح والتحميد» . غريب من حديث ابن عون لم نكتبه إلا من حديث إسماعيل عن يوسف.
• حدثنا محمد بن إسحاق قال ثنا إبراهيم بن سعدان قال ثنا بكر بن بكار قال ثنا ابن عون عن نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه: أنه أصابته جنابة فأتى عمر النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له. فقال: «يتوضأ ويرقد» . صحيح ثابت من حديث نافع لم نكتبه عاليا من حديث ابن عون إلا من هذا الوجه
• حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن قال ثنا محمد بن غالب بن حرب قال ثنا عثمان بن الهيثم قال ثنا ابن عون عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن ابن مسعود.
قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن والتشهد: «التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله» . صحيح مشهور من حديث إبراهيم غريب من حديث ابن عون تفرد به عنه عثمان بن الهيثم.
فرقد السبخي
ومنهم المعرض عن الفاني الوبي، المقبل على الآتي البهي، أبو يعقوب فرقد السبخي.
وقيل: إن التصوف طرح التلهي والتمني، والجد في اللحوق والتلقي.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد قال ثنا يحيى بن مطرف قال ثنا علي بن قرين قال ثنا جعفر بن سليمان قال ثنا فرقد السبخي. قال: قرأت في التوراة أمهات الخطايا ثلاث أول ذنب عصي الله به: الكبر، والحسد، والحرص، فاستل من هؤلاء الثلاث ست فصاروا تسعا؛ الشبع، والنوم، والراحة، وحب المال، وحب الجماع، وحب الرياسة.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا محمد بن محمد بن فورك قال ثنا رجاء بن صهيب عن إسماعيل بن حماد - شيخ كوفي - عن ابن عتبة عن محمد بن النضر الحارثي عن فرقد. قال: الشبع أبو الكفر.
• حدثنا محمد بن أحمد بن أبان قال حدثني أبي قال ثنا أبو بكر بن عبيد قال ثنا محمد بن الحسين قال ثنا زكريا بن عدي قال ثنا جعفر بن سليمان. قال سمعت فرقد السبخي يقول: ويل لذي البطن من بطنه؛ إن أضاعه ضعف، وإن أشبعه ثقل.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال ثنا أحمد بن إبراهيم قال ثنا الهيثم بن معاوية. قال حدثني شيخ لي قال: اجتمع عباد من أهل الكوفة. فقالوا: انحدروا بنا إلى البصرة ننظر إلى عبادتهم.
فقال بعض لبعض: اغدوا بنا إلى فرقد السبخي، فدخلوا عليه فحدثهم ساعة.
ثم قالوا: يا أبا يعقوب الغداء. قال: إنما طولت حديثي لكم لتجوعوا فتأكلوا ما عندي، أنزلوا تلك القفة. فأخرجوا منها كسر خبز شعير أسود. فقالوا له:
ملح يا أبا يعقوب. فقال: قد طرحنا في العجين ملحا مرة لم تعنوني أن أطلب لكم!!.
• حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال ثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال ثنا هارون بن عبد الله قال ثنا سيار قال ثنا جعفر. قال سمعت فرقد السبخي يقول:
[اتخذوا الدنيا ظئرا والآخرة أما؛ أما ترى الصبي يلقى على الظئر فإذا ترعرع وعرف والدته، ترك الظئر وألقى نفسه على والدته. فإن الآخرة أمكم يوشك أن تجتركم.
• حدثنا أبو بكر بن مالك حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أحمد بن إبراهيم ثنا سيار حدثني جعفر. سمعت فرقد السبخى
يقول:
(1)
] قرأت في التوراة من أصبح حزينا على الدنيا أصبح ساخطا على ربه، ومن جالس غنيا فتضعضع له ذهب ثلثا دينه، ومن أصابته مصيبة فشكاها إلى الناس فكأنما يشكو ربه عز وجل.
• حدثنا أبو بكر قال ثنا عبد الله قال ثنا أحمد بن إبراهيم قال ثنا سعيد بن عامر عن جعفر بن سليمان. قال قال فرقد السبخي: إن ملوك بني إسرائيل كانوا يقتلون قراءهم على الدين، وإن ملوككم إنما يقتلونكم على الدنيا، فدعوهم والدنيا
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا محمد بن عبد الله بن رسته قال ثنا أبو الأشعث قال ثنا أصرم قال ثنا معاوية بن سلمة عن فرقد السبخي. قال قال عيسى بن مريم: طوبى للناطق في آذان قوم يسمعون كلامه، إنه ما تصدق رجل بصدقة أعظم أجرا عند الله تعالى من موعظة قوم يصيرون بها إلى الجنة
• حدثنا أبي قال ثنا أبو الحسن بن أبان قال ثنا أبو بكر بن عبيد قال ثنا الحسن بن السكن قال ثنا معلى بن راشد قال ثنا ديلم بن غزوان. قال سمعت فرقد السبخى يقول: إذا عصم الرجل من ذنب سبع سنين لم يعد فيه.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا هارون بن عبد الله قال ثنا سيار قال ثنا جعفر بن سليمان. قال غدوت على فرقد يوما فسمعته يقول: إني رأيت الليلة في المنام كأن مناديا ينادي من السماء، يا أشباه اليهود كونوا على حياء من الله عز وجل.
• حدثنا أبو حامد قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا هارون بن عبد الله قال ثنا سيار قال ثنا جعفر. قال: غدوت على فرقد يوما فسمعته يقول: إني رأيت الليلة في المنام كأن مناديا ينادي من السماء؛ يا أصحاب القصور، يا أصحاب القصور، يا أشباه اليهود، إن أعطيتم لم تشكروا، وإن ابتليتم لم تصبروا، ليس فيكم خير بعد العذاب.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أحمد بن إبراهيم قال ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال ثنا أبو شهاب عن الحسن بن عمرو عن فضيل. قال قال: فرقد لابراهيم: - يعنى النخعى -
(1)
ما بين المربعين عن ج.
يا أبا عمران أصبحت اليوم وأنا مهتم لضريبتي وهي ستة دراهم، وقد أهل الهلال وليس عندي فدعوت فبينما أنا أمشي على شط الفرات فإذا أنا بستة دراهم، فأخذتها فوزنتها فإذا هي ستة دراهم لا تزيد ولا تنقص. قال: تصدق بها فإنها ليست لك.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني عبيد الله بن عمر القواريري قال حدثني مضر القاري عن عبد الواحد ابن زيد. قال سمعت فرقد السبخي يقول: ما انتبهت من نوم لي قط؛ إلا ظننت مخافة أن أكون قد مسخت!.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا هارون - يعني ابن معروف - قال ثنا ضمرة عن ابن شوذب.
قال سمعت فرقد يقول: إنكم لبستم ثياب الفراغ قبل العمل، ألم تروا إلى الفاعل إذا عمل كيف يلبس أدنى ثيابه، فإذا فرغ اغتسل ولبس ثوبين نقيين، وأنتم تلبسون ثياب الفراغ قبل العمل.
• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا أبو الطيب الشعراني قال ثنا الحسن بن الحكم بن مسافر قال ثنا يزيد بن أبي حكيم قال ثنا الحكم بن أبان عن فرقد.
قال: إذا حضر العبد الوفاة قال الملك صاحب الشمال لصاحب اليمين خفف، فيقول الملك صاحب اليمين لا أخفف لعله أن يقول لا إله إلا الله فأكتبها.
• حدثنا أبو بكر محمد بن عمر بن سلم قال حدثني أحمد بن عبد الله بن إسحاق قال حدثني حماد بن إسحاق قال حدثني معاوية بن يحيى المازني.
قال قال فرقد السبخي: الغريب من ليس له حبيب.
• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد قال ثنا الحسن بن محمد قال ثنا عبد الله
(1)
ابن عبد الكريم أبو زرعة قال ثنا عبيد بن جناد الحلبي قال ثنا عطاء بن مسلم عن عمران. قال: دعي الحسن إلى طعام فنظر إلى فرقد وعليه جبة صوف.
فقال: يا فرقد لو شهدت الموقف لخرقت ثيابك مما ترى من عفو الله تعالى.
أسند فرقد عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، وسمع من ربعى بن
(1)
فى ز: عبيد الله.
خراش، ومرة الطيب، وإبراهيم النخعي، وسعيد بن جبير، وجابر بن زيد أبي الشعثاء.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا المقدام بن داود قال ثنا علي بن معبد قال ثنا وهب بن راشد البصري عن فرقد عن أنس رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أوحى الله تعالى إلى نبي من الأنبياء قل لعبادي الصديقين لا يغتروا بي، فإني إن أقم عليهم قسطي - أو عدلي - أعذبهم غير ظالم لهم. وقل لعبادي المذنبين لا ييأسوا من رحمتي، فإني لا يكبر علي ذنب أغفره لهم» .
• حدثنا سليمان قال ثنا المقدام بن داود قال ثنا علي بن معبد قال ثنا وهب بن راشد عن فرقد عن أنس رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أوحى الله تعالى إلى نبي من الأنبياء ما بال عبادي يدخلون بيوتي - يعني المساجد - بقلوب غير طاهرة، وأيد غير نقية، أبى يغترون؟ أو إياي يخادعون؟ وعزتي وجلالي وعلوي فى ارتفاعى، لأبتلينهم ببلية أترك الحليم فيهم حيران لا ينجو منهم إلا من دعا كدعاء الغريق» .
• حدثنا أحمد بن علي بن محمد بن الحارث المرهبي الكوفي قال ثنا محمد بن علي بن حبيب الطرائفي الرقي قال ثنا سليمان بن عمر الرقي قال ثنا وهب بن راشد عن فرقد عن أنس رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أصبح وهمه غير الله فليس من الله، ومن أصبح لا يهتم بالمسلمين فليس منهم» .
• قال الشيخ رحمه الله: هذه الأحاديث الثلاثة بهذه الألفاظ لم يروها عن أنس رضي الله تعالى عنه غير فرقد ولا عنه إلا وهب بن راشد ووهب، وفرقد غير محتج بحديثهما وتفردهما.
• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا صدقة بن موسى وهمام عن فرقد عن مرة عن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه. قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أول من
يقرع باب الجنة عبد أدى حق الله وحق مواليه».
• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث قال ثنا عبد العزيز بن أبان قال ثنا همام عن فرقد عن مرة الطيب عن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه. قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ملعون من ضار مسلما أو ماكره» . رواه عنبسة بن سعيد عن فرقد مثله.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان البصري قال حدثني الحسن بن المثنى.
وحدثنا أحمد بن جعفر بن معبد قال ثنا يحيى بن مطرف. وحدثنا أبو محمد ابن حيان قال ثنا أحمد بن علي الخزاعي. قالوا: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال ثنا حماد بن سلمة قال ثنا فرقد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه. قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدهن بزيت غير مقتت
(1)
.
• حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم قال ثنا الحسن بن المثنى قال ثنا مسلم بن إبراهيم. قالا: ثنا
(2)
صدقة بن موسى عن فرقد عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن عبد الله بن مسعود. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل معروف صدقة لغني كان أو فقير» .
• حدثنا أبو الحسن سهل بن عبد الله قال ثنا الحسن بن عبد العزيز المجوز قال ثنا مسلم بن إبراهيم قال ثنا صدقة بن موسى قال ثنا فرقد عن يزيد بن أبي المهزم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «السواك سنة فاستاكوا أي النهار شئتم» . غريب من حديث فرقد تفرد به وبالذي قبله عن فرقد صدقة بن موسى ويعرف بالدقيقي بصري مشهور
• حدثنا محمد بن محمد بن أحمد قال ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال ثنا محمد بن العلاء قال ثنا إسماعيل بن أبان الأودي قال ثنا حماد بن عثمان القرشي مولى الحسن بن علي قال حدثني يزيد بن أبي زياد البصري عن فرقد عن شميط مولى ثوبان عن ثوبان رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من فرج عن مؤمن لهفان غفر الله له ثلاثا وسبعين مغفرة، واحدة
(1)
فى هامش ج: يعنى غير مطيب وكذا فى الخلاصة.
(2)
كذا فى الاصلين.
يصلح بها أمر دنياه وآخرته، وثنتين وسبعين يوفيها الله تعالى يوم القيامة».
غريب من حديث فرقد لم نكتبه إلا من هذا الوجه.
• حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم القاضي قال ثنا محمد بن العباس مولى بني هاشم قال ثنا عفان بن مسلم قال ثنا حماد بن سلمة عن فرقد عن ربعى بن خراش عن حذيفة رضي الله تعالى عنه. قال قال: نعم الإخوة لكم بنو إسرائيل، كانت فيهم المرة وفيكم الحلوة. تفرد به عن فرقد حماد بن سلمة ولا أعلمه رواه عنه غير عفان.
يزيد بن أبان الرقاشي
ومنهم الصالح الباكي، والصائم الظامي، يزيد بن أبان الرقاشي.
وقيل: إن التصوف تحمل للتخفف، وتذبل للتشرف.
• حدثنا محمد بن علي قال ثنا الحسين بن حماد الحراني قال ثنا سليمان بن سيف قال ثنا سعيد بن عامر. قال: عطش يزيد الرقاشي نفسه أربعين سنة في حر البصرة
(1)
ثم قال: لأصحابه تعالوا حتى نبكي على الماء البارد.
• حدثنا أبي قال ثنا أحمد بن محمد بن أبان قال ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد قال ثنا محمد بن الحسين قال ثنا سورة بن قدامة قال ثنا حيان بن الأسود عن عبد الخالق بن موسى اللقيطي. قال: جوع يزيد نفسه لله عز وجل ستين عاما؛ حتى ذبل جسمه، ونهك بدنه، وتغير لونه. وكان يقول: غلبني بطني فما أقدر له على حيلة.
• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن عمر قال حدثني أبي قال ثنا أبو بكر بن عبيد قال ثنا علي بن حرب قال ثنا أبو داود الحفري عن محمد بن السماك عن أشعث بن سوار. قال: دخلت على يزيد الرقاشي في يوم شديد الحر، فقال: يا أشعث تعال حتى نبكي على الماء البارد في يوم الظمأ، ثم قال: وا لهفاه سبقني العابدون وقطع بي، قال: وكان قد صام ثنتين وأربعين سنة.
• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن عمر قال حدثني أبي قال ثنا أبو بكر بن عبيد قال ثنا
(1)
فى هامش ج: يعنى فى الصيام.
محمد بن الحسين قال ثنا إسحاق بن منصور قال ثنا أبو إسحاق الخميسي قال سمعت يزيد الرقاشي يقول: إن المتجوعين لله تعالى في الرعيل الأول يوم القيامة.
• حدثنا محمد بن أحمد قال ثنا أبي قال ثنا أبو بكر بن عبيد قال ثنا محمد ابن الحسين قال ثنا بكر بن محمد قال ثنا أبو المطهر السعدي عن يزيد الرقاشي.
قال: للأبرار هم تبلغهم أعمال البر، وكفاك بهمة دعتك إلى خير خيرا.
• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني قال ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال ثنا سريج بن يونس قال ثنا أبو معاوية عن أبي إسحاق الخميسي.
قال كان يزيد يقول: في قصصه ويحك يا يزيد من يترضى عنك ربك؟ ومن يصوم لك أو يصلي لك؟ ثم يقول يا معشر [إخواني] من القبر بيته والموت موعده ألا تبكون؟ فبكى حتى سقطت أشفار عينيه.
• حدثنا عبد الله بن محمد املاء قال ثنا أحمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال ثنا أحمد بن نصر بن مالك أبو عبد الله المروزي قال ثنا سلمة أبو صالح قال حدثني كنانة بن جبلة الهروي. قال قال يزيد الرقاشي:
خذوا الكلمة الطيبة ممن قالها وإن لم يعمل بها؛ فإن الله تعالى يقول:
{يستمعون القول فيتبعون أحسنه} ألا تحمد من تعطيه فانيا فيعطيك باقيا، درهم يفنى بعشرة تبقى إلى سبعمائة ضعف، أما لله عندك مكافأة مطعمك ومسقيك وكافيك، حفظك في ليلك وأجابك في ضرائك! كأنك نسيت وجع الأذن، أو ليلة وجع العين، أو خوفا في بر، أو خوفا في بحر، دعوته فاستجاب لك، إنما أنت لص من لصوص الذنوب كلما عرض لك عارض عانقته، إن سرك أن تنظر إلى الدنيا بما فيها من ذهبها وفضتها وزخارفها فهلم أخبرك؛ تشيع جازة فهي الدنيا بما فيها من ذهبها وفضتها وزخارفها؛ ثم احتمل القبر بما فيه أما إني لست آمرك أن تحمل تربته، ولكن آمرك أن تحمل فكرته.
• حدثنا محمد بن أحمد قال ثنا الحسن بن محمد قال ثنا أبو زرعة قال ثنا عبد الله بن محمد الجعفي قال حدثني أبو غسان الليثي قال ثنا مسلم أبو عبد الله عن يزيد الرقاشي. قال: إنما سمي نوح عليه السلام نوحا لطول ما ناح على نفسه.
أسند يزيد عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه الكثير.
وروى عن الحسن، وعن غنيم بن قيس، وغيره. وروى عنه من الأئمة والأعلام الأعمش، والأوزاعي، وحجاج بن أرطاة، وزيد العمى، ومحمد ابن المنكدر، وصفوان بن سليم، وعطاء بن السائب، والحمادان وغيرهم.
• حدثنا الحسن بن حمويه الخثعمي في جماعة. قالوا: حدثنا عبيد بن غنام قال ثنا إسماعيل بن بهرام قال ثنا الحسن بن محمد بن عثمان عن سفيان الثوري عن الأعمش عن يزيد عن أنس رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعظم الناس هما؛ المؤمن الذي يهتم بأمر دنياه وآخرته» . غريب من حديث الأعمش عن يزيد تفرد به عنه الثورى ورواه عن الثورى الاشجعى أيضا.
• حدثنا محمد بن معمر قال ثنا أبو الأشعث الحراني قال ثنا يحيى بن عبد الله قال ثنا الأوزاعي قال حدثني يزيد عن أنس رضي الله تعالى عنه.
قال: ذكر رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا قوته في الجهاد واجتهاده في العبادة فإذا هو قد أشرف عليهم. فقالوا: هذا الذي كنا نذكره.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني لأرى فى وجهه سفعة من الشيطان» . ثم أقبل فسلم عليهم. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هل حدثت نفسك حين أشرفت علينا أنه ليس في القوم أحد خيرا منك» قال:
نعم! ثم مضى فاختط مسجدا وصفن بين قدميه: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يقوم إليه فيقتله؟» قال أبو بكر: أنا فانطلق إليه فوجده قائما يصلي فهاب أن يقتله فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال:
«ما صنعت؟» قال: وجدته يا رسول الله قائما يصلي فهبت أن أقتله. فقال رسول الله: «أيكم يقوم إليه فيقتله؟» فقال عمر: أنا فانطلق ففعل كما فعل أبو بكر. فقال رسول الله: «أيكم يقوم إليه فيقتله؟» فقال علي: أنا. قال:
«أنت له إن أدركته» فانطلق فوجده قد انصرف فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: «ما صنعت؟» قال: وجدته يا رسول الله قد انصرف،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذا أول من يخرج
(1)
من أمتي، لو قتلته ما اختلف اثنان بعده من أمتي، ثم قال: إن بني إسرائيل تفرقت على إحدى وسبعين فرقة، وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة» قال يزيد - وهي الجماعة. رواه عكرمة بن عمار وغيره عن يزيد نحوه.
• حدثنا حبيب بن الحسن وفاروق الخطابي. قالا: ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا أبو عاصم النبيل قال ثنا سفيان الثوري عن الحجاج - يعني ابن فرافصة - عن يزيد عن أنس رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كاد الفقر أن يكون كفرا، وكاد الحسد أن يغلب القدر» .
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن عبد الله بن عرس المصري قال ثنا ميمون بن كليب قال ثنا إبراهيم بن مهاجر بن مسمار قال ثنا صفوان بن سليم عن يزيد بن أبان عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من إنسان إلا له بابان في السماء يصعد عمله فيه، وينزل رزقه. فإذا مات العبد المؤمن بكيا عليه» . رواه موسى بن عبيدة الربذي عن يزيد الرقاشي مثله.
• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم قال ثنا إبراهيم بن زهير الحلواني قال ثنا مكي بن إبراهيم قال ثنا موسى بن عبيدة الربذي عن يزيد الرقاشي عن أنس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بعث الله ثمانية آلاف نبي أربعة آلاف إلى بني إسرائيل وأربعة آلاف إلى سائر الناس» ورواه صفوان بن سليم عن يزيد نحوه.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم قال ثنا أحمد بن علي الأبار قال ثنا محمد بن حرب قال ثنا عبيدة عن عطاء بن السائب عن الرقاشي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «تراصوا الصفوف فإن الشيطان يقوم في الخلل» . كذا حدث به الأبار عن عطاء عن الرقاشي. ورواه أبو الأحوص عن عطاء عن أنس نفسه من دون الرقاشي
(2)
]
(1)
فى هامش ج: اول قرن يخرج حكاه عن نسخة
(2)
ما بين المربعين ساقط فى ز
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا حبوش بن رزق الله المصري ثنا سليمان ابن خلف البصري قال ثنا أبو يونس الخصاف عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من خدم مؤمنا أو خف له في شيء من حوائجه، كان حقا على الله أن يخدمه وصيفا في الجنة» . غريب من حديث يزيد لم نكتبه إلا من هذا الوجه.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال ثنا أبو بلال الأشعري قال ثنا مجاشع عن عمرو عن خالد العبدي عن يزيد الرقاشي عن أنس ابن مالك رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لقم أخاه لقمة حلو صرف الله عنه مرارة الموقف يوم القيامة» . غريب من حديث يزيد تفرد به عنه خالد.
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن أبي العزائم قال ثنا أحمد بن موسى الكوفي الحمار قال ثنا أبو نعيم قال ثنا المسعودي وأبو العميس. قالا: سمعت يزيد الرقاشي يحدث عن أنس بن مالك رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «إذا نودي للصلاة فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء» .
• حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد قال ثنا يحيى بن مطرف قال ثنا مسلم بن إبراهيم قال ثنا الربيع بن صبح عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه. قال: حج النبي صلى الله عليه وسلم على رحل وقطيفة ثمنه أربعة دراهم، فلما توجه. قال:«اللهم حجة لا سمعة فيها ولا رياء» .
• حدثنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي النيسابوري قال ثنا علي بن المبارك المسروري قال ثنا السري بن عاصم قال ثنا محمد بن صبح السماك قال ثنا الهيثم ابن حماد. قال: دخلت على يزيد الرقاشي وهو يبكي وقد عطش نفسه أربعين سنة فقال: يا هيثم ادخل تعال نبك على الماء البارد في اليوم الحار. ثم قال:
حدثني أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«كل من ورد القيامة عطشان [إلا من أظله الله في ظل عرشه ذلك اليوم]»
(1)
.
(1)
ما بين المربعين عن ج.
هارون بن رباب الأسدي
ومنهم المخفي لزهده، والموفي بعهده، هارون بن رباب الأسدي.
• حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا محمد بن يحيى بن مندة قال ثنا أزهر بن جميل قال ثنا ابن عيينة. قال: كان هارون بن رباب يخفي الزهد، وكان يلبس الصوف تحت ثيابه.
• حدثنا أحمد بن بندار قال ثنا محمد بن يحيى بن منده قال ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال ثنا سفيان بن عيينة. قال: رأيت هارون ابن رباب وكأن النور على وجهه.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا علي بن مسلم قال ثنا سليمان بن داود قال ثنا حماد بن زيد.
قال: ذكر أيوب؛ هارون بن رباب. فقال: كان يسر الزهد.
• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد قال ثنا الحسن بن محمد قال ثنا أبو زرعة الرازي قال ثنا عيسى بن محمد الرملي قال ثنا ضمرة عن ابن شوذب. قال: كنت إذا رأيت هارون بن رباب فكأنما أقلع عن البكاء.
• حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا عبد الله بن محمد بن حازم النفيلي قال ثنا أبو بكر بن الفحام. قال سمعت ابن عيينة يقول: قدم علينا هارون بن رباب وكان من أنبل الناس، فما كان عنده إلا ثلاثة أو سبعة أحاديث.
• حدثنا محمد بن معمر قال ثنا أبو شعيب الحراني قال ثنا يحيى بن عبد الله البابلتي قال ثنا الأوزاعي. قال حدثنى هارون بن رباب قال: حملة العرش ثمانية يتجاوبون بصوت رخيم حسن، تقول أربعة؛ سبحانك وبحمدك، على حلمك بعد علمك، وتقول الأربعة الأخرى؛ سبحانك وبحمدك، على عفوك بعد قدرتك.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا محمد بن عبد الله بن رسته قال ثنا احمد ابن المقدام قال ثنا حماد بن واقد قال ثنا حجاج بن الأسود عن هارون بن رباب قال: أوحى الله تعالى إلى نبي من أنبيائه أن أخبر قومك أنهم قد عمروا بنيانهم، وخربوا قلوبهم، وسمنوا أنفسهم كما تسمن الجزائر ليوم ذبحها،
فنظرت إليهم فقليتهم؛ فدعوني فلم أستجب لهم، وسألوني فلم أعطهم.
أسند هارون عن أنس رضي الله تعالى عنه، وروى عن الأحنف بن قيس، وعن كنانة بن نعيم.
• حدثنا مخلد بن جعفر قال ثنا سعيد بن عجب. وحدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا عبد الله بن سليمان. قالا: ثنا محمود بن خالد قال ثنا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي عن هارون بن رباب عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه.
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يبعث أهل الجنة على صورة آدم فى ميلاد ثلاث وثلاثين سنة مردا مكحلين، ثم يذهب بهم إلى شجرة في الجنة فيكسون منها؛ لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم» رواه غيره عن الأوزاعي عن هارون. فقال: حدثني من سمع أنسا يذكره.
• حدثنا محمد بن أحمد بن مخلد قال ثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي قال ثنا محمد بن كثير قال ثنا الاوزاعى قال ثنا هارون بن رباب عن الأحنف بن قيس قال سمعت أبا ذر يقول حدثني خليلي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم. قال:
«ما من عبد يسجد لله عز وجل سجدة إلا رفعه الله تعالى بها درجة، وحط عنه بها سيئة» .
• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم إملاء قال ثنا محمد بن أيوب. وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة.
قالا: ثنا عبيد بن يعيش قال ثنا الحسين بن جعفر الحنفي قال ثنا عبد الله بن المبارك عن الأوزاعي ومعمر عن هارون عن كنانة بن نعيم عن قبيصة بن مخارق عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «لأن يعصبه أحدكم بقد
(1)
حتى يفحل خير له من أن يسأل الناس في نكاح». غريب من حديث هارون بهذا اللفظ لم نكتبه إلا من حديث ابن المبارك.
• حدثنا محمد بن المظفر قال ثنا عبد الله بن محمد بن عمر الحراني قال ثنا هاشم بن القاسم الحراني قال ثنا محمد بن اسحاق العكاشى عن الاوزاعى عن
(1)
في هامش ج: يعنى ذكره.
هارون عن قبيصة. قال: سمعت أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سر مؤمنا فانما يسر الله عز وجل، ومن عظم مؤمنا فإنما يعظم الله عز وجل، ومن أكرم مؤمنا فإنما يكرم الله تعالى» . غريب من حديث الأوزاعي عن هارون لم نكتبه إلا من حديث العكاشي.
منصور بن زاذان
ومنهم زين القراء والفتيان، الميسر له تلاوة القرآن، منصور بن زاذان.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا الحسن بن هارون قال ثنا أبو معمر القطيعي قال ذكر عباد بن العوام. قال: شهدت جنازة منصور بن زاذان، فرأيت النصارى على حدة، والمجوس على حدة، واليهود على حدة، كل واحد منهم على حدة؛ وقد أخذ خالي بيدي من كثرة الزحام وأنا حدث.
• حدثنا أحمد بن بندار قال ثنا محمد بن إسحاق بن ملة قال ثنا حاتم بن يونس قال ثنا ابن أبي شيبة قال ثنا هشيم عن أبي حمزة. قال: رأيت جنازة منصور بن زاذان فرأيت الرجال على حدة، والنساء على حدة، واليهود على حدة، والنصارى على حدة.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال ثنا محمد ابن زكريا بن إسماعيل قال سمعت مخلد بن الحسين يحدث عن هشام. قال:
صليت إلى جنب منصور بن زاذان يوم الجمعة في مسجد واسط فختم القرآن مرتين والثالثة إلى الطواسين، وكان عليه عمامة كورها اثني عشر ذراعا فبلها بدموعه ووضعها قدامه.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثني محمد بن عيينة قال حدثني مخلد ابن الحسين عن هشام بن حسان. قال: كنت أصلي أنا ومنصور بن زاذان جميعا - وأشار مخلد بإصبعيه السبابة والتي تليها - فكان إذا جاء شهر رمضان ختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء ختمتين، ثم يقرأ إلى الطواسين قبل أن
تقام الصلاة. قال: وكانوا إذ ذاك يؤخرون العشاء في شهر رمضان إلى أن يذهب ربع الليل، فكان منصور يجئ والحسن جالس مع أصحابه، فيقوم إلى عمود يصلي فيختم القرآن ثم يأتي الحسن فيجلس قبل أن يفترق أصحابه، وكان يختم القرآن فيما بين الظهر والعصر، ويختمه فيما بين المغرب والعشاء فى في غير شهر رمضان، وكان يأتي وقد سدل عمامته على عاتقه فيقوم فيصلي ويبكي ويمسح بعمامته عينيه فلا يزال حتى يبلها كلها بدموعه، ثم يلفها ويضعها بين يديه. قال مخلد: ولو أن غير هشام يخبرني بهذا ما صدقته. قال مخلد وكان هو وهشام يصليان جميعا.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا محمد بن زكريا قال أخبرنا صالح بن عمر خالي. قال: كان الحسن يقعد مع أصحابه، فلا يقوم حتى يختم منصور بن زاذان القرآن.
• حدثنا مخلد بن جعفر قال ثنا جعفر الفريابي قال ثنا عباس قال ثنا يحيى بن أبي بكير قال ثنا شعبة عن هشام بن حسان. قال: صليت إلى جنب منصور بن زاذان فيما بين المغرب والعشاء الآخرة، فقرأ القرآن وبلغ بالثانية إلى النحل.
• حدثنا أبي قال ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن [قال ثنا الحسن بن علي بن عياش قال حدثنا يوسف ابن يونس قال حدثنا مخلد بن حسين] قال: كان منصور بن زاذان يختم القرآن في كل يوم وليلة.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا محمد بن عمرو قال ثنا سعيد بن عامر عن العلاء - جار له - قال: أتيت مسجد واسط فأذن المؤذن للظهر، فجاء منصور بن زاذان فافتتح الصلاة فرأيته سجد إحدى عشرة سجدة قبل أن تقام الصلاة.
• حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا محمد ابن سعد بن إبراهيم الزهري قال حدثني أحمد بن حاتم الطويل قال ثنا شعيب ابن حرب عن أبي عوانة. قال: لو قيل لمنصور بن زاذان إنك ميت اليوم أو غدا، ما كان عنده من مزيد.
• حدثنا محمد بن علي بن حبيش قال ثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري
قال ثنا الحارث بن شريح قال سمعت هشيما يقول: لما مات منصور بن زاذان.
قالت لي أم ولد له رومية: ما رأيت منصور بن زاذان اضطجع كما يضاجع الرجل أهله إلا مرتين. مرة حين ماتت أمه فإنه اضطجع تلك الليلة، ومرة أصيب بابن له فإنه اضطجع تلك الليلة، إنما كان قبل ذلك إذا كانت له حاجة لي قضاها ثم اغتسل.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني شريح قال ثنا خلف بن خليفة عن منصور. قال: الهم والحزن يزيد في الحسنات والأشر والبطر يزيد في السيئات.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي قال ثنا عبد الوهاب الخفاف قال ثنا عثمان أبو سلمة عن منصور. قال نبئت أن بعض من يلقى في النار يتأذى أهل النار بريحه. فيقال له ويلك ما كنت تعمل؟ أما يكفينا ما نحن فيه من النتن حتى ابتلينا بك وبنتن ريحك، فيقول: كنت عالما فلم أنتفع بعلمي.
أسند منصور بن زاذان عن أنس رضي الله تعالى عنه، وعامة حديثه عن الحسن وابن سيرين. وروى عن أبي قلابة، وحميد بن هلال، ومعاوية بن قرة، وقتادة، وعطاء بن أبي رباح، وعمرو بن دينار، وعبد الرحمن بن القاسم، ونافع، وميمون بن أبي شبيب، والحارث العكلي، وغيرهم.
• حدثنا محمد بن علي بن حبيش قال ثنا الحسن بن محمد بن حاتم بن عبيد قال ثنا محمد بن صالح قال ثنا بقية بن الوليد عن سلام بن عطية عن يزيد بن سنان الأموي قال حدثني منصور بن زاذان وأخذ بيدي. فقال: يا أبا عمرو حدثنى أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مجوس العرب وإن صلوا وصاموا» - يعني القدرية
(1)
.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا علي بن عبد العزيز قال ثنا محمد بن أبى نعيم الواسطى قال ثنا هشيم عن منصور عن الحسن عن عمران رضى الله تعالى عنه.
(1)
فى هامش ج: وهم الذين لا يعتقدون أن الامور بقدر الله تعالى.
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحياء من الايمان والايمان فى الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار» . ورواه عن الحسن أيضا عن أبي بكرة.
• حدثنا أحمد بن يعقوب بن المهرجان قال ثنا الحسن بن علي العمري قال ثنا إسماعيل بن موسى الفزاري وعبد الله بن عون. قالا: ثنا هشيم عن منصور عن الحسن عن أبي بكرة رضي الله تعالى عنه. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الحياء من الايمان والايمان فى الجنة، والبذاء من الجفاء والجفاء في النار» . هكذا حدث به هشيم ببغداد عن أبي بكرة رضي الله تعالى عنه وبواسط عن عمران بن حصين.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي قال ثنا هشيم قال ثنا منصور عن الحسن عن عمران: أن رجلا من الأنصار أعتق ستة مملوكين عند موته وليس له مال غيرهم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال:«لقد هممت أن لا أصلي عليه، ثم دعا بالرقيق فجزأهم ثلاثة أجزاء، فأعتق اثنين وأرق أربعة» .
• حدثنا علي بن حميد الواسطي قال ثنا أسلم بن سهل الواسطي قال ثنا زكريا بن يحيى زحمويه
(1)
قال ثنا هشيم عن منصور عن ابن سيرين عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جاءكم أهل اليمن هم أرق أفئدة، الايمان يمان والحكمة يمانية» .
• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم قال ثنا سلام بن سلم عن زيد العمي عن منصور عن ابن سيرين عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه. قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قبائل العرب؟ قال: فشغل عنهم يومئذ أو شغلوا عنه، إلا أنهم سألوه عن ثلاث قبائل، سألوه عن بنى عامر. فقال:«جمل أزهر يأكل من أطراف الشجر» وسألوه عن غطفان. فقال: «زهرة تنبع ماء» وسألوه عن تميم فقال: «هضبة حمراء لا يضرهم من عاداهم» . قال فقال
(2)
الناس. فقال
(1)
كذا فى الاصلين وفى ت: وحمويه قالا.
(2)
فى ج وت: فنال الناس منهم.
النبي صلى الله عليه وسلم: «مه؟ أبى الله لبني تميم إلا خيرا هم ضخام الهام، رجح الأحلام، ثبت الأقدام، أشد الناس قتالا للدجال، وأنصار الحق في آخر الزمان» . غريب من حديث منصور تفرد به أبو النضر عن سلام.
• حدثنا أبو بكر بن محمد بن أحمد البغدادي قال ثنا الحسن بن سعيد التنوخي قال ثنا عبد الله بن سليمان عن كثير بن سليم عن منصور بن زاذان عن ابن سيرين عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما خلق الله من صباح فيعلم ملك مقرب ولا نبي مرسل ما يكون في آخر ذلك اليوم؛ فيقسم الله تعالى فيه قوت كل دابة، حتى أن الرجل ليجيء من أقصى الأرض وان الشيطان بين عاتقيه؛ فيقول له: اكذب بالحق، فمنهم من يأكل رزقه بكذب وفجور فذلك الخاسر، ومنهم من يأخذه ببر وتقوى فذلك الذي عزم الله تعالى على رشده» . غريب من حديث ابن سيرين لم يروه عنه إلا منصور وأيضا عبد الرحمن بن محمد المحاربي.
• حدثنا علي بن حميد الواسطي ثنا أسلم بن سهل ثنا سعيد بن إدريس ثنا هشيم عن منصور عن قتادة عن أنس بن مالك عن زيد بن ثابت رضي الله تعالى عنهما. قال: تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرجنا إلى الصلاة. صحيح مشهور من حديث قتادة، غريب من حديث منصور تفرد به هشيم.
• حدثنا سعد بن محمد بن إبراهيم الناقد ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي. قال: وجدت في كتاب أبي بخطه ثنا المستلم بن سعيد عن منصور بن زاذان عن قتادة عن أنس رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال:
«يخرج من تحت سدرة المنتهى أربعة أنهار؛ اثنان باطنان واثنان ظاهران ورأيت ورق الشجرة كآذان الفيلة، وحملها كقلال هجر» . حديث صحيح مشهور من حديث قتادة، غريب من حديث منصور عنه لم نكتبه إلا من حديث ابن أبي شيبة.
• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد قال ثنا أحمد بن عبد الرحمن الواسطي ثنا يزيد
ابن هارون ثنا المستلم بن سعيد الثقفي عن منصور بن زاذان عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار رضي الله تعالى عنه. قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني تزوجت امرأة ذات حسب ودين ومنصب إلا أنها لا تلد فنهاه، ثم أتاه الثانية فنهاه ثم قال:«تزوجوا الودود الولود فانى مكاثر بكم الأمم» . غريب من حديث منصور تفرد به المستلم.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يزيد بن هارون ثنا المستلم بن سعيد الثقفي عن منصور بن زاذان عن قرة ابن معقل بن يسار. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «العبادة في الفتنة كالهجرة إلي» . غريب من حديث منصور تفرد به المستلم.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي قال وجدت في كتاب أبي ثنا المستلم بن سعيد عن منصور عن الحارث العكلي عن أبي وائل أن رجلا قال لعبد الله بن عمر: إنما تحج ولا تغزو. فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على خمس؛ شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت» .
رواه سرور
(1)
بن المغيرة عن منصور نحوه.
بديك بن ميسرة
ومنهم المخلص العابد، المجتهد الزاهد، بديل بن ميسرة العقيلي.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحسن بن علي البرقعيدي ثنا سلمة بن شبيب ثنا الفريابي ثنا السري بن يحيى عن بديل العقيلي. قال: من أراد بعلمه وجه الله أقبل الله عليه بوجهه، وأقبل بقلوب العباد إليه، ومن عمل لغير الله تعالى صرف عنه وجهه، وصرف بقلوب العباد عنه.
• حدثنا أبي قال ثنا أحمد بن محمد بن عمر قال ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد قال ثنا محمد بن الحسين قال ثنا حكيم بن جعفر عن مسمع عن الوليد بن هشام عن بديل العقيلي. قال: الصيام معقل العابدين.
(1)
كذا فى الاصلين وفى ت: هارون ولم أقف على سرور.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني علي بن مسلم قال ثنا سيار قال قال مهدي بن ميمون: رأيت ليلة مات بديل العقيلي قائلا يقول: ألا إن بديلا أصبح من سكان الجنة.
أسند بديل عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه. وسمع من أبي الجوزاء، وعبد الله بن شقيق، وغيرهما.
• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود الطيالسي قال ثنا عبد الرحمن بن بديل العقيلي عن أبيه عن أنس بن مالك. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله أهلين من الناس» قيل يا رسول الله ومن هم؟ قال: «أهل القرآن، هم أهل الله وخاصته» .
• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود الطيالسي قال ثنا عبد الرحمن بن بديل - بصري ثقة صدوق - عن أبيه عن أبي الجوزاء عن عائشة رضي الله تعالى عنها. قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح الصلاة بالتكبير، والقراءة بالحمد لله رب العالمين، وإذا ركع لم يشخص رأسه ولم يخفضه، ولكن بين ذلك.
• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود الطيالسي قال ثنا هارون الأعور عن بديل العقيلي عن عبد الله بن شقيق عن عائشة رضي الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم. أنه قرأ {(فروح وريحان)} .
طلق بن حبيب
ومنهم الوفي
(1)
النجيب. المتعبد اللبيب، طلق بن حبيب.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا محمد بن جعفر قال ثنا عوف عن طلق بن حبيب أنه كان يقول في دعائه: اللهم إني أسألك علم الخائفين لك، وخوف العالمين بك، ويقين المتوكلين عليك، وتوكل المؤمنين بك، وإنابة المخبتين اليك، واخبات المنيبين
(1)
فى ت: الموفق النجيب.
إليك، وشكر الصابرين لك، وصبر الشاكرين لك، ونجاة الأحباء المرزوقين عندك.
• حدثنا أبو بكر الآجري قال ثنا عمر بن أيوب السقطي قال ثنا أبو همام قال ثنا قبيصة قال ثنا سفيان عن عاصم الأحول. قال: لقي بكر بن عبد الله طلق بن حبيب. فقال له بكر: صف لنا من التقوى شيئا يسيرا نحفظه. فقال:
اعمل بطاعة الله على نور من الله، ترجو ثواب الله، والتقوى ترك المعاصي على نور من الله، مخافة عقاب الله عز وجل.
• حدثنا أحمد بن جعفر قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال ثنا أبو معمر قال ثنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح. قال: لم يكن ببلدنا أحد أحسن مداراة لصلاته من طلق بن حبيب.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان. قال سمعت عبد الكريم يقول:
كان طلق لا يركع إذا افتتح القراءة حتى يبلغ العنكبوت. وكان يقول:
إني أشتهي أن أقوم حتى يشتكي صلبي.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبو معمر قال ثنا سفيان عن عبد الكريم أبي أمية عن طلق. قال: أحسن الناس صوتا بالقرآن الذي إذا قرأ رأيت أنه يخشى الله عز وجل. قال عبد الكريم: وكان طلق كذلك. قال عبد الكريم وقال طلق: إني أشتهي أن أقوم حتى يشتكي صلبي. وكان طلق يفتتح بالبقرة فلا يركع حتى يبلغ العنكبوت.
• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا زيد بن الحباب قال ثنا عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار قال ثنا كلثوم بن جبر. قال: كان المتمني بالبصرة يقول: عبادة طلق بن حبيب، وحلم مسلم بن يسار.
• حدثنا محمد بن علي بن عاصم قال ثنا الحسين بن محمد بن مودود قال ثنا إبراهيم بن سعيد قال ثنا روح عن ابن عون. قال كان طلق بن حبيب يقول في موعظة: يا ابن آدم الدنيا ليست لك بدار، وإنك لا تكون منها بحريز،
فاتق الله يا ابن آدم في السر المفضى به إليك
(1)
.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا سفيان عن مسعر عن سعد بن إبراهيم. قال: كنا إذا لقينا طلقا لم نفترق حتى يقول: اللهم أبرم للمؤمنين أمرا رشيدا تعز فيه وليك، وتذل به عدوك، ويعمل فيه بطاعتك، ويتناهى فيه عن سخطك. قال وكان يقول:
إن حقوق الله تعالى أعظم من أن يقوم بها العباد، وإن نعم الله أكثر من أن تحصى، ولكن أصبحوا تائبين وأمسوا تائبين.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا علي بن جبلة قال ثنا محمد بن عبد العزيز قال ثنا أبي عن المسيب عن يزيد بن أبي زياد عن طلق بن حبيب. قال: مكتوب في الإنجيل ابن آدم اذكرني حين تغضب، أذكرك حين أغضب، ولا أمحقك فيمن أمحق، يا ابن آدم إذا ظلمت فاصبر؛ فإن لك ناصرا خيرا منك لنفسك ناصرا.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي قال ثنا يحيى بن آدم قال ثنا أبو بكر - يعني النهشلي - عن حبيب بن أبي ثابت عن طلق بن حبيب. قال: يموت المسلم بين حسنتين، حسنة قد قضاها وحسنة ينتظرها - يعني الصلاة -
أسند طلق بن حبيب عن ابن عباس، وجابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
وروى عن بشير بن كعب العدوي، ومتقدمي التابعين رحمهم الله.
• حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا محمود ابن غيلان قال ثنا مؤمل بن إسماعيل قال ثنا حماد بن سلمة عن حميد عن طلق ابن حبيب عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أربع من أوتيهن فقد أوتي خير الدنيا والآخرة؛ قلبا شاكرا، ولسانا ذاكرا، وبدنا على البلاء صابرا، وزوجة لا تتبعه في نفسها وماله خونا» .
(2)
غريب من حديث طلق لم يروه متصلا مرفوعا إلا مؤمل عن حماد.
(1)
كذا فى الاصلين ونص ت: ليست بدار وانك لا تلوذ منها بجدير فاتق الله يا ابن آدم فى اليسير المفضى به اليك.
(2)
فى ج: لا تبغيه فى نفسها وماله حوبا.
• حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا شيبان بن فروخ قال ثنا القاسم بن الفضل قال ثنا سعيد بن المهلب عن طلق. قال:
كنت من أشد الناس تكذيبا بالشفاعة حتى لقيت جابر بن عبد الله. قال:
فقرأت عليه كل آية في كتاب الله أقدر عليها يذكر الله فيها خروج أهل النار
(1)
.
فقال: يا طلق يا طليق! أتراك أقرأ لكتاب الله تعالى وأعلم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مني؟ قلت: لا! قال: فاتضعت له. فقال: إن الذي قرأت علي هم أهلها؛ هم المشركون؟ ولكن هؤلاء قوم أصابوا ذنوبا فعذبوا بها ثم أخرجوا. قال: ثم مد يديه إلى أذنيه. فقال: صمتا إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أخرجوا من النار بعد ما دخلوها» ونحن نقرأ الذي قرأت علي. رواه علي بن الجعد عن القاسم بن الفضل عن طلق نفسه دون سعيد بن المهلب.
• حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله القارئ قال ثنا عبيد الله بن الحسن قال ثنا مسدد قال ثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن طلق عن بشير بن كعب العدوي عن أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ قلت: بلى! قال: لا حول ولا قوة إلا بالله
(2)
».
يحيى بن أبي كثير
ومنهم الراوي الخبير، الواعي البصير، أبو نصر يحيى بن أبي كثير. كان ذا بصر وهدى، واجتهاد وتقى.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا معاذ بن المثنى قال ثنا مسدد قال سمعت عبد الله بن يحيى بن أبي كثير. يقول: سمعت أبي يقول: لا يأتي العلم براحة الجسد.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم قال ثنا أحمد بن علي الأبار قال ثنا مسدد قال ثنا عبد الله بن أبي كثير قال سمعت أبي يقول: ميراث العلم خير من ميراث
(1)
فى هامش ج يريد بالشفاعة.
(2)
فى ج: العلى العظيم.
الذهب، واليقين الصالح خير من اللؤلؤ.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا معاوية ابن عمرو قال ثنا أبو إسحاق الفزاري. قال قال الأوزاعي: كان يحيى بن أبي كثير وقتادة يقولان: ليس من الأهواء شيء أخوف عندهم على الأمة من الإرجاء.
• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا عبد الرحمن بن الحسن قال ثنا إسحاق بن وهب العلاف قال ثنا حفص بن عمر الإمام قال ثنا عامر بن يساف. قال: كان يحيى بن أبي كثير؛ حسن اللباس، حسن الهيئة، مات ولم يترك إلا ثلاثين درهما كفنوه بها.
• حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا أبو بكر بن أبي عاصم قال ثنا الحسين ابن أبي كبشة قال ثنا محمد بن بكر قال ثنا حميد الكندي. قال سمعت يحيى بن أبي كثير يقول: تعلم الفقه صلاة، ودراسة القرآن صلاة.
• حدثنا محمد بن معمر قال ثنا أبو شعيب الحراني قال ثنا يحيى بن عبد الله البابلتي قال ثنا الأوزاعي قال ثنا يحيى بن أبي كثير. قال: إن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة صلاته؛ فإن صلحت صلاته صلح عمله، وإن فسدت صلاته، لم يصلح شيء من عمله.
• حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا عبد الله بن أبي داود قال ثنا محمد بن خالد قال ثنا الوليد بن مسلم قال ثنا أبو عمرو الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير [قال: العالم من يخشى الله عز وجل.
• حدثنا أحمد بن إسحاق حدثنا عبد الله بن أبي داود قال حدثني علي بن خشرم قال نا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير.
(1)
] قال: ما وجدت عالمين إلا كان أكثرهما توسعا أكثرهما فقها.
• حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا عبد الله قال ثنا عمرو بن عثمان ومحمود بن خالد. قالا: ثنا الوليد عن الأوزاعي عن يحيى.
قال: العلماء مثل الملح هو صلاح كل شيء؛ فإذا فسد الملح لم يصلحه شيء، وينبغى أن يوطأ بالاقدام ثم يلقى.
(1)
ما بين المربعين عن ت.
• حدثنا محمد بن معمر قال ثنا أبو شعيب الحراني قال ثنا يحيى بن عبد الله قال ثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى. قال: ست من كن فيه فقد استكمل الإيمان؛ قتال أعداء الله بالسيف، والصيام في الصيف، وإسباغ الوضوء في اليوم الشاتي، والتبكير بالصلاة فى يوم الغيم، وترك الجدال والمراء وأنت تعلم أنك صادق، والصبر على المصيبة.
• حدثنا محمد بن معمر قال ثنا أبو شعيب قال ثنا يحيى بن عبد الله قال ثنا عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي. قال سمعت يحيى بن أبي كثير يقول:
يقول الناس فلان الناسك، وإنما الناسك الورع.
• حدثنا محمد بن معمر قال ثنا أبو شعيب الحراني قال ثنا يحيى بن عبد الله قال ثنا الأوزاعي قال ثنا يحيى بن أبي كثير أنه قال: اللهم إني اخترتك اليوم أقضي الأيام الخالية
(1)
.
• حدثنا منصور بن محمد بن الحسن الحذاء قال ثنا عبد الله بن أبي داود قال ثنا محمود بن خالد قال ثنا الوليد عن أبي عمرو عن يحيى بن أبي كثير. قال
ما صلح منطق رجل إلا عرفت ذلك في سائر عمله، ولا فسد منطقه إلا عرفت ذلك في سائر عمله.
• حدثنا عمر بن أحمد بن عمر قال ثنا عبد الله بن محمد البغوي قال ثنا سريج بن يونس قال ثنا الوليد قال سمعت الأوزاعي يقول: قال يحيى بن أبي كثير: إن ذكرك حسناتك ونسيانك سيئاتك غرة.
• حدثنا محمد بن معمر قال ثنا عبد الله بن الحسن قال ثنا يحيى بن عبد الله قال ثنا الأوزاعي قال حدثنى يحيى. قال: أفضل الأعمال الورع، وأفضل العبادة التواضع.
• حدثنا محمد بن علي قال ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال ثنا يزيد بن خالد قال ثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن يحيى. أنه قال له رجل؛ إني أحبك.
قال: قد عرفت ذلك من نفسي.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا معاوية
(1)
كذا فى الاصول الثلاثة ولم يظهر لى المعنى.
ابن عمرو قال ثنا أبو إسحاق الفزاري عن يحيى. أنه كان يقول: إذا لقيت صاحب بدعة في طريق، فخذ في طريق آخر.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا أحمد بن يحيى الحلواني قال ثنا سعيد بن سليمان قال ثنا عامر بن يساف عن يحيى في قوله تعالى: {في روضة يحبرون} . قال: هو السماع.
• حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث قال ثنا عباس بن الوليد قال أخبرني أبي قال ثنا الأوزاعي عن يحيى في قوله عز وجل: {في روضة يحبرون} . قال: هو السماع، فإذا أخذ أهل الجنة في السماع لم يبق في الجنة شجرة إلا وردت.
• حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث قال ثنا عمرو بن عثمان قال ثنا الوليد بن مسلم عن أبي عمرو الأوزاعي. قال: كان يحيى بن أبي كثير يدعو حضرة شهر رمضان: اللهم سلمني لرمضان وسلم لي رمضان وتسلمه مني متقبلا.
• حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا عبد الله بن سليمان قال ثنا عباس بن الوليد قال أخبرني أبي قال ثنا الأوزاعي. قال سمعت يحيى يقول: يصوم الرجل عن الحلال الطيب، ويفطر على الحرام الخبيث، لحم أخيه - يعني اغتيابه - قال وسمعت يحيى يقول: لا يعجبك حلم امرئ حتى يغضب، ولا أمانته حتى يطمع، فانك لا تدرى على أى شقيه يقع.
• حدثنا أحمد قال ثنا عبد الله قال ثنا محمود بن خالد قال ثنا الوليد عن أبي عمرو - يعني الأوزاعي - عن يحيى. قال: ثلاث لا تكون في بيت إلا نزعت منه البركة؛ السرف والزنا والخيانة.
• حدثنا محمد بن معمر قال ثنا أبو شعيب الحراني قال ثنا يحيى بن عبد الله قال ثنا الأوزاعي. قال سمعت يحيى يقول:
لولا أن الساعة موعد هذه الأمة لخسف بطائفة وطائفة تنظر.
• حدثنا محمد بن عمر بن سلم قال ثنا أحمد بن خالد بن غزوان قال ثنا محرز ابن عون قال ثنا عامر بن يساف عن يحيى. قال: قرأت في الحكمة ابن آدم ابدأ أهلك بمكارم الأخلاق فإن الثواء معهم قليل.
• حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا عبد الله بن أبي داود قال ثنا محمود بن خالد
قال ثنا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير. قال: إن الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجا إلى الله تعالى، فيقول الله تعالى اجعلوه في سجين إني لم أرد بهذا العمل.
• حدثنا أحمد قال ثنا أبو بكر بن أبي داود قال ثنا عمرو بن عثمان قال ثنا الوليد بن مسلم عن أبي عمرو عن يحيى بن أبي كثير. قال: موطنان تزخرف فيهما الجنة، وتزين الحور العين، عند الصلاة وعند القتال؛ فإذا انصرف المنصرف ولم يسأل الله تعالى الحور العين ولم يسأل الجنة، قلن يا ويح هذا لم يسألنا الله ولم يسأل الجنة، وعند القتال تقول زوجته: أقدم فلا تخزنى في صواحبي.
• حدثنا أحمد بن علي المرهبي قال ثنا جعفر بن محمد بن عبيد قال ثنا احمد ابن حازم قال ثنا الهيثم بن عبد الله قال ثنا عامر بن يساف عن يحيى بن أبي كثير. قال: تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا محمد بن يحيى قال ثنا الحسين بن يحيى قال ثنا العباس بن عبد العظيم عن النضر بن محمد عن عكرمة بن عمار عن يحيى.
قال: يفسد النمام في ساعة ما لا يفسد الساحر في شهر.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة قال ثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني قال ثنا الأوزاعي عن يحيى.
قال قال سليمان بن داود لابنه عليهما السلام: يا بني إياك والنميمة، فإنها أحد من السيف. وإياك وغضب الملك الظلوم؛ فانه كملك الموت. يا بنى إياك والمراء فان نفعه قليل، وهو يهيج العداوة بين الإخوان. يا بني خطيئة بني آدم فخرهم، والزنا عين الإثم. يا بني إن الأحلام تصدق قليلا وتكذب، فلا يحزنك وعليك بكتاب الله فالزمه، وإياه فتأول. يا بني إياك وكثرة الغضب، فإن كثرة الغضب تسحق
(1)
فؤاد الرجل الحليم.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أحمد بن عبد الوهاب قال ثنا أبو المغيرة قال ثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير. قال قال سليمان بن داود لابنه: يا بني إن أردت أن تغيظ
(1)
فى ج: تستخف فؤاد الرجل الحليم.
عدوك؛ فلا تبعد عصاك عن ابنك وأهلك.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أحمد بن عبد الوهاب قال ثنا أبو المغيرة قال ثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير. قال قال سليمان لابنه: لا تكثر الغيرة على أهلك، ولم تر منها سواء؛ فترمى بالشر من أجلك، وإن كانت منه بريئة.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أحمد بن عبد الوهاب قال ثنا أبو المغيرة قال ثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير. قال سليمان بن داود: ما أقبح الفقر بعد الغنى، وما أقبح الخطيئة مع المسكنة، وأقبح من ذلك كله؛ رجل كان عابدا فترك عبادته.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا محمد بن عبد الله بن رسته قال ثنا سليمان ابن داود المنقري قال ثنا النعمان بن عبد السلام قال ثنا المفضل بن يونس عن الأوزاعي عن يحيى. قال: خير الإخوان الذي يقول لصاحبه تعال نصوم قبل أن نموت، وشر الإخوان الذي يقول لأخيه تعال نأكل ونشرب قبل أن نموت.
• حدثنا أحمد بن بندار قال ثنا عبد الله بن أبي داود قال ثنا علي بن مسلم والحسن بن عرفة. قالا: ثنا عبد الله بن المبارك عن الأوزاعي عن يحيى قال قال سليمان لابنه: يا بني عليك بخشية الله عز وجل فإنها غلبت كل شيء.
• حدثنا أحمد قال ثنا عبد الله قال ثنا محمود بن خالد قال ثنا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي عن يحيى. قال قال سليمان لابنه: من عمل بالسوء فبنفسه بدأ.
• حدثنا أحمد بن بندار قال ثنا عبد الله بن أبي داود قال حدثني علي بن خشرم وعبد الله بن سعيد. قالا: ثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن يحيى. قال قال سليمان لابنه: يا بني لا تقطعن أمرا حتى تؤامر مرشدا؛ فإنك إذا فعلت ذلك لم تحزن عليه.
• حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا عبد الله بن سليمان قال ثنا محمود بن خالد أن الوليد بن مسلم وعمر بن عبد الواحد حدثاه عن الأوزاعي عن يحيى. قال قال سليمان لابنه: يا بني عليك بالحبيب الأول، فإن الآخر لا يعدله.
• حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا عبد الله بن
سليمان قال ثنا محمود بن خالد قال ثنا الوليد قال ثنا أبو عمرو عن يحيى. أن سليمان قال لابنه: يا بني لا تعجب ممن هلك كيف هلك، ولكن اعجب ممن نجا كيف نجا، يا بني لا غنى أفضل من صحة جسم، ولا نعيم أفضل من قرة عين.
• حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا عبد الله بن سليمان قال ثنا الحسن بن عرفة قال ثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن يحيى. قال قال سليمان لابنه: إن من عيش السوء نقلا من منزل إلى منزل.
أسند يحيى بن أبي كثير عن عدة من الصحابة رضي الله تعالى عنهم: منهم أنس بن مالك، وأبو كاهل، وعبد الله بن أبي أوفى، ويوسف بن عبد الله بن سلام. وروى عن جلة من التابعين عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وعروة بن الزبير، وسالم بن عبد الله، والقاسم بن محمد، وعبد الله ابن أبي قتادة.
• حدثنا محمد بن الحسن بن كوثر قال ثنا علي بن الفضل قال ثنا يزيد بن هارون قال ثنا هشام بن حسان عن يحيى عن أنس. قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر عند قوم. قال: «أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وتنزلت عليكم الملائكة» . رواه وكيع عن الثوري عن هشام عن يحيى فيما تفرد به عنه زهير بن عباد والمشهور رواية وكيع عن هشام نفسه من دون الثوري ورواه الأوزاعي عن يحيى مثله ورواه طلحة بن زيد عن الخليل بن مرة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
• حدثنا محمد بن علي بن مسلم قال ثنا عثمان بن عمر الضبي قال ثنا وهب ابن جرير قال ثنا عبيس بن ميمون عن يحيى بن أبي كثير عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «من تولى غير ذي نعمته فقد كفر بما أنزل الله على محمد» صلى الله عليه وسلم. غريب من حديث يحيى لم نكتبه إلا من حديث وهب عن عبيس.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا جرير بن عرفة قال ثنا يزيد بن عبد ربه الجرجاني قال ثنا الوليد عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أنس بن مالك
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عرضت علي الأيام فيها يوم الجمعة زهراء منيرة وفيها نكتة سوداء، فقلت ما هذه النكتة؟ قال هي الساعة تقوم يوم الجمعة» . غريب من حديث الأوزاعي عن يحيى متصلا مرفوعا لم نكتبه إلا من هذا الوجه. وقيل: إنه تفرد به يزيد.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا روح بن عبادة قال ثنا هشام بن أبي عبد الله والحسين بن ذكوان عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو اثنين إلا رجل كان يصوم صياما فليصم» . صحيح ثابت من حديث يحيى حدث به الإمام أحمد بن حنبل عن روح بن عبادة ورواه إبراهيم بن طهمان عن حسين بن ذكوان نحوه.
• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا إسماعيل بن عبد الله قال ثنا أبو حذيفة قال ثنا عكرمة بن عمار عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه. قال: جاء غلام لحاطب بن بلتعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فقال:
يا رسول الله لا يدخل حاطب الجنة، وكان حاطب شديدا على الرقيق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«كذبت لا يدخل النار أحد شهد بدرا والحديبية إن شاء الله» . هذا حديث صحيح ثابت من حديث الليث عن أبي الزبير عن جابر عزيز من حديث يحيى لم نكتبه إلا من حديث أبي حذيفة عاليا.
• حدثنا علي بن أحمد بن أبي غسان قال ثنا عبد الرحمن بن خلاد قال ثنا سعدان بن زكريا الدورقي قال ثنا إسماعيل بن يحيى عن سفيان بن أبي إسحاق عن الحارث عن علي والأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن سعيد بن المسيب معا عن علي وابن جريج عن أبي الزبير عن جابر رضي الله تعالى عنه. قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على ثلاث؛ أهل لا إله إلا الله لا تكفروهم بذنب ولا تشهدوا عليهم بشرك، ومعرفة المقادير خيرها وشرها من الله، والجهاد ماض إلى يوم القيامة، لا ينقض ذلك جور جائر، ولا عدل عادل» . هذا حديث غريب من حديث الثوري والأوزاعي وابن جريج تفرد
به اسماعيل بن يحيى وهو التيمى وعنه سعدان بن زكريا.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد وعيسى بن محمد الجريجي. قالا: ثنا الحارث ابن أبي أسامة قال ثنا عبيد الله بن موسى قال ثنا عبد الأعلى بن أعين عن يحيى بن أبي كثير عن عروة بن الزبير عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا وضعت المائدة فليأكل أحدكم مما يليه ولا يتناول من ذروة القصعة إن البركة تأتيها من أعلاها، ولا يقوم رجل حتى ترفع المائدة، ولا يرفع يده وإن شبع حتى يرفع القوم أيديهم وليعذر فإن ذلك يخجل جليسه. فيرفع يده ولعله يكون له في الطعام حاجة، ولا يتناول مما يلي جليسه» . غريب من حديث يحيى تفرد به عنه عبد الأعلى بن أعين وعنه عبيد الله بن موسى ورواه الأئمة والأعلام عن عبيد الله بن موسى منهم أبو بكر بن أبي شيبة وابن كرامة ويوسف القطان.
• حدثنا عمر بن محمد بن السري ومحمد بن حميد. قالا: ثنا أبو القاسم الجصاص قال ثنا سعيد بن عيسى الكريزي. وحدثنا عبد الله بن إدريس قال ثنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ» . هذا حديث غريب من حديث يحيى عن عكرمة لم نكتبه إلا من هذا الوجه.
• حدثنا محمد بن حميد قال ثنا عمر بن أيوب بن مالك السقطي قال ثنا عبد الله ابن عبد الرحيم المروزي قال ثنا إبراهيم بن الأشعث قال ثنا يحيى بن موسى قال ثنا عمر بن راشد عن يحيى بن أبي كثير عن نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه، ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولى به، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليسكت» . هذا حديث غريب من حديث يحيى ونافع مرفوعا متصلا وعيسى بن يونس مروزي يلقب بفنجا وإبراهيم بن الأشعث بخاري يلقب باللام تفرد به عيسى عن عمر.
• حدثنا فاروق بن عبد الكبير الخطابي قال ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا حجاج بن نصير قال ثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة قال حدثني ثابت بن الضحاك الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليس على رجل نذر فيما لا يملك، ولعن المؤمن كقتله، ومن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة، ومن حلف بملة سوى الإسلام كاذبا فهو كما قال، ومن قذف مؤمنا بكفر فهو كقتله» . هذا حديث صحيح ثابت متفق عليه رواه عن يحيى بن أبي كثير من التابعين سليمان التيمى. وغير متابعين من الأئمة والأعلام: الأوزاعي، ومعمر، ومعاوية بن سلام، وعلى بن المبارك، وأبان ابن يزيد العطار، وحرب بن شداد.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا علي بن سعيد الرازي قال ثنا الربيع بن سليمان الجيزي قال ثنا الوليد بن مسلم الدمشقي قال ثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن الحسن عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «إذا بنى الرجل المسلم سبعة أو تسعة أذرع، ناداه مناد من السماء؛ أين تذهب يا أفسق الفاسقين» . غريب من حديث الحسن ويحيى والأوزاعي تفرد به الوليد بن موسى القرشي وهو ضعيف ليس كالوليد ابن مسلم الدمشقى.
مطر الوراق
ومنهم العالم المشفاق، والعامل المنفاق، أبو رجاء مطر الوراق.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا إسحاق بن أحمد قال ثنا عبد الرحمن بن عمر بن رستة قال ثنا أبو داود قال ثنا جعفر بن سليمان. قال سمعت مالك بن دينار يقول: يرحم الله مطرا كان عبد العلم.
• حدثنا أبو حامد ابن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا العباس بن أبي طالب قال ثنا الخليل بن عمر بن إبراهيم. قال سمعت عمي أبا عيسى يقول: ما رأيت مثل مطر في فقهه وزهده.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا على
ابن مسلم قال ثنا سيار قال ثنا جعفر بن سليمان. قال سمعت مالك بن دينار يقول: يرحم الله مطرا إني لأرجو له الجنة.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال حدثني ابن معدان قال ثنا محمد بن زيد قال ثنا عبد الجليل بن الحارث قال حدثتني شيبة بنت الأسود. قالت: رأيت مطرا الوراق وهو يقص.
• حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا أبو همام السكوني قال ثنا ضمرة عن ابن شوذب عن مطر الوراق. قال: لو وزن خوف المؤمن ورجاؤه بميزان التربص لم يوجد أحدهما يزيد على صاحبه شيئا.
• حدثنا أبو بكر الآجري محمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن حسين الحلواني قال ثنا الحكم بن موسى قال ثنا ضمرة بن ربيعة عن عبد الله بن شوذب عن عن مطر الوراق في قوله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} .
قال: هل من طالب علم يعان عليه.
• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا محمد بن أحمد بن راشد قال ثنا عبد الله ابن هانئ المقدسي قال ثنا ضمرة عن ابن شوذب عن مطر. قال: عمل قليل في سنة خير من عمل كثير فى بدعة، ومن عمل عملا في سنة قبل الله منه عمله، ومن عمل عملا في بدعة، رد الله عليه بدعته.
أسند مطر عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه. وروى عن الحسن وابن سيرين، وأبي رجاء العطاردي، ومطرف بن الشخير، وجابر بن زيد، وأبي قلابة، وعن عمرو بن دينار، وعطاء، وعكرمة، ونافع، وعن الحكم، وسعيد بن جبير.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشير بن موسى قال ثنا الحسن ابن موسى الأشيب قال ثنا أبو هلال محمد بن سليم قال ثنا مطر الوراق عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف على تسع نسوة في ضحوة. صحيح ثابت من حديث أنس غريب من حديث مطر تفرد به عنه أبو هلال ولم نكتبه عاليا إلا من حديث الأشيب.
• حدثنا أحمد بن القاسم المعدل والحسن بن علان. قالا: ثنا عبد الله ابن سليمان قال ثنا مطهر بن الحكم قال ثنا علي بن الحسين بن واقد قال ثنا أبي ثنا مطر الوراق عن أنس بن مالك. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«يقال للكافر يوم القيامة أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهبا أكنت تفتدي به، فيقول نعم يا رب! فيقال: كذبت فقد سئلت ما هو أهون من ذلك فأبيت» . هذا حديث صحيح من حديث قتادة، وأبي عمران عن أنس غريب من حديث مطر تفرد به علي بن الحسين عن أبيه عنه.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا الحسن بن عبد ربه الأهوازي قال ثنا معمر بن سهل قال ثنا يوسف بن عطية قال ثنا مطر الوراق عن أنس ابن مالك رضي الله تعالى عنه. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذ أحب الله عبدا قذف حبه في قلوب الملائكة، وإذا أبغض الله عبدا قذف بغضه فى قلوب الملائكة، ثم يقذفه في قلوب الآدميين» . هذا حديث صحيح ثابت من حديث أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه غريب من حديث مطر وأنس لم نكتبه إلا من حديث معمر عن يوسف.
• حدثنا عمر بن محمد بن حاتم قال ثنا جدي محمد بن عبيد الله بن مرزوق قال ثنا عفان قال ثنا همام. قيل لمطر الوراق وأنا عنده: عمن أخذ الحسن الوضوء مما غيرت النار؟ فقال: أخذه الحسن عن أنس، وأخذه أنس عن أبي طلحة، وأخذه أبو طلحة عن النبي صلى الله عليه وسلم. هذا حديث غريب مشهور ثابت من حديث الحسن عن أنس غريب من حديث مطر لم يروه عنه إلا همام حدث به الإمام أحمد بن حنبل عن عفان نحوه.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أبو زرعة الدمشقي وأحمد بن محمد بن يحيى ابن حمزة. قالا: ثنا أبو الجماهر محمد بن عثمان قال ثنا سعيد بن بشير عن مطر الوراق عن الحسن عن سمرة رضي الله تعالى عنه. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم ضع في أرضنا زينتها وسكنها» . لم يرو هذه اللفظة عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا سمرة وهو غريب من حديث مطر تفرد به سعيد بن بشير.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا عبد الوهاب ابن عطاء قال ثنا سعيد عن مطر عن محمد بن سيرين أن ذكوان أبا صالح.
قال: - وأثنى عليه خيرا - حدث عن جابر وأبي سعيد وأبي هريرة رضي الله تعالى عنهم: أنهم نهوا عن الصرف. رفعه رجلان منهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا حديث غريب من حديث مطر تفرد به عنه سعيد بن أبي عروبة ما كتبناه عاليا إلا من حديث عبد الوهاب بن عطاء.
• حدثنا أبو بكر محمد بن عمر بن سلم الحافظ قال ثنا عبد الله بن بشير بن صالح قال ثنا أحمد بن المفضل قال ثنا داود بن الزبرقان عن مطر وأيوب عن محمد عن أبي هريرة رضي الله عنه. قال: «نهى عن الاختصار في الصلاة» . صحيح ثابت من حديث محمد عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه غريب من حديث مطر تفرد به داود بن الزبرقان.
أوس بن عبد الله
ومنهم المجانب للأهواء والآراء، المفارق للتلاعن والأسواء، أوس ابن عبد الله أبو الجوزاء.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا علي بن عبد العزيز قال ثنا عارم بن النعمان قال ثنا حماد بن زيد عن عمرو بن مالك النكري عن أبي الجوزاء. قال: لأن أجالس القردة والخنازير، أحب إلي من أن أجالس رجلا من أهل الأهواء
• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني قال ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال ثنا أبو الربيع قال ثنا حماد بن زيد عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء.
قال: والذي نفسي بيده لأن تمتلئ داري قردة وخنازير، أحب إلي من أن يجاورنى أحد من أهل الاهواء، ولقد دخلوا في هذه الآية {ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا} الآية.
• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا أحمد بن الحسين قال ثنا علي بن المديني قال ثنا حماد بن زيد عن عمرو بن مالك النكري. قال سمعت أبا الجوزاء يقول:
ما لعنت شيئا قط، ولا أكلت شيئا ملعونا، ولا آذيت أحدا قط.
• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان. قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب قال ثنا يحيى بن عمرو بن مالك النكري. قال:
سمعت أبي يحدث عن أبي الجوزاء: أنه لم يلعن شيئا قط، ولم يأكل شيئا ملعونا قط. وكان يعطي خادمه الدرهمين والثلاثة في الشهر حتى لا يلعن طعامه اذا أصابه حر التنور ووقود القدر.
• حدثنا علي بن الفضل قال ثنا محمد بن أيوب قال ثنا سليمان بن حرب قال ثنا حماد بن زيد عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء. قال: جاورت ابن عباس اثنتي عشرة سنة في داره، وما من القرآن آية إلا وقد سألته عنها، وكان رسولي يختلف الى أم المؤمنين غدوة وعشية فما سمعت من أحد من العلماء ولا سمعت أن الله تعالى يقول: لذنب إني لا أغفره إلا الشرك به.
• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا أحمد بن سليمان قال ثنا محمد بن عبد الملك قال ثنا يحيى بن عمرو بن مالك النكري. قال سمعت أبي يقول: كان أبو الجوزاء يقول لو أن أناسا من فقهائكم وأغنيائكم انطلقوا إلى رجل فقيه غني فسألوه كوزا من ماء أكان يعطيهم؟ قالوا يا أبا الجوزاء: ومن يمنع كوزا من ماء، قال أبو الجوزاء والله لا الله أجود بجنته من ذلك الرجل بذلك الكوز من ماء.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا حاتم بن الليث الجوهري قال ثنا مسلم بن إبراهيم قال ثنا سعيد بن زيد عن عمرو بن مالك: أن أبا الجوزاء لم يكذب قط.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا حاتم الجوهري قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن زيد عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء. قال:
ما رأيت أحدا قط؟
(1)
.
• حدثنا محمد بن أحمد في كتابه قال ثنا محمد بن جعفر ابن سعيد الأشعري قال ثنا حميد بن مسعدة قال ثنا نوح بن قيس قال ثنا سليمان بن علي: أن أبا الجوزاء كان يواصل سبعة أيام وسبع ليال؛ ثم يقبض
(1)
كذا فى الاصلين.
على ذراع الرجل الشاب فيكاد يحطمها.
• أخبرنا محمد بن أحمد في كتابه قال ثنا محمد بن أيوب قال ثنا حفص بن عمر النمري قال ثنا حماد بن زيد قال ثنا عمرو بن مالك. قال: بينما نحن يوما عند أبي الجوزاء يحدثنا إذخر رجل فاضطرب، فوثب أبو الجوزاء فسعى قبله فقيل: يا أبا الجوزاء إنه رجل به الموت فقال إنما كنت أراه من هؤلاء القفازين ولو كان منهم لأمرت به وأخرجته من المسجد إنما ذكرهم الله فقال: تفيض أعينهم وتقشعر جلودهم.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد قال ثنا علي بن مسلم قال ثنا سيار قال ثنا جعفر عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء. قال: والذي نفسي بيده إن الشيطان ليلزم بالقلب حتى ما يستطيع صاحبه ذكر الله. ألا ترونهم في المجالس يأتي على أحدهم عامة يومه لا يذكر الله إلا حالفا، والذي نفس أبي الجوزاء بيده ما له في القلب طرد إلا قول لا إله إلا الله، ثم قرأ {وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا} .
• حدثت عن عبدان بن أحمد قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا عفان قال ثنا سعيد بن يزيد قال ثنا عمرو بن مالك. قال سمعت أبا الجوزاء يقول:
نقل الحجارة أهون على المنافق من قراءة القرآن.
أسند أبو الجوزاء عن عبد الله بن عباس، وعن عائشة رضي الله تعالى عنهما وعن الجماعة.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا علي بن عبد العزيز قال ثنا مسلم بن إبراهيم قال ثنا أبو هلال الراسبي قال ثنا عقبة بن أبى بييت الراسبي عن أبي الجوزاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أهل الجنة من ملأ أذنيه من ثناء الناس خيرا وهو يسمع، وأهل النار من ملأ أذنيه من ثناء الناس شرا وهو يسمع» . غريب من حديث أبي الجوزاء لم يرفعه ولم يسنده إلا مسلم عن أبي هلال.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال ثنا عقبة ابن مكرم قال ثنا سعيد بن سفيان الجحدري قال ثنا الحسن بن أبي جعفر عن
عقبة بن أبى بييت الراسبي عن أبي الجوزاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اذكروا الله ذكرا يقول المنافقون إنكم تراءون» . غريب من حديث أبي الجوزاء لم يوصله إلا سعيد عن الحسن.
• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود الطيالسي قال ثنا نوح بن قيس قال حدثني عمرو بن مالك النكري عن أبي الجوزاء عن ابن عباس رضي الله عنه. قال: كانت امرأة تصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم من أجمل الناس، فكان الناس يصلون في آخر صفوف الرجال لينظروا إليها. قال: وكان أحدهم ينظر اليها من تحت إبطه، وكان أحدهم يتقدم إلى الصف حتى لا يراها، فأنزل الله تعالى هذه الآية {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} . غريب من حديث أبي الجوزاء عن ابن عباس تفرد برفعه نوح بن قيس.
• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب قال ثنا يحيى بن عمرو بن مالك النكري عن أبيه عن أبي الجوزاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه. قال: ضرب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خباء على قبر، ولا يحسب أنه قبر، فإذا هو فيه بإنسان يقرأ سورة تبارك الذي بيده الملك حتى ختمها. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ضربت خبائي على قبر وأنا لا أحسب أنه قبر فإذا إنسان يقرأ سورة تبارك حتى ختمها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«هي المانعة، هي المنجية، تنجيه من عذاب القبر» . غريب من حديث أبي الجوزاء لم نكتبه مرفوعا مجودا إلا من حديث يحيى بن عمرو عن أبيه.
• حدثنا فاروق الخطابي قال ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا حجاج بن منهال قال ثنا همام عن أبان بن أبي عياش قال ثنا أبو الجوزاء عن عائشة رضي الله تعالى عنها. حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل في الصلاة.
قال: «الله أكبر؛ ونحن نقول الله أكبر، سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك» وكان إذا ركع. قال: «اللهم لك
ركعت، وبك آمنت أنت ربي، وعليك توكلت» وإذا قال سمع الله لمن حمده.
قال: «اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد» وإذا سجد. قال: «اللهم لك سجدت وبك آمنت، وأنت ربي عليك توكلت» وإذا تشهد ذكر التشهد ويتبعه «أشهد أن وعدك حق، وأن لقائك حق، وأشهد أن الجنة حق، وأشهد أن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور، إن الله لا يخلف الميعاد» . هذا حديث ثابت مشهور من حديث أبي الجوزاء عن عائشة رضي الله تعالى عنها ورواه سعيد بن أبي عروبة وإسرائيل عن أبان نحوه.
• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود الطيالسي قال ثنا عبد الرحمن بن بديل العقيل عن أبيه عن أبي الجوزاء عن عائشة رضي الله تعالى عنها. قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه لم يسجد حتى يستوي قائما، وإذا سجد رفع رأسه لم يسجد حتى يستوي قاعدا، وكان يفترش قدمه اليسرى
(1)
ويرفع قدمه اليمنى، وكان يقول في كل ركعتين: التحيات لله وكان ينهى عن عقب الشيطان وعن افتراش كافتراش السبع والكلب، وكان يختم الصلاة بالتسليم. رواه يزيد بن هارون ويزيد بن زريع وعيسى بن يونس عن حسين المعلم عن بديل عن أبي الجوزاء نحوه وهو صحيح أخرجه مسلم في صحيحه.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا سعيد بن عامر عن سعيد بن أبي عروبة عن بديل عن أبي الجوزاء عن عائشة رضي الله تعالى عنها. قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين ويختمها بالتسليم. صحيح ثابت من حديث أبي الجوزاء لم نكتبه عاليا إلا من هذا الوجه.
(1)
كذا فى ز وفى ج وت. وكان يفرش قدمه اليسرى تحت قدمه اليمنى.
يزيد بن حميد الضبعي
ومنهم المتعبد السياح، والمتعوذ الصياح، يزيد بن حميد الضبعي أبو التياح
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني محمد بن عبيد بن حساب قال ثنا جعفر بن سليمان. قال قال أبو التياح:
كان الرجل يقرأ عشرين سنة لا يشعر به جيرانه.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا سيار قال ثنا جعفر. قال سمعت أبا التياح يقول: أدركت أبي ومشيخة الحي إذا صام أحدهم ادهن ولبس صالح ثيابه، ولقد كان الرجل يقرأ عشرين سنة ما يعلم به جيرانه.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثنا سيار قال حدثنا جعفر. قال: دخلنا على أبي التياح نعوده. فقال: والله إنه لينبغي للرجل المسلم أن يزيده ما يرى في الناس من التهاون بأمر الله أن يزيده ذلك جدا واجتهادا ثم بكى.
أسند أبو التياح: عن أنس بن مالك، وأبي عثمان النهدي، ومطرف بن عبد الله بن الشخير، وابن أبي مليكة، وأبي حمزة، وإسحاق بن سويد رضي الله تعالى عنهم. وروى عنه: شعبة والحمادان وعبد الوارث، قليل الحديث عامة حديثه في الصحاح.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا العباس بن الفضل الأزرق قال ثنا عبد الوارث عن أبي التياح عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه. قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة نزل على علو المدينة في حي يقال لهم بنو عمرو بن عوف، فأقام أربع عشرة ليلة ثم أرسل إلى ملأ بني النجار فجاءوا متقلدين سيوفهم، قال: فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته وأبو بكر رديفه وملأ بني النجار حوله، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى حيث أدركته الصلاة، ويصلى فى مراعى
الغنم، ولا يصلى فى أعطان الإبل. قال: ثم أمر بالمسجد فأرسل إلى ملأ بني النجار. فقال: «ثامنوني بحائطكم هذا» . فقالوا: والله ما نطلب ثمنه إلا إلى الله. قال: فكان فيها قبور المشركين وكان فيه خرب ونخل؛ فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين فنبشت، وأمر بالخرب فسويت، وأمر بالنخل فقطع. قال: فوضعوا النخل فجعل قبل المسجد فجعلوا ينقلون ذلك الصخور فيرتجزون ويرتجز معهم وهم يقولون:
اللهم لا خير إلا خير الآخره
…
فاغفر للأنصار والمهاجره
صحيح متفق عليه من حديث أبي التياح رواه عنه شعبة وحماد بن سلمة في آخرين وأتمهم سياقا عبد الوارث عنه.
• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود الطيالسي قال ثنا شعبة عن أبي التياح عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه.
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يسروا ولا تعسروا، وسكنوا ولا تنفروا» . صحيح متفق عليه من حديث شعبة رواه الإمام أحمد بن حنبل عن يحيى بن سعيد عن شعبة.
• حدثنا فاروق الخطابي قال ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا سليمان بن حرب.
وحدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد قال ثنا الفضل بن الحباب قال ثنا أبو الوليد الطيالسي. قالا: ثنا شعبة عن أبي التياح عن أنس بن مالك. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: «لما كان يوم حنين قالت الأنصار والله إن هذا لمن العجب: إن سيوفنا تقطر من دماء قريش وإن غنائمنا - أحسبه قال - معهم قال: فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث إلى الأنصار خاصة. فقال ما الذي بلغني عنكم وكانوا لا يكذبون؟ فقالوا! فقال النبي صلى الله عليه وسلم «أما ترضون أن يذهب الناس بالغنائم وتذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيوتكم» ثم قال صلى الله عليه وسلم: «لو سلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار» . صحيح ثابت متفق عليه حدث به الامامان اسحاق ابن راهويه والبخاري عن أبي الوليد وسليمان بن حرب جميعا عن شعبة.
• حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا جعفر بن مهران وشيبان. قالا: ثنا عبد الوارث عن أبي التياح عن أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه. قال: أوصاني خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أرقد. صحيح متفق عليه من حديث عبد الوارث عن أبي التياح.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن عبدوس بن كامل قال ثنا علي بن الجعد قال أخبرنا شعبة عن أبي التياح قال سمعت مطرفا يحدث عن عمران بن حصين. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أقل ساكني الجنة النساء» . صحيح ثابت عن شعبة عن أبي التياح. ورواه حماد بن سلمة عن أبي التياح. وإبراهيم بن طهمان عن الحجاج بن الحجاج عن أبي التياح. .
جابر بن زيد
قال الشيخ: ومنهم المتخلي بعلمه عن الشبه والظلماء، والمتسلي بذكره في الوعورة والوعثاء، جابر بن زيد أبو الشعثاء. كان للعلم عينا معينا، وفي العبادة ركنا مكينا، وكان إلى الحق آئبا، ومن الخلق هاربا، تأخر ذكره عن طبقته وهو من قدماء التابعين.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا أبي قال ثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال سمعت عطاء قال قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه: لو نزل أهل البصرة بجابر بن زيد لأوسعهم علما من كتاب الله عز وجل.
• حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قلل ثنا محمد ابن إسحاق الثقفي قال ثنا محمد بن الصباح وعبد الجبار بن العلاء. قالا:
ثنا سفيان عن عمرو قال أخبرني عطاء أنه سمع ابن عباس يقول: لو نزل أهل البصرة عند قول جابر بن زيد لوسعهم علما عما في كتاب الله عز وجل.
• حدثنا محمد بن أحمد في كتابه قال ثنا موسى بن إسحاق قال ثنا عمرو بن علي قال ثنا عرعرة بن البرند قال حدثني تميم بن جرير السلمي عن الرباب. قال:
سألت ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عن شيء. فقال: تسألوني وفيكم جابر بن زيد.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا محمود بن غيلان قال ثنا الفضل بن موسى وزيد بن الحباب. قالا: ثنا يزيد بن عقبة عن الضحاك الضبي. قال: لقي ابن عمر جابر بن زيد في الطواف فقال: يا جابر إنك من فقهاء أهل البصرة وإنك ستستفتى؛ فلا تفتين إلا بقرآن ناطق، أو سنة ماضية، فإنك إن فعلت غير ذلك فقد هلكت وأهلكت.
• حدثت عن عقبة ابن مكرم قال ثنا يونس بن بكير قال حدثني سعيد بن عبد الله البصري قال حدثني زياد بن جبير. قال: سألت جابر بن عبد الله الأنصارى عن مسئلة.
فقال فيها، ثم قال: كيف تسألوننا وفيكم أبو الشعثاء.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا أبي قال ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار. قال: ما رأيت أحدا أعلم بالفتيا من جابر بن زيد.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا حاتم بن الليث الجوهري قال ثنا عارم قال ثنا حماد بن زيد عن خالد بن فضالة الأزدي عن إياس بن معاوية.
قال: أدركت أهل البصرة وفقيههم جابر بن زيد من أهل عمان.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا محمد بن العباس الأخرم قال ثنا نصر بن علي قال ثنا محمد محمد بن سوار قال ثنا أبو الحباب. قال: لما دفن جابر بن زيد قال قتادة اليوم دفن علم الأرض.
• حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال ثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال ثنا محمد بن الصباح وعبد الجبار بن العلاء. قالا: ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار. قال قال لي أبو الشعثاء: كتب الحكم بن أيوب نفرا للقضاء أنا منهم، أي عمرو
(1)
فلو ابتليت بشيء منه لركبت راحلتي وهربت في الأرض.
• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان. قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا عبد الجبار بن العلاء قال ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار. قال قال لي جابر بن زيد: إن لي ناقة أقف عليها بعرفة، ما يسرني أن لي كل بعير
(1)
كذا فى ج. وفى ت: انا واحدهم فلو ابتليت الخ.
بعرفة مكانها، أعطيت بها مائتي دينار فلم أبعها. قال سفيان: وحدثنا بعض البصريين: أن جابر بن زيد خرج على ناقة له بالهلال فوافى الموسم.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا الجوهري قال ثنا الفضل بن دكين قال ثنا محمد بن برجان. قال: رأيت أبا الشعثاء جابر بن زيد سابق الحجاج يسير إحدى عشرة، اثنتي عشرة.
• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد قال ثنا عبد الله بن عبد الله بن عبد العزيز قال ثنا سويد بن سعيد قال ثنا زياد بن الربيع عن صالح الدهان عن جابر بن زيد. قال: نظرت في أعمال البر فإذا الصلاة تجهد البدن ولا تجهد المال، والصيام مثل ذلك، والحج يجهد المال والبدن. فرأيت أن الحج أفضل من ذلك كله.
• حدثنا محمد بن أحمد قال ثنا عبد الله بن محمد البغوي قال ثنا نصر بن علي قال ثنا زياد بن الربيع عن صالح الدهان. أن جابر بن زيد: كان لا يماكس في ثلاث؛ في الكراء إلى مكة، وفي الرقبة يشتريها للعتق، وفي الأضحية. وقال:
كان جابر بن زيد لا يماكس في كل شيء يتقرب به إلى الله عز وجل.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد قال ثنا علي بن مسلم قال ثنا سيار قال ثنا جعفر قال ثنا مالك بن دينار. قال: خرج جابر بن زيد بسواد، فأخذ قصبة من حائط فجعل يطرد بها الكلاب، فلما أصبح ردها في الحائط.
• حدثنا محمد بن أحمد قال ثنا عبد الله بن محمد البغوي قال ثنا نصر بن علي قال ثنا زياد بن الربيع عن صالح الدهان. أن جابر بن زيد كان يتحدث مع بعض أهله فمر بحائط قوم فانتزع منه قصبة فجعل يطرد بها الكلاب عن نفسه؛ فلما أتى البيت وضعها في المسجد. فقال لأهله:
احتفظوا بهذه القصبة فانى مررت بحائط قوم فانتزعتها منه. قالوا سبحان الله يا أبا الشعثاء! ما بلغ بقصبة؟ فقال: لو كان كل من مر بهذا الحائط أخذ منه قصبة لم يبق منه شيء، فلما أصبح ردها.
• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد قال ثنا محمد بن سهل قال ثنا حميد بن
مسعدة قال ثنا الفضل بن العلاء قال ثنا عثمان بن حكيم عن جابر بن زيد. قال:
إذا جئت يوم الجمعة فقف على الباب، وقل: اللهم اجعلني اليوم أوجه من توجه إليك، وأقرب من تقرب إليك، وأنجح من دعاك وطلب إليك.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا هارون بن عبد الله قال ثنا سيار قال ثنا ابن زيد قال ثنا الحجاج بن أبي عيينة. قال: كان جابر بن زيد يأتينا في مصلانا، قال فأتانا ذات يوم عليه نعلان خلقان. فقال: مضى من عمري ستون سنة نعلاي هاتان أحب إلي مما مضى، إلا يك خيرا قدمته.
• حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا أبو معمر صالح بن حرب قال ثنا خالد بن زيد الهدادي قال ثنا صالح الدهان. قال
إن جابر بن زيد كان إذا وقع في يده درهم
(1)
ستوق كسره ورمى به، يعني لئلا يغري به مسلما.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا أبو عبد الصمد العمي قال ثنا مالك بن دينار. قال: دخل على جابر بن زيد وأنا أكتب، فقلت له كيف ترى صنعتي هذه يا أبا الشعثاء؟ قال نعم الصنعة صنعتك، ما أحسن هذا تنقل كتاب الله عز وجل من ورقة إلى ورقة وآية إلى آية وكلمة إلى كلمة هذا الحلال لا بأس به.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد قال ثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال ثنا جعفر بن سليمان قال ثنا مالك بن دينار. قال: سألت جابر بن زيد قلت قول الله تعالى {ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات} . قال: ضعف عذاب الدنيا، وضعف عذاب الآخرة {ثم لا تجد لك علينا نصيرا} .
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال ثنا شيبان بن أبي شيبة قال ثنا سلام بن مسكين قال ثنا مالك بن دينار. قال:
جاءني جابر بن زيد وقال انطلق بنا حتى نسمع من قراءة نصر بن عاصم،
(1)
الدرهم الستوق: المزيف من هامش ج.
قال فلما انطلقنا جلسنا فقرأ {وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم} . فقال جابر: أما إن مع قراءتكم هذه هو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا عبد الجبار قال ثنا سفيان عن عمرو بن أيوب عن ابن سيرين. قال: كان أبو الشعثاء مسلما عند الدينار والدرهم - يعني كان ورعا عندهم -.
• حدثنا أبو حامد قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا عبد الجبار بن العلاء قال ثنا سفيان عن عمرو. قال قال أبو الشعثاء: يا عمرو ما أملك من الدنيا إلا حمارا.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا أبو عمير الحارث بن عمير. قال قيل لجابر بن زيد عند الموت: أي شيء تريد - أو تشتهي؟ قال نظرة إلى الحسن.
• أخبرنا محمد بن أحمد في كتابه قال ثنا محمد بن أيوب قال ثنا سليمان بن حرب قال ثنا حماد بن زيد قال ثنا حبيب بن الشهيد عن ثابت. قال: لما ثقل جابر بن زيد قيل له ما تشتهي؟ قال: نظرة إلى الحسن، قال فأتيت الحسن فأخبرته فركب إليه فلما دخل عليه قال لأهله أرقدوني فجلس فما زال يقول: أعوذ بالله من النار وسوء الحساب.
• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا محمد بن عبد الله بن رسته قال ثنا محمد ابن عبيد بن حساب قال ثنا حماد بن زيد قال ثنا حجاج بن أبى عيينة عن هند بنت المهلب - وذكروا عندها جابر بن زيد -، فقالوا إنه كان أباضيا.
فقالت: كان جابر بن زيد أشد الناس انقطاعا إلي وإلى أمي فما أعلم شيئا كان يقربني إلى الله إلا أمرني به، ولا شيئا يباعدني عن الله عز وجل إلا نهاني عنه، وما دعاني إلى الأباضية قط ولا أمرني بها، وإن كان ليأمرني أن أضع الخمار.
ووضعت يدها على الجبهة.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر قال ثنا أبو بكر بن نافع قال ثنا أمية بن خالد قال ثنا شعبة عن مطر الوراق عن جابر بن
زيد. قال: لأن أتصدق بدرهم على يتيم أو مسكين أحب إلي من حجة بعد حجة الإسلام.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني الحسن ابن عبد العزيز المصري قال ثنا يحيى بن حسان قال ثنا قريش بن حيان عن مالك بن دينار. قال: جاءني جابر بن زيد فحضرت الصلاة فأبى أن يؤمني وقال: ثلاث ربهن أحق بهن؛ رب البيت أحق بالإمامة في بيته، ورب الفراش أحق بصدر فراشه، ورب الدابة أحق بصدر دابته.
أسند الكثير من الحديث عن ابن عباس، وابن عمر. وروى عنه عمرو ابن دينار وقتادة وعمرو بن هرم.
• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا حبيب بن يزيد الأنماطي قال ثنا عمرو بن هرم عن جابر بن زيد. أن ابن عباس جمع بين الظهر والعصر وزعم أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة الظهر والعصر. رواه عمرو بن دينار عن أبى الشعثاء.
• حدثناه الحسن ابن محمد بن كيسان قال ثنا موسى بن هارون قال ثنا داود بن عمرو قال ثنا محمد ابن مسلم عن عمرو بن دينار. قال سمعت أبا الشعثاء يقول: قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثماني ركعات جميعا، وسبع ركعات جميعا، من غير مرض ولا علة. رواه معمر وروح بن القاسم وحماد بن زيد عن عمرو مثله
(1)
.
• حدثنا علي بن هارون بن محمد قال ثنا يوسف بن يعقوب القاضي قال ثنا سليمان بن حرب قال ثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه. قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب وهو يقول: «السراويل لمن لم يجد الازار، والخفان لمن لم يجد النعلين» . رواه عمرو بن دينار وأيوب السختياني وأشعث بن سوار
(1)
للعلامة ابن رسول البرزنجى الشافعى كتاب فى الجمع بين الصلاتين بعذر وبغير عذر اعتمد فيه على ما ذهب اليه ابن عباس.
والثوري وشعبة وابن جريج وسعيد بن زيد وهشيم.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا أحمد بن علي بن المثنى قال ثنا هدبة بن خالد قال ثنا همام عن قتادة عن جابر عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم أريد على ابنة حمزة. فقال: «إنها لا تصلح لي إنها ابنة أخي من الرضاعة، ويحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب» . هذه الأحاديث الثلاثة متفق على صحتها.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عبدان بن أحمد قال ثنا جبارة بن المغلس قال ثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نسي الصلاة علي أخطأ طريق الجنة» . غريب من حديث جابر وعمرو لم نكتبه إلا من حديث جبارة تفرد به.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا السري بن سهل قال ثنا عبد الله بن رشيد قال ثنا مجاعة بن الزبير عن قتادة عن جابر عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «يؤتى بالشهيد يوم القيامة فينصب للحساب، ثم يؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان، ولا ينشر لهم ديوان، فيصب لهم الأجر صبا، حتى أن أهل العافية ليتمنون في الموقف أن أجسادهم قرضت بالمقاريض من حسن ثواب الله عز وجل لهم» . هذا حديث غريب من حديث جابر وقتادة تفرد به عنه مجاعة.
• حدثنا محمد بن علي بن حبيش قال ثنا أحمد بن عبد الجبار قال ثنا ابراهيم ابن محمد بن عرعرة قال ثنا معتمر بن سليمان عن الحكم بن أبان عن الغطريف أبي هارون عن جابر عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح الأمين. قال: «يؤتى بحسنات العبد وسيئاته فيقص بعضها ببعض، فإذا بقيت حسنة وسع الله له في الجنة» . هذا حديث غريب من حديث جابر والغطريف تفرد به عنه الحكم بن أبان العدنى.
داود بن أبي هند
ومنهم العالم المثبت، والزاهد المخبت، داود بن أبي هند.
• حدثنا محمد بن حميد قال ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار قال ثنا عمرو ابن محمد الناقد قال ثنا سفيان بن عيينة قال أخبروني عن ابن جريج. قال:
لقيت داود بن أبي هند فرأيته ينزع العلم نزعا.
• حدثنا محمد بن حميد قال ثنا أحمد بن الحسن قال ثنا عمرو الناقد قال ثنا سفيان. قال قال أبي: دخلت واسط وبها داود بن أبي هند فسمعتهم يقولون هذا داود القارئ.
• حدثنا محمد بن علي قال ثنا علي بن أحمد بن سليمان قال ثنا محمد بن أبي خيرة قال ثنا سفيان ابن عيينة قال حدثني أبي. قال: رأيت داود بن أبى هند بواسط وأنه لشاب يقال له: داود القارئ، ولقد كان يفتي في زمن الحسن.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا أبو بكر بن أبي عاصم قال ثنا ابن عبد الأول قال سمعت يزيد بن زريع يقول: كان داود بن أبي هند مفتي أهل البصرة.
• حدثنا أحمد بن عبيد الله قال ثنا عبد الله بن وهب قال ثنا أبو عيسى ابن النحاس قال ثنا ضمرة بن ربيعة قال ثنا سفيان الثوري. قال: سمعت داود بن أبي هند - وكان عاقلا - يقول: إنك إذا أخذت بالذي أجمعوا عليه لم يضرك الذي اختلفوا فيه، وإن الذي اختلفوا فيه هو الذي نهوا عنه.
• حدثنا أبو الحسن سهل بن عبد الله التستري قال ثنا الحسن بن سهل المجوز البصري قال ثنا مسلم بن إبراهيم وسليمان بن حرب. قالا: ثنا حماد ابن زيد. قال: قلت لداود بن أبي هند: ما قلت في القدر؟ قال: أقول ما قال مطرف لم نوكل إلى القدر وإليه نصير.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا سالم بن عصام قال ثنا محمد بن مرزوق قال ثنا الأنصاري. قال: رأيت داود بن أبي هند وعوف بن أبي جميلة، قد تكلما في القدر حتى أخذ كل واحد منها برأس صاحبه، وكان داود مثبتا.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال في كتابي عن محمد بن أبان المديني
قال ثنا يحيى بن الفضل الخرقي قال ثنا سعيد بن عامر. قال قال داود بن أبي هند: أتيت الشام فلقيني غيلان. فقال: يا داود إني أريد أن أسألك عن مسائل؟ قلت: سلني عن خمسين مسألة، وأسألك عن مسألتين. قال: سل يا داود. قلت: أخبرني ما أفضل ما أعطي ابن آدم؟ قال: العقل، قلت:
فأخبرني عن العقل هو شيء مباح للناس من شاء أخذه، ومن شاء تركه، أو هو مقسوم بينهم؟ قال: فمضى ولم يجبني.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أبو العباس الهروي قال سمعت أبا موسى محمد بن المثنى يقول سمعت ابن أبي عدي يحدث عن داود بن أبى هند. قال: بينا أنا نائم إذ أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي. فقال أحدهما للآخر: انظر! انظر! فأدخل يده فى فمى. فقال:
كم من خير تكلمت به، وقال أحدهما للآخر: انظر! فنظر إلى رجلي.
فقال: كم من خير مشيت فيه، ثم قال: لم يأن له فارتفعا عني.
• حدثنا أبو حامد ابن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا حاتم بن الليث قال ثنا يحيى بن معين قال ثنا سفيان. قال سمعت داود بن أبي هند يقول: أصابني الطاعون زمن الطاعون، فأغمي علي فكأن اثنين أتياني. فقال أحدهما لصاحبه أي شيء تجد؟ قال: أجد به تسبيحا وتكبيرا، وخطوا إلى المساجد، وشيئا من قراءة القرآن؛ ثم قاما فبرأت، وأقبلت على قراءة القرآن فحفظته ولم أكن أحفظه قبل ذلك.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا محمد بن أحمد بن سليمان قال ثنا محمد بن المثنى. قال سمعت ابن أبي عدي يقول: أقبل علينا داود بن أبي هند. فقال: يا فتيان أخبركم لعل بعضكم أن ينتفع به، كنت وأنا غلام أختلف إلى السوق فإذا انقلبت إلى بيتي جعلت على نفسي أن أذكر الله تعالى إلى مكان كذا وكذا، فإذا بلغت ذاك المكان جعلت على نفسي أن أذكر الله تعالى إلى مكان كذا وكذا، حتى آتي المنزل.
• حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثني الفضل بن جعفر عن عمرو بن علي
قال سمعت ابن أبي عدي يقول: صام داود أربعين سنة لا يعلم به أهله، وكان خرازا يحمل معه غداه من عندهم فيتصدق به في الطريق، ويرجع عشيا فيفطر معهم.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا يحيى بن عبد الله القسام قال ثنا أبو سيار قال ثنا أبو بكر بن خلاد. قال سمعت سفيان بن عيينة يقول حدثني أبي قال: كنا إذا قدم داود بن أبي هند خرجنا نتلقاه ننظر إلى هيئته وسمعته وتشميره.
• حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه قال ثنا أحمد بن محمد بن سهل قال ثنا أبو بشر يحيى بن محمد قال ثنا إبراهيم بن أبي شيبة العبدى قال ثنا داود ابن أبي هند. قال: اثنتان لو لم يكونا لم ينتفع أهل الدنيا بدنياهم؛ الموت والأرض تنشف الندا.
أسند داود بن أبي هند عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه. وروى عن سعيد بن المسيب، وأبي عثمان النهدي، وأبي العالية، وأبي قلابة، والحسن، وابن سيرين، وزرارة بن أوفى، وأبي الشعثاء، وشهر بن حوشب، وعن الشعبي، وعن سماك، وعن عكرمة، وجابر، ومجاهد، وعطاء بن أبي رباح، وأبي الزبير، ونافع، وعن مكحول، وعطاء الخراساني، وعلي بن أبي طلحة، وغيرهم.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن أبى سفيان البلدى قال ثنا المعلى ابن مهدي قال ثنا أبو شهاب الحناط عن داود عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما، فإن كان مظلوما فخذ له، وإن كان ظالما فاحجزه عن ظلمه، فإن ذلك نصره» هذا حديث صحيح من حديث أنس غريب من حديث داود عنه تفرد به معلى عن أبي شهاب.
• حدثنا أبي قال ثنا عبدان بن أحمد قال ثنا أبو الطاهر بن السراج قال ثنا خالي أبو رجاء عبد الرحمن بن عبد الحميد قال حدثني يحيى بن أيوب عن داود
ابن أبي هند عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: «إن الله تعالى بنى الفردوس بيده وحظرها على كل مشرك، وكل مدمن للخمر سكير» غريب من حديث داود عن أنس رضي الله تعالى عنه لم يروه عنه إلا يحيى بن أيوب المعافري المصري تفرد به عنه أبو رجاء.
• حدثنا محمد بن حميد بن سهيل قال ثنا عبد الله بن إسحاق المدائني قال ثنا محمد بن حاتم المؤدب قال ثنا عمار بن محمد قال ثنا ليث بن أبي سليم عن داود عن أنس بن مالك. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فو ربك لنسئلنهم أجمعين عما كانوا يعملون، قال عن قول لا إله إلا الله» . غريب من حديث داود وليث لم نكتبه إلا من حديث عمار بن محمد عنه.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا عبد الوهاب بن عطاء قال ثنا داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيب. قال قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه على هذا المنبر - يعني منبر المدينة -: إني لأعلم أقواما سيكذبون بالرجم يقولون: ليس في القرآن، ولولا أني أكره أن أزيد في القرآن ما ليس فيه لكتبت في آخر ورقة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجم، ورجم أبو بكر، وأنا قد رجمت. هذا حديث ثابت مشهور رواه عن سعيد بن المسيب يحيى بن سعيد الأنصاري وداود وغيرهما.
• حدثنا أبو يعلى الحسين بن محمد الزبيري وأبو نصر أحمد بن الحسين المرواني. قالا: ثنا محمد بن سليمان بن فارس قال ثنا محمد بن القاسم الطايكاني
(1)
قال ثنا عمرو بن هارون عن داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الرجل الصالح يأتي بالخبر الصالح، والرجل السوء يأتي بالخبر السوء» . غريب من حديث سعيد وداود لم نكتبه إلا من حديث محمد بن القاسم عن عمرو بن هارون وهو البلخى.
• حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد قال ثنا محمد بن يونس الكديمي قال ثنا عمر بن حبيب قال ثنا داود بن أبي هند عن أبى عثمان النهدى
(1)
ويقال الطايقانى ببلدة بنواحى بلخ وينسب اليها هذا ذكره فى الانساب.
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه. قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يزال أهل المغرب ظاهرين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة» هذا حديث ثابت مشهور رواه عن داود الأئمة منهم شعبة وابن عيينة وغيرهما لم نكتبه عاليا إلا من حديث عمر بن حبيب عنه.
• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحسن بن موسى الأشيب وعفان بن مسلم. قالا: ثنا حماد بن سلمة قال ثنا داود بن أبي هند عن أبي العالية عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى على وادي الأزرق. فقال: «أي واد هذا؟» قالوا: وادي الأزرق.
قال: «كأنى انظر إلى موسى وله جؤار الى ربه عز وجل بالتلبية» ثم مر على ثنية. فقال: «ما هذه الثنية؟ قيل: ثنية كذا وكذا
(1)
. فقال: «كأني أنظر إلى يونس بن متى على ناقة جعدة حمراء، خطامها من ليف، وعليه جبة من صوف» . ثابت مشهور من حديث داود عن أبي العالية رواه عنه الناس.
• حدثنا محمد بن عمر بن سلم قال ثنا أحمد بن الحسين الصوفي قال ثنا عمر ابن سهل قال ثنا عبد الله بن تمام قال ثنا داود بن أبي هند عن محمد بن سيرين عن حكيم بن حزام رضي الله تعالى. قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: إني قد بورك لي في التجارة فأبيع البيع ثم أشتريه؟ قال: «لا» غريب من حديث داود لم نكتبه إلا بهذا الإسناد عن شيخ هذا الشيخ.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا إدريس بن جعفر قال ثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا داود عن الحسن عن جندب رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنك الله بشيء من ذمته» . هذا حديث ثابت مشهور رواه عن داود خالد بن عبد الله والمعتمر والناس، واختلف على داود فيه فرواه أبو بكر بن أبي شيبة عن يزيد عن داود عن أنس بن سيرين عن جندب ورواه عبيد الله بن تمام عن داود عن الحسن عن سمرة. وصوابه ما رواه خالد، والمعتمر، والناس عن داود
(1)
كذا فى الاصلين.
عن الحسن عن جندب.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد ومحمد بن أحمد بن مخلد. قالا: ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا داود عن مكحول عن أبي ثعلبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا أحاسنكم أخلاقا، وان أبعدكم منى اسوأكم أخلاقا الثرثارون المتفيقهون المتشدقون» . رواه وهيب بن خالد وأبو جعفر الرازي والناس عن داود ولم نكتبه إلا من حديث يزيد حدث به الإمام أحمد بن حنبل عنه.
المنذر بن مالك
ومنهم مفيض الدموع والعبرة، ومبيد البيوع والحبرة، المنذر بن مالك أبو نضرة، من متقدمي طبقة أهل البصرة.
وقيل: إن التصوف التحفظ من العثرة، والتيقظ من الفترة.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا أبو يعلى قال ثنا المقدمي قال ثنا مسلم بن إبراهيم عن أبي عقيل. قال سمعت أبا نضرة يقول: يستحب إذا قرأ الرجل هذه الآية {أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون}
أن يرفع بها صوته.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد قال ثنا أبو بكر بن النعمان قال ثنا أبو ربيعة زيد بن عوف قال ثنا عامر بن يساف عن سعيد الجريري عن أبي نضرة.
قال: كنا نتواعظ في أول الإسلام بأربع؛ اعمل في فراغك لشغلك، واعمل في صحتك لسقمك، واعمل في شبابك لهرمك، واعمل في حياتك لموتك.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا محمد بن عبد الله بن رسته قال ثنا شيبان ابن فروخ قال ثنا أبو الأشهب عن أبي نضرة. قال: من قرأ في ليلة مائة آية إلى ألف آية، أصبح وله قنطار من الثواب والقنطار ملء مسك ثور ذهبا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه قال ثنا أحمد بن علي الأسفذني ثنا عمر بن علي بن أبي بكر الأسفذني قال ثنا مسعدة بن اليسع عن الجريري
عن أبي نضرة. قال: كنا نتحدث إنه ليس شيء أشد قسوة من صاحب كتاب إذا قسا.
• حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا إبراهيم بن نائلة قال ثنا عباد بن الوليد قال ثنا جعفر بن سليمان قال ثنا الجريري عن أبي نضرة. قال: ينتهي القدر إلى هذه الآية {إن ربك فعال لما يريد} .
• حدثنا أبي وعبد الله بن محمد. قالا: ثنا عبد الله بن محمد بن عمر قال ثنا حسين بن حسن المروزي قال ثنا معتمر بن سليمان أنبأنا إياس بن فلان - سماه المعتمر -. قال: انطلق الحسن وانطلقت معه إلى أبي نضرة نعوده، فقال له أبو نضرة ادن مني يا أبا سعيد. فدنا منه فوضع يده على عنقه وقبل خده، فقال الحسن: يا أبا نضرة إنك والله لولا هول المطلع لسر رجالا من إخوانك أن يكونوا فارقوا ما هاهنا. فقالوا يا أبا سعيد: اقرأ سورة وادع بدعوات، فقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين وحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال: اللهم مس أخانا الضر وأنت أرحم الراحمين، قال فبكى وبكى الحسن فبكى أهل البيت رحمة لأخيهم، قال فما رأيت الحسن بكى بكاء أشد منه. وقال أبو نضرة: يا أبا سعيد كن أنت الذي تصلي علي.
أسند أبو نضرة عن عدة من الصحابة رضي الله تعالى عنهم: منهم أبو سعيد الخدري، وجابر، وابن عباس، وأبو موسى، وابن عمر، وأنس رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
وروى عنه من التابعين عدة: منهم قتادة، وعلي بن زيد، وسليمان التيمي، وداود بن أبي هند، وأبو بشر جعفر بن أبي وحشية، وأبو سلمة سعيد بن زيد، وأبو نعامة السعدي، وعوف بن أبي جميلة، ويحيى بن أبي كثير، وخليد بن جعفر، وسعيد الجريري، والربيع بن صبيح.
• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس قال ثنا أبو داود الطيالسي قال ثنا المستمر بن الريان عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته: «ألا لا يمنعن رجلا
مخافة الناس أن يقول بالحق إذا علمه». رواه عن أبي نضرة من التابعين قتادة وعلي بن زيد وسليمان التيمي.
• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد قال ثنا أحمد بن عبد الرحمن السقطي قال ثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا شعبة عن قتادة قال حدثني أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يمنعن أحدكم مخافة الناس أن يقول بالحق إذا شهده أو علمه» . قال أبو سعيد حملني ذلك على أن ركبت إلى فلان فملأت أذنيه ثم رجعت. قال شعبة وحدثني هذا الحديث أربعة نفر عن أبي نضرة: قتادة وأبو سلمة والجريري ورجل آخر.
• حدثنا حبيب بن الحسن وفاروق الخطابي والحسن بن عمر الواسطي.
قالوا: ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال ثنا سليمان التيمي عن أبي نضرة عن أبي سعيد. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن ينتبذ فى الجر، وان يخلط بسر وتمر، وأن يخلط زبيب وتمر. رواه شعبة وجرير ويزيد بن هارون ويزيد بن زريع عن سليمان التيمي عن أبي نضرة.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «إذا أتى أحدكم على راعي إبل فليناد يا راعى الإبل ثلاثا فإن أجابه وإلا فليحتلب وليشرب ولا يحملن، واذا أتى أحدكم على حائط بستان فليناد ثلاثا يا صاحب الحائط فإن أجابه وإلا فليأكل ولا يحمل» . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الضيافة ثلاثة أيام فإن زاد فهو صدقة» .
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن وأحمد بن جعفر بن مالك وسليمان بن أحمد قالوا: ثنا بشر بن موسى قال ثنا هوذة بن خليفة قال ثنا عوف الأعرابي عن أبي نضرة عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال: «تفترق أمتى فرقتين فتمرق بينهما مارقة فتقتلها احدى
(1)
الطائفتين
(1)
فى ج وت: اولى الطائفتين.
بالحق». رواه عن أبي نضرة من التابعين داود بن أبي هند وعلي بن زيد بن جدعان ورواه القاسم بن الفضل الحداني أيضا.
• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود.
وحدثنا فاروق الخطابي وحبيب بن الحسن. قالا ثنا: أبو مسلم الكشي قال ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا الصلت بن دينار قال ثنا أبو نضرة عن جابر بن عبد الله.
قال مر طلحة بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «شهيد يمشي على وجه الأرض» غريب من حديث أبي نضرة لم يروه عنه إلا الصلت بن دينار.
• حدثنا علي بن محمد بن إسماعيل الطوسي وابراهيم بن عبد الله الأصبهاني وإبراهيم بن إسحاق الصفار. قالوا: ثنا أبو بكر بن خزيمة قال ثنا عمران بن موسى قال ثنا عبد الوارث بن سعيد قال ثنا داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن جابر رضي الله تعالى عنه. قال: خلت البقاع حول المسجد فأرادت بنو سلمة قرب المسجد فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا بني سلمة أردتم أن تحولوا قرب المسجد قالوا نعم! قال يا بني سلمة دياركم دياركم تكتب آثاركم» . صحيح على رسم مسلم أخرجه من حديث داود عن أبي نضرة.
ورواه شعبة عن الجريري عن أبي نضرة.
• حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا العلاء بن سلمة البصري قال ثنا شيبة أبو قلابة القيسي عن الجريري عن أبي نضرة عن جابر رضي الله تعالى عنه. قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسط أيام التشريق حجة الوداع فقال: «يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد ألا إن ربكم واحد، ألا لا فضل لعجمي على عربي ولا لأسود على أحمر ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ألا هل بلغت» قالوا بلى يا رسول الله! قال: «فليبلغ الشاهد الغائب» . غريب من حديث أبي نضرة عن جابر لم نكتبه إلا من حديث أبي قلابة عن الجريري عنه.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن سعيد قال ثنا عبيد بن الحسن قال ثنا مسلم بن إبراهيم قال ثنا شداد بن سعيد عن الجريري عن أبي نضرة عن ابن عباس. قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا شباب قريش لا تزنوا احفظوا فروجكم، ألا من حفظ الله فرجه فله الجنة» . غريب من حديث أبي نضرة لم يروه عنه إلا الجريري تفرد به عنه شداد.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا الحسين بن إسحاق التستري قال ثنا أبو الربيع الزهراني قال ثنا سلام الطويل عن زيد العمي عن أبي نضرة عن ابن عباس. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ركع استوى فلو صب على ظهره الماء لاستقر. غريب من حديث أبي نضرة لم يروه عنه إلا زيد العمي.
بكر بن عمرو
ومنهم الداعي بالتحقيق، الناجي أبو الصديق. اسمه بكر بن عمرو - كان في العبادة سابقا، وفي اللياذة صادقا.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا خلاد بن يحيى عن مسعر قال ثنا زيد العمي عن أبي الصديق الناجي. قال: خرج سليمان بن داود عليهما السلام يستسقى فمر بنملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء وهي تقول: اللهم إنا خلق من خلقك ليس بنا غنى عن سقياك ورزقك، فإما أن تسقينا وترزقنا وإما أن تهلكنا. فقال سليمان عليه السلام:
ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا خلاد عن مسعر قال ثنا زيد العمي عن أبى الصديق. قال: ان كان شسع الرجل لينقطع في الجنازة فما يكاد يدركهم - أو فما يدركهم.
أسند أبو الصديق عن أبي سعيد وابن عمر رضي الله تعالى عنهما.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا هوذة قال ثنا عوف الأعرابي عن أبي الصديق عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه.
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لتملأن الأرض ظلما وعدوانا ثم ليخرجن من أهل بيتي - أو قال من عترتى - من يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت
ظلما وعدوانا». مشهور من حديث أبي الصديق عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه. ورواه من التابعين عن أبي الصديق مطر الوراق وعنه حماد بن زيد.
• حدثنا سهل بن عبد الله بن حفص التستري قال ثنا الحسين بن إسحاق التستري قال ثنا عبيد الله بن معاذ قال ثنا أبي قال ثنا شعبة عن قتادة سمع أبا الصديق عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن رجلا قتل تسعة وتسعين نفسا فجعل يسأل هل له من توبة فأتى راهبا فسأله فقال: ليست لك توبة فقتل الراهب ثم تاب فخرج من قريته فيها قوم صالحون، فلما كان في بعض الطريق أدركه الموت فناء بصدره ثم مات فنزلت ملائكة الرحمة وملائكة العذاب وكان من القرية الصالحة أقرب بشبر فجعل من أهلها» .
صحيح متفق عليه. رواه عن قتادة هشام وهمام.
• حدثنا فاروق الخطابي قال ثنا أبو مسلم الكشى قال ثنا حجاج بن المنهال قال ثنا همام قال ثنا قتادة عن أبي الصديق عن ابن عمر - قال همام وهو عندي -. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا وضعتم موتاكم في قبورهم فقولوا بسم الله وعلى ملة رسول الله» لم يرفعه عن قتادة إلا همام.
ورواه شعبة وهمام موقوفا. ويروى [على سنة رسول الله].
الفضيل بن زيد
(1)
الرقاشي
ومنهم حارس الأوقات، وغارس الأقوات، بالتنصل من الحوبات، أبو حسان الفضيل بن زيد الرقاشي. من متقدمي التابعين وعباد أهل البصرة، غزا في أيام عمر بن الخطاب غزوات.
• حدثنا أبي قال ثنا أحمد بن محمد بن الحسن البغدادي قال ثنا محمد بن موسى الحرسي قال ثنا حماد بن زيد عن عاصم الأحول. قال قال لي فضيل الرقاشي: يا هذا لا يشغلك كثرة الناس عن نفسك فإن الأمر يخلص إليك دونهم، وإياك أن تذهب نهارك تقطعه هاهنا وهاهنا فانه محفوظ عليك، وما
(1)
كذا فى ز وج، وفى ت والمختصر (يزيد) وفى انساب السمعانى (زياد).
رأيت شيئا قط أحسن طلبا ولا أسرع إدراكا من حسنة حديثة لذنب قديم.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي قال ثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عاصم عن فضيل بن زيد الرقاشي - وكان غزا مع عمر سبع غزوات. قال: لا يلهينك الناس عن ذات نفسك فإن الأمر يخلص اليك دونهم، ولا تقطع النهار بكيت وكيت فإنه محفوظ عليك ما قلت، ولم نر شيئا أحسن طلبا ولا أسرع إدراكا من حسنة حديثة لذنب قديم.
• حدثنا أبي قال ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا محمد بن يزيد. قال ثنا عبيد الله بن محمد التيمي عن أبيه. قال قال فضيل الرقاشي: إذا كمد الحزين فتر، وإذا فتر انقطع.
أسند الرقاشي عن عبد الله بن المغفل المزني وغيره من الصحابة.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا يعقوب بن إسحاق المخرمي قال ثنا عفان بن مسلم قال ثنا عبد الواحد بن زياد قال ثنا عاصم الاحول عن الفضيل ابن زيد الرقاشي عن عبد الله بن المغفل. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن الدباء والمزفت والحنتم.
قسامة بن زهير
ومنهم المقتصر على الفلق والكسير، والمستتر بالخرق والحصير، أبو المنهال قسامة بن زهير.
وقيل: إن التصوف انتقاض الدوير، واعتراض على الغوير.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي قال ثنا عبد الوهاب قال ثنا عوف عن قسامة بن زهير. قال خطبنا أبو موسى بالبصرة فقال: يا أيها الناس ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا؛ فإن أهل النار يبكون الدموع حتى تنقطع، ثم يبكون الدماء حتى لو أرسلت فيها السفن لجرت.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا عبيد الله بن أحمد بن عقبة قال ثنا الحسن بن عرفة قال ثنا روح بن عبادة قال ثنا عوف عن قسامة بن زهير.
قال: بلغني أن إبراهيم عليه السلام حدث نفسه أنه أرحم الخلق. قال: فرفعه الله تعالى حتى أشرف على أهل الأرض فأبصر أعمالهم فلما رآهم وما يفعلون.
قال يا رب دمر عليهم. فقال له ربه تعالى: أنا أرحم بعبادي منك يا إبراهيم فاهبط فلعلهم يتوبون ويرجعون.
• حدثنا أبي قال ثنا محمد بن إبراهيم بن يحيى قال ثنا يعقوب الدورقي قال ثنا هوذة بن خليفة قال ثنا عوف عن قسامة بن زهير عن الأشعري.
قال: إن مثل حامل الحكمة كحامل المسك تجلس إلى جنبه، فإن لا يهب لك منه تجد ريحه. وإن مثل جليس السوء كالقين تجلس اليه فينفخ بكيره فيصيبك من شرره ودخانه.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أبو يعلى قال ثنا محمد بن الحسين البرجلاني قال ثنا روح عن عمران بن جابر عن قسامة بن زهير. قال:
روحوا القلوب تعي الذكر.
أسند عن الأشعري أبي موسى، وأبي هريرة رضي الله عنهما.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن وأحمد بن جعفر بن حمدان وسليمان بن أحمد. قالوا: حدثنا بشر بن موسى قال ثنا هوذة بن خليفة قال ثنا عوف الأعرابي عن قسامة بن زهير. قال سمعت أبا موسى الأشعري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى خلق آدم من قبضة قبضها من جميع أديم الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض فجاء منهم الأحمر والاسود والأبيض وبين ذلك، والسهل والحزن والخبيث والطيب» . رواه معمر، وهشام بن حسان، ويحيى بن سعيد القطان، ويزيد بن زريع، كلهم عن عوف نحوه.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أحمد بن علي الأبار قال ثنا سليمان بن النعمان الشيباني قال ثنا القاسم بن الفضل الحراني عن قتادة عن قسامة بن زهير عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«إن المؤمن اذا احتضر أتته الملائكة بحريرة فيها مسك ومن ضبائر الريحان
وتسل روحه كما تسل الشعرة من العجين، ويقال {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية} مرضيا عنك فطويت عليه الحريرة ثم يبعث بها الى عليين». رواه هشام عن قتادة.
أبو الحلال العتكي
(1)
ومنهم العتكي أبو الحلال، المحفوظ من الكسل والملال، كان ذا قوة في العبادة، وتقشف وزهادة.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا عبيد الله بن ثور قال حدثتني أمي عن عمتها العيناء قالت: كان أبو الحلال فوق غرفة فيأتى بعض أبوابها فيشرف على شق من ناحية الحي فينادي يا فلان بن فلان، ثم يقبل على الشق الآخر فيقول مثله حتى يأتي على الأركان الأربعة. قال ثم يقول {(هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا)} ثم يقبل على الصلاة، ومات يوم مات وهو ابن عشرين ومائة سنة.
• حدثنا أبو بكر قال ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي قال ثنا عبيد الله ابن ثور عن عون عن ابن أبي الحلال. واسمه ربيعة بن زرارة. قال حدثتني أمي عن عمتها العيناء بنت أبي الحلال. قالت: كان لأبى حصة يسجد عليها من الكبر لا يستطيع أن يقوم. ويقول: اللهم لا تسلبني القرآن.
روى أبو الحلال عن غير واحد من الصحابة رضي الله تعالى عنهم، سمع عثمان بن عفان. وحدث عنه قتادة، وغيلان بن جرير.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا روح
(1)
في الازهرية: أبو الجلال (بالجيم) فى سائر الترجمة وهو تصحيف والصحيح بالحاء المهملة كما في نسخة جدة والانساب للسمعانى والقاموس واختلف على المصنف اسمه فسماء زرارة بن أبى الحلال حكى ذلك عن روح بن عبادة وقال فى صدر الترجمة (أبو الحلال) وكذا فى حديثه عن عثمان. وفى انساب السمعانى فى مادة عتكى (وأبى الحلال العتكى روى عنه سلمة بن قتيبة). وفى القاموس: (الحلال بن ثور بن أبى الحلال العتكى) ولم أقف على ترجمة له فليحرر.
ابن عبادة قال ثنا ابن أبي الحلال العتكي. قال سمعت أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يأكل مرقة بين يديه فيها دبا فجعل يتبعه يأكله. حدث به أحمد بن حنبل عن روح وسماه زرارة.
• حدثنا محمد بن علي قال ثنا أحمد بن علي بن المثنى قال ثنا زكريا بن يحيى الواسطي قال ثنا روح قال ثنا زرارة بن أبي الحلال العتكي. قال سمعت أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من صلى في اليوم ثنتي عشرة ركعة حرم الله لحمه على النار» . قال فما تركتها بعد.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي قال ثنا روح قال ثنا زرارة بن أبي الحلال العتكي قال سمعت أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه يحدث. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«يا أنجشة كذاك سيرك بالقوارير» .
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن علي بن الجارود قال ثنا أبو سعيد الأشج قال ثنا ابن إدريس عن شعبة ومهدي بن ميمون عن غيلان ابن جرير عن أبي الحلال. قال: أتيت عثمان في حاجة فلما قضيتها. قال:
هل لك من حاجة؟ قلت: لا إلا أن رجلا منا ملك امرأته أمرها. قال:
القضاء ما قضت.
ميمون بن سياه
ومنهم المعرض عن الشنآن والعصيان، المقبل على ذكر المنعم المحسان، ميمون بن سياه [بن مهران]
(1)
.
• حدثنا محمد بن علي قال سمعت أبا يعلى يقول سمعت إبراهيم بن محمد بن
(1)
فى التقريب: بكسر (السين) المهملة بعدها تحتانية. وفى الخلاصة: البصرى ابو بحر واسم جده عن ت فقط.
عرعرة يقول ثنا مسلم بن إبراهيم قال ثنا سلام بن مسكين. قال: ميمون بن سياه سيد القراء.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبو عبد الله السلمي قال ثنا سعيد بن عامر عن حزم. قال: كان ميمون بن سياه لا يغتاب، ولا يدع أحدا يغتاب عنده ينهاه، فإن انتهى وإلا قام عنه.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي قال ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال ثنا عبد الله بن الجنوب. قال سمعت ميمون ابن سياه يقول: إذا أراد الله بعبده خيرا حبب إليه ذكره.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا محمد بن عبد الله بن رسته قال ثنا شيبان بن فروخ قال ثنا أبو الأشهب عن ميمون أنه كان يقول في دعائه:
اللهم يسر لنا ما نخاف عسره، وسهل لنا ما نخاف حزونته، وفرج عنا ما نخاف ضيقه، ونفس عنا ما نخاف غمه، وفرج عنا ما نخاف كربه.
أسند عن أنس بن مالك عدة أحاديث منها.
• ما حدثناه محمد بن أحمد بن الحسن ومحمد بن علي بن مسلم. قالا: ثنا الحسن بن علي بن الوليد الفسوي قال ثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة قال ثنا يوسف بن يعقوب السدوسى قال ثنا ميمون ابن عجلان عن ميمون بن سياه عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «ما من عبد مسلم أتى أخا له في الله تعالى يزوره، إلا نادى مناد من السماء أن طبت وطابت لك الجنة، وإلا قال الله عز وجل في ملكوت عرشه عبدي زارني وعلي قراه، ولن يرضى الله تعالى لوليه بقرى دون الجنة» رواه الضحاك بن حمزة عن حماد بن جعفر عن ميمون بن سياه مثله.
• حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم القاضي قال ثنا أحمد بن أبي صلابة قال ثنا مسدد ثنا حزم بن أبي حزم عن ميمون بن سياه. قال: سمعت أنسا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سره أن يمد له في عمره، ويبارك له في رزقه، فليبر والديه، وليصل رحمه» .
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي قال ثنا
محمد بن بكر قال ثنا ميمون المرايى قال ثنا ميمون بن سياه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله تعالى لا يريدون بذلك إلا وجهه، إلا ناداهم مناد من السماء أن قوموا مغفورا لكم، قد بدلت سيئاتكم حسنات» .
الحجاج بن الفرافصة
(1)
ومنهم المأخوذ عن العاجلة، المردود إلى الآجلة، الحجاج بن الفرافصة.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبو موسى الأنصاري قال سمعت النضر بن شميل يقول: مكث الحجاج بن فرافصة أربعة عشر يوما لا يشرب ماء. قال أبو موسى: قد سمع النضر منه ورآه.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا جعفر بن محمد الفريابي قال ثنا إسحاق بن موسى قال ثنا إبراهيم بن هراسة عن سفيان الثوري.
قال: بت عند الحجاج بن الفرافصة إحدى وعشرين يوما، فما أكل ولا شرب ولا نام.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا علي بن إسحاق قال ثنا الحسين بن الحسن المروزي قال ثنا عبد الله بن المبارك قال ثنا سفيان. قال: كتب إلي الحجاج بن فرافصة. قال بديل: من عرف ربه أحبه، ومن أحبه ترك الدنيا وزهد فيها، والمؤمن لا يلهو حتى يغفل، وإن تفكر حزن.
• حدثنا محمد بن علي قال ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال ثنا الوليد ابن شجاع قال ثنا ضمرة عن ابن شوذب. قال: رأيت الحجاج بن فرافصة واقفا في السوق عند أصحاب الفاكهة، فقلت: ما تصنع هاهنا؟ قال أنظر إلى هذه المقطوعة الممنوعة.
• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا علي بن إسحاق قال ثنا الحسين بن الحسن قال ثنا عبد الله بن المبارك قال ثنا محمد بن مطرف عن الحجاج بن فرافصة.
(1)
فى الخلاصة الحجاج بن فرافصة بضم الفاء وفتح الراء الباهلى البصرى العابد.
قال: بلغنا في بعض الكتب من عمل بغير مشورة فباطل يتعنى، ولا ينتصر من ظالمه بيد ولا بلسان، ومن استغفر لظالمه فقد هزم الشيطان.
أسند عن أنس بن مالك، وعن أبي عثمان النهدي، وأبي عمران الجوني، ومكحول.
• حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا سعيد بن أشعب السمان قال ثنا الحارث بن عبيد قال ثنا الحجاج بن فرافصة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استغفروا قال فاستغفرنا، قال أكملوا سبعين مرة قال فأكملنا، قال إنه من استغفر سبعين مرة غفر له سبعمائة ذنب، وقد خاب وخسر من عمل في يوم وليلة أكثر من سبعمائة ذنب» .
• حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد المقرى قال ثنا الحسين بن محمد بن حاتم قال ثنا محمد بن عبد الله بن عمار قال ثنا عيسى بن يونس عن ابن علاثة عن الحجاج عن أبي عثمان عن سلمان. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا ظهر القول، وخزن العمل، وائتلفت الألسن، وتناقضت القلوب
(1)
، وقطع كل ذى رحم رحمه، فعند ذلك لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم».
• حدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا أبو عاصم النبيل قال ثنا سفيان الثوري عن الحجاج عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كاد الفقر أن يكون كفرا، وكاد الحسد أن يغلب القدر» .
• حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا محمد بن عبد الله بن عمار قال ثنا المعافى بن عمران عن سفيان عن الحجاج عن أبي عمران الجوني عن جندب. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اجتمعوا على القرآن ما ائتلفتم عليه، فإذا اختلفتم فيه فقوموا» .
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أبو عمرو محمد بن عثمان بن سعيد الكوفى
(1)
تباغفت كذا فى الاصلين وهو تحريف. وبهامش ج عن نسخة: (وتباغضت) والتصحيح عن ت والمختصر.
قال ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال ثنا الفضيل بن عياض عن سفيان الثوري عن الحجاج عن مكحول عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال:
• حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن سهل الإمام قال ثنا محمد بن الحسن بن عبد الرحمن قال ثنا أبو داود المباركي قال ثنا أبو شهاب الحناط عن سفيان الثوري عن الحجاج عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة. أن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «المؤمن غر كريم، والفاجر خب لئيم» .
إياس بن قتادة التميمي
ومنهم المستقيل آثامه، المتدارك أيامه، المستأنس بوحدته، المعتبر بشيبته، إياس بن قتادة التميمي ابن أخت الأحنف بن قيس كان قاضيا لبني تميم.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا محمد بن أحمد بن زكريا قال ثنا عبد الله بن عمر قال سمعت الأصمعي. قال: بلغني أن إياس بن قتادة نظر فى المرآة فرأى شيبة، فقال ألا أراني حميرا لحاجات بني تميم وهذا الموت يطلبني، قال فخرج إلى الشبكة
(1)
فلم يزل بها حتى مات. قال: وبلغني أنه قال يا بني تميم وهبت لكم شبابى، فهبوا لى شيبتي.
أسند إياس عن قيس بن عباد رضي الله تعالى عنه.
• حدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا يوسف القاضي قال ثنا عمرو بن مرزوق قال أخبرنا شعبة عن أبي حمزة قال أخبرني إياس عن قيس بن عباد. قال:
أتيت المدينة للقاء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وكان أحبهم الى لقاء أبى ابن كعب، قال فقمت في الصف الأول فخرج عمر معه أصحاب النبى صلى الله
(1)
كذا في الاصول الثلاثة ولعلها (الشبيكة) بالتصغير منزل من منازل حاج البصرة كما فى معجم البلدان.
عليه وسلم قال فجاء رجل فنظر في وجوه القوم فعرفهم غيري فنحاني عن مكاني فقام فيه. قال فما عقلت صلاتي. قال فلما قضى صلاته أقبل علي فقال: لا يسؤك الله يا فتى إني لم آت الذي أتيت بجهالة - أو قال لم آت أمرا بجهالة - إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نكون في الصف الذي يليه، وإني نظرت في وجوه القوم فعرفتهم غيرك، ثم حدث فما رأيت الرجال متحت أعناقها الى شيء متوجها إليه. فقال: هلك أهل العقدة ورب الكعبة، قالها ثلاثا - والله ما عليهم آسى هلكوا وأهلكوا والله ما آسى عليهم، ولكن إنما آسى على من يهلكون من المسلمين. قال فإذا الرجل أبي بن كعب.
أبو الأبيض
ومنهم المتبع للأوجب الأفرض، المفارق للأنزر الأرمض، العابد المكنى بأبي الأبيض.
• حدثنا أبي قال ثنا أحمد بن محمد بن أبان قال ثنا أبو بكر بن عبيد قال حدثني سلمة قال ثنا سهل بن عاصم عن علي بن غنام بن علي قال حدثني عمر أبو حفص الجزري. قال: كتب أبو الأبيض - وكان عابدا - إلى بعض إخوانه. أما بعد: فإنك لم تكلف من الدنيا إلا نفسا واحدة فإن أنت أصلحتها لم يضرك إفساد من فسد بصلاحها، وإن أنت أفسدتها لم ينفعك صلاح من صلح بفسادها، واعلم أنك لن تسلم من الدنيا حتى لا تبالي من أكلها من أحمر أو أسود.
أسند عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه.
• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا شعبة عن منصور عن ربعي حدث عن أبي الأبيض عن أنس بن مالك.
أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان يصلي العصر والشمس بيضاء محلقة. رواه الثوري وزائدة عن منصور مثله ولا يعرف لربعي عن أبي الأبيض عن أنس غيره.
لاحق بن حميد
ومنهم الفقيه السديد، العابد الرشيد، أبو مجلز لاحق بن حميد.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي قال ثنا أبو قطن ثنا المنذر بن ثعلبة عن الرديني بن أبي مجلز عن أبيه. قال: أكيس المؤمنين أحذرهم
(1)
.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني محمد بن عمرو بن جبلة قال حدثني حرمي بن عبادة عن المنذر بن ثعلبة قال حدثني رديني بن أبي مجلز عن أبي مجلز. قال: أكيس الناس أشدهم حذرا.
• حدثنا محمد بن علي قال ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال ثنا محمد بن أبي السري قال ثنا معتمر بن سليمان قال ثنا عمران بن حدير عن أبي مجلز. قال:
أفضل الصلاة طول القيام، وأفضل العبادة طول الركوع
(2)
.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا علي بن إسحاق قال ثنا الحسين بن الحسن قال ثنا ابن المبارك قال ثنا عمران بن حدير عن أبي مجلز. قال: إن استطعت أن لا ينكب غريمك فيما بينك وبينه نكبة فافعل، وما تركت غريمك بعد حل حقك فإنه مجزي لك.
• أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه قال ثنا محمد بن أيوب ثنا عبيد الله بن معاذ قال ثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه. قال قال رجل لأبي مجلز وهم يتذاكرون الفقه والسنة: لو قرأت سورة - أو قرأتم سورة. فقال:
ما أرى أن قراءة سورة أفضل مما نحن فيه.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا حاجب بن أبي بكر قال ثنا محمد بن مسعود العجمي قال ثنا عبد الرزاق قال أخبرني ابن التميمى
(3)
عن أبيه عن أبي مجلز. قال: إنما حديث النبي صلى الله عليه وسلم مثل القرآن ينسخ بعضه بعضا.
(1)
هذا الخبر بهذا السند عن نسخة ج وت فقط.
(2)
فى ز: طول الورع.
(3)
كذا فى الاصلين ولعله التيمى - وهو المعتمر بن سليمان.
• حدثنا محمد بن إبراهيم قال ثنا أبو العباس بن قتيبة قال ثنا محمد بن أبي السري
(1)
قال ثنا معتمر بن سليمان قال حدثني أبي عن أبي مجلز: في قوله عز وجل {فجزاؤه جهنم خالدا فيها} قال جزاؤه ما قال الله عز وجل، فإن شاء أن يتجاوز عنه فعل.
• حدثنا محمد بن علي قال ثنا أبو العباس بن قتيبة قال ثنا محمد بن أبي السري قال ثنا معتمر بن سليمان قال ثنا كهمس عن عباس الجريري عن أبي مجلز عن عن قيس بن عباد. قال: أتى رجل إلى أخ له يزوره في الله، فلقيه لاق. قال أين تذهب؟ قال إلى فلان. قال: أبينكما رحم تصلها؟ قال لا! قال فنعمة تربها؟ قال لا! ولكن أحبه في الله، قال فانى رسول الله إليك بأنه يحبك الله لحبك إياه.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل
(2)
قال حدثني أحمد بن إبراهيم قال ثنا عبد الملك بن الصباح عن عمران بن حدير.
قال أرسل ابن سيرين إلى أبي مجلز: أن ابعث إلينا بنفقة لا تطلبها حتى نبعث بها اليك، قال: فصر ثلاث مائة فأرسل بها إليه.
• حدثنا محمد بن إبراهيم حدثنا أبو العباس بن قتيبة حدثنا محمد بن أبي السري حدثنا معتمر عن عمران بن حدير عن أبي مجلز. قال قال علي بن أبي طالب: عابوا علي تحكيم الحكمين؛ وقد حكم الله في طائر حكمين.
أسند أبو مجلز عن عدة من الصحابة: منهم أنس، وعبد الله بن عمر، وابن عباس رضي الله عنهم.
• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد قال ثنا أحمد بن عبد الرحمن السقطي قال ثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سليمان التيمي عن أبي مجلز عن أنس. قال:
قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا في الفجر بعد الركوع يدعو على رعل وذكوان، وقال: عصية عصت الله ورسوله.
(1)
فى ت: حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسين بن الطفيل ثنا محمد بن المتوكل ثنا معتمر الخ.
(2)
فى ج: قال حدثنى أحمد بن حنبل قال حدثني أحمد بن ابراهيم.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا موسى بن هارون الحافظ وعبد السلام ابن سهل السكري. قالا: ثنا محمد بن عبد الله الرازي قال ثنا أبو ثميلة يحيى ابن واضح عن أبي طيبة قال ثنا أبو مجلز عن ابن عمر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لبس الحرير وشرب في الفضة، فليس منا، ومن خبب امرأة على زوجها أو عبدا على مواليه فليس منا» .
• حدثنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي النيسابوري قال ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال ثنا حسان بن عباد البصري قال ثنا أبي عن سليمان التيمي عن أبي مجلز وعكرمة عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«الشرك في أمتي أخفى من دبيب الذر على الصفا، وليس بين العبد وبين الكفر إلا ترك الصلاة» . غريب من حديث سليمان وأبي مجلز وعكرمة تفرد به عباد البصري وعنه ابنه حسان.
• حدثنا سليمان بن أحمد وموسى بن هارون. قالا: ثنا إبراهيم بن الحجاج الشامى قال ثنا حيان بن عبيد الله أبو زهير قال ثنا أبو مجلز عن ابن عباس. أن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت سوداء، ولواؤه أبيض.
تفرد به حيان عن أبي مجلز.
حسان بن أبي سنان
ومنهم حافظ الطرف واللسان، رابط القلب والجنان، حسان بن أبي سنان.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا إبراهيم بن نائلة قال ثنا سليمان ابن داود الشاذ كونى قال ثنا جعفر بن سليمان. قال سمعت جليسا لوهب بن منبه يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم فقلت يا رسول الله أين الأبدال من أمتك؟ قال بيده قبل الشام، فقلت يا رسول الله أما بالعراق منهم أحد؟ قال بلى! محمد بن واسع، وحسان بن أبي سنان، ومالك بن دينار.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن الحسين الحذاء قال ثنا احمد ابن إبراهيم الدورقي قال حدثني عبد الله بن يزيد المقرى قال حدثني رجل عن
جعفر بن سليمان: أن رجلا رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال لو أن حسانا دعا أن يحول جبل لحول.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا أحمد بن نصر قال ثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثني غسان بن المفضل قال ثنا شيخ لنا يقال له أبو حكيم. قال:
خرج حسان يوم العيد فلما رجع، قالت له امرأته: كم من امرأة حسنة نظرت إليها اليوم ورأيتها! فلما أكثرت. قال: ويحك ما نظرت إلا فى إبهامي منذ خرجت من عندك حتى رجعت إليك.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا أحمد بن نصر قال ثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير قال ثنا أبو جعفر محمد بن عيسى قال سمعت حماد بن زيد يقول:
كنت إذا رأيت حسان بن أبي سنان كأنه أبدا مريض. قال أبو جعفر فذكرت ذلك لمخلد بن حسين فقال: هكذا كان، إذا رأيته كأنه أبدا ناقه.
• حدثنا عبد الله قال ثنا أحمد قال ثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثني عبد الله ابن عيسى قال حدثني عبد الله بن محمد الزراد. قال: خرج حسان إلى العيد فقيل له لما رجع يا أبا عبد الله ما رأينا عيدا أكثر نساء منه؟ قال: ما تلقتني امرأة حتى رجعت
(1)
.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أبو يعلى الموصلي قال حدثني محمد بن الحسين البرجلاني عن عبد الجبار بن النضر السلمي. قال: مر حسان بن أبي سنان بغرفة فقال مذ كم بنيت هذه؟ قال ثم رجع إلى نفسه فقال: وما عليك مذ كم بنيت، تسألين عما لا يعينك، فعاقبها بصوم سنة.
• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي قال حدثنى محمد بن إبراهيم بن شعيب القاري قال ثنا عبد الرحمن بن عمر رستة قال ثنا أبو داود قال ثنا عمارة ابن زاذان. قال: كان حسان يفتح باب حانوته فيضع الدواة وينشر حسابه ويرخي ستره ثم يصلى، فإذا أحس بإنسان قد جاء يقبل على الحساب يريه أنه كان في الحساب.
• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي قال ثنا محمد بن ابراهيم
(1)
فى هامش ج: هذا يدل على شدة المراقبة وحفظ البصر والاشتغال بما يعنى امتثالا للأمر.
قال ثنا عبد الرحمن بن عمر قال ثنا أبو داود قال ثنا سلام بن أبي مطيع. قال قال حسان بن أبي سنان: لولا المساكين ما اتجرت.
• حدثنا محمد بن جعفر قال ثنا محمد بن أحمد بن عمر قال ثنا عبد الرحمن ابن عمر رستة قال ثنا زهير بن نعيم البابي. قال: اجتمع يونس بن عبيد، وحسان بن أبي سنان. فقال يونس: ما عالجت شيئا أشد على من الورع، فقال حسان لكن ما عالجت شيئا أهون علي منه. قال يونس: كيف؟ قال تركت ما يريبني إلى ما لا يريبني فاسترحت.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي قال: كتب إلينا ضمرة عن عبد الله بن شوذب. قال قال حسان: ما أيسر الورع، إذا شككت في شيء فاتركه.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني الحسن ابن عبد العزيز قال: كتب إلينا ضمرة عن ابن شوذب. قال: كان حسان بن أبي سنان رجلا من تجار البصرة له شريك بالبصرة وهو مقيم بالأهواز يجهز على شريكه بالبصرة. ثم يجتمعان رأس كل سنة فيقتسمان الربح، فكان يأخذ قوته من ربحه ويتصدق بما بقي، وكان صاحبه يبني دورا ويتخذ أرضين، فقدم حسان البصرة قدمة ففرق ما أراد أن يفرق، فذكر له أهل بيت لم تكن حاجتهم ظهرت. فقال: أما كنتم تخبرونا؟ فاستقرض لهم ثلاث مائة درهم وبعث بها إليهم.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن الحسين الحذاء قال ثنا احمد ابن إبراهيم الدورقي قال حدثني عبد الملك بن قريب الأصمعى قال ثنا الوليد ابن يسار. قال: جاءت امرأة عليها ثوب قد نفض من الصبغ فسألت حسان بن أبي سنان، فقال لشريكه هكذا وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى. قال فذهب شريكه يزن درهمين قال زن لها مائتين. فقالوا: يا أبا عبد الله كانت ترضى بذا، كذا وكذا من سائل. فقال: إني ذهبت في شيء لم تذهبوا فيه، إني رأيت بها بقية من الشباب وخشيت أن تحملها الحاجة على بعض ما يكره.
• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا أحمد بن نصر قال ثنا أحمد بن ابراهيم ابن كثير قال حدثني عبد الله بن محمد قال ثنا عبد المؤمن بن عباد أبو عبد الله.
قال: لقي حسان بن أبي سنان رجل به زهو - وكان مع حسان رجل - قال فسائله حسان مسائلة لطيفة، فقال له الرجل تسأل مثل هذا هذه المسائلة حتى يظن في نفسه أنه شيء، قال: ما يدريك؟ لعله يكون فى هذا خصلة يحبها الله، وفيك خصلة يبغضها الله. قال فقال: يا أبا عبد الله وما هذه الخصلة التي فيه يحبها الله، وما الخصلة التي في يبغضها الله؟ قال: لعله أن يكون حين رآك حدثته نفسه أنك خير منه، ولعلك حين رأيته حدثتك نفسك أنك خير منه.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال ثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي قال: كتب إلينا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة. قال: قلت لحسان بن أبي سنان: أما تحدثك نفسك بالفاقة؟ قال بلى! قلت فبأي شيء تردها؟ قال أقول لها: وكان ذاك تأخذين المسحاة فتجلسين مع الفعلة فتكتسبين دانقا أو دانقين تعيشين به، فتسكن!.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا موسى بن هلال قال ثنا رجل كان جليسا لنا - وكانت امرأة حسان مولاة له - قال حدثتني امرأة حسان بن أبى سنان. قالت: كان يجئ فيدخل معي في فراشي ثم يخادعني كما تخادع المرأة صبيها، فإذا علم أني نمت سل نفسه فخرج، ثم يقوم فيصلي. قالت: فقلت له يا أبا عبد الله كم تعذب نفسك؟ ارفق بنفسك! فقال: اسكتي ويحك فيوشك أن أرقد رقدة لا أقوم منها زمانا.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن نصر قال ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال ثنا محمد بن أحمد بن أبي زيد أبو جعفر الخراساني قال قلت لمهدى ابن ميمون: من حسان بن أبي سنان؟ فقال من حسان بن أبي سنان! رأيت حسان بن أبي سنان - أحسبه قال في مرضه - فقيل له: كيف تجدك؟ قال بخير إن نجوت من النار، فقيل له فما تشتهي؟ قال ليلة بعيدة ما بين
الطرفين أحيا ما بين طرفيها.
• حدثنا أبو محمد قال ثنا أحمد قال ثنا أحمد بن كثير قال ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء. قال: سمعت سعيد بن عامر يذكر أن قوما أتوا حسان بن أبي سنان ومعهم رجل قد كانت حاله حسنة فتغيرت، فأتوا حسان يريدون أن يكلموه ليعينه في شيء فوجدوه ضجرا. فقال بعضهم لبعض: لا نرى أن نكلمه وهو على هذه الحال. قال فسائلوه ثم أرادوا أن ينصرفوا. قال فقال لهم ما حاجتكم؟ قالوا: يا أبا عبد الله نعود إليك، قال فقال لا! تكلموا بحاجتكم. فقالوا هذا فلان قد عرفته كانت حالته حسنة قبل اليوم فتغيرت فأردنا أن نجمع له شيئا، قال مكانكم قال فدخل فأخرج صرة فيها أربعمائة درهم. فقال: أما إني لم أخلف غيرها، ثم قال مكانكم حتى أخبركم بما رأيتم من غمي بنيت مخدعا لأهلنا أنفقنا عليه سبعة وعشرين درهما وكسرا هو بنا رافق، ولو لم نبنه وجدنا عنه بدا، فذلك الذي رأيتم من غمي.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا أحمد بن الحسين الحذاء قال ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال ثنا علي بن الحسن بن شقيق قال أخبرنا عبد الله. قال: كتب غلام حسان بن أبي سنان إليه من الأهواز أن قصب السكر أصابته آفة فاشتر السكر فيما قبلك، قال: فاشتراه من رجل فلم يأت عليه إلا قليل فإذا فيما اشترى ربح ثلاثين ألفا. قال فأتى صاحب السكر فقال:
يا هذا إن غلامي كتب إلي ولم أعلمك فأقلني فيما اشتريته منك، قال الآخر:
قد أعلمتني الآن وطيبته لك. قال فرجع ولم يحتمل قلبه، قال فأتاه وقال يا هذا إني لم آت هذا الأمر من قبل وجهه فأحب أن تسترد هذا البيع.
قال فما زال به حتى رده عليه.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثني عمرو بن محمد قال ثنا صاحب لنا قال: أقبل نفر من أصحاب حسان بن أبي سنان تجارا في سفينة فى النهر فتلقتهم سفينة تحمل الأرز فاشتروا ذلك الأرز كله. فقال بعضهم: اجعلوا لحسان سهما كسهم رجل منا ففعلوا فباعوا ذلك الأرز فربحوا آلاف دراهم، فأصاب
كل إنسان ألفان. فعمدوا إلى ألفي حسان فجعلوها في كيس ثم أتوه بها فأخبروه بخبرها. فقال لهم: أرأيتم لو بعتم هذا الأرز بوضيعة كانت تلزمني الوضيعة معكم. قالوا: لا! قال لا حاجة لي بها.
أسند حسان بن أبي سنان عن أنس فيما قيل، وكان من أروى الناس عن الحسن، وعن ثابت. وشغلته العبادة عن الرواية.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا موسى بن هلال.
قال قال هارون الأعور: ما كان بالبصرة رجل أروى لحديث الحسن من حسان ما يجئ عنه خمسة أحاديث، ولكنه كان رجلا عابدا صاحب صلاة.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن نصر قال ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء قال ثنا مهدي بن ميمون قال ثنا الحجاج بن فرافصة عن حسان بن أبي سنان. قال: ذاكر الله في الغافلين؛ كالمقاتل عن المدبرين.
قال الشيخ رحمه الله: كذا رواه حسان موقوفا ورواه غيره متصلا عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فروايته عن الحسن
• ما حدثت عن محمد بن العباس بن أيوب الأخرم قال ثنا إسماعيل بن بشر بن منصور السلمي قال ثنا يحيى القرشي ثم الزبيري عن أبي رجاء الجنديسابورى عن حسان بن أبي سنان عن الحسن عن أبي هريرة.
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يكون الزهد رواية، والورع تصنعا» . غريب من حديث الحسن لم يروه عن الحسن مرفوعا فيما أعلم إلا حسان.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال ثنا يونس بن محمد عن سليمان بن سالم عن حسان بن أبي سنان قال قال أبو هريرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«يمسخ قوم من أمتي في آخر الزمان قردة وخنازير، قيل يا رسول الله ويشهدون أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ويصومون؟ قال نعم! قيل فما بالهم يا رسول
الله؟ قال: يتخذون المعازف والقينات والدفوف ويشربون الأشربة، فباتوا على شربهم ولهوهم فأصبحوا قد مسخوا قردة وخنازير». كذا رواه حسان عن أبي هريرة مرسلا ورواه غيره عن الحسن عن أبي هريرة متصلا.
• حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا سعيد بن أشعث السمان قال ثنا أبو عبد الله قال ثنا ثابت عن أنس. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: مر بجوار من الأنصار وهن يضربن بالدفوف ويقلن:
نحن جوار من بني النجار
…
يا حبذا محمد من جار
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم بارك فيهن» .
قال أبو نعيم: أبو عبد الله مختلف فيه، فقيل إنه حسان بن أبي سنان وقيل إنه رشيد وكلاهما بصريان وهو برشيد فيما أرى أشبه.
عاصم بن سليمان الأحول
ومنهم العابد الأفضل، عاصم بن سليمان الأحول.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا أبو الحريش أحمد بن عيسى الكلابي قال ثنا فطر بن حماد قال ثنا حماد بن زيد قال ثنا عاصم الأحول.
قال قال لي فضيل الرقاشي - وأنا أسائله -: يا هذا لا يشغلنك كثرة الناس عن نفسك فإن الأمر يخلص إليك دونهم، ولا تقل اذهب هاهنا وهاهنا ينقطع عني النهار فإنه محفوظ عليك، وما رأيت قط أحسن طلبا ولا أسرع إدراكا من حسنة حديثة لذنب قديم.
أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه قال ثنا محمد بن أيوب قال ثنا أبو الربيع الزهراني قال ثنا محمد بن عباد قال حدثني أبي. قال: ربما زارني عاصم الأحول وهو صائم فيفطر، فإذا صلى العشاء تنحى فصلى فلا يزال يصلي حتى يطلع الفجر لا يضع جنبه.
أسند عاصم عن أنس بن مالك، وعبد الله بن سرجس.
وروى عن ابن سيرين، وأبي عثمان النهدي، وأبي قلابة، وغيرهم.
• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد قال ثنا أحمد بن عبد الرحمن السقطي قال ثنا يزيد بن هارون رواه عن عاصم الأحول عن أنس بن مالك.
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الموت كفارة لكل مسلم» . هذا حديث عاصم عن أنس رضي الله عنه.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن حماد بن رغبة حدثنا روح بن صلاح أخبرنا سفيان عن عاصم عن أنس بن مالك. قال: لما ماتت فاطمة بنت أسد ابن هاشم أم علي بن أبي طالب دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عند رأسها فقال: «يرحمك الله! فإنك كنت أمي بعد أمي، تجوعين وتشبعينني وتعرين وتكسينني، وتمنعين نفسك طيب الطعام وتطعمينني، تريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة. ثم أمر أن تغسل ثلاثا ثلاثا فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، ثم خلع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه وألبسها إياه وكفنها فوقه، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلاما أسود يحفرون قبرها، فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخرج ترابه بيده، فلما فرغ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضطجع فيه، ثم قال: الحمد لله {الذي يحيي ويميت} وهو حي لا يموت، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها، وأوسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين. وكبر عليها أربعا وأدخلوها اللحد هو والعباس وأبو بكر الصديق. غريب من حديث عاصم والثوري لم نكتبه إلا من حديث روح بن صلاح تفرد به.
• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا أبو مسعود احمد بن الفرات واسماعيل ابن عبد الله. قالا: ثنا أبو جعفر النفيلي قال ثنا أبو معاوية عن عاصم بن عبد الله بن سرجس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «في الحجم شفاء» . غريب من حديث عاصم لم نكتبه إلا من حديث أبى معاوية.
• حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري قال ثنا أحمد بن محمد بن
الحسين الماسرجسي قال ثنا إسحاق بن راهويه قال أخبرنا جرير عن عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر قال: «اللهم بلغنا بلاغ خير ومغفرة. ثم يقول: اللهم إنى أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب، والحور
(1)
بعد الكور، ودعوة المظلوم، وسوء المنظر في الأهل والمال». هذا مشهور ثابت من حديث عاصم رواه عن عاصم معمر، وعمران القصير، وحماد بن زيد، وحرب بن خليل، وأبو معاوية، وحفص بن غياث.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عمرو بن ثور الجذامي قال ثنا محمد بن يوسف الفريابي قال ثنا سفيان الثوري عن عاصم عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة» . هذا غريب من حديث عاصم والثوري تفرد به الفريابي.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا يزيد بن هارون قال ثنا عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي. قال قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: ذروا التنعم وزي العجم، وإياكم والحرير! فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عنه قال:«لا تلبسوا الحرير إلا ما كان هكذا، وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بإصبعيه الوسطى والسبابة» . هذا حديث ثابت مشهور من حديث عاصم لم نكتبه عاليا إلا من حديث يزيد.
• حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم قال ثنا جعفر بن محمد الصائغ قال ثنا قبيصة قال ثنا سفيان الثوري عن خالد وعاصم عن أبي قلابة عن أنس رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدها في دين الله عمر، وأصدقها حياء عثمان، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرأهم أبي، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح» رضي الله تعالى عنهم. هذا حديث غريب من حديث الثوري لم يروه عنه عن عاصم وخالد فيما أعلم إلا قبيصة.
(1)
فى النهاية وهامش ج: أى من النقصان بعد الزيادة، وأصله من نقض العمامة بعد لفلها.
إياس بن معاوية
ومنهم صاحب الحكم والأحكام الماضية، المكنى أبا واثلة إياس بن معاوية
• حدثنا أحمد بن إسحاق وعبد الله بن محمد بن جعفر. قالا: ثنا محمد بن يحيى قال حدثني هلال بن بشير قال ثنا محمد بن شيبة الثقفي قال ثنا محبوب بن هلال. قال: سئل إياس بن معاوية متى ينقطع الميلاد فلا يكون ميلاد؟ قال:
إذا استكمل أهل الجنة عددهم الذي قضاه الله عز وجل إذ عرشه على الماء، واستكمل أهل النار عددهم الذي قضاه الله عز وجل إذ عرشه على الماء، فعند ذلك ينقطع الميلاد فلا يكون ميلاد.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا الحسين بن المتوكل البغدادي قال ثنا أبو الحسن المدائني عن أبي إسحاق بن حفص عن نوح. قال قيل لإياس بن معاوية: فيك أربع خصال: دمامة وكثرة كلام وإعجاب بنفسك وتعجيلك بالقضاء. قال: أما الدمامة فالأمر فيها إلى غيري، وأما كثرة الكلام فبصواب أتكلم أم بخطأ؟ قالوا: بصواب. قال: فالإكثار من الصواب أمثل، وأما إعجابي بنفسي أفيعجبكم ما ترون مني؟ قالوا: نعم! قال: فإني أحق أن أعجب بنفسي، وأما قولكم إنك تعجل بالقضاء فكم هذه وأشار بيده خمسة، فقالوا:
خمسة. فقال: عجلتم ألا قلتم واحد واثنين وثلاثة وأربعة وخمسة. قالوا:
ما نعد شيئا قد عرفناه، قال: فما أحبس شيئا قد تبين لي فيه الحكم.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا الحسن بن المتوكل قال ثنا أبو الحسن المدائني قال ثنا عبد الله بن مسلم القرشي. قال: كان إياس يقول: ما أحب أني أكذب كذبة لا يطلع عليها إلا الله، ولا أؤاخذ بها يوم القيامة، وإن لي مفروحا من الدنيا.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق السراج قال ثنا حاتم بن الليث قال ثنا سليمان بن حرب قال ثنا حماد بن سلمة عن حميد. قال: لما ولى إياس ابن معاوية القضاء أتاه الحسن فبكى إياس. فقال له الحسن: ما يبكيك يا أبا واثلة؟
• حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان قال ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال ثنا سليمان بن حرب قال ثنا أبو هلال قال ثنا داود بن أبي هند. قال قال إياس بن معاوية: كل رجل لا يعرف عيبه فهو أحمق، قالوا: يا أبا واثلة ما عيبك؟ قال: كثرة الكلام.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا ابن معدان قال ثنا على بن احمد الجورابى الواسطي قال ثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سفيان عن أبي بشر.
قال: أطاف الناس بإياس بن معاوية فسألوه عن هذه الآية {إنه لا يحب المسرفين} قال: الإسراف ما قصرت فيه عن حق الله عز وجل.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عباس بن الفضل الاسقاطى قال ثنا أبو الوليد الطيالسي قال ثنا حماد بن سلمة. قال سمعت إياس بن معاوية يقول:
أكل رطب السكر يزيد في الدماغ.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم قال ثنا هناد قال ثنا قبيصة قال ثنا سفيان عن خالد الحذاء. قال قيل لمعاوية بن قرة: كيف ابنك؟ قال: نعم الابن كفاني أمر دنياي، وفرغني لآخرتي.
• حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن قال ثنا محمد بن غالب بن حزب قال ثنا سليمان بن عبد الجبار بن زريق الخياط قال ثنا سليمان بن حرب قال ثنا أبو هلال قال ثنا داود بن أبي هند. قال قال لي إياس بن معاوية: أنا أكلم الناس بنصف عقلي، فإذا اختصم إلي اثنان جمعت عقلي كله.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا علي بن رستم قال ثنا محمد بن محمد قال ثنا أبو عبد الرحمن المقرى قال ثنا حماد بن زيد عن حبيب بن الشهيد. قال سمعت إياس بن معاوية يقول: ما كلمت أحدا من أصحاب الأهواء بعقلي كله إلا القدرية، فإني قلت لهم ما الظلم فيكم؟ قالوا: أن يأخذ الإنسان ما ليس له. فقلت لهم: فإن لله عز وجل كل شيء.
• أخبرنا القاضي محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه قال ثنا الحسن بن علي ابن زياد قال ثنا أحمد بن يونس ثنا إسرائيل عن أبي يحيى. قال سمعت إياس
ابن معاوية يقول: كان أفضلهم عندي - يعني الماضين - أسلمهم صدرا، وأقلهم غيبة.
أسند إياس عن أنس بن مالك، وسمع أباه، وسعيد بن المسيب.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أحمد بن داود المكي قال ثنا إبراهيم ابن زكريا العبدي قال ثنا فديك بن سليمان قال ثنا خليفة بن حميد عن إياس ابن معاوية عن أبيه عن جده. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كبر تكبيرة عند غروب الشمس على ساحل البحر رافعا بها صوته؛ أعطاه الله من الأجر بعدد كل قطرة في البحر عشر حسنات ومحى عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات ما بين الدرجتين مسيرة مائة عام بالفرس المسرع» .
غريب من حديث إياس ولم يروه عنه إلا خليفة تفرد به عنه فديك.
• حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا محمد بن المتوكل قال ثنا بكر بن بشر العسقلاني قال ثنا عبد الحميد بن سوار قال حدثني إياس بن معاوية بن قرة. قال: كنا عند عمر بن عبد العزيز فذكر عنده الحياء فقال: الحياء من الدين. فقال عمر بل هو الدين كله، فقال إياس: حدثني أبي عن جدي. قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكر عنده الحياء.
فقالوا يا رسول الله الحياء من الدين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«بل هو الدين كله» . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الحياء والعفاف والعى عي اللسان لا عي القلب والعمل من الإيمان؛ وإنهن يزدن في الآخرة وينقصن من الدنيا، وما يزدن من الآخرة أكثر مما يزدن في الدنيا» . قال إياس: فأمرني عمر بن عبد العزيز فأمليتها عليه وكتبها بخطه ثم صلى بنا الظهر وإنها لفي كفه ما يضعها إعجابا بها.
شميط بن عجلان
ومنهم الوامق الولهان، الواعظ اليقظان، أبو همام شميط بن عجلان، وقيل أبو عبيد الله.
• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبد الله بن يحيى قال ثنا الحسين بن جعفر القتات قال ثنا عبد الله بن أبي زياد قال ثنا سيار قال ثنا جعفر قال ثنا عبيد الله بن شميط. سمعت أبى يقول: إذا وصف الموقنين - أتاهم من الله أمر وقذهم عن الباطل؛ فأسهروا العيون وأجاعوا البطون، وأظمئوا الأكباد، وأنصبوا الأبدان، واهتضموا الطارف والتالد.
• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا عبد الله بن قحطبة قال ثنا ابن أبي صفوان الثقفي قال ثنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي عن أبيه عن عبيد الله بن شميط. قال: كان أبي يقول في قصصه: إن المتقين أتاهم من الله أمر أقلقهم؛ فأكلوا على تنغص، وباتوا على تصون. وكان يقول في قصصه: إن المتقين هم الأكياس؛ أكلوا طيب رزق الله، وعاشوا في فضل نعيم الآخرة.
• حدثنا أبي قال ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا محمد بن يزيد قال ثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال قال شميط: [إن المتقين] أتاهم وعيد الله فناموا على خوف، وقاموا على وقار.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا محمد بن العباس قال ثنا الحسن بن عرفة قال ثنا محمد بن صالح الواسطي عن رباح بن عمرو أبي المهاجر
(1)
. قال سمعت الشميط أخا أخضر بن عجلان وهو يقول في مجلسه ووصف أهل الدنيا وما هم فيه من الغفلة. فقال: حيارى سكارى، فارسهم يركض ركضا، وبيدقهم يسعى سعيا، عشقوا الدنيا ولزمت بأم رءوسهم يرتضعونها لا ينفطمون من رضاعها، وإذا أحدث الله تعالى لأحدهم نعمة أحدث رياء وسمعة فعلق من بين أصفر وأخضر وأحمر. ثم قال للناس: تعالوا فانظروا؛ فأما المؤمنون فيقولون لا حسن والله ولا جميل! إن يكن من حلال فقد أسرفت، وإن يكن من حرام فثكلتك أمك. وأما المنافقون فيقولون: يا ويحنا يا ليت لنا ما أكثر وأطيب، ذروهم عباد الله وما اختاروا لأنفسهم من فالوذجهم ورودجهم
(2)
فكل يوما بقلا ويوما خلا ويوما ملحا والموعد الله، يطلبون لأولادهم السمن والعسل ثم
(1)
فى ز وج عن رباح عن عمرو أبى المعاهر وفى ت رباح بن عمرو ابى المهاجر وكذا فى الطبقات الكبرى للشعرانى
(2)
كذا فى ز وت وفى ج: فالوذهم وزودجهم.
يخرجونهم على أيتام المساكين فيذهب الصبي إلى أمه فيجاذبها خمارها. فيقول:
اطلبي لنا سمنا وعسلا فإني رأيت مع ابن فلان سمنا وعسلا. فتقول له أمه:
إنه كثير لك من حيث أصبت لك الخبز والملح، يشتري أحدهم الأمة العجماء قد أخرجت من دار المشركين إلى دار المسلمين فلا يفقهها في الدين ولا يعلمها شيئا من سنن المرسلين، فتلبس الوشي وتحلى بالذهب ثم تخطر على فساق أهل الأسواق، فان جنت جناية تبعه من ذلك ما ساءه.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أخبرت عن سيار قال ثنا عبيد الله بن شميط. قال سمعت أبي إذا وصف أهل الدنيا قال: دائم البطنة؛ قليل الفطنة، إنما همه بطنه وفرجه وجلده: يقول: متى أصبح فآكل وأشرب وألهو وألعب، ومتى أمسى فأنام، جيفة بالليل بطال بالنهار.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أخبرت عن سيار قال ثنا عبيد الله بن شميط. قال سمعت أبى يقول: إن أولياء الله آثروا رضى الله عز وجل على هوى أنفسهم، وأن كانت أهوائهم محنة لهم فأرغموا أنفسهم كثيرا لرضاء ربهم فأفلحوا وأنجحوا.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أخبرت عن سيار قال ثنا عبيد الله بن شميط. قال: كان أبي وغيلان الطفاوي يقولان:
صم عن الدنيا، واجعل غاية إفطارك في الدنيا الموت.
• حدثنا أبو بكر قال ثنا عبد الله قال أخبرت عن سيار قال ثنا عبيد الله بن شميط قال سمعت أبي يقول:
بادروا بالصحة السقم، وبالفراغ الشغل، وبادروا بالحياة الموت.
• حدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا محمد بن الحسن بن شهريار قال ثنا هارون بن عبد الله قال ثنا سيار قال ثنا عبيد الله بن شميط قال سمعت أبي يقول: اللهم اجعل أحب ساعات الدنيا إلينا ساعات ذكرك وعبادتك، واجعل أبغض ساعاتها إلينا ساعات أكلنا وشربنا ونومنا.
• حدثنا أبو بكر الطلحي قال ثنا الحسن بن جعفر قال ثنا عبد الله بن أبي زياد قال ثنا سيار قال ثنا عبيد الله بن شميط قال سمعت
أبى يقول: يا ابن آدم إنما الدنيا غداء وعشاء، فإن أخرت غداءك إلى عشائك أمسى ديوانك في ديوان الصائمين.
• حدثنا محمد بن أحمد بن عمر قال حدثني أبي قال ثنا أبو بكر بن عبيد قال ثنا محمد بن الحسين قال ثنا يحيى بن بسطام قال ثنا محمد بن عبد الله بن سميع الأزدي. قال: دعا بعض الأمراء شميطا إلى طعام فاعتل عليه ولم يأته فقيل له في ذلك. فقال: فقد أكلة أيسر علي من بذل ديني لهم، ما ينبغي أن تكون بطن المؤمن أعز عليه من دينه.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا أبو معاوية الغلابي قال ثنا رجل. قال قالت امرأة شميط: يا أبا همام إنما نعمل الشيء ونصنعه فنشتهي أن تأكل منه معنا فلا تجئ حتى يفسد ويبرد. فقال: والله إن أبغض ساعاتي إلي الساعة التي آكل فيها.
• حدثنا أحمد قال ثنا عبد الله قال حدثني هارون بن عبد الله قال حدثني سيار قال ثنا جعفر وعبيد الله بن شميط. قالا: سمعنا شميطا يقول رأس مال المؤمن دينه حيث ما زال
(1)
زال معه دينه، لا يخلفه في الرحال، ولا يأمن عليه الرجال.
• حدثنا أحمد بن جعفر قال ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي قال ثنا سيار قال ثنا جعفر قال سمعت شميطا يقول: إن الدينار والدرهم أزمة المنافقين بهما يقادون إلى السوآت.
• حدثنا أحمد بن جعفر قال ثنا عبد الله قال حدثني هارون بن عبد الله قال ثنا سيار قال ثنا عبيد الله بن شميط بن عجلان. قال سمعت أبي يقول: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام؛ ألا ترى إلى المنافق كيف يخادعني وأنا أخدعه، يسبحني بطرف لسانه، وقلبه بعيد مني. يا داود:
قل للملأ من بني إسرائيل لا يدعوني والخطايا بين أضبانهم
(2)
ليلقوها ثم يدعوني أستجب لهم.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن احمد قال
(1)
فى ت: حيث ما صار صار معه
(2)
فى ت: ما بين اصلابهم والضبن كما فى النهاية الحضن أو ما بين الكشح والابط.
أخبرت عن سيار قال ثنا عبيد الله بن شميط. قال سمعت أبي يقول: كان يقال علامة المنافق قلة ذكر الله عز وجل. قال وأخبرت عن سيار قال ثنا جعفر قال: سمعت عبادا يسأل شميطا؛ هل يبكى المنافق؟ فقال: يبكي من رأسه فأما قلبه فلا.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أخبرت عن سيار قال ثنا عبيد الله بن شميط. قال سمعت أبي يقول في كلامه: بئس العبد عبد خلق للعبادة فصدته الشهوات عن العبادة، بئس العبد عبد خلق للعاقبة فصدته العاجلة عن العاقبة، فزالت العاجلة وشقي بالعاقبة. قال وسمعت أبى شميط يقول: كل يوم ينقص من أجلك وأنت لا تحزن، وكل يوم تستوفي من رزقك، قد أعطيت ما يكفيك وأنت تطلب ما يطغيك، لا بقليل تقنع ولا من كثير تشبع، فكيف يستبين للعالم جهل من قد عجز عن شكر ما هو فيه، وهو مغتر في طلب الزيادة. أم كيف يعمل للآخرة من لا تنقضى من الدنيا شهوته، ولا تنقضي فيها رغبته. فالعجب كل العجب لمصدق بدار الحق وهو يسعى لدار الغرور!!.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا الحسن بن إبراهيم بن بشار قال ثنا سليمان بن داود قال ثنا أبو عاصم عبد الله بن عبيد الله العباداني. قال سمعت شميطا يقول في قصصه: يا ابن آدم؛ إنك ما دمت ساكتا فإنك سالم، فإذا تكلمت فخذ حذرك.
• حدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا محمد بن الحسين بن شهريار قال ثنا هارون بن عبد الله قال ثنا سيار قال ثنا عبيد الله بن شميط. قال سمعت أبي يقول: - ونظر إلى الناس يوم عيدهم في محشرهم ومجمعهم - فقال هل ترى إلا خرقة تبلى، ولحما يأكله الدود غدا.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن روح قال ثنا إبراهيم بن الجنيد قال ثنا زكريا بن عدي قال ثنا جعفر بن سليمان. قال سمعت شميطا يقول: من جعل الموت نصب عينيه؛ لم يبال بضيق الدنيا ولا بسعتها.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أخبرت عن سيار ثنا عبيد الله بن شميط. قال سمعت أبي يقول: إن الله عز وجل جعل قوة المؤمن في قلبه ولم يجعلها في أعضائه، ألا ترون أن الشيخ يكون ضعيفا يصوم الهواجر، ويقوم الليل، والشاب يعجز عن ذلك.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله قال أخبرت عن سيار قال ثنا عبيد الله بن شميط. قال سمعت أبي يقول: يعمد أحدهم فيقرأ القرآن ويطلب العلم حتى إذا علمه أخذ الدنيا فضمها إلى صدره وحملها على رأسه.
فنظر إليه ثلاثة ضعفاء؛ امرأة ضعيفة، وأعرابي جاهل، وأعجمي. فقالوا:
هذا أعلم بالله منا لو لم ير في الدنيا ذخيرة ما فعل هذا، فرغبوا في الدنيا وجمعوها. وكان أبي يقول: فمثله كمثل الذي قال الله عز وجل {ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم} .
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله قال أخبرت عن سيار قال حدثنا جعفر وعبيد الله بن شميط عن شميط. قال: إن الله تعالى أوحى إلى داود عليه السلام: إنك إذا استنقذت هالكا من هلكته، سميتك جهبذا.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله قال أخبرت عن سيار قال ثنا عبيد الله بن شميط عن أبيه. قال: كان يقال من رضي بالفسق فهو من أهله، ومن رضي أن يعصي الله عز وجل لم يرفع له عمل.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا محمد بن أحمد بن تميم قال ثنا سليمان بن أحمد الجرجاني قال ثنا سيار قال ثنا عبيد الله بن شميط. قال سمعت أبي يقول: عجبا لابن آدم بينما قلبه في الآخرة، إذ حكه برغوث أو قملة فنسي الآخرة.
• حدثنا محمد بن أحمد بن أبان قال حدثني أبي قال ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد قال ثنا إبراهيم بن عبد الملك. قال قال شميط بن عجلان: إن الله تعالى وسم الدنيا بالوحشة ليكون أنس المنقطعين إليه.
• حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا حاجب بن أبي بكر قال ثنا حماد بن الحسن قال ثنا سيار قال ثنا رباح
القيسي وعبيد الله بن شميط. قالا سمعنا شميطا يقول: رجلان معذبان في الدنيا، رجل أعطي الدنيا فهو متعوب فيها ومشغول بها، وفقير زويت عنه الدنيا فنفسه تتقطع عليها حسرات.
• حدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا محمد بن الحسين بن شهريار قال ثنا هارون بن عبد الله قال ثنا سيار قال ثنا رباح وعبيد الله بن شميط وجعفر.
قالوا سمعنا شميطا يقول: إني والله ما رأيت أبدانكم إلا مطاياكم إلى ربكم، عز وجل ألا فأنضوها في طاعة الله يبارك الله فيكم.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني علي بن مسلم قال ثنا سيار قال ثنا عبيد الله بن شميط وجعفر ورباح.
قالوا سمعنا شميطا يقول: رحم الله رجلا تبلغ بامرأة وإن كانت نصفا، وكان في وجهها رداءة إن كان موقنا بنساء أهل الجنة.
• حدثنا أحمد بن جعفر قال ثنا عبد الله قال ثنا علي بن مسلم قال ثنا سيار قال ثنا جعفر. قال سمعت شميط بن عجلان يقول: دلنا ربنا عز وجل على نفسه في هذه الآية {إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام} الآية.
• حدثنا أحمد بن جعفر قال ثنا عبد الله قال ثنا علي بن مسلم قال ثنا سيار قال ثنا عبيد الله بن شميط. قال سمعت أبي يقول في موعظته: قد أفلح من جعل الله تعالى له عينين بصيرتين، ولسانا فصيحا، وقلبا واعيا يعي الخير ويعمل به.
• حدثنا أبي قال ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا محمد بن يزيد قال ثنا عبد الله بن عيسى الطفاوي عن عبيد الله بن شميط. قال كان أبي يقول:
الناس ثلاثة؛ فرجل ابتكر الخير فى حداثة سنه ثم داوم عليه حتى خرج من الدنيا فهذا المقرب، ورجل ابتكر عمره بالذنوب وطول الغفلة ثم راجع بنوبة فهذا صاحب يمين، ورجل ابتكر الشر في حداثته ثم لم يزل فيه حتى خرج من الدنيا فهو صاحب الشمال.
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا محمد بن أحمد بن تميم قال ثنا سليمان ابن أحمد الجرجاني قال ثنا سيار قال ثنا عبيد الله بن شميط. قال حدثني أبي شميط بن عجلان عن عبد الله بن عمر: أنه كان يقول لجلسائه؛ ساعة للدنيا، وساعة للآخرة، وقولوا في خلال الحديث اللهم اغفر لنا.
أسند شميط عن غير واحد من التابعين وهو قليل الرواية.
• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا عبيد الله بن شميط قال حدثني أبي وعمي عن أبي بكر عن أنس. أن النبي صلى الله عليه وسلم: باع حلسا وقدحا فيمن يزيد، وقال:«من يشتري هذا؟ فقال رجل بدرهم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يزيد؟» -
قال الشيخ: - أبو بكر هو الحنفى -.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا عبد الوهاب بن أبى عطاء قال ثنا أخضر بن عجلان قال حدثني أبو بكر الحنفي عن أنس بن مالك. قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وشكى اليه الفاقة وذكر الحديث. وقال فأتى بحلس وقدح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«من يأخذهما مني بدرهم؟ فقال رجل أنا آخذهما. فقال من يزيد على هذا؟ فقال رجل: أنا آخذهما بدرهمين، فقال صلى الله عليه وسلم: هما لك» .
• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا محمد بن عبد الله بن رسته قال ثنا محمد بن عبيد بن حساب قال ثنا عبيد الله بن شميط قال حدثني أبي وعمي الأخضر عن عطاء بن زهير العامري عن أبيه. قال: قلت لعبد الله بن عمر ما تقول في الصدقة أي مال هي؟ قال: شر مال إنما هي للعميان والعرجان والمنقطع بهم. قلت:
فأخبرني عن العاملين عليها والمجاهدين في سبيل الله عز وجل ما أحل لهم.
قال: للعاملين عليها بقدر عمالتهم، وللمجاهدين في سبيل الله ما أحل لهم، إن الصدقة لا تحل لغني ولا لذى مرة سوي.
• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا إسماعيل بن عبد الله قال ثنا عبد الله بن المبارك قال ثنا الصعق بن حزن قال ثنا شميط بن عجلان. قال: حدث مؤذن
بني كعب قال بينا أنا أسير في أرض قفراء إذ أذنت فقال لي قائل من خلفي:
نعم ما أدبك الله؟ فالتفت فإذا أبو برزة الأسلمي. فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من عبد أذن فى أرض قفر فتبقى شجرة ولا مدرة ولا تراب ولا شيء إلا استحلى البكاء لقلة ذاكري الله في ذلك المكان»
(1)
.
ذكر طبقة من تابعي المدينة من المعروفين بالتعبد والنسك
وقد تقدم ذكر متقدميهم في جملة طبقة البصريين - وهم الفقهاء السبعة -.
زين العابدين علي بن الحسين
فمن هذه الطبقة علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم زين العابدين، ومنار القانتين، كان عابدا وفيا، وجوادا حفيا.
وقيل: إن التصوف حفظ الوفاء، وترك الجفاء.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن زكريا الغلابي قال ثنا العتبي قال ثنا أبي. قال: كان علي بن الحسين إذا فرغ من وضوئه للصلاة، وصار بين وضوئه وصلاته أخذته رعدة ونفضة. فقيل له في ذلك، فقال: ويحكم أتدرون إلى من أقوم؟ ومن أريد أن أناجي.
• حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن عبد الوهاب قال ثنا محمد بن إسحاق النيسابوري قال ثنا محمد بن الصباح قال ثنا حاتم - يعني ابن إسماعيل - قال حدثني جعفر عن أبيه: أن علي بن الحسين قال يا بنى لو اتخذت لى ثوبا للغائط، رأيت الذباب يقع على الشيء ثم يقع علي، ثم انتبه. فقال: فما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا لأصحابه إلا ثوب فرفضه.
• حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا محمد بن الصباح قال ثنا جرير عن عمرو بن ثابت. قال: كان علي بن الحسين لا يضرب بعيره من المدينة إلى مكة.
• حدثنا أحمد بن جعفر قال ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبو معمر
(1)
بهامش نسخة جدة: بلغ قراءة بجامع الصالح بباب زويله.
قال ثنا جرير عن فضيل بن غزوان. قال قال لي علي بن الحسين: من ضحك ضحكة، مج مجة من العلم.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبو معمر ثنا جرير. وثنا أحمد بن علي بن الجارود قال ثنا أبو سعيد الكندي قال ثنا حفص بن غياث عن حجاج عن أبي جعفر عن على بن الحسين. قال: إن الحسد إذا لم يمرض أشر، ولا خير في جسد يأشر.
• حدثنا أبو الحسين محمد بن محمد بن عبد الله قال ثنا أبو بكر بن الأنباري قال ثنا أحمد بن الصلت قال ثنا قاسم بن إبراهيم العلوي قال حدثني أبي عن جعفر بن محمد عن أبيه. قال قال علي بن الحسين: فقد الأحبة غربة، وكان يقول: اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في لوائع العيون علانيتي، وتقبح في خفيات العيون سريرتي، اللهم كما أسأت وأحسنت إلي فإذا عدت فعد علي.
وكان يقول: إن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، وآخرين عبدوه رغبة فتلك عبادة التجار، وقوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار.
• حدثنا محمد بن محمد قال ثنا عبد الله بن جعفر الرازي قال ثنا علي بن رجاء القادسي قال ثنا عمرو بن خالد عن أبي حمزة الثمالى. قال: أتيت باب على ابن الحسين فكرهت أن أضرب، فقعدت حتى خرج فسلمت عليه ودعوت له فرد علي السلام، ودعا لى، ثم انتهى الى حائط له. فقال: يا أبا حمزة ترى هذا الحائط؟ قلت بلى! يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فإني اتكأت عليه يوما وأنا حزين فإذا رجل حسن الوجه حسن الثياب ينظر في تجاه وجهي ثم قال: يا علي بن الحسين ما لى أراك كئيبا حزينا أعلى الدنيا فهو رزق حاضر، يأكل منها البر والفاجر. فقلت: ما عليها أحزن لأنه كما تقول. فقال: أعلى الآخرة؟ هو وعد صادق، يحكم فيها ملك قاهر. قلت: ما على هذا أحزن لأنه كما تقول. فقال: وما حزنك يا علي بن الحسين؟ قلت ما أتخوف من فتنة ابن الزبير. فقال لي: يا علي هل رأيت أحدا سأل الله فلم يعطه؟ قلت: لا! ثم قال: فخاف الله فلم يكفه؟ قلت: لا! ثم غاب عني، فقيل لي: يا على هذا
الخضر عليه السلام ناجاك.
• حدثت عن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين قال ثنا عبد الله بن محمد ابن عمرو البلوي قال ثنا يحيى بن زيد بن الحسن قال حدثني سالم بن فروخ مولى الجعفريين عن ابن شهاب الزهري. قال: شهدت علي بن الحسين يوم حمله عبد الملك بن مروان من المدينة إلى الشام فأثقله حديدا، ووكل به حفاظا في عدة وجمع، فاستأذنتهم في التسليم عليه والتوديع له فأذنوا لي، فدخلت عليه وهو في قبة والأقياد في رجليه والغل في يديه فبكيت.
وقلت: وددت أني مكانك وأنت سالم. فقال: يا زهري أتظن أن هذا مما ترى علي وفي عنقي يكربني، أما لو شئت ما كان. فإنه وإن بلغ منك وبأمثالك ليذكرني عذاب الله، ثم أخرج يديه من الغل ورجليه من القيد.
ثم قال: يا زهري لا جزت معهم على ذا منزلتين من المدينة. قال: فما لبثنا إلا أربع ليال حتى قدم الموكلون به يطلبونه بالمدينة فما وجدوه، فكنت فيمن سألهم عنه. فقال لي بعضهم: إنا لنراه متبوعا، إنه لنازل ونحن حوله لا ننام نرصده، إذ أصبحنا فما وجدنا بين محمله إلا حديده. قال الزهري: فقدمت بعد ذلك على عبد الملك بن مروان فسألني عن علي بن الحسين فأخبرته. فقال لي: إنه قد جاءني في يوم فقده الأعوان، فدخل علي فقال: ما أنا وأنت.
فقلت: أقم عندي فقال لا أحب، ثم خرج فو الله لقد امتلأ ثوبي منه خيفة.
قال الزهري فقلت: يا أمير المؤمنين ليس علي بن الحسين حيث تظن! إنه مشغول بنفسه. فقال: حبذا شغل مثله فنعم ما شغل به، قال وكان الزهري إذا ذكر علي بن الحسين يبكي ويقول: زين العابدين!!.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا الحسين بن محمد بن مصعب البجلي قال ثنا محمد بن تسنيم قال ثنا الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي. قال سمعت علي بن الحسين يقول: من قنع بما قسم الله له. فهو من أغنى الناس.
• حدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا عبد الله بن صالح قال ثنا محمد بن ميمون قال ثنا سفيان عن أبي حمزة الثمالي. قال كان علي بن الحسين: يحمل جراب
الخبز على ظهره بالليل فيتصدق به، ويقول: إن صدقة السر تطفئ غضب الرب عز وجل.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبو معمر ثنا جرير عن شيبة بن نعمامة. قال: كان علي بن الحسين يبخل، فلما مات وجدوه يقوت مائة أهل بيت بالمدينة. قال جرير في الحديث - أو من قبله - إنه حين مات وجدوا بظهره آثارا مما كان يحمل بالليل الجرب إلى المساكين.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال ثنا عثمان بن أبي شيبة قال ثنا جرير عن عمرو بن ثابت. قال:
لما مات علي بن الحسين فغسلوه جعلوا ينظرون الى آثار سواد بظهره. فقالوا:
ما هذا؟ فقيل كان يحمل جرب الدقيق ليلا على ظهره يعطيه فقراء أهل المدينة.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبو موسى الأنصاري قال ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق. قال: كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين كان معاشهم؟ فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به في الليل.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس الثقفي قال ثنا محمد بن زكريا قال سمعت ابن عائشة يقول. قال أبي:
سمعت أهل المدينة يقولون: ما فقدنا صدقة السر حتى مات علي بن الحسين.
• حدثنا أبو بكر الطلحي قال ثنا أبو حصين الوادعي محمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال ثنا عاصم بن محمد بن زيد قال حدثنى واقد ابن محمد عن سعيد بن مرجانة. قال: عمد علي بن الحسين إلى عبد له كان عبد الله ابن جعفر أعطاه به عشرة آلاف درهم أو ألف دينار، فأعتقه.
• حدثنا أبو أحمد الغطريفي محمد بن أحمد قال ثنا أبو خليفة قال ثنا عبد الله ابن عبد الوهاب الحجبي قال ثنا حماد قال ثنا يحيى بن سعيد. قال: سمعت علي ابن الحسين واجتمع عليه ناس فقالوا له ذلك القول. فقال لهم: أحبونا حب الإسلام لله عز وجل، فإنه ما برح بنا حبكم حتى صار علينا عارا.
• حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب قال ثنا محمد بن إسحاق السراج قال ثنا أبو مصعب قال ثنا إبراهيم بن قدامة وهو ابن محمد بن حاطب عن أبيه
عن علي بن الحسين. قال: أتاني نفر من أهل العراق فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فلما فرغوا. قال لهم علي بن الحسين: ألا تخبرونني أنتم المهاجرون الأولون {الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون} . قالوا: لا! قال: فأنتم {الذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} . قالوا: لا! قال أما أنتم فقد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين، ثم قال: أشهد أنكم لستم من الذين قال الله عز وجل {والذين جاؤ من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم} اخرجوا فعل الله بكم!!.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس الثقفي قال ثنا سعدان بن يزيد قال ثنا شجاع بن الوليد قال ثنا خلف بن حوشب عن علي بن الحسين.
قال: يا معشر أهل العراق، يا معشر أهل الكوفة، أحبونا حب الإسلام، ولا ترفعونا فوق حقنا.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا سفيان. قال قال علي بن الحسين: ما أحب أن لي بنصيبى من الذل، حمر النعم.
• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال ثنا محمد ابن إشكاب قال ثنا محمد بن بشر قال ثنا ابن المنهال الطائي. أن علي بن الحسين كان إذا ناول الصدقة السائل، قبله ثم ناوله.
• حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان قال ثنا الحسين بن محمد بن سعيد قال ثنا الربيع بن سليمان قال ثنا بشر بن بكر والخصيب بن ناصح. قالا: ثنا عبد الله ابن جعفر عن عبد الرحمن بن حبيب بن أزدك
(1)
قال سمعت نافع بن جبير
(1)
كذا فى ج وت وفى ز: ابن أردن.
يقول لعلي بن الحسين: غفر الله لك! أنت سيد الناس وأفضلهم تذهب إلى هذا العبد فتجلس معه - يعني زيد بن أسلم -. فقال: إنه ينبغى للعلم أن يتبع حيث ما كان.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا أبو يحيى صاعقة قال ثنا سعيد بن سليمان قال ثنا هشيم عن محمد بن عبد الرحمن المديني. قال: كان علي بن الحسين يتخطى حلق قومه حتى يأتي زيد بن أسلم فيجلس عنده. فقال: إنما يجلس الرجل إلى من ينفعه في دينه.
• حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان قال ثنا عمر بن الحسن قال ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد قال ثنا الحسين بن عبد الرحمن عن أبي حمزة الثمالي عن جعفر بن محمد. قال: سئل علي بن الحسين عن كثرة بكائه، فقال: لا تلوموني فإن يعقوب فقد سبطا من ولده فبكى حتى ابيضت عيناه ولم يعلم أنه مات. وقد نظرت إلى أربعة عشر رجلا من أهل بيتى فى غزاة واحدة أفترون حزنهم يذهب من قلبي؟
(1)
.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا يحيى بن زكريا الغلابي قال ثنا العتبي قال حدثني أبي. قال قال علي بن الحسين - وكان من أفضل بني هاشم - لابنه: يا بنى اصبر على النوائب ولا تتعرض للحقوق، ولا تجب أخاك إلى الأمر الذي مضرته عليك أكثر من منفعته له.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا الحسن بن المتوكل قال ثنا أبو الحسن المدائني عن إبراهيم بن سعد. قال: سمع علي بن الحسين ناعية في بيته وعنده جماعة فنهض إلى منزله ثم رجع إلى مجلسه، فقيل له: أمن حدث كانت الناعية؟ قال: نعم! فعزوه وتعجبوا من صبره. فقال: إنا أهل بيت نطيع الله فيما نحب، ونحمده فيما نكره.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا محمد بن إسماعيل العسكري العطار قال ثنا صهيب بن محمد قال ثنا شداد بن علي قال ثنا إسرائيل عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين. قال: إذا كان يوم القيامة ينادي مناد أين
(1)
يريد بذلك ممن قتل مع أبيه الحسين من ولده وأهل بيته سلام الله عليهم اجمعين.
أهل الصبر؟ فيقوم ناس من الناس فيقال على ما صبرتم؟ قالوا صبرنا على طاعة الله، وصبرنا عن معصية الله عز وجل. فيقال: صدقتم ادخلوا الجنة.
• حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال ثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال سمعت محمد بن زكريا قال أخبرنا ابن عائشة عن أبيه. قال: حج هشام بن عبد الملك قبل أن يلي الخلافة، فاجتهد أن يستلم الحجر فلم يمكنه، وجاء علي بن الحسين فوقف له الناس وتنحوا حتى استلمه. قال: ونصب لهشام منبر فقعد عليه فقال له أهل الشام: من هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال لا أعرفه: فقال الفرزدق لكني أعرفه هذا علي بن الحسين رضى الله تعالى عنهما:
هذا ابن خير عباد الله كلهم
…
هذا التقى النقى الطاهر العلم
هذا الذى تعرف البطحاء وطأته
…
والبيت يعرفه والحل والحرم
يكاد يمسكه عرفان راحته
…
عند الحطيم إذا ما جاء يستلم
إذا رأته قريش قال قائلها
…
إلى مكارم هذا ينتهى الكرم
إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم
…
أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله
…
بجده أنبياء الله قد ختموا
وليس قولك من هذا؟ بضائره
…
العرب تعرف ما أنكرت والعجم
يغضي حياء ويغضى من مهابته
…
ولا يكلم إلا حين يبتسم.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال ثنا حفص ابن عبد الله الحلواني قال ثنا زافر بن سليمان عن عبد الحميد بن أبي جعفر الفراء عن ثابت بن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين. قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم أهل الفضل، فيقوم ناس من الناس فيقال انطلقوا إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة فيقولون إلى أين؟ فيقولون إلى الجنة، قالوا قبل الحساب قالوا نعم! قالوا من أنتم؟ قالوا أهل الفضل قالوا وما كان فضلكم؟ قالوا كنا إذا جهل علينا حلمنا وإذا ظلمنا صبرنا وإذا أسي علينا غفرنا. قالوا: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين، ثم يناد مناد ليقم أهل الصبر، فيقوم ناس من الناس فيقال لهم انطلقوا إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة، فيقال لهم مثل ذلك فيقولون
نحن أهل الصبر. قالوا ما كان صبركم؟ قالوا صبرنا أنفسنا على طاعة الله، وصبرناها عن معصية الله عز وجل. قالوا: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين، ثم ينادي مناد ليقم جيران الله في داره، فيقوم ناس من الناس وهم قليل! فيقال لهم انطلقوا إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة، فيقال لهم مثل ذلك. قالوا:
وبما جاورتم الله في داره؟ قالوا: كنا نتزاور في الله عز وجل ونتجالس في الله ونتباذل في الله. قالوا ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين.
• أخبرنا محمد بن أحمد في كتابه قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا حجاج بن يوسف قال ثنا يونس بن محمد ثنا أبو شهاب قال الحجاج أخبرت عن أبي جعفر:
أن أباه علي بن الحسين قاسم الله عز وجل ماله مرتين، وقال إن الله تعالى يحب المؤمن المذنب التائب.
• حدثنا محمد بن أحمد الغطريفي ثنا محمد بن أحمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا سعيد بن عبد الله بن عبد الحكم قال ثنا عبد الرحمن بن واقد ثنا يحيى بن ثعلبة الأنصاري ثنا أبو حمزة الثمالي. قال: كنت عند علي بن الحسين فإذا عصافير يطرن حوله يصرخن. فقال: كنت يا أبا حمزة هل تدري ما يقول هؤلاء العصافير؟ فقلت لا! قال: فإنها تقدس ربها عز وجل وتسأله قوت يومها.
• حدثت عن أحمد بن موسى بن إسحاق ثنا أبو يوسف القلوسي ثنا عبد العزيز بن الخطاب حدثنا موسى بن أبي حبيب عن علي بن الحسين. قال:
التارك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كنابذ كتاب الله وراء ظهره، إلا أن يتقى تقاة. قيل: وما تقاته؟ قال: يخاف جبارا عنيدا أن يفرط عليه أو أن يطغى. وقال علي بن الحسين: من كتم علما أحدا، أو أخذ عليه أجرا رفدا، فلا ينفعه أبدا.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن الصباح ثنا حاتم بن إسماعيل عن أبي جعفر. قال: كان في نقش خاتم أبي: القوة لله جميعا.
• أخبرت عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أحمد بن يونس ثنا مندل بن علي عن عمر بن عبد العزيز عن أبي جعفر عن علي بن الحسين. قال: لا يقولن
أحدكم اللهم تصدق علي بالجنة، فإنما يتصدق أصحاب الذنوب؛ ولكن ليقولن اللهم ارزقني الجنة، اللهم من علي بالجنة.
• حدثنا محمد بن عبد الله الكاتب ثنا الحسن بن علي بن نصر الطوسي ثنا محمد ابن عبد الكريم ثنا الهيثم بن عدي أخبرنا صالح بن حسان. قال قال رجل لسعيد بن المسيب: ما رأيت أحدا أورع من فلان؟ قال: هل رأيت علي بن الحسين؟ قال: لا! قال: ما رأيت أحدا أورع منه.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني عمرو بن محمد الناقد ثنا سفيان بن عيينة.
قال قال الزهري: لم أر هاشميا أفضل من علي بن الحسين.
• حدثنا أحمد بن جعفر ابن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبو معمر ثنا ابن أبي حازم. قال سمعت أبي حازم يقول: ما رأيت هاشميا أفضل من علي بن الحسين.
• حدثنا الحسين بن محمد بن كيسان ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا علي ابن عبد الله ثنا عبد الله بن هارون بن أبي عيسى أخبرني أبي عن حاتم بن أبي صغيرة عن عمر بن دينار. قال: دخل علي بن الحسين على محمد بن أسامة بن زيد في مرضه فجعل يبكي. فقال: ما شأنك؟ قال: علي دين. قال: كم هو؟ قال:
خمسة عشر ألف دينار. قال: فهو علي.
• أخبرنا أبو بكر بن محمد بن أحمد البغدادي في كتابه وحدثني عنه عثمان ابن محمد العثماني ثنا عبد الصمد بن محمد حدثني جعفر بن محمد بن جعفر ثنا مخلد ابن مالك عن سفيان بن عيينة عن الزهري. قال: دخلنا على علي بن الحسين بن علي. فقال: يا زهري فيم كنتم؟ قلت: تذاكرنا الصوم، فأجمع رأيي ورأي أصحابي على أنه ليس من الصوم شيء واجب إلا شهر رمضان. فقال: يا زهري ليس كما قلتم، الصوم على أربعين وجها؛ عشرة منها واجبة كوجوب شهر رمضان، وعشرة منها حرام، وأربعة عشرة خصلة صاحبها بالخيار إن شاء صام وإن شاء أفطر، وصوم النذر واجب، وصوم الاعتكاف واجب. قال قلت: فسرهن يا ابن رسول الله. قال: أما الواجب فصوم شهر رمضان، وصيام شهرين متتابعين - يعني في قتل الخطأ لمن لم يجد العتق - قال تعالى
{ومن قتل مؤمنا خطأ} الآية. وصيام ثلاثة أيام فى كفارة اليمين، لمن لم يجد الإطعام. قال الله عز وجل {ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم} وصيام حلق الرأس قال الله تعالى {فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه} الآية صاحبه بالخيار إن شاء صام ثلاثا، وصوم دم المتعة؛ لمن لم يجد الهدي. قال الله تعالى:{فمن تمتع بالعمرة إلى الحج} الآية، وصوم جزاء الصيد. قال الله عز وجل {ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم} الآية، وإنما يقوم ذلك الصيد قيمة ثم يقص ذلك الثمن على الحنطة، وأما الذي صاحبه بالخيار، فصوم يوم الإثنين والخميس، وصوم ستة أيام من شوال بعد رمضان، ويوم عرفة، ويوم عاشوراء كل ذلك صاحبه بالخيار، إن شاء صام، وإن شاء أفطر. وأما صوم الإذن؛ فالمرأة لا تصوم تطوعا إلا بإذن زوجها وكذلك العبد والأمة، وأما صوم الحرام؛ فصوم يوم الفطر ويوم الأضحى، وأيام التشريق، ويوم الشك نهينا أن نصومه كرمضان، وصوم الوصال حرام، وصوم الصمت حرام، وصوم نذر المعصية حرام، وصوم الدهر حرام، والضيف لا يصوم تطوعا إلا بإذن صاحبه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من نزل على قوم فلا يصومن تطوعا إلا بإذنهم» ويؤمر الصبي بالصوم إذا لم يراهق تأنيسا، وليس بفرض وكذلك من أفطر لعلة من أول النهار ثم وجد قوة في بدنه أمر بالإمساك، وذلك تأديب الله عز وجل، وليس بفرض، وكذلك المسافر إذا أكل من أول النهار ثم قدم أمر بالإمساك، وأما صوم الإباحة؛ فمن أكل أو شرب ناسيا من غير عمد، فقد أبيح له ذلك وأجزأه عن صومه، وأما صوم المريض، وصوم المسافر؛ فإن العامة اختلفت فيه. فقال بعضهم يصوم، وقال قوم لا يصوم، وقال قوم إن شاء صام، وإن شاء أفطر، وأما نحن فنقول: يفطر في الحالين جميعا، فإن صام في السفر والمرض، فعليه القضاء، قال الله عز وجل {فعدة من أيام أخر} .
أسند علي بن الحسين الكثير؛ وسمع من ابن عباس، وجابر، ومروان، وصفية، وأم سلمة، وغيرهم من الصحابة رضي الله تعالى عنهم.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة ثنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي عن الزهري أخبرني علي بن الحسين. أن عبد الله بن عباس حدثه أخبرني رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار.
قال: بينما هم جلوس ليلة مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ رمي بنجم فاستنار، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ما كنتم تقولون في الجاهلية إذا رمي بمثل هذا؟» قالوا: الله ورسوله أعلم كنا نقول: ولد الليلة رجل عظيم، ومات الليلة رجل عظيم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإنها لا يرمى بها لموت أحد ولا لحياته، ولكن ربنا إذا قضى أمرا سبحته حملة العرش ثم سبحته أهل السماء الذين يلونهم ثم سبحته أهل السماء الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح أهل السماء الدنيا ثم يقولون الذين يلون حملة العرش لحملة العرش ماذا قال ربكم؟ فيجيبونهم فيستخبر أهل السموات بعضهم بعضا حتى يبلغ الخبر هذه السماء الدنيا فتخطف الجن السمع فيلقونه إلى أوليائهم، فما جاءوا به على وجهه فهو صحيح ولكنهم يفرقون فيه
(1)
ويزيدون فترمى الشياطين بالنجوم». صحيح أخرجه مسلم في صحيحه عن الأوزاعي، ويونس، ومعقل وصالح بن كيسان. ورواه عن الزهري يحيى بن سعيد، وزياد بن سعد، ومعمر، ومحمد بن إسحاق، في آخرين.
• حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا عبيد الله بن محمد العمري ثنا إسماعيل ابن أبي أويس حدثني أخي عن سليمان بن أبي بلال عن محمد بن أبي عتيق.
وحدثنا محمد بن أحمد الغطريفي وأبو عمرو بن حمدان. قالا: ثنا الحسن بن سفيان ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن عقيل. قالا: عن ابن شهاب عن علي بن الحسين أن الحسن بن على أخبره أن على بن طالب رضي الله عنهم أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: طرقه وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال لهما: «ألا تصليان؟» . قال علي فقلت: يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله عز وجل فإن شاء أن يبعثنا بعثنا. فانصرف رسول الله صلى
(1)
فى ت: يكذبون فيه.
الله عليه وسلم حين قلت ذلك له ولم يرجع إلي شيئا ثم سمعته وهو مدبر يضرب فخذه ويقول: «وكان الإنسان أكثر شيء جدلا» . صحيح متفق عليه من حديث الزهري ورواه عن الزهري صالح بن كيسان، ويزيد بن أبي أنيسة، وشعيب بن أبي حمزة، وإسحاق بن راشد، في آخرين.
• حدثنا أبو بحر محمد بن الحسين ثنا محمد بن يونس الكديمي ثنا أبو عاصم النبيل عن ابن جريج عن ابن شهاب عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم. قال: أصبت شارفا يوم بدر، وأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم شارفا فأنختهما بباب رجل من الأنصار وأنا أريد أن أحمل عليهما أذخرا أستعين به على ولمة فاطمة ومعي رجل من بني قينقاع وفي البيت حمزة بن عبد المطلب وقينة تغنيه وهي تقول:
ألا يا حمز للشرف النواء
• فخرج حمزة بالسيف اليهما فجب أسنمتهما وبقر خواصرهما وأخذ من أكبادهما فرأيت منظرا عظيما. فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فخرج يمشى ومعه زيد ابن حارثة حتى وقف على حمزة فتغيظ عليه فرفع حمزة رأسه. فقال: ألستم عبيد آبائي. فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشى القهقرى. صحيح متفق عليه من حديث ابن جريج عن الزهري ورواه يونس بن يزيد عن الزهري فزاد - فطفق يلوم حمزة فيما فعل - فإذا حمزة ثمل محمرة عيناه.
• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا الحسن بن علي بن أبي زياد ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني أبي عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن ابن شهاب عن علي بن الحسين أن عمرو بن عثمان أخبره أن أسامة بن زيد أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: «لا يرث المسلم الكافر» .
رواه ابن جريج ومعمر ويونس وسفيان بن عيينة وهشيم وابن أبي حفصة ومالك بن أنس في جماعة عن الزهري. وقال مالك عن عمرو بن عثمان عن أسامة.
وحدث به قيس بن الربيع عن سفيان بن عيينة.
• حدثناه سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن القاسم بن مساور ثنا علي بن الجعد أخبرنا قيس بن الربيع عن سفيان ابن عيينة عن الزهري عن علي بن الحسين عن عمرو بن عثمان عن أسامة بن
زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم» كذا حدثناه سليمان بن قيس عن سفيان. وحدثناه محمد بن أحمد بن الحسين ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان بن عيينة مثله.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عباس الأسقاطي وعبد الله بن محمد العمري.
قالا: ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني أخي عن سليمان بن بلال عن محمد بن عبد الله بن أبي عتيق. وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق ثنا معمر. قالا: عن ابن شهاب الزهري عن علي بن الحسين. أن صفية رضي الله عنها أخبرته أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا تزوره وهو معتكف في المسجد فحدثته قالت ثم قمت فقام معي - وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد - فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «على رسلكما إنها صفية بنت حيي فقالا سبحان الله يا رسول الله! فقال: إن الشيطان يجرى من الانسان مجرى الدم، وانى خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا» . أو قال شرا - لفظ معمر رواه صالح بن كيسان وابن مسافر وعبد الرحمن بن إسحاق وشعيب في آخرين وهو من صحاح حديث الزهري متفق عليه.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن محمد ثنا محمد بن جعفر الوركاني ثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن علي بن الحسين أخبرني رجل من أهل العلم.
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تمد الأرض يوم القيامة مد الأديم لعظمة الرحمن عز وجل، فلا يكون لرجل من بني آدم فيه إلا موضع قدميه، ثم أدعى أول الناس فأخر ساجدا ثم يؤذن لي فأقول يا رب أخبرني جبريل هذا - وجبريل عن يمين العرش وو الله ما رآه قط قبلها - إنك أرسلته إلي وجبريل ساكت لا يتكلم، ثم يؤذن لي في الشفاعة فأقول أي رب عبادك عبدوك في أطراف الأرض. فذلك المقام المحمود» . صحيح تفرد بهذه الألفاظ علي بن الحسين لم يروه عنه إلا الزهري ولا عنه إلا إبراهيم بن سعد، وعلي بن الحسين هو أفضل وأتقى من أن يروه عن رجل لا يعتمده فينسبه إلى العلم ويطلق القول به.
محمد بن المنكدر
ومنهم الناظر المعتبر، والذاكر المعتذر، أبو عبد الله محمد بن المنكدر اعتذر فابتدر، واعتبر فانشمر.
وقيل: إن التصوف اعتبار في انشمار، واعتذار في ابتدار.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير ثنا يحيى بن الفضل الأنيسي. قال: سمعت بعض من يذكر عن محمد بن المنكدر أنه بينا هو ذات ليلة قائم يصلي إذ استبكى وكثر بكاؤه حتى فزع أهله وسألوه ما الذي أبكاه؛ فاستعجم عليهم وتمادى في البكاء فأرسلوا إلى أبي حازم فأخبروه بأمره فجاء أبو حازم إليه فإذا هو يبكي. قال: يا أخي ما الذي أبكاك قد رعت أهلك أفمن علة أم ما بك؟ قال فقال: إنه مرت بي آية في كتاب الله عز وجل! قال: وما هي؟ قال: قول الله تعالى {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون} . قال: فبكى أبو حازم أيضا معه واشتد بكاؤهما. قال فقال بعض أهله لأبي حازم: جئنا بك لتفرج عنه فزدته. قال: فأخبرهم ما الذي أبكاهما.
• حدثنا أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي قال ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا محمد بن عبد الله بن عمار ثنا عتيق بن سالم عن عكرمة عن محمد بن المنكدر.
أنه جزع عند الموت، فقيل له لم تجزع؟ فقال: أخشى آية من كتاب الله عز وجل، قال الله تعالى {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون} وإني أخشى أن يبدو لي من الله ما لم أكن أحتسب.
• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ثنا محمد بن عباد ثنا سفيان حدثني المنكدر. قال: كان محمد يقوم من الليل فيتوضأ ثم يدعو فيحمد الله عز وجل ويثني عليه ويشكره ثم يرفع صوته بالذكر؛ فقيل له لم ترفع صوتك؟ قال: إن لي جارا يشتكي يرفع صوته بالوجع، وأنا أرفع صوتي بالنعمة.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن نصر الحذاء ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني العلاء العطار ثنا سفيان. قال: كان محمد بن
المنكدر ربما قام من الليل يصلي ويقول: كم من عين الآن ساهرة فى رزئ، وكان له جار مبتلى فكان يرفع صوته من الليل يصيح، وكان محمد يرفع صوته بالحمد، فقيل له في ذلك. فقال: يرفع صوته بالبلاء وأرفع صوتي بالنعمة.
• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا أبو اسماعيل ثنا محمد بن إسماعيل الترمذي ثنا عبد العزيز الأويسي ثنا مالك بن أنس. قال: كان محمد ابن المنكدر سيد القراء، ولا يكاد أحد يسأله عن حديث إلا كان يبكي.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير حدثني أبو يعقوب الجبني. قال: اجتمعوا حول ابن المنكدر وهو يصلي وكان رجلا عابدا فانصرف إليهم. فقال: أتعبتم الواعظين إلى متى تساقون سوق البهائم.
• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي ثنا جبير بن محمد الواسطي ثنا أبو حاتم ثنا محمد بن عبد الكريم الرازي قال سمعت الحارث الصواف يقول.
قال محمد بن المنكدر: كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن نصر ثنا أحمد الدورقي حدثني زكريا بن عدي أخبرنا ابن المبارك عن وهيب عن عمر بن محمد بن المنكدر. قال: كنت أمسك على أبي المصحف. قال: فمرت مولاة له فكلمها فضحك إليها؛ ثم أقبل يقول: إنا لله إنا لله! حتى ظننت أنه قد حدث شيء. فقلت: ما لك؟ فقال:
أما كان لي في القرآن شغل حتى مرت هذه فكلمتها.
• حدثنا محمد بن احمد ابن محمد ثنا الحسن بن محمد ثنا أبو زرعة ثنا زيد بن بشر ثنا ابن وهب أخبرني ابن زيد. قال: أتى صفوان بن سليم إلى محمد بن المنكدر وهو في الموت.
قال فقال: يا أبا عبد الله كأني أراك قد شق عليك الموت؟ قال: فما زال يهون عليه الأمر وينجلي عن محمد حتى إذ أن وجهه لكأنه المصابيح. ثم قال له محمد: لو ترى ما أنا فيه لقرت عينك! ثم قضى رحمه الله.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا جعفر بن محمد بن فارس ثنا سلمة ثنا عبد الله ابن يزيد المقرى ثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني أبو عقيل عن محمد بن المنكدر.
قال: بلغني أن الجبلين إذا أصبحا نادى أحدهما صاحبه يناديه باسمه. فيقول:
أي فلان هل مر بك اليوم ذاكر لله؟ فيقول: نعم! فيقول: لقد أقر الله عينك، لكن ما مر بي ذاكر لله عز وجل اليوم.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا حجاج ثنا جرير بن حازم حدثني وهيب المكي عن عمر بن محمد بن المنكدر.
قال: بينا أنا جالس مع أبي في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مر بنا رجل يحدث الناس ويفتيهم ويقص. قال: فدعاه أبي. فقال له: يا أبا فلان إن المتكلم يخاف مقت الله عز وجل، وإن المستمع
(1)
يرجو رحمة الله عز وجل.
• حدثناه أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن نصر ثنا أحمد الدورقي ثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي ثنا حماد بن زيد عن عمر بن جابر عن محمد بن المنكدر. قال: إن المتكلم يخاف مقت الله، وإن المستخرج يرجو رحمة الله عز وجل.
• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عباس بن حمدان ثنا الحنفي ثنا أبو سعيد الأشج ثنا أبو خالد الأحمر عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر. قال:
إن الله تعالى يحفظ العبد المؤمن في ولده وولد ولده، ويحفظه في دويرته وفي دويرات حوله. فما يزالون في حفظ وعافية ما كان بين ظهرانيهم.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن عباس ثنا محمود بن خداش ثنا عبد العزيز بن الماجشون. قال: سمعت محمد بن المنكدر يقول: بلغني أن آدم عليه السلام لما مات ابنه. قال: يا حواء مات ابنك! قالت: وما الموت؟ قال: لا يأكل، ولا يشرب، ولا يقوم، ولا يمشي، ولا يتكلم أبدا. قال:
فصاحت حواء. فقال آدم: عليك الرنة وعلى بناتك، وأنا وبني منها براء.
• حدثنا أبو محمد ثنا أبو بكر بن معدان ثنا إبراهيم بن الجوهري ثنا سفيان.
قال: صلى ابن المنكدر على رجل! فقيل له: تصلي على فلان؟ فقال: إني أستحي من الله أن يعلم مني أن رحمته تعجز عن أحد من خلقه.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن نصر ثنا أحمد الدورقي حدثنى
(1)
الطريق الثانى لم يرد فى ت. وفى د: المستخرج ينتظر رحمة الله.
حجاج بن محمد عن أبي معشر. قال: بعث محمد بن المنكدر إلى صفوان بن سليم بأربعين دينارا. ثم قال لبنيه: يا بني ما ظنكم برجل فرغ صفوان لعبادة ربه عز وجل؟.
• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عباس بن حمدان ثنا أبو سعيد الأشج ثنا عيسى بن يونس عن محمد بن سوقة. قال: سمعت محمد بن المنكدر. يقول: نعم العون على تقوى الله عز وجل الغنى.
• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبيد الله بن غنام ثنا هناد بن السري ثنا أبو معاوية عن عثمان بن واقد. قال قيل لمحمد بن المنكدر: أي الدنيا أحب إليك؟ قال: الإفضال على الإخوان.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا سفيان بن وكيع. قال سمعت سفيان يقول لمحمد بن المنكدر:
ما بقي من لذتك؟ قال: لقاء الإخوان، وإدخال السرور عليهم.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا حجاج ثنا أبو معشر. قال: كان محمد بن المنكدر بمنى؛ وكان سيدا يطعم الطعام ويجتمع عنده القراء.
• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني الحسين بن الجنيد ثنا سفيان عن محمد بن المنكدر. قال: إن من موجبات المغفرة إطعام المسكين السغبان.
• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا محمد بن عبد الله بن رسته ثنا ابن حيان ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد بن المنكدر. قال: يمكنكم من الجنة إطعام الطعام وطيب الكلام.
• حدثنا أبو أحمد الغطريفي ثنا عبد الله بن محمد البغوي ثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي ثنا سفيان ثنا رجل عن ابن المنكدر.
أنه سئل أي الأعمال أحب إليك؟ قال: إدخال السرور على المؤمن. قالوا:
فما بقي منك ما تستلذه؟ قال: الإفضال على الإخوان.
• حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري ثنا إسماعيل بن إبراهيم القطان ثنا إسحاق بن موسى الانصارى حدثنا سفيان بن عيينة عن محمد بن سوقة. قال: كان محمد بن المنكدر يحج وعليه دين. فقيل له: أتحج وعليك دين؟ فقال: الحج أقضى للدين.
• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسين
ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان حدثني ابن المنكدر. قال: كان أبي يحج بالصبيان. فيقال له: أتحج بالصبيان؟ فقال: نعم أعرضهم لله تعالى.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا سعيد بن عامر ثنا عبد الله بن المبارك. قال قال محمد بن المنكدر: بت أغمز رجل أمي وبات عمر يصلي! وما يسرني أن ليلتي بليلته.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن نصر ثنا أحمد الدورقي ثنا موسى بن إسماعيل ثنا جعفر بن سليمان عن محمد بن المنكدر. أنه كان يضع خده على الأرض ثم يقول لأمه: قومي ضعي قدمك على خدي.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا أبو العباس الثقفي ثنا عباس بن أبي طالب ثنا يحيى - يعني ابن معين - ثنا عبد العزيز بن يعقوب بن الماجشون أخو يوسف. قال قال أبي: إن رؤية محمد بن المنكدر لتنفعني في ديني.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا أبو العباس ثنا عباس
(1)
- يعني ابن المفضل - ثنا سعيد بن عامر. قال: دخل أعرابي المدينة فرأى حال بني المنكدر وموقعهم من الناس وفضلهم ثم خرج. فلقيه رجل فقال: كيف تركت أهل المدينة؟ قال: بخير! وإن استطعت أن تكون من آل بني المنكدر فكن منهم.
• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا محمد بن الحسين أبو الحصين ثنا أحمد بن يونس ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون ثنا محمد بن المنكدر. قال:
يقال في التوراة يا ابن آدم اتق ربك وبر والديك وصل رحمك؛ أمد لك في عمرك، وأيسر لك يسرك، وأصرف عنك عسرك.
• حدثنا محمد بن أحمد ثنا الحسن بن محمد ثنا أبو زرعة الرازي ثنا عمرو بن قسيط ثنا عبيد الله بن محمد بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن محمد. قال: لما خلقت النار فزعت الملائكة فزعا شديدا حتى طارت أفئدتهم! فلم يزالوا كذلك حتى خلق آدم عليه السلام، فلما خلق رجعت إليهم أفئدتهم وسكن عنهم الذي كانوا يجدون.
(1)
فى ج: ثنا عباس ثنا غسان يعنى ابن المفضل.
• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسين ثنا أبو الربيع الرشديني ثنا ابن وهب أخبرني مالك عن محمد بن المنكدر. قال: إن الله تعالى يقول يوم القيامة؛ أين الذين كانوا ينزهون أنفسهم وأسماعهم عن اللهو ومزامير الشيطان ادخلوهم فى رياض الجنة، ثم يقول للملائكة أسمعوهم حمدي وثنائي وأخبروهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسين ثنا أحمد بن سعيد الهمداني ثنا ابن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن ابن عزية عن محمد بن المنكدر. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من جعل هموم الدنيا هما واحدا كفاه الله عز وجل هم الدنيا والآخرة، ومن فرق همومه لم يبال الله تعالى بأيتهما مات أو بأيتهم قتل» .
• حدثنا أبي ثنا إبراهيم ثنا أحمد بن سعيد الحمصي ثنا علي بن سعيد عن أبي غسان. قال: سمعت محمد بن المنكدر يقول: ليأتين على الناس زمان لا يخلص فيه إلا من دعا كدعاء الغريق.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن أحمد بن سليمان الهروي ثنا أحمد بن سعيد الهمداني ثنا ابن وهب ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. أن محمدا ابن المنكدر وأصحابا له كانوا في أرض الروم. فقال: بعضهم لو كان الآن عندنا من جبن المكتبة
(1)
الرطبة. قال: فإذا بين أيديهم على الطريق مكتل مخيط عليه فيه جبن رطب. فقالوا: لو كان عندنا عسل فأكلنا به، فإذا بين أيديهم قارورة فيها عسل.
• حدثنا الحسين بن محمد بن كيسان ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا نصر بن علي ثنا الأصمعي ثنا أبو داود عن محمد بن المنكدر. قال: دخلت المسجد فإذا شيخ يدعو عند المنبر بالمطر فجاء المطر وجاء بصوت. فقال:
يا رب ليس هكذا أريد، فتبعته حتى دخل دار آل حزم - أو دار آل عثمان - فعرفت مكانه، فعرضت عليه شيئا فأبى! فقلت: أتحج معى. فقال: هذا
(1)
كذا فى ج وت وفى ز: المكسة (كذا مهملة).
شيء لك فيه أجر فأكره أن أنفس نفسي عليك، وأما شيء آخذه فلا.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو العباس الهروي ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا ابن وهب ثنا ابن زيد. قال قال محمد بن المنكدر: إني لليلة حذاء هذا المنبر جوف الليل أدعو، إذا انسان عند أسطوانة مقنع رأسه فأسمعه يقول: أي رب إن القحط قد اشتد على عبادك، وإني مقسم عليك يا رب إلا سقيتهم! قال: فما كان إلا ساعة إذا بسحابة قد أقبلت، ثم أرسلها الله سبحانه، وكان عزيزا على ابن المنكدر أن يخفى عليه أحد من أهل الخير. فقال: هذا بالمدينة ولا أعرفه، فلما سلم الإمام تقنع وانصرف فاتبعه ولم يجلس للقاص حتى أتى دار أنس، فدخل موضعا وأخرج مفتاحا ففتح ثم دخل. قال: ورجعت فلما سبحت أتيته، فإذا أنا أسمع نجرا في بيته فسلمت، ثم قلت: أدخل؟ قال:
ادخل! فإذا هو ينجر أقداحا يعملها! فقلت كيف أصبحت أصلحك الله؟ قال:
فاستشهدها وأعظمها مني، فلما رأيت ذلك. قلت: إني سمعت إقسامك البارحة على الله عز وجل يا أخي؛ هل لك في نفقة تغنيك عن هذا وتفرغك لما تريد من الآخرة؟ فقال: لا! ولكن غير ذلك لا تذكرني لأحد، ولا تذكر هذا عند أحد حتى أموت، ولا تأتيني يا ابن المنكدر فانك إن تأتينى شهرتني للناس. فقلت: إني أحب أن ألقاك. قال: القني في المسجد وكان فارسيا.
قال: فما ذكر ذلك ابن المنكدر لأحد حتى مات الرجل رحمه الله. قال ابن وهب: بلغني أنه انتقل من ذلك الدار فلم يره ولم يدر أين ذهب. فقال أهل تلك الدار: الله بيننا وبين ابن المنكدر، أخرج عنا الرجل الصالح.
• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم ثنا أبو زرعة ثنا زيد بن يسر الحضرمي ثنا ابن وهب حدثني ابن زيد. قال قال ابن المنكدر استودعني رجل مائة دينار. فقلت له: أي أخي إن احتجنا إليها أنفقناها حتى نقضيك. قال: نعم! واحتجنا إليها فأنفقناها فأتاني رسوله.
فقلت: إنا قد احتجنا إليها. قال: وليس في بيتي شيء! قال: فكنت أدعو يا رب لا تخرب أمانتي وأدها. قال: فخرجت فحين وضعت رجلي لأدخل، فإذا
رجل يأخذ بمنكبى لا أعرفه فدفع إلى صرة فيها مائة دينار فأداها فأصبح الناس لا يدرون من أين ذلك؟ فما علموا من أين ذلك حتى مات عامر وابن المنكدر، فإذا رجل يخبر. قال: بعثني بها إليه عامر - يعني ابن عبد الله بن الزبير - فقال:
ادفعها إليه ولا تذكرها حتى أموت أنا أو يموت ابن المنكدر. قال: فما ذكرتها حتى ماتا جميعا. رواه معن بن عيسى عن مالك بن أنس نحوه. وقال:
[فسمعه عامر بن عبد الله بن الزبير فذهب فوزنها فجاء بها فلما سجد محمد وضعها على نعليه]
(1)
.
• حدثنا إسحاق بن أحمد ثنا إبراهيم بن يوسف الهسنجاني ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا إسماعيل بن عبد الله قال سمعت سفيان بن عيينة يقول. قال محمد بن المنكدر: الفقيه يدخل بين الله وبين عباده فلينظر كيف يدخل؟.
• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان. قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسين ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن ابن المنكدر. قال: إنما الفقيه يدخل بين الله وبين عباده.
• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا الحسن بن محمد ثنا أبو محمد زرعة ثنا حامد بن يحيى ثنا المقرى ثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني حسين بن رستم الأيلي قال سمعت محمد بن المنكدر يقول: لو جمع حديد الدنيا كله ما خلا منها وما بقي، ما عدل حلقة من حلق السلسلة التي ذكرها الله تعالى في كتابه فقال {في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا} .
• حدثنا محمد بن علي ثنا أحمد بن علي بن المثنى ثنا إبراهيم بن سعيد ثنا سفيان بن عيينة. قال قال محمد بن المنكدر: لا تمازح الصبيان، فتهون عليهم ويستخفون بحقك.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت سوار بن عبد الله العنبري ثنا بشر بن المفضل. قال: جلست إلى محمد بن المنكدر فلما أراد أن يقوم. قال: أتأذن!.
• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد ثنا الحسين بن علي بن الأسود ثنا عبيد الله
(1)
ما بين المربعين لم يرد فى الازهرية.
ابن موسى عن رجل عن محمد بن المنكدر. قال: مكث آدم عليه السلام في الأرض ما يبدى عن واضحيه، ولا ترقى عينيه. وقال: ما زلت مستحيا من ربي تعالى أن أرفع طرفى الى أديم السماء مذ صنعت ما صنعت.
أسند محمد بن المنكدر عن عدة من الصحابة: منهم جابر، وأبو هريرة، وأبو قتادة، وابن عمر، وابن عباس، وأنس وغيرهم رضي الله تعالى عنهم.
وروى عنه من التابعين جماعة: منهم الزهري، وسعد بن إبراهيم، وزيد بن أسلم، ويحيى بن سعد بن سعيد الأنصاري، وأبو حازم، وسهيل، وموسى بن عقبة، ويزيد الرقاشي، وعلي بن زيد بن جدعان، وأيوب السختياني، ويونس بن عبيد، ومحمد بن سوقة، وحسان بن عطية، وأبان ابن تغلب.
وروى عنه من الأئمة والأعلام: ابن جريج، ومالك، ومعتمر، والثوري، وشعبة، والأوزاعي، وروح بن الهيثم، وغيرهم.
• حدثنا علي بن الفضل بن شهريار ثنا محمد بن أيوب ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن محمد بن المنكدر. قال: رأيت جابر ابن عبد الله يحلف أن ابن صائد هو الدجال. فقلت أتحلف بالله؟ قال إني كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعت عمر بن الخطاب يحلف على ذلك فلم ينكره رسول الله صلى الله عليه وسلم. صحيح متفق عليه من حديث شعبة ورواه
(1)
معدان عن سعيد نحوه.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان ثنا يحيى بن بكير حدثني الليث بن سعد عن يزيد بن الهاد عن أبي حازم عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه: أن اليهود كانت تقول إذا أتيت المرأة من قبل دبرها كان ولدها أحول، فأنزل الله تعالى {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} الآية: صحيح ثابت رواه الناس عن محمد بن المنكدر.
• حدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب وأبو بكر بن خلاد. قالا: ثنا محمد بن
(1)
فى ت: عفير بن معدان
عثمان بن أبي شيبة ثنا منجاب ثنا إبراهيم بن يوسف ثنا زياد بن عبد الله عن محمد بن إسحاق حدثني عمرو بن قيس عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه. قال: قتل أبي يوم أحد فبلغني ذلك فأقبلت فإذا هو بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجى فتناولت الثوب عن وجهه وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهونني كراهية أن أرى ما به من المثلة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد لا ينهاني فلما رفع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ما زالت الملائكة حافة بأجنحتها حتى رفع» ثم لقيني بعد أيام فقال: «أي بني ألا أبشرك إن الله عز وجل أحيا أباكم فقال تمنه فقال أتمنى يا رب أن تعيد روحي وتردني إلى الدنيا حتى أقتل مرة أخرى فقال إني قضيت أنهم إليها لا يرجعون» . صحيح متفق عليه رواه شعبة وغيره.
• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا الحسين بن محمد بن حاتم ثنا شعبة ابن سلمة ثنا عصمة بن محمد ثنا موسى بن عقبة عن محمد بن المنكدر عن جابر:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طعن فى خاصرة أبى عبيدة. فقال: «ان هاهنا خويصرة مؤمنة» .
(1)
غريب من حديث محمد بن موسى تفرد به عصمة.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن [حدثنا عبد الله بن محمد الكرخي ثنا أبو الأزهر محمد بن عاصم السلمي ثنا]
(2)
سفيان بن عيينة ثنا محمد بن المنكدر عن جابر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل من ثقيف: «ما المروءة فيكم؟ قال الإنصاف والإصلاح، قال وكذلك فينا» . غريب من حديث محمد وسفيان لم نكتبه إلا من حديث محمد بن عاصم.
• حدثنا عبد الرحمن بن العباس الوراق ثنا أحمد بن داود السجستاني ثنا الحسن بن سوار أبو العلاء ثنا عمر بن موسى بن الوجيه عن محمد بن المنكدر عن جابر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة
(3)
أجير من عذاب القبر وجاء يوم القيامة عليه طابع الشهداء»
(1)
فى الاصلين: ان هاهنا أخو نصر وذلك تحريف والتصحيح من نسختى ت وم
(2)
ما بين المربعين من ت وفيها: احمد بن الحسين بدل الحسن.
(3)
فى ت وم: ليلة الجمعة أو يوم الجمعة.
غريب من حديث جابر ومحمد تفرد به عمر بن موسى وهو مدني فيه لين. .
• حدثنا أحمد بن إسحاق بن محمد بن زكريا
(1)
ثنا سليمان بن كرز ثنا عمر ابن صهبان الأسلمي عن محمد بن المنكدر عن جابر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اطلبوا الخير عند حسان الوجوه» . غريب من حديث جابر لم نكتبه إلا من حديث سليمان عن عمر.
• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا طلحة بن عمر عن محمد بن المنكدر عن جابر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الأعمال؛ إيمان بالله، وجهاد في سبيله، وحج مبرور، قال قلنا: ما بر الحج؟ قال: إطعام الطعام، وطيب الكلام» . غريب من حديث محمد عن جابر واللفظة الأخيرة مشهورة ثابتة.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن ناجية ثنا محمد بن أبي عمر ثنا عبد المجيد بن أبي رواد ثنا بلهط بن عباد عن محمد بن المنكدر عن جابر. قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حر الرمضاء فلم يشكنا، وقال:«استعينوا بلا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها تذهب سبعين بابا من الضر أدناهم الهم» .
• حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن مخلد ثنا محمد بن يوسف بن الطباع ثنا محمد بن كثير ثنا الأوزاعي ثنا حسان بن عطية عن جابر. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا وسخة ثيابه. فقال: «أما وجد هذا شيئا ينقي به ثيابه» ورأى رجلا شعث الرأس. فقال: «أما وجد هذا شيئا يسكن به رأسه» . غريب من حديث محمد وحسان لم يروه عن حسان فيما أرى الأوزاعي
(2)
وحديث بلهط بن عباد تفرد به عبد المجيد بن أبي رواد.
• حدثنا محمد بن المظفر الحافظ ثنا إسحاق بن سنان ثنا حبيش بن محمد الفقيه ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن ابن المنكدر عن جابر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تستبطئوا الرزق فإنه لم يكن عبد ليموت حتى يبلغ
(1)
فى ت محمد بن إسحاق ثنا محمد بن زكريا.
(2)
كذا فى الاصول الثلاثة. وفى م (المختصر) إلا الاوزاعى.
آخر رزق له، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، أخذ الحلال وترك الحرام».
غريب من حديث محمد وشعبة تفرد وهب بن جرير.
• حدثنا علي بن الفضل ثنا محمد بن أيوب ثنا عبد الله بن الجراح ثنا عبد الله ابن عمرو العقدي ثنا سفيان بن سعيد عن محمد عن جابر. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان منها لله عز وجل» .
غريب من حديث محمد والثوري تفرد به عبد الله بن الجراح.
• حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن خالد
(1)
ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يزيد بن هارون أخبرنا فائد عن محمد عن جابر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له أحدا صمدا لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، كتب له ألفى حسنة ومن زاد زاده الله» . غريب من حديث محمد وجابر تفرد به عنهما أبو الورقاء
(2)
.
• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا عمر بن أيوب ثنا داود بن رشيد ثنا سويد بن عبد العزيز ثنا عبد الرحمن بن أبي الحارث عن الفضل الرقاشي عن محمد بن المنكدر عن أبي هريرة. قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حمدان يعرفان إذا جاءه ما يكره. قال: «الحمد لله على كل حال» وإذا جاءه ما يسره. قال: «الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم بنعمته تتم الصالحات» غريب من حديث محمد والفضل الرقاشي لم نكتبه إلا من هذا الوجه.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا إسماعيل بن علية ثنا محمد بن المنكدر. قال قال أبو قتادة: كانت لى جمة حسنة جعدة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«أحسن إليها» فكنت أدهنها في اليوم مرتين.
• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا سويد بن سعيد ثنا يعقوب بن الوليد بن يوسف المدني عن محمد مثله. غريب من حديث أبي قتادة ومحمد نكتبه عاليا من حديث ابن علية إلا من حديث احمد.
(1)
تقدم انه ابن مخلد. وهنا فى الاصلين ابن خالد. وفى ت ابن خلاد.
(2)
أبو الورقاء: وهو فائد بن عبد العزيز العطار.
• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا محمد بن إبراهيم بن أبان السراج ثنا يحيى ابن أيوب ثنا سالم بن سالم عن علي بن عروة عن محمد عن ابن عمر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قاد أعمى أربعين خطوة وجبت له الجنة» .
• حدثنا [عبد الله بن خالد الفقيه المكي ابن عبدان ثنا سعيد بن محمد ثنا جعفر بن عمر حدثنا]
(1)
محمد بن عجلان عن محمد عن جابر وابن عباس. عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «أذن لي أن أحدث عن ملك من حملة العرش رجلاه في الأرض السابعة السفلى على قرنه العرش، ومن شحمة أذنه إلى عاتقه بخفقان الطير مسيرة مائة عام» . غريب من حديث محمد عن ابن عباس لم نكتبه إلا من حديث جعفر عن ابن عجلان وحديث جابر قد رواه عن محمد غيره.
• حدثنا عبد الله بن جعفر بن إسماعيل بن عبد الله ثنا أحمد بن صالح ثنا ابن وهب عن أسامة بن زيد الزهرى وابن المنكدر عن أنس. أن النبي صلى الله عليه وسلم: صلى الظهر بالمدينة أربعا، وصلى العصر بذي الحليفة ركعتين.
صحيح ثابت متفق عليه من حديث ابن المنكدر عن أنس، ورواه الثوري وابن جريج عنه، وعن إبراهيم بن ميسرة عن أنس. وحديث الزهري وابن المنكدر لم نكتبه مجموعا إلا من حديث ابن وهب عن أسامة.
صفوان بن سليم
(2)
ومنهم المجتهد الوفي، المتعبد السخي، صفوان بن سليم الزهري، كان ذا جهد واغتناء، وورد واعتناء.
وقيل: إن التصوف بذل الغنا لحفظ الوفا، وحمل الضنا لترك الجفا.
• حدثنا مخلد بن جعفر ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا أبو أمية ثنا يعقوب ابن محمد ثنا عبد العزيز بن أبي حازم. قال: عادلني صفوان بن سليم إلى مكة،
(1)
ما بين المربعين عن ت وفى ج على عاتقة العرش وقوله الا من حديث جعفر فى الاصلين الحسين بن عجلان.
(2)
اختلفت النسخ فى ضبطه بين التصغير والتكبير وبهامش الخلاصة بضم السين وفتح اللام نقله عن جامع الاصول.
فما وضع جنبه في المحمل حتى رجع.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا أبو أمية ثنا يعقوب بن محمد ثنا سليمان بن سالم. قال: كان صفوان بن سليم في الصيف يصلي في البيت، وإذا كان في الشتاء صلى في السطح لئلا ينام.
• حدثنا أبو محمد ابن حيان ثنا عبد الرحمن بن محمد بن إدريس ثنا علي بن الحسين [الهجائي] ثنا إسحاق بن محمد الفروي ثنا مالك بن أنس. قال: كان صفوان يصلي في الشتاء في السطح، وفي الصيف في بطن البيت، يتيقظ بالحر والبرد حتى يصبح، ثم يقول: هذا الجهد من صفوان وأنت أعلم، وإنه لترم رجلاه حتى تعود مثل السفط من قيام الليل ويظهر فيها عروق خضر.
• حدثنا الحسين بن علي الوراق ثنا عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز بن يزيد الآدمي ثنا أبو ضمرة أنس بن عياض. قال: رأيت صفوان بن سليم ولو قيل له غدا القيامة؛ ما كان عنده مزيد على ما هو عليه من العبادة.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن احمد بن أيوب المقرى ثنا أبو بكر بن صدقة ثنا أحمد بن يحيى الصوفي ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل. قال سمعت سفيان بن عيينة يقول - وأعانه على بعض الحديث أخوه محمد -. قال: آلى صفوان ابن سليم أن لا يضع جنبه إلى الأرض حتى يلقى الله عز وجل، فلما حضره الموت وهو منتصب. قالت له ابنته: يا أبت أنت في هذه الحالة لو ألقيت نفسك. قال: يا بنية إذا ما وفيت له بالقول.
• أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه ثنا أحمد بن محمد بن عاصم ثنا أبو مصعب. قال قال لي ابن أبي حازم دخلت أنا وأبي نسأل عنه - يعني صفوان بن سليم - وهو في مصلاه فما زال به أبي حتى رده إلى فراشه، فأخبرتني مولاته أن ساعة خرجتم مات.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثني محمد بن عبد الوهاب حدثني الحسين بن الوليد. قال قال مالك بن أنس: كان صفوان بن سليم يصلي في قميص لئلا ينام.
• حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى ثنا محمد بن إسحاق السراج ثنا [إبراهيم بن] سعيد الجوهري. قال قال لي علي بن عبد الله
المديني: كان صفوان!! وذكر عنه عبادة وفضلا.
• حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحيم الأمدحي
(1)
ثنا سعيد بن محمد البغدادي ثنا محمد بن يزيد الآدمي ثنا أبو ضمرة أنس بن عياض. قال:
انصرف صفوان يوم فطر أو أضحى إلى منزله ومعه صديق له فقرب إليه خبزا وزيتا فجاءه سائل فوقف على الباب فقام إليه فأعطاه دينارا.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر حدثنا أبو بكر بن راشد حدثنا محمد بن عبادة حدثنا يعقوب ابن محمد الزهري ثنا أبو مروان مولى بني تميم. قال: انصرفت مع صفوان ابن سليم في العيد إلى منزله فجاء بخبز يابس وقال أبو يوسف: بخبز وملح، فجاء سائل فوقف على الباب وسأل فقام صفوان إلى كوة في البيت وأخذ منها شيئا ثم خرج إليه فأعطاه، فاتبعت السائل لأنظر ما أعطاه وإذا هو يقول:
أعطاه أفضل ما أعطى أحدا من خلقه وذكر دعاء مخلصا، فقلت: ما أعطاك؟ قال أعطاني دينارا.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن ناجية ثنا أبو معمر القطيعي ثنا ابن عيينة.
قال: حج صفوان بن سليم ومعه سبعة دنانير فاشترى بها بدنة، فقيل له:
ليس معك إلا سبعة دنانير تشترى بها بدنة، قال إني سمعت الله عز وجل يقول {لكم فيها خير} .
أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه ثنا أحمد بن محمد بن عاصم ثنا سعيد بن كثير بن يحيى حدثني أبي كثير بن يحيى. قال: قدم سليمان بن عبد الملك المدينة وعمر بن عبد العزيز عامله عليها، قال فضلى بالناس الظهر ثم ثم فتح باب المقصورة واستند إلى المحراب واستقبل الناس بوجهه، فنظر إلى صفوان بن سليم عن غير معرفة. فقال: يا عمر من هذا الرجل ما رأيت سمتا أحسن منه؟ قال: يا أمير المؤمنين هذا صفوان بن سليم، قال: يا غلام كيس فيه خمسمائة دينار، فأتى بكيس فيه خمسمائة دينار فقال لخادمه ترى هذا الرجل القائم يصلي فوصفه للغلام حتى أثبته. قال: فخرج الغلام بالكيس حتى جلس
(1)
فى ز: الامدحى. وفى ج: الاموجى. وفى ت: الايرجى وايرج قلعة بفارس.
إلى صفوان، فلما نظر إليه صفوان ركع وسجد ثم سلم فأقبل عليه. فقال:
ما حاجتك؟ قال: أمرني أمير المؤمنين - وهو ذا ينظر إليك - إلى أن أدفع إليك هذا الكيس فيه خمسمائة دينار. وهو يقول: استعن بهذه على زمانك وعلى عيالك. فقال: صفوان للغلام ليس أنا بالذي أرسلت إليه. فقال له الغلام: ألست صفوان بن سليم؟ قال بلى! أنا صفوان بن سليم. قال: وإليك أرسلت، قال اذهب فاستثبت فإذا استثبت فهلم. فقال الغلام: فأمسك الكيس معك وأذهب. قال: لا! إن أمسكت فقد أخذت، ولكن اذهب فاستثبت وأنا هاهنا جالس، فولى الغلام وأخذ صفوان نعليه وخرج، فلم يربها حتى خرج سليمان من المدينة.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا أبو العباس السراج ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا علي بن عبد الله ثنا سليمان. قال: جاء رجل من أهل الشام فقال دلوني على صفوان بن سليم فإني رأيته دخل الجنة. قيل له: بأي شيء؟ قال: بقميص كساه إنسانا، فسأل بعض اخوان صفوان صفوانا عن قصة القميص. فقال:
خرجت من المسجد في ليلة باردة وإذا برجل عار فنزعت قميصي فكسوته.
• حدثنا أبو حامد ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا إسماعيل بن علي ثنا علي بن عبد الله ثنا سفيان. قال: سألت إنسانا مدنيا بمنى، فقلت دلني على صفوان ابن سليم. فقال: إذا صليت المغرب فانظر أمام المنارة فإنك تجده جالسا.
قلت: فصفه لي! قال: إذا رأيته عرفته بالتخشع، فنظرت بين يدي المنارة فإذا شيخ فجئت فجلست إلى جنبه فقلت يا شيخ أنت من أهل المدينة؟ قال:
نعم! فقلت لا أسأله الليلة عن اسمه هو هو، فجلست إليه ولم أسأله عن اسمه.
• حدثنا الحسين بن غيلان ثنا جعفر الفريابي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث ابن سعد عن عبيد الله بن أبي جعفر عن صفوان. قال: ما نهض ملك من الأرض حتى يقول لا حول ولا قوة إلا بالله.
• حدثنا الحسن بن سلام ثنا جعفر ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا محمد ابن عمرو عن صفوان. قال: كان أبو مسلم الخولاني يقول كان الناس ورقا
لا شوك فيه، وأنتم اليوم شوك لا ورق فيه.
أسند صفوان عن جماعة من الصحابة ورآهم: منهم أنس، وجابر بن عبد الله وعبد الله بن جعفر، وعبد الله بن عمرو، وأبو أمامة بن سهل بن حنيف، وثعلبة بن مالك القرظي. وسمع من كبار التابعين وأخذ عنهم: منهم سعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وعروة بن الزبير، وسالم بن عبد الله بن عمر، وحمزة بن عبد الله بن عمر، وحميد بن عبد الرحمن بن عوف، وعطاء بن يسار، وسليمان بن يسار، ونافع بن جبير، والقاسم بن محمد، وطاوس، وعكرمة، ونافع، وذكوان أبو صالح، وغيرهم من قريش والأنصار ومواليهم.
حدث عنه من التابعين جماعة منهم: محمد بن المنكدر، وموسى بن عقبة، ومحمد بن عجلان، وزيد بن أسلم.
فمن غرائب حديثه ما حدثناه
• أبو بحر محمد بن الحسين ثنا محمد بن شاذان الجوهري ثنا زكريا بن عدي ثنا مسلم بن خالد الزنحبى عن زياد بن سعد عن محمد بن المنكدر عن صفوان بن سليم عن أنس بن مالك. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بعثت على أثر ثمانية آلاف نبي منهم أربعة آلاف نبي من بني إسرائيل» . غريب من حديث زياد تفرد به زكريا، ورواه أحمد بن حازم عن صفوان ومحمد عن أنس مقرونا.
• حدثنا [سليمان بن أحمد حدثنا] يحيى بن عثمان بن صالح ثنا عمرو بن الربيع بن طارق ثنا يحيى بن أيوب عن عيسى بن موسى بن إياس بن البكير عن صفوان عن أنس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعلموا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة الله فان لله تعالى نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، وأسألوا الله أن الله يستر عوراتكم، وأن يؤمن روعاتكم» . غريب من حديث صفوان تفرد به عمرو عن يحيى بن أيوب.
• حدثنا الحسين بن علي الوراق ثنا أحمد بن محمد بن زياد بن عجلان ثنا محمد بن أحمد بن الحسن القطواني ثنا يحيى بن زيد بن عبد الملك النوفلي ثنا أبي عن صفوان عن أنس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«اتقوا النار ولو بشق تمرة» . غريب من حديث صفوان ما كتبناه إلا من هذا الوجه.
• حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف ومطهر بن سليمان. قالا: ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية ثنا عبد الله بن عمر بن أبان ثنا عبد الرحيم بن سليمان ثنا أبو أيوب الإفريقي عن صفوان عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. أنه قال: «سيأتي قوم يصلون بكم الصلاة فإن أتموا فلكم ولهم، وإن نقصوا فعليهم» . حديث ثابت مشهور من حديث صفوان لم يروه عنه إلا أبو أيوب عبد الله بن علي الإفريقي.
• حدثنا عبد الله بن علي ثنا محمد بن جعفر بن القاسم ثنا محمد بن أحمد بن العوام حدثنا أبي ثنا داود بن عطاء حدثني عمر بن صهبان عن صفوان عن أبي سلمة عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل عين باكية يوم القيامة إلا عين غضت عن محارم الله عز وجل، وعين سهرت في سبيل الله، وعين خرج منها مثل رأس الذباب دمعة من خشية الله عز وجل» غريب من حديث صفوان وأبو سلمة تفرد به عمر بن صهبان.
• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا أبو مسعود احمد بن الفرات الصرافة ثنا معمر عن ابن المبارك عن أسامة عن صفوان عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله تعالى عنها. قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يمن المرأة تيسير خطبتها وتيسير صداقها» . ثابت من حديث صفوان وعروة تفرد به عنه أسامة، ورواه عنه ابن لهيعة وابن وهب.
• حدثنا محمد بن عمر بن سلم الحافظ ثنا الحسين بن عبد الله بن مهران ثنا عبد السلام بن عبد الحميد ثنا إبراهيم بن أبي يحيى عن صفوان عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه. قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه إذا افتتح الصلاة، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا جعفر بن سليمان بن أحمد ثنا جعفر بن سليمان النوفلي وعبد الله بن محمد العمري. قالا: ثنا عبد العزيز الاويسى. وثنا محمد
ابن سليمان الهاشمي ثنا أحمد بن عمرو البزار ثنا محمد بن عبد الرحيم ثنا يعقوب ابن إبراهيم بن سعد. قالا: ثنا عبد العزيز بن المطلب عن صفوان عن عطاء وحميد عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزن الزانى حين يزن وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر وهو مؤمن؛ ولا ينتهب نهبة ذات شرف وهو مؤمن» . غريب من حديث صفوان تفرد به عبد العزيز ابن المطلب.
• حدثنا عمر بن محمد بن السري ثنا موسى بن سهل الجوني ثنا محمد بن رمح ثنا ابن لهيعة عن عبد الله بن أبي جعفر عن صفوان أخبره عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: «لا يزال العبد يسأل الناس حتى يأتي الله عز وجل يوم القيامة، وما على وجهه مزعة لحم» . ثابت من حديث حمزة، غريب من حديث صفوان تفرد به عنه عبد الله ابن أبي جعفر وإبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي.
• حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية ثنا الحسن ابن عيسى ثنا ابن المبارك ثنا الزبير بن سعيد عن صفوان عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة يضحك بها جلساؤه؛ يهوى بها أبعد من الثريا» . غريب من حديث صفوان تفرد به الزبير.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن يونس الكديمي ثنا عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري ثنا عبد الله بن أبي بكر بن المنكدر عن صفوان عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إن لله تعالى عمودا من نور بين يديه؛ فإذا قال العبد لا إله إلا الله اهتز ذلك العمود، فيقول الرب جل جلاله اسكن! فيقول كيف أسكن ولم تغفر لقائلها، فيقول الله عز وجل إني قد غفرت له فيسكن» . غريب من حديث صفوان تفرد به ابن المنكدر، ورواه محمد بن أشرس عن عبد الصمد بن حسان عن سفيان الثوري عن صفوان مثله.
• حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا علي بن الحسين بن الجنيد ثنا الهيثم ابن اليمان. وثنا الحسين بن محمد بن رزين ثنا محمد بن محمد بن سليمان ثنا ابراهيم ابن عبد الله بن حاتم. قالا: ثنا إسماعيل بن جعفر عن عيسى بن موسى بن إياس عن صفوان عن نافع بن جبير عن سهل عن سعد. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن
(1)
منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته». كذا قال اسماعيل سهل عن سعد وتابعه عليه عبيد الله بن أبي جعفر، واختلف على صفوان فيه فرواه ابن أبي عيينة عن صفوان عن نافع عن سهل، ورواه يزيد بن هارون عن شعبة عن واقد بن محمد عن صفوان عن محمد بن سهل بن حنيف عن أبيه نحوه.
• حدثنا سليمان بن أحمد بن يحيى بن خالد ثنا روح بن صلاح ثنا سعيد ابن أبي أيوب عن صفوان عن طاوس عن معاذ بن جبل. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا طلاق لمن لا يملك، ولا عتاق لمن لا يملك» .
غريب من حديث صفوان لم نكتبه إلا من هذا الوجه.
• حدثنا القاضي محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا أحمد بن محمد بن عاصم حدثني سعيد بن كثير بن يحيى حدثني إسحاق بن إبراهيم عن صفوان قال نافع قال عبد الله بن عمر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اذا نصح العبد لسيده وأحسن عبادة الله عز وجل، كان له من الأجر مرتين» . غريب من حديث صفوان تفرد به عنه إسحاق.
• حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد ثنا محمد بن يونس الكديمي ثنا غانم بن الحسين ثنا محمد بن إبراهيم الأسلمي عن صفوان عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل» . غريب من حديث سعيد وصفوان تفرد به عنه فيما قيل محمد بن إبراهيم الاسلمى.
(1)
كذا فى ت وم. وفى ز فليدرأ.
عامر بن عبد الله
ومنهم الداعي العامل، الخافي العاقل، عامر بن عبد الله بن الزبير. كان لمشهوده عاملا، ولمشروعه عاقلا.
وقيل: إن التصوف الإكباب على العمل، والإعراض عن العلل.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن غالب بن حرب ثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي قال سمعت مالك بن أنس يقول: كان عامر بن عبد الله بن الزبير يقف عند موضع الجنائز يدعو وعليه قطيفة، وربما سقطت عنه القطيفة ولم يشعر بها.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق السراج ثنا اسماعيل ابن أبي الحارث ثنا محمد بن يزيد ثنا معن عن مالك بن أنس. قال: ربما خرج عامر بن عبد الله بن الزبير منصرفا من العتمة من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعرض له الدعاء قبل أن يصل إلى منزله، فيرفع يديه فما يزال كذلك حتى ينادى بالصبح، فيرجع إلى المسجد يصلى الصبح بوضوء العتمة.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سفيان ابن عيينة عن رجل. قال قال عامر بن عبد الله بن الزبير: ما سألت الله تعالى حاجة سنة بعد موت أبي إلا له:.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا سفيان بن عيينة. قال: اشترى عامر بن عبد الله بن الزبير نفسه من الله تعالى ست مرات.
• حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان ثنا محمد بن أحمد بن شيبان الرملي ثنا أبي ثنا عمران بن أبي عمران. قال سمعت سفيان بن عيينة يقول: اشترى عامر ابن عبد الله بن الزبير نفسه من الله تعالى بسبع ديات.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق السراج ثنا إسماعيل بن أبي الحارث ثنا محمد بن يزيد الآدمي عن معن بن عيسى. قال: سمعت أن عامر بن عبد الله ربما خرج بالبدرة فيها عشرة آلاف درهم يقسمها؛ فما يصلى العتمة ومعه منها درهم.
• أخبرنا محمد بن أحمد في كتابه ثنا محمد بن أحمد بن يزيد ثنا أبو غسان ثنا الأصمعي. قال: سرقت نعل عامر بن عبد الله فما انتعل حتى مات.
أسند عامر بن عبد الله: عن أبيه وغيره من الصحابة رضي الله تعالى عنهم.
وحدث عن عدة من التابعين: منهم عمرو بن سليم، وعوف بن الحارث ابن الطفيل. وحدث عنه من التابعين (جماعة) منهم: عمرو بن دينار، ويحيى ابن سعيد الأنصاري. ومن الأئمة والأعلام: أبو الأسود، وعثمان بن أبي سليمان، وزياد بن سعيد، وعبد الله بن سعيد، وابن أبي هند، وربيعة بن عثمان، وعثمان بن حكيم، ومالك بن أنس، ومحمد بن أبي حميد.
• حدثنا محمد بن علي بن سهل بن الإمام ثنا أحمد بن إبراهيم بن ملكان
(1)
ثنا عمرو بن خالد الحراني ثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عامر بن عبد الله عن أبيه. أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان يخطب بمخصرة.
• حدثنا مخلد بن جعفر في جماعة قالوا حدثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا أمية بن بسطام ثنا يزيد بن زريع ثنا روح بن القاسم عن محمد بن عجلان عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان إذا صلى؛ وضع إحدى يديه على فخذه اليسرى، واليد الأخرى على فخذه اليمنى، وقال بأصبعه هكذا. رواه الليث بن سعد، وزياد بن سعيد، وسليمان بن بلال عن ابن عجلان نحوه، ورواه عمرو بن دينار، وعثمان بن حكيم، وحجاج بن أرطاة عن عامر نحوه.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن العباس ثنا الزبير بن بكار حدثنى عبد الله ابن مصعب بن ثابت [بن عبد الله بن الزبير حدثني أبي عن عامر بن عبد الله بن الزبير
(2)
]. قال: جئت أبي فقال أين كنت؟ فقلت: وجدت أقواما ما رأيت خيرا منهم يذكرون الله تعالى فيرعد أحدهم حتى يغشى عليه من خشية الله تعالى فقعدت معهم. قال: لا تقعد معهم بعدها، فرأى كأنه لم يؤاخذ ذلك في.
فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو القرآن ورأيت أبا بكر وعمر
(1)
فى ج: ملحان.
(2)
ما بين المربعين فى الازهرية فقط.
يتلوان القرآن فلا يصيبهم هذا، أفتراهم أخشع لله تعالى من أبي بكر وعمر، فرأيت أن ذلك كذلك فتركتهم.
• حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا إبراهيم بن زهير الحلوانى ثنا مكى ابن إبراهيم ثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم - وكان امرأ ذا هيئة - أنه سمع أبا قتادة الأنصاري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي
(1)
ركعتين». رواه أبو الأسود عن عامر.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا المقدام بن داود ثنا النضر بن عبد الجبار ثنا بكر بن مضر عن جعفر بن ربيعة عن أبي الأسود عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي. وثنا أبو بحر محمد ابن الحسين بن كوثر ثنا محمد بن سليمان بن الحارث ثنا أبو عاصم النبيل. قالا:
أخبرنا مالك بن أنس عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم عن أبي قتادة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل أحدكم المسجد فليصل ركعتين قبل أن يجلس» . رواه سفيان الثوري عن مالك بن أنس عن عامر مثله. ورواه عن عامر زياد بن سعد، وعلي بن أبي سليمان، وعثمان بن حكيم وربيعة بن عثمان، ومحمد بن أبي حميد، في آخرين.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا محمد بن عمر الواقدي. وحدثنا فاروق بن عبد الكبير الخطابي ثنا أبو مسلم الكشي ثنا القعنبي. قالا: ثنا سعيد بن مسلم بن نابك عن عامر بن عبد الله بن الزبير قال أخبرنى عمرو بن الحارث أن عائشة رضي الله تعالى عنها أخبرته. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يا عائش إياك ومحقرات الذنوب؛ فإن لها من الله طالبا» . تفرد به سعيد عن عامر.
(1)
فى ت وم: حتى يركع.
سعد بن إبراهيم الزهري
ومنهم فقيه العصر، وصائم الدهر، المتعبد القارى، الكاسي العاري، سعد بن إبراهيم الزهري.
• حدثنا أحمد بن محمد بن سنان ثنا محمد بن اسحاق الزهرى ثنا عبيد الله ابن سعد بن ابراهيم الزهرى ثنا
(1)
ثنا أحمد بن إبراهيم بن سعد ثنا أبي قال كنت أقرأ على أبي سعيد حزبي
(2)
ومعه عبد الله بن الفضل الهاشمي وكان من المعدودين ممن يؤخذ عنه العلم، قال يعقوب فأنشدني أبي أبياتا لرجل امتدح بها سعد بن ابراهيم:
أقلي علي اللوم يا أم حاجب
…
فظني بسعد خير ظن بغائب
فظني به في كل أمر حضرته
…
إذا ما التقينا خير ظن بصاحب
أبوه حواري النبي وجده
…
أبو أمه سعد رئيس المقانب
رمى في سبيل الله أول من رمى
…
بسهم عظيم الأجر والذكر صائب.
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن عبيد ثنا ابن مسعر بن كدام عن أبيه. قال: سألت سعد بن إبراهيم من أفقه أهل المدينة؟ قال: أفقههم أتقاهم.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سفيان. قال: كان سعد بن إبراهيم قاضيا فعزل، وكان يتقي بعد ما عزل كما يتقي وهو قاض.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا أبو العباس السراج ثنا عبيد الله بن سعد الزهري قال قال عمي عن أبيه. قال: سرد أبي سعد بن إبراهيم الصوم أربعين سنة.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو داود ثنا شعبة. قال: كان سعد بن إبراهيم يصوم الدهر.
• حدثنا أحمد بن محمد بن الفضل الصائغ ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا أبو
(1)
فى الازهرية بياض بين ثنا وثنا مقدار كلمة ثم ثنا ابن ابراهيم الخ واحمد من ت وفى ج ثنا ابراهيم الخ.
(2)
في ز: على أبى سعد جدى.
كريب ثنا ابراهيم بن عيينة
(1)
ثنا أبى سعد بن ابراهيم. قال: كان أبى يحتبى فما يحل حبوته حتى يقرأ القرآن.
• حدثنا أحمد بن محمد بن الفضل ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبيد الله بن سعد ثنا عمي عن أبيه إبراهيم بن سعد. قال: كان حزب أبي سعد من البقرة إلى {يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين} .
• حدثنا أحمد بن محمد ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبيد الله بن سعد ثنا ابراهيم ابن سعد عن أبيه. قال: كان أبي سعد بن إبراهيم إذا كانت ليلة إحدى وعشرين وثلاث وعشرين وخمس وعشرين وسبع وعشرين وتسع وعشرين لم يفطر، حتى يختم القرآن وكان يفطر فيما بين المغرب والعشاء الآخرة، وكان كثيرا إذا أفطر يرسلني إلى مساكين يأكلون معه.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا أبو العباس الثقفي ثنا عبيد الله بن سعد الزهري ثنا عمي عن أبيه إبراهيم بن سعد. قال: دخل ناس من القراء على سعد ابن إبراهيم يعودونه، منهم ابن هرمز وصالح مولى التوأمة قال فاغرورقت عين ابن هرمز - يعني من البكاء - فقال له سعد ما يبكيك؟ قال والله لكأنى بقائلة غدا تقول وا سعداه! قال: لئن قالت ذلك ما أخذتني في الله لومة لائم منذ أربعين سنة، ثم قال سعد أليس يعلم ربي عز وجل أنكم أحب خلقه إلي - يعني القراء -.
أسند سعد: عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وأنس بن مالك، ومحمد ابن حاطب، وأبي أمامة بن سهل بن حنيف. ورأى ابن عمر، وروى عن أبيه، وعن أبي سلمة، وعبيد بن عبد الرحمن بن عوف، وسعيد بن المسيب، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وحفص بن عاصم، ونافع في آخرين.
وروى عنه من التابعين: يحيى بن سعيد، وأيوب السختياني. ومن الأئمة والأعلام: منصور بن المعتمر، والثوري، ومسعر، وشعبة، ومالك بن أنس.
(1)
كذا فى الاصول وفى السند سقط.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا الحسن بن موسى الأشيب وسليمان بن داود الهاشمي. قالا: ثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه
• وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسين ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال سمعت إبراهيم بن سعد يقول حدثني أبي سعد. قالا: عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل القثاء بالرطب. هذا حديث صحيح ثابت من عيون حديث عبد الله بن جعفر.
• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا إبراهيم ابن سعد عن أبيه سعد عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الأئمة من قريش إذا حكموا عدلوا، وإذا عاهدوا أوفوا، وإذا استرحموا رحموا، ومن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منهم صرف ولا عدل» . هذا حديث مشهور ثابت من حديث أنس لم يروه عن سعد فيما أعلم إلا ابن إبراهيم
(1)
.
• حدثنا فاروق بن عبد الكبير حدثنا أبو مسلم الكشى حدثنا سليما بن حرب ثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه. قال: لما نزلت بنو قريظة على حكم سعد ابن معاذ بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه وكان قريبا فجاء على حمار فلما دنا. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «قوموا إلى سيدكم» قال فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: «إن هؤلاء نزلوا على حكمك» . قال: فإني أحكم فيهم أن تقتل المقاتلة وأن تسبى الذرية. قال: «فلقد حكمت فيهم بحكم الملك» . هذا حديث صحيح متفق عليه أخرجه البخاري في صحيحه من حديث سليمان بن حرب عن شعبة.
• حدثنا أبو بحر محمد بن الحسين ثنا محمد بن الفرج الأزرق ثنا عبيد الله ابن موسى ثنا مسعر عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن سعد بن أبي وقاص.
قال: رأيت عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وشماله يوم أحد رجلين
(1)
كذا ولعله يريد (ابنه ابراهيم).
عليهما ثياب بياض ما رأيتهما قبل ولا بعد هذا حديث صحيح ثابت من حديث سعد رواه عن مسعر أبو أسامة، وعلي بن مسعر، ومحمد بن بشر، وشعيب بن إسحاق، في آخرين.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يزيد بن هارون أخبرنا زكريا بن أبي زائدة عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال نفس ابن آدم معلقة بدينه حتى يقضى عنه دينه» . هذا حديث صحيح ثابت من حديث سعد، رواه صالح بن كيسان كرواية زكريا عن سعد عن أبي سلمة، وخالفهما الثوري وإبراهيم بن سعد فروياه عن سعد عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة.
• حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى وإبراهيم بن عبد الله. قالا: ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن ابن الهاد عن سعد بن إبراهيم عن حميد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو بن العاص. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من الكبائر شتم الرجل والديه» . قالوا يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه؟ قال: «نعم! يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه» . هذا حديث ثابت متفق على صحته رواه الثوري، وشعبة، ومسعر، وحماد بن سلمة، وإبراهيم بن سعد، في آخرين عن سعد مثله.
• حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة حدثني أبو الطيب محمد بن حمدان النصيبي ثنا أبو الحسين الرهاوي ثنا يحيى بن آدم عن مسعر عن سعد ابن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه. قال: سأل النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر متى توتر؟ قال: قبل أن أنام. وسأل عمر متى توتر؟ قال: بعد أن أنام. فقال لأبي بكر:
«مثلك عندي مثل الذي أخذ نحبه وهو يبتغي النوافل» . وقال للآخر:
«أما أنت فعملت عمل الأقوياء» . هذا حديث غريب من حديث مسعر؛ وسعد عنهما متصلا، ورواه شعبة عن سعد عن أبي سلمة وسعيد مرسلا.
وقد رواه مصعب بن المقدام عن مسعر عن سعد عن سعيد عن أبى عبد الرحمن مرسلا.
• حدثنا الحسن بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي ثنا يوسف القاضي ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا سليمان بن داود ثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم قال سمعت عبيد الله بن عبد الله بن عتبة يحدث عن ابن عباس عن عبد الرحمن ابن عوف: أن عمر رضى الله عنه أراد أن يخطب خطبة بمنى. فقال عبد الرحمن ابن عوف: لو أخرت ذلك حتى تقدم المدينة. فقال: نعم! ففعل فخطب.
فقال في خطبته: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجم ورجمنا معه. هذا حديث ثابت صحيح من حديث عبد الله غريب من حديث سعد تفرد به عنه شعبة.
• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسين بن جعفر القتات ثنا ضرار بن صرد ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن عبد الواحد بن أبي عون عن سعد بن إبراهيم عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «من فعل شيئا ليس من أمرنا فهو مردود» . هذا حديث صحيح ثابت من حديث سعد عن القاسم متفق عليه، غريب من حديث عبد الواحد بن أبي عون. ورواه عن سعد عدة: منهم عبد الله بن جعفر المخرمي، وابنه إبراهيم بن سعد، في آخرين.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن الحسن بن غسان ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان الثوري عن سعد بن إبراهيم عن عبد الله بن كعب بن مالك عن كعب ابن مالك رضي الله تعالى عنه. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مثل المؤمن مثل الخامة من الزرع تكفئها الريح مرة هاهنا ومرة هاهنا لا تصرعها، ومثل الكافر مثل الأرزة المجدية بين الشجر لا يكفئها شيء حتى يكون انجعافها مرة واحدة» . هذا حديث غريب من حديث سعد عن عبد الله.
• حدثنا أحمد بن القاسم بن الريان ثنا إسحاق بن الحسين الحربى ثنا ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان الثوري عن سعد بن إبراهيم عن نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أن أحدا
نجا من عذاب القبر
(1)
لنجا منه سعد بن معاذ، وقال بأصابعه الثلاثة فجمعها - كأنه يقللها - ثم قال ضغط ثم عوفي». كذا رواه أبو حذيفة عن الثوري عن سعد، ورواه غندر وغيره عن شعبة عن سعد عن نافع عن سنان عن عائشة رضي الله تعالى عنها مثله
(2)
.
محمد بن الحنيفة
ومنهم الإمام اللبيب، ذو اللسان الخطيب، الشهاب الثاقب، والنصاب العاقب، صاحب الإشارات الخفية، والعبارات الجلية، أبو القاسم محمد بن الحنفية
• حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب ثنا محمد بن إسحاق ثنا حاتم بن اللبيب ثنا هوذة بن خليفة ثنا عوف الأعرابي عن ميمون عن وردان. قال:
كنت في العصابة الذين ابتدروا إلى محمد بن علي بن الحنفية، وكان ابن الزبير منعه أن يدخل مكة حتى يبايعه فأبى أن يبايعه، وأراد الشام أن يدخلها فمنعه عبد الملك بن مروان أن يدخلها حتى يبايعه فأبى. فسرنا معه ولو أمرنا بالقتال لقاتلنا معه، فجمعنا يوما فقسم لنا فيئا يسيرا
(3)
ثم حمد الله تعالى فأثنى عليه. وقال: الحقوا برحالكم واتقوا الله وعليكم بما تعرفون، ودعوا ما تنكرون، وعليكم أنفسكم ودعوا أمر العامة، واستقروا على أمرنا كما استقرت السماء والأرض، فإن أمرنا إذا جاء كان كالشمس الضاحية.
• حدثنا محمد ابن أحمد بن محمد بن عبد الوهاب ثنا محمد بن إسحاق ثنا حاتم بن الليث الجوهري ثنا موسى بن إسماعيل ثنا أبو عوانة عن أبي حمزة. قال: كنت مع محمد بن علي فسرنا من الطائف إلى أيلة بعد موت ابن عباس بزيادة على أربعين ليلة، وكان عبد الملك قد كتب لمحمد بن الحنفية عهدا على أن يدخل هو وأصحابه فى أرضه
(1)
فى ز وج: من عذاب الله تعالى
(2)
آخر الجزء الرابع وهى النسخة المشار اليها بحرف (ت) من الخزانة التيمورية. وأول ترجمة محمد بن الحنفية مقابل على الاجزاء التى وصلتنا من الاستاذ الدباغ واليها الاشارة بحرف (مغ).
(3)
فى مغ: فينا شيئا وهو يسير.
حتى يصطلح الناس على رجل، فلما قدم الشام بعث إليه محمد بن علي أن تؤمن أصحابي ففعل. فقام فحمد الله وأثنى عليه. ثم قال: الله ولي الأمور كلها وحاكمها ما شاء الله كان ومن لم يشأ لم يكن، إن كل ما هو آت قريب، عجلتم بالأمر قبل نزوله. والذي نفسي بيده إن في أصلابكم لمن يقاتل مع آل محمد، ما يخفى على أهل الشرك أمر آل محمد، فأمر آل محمد مستأخر، والذي نفسي بيده ليعودن فيكم كما بدأ، الحمد لله الذي حقن دماءكم. من أحب منكم أن يأتي مأمنه إلى بلده آمنا محفوظا فليفعل، فانصرف عنه أصحابه وبقي معه تسعمائة رجل، فأحرم بعمرة وقلد هديا فقدم مكة - ونحن معه - فلما أردنا أن ندخل مكة تلقتنا خيل ابن الزبير فمنعتنا أن ندخل، وأرسل إليه محمد بن علي لقد خرجت عنك وما أريد أن أقاتلك، ورجعت وما أريد أن أقاتلك، دعنا فلندخل لنقضى نسكنا ثم لنخرج عنك، فأبى ومنعنا الهدي، فرجع محمد بن علي إلى المدينة ورجعنا فكنا بالمدينة حتى قتل ابن الزبير، فخرج إلى مكة وخرجنا معه فنزل الشعب حتى قضينا نسكنا، وقد رأيت القمل يتناثر من محمد ابن علي، فلما قضينا نسكنا رجعنا إلى المدينة فمكث محمد بن علي ثلاث شهور ثم توفي رحمه الله.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا أبو العباس الثقفي ثنا محمد بن الصباح ثنا جرير عن عمرو بن ثابت. قال قال محمد بن الحنفية: ترون أمرنا لهو أبين من هذه الشمس؛ فلا تعجلوا ولا تقتلوا أنفسكم.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو خليفة ثنا عبيد الله بن عائشة ثنا عبد الله ابن المبارك عن الحسين بن عمر التيمي عن منذر الثورى. قال قال محمد بن الحنفية
ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف؛ من لا يجد بدا من معاشرته حتى يجعل الله له فرجا ومخرجا.
• حدثنا أبو حامد ثنا أبو العباس ثنا علي بن سعيد البغدادي ثنا ضمرة بن ربيعة عن سعيد بن الحسين. قال قال لى محمد بن الحنيفة رحمه الله: من كف يده ولسانه وجلس في بيته؛ فإن ذنوب بني أمية أسرع عليهم من سيوف المسلمين.
• حدثنا أحمد بن محمد بن سنان ثنا محمد بن إسحاق السراج الثقفي ثنا عمر ابن الحسين ثنا أبي ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن علي بن الحسين. قال:
كتب ملك الروم إلى عبد الملك بن مروان يتهدده ويتوعده ويحلف له ليحملن له مائة ألف في البر ومائة ألف فى البحر أو يؤدى اليه الجزية، فسقط في درعه.
وكتب إلى الحجاج أن أكتب الى ابن الحنيفة فتهدده وتواعده ثم أعلمني ما يرد عليك، فكتب الحجاج إلى ابن الحنفية بكتاب شديد يتهدده ويتواعده فيه بالقتل. قال: فكتب إليه ابن الحنفية: إن لله تعالى ثلاثمائة وستين لحظة إلى خلقه، وأنا أرجو أن ينظر الله عز وجل إلي نظرة يمنعني بها منك. قال:
فبعث الحجاج بكتابه إلى عبد الملك بن مروان، فكتب عبد الملك بن مروان إلى ملك الروم نسخته. فقال ملك الروم: ما هذا خرج منك ولا أنت كتبت به، ما خرج إلا من بيت نبوة.
• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان. قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسين ثنا سعيد بن عمرو السكوني الحمصي ثنا بقية بن الوليد عن صفوان بن رستم الصوري ثنا سفيان بن سعيد الثوري عن أبيه عن أبي يعلى عن محمد ابن الحنيفة. أنه قال: لم يزل قوم من قبلكم يبحثون وينقرون حتى تاهوا؛ فكان الرجل إذا نودي من خلفه أجاب من أمامه، وإذا نودي من أمامه أجاب من خلفه.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن عبد الله بن مصعب ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا مروان بن معاوية ثنا الربيع بن المنذر عن أبيه. قال قال محمد بن الحنيفة: يا منذر قلت لبيك! قال: كل ما لا يبتغى به وجه الله تعالى يضمحل.
• حدثنا أبي ثنا أبو الحسين بن أبان ثنا أبو بكر بن عيين
(1)
ثنا الحسين ابن عبد الرحمن حدثني أبو عثمان المؤذن. قال قال محمد بن الحنيفة: من كرمت عليه نفسه لم يكن للدنيا عنده قدر.
• حدثنا أبى ثنا أبو الحسين ثنا أبو بكر بن عيين ثنا محمد بن عبد المجيد
(1)
فى مغ: عبيد.
أنه سمع ابن عيينة يقول قال محمد بن الحنيفة: إن الله تعالى جعل الجنة ثمنا لأنفسكم، فلا تبيعوها بغيرها.
أسند محمد بن الحنيفة عن عدة من الصحابة وعامة حديثه عند أولاده.
وروى عنه: عمرو بن دينار، ومنذر الثوري، وعبد الله بن محمد بن عقيل، ومحمد بن قيس بن مخرمة.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين ومحمد بن علي بن حبيش. قالا: ثنا أبو شعيب ثنا عبد الله بن جعفر الرقي ثنا عبد الله بن عمرو عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن الزهري عن عبد الله والحسن ابني محمد بن علي عن أبيهما عن على: أن رسول صلى الله عليه وسلم حرم في غزوة خيبر نكاح المتعة. هذا حديث صحيح متفق عليه رواه عن يحيى بن سعيد: حماد بن زيد، وعبد الوهاب الثقفي، ورواه عن الزهري معمر، ومالك، وابن عيينة، وعبيد الله بن عمر، وعبد العزيز بن أبي سلمة، وإسحاق بن راشد. على اختلاف بينهم في روايتهم عن الزهري في الحسين
(1)
وعبد الله فمنهم من جمعهما ومنهم من أفردهما، ورواه عنتر بن القاسم عن سفيان الثوري عن مالك بن أنس عن الزهري، ورواه أبو سعد سعيد بن المرزبان البقال
(2)
عن عبد الله عن أبيه على علي نحوه.
• حدثنا أبو أحمد
(3)
ثنا فضيل بن محمد الملطي ثنا ابراهيم بن ياسين العجلى عن ابراهيم بن محمد بن الحنفية عن أبيه عن علي. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المهدي منا أهل البيت، يصلحه الله تعالى في ليلة - أو قال في يومين» . هذا حديث غريب من حديث محمد رواه وكيع وابن نمير وأبو داود الحفري عن ياسين، ورواه محمد بن فضيل عن سالم بن أبي حفصة عن إبراهيم.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي ثنا أحمد بن يحيى بن زهير ثنا أبو كريب ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن إبراهيم بن محمد بن على بن الحنفية عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. قال: كثر على مارية
(1)
كذا قال الحسين وفى السند انه الحسن.
(2)
كذا فى مغ وانساب السمعانى وفى ج: (مهملة من النقط).
(3)
فى مغ: سليمان بن احمد.
أم إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم في قبطي - ابن عم لها - كان يزورها ويختلف إليها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لي: «خذ هذا السيف فانطلق إليه فإن وجدته عندها فاقتله» . فقلت: يا رسول الله أكون في أمرك إذ أرسلتنى كالسكة المحماة لا يثنيني شيء حتى أمضي لما أرسلتني به أو الشاهد يرى ما لا يرى الغائب، قال:«بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب» . فأقبلت متوشحا السيف فوجدته عندها، فاخترطت السيف فلما أقبلت نحوه عرف أني أريده، فأتى نخلة فرقى فيها ثم رمى بنفسه على قفاه وشغر برجليه، فإذا هو أجب أمسح ما له ما للرجال قليل ولا كثير فأغمدت سيفي ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال:«الحمد لله الذي يصرف عنا أهل البيت» .
هذا غريب لا يعرف مسندا بهذا السياق (إلا) من حديث محمد بن إسحاق.
• حدثنا محمد بن علي بن حبيش في جماعة. قالوا: ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا أبو جعفر النفيلي أخبرنا يونس بن راشد عن عون بن محمد بن الحنفية عن أبيه عن جده. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليكم بالاثمد فانه منبت للشعر، مذهب للقذا، مصفاة للبصر» . هذا حديث غريب من حديث ابن الحنفية لم يروه عنه إلا ابنه عون ولا عنه إلا يونس. .
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن محمد بن عقبة الشيباني ثنا الحسين بن علي عن محمد بن الحنفية أنه سمع أباه عليا رضي الله تعالى عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله عز وجل فرض للفقراء في أموال الأغنياء قدر ما يسعهم، فإن منعوهم حتى يجوعوا أو يعروا أو يجهدوا، حاسبهم الله فيه حسابا شديدا، وعذبهم عذابا نكرا» . هذا حديث غريب من حديث محمد بن الحنفية لا يعرف إلا من هذا الوجه.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا عبد الأعلى بن حماد ثنا داود بن عبد الرحمن العطار ثنا أبو عبد الله مسلم الرازي عن أبي عمرو البجلي عن عبد الملك بن سفيان الثقفي عن أبي جعفر محمد بن على عن محمد بن الحنفية عن أبيه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله
تعالى يحب العبد المؤمن المفتقر التواب». هذا حديث غريب من حديث محمد بن الحنفية تفرد به داود العطار.
• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا جعفر بن محمد بن عمران ثنا محمد بن أحمد بن يزيد البصري - سكن المغار
(1)
ثنا عمرو بن عاصم ثنا حرب بن شريح. قال:
قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، جعلت فداك أرأيت هذه الشفاعة الذي تحدث بها أهل العراق أحق هي؟ قال: شفاعة ماذا؟ قلت: شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم! قال: إي والله! حدثني عمي ابن محمد بن على بن الحنفية عن علي رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أشفع لأمتى حتى ينادينى ربي عز وجل أرضيت يا محمد؟ فأقول نعم! يا رب رضيت» . ثم أقبل علي. فقال: إنكم تقولون يا معشر أهل العراق إن أرجى آية في كتاب الله عز وجل {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا} قلت: إنا لنقول ذلك. قال: لكنا أهل البيت نقول إن أرجى آية في كتاب الله عز وجل {ولسوف يعطيك ربك فترضى} وهي الشفاعة. هذا حديث لم نكتبه إلا من حديث حرب بن شريح ولا رواه عنه إلا عمرو بن عاصم - وهو بصري ثقة.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن أحمد بن نصر الترمذى ثنا ابراهيم ابن المنذر ثنا هشام بن سليمان ثنا إبراهيم بن يزيد المكي عن عمرو بن دينار عن الحسن بن محمد عن أبيه عن علي رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اخرج فأذن في الناس من الله - لا من رسوله - لعن الله قاطع السدر» . هذا حديث غريب من حديث الحسن بن محمد عن أبيه لم يروه عنه إلا عمرو ولا عنه إلا إبراهيم وهو المعروف بالجوزي سكن مكة كان ينزل شعب الجوزى فنسب إليه.
• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبد الواحد بن عتاب ثنا عنبسة بن عبد الرحمن ثنا علاق عن محمد بن على بن الحنفية عن على
(1)
المغار: قرية من قرى فلسطين.
رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الكرسي لؤلؤ والقلم لؤلؤ، وطول القلم سبعمائة سنة وطول الكرسي حيث لا يعلمه
(1)
العالمون». هذا حديث غريب من حديث محمد بن علي تفرد به عنبسة عن علاق ويعرف بأبي مسلم.
• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا أبو شعيب الحراني ثنا عبد الأعلى ثنا حماد ابن سلمة عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن الحنفية عن معاوية بن أبي سفيان. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «العمرى جابرة لأهلها» .
هذا حديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم بغير هذا الاسناد وهو من حديث محمد بن الحنفية غريب به عنه ابن عقيل ورواه عن ابن عقيل أيضا أحمد بن إسحاق
(2)
.
محمد بن علي الباقر
ومنهم الحاضر الذاكر، الخاشع الصابر، أبو جعفر محمد بن علي الباقر، كان من سلالة النبوة، وممن جمع حسب الدين والأبوة، تكلم في العوارض والخطرات، وسفح الدموع والعبرات، ونهى عن المراء والخصومات.
وقيل: إن التصوف التعزز بالحضرة، والتمييز للخطرة.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله بن محمد ثنا إسحاق بن موسى ثنا عبد السلام بن حرب عن خلف بن حوشب عن أبي جعفر محمد بن علي. قال: الإيمان ثابت في القلوب، واليقين خطرات. فيمر اليقين بالقلب فيصير كأنه زبر الحديد، ويخرج منه فيصير كأنه خرقة بالية.
• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أبو الربيع ثنا عبد الله بن وهب أخبرني إبراهيم بن نشيط عن عمر مولى عفرة عن محمد بن علي. أنه قال:
ما دخل قلب امرئ شيء من الكبر إلا نقص من عقله مثل ما دخله من ذلك؛ قل ذلك أو كثر.
(1)
فى ج: الا العالمون.
(2)
هنا آخر الجزء الثانى من نسخة جده.
• حدثنا محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان ثنا محمد بن عمران الهمداني ثنا عبد الرحمن بن منصور الحارثي ثنا أحمد بن عيسى العلوي حدثني أبي عن أبيه.
قال أحمد بن عيسى وحدثني ابن أبي فديك عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي.
قال: كنت جالسا عند خالي محمد بن علي وعنده يحيى بن سعيد وربيعة الرأي، إذ جاءه الحاجب فقال هؤلاء قوم من أهل العراق، فدخل أبو إسحاق السبيعي وجابر الجعفي وعبد الله بن عطاء والحكم بن عيينة. فتحدثوا فأقبل محمد على جابر. فقال: ما يروي فقهاء أهل العراق في قوله عز وجل: {ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه} ما البرهان؟ قال: رأى يعقوب عليه السلام عاضا على إبهامه. فقال: لا! حدثني أبي عن جدي عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: أنه هم أن يحل التكة فقامت إلى صنم مكلل بالدر والياقوت في ناحية البيت فسترته بثوب أبيض بينها وبينه. فقال: أي شيء تصنعين؟ فقالت استحي من إلهي أن يراني على هذه الصورة، فقال يوسف عليه السلام: تستحين من صنم لا يأكل ولا يشرب، ولا أستحي أنا من إلهي الذي هو قائم على كل نفس بما كسبت، ثم قال: والله لا تنالينها مني أبدا، فهو البرهان الذي رأى.
• حدثنا عثمان بن محمد العثماني ثنا الحسين بن أبي الحسن أبو علي الروذباري قال سمعت أبا العباس المسروقي قال سمعت بشر بن الحارث يقول سمعت ابن داود يقول سمعت سفيان الثوري يقول سمعت منصورا يقول سمعت محمد بن علي بن الحسين بن علي يقول: الغنا والعز يجولان في قلب المؤمن، فإذا وصلا إلى مكان فيه التوكل أوطناه.
• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا ميمون
(1)
بن محمد بن سليمان ثنا محمد بن عباد ثنا عبد السلام بن حرب عن زياد بن خيثمة عن أبي جعفر. قال:
الصواعق تصيب المؤمن وغير المؤمن، ولا تصيب الذاكر.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الله بن سوار ثنا أبو بلال الأشعري ثنا محمد بن مروان عن ثابت عن محمد بن الحسين. في قوله عز وجل:
(1)
كذا فى ج وفى ز: محمد بن محمد ولم اقف عليه.
{أولئك يجزون الغرفة بما صبروا} . (قال): على الفقر في دار الدنيا.
• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عبد الله بن صالح البخاري ثنا أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد الصيرفي ثنا محمد بن كثير الكوفي عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر. في قوله عز وجل: {وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا} . قال:
بما صبروا على الفقر ومصائب الدنيا.
• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أبان ثنا عبد الله بن محمد ثنا سلمة بن شبيب عن عبد الله بن عمر الواسطي عن أبي الربيع الأعرج عن شريك عن جابر - يعني الجعفي - قال قال لي محمد بن علي: يا جابر إني لمحزون وإني لمشتغل القلب. قلت: ولم حزنك وشغل قلبك؟ قال يا جابر إنه من دخل وقلبه صافى خالص - دين الله شغله عما سواه، يا جابر ما الدنيا وما عسى أن تكون! هل هو إلا مركب ركبته أو ثوب لبسته أو امرأة أصبتها، يا جابر إن المؤمنين لم يطمئنوا إلى الدنيا لبقاء فيها، ولم يأمنوا قدوم الآخرة عليهم، ولم يصمهم عن ذكر الله ما سمعوا بآذانهم من الفتنة، ولم يعمهم عن نور الله ما رأوا بأعينهم من الزينة. ففازوا بثواب الأبرار، إن أهل النقوى أيسر أهل الدنيا مئونة وأكثرهم لك معونة إن نسيت ذكروك، وإن ذكرت أعانوك، قوالين بحق الله، قوامين بأمر الله، قطعوا محبتهم بمحبة الله عز وجل، ونظروا إلى الله عز وجل وإلى محبته بقلوبهم، وتوحشوا من الدنيا لطاعة مليكهم، وعلموا أن ذلك منظور إليهم من شأنهم. فأنزل الدنيا بمنزل نزلت به وارتحلت عنه، أو كمال أصبته في منامك فاستيقظت وليس (معك) منه شيء، واحفظ الله تعالى ما استرعاك من دينه وحكمته
(1)
.
• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا جعفر بن محمد بن شريك ثنا محمد بن سليمان ثنا أبو يعقوب القوام - عبد الله بن يحيى -. قال: رأيت على أبي جعفر محمد بن علي إزارا أصفر، وكان يصلي كل يوم وليلة خمسين ركعة بالمكتوبة.
• حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد ثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي ثنا محمد بن زكريا ثنا قيس بن حفص ثنا حسين بن حسن. قال: كان محمد بن
(1)
في مغ: وامانته.
علي يقول: سلام
(1)
اللئام قبح الكلام.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا أبو الأحوص عن منصور عن أبي جعفر محمد بن علي. قال: لكل شيء آفة وآفة العلم النسيان.
• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا أبو بكر محمد بن سعيد الصيرفي ثنا زهير ابن محمد ثنا موسى بن داود ثنا مندل وحيان ابنا على عن سعد الإسكافي عن أبي جعفر محمد بن علي. قال: [عالم ينتفع بعلمه أفضل من ألف عابد.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا أبي ثنا أبو بكر بن عياش عن سعد الإسكافي عن أبي جعفر محمد بن علي. قال:]
(2)
والله لموت عالم أحب إلى إبليس من موت سبعين عابدا.
• حدثنا أحمد بن محمد ثنا محمد بن عثمان ثنا عباد بن يعقوب ثنا يونس ابن أبى يعقوب عن أخيه عن أبي جعفر. قال: شيبتنا ثلاثة أصناف؛ صنف يأكلون الناس بنا، وصنف كالزجاج ينهشم، وصنف كالذهب الأحمر كلما دخل النار ازداد جودة.
• حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم ثنا ابن دريد ثنا الرياشي ثنا الأصمعي.
قال قال محمد بن علي لابنه: يا بني إياك والكسل والضجر، فإنهما مفتاح كل شر. إنك إن كسلت لم تؤد حقا، وإن ضجرت لم تصبر على حق.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الجارود ثنا أبو سعيد الأشج ثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن أبي جعفر. قال: أشد الأعمال ثلاثة؛ ذكر الله على كل حال، وإنصافك من نفسك، ومواساة الأخ في المال.
• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن يوسف بن الضحاك ثنا محمد ابن يزيد ثنا محمد بن عبد الله القرشي ثنا محمد بن عبد الله الزبيري عن أبي حمزة الثمالي حدثني أبو جعفر محمد بن علي. قال أوصاني أبي فقال: لا تصحبن
(1)
كذا فى الاصلين وفى مغ: سلاح اللئام قبيح الكلام.
(2)
ما بين المربعين عن المغربية فقط.
خمسة ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق، قال قلت: جعلت فداك يا أبه من هؤلاء الخمسة؟ قال: لا تصحبن فاسقا فإنه بايعك بأكلة فما دونها. قال: قلت: يا أبه وما دونها؟ قال يطمع فيها ثم لا ينالها. قال: قلت يا أبه ومن الثاني؟ قال: لا تصحبن البخيل فإنه يقطع بك في ماله أحوج ما كنت إليه. قال: قلت: يا أبة ومن الثالث؟ قال لا تصحبن كذابا فإنه بمنزلة السراب يبعد منك القريب ويقرب منك البعيد. قال: قلت: يا أبه ومن الرابع؟ قال: لا تصحبن أحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك. قال: قلت: يا أبه ومن الخامس؟ قال: لا تصحبن قاطع رحم فإني وجدته ملعونا في كتاب الله تعالى في ثلاثة مواضع.
• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا أبو شعيب الحراني ثنا خالد بن يزيد ثنا أبو داود. أنه سمع محمد بن علي يقول: إذا رأيتم القارئ يحب الأغنياء فهو صاحب الدنيا، وإذا رأيتموه يلزم السلطان من غير ضرورة فهو لص.
• حدثنا محمد بن أحمد الجرجاني ثنا عمران بن موسى السختياني ثنا عثمان ابن أبي شيبة ثنا مالك بن إسماعيل ثنا مسعود بن سعد الجعفي عن جابر عن أبي جعفر. قال: إن الله تعالى يلقي في قلوب شيعتنا الرعب، فإذا قام قائمنا وظهر مهدينا كان الرجل أجرأ من ليث وأمضى من سنان.
• حدثنا محمد بن أحمد ثنا عمران بن موسى ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا مالك بن إسماعيل ثنا مسعود ابن سعد عن جابر عن أبي جعفر. قال: شيعتنا من أطاع الله عز وجل.
• حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين قال حدثني جدي أبو حصين القاضي ثنا عون بن سلام ثنا عنبسة بن مخلد العابد عن جعفر بن محمد بن علي عن أبيه. قال: إياكم والخصومة فإنها تفسد القلب وتورث النفاق.
• حدثنا مخلد بن جعفر الدمشقي
(1)
ثنا الحسن بن أبي الأحوص ثنا أحمد بن يونس ثنا أبو شهاب عن ليث عن الحكم عن أبي جعفر. قال: الذين يخوضون في آيات الله، هم أصحاب الخصومات.
• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا ابراهيم بن شريك الاسدى ثنا عقبة
(1)
في مغ: محمد بن جعفر الرقيقى ولم اقف عليهما.
ابن مكرم ثنا يونس بن بكير عن أبي عبد الله الجعفي عن عروة بن عبد الله.
قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي عن حلية السيوف؟ فقال: لا بأس به قد حلى أبو بكر الصديق رضي الله عنه سيفه، قال قلت: وتقول الصديق! قال:
فوثب وثبة واستقبل القبلة ثم قال نعم! الصديق، فمن لم يقل له الصديق فلا صدق الله له قولا في الدنيا والآخرة.
• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا أحمد بن يونس عن عمرو بن شمر عن جابر. قال قال لى محمد ابن علي: يا جابر بلغني أن قوما بالعراق يزعمون أنهم يحبوننا ويتنالون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ويزعمون أني أمرتهم بذلك، فأبلغهم أني إلى الله منهم بريء، والذي نفس محمد بيده لو وليت لتقربت إلى الله تعالى بدمائهم، لا نالتني شفاعة محمد إن لم أكن أستغفر لهما وأترحم عليهما، إن أعداء الله لغافلون عنهما.
• حدثنا محمد بن عمر بن سالم ثنا عباس بن أحمد بن عقيل ثنا منصور ابن أبي مزاحم حدثني شعبة الخياط مولى جابر الجعفى. قال قال لى أبو جعفر محمد بن علي لما ودعته: أبلغ أهل الكوفة أنى برئ ممن تبرأ
(1)
من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وأرضاهما.
• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا ابراهيم ابن شريك ثنا عقبة بن مكرم ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن أبي جعفر محمد بن علي. قال: من لم يعرف فضل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فقد جهل السنة.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق السراج ثنا أبو همام ثنا عيسى بن يونس ثنا عبد الملك بن أبي سليمان. قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي عن قوله عز وجل: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} . قال: أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم! قلت: يقولون هو علي؟ قال: علي منهم.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن أبان ثنا عبد الله ابن نمير عن خالد بن دينار عن أبي جعفر. أنه كان إذا ضحك قال: اللهم لا تمقتني.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا ابراهيم
(1)
فى ز: ممن هزا.
ابن محمد بن أبي ميمون ثنا أبو مالك الجنبي
(1)
عن عبد الله بن عطاء. قال:
ما رأيت العلماء عند أحد أصغر علما منهم عند أبي جعفر، لقد رأيت الحكم عنده كأنه متعلم.
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق [الثقفي] ثنا أبو العباس السراج ثنا قتيبة بن سعيد ثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد. قال: كان في خاتم أبي القوة لله جميعا.
• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد
(2)
بن عمر ثنا عبد الله بن محمد القرشي ثنا أحمد بن محمد. قال قال محمد بن علي: كان لي أخ في عيني عظيم، وكان الذي عظمه في عيني صغر الدنيا في عينه.
• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن العبدي ثنا أبو بكر بن عبيد الاموى ثنا محمد ابن إدريس ثنا سويد بن سعيد عن موسى بن عمير عن جعفر بن محمد عن أبيه.
أنه كان في جوف الليل يقول: أمرتني فلم ائتمر، وزجرتني فلم أزدجر، هذا عبدك بين يديك ولا أعتذر.
• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن أبان ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ثنا سوار ابن عبد الله ثنا محمد بن مسعر. قال قال جعفر بن محمد: فقد أبي بغلة له فقال:
لئن ردها الله تعالى علي لأحمدنه محامد يرضاها، فما لبث أن أتي بها بسرجها ولجامها، فركبها فلما استوى عليها وضم إليه ثيابه رفع رأسه إلى السماء فقال:
الحمد لله [لم يزد عليها. فقيل له في ذلك. فقال: وهل تركت أو بقيت شيئا جعلت الحمد كله لله عز وجل]
(3)
.
• حدثنا أبو عبد الله مهدي بن إبراهيم بن مهدى ثنا محمد زكريا العلامى
(4)
ثنا عبد الله بن محمد ثنا ابن المبارك قال قال محمد بن علي بن الحسين:
من أعطي الخلق والرفق فقد أعطي الخير كله والراحة وحسن حاله في دنياه
(1)
فى ز: الحينى وفى ج: الحنفى. والتصحيح من الانساب والخلاصة.
(2)
فى مغ: ابن يحيى.
(3)
ما بين المربعين عن ز وج. وفى مغ: لله كله.
(4)
كذا فى الاصلين ولعله الغلابى وتقدم كثيرا وقوله عبد الله فى مغ: عبيد الله.
وآخرته، ومن حرم الرفق والخلق كان ذلك له سبيلا إلى كل شر وبلية إلا من عصمه الله تعالى.
• حدثنا أبي قال ثنا أبو الحسن العبدي ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني محمد ابن الحسين ثنا سعيد بن سليمان عن إسحاق بن كثير عن عبيد الله بن الوليد.
قال قال لنا أبو جعفر محمد بن علي: يدخل أحدكم يده في كم صاحبه فيأخذ ما يريد؟ قال قلنا لا! قال: فلستم بإخوان كما تزعمون.
• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا عبد الرحمن بن صالح ثنا الحكم بن يعلى ثنا القاسم بن الفضل عن أبي جعفر. قال: اعرف المودة لك في قلب أخيك مما له في قلبك.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ثنا سلمة بن شبيب ثنا سهل بن عاصم ثنا عبد الله بن عمر الواسطي عن أبي الربيع الأعرج ثنا شريك عن جابر. قال قال لي محمد بن علي: يا جابر أنزل الدنيا كمنزل نزلت به وارتحلت منه، أو كمال أصبته في منامك فاستيقظت وليس معك منه شيء، إنما هي مع أهل اللب والعالمين بالله تعالى كفئ الظلال، فاحفظ ما استرعاك الله تعالى من دينه وحكمته
(1)
.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا إسماعيل بن موسى الحاسب ثنا عبد الملك بن عبد ربه الطائي ثنا حصين بن القاسم ثنا أبو حمزة الثمالي. قال
قال لي محمد بن علي بن الحسين رضي الله تعالى عنهم - وسمع عصافير يصحن -.
فقال: تدري يا أبا حمزة ما يقلن؟ قلت لا! قال: تسبحن ربي عز وجل ويطلبن قوت يومهن
(2)
.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني سفيان ابن وكيع ثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار. قال قال محمد بن علي: ندعو الله فيما نحب، فإذا وقع الذي نكره لم نخالف الله عز وجل فيما أحب.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا علي بن محمد ابن الحسن ثنا علي بن محمد بن أبي الخصيب ثنا إسماعيل بن أبان عن الصباح
(1)
تقدم هذا الخبر فى أول الترجمة.
(2)
تقدم هذا الخبر فى ترجمة زين العابدين.
المزني عن أبي حمزة عن أبي جعفر محمد بن علي. قال: ما من شيء أحب إلى الله عز وجل من أن يسأل، وما يدفع القضاء إلا الدعاء، وإن أسرع الخير ثوابا البر، وأسرع الشر عقوبة البغي، وكفى بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمى عليه من نفسه، وأن يأمر الناس بما لا يستطيع التحول عنه، وأن يؤذى جليسه بما لا يعنيه.
• حدثنا أبي قال ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد الأموي ثنا إبراهيم بن يعقوب ثنا يوسف بن المسلم ثنا خالد بن يزيد القسري عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر: أن رجلا صحب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه إلى مكة فمات فى الطريق فاحتبس عليه عمر في الطريق حتى صلى عليه ودفنه، فقل يوم إلا كان عمر رضى الله تعالى عنه يتمثل:
وبالغ أمر كان يأمل دونه
…
ومختلج من دون ما كان يأمل.
• حدثنا علي بن أحمد بن علي المصيصي ثنا أحمد بن خليد الحامى ثنا أبو نعيم ثنا بسام الصيرفي. قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين عن القرآن؟ [فقال: كلام الله عز وجل غير مخلوق.
• حدثنا أبو القاسم زيد بن أبي بلال المقري حدثنا أبو الحارث الكلابي حدثنا عباس بن عبد العظيم حدثنا رويم ابن يزيد حدثني عبد الله بن عباس الخراز عن يونس بن بكير عن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين عن عبد الله بن محمد بن علي. قال: سئل علي بن الحسين عن القرآن. فقال:]
(1)
ليس بخالق ولا مخلوق، وهو كلام الخالق عز وجل.
أسند أبو جعفر محمد بن علي: عن جابر بن عبد الله الأنصاري، وروى عن ابن عباس، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وأنس، وعن الحسن والحسين
وأسند عن سعيد بن المسيب، وعبيد الله بن أبي رافع. وروى [عنه من التابعين: عمرو بن دينار، وعطاء بن أبي رباح، وجابر الجعفي، وأبان بن تغلب. وروى عنه]
(2)
من الأئمة والأعلام: ليث بن أبي سليم، وابن جريج وحجاج بن أرطاة، فى آخرين.
(1)
ما بين المربعين عن المغربية.
(2)
ما بين المربعين عن مغ ايضا.
• حدثنا أحمد بن القاسم بن الريان ثنا محمد بن يونس بن موسى القرشي ثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود ثنا سفيان بن سعيد الثوري ثنا جعفر بن محمد ابن علي عن أبيه عن جابر رضي الله تعالى عنه. أن النبي صلى الله عليه وسلم:
«أمر النفساء أن تحرم وتفيض عليها الماء» . رواه الفريابي عن الثوري.
فقال: أمر أسماء - يعني بنت عميس -.
• حدثنا محمد بن أحمد ثنا الحسن بن سفيان ثنا عتبة بن عبد الله حدثنا عبد الله بن المبارك حدثنا سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر رضي الله تعالى عنه. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته، يحمد الله ويثني عليه بما هو أهله ثم يقول: «من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل الله فلا هادي له، إن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. ثم يقول: بعثت أنا والساعة كهاتين، وكان إذا ذكرت الساعة احمرت وجنتاه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه نذير جيش صبحتكم مستكم
(1)
ثم قال: من ترك مالا فلأهله ومن ترك ضياعا أو دينا فإلي - أو علي وأنا أولى المؤمنين». هذا حديث صحيح ثابت من حديث محمد بن علي رواه وكيع وغيره عن الثوري.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا مطر بن شعيب الأزدي ثنا محمد بن عبد العزيز الرملي ثنا الفريابي ثنا سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كيف أنعم وصاحب القرن قد التقمه وحنى جبهته وأصغى بسمعه ينتظر متى يؤمر فينفخ. قالوا:
يا رسول الله فما تأمرنا. قال: قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل». هذا حديث غريب من حديث الثوري عن جعفر تفرد به الرملي عن الفريابي، ومشهوره ما رواه أبو نعيم وغيره عن الثوري عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدرى.
(1)
فى مغ: صبحتم مسيتم.
• حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا سويد بن سعيد ثنا المفضل بن عبد الله عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي عن جابر رضي الله تعالى عنه. قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ابن آدم لفي غفلة مما خلقه الله عز وجل له، إن الله لا إله إلا هو إذا أراد خلقه.
قال للملك: اكتب له رزقه وأثره وأجله، واكتب شقيا أو سعيدا، ثم يرتفع ذلك الملك ويبعث إليه ملكا آخر فيحفظه حتى يدرك، ثم يبعث إليه ملكين يكتبان حسناته وسيئاته، فإذا جاءه الموت ارتفع ذلك الملكان ثم جاء ملك الموت فيقبض روحه، فإذا دخل حفرته رد الروح في جسده، ثم يرتفع ملك الموت، ثم جاءه ملكا القبر فامتحناه ثم يرتفعان، فإذا قامت الساعة انحط ملك الحسنات وملك السيئات فأنشطا كتابا معقودا في عنقه، ثم حضرا معه واحد سائق والآخر شهيد، ثم قال الله تعالى:{لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد} . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقول الله عز وجل: {لتركبن طبقا عن طبق} . قال حال بعد حال، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن قدامكم أمرا عظيما فاستعينوا بالله العظيم». هذا حديث غريب من حديث أبي جعفر وحديث جابر تفرد به عنه جابر بن يزيد الجعفي وعنه المفضل
• حدثنا محمد بن علي بن عمر بن سلم ثنا محمد بن احمد ثنا الهيثم بن احمد ابن المؤمل التميمي ثنا عبد الله بن إبراهيم الغفاري عن نصير بن سعيد الأسلمي عن سويد عن أبي جعفر عن جابر بن عبد الله. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان حسن الصورة في حسب لا يشينه متواضعا كان من خالصي الله عز وجل يوم القيامة» .
قال الشيخ: كذا وقع في كتابي من رواية نصير بن سعيد عن سويد ورواه غيره عن سفيان بن سعيد عن سمي.
• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن حماد بن سفيان ثنا قتيبة بن المرزبان ثنا عبد الله بن إبراهيم الغفاري ثنا سفيان بن سعيد الأسلمي - من أهل الفرع - عن سمى
(1)
الصيرفى عن
(1)
تقدم وسيأتى بعد انه بسام الصيرفى.
محمد بن علي عن جابر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان حسن الصورة في حسب لا يشينه متواضعا، كان من خالصي الله عز وجل يوم القيامة» . غريب من حديث أبي جعفر محمد بن على، ومن حديث سمى تفرد به الغفاري عن الأسلمي.
• حدثنا محمد بن علي بن عمر بن سلم حدثني محمد بن جعفر بن زكريا الرملي من حفظه ثنا قسيم بن منصور ثنا يحيى بن صالح الوحاظي ثنا محمد بن عبد الله الكندي عن بسام الصيرفي عن أبي جعفر محمد بن علي عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه. أن النبي صلى الله عليه وسلم: عق عن الحسن والحسين كبشا كبشا. هذا حديث غريب من حديث أبي جعفر عزيز من حديث بسام وهو أحد من يجمع حديثه من مقلي أهل الكوفة تفرد به عنه الكندي.
• حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا القاسم بن محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم حدثني أبي عن أبيه عن أبي عبد الله جعفر بن محمد بن علي عن أبيه عن علي بن الحسين بن علي عن أمير المؤمنين علي رضي الله تعالى عنهم. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نقله الله عز وجل من ذل المعاصي إلى عز التقوى، أغناه بلا مال، وأعزه بلا عشيرة، وآنسه بلا أنيس، ومن خاف الله أخاف الله تعالى منه كل شيء، ومن لم يخف الله أخافه الله تعالى من كل شيء، ومن رضي من الله تعالى باليسير من الرزق رضي الله تعالى عنه باليسير من العمل، ومن لم يستحيى من طلب المعيشة خفت مئونته، ورخى باله، ونعم عياله، ومن زهد في الدنيا ثبت الله الحكمة فى قلبه، وانطلق الله بها لسانه، وأخرجه من الدنيا سالما إلى دار القرار» . هذا حديث غريب لم يروه مرفوعا مسندا إلا العترة الطيبة خلفها عن سلفها وما كتبناه إلا عن هذا الشيخ.
• حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق المعدل ثنا أبو علي أحمد بن علي الأنصاري بنيسابور ثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي
ثنا علي بن موسى الرضا حدثني أبي موسى بن جعفر حدثني أبي جعفر بن محمد حدثني أبي محمد بن علي حدثني أبي علي بن الحسين بن علي حدثني أبى على ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم.
حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام. قال قال الله عز وجل: «إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدوني، من جاءني منكم بشهادة أن لا إله إلا الله بالإخلاص دخل في حصني، ومن دخل في حصني أمن من عذابي» . هذا حديث ثابت مشهور بهذا الإسناد من رواية الطاهرين عن آبائهم الطيبين، وكان بعض سلفنا من المحدثين إذا روى هذا الإسناد قال لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لأفاق.
قال الأنصاري: وقال لي أحمد بن رزين سألت الرضا عن الإخلاص. فقال:
طاعة الله عز وجل.
• حدثنا يوسف بن إبراهيم بن موسى السهمي الجرجاني ثنا علي بن محمد القزويني ثنا داود بن سليمان القزاز ثنا علي بن موسى الرضا حدثني أبي عن أبيه جعفر عن أبيه محمد بن علي عن أبيه الحسين بن علي عن أبيعه علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «العلم خزائن ومفتاحها السؤال فاسئلوا يرحمكم الله، فإنه يؤجر فيه أربعة: السائل والمعلم والمستمع والمجيب لهم
(1)
». هذا حديث غريب من هذا الوجه لم نكتبه إلا بهذا الإسناد.
قال الشيخ أبو نعيم رحمه الله يتبع جعفر بأبيه، وإن تأخرت طبقته عن المذكورين إلحاقا للفرع بالأصل، وإشفاقا من القطع والوصل.
جعفر بن محمد الصادق
ومنهم الإمام الناطق، ذو الزمام السابق، أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق، أقبل على العبادة والخضوع، وآثر العزلة والخشوع، ونهى عن الرئاسة والجموع.
(1)
فى ج ومغ: والمحب لهم.
وقيل: إن التصوف انتفاع بالسبب، وارتفاع في النسب.
• حدثنا علي بن محمد بن محمود بن مالك ثنا أحمد بن محمد بن سعيد حدثني جعفر بن محمد بن هشام ثنا محمد بن حفص بن راشد حدثني أبي عن عمرو بن المقدام. قال: كنت إذا نظرت إلى أبي جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن العباس حدثني محمد بن عبد الرحمن ابن غزوان حدثني مالك بن أنس عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين. قال:
لما قال سفيان الثوري: لا أقوم حتى تحدثني. قال له: أنا أحدثك وما كثرة الحديث لك بخير يا سفيان، إذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت بقاءها ودوامها فأكثر من الحمد والشكر عليها، فإن الله عز وجل قال في كتابه:{لئن شكرتم لأزيدنكم} وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار فإن الله تعالى قال في كتابه: {استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا} يا سفيان: إذا حزبك أمر من سلطان أو غيره فأكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها مفتاح الفرج وكنز من كنوز الجنة، فعقد سفيان بيده. وقال: ثلاث وأي ثلاث.
قال جعفر: عقلها والله أبو عبد الله ولينفعنه الله بها.
• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي ثنا محمد بن أحمد بن مكرم الضبي ثنا علي بن عبد الحميد ثنا موسى بن مسعود ثنا سفيان الثوري. قال: دخلت على جعفر بن محمد وعليه جبة خز دكناء وكساء خز إيرجاني
(1)
فجعلت أنظر إليه معجبا. فقال لى: يا ثورى مالك تنظر إلينا لعلك تعجب مما رأيت. قال: قلت:
يا ابن رسول الله ليس هذا من لباسك ولا لباس آبائك! فقال لي: يا ثوري كان ذلك زمانا مقفرا مقترا وكانوا يعملون على قدر إقفاره وإقتاره، وهذا زمان قد أقبل كل شيء فيه عزاليه، ثم حسر عن ردن جبته وإذا تحتها جبة صوف بيضاء يقصر الذيل عن الذيل والردن عن الردن. فقال لي: يا ثوري لبسنا هذا لله وهذا لكم، فما كان لله أخفيناه، وما كان لكم أبديناه.
(1)
فى ز: ايدحالى. وفى ج ومغ: ايرجانى ولم أقف عليهما.
• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا محمد بن العباس ثنا الحسين بن عبد الرحمن ابن أبي عباد ثنا محمد بن بشر عن جعفر بن محمد. قال: أوحى الله تعالى إلى الدنيا؛ أن اخدمي من خدمني، وأتعبي من خدمك.
• حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا محمد بن أحمد بن ثابت ثنا محمد بن اسحاق ابن أبي عمارة ثنا حسين بن معاذ عن عمران بن أبان عن جعفر بن محمد. في قوله تعالى: {إن في ذلك لآيات للمتوسمين} قال: للمتفرسين.
• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن إدريس ثنا محمد بن علي ثنا محمد بن القاسم. قال: كان جعفر بن محمد يقول:
كيف أعتذر وقد احتججت، وكيف أحتج وقد علمت [بالذي صنعت].
• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا محمد بن الحسن البرجلاني ثنا يحيى بن أبي بكير عن الهياج بن بسطام. قال: كان جعفر بن محمد يطعم حتى لا يبقى لعياله شيء.
• حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن مقسم ثنا أبو الحسن العاقولي الكاتب ثنا عيسى بن صاحب الديوان حدثنا بعض أصحاب جعفر. قال: سئل جعفر ابن محمد لم حرم الله الربا؟ قال: لئلا يتمانع الناس المعروف.
• حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا محمد بن القاسم ثنا عباد - يعني ابن يعقوب -
حدثنا يونس بن أبى يعقوب عن عبد الله بن أبى يعقوب
(1)
عن جعفر بن محمد. قال: بني الإنسان
(2)
على خصال، فمما بني عليه أنه لا يبنى على الخيانة والكذب.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن العباس ثنا أحمد بن بديل ثنا عمر اليامي ثنا هشام بن عباد. قال سمعت جعفر بن محمد يقول: الفقهاء أمناء الرسل، فإذا رأيتم الفقهاء قد ركبوا إلى السلاطين فاتهموهم.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن زيد بن الجريش ثنا عباس بن الفرج الرياشي ثنا الأصمعي. قال قال جعفر بن محمد: الصلاة قربان كل تقى، والحج
(1)
فى ز وج: عباد يعنى يعقوب بن يونس الخ.
(2)
فى مغ: بنى الاسلام الخ.
جهاد كل ضعيف، وزكاة البدن الصيام، والداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر، واستنزلوا الرزق بالصدقة، وحصنوا أموالكم بالزكاة، وما عال من اقتصد، والتدبير نصف العيش، والتودد نصف العقل، وقلة العيال أحد اليسارين، ومن أحزن والديه فقد عقهما، ومن ضرب يده على فخذه عند مصيبته فقد حبط أجره، والصنيعة لا تكونن صنيعة إلا عند ذي حسب ودين، والله تعالى منزل الصبر على قدر المصيبة، ومنزل الرزق على قدر المئونة، ومن قدر معيشته رزقه الله تعالى، ومن بذر معيشته حرمه الله تعالى.
• حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم حدثني أبو الحسين علي بن الحسن الكاتب حدثني أبي حدثني الهيثم حدثني بعض أصحاب جعفر بن محمد الصادق. قال:
دخلت على جعفر وموسى بين يديه وهو يوصيه بهذه الوصية، فكان مما حفظت منها أن قال: يا بني اقبل وصيتى واحفظ مقالتى فانك إن حفظتها تعيش سعيدا، وتموت حميدا؛ يا بنى من رضى بما قسمه له استغنى، ومن مد عينه إلى ما في يد غيره مات فقيرا، ومن لم يرض بما قسمه الله له اتهم الله في قضائه، ومن استصغر زلة نفسه استعظم زلة غيره، ومن استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه؛ يا بني من كشف حجاب غيره انكشفت عورات بيته، ومن سل سيف البغي قتل به، ومن احتفر لأخيه بئرا سقط فيها، ومن داخل السفهاء حقر، ومن خالط العلماء وقر، ومن دخل مداخل السوء اتهم؛ يا بني إياك أن تزري بالرجال فيزرى بك، وإياك والدخول فيما لا يعنيك فتذل لذلك؛ يا بني قل الحق لك أو عليك تستشان من بين أقرانك؛ يا بني كن لكتاب الله تاليا وللاسلام
(1)
فاشيا، وبالمعروف آمرا، وعن المنكر ناهيا، ولمن قطعك واصلا ولمن سكت عنك مبتدئا، ولمن سألك معطيا، وإياك والنميمة فإنها تزرع الشحناء في قلوب الرجال، وإياك والتعرض لعيوب الناس فمنزلة التعرض لعيوب الناس بمنزلة الهدف؛ يا بنى إذا طلبت الجود فعليك بمعادنه، فإن للجود معادن، وللمعادن أصولا، وللأصول فروعا، وللفروع ثمرا، ولا يطيب ثمر
(1)
كذا ولعله: وللسلام فاشيا.
إلا بأصول ولا أصل ثابت إلا بمعدن طيب؛ يا بني إن زرت فزر الأخيار ولا تزر الفجار، فإنهم صخرة لا يتفجر ماؤها، وشجرة لا يخضر ورقها، وأرض لا يظهر عشبها. قال علي بن موسى: فما ترك هذه الوصية إلى أن توفي.
• حدثنا [محمد بن عمر بن سلم حدثني أحمد بن زياد حدثنا] الحسن بن بزيغ عن الحسن بن علي الكلبي عن عائذ بن حبيب. قال قال جعفر بن محمد: لا زاد أفضل من التقوى، ولا شيء أحسن من الصمت، ولا عدو أضر من الجهل، ولا داء أدوى من الكذب.
• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن العبدي ثنا أبو بكر القرشي ثنا الفضل بن غسان عن أبيه عن شيخ من أهل المدينة. قال كان من دعاء جعفر بن محمد:
اللهم أعزني بطاعتك، ولا تخزني بمعصيتك، اللهم ارزقني مواساة من قترت عليه رزقه بما وسعت علي من فضلك. قال أبو معاوية - يعني غسان -: فحدثت بذلك سعيد بن سلم. فقال: هذا دعاء الأشراف.
• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني ثنا إسحاق بن إبراهيم النحوي ثنا جعفر بن الصائغ ثنا عبيد بن إسحاق ثنا نصر بن كثير. قال: دخلت أنا وسفيان الثوري على جعفر بن محمد. فقلت: إني أريد البيت الحرام فعلمني شيئا أدعو به، فقال: إذا بلغت البيت الحرام فضع يدك على الحائط ثم قل: يا سابق الفوت، يا سامع الصوت، ويا كاسي العظام لحما بعد الموت، ثم ادع بما شئت.
فقال له سفيان شيئا لم أفهمه. فقال له: يا سفيان إذا جاءك ما تحب فأكثر من الحمد لله، وإذا جاءك ما تكره فأكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله، وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا الحسن بن محمد ثنا سعيد بن عنبسة ثنا عمرو ابن جميع. قال: دخلت على جعفر بن محمد أنا وابن أبي ليلى وأبو حنيفة.
وحدثنا محمد بن علي بن حبيش حدثنا أحمد بن زنجويه حدثنا هشام بن عمار حدثنا محمد بن عبد الله القرشي بمصر ثنا عبد الله بن شبرمة. قال: دخلت أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمد. فقال لابن أبي ليلى: من هذا معك؟ قال:
هذا رجل له بصر ونفاذ في أمر الدين. قال: لعله يقيس أمر الدين برأيه. قال:
نعم! قال فقال جعفر لأبي حنيفة: ما اسمك؟ قال: نعمان. قال يا نعمان هل قست رأسك بعد؟ قال: كيف أقيس رأسي؟! قال: ما أراك تحسن شيئا، هل علمت ما الملوحة في العينين، والمرارة في الأذنين، والحرارة في المنخرين والعذوبة في الشفتين. قال: لا! قال: ما أراك تحسن شيئا، قال: فهل علمت كلمة أولها كفر وآخرها إيمان. فقال: ابن أبي ليلى: يا ابن رسول الله أخبرنا بهذه الأشياء التي سألته عنها. فقال: أخبرني أبي عن جدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: «إن الله تعالى بمنه وفضله جعل لابن آدم الملوحة في العينين لأنهما شحمتان ولولا ذلك لذابتا، وإن الله تعالى بمنه وفضله ورحمته على ابن آدم جعل المرارة في الأذنين حجابا من الدواب فإن دخلت الرأس دابة والتمست إلى الدماغ فاذا ذاقت المررة التمست الخروج، وإن الله تعالى بمنه وفضله ورحمته على ابن آدم جعل الحرارة في المنخرين يستنشق بهما الريح ولولا ذلك لأنتن الدماغ، وإن الله تعالى بمنه وكرمه ورحمته لابن آدم جعل العذوبة في الشفتين يجد بهما استطعام كل شيء ويسمع الناس بها حلاوة منطقه» . قال: فأخبرني عن الكلمة التي أولها كفر وآخرها إيمان.
فقال: إذا قال العبد لا إله فقد كفر فإذا قال إلا الله فهو إيمان. ثم أقبل على أبي حنيفة فقال: يا نعمان حدثني أبي عن جدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أول من قاس أمر الدين برأيه إبليس. قال الله تعالى له اسجد لآدم فقال: {(أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين)} فمن قاس الدين برأيه قرنه الله تعالى يوم القيامة بإبليس لأنه اتبعه بالقياس» . زاد ابن شبرمة في حديثه.
ثم قال جعفر: أيهما أعظم قتل النفس أو الزنا؟ قال: قتل النفس. قال: فإن الله عز وجل قبل في قتل النفس شاهدين ولم يقبل في الزنا إلا أربعة. ثم قال:
أيهما أعظم الصلاة أم الصوم؟ قال: الصلاة. قال: فما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة. فكيف ويحك يقوم لك قياسك! اتق الله ولا تقس الدين برأيك.
• حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا الحسين بن عصمة ثنا أحمد بن عمرو بن المقدام الرازي. قال: وقع الذباب على المنصور فذبه عنه، فعاد فذبه حتى أضجره، فدخل جعفر بن محمد عليه. فقال له المنصور: يا أبا عبد الله لم خلق الله الذباب؟ قال: ليذل به الجبابرة.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا منصور بن أبي مزاحم ثنا عنبسة الخثعمي - فكان من الأخيار -. قال سمعت جعفر بن محمد يقول: إياكم والخصومة في الدين فإنها تشغل القلب وتورث النفاق.
• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا الحسن بن محمد ثنا أبو زرعة ثنا عبد الرحيم ابن مطرف ثنا عمرو بن محمد عن شيخ لهم يكنى أبا عبد الله عن جعفر بن محمد.
قال: لما دخل معها البيت - يعني يوسف عليه السلام كان في البيت صنم من ذهب - أو من غيره - فقالت: كما أنت حتى أغطي الصنم فإني أستحي منه.
فقال يوسف: هذه تستحي من الصنم فأنا أحق أن أستحي من الله تعالى قال:
فكف عنها وتركها
(1)
.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن رستم. قال سمعت أبا مسعود يقول قال جعفر بن محمد: إذا بلغك عن أخيك شيء يسوؤك فلا تغتم، فإنه إن كان كما يقول كانت عقوبة عجلت، وإن كان على غير ما يقول كانت حسنة لم يعملها
(2)
.
قال وقال موسى: يا رب أسألك أن لا يذكرني أحد إلا بخير. قال: ما فعلت ذلك لنفسى.
• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا أبو بكر بن عبد الله ثنا الوليد بن شجاع ثنا إبراهيم بن أعين عن يحيى بن الفرات. قال قال جعفر بن محمد لسفيان الثوري: لا يتم المعروف إلا بثلاثة بتعجيله، وتصغيره، وستره.
أسند جعفر بن محمد رضي الله عنه عن أبيه، وعن عطاء بن أبي رباح، وعكرمة، وعبيد الله بن أبي رافع، وعبد الرحمن بن القاسم، وغيرهم.
وروى عن جعفر عدة من التابعين: منهم يحيى بن سعيد الأنصاري،
(1)
تقدم نظيرها.
(2)
كذا ولعله: لم تعملها.
وأيوب السختياني، وأبان بن تغلب، وأبو عمرو بن العلاء، ويزيد بن عبد الله ابن الهاد. وحدث عنه من الأئمة والأعلام: مالك بن أنس، وشعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري، وابن جريج، وعبد الله بن عمر، وروح بن القاسم، وسفيان بن عيينة، وسليمان بن بلال، واسماعيل بن جعفر، وحاتم ابن إسماعيل، وعبد العزيز بن المختار، ووهب بن خالد، وإبراهيم بن طهمان في آخرين. وأخرج عنه مسلم بن الحجاج في صحيحه محتجا بحديثه.
• حدثنا أبي رحمه الله ثنا صهبان
(1)
بن أحمد ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير عن يحيى بن سعيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر في حديث أسماء بنت عميس حين نفست بذي الحليفة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر يأمرها أن تغتسل وتهل. هذا حديث صحيح ثابت أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي غسان محمد بن عمرو عن جرير، ويحيى بن سعيد الأنصاري من تابعي أهل المدينة.
• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبد الله بن محمد بن صبيح ثنا محمد بن عمر ابن وليد ثنا إسحاق بن منصور عن سلام بن أبي مطيع - وأثنى عليه - عن أيوب السختياني عن جعفر بن محمد عن أبيه. قال: لما طعن عمر رضي الله عنه بعث إلى حلقة من أهل بدر كانوا يجلسون بين القبر والمنبر، فقال يقول لكم عمر: أنشدكم الله أكان ذلك عن رضا منكم، فتلكأ
(2)
القوم، فقام علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه. فقال: لا! وددنا أنا زدنا في عمره من أعمارنا. هذا حديث غريب من حديث أيوب، وجعفر وأيوب هو من تابعي البصرة.
• حدثنا محمد بن إبراهيم وتميم العزوي الربيعي
(3)
ثنا محمد بن خلف القاضي وكيع ثنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر حدثني عمي أبي الحسين بن موسى عن عمه علي بن جعفر عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن أبيه رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «إن
(1)
في مغ: عبدان.
(2)
فى مغ: فبكى القوم.
(3)
وفيها: محمد بن احمد القروى الربيعى.
الله عز وجل يحب أبناء السبعين، ويستحي من أبناء الثمانين». هذا حديث غريب من حديث جعفر وأبان لم نكتبه إلا بهذا الإسناد، وأبان بن تغلب هو من تابعي الكوفة.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ثنا محمد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان الثوري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر.
قال: كانت تلبية النبي صلى الله عليه وسلم: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك، والملك لا شريك لك» . هذا حديث صحيح من حديث جعفر والثوري.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن يونس ثنا روح بن عبادة ثنا شعبة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث مخول عن أبي جعفر عن جابر. قال: ذكر الغسل من الجنابة عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «أما أنا فأحفن على رأسي ثلاثا» . هذا حديث غريب من حديث جعفر عن أبيه عن جابر لم نكتبه عاليا من حديث شعبة إلا من حديث روح.
• حدثنا فاروق الخطابي ثنا أبو مسلم الكشي ثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي عن مالك بن أنس عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر. قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج من المسجد وهو يريد الصفا وهو يقول: «نبدأ بما بدأ الله عز وجل به، فبدأ بالصفا» . هذا حديث صحيح ثابت من حديث جعفر رواه عنه الجم الغفير منهم من طوله ومنهم من اختصره.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا أمية بن بسطام ثنا يزيد بن زريع عن روح بن القاسم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر. أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} هذا حديث صحيح ثابت من حديث جعفر مستخرج من حديث الحج رواه عنه الناس، لم نكتبه من حديث روح إلا من حديث يزيد بن زريع.
• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا محمد بن ثابت عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر. قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: «شفاعتى لأهل الكبائر من أمتي» . قال فقال لي جابر: من لم يكن من أهل الكبائر فما له وللشفاعة، هذا حديث غريب من حديث جعفر ومحمد بن ثابت لم يروه عنه إلا أبو داود، رواه عن أبي داود عمرو بن علي والمتقدمون من طبقته.
• حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن مخلد ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا عبادة بن زياد ثنا يحيى بن العلاء عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر. قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: يا محمد اعرض علي الإسلام فقال: «تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله. قال: تسئلنى عليه أجرا. قال: لا! {إلا المودة في القربى} .
قال: قرباي أو قرباك قال قرباي قال هات أبايعك فعلى من لا يحبك ولا يحب قرباك لعنة الله. قال صلى الله عليه وسلم آمين». هذا حديث غريب من حديث جعفر بن محمد لم نكتبه إلا من حديث يحيى بن العلاء كوفي ولي قضاء الري.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد وأبو بحر محمد بن الحسن. قالا: ثنا محمد بن يونس الشامي
(1)
ثنا حماد بن عيسى الجهني قال ثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: «سلام عليك أبا الريحانتين أوصيك بريحانتي من الدنيا خيرا، فعن قليل ينهد ركناك، والله خليفتي عليك» . قال: فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم قال علي هذا أحد الركنين الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم، فلما ماتت فاطمة رضي الله تعالى عنها. قال على رضي الله عنه: هذا الركن الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم. هذا حديث غريب من حديث جعفر تفرد به عنه حماد ابن عيسى ويعرف بغريق الجحفة لم نكتبه إلا من حديث محمد بن يونس عاليا.
• حدثنا أبي رحمه الله قال ثنا أحمد بن الحسين الأنصاري ثنا إبراهيم بن حبيب بن سلام المكي ثنا ابن أبي فديك ثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «النظر إلى
(1)
فى مغ: الساجئ (كذا).
وجه المرأة الحسناء والخضرة، يزيدان في البصر». هذا حديث غريب من حديث جعفر تفرد به عنه ابن أبي فديك متصلا مرفوعا.
• حدثنا عمر بن أحمد بن عمر القاضي القصباني ثنا علي بن سراج المصري ثنا عبيد الله بن محمد الفريابي ثنا عبد الله بن ميمون القداح ثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «ليس من البر الصيام في السفر» . هذا حديث غريب من حديث جعفر لم يروه عنه إلا القداح.
• حدثنا فاروق الخطابي ثنا عباس بن الفضل الاسقاطى. وحدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي. وحدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله قالوا أخبرنا سعيد بن سليمان ثنا منصور بن أبى سليمان الأسود ثنا صالح بن حسان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي رضي الله تعالى عنهم. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا علي اتق دعوة المظلوم فإنما يسأل الله حقه، وإن الله لم يمنع ذا حق حقه» . هذا حديث غريب من حديث جعفر بن محمد عن آبائه متصلا تفرد به منصور عن صالح عنه.
• حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن سلم الحافظ ثنا محمد بن الحسين ابن حفص وعلي بن الوليد بن جابر. قالا: ثنا علي بن حفص بن عمر ثنا الحسن ابن الحسين عن زيد بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال لي جبريل عليه السلام يا محمد أحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك ملاقيه، وعش ما شئت فإنك ميت، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد أوجز لي جبريل في الخطبة» . هذا حديث غريب من حديث جعفر عن أسلافه متصلا لم نكتبه إلا من هذا الوجه.
• حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن سلم إملاء حدثنا القاسم بن محمد ابن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب حدثني أبي عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي.
قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطيبا على أصحابه فقال: «أيها
الناس كأن الموت فيها على غيرنا كتب، وكأن الحق فيها على غيرنا وجب، وكأن الذي نشيع من الأموات سفر عما قليل الينا راجعون، نأكل تراثهم كأننا مخلدون بعدهم، قد نسينا كل واعظة، وأمنا كل جائحة، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، طوبى لمن طاب مكسبه وصلحت سريرته وحسنت علانيته واستقامت طريقته، طوبى لمن تواضع لله من غير منقصة، وأنفق مما جمعه من غير معصية، وخالط أهل الفقه والحكمة، ورحم أهل الذل والمسكنة، وطوبى لمن أنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله، ووسعته السنة ولم يعدل عنها إلى بدعة، ثم نزل». هذا حديث غريب من حديث العترة الطيبة لم نسمعه إلا من القاضي الحافظ، وروى هذا الحديث من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم.
• حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا محمد بن الحسين بن حفص ثنا علي بن حفص العبسى
(1)
ثنا الحسن بن الحسين عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله تعالى عليهم. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. «رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس» . هذا حديث غريب من حديث جعفر لم نكتبه إلا من هذا الوجه.
قال الشيخ رحمه الله: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن محمد القزويني ببغداد قال أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة قال أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني القاسم بن العلاء الهمداني قال أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثنى الحسن ابن محمد بن علي الرضا
(2)
قال أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني أبو جعفر بن محمد قال ابن محمد أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني أبي محمد بن علي قال أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني أبي علي بن الحسين قال أشهد بالله وأشهد لله لقد
(1)
في ج: القيسى.
(2)
اختلفت النسخ من بعد الحسن بن محمد ففى (مغ) ابو محمد ابن على عن ابيه على بن موسى الرضا عن موسى بن جعفر عن ابى جعفر بن محمد الي آخره.
وفى (ج) حدثنى ابو على بن موسى الرضا عن ابى جعفر بن محمد الى آخره.
حدثني أبي الحسين بن علي قال أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني أبي علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم قال أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: «أشهد بالله وأشهد لله لقد قال لي جبريل عليه السلام: يا محمد، إن مدمن الخمر كعابد الأوثان» . هذا حديث صحيح ثابت روته العترة الطيبة ولم نكتبه على هذا الشرط بالشهادة بالله ولله إلا عن هذا الشيخ،
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير طريق: ومدمن الخمر عندنا من يستحله ولو لم يشربه في طول عمره إلا سنة
(1)
واحدة -.
• حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر ثنا محمد بن يونس السام
(2)
ثنا إبراهيم بن الحسن العلاف بصري ثنا عمر بن حفص المازني عن بشر بن عبد الله عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده الحسين بن علي رضوان الله عليهم. قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «فضل البنفسج على الأدهان كفضل الإسلام على سائر الأديان، وما من ورقة من ورق الهندبا إلا عليها قطرة من ماء الجنة» .
قال الشيخ رحمه الله: هذا حديث غريب من حديث جعفر لم نكتبه إلا بهذا الإسناد أفادناه الشيخ الحافظ أبو الحسن الدارقطني عن هذا الشيخ.
• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي.
وحدثنا أبو بكر أحمد بن محمد السعدي ثنا موسى بن هارون الحافظ ثنا إبراهيم ابن المنذر الحزامي قال أخبرنا ابن أبي فديك ثنا سعيد بن سفيان مولى الأسلميين عن جعفر بن محمد عن أبيه عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله مع الدائن حتى يقضي دينه، ما لم يكن فيما يكره الله تعالى» . قال فكان عبد الله بن جعفر يقول لخازنه اذهب فخذ لي بدين فإني أكره أن أبيت ليلة إلا والله معي بعد الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا حديث غريب من حديث جعفر وأبيه وعبد الله
(1)
فى مغ: الا بسقية واحدة. ولعل ذلك الصواب بعد حذف الباء.
(2)
كذا فى الاصلين وفى مغ (السامى) ولعله الصواب.
ابن جعفر، لم يروه عنه إلا سعيد ولا عنه إلا ابن أبي فديك.
• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا عمر بن حفص بن غياث ثنا أبي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن أبي سعيد الخدري. قال: «ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبش أقرن أسود فحيل
(1)
يأكل فى سواد ويشرب فى سواد وينظر فى سواد ويمشي في سواد». هذا حديث غريب من حديث جعفر عن أبيه عن أبي سعيد الخدري لم نكتبه إلا من حديث حفص.
• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله. وحدثنا سليمان ابن أحمد حدثنا معاذ بن المثنى. قالا. ثنا القعنبي. وحدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ثنا أبو حصين الوادعي ثنا يحيى بن عبد الحميد قال أخبرنا سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد عن عطاء بن أبي رباح. أنه سمع عائشة تقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الريح والغيم عرف ذلك في وجهه فأقبل وأدبر، فإذا مطر سر به وذهب عنه ذلك. قالت عائشة فسألته فقال:«إني خشيت أن يكون عذابا سلط على أمتي» . هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث عطاء عن عائشة رضي الله تعالى عنها، أخرجه البخاري من حديث ابن جريج عن عطاء، ومسلم من حديث القعنبي عن سليمان بن بلال.
• حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا علي بن عبد العزيز القعنبى حدثنا سليمان ابن بلال] عن جعفر بن محمد عن أبيه عن يزيد بن هرمز. أن نجدة كتب إلى ابن عباس يسأله عن خمس خصال فقال ابن عباس: لولا أن أكتم علما لما كتبت إليه، فكتب إليه نجدة أما بعد: فأخبرني هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بالنساء، وهل كان يضرب لهن بسهم، وهل كان يقتل الصبيان، ومتى ينقضي يتم اليتيم، وعن الخمس لمن هو؟ فكتب إليه ابن عباس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بالنساء فيداوين الجرحى فيستجدين
(2)
من الغنيمة، فأما السهم فلم يضرب لهن، وأن رسول الله صلى
(1)
كذا فى الاصلين. وفى مغ: كحيل.
(2)
كذا فى ز. وفى ج: (فيحدن)
الله عليه وسلم لم يقتل الصبيان، وكتبت تسألني متى ينقضي يتم اليتيم ولعمري إن الرجل ليشيب
(1)
وإنه لضعيف الأخذ لنفسه ضعيف الإعطاء منها، فإذا أخذ لنفسه من أصلح ما يأخذ الناس فقد ذهب عنه اليتم، وكتبت تسألني عن الخمس وإنا نقول: هو لنا وأبى علينا قومنا ذلك. هذا حديث صحيح رواه مسلم عن القعنبي، ورواه حاتم بن إسماعيل عن جعفر نحوه. وممن رواه عن يزيد بن هرمز غير محمد: الزهري، وقيس بن سعد، وسعيد المقبري، والمختار بن صيفي. ورواه ابن إسحاق عن أبي جعفر محمد بن علي عن يزيد.
• حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن أيوب السختياني ثنا إسحاق القروي ثنا عبد الله بن جعفر المخرمي عن جعفر بن محمد عن عبيد الله ابن أبي رافع عن المسور بن مخرمة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إنما فاطمة بضعة
(2)
مني يقبضني ما يقبضها ويبسطني ما يبسطها». هذا حديث متفق عليه من حديث علي بن الحسين وابن أبي مليكة عن المسور ابن مخرمة، ورواه عن علي الزهري وعن ابن أبي مليكة الليث بن سعد.
• حدثنا القاضي محمد بن عمر بن سلم حدثني محمد بن أحمد بن إسماعيل العسكري من أصل كتابه ثنا أحمد بن الجارود العسكري ثنا أبو عامر إسماعيل بن محمد الأنصاري ثنا إبراهيم بن محمد الأسلمي عن جعفر بن محمد عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها. أن النبي صلى الله عليه وسلم: ذبح عن أزواجه بقرة
(3)
. هذا حديث صحيح ثابت متفق عليه من حديث القاسم عن عائشة، غريب من حديث جعفر لم نكتبه متصلا إلا بهذا الإسناد.
• حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا أحمد بن رشدين ثنا هاني بن المتوكل ثنا معاوية بن أبي صالح عن جعفر بن محمد عن عكرمة عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال جزا الله عنا محمدا صلى الله عليه وسلم بما هو أهله، أتعب سبعين كاتبا ألف صباح» . هذا حديث غريب من حديث عكرمة وجعفر ومعاوية تفرد به هاني بن المتوكل الاسكندرانى.
(2)
- كذا مهملة وفى مغ: ويجذبن (ولعله ويجزين).
(1)
فى: مغ لتشيب لحيته.
(2)
الازهرية:
صحه منى (كذا مهملة) ولعلها: (شجنة).
(3)
فى مغ: بقرة بقرة.
علي بن عبد الله بن العباس
ومنهم ناسك النساك، وقمر الأفلاك، وعنصر الأملاك، علي بن عبد الله ابن العباس.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن مسلم ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا مؤمل.
وحدثنا سليمان بن أحمد حدثنا يحيى بن عبد الباقي
(1)
حدثنا أبو عمير النحاس قالا: ثنا ضمرة بن ربيعة عن علي بن أبي جملة والأوزاعي. قالا: كان علي بن العباس يسجد كل يوم ألف سجدة.
• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا الحسن ابن محمد ثنا أبو زرعة ثنا صفوان بن صالح ثنا الوليد بن مسلم ثنا أحمد بن محمد ابن كريب. قال: كان علي بن عبد الله بن العباس يصلي في كل يوم ألف سجدة - يريد خمسمائة ركعة.
• حدثنا أحمد بن محمد بن الفضل ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا محمد بن زكريا ثنا محمد بن عبد الرحمن التيمي حدثني أبي عن هشام بن سليمان المخزومي.
أن علي بن عبد الله بن العباس كان إذا قدم مكة حاجا أو معتمرا، عطلت قريش مجالسها في المسجد الحرام، وهجرت مواضع حلقها ولزمت مجلس علي بن عبد الله إعظاما وإجلالا وتبجيلا، فإن قعد قعدوا، وإن نهض نهضوا، وإن مشى مشوا جميعا حوله، وكان لا يرى لقرشي في المسجد الحرام مجلس ذكر يجتمع إليه فيه حتى يخرج على بن عبد من الحرم.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا أبو العباس السراج قال سمعت عبيد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر يقول حدثني أبي عن أبيه عن جعفر بن سليمان. قال:
كان علي بن عبد الله بن العباس يكنى أبا الحسن، فلما قدم على عبد الملك. قال له: غير اسمك وكنيتك فلا صبر لي على اسمك وكنيتك. فقال: أما الاسم فلا، وأما الكنية فاكتنى بأبى محمد فغير كنيته.
(1)
فى مغ: ابن عبد الله الباني الخ.
أسند عامة حديثه عن أبيه عبد الله بن العباس. حدث عنه من التابعين الزهري، وسعد بن إبراهيم، ومنصور بن المعتمر، وعبد الله بن أبي بكر، والمنهال بن عمرو. وحدث عنه أولاده: محمد وداود وعيسى وسليمان وصالح.
• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن هشام بن عروة حدثني الزهري عن علي بن عبد الله عن أبيه ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل لحما - أو عرقا ثم صلى ولم يمس ماء قال هشام: وحدثني محمد بن علي عن أبيه عن ابن عباس وحدثنيه وهب بن كيسان عن محمد بن عمرو عن عطاء عن ابن عباس. هذا حديث صحيح متفق عليه اتفق عليه الإمامان، وأخرجاه من حديث يحيى بن ابن سعيد عن هشام.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا يونس بن أبي إسحاق ثنا المنهال بن عمرو ثنا علي بن عبد الله بن العباس عن أبيه. قال:
أمرني العباس قال بت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلقت إلى المسجد فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس العشاء الآخرة حتى لم يبق في المسجد غيره أحد، قال ثم مر بي فقال من هذا؟ قلت: عبد الله قال فمه؟ قلت أمرني العباس أن أبيت بكم الليلة. قال فالحق. فلما انصرف دخل فقال افرشوا لعبد الله، قال فأتيت بوسادة من مسوح، قال: وتقدم إلي العباس لا تنام حتى تحفظ صلاته، قال فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فنام حتى سمعت غطيطه فاستوى على فراشه، فرفع رأسه إلى السماء. فقال: سبحان الملك القدوس ثلاث مرات، ثم تلا هذه الآية من آخر سورة آل عمران حتى ختمها {إن في خلق السماوات والأرض} ثم قام ثم استن بسواكه ثم دخل في مصلاه فصلى ركعتين ليستا بطويلتين ولا قصيرتين، ثم عاد الى فراشه فنام حتى سمعت غطيطه، ثم استوى على فراشه ففعل كما فعل [في المرة الأولى ثم استن بسواكه فتوضأ ثم دخل مصلاه فصلى ركعتين ليستا طويلتين ولا قصيرتين، ثم عاد إلى
فراشه فنام حتى سمعت غطيطه ثم استوى على فراشه ففعل كما فعل]
(1)
فصلى ثم أوتر فلما قضى صلاته سمعته يقول: اللهم اجعل في بصري نورا، واجعل في سمعي نورا، واجعل في لساني نورا، واجعل في فمي نورا، واجعل عن يميني نورا، واجعل عن يساري نورا، واجعل من أمامي نورا، واجعل من خلفي نورا، واجعل من فوقي نورا، واجعل من تحتي نورا، واجعل لي يوم القيامة نورا، وأعظم لي نورا». هذا حديث صحيح من حديث ابن عباس روي عنه من وجوه كثيرة. وحديث يونس رواه عنه أبو أحمد الزبيري مثله، ورواه داود بن عيسى النخعي عن منصور بن المعتمر عن علي نحوه، ورواه حبيب بن أبي ثابت عن محمد بن علي عن أبيه عن جده نحوه، ورواه الاحوص ابن حكيم عن علي بن عبد الله عن أبيه نحوه، والمتفق عليه من هذه الروايات:
رواية كريب عن ابن عباس. رواه عن كريب مخرمة بن سليمان، وعمرو بن دينار، وشريك بن عبد الله بن أبي نمر، وسلمة بن كهيل، وبكير الطائي.
وتفرد مسلم بحديث حبيب بن أبي ثابت عن محمد بن علي عن أبيه أخرجه من حديث ابن فضيل عن حصين، رواه داود بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه، طول في الدعاء وحذف الصلاة.
• حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم حدثنا جعفر الصايغ ثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى حدثنى أبى. وحدثنا حبيب ابن الحسن ثنا عمرو بن حفص الدوسي ثنا عاصم بن علي ثنا قيس بن الربيع.
قالا: حدثنا ابن أبي ليلى عن داود بن علي بن عبد الله بن العباس عن أبيه عن جده رضي الله تعالى عنهم. قال: بعثني العباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته ممسيا وهو في بيت خالتي ميمونة. قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل، فلما صلى الركعتين قبل الفجر. قال: اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبى، وتجمع بها شملى، وترد بها ألفتى، وتلم بها شعثى، وتصلح بها ديني، وتحفظ بها غائبي، وترفع بها شاهدي، وتزكي
(1)
ما بين المربعين زيادة عن النسخة المغربية. وفيها: بدل فى فمى نورا، فى قلبى. وفيها فى آخر الخبر: واعطنى نورا، بدل واعظم لى.
بها عملي، وتبيض بها وجهي، وتلهمني بها رشدى، وتعصمني بها من كل سوء. اللهم أعطني إيمانا صادقا، ويقينا ليس بعده كفر، ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة. اللهم إني أسألك الفوز عند القضاء، ومنازل الشهداء، وعيش السعداء، والنصر على الأعداء. اللهم إني أنزل بك حاجتي، وإن قصر رأيي، وضعف عملي، وافتقرت إلى رحمتك. فأسألك يا قاضي الأمور، ويا شافي الصدور، كما تجير بين البحور أن تجيرني من عذاب السعير، ومن دعوة الثبور، ومن فتنة القبور. اللهم وما قصر عنه رأيي، وضعف عنه عملي، ولم تنله مسألتي، ولم تبلغه أمنيتي
(1)
من خير وعدته أحدا من عبادك، أو خير أنت معطيه أحدا من خلقك، فإني أرغب إليك فيه، وأسألك يا رب العالمين. اللهم اجعلنا هادين مهديين
(2)
غير ضالين ولا مضلين حربا لأعدائك، سلما لأوليائك، نحب بحبك محبيك، ونعادي بعداوتك من من خالفك من خلقك. اللهم هذا الدعاء وعليك الإجابة، اللهم وهذا الجهد وعليك التكلان، ولا حولا ولا قوة إلا بالله. اللهم ذا الحبل الشديد، والأمر الرشيد، أسألك الأمن يوم الوعيد، والجنة يوم الخلود، مع المقربين الشهود، الركع السجود، الموفين بالعهود، إنك رحيم ودود، تفعل ما تريد.
سبحان الذي لبس العز وتكرم به، سبحان الذى تعطف بالمحد وقال به، سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلا له، سبحان ذي العز والبهاء، سبحان ذى القدرة والكرم، سبحان الذى أحصى كل شيء بعلمه، اللهم اجعل لي نورا في قلبي، ونورا في قبري، ونورا في سمعي، ونورا في بصري، ونورا في شعري، ونورا في بشري، ونورا في لحمي، ونورا في دمي، ونورا في عظامي، ونورا بين يدي، ونورا من خلفي، ونورا عن يميني، ونورا عن شمالي، ونورا من تحتي، ونورا من فوقي. اللهم زدني نورا، وأعطني نورا، واجعل لي نورا».
لم يسق هذا الحديث بهذا السياق والدعاء عن علي بن عبد الله إلا داود ابنه، تفرد به عنه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
(1)
فى مغ ولم تبلغه نيتى.
(2)
وفيها ومهتدين.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا يحيى ابن معين حدثنا هشام بن يوسف عن عبد الله بن سليمان عن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس عن أبيه عن جده ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي» . هذا حديث غريب بهذا اللفظ لا يعرف مأثورا متصلا عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من حديث علي بن عبد الله بن العباس، ولا عنه إلا من حديث هشام بن يوسف عن عبد الله، وهشام بن يوسف هو قاضي صنعاء محتج بحديثه أحد الثقات رواه عنه أيضا علي بن بحر مثل رواية يحيى ابن معين.
• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا الحسن بن محمد بن سليمان الشغوي ثنا هشام بن عمر ثنا الوليد بن مسلم ثنا الحكم بن مصعب عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب» . هذا حديث غريب من حديث محمد بن علي عن أبيه عن جده، تفرد به عنه الحكم بن مصعب.
• حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن أيوب ثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن هاشم ثنا عبد الله بن نمير عن عتبة بن يقظان عن داود ابن علي عن أبيه عن جده ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
«إن المؤمن خلق مقيتا توابا نسيا
(1)
إذا ذكر ذكر». هذا حديث غريب من حديث داود بن علي عن أبيه عن جده، لا أعلم أحدا رواه غير ابن نمير عن عتبة عنه.
• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسين بن سفيان ثنا نصر بن علي الجهضمي ثنا وهب بن جرير ثنا أبي عن محمد بن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر عن علي بن عبد الله بن العباس عن ابن عباس رضي الله عنه. قال: دخل
(1)
فى مغ: ان المؤمن مقتى تواب نسى.
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وعلى الكعبة ثلاثمائة وستون صنما قد ثبت لهم إبليس أقدامها بالرصاص، قال فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه قضيبه، فجعل يهوي إلى كل صنم منها فيخر لوجهه، وهو يقول:«جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا» حتى أمره عليها كلها. هذا حديث غريب من حديث علي بن عبد الله تفرد به محمد بن إسحاق.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا بكر بن سهل ثنا عمرو بن هاشم البيروتى ثنا الاوزاعى حدثنى اسماعيل بن عبد الله المخرمى عن علي بن عبد الله بن العباس عن أبيه رضي الله عنهم. قال: عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو مفتوح على أمته من بعده كفرا كفرا فسر بذلك، فأنزل الله تعالى «ولسوف يعطيك ربك فترضى» . قال فأعطاه في الجنة ألف قصر في كل قصر ما ينبغي له من الأزواج والخدم. هذا حديث غريب من حديث علي بن عبد الله بن العباس لم يروه عنه إلا إسماعيل، ورواه سفيان الثوري عن الأوزاعي عن إسماعيل مثله.
• [حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن داود المكي ثنا حفص بن عمر المزني ثنا جعفر بن سليمان حدثني أبي
(1)
] سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس [عن علي بن عبد الله عن ابن عباس
(1)
] رضي الله عنهم. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أمسك بركاب أخيه المسلم لا يرجوه ولا يخافه غفر له» . هذا حديث من حديث علي. تفرد به علي وعنه سليمان وعنه ابنه جعفر، ما كتبناه إلا من حديث حفص بن عمر المزني.
محمد بن كعب القرظي
ومنهم المنفر عن دار الغرور والكرب، والمبشر بما يعقب تحمل النفور والصعب، القرظى أبو حمزة محمد بن كعب.
(1)
- ما بين المربعات عن المغربية.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن علي بن إسحاق ثنا الحسين بن الحسن ثنا عبد الله بن المبارك ثنا يونس بن عبدة عن محمد بن كعب القرظي. قال: إذا أراد الله تعالى بعبد خيرا جعل فيه ثلاث خلال؛ فقه في الدين، وزهادة فى الدنيا، وبصرا بعيوبه.
• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد حدثني الحسن بن علي أنه حدث عن عباية
(1)
بن كليب عن محمد بن نصر الحارثي.
قال كان محمد بن كعب يقول: الدنيا دار فناء ومنزل بلغة، رغبت عنها السعداء وأسرعت من أيدي الأشقياء. فأشقى الناس بها أرغب الناس فيها، وأسعد الناس فيها أزهد الناس بها، هي المعذبة
(2)
لمن أطاعها، المهلكة لمن اتبعها، الخائنة لمن انقاد لها، علمها جهل، وغناؤها فقر، وزيادتها نقصان، وأيامها دول.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا علي بن إسحاق ثنا الحسين المروزي ثنا ابن المبارك ثنا داود بن قيس. قال سمعت ابن كعب يقول: إن الأرض لتبكي من رجل، وتبكي على رجل، تبكي لمن كان يعمل على ظهرها بطاعة الله تعالى وتبكي ممن يعمل على ظهرها بمعصية الله تعالى، قد أثقلها. ثم قرأ {فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين} .
• حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك ثنا يحيى بن محمد العزي ثنا محمد بن خداش
(3)
ثنا محمد بن يزيد الواسطي ثنا محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو بن دينار. قال: سألت محمد بن كعب القرظي عن هذه الآية {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} . قال: من يعمل مثقال ذرة من خير من كافر يرى ثوابها في نفسه وأهله وماله حتى يخرج وليس له خير، ومن يعمل مثقال ذرة من شر من مؤمن يرى عقوبتها في نفسه وأهله وماله حتى يخرج وليس له شر.
(1)
فى الخلاصة عباءة بهمزة بعد الالف
(2)
فى مغ: المغرية.
(3)
فى ج: ابن حراش. وفى مغ: ابن خداش وفى الخلاصة (في هذه الطبقة) ابن أبى خداش.
• حدثنا أبي رحمه الله ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر الأموي حدثني أبو عبد الرحمن زهير بن عباد حدثني أبي بكير البصري
(1)
. قال قالت أم محمد بن كعب القرظي لابنها: يا بني لولا أني أعرفك صغيرا طيبا وكبيرا طيبا لظننت أنك أحدثت ذنبا موبقا، لما أراك تصنع بنفسك في الليل والنهار.
قال: يا أماه وما يؤمنني أن يكون الله قد اطلع على وأنا فى بعض ذنوبى فمقتني.
فقال: اذهب لا أغفر لك، مع أن عجائب القرآن تورد علي أمورا حتى أنه لينقضي الليل ولم أفرغ من حاجتي.
• حدثنا محمد بن علي حدثنا محمد بن الحسن بن زياد ثنا إبراهيم بن هشام ابن يحيى الغساني حدثني أبي عن جدي. قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى محمد بن كعب يسأله أن يبيعه غلامه سالما - وكان عابدا خيرا. فقال: إني قد دبرته. قال: فارينه، فأتاه سالم. فقال عمر: إني قد ابتليت بما ترى وأنا والله أتخوف أن لا أنجو!. فقال له سالم بن عبد الله: إن كنت كما تقول فهو نجاتك، وإلا فهو الأمر الذي تخاف. قال: يا سالم عظنا! قال: آدم صلى الله عليه وسلم عمل خطيئة واحدة خرج بها من الجنة، [وأنتم تعملون الخطايا ترجون أن تدخلون بها الجنة
(2)
]، ثم سكت.
• حدثنا محمد بن محمد بن عبد الله بن زيد حدثنا أحمد بن إسحاق القاضي ثنا محمد بن القاسم ثنا الأصمعي ثنا أبو المقدام هشام بن زياد عن محمد بن كعب القرظي. أنه سئل ما علامة الخذلان؟ قال: أن يستقبح الرجل ما كان يستحسن، ويستحسن ما كان قبيحا.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر حدثنا علي بن إسحاق ثنا الحسين بن الحسن ثنا عبد الله بن المبارك ثنا عبيد الله بن وهب. قال: سمعت محمد بن كعب القرظي يقول: لأن أقرأ في ليلة حتى أصبح إذا زلزلت الأرض زلزالها والقارعة، لا أزيد عليهما وأتردد فيهما وأتفكر، أحب إلي من أن أهدر
(1)
فى ج: ابن كثير البصرى. وكلاهما من رجال الخلاصة ومن الطبقة.
(2)
ما بين المربعين من المغربية.
القرآن هدرا -
(1)
أو قال: أنثره نثرا.
أخبرني محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه ثنا محمد بن الفضل بن موسى ثنا محمد بن بكار
(2)
ثنا أبو معشر عن محمد بن كعب القرظي. قال: لو رخص لأحد في ترك الذكر لرخص لزكريا عليه السلام. قال الله تعالى: {آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا} . ولو رخص لأحد في ترك الذكر لرخص للذين يقاتلون فى سبيل الله. قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا} .
• حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن الفضل حدثنا ابراهيم بن محمد ابن الحسن ثنا أحمد بن سعيد ثنا ابن وهب حدثني أبو صخر عن محمد بن كعب القرظي، في قوله تعالى:{اصبروا وصابروا ورابطوا} . قال: {اصبروا} على دينكم، {وصابروا} لوعدي الذى وعدتكم، {ورابطوا} عدوي، {واتقوا الله} فيما بينكم
(3)
، {لعلكم تفلحون} إذا لقيتموني.
• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا قطبة بن العلاء ثنا أبو معشر عن محمد بن كعب في قوله تعالى: «{لولا أن رأى برهان ربه}» .
قال: علم ما أحل في القرآن مما حرم.
• حدثنا حبيب عن الحسن ثنا أبو مسلم الكشي ثنا أبو عاصم النبيل عن عن محمد بن رفاعة عن محمد بن كعب القرظي: «إذ يغشى السدرة ما يغشى» .
قال: فراش من ذهب يغشاها.
• [
(4)
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا علي بن رستم ثنا الهيثم بن خالد ثنا يحيى بن صالح ثنا أبو معشر عن محمد بن كعب في قوله تعالى:
«منها قائم وحصيد» قال: القائم ما كان من نباتهم قائما، والحصيد ما قد حصد.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن يحيى ثنا أبو كريب ثنا وكيع عن أبي مودود. قال: سمعت محمد بن كعب يقول رفع يوسف رأسه إلى سقف
(1)
فى مغ: أهزه هزا.
(2)
فى مغ: الحسن بن بشار.
(3)
وفيها: فيما بينى وبينكم.
(4)
- (4) سقطت هذه الآثار الاربعة التى بين المربعين من المغربية.
البيت فإذا كتاب في حائط البيت: «ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا» .
• حدثنا أبو بكر الآجري ثنا عبد الله بن محمد العطشي ثنا إبراهيم بن الجنيد ثنا سعيد بن سليمان ثنا أبو معشر عن محمد بن كعب في قوله تعالى:
«{إن عذابها كان غراما}» . قال: غرموا ما نعموا في الدنيا.
• حدثنا أبو محمد ابن حيان ثنا إبراهيم بن سوية ثنا الحسين بن علي بن الأسود ثنا عمرو - يعني العبقري عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب «إن عذابها كان غراما» .
قال: سألهم ثمن نعمه فلم يؤدوها، فأغرمهم ثمن نعمه فأدخلهم النار].
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي. قال سمعت محمد بن كعب يقول في هذه الآية:
«{وما آتيتم من ربا ليربوا في أموال الناس فلا يربوا عند الله}» الآية. قال:
الرجل يعطي من ماله ليكافئه به أو يزداد فذلك الذي لا يربو عند الله، والمضعفون الذي يعطي لوجه الله تعالى لا يبغي به مكافأة فذلك الذي يضاعف الله له.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن العباس ثنا محمد بن المثنى ثنا أبو بكر الحنفى ثنا عمير بن هانى المدني. قال: سألت محمد بن كعب عن قوله تعالى: «{أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق}» قال يقول:
اجعل سريرتي وعلانيتي حسنة.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن يحيى المروزي ثنا عاصم بن علي ثنا أبو معشر عن محمد بن كعب. في قوله تعالى:
«أو ألقى السمع وهو شهيد» . قال: يستمع القرآن وقلبه معه لا يكون في مكان آخر.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن عبد الله بن رستة ثنا أبو أيوب ثنا النعمان عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب: «فاسعوا إلى ذكر الله» . قال: السعي العمل ليس باليد.
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله قال حدثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي. قال سمعت محمد بن كعب يقول: الكبائر ثلاث؛ أن تأمن مكر الله، وأن تقنط من رحمة الله، وأن تيأس من روح
الله، قال ويتلو القرظي هذه الآيات «{أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون}». «{ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون}». وقال يعقوب عليه السلام لبنيه:«لا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون» .
• حدثنا محمد بن علي ثنا أحمد بن جعفر بن موسى ثنا أبو هشام الرفاعي ثنا يحيى بن يمان ثنا إسماعيل بن رافع. قال سمعت محمد بن كعب يقول: الياقوتة من ياقوت صاحب القرآن يضئ لها ما بين المشرق والمغرب.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن هاشم البعلبكي ثنا محمد بن شعيب عن عمر مولى عفرة. أنه سمع محمد بن كعب القرظي يقول: كذبوا والله ما لأحد من أهل الأرض في السماء نجم ولكنهم يتبعون الكهنة، ويتخذون النجوم علة. ثم قرأ:«هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم» .
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن أحمد بن سليمان الهروي ثنا يونس ابن عبد الأعلى ثنا ابن وهب أخبرني القاسم بن عبد الله عن موسى بن عقبة عن القرظي. قال! إن الله عز وجل ابتدأ خلق إبليس على الكفر وعمل بعمل الملائكة فرده إلى ما ابتدأ خلقه عليه، وبدأ خلق السحرة على السعادة وعملوا بعمل السحرة فردهم إلى ما ابتدأ خلقهم عليه من السعادة حتى توفاهم على السعادة
(1)
.
• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ثنا حيوة أخبرني أبو صخر عن محمد بن كعب القرظي.
قال: إذا انتزعت نفس المؤمن جاءه ملك الموت يقول السلام عليك يا ولي الله الله يقرئك السلام ثم يوح بهذه الآية «{الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم}» .
أسند محمد بن كعب عن عدة من الصحابة: منهم زيد بن أرقم، وعبد الله
(1)
فى الاصلين: على الاسلام.
ابن عباس، والمغيرة بن شعبة، وأبو هريرة، وأنس بن مالك، وعبد الله ابن زيد الخطمي وغيرهم. وروى عنه من التابعين؛ الحكم بن عيينة، ومحمد ابن المنكدر.
• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا شعبة عن الحكم بن عيينة عن محمد بن كعب القرظي عن زيد بن أرقم. قال سمعت عبد الله بن أبي يقول: «لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا» . فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فأتاه ابن أبي فحلف أنه لم يقل ذلك، وأتاني أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلاموني قال فأتيت منزلي فنمت، قال كأنه كئيبا، قال فأرسل إلي النبي صلى الله عليه وسلم، أو قال فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال:«إن الله عز وجل قد صدقك وعذرك وتلا هاتين الآيتين {هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا} الآيتين» . هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث معاذ عن شعبة أخرجه الإمامان عن عبيد الله بن معاذ عن أبيه، ورواه عن زيد ابن أرقم جماعة منهم: خليفة بين حصين، وأبو حمزة الأنصاري، وأبو إسحاق السبيعي، وأبو سعيد الأزدي، وغيرهم.
• حدثنا عبد الله بن شعيب بن مهران في جماعة قالوا ثنا عبد الله بن محمد ثنا عبيد الله بن محمد العنبسي ثنا أبو المقدام. وحدثنا علي بن أحمد المصيصي ثنا الهيثم بن خالد ثنا عبد الكبير بن المعافى حدثني أبي ثنا موسى بن خلف العمي عن أبي المقدام. وحدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا شريح بن يونس ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد ثنا أبو المقدام هشام بن زياد. وحدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو عبيد القاسم بن سلام ثنا عباد بن عباد عن هشام بن زياد أبي المقدام. قالوا كلهم: حدثنا محمد بن كعب القرظي ثنا ابن عباس. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله، ومن أحب أن يكون أكرم الناس فليتق الله، ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما
في يد الله أوثق منه بما في يديه. ألا أنبئكم بشراركم. قالوا: نعم! يا رسول الله. قال: من أكل وحده، ومنع رفده، وجلد عبده. أفأنبكم بشر من هذا. قالوا: نعم! يا رسول الله. قال: من يبغض الناس ويبغضونه، قال أفأنبئكم بشر من هذا. قالوا نعم! يا رسول الله. قال: من لا يقيل عثرة، ولا يقبل معذرة، ولا يغفر ذنبا. قال أفأنبئكم بشر من هذا. قالوا: نعم! يا رسول الله. قال: من لا يرجى خيره، ولا يؤمن شره، إن عيسى بن مريم قام في بني إسرائيل خطيبا. فقال: يا بني إسرائيل، لا تتكلموا بالحكمة عند الجهال فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموها، وقال مرة فتظلموهم، ولا تظلموا طالبا ولا تكافئوا ظالما، فيبطل فضلكم عند ربكم، يا بني إسرائيل، الأمور ثلاثة؛ أمر تبين رشده فاتبعوه، وأمر تبين غيه فاجتنبوه، وأمر اختلف فيه فردوه إلى الله تعالى». لفظ العنبسي. ورواه عن محمد بن كعب عيسى بن ميمون نحوه. وهذا الحديث لا يحفظ بهذا السياق عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من حديث محمد بن كعب عن ابن عباس.
• حدثنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان ثنا الحسن بن شيبان بن فروخ ثنا عيسى بن ميمون ثنا محمد بن كعب. قال سمعت ابن عباس رضي الله تعالى عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث مهلكات؛ شح مطاع، وهو متبع، وعجب كل ذي رأي برأيه» .
• حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ثنا أحمد بن مهدي ثنا سعيد بن سليمان ثنا عيسى بن ميمون. قال: سمعت محمد بن كعب عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه، قال رقى رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال:«قال موسى بن عمران يا بني إسرائيل - ورآهم يبكون -: كم تعلمون ولا تعلمون، فقال وأنتم تعلمون ولا تعلمون» . هذا حديث غريب من حديث محمد لم نكتبه إلا من حديث سعيد عن عيسى.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة الدمشقي ثنا آدم بن أبي إياس ثنا عيسى بن ميمون عن محمد بن كعب عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: «ما ذئبان ضاريان في غنم بأفسد لها من حب ابن آدم الشرف والمال في دينه» . هذا حديث غريب من حديث محمد بن كعب عن ابن عباس، لم نكتبه إلا من هذا الوجه.
• حدثنا أبو بكر محمد بن الفتح الحنبلي ثنا علي بن الحسن بن سليمان ثنا يعقوب بن ماهان ثنا سعيد بن محمد عن صالح بن حسان عن محمد بن كعب عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل دين خلقا وخلق الإسلام الحياء» . هذا حديث غريب من حديث محمد انفرد به سعيد عن صالح.
• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود. وحدثنا فاروق الخطابي ثنا أبو مسلم الكشي حدثنا حجاج بن المنهال. قالا: ثنا شعبة حدثني محمد بن عبد الجبار عن محمد بن كعب. قال سمعت أبا هريرة رضي الله تعالى عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الرحم شجنة من الرحمن، تقول يا رب إني ظلمت، يا رب إنى أسئ إلي. فيجيبها ربها تعالى، أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟» . محمد بن عبد الجبار.
مدني فقيه من الأنصار تفرد به عنه شعبة.
• حدثنا علي بن أحمد بن علي المصيصي ثنا أيوب بن سليمان المصيصي ثنا علي بن زياد المقرئ ثنا عبد العزيز بن أبي حازم ثنا موسى بن عبيدة عن القرظي عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عقل له
(1)
». هذا حديث غريب من حديث القرظي تفرد به موسى بن عبيدة.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا جبير بن عرفة ثنا هانئ بن المتوكل ثنا أبو ربيعة سليمان بن ربيعة عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «من أحسن الصدقة في الدنيا جاز على الصراط، ألا ومن قضى حاجة أرملة أخلف الله فى تركته» . هذا
(1)
فى ج ومغ. لا إيمان لا عقل له. ولا دين الخ.
حديث غريب من حديث محمد تفرد به سليمان عن موسى.
• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد القاضي ثنا إبراهيم بن زهير ثنا مكي بن إبراهيم ثنا هاشم بن هاشم عن عمر بن إبراهيم عن محمد بن كعب عن المغيرة ابن شعبة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة؛ ما بينه وبين أن يدخل الجنة إلا أن يموت، فإذا مات دخل الجنة» . هذا حديث غريب من حديث المغيرة تفرد به هاشم بن هاشم عن عمر عنه، ما كتبناه عاليا إلا من حديث مكي.
زيد بن أسلم
ومنهم الحليم الأحلم، والسليم الأسلم، أبو أسامة زيد بن أسلم، كان بالعدل قائلا، وبالفضل عاملا، وعن الجهل عادلا.
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «طوبى لمن ترك الجهل، وأتى الفضل، وعمل بالعدل» .
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ثنا سلمة بن شبيب ثنا سهل بن عاصم ثنا أبو توبة ثنا أبو عمر الصنعانى عن زيد ابن أسلم. قال: من يكرم الله عز وجل بطاعته، يكرمه الله بجنته، ومن يكرم الله تعالى بترك معصيته؛ أكرمه الله تعالى بأن لا يدخله النار. وقال: استعن بالله يغنك الله عما سواه، ولا يكونن أحد أغنى بالله منك، ولا يكونن أحد أفقر إلى لله منك.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين المروزي ثنا ابن المبارك ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه. أنه كان يصف الرياء ويقول:
ما كان من نفسك ورضيته نفسك لها فإنه من نفسك، فانهها. وما كان من نفسك فكرهته نفسك فإنه من الشيطان، فتعوذ بالله.
• حدثنا أبي رحمه الله وأبو محمد بن حيان. قالا: حدثنا إبراهيم بن محمد
ابن الحسن حدثنا أبو الربيع ثنا ابن وهب أخبرنى هشام بن سعد عن زيد ابن
(1)
زيد بن أسلم. أن موسى عليه السلام سأل ربه فقال: يا رب أخبرني بأهلك الذين هم أهلك، الذين تؤويهم في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك.
قال هم الطاهرة قلوبهم، الندية أيديهم، يتحابون بجلالى. الذين اذا ذكرت ذكروا بى، وإذا ذكروا ذكرت بهم. الذين ينيبون إلى ذكرى كما تنيب النسور إلى وكرها، الذين يغضبون لمحارم الله إذا استحلت كما تغضب النمرة إذا حرب، والذين يكلفون بحبي كما يكلف الصبي بحب الناس.
• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا الحسن بن محمد ثنا أبو زرعة ثنا زيد ابن بشر الحضرمي ثنا ابن وهب حدثني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. قال كان أبي يقول: أي بني وكيف تعجبك نفسك؟ وأنت لا تشاء أن ترى من عباد الله من هو خير منك إلا رأيته، يا بني لا ترى أنك خير من أحد يقول لا إله إلا الله حتى تدخل الجنة ويدخل النار، فإذا دخلت الجنة ودخل النار تبين لك أنك خير منه.
• حدثنا محمد بن علي ثنا أبو العباس بن قتيبة ومحمد بن أبان
(2)
قالا: ثنا ابن وهب قال أخبرنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم. قال: يقال من اتقى الله أحبه الناس وإن كرهوا.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم: أن رجلا كان في الأمم الماضية يجتهد في العبادة وشدد على نفسه، ويقنط الناس من رحمة الله تعالى ثم مات. فقال: أي رب ما لي عندك. قال: النار، قال: يا رب وأين عبادتي واجتهادي؟ فقيل له: إنك كنت تقنط الناس من رحمتي في الدنيا وأنا أقنطك اليوم من رحمتي.
• حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ثنا محمد ابن بكار ثنا أبو مسعر عن زيد بن أسلم: أن نبيا من الأنبياء أمر قومه أن
(1)
هذا الخبر عن المغربية فانه فى الاصلين مبتور السند ومختصر المتن.
(2)
فى مغ: ابن زيان.
يقرضوا ربهم عز وجل. فقال رجل منهم: يا رب ليس عندي إلا تبن حماري فإن كان لك حمار علفته من تبن حماري هذا. قال فكان يدعو بذلك في صلاته.
قال فنهاه نبيه عن ذلك فأوحى الله عز وجل إليه لأي شيء نهيته؟ قد كان يضحكني في اليوم كذا وكذا مرة.
قال الشيخ رحمه الله: وزادني غيره من رواية متصلة عن النبي صلى الله عليه وسلم مسندا فقال: «دعه فإني إنما أجازي العباد على قدر عقولهم» .
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم. قال يقال: إن لله عبادا مفاتيح للخير مغاليق للشر، ولله تعالى عباد مغاليق للخير مفاتيح للشر.
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا يعقوب بن عبد الرحمن القاري. قال: سألت زيد بن أسلم عن المستغفرين بالأسحار؟ قال: هم الذين يحضرون الصبح.
• حدثنا محمد بن علي ثنا أحمد بن علي بن المثنى ثنا سعيد بن عبد الجبار ثنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم في قوله تعالى: «سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص» . قال: جزعوا مائة سنة، وصبروا مائة سنة.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن سهل الأشناني ثنا داود بن رشيد ثنا بقية عن مبشر بن عبيد عن زيد بن أسلم في قوله تعالى: «{وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا}» . قال قالوا: لفروجهم لم شهدتم علينا.
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن ابن عجلان عن زيد بن أسلم. قال: سئل لقمان أي عملك أوثق في نفسك. قال: ترك ما لا يعنيني.
• حدثنا محمد بن علي ثنا موسى بن الحسن بن موسى ثنا الحارث بن مسكين قال ثنا أبو
(1)
القاسم عن مالك عن زيد بن أسلم. قال: سكن رجل المقابر فعوتب في ذلك؟ فقال: جيران صدق ولي فيهم عبرة.
(1)
فى مع. ابن القاسم.
أدرك زيد بن أسلم جماعة من الصحابة، وسمع من عبد الله بن عمر بن الخطاب، وأنس بن مالك. وروى عنه من التابعين والأئمة والأعلام:
الزهري، وأيوب السختياني، وعبيد الله بن عمر، ومحمد بن عجلان، وروح ابن القاسم، ومحمد بن إسحاق، والثوري، ومالك بن أنس، وابن عيينة، وسليمان بن بلال، وأولاده: عبد الله وعبد الرحمن وأسامة بنو زيد.
• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا خارجة بن مصعب عن زيد بن أسلم عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه. قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من مات بغير إمام فقد مات ميتة جاهلية، ومن نزع يده
(1)
من طاعة جاء يوم القيامة لا حجة له». هذا حديث صحيح ثابت أخرجه مسلم بن الحجاج في صحيحه عن عمرو بن علي عن ابن مهدي عن هشام بن سعد عن زيد. ورواه عن زيد من التابعين والأعلام:
الزهري، وسعيد بن أبي هلال، وابن عجلان، وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، وداود بن قيس الفراء، وحفص بن ميسرة، ويحيى بن العلاء، في آخرين.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن غالب بن حرب القعنبى عن مالك ابن أنس عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما. قال: قدم رجلان من المشرق فخطبا فعجب الناس لشأنهما. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من البيان لسحرا، أو إن بعض البيان لسحر» . هذا حديث صحيح ثابت أخرجه البخاري في صحيحه عن عبد الله بن يوسف عن مالك بن أنس عن زيد. ورواه عن زيد من الأعلام والأئمة:
روح بن القاسم، وسفيان الثورى، وعبد العزيز الدراوردى، واسماعيل ابن جعفر، وزهير بن محمد، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وعبد الله بن عمر العمري، في آخرين. .
• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن غالب ثنا القعنبي عن مالك بن
(1)
فى الاصلين: ومن نزع يدا من طاعة الله الخ.
أنس عن نافع وعبد الله بن دينار وزيد بن أسلم عن ابن عمر. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا ينظر الله عز وجل إلى من جر ثوبه خيلاء» .
هذا حديث صحيح ثابت أخرجه مسلم في صحيحه عن يحيى عن مالك بن أنس عنهم. ورواه من الأئمة ولمشاهير عن زيد بن أسلم: روح بن القاسم، ومعمر، والدراوردي، وإسماعيل بن جعفر، وهشام بن سعد، وداود بن قيس، وزهير بن محمد، وحفص بن ميسرة، في آخرين.
• حدثنا حميد ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية ثنا سويد بن سعيد ثنا حفص ابن ميسرة عن زيد بن أسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنما يدخل الجنة من يرجوها، ويجتنب من النار من يخافها، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء» . هذا حديث غريب من حديث زيد مرفوعا متصلا تفرد به حفص. ورواه ابن عجلان عن زيد مرسلا.
• حدثنا سعد بن محمد بن إبراهيم الناقد ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أحمد بن طارق الواشي ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله خلقا خلقهم لحوائج الناس يفزع الناس إليهم فى حوائجهم، أولئك هم الآمنون من عذاب الله عز وجل» . هذا حديث غريب من حديث زيد عن ابن عمر، لم يروه عنه إلا ابنه عبد الرحمن وما كتبناه إلا من حديث أحمد بن طارق.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا المقدام بن داود ثنا عبد الملك بن مسلمة الأموي ثنا سليمان بن بلال عن زيد بن أسلم عن ابن عمر. قال: اختصم رجلان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إنما أنا بشر وإنما أقضي بينكما بما أسمع منكما، ولعل أحدكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، فمن قطعت له من حق أخيه شيئا فإنما أقطع له قطعة من النار» . هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث عروة بن الزبير عن زينب بنت أم سلمة، غريب من حديث زيد بن أسلم تفرد به سليمان بن بلال.
• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد ثنا محمد بن عبيد الازدى بعكة ثنا الحسين
ابن ميمون ثنا الهذيل بن حبيب عن مقاتل بن سليمان عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن عمر الخطاب رضي الله تعالى عنهما. قال: لما نزلت الآيات الموجبات التي أوجب الله تعالى النار لمن عمل بها يعني قوله «{لا تأكلوا أموالكم بينكم}» الآية «{ومن يقتل مؤمنا متعمدا}» «{الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما}» ونحوها. كنا نشهد على من يعمل شيئا من هذا أن له النار حتى نزلت: «{إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}» . فلما نزلت كففنا عن الشهادة فلم نشهد أنهم في النار وخففنا عليهم لما أوجب الله عز وجل لهم، فقال مقاتل قال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: الفقيه من لم يويس الناس من رحمة الله تعالى، ولم يرخص لهم في معاصي الله عز وجل. هذا حديث غريب من حديث مقاتل وزيد. ورواه النعمان بن عبد السلام، وحماد بن قراظ عن مقاتل نحوه.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا المقدام بن داود ثنا حبيب كاتب مالك ثنا هشام بن سعد حدثني زيد بن أسلم عن أنس بن مالك. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما اجتمع ثلاثة قط بدعوة إلا كان حقا على الله أن لا ترد أيديهم» . غريب من حديث زيد لا أعلم رواه إلا حبيب عن هشام عنه.
• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي ثنا أبو معشر عن يعقوب بن زيد بن طحلان عن زيد بن أسلم عن أنس بن مالك. قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا رجلا ونكايته في العدو، واجتهاده في الغزو. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ما أعرف هذا؟» قالوا بلى! يا رسول الله نعته كذا وكذا. قال: «ما أعرف هذا؟» .
قال فما زالوا ينعتونه. قال «لا أعرف هذا» حتى طلع الرجل. فقالوا: هو هذا يا رسول الله! فقال: «ما كنت أعرف هذا؟ هذا أول قرن رأيته في أمتي فيه سعفة من الشيطان» . فجاء فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله: «نشدتك بالله هل حدثت نفسك حين طلعت علينا أنه ليس في المجلس خير منك» . قال: اللهم نعم! قال ثم دخل المسجد يصلي: فقال
لأبي بكر: «قم فاقتله» . فدخل أبو بكر فوجده قائما يصلي، فقال في نفسه:
إن للمصلي حقا فلو أني استأمرت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قتلت الرجل؟ فقال لا رأيته قائما يصلي ورأيت للصلاة حقا وحرمة وإن شئت اقتله قتله. فقال: «لست بصاحبه قال اذهب أنت يا عمر فاقتله» قال فدخل عمر المسجد فإذا هو ساجد فانتظره طويلا حتى يرفع رأسه فيقتله فلم يرفع رأسه، ثم قال في نفسه: إن للسجود حقا فلو أني استأمرت رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتله فقد استأمره من هو خير مني، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
«قتلته؟» قال لا رأيته ساجدا ورأيت للسجود حرمة وحقا وإن شئت يا رسول الله أن أقتله قتلته. قال: «لست بصاحبه، قم أنت يا علي فاقتله أنت صاحبه إن وجدته» . قال فدخل فلم يجده فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو قتل اليوم ما اختلف رجلان من أمتي حتى يخرج الدجال، ثم حدثهم عن الأمم. فقال: تفرقت أمة موسى عليه السلام على احدى وسبعون ملة منهم في النار سبعون وواحدة في الجنة، وتفرقت أمة عيسى عليه السلام على اثنتى وسبعين ملة فرقة منها في الجنة وإحدى وسبعين فى النار، وتعلوا أمتي على الفرقتين جميعا بملة واحدة في الجنة، وثنتان وسبعون منها في النار» . قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال «الجماعات الجماعات» . قال يعقوب كان علي رضي الله عنه إذا حدث بهذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا فيه قرآنا {ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم} إلى قوله {منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون} وتلا أيضا {وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون} . هذا حديث غريب من حديث زيد عن أنس لم نكتبه إلا من حديث أبي معشر عن يعقوب. وقد رواه عن أنس عدة قد ذكرناهم في غير هذا الموضع.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو حفص القافلائي ثنا عبد الله بن شبيب ثنا
يحيى بن محمد الجاري عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن أنس بن مالك.
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من رغب عن سنتي فليس مني» . هذا حديث غريب من حديث زيد تفرد يحيى الجاري - وهو مدني سكن الجار من الساحل
(1)
.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم القطان المقرئ ثنا سعيد ابن أبي مريم ثنا أبو غسان محمد بن مطرف حدثني زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه. قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبى فاذا امرأة من السبي تسعى إذ وجدت صبيا في السبي فأخذته وألصقته ببطنها وأرضعته. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أترون هذه طارحة ولدها في النار؟» قلنا: لا والله! وهي تقدر أن لا تطرحه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الله أرحم بعباده من المرأة بولدها» . هذا حديث متفق عليه أخرجه البخاري في صحيحه عن سعيد بن أبي مريم وأخرجه مسلم عن الحلواني، ومحمد بن سهل بن عسكر عن سعيد.
• حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن عوف ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا أبي عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه. أن رجلا كان يلقب حمارا وكان يهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم العكة من السمن والعكة من العسل، فاذا جاء صاحبه يتقاضاه جاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: أعط هذا ثمن متاعه. فما يزيد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبتسم ويأمر به فيعطى، فجئ به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شرب الخمر. فقال رجل: اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعوه فإنه يحب الله ورسوله» . صحيح ثابت أخرجه البخاري في صحيحه عن يحيى بن بكير عن الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم.
وعليه عول جماعة الموحدين من أن المعاصي لا تخرج صاحبها من الإيمان إذ
(1)
فى ز وج. الحارثي فى كل الترجمة وسكن الحارث وهو خطأ والتصحيح من الخلاصة والانساب
شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه يحب الله ورسوله.
• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا أحمد بن عبد الرحمن السقطي ثنا يزيد ابن هارون أخبرنا محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلا من الجنة كلما
(1)
غدا أو راح» هذا حديث صحيح متفق عليه. رواه البخاري عن علي بن عبد الله، ورواه مسلم عن أبي بكر وأبي خيثمة جميعا عن يزيد بن هارون.
• حدثنا أبو عبد الله محمد بن عيسى الأديب ثنا عمير بن مرداس ثنا محمد ابن بكير ثنا القاسم بن عبد الله العمري عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «براءة من الكبر لبوس الصوف، ومجالسة فقراء المسلمين، وركوب الحمار، واعتقال العنز - أو قال البعير -» . الشك من محمد بن بكير. هذا حديث غريب لم نسمعه مرفوعا إلا من حديث القاسم عن زيد. ورواه وكيع بن الجراح عن خارجة ابن مصعب عن زيد مرسلا.
سلمة بن دينار
ومنهم ذو الهم العازم، والخوف اللازم، سلمة بن دينار أبو حازم، كان للغوامض فاتقا، وللعوارض رامقا، وبمعبوده عمن سواه واثقا.
وقيل: إن التصوف وثوق بالمعبود، ومروق عن الصدود.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبو موسى الأنصاري ثنا سفيان بن عيينة عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. قال
ما رأيت أحدا الحكمة أقرب إلى فيه من أبي حازم.
• حدثنا أحمد بن محمد بن سنان ثنا محمد بن إسحاق ثنا حاتم بن الليث
(1)
فى ز وج: كما.
ثنا سعيد بن منصور ثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبيه. قال سمعت عون ابن عبد الله يقول ما رأيت أحدا يفرفر الدنيا فرفرة هذا الأعرج - يعني أبا حازم -.
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم. أنه قال: يسير الدنيا يشغل عن كثير الآخرة، فإنك تجد الرجل يشغل نفسه بهم غيره؛ حتى لهو أشد اهتماما من صاحب الهم بهم نفسه.
• حدثنا أبي رحمه الله ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا محمد ابن بشير ثنا عبد الرحمن بن جرير. قال سمعت أبا حازم يقول: عند تصحيح الضمائر تغفر الكبائر، وإذا عزم العبد على ترك الآثام أمه الفتوح.
• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد حدثني أبي ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ثنا إسحاق بن حاتم المدائني ثنا محمد بن كثير ثنا بعض أهل الحجاز. قال قال أبو حازم: كل نعمة لا تقرب من الله عز وجل، فهى بلية.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن عبد الله بن رستة ثنا أبو معمر القطيعي ثنا سفيان. قال قال أبو حازم: ينبغي للمؤمن أن يكون أشد حفظا للسانه منه لموضع قدميه.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا إسحاق بن أحمد ثنا أبو حاتم ثنا الوليد بن ابن الزبير الحضرمي حدثني بقية حدثني عبد الرحمن بن معن عن أبي حازم.
قال: يا بنى لا تقتدى بمن لا يخاف الله بظهر الغيب، ولا يعف عن العيب، ولا يصلح عند الشيب.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن روح ثنا إبراهيم بن الجنيد عن يعقوب بن عيسى الزهري حدثني إسماعيل بن داود. قال سمعت أبا حازم يقول: لو نادى مناد من السماء بأمن أهل الأرض من دخول النار، لحق عليهم الوجل من حضور ذلك الموقف ومعاينة ذلك اليوم.
• حدثنا اسحاق بن احمد ابن علي ثنا إبراهيم بن يوسف بن خالد ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا مروان بن محمد.
قال قال أبو حازم الأعرج: يا أعرج ينادى يوم القيامة يا أهل خطيئة كذا
وكذا فتقوم معهم، ثم ينادى يا أهل خطيئة أخرى فيقوم معهم، فأراك يا أعرج تريد أن تقوم مع أهل كل خطيئة!.
• حدثنا أبو حامد محمد بن أحمد الغطريفي ثنا أبو بكر بن خزيمة أخبرني ابن عبد الحكم أن ابن وهب أخبرهم قال أخبرني حفص بن عمر عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبي حازم. قال: إنه ليس من يوم تطلع فيه الشمس إلا وهو يغدو على ابن آدم فيه علمه وهواه، ثم يتغالبان في صدره تغالب الزائدين، فيوم يغلب علمه هواه فيوم غنم غنمه، ويوم يغلب هواه علمه فيوم جرم جرمه. قال فإنك لتجد من عباد الله من يفتح علمه هواه كما يفتح إحدى الزائدين
(1)
لصاحبتها التي تغضب للتي تحب.
• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن محمد بن زيد ثنا عبد الرحمن بن يونس. قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول قال أبو حازم: قاتل هواك أشد ممن تقاتل عدوك.
• حدثنا أبي رحمه الله ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد الأموي ثنا محمد بن يحيى بن أبي حاتم حدثني محمد بن هانئ عن بعض أصحابه. قال قال رجل لأبي حازم: إنك متشدد. فقال أبو حازم: وما لي لا أتشدد وقد ترصدني أربعة عشر عدوا؛ أما أربعة فشيطان يفتنني، ومؤمن يحسدني، وكافر يقتلني، ومنافق يبغضني؛ وأما العشرة فمنها الجوع والعطش والحر والبرد والعرى والهرم والمرض والفقر والموت والنار. ولا أطيقهن إلا بسلاح تام، ولا أجد لهن سلاحا أفضل من التقوى.
• حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين الآجري ثنا عبد الله بن محمد العطشي ثنا إبراهيم بن الجنيد حدثنا يحيى بن أيوب ثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي.
قال سمعت أبا حازم يقول: إن الشيطان إذا استمكن من عصمة امرئ لم يبال ما صنع، ولو صلى حتى يسقط لحم وجهه، ولم يكره فيما سوى ذلك.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا
(1)
اضطربت النسخ فى ضبط هذه الكلمة ففى مغ. (الزائدين) فى المكانين ومثله فى ج فى الاول وفى الثانى (الرايين) كذا وفى ز. (الذاتين) وفى تحصيل البغية فى المكانين (الدابتين
سفيان. قال: قيل لأبي حازم يا أبا حازم ما مالك؟ قال ثقتي بالله تعالى، وإياسي مما في أيدي الناس.
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا يعقوب ابن عبد الرحمن عن أبي حازم. أنه قال: تجد الرجل يعمل بالمعاصي فإذا قيل له تحب الموت قال لا! وكيف وعندي ما عندي. فيقال له: أفلا تترك ما تعمل من المعاصي. فيقول: ما أريد تركه وما أحب أن أموت حتى أتركه.
• حدثنا أبي رحمه الله ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني محمد ابن يحيى بن أبي حاتم حدثني أبو داود الضرير. قال قال أبو حازم: نحن لا نريد أن نموت حتى نتوب، ونحن لا نتوب حتى نموت، واعلم أنك إذا مت لم ترفع الأسواق بموتك، إن شأنك صغير فاعرف نفسك.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا إبراهيم بن إسحاق ثنا ضمرة بن ربيعة ثنا بلال بن كعب. قال: مر أبو حازم بأبي جعفر المدينى وهو مكتئب حزين. فقال: ما لى أراك مكتئبا حزينا، وإن شئت أخبرتك؟. قال أخبرني ما وراءك قال ذكرت ولدك من بعدك. قال نعم! قال: فلا تفعل فإن كانوا لله أولياء فلا تخف عليهم الضيعة، وإن كانوا لله أعداء فلا تبال ما لقوا بعدك.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق السراج ثنا محمد بن يحيى الأزدي ثنا الحسين بن محمد ثنا عبد الله بن عبد الملك الفهري. قال سمعت أبا حازم - ووعظ سليمان بن عبد الملك بن هشام - فقال: في بعض قوله ما رأيت يقينا لا شك فيه، أشبه بشك لا يقين فيه، من شيء نحن فيه.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ثنا سلمة بن شبيب ثنا سهل بن عاصم ثنا يحيى بن محمد عن شعبة بن عبد الرحمن. قال قال أبو حازم: إن قليل الدنيا يشغل عن كثير الآخرة، وإن كثيرها ينسيك قليلها، وإن كنت تطلب من الدنيا ما يكفيك فأدنى ما فيها يحزنك
(1)
، وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس فيها شيء يغنيك.
(1)
كذا فى الاصول. ولعله (يكفيك) ويكون المعنى مستقيما.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا إسحاق بن أحمد ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن سعد الدشتكي. قال: سمعت أبي يقول قال أبو حازم عيشنا عيش الملوك، وديننا دين الملائكة.
• حدثنا محمد بن أحمد بن عمر حدثني أبي ثنا أبو بكر بن عبد الله ثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي ثنا الحارث بن مسكين ثنا أبو وهب ثنا عبد الرحمن بن زيد. قال: قال ابن المنكدر لأبي حازم يا أبا حازم: ما أكثر من يلقاني فيدعو لي بالخير ما أعرفهم وما صنعت إليهم خيرا قط. قال له أبو حازم:
لا تظن أن ذلك من عملك؟ ولكن انظر الذي ذلك من قبله فاشكره. وقرأ ابن زيد {(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا)} .
• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد الأموي ثنا أبو بكر بن أبي النضر ثنا سعيد بن عامر عن بعض أصحابه. قال أبو حازم: نعمة الله فيما روى عني من الدنيا، أعظم من نعمته علي فيما أعطاني منها، إني رأيته أعطاها قوما فهلكوا.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن زياد عن إبراهيم بن الجنيد ثنا عمرو بن هاشم الدمشقي ثنا سهل بن هاشم. قال: قال إبراهيم بن أدهم عن أبي حازم المديني، قال: أفضل خصلة ترجى للمؤمن أن يكون أشد الناس خوفا على نفسه، وأرجاه لكل مسلم.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا من سمع ابن عيينة يقول قال أبو حازم: تراءت
(1)
لهم الدنيا فوثبوا عليها.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي.
وحدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا ابن زياد بن أيوب ويعقوب.
قالا: ثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي عتبة ثنا زمعة بن صالح. قال قال الزهري لسليمان بن هشام: ألا تسأل أبا حازم ما قال في العلماء؟ قال: وما عسيت أن أقول في العلماء إلا خيرا، إني أدركت العلماء وقد استغنوا بعلمهم عن أهل
(1)
فى المغربية: رفعت.
الدنيا ولم يستغن أهل الدنيا بدنياهم عن علمهم، فلما رأوا ذلك قدموا بعلمهم إلى أهل الدنيا ولم ينلهم أهل الدنيا من دنياهم شيئا، إن هذا وأصحابه ليسوا علماء إنما هم رواة. فقال الزهري: وإنه لجاري وما علمت أن هذا عنده.
قال: صدق أما إني لو كنت غنيا عرفتني. فقال له سليمان: ما المخرج مما نحن فيه؟ قال: أن تمضي ما في يديك لما أمرت به وتكف عما نهيت عنه. فقال:
سبحان الله! من يطيق هذا قال: من طلب الجنة وفر من النار، وما هذا فيما تطلب وتفر منه.
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق ثنا محمد بن اسحاق النقلى
(1)
ثنا أبو يونس محمد بن احمد المديني ثنا أبو الحارث عثمان بن إبراهيم بن غسان ثنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير عن أبيه. قال: دخل سليمان بن عبد الملك المدينة حاجا. فقال: هل بها رجل أدرك عدة من الصحابة؟ قالوا نعم! أبو حازم. فأرسل إليه فلما أتاه قال: يا أبا حازم ما هذا الجفاء؟ قال وأي جفاء رأيت مني يا أمير المؤمنين؟ قال: وجوه الناس أتوني ولم تأتني. قال: والله ما عرفتني قبل هذا ولا أنا رأيتك فأي جفاء رأيت مني؟ فالتفت سليمان إلى الزهري فقال أصاب الشيخ وأخطأت أنا. فقال: يا أبا حازم ما لنا نكره الموت؟ فقال عمرتم الدنيا وخربتم الآخرة فتكرهون الخروج من العمران إلى الخراب. قال: صدقت. فقال: يا أبا حازم ليت شعري ما لنا عند الله تعالى غدا؟ قال: اعرض عملك على كتاب الله عز وجل. قال وأين أجده من كتاب الله تعالى؟ قال قال الله تعالى: {إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم}
قال سليمان فأين رحمة الله؟ قال أبو حازم: {قريب من المحسنين} . قال سليمان:
ليت شعري كيف العرض على الله غدا؟ قال أبو حازم: أما المحسن كالغائب يقدم على أهله، وأما المسيئ كالآبق يقدم به على مولاه. فبكى سليمان حتى علا نحيبه واشتد بكاؤه. فقال: يا أبا حازم كيف لنا أن نصلح؟ قال تدعون عنكم الصلف وتمسكوا بالمروءة [وتقسموا بالسوية وتعدلوا فى القضية. قال:
(1)
فى مغ: الثقفى.
يا أبا حازم وكيف المأخذ من ذلك؟ قال: تأخذه بحقه وتضعه بحقه في أهله.
قال: يا أبا حازم من أفضل الخلائق؟ قال أولو المروءة والنهى]
(1)
. قال فما أعدل العدل؟ قال كلمة صدق عند من ترجوه وتخافه. قال: فما أسرع الدعاء إجابة؟ قال دعاء المحسن للمحسنين. قال فما أفضل الصدقة؟ قال: جهد المقل إلى يد البائس الفقير لا يتبعها من ولا أذى. قال: يا أبا حازم من أكيس الناس؟ قال رجل ظفر بطاعة الله تعالى فعمل بها ثم دل الناس عليها. قال: فمن أحمق الخلق؟ قال: رجل اغتاظ في هوى أخيه وهو ظالم له فباع آخرته بدنياه. قال:
يا أبا حازم هل لك أن تصحبنا وتصيب منا وتصيب منك؟ قال: كلا! قال:
ولم؟ قال: إني أخاف أن أركن إليكم شيئا قليلا، فيذيقني الله ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا يكون لي منه نصيرا. قال: يا أبا حازم ارفع إلي حاجتك قال نعم! تدخلني الجنة وتخرجني من النار. قال: ليس ذاك إلي. قال: فما لي حاجة سواها. قال: يا أبا حازم فادع الله لي قال نعم! اللهم إن كان سليمان من أوليائك فيسره لخير الدنيا والآخرة، وإن كان من أعدائك فخذ بناصيته إلى ما تحب وترضى. قال سليمان قط. قال أبو حازم: قد أكثرت وأطنبت إن كنت أهله، وإن لم تكن أهله فما حاجتك أن ترمي عن قوس ليس لها وتر؟ قال سليمان: يا أبا حازم ما تقول فيما نحن فيه؟ قال أوتعفينى يا أمير المؤمنين.؟ قال بل نصيحة تلقيها إلى. قال: إن آباؤك غصبوا الناس هذا الأمر فأخذوه عنوة بالسيف من غير مشورة ولا اجتماع من الناس، وقد قتلوا فيه مقتلة عظيمة وارتحلوا، فلو شعرت ما قالوا وقيل لهم؟ فقال رجل من جلسائه:
بئس ما قلت. قال أبو حازم: كذبت إن الله تعالى أخذ على العلماء الميثاق (ليبيننه للناس ولا يكتمونه) قال: يا أبا حازم [أوصني. قال: نعم! سوف أوصيك وأوجز، نزه الله تعالى وعظمه أن يراك حيث نهاك، أو يفقدك حيث أمرك. ثم قام فلما ولى. قال: يا أبا حازم] هذه مائة دينار أنفقها ولك عندي أمثالها كثير. فرمى بها وقال: والله ما أرضاها لك فكيف أرضاها
(1)
ما بين المربعين سقط من الازهرية.
لنفسي؟ إني أعيذك بالله أن يكون سؤالك إياي هزلا، وردي عليك بذلا، إن موسى بن عمران عليه الصلاة والسلام لما ورد ماء مدين قال:{(رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير)} . فسأل موسى عليه السلام ربه عز وجل ولم يسأل الناس، ففطنت الجاريتان ولم تفطن الرعاة لما فطنتا إليه، فأتيا أباهما وهو شعيب عليه السلام فأخبرتاه خبره. قال شعيب: ينبغي أن يكون هذا جائعا ثم قال لإحداهما اذهبي ادعيه، فلما أتته أعظمته وغطت وجهها ثم قالت {(إن أبي يدعوك ليجزيك)} فلما قالت {(ليجزيك أجر ما سقيت لنا)} . كره موسى عليه السلام ذلك وأراد أن لا يتبعها ولم يجد بدا من أن يتبعها لأنه كان في أرض مسبعة وخوف، فخرج معها وكانت امرأة ذات عجز فكانت الرياح تصرف
(1)
ثوبها فتصف لموسى عليه السلام عجزها فيغض مرة ويعرض أخرى. فقال:
يا أمة الله كوني خلفي فدخل موسى إلى شعيب عليهما السلام والعشاء مهيأ.
فقال: كل فقال موسى عليه السلام: لا! قال شعيب: ألست جائعا؟ قال:
بلى ولكني من أهل بيت لا يبيعون شيئا من عمل الآخرة بملء الأرض ذهبا، أخشى أن يكون هذا أجر ما سقيت لهما. قال شعيب عليه السلام: لا يا شاب ولكن هذا عادتى وعادة آبائى قرى الضيف وإطعام الطعام. قال:
فجلس موسى عليه السلام فأكل. فإن كانت هذه المائة دينار عوضا عما حدثتك فالميتة والدم ولحم الخنزير في حال الاضطرار أحل منه، وإن كان من مال المسلمين فلي فيها شركاء ونظراء إن وازيتهم وإلا فلا حاجة لي فيها، إن بني إسرائيل لم يزالوا على الهدى والتقى حيث كانت أمراؤهم يأتون إلى علمائهم رغبة في علمهم، فلما نكسوا ونفسوا وسقطوا من عين الله تعالى وآمنوا بالجبت والطاغوت، كان علماؤهم يأتون إلى أمرائهم ويشاركونهم في دنياهم وشركوا معهم في قتلهم
(2)
. قال ابن شهاب
(3)
: يا أبا حازم إياي تعني؟ أو بي تعرض؟ قال: ما إياك اعتمدت ولكن هو ما تسمع. قال سليمان: يا ابن شهاب.
(1)
فى مغ: تضرب
(2)
فى مغ: فاشركوا معهم في فتنتهم. وفى ج وشركوا معهم فى قبلتهم.
(3)
هو الزهرى.
تعرفه قال: نعم! جاري منذ ثلاثين سنة ما كلمته كلمة قط. قال أبو حازم: إنك نسيت الله فنسيتني ولو أحببت الله تعالى لأحببتني. قال ابن شهاب: يا أبا حازم تشتمني؟ قال. سليمان ما شتمك ولكن شتمتك نفسك، أما علمت أن للجار على الجار حقا كحق القرابة؟ فلما ذهب أبو حازم. قال رجل من جلساء سليمان: يا أمير المؤمنين تحب
(1)
أن يكون الناس كلهم مثل أبي حازم قال لا.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يحيى بن عبد الرحمن
(2)
ثنا زمعة بن صالح قال: كتب بعض بني أمية إلى أبي حازم يعزم عليه إلا رفع إليه حوائجه إليه، فكتب إليه: أما بعد جاءني كتابك تعزم على إلا رفعت اليك حوائجي، وهيهات رفعت حوائجي إلى من لا يختزن الحوائج، وهو ربي عز وجل فما أعطاني منها قبلت، وما أمسك عني قنعت.
• حدثنا.
• حدثنا أبي رحمه الله ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا سفيان بن وكيع. وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن محمد بن سعيد ثنا أحمد بن عبيدة. قالا: ثنا سفيان بن عيينة. قال: كتب أمير المؤمنين إلى أبي حازم.
وقال إبراهيم: كتب سليمان إلى أبي حازم، ارفع إلي حاجتك. قال: هيهات رفعت حاجتي إلى من لا يختزن الحوائج، فما أعطاني منها قنعت، وما أمسك عني منها رضيت.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو معمر ثنا سفيان. قال قال أبو حازم: وجدت الدنيا شيئين، فشيئا هو لي وشيئا لغيري
(3)
فأما ما كان لغيري فلو طلبته بحيلة السموات والأرض لم أصل إليه، فيمنع رزق غيري مني كما يمنع رزقي من غيرى.
• حدثنا أبو بكر ابن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا هاشم بن القاسم الأشجعي ثنا داود بن أبي الوازع المدني عن أبي حازم أنه كان يقول: نظرت في الرزق فوجدته شيئين، شيء هو لي له أجل ينتهي إليه فلن أعجله ولو طلبته بقوة
(1)
فى ج. يحب.
(2)
كذا فى الاصلين: وتقدم أنه ابن عبد الملك.
(3)
كذا فى الاصلين. وفى مغ: فشيء هو لي وشيء هو لغيرى.
السموات والأرض، وشيء لغيري فلم يصبني فيما مضى فأطلبه فيما بقي، فشيء يمنع من غيري كما شيء غيري يمنع مني. ففي أي هذين أفني عمري؟.
• حدثنا أبي رحمه الله ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا سفيان بن وكيع ثنا ابن عيينة. قال سمعت أبا حازم يقول: إن كان يغنيك ما يكفيك فأدنى عيشك يكفيك، وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس في الدنيا شيء يغنيك.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن الصباح ثنا سفيان. قال قال أبو حازم: اشتدت مئونة الدنيا والدين. قالوا: يا أبا حازم هذا الدين فكيف الدنيا؟ قال: لأنك لا تمد يديك إلى شيء إلا وجدت واحدا
(1)
قد سبقك إليه.
• حدثنا أبو أحمد محمد الجرجاني ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة أخبرني ابن عبد الحكم أن ابن وهب أخبرهم قال أخبرني حفص بن عمر عن ابن زيد بن أسلم عن أبيه. قال: كنت مع أبي حازم في الصائفة
(2)
فأرسل عبد الرحمن بن خالد - وكان أصلح من بقي من أهل بيتنا -
(3)
إلى أبي حازم أن ائتنا حتى نسائلك وتحدثنا. فقال أبو حازم: معاذ الله أدركت أهل العلم لا يحملون الدين إلى أهل الدنيا، فلن أكون بأول من فعل ذلك، فإن كان لك حاجة فابلغنا.
فتصدى له عبد الرحمن وسأل منه وقال له: لقد ازددت علينا بهذا كرامة.
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم. قال: انظر الذي تحب أن يكون معك في الآخرة فقدمه اليوم، وانظر الذي تكره أن يكون معك ثم فاتركه اليوم.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا هارون بن معروف ثنا ضمرة عن ثوابة بن رافع. قال قال أبو حازم: ما مضى من الدنيا فحلم، وما بقى فأمانى.
(1)
فى مغ: فاجرا قد سبقك اليه.
(2)
فى الاصلين: فى الضيافة.
(3)
فى مغ: من أهل بنيثا (وعليها ضبط الصحة).
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا بهلول بن إسحاق ثنا سعيد بن منصور ثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم. قال: كل عمل تكره الموت من أجله فاتركه، ثم لا يضرك متى مت.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا علي بن عياش ثنا محمد بن مطرف ثنا أبو حازم. قال: لا يحسن عبد فيما بينه وبين الله تعالى إلا أحسن الله فيما بينه وبين العباد، ولا يعور فيما بينه وبين الله تعالى إلا عور الله فيما بينه وبين العباد، ولمصانعة وجه واحد أيسر من مصانعة الوجوه كلها. إنك إذا صانعت الله مالت الوجوه كلها إليك، وإذا أفسدت ما بينك وبينه شنئتك الوجوه كلها.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا خالي عبد الله بن محمود عن عبيد الله بن محمد ابن يزيد بن حبيش. قال: سمعت أبي يذكر أنه بلغه عن أبي حازم أنهم أتوه فقالوا له: يا أبا حازم أما ترى قد غلا السعر؟ فقال: وما يغمكم من ذلك إن الذي يرزقنا في الرخص هو الذي يرزقنا في الغلاء.
• حدثنا محمد بن أحمد بن عمر حدثني أبي ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني الحارث بن محمد عن أبى الحسن المدائنى. قال قال أبو حازم: من عرف الدنيا لم يفرح فيها برخاء، ولم يحزن على بلوى.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الله بن زكريا ثنا سلمة بن شبيب ثنا سهل بن عاصم عن داود بن مهران عن شهاب بن حراش
(1)
عن محمد بن مطرف. قال قال أبو حازم: ما في الدنيا شيء يسرك، إلا وقد ألزق به شيء يسوؤك.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو معمر ثنا سفيان بن عيينة. قال قال أبو حازم: قد رضيت من أحدكم أن يبقي على دينه كما يبقي على نعليه.
• حدثنا أبي رحمه الله ثنا إبراهيم بن سوية
(2)
ثنا سفيان بن وكيع
(1)
فى مغ: خداش.
(2)
وفيها. ابن مثوية.
ثنا سفيان بن عيينة. قال قال أبو حازم: اكتم حسناتك أشد مما تكتم سيئاتك.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني يحيى بن عثمان الحربي ثنا بقية بن الوليد عن أبى الحجاج المهرى - يعنى رشيد ابن سعد - عن يحيى بن سليم. قال قال أبو حازم: ابن آدم بعد الموت يأتيك الخبز.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي عن سفيان بن عيينة. قال قال أبو حازم: إنما السلطان سوق فما نفق عنده أتى به.
• وأخبرني محمد بن أحمد في كتابه ثنا محمد بن عبد الله بن رستة ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا أنس بن عياض. قال سمعت أبا حازم. قال: إنما الإمام سوق من الأسواق، إن جاءه الحق نفق وإن جاءه الباطل نفق. قال إبراهيم حدثنا أبو عمار هاشم بن غطفان. قال: إن نفق عنده الباطل جاءه الباطل، وإن نفق عنده الحق جاءه الحق.
• حدثنا أبي رحمه الله ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا سفيان بن وكيع ثنا ابن عيينة قال: دخل أبو حازم على أمير المدينة فقال له: تكلم. فقال له: انظر الناس ببابك إن أدنيت أهل الخير ذهب أهل الشر، وإن أدنيت أهل الشر ذهب أهل الخير.
• حدثنا أحمد بن محمد بن سنان ثنا أبو العباس الثقفي ثنا إبراهيم بن سعيد ثنا حجاج عن سفيان الثوري عن أبي حازم. قال: رضي الناس بالحديث وتركوا العمل.
• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا إبراهيم بن خالد ثنا محمد بن يحيى المازنى. قال قال أبو حازم: رضي الناس من العمل بالعلم، ومن الفعل بالقول.
• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد حدثني سفيان بن وكيع عن ابن عيينة. قال قال أبو حازم: إني لأعظ وما أرى للموعظة موضعا، وما أريد بذلك إلا نفسي.
• حدثنا أبي رحمه الله ثنا إبراهيم بن محمد ثنا سفيان بن وكيع ثنا ابن عيينة. قال قال أبو حازم: لأنا من أن أمنع الدعاء، أخوف منى من أن أمنع الإجابة.
• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا عصمة بن الفضل ثنا يحيى عن داود بن المغيرة. قال قال أبو حازم: السر أملك بالعلانية من العلانية بالسر، والفعل أملك بالقول من القول بالفعل.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سعيد بن منصور ثنا يعقوب بن عبد الرحمن. قال قال أبو حازم: شيئان إذا عملت بهما أصبت بهما خير الدنيا والآخرة، ولا أطول عليك. قيل وما هما؟ قال: تحمل ما تكره إذا أحبه الله، وتكره ما تحب إذا كرهه الله عز وجل.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا إبراهيم بن خالد ثنا محمد بن يحيى المازنى. قال قال أبو حازم: خصلتان من تكفل بهما تكفلت له بالجنة، تركك ما تحب، واحتمالك ما تكره إذا أحبه الله عز وجل.
• حدثنا محمد بن أحمد ثنا الحسن بن محمد ثنا أبو زرعة ثنا زيد بن بشر ثنا ابن وهب ثنا ابن زيد - يعني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم - عن أبي حازم.
قال: إن قوما تجنبوا
(1)
الكثير من الحلال لكثرة شغله، فما ظنكم بهؤلاء الذين تركوا الحلال ليركبوا الحرام.
• حدثنا محمد بن أحمد بن عمر حدثني أبي ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد حدثني محمد بن الحسين
(2)
حدثني يونس بن يحيى الأموي أبو نباتة حدثني محمد بن مطرف. قال: دخلنا على أبي حازم الأعرج لما حضره الموت. فقلنا:
يا أبا حازم كيف تجدك. قال: أجدني بخير راجيا حسن الظن به، ثم قال: إنه والله لا يستوي من غدا وراح يعمر عقد الآخرة لنفسه فيقدمها أمامه قبل أن ينزل به الموت حتى يقدم عليها فيقوم لها وتقوم له، ومن غدا وراح فى
(1)
فى الاصلين: نحققوا الكثير الخ.
(2)
فى مغ: الحسن بن يونس الخ.
عقد الدنيا يعمرها لغيره ويرجع إلى الآخرة لا حظ له فيها ولا نصيب.
• حدثنا أبي رحمه الله ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد ثنا ابن وهب أخبرني حفص بن عمر عن سعيد بن عبد الرحمن. قال: سمعت أبا حازم وذكر الدنيا فقال: لئن نجونا من شر ما أصبنا منها، ما يضرنا ما زوى عنا منها، ولئن كنا قد تورطنا فيها، فما طلب ما بقي منها إلا حمق.
• حدثنا إسحاق بن أحمد ثنا إبراهيم بن يوسف ثنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت محمد بن إسحاق قال أنبأنا جعفر الموصلي. قال قال أبو حازم: ان بضاعة الآخرة كاسدة فاستكثروا منها في أوان كسادها، فإنه لو قد جاء يوم نفاقها لم تصل منها لا إلى قليل ولا إلى كثير.
• حدثنا أبي رحمه الله ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا سفيان بن وكيع ثنا سفيان بن عيينة. قال قال أبو حازم: إن الرجل ليعمل السيئة ما عمل حسنة قط أنفع له منها، ويعمل الحسنة ما عمل سيئة قط أضر عليه منها.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا إبراهيم بن محمد ثنا أحمد بن سعيد ثنا ابن وهب أخبرني حفص بن عمر عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبي حازم. قال: إن العبد ليعمل الحسنة تسره حين يعلمها؛ وما خلق الله من سيئة أضر له منها، وإن العبد ليعمل السيئة حتى تسوءه حين يعملها؛ وما خلق الله من حسنة أنفع له منها، وذلك أن العبد ليعمل الحسنة تسره حين يعملها فيتجبر فيها ويرى أن له بها فضلا على غيره، ولعل الله تعالى أن يحبطها ويحبط معها عملا كثيرا. وإن العبد حين يعمل السيئة تسوءه حين يعملها، ولعل الله تعالى يحدث له بها وجلا يلقى الله تعالى وإن خوفها لفي جوفه باق.
• حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين الآجري ثنا عبد الله بن محمد العطشي ثنا إبراهيم بن الجنيد ثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير ثنا الهيثم بن جميل قال سمعت سفيان بن عيينة يقول قال أبو حازم: إني لأستحيي من ربي عز وجل أن أسأله شيئا، فأكون كالأجير السوء إذا عمل طلب الأجرة، ولكني أعمل تعظيما له.
• حدثنا محمد بن أحمد بن عمر حدثني أبي ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا محمد ابن يحيى بن أبي حاتم الأزدي ثنا محمد بن هانئ عن بعض أصحابه. قال قال رجل لأبي حازم: ما شكر العينين؟ فقال: إن رأيت بهما خيرا أعلنته، وإن رأيت بهما شرا سترته. قال فما شكر الأذننين؟ قال: إن سمعت بهما خيرا وعيته، وإن سمعت بهما شرا دفنته. قال ما شكر اليدين؟ قال: لا تأخذ بهما ما ليس لك، ولا تمنع حقا لله هو فيهما. قال وما شكر البطن؟ قال: أن يكون أسفله طعاما وأعلاه علما. قال وما شكر الفرج؟ قال كما قال الله تعالى {والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم} إلى قوله {فأولئك هم العادون} . قال فما شكر الرجلين؟ قال: إن رأيت ميتا غبطته استعملت بهما عمله، وإن رأيت ميتا مقته كففتهما عن عمله وأنت شاكر لله عز وجل، فأما من يشكر بلسانه ولم يشكر بجميع أعضائه فمثله كمثل رجل له كساء فأخذ بطرفه ولم يلبسه، فلم ينفعه ذلك من الحر والبرد والثلج والمطر.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن أحمد بن إسحاق ثنا الحسن بن الصباح البزار ثنا زيد بن الحباب عن مبارك بن فضالة عن عبيد الله بن عمر عن أبي حازم. قال: لا تكون عالما حتى يكون فيك ثلاث خصال؛ لا تبغي على من فوقك، ولا تحتقر من دونك، ولا تأخذ على علمك دنيا.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا احمد ابن سعيد ثنا ابن وهب أخبرني عبد العزيز بن أبي حازم. قال سمعت أبي يقول: إن العلماء كانوا فيما مضى من الزمان إذا لقي العالم منهم من هو فوقه في العلم كان يوم غنيمة، وإذا لقي من هو مثله ذاكره، وإذا لقي من هو دونه لم يزد عليه؛ حتى إذا كان هذا الزمان فهلك الناس.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن العباس ثنا سلمة بن شبيب ثنا سهل بن عاصم ثنا فرج بن سعيد الصوفي ثنا يوسف بن أسباط. قال: أخبرني مخبر: أن بعض الأمراء أرسل إلى أبي حازم فأتاه وعنده الإفريقي والزهري وغيرهما فقال له: تكلم يا أبا حازم. فقال أبو حازم: إن خير الأمراء من أحب العلماء،
وإن شر العلماء من أحب الأمراء، وأنه كان فيما مضى إذا بعث الأمراء إلى العلماء لم يأتوهم، وإذا أعطوهم لم يقبلوا منهم، وإذا سألوهم لم يرخصوا لهم، وكان الأمراء يأتون العلماء في بيوتهم فيسألونهم فكان في ذلك صلاح للأمراء وصلاح للعلماء. فلما رأى ذلك ناس من الناس. قالوا: ما لنا لا نطلب العلم حتى نكون مثل هؤلاء، فطلبوا العلم فأتوا الأمراء فحدثوهم فرخصوا لهم، وأعطوهم فقبلوا منهم. فجرئت الامراء على العلماء، وجرئت العلماء على الأمراء.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ثنا سلمة ثنا سهل ثنا يحيى بن محمد المدني ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. قال: قلت لأبي حازم يوما: إني لأجد شيئا يحزنني. قال: وما هو يا ابن أخي؟ قلت: حبي الدنيا. فقال لي: اعلم يا ابن أخي أن هذا الشيء ما أعاتب نفسي على حب شيء حببه الله تعالى إلي؛ لأن الله عز وجل قد حبب هذه الدنيا إلينا. ولكن لتكن معاتبتنا أنفسنا في غير هذا، أن لا يدعونا حبها إلى أن نأخذ شيئا من شيء يكرهه الله، ولا أن نمنع شيئا من شيء أحبه الله، فإذا نحن فعلنا ذلك لا يضرنا حبنا إياها.
(1)
.
• حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الله ثنا سلمة ثنا سهل ثنا محمد بن أبي معشر حدثني أبي. قال أبو حازم: إذا أحببت أخا في الله فأقل مخالطته في دنياه.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الله بن محمد ثنا سلمة بن شبيب ثنا سهل بن عاصم ثنا عبد الله بن الضريس
(2)
. قال قال أبو حازم: إذا رأيت ربك يتابع نعمه عليك وأنت تعصيه فاحذره.
• حدثنا أبي رحمه الله ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا الحسين بن عبد الرحمن. قال: قيل لأبي حازم ما القرابة؟ قال: المودة. قيل
(1)
اعتمدت فى اثبات هذا الخبر على المغربية وتحصيل البغية لاختلاف الفاظ الاصلين اختلافا مضطربا.
(2)
كذا فى مغ: وفى الاصلين: الضرير.
له فما اللذة؟ قال: الموافقة، قيل فما الراحة؟ قال: الجدة.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد ثنا أحمد بن سعيد ثنا ابن وهب أخبرني عبد الله بن عباس عن عمرو بن عبد الله القيسي عن أبي حازم.
أنه قال: مثل العالم والجاهل مثل البناء والرقاص، تجد البناء على الشاهق والقصر معه حديدته جالسا، والرقاص
(1)
يحمل اللبن والطين على عاتقه على خشبة تحته مهواة لو زل ذهبت نفسه، ثم يتكلف الصعود بها على هول ما تحته حتى يأتي بها إلى البناء، فلا يزيد البناء على أن يعد لها بحديدته وبرأيه وبتقديره. فإذا سلما أخذ البناء تسعة أعشار الأجرة، وأخذ الرقاص عشرا، وإن هلك ذهبت نفسه، فكذا العالم يأخذ أضعاف الأجر بعلمه.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني. قال: سمعت شيخا في مسجد الحارث بن عمير يقول للحارث سمعت أبا حازم يقول: لما يلقى الذي لا يتقي الله من تقية الناس أشد مما يلقى الذي يتقي الله عز وجل من تقاته. قال احمد: وحدثناه ابراهيم ابن خالد ثنا يحيى بن محمد المازني قال قال أبو حازم مثله.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا هارون بن معروف والوليد بن شجاع. قالا: ثنا ضمرة عن ثوابة بن رافع.
قال قال أبو حازم: وما إبليس؟ والله لقد عصي فما ضر، ولقد أطيع فما نفع.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا سعدان بن زيد ثنا سهل بن أبي حليمة. قال سمعت سفيان يقول قال أبو حازم: إن يبغضك عدوك المسلم، خير لك من أن يحبك خليلك الفاجر.
• حدثنا أبو زرعة محمد بن إبراهيم الإستراباذي ثنا أبو نعيم بن عدى ثنا أبو يعلى ثنا الأصمعي ثنا ابن أبي حازم. قال قيل لأبى حازم: ما اللذة؟ قال: الموافقة.
(1)
الرقاص: يريد به الاجير الذى يتكلف الصعود على تلك الخشبة ونسميها بعرفنا (الصقالة) تتحرك به صعودا وهبوطا، والرقص فى الاصل الخبب أو ضرب من الخبب.
• أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه ثنا محمد بن أيوب ثنا الحسين بن الفرج ثنا زكريا بن منصور القرظي. قال سمعت أبا حازم يقول: كنت ترى حامل القرآن في خمسين رجلا فتعرفه قد مصعه القرآن،
(1)
وأدركت القراء الذين هم القراء، فأما اليوم فليسوا بقراء، ولكنهم خراء
(2)
.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا حاتم بن الليث ثنا ابن حميد ثنا جرير. قال: كان أبو حازم يمر على الفاكهة في السوق فيشتهيها، فيقول:
موعدك الجنة.
• حدثنا أبو الحسين
(3)
أحمد بن محمد بن مقسم وأبو بكر بن محمد بن أحمد بن هارون الوراق الأصبهاني. قالا: ثنا أحمد بن عبد الله بن صاحب أبي ضمرة ثنا هارون بن حميد الدهكي ثنا الفضل بن عنبسة عن رجل قد سماه أراه عبد الحميد بن سليمان عن الذيال بن عباد. قال: كتب أبو حازم الأعرج إلى الزهري: عافانا الله وإياك أبا بكر من الفتن، ورحمك من النار. فقد أصبحت بحال ينبغي لمن عرفك بها أن يرحمك منها، أصبحت شيخا كبيرا قد أثقلتك نعم الله عليك؛ بما أصح من بدنك وأطال من عمرك، وعلمت حجج الله تعالى مما حملك من كتابه، وفقهك فيه من دينه، وفهمك من سنة نبيك صلى الله عليه وسلم. فرمى بك في كل نعمة أنعمها عليك، وكل حجة يحتج بها عليك، الغرض الأقصى. ابتلى في ذلك شكرك، وأبدى فيه فضله عليك.
وقد قال: {(لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد)} انظر أي رجل تكون إذا وقفت بين يدي الله عز وجل؟ فسألك عن نعمه عليك كيف رعيتها، وعن حججه عليك كيف قضيتها، ولا تحسبن الله راضيا منك بالتغرير، ولا قابلا منك التقصير، هيهات ليس كذلك! أخذ على العلماء في كتابه إذ قال تعالى:{لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم} الآية. إنك تقول إنك جدل! ماهر عالم - قد جادلت الناس فجدلتهم، وخاصمتهم فخصمتهم،
(1)
كذا فى الاصلين: مصعه (بمهملات) وفى مغ: خضعه والمصع: يريد به هنا الهزال
(2)
فى الاصلين: قرا.
(3)
فى مغ: ابو الحسن.
إدلالا منك بفهمك، واقتدارا منك برأيك، فأين تذهب عن قول الله عز وجل:
{ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة}
الآية. اعلم أن أدنى ما ارتكبت، وأعظم ما احتقبت، أن آنست الظالم وسهلت له طريق الغي بدنوك؛ حين أدنيت، وإجابتك حين دعيت، فما أخلقك أن تبوء باسمك غدا مع الجرمة، وأن تسأل عما أردت بإغضائك عن ظلم الظلمة، إنك أخذت ما ليس لمن أعطاك، ودنوت ممن لا يرد على أحد حقا ولا ترك باطلا حين أدناك، وأجبت من أراد التدليس بدعائه إياك حين دعاك، جعلوك قطبا تدور رحى باطلهم عليك، وجسرا يعبرون بك إلى بلائهم، وسلما إلى ضلالتهم
(1)
وداعيا إلى غيهم، سالكا سبيلهم. يدخلون بك الشك على العلماء، ويقتادون بك قلوب الجهال إليهم، فلم تبلغ أخص وزرائهم، ولا أقوى أعوانهم لهم، إلا دون ما بلغت من إصلاح فسادهم، واختلاف الخاصة والعامة إليهم، فما أيسر ما عمروا لك في جنب ما خربوا عليك، وما أقل ما أعطوك في كثير ما أخذوا منك. فانظر لنفسك فإنه لا ينظر لها غيرك، وحاسبها حساب رجل مسئول. وانظر كيف شكرك لمن غذاك بنعمه صغيرا وكبيرا، وانظر كيف إعظامك أمر من جعلك بدينه في الناس بخيلا
(2)
وكيف صيانتك
(3)
لكسوة من جعلك لكسوته ستيرا
(4)
، وكيف قربك وبعدك ممن أمرك أن تكون منه قريبا. مالك لا تنتبه من نعستك؟
(5)
، وتستقيل من عثرتك، فتقول والله ما قمت لله مقاما واحدا أحى له فيه دينا، ولا أميت له فيه باطلا، إنما شكرك لمن استحملك كتابه، واستودعك علمه.
ما يؤمنك أن تكون من الذين قال الله تعالى {فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى} الآية. إنك لست في دار مقام؟ قد أوذنت بالرحيل! ما بقاء المرء بعد أقرانه. طوبى لمن كان مع الدنيا على وجل! يا بؤس من يموت وتبقى ذنوبه من بعده. إنك لم تؤمر بالنظر لوارثك على
(1)
فى الاصلين: علالتهم.
(2)
فى ج: قليلا.
(3)
في مغ: صبابتك.
(4)
وفيها: سترا.
(5)
فى الاصلين: من نفسك.
نفسك، ليس أحد أهلا أن تردفه على ظهرك
(1)
. ذهبت اللذة، وبقيت التبعة، ما أشقى من سعد بكسبه غيره، احذر فقد أتيت، وتخلص فقد أدهيت، إنك تعامل من لا يجهل، والذي يحفظ عليك لا يغفل، تجهز فقد دنا منك سفر، وداو دينك فقد دخله سقم شديد، ولا تحسبن أني أردت توبيخك أو تعبيرك
(2)
وتعنيفك، ولكني أردت أن تنعش
(3)
ما فات من رأيك، وترد عليك ما عزب عنك من حلمك، وذكرت قوله تعالى {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} . أغفلت ذكر من مضى من أسنانك
(4)
وأقرانك وبقيت بعدهم كقرن أعضب. فانظر هل ابتلوا بمثل ما ابتليت به؟ أو دخلوا في مثل ما دخلت فيه؟ وهل تراه ادخر لك خيرا منعوه؟ أو علمك شيئا جهلوه؟ بل جهلت ما ابتليت به من حالك في صدور العامة، وكلفهم بك أن صاروا يقتدون برأيك ويعملون بأمرك، إن أحللت أحلوا، وإن حرمت حرموا، وليس ذلك عندك. ولكنهم إكبابهم عليك، ورغبتهم فيما في يديك ذهاب عملهم، وغلبة الجهل عليك وعليهم، وطلب حب الرياسة وطلب الدنيا منك ومنهم، أما ترى ما أنت فيه من الجهل والغرة؟ وما الناس فيه من البلاء والفتنة؟ ابتليتهم بالشغل عن مكاسبهم، وفتنتهم بما رأوا من أثر العلم عليك، وتاقت أنفسهم إلى أن يدركوا بالعلم ما أدركت، ويبلغوا منه مثل الذي بلغت، فوقعوا بك في بحر لا يدرك قعره، وفي بلاء لا يقدر قدره، فالله لنا ولك ولهم المستعان.
واعلم أن الجاه جاهان: جاه يجريه الله تعالى على يدي أوليائه لأوليائه؛ الخامل ذكرهم، الخافية شخوصهم، ولقد جاء نعتهم على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب الأخفياء الأتقياء الأبرياء الذين إذا غابوا لم يفتقدوا، وإذا شهدوا لم يعرفوا، قلوبهم مصابيح الهدى، يخرجون من كل فتنة سوداء
(1)
فى ز: بان تبرد له على ظهرك. وفى مغ: تبرك له على ظهرك
(2)
فى ج، ومغ: أو تغييرك (بالمعجمة).
(3)
فى الاصلين أن تجهز. وفى مغ: تنقش.
(4)
: ز فى اسلافك
مظلمة». فهؤلاء أولياء الله الذين قال الله تعالى فيهم {أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون} . وجاه يجريه الله تعالى على يدي أعدائه لأوليائه، ومقة يقذفها الله في قلوبهم لهم، فيعظمهم الناس بتعظيم أولئك لهم، ويرغب الناس فيما في أيديهم لرغبة أولئك فيه إليهم، {أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون} . وما أخوفني أن تكون ممن ينظر لمن عاش مستورا عليه في دينه، مقتورا عليه في رزقه، معزولة عنه البلايا، مصروفة عنه الفتن في عنفوان شبابه، وظهور جلده، وكمال شهوته، فعنى بذلك دهره، حتى إذا كبر سنه، ورق عظمه، وضعفت قوته، وانقطعت شهوته ولذته، فتحت عليه الدنيا شر فتوح، فلزمته تبعتها، وعلقته فتنتها، وأعشت
(1)
عينيه زهرتها، وصفت لغيره منفعتها، فسبحان الله ما أبين هذا الغبن، وأخسر هذا الأمر، فهلا إذ عرضت لك فتنتها ذكرت أمير المؤمنين عمر رضي الله تعالى عنه في كتابه إلى سعد - حين خاف عليه مثل الذى وقعت فيه عند ما فتح الله على سعد -: أما بعد فأعرض عن زهرة ما أنت فيه حتى تلقى الماضين الذين دفنوا في أسمالهم، لاصقة بطونهم بظهورهم، ليس بينهم وبين الله حجاب، لم تفتنهم الدنيا ولم يفتتنوا بها، رغبوا فطلبوا فما لبثوا أن لحقوا. فإذا كانت الدنيا تبلغ من مثلك هذا في كبر سنك ورسوخ علمك، وحضور أجلك. فمن يلوم الحدث في سنه، والجاهل في علمه، المأفون في رأيه
(2)
المدخول في عقله؟ إنا لله وإنا إليه راجعون. على من المعول؟ وعند من المستعتب؟ نحتسب عند الله مصيبتنا، ونشكو إليه بثنا، وما نرى منك ونحمد الله الذي عافانا مما ابتلاك به، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
أسند أبو حازم: عن سهل بن سعد الساعدي وسمع منه، ومن ابن عمر، وأنس بن مالك، وقيل إنه رأى أبا هريرة. وسمع من سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، ومحمد بن كعب القرظي، والأعرج، وأبي صالح السمان، والنعمان بن أبى عياش،
(1)
فى مغ: وارعشت عينه والتصحيح من المختصر.
(2)
وفيها: فى امره.
وعبيد الله بن مقسم، وسعيد المقبري، وطلحة بن عبيد الله بن كريز، وبعجة ابن عبد الله بن بدر الجهني، وعمارة بن عمرو بن حزم، وأبي جعفر القاري، وعطاء بن أبي رباح، وعمرو بن شعيب، ويزيد الرقاشي، في آخرين.
وروى عنه من التابعين عدة: منهم عبيد الله بن عمر العمري، وعمارة ابن غزية، ومحمد بن عجلان، وسعيد بن أبي هلال. وحدث عنه من الأئمة والأعلام: مالك، والثوري والحمادان، وابن عيينة، ومعمر، وسليمان بن بلال، والمسعودي، وزائدة، وخارجة بن مصعب، وابناه عبد العزيز وعبد الجبار ابنا أبي حازم، في آخرين.
فمن صحاح أحاديثه ما حدثناه محمد بن أحمد الجرجاني ثنا القاسم بن زكريا المطرز ثنا محمد بن عبد الله بن بزيع ثنا عبد الأعلى عن عبيد الله بن عمر عن أبي حازم عن سهل بن سعد. [وحدثنا أحمد بن جعفر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي - واللفظ له - ثنا يونس بن محمد ثنا حماد بن زيد حدثني عبيد الله بن عمر عن أبي حازم عن سهل بن سعد]
(1)
. قال حماد ثم لقيت أبا حازم فحدثني به فلم أنكر مما حدثني شيئا. قال: كان قتال بين بني عمرو بن عوف فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم ليصلح بينهم، وقال لبلال إن حضرت الصلاة ولم آت فأمر أبا بكر فليصل بالناس، قال فلما حضرت الصلاة أذن وأقام وأمر أبا بكر فتقدم، فلما تقدم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما جاء صفح الناس وكان أبو بكر إذا دخل في الصلاة لم يلتفت، فلما رآهم لا يسكنون
(2)
التفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأومى بيده إليه أن امضه، قال فرجع أبو بكر القهقرى وتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال: «يا أبا بكر ما منعك إذ أومأت إليك أن تمضي في صلاتك» . قال ما كان لابن أبي قحافة أن يؤم برسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قال: «إذا نابكم في الصلاة شيء فليسبح الرجال، وليصفق النساء» . حديث صحيح متفق عليه من حديث أبي حازم، أخرجه مسلم عن ابن بزيع عن عبد الاعلى.
(1)
ما بين المربعين سقط من الازهرية.
(2)
فى ج. لا يسكتون. وفى مغ لا يمسكون
واتفق هو والبخاري فيه عن مالك ويعقوب القاري عن أبي حازم، وانفرد البخاري برواية حديث الثورى وابن أبى حازم وحماد بن زيد، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير فيه عن أبي حازم. وممن روى هذا الحديث عن أبي حازم ممن لا
(1)
يذكراه: معمر، وأبو غسان محمد بن مطرف، وعبد العزيز بن الماجشون، ومحمد بن عجلان، وهشام بن سعد، وعبد الرحمن بن إسحاق، وسفيان بن عيينة، والحمادان، وعبد الله بن عبد الرحمن الجمحي، وعبد الحميد بن سليمان أخو فليح، وعبد العزيز بن أبي حازم، ويعقوب بن الوليد، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي مليكة، وعمر بن علي المقدمي، وموسى بن محمد الأنصاري، وجرير بن حازم، وخارجة بن مصعب، في آخرين. منهم من ساقه مطولا ومنهم من رواه مختصرا. فقال: التسبيح للرجال، والتصفيق للنساء.
• حدثنا أبو بكر أحمد بن السندي ثنا محمد بن العباس المؤدب ثنا شريح ابن النعمان ثنا إسماعيل بن عياش ثنا عمارة بن غزية الأنصاري عن أبي حازم عن سهل بن سعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: «ما من ملب إلا ليلبي ما عن يمينه وعن شماله من حجر أو مدر أو شجر حتى تنقطع الأرض من هاهنا، ومن هاهنا وإن أهل الدرجات العلى ليرون
(2)
من أسفل منهم كما ترون الكوكب في السماء». هذا حديث غريب تفرد به عن أبى حازم عمارة ابن غزية وهو من تابعي أهل المدينة، ورواه عن عمار معاوية بن صالح وعبيد ابن حميد.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا خالد بن القاسم ثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي ثنا أبو حازم عن سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «للصائمين باب في الجنة يقال له الريان لا يدخل منه غيرهم، فإذا دخل آخرهم أغلق. من دخل منه شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا» . هذا حديث صحيح متفق عليه اتفق فيه البخاري ومسلم من حديث سليمان بن بلال عن أبي حازم. وممن رواه عن أبى حازم:
(1)
كذا فى الاصول.
(2)
فى مغ وتحصيل البغية: ليراهم من اسفل منهم.
سفيان الثوري، وحماد بن زيد، وهشام بن سعيد، وعبد الرحمن بن إسحاق، وعبد الله بن جعفر، ومبشر بن مكسرة.
• حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ثنا أبو حصين محمد بن الحسين حدثنا يحيى بن عبد الحميد ثنا سليمان بن بلال عن أبي حازم عن سهل بن سعد. قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر عنده الشؤم قال: «إن كان في شيء ففي الفرس والمرأة والمسكن» . هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث مالك عن أبي حازم، وانفرد مسلم فيه بهشام بن سعيد عن أبي حازم.
ورواه غيرهما عن أبي حازم: محمد بن جعفر، وعبد الحميد بن سليمان، وعمر ابن محمد بن صهبان.
• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا عدى ابن الفضل
(1)
عن أبي حازم عن سهل بن سعد. قال: كان عامة من يصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحاب العقد، قلت: وما أصحاب العقد؟ قال لم يكن لأحدهم إلا ثوب واحد كان يعقده على عنقه. هذا حديث صحيح أخرجه البخاري من حديث الثوري عن أبي حازم عن سهل بن سعد. قال:
كان رجال يصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم عاقدي أزرهم على أعناقهم.
ورواه عبد الرحمن بن إسحاق المدني في آخرين عن أبي حازم نحوه.
• حدثنا أبو أحمد بن محمد بن أحمد الجرجاني ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد ابن أبي بكر المقدمي ثنا عمر بن علي ثنا أبو حازم عن سهل بن سعد. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حفظ ما بين لحييه وما بين رجليه دخل الجنة» . هذا حديث صحيح، رواه البخاري عن المقدمي عن عمر، وحدث به أحمد بن حنبل عن عفان عن عمر.
• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسين بن جعفر القتات ثنا منجاب بن الحارث ثنا علي بن مسعر. وحدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا محمد بن أحمد بن الوليد ثنا متوكل بن أبي سورة ثنا خالد بن زيد - وهو
(1)
فى مغ: على بن الفضيل وكلاهما فى الطبقة.
العمري -
(1)
. قالا: ثنا سفيان الثوري عن أبي حازم عن سهل بن سعد. أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: «دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس، قال: ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس
(2)
يحبك الناس». هذا حديث غريب من حديث أبي حازم، لم يروه عنه متصلا مرفوعا إلا سفيان الثوري، ورواه عن سفيان ابن قتادة الحمامي ومحمد بن كثير الصنعاني مثله.
• حدثنا علي بن هارون ثنا موسى بن هارون
(3)
ثنا قتيبة بن سعيد ثنا على
(4)
ابن عبد الحميد بن سليمان أخو فليح عن أبي حازم عن سهل بن سعد.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء أبدا» . هذا حديث غريب من حديث عبد الحميد بن سليمان عن أبي حازم.
• حدثنا أبو عبد الله محمد بن عيسى الأديب ثنا محمد بن إبراهيم بن زياد ثنا محمد بن حميد ثنا زافر بن سليمان ثنا محمد بن عيينة عن أبي حازم عن سهل بن سعد. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريل عليه السلام فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، ثم قال: يا محمد شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس» . هذا حديث غريب من حديث محمد بن عيينة، تفرد به زافر بن سليمان، وعنه محمد بن حميد.
• حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا جعفر بن محمد بن بشار ثنا يحيى بن محمد بن السكن ثنا إسحاق بن إدريس ثنا عبد الرحمن بن زيد ثنا أبو حازم عن سهل بن سعد. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن يسور ولده سوار من نار فليسوره سوارا من ذهب، ولكن الفضة اعملوا بها ما شئتم» . هذا حديث غريب من حديث أبى حازم تفرد به عنه عبد
(1)
وفيها. هو القرظى.
(2)
فى مغ والمختصر. فيما فى أيدى الناس.
(3)
فى ز. وفى ج. بن عمرو.
(4)
كذا ولعله عبد الحميد كما سيذكره.
الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف، والحديث لو ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم يعني به الذكور من الأولاد، فأما الإناث فقد أباح لهن التحلي بالذهب ولبس الحرير.
• حدثنا محمد بن المظفر ثنا أحمد بن الحسن بن الجعد ثنا يعقوب بن كاسب ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من دخل مسجدي هذا يتعلم حرفا
(1)
أو يعلمه كان كالمجاهد في سبيل الله تعالى، ومن دخله لغير ذلك كان كمنزلة الذي يرى الشيء يعجبه وهو لغيره». هذا حديث غريب من حديث أبي حازم عن سهل ابن سعد، تفرد به عنه ابنه عبد العزيز.
• حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن مخلد ثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي ثنا مروان بن محمد السنجاري ثنا أبو داود النخعي عن أبي حازم عن سهل بن سعد. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من اغتاب أخاه فاستغفر له فهو كفارته» . هذا حديث غريب من حديث أبي حازم عن سهل تفرد عنه أبو داود سليمان بن عمر النخعي وهو ذاهب الحديث.
• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا الحسن بن علي الواسطي حدثنا هشيم عن أبي يحيى - رجل من أهل المدينة - قال سمعت عبد الجبار بن أبي حازم يحدث عن أبيه عن سهل بن سعد. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم اغفر للصحابة ولمن رأى ولمن رأى، قال قلت:
ما معنى ولمن رأى؟ قال من رأى من الصحابة ومن رأى من رآهم». هذا حديث غريب من حديث أبي حازم عن سهل، تفرد به ابنه عبد الجبار وأبو يحيى المدني قيل إنه فليح بن سليمان، ولم يرو هذا الحديث عنه إلا هشيم.
• حدثنا أبو أحمد الجرجاني ثنا علي بن إسحاق البغدادي ثنا صالح بن سابق ثنا سليمان بن عمرو عن أبي حازم عن سهل بن سعد. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة يقضي الله عنهم يوم القيامة، رجل خاف العدو
(1)
فى ج. يتعلم حدا. وفى مغ وتحصيل البغية. يتعلم خيرا. وفيها. كان كالذى يرى الخ
على بيضة المسلمين وليس عنده قوة فأدان دينا فابتاع به سلاحا وتقوى به في سبيل الله عز وجل فمات قبل أن يقضيه ولم يقدر على قضائه؛ فهذا يقضي الله عنه، ورجل مات عنده أخوه المسلم فلم يجد ما يكفنه فيه فاستقرض واشترى به كفنا فمات وهو لا يقدر على قضائه؛ فهذا يقضي الله عنه، ورجل خاف على نفسه العنت واشتدت عليه العزوبة فاستقرض فتزوج ولم يقدر على قضائه؛ فمات فهذا يقضي الله عنه يوم القيامة». هذا حديث غريب من حديث أبي حازم وسهل لم نكتبه إلا من هذا الوجه.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الحسين بن إسحاق ثنا إبراهيم بن المعتمر ثنا حاتم بن عباد ثنا يحيى بن قيس الكندي عن أبي حازم عن سهل بن سعد.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نية المؤمن خير من عمله، وعمل المنافق خير من نيته، وكل يعمل على نيته، فإذا عمل المؤمن عملا كان
(1)
في قلبه نوره». هذا حديث غريب من حديث أبي حازم وسهل لم نكتبه إلا من هذا الوجه.
• حدثنا مخلد بن جعفر ومحمد بن حميد في جماعة. قالوا: ثنا إبراهيم بن شريك ثنا أحمد بن يونس ثنا فضيل بن عياض ثنا محمد بن ثور الصنعاني عن معمر عن أبي حازم عن سهل بن سعد. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله تعالى كريم يحب الكرم ومعالي الاخلاق، ويبغض سفسافها» .
غريب من حديث أبي حازم وسهل، تفرد به عن أبي حازم معمر، وعن فضيل احمد بن يونس.
• حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم ثنا جعفر بن محمد الصائغ ثنا ابراهيم ابن المنذر الحزامي ثنا زكريا بن منظور عن أبي حازم عن سهل بن سعد. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أعتق نسمة أعتق الله عز وجل بكل عضو منها عضوا منه من النار» . هذا حديث غريب من حديث أبي حازم عن سهل لا أعلم رواه عنه إلا زكريا بن منظور.
(1)
فى مغ: وتحصيل البغية: ثار فى الخ.
• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا خلف بن عمرو العكبري ثنا سعيد بن منصور ثنا عبد الحميد بن سليمان. قال سمعت أبا حازم يقول قال أبو هريرة:
«ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكسر اليابسة حتى توفي، وأصبحتم تهدون
(1)
بالدنيا». كذا رواه عبد الحميد عن أبي حازم قال أبو هريرة. وخالفه غيره من أصحاب أبى حازم فيه و (ليس) لأبي حازم عن أبي هريرة سماع وإنما رآه رؤية.
• حدثنا أحمد بن يعقوب بن المهرجان ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى ابن عبد الله البابلي ثنا أيوب بن نهيك. قال سمعت أبا حازم قال سمعت ابن عمر يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لقد هبط علي ملك من السماء ما هبط على نبي قبلي ولا يهبط على أحد بعدي وهو إسرافيل عليه السلام، فقال: السلام عليك يا محمد أنا رسول ربك إليك أمرني أن أخبرك إن شئت أن تكون نبيا عبدا وإن شئت نبيا ملكا، فنظرت إلى جبريل عليه السلام، فأومأ إلي أن تواضع. فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك: نبيا عبدا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو أني قلت
(2)
نبيا ملكا ثم شئت لسارت معي الجبال ذهبا». هذا حديث غريب من حديث أبي حازم عن ابن عمر تفرد به أيوب بن نهيك، وأبو حازم مختلف فيه فقيل سلمة بن دينار، وقيل محمد بن قيس المدني
(3)
.
• حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن ثنا محمد بن يونس بن موسى ثنا محمد بن خالد بن عثمة. وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا عمرو بن أبي الطاهر ثنا سعيد بن أبي مريم. قالا: ثنا موسى بن يعقوب عن أبي حازم عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله تعالى عنها. قالت: «ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم شبعتين في يوم حتى مات» . هذا حديث غريب من حديث أبي حازم عن عروة عن عائشة نحوه.
• حدثناه عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا احمد بن الحسن
(1)
كذا فى الاصلين. وفى مغ: تهدرون.
(2)
فى مغ. نبيا عبدا لو قلت نبيا ملكا الخ.
(3)
الاختلاف فى الراوى لان محمد بن قيس يكنى أيضا أبا حازم وهو من الطبقة.
ابن مكرم ثنا علي بن الجعد أخبرنا محمد بن مطرف عن أبي حازم عن عروة عن عائشة. قالت: كان يمر بنا هلال وهلال وما يوقد في منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم نار، قلت: أي خالة فبأي شيء كنتم تعيشون؟ قالت: بالأسودين الماء والتمر. كذا رواه أبو غسان محمد بن مطرف عن أبي حازم عن عروة.
وصحيح ذلك ما اتفق عليه البخاري ومسلم من حديث أبي حازم عن يزيد بن رومان عن عروة.
• حدثنا أبو أحمد الجرجاني ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد ابن الصباح ثنا عبد العزيز بن أبي حازم حدثني أبي عن [يزيد بن رومان عن عروة] عن عائشة. قالت: كان يمر بنا هلال وهلال فذكره.
• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن الصباح ثنا عبد العزيز بن أبي حازم حدثني أبي عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله تعالى عنها. قالت: وعد [جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ساعة يأتيه فجاءت الساعة ولم يأت] جبريل عليه السلام فإذا بجرو كلب تحت السرير. فقال:
«متى دخل هذا الكلب؟ قالت: ما علمت به، فأمر به فأخرج، وجاء جبريل عليه السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم واعدتني في ساعة فجلست لك فلم تأت. قال: منعني الكلب الذي كان في بيتك، إنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة» . هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه عن سويد بن سعيد عن عبد العزيز ابن أبي حازم، وعن إسحاق بن راهويه عن المخزومي عن وهيب
(1)
عن أبي حازم.
• حدثنا أبي رحمه الله ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد ابن يعقوب الكندي ثنا عثمان بن سعيد بن كثير ثنا أبو غسان ثنا أبو حازم عن أبي سلمة عن عائشة. قالت: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أتصدق بذهب سبعة دنانير - أو تسعة دنانير. - شك أبو حازم - فشغلني ما رأيت من مرضه قال فأفاق فقال: هل فعلت؟ فقلت لقد شغلني ما رأيتك به. قال: هبيها
(2)
، ما ظن محمد لو لقي الله تعالى وهذه عنده - أو ما
(1)
فى مغ: وهب.
(2)
فى الاصلين: أهلميها.
يغني هذه من محمد لو لقي الله عز وجل وهي عنده
(1)
. هذا حديث غريب من حديث أبي حازم عن أبي سلمة لا أعلمه إلا من حديث أبي غسان عنه.
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن سعيد المقبري عن أبي هريرة. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من عمره الله ستين سنة فقد أعذر إليه في العمر» . هذا حديث صحيح ثابت من حديث المقبري عن أبي هريرة أخرجه البخاري في صحيحه من حديث محمد بن معن الغفاري عن المقبري.
• حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة ابن سعيد ثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليك الطاعة فى منشطك ومكرهك، وعسرك ويسرك، وإمرة
(2)
عليك». هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه عن قتيبة وسعيد بن منصور عن يعقوب عن أبي حازم.
• حدثنا محمد بن أحمد بن جعفر المقرى ثنا موسى بن هارون الحافظ ثنا محمد بن الصباح ثنا عبد العزيز بن أبي حازم حدثني أبي عن أبي صالح عن أبي هريرة. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله إذا أحب عبدا نادى جبريل عليه السلام أنا أحب عبدي فلانا فينوه جبريل في حملة العرش فيحبه أهل العرش فيسمعه أهل السماء تحت العرش
(3)
فيحبه أهل السماء السابعة ثم ينزل سماء سماء حتى ينزل إلى سماء الدنيا، ثم يهبط إلى الأرض فيحبه أهل الأرض، والبغض مثل ذلك». هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث أبي صالح عن أبي هريرة عنه، أخرجه البخاري من حديث عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن أبي صالح، وأخرجه مسلم من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه، وحديث أبي حازم هذا لا أعلمه رواه عنه بهذا السياق إلا ابنه عبد العزيز.
(1)
سقط من مغ. القسم الاخير منه.
(2)
فى الاصلين. وإثرة عليك.
(3)
فى مغ: أهل السماء أهل العرش.
• حدثنا أبو عبد الله بن مخلد ثنا أبو إسماعيل الترمذي ثنا القعنبي قال قرأت على هشام بن سعيد عن ابن أبي حازم عن أبى حازم وزيد بن أسلم عن أم الدرداء: أنها كانت عند عبد الملك بن مروان ذات ليلة فدعا خادما له فأبطأ عليه فلعنه. فقالت أم الدرداء. سمعت أبا الدرداء يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يكون اللعانون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة» . هذا حديث مشهور من حديث أبي حازم لم نكتبه إلا من حديث هشام بن سعيد.
ربيعة بن أبي عبد الرحمن
ومنهم صاحب المعارف والبيان، والمحارف
(1)
والقربان، ربيعة بن أبي عبد الرحمن أبو عثمان.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان. قال: كان ربيعة بن أبي عبد الرحمن يوما جالسا فغطى رأسه ثم اضطجع فبكى. فقيل له: ما يبكيك؟ قال: رياء ظاهر، وشهوة خفية، والناس عند علمائهم كالصبيان في حجور أمهاتهم، ما أمروهم به ائتمروا، وما نهوهم عنه انتهوا.
• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان. قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد ثنا ابن وهب حدثني بكر بن مضر عن عمارة بن غزية.
قال: سمعت رجلا سأل ربيعة فقال يا أبى عثمان ما رأس الزهادة؟ قال: جمع الأشياء من حلها، ووضعها في حقها.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن نافع الطحان ثنا الحارث بن مسكين ثنا ابن وهب قال: سمعت مالك بن أنس فذكر فضل ربيعة. قال: لما قدم ربيعة على أمير المؤمنين أبى العباس، أمر له بجائزة فأبى أن يقبلها، فأمر له بخمسة آلاف درهم يشترى بها جارية فأبى أن يقبلها.
• حدثنا أبو عبد الله محمد بن سهل حدثني أحمد بن إبراهيم المعافرى ثنا
(1)
كذا فى الاصلين وفى مغ. والفحاوى.
يونس بن عبد الأعلى ثنا ابن وهب حدثني سليمان بن بلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن. أن رجلا قال له: انعت لي أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما.
فقال ربيعة: ما أدري كيف أنعتهما لك؟ أما هما فقد سبقا من كان معهما، وأتعبا من كان بعدهما.
• حدثنا أبو أحمد الجرجاني ثنا موسى بن سهل الحزبي
(1)
ثنا يونس ابن عبد الأعلى ثنا أنس بن عياض. أن ربيعة بن أبي عبد الرحمن وقف على قوم وهم يتذاكرون شأن القدر. فقال: لئن كنتم صادقين - وأعوذ بالله أن تكونوا صادقين - لما في أيديكم، أعظم مما في يدي ربكم إن كان الخير والشر بأيديكم.
• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا موسى بن سهل ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا أنس بن عياض. أن غيلان وقف على ربيعة فقال: يا ربيعة أنت الذي تزعم أن الله عز وجل يحب أن يعصى؟ قال: ويلك يا غيلان أفأنت الذي تزعم أن الله يعصى قسرا؟.
• حدثنا محمد بن مخلد ثنا أبو جعفر بن كمونة ثنا يونس بن عبد الأعلى.
قال: سمعت عبد الرحمن بن سعيد بن نقلاص
(2)
يحدث. قال: قال ربيعة شبر حظوة
(3)
خير من باع علم.
• حدثنا إسحاق بن أحمد ثنا إبراهيم بن يوسف ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا أبو مسهر عن مالك. قال قال لي ربيعة: - حين أراد أن يذهب إلى العراق - يا أبا عبد الله اكتب لي مائة حديث من عيون أحاديثكم، قال قلت له: أتريد أن تحدث بها بالعراق؟ قال فقال: إذا بلغك أني أحدث بالعراق فاعلم أني مجنون.
• حدثنا محمد بن عبد الرحمن ثنا أحمد بن محمد بن سلمة ثنا إبراهيم بن أبي داود ثنا أبو مسهر ثنا مالك عن ربيعة. قال قال لي ابن خلدة الزرقي: إني أرى الناس قد ملكوك أمر أنفسهم، فإذا سئلت عن المسألة فاطلب الخلاص
(1)
فى ج: الحربى (بالراء المهملة) وفى مغ. الجيزى.
(2)
فى ز: نقلاص (بالنون)
(3)
فى الاصلين. (سير خطوة) وهو تصحيف.
منها لنفسك ثم للذي سألك.
• حدثنا محمد بن سهل حدثني أحمد بن محمد بن الحارث ثنا إبراهيم بن أبي داود ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث بن سعد. قال: كنت عند ربيعة بن أبي عبد الرحمن. وعلي جبة نارانجية
(1)
فقلت له: يا أبا عثمان لو أصلحت من لسانك!. فقال: يا أبا الحارث لأن ألحن كذا وكذا لحنة، أحب إلي من أن ألبس مثل جبتك هذه.
• حدثنا محمد بن سهل ثنا محمد بن موسى بن النعمان قال قرأت على زيد ابن عبد الرحمن بن أبي العمر أن أباه حدثه قال حدثنا ضمام عن العلاء بن كثير عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن. أنه مر بمالك بن أنس فقال: يا مالك ما أقول لك نفاسة! إنه بلغني أنه سيكون في هذه الأمة أئمة في الدين يضلون ويضلون فاتق الله أن تكون منهم
(2)
.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن حسان الأزرق ثنا ابن مهدي. قال: قال ربيعة ألف عن ألف خير من واحد على
(3)
واحد.
• حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن مخلد ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا أشهب عن مالك عن ربيعة. قال: سمعت سعيد بن جبير يقول:
ليس الذي يقول الخير ويفعله، بخير ممن يسمعه ويتقبله حين يسمعه.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا الوليد بن مسلم ومروان بن محمد عن مالك بن أنس عن ربيعة. قال: وقف علي ابن خلدة - قاضيا كان علينا -. فقال: يا ربيعة إن الناس قد طافوا بك، فليكن همك إذا أتاك السائل أن تخلص نفسك وتخلصه
(4)
.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا موسى بن هارون ثنا عبيد الله بن عمر القواريري ثنا عبد الله بن رجاء المكي عن يونس بن يزيد. قال: سالت
(1)
كذا فى مغ وفى ز. نارجيه. وفى ج. فارجية.
(2)
فى مغ وج: فاتق ان لا تكون منهم.
(3)
فى مغ. عن واحد.
(4)
تقدم مثله وقد اختلفت الاصول الثلاثة فى سند هذا الخبر فاثبته عن نسخة جدة فقط.
ربيعة بن أبي عبد الرحمن ما منتهى الصبر؟ قال: أن يكون يوم تصيبه المصيبة مثله قبل أن تصيبه.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أنس بن عياض حدثني ربيعة بن أبي عبد الرحمن. قال: لقد رأيت مشيخة بالمدينة وإن لهم لغرائز، وعليهم الممصر
(1)
والمورد، في أيديهم مخاصر وفي أيديهم آثار الحناء في هيئة الفتيان، ودين أحدهم أبعد من الثريا إذا أريد على دينه.
أسند ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن عدة من الصحابة: عن أنس بن مالك وسمع منه، والسائب بن يزيد. وحدث عن سعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار، وسعيد بن يسار أبي الحباب، وعطاء بن يسار، وبشير بن يسار
(2)
والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وسالم بن عبد الله بن عمر، وحنظلة بن قيس الزرقي، وعبد الله بن دينار، وعبد الملك بن سعيد بن سويد، ويزيد مولى المنبعث، وعبد الرحمن بن أبي ليلى.
وروى عنه من التابعين: يحيى بن سعيد الأنصاري، وأخوه عبد ربه ابن سعيد. ومن الأئمة والأعلام: نافع بن أبي نعيم، ومالك بن أنس، والثوري، ومسعر، والأوزاعي، والقاسم بن معن، وفليح بن سليمان، وسليمان بن بلال، وغيرهم.
• حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ثنا أبو حصين الوادعي ثنا يحيى بن عبد الحميد ثنا سليمان بن بلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن. أنه سمع أنس بن مالك ينعت النبي صلى الله عليه وسلم: ربعة من القوم ليس بالطويل ولا بالقصير البائن، أزهر ليس بالآدم ولا أبيض أمهق، رجل الشعر ليس بالسبط ولا بالجعد القطط، بعث على رأس أربعين سنة، فأقام بمكة عشرا وبالمدينة عشرا وتوفي على رأس ستين سنة، ليس في رأسه ولا في لحيته عشرون شعرة
(1)
كذا فى الثلاثة: ولعله المعصفر. وهذا الخبر اصل فى الفتوة.
(2)
فى الاصلين: بشر بن بشار والتصحيح عن مغ والخلاصة.
بيضاء. هذا حديث صحيح ثابت متفق عليه، رواه عن ربيعة: يحيى بن سعيد الأنصاري، وعمرو بن يحيى المازني، وعمارة بن غزية، وسعيد بن أبي هلال، وأسامة بن زيد، ونافع بن أبي نعيم، ومحمد بن إسحاق، وعبد الله بن عمرو، وفليح، وأبو أويس، وعبد العزيز بن الماجشون، والدراوردي، والثوري، ومالك، والأوزاعي، ومسعر، وأبو بكر بن عياش، وقرة بن جيزيل، وأبو بكير
(1)
، وأنس بن عياض، ومنصور بن أبي الأسود، وإبراهيم بن طهمان، في آخرين.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا المقدام بن داود ثنا حبيب كاتب مالك ثنا هشام بن سعيد عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن. قال سمعت أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله جواد كريم يستحي من العبد المسلم إذا دعاه أن يرد يديه صفرا ليس فيهما شيء، وإذا دعا العبد فأشار بأصبعه. قال الرب: أخلص عبدي، وإذا رفع يديه. قال: الله إني لأستحي من عبدي أن أرده» . هذا حديث غريب من حديث ربيعة لم نكتبه عاليا إلا من حديث حبيب عن هشام
• حدثنا محمد بن المظفر ثنا أحمد بن يحيى بن زكريا
(2)
ثنا عبد الرحمن بن مخلد بن نجيح ثنا حبيب ثنا محمد بن عمران عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أنس بن مالك. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أذن الله عز وجل لعبد في الدعاء، حتى أذن له في الإجابة» . هذا حديث غريب من حديث ربيعة تفرد به حبيب كاتب مالك عن محمد عنه.
• حدثنا محمد بن عبد الرحمن ثنا أحمد بن إبراهيم بن عبد الله ثنا نصر بن مروان ثنا أبو حازم عبد الغفار بن الحسن ثنا محمد بن منصور عن أبي الفرج عن ربيعة بن عبد الرحمن عن أنس بن مالك. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة هم حداث الله عز وجل يوم القيامة؛ رجل لم يمش بين اثنين بمراء قط، ورجل لم يحدث نفسه بزنى، ورجل لم يخلط كسبه بربا قط» . هذا حديث غريب من حديث ربيعة لم نكتبه إلا من حديث أبى حازم، وأبو
(1)
فى مغ جبريل: وزكين.
(2)
فى مغ. ابن زكين.
الفرج قيل هو النضر بن محرز الشامي.
• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا عباس بن أحمد بن أبي شحمة ثنا الوليد بن شجاع ثنا عمر بن حفص بن عمرو بن ثابت الأنصاري ثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أنس بن مالك.
قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفاه الله عز وجل فيه فصعد المنبر. ثم قال: علي بالناس فاجتمع له من ذلك ما اجتمع. فقال:
«يا أيها الناس إن الله عز وجل أنزل كتابه على لسان نبيه فأحل حلاله وحرم حرامه، فما أحل في كتابه على لسان نبيه فهو حلال إلى يوم القيامة، وما حرم في كتابه على لسان نبيه فهو حرام إلى يوم القيامة، يا أيها الناس لا تعلقوا علي بشيء، ألا وإن لكل نبي تركة وضيعة، ألا وإن تركنى وضيعتي الأنصار فاحفظوني فيهم» . هذا حديث غريب من حديث ربيعة تفرد به عمر بن حفص عن ابن أبي الرجال.
• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله. وحدثنا ابن مخلد ثنا محمد بن يونس الكديمي. قالا: ثنا محمد بن سليمان القرشي ثنا مالك بن أنس عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر قال أخبرني عمر ابن الخطاب. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة» . هذا حديث غريب من حديث ربيعة تفرد به محمد ابن سليمان عن مالك عنه.
• حدثنا محمد بن علي بن مسلم العقيلي ثنا محمد بن بكر الهزاني ثنا مسدد ثنا حماد بن زيد عن مطر الوراق عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سليمان بن يسار عن أبي رافع. أن النبي صلى الله عليه وسلم: تزوج ميمونة وهو حلال وبنى بها وهو حلال، وكنت أنا الرسول بينهما. هذا حديث ثابت مشهور من حديث ربيعة تفرد به عنه مطر الوراق، ورواه يحيى بن آدم وأبو نعيم عن حماد عن مطر مثله، ورواه نصر بن مرزوق عن أبي عبد الرحمن الخراساني الحافظ، ورواه النسائي عن قتيبة عن حماد عن مطر عن يحيى بن سعيد عن
ربيعة بن سليمان مثله، وذكر يحيى بن سعيد فيه وهم من بعض الرواة.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن عبد الرحمن ثنا يحيى بن منصور ثنا عبد الله بن جعفر البرمكي ثنا معن ثنا مالك بن أنس عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أبي الحباب سعيد بن يسار عن أبي هريرة. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما يزال العبد المؤمن يصاب في ماله وحشاشته حتى يلقى الله عز وجل وليس عليه خطيئة» . هذا حديث صحيح ثابت من حديث أبي هريرة. قد رواه أصحاب مالك عنه في الموطأ أنه بلغه عن أبي الحباب ولم يسموا ربيعة، وتفرد به معن بتسمية ربيعة.
• حدثنا القاضي أبو أحمد ثنا محمد بن موسى الحلواني ثنا نصر بن علي ثنا عيسى بن يونس عن خالد بن إلياس عن ربيعة عن القاسم بن محمد عن عائشة.
قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعلنوا هذا النكاح واضربوا عليه بالغربال» . هذا حديث مشهور من حديث القاسم عن عائشة تفرد به خالد عن ربيعة.
• حدثنا جعفر بن محمد الأحمسي ثنا أبو الحصين بن يحيى الحماني ثنا سليمان بن بلال عن ربيعة عن عبد الملك بن سعيد عن أبي حميد الساعدي.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أجملوا في طلب الدنيا، فإن كلا ميسر لما خلق له» . هذا حديث ثابت مشهور من حديث ربيعة رواه عمارة بن غزية والدراوردي عنه مثله.
• حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن مخلد حدثني أحمد بن هلال التستري ثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام ثنا أبي ثنا يحيى بن سابق المدني عن خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عن جابر بن عبد الله. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «فيما أعطى الله تعالى موسى في الألواح الأول في أول ما كتب عشرة أبواب؛ يا موسى لا تشرك بي شيئا فقد حق القول مني لتلفحن وجوه المشركين النار، وأشكر لى ولوالديك اقك المتالف وأنسى لك في عمرك
وأحييك حياة طيبة وأقلبك إلى خير منها، ولا تقتل النفس التي حرمت إلا بالحق، فتضيق عليك الأرض برحبها والسماء بأقطارها وتبوء بسخطي في النار، ولا تحلف باسمي كاذبا ولا آثما فإني لا أطهر ولا أزكي من لم ينزهني ولم يعظم أسمائي، ولا تحسد الناس على ما أعطيتهم من فضلي ولا تنفس
(1)
عليهم نعمتي ورزقي فإن الحاسد عدو لنعمتي، راد لقضائي ساخط لقسمتي التي أقسم بين عبادي، ومن يكن كذلك فلست منه وليس مني، ولا تشهد بما لم يع سمعك ويحفظ عقلك ويعقد عليه قلبك، فإني واقف
(2)
أهل الشهادات على شهاداتهم يوم القيامة، ثم سائلهم عنها سؤالا حثيثا، ولا تزن ولا تسرق ولا تزن بحليلة جارك؛ فأحجب عنك وجهي وتغلق عنك أبواب السماء، وأحبب للناس ما تحب لنفسك، ولا تذبح
(3)
لغيري فإني لا أقبل من القربان إلا ما ذكر عليه اسمي وكان خالصا لوجهي، وتفرغ لي يوم السبت وفرغ لي آنيتك وجميع أهل بيتك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إن الله عز وجل جعل يوم السبت لهم عيدا، واختار لنا الجمعة فجعلها لنا عيدا» . غريب من حديث أبي جعفر وحديث ربيعة لم نكتبه إلا بهذا الإسناد من هذا الوجه والله سبحانه وتعالى أعلم.
عبيد بن عمير
ومن تابعي أهل مكة الواعظ الصغير، العابد الضمير، أبو عاصم عبيد بن عمير، كان بذكر الله لهجا، وبنعم الله عليه بهجا، وعن ذكر من سوى الله حرجا.
وقيل: إن التصوف اغتنام الذكر، واكتتام السر.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي ثنا
(1)
فى ج تنغص عليهم.
(2)
فى ج: فانى أوقف.
(3)
مغ: تذبحن.
ابن عيينة عن داود بن سابور عن مجاهد. قال: كنا نفخر بفقيهنا، ونفخر بقارئنا
(1)
فأما فقيهنا فابن عباس، وأما قارئنا
(2)
فعبيد بن عمير.
• حدثنا أحمد بن محمد بن الفضل النيسابوري ثنا محمد بن إسحاق السراج ثنا يوسف بن موسى ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس. أنه دخل المسجد وعبيد بن عمير يقص. فقال لقائده: اذهب بي نحوه، فجاء حتى قام على رأسه. فقال: أبا عاصم ذكر بالله وذكر الله، {(واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا)} ، {واذكر في الكتاب موسى،} {واذكر في الكتاب إسماعيل} .
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا يوسف بن موسى ثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان. قال: لقي عبد الله بن الزبير عبيد الله بن عمير. فقال: ما شأنك مصغرا
(3)
يا أبا عاصم.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن عمر ثنا محمد بن يحيى بن سليمان ثنا عاصم بن علي ثنا سليمان بن كثير عن ثابت. قال قال عبيد بن عمير: إن أعظمكم الليل أن تساهروه، وبخلتم بالمال أن تنفقوه، وعجزتم عن العدو أن تقاتلوه، فعليكم بسبحان الله وبحمده! والذي نفسي بيده لهما أحب إلى الله تعالى من جبلي ذهب وفضة.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا خلف بن هشام ثنا خالد عن حصين عن مجاهد عن عبيد بن عمير.
قال: كان يقال - إذا جاء الشتاء - لأهل القرآن، قد طال الليل لصلاتكم، وقصر النهار لصيامكم، إن أعظمكم هذا الليل أن تكابدوه، وبخلتم بالمال أن تنفقوه، وجبنتم عن العدو أن تقاتلوه، فأكثروا من ذكر الله عز وجل.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا داود بن عمرو ثنا عمير ثنا أبو حصين عن مجاهد عن عبيد بن عمير. قال: كان يقال إذا جاء الشتاء يا أهل القرآن قد طال الليل لصلاتكم، وقصر النهار لصيامكم، واعلموا إن
(1)
فى مغ: بفقيهنا وبقاضينا.
(2)
وفيها وأما قاضينا.
(3)
فى ز. مصفرا (بالفاء) واحسبه تصحيف.
أعياكم الليل أن تكابدوه، وخفتم العدو أن تجاهدوه، وبخلتم بالمال أن تنفقوه، فأكثروا من ذكر الله عز وجل. كذا وقع في كتابى أبى حصين وصوابه حصين عن مجاهد كرواية خالد.
• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا هارون بن أبي إبراهيم ثنا عبد الله بن عبيد بن عمير. قال قال أبي عبيد بن عمير: إن الله لم يذكر شيئا نسيه إن يكن الله نسي شيئا، ما قال الله فهو كما قال الله تعالى، وما قال رسول الله فهو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فما تركه ولم يقله وتركه رسول الله فلم يقله فبعفو الله وبرحمته ذروه ولا تبحثوا عنه.
• حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا علي بن مسهر عن ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير. قال:
إن الله عز وجل أحل وحرم، فما أحل فاستحلوه، وما حرم فاجتنبوه، وترك بين ذلك أشياء لم يحلها ولم يحرمها، فذلك عفو من الله تعالى عفاه. ثم يتلو:
{يا أيها الذين آمنوا لا تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} الآية.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - ثنا إسرائيل عن زياد بن فياض
(1)
حدثني من سمع عبيد بن عمير يقول: آثروا الحياء من الله، على الحياء من الناس.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير. قال: من صدق الايمان وبره إسباغ الوضوء في المكاره، ومن صدق الإيمان وبره أن يخلو الرجل بالمرأة الحسناء فيدعها؛ لا يدعها إلا لله تعالى.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا عبد الله بن محمد العنبسي
(2)
ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي راشد عن عبيد بن عمير في قوله تعالى: {فإنه كان للأوابين غفورا} . قال: الأواب الذي يتذكر ذنوبه في الخلاء، ثم يستغفر الله تعالى لها.
(1)
فى مغ: ابن عياض.
(2)
فى الاصلين. العنسى.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا إسماعيل بن عبد الملك عن عبد الله بن عبيد بن عمير. قال: كان إذا دخل عبيد ابن عمير المسجد وقد غابت الشمس فسمع النداء. قال: اللهم إني أسألك عند حضور إقبال ليلك، وإدبار نهارك، وقيام دعاتك، وحضور صلاتك، أن تغفر لي وترحمني، وأن تجيرني من النار. وإذا أصبح قال مثل ذلك قبل أن يصلي الفجر.
• حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا محمد بن فضيل عن عاصم عن رجل عن عبيد بن عمير. قال: كان لرجل ثلاثة أخلاء بعضهم أخص له من بعض، فنزلت به نازلة فلقي أخص الثلاثة به فقال:
يا فلان إنه نزل بى كذا وكذا وإني أحب أن تعينني. قال: ما أنا بالذي أفعل.
فانطلق إلى الذي يليه في الخاصة فقال: يا فلان إنه قد نزل بي كذا وكذا وأنا أحب أن تعينني: قال، فأنطلق معك حتى تبلغ المكان الذي تريد، فإذا بلغت رجعت وتركتك. قال فانطلق إلى أخص الثلاثة. فقال: يا فلان إنه قد نزل بي كذا وكذا فأنا أحب أن تعينني. قال: أنا أذهب معك حيث ذهبت، وأدخل معك حيث دخلت. قال: فالأول ماله خلفه في أهله ولم يتبعه منه شيء، والثانى أهله وعشيرته ذهبوا معه إلى قبره ثم رجعوا وتركوه، والثالث هو عمله وهو معه حيث ما ذهب ويدخل معه حيث ما دخل.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا وكيع ثنا الأعمش عن سفيان عن عبيد بن عمير. قال: من يرد الله به خيرا يفقهه فى الدين، ويلهمه فيه رشده. كذا رواه وكيع عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود مرفوعا مثله.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير. قال: ما المجتهد فيكم إلا كاللاعب فيمن مضى.
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن
سعيد ثنا جرير عن منصور عن مجاهد عن عبيد بن عمير. قال: إن الدنيا هينة على الله تعالى أن يعطيها من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب.
• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد حدثني محمد بن هشام أبو عبد الله جارنا حدثني معمر وسليمان. قالا: ثنا عبد الله بن بشر عن الأعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير. قال: إن الله تعالى يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب. فإذا أحب الله عز وجل عبدا أعطاه الإيمان. وهذا أيضا روي مرفوعا عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن أحمد ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير عن منصور عن مجاهد عن عبيد بن عمير. قال: يحشر الناس حفاة عراة غرلا، فيقول الله عز وجل: ألا أرى خليلي عريانا، فيكسى إبراهيم عليه السلام ثوبا أبيض، فهو أول من يكسى.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا جعفر بن محمد ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو - هو ابن دينار - عن عبيد بن عمير. قال: يؤتى بالرجل العظيم الطويل يوم القيامة فيوضع في الميزان؛ فلا يزن عند الله جناح بعوضة، ثم قرأ {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا} . كذا رواه عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير وهو صحيح ثابت متصل من حديث المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا جعفر الفريابي ثنا أبو كريب ثنا عبد الله - يعني ابن المبارك - ثنا الليث - يعني ابن سعد - عن أبي الزبير عن عبيد بن عمير في العتل. قال: وهو القوي الشديد الأكول الشروب، يوضع في الميزان فلا يزن شعيرة، يدفع الملك من أولئك سبعين ألفا دفعة واحدة في النار.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا بهز بن أسد ثنا سليمان بن المغيرة ثنا ثابت.
قال: كان عبيد بن عمير يقول في قصصه: عن الصراط إنه جسر مجسور أعلاه مدحضة مزلة، فمضى الأول فنجا، والآخر ناج ومصروع، والملائكة
عليهم السلام على متنه: يقولون اللهم سلم سلم.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا وكيع ثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن عبيد بن عمير. قال: لا يزال الله تعالى في حاجة العبد ما كان للعبد إليه حاجة.
• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عبد الله بن أيوب الفريابى ثنا عبد الرحمن ابن صالح ثنا الحسين الجعفي عن مالك بن مغول عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه. قال: يجعل للقبر لسانا ينطق به فيقول: يا ابن آدم كيف نسيتني؟ أما علمت أني بيت الأكلة! وبيت الدود! وبيت الوحشة! وبيت الوحدة.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا عبد الملك بن عمير ثنا الأسود عن أبي نوفل. قال قال عبيد بن عمير:
لو كنت آيسا من لقاء من مضى من أهلى إلا لقيت بعد، قدمت كمدا.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير. قال: إنكم مكتوبون عند الله يوم القيامة بأسمائكم، ويروى مكتوبون وسيماكم وحلاكم ومجالسكم.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عن سفيان عن عبد العزيز بن رفيع عن قيس بن سعد عن عبيد بن عمير. قال: إن أهل القبور ليتلقون الميت كما يتلقى الراكب، يسائلونه فإذا سألوه ما فعل فلان؟ ممن قد مات. فيقول: ألم يأتكم؟ فيقولون: إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب به إلى أمه الهاوية.
• حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد ثنا جعفر الفريابي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا سفيان بن عمرو. سمع عبيد بن عمير يقول: إن أهل القبور يتوكفون الأخبار، فإذا جاءهم الميت يقولون: ما فعل فلان؟ فيقولون: صالح! فيقولون: ما فعل فلان؟ فيقول أولم يأتكم؟ فيقولون: إن لله وإنا إليه راجعون سلك به غير سبيلنا.
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا قتيبة بن
سعيد ثنا جرير عن الأعمش عن حكيم بن حزام
(1)
عن مجاهد عن عبيد بن عمير. قال: يجئ فقراء المهاجرين تقطر سيوفهم ورماحهم دما. فيقال لهم:
انتظروا تحاسبوا. فيقولوا: هل آتيتمونا من دنيا فتحاسبونا بها؟ قال:
فينظر فلا يوجد لهم إلا كورهم التي هاجروا عليها - يعني كورهم: الكارة التي يحملون فيها زادهم ومتاعهم -. فيقول الله تعالى: أنا أحق من أوفى وعدهم، ادخلوا الجنة بسلام. قال: فيدخلون قبل الناس بخمسمائة عام.
• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان. قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان. قال سمع عمرو بن دينار عبيد بن عمير يقول: تسبيحة بحمد الله في صحيفة مؤمن يوم القيامة، خير من أن تسير معه الجبال ذهبا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه ثنا عبد الرحمن بن الحسن ثنا إسحاق بن وهب ثنا محاضر ثنا شعبة بن الحجاج عن ثابت البناني عن عبيد ابن عمير. قال: لا تزال الملائكة تصلي على العبد ما دام أثر السجود في وجهه.
قال محاضر: لم أكتب عن شعبة غيره.
• حدثنا أبي ثنا عبد الله بن محمد بن عمران ثنا محمد بن أبي عمر ثنا سفيان عن الأعمش عن أبي راشد عن عبيد بن عمير. وحدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير. في قوله تعالى: {كل يوم هو في شأن} . قال: من شأنه يصحب مسافرا، ويشفى مريضا، ويفك عانيا. وزاد أبو معاوية - ويجيب داعيا -، ويعطي سائلا.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن الصباح وعبد الجبار بن العلاء. قالا: ثنا سفيان سمع عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير يقول: الإيمان هيوب
(2)
.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سعيد بن اليشكري ثنا أبو الحسين العكلي عن ابن لهيعة عن
(1)
فى الاصلين. حكيم بن جبير.
(2)
فى الاصلين: هبوب (بالباء).
عبيد الله بن هبيرة عن عبيد بن عمير. قال: ليس الإيمان بالتمني، ولكن الإيمان قول وعمل.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم ثنا هناد بن السري ثنا محمد بن فضيل عن حصين عن مجاهد عن عبيد بن عمير. قال: كان عيسى عليه السلام يلبس الشعر، ويأكل الشجر، ويبيت حيث أمسى، لم يكن له ولد يموت، ولا بيت يخرب، ولا يخبأ شيئا لغد.
• حدثنا الحسين ابن محمد بن علي ثنا يحيى بن محمد بن صاعد ثنا محمد بن زنبور ثنا فضيل بن عياض عن منصور عن مجاهد عن عبيد بن عمير. قال: كان عيسى عليه السلام يلبس الشعر، ويأكل الشجر، ويبيت حيث آواه الليل، ولا يرفع غداء لعشاء، ولا عشاء لغداء، ويقول مع كل يوم رزقه.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا إسحاق الحربي ثنا عباد بن موسى الأزرق ثنا محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير. قال:
الدنيا أمد، والآخرة أبد.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي ثنا وكيع عن سفيان عن عبد العزيز بن رفيع عن من سمع عبيد بن عمير يقول: قال آدم عليه السلام يا رب أرأيت ما ابتليتنى به شيء ابتدعته من قبل نفسى، أو شيء قدرته علي قبل أن تخلقني؟ قال: لا! بل قدرته عليك قبل أن أخلقك، فذلك قوله تعالى:{فتلقى آدم من ربه كلمات} .
• حدثنا عبد الله بن محمد بن أحمد ثنا جعفر بن محمد بن الحسن ثنا عثمان ابن أبي شيبة ثنا جرير عن منصور عن مجاهد عن عبيد بن عمير. قال: إنكم مجموعون يوم القيامة فى صعيد واحد، فينفذكم البصر ويسمعكم الداعي، فتزفر جهنم زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا وقع - أو خر لركبتيه ترعد فرائصه. قال: فحسبته يقول رب نفسي نفسي، ويضرب بالصراط على جهنم كحد السيف دحض مزلة، في جانبيه ملائكة معهم خطاطيف كشوك السعدان.
فيمضون كالبرق وكالطير وكالريح وكأجاويد الخيل، والملائكة يقولون رب
سلم سلم، فناج سالم ومخدوش ناج ومكردس في النار.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا جعفر الفريابي ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير عن منصور عن مجاهد عن عبيد بن عمير. قال: إن أدنى أهل النار عذابا الذي نعلاه من نار يخرج أحشاء جنبيه من رجليه، أشفاره وأضراسه جمر ودماغه يغلي. وإن أدنى أهل الجنة منزلة الذي داره من لؤلؤة واحدة، أبوابها وغرفها من لؤلؤة واحدة.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا صالح بن عبد الله الترمذي ثنا عمر بن هارون عن سفيان بن عامر عن عبد الكريم بن أمية عن عبيد بن عمير. قال: إن الله يبغض القارى إذا كان لباسا ركابا ولاجا خراجا.
• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان. قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عبد الجبار بن العلاء. وحدثنا الحسين بن محمد ثنا أحمد بن محمد بن بكير ثنا أحمد بن روح. قالا: ثنا سفيان قال سمعت حميد بن قيس الأعرج يحدث عن مجاهد عن عبيد بن عمير. قال: لا يأمن داود عليه السلام يوم القيامة يقول: رب ذنبى ذنبى فيقال له ادنه ثلاث مرات؛ حتى يبلغ مكانا الله أعلم به فكأنه يأمن فيه، فذلك قوله عز وجل {وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب} .
• حدثنا الحسين بن محمد ثنا إبراهيم بن عبد الله العسكري ثنا محمد بن عبد الأعلى ثنا عبد الرزاق عن ابن جريح عن عطاء عن عبيد بن عمير. قال: كان داود عليه السلام إذا أراد أن يبكي تبكي
(1)
الحدأ لفرقه.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السري ثنا أبو معاوية عن ليث عن الحسن بن مسلم عن عبيد بن عمير. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما ازداد رجل من السلطان قربا؛ إلا ازداد من الله بعدا ولا كثر أتباعه، إلا كثرت شياطينه، ولا كثر ماله، إلا اشتد حسابه» .
• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا أحمد بن موسى بن إسحاق ثنا موسى
(1)
نص الازهرية: ويبكى الحدأ الفرق (كذا مهملة) وفى ج: مثلها منقوطة (جمع حدأة) كما اثبتناه وفى مغ: يبكى ويبكى اخذ المغرفة.
ابن سفيان ثنا عبد الله بن الجهم ثنا عمرو بن أبي قيس عن عاصم عن أبي راشد عن عبيد بن عمير. قال: كان إبراهيم عليه السلام يضيف الناس فخرج يوما يلتمس إنسانا يضيفه فلم يجد أحدا فرجع إلى داره فوجد فيها رجلا قائما.
فقال: يا عبد الله من أدخلك داري بغير إذني؟ قال دخلتها بإذن ربها قال:
ومن أنت؟ قال: أنا ملك الموت أرسلني ربي إلى عبد من عباده أبشره بأن الله قد اتخذه خليلا. قال: ومن هو؟ فو الله لئن أخبرتني به ثم كان بأقصى البلاد لآتينه ثم لا أبرح له خادما حتى يفرق بيننا الموت. قال ذاك العبد أنت هو! قال أنا؟ قال نعم! أنت. قال فبم اتخذني ربي خليلا؟ قال: إنك تعطي الناس ولا تسألهم.
• حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا عفان ثنا مهدي بن ميمون ثنا غيلان عن عبيد بن عمير. أنه كان إذا آخى في الله أحدا أخذه بيده واستقبل به الكعبة وقال: اللهم اجعلنا شهداء بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، واجعل محمدا صلى الله عليه وسلم علينا شهيدا بالإيمان وقد سبقت لنا منك الحسنى، غير متطاول علينا في الأموال
(1)
ولا قاسية قلوبنا، ولا قائلين ما ليس لنا بحق، ولا سائلين
(2)
ما ليس لنا به علم.
أسند عبيد بن عمير عن عدة من الصحابة رضي الله تعالى عنهم، منهم:
أبي بن كعب، وأبو ذر، وأبو هريرة، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبو عمير بن قتادة، وعائشة، وغيرهم رضي الله تعالى عنهم.
(أسند) عنه من التابعين عدة؛ منهم: مجاهد، وعطاء، وأبو الزبير، ووهب بن كيسان، وأبو حازم، وأبو سفيان.
• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة ثنا وهب بن كيسان عن عبيد بن عمير الليثي عن
(1)
فى مغ: فى الآمال
(2)
كذا فى مغ: ولعله ولا قائلين ما ليس لنا به علم ولا سائلين ما ليس لنا بحق. واقتصر فى الاصلين على الجملة الاولى.
أبي هريرة. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بينما رجل فى فلاة إذ سمع رعدا في سحاب فسمع فيه كلاما اسق حديقة فلان باسمه فجاء ذلك السحاب إلى جرة فأفرغ ما فيها من الماء ثم جاء إلى ذنابى شرج فانتهى إلى شرجة واستوعب الماء ومشى الرجل مع السحابة حتى انتهى إلى رجل قائم في حديقته فسقاها. فقال: يا عبد الله ما اسمك؟ قال ولم تسأل؟ أنا فلان قال إني سمعت في سحاب هذا الماء اسق حديقة فلان باسمك، فما تصنع فيها؟ اذا صرمتها قال: أما إذ قلت ذلك فإني أجعلها على ثلاثة أثلاث، أجعلها ثلثا لي ولأهلي، وأرد ثلثا فيها، وأجعل ثلثا في المساكين والسائلين وابن السبيل» . هذا حديث صحيح ثابت أخرجه مسلم في صحيحه عن أحمد بن عبدة عن أبي داود عن أبي بكر بن أبي شيبة، وأبي خيثمة عن يزيد بن هارون عن عبد العزيز.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي.
وحدثني محمد بن أحمد حدثنا أبو خليفة ثنا علي بن المديني. قالا: ثنا يحيى بن سعيد. وحدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبيد بن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا حفص بن غياث. قالا: ثنا ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة رضي الله تعالى عنها. قالت: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء من النوافل أشد تعاهدا منه على ركعتي الفجر. هذا حديث صحيح متفق عليه أخرجه البخاري عن بنان بن عمرو عن يحيى بن سعيد. وأخرجه مسلم عن أبي خيثمة عن يحيى. وعن يحيى عن أبي بكر عن حفص.
• حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد وأبو معمر. قالا: ثنا حجاج عن ابن جريج عن عطاء أنه سمع عبيد بن عمير يقول سمعت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلا. قالت: فتواطئت أنا وحفصة إذ دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فلنقل إنا نجد منك ريح المغافير قالت فدخل على إحدانا فقالت ذلك، قال بل شربت عسلا ولن أعود فترك فنزل {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك}
الآية. هذا حديث صحيح متفق عليه أخرجه البخاري عن إبراهيم بن موسى عن هشام بن يوسف. وأخرجه مسلم عن محمد بن حاتم عن حجاج جميعا عن ابن جريج.
• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن عبيد بن عمير عن عبد الله بن عمر. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر وهو يقول:
«يأخذ الجبار عز وجل سماواته وأرضيه بيده وقبض يده وجعل يقبضها ويبسطها ثم يقول أنا الجبار وأنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ويتميل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يمينه وعن شماله حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه حتى أنى لأقول أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه. واختلف على عبد العزيز فيه على ثلاثة أقاويل فقال القعنبي عن عبيد بن عمير عن ابن عمر، وقال يحيى بن بكير عن عبيد بن عمير عن عبد الله بن عمرو بن العاص.
والصحيح ما اختاره مسلم عن عبد العزيز عن أبيه عن عبيد الله بن مقسم عن عبد الله بن عمر وتابع عبد العزيز يعقوب بن عبد الرحمن القاري عن أبي حازم عن عبد الله بن مقسم عن ابن عمر. روى مسلم حديثهما في صحيحه عن سعيد بن منصور عن عبد العزيز بن أبي حازم ويعقوب عن أبي حازم.
• حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان. وحدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا عبد الله بن شيرويه. قالا: ثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن الأعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير عن أبي ذر. قال: طلبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا فوجدته قائما يصلي فأطال الصلاة، ثم قال:
النبي صلى الله عليه وسلم ثابت مشهور متفق عليه من حديث يزيد الفقير عن جابر بن عبد الله وغيره. وحديث عبيد بن عمير عن أبي ذر مختلف في سنده فمنهم من يرويه عن الأعمش عن مجاهد عن أبي ذر من دون عبيد، وتفرد جرير بإدخال عبيد بين مجاهد وأبى ذر عن الأعمش.
• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا إسماعيل بن مسلمة أخو القعنبي ثنا عبد الله بن عرادة عن زيد بن أبي الحواري عن معاوية بن قرة عن عبيد بن عمير عن أبي بن كعب. أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثا ثلاثا ومرتين ومرتين ومرة ومرة. اختلف على معاوية بن قرة في هذا الحديث على أوجه فروايته عن عبيد بن عمير تفرد به عبد الله بن عرادة.
• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو كامل وعبيد الله بن عمر. قالا: ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا الأعمش عن أبي سفيان عن عبيد بن عمير عن عائشة. قالت: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن ابن جدعان كان في الجاهلية يقرى الضيف، ويفك العاني، ويحسن الجوار، ويصل الرحم. فهل ينفعه ذلك؟ قال:«لا! إنه لم يقل يوما قط اللهم اغفر لي خطيئتي يوم الدين» . هذا حديث غريب من حديث عبيد عن عائشة لم نكتبه إلا من هذا الوجه. وصحيح ثابت متفق عليه من حديث عروة بن الزبير عن عائشة.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا يحيى بن بكير حدثني يحيى بن صالح الأيلي عن إسماعيل بن أمية عن عبيد بن عمير عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال إبليس لربه عز وجل يا رب قد أهبط آدم وقد علمت أنه سيكون له كتاب ورسل، فما كتابهم ورسلهم؟ قال الله تعالى: رسلهم الملائكة والنبيون منهم، وكتبهم التوراة والإنجيل والزبور والفرقان. قال فما كتابي؟ قال: كتابك الوشم، وقرآنك
(1)
الشعر، ورسلك الكهنة، وطعامك ما لم يذكر اسم الله عليه،
(1)
كذا فى ز وفى ج ومغ: وقراءتك.
وشرابك كل مسكر، وحديثك الكذب، وبيتك الحمام، ومصائدك النساء ومؤذنك المزمار، ومسجدك الأسواق». هذا حديث غريب من حديث عبيد بن عمير وإسماعيل بن أمية تفرد به عنه يحيى بن صالح الأيلي.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبدان بن أحمد ثنا محمد بن عبد الله بن بزيع ثنا أبو بحر البكراوي ثنا مرزوق ثنا أبو بكر عن عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير عن عبد الله بن عمرو بن العاص. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أحب الصلاة إلى الله تعالى صلاة داود عليه السلام؛ كان يصلى شطر الليل، وينام شطره الباقي، ويصلي ثلثيه، وينام ثلثه» . هذا حديث غريب من حديث عبيد بن عمير لم نكتبه إلا من حديث مرزوق عن عمرو بن دينار
مجاهد بن جبر
ومنهم العالم الخبر، ذو الأحلام والصبر، أبو الحجاج مجاهد بن جبر، صاحب التأويل والتفسير، والأقاويل والتذكير.
وقيل: إن التصوف إعلام عن أعلام
(1)
، وإحكام لأحكام.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الله بن نمير. قال: كنت إذا رأيت مجاهد ظننت أنه خربنده؟؟؟
(2)
قد ضل حماره فهو مهتم.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو الربيع ثنا مسلم أبو عبد الله عن ليث عن مجاهد. قال: من أعز نفسه أذل دينه، ومن أذل نفسه أعز دينه.
• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا عبد الله بن شيرويه ثنا إسحاق بن راهويه أخبرنا محمد بن سلمة الحراني
(3)
وعبد الرحمن بن محمد المحاربي قال ثنا محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد. قال: عرضت القرآن على ابن
(1)
في الاصلين. أعلام من أعلام.
(2)
كذا فى الاصلين وسقط هذا الخبر من المغربية.
(3)
فى ج: الحربى وفى مغ: الخزرجى.
عباس ثلاث عرضات أفقه
(1)
على كل آية أسأله فيما نزلت وكيف كانت؟.
• حدثنا محمد بن محمد بن يزيد ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا محمد بن إدريس الحنظلي ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني الفضل بن ميمون أبو الليث. قال:
سمعت مجاهدا يقول: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين عرضة.
• حدثنا محمد بن إسحاق ثنا إبراهيم بن سعدان ثنا بكر بن بكار ثنا شعبة ثنا الحكم عن مجاهد. قال قال لي ابن عمر: يا أبا الغازي
(2)
كم لبث نوح في قومه؟ قلت: {ألف سنة إلا خمسين عاما} . قال: فإن الناس لم يزدادوا في أعمارهم وأجسادهم وأحلامهم إلا نقصا.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا ابن علية [عن ليث عن مجاهد. قال: ذهبت العلماء فما بقي إلا المتعلمون، وما المجتهد فيكم إلا كاللاعب فيمن كان قبلكم.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن إدريس] عن ليث عن مجاهد. قال: إن المسلم لو لم يصب من أخيه إلا أن حياءه منه يمنعه من المعاصي (لكفاه).
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا حسين بن علي عن ليث بن أبي سليم. قال: كان مجاهد يقول: الفقيه من يخاف الله عز وجل.
• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا القاسم بن مالك ثنا ليث عن مجاهد. قال: إن العبد إذا أقبل على الله تعالى بقلبه أقبل الله عز وجل بقلوب المؤمنين إليه.
(أخبار مروية عنه في التفسير)
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جرير عن منصور عن مجاهد في قوله تعالى {وتبتل إليه تبتيلا} . قال: أخلص له إخلاصا.
(1)
كذا فى الثلاثة. ولعله أقفه كما هو محفوظ عنه
(2)
كذا فى مغ. وفى ج ربما تكون أقرب إلى رسم القارى. وفى ز: العارى.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا سعيد بن منصور ثنا فضيل بن عياض عن منصور عن مجاهد {وثيابك فطهر} . قال: وعملك فأصلح.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا عبد الله بن محمد العبسي ثنا جرير عن ليث عن مجاهد {وسئلوا الله من فضله} . قال: ليس بعرض الدنيا.
• حدثنا محمد بن بدر ثنا حماد بن مدرك ثنا عمرو بن مرزوق ثنا زائدة عن منصور عن مجاهد {والذي جاء بالصدق وصدق به} . قال: هم الذين يجيئون بالقرآن يقولون هذا الذى قد أعطيتمونا قد اتبعنا ما فيه.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين بن الحسن ثنا عبد الله بن المبارك ثنا مسعر عن منصور عن مجاهد {والذي جاء بالصدق وصدق به} . قال:
هم الذين يجيئون بالقرآن قد اتبعوه. أو قال: قد اتبعوا ما فيه.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين بن الحسن ثنا ابن المبارك ثنا عبد الله ابن ميسرة عن إبراهيم بن أبي حرة. قال: سمعت والدي يزيد
(1)
يحدث عن مجاهد. قال: إن القرآن يقول إني معك ما اتبعتني فإذا لم تتبعني
(2)
اتبعتك.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا روح ثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {ولا تنس نصيبك من الدنيا} . قال: خذ من دنياك لآخرتك أن تعمل فيها بطاعته.
• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا روح ثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {لتسئلن يومئذ عن النعيم} . قال: عن كل شيء من لذة الدنيا.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا مسعر. وحدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة ثنا جرير.
قالا: عن منصور عن مجاهد {ولمن خاف مقام ربه جنتان} . قال: للذي يذكر الله عز وجل عند المعاصى.
(1)
كذا فى الاصلين. وفى مغ: سمعت خالد بن يزيد وبهذا الاسم كثير فى الطبقة.
(2)
فى مغ: فاذا لم تعمل بى اتبعتك.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا الحسن بن هارون ثنا مجاهد بن موسى ثنا عبد الحميد الحماني عن الأعمش. وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني عبد الله بن جندل
(1)
ثنا فضيل بن عياض عن منصور. قالا: عن مجاهد في قوله تعالى {سيماهم في وجوههم} . قال:
الخشوع في الصلاة.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا الحسين المروزي ثنا عبد الله بن المبارك ثنا أبو جعفر عن ليث عن مجاهد في قوله تعالى: {وقوموا لله قانتين} . قال: القنوت الركوع والخشوع وغض البصر وخفض الجناح من رهبة الله تعالى. قال: وكانت العلماء إذا قام أحدهم إلى الصلاة هاب الرحمن عز وجل أن يشذ نظره، أو يلتفت أو يقلب الحصى أو يعبث بشيء أو يحدث نفسه بشيء من الدنيا إلا ناسيا
(2)
ما دام في الصلاة.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو معمر ثنا ابن إدريس حدثني عقبة بن إسحاق - وأثنى عليه خيرا - ثنا ليث عن مجاهد. قال: كنت إذا رأيت العرب استجفيتها وإن فتشتها وجدتها من وراء دينها، وإذا دخلوا في الصلاة فكأنها أجساد ليس فيها أرواح.
• حدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي ثنا الحسن بن المثنى ثنا موسى بن مسعود ثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة} . قال:
عند قيام الساعة وذهاب صالحى أمة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم {واتبعوا الشهوات} . قال: ينزوا بعضهم على بعض زناة في الأزقة.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين بن الحسن ثنا وكيع ثنا الأعمش. قال: سمعت مجاهدا يقول: القلب بمنزلة الكف فإذا أذنب الرجل ذنبا انقبض أصبع حتى تنقبض أصابعه كلها أصبعا أصبعا. قال:
ثم يطبع عليه، فكانوا يرون أن ذلك الران. قال الله تعالى:{كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} .
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن
(1)
كذا فى ز وفى ج: ابن منده وعليه كشط. وفى مغ: ابن صندل وسيأتى أيضا ولعله الصواب
(2)
فى مغ: ولا ناسيا.
إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جرير. وحدثنا أبي رحمه الله ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا يوسف بن موسى ثنا قبيصة عن سفيان الثوري. قالا: عن منصور عن مجاهد {بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته}
(1)
. قال:
الذنوب تحيط بالقلوب كلما عمل ذنبا ارتفعت حتى تغشى القلب وحتى يكون هكذا ثم قبض يده ثم قال هو الران.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن أحمد ثنا جعفر بن الفريابي ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير عن منصور عن مجاهد في قوله تعالى {ينبؤا الإنسان يومئذ بما قدم وأخر} . قال: بأول عمله وآخره.
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جرير عن منصور عن مجاهد في قوله تعالى: {فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب} . قال: إذا فرغت من أمر الدنيا فقمت إلى الصلاة فاجعل رغبتك إليه ونيتك له.
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جرير عن منصور عن مجاهد في قوله تعالى: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية} . قال: النفس التي أيقنت أن الله عز وجل ربها وضربت جأشا لأمره وأطاعته.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين بن الحسن ثنا عبد الله بن المبارك عن ليث عن مجاهد. قال: ما من ميت يموت إلا عرض عليه أهل مجلسه إن كان من أهل الذكر فمن أهل الذكر، وإن كان من أهل اللهو فمن أهل اللهو.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين بن الحسن ثنا عبد الله بن المبارك ثنا سفيان عن ليث عن مجاهد. قال:
لا يكون الرجل من الذاكرين الله كثيرا حتى يذكر الله قائما وقاعدا ومضطجعا.
• حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين ثنا الحسن بن يحيى بن عياش ثنا الحسن بن محمد بن الصباح ثنا يحيى بن سليم ثنا إسماعيل بن كثير عن مجاهد.
(1)
فى مغ: خطيئاته. وفى الاصلين خطيئته لجرها بالقلوب.
قال: لابن آدم جلساء من الملائكة، فإذا ذكر الرجل المسلم أخاه المسلم بخير قالت الملائكة ولك مثله، وإذا ذكره بسوء قالت الملائكة يا ابن آدم المستور عورته، أربع على نفسك واحمد الله الذي ستر عليك.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا هاشم بن القاسم ثنا محمد بن طلحة عن زبيد عن مجاهد. قال إبليس: إن يعجزني ابن آدم فلن يعجزني من ثلاث خصال؛ أخذ مال بغير حقه، وإضاعة إنفاقه في غير حقه، ومنعه عن حقه.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا هاشم بن القاسم ثنا محمد بن طلحة عن زبيد عن مجاهد. قال: لم ير إبليس ابن آدم ساجدا قط إلا التطم ودعا بالويل، ثم يقول:
أمر هذا بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فلم أسجد فلي النار.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا عمرو ابن أبي سليمان حدثني مسلم أبو عبد الله عن ليث عن مجاهد. قال: من لم يستحيى من الحلال خفت مئونته وأراح نفسه.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يحيى بن آدم ثنا قطبة بن عبد العزيز عن الأعمش عن مجاهد. قال: ما من يوم يمضي من الدنيا إلا قال الحمد لله الذي أخرجني من الدنيا فلا أعود إليها أبدا.
• حدثنا محمد بن إسحاق ثنا إبراهيم بن سعدان ثنا بكر بن بكار. وحدثنا حبيب بن الحسن ثنا يوسف القاضي ثنا عمرو بن مرزق. قالا: ثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد {فظن أن لن نقدر عليه} . قال: هو أن يعاقبه بذنبه.
• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا يوسف القاضي ثنا عمرو بن مرزوق ثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد. قال: لم أكن أحسن ما الزخرف حتى سمعتها في قراءة عبيد الله بيتا من ذهب.
• حدثنا محمد بن إسحاق ثنا إبراهيم بن سعدان ثنا بكر بن بكار. وحدثنا حبيب بن الحسن ثنا يوسف القاضي ثنا عمرو بن مرزوق. قالا: ثنا شعبة
عن الحكم عن مجاهد. قال: الرعد ملك يزجر السحاب بصوته.
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا خالد بن عطية
(1)
عن ليث عن جاهد. قال: إن الله تعالى ليصلح بصلاح العبد ولده وولد ولده، قال مجاهد: بلغني أن عيسى بن مريم عليه السلام كان يقول طوبى للمؤمن ثم طوبى له! كيف يخلفه الله تعالى فيمن ترك بخير.
• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد ثنا يوسف القطان ثنا جرير. وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا محرز بن عون وعبد الله بن صندل. قالا: ثنا فضيل بن عياض عن عبيد المكتب عن مجاهد. في قوله تعالى: {وتقطعت بهم الأسباب} . قال: الأوصال التي كانت بينهم في الدنيا.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ثنا لوين ثنا سفيان ابن عيينة عن سفيان الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد. في قوله تعالى:
{لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة} . قال: الإل الله عز وجل.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الله بن قحطبة ثنا محمد بن الوليد الفحام ثنا حكام عن عنبسة عن ليث عن مجاهد في قوله تعالى {بقيت الله خير لكم} . قال: طاعة الله عز وجل.
• حدثنا أبو حامد محمد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق حدثنا ابن منصور ثنا أبو عاصم ثنا عثمان بن قرة عن حميد الأعرج عن مجاهد. قال: كنت أصحب ابن عمر رضي الله عنهما في السفر فإن أردت أن أركب يأتيني فيمسك ركابي وإذا ركبت سوى ثيابي، قال مجاهد: فجاءني مرة فكأني كرهت ذلك. فقال يا مجاهد إنك ضيق الخلق.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد. قال: ربما أخذ لي ابن عمر بالركاب، وربما أدخل ابن عباس أصابعه في إبطي.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق حدثني عباس الدوري ثنا يحيى بن أبي كثير ثنا شعبة عن عبيد الله بن عمر عن مجاهد. قال:
(1)
كذا فى ز وفى مغ: خلف بن خليفة. واحسبه الصواب.
صحبت ابن عمر وإني أريد أن أخدمه فكان هو يخدمني.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا الحسين المروزي ثنا عبد الله بن المبارك ثنا مالك بن مغول عن أبي حصين عن مجاهد. قال:
مررت مع ابن عمر على خربة. فقال: يا مجاهد ناد يا خربة ما فعل أهلك أين أهلك؟ قال: فناديت. فقال ابن عمر: ذهبوا وبقيت أعمالهم.
• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا يوسف القاضي أخبرنا عمرو بن مرزوق ثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد في قوله تعالى {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} . قال: الغناء
(1)
.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا سفيان عن منصور عن مجاهد. قال: كان يقال إن الصبر عند الصدمة الأولى.
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا خلف بن خليفة عن هلال بن خباب. قال: زاملت مجاهدا إلى مكة، فكان إذا مر على القبور. قال: السلام عليكم يا أهل الديار المؤمنين منكم والمسلمين، يرحم الله المستقدمين منكم، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أخبرنا الثوري عن رجل عن مجاهد. قال: جعلت الأرض لملك الموت مثل الطست، يتناول منها حيث شاء، وجعلت له أعوان يتوفون الأنفس ثم يقبضها منهم.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا الحسين بن الحسن ثنا عبد الله بن المبارك ثنا إبراهيم بن نافع عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أو غيره.
قال: لما أهبط آدم إلى الأرض قال له ربه عز وجل: ابن للخراب ولد للفناء.
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جرير عن منصور عن مجاهد. قال في قوله تعالى: {ويلعنهم اللاعنون} .
قال: يلعنهم دواب الأرض وما شاء الله، تعالى الحيات والعقارب قال يقولون:
(1)
فى ز: النساء.
نمنع القطر بذنوبهم.
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد عن جرير عن منصور عن مجاهد في قوله تعالى: {إن الإنسان لربه لكنود} .
قال: لكفور.
• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا عبد الله بن صالح البخاري ثنا الحسن ابن
(1)
البزاز ثنا علي بن عبد الله عن سفيان عن مسعر قال مجاهد. وحدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا أحمد بن موسى بن العباس العدوي ثنا إسماعيل بن سعيد الكسائي ثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد. قال: إن هذا العلم لا يتعلمه مستح ولا متكبر.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن العباس بن أيوب ثنا يعقوب ابن إبراهيم أبو الأسباط ثنا عبد الرحمن بن أبي حماد المقرئ الأسدي عن قيس عن منصور عن مجاهد. في قوله تعالى: {عن اليمين وعن الشمال قعيد}
قال: اسم كاتب السيئات قعيد.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا حفص بن أبي عمر الضرير ثنا عبيد الله بن معاذ حدثني أبي عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد. في قوله تعالى:
{ما يبدل القول لدي} . قال: قضيت ما أنا قاض.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو يحيى الرازي ثنا سهل بن عثمان ثنا حفص عن ليث عن مجاهد في قوله تعالى: {وشهد شاهد من أهلها} . قال:
ليس بإنس ولا جان، وهو خلق من خلق الله عز وجل.
• حدثنا محمد بن أحمد ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا مسعر عن منصور عن مجاهد في قوله تعالى: {يرسل عليكما شواظ من نار} . قال:
لهب منقطع من النار.
• حدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي ثنا الحسن بن المثنى ثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود ثنا شبل بن عباد عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله
(1)
فى مغ: الحسن البزار.
تعالى: {زخرف القول غرورا} . قال: تزيين الباطل بالألسنة.
• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا علي بن العباس ثنا علي بن المنذر ثنا محمد ابن فضيل عن ليث عن مجاهد. قال: يؤتى بثلاثة نفر يوم القيامة؛ بالغني وبالمريض والعبد. فيقول للغني: ما منعك عن عبادتي؟ فيقول: أكثرت لي من المال فطغيت، فيؤتى بسليمان بن داود عليه السلام في ملكه فيقال له:
أنت كنت أشد شغلا أم هذا؟ قال بل هذا، قال فإن هذا لم يمنعه شغله عن عبادتي. قال: فيؤتى بالمريض فيقول ما منعك عن عبادتي؟ قال: يا رب أشغلت على جسدي. قال فيؤتى بأيوب عليه السلام في ضره فيقول له: أنت كنت أشد ضرا أم هذا؟ قال فيقول لا بل هذا، قال: فإن هذا لم يمنعه ذلك أن عبدني. قال: ثم يؤتى بالمملوك فيقال له: ما منعك عن عبادتى؟ فيقول جعلت على أربابا يملكوننى، قال: فيؤتى بيوسف الصديق عليه السلام في عبوديته فيقال: أنت أشد عبودية أم هذا؟ قال لا بل هذا، قال: فإن هذا لم يشغله شيء عن عبادتي.
• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا محمد بن يحيى بن منده قال ذكر محمد بن حميد. ثنا عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش. قال: كان مجاهد لا يسمع بأعجوبة إلا ذهب ينظر إليها، قال وذهب إلى حضر موت إلى بئر برهوت قال وذهب إلى بابل قال وعليها وال صديق لمجاهد، قال فقال مجاهد تعرض علي هاروت وماروت؟ قال: فدعا رجلا من السحرة فقال اذهب بهذا واعرض عليه هاروت وماروت. فقال: اليهودي بشرط أن لا يدعو الله عندهما، قال مجاهد فذهب بي إلى قلعة فقلع منها حجرا، قال ثم قال خذ برجلى فهو بي حتى انتهى إليهما فإذا هما متعلقين منكسين كالجبلين العظمين فلما رأيتهما قلت: سبحان الله خالقكما! فاضطربا، قال فكأن جبال الدنيا قد تدكدكت، قال فغشي علي وعلى اليهودي، قال ثم أفاق اليهودي قبلي فقال قم! قد أهلكت نفسك وأهلكتني.
• حدثنا محمد بن جعفر ثنا محمد بن جرير بن يزيد ثنا علي بن سهل ثنا مؤمل
ابن إسماعيل ثنا أبو حازم ثنا كثير أبو الفضل عن مجاهد في قوله تعالى:
{أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة} الآية. قال: كان فيمن كان قبلكم امرأة وكان لها أجير فولدت جارية وقالت لأجيرها اقتبس لنا نارا فخرج فوجد بالباب رجلا. فقال له الرجل: ما ولدت هذه المرأة؟ قال: جارية فقال أما إن هذه الجارية لا تموت حتى تبغي بمائة ويتزوجها أجيرها ويكون موتها بالعنكبوت، قال فقال: الأجير في نفسه فأنا أريد هذه بعد أن تفجر بمائة؟ لأقتلنها، فاخذ شفرة فدخل فشق بطن الصبية وخرج على وجهه وركب البحر، وخيط بطن الصبية فعولجت وبرأت وشبت فكانت تبغي. فأتت ساحلا من سواحل البحر فأقامت عليه تبغي ولبث الرجل ما شاء الله، ثم قدم ذلك الساحل ومعه مال كثير. فقال: لامرأة من أهل ساحل البحر، ابغيني امرأة من أجمل الناس في القرية أتزوجها. فقالت:
هاهنا امرأة من أجمل الناس وإنها تبغي. قال: ائتيني بها، فأتتها فقالت: قد قدم رجل له مال كثير وقال لي كذا وكذا فقلت كذا وكذا. فقالت: إني قد تركت البغاء ولكن إن أراد تزوجته قال فتزوجها فوقعت منه موقعا فبينا هو يوم عندها إذ أخبرها بأمره. فقالت: أنا تلك الجارية وأرته الشق في بطنها وقد كنت أبغي فما أدري بمائة أو أقل أو أكثر؟ قال: فإنه قال لي يكون موتها بالعنكبوت. قال فبنى لها برجا في الصحراء وشيده فبينما هما يوما في ذلك البرج إذا عنكبوت في السقف. فقال: هذا عنكبوت.
فقالت هذا يقتلني؟ لا يقتله أحد غيري، فحركته فسقط فوضعت إبهام رجلها عليه فشدخته وساخ سمه بين ظفرها واللحم فاسودت رجلها فماتت، فنزلت هذه الآية:{أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة} .
• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن يونس ثنا عبد الله بن داود الحربى
(1)
ثنا الأعمش عن مجاهد. قال: مر نوح عليه السلام بالأسد فضربه برجله
(1)
فى مغ: الحرانى.
فخمشه فبات ساهرا فشكي نوح ذلك إلى الله عز وجل، فأوحى الله تعالى إليه إني لا أحب الظلم.
• حدثنا محمد بن محمد بن أحمد بن الحسن
(1)
ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد ابن يحيى ثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد. قال: إن الروح خلق على صورة ابن آدم.
• حدثنا محمد بن أحمد ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد. في قوله تعالى: {وفي أموالهم حق} قال:
سوى الزكاة.
• حدثنا محمد بن أحمد ثنا بشر بن موسى حدثنا خلاد ثنا قطن بن خليفة قال: سألت مجاهدا عن هذه الآية: {ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون} .
قال: ما بين الموت والبعث. وقوله: {بينهما برزخ لا يبغيان} . قال: بينهما حاجز من الله تعالى لا يبغي أحدهما على الآخر، لا يبغي المالح على العذب ولا العذب على المالح.
• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا يوسف القطان ثنا سفيان ابن عينية عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى: {فما أصبرهم على النار} .
قال ما أعملهم بأعمال أهل النار.
• حدثنا أبي رحمه الله ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا الحسن بن الصباح ثنا ابن عيينة عن حميد عن مجاهد. قال: لأهل النار جناب يستريحون إليه فإذا أتوه لسعتهم عقارب كأمثال البغال الدهم.
كذا رواه عن مجاهد. ورواه جرير عن منصور عن يزيد بن قرة
(2)
مثله.
• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا الهيثم بن خلف ثنا الوليد بن شجاع ثنا ابن وهب أخبرني مالك بن أنس عن حميد بن قيس عن مجاهد. قال: كان طعام يحيى بن زكريا عليه السلام العشب، وإن كان ليبكي من خشية الله تعالى حتى لو كان القار على عينيه لحرقه
(3)
(1)
فى مغ: محمد بن احمد بن الحسن.
(2)
فى مغ: ابن ثمرة ولم أقف عليهما.
(3)
فى ج ومغ. لخرقه.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ثنا علي بن عيسى ثنا عبد الله بن إدريس عن ليث عن مجاهد. في قوله تعالى: {ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها} . قال: الطائع المؤمن والكاره الكافر.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا جعفر بن محمد بن فارس ثنا أبو بكر بن أبي النضر ثنا أبي ثنا أبو اسماعيل المؤدب عن حصيف عن مجاهد. في قوله تعالى:
{وهو شديد المحال} . قال: العداوة.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا جعفر بن محمد النهاوندي ثنا جنادة
(1)
ثنا محمد ابن طلحة عن أبيه عن مجاهد في قوله تعالى: {بما صنعوا قارعة} . قال: ألوية
(2)
.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الرحمن بن داود ثنا يحيى بن محمد بن حبيش بالرقة ثنا محمد بن رزق ثنا موسى بن محمد المقدسي ثنا جرير عن منصور عن مجاهد في قوله تعالى: {ويخلق ما لا تعلمون} . قال: السوس في النبات
(3)
.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا الوليد بن أبان عن إبراهيم بن عبد السلام العنبري ثنا محمد بن خليل البصري ثنا جرير عن منصور عن مجاهد في قوله تعالى: {وهن العظم مني} . قال: شكى ذهاب أضراسه.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا محمد بن يحيى بن فياض ثنا أبو بكر الحنفي ثنا عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه. في قوله تعالى:
{سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا} . قال: رحيما.
• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا محمد بن يوسف بن الوليد ثنا أبو بشر يحيى بن محمد البصري ثنا خالد بن عبد الرحمن ثنا عمر بن ذر. قال قال مجاهد:
ما من مرض يمرضه العبد إلا رسول ملك الموت عنده حتى إذا كان آخر مرض يمرضه، أتاه ملك الموت. فقال: أتاك رسول بعد رسول فلم تعبأ به
(4)
وقد أتاك رسول يقطع أثرك من الدنيا.
(1)
فى مغ: جبارة.
(2)
كذا فى ز وفى ج. الدية. وفى مغ. الصرية.
(3)
كذا فى الاصلين. وفى مغ. فى التياب ولعله تصحيف.
(4)
فى ج. تعنى به.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا يوسف الصفار ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي يحيى القتات عن مجاهد. قال: يؤمر بالعبد إلى النار يوم القيامة فتنزوي عنه. فيقول: ما شأنك ما شأنك؟ فتقول إنه قد كان يستجير مني في الدنيا. فيقول: خلوا سبيله.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا يوسف الصفار ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي يحيى القتات عن مجاهد. قال: يؤمر بالعبد إلى النار يوم القيامة فيقول: ما كان هذا ظني؟ فيقول: ما كان ظنك؟ فيقول أن تغفر لي، فيقول خلوا سبيله
(1)
.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال وجدت في كتاب محمد بن حاتم بخط يده ثنا بشر بن الحارث حدثني يحيى بن يمان عن عثمان بن الأسود عن مجاهد. قال: لو أن رجلا أنفق مثل أحد في طاعة الله تعالى لم يكن من المسرفين.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثني أبي ثنا محمد بن عبيد عن طلحة بن عمرو عن مجاهد. قال: ما من يوم ينقضي من الدنيا إلا قال ذلك اليوم الحمد لله الذي أراحني من الدنيا وأهلها، ثم يطوى عليه فيختم إلى يوم القيامة حتى يكون الله هو الذي يفض خاتمه. رواه المعافى بن عمران عن طلحة بن عمرو فقال عن قيس بن سعد عن مجاهد، وهو الصواب.
• حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين الآجري ثنا أبو شعيب الحراني ثنا مروان بن عبيد ثنا فضيل بن عياض عن ليث عن مجاهد في قوله تعالى: {يؤتي الحكمة من يشاء} . قال: العلم والفقه.
• حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين الآجري ثنا أحمد بن سهل الأشناني ثنا الحسين بن علي بن الأسود ثنا يحيى بن آدم ثنا شريك عن ليث عن مجاهد. وحدثنا محمد بن أحمد ثنا أحمد بن موسى العدوي ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا جرير عن الأعمش عن مجاهد. في قوله تعالى: {وأولي الأمر منكم} . قال: الفقهاء والعلماء.
(1)
سقط صدر هذا الخبر وسنده من المغربية.
• حدثنا محمد بن أحمد ثنا إسماعيل ثنا عبيد الله بن موسى عن عثمان بن الأسود عن مجاهد. قال: أتته امرأة فقالت إني أجد في نفسي شيئا لا أستطيع أن أتكلم به. قال: ذاك محض الإيمان. فقلت: ما هو يا أبا الحجاج؟ قال: إن المؤمن إذا عصم من الشيطان في الذنوب جاءه. فقال: أرأيت الله من خلقه؟.
• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي ثنا أحمد بن العباس الإستراباذي ثنا إسماعيل بن سعيد الشالنجي الفقيه ثنا يحيى بن اليمان عن عثمان بن الأسود عن مجاهد. قال: سأل موسى عليه السلام ربه عز وجل: أي عبادك أغنى؟ قال: الذي يقنع بما يؤتى. قال: فأي عبادك أحكم؟ قال: الذي يحكم للناس بما يحكم لنفسه. قال: فأي عبادك أعلم؟ قال: أخشاهم.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد ومحمد بن أحمد بن مخلد. قالا: ثنا محمد بن يونس الكديمي ثنا روح بن عبادة. وحدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي ثنا الحسن بن المثنى ثنا أبو حذيفة. قالا: ثنا شبل بن عباد عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى: {ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله} قال: البدع والشبهات.
• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا أحمد بن موسى ثنا اسماعيل ابن سعيد ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد. قال: أفضل العبادة الرأي الحسن. يعني اتباع السنة.
• حدثنا محمد بن أحمد ثنا أحمد بن موسى ثنا إسماعيل بن سعيد قال أخبرنا علي بن عبيد عن الأعمش عن مجاهد. قال:
ما أدري أي النعمتين أفضل؟ أن هداني للإسلام؟ أو عافاني من الأهواء.
• حدثنا محمد بن احمد حدثنا أحمد بن موسى قال ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا ابن علية عن ابن أبي نجيح عن مجاهد. في قوله تعالى: {وأولي الأمر منكم} قال: أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. وربما قال: أولو العقل والفضل في دين الله تعالى.
• حدثنا محمد بن احمد حدثنا أحمد بن موسى ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا وكيع عن سفيان عن ليث عن مجاهد في قوله تعالى:
{فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول} . قال: إلى كتاب الله وإلى
رسوله ما دام حيا، فإذا قبض فإلى سنته.
• حدثنا يوسف بن يعقوب ثنا الحسن بن المثنى ثنا موسى بن مسعود أبو حذيفة ثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد. قال: كانت مريم تقول كان عيسى إذا كان عندي أحد يتحدث معي سبح في بطني، فإذا خلوت فلم يكن عندي أحد حدثني وحدثته وهو في بطني.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا بشر بن أبي السري ثنا أحمد بن حفص ثنا أبي ثنا عبد القدوس عن مجاهد في قوله تعالى: {وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة} . قال: أما الظاهرة فالإسلام والرزق، وأما الباطنة فما ستر من العيوب والذنوب.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أحمد الزهري ثنا أحمد بن الخليل ثنا سعيد بن سليمان ثنا عباد بن العوام عن سفيان بن حسين عن الحكم عن مجاهد. قال: لما قدمت ملكة سبأ على سليمان بن داود عليه السلام ورأت حطبا جزلا. فقالت لغلام سليمان: هل يعرف مولاك كم وزن هذا الدخان؟ فقال: أنا أعلم فكيف مولاي؟ قالت: فكم وزنه؟ فقال الغلام: يوزن الحطب ثم يحرق ثم يوزن رماده فما نقص فهو دخانه.
• حدثنا محمد بن علي في جماعة قالوا ثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن الجعد أخبرنا أبو حفص الرازي عن ليث عن مجاهد. في قوله تعالى: {توبة نصوحا} .
قال: النصوح أن تتوب من الذنب ثم لا تعود.
• حدثنا أبي رحمه الله ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا صالح بن عبد الله الترمذي ثنا سفيان ابن عامر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد. قال: من لم يتب إذا أصبح وإذا أمسى فهو من الظالمين.
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا عبيد بن مهران المكتب. قال: سمعت مجاهدا يسأل عن هذه الآية: {قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله} . قال:
هم الذين لا يدرون أنعم الله عليهم أم لم ينعم؟ ثم قرأ: {ولقد أرسلنا موسى
بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله}. فقال: موسى: {يا قوم اذكروا نعمت الله عليكم} . قال: فهي النعم.
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا عبد الواحد بن زياد عن الحسن بن عبد الله. قال سمعت مجاهدا يقول: إذا خرج الرجل حضره الشيطان، فاذا قال باسم الله قيل هديت، فإذا قال: توكلت على الله قيل كفيت، وإذا قال: لا حول ولا قوة إلا بالله قيل حفظت. فيقال:
كيف يكون بمن قد هدي وكفي وحفظ؟.
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن أبي
(1)
الأحوص عن مسلم الملائي عن مجاهد: أنه أعطى رجلا خمسمائة درهم على مصحف يكتب له.
• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا أحمد بن موسى بن العباس ثنا إسماعيل ابن سعيد ثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى: {واجعلنا للمتقين إماما} . قال: مؤتمين لهم مقتدين بهم حتى يأتم بهم
(2)
من خلفنا.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق عن أبي بكر بن عياش أخبرني أبو يحيى أنه سمع مجاهدا يقول: قال لي ابن عباس لا تنامن إلا على وضوء، فإن الأرواح تبعث على ما قبضت عليه.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم عن مجاهد في قوله تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن} . قال:
هو السلام عليه إذا لقيته.
• حدثنا أبي رحمه الله ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا أبو كريب ثنا المحاربي عن العلاء بن المسيب عن عمر بن بزيغ عن مجاهد. قال:
أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام، اتق! لا يأخذنك الله على ذنب لا ينظر فيه إليك، فتلقاه حين تلقاه وليست لك حجة.
• حدثنا أبي رحمه الله تعالى ومحمد بن أحمد. قالا: ثنا أبو الحسن بن ابان
(1)
فى مغ: قتيبة أبو حفص.
(2)
كذا ولعله (يأتم بنا)
حدثني أبو بكر بن عبيد ثنا سلمة بن شبيب ثنا سهل بن عاصم عن عبد الكبير بن المعافى بن عمران حدثني طلحة - يعني ابن عمرو - حدثني قيس بن سعد أنه سمع مجاهدا يقول: ما من يوم إلا يقول ابن آدم قد دخلت عليك اليوم ولم أرجع بعد اليوم، فانظر ما تعمل في، ولا ليلة إلا قالت كذلك.
• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان. قالا: ثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو أحمد الدينوري ثنا هشيم عن الأعمش عن مجاهد في قوله تعالى: {سأل سائل} . قال: دعا داع.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا الوليد بن أبان ثنا محمد بن عمار ثنا أبو الوليد الجارود ثنا أبو سنان عن ليث عن مجاهد في قوله تعالى: {ماء غدقا لنفتنهم فيه} . قال: حتى يرجعوا إلى علمي فيه.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا الفضل المغازلي ثنا أحمد بن أصرم ثنا فرات بن محبوب ثنا الأشجعي عن سفيان عن ليث عن مجاهد في قوله تعالى:
{يعبدونني لا يشركون بي شيئا} . قال: لا يحبون غيري.
• حدثنا أبو محمد بن حيان بن محمد ثنا إسحاق بن أحمد ثنا عبد الله بن عمران ثنا وكيع عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر عن أبيه عن مجاهد في قوله تعالى: {وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا} . قال: الوليد بن المغيرة، ماله ألف دينار، وبنوه عشرة.
• حدثنا أبو أحمد محمد بن موسى العدوي ثنا إسماعيل بن سعيد الكسائي ثنا إسحاق عن أبي سنان عن مجاهد في قوله تعالى: {والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد} . قال: المراؤون
(1)
.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو أسامة عن الأعمش عن مجاهد. قال: كان بالمدينة أهل بيت ذو حاجة عندهم رأس شاة فأصابوا شيئا. فقالوا: لو بعثنا بهذا الرأس إلى من هو أحوج اليه
(1)
كذا فى مغ وفى الاصلين: قالوا لمروان (ولعله تصحيف).
منا. قال فبعثوا به فلم يزل يدور بالمدينة حتى رجع إلى أصحابه الذين خرج من عندهم.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا ابن نمير عن مالك بن مغول عن طلحة عن مجاهد. قال: إذا لقي الرجل الرجل فضحك في وجهه ذابت عنهم الذنوب كما ينثر الريح الورق اليابس عن الشجر.
قال فقال: ويحك إن هذا من العمل يسير. فقال: أما سمعت قوله تعالى: {لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم} !.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو الأحوص عن منصور عن مجاهد. قال: ما من مؤمن يموت إلا تبكي عليه الأرض أربعين صباحا.
• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسين بن قتيبة ثنا نوح بن حبيب ثنا يحيى ابن سليم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى: {فلأنفسهم يمهدون} .
قال: في القبر.
• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسين ثنا صفوان بن صالح ثنا الوليد بن مسلم ثنا إبراهيم بن محمد الفزاري عن عبد الملك بن أبي سليمان الفروي أنه حدثه عن مجاهد وسعيد بن المسيب. قالا: يبعث داود عليه السلام وذكر خطيئته ووجله منها في قلبه، منقوشة في كفه، فإذا رأى أهاويل الموقف لم يجد منه متعوذا ولا محرزا إلا برحمة ربه وقربه، فيشير إليه أن هاهنا - وأشار بيمينه إلى جنبه - فذلك قوله عز وجل:{وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب} .
• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان بن الاشعث ثنا محمود ابن خالد ثنا عمرو بن عبد الواحد ثنا الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة عن مجاهد. قال: ما ألتقى مسلمان فتصافحا إلا غفر لهما ذنوبهما قبل أن يتفرقا أو تحاتت عنهما ذنوبها. قلت: إن ذلك يسير. قال: لا تقل ذلك إن الله عز وجل يقول: {لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم} . قال: فكان مجاهد أفقه مني.
• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان ثنا محمود بن خالد ثنا عمرو بن عبد الواحد عن الأوزاعي ثنا عبدة بن أبي لبابة عن مجاهد. قال:
كان يحج من بني إسرائيل مائة ألف، فإذا بلغوا أنصاب الحرم قلعوا نعالهم ثم دخلوا الحرم حفاة.
• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا محمد بن يحيى بن منده قال سمعت أبا حفص عمر بن علي يقول جاء عبيد الله بن عمر القواريري إلى يحيى بن سعيد فقال:
له حدثني بحديث مجاهد: {(يا مريم اقنتي لربك)} . فقال له حدثني سفيان الثوري عن أحد رجلين لا أدري أيهما قال فألح عليه فقال حدثني سفيان عن أبي ليلى عن مجاهد {(يا مريم اقنتي لربك)} . قال: أطيلي الركوع.
• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أحمد بن يحيى بن نصر ثنا أبو عبد الرحمن ثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف ثنا أيوب بن سويد عن الثوري عن منصور عن مجاهد في قوله تعالى: {استفزز من استطعت منهم بصوتك} . قال:
المزامير
(1)
.
• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا محمد بن العباس ثنا عبد الرحمن بن واقد ثنا شريك عن منصور عن مجاهد في قوله تعالى: {إن لدينا أنكالا وجحيما} .
قال: قيودا.
• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبيد بن غنام ثنا أحوص بن هشام العمرى وثنا ابراهيم ابن أبي حصين. وثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا محمد بن الهذيل العياد. قالا: ثنا أبو أسامة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى: {لا حجة بيننا وبينكم} . قال: لا خصومة بيننا وبينكم.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن سعيد ثنا أبو مسلم محمد بن حميد ثنا أبو سعيد لأشج ثنا ابن يمان عن ابن جريج عن مجاهد: {لتسئلن يومئذ عن النعيم} .
قال: عن كل لذة فى الدنيا.
• حدثنا أحمد بن السندي ثنا محمد بن العباس ثنا منصور بن أبى مزاحم
(1)
سقط هذا الخبر من ج.
ثنا أبو سعيد المؤدب عن علي بن جذيمة عن مجاهد. {يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر} . قال: هم المكذبون بالقدر.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا محمد بن يونس الكديمي ثنا أبو داود الطيالسي ثنا ورقاء بن عمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد: {يا جبال أوبي معه} . قال: سبحي معه.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا أحمد بن علي الخزاز ثنا محمد بن بشير مولى الأنصار ثنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن مجاهد في قوله تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن} . قال: المصافحة.
• حدثنا محمد بن معمر ثنا يوسف القاضي ثنا أبو الربيع ثنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن مجاهد. قال: رن إبليس أربعا؛ حين لعن، وحين أهبط، وحين بعث النبي صلى الله عليه وسلم وقد بعث على فترة من الرسل، وحين أنزلت - الحمد لله رب العالمين - وأنزلت بالمدينة، وكان يقال:
الرنة والنخرة من الشيطان فلعن من رن أو نخر.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا ابن رسته ثنا إبراهيم بن محمد الشافعي قال سمعت مسلم بن خالد يذكر عن محمد بن عبد الرحمن عن ابن جريج عن مجاهد:
{أتبنون بكل ريع آية} ؟ قال: برزخ الحمام.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن أحمد بن الوليد ثنا الربيع بن سليمان ثنا يحيى بن سلام ثنا عاصم بن حكيم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى: {وابتغوا إليه} من فضله. قال: اطلبوا التجارة في البحر.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد في قوله تعالى: {أنفقوا من طيبات ما كسبتم} . قال: من التجارة.
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا عبد الواحد بن زياد عن خصيف قال سمعت مجاهدا يقول: أيما امرأة قامت إلى الصلاة ولم تغط شعرها لم تقبل صلاتها.
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد عن خالد بن عبد الله عن ليث عن مجاهد: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} .
قال: فلم يشركوا حتى ماتوا.
• حدثنا أبو أحمد ثنا أحمد بن موسى ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن ابن أبجر عن طلحة بن مصرف عن مجاهد: {ولم يكن له كفوا أحد} . قال: صاحبة.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا إسماعيل بن يزيد ثنا محمد بن عبد الملك ثنا الحسن الجفري عن ليث عن مجاهد. قال: النملة التي كلمت سليمان عليه السلام كانت مثل الذئب العظيم.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن هشام ثنا علي بن المديني ثنا أبو عاصم عن عثمان بن الأسود عن ابن أبي نجيح عن مجاهد. قال: كان الغلام من قوم عاد لا يحتلم حتى يبلغ مائتي سنة.
• حدثنا محمد بن أحمد بن موسى العدوي ثنا إسماعيل بن سعيد الكسائي أخبرنا سفيان عن عبد الكريم عن مجاهد. قال: ليس أحد إلا يؤخذ من قوله ويترك، إلا النبي صلى الله عليه وسلم.
أسند مجاهد عن عدة من علماء الصحابة وأعلامهم: منهم عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وجابر بن عبد الله، وأبو سعيد الخدري، وأبو هريرة، ورافع بن خديج، وغيرهم.
• وحدث عنه
(1)
علماء التابعين وعلماء الأمصار: طاوس، وعطاء، وعكرمة وأبو سعيد، وعمرو بن دينار، وأبو الزبير، ومن الكوفيين: الحكم، وأبو إسحاق السبيعي، ومنصور، وحماد بن أبي سليمان، وزيد، وطلحة، وأبو حصين، والأعمش، ومغيرة، وحصين، وسلمة بن كهيل، وحبيب بن أبي ثابت، وجابر الجعفي، ويزيد بن أبي زياد، وعمرو بن مرة، وعبدة بن أبي لبابة، وأبو يحيى القتات، وعبيد المكتب، وإبراهيم بن مهاجر، والحسين بن
(1)
فى ز وج: حدث عن علماء التابعين والصحيح ما أثبتناه.
عبد الله في آخرين، وعبد الكريم الجزري، وخصيف الجزري، وسالم الأفطس، والمطعم بن المقدام، وأبو عمرو بن العلاء، ومطر الوراق.
فمن مسانيد حديثه
• ما حدثناه عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة وأبو النضر. قالا:
ثنا سعيد عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور» . هذا حديث صحيح ثابت متفق عليه ولشعبة فيه ثلاثة أقوال؛ الحكم عن مجاهد عن ابن عباس، الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. تفرد به عنه بدل بن المحبر
(1)
.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر. قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي. فقال:
«كن في الدنيا كأنك غريب أو كعابر سبيل» . وكان ابن عمر رضي الله تعالى عنه يقول: إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وخذ في صحتك لمرضك، وفى حياتك لموتك. هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث الأعمش. ورواه ليث بن سليم عن مجاهد. وممن رواه عن ليث:
الحسن بن الحر، وسفيان الثوري، وحماد بن زيد، وزائدة، وزهير، ويزيد، وفضيل بن عياض، وأبو معاوية، وخالد الواسطي.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا قطر بن خليفة ثنا مجاهد أبو الحجاج. قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الرحم معلقة بالعرش وليس الواصل بالمكافى، ولكن الواصل الذى إذا انقطعت رحمه وصلها» . رواه سفيان عن الأعمش.
• حدثناه فاروق الخطابي ثنا محمد بن محمد بن حبان قال ثنا محمد بن كثير ثنا سفيان عن الأعمش والحسن بن عمرو وقطر بن خليفة عن مجاهد عن عبد الله. رفعه الحسن وقطر ولم يرفعه الأعمش. قال: قال رسول الله
(1)
كذا فى الاصول وقد سكت عن الطريق الثالث. وفى ج: ابن الشخير بدل ابن المحبر.
صلى الله عليه وسلم: «ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعته رحمه وصلها» . هذا حديث صحيح ثابت أخرجه البخاري في صحيحه عن محمد ابن كثير عن الثوري. ورواه الثوري أيضا عن زيد عن مجاهد عن عبد الله.
ورواه فضيل بن عياض عن قطر عن حماد عن مجاهد عن عبد الله.
• حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة وأبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني. قالا: ثنا محمد بن السري بن سعيد ثنا جعفر بن محمد بن جعفر المدائني حدثني أبي عن هارون الأعور عن أبان بن تغلب عن الحكم عن مجاهد عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد عمر فمر على المقام.
فقال له: يا نبي الله هذا مقام إبراهيم؟ قال: نعم! قال أفلا تتخذه مصلى:
فأنزل الله تعالى: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} . هذا حديث صحيح ثابت من حديث جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر. غريب من حديث، مجاهد عن بن عمر. تفرد به محمد بن جعفر المدائني عن هارون. رواه تابعي عن تابعي عن تابعي. قال: أبان بن تغلب: لقي أنس بن مالك، والحكم لقي عدة من الصحابة، ومجاهد لقى الأكابر من الصحابة.
• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن وأبو إسحاق بن حمزة. قالا:
ثنا إبراهيم بن موسى الحرزي ثنا عبد الرحيم بن يحيى ثنا عبد الرحمن بن مغراء ثنا جابر بن يحيى عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تموتن وعليك دين، فإنما هي الحسنات والسيئات ليس ثم دينار ولا درهم، وليس يظلم الله أحدا» . هذا حديث صحيح ثابت من حديث المقبري عن أبي هريرة. مشهور من حديث ابن عمر.
رواه عن ليث جماعة، منهم: فضيل بن عياض، وموسى بن أعين من حديث جابر. هذا غريب تفرد به عبد الرحمن بن مغراء. ورواه عن ابن عمر جماعة منهم: عطاء ونافع ويحيى بن راشد. وحديث عطاء رواه عنه ابن جريج.
وحديث نافع رواه عنه مطر الوراق. وحديث يحيى بن راشد رواه عنه عمارة بن غزية.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن غالب بن حرب ثنا بكار بن محمد ثنا عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه. قال: أتيت ابن عمر فسمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار» . هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث الأحنف ابن قيس عن أبي بكرة. غريب من حديث مجاهد عن ابن عمر. لم نكتبه إلا من رواية بكار عن عبد الوهاب ابنه.
• حدثنا أبو جعفر أحمد بن جعفر بن معبد ثنا أحمد بن عمرو البزار ثنا محمد بن أبي المسور ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد ثنا عبد الوهاب بن مجاهد قال: سمعت مجاهدا يحدث عن ابن عمر قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم كأنه قابض على شيئين، قد ضم كفيه حتى انتهى إلى أصحابه ففتح يمينه فقال:«بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الرحمن الرحيم فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وأسماء عشائرهم، فجمل على آخرهم لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم. ثم فتح يساره فقال: بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الرحمن الرحيم فيه أسماء أهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشائرهم فجمل عليهم لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم» . هذا حديث مشهور من حديث يبقى عن عبد الله بن عمرو بن العاصى. غريب من حديث عبد الله بن عمر.
رواه حماد بن زيد عن ابن مجاهد عن أبيه.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن أحمد بن أبي خيثمة قال ثنا مجاهد بن موسى قال ثنا يونس بن محمد قال ثنا حماد بن زيد عن ابن مجاهد عن مجاهد عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم، فذكر نحوه. حديث حماد هذا غريب لم يكتب إلا من حديث ابن أبي خيثمة.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا داود بن المحبر ثنا عباد بن كثير عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه. قال: قلت لابن عمر أي حاج بيت الله الحرام أفضل وأعظم أجرا؟ قال: من جمع ثلاث خصال؛ نية صادقة، وعقلا وافرا، ونفقة من حلال. فذكرت ذلك لابن عباس
فقال: صدق. فقلت: إذا صدقت نيته وكانت نفقته من حلال فما يضره قلة عقله. فقال: يا أبا الحجاج سألتني عما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال: «والذي نفسي بيده ما أطاع العبد ربه عز وجل بشيء أفضل من حسن العقل، ولا يقبل الله تعالى صوم عبد ولا صلاته ولا حجه ولا عمرته ولا صدقته ولا شيئا مما يكون فيه من أنواع البر إذا لم يعمل بعقل، ولو أن جاهلا فاق المجتهدين في العبادة كان ما يفسد أكثر مما يصلح» . هذا حديث غريب من حديث مجاهد لم نكتبه إلا من حديث عباد عن عبد الوهاب.
• حدثنا علي بن أحمد بن علي المصيصي ثنا الهيثم بن خالد المصيصي ثنا عبد الكبير بن المعافى ثنا أبي ثنا الحسن بن عمارة عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لو وزنت الدنيا عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء» . هذا حديث غريب من حديث الحكم عن مجاهد لم نكتبه إلا من حديث عبد الكبير عن أبيه.
• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا أحمد بن الحسين ابن عبد الملك ثنا علي بن جميل ثنا جرير عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس.
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «في الجنة شجرة - شك عن ابن جميل - ما عليها ورقة إلا مكتوب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، عمر الفاروق، عثمان ذو النورين» . هذا حديث غريب من حديث ليث عن مجاهد. تفرد به علي بن جميل وهو الرقي عن جرير.
• حدثنا محمد بن المظفر الحافظ ثنا محمد بن محمد بن سليمان من أصل كتابه ثنا محمد بن حميد الرازي ثنا جرير عن أبي داود الطيالسي عن شعبة عن منصور عن مجاهد عن ابن عباس. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يتحف الرجل بتحفة سقاه من ماء زمزم. هذا حديث غريب من حديث منصور ومجاهد وشعبة لم نكتبه إلا من حديث الباغندى.
• حدثنا محمد بن المظفر ثنا أحمد بن عمير ثنا علي بن معبد بن نوح ثنا صالح بن بنان ثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس. قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: «إن العبد ليشرف على حاجة من حاجات الدنيا فيذكره الله تعالى من فوق سبع سماوات، فيقول: يا ملائكتي إن عبدي هذا قد أشرف على حاجة من حوائج الدنيا فإن فتحتها له فتحت له بابا إلى النار، ولكن أزودها عنه فيصبح العبد عاضا على أنامله يقول: من سعى بي؟ من دهاني؟ وما هي إلا رحمة رحمه الله بها» . هذا حديث غريب من حديث شعبة والحكم عن مجاهد لم نكتبه إلا من حديث علي بن معبد عن صالح.
• حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن الحارث القطان ثنا عثمان بن عبد الله بن عمرو الأموي ثنا يحيى بن أيوب الثقة حدثني هشام بن حسان وليث بن أبي سليم وآخران سماهما كل واحد منهما يقول: سمعت أبا الحجاج - يعني مجاهدا - يقول عن عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة على أحد يقول لا إله إلا الله» . هذا حديث صحيح ثابت من حديث أنس بن مالك. غريب عن مجاهد مجموعا عنهم تفرد به يحيى بن أيوب.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ثنا يحيى بن مطرف ثنا مسلم بن إبراهيم.
وحدثنا القاضي محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا الحسن بن علي بن زياد ثنا سعيد ابن سليم. قالا: ثنا اليمان بن المغيرة ثنا عبد الكريم عن مجاهد عن عبد الله ابن عمر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى أربعا قبل الظهر حرمه الله عز وجل على النار» . هذا حديث غريب من حديث مجاهد. تفرد به اليمان عن عبد الكريم.
• حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر ثنا محمد بن سليمان بن الحارث ثنا أبو نعيم. وحدثنا سليمان بن احمد ثنا المقداد بن داود ثنا عبد الله بن محمد ابن المغيرة. قالا: ثنا يونس بن أبي إسحاق عن مجاهد عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى يباهي بأهل عرفات ملائكة السماء، يقول: انظروا إلى عبادى أتونى شعثا غبرا من كل فج عميق،
أشهدكم أني قد غفرت لهم». هذا حديث صحيح من حديث سعيد بن المسيب عن عائشة. غريب من حديث مجاهد عن أبي هريرة ولا أعلم له راويا إلا يونس بن أبى اسحاق.
• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسين بن جعفر القتات ثنا جندل بن والق ثنا عبيد الله بن عمرو الرقي عن ليث عن مجاهد عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوا لا إله إلا الله عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله عز وجل» . هذا حديث صحيح غريب ثابت من طرق كثيرة.
وحديث مجاهد عن أبي هريرة غريب من حديث ليث لم نكتبه إلا من هذا الوجه.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن محمد بن أبى سعيد بن أبي مريم ثنا محمد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان عن زبيد عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو.
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما زال جبريل عليه السلام يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه» . اختلف على مجاهد فيه ثلاثة أقاويل فتفرد الفريابي عن زبيد بهذا وتابعه عليه داود بن سابور وبشير بن سلمان
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سفيان بن عيينة عن داود بن سابور وبشير بن سلمان عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو.
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما زال جبريل عليه السلام يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه» . وحدثناه محمد بن جعفر بن الهيثم ثنا جعفر ابن محمد الصائغ ثنا محمد
(1)
ثنا أبو نعيم ثنا يونس بن أبي إسحاق عن مجاهد حدثني أبو هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريل عليه السلام فما زال يوصيني بالجار حتى ظننت - أو رأيت - أنه سيورثه» .
ورواه أصحاب الثوري عن زبيد عن مجاهد فخالفوا الفريابي فقالوا عن عائشة بدل عبد الله بن عمرو.
• حدثنا محمد بن جعفر ثنا جعفر الصائع ثنا قبيصة بن
(1)
سقط هذا الشيخ من نسخة جدة.
عقبة. وحدثنا حبيب بن الحسن ثنا يوسف القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى ابن سعيد القطان. قالا: ثنا سفيان عن زبيد عن مجاهد عن عائشة رضي الله عنها. قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما زال جبريل عليه السلام يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه» . ورواه محمد بن طلحة عن زبيد مثله.
• حدثنا فاروق الخطابي ثنا أحمد بن عمر القطواني. وحدثنا محمد بن عمر
(1)
قال ثنا محمد بن أحمد المؤدب. قالا: ثنا عبد الوهاب بن غياث ثنا الربيع بن بدر ثنا هارون بن رئاب الأسيدي عن مجاهد عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تراح رائحة الجنة من مسيرة خمسمائة عام، لا يجدر ريحها منان بعمله
(2)
ولا عاق ولا مدمن خمر». غريب من حديث هارون عن مجاهد، ورواه موسى الجهني عن منصور عن مجاهد عن أبي هريرة موقوفا.
• حدثناه أحمد بن محمد بن سنان ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم قال ثنا يعلى بن عبيد ثنا موسى الجهني عن منصور عن مجاهد. قال سمعت أبا هريرة يقول: «أربع لا يلجون الجنة؛ عاق والديه، ومدمن خمر، والمنان، وولد زنية» . اختلف على مجاهد في هذا الحديث على أقاويل عشرة، فرواه محمد بن فضيل عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن مجاهد عن أبي هريرة مرفوعا مختصرا.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن محمد البزار المدائني
(3)
ثنا عبد الله بن عمر بن أبان قال ثنا محمد بن فضيل عن الحسن بن عمرو عن مجاهد عن أبي هريرة. أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يدخل الجنة ولد زنية» . ورواه مروان بن معاوية الفزاري عن الحسن عن مجاهد عن عبد الله بن عبد الرحمن ابن سعيد عن أبي هريرة مرفوعا.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا الحسن بن محمد ثنا مروان بن معاوية عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن مجاهد، قال: كنت نازلا بالمدينة على عبد الله بن عبد الرحمن بن سعيد بن أبي ذئاب فحدثنا عن أبي هريرة. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(1)
فى ج: محمد بن معمر.
(2)
وفيها: بعلمه.
(3)
وفيها: المدينى.
«لا يدخل الجنة ولد زنية» . رواه الأعمش عن مجاهد مثله. ورواه عنه حفص بن غياث وعبد الواحد بن زياد وغيرهما. ورواه أيضا فضيل بن عمرو الفقيمي عن مجاهد. وخالف أخاه الحسن بن عمرو فيه فقال عن مجاهد عن ابن عمر عن أبي هريرة.
• حدثنا سهل بن عبد الله بن حفص الوراق التستري ثنا زكريا بن يحيى بن درست ثنا عبد الله بن حنيف ثنا يوسف بن أسباط عن أبي إسرائيل الملائي عن فضيل بن عمرو عن مجاهد عن ابن عمر عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة ولد زنا ولا ولده ولا ولد ولده» . تابع يوسف بن أسباط عليه إسحاق بن منصور
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا سعيد بن بحر القراطيسي ثنا إسحاق بن منصور ثنا أبو إسرائيل عن فضيل عن مجاهد. قال: أضفت ابن عمر فجاء ذات ليلة فقال حدثني أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال:
«لا يدخل الجنة ولد زنا» . فذكر مثله
• ورواه أحمد بن يونس عن أبي إسرائيل فخالف إسحاق ويوسف فيه.
• حدثنا عبد الله بن يحيى الطلحي ثنا الحسين بن جعفر القتات ثنا أحمد بن يونس ثنا أبو إسرائيل عن فضيل بن عمرو عن أبي الحجاج - يعني مجاهد - عن مولى لأبى قتادة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لا يدخل الجنة عاق ولا ولد زنا ولا مدمن خمر» . رواه عبيد الله بن موسى عن أبي إسرائيل فقال عن منصور عن مجاهد مثله.
• حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين الصائغ ثنا محمد بن إسحاق السراج ثنا سليمان بن عبد الجبار ثنا عبد الله ابن موسى ثنا أبو إسرائيل عن منصور عن مجاهد عن مولى لأبي قتادة عن أبي قتادة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله سواء. وزاد - مدمن خمر. ورواه مجاهد عن أبي سعيد الخدري.
• حدثنا محمد بن جعفر الصائغ ثنا مالك بن إسماعيل ثنا مسعود بن سعد الجعفي. وحدثنا محمد بن أحمد بن علي ثنا أحمد بن إسحاق الوراق ثنا إسحاق بن عمر بن سليط ثنا عبد العزيز بن مسلم. وثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير قالوا: عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن أبي سعيد الخدري. قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يدخل الجنة منان ولا عاق ولا مدمن خمر ولا ولد زنا» . لفظ إسحاق عن جرير. ورواه شعبة عن يزيد
• حدثناه محمد بن أحمد بن علي قال ثنا أحمد بن إسحاق الوزان ثنا عبد الوهاب بن الضحاك ثنا بقية عن شعبة عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «لا يدخل الجنة مدمن خمر ولا منان» . رواه موسى بن أعين وعبد الرحيم بن سليمان في آخرين عن يزيد عن مجاهد وسالم بن أبي الجعد عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
ورواه عبد الكريم الجزري عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو.
• حدثناه أبو بكر أحمد بن محمد بن مهران حاجب ابن أبي بكر ثنا سعيد بن حفص البخاري ثنا مؤمل ثنا سفيان عن عبد الكريم الجزري عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو.
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر ولا ولد زنا» . ورواه عبد الله بن الوليد عن الثوري عن عبد الكريم عن مجاهد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وزاد فيه - ولا مرتدا أعرابيا بعد هجرته، ولا من أتى ذات محرم». ورواه إسرائيل عن عبد الكريم عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو موقوفا. ورواه حصين ويزيد عن أبي زياد عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو موقوفا. ورواه خصيف الجزري فخالف عبد الكريم فقال عن ابن عباس.
• وحدثناه سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن يحيى بن حبان الرقي ثنا زهير بن عباد قال ثنا عتاب بن يسير عن خصيف عن مجاهد عن ابن عباس.
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة مدمن خمر ولا عاق ولا منان» . رواه مسكين بن دينار عن مجاهد فخالف مجاهد فيه فقال عن أبي يزيد الحرمي.
• حدثناه سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن العباس المؤدب ثنا عبيد بن إسحاق العطار ثنا مسكين بن دينار عن مجاهد قال سمعت أبا يزيد الحرمي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر ولا منان» . تفرد عنه عبيد بن إسحاق العطار. ورواه عن عبيد الله بن موسى القطان ورجاء بن الجارود.
• حدثنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف قال ثنا إبراهيم بن فهد ثنا عثمان بن الهيثم ثنا عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن جابر بن عبد الله. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقنوا أمواتكم لا إله إلا الله» . غريب من حديث مجاهد عن جابر لم نكتبه إلا من حديث عثمان عن أبيه عن عبد الوهاب عنه.
• حدثنا محمد بن الحسن اليقطيني ثنا يحيى بن محمد بن أبي الصعير ثنا عيسى بن عبد الله العسقلاني ثنا داود بن الجراح ثنا عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن جابر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة» . غريب من حديث مجاهد عن جابر لم نكتبه إلا من هذا الوجه.
عطاء بن أبي رباح
ومنهم فقيه الحرم والبطاح، مفترش الجنبين واطراح، أبو محمد عطاء بن أبي رباح.
وقد قيل: إن التصوف سماح لرباح، واطراح لاستراح.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي.
وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسين ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا علي بن المديني. قالا: ثنا يحيى بن سعيد قال سمعت ابن جريج يقول: كان المسجد فراش عطاء بن أبي رباح عشرين سنة.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا علي بن المديني ثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج. قال: كان عطاء بعد ما كبر وضعف، يقوم إلى الصلاة فيقرأ مائتي آية من سورة البقرة، وهو قائم لا يزول منه شيء ولا يتحرك.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الوهاب بن همام أخو عبد الرزاق قال سمعت ابن عيينة يقول: قلت لابن جريج ما رأيت مصليا مثلك، قال: لو رأيت عطاء.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سعد ثنا ابن أخي جويرية ثنا مهدي بن ميمون ثنا معاذ بن سعد الأعور. قال: كنت جالسا عند عطاء بن أبي رباح فحدث بحديث، فعرض رجل من القوم في حديثه. فغضب وقال: ما هذه الأخلاق؟ وما هذه الطبائع؟ إني لأسمع الحديث من الرجل وأنا أعلم منه به، فأريه أني لا أحسن شيئا منه.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا هناد ثنا قتيبة عن سفيان عن عمرو بن سعيد عن أبيه. قال: قدم ابن عمر مكة فسألوه. فقال:
تجمعون لي المسائل وفيكم عطاء بن أبي رباح؟.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا أبي ثنا محمد بن فضيل عن أسلم المنقري. قال: كنت جالسا مع أبي جعفر فمر عليه عطاء، فقال: ما بقي على ظهر الأرض أحد أعلم بمناسك الحج من عطاء ابن أبي رباح. سمعت سليمان بن أحمد يقول سمعت أحمد بن محمد الشافعي يقول: كانت الحلقة في الفتيا بمكة في المسجد الحرام لابن عباس، وبعد ابن عباس لعطاء بن أبي رباح.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثني أبي ثنا الفضل بن دكين عن سفيان عن سلمة بن كهيل. قال: ما رأيت أحدا يطلب بعلمه ما عند الله تعالى إلا ثلاثة؛ عطاء، وطاووسا، ومجاهدا.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني الحسن ابن عبد العزيز الجروي ثنا أيوب بن سويد. قال: سمعت الأوزاعي يقول مات عطاء وهو أرضى أهل الأرض، وكان أكثر من يسند إليه سبعة أو ثمانية.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا ابن نمير ثنا عمر بن ذر. قال: ما رأيت قط مثل عطاء، وما رأيت على عطاء قميصا قط، وما
(1)
رأيت عليه ثوبا يسوى خمسة دراهم.
(1)
فى الاصلين: إلا رأيت عليه الخ.
• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا إبراهيم
(1)
بن محمد بن الحارث ثنا محمد بن الوليد الزحاف قال ثنا ابن جريج. قال: رأيت عطاء يطوف بالبيت. فقال لقائده: أمسكوا واحفظوا عني خمسا؛ القدر خيره وشره حلوه ومره من الله تعالى، ليس للعبد فيه مشيئة ولا تفويض، وأهل قبلتنا مؤمنون حرام دماؤهم وأموالهم إلا بحقها، وقتال الفئة الباغية بالأيدي والنعال لا بالسلاح، والشهادة على الخوارج بالضلالة
(2)
.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ثنا سعيد بن يحيى ثنا زافر بن سليمان عن عبد العزيز بن خالد الترمذي عن طلحة - يعني ابن عمرو - عن عطاء في قوله تعالى: {لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} . قال: لا يلهيهم بيع ولا شراء عن مواضع
(3)
حقوق الله التي فرضها الله تعالى عليهم أن يؤدوها في أوقاتها.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن يحيى المروزي ثنا أبو بلال الأشعري ثنا قيس عن عبد الملك بن جريج عن عطاء بن أبي رباح: أن يعلى بن أمية كانت له صحبة، فكان يقعد في المسجد الساعة فينوي بها الاعتكاف.
• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن أبي داود ثنا علي بن خشرم ثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن عطاء. قال: إن كانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لتعجن وإن قصتها لتكاد أن تضرب الجفنة.
• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن أبي داود ثنا ابن أبي شعيب قال ثنا مسكين بن بكير عن الأوزاعي عن عطاء في قوله تعالى: {ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله} . قال: ذلك في إقامة الحد عليه.
• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن أبي داود ثنا عباس بن الوليد حدثني أبي ثنا الأوزاعي. قال كنت باليمامة وعليها وال يمتحن الناس برجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه منافق وما هو بمؤمن ويأخذ
(1)
فى مغ: هشيم بن محمد الخ.
(2)
كذا في الاصول الثلاثة لم يذكر الخامسة.
(3)
فى الازهرية: فى مواضع.
عليهم بالطلاق والعتق والمشي
(1)
أنه ليسميه منافقا وما يسميه مؤمنا، فجعلوا له ذلك: قال فخرجت في ذلك الغور فلقيت عطاء بن أبي رباح فسألته عن ذلك. فقال: ما أرى بذلك بأسا يقول الله عز وجل: {إلا أن تتقوا منهم تقاة} .
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سفيان بن عيينة. قال قال إسماعيل بن أمية: كان عطاء يطيل الصمت فإذا تكلم يخيل إلينا أنه يؤيد.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن أحمد بن سليمان الهروي ثنا محمد بن حفص بن عمر المقرئ حدثني أبو عبد الملك الفارسي - وكان من خيار المسلمين - ثنا أبو هزان. قال سمعت عطاء بن أبي رباح يقول: من جلس مجلس ذكر كفر الله عنه بذلك المجلس عشرة مجالس من مجالس الباطل [وإن كان في سبيل الله كفر الله بذلك المجلس سبعمائة مجلس من مجالس الباطل].
قال أبو هزان: قلت لعطاء ما مجلس الذكر؟ قال: مجلس الحلال والحرام، وكيف تصلي؟ وكيف تصوم؟ وكيف تنكح؟ و [كيف] تطلق وتبيع وتشتري
(2)
.
• حدثنا أحمد بن إسحاق وعبد الله بن محمد. قالا: ثنا الحسن بن هارون ثنا محمد بن بكار ثنا زافر بن سليمان عن أبي بكر الهذلي عن عطاء بن أبي رباح. قال: ما قال عبد قط يا رب يا رب يا رب ثلاث مرات إلا نظر الله إليه.
قال: فذكرت ذلك للحسن فقال: أما تقرءون القرآن؟ {ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد فاستجاب لهم ربهم} .
(1)
فى الاصلين: والسي وهو تصحيف.
(2)
ما بين المربعين من المغربية.
وقد سقط منها ذكر ابى هزان وفيها محمد بن حفص المقرى وقوله: كيف تصلى الخ فى الاصلين بياء الغيبة.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ثنا سلمة ثنا ابراهيم ابن الجنيد ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا الحسن بن أبي جعفر عن ابن جريج عن عطاء.
قال: النظر إلى العابد عبادة.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبو عبد الله السلمي ثنا ضمرة عن عمر بن الورد. قال قال عطاء: إن استطعت أن تخلو بنفسك عشية عرفة فافعل.
• حدثنا أحمد بن محمد بن سنان ثنا محمد بن إسحاق ثنا سليمان بن توبة ثنا هارون بن معروف ثنا ضمرة عن أبي إسماعيل الكوفي. قال: سألت عطاء ابن أبي رباح عن شيء فأجابني، فقلت له عمن ذا؟ فقال: ما اجتمعت عليه الأمة أقوى عندنا من الإسناد.
• حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا عمرو بن عبد الغفار ثنا معقل بن عبيد الله الجزري. قال: قلت لعطاء بن أبي رباح: إن هاهنا قوما يزعمون أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص.
فقال: {والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم} . فما هذا الهدى الذي زادهم الله؟ فقلت: ويزعمون أن الصلاة والزكاة ليستا من دين الله. فقال:
وتلا {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة} .
• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عثمان بن عبد الله الطلحي ثنا سعيد بن سلام البصري قال سمعت أبا حنيفة يقول: لقيت عطاء بمكة فسألته عن شيء. فقال:
من أين أنت؟ قلت من أهل الكوفة. قال: أنت من أهل القرية {الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا؟} قلت: نعم! قال: فمن أي الأصناف أنت؟ قلت ممن لا يسب السلف، ويؤمن بالقدر، ولا يكفر أحدا بذنب. فقال لي عطاء:
عرفت فالزم.
• حدثنا أبي رحمه الله ثنا أحمد بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن بديل قال سمعت أبا عبيد يقول: دخلنا على محمد بن سوقة. قال: ألا أحدثكم بحديث
لعله ينفعكم؟ فإنه نفعني؟ قال لنا عطاء بن أبي رباح: يا ابن أخي إن من كان قبلكم كانوا يكرهون فضول الكلام، وكانوا يعدون فضول الكلام ما عدا كتاب الله تعالى أن يقرأ، أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر، أو تنطق في حاجتك في معيشتك التي لا بد لك منها، أتنكرون؟ {أن عليكم لحافظين كراما كاتبين} {عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} ؟ أما يستحي أحدكم لو نشرت عليه صحيفته التي أملاها صدر نهاره أكثر ما فيها ليس من أمر دينه ولا دنياه؟.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق عن ابن جريج. قال سمعت عطاء يقول: إذا تناهقت الحمر من الليل، فقولوا:
بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق عن يحيى بن ربيعة الصنعاني. قال سمعت عطاء بن أبي رباح يقول: {وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون} . قال: كانوا يقرضون الدراهم.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن علي الجارود ثنا محمد بن عصام بن يزيد ثنا أبي ثنا سفيان بن سعيد عن عبد الله بن الوليد - يعني الرصافي -. قال
قلت: لعطاء بن أبي رباح: صاحب قلم إن هو كتب عاش هو وعياله، وإن ترك افتقر؟ قال: من الرأس؟ قلت القسري خالد. قال: قال العبد الصالح {رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين} .
• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان. قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عمران بن موسى
(1)
بن أيوب ثنا الوليد بن مسلم عن عبد الله بن حسان.
قال قيل لعطاء: ما أفضل ما أعطي العباد؟ قال: العقل عن الله عز وجل وهو المعرفة بالدين.
أسند أبو محمد عطاء بن أبي رباح - واسم أبى رباح أسلم - عن عدة من
(1)
فى مغ: ثنا موسى بن أيوب.
الصحابة رضي الله تعالى عنهم، وسمع من ابن عباس، وابن عمر، وابن الزبير وعبد الله بن عمرو، وأبا هريرة، وأبا سعيد، وزيد بن خالد الجهني.
وروى عنه من التابعين عدة؛ عمرو بن دينار، والزهري، وأبو الزبير، وقتادة، ومالك بن دينار، ويحيى بن أبي كثير، وجابر الجعفي، وأيوب السختياني، وإسماعيل السري، وحبيب بن أبي ثابت، والأعمش، ومن الأعلام والأئمة من لا يحصون.
• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد وحبيب بن الحسن وفاروق الخطابي ومحمد بن أحمد بن الحسن في جماعة. قالوا: ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله ثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن عطاء. أنه سمع ابن عباس يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أن لابن آدم واديين من ذهب لابتغى اليهما ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب» . هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث ابن جريج عن عطاء.
• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود. وحدثنا محمد بن أحمد ثنا أبو خليفة ثنا أبو الوليد الطيالسي ومحمد بن كثير. قالوا: ثنا شعبة عن أيوب. قال سمعت عطاء يقول: إن ابن عباس قال أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه خرج ومعه بلال يوم عيد، فصلى ثم خطب ثم أتى النساء فوعظهن وأمرهن بالصدقة، فجعلت المرأة تلقي القرط والخاتم وبلال يأخذ في طرف ثوبه. هذا حديث صحيح متفق عليه. رواه عن أيوب حماد ابن زيد وابن عيينة وابن علية ووهب والناس. ورواه عبد الملك بن أبي سليمان وابن جريج والحجاج بن أرطاة عن عطاء عن جابر مثله. وحديث جابر أيضا متفق عليه من حديث ابن جريج عن عطاء.
• حدثنا محمد بن أحمد بن علي ومحمد بن الحسن بن كوثر. قالا: ثنا احمد ابن علي الخراز ثنا الفيض بن موسى
(1)
ثنا سفيان بن موسى الحرمي ثنا حبيب المعلم عن عطاء عن ابن عباس. قال: أخر رسول الله صلى الله عليه
(1)
كذا فى ز وفى ج: ابن مؤمن. وفى مغ: ابن وثيق.
وسلم صلاة العشاء فاحتبس عنها حتى نام الناس واستيقظوا، ثم ناموا ثم استيقظوا، فقام عمر فناداه الصلاة يا رسول الله، فخرج يقطر رأسه. وقال:
«لولا أن أشق على أمتي لأخرت هذه الصلاة إلى هذه الساعة» . هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث عمرو بن دينار وابن جريج عن عطاء. غريب من حديث حبيب عن عطاء. ورواه إبراهيم الصائغ عن عطاء نحوه.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن ابن عباس. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أكل أحدكم فلا يمسح يده حتى يلعقها أو يلعقها» . هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث سفيان عن عمرو.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عباس بن أحمد بن الحسن الوشاء ثنا أحمد بن عمر الوكيعي ثنا قبيصة ثنا سفيان عن ابن جريج عن عطاء [عن ابن عباس. قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس أحسن قراءة؟ قال:
«إذا قرأ رأيت أنه يخشى الله» . هذا حديث غريب من حديث الثوري عن ابن جريج عن عطاء]
(1)
انفرد به أحمد بن عمر عن قبيصة.
• حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن الهيثم ثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام ثنا منصور بن صقير أبو النضر ثنا عبد الله بن المؤمل بن وهب الله المخزومي ثنا عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل الحديبية أتاه سهيل بن عمرو فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذا سهيل بن عمرو قد أقبل وقد سهل لكم الأمر» . هذا حديث غريب من حديث عطاء تفرد به منصور عن عبد الله.
• حدثنا محمد بن أحمد بن علي ثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي ثنا محمد بن كثير المصيصي ثنا الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس. أن رجلا أصابه جرح في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بالاغتسال فاغتسل فمات، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «قتلوه قتلهم الله ألم
(1)
ما بين المربعين سقط من الاصلين.
يكن شفاء العي السؤال». هذا حديث غريب لا تحفظ هذه اللفظة من أحد من الصحابة إلا من حديث ابن عباس ولا عنه إلا من رواية عطاء. حدث به الوليد بن مسلم والأعلام عن الأوزاعي.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبد الله بن عريش المصري ثنا وهب الله بن رزق أبو هبيرة ثنا بشر بن بكر ثنا الأوزاعي حدثني عطاء عن عبد الله بن عباس. قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن لله تعالى ملكا لو قيل له التقم السماوات السبع والأرضين السبع بلقمة واحدة لفعل، تسبيحه سبحانك حيث كنت» . هذا حديث غريب من حديث الأوزاعي عن عطاء لم نكتبه إلا من حديث بشر بن بكر.
• حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا القاسم بن زكريا بن دينار ثنا مصعب بن المقدام ثنا مسعر عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء عن ابن عمر. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل حين استوت به راحلته. هذا حديث غريب من حديث مسعر تفرد به مصعب.
• حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى ثنا مكي بن عبدان ثنا عبد الله بن محمد الفراء ثنا الحارث بن مسلم المقري ثنا بحر السقا عن الحجاج بن فرافصة عن الأعمش عن عطاء عن ابن عمر. أنه قال: لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة ومرة ومرة حتى عد سبع مرار ما حدثت به، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«ثلاثة على كثبان المسك يوم القيامة لا يهولهم الحزن ولا يفزعون حين يفزع الناس؛ رجل تعلم القرآن فأم به قوما يطلب به وجه الله عز وجل وما عنده، ورجل نادى في كل يوم وليلة خمس مرات للصلاة يطلب به وجه الله عز وجل وما عنده، وعبد مملوك لم يمنعه رق الدنيا عن طاعة ربه عز وجل» . هذا حديث غريب من حديث الأعمش عن عطاء تفرد به الحارث بن مسلم الرازي.
• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد إملاء ثنا علي بن محمد بن
عبد الوهاب بن جبلة ثنا أبو بلال الأشعري ثنا يحيى بن المهلب أبو كدينة عن ليث عن ابن أبي سليم عن عطاء عن ابن عمر. قال: أتى علينا زمان وليس أحد أحق بدرهمه ولا بديناره من أخيه المسلم - حتى كان حديثا - ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا ضن الناس بالدينار والدرهم وتبايعوا بالعينة، واتبعوا أذناب البقر، وتركوا الجهاد في سبيل الله عز وجل، أدخل الله عليهم ذلة
(1)
ثم لا تنزع عنهم حتى يراجعوا دينهم».
هذا حديث غريب من حديث عطاء عن ابن عمر رواه الأعمش أيضا عنه.
ورواه فضالة بن حصين عن أيوب السختياني عن نافع عن ابن عمر.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا محمد بن عمار الموصلي ثنا عفيف بن سالم عن أيوب بن عتبة عن عطاء عن ابن عمر. قال: جاء رجل من الحبشة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «سل واستفهم» . فقال: يا رسول الله فضلتم علينا بالصور والألوان والنبوة، أفرأيت إن آمنت بمثل ما آمنت به، وعملت بمثل ما عملت به، إني لكائن معك في الجنة؟ قال: نعم! ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده إنه ليرى بياض الأسود في الجنة من مسيرة ألف عام» . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال لا إله إلا الله كان له بها عهد عند الله عز وجل، ومن قال سبحان الله وبحمده كتب له مائة ألف حسنة وأربع وعشرون ألف حسنة» . فقال رجل: كيف نهلك
(2)
بعد هذا يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليأتي يوم القيامة بالعمل لو وضع على جبل لا يقله
(3)
فتقوم النعمة من نعم الله عز وجل فتكاد أن تستنفذ ذلك كله إلا أن يتطول الله برحمته». ونزلت هذه الآية {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا} إلى قوله تعالى {رأيت نعيما وملكا كبيرا} . قال الحبشي: وإن عيني لتريان ما ترى عيناك فى الجنة. فقال
(1)
فى الاصلين: أدخل الله عليهم داء ثم لا ينزع الخ.
(2)
كذا فى مغ وفى ز: كيف تدرك. وفى ج نذرك.
(3)
فى المختصر: لا ثقله
النبي صلى الله عليه وسلم: نعم! فاستبكى حتى فاضت نفسه. قال ابن عمر: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدليه في حفرته بيده. هذا حديث غريب من حديث عطاء تفرد به عفيف عن أيوب بن عتبة اليمامي وكان عفيف أحد العباد والزهاد من أهل الموصل، كان الثوري يسميه الياقوتة.
• حدثنا أبو بكر بن أحمد بن يعقوب بن المهرجان ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبد الله ثنا أيوب بن نهيك قال سمعت عطاء قال سمعت ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من عبد مؤمن يتوب إلى الله تعالى قبل الموت بشهر إلا قبل الله منه، وأدنى من ذلك وقبل موته بيوم أو ساعة يعلم الله منه التوبة والإخلاص إلا قبل الله منه» . هذا حديث غريب من حديث عطاء تفرد به أيوب بن نهيك.
• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه عن عطاء عن ابن عمر. قال: أقبل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «لم يمنع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا» . هذا حديث غريب من حديث عطاء عن ابن عمر لم نكتبه إلا من حديث سليمان عن خالد عن أبيه.
• حدثنا محمد بن أحمد بن علي ثنا محمد بن يوسف بن الطباع ثنا محمد بن كثير ثنا الأوزاعي عن عطاء عن عبد الله بن عمرو. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا صام من صام الأبد» . هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث عبد الله بن عمر ورواه الحجاج بن أرطاة وغيره عن عطاء.
• حدثنا محمد بن أحمد الغطريفي ثنا عبد الله بن شيرويه أخبرنا اسحاق ابن راهويه أخبرنا أبو معاوية ثنا الحجاج عن عطاء عن عبد الله بن عمرو.
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عبد الله بن عمرو تصوم النهار وتقوم الليل؟ قال فقلت نعم! قال: إنك إذا فعلت ذلك هجمت العينان ونقمت النفس، إن لعينك عليك حقا، وإن لجسدك عليك حقا، وإن لأهلك
عليك حقا، فقم ونم وصم وأفطر، صم ثلاثة أيام من كل شهر فذلك صوم الدهر. قال: قلت إني أقوى من ذلك. فقال: لا صام من صام الأبد، فإن كان ولا بد فصم صوم رسول الله صلى الله عليه وسلم داود كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى.» هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث عبد الله بن عمرو، رواه عنه عدة من أصحابه. وحديث الحجاج عن عطاء، تفرد بهذه اللفظة أبو معاوية.
• حدثنا محمد بن أحمد ثنا عبد الله بن شيرويه ثنا إسحاق بن راهويه ثنا عبد الله بن عصمة الجزرى
(1)
ثنا حمزة بن أبي حمزة عن عطاء عن عبد الله ابن عمرو يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فإن كان دخل بها فلها صداقها بما استحل من رحمها
(2)
وفرق بينهما، وإن كان لم يدخل بها فرق بينهما، والسلطان ولي من لا ولي له». قال إسحاق: قد أدرك حمزة عطاء ومكحولا. هذا حديث غريب من حديث عطاء عن عبد الله تفرد بلفظة التفريق، وروي عن عروة عن عائشة مثله في إبطال النكاح من دون لفظة التفريق.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبى ثنا عبد الرزاق ثنا عمرو بن حوشب أخبرني عمرو بن دينار عن عطاء عن عبد الله بن عمرو. قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس منا من تشبه بالرجال من النساء، ولا من تشبه بالنساء من الرجال» . غريب من حديث عمرو عن عطاء لم نكتبه إلا من هذا الوجه.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن نصر الصائغ ثنا سعيد بن سليمان عن عبد الله بن المؤمل عن ابن جريج عن عطاء عن عبد الله بن عمرو.
قال قلت: «يا رسول الله أقيد العلم؟ قال نعم! قلت: وما تقييده؟ قال:
الكتابة». غريب من حديث ابن جريج عن عطاء لم نكتبه إلا من حديث ابن المؤمل.
(1)
كذا فى الاصلين وفى مغ: الخزرجى وفى الخلاصة الجشمى.
(2)
فى مغ: من فرجها.
• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا الربيع ابن صبيح قال سمعت عطاء بن أبي رباح. قال: بينا ابن الزبير يخطبنا إذ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاة في مسجدي هذا، أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام» . رواه حماد بن زيد عن حبيب المعلم عن عطاء مثله.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا أبو عاصم وأبو نعيم. قالا: ثنا طلحة بن عمرو عن عطاء عن أبي هريرة. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «زر غبا تزدد حبا» .
• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا معلى بن أسد ثنا عبد الواحد بن زياد عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عطاء عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تسحروا فإن في السحور بركة» . غريب من حديث عطاء عن أبي هريرة ولا أعلم عنه راويا غير محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا موسى بن إسماعيل ثنا شبيب بن عجلان ثنا عبد العزيز أبو مقاتل عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن؛ إنما الإيمان كالسربال فإذا وقع من العبد شيء
(1)
من هذه الخطايا خلع كما يخلع السربال، فإذا تاب رجع إليه الإيمان كما يلبس هو سرباله». غريب من حديث عطاء عن أبي هريرة لم يذكره بهذه الزيادة إلا قتادة وعبد العزيز.
• حدثنا محمد بن أحمد بن علي ثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي ثنا آدم بن أبي إياس ثنا عقبة الأصم ثنا عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى قد جعل لكم ثلث أموالكم زيادة
(1)
نص المغربية والمختصر: فاذا واقع العبد شيئا الخ.
في أعمالكم». غريب من حديث عطاء لا أعلم له راويا غير عقبة.
• حدثنا إسحاق بن أحمد بن علي ثنا إبراهيم بن يوسف بن خالد ثنا عيسى ابن هلال ثنا محمد بن حمير ثنا جعفر بن برقان عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة. قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ومعه أسامة بن زيد فصلى أسامة ركعتين ثم احتبى، وأطال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة فلما قضى صلاته قال:«يا أسامة لقد قصرت الصلاة وأطلت الحبوة فكيف بك إذا خلفت في قوم يقصرون الصلاة ويطيلون الحبوة ويأكلون ألوان الطعام، ضحكهم القهقهة، وضحك المؤمنين التبسم، أولئك شرار أمتي ثلاثا» . غريب من حديث عطاء وجعفر لا أعلم عنه راويا موصولا غير محمد بن حمير.
• حدثنا محمد بن عمر بن سالم
(1)
وأحمد بن السندي. قالا: ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا أيوب بن حسان ثنا الوضين ابن عطاء ثنا عطاء بن أبي رباح. قال: دعى أبو سعيد الخدرى إلى وليمة وأنا معه فرأى صفرة وخضرة. فقال: أما تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تغدى لم يتعش وإذا تعشى لم يتغد». غريب من حديث عطاء لا أعلم عنه راويا إلا الوضين بن عطاء.
• حدثنا علي بن أحمد بن علي المصيصي ثنا أبو بكر بن أيوب بن سليمان العطار بالمصيصة ثنا علي بن زياد المنوفي
(2)
ثنا عبد العزيز بن أبي رجاء ثنا ابن جريج ثنا عطاء عن أبي سعيد الخدري. قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قسم الله العقل على ثلاثة أجزاء فمن كن فيه فهو العاقل، ومن لم يكن فيه فلا عقل له؛ حسن المعرفة بالله عز وجل، وحسن الطاعة لله عز وجل، وحسن الصبر لله عز وجل» . غريب من حديث عطاء لا أعلم عنه راويا إلا ابن جريج.
• حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد ثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي ثنا
(1)
فى الاصلين: ابن مسلم.
(2)
المتوفى: زيادة فى الاصلين.
أبو اليمان ثنا عفير بن معدان عن عطاء بن أبي رباح. قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يأخذ الرجل من طول لحيته ولكن من صدغين
(1)
». غريب من حديث عطاء لا أعلم عنه راويا غير عفير بن معدان.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يزيد بن هارون أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن جابر. أنه شهد الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم العيد، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بلا أذان ولا إقامة، ثم قام متوكئا على بلال فخطب للناس فحمد الله وأثنى عليه ووعظهم وذكرهم، ثم مضى متوكئا على بلال حتى أتى النساء فوعظهن وذكرهن. وقال: تصدقن فإن أكثركن من حطب جهنم. فقامت امرأة من سفلة النساء سفعاء الخدين.
فقالت: لم يا رسول الله؟ فقال: إنكن تكثرن الشكاية وتكفرن العشير، فجعلن يتصدقن بخواتيمهن وقلائدهن، وأقبلن يعطونه بلالا يتصدق به».
هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث عطاء. أخرجه البخاري ومسلم من حديث عبد الملك وعنه حدث به الأئمة عن يزيد بن هارون: أحمد بن حنبل وابنا أبى شيبة، وأبو حيثمة، وابن نمير، وغيرهم.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا روح بن عبادة ثنا ابن نوح
(2)
أخبرني عطاء سمع جابرا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أكل من هذه البقلة فلا يغشنا
(3)
في مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه المسلم». صحيح من حديث عطاء ما كتبته عاليا إلا من حديث ابن جريج عنه. حدث به الإمام أحمد عن روح بن عبادة عنه.
• حدثنا محمد بن علي بن مخلد ثنا محمد بن يونس الكديمي ثنا سليمان بن أحمد ثنا جبلة
(4)
بن سليمان ثنا ابن جريج عن عطاء عن جابر. أنه سمع معاذ ابن جبل يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أمن رجلا على دمه
(1)
كذا: ولعله من صدغيه أو من الصدغين.
(2)
سقط ابن نوح من المغربية.
(3)
يغشنا أى يأتنا.
(4)
فى مغ: صلة بن سليمان.
ثم قتله وجبت له النار، وإن كان المقتول كافرا». غريب من حديث عطاء وجابر ومعاذ لا أعلم عنه راويا إلا ابن جريج. ومشهور هذا الحديث من حديث عمرو بن الحمق عن النبي صلى الله عليه وسلم.
• حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن سهل ثنا القاسم بن أحمد الخطابي ثنا هوذة بن حليفة ثنا ابن جريج عن عطاء عن أبي الدرداء. قال: رآني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أمشي أمام أبي بكر فقال: «أتمشي أمام أبي بكر؟ ما طلعت الشمس ولا غربت بعد النبيين والمرسلين على أحد أفضل من أبي بكر» . غريب من حديث عطاء عن أبي الدرداء تفرد به عنه ابن جريج، ورواه عنه بقية بن الوليد وغيره عن ابن جريج.
• حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم ثنا حامد بن سهل الثغرى
(1)
ثنا هوذة ابن خليفة ثنا عمرو بن قيس عن عطاء عن زيد بن خالد الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «من جهز محاربا أو خلفه بخير في أهله كان له مثل أجره ولم ينقص
(2)
من أجره شيئا، ومن جهز حاجا أو خلفه في أهله بخير كان له مثل أجر الحاج ولم ينقص من أجر الحاج شيئا، ومن فطر صائما كان له مثل أجره». مشهور من حديث عطاء عن زيد ما كتبته عاليا إلا من حديث هوذة عن عمرو بن قيس وهو أخو حميد بن قيس المكي.
• حدثنا محمد بن الحسن بن كوثر ثنا محمد بن سليمان بن الحارث ثنا أبو نعيم ثنا سفيان بن سعيد عن يزيد بن أبي زياد عن عطاء عن عائشة. أن نسوة من أهل حمص دخلن عليها. فقالت لعلكن من اللواتي تدخلن الحمامات؟ فقلن:
أما إنا لنفعل ذلك، فقالت: عائشة رضي الله تعالى عنها: أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيت زوجها، هتكت ما بينها وبين الله عز وجل» . هذا حديث غريب من حديث عطاء عن عائشة لا أعلم عنه راويا غير يزيد بن أبى زياد.
(1)
فى ج: المنقرى.
(2)
فى مغ: ينتقص (فى المكانين).
عكرمة مولى ابن عباس
ومنهم مفسر الآيات المحكمة، ومنور الروايات المبهمة، أبو عبد الله مولى ابن عباس عكرمة، كان في البلاد جوالا، ومن علمه للعباد بذالا.
وقيل: إن التصوف التحصيل للأصول، ثم التنبيه للعقول
(1)
والتعليم للجهول.
• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا سعيد بن عمرو أخبرنا حماد بن زيد عن الزبير بن الحارث عن عكرمة. قال:
كان ابن عباس يجعل فى رجلى الكبل ويعلمني القرآن والسنن.
• حدثنا محمد بن عثمان ثنا أبي ثنا يحيى بن الضريس عن أبي سنان عن حبيب بن أبي ثابت. قال: اجتمع عندي خمسة لا يجتمع عندي مثلهم أبدا؛ عطاء، وطاوس، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وعكرمة، فاقبل مجاهد وسعيد ابن جبير يلقيان على عكرمة التفسير فلم يسألاه عن آية إلا فسرها لهما، فلما نفد ما عندهما. جعل يقول: أنزلت آية كذا في كذا وأنزلت آية كذا في كذا قال: ثم دخلوا الحمام ليلا.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن عمرو. قال: سمعت جابر بن زيد يقول: هذا عكرمة مولى ابن عباس هذا أعلم الناس.
• حدثنا أبو علي الصواف ثنا محمد بن عثمان العبسي ثنا منجاب بن الحارث ثنا علي بن مسهر عن اسماعيل ابن أبي خالد. قال سمعت الشعبي يقول: ما بقى أحد أعلم بكتاب الله تعالى من عكرمة.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الصمد ثنا سلام بن مسكين. قال: سمعت قتادة يقول: أعلمهم بالتفسير عكرمة.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا أبو جعفر بن أبي شيبة ثنا أبي ثنا جرير عن مغيرة. قال قيل لسعيد بن جبير: تعلم أحدا أعلم منك؟ قال: نعم! عكرمة، قال فلما قتل سعيد قال إبراهيم: ما خلف بعده مثله.
(1)
فى ز: للغفول.
• حدثنا محمد ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي ثنا سويد بن طلحة بن أخي سماك بن حرب عن سماك بن حرب. قال سمعت عكرمة يقول: لقد فسرت ما بين اللوحين
(1)
.
• حدثنا محمد ثنا أبي ثنا ابن علية عن أيوب. قال: سأل رجل عكرمة عن آية من القرآن. فقال: نزلت في سفح ذلك الجبل وأشار إلى سلع.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا ابراهيم ابن خالد عن أمية بن شبل عن معمر عن أيوب. قال: قدم علينا عكرمة فاجتمع الناس عليه حتى أصعد فوق ظهر بيت.
• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق. قال سمعت أبي يذكر قال: لما قدم عكرمة الحيرة
(2)
حمله طاوس على نجيب بثمن ستين دينار.
قال: ابتعت علم هذا الرجل.
• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إبراهيم المؤذن الصنعاني عن أمية بن شبل عن عمرو بن مسلم. قال: قدم عكرمة على طاوس فحمله على نجيب ثمنه ستين دينارا. وقال: ألا نشتري علم هذا العالم بستين دينارا.
• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إبراهيم عن أبيه حدثني رجل من أهل المدينة. قال: مات عكرمة وكثير عزة في يوم واحد، فأخرجت جنازتهما. فقال الناس: مات أفقه الناس، وأشعر الناس.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا إسماعيل بن أبي الحارث ويعقوب الدورقي عن علي بن الحسن بن شقيق عن أبي حمزة عن يزيد النحوي عن عكرمة. قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه لي: انطلق فأفت الناس فمن سألك عما يعنيه فافته، وعن سألك عما لا يعنيه فلا تفته، فإنك تطرح عنى ثلثى مئونة الناس.
• حدثنا أبو حامد ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن عمرو. قال: كنت إذا سمعت من عكرمة يحدث عن المغازي، كأنه مشرف
(1)
فى الاصلين: ما بين الدرجين.
(2)
فى مغ: الجند.
عليهم ينظر كيف كانوا يصنعون ويقتتلون.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرزاق قال سمعت معمرا يقول سمعت أيوب يقول: كنت أريد أن أرحل إلى عكرمة إلى أفق من الآفاق، قال فأتى - يعني سوق البصرة - فإذا رجل على حمار، فقيل لي هذا عكرمة. قال: واجتمع الناس إليه فقمت إليه فما قدرت على شيء أسأله عنه، ذهبت المسائل مني. فقمت إلى جنب حماره.
قال: فجعل الناس يسألونه وأنا أحفظ.
• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا حجاج قال سمعت شعبة يحدث عن خالد الحذاء. قال قال عكرمة لرجل وهو يسأله: ما لك أجبلت؟ قال شعبة: ثم حدثني أيوب قال كان خالد الحذاء يسأل عكرمة فسكت خالد. فقال عكرمة: مالك أجبلت؟ قال: إني تعبت.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا زياد بن أيوب ثنا أبو نميلة عن ضحاك بن عامر بن عوف ثنا الفرزدق بن جواس. قال قدم علينا عكرمة ونحن مع شهر بن حوشب بجرجان، فقلنا لشهر: ألا نأتيه؟ فقال:
أتوه فإنه لم تكن أمة إلا وقد كان لها حبر، وإن مولى هذا كان حبر هذه الأمة.
• حدثنا أبو حامد ثنا محمد ثنا زياد بن أيوب ثنا ابن نميلة ثنا عبد العزيز ابن أبي رواد. قال: قلت لعكرمة بنيسابور: الرجل يدخل الخلاء وفي أصبعه خاتم فيه اسم الله. قال: يجعل فصه في باطن كفه ثم يقبض عليه.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا أمية بن خالد قال سمعت شعبة يقول قال خالد الحذاء: كل شيء قال محمد بن سيرين نبئت عن ابن عباس، إنما سمعت
(1)
من عكرمة، لقيه أيام المختار بالكوفة.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة ثنا زيد بن الحباب قال سمعت سفيان الثورى يقول بالكوفة:
(1)
كذا فى الاصول ولعله الصواب (انما سمعه).
خذوا التفسير عن أربعة: عن سعيد بن جبير، ومجاهد، وعطاء، وعكرمة.
• حدثنا أبو حامد ثنا محمد بن رافع ثنا زيد بن الحباب قال سمعت سفيان الثوري يقول بالكوفة: خذوا التفسير عن أربع؛ عن سعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة، والضحاك.
• حدثنا محمد بن أحمد ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي ثنا علي بن الحسن بن شقيق عن أبي ضمرة عن مطرف عن خالد السختياني عن عكرمة.
قال: أدركت مئين
(1)
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ثنا محمد بن يوسف الفريابي ثنا إسرائيل عن سعيد بن مسروق عن عكرمة. قال:
كانت الخيل التي شغلت سليمان بن داود عليه السلام عشرين ألفا فعقرها.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا زكريا ثنا سعيد بن أبي عروبة ثنا أبو يزيد المدني أن عكرمة حدثهم. قال:
لما زوج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة رضي الله تعالى عنها، كان ما جهزها به سريرا مشروطا، ووسادة من أدم حشوها ليف، وثورا من أقط. قال:
فجاءوا ببطحاء فنثروها في البيت.
أخباره في التفسير
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شيرزاد ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا معتمر بن سليمان عن الحكم بن أبان عن عكرمة في قوله عز وجل: «{للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب} . قال: الدنيا كلها قريب، وكلها جهالة.
• حدثنا محمد بن أحمد ثنا الحسن بن محمد ثنا أبو زرعة ثنا محمد بن الصباح ثنا إسماعيل بن زكريا عن محمد بن عون الخراساني عن عكرمة. في قوله عز وجل:
{تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا} .
(1)
فى ج: مائتين.
الآية. فجعل الدار الآخرة للذين لا يريدون علوا في الأرض عند سلاطينها ولا ملوكها، ولا فسادا لا يعملون بمعاصي الله عز وجل {والعاقبة للمتقين} .
في الجنة.
• حدثنا أحمد بن السندي ثنا الحسن بن علويه ثنا إسماعيل بن عيسى العطار ثنا إسحاق بن بشر أخبرنا ابن جريج عن عكرمة. قال: دخلت على ابن عباس وقد نشر مصحفه وهو ينظر فيه ويبكي. قلت: ما يبكيك يا أبا العباس قال: آي في هذا المصحف. قلت: وما هي؟ قال: قوم أمروا ونهوا فنجوا، وقوم لم يأمروا ولم ينهوا فهلكوا فيمن هلك في أهل المعاصي. يقول الله عز وجل:{وسئلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر} الآية، وذلك أن أهل أيلة - وهي قرية على شاطئ البحر - وكان الله أمر بني إسرائيل أن يتفرغوا ليوم الجمعة. فقالوا: بل نتفرغ ليوم السبت لأن الله تعالى فرغ من الخلق يوم السبت، فأصبحت الأشياء مستوية قائمة، فشدد الله عليهم في السبت فنهاهم عن الصيد يوم السبت فإذا كان يوم السبت كانت تجيئهم الحيتان إلى مشارعهم شجاجا سمانا تتقلب من ظهورها إلى بطونها آمنة لا تخاف شيئا.
وذلك قوله تعالى: {إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا} يعني إلى مشارعهم فإذا كان عشية يوم السبت ليلة الأحد ذهبت عنهم الحيتان إلى مثلها من السبت، فأصاب القوم جهد شديد وكانت متجرهم وكسبهم، فانطلقت أمة من إماء القوم فاصطادت سمكة فى يوم السبت ثم جعلتها فى جرتها فأكلتها يوم الأحد فلم تضرها، وذلك أن داود عليه السلام كان تقدم إليهم في ذلك - وهو الذي لعن من اعتدى في يوم السبت - فقالت الأمة لمواليها.
اصطدت يوم السبت وأكلت يوم الأحد فلم يضرني، فصاد مواليها يوم السبت وانتفعوا بها يوم الأحد وباعوها حتى كثرت أموالهم، ففطن الناس واجتمعوا على أن يصيدوا يوم السبت. فقال قوم: لا ندعكم تصيدون يوم السبت، فجاء قوم فداهنوا. فقالوا {لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا} الآية. قال الذين أمروا ونهوا: {معذرة إلى ربكم ولعلهم
يتقون} يعني ينتهون عن الصيد، فلما نهوهم ردوا عليهم. فقالوا: إنما نهانا الله عن أكلها يوم السبت ولم ينهنا عن صيدها. قال: فواقعوا الصيد يوم السبت. قال: فخرج الذين أمروا ونهوا عن مدينتهم، فلما أمسوا بعث الله جبريل عليه السلام فصاح بهم صيحة فاذا هم قردة خاسئين. قال: فلما أصبحوا لم يخرج إليهم أحد من المدينة، قال فبعثوا رجلا فاطلع عليهم فلم ير في المدينة أحدا، فنزل فيها فدخل الدور فلم ير في الدور أحدا، فدخل البيوت فإذا هم قردة قيام في زوايا البيوت، فجاء ففتح الباب فنادى: يا عجبا قردة لها أذناب تتعاوى! قال: فدخلوا إليهم فكانت القردة تعرف أنسابها من الإنس والإنس لا تعرف أنسابها من القردة، وذلك قوله تعالى:{فلما نسوا ما ذكروا به} . يعني فلما تركوا ما وعظوا به وخوفوا بعذاب الله أخذناهم {بعذاب بئيس} أي شديد {فلما عتوا عن ما نهوا عنه} يعني لما تمادوا واجترءوا عما نهوا عنه {قلنا لهم كونوا قردة خاسئين} أي صاغرين {فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها} من الأمم أي أمة محمد صلى الله عليه وسلم وما خلفها من أهل زمانهم {وموعظة للمتقين} من الشرك - يعني أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
قال: فأماتهم الله. قال ابن عباس إذا كان يوم القيامة بعثهم الله في صورة الإنس فيدخل النار الذين اعتدوا في السبت ويحاسب الذين لم يأمروا ولم ينهوا بأعمالهم.
وكان المسخ عقوبة في الدنيا حين تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
قال إسحاق: وأخبرني عثمان بن الأسود عن عكرمة. قال قال: ابن عباس ليت شعري ما فعل المداهنون؟ قال عكرمة فقلت له {فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون} . قال ابن عباس: هلك والله القوم. قال: فكساني ابن عباس ثوبين.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي ثنا جرير عن مغيرة عن عكرمة. قال: كانت القضاة ثلاثة - يعني في بني إسرائيل - فمات واحد منهم فجعل الآخر
(1)
مكانه فقضوا ما شاء الله أن
(1)
كذا ولعله (كلما مات واحد جعل الآخر مكانه) وذلك ليستقيم آخر الخبر.
يقضوا فبعث الله ملكا على فرس فمر على رجل يسقي بقرة معها عجل فدعا العجل فتبع العجل الفرس فتبعه صاحب العجل فقال: يا عبد الله عجلي. وقال الملك:
عجلي وهو ابن فرسي، فخاصمه حتى أعياه فقال: القاضي بيني وبينك. قال:
قد رضيت. قال: فارتفعا إلى أحد القضاة قال: فتكلم صاحب العجل فقال إنه مر بي على فرسه فدعا عجلي فتبعه فأبى أن يرده، ومع الملك ثلاث درات لم يرى الناس مثلها فأعطى القاضي درة فقال: اقض لي. فقال: كيف يسوغ هذا لي؟ قال: تخرج الفرس والبقرة فإن تبع العجل الفرس عذرت قال ففعل ذلك، ثم أتى الآخر ففعل مثل ذلك، ثم أتى الثالث فقصا قصتهما وناوله الدرة فلم يأخذها. وقال: لا أقضي بينكما اليوم فإني حائض. فقال الملك: سبحان الله! هل يحيض الرجل؟ فقال: سبحان الله! وهل تنتج الفرس عجلا؟ فقضى لصاحب البقرة.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا روح بن حاتم البغدادي ثنا محمد بن زنبور ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حمزة الثمالي عن عكرمة. أن ملكا قال لأهل مملكته إني إن وجدت أحدا يتصدق بصدقة قطعت يديه، فجاء سائل إلى امرأة فقال: تصدقي علي بشيء. فقالت: كيف أتصدق عليك؟ والملك يقطع يدي من تصدق؟ فقال: أسألك بوجه الله إلا تصدقت علي. قال: فتصدقت عليه برغيفين. فبلغ ذلك الملك، فأرسل إليها فقطع يديها. ثم إن الملك. قال لأمه: دليني على امرأة جميلة أتزوجها. فقالت: إن هاهنا امرأة ما رأيت مثلها لولا عيبا بها. قال: أي عيب هو؟ قالت: قطع اليدين. قال: فأرسلي إليها فأرسلت إليها، فلما رآها أعجبته - وكان لها جمال - فقالت: إن الملك يريد أن يتزوجك. قالت: نعم إن شاء الله. قال: فتزوجها وأكرمها، قال: فنهد إلى الملك عدو فخرج إليهم فكتب إلى أمه انظري فلانة فاستوصي بها خيرا وافعلي وافعلي. فجاء الرسول فنزل على ضرائرها فحسدنها فأخذن الكتاب فغيرنه وكتبن إلى أمه: انظري إلى فلانة فقد بلغني أن رجالا يأتونها فأخرجيها من البيت وافعلى، فكتبت اليه لأم: إنك قد كذبت وإنها لامرأة صدق
وبعثت الرسول إليه، فنزل بهن فأخذن الكتاب وغيرنه وكتبن إليه أنها فاجرة وولدت غلاما، فكتب إلى أمه: أن انظري إلى فلانة فاربطي ولدها على رقبتها واضربي على جنبها وأخرجيها، فلما جاءها الكتاب قرأته عليها، فقالت لها: اخرجي فجعلت الصبي على رقبتها وذهبت فمرت بنهر وهي عطشانة فبركت للشرب والصبي على رقبتها فوقع في الماء فغرق، فجعلت تبكي على شاطئ النهر فمر بها رجلان، فقالا ما يبكيك؟ فقالت: ابني كان على رقبتي وليس لي يدان وإنه سقط في الماء فغرق، فقالا لها: أتحبين أن يرد الله يديك كما كانتا؟ قالت نعم! فدعوا الله ربهما فاستوت يداها، فقالا لها: تدرين من نحن؟ قالت: لا! قالا: نحن رغيفاك اللذان تصدقت بهما.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ثنا محمد ابن الصلت ثنا أبو كدينة عن حصين عن عكرمة في قوله تعالى: {طيرا أبابيل} .
قال: طير خرجت من البحر لها رءوس كرءوس السباع لم تزل ترميهم بحجارة حتى جدرت جلودهم فما رئي الجدري قبل إلا يومئذ، وما رئيت الطير قبل يومئذ ولا بعد، فانطلق فيلهم حتى أتوا بوادى. قال حصين قال عمرو بن ميمون قال: ما در الوادي قبل ذلك بخمسمائة سنة، فأرسل الله عليهم السيل فغرقهم.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ثنا محمد بن الصلت ثنا أبو كدينة عن حصين عن عكرمة في قوله تعالى: {وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام} . قال جعل الله في كل أرض قوتا لا يصلح إلا بها. ثم قال: ألا ترى أن السابري لا يصلح إلا بسابرة؟ وأن اليماني لا يصلح إلا باليمن؟.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن زيد بن الحريش
(1)
ثنا إسحاق بن ضيف ثنا إبراهيم بن الحسن بن أبان حدثني أبي عن عكرمة في قوله تعالى:
{وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة} . قال: لا يقولون لا إله إلا الله. وفي قوله: {قد أفلح من تزكى} . قال: من قال لا إله إلا الله. وفى قوله: {هل}
(1)
كذا فى ز ومغ. وفى ج: ابن الحرث.
{لك إلى أن تزكى} . إلى أن تقول: لا إله إلا الله. وفي قوله تعالى {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} . قال: شهادة أن لا إله إلا الله. وقوله: {أليس منكم رجل رشيد} قال: أليس منكم رجل يقول لا إله إلا الله. وفي قوله:
{إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا} . قال: الصواب لا إله إلا الله. وفي قوله: {إنك لا تخلف الميعاد} . قال: الميعاد لمن قال لا إله إلا الله.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن محمد بن شريح ثنا محمد بن عيسى
(1)
ثنا روح بن عثمان بن غياث. قال سمعت عكرمة يقول: {فلا عدوان إلا على الظالمين} . قال: على من لا يقول لا إله إلا الله.
• حدثنا أحمد بن بندار ثنا أحمد بن علي بن الجارود ثنا محمد بن إسحاق ثنا حكام الرازي عن أبي سنان عن ثابت عن عكرمة في قوله تعالى: {واذكر ربك إذا نسيت} . قال: إذا غضبت.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا معتمر بن سليمان عن الحكم بن أبان عن عكرمة في قوله تعالى: {سيماهم في وجوههم} . قال: السهر.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا الوليد بن أبان ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ثنا سلمة بن شبيب البلخي ثنا إبراهيم بن الحسن حدثني أبي عن عكرمة. قال بينما رجل مستلق على متنه في الجنة فقال في نفسه ولم يحرك شفتيه: لو أن الله يأذن لي لزرعنا في الجنة فلم يعلم إلا والملائكة على أبواب الجنة قابضين على أكفهم فيقولون السلام عليك فاستوى قائما، فقالوا له: يقول لك ربك تمنيت شيئا في نفسك وقد علمته، وقد بعث معنا هذا البذر، يقول لك ربك ابذر فألقى يمينا وشمالا وبين يديه وخلفه، فخرج أمثال الجبال على ما كان تمنى وأراده. فقال له الرب من فوق عرشه: كل يا ابن آدم فإن ابن آدم لا يشبع.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الله بن محمد بن عباس ثنا سلمة بن شبيب ثنا إبراهيم بن الحسن حدثني أبي عن عكرمة. قال: إن الشيطان ليزين
(1)
فى مغ ابن يحيى.
للعبد الذنب حتى يكسبه فإذا كسبه تبرأ منه، ولا يزال العبد يبكي منه ويتضرع إلى ربه ويستكين حتى يغفر له ذلك الذنب وما قبله، فيندم الشيطان على ذلك الذنب حين أكسبه إياه فغفر له الذنب وما قبله.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا الوليد بن أبان ثنا إبراهيم بن يوسف ثنا محمد بن أبان ثنا إبراهيم بن الحكم عن أبيه عن عكرمة. قال قال جبريل عليه السلام: إن ربي ليبعثني إلى الشيء لأمضيه فأجد الكون قد سبقني
(1)
إليه.
• حدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب ثنا إبراهيم بن سعدان ثنا بكر بن بكار ثنا بسام بن عبد الله مولى بني أسد. قال: سألت عكرمة عن {الماعون} ، فقال: العارية. قلت: فإن منع الرجل غرباله أو قدرا أو قصعة أو شيئا من متاع البيت فله الويل؟ قال: لا ولكنه إذا سهى عن الصلاة ومنع الماعون فله الويل.
• حدثنا محمد بن إسحاق ثنا إبراهيم بن سعدان ثنا بكر بن بكار ثنا إسرائيل عن أبي حصين عن عكرمة في قوله تعالى: {وجئنا ببضاعة مزجاة} .
قال فيها تجوز.
• حدثنا أبو أحمد بن محمد بن أحمد ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبد الله بن عمر الجعفي ثنا الوليد بن بكير عن عمر بن نافع عن عكرمة في قوله عز وجل:
{السائحون} قال: هم طلبة العلم.
• حدثنا عبد الله بن عمر
(2)
ثنا محمد بن أبي سهل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يحيى بن بكير ثنا شعبة عن سماك عن عكرمة في قوله تعالى: {كما يئس الكفار من أصحاب القبور} . قال: الكفار إذا دخلوا القبور وعاينوا ما أعد الله من الخزي يئسوا من رحمة الله.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا حفص بن عمر الرقي ثنا قبيصة ثنا سفيان عن أبيه عن عكرمة قال: كان ابراهيم عليه السلام يدعا أبا الضيفان.
(1)
فى ج: قد تبعنى اليه.
(2)
فى مغ ابن محمد وقد تقدم كذلك عن الاصلين.
• حدثنا الحسن
(1)
بن محمد ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا أبو سعيد الأشج ثنا أبو أسامة ثنا سفيان الثوري عن أبيه عن عكرمة. قال: كان إبراهيم عليه السلام يكنى أبا الضيفان، وكان لقصره أربعة أبواب لكيلا يفوته أحد.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو معاوية عن أبي عمرو بياع الملائي عن عكرمة في قوله تعالى: {إن لدينا أنكالا وجحيما} . قال: قيودا.
• حدثنا عبد الله بن عمر بن جعفر ثنا حاجب بن أبي بكر ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا إبراهيم بن حبيب الشهيد حدثني أبي عن عكرمة. قال كان أهل سبأ قد أعطوا ما ذكر الله في كتابه، قال: وكانت فيهم كهنة فكانت الشياطين تسترق السمع فتأتي الكهنة بأخبار السماء، وإن كاهنا منهم كان سيدا شريفا كثير المال والولد وكان كاهنا يخبر أن زوال أمرهم قد دنا وأن العذاب قد أظلهم، فلم يدر كيف يصنع، فقال لرجل من بنيه أعزهم أخوالا، إذا كان غدا واجتمع الناس آمرك بأمر فلا تفعل فإذا انتهرتك فانتهرني، وإن تناولتك فالطمني. فقال: يا أبتي هذا أمر عظيم فلا تكلفنيه. فقال: يا بني إنه حدث أمر لا بد منه. فلما أصبح واجتمع الناس أمره فلم يفعل، وانتهره فانتهره، فتناوله فلطمه، فقال علي بالشفرة، فقالوا: وما تريد أن تصنع؟ قال: أريد أن أذبحه. قالوا: الذبح لا! إضربه قال: لا إلا أن أذبحه. قال: فجاء أخواله فقالوا: لا ندعك تذبحه فتكون مسبة علينا. قال: فما مقامي في بلد يحال فيه بيني وبين ولدي، اشتروا مني أرضي، اشتروا مني داري، حتى باع كل شيء له، ثم قال: يا قوم إنه قد نال زوال أمركم وأظلكم العذاب فمن أراد سفرا بعيدا أو حملا شديدا فعليه
(2)
بعمان، ومن أراد الخمر والخمير وكذا وكذا. قال إبراهيم: - وذكر كلمة لا أحفظها - والعصير فعليه ببصرى
(1)
فى ج الحسين.
(2)
فى ز: أو خيلا شديدا وفى ج ومن أراد بعيرا بعيدا أو خيلا شديدا وفى المختصر: أو جملا (بالجيم).
- يعني الشام - ومن أراد الراسخات في الوحل، المقيمات في المحل، فعليه بيثرب ذات النخل، فخرج وخرج قوم إلى عمان، وخرج قوم إلى بصرى - وهم غسان، وخرج الأوس
(1)
والخزرج بن كعب بن عمرو وخزاعة ليثرب ذات النخل حتى إذا كانوا ببطن مر. قالت خزاعة: هذا موضع صالح أو طيب لا نريد به بدلا، ننزل هاهنا فانخزعوا - فمن ثم سمو خزاعة - لأنهم انخزعوا من أصحابهم. قال: وتقدمت الأوس والخزرج حتى نزلوا بيثرب.
• حدثنا الحسين بن محمد بن علي ثنا يحيى بن محمد ثنا يوسف بن موسى ثنا جرير ثنا حصين بن عبد الرحمن عن عكرمة. قال: لما نفخ في آدم الروح مر
(2)
في رأسه فعطس. فقال: الحمد لله، فقالت الملائكة: يرحمك الله، فذهب ينهض قبل أن ينزل الروح في الرجلين، فقيل: خلق الإنسان من عجل.
• حدثنا الحسين بن محمد ثنا يزيد بن إسماعيل الخلال ثنا عباس بن عبد الله الثقفي ثنا حفص بن عمر القرني
(3)
عن الحكم بن أبان عن عكرمة. قال قال الله تعالى ليوسف: يا يوسف بعفوك عن إخوتك رفعت لك ذكرك مع الذاكرين.
• حدثنا الحسن ثنا عبد الرحمن بن سعيد بن هارون ثنا مسلم بن جنادة ثنا وكيع بن الجراح ثنا سفيان عن أبيه عن عكرمة. قال لقمان لابنه: قد ذقت المرارة فليس شيء أمر من الفقر، وحملت الحمل الثقيل فليس شيء أثقل من جار السوء، ولو أن الكلام من فضة لكان الصمت من ذهب.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرزاق عن معمر قال أيوب عن عكرمة. في قوله تعالى: {وما رميت إذ رميت} . قال: ما وقع منها شيء إلا في عين رجل.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو العباس البراثي ثنا خلف بن هشام ثنا أبو الأحوص عن خصيف عن عكرمة في قوله تعالى: {زنيم} . قال هو اللئيم
(1)
فى الاصلين: الادهم والخزرج.
(2)
فى المختصر: مار.
(3)
فى مغ: العدنى.
الذى يعرف بلؤمه، كما تعرف الشاة بزنمتيها.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا علي بن سعيد العسكري ثنا عمرو بن علي ثنا يحيى بن سعيد عن سلمة بن الحجاج أبي بشير عن عكرمة في قوله تعالى:
{الذين يؤذون الله ورسوله} . قال: هم أصحاب التصاوير.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يونس ابن محمد ثنا حماد بن زيد عن عكرمة في قوله تعالى: {وبلغت القلوب الحناجر}
قال: لو أن القلوب تحركت أو زالت خرجت نفسه، ولكن إنما هو الفزع.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا سهل بن عثمان ثنا يحيى بن يمان عن شيخ عن عكرمة في قوله تعالى: {ولكنكم فتنتم أنفسكم}
بالشهوات {وتربصتم} بالتوبة {وغرتكم الأماني} التسويف {حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور} . قال: الشيطان.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا فهر بن عبد الله
(1)
أبو شامة ثنا يزيد بن الحباب عن هارون النحوي عن سعيد عن عكرمة. قال من قرأ {يس والقرآن الحكيم} لم يزل ذلك اليوم فى سرور حتى يمسى.
• حدثنا أبي رحمه الله ثنا محمد بن أحمد بن يزيد الزهري ثنا سهل بن عبد الله ثنا سلمة بن شبيب ثنا إبراهيم بن الحكم بن أبان حدثني أبي عن عكرمة قال إن الله تعالى قال: يا سماء أنصتي، ويا أرض استمعي. فإن الله عز وجل يريد أن يذكر شأن ناس من بني إسرائيل، إني عمدت إلى عباد من عبادى ربيتهم فى نعمتى واصطفيتهم لنفسي، فردوا إلي كرامتي، وطلبوا غير طاعتي، وأخلفوا وعدي. تعرف البقر أوطانها، والحمر أربابها
(2)
وتفزع.
فويل لهؤلاء الذين عظمت خطاياهم، وقست قلوبهم، وتركوا الأمر الذي كانوا عليه. نالوا كرامتي، وسموا أحبائي، فتركوا قولي، ونبذوا أحكامي، وعملوا بمعصيتي، وهم يتلون كتابي، ويتفقهون في دينى لغير مرضاتى،
(1)
فى ج: فهر بن عبد الرحمن أبو شامة. وفى مغ: قطر بن عبد الرحمن الوشا.
(2)
فى مغ والمختصر: آريها.
ويقربون إلي القربان وقد أبعدتهم من نفسي، يذبحون إلي الذبائح التي قد غصبوا عليها خلقي، يصلون فلا تصعد صلاتهم، ويدعونني فلا يعرج إلي دعاؤهم، يخرجون إلى المساجد وفي ثيابهم الغلول، ويسألون رحمتي وهم يقتلون من سأل بي، فلو أنهم أنصفوا المظلوم، وعدلوا باليتيم، وحكموا للأيتام، وتتطهروا من الخطايا، وتركوا المعاصي، ثم سألوني لأعطيتهم ما سألوا، وجعلت جنتي لهم نزلا، وما كان بيني وبينهم رسول. ولكن اجترءوا علي، وظلموا عبادى، فأكل ولى اليتيم ماله، وأكل ولي الأمانة أمانته، وجحدوا الحق ليشترك الأمير ومن تحته، ويرشي الرسول ويشرك من أرسله، فيرشي أمير فيقتدي به من تحته. ويل لهؤلاء القوم، لو قد جاء وعدي بعد، ثم كانوا في الحجارة لتشققت عنهم بكلمتي، ولو قبروا في التراب لنفضت عنهم بطاعتي، ويل للمدن وعمارها، لأسلطن عليهم السباع، أعيد فيها بعد تحية الأعراس صراخ الهام، وبعد صهيل الخيل عواء الذئاب، وبعد شرف القصور وعول السباع، وبعد ضوء السراج وهج العجاج، ولأبدلن زجالهم بتلاوة القرآن انتهار الأرانب، وبعمارة المساجد كناسة المرابط، وبتاج الملك خفاق الطير، وبالعز الذل، وبالنعمة الجوع، وبالملك العبودية، فقال نبي من أنبيائه - الله أعلم من هو: يا رب من رحمتك أتكلم بين يديك، وهل ينفعني ذلك شيئا؟ وأنا أذل من التراب إنك مخوف هذه القلوب، ومهلك هذه الأمة، وهم ولد خليلك إبراهيم، وأمة صفيك موسى، وقوم نبيك داود، فأي الأمم تجترئ عليك بعد هذه الأمة؟ وأي قرية تعصيك بعد هذه القرية؟ قال الله تعالى: إني لم أستكثر بكثرتهم، ولم أستوحش بهلاكهم، وإنما أكرمت إبراهيم وموسى وداود بطاعتي، ولو عصوني لأنزلتهم منزل العاصين.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن سهل ثنا سلمة بن شبيب ثنا ابراهيم ابن الحكم بن أبان ثنا أبي. قال: كنت جالسا مع عكرمة عند منزل ابن داود - وكان عكرمة نازلا مع ابن داود نحو الساحل - فذكروا الذين يغرقون في
البحر، فقال عكرمة: الحمد لله، إن الذين يغرقون في البحر تتقسم لحومهم الحيتان فلا يبقى منهم شيء إلا العظام تلوح، فتقلبها الأمواج حتى تلقيها إلى البر، فتمكث العظام حينا حتى تصير حائلا نحرة، فتمر بها الإبل فتأكلها ثم تسير الإبل فتبعر ثم يجيء بعدهم قوم فينزلون منزلا فيأخذون ذلك البعر فيوقدون ثم تخمد تلك النار فتجئ ريح فتلقي ذلك الرماد على الأرض، فإذا جاءت النفخة. قال الله عز وجل:{فإذا هم قيام ينظرون} فيخرج أولئك وأهل القبور سواء.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن سهل ثنا سلمة بن شبيب ثنا ابراهيم ابن الحكم بن أبان ثنا أبي عن عكرمة. قال: إن الله تعالى أخرج رجلا من الجنة ورجلا من النار فوقفهما بين يديه، ثم قال لصاحب الجنة: عبدي كيف رأيت مقيلك فى الجنة؟ فيقول: خير مقيل قاله القائلون، فذكر من أزواجها وما فيها من النعيم، ثم قال لصاحب النار: عبدي كيف رأيت مقيلك في النار؟ فقال: شر مقيل قاله القائلون، وذكر عقاربها وحياتها وزنابيرها وما وما فيها من ألوان العذاب، فقال له ربه عز وجل: عبدي؟ ماذا تعطيني إن إن أعفيتك من النار؟ فقال العبد: إلهي وما عندي ما أعطيك، فقال له الرب: لو كان لك جبل من ذهب أكنت تعطيني فأعفيك من النار؟ فقال:
نعم! فقال له الرب: كذبت لقد سألتك في الدنيا أيسر من جبل من ذهب، سألتك أن تدعوني فأستجيب لك، وأن تستغفرني فأغفر لك، وتسألني فأعطيك، فكنت تتولى ذاهبا.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن سهل ثنا سلمة بن شبيب ثنا ابراهيم ابن الحكم حدثني أبي عن عكرمة. قال: ما من عبد يقربه الله يوم القيامة للحساب إلا قام من عند الله بعفوه.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن سهل ثنا سلمة بن شبيب ثنا إبراهيم ابن الحكم بن أبان عن أبيه عن عكرمة. قال: لكل شيء أساس وأساس الإسلام الخلق الحسن.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن سهل ثنا سلمة ثنا إبراهيم بن الحكم ابن أبان عن أبيه عن عكرمة. قال: شكى نبي من الأنبياء إلى الله تعالى الجوع والعري، فأوحى الله تعالى إليه: أما ترضى أني سددت عنك باب الشرك.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن سهل ثنا سلمة ثنا إبراهيم بن الحكم عن أبيه عن عكرمة. قال: إن في السماء ملكا يقال له إسماعيل لو أذن له ففتح أذنا من آذانه يسبح الرحمن عز وجل لمات من في السموات والأرض.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ثنا سلمة بن شبيب ثنا إبراهيم بن الحكم عن أبيه عن عكرمة. قال: سعة الشمس سعة الأرض وزيادة ثلاث، وسعة القمر سعة الأرض مرة، وقال عكرمة: إن الشمس إذا غربت دخلت بحرا تحت العرش فتسبح الله عز وجل حتى إذا أصبحت استعفت ربها من الخروج. فقال لها الرب تعالى: ولم ذاك؟ والرب عز وجل أعلم - قالت: إني إذا خرجت عبدت من دونك، فقال لها الرب تبارك وتعالى: اخرجي فليس عليك شيء من ذلك، حسبهم جهنم أبعثها إليهم مع عشرة آلاف ملك يقودونها حتى يدخلوهم فيها.
أسند عكرمة عن عدة من الصحابة: منهم حبر الأمة مولاه عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبو سعيد الخدري، وأبو هريرة، وعائشة وغيرهم، رضي الله تعالى عنهم.
وروى عنه جلة من التابعين وقادة الخير: منهم طاوس، وعطاء بن أبي رباح، ومجاهد، وأبو الشعثاء، والشعبي، وأبو إسحاق السبيعي، ومحمد بن سيرين، وسعيد بن جبير، وعمرو بن دينار، وإبراهيم النخعي، وأبو جعفر محمد بن علي بن الحسين، والزهري، وأبو الزبير، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وقتادة، وثابت، وهلال بن خباب، وسماك بن حرب، وسلمة بن كهيل، وسعيد بن مسروق، ومنصور بن المعتمر، والأعمش، وأبو سعيد البقال، وأيوب السختياني، ومحمد بن أبي كثير، وخالد الحذاء، وعطاء الخراسانى عبد الكريم الجزري، وخصيف بن عبد الرحمن، وغيرهم ممن لا يحصون،
كثرة من التابعين والأئمة.
• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا موسى بن إسحاق ثنا أبو سهل معاذ بن شعبة ثنا عباد بن العوام عن هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس. قال التفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى حراء فقال: «ما يسره أنه لآل محمد ذهبا ينفقه في سبيل الله يموت يوم يموت وعنده منه دينار ولا درهم» . ولقد ترك درعه التي كان يقاتل فيها مرهونة بثلاثين صاعا من شعير.
قال ابن عباس: ولقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ترك دينارا ولا درهما وربما أتى على آل محمد ليال لا يجدون عشاء. هذا حديث صحيح ثابت من غير وجه لم يروه عن عكرمة فيما أعلم إلا هلال بن خباب
• حدثنا الحسن ابن محمد بن كيسان ثنا موسى بن هارون الحمال ثنا عبد الله بن معاوية الجمحي ثنا ثابت بن زيد أبو زيد عن هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس. قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت الليالى المتتابعة طاويا وأهله لا يجدون عشاء، وكان أكثر خبزهم خبز الشعير. هذا حديث ثابت من حديث عروة ابن الزبير وغيره من حديث عائشة. غريب من حديث عكرمة لم يروه عنه فيما أعلم إلا هلال.
• حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان ثنا موسى بن هارون ثنا عبد الله بن معاوية الجمحي ثنا ثابت بن زيد أبو زيد عن هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس. قال: دخل عمر على النبي صلى الله عليه وسلم وهو على حصير قد أثر في جنبه. فقال: يا رسول الله لو اتخذت فراشا أوثر من هذا؟ فقال:
«لا! ما لي وللدنيا؟ وما للدنيا وما لي؟ والذي نفسي بيده ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار فى يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها» . هذا حديث ثابت من غير وجه، رواه ابن مسعود وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهو من حديث عكرمة غريب تفرد به عنه هلال.
• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا وهيب عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس. أن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال: «لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا» . هذا حديث صحيح أخرجه البخاري في جامعه عن مسلم من حديث عكرمة.
• حدثنا علي بن أحمد بن علي المصيصي ثنا الهيثم بن خالد ثنا المصيصي ثنا داود بن منصور ثنا جرير بن حازم عن يعلى بن حكيم عن عكرمة عن ابن عباس. قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه عاصبا رأسه بخرقة فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه. ثم قال: «انه ليس أحدا أمن علي بنفسه وماله من أبي بكر بن أبى قحافة، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن خلة الاسلام أفضل، سدوا كل خوخة إلا خوخة أبي بكر» . هذا حديث صحيح متفق على صحته. اتفق البخاري ومسلم عليه من حديث عبيد بن جبير وبشر بن سعيد عن أبي سعيد الخدري. وانفرد البخاري عليه برواية عكرمة هذا. ورواه
(1)
غير عبد الله بن محمد الجعفي عن وهب عن جرير بن حازم عن أبيه عن يعلى.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عبد الوهاب بن عطاء ثنا عباد بن منصور ثنا عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم فى الذى يأتي البهيمة. «اقتلوا الفاعل والمفعول به» . هذا حديث غريب من حديث عكرمة عن ابن عباس ما كتبته عاليا من حديث عباد إلا من هذا الوجه.
• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليكم بالإثمد فانه يجلوا البصر وينبت الشعر» . هذا حديث غريب من حديث عكرمة عن ابن عباس ما كتبته عاليا من حديث عباد إلا من هذا الوجه.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عبد العزيز بن أبان ثنا مسعر عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس. قال: قال رسول الله صلى
(1)
فى مغ: ورواه عن عبد الله الخ.
الله عليه وسلم: «والله لأغزون قريشا ثلاثا ثم سكت ساعة ثم قال: إن شاء الله» . هذا حديث غريب من حديث مسعر عن هشام، ما كتبته عاليا إلا من حديث عبد العزيز بن أبان.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا محمد بن عمر الواقدي ثنا عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب عن عكرمة عن ابن عباس. قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في كسوف فما سمعت منه حرفا. هذا حديث غريب من حديث عكرمة ويزيد، تفرد به الواقدي عن عبد الحميد.
• حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي ثنا محمد بن يونس الكديمي ثنا سعيد بن سفيان الجحدري ثنا سعيد بن عبد الله عن جبير بن حية عن عكرمة عن ابن عباس. قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيهودي ويهودية قد زنيا، فجاءته اليهود. فقالت: يا أبا القاسم إن نساءنا نساء حسان الوجوه وإنا نكره أن يشين وجوهها التحميم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ليس فى أمر الله التحميم، ومصير حسنهن إلى النار، فأمر بهما فرجما» . حديث غريب المتن والإسناد لم يروه عن عكرمة إلا سعيد ولا عنه إلا الحجدرى.
• حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد ثنا محمد بن أحمد المؤمل ثنا زياد بن أيوب ثنا المحاربي عن ليث عن عبد الملك - يعنى ابن أبى بشير - عن عكرة عن ابن عباس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تمار أخاك ولا تمازحه ولا تعده يوما - أو قال موعدا - فتخلفه» . هذا حديث غريب من حديث عكرمة لم يروه عنه إلا ليث عن عبد الملك.
• حدثنا القاضي محمد بن أحمد ثنا سالم بن عاصم الحديث. وحدثنا القاضي أبو إسحاق بن حمزة ثنا محمد بن أحمد بن يزيد الزهري قال ثنا عبد الله بن محمد ابن يزيد ثنا محمد بن بكر البرساني ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهم. قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديا فى أيام التشريق إنها أيام أكل وشرب، والمنادي
يومئذ بلال. هذا حديث غريب من حديث قتادة وعكرمة لا أعلمه رواه إلا محمد بن بكر عن سعيد.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ثنا يحيى بن مطرف ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا أبان ثنا قتادة عن سعيد وعكرمة عن ابن عباس: أن وفد عبد القيس أتوا النبي صلى الله عليه وسلم. فقالوا: إنا حي من ربيعة وإن بيننا وبينك كفار مضر، وإنا لا نصل إليك إلا في شهر حرام، فمرنا بأمر إذا عملناه دخلنا الجنة، وندعوا إليه من وراءنا، فأمرهم بأربع ونهاهم عن أربع؛ أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، ويصوموا رمضان ويحجوا، وأن يعطوا الخمس من الغنائم. ونهاهم عن أربع؛ عن الشرب فى الحناتم وعن الدبا والنقير والمزفت. هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث أبي حمزة عن ابن عباس، غريب من حديث قتادة عن سعيد وعكرمة.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر من أصل كتابه ثنا عبد الله بن محمد ابن زكريا ثنا إسماعيل بن عمرو ثنا مندل عن أسد بن عطاء عن عكرمة عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يقف أحدكم على رجل يظلم ظلما فإن اللعنة تنزل من السماء على من يحضره إذا لم يرفعه عنه، ولا يقف أحدكم على رجل يقتل ظلما فإن اللعنة تنزل من الله على من يحضره إذا لم يرفع عنه» . هذا حديث غريب من حديث أسد وعكرمة لم يروه عنه فيما أعلم إلا مندل بن على العنبرى.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا جبير بن عيسى المقرى المصري ثنا يحيى بن سليمان القرشي ثنا فضيل بن عياض عن منصور عن عكرمة عن ابن عباس.
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن موسى بن عمران مر برجل وهو يضطرب فقام يدعو الله له أن يعافيه، فقيل له: يا موسى إن الذي يصيبه ليس هو خبط من إبليس ولكن جوع نفسه لي فهو الذي ترى، إني أنظر إليه كل يوم مرات فمره فليدع لك فإن له عندي كل يوم دعوة» . وقال صلى الله
عليه وسلم: «إن أهل الشبع في الدنيا هم أهل الجوع
(1)
غدا». هذا حديث غريب من حديث فضيل ومنصور وعكرمة لم يروه عن فضيل إلا يحيى بن سليمان وفيه مقال.
• حدثنا أحمد بن يعقوب ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبد الله النابلي ثنا أيوب بن نهيك عن عكرمة. قال سمعت عبد الله بن عمر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن السري الذي قال الله عز وجل لمريم {قد جعل ربك تحتك سريا}. هو نهر أخرجه الله تعالى لتشرب منه» . غريب من حديث عكرمة لم يروه عنه إلا أيوب بن نهيك ولا عنه فيما أعلم إلا يحيى.
• حدثنا أبو إسحاق بن حمزة ومخلد بن جعفر في جماعة قالوا ثنا إبراهيم ابن شريك ثنا شهاب بن عباد ثنا سعيد بن
(2)
الحسين عن عبد الله بن الحسن عن عكرمة عن عبد الله بن عمرو بن العاص. قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «قتل المرء دون ماله شهادة» . هذا حديث غريب من حديث عبد الله بن الحسن عن عكرمة لا أعلم رواه عنه إلا سعيد
(2)
بن الحسين وهو كوفي عزيز الحديث يجمع حديثه.
• حدثنا محمد بن أحمد بن علي ثنا محمد بن يونس الكديمي ثنا حميد بن زياد ثنا شعبة عن عمارة بن أبي حفصة عن عكرمة عن أبي هريرة. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا عطس غطى وجهه بثوبه ووضع يده على حاجبيه. هذا حديث غريب من حديث عمارة وعكرمة ما كتبته عاليا من حديث شعبة إلا من حديث حميد بن زياد.
• حدثنا محمد بن أحمد بن علي ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يزيد بن هارون أنبأنا بقية ثنا إسحاق بن مالك الحضرمي عن عكرمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «من حلف على أحد بيمين وهو يرى أنه سيبر به فلم يفعل، فان إثمه على الذي لم يبره» . هذا حديث غريب من حديث عكرمة تفرد به عنه اسحاق وعنه بقية.
(1)
فى مغ: هم أهل الجوع فى الآخرة.
(2)
- فى مغ: ابن الخميس ولم اقف عليه.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ثنا عبيد بن الحسن بن سليمان بن حرب ثنا حوشب بن عقيل عن مهدى العنبرى عن عكرمة عن أبي هريرة. أن النبي صلى الله عليه وسلم: نهى عن صوم يوم عرفة بعرفات. هذا حديث غريب من حديث عكرمة تفرد به عنه مهدي وعنه حوشب.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يزيد بن أبي حكيم ثنا الحكم بن أبان. قال سمعت عكرمة يقول: قالت عائشة رضي الله تعالى عنها: ما شبعنا من الأسودين حتى أجلى الله النضير وأهلك قريظة.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا عبيد الله بن عمر القواريري ثنا يزيد بن زريع ثنا عمارة بن أبي حفصة ثنا عكرمة عن عائشة رضي الله تعالى عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عليه بردان قطوانيتان خشينان غليظان. فقالت عائشة رضي الله تعالى عنها. يا رسول الله: إن ثوبيك هذان غليظان خشينان ترشح فيهما فيثقلان عليك، فارسل إلى فلان فقد أتاه بزمن الشام فاشتر منه ثوبين إلى ميسرة، فأرسل إليه فأتاه الرسول فقال: إن رسول الله بعث إليك لتبيعه ثوبين إلى ميسرة. فقال: قد علمت والله ما يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يذهب بثوبي ويمطلني بثمنهما، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال عليه السلام:«كذب! قد علموا أني أتقاهم لله، وأداهم للأمانة» . هذا حديث غريب من حديث عمار وعكرمة لم يروه عنه فيما أعلم إلا يزيد بن زريع.
قال الشيخ رحمه الله: وفي هذا اليوم قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«لأن يلبس أحدكم من رقاع شتى خير له من أن يستدين ما ليس عنده» .
عمرو بن دينار
ومنهم الفقيه المتشدد، والمتعبد المتهجد، عمرو بن دينار أبو محمد.
• حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا عبد الجبار
ابن العلاء ثنا سفيان بن عيينة. قال: لما مات عطاء قال هشام لعمرو بن دينار:
اجلس وأفت الناس وأجري عليك رزقا. قال: لست أريد أن أفتي الناس ولا أن تجري علي رزقا. قال سفيان: وقالوا لعطاء حين حضرته الوفاة بمن توصينا؟ قال: بعمرو بن دينار.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا أبو العباس السراج ثنا محمد بن سلام - صدوق - ثنا إبراهيم بن بشار عن ابن عيينة. قال: قيل لإياس بن معاوية أى أهل مكة رأيت أفقه؟ قال: أسوأهم خلقا عمرو بن دينار الذي كنت إذا سألته عن حديث كأنما تقلع عيناه. قال وقال سفيان: كان إذا بدأ بالحديث من عند نفسه جاء به صحيحا مستقيما، وكان إذا أمسك
(1)
عن حديث استلقى وقال بطني بطني.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا أبو العباس السراج ثنا محمد بن عبد الملك قال سمعت سليمان بن حرب قال سمعت حماد بن زيد. قال: سأل رجل عمرو بن دينار عن مسألة فلم يجبه، فقيل له في ذلك. فقال: أدعه على الرجل أحب إلي من أن أجيبه.
• حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب ثنا محمد بن إسحاق السراج ثنا محمد ابن الصباح ثنا سفيان عن زمعة عن طاوس. قال: قال لي أبي إذا قدمت مكة فجالس عمرو بن دينار فإن أذنيه كانتا قمعا للعلماء.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا أبو العباس الثقفي ثنا علي بن عبد الله بن عبد الرحمن بن مهدي. قال: سمعت شعبة يقول: ما رأيت أحدا أثبت من عمرو بن دينار، لا الحكم ولا قتادة.
• حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا محمد بن أبان ثنا سفيان عن صدقة. قال: كان عمرو بن دينار جزأ الليل ثلاثا، ثلثا ينام، وثلثا يتحدث، وثلثا يصلي.
• حدثنا عبد الله بن محمد وعبيد الله بن إسحاق. قالا: ثنا إسحاق بن إسحاق
(2)
بن إبراهيم ثنا محمد بن عمرو بن العباس ثنا سفيان. قال: جلست
(1)
فى مغ: واذا سئل عن حديث وكذا فى المختصر.
(2)
فى مغ: (بدون) اسحاق الثانى وسيأتى هكذا فى الاصول الثلاثة.
إلى عمرو بن دينار سنين
(1)
، فما قال لي كلمة تسوءني قط.
• حدثنا الحسن بن محمد ثنا احمد المادرانى ثنا عباس بن محمد ثنا عثمان ابن عبد الوهاب ثنا أبي ثنا محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار. قال: بلغني أن موسى بن عمران نبي الله صلى الله عليه وسلم، صام أربعين ليلة فلما ألقى الألواح تكسرت فصام مثلها فردت إليه.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا داود بن عبد الرحمن العطار عن عمرو بن دينار. قال: ما من ميت يموت إلا وروحه في يد ملك ينظر إلى جسده كيف يغسل وكيف يكفن وكيف يمشى به فيجلس في قبره. قال داود: وزاد في هذا الحديث قال يقال له وهو على سريره: اسمع ثناء الناس عليك.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا إسماعيل بن يزيد ثنا إبراهيم بن الأشعث ثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار. قال: الأواب الحفيظ الذي لا يقوم من مجلس له إلا استغفر الله عز وجل، يقول: اللهم اغفر لنا ما أصبنا في مجلسنا، سبحان الله وبحمده.
أسند عمرو بن دينار: عن جابر بن عبد الله، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وغيرهم رضي الله تعالى عنهم.
• حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن الشيخ
(2)
ثنا محمد بن أحمد بن أبي العوان ثنا روح بن عبادة ثنا زكريا بن إسحاق ثنا عمرو بن دينار. قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان ينقل معهم الحجارة للكعبة وعليه إزاره، فقال له العباس عمه:
يا ابن أخى لو حللت ازارك فجعلته على منكبيك دون الحجارة. قال: فحله فجعله على منكبيه فسقط مغشيا عليه فما رئي بعد ذلك عريانا. صحيح متفق عليه من حديث عمرو عن جابر حدث به البخاري عن مطر عن روح بن خديج.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا
(1)
فى المختصر: سنتين.
(2)
فى مغ: ابن الهيثم.
سفيان ثنا عمرو بن دينار. أنه سمع جابرا رضي الله تعالى عنه يقول: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد. فقال: يا رسول الله أرأيت إن قاتلت في سبيل الله عز وجل حتى أقتل إني أين أنا؟ قال: في الجنة. قال:
فألقى تمرات كن في يده فقاتل حتى قتل. صحيح متفق عليه أخرجاه من حديث سفيان عن عمرو.
• حدثنا محمد بن أحمد بن مخلد ثنا محمد بن يونس الكديمي ثنا أبو عامر المقبري. وحدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا سالم بن إبراهيم.
قالا: ثنا قرة بن خالد عن عمرو عن جابر. قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم يقسم غنيمة بالجعرانة إذ قال له أعرابي: اعدل، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:«لقد شقيت إن لم أعدل» . صحيح متفق عليه من حديث قرة عن عمرو حدث به البخاري عن مسلم عنه.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الله بن العباس ثنا عبد الله بن معاوية الجمحي ثنا أبو الربيع السمان عن عمرو عن جابر رضي الله تعالى عنه.
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني أرى الناس يكثرون وأصحابي يقلون فلا تسبوهم، من سبهم فعليه لعنة الله» . رواه هشام عن عمار عن بقية عن محمد بن الفضل عن عمرو نحوه.
• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا هشام بن عمار عن بقية عن محمد بن الفضل الأزدي ثنا عمرو عن جابر رضي الله تعالى عنه.
قال: انثال الناس على النبي صلى الله عليه وسلم: «فقال يوشك أن يكثر الناس ويقل أصحابي لا تسبوا أصحابي لعن الله من سبهم» . غريب من حديث جابر لا أعلم راويا عنه غير عمرو بن دينار.
• حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة ثنا محمد بن حماد بن فضالة ثنا محمد بن معمر ثنا أبو زمعة عن عمرو عن جابر. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نعم السحور للمؤمن التمر» . غريب من حديث عمرو تفرد به عنه زمعة.
• حدثنا إبراهيم بن محمد بن حمزة ثنا إبراهيم بن علي العمري ثنا معلى بن مهدي ثنا جعفر بن سليمان الضبعي عن أبى عامر الخراز عن عمرو عن جابر رضي الله تعالى عنه. قال: قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم مم أضرب منه يتيمي؟ قال: «مما كنت ضاربا منه ولدك غير واف مالك بماله ولا متأثل من ماله مالا» . غريب من حديث عمرو عن جابر تفرد به الخزاز - واسمه صالح بن رستم من ثقات أهل البصرة.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا محمد بن مسلم عن عمرو. قال: أخبرني جابر رضي الله تعالى عنه. قال رأى ناس نارا في مقبرة فأتوها فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ناولوني صاحبكم فإذا هو الرجل الذي كان يرفع صوته بالذكر» . هذا الحديث من مفاريد محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو، ورواه عنه المقدمان أبو أحمد الزبيري وإسحاق عن منصور وغيرهما.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا روح بن عبادة ثنا زكريا بن إسحاق ثنا عمرو عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه. قال: مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث عشرة سنة، وبالمدينة عشرا، وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة. صحيح متفق عليه رواه البخاري عن مطر عن روح ومسلم عن إسحاق بن راهويه عن روح، وحدث به الإمام أحمد بن حنبل عن روح.
• حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن محمد ثنا محمد بن يونس الكديمي ثنا روح بن عبادة ثنا زمعة بن صالح عن عمرو عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه.
قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على بساط. غريب من حديث عمرو تفرد به زمعة.
• حدثنا فاروق الخطابي وحبيب بن الحسن. قالا: ثنا أبو مسلم الكشي ثنا مالك بن زياد ثنا هذيل بن علي عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أهديت له
هدية وعنده قوم فهم شركاؤه فيها». غريب من حديث عمرو تفرد به هذيل عن ابن جريج.
• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن عبد الله النجار الرقي ثنا فياض بن محمد الرقي ثنا مروان الغفاري عن ابن جريج عن عمرو عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبر موسى عليه السلام وهو قائم يصلي فيه. غريب من حديث عمرو عن ابن جريج تفرد به مروان.
• حدثنا أبو عمرو ثنا الحسن بن سفيان ثنا سعد بن يزيد الفراء ثنا محمد مسلم عن عمرو بن دينار عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه. أنه سمع رجلا يقول: اللهم اغفر لي ولفلان. قال: من فلان؟ قال: جار لي أمرني أن أستغفر له. قال غفر لك وله. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول: اللهم اغفر لي ولفلان. قال: «من فلان» ؟ قال جار لي أمرني أن أستغفر له قال: «قد غفر لك وله» . غريب من حديث عمرو تفرد به محمد بن مسلم الطائفي وزاد به أنه سمع رجلا بالملتزم يقول: اللهم اغفر لي فذكر نحوه.
• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا عبد الله بن العباس الطيالسي ثنا عبد الله بن معاوية الجمحي ثنا حماد بن سلمة عن عمرو عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فان غم عليكم فعدوا ثلاثين» . قالوا: يا رسول الله أفلا نتقدم بين يديه بيوم أو يومين؟ فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: لا! لا أعلم رواه عن عمرو غير حماد بن سلمة.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الحسن بن غليب ثنا سفيان بن بشير الكوفي ثنا جامع بن عمر عن محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «ما ولي أحد ولاية إلا بسطت له العافية فإن قبلها تمت له وإن خفر عنها فتح له ما لا طاقة له به» .
قلت لابن عباس رضي الله تعالى عنه: ما خفر عنها؟ قال: يطلب العثرات
والعورات. غريب من حديث عمرو تفرد به محمد بن مسلم.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان ابن عيينة ثنا عمرو. قال: سألت ابن عمر رضي الله تعالى عنه عن رجل اعتمر فلم يقف بين الصفا المروة أيقع بامرأته؟ فقال ابن عمر قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وطاف بالبيت سبعا وصلى خلف المقام ركعتين وطاف بين الصفا والمروة، فقال {(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)} . صحيح متفق عليه رواه عن عمرو، شعبة والثوري والحمادان وأيوب وابن جريج والحجاج بن أرطاة في آخرين.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا احمد ابن محمد بن أيوب ثنا أبو بكر بن عياش عن عبد العزيز بن رفيع عن عمرو عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه. قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم شارب الخمر وساقيها. غريب من حديث عمرو تفرد به أبو بكر بن عياش، وعبد العزيز من تابعي أهل مكة يجمع حديثه.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عمرو بن أبي الطاهر ويحيى بن أيوب العلاف.
قالا: ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا نافع بن عمر الجمحي عن عمرو عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذهب لحاجته إلى المغمس. قال نافع: نحو ميلين من مكة. غريب من حديث عمرو تفرد به نافع وهو من ثقات أهل مكة.
• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا أحمد بن عبد الرحمن السقطي ثنا يزيد ابن هارون أخبرنا ورقاء عن عمرو عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «من قتل دوق ماله فهو شهيد» . كذا وقع في كتابي ابن عمر، وصوابه عبد الله بن عمرو. رواه ابن جريج والحمادان وحاتم ابن أبي صغيرة عن عمرو عن عبد الله بن عمرو بن العاص.
• حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان ثنا موسى بن هارون ثنا داود بن عمرو الضبي ثنا محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله وأبي
سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهما. قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لا صدقة في الزرع ولا في الكرم ولا في النخل إلا ما بلغ خمسة أوسق وذلك مائة فرق» . غريب من حديث عمرو لم يجمعهما إلا محمد بن مسلم.
• حدثنا محمد بن عبد الله الكاتب ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا جعفر ابن محمد البزوري ثنا يحيى - يعني ابن موسى الطائفي عن مسلم بن رزيق
(1)
المخزومي عن عمرو. قال: سمعت ابن الزبير يقول: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه العباس أن يأمر ولده أن يحرث القضب يعني الرطبة فإنه ينفي الفقر.
عبد الله بن عبيد بن عمير
ومنهم عبد الله بن عبيد بن عمير
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن علي بن الجارود ثنا أبو سعيد الأشج ثنا عبد الله بن إدريس عن هارون بن أبي إبراهيم عن عبد الله ابن عبيد بن عمير. قال: كان من كلامه، لا تقنعن لنفسك باليسير من الأمر في طاعة الله عز وجل كعمل المهين الدنيء، ولكن اجهد واجتهد فعل الحريص الحفي
(2)
وتواضع لله عز وجل دون الضعف فعل الغريب السبي
(2)
.
• حدثنا عبد الله ثنا أحمد ثنا أبو سعيد ثنا أبو إدريس عن هارون عن عبد الله. قال: كان من كلامه، الهوى قائد والعمل سائق والنفس حرون، فإن دنا قائدها لم تستقم لسائقها، وإن دنا سائقها لم تستقم لقائدها، ولا يصلح هذا إلا مع هذا حتى يردا معنا.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا عبد العزيز بن أبي رواد قال حدثني عبد الله بن عبيد. قال: العلم ضالة المؤمن يغدو في طلبه فكلما أصاب منه شيئا حواه، ويطلب إليه غيره.
• حدثنا محمد بن أحمد ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا هارون
(1)
فى المختصر: زريق
(2)
- (2) فى الاصلين: الجفى. المنبى.
ابن أبي إبراهيم عن عبد الله بن عبيد. قال: لما طعن عمر رحمه الله طعنته التي مات فيها، قال له بعضهم: لو شربت يا أمير المؤمنين لبنا، فلما شرب اللبن خرج من جرحه وعلموا أنه شرابه الذي شرب، قال: فبكى وأبكى من حوله. وقال هذا حين
(1)
لو أن لي ما طلعت عليه الشمس لافتديت به من هول المطلع، قالوا: وما أبكاك إلا هذا؟ قال ما أبكاني غيره.
• حدثنا محمد بن أحمد ثنا بشر ثنا خلاد ثنا هارون عن عبد الله. قال:
بينما الناس يأخذون أعطياتهم بين يدي عمر رضي الله تعالى عنه، إذ رفع رأسه فنظر إلى رجل في وجهه ضربة. قال: فسأله فأخبره أنه أصابته في غزاة كان فيها، فقال: عدوا له ألفا فأعطى الرجل ألف درهم ثم حول المال ساعة ثم قال عدوا له ألفا فأعطى الرجل ألفا أخرى. قال له: أربع مرات كل ذلك يعطيه ألف درهم، فاستحى الرجل من كثرة ما يعطيه فخرج. قال: فسأل عنه فقيل له إنا رأينا أنه استحى من كثرة ما أعطي فخرج، فقال عمر: أما والله لو أنه مكث ما زلت أعطيه ما بقي من المال درهم، رجل ضرب ضربة في سبيل الله خفرت وجهه.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يزيد بن هارون أنبأنا جرير بن حازم قال سمعت عبد الله بن عبيد يقول: كان لأيوب عليه السلام أخوان فأتياه ذات يوم فوجدا ريحا، فقالا: لو كان علم الله تعالى من أيوب خيرا ما بلغ به كل ذلك. قال فما سمع أيوب شيئا كان أشد عليه من ذلك. فقال: اللهم إن كنت تعلم أني لم أبت ليلة شبعانا وأنا أعلم مكان جائع فصدقني، قال فصدق وهما يسمعان. ثم قال: اللهم إن كنت تعلم أني لم ألبس قميصا قط وأنا أعلم مكان عار فصدقني. قال فصدق وهما يسمعان، ثم خر ساجدا ثم قال: اللهم لا أرفع رأسي حتى تكشف ما بي من الضر، فكشف الله تعالى ما به.
• حدثنا الحسن بن محمد بن علي ثنا عبد الله بن محمد بن إدريس ثنا احمد
(1)
فى المختصر: خير
ابن سنان ثنا وهب بن جرير ثنا أبي قال سمعت عبد الله بن عبيد بن عمير يقول: بعث سليمان عليه السلام إلى مارد من مردة الجن فأتى به، فلما كان على باب سليمان عليه السلام أخذ عودا فذرعه بذراعه ثم رمى به وراء الحائط، فوقع بين يدي سليمان عليه السلام. فقال: ما هذا؟ فأخبر بما صنع المارد.
فقال: أتدرون ما أراد؟ قالوا: لا! قال: قال اصنع ما شئت فإنك تصير إلى مثل هذا من الأرض.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا الحسن بن محمد ثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة ثنا علي بن الحسن بن شقيق عن الحسين بن واقد عن عبد الله بن عبيد. في قوله تعالى: {ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} . قال:
يعلمون إن تابوا تاب الله عليهم.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا يوسف القاضي ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا أبو بكر الحنفي عن طلحة بن عمرو عن عبد الله بن عبيد بن عمير في قوله تعالى: {والبحر المسجور} . قال: الموقد.
• حدثنا أحمد بن جعفر النسائي ثنا محمد بن جرير ثنا محمد بن عمير ثنا زافر بن سليمان عن الرصافي عن عبد الله بن عبيد بن عمير. قال: لا ينبغي لمن أخذ بالتقوى، ورزق بالورع، أن يذل لصاحب الدنيا.
أسند عبد الله بن عبيد بن عمير: عن أبيه عن جده، وأرسل عن أبي الدرداء، وحذيفة، وغيرهم رضي الله تعالى عنهم.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن الحزبى ثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود ثنا عكرمة عن عمار عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تحاج آدم وموسى، فقال آدم لموسى: أنت الذى اصطفاك الله برسالته وكلمك فذكر قتل النفس، فقال موسى لآدم: أنت آدم أبو الناس الذي خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته، وأسكنك جنته ثم عصيته؟ فلولا ما صنعت دخلت وذريتك الجنة، فقال آدم لموسى: تلومني على أمر قد قدر علي قبل أن أخلق؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فحج آدم موسى فحج آدم موسى، مرتين» .
هذا حديث صحيح ثابت من حديث أبي هريرة غريب من حديث عبيد بن عمير ما كتبناه إلا من حديث عكرمة عن عبد الله عنه.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا أبو بكر الطلحي ثنا موسى بن هارون.
وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا إبراهيم بن هاشم. قالا: ثنا حوثرة بن أشرس أخبرني سويد أبو حاتم عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه عن جده.
أن رجلا قال: «يا رسول الله أي الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت. قال:
فأي الصدقة أفضل؟ قال: جهد المقل. قال: أي المؤمنين أكمل إيمانا؟ قال:
أحسنهم خلقا». هذا حديث تفرد به سويد موصولا عن عبد الله. ورواه صالح بن كيسان عن الزهري عن عبد الله عن أبيه من دون جده.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا عمرو بن خالد الحراني عن بكر بن خنيس عن عبد الله بن أبي بدر عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه عن جده. قال: كانت في نفسي مسألة قد أحزنتني لم أسأل رسول الله عنها ولم أسمع أحدا يسأل عنها، فكنت أتحينه، فدخلت ذات يوم وهو يتوضأ فوافقته على حالتين كنت أحب أن أوافقه عليهما، وجدته فارغا طيب النفس. فقلت: يا رسول الله ائذن لي فأسألك. قال: «نعم! سل عما بدا لك. قلت يا رسول الله ما الإيمان؟ قال: السماحة والصبر قلت فأي المؤمنين أفضل إيمانا؟ قال أحسنهم خلقا، قلت فأي المسلمين أفضل إسلاما؟ قال: من سلم الناس من لسانه ويده، قلت: فأي الجهاد أفضل؟ فطأطأ رأسه وصمت طويلا حتى خفت أن أكون قد شققت عليه وتمنيت أن لم أكن سألته وقد سمعته بالأمس يقول: أعظم الناس فى المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم عليه فحرم من أجل مسألته، فقلت: أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله، فرفع رأسه وقال: كيف قلت؟ قال: قلت أي الجهاد أفضل؟ قال: كلمة عدل عند إمام جائر» . غريب من حديث عبد الله بن عبيد بن عمير لم نكتبه بهذا التمام إلا من هذا الوجه. وقال سليمان: وأبو بدر هو عندى بشار بن الحكم البصرى صاحب ثابت البناني.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن مسلم ثنا أحمد بن علي الأبار. وحدثنا مخلد بن جعفر ثنا جعفر الفريابي. قالا: ثنا هشام بن عمارة ثنا رفدة بن قضاعة الغساني عن الأوزاعي عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه عن جده. أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه في الصلاة المكتوبة مع كل تكبيرة. غريب من حديث عبد الله والأوزاعي لا أعلم أحدا رواه إلا رفدة بن قضاعة.
• حدثنا أبو إسحاق بن حمزة وسليمان بن أحمد واللفظ له. قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن عون ثنا سويد بن سعيد عن فرج بن فضالة عن عبد الله ابن عبيد بن عمير الليثي عن حذيفة بن اليمان. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من اقتراب الساعة اثنتان وسبعون خصلة، إذا رأيتم الناس أماتوا الصلاة، وأضاعوا الأمانة، وأكلوا الربا، واستحلوا الكذب، واستخفوا الدماء، واستعلوا البناء، وباعوا الدين بالدنيا، وتقطعت الأرحام، ويكون الحكم ضعفا، والكذب صدقا، والحرير لباسا، وظهر الجور، وكثر الطلاق، وموت الفجاءة، وائتمن الخائن، وخون الأمين، وصدق الكاذب، وكذب الصادق، وكثر القذف
(1)
، وكان المطر قيظا، والولد غيظا، وفاض اللئام فيضا، وغاض الكرام غيضا، وكان الأمراء فجرة، والوزراء كذبة، والأمناء خونة، والعرفاء ظلمة، والقراء فسقة، إذا لبسوا مسوك الضأن
(2)
، قلوبهم أنتن من الجيفة، وأمر من الصبر، يغشيهم الله فتنة يتهاوكون فيها تهاوك اليهود الظلمة، وتظهر الصفراء - يعني الدنانير، وتطلب البيضاء - يعني الدراهم - وتكثر الخطايا، وتغل
(3)
الأمراء، وحليت المصاحف، وصورت المساجد، وطولت المنائر، وخربت القلوب، وشربت الخمور، وعطلت الحدود، وولدت الأمة ربها، وترى الحفاة العراة وقد صاروا ملوكا، وشاركت المرأة زوجها في التجارة، وتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، وحلف بالله (من غير أن يستحلف)، وشهد المرء من غير أن يستشهد، وسلم
(1)
فى ز: العزف.
(2)
جمع مسك وهو الجلد وفى مغ: مسوح.
(3)
فى الاصلين: وثقل.
للمعرفة، وتفقه لغير الدين، وطلبت الدنيا بعمل الآخرة، واتخذ المغنم دولا، والأمانة مغنما، والزكاة مغرما، وكان زعيم القوم أرذلهم، وعق الرجل أباه، وجفا أمه، وبر صديقه، وأطاع زوجته، وعلت أصوات الفسقة فى المساجد، واتخذت القينات والمعازف، وشربت الخمور في الطرق، واتخذ الظلم فخرا، وبيع الحكم، وكثرت الشرط، واتخذ القرآن مزامير، وجلود السباع صفافا، والمساجد طرقا، ولعن آخر هذه الأمة أولها. فليتقوا عند ذلك ريحا حمراء وخسفا ومسخا وآيات». غريب من حديث عبد الله بن عبيد بن عمير، لم يروه عنه فيما أعلم إلا فرج بن فضالة.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا عبيد الله بن عمر بن الوليد الرصافي عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبي الدرداء. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سمع من رجل حديثا لا يشتهي أن يذكر عنه فهو أمانة وإن لم يستكتمه» . غريب من حديث عبد الله لم يروه عنه إلا عبيد الله.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا سفيان عن عبيد الله - يعني ابن الوليد - عن عبد الله بن عبيد بن عمير.
قال قال رجل: يا رسول الله ما لي لا أحب الموت؟ قال: لك مال؟ قال: نعم! قال فقدمه. قال: لا أستطيع، قال:«فإن قلب الرجل مع ماله إذا قدمه أحب أن يلحق به، فإذا أخره أحب أن يتأخر معه» . هكذا رواه عبدة أيضا عن الثوري مثله مرسلا. ورواه يحيى بن يمان عن الرصافي مثله مرسلا. ورواه طلحة بن عمرو مسندا متصلا.
• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن مضرس قال ثنا أحمد بن يزيد ثنا سالم بن سالم ثنا طلحة بن عمرو عن عطاء عن أبي هريرة. قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما لي لا أحب الموت؟ قال لك مال؟ قال نعم! قال فقدمه: فذكر مثله سواء.
الزهري
ومنهم العالم السوي، والراوي الروي، أبو بكر محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، كان ذا عز وسناء، وفخر وسخاء.
وقيل: إن التصوف دراية وصدق، وسخاوة وخلق.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي.
وحدثنا أحمد بن محمد بن الحسين ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا أبو معمر. قالا:
ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار. قال: ما رأيت أحدا أبصر للحديث من ابن شهاب.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن وهيب. قال سمعت أيوب يقول:
ما رأيت أحدا أعلم من الزهري.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا أبو العباس السراج ثنا محمد بن مسعود الطرسوسي ومحمد بن عبد الملك. قالا: ثنا عبد الرزاق ثنا معمر. قال قال عمر بن عبد العزيز لجلسائه: هل تأتون ابن شهاب؟ قالوا: إنا لنفعل قال: فأتوه فإنه لم يبق أحد أعلم بسنة ماضية منه. قال محمد بن عبد الملك في حديثه، والحسن وضرباؤه يومئذ أحياء.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل ثنا أبي عن عبد الرحمن بن مهدي ثنا حماد بن زيد عن برد عن مكحول. قال: ما أعلم أحدا أعلم بسنة ماضية من الزهري.
• حدثنا احمد ابن محمد بن عبد الله الصائغ ثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم حدثني محمد بن يحيى حدثني هارون بن معروف ثنا سفيان. قال: مات الزهري يوم مات وما على الأرض أحد أعلم بالسنة منه.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرزاق. وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا عبد الرزاق ثنا معمر قال أخبرني صالح بن كيسان. قال: اجتمعت أنا والزهري ونحن نطلب العلم، فقلنا: نكتب السنن فكتبنا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال ثم قال: نكتب ما جاء عن أصحابه فإنه سنة، فقلت أنا ليس بسنة
فلا أكتبه، قال فكتب ولم أكتب فأنجح وضيعت.
• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا [عبد الرحمن ثنا]
(1)
عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا عبد الرزاق ثنا معمر. قال: ما رأيت مثل الزهري في وجهه قط - يعني الحديث ولا مثل حماد بن أبي سلمة في وجهه قط - يعني الرأي -.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرزاق قال سمعت معمرا يقول: كنا نرى أنا قد أكثرنا عن الزهري حتى قتل الوليد، فإذا الدفاتر قد حملت على الدواب من خزانته يقول: من علم الزهري.
• حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب ثنا أبو العباس السراج ثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه ثنا أبو صالح عن الليث. قال: ما رأيت عالما قط أجمع من ابن شهاب ولا أكثر علما منه، ولو سمعت ابن شهاب يحدث في الترغيب لقلت لا يحسن إلا هذا، وإن حدث عن الأنبياء وأهل الكتاب لقلت لا يحسن إلا هذا، وإن حدث عن العرب والأنساب قلت لا يحسن إلا هذا، وإن حدث عن القرآن والسنة كان حديثه بوعي جامع.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا نوح بن يزيد ثنا إبراهيم بن سعد. قال سمعت ابن شهاب يحدث، قال:
لقيني سالم كاتب هشام فقال إن أمير المؤمنين يأمرك أن تكتب لولده حديثك فقال له: لو سألتني عن حديثين أتبع أحدهما الآخر ما قدرت على ذلك، ولكن ابعث إلي كاتبا أو كاتبين فإنه قل يوم إلا يأتيني قوم يسألوني عما لم أسأل فيه بالأمس، فبعث بكاتبين اختلفا إلى سنة على دينهما، قال ثم لقيني فقال: يا أبا بكر ما أرانا إلا أنقصناك؟ قلت كلا إنما كنتما في غراز من الأرض فالآن هبطت بطون الأودية.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق السراج ثنا ابن عسكر ثنا ابن أبي مريم. قال: سمعت الليث بن سعد يقول: وضع الطشت بين يدي ابن شهاب فتذكر حديثا فلم تزل يده في الطشت حتى طلع الفجر حتى صححه.
(1)
هذا عن مغ فقط.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن سهل ثنا اصبغ ابن الفرج عن ابن وهب عن يونس عن الزهرى. قال: العلم واد فاذا هبطت واديا فعليك بالتؤدة حتى تخرج منه فإنك لا تقطع حتى يقطع بك.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا عبد الرزاق ثنا معمر. قال: سمعت الزهري يقول: إن كنت لآتي باب عروة فأجلس ثم أنصرف ولا أدخل، ولو أشاء أن أدخل لدخلت إعظاما له.
• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا عبد الرزاق ثنا معمر. قال سمعت الزهري يقول: مست ركبتي ركبة سعيد بن المسيب ثمان سنين.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن يحيى ثنا الزبير بن بكار حدثني محمد بن الحسن بن زبالة عن مالك بن أنس عن الزهري. قال: خدمت عبيد الله بن عبد الله بن عتبة حتى أن كان خادمه ليخرج فيقول من بالباب؟ فتقول الجارية غلامك الأعيمش - فتظن أنى غلامه - وإن كنت لا خدمه حتى لأستقي له وضوءه.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا موسى بن سهل. وحدثنا محمد بن الحسن اليقطيني ثنا محمد بن محمد بن سليمان ثنا عبد الوهاب بن الضحاك. قالا: ثنا حيوة عن شعيب بن أبي حمزة قال: سمعت الزهري يقول مكثت خمسا وأربعين سنة أختلف بين الشام والحجاز فما وجدت حديثا أستطرفه. وقال عبد الوهاب في حديثه خمسا وعشرين سنة.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا محمد ابن عباد ثنا سفيان عن مالك بن أنس عن الزهري. قال: تبعت سعيد بن المسيب في طلب حديث ثلاثة أيام.
• حدثنا محمد بن علي ثنا أحمد بن محمد بن الحسن الضراب ثنا علي بن محمد الحلواني ثنا أحمد بن بشر بن بكر ثنا أبي عن الأوزاعي عن الزهري. قال: كنا نأتي العالم فما نتعلم من أدبه أحب إلينا من علمه.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا إبراهيم بن سعيد
(1)
(1)
فى الاصلين: ابن سعد.
قال: سمعت سفيان يقول كنت أسمع الزهري يقول: حدثني فلان وكان من أوعية العلم، ولا يقول كان عالما.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن يحيى ثعلب ثنا الزبير بن بكار حدثني محمد بن الحسن بن زبالة عن مالك بن أنس. قال: أول من دون العلم ابن شهاب.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا أبو العباس السراج ثنا داود بن رشيد ثنا أبو المليح. قال: كنا لا نطمع أن نكتب عند الزهري، حتى أكره هشام الزهري فكتب لبنيه فكتب الناس الحديث.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا أبو العباس ثنا إبراهيم بن سعيد
(1)
قال سمعت سفيان يقول: قال الزهري
كنا نكره الكتب حتى أكرهنا عليه السلطان فكرهنا أن نمنعه الناس.
• حدثنا أبو حامد ثنا أبو العباس ثنا أبو همام ثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب. قال: العلم خزائن وتفتحها المسائل.
• حدثنا ابراهيم ابن أحمد المقري ثنا عمرو بن أحمد بن سنان المنيحي
(2)
ثنا أحمد بن يحيى ثنا أبو عطاء ثنا مغيرة بن سقلاب حدثني محمد بن أحمد بن إسحاق عن الزهري.
قال: كان يصطاد العلم
(3)
بالمساءلة كما يصطاد
(3)
الوحش.
• حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين ثنا أبو العباس السراج ثنا أبو همام ثنا ابن وهب عن ضمام عن إسماعيل عن عقيل عن ابن شهاب: أنه كان ينزل بالأعراب يعلمهم.
• (ومن هذا الطريق) حدثنا معمر. قال: أتيت الزهري بالرصافة فلم يكن أحد يسأله عن الحديث، فكان يلقي علي.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عفان ثنا بشر بن المفضل ثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري. قال: ما استعدت حديثا قط ولا شككت في حديث قط، إلا حديثا واحدا فسألت صاحبي فإذا هو كما حفظت.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا بن عسكر. قال: سمعت عبد الله بن صالح يقول سمعت الليث بن سعد يقول:
(1)
فى الاصلين: ابن سعد
(2)
فى مغ: المنبجى.
(3)
- (3) فى المختصر: يصاد
قال الزهري: ما استودعت قلبي شيئا قط فنسيه.
• حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب ثنا أبو العباس السراج ثنا محمد بن الصباح ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري. قال: إنما يذهب العلم النسيان وترك المذاكرة.
• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي ثنا عمرو بن أيوب ثنا أبو سعيد الأشج ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن الزهري. قال: إن للعلم غوائل، فمن غوائله أن يترك العالم حتى يذهب بعلمه، ومن غوائله النسيان، ومن غوائله الكذب فيه وهو أشد غوائله.
• حدثنا ابراهيم بن محمد المقرى ثنا عمرو بن سنان ثنا أحمد بن عطاء ثنا مغيرة بن سقلاب حدثني محمد بن إسحاق عن الزهري مثله.
• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا على بن الحسن القاقلانى
(1)
ثنا سليمان بن أيوب الصيرفي قال سمعت عبد الله بن وهب بمكة يقول سمعت يونس بن يزيد يقول سمعت الزهري يقول: إن هذا العلم إن أخذته بالمكائرة غلبك ولم تظفر منه بشيء، ولكن خذه مع الأيام والليالي أخذا رفيقا تظفر به.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا علي بن المديني ثنا يوسف بن الماجشون. قال: قال لنا ابن شهاب - أنا وابن أخي وابن عم لي ونحن غلمان أحداث نسأله عن الحديث -: لا تحقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم فإن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه كان إذا نزل به الأمر المعضل دعا الشبان فاستشارهم يبتغي حدة عقولهم.
• حدثنا الحسن بن علان ثنا الهيثم بن خلف ثنا إبراهيم بن سعد ثنا معن
(2)
عن ابن أخي الزهري عن عمه. قال: ما أحدث الناس مروءة أعجب إلي من الفصاحة.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلام ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا محمد بن يزيد الآدمي ثنا معن عن ابن أخي الزهري عن عمه. أنه كان يصلي وراء رجل يلحن فكان يقول: لولا أن الصلاة في جماعة فضلت على الفذ ما صليت وراءه.
(1)
كذا فى الاصول ولعله (القافلائى)
(2)
فى الاصلين: معمر.
• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو الطيب أحمد بن روح ثنا السري بن عاصم ثنا سفيان. قال: سمعت الزهري يقول: العلم ذكر لا يحبه إلا الذكور من الرجال.
• حدثنا محمد بن حميد ثنا عبد الله بن أبي داود ثنا سليمان بن معبد ثنا سعيد بن عامر عن أبي بكر الهذلي. قال: قال لي الزهري يا هذلي أيعجبك الحديث. قلت: نعم! قال: إنما يعجب به مذكروا الرجال ويكرهه مؤنثوهم.
• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب ثنا الحسن بن هارون ثنا داود بن رشيد ثنا بقية عن عتبة بن أبي حكيم. قال: جلس إسحاق بن عبد الله بالمدينة في مجلس الزهري فجعل إسحاق يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال الزهرى: مالك قاتلك الله يا ابن أبي فروة ما أجرأك على الله! أسند حديثك، تحدثونا بأحاديث ليس لها خطم ولا أزمة.
• حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا العباس - يعني ابن محمد ثنا سليمان بن داود الهاشمي عن الوليد بن محمد. قال: لما مررت مع الزهري على أبي حازم وهو يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال الزهري:
ما لى أرى أحاديث ليس لها خطم ولا أزمة؟.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سعيد ثنا هارون بن معروف ثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن أبي رزين. قال سمعت الزهري يقول: أعيا الفقهاء وأعجزهم أن يعرفوا ناسخ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من منسوخه.
• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا علي بن يحيى ثنا هشام بن يوسف ثنا معمر عن الزهري. قال: ما عبد الله بشيء أفضل من العلم.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الله بن محمد بن عمر بن زكريا ثنا سليمان الشاذكوني ثنا ابن يمان عن محمد بن عجلان عن الزهري. قال
فضل العالم على المجتهد مائة درجة ما بين كل درجة خمسمائة سنة خطو الفرس الجواد المضمر.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن أبي عاصم ثنا دحيم ثنا الوليد بن
مسلم عن القاسم بن هزان. أنه سمع الزهري يقول: لا يوثق الناس بعلم عالم لا يعمل، ولا يرضى بقول عالم لا يرضى.
• حدثنا حبيب ثنا أبو شبيب الحراني ثنا أبو زيد ثنا هارون بن معروف عن ضمرة عن يونس. قال قال الزهري: إياك وغلول الكتب، قلت وما غلولها؟ قال حبسها عن أهلها.
• سمعت أحمد بن محمد بن مقسم يقول سمعت أبا بكر الخلال يقول سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول سمعت مالك بن أنس يقول سمعت الزهري يقول: حضور المجلس بلا نسخة ذل.
• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا عمر بن أيوب ثنا أبو معمر ثنا عبد الله بن معاذ عن معمر عن الزهري. قال: إذا طال المجلس كان للشيطان فيه نصيب.
• حدثنا أبو بكر بن يونس بن الحسن ثنا محمد بن يونس الكديمي ثنا عبد الملك بن قريب الأصمعي ثنا مالك بن أنس عن ابن شهاب الزهري. قال:
جلست إلى ثعلبة بن أبي صغير فقال: أراك تحب العلم، فقلت: نعم؟ قال:
عليك بذلك الشيخ - يعني سعيد بن المسيب - قال فلزمت سعيد بن المسيب سبع سنين، وتحولت من عنده إلى عروة ففجرت عن ثبج بحر.
• حدثنا عبد الرحمن بن أحمد بن جعفر ثنا مكي بن عبدان ثنا محمد بن يحيى ثنا يحيى ابن بكير قال سمعت الليث بن سعد يقول قال ابن شهاب: ما صبر أحد على العلم صبري، ولا نشره أحد نشري. فأما عروة بن الزبير فبئر لا تكدره الدلاء، وأما ابن المسيب فانتصب للناس فذهب اسمه كل مذهب.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا أبو إسماعيل الترمذي ثنا عبد العزيز ابن عبد الله الأويسي ثنا مالك بن أنس: أن ابن شهاب سأله بعض بني أمية عن سعيد بن المسيب فذكره له وأخبره بحاله، فبلغ ذلك سعيد بن المسيب فقدم ابن شهاب فجاء يسلم على سعيد فلم يكلمه سعيد ولم يرد عليه، فلما انصرف سعيد مشى معه ابن شهاب. فقال: ما لي سلمت عليك فلم تكلمني؟ ما بلغك عني إلا خير؟ قال: لم ذكرتني لبني مروان؟.
• حدثنا عبد الرحمن بن أحمد ثنا مكي بن عبدان ثنا محمد بن يحيى ثنا نعيم ابن حماد ثنا سفيان عن الزهري. قال: ما كان يستخرج الحديث من ابن المسيب إلا عند الغضب، ولقد جالسته ست سنين تمس ركبتي ركبته فما سألته عن حديث إلا أن أقول قال فلان كذا وقال فلان كذا.
• حدثنا عبد الرحمن بن أحمد ثنا أبو حاتم مكي بن عبدان ثنا محمد بن يحيى حدثني عطاف بن خالد المخزومي عن عبد الأعلى عن عبد الله بن أبي فروة عن ابن شهاب. قال: أصاب أهل المدينة حاجة زمان عبد الملك بن مروان فعمت أهل البلد وقد خيل إلي أنه قد أصابنا أهل البيت من ذلك ما لم يصب أحدا من أهل البلد، وذلك لخبرتي بأهلي. فتذكرت هل من أحد أمت إليه برحم أو مودة أرجو إن خرجت إليه أن أصيب منه شيئا، فما علمت من أحدا أخرج إليه. ثم قلت: إن الرزق بيد الله، ثم خرجت حتى قدمت دمشق فوضعت رحلى ثم غدوت إلى المسجد فعمدت إلى أعظم مجلس رأيته في المسجد وأكثره أهلا فجلست إليه، فبينما نحن على ذلك إذ خرج رجل من عند عبد الملك بن مروان كأجسم الرجال وأجملهم وأحسنهم هيئة، فأقبل إلى المجلس الذي أنا فيه فتحثحثوا له - أي أوسعوا - فجلس فقال: لقد جاء أمير المؤمنين اليوم كتاب ما جاءه مثله منذ استخلفه الله. قالوا: ما هو؟ قال: كتب اليه عامله بالمدينة - هشام بن إسماعيل - يذكر أن ابنا لمصعب بن الزبير ابن أم ولد مات فأرادت أمه أن تأخذ ميراثها فيه فمنعها عروة بن الزبير وزعم أنه لا ميراث لها، فتوهم أمير المؤمنين في ذلك حديثا سمعه من سعيد بن المسيب يذكره عن عمر بن الخطاب في أمهات الأولاد لا يحفظ أمير المؤمنين ذلك الحديث. قال ابن شهاب: أنا أحدثكم. فقال إلي قبيصة حتى أخذ بيدي ثم خرج بي حتى دخل الدار على عبد الملك ثم جاء إلى البيت الذي فيه عبد الملك فقال: السلام عليكم. فقال له عبد الملك مجيبا وعليكم السلام. فقال له قبيصة أندخل؟ قال عبد الملك: ادخل! فدخل قبيصة وهو آخذ بيدي وقال: هذا يا أمير المؤمنين يحدث بالحديث الذي سمعت من ابن المسيب في أمهات الأولاد، فقال
عبد الملك: إيه. قال: فقلت سمعت سعيد بن المسيب يذكر أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أمر لأمهات الأولاد أن يقمن في أموال أبنائهن بقيمة عدل ثم يعتقن فمكث بذلك صدرا من خلافته، ثم توفي رجل من قريش كان له ابن من أم ولد قد كان عمر يعجب بذلك الغلام، فمر ذلك الغلام على عمر في المسجد بعد وفاة أبيه بليال. فقال له عمر: ما فعلت يا ابن أخي في أمك؟ قال: فعلت يا أمير المؤمنين خيرا، خيروني بين أن يسترقوا أمي، أو يخرجوني من ميراثي من أبي فكان ميراثي من أبي أهون علي من أن يسترقوا أمي. قال عمر: أو لست إنما أمرت في ذلك بقيمة عدل؟ ما أرى رأيا ولا آمر أمرا إلا قلتم فيه، ثم قام فجلس على المنبر فاجتمع الناس إليه حتى إذا رضي من جماعتهم. قال: أيها الناس، إني قد كنت أمرت في أمهات الأولاد بأمر قد علمتموه ثم قد حدث لي رأي غير ذلك، فأيما امرئ كانت عنده أم ولد فملكها بيمينه ما عاش فإذا مات فهي حرة لا سبيل لأحد عليها. قال عبد الملك:
من أنت؟ قال: أنا محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب. قال: أم والله إن كان لك لأب يغار
(1)
في الفتنة مؤذيا لنا فيها. قال: فقلت يا أمير المؤمنين قل كما قال العبد الصالح. قال: أجل! {لا تثريب عليكم اليوم} . قال: قلت: يا أمير المؤمنين فرض لي فإني مقطع من الديوان. قال: إن بلدك لبلد ما فرضنا لأحد فيها منذ كان هذا الأمر. ثم نظر إلى قبيصة وأنى وهو قائمان بين يديه فكأنه أومأ إليه أن افرض له. قال قد فرض لك أمير المؤمنين. قال: قلت وصلة تصلنا بها يا أمير المؤمنين فإني والله لقد خرجت من أهلي وإن فيهم لحاجة ما يعلمها إلا الله، ولقد عمت الحاجة أهل البلد. قال: قد وصلك أمير المؤمنين. قال: قلت يا أمير المؤمنين وخادم تخدمنا فإني والله قد تركت أهلي ما لهم خادم إلا أختي إنها الآن تخبز لهم وتعجن لهم وتطحن لهم. قال: وقد أخدمك أمير المؤمنين. قال ابن شهاب: ثم كتب إلى هشام بن إسماعيل مع ما قد عرف من حديثي أن ابعث إلى ابن المسيب فاسأله عن الحديث الذي سمعت يحدث فى
(1)
فى ز: يعاب.
أمهات الأولاد عن عمر بن الخطاب فكتب إليه هشام بمثل حديثي ما زاد عنه حرفا ولا نقص منه حرفا.
• حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن اسحاق الثقفى ثنا اسماعيل ابن موسى السعدي ثنا ابن عيينة عن الزهري. قال: كنت عند الوليد بن عبد الملك فتلا هذه الآية: ({والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم}). قال:
نزلت في علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. قال الزهري: أصلح الله الأمير، ليس كذا أخبرني عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها، قال وكيف أخبرك؟ قال: أخبرني عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها نزلت فى عبد الله بن أبى بن سلول المنافق.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأوزاعي عن الزهري. قال: كان من مضى من علمائنا يقولون: إن الاعتصام بالسنة نجاة، والعلم يقبض قبضا سريعا، فنشر
(1)
العلم ثبات الدين والدنيا، وفي ذهاب العلم ذهاب ذلك كله.
• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا محمود بن محمد الواسطي ثنا محمد بن الصباح ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري. أنه روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن) فسألت الزهري عنه، ما هذا؟ فقال: من الله العلم وعلى رسوله البلاغ وعلينا التسليم أمروا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاءت.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا مسعدة بن سعد العطار ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا عبد الله بن محمد بن قنفد عن ابن أخي ابن هشام عن عمه. قال:
كان عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يأمر برواية قصيدة لبيد بن ربيعة التي يقول فيها:
إن تقوى ربنا خير نفل
…
وبإذن الله ريثى والعجل
أحمد الله فلا ند له
…
بيديه الخير ما شاء فعل
(1)
فى مغ: فنعش العلم الخ.
من هداه سبل الخير اهتدى
…
ناعم البال ومن شاء أضل.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا مسعدة بن سعد ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز الزهري عن أبيه عن ابن شهاب. قال:
دخلت على عبيد الله بن عبد الله بن عتبة منزله فإذا هو يغتاظ وينفخ، فقلت ما لي أراك مغتاظا؟ قال: دخلت على أميركم آنفا، يعني عمر بن عبد العزيز، ومعه عبد الله بن عمرو بن عثمان، فسلمت عليهما فلم يردا علي السلام فقلت:
ولا تعجبا أن تؤتيا فتكلما
…
فما خشي الاقوام شرا من الكبر
وجنس تراب الأرض منه خلقتما
…
وفيها المعاد والمصير إلى الحشر
فقلت له: يرحمك الله! مثلك في فقهك وفضلك وسنك يقول الشعر؟ قال: إن المضرور إذا نفث برئ.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن محمد الأموي حدثني عيسى بن عبد الله التميمي قال حدثني شيخ من أهل العلم. قال: جاء رجل إلى الزهري فقال حدثني، فقال:
إنك لا تعرف اللغة. قال: فلعلي أعرفها، قال فما تقول فى قول الشاعر:
صريع ندامى يرفع الشرب رأسه
…
وقد مات منه كل عضو ومفصل
ما المفصل؟ قال: اللسان. قال: اغد علي أحدثك.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن محمد الأموي ثنا إبراهيم بن المنذر الخزامي ثنا إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز الزهري عن أبيه. قال: سمعت الزهرى يتمثل:
ذهب الشباب فما يعود جمانا
…
وكأن ما قد كان لم يك كانا
وطويت كفا يا جمان على الغضا
…
وكفى جمان بطيها حدثانا.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلام ثنا أحمد بن علي ثنا أبو غسان محمد بن عمرو ثنا جرير
(1)
عن أبي مهدي. قال: صليت خلف الزهري شهرا فكان يقرأ في صلاة الفجر: (تبارك الذي بيده الملك)، وقل هو الله أحد.
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا
(1)
فى الاصلين: جريج.
المفضل بن فضالة عن عقيل بن خالد. قال: رأيت على ابن شهاب خاتما نقشه محمد يسأل الله العافية.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ثنا محمد بن قدامة قال: سمعت معنا القزاز يقول: لابن أخي الزهري: هل كان الزهري يتطيب؟ قال: كنت أشم ريح المسك من سوط دابة الزهري.
• حدثنا مخلد بن جعفر ثنا إبراهيم بن هاشم ثنا محمد بن عباد. وحدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا أبو العباس السراج ثنا أبو معمر عبد الجبار. قالوا: ثنا سفيان عن عمرو بن دينار. قال: ما رأيت أحدا أهون عليه الدينار والدرهم من ابن شهاب، وما كانت عنده إلا مثل البعرة.
• حدثنا الحسن بن علان ثنا الهيثم بن خلف ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا إسحاق بن عيسى الطباع عن مالك بن أنس. قال قال الزهري: وجدنا السخي لا تنفعه التجارة.
• حدثنا أحمد بن محمد ثنا أحمد بن موسى ثنا سهل بن يحيى ثنا عبد الله ابن رشيد ثنا أبو عبيدة عن أبي يحيى عن الزهري. قال: استكثروا من شيء لا تمسه النار، قيل: وما هو؟ قال: المعروف.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن زكريا ثنا محمد ابن عبد الرحمن التيمي عن أبيه. قال: امتدح رجل الزهري فأعطاه قميصه.
فقيل له: أتعطي على كلام الشيطان؟ فقال: إن من ابتغى الخير اتقى الشر.
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة - عرضا عليه - عن سفيان. سئل الزهري عن الزهد. فقال: من لم يمنعه الحلال شكره، ولم يغلب الحرام صبره.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا أبو العباس السراج ثنا محمد بن الصباح ثنا سفيان. قال قالوا للزهري: لو أنك الآن في آخر عمرك أقمت في المدينة فغدوت إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورحت، وجلست إلى عمود من أعمدته فذكرت الناس وعلمتهم. فقال: لو أني فعلت ذلك لوطئ عقبي، ولا ينبغي ذلك حتى أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة.
• حدثنا محمد
(1)
بن جعفر بن سلام ثنا أحمد بن علي بن جعفر الأبار ثنا أبو أيوب الوزان ثنا عبيد بن جناد. قال: سمعت العمريين عبد الله وعبد الله
(2)
قالا: كان ابن شهاب يحدث أنه هلك في جبال بيت المقدس بضعة وعشرون نبيا ماتوا من الجوع والقمل، كانوا لا يأكلون إلا ما عرفوا، ولا يلبسون إلا ما عرفوا.
أدرك أبو بكر محمد بن مسلم بن شهاب الزهري جماعة من الصحابة وحدث عنهم. فممن روى عنهم ورآهم ممن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وأدركه:
عبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وسهل بن سعد، والسائب بن يزيد، وعبد الله بن ثعلبة ابن صعير، وأبو أمامة بن سهل بن حنيف، وعبد الله ابن عامر بن ربيعة، وعبد الرحمن بن أزهر، ومحمود بن الربيع، ومحمود ابن لبيد، ومسعود بن الحكم، وكثير بن العباس، وسفيان أبو جميلة، وأبو مويهبة، وأبو الطفيل، وابن أبي سندر، وربيعة بن عباد الدؤلي، ورجل من بلي.
وقيل: إنه رأى عبد الله بن الزبير، والحسن، والحسين، وسمع منهم رضي الله عنهم أجمعين.
• وحدثنا عن الزهري جماعة من التابعين؛ منهم من أهل الحرمين والحجاز: عمرو بن دينار، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وأخوه سعد، وعراك بن مالك، وهشام بن عروة، وموسى بن عقبة، وصالح بن كيسان، وأبو جعفر، ومحمد بن علي بن الحسين، وأبو سهيل نافع بن مالك - عم مالك -، وعبيد الله بن عمر، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وصفوان ابن سليم، وزيد بن أسلم، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وعبد الله بن أبي بكر ابن محمد بن حزم، وسعد بن إبراهيم، وأبو الزبير، وعبد الله بن مسلم أخوه، وعمارة بن غزية، وعمر بن عبد العزيز، ومحمد بن المنكدر، وأبو الزناد، وعبد الله بن ذكوان، وزيد بن رومان، وعمرو بن أبي عمرو، وعكرمة بن
(1)
فى مغ: احمد
(2)
وفى ج ومغ: عبد الله وعبد العزيز.
أبي خالد في آخرين من أهل الحرمين.
ومن العراقيين: عبد الله
(1)
بن عمير، وإسماعيل بن أبي خالد، والحكم بن عيينة، ومنصور بن المعتمر، وعطاء بن السائب، وعمرو بن مرة، وأبو بكر ابن حفص، وقتادة، ويونس بن عبيد، وداود بن أبي هند، وأيوب السختياني، وسليمان التيمي، ويحيى بن أبي كثير.
ومن أهل واسط والجزيرة والشام ومصر: منصور بن زاذان، وعبد الكريم الجزري، ومكحول الشامي، وإبراهيم بن أبي عبلة، وعطاء الخراساني، وثور بن يزيد، وصفوان [بن عمرو]، ويزيد بن أبي حبيب المصري.
• حدثنا محمد بن بدر ثنا بكر بن سهل ثنا عبد الله بن يوسف ثنا مالك ابن أنس. وحدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن معبد ثنا أحمد بن مهدي ثنا أبو اليمان ثنا شعيب بن أبي حمزة. قالا: عن ابن شهاب الزهري عن أنس بن مالك. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ركب فرسا فصرع عنه فجحش شقه الأيمن، فصلى صلاة من الصلوات وهو قاعد وصلينا وراءه قعودا، فلما انصرف. قال:«إنما جعل الامام ليؤتم به، فإذا صلى قائما فصلوا قياما، وإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا ولك الحمد، وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون» . هذا لفظ مالك، وهو حديث صحيح ثابت متفق على صحته رواه عن الزهرى أيوب السختيانى، وابراهيم بن أبى عبلة، ويحيى بن سعيد، وعبد الله بن عمر، وابن جريج، والليث بن سعد، والأوزاعي، ومعمر، وابن عيينة، وعقيل، ويونس، وقرة، ويزيد بن الهاد، والزبيرى، والنعمان بن راشد، واسحاق ابن راشد، وابن أبي ذئب، وعبيد الله بن أبي زياد، وابن أخي الزهري، وأبو أويس، وزمعة بن صالح، ويحيى بن أبي أنيسة، وأبو الغطريف، وسفيان بن الحسين.
(1)
مغ فى: عبد الملك بن عمير. وكلاهما فى الخلاصة ومن الطبقة.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا عمر بن غالب القعنبي عن مالك الحديث.
وحدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يزيد بن هارون ثنا يزيد بن هارون ثنا أشعث بن سوار. قالا: عن الزهري عن أنس بن مالك:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بلبن قد شيب بماء وعن يمينه أعرابي وعن شماله أبو بكر فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أعطى الأعرابي.
وقال: «الأيمن فالأيمن» . لفظ مالك وهو الصحيح متفق عليه رواه عن الزهري: صالح بن كيسان، وعبيد الله بن عمر، وابن جريج، ومعمر، والأوزاعي، ويزيد بن أبي حبيب، والزبيري، وشعيب، وعقيل، ويونس، وقرة، وإسحاق بن راشد، والنعمان بن راشد، وأبو أويس، ويوسف بن الماجشون، وعبيد الله بن أبي زياد، وسفيان بن حسين، وزكريا ابن إسحاق، وصالح بن أبي الأخضر، وزمعة بن صالح، وبحر السقا، وعبد الرحمن بن إسحاق.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن غالب القعنبي عن مالك. وحدثنا أبو بحر محمد بن الحسين ثنا علي بن الفضل ثنا يزيد بن هارون ثنا سفيان بن حسين. قالا: عن ابن شهاب عن أنس بن مالك. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث» . لفظ مالك صحيح متفق عليه؛ رواه معمر، وعقيل، ويونس، والزهري، وابن عيينة، وابن أبي ذئب، وابن مسافر، وابن جريج، وإبراهيم بن سعد، وعبد الرحمن بن إسحاق، وزكريا بن إسحاق، وابن أخي الزهري، وعمر بن قيس، وبحر السقا، وعبد الله بن عمر، ومعاوية بن يحيى، وعبيد الله بن أبي زياد.
• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله. وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا يحيى بن أيوب العلاف. قالا: ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا نافع بن يزيد أخبرني عقيل عن ابن شهاب عن أنس بن مالك. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن نبي الله أيوب صلى الله عليه وسلم لبث به بلاؤه ثمان
عشرة سنة، فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من اخوانه كانا يغدوان إليه ويروحان. فقال أحدهما لصاحبه ذات يوم: تعلم والله لقد أذنب أيوب ذنبا ذنبا ما أذنبه أحد من العالمين. فقال له صاحبه: وما ذاك؟ قال: منذ ثمان عشرة سنة لم يرحمه الله فيكشف ما به. فلما راح إلى
(1)
أيوب لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له، فقال أيوب: لا أدري ما تقولان، غير أن الله تعالى يعلم أنى كنت أمر بالرجلين يتنازعان فيذكران الله فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما كراهية أن يذكر الله إلا في حق. قال: وكان يخرج إلى حاجته فإذا قضى حاجته أمسكته امرأته بيده حتى يبلغ. فلما كان ذات يوم أبطأ عليها وأوحى إلى أيوب، أن {(اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب)} . فاستبطأته فتلقته تنظر وقد أقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء وهو أحسن ما كان، فلما رأته قالت: أي بارك الله فيك هل رأيت نبي الله هذا المبتلى؟ والله على ذلك ما رأيت أشبه به منك إذ كان صحيحا. قال: فإني أنا هو، وكان له أندر ان أندر للقمح وأندر للشعير، فبعث الله سحابتين فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض، وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض». غريب من حديث الزهري لم يروه عنه إلا عقيل ورواته متفق على عدالتهم تفرد به نافع.
• حدثنا أحمد بن إسحاق وعبد الله بن محمد. قالا: ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا أيوب الجبابري ثنا سعيد بن موسى ثنا رباح بن زيد عن معمر عن عن الزهري عن أنس بن مالك. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إن موسى بن عمران عليه السلام كان يمشي ذات يوم في الطريق فناداه الجبار جل جلاله: يا موسى! فالتفت يمينا وشمالا فلم يجد أحدا، ثم ناداه الثانية يا موسى بن عمران، فالتفت يمينا وشمالا فلم يجد أحدا ثم
(2)
ارتعدت فرائصه، ثم نودي الثالثة: يا موسى بن عمران {أنا الله لا إله إلا أنا} . فقال:
(1)
كذا فى الاصول الثلاثة: ولعله (فلما راحا).
(2)
فى ج ومغ: لم يجد أحدا وارتعدت الخ.
لبيك لبيك فخر لله ساجدا. فقال: ارفع رأسك يا موسى بن عمران فرفع رأسه. فقال: يا موسى إن أحببت أن تسكن في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي، يا موسى كن لليتيم كالأب الرحيم، وكن للأرملة كالزوج العصوب، يا موسى بن عمران ارحم ترحم، يا موسى كما تدين تدان، يا موسى بن عمران نبئ بني إسرائيل أنه من لقيني وهو جاحد لمحمد أدخلته النار ولو كان إبراهيم خليلي وموسى كليمي، قال: ومن محمد؟ قال يا موسى: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أكرم علي منه، كتبت اسمه مع اسمي في العرش قبل أن أخلق السموات والأرض والشمس والقمر بألفي ألف سنة، وعزتي وجلالي إن الجنة محرمة على جميع خلقي حتى يدخلها محمد وأمته. قال موسى: ومن أمة محمد؟ قال:
أمته الحمادون يحمدون الله صعودا وهبوطا وعلى كل حال، يشدون أوساطهم، ويطهرون أطرافهم، صائمون بالنهار، رهبانا بالليل، أقبل منهم اليسير وأدخلهم الجنة بشهادة أن لا إله إلا الله. قال: فاجعلني نبي تلك الأمة قال: نبيها منها. قال: اجعلني من أمة ذلك النبي. قال استقدمت واستأخروا يا موسى، ولكن سأجمع بينك وبينه في دار الجلال». هذا حديث غريب من حديث الزهري لم نكتبه إلا من حديث رباح بن معمر ورباح فمن فوقه عدول، والجبابري في حديثه لين ونكارة.
• حدثنا محمد بن علي بن مخلد ثنا محمد بن يونس الشامي ثنا أبو عامر العقدي ثنا زمعة بن صالح عن الزهري عن أنس بن مالك. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يحل لامرأة أن تحد على ميت فوق ثلاثة أيام إلا على زوجها» . غريب من حديث الزهري عن أنس بن مالك تفرد به عنه زمعة.
• حدثنا محمد بن الحسن وأحمد بن جعفر بن مالك وسليمان بن أحمد قالوا حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا حماد بن خالد الخياط ثنا مالك ابن أنس عن زياد بن سعد عن الزهري عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم سدل ناصيته ما شاء الله ثم فرق. هذا حديث غريب من حديث مالك وزياد متصلا تفرد به أحمد عن حماد، ورواه روح بن عبادة عن أنس بن مالك عن
زياد عنه من دون أنس. والمشهور الثابت من حديث الزهرى عن عبيد الله ابن عبد الله عن ابن عباس.
• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أحمد بن عمرو بن الضحاك حدثنى عبد العظيم ابن إبراهيم السالمي ثنا عبد الملك بن يحيى ثنا سفيان بن عيينة عن زياد بن سعد عن الزهري عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال:
«تخيروا لنطفكم واجتنبوا هذا السواد فإنه لون مشوه» . غريب من حديث زياد والزهري لم نكتبه إلا من هذا الوجه.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا يحيى بن عبد الباقي الأزدي ثنا الربيع ابن محمد الارزقى ثنا محمد بن يزيد السكوني الحمصي ثنا عنبسة بن سليم القرشي عن الأوزاعي عن الزهري عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال:
«ألا أخبركم بأحب خطوات إلى الله عز وجل؟. قالوا: بلى! يا نبي الله قال:
فإن أحب خطوة إلى الله يخطوها عبد في صلة رحم، أو خطوة عبد إلى جماعة يصلي فيها، وأحب قطرتين إلى الله عز وجل قطرة دم أهريقت في سبيل الله، أو قطرة من عين ذرفت من خشية الله، وأحب جرعتين إلى الله عز وجل كاظم غيظ، وصابر عند مصيبة». غريب من حديث الأوزاعي والزهري لم نكتبه إلا من هذا الوجه.
• حدثنا محمد بن الصغير
(1)
ثنا أحمد بن محمد بن بشار ثنا السري بن عاصم ثنا أصرم بن حوشب ثنا محمد بن عبيد الله بن مسلم عن الزهري عن أنس بن مالك. قال. سمعت عمر رضي الله تعالى عنه يقول: وافقت ربي تعالى في ثلاث؛ فقلت: يا رسول الله لو اتخذت مقام إبراهيم مصلى فأنزل الله تعالى {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} . وقلت يا رسول الله: يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت نساءك يحتجبن؟ فأنزل الله تعالى آية الحجاب. وقلت لأزواجه لتنتهن أو ليبدلن الله نبيه أزواجا خيرا منكن، فأنزل الله تعالى {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن} الآية. غريب من
(1)
كذا فى الاصلين وفى مغ: ابن المظفر.
حديث الزهري، صحيح ثابت من حديث أنس وابن عمر عن عمر.
• حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم وسليمان بن أحمد. قالا: ثنا أبو بكر ابن سهل ثنا شعيب بن يحيى ثنا الليث بن سعد عن الزهري عن الأعرج عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «لا يمنعن أحدكم جاره أن يضع خشبته
(1)
على جداره». تفرد به شعيب عن الليث بروايته عن أنس ورواه مالك والناس عن الزهري عن الأعرج عن أبي هريرة.
• حدثنا احمد ابن جعفر بن معبد ثنا يحيى بن مطرف ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا هشام ثنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال: «لا يمنعن أحدكم جاره أن يضع خشبة في حائطه» . رواه ابن أبي حفصة عن الزهري فخالفهما، ورواه عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا إبراهيم بن هشام ثنا محمد بن منهال.
وحدثنا أبو إسحاق بن حمزة ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن حبيب ثنا عمرو بن علي. قالا: ثنا يزيد بن زريع عن محمد بن أبي حفصة عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يمنع أحدكم جاره أن يضع خشبته في جداره» .
• حدثنا حبيب وفاروق. قالا: ثنا أبو مسلم الكشي ثنا أبو عاصم ثنا مالك عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي سعيد الخدري. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا سمع أحدكم النداء أو المؤذن فليقل مثل ما يقول» .
هذا حديث صحيح متفق عليه واختلف فيه على مالك وعلى الزهري وعلى عطاء، وروى عن عمرو بن مرزوق عن مالك عن الزهري عن أنس
• حدثنا محمد بن المظفر ثنا أحمد بن إبراهيم بن حبيب الرازي ثنا محمد بن عبد الرحيم بن عمر بن شجاع ثنا عمرو بن مرزوق ثنا مالك عن الزهري عن أنس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول» .
وروى عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. [حدثنا عبد الملك
(1)
فى مغ: خشبة.
ابن الحسن المعدل ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا محمد بن عبد الله الارزى ثنا بشر بن المفضل ثنا محمد بن إسحاق عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة.]
(1)
عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. ورواه مسلم بن خالد
(2)
الزنحبى عن عبد الرحمن مقرونا بأبى سلمة.
• حدثنا محمد بن عمر بن سلام ثنا محمد بن عبد الله بن أبي أيوب ثنا يوسف بن سعيد بن مسلم ثنا علي بن هارون الزبيري ثنا مسلم بن خالد عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
• ورواه عباد بن كثير عن عقيل عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبى أيوب الأنصاري ذكره لنا محمد بن عمر بن سلام الحافظ ذكرا.
• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن غالب. وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن علي الخزاعي. قالا: ثنا القعنبي قال سئل مالك بن أنس عن السمن الجامد تقع فيه الفأرة. فحدثنا مالك عن الزهري عن عبيد بن عبد الله بن عتاب عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ذلك. فقال: «خذوها وما حولها فألقوه» . هذا حديث متفق عليه، واختلف على مالك والزهري فيه
• فحدثناه أبو بكر بن خلاد ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس عن ميمونة رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سئل عن فأرة وقعت في سمن فماتت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «خذوها وما حولها من السمن فاطرحوه» . تابع إبراهيم بن طهمان وعبد الله بن وهب وغيرهما ابن أبي أويس
• حدثنا مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس عن ابن الماجشون عن مالك عن الزهري عن عبيد الله عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
• حدثناه محمد بن علي بن حبيش ثنا ابن حسان بن إسحاق البلخي ثنا محمد بن عبد الرحمن الترمذي ثنا عبد الملك بن الماجشون ثنا مالك بن أنس به. ورواه
(1)
ما بين المربعين عن المغربية.
(2)
فى الاصلين: ابن جابر.
يزيد بن زريع عن معمر عن الزهري عن سعيد عن أبى هريرة.
• حدثناه فاروق ثنا أبو مسلم الكشي ثنا أبو عمرو الضرير ثنا يزيد بن زريع ثنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن فأرة ماتت في سمن جامد. فقال: «تؤخذ وما تحتها فتلقى ثم تؤكل البقية» . وروى ابن جريج عن الزهري مخالفا الجماعة.
• حدثناه أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا بكر بن سهل ثنا شعيب بن يحيى ثنا يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن الزهري عن سالم عن ابن عمر. قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفأرة تقع في السمن أو الودك. فقال: «اطرحوها واطرحوا ما حولها إن كان جامدا» . قالوا يا رسول الله وإن كان مائعا؟ قال «انتفعوا به ولا تأكلوه» . غريب من حديث الزهري لم يروه عن ابن جريج إلا يحيى بن أيوب.
• حدثنا محمد بن أحمد بن علي ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يزيد بن هارون ثنا محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس عن الصعب بن جثامة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
«لا حمى إلا لله ولرسوله» . صحيح متفق عليه رواه عن الزهري صفوان بن سليم وعمرو بن دينار ومحمد بن عمرو ومعمر وعقيل ويونس والزبيرى واسحاق ابن راشد وعبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن حزام وأبو المغيرة بن عبد الرحمن الجذامي في آخرين عن الزهري.
• حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا خالد بن غسان بن مالك ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم: بعث عبد الله بن رواحة ينادي أيام منى أنها أيام أكل وشرب. غريب من حديث الزهري مقرونا عن أبي سلمة وسعيد لم نكتبه إلا من حديث مسلم عن صالح.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن وفاروق الخطابي في جماعة قالوا ثنا أبو مسلم الكشي ثنا إبراهيم بن حميد ثنا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن
عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها. قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أولى منكم معروفا فليكافئ به فإن لم يستطع فليذكره فمن ذكره فقد شكره. ومن تشبع بما لم ينل كان كلابس ثوبي زور» . غريب من حديث الزهري تفرد به صالح. ورواه ابن المبارك عن صالح مثله.
بحمد الله وتوفيقه تم طبع الجزء الثالث من حلية الأولياء للحافظ أبى نعيم الأصفهانى ويليه إن شاء الله الجزء الرابع وأول ما فيه (ترجمة طاوس بن كيسان) نسأله تعالى الاعانة لا تمامه والتوفيق لتصحيحه وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.