المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌طاوس بن كيسان ومنهم المتفقه اليقظان، والمتعبد المحسان، - حلية الأولياء وطبقات الأصفياء - ط السعادة - جـ ٤

[أبو نعيم الأصبهاني]

فهرس الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

‌طاوس بن كيسان

ومنهم المتفقه اليقظان، والمتعبد المحسان، أبو عبد الرحمن طاوس بن كيسان، أول الطبقة من أهل اليمن، الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: الإيمان يمان.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم الختلي ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا محمد بن عمرو بن حيان ثنا ضمرة عن ابن شوذب. قال: شهدت جنازة طاوس بمكة سنة خمس

(1)

ومائة فجعلوا يقولون رحم الله أبا عبد الرحمن حج أربعين حجة.

• حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرزاق قال قال أبي: مات طاوس بمكة فلم يصلوا عليه حتى بعث ابن هشام بالحرس. قال: فلقد رأيت عبد الله بن الحسن واضعا السرير على كاهله قال فلقد سقطت قلنسوة كانت عليه ومزق رداؤه من خلفه.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق السراج ثنا محمد بن مسعود ثنا عبد الرزاق ثنا أبي. قال: توفي طاوس بالمزدلفة أو بمنى فلما حمل أخذ عبد الله ابن الحسن بن علي بن أبي طالب بقائمة السرير فما زايله حتى بلغ القبر.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرزاق. قال: قدم طاوس مكة فقدم أمير فقيل له: إن من فضله ومن ومن، فلو أتيته؟ قال: ما لي إليه حاجة. قالوا: إنا نخاف عليك. قال:

فما هو إذا كما تقولون.

(1)

كذا فى مغ: خمس ومائة. وهو الصحيح وفى ز وج خمسين

ص: 3

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أخبرني أبي. قال: كان طاوس يصلى فى غداة باردة مغيمة فمر به محمد بن يوسف أخو الحجاج بن يوسف وأيوب وهو ساجد في موكبه فأمر بساج وطيلسان مرتفع فطرح عليه فلم يرفع رأسه حتى فرغ من حاجته، فلما سلم نظر فاذا الساج عليه قال فانتفض ولم ينظر إليه ومضى إلى منزله.

• حدثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا نعيم بن حمادنا عيينة عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس. قال: إنى لأظن طاووسا من أهل الجنة.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الرحمن بن يحيى البصري ثنا ابن عثمان ثنا معتمر عن ليث عن طاوس. قال: ما من شيء يتكلم به ابن آدم الا أحصي عليه حتى أنينه في مرضه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الله بن أحمد ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا الفضل بن دكين ثنا سفيان عن أمية عن داود بن شابور. قال: قال رجل لطاوس ادع الله لنا. قال:

ما أجد في قلبي خشية فأدعو لك.

• حدثنا محمد بن بدر ثنا حماد بن مدرك ثنا عثمان بن طالوت ثنا عبد السلام بن هاشم عن الحسن بن أبي الحصين العنبري. قال: مر طاوس برواس قد أخرج رأسا فغشي عليه.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا معمر بن سليمان الرقي ثنا عبد الله بن بشر:

أن طاووسا اليماني كان له طريقان إلى المسجد طريق في السوق وطريق آخر فكان يأخذ في هذا يوما وفي هذا يوما فإذا مر فى طريق السوق فرأى تلك الرؤس المشوية لم ينعس تلك الليلة.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن ثنا أحمد بن محمد بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني محمد بن هارون ثنا الفريابي ثنا سفيان الثوري. قال: كان طاوس يجلس في بيته فقيل له في ذلك، فقال: حيف الأئمة وفساد الناس.

• حدثنا سليمان ثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ثنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس - أو غيره -: إن رجلا كان يسير مع طاوس فسمع غرابا نعب فقال خير، فقال

ص: 4

طاوس: أي خير عند هذا أو شر؟ لا تصحبنى او لا تمشي معي.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان عن ابن طاوس عن أبيه. قال: إذا غدا الإنسان اتبعه الشيطان فإذا أتى المنزل فسلم نكص الشيطان وقال لا مقيل فإذا أتى بغدائه فذكر اسم الله قال الشيطان لا غداء ولا مقيل، فإذا دخل ولم يسلم قال الشيطان المقيل

(1)

فإذا أتي بالغداء ولم يذكر اسم الله قال الشيطان مقيل وغداء والعشاء مثل ذلك. وقال: إن الملائكة ليكتبون صلاة بني آدم فلان زاد فيها كذا وكذا وفلان نقص كذا وكذا وذلك في الخشوع والركوع أو قال الركوع والسجود.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى الحميدي ثنا سفيان.

قال قلت لابن طاوس: ما كان أبوك يقول إذا ركب؟ قال: كان يقول اللهم لك الحمد هذا من فضلك ونعمتك علينا فلك الحمد ربنا (الحمد لله

(2)

{الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين)} وكان إذا سمع الرعد يقول سبحان من سبحت له.

• حدثنا أحمد بن عبد الله بن دارة الكوفي ثنا عبيد بن ثابت ثنا ابن زنجويه ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه. قال: لما خلقت النار طارت أفئدة الملائكة فلما خلق آدم سكنت أفئدتهم.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا سفيان عن ابن أبي نجيح. قال قال مجاهد لطاوس: يا أبا عبد الرحمن! رأيتك تصلي في الكعبة والنبي عليه السلام على بابها يقول لك: اكشف قناعك وبين قراءتك، قال: اسكت لا يسمعن هذا منك أحد حتى تخيل إليه

(3)

أنه انبسط من الحديث.

• حدثنا أبو بكر بن مالك حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا أبي ثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن أبيه. أن طاوسا قال له: أي أبا نجيح من قال واتقى الله! خير ممن صمت واتقى الله.

(4)

.

• حدثنا أبو بكر بن مالك قال

(1)

ج: مقيل.

(2)

فى مغ: سبحان الذى الخ

(3)

فى المختصر: ثم تخيل وفى ز ج: يخيل

(4)

سقط هذا الخبر من الأزهرية

ص: 5

ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني محمد بن يزيد الكوفي ثنا ابن يمان عن مسعر عن رجل. قال: أتى طاوس رجلا فى السحر فقالوا هو نائم. قال: ما كنت أرى أن أحدا ينام فى السحر.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا سفيان بن عينية عن هشام بن حجير عن طاوس. قال: لا يتم نسك الشاب حتى يتزوج.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسين بن زيادة بن الطفيل ثنا محمد بن المتوكل ثنا سفيان عن إبراهيم بن ميسرة. قال قال لي طاوس:

لتنكحن أو لأقولن ما قال عمر بن الخطاب لأبي الزوائد: ما يمنعك من النكاح إلا عجز أو فجور.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن الحسن ابن بحر

(1)

ثنا عمرو بن علي قال سمعت عبد الله بن داود يقول سمعت سفيان يقول سمعت طاوسا يقول: لا يحرر دين المرء إلا حفرته.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن أحمد بن أسد ثنا محمد بن النعمان ابن شباح.

(2)

وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قالا ثنا عبد الله بن صندل ثنا فضيل بن عياض عن ليث عن طاوس. قال: حج الأبرار على الرحال.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين المروزي ثنا عبد الله بن المبارك ثنا وهيب بن ورد - أو قال ثنا عبد الجبار بن الورد حدثني داود بن شابور. قال: قلنا لطاوس - أو قيل لطاوس - ادع بدعوات قال لا أجد لذلك خشية.

• حدثنا محمد بن علي ثنا أبو يعلى ثنا إبراهيم بن سعيد ثنا حجاج عن ابن جريج عن ابن طاوس عن أبيه. قال: البخل أن يبخل الإنسان بما في يديه، والشح أن يحب الإنسان أن يكون له ما في أيدي الناس بالحرام لا يقنع.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا المحاربي عن ليث عن طاوس. قال: ألا رجل يقوم بعشر آيات من الليل فيصبح قد كتب له مائة حسنة أو أكثر من ذلك.

• حدثنا عمر بن أحمد بن عمر القاضي ثنا عبد الله بن زيدان ثنا أحمد بن حازم ثنا عون بن سلام

(1)

فى ج: يحيى

(2)

فى ج: سقط فى هذا السند

ص: 6

ثنا جابر بن منصور أخو إسحاق بن منصور السلولي عن عمران بن خالد الخزاعي. قال: كنت عند عطاء جالسا فجاءه رجل فقال يا أبا محمد: إن طاووسا يزعم أن من صلى العشاء ثم صلى بعدها ركعتين يقرأ في الأولى تنزيل السجدة وفي الثانية تبارك الذي بيده الملك، كتب له مثل وقوف ليلة القدر. فقال عطاء: صدق طاوس، ما تركتها.

• أخبرنا القاضي محمد بن أحمد في كتابه ثنا محمد بن أيوب ح وحدثنا محمد بن أحمد بن أبان ثنا أبي ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني إبراهيم الأصبهاني قالا ثنا نصر بن علي ثنا ديدر

(1)

المرادي النجراني. قال: قيل لطاوس إن منزلك قد استرم، قال قد أمسيت.

• حدثنا محمد بن علي ثنا أبو العباس بن قتيبة ثنا ابن أبي السري ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه.

قال: كان رجل من بني إسرائيل وكان ربما داوى المجانين وكانت امرأة جميلة يأخذها الجنون، فجئ بها إليه فتركت عنده فأعجبته فوقع عليها فحملت، فجاءه الشيطان فقال إن علم بها افتضحت فاقتلها وادفنها في بيتك، فقتلها ودفنها في بيته، فجاء أهلها بعد ذلك بزمان يسألونه عنها (فقال لهم: إنها ماتت) فلم يتهموه لصلاحه ورضاه، فجاءهم الشيطان، فقال: إنها لم تمت ولكن قد وقع عليها فحملت فقتلها ودفنها في بيته في مكان كذا وكذا، فجاء أهلها فقالوا:

ما نتهمك ولكن أخبرنا أين دفنتها؟ ومن كان معك؟ ففتشوا بيته فوجدوها حيث دفنها، فأخذ فسجن، فجاءه الشيطان فقال: إن كنت تريد أن أخرجك مما أنت فيه فاكفر بالله، فأطاع الشيطان فكفر بالله، فقتل فتبرأ منه الشيطان حينئذ. قال طاوس: فلا أعلم أن هذه الآية نزلت إلا فيه {كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك} الآية.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه. قال: كان رجل له أربع بنين فمرض فقال

(1)

كذا فى مغ وضبطها بفتح الدال وسكون الياء وفى الازهرية بهذا الرسم [ديار] وكذا فى مختصر الحلية بفتح الدال وفى ج دينار.

ص: 7

أحدهم: إما أن تمرضوه وليس لكم من ميراثه شيء، وإما أن أمرضه وليس لي من ميراثه شيء، قالوا مرضه وليس لك من ميراثه شيء. قال فمرضه حتى مات ولم يأخذ من ميراثه شيئا. قال فأتي في النوم فقيل له ائت مكان كذا وكذا فخذ منه مائة دينار، فقال في نومه: أفيها بركة؟ قالوا لا، قال فأصبح فذكر ذلك لامرأته فقالت امرأته خذها فإن من بركتها أن نكتسي منها ونعيش منها، فأبى، فلما أمسى أتي في النوم فقيل له ائت مكان كذا وكذا فخذ منه عشرة دنانير، فقال أفيها بركة؟ قالوا لا، فلما أصبح قال ذلك لامرأته فقالت له مثل مقالتها الأولى، فأبى أن يأخذها فأتي في الليلة الثالثة فقيل له ائت مكان كذا وكذا فخذ منه دينارا، فقال: أفيه بركة؟ قالوا نعم! قال فذهب فأخذه ثم خرج به إلى السوق فإذا هو برجل يحمل حوتين فقال بكم هما؟ قال: بدينار، قال فأخذهما منه بدينار ثم انطلق بهما، فلما دخل بيته شق بطنهما فوجد في بطن كل واحدة منهما درة لم ير الناس مثلهما. قال فبعث الملك يطلب درة يشتريها فلم توجد إلا عنده فباعها بوقر ثلاثين بغلا ذهبا، فلما رآها الملك قال ما تصلح هذه إلا بأخت، اطلبوا أختها وإن أضعفتم، قال فجاءوه فقالوا: أعندك أختها ونعطيك ضعف ما أعطيناك؟ قال: وتفعلون؟ قالوا نعم! قال فأعطاهم إياها بضعف ما أخذوا الأولى.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه. قال: كان رجل فيما خلا من الزمان وكان عاقلا لبيبا فكبر فقعد في البيت، فقال لابنه يوما إني قد اغتممت في البيت، فلو أدخلت علي رجالا يكلموني، فذهب ابنه فجمع نفرا وقال ادخلوا على أبي فحدثوه فإن سمعتم منه منكرا فاعذروه فإنه قد كبر، وإن سمعتم خيرا فاقبلوه، قال فدخلوا عليه فكان أول ما تكلم به أن قال: إن اكيس الكيس التقى، وأعجز العجز الفجور، وإذا تزوج أحدكم فليتزوج فى معدن صالح، وإذا اطلعتم من رجل على عمل فجرة

(1)

فاحذروه فان لها أخوات.

(1)

فى مغ: فجر.

ص: 8

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحسن بن علي البرقعيدي ثنا سلمة بن شبيب ثنا أحمد بن نصر بن مالك ثنا عبد الله بن عمر بن مسلم الجيزى عن أبيه. قال قال طاوس لابنه: إذا أقبرتني فانظر في قبري فإن لم تجدني فاحمد الله وإن وجدتني فإنا لله وإنا إليه راجعون. قال عبد الله فأخبرني بعض ولده أنه نظر فلم يجد شيئا ورأى في وجهه السرور.

• حدثنا أحمد بن محمد ثنا الحسن بن محمد ثنا أبو زرعة ثنا مهدي بن جعفر قال سمعت يحيى الكتاني يذكر عن طاوس أنه قال: اللهم احرمني كثرة المال والولد.

• حدثنا أبو حامد محمد بن إسحاق ثنا حاتم بن الليث ثنا قبيصة حدثنا سفيان عن سعيد بن محمد. قال: كان من دعاء طاوس، اللهم احرمني كثرة المال والولد وارزقني الإيمان والعمل.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا عبد الرحمن بن بشير ثنا سفيان بن يعمر ثنا الزهرى عن طاوس. قال: لو رأيت طاووسا علمت أنه لا يكذب.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي ثنا يحيى بن الضريس عن أبي سنان عن حبيب بن أبي ثابت.

قال: اجتمع عندي خمسة لا يجتمع عندي مثلهم أبدا، عطاء وطاوس ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل حدثني أبي ثنا سفيان. قال: قلت لعبد الله بن أبي يزيد مع من كنت تدخل على ابن عباس؟ قال: مع عطاء والعامة، وكان طاوس يدخل مع الخاصة.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني ثنا أحمد بن موسى بن العباس ثنا إسماعيل بن معبد ثنا قبيصة ثنا سفيان عن حبيب. قال قال لي طاوس: إذا حدثتك حديثا فقد أثبته لك فلا تسأل عنه أحدا غيري.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا ابن أبي رزمة ثنا الفضل بن موسى عن مطر عن حبيب. قال قال لي طاوس: إذا أخبرتك أني أثبت شيئا فلا تسأل عنه أحدا غيري

(1)

.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا حاتم ثنا إسحاق بن إسماعيل ثنا أبو أسامة ثنا الأعمش عن عبد الملك بن ميسرة

(1)

لم يثبته فى المختصر

ص: 9

عن طاوس. قال: أدركت خمسين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا عبد الرزاق ثنا معمر أخبرني ابن طاوس. قال: قلت لأبي أريد أن أتزوج فلانة، قال: اذهب فانظر إليها، قال فذهبت فلبست من صالح ثيابي وغسلت رأسي، وأتيت فلما رآنى فى تلك الهيئة قال اقعد لا تذهب.

• حدثنا أبو بكر ابن مالك ثنا عبد الله بن أحمد ثنا أبي ثنا هشيم قال أبو بشر أخبرنا عن طاوس

أنه رأى فتية من قريش وهم يرفلون في مشيتهم. فقال: إنكم لتلبسون لبسة ما كانت آباؤكم تلبسها، وتمشون مشية ما تحسن الرقاص يمشونها.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا عبد الرزاق ثنا معمر:

أن طاووسا أقام على رفيق له مريض حتى فاته الحج.

• حدثنا أبو حامد ثنا محمد بن إسحاق ثنا حاتم ثنا عارم ثنا حماد بن زيد عن حميد بن طرخان عن عبد الله بن طاوس. قال: كان سيرنا إلى مكة مع أبي شهرا فإذا رجعنا سار بنا شهرين، فقلنا له في ذلك! فقال بلغني أن الرجل لا يزال في سبيل الله حتى يأتي بيته.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا مهدي بن جعفر ثنا ضمرة عن بلال بن كعب. قال: كان طاوس إذا خرج من اليمن لم يشرب إلا من تلك المياه القديمة الجاهلية.

• حدثنا أحمد بن جعفر ابن أسلم ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا محمد بن سلام الجمحي ثنا عمر بن أبي خليفة العبدي عن عبد الله بن صالح المكى. قال: دخل على طاوس يعودني فقلت يا أبا عبد الرحمن ادع الله لي! فقال: ادع لنفسك فإنه {يجيب المضطر إذا دعاه} .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه. قال: يجاء يوم القيامة بالمال وصاحبه فيتحاجان فيقول صاحب المال للمال أليس جمعتك في يوم كذا في ساعة كذا، فيقول المال قد قضيت بي حاجة كذا وأنفقتني في كذا في ساعة كذا، فيقول صاحب المال: إن هذا الذي تعدد علي حبال أوثق بها، فيقول المال: أنا الذي حلت بينك وبين أن تصنع بي ما أمرك الله عز وجل؟.

• حدثنا عبد الله بن محمد

ص: 10

ثنا جعفر بن محمد بن فارس ثنا الحسن بن شاذان الواسطي ثنا وكيع ثنا أبو عبد الله الشامى. قال: أتيت طاووسا فخرج إلي ابنه شيخ كبير فقلت أنت طاوس؟ فقال: أنا ابنه، قلت فإن كنت ابنه فإن الشيخ قد خرف؟ فقال إن العالم لا يخرف، فدخلت عليه فقال لي طاوس: سل وأوجز، قلت إن أوجزت أوجزت لك، قال: تريد أن أجمع لك في مجلسي هذا، التوراة والإنجيل والزبور والفرقان؟ قلت نعم! قال: خف الله تعالى مخافة لا يكون عندك شيء أخوف منه، وارجه رجاء هو أشد من خوفك إياه، وأحب للناس ما تحب لنفسك.

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا أبو شعيب الحراني ثنا مروان بن عبيد ثنا محمد بن يزيد بن حبيش عن ابن جريج. قال قال لي عطاء: جاءني طاوس فقال لي يا عطاء إياك أن ترفع حوائجك إلى من أغلق دونك بابه وجعل دونك حجابا، وعليك بطلب حوائجك إلى من بابه مفتوح لك إلى يوم القيامة، طلب منك أن تدعوه ووعدك الإجابة.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا عمر ابن أيوب ثنا أبو معمر ثنا حجاج عن ابن جريج عن مجاهد عن طاوس:

{(أولئك ينادون من مكان بعيد)} قال بعيد من قلوبهم.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا هاشم بن القاسم ثنا الأشجعي عن سفيان. قال قال طاوس: إن الموتى يفتنون في قبورهم سبعا فكانوا يستحبون أن يطعم عنهم تلك الأيام.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو يحيى الرازي ثنا عبد الله بن عمران ثنا ابن إدريس. قال: سمعت ليثا يذكر عن طاوس - وذكر النساء - فقال: كان فيهن كفر من مضى وكفر من بقي.

• حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن الآجري ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الحميد ثنا زهير بن محمد ثنا علي بن قادم ثنا سفيان عن ليث بن سليم. قال قال لي طاوس: ما تعلمت فتعلمه لنفسك فإن الأمانة والصدق قد ذهبا من الناس.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم حدثنا الحلواني حدثنا أبو عاصم عن زمعة عن سلمة بن وهرام عن طاوس. قال: كان يقال اسجد للقرد في زمانه.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو يحيى الرازي ثنا حفص بن

ص: 11

عمر المهرقاني

(1)

ثنا عبد الله بن مهدي عن حماد بن زيد عن الصلت بن راشد.

قال: كنت جالسا عند طاوس فسأله سلم بن قتيبة عن شيء فانتهره قال قلت هذا سلم بن قتيبة صاحب خراسان، قال ذلك أهون له علي.

• حدثنا القاضي محمد بن أحمد في كتابه ثنا محمد بن أيوب ثنا نصر بن علي ثنا ديار المرادي عن رجل منهم

(2)

. قال: قيل لطاوس إن منزلك قد استهدم، قال قد أمسينا.

• حدثنا محمد بن علي ثنا الحسن بن محمد ثنا سلمة بن شبيب أنا عبد الرزاق أنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه في قوله تعالى {وخلق الإنسان ضعيفا} قال: في أمور النساء ليس يكون الإنسان في شيء أضعف منه في أمور النساء.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يحيى بن بكير ثنا إبراهيم بن نافع عن ابن طاوس عن أبيه. قال: حلو الدنيا مر الآخرة، ومر الدنيا حلو الآخرة.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو أسامة ثنا نافع بن عمر عن بشر بن عاصم. قال قال طاوس: ما رأيت مثل أحد أمن على نفسه قد رأيت رجلا لو قيل لي من أفضل من تعرف؟ قلت فلان ذلك الرجل، فمكث على ذلك ثم أخذه وجع في بطنه فأصاب منه شيئا استنضح بطنه عليه واشتهاه فرأيته في قطع ما أدري أي طرفيه أسرع حتى مات عرقا

(3)

.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن طاوس عن أبيه. قال: لقى عيسى بن مريم إبليس فقال أما علمت أنه لا يصيبك إلا ما قدر لك؟ قال نعم! قال ابليس: فاوف بذروة هذا الجبل فترد منه فأنظر أتعيش أم لا؟ قال طاوس في حديثه، قال عيسى أما علمت أن الله

(1)

فى ز وج: جعفر عن المهرقانى والتصحيح عن مغ والخلاصة

(2)

كذا فى المختصر وفى ز دياب وصحفه فى ج فقال: ذباب وفى مغ: ثنا فطر بن على ثنا دناق ولم أظفر بهذا السند.

(3)

استغلق على فهم هذا الاثر وانا اثبت للمطالع اختلاف النسخ ففى ز: ما رأيت مثلى احد آمن على نفسه. وفى ج: ما رأيت مثل احد أمن (وجعل على النون فتحه) على نفسه ومثلها فى مغ وفى تحصيل البغيه: ما رأيت مثل احدا أمن الخ. وفيها بدل قوله ما أدرى ما يدرى

ص: 12

تعالى قال: لا يختبرني عبدي فإني أفعل ما شئت؟ وقال الزهري في حديثه إن العبد لا يبتلي ربه ولكن الله يبتلي عبده قال فخصمه.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني فضيل بن عياض عن ليث عن طاوس.

قال: حج الأبرار على الرحال (

•).

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو سلمة عن ابن أبى رواد. قال: رأيت طاووسا وأصحابا له إذا صلوا العصر لم يكلموا أحدا وابتهلوا في الدعاء.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن يحيى بن المنذر ثنا موسى بن إسماعيل ثنا أبو داود الطيالسي عن زمعة بن صالح عن ابن طاوس عن أبيه. قال: من لم يدخل في وصية لم ينله جهد البلاء.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن يحيى ابن المنذر ثنا موسى بن إسماعيل ثنا أبو داود الطيالسي عن زمعة بن صالح عن ابن طاوس - أو غيره عن طاوس. قال: لم يجهد البلاء من لم يتول اليتامى أو يكون قاضيا بين الناس في أموالهم أو أميرا على رقابهم.

• حدثنا محمد بن أحمد بن علي ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا داود بن المحبر ثنا عباد بن كثير عن عبد الله بن طاوس. قال قال لي أبي: يا بني صاحب العقلاء تنسب إليهم وإن لم تكن منهم ولا تصاحب الجهال فتنسب إليهم وإن لم تكن منهم، وأعلم أن لكل شيء غاية وغاية المرء حسن خلقه.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عفان ثنا حماد بن زيد ثنا أيوب: أن رجلا سأل طاووسا عن مسألة فانتهره فقال يا أبا عبد الرحمن إني أخوك فقال أخي من دون المسلمين؟.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن ابن طاوس. قال: جاء رجل من الخوارج إلى أبي فقال أنت أخي؟ فقال أخي من بين عباد الله، المسلمون كلهم إخوة.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا حاتم بن الليث ثنا عفان ثنا حماد بن زيد عن أيوب.

قال: سأل رجل طاووسا عن شيء فانتهره ثم قال تريد أن يجعل في عنقي حبلا ثم يطاف بي؟.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا مكي بن عبد الرزاق ثنا

ص: 13

أحمد بن يوسف ثنا عبد الرزاق أخبرتني أختي أم الحكم عن زوجها داود بن ابراهيم أن طاووسا رأى رجلا مسكينا في عينيه عمش وفي ثوبه وسخ. فقال له: عد إن الفقر من الله فأين أنت عن الماء؟.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق عن داود بن إبراهيم ثنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه. قال: إقرار ببعض

(1)

الظلم خير من القيام فيه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق عن داود بن إبراهيم: أن الأسد حبس الناس ليلة في طريق الحج، فرق الناس بعضهم بعضا فلما كان السحر ذهب عنهم فنزل الناس يمينا وشمالا فألقوا أنفسهم وناموا، فقام طاوس يصلي. فقال له رجل: ألا تنام فأنك نصبت هذه الليلة؟ فقال طاوس وهل ينام السحر أحد؟.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن ابن جريج وابن عيينة قالا قال ابن طاوس عن أبيه قال قلت له: ما أفضل ما يقال على الميت؟ فقال الاستغفار.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق ثنا عبد الرزاق قال سمعت النعمان ابن الزبير الصنعاني يحدث أن محمد بن يوسف أخا الحجاج أو أيوب بن يحيى بعث إلى طاوس بسبعمائة دينار أو خمسمائة، وقيل للرسول إن أخذها منك فإن الأمير سيكسوك ويحسن إليك، قال فخرج بها حتى قدم على طاوس الجند

(2)

: فقال يا أبا عبد الرحمن نفقة بعث الأمير بها إليك قال: ما لى بها من حاجة، فأراده على أخذها فأبى أن يقبل طاوس فرمى بها في كوة البيت ثم ذهب فقال لهم قد أخذها فلبثوا حينا ثم بلغهم عن طاوس شيئا يكرهونه فقال ابعثوا إليه فليبعث إلينا بما لنا فجاءه الرسول فقال المال الذي بعث به إليك الأمير، قال ما قبضت منه شيئا، فرجع الرسول فأخبرهم فعرفوا أنه صادق، فقال انظروا الذي ذهب بها فابعثوه إليه فبعثوه فجاءه وقال المال الذي جئتك به يا أبا عبد الرحمن، قال هل قبضت منك شيئا؟ قال لا! قال له: هل تعلم أين وضعته؟ قال: نعم! في تلك الكوة، قال: انظر حيث

(1)

فى ز: بنقض.

(2)

فى هامش المختصر الجند مدينة باليمن

ص: 14

وضعته قال: فمد يده فإذا هو بالصرة قد بنت عليها العنكبوت قال فأخذها فذهب بها إليهم.

• أخبرنا محمد بن أحمد القاضي في كتابه ثنا محمد بن العباس ثنا محمد بن المثنى ثنا مطهر بن الهيثم بن الحجاج الطائي عن أبيه. قال: حج سليمان بن عبد الملك فخرج حاجبه ذات يوم فقال إن أمير المؤمنين قال ابعثوا إلي فقيها أسأله عن بعض المناسك. قال فمر طاوس فقالوا: هذا طاوس اليماني فأخذه الحاجب فقال أجب أمير المؤمنين فقال اعفني فأبى قال فأدخله عليه فقال طاوس فلما وقفت بين يديه قلت إن هذا المجلس يسألني الله عنه، فقلت يا أمير المؤمنين إن صخرة كانت على شفير جب في جهنم هوت فيها سبعين خريفا حتى استقرت قرارها، أتدري لمن أعدها الله؟ قال: لا! ثم قال: ويلك لمن أعدها الله؟ قلت لمن أشركه الله في حكمه فجار قال فبكا لها.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أبو بكر بن معدان ثنا محمد بن سلام بن وارة حدثني أبو الحارث الكناني ثنا محمد بن عبد الله الأموي - وكان ثقة رضيا - حدثني ابن أبي رواد وكان قد بلغ ثمانين عن الزهري. قال: نظر سليمان بن عبد الملك إلى رجل يطاف به بالكعبة له جمال وتمام فقال يا ابن شهاب من هذا؟ قلت: يا أمير المؤمنين هذا طاوس اليماني وقد أدرك عدة من الصحابة فأرسل إليه سليمان فأتاه فقال: لو ما حدثتنا؟ فقال: حدثني أبو موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أهون الخلق على الله من ولي من أمر المسلمين شيئا فلم يعدل فيهم، فتغير وجه سليمان فأطرق طويلا، ثم رفع رأسه فقال، لو ما حدثتنا؟ فقال حدثني رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ابن شهاب ظننت أنه أراد عليا، قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعام في مجلس من مجالس قريش فقال إن لكم على قريش حقا ولهم على الناس حق ما استرحموا فرحموا واستحكموا فعدلوا وائتمنوا فأدوا فمن لم يفعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا. فتغير وجه

ص: 15

سليمان فأطرق طويلا ثم رفع رأسه فقال: لو ما حدثتني؟ فقال: حدثني ابن عباس رضي الله تعالى عنه أن آخر آية نزلت في كتاب الله تعالى ({واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}) الآية.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك ثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل حدثني أبو معمر عن ابن عيينة. قال: قال عمر بن عبد العزيز لطاوس: ارفع حاجتك إلى أمير المؤمنين - يعني سليمان بن عبد الملك - فقال طاوس: ما لي إليه من حاجة، قال فكأنه قد عجب من ذلك قال سفيان: وحلف لنا إبراهيم بن ميسرة وهو مستقبل الكعبة ورب هذه البنية ما رأيت أحدا الشريف والوضيع عنده بمنزلة إلا طاووسا.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا عمر بن شبة ثنا أبو عاصم. قال: زعم لي سفيان. قال: جاء ابن لسليمان بن عبد الملك فجلس إلى جنب طاوس فلم يلتفت إليه، فقيل له جلس إليك ابن أمير المؤمنين فلم تلتفت إليه، قال: أردت أن يعلم أن لله عبادا يزهدون فيما في يديه.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن ابن طاوس. قال: كنت لا أزال أقول لأبي إنه ينبغي أن تخرج على هذا السلطان وأن تقعد به، قال فخرجنا حجاجا فنزلنا في بعض القرى وفيها عامل لمحمد بن يوسف أو أيوب بن يحيى، يقال له ابن نجيح، وكان من أخبث عمالهم، فشهدنا صلاة الصبح في المسجد، فإذا ابن نجيح قد أخبر بطاوس، فجاء فقعد بين يديه فسلم عليه فلم يجبه فكلمه فأعرض عنه ثم عدل إلى الشق الايسر فأعرض عنه، فلما رأيت ما به قمت إليه فمددت بيده وجعلت أسأله، وقلت له إن أبا عبد الرحمن لم يعرفك، قال بلى، معرفته به فعل بي ما رأيت، قال فمضى وهو ساكت لا يقول لي شيئا، فلما دخلت المنزل التفت إلى فقال لى: يا لكع بينما أنت زعمت أن تخرج عليهم بسيفك لم تستطع أن تحبس عنهم لسانك.

(أدرك) طاوس خمسين رجلا من الصحابة وعلمائهم وأعلامهم رضي الله تعالى عنهم ونفعنا بهم بمنه. وأكثر روايته عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه.

ص: 16

روى عنه مجاهد، وعطاء، وعمرو بن دينار، وإبراهيم بن ميسرة، وأبو الزبير، ومحمد بن المنكدر، والزهري، وحبيب بن أبي ثابت، وعبد الملك بن ميسرة، والحكم، وليث بن أبي سليم، والضحاك بن مزاحم وعبد الكريم بن أبي المخارق، ووهب بن منبه، والمغيرة بن حكيم الصنعانى، وعبد الله بن طاوس.

فمن غريب حديثه ما رواه عن ابن عباس

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا علي بن المديني ح. وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى الحميدي ح. وحدثنا مخلد بن جعفر ثنا جعفر الفريابي ثنا عثمان بن أبي شيبة قالوا ثنا سفيان بن عيينة ثنا سليمان الأحول - خال ابن أبي نجيح. قال سمعت طاووسا يقول سمعت ابن عباس رضي الله تعالى عنه يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال: «اللهم لك الحمد أنت الحق وقولك الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق ومحمد حق والنبيون حق، اللهم لك أسلمت وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت. أو قال لا إله غيرك - شك سفيان - قال سفيان وزاد فيه عبد الكريم: ولا حول ولا قوة إلا بك» ولم يقلها سليمان. هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث ابن عيينة وابن جريج عن سليمان. ورواه عن طاوس أبو الزبير وقيس بن سعد وعبد الكريم، فممن رواه عن أبي الزبير عبيد الله بن عمر ومالك بن أنس، ورواه عن قيس عمران بن مسلم القصير.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا وهيب عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «العين حق وإن كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استعينتم فاغتسلوا» . هذا حديث صحيح ثابت حدث به مسلم في صحيحه عن حجاج الشاعر عن مسلم بن إبراهيم.

• حدثنا محمد بن أحمد بن

ص: 17

الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا قيس بن الربيع عن إسماعيل ابن مسلم عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقام الحدود فى المساجد ولا يقاد الوالد بالولد» . حديث غريب من حديث طاوس تفرد به إسماعيل عن عمرو ورواه عيسى بن يونس وعمرو بن شقيق وابن فضيل عن إسماعيل نحوه.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا يحيى بن موسى بن زكريا ثنا محمد بن سليمان بن مسمول أخبرني عبيد الله بن سلمة بن هرم عن أبيه عن طاوس عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه. أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشهادة فقال: «هل ترى الشمس؟ قال نعم! قال فعلى مثلها فاشهد أو دع» . غريب من حديث طاوس تفرد به عبيد الله بن سلمة عن أبيه

• حدثنا أبو بكر بن عبيد الله بن يحيى الطلحي ثنا أحمد بن قيس الكلدي

(1)

ثنا محمد بن خلف ثنا آدم بن أبي إياس ثنا أبو نمير ثنا أبو كثير عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله تعالى

(2)

إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتى ولم يتعاظم على خلقي، وكف نفسه عن الشهوات ابتغاء مرضاتي، فقطع نهاره بذكري ولم يبت مصرا على خطيئة، يطعم الجائع ويكسو العارى ويرحم الضعيف ويأوى الغريب. فذلك الذى يضئ وجهه كما يضئ نور الشمس، يدعوني فألبي ويسألني فأعطي ويقسم علي فأبر قسمه، أجعل له في الجهالة علما

(3)

وفى الظلمة نورا، أكلأه بقوتي وأستحفظه ملائكتي، فمثله عندي كمثل الفردوس في الجنان لا تيبس ثمارها ولا يتغير حالها». غريب من حديث طاوس لا أعلمه مرفوعا إلا من هذا الوجه

• حدثنا سليمان بن أحمد بن زكرياء الإيادي بمدينة جبلة ثنا يزيد بن قيس ثنا عبد الحميد بن عبد الله بن أبي رواد عن إبراهيم بن طهمان عن الحكم بن عيينة عن طاوس عن ابن عباس

(1)

كذا فى الاصلين وفى مغ: الكلابى

(2)

فى مغ والمختصر. انى انما اتقبل

(3)

فى الاصلين: وجها وفى المختصر: حلما.

ص: 18

رضي الله تعالى عنه. قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بمنى يقول: «لو يعلم أهل الجمع بمن حلوا لاستبشروا بالفضل بعد المغفرة» .

غريب من حديث طاوس تفرد به عنه الحكم ورواه عن الحكم الحسن بن عمارة أيضا مثله.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن زكرياء ثنا إسماعيل بن عمرو ثنا مسعر بن كدام عن عبد الكريم المعلم عن طاوس عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه. قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم: «من أحسن الناس قراءة؟ قال من إذا سمعته يقرأ رأيت أنه يخشى الله» . غريب من حديث مسعر لم يروه عنه مرفوعا موصولا إلا إسماعيل، ورواه ابن لهيعة عن عمرو بن دينار عن طاوس نحوه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا أبي ثنا ابن لهيعة عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه.

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن أحسن الناس قراءة من قرأ القرآن يتحزن به» .

• حدثنا سليمان ثنا علي بن سعيد الرازي ثنا أبو حسان الزيادي ثنا شعيب بن صفوان عن عطاء بن السائب عن طاوس عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم. أنه قال: «إن الله تبارك وتعالى حرم هذا البلد يوم خلق السموات والأرض، وصاغه حين صاغ الشمس والقمر وما حياله من السماء حرام، وأنه لم يحل لأحد قبلي وإنما أحل لي ساعة من نهار ثم عاد كما كان. فقيل له هذا خالد بن الوليد يقتل فقال قم يا فلان فأت خالد ابن الوليد فقل له فليرفع يده من القتل. فأتاه الرجل فقال له إن نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول اقتل من قدرت عليه فقتل سبعين إنسانا، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فأرسل إلى خالد فقال: ألم أنهك عن القتل؟ فقال جاءني فلان فأمرني أن أقتل من قدرت عليه فأرسل إليه ألم آمرك. فقال:

أردت أمرا وأراد الله أمرا فكان أمر الله فوق أمرك وما استطعت إلا الذي كان فسكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم وما رد عليه شيئا». غريب من حديث طاوس وعطاء تفرد به عنه شعيب بن صفوان.

• حدثنا محمد بن أحمد ابن إبراهيم ثنا محمد بن الحسين بن مكرم ثنا عبد الله بن عمر بن أبان ثنا محمد

ص: 19

ابن الحارث ثنا محمد بن مسلم حدثني إبراهيم بن ميسرة عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه. قال: لما حاصر رسول الله صلى الله الطائف خرج رجل من الحصن فاحتمل رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه عليه وسلم ليدخله الحصن. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يستنقذه وله الجنة فقام العباس فمضى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم امض ومعك جبريل وميكائيل قال فاحتملهما حتى وضعهما

(1)

بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم».

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا الحسن بن علي بن الوليد ثنا عبد الرحمن بن نافع درخت ثنا موسى بن رشيد عن أبي عبيد الشامي عن طاوس عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أخذ على القرآن أجرا فقد تعجل حسناته في الدنيا والقرآن يخاصمه يوم القيامة» . غريب من حديث طاوس لم يروه عنه إلا أبو عبد الله الشامي

(2)

وهو مجهول وفي حديثه نكارة

• حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم ثنا محمد بن جعفر بن شاكر ثنا محمد بن سابق ثنا مسعر عن حبيب بن أبي ثابت عن طاوس عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خفت الصبح فركعة» .

هذا حديث صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه. ورواه عن طاوس عمرو بن دينار وسليمان التيمي مثله.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا أحمد بن محمد بن أبي موسى الكندي ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن حنظلة عن طاوس عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المكيال مكيال أهل المدينة والوزن وزن أهل مكة» . غريب من حديث طاوس وحنظلة ولا أعلم رواه عنه متصلا إلا الثورى

• حدثنا سفيان ابن أحمد بن عمرو البزار ثنا خالد بن يوسف السمتي ثنا عبد النور بن عبد الله عن عبد الملك بن أبي سليمان عن ليث عن طاوس عن ابن عمر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم إنك أولعتهم بعمار يدعوهم إلى الجنة

(1)

فى مغ: فاحتمله حتى وضعه.

(2)

كذا سماه هنا فى الاصول الثلاثة.

ص: 20

ويدعونه إلى النار». غريب من حديث طاوس لم يروه عنه إلا ليث وعبد النور من أهل الكوفة من أهل الشيعة تفرد بهذا الحديث عن عبد الملك عن ليث.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني ثنا علي بن الحسين بن حيان ثنا داود بن رشيد ثنا عمرو بن أيوب الموصلي ثنا إبراهيم بن نافع عن سليمان الأحول عن طاوس عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه. قال

رآني النبي صلى الله عليه وسلم وعلى ثوبان معصفران فقال: «أمك أمرتك بهذا؟ قلت أغسلهما؟ قال بل أحرقهما» . صحيح أخرجه مسلم في صحيحه عن داود بن رشيد عن عمرو.

• حدثنا أبو إسحاق بن حمزة ثنا محمد بن علوس بن الحسين الجرجاني ثنا علي بن المثنى حدثني يعقوب بن خليفة بن يوسف الأعشى حدثني محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس عن عبد الله بن عمرو. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الجلاوزة والشرط وأعوان الظلمة كلاب النار» . غريب من حديث طاوس تفرد به محمد بن مسلم الطائفي عن ابراهيم عنه.

• حدثنا محمد بن عمر

(1)

بن غالب ثنا موسى بن هارون ثنا إسحاق بن راهويه ثنا الفضل بن موسى عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن عبد الله ابن الزبير. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شهر سيفه ثم وضعه فدمه هدر» . يعني - وضعه ضرب به. تفرد به الفضل عن معمر مجردا.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا زمعة بن صالح عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حق على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام كاغتساله من الجنابة يغسل رأسه وجسده يجعل ذلك يوم الجمعة» .

• حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ثنا يحيى بن مطرف ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا وهيب ثنا ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله

(1)

فى ز: عمرو بن غالب.

ص: 21

صلى الله عليه وسلم. «فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا - وعقد بيده تسعين» . هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث وهيب

• حدثنا محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية ثنا سويد بن سعيد ثنا عثمان ابن عبد الرحمن الجمحي ثنا عبد الله بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه. قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدجال: «فقال تلده أمه مقبورة فتحمل

(1)

النساء بالخطاءين». تفرد به عثمان الجمحي عن عبد الله.

• حدثنا محمد بن علي بن سهل بن الإمام ثنا الفضل بن صالح الهاشمي ثنا صالح بن عبد الله ثنا محمد بن علي بن إسماعيل بن سهل بن دلاء الترمذي ثنا سفيان بن عامر عن عبد الله بن طاوس. قال: أشهد على أبي قال أشهد على جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه. أنه قال أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله» .

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا محمود بن محمد ثنا عمر بن صالح ثنا محمد بن الفضل بن عطية عن أبيه عن طاوس عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يقرأ الحائض ولا الجنب شيئا من القرآن» .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عمر بن الحسين الأنماطي البغدادي ثنا عبد المنعم بن إدريس ثنا أبي عن وهب بن منبه عن طاوس عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلى ابن أبي طالب كرم الله وجهه: «يا علي استكثر من المعارف من المؤمنين فكم من معرفة في الدنيا بركة في الآخرة فمضى علي رضي الله تعالى عنه فأقام حينا لا يلقى أحدا إلا اتخذه للآخرة ثم جاء من بعد فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعلت فيما أمرتك؟ فقال قد فعلت يا رسول الله، فقال له عليه

(1)

فى ز وج: فتحمل انسا بالخطاى وهو تحريف من النساخ. وفى مغ: متلد النساء بالخطاءين. وفى النهاية: فيحملن النساء بالخطاءين. ومعنى يحملن بالخطاءين أى بالكفرة العصاة الذين يكونون تبعا للدجال.

ص: 22

السلام اذهب فابل أخبارهم، فأتى علي النبي صلى الله عليه وسلم وهو منكس رأسه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتبسم، ما أحسب يا علي ثبت معك إلا أبناء الآخرة. فقال له علي: لا والذي بعثك بالحق، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} يا علي أقبل على شأنك، واملك لسانك. واعقل من تعاشره من أهل زمانك تكن سالما غانما». غريب من حديث طاوس تفرد به وهب لم نكتبه إلا من هذا الوجه

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا العباس بن علي النسائي ثنا محمد بن على ابن خلف ثنا حسين الأشقر ثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاوس عن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه» . غريب من حديث طاوس لم نكتبه إلا من هذا الوجه

• حدثنا سليمان ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها. قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى مخيلة تغير وجهه ودخل وخرج وأقبل وأدبر فاذا أمطرت سري عنه، فذكرت ذلك له فقال: ما أمنت أن يكون كما قال الله عز وجل {فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم}»

(1)

.

‌وهب بن منبه

ومنهم الحكيم الدامغ للمشبه. الحليم الدافع للمتسفه. أبو عبد الله وهب بن منبه

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبيد بن محمد اليشكري ثنا أبو قدامة همام بن مسلمة بن عقبة بن همام بن منبه ثنا غوث بن جابر ثنا عقيل بن معقل ابن منبه. قال سمعت عمي وهب بن منبه يقول: ألم يفكر ابن آدم ثم يتفهم ويعتبر ثم يبصر ثم يعقل وينفقه حتى يعلم فيتبين له أن لله حلما به يخلق

(1)

هنا انتهى السفر الخامس من المغربية.

ص: 23

الأحلام، وعلما به يعلم العلماء، وحكمة بها يتقي

(1)

الخلق، ويدبر بها أمور الدنيا والآخرة، فان ابن آدم لن يبلغ بعلمه المقدر على الله الذي لا مقدار له، ولن يبلغ بحلمه المخلوق حلم الله الذي به خلق الخلق كله، ولن يبلغ بحكمته حكمة الله التي بها يتقي

(1)

الخلق ويقدر المقادير، وكيف يشبه ابن آدم رب ابن آدم، وكيف يكون المخلوق كمن خلقه؟.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل ثنا عبد الصمد بن معقل. أنه سمع وهب بن منبه يقول في موعظة له: يا ابن آدم إنه لا أقوى من خالق ولا أضعف من مخلوق، ولا أقدر ممن طلبته في يده ولا أضعف ممن هو في يد طالبه.

• حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حميد ثنا محمد بن سهل بن عسكر ثنا إسماعيل بن عبد الكريم حدثني عبد الصمد بن معقل.

أنه سمع وهب بن منبه يقول: إن ناسا من بني إسرائيل سألوا نبيهم عن الرب عز وجل أين يكون وفي أي البيوت يكون؟ أم نبني له بيتا نعبده فيه، فأوحى الله تعالى إليه: إن قومك سألوك أين أكون فيعبدوني فأي بيت يسعني؟ ولم تسعني السموات والأرض، فإذا أرادوا مسكني فإني في قلب العفيف الوادع الورع.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن عبد الله بن شيبة ثنا بشر بن هلال ثنا جعفر بن سليمان عن أبي سنان. قال: اجتمع وهب بن منبه وعطاء الخراساني فقال له عطاء يا أبا عبد الله ما هذا الكلام الذي بلغني أنه قد فشا عنك في القدر. فقال: وهب بل منبه ما تكلمت في القدر بشيء ولا أعرف هذا، ثم حدث وهب بن منبه فقال: قرأت نيفا وتسعين كتابا من كتب الله عز وجل منها سبعون أو نيف وسبعون ظاهرة في الكتابين ومنها عشرون لا يعلمها إلا قليل من الناس فوجدت فيها كلها أن من وكل إلى نفسه شيئا من المشيئة فقد كفر.

• حدثنا سليمان ثنا عبيد بن محمد الصنعاني ثنا همام بن مسلمة بن عقبة ثنا

(1)

- فى المختصر: بها يتقن الخلق.

ص: 24

غوث بن جابر ثنا عقيل بن معقل. قال سمعت عمي وهب بن منبه يقول:

لا يشكن ابن آدم أن الله عز وجل يوقع

(1)

الأرزاق متفاضلة ومختلفة فإن تقلل ابن آدم شيئا من رزقه فليزده رغبة إلى الله عز وجل ولا يقولن لو أطلع الله هذا وشعر به غيره، فكيف لا يطلع الله الشيء الذي هو خلقه وقدره؟ أولا يعتبر ابن آدم في غير ذلك مما يتفاضل فيه الناس، فإن الله فضل بينهم فى الاجسام والالوان والعقول والأحلام، فلا يكبر على ابن آدم أن يفضل الله عليه في الرزق والمعيشة ولا يكبر عليه أنه قد فضل عليه في علمه وعقله، أو لا يعلم ابن آدم أن الذي رزقه في ثلاثة أوان من عمره لم يكن له في واحد منهن كسب ولا حيلة أنه سوف يرزقه في الزمن الرابع، أول زمن من أزمانه حين كان في رحم أمه يخلق فيه ويرزق من غير مال كسبه في قرار مكين، لا يؤذيه فيه حر ولا قر، ولا شيء يهمه، ثم أراد الله أن يحوله من تلك المنزلة إلى

(2)

غيرها ويحدث له في الزمن الثاني رزقا من أمه يكفيه ويغنيه من غير حول ولا قوة، ثم أراد الله أن يعصمه من ذلك اللبن ويحوله في الزمن الثالث في رزق يحدثه له من كسب أبويه يجعل له الرحمة فى قلوبهما حتى يؤثراه على أنفسهما بكسبهما ويستعنيا

(3)

روحه بما يعنيهما لا يعنيهما في شيء من ذلك بكسب ولا حيلة يحتالها حتى يعقل ويحدث نفسه أن له حيلة وكسبا، فإنه لن يغنيه في الزمن الرابع إلا من أغناه ورزقه في الأزمان الثلاث التي قبلها

(4)

، فلا مقال له ولا معذرة إلا برحمة الله هو الذي خلقه، فإن ابن آدم كثير الشك يقصر به حلمه وعقله عن علم الله، ولا يتفكر في أمره، ولو تفكر حتى يفهم ويفهم حتى يعلم علم أن علامة الله التي بها يعرف خلقه الذي خلق ورزقه لما خلق.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا سعيد بن سليمان عن فرج بن فضالة عن عطاء الخراساني. قال: لقيت وهب بن منبه في الطريق فقلت حدثني حديثا أحفظه عنك في مقامي وأوجز. قال: أوحى الله

(1)

وفيه: قد قسم

(2)

فى ج والمختصر فى غيرها

(3)

كذا فى ز وفى ج: يستغنيا روحه بما يغنيهما لا يغنيهما بالغين المعجمة. وفى المختصر ويبتغيان

(4)

وفيه: التى قبله

ص: 25

إلى داود يا داود أما وعزتي وعظمتي لا يشعر بي عبد من عبادي دون خلقي أعلم ذلك من نيته فتكيده السموات السبع ومن فيهن والأرضون السبع ومن فيهن إلا جعلت له منهن فرجا ومخرجا، أما وعزتي وعظمتي لا يعتصم عبد من عبادي بمخلوق دوني أعلم ذلك من نيته إلا قطعت أسباب السموات من يده وأرضخت الأرض من تحته ولا أبالي في أي واد هلك.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن يحيى المروزي ثنا أبو بلال الأشعري ثنا أبو هشام الصنعاني حدثني عبد الصمد بن معقل. قال سمعت وهب بن منبه يقول: وجدت في بعض الكتب أن الله يقول كفى بي للعبد مالا إذا كان عبدي في طاعتي أعطيته من قبل أن يسألني وأستجيب له من قبل أن يدعوني فإني أعلم بحاجته التي ترفق به من نفسه.

• حدثنا محمد بن أحمد بن علي ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا داود بن المحبر ثنا عباد بن كثير عن أبي إدريس عن وهب بن منبه. قال: قرأت إحدى وسبعين كتابا فوجدت في جميعها أن الله عز وجل لم يعط جميع الناس من بدء الدنيا إلى انقضائها من العقل في جنب عقل محمد صلى الله عليه وسلم إلا كحبة رمل من بين رمال جميع الدنيا وأن محمدا صلى الله عليه وسلم أرجح الناس عقلا وأفضلهم رأيا. وقال وهب بن منبه: وإني وجدت في بعض ما أنزل الله على أنبيائه أن الشيطان لم يكابد شيئا أشد عليه من مؤمن عاقل، وأنه يكابد مائة ألف جاهل فيسخر بهم حتى يركب رقابهم فينقادون له حيث شاء، ويكابد المؤمن العاقل فيصعب عليه حتى لا ينال منه شيئا

(1)

وقال وهب بن منبه:

لإزالة الجبل صخرة صخرة وحجرا حجرا أيسر على الشيطان من مكابدة المؤمن العاقل لأنه إذا كان مؤمنا عاقلا ذا بصيرة فلهو أثقل على الشيطان من الجبال وأصعب من الحديد وأنه ليزايله بكل حيلة فإذا لم يقدر أن يستزله قال يا ويله ماله ولهذا لا حاجة لي بهذا، ولا طاقة لي بهذا فيرفضه ويتحول إلى الجاهل فيستأسره ويستمكن من قياده حتى يسلمه إلى الفضائح التى يتعجل

(1)

فى ج: حتى لا ينال شيئا من صاحبه.

ص: 26

بها في عاجل الدنيا كالجلد والحلق وتسخيم الوجوه والقطع والرجم والصلب.

وإن الرجلين ليستويان في أعمال البر فيكون بينهما كما بين المشرق والمغرب أو أبعد إذا كان أحدهما أعقل من الآخر.

• حدثنا محمد بن حبيش ثنا إسحاق بن إبراهيم بن سلمة ثنا محمد بن يزيد الأيلي ثنا إسماعيل بن حبيب عن أبي عاصم الوراق عن عبد الله بن الدئلي عن وهب بن منبه. أنه قال: بينما نبيكم صلى الله عليه وسلم في مسجدكم هذا نائما أو شبه النائم إذ أتي بلوزة أو شبه اللوزة ففضها

(1)

فإذا فيها ورقة خضراء مكتوب فيها لا إله إلا الله محمد رسول الله، ما أنصف الله عز وجل من اتهمه في قضائه واستبطأه في رزقه.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن الحسن بن أنس ثنا عمران أبو الهذيل عن وهب بن منبه. قال قال موسى عليه السلام: يا رب إنهم سيسألوني

(2)

كيف كان بدءوك؟ قال فأخبرهم أني أنا قبل كل شيء وبعد كل شيء.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن الحسن البغدادي ثنا أحمد بن محمد بن الحسن المخزومي ثنا عبد الرزاق ثنا بكار بن عبد الله عن وهب. قال قرأت في بعض الكتب فوجدت الله تعالى يقول:

يا ابن آدم ما أنصفتني تذكرني وتنساني وتدعوني وتفر مني، خيري إليك نازل، وشرك إلي صاعد، ولا يزال ملك كريم قد نزل إليك من أجلك ولا يزال ملك كريم قد صعد إلي منك بعمل قبيح، يا ابن آدم إن أحب ما تكون إلي وأقرب ما تكون مني إذا كنت راضيا بما قسمت لك، وأبغض ما تكون إلي وأبعد ما تكون منى إذا كنت ساخطا لاهيا عما قسمت لك، يا ابن آدم أطعني فيما أمرتك ولا تعلمني بما يصلحك، إنى عالم بخلقى، أنا أكرم من أكرمني وأهين من هان عليه أمري، ولست بناظر في حق عبدي حتى ينظر عبدي في حقي.

• حدثنا أبو بكر الآجري ثنا عبد الله بن محمد العطشي ثنا ابراهيم بن

(1)

فى الاصلين: فعضها.

(2)

فى الاصلين: يسألونى كيف كان ربك.

ص: 27

الخبير

(1)

ثنا عبد الله بن أبي بكر المقدمي ثنا جعفر بن سليمان ثنا عمر بن عبد الرحمن الصنعاني. قال سمعت وهب بن منبه يقول: لقي رجل راهبا فقال يا راهب كيف صلاتك؟ قال الراهب ما أحسب أحدا سمع بذكر الجنة والنار فأتى عليه ساعة لا يصلى فيها، قال فكيف ذكرك الموت؟ قال ما أرفع قدما ولا أضع أخرى إلا رأيت أني ميت. قال الراهب: كيف صلاتك أيها الرجل؟ قال إني لأصلي وأبكي حتى ينبت العشب من دموع عيني. قال الراهب: أما إنك إن بت تضحك وأنت معترف بخطيئتك خير لك من أن تبكي وأنت مرائي بعملك فإن المرائي

(2)

لا يرفع له عمل، فقال الرجل للراهب: فأوصني فإني أراك حكيما، قال: ازهد في الدنيا ولا تنازع أهلها فيها وكن فيها كالنحلة إذا أكلت أكلت طيبا وإن وضعت وضعت طيبا وإن رفعت على عود لم تكسره، وانصح لله نصح الكلب لأهله يجيعونه ويطردونه ويضربونه ويأبى إلا أن ينصح لهم، قال فكان وهب بن منبه إذا ذكر هذا الحديث قال وا سوأتاه إذا كان الكلب أنصح لأهله منك لله.

• حدثنا أبو بكر الآجري ثنا عمرو بن أيوب السقطي ثنا أبو همام ثنا قبيصة ثنا سفيان عن رجل من أهل صنعاء عن وهب. قال: مر رجل على راهب فقال: يا راهب كيف دأب نشاطك فذكر مثله.

• حدثنا أبو علي محمد بن الحسن بن أحمد ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى ثنا الصلت بن عاصم المرادي عن أبيه عن وهب.

قال: لما أهبط آدم عليه السلام إلى الأرض استوحش لفقد أصوات الملائكة فهبط عليه جبريل فقال: يا آدم ألا أعلمك شيئا تنتفع به في الدنيا والآخرة قال بلى! قال: قل اللهم تمم لي النعمة حتى تهنئني

(3)

المعيشة، اللهم اختم لي بخير حتى لا تضرنى ذنوبى، اللهم اكفنى مئونة الدنيا وكل هول فى القيامة

(1)

فى ج: ابراهيم الجبير (بالجيم)

(2)

فى ج وانت مول بعملك فان المول. وفى المختصر: وأنت مزل بعملك فان المزل ولعل الصحيح: وأنت مدل بعملك فان المدل الخ.

(3)

فى الاصلين: تنسينى المعيشة.

ص: 28

حتى تدخلني الجنة في عافية.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبيد بن محمد الصنعاني ثنا همام بن مسلمة بن قعنب بن همام ثنا غوث بن جابر ثنا عقيل بن معقل سمعت عمي وهب بن منبه يقول: إن من حكمة الله عز وجل أن خلق الخلق مختلفا خلقه ومقاديره، فمنه خلق يدوم ما دامت الدنيا لا تنقصه الأيام ولا تهرمه، ومنه خلق تنقصه الأيام وتهرمه وتبليه وتميته، ومنه خلق لا يطعم ولا يرزق، ومنه خلق يطعم ويرزق خلقه الله عز وجل وخلق معه رزقه، ثم خلق الله تعالى من ذلك خلقا في البر وخلقا في البحر، ثم جعل رزق ما خلق في البر من البر، ورزق ما خلق في البحر من البحر، ولا يصلح خلق البر في البحر ولا خلق البحر في البر، ولا ينفع رزق دواب البحر دواب البر، ولا رزق دواب البر دواب البحر، إذا خرج ما في البحر إلى البر هلك، وإذا دخل ما في البر إلى البحر هلك، وفي ذلك من خلق الله في البر والبحر عبرة لمن قد أهمته قسمة الأرزاق والمعيشة، فليعتبر ابن آدم فيما قسم الله من الأرزاق أنه لا يكون فيها شيء إلا كما قسمه بين خلقه، ولا يستطيع أحد أن يغيرها ولا أن يخلطها. كما لا تستطيع دواب البر أن تعيش بأرزاق دواب البحر ولو تضطر إليه ماتت كلها، ولا تستطيع دواب البحر أن تعيش بأرزاق دواب البر ولو تضطر إليه أهلكها ذلك كله، فإذا استقرت كل دابة منها فيما رزقت أحياها ذلك وأصلحها. وكذلك ابن آدم إذا استقر وقنع بقسمته من رزق الله أحياه ذلك وأصلحه، وإذا تعاطي رزق غيره نقصه ذلك وضره.

• حدثنا أبو بكر الآجري ثنا عمرو بن أيوب ثنا الحسن بن حماد ثنا أبو أسامة عن عيسى بن سنان. قال سمعت وهبا قال لعطاء الخراساني: كان العلماء قبلنا قد استغنوا بعلمهم عن دنيا غيرهم فكانوا لا يلتفتون إلى دنيا غيرهم، وكان أهل الدنيا يبذلون لهم دنياهم رغبة في علمهم، فأصبح أهل العلم اليوم فينا يبذلون لأهل الدنيا علمهم رغبة في دنياهم، وأصبح أهل الدنيا قد زهدوا في علمهم لما رأوا من سوء موضعهم عندهم، فإياك وأبواب

ص: 29

السلاطين فإن عند أبوابهم فتنا كمبارك الإبل، لا تصيب من دنياهم شيئا إلا وأصابوا من دينك مثله. ثم قال: يا عطاء إن كان يغنيك ما يكفيك فكل عيشك يكفيك، وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس شيء يكفيك، إنما بطنك بحر من البحور، وواد من الأودية لا يسعه إلا التراب.

• حدثنا أبي ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا محمد بن سهل بن عسكر

(1)

قالا ثنا إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل ثنا عبد الصمد بن معقل. أنه سمع وهب بن منبه يقول: لا يكون البطال من الحكماء، ولا يرث الزناة من ملكوت السماء.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل وحدثني أبي ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا محمد بن سهل بن عسكر قالا ثنا إسماعيل بن عبد الكريم ابن معقل حدثني عبد الصمد بن معقل أنه سمع وهبا يقول في موعظة له: هذا يوم عظيم يقال فيه بعسره طويل

(2)

يعظ اليوم السعيد ويستكثر من منافعه اللبيب، يا ابن آدم إنما جمعت من منافع هذا اليوم لدفع ضرر الجهالة عنك، وإنما أوقدت فيه مصابيح الهدى ليته يجزيك، فلم أر كاليوم ضل مع نوره متحيرا واعيا مراوآت سقيم، يا ابن آدم إنه لا أقوى من خالق ولا أضعف من مخلوق ولا أقدر ممن طلبته في يده، ولا أضعف ممن هو في يد طالبه، يا ابن آدم إنه قد ذهب منك مالا يرجع إليك، وأقام معك ما سيذهب، فما الجزع مما لا بد منه؟ وما الطمع فيما لا يرتجى؟ وما الحيلة في بقاء ما سيذهب؟ يا ابن آدم أقصر عن طلب ما لا تدرك، وعن تناول ما لا تناله، وعن ابتغاء ما لا يوجد واقطع الرجاء عنك كما قعدت بك الأشياء، واعلم أنه رب مطلوب هو شر لطالبه، يا ابن آدم إنما الصبر عند المصيبة وأعظم من المصيبة سوء الخلق منها، يا ابن آدم وأي أيام الدهر يرتجى في غنم، أو أي يوم تستأخر عاقبته عن أوان مجيئه، فانظر إلى الدهر تجده ثلاثة أيام، يوم مضى لا ترجوه، ويوم حضر لا تزيده ويوم يجئ لا تأمنه، فأمس شاهد مقبول، وأمين مود

(3)

، وحكيم

(1)

كذا فى الاصلين ولعله كما بعده.

(2)

كذا فى الاصلين. وفى المختصر: بغيره

(3)

فى ز: وامين مردود.

ص: 30

موارب قد فجعك بنفسه، وخلف فيك حكمته، واليوم صديق مودع كان طويل الغيبة وهو سريع الظعن، أتاك ولم تأته، وقد مضى قبله شاهد عدل، فإن كان ما فيه لك فأشفعه بمثله أوثق باجتماع شهادتهما لك أو عليك، يا ابن آدم إنه لا أعظم رزية في عقله ممن ضيع اليقين وأخطأه العمل، أيها الناس إنما البقاء بعد الفناء، وقد خلقنا ولم نكن، وسنبلى ثم نعود، وإنما العواري اليوم والهبات غدا، ألا وإنه قد تقارب منا سلب فاحش أو عطاء جزيل، فاستصلحوا ما تقدمون عليه بما تظعنون عنه، أيها الناس إنما أنتم في هذه الدنيا عرض تنتضل فيه المنايا، وإنما أنتم فيه من دنياكم نهب للمصائب لا تتناولون فيها نعمة إلا بفراق أخرى، ولا يستقبل منكم معمر يوما من عمره إلا بهدم آخر من أجله، ولا يجدد له زيادة فى أكله إلا بنفاذ ما قبله من رزقه، ولا يحيا له أثر إلا مات له أثر، فنسأل الله أن يبارك لنا ولكم فيما مضى من هذه العظة، يا ابن آدم إنما أهل الدنيا سفر لا يحلون عقدة الرحال إلا في غيرها، وإنما يتباقون

(1)

بالعواري، فما أحسن الشكر للمنعم والتسليم للمعاد، يا ابن آدم إنما الشيء من مثله وقد مضت قبلنا أصول نحن من فروعها، فما بقاء الفرع بعد الأصل؟.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق ثنا محمد بن إسحاق السراج ثنا قتيبة بن سعيد ثنا كثير بن هشام ثنا جعفر بن برقان عن وهب بن منبه. أنه كان يقول: الإيمان قائد، والعمل سائق، والنفس حرون، إن فتر قائدها صدت عن الطريق ولم تستقم لسائقها، وإن فتر سائقها حرنت ولم تتبع قائدها، فإذا اجتمعا استقامت طوعا أو كرها ولا تستطيع أبدى

(2)

إلا بالطوع والكره. إن كان كلما كره الانسان شيئا من دينه تركه أو شك أن لا يبقى معه من دينه شيء.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ثنا أبو بكر بن النعمان ثنا محمد بن حازم ثنا محمد بن بشير ثنا عطاء بن المبارك عن أشرس عن وهب بن منبه. قال قال

(1)

كذا فى الاصلين وفى المختصر يتلقون

(2)

كذا فى ز وفى ج: ايدى واهمله فى المختصر

ص: 31

داود عليه السلام: إلهى ابن أجدك إذا طلبتك؟ قال عند المنكسرة قلوبهم من مخافتي.

• حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ممشاذ الفوال المعروف بالقنديل ثنا محمد بن سمويه ثنا سلمة بن شبيب ثنا إبراهيم بن الحكم حدثني أبي حدثني وهب بن منبه. قال: إني لأجد في بعض كتب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إن الله تعالى يقول: ما ترددت عن شيء قط ترددي عن قبض روح المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه.

• حدثنا أبي ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا محمد بن سهل بن عسكر ثنا اسماعيل ابن عبد الكريم حدثني عبد الصمد بن معقل. أنه سمع وهب بن منبه يقول:

إن رجلا من بني إسرائيل صام سبعين أسبوعا يفطر في كل سبعة أيام يوما وهو يسأل الله تعالى أن يريه كيف يغوي الشيطان الناس، فلما أن طال ذلك عليه ولم يجب قال لو أقبلت على خطيئتي وعلى ذنبي وما بيني وبين ربي لكان خيرا لي من هذا الأمر الذي أطلب، فأرسل الله تعالى إليه ملكا فقال إن الله عز وجل أرسلني إليك وهو يقول لك إن كلامك هذا الذي تكلمت به أعجب إلي مما مضى من عبادتك وقد فتح بصرك، قال فنظر فإذا أحبولة لإبليس قد أحاطت بالأرض وإذا ليس أحد من بني آدم إلا وحوله شياطين مثل الذباب فقال: أي رب من ينجو من هذا؟ قال: الورع اللين.

• حدثنا أبي ثنا إسحاق ثنا محمد بن سهل ح. وحدثنا عمر بن أحمد بن محمد المقرى ثنا أحمد بن منصور قالا ثنا إسماعيل بن عبد الكريم حدثنى عبد الصمد ابن معقل. قال سمعت وهب بن منبه يقول: كان رجل من السائحين في أرض فيها قثاء فدعته نفسه إلى أن يأخذ منها شيئا فعاقبها فقام مكانه فصلى ثلاثة أيام فمر به رجل وقد لوحته الشمس والريح والبرد، فلما نظر إليه قال: سبحان الله! لكأنما أحرق هذا الإنسان بالنار، فقال السائح: هكذا بلغ مني خوف النار فكيف لو دخلتها.

• حدثنا محمد بن نصر ثنا حاجب بن دكين ثنا حماد ابن الحسن ثنا سيار ثنا جعفر ثنا عمر بن عبد الرحمن الصنعاني ثنا وهب بن منبه. قال: أصاب رجل من الأولين ذنبا فقال لله علي أن لا يظلني سقف

ص: 32

بيت أبدا حتى تأتيني براءة من النار فكان بالعراء فى الحر والقر فمر به رجل ورأى شدة حاله. فقال: يا عبد الله ما بلغ منك ما أرى؟ فقال: بلغ بي ما ترى ذكر جهنم فكيف بي إن أنا وقعت فيها.

• حدثني أبي ثنا أحمد بن محمد بن الحسن البغدادي ثنا أحمد بن محمد بن الحسن المخزومي ثنا عبد الرزاق حدثني بكار بن عبد الله عن وهب. قال:

قرأت في بعض الكتب أن مناديا ينادي من السماء الرابعة! يا أبناء الأربعين أنتم زرع قد دنا حصاده، يا أبناء الخمسين ماذا قدمتم وماذا أخرتم، يا أبناء الستين لا عذر لكم، ليت الخلق لم يخلقوا؟! وإذا خلقوا علموا لماذا خلقوا، قد أتتكم الساعة فخذوا حذركم.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الله ابن محمد بن زكريا ثنا سلمة بن شبيب ثنا سهل - يعني ابن عاصم عن يونس بن أبي يحيى عن وهب بن منبه. قال في بعض الحكمة: أبناء الأربعين زرع قد دنا حصاده، أبناء الستين ماذا قدمتم وماذا أخرتم، أبناء السبعين لا عذر لكم.

• حدثنا الحسين بن محمد بن علي ثنا سعيد بن محمد أخو الزبير ثنا إسحاق بن إسرائيل ثنا هشام بن يوسف الصنعاني عن منذر الأفطس عن وهب. قال قال دانيال عليه السلام: يا لهفتا على زمان يلتمس فيه الصالحون فلا يوجد منهم أحد إلا كالسنبلة فى أثر الحاصد، أو كالخصلة في أثر القاطف، يوشك نوائح أولئك وبواكيهم أن تبكيهم.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الرزاق عن عبد الصمد بن معقل. قال سمعت وهب بن منبه يقول في قوله تعالى: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة} . قال: إنما يوزن من الأعمال خواتيمها، وإذا أراد الله بعبد خيرا ختم له بخير عمله، وإذا أراد به شرا ختم له بشر عمله.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ثنا أحمد بن عمرو البزار ثنا سلمة بن شبيب ثنا أحمد بن صالح ثنا أسد بن موسى عن يوسف بن زياد عن أبي

(1)

(1)

كذا فى الاصلين وفى المختصر: أبى الياس اليمامي عن ابيه عن وهب وسيأتى فى -

ص: 33

أنيس ابن وهب بن منبه عن وهب. قال: إن الله عز وجل حين فرغ من خلقه نظر إليهم حين مشوا على وجه الأرض. فقال: أنا الله الذي لا إله إلا أنا الذي خلقتك بقوتي، وأتقنتك بحكمتي. حق قضائي ونافذ أمري، أنا أعيدك كما خلقتك وأفنيك بحكمتي حتى أبقى وحدي، فإن الملك والخلود لا يحق إلا لي أدعو خلقي وأجمعهم لقضائي يوم يخسر

(1)

أعدائي، وتجل القلوب من خوفي، وتجف الأقلام من هيبتي

(2)

وتبرأ الآلهة ممن عبدها دوني. قال:

وذكر وهب بن منبه أن الله عز وجل لما فرغ من جميع خلقه يوم الجمعة أقبل يوم السبت فمدح نفسه بما هو أهله وذكر عظمته وجبروته وكبريائه وسلطانه وقدرته وملكه وربوبيته، فأنصت له كل شيء وأطرق له كل شيء خلقه. فقال:

أنا الملك الذي لا إله إلا أنا ذو الرحمة الواسعة والأسماء الحسنى، أنا الله الذي لا إله إلا أنا ذو العرش المجيد والأفلاك العلى، أنا الله الذي لا إله إلا أنا ذو المن والطول والآلاء والكبرياء، أنا الله الذي لا إله إلا أنا بديع السموات والأرض ومن فيهن، ملأت كل شيء عظمتي، وقهر كل شيء ملكي، وأحاطت بكل شيء قدرتي، وأحصى كل شيء علمي، ووسعت كل شيء رحمتي، وبلغ كل شيء لطفي، فأنا الله يا معشر الخلائق فاعرفوا مكاني فليس في السموات والأرض إلا أنا، وخلقي كلهم لا يقوم ولا يدوم إلا بي، وينقلب في قبضتي، ويعيش في رزقي، وحياته وموته وبقاؤه وفناؤه بيدي، فليس له محيص ولا ملجأ غيري، لو تخليت عنه إذا لهلك كله، وإذا لكنت أنا على حالي، لا ينقصني ذلك شيئا ولا يزيدني ولا يهدني فقده، وأنا معتز بالعز كله، في جبروتي وملكي وبرهاني ونوري وسعة بطشي وعلو مكاني وعظمة شأني، فلا شيء مثلي، ولا إله غيري، ولا ينبغي لشيء خلقته أن يعدل بي ولا ينكرني، فكيف ينكرني من خلقته يوم خلقته على معرفتي؟ أم كيف يكابرني من قهره ملكي فليس له خالق ولا باعث ولا وارث غيرى؟ أم كيف يعازنى من

(1)

- صفحة 45 عن الاصلين: ابن أبى اياس اليمانى وهو فى المختصر كما هنا

(1)

فى ج: يحشر.

(2)

فى ز: وتحف الاقدام (وبياض) والتصحيح من المختصر

ص: 34

ناصيته بيدي؟ أم كيف يعدل بي من أعمره وأسقم جسمه وأنقص عقله وأتوفى نفسه وأخلقه وأهرمه فلا يمتنع مني؟ أم كيف يستنكف عن عبادتي عبدي وابن عبادي وابن إمائي لا ينسب إلى خالق ولا وارث غيري؟ أم كيف يعبد دوني من تخلقه الأيام ويفني أجله اختلاف الليل والنهار وهما شعبة يسيرة من سلطانى؟ فإلى إلى يا أهل الموت والفناء لا إلى غيري، فإني كتبت الرحمة على نفسي، وقضيت بالعفو والمغفرة لمن استغفرني، أغفر الذنوب جميعا صغيرها وكبيرها ولا يكبر ذلك علي، ولا تلقوا بأيديكم ولا تقنطوا من رحمتي فإن رحمتي سبقت غضبي، وخزائن الخير كلها بيدي. ولم أخلق شيئا مما خلقت لحاجة كانت مني إليه، ولكن لأبين به قدرتي، ولينظر الناظرون في ملكي وتدبير حكمتي، ولتدين خلائقي كلها لعزتي، وتسبح الخلائق كلهم بحمدى، ولتعنوا الوجوه كلها لوجهي.

• حدثنا أحمد بن السندي ثنا الحسن بن علوية القطان ثنا إسماعيل بن عيسى العطار ثنا إدريس عن جده وهب بن منبه. قال قال لقمان لابنه: يا بني اعقل عن الله، فإن أعقل الناس عن الله أحسنهم عقلا، وإن الشيطان ليفر من العاقل وما يستطيع أن يكايده.

• حدثنا أبي ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا محمد بن سهل ثنا إسماعيل بن عبد الكريم ثنا عبد الصمد بن معقل. أنه سمع وهب بن منبه يقول لرجل من جلسائه: ألا أعلمك طبا لا يتعايا فيه الأطباء، وفقها لا يتعايا فيه الفقهاء، وحلما لا يتعايا فيه الحلماء

(1)

. قال: بلى! يا أبا عبد الله، قال: أما الطب الذي لا يتعايا فيه الأطباء، فلا تأكل طعاما إلا ما سميت الله على أوله وحمدته على آخره. وأما الفقه الذي لا يتعايا فيه الفقهاء، فإن سئلت عن شيء عندك فيه علم فأخبر بعلمك وإلا فقل لا أدري. وأما الحلم الذى لا يتعايا فيه الحلماء، فأكثر الصمت إلا أن تسأل عن شيء.

• حدثنا أحمد بن علي بن الحارث المرهبي ثنا عبيد بن غنام ثنا ابن نمير

(1)

فى ز: حكما لا يتعايا فيه الحكماء. وكذا فى الجواب عن تمام الخبر

ص: 35

ثنا إسماعيل بن عبد الكريم ثنا عبد الصمد بن معقل عن وهب بن منبه.

قال: كان إذا كان في الصبي خلقان الحياء والرهبة طمع يرشده.

• حدثنا أبو حامد ثنا أحمد بن محمد بن الحسين المعافري ثنا عبد الله بن محمد بن إسحاق ثنا الرمادي ثنا عبد الوهاب ثنا ابن خشرم عن وهب بن منبه. قال: لما بلغ ذو القرنين مطلع الشمس قال له ملك صف لي الناس، قال:

محادثتك من لا يعلم كمن يعلم الموتى، ومحادثتك من لا يعقل كمثل رجل يبل الصخرة حتى تبتل أو يطبخ الحديد يلتمس أدمه، ومحادثتك من لا يصغي لك كمثل من يضع المائدة لأهل القبور، ونقل الحجارة من رأس الجبال أيسر من محادثتك من لا يعقل.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبيد بن محمد الكشوري الصنعانى ثنا همام ابن سلمة بن عقبة ثنا غوث بن جابر ثنا غوث بن معقل. قال سمعت عمي وهب ابن منبه يقول: إذا أردت أن تعمل بطاعة الله عز وجل فاجتهد في نصحك وعلمك لله، فإن العمل لا يقبل ممن ليس بناصح، وإن النصح لله عز وجل لا يكمل إلا بطاعة الله، كمثل الثمرة الطيبة ريحها طيب وطعمها طيب، كذلك مثل طاعة الله؛ النصح ريحها، والعمل طعمها، ثم زين طاعة الله بالعلم والحلم والفقه، ثم أكرم نفسك عن أخلاق السفهاء، وعبدها على أخلاق العلماء، وعودها على فعل الحلماء، وامنعها عمل الأشقياء، وألزمها سيرة الفقهاء، واعز لها عن سبل الخبثاء، وما كان لك من فضل فأعن به من دونك، وما كان فيمن دونك من نقص فأعنه عليه حتى تبلغه معك، فإن الحكيم يجمع فضوله ثم يعود بها على من دونه، ثم ينظر في نقائص من دونه ثم يقومها ويزجيها حتى يبلغه، إن كان فقيها حمل من لا فقه له إذا رأى أنه يريد صحبته ومعونته، وإذا كان له مال أعطى منه من لا مال له، وإن كان مصلحا استغفر الله للمذنب إذا رجا توبته، وإن كان محسنا أحسن إلى من أساء إليه واستوجب بذلك أجره ولا يغتر بالقول حتى يجئ معه الفعل، ولا يتمنى طاعة الله إذا لم يعمل بها، فإذا بلغ من طاعة الله شيئا حمد الله ثم طلب ما لم يبلغ منها، وإذا علم من

ص: 36

الحكمة لم تشبعه حتى يتعلم ما لم يبلغ منها، وإذا ذكر خطيئته سترها عن الناس واستغفر الله الذي هو القادر على أن يغفرها، ثم لا يستعين على شيء من قوله بالكذب؛ فإن الكذب في الحديث مثل الأكلة في الخشبة يرى ظاهرها صحيحا وجوفها نخرا، لا يزال من يغتر بها يظن أنها حاملة ما عليها حتى تنكسر على ما فيها ويهلك من اغتر بها. وكذلك الكذب في الحديث لا يزال صاحبه يغتر به ويظن أنه معينه على حاجته وزائد له في رغبته حتى يعرف ذلك منه ويتبين لذوي العقول غروره ويستنبط العلماء ما كان يستخفي به عنهم.

فإذا اطلعوا على ذاك من أمره وتبين لهم، كذبوا خبره وأبادوا شهادته واتهموا صدقه واحتقروا شأنه وأبغضوا مجلسه واستخفوا منه بسرائرهم، وكتموا حديثهم وصرفوا عنه أمانتهم وغيبوا عنه أمرهم وحذروه على دينهم ومعيشتهم ولم يحضروه شيئا من محاضرهم ولم يأمنوه على شيء من سرهم ولم يحكموه فى شيء مما شجر بينهم.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين بن حسن المروزي ثنا سعيد بن سليمان ثنا عبد الله بن المؤمل ثنا المثنى بن الصباح. قال سمعت وهب بن منبه يقول: قام موسى عليه السلام فلما رأته بنو إسرائيل قامت إليه فأومأ إليهم أن اجلسوا. فجلسوا، فذهب حتى جاء الصور فإذا هو بنهر أبيض فيه مثل رءوس الكباش كافور محفوف بالرياحين فلما أعجبه ذلك وثب فيه فاغتسل وغسل ثوبه، ثم خرج وهيأ ثيابه ورجع إلى الماء فاستنقع فيه حتى جفت ثيابه فلبسها. ثم أخذ نحو الكثيب الأحمر الذى هو فوق الصور فإذا هو برجلين يحفران قبرا فقام عليهما. فقال: ألا أعينكما قالا بلى! فنزل يحفر. فقال لتحدثاني مثل من الرجل؟ فقالا: على طولك وعلى هيئتك، فاضطجع عليه فالتأمت عليه الأرض فلم ينظر إلى قبر موسى عليه السلام إلا الرخمة فإن الله عز وجل أصمها وأبكمها.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن يوسف بن الوليد ثنا محمد بن يحيى البصري ثنا عبد الله بن رجاء ثنا معروف بن واصل قال سمعت أشرس يقول

ص: 37

سمعت وهب بن منبه يقول: قرأت في بعض الكتب لولا أني كتبت النتن على الميت لحبسه الناس في بيوتهم، ولولا أني كتبت الفساد على الطعام لخزنته الأغنياء عن الفقراء، ولولا أني أذهبت الهم والغم لم تعمر الدنيا ولم أعبد.

• حدثنا محمد بن جعفر بن يوسف ثنا شعيب بن محمد بن أحمد الدئلى ثنا سهل بن صقر الخلاطي ثنا عبد المنعم بن إدريس عن أبيه عن وهب بن منبه.

قال قال لقمان لابنه: يا بني إن مثل أهل الذكر والغفلة كمثل النور والظلمة.

• حدثنا أبي رحمه الله ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم ثنا محمد بن سعيد العوفي وإسماعيل بن عبد الله بن ميمون قالا ثنا إسماعيل بن عبد الكريم ثنا عبد الصمد بن معقل. قال سمعت وهب بن منبه يقول: قرأت في التوراة أربعة أسطر متواليات؛ من قرأ كتاب الله فظن أنه لا يغفر له فهو من المستهزئين بآيات الله، ومن شكى مصيبة فإنما يشكو ربه، ومن أسف على ما فى يد غيره سخط قضاء ربه عز وجل، ومن تضعضع لغني ذهب ثلثا دينه.

• حدثنا أبي ثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن سعيد بن جنادة وإسماعيل بن عبد الله قالا ثنا إسماعيل بن عبد الكريم قال سمعت عبد الصمد بن معقل يقول سمعت وهب ابن منبه يقول: قرأت في التوراة أيما دار بنيت بقوة الضعفاء جعلت عاقبتها الخراب، وأيما مال جمع من غير حل جعلت عاقبته الفقر.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين المروزي ثنا عبد الله بن المبارك ثنا معمر عن محمد بن عمر. قال سمعت وهب بن منبه يقول: وجدت في بعض الكتب إن الله عز وجل يقول إن عبدي إذا أطاعني فإني أستجيب له من قبل أن يدعوني، وأعطيه من قبل أن يسألني، وإن عبدي إذا أطاعني لو أن أهل السموات والارض أجلبوا عليه جعلت له مخرجا من ذلك، وإن عبدي إذا عصاني أقطع يده عن أبواب السموات وأجعله فى الهوى فلا ينتصر بشيء من خلقي.

• حدثنا عبد الله ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين المروزي ثنا عبد الله بن المبارك ثنا بكار بن عبد الله. قال سمعت وهب بن منبه يقول:

قال الله عز وجل فيما يعتب به أحبار بني إسرائيل، تتفقهون لغير الدين،

ص: 38

وتتعلمون لغير العمل، وتتنازعون الدنيا بعمل الآخرة، تلبسون جلود الضأن وتحعون

(1)

أنفس الدباب ويبعون؟؟؟ العرا من سرابكم وتبتلعون أمثال الجبال من الحرام، وتثقلون الدين على الناس أمثال الجبال ثم لا تعينوهم برفع الخناصير، تطيلون الصلاة وتبيضون الثياب تقتنصون بذلك مال اليتيم والأرملة، فبعزتي حلفت لأضربنكم بفتنة يضل فيها رأي ذي الرأي وحكمة الحكيم.

• حدثنا عمر بن أحمد بن شاهين ثنا عبد الوهاب بن عيسى ثنا إسحاق ابن إسرائيل ثنا عبد الله بن إبراهيم بن عثمان الصنعاني أخبرني إبراهيم بن مسلم عن وهب بن منبه. قال: مرت بنوح عليه السلام خمسمائة سنة لم يقرب النساء وجلا من الموت.

• حدثنا يعقوب بن أحمد بن يعقوب الواسطي ثنا جعفر بن محمد بن سنان ثنا علي بن مسلم ثنا سيار ثنا جعفر ثنا عبد الصمد بن معقل. قال سمعت عمي وهب بن منبه يقول: لما أصاب داود عليه السلام الخطيئة اعتزل الملك ثم بكى حتى رعش وحتى جرت دموعه في خده.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي ابن إسحاق ثنا الحسين بن الحسن ثنا عبد الله بن المبارك ثنا بكار بن عبد الله.

قال سمعت وهب بن منبه يقول: ما رفع داود عليه السلام رأسه حتى قال له الملك أول أمرك ذنب وآخره معصية، فارفع رأسك فرفع رأسه فمكث حياته لا يشرب ماء إلا مزجه بدموعه، ولا يأكل طعاما إلا بله بدموعه، ولا يضطجع على فراش إلا أعراه أو قال عراه بدموعه، حتى كان لا يرى في لحافه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبيد بن محمد الصنعاني ثنا همام بن مسلمة ثنا غوث بن جابر ثنا عقيل بن معقل. قال سمعت وهب بن منبه يقول: إن الله تعالى ليس يحمد أحدا على طاعته، ولا يسأل أحد من الله الخير إلا برحمته، وليس يرجو خير الناس ولا يخاف شرهم، ولا يعطف الله على الناس إلا رحمته إياهم، إن مكروا به مكرهم، وإن خادعوه رد عليهم خداعهم، وإن كاذبوه رد

(1)

كذا فى ز وفى ج: وتخفون انفس الذياب وتنقون القرا من شرابكم. وتشغلون الدين على الناس الخ وسقط هذا الخبر مع الكثير من اخبار هذه الترجمة من المختصر.

ص: 39

عليهم كذبهم وإن أدبروا قطع دابرهم ولا يخاف منهم شيئا وإن أقبلوا قبل منهم.

وإن الله عز وجل لا يعطفه على الناس شيء من أمرهم إلا التضرع إليه حتى يرحمهم، ولا يستخرج أحد من الله شيئا من الخير بحيلة ولا مكر ولا مخادعة ولا أوبة ولا سخط ولا مشاورة، ولكن يأتي بالخير من الله رحمته. ومن لم يتبع الخير من قبل رحمته لا يجد بابا غير ذلك يدخل منه، فإن الله تعالى لا ينال الخير منه إلا بطاعته، ولا يعطف الله على الناس شيء إلا تعبدهم له وتضرعهم إليه حتى يرحمهم، فإذا رحمهم استخرجت رحمته حاجتهم من الله تعالى، وليس ينال الخير من الله من وجه غير ذلك، وليس إلى رحمة الله سبيل يؤتى من قبله إلا تعبد العباد له وتضرعهم إليه، فإن رحمة الله تعالى باب كل خير يبتغى من قبله، وإن مفتاح ذلك الباب التضرع إلى الله تعالى. فمن جاء بذلك المفتاح فتح لديه، ومن أراد أن يفتح ذلك الباب بغير مفتاحه لم يفتح له، وكيف ينفتح الباب من غير مفتاحه. ولله عز وجل خزائن الخير كله، وباب خزائن الله رحمته، ومفتاح رحمة الله التضرع إليه. فمن حفظ ذلك المفتاح وجاء به فتح له الباب ودخل الخزائن، ومن دخل الخزائن فله فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين، وفيها ما يشاءون وما يدعون في مقام أمين، لا يحولون عنها ولا يخافون ولا ينصبون فيه ولا يهرمون ولا يفتقرون فيه ولا يموتون، في نعيم مقيم وأجر عظيم وثواب كريم نزلا من غفور رحيم.

• حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا داود بن المحبر ثنا عباد بن كثير. وحدثنا أحمد بن السندي ثنا الحسن بن علويه القطان ثنا إسماعيل بن عيسى ثنا إسحاق بن بشر عن إدريس عن جده وهب بن منبه. قال: ما عبد الله عز وجل بشيء أفضل من العقل وما يتم عقل امرئ حتى تكون فيه عشر خصال؛ أن يكون الكبر منه مأمونا، والرشد فيه مأمورا، يرضى من الدنيا بالقوت وما كان من فضل فمبذول، والتواضع فيها أحب إليه من الشرف والذل فيها أحب إليه من العز، لا يسأم من طلب العلم دهره ولا يتبرم من طالبي الخير، يستكثر قليل المعروف من

ص: 40

غيره ويستقل كثير المعروف من نفسه. والعاشرة هي ملاك أمره بها ينال مجده وبها يعلو ذكره وبها علاه في الدرجات في الدارين كليهما. قيل: وما هي؟ قال أن يرى أن جميع الناس بين خير منه وأفضل وآخر شر منه وأرذل، فإذا رأى الذي هو خير منه وأفضل كسره ذلك وتمنى أن يلحقه، وإذا رأى الذي هو شر منه وأرذل قال لعل هذا ينجو وأهلك، ولعل لهذا باطنا لم يظهر لي وذلك خير له، ويرى ظاهره لعل ذلك شر لي. فهناك يكمل عقله وساد أهل زمانه وكان من السباق إلى رحمة الله عز وجل وجنته إن شاء الله تعالى.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات ثنا أبو عمر الحوضي ثنا شعبة عن عوف عن وهب. قال: من خصال المنافق أن يحب الحمد ويكره الذم.

• حدثنا أحمد بن سعيد

(1)

ثنا عبد الله بن محمد بن النعمان ثنا محمد بن حاتم ثنا محمد بن بشار ثنا عطاء بن المبارك عن أشرس عن وهب. قال: أوحى الله إلى داود عليه السلام يا داود هل تدري من أغفر له ذنوبه من عبادي؟ قال.

من هو يا رب؟ قال الذى اذا ذكر ذنوبه ارتعدت منها فرائصه فذلك العبد الذي آمر ملائكتي أن تمحوا عنه ذنوبه.

• حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن ثنا الحسين بن علي القطان ثنا سليمان بن داود ثنا سفيان بن عيينة. قال قال وهب: أعون الأخلاق على الدين الزهادة في الدنيا، وأسرعها ردءا اتباع الهوى، ومن اتباع الهوى حب المال والشرف، ومن حب المال والشرف تنتهك المحارم، ومن انتهاك المحارم يغضب الله عز وجل وغضب الله ليس دواء.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن يحيى بن سليمان أبو بلال الأشعري ثنا أبو هشام

(2)

الصنعاني ثنا عبد الصمد. قال سمعت وهب منبه يقول: إن الرب تبارك وتعالى قال في بعض ما يعتب به بني إسرائيل: إني إذا أطعت رضيت، وإذا رضيت باركت، وليس لبركتى نهاية. واذا عصيت غضبت،

(1)

فى ج: ابن معبد

(2)

وفيها: أبو هاشم.

ص: 41

وإذا غضبت لعنت، وإن اللعنة تبلغ مني الولد السابع.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أبو بكر الدينوري المفسر ثنا محمد ابن أيوب العطار ثنا عبد المنعم بن إدريس عن أبيه عن جده وهب. قال: كان في بني إسرائيل رجل عصى الله مائتي سنة ثم مات فأخذوا برجله فألقوه على مزبلة فأوحى الله إلى موسى عليه السلام أن اخرج فصل عليه. قال: يا رب بنو إسرائيل شهدوا أنه عصاك مائتي سنة، فأوحى الله إليه هكذا كان إلا أنه كان كلما نشر التوراة ونظر إلى اسم محمد صلى الله عليه وسلم قبله ووضعه على عينيه وصلى عليه، فشكرت ذلك له وغفرت ذنوبه وزوجته سبعين حوراء.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ثنا عبد الله بن عبد الوهاب ثنا محمد ابن يزيد ثنا إدريس عن أبيه عن وهب. قال قال موسى عليه السلام: يا رب احبس عني كلام الناس. قال: لو فعلت هذا بأحد لفعلته بي.

• حدثنا أحمد بن السندي ثنا الحسن بن علوية ثنا إسماعيل بن عيسى ثنا إسحاق بن بشر عن غياث بن إبراهيم عن من تخيره

(1)

عن وهب. قال: لما دعي يوسف عليه السلام إلى الملك ووقف بالباب. فقال: حسبي ديني من دنياي وحسبي ربي من خلقه، عز جاره وجل ثناؤه ولا إله غيره، ثم دخل فلما نظر إليه الملك نزل عن سريره فخر له الملك ساجدا ثم أقعده معه على السرير.

فقال: إنك اليوم لدينا مكين أمين. قال يوسف عليه السلام: اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم - أي حفيظ لهذه السنين وما استودعته عليم بلغات من يأتيني.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أخبرنا منذر بن النعمان الأفطس. أنه سمع وهبا يقول: لما أمر الحوت أن لا يضره ولا يكلمه - يعني يونس عليه السلام قال: فلولا أنه كان من المسبحين قال من العابدين قبل ذلك فذكر بعبادته. فلما خرج من البحر نام فأنبت الله عليه شجرة من يقطين وهي الدباء فلما رآها قد أظلته ورأى

(1)

كذا فى ج وفى ز: تخيره

ص: 42

خضرتها أعجبته ثم نام فاستيقظ فإذا هي يبست فجعل يتحزن عليها. فقيل له:

أنت الذي لم تخلق ولم تسق ولم تنبت تحزن عليها، وأنا الذي خلقت مائة ألف من الناس أو يزيدون ثم رحمتهم فشق عليك.

• حدثنا أحمد ثنا عبد الله حدثني إبراهيم بن خالد الصنعاني ثنا رباح ثنا عبد الملك بن عبد الحميد بن حشك عن وهب. قال: لما أمر نوح عليه السلام أن يحمل من كل زوجين اثنين. قال: رب كيف أصنع بالأسد والبقرة؟ وكيف أصنع بالعناق والذئب؟ وكيف أصنع بالحمام والهر؟ قال: من ألقى بينهما العداوة؟ قال: أنت! قال: فإني أؤلف بينهم حتى لا يتضررون.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا هارون بن عبد الله ثنا سيار ثنا جعفر أبو سنان القسملي قال سمعت وهبا وأقبل على عطاء الخراساني فقال له: ويحك يا عطاء ألم أخبر أنك تحمل علمك إلى أبواب الملوك وأبناء الدنيا، ويحك يا عطاء أتأتي من يغلق عنك بابه ويظهر لك فقره ويواري عنك غناه وتدع من يفتح لك بابه ويظر لك غناه ويقول ادعوني أستجب لكم ويحك يا عطاء ارض بالدون من الدنيا مع الحكمة ولا ترض بالدون من الحكمة مع الدنيا، ويحك يا عطاء إن كنت يغنيك ما يكفيك فإن أدنى ما في الدنيا يكفيك، وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس في الدنيا شيء يكفيك، ويحك يا عطاء إنما بطنك بحر من البحور وواد من الاودية ولا يملأه إلا التراب.

• حدثنا أبي ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا محمد بن سهل بن عسكر ثنا اسماعيل ابن عبد الكريم ثنا عبد الصمد بن معقل. قال سئل وهب: يا أبا عبد الله رجلان يصليان أحدهما أطول قنوتا وصمتا والآخر أطول سجودا، أيهما أفضل! قال: أنصحهما لله عز وجل.

• حدثنا أبو بكر الآجري ثنا عبد الله بن محمد العطشي ثنا إبراهيم بن الجنيد ثنا محمد بن بشير بن مروان الكاتب ثنا ابن المبارك عن المبارك عن أشرس عن أبي عبد الرحمن - وكان فاضلا - عن وهب. قال: مر عابد براهب فأشرف عليه. فقال: منذ كم أنت فى هذه الصومعة؟ قال: منذ ستين سنة

ص: 43

قال فكيف صبرت فيها ستين سنة. قال: مر فإن الدنيا تمر، ثم قال: يا راهب كيف ذكرك للموت. قال: ما أحسب عبدا يعرف الله تعالى تأتي عليه ساعة لا يذكر الله فيها، وما أرفع قدما إلا أظن أني لا أضعها حتى أموت. قال فجعل العابد يبكي فقال له الراهب هذا بكاؤك في العلانية فكيف أنت إذا خلوت؟ فقال العابد: إني لأبكي عند إفطاري فأشرب شرابي بدموعي، وأبل طعامي بدموعي، ويصرعني النوم فابل مضعجى بدموعي. قال: أما إنك إن تضحك وأنت معترف لله عز وجل بذنبك، خير لك من أن تبكى وانت تمر على الله عز وجل. قال: فأوصني بوصية قال كن في الدنيا بمنزلة النحلة إن أكلت أكلت طيبا، وإن وضعت وضعت طيبا، وإن سقطت على شيء لم تضره ولم تكسره.

ولا تكن في الدنيا بمنزلة الحمار إنما همته أن يشبع ثم يرمي بنفسه في التراب، وانصح لله عز وجل نصح الكلب لأهله فإنهم يجيعونه ويطردونه وهو يحرسهم.

قال أبو عبد الرحمن قال أشرس: وكان طاوس إذا ذكر هذا الحديث بكى ثم قال عز علينا أن تكون الكلاب أنصح لأهلها منا لمولانا عز وجل.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله ثنا إبراهيم حدثني محمد بن الحسين حدثني بشير بن محمد بن أبان ثنا الحسين بن عبد الله بن مسلم القرشي عن وهب رحمه الله: ان راهبا تخلى فى صومعته في زمان المسيح فأراد إبليس أن يكايده فلم يقدر ثم أتاه بكل زائدة فلم يقدر عليه فأتاه متشبها بالمسيح فناداه أيها الراهب أشرف علي أكلمك. قال: فانطلق لشأنك فلست أزيد ما مضى من عمري؟ قال أشرف علي فأنا المسيح. فقال: إن كنت المسيح؟ فما لي إليك من حاجة أليس قد أمرتنا بالعبادة فوعدتنا القيامة فانطلق إلى شأنك فلا حاجة بي إليك، فانطلق اللعين عنه وتركه.

• حدثنا أبي ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا محمد بن سهل ثنا إسماعيل بن عبد الكريم حدثني عبد الصمد. أنه سمع وهب ابن منبه يقول: إن إبليس أتى راهبا في صومعته فاستفتح عليه. فقال من أنت؟ قال: أنا المسيح. قال الراهب: والله لئن كنت إبليس ما أخلو بك ولئن كنت المسيح فما أصنع بك اليوم شيئا، لقد بلغتنا رسالة ربك وقبلنا عنك

ص: 44

وشرعت لنا الدين ونحن عليه فاذهب فلست بفاتح لك. قال له صدقت أنا إبليس ولا أريد ضلالتك أبدا فاسألني عما بدا لك أخبرك به. قال: وأنت صادق. قال لا تسألني عن شيء إلا صدقتك به. قال: فأخبرني أي أخلاق بني آدم أوثق في أنفسكم أن تضلونهم بها. قال: ثلاثة أشياء، الحدة والشح والسكر.

• حدثنا الحسين بن محمد ثنا أمية بن محمد الصواف ثنا محمد بن يحيى الأزدي ثنا ابن أبي إياس اليماني عن أبيه عن وهب. قال قال موسى عليه السلام: إلهي ما جزاء من ذكرك بلسانه وقلبه؟ قال: يا موسى أظله يوم القيامة بظل عرشى واجعله فى كنفي. قال: يا رب أي عبادك أشقى؟ قال. من لا تنفعه موعظة ولا يذكرني إذا خلا.

• حدثنا أبو محمد بن علي بن محمد الأثرم ثنا أحمد بن منصور ثنا إبراهيم بن خالد حدثني عبد الله بن بجير. قال سمعت وهب بن منبه يقول: قال موسى عليه السلام يا رب أي عبادك أحب اليك؟ قال: الذين يعودن المرضى ويعزون الثكلى ويشيعون الهلكى.

• حدثنا أبي ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا محمد بن سهل ثنا إسماعيل بن عبد الكريم حدثني عبد الصمد بن معقل عن وهب بن منبه. قال قال عالم لمن فوقه في العلم: كم أبني من البناء؟ قال يكفيك ما يسترك من الشمس ويكنك من الغيث. قال: كم آكل من الطعام؟ قال: فوق الجوع ودون الشبع. قال:

كم ألبس من الثياب؟ قال: لباس المسيح عليه السلام قال كم أضحك؟ قال: ما يسفر وجهك ولا يسمع صوتك. قال: كم أبكي؟ قال: لا تمل أن تبكي من خشية الله. قال: كم أخفي من العمل؟ قال: حتى يظن الناس أنك لم تعمل حسنة.

قال: كم أعلن من العمل؟ قال: ما يأتم بك الحريص ولا تؤتي - أو قال ولا يقبل عليك كلام الناس. قال: وسمعت راهبا يقول: إن لكل شيء طرفين ووسطا، فإذا أمسكت بأحد الطرفين مال الآخر، وإذا أمسكت بالوسط اعتدل الطرفان. ثم قال: عليكم بالأوسط من الأشياء.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ثنا يحيى بن مطرف ثنا علي بن قرين

ص: 45

ثنا جعفر بن سليمان ثنا عبد الصمد بن معقل. قال سمعت رجلا يسأل عمي وهب بن منبه في المسجد الحرام فقال: حدثني رحمك الله عن زبور داود عليه السلام. فقال نعم! وجدت في آخره ثلاثين سطرا، يا داود اسمع مني والحق أقول من لقيني وهو يحبني أدخلته جنتي، يا داود اسمع مني والحق أقول من لقيني وهو يخاف عذابي لم أعذبه، يا داود اسمع مني والحق أقول من لقيني وهو مستحي من معاصيه أنسيت الحفظة ذنوبه، يا داود اسمع مني والحق أقول لو أن عبدا من عبادي عمل حشو الدنيا ذنوبا مغاربها ومشارقها ثم ندم حلب شاة واستغفرني مرة واحدة وعلمت من قلبه أن لا يعود إليها ألقيتها عنه أسرع من هبوط الماء من السماء إلى الأرض، يا داود اسمع مني والحق أقول لو أن عبدا أتاني بحسنة واحدة حكمته في جنتي. قال داود: من أجل ذلك لا يحل لمن عرفك أن يقطع رجاءه منك. قال: يا داود إنما يكفي أوليائي اليسير من العمل كما يكفي الطعام القليل من الملح، يا داود هل تدري متى أتولاهم؟ إذا طهروا قلوبهم من الشرك، ونزعوا قلوبهم من الشك، وعلموا أن لي جنة ونارا، وأني أحيا وأميت وأبعث من في القبور، وأني لم أتخذ صاحبة ولا ولدا، فإن توفيتهم بيسير من العمل وهم يوقنون بذلك جعلته عظيما عندهم، هل تدري يا داود من أسرع مرا على الصراط؟ الذين يرضون بحكمي وألسنتهم رطبة من ذكري، هل تدري يا داود أي المؤمنين أعظم منزلة عندي؟ الذي هو بما أعطى أشد فرحا بما حبس، هل تدري يا داود أي الفقراء أفضل الذين يرضون بحكمي وبقسمتي ويحمدونني على ما أنعمت عليهم من المعاش، هل تدري يا داود أي المؤمنين أحب إلي أن أطيل حياته الذي إذا قال لا إله إلا الله اقشعر جلده فإني أكره له الموت كما يكرهه الوالد لولده ولا بد منه، إني أريد أن أسره في دار سوى هذه الدار فان نعيمها فيها بلاء ورخاءها فيها شدة، فيها عدو لا يألوهم فيها خبالا يجري منهم مجرى الدم، من أجل ذلك عجلت أوليائي إلى الجنة لولا ذلك ما مات آدم ولا أولاده المؤمنون حتى ينفخ فى الصور، إني أدري ما تقول في نفسك يا داود تقول

ص: 46

قطعت عنهم عبادتك، أما تعلم يا داود أنى اثيب المؤمن على عثرة يعثرها فكيف إذا ذاق الموت وهو أعظم المصائب وترى جسده الطيب بين أطباق الثرى، إنما أحبسه طول ما أحبسه لأعظم له الأجر وأجري عليه أحسن ما كان يعمله إلى يوم القيامة. قال داود: لك الحمد إلهي من أجل ذلك سميت نفسك أرحم الراحمين، إلهي فما جزاء من يعزي الحزين على المصائب ابتغاء مرضاتك؟ قال: جزاؤه أن ألبسه رداء الإيمان ثم لا أنزعه عنه أبدا. قال:

إلهي فما جزاء من يشيع الجنائز ابتغاء مرضاتك؟ قال: جزاؤه أن تشيعه ملائكتي يوم يموت وأصلي على روحه في الأرواح. قال: إلهي فما جزاء مساعد

(1)

الأرملة واليتيم ابتغاء مرضاتك؟ قال: جزاؤه أن أظله في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي. قال: إلهي فما جزاء من يبكي من خشيتك حتى تسيل دموعه على وجنتيه؟ قال: جزاؤه أن أحرم وجهه على النار.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبيد بن محمد الصنعاني ثنا همام بن مسلمة بن عقبة ثنا غوث بن جابر ثنا عقيل بن معقل. قال سمعت عمي وهب بن منبه يقول: لكل شيء علامة يعرف بها وتشهد له أو عليه، وإن للدين ثلاث علامات يعرف بهن، وهي الإيمان والعلم والعمل. وللإيمان ثلاث علامات: الإيمان بالله وملائكته وبكتبه ورسله، وللعمل ثلاث علامات: الصلاة والزكاة والصيام، وللعلم ثلاث علامات: العلم بالله وبما يحب الله وما يكره، وللمتكلف ثلاث علامات: ينازع من فوقه ويقول ما لا يعلم ويتعاطى ما لا ينال، وللظالم ثلاث علامات: يظلم من فوقه بالمعصية ومن دونه بالغلبة ويظاهر الظلمة، وللمنافق ثلاث علامات: يكسل إذا كان وحده وينشط إذا كان أحد عنده ويحرص في كل أموره على المحمدة، وللحاسد ثلاث علامات: يغتاب إذا غاب المحسود ويتملق إذا شهد، ويشمت بالمصيبة، وللمسرف ثلاث علامات: يشتري بما ليس له ويأكل بما ليس له ويلبس ما ليس له، وللكسلان ثلاث علامات:

يتوانى حتى يفرط ويفرط حتى يضيع ويضيع حتى يأثم، وللغافل ثلاث

(1)

فى الاصلين: مسدد. وفى المختصر: سدد

ص: 47

علامات: السهو واللهو والنسيان.

• حدثنا محمد بن علي بن حسين ثنا إسحاق بن إبراهيم بن سلمة ثنا محمد بن يزيد الأيلي ثنا إسماعيل بن حبيب عن أبي عاصم الوراق عن عبد الله بن الديلمي عن وهب بن منبه. قال: أربعة أحرف في التوراة مكتوب، من لم يشاور يندم، ومن استغنى استأثر، والفقر الموت الأحمر، وكما تدين تدان.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين بن الحسن المروزي ثنا عبد الله بن المبارك ثنا بكار بن عبد الله. أنه سمع وهب بن منبه يقول: كان رجل من أفضل زمانه وكان يزار فيعظهم، فاجتمعوا إليه ذات يوم فقال: إنا قد خرجنا من الدنيا وفارقنا الأهل والأولاد والأوطان والأموال مخافة الطغيان، وقد خفت أن يكون قد دخل علينا في حالنا هذه من الطغيان أكثر مما يدخل على أهل الأموال في أموالهم، وإنما يحب أحدنا أن تقضى حاجته، وإن اشترى أن يقارب لمكان دينه وإن لقي حيي ووقر لمكان دينه. فشاع ذلك الكلام حتى بلغ الملك فعجب به فركب إليه ليسلم عليه وينظر إليه، فلما رآه الرجل وقيل له هذا الملك قد أتاك ليسلم عليك فقال: وما يصنع بي؟ فقيل للكلام الذي وعظت به فسأل ردءه

(1)

هل عندك طعام؟ فقال:

شيء من ثمر الشجر مما كنت تفطر به فأتى به على مسح فوضع بين يديه، فأخذ يأكل منه وكان يصوم النهار لا يفطر. فوقف عليه الملك فسلم عليه فأجابه بإجابة خفيفة وأقبل على طعامه يأكله. فقال الملك: فأين الرجل؟ قيل له هو هذا.

فقال: هذا الذي يأكل؟ قيل نعم! قال فما عند هذا من خير فأدبر وانصرف.

فقال الرجل: الحمد لله الذي صرفك عني بما صرفك به.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين المروزي ثنا ابن المبارك ثنا عمر بن عبد الرحمن ابن مهدي. أنه سمع وهب بن منبه يقول: إن الملك سمع باجتهاده فقال لآتينه يوم كذا وكذا ولأسلمن عليه، فأسرعت البشرى إلى هذا الراهب فلما كان هذا اليوم وظن أنه يأتيه خرج إلى متضحى له قدام مصلاه، وخرج بمنسف

(1)

كذا فى المختصر: وفى الاصلين رده، والردء: العون والناصر

ص: 48

فيه بقل وزيت وحمص فوضعه قريب منه، فلما أشرف إذا هو بالملك مقبلا ومعه سواد من الناس قد أحاطوا به، فأوضعوا

(1)

قريبا منه فلا يرى سهل ولا جبل إلا وقد ملئ من الناس، فجعل الراهب يجمع من تلك البقول والطعام ويعظم اللقمة ويغمسها في الزيت فيأكل أكلا عنيفا، وهو واضع رأسه لا ينظر من أتاه. فقال الملك: أين صاحبكم؟ قالوا هو هذا. قال: الملك كيف أنت يا فلان؟ فقال الراهب: - وهو يأكل ذلك الأكل كالناس. فرد الملك عنان دابته وقال ما في هذا من خير، فلما ذهب. قال: الحمد لله الذي أذهبه عني وهو لائم.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن معبد ثنا ابن وهب.

وأخبرني يحيى بن أيوب عن أبي علي إسماعيل الغافقي أنه سمع عامر بن عبد الله اليحصبي. قال كان وهب ابن منبه يقول: أزهد الناس في الدنيا وإن كان مكبا عليها حرصا من لم يرض منها إلا بالكسب الحلال الطيب، وإن أرغب الناس فيها وإن كان معرضا عنها من لم يبال ما كان كسبه فيها حلالا أو حراما، وان أجود الناس في الدنيا من جاد بحقوق الله وإن رآه الناس بخيلا بما سوى ذلك، وإن أبخل الناس في الدنيا من بخل بحقوق الله وان رآه الناس جوادا بما سوى ذلك.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا معاذ بن المثنى ثنا علي بن عبد الله المديني ثنا محمد بن عمرو بن مقسم الصنعاني قال سمعت عطاء بن مسلم يقول سمعت وهب بن منبه يقول: كان لموسى عليه السلام أخت يقال لها مريم. فقالت: يا موسى إنك كنت تزوجت من آل شعيب وأنت يومئذ لا شيء، ثم أدركت ما أدركت فتزوج في ملوك بني إسرائيل. قال: ولم أتزوج في ملوك بنى اسرائيل؟ فو الله ما أحتاج إلى النساء منذ كلمت ربي عز وجل. قال: فاشتدت عليه في الكلام فدعى عليها فبرصت وشق ذلك على موسى حيث رآها برصت، فدعا اخاه هارون فقال: واصل يا هارون! فصاما ثلاثة أيام وواصلا ولبسا المسوح وافترشا الرماد، وجعلا يدعوان ربهما حتى كشف عنها ذلك

(1)

فى ج: فوضعوا

ص: 49

البلاء الذي بها بدعوتهما.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا معاذ بن المثنى ثنا علي ابن المديني ثنا محمد بن عمرو بن مقسم. قال سمعت عطاء بن مسلم يقول سمعت وهب بن منبه يقول: إن الله تعالى كلم موسى عليه السلام في ألف مقام، وكان اذا كلمه رؤى النور في وجه موسى عليه السلام ثلاثة أيام، ولم يمس موسى امرأة منذ كلمه ربه عز وجل.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن عامر بن زرارة ثنا عبد الله بن الأجلح عن محمد بن إسحاق حدثني ربيعة بن أبي عبد الرحمن. قال سمعت ابن منبه يقول: إن للنبوة أثقالا ومئونة لا يحملها إلا القوي، وإن يونس بن متى كان عبدا صالحا فلما حملت عليه النبوة تفسخ تحتها تفسخ الربع عند الحمل، فرفضها من يده فخرج هاربا.

فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: {فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل} ، وقال {فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم} الآية.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان ثنا محمد بن العلاء ثنا يونس بن بكير

(1)

ثنا إسحاق ثنا ابن وهب بن منبه عن أبيه وهب. قال: أمر الله تعالى الريح. فقال: لا يتكلم أحد من الخلائق بشيء في الأرض بينهم إلا حملته فوضعته في أذن سليمان بن داود عليه السلام فبذلك سمع كلام النملة.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن هارون بن روح ثنا أبو سعيد الكندي ثنا أبو بكر بن عياش. قال: اجتمع في ذلك الزمان نفر مع وهب بن منبه فقال لهم وهب بن منبه أي أمر الله أسرع

(2)

فقال بعضهم:

عرش بلقيس حين أتى به سليمان عليه السلام. وقال بعضهم: قوله عز وجل {كلمح البصر أو هو أقرب} . فقال وهب: أسرع أمر الله أن يونس بن متى كان على حرف السفينة فبعث الله إليه حوتا من نيل مصر فما كان أقرب، أو ما عدي إلا صلو من حرفها فى جوفه.

(1)

فى ز: ابن علا. وفى الاصلين: يونس بن بكر والتصحيح من الخلاصة

(2)

فى ج: أى شيء تتحدثون به.

ص: 50

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن وهب بن منبه. قال:

كان الرجل في بني إسرائيل إذا ساح أربعين سنة يرى شيئا كأنه يرى علامة القبول. قال: فساح رجل من ولد زنية أربعين سنة فلم ير شيئا. فقال:

يا رب ان انا احسنت واساء والداى فما ذنبي. قال: فرأى ما كان يرى غيره.

• حدثنا أبي رحمه الله ثنا أحمد بن محمد بن سهل ثنا أبو مسعود ثنا عبد الرزاق ح. وحدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين المروزي ثنا ابن المبارك قالا ثنا رباح بن زيد عن عبد العزيز بن حوران. قال سمعت وهب بن منبه يقول: مثل الدنيا والآخرة مثل ضرتين، ان ارضيت احداهما أسخطت الأخرى.

• حدثنا أبي قال ثنا أحمد بن محمد بن سهل ثنا سلمة ح. وحدثنا عبد الله ابن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا سلمة بن شبيب ثنا عبد الله بن إبراهيم بن عمر ابن كيسان حدثني محمد بن عمرو عن وهب بن منبه. قال: إن أعظم الذنوب عند الله بعد الشرك بالله السخرية بالناس.

• حدثنا أحمد بن بندار ثنا ابن إسحاق ثنا أبو يحيى الرازي ثنا نوح بن حبيب ثنا عبد الرزاق أخبرني.

(1)

عن وهب بن منبه. قال: إذا صام الانسان زاغ بصره، فإذا أفطر على حلاوة عاد بصره.

• وحدثنا ابن المبارك عن بكار بن عبد الله؟ قال: سمعت وهب بن منبه يقول: مر رجل عابد على رجل عابد. فقال: ما لك؟ قال: عجبت من فلان انه كان قد بلغ من عبادته ومالت به الدنيا. فقال بعجل

(2)

لا تعجب ممن تميل به الدنيا، ولكن اعجب ممن استقام.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا عبد الرزاق ثنا بكار بن عبد الله. قال سمعت وهب بن منبه يقول: ان بنى اسرائيل

(1)

بياض فى الازهرية وفى المختصر عن عبد الرزاق عن وهب

(2)

فى ج: تعجل (وشدد الجيم).

ص: 51

أصابتهم عقوبة وشدة، فقالوا لنبي لهم: وددنا أنا نعلم ما الذي يرضي ربنا فنتبعه، فأوحى الله عز وجل اليه أن قوما يقولون: ودوا لو يعلمون ما الذي يرضي ربنا فنتبعه؟ فأخبرهم إن أرادوا رضائي فليرضوا المساكين، فانهم إذا ارضوهم رضيت، وإذا اسخطوهم سخطت.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا إبراهيم بن خالد حدثني عمر بن عبد الرحمن. قال سمعت وهب بن منبه يقول:

ان عيسى بن مريم كان واقفا على قبر ومعه الحواريون أو نفر من أصحابه.

قال وصاحب القبر يدلى فيه. قال: فذكروا من ظلمة القبر ووحشته وضيقه.

قال فقال عيسى: قد كنتم فيما هو أضيق منه في أرحام أمهاتكم فإذا أحب الله أن يوسع وسع - أو كما قال.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن احمد ابن حنبل حدثني أبي ثنا غوث بن جابر. قال سمعت أبا الهذيل يقول: إن إبليس قال: لعيسى عليه السلام، حين رآه على جبل القدس زعمت أنك تحيي الموتى.

قال كنت كذلك. قال؟ فادع الله أن يجعل هذا الجبل خبزا. فقال له عيسى عليه السلام: أوكل الناس يعيشون من الخبز؟ فقال له إبليس: فإن كنت كما تقول فثب من هذا المكان فإن الملائكة ستلقاك. قال: إن ربي أمرني أن لا أجرب نفسي، فلا أدري هل يسلمني أم لا.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا الحسن بن الحسين ثنا عبد الله بن المبارك ثنا بكار بن عبد الله. قال سمعت وهب بن منبه يقول: كان رجل عابد من السياح أراده الشيطان من قبل الشهوة والرغبة والغضب، فلم يستطع له شيئا، فمثل له بحية وهو يصلي فالتوى بقدمه وجسده ثم أطلع رأسه عند رأسه فلم يلتفت من صلاته ولم يستأخر منها، فلما أراد أن يسجد التوى في موضع سجدته، فلما وضع رأسه ليسجد فتح فاه ليلتقم رأسه، فوضع رأسه فجعل يعركه حتى استمكن من الأرض لسجدته. فقال له الشيطان: إني أنا صاحبك الذي كنت أخوفك فأتيتك من قبل الشهوة والرغبة والغضب، وأنا الذي كنت أتمثل لك بالسباع والحية فلم أستطع لك شيئا، وقد بدا لى

ص: 52

أن أصادقك ولا أراك في صلاتك بعد اليوم. فقال له: لا يوم خوفتني بحمد الله خفتك، ولا اليوم في حاجة من فضله. قال: ألا تسألني عما شئت أخبرك.

قال: ما عسيت أن أسألك عنه؟ قال: ألا تسألني عن مالك ما فعل بعدك.

قال: لو أردت ذلك ما فارقته. قال: أفلا تسألني عن أهلك من مات منهم؟ قال أنا مت قبلهم. قال: أفلا تسألني عما أضل به بني آدم. قال بلى! فأخبرني ما أوثق ما في نفسك أن تضلهم به. قال: ثلاثة أخلاق من لم يستطع بشيء منها غلبناه بالشح والحدة والسكر. فإن الرجل إذا كان شحيحا قللنا ماله في عينه ورغبناه في أموال الناس، وإذا صار حديدا تزاورناه كما يتزاور الصبيان الكرة ولو كان يحيي الموتى بدعوته لم نيأس منه فإن ما يبني يهدمه لنا بكلمة، وإذا سكر اقتدناه إلى كل شهوة كما يقتاد من أخذ العنز بأذنها حيث شاء.

• حدثنا الحسن بن محمد بن علي ثنا عبد الرحمن بن سعيد ثنا الحسن بن أبي الربيع ثنا عبد الرزاق ثنا معمر. أن أبا الهذيل الصنعاني قال سمعت وهبا يقول: أصاب أيوب عليه السلام البلاء سبع سنين، وترك يوسف عليه الصلاة والسلام فى السجن سبع سنين، وعذب بخت نصر وحول في السباع سبع سنين.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن المبارك ثنا زيد بن المبارك ثنا مرداس بن ناقية أبو عبيدة ثنا أبو رفيع. قال: سألت وهب بن منبه عن الدنانير والدراهم. فقال: خواتيم رب العالمين في الأرض لمعاش بني آدم، لا تؤكل ولا تشرب، فأين ذهبت بخاتم رب العالمين قضيت حاجتك.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا الفضل بن عباس بن مهران ثنا داود بن عمرو الضبي ثنا ابن المبارك عن معمر عن سماك بن الفضل عن وهب ابن منبه. قال: مثل الذي يدعو بغير عمل مثل الذى يرمى بغير وتر.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا سعيد بن سليمان عن ابن المبارك أخبرني عمر بن عبد الرحمن بن مهدي. قال سمعت وهب بن منبه يقول قال حكيم من الحكماء: إني لأستحي من الله عز وجل أن أعبده رجاء ثواب الجنة قط فأكون كالأجير السوء إذا أعطي عمل وإذا لم

ص: 53

يعط لم يعمل، وإني لأستحي من الله عز وجل أن أعبده مخافة النار قط فأكون كالعبد السوء إن خاف عمل وإن لم يخف لم يعمل، وإنه يستخرج حبه مني ما لا يستخرجه مني غيره.

• حدثنا أبي ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا محمد بن أبي السري البغدادي ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا أحمد بن رزق عن السرى بن يحيى. قال: كتب وهب ابن منبه إلى مكحول، إنك قد أصبت بما ظهر من علم الإسلام عند الناس محبة وشرفا، فاطلب بما بطن من علم الإسلام عند الله تعالى محبة وزلفى.

واعلم أن احدى المحبتين سوف تمنعك من الأخرى.

• حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف ثنا محمد بن طاهر بن أبي الديبك ثنا إبراهيم بن زياد سبلان ثنا زافر بن سليمان عن أبي سنان الشيباني. قال: بلغنا أن وهب بن منبه قال: يا بني اتخذ طاعة الله تعالى تجارة تزيد بها ربح الدنيا والآخرة، والإيمان بالله تعالى سفينتك التي تحمل عليها، والتوكل على الله تعالى دقلها، والدنيا بحرك، والأيام موجك، والأعمال المفروضة تجارتك التي ترجو بها ربحها، والنافلة هديتك التي تكرم بها، والحرص عليها الريح التي تسير بها وتزجيها، ورد النفس عن هواها مراسيها التي ترسيها، والموت ساحلها، والله عز وجل مالكها، وأحب التجار إليه أفضلهم بضاعة وأكثرهم هدية. وابغض التجار اليه اقلهم بضاعة واردأهم هدية. كما تكون تجارتك تربح، وكما تكون هديتك تكرم.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبيد الله بن محمد الصنعاني ثنا أبو قدامة ثنا همام بن مسلمة بن عقبة ثنا غوث بن جابر ثنا عقيل بن معقل بن منبه.

سمعت عمي وهب بن منبه يقول: الأجر معروض ولكن لا يستوجبه من لا يعمل ولا يجده من لا يبتغيه، ولا يبصره من لا ينظر إليه. وطاعة الله قريبة ممن يرغب فيها بعيدة ممن يزهد فيها، ومن يحرص عليها يبتغيها، ومن لا يحبها لا يجدها، لا تسبق من سعى إليها، ولا يدركها من أبطأ عنها، وطاعة الله تعالى تشرف من أكرمها، وتهين من أضاعها، وكتاب الله تعالى يدل

ص: 54

عليها، والإيمان بالله تعالى يحض عليها.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا الحسين بن الحسن ثنا عبد الله بن المبارك ثنا رباح بن زيد عن رجل عن وهب. قال: إن للعلم طغيانا كطغيان المال.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثني إبراهيم بن خالد ثنا عمر بن عبد الرحمن. قال سمعت وهب بن منبه يقول: قال داود عليه السلام يا رب أي عبادك أحب إليك؟ قال: مؤمن حسن الصلاة. قال: يا رب أى عبادك أبغض إليك؟ قال: كافر حسن الصورة. كفر هذا وشكر هذا - زاد أحمد بن حنبل - يا رب أي عبادك أبغض إليك؟ قال:

عبد استخارني في أمر فخرت له فلم يرض به.

• حدثنا أبو بكر الآجري ثنا عبد الله بن محمد العطشي ثنا إبراهيم بن الحميدي حدثني إبراهيم بن سعيد عن عبد المنعم بن إدريس ثنا عبد الصمد ابن معقل عن وهب بن منبه. قال: كان سائح يعبد الله ويضعف على نفسه في العبادة فأتاه الشيطان فتمثل له بإنسان يريه أنه يعبد الله ويضعف عليه في العبادة فأحبه السائح لما رأى من اجتهاده وعبادته. فقال له الشيطان والسائح في الصلاة - لو دخلنا القرية فخالطنا الناس وصبرنا على أذاهم كان أعظم لأجرنا فأجابه السائح إلى ذلك، فلما أخرج السائح رجله من باب بيته لينطلق معه أتاه ملك فقال: إن هذا شيطان وإنه أراد أن يفتنك. فقال السائح: رجل حركت في معصية الله تعالى! فما حولها من موضعها ذلك حتى فارق الدنيا.

• حدثنا أبي ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا محمد بن سهل بن عسكر ثنا إسماعيل ابن عبد الكريم حدثني عبد الصمد بن معقل. قال سمعت وهب بن منبه يقول: أتى رجل من أفضل أهل زمانه إلى ملك كان يفتن الناس على أكل لحوم الخنازير. فلما أتي به استعظم الناس مكانه وساءهم أمره. فقال له صاحب شرطة الملك: ائتني بجدي نذبحه مما يحل لك أكله فأعطنيه فإن الملك إذا دعا بلحم الخنزير أتيتك به فكله، فذبح جديا فأعطاه إياه ثم أتى به الملك فدعا له

ص: 55

بلحم الخنزير فاتى صاحب الشرط باللحم الذي كان أعطاه إياه وهو لحم الجدى فأمره الملك أن يأكله فأبى فجعل صاحب الشرطة يغمز إليه ويأمره بأكله ويريه أنه اللحم الذى دفعه اليه، فأبى أن يأكله فأمر الملك صاحب شرطته أن يقتله فلما ذهب به. قال: ما منعك أن تأكل وهو اللحم الذي دفعت إلي أظننت أني أتيتك بغيره؟ قال: قد علمت أنه هو ولكن خفت أن يقتاس بي الناس فكل من أراده على أكل لحم الخنزير، قال: قد أكله فلان، فيقتاس بي فأكون فتنة لهم، فقتل.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه ثنا عبد الرزاق. قال: قلت لوهب بن منبه كنت ترى الثريا فتخبرنا بها فلا نلبس أن نراها. قال: ذهب ذلك عني منذ وليت القضاء. قال عبد الرزاق:

حدثت به معمرا فقال: والحسن بعد ما ولي القضاء لم يحمدوا فهمه.

• حدثنا أبي ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا محمد بن سهل ثنا إسماعيل بن عبد الكريم ثنا عبد الصمد بن معقل بن منبه. أنه سمع من وهب بن منبه يقول: البلاء للمؤمن كالشكال للدابة.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن يحيى ثنا بلال الأشعري ثنا أبو هشام الصنعاني ثنا عبد الصمد عن وهب بن منبه. قال: من أصيب بشيء من البلاء فقد سلك به طريق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أخبرنا منذر. قال سمعت وهبا يقول:

قرأت في كتاب رجل من الحواريين إذا سلك بك طريق البلاء أو قال طريق أهل البلاء فطب نفسا، فقد سلك بك طريق الأنبياء والصالحين. وإذا سلك بك طريق الرخاء فقد أخذ بك طريق غير طريق الأنبياء والصالحين عليهم الصلاة والسلام.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبى ثنا ابراهيم ابن خالد ثنا أمية بن شبيل عن عثمان بن بزدويه قال: كنت مع وهب بن منبه وسعيد بن جبير يوم عرفة تحت نخيل ابن عامر. فقال: وهب لسعيد يا أبا عبد الله كم لك منذ خفت من الحجاج؟ قال: خرجت عن امرأتي وهي حامل

ص: 56

فجاءني الذي في بطنها وقد خرج وجهه

(1)

. فقال له وهب: إن من كان قبلكم كان إذا أصاب أحدهم بلاء عده رخاء، وإذا أصابه رخاء عده بلاء.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن الحسين بن أنس ثنا منذر عن وهب. ان سائحا وردنا له - تبيعه - فمر بأسد وهو رابض على الطريق يلتمس الفريسة فجعل الردن يحذر السائح يقول: الأسد الأسد!! وجعل السائح لا يلتفت إليه حتى مر بالأسد فقام الاسد فتنحى عن الطريق فلما جاوزه. قال له الردن ألم أكن أحذرك الأسد؟ قال السائح: أو ظننت أني أخاف شيئا دون الله، لأن تختلف الأسنة في أحب إلي من أن يعلم أني أخاف شيئا دونه.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن الحسن ثنا منذر عن وهب: أن سائحا وردنا له كان يأتيهما طعامهما في كل ثلاثة أيام مرة، فإذا هما لم يأتهما طعام إلا لأحدهما. فقال: الكبير لردنه لقد أحدث أحدنا حدثا منع به رزقه فتذكر ما صنعت. قال الردن:

ما صنعت شيئا ثم تذكر الردن

(2)

فقال بلى! قد جاء مسكين سائل الى الباب فأجفت الباب في وجهه. فقال الكبير: من ثم أتينا فاستغفرا الله تعالى فجاءهما رزقهما بعد كما كان يأتيهما.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني الليث بن خالد البلخي قال ثنا محمد بن ثابت العبدي ثنا سيار أبو الحكم. سمعت وهب بن منبه يقول: قرأت في بعض الكتب، ليس من عبادي من سحر أو سحر له، أو تكهن أو تكهن له، أو تطير أو تطير له.

فمن كان كذلك فليدع غيري فإنما هو أنا وخلقي كلهم لي.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا إبراهيم بن خالد ثنا رباح عن جعفر بن محمد عن التيمي عن وهب بن منبه. أنه قال: دخول الجمل في سم الخياط أيسر من دخول الأغنياء الجنة

(1)

يريد أنه خرجت لحيته

(2)

كذا فى الاصلين الردن فى المواضع كلها ولعله الردء

ص: 57

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني سفيان بن وكيع قال ثنا أبو بكر بن عياش عن ابن وهب بن منبه عن أبيه.

قال: مكتوب في التوراة، إن من الكبر أن يدعو الرجل أخاه فلا يجيبه، ويقسم عليه بحياته فلا يبره، ويأتيه بالطعام فيقول ليس بالطيب، ومن حمد الله على طعام فقد أدى شكره.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي قال ثنا عبد الرزاق قال ثنا بكار قال سمعت وهب بن منبه يقول: ترك المكافأة من التطفيف.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا حجاج وأبو النضر قالا ثنا محمد بن طلحة عن محمد بن جحادة عن وهب بن منبه.

قال: من يتعبد يزدد قوة، ومن يكسل يزدد فترة.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا إسماعيل بن عبد الكريم حدثني عبد الصمد. أنه سمع وهب بن منبه يقول:

تصدق صدقة من يرى أن ما قدم بين يديه ماله، وأن ما خلف مال غيره.

قال: وسمعت وهبا وخطب الناس على المنبر فقال: احفظوا مني ثلاثا، إياكم وهوى متبعا، وقرين سوء، وإعجاب المرء بنفسه.

• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا يونس بن عبد الصمد بن معقل قال ثنا إبراهيم بن الحجاج. قال:

سمعت وهبا يقول: ليس من بني آدم أحد أحب إلى شيطانه من النئوم الأكول.

• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال ثنا غوث بن جابر قال ثنا عمران بن عبد الرحمن أبو الهذيل. أنه سمع وهبا يقول: إن الله يحفظ بالعبد الصالح القبيل من الناس.

• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا إبراهيم بن عقيل بن معقل قال ثنا عمران أبو الهذيل - من الأبناء - عن وهب بن منبه. قال: ليس من الآدميين احد إلا ومعه شيطان موكل

ص: 58

به، أما الكافر فيأكل معه من طعامه ويشرب من شرابه وينام معه على فراشه، وأما المؤمن فهو مجانب له ينتظر متى يصيب منه غفلة أو غرة فيثب عليه. وأحب الآدميين إلى الشيطان الأكول النئوم.

• حدثنا أحمد بن جعفر قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا إبراهيم بن عقيل بن معقل قال حدثني أبي عن وهب بن منبه. قال:

إن الله تعالى أعطى موسى عليه السلام نورا، فقال له هارون هبه لي يا أخي فوهبه له، ثم أعطاه هارون ابنيه. فكان في بيت المقدس آنية تعظمها الأنبياء والملوك من بعدهم فكانا يسقيان فى تلك الآنية الخمر، فنزلت نار من السماء فاختطفت ابني هارون فصعدت بهما، ففزع هارون لذلك فقام متشعثا متوجها بوجهه إلى السماء بالدعاء والتضرع، فأوحى الله تعالى إلى هارون هكذا أفعل بمن عصاني من أهل طاعتي، فكيف أفعل بمن عصاني من أهل معصيتي.

• حدثنا أحمد بن جعفر قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال ثنا أحمد ابن محمد بن أيوب قال ثنا أبو بكر بن عياش عن إدريس بن وهب بن منبه قال حدثني أبي. قال: كان لسليمان بن داود عليه السلام ألف بيت أعلاه قوارير وأسفله حديد، فركب الريح يوما فمر بحراث يحرث فنظر إليه الحراث. فقال:

لقد أوتي آل داود ملكا عظيما، فحملت الريح كلامه فألقته في أذن سليمان عليه السلام، قال فنزل حتى أتى الحراث وقال: إنى سمعت قولك وإنما مشيت إليك لئلا تتمنى ما لا تقدر عليه، لتسبيحة واحدة يتقبلها الله تعالى منك خير مما أوتي آل داود. فقال الحراث: أذهب الله همك كما أذهبت همي.

• حدثنا عمر بن أحمد بن شاهين قال ثنا أحمد بن محمد بن زياد قال ثنا محمد ابن غالب قال ثنا أبو المعتمر بن أخي بشر بن منصور عن داود بن أبي هند عن وهب بن منبه. قال: قرأت في بعض الكتب التي أنزلت من السماء، إن الله تعالى قال لإبراهيم عليه السلام أتدري لم اتخذتك خليلا؟ قال: لا يا رب.

قال: لذل مقامك بين يدي فى الصلاة.

ص: 59

• حدثنا عبد الله بن أحمد

(1)

قال ثنا أبو الطيب الشعرانى قال ثنا الحسن ابن الحكم قال ثنا يزيد بن أبي حكيم قال ثنا الحكم بن أبان. قال: نزل بي ضيف من أهل صنعاء فقال سمعت وهب بن منبه يقول: إن لله تعالى في السماء السابعة دارا يقال لها البيضاء تجتمع فيها أرواح المؤمنين، فإذا مات الميت من أهل الدنيا تلقته الأرواح فيسائلونه عن أخبار الدنيا كما يسائل الغائب أهله إذا قدم عليهم.

• حدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا أبو شعيب الحراني قال ثنا جدي أحمد بن أبي شعيب. قال: ثنا القشيري عن محمد بن زياد عن وهب بن منبه.

قال: من جعل شهوته تحت قدمه فزع الشيطان من ظله، ومن غلب حلمه هواه فذاك العالم الغلاب.

• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا غوث بن جابر قال سمعت أبا الهذيل قال سمعت وهب بن منبه يقول: قال الله لموسى عليه السلام بعزتي يا ابن عمران لو أن هذه النفس التي وكزت فقتلت اعترفت لي ساعة من ليل أو نهار بأني لها خالق أو رازق لأذقتك فيها طعم العذاب، ولكني عفوت عنك أمرها أنها لم تعترف لي ساعة من ليل أو نهار أني لها خالق أو رازق.

• حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال ثنا إسماعيل بن يزيد القطان قال ثنا إبراهيم بن الأشعث قال قال فضيل بن عياض. قال وهب بن منبه: أوحى الله تعالى إلى بعض أنبيائه بعيني ما يتحمل المتحملون من أجلي، وما يكابد المكابدون في طلب مرضاتي، فكيف بهم إذا صاروا إلى دارى، وتبحبحوا فى رياض رحمتى، هنا لك فليبشر المصفون لله أعمالهم بالنظر العجيب من الحبيب القريب، أتراني أنسى لهم عملا؟ فكيف وأنا ذو الفضل العظيم، أجود على المولين عني فكيف بالمقبلين علي، وما غضبت على شيء كغضبي على من أخطأ خطيئة فاستعظمها فى جنب عفوى، ولو تعاجلت بالعقوبة أحدا

(1)

فى ج: محمد.

ص: 60

وكانت العجلة من شأني لعاجلت القانطين من رحمتي، ولو رآني خيار المؤمنين كيف أستوهبهم ممن اعتدوا عليه، ثم أحكم لمن وهبهم بالخلد المقيم؛ ما اتهموا فضلي وكرمي. فكيف وأنا الديان الذي لا تحل معصيتي، وأنا الديان الذي أطاع برحمتي، ولا حاجة لي بهوان من خاف مقامي، ولو رآني عبادي يوم القيامة كيف أرفع قصورا تحار فيها الأبصار فيسألوني لمن ذا؟ فأقول: لمن رهب مني

(1)

ولم يجمع على نفسه معصيتى والقنوط من رحمتي، وإني مكافئ على المدح فامدحوني.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا عبد الله بن محمد بن زكرياء قال ثنا سلمة بن شبيب قال ثنا سهل بن عاصم قال ثنا عبد الله بن محمد بن عقبة قال حدثني عبد الرحمن أبو طالوت قال حدثني مهاجر الأسدي عن وهب بن منبه.

قال: مر عيسى بن مريم بقرية قد مات أهلها، إنسها وجنها وهوامها وأنعامها وطيورها، فقام صلوات الله عليه ينظر إليها ساعة، ثم أقبل على أصحابه فقال:

مات هؤلاء بعذاب الله ولو ماتوا بغير ذلك ماتوا متفرقين. قال: ثم ناداهم عيسى يا أهل القرية. قال: فأجابه مجيب لبيك يا روح الله! فقال: ما كانت جنايتكم؟. قال: عبادة الطاغوت وحب الدنيا. قال: وما كانت عبادتكم الطاغوت؟ قال: الطاعة لأهل معاصي الله. قال: فما كان حبكم للدنيا؟ قال كحب الصبي لأمه كنا إذا أقبلت فرحنا، وإذا أدبرت حزنا، مع أمل بعيد وإدبار عن طاعة الله تعالى وإقبال في سخط الله عز وجل. قال: فكيف كان شأنكم؟ قال: بتنا ليلة في عافية وأصبحنا في هاوية. قال عيسى: وما الهاوية؟ قال سجين. قال: وما سجين؟ قال جمرة من نار مثل أطباق الدنيا كلها دفنت أرواحنا فيها. قال: فما بال أصحابك لا يتكلمون؟ قال:

لا يستطيعون أن يتكلموا. قال: عيسى وكيف ذاك؟ قال: هم ملجمون بلجام من نار. قال: فكيف كلمتني أنت من بينهم؟ قال: انى قد كنت فيهم ولم أكن على حالهم، فلما جاء البلاء عمني معهم، وأنا معلق بشعرة فى الهاوية

(2)

(1)

فى المختصر: لمن وهب لى

(2)

فى ج: الهواء.

ص: 61

لا أدري أأكردس في النار أم أنجو؟ فقال عيسى عليه السلام: بحق أقول لكم لأكل خبز الشعير وشرب ماء القراح والنوم على المزابل مع الكلاب، لكثير مع عافية الدنيا والآخرة.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عبيد الله بن محمد الصنعاني قال ثنا أبو قدامة همام بن سلمة بن عقبة قال ثنا غوث بن جابر قال ثنا عقيل بن معقل بن منبه. قال سمعت عمي وهب بن منبه يقول: الأجر مفروض ولكن لا يستوجبه من لا يعمل له، ولا يجده من لا يبتغيه، ولا يبصره من لا ينظر إليه، وطاعة الله عز وجل قريبة ممن يرغب فيها، بعيدة ممن زهد فيها، ومن يحرص عليها يتبعها، ومن لا يحبها لا يجدها، لا يستو من سعى إليها ولا يدركها من أبطأ عنها، وطاعة الله تشرف من أكرمها وتهين من أضاعها، وكتاب الله عز وجل يدل عليها، والإيمان بالله يحض عليها، والحكمة تزينها بلسان الرجل الحليم، ولا يكون المرء حليما حتى يطيع الله عز وجل، ولا يعصي الله إلا أحمق، وكما لا يكمل نور النهار إلا بالشمس ولا يعرف الليل إلا بغروب الشمس، كذلك لا يكمل الحلم إلا بطاعة الله، ولا يعصي الله حليم. كما لا تطير الدابة إلا بجناحين ولا يستطيع من لا جناح له أن يطير، كذلك لا يطيع الله من لا يعمل له، ولا يطيق عمل الله من لا يطيعه، وكما لا مكث للنار في الماء حتى تطفئ كذلك لا مكث للرياء من العمل حتى يبور. وكما يبدي سر الزانية حبلها ويخزيها ويفضحها، كذلك يفتضح بالعمل السيئ من كان يغر الجليس بالقول الحسن إذا قال ما لا يفعل. وكما تكذب معذرة السارق السرقة إذا ظهر عليها عنده، كذلك تكذب معصية القارئ إذا كان يعملها وتبين أنه لم يرد بقراءته وجه الله تعالى.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن النضر قال ثنا علي بن بحر بن بري قال ثنا إسماعيل بن عبد الكريم قال ثنا عبد الصمد بن معقل قال سمعت وهبا يقول في مزامير آل داود: طوبى لرجل لا يسلك سبيل الخطائين، ولا يجالس البطالين، ويستقيم على عبادة ربه. فمثله كمثل شجرة ثابتة على ساقية لا يزال

ص: 62

فيها الماء يفضل بثمرتها في زمن الثمار، فلا تزال خضراء في غير الثمار.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن جعفر بن أعين قال ثنا خالد بن خداش قال ثنا محمد بن الحسن بن آتش

(1)

عن عمران بن عبد الرحمن عن وهب. قال: إذا قامت الساعة صرخت الحجارة صراخ النساء، وقطرت العضاه دما.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن علي الصايغ قال ثنا محمد بن أبي عمر العدني قال ثنا فرج بن سعيد قال ثنا منصور بن شيبة المازني - ثقة - عن وهب. قال: ما من شيء إلا يبدو صغيرا ثم يكبر، إلا المصيبة فإنها تبدو كبيرة ثم تصغر.

• حدثنا سليمان قال ثنا علي بن المبارك قال ثنا زيد بن المبارك قال ثنا محمد بن ثور عن المنذر بن النعمان عن وهب. قال: وقف سائل على باب داود عليه السلام فقال يا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، تصدقوا علينا بشيء، رزقكم الله رزق التاجر المقيم في أهله. فقال داود: اعطوه؛ فو الذى نفسي بيده إنها لفي الزبور.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا علي بن المبارك قال ثنا زيد بن المبارك قال ثنا محمد بن ثور عن المنذر عن وهب. قال: من عرف بالكذب لم يجز صدقه، ومن عرف بالصدق ائتمن على حديثه، ومن أكثر الغيبة والبغضاء لم يوثق منه بالنصيحة، ومن عرف بالفجور والخديعة لم يوثق إليه في المحبة، ومن انتحل فوق قدره جحد قدره، ولا يحسن فيه ما يقبح في غيره

(2)

.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار قال ثنا داود بن عمرو عن إسماعيل بن عياش قال حدثني عبد الله بن عثمان بن خثيم. قال: قدم علينا وهب فطفق لا يشرب ولا يتهيأ

(3)

ولا يتوضأ إلا من ماء زمزم. فقيل له: ما لك عن الماء العذب؟ فقال: ما أنا بالذي أشرب ولا أتوضأ

(1)

فى ز: ابن انس وفى ج اتش والتصحيح (بمد الالف) من الخلاصة.

(2)

كذا فى المختصر وفى الاصلين: فيك، فى غيرك

(3)

ولا يتهيأ زيادة عن الازهرية.

ص: 63

حتى أخرج منها إلا من ماء زمزم، وإنكم لا تدرون ما ماء زمزم؟ والذي نفس وهب بيده إنها لفي كتاب الله طعام طعم وشفاء سقم، والذي نفس وهب بيده إنها لفي كتاب الله لا يتعمد إليها امرؤ من الناس يتضلع منها ريا ابتغاء بركتها إلا نزعت داء وأحدثت له شفاء. قال وقال: النظر في زمزم عبادة، والنظر فى زمزم يحط الخطايا حطا.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمود بن أحمد بن الفرج قال ثنا عباس ابن يزيد قال ثنا عبد الرزاق قال ثنا بكار بن عبد الله قال سمعت وهب بن منبه يقول: مسخ بخت نصر أسدا فكان ملك السباع، ثم مسخ نسرا فكان ملك الطير، ثم مسخ ثورا فكان ملك الدواب، وهو في ذلك يعقل عقل الإنسان وكان ملكه قائما يدبر، ثم رد الله روحه فدعا إلى توحيد الله. وقال:

كل إله باطل إلا إله السماء. قال بكار: فقيل لوهب أمؤمنا مات؟ فقال: وجدت أهل الكتاب قد اختلفوا فيه، فقال بعضهم قد آمن قبل أن يموت، وقال بعضهم. قتل الأنبياء وحرق الكتب وخرب بيت المقدس فلم تقبل منه التوبة.

• حدثنا عمر بن أحمد ثنا شاهين قال ثنا محمد بن ابى إسماعيل الشعراني قال ثنا يحيى بن عبد الباقي قال ثنا علي بن الحسن قال ثنا عبد الله بن أخي وهب. قال حدثني عمي وهب بن منبه قال: كان رجل بمصر فسألهم ثلاثة أيام أن يطعموه فلم يطعموه، فمات في اليوم الرابع فكفنوه ودفنوه، فأصبحوا والكفن في محرابهم مكتوب عليه: قتلتموه حيا وبررتموه ميتا. قال يحيى: فأنا رأيت القرية التي مات فيها الرجل وما بها أحد إلا وله بيت ضيافة، لا غني ولا فقير

(1)

.

ويحيى هذا هو ابن عبد الباقي مذكور في سند الشيخ رحمه الله.

• حدثنا أبي قال ثنا إسحاق بن إبراهيم قال ثنا محمد بن سهل بن عسكر قال ثنا عبد الرزاق قال ثنا بكار عن وهب. قال: إذا دخلت الهدية من الباب، خرج الحق من الكوة.

• حدثنا الآجري قال ثنا عبد الله بن محمد العطشي قال ثنا إبراهيم بن

(1)

هذه الزيادة فى المختصر.

ص: 64

الجنيد ثنا إبراهيم بن سعيد عن عبد المنعم بن إدريس عن عبد الصمد عن وهب بن منبه. قال: مر نبي من الأنبياء على عابد في كهف جبل فمال إليه فسلم عليه، فلما رد عليه السلام ثم قال له النبي: يا عبد الله مذ كم أنت هاهنا؟ قال منذ ثلاثمائة سنة، قال: فمن أين معيشتك؟ قال: من ورق الشجر. قال: فمن أين شرابك؟ قال: من ماء العيون. قال: فأين تكون في الشتاء؟ قال: تحت هذا الجبل. قال: وكيف صبرك على العبادة؟ قال وكيف لا أصبر، وإنما هو يومي إلى الليل. وأما أمس فقد مضى بما فيه، وأما غد فلم يأت. قال: فعجب النبي من حكمة قوله -: إنما هو يومي إلى الليل.

• حدثنا أبو بكر الآجري قال ثنا عبد الله بن محمد العطشي قال ثنا إبراهيم بن الجنيد قال حدثني إبراهيم بن سعيد عن عبد المنعم عن عبد الصمد عن وهب. أن رجلا من العباد قال لمعلمه: قد قطعت الهوى فلست أهوى من الدنيا شيئا. فقال له معلمه: أتفرق بين النساء والدواب إذا رأيتهن معا؟ قال نعم! قال: أفتفرق بين الدنانير والحصى إذا رأيتهن معا؟ قال نعم! قال:

يا بني إنك لم تقطع الهوى عنك ولكنك قد أوثقته.

• حدثنا أبو بكر الآجري قال ثنا عبد الله بن محمد العطشي قال ثنا إبراهيم بن الجنيد قال ثنا محفوظ بن الفضل بن عمر قال ثنا غوث بن جابر بن غيلان بن منبه قال حدثني عقيل بن معقل عن وهب. قال: اعمل في نواحي الدين الثلاث

(1)

فإن للدين نواحي ثلاثا هن جماع الأعمال الصالحة لمن أراد جمع الصالحات، أو لهن تعمل شكرا لله بالأنعم الكثيرة الغاديات الرائحات الظاهرات الباطنات الحديثات القديمات، فيعمل المؤمن شكرا لهن ورجاء تمامهن، والناحية الثانية من الدين رغبة في الجنة التي ليس لها ثمن وليس لها مثل ولا يزهد فيها إلا سفيه، والناحية الثالثة تعمل فرارا من النار التي ليس عليها صبر ولا لأحد بها طاقة ولا يدان، وليست مصيبتها كالمصيبات ولا حزنها كالحزن، نبأها عظيم وشأنها شديد وخزيها فظيع ولا يغفل عن الفرار

(1)

فى ج: الثالث

ص: 65

والتعوذ بالله منها إلا سفيه أحمق خاسر، قد خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد قال ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه قال ثنا إسحاق بن راهويه قال أنبأنا عبد الملك بن محمد الزماري قال أخبرني محمد بن سعيد بن رمانة قال أخبرني أبي. قال قيل لوهب بن منبه: أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله؟ قال: بلى! ولكن ليس من مفتاح إلا وله أسنان من أتى الباب بأسنانه فتح له، ومن لم يأت الباب بأسنانه لم يفتح له.

• حدثنا أبي قال ثنا إسحاق بن إبراهيم قال ثنا محمد بن سهل قال ثنا إسماعيل بن عبد الكريم قال ثنا عبد الصمد بن معقل. أنه سمع وهب بن منبه يقول: إن ابن ملك ركب في قومه وهو شارب فصرع من فرسه فدق عنقه، فغضب أبوه وحلف أن يقتل أهل تلك القرية وطأ بالأفيال والخيل والرجال، فتوجه إليهم وسقى الأفيال والخيل والرجال الخمر. فقال: طئوهم بالأفيال فما أخطأت الأفيال فلتطأه الخيل وما أخطأت الخيل فلتطأه الرجال. فلما رأى ذلك أهل القرية خرجوا بأجمعهم فعجوا إلى الله يدعونه، فبينما هم على ذلك إذ نزل فارس من السماء فوقع بينهم، فنفرت الأفيال فعطفت على الخيل وعطفت الخيل على الرجال، فقتل هو ومن معه وطأ بالأفيال والخيل.

• حدثنا أبي ثنا إسحاق ثنا محمد ثنا عبد الرزاق قال أنبأنا المنذر بن النعمان. أنه سمع وهب بن منبه يقول: قال الله تعالى لصخرة بيت المقدس؛ لأضعن عليك عرشى، ولا حشرن عليك خلقي، وليأتينك داود يومئذ راكبا.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا محمد بن رافع قال ثنا إبراهيم بن خالد قال ثنا عمر بن عبيد عن سماك بن الفضل. قال سمعت وهب بن منبه يقول: إني لا تفقد أخلاقي؛ ما فيها شيء يعجبني.

• حدثنا أبو حامد قال ثنا محمد قال ثنا إسحاق بن منصور ومحمد بن سهل قالا ثنا عبد الرزاق قال أخبرني أبي. قال سمعت وهب بن منبه يقول: ربما صليت الصبح

ص: 66

بوضوء العتمة.

• حدثنا الحسن بن محمد ثنا يعقوب بن عبد الرحمن الجصاص ثنا يوسف ابن الحسن

(1)

ثنا محمد بن عبد الله المصيصي قال ثنا إسماعيل بن معمر قال ثنا بقية بن الوليد عن زيد بن خالد بن معدان عن وهب بن منبه. قال: كان نوح عليه السلام من أجمل أهل زمانه قال، وكان يلبس البرقع. قال:

فأصابتهم مجاعة فى السفينة فكان نوح إذا تجلى لهم بوجهه شبعوا.

• حدثنا الحسن بن محمد قال ثنا محمد بن أحمد الأثرم ثنا أحمد بن منصور ثنا إبراهيم بن خالد ثنا عمر بن عبد الرحمن بن مهرب. قال سمعت وهب بن منبه يقول: قال عيسى عليه السلام للحواريين بحق أقول لكم، ان أشدكم جزعا على المصيبة، أشدكم حبا للدنيا.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا أحمد بن موسى العدني ثنا إسماعيل بن سعيد الكسائي قال ثنا كثير بن هشام عن جعفر بن برقان. قال بلغنا أن وهب ابن منبه كان يقول: طوبى لمن نظر في عيبه عن عيب غيره، وطوبى لمن تواضع لله من غير مسكنة، ورحم أهل الذل والمسكنة، وتصدق من مال جمع من غير معصية، وجالس أهل العلم والحلم وأهل الحكمة، ووسعته السنة ولم يتعدها الى البدعة.

• حدثنا أبي قال ثنا أحمد بن محمد بن عمر قال ثنا أبو بكر بن عبيد قال حدثني محمد بن الفرات

(2)

ثنا سيار ثنا جعفر ثنا عبد الصمد بن معقل عن وهب بن منبه. قال: وجدت في زبور آل داود، يا داود هل تدري من أسرع الناس مرا على الصراط؟ الذين يرضون بحكمي وألسنتهم رطبة من ذكري. هل تدري أي الفقراء أفضل؟ الذين يرضون بحكمي وبقسمي ويحمدونني على ما أنعمت عليهم. هل تدري يا داود أي المؤمنين أعظم عندي منزلة؟ الذي هو بما أعطى أشد فرحا منه بما حبس.

(1)

فى ج: ابن الحسين

(2)

فى ج: محمد بن الحارث الفران، والصحيح ما كتبناه وقد تقدم هذا الخبر

ص: 67

• حدثنا محمد بن أحمد بن أبان حدثني أبي ثنا عبد الله بن محمد ثنا حجاج ثنا عبد الله بن عمر بن إبراهيم بن كيسان قال حدثني عبد الله بن صفوان - وهو ابن بنت وهب. قال قال وهب: عبد الله عابد خمسين سنة، فأوحى الله إليه أني قد غفرت لك. قال: أي رب وما تغفر لي ولم أذنب؟ فأذن الله لعرق في عنقه فضرب عليه فلم ينم ولم يصل، ثم سكن فنام. فأتاه الملك فشكى إليه.

فقال: ما لقيت من ضربان العرق؟ فقال الملك: إن ربك يقول عبادتك خمسين سنة تعدل سكون هذا العرق.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني عبد الله ابن محمد بن عون ثنا روح بن عبد الرحمن عن شيخ من بني تميم عن وهب.

قال: رءوس النعم ثلاثة، فأولها نعمة الإسلام التي لا تتم نعمة إلا بها، والثانية نعمة العافية التي لا تطيب الحياة إلا بها، والثالثة نعمة الغنى التي لا يتم العيش إلا بها.

• حدثنا أبي ثنا أحمد ثنا أبو بكر ثنا الحسن بن يحيى بن كثير العنبري قال ثنا خزيمة أبو

(1)

محمد العابد. قال: مر وهب بن منبه بمبتلى أعمى مجذوم مقعد عريان به وضح، وهو يقول الحمد لله على نعمته. فقال رجل كان مع وهب: أي شيء بقي عليك من النعمة تحمد الله عليها. فقال: له المبتلى ارم ببصرك إلى أهل المدينة فانظر إلى كثرة أهلها، أولا أحمد الله أنه ليس فيها أحد يعرفه غيري!.

• حدثنا أبي ثنا أحمد ثنا أبو بكر حدثني علي بن أبي جعفر قال ثنا عبد الله بن أبي صالح قال ثنا نافع بن يزيد عن عامر بن مرة. قال كان ابن منبه يقول: المؤمن يخالط ليعلم، ويسكت ليسلم، ويتكلم ليفهم، ويخلو لينعم.

• حدثنا أبي ثنا أحمد ثنا أبو بكر قال حدثني محمد بن الحسين قال ثنا الوليد بن صالح قال ثنا أبو كثير اليماني لقيته سنة سبعين

(2)

. قال قال وهب ابن منبه: المؤمن مفكر مذكر مزدجر، تفكر فعلته السكينة، وتذكر فوصل القربة، وازدجر فباين الحوبة، سكن فتواضع، قنع فلم بهتم، رفض

(1)

فى المختصر: ابن محمد.

(2)

فى تحصيل البغية: سنة تسعين.

ص: 68

الشهوات فصار حرا، ألقى الحسد فظهرت له المحبة، زهد في كل فان فاستكمل العقل، رغب في كل باق فعقل المعرفة. فقلبه متعلق بهمه، وهمه موكل بمعاده، لا يفرح إذا فرح أهل الدنيا لفرحهم، بل حزنه عليه سرمدا فهو دهره محزون، وفرحه إذا ما نامت العيون، يتلو كتاب الله يردده على قلبه فمرة يفزع قلبه، ومرة تهمل عيناه، يقطع الله عنه الليل بالتلاوة، ويقطع عنه النهار بالخلوة، مفكرا في ذنوبه، مستصغرا لأعماله. قال وهب: فهذا ينادى يوم القيامة فى ذلك الجمع العظيم على رؤوس الخلائق، قم أيها الكريم فادخل الجنة.

• حدثنا أبو محمد بن أحمد بن أبان قال حدثني أبي قال ثنا عبد الله بن عبيد قال ثنا أبو عبد الله بن إدريس عن أبي زكريا التيمي. قال: بينما سليمان ابن عبد الملك في المسجد الحرام إذ أتي بحجر منقوش، فطلب من يقرأه له فأتي بوهب بن منبه فقرأه، فإذا فيه: ابن آدم إنك لو رأيت قرب ما بقي من اجلك لزهدت فى طويل أملك، ولرغبت في الزيادة من عملك، ولقصرت من حرصك وحيلك، وإنما يلقاك غدا ندمك، وقد زلت بك قدمك، وأسلمك أهلك وحشمك، فبان منك الوليد القريب، ورفضك الوالد والنسيب، فلا أنت إلى دنياك عائد، ولا في حسناتك زائد، فاعمل ليوم القيامة، قبل الحسرة والندامة.

قال: فبكى سليمان بكاء شديدا.

• حدثنا محمد بن علي قال ثنا أحمد بن علي بن المثنى قال ثنا إبراهيم بن سعيد قال ثنا عبد الرحمن بن مسعود عن ثور. قال قال وهب بن منبه: الويل لكم إذا سماكم الناس صالحين.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبيد بن محمد الكشورى ثنا همام بن سلمة ابن عقبة قال ثنا غوث بن جابر قال ثنا عقيل بن معقل بن منبه. قال سمعت عمي وهب بن منبه يقول: يا بني أخلص طاعة الله بسريرة ناصحة يصدق الله فيها فعلك في العلانية، فإن من فعل خيرا ثم أسره إلى الله فقد اصاب موضعه وابلغه قراره، وإن من أسر عملا صالحا لم يطلع عليه أحد إلا الله فقد اطلع عليه من هو حسبه، واستودعه حفيظا لا يضيع أجره، فلا تخافن على عمل

ص: 69

صالح أسررته إلى الله عز وجل ضياعا، ولا تخافن من ظلمة ولا هضمة، ولا تظنن أن العلانية هي أنجح من السريرة، فان مثل العلانية مع السريرة، كمثل ورق الشجر مع عرقها، العلانية ورقها، والسريرة عرقها، إن نخر العرق هلكت الشجرة كلها ورقها وعودها، وإن صلحت صلحت الشجرة كلها ثمرها وورقها، فلا يزال ما ظهر من الشجرة في خير ما كان عرقها مستخفيا لا يرى منه شيء. كذلك الدين لا يزال صالحا ما كان له سريرة صالحة يصدق الله بها علانيته، فإن العلانية تنفع مع السريرة الصالحة كما ينفع عرق الشجرة صلاح فرعها، وان كان حياتها من قبل عرقها فإن فرعها زينتها وجمالها، وإن كانت السريرة هي ملاك

(1)

الدين فإن العلانية معها تزين الدين وتجمله، إذا عملها مؤمن لا يريد بها إلا رضاء ربه عز وجل.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا علي بن إسحاق قال ثنا حسين المروزي قال ثنا الهيثم بن جميل قال ثنا صالح المري عن أبان عن وهب. قال:

قرأت في الحكمة للكفر أربعة أركان؛ ركن منه الغضب، وركن منه الشهوة، وركن منه الطمع، وركن منه الخوف.

• حدثنا أبي ثنا إسحاق بن إبراهيم الختلي ثنا عبد الله بن محمد بن عقبة ثنا الصلت بن حكيم عن عمران عن وهب. قال: أوحى الله تعالى الى موسى، إذا دعوتنى فكن خائفا مشفقا وجلا، وعفر خدك بالتراب واسجد لي بمكارم وجهك وبدنك، واسألني حين تسألني بخشية من قلب وجل، واخشني

(2)

أيام الحياة، وعلم الجاهل آلائى، وقل لعبادى: لا يتمادوا في غي ما هم فيه، فإن أخذي أليم شديد.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا عبد الملك ابن عبد العزيز النسائي ثنا حماد بن سلمة عن أبي سنان عن وهب. قال: إن لله تعالى ثمانية عشر الف عالم، الدنيا منها عالم واحد، وما العمارة فى الخراب إلا كفسطاط فى الصحراء.

(1)

فى المختصر: ملاذ الدين

(2)

فى ز: وأحسن

ص: 70

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا الحسن بن محمد ثنا أبو زرعة ثنا عبد الحميد بن موسى بن خلف ثنا أبي عن مالك بن دينار عن وهب بن منبه. قال: قرأت في بعض الكتب ابن آدم لا خير لك في أن تعلم ما لا تعلم ولم تعمل بما علمت، فإن مثل ذلك كرجل احتطب حطبا فحزم حزمة فذهب يحملها فعجز عنها فضم إليها أخرى.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا الحسن بن محمد ثنا أبو زرعة ثنا سعيد بن أسد قال ثنا ضمرة عن رجاء - يعني ابن أبي سلمة - عن وهب. قال: كسي أهل النار والعري كان خيرا لهم، وأعطوا الحياة والموت كان خيرا لهم.

• حدثنا محمد بن علي حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا داود بن الزبير بن مصحح قال ثنا حفص بن ميسرة. قال سمعت وهب بن منبه يقول: قال داود:

اللهم أيما فقير سأل غنيا فتصام عنه فأسألك إذا دعاك أن لا تجيبه، وإذا سألك أن لا تعطيه.

• حدثنا أبي ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا أحمد بن أصرم ثنا محمد بن يحيى ثنا أصرم بن حوشب عن أبي عمر الصنعاني عن إبراهيم بن فارس عن وهب.

قال: اتخذوا اليد عند المساكين، فإن لهم يوم القيامة دولة.

• حدثنا محمد بن علي ثنا أبو العباس بن زيادة بن الطفيل ثنا محمد بن أبي السري ثنا إسماعيل بن عبد الكريم عن عبد الصمد بن معقل عن وهب بن منبه.

قال: مثل من تعلم علما لا يعمل به كمثل طبيب معه دواء

(1)

لا يتداوى به.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا نوح بن حبيب ثنا عنبر

(2)

مولى الفضل بن أبي عياش. قال: كنت جالسا مع وهب بن منبه فأتاه رجل فقال إني مررت بفلان وهو يشتمك، فغضب فقال ما وجد الشيطان رسولا غيرك، فما برحت من عنده حتى جاءه ذلك الرجل الشاتم فسلم على وهب فرد عليه ومديده وصافحه واجلسه الى جنبه.

(1)

فى ز والمختصر: معه شفاء.

(2)

كذا فى المختصر وفى ج: منبر وفى الخلاصة:

منبر بن الزبير وهو من هذه الطبقة.

ص: 71

• حدثنا محمد بن علي ثنا أبو العباس بن الطفيل ثنا محمد بن المتوكل قال حدثني النضر بن محرز ثنا ابن جريج عن ابن طاوس. قال سمعت وهب بن منبه. قال: قرأت في بعض الكتب، ابن آدم احتل لدينك، فإن رزقك سيأتيك.

أسند وهب عن عدة من الصحابة رضي الله عنهم منهم: ابن عباس، وجابر، والنعمان بن بشير، وروى عن أبي هريرة، ومعاذ بن جبل، وعن أخيه، وعن طاوس.

وروى عنه من التابعين عدة منهم: عمرو بن دينار، وعبد العزيز بن رفيع، ووهب بن كيسان، وزيد بن أسلم، وموسى بن عقبة، وعطاء بن السائب، وعمار الدهني، ومحمد بن جحادة، وأبان بن أبي عياش.

حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن الحسن بن كيسان قال ثنا أبو حذيفة قال ثنا سفيان عن أبي موسى عن وهب بن منبه عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سكن البادية جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى السلطان افتتن» . رواه أبو نعيم وأبو قرة عن سفيان نحوه، وأبو موسى هو اليماني لا نعرف له اسما.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا يحيى بن محمد مولى بني هاشم قال ثنا يحيى بن حسان قال ثنا هشام بن سليمان المخزومي عن سفيان الثوري عن أبي موسى عن وهب بن منبه عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة من أتى ذات محرم» . غريب من حديث الثوري تفرد به هشام ولم نكتبه إلا من حديث يحيى بن حسان

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا الحسين بن حفص قال ثنا سفيان عن أبي موسى اليماني عن وهب بن منبه عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بعثت مرحمة وملحمة، ولم ابعث تاجرا ولا زراعا، ألا وإن شرار هذه الأمة التجار والزراعون إلا من شح على نفسه» . هذا حديث غريب من حديث الثورى تفرد به الحسن

• حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا محمد بن العباس بن أيوب

ص: 72

قال ثنا الحسن بن عرفة قال ثنا الوليد بن الفضل العنزي قال ثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن وهب بن منبه عن ابن عباس. قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث رجالا إلى البلدان يدعون الناس إلى الإسلام، فقال رجل: لو بعثت أبا بكر وعمر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أبو بكر وعمر لا غنى بي عنهما إن أبا بكر وعمر من الإسلام بمنزلة السمع والبصر من الإنسان» . كذا قال الحسن بن عرفة عبد الله بن إدريس وإنما هو عبد المنعم ابن ادريس، والحديث غريب تفرد به الوليد بن الفضل عنه.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن أحمد بن البراء قال ثنا عبد المنعم ابن

(1)

إدريس بن سنان عن أبيه عن وهب بن منبه عن جابر بن عبد الله وابن عباس. قالا: لما نزلت {إذا جاء نصر الله والفتح} إلى آخر السورة قال محمد صلى الله عليه وسلم: «يا جبريل نفسي قد نعيت، قال جبريل الآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا لا أن ينادي بالصلاة جامعة، فاجتمع المهاجرون والأنصار إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى بالناس ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم خطب خطبة وجلت منها القلوب، وبكت منها العيون، ثم قال: أيها الناس أي نبي كنت لكم؟ قالوا جزاك الله من نبي خيرا، فلقد كنت لنا كالأب الرحيم، وكالأخ الناصح المشفق، أديت رسالات الله، وأبلغتنا وحيه، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، فجزاك الله عنا أفضل ما جزى نبيا عن أمته، فقال لهم معاشر المسلمين: أنا أنشدكم بالله وبحقي عليكم، من كانت له قبلي مظلمة فليقم فليقتص منى قبل القصاص في القيامة. فلم يقم إليه أحد فناشدهم الثانية فلم يقم اليه احد، فناشدهم الثالثة معاشر المسلمين من كانت له قبلي مظلمة فليقم فليقتص مني قبل القصاص في يوم القيامة، فقام من بين المسلمين شيخ كبير يقال له عكاشة، فتخطى المسلمين حتى وقف بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: فداك أبي وأمي لولا أنك

(1)

فى ج بين السطرين: تحت اسم عبد المنعم كذاب وضاع

ص: 73

ناشدتنا مرة بعد أخرى ما كنت بالذي أتقدم على شيء منك، كنت معك في غزاة فلما فتح الله علينا ونصر نبيه صلى الله عليه وسلم وكنا في الانصراف، حاذت ناقتى ناقتك، فنزلت عن الناقة ودنوت منك لا قبل فخذك فرفعت القضيب فضربت خاصرتي، فلا أدري أكان عمدا منك أم أردت ضرب الناقة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عكاشة أعيذك بجلال الله أن يتعمدك رسول الله بالضرب، يا بلال انطلق إلى منزل فاطمة وائتني بالقضيب الممشوق فخرج بلال من المسجد ويده على أم رأسه وهو ينادي هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي القصاص من نفسه، فقرع الباب على فاطمة فقال يا ابنة رسول الله ناولينى القضيب الممشوق، فقالت فاطمة: يا بلال وما يصنع أبي بالقضيب وليس هذا يوم حج ولا يوم غزاة. فقال: يا فاطمة ما أغفلك عما فيه أبوك؟ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يودع الدين ويفارق الدنيا ويعطي القصاص من نفسه، فقالت فاطمة: يا بلال ومن الذي تطيب نفسه أن يقتص من رسول الله؟ يا بلال إذا فقل للحسن والحسين يقومان إلى هذا الرجل فيقتص منهما ولا يدعانه يقتص من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودخل بلال المسجد ودفع القضيب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودفع رسول صلى الله عليه وسلم القضيب إلى عكاشة، فلما نظر أبو بكر وعمر إلى ذلك قاما فقالا: يا عكاشة ها نحن بين يديك فاقتص منا ولا تقتص من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: امض يا أبا بكر وأنت يا عمر فامض، فقد عرف الله تعالى مكانكما ومقامكما، فقام علي بن أبي طالب فقال:

يا عكاشة إنا في الحياة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تطيب نفسي أن تضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا ظهرى وبطنى اقتص مني بيدك واجلدني مائة ولا تقتص من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا علي اقعد فقد عرف الله عز وجل مقامك ونيتك، وقام الحسن والحسين فقالا: يا عكاشة أليس تعلم أنا سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم فالقصاص منا كالقصاص من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال

ص: 74

لهما النبي صلى الله عليه وسلم: اقعدا يا قرة عيني لا نسي الله لكما هذا المقام.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا عكاشة اضرب إن كنت ضاربا، فقال:

يا رسول الله ضربتني وأنا حاسر عن بطني، فكشف عن بطنه صلى الله عليه وسلم، وصاح المسلمون بالبكاء وقالوا أترى عكاشة ضاربا بطن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فلما نظر عكاشة إلى بياض بطن النبى صلى الله عليه وسلم كأنه القباطي لم يملك أن أكب عليه فقبل بطنه وهو يقول: فداك أبي وأمي ومن تطيق نفسه أن يقتص منك؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إما أن تضرب وإما أن تعفو. فقال: قد عفوت عنك رجاء أن يعفو الله عنى فى يوم القيامة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من أراد أن ينظر إلى رفيقي في الجنة فلينظر إلى هذا الشيخ؟ فقام المسلمون فجعلوا يقبلون ما بين عينيه، ويقولون طوباك طوباك نلت درجات العلى ومرافقة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم من يومه فكان مريضا ثمانية عشر يوما يعوده الناس.

وكان صلى الله عليه وسلم ولد يوم الإثنين، وبعث يوم الإثنين وقبض في يوم الإثنين، فلما كان يوم الأحد ثقل في مرضه فأذن بلال بالأذان ثم وقف بالباب، فنادى السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله الصلاة يرحمك الله! فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت بلال فقالت فاطمة: يا بلال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم مشغول بنفسه، فدخل بلال المسجد فلما أسفر الصبح قال والله لا أقيمها أو أستأذن سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرجع وقام بالباب ونادى السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله الصلاة يرحمك الله! فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت بلال فقال، ادخل يا بلال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشغول بنفسه، مر أبا بكر يصلي بالناس، فخرج ويده على أم رأسه وهو يقول: وا غوثاه بالله! وانقطاع رجائي، وانقصام ظهري، ليتني لم تلدني أمي وإذ ولدتني ليتني لم أشهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا اليوم؟ ثم قال: يا أبا بكر ألا إن رسول الله صلى الله عليه

ص: 75

وسلم أمرك أن تصلي بالناس، فتقدم أبو بكر رضي الله عنه للناس وكان رجلا رقيقا فلما نظر إلى خلو المكان من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتمالك أن خر مغشيا عليه، وصاح المسلمون بالبكاء فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ضجيج الناس. فقال: ما هذه الضجة: فقالوا؟ ضجة المسلمين لفقدك يا رسول الله! فدعا النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب والعباس رضى الله تعالى عنهما فاتكأ عليهما، فخرج إلى المسجد فصلى بالناس ركعتين خفيفتين، ثم أقبل بوجهه المليح عليهم فقال: معشر المسلمين استودعتكم الله أنتم في رجاء الله وأمانه، والله خليفتي عليكم معاشر المسلمين عليكم باتقاء الله! وحفظ طاعته من بعدي، فإني مفارق الدنيا هذا أول يوم من الآخرة وآخر يوم من الدنيا، فلما كان فى يوم الإثنين اشتد به الوجع

(1)

وأوحى الله تعالى إلى ملك الموت عليه السلام، أن اهبط الى حبيبى وصفيي محمد صلى الله عليه وسلم في أحسن صورة وارفق به في قبض روحه، فهبط ملك الموت عليه السلام فوقف بالباب شبه أعرابى. ثم قال: السلام عليكم يا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة أأدخل؟ فقالت عائشة لفاطمة رضي الله تعالى عنهما: أجيبي الرجل. فقالت فاطمة رضى الله عنها: آجرك الله في ممشاك يا عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشغول بنفسه، فنادى الثانية فقالت عائشة:

يا فاطمة أجيبي الرجل فقالت فاطمة رضي الله تعالى عنها: آجرك الله في ممشاك يا عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم مشغول بنفسه، ثم دعا الثالثة ثم قال: السلام عليكم يا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، أأدخل؟ فلا بد من الدخول!! فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت ملك الموت. فقال: يا فاطمة من بالباب؟ فقالت: يا رسول إن رجلا بالباب يستأذن بالدخول فأجبناه مرة بعد أخرى، فنادى في الثالثة صوتا اقشعر منه جلدى وارتعدت فرائصي. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم:

يا فاطمة أتدرين من بالباب؟ هذا هادم اللذات، ومفزق الجماعات، هذا

(1)

فى الاصلين: الأمر ولفظ الوجع - من المختصر

ص: 76

مرمل الأزواج، ومؤتم الأولاد، هذا مخرب الدور، وعامر القبور، هذا ملك الموت عليه السلام، ادخل يرحمك الله يا ملك الموت! فدخل ملك الموت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

يا ملك الموت جئتني زائرا أم قابضا؟ قال: جئتك زائرا وقابضا، وأمرني الله عز وجل أن لا أدخل عليك إلا بإذنك، ولا أقبض روحك إلا بإذنك، فإن أذنت وإلا رجعت إلى ربي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ملك الموت أين خلفت حبيبي جبريل؟ قال خلفته في السماء الدنيا والملائكة يعزونه فيك، فما كان بأسرع أن أتاه جبريل فقعد عند رأسه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جبريل هذا الرحيل من الدنيا فبشرني ما لي عند الله.

قال: أبشرك يا حبيب الله أني تركت أبواب السماء قد فتحت، والملائكة قد قاموا صفوفا صفوفا بالتحية والريحان، يحيون روحك يا محمد. فقال لوجه ربي الحمد! فبشرني يا جبريل. قال: أبشرك أن أبواب الجنة قد فتحت، وأنهارها قد اطردت، وأشجارها قد تدلت، وحورها قد تزينت لقدوم روحك يا محمد. قال: لوجه ربي الحمد! فبشرني يا جبريل. قال: أبواب النيران قد أطبقت لقدوم روحك يا محمد. قال: لوجه ربي الحمد! فبشر بى يا جبريل.

قال: أنت أول شافع وأول مشفع فى القيامة. قال: لوجه ربي الحمد! فبشرني يا جبريل. قال جبريل: يا حبيبي عم تسألني؟ قال: أسألك عن همى وغمى من لقراء القرآن من بعدى، من لصوام شهر رمضان من بعدي؟ من لحجاج بيت الله الحرام من بعدي؟ من لأمتي المصطفاة من بعدي؟ قال: أبشر يا حبيب الله فإن الله عز وجل يقول: قد حرمت الجنة على جميع الأنبياء والأمم حتى تدخلها أنت وأمتك يا محمد. قال: الآن طابت نفسى ادن يا ملك الموت فانته إلى ما أمرت.

فقال علي رضي الله تعالى عنه: يا رسول الله إذا أنت قبضت، فمن يغسلك وفيما نكفنك؟ ومن يصلي عليك؟ ومن يدخلك القبر؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا علي أما الغسل فاغسلني أنت وابن عباس يصب عليك الماء

ص: 77

وجبريل ثالثكما، فإذا أنتم فرغتم من غسلي فكفنوني في ثلاثة أثواب جدد، وجبريل عليه السلام يأتيني بحنوط من الجنة، فإذا أنتم وضعتموني على السرير فضعوني في المسجد واخرجوا عنى، فان أول من يصلي علي الرب عز وجل من فوق عرشه، ثم جبريل ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم الملائكة زمرا زمرا، ثم ادخلوا فقوموا صفوفا صفوفا، لا يتقدم علي أحد، فقالت فاطمة:

اليوم الفراق فمتى ألقاك؟ فقال لها: يا بنية تلقيني يوم القيامة عند الحوض وأنا أسقي من يرد على الحوض من أمتي. قالت: فإن لم ألقك يا رسول الله؟ قال: تلقيني عند الميزان وأنا أشفع لأمتي، قالت: فإن لم ألقك يا رسول الله؟ قال: تلقيني عند الصراط وأنا أنادي رب سلم أمتي من النار، فدنا ملك الموت عليه السلام فعالج قبض روح رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما بلغ الروح إلى الركبتين. قال النبي صلى الله عليه وسلم: أوه فلما بلغ الروح إلى السرة نادى النبي صلى الله عليه وسلم وا كرباه! فقالت فاطمة رضي الله تعالى عنها كربي لكربك اليوم يا أبتاه، فلما بلغ الروح إلى الثندوة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا جبريل ما أشد مرارة الموت، فولى جبريل وجهه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جبريل كرهت النظر إلي؟ فقال جبريل عليه السلام: يا حبيبى ومن تطيق نفسه أن ينظر إليك وأنت تعالج سكرات الموت؟ فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فغسله على ابن أبي طالب كرم الله وجهه وابن عباس رضي الله تعالى عنه يصب عليه الماء وجبريل عليه السلام معهما، وكفن بثلاثة أثواب جدد، وحمل على السرير ثم أدخلوه المسجد ووضعوه في المسجد وخرج الناس عنه، فأول من صلى عليه عليه السلام الرب من فوق عرشه تعالى وتقدس، ثم جبريل ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم الملائكة زمرا زمرا.

قال علي رضي الله تعالى عنه: ولقد سمعنا في المسجد همهمة ولم نر لهم شخصا فسمعنا هاتفا يهتف وهو يقول: ادخلوا رحمكم الله! فصلوا على نبيكم صلى الله عليه وسلم، فدخلنا فقمنا صفوفا كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

ص: 78

فكبرنا بتكبير جبريل، وصلينا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاة جبريل ما تقدم منا أحد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودخل القبر علي بن أبي طالب وابن عباس وأبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنهم، ودفن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انصرف الناس قالت فاطمة لعلي رضي الله تعالى عنهما: يا أبا الحسن دفنتم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال نعم! قالت فاطمة رضي الله تعالى عنها: كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أما كان في صدوركم لرسول الله صلى الله عليه وسلم الرحمة؟ أما كان معلم الخير؟ قال: بلى يا فاطمة، ولكن أمر الله الذي لا مرد له، فجعلت تبكي وتندب وهي تقول: يا أبتاه الآن انقطع عنا جبريل، وكان جبريل عليه السلام يأتينا بالوحي من السماء.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل قال حدثني إبراهيم بن عقيل بن معقل بن منبه عن جابر ابن عبد الله. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمر عمر بن الخطاب زمن الفتح وهو بالبطحاء أن يأتى الكعبة فيمحو كل صورة فيها، ولم يدخلها النبي صلى الله عليه وسلم حتى محيت كل صورة» .

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا إسماعيل بن عبد الكريم قال حدثني إبراهيم بن عقيل عن أبيه عن وهب بن منبه عن جابر: «أنهم غزوا غزاة بين مكة والمدينة فهاجت بهم ريح شديدة دفنت الرجال فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا لموت منافق، قال فقدمنا المدينة فوجدنا منافقا عظيم النفاق مات يومئذ» .

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا إبراهيم بن محمد بن برة الصنعاني قال ثنا محمد ابن عبد الرحيم بن شروس الصنعاني قال سمعت عبد الله بن يحيى القاص

(1)

يذكر عن وهب بن منبه عن النعمان بن بشير أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الرقيم فقال: «إن ثلاثة نفر كانوا في كهف فوقع الجبل على باب الكهف» .

فذكر حديث الغار بطوله، رواه عبد الصمد بن معقل وعبد الله بن سعيد بن

(1)

سقط هذا من ج

ص: 79

أبي عاصم عن وهب عن النعمان مثله.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا إبراهيم ابن محمد بن برة قال ثنا محمد بن عبد الرحيم قال ثنا رباح بن زيد عن عبد الله بن سعيد بن أبي عاصم ح. وحدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا إسماعيل بن عبد الكريم عن عبد الصمد بن معقل قالا عن وهب بن منبه عن النعمان بن بشير نحوه.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا المقدام بن محمد بن أحمد بن البراء قال ثنا عبد المنعم بن إدريس ح. وحدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا المقدام بن داود قال ثنا أسد بن موسى قال ثنا يوسف بن زياد عن عبد المنعم بن إدريس عن أبيه إدريس عن جده وهب بن منبه عن أبي هريرة أن رجلا من اليهود أنى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هل احتجب الله من خلقه بشيء غير السموات؟ قال: «نعم بينه وبين الملائكة الذين حول العرش سبعون حجابا من نور، وسبعون حجابا من نار، وسبعون حجابا من ظلمة، وسبعون حجابا من رفارف الاستبرق وسبعون حجابا من رفارف السندس، وسبعون حجابا من در أبيض، وسبعون حجابا من ضياء استضاء من نور النار والنور، وسبعون حجابا من ثلج، وسبعون حجابا من ماء، وسبعون حجابا من غمام، وسبعون حجابا من برد، وسبعون حجابا من عظمة الله التي لا توصف. قال: فأخبرني عن ملك الله الذي يليه. فقال النبى صلى الله عليه وسلم: أصدقت فيما أخبرتك يا يهودي؟ قال نعم! قال: فإن الملك الذي يليه إسرافيل ثم جبريل ثم ميكائيل ثم ملك الموت عليهم السلام» . للفظ لأسد بن موسى.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا أبو عمار قال ثنا عبد الرحيم بن زيد عن أبيه عن وهب بن منبه عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «من أحد قوسا في الحرم ليقاتل بها عدو الكعبة كتب الله له بكل يوم ألف ألف حسنة حتى يحضر العدو» .

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان بن عيينة قال ثنا عمرو بن دينار قال سمعت وهب بن منبه في داره بصنعاء

ص: 80

وأطعمني من جوزة في داره يحدث عن أخيه عن معاوية أن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «لا تلحفوا فى المسألة، فو الله لا يسألني أحد منكم شيئا فتخرجه له مني المسألة، فأعطيه إياه وأنا له كاره فيبارك له في الذي أعطيته» .

هذا من صحيح حديث وهب بن منبه أخرجه مسلم في صحيحه عن شيخ له عن سفيان.

• حدثنا أبي رحمه الله ثنا محمد بن إسحاق الطبري ثنا إبراهيم بن محمد ثنا سليمان بن سلمة ثنا مؤمل بن سعيد بن يوسف ثنا أبو العلاء أسد بن وداعة الطائي قال حدثني وهب بن منبه عن طاوس عن ثوبان. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: «احذروا دعوة المؤمن وفراسته، فإنه ينظر بنور الله وينظر بالتوفيق» . غريب من حديث وهب تفرد به مؤمل عن أسد.

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا محمد بن حيان ثنا عمرو بن الحصين ثنا ابن علاثة عن ثور عن وهب بن منبه عن كعب عن فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الصدقة لتقع في يد الله قبل أن تقع في يد السائل، وإن الله ليدفع بها سبعين بابا من مخازى الدنيا، منها الجذام والبرص وسيئ الأسقام سوى ما لصاحبها من الأجر في الآخرة» . غريب من حديث وهب بن منبه لم نكتبه إلا من حديث علاثة عن ثور.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن الحجاج الشروطي ثنا محمد بن جعفر بن سعيد ثنا عبد الله بن أحمد بن كليب الرازي ثنا حسين بن علي النيسابوري ثنا إسماعيل بن عبد الكريم عن عمه عبد الصمد بن معقل عن وهب بن منبه عن أخيه همام بن منبه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «قال داود النبي عليه السلام، إدخالك يدك في فم التنين الى أن تبلغ المرفق فيقضمها، خير لك من أن تسأل من لم يكن له شيء ثم كان» . غريب من حديث وهب ابن منبه لم نكتبه إلا من حديث الحسين بن علي عن إسماعيل.

ص: 81

‌ميمون بن مهران

ومنهم الحكيم اليقظان أبو أيوب ميمون بن مهران. إمام أهل الجزيرة، حميد السيرة، سديد السريرة.

وقيل إن التصوف اعتقال السريرة، واحتمال الجريرة.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن القاسم البغدادي ثنا عبد الله بن يوسف الجبيري ثنا ابن أبي عدي عن يونس عن ميمون بن مهران. قال: لا تمارين عالما ولا جاهلا، فإنك إن ماريت عالما خزن عنك علمه، وإن ماريت جاهلا خشن بصدرك.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا علي بن حجرح. وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن عفان الحراني ثنا أبو جعفر النفيلي قالا ثنا عتاب بن بشير عن علي بن بذيمة. قال قيل لميمون بن مهران: يا أبا أيوب ما لك لا تفارق أخا لك عن قلا

(1)

قال: إني لا أماريه، ولا أشاريه.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن سعيد بن عبد الرحمن الرقي قال سمعت عبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران قال سمعت أبي يقول سمعت عمي عمرو بن ميمون يقول: ما كان أبي بكثير الصيام والصلاة، ولكنه كان يكره أن يعصى الله.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن سعيد ثنا محمد بن عبدوس الحراني ثنا يزيد بن قبيس ثنا علي بن الحسن الحلبى قال حدثنى عمرو ابن ميمون بن مهران قال: خرجت بأبي أقوده في بعض سكك البصرة فمررت بجدول فلم يستطع الشيخ يتخطاه، فاضطجعت له فمر على ظهري، ثم قمت فأخذت بيده ثم دفعنا إلى منزل الحسن، فطرقت الباب فخرجت إلينا جارية سداسية. فقالت: من هذا؟ قلت هذا ميمون بن مهران أراد لقاء الحسن فقالت كاتب عمر بن عبد العزيز؟ قلت لها نعم! قالت: يا شقي ما بقاؤك إلى هذا الزمان السوء، قال فبكى الشيخ فسمع الحسن بكاءه فخرج اليه فاعتنقا ثم

(1)

فى ج: لا يفارقك أخ لك عن قلا.

ص: 82

دخلا. فقال ميمون: يا أبا سعيد قد آنست من قلبي غلظة فاستلن لي منه، فقرأ الحسن بسم الله الرحمن الرحيم، أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون، قال فسقط الشيخ فرأيته يفحص برجله كما تفحص الشاة المذبوحة فأقام طويلا ثم أفاق، فجاءت الجارية فقالت: قد أتعبتم الشيخ قوموا تفرقوا، فأخذت بيد أبي فخرجت به ثم قلت: يا أبتاه هذا الحسن قد كنت أحسب أنه أكبر من هذا؟ قال: فوكزني في صدري وكزة ثم قال: يا بني لقد قرأ علينا آية لو فهمتها بقلبك لا بقى لها فيك كلوم.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن خليد الحلبي ثنا عبد الله بن جعفر الرقي ثنا أبو المليح عن ميمون بن مهران. قال: ما أحب أني أعطيت درهما في لهو وأن لي مكانه ألفا، نخشى من فعل ذلك أن تصيبه هذه الآية {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله} الآية.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا أبو همام ثنا مبشر بن إسماعيل قال حدثني جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران. قال:

كنت عند عمر بن عبد العزيز فلما قمت من عنده قال إذا ذهب هذا وضرباؤه لم يبق من الناس إلا رجاج.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا عيسى ابن سالم الشاشي ثنا أبو المليح. قال سمعت ميمون بن مهران يقول: لا خير في الدنيا إلا لرجلين، رجل تائب، ورجل يعمل في الدرجات.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد ثنا عيسى بن سالم ثنا أبو المليح. قال سمعت ميمون بن مهران يقول: لو أن أهل القرآن أصلحوا لصلح الناس.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد حدثني يحيى بن عثمان ح.

وحدثنا أبو محمد بن حبان ثنا أحمد بن عبد الله بن سابور ثنا أبو نعيم الحلبي قالا ثنا أبو المليح عن ميمون بن مهران في قوله تعالى: {ولا تحسبن الله غافلا

ص: 83

عما يعمل الظالمون} قال وعيد للظالمين وتعزية للمظلوم.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد حدثني يحيى بن عثمان ثنا أبو المليح عن ميمون بن مهران

في قوله تعالى: {إن جهنم كانت مرصادا} ، و {إن ربك لبالمرصاد} فالتمسوا لهذين الرصدين جوازا.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني ثنا أحمد بن موسى العدوي ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا كثير بن هشام عن جعفر بن برقان قال سمعت ميمون بن مهران يقول: إن هذا القرآن قد خلق في صدر كثير من الناس، والتمسوا ما سواه من الاحاديث، وان فيمن يبتغ هذا العلم من يتخذه بضاعة يلتمس بها الدنيا، ومنهم من يريد أن يشار إليه، ومنهم من يريد أن يماري به، وخيرهم من يتعلمه ويطيع الله عز وجل به.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا كثير بن هشام قال ثنا جعفر بن برقان. قال سمعت ميمون بن مهران يقول: من تبع القرآن قاده القرآن حتى يحل به في الجنة، ومن ترك القرآن لم يدعه القرآن يتبعه حتى يقذفه في النار.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا كثير بن هشام ثنا جعفر. قال سمعت ميمون بن مهران يقول: من كان يريد أن يعلم ما منزلته عند الله عز وجل، فلينظر في عمله فانه قادم على عمله كائنا ما كان.

• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا يحيى ابن عثمان الحربي ثنا أبو المليح عن ميمون بن مهران. قال: نظر رجل من المهاجرين إلى رجل يصلي فأخف الصلاة فعاتبه فقال: إني ذكرت ضيعة لي، فقال: أكبر الضيعة أضعته.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا خالد بن حيان ثنا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران. قال: لا يسلم للرجل الحلال، حتى يجعل بينه وبين الحرام حاجزا من الحلال.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا معمر بن سليمان الرقي عن فرات بن سليمان عن ميمون بن مهران. قال:

ص: 84

ثلاث لا تبلون نفسك بهن، لا تدخل على السلطان وإن قلت آمره بطاعة الله، ولا تدخل على امرأة وإن قلت أعلمها كتاب الله، ولا تصغين بسمعك لذي هوى، فإنك لا تدري ما يعلق بقلبك منه؟.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله حدثنى جعفر بن محمد الرسغنى ثنا أبو جعفر النفيلي ثنا عثمان بن عبد الرحمن عن طلحة بن زيد. قال: قال ميمون ابن مهران: لا تعرف الأمير، ولا تعرف من يعرفه.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني جعفر ابن محمد ثنا عبد الله بن جعفر ثنا أبو المليح. قال سمعت ميمونا يقول: لأن أؤتمن على بيت المال، أحب إلي من أن أؤتمن على امرأة.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن سعيد الرقي ثنا هلال بن العلاء حدثني علي بن جميل ثنا أبو المليح عن ميمون. قال: ما بلغني عن أخ لي مكروه قط، إلا كان إسقاط المكروه عنه أحب إلي من تحقيقه عليه، فإن قال لم أقل! كان قوله لم أقل أحب إلى من ثمانية تشهد عليه، فإن قال قلت ولم يعتذر أبغضته من حيث أحببته. وقال سمعت ابن عباس يقول: ما بلغني عن أخ لي مكروه قط، إلا أنزلته إحدى ثلاث منازل، إن كان فوقي عرفت له قدره، وإن كان نظيرى تفضلت عليه، وإن كان دوني لم أحفل به. هذه سيرتي في نفسي فمن رغب عنها فإن أرض الله واسعة.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا أبو علي محمد بن عبد الرحمن الرقي ثنا أبو عمرو هلال ثنا عمرو بن عثمان ثنا سفيان بن عقبة النخعي عن أبان بن أبي راشد القشيري. قال: كنت إذا أردت الصائفة أتيت ميمون بن مهران أودعه، فما يزيدني على كلمتين، اتق الله، ولا يغيرك طمع ولا غضب.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا العباس بن أبي طالب ثنا عبيد بن هشام أبو نعيم الحلبي ثنا عطاء بن مسلم عن أبي المليح. قال سمعت ميمونا يقول: العلماء هم ضالتي في كل بلدة وهم بغيتي، ووجدت صلاح قلبي في مجالسة العلماء.

ص: 85

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن عمرو الباهلي ثنا سفيان عن أبي سوقة. قال: لقيني ميمون بن مهران فقلت حياك الله، فقال: هذه تحية الشباب! قل بالسلام.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو يعلى الموصلي ثنا هاشم بن الحارث ثنا أبو المليح الرقي عن حبيب بن أبي مرزوق. قال قال ميمون: وددت أن إحدى عيني ذهبت وبقيت الأخرى أتمتع بها، وأني لم آل عملا قط. قلت:

ولا لعمر بن عبد العزيز؟ قال: ولا لعمر بن عبد العزيز، لا خير في العمل لعمر ولا لغيره.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا زيد بن الحباب ثنا سفيان ثنا جعفر بن برقان عن ميمون ابن مهران. قال: ما عرضت قولي على عملي، إلا وجدت من نفسي اعتراضا.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ح.

وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا المقدام بن داود ثنا علي بن معبد قالا ثنا خالد بن حيان ثنا جعفر بن برقان، قال قال لي ميمون بن مهران: يا جعفر! قل لي في وجهي ما أكره فإن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد ثنا عيسى بن سالم أبو سعيد الشاشي ثنا أبو المليح الرقي عن ميمون بن مهران في قوله تعالى: {خافضة رافعة} قال قال: تخفض أقواما وترفع آخرين.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد حدثني عيسى بن سالم ثنا أبو المليح ثنا بعض أصحابي عن ميمون. قال: مشيت معه فإذا علي ثوب كتان.

قال: أما بلغك أنه لا يلبس الكتان إلا غني أو عزى

(1)

.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد حدثني عيسى بن سالم ثنا أبو المليح. قال: سمعت ميمون بن مهران يقول: أول من مشت معه الرجال وهو راكب الأشعث بن قيس الكندي، ولقد أدركت السلف وهم إذا نظروا إلى رجل راكب ورجل ماشى يحضر معه. قالوا قاتله الله جبار.

(1)

فى ج: أو غلو.

ص: 86

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبيد الله بن أحمد بلغني عن عبد الله بن كريم ابن حيان - وقد رأيته - قال ثنا أبو المليح. قال قال ميمون بن مهران:

ما أحب أن لي ما بين باب الرها إلى حران بخمسة دراهم. وقال ميمون: يقول أحدهم، اجلس في بيتك وأغلق عليك بابك وانظر هل يأتيك رزقك، نعم! والله لو كان له مثل يقين مريم وإبراهيم عليهما السلام وأغلق بابه وأرخى عليه ستره. وقال ميمون: لو أن كل إنسان منا تعاهد كسبه ولم يكسب إلا طيبا، ثم أخرج ما عليه ما أحتيج إلى الأغنياء، ولا احتاج الفقراء. وقال ميمون:

في قوله تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} . قال: غرفا.

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عبد الله بن محمد البغوي ثنا عيسى بن سالم ثنا أبو المليح. قال قال لنا ميمون بن مهران ونحن حوله: يا معشر الشباب قوتكم اجعلوها في شبابكم ونشاطكم في طاعة الله، يا معشر الشيوخ حتى متى؟!.

• حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن سياه الواعظ ثنا جعفر بن أحمد بن فارس ثنا عبد الرحمن بن عمر ثنا كثير بن هشام ثنا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران.

قال: لئن أتصدق بدرهم في حياتي، أحب إلي من أن يتصدق عني بعد موتي بمائة درهم.

• حدثنا أحمد بن السندي ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا أبو نعيم الحلبي ثنا أبو المليح الرقي عن ميمون بن مهران. قال: كان يقال الذكر ذكران، ذكر الله باللسان وأفضل من ذلك أن تذكره عند المعصية إذا أشرفت عليها.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا كثير بن هشام ثنا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران. قال: ثلاث المؤمن والكافر فيهن سواء، الأمانة تؤديها إلى من ائتمنك عليها من مسلم وكافر، وبر الوالدين قال الله تعالى {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما} الآية، والعهد تفى به لمن عاهدت من مسلم أو كافر.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا محمد بن القاسم بن هاشم بن سعيد ثنا إبراهيم بن سعيد ثنا هلال بن العلاء عن سفيان عن خلف بن حوشب عن

ص: 87

ميمون بن مهران. قال: لولا أنا على حمر كراء، لسلمنا على آل فلان وعلى آل الشام.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن سعيد ثنا هلال بن العلاء ثنا عبد الله ابن جعفر ثنا أبو المليح عن ميمون. قال: أدركت من لم يكن يملأ عينيه من السماء خوفا من ربه عز وجل.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن سعيد ثنا هلال حدثني أبي قال سمعت محمد بن أيوب الرقي يقول حدثنا ميمون بن مهران. قال: بعث الحجاج بن يوسف إلى الحسن وقد هم به، فلما دخل عليه فقام بين يديه فقال: يا حجاج كم بينك وبين آدم من أب؟ قال كثير: قال: فأين هم؟ قال ماتوا! قال فنكس الحجاج رأسه وخرج الحسن.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن سعيد ثنا محمد بن علي المري ثنا أبو يوسف الرقي قال ثنا مروان عن شيخ من بني شيبان كان يسكن الجزيرة يقال له إبراهيم. قال: دخل ميمون بن مهران على سليمان بن عبد الملك أو هشام منزله فلم يسلم عليه بالإمرة فقال: يا أمير المؤمنين لا ترى أني جهلت ولكن الوالي إنما يسلم عليه بالإمرة إذا جلس للناس في موضع الأحكام.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن سعيد ثنا أحمد بن بزيغ ثنا يعلى بن عبيد ثنا هارون أبو محمد البربري أن عمر بن عبد العزيز استعمل ميمون بن مهران على الجزيرة على قضائها وعلى خراجها، فكتب إليه ميمون يستعفيه، وقال: كلفتني مالا أطيق، أقضي بين الناس وأنا شيخ كبير ضعيف رقيق، فكتب عمر إليه اجب من الخراج الطيب، واقض ما استبان لك، فإذا التبس عليك أمر فارفعه إلي فإن الناس لو كانوا إذا كبر عليهم أمر تركوه، ما قام دين ولا دنيا.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني يحيى ابن عثمان الحربي ثنا أبو المليح الرقي عن ميمون. قال: لا تعذب المملوك ولا تضرب المملوك في كل ذنب، ولكن احفظ ذاك له فإذا عصى الله عز وجل

ص: 88

فعاقبه على معصية الله تعالى وذكره الذنوب التي أذنب بينك وبينه.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا علي بن ثابت ثنا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران. قال: ما من صدقة أفضل من كلمة حق عند امام جائر.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا علي بن ثابت حدثني جعفر عن ميمون. قال: ما أقل أكياس الناس، لا يبصر الرجل أمره حتى ينظر إلى الناس وإلى ما أمروا به، وإلى ما قد أكبوا عليه من الدنيا. فيقول: ما هؤلاء إلا امثال الأباعر التي لا هم لها إلا ما تجعل في أجوافها، حتى إذا أبصر غفلتهم نظر إلى نفسه. فقال: والله إني لأراني من شرهم بعيرا واحدا.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا كثير بن هشام ثنا جعفر بن برقان. قال سمعت ميمون بن مهران يقول:

إن العبد إذا أذنب ذنبا نكت فى قلبه بذلك الذنب نكتة سوداء، فان تاب محيت من قلبه فترى قلب المؤمن مجلى مثل المرآت، ما يأتيه الشيطان من ناحية إلا أبصره. وأما الذي يتتابع في الذنوب فإنه كلما أذنب ذنبا نكت فى قلبه نكتة سوداء، فلا يزال ينكت في قلبه حتى يسود قلبه ولا يبصر الشيطان من حيث يأتيه.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة ثنا كثير بن هشام ثنا جعفر بن برقان. قال سمعت ميمون بن مهران يقول: لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة شريكه، حتى يعلم من أين مطعمه، ومن أين ملبسه، ومن أين مشربه، أمن حل ذلك أم من حرام؟.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة ثنا كثير بن هشام ثنا جعفر بن برقان. قال كان ميمون بن مهران يقول: في المال ثلاث خصال، إن نجا رجل من خصلة كان قمنا أن لا ينجو من اثنتين، وإن نجا من اثنتين كان قمنا أن لا ينجو من الثالثة، ينبغي للمال أن يكون أصله من طيب،

ص: 89

فأيكم الذي يسلم كسبه فلم يدخله إلا طيبا، فإن سلم من هذه فينبغي له أن يؤدي الحقوق التي في ماله، فإن سلم من هذه فينبغي له أن يكون في نفقته ليس بمسرف ولا مقتر. قال: وسمعت ميمونا يقول: أهون الصوم ترك الطعام والشراب.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا يحيى بن عثمان الحربي ثنا أبو المليح عن ميمون بن مهران. قال: ما نال رجل من جسيم الخير نبي ولا غيره، إلا بالصبر.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني يحيى ابن عثمان ثنا أبو المليح عن ميمون. أنه أتاه رجل فقال له: لا يزال الناس بخير ما كنت فيهم، قال لا يزال الناس بخير ما اتقوا الله.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني يحيى بن عثمان ثنا أبو المليح عن ميمون بن مهران، أنه كان يقول: الدنيا حلوة خضرة قد حفت بالشهوات، والشيطان عدو حاضر فطن، وأمر الآخرة آجل، وأمر الدنيا عاجل.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن سعيد الرقي ثنا أبو عمرو هلال ثنا الخضر ثنا ابن علية عن يونس يعني - ابن عبيد. قال: كان طاعون قبل بلاد ميمون، فكتبت اليه أن أسأله عن أهله. فكتب إلي بلغني كتابك تسألني عن أهلي، وإنه مات من أهلي وخاصتي سبعة عشر إنسانا، وإني أكره البلاء إذا أقبل، فإذا أدبر لم يسرني أنه لم يكن، أما أنت فعليك بكتاب الله، وإن الناس قد لهوا عنه - يعني نسوه واختاروا عليه الاحاديث احاديث الرجال، وإياك والمراء في الدين.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن سعيد ثنا أحمد بن بزيغ الرقي ثنا أبي بزيغ قال سمعت عمرو بن ميمون بن مهران يقول: كنت مع أبي ونحن نطوف بالكعبة، فلقي أبي شيخ فعانقه أبي ومع الشيخ فتى نحوا مني، فقال له أبي: من هذا؟ فقال: ابني فقال كيف رضاك عنه؟ قال: ما بقيت خصلة

ص: 90

يا أبا أيوب من خصال الخير إلا وقد رأيتها فيه إلا واحدة. قال: وما هى؟ قال كنت احب أن يموت فأوجر فيه، ثم فارقه أبي. فقلت: من هذا الشيخ؟ فقال مكحول.

• حدثنا أبو بكر الآجري ثنا عبد الله بن محمد العطشي حدثنا ابراهيم ابن الجنيد ثنا محمد بن الحسين ثنا منقذ بن بكر ثنا مسمع بن عاصم عن هشام ابن حسان عن ميمون بن مهران: أن راهبا دخل على عمر بن عبد العزيز، فقال له عمر: ألم أخبر أنك تديم البكاء فمم ذاك؟ قال: إني والله يا أمير المؤمنين عهدت الناس وما شيء عندهم آثر من دينهم، وما شيء اليوم آثر عندهم من دنياهم، فعلمت أن الموت اليوم خير للبر والفاجر. قال فلما خرج، قال عمر: صدق يا أبا أيوب الراهب.

• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا الحسن بن محمد ثنا أبو زرعة الرازي ثنا سعيد بن حفص النفيلي ثنا أبو المليح عن ميمون. قال: إنما الفاسق بمنزلة السبع، فإذا كلمت فيه فخليت سبيله، فقد خليت سبعا على المسلمين.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا الحسن بن أحمد ثنا أبو زرعة ثنا عبد الجبار ابن عاصم ثنا أبو المليح عن ميمون. قال: من سره أن يعلم ما منزلته غدا، فلينظر ما عمله في الدنيا فعليه ينزل.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن سعيد ثنا جعفر بن محمد الراسبي ثنا عمرو بن عثمان ثنا فياض الرقي ثنا جعفر بن برقان. قال: قلت لميمون بن مهران: إن فلانا يستبطئ نفسه في زيارتك. قال: إذا ثبتت المودة فلا بأس وإن طال المكث.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الله بن ميمون الرقي ثنا الحسن أبو المليح عن ميمون. قال:

لا تجد غريما أهون عليك من بطنك أو ظهرك.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا عبد الله بن ميمون ثنا الحسن عن حبيب بن أبي مرزوق. قال: رأيت على ميمون جبة

ص: 91

صوف تحت ثيابه فقلت ما هذا؟ قال نعم! فلا تخبر به أحدا.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني يحيى بن عثمان ثنا أبو المليح عن ميمون. قال: من أساء سرا فليتب سرا، ومن أساء علانية فليتب علانية. فإن الله يغفر ولا يعير، والناس يعيروك ولا يغفرون.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا عبد الله بن ميمون عن أبي المليح عن ميمون. قال: شر الناس العيابون، ولا يلبس الكتان إلا غنى أو غوي.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الله بن ميمون ثنا الحسن عن ميمون. قال: يا ابن آدم خفف عن ظهرك، فإن ظهرك لا يطيق كل الذي تحمل عليه من ظلم هذا، وأكل مال هذا، وشتم هذا، وكل هذا تحمله على ظهرك فخفف عن ظهرك. وقال ميمون:

إن أعمالكم قليلة فأخلصوا هذا القليل. وقال ميمون: ما أتى قوم في ناديهم المنكر إلا عند هلاكهم.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل اخبرت عن نصر بن يزيد ثنا أبو المليح. قال: قرأ يوما ميمون {وامتازوا اليوم أيها المجرمون} فرق حتى بكى، ثم قال: ما سمع الخلائق بعتب أشد منه قط.

• حدثنا محمد بن بدر ثنا حماد بن مدرك ثنا سهل بن بكار ثنا أبو عوانة ح. وحدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا خالد قالا عن حصين بن عبد الرحمن عن ميمون. قال: أربع لا تكلم فيهن، علي وعثمان والقدر والنجوم.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا كثير بن هشام ثنا جعفر بن برقان. قال سمعت ميمون بن مهران يقول:

إياكم وكل هوى

(1)

يسمى بغير الإسلام.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا سليمان بن توبة ثنا شبابة حدثني فرات بن السائب. قال:

(1)

فى ج: كل هدى.

ص: 92

سألت ميمون بن مهران قلت: علي أفضل عندك أم أبو بكر وعمر؟ قال:

فارتعد حتى سقطت عصاه من يده. ثم قال: ما كنت أظن أن أبقى إلى زمان يعدل بهما، ذرهما كانا رأسي الإسلام ورأسي الجماعة. فقلت: فابو بكر كان أول اسلاما أو علي؟ قال والله! لقد آمن أبو بكر بالنبي صلى الله عليه وسلم زمن بحيرا الراهب حين مر به واختلف فيما بينه وبين خديجة رضي الله تعالى عنها حتى أنكحها إياه وذلك كله قبل أن يولد علي.

أسند ميمون بن مهران عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن العباس رضي الله تعالى عنهما.

• حدثنا عبد الملك بن الحسن المعدل قال ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا الحكم بن مروان قال ثنا فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ابن عمر.

قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إن يتخلى الرجل تحت شجرة مثمرة، وأن يتخلى الرجل على ضفة نهر جار» .

• حدثنا حبيب بن الحسن وفاروق الخطابي في جماعة قالوا ثنا أبو مسلم قال ثنا الحكم بن مروان قال ثنا فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ابن عمر. قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النميمة، ونهى عن الغيبة والاستماع الى الغيبة» .

• حدثنا عبد الملك بن الحسن قال ثنا أبو مسلم قال ثنا الحكم بن مروان قال ثنا فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ابن عمر: «أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يبعث رجلا في حاجة وأبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره فقال له علي: ألا تبعث هذين؟ فقال كيف أبعثهما وهما من هذا الدين بمنزلة السمع والبصر من الرأس» .

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا محمد بن كثير ثنا سليمان بن كثير ثنا فرات بن السائب مثله.

هذه الأحاديث الثلاثة من مفاريد فرات بن السائب عن ميمون.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا كثير بن هشام ح. وحدثنا محمد بن أحمد بن علي ثنا محمد بن يوسف بن عيسى الطباع ثنا أبو نعيم ثنا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران عن ابن عمر. قال: «وقت

ص: 93

رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل اليمن يلملم، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل الطائف قرن. قال ابن عمر: وحدثني أصحابنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقت لأهل العراق ذات عرق». هذا حديث صحيح ثابت من حديث ميمون لم نكتبه إلا من حديث جعفر عنه

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن عقال الحراني ثنا أبو جعفر النفيلي قال قرأت على معقل بن عبيد الله عن ميمون بن مهران عن ابن عمر. قال: «ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم المجوس فقال إنهم يوفرون سبالهم ويحلقون لحاهم، فكان ابن عمر يستقرض سبلته

(1)

فيجزها كما نجز الشاة».

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عروة بن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا مروان بن معاوية عن يزيد بن سنان عن ميمون بن مهران عن ابن عمر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أريد ماله فقاتل فقتل فهو شهيد» . رواه شعبة عن أبي فروة عن ميمون مثله.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن سعيد الحراني ثنا أبو فروة الرهاوي ثنا أبي ثنا محمد بن أيوب الرقي عن ميمون بن مهران عن ابن عمر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قل ما يوجد في آخر الزمان درهم من حلال، أو أخ يوثق به» .

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن سعيد قال ثنا أبو فروة الرهاوي ثنا أبي ثنا محمد بن أيوب الرقي عن ميمون بن مهران عن ابن عمر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «شر الناس

(2)

في آخر الزمان المماليك». غريب تفرد بهما عن ميمون بن مهران محمد بن أيوب.

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا أحمد بن عيسى بن السكن ثنا أحمد بن محمد ابن عمر اليمامى ثنا عمارة بن عقبة ثنا فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ابن عمر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله» . غريب من حديث ميمون لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا أحمد بن عبد الرحمن السقطى ثنا يزيد

(1)

فى ج: يستعرض وكذا فى المختصر.

(2)

فى ج: شر المال.

ص: 94

ابن هارون ثنا أبو المعلى الجوزي

(1)

عن ميمون بن مهران. أن علي بن أبي طالب قال لعبد الرحمن بن عوف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«أنت أمين في أهل السماء، أمين في أهل الأرض» . غريب من حديث ميمون لم نكتبه إلا من هذا الوجه

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عيسى بن سالم ثنا أبو المليح الرقي عن ميمون بن مهران

(2)

: «أنه طلق امرأته فى حيضتها فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأمره أن يراجعها فلا يجامعها حتى تطهر، فإذا طهرت فإن شاء طلق وإن شاء أمسك» .

• حدثنا القاضي أبو أحمد وفاروق الخطابي وحبيب بن الحسن قالوا ثنا أبو مسلم الكشي ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا حبيب بن الشهيد عن ميمون بن مهران عن ابن عباس: «أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم محرم» .

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ح.

وحدثنا أبي رحمه الله تعالى ثنا عبدان بن أحمد ثنا إبراهيم بن الحسن قال ثنا أبو عوانة عن أبي بشر وقال أبو داود عن أبي بشر والحكم عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل ذى ناب من السبع، وكل ذى مخلب من الطير» . رواه شعبة وسفيان بن الحسين عن الحكم مثله ورواه شعبة عن عمرو بن دينار عن ميمون مثله.

• حدثنا أبو بكر ابن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا أحمد بن يونس حدثنى عمران بن زيد حدثني الحجاج بن تميم عن ميمون بن مهران عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يكون في آخر الزمان قوم ينبزون الرافضة يرفضون الإسلام ويلفظونه فاقتلهم فإنهم مشركون» . غريب تفرد به الحجاج عن ميمون ورواه يوسف بن عدي عن الحجاج نحوه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زيد القراطيسي وعمرو بن أبي الطاهر قالا ثنا يوسف بن عدي ثنا الحجاج بن تميم عن ميمون بن مهران عن ابن عباس. قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وعنده علي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا علي سيكون في أمتي قوم ينتحلون حبنا أهل

(1)

فى ج: الجزرى.

(2)

بياض فى الاصول.

ص: 95

البيت لهم نبز يسمونه فاقتلوهم فإنهم مشركون».

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا

(1)

فاروق ثنا شيبان بن فروخ ثنا محمد بن زياد عن ميمون بن مهران عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم:

«إن أشد الناس عذابا يوم القيامة من شتم الأنبياء ثم أصحابي، ثم المسلمين» .

غريب من حديث ميمون تفرد به محمد بن زياد.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن عبد الله رشتة ثنا شيبان ابن فروخ ثنا محمد بن زياد عن ميمون بن مهران عن ابن عباس: «أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بجنازة فصلى عليها وكبر عليها أربعا وقال: كبرت الملائكة على آدم أربع تكبيرات» وكبر أبو بكر على فاطمة أربعا، وكبر عمر على أبى بكر أربعا، وكبر صهيب على عمر أربعا.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن حماد بن سفيان ثنا عثمان بن حفص ثنا محمد بن زياد ثنا ميمون بن مهران عن ابن عباس. قال قالت عائشة رضي الله تعالى عنها: «ربما فركت المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم يصلي» .

• حدثنا أحمد بن السندي ثنا عمر بن أيوب ثنا أبو إبراهيم الترجمان ثنا محمد بن يزيد اليشكري عن ميمون بن مهران عن ابن عباس.

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أذنب وهو يضحك دخل النار وهو يبكي» .

• حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي ثنا مسلم بن خالد الأيلي ثنا عمر بن يحيى ثنا محمد بن زياد عن ميمون بن مهران عن ابن عباس.

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اثنان من الناس إذا صلحا صلح الناس، وإذا فسدا فسد الناس: العلماء والأمراء» .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا جبارة بن المغلس ثنا الحجاج بن تميم الجزري عن ميمون بن مهران عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أدلكم على كلمة تنجيكم من الإشراك بالله، قل يا أيها الكافرون عند منامكم» .

• حدثنا أحمد بن عبيد الله ثنا عبد الله بن وهب ثنا اليمان

(1)

فى ج: محمد بن حمدان بن مسروق مكان فاروق.

ص: 96

ابن سعيد ثنا خالد بن يزيد القسري ثنا عمرو بن ميمون بن مهران عن أبيه عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة ولا تقربهم الملائكة، السكران حتى يفيق من سكره، والجنب حتى يغتسل ويصلي، والمتخلق بالزعفران حتى يغسل عنه» .

‌يزيد بن الأصم

ومنهم المنيب الأقوم، يزيد بن الأصم.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا كثير بن هشام ثنا جعفر بن برقان ثنا يزيد بن الأصم. قال: لقيت عائشة رضي الله تعالى عنها وهي مقبلة من مكة أنا وابن لطلحة بن عبيد الله وهو ابن أختها، وقد كنا وقعنا فى حائط من حيطان المدينة فأصبنا منها فبلغها ذلك، فأقبلت على ابن اختها تلومه وتعذله، ثم أقبلت علي فوعظتني موعظة بليغة. ثم قالت: أما علمت أن الله تعالى ساقك حتى جعلك في بيت نبيه، ذهبت والله ميمونة، ورمى برسنك على غاربك، أما إنها كانت من أتقانا لله وأوصلنا للرحم.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن سهل ثنا عبد الله بن عمر ثنا كثير بن هشام ثنا جعفر بن برقان ثنا يزيد بن الأصم. أن رجلا كان ذا بأس وكان يوفد الى عمر لبأسه

(1)

وكان من أهل الشام، وأن عمر فقده فسأل عنه فقيل له تتابع في هذا الشراب! فدعا كاتبه فقال اكتب: من عمر بن الخطاب إلى فلان سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير، ثم دعا وأمن من عنده ودعوا له أن يقبل الله بقلبه وأن يتوب عليه، فلما أتت الصحيفة الرجل جعل يقرأها ويقول: غافر الذنب قد وعدني الله أن يغفر لى، وقابل التوب شديد العقاب. قد حذرني الله عقابه، ذي الطول والطول الخير الكثير، لا إله إلا هو إليه المصير. فلم يزل يرددها على نفسه ثم بكى ثم نزع

(1)

كذا فى ز وفي ج: يرفد. وفى المختصر: يرفو - لباسه

ص: 97

فأحسن النزع، فلما بلغ عمر أمره. قال: هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أخا لكم زل زلة فسددوه ووفقوه وادعوا الله أن يتوب عليه، ولا تكونوا اعوانا للشيطان عليه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن سهل ثنا عبد الله بن عمر ثنا كثير بن هشام ثنا جعفر بن برقان ثنا يزيد بن الأصم. قال: إن رجلا في الجاهلية شرب فسكر فجعل يتناول القمر، فحلف لا يدعه حتى ينزله، فيثب الوثبة ويخر ويكدح وجهه، فلم يزل يفعل ذلك حتى خر فنام. فلما أصبح قال لأهله: ويحكم ما شأني؟ قالوا: كنت تحلف لتنزلن القمر فتثب فتخر فهذا الذى نقيت منه ما لقيت. قال: أرأيت شرابا حملني على أن أنزل القمر، لا والله لا أعود إليه أبدا.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن سعيد الرقي ثنا أبو عمر هلال ثنا عمرو بن عثمان ثنا بعض أصحابنا عن سفيان بن عيينة. قال: كتب يزيد بن الأصم إلى الحسين بن علي حين خرج، أما بعد فإن أهل الكوفة قد أبوا إلا أن ينفضوك، وقل شيء نفض إلا قلق، وانى أعيذك بالله أن تكون كالمغتر بالبرق أو كالمسبق للسراب، واصبر إن وعد الله حق، ولا يستخفنك الذين لا يوقنون.

أسند يزيد بن الأصم عن أبي هريرة، وعبد الله بن عباس، وعائشة، وميمونة، رضوان الله تعالى عليهم.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا كثير بن هشام ثنا جعفر بن برقان ثنا يزيد بن الأصم وغيره عن أبي هريرة رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «يقول الله عز وجل عبدي عند ظنه بي، وأنا معه إذا دعاني» .

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا كثير بن هشام ثنا جعفر بن برقان ثنا يزيد بن الأصم عن أبي هريرة يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن إنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» . رواه الثوري عن جعفر بن برقان مثله.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة

ص: 98

ثنا كثير بن هشام ثنا جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس، والله ما أخشى عليكم الخطأ، ولكن أخشى عليكم العمد، وما أخشى عليكم الفقر، ولكن أخشى عليكم الغنى والتكاثر» .

• حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا محمد ابن كناسة ح. وحدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا كثير بن هشام قالا ثنا جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة.

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تظهر الفتن ويكثر الهرج، قيل وما الهرج يا رسول الله؟ قال القتل ويقبض العلم» فسمعه عمر بن الخطاب يأثره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أما إن قبض العلم ليس بشيء ينتزع من صدور الرجال ولكنه فناء العلماء.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبد الله بن عمر بن أبان ثنا مروان بن معاوية عن عبد الله عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما طرف صاحب الصور مذ وكل به، مستعدا ينظر نحو العرش مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد اليه طرفه، كأن عينيه كوكبان دريان» . غريب من حديث يزيد تفرد به عنه ابن أخيه عبيد الله بن عبد الله

• حدثنا عبد الله ابن محمد بن جعفر ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن حفص ويحيى بن عثمان قالا: ثنا محمد بن حمير قال ثنا جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يبصر أحدكم القذاة فى عين أخيه وينسى الجذع - أو الجدل في عينه معترضا» . غريب من حديث يزيد تفرد به محمد بن حمير عن جعفر.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا أبو عمر القتات ثنا أبو نعيم ثنا سفيان الثوري عن الأجلح عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس. قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: «ما شاء الله وشئت. قال: جعلت لله ندا؟ ما شاء الله وحده» . رواه علي بن مسهر عن الأجلح مثله.

• حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني

ص: 99

ثنا سعيد بن سليمان عن أبي شهاب الخياط عن ليث بن أبي فزارة عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من لم يكن فيه واحدة منهن فإن الله تعالى يغفر له ما سوى ذلك لمن يشاء، من مات لا يشرك بالله شيئا، ولم يكن ساحرا يتبع السحرة، ولم يحقد على أخيه» غريب من حديث يزيد تفرد به أبو فزارة واسمه راشد بن كيسان.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا عبد الله بن صالح البخاري ثنا ابن أبي رزمة ثنا علي بن الحسن بن شقيق ثنا أبو حمزة عن ليث عن أبي فزارة عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «ما فوق الإزار، وخلف الخبز، وظل الحائط، وجرة الماء فضل يحاسب به - أو يسأل عنه يوم القيامة» . غريب من حديث يزيد لم نكتبه إلا من حديث أبي حمزة عن ليث وأبو حمزة هو السكري المروزي واسمه محمد بن ميمون

• حدثنا أبو أحمد محمد ابن أحمد الجرجاني ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه ثنا إسحاق بن راهويه ثنا عبد الرزاق ثنا الثوري عن الشيباني عن يزيد عن ابن عباس. أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «أحج عن أبي؟ فقال: نعم! إن لم تزده خيرا لم تزده شرا» !. غريب من حديث يزيد تفرد به الثوري عن الشيباني وهو أبو إسحاق واسمه سليمان بن فيروز تابعي من أهل الكوفة.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا أبو سليمان عبد الله بن الأصم عن عمه يزيد بن الأصم عن ميمونة رضي الله تعالى عنها. قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد لو أرادت بهيمة أن تمر تحته لمرت مما يجافي» . رواه جعفر بن برقان عن يزيد نحوه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا جعفر بن برقان قال حدثني يزيد بن الأصم عن ميمونة رضي الله تعالى عنها. قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد جافى حتى يرى من خلفه وضح إبطيه» .

قال الشيخ رحمه الله تعالى: ذكرنا نفرا من متقدمي طبقة الكوفيين في ذكر زهاد اليمانية وعبادهم، وعدنا إلى ذكر جماعة من عباد الكوفيين ونساكهم.

ص: 100

‌شقيق بن سلمة

فمنهم الواله الذابل، المجتهد الناحل، شقيق بن سلمة أبو وائل.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني يوسف بن يعقوب الصفار ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم. قال: كان أبو وائل اذا صلى فى بيته ينشج نشيجا، ولو جعلت له الدنيا على أن يفعله وأحد يراه ما فعله.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا جرير عن مغيرة. قال كان إبراهيم التيمي يذكر في منازل أبي وائل، وكان أبو وائل ينتفض انتفاض الطير.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا علي بن ثابت ثنا سعيد بن صالح. قال: رأيت أبا وائل يستمع النوح ويبكي.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد ابن يحيى ثنا معروف بن واصل. قال: كنا عند أبي وائل شقيق بن سلمة، فذكروا قرب الله من خلقه، فقال نعم! يقول الله تعالى: يا ابن آدم ادن مني شبرا ادن منك ذراعا، ادن منى ذراعا ادن منك باعا، امش إلي أهرول إليك.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الرحمن بن محمد بن أسلم ثنا هناد ابن السري ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق. قال: خرجنا في ليلة مخوفة فمررنا بأجمة فيها رجل نائم، وقد قيد لفرسه وهي ترعى عند رأسه، فأيقظناه. فقلنا له: تنام في مثل هذا المكان؟ فرفع رأسه فقال: إني لأستحيي من ذي العرش أن يعلم أنى أخاف شيئا دونه، ثم وضع رأسه فنام.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الرحمن بن محمد بن أسلم ثنا هناد ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود. قال: كان عطاء أبي وائل ألفين فإذا خرج أمسك ما يكفي أهله سنة، وتصدق بما سوى ذلك.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا احمد ابن حنبل ثنا أحمد بن محمد بن أيوب ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم. قال:

ص: 101

ما رأيت أبا وائل ملتفتا في صلاة ولا في غيرها، ولا سمعته يسب دابة قط، إلا أنه ذكر الحجاج يوما فقال: اللهم أطعم الحجاج من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع، ثم تداركها فقال: إن كان ذاك أحب إليك، فقلت:

وتستثني في الحجاج؟ فقال: نعدها ذنبا.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السري ثنا عبدة عن الزبرقان. قال: كنت عند أبي وائل فجعلت أسب الحجاج وأذكر مساوئه. فقال: لا تسبه وما يدريك لعله قال اللهم اغفر لي فغفر له؟!.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال ثنا محمد ابن أحمد بن أيوب ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم. قال كان عبد الله ابن مسعود إذا رأى الربيع بن خيثم. قال: {وبشر المخبتين} ، وإذا رأى أبا وائل قال التائب

(1)

.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله ثنا أحمد بن محمد ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن أبي وائل. أنه كان يكره أن يقول الرجل: اللهم أعتقني من النار، فإنه إنما يعتق من رجا

(2)

الثواب. أو تصدق علي بالجنة، فإنه إنما يتصدق على من يرجو الثواب.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا علي بن إسحاق ثنا الحسين بن الحسن ثنا عبد الله بن المبارك ثنا قيس بن الربيع عن عاصم. قال سمعت شقيق بن سلمة يقول وهو ساجد: رب اغفر لي، رب اعف عني، إن تعف عنى فطولا من فضلك، وان تعذبنى تعذبني غير ظالم لي ولا مسبوق. قال: ثم يبكي حتى أسمع نحيبه من وراء المسجد.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جرير عن الأعمش عن أبي وائل. قال: دخلت على عبيد الله بن زياد بالبصرة مع مسروق، فإذا بين يديه تل من ورق ثلاثة آلاف ألف من خراج أصبهان.

قال فقال: يا أبا وائل ما ظنك برجل يموت ويدع مثل هذا؟ قال: فقلت

(1)

فى ج: التائب

(2)

كذا فى الاصلين.

ص: 102

فكيف إذا كان من غلول؟ قال: فذاك شر على شر. قال وقال لي: إذا أتيت الكوفة فائتني لعلي أصيبك بمعروف، قال فلما رجعت قلت لو أني شاورت علقمة في ذلك قال فأتيته فقلت: إني دخلت على ابن زياد فقال لي كذا فكيف ترى؟ قال: لو أتيته قبل أن تستأمرني لم أقل لك شيئا، فأما إذا استأمرتني فإني حقيق أن أنصحك، وو الله ما يسرني أن لي ألفين مع ألفين فإني أكره الناس عليه، قال قلت: لم يا أبا شبل؟ قال: إني أخاف أن ينقصوا مني أكثر مما انتقص منهم.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان رحمهما الله ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن أبي برزة ثنا جعفر بن عون عن المعلى بن عرفان. قال سمعت أبا وائل وجاءه رجل فقال: ابنك استعمل على السوق. فقال: والله لو جئتني بموته كان أحب إلي، إن كنت لأكره أن يدخل بيتى من عمل عملهم.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو كريب عن عاصم. قال: كان أبو وائل يقول لجاريته: يا بركة إذا جاء يحيى - يعني ابنه - بشيء فلا تقبليه، وإذا جاءك أصحابي بشيء فخذيه. قال: وكان يحيى ابنه قاضيا على الكناسة.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبو عامر عبد الله بن براد ثنا الفضل بن الموفق عن سفيان عن الأعمش عن أبي وائل. قال: إن أهل بيت يضعون على مائبتهم رغيفا حلالا لأهل بيت غرباء.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن أبي عوانة عن عاصم عن أبى وائل: وكان له خص من قضب فكان يكون فيه هو وفرسه. فإذا غزا نقضه وتصدق به، فإذا رجع أنشأ بناه.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن احمد حدثنى أبو على الحسن ابن حماد الكوفي الوراق ثنا هشام عن الأعمش. قال سمعت شقيقا يقول:

اللهم إن كنت كتبتنا عندك أشقياء فامحنا واكتبنا سعداء، وإن كنت كتبتنا

ص: 103

سعداء فاثبتنا، فانك تمحوا ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب.

• حدثنا عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا سعيد بن سليمان ثنا عباد عن حصين عن أبي وائل. قال: دخلت على الأسود بن هلال فقلت: ليتني وإياك قد مضينا. قال: بئس ما تقول؟ أليس أسجد كل يوم وليلة أربعا وثلاثين سجدة.

• حدثنا عبد الرحمن بن العباس ثنا إبراهيم بن إسحاق ثنا يوسف بن موسى ثنا جرير عن مغيرة عن أبي وائل. قال: قلت للأسود بن هلال: وددت أنك مت منذ سنة. فقال: لى صاحب خيرا منك ما أبغض حياة شهر، أصلي خمسين ومائة صلاة إلى ضعفها أو قال - إلى سبعمائة ضعف.

• حدثنا عبد الرحمن بن العباس ثنا إبراهيم الحربي ثنا أبو كريب ثنا يحيى بن آدم ثنا يزيد بن عبد العزيز عن الأعمش عن أبي وائل. قال: اتيت الاسود بن هلال أعوده فقلت: قد كنت أحب أن تنعى لي. فقال: إن لي صاحبا خيرا منك، خمس صلوات في كل يوم وليلة خمسون حسنة.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يحيى بن آدم ثنا أبو بكر عن عاصم. قال: قلت لأبي وائل: إن قوما يقولون إن الله يدخل المؤمنين النار. فقال: لعمرك إن لها لحشوا غير المؤمنين.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا محمد بن فضيل عن الشيباني عن أبي وائل. قال: يستر الله العبد يوم القيامة بيده. فيقول: أتعرف أتعرف؟ فيقول نعم! فيقول: قد غفرت لك.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أحمد ابن محمد بن أيوب حدثني أبو بكر بن عياش عن عاصم. قال قال لي أبو وائل:

أتدري ما أشبه قراء أهل زماننا؟ قلت: ومن يشبههم؟ قال: أشبههم برجل أسمن غنما فلما أراد ذبحها وجدها غثا لا تنقى، أو رجل عمد إلى دراهم فلوس فألقاها في زئبق ثم أخرجها فكسرها فإذا هي نحاس.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين المروزي ثنا ابن المبارك ثنا معمر عن

ص: 104

سليمان الأعمش عن شقيق بن سلمة. قال: مثل قراء أهل هذا الزمان، كمثل غنم ضوائن ذات صوف، فغبط شاة منها فإذا هي لا تنقى ثم غبط أخرى فإذا هى كذلك، فقال: أف لك سائر اليوم.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبو معمر ثنا أبو أسامة عن مالك بن مغول عن أبي حصين. قال: قال لي أبو وائل: لأن يكون لي ولد يقاتل في سبيل الله، أحب لي من مائة ألف.

• حدثنا محمد بن بدر ثنا حماد بن مدرك ثنا إبراهيم بن بشار الرمادي ثنا سفيان بن عيينة عن الأعمش. قال قال أبو وائل: يا سليمان نعم الرب ربنا لو أطعناه ما عصانا!.

• حدثنا عبد الصمد بن أحمد بن عبد الصمد ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ثنا سهل بن عثمان ثنا أبو معاوية وأبو خالد قالا ثنا الأعمش عن شقيق. قال: مر على عبد الله بمصحف مزين بالذهب. فقال: إن أحسن ما زين به المصحف تلاوته بالحق.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا ابو أحمد سفيان عن منصور عن أبي وائل في قوله تعالى {وابتغوا إليه الوسيلة} . قال: القربة في الأعمال.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن أبي معشر عن إبراهيم. قال: ما من قرية إلا وفيها من يدفع عن أهلها به، وإني لارجو أن يكون أبا وائل منهم.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا يحيى ابن آدم ثنا أبو بكر عن عاصم. قال: ما رأيت أبا وائل يلتفت في صلاة ولا فى غيرها قط، ولا قائلا لأحد كيف أمسيت وكيف أصبحت؟.

أسند أبو وائل عن علية الصحابة وجماهيرهم رضي الله تعالى عنهم: منهم علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه، وعبد الله بن مسعود، وأبو موسى، وحذيفة، وخباب بن الأرت، وأبو مسعود، وأسامة بن زيد، وسلمان، وأبو الدرداء،

ص: 105

والبراء، وسهل بن حنيف، وكعب بن عجرة، وأبو هريرة، وعبد الله بن عباس، وجرير البجلي، وقيس بن أبي غرزة، وعائشة، وأم سلمة رضي الله تعالى عنهم.

وعن كبار التابعين: عن مسروق بن الأجدع، وسلمان بن ربيعة، وعلقمة بن قيس، وعمرو بن شرحبيل.

أكثر حديثه عند الأعمش، ومنصور، وحماد بن أبي سليمان، وعاصم بن بهدلة، ومغيرة بن مقسم، وحبيب بن أبى ثابت، وزيد بن الحارث، وحصين ابن عبد الرحمن، وسلمة بن كهيل، والحكم بن عتيبة، وعبدة بن أبي لبابة، وعمرو بن مرة، وواصل الأحدب، والعلاء بن خالد، ومسلم البطين، ومعلى ابن عرفان، ومحمد بن سوقة في آخرين.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبى أسامة ح. وحدثنا على ابن أحمد المصيصي ثنا أحمد بن خليد الحلبي

(1)

قالا: ثنا أبو نعيم ثنا الأعمش عن شقيق أبي وائل. قال قال عبد الله بن مسعود: «كنا إذا صلينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم قلنا السلام على الله دون عباده، السلام على جبريل ومكائيل، السلام على فلان. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقولوا هكذا! إن الله هو السلام ولكن قولوا التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. فإنكم إذا قلتم ذلك أصابت كل عبد صالح لله في السماء والأرض، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله» . رواه عن الأعمش الأئمة والناس. ورواه محل بن محرز الضبي عن شقيق. .

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عبد الله بن موسى ثنا محل عن شقيق عن عبد الله نحوه، ورواه عن أبي وائل غير من ذكرنا. حماد بن أبي سليمان، ومنصور بن المغيرة، والحكم بن عتيبة، وعاصم ابن بهدلة، ومغيرة، وحصين، وأبو هاشم، وفضيل بن عمرو، وسعيد بن

(1)

فى ج: خالد الحليمى.

ص: 106

مسروق، وواصل الأحدب، وحبيب بن حسان، وأبو سعد البقال، ورواه عن عبد الله بن مسعود غير شقيق بريدة الاسلمى، وأبو الأحوص، وعلقمة ومسروق، والأسود، وأبو معمر، وزيد بن وهب، وعبيدة السلماني، وعمير بن سعد، وعبد الرحمن بن أبي ليلي، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو عبيدة، وأبو الكنود، وأبو فزارة. .

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عبد الله بن موسى ثنا الأعمش عن شقيق أبي وائل عن عبد الله بن مسعود. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كنتم ثلاثة، فلا يتناجى اثنان دون الثالث فإن ذلك يحزنه» . رواه الثوري، وشعبة، وقيس بن الربيع، والناس عن الأعمش نحوه.

• حدثنا أبو إسحاق بن حمزة وسليمان بن أحمد ومحمد بن عبد الله الكاتب قالوا ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا عون بن سلام ثنا أبو بكر النهشلي عن الأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن عبد الله ابن مسعود: أنه ارتقى الصفا فأخذ بلسانه فقال يا لسان قل خيرا تغنم، واسكت عن الشر تسلم، من قبل أن تندم. ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أكثر خطايا ابن آدم من لسانه» . غريب من حديث الأعمش تفرد به عنه أبو بكر النهشلي واسمه - عبد الله بن قطاف كوفي

• حدثنا أبو بكر بن مالك وسليمان بن أحمد قالا ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أحمد بن محمد بن أيوب ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود.

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيرا يفقهه فى الدين ويلهمه رشده» . غريب من حديث الأعمش تفرد به عنه أبو بكر بن عياش واختلف في اسمه فقيل اسمه كنيته وقيل اسمه شعبة

• حدثنا أبو إسحاق بن حمزة حدثني أبو بكر محمد بن جعفر الصابوني الرافقي أخبرني محمد بن هارون بن محمد بن بكار ح. وحدثنا محمد بن سليمان القشيري قال سمعت ابن السماك يقول أخبرني الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد يخطو خطوة إلا سئل عنها، ما أراد بها» . غريب من

ص: 107

حديث الأعمش تفرد به ابن السماك واسمه محمد وهو الواعظ الكوفى.

• حدثنا أحمد بن إبراهيم بن علي الكندي البغدادى بمكة ثنا الحسن ابن علي بن الوليد الفسوي ثنا سعيد بن سليمان ثنا مسهر بن عبد الملك ابن سلع عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا ذكر أصحابي فأمسكوا، وإذا ذكر النجوم فأمسكوا، وإذا ذكر القدر فأمسكوا» . غريب من حديث الأعمش تفرد به عنه مسهر

• حدثنا أبو إسحاق بن حمزة ثنا محمد بن سليمان ح. وحدثنا محمد بن حميد ثنا عبدان بن أحمد قالا ثنا هشام بن عمار ثنا الربيع بن بدر عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «القرآن شافع مشفع، وما حل مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار» . غريب من حديث الاعمش تفرد به عنه الربيع

• حدثنا محمد بن حميد ثنا إبراهيم بن محمد بن سعيد الدستوائي ثنا إبراهيم بن حماد الأزدي ثنا عبد الرحمن بن حماد البصري قال ثنا الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تجافوا عن ذنب السخي، فإن الله تعالى آخذ بيده كلما عثر» . غريب من حديث الأعمش لم نكتبه إلا من هذا الوجه

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا عمر بن أيوب بن مالك - وما سمعته إلا منه - ثنا الحسن بن حماد الضبي ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لشبر من الجنة خير من الدنيا وما فيها» . غريب من حديث الأعمش لم نكتبه إلا عن هذا الشيخ

• حدثنا محمد بن المظفر بن موسى الحافظ ثنا أبو حفص أحمد بن محمد بن عمر بن حفص الأوصابي ثنا أبي ثنا ابن حمير ثنا الثوري ثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله. قال: أجورهم يدخلهم الجنة، ويزيدهم من فضله الشفاعة لمن وجبت له النار ممن صنع إليهم المعروف في الدنيا» . غريب من حديث الأعمش عزيز عجيب من حديث

ص: 108

الثوري تفرد به إسماعيل بن عبيد الله الكندي عن الأعمش وعن إسماعيل بقية بن الوليد وحديث الثوري لم نكتبه إلا عن هذا الشيخ

• حدثنا محمد ابن حميد ثنا عبد الله بن صالح البخاري ثنا الحسن بن علي الحلواني ثنا عون بن عمارة ثنا بشير مولى بني هاشم عن سليمان الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه. قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل راكب حتى أناخ بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا رسول الله إنى أتيتك من مسيرة تسع، أنضيت راحلتي، وأسهرت ليلي، وأظمأت نهاري، لأسألك عن خصنتين أسهرتاني. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما اسمك قال أنا زيد الخيل، قال بل: بل أنت زيد الخير، فسل. فرب معضلة قد سئل عنها. قال: أسألك عن علامة الله فيمن يريد وعلامته فيمن لا يريد، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت أحب الخير وأهله ومن يعمل به، وإن عملت به أيقنت بثوابه، وإن فاتني منه شيء حننت إليه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذه علامة الله فيمن يريد، وعلامته فيمن لا يريد ولو أرادك بالاخرى هيأك لها، ثم لا يبالى فى أى واد هلكت» . غريب من حديث الأعمش تفرد به عنه بشير وعنه عون بن عمارة

• حدثنا أبو القاسم إبراهيم بن أبي حصين ثنا الحسن بن الطيب ثنا محمد ابن صدران ثنا بزيغ أبو الخليل عن الأعمش عن شقيق عن ابن مسعود. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيأتي على الناس زمان يقعدون في المساجد حلقا حلقا، إنما همتهم الدنيا فلا تجالسوهم، فإنه ليس لله فيهم حاجة» .

غريب من حديث الأعمش تفرد به ابن صدران عن بزيغ وبزيغ هو الخصاف البصري واهي الحديث

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو حفص عمر بن يزيد الرفا البصري ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن شقيق بن سلمة عن عبد الله. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما بال أقوام يشرفون المترفين، ويستخفون بالعابدين، ويعملون بالقرآن ما وافق أهواءهم وما خالف أهواءهم تركوه، فعند ذلك يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض،

ص: 109

يسعون فيما يدرك بغير السعي من القدر المقدور والأجل المكتوب والرزق المقسوم، ولا يسعون فيما لا يدرك إلا بالسعي من الجزاء الموفور والسعي المشكور والتجارة التي لا تبور». غريب من حديث عمرو وشعبة تفرد به عنه عمر بن يزيد الرفا.

• حدثنا أبو بكر الطلحي قال ثنا عبيد بن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ح. وحدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قالا ثنا أبو خالد الأحمر قال سمعت عمرو بن قيس عن عاصم عن شقيق عن عبد الله رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفى الكير خبث الحديد من الذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب دون الجنة» . غريب من حديث عاصم تفرد به عنه عمرو بن قيس الملائى.

• حدثنا أبو القاسم بن أبي حصين وأبو بكر الطلحي وسليمان بن أحمد قالوا ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال ثنا علي بن حكيم الأزدي قال ثنا شريك عن جامع بن أبي راشد عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه. قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا هذا الكلام اللهم أصلح ذات بيننا وألف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، اللهم بارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذرياتنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها قائليها

(1)

وأتمها علينا». غريب من حديث جامع تفرد به علي بن شريك

(2)

.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا محمد بن هارون بن مجمع ثنا غالب ابن جبريل السمرقندي ثنا أحمد بن أبي عبد الله إمام مسجد سمرقند عن أبي حمزة السكري عن الأعمش عن أبي وائل عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الارواح جنود مجندة

(1)

كذا فى ج: قابليها.

(2)

كذا فى الاصلين.

ص: 110

فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف». غريب من حديث الأعمش لم نكتبه إلا بهذا الإسناد.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا شعبة عن الأعمش سمع أبا وائل شقيقا عن حذيفة ح. وحدثنا محمد ابن جعفر بن الهيثم قال ثنا جعفر بن محمد الصائغ قال ثنا قبيصة قال ثنا سفيان عن منصور والأعمش عن أبي وائل عن حذيفة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى سباطة قوم فبال قائما، زاد الأعمش ثم تنحى فأتى بماء فتوضأ ومسح على خفيه» . رواه الناس عن الأعمش ورواه عن أبي وائل منصور وعاصم وحصين في آخرين.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا الفضل بن أحمد الأصبهاني قال ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي قال ثنا عبد السلام بن حرب عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بكاء المؤمن في قلبه وبكاء المنافق من هامته» . غريب من حديث الأعمش لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا محمد بن المظفر قال ثنا أحمد بن سعيد الدمشقى قال ثنا هشام ابن عمار ثنا مسلمة بن علي عن الأعمش عن شقيق عن حذيفة رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إياكم والزنا فإن فيه ست خصال، ثلاثا في الدنيا وثلاثا في الآخرة فأما اللواتي في الدنيا فإنه يذهب بالبهاء ويورث الفقر وينقص الرزق. وأما اللواتي في الآخرة فانه يورث سخط الرب وسوء الحساب والخلود في النار» . غريب من حديث الأعمش تفرد به مسلمة وهو ضعيف الحديث.

• حدثنا أحمد بن جعفر النسائي وأبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن حسكا القاضي النيسابوري قالا: ثنا محمد بن عبدة القاضي البغدادي ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا قيس عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ويل لمن لا يعلم وويل لمن علم ثم لا يعمل» . غريب من حديث الأعمش لم نكتبه إلا

ص: 111

من هذا الوجه وقيس هو ابن الربيع وأبو أحمد هو الزبيرى

(1)

.

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا محمد بن جعفر بن حبيب ثنا أبو نعيم ثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي وائل قال كنت مع عبد الله وأبي موسى الأشعري. فقالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بين يدي الساعة أياما ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم ويكثر فيها الهرج» قال والهرج القتل، صحيح ثابت من حديث الأعمش رواه غير واحد.

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم وسليمان بن أحمد قالا ثنا محمد بن جعفر ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المرء مع من أحب» رواه أبو معاوية ومحمد بن عبيد وغيرهما عن الأعمش.

• حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ثنا عبد الله بن أبى داود واحمد ابن عمير قالا ثنا مؤمل بن أهاب ثنا أبو داود قال ثنا شعبة عن الأعمش عن أبي وائل عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن هذا الدرهم والدينار أهلكا من كان قبلكم ولا أراهما إلا وهما مهلكاكم» . غريب من حديث شعبة عن الأعمش لا أعلم رواه عن شعبة الا ابو دواد ويحيى بن سعيد، وحديث أبي داود تفرد به عنه مؤمل وحديث يحيى بن عبد الله بن هاشم الطوسي

(1)

.

• حدثنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا جدي ثنا أبو غسان مالك بن الخليل الأزدي ثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن حبيب عن أبي وائل عن أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنه. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يجاء بالأمير يوم القيامة فيلقى في النار فيطحن فيها كما يطحن الحمار بطاحونته. فيقال له: ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ قال بلى ولكن لم أكن أفعله» . غريب من حديث شعبة عن حبيب مشهور من حديث الأعمش وغيره عن شقيق.

(1)

كذا فى الاصلين.

ص: 112

‌خيثمة بن عبد الرحمن

ومنهم المطعم للإخوان، والمكرم للخلان، خيثمة بن عبد الرحمن.

كان بالمنعم واثقا، وللقائه تائقا. وقيل إن التصوف الانتفاء من الأعراض، للابتغاء من الأعواض.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أبو جعفر بن ماهان الرازي ثنا سفيان بن وكيع ثنا حفص بن غياث عن الأعمش. قال: ورث خيثمة بن عبد الرحمن مائتي ألف درهم فأنفقها على الفقراء والفقهاء.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو همام قال ثنا عيسى ابن يونس ثنا الأعمش. قال: كان خيثمة يصنع الخبيص والطعام الطيب ثم يدعو إبراهيم - يعني النخعي - ويدعونا معه. فيقول: كلوا ما أشتهيه ما أصنع إلا من أجلكم.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا الفضل بن سهل قال حدثني أبو نعيم. قال قال مسعر: كان لخيثمة سلة فيها خبيص تحت السرير، إذا جاء القراء وأصحابه أخرجها إليهم.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا أبو خالد الأحمر عن الأعمش.

قال: كنا إذا دخلنا على خيثمة جاء بالسلة من تحت السرير، وقال: كلوا فو الله ما أشتهيه وما أصنعه إلا لكم.

• حدثنا علي بن أحمد بن محمد وعبيد الله بن إسحاق ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا أبو كريب ثنا أبو أسامة عن الأعمش ح.

وحدثنا السرى ثنا أبو معاوية قالا ثنا الأعمش. قال: ربما دخلنا على خيثمة فيخرج السلة من تحت السرير فيها الخبيص والفالوذج، فيقول: ما أشتهيه كلوا أما إني ما جعلته إلا لكم، وكان يصر الدراهم وكان موسرا فإذا رأى الرجل من أصحابه منخرق القميص أو الرداء أو به خلة تحينه، فإذا خرج من الباب خرج هو من باب آخر حتى يلقاه فيعطيه فيقول اشتر قميصا، اشتر رداء، اشتر حاجة كذا.

• حدثنا إبراهيم ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا جرير

ص: 113

عن الأعمش. قال: رأيت على إبراهيم ثيابا بيضاء، فسألته عنها فقال:

كسانيها خيثمة.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق حدثني العباس بن محمد ثنا سعيد بن محمد

(1)

ثنا حفص عن الأعمش. قال: كان خيثمة يجئ إلى المسجد ومعه صرار فى خرقة، فيجلس مع اصحابه فاذا رأى احد من أصحابه قد تخرف قميصه أو رداءه فقام الرجل فخرج من المسجد، اتبعه من باب آخر يعارضه ويقول: يا أخي خذ هذه الصرة فاشتر بها رداء، اشتر بها قميصا.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي ثنا معمر ثنا عبد الله بن المبارك ثنا سفيان عن العلاء بن المسيب. قال: كان خيثمة يحمل صرارا وكان موسرا فيجلس في المسجد فإذا رأى رجلا من أصحابه فى ثيابه - يعنى خرقا أو رقة - اعترض له فأعطاه صرة.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا أبو همام ثنا عيسى بن يونس ثنا الأعمش. قال: نفست امرأة المسيب بن رافع فاشترى لها خيثمة خادما بستمائة. أخبرنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد في كتابه قال حدثني إسماعيل بن عبد الله قال ثنا محمد بن حميد قال ثنا جرير عن الأعمش.

قال: كان خيثمة يجري على المسيب بن رافع في كل شهر خمسين [درهما] واشترى له خادما.

• حدثنا عبد الرحمن بن العباس قال ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا ابن نمير ثنا مالك بن مغول عن طلحة عن خيثمة.

قال: إني لأعلم مكان رجل يتمنى الموت في سنته مرتين، فرأيت أنه يعني نفسه.

• حدثنا أبي رحمه الله قال ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عبد الجبار ابن العلاء ح. وحدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن الصباح. قالا ثنا سفيان عن مالك عن طلحة. قال قال خيثمة: إني لأعلم رجلا يتمنى أن يموت في السنة مرتين، فظننا أنه يعنى نفسه.

(1)

فى ج: سعيد بن عمرو

ص: 114

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني عثمان ابن أبي شيبة ثنا يحيى بن يمان ثنا سفيان عن سلمة بن كهيل. قال: لقي خيثمة محارب بن دثار فقال له: كيف حبك للموت؟ قال: ما أحبه. قال:

خيثمة إن هذا بك لنقص كبير.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن الصباح ثنا سفيان عن مالك عن طلحة. قال قال خيثمة: كان يعجبهم أن يموت الرجل عند خير يعمله. إما حج، وإما عمرة، وإما غزوة، وإما صيام رمضان.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنى خلاد ابن أسلم ثنا سعيد بن خثيم عن محمد بن خالد الضبي. قال: لم يكن يدرى كيف يقرأ خيثمة القرآن حتى مرض، فجاءته امرأته فجلست بين يديه فبكت. فقال لها: ما يبكيك؟ الموت لا بد منه. فقالت له المرأة: الرجال بعدك علي حرام. فقال لها خيثمة: ما كل هذا أردت منك، إنما كنت أخاف رجلا واحدا وهو أخي محمد بن عبد الرحمن، وهو رجل فاسق يتناول الشراب، فكرهت أن يشرب في بيتي الشراب بعد إذ القرآن يتلى فيه فى كل ثلاث.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني محمد بن عبيد المحاربي قال ثنا سعيد بن خثيم عن محمد بن خالد. أن خيثمة كان يختم القرآن في ثلاث.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا العباس ابن أبي طالب. قال: ثنا سعيد بن عمرو الأشعثي قال ثنا حفص عن الأعمش عن خيثمة. قال: ربما قالت امرأته يا جارية اسلمى ذلك الدلو، فيقول خيثمة كم تعطون عليه؟ فيقولون: دانقا ونصفا أو دانقين، فيقول فأنا أرقعه فيرقعه، فيقول: انظروا ما أردتم أن تعطوا عليه اعظوه بعض من يأتيكم من المساكين.

• أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه ثنا إسماعيل بن عبد الله الضبي ثنا محمد بن حميد قال ثنا جرير عن الأعمش أو العلاء بن المسيب.

قال: انخرق دلو لخيثمة فبعث به إلى الخراز فسأله صاعا من تمر، فخرزه خيثمة

ص: 115

بيده وتصدق بالصاع.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا عبد الله بن عمر بن إبراهيم العبسي ثنا أبو خالد الأحمر عن الأعمش. قال: دعاني خيثمة فلما جئت إذا أصحاب العمائم والمطارف على الخيل فحقرت نفسى فرجعت، فلقينى بعد ذلك فقال مالك لم تجئ؟ قلت: جئت ولكن قد رأيت أصحاب العمائم والمطارف على الخيل فحقرت نفسي قال: فأنت والله أحب إلي منهم فكنا إذا دخلنا عليه، قال بالسلة من تحت السرير فقال: كلوا، والله ما أشتهيه وما أصنعه إلا لكم.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن رجل عن خيثمة: أنه أوصى أن يدفن في مقبرة فقراء قومه.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبيد الله بن سعيد اليشكري قال ثنا يحيى بن عيسى الرملي ثنا الأعمش. قال: سمعت خيثمة يقول والله! ما أحب مؤمن منافقا قط.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبدة بن سليمان عن الأعمش عن خيثمة. قال: تقرءون أنتم في القرآن {يا أيها الذين آمنوا} ، إن موضعه في التوراة يا أيها المساكين.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا عبد الله بن محمد العبسي

(1)

ثنا أبو معاوية قال ثنا الأعمش عن خيثمة. قال كان قوم يؤذونه فقال: إن هؤلاء يؤذونني ولا والله ما طلبني أحد منهم بحاجة إلا قضيتها، ولا أدخل علي أحد منهم أذى فقابلته به ولأنا أبغض فيهم من الكلب الأسود، ولم يرون ذلك إلا أنه والله لا يحب منافق مؤمنا أبدا.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن علي الخزاعي ثنا القعنبي ثنا فضيل بن عياض ح. وحدثنا محمد بن حبان قال ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السري قال ثنا أبو زبيد قالا عن العلاء بن المسيب عن خيثمة. قال:

(1)

فى ج المحبسى واحسبه خطأ.

ص: 116

مكتوب في التوراة ابن آدم تفرغ لعبادتي - وقال فضيل - أقبل على عبادتي أملأ قلبك غنى وأسد فقرك، وإلا تفعل؟ أملأ قلبك شغلا ولا أسد فقرك.

• حدثنا عبد الله بن محمد

(1)

ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين المروزي ثنا أبو معاوية قال ثنا الأعمش عن خيثمة. قال: كانوا يقولون إن الشيطان يقول كيف يغلبني ابن آدم، إذا رضي كنت في قلبه، وإذا غضب طرت حتى أكون في رأسه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل قال ثنا عبد الله بن محمد العبسي ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن خيثمة. قال: كان يقال إن الشيطان يقول ما غلبني عليه ابن آدم فلن يغلبني على ثلاث؛ أن يأخذ مالا من غير حقه، وأن يمنعه من حقه، وأن يضعه في غير حقه.

• حدثنا الحسين بن محمد ثنا أبو محمد بن أبي حاتم ثنا أحمد بن سنان ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا إسرائيل عن أبي حصين عن خيثمة. قال: كان عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا عليهما السلام ابني خالة، وكان عيسى عليه السلام يلبس الصوف وكان يحيى عليه السلام يلبس الوبر، ولم يكن لواحد منهما دينار ولا درهم ولا عبد ولا أمة ولا ما يأويان إليه أينما جنهما الليل أويا، فلما أرادا أن يتفرقا قال له يحيى: أوصني قال: لا تغضب قال: لا أستطيع إلا أن أغضب. قال: فلا تقتن مالا. قال: أما هذه فعسى.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا علي بن إسحاق ثنا الحسين بن الحسين

(2)

قال ثنا عبد الله بن المبارك قال أخبرنا مالك بن مغول عن طلحة. قال سمعت خيثمة يقول: إن الله تعالى ليطرد الشيطان بالرجل عن الأدور.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو أسامة عن مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن خيثمة. قال: طوبى للمؤمن كيف يحفظ في ذريته من بعده.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان بن عيينة قال ثنا مالك عن طلحة بن

(1)

فى ج: عبد الله بن محمد مكرر

(2)

وفيها الحسين بن الحسن.

ص: 117

مصرف عن خيثمة. قيل له: أي شيء يسمن فى الجدب والخصب وأي شيء يهزل في الخصب والجدب؟ قال: أما الذي يسمن في الجدب والخصب فهو المؤمن إن أعطي شكر وإن ابتلى صبر، والذى يهزل فى الخصب والجدب فهو الكافر إن أعطي لم يشكر وإن ابتلى لم يبصر. وشيء هو أحلى من العسل ولا ينقطع وهي الألفة التي جعلها الله بين المؤمنين.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن خيثمة. قال: تقول الملائكة يا رب عبدك المؤمن تزوي عنه الدنيا وتعرضه للبلاء، قال: فيقول للملائكة اكشفوا لهم عن ثوابه فإذا رأوا ثوابه قالوا يا رب لا يضره ما أصابه في الدنيا. قال ويقولون: عبدك الكافر تزوي عنه البلاء وتبسط له الدنيا. قال فيقول للملائكة: اكشفوا لهم عن عقابه قال فإذا رأوا عقابه قالوا يا رب لا ينفعه ما أصابه من الدنيا.

• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي ثنا أبو معاوية

(1)

قال ثنا الأعمش عن خيثمة. قال قال سليمان عليه السلام: كل العيش قد جربناه لينه وشديده فوجدناه يكفي منه أدناه.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا ابن نمير ثنا الأعمش عن خيثمة، وعن حمزة عن شهر بن حوشب. قال: دخل ملك الموت على سليمان عليهما السلام فجعل ينظر إلى رجل من جلسائه يديم إليه النظر، فلما خرج. قال الرجل: من هذا؟ قال هذا ملك الموت عليه السلام.

قال: لقد رأيته ينظر إلي فكأنه يريدني. قال فما تريد. قال أريد أن تحملني على الريح فتلقيني بالهند. قال: فدعا بالريح فحمله عليها فألقته بالهند ثم أتى ملك الموت سليمان عليه السلام. فقال: إنك كنت تديم النظر إلى رجل من جلسائي.

قال: كنت أعجب منه، إني أمرت أن اقبض روحه بالهند وهو عندك.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا ابن نمير ثنا

(1)

فى ج: أبو معمريه.

ص: 118

الأعمش عن خيثمة. قال: أتى ملك الموت سليمان عليهما السلام وكان له صديقا، فقال له سليمان عليه السلام: مالك تأتي أهل البيت فتقبضهم جميعا وتدع أهل البيت إلى جنبهم لا تقبض منهم أحدا. قال: ما أنا أعلم بما أقبض منك، إنما أدور

(1)

تحت العرش فيلقى إلى صكاك فيها أسماء.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن خيثمة. قال: مرت بعيسى ابن مريم عليه السلام امرأة فقالت طوبى طوبى لبطن حملك، ولثدي أرضعك. فقال عيسى عليه السلام: بل طوبى لمن قرأ القرآن واتبع ما فيه!.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو خالد الأحمر عن الأعمش عن خيثمة. قال: قال عيسى عليه السلام لرجل من أصحابه وكان غنيا، تصدق بمالك فكره ذلك. فقال عيسى عليه السلام: ما يدخل الغنى الجنة.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا شريك عن إسماعيل بن أبي خالد سمعت خيثمة في هذه الآية يقول: {يوما يجعل الولدان شيبا} . قال: ينادي مناد يوم القيامة يخرج بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون، فمن ذلك يشيب الولدان.

• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا أحمد بن موسى الخطمي ثنا سهل بن بحر ثنا عمر بن حفص بن غياث حدثني أبي ثنا الأعمش. قال: سمعت خيثمة وأصحابنا يقولون: لا تجرؤا الشيطان على

(2)

أحدكم.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أبو عمار أحمد بن محمد بن الجراح ثنا ابن نمير ثنا مالك بن مغول عن الحكم عن خيثمة. قال: إذا طلبت شيئا فوجدته فسل الله الجنة، فلعله يكون يومك الذي يستجاب لك فيه.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني محمد بن عباد حدثني سفيان عن مالك بن مغول. قال قال لي طلحة: لم يكن بالكوفة

(1)

فى ج: انما أكون الخ

(2)

وفيها: لا تحربوا.

ص: 119

رجلان أعجب إلي من خيثمة وإبراهيم.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا عقبة بن مكرم ثنا مسلم بن قتيبة ثنا شعبة عن نعيم بن أبي هند. قال: رأيت أبا وائل في جنازة خيثمة يبكي، واضعا يده على رأسه وهو يقول: وا عيشاه، وا عيشاه!.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا علي بن محمد بن أبي الشوارب ثنا سلمة النبوذكى ثنا حماد ثنا أبو حمزة عن إبراهيم عن خيثمة بن عبد الرحمن.

قال: دخلت مسجد الرسول عليه السلام فقلت: اللهم وفق لي جليسا صالحا ح.

• وحدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا زكريا بن الحارث ابن ميمون ثنا معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن خيثمة بن أبى سيرة الجعفي. قال: أتيت المدينة فسألت الله تعالى أن ييسر لي جليسا صالحا. وقال إبراهيم: سألت الله أن يرزقني جليس صدق، فيسر لي أبا هريرة. فجلست إليه فقلت إني سألت الله أن ييسر لي جليسا صالحا فوفقت لي. فقال ممن أنت؟ فقلت من أهل الكوفة جئت لألتمس الخير والعلم. قال حماد: فقال تسألني وفيكم علماء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وابن عمه علي بن أبي طالب وفيكم سعد بن مالك مجاب الدعوة، وفيكم عبد الله بن مسعود صاحب وسائد رسول الله صلى الله عليه وسلم ونعليه، وفيكم حذيفة بن اليمان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمار بن ياسر الذى أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه، وسلمان صاحب الكتابين. قال قتادة: الكتابان الإنجيل والفرقان.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا طاهر بن أبي أحمد ثنا أبي قال ثنا إسرائيل عن حكيم بن جبير. قال: سمعت خيثمة بن عبد الرحمن يقول: أدركت ثلاثة عشر رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ما رأيت أحدا منهم غيره الخضاب.

أدرك خيثمة بن عبد الرحمن عدة من أعلام الصحابة رضي الله تعالى عنهم.

فممن روى عنهم وأسند:

عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعدي بن حاتم،

ص: 120

والنعمان بن بشير، وروى عن عدة من خضارم التابعين منهم: سويد بن غفلة، أبو عطية مالك بن عامر الهمداني، وأبو حذيفة سلمة بن صهيب، وقيس ابن مروان.

وروى عن خيثمة عدة من التابعين والأئمة منهم: الأعمش، وطلحة بن مصرف، ومنصور بن المعتمر، وعاصم بن بهدلة، وعمرو بن مرة.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا شعبة قال أخبرني منصور. قال سمعت خيثمة بن عبد الرحمن يحدث عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا سمر بعد الصلاة إلا لأحد رجلين لمسافر أو مصل» . كذا رواه شعبة وخالفه الثوري عن منصور فقال عن خيثمة عمن سمع ابن مسعود يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم ..

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إسحاق الأنماطي قال ثنا أحمد بن سهل بن أيوب قال ثنا خالد بن يزيد العمري قال ثنا سفيان الثوري، وشريك بن عبد الله وسفيان بن عيينة عن سليمان عن خيثمة عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم. أنه قال:«لا ترضين أحدا بسخط الله، ولا تحمدن أحدا على فضل الله، ولا تذمن أحدا على ما لم يؤتك، الله، فإن رزق الله لا يسوقه إليك حرص حريص، ولا يرده عنك كراهية كاره، إن الله تعالى بقسطه وعدله جعل الروح والفرح في الرضى واليقين، وجعل الهم والحزن فى الشك والسخط» .

غريب من حديث الثوري ومن حديث الأعمش. تفرد به خالد بن يزيد العمري.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الحافظ الواسطي قال ثنا إبراهيم بن محمد بن سعيد قال ثنا محمد بن عبيد بن عتبة قال ثنا بكار بن أسود قال ثنا إسماعيل الحناط. قال: بلغ الحسن بن عمارة أن الأعمش وقع فيه، فبعث إليه بكسوة فمدحه الأعمش. فقيل للأعمش: ذممته ثم مدحته. فقال: إن خيثمة حدثني عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «جبلت القلوب على حب من أحسن إليها، وبغض من أساء إليها» . غريب من حديث الأعمش من خيثمة لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا

ص: 121

الحسين بن إسحاق التستري قال ثنا عمران بن خالد المخزومي قال ثنا أبو نباتة عن يونس بن يحيى عن عباد بن كثير عن ليث بن أبى سليمان عن طلحة بن مصرف عن خيثمة عن عبد الله بن مسعود. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أشد أهل النار عذابا يوم القيامة من قتل نبيا أو قتله نبى، أو امام جائر، وهؤلاء المصورون» . غريب من حديث طلحة وخيثمة يقال إنه من مفاريد أبي نباتة.

• حدثنا أبو إسحاق بن حمزة ومحمد بن عمر بن سلم في جماعة قالوا ثنا إبراهيم بن عبد الله المخزومي

(1)

قال ثنا سعيد بن محمد المخزومي

(1)

قال ثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن سعيد بن أبجر عن أبيه عن طلحة بن مصرف عن خيثمة. قال: كنا جلوسا مع عبد الله بن عمرو إذ جاءه قهرمان له فدخل فقال أعطيت الرقيق قوتهم؟ قال لا! قال: فانطلق فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كفى بالمرء إثما أن يحبس على من يملك قوته» . غريب من حديث طلحة تفرد به سعيد الحربي

(2)

حدث به أبو زرعة الرازي عن سعيد مثله.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن عمر القاضي قال ثنا عبد الله بن محمد بن العباس قال ثنا سهل بن عثمان قال ثنا زياد بن عبد الله عن ليث عن طلحة بن مصرف عن خيثمة عن عبد الله بن عمرو. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سره أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، ويأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه» . غريب من حديث طلحة وخيثمة لم يروه متصلا مجودا إلا سهل بن عثمان.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا عمرو بن علي قال ثنا أبو داود قال ثنا الحريش بن سليم عن طلحة بن مصرف عن خيثمة عن عبد الله بن عمرو. قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«اقرأ القرآن في شهر. فقلت: إن لي قوة. قال: فأقرأه في ثلاث» . غريب من حديث طلحة وخيثمة. تفرد به عمرو عن أبي داود

• حدثنا أبو بكر

(1)

فى ج: المخرمي فى المكانين

(2)

وفيها سعيد الجرمى.

ص: 122

محمد بن حميد بن سهيل قال ثنا حامد بن شعيب قال ثنا محمد بن زنبور قال ثنا فضيل بن عياض عن الأعمش عن خيثمة عن عبد الله بن عمرو. قال: لا أزال أحب عبد الله بن مسعود بعد ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

«استقرءوا القرآن من أربعة من ابن أم عبد وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة» رواه محمد بن طلحة عن الأعمش مثله.

• حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن على المقدسى قال ثنا عمر بن زكريا الحميري بغزة قال ثنا محمد بن عبيد القاضي الغزي قال ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن خيثمة عن عبد الله بن عمرو بن العاص. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«تقول الملائكة يا رب عبدك المؤمن تزوي عنه الدنيا وتعرضه للبلاء وهو مؤمن بك. فيقول: اكشفوا عن ثوابه فإذا رأوا ثوابه تقول الملائكة يا رب ما يضره ما أصابه في الدنيا، وتقول الملائكة يا رب عبدك الكافر تبسط له في الدنيا وتزوي عنه البلاء وقد كفر بك. فيقول: اكشفوا عن عقابه فإذا رأوا عقابه قالوا يا رب ما ينفعه ما أصابه في الدنيا» . قال محمد فذكرته لعبد الله ابن نمير فقال لي ترددت إلى الأعمش مرارا أسأله فلم يحدثني وقال إذا جد السؤال جد المنع كذا حدثناه هذا الشيخ مرفوعا متصلا، وهو من مفاريد محمد بن عبيد الغزي والمشهور ما رواه الناس عن أبي معاوية عن الأعمش عن خيثمة من قبله.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أبو الزنباع روح بن الفرج قال ثنا علي ابن سليمان أبو الرقاع قال ثنا أبو الفضل القرشى عن ولد عقبة بن أبي معيط قال ثنا الأعمش عن خيثمة عن عبد الله بن عمرو. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يؤذن المؤذن ويقيم الصلاة قوم وما هم بمؤمنين» . غريب من حديث الأعمش لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش في جماعة قالوا ثنا القاسم بن زكريا قال أعطاني عبد الرحيم بن محمد السكري كتابا وكتبت منه ثنا عباد بن العوام قال ثنا أبان بن تغلب عن عمرو بن مرة عن خيثمة عن عبد الله بن عمرو عن رسول

ص: 123

الله صلى الله عليه وسلم. قال «من سمع الناس بعمله سمع الله به مسامع خلقه وصغره وحقره» . غريب من حديث أبان بن تغلب عن عمرو عن خيثمة لم يروه إلا عبد الرحيم.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا يحيى بن هاشم قال ثنا حمزة بن حبيب الزيات عن الأعمش عن خيثمة بن عبد الرحمن عن عدي بن حاتم. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلكم يناجي ربه ليس بينه وبينه ترجمان، ينظر إلى أيمنه فيرى عمله، ثم ينظر أمامه فيرى النار. ثم قال: اتقوا النار ولو بشق تمرة» . رواه زياد أبو حمزة التميمي عن حمزة الزيات مثله.

• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم إملاء قال ثنا عامر ابن إبراهيم بن عامر قال حدثني أبي عن جدي قال ثنا زياد أبو حمزة التميمي قال ثنا حمزة الزيات عن الأعمش عن خيثمة عن عدي عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. ورواه شريك والناس عن الأعمش عن خيثمة عن عدي مثله.

رواه فضيل بن عياض وجرير وأسباط بن محمد عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن خيثمة عن عدي مثله ورواه شعبة عن عمرو بن مرة ومنصور عن خيثمة عن عدي عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه مختصرا: «اتقوا النار ولو بشق تمرة» .

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش قال ثنا أحمد بن يحيى الحلواني قال ثنا عبيد بن جنادة قال ثنا عطاء بن مسلم عن الأعمش عن خيثمة عن عدي ابن حاتم الطائي. قال: «ما دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قط إلا توسع لي أو قال تحرك لي فدخلت عليه ذات يوم وهو في بيت مملوء من أصحابه فلما رآني توسع لي حتى جلست إلى جانبه» . غريب من حديث الأعمش تفرد به عطاء بن مسلم.

• حدثنا علي بن هارون قال ثنا جعفر محمد الفريابى ح. وحدثنا أبو عمرو ابن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا عمرو بن زرارة قال ثنا أبو جنادة عن الأعمش عن خيثمة عن عدي بن حاتم. قال قال رسول الله صلى الله عليه

ص: 124

وسلم: «يؤمر يوم القيامة بناس من الناس إلى الجنة حتى إذا دنوا منها ونظروا إليها واستنشقوا رائحتها وإلى ما أعد الله لأهلها نودوا أن اصرفوهم لا نصيب لهم فيها. قال: فيرجعون بحسرة ما رجع الأولون بمثلها قال فيقولون يا ربنا لو أدخلتنا النار قبل أن ترينا ما أريتنا من ثوابك وما أعددت فيها لأوليائك كان أهون علينا. قال: ذاك أردت بكم كنتم إذا خلوتم بارزتموني بالعظائم، وإذا لقيتم الناس لقيتموهم مختبئين

(1)

تراءون الناس بخلاف ما تعطوني من قلوبكم، هبتم الناس ولم تهابوني، أجللتم الناس ولم تجلوني، وتركتم للناس ولم تتركوا لي. فاليوم أذيقكم أليم العذاب مع ما حرمتكم من الثواب».

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا هاشم بن محمد بن سعيد بن خثيم الهلالي قال ثنا أبو جنادة - وكان يسكن بني سلول - قال ثنا الأعمش بإسناده مثله. غريب من حديث الأعمش لم نكتبه إلا من حديث أبي جنادة.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم قال ثنا أبو معاوية شيبان عن عاصم عن خيثمة والشعبي عن النعمان بن بشير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أنه قال: «حلال بين وحرام بين وشبهات بين ذلك، فمن ترك الشبهات كان للحرام أترك، ومحارم الله حمى فمن رتع حول الحمى كان قمنا أن يرتع فيه» . هذا حديث صحيح ثابت من حديث الشعبي عن النعمان وحديث خيثمة عن النعمان غريب تفرد به عنه عاصم وحدث به الإمام أحمد بن حنبل عن أبي النضر مثله.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا أبو النضر قال ثنا أبو معاوية شيبان عن عاصم عن خيثمة والشعبي عن النعمان بن بشير. قال قال رسول الله عليه وسلم: «خير الناس قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم يأتي قوم تسبق أيمانهم شهادتهم وشهادتهم أيمانهم» . هذا حديث مشهور من حديث عاصم رواه عنه حماد بن سلمة وزيد بن أبي أنيسة

(1)

فى ج: مخبتين.

ص: 125

وزائدة بن قدامة وأبو عوانة وأبو بكر بن عياش. .

• حدثنا مخلد بن جعفر ثنا جعفر الفريابي قال ثنا منحاب بن الحارث قال ثنا علي بن مسهر عن الأعمش عن خيثمة عن النعمان. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمنون كرجل واحد إن اشتكى رأسه اشتكى كله وإن اشتكى عينه اشتكى كله» . رواه حميد بن عبد الرحمن بن محاضر المورع ووكيع بن الجراح وجعفر بن عون وأبو حمزة السكري كلهم عن الأعمش عن خيثمة عن النعمان.

• حدثنا مخلد بن جعفر قال ثنا جعفر بن محمد الفريابي قال ثنا حميد بن عبد الرحمن ح. وحدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا وكيع ح. وحدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا محاضر بن المورع ح. وحدثنا أبو بكر الآجري قال ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الحميد قال ثنا محمد بن يحيى بن عبد الكريم قال ثنا جعفر بن عون ح. وحدثنا الحسن بن علان قال ثنا الهيثم بن خلف الدوري قال ثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت أبي يقول ثنا أبو حمزة قالوا كلهم عن الأعمش عن خيثمة عن النعمان بن بشير. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمنون كرجل واحد إن اشتكى رأسه اشتكى كله وإن اشتكى عينه اشتكى كله» . رواه الشعبي عن النعمان بن بشير وهو مشهور مستفيض ورواه سماك بن حرب وخيثمة عن النعمان وهو عزيز.

‌الحارث بن سويد

ومنهم الحارث بن سويد التيمي أبو عائشة، كان على وقته شحيحا، وبالإغضاء عن اللاهين نجيحا.

• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا محمد بن عبيد قال ثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي. قال: إن كان الرجل من الحي ليجيء فيسب الحارث بن سويد فيسكت، فإذا سكت قام فنفض رداءه ودخل.

ص: 126

• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا محمد بن الصباح قال ثنا سفيان عن أبي حيان التيمي عن أبيه. قال: صحب عبد الله بن مسعود من التيم سبعون رجلا، وكان الحارث بن سويد من أعلامهم نفسا.

• أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه قال ثنا موسى بن إسحاق قال ثنا أبو كريب قال ثنا هشام بن علي عن الأعمش عن إبراهيم التيمي. قال: لقد أدركت سبعين شيخا من أصحاب عبد الله أصغرهم الحارث بن سويد، فسمعته يقرأ {إذا زلزلت الأرض} - حتى انتهى إلى قوله - {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}. فقال: إن هذا لإحصاء شديد.

• أخبرنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن يحيى بن منده ثنا الهذيل بن معاوية ثنا إبراهيم بن أيوب ثنا النعمان عن سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن الحارث بن سويد.

أنه كان اذا شتمه الرجل يقول: من {يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} ، كل ذلك يحصى.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا يوسف القاضي ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد عن أيوب عن يحيى بن سعيد بن حبان عن أبيه. قال: جمع المختار رباع أهل الكوفة على صحيفة مختومة يبايعون على ما فيها ويقرون بها.

فقلت: لأنظرن ما يصنع الحارث بن سويد، فلما دعيت إذا هو بين يدي القوم فمشيت إلى جنبه، فقلت: يا أبا عائشة أتدري ما في هذه الصحيفة؟ قال إليك عني، فإني سمعت عبد الله بن مسعود يقول: ما كنت لادع قولا اقوله ادرأ به عنى سوطين. قال حماد: فلقيت يحيى بن سعيد فحدثنا به كما حدثنا أيوب عنه.

• حدثنا أبو أحمد الجرجاني ثنا أحمد بن موسى ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا جرير عن أبي حيان التيمي عن أبيه. قال: دعا الناس المختار إلى كتاب مختوم ليبايعوه ويقروا بما فيه لا يدرون ما فيه، قال: فانطلق الحي وانطلقت معهم قال وبعضنا سعى

(1)

ببعض، فنظرت فإذا الحارث بن سويد أمام القوم، فقال له أحدنا: يا أبا عائشة ما رأيت مثل ما تمشي فيه منيبا

(2)

الى

(1)

فى ج: يتقى ببعض.

(2)

وفيها: مثبتا

ص: 127

كتاب مختوم لا يدرى ما فيه أكفر فيه أم سحر؟ قال: دعنا منك أيها الرجل! إني سمعت عبد الله يقول: ما من كلام أتكلم به لدى سلطان يدرأ به عنى سوط إلا كنت متكلما لديه. ورواه الثوري عن أبي حيان التيمي نحوه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أسد ثنا أبو داود الطيالسي ثنا شعبة عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد. قال: كان سليمان إذا طعم. قال: الحمد لله الذى كفاني المئونة وأحسن الرزق، كذا في كتاب سليمان.

وقال غندر عن شعبة: كان سليمان إذا طعم

(1)

.

• حدثناه محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا شعبة مثله.

أسند الحارث بن سويد عن عبد الله بن مسعود، وعن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما.

روى عنه عمارة بن عمير، وإبراهيم التيمي، وثمامة بن عقبة.

• حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة بن عمارة ثنا أبو يعلى ثنا عبد الغفار بن عبد الله ثنا علي بن مسهر ح. وحدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا عبد الله بن شيرويه ثنا إسحاق بن إبراهيم قال أنبأنا عيسى بن يونس وجرير ويحيى بن عبد الملك قالوا عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن عبد الله بن مسعود. قال: «دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك وعكا شديدا، فمسسته فقلت: يا رسول الله إنك لتوعك وعكا شديدا، قال: إنى أوعك كما يوعك رجلان منكم. قال: قلت: ذلك بأن لك أجرين، قال: وذاك بذاك. ثم قال: ما من مسلم يصيبه أذى من شوك فما سواه إلا حط الله عنه خطاياه كما تحط الشجرة ورقها» . لفظ أبي يعلى ورواه الثوري وشعبة وأبو معاوية وأبو حمزة ويعلى بن عبيد في آخرين والحديث متفق على صحته. .

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا

(1)

بياض فى الازهرية والصحيح ليس هنا بياض بل ذلك على اصطلاح المحدثين.

ص: 128

أبو معاوية ثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن عبد الله ابن مسعود. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله، قال قالوا: يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثه، قال: اعلموا أنه ليس منكم أحد إلا مال وارثه أحب إليه من ماله، مالك من مالك إلا ما قدمت ومال وارثك ما أخرت» . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تعدون الصرعة فيكم. قال: قلنا الذى لا يصرعه الرجال.

قال: لا ولكن الصرعة الذي يملك نفسه عند الغضب». وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تعدون الرقوب فيكم. قال: قلنا الذي لا ولد له.

قال: لا ولكن الرقوب الذي لم يقدم من ولده شيئا». صحيح متفق عليه.

رواه عن الأعمش حفص بن غياث وعيسى بن يونس وجرير وأبو الأحوص وأبو عوانة في آخرين. .

• حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد ثنا محمد بن يوسف بن الطباع ثنا عفان بن مسلم ثنا أبو عوانة عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن عبد الله بن مسعود. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم يسقط على بعيره وقد أضله بأرض فلاة» .

رواه يحيى بن حماد عن أبي عوانة مثله.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبد الله بن يحيى ثنا أبو حصين الوادعي ثنا يحيى بن عبد الحميد ثنا أبو الأحوص وأبي

(1)

ح. وحدثنا محمد بن علي ثنا أحمد بن علي بن المثنى ثنا أبو الربيع الزهراني ثنا أبو شهاب قالوا عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن الحارث بن سويد. قال: حدثنا عبد الله بن مسعود حديثين أحدهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والآخر عن نفسه. قال:«إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال له هكذا» . قال وقال: «إن الله أفرح بتوبة العبد من رجل نزل بدوية مهلكة معه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع

(1)

كذا فى الاصلين ولعله وحدثنا ابى ومحمد الخ.

ص: 129

رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته عليها طعامه وشرابه، فانطلق في طلبها حتى اشتد عليه العطش أو الجوع - شك أبو شهاب - قال أرجع إلى مكاني فأموت فيه فرجع إلى مكانه فوضع رأسه فاستيقظ فإذا هو براحلته عنده وعليها طعامه وشرابه». السياق لأبي شهاب ولم يذكر أبو الأحوص ذكر ذنوب المؤمن والفاجر رواه مقتصرا على ذكر التوبة، وممن رواه عن الأعمش شعبة بن الحجاج وقطبة بن عبد العزيز وأبو معاوية وأبو أسامة وجرير ومحمد بن عبيد في آخرين، والحديث متفق على صحته.

• حدثنا أبو عمرو ابن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا علي بن حجر وهشام بن عمار قالا ثنا إسماعيل بن عياش حدثني عبد العزيز بن عبيد الله عن ثمامة بن عقبة عن الحارث ابن سويد أنه سمع عبد الله بن مسعود يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من رجل في قوم يعمل فيهم بمعاصي الله هم أكثر منه وأعز فيداهنون في شأنه إلا عاقبهم الله» . هذا حديث غريب من حديث الحارث ابن سويد لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا الحسن بن عصمة ثنا أحمد بن محمد بن الأصفر ثنا إبراهيم بن إسحاق الأزدي عن أبي مريم عن عمرو بن مرة عن الحارث بن سويد عن عبد الله بن مسعود.

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ يس في ليلة أصبح مغفورا له» .

هذا حديث غريب من حديث الحارث ومن حديث عمرو بن مرة لم يروه عن عمرو إلا أبو مريم - وهو عبد الغفار بن القاسم كوفي فى حديثه لين.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إبراهيم بن نائلة ثنا كثير بن يحيى صاحب البصري ثنا أبو عوانة عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن عبد الله ابن مسعود. قال: «لا تزال الشفاعة بالناس وهم يخرجون من النار حتى ان إبليس الأباليس ليتطاول لها رجاء أن تصيبه» . كذا رواه إبراهيم عن الحارث موقوفا، وهو غريب من حديث الأعمش لم يروه عنه فيما أعلم إلا أبو عوانة.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل

ص: 130

حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. أن النبي صلى الله عليه وسلم: «نهى عن الدباء والمزفت» . صحيح متفق عليه من حديث إبراهيم والحارث، ورواه سفيان الثوري وشريك وغيرهما عن الأعمش ..

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن سليمان عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد. قال قيل لعلي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: إن رسولكم صلى الله عليه وسلم كان يخصكم بشيء دون الناس عامة، فقال: ما خصنا رسول الله بشيء لم يخص به الناس، ليس شيء فى قراب سيفي هذا. قال: فأخرج صحيفة فيها شيء من أسنان الإبل، وفيها أن المدينة حرم ما بين ثور الى عابر

(1)

فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فإن عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل». قال: عبد الله بن أحمد بن حنبل ذكر أبي: الحارث بن سويد فعظم شأنه وذكره بخير وقال ما بالكوفة أجود إسنادا منه.

• حدثنا إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: وسمعت أبي يقول ما بقي أحد يحدث بهذه الأحاديث غيري وغير يحيى بن معين ذكره بعقب أحاديث الأعمش عن إبراهيم عن الحارث والحديث صحيح متفق عليه.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا أبو حصين الوادعي ثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ثنا حصين بن عمر الأحمسي ثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد. قال سمعت عليا رضوان الله عليه يقول: «حجوا قبل أن لا تحجوا، فكأني أنظر إلى حبشي أصلع أقرع بيده معول يهدمها حجرا حجرا» . فقلت له: شيء تقوله

(1)

كذا فى الاصلين (عاير) قال ياقوت قال الزبير وهو جبل بالمدينة وقال عمه مصعب لا يعرف بالمدينة جبل يقال له عير ولا عاير ولا ثور. وفى النهاية: انه حرم المدينة ما بين عير الى ثور، هما جبلان اما عير فجبل معروف بالمدينة واما ثور فالمعروف انه بمكة الى آخر ما حكاء فى مادة ثور فراجعه.

ص: 131

برأيك أو سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم. قال: لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ولكن سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم». هذا حديث غريب من حديث الحارث وإبراهيم لم يروه عن الأعمش إلا حصين بن عمر.

‌الحارث بن قيس الجعفي

ومنهم الحارث بن قيس الجعفي

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا وكيع ثنا الأعمش عن خيثمة عن الحارث بن قيس. قال: إذا كنت في أمر الآخرة فتمكث، وإذا كنت في أمر الدنيا فتوخ، وإذا هممت بأمر خير فلا تؤخره، وإذا أتاك الشيطان وأنت تصلي فقال إنك مراء فزده طولا.

‌شريح بن الحارث الكندي

ومنهم شريح بن الحارث الكندي أبو أمية القاضي، كان من حاله التسليم والتراضي، والقيام على نفسه بالمحاسبة والتقاضي.

وقيل إن التصوف الحنين إلى الباقي، والأنين من الماضي.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا عارم أبو النعمان ثنا حماد بن زيد عن شعيب بن الحبحاب عن إبراهيم ح. وحدثنا أبو بكر بن ابن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا إسماعيل بن علية قال ثنا ابن عون عن إبراهيم. قال: كان شريح يقول سيعلم الظالمون حق من نقضوا، إن الظالم ينتظر العقاب، والمظلوم ينتظر النصر.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو كريب ثنا محمد بن العلاء قال ثنا عثام بن علي عن الأعمش. قال: اشتكى شريح رجله فطلاها بالعسل وجلس في الشمس، فدخل عليه عواده. فقالوا: كيف تجدك؟ فقال:

صالح! فقالوا: ألا أريتها الطبيب. فقال قد فعلت. فقالوا: ما قال لك؟ قال:

ص: 132

وعد خيرا.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو كريب ثنا وكيع عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن شريح. أنه خرج بإبهامه قرحة.

فقالوا: لو أريتها الطبيب. قال: هو الذي أخرجها.

• حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبد الله ثنا الأوزاعي حدثني عبدة بن أبي لبابة. قال: كانت فتنة ابن الزبير تسع سنين فمكث شريح لا يخبر ولا يستخبر. رواه ابن ثوبان عن عبدة عن الشعبي عن شريح.

• أخبرناه أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن رافع ثنا زيد ابن الحباب ثنا عبد الرحمن بن ثوبان. قال أخبرني عبدة أنه سمع الشعبي يقول:

قال شريح كانت الفتنة فما سألت عنها. فقال رجل: لو كنت مثلك ما باليت متى مت؟ فقال له شريح: كيف بما في قلبي. ورواه شقيق بن سلمة عن شريح ..

• حدثنا أحمد بن محمد بن سنان ثنا أبو العباس السراج ثنا محمد بن الصباح أنبأنا جرير عن الأعمش عن شقيق. قال قال شريح في الفتنة: ما استخبرت ولا أخبرت ولا ظلمت مسلما ولا معاهدا دينارا ولا درهما. قال: قلت له: لو كنت على حالك لأحببت أن أكون قدمت. قال: فأومأ إلى قلبه فقال: كيف بهذا؟.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ثنا أبي قال ثنا الأعمش عن شقيق. قال قال لي شريح: ما أخبرت ولا استخبرت منذ كانت الفتنة. قال: لو كنت مثلك لسرنى أن أكون قدمت. قال:

فكيف بما في صدري، تلتقي الفئتان إحداهما أحب إلي من الأخرى.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا أبو العباس السراج ثنا قتيبة بن سعيد ثنا كثير ابن هشام ثنا جعفر بن برقان. قال سمعت ميمون بن مهران يقول: قال شريح في الفتنة التي كانت على عهد ابن الزبير، ما سألت فيها ولا أخبرت. قال جعفر:

وحدثني غير ميمون أنه قال: وأخاف أن لا أكون نجوت.

• حدثنا أحمد بن محمد بن سنان ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت أبا كريب يقول قال ثنا وكيع عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن شريح. أنه كان يقول: اخرجوا بنا إلى الكناسة حتى ننظر إلى الإبل كيف خلقت.

ص: 133

• أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه قال ثنا أبو يحيى الرازي ثنا أبو كريب ثنا عثام بن علي عن الأعمش. قال: مر شريح بقوم وهم يلعبون، فقال ما لكم؟ قالوا: فرغنا يا أبا أمامة، قال: ما بهذا أمر الفارغ.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا سوار بن عبد الله العنبري ثنا العلاء بن جرير العنبري قال حدثني سالم أبو عبد الله. قال: شهدت شريحا وتقدم إليه رجل قال: أين أنت؟ قال: بينك وبين الحائط، فقال إني رجل من أهل الشام. فقال: بعيد سحيق، قال: إني تزوجت امرأة. قال:

بالرفاء والبنين. قال: إني اشترطت لها دارها، قال: الشرط أملك! قال اقض بيننا. قال: قد فعلت.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي ثنا ابن نمير عن سفيان عن رجل عن شريح. أنه قيل له: بأي شيء أصبت هذا العلم، قال بمقاومة

(1)

العلماء، آخذ منهم وأعطيهم.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن محمد بن سالم ثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق عن هبيرة. سمع عليا رضي الله تعالى عنه يقول: يا أيها الناس يأتوني فقهاؤكم يسألوني وأسألهم، فلما كان من الغد غدونا اليه حتى امتلأت الرحبة، فجعل يسألهم ما كذا، ما كذا، ويسألونه يا أمير المؤمنين ما كذا فيخبرهم، حتى ارتفع النهار وتصدعوا غير شريح جاث على ركبتيه لا يسأله عن شيء إلا قال كذا وكذا، ولا يسأله شريح عن شيء إلا أخبره به. فسمعت عليا يقول: قم يا شريح فأنت أقضى العرب!!.

• حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا عبد الله بن صالح ثنا عبثر عن أجلح عن رجل. قال: بينا أنا قاعد عند شريح إذ جاءته جدة صبي وأمه يختصمان فيه، كل واحدة تقول أنا أحق به.

فقالت الجدة.

(1)

فى ج والمختصر: بمفاوضة العلماء.

ص: 134

أبا أمية أتيناك، وأنت المرء نأتيه

أتاك ابن وأماه، وكلتانا تفديه

فلو كنت تأيمت لما نازعتك

(1)

فيه

تزوجت فهاتيه، ولا يذهب بك التيه

ألا يا أيها القاضى

فهذى قصتى فيه

فقالت الأم:

ألا أيها القاضي

قد قالت لك الجده

قولا فاستمع منى

ولا تنظرننى رده

تعزي النفس عن ابني

وكبدي حملت كبده

فلما صار في حجري

يتيما ضائعا وحده

تزجت رجاء الخ

ير من يكفينى فقده

ومن يظهر لي الود

ومن يحسن لي رفده

فقال شريح رحمه الله:

قد سمع القاضي ما قلتما

وعلى القاضي جهد أن عقل

قال للجدة بيني بالصبي

وخذي ابنك من ذات العلل

إنها لو صبرت كان لها

قبل دعواها يبغيها البدل

فقضى به للجدة.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن مسعود ثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن عون عن إبراهيم عن شريح. أنه قضى على رجل باعترافه. فقال: يا أبا أمية قضيت علي بغير بينة؟ قال: أخبرني بذلك ابن أخت خالتك.

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا ابراهيم بن اسباط ثنا على ابن الجغد أخبرنا المسعودي عن أبي حصين. قال: سئل شريح عن شاة تأكل الذباب. فقال: علف مجان ولبن طيب.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن أبي حيان التيمي قال ثنا أبي. قال: كان شريح اذا مات لأهله سنور أمر بها فألقيت فى جوف داره [ولم يكن لها مثغب شارع إلا

(1)

كذا فى المختصر، وفى الاصلين: نازعتكم فيه.

ص: 135

فى جوف داره

(1)

] اتقاء لأذى المسلم.

• حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد ثنا أبو روق الهزاني ثنا الرياشي.

قال قال رجل لشريح: إنى أعهدك وان شأنك لشوين

(2)

. فقال شريح:

أراك تعرف نعمة الله على غيرك وتجهلها في نفسك.

• حدثنا أحمد بن سليمان ثنا أحمد بن يحيى ثعلب النحوي ثنا عبد الله ابن شبيب حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن زياد بن سمعان. قال: كتب شريح القاضي إلى أخ له هرب من الطاعون، أما بعد فإنك والمكان الذي أنت به بعين من لا يعجزه من طلب، ولا يفوته من هرب، والمكان الذي خلفته لم يعجل أمر حمامه، ولم يظلمه أيامه، وإنك وإياهم لعلى بساط واحد، وإن المنتجع من ذي قدرة لقريب والسلام.

• حدثنا محمد بن عبد الله بن سعيد ثنا عبدان بن أحمد ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن الشعبي عن شريح. أن عمر كتب إليه:

إذا جاءك الشيء في كتاب الله فاقض به ولا يلفتنك عنه رجال، وإن جاءك ما ليس في كتاب الله فانظر سنة نبيك عليه السلام فاقض بها، وإن جاءك ما ليس في كتاب الله ولم يكن فيه سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم فانظر ما اجتمع عليه الناس فخذ به.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم الختلي ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا علي ابن عبد الله بن معاوية بن ميسرة بن شريح القاضي ثنا أبي عن أبيه معاوية عن ميسرة عن شريح. قال: كنت مع علي رضي الله تعالى عنه في سوق الكوفة حتى انتهى إلى قاص يقص فوقف عليه. فقال: أيها القاص تقص ونحن قريب العهد، أما إني أسألك فإن تخرج عما سألتك وإلا أدبتك. قال القاص: سل يا أمير المؤمنين عما شئت. فقال علي: ما ثبات الإيمان وزواله؟ فقال القاص:

ثبات الإيمان الورع، وزواله الطمع. قال علي: فمثلك يقص.

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا محمد بن خلف بن المرزبان ثنا الرياشي

(1)

ما بين المربعين عن ج فقط

(2)

فى المختصر: لحقير.

ص: 136

عن الأصمعي. قال قال رجل لشريح: لقد بلغ الله بك

(1)

يا أبا أمية. قال:

إنك لتذكر النعمة في غيرك وتنساها فيك. قال: إني والله لأحسدك على ما أرى بك؟ قال: ما ينفعك الله بهذا ولا ضرني.

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا أبو مسلم الكشي ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا ابن عون عن الشعبي. قال قال شريح: ما التقى رجلان إلا كان أولاهما بالله الذى يبدأ بالسلام.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن الصباح قالا ثنا جرير عن الشيباني عن الشعبي. قال: اشترى عمر فرسا من رجل على أن ينظر إليه، فأخذ الفرس فسار به فعطب. فقال:

لصاحب الفرس خذ فرسك؟ فقال: لا! قال: فاجعل بيني وبينك حكما.

قال الرجل: شريح. قال: ومن شريح؟ قال شريح العراقي. قال فانطلقا إليه فقصا عليه القصة، فقال: يا أمير المؤمنين رد كما أخذته، أو خذ بما ابتعته. فقال عمر: وهل القضا إلا هذا، سر إلى الكوفة. فإنه لأول يوم عرفه يومئذ.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق حدثني عبد الله بن محمد حدثني أبي عن هشام بن محمد الكلبي قال حدثني رجل من ولد سعد بن أبي وقاص. قال كان لشريح ابن يدع الكتاب ويهارش الكلاب. قال: فدعا بقرطاس ودواة فكتب الى مؤدبه:

ترك الصلاة لأكلب يسعى بها

طلب الهراش مع الغواة الرجس

فإذا أتاك فعضه بملامة

وعظه موعظة الأديب الاكيس

فإذا هممت بضربه فبدرة

فإذا ضربت بها ثلاثة فاحبس

واعلم بأنك ما أتيت فنفسه

مع ما تجرعني أعز الأنفس.

أسند شريح عن البدريين: منهم عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما.

• حدثنا محمد بن عبد الله بن سعيد قال ثنا عبدان بن أحمد قال ثنا محمد

(1)

فى المختصر: بلغك الله.

ص: 137

ابن مصفى قال ثنا بقية قال ثنا شعبة أو غيره عن مجالد عن الشعبي عن شريح عن عمر. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يا عائشة إن {الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا}، إنهم أصحاب البدع وأصحاب الأهواء وأصحاب الضلالة من هذه الأمة، يا عائشة إن لكل صاحب ذنب توبة إلا أصحاب الأهواء والبدع أنا منهم برئ وهم مني برآء» . هذا حديث غريب من حديث شعبة تفرد به بقية

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أبو الزنباع عن روح بن الفرج ويحيى بن أيوب قالا: ثنا يوسف بن عدي قال ثنا القاسم بن مالك عن أشعث بن سوار عن الشعبي عن شريح. قال قال عمر بن الخطاب: «لا تغالوا بمهور النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا والآخرة، كان أحقكم بها وأولاكم بها محمد صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، ما تزوج امرأة من نسائه ولا زوج بنتا من بناته بأكثر من اثنتي عشرة أوقية» . غريب من حديث الشعبي عن شريح والمشهور من حديث ابن سيرين عن أبي الجعفاء عن عمر تفرد به القاسم بن مالك المزني عن أشعث

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عمرو الخلال المكي قال ثنا يعقوب بن حميد بن كاسب قال ثنا إسماعيل بن داود المخرافي

(1)

ثنا سليمان بن بلال عن أبي الحسين الأيلي عن الحكم بن عبد الله الأيلي أن محمد بن كعب القرظي حدثه أن الحسن بن أبي الحسن حدثه. أنه سمع شريحا وهو قاضي عمر بن الخطاب يقول: قال عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ستغربلون حتى تصيروا فى حثالة من الناس قد مرجت عهودهم

(2)

وخربت أماناتهم. فقال قائل: فكيف بنا يا رسول الله؟ قال:

تعملون بما تعرفون وتتركون ما تنكرون وتقولون أحد أحد، انصرنا على من ظلمنا واكفنا من بغانا». غريب من حديث محمد بن كعب والحسن وشريح ما علمت له وجها غير هذا

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن ابن سفيان قال ثنا أحمد بن سفيان قال ثنا يحيى بن أيوب قال ثنا عبد الجبار ابن وهب قال ثنا محمد بن عبد الله السلمى عن شريح. قال: حدثنى البدريون

(1)

كذا ولم أقف عليه.

(2)

فى ز: قد برحت عهودهم.

ص: 138

منهم عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من شاب يدع لذة الدنيا ولهوها، ويستقبل بشبابه طاعة الله إلا أعطاه الله أجر اثنين وسبعين صديقا، ثم قال يقول الله تعالى: أيها الشاب التارك شهوته لي، المبتذل شبابه لي، أنت عندي كبعض ملائكتي» . غريب من حديث شريح تفرد به يحيى عن عبد الجبار.

• حدثنا علي بن أحمد بن علي المصيصي قال ثنا أيوب ابن سليمان القطان قال ثنا علي بن زياد المتوثي عن عبد العزيز أبي رجاء قال ثنا غالب بن عبد الله عن شريح عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «الجنة مائة درجة، تسعة وتسعون درجة لأهل العقل، ودرجة لسائر الناس الذين هم دونهم» . غريب من حديث شريح تفرد به عبد العزيز عن غالب.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ح.

وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عون السيرافي المقرى قالا ثنا أحمد بن المقدام ثنا حكيم بن حزام أبو سمير ثنا الأعمش عن إبراهيم بن يزيد التيمي عن أبيه قال: وجد علي بن أبي طالب درعا له عند يهودي التقطها فعرفها، فقال:

درعي سقطت عن جمل لي أورق. فقال اليهودي: درعي وفي يدي، ثم قال له اليهودي: بيني وبينك قاضي المسلمين، فأتوا شريحا فلما رأى عليا قد أقبل تحرف عن موضعه وجلس على فيه، ثم قال علي: لو كان خصمي من المسلمين لساويته في المجلس ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«لا تساووهم في المجلس وألجئوهم إلى أضيق الطرق فإن سبوكم فاضربوهم، وإن ضربوكم فاقتلوهم» . ثم قال شريح: ما تشاء يا أمير المؤمنين؟ قال درعي سقطت عن جمل لي أورق والتقطها هذا اليهودي. فقال شريح: ما تقول يا يهودي؟ قال: درعي وفي يدي. فقال شريح: صدقت والله يا أمير المؤمنين أنها لدرعك ولكن لا بد من شاهدين، فدعى قنبرا مولاه والحسن بن علي وشهدا أنها لدرعه. فقال شريح: أما شهادة مولاك فقد أجزناها، وأما شهادة ابنك لك فلا نجيزها. فقال علي: ثكلتك أمك، أما سمعت عمر بن الخطاب يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة» .

ص: 139

قال: اللهم نعم! قال: أفلا تجيز شهادة سيد شباب أهل الجنة؟ والله لأوجهنك إلى بانقيا

(1)

تقضي بين أهلها أربعين يوما

(2)

، ثم قال لليهودي: خذ الدرع.

فقال اليهودي: أمير المؤمنين جاء معي إلى قاضي المسلمين فقضى عليه

(3)

ورضي، صدقت والله يا أمير المؤمنين إنها لدرعك سقطت عن جمل لك التقطتها، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فوهبها له علي وأجازه بتسعمائة وقتل معه يوم صفين. السياق لمحمد بن عون. وقال عبد الله بن سليمان: فقال علي: الدرع لك وهذا الفرس لك وفرض له في تسعمائة، ثم لم يزل معه حتى قتل يوم صفين». غريب من حديث الأعمش عن إبراهيم تفرد به حكيم ورواه أولاد شريح عنه عن علي نحوه.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش قال ثنا القاسم ابن زكريا المقرئ قال ثنا علي بن عبد الله بن معاوية بن ميسرة عن شريح.

قال: لما توجه علي إلى حرب معاوية افتقد درعا له فلما انقضت الحرب ورجع إلى الكوفة أصاب الدرع في يد يهودي يبيعها في السوق. فقال له علي: يا يهودي هذه الدرع درعي لم أبع ولم أهب. فقال اليهودي: درعي وفي يدي. فقال علي: نصير إلى القاضي، فتقدما إلى شريح فجلس على الى جنب شريح، وجلس اليهودي بين يديه. فقال على: لولا أن خصمي ذمي لاستويت معه في المجلس، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«صغروا بهم كما صغر الله بهم» .

فقال شريح. قل: يا أمير المؤمنين فقال: نعم! إن هذه الدرع التي في يد اليهودي درعي لم أبع ولم أهب. فقال شريح: ما تقول يا يهودي؟ فقال: درعي وفي يدى فقال شريح: يا أمير المؤمنين بينة قال نعم! قنبر والحسن يشهدان أن الدرع درعي. قال: شهادة الابن لا تجوز للأب. فقال: رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة» . فقال اليهودي: أمير المؤمنين قدمني

(1)

فى ز: الى ناسا وفى ج: ناسا (كذا) والصحيح من المختصر (وبانقيا) ناحية من الكوفة.

(2)

فى الاصلين: ليلة.

(3)

وفيهما فقضى: على والتصحيح من الرواية الثانية الآتية.

ص: 140

إلى قاضيه وقاضيه قضى عليه، أشهد أن هذا للحق! أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن الدرع درعك، كنت راكبا على جملك الأورق وأنت متوجه إلى صفين، فوقعت منك ليلا فأخذتها، وخرج يقاتل مع علي الشراة بالنهروان فقتل.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود ح.

وحدثنا محمد بن أحمد بن محمد قال ثنا أحمد بن عبد الرحمن الواسطي قال ثنا يزيد بن هارون ح. وحدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا فضيل بن محمد الملطي قال ثنا أبو نعيم ح. وحدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا حفص بن عمر وأحمد بن داود المكي قالا ثنا مسلم بن إبراهيم قالوا ثنا صدقة بن موسى قال ثنا أبو عمران الجوني عن قيس بن زيد. وقال أبو داود: وزيد بن قيس عن قاضى المصرين شريح عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما.

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله يدعو صاحب الدين يوم القيامة فيقول: يا ابن آدم فيم أضعت حقوق الناس؟ فيم أذهبت أموالهم؛ فيقول يا رب لم أفسده ولكن أصبت إما غرقا وإما حرقا. فيقول الله عز وجل: أنا أحق من قضى عنك اليوم فترجح حسناته على سيئاته فيؤمر به إلى الجنة» لفظ أبي داود. وقال يزيد بن هارون في حديثه «فيدعو الله سبحانه بشيء فيضعه في ميزانه فيثقل» . غريب من حديث شريح تفرد به صدقة عن أبى عمران.

‌عمرو بن شرحبيل

قال الشيخ رحمه الله: ومنهم العارف بالسبيل، العازم على الرحيل، أبو ميسرة عمرو بن شرحبيل.

• حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الوهاب ثنا أبو العباس السراج ثنا هناد بن السري ثنا المحاربي عن مالك بن مغول عن أبى إسحاق. قال:

أوى أبو ميسرة عمرو بن شرحبيل إلى فراشه. فقال: يا ليت أمي لم تلدني.

فقالت له امرأته: أبا ميسرة أليس قد أحسن الله إليك؟ هداك للإسلام، وفعل

ص: 141

بك كذا. قال: بلى! ولكن الله أخبرنا إنا واردون على النار ولم يبين لنا أنا صادرون عنها.

• حدثنا أحمد بن محمد ثنا أبو العباس السراج ثنا محمد بن الصباح أخبرنا جرير عن فضيل بن غزوان عن امرأة عمرو بن شرحبيل. قالت: كان عمرو بن شرحبيل إذا أوى إلى فراشه. قال: وددت أني لم أك شيئا قط.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن شقيق أبي وائل. قال: ما ولدت همدانية قط أحب إلي أن أكون في مسلاخه، من عمرو بن شرحبيل.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا عبيد بن يعيش ثنا يحيى بن آدم ثنا مالك بن مغول عن واصل الأحدب عن أبي وائل. قال: ما في همدان أحد أحب إلي أن أكون في مسلاخه من عمرو، قيل له: ولا مسروق؟ قال ولا مسروق.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا حاتم بن الليث ثنا أبو نعيم ثنا شريك عن عاصم عن أبي وائل. قال: ما اشتملت همدانية على مثل أبي ميسرة، فقيل: ولا مسروق؟ فقال: ولا مسروق.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا أحمد بن سعيد الدارمي وأبو قدامة قالا ثنا يزيد بن هارون أنبأنا العوام عن عمرو بن مرة عن أبي وائل. قال: أنبأنا عمرو بن شرحبيل وكان من أفضل أصحاب عبد الله بن مسعود.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ثنا الفريابي ح. وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا علي بن المديني ثنا عبد الرحمن بن مهدي قالا ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة. قال قال لي عبد الله بن مسعود: يا عمرو {(فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس)} ما هو؟ قلت؟ البقر قال: وأنا أرى ذلك.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا الحسن ابن سهل حدثني يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبيه عن أبي إسحاق عن مرة بن شرحبيل. قال: سئل سلمان بن ربيعة عن فريضة فخالفه عمرو بن شرحبيل فغضب سلمان بن ربيعة ورفع صوته. فقال عمرو بن شرحبيل:

ص: 142

والله لكذلك أنزلها الله تعالى! فأتيا أبا موسى الأشعري فقال: القول ما قال أبو ميسرة، وقال لسلمان: ما كان ينبغي لك أن تغضب إن أرشدك رجل.

وقال لعمرو: قد كان ينبغي لك أن تساوره يعني تساره ولا ترد عليه والناس يسمعون. رواه الثوري عن أبي إسحاق عن مرة نحوه.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي ثنا وكيع عن أبيه عن أبي إسحاق حدثني جار لهم. قال: دخل شريح على أبى ميسرة يعوده.

فقال: تصلى إيماء؟ قال: نعم! قال: أنت أعلم مني.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن موسى ثنا وكيع ثنا الأعمش عن عمارة. قال قال أبو معمر عبد الله بن سخبرة، لما مات أبو ميسرة: يا أصحاب عبد الله امشوا خلف أبي ميسرة، فإنه كان يستحب أن يمشي خلف الجنائز.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا وكيع وعبد الرحمن عن أبي إسحاق. أن أبا ميسرة: أوصى أن يصلي عليه شريح.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا ثنا محمد بن يحيى بن منده ثنا احمد ابن إسحاق الأهوازي ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة في قوله تعالى: {كل يوم هو في شأن} قال: من شأنه أن يميت من جاء أجله، ويصور في الأرحام من يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء ويفك الأسير.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبيد الله بن سعيد ثنا يزيد بن هارون أنبأنا العوام بن حوشب عن عمرو بن مرة عن أبي وائل.

قال قال عمرو بن شرحبيل: رأيت فى المنام كأنى دخلت الجنة فاذا قباب مضروبة فقلت لمن هذا؟ فقيل لذي الكلاع وحوشب وكانا قتلا مع معاوية. قلت:

فأين عمار وأصحابه؟ قالوا: أمامك، قلت: وقد قتل بعضهم بعضا، فقال:

إنهم لقوا الله فوجدوه واسع المغفرة. رواه عبد الرحمن بن مهدي عن يحيى بن سعيد عن سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي وائل نحوه.

ص: 143

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم الديري قال قرأنا على عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن عمرو بن شرحبيل. قال: مات رجل فلما أدخل قبره أتته الملائكة فقالوا إنا جالدوك مائة جلدة من عذاب الله.

قال: فذكر صيامه وصلاته واجتهاده. قال: فخففوا عنه حتى انتهى إلى عشرة من عذاب الله، ثم سألهم فخففوا عنه حتى انتهى إلى واحدة. فقالوا:

إنا جالدوك جلدة واحدة لا بد منها، فجلدوه جلدة اضطرم قبره نارا وغشي عليه، فلما أفاق. قال: فيم جلدتموني هذه الجلدة. قالوا: إنك

(1)

نمت يوما ثم صليت ولم تتوضأ، وسمعت رجلا يستغيث مظلوما فلم تغثه. رواه أبو سنان عن إسحاق نحوه.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السري ثنا إسحاق الرازي عن أبي سنان عن أبي إسحاق عن عمرو بن شرحبيل. قال: مات رجل فأتاه ملك معه سوط من نار. فقال: إني جالدك بهذا مائة جلدة، فذكر نحوه.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا عبيد أبو عبد الرحمن ثنا حفص بن عمران الفزاري عن أبي إسحاق عن عمرو بن شرحبيل. في قوله تعالى: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا} قال: عيسى ابن مريم عليه السلام يأكل من غزل أمه.

أسند عمرو بن شرحبيل عن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن مسعود، وخباب بن الأرت، وكبار الصحابة من المهاجرين والأنصار رضوان الله عليهم أجمعين.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا خلف بن الوليد ح. وحدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا علي بن عبد العزيز قال ثنا عبد الله ابن رجاء قالا ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة عن عمر بن الخطاب.

قال لما نزل تحريم الخمر قال عمر: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا

(2)

فنزلت هذه الآية التي في سورة البقرة {يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم}

(1)

فى ج والمختصر: انك بلت

(2)

فى الازهرية: شفاء فى الجميع.

ص: 144

{كبير} الآية. قال: فدعي عمر فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا

(1)

فنزلت هذه الآية في سورة النساء {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقام الصلاة نادى لا يقربن الصلاة سكران، فدعي عمر فقرئت عليه.

فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا

(1)

فنزلت الآية التي في سورة المائدة فدعي عمر فقرئت عليه، فلما بلغ فهل أنتم منتهون. قال عمر: انتهينا انتهينا».

رواه سفيان الثوري وقيس بن الربيع عن أبى اسحاق نحوه.

• حدثناه سليمان ابن أحمد قال ثنا الحسن بن العباس الرازي قال ثنا محمد بن مهران الجمال قال ثنا جرير عن سفيان الثورى ح. وحدثنا أبو بكر الطلحي قال ثنا أبو حصين الوادعي قال ثنا يحيى الحماني قال ثنا قيس بن الربيع قالا عن أبي إسحاق عن عمرو بن شرحبيل. قال قال عمر بن الخطاب: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا

(1)

فنزلت هذه الآية التى فى سورة البقرة {يسئلونك عن الخمر والميسر} الآية فذكر نحوه. رواه عبد الرحمن بن مهدي وغيره عن سفيان مثله.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبيد الله بن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو أسامة عن زكريا عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة. قال قال عمر:

يا رسول الله هذا مقام خليل ربنا تعالى. قال: نعم! قال: أفلا نتخذه مصلى؟ قال: فنزلت {(واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى)} .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا معاذ بن المثنى ويوسف القاضي قالا ثنا محمد ابن كثير قال ثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل أبي ميسرة الهمداني عن عبد الله بن مسعود. قال: قلت: «يا رسول الله أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك، قال ثم أي؟ قال: ثم أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك، قال ثم اى؟ قال: ثم ان تزتى بحليلة جارك، قال فانزل

(1)

فى الازهرية: شفاء فى الثلاث محلات

ص: 145

الله سبحانه وتعالى تصديق قول نبيه صلى الله عليه وسلم {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون} الآية».

رواه جرير وابن نمير وغيره عن الأعمش مثله، وخالف معمر أصحاب الأعمش فرواه عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن عبد الله.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد قال ثنا عبد الله بن شيرويه قال ثنا إسحاق بن إبراهيم قال أنبأنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل عن عبد الله ابن مسعود. قال: «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك» فذكر مثله. ورواه واصل عن أبي وائل فخالف الأعمش ومنصورا.

• حدثناه محمد بن جعفر قال ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي قال ثنا عمرو بن مرزوق قال أنبأنا شعبة عن واصل قال سمعت أبا وائل يحدث عن عبد الله. قال: «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك. قلت: ثم أي؟ قال أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك، قلت: ثم أى؟ قال أن تزنى بحليلة جارك» كذا رواه واصل من دون أبي ميسرة وتابع شعبة الثوري ومهدي بن ميمون عن واصل عليه. ورواه سعيد بن مسروق عن واصل عن أبي وائل عن عبد الله مثله موقوفا، وتابعه على الوقف الحسن بن عبيد الله النخعي عن أبي وائل عن عبد الله.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال ثنا مؤمل بن إسماعيل قال ثنا سفيان عن الأعمش عن زيد بن وهب وعن عمارة بن عمير عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «إنكم سترون بعدى أثرة وأمورا تنكرونها. قلنا: فما تأمرنا؟ قال: أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم» .

غريب من حديث الثوري عن الأعمش تفرد به مؤمل عنه

• حدثنا إبراهيم ابن أحمد بن أبي حصين والحسن بن حمويه الخثعمي قالا ثنا محمد بن عبد الله

ص: 146

الحضرمي قال ثنا محمد بن جعفر بن أبي مواثة

(1)

قال ثنا يونس بن بكير عن الأعمش عن طلحة بن مصرف عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله ابن مسعود. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كذب علي متعمدا ليضل به فليتبوأ مقعده من النار» . هذا حديث غريب من حديث طلحة والأعمش لم يروه مجودا مرفوعا إلا يونس بن بكير

• حدثنا محمد بن إسحاق وعبد الله بن محمد قالا ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث قال ثنا عبيد بن عبيدة التمار قال ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن سليمان عن سفيان عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «يجئ الرجل آخذا بيد الرجل فيقول: يا رب هذا قتلني فيقول الله تعالى لم قتلته؟ فيقول. لتكون العزة لك قال فيقول فإنها لى! قال: ويجئ الرجل آخذا بيد الرجل فيقول: يا رب قتلني هذا فيقول الله تعالى لم قتلته؟ فيقول:

لتكون العزة لفلان؟ فيقول: إنها ليست له بؤ بذنبه». غريب من حديث سليمان التيمي عن الأعمش لم يروه عنه إلا ابنه معتمر، ورواه عمر بن عاصم عن معتمر مثله.

• حدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية قال ثنا إبراهيم بن المستمر العروقي قال ثنا عمرو بن عاصم بن معتمر مثله.

• حدثنا عبد الرحمن بن العباس قال ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي قال ثنا الحسين بن الأسود ح. وحدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أبو جعفر زهير قال ثنا ابن كرامة قالا ثنا عبد الله بن موسى قال ثنا فطر عن أبي إسحاق عن عمرو بن شرحبيل. قال دخلت على خباب نعوده وقال: لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يتمنين أحدكم الموت لتمنيته» . غريب من حديث عمرو عن خباب لم نكتبه إلا من حديث فطر.

(1)

فى الاصلين: مواتية. والتصحيح من الخلاصة وقال بضم الميم وفتح المثلثة الكلبى العلاف.

ص: 147

‌عمرو بن ميمون الأودى

ومنهم عمرو بن ميمون الأودي. المتحمل للعناء، المتشوق للقاء، كان للحياة مستبقا، وللعبادة معتنقا.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا عباس بن محمد ثنا يحيى ابن معين ثنا أبو المنذر قال سمعت إسرائيل يحدث عن أبى اسحاق أن عمرو ابن ميمون الأودي: حج مائة حجة وعمرة، وأن الأسود بن يزيد حج سبعين حجة وعمرة. كذا رواه إسرائيل عن أبي إسحاق ورواه شعبة عن أبي إسحاق أن عمرو بن ميمون حج ستين حجة وعمرة.

• حدثنا عبد الرحمن بن العباس ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا عبد الله ابن مطيع ثنا هشام عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون: أنه كان يتمنى الموت ويقول: اللهم لا تخلفني مع الأشرار، وألحقني بالأخيار.

• حدثنا أبو حامد ابن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن مطيع ح. وحدثنا عبد الله بن محمد ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا أحمد بن منيع قالا ثنا هشيم ثنا أبو بلج عن عمرو بن ميمون. أنه كان لا يتمنى الموت حتى أرسل إليه يزيد بن أبي مسلم فتعنته ولقي منه شدة ولم يكد أن يدعه ثم تركه بعد ذلك. قال فكان يقول:

اليوم أتمنى الموت، اللهم ألحقني بالأبرار، ولا تخلفني مع الأشرار، واسقني من خير الأنهار.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا وكيع عن جعفر بن برقان عن زياد بن الجراح عن عمرو بن ميمون. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل: «اغتنم خمسا قبل خمس؛ حياتك قبل موتك، وفراغك قبل شغلك، وغناك قبل فقرك، وشبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك» .

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثني أبو معمر ثنا قبيصة عن يونس بن أبي إسحاق. قال: كان عمرو بن

ص: 148

ميمون إذا دخل المسجد ذكر الله عز وجل.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا سفيان عن مسعر عن الوليد بن العيزار عن عمرو بن ميمون. قال: المساجد بيوت الله وحق على المزور أن يكرم زائره.

• حدثنا فاروق الخطابي ثنا عباس بن الفضل الأسقاطي ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون. قال: لما تعجل موسى عليه السلام إلى ربه رأى رجلا في ظل العرش فغبطه بمكانه. وقال: إن هذا لكريم على ربه عز وجل، فسأل ربه أن يخبره باسمه فأخبره. فقال: لكن سأنبئك من عمله، كان لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله، ولا يمشي بالنميمة، ولا يعق والديه. رواه الأعمش عن أبي إسحاق نحوه.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي رحمه الله ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال سمعت أبا إسحاق يحدث عن عمرو ابن ميمون في قوله تعالى: {(وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها)}

قال: لا إله إلا الله.

• حدثنا أبي ثنا محمد بن يحيى بن منده ثنا أحمد بن إسحاق الجوهري ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون. قال: ما تكلم الناس بشيء أعظم من لا إله إلا الله. فقال سعيد بن عياض: تدري ما هي؟ هي والله الكلمة التي ألزمها محمدا وأصحابه وكانوا أحق بها وأهلها.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا أبو العباس السراج ثنا يحيى بن عثمان الحربي ثنا سويد بن عبد العزيز عن حصين عن عمرو بن ميمون الأودي. قال: ثلاثة ارفضوهن ولا تكلموا فيهن؛ القدر والنجوم وعلي وعثمان.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني علي بن حكيم الأودي ثنا شريك عن حزن بن بشر عن عمر بن ميمون. في قوله تعالى:

{مقصورات في الخيام} خيمة من لؤلؤة واحدة قصورها وأبوابها منها.

• حدثنا محمد بن علي ثنا أبو العباس بن قتيبة ثنا محمد بن آدم ثنا يحيى بن

ص: 149

يمان ثنا سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون. في قوله تعالى:

{وظل ممدود} قال: مسيرة سبعين ألف سنة.

• حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا داود ابن رشيد ثنا أبو المليح. قال قال عمرو بن ميمون: ما يسرني أن أمري يوم القيامة إلى أبوي.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا أبو العباس السراج ثنا محمد بن الصباح ثنا جرير عن منصور عن إبراهيم قال: لما كبر عمرو بن ميمون، وتد له وتدا في الحائط فكان إذا سئم من طول القيام استمسك به، أو يربط حبلا فيتعلق به.

أخبرنا القاضي محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه قال ثنا موسى بن إسحاق ثنا عبد الله بن عون ثنا مروان بن معاوية ثنا محمد بن عبيد الكندي قال سمعت عمرو بن ميمون وهو يقول: اللهم إني أسألك السلام والإسلام، والأمن والإيمان، والهدى واليقين، والأجر في الآخرة والأولى.

أسند عمرو بن ميمون الأودي: عن عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، وأبي هريرة، ومعاذ بن جبل، وأبي أيوب الأنصاري، وأبي مسعود عقبة بن عمرو رضي الله تعالى عنهم.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا علي بن عبد العزيز قال ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل قال ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عمر بن الخطاب: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من خمس؛ من الجبن والبخل وسوء العمر وعذاب القبر وفتنة الصدر» . رواه يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت عمرو بن ميمون يقول: «شهدت عمر بن الخطاب بجمع بعد ما صلى الصبح وقف فقال: ان المشركين كانوا لا يفيضون حتى تطلع الشمس ويقولون أشرق ثبير، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خالفهم، فأفاض عمر قبل طلوع الشمس» .

ص: 150

رواه الثوري والحجاج بن أرطأة وإسرائيل وقيس عن أبي إسحاق نحوه.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا يحيى بن أبي بكير قال ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون. قال: «شهدت عمر بن الخطاب غداة طعن فكنت في الصف الثاني وما منعني أن أكون في الصف الأول إلا هيبته، كان يستقبل الصف الأول إذا أقيمت الصلاة فإن رأى إنسانا متقدما أو متأخرا اصابه بالدرة، فذلك الذي منعني أن أكون في الصف الأول فكنت في الصف الثاني. فجاء عمر يريد الصلاة فعرض له

(1)

أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة، فناجاه غير بعيد ثم تركه ثم ناجاه ثم تركه ثم ناجاه ثم تركه ثم طعنه. قال: فرأيت عمر قائلا بيده هكذا يقول: دونكم الرجل قد قتلني قال فماج الناس فجرح منهم ثلاثة عشر رجلا فمات منهم ستة أو سبعة وماج الناس بعضهم في بعض، فشد عليه رجل من خلفه فاحتضنه. فقال قائل: الصلاة عباد الله قد طلعت الشمس فتدافع الناس فدفعوا عبد الرحمن بن عوف فصلى بهم بأقصر سورتين في القرآن إذا جاء نصر الله والفتح وإنا أعطيناك الكوثر، واحتمل، فدخل عليه الناس. فقال: يا عبد الله بن عباس، اخرج فناد في الناس عن ملأ منكم كان هذا. قالوا. معاذ الله ولا علمنا ولا اطلعنا. فقال: ادعوا إلي بالطبيب

(2)

فدعوه. فقال: أي الشراب أحب إليك. فقال: النبيذ، فشرب نبيذا فخرج من بعض طعناته، فقال الناس: هذا صديد قال فسقوه اللبن فشرب لبنا فخرج من بعض طعناته فقال:

ما أرى أن تمسي فما كنت فاعلا فافعل. فقال: يا عبد الله بن عمر ناولني الكتف فلو أراد الله أن يمضي ما فيها امضاه. فقال عبد الله: انا اكفيك محوها، قال: لا والله لا محاها أحد غيرى! قال فمحاها عمر بيده وكان فيه فريضة الجد. فقال: ادعوا لي عليا وعثمان وعبد الرحمن وطلحة والزبير وسعدا، قال فدعوا. قال: فلم يكن أحد من القوم إلا عليا وعثمان فقال: يا علي إن هؤلاء القوم لعلهم أن يعرفوا لك قرابتك من رسول الله وصهرك وما اعطاك

(1)

فى ز: فمنعه

(2)

وفيها: ادعو الى طبيبا.

ص: 151

الله من الفقه والعلم، فإن ولوك هذا الأمر فاتق الله فيه. ثم قال: يا عثمان إن هؤلاء القوم لعلهم أن يعرفوا لك صهرك من رسول الله وشرفك فإن ولوك هذا الأمر فاتق الله. ولا تحمل بني أبي معيط على رقاب الناس. يا صهيب صل بالناس ثلاثا واخل هؤلاء في بيت فإذا اجتمعوا على رجل فمن خالفهم فليضربوا رأسه. قال: فلما خرجوا قال إن ولوها الأجلح سلك بهم الطريق.

فقال له عبد الله بن عمر: ما يمنعك؟ قال: أكره أن أتحملها حيا وميتا. ورواه حصين بن عبد الرحمن السلمي عن عمرو بن ميمون نحوه مطولا.

• حدثنا أبو عمر ومحمد بن أحمد بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا جبارة بن المغلس قال ثنا عبد الكريم بن عبد الرحمن البجلى الخزاز قال ثنا أبو إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عمر بن الخطاب. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما ساء عمل قوم إلا زخرفوا مساجدهم» . غريب من حديث عمرو وأبي إسحاق تفرد به عنه عبد الكريم.

• حدثنا سعد بن محمد الناقد قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا طاهر بن أبي أحمد الزبيري قال حدثني أبي قال ثنا أبو إسرائيل عن الوليد بن العيزار عن عمرو بن ميمون عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. قال: «إذا ذكر الصالحون فحي هلا بعمر، ما كنا ننكر ونحن أصحاب رسول الله متوافرون أن السكينة تنطق على لسان عمر» . هذا حديث غريب من حديث عمرو والوليد لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا شعبة قال أخبرني أبو إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله. قال:

«قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة نحوا من أربعين، فقال:

أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟ قالوا: نعم! قال: أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟ قال: فو الذى نفسي بيده إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة، وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة وما أنتم في الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالشعرة السوداء في

ص: 152

جلد الثور الأحمر». رواه زيد بن أبي أنيسة ومعمر بن راشد وإسرائيل وأبو الأحوص عن أبي إسحاق نحوه.

• حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن الهيثم الأنباري قال ثنا محمد بن إسماعيل الترمذي قال ثنا يحيى بن يحيى قال ثنا يحيى بن زكريا

(1)

عن أبيه عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله ابن مسعود. قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دعا دعا ثلاثا، وإذا سأل سأل ثلاثا» . رواه سفيان الثوري وزهير وإسرائيل عن أبي إسحاق نحوه.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ومحمد بن أحمد قالا ثنا محمد بن يونس الكديمي قال ثنا سهل بن حماد أبو عتاب قال ثنا جرير بن أيوب عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم: «في قوله تعالى {يوم تبدل الأرض غير الأرض} قال: تبدل بأرض بيضاء كأنها فضة لم يسفك فيها دم حرام، ولم يعمل فيها خطيئة» . لم يروه عن أبي إسحاق مرفوعا إلا جرير، ورواه أبو الأحوص وإسرائيل وزكريا بن أبي زائدة موقوفا على عبد الله.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني قال ثنا يحيى بن عبد الحميد قال ثنا أبو عوانة عن أبي بلج عن عمرو ابن ميمون عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سدوا أبواب المسجد كلها إلا باب علي» . لم يروه عن عمرو إلا أبو بلج يحيى بن أبي سليمان ورواه شعبة عن أبي بلج مثله.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أبو شعيب الحراني قال ثنا أبو جعفر النفيلى قال ثنا سكين بن بكير قال ثنا شعبة [قال ثنا أبو بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمر بالأبواب فسدت كلها إلا باب علي» .

• حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم الأنباري قال ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي قال ثنا عاصم بن علي قال ثنا شعبة عن يحيى بن أبي سليمان عن عمرو بن

(1)

فى ج: يحيى بن يحيى بن زكريا.

ص: 153

ميمون عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «من سره أن يجد طعم الإيمان، فليحب المرء لا يحبه إلا لله»

(1)

.

• حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم قال ثنا جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ قال ثنا محمد بن سابق قال ثنا مسعر بن كدام عن أبي قيس عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود الأنصاري. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيعجز أحدكم - أو يغلب أن يقرأ كل ليلة ثلث القرآن، فكأنه ثقل عليهم فقال:

الله الواحد الصمد لم يلد ولم يولد إلى آخره». رواه الثوري عن أبي قيس مثله واختلف على عمرو بن ميمون فيه.

• حدثنا أبو إسحاق بن حمزة

(2)

قال ثنا محمد بن يحيى بن منده قال ثنا أبو كريب قال ثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن أبي أيوب الأنصاري. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن» . ورواه الربيع بن خيثم عن عمرو بن ميمون فخالف أبا إسحاق وأبا قيس فيه.

• حدثنا أحمد بن يوسف بن خلاد قال ثنا محمد ابن غالب بن حرب قال ثنا أبو حذيفة ح. وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن أحمد بن النضر قال ثنا معاوية بن عمرو قالا ثنا زائدة عن منصور عن هلال بن يساف عن الربيع بن خيثم عن عمرو بن ميمون فخالف أبا إسحاق وأبا قيس فيه.

• حدثنا أحمد بن يوسف بن خلاد قال ثنا محمد بن غالب بن حرب قال ثنا أبو حذيفة ح. وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن أحمد بن النضر قال ثنا معاوية بن عمرو قالا ثنا زائدة عن منصور عن هلال بن يساف عن الربيع بن خيثم عن عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار قالت قال أبو أيوب الأنصاري. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيعجز أحدكم أن يقرأ فى ليلة بثلث القرآن، فأشفقنا أن يأمرنا بأمر نعجز عنه فسكتنا. فقال: أيعجز أحدكم؟ قالها ثلاثا ثم قال: من قرأ في ليلة الله الواحد الصمد فقد قرأ ليلته ثلث القرآن» .

(1)

سقط هذا الحديث من نسخة جده

(2)

فى ج: أبو اسحاق حمزة

ص: 154

‌عمرو بن عتبة

قال الشيخ رحمه الله تعالى. ومنهم المجاب المستشهد، عمرو بن عتبة ابن فرقد، كان مظللا محروسا، وبالبلاء مكللا ممسوسا.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله أحمد بن حنبل حدثني أبي وأحمد بن إبراهيم الدورقي قالا ثنا وهب بن جرير ثنا أبي قال سمعت الأعمش يحدث عن إبراهيم بن علقمة. قال: خرجنا ومعنا مسروق وعمرو بن عتبة ومعضد غازين، فلما بلغنا ماسبذان

(1)

وأميرها عتبة بن فرقد. فقال لنا ابنه عمرو بن عتبة: إنكم إن نزلتم عليه صنع لكم نزلا، ولعله أن تظلموا فيه أحدا، ولكن إن شئتم قلنا في ظل هذه الشجرة وأكلنا من كسرنا ثم رجعنا ففعلنا، فلما قدمنا الأرض قطع عمرو بن عتبة جبة بيضاء فلبسها. فقال:

والله أن تحدر لي الدم على هذه لحسن فرمي فرأيت الدم يتحدر على المكان الذي وضع يده عليه فمات.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن عمارة بن عمير عن عبد الرحمن بن زيد. قال: خرجنا في جيش فيهم علقمة ويزيد بن معاوية النخعي وعمرو بن عتبة ومعضد العجلي. قال: فخرج عمرو بن عتبة وعليه جبة جديدة بيضاء. فقال: ما أحسن الدم يتحدر على هذه، قال: فأصابه حجر فشجه قال فتحدر الدم عليها فمات منها فدفناه.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أحمد ابن إبراهيم ثنا علي بن إسحاق قال أنبأنا عبد الله - يعني ابن المبارك قال ثنا فضيل بن عياض عن الأعمش. قال قال عمرو بن عتبة بن فرقد: سألت الله ثلاثا فأعطاني اثنتين، وأنا أنتظر الثالثة. سألته أن يزهدنى فى الدنيا فما أبالي ما أقبل منها وما أدبر، وسألته أن يقويني على الصلاة فرزقني منها، وسألته

(1)

فى ز: ماسهدان وفى ج: ماسيدان والتصحيح من معجم ياقوت و (ماسبذان) بفتح السين المهملة والباء الموحدة والذال معجمة وآخره نون.

ص: 155

الشهادة فأنا أرجوها.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أحمد بن إبراهيم ثنا علي بن إسحاق قال أخبرنا عبد الله - يعني ابن المبارك قال أنبأنا عيسى بن عمر عن السدي قال حدثني ابن عم لعمرو بن عتبة. قال:

نزلنا فى مرج حسن فقال عمرو بن عتبة: ما أحسن هذا المرج؟ ما أحسن الآن لو أن مناديا نادى يا خيل الله اركبي، فخرج رجل فكان في أول من لقي فأصيب ثم جيء به فدفن فى هذا المرج. قال: فما كان بأسرع من أن نادى مناد يا خيل الله اركبي، فخرج عمرو في سرعان الناس في أول من خرج فأتى عتبة فأخبر بذلك. فقال: علي عمرا علي عمرا، فأرسل في طلبه فما أدرك حتى أصيب. قال: فما أراه دفن إلا في مركز رمحه، وعتبة يومئذ على الناس. قال وقال غير السدي: أصابه جرح فقال والله إنك لصغير! وإن الله تعالى ليبارك فى الصغير، دعوني في مكاني هذا حتى أمسي فإن أنا عشت فارفعوني، قال فمات في مكانه ذلك.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن مالك بن الحارث عن عبد الله بن ربيعة. قال قال عتبة بن فرقد لعبد الله: يا عبد الله ألا تعينني على ابن أخيك يعينني على ما أنا فيه من عمل. فقال له عبد الله: يا عمرو أطع أباك. قال: فنظر إلى معضد وهو جالس فقال له معضد: لا تطعهم واسجد واقترب. فقال عمرو: يا أبت إنما أنا عبد أعمل فى فكاك رقبتى فدعنى فأعمل في فكاك رقبتي، قال فبكى عتبة فقال: يا بني إني لأحبك حبين حبا لله، وحب الوالد لولده. قال عمرو: يا أبت إنك قد كنت أتيتني بمال قد بلغ سبعين ألفا فان كنت سائلى عنه فهوذا فخذه وإلا فدعني فأمضيه. قال له عتبة: فأمضه قال فأمضاها فما بقى منها درهما.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أحمد بن إبراهيم ثنا علي بن إسحاق قال أخبرنا عبد الله بن المبارك قال أنبأنا عيسى بن عمر عن السدي. قال: خرج عمرو بن عتبة بن فرقد فاشترى فرسا بأربعة آلاف درهم فعنفوه يستغلونه. فقال: ما من خطوة يخطوها يتقدمها إلى عدو

ص: 156

إلا وهي أحب إلي من أربعة آلاف.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال وجدت في كتاب أبي قال حدثني بعض البصريين قال ثنا بشر بن المفضل ثنا عبد الحميد ابن لاحق عن من ذكره. قال: كان له - يعني عمرو بن عتبة - كل يوم رغيفان يتسحر بأحدهما ويفطر بالآخر.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا علي بن إسحاق ثنا الحسن بن الحسن

(1)

ثنا عبد الله بن المبارك ثنا عيسى بن عمر قال حدثني خوط بن رافع أن عمرو بن عتبة: كان يشترط على أصحابه أن يكون خادمهم، قال فخرج في الرعي في يوم حار فأتى بعض أصحابه فإذا هو بالغمامة تظله وهو قائم، فقال: أبشر يا عمرو فأخذ عليه عمرو أن لا يخبر.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن أحمد بن سليمان ثنا زيد بن أخرم ثنا عبد الله بن داود عن علي بن صالح.

قال: كان عمرو بن عتبة يصلي والسبع حوله يضرب بذنبه يحميه.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين الحذاء أنبأنا أحمد الدورقى ثنا على بن إسحاق ثنا ابن المبارك ثنا الحسن بن عمرو الفزاري

(2)

قال حدثني مولى لعمرو بن عتبة. قال: استيقظنا يوما حارا في ساعة حارة فطلبنا عمرو بن عتبة فوجدناه في جبل وهو ساجد وغمامة تظله، وكنا نخرج إلى العدو فلا نتحارس لكثرة صلاته، ورأيته ليلة يصلي فسمعنا زئير الأسد فهربنا وهو قائم يصلى لم ينصرف. فقلنا له: أما خفت الأسد. فقال: إني لأستحي من الله أن أخاف شيئا سواه.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنى محمد ابن العباس صاحب الشامة قال ثنا عبد الله بن داود عن علي بن صالح. قال: كان عمرو بن عتبة يسوق أو يزود ركاب أصحابه وغمامة تظله.

• حدثنا عبد الله ابن محمد قال ثنا أبو العباس الهروي ثنا زيد بن أخرم ثنا عبد الله بن داود عن علي بن صالح. قال: كان عمرو بن عتبة يرعى ركاب أصحابه وغمامة تظله.

(1)

فى ج: الحسين بن الحسن.

(2)

فى ج: الحسين بن عمرو والصحيح ما أثبتناه عن الخلاصة.

ص: 157

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أحمد بن إبراهيم حدثني مثنى بن المثنى ثنا بشر بن المفضل

(1)

ثنا سلمة بن علقمة عن محمد - يعني ابن سيرين -. قال: كان عمرو بن عتبة لا يزال رجلا

(2)

يتشبه به قد صحبه، فبينما هو ليلة فى فسطاط يصلي خارجا من الفسطاط إذ جاءه أسود حتى مر في قبلة صاحب عمرو فلم ينصرف، ثم أتى الفسطاط فجاء حتى انطوى على رجل عمرو فلم ينصرف، فلما أراد أن يسجد جاء حتى انطوى في موضع سجوده فسجد عليه - أو قال فنحاه ثم سجد. فلما أصبح صاحب عمرو دخل عليه فأخبره بمر الأسود بين يديه وأنه لم ينصرف وهو يرى أنه قد صنع شيئا، فأراه عمرو وأثره على رجله وأخبره بما صنع.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سعيد بن عامر عن هشام الدستوائي. قال: لما توفي عمرو بن عتبة بن فرقد، دخل بعض أصحابه على أخته فقال أخبرينا عنه. فقالت: قام ذات ليلة فاستفتح سورة حم فلما أتى على هذه الآية {وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين} فما جاوزها حتى أصبح.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا عنبسة بن سعيد القرشي ثنا ابن المبارك عن عيسى بن عمر.

قال: كان عمرو بن عتبة بن فرقد يخرج على فرسه ليلا فيقف على القبور فيقول: يا أهل القبور قد طويت الصحف، وقد رفعت الأعمال، ثم يبكي ويصف بين قدميه حتى يصبح، فيرجع فيشهد صلاة الصبح.

قال الشيخ رضي الله عنه: عمرو بن عتبة من كبار تابعي أهل الكوفة مشهور بالتعبد والزهد، شغلته العبادة عن الرواية. ذكر القاضي أبو أحمد العسال في تاريخه أنه لا يعرف له مسندا.

(1)

فى ز: ابن الفضل والصحيح هذا عن الخلاصة.

(2)

فى الاصلين: الرجل.

ص: 158

‌معضد ابو زيد العجلى

ومنهم المتعبد المتهجد، الشاهد المستشهد، أبو زيد العجلي معضد.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني علي بن حكيم الأودي ثنا شريك عن الأعمش عن إبراهيم عن همام

(1)

قال:

انتهيت إلى معضد وهو ساجد فأتيته وهو يقول: اللهم اشفني من النوم باليسير، ثم مضى في صلاته.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين بن الحسن ثنا عبد الله بن المبارك ثنا إسماعيل بن عياش عن عبيد الله بن عبد الكلاعي عن بلال بن سعد عن معضد. قال: لولا ثلاث؛ ظمأ الهواجر، وطول ليل الشتاء، ولذاذة التهجد بكتاب الله عز وجل. ما باليت أن أكون يعسوبا.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن فضيل ثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال: حاصرنا مدينة فأعطيت معضدا ثوبا لي فاعتجر به فأصابه حجر في رأسه فجعل يمسحها وينظر إلي ويقول: إنها لصغيرة وإن الله ليبارك في الصغير فأصابه من دمه. قال:

فغسلته فلم يذهب، وكان علقمة يلبسه ويصلي فيه ويقول إنه ليزيده إلي حبا أن دم معضد فيه.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة. أنه أصاب بردة من دم معضد، فغسله فلم يذهب أثره، وكان يصلي فيه ويقول إنه ليزيده إلي حبا أن دم معضد فيه.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن عمارة بن عمير عن عبد الرحمن بن يزيد. قال: خرجنا في جيش فيهم علقمة ويزيد بن معاوية النخعي وعمرو بن عتبة ومعضد، قال فخرج عمرو بن عتبة وعليه جبة جديدة بيضاء. فقال: ما أحسن الدم ينحدر على هذه، فخرج فتعرض للقصر فأصابه

(1)

همام: زيادة فى الازهرية.

ص: 159

حجر فشجه، قال فتحدر عليها الدم ثم مات منها فدفناه. قال: وخرج معضد العجلي يتعرض للقصر فأصابه حجر فشجه فجعل يلمسها بيده ويقول:

إنها لصغيرة وإن الله ليبارك في الصغيرة قال فمات منها فدفناه

(1)

.

قال الشيخ رضي الله عنه: لا أعرف لعضد مع شهرته بالعبادة مسندا مرفوعا متصلا.

‌شبيل بن عوف

ومنهم أخيذ الحذر والخوف، وحفيظ النظر والجوف، الاحمسى شبيل ابن عوف.

• حدثنا أبي رحمه الله تعالى ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ح. وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن علي بن الجارود ثنا أبو سعيد الأشج

(2)

ثنا عبد الله بن إدريس عن إسماعيل بن أبي خالد عن شبيل بن عوف. قال: ما اغبرت رجلاى فى طلب دنيا قط.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ح. وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن علي ثنا أبو سعيد الأشج ثنا ابن إدريس قال سمعت إسماعيل بن أبي خالد يذكر عن شبيل بن عوف. قال:

ما جلست في مجلس قط إلا انتظار جنازة أو لحاجة.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي ثنا الوليد بن بنان ثنا محمد ابن ميمون ثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي خالد عن شبيل بن عوف. قال:

من سمع بفاحشة فأفشاها فهو كمن أبداها.

شبيل بن عوف يكنى أبا الطفيل، أدرك الجاهلية وشهد فتح القادسية.

سمع عمر بن الخطاب، وزيد بن أرقم، وأبا جبيرة الأنصاري وغيرهم رضي الله تعالى عنهم.

• حدثنا أبو سعيد أحمد بن أبتاه

(3)

العباداني قال ثنا جعفر بن محمد بن

(1)

تقدم مثل هذه الحكاية فى ترجمة عمرو بن عتبة.

(2)

فى ج: أبو سعد والصحيح ما اثبتناه

(3)

كذا فى ز وفى ج: ايتا (كذا)

ص: 160

حرب قال ثنا محمد بن كثير قال ثنا سفيان عن إسماعيل عن شبيل بن عوف.

قال قال عمر رضي الله تعالى عنه: من مؤذنوكم اليوم؟ قالوا: موالينا وعبيدنا.

قال: إن ذلك لنقص كبير.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن أحمد بن البراء قال ثنا علي بن المديني قال ثنا معتمر بن سليمان عن إسماعيل بن أبي خالد عن شبيل بن عوف.

قال: أخبرني أبو جبيرة رضي الله تعالى عنه عن الأنصار قالوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني بعثت والساعة هكذا، سبقتها كما سبقت هذه هذه في نسم الساعة - أو نفس الساعة» . رواه أبو حمزة السكري ومروان بن معاوية وغيرهم عن إسماعيل مثله، وخالفهم سفيان بن عيينة فرواه عن إسماعيل عن قيس عن أبي جبيرة.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسين بن سفيان قال ثنا محمد بن الصباح قال ثنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل عن قيس عن أبي جبيرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بعثت في نسم الساعة» .

‌مرة بن شراحيل

ومنهم المدمن للتعبد، والمواظب على التهجد، المنقبض عن الهزل والأباطيل، المحصن لسانه في الفتن عن الأقاويل، الطيب أبو إسماعيل مرة بن شراحيل.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت العباس بن محمد يقول سمعت يحيى بن معين يقول: مرة بن شراحيل مرة الطيب، وإنما سمي الطيب لعبادته.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا أحمد ابن إبراهيم حدثني إسحاق بن سليمان قال سمعت أبا سنان عن عمرو بن مرة عن مرة بن شراحيل، وكان يسمى مرة الطيب.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا ابن إدريس قال سمعت حصينا. قال: أتينا مرة بن شراحيل الطيب نسأل عنه فقالوا إنه في غرفة له قد تعبد اثنتي عشرة سنة، قال فدخلنا عليه.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا أحمد بن منصور ثنا

ص: 161

أبو بدر ثنا عمرو بن قيس الملائي عن مرة الطيب. قال أبو بدر: بلغ به الأمر إلى أن سمي مرة الطيب لعبادته.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ح. وحدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا سعدان بن يزيد قالا ثنا الهيثم بن جميل ثنا سفيان بن عيينة عن عطاء بن السائب. قال: كان مرة يصلى كل يوم وليلة الف ركعة، فلما ثقل وبدن صلى أربعمائة ركعة، وكنت تنظر الى مباركه كأنها مبارك الإبل.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا جعفر الفريابي ثنا يزيد بن موهب ثنا عيسى ابن يونس عن ابن أبي خالد. قال: رأيت مرة بن شراحيل يصلى على لبد وهو يمسك بوتد في الحائط، وكان فى قيامه يثني على الله ويركع ويسجد.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ح. وحدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا الوليد بن شجاع حدثني أبي ثنا العلاء بن عبد الكريم الأيامي. قال: كنا نأتي مرة الهمداني فيخرج إلينا فنرى أثر السجود في جبهته وكفيه وركبتيه وقدميه. قال: فيجلس معنا هنيئة ثم يقوم فإنما هو ركوع وسجود.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الله بن إدريس ويحيى بن آدم عن مالك بن مغول عن أبي فروة الهمداني عن ابن أبي الهذيل. قال: قلت لمرة الهمداني وكان قد كبر، كم بقي من صلاتك؟ قال: شطر، مائتان وخمسون ركعة فى كل يوم.

• حدثنا أحمد ابن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ح. وحدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن حسان قالا ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن الهيثم. قال: كان مرة يصلي كل يوم مائتي ركعة.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن نصر ثنا أحمد بن كثير ثنا عتاب ابن زياد المروزي ثنا عبد الله - يعني ابن المبارك - ثنا رجل عن مرة الطيب.

قال: لما كانت الفتنة الاولى عصمه الله منها، فقال: عصمت منها لأحدثن لله شكرا فكان يصلي في اليوم والليلة خمسين ركعة يختم فيها القرآن فلما كانت فتنة ابن الزبير عصم منها فقال عصمت منها لأحدثن لله شكرا فكان يصلي

ص: 162

في اليوم والليلة عدد سور القرآن مائة ركعة وأربع عشرة ركعة يختم فيها القرآن.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني عبد الرحمن بن غزوان ثنا محمد بن طلحة بن مصرف عن زبيد الأيامي.

قال قيل لمرة بن شراحيل: ألا تلحق بعلي بصفين؟ قال: إن عليا سبقني بخير أعماله؛ بدر وذواتها، وأنا أكره أن أشركه فيما هان فيه.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن نصر ثنا أحمد بن كثير حدثني منصور بن أبي مزاحم حدثني عبثر أبو زبيد

(1)

عن عقبة بن إسحاق عن إسماعيل بن أبي خالد. قال مرة: شهدت فتح القادسية في ثلاثة آلاف من قومي فما منهم من أحد إلا خف في الفتنة غيري، وما منهم أحد إلا غبطني.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا أحمد بن منصور ثنا أبو بدر ثنا عمرو بن قيس الملائي عن مرة الطيب. قال: ليتق امرؤ أن لا يكون من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قرأ هذه الآية {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء} .

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا

(2)

أحمد الدورقي ثنا معاذ بن معاذ ثنا المسعودي حدثني حمزة العبدي. قال: أتينا مرة بن شراحيل فقال: ألا إن الله عز وجل لم يكتب على عبد بلاء إلا أمضاه عليه وإن أطاعه ذلك العبد، ولم يكتب لعبد رزقا إلا وفاه إياه وإن عصاه ذلك العبد.

أسند مرة بن شراحيل الهمداني عن الصديقين الأول والأكبر

(3)

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنهم.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا صدقة بن موسى عن فرقد السبخي عن مرة الهمداني عن أبى بكر

(1)

فى ز: أبو زيد والصحيح ما اثبتناه.

(2)

كذا فى ز: وفى ج: ثنا احمد ثنا احمد ثنا احمد الدورقى ولعل احمد الثانية مكررة.

(3)

كذا فى الاصلين والمختصر.

ص: 163

الصديق رضي الله تعالى عنه. قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول

«لا يدخل الجنة خب ولا خائن» .

• حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا أبو بكر بن أبي عاصم قال ثنا محمد بن أشعث أبو بكر الزهراني ح. وحدثنا أبو بكر عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن ابن سفيان قال ثنا أبو بكر بن أبي الربيع السمان قال ثنا عنبسة بن سعيد قال ثنا فرقد عن مرة عن أبي بكر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ملعون من أضل أخاه المسلم أو ما كره» . رواه زيد بن الحباب عن أبي سلمة الكندي عن فرقد مثله، ورواه جابر الجعفي عن عامر الشعبى مثله.

• حدثنا أبو بكر الطلحي قال ثنا عبيد بن غنام قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا على بن الحسين بن شقيق قال ثنا أبو حمزة عن جابر عن عامر عن مرة الهمداني عن أبي بكر الصديق. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة سيئ الملكة وملعون من ضار مسلما أو غره» .

• حدثنا محمد بن أحمد ابن الحسن قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا إسحاق ابن سليمان قال سمعت المغيرة بن مسلم أبا سلمة عن فرقد السبخي عن مرة الطيب عن أبي بكر الصديق. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لا يدخل الجنة سيئ الملكة، فقال رجل يا رسول الله أليس أخبرتنا أن هذه الأمة أكثر الأمم مملوكين وأيتاما، قال: نعم! فأكرموهم كرامة أولادكم، وأطعموهم مما تأكلون. قال: فما تنفعنا الدنيا يا رسول الله؟ قال: فرس صالح ترتبطه تقاتل عليه في سبيل الله عز وجل، ومملوك يكفيك فإذا صلى فهو أخوك، وإذا صلى فهو أخوك» . لم يرو هذه الأحاديث الثلاثة عن الصديق رضي الله تعالى عنه إلا مرة الطيب ولا عنه إلا فرقد السبخي. وحديث الشعبي ينفرد به أبو حمزة - وهو محمد بن ميمون السكري عن جابر - وهو ابن يزيد.

• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم قال ثنا عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي

(1)

قال ثنا أبي قال ثنا الحسن بن عمر بن

(1)

فى الاصلين: الدستكى بالسين المهملة والتصحيح من الخلاصة.

ص: 164

الحسن المعدل الواسطي قال ثنا عبد الله بن العباس ح. وحدثنا محمد بن طاهر ابن قبيصة الفلقي النيسابوري قال ثنا أبي قال ثنا أحمد بن حفص قال حدثني أبي قالا ثنا إبراهيم بن طهمان عن إسماعيل السدي عن مرة الهمداني. قال:

قرأ علينا علي بن أبي طالب صحيفة قدر أصبع كانت فى قراب سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا فيها:«إن لكل نبي حراما وأنا أحرم المدينة، من أحدث حدثا، أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل» . هذا حديث غريب من حديث مرة لم نكتبه إلا من حديث السدي ولا عنه إلا إبراهيم بن طهمان.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود ح.

وحدثنا إبراهيم بن عبد الله بن أبي العزائم قال ثنا أحمد بن موسى الحمار قال ثنا أبو نعيم ح. وحدثنا حبيب بن الحسن وعبد الملك بن الحسن قالا ثنا يوسف القاضي قال ثنا سليمان بن حرب ح. وحدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا عمر بن حفص السدوسي قال ثنا عاصم بن علي ح. وحدثنا الحسن بن علان قال ثنا إبراهيم بن شريك الأسدي قال ثنا أحمد بن يونس قالوا ثنا محمد ابن طلحة بن مصرف عن زبيد عن مرة عن ابن مسعود. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «شغلونا عن صلاة الوسطى صلاة العصر، ملأ الله قبورهم - أو بيوتهم نارا» . صحيح من حديث زبيد عن مرة أخرجه مسلم في صحيحه عن عون بن سلام وعن محمد بن طلحة.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد قال ثنا يحيى بن مطرف قال ثنا مسلم بن إبراهيم قال ثنا مالك بن مغول ح. وحدثنا عبد الملك بن الحسن قال ثنا يوسف القاضي قال ثنا سليمان بن حرب ح. وحدثنا الحسن بن علان قال ثنا أحمد بن محمد بن رستم قال ثنا عاصم بن علي قالا ثنا محمد بن طلحة قالا عن زبيد عن مرة عن عبد الله. قال:

«إن الله تعالى قسم بينكم أخلاقكم، كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله تعالى يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب. فإذا أحب الله عبدا أعطاه الإيمان، فإذا بخلتم بالمال أن تنفقوه، وجبنتم عن العدو

ص: 165

أن تقاتلوه، وضعفتم عن الليل أن تساهروه، فاستكثروا من قول: سبحان الله والحمد لله فإنها أحب إلى الله من جبلي ذهب وفضة» لفظ مالك بن مغول ورواه الناس عن محمد بن طلحة مثله موقوفا، ورفعه عن محمد بن طلحة مثله سلام بن سلمان المدائني، ورواه سفيان الثوري عن زبيد موقوفا ومرفوعا، ورفعه على الثوري عيسى بن يونس وسفيان بن عيينة والقاسم بن الحكم، ورواه عبد الرحمن بن زبيد عن أبيه مرفوعا وموقوفا.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا عبد العزيز بن محمد بن دينار قال ثنا أبو همام قال ثنا أبي قال ثنا عبد الرحمن بن زبيد عن أبيه عن مرة عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومرة وقفه. قال: «إن الله تعالى قسم بينكم أخلاقكم، كما قسم بينكم أرزاقكم، والله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب» . ورواه حمزة الزيات عن زبيد مثله مرفوعا، ورواه إسماعيل بن أبي خالد والمسعودي في آخرين عن زبيد مثله موقوفا، ورواه الصباح بن محمد عن مرة أتم منه مرفوعا.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا محمد بن عبيد قال ثنا أبان بن إسحاق عن الصباح بن محمد عن مرة الهمداني عن عبد الله بن مسعود. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله قد قسم بينكم أخلاقكم، كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا من أحب. فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه، والذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه، ولا يؤمن عبد حتى يأمن جاره بوائقه. قال قلنا: وما بوائقه يا رسول الله؟ قال غشمه، وظلمه، ولا يكسب عبد مالا من حرام فينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتصدق به فيقبل منه، ولا تركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار، إن الله لا يمحو السيئ بالسيئ، ولكن يمحو السيئ بالحسن، إن الخبيث لا يمحو الخبيث» .

هذه الزيادة لم يروها عن مرة إلا الصباح ولا عنه إلا أبان.

• حدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب قال ثنا إبراهيم بن سعدان قال ثنا

ص: 166

بكر بن بكار قال ثنا شعبة عن زبيد عن مرة. قال قال عبد الله بن مسعود:

«فضل صلاة الليل على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية» .

رواه منصور بن المعتمر والثوري مثله عن زبيد موقوفا، وتفرد مخلد بن يزيد عن الثورى برفعه.

• حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا عبد الحميد بن محمد بن المستام

(1)

قال ثنا مخلد بن يزيد قال ثنا سفيان عن زبيد عن مرة عن عبد الله. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فضل صلاة الليل على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية» .

• حدثنا محمد بن أحمد قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحسن بن موسى الأشيب ح. وحدثنا أبو عمرو

(2)

محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا أبو بكر ابن النعمان قال ثنا أبو ربيعة قال ثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن مرة الهمداني عن عبد الله بن مسعود. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«عجب ربنا عز وجل من رجلين؛ رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين حبه وأهله إلى صلاته. قال فيقول الله عز وجل لملائكته: انظروا إلى عبدى ثار من وطائه ولحافه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي. ورجل غزا في سبيل الله فانهزم فعلم ما عليه في الانهزام وما له في الرجوع فرجع حتى أهريق دمه. فيقول الله تعالى لملائكته: انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي وشفقة مما عندى حتى أهريق دمه» . هذا حديث غريب تفرد به عطاء عن مرة وعنه حماد بن سلمة [رواه الإمام أحمد بن حنبل عن روح بن عبادة وعفان بن مسلم عن حماد بن سلمة.]

(3)

• حدثنا محمد بن المظفر - إملاء - قال ثنا علي بن الحسين بن الجنيد قال ثنا عبد الله بن هاشم الطوسي قال ثنا عبد الرحمن بن مهدي قال ثنا إسرائيل عن السدي عن مرة عن عبد الله. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(1)

في ج: ابن مسلم وفى ز: مسام (كذا) والتصحيح من الخلاصة.

(2)

فى ج: أبو عمر.

(3)

ما بين المربعين زيادة فى الازهرية.

ص: 167

«يدخل الناس النار ثم يصدرون عنها بأعمالهم» . قال عبد الرحمن بن مهدي فذكرت لشعبة أن إسرائيل يرفعه فقال صدق إسرائيل، ورواه عبد الرحمن عن شعبة مثله موقوفا.

• حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ممشاذ القوال المعروف بالقنديل قال ثنا عبيد بن الحسن الغزال ح. وحدثنا عبد الله بن محمد من أصل كتابه قال ثنا عبد الله بن محمد بن العباس قال ثنا سهل بن عثمان قال ثنا الحكم بن ظهير عن السدي عن مرة عن ابن مسعود. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو قيل لأهل النار إنكم ماكثون في النار عدد كل حصاة في الدنيا سنة لفرحوا بها، ولو قيل لأهل الجنة إنكم ماكثون في الجنة عدد كل حصاة في الدنيا سنة لحزنوا - زاد عبيد - ولكنهم خلقوا للأبد والأمد» . هذا حديث غريب من حديث مرة والسدي تفرد به الحكم ابن ظهير.

• حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن الهيثم الأنباري قال ثنا محمد بن أحمد ابن أبي العوام قال ثنا محمد بن جعفر المدائني قال ثنا سلام بن سليم عن عبد الملك بن عبد الرحمن عن الحسن العرفى عن الأشعث بن طليق عن مرة عن عبد الله بن مسعود. قال: اجتمعنا في بيت أمنا عائشة رضي الله تعالى عنها فنظر إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فدمعت عيناه فتشدد، فنعى إلينا نفسه حين دنا الفراق. فقال: «مرحبا بكم، حياكم الله، جمعكم الله، نصركم الله، رفعكم الله، نفعكم الله، وفقكم الله، قبلكم الله، هداكم الله، سلمكم الله، أوصيكم بتقوى الله، وأوصي الله بكم! أن لا تعلو على الله في عباده وبلاده، فإن الله تعالى قال لي ولكم {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين} وقال {أليس في جهنم مثوى للمتكبرين}. قلنا: يا رسول الله متى اجلك؟ قال: قد دنا الأجل والمنتهى إلى الله تعالى وإلى السدرة المنتهى والجنة المأوى والفردوس الأعلى! قلنا: يا رسول الله من يغسلك؟ قال: رجال أهل بيتي الأدنى فالأدنى. قلنا يا رسول الله ففيم نكفنك؟ قال: في ثيابي هذه إن شئتم أو يمنية أو بياض

ص: 168

مصر. قلنا: يا رسول الله ومن يصلي عليك؟ وبكينا. فقال: مهلا غفر الله لكم وجزاكم الله عن نبيكم خيرا، إذا غسلتموني وكفنتمونى فضعونى على شفير قبري ثم اخرجوا عني ساعة، فإن أول من يصلي علي خليلي وحبيبي جبريل، ثم ميكائيل، ثم إسرافيل، ثم ملك الموت مع ملائكة كثيرة، ثم ادخلوا علي فصلوا علي وسلموا تسليما، ولا تؤذوني بتزكية ولا برنة ولا بصيحة، وليبدأ بالصلاة علي رجال أهل بيتى ثم نساؤهم، ثم أنتم واقرءوا أنفسكم السلام كثيرا، ومن كان غائبا من أصحابى فاقرءوه مني السلام كثيرا، ألا وإني أشهدكم أني قد سلمت على كل من دخل في الإسلام، وعلى كل من تابعني على ديني من اليوم إلى يوم القيامة: قلنا: يا رسول الله فمن يدخل قبرك؟ قال: رجال أهل بيتي مع ملائكة كثيرة يرونكم من حيث لا ترونهم». هذا حديث غريب من حديث مرة عن عبد الله لم يروه متصل الإسناد إلا عبد الملك بن عبد الرحمن - وهو ابن الأصبهاني. وما كتبناه عاليا إلا من حديث محمد بن جعفر المدائني. وكذا وقع في كتابي سلام بن سليم وقيل سلام بن سليمان.

قال الشيخ رحمه الله: قد ذكرنا عدة من أصحاب عبد الله بن مسعود رحمهم الله تعالى وبقي منهم عدة لم نذكرهم.

منهم: زيد بن وهب، وسويد بن غفلة، وزر بن حبيش، وكردوس، وأبو عمرو الشيباني، ويزيد بن معاوية النخعي، وهمام، وغيرهم نقتصر من ذكر كل واحد منهم على حكاية أو حكايتين تدل على أحوالهم، إذ هم المشهورون بالتبحر في علم القرآن، والأحكام. يستغني بالمنتشر من أخبارهم، والمستفيض من أحوالهم عن الاستقصاء والإكثار من ذكر كلامهم وأقوالهم، ونذكر بعض ما قيل وروي في جماعة أصحاب عبد الله بن مسعود، وأنهم كانوا مصابيح البلد وسرجها.

من ذاك ما

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا الحسن بن سهل قال ثنا أبو أسامة عن مالك بن

ص: 169

مغول قال سمعت القاسم بن عبد الرحمن عن علي. قال: أصحاب عبد الله بن مسعود سرج هذه القرية.

• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا وكيع عن سفيان عن زبيد عن سعيد بن جبير.

قال: كان أصحاب عبد الله سرج هذه القرية.

• حدثنا عبد الله بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي ثنا عثمان بن عمر ح. وحدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا سعيد بن يحيى بن سعيد قال ثنا أبى قالا ثنا مالك بن مغول عن بيان الأحمسي عن الشعبي. قال: ما رأيت قوما أعظم أحلاما، ولا أكثر فقها، ولا أكره لهذه الدنيا من قوم صحبوا عبد الله بن مسعود. لفظ يحيى بن سعيد ولم يذكر عثمان بيانا.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا سعيد بن عمرو قال ثنا عبثر عن مالك بن مغول عن الشعبي. قال: ما رأيت قوما أعظم أحلاما، ولا أفقه رجالا، من قوم صحبوا عبد الله بن مسعود لولا الصحابة ما فضلت عليهم أحدا.

• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا أسود بن عامر قال ثنا الحسن - يعني ابن صالح - عن مطرف - يعني ابن طريف - عن ابن مسعود أنه قال لأصحابه: أنتم جلاء قلبي.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا عبيد بن يعيش قال ثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن إبراهيم. قال:

كان أصحاب عبد الله الذين يفتون ويقرءون القرآن ستة: علقمة بن قيس، ومسروق، وعبيدة السلماني، وعمرو بن شرحبيل، والحارث بن قيس.

• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال ثنا أبو معمر قال ثنا عبد الله بن إدريس قال سمعت مالك بن مغول يذكر عن طلحة ابن مصرف وأبي حصين. قال قال أحدهما: لقد أدركنا أقواما ما كنا في جنبهم إلا كاللصوص، وقال الآخر: لو رأيتهم لاحترقت كبدك عليهم.

• حدثنا أحمد بن جعفر قال ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي قال ثنا أبو أحمد قال ثنا سفيان عن نسير بن ذعلوق. قال: كان في الحي شيخ يقال له

ص: 170

عروة إذا صلى الفجر استرجع. فقلنا له؟ فقال: إني أدركت أقواما ما كنا في جنبهم إلا لصوصا.

‌زيد بن وهب

فأما زيد بن وهب:

فحدثناه عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن نمير ثنا مالك بن مغول عن أبي منصور عن زيد بن وهب. قال: خرجت إلى الجبانة فجلست فيها إلى جنب حائط، فجاء رجل إلى قبر فسواه ثم جاء فجلس إلي. فقلت: من هذا؟ قال أخي. قلت:

أخ لك. قال: أخ لي في الإسلام رأيته البارحة فيما يرى النائم فقلت فلان قد عشت الحمد لله رب العالمين. قال: قد قلتها، لأن أكون أقدر على أن اقولها احب الى من ملى الأرض وما فيها، ألم تر حين كانوا يدفنوني فإن فلانا قام فصلى ركعتين لأن أكون أقدر على أن أصليهما أحب إلي من الدنيا وما فيها.

كان من شأن زيد إذا كان مقيما التعبد والتوحد، وإذا كان مسافرا الجهاد والحج والعمرة.

• حدثنا محمد بن حميد ثنا أبو يعلى ثنا الحسن بن حماد ثنا عنام بن علي عن الأعمش عن زيد بن وهب. قال: خرجنا في جيش فمررنا على حائط دهقان فسرح الناس خيلهم في الزرع، فأمسكت أنا بعنان فرسي وجلست على باب الحائط. قال: فخرج إلي صاحب الحائط الدهقان فقال ما لك لم تسرح كما يسرح هؤلاء؟ قلت: خشيت أن لا يحل لي! قال: فعل الله بك وفعل، أنت سلطتهم. قال: قلت: كيف؟ وقد أمسكت بعنان فرسي، قال: لولاك هلك هؤلاء.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا عمرو بن علي ثنا عبد الله بن داود. قال: أخبرتنا مولاة لزيد بن وهب قالت: كان زيد ابن وهب قد أثر الرحل بوجهه من الحج والعمرة.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا سفيان بن وكيع ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن زيد بن وهب. قال: خرجنا فى سرية فإذا رجل في أجمة مغطى

ص: 171

الرأس، فابنهناه فقلنا: أنت في موضع مخيف فما تخاف فيه؟ فكشف رأسه ثم. قال: إنى لاستحيى منه أن يراني أخاف شيئا سواه.

أسند زيد بن وهب عن عمر، وعثمان، وعلي، وعبد الله بن مسعود، وأبي ذر، وحذيفة، وأكابر الصحابة رضي الله تعالى عنهم.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا الحسن بن علي بن الوليد قال ثنا الفيض ابن الوثيق قال ثنا إسحاق بن إبراهيم صاحب البان قال ثنا الاعمش عن زيد ابن وهب عن عمر بن الخطاب. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«خير القرون القرن الذي أنا فيهم، ثم الثاني ثم الثالث ثم الرابع لا يعبأ الله بهم شيئا» . غريب من حديث الأعمش لم يروه عنه إلا إسحاق.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا عمار بن خالد قال ثنا القاسم ابن مالك عن الأعمش عن زيد. قال قال عمر: «إذا كان ثلاثة سفر فليؤمروا عليهم أحدهم، ذاك أمير أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم» .: غريب من حديث الأعمش تفرد به القاسم بن مالك.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الفضل بن سخيت السندي قال حدثني أحمد بن محمد الرملي قال ثنا يحيى بن عيسى قال ثنا الأعمش قال أنبأنا زيد. قال: كان عمار قد ولع بقريش وولعت به فعدوا عليه فضربوه، فجلس في بيته، فجاءه عثمان بن عفان يعوده فخرج عثمان فقام حتى صعد المنبر.

فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لعمار: «تقتلك الفئة الباغية، قاتلك في النار» . غريب من حديث الأعمش تفرد به يحيى.

• حدثنا محمد بن عبد الله وعمر بن الحسن الواسطي قالا ثنا عبدان بن أحمد قال ثنا عمر بن شاذان البصري قال ثنا بشر بن مهران قال ثنا شريك عن الأعمش عن زيد. قال قال علي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبرا، على ذى لهجة أصدق من أبي ذر» .

غريب من حديث الأعمش تفرد به بشر عن شريك.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أحمد بن داود المكي قال ثنا ثابت بن

ص: 172

عياش الأحدب قال ثنا أبو رجاء الكلبي قال ثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن ابن مسعود. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال أربعون رجلا من أمتي قلوبهم على قلب إبراهيم، يدفع الله بهم عن أهل الأرض يقال لهم الأبدال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنهم لم يدركوها بصلاة ولا بصوم ولا بصدقة. قالوا: يا رسول الله فيم أدركوها؟ قال بالسخاء والنصيحة للمسلمين» . غريب من حديث الأعمش عن زيد ما كتبناه إلا من حديث أبي رجاء

• حدثنا الحسن بن علي التيمي في جماعة قالوا أنبأنا محمد إسحاق بن خزيمة قال ثنا علي بن مسلم قال ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. قال ثنا شعبة قال ثنا سليمان - يعني الأعمش - عن زيد بن وهب عن عبد الله. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أن رجلين دخلا في الإسلام فاهتجرا، كان أحدهما خارجا من الإسلام حتى يرجع - يعني الظالم» . غريب من حديث الأعمش وشعبة لم يرفعه إلا عبد الصمد.

• حدثنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد ابن الفضل بن إسحاق بن خزيمة قال حدثني جدي محمد بن إسحاق قال ثنا محمد بن موسى الحرسى قال ثنا سهيل بن عبد الله. قال: سمعت الأعمش يحدث عن زيد بن وهب عن ابن مسعود. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الحافظين إذا نزلا على العبد أو الأمة معهما كتاب مختوم فيكتبان ما يلفظ العبد أو الأمة، فإذا أرادا أن ينهضا. قال: أحدهما للآخر فك الكتاب المختوم الذي معك فيفكه له فإذا فيه ما كتب سواء، فذلك قوله تعالى {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}» . غريب من حديث الأعمش عن زيد لم يروه عنه إلا سهيل.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا عبد الله بن العباس قال ثنا حميد ابن الربيع قال ثنا محمد بن عمر الرومي قال ثنا أبو مسلم قائد الأعمش عن عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الملك. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أهل الحجرات سعرت النار، وجاءت الفتن كأنها قطع الليل المظلم، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا» . غريب من حديث

ص: 173

الأعمش عن زيد تفرد به عنه محمد بن فائدة أبو مسلم.

• حدثنا فهد بن إبراهيم بن فهد قال ثنا زكريا الغلابي قال ثنا بشر بن مهران قال ثنا شريك عن الأعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة بن اليمان.

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سره أن يحيا حياتي، ويموت ميتتي، ويتمسك بالقصبة الياقوتة التي خلقها الله ثم قال لها كن أو كوني فكانت، فليتول علي بن أبي طالب من بعدي» . غريب من حديث الأعمش تفرد به بشر عن شريك

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا فضيل بن أحمد

(1)

وأحمد بن خليد قالا ثنا أبو نعيم قال ثنا مالك بن مغول ح. وحدثنا أبو أحمد الغطريفي قال ثنا عبد الله بن شيرويه قال ثنا إسحاق بن راهويه قال ثنا يحيى بن آدم قال ثنا مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف عن زيد ابن وهب عن حذيفة. أنه رأى رجلا قد خفف في الصلاة، فقال له:«مذ كم هذه صلاتك؟ فقال: منذ أربعين سنة. فقال: ما صليت منذ أربعين سنة، ولو مت وأنت على هذه الصلاة لمت على غير فطرة محمد صلى الله عليه وسلم، قال ثم ذكر أن الرجل قد يخفف ويتم ويحسن» . غريب من حديث طلحة عن زيد لا يعرف إلا من حديث مالك عنه ورواه عن مالك يحيى بن سعيد الأموي وخالد بن عبد الرحمن المخزومي ومحمد بن سابق وغيرهم.

‌سويد بن غفلة

وأما أبو أمية سويد بن غفلة، فكان الأذان والصلاة عمله، وبلغ من أقصى السن أمله، ولم تخرج الفتن عقله ولا جهله.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن إسماعيل ثنا أحمد بن أبي طالب

(2)

ثنا عبد السلام بن حرب عن زياد بن خيثمة عن عامر - يعني الشعبي. قال قال سويد بن غفلة: أنا أصغر من النبى صلى الله عليه

(1)

فى ج: فضل بن محمد.

(2)

فى ج: ابن ابى الطيب. وفى الخلاصة احمد بن ابى الطيب سليمان البغدادى ابو سليمان نزيل الرى مات فى حدود الثلاثين والمائتين.

ص: 174

وسلم بسنة.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثني أبي وعمي أبو بكر قالا ثنا هشيم عن هلال بن خباب عن ميسرة أبي صالح عن سويد بن غفلة. قال: أتانا مصدق النبي صلى الله عليه وسلم، وصليت معه ولم ألقه صلى الله عليه وسلم.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا حاتم الجوهري وأبو حاتم قالا ثنا أبو نعيم ثنا حنش بن الحارث النخعي. قال: رأيت سويد بن غفلة يمر بنا في المسجد إلى امرأة له من بني أسد، وهو ابن سبع وعشرين ومائة سنة.

• حدثنا أحمد بن محمد بن الفضل ثنا أبو العباس السراج ثنا محمد بن أبان ومحمد بن أحمد بن أبي خلف قالا ثنا سفيان عن عاصم. قال: تزوج سويد بن غفلة وهو ابن ست عشرة ومائة سنة، وكان يمشي يأتي الجمعة يؤمنا.

• حدثنا أحمد بن محمد بن الفضل ثنا أبو العباس السراج ثنا أبو كريب وهناد قالا ثنا الحسين بن علي الجعفي عن الوليد بن علي عن أبيه. قال: كان سويد بن غفلة يؤمنا في شهر رمضان في القيام، وقد أتى عليه عشرون ومائة سنة.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا أحمد بن منصور ثنا أبو نعيم عن حنش بن الحارث. قال: رأيت سويد بن غفلة وهو ابن سبع وعشرين ومائة سنة، وربما صلى ودعا.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو بكر بن النعمان ثنا أبو نعيم [ثنا زهير عن عمران بن مسلم. قال: كان سويد بن غفلة جل ما يصنع أن يكبر قبل أن يقول المؤذن قد قامت الصلاة.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو بكر بن النعمان ثنا أبو نعيم

(1)

] ثنا شريك عن عمران. قال قال سويد بن غفلة: لو استطعت أن أكون مؤذن الحي لفعلت.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو بكر بن النعمان ثنا أبو نعيم قال ثنا حنش بن الحارث عن علي بن مدرك. قال

كان سويد بن غفلة يؤذن بالهاجرة فسمعه الحجاج وهو بالدير. فقال: ائتوني بهذا المؤذن فأتي بسويد بن غفلة. فقال ما حملك على الصلاة بالهاجرة؟ قال:

(1)

ما بين المربعين سقط من الازهرية.

ص: 175

صليتها مع أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما.

• حدثنا محمد بن أحمد في كتابه ثنا موسى بن إسحاق ثنا عبد الرحمن بن صالح ثنا عبد الله بن جناد الجهنمى عن محمد بن أبان الجعفي عن عمران بن مسلم. قال:

كان سويد بن غفلة، إذا قيل له: أعطي فلان، وولي فلان. قال: حسبي كسرتي وملحي.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي سهل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا إسحاق ابن منصور ثنا عبد السلام عن يزيد بن عبد الرحمن عن المنهال عن خيثمة عن سويد بن غفلة. قال: إذا أراد الله أن ينسى أهل النار جعل لكل واحد منهم تابوتا من نار على قدره، ثم أقفل عليهم بأقفال من نار فلا يضرب فيهم عرق إلا وفيه مسمار من نار، ثم يجعل ذلك التابوت في تابوت آخر من نار ثم يقفل ثم يجعل ذلك التابوت في تابوت آخر من نار ثم يقفل بأقفال من نار، ثم يضرم بينهما نارا فلا يرى أحد منهم أبدا في النار غيرهم، فذلك قوله تعالى {لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل} وقوله تعالى:{لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش} الآية.

أسند سويد: عن أبي بكر، وعمر، وعبد الله بن مسعود، وبلال وغيرهم رضي الله تعالى عنهم أجمعين.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال ثنا أبي قال ثنا عبد الرحمن بن مهدي ووكيع قالا ثنا سفيان عن عن إبراهيم بن عبد الأعلى عن سويد بن غفلة عن عمر. أنه: «قبل الحجر وقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بك حفيا» . رواه إسرائيل ومحمد بن طلحة في آخرين عن إبراهيم نحوه.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا القاسم بن محمد الدلال قال ثنا مخول بن إبراهيم قال ثنا إسرائيل عن أبي حصين عن الشعبي عن سويد بن غفلة عن عمر. قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبس الحرير إلا موضع أصبعين» . رواه مصعب بن المقدام وأبو أحمد الزبيري عن إسرائيل، ورواه قتادة عن الشعبي.

• حدثناه محمد بن

ص: 176

عبد الله بن سعيد قال ثنا عبدان بن أحمد قال ثنا بندار قال ثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة عن الشعبي عن سويد بن غفلة عن عمر. أنه خطب بالجابية فقال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحرير إلا موضع أصبعين أو ثلاث أو أربع» . ورواه سويد بن غفلة عن أبي بكر، قد تقدم في صدر الكتاب حديثه في فضيلة العقلاء.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا على بن الحسين بن بيان قال ثنا عارم أبو النعمان ح. وحدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا معاذ بن المثنى قال ثنا عبد الرحمن ابن المبارك العيشي قال ثنا الصعق بن حزن عن عقيل الجعدي عن أبي إسحاق عن سويد بن غفلة عن عبد الله بن مسعود. قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عبد الله بن مسعود. قلت: لبيك يا رسول الله! قال: يا عبد الله قلت لبيك ثلاثا. قال: أتدري أي عرى الإيمان أوثق؟ قلت: الله ورسوله أعلم! قال: الولاية فيه والحب فيه والبغض فيه. فقال: يا عبد الله! قلت:

لبيك ثلاثا، قال: أتدري أي الناس أفضل؟ قلت: الله ورسوله أعلم! قال:

فإن أفضل الناس أفضلهم عملا إذا فقهوا في دينهم. قال: يا عبد الله! قلت:

لبيك ثلاثا، قال: أتدري أي الناس أعلم؟ قلت: الله ورسوله أعلم! قال:

أعلم الناس أبصرهم بالحق إذا اختلف الناس وإن كان مقصرا فى العمل، وان كان يزحف على استه، اختلف من كان قبلنا على اثنتين وسبعين فرقة نجا منها ثلاث، وهلك سائرها. فرقة آزت

(1)

الملوك وقاتلوهم على دينهم ودين عيسى ابن مريم عليه السلام، فأخذوهم وقتلوهم وقطعوهم بالمناشير، وفرقة لم تكن لهم طاقة بموازات الملوك ولا بأن يقيموا بين ظهرانيهم، فدعوهم إلى دين الله ودين عيسى بن مريم عليه السلام فساحوا في البلاد وترهبوا. قال: وهم الذين قال الله {ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله} الآية.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من آمن بي وصدقني واتبعني فقد رعاها حق رعايتها ومن لم يتبعني فأولئك هم الهالكون». غريب من حديث سو

(1)

فى النهاية: وفرقة آزت الملوك فقاتلتهم على دين الله أى قاومتهم.

ص: 177

وأبي إسحاق تفرد به عقيل الجعدي.

• حدثنا فاروق الخطابي قال ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا مسدد قال ثنا محمد بن جابر عن عمران بن مسلم عن سويد بن غفلة عن بلال. قال: «مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخفين والخمار» .

‌همام بن الحارث النخعي

(1)

ومنهم المتعبد القوام، المتلذذ بالسهر للذكر همام، وهو همام بن الحارث النخعي

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن إبراهيم. قال: أصبح همام مترجلا،

(2)

فقال بعض القوم:

أن جمة همام لتخبركم أنه لم يتوسدها الليل، قال: وكان صاحب صلاة.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن أحمد ثنا عبد الرحمن بن الحسن ثنا هارون بن إسحاق ثنا ابن فضيل عن حصين ح. وحدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا عبد الصمد ثنا حرب - يعني ابن شداد ثنا حصين قالا عن إبراهيم عن همام بن الحارث. أنه كان يدعو: اللهم اشفني من النوم باليسير، وارزقني سهرا في طاعتك، فكان لا ينام إلا هنيهة وهو قاعد.

أسند همام عن عبد الله بن مسعود، وحذيفة، وغيرهما رضي الله تعالى عنهم.

• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا أبو العباس الجرادي الموصلي قال ثنا إسحاق بن زريق قال ثنا إبراهيم بن خالد الصنعاني قال ثنا سفيان الثوري عن وبرة بن عبد الرحمن عن همام عن ابن مسعود. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الغسل يوم الجمعة من السنة» . لم يرفعه أحد من أصحاب الثوري إلا إسحاق بن زريق عن إبراهيم، والمغيرة بن سقلاب عنه، ورواه شعبة ومسعر والمسعودى عن وبرة.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا شعبة عن منصور عن إبراهيم عن همام بن الحارث. قال: قيل لحذيفة فى

(1)

كذا فى الاصلين وفى المختصر الجعفى

(2)

الترجل: تسريح الشعر وتنظيفه

ص: 178

رجل إن هذا يبلغ الأمراء

(1)

فقال حذيفة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يدخل الجنة قتات» . مشهور من حديث شعبة عن منصور، ورواه أبو قطن عن عمرو بن الهيثم عن شعبة عن الحكم بن عتيبة عن إبراهيم عن همام بن الحارث عن حذيفة. قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«لا يدخل قتات الجنة» . تفرد بحديث الحكم عمرو بن الهيثم وتابع شعبة في روايته عن منصور ثنا سفيان الثوري وأبو عوانة، وممن روى هذا الحديث عن إبراهيم النخعي: الأعمش ومنصور وإبراهيم بن مهاجر ..

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا علي بن المديني ثنا معاذ بن هشام قال قرأت فى كتاب ابن

(2)

بخطه ولم أسمعه منه عن قتادة عن أبي معشر عن إبراهيم عن همام بن الحارث عن حذيفة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يكون في أمتي كذابون ودجالون، منهم أربع نسوة، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي» . هذا حديث غريب تفرد به معاوية عن أبيه موجودا في كتابه حدث به أحمد بن حنبل عن علي بن المديني.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الله ابن المديني

(3)

ثنا معاذ بن هشام مثله.

• حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه ثنا إسحاق بن راهويه ثنا يحيى بن آدم ثنا أبو بكر ابن عياش عن الأعمش عن إبراهيم عن همام بن الحارث. قال: قرأ رجل عند حذيفة هذه الآية {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} فقال رجل: إنما هذه في بني إسرائيل، فقال حذيفة: نعم الإخوة لكم بنو إسرائيل أن كان لكم الحلو ولهم المر، والذي نفسي بيده لتتخذن السنة بالسنة حذو القذة بالقذة.

(1)

أى يتجسس على الناس. وفى ج: الاسرى.

(2)

بياض فى الاصلين.

(3)

كذا فى الاصلين ولعل الصحيح (على) كما حكاه المصنف قبله.

ص: 179

‌كردوس بن هانى

ومنهم كردوس بن هانى. وقيل ابن عياش التغلبى

(1)

وقيل ابن عمرو، يعرف بالقاص كان يقص على التابعين.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبو معمر الأشج قال ثنا عبد الله بن إدريس قال سمعت عمي يذكر. قال: كان كردوس يقول ويقص علينا زمن الحجاج، إن الجنة لا تنال إلا بعمل، اخلطوا الرغبة بالرهبة، ودوموا على صالح الأعمال، واتقوا الله بقلوب سليمة وأعمال صادقة، ويكثر أن يقول: من خاف أدلج، ومن خاف أدلج، ومن خاف أدلج.

• حدثنا أبو القاسم حبيب بن الحسن ثنا يوسف القاضى ح. وحدثنا محمد ابن بدر ثنا حماد بن مدرك السمالي قال ثنا عمرو بن مرزوق ثنا زائدة عن منصور عن شقيق عن كردوس بن هاني. قال: كنت أجد في الإنجيل إذ كنت أقرأ، إن الله ليصيب العبد بالأمر يكرهه وانه ليجئه [

(2)

لينظر كيف تضرعه.

• حدثنا عمرو بن أحمد بن عمر القاضي ثنا علي بن العباس البجلي ثنا سهل بن محمد السجستاني ثنا أبو جابر ثنا شعبة عن عمرو عن أبي وائل عن كردوس عن سفيان عن كردوس بن عمرو. قال: كتب فيما أنزل الله عز وجل إن الله يبتلي العبد وهو يحبه ليسمع صوته.

أسند كردوس عن ابن مسعود وحذيفة رضي الله تعالى عنهما.

• حدثنا سليمان بن أحمد في جماعة قالوا ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كريب ثنا يحيى بن آدم عن يزيد بن عبد العزيز عن أشعث بن سوار عن كردوس عن عبد الله بن مسعود. قال: «مر الملأ من قريش على رسول الله

(1)

كذا فى الاصلين. وفى المختصر الثعلبى. وفى الخلاصة: كردوس بن العباس أو ابن هانئ الثعلبى بمثلثة وفى الهامش عن أبى حاتم بالمثلثة والمثناة وعزاء الى التهذيب، ولا أعلم ماذا يعنى وبالمثناة

(2)

كذا فى ج، وفى ز: لحه (كذا) ولعله: وانه ليحبه كما فى الرواية التالية.

ص: 180

صلى الله عليه وسلم وعنده ناس من المسلمين صهيب وخباب. فقالوا: يا محمد أهؤلاء من الله عليهم من بيننا، لو طردت هؤلاء لاتبعناك؟ فأنزل الله تعالى {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} (إلى قوله){أليس الله بأعلم بالشاكرين} .

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن قدامة ومحمد بن علي قالوا ثنا النضر بن شميل ثنا محمد بن البزار أخبرني كردوس. أن حذيفة خطبهم بالمدائن، قال: يا أيها الناس تعاهدوا ضرائب غلمانكم، فإن كان ذلك من حلال فكلوه، وإن كان غير ذلك فارفضوه، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«ليس ينبت لحم من سحت فيدخل الجنة» .

‌زر بن حبيش

ومنهم الوافد الغادي، [الذاكر في النادي] وفد ليتعلم، وغزا ليغنم

(1)

، زر بن حبيش أبو مريم. تحمل الكلال، طلبا للكمال، فحفظ من الملال، وثبت في الوصال.

وقيل: إن التصوف التحمل للكلال، والتحرز من الملال، والتروح بالوصال.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا أبو النضر هاشم ابن القاسم ثنا شيبان بن معاوية عن عاصم عن زر بن حبيش. قال: خرجت في وفد لأهل الكوفة، وايم الله إن حرضني على الوفادة إلا لقاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار. فلما قدمت المدينة لزمت أبي بن كعب وعبد الرحمن بن عوف.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عثمان ابن عمر الضبي ثنا عبد الله بن رجاء الغداني

(2)

ثنا همام عن زر. قال: وفدت

(1)

ما بين المربعين من المختصر. وفيه: وفد ليعلم. وغدا ليعلم

(2)

فى الاصلين: بالعين المهملة. وفى الخلاصة: الغدانى بضم المعجمة وفتح الدال.

ص: 181

فى خلافة عثمان، وإنما حملنى على الوفادة إلا لقاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلقيت صفوان بن عسال فقلت: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: نعم! وغزوت معه اثنتي عشرة غزوة.

• حدثنا أحمد بن جعفر ابن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أحمد بن محمد ثنا محمد بن أيوب ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر بن حبيش. قال: أتيت المدينة فدخلت المسجد فإذا أنا بأبي بن كعب فأتيته، فقلت: رحمك الله أبا المنذر! اخفض لي جناحك. وكان امرأ فيه شراسة، فسألته عن ليلة القدر. فقال:

ليلة سبع وعشرين، قلت: أبا المنذر رحمك الله! من أين علمت ذلك؟ قال:

بالآية التي أخبرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا العباس بن الوليد النرسي

(1)

ثنا حماد بن شعيب عن عاصم عن زر بن حبيش. قال: انطلقت حتى قدمت على عثمان بن عفان وأردت لقاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار رضي الله تعالى عنهم، قال عاصم: فحدثني أنه لزم أبى بن كعب وعبد الرحمن ابن عوف. قال: فقلت لأبي وكانت فيه شراسة اخفض جناحك رحمك الله! فإني إنما أتمتع منك تمتعا. فقال: تريد أن لا تدع آية في القرآن إلا سألتني عنها. قال: فكان لي صاحب صدق، فقلت: يا أبا المنذر أخبرني عن ليلة القدر فإن ابن مسعود. يقول: من يقيم الحول يصبها. فقال: والله لقد علم أنها في رمضان، ولكنه عمى على الناس لئلا يتكلوا

(2)

، والله الذي أنزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم إنها لفي رمضان وإنها ليلة سبع وعشرين. فقلت: يا أبا المنذر وكيف علمت ذلك؟ قال: بالآية التي أخبرنا بها محمد صلى الله عليه وسلم فعددنا فحفظنا فو الله أنها - أى ما يستثني - فقلت:

ما الآية؟ قال: إنها تطلع الشمس حين تطلع ليس لها شعاع حتى ترتفع.

قال: وكان عاصم لينتبذ ليلتئذ من السحر لا يطعم طعاما حتى إذا صلى الفجر صعد على الصومعة فينظر إلى الشمس حين تطلع لا شعاع لها حتى تبيض

(1)

فى الاصلين: التريسى والتصحيح من الخلاصة

(2)

فى الاصلين: لئلا يتكلموا.

ص: 182

وترتفع.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يوسف بن حبيب ثنا أبو داود ثنا جابر ابن يزيد بن رفاعة حدثني يزيد بن أبي سليمان. قال سمعت زر بن حبيش يقول:

لولا مخافة سلطانكم لوضعت يدي في أذني ثم ناديت ألا إن ليلة القدر في رمضان في العشر الأواخر في السبع الأواخر، قبلها ثلاث وبعدها ثلاث، نبأ من لم يكذبني عن نبأ من لم يكذبه. قال أبو داود: يعني أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم.

• حدثنا أبو بكر بن محمد بن جعفر بن الهيثم ثنا جعفر بن محمد الصائغ ثنا محمد بن سابق ثنا مالك بن مغول عن عاصم عن زر بن حبيش. قال: أتيت صفوان بن عسال، فقال ما جاء بك؟ فقلت: جئت أبتغي العلم. قال: ما من رجل خرج من بيته ابتغاء العلم إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضاء بما يعمل.

• حدثنا أبو بكر عبد الله بن يحيى الطلحي ثنا الحسين بن جعفر القتات ثنا منجاب بن الحارث ثنا أبو الأحوص عن عاصم عن زر بن حبيش. قال:

حاك فى صدرى المسح على الخفين، فغدوت على صفوان بن عسال المرادي في اهله. فقال: ما غدا بك إلي يا زر! طلب العلم؟ قلت: نعم! قال: أما إنه ليس من رجل يطلب العلم إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضاء بما يفعل.

• حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب النيسابوري ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا أبو كريب ثنا محمد - يعني ابن عبيد عن إسماعيل. قال: رأيت زرا وقد أتى عليه عشرون ومائة سنة وان لحييه ليضطربان من الكبر.

• حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو كريب ثنا حسين بن علي ثنا حزم بن النعمان عن عاصم. قال: ما رأيت رجلا أقرأ من زر بن حبيش.

• حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو كريب ثنا حسين بن علي ثنا حزم بن النعمان عن عاصم. قال ما رأيت رجلا مثله. .

• ثنا محمد بن إسحاق ثنا حاتم بن الليث الجوهري ثنا عبد الرحمن ابن صالح ثنا أبو بكر بن عياش. قال: كان زر بن حبيش من أعرب الناس، كان ابن مسعود يسأله - يعني عن العربية.

ص: 183

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا أبو العباس السراج ثنا محمد بن حسان ثنا سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن عاصم. قال: أدركت أقواما كانوا يتخذون هذا الليل جملا، منهم زر بن حبيش.

• حدثنا سليمان بن أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة ثنا علي بن عياش ثنا زكرياء بن حكيم الحنفي عن الشعبي. قال: كنت زر بن حبيش الى عبد الملك ابن مروان ح. وحدثنا أبو نصر محمد بن أحمد بن إبراهيم - واللفظ له - ثنا محمد بن علي بن الهيثم ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد حدثني محمد بن الحسين ثنا شهاب بن عباد عن سويد الكلبي: أن زر بن حبيش كتب إلى عبد الملك بن مروان كتابا يعظه، وكان في آخره ولا يطمعك يا أمير المؤمنين في طول الحياة ما يظهر من صحتك فأنت أعلم بنفسك، واذكر ما تكلم به الأولون:

إذا الرجال ولدت أولادها

وبليت من كبر أجسادها

وجعلت أسقامها تعتادها

تلك زروع قد دنى حصادها

فلما قرأ عبد الملك الكتاب بكى حتى بل طرف ثوبه، ثم قال: صدق زر لو كتب إلينا بغير هذا كان أرفق.

قال الشيخ رحمه الله تعالى: أدرك زر بن حبيش الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم أجمعين. وسمع من عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما. واقتبس من علماء الصحابة: أبي بن كعب، وعبد الله ابن مسعود، وحذيفة، رضي الله تعالى عنهم.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عيسى بن شيبة البغدادي بمصر ثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر بن حبيش عن عمر بن الخطاب. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يخلون رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان، ومن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، ومن ساءته سيئته وسرته حسنته فهو مؤمن» . هذا حديث غريب من حديث زر عن عمر، ورواه عن عمر من الصحابة عبد الله بن الزبير وغيره.

ص: 184

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن يونس بن موسى السلمي ثنا عبد الله بن داود الخريبي

(1)

ثنا الأعمش عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش.

قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: «والذى فلق الحبة وبرأ النسمة وتردى بالعظمة، إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي، أنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق» . هذا حديث صحيح متفق عليه رواه عبد الله بن داود الخريبي وعبد الله بن محمد بن عائشة.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث ابن أبي أسامة ثنا عبد الله عن عبد الله. ورواه الجم الغفير عن الأعمش، ورواه شعبة بن الحجاج عن عدي بن ثابت.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا أحمد بن هارون بن روح ثنا يحيى بن عبد الله القزويني ثنا حسان بن حسان ثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش. قال: سمعت عليا رضي الله تعالى عنه يقول: «عهد إلي النبي صلى الله عليه وسلم إنه لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق» ورواه كثير النواء

(2)

وسالم بن أبي حفصة عن عدي.

• حدثنا محمد بن المظفر ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ثنا عبد الرحمن بن صالح ثنا علي بن عباس عن سالم بن أبي حفصة وكثير النواء عن عدي بن حاتم عن زر بن حبيش عن علي بن أبي طالب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن ابنتي فاطمة يشترك فى حبها الفاجر والبر، وإني كتب إلي - أو عهد إلي أنه لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق» . وممن روى هذا الحديث عن عدي بن ثابت سوى ما ذكرنا الحكم بن عتيبة، وجابر بن يزيد الجعفي، والحسن بن عمرو الفقيمي، وسليمان الشيباني، وسالم الفراء، ومسلم الملائي، والوليد بن عقبة، وأبو مريم، وأبو الجهم والد هارون، وسلمة بن سويد الجعفي، وأيوب وعمار ابنا شعيب الضبعي، وأبان بن قطن المحاربي، كل هؤلاء من رواة أهل الكوفة ومن أعلامهم. ورواه عبد الله بن عبد القدوس عن

(1)

- فى ز: الحزبى بالزاى المعجمة وفى ج: الحربى بالمهملة وذلك بالمكانين والتصحيح عن الخلاصة.

(2)

فى ج: النووى وفى ز: النوى. والتصحيح من الخلاصة وقال:

ويسمى كامل بن النواء

ص: 185

الأعمش عن موسى بن طريف

(1)

عن عبادة بن ربعي عن علي مثله.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شيبان ح. وحدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسين بن جعفر القتات ثنا منجاب بن الحارث ثنا أبو الأحوص عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش. قال: استأذن قاتل الزبير على علي فقال علي كرم الله وجهه: والله ليدخلن قاتل ابن صفية النار! إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن لكل نبى حواريا وحواري الزبير» .

هذا حديث صحيح ثابت رواه عن عاصم حماد بن سلمة وسفيان الثوري وزائدة وشريك وأبو بكر بن عياش في آخرين.

• حدثنا أبو عمر بن حماد ثنا الحسن ابن سفيان ثنا محمد بن عبيد النحاس ثنا أبو مالك عمرو بن هاشم عن ابن أبي خالد أخبرني عمرو بن قيس عن المنهال بن عمرو عن زر. أنه سمع عليا يقول:

أنا فقأت عين الفتنة، لولا أنا ما قتل أهل النهر وأهل الجمل، ولولا أن أخشى أن تتركوا العمل لأنبأتكم بالذي قضى الله على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم [لمن قاتلهم، مبصرا ضلالتهم عارفا للهدى الذي نحن فيه]

(2)

». غريب من حديث المنهال وعمرو بن إسماعيل بن أبي خالد لم نكتبه إلا بهذا الإسناد

• حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن مخلد ثنا محمد بن يونس ثنا بكر ثنا مندل بن علي عن الشيباني عن زر بن حبيش عن علي. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قد عفي لكم عن صدقة الخيل والرقيق، فأدوا صدقة ما سوى ذلك من أموالكم» . غريب من حديث زر والشيباني واسمه سليمان بن فيروز والمشهور من حديث أبي إسحاق الشعبي عن الحارث عن علي.

• حدثنا محمد بن أحمد بن علي ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا سعيد بن عامر ثنا شعبة عن عاصم عن زر عن أبي بن كعب. قال: «ليلة القدر ليلة سبع وعشرين بالآية التي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الشمس تطلع صبيحتها صافية ليس لها شعاع» . هذا حديث غريب من حديث شعبة،

(1)

فى ج: ظريف بالظاء المشالة ولم اقف عليه

(2)

ما بين المربعين من المختصر

ص: 186

ورواه عن عاصم سفيان الثوري، وابن عيينة، وحماد بن زيد، وحماد بن شعيب، وأبو بكر بن عياش، في آخرين. والمشهور من حديث شعبة روايته عن عباس

(1)

ابن أبي لبابة عن زر، ورواه عن زر الشعبى ويزيد بن أبى أبي سليمان.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة أخبرني عاصم عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن. قال: فقرأ عليه لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب، وقرأ عليه إن ذات الدين عند الله الحنيفية لا المشركة ولا اليهودية ولا النصرانية ومن يعمل خيرا فلن تكفروه، وقرأ عليه لو كان لابن آدم واد من ذهب لابتغى اليه ثانيا ولو أعطى ثانيا لابتغى اليه ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب» .

• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم - إملاء - ثنا محمد بن عبد الله بن الحسن ثنا شيبان بن فروخ ثنا عكرمة بن إبراهيم ثنا عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود. قال: «أخر رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء ذات ليلة ثم خرج إلى المسجد وإذا الناس ينتظرون الصلاة. فقال: أما إنه ليس من ملة من أهل الأديان أحد يذكر الله في هذه الساعة غيركم، قال: ونزلت هذه الآية {ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل} الآية» . رواه نصر القصاب عن عاصم

نحوه، ورواه الأعمش عن زر نحوه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو حبيب يحيى بن نافع المصري ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا يحيى بن أيوب ثنا عبد الله ابن زجر عن الأعمش عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود. قال:

«احتبس رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة كان عند بعض أهله أو نسائه فلم يأتنا لصلاة العشاء الآخرة حتى ذهب الليل، فجاءنا ومنا المصلي ومنا المضطجع فبشر وقال: إنه لا يصلي هذه الصلاة أحد من أهل الكتاب، فنزلت {ليسوا سواء من أهل الكتاب}» . الآية.

(1)

فى ز: ابن عباس ولم اقف عليه.

ص: 187

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا مالك بن إسماعيل النهدي ح. وحدثنا سليمان بن أحمد ومحمد بن أحمد بن الحسن قالا ثنا بشر بن موسى قال ثنا عبد الله بن صالح العجلي قال ثنا زهير ثنا شعبة عن خالد عن عاصم ابن أبي النجود عن زر عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال: «تعاهدوا هذا القرآن فإنه وحشي، ولهو أسرع تفصيا من صدور الرجال من الابل من عقلها تنزع إلى أوطانها، ولا يقول أحدكم نسيت آية كيت وكيت بل هو نسي» .

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي اسامة ثنا معاوية ابن عمر ثنا زائدة ح. وثنا أبي ثنا محمد بن نمير ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا شيبان بن عبد الرحمن وزائدة قالا عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود. قال: «لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت الأنصار منا أمير ومنكم أمير. فقال عمر بن الخطاب: أليس قال النبي صلى الله عليه وسلم مروا أبا بكر يصلي بالناس؟ فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر.

فقالت: الأنصار نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر».

• حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم القاضي حدثناه محمد بن الفضل الفسطاني

(1)

ثنا أبو كريب ثنا أبو بكر الطلحي ثنا جعفر بن محمد بن عمران ثنا هارون بن حاتم ومحمد بن العلاء وعلي بن المثنى ح.

وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا إبراهيم بن هاشم القروى ثنا محمد بن عقبة السدوسي ومحمد بن عمرو الزهري قالوا ثنا معاوية بن هشام عن عمرو بن غياث عن عاصم عن زر عن عبد الله. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار» . هذا غريب من حديث عاصم عن زر تفرد به معاوية.

• حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ثنا إبراهيم بن زياد العجلي ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود. قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الغنى؟ قال: «اليأس مما في أيدي الناس» . غريب من حديث عاصم تفرد به إبراهيم عن أبى بكر.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني فى

(1)

فى ج: القسطانى (بالقاف) ولم اقف عليه

ص: 188

جماعة قالوا ثنا الفضل بن الحباب الجمحي ثنا عثمان بن الهيثم المؤذن ثنا أبي عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من غشنا فليس منا والمكر والخداع في النار» . غريب من حديث عاصم تفرد به عثمان ولم نكتبه إلا من حديث الفضل بن الحباب.

• حدثنا سعد ابن محمد بن إبراهيم الناقل ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن جعفر الحزامي الكرخي ثنا دحيم بن محمد القيرواني النحاس ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حفظ على أمتي أربعين حديثا ينفعهم الله عز وجل بها، قيل له:

ادخل من أي أبواب الجنة شئت». غريب من حديث أبي بكر عن عاصم لم نكتبه إلا بهذا الإسناد بفائدة أبي الحسين بن المظفر.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا موسى بن هارون ثنا سعيد بن يحيى ثنا أبي ثنا يزيد بن سنان عن زيد بن أبي أنيسة عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كأني أنظر إلى موسى بن عمران محرما في هذا الوادي بين قطوانيتين» .

(1)

. غريب من حديث زيد عن عاصم تفرد به سعيد بن يحيى بن سعيد الاموى عن أبيه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الحسن بن علي ثنا محمد بن الخليل الخشني ثنا أيوب بن حسان الجرشي عن هشام بن الغاز عن أبان - يعني العطار عن عاصم عن زر بن حبيش أنه حدثه عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أنه قال: «يبعث مناد عند حضرة كل صلاة فيقول يا بني آدم قوموا فأطفئوا عنكم ما أوقدتم على أنفسكم، فيقومون فيتطهرون فتسقط خطاياهم من أعينهم ويصلون فيغفر لهم ما بينهما، فإذا حضرت العصر فمثل ذلك، فإذا حضرت المغرب فمثل ذلك، واذا حضرت العتمة فمثل ذلك، فينامون وقد غفر لهم، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فمدلج في خير ومدلج في شر» . كذا حدثناه عن هشام بن الغاز

(1)

فى ج: قطوانين وفى ز: (محرفة) قطرانيين والتصحيح من النهاية والقطوانية:

عباءة بيضاء قصيرة الخمل والنون زائدة.

ص: 189

عن ابان العطار، وحدثناه بعقبه عن الربيع بن خطيان عن عاصم.

• وحدثنا سليمان بن أحمد حدثناه الحسن بن جرير الصوري ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا عبد ربه بن ميمون النحاس عن الربيع بن خطيان عن عاصم عن زر عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. حديث الربيع ينفرد به عبد ربه، وحديث هشام أيوب بن حسان.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن غالب بن حرب ثنا الحسن بن عطية البزار ثنا إسرائيل بن يونس عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن زر ابن حبيش عن حذيفة بن اليمان. قال قالت لي أمي: متى عهدك بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ قلت: ما لى به عهد منذ كذا وكذا، فنالت مني! فقلت لها:

دعيني فإني آتيه فأصلي معه المغرب وأسأله أن يستغفر لي ولك. قال: فأتيته وهو يصلي المغرب فصلى حتى صلى العشاء ثم انصرف وخرج من المسجد فسمعت

(1)

بعرض عرض له في الطريق فتأخرت ثم دنوت، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم نقيضي

(2)

من خلفه. فقال: «من هذا؟ قلت حذيفة. فقال:

ما جاء بك يا حذيفة؟ فأخبرته فقال: غفر الله لك ولأمك، يا حذيفة؛ أما رأيت العارض الذي عرض؟ قلت: بلى! قال: ذاك ملك لم يهبط إلى الأرض قبل الساعة، فاستأذن الله في السلام علي وبشرني بأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة». تفرد به ميسرة عن المنهال عن زر، وخالف قيس بن الربيع إسرائيل فرواه عن ميسرة عن عدى ابن ثابت عن زر، ورواه أبو الأسود عبد الله بن عامر مولى بني هاشم عن عاصم عن زر عن حذيفة مختصرا.

• حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا روح بن عبد المؤمن ثنا وكيع بن محرز ثنا عثمان بن جهم عن زر بن حبيش عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «من لبس ثوب

(1)

فى الاصلين: فسمعته فعرض له عارض والتصحيح من المختصر.

(2)

النقيض: الصوت. وفى ج: يقضى ولعلها نقضى أى صوتى.

ص: 190

شهرة أعرض الله عنه حتى يضعه متى وضعه».

(1)

. هذا حديث غريب من حديث زر تفرد به وكيع عن عثمان.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا أبو عبد الرحمن المقرى ثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني عبد الرحمن بن مرزوق عن زر ابن حبيش عن صفوان بن عسال المرادي. قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول «فتح الله بابا للتوبة من المغرب عرضه مسيرة سبعين عاما لا يغلق حتى تطلع الشمس من نحوه» . عبد الرحمن بن مرزوق دمشقى تفرد بالرواية عنه سعيد بن أبي أيوب عنه. [هذا الحديث رواه الأئمة أحمد بن حنبل وإسحاق ابن راهويه وأبو بكر بن أبي شيبة عن أبى عبد الرحمن المقرى عن سعيد عنه.]

(2)

.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبى اسامة ثنا الخليل ابن زكرياء ثنا هشام الدستوائي عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن صفوان بن عسال المرادي. قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم [في سفر فأقبل رجل فلما نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم]

(3)

قال: «بئس أخو العشيرة وبئس الرجل، فلما دنا منه أدنى مجلسه، فلما قام وذهب. قالوا:

يا رسول الله حين أبصرته، قلت بئس أخو العشيرة وبئس الرجل ثم أدنيت مجلسه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه منافق أداريه عن نفاقه فأخشى أن يفسد علي غيره». هذا حديث غريب من حديث عاصم وهشام تفرد به الخليل بن زكرياء.

‌أبو عبد الرحمن السلمي

ومنهم ذو الصيام والقيام، مقرئ الأئمة والأعلام، على مدى السنين والأعوام،

(4)

في التعبد لبيب، وفي التعليم أريب. أبو عبد الرحمن السلمي

(1)

لفظ (متى وضعه) زيادة فى ز. وفي المختصر: (متى يضعه)

(2)

ما بين المربعين زيادة فى ز

(3)

ما بين المربعين من المختصر

(4)

فى ز: مرى السنين الخ وفى ج:

مربى والتصحيح من المختصر. والسلمى هذا ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولابيه -

ص: 191

عبد الله بن حبيب.

(1)

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا الجوهري ثنا عارم بن الفضل ثنا حماد بن زيد عن عطاء بن السائب. قال: ذهبنا نرجي أبا عبد الرحمن السلمي عند موته، فقال: إني لأرجو ربي وقد صمت له ثمانين رمضانا.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يحيى بن آدم ثنا عبد الرحمن بن حميد قال سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول:

أقرأ أبو عبد الرحمن السلمي القرآن في المسجد أربعين سنة.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو يحيى الحماني ثنا الأعمش عن شمر. قال: أخذ بيدي أبو عبد الرحمن السلمي فقال كيف قوتك على الصلاة؟ فذكرت ما شاء الله أن أذكره، قال أبو عبد الرحمن: كنت أنا مثلك أصلي العشاء ثم أقوم أصلي فإذا أنا حين أصلي الفجر أنشط مني أول ما بدأت.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الرحمن بن الحسن ثنا عمر بن شيبة ثنا شعبة عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن. أنه كان يؤتى بالطعام إلى المسجد، فربما استقبلوه به في الطريق، فيطعمه المساكين فيقولون: بارك الله فيك. فيقول: وبارك الله فيكم ويقول قالت عائشة رضي الله تعالى عنها، إذا تصدقتم [ودعي لكم] فردوا حتى يبقى لكم أجر ما تصدقتم به.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا إسحاق بن أبي سليمان عن أبي سنان عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن. قال: إن الملك يجئ الى أحدكم غدوة بصحيفة فليمل فيها خيرا، فإنه إذا أملى في أول الصحيفة خيرا وفي آخرها خيرا كان عسى أن يكفر ما بينهما.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا

(4)

- صحبة واليه انتهت القراءة تجويدا وضبطا وأقرأ مدة حياته انظر ترجمته فى طبقات القراء لابن الجزرى

(1)

كذا فى الاصل بفتح الحاء على وزن لبيب وأريب. والذى فى الخلاصة بضم المهملة وكسر التحتانية بينهما موحدة مفتوحة.

ص: 192

يوسف الصفار

(1)

ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم. قال: كان أبو عبد الرحمن إذا ابتدأ مجلسه، قال: لا يجالسنا رجل جالس شقيقا الضبي، ولا يجالسنا حروري، وإياي والقصاص إلا أبو الأحوص. قال عاصم: كنا نجلس إلى أبي الأحوص فيتكلم بكلمات.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو كريب ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن أبي حصين عن أبي عبد الرحمن.

أن شقيقا الضبي قال له: لم تنه الناس عن مجالستي؟ قال: إني رأيتك مضلا لدينك تطلب أرأيت أرأيت!!.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا أحمد بن موسى العدوي ثنا إسماعيل بن سعد ثنا عمرو بن عون ثنا حماد بن زيد عن عاصم. قال: كنا نأتي أبا عبد الرحمن السلمي ونحن غلمان ايفاع. فيقول: لا تجالسوا القصاص غير أبو الأحوص، وإياكم وسعد بن عبيدة

(2)

وشقيقا وليس بأبي وائل وكان شقيق الضبي يرى رأيا خبيثا.

أسند أبو عبد الرحمن عن الخلفاء: عمر، وعثمان، وعلي بن أبي طالب، وعن أبي مسعود، وأبي الدرداء، وغيرهم من الصحابة رضي الله تعالى عنهم.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا أبو النضر ح.

وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا شعبة عن أبي حصين عن أبي عبد الرحمن السلمي. قال قال عمر بن الخطاب: «امسوا فقد سنت لكم الركب» .

(3)

محمد بن جحادة ومسعر وزائدة والثوري.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يعلى بن عباد وداود بن المحبر ح. وحدثنا حبيب بن الحسن وفاروق الخطابي قالا ثنا أبو مسلم ثنا سليمان بن حرب وحجاج قالوا ثنا شعبة أخبرني علقمة بن مرثد قال سمعت سعد بن عبيدة يحدث عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان بن عفان.

(1)

فى ج: الصفان وهو تصحيف والصفار هذا هو يوسف بن يعقوب مولى الهاشميين الكوفى الصفار.

(2)

فى ز: سعيد وفى ج: سعد فان كان هو الذى اراده فهو: سعد بن عبيدة بالضم السلى أبو حمزة الكوفى زوج بنت أبى عبد الرحمن السلمى صاحب الترجمة

(3)

كذا فى ز وفى ج: بينت لكم الركب وقوله: محمد بن حجادة الخ. لعله سقط لفظ رواه وليحرر.

ص: 193

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» . قال أبو عبد الرحمن: فذاك الذي أقعدني مقعدي. هذا حديث صحيح متفق عليه. رواه عن شعبة يحيى بن سعيد القطان، ويزيد بن زريع، ويعقوب الحضرمي والناس. ورواه الثوري عن علقمة، واختلف فيه فرواه وكيع وعبد الرحمن بن مهدى وعبد الرزاق وأبو نعيم والفريابى وعامة أصحابه عن علقمة عن أبي عبد الرحمن من دون سعد، ورواه يحيى بن سعيد القطان عنه مقرونا بشعبة بإدخال سعد

(1)

عن علقمة وابن عبد الرحمن. وممن وافق شعبة والثوري عليه قيس بن الربيع، ومحمد بن أبان الجعفي، ومسعر من رواية خلف بن ياسين عن أبيه عنه. وممن رواه عن علقمة من دون سعد: عمرو بن قيس الملائي، والجراح بن الضحاك، ومسعر بن كدام من رواية محمد بن بشر عنه. وعبد الله بن عيسى بن أبي يعلى، والربيع بن المركس، وموسى الفراء، وعمرو بن النعمان الحضرمي، وأبو اليسع، وسعدان بن يزيد اللخمي، وأيوب عن جابر، وسلمة بن صالح، وعثمان بن مقسم البري. وممن رواه عن أبي عبد الرحمن السلمي سوى سعد وعلقمة: الحسن بن عبد الله النخعي، وأبو عبد الأعلى الثعلبي، وعبد الملك بن عمير، وعبد الكريم، وعطاء بن السائب، وعاصم بن أبي النجود. واختلف على عاصم فيه فرواه أبو نعيم ويحيى السحيلي، وغيرهما عن شريك عن عاصم عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عبد الله ابن مسعود، ورواه حيوة بن المغلس عن شريك عن عاصم عن أبي عبد الرحمن عن عثمان. وممن رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم: عثمان، وعلى، وسعد ابن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود، وأبو هريرة، وأبو أمامة، وأنس ابن مالك. ورواه عن علي النعمان والحسين بن سعد. ورواه عن سعد بن أبي وقاص ابنه مصعب. ورواه عن أبي هريرة أبو سلمة. ورواه عن أبي أمامة الشعبي. ورواه عن أنس سليمان التيمي وأبو هدبة.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ومخلد بن جعفر قالا ثنا الحسين

(1)

فى ز: سعيد بن علقمة. وفى ج: سعد بن علقمة وكلاهما خطأ.

ص: 194

ابن عمر بن إبراهيم الثقفي ثنا أبو كريب ثنا مختار بن غسان ثنا عيسى بن مسلم ثنا أبو داود عن عبد الأعلى بن عامر. قال قال أبو عبد الرحمن: دخلت المسجد وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه على المنبر. وهو يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله أوحى إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل قل لأهل طاعتي من أمتك أن لا يتكلوا على أعمالهم، فإني لا أقاص عبدا الحساب يوم القيامة أشاء أن أعذبه إلا عذبته، وقل لأهل معصيتي من أمتك لا يلقوا بأيديهم فإني أغفر الذنب العظيم ولا أبالي، وأنه ليس من أهل قرية ولا مدينة ولا أهل أرض ولا رجل بخاصة ولا امرأة يكون لي على ما أحب إلا كنت له على ما يحب، وإنه ليس من أهل مدينة ولا أهل أرض ولا رجل بخاصة ولا امرأة يكون لي على ما أحب إلا كنت له على ما يحب ثم يتحول عما أحب إلى ما أكره إلا تحولت له مما يحب إلى ما يكره، وأنه ليس من أهل قرية ولا أهل مدينة ولا أهل أرض ولا رجل بخاصة ولا امرأة يكون لي على ما أكره إلا كنت له على ما يكره ثم يتحول عما أكره إلى ما أحب إلا تحولت له على ما يكره إلى ما يحب. ليس مني من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له، إنما أنا وخلقي وكل خلقي لي» . غريب من حديث أبي عبد الرحمن لم نكتبه إلا من حديث أبي داود الضمرى تفرد به مختار.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن الليث الجوهري ثنا سليمان بن عبد الجبار ثنا منصور بن أبي وبرة ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عبد الله بن مسعود. قال: «كنا نؤمر أن نقارب الخطا إلى الصلاة» . غريب من حديث أبي حصين تفرد به منصور عن أبي بكر.

ص: 195

‌زياد بن جرير الأسلمي

قال الشيخ رضى الله تعالى عنه: ومنهم معظم الأمانة، ومنظم الديانة، الفقيه التقي، العامل الوفي، زياد بن جرير الأسلمي.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا الحسين بن الحسن المروزي ثنا ابن المبارك أخبرنا شريك عن أبي إسحاق الشيباني عن خناس بن سحيم.

قال: أقبلت مع زياد بن جرير من الكناسة فقلت في كلامي: لا والأمانة فجعل زياد يبكي ويبكي حتى ظننت أني أتيت أمرا عظيما، فقلت له: أكان يكره ما قلت؟ قال: نعم! كان عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله تعالى عنه، ينهى عن الحلف بالأمانة أشد النهي.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا زهير بن عثمان ثنا هشام أخبرنا العوام - هو ابن حوشب عن ربيع

(1)

بن عتاب قال كنت أمشى مع زياد ابن جرير، فسمع رجلا يحلف بالأمانة. قال: فنظرت إليه وهو يبكي، قلت:

ما يبكيك؟ فقال: أما سمعت هذا يحلف بالامانة، فلئن تحك أحشائى حتى تدمى، أحب الى من أحلف بالأمانة.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا أحمد بن موسى ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي عن زياد بن جرير. قال: أتيت عمر بن الخطاب فقال: يا زياد أفي هدم أنتم أم في بناء؟ قال قلت: لا بل في بناء. فقال عمر:

أما إن الزمان ينهدم بزلة عالم، وجدال منافق، أو أئمة مضلين

(2)

.

أبوأحمد ثنا أحمد بن موسى ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا جرير عن مغيرة

(3)

عن الشعبي عن زياد بن جرير. قال: أتيت عمر بن الخطاب قال لي هل تدري ما يهدم الاسلام؟ بهدمه زلة عالم، أو جدال منافق بالقرآن، وحكم المضلين.

رواه سلمة بن كهيل عن الشعبي نحوه.

(1)

ج: ربعى ولم أقف عليهما

(2)

فى الازهرية بياض. وفى ج: حدثنا أحمد مكان أبو أحمد

(3)

فى ج: الشيبانى مكان مغيرة.

ص: 196

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أحمد بن إبراهيم حدثني يعقوب أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا يعقوب بن عبد الله بن سعد عن جعفر بن حميد. قال: كان زياد بن جرير يقول: تجهزتم؟ فسمعه رجل يقول ما يعني بقوله تجهزتم، فيقول تجهزوا للقاء الله تعالى.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد حدثني عبد الرحمن بن صالح ثنا أبو خالد الأحمر عن الأعمش عن شمر بن عطية عن زياد بن جرير. قال: ما فقه قوم لم يبلغوا التقى.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن سابق ثنا مالك بن مغول عن أبي صخرة عن زياد بن جرير. قال:

وددت أني في دين من حديد معي فيه ما يصلحني لا أكلم الناس ولا يكلموني حتى ألقى الله.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا يعقوب بن عبد الله عن حفص بن حميد. قال

قال لي زياد بن جرير: خذ من شعرك فإن فيه فتنة: قال، وكان زياد يقول لنا:

سلوا الله - يعني الشهادة، فيقال له: إنها مخزونة. فيقول سلوا الخازن فإنه يغضب على من لا يسأله، قال وكان الرجل يأتي زياد بن جرير فيقول له: إني أريد رستاق كذا وكذا، فيقول له: اقطع طريتك بذكر الله.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أحمد بن إبراهيم ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سعد عن حفص بن حميد. قال قال لي زياد بن جرير:

اقرأ علي، فقرأت عليه {ألم نشرح لك صدرك، ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك} ، فقال: يا ابن أم زياد أنقض ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فجعل يبكي كما يبكي الصبي.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم. أن زياد بن جرير الأسدي قال: قدمت على عمر بن الخطاب وعلى طيلسان وشاربي عاف، فسلمت عليه فرفع رأسه فنظر

ص: 197

الى ولم يرد على السلام، فانصرفت عنه فأتيت ابنه عاصما فقلت له لقد رميت من أمير المؤمنين في الرأس. فقال: سأكفيك ذلك، فلقي أباه فقال يا أمير المؤمنين أخوك زياد بن جرير يسلم عليك فلم ترد عليه السلام. فقال: انى قد رأيت عليه طيلسانا ورأيت شاربه عافيا. قال: فرجع إلي فأخبرنى فانطلقت فقصصت شاربى وكان معى برد شققته فجعلته إزارا ورداء، ثم أقبلت إلى عمر فسلمت عليه. فقال: وعليك السلام، هذا أحسن مما كنت فيه يا زياد.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو معمر ثنا أبو بكر بن عياش ثنا أبو حصين عن زياد بن جرير. قال: استعملني عمر على الماص

(1)

فكنت اعشر بنى تغلب كلما أقبلوا وأدبروا، فخرج إليه رجل منهم فقال: يا أمير المؤمنين إن عاملك زياد بن جرير يعشرنا كلما أقبلنا وأدبرنا، قال: سأكفيك ذلك، فكتب إلى زياد أن عشرهم في السنة مرة واحدة.

قال الشيخ رحمه الله: كان زياد قليل المسانيد، أسند عن على وعبد الله ابن مسعود رضي الله تعالى عنهما.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا أبو نعيم ثنا عبد الرحمن بن هانئ ثنا شريك عن إبراهيم بن مهاجر عن زياد بن جرير الأسدي.

قال قال علي: لئن بقيت لنصارى بنى تغلب لاقتلن المقاتلة ولا سبين الذرية، فإني كتبت الكتاب بين النبي صلى الله عليه وسلم وبينهم على أنهم لا ينصروا أبناءهم.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ح. وحدثنا محمد ابن عمر بن مسلم ثنا الحسين بن مصعب قالا ثنا إبراهيم بن يوسف ثنا سفيان بن عيينة عن منصور عن حبيب بن ثابت عن زياد بن جرير عن عبد الله. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا سمر إلا لمصل أو مسافر» .

(1)

كذا فى ز والمختصر وفى ج: إلاص ولم أقف على هذا الخبر، وفى القاموس: الماص محركة بنض الابل وكرامها.

ص: 198

‌زاذان أبو عمرو الكندي

قال الشيخ رحمه الله تعالى: ومنهم الناصح المجاب، والرائح المثاب، زاذان أبو عمرو

(1)

الكندي.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الله بن محمد بن النعمان ثنا أبو نعيم ح.

وحدثنا أبو بكر الطلحي ثنا أبو حصين وأبو عبد الله بن أبي عروبة قالا ثنا أحمد بن يونس ثنا سفيان الثوري عن واقد عن زاذان. قال: من قرأ القرآن ليتأكل به الناس، جاء يوم القيامة ووجهه عظم ليس عليه لحم.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن محمد بن سليمان الهروي ثنا يحيى بن السري ثنا أبو محمد الضرير ثنا ابن نمير. قال قال زاذان: يا رب إني جائع، فسقط عليه من الروزنة رغيف مثل الرحى.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن محمد بن خلف ثنا إسحاق بن منصور السلولي ثنا محمد بن طلحة عن محمد بن جحادة. قال: كان زاذان يبيع الكرابيس

(2)

فكان إذا جاءه الرجل أراه شر الطرفين وسامه سومة واحدة.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا هاشم بن القاسم ثنا المبارك - يعني ابن سعيد ثنا سالم بن أبي حفصة عن زاذان. أنه كان يبيع الثياب فإذا عرض الثوب، ناول شر الطرفين.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا سوار العنبري ثنا عبد الله ابن داود عن علي بن صالح عن زبيد. قال: رأيت زاذان يصلى كأنه جذع قد حفر له.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن علي بن الجارود ثنا أبو سعيد الأشج ثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن عبيد الله بن أبي كثير. قال: كان زاذان يخرج يوم العيد يتخلل الطرق ويكبر ويذكر الله حتى يأتي المصلى.

• حدثنا عبد الله ابن محمد ثنا محمد بن يحيى بن منده ثنا نصر بن علي ثنا أبو أحمد الزبيرى عن

(1)

فى الخلاصة: الكندى مولاهم أبو عمر

(2)

الكرابيس الثياب القطنية وقوله شر الطرفين عن الازهرية والمختصر وفى ج: نشر الطرفين.

ص: 199

القاسم بن حبيب عن العيزار بن عمرو له

(1)

قال: خرجت مع زاذان إلى الجبان يوم عيد، فرأى ستور الحجاج ترفعها الريح. فقال: هذا والله المفلس. فقلت:

تقول هذا وله مثل هذا؟ فقال: مفلس من دينه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الرحمن بن محمد بن مسلم ثنا عياد بن السري ثنا أبو معاوية ووكيع عن العلاء بن عبد الكريم عن أبي كرمة عن زاذان. في قوله تعالى: «{وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك}» . قال: عذاب القبر.

أسند زاذان عن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وجرير بن عبد الله البجلي، وسلمان الفارسي، والبراء بن عازب، وغيرهم من الصحابة رضي الله تعالى عنهم.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن زاذان عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ترك شعرة لم يصبها الماء من الجنابة، فعل الله به كذا وكذا» . قال: فلذلك عاديت رأسي أو قال شعري، وكان يجز شعره. هذا حديث غريب تفرد به حماد عن عطاء ورواه يحيى بن سعيد القطان عن حماد نحوه.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن خلاد ثنا يحيى بن حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن زاذان عن علي رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «مع كل شعرة جنابة ولذلك عاديت رأسي» .

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا قتيبة بن سعيد ثنا خالد عن عطاء عن ميسرة وزاذان. قالا: شرب علي قائما وقال: «إن أشرب قائما فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب قائما، وإن أشرب قاعدا فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب قاعدا» .

• حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ثنا أبو بكر بن النعمان ح. وحدثنا

(1)

كذا فى ز وفى ج والمختصر: ابن جرول. وفى الخلاصة: الميزار بسكون التحية وفتح الزاى العبدى الكوفى ولم يذكر اسم أبيه.

ص: 200

الثوري

(1)

عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن عبد الله بن مسعود. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لله ملائكة سياحون في الأرض يبلغونني عن أمتي السلام» . رواه علي بن الأزهر ومحمد بن زياد عن فضيل نحوه، ورواه عن الثوري جماعة.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا محمد بن على الخزاعى ثنا محمد ابن كثير ثنا سفيان عن عبد الله بن السائب عن زاذان مثله، ورواه أبو إسحاق الفزاري عن الأعمش مثله عن عبد الله بن السائب.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسين بن جعفر القتات ثنا منجاب بن الحارث ثنا شريك عن الأعمش عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن ابن مسعود. قال: القتل في سبيل الله يكفر الخطايا كلها يوم القيامة إلا الدين يؤتى بالرجل يوم القيامة - وإن قتل في سبيل الله - فيقال له: أد أمانتك فيقول يا رب لا أقدر عليها - قد ذهبت عني الدنيا قال فيقول: انطلقوا به إلى الهاوية فبئست الأم وبئست المربية، فيلقى فيها فيهوي حتى يبلغ قعرها، قال: ويمثل معه أمانته فيحتملها ثم يصعد حتى إذا رأى أنه ناج زلت منه فهوت وهوى معها أبدا، قال: والأمانة في كل شيء في الوضوء والصيام والغسل من الجنابة، وأشد من ذلك الودائع. قال: زاذان فلقيت البراء بن عازب فقلت له ألا تسمع ما قال أخوك عبد الله بن مسعود فأخبرته بقوله فقال: صدق! ألم تسمع الله تعالى يقول «إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها» رواه إسحاق بن يوسف الأزرق عن شريك فرفعه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا جعفر بن أحمد بن سنان ثنا تميم ابن المنتصر ثنا اسحاق الأزرق عن شريك الأعمش عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها - أو كل شيء إلا الأمانة، والأمانة في الصوم والأمانة في الحديث وأشد ذلك الودائع» . قال شريك: وحدثني عياش العامري عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو منه.

• حدثنا عبد الله بن أحمد ثنا أحمد ثنا جعفر بن محمد بن الحسن ح. وحدثنا

(1)

كذا في الاصلين بدون أول السند.

ص: 201

محمد بن علي ثنا أبو العباس بن قتيبة الرملى قالا ثنا يزيد بن وهب ثنا عيسى بن يونس عن هارون بن أبي وكيع قال سمعت زاذان أبا عمرو يقول: دخلت على ابن مسعود فوجدت أصحاب الخز واليمنية قد سبقوني إلى المجلس، فقلت: يا عبد الله من أجل أني رجل أعجمى أدنيت هؤلاء وأقصيتنى، قال: ادن! فدنوت حتى ما كان بيني وبينه جليس، فسمعته يقول:«يؤخذ بيد العبد أو الأمة فينصب على رؤوس الأولين والآخرين ثم ينادي مناد هذا فلان بن فلان فمن كان له حق فليأت إلى حقه فتفرح المرأة أن يدور لها الحق على ابنها وأخيها أو على أبيها أو على زوجها ثم قرأ ابن مسعود {فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} فيقول الرب تعالى للعبد: ائت هؤلاء حقوقهم فيقول يا رب فنيت الدنيا فمن أين أوتيهم، فيقول للملائكة: خذوا من أعماله الصالحة فأعطوا كل إنسان بقدر طلبته، فإن كان وليا لله فضلت من حسناته مثقال حبة من خردل من خير ضاعفها حتى يدخله بها الجنة، ثم قرأ {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما}. وإن كان عبدا شقيا قالت الملائكة: يا رب فنيت حسناته وبقي طالبون، فيقول للملائكة: خذوا من أعمالهم السيئة فأضيفوها إلى سيئاته وصكوا له صكا إلى النار» .

قال الشيخ رحمه الله تعالى: هارون بن أبي وكيع هو ابن عشرة تفرد به عنه زاذان، ورواه يحيى بن زكرياء الانصارى عنه مختصرا مرفوعا.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عمرو البزار ثنا عمرو بن مخلد ثنا يحيى بن زكرياء الأنصاري ثنا هارون بن عشرة عن زاذان. قال: دخلت على عبد الله بن مسعود وقد سبق إلى مجلسه أصحاب الخز والديباج، فقلت:

أدنيت الناس وأقصيتنى! فقال: ادن فأدناني على بساطه حتى أقعدني ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنه يكون للوالدين على ولدهما دين، فإذا كان يوم القيامة يتعلقان به فيقول: أنا ولدكما، فيودان أو يتمنيان لو كان أكثر من ذلك» . تفرد برفعه يحيى وهو المعروف بابن أبي الحواجب.

ص: 202

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا شريك عن عثمان ابن عمير أبي اليقظان عن زاذان عن جرير. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللحد لنا والشق لغيرنا» . رواه عن أبي اليقظان سفيان الثوري، وعمرو بن قيس الملائي، وحجاج بن أرطأة، وأبو حمزة الثمالي، وقيس بن الربيع. ورواه أبو خباب عن زاذان مطولا.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا إسحاق الارزق ثنا خباب عن زاذان عن جرير ابن عبد الله البجلي. قال: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما برزنا من المدينة إذا راكب يوضع نحونا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كأن هذا الراكب إياكم يريد، قال فانتهى الرجل إلينا فسلم فرددنا عليه. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: من أين أقبلت؟ قال: من أهلي وولدي وعشيرتي، قال:

ما تريد؟ قال: أريد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قد أصبته قال:

يا رسول الله ما الإيمان؟ قال: تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت. قال: قد أقررت. قال: ثم أن بعيره قد دخلت رجله فى شبكة جردان فهوى بعيره وهوى الرجل فوقع على هامته فمات. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

علي بالرجل، فوثب إليه عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان فأقعداه، فقالا:

يا رسول الله قبض الرجل، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لهما أما رأيتما اعراضى عن الرجل، فإني رأيت ملكين يرميان في فيه من ثمار الجنة فعلمت أنه مات جائعا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا والله من الذين قال الله عز وجل {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} ، قال ثم قال: دونكم اخاكم فاحتملناه الى الماء فغسلناه وحنطناه وكفناه وحملناه إلى القبر، قال فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس على شقة القبر، فقال: ألحدوا ولا تشقوا فان اللحد لنا والشق لغيرنا».

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا الحسن بن علي بن الوليد العويس

(1)

(1)

كذا فى ز وفى ج: الغويس (بالغين المعجمة).

ص: 203

ثنا خلف بن عبد الحميد بن عبد الرحمن السرخسي ثنا عبد الغفور بن سعد الأنصاري عن أبي هاشم الرماني عن زاذان عن سلمان الفارسي عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «ما من عبد يحب أن يرفع في الدنيا درجة فارتفع إلا وضعه الله في الآخرة درجة أكبر منها وأطول» ، ثم قال:{(وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا)} .

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا الحسن بن علي بن الوليد ثنا خلف ابن عبد الحميد ثنا عبد الغفور عن أبي هاشم عن زاذان قال حدثتنا عائشة رضي الله عنها. قالت: دخلت علي امرأة مسكينة ومعها شيء تهديه إلي فكرهت أن أقبله منها رحمة لها. فقال لي نبي الله صلى الله عليه وسلم: «فهلا قبلتيه وكافأتيها؟ فأرى أنك حقرتيها! فتواضعي يا عائشة فإن الله يحب المتواضعين ويبغض المستكبرين» . غريب من حديث زاذان وأبي هاشم واسم أبي هاشم يحيى بن دينار الواسطي لم نكتبه إلا من حديث خلف عن عبد الغفور.

‌أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود

قال الشيخ رحمه الله تعالى. ومنهم الذاكر الشاكر أبو عبيدة بن عبد الله ابن مسعود

(1)

.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا جرير عن منصور عن هلال عن أبي عبيدة. قال: ما دام قلب الرجل يذكر الله فهو في الصلاة، وإن كان في السوق فإن يحرك به شفتيه فهو أعظم.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد ثنا وهب بن بقية ثنا خالد عن أبي سنان عن أبي عبيدة. قال: لو أن رجلا جلس على ظهر الطريق ومعه خرقة فيها دنانير لا يمر إنسان إلا أعطاه دينارا، وآخر إلى جانبه يكبر الله تعالى لكان صاحب التكبير أعظم أجرا.

(1)

فى الخلاصة: عامر بن عبد الله بن مسعود الهذلى أبو عبيدة الكوفى الخ.

ص: 204

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن مسعود: «أن رجلا مر برجل وهو ساجد فوطئ على رقبته، فقال: أتطأ على رقبتي وأنا ساجد، والله لا يغفر الله لك هذا أبدا. فقال الله تعالى أفتتألى علي، أما إني قد غفرت له» .

ورواه شعبة عن أبي إسحاق نحوه.

• حدثنا سليمان ثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه رضي الله تعالى عنه. قال: «إذا رأيتم أخاكم قارف ذنبا فلا تكونوا اعوانا للشيطان عليه، تقولوا: اللهم أخزه، اللهم العنه، ولكن سلوا الله العافية!. فإنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كنا لا نقول في أحد شيئا حتى نعلم على م يموت فإن ختم له بخير علمنا أنه قد أصاب خيرا، وإن ختم له بشر خفنا عليه» .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن مسعود. قال: رجلان يضحك الله إليهما! رجل تحته فرس من أمثل أصحابه فلقيهم العدو فانهزموا وثبت الآخر إن قتل قتل شهيدا فذلك الذي يضحك الله إليه. ورجل قام من الليل لا يعلم به احد فأسبغ الوضوء وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وحمد الله واستفتح القراءة، فيضحك الله إليه، يقول: انظروا إلى عبدي لا يراه أحد غيري.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن سهيل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي عبيدة. قال: إن جبارا من الجبابرة قال لا أنتهي حتى أنظر من في السماء؟ قال: فسلط الله تعالى عليه أضعف خلقه فدخلت بقة في أنفه فأخذه الموت. فقال: اضربوا رأسي فضربوه حتى نثروا دماغه.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عفان ثنا أبو هلال ثنا قتادة. قال: كان أبو عبيدة يقول: ما من الناس أحد أحمر ولا أسود أعجمي ولا فصيح أعلم أنه أفضل مني بتقوى إلا أحببت أن أكون في مسلاخه.

ص: 205

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم عن أبي عبيدة: أن سعيد بن زيد قال لابن مسعود: يا أبا عبد الرحمن قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين هو؟ قال: في الجنة هو قال ثم توفي أبو بكر رضي الله تعالى عنه فأين هو؟ قال: ذاك الأواه عند كل خير يبتغي! قال: توفي عمر رضي الله تعالى عنه فأين هو؟ قال: إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا عبد الله بن محمد العبسي ثنا أبو أسامة عن مسعر عن الربيع بن أبي راشد. قال سمعت أبا عبيدة يقول:

إن الحكم العدل يسكن الأصوات عن الله عز وجل، وإن الحكم الجائر تكثر منه الشكاة إلى الله تعالى.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن علي بن الجارود ثنا أبو سعيد الأشج: ثنا أبو خالد الأحمر عن عمرو بن قيس عن عطية عن أبي عبيدة في قوله تعالى: {فسوف يلقون غيا} قال: نهر في جهنم.

• حدثنا أبو محمد ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد ثنا شريك عن أبي إسحاق عن البراء عن أبي عبيدة في قوله تعالى: {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر} قال: عذاب القبر.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله في قوله تعالى: {فسوف يلقون غيا} قال: واد في جهنم خبيث الطعم

(1)

بعيد القعر.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ثنا ابن يوسف الفريابي ثنا سفيان عن عبد الكريم عن أبي عبيدة عن عبد الله

في قوله تعالى: {إن إبراهيم لأواه حليم} قال: الأواه الرحيم.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن سهل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة في قوله تعالى: {إن هؤلاء}

(1)

كذا فى الاصلين والمختصر.

ص: 206

{لشرذمة قليلون} قال: كانوا ستمائة ألف وسبعين ألفا.

أسند أبو عبيدة عن أبيه رضي الله تعالى عنهما.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن سعيد بن إبراهيم قال سمعت أبا عبيدة يحدث عن عبد الله. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كان في الركعتين الأوليين كأنه على الرضف،

(1)

قال:

فحرك شفتيه بشيء فأقول حتى يقوم فسيقوم حتى يقوم».

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ح. وحدثنا فاروق الخطابي ثنا أبو مسلم ثنا حجاج بن نصير قال ثنا هشام بن أبي الزبير عن نافع بن جبير عن أبيه عن أبي عبيدة عن أبيه. قال: «شغلنا المشركون عن صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بلالا فأذن وأقام فصلينا الظهر، ثم أقام فصلينا العصر، ثم أقام فصلينا المغرب ثم أقام فصلينا الظهر، ثم أقام فصلينا العصر، ثم أقام فصلينا المغرب ثم أقام فصلينا العشاء. ثم قال: ما فى الارض عصابة يذكرون الله غيركم» .

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبد بن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن إدريس عن ابن جريج عن أبي الزبير عن مجاهد عن أبى عبيدة ابن عبد الله عن أبيه. قال: «كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف ليلة عرفة التي قبل يوم عرفة، قال: فخرجت الحية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقتلوها، قال فدخلت فى شق جحر فجاءوا بسعفة فيها نار فقلع عنها فلم توجد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وقيت شركم كما وقيتم شرها» . حديث ابن أبي الزبير عن نافع ينفرد به هشام وحديث أبي الزبير عن مجاهد ينفرد به ابن جريج.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن النضر ثنا معاوية بن عمرو وثنا زائدة ح. وحدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل

(1)

فى النهاية فى حديث الصلاة: كان فى التشهد الاول كانه على الرضف - الرضف الحجارة المحماة على النار أى هو فى شدتها وحرها. وباقي الحديث لم أقف عليه. وقوله:

فسيقوم فى ج: فيقوم!.

ص: 207

حدثني أبي ثنا معاوية ح. وحدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد وسليمان بن أحمد قالا ثنا أبو خليفة ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا جرير بن حازم قالوا ثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله. قال: «لما كان يوم بدر أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسارى. فقال: ما ترون؟ فقال عمر: يا رسول الله كذبوك وأخرجوك اضرب أعناقهم، فقال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله أنت بواد كثير الحطب فأضرمه نارا ثم ألقهم فيه، فقال العباس: قطع الله رحمك! فقال أبو بكر: يا رسول الله عشيرتك وقومك وأهلك تجاوز عنهم فسينقذهم الله بك من النار، قال ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن قائل يقول القول ما قال أبو بكر، ومن قال يقول القول ما قال عمر، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما قولكم في هذين الرجلين؟ إن مثلهم كمثل إخوة لهم كانوا من قبلهم، قال نوح:{رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا} ، وقال موسى {ربنا اطمس على أموالهم} ، وقال عيسى {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} ، وقال إبراهيم:

{فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم} ، وإن الله ليشهد قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللين، وإن بكم عيلة فلا يتفلت منهم أحد إلا بفداء أو ضربة عنق. قال عبد الله: فقلت إلا سهيل بن بيضاء، قال عبد الله وكنت سمعته يذكر الإسلام، فسكت فجعلت أنظر إلى السماء متى تقع علي الحجارة، فقلت أقدم القول بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قال إلا سهيل بن بيضاء». هذا حديث غريب من حديث أبي عبيدة لم يروه عنه إلا عمرو بن مرة

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا أبو حصين الوادعي ثنا يحيى الحماني ثنا شريك عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله قال: «أتيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر فقلت يا رسول الله إني قد قتلت أبا جهل.

فقال: والله الذي لا إله إلا هو أنت قتلته؟ فقلت: والله الذي لا إله غيره لأنا قتلته. قال فاستخفه الفرح فقال: مروا به قال: فانطلقت معه حتى وقفت به على رأسه. فقال: الحمد لله الذي أخزاك! هذا فرعون هذه الأمة جروه الى

ص: 208

القليب، قال: وكنت ضربته بسيفي فلم يحك فيه، فأخذت سيفه فضربته به حتى قتلته، فنفلني النبي صلى الله عليه وسلم سلبه». رواه الثورى وزهير واسرائيل عن أبى النحاة

(1)

نحوه.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا هشيم أنبأنا العوام محمد بن أبي محمد مولى لعمر بن الخطاب عن أبي عبيدة بن عبد الله عن عبد الله. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة لم يبلغوا الحنث إلا كانوا له حصنا حصينا من النار، فقيل: يا رسول الله فإن كانا

(2)

اثنين قال: وإن كانا اثنين فقال أبو ذر:

يا رسول الله لم أقدم إلا اثنين قال وإن كانا اثنين، قال فقال أبي بن كعب أبو المنذر سيد القراء: لم أقدم إلا واحدا. فقال له: وإن كان واحدا، وقال إنما ذاك عند الصدمة الأولى».

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا السري بن سهل الجندي نيسابوري ثنا عبد الله بن رشيد ثنا مجاعة بن الزبير عن قتادة عن عقبة بن عبد الغفار عن أبي عبيدة عن ابن مسعود. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استحيوا من الله حق الحياء، قالوا: يا رسول الله إنا لنستحي والحمد لله! قال ليس ذلك؟ ولكن من استحيا من الله حق الحياء، فليحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، وليذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء» . غريب من حديث عقبة وقتادة لم نكتبه إلا من حديث عبد الله بن رشيد عن مجاعة.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم الدمشقي ثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا الصلت بن عبد الرحمن الزبيرى ثنا سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن عبد الله عن قتادة عن أبي مخلد عن أبي عبيدة عن عبد الله.

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أشرع أحدكم بالرمح إلى الرجل، فإن كان سنانه عند ثغرة حلقه فقال لا إله إلا الله فليرفع عنه الرمح» . غريب

(1)

كذا فى الاصلين

(2)

فى ز: فان كان وصوابه: كانا كما فى المختصر

ص: 209

من حديث الثوري لم نكتبه إلا من حديث الصلت.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا معلى بن أسد ثنا وهيب عن معمر عن عبد الكريم الجزري عن أبي عبيدة عن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له» . غريب من حديث عبد الكريم لم يصله عن معمر إلا وهيب.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا سلام بن قيس عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال: «ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء» . رواه موسى بن عقبة عن أبي أيوب الأفريقي عن أبي إسحاق نحوه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي ابن محمد الأنصاري ثنا حرملة بن يحيى ثنا ابن وهب أنبأنا يحيى بن عبد الله ابن سالم عن موسى بن عقبة عن عبد بن علي عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ارحم من في الأرض يرحمك من فى السماء» .

‌يزيد بن شريك التيمي وابنه إبراهيم

ومنهم يزيد بن شريك التيمي وابنه إبراهيم.

• حدثنا عبد الله بن محمد وعبيد الله بن يعقوب قالا ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا محمد بن عمرو بن العباس ثنا سعيد بن عامر عن همام عن ليث بن أبي سليم عن إبراهيم التيمي عن أبيه. قال: قدمت البصرة فربحت فيها عشرين ألفا فما اكترثت بها فرحا، وما أريد أن أعود إليها. لأني سمعت أبا ذر يقول: إن صاحب الدرهم يوم القيامة أخف حسابا من صاحب الدرهمين،.

قال سعيد بن عامر بهذا الإسناد لا يدري سعيد بن عامر عن إبراهيم أو رفعه إلى أبيه. قال:

إني لأقعد من امرأتي مقعد الرجل من أهله، فاذا ذكر الموت، فما أنا بأقدر عليه مني من أن أمس السماء. رواه الثوري عن الأعمش ومحمد بن جحادة عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى

ص: 210

الرازي ثنا هناد بن السري ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه: أنه خرج إلى البصرة فاشترى رقيقا بأربعة آلاف درهم ثم باعهم فربح أربعة آلاف درهم، فقلت: يا أبت لو أنك عدت إلى البصرة فاشتريت مثل هؤلاء فربحت فيهم. فقال: يا بني لم تقول هذا؟ فو الله ما فرحت بها حين أصبتها ولا أحدث نفسي أن أرجع فأصيب مثلها.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم ثنا هناد بن السري ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم التيمي: أن أباه كان يرتدي بالرداء فيبلغ إليتيه من خلفه، وثدييه من بين يديه. فقلت: يا أبت لو اتخذت رداء هو أوسع من ردائك هذا، فقال: يا بني لم تقول هذا فو الله ما على الأرض لقمة لقمتها إلا وددت أنها كانت فى فى أبغض الناس إلي.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبو موسى إسحاق بن موسى الأنصاري قال سمعت سفيان بن عيينة يقول: قال إبراهيم التيمي، مثلت نفسي في النار أعالج أغلالها وسعيرها، وآكل من زقومها وأشرب من زمهريرها، فقلت: يا نفسي أي شيء تشتهين؟ قالت: أرجع إلى الدنيا أعمل عملا أنجو به من هذا العذاب. ومثلت نفسي في الجنة مع حورها، وأ لبس من سندسها وإستبرقها وحريرها، فقلت: يا نفسي أي شيء تشتهين؟ قالت: أرجع إلى الدنيا فأعمل عملا أزداد من هذا الثواب! فقلت:

أنت في الدنيا وفي الأمنية.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرحمن ثنا سفيان عن أبي حيان. قال قال إبراهيم التيمي: ما عرضت عملي على قولي إلا خشيت أن أكون مكذبا.

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا أحمد بن أبي عوف ثنا عبد الله بن عمر بن أبان ثنا حسين عن عمر بن ذر. قال: ربما قيل لإبراهيم التيمي تكلم! فيقول: ما تحضرني نية.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يحيى بن آدم ثنا مسافر الجصاص. قال: كان إبراهيم التيمي يدعو يقول:

ص: 211

اللهم اعصمني بكتابك وسنة نبيك من اختلاف فى الحق، ومن اتباع الهوى بغير هدى منك، ومن سبل الضلالة، ومن شبهات الأمور، ومن الزيغ واللبس والخصومات.

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا أحمد بن أبي عوف ثنا عبد الله بن عمر ثنا عبد الله بن خداش عن العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي. قال: ما أكل آكل أكلة تسره ولا شرب شربة تسره

(1)

، إلا نقص بها من حظه من الآخرة.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد ثنا الصلت بن مسعود ثنا يحيى بن يحيى الرملي ثنا الأعمش. قال: كان إبراهيم التيمي إذا سجد تجئ العصافير تستقر على ظهره كأنه جذم

(2)

حائط.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين بن الحسن ثنا ابن المبارك ثنا سفيان. قال قال التيمي: كم بينكم وبين القوم؟ أقبلت عليهم الدنيا فهربوا منها، وأدبرت عنكم فاتبعتموها.

• حدثنا أبي ثنا عبد الله بن محمد بن عمران ثنا محمد بن أبى أبى ثنا سفيان ابن عيينة عن سالم بن أبي حفصة. قال: قرأ إبراهيم في قصصه {فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار} . فقال إبراهيم: سبحان من قطع من النيران ثيابا.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي وأبو معمر ح.

وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا الحسن بن هارون ثنا أبو معمر ثنا هشيم عن العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي. في قوله تعالى: {ويأتيه الموت من كل مكان} . قال حتى من موضع كل شعرة، وقال الحسن بن هارون: من أطراف شعره.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنى عثمان ابن أبي شيبة ثنا حمزة عن إسماعيل بن أبي خالد عن أكيل. قال سمعت إبراهيم النخعي يقول: ما أحد ممن يتكلم أحرى أن يطلب به وجه الله من إبراهيم التيمى

(1)

كذا فى ج والمختصر وفى ز: تسده بالدال المهملة.

(2)

الجذم الاصل من الحائط أو القطعة منه وفى ج: خرم وفى ز: حرم وفى المختصر: جرم والتصحيح من النهاية

ص: 212

ولوددت أنه انفلت منه كفافا.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله ثنا عبد الرحمن عن سفيان عن الأعمش. قال سمعت إبراهيم يقول: ما أحد يبتغي بقصصه وجه الله غير إبراهيم التيمي، ولوددت أنه انفلت منه كفافا.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا إبراهيم بن عبد الله المخزومي ثنا أبو معمر ثنا هشيم عن العوام. قال ما رأيت إبراهيم التيمي رافعا بصره إلى السماء قط لا في صلاة ولا في غير صلاة.

• حدثنا أبي ثنا محمد بن أحمد بن يزيد ثنا عبد الله بن عمر ثنا حفص الواسطي ثنا العوام بن حوشب. قال ما رأيت رجلا قط خيرا من إبراهيم التيمي، وما رأيته رافعا بصره إلى السماء لا في صلاة ولا في غيرها، وسمعته يقول: إن الرجل ليظلمني فأرحمه.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن شريك ثنا أحمد بن يونس ثنا سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم - أظنه التيمي في قوله عز وجل:

{وسقاهم ربهم شرابا طهورا} . قال عرق يفيض من أعراضهم

(1)

مثل ريح المسك.

• حدثنا محمد بن علي ثنا الحسين بن محمد ثنا سلمة بن شبيب ثنا عبد الرزاق ثنا الثوري عن أبيه عن إبراهيم التيمي. في قوله تعالى: {في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} . قال: ما طول يوم القيامة على المؤمن إلا ما بين الظهر والعصر.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو طالب بن سوادة ثنا أحمد بن الهيثم ح. وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله أحمد ثنا الدورقى قال ثنا محمد ابن أبي غالب ثنا هشيم ثنا العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي. قال:

رأيت في المنام كأني وردت على نهر، فقيل لي: اشرب واسق من شئت بما صبرت وكنت من الكاظمين.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا إسحاق بن موسى الأنصاري قال سمعت عبد الرحمن بن محمد المحاربي يقول سمعت الأعمش يقول: قلت لإبراهيم التيمي بلغني أنك تمكث شهرا لا تأكل

(1)

فى ز والمختصر: من اعراضهم. وفى ج: يفيض مع أغراضهم.

ص: 213

شيئا، قال: نعم! وشهرين! ثم قال: ما أكلت منذ أربعين ليلة إلا حبة عنب ناولينها أهلي فأكلتها ثم لفظتها، فقلت للأعمش: أصدقته؟ فقال:

إبراهيم التيمى بن يزيد؟! يريد أنه قد صدق.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني جعفر بن زياد الأحمر ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش. قال سمعت إبراهيم التيمي يقول: مكثت ثلاثين يوما ما طعمت طعاما ولا شربت شرابا إلا حبة عنب اكرهنى عليها أهلي، قال أبو الحسن وأظنه قال: ما كنت أمتنع من حاجة أريدها.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا يحيى بن آدم

(1)

ثنا مفضل - يعني ابن مهلهل عن الأعمش عن إبراهيم التيمي. قال: ربما أتى علي الشهر ما أزيد فيه على شربة من ماء، وكذا عند الفطر قال قلت: شهر؟ قال نعم! وشهرين!!.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن عمرو ثنا مهران ثنا سفيان عن الأعمش قال قال لي إبراهيم التيمي: ما أكلت منذ شهر شيئا، قلت: شهر؟ قال:

وشهرين! إلا أن إنسانا ناولني عنقود عنب فأكلته فاشتكيت بطني.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن علي بن الجارود ثنا أبو سعيد الأشج ثنا أبو إدريس عن حصين. قال: كان من كلام إبراهيم التيمي أنه يقول: أي حسرة أكبر على امرئ من أن يرى عبدا كان له خوله الله إياه في الدنيا هو أفضل منزلة منه عند الله يوم القيامة؟ وأي حسرة على امرئ أكبر من أن يصيب مالا فيرثه غيره فيعمل فيه بطاعة الله تعالى، فيصير وزره عليه وأجره لغيره؟ وأي حسرة على امرئ اكبر أن من يرى من كان مكفوف البصر ففتح له عن بصره يوم القيامة وعمي هو؟ إن من كان قلبكم يفرون من الدنيا وهي مقبلة عليهم ولهم من القدم ما لهم، وأنتم تتبعونها وهي مدبرة عنكم، ولكم من الأحداث ما لكم فقيسوا أمركم وأمر القوم.

• حدثنا أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا إسماعيل بن يزيد ثنا إبراهيم بن الأشعث ثنا الفضيل بن عياض قال حدثني رجل عن إبراهيم التيمي. أنه قال وهو يعظ اصحابه، فذكر نحوه.

(1)

فى ج: يحيى بن دارم. وهو خطأ ويحيى بن آدم هذا من مشايخ الامام احمد وتقدم كثيرا

ص: 214

وقال: أي حسرة على امرئ أكبر من أن يأتيه الله علما فلم يعمل به، فسمعه منه غيره فعمل به فيرى منفعته يوم القيامة لغيره.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السري ثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم التيمي. قال: بلغني أنه يقسم للرجل من أهل الجنة شهوة مائة رجل وأكلهم ونهمتهم، فإذا أكل سقي شرابا طهورا فخرج من جلده رشح كرشح المسك ثم تعود شهوته.

• حدثنا محمد بن عمرو بن سلم ثنا علي بن العباس ثنا أبو كريب ثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن إبراهيم. قال: إذا رأيت الرجل يتهاون في التكبيرة الأولى، فاغسل يدك منه.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا حاجب بن دكين ثنا أحمد الدورقى ثنا بشر ابن سليمان عن مسعر عن بكير أو أبي بكير عن إبراهيم التيمي. قال: ينبغي لمن لم يحزن أن يخاف أن يكون من أهل النار، لأن أهل الجنة قالوا:{الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن} . وينبغي لمن لم يشفق أن يخاف أن لا يكون من أهل الجنة، لأنهم قالوا:{إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين} .

• حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه ثنا الحسن بن أحمد بن الليث ثنا عبد المؤمن بن علي ثنا سلمة بن العوام بن حوشب عن أبيه عن إبراهيم التيمي. قال: أعظم الذنب عند الله أن يحدث العبد بما ستر الله تعالى عليه.

أسند إبراهيم بن يزيد التيمي أبو إسماعيل، عن جماعة وأكثر روايته عن أبيه وعن الحارث بن سويد.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة ثنا أبو إسحاق بن حمزة وأبو أحمد بن أحمد قالا ثنا أبو خليفة ثنا محمد بن كثير ثنا سفيان قال عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن علي. قال: «ما عندنا شيء إلا كتاب الله وهذه الصحيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم، إن المدينة حرام ما بين عير إلى ثور، من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرف ولا عدل، [ومن والى قوما

ص: 215

بغير اذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل]

(1)

». لفظ شعبة صحيح متفق عليه رواه جرير، وحفص، وابن نمير، وأبو معاوية، والناس عن الاعمش.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا أبو نعيم ثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر. قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس قال: «يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس؟ قلت الله ورسوله أعلم! قال: فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش عند ربها وتستأذن فيؤذن لها، ويوشك أن تستأذن فلا يؤذن لها حتى تستشفع فإذا طال عليها قيل لها اطلعي مكانك، فذلك قوله تعالى: {والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم}» . هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث الأعمش عن سفيان الثوري والناس، ورواه عن التيمي الحكم بن عتيبة، وفضيل بن عمير، وهارون بن سعد، وموسى بن المسيب، وحبيب ابن أبي الأشرس. ومن البصريين: يونس بن عبيد، وزادوا فتطلع من مغربها وذلك حين {لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل} ». الآية.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر. قال: قلت: «يا رسول الله أى مسجد وضع أول؟ قال: المسجد الحرام، ثم المسجد الأقصى. قال ثم قلت: وما بينهما؟ قال: أربعون سنة، وحيثما أدركتك الصلاة فصل فثم مسجد» . هذا حديث صحيح متفق عليه رواه الثوري عن الأعمش

• حدثنا أحمد بن القاسم ابن الريان ثنا أحمد بن موسى بن عيسى البرتي ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر. قال: «قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض قبل؟ قال المسجد الحرام. قال: قلت: ثم أي؟ قال ومسجد الأقصى. قال: قلت كم بينهما؟ قال أربعون سنة، ثم أينما أدركت الصلاة فصل فإنه مسجد» . رواه عن الأعمش معمر، وعبد الرحمن بن زياد،

(1)

ما بين المربعين: عن المختصر.

ص: 216

وأبو عوانة، وحفص بن غياث، وعيسى بن يونس، وجرير، والناس.

ورواه عبد الأعلى عن إبراهيم التيمي.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن إبراهيم بن ميمون ثنا داود بن الزبرقان عن عبد الأعلى عن إبراهيم التيمي. عن أبيه عن أبي ذر قال: «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي مسجد وضع للناس أولا؟» . فذكر نحوه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ثنا محمد بن يوسف الفريابي ح. وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدى قالا ثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من بنى لله مسجدا ولو مثل مفحص القطاة، بنى الله له بيتا في الجنة» .

هكذا رواه الفريابي والناس موقوفا

(1)

على الثوري. ولم يرفعه من أصحابه عنه إلا وكيع وعبد الله بن الوليد العدوي رواه أبو بكر بن عياش عن الأعمش، وقطبة بن عبد العزيز عن الأعمش مرفوعا.

• حدثناه أبو بكر الطلحي ثنا أبو حصين القاضي ثنا يحيى بن عبد الحميد ثناه أبو بكر بن عياش عن الأعمش ح.

وحدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا ابن أبي شيبة ثنا يحيى بن آدم ثنا قطبة بن عبد العزيز عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «من بنى لله مسجدا ولو مفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة» . رواه قيس بن الربيع عن الأعمش موقوفا كرواية الثوري، ورواه الحكم بن عتيبة عن إبراهيم مثله مرفوعا.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ح. وحدثنا علي بن أحمد بن علي المصيصي ثنا احمد بن خليد البجلى قال ثنا أبو نعيم ثنا الأعمش عن شمر بن عطية عن شيخ من التيم عن أبي ذر. قال: «قلت يا رسول الله علمني عملا يقربني من الجنة، ويباعدني من النار. قال: إذا عملت سيئة فاعمل حسنة فإنها عشر أمثالها. قال: قلت: يا رسول الله لا إله إلا الله من الحسنات؟

(1)

كذا فى الاصول وقد رفعه.

ص: 217

قال: هي أحسن الحسنات كفؤا». رواه أبو نعيم عن الاعمش وجوده يونس ابن بكير عنه.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عقبة بن مكرم ثنا يونس بن بكير عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر.

قال: «قلت يا رسول الله دلني على عمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار، قال: إذا عملت سيئة فاعمل حسنة على أثرها فإنها عشر أمثالها، قال قلت:

يا رسول الله من الحسنات لا إله إلا الله؟ قال: من أكبر الحسنات».

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا علي بن ميمون العطار ثنا معمر بن ميمون ثنا زيد بن حيان عن سليمان عن إبراهيم التيمى عن الحارث ابن سويد عن أبي مسعود. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تجوزوا في صلاتكم، فإنه يصلي خلفكم الضعيف والكبير وذو الحاجة» . رواه إسرائيل عن الأعمش، ورواه عمار الدهني عن إبراهيم فخالف الأعمش.

• حدثناه سليمان بن محمد ثنا محمد بن محمود بن علي بن مالك الأصبهاني ثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحمن البزار صاعقة ثنا أبو أحمد الزبير ثنا عبد الجبار بن العباس عن عمار الدهني عن إبراهيم التيمي. قال: «كان أبي قد ترك الصلاة معنا قلت ما لك تركت الصلاة معنا؟ قال! إنكم تخففون. قلت: فأين قول النبي صلى الله عليه وسلم إن فيكم الكبير والضعيف وذا الحاجة. قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول ذلك ثم صلى ثلاثة أضعاف ما تصلون» . غريب من حديث عمار

(1)

وإبراهيم لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا زكريا بن حمدويه ثنا سفيان ثنا شعبة وأبو عوانة ح. وحدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عبد الواحد بن زياد قال ثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي مسعود الأنصاري. قال: «بينا أنا أضرب غلاما بالسوط إذ سمعت صوتا من خلفي اعلم أبا مسعود، فجعلت لا أعقل من الغضب حتى دنا مني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأيته وقع السوط من يدي. فقال: اعلم أبا مسعود

(1)

فى الاصلين: عمان الذهبى فى جميع ما ذكره وهو تصحيف من النساخ.

ص: 218

أن الله أقدر عليك منك على هذا، فقلت: والذي بعثك بالحق لا أضرب عبدا أبدا». هذا حديث ثابت مشهور، رواه الثوري، وقيس بن الربيع، وجرير، والناس عن الأعمش نحوه.

• حدثنا سعيد بن محمد بن إبراهيم الناقد ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا عمي القاسم بن محمد ثنا بكر بن عبد الرحمن عن عيسى بن المختار عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن عائشة. أنها قالت: «من بنى لله مسجدا كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة» . هكذا رواه ابن أبي ليلى موقوفا على عائشة، ورواه حجاج بن أرطأة عن الحكم مرفوعا عن أبي ذر فرفعه مرة بعد مرة ووقفه مرة ولم يذكر إبراهيم.

• حدثنا أبو بكر ابن خلاد ثنا محمد بن غالب ثنا قبيصة ثنا سفيان الثوري عن أبي روق عن إبراهيم التيمي عن عائشة. قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغسلني وهو على وضوء ثم يصلى» . كذا رواه عن إبراهيم عن عائشة من دون أبيه.

• حدثنا محمد بن علي بن مخلد ثنا الحسن بن علي ثنا إبراهيم بن يوسف الحضرمي ثنا عبد الله بن خراش عن العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي عن أنس. قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره التبتل، وينهى عنه نهيا شديدا. فيقول: تزوجوا الودود الولود فانى مكاثر بكم الأمم يوم القيامة» .

‌إبراهيم بن يزيد النخعي

ومنهم التقي الحفي، الفقيه الرضي، إبراهيم بن يزيد النخعي.

كان للعلوم جامعا، ومن نخوة النفوس واضعا، وعن المتواضعين رافعا. وقيل إن التصوف: الرفع للأذلاء والمتواضعين، والوضع من الأجلاء والمتكبرين.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن أبان ثنا أبو أسامة عن الأعمش. قال: كان إبراهيم يتوقى الشهرة فكان لا يجلس إلى الاسطوانة، وكان إذا سئل عن مسئلة لم يزد عن جواب مسئلته. فأقول له

ص: 219

في الشيء يسأل عنه، أليس فيه كذا وكذا؟ فيقول: إنه لم يسألني عن هذا. وكان إبراهيم صيرفي الحديث، فكنت إذا سمعت الحديث من بعض أصحابنا عرضته عليه.

• حدثنا أحمد بن عبد الوهاب ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو قدامة ثنا قبيصة ثنا سفيان عن عبد الملك بن أعين عن زبيد. قال: ما سألت إبراهيم قط عن شيء إلا رأيت الكراهية في وجهه.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا أبو العباس السراج ثنا عمر بن محمد بن الحسن ثنا أبي ثنا مفضل عن منصور.

قال: ما سألت إبراهيم قط عن مسألة إلا رأيت الكراهية في وجهه، يقول:

أرجو أن تكون وعسى.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ح. وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا وكيع عن الأعمش. قال: كنت عند إبراهيم وهو يقرأ في المصحف. فاستأذن عليه رجل فغطى المصحف. وقال: لا يرنى هذا أني أقرأ فيه كل ساعة.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي وأبو بكر قالا ثنا معاذ بن معاذ ثنا ابن عون. قال: ذكر إبراهيم أنه أرسل إليه زمان المختار بن أبي عبيد، فطلى وجهه بطلاء، وشرب دواء ولم يأتهم، فتركوه.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا سعيد بن عمرو الأشعثي ثنا أبو بكر عبد الله بن شعيب بن الحبحاب.

قال: كنت فيمن صلى على إبراهيم النخعي رحمه الله ليلا ودفن في زمن الحجاج إما تاسع تسعة وإما سابع سبعة، ثم أصبحت فغدوت على الشعبي رحمه الله تعالى. فقال: دفنتم ذلك الرجل الليلة؟ قلت. نعم! قال: دفنتم أفقه الناس قلت: ومن الحسن؟ قال أفقه من الحسن ومن أهل البصرة ومن أهل الكوفة وأهل الشام وأهل الحجاز.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا

ص: 220

محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن يزيد ثنا جعفر بن عون عن عبد الله بن أشعث بن سوار. قال: قلت للحسن: مات إبراهيم! فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون! إن كان لقديم السن لكثير العلم.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي ح. وحدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن الصباح قالا ثنا جرير عن إسماعيل بن أبي خالد. قال: كان الشعبي وأبو الضحى وإبراهيم وأصحابنا يجتمعون في المسجد فيتذاكرون الحديث، فإذا جاءتهم فتيا ليس عندهم منها شيء، رموا بأبصارهم إلى إبراهيم النخعي.

• حدثنا محمد ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا منجاب ثنا شريك عن الأعمش. قال: ما عرضت على إبراهيم حديثا قط إلا وجدت عنده منه شيئا.

• حدثنا محمد ثنا محمد بن عثمان ثنا أبي ح. وحدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن موسى ثنا جرير عن المغيرة. قال قال الشعبي حين بلغه موت إبراهيم: هلك الرجل؟ قيل نعم! قال: لو قلت أنعي العلم ما خلف بعده مثله، وسأخبركم عن ذلك. إنه نشأ في أهل بيت فقه فأخذ فقههم ثم جالسنا فأخذ صفو حديثنا إلى فقه أهل بيته، فمن كان مثله؟ والعجب منه حين يفضل سعيد بن جبير على نفسه.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا محمد بن عثمان ثنا أبي ثنا محمد بن فضيل عن عبد الملك بن أبي سليمان. قال سمعت سعيد بن جبير يسأل، فقال: تستفتوني وفيكم إبراهيم النخعي؟.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو همام السكوني ثنا عيسى بن يونس ثنا الأعمش. قال: رأيت على ابراهيم النخعى قباء محشوا وملحفة حمراء.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا أبو العباس السراج ثنا قتيبة ثنا جرير عن منصور. قال: رأيت على ابراهيم طيلسانا فيه زرياب، وكان يلبس الملحفة الحمراء.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا إسماعيل بن أبي الحارث ثنا هارون بن معروف عن ضمرة. قال سمعت رجلا يقول: قدم حماد بن أبي سليمان البصرة فجاءه فرقد السبخي وعليه ثوب صوف

ص: 221

فقال له حماد: ضع عنك نصرانيتك هذه فلقد رأيتنا ننتظر إبراهيم يخرج علينا وعليه معصفرة، ونحن نرى أن الميتة قد حلت له.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي ثنا أحمد بن موسى العدوي ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم. قال: كان أصحابنا يكرهون تفسير القرآن ويهابونه.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا أحمد بن موسى ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا جرير عن مغيرة عن أبي حمزة عن إبراهيم. قال: والله ما رأيت فيما أحدثوا مثقال حبة من خير - يعني أهل الأهواء والرأي والقياس.

• حدثنا أبو محمد ابن حيان ثنا أبو أسيد ثنا أبو مسعود ثنا ابن الأصبهاني ثنا عثام عن الأعمش.

قال: ما رأيت إبراهيم يقول برأيه في شيء قط.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا أحمد بن موسى ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا النجم بن بشير عن إسماعيل بن زكرياء عن أبي حمزة. قال: قلت لإبراهيم: إنك إمامي وأنا أقتدي بك! فدلني على الأهواء قال: ما جعل الله فيها مثقال حبة من خردل من خير، وما الأمر إلا الأمر الأول.

• حدثنا أبو أحمد ثنا أحمد ثنا اسماعيل ثنا هاشم ابن القاسم عن محمد بن طلحة عن الهجنع

(1)

بن قيس عن إبراهيم. قال:

لا تجالسوا أهل الأهواء.

• حدثنا أبو أحمد ثنا أحمد ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا ابن علية عن ابن عون عن إبراهيم. قال: احذروا الكذابين.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا الحسن بن محمد ثنا محمد بن حميد ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا.

الربيع بن صبيح عن أبي معشر عن إبراهيم. قال: أصحاب الرأي أعداء أصحاب السنن.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا الحسن بن محمد ثنا ابن حميد ثنا أشعث بن عطاف عن سفيان عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن إبراهيم. قال: ما خاصمت أحدا قط.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا عمي أبو

(1)

كذا فى ج وشدد النون. وفى ز: بدل النون تاء وفى القاموس (الهجع) من الرجال الطويل الضخم والشيخ الاصلح.

ص: 222

بكر ثنا يزيد بن هارون أخبرنا العوام بن حوشب عن إبراهيم النخعي. في قوله تعالى: {فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة} . قال: أغرى بينهم في الخصومات والجدال في الدين.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن محمد الجمال الأصبهاني ثنا إسماعيل بن يزيد ثنا إبراهيم بن الأشعث ثنا شهاب بن خراش عن أبي حمزة الأعور. قال:

لما كثرت المقالات بالكوفة أتيت إبراهيم النخعي فقلت: يا أبا عمران أما ترى ما ظهر بالكوفة من المقالات. فقال: أوه دققوا قولا واخترعوا دينا من قبل أنفسهم ليس من كتاب الله ولا من سنة رسول صلى الله عليه وسلم، فقالوا:

هذا هو الحق وما خالفه باطل، لقد تركوا دين محمد صلى الله عليه وسلم إياك وإياهم.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا عون ابن سلام ثنا محمد بن طلحة عن بعض أصحابه عن إبراهيم. قال: وددت أني لم أكن تكلمت، ولو وجدت بدا من الكلام ما تكلمت، وإن زمانا صرت فيه فقيها لزمان سوء.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد ابن بكار بن الريان ثنا محمد بن طلحة عن ميمون بن أبي حمزة. قال قال لي إبراهيم النخعي: لقد تكلمت ولو وجدت بدا ما تكلمت، وإن زمانا أكون فيه فقيه الكوفة لزمان سوء.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو همام السكوني ثنا عبد الله بن المبارك عن فضيل بن غزوان قال حدثني أبو معشر عن ابراهيم.

قال: لو كنت مستحل دم أحد من أهل القبلة لاستحللت دم الخشبية.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا حاتم الجوهري ثنا محمد بن الصلت ثنا منصور بن أبي الأسود عن الأعمش. قال: ذكر عند إبراهيم المرجئة فقال: والله لهم أبغض إلي من أهل الكتاب.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا سعيد بن يحيى الأموي ثنا أبي عن مسعر عن عبد الله بن حكم. قال: ذكر عثمان وعلي رضي الله

ص: 223

تعالى عنهما عند إبراهيم النخعي، قال: ففضل رجل عليا على عثمان فقال إبراهيم:

إن كان هذا رأيك فلا تجالسنا.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد ثنا محمد ابن الصباح ثنا جرير عن أبي إسحاق إبراهيم النخعي. قال: علي أحب إلي من عثمان ولأن أخر من السماء أحب إلي من أن اتناول عثمان بسوء.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد ثنا عبيد الله بن سعيد ثنا وكيع عن سفيان عن الحسن بن عمرو عن فضيل بن عمرو عن إبراهيم. قال: إذا سألوك أمؤمن أنت؟ فقل آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله.

• حدثنا علي بن هارون بن محمد ثنا جعفر الفريابي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا حماد بن زيد عن شعيب بن الحبحاب عن هنيدة امرأة إبراهيم النخعي: أن إبراهيم كان يصوم يوما ويفطر يوما.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين بن الحسن المروزي ثنا ابن المبارك أخبرنا ابن عون. قال: اعتذرت أنا وشعيب بن الحبحاب إلى إبراهيم النخعي. قال: فذكر رجلا أنه قال: قد عذرتك غير معتذر إلا أن الاعتذار حال يخالطها الكذب.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عن سفيان عن زكرياء العبدي عن إبراهيم النخعي: أنه بكى في مرضه فقالوا له: يا أبا عمران ما يبكيك؟ قال: وكيف لا أبكي وأنا أنتظر رسولا من ربي يبشرني إما بهذه وإما بهذه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن روح ثنا حماد بن المؤمل حدثني إسحاق بن إسماعيل ثنا أبو معاوية عن محمد بن سوقة عن عمران الخياط. قال: دخلنا على إبراهيم النخعي نغوده وهو يبكي. فقلنا له: ما يبكيك يا أبا عمران؟ قال: أنتظر ملك الموت لا أدري يبشرني بالجنة أم بالنار.

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عبد الله بن صالح ثنا محمد بن عمر الكندي ثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن الأعمش عن إبراهيم. قال: كانوا يجلسون فيتذاكرون فأطولهم سكوتا، أفضلهم فى أنفسهم.

• حدثنا ابراهيم

ص: 224

ابن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جرير عن منصور عن إبراهيم.

(1)

[قال: كانوا يجلسون فيتذاكرون العلم والخير والفقه، ثم يفترقون ولا يستغفر بعضهم لبعض.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين المروزي ثنا ابن المبارك ثنا سفيان عن منصور عن أبي معشر عن إبراهيم النخعي. قال:

كانوا يرون - أو يقولون إن المشي في الليلة المظلمة موجبة.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة ثنا جرير عن منصور عن إبراهيم. قال: كانوا يقولون ويرجون، إذا لقي الله الرجل المسلم وهو نقي الكف من الدم، أن يتجاوز الله عنه ويغفر له ما سوى ذلك من ذنوبه.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا محمد بن موسى ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا موسى بن داود عن هشيم عن مغيرة عن إبراهيم. قال: كانوا إذا أتوا الرجل ليأخذوا عنه، نظروا الى صلاته والى هديه والى سمته.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا محمد بن موسى ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن إبراهيم. قال: إني لأسمع الحديث فأنظر إلى ما يؤخذ به، فآخذ به وأدع سائره

(1)

].

• حدثنا أبو أحمد ثنا أحمد ثنا إسماعيل ح. وحدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة قالا ثنا جرير عن منصور عن إبراهيم: أنه كان لا يرى بأسا بأطراف الحديث.

• حدثنا أبو أحمد ثنا أحمد قال ثنا إسماعيل حدثنا إبراهيم بن عبد الله شبابة عن شعيب بن ميمون الواسطي عن أبي هاشم الرماني عن إبراهيم.

قال: لا يستقيم رأي إلا برواية، ولا رواية إلا برأي.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة ثنا جرير عن منصور عن إبراهيم أنه كان لا يرى بأسا بأن يتعلم من النجوم والقمر ما يهتدى به.

• حدثنا أبي رحمه الله ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا الحسن بن

(1)

- ما بين المربعين زيادة فى الازهرية.

ص: 225

منصور ثنا علي بن محمد الطنافسي ثنا عبادة بن كليب عن شريك عن مغيرة عن إبراهيم. قال: من جلس مجلسا ليجلس إليه، فلا تجلسوا إليه.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا إسماعيل بن أبي الحارث ثنا عبد العزيز بن أبان عن سفيان عن أبيه عن إبراهيم. قال سألته عن شيء فجعل يتعجب، يقول: احتيج إلي احتيج إلي!!.

• حدثنا أبو حامد ابن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان عن أبي حصين. قال: أتيت إبراهيم أسأله عن شيء، فقال ما وجدت أحدا فيما بيني وبينك تسأله غيري.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل حدثني أبو سعيد الأشج [عن مالك عن زبيد. قال:

وسألت إبراهيم عن مسألة؟. فقال: ما وجدت أحدا من بيتك تسأله غيري.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو سعيد الأشج]

(1)

قال ثنا هانئ بن سعيد النخعي أبو عمرو عن أشعث بن سوار. قال:

جلست إلى إبراهيم ما بين العصر إلى المغرب فلم يتكلم، فلما مات سمعت الحكم وحمادا يقولان: قال إبراهيم، فأخبرتهما بجلوسي إليه فلم يتكلم، فقالا:

أما إنه لا يتكلم حتى يسأل.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جرير عن الأعمش [عن إبراهيم. قال: يكره أن يقال حانت الصلاة.

• حدثنا إبراهيم ثنا قتيبة ثنا جرير عن الأعمش

(2)

]. قال: قلت لإبراهيم يمر الكحال وهو نصراني فأسلم عليه. قال: لا بأس أن تسلم عليه إذا كانت لك إليه حاجة أو بينكما معروف.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم. قال: [كان أصحاب لعبد الله بن مسعود إذا أتاهم رجل قد أصاب صيدا ليحكموا عليه، سألوه أصبت قبل هذا شيئا؟ فإن قال: نعم! قالوا: ينتقم الله منك.

(1)

ما بين المربعين ساقط من نسخة جدة

(2)

ما بين المربعين: زيادة فى نسخة جدة

ص: 226

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد ثنا قتيبة ثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم]

(1)

قال: إذا قرأ الرجل القرآن نهارا صلت عليه الملائكة حتى يمسي، وإذا قرأه ليلا صلت عليه الملائكة حتى يصبح. قال الأعمش: فرأيت أصحابنا يعجبهم أن يختموه أول النهار أو أول الليل. وقال إبراهيم: قال عبد الله إني لأكره أن أرى القارئ سمينا نسيا للقرآن.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا جرير عن محمد بن سوقة عن إبراهيم. قال: إذا قال الإنسان حين يصبح أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم عشر مرات أجير من الشيطان حتى يمسي، وإذا قالها ممسيا أجير من الشيطان حتى يصبح.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا سليمان بن حيان عن الأعمش عن إبراهيم. قال: لقد أدركت أقواما لو بلغني أن أحدهم توضأ على ظفره لم أعده

(2)

.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله ثنا أبي ثنا سليمان بن حيان عن ابن عجلان عن الحارث العكلي. قال: كنت آخذا بيد إبراهيم فذكرت رجلا فتنقصته، فلما دنونا من باب المسجد انتزع يده من يدي، وقال: اذهب فتوضأ قد كان يعدون هذا هجرا.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع عن سليمان بن حيان عن الأعمش عن إبراهيم. قال: الكذب يفطر الصائم.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع عن سفيان عن محمد ابن سوقة عن إبراهيم. قال: كانت تكون فيهم الجنازة فيظلون الأيام محزونين يعرف ذلك فيهم.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع عن سفيان ح. وأخبرنا عبد الله بن محمد ثنا محمد شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قالا ثنا الحسين بن علي عن محمد بن سوقة. قال زعموا أن إبراهيم النخعي كان يقول: كنا إذا حضرنا الجنازة أو سمعنا بميت عرف فينا اياما، لأنا

(1)

زيادة فى الازهرية.

(2)

كذا فى الاصلين والمختصر وشدد الدال.

ص: 227

قد عرفنا أنه قد نزل به أمر صيره إلى الجنة أو إلى النار. قال: وإنكم في جنائزكم تتحدثون بأحاديث دنياكم.

• حدثنا عبد الله ثنا محمد بن أبي سهل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو أسامة أن الحسن بن الحكم حدثه. قال: سمعت حمادا يقول سمعت إبراهيم يقول: لو أن عبدا اكتتم بالعبادة كما يكتتم بالفجور، لأظهر الله ذلك منه.

• حدثنا عبد الله ثنا محمد بن أبي سهل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا غندر عن شعبة عن منصور عن إبراهيم. قال: بينما رجل عابد عند امرأة إذ عمد فضرب بيده إلى فخذها. قال: فأخذ بيده فوضعها فى النار حتى نشت

(1)

.

• حدثنا عبد الله ثنا محمد ثنا أبو بكر ثنا عبد السلام عن خلف بن حوشب. قال قال إبراهيم: ما ذكرت هذه الآية إلا ذكرت برد الشراب {وحيل بينهم وبين ما يشتهون} .

• حدثنا عبد الله ثنا محمد ثنا أبو بكر ثنا جرير عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن إبراهيم. قال: من ابتغى شيئا من العلم يبتغي به وجه الله عز وجل، آتاه الله منه ما يكفيه.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جرير عن منصور عن إبراهيم. قال: لقيتني امرأة فأردت أن أصافحها فجعلت على يدى ثوبا، فكشفت قناعها فإذا امرأة من الحي قد اكتهلت، فصافحتها وليس على يدي شيء.

• حدثنا إبراهيم ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة حدثني جرير عن منصور عن إبراهيم. قال: كانوا يستحبون أن يزيدوا في العمل ولا ينقصوا منه، وإلا فشى

(2)

ديمه.

• حدثنا إبراهيم ثنا محمد ثنا قتيبة ثنا جرير عن منصور عن إبراهيم. قال:

إذا دعا أحدكم فليبدأ بنفسه، فإنه لا يدري أي الدعاء يستجاب له

(3)

.

(1)

فى ز: نشفت.

(2)

فى المختصر فشئ.

(3)

سقط هذا الاثر من الازهرية.

ص: 228

• حدثنا إبراهيم ثنا محمد ثنا قتيبة ثنا جرير عن منصور عن إبراهيم.

قال: كان نقش خاتم إبراهيم بالله وله الحق وتمثال ذباب

(1)

.

• حدثنا إبراهيم ثنا محمد ثنا قتيبة ثنا جرير عن منصور عن إبراهيم.

قال: كان يقال العدل في المسلمين من لم تظهر له ريبة.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله حدثني أبي وأبو بكر ح. وحدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر قالا ثنا أبو أسامة عن سفيان عن واصل الأحدب. قال: رأى إبراهيم أمير حلوان يسير في زرع، فقال إبراهيم: الجور في الطريق، خير من الجور في الدين.

• حدثنا أبو أحمد الغطريفي ثنا أحمد بن موسى العدوي ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم. قال: يسرى على القرآن ليلة فيرفع من أجواف الرجال، فيبعث الله ريحا فتقبض كل نفس مؤمنة، ثم يمكث الناس لا يصدقون الحديث ولا يفترشون يتسافدون تسافد الحمر، فكان ابن عمر يطول ذلك، وكان من أشدهم تطويلا لأمر الساعة يقول: يكون كذلك عشرين ومائة.

• حدثنا حبيب ثنا أبو مسلم الكشي ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا ابن عون عن إبراهيم. قال: كانوا يكرهون إذا اجتمعوا أن يخرج الرجل أحسن حديثه، أو من أحسن ما عنده من حديثه.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم ثنا هناد بن السري ثنا أبو معاوية عن الأعمش: أن رجلا أعطاه ما لا يخرج به إلى مائه يشتري به زعفرانا. قال: فذكرت ذلك لإبراهيم. فقال: ما كانوا يطلبون الدنيا هذا الطلب.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الرحمن بن محمد ثنا هناد ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم. قال: إن الرجل ليتكلم بالكلام على كلامه المقت ينوي به الخير، فيلقي الله له العذر في قلوب الناس حتى يقولوا ما أراد بكلامه

(1)

سقط هذا الاثر من نسخة جدة. ونصه فى ز: وله محق. وفى المختصر: وله نحى.

ص: 229

إلا الخير، وإن الرجل ليتكلم الكلام الحسن لا يريد به الخير، فيلقي الله في قلوب الناس حتى يقولوا ما أراد بكلامه الخير.

• حدثنا عبد الله ثنا عبد الرحمن ثنا هناد ثنا أبو الأحوص عن أبي حمزة عن إبراهيم. قال قال عبد الله - يعني ابن مسعود: كل نفقة ينفقها العبد فإنه يؤجر عليها، غير نفقة البناء إلا بناء مسجد يراد به وجه الله تعالى، قال فقلت لإبراهيم: أرأيت إن كان بناء كفافا؟ قال: لا أجر ولا وزر.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا جعفر بن عبد الله ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا الأشجعي عن سفيان عن منصور عن إبراهيم. قال: كان من كان قبلكم من أهل الميسرة خصبهم في بيوتهم، وكان في اللباس تجوز، فكانوا يبدءون فيغلقون عليهم أبوابهم. قال: فإن كان فضلا فعلى الأقارب، وإن كان فضلا فعلى الجيران، وإن كان فضلا فهاهنا وهاهنا، وكان يعجبهم أن يكون في بيوتهم التمر للزائرين والسائل.

• حدثنا القاضي أبو أحمد في كتابه ثنا موسى ابن إسحاق ثنا محمد بن بكار ثنا مروان بن معاوية ثنا ميمون الجهني أبو منصور. قال: سمعت إبراهيم يقول: كان خصب القوم في بيوتهم، وفي لباس أحدهم تجوز.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن إبراهيم. قال: كان من كان قبلكم في أشفق الثياب وأشفق القلوب.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة ثنا جرير عن منصور عن إبراهيم. قال: لا بأس بذكر الله في الخلاء فإنه يصعد.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد ثنا قتيبة ثنا هشيم عن مغيرة عن إبراهيم. قال: كانوا يكرهون أن يصغروا المصحف، قال وكان يقال:

عظموا كتاب الله.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا أحمد بن موسى الخطمي ثنا سهل بن بحر ثنا عمر بن حفص بن غياث ثنا أبي ثنا الأعمش. قال سمعت إبراهيم يقول: كانوا

ص: 230

يكرهون أن يسموا العبد عبد الله يخافون أن يكون ذلك عتقا، وكانوا يكرهون أن يظهروا صالح ما يسرون، يقول الرجل إني لأستحيى أن أفعل كذا وكذا واصنع كذا وكذا، وكانوا يعطون الشيء ويكرهون أن يقولوا أعطيك أحتسب به الخير، أو يقولون حر لوجه الله، وكانوا يعطون ويسكتون ولا يقولون شيئا، قال إبراهيم: وإني لأرى الشيء أكرهه في نفسي فما يمنعني أن أعيبه إلا كراهية أن أبتلى بمثله.

• حدثنا عبد الله ثنا أبو يعلى قال سمعت هارون بن معروف يقول سمعت سفيان عن خلف بن حوشب ان جوابا التميمى، كان يرتعد عند الذكر. فقال له إبراهيم: إن كنت تملكه فما أبالي أن لا أعتد بك، وإن كنت لا تملكه فقد خالفت من هو خير منك.

• حدثنا إبراهيم بن عبد لله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة ثنا جرير عن منصور عن إبراهيم في قوله تعالى: {ويتلوه شاهد منه} قال: جبريل: وفي قوله: {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون} قال: ينامون، وفي قوله:{واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة} قال: خافوا فأمروا أن يصلوا في بيوتهم، وفي قوله:{(والذين هم على صلواتهم يحافظون)} قال: دائمون قال يعني المكتوبة، وفي قوله:{ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر} قال: الأشياء يصابون بها في الدنيا، وفي قوله:{طوبى لهم وحسن مآب} قال: هو الخير الذي أعطاهم الله تعالى، قال إبراهيم: وكان يقال الحمد لله أكثر الكلام تضعيفا.

• حدثنا أبو أحمد الغطريفي ثنا أحمد بن موسى العدوي ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم. في قوله تعالى: {كل كفار عنيد} قال:

المناكب عن الحق.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا أحمد بن يونس ثنا أبو شهاب عن الأعمش عن إبراهيم. في قوله تعالى: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} قال: لمن خافه في الدنيا.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة ثنا أبو الاحوص

ص: 231

عن منصور عن إبراهيم. في قوله عز وجل: {لقد خلقنا الإنسان في كبد} قال:

منتصبا

(1)

.

• حدثنا إبراهيم ثنا محمد ثنا قتيبة قال ثنا أبو الأحوص عن منصور عن إبراهيم. في قوله تعالى: {عتل بعد ذلك زنيم} قال: العتل الفاجر، والزنيم اللئيم في أخلاق الناس.

• حدثنا إبراهيم ثنا محمد ثنا قتيبة ثنا هشيم عن مغيرة عن إبراهيم. في قوله تعالى: {ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم} قال: هو الرجل يحلف أن لا يصل رحمه، ولا يبر قرابته، ولا يصلح بين اثنين. يقول الله فلا يمنعه يمينه من أن يفعل ذلك ويكفر عن يمينه.

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا علي بن العباس ثنا أبو كريب ثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن إبراهيم. قال: إذا رأيت الرجل يتهاون بالتكبيرة الأولى فاغسل يدك منه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم ثنا هناد بن السري ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم. قال: كانوا يرون أنه يفرغ من حساب الناس يوم القيامة في مقدار نصف النهار، ثم يقل

(2)

هؤلاء في الجنة وهؤلاء في النار.

• حدثنا عبد الله ثنا عبد الرحمن ثنا هناد ثنا أبو الأحوص عن سفيان عن منصور عن إبراهيم. قال: كانوا يستحسنون شدة النزع للسيئة قد عملها لتكون بها

(3)

.

• حدثنا عبد الله ثنا عبد الرحمن ثنا هناد ثنا أبو الأحوص عن أبي حمزة عن إبراهيم والحسن. قالا: كفى بالمرء شرا أن يشار إليه بالأصابع في دين أو دنيا إلا من عصم الله! التقوى هاهنا، يومئ إلى صدره ثلاث مرات.

• حدثنا عبد الله ثنا عبد الرحمن ثنا هناد ثنا جرير عن مغيرة. قال: كان

(1)

لم يرد هذا الاثر فى نسخة جدة

(2)

فى ج والمختصر: ثم يقيل.

(3)

كذا فى الاصلين والمختصر ولعل الصواب: لتكفرها.

ص: 232

رجل على حال حسنة فأحدث - أو أذنب ذنبا فرفضه أصحابه ونبذوه، فبلغ إبراهيم ذلك. فقال: تداركوه وعظوه ولا تدعوه.

• أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا أحمد بن موسى ثنا إسماعيل ثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم. قال: كانوا يكرهون التلون في الدين.

• حدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب ثنا محمد بن يحيى المروزي ثنا إسحاق ابن المنذر ثنا هشيم عن مغيرة عن إبراهيم. قال: النظر فى مرآة الحجام دناءة.

أدرك إبراهيم بن يزيد النخعي أبو عمران جماعة من الصحابة: منهم أبو سعيد الخدري ومن أمهات المؤمنين الصديقة عائشة رضي الله تعالى عنها فمن دونها من الصحابة رضي الله تعالى عنهم، وأكثر روايته عن علماء التابعين:

عن علقمة، والأسود، ومسروق، وعبيدة السلماني، ويزيد بن معاوية النخعي، وعبد الرحمن بن يزيد، وشريح بن الحارث، وزر بن حبيش، وعبيدة بن نضلة

(1)

وهني بن نويرة، وعابس بن ربيعة، وتميم بن حذلم، وسهم بن منجاب، وعبد الله بن ضرار الأسدي.

فمن روايته عن علقمة

• ما حدثناه عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا زائدة عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله ابن مسعود. قال: «صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فزاد أو نقص [فأما الناسي لذلك فإبراهيم عن علقمة أو علقمة عن عبد الله] فلما قضى صلاته قيل يا رسول الله احدث في الصلاة من حدث؟ قال: لا وما ذاك؟ فذكرنا له الذي صنع، فثنى رجليه واستقبل القبلة ثم سجد سجدتين، ثم أقبل علينا بوجهه فقال إنه لو حدث في الصلاة حدث لأنبأتكم به ولكني بشر مثلكم أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني، وأيكم ما شك فى صلاته فلينظر أحرى ذلك للصواب فليتم عليه ثم ليسلم وليسجد سجدتين» . هذا حديث صحيح متفق عليه. رواه عن منصور جماعة: منهم روح بن القاسم، والثوري، ومسعر بن كدام، ومفضل بن مهلهل، وفضيل بن عياض، وجرير بن عبد الحميد،

(1)

فى ز: عبيدة بن فضيلة. وفى ج: عبيد بن نصيلة والتصحيح من الخلاصة.

ص: 233

وعبد العزيز بن عبد الصمد، وأبو الأشهب جعفر بن الحارث، وإبراهيم بن طهمان. ورواه عن إبراهيم سوى منصور: الأعمش، وأبو حصين، وحصين، وطلحة بن مصرف، والمغيرة، والحكم، وحماد بن أبى سليمان، وحبيب ابن حسان.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود ح.

وحدثنا سليمان بن أحمد إملاء قال ثنا أبو زرعة الدمشقي قال ثنا آدم بن إياس قالا ثنا المسعودي عن عمرو بن مرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله. قال:

«اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فأثر الحصير بجلده، فجعلت أمسحه عنه وأقول: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ألا آذنتنا فنبسط لك شيئا يقيك منه تنام عليه؟ فقال: ما لى وللدنيا ما أنا والدنيا إنما أنا والدنيا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها» . غريب من حديث عمرو وإبراهيم تفرد به المسعودي. ورواه المعافى بن عمران

(1)

ووكيع بن الجراح ويزيد بن هارون عن المسعودي مثله. وحدث به جرير عن الأعمش عن إبراهيم وهو غريب.

• حدثناه نازوك بن عبد الله قال ثنا يحيى بن محمد مولى بني هاشم قال ثنا محمد بن عمارة بن صبيح قال ثنا حسن بن الحسين العرنى قال ثنا جرير ابن عبد الحميد عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال ما أنا والدنيا إنما مثلي والدنيا كمثل راكب قال فى ظل شجرة فى يوم صائف ثم راح وتركها» . قال يحيى بن محمد غريب من حديث الأعمش ما سمعناه إلا منه.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا داود بن المحبر ح. وحدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا علي بن عبد العزيز قال ثنا حجاج بن منهال قالا ثنا حماد بن سلمة عن أبي حمزة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله:

«أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بالبراق فركب خلف جبريل فسار بهما، فكان إذا انتهى بهما إلى جبل ارتفعت رجلاه، واذا هبط ارتفعت يداه،

(1)

فى ز: المعافى بن ابراهيم والصحيح ما اثبتناه عن ج والخلاصة.

ص: 234

فسار بهما في أرض غمة منتنة حتى انتهى بهما إلى أرض فيحاء طيبة قال فقلت:

يا جبريل إنا كنا نسير في أرض غمة منتنة فأفضينا إلى أرض فيحاء طيبة. قال:

تلك أرض النار وهذه أرض الجنة، قال فأتيت على رجل قائم يصلي فقال من هذا معك يا جبريل؟ قال: هذا أخوك محمد صلى الله عليه وسلم فرحب بي ودعا لي بالبركة، وقال سل لأمتك اليسر، فقلت: من هذا يا أخي يا جبريل؟ قال: هذا أخوك موسى، قلت: على من كان صوته وتذمره؟ قال: على ربه عز وجل إنه يعرف ذلك منه وحدته؟ قال: ثم سرنا فرأيت مصابيح وضوءا فقلت ما هذا يا جبريل؟ فقال: هذه شجرة ابيك ابراهيم هل تدنو منها قلت: نعم! فدنونا منها فدعا بالبركة ورحب بي، ثم مضينا إلى بيت المقدس فربطت بالحلقة التي تربط بها الأنبياء ثم دخلت بيت المقدس فنشر لي الأنبياء من سمى الله ومن لم يسم! فصليت بهم إلا هؤلاء النفر: ابراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام».

غريب من حديث إبراهيم لم يروه عنه إلا أبو حمزة الأعور واسمه ميمون وعنه حماد بن سلمة.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا محمد بن سابق قال ثنا إسرائيل عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا بالفاحش البذى» . رواه الحكم

(1)

عن إبراهيم مثله. وحديث الأعمش تفرد به إسرائيل.

• حدثنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف قال ثنا عبيد بن الحسن قال ثنا مسلم ابن إبراهيم قال ثنا حسام بن مصك قال ثنا أبو معشر عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أحب موتا كموت الحمار، قيل يا رسول الله وما موت الحمار؟ قال: موت الفجأة» . غريب من حديث إبراهيم تفرد به عنه أبو معشر زياد بن كليب.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد قال ثنا عبد الله بن محمد بن النعمان قال ثنا أبو ربيعة قال ثنا سعد

(1)

فى ج: الحاكم وهو خطأ. والحكم هذا ابن عتيبة من اصحاب ابراهيم.

ص: 235

ابن زربي عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن علقمة. قال: كنت رجلا حسن الصوت بالقرآن فكان عبد الله بن مسعود يبعث إلي فآتيه فيقول لي: عبد الله رتل فداك أبي وأمي! فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «حسن الصوت زينة القرآن

(1)

». غريب من حديث إبراهيم وحماد

• حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا عبدان بن أحمد قال ثنا زيد بن الحريش قال ثنا صغدي بن سنان عن أبي حمزة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله. قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن، ويقول: تعلموا فإنه لا صلاة إلا بالتشهد» . غريب من حديث إبراهيم عن علقمة بهذا اللفظ تفرد به صغدي عن أبي حمزة.

• حدثنا محمد بن معمر قال ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية قال ثنا عباد بن يعقوب قال ثنا محمد بن الفضل الخراساني عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله. قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استوى على المنبر استقبلناه بوجوهنا» .

(2)

.

• حدثنا محمد بن معمر قال ثنا عبد الله بن محمد ابن ناجية قال ثنا عمر بن يحيى بن نافع قال ثنا حفص بن جميع عن سماك عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله برفعه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«هل تدري أي الصدقة أفضل؟ قلنا: الله ورسوله أعلم! قال: الصدقة المنيحة أن يمنح الدرهم أو ظهر الدابة» . غريب من حديث سماك عن إبراهيم تفرد به حفص وحديث محمد بن الفضل بن عطية تفرد به عن منصور.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا يحيى بن عبد الباقي المصيصي قال ثنا اليمان بن سعيد المصيصي قال ثنا الوليد بن عبد الواحد عن ميسرة بن عبد ربه عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله. قال: «أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أصبح يوم صومى دهينا مرجلا، ولا تصبح يوم صومك عبوسا، وأجب دعوة من دعاك من المسلمين ما لم يظهروا المعازف فاذا أظهروا المعازف فلا تجبهم، وصل على من مات من أهل قبلتنا وإن قتل مصلوبا أو مرجوما، ولأن

(1)

فى ز: للقرآن.

(2)

سقط هذا الخبر مع نسخة جدة.

ص: 236

تلقى الله بمثل قراب الأرض ذنوبا خير لك من أن تبت الشهادة على أحد من أهل القبلة». غريب هذا حديث مغيرة وإبراهيم وعلقمة لم نكتبه إلا بهذا الإسناد.

• حدثنا سعد بن محمد بن إبراهيم الناقد قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا أبو صهيب النضر بن سعيد قال ثنا موسى بن عمير عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«الخلق كلهم عيال الله، وأحب الخلق إلى الله من أحسن إلى عياله» . غريب من حديث الحكم وإبراهيم تفرد به موسى.

• حدثنا سعد بن محمد قال ثنا محمد بن عثمان قال ثنا محمد بن عبيد قال ثنا موسى بن عمير عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، وأعدوا للبلاء الدعاء» . غريب من حديث الحكم وإبراهيم تفرد به موسى.

• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي قال ثنا نصر بن رباب عن الحجاج عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله بن مسعود.

أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سأل مسألة وهو عنها غني، جاءت يوم القيامة كدوحا في وجهه، ولا تحل الصدقة لمن له خمسون أو عرضها من الذهب» . غريب من حديث إبراهيم لم يروه عنه إلا الحجاج بن أرطاة.

• حدثنا أبو بكر الطلحي قال ثنا أبو حصين محمد بن الحسين قال ثنا يحيى ابن عبد الحميد قال ثنا معتمر بن سليمان قال قرأت على فضيل بن ميسرة عن أبي حريز أن إبراهيم بن يزيد حدثه: أن الأسود بن يزيد كان يستقرض من مولى للنخع تاجرا فإذا خرج عطاؤه قضاه وأنه خرج، فقال له الأسود:

إن شئت أخرت عنا فإنه كان علينا حقوق في هذا العطاء؟ فقال له التاجر:

لست بفاعل! فنقده الأسود خمسمائة درهم حتى إذا قبضها قال له التاجر:

دونك فخذها. قال له الأسود: قد سألتك هذا فأبيت علي، قال له التاجر: إني سمعتك تحدثنا عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:

«من أقرض قرضين كان له مثل أجر أحدهما لو تصدق به» . فقبله، غريب من

ص: 237

حديث إبراهيم لم يروه عنه إلا أبو حريز ولا عنه إلا الفضيل.

• حدثنا أبو بكر الطلحي قال ثنا أبو حصين قال ثنا يحيى الحماني قال ثنا أبو الأحوص وأبو عوانة عن سماك عن إبراهيم عن علقمة والأسود. قالا قال عبد الله بن مسعود: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال؟ يا رسول الله إني عالجت امرأة باقصى المدينة فاصبت منها ماء دون ان أمسها. فقال عمر: لقد ستر الله عليك لو سترت على نفسك، فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئا، ثم قام فانطلق فأتبعه رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا خلفه فدعاه فقرأ عليه {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} الآية، فقيل: يا رسول الله ألهذا خاصة أم للناس عامة؟ قال: لا بل للناس عامة» . لفظ أبي الأحوص عن سماك.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا علي بن عبد العزيز قال ثنا عارم أبو النعمان قال ثنا سعيد بن زيد قال ثنا علي بن الحكم عن عثمان بن عمير عن إبراهيم عن الأسود وعلقمة عن عبد الله بن مسعود. قال: «جاء ابنا مليكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فقالا: يا رسول الله إن أمنا كانت تكرم الزوج، وتعطف على الولد، وتكرم الضيف غير أنها كانت وأدت في الجاهلية. فقال:

أمكما في النار فأدبرا والشر يرى في وجوههما، فأمر بهما فردا والبشرى ترى في وجوههما رجاء أن يكون حدث شيء. قال: أمي مع أمكما. فقال رجل من المنافقين: وما يغني عن أمه ونحن نطأ عقبه. فقال رجل من الأنصار - ولم أر رجلا قط كان أكثر سؤالا منه -: يا رسول الله هل وعدك ربك فيها أو فيهما؟ قال: ما سألت ربي وإني لأقوم المقام المحمود يوم القيامة. قال الأنصاري: وما ذاك المقام المحمود؟ قال ذاك إذا جئ بكم حفاة عراة غرلا، فيكون أول من يكسى إبراهيم عليه السلام، يقول: اكسوا خليلى فيؤتى بريطتين بيضاوين فيلبسهما، ثم يقعد مستقبل العرش. ثم أوتى بكسوتي فألبسها، فأقوم عن يمينه مقاما لا يقومه أحد غيرى يغبطني به الأولون والآخرون. قال: ويفتح نهري كوثرا إلى الحوض. فقال رجل من المنافقين:

ص: 238

إنه ما جرى قط إلا على حال أو رضراض. فقال الأنصاري: يا رسول الله أي حال أو رضراض. قال: حاله المسك ورضراضه التوم

(1)

قال المنافق: لم أسمع كاليوم قط؟ ما جرى قط على حال أو رضرارض إلا كان له نبات! فقال الأنصاري: يا رسول الله هل له نبات؟ قال نعم! قضبان الذهب. قال المنافق: لم أسمع كاليوم قط فإنه ما ينبت قضيب إلا أورق وكان له ثمر! قال الأنصاري:

هل له من ثمر؟ قال: نعم أنواع الجوهر، وماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل، من شرب منه شربة لم يظمأ أبدا، ومن حرمه لم يرو من بعده أبدا» رواه الصعق بن حزن عن علي بن الحكم فخالف سعيد بن زيد في الإسناد ..

• حدثناه حبيب بن الحسن قال ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا عارم أبو النعمان قال ثنا الصعق بن حزن عن علي بن الحكم البناني عن عثمان بن عمير عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود. قال: جاء ابنا مليكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه،. حديث سعيد بن زيد غريب لم نكتبه إلا من حديث عارم، وحدث به الإمام أحمد بن حنبل والمقدمي عن عارم.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد قال ثنا يعقوب بن أبي يعقوب قال ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثني هشيم عن عبد الله

(2)

قال حدثني أبو معشر عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة. قالت: «كنت افرك الجنابة من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يصلي فيه» . رواه حماد بن سلمة والمسعودي عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم مثله.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا إسماعيل ابن عبد الله قال ثنا حجاج بن منهال قال ثنا حماد بن سلمة عن أبي حمزة عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة. قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فوجد قرا. فقال: يا عائشة ارخى على مرطك، فقلت: إني حائض. فقال:

علة وبخلا. إن حيضتك ليست في ثوبك». غريب من حديث إبراهيم لم يروه عنه إلا أبو حمزة ميمون.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أحمد بن عمر الخلال

(1)

كذا فى ج: وفى ز: بياض مكان التوم والرضراض الحصى الصغار والتوم الدر

(2)

كذا فى ز وفى ج: هشيم بن حسان.

ص: 239

المكي قال ثنا عبد الله بن عمران العابدي قال ثنا فضيل بن عياض عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة. قالت: «جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنك لأحب إلي من نفسي، وإنك لأحب إلي من أهلي، وإنك لأحب إلي من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك، فإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين، وإني وإن أدخلت الجنة خشيت أن لا أراك.

فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئا حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا} . هذا حديث غريب من حديث منصور وإبراهيم تفرد به فضيل وعنه العابدي.

• حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن الهيثم قال ثنا جعفر بن محمد بن شاكر قال ثنا محمد بن سابق قال ثنا إبراهيم بن طهمان عن منصور عن إبراهيم عن مسروق وعن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة. أنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى بمريض، قال: اذهب البأس رب الناس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما» . غريب من حديث إبراهيم لم يروه عنه إلا منصور ولم يجمعه عن أبي الضحى وإبراهيم عن مسروق إلا إبراهيم بن طهمان.

‌عون بن عبد الله بن عتبة

قال الشيخ رحمه الله تعالى: ومنهن الراكن إلى ذكر الله، والساكن إلى ضمان الله، المفارق للمثرين والكبراء، المرافق

(1)

للمساكين والفقراء، كان لمسير الأجل مبصرا، ولغرور الأمل محذرا، كان على نفسه نائحا، وإلى الحق رائحا، صاحب التشمير والعدة والأهبة، عون بن عبد الله بن عتبة.

وقيل إن التصوف النبذ للحقير، والأخذ بالخطير.

(1)

كذا فى المختصر. وفى صلين: (الموامق)

ص: 240

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا مبشر بن إسماعيل ثنا نوفل بن أبي الفرات. قال سمعت عون بن عبد الله يقول:

إن لكل رجل سيدا من عمله، وإن سيد عملي الذكر.

• حدثنا عبد الله ابن محمد ثنا محمد بن يحيى المروزي ثنا عاصم بن علي ثنا المسعودي عن عون ابن عبد الله. قال: مجالس الذكر شفاء القلوب.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا حجاج عن المسعودى عن عون ابن عبد الله. قال: ذكر الله صقال القلوب.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن علي الجارود ثنا أبو سعيد الأشج ثنا أبو خالد الأحمر عن محمد بن عجلان عن عون بن عبد الله. قال: ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل عن الفارين، والغافل في الذاكرين كالفار عن المقاتلين.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنى جعفر ابن محمد الراسبي ثنا الحسن بن محمد بن أعين ثنا النضر بن عربي عن عون بن عبد الله. قال: ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل خلف المدبرين.

• حدثنا أحمد ابن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سليمان ابن داود الطيالسي ثنا مطرف بن معقل الشقري. قال سمعت عون بن عبد الله يقول: ذاكر الله في غفلة الناس كمثل الفئة المنهزمة يحميها الرجل، لولا ذلك الرجل هزمت الفئة، ولولا من يذكر الله في غفلة الناس هلك الناس.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سليمان ثنا مطرف. قال سمعت عونا يقول: لو تأنى على الناس ساعة لا يذكر الله فيها، هلك من في الأرض جميعا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن نصر ثنا أحمد بن كثير ثنا يزيد ابن هارون ثنا المسعودي عن عون بن عبد الله. قال: كنا نأتي أم الدرداء فنذكر الله عندها، قال فاتكأت ذات يوم، فقيل لها لعلنا أن نكون قد أمللناك يا أم الدرداء؟ فجلست فقالت: أزعمتم انكم قد أمللتموني؟ قد طلبت العبادة بكل شيء؛ فما وجدت شيئا أشفى لصدرى ولا أحرى أن أدرك ما أريد، من مجالسة أهل الذكر.

ص: 241

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن مسعر عن عون بن عبد الله. قال: كانوا يتلاقون فيتساءلون وما يريدون بذلك؛ إلا أن يحمدوا الله عز وجل.

• حدثنا أبي ثنا عبد الله بن محمد بن عمران ثنا محمد بن أبي عمر ثنا سفيان عن مسعر عن عون بن عبد الله. قال: إن الجبل لينادي الجبل باسمه يا فلان هل مر بك اليوم ذاكرا لله عز وجل؟ فيقول: نعم! فيستبشر به. قال: ثم يقول عون: هن للخير أسمع! أفيسمعن الزور والباطل ولا يسمعن غيره؟ ثم قرأ {لقد جئتم شيئا إدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا} .

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني إسماعيل ابن بهرام قال سمعت أبا أسامة يقول: وصل إلى عون بن عبد الله أكثر من عشرين ألف درهم فتصدق بها، فقال له أصحابه: لو اعتقدت عقدة لولدك؟ فقال:

اعتقدتها لنفسي واعتقدت الله لولدي؟ قال أبو أسامة: فلم يكن في المسعوديين أحسن حالا من ولد عون بن عبد الله.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل حدثني سفيان بن وكيع قال سمعت أبي يقول: بلغني أن عون بن عبد الله لما حضرته الوفاة أوصى بضيعة له أن تباع وأن يتصدق بثمنها عنه، فقيل له: تتصدق بضيعتك وتدع عيالك؟ قال: أقدم هذا لنفسي وأدع الله لعيالي.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا يزيد بن هارون أخبرنا المسعودي. قال قال عون بن عبد الله: إن من كان قبلكم كانوا يجعلون للدنيا ما فضل عن آخرتهم، وإنكم اليوم تجعلون لآخرتكم ما فضل عن دنياكم.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبو معمر ثنا سفيان. قال قال عون بن عبد الله: صحبت الأغنياء فلم يكن أحد أطول غما مني فإن رأيت رجلا أحسن ثيابا مني وأطيب ريحا مني غمني ذلك، فصحبت

ص: 242

الفقراء فاسترحت.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن نصر ثنا أحمد بن كثير ثنا أبو السري - يعني سهل بن السري ثنا سفيان. قال: كان عون بن عبد الله يقول: كنت أجالس الأغنياء، فكنت من أكثر الناس هما وأكثرهم غما، أرى مركبا خيرا من مركبي وثوبا خيرا من ثوبي فأهتم، فجالست الفقراء فاسترحت.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد قال بلغني عن الحميدي عن ابن عيينة. قال: ذكر لنا عن عون بن عبد الله أنه كان يقول: إن من العصمة أن تطلب الشيء من الدنيا ولا تجده، قال: وكان يقول إن من أعظم الخير أن ترى ما أوتيت من الإسلام عظيما، عند ما زوي عنك من الدنيا.

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي ثنا المسعودي عن عون بن عبد الله. قال: ما أحد ينزل الموت حق منزلته إلا عد غدا ليس من أجله، كم من مستقبل يوما لا يستكمله؟ وراج غدا لا يبلغه؟ لو تنظرون إلى الأجل ومسيرة، لا بغضتم الأمل وغروره. رواه مسعر عن معن عن عون مثله.

• حدثنا مخلد بن جعفر ثنا جعفر الفريابي ثنا محمد بن الحسن ثنا عبد الله بن المبارك ثنا مسعر حدثني معن عن عون بن عبد الله.

أنه كان يقول: كم من مستقبل يوما لا يستكمله؟ ومنتظر غدا لا يبلغه؟ لو تنظرون إلى الاجل ومسيره، لا بغضتم الأمل وغروره. رواه ابن عيينة عن مسعر عن عون ولم يذكر معنا.

• حدثناه أبي وأبو محمد بن حيان قالا ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عبد الجبار ثنا سفيان عن مسعر عن معن عن عون

(1)

مثله.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا مسعر عن معن عن عون. قال: بينا رجل بمصر في بستان ينكث، فرفع رأسه فإذا رجل قائم على رأسه بيده مسحاة. قال: فكأنه ازدراه، قال فقال:

بم تحدث نفسك؟ فسكت. فقال: تحدث نفسك بالدنيا، فان الدنيا اجل

(1)

كذا فى الازهرية. وفى ج: عن مسعر قال قال عون: نحوه

ص: 243

حاضر، يأكل منها البر والفاجر، أم بالآخرة فإن الآخرة أجل صادق، يفصل فيه بين الحق والباطل. قال: حتى ذكر أن لها مفاصل كمفاصل اللحم، قال فكأنه أعجبه قوله قال: كنت أحدث نفسي بما وقع في الناس وذاك في فتنة ابن الزبير، قال: فسل من ذا الذي دعاه فلم يجبه، وسأله فلم يعطه، وتوكل عليه فلم يكفه، ووثق به فلم ينجه، قال فقلت: اللهم سلمني وسلم مني.

قال: فتجلت الفتنة ولم يصب مني أحد. رواه أبو أسامة عن مسعر.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن نصر ثنا أحمد بن كثير ح. وحدثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السري قالا ثنا أبو أسامة عن مسعر عن معن عن عون بن عبد الله بن عتبة. قال: بينا رجل بمصر في بستان زمن فتنة آل الزبير، جالسا كئيبا حزينا يبكي ينكث في الأرض بشيء معه، فرفع رأسه فإذا صاحب مسحاة قد مثل له. فقال: ما لى أراك مهموما حزينا؟ فكأنه ازدراه، فقال: لا شيء فقال: أبا الدنيا؟ فإن الدنيا عرض حاضر يأكل منها البر والفاجر، وإن الآخرة أجل صادق يحكم فيها ملك قادر، يفصل بين الحق والباطل، حتى ذكر أن لها مفاصل كمفاصل اللحم من أخطأ منها شيئا أخطأ الحق. قال: فأعجب بذلك من كلامه. فقال: اهتمامي بما فيه المسلمون.

فقال: إن الله سينجيك بشفقتك على المسلمين، وسل! من ذا الذي سأل الله فلم يعطه، أو دعا الله فلم يجبه، أو توكل عليه فلم يكفه، أو وثق به فلم ينجه.

قال: فعلقت الدعاء فقلت: اللهم سلمني وسلم مني. قال: فتجلت الفتنة ولم تصب منه شيئا. قال مسعر: يرونه الخضر عليه السلام. رواه ابن عيينة عن مسعر عن عون من دون معن.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا ثنا إبراهيم ابن الحسن ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن مسعر عن عون. قال: بينا رجل في حائط في فتنة ابن الزبير فذكر نحوه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا يزيد بن هارون قال أخبرني المسعودي عن عون بن عبد الله. أنه كان يكتب بهذه: أما بعد فإني أوصيك بوصية الله التي حفظها سعادة لمن

ص: 244

حفظها، وإضاعتها شقاوة لمن ضيعها، ورأس التقوى الصبر، وتحقيقها العمل، وكمالها الورع، وأن تقوى الله شرطه الذي اشترط، وحقه الذي افترض، والوفاء بعهد الله أن تجعل له ولا تجعل لمن دونه، فإنما يطاع من دونه بطاعته، وإنما تقدم الأمور وتؤخر بطاعته، وأن ينقض كل عهد للوفاء بعهده، ولا ينقض عهده لوفاء بعد غيره. هذا إجماع من القول له تفسير لا يبصره إلا البصير، ولا يعرفه إلا اليسير.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا الحسن ابن هارون وأحمد بن نصر قالا ثنا أحمد بن كثير ثنا يحيى بن معين ثنا حجاج عن المسعودي عن عون. قال: الخير من الله كثير، ولكنه لا يبصره من الناس إلا يسير، وهو للناس من الله معروض، ولكنه لا يبصره من لا ينظر إليه، ولا يجده من لا يبتغيه، ولا يستوجبه من لا يعلم به. ألم تروا إلى كثرة نجوم السماء فإنه لا يهتدي بها إلا العلماء - زاد أحمد بن نصر في حديثه:

ورأس التقوى الصبر

(1)

، وتحقيقها العمل، وكمالها الورع. ولم يذكر الحسن في روايته حجاجا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن يحيى المروزي ثنا عاصم بن علي ثنا المسعودي عن عون ح. وحدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن نصر ثنا أحمد بن كثير ثنا أبو النضر ثنا عبد الرحمن - يعني المسعودي - عن عون.

قال: كان يقال أزهد الناس في عالم أهله، وكان يضرب مثل ذلك كالسراج بين أظهر القوم يستصبح الناس منه، ويقول أهل البيت: إنما هو معنا وفينا، فلم يفجأهم إلا وقد طفئ السراج فأمسك الناس ما استصبحوا من ذلك.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد إبراهيم ثنا حجاج بن نصير ثنا قرة عن عون. قال كان يقال: مثل الذي يطلب علم الأحاديث ويترك القرآن، مثل رجل أخذ باب زريبة فيها غنم فمرت به ظباء فاتبعها يطلبها فلم يدركها، فرجع فوجد غنمه قد خرجت. فلا هذه أدرك ولا هذه أدرك.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا حجاج

(1)

فى ز: البصر.

ص: 245

ثنا قرة عن عون. قال: كانوا يمثلون مثل الذي يسمع القرآن إذا قرئ ولا يؤمن، مثل جيش خرجوا فغنموا فقسموا الغنائم فأعطوا بعضهم ولم يعطوا بعضا. فقالوا: كنا جميعا ما شأننا لا نعطى؟ فقال: إنكم لم تكونوا تؤمنون.

• حدثنا عمرو بن أحمد بن عثمان الواعظ ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ثنا محمد بن حسان السمتي ثنا أبو المحياة عن معن. قال: كان عون بن عبد الله أحيانا يلبس الخز وأحيانا يلبس الصوف والبت

(1)

ونحوه. قال: فقيل له في ذلك؟ فقال: ألبس الخز لئلا يستحيى ذو الهيئة أن يجلس إلي، وألبس الصوف لئلا يهابني ضعفاء الناس أن يجلسوا إلي.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني سفيان ابن وكيع ثنا ابن عيينة عن مسعر. قال قال عون بن عبد الله: قد ورد الأول، والآخر متعب منتظر، فأصلحوا ما تقدمون عليه بما تظعنون عنه، فإن الخلق للخالق، والشكر للمنعم، وإن الحياة بعد الموت، والبقاء بعد القيامة.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن ابن عجلان عن عون بن عبد الله. قال: إن من تمام التقوى أن تبتغي إلى ما قد علمت منها علم ما لم تعلم، وإن النقص فيما قد علمت ترك ابتغاء الزيادة فيه، وإنما يحمل الرجل على ترك ابتغاء الزيادة فيه قلة الانتفاع بما قد علم.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يعلى الموصلي ثنا محمد بن قدامة. قال سمعت سفيان الثوري يقول قال عون بن عبد الله: إن من كمال التقوى أن تبتغي إلى ما قد علمت منها ما لم تعلم، واعلم أن النقص فيما قد علمت، ترك ابتغاء الزيادة فيه. وإنما يحمل الرجل على ترك العلم قلة الانتفاع بما قد علم]

(2)

.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن ابن عجلان عن عون. أنه كان يقول: اليوم المضمار، وغدا السباق، والسبقة الجنة، والغاية النار، فبالعفو تنجون، وبالرحمة تدخلون، وبالاعمال تقتسمون المنازل.

(1)

البت: كساء غليظ مربع.

(2)

تكرار هذا الخبر بهذا السند عن نسخة جدة

ص: 246

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني سفيان ابن وكيع ثنا ابن عيينة عن مسعر. قال قال عون بن عبد الله: كفى بك من الكبر أن ترى لك فضلا على من هو دونك. وكانوا يقولون: ذلوا عند الطاعة، وعزوا عند المعصية.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة ثنا الليث بن سعد عن ابن عجلان عن عون بن عبد الله. قال: بحسبك كبرا أن تأخذ بفضلك على غيرك.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا حسين المروزي ثنا عبد الله بن المبارك ثنا الليث ثنا رشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث عن عون بن عبد الله. قال:

إن الله تعالى ليدخل الجنة قوما فيعطيهم حتى يتملوا، وفوقهم ناس في الدرجات العلى. فلما نظروا إليهم عرفوهم، فيقولون: يا ربنا إخواننا كنا معهم، فيم فضلتهم علينا؟ فيقول: هيهات هيهات! إنهم كانوا يجوعون حين تشبعون، ويظمئون حين تروون، ويقومون حين تنامون، ويشخصون حين تخفضون.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن يحيى المروزي ثنا عاصم بن علي ثنا المسعودي عن عون. قال: كان الفقهاء يتواصون بينهم بثلاث؛ - ويكتب بذلك بعضهم إلى بعض -. من عمل لآخرته كفاه الله دنياه، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس. رواه مسعر عن زيد العمي عن عون مثله.

• حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد العثماني ثنا محمد بن عبدوس الهاشمي ثنا عباس بن يزيد البحراني ثنا وكيع عن مسعر به.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الصمد ثنا قرة. قال: قال عون بن عبد الله في قوله عز وجل: {ولا تنس نصيبك من الدنيا} . قال: إن ناسا يضعونها على غير موضعها، إنما هي أقبل على طاعة ربك وعبادته.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا عبد الله ابن صالح حدثني الليث قال أخبرني محمد بن عجلان عن عون بن عبد الله. أنه كان

ص: 247

يقول حين يعظ الناس: إنه ليخشى الله من هو أبرأ منا، وإنا لنخشى من لا يملكنا، وكيف يخاف البرئ أم كيف يأمن المسيئ؟ ثم يقول: ويلى! يخاف البرئ بفضل علمه، ويأمن المسئ لنقص عقله.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا وكيع بن الجراح ثنا المسعودي عن عون بن عبد الله. قال: مل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ملة. فقالوا: يا رسول الله لو حدثتنا؟ فأنزل الله تعالى:

{الله نزل أحسن الحديث} . ثم نعته فقال: {كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله} .

قال: ثم ملوا ملة أخرى؛ فقالوا: يا رسول الله لو حدثتنا فوق الحديث ودون القصص. قال وكيع: يعنون القرآن. فأنزل الله تعالى {الر. تلك آيات الكتاب المبين. إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين}

قال: فأرادوا الحديث فدلهم على أحسن الحديث، وأرادوا القصص فدلهم على أحسن القصص.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا يزيد ابن هارون أنبأنا المسعودي عن عون. قال: إن الحلم والحياء والعى - عي اللسان لا عي القلب - والفقه من الإيمان، وهن مما ينقصن من الدنيا ويزدن في الآخرة، وما يزدن في الآخرة أكثر مما ينقصن من الدنيا، ألا وإن البذاء والجفاء والبيان من النفاق، وهن مما يزدن في الدنيا وينقصن من الآخرة وما ينقصن من الآخرة أكثر مما يزدن في الدنيا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن نصر ثنا أحمد بن كثير ثنا حجاج عن المسعودي عن عون. قال قال لرجل من الفقهاء: {من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب} . فقال الفقيه: والله! إنه ليجعل لنا المخرج وما بلغنا من التقوى ما هو أهله، وإنه ليرزقنا وما اتقيناه كما ينبغي، وإنه ليجعل لنا من أمرنا يسرا وما اتقيناه، وانا لنرجوا الثالثة: ومن يتق الله يكفر عنه

ص: 248

سيئاته ويعظم له أجرا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن نصر ثنا أحمد بن كثير ثنا يزيد بن هارون أنبأنا المسعودي عن عون. قال: كان أخوان فى بنى اسرائيل، فقال احدهم لصاحبه: ما أخوف عمل عملته عندك؟ فقال: ما عملت عملا أخوف عندي من أني مررت بين قراحى سنبل فأخذت من احدهما سنبلة، ثم ندمت فأردت أن ألقيها في القراح الذي أخذتها منه فلم أدر أي القراحين هو فطرحتها في أحدهما، فأخاف أن اكون قد طرحتها فى القراح الذي لم آخذها منه. فما أخوف عمل عملته أنت عندك؟ قال: إن أخوف عمل عملته عندي، إذا قمت في الصلاة أخاف أن أكون أحمل على إحدى رجلي فوق ما أحمل على الأخرى.

قال: وأبوهما يسمع كلامهما، فقال: اللهم إن كانا صادقين فاقبضهما اليك قبل أن يفتتنا فماتا. قال: فما ندري أي هؤلاء أفضل؟ قال يزيد: الأب أرى أفضل.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا عمر بن أيوب عن أبي إبراهيم الحسن بن زيد. قال: دخل عون بن عبد الله مسجدا بالكوفة فلف رداءه ثم اتكأ عليه. وقال: أعمروها! ولو أن تتكئوا فيها.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو معمر ثنا سفيان عن أبي هارون موسى. قال: كان عون يحدثنا ولحيته ترتش بالدموع.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد ثنا سفيان بن وكيع ثنا ابن عيينة عن مسعر عن عون. قال: ما أقبح السيئات بعد السيئات؟ وما أحسن الحسنات بعد السيئات؟ وأحسن من ذلك الحسنات بعد الحسنات.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا حجاج عن المسعودي. قال قال عون بن عبد الله: ما أحسب أحدا تفرغ لعيب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حجاج عن المسعودي عن عون. قال: جالسوا التوابين فإنهم أرق الناس قلوبا.

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي

ص: 249

ثنا المسعودي عن عون بن عبد الله. قال: من كان في صورة حسنة، أو في موضع لا يشينه، ووسع عليه من الرزق ثم تواضع لله كان من خاصة الله.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث ابن سعد عن ابن عجلان عن عون. أنه قال: من أحسن الله صورته، وأحسن رزقه، وجعله في منصب صالح ثم تواضع لله فهو من خالصي أهل الله.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن ابن عجلان عن عون. أن ابن مسعود كان يقول: لا تعجل بمدح احد ولا بذمه، فانه رب من يسرك اليوم يسوؤك غدا، ورب من يسوؤك اليوم يسرك غدا.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني محمد بن الحسين ثنا عياش بن عاصم الكلبي حدثني سعيد بن صدقة الكيساني

(1)

- وكان يقال انه من الأبدال - قال قال عون بن عبد الله: فواتح التقوى حسن النية، وخواتيمها التوفيق، والعبد فيما بين ذلك بين هلكات وشبهات، ونفس تحطب على شلوها، وعدو مكيد غير غافل ولا عاجز، ثم قرأ {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا} .

• حدثنا أبي رحمه الله ثنا أحمد بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد

(2)

قال حدثني محمد بن الحسين قال ثنا عبيد بن يعيش قال حدثني إبراهيم بن محمد بن حمزة بن عبد الله بن عتبة عن أبيه. قال سمعت عون بن عبد الله يقول: رأينا صدأ القلوب إنما يكون من كثرة غير الذنوب، ورأينا جلاءها إنما يكون من قبل التوبة، حتى تدع القلوب كالسيف النقى المرهف.

• حدثنا أبى ثنا احمد ابن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني محمد بن الحسن ثنا شهاب بن عباد ثنا سويد ابن عمرو الكلبي عن مسلمة بن جعفر حدثني أبو العجل الأسدي. قال قال عون بن عبد الله: قلب التائب بمنزلة الزجاجة يؤثر فيها جميع ما أصابها، والموعظة إلى قلوبهم سريعة وهم إلى الرقة أقرب، فداووها من الذنوب بالتوبة، فلرب تائب دعته توبته إلى الجنة حتى أوفدته عليها، وجالسوا التوابين فإن رحمة الله

(1)

فى المختصر: الكسائى

(2)

فى ز: ابن عبيدة ثم فى الخبر التالى اتفقا على أنه ابن عبيد.

ص: 250

إلى التوابين أقرب.

• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد العبدي حدثني أبي ثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن الحسين ثنا بكر بن محمد البصري ثنا سالم بن نوح عن عمر بن موسى القرشي عن عون بن عبد الله. قال: جرائم التوابين منصوبة بالندامة نصب أعينهم، لا تقر للتائب في الدنيا عين كلما ذكر ما اجترح على نفسه.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا أبي عن عبد الله بن محمد حدثني محمد بن الحسين

(1)

ثنا عياش بن عاصم الكلبي ثنا سلمة الأعور عن عون بن عبد الله بن عتبة.

قال: اهتمام العبد بذنبه داع إلى تركه، وندمه عليه مفتاح للتوبة، ولا يزال العبد يهتم بالذنب يصيبه حتى يكون أنفع له من بعض حسناته.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو مسلم الكشي ثنا عبد الله بن رجاء ثنا المسعودي عن عون بن عبد الله. أن عبد الله كان يقول: إن العباد فى فسحة من ستر الله ما أقاموا العبادة، ولم يهريقوا دما حراما. قال: وكان عبد الله إذا خرج من بيته قال: بسم الله، توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله.

قال محمد بن كعب القرظي: هذا في القرآن: اركبوا فيها بسم الله، وقال:

على الله توكلنا.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو مسلم ثنا عبد الله بن رجاء ثنا المسعودي عن عون. قال قال عبد الله: لا تحلفوا بحلف الشيطان أن يقول أحدكم وعزة الله، ولكن قولوا كما قال الله عز وجل والله رب العزة. وقال رجل لعبد الله:

إني أخاف أن أكون منافقا. قال: لو كنت منافقا ما خفت ذلك.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سليمان بن داود الطيالسي ثنا مطرف بن معقل الشقري قال أبي - وكان ثقة حدثنا عنه يحيى - قال حدثني عون بن عبد الله. قال: الدنيا والآخرة في قلب ابن آدم ككفتي الميزان ترجح إحداهما بالأخرى، وما تحاب رجلان في الله إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لصاحبه. قال عون: وذلك أنه فيه. قال وسمعت عونا يقول: إن صاحب عمل الآخرة لا يفجأك إلا سرك مكانه، وإن صاحب عمل

(1)

فى ج: محمد بن الحسن وفى الخبر الذى قبله اتفقا على أنه ابن الحسين.

ص: 251

الدنيا لا يفجأك الا ساءك مكانه. قال وسمعت عونا يقول: ما اجتمع رجلان فتفرقا حتى يعقد الشيطان في قلب كل واحد منهما عقدة، فإن لقي أخاه فسلم عليه حلت العقدة، وإلا كانت العقدة كما هي. قال وسمعت عونا يقول: إذا سرك أن تنظر إلى الرجل أحسن ما يكون عليه حالا؛ فانظر إليه وهو قائم يصلي.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا أبو عامر القيسي ثنا قرة عن عون. قال: إن الله ليكره عبده على البلاء كما يكره أهل المريض مريضهم، وأهل الصبي صبيهم على الدواء، ويقولون:

اشرب هذا فان لك فى عاقبته خيرا.

• حدثنا عبد الله ثنا أحمد أبو أسامة ثنا مسعر عن عون. قال: الصوم من الحلال أن تدخله، ومن الحرام أن تخرجه.

• حدثنا عبد الله ثنا أحمد ثنا أحمد ثنا أبو النضر ثنا عبد الرحمن عن عون. قال: أفضل الصيام الصيام من أربع؛ من المطعم، والمأثم، والمحرم، وأن تفطر على صدقة.

• حدثنا عبد الله ثنا أحمد ثنا أحمد ثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا المسعودي عن عون. قال: يخرج لابن آدم يوم القيامة دواوين، ديوان فيه الحسنات، وديوان فيه السيئات، وديوان فيه النعم، فلا تخرج حسنة إلا خرجت نعمة تستوعبها، وتبقى السيئات لله فيها المشيئة.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن نصر ثنا أحمد بن كثير ثنا أبو داود ثنا المسعودي عن عون. قال: كان رجل يجالس قوما فترك مجالستهم؛ فأتي في منامه فقيل له: تركت مجالستهم! لقد غفر لهم بعدك سبعين مرة.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن نصر ثنا أحمد بن كثير ثنا ابراهيم ابن إسحاق الطالقاني قال أخبرني أبو سلمة الحمصي قال حدثني يحيى بن جابر.

قال: قدم علينا عون فقعدنا إليه في المسجد فوعظنا موعظة لم نسمع بمثلها، ثم قال: أين مسجدكم الذي كان يصلي فيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فذهبنا به إليه فتوضأ وصلى فيه ركعتين، ثم قال: هل من مريض نعوده؟ قلنا: نعم! فأتينا يزيد بن ميسرة فلما قعدنا وعظنا موعظة أنستنا التي

ص: 252

كانت قبلها، فاستوى يزيد بن ميسرة وهو مريض. فقال: بخ بخ! لقد استعرضت بحرا عريضا، واستخرجت منه نهرا غريضا، ونصبت عليه شجرا كثيرا، فإن كان شجرك مثمرا أكلت وأطعمت، وإن كان شجرك غير مثمر فإن في أصل كل شجرة فأسا، ثم قال ابن ميسرة لعون: ثم ماذا؟ فقال عون: ثم تقطع، قال ابن ميسرة: ثم ماذا؟ قال: عون ثم توقد بالنار، فسكت ابن ميسرة.

قال عون: ما وقعت من قلبي موعظة كموعظة يزيد بن ميسرة.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن نصر ثنا أحمد بن كثير ثنا أبو معاوية الضرير قال أنبأنا عاصم الأحول عن عون. قال: اجعلوا حوائجكم اللاتي تهمكم في الصلاة المكتوبة، فإن الدعاء فيها كفضلها على النافلة.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني عبيد الله بن عمر القواريري حدثني حرمي بن عمارة ثنا زافر بن سليمان عن عبد الله بن بكير عن محمد بن سوقة عن عون بن عبد الله: في قوله تعالى:

{لأقعدن لهم صراطك المستقيم} . قال: طريق مكة.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا محمد بن العباس الأخرم ثنا حفص بن عمر الربالي ثنا أبو بحر البكراوي ثنا قرة بن خالد. قال سمعت عون بن عبد الله يقول: إذا أعطيت المسكين شيئا، فقال: بارك الله فيك! فقل أنت: بارك الله فيك! حتى تخلص لك صدقتك.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة الدمشقي ثنا أبو نعيم ثنا مالك بن مغول. قال سمعت عون بن عبد الله يقول: سألت أم الدرداء ما كان أفضل عمل أبي الدرداء؟ قالت: التفكر والاعتبار.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو مسلم الكشي ثنا عبد الله بن رجاء ثنا المسعودي عن عون. قال: لما أتت عبد الله - يعني ابن مسعود - وفاة عتبة - يعني أخاه - بكى، فقيل له أتبكي؟ قال: كان أخي في النسب، وصاحبي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أحب مع ذلك أني كنت قبله أن يموت فأحتسبه، أحب إلي من أن أموت فيحتسبني.

ص: 253

• حدثنا سليمان ثنا أبو مسلم الكشي ثنا عبد الله بن رجاء ثنا المسعودي عن عون. أن ابن مسعود كان يقول: يا بادي لا بداء لك، يا دائم لا نفاد لك، يا حي تحيي الموتى، أنت القائم على كل نفس بما كسبت.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا المسعودي ح. وحدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا عبد العزيز بن أبي حازم قالا عن أبي حازم عن عون. أنه كان يقول: المؤمن موالف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو يحيى الرازي ثنا عبد الله بن عمران قال ثنا ابن إدريس قال سمعت هارون بن عنترة يقول عن عون بن عبد الله: قال قال عبد الله صل من كان أبوك يصله، فإن صلة الميت في قبره أن تصل من كان أبوك يواصل.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو موسى الأنصاري ثنا سفيان بن عيينة. قال قال عون بن عبد الله: الخير الذي لا شر فيه، الشكر مع العافية، فكم من منعم عليه غير شاكر، وكم من مبتلى غير صابر. وكان يقول: الحمد لله الذي إذا شئت أي ساعة من ليل أو نهار وضعت عنده سري بغير شفيع فيقضي لي حاجتي ربي عز وجل، والحمد لله الذي أدعوه فيجيبني، وإن كنت بطيئا حين يدعونى.

• أخبرنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد في كتابه ثنا الحسن بن علي قال ثنا سعيد بن سليمان الواسطي ثنا سماعة بن هلال. قال سمعت عون بن عبد الله يقول: يدخل فقراء المهاجرين [الجنة] قبل أغنيائهم بسبعين خريفا، مثله كمثل سفينتين في هذا البحر، مرت واحدة وليس فيها شيء. فقال صاحب البحر: خلوا سبيلها، ومرت الأخرى موقرة فحبست لينظر ما فيها.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا هاشم بن القاسم ثنا الأشجعي ثنا موسى الجهني عن عون بن عبد الله ابن عتبة. أنه كان يقول: يا ويح نفسي! كيف أغفل ولا يغفل عني؟ أم كيف

ص: 254

تهنئنى معيشتي واليوم الثقيل ورائي؟ أم كيف يشتد عجبي بدار في غيرها قراري وخلدي.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني يحيى بن معين ثنا الحجاج بن محمد أنبأنا عبد الرحمن المسعودى عن عون ابن عبد الله. أنه كان يقول في بكائه: وذكر خطيئته

ويحى! بأى شيء لم اعصى ربى. ويحى! إنما عصيته بنعمته عندى، ويحي! من خطيئة ذهبت شهوتها وبقيت تبعتها عندي في كتاب كتبه كتاب لم يغيبوا عنى، وا سوأتاه! لم استحيهم ولم اراقب ربى، ويحى! نسيت ما لم ينسوا منى، ويحى! غفلت ولم يغفلوا عنى، لم استحيهم ولم اراقب.

وا سوأتاه! ويحى! حفظوا ما ضيعت منى، ويحى! طاوعت نفسى وهى لا تطاوعنى.

ويحى! طاوعتها فيما يضرها ويضرنى. ويحها! ألا تطاوعني فيما ينفعها وينفعني أريد إصلاحها وتريد أن تفسدني. ويحها! إني لأنصفها وما تنصفنى، أدعوها لا رشدها وتدعونى لتغوينى، ويحها! انها لعدو لو أنزلتها تلك المنزلة منى، ويحها! تريد اليوم أن ترديني وغدا تخاصمني.

رب لا تسلطها على ذلك مني، رب إن نفسي لم ترحمني فارحمني، رب إني أعذرها ولا عذرتنى، إنه إن يك خيرا أخذلها وتخذلني، وإن يك شرا أحبها وتحبني، رب فعافني منها وعافها مني، حتى لا أظلمها ولا تظلمني، وأصلحني لها وأصلحها لي، فلا أهلكها ولا تهلكنى، ولا تكلنى اليها ولا تكلها الى.

ويحي! كيف أفر من الموت وقد وكل بى، ويحى! كيف انساه ولا ينسانى.

ويحى! أنه يقص أثري فإن فررت لقيني، وإن أقمت أدركنى. ويحي! هل عسى أن يكون قد أظلني فمسانى؟ وصبحنى! أو طرقنى فبغتنى؟

(1)

.

ويحى! أزعم أن خطيئتي قد أقرحت قلبي، ولا يتجافى جنبي، ولا تدمع عينى ولا تسهر لى

(2)

ويحى! كيف أنام على مثلها ليلى، ويحى! هل ينام على مثلها مثلى، ويحي! لقد خشيت أن لا يكون هذا الصدق منى؟ بل ويلى!

(1)

فى ج: فنعتنى.

(2)

وفيها: ولا يسهر ليلى.

ص: 255

إن لم يرحمني ربي. ويحي! كيف لا توهن قوتى ولا تعطش هامتى

(1)

بل ويلي! إن لم يرحمني ربي. ويحي! كيف لا أنشط فيما يطفئها عني؟ بل ويلي! إن لم يرحمني ربي.

ويحي! كيف لا يذهب ذكر خطيئتي كسلي، ولا يبعثني إلى ما يذهبها عني.

بل ويلي! إن لم يرحمني ربي. ويحي! كيف تنكا قرحتى ما تكسب يدى، ويح نفسى بل ويلى! ان لم يرحمنى ربى. ويحى! لا تنهاني الأولى من خطيئتي عن الآخرة، ولا تذكرني الآخرة من خطيئتي بسوء ما ركبت من الأولى، فويلى ثم ويلى! ان لم يتم عفو ربى. ويحي! لقد كان لي فيما استوعبت من لساني وسمعي وقلبي وبصري اشتغال، فويل لي ان لم يرحمنى ربى. ويحي! إن حجبت يوم القيامة عن ربي فلم يزكني ولم ينظر إلي ولم يكلمني، فأعوذ بنور وجه ربي من خطيئتي، وأعوذ به أن أعطى كتابى بشمالى أو وراء ظهري، فيسود به وجهي، وتزرق به مع العمى عينى. بل ويلى! ان لم يرحمنى ربى. ويحيى! بأي شيء أستقبل ربي؟ بلساني أم بيدي أم بسمعي أم بقلبي أم ببصري. ففي كل هذا له الحجة والطلبة عندى، فويل لي إن لم يرحمني ربي، كيف لا يشغلنى ذكر خطيئتى عما لا يعنينى؟ ويحك يا نفسى ما لك لا تنسين ما لا ينسى؟ وقد أتيت ما لا يؤتى، وكل ذلك عند ربك يحصى، فى كتاب لا يبيد ولا يبلى. ويحك! لا تخافين أن تجزى فيمن يجزى يوم تجزى كل نفس بما تسعى، وقد آثرت ما يفني على ما يبقى.

يا نفس ويحك! ألا تستفيقين مما أنت فيه؟ إن سقمت تندمين، وإن صححت تأثمين، مالك؟ إن افتقرت تحزنين، وإن استغنيت تفتنين. ما لك؟ إن نشطت تزهدين، فلم إن دعيت تكسلين؟ اراك ترغبين قبل أن تنصبى، فلم لا تنصبين فيما ترغبين.

يا نفس ويحك! لم تخالفين؟ تقولين في الدنيا قول الزاهدين وتعملين فيها عمل الراغبين. ويحك! لم تكرهين الموت؟ لم لا تذعنين وتحبين الحياة، لم لا تصنعين. يا نفس ويحك! أترجين أن ترضي ولا تراضين، وتجانبين وتعصين.

(1)

كذا فى الاصلين والمختصر.

ص: 256

مالك؟ إن سألت تكثرين، فلم إن أنفقت تقترين؟ أتريدين الحياة؟ ولم تحذرين بتغير الزيادة، ولم تشكرين. تعظمين في الرهبة حين تسألين، وتقصرين في الرغبة حين تعملين، تريدين الآخرة بغير عمل، وتؤخرين التوبة لطول الأمل.

لا تكوني كمن يقال هو في القول مدل، ويستصعب عليه الفعل، بعض بني آدم إن سقم ندم، وإن صح أمن، وإن افتقر حزن، وإن استغنى فتن، وإن نشط زهد، وإن رغب كسل، يرغب قبل أن ينصب، ولا ينصب فيما يرغب. يقول قول الزاهد، ولا يعمل عمل الراغب، يكره الموت لما لا يدع، ويحب الحياة لما لا يصنع. إن سأل أكثر، وإن أنفق قتر، يرجو الحياة ولم يحذر، ويبغي الزيادة ولم يشكر، يبلغ فى الرغبة حين يسأل، ويقصر في الرغبة حين يعمل، يرجو الأجر بغير عمل.

ويح لنا ما أغرنا، ويح لنا ما أغفلنا، ويح لنا ما أجهلنا، ويح لنا لأي شيء خلقنا؟ للجنة أم للنار، ويح لنا أي خطر خطرنا، ويح لنا من أعمال قد أخطرتنا، ويح لنا مما يراد بنا، ويح لنا كأنما يعني غيرنا، ويح لنا إن ختم على أفواهنا، وتكلمت أيدينا، وشهدت أرجلنا. [ويح لنا حين تفتش سرائرنا، ويح لنا حين تشهد أجسادنا، ويح لنا مما قصرنا، لا براءة لنا، ولا عذر عندنا، ويح لنا ما أطول أملنا، ويح لنا حيث نمضى الى خالقا].

(1)

ويح لنا ولنا الويل الطويل! إن لم يرحمنا ربنا، فارحمنا يا ربنا.

رب ما أحكمك، وأمجدك، وأجودك، وأرأفك، وأرحمك، وأعلاك، وأقربك، وأقدرك، وأقهرك، وأوسعك، وأقضاك، وأبينك، وأنورك، وألطفك، وأخبرك، وأعلمك، وأشكرك، وأحلمك، وأحكمك، وأعطفك، وأكرمك.

رب ما أرفع حجتك، وأكثر مدحتك، رب ما أبين كتابك، وأشد عقابك، رب ما أكرم مآبك، وأحسن ثوابك، رب ما أجزل عطاؤك،

(1)

ما بين المربعين زيادة فى نسخة جدة والمختصر.

ص: 257

وأجل ثناؤك، رب ما أحسن بلاءك، وأسبغ نعماءك، رب ما أعلى مكانك، وأعظم سلطانك، رب ما أمتن كيدك، وأغلب مكرك، رب ما أعز ملكك، وأتم أمرك، رب ما أعظم عرشك، وأشد بطشك، رب ما أوسع كرسيك، وأهدى مهديك، رب ما أوسع رحمتك، وأعرض جنتك، رب ما أعز نصرك، وأقرب فتحك، رب ما أعمر بلادك، وأكثر عبادك، رب ما أوسع رزقك، وأزيد شكرك، رب ما أسرع فرجك، وأحكم صنعك، رب ما اللطف خيرك، وأقوى أمرك، رب ما أنور عفوك، وأجل ذكرك، رب ما اعدل حكمك، وأصدق قولك، رب ما أوفى عهدك، وأنجز وعدك، رب ما أحضر نفعك، وأتقن صنعك.

ويحي؟ كيف أغفل ولا يغفل عني، أم كيف تهنئنى معيشتي واليوم الثقيل ورائي، أم كيف لا يطول حزني ولا أدري ما يفعل بي؟ أم كيف تهنئنى الحياة ولا أدري ما أجلي؟ أم كيف تعظم فيها رغبتي والقليل فيها يكفيني، أم كيف آمن ولا يدوم فيها حالي؟ أم كيف يشتد حبي لدار ليست بداري؟ أم كيف أجمع لها وفي غيرها قراري؟ أم كيف يشتد عليها حرصي ولا ينفعني ما تركت فيها بعدي، أم كيف اوثرها وقد اضرت بمن آثرها قبلي، أم كيف لا أبادر بعملي قبل أن يغلق باب توبتي، أم كيف يشتد إعجابى بما يزايلني وينقطع عني، أم كيف أغفل عن أمر حسابي وقد أظلني واقترب مني، أم كيف أجعل شغلى فيما قد تكفل به لي، أم كيف أعاود ذنوبي وأنا معروض على عملي، أم كيف لا أعمل بطاعة ربي وفيها النجاة مما أحذر على نفسي، أم كيف لا يكثر بكائي ولا أدري ما يراد بي؟ أم كيف تقر عيني مع ذكر ما سلف مني، أم كيف أعرض نفسي لما لا يقوى له هوائي، أم كيف لا يشتد هولى مما يشتد منه جزعى، أم كيف تطيب نفسى مع ذكر ما هو أمامي، أم كيف يطول أملي والموت فى أثري، أم كيف لا أراقب ربي وقد أحسن طلبي.

ويحي! فهل ضرت غفلتي أحدا سوائي، أم هل يعمل لي غيري إن ضيعت حظي، أم هل يكون عملي إلا لنفسى، فلم أدخر عن نفسي ما يكون نفعه لي؟

ص: 258

ويحي! كأنه قد تصرم أجلي ثم أعاد ربي خلقي كما بدأني، ثم أوقفني وسألني وسأل عني وهو أعلم بي ثم أشهدت الأمر الذي أذهلني عن أحبابي وأهلي، وشغلت بنفسي عن غيري، وبدلت السموات والأرض وكانتا تطيعان وكنت أعصي؛ وسيرت الجبال وليس لها مثل خطيئتي، وجمع الشمس والقمر وليس عليهما مثل حسابي؛ وانكدرت النجوم وليست تطلب بما عندي، وحشرت الوحوش ولم تعمل بمثل عملي، وشاب الوليد وهو أقل ذنبا منى.

ويحي! ما أشد حالي وأعظم خطري، فاغفر لي واجعل طاعتك همي، وقو عليها جسدي، وسخ نفسى عن الدنيا واشغلنى فيما ينفعنى، وبارك لي في قواها حتى ينقضي مني حالي، وامنن علي وارحمني حين تعيد بعد اللقاء خلقي، ومن سوء الحساب فعافني يوم تبعثني فتحاسبني، ولا تعرض عني يوم تعرضني بما سلف من ظلمي وجرمي

(1)

، وآمني يوم الفزع الأكبر يوم لا تهمني إلا نفسي، وارزقني نفع عملي يوم لا ينفعني عمل غيري.

إلهي أنت الذي خلقتني، وفي الرحم صورتني، ومن أصلاب المشركين نقلتني، قرنا فقرنا حتى أخرجتني في الأمة المرحومة، إلهي فارحمني إلهي فكما مننت علي بالإسلام فامنن علي بطاعتك، وبترك معاصيك أبدا ما أبقيتني ولا تفضحني بسرائري، ولا تخذلني بكثرة فضائحي.

سبحانك خالقي أنا الذي لم أزل لك عاصيا فمن أجل خطيئتي لا تقر عيني، وهلكت إن لم تعف عني، سبحانك خالقي بأي وجه ألقاك؟ وبأي قدم أقف بين يديك؟ وبأي لسان أناطقك؟ وبأي عين أنظر إليك؟ وأنت قد علمت سرائر أمري، وكيف أعتذر إليك إذا ختمت على لساني، ونطقت جوارحي بكل الذي قد كان مني.

سبحانك خالقي فأنا تائب إليك متبصبص؛ فاقبل توبتي، واستجب دعائي وارحم شبابي، واقلنى عثرتى، وارحم طول عبرتي، ولا تفضحني بالذي قد كان مني.

(1)

فى المختصر: ولا تعرض على ما سلف من ظلمى وجرمي.

ص: 259

سبحانك خالقى أنت غياث المستغيثين، وقرة أعين العابدين، وحبيب قلوب الزاهدين، فإليك مستغاثي ومنقطعي، فارحم شبابي، واقبل توبتي، واستجب دعوتي، ولا تخذلني بالمعاصي التي كانت مني. إلهي علمتني كتابك الذي أنزلته على رسولك محمد صلى الله عليه وسلم. ثم وقعت على معاصيك وأنت تراني، فمن أشقى مني إذا عصيتك وأنت تراني، وفي كتابك المنزل قد نهيتني، إلهي أنا إذا ذكرت ذنوبي ومعاصيى لم تقر عيني للذي كان مني، فأنا تائب إليك فاقبل ذلك مني، ولا تجعلني لنار جهنم وقودا بعد توحيدي، وإيماني بك. فاغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين برحمتك آمين رب العالمين.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا الحسن بن سفيان ثنا حيان بن موسى ثنا سهل بن علي. قال كتب عون بن عبد الله إلى ابنه: يا بني ح.

وحدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم عن يحيى بن معين ثنا حجاج أنبأنا المسعودي عن عون بن عبد الله. أنه قال لابنه: يا بني كن ممن نأيه عمن نأى عنه يقين ونزاهة، ودنوه ممن دنا منه لين ورحمة، ليس نأيه بكبر ولا بعظمة ولا دنوه خداع ولا خلابة، يقتدي بمن قبله فهو إمام لمن بعده، ولا يعزب

(1)

علمه، ولا يحضر جهله، ولا يعجل فيما رابه، ويعفو فيما يتبين له، يغمض في الذي له، ويزيد في الحق الذي عليه. والخير منه مأمول، والشر منه مأمون، إن كان مع الغافلين كتب من الذاكرين، وإن كان مع الذاكرين لم يكتب من الغافلين. لا يغره ثناء من جهله، ولا ينسى إحصاء ما قد علمه، إن زكي خاف ما يقولون واستغفر لما لا يعلمون، يقول أنا أعلم بي من غيري، وربي أعلم بي من نفسي، فهو يستبطئ نفسه في العمل، ويأتي ما يأتي من الأعمال الصالحة على وجل، يظل يذكر ويمسي وهمه أن يشكر، يبيت حذرا، ويصبح فرحا، حذرا لما حذر من الغفلة، وفرحا لما أصاب من الغنيمة والرحمة، إن عصته نفسه فيما يكره لم يطعها فيما أحبت، فرغبته فيما يخلد، وزهادته فيما ينفد، يمزج العلم بالحلم، ويصمت ليسلم، وينطق ليفهم، ويخلو

(1)

كذا فى المختصر. وفى الاصلين: يغرب. وفيه ولا يظهر جهله.

ص: 260

ليغنم، ويخالق ليعلم، لا ينصت لخير حين ينصت وهو يسهو، ولا يستمع له وهو يلغو، لا يحدث أمانته الأصدقاء، ولا يكتم شهادته الأعداء، ولا يعمل من الخير شيئا رياء، ولا يترك منه شيئا حياء، مجالس الذكر مع الفقراء أحب إليه من مجالس اللهو مع الأغنياء.

ولا تكن يا بني ممن يعجب باليقين من نفسه فيما ذهب، وينسى اليقين فيما رجا وطلب، يقول فيما ذهب لو قدر شيء لكان، ويقول فيما بقي ابتغ

(1)

أيها الإنسان، شاخصا غير مطمئن، ولا يثق من الرزق بما قد ضمن. لا تغلبه نفسه على ما يظن، ولا يغلبها على ما يستيقن، فهو من نفسه في شك، ومن ظنه إن لم يرحم في هلك، إن سقم ندم، وإن صح أمن، وإن افتقر حزن، وإن استغنى افتتن، وإن رغب كسل، وإن نشط زهد، يرغب قبل أن ينصب، ولا ينصب فيما يرغب، يقول لم أعمل فأتعنى، بل أجلس فأتمنى، يتمنى المغفرة ويعمل بالمعصية، كان أول عمره غفلة وغرة، ثم أبقي واقيل العثرة، فاذا فى آخره كسل وفترة، طال عليه الأمل فافتتن، وطال عليه الأمد فاغتر، واعذر اليه فيما عمر، وليس فيما أعمر بمعذر، عمر ما يتذكر فيه من تذكر، فهو من الذنب والنعمة موقر، أن اعطى من ليشكر

(2)

، أو ان منع قال لم يقدر، أساء العبد واستأثر، يرجو النجاة ولم يحذر، ويبتغى الزيادة ولم يشكر، حق أن يشكر وهو أحق أن لا يعذر، يتكلف ما لم يؤمر، ويضيع ما هو أكثر، إن يسأل أكثر، وإن أنفق قتر، يسأل الكثير، وينفق اليسير، قدر له خير من قدره لنفسه فوسع له رزقه، وخفف حسابه؛ فأعطي ما يكفيه ومنع ما يلهيه، فليس يرى شيئا يغنيه، دون غنى يطغيه، يعجز عن شكر ما أوتي، ويبتغي الزيادة فيما بقي، يستبطئ نفسه في شكر ما أوتي، وينسى ما عليه من الشكر فيما وفى، ينهى فلا ينتهي، ويأمر بما لا يأتي، يهلك فى بغضه ويقصر في حبه، غره من نفسه حبه ما ليس عنده، وبغضه على ما عنده مثله، يحب الصالحين فلا يعمل أعمالهم، ويبغض المسيئين وهو أحدهم، يرجو

(1)

فى المختصر. أتبع:

(2)

وفيه ليستكثر.

ص: 261

الآخرة فى البغض على ظنه، ولا يخشى المقت في اليقين من نفسه، لا يقدر في الدنيا على ما يهوى، ولا يقبل من الآخرة ما يبقى، يبادر من الدنيا ما يفنى ويترك من الآخرة ما يبقى. إن عوفي حسب أنه قد تاب، وان ابتلي عاد.

يقول في الدنيا قول الزاهدين، ويعمل فيها عمل الراغبين، يكره الموت لا ساءته، ولا ينتهي عن الإساءة في حياته، يكره الموت لما لا يدع، ويحب الحياة لما لا يصنع، إن منع من الدنيا لم يقنع، وان اعطى منها لم يشبع، وإن عرضت الشهوة قال يكفيك العمل فواقع، وإن عرض له العمل كسل وقال يكفيك الورع. لا تذهب مخافته الكسل، ولا تبعثه رغبته على العمل. يرجو الأجر بغير عمل، ويؤخر التوبة لطول الأمل، ثم لا يسعى فيما له خلق، ورغبته فيما تكفل له من الرزق، وزهادته فيما أمر به من العمل، ويتفرغ لما فرغ له من الرزق، يخشى الخلق في ربه، ولا يخشى الرب في خلقه، يعوذ بالله ممن هو فوقه، ولا يعيذ بالله من هو تحته، يخشى الموت، ولا يرجو الفوت؛ يأمن ما يخشى وقد أيقن به؛ ولا ييأس مما يرجو وقد تيقن منه؛ يرجو نفع علم لا يعمل به، ويأمن ضر جهل قد أيقن به، يسخر بمن تحته من الخلق؛ وينسى ما عليه فيه من الحق، ينظر إلى من هو فوقه في الرزق، وينسى من تحته من الخلق، يخاف على غيره بأدنى من ذنبه، ويرجو لنفسه بأيسر من عمله، يبصر العورة من غيره ويغفلها من نفسه، إن ذكر اليقين قال ما هكذا من كان قبلكم، فإن قيل أفلا تعمل أنت عملهم؛ يقول: من يستطيع أن يكون مثلهم.

فهو للقول مدل، ويستصعب عليه العمل، يرى الأمانة ما عوفي وأرضى، والخيانة أن اسخط وأبتلى، يلين ليحسب عنده أمانة فهو يرصدها للخيانة، يتعلم للصداقة ما يرصد به للعداوة، يستعجل بالسيئة وهو في الحسنة بطيء، يخف عليه الشعر، ويثقل عليه الذكر، اللغو مع الأغنياء أحب إليه من الذكر مع الفقراء، يتعجل النوم ويؤخر الصوم، فلا يبيت قائما ولا يصبح صائما، ويصبح وهمه التصبح من النوم ولم يسهر، وبمشى وهمه العشاء وهو مفطر - زاد الحجاج عن المسعودي في روايته - إن صلى اعترض، وإن ركع ربض،

ص: 262

وإن سجد نقر، وإن سأل ألحف، وإن سئل سوف، وإن حدث حلف، وإن حلف حنث، وإن وعد أخلف، وإن وعظ كلح، وإن مدح فرح، طلبه شر، وتركه وزر، ليس له في نفسه عن عيب الناس شغل، وليس لها في الإحسان فضل، يميل لها ويحب لها. منهم العدل، أهل الخيانة له بطانة، وأهل الأمانة له عداوة، إن سلم لم يسمع، وإن سمع لم يرجع، ينظر نظر الحسدود، ويعرض إعراض الحقود، يسخر بالمقتر، ويأكل بالمدبر، ويرضي الشاهد بما ليس في نفسه، ويسخط الغائب بما لا يعلم فيه، جريء على الخيانة، برئ من الأمانة، من أحب كذب، ومن أبغض خلب، يضحك من غير العجب، ويمشي في غير الأدب، لا ينجو منه من جانب، ولا يسلم منه من صاحب، إن حدثته ملك، وإن حدثك غمك، وإن سؤته سرك، وإن سررته ضرك، وإن فارقته أكلك، وإن باطنته فجعك، وإن تابعته بهتك، وإن وافقته حسدك، وإن خالفته مقتك، يحسد أن يفضل، ويزهد أن يفضل، يحسد من فضله، ويزهد أن يعمل عمله، يعجز عن مكافأة من أحسن إليه، ويفرط فيمن بغى عليه، لا ينصت فيسلم، ويتكلم بما لا يعلم، يغلب لسانه قلبه، ولا يضبط قلبه قوله، يتعلم للمراء، وينفقه للرياء، ويظهر الكبرياء، فيظهر منه ما أخفى، ولا يخفي منه ما أبدى، يبادر ما يفنى، ويواكل ما يبقى، يبادر بالدنيا، ويواكل بالتقوى.

• حدثنا أبي وعبد الله بن محمد قالا ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أبو عمار أحمد بن محمد بن الجراح ثنا إبراهيم بن بلخ البلخي قال سمعت سفيان بن عيينة يقول ثنا مسعر. قال قال عون بن عبد الله: ما كان الله لينقذنا من شيء ثم يعيدنا فيه {وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها} ) وما كان الله ليجمع أهل قسمين في النار {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت}

ونحن نقسم بالله جهد أيماننا ليبعثن الله من يموت.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا الحسين بن الحسن المروزي ثنا عبد الله بن المبارك ثنا عبد الله بن الوليد بن عبد الله بن معقل ثنا عون

ص: 263

ابن عبد الله. أنه قال: أوصى رجل ابنه، فقال: يا بني عليك بتقوى الله، وإن استطعت أن تكون اليوم خيرا منك أمس، وغدا خير منك اليوم فافعل، وإذا صليت فصل صلاة مودع، وإياك وكثرة طلب الحاجات فإنها فقر حاضر، وإياك وما يعتذر منه.

• حدثنا عبد الله بن جعفر فيما قرئ عليه قال ثنا أسيد بن عاصم ثنا زيد بن عوف ثنا سعد بن زربي عن ثابت البناني. قال: كان لعون بن عبد الله جارية يقال لها بشرة، وكانت تقرأ القرآن بألحان. فقال لها يوما: يا بشرة اقرئي على إخواني، فكانت تقرأ بصوت فيه ترجيع حزين، فلقيتهم يلقون العمائم عن رءوسهم ويبكون. فقال لها يوما: يا بشرة قد أعطيت بك ألف دينار لحسن صوتك، اذهبي فلا يملكك علي أحد فأنت حرة لوجه الله. قال ثابت:

فهي هناك عجوز بالكوفة لولا أن أشق عليها لبعثت إليها حتى تقدم علينا فتكون عندنا حتى تموت.

أدرك عون بن عبد الله بن عتبة، جماعة من الصحابة. وسمع عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وأبا هريرة، وأكثر روايته عن أبيه عن عبد الله بن مسعود، وأبوه عبد الله بن عتبة يعد في الصحابة.

وصحب عون: الشعبي، والأسود بن يزيد، وكبار التابعين وعلمائهم من أهل الكوفة وغيرها.

وروى عن عون من التابعين جماعة: منهم إسماعيل بن أبي خالد، وأبو إسحاق الشيباني، وأبو الزبير، وأبو سهيل نافع بن مالك، ومجالد. وروى عنه سعيد المقبري، ومالك بن مغول، ومسعر، وغيرهم من الأئمة والأعلام.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا إسماعيل بن إبراهيم قال ثنا الحجاج بن أبي عثمان عن أبي الزبير عن عون بن عبد الله بن عتبة عن ابن عمر. قال: «بينا نحن نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال رجل من القوم: الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

ص: 264

من القائل كذا وكذا؟ فقال رجل من القوم: أنا يا رسول الله فقال عجبت لها فتحت لها أبواب السماء. قال ابن عمر. فما تركتهن منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك». غريب من حديث عون لم يروه عنه إلا أبو الزبير وهو محمد بن مسلم بن تدرس تابعي من أهل مكة تفرد به عنه الحجاج وهو الصواف البصري.

• حدثنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا أبو موسى الأنصاري قال ثنا عاصم بن عبد العزيز المدني عن أبي سهيل عن عون بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال:

«يكفيك قراءة الامام، خافت أو جهر» . غريب من حديث عون لم يروه عنه إلا أبو سهيل وهو نافع بن

(1)

مالك عم مالك بن أنس يعد من تابعي أهل المدينة سمع من أنس بن مالك تفرد عنه عاصم بن عبد العزيز وهو الليثي.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن يحيى

(2)

بن منده قال ثنا أبو بكر ابن أبي النضر قال ثنا أبو النضر قال ثنا أبو عقيل الثقفي قال ثنا مجالد قال ثنا عون بن عبد الله بن عتبة عن أبيه. قال: «ما مات النبي صلى الله عليه وسلم حتى قرأ وكتب» . غريب من حديث عون عن أبيه وأبوه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ست سنين وبرك عليه ودعا له، لم يروه عنه إلا مجالد تفرد به أبو عقيل.

• حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن جعفر العطار قال ثنا محمد بن يونس ابن موسى قال ثنا أبو بكر الحنفي قال ثنا عبد الحميد - يعني ابن جعفر قال أخبرنا سعيد المقبري عن عون بن عبد الله بن عتبة عن أبيه عن ابن مسعود.

قال: «جاء رجل من بني سليم يقال له عمرو بن عبسة إلى المدينة ولم يكن رأى النبي صلى الله عليه وسلم إلا بمكة. فقال يا رسول الله: علمني ما أنت به عالم وما أنا به جاهل، علمني ما ينفعني ولا يضرني، أي صلاة الليل التطوع أفضل؟ قال: نصف الليل فإنها ساعة ينزل فيها الله تعالى إلى سماء الدنيا فيقول: لا اسأل

(1)

فى ج: ابن انس

(2)

فى ز: محمد بن الجهمي بن منده.

ص: 265

عن عبادي أحدا غيري. فيقول: هل من داع يدعوني فأستجيب له؟ هل من مستغفر فيستغفرنى فاغفر له؟ هل ما عان يدعونى فافك عانه

(1)

حتى ينفجر الفجر ثم يصعد الرحمن». غريب من حديث عون تفرد به عنه سعيد، ورواه الليث ابن سعد عن سعيد عن عون منقطعا ولم يقل عن أبيه.

• حدثناه إبراهيم بن محمد بن يحيى في جماعة قالوا ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا الليث بن سعد عن سعيد المقبري عن عون بن عبد الله بن عتبة عن ابن مسعود.

قال: جاء رجل من بني سليم فذكر نحوه. واختلف على سعيد المقبري في هذا الحديث فروي عنه من رواية عون على ما ذكرنا من اختلافه، وروى عنه - يعنى سعيد عن أبي هريرة، وروى عنه عن أبيه عن أبي هريرة، وروى عنه عن عطاء مولى أم حبيبة عن أبي هريرة، وأسلم الروايات وأصحها عن أبيه عن أبي هريرة.

• حدثنا محمد بن علي بن أحمد بن مخلد قال ثنا محمد بن يونس بن موسى قال ثنا أبو عامر العقدي قال ثنا محمد بن أبي حميد عن عون بن عبد الله بن عتبة عن أبيه عن عبد الله بن مسعود. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من خرج من عينه دموع، وإن كانت مثل رأس الذباب من خشية الله تعالى حتى يصيب حر وجهه، حرم الله وجهه على النار» . غريب من حديث عون تفرد به محمد بن أبي حميد وهو أبو إبراهيم الزرقي المدني ويعرف بحماد بن أبي حميد، ورواه إسماعيل بن أبي أويس عن أخيه عن حماد عن عون مثله.

• حدثناه سليمان بن أحمد قال ثنا علي بن المبارك الصنعاني قال ثنا إسماعيل بن أبي أويس قال ثنا يحيى عن حماد عن عون مثله.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود الطيالسي قال ثنا محمد بن أبي حميد عن عون بن عبد الله بن عتبة عن أبيه عن عبد الله بن مسعود. قال: «كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبسم! فقلنا:

يا رسول الله مم تبسمت؟ قال: عجبت للمؤمن وجزعه من السقم، ولو يعلم ما فى

(1)

فى المختصر فافك له عانيه.

ص: 266

السقم أحب أن يكون سقيما حتى يلقى الله عز وجل». تفرد به محمد بن عون ورواه الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعد بن أبي هلال عن محمد بن أبي حميد عن عون ولم يقل عن أبيه.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا محمد

(1)

بن إبراهيم بن ملحان قال ثنا يحيى بن أبي بكير قال ثنا الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن محمد بن أبي حميد أن عون بن عبد الله أخبره عن ابن مسعود. قال: «تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فقلنا ما لك يا رسول الله؟ قال: إني عجبت لهذا العبد المسلم يكره أن يمرض، ولو يعلم ما له في المرض لأحب أن لا يزال مريضا، ثم! تبسم فقلنا: ما شأنك يا رسول الله؟ قال: عجبت للملكين اتيا يتمسان العبد في مصلاه، فوجداه قد حبسه المرض فعرجا فقالا: يا رب - وهو أعلم - جئنا نلتمس عبدك فلانا في مصلاه فوجدناه قد حبسه المرض، قال: اكتبا له أجر عمله الذي كان يعمل، يعطى أجره ما كان عانيا في حبالي» . وروى عن محمد بن أبي حميد بهذه الزيادة مجردا أبو داود الطيالسي

• حدثناه عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا محمد بن أبي حميد عن عون عن أبيه عن عبد الله بن مسعود. قال: رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره إلى السماء ثم خفضه فقال عجبت للملكين؟ فذكر نحوه.

• حدثنا أبو أحمد الجرجاني قال ثنا أحمد بن موسى العدوى قال ثنا إسماعيل ابن سعيد قال ثنا وهب بن جرير عن محمد بن أبي حميد عن عون بن عبد الله عن أبيه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «ثلاث تجري للمؤمن في قبره؛ عالم ترك علما يعمل به فهو يجري له ما عمل به، ورجل تصدق بصدقة فهو يجري له ما عمل بما جرت لأهلها، ورجل ترك ولدا صالحا فهو يدعو له» . غريب من حديث عون عن أبيه تفرد به محمد بن أبي حميد وهو صحيح ثابت من حديث أبي هريرة وأبي قتادة.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا مسعدة بن سعد العطار قال ثنا إبراهيم

(1)

فى ج: احمد بن ابراهيم.

ص: 267

ابن المنذر الحزامي قال ثنا محمد بن عمر الواقدي قال ثنا هشام بن سعد عن محصن بن علي عن عون بن عبد الله بن عتبة عن أبيه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم: «ذاكر الله في الغافلين بمنزلة الصابر عن الفارين» . غريب من حديث عون متصلا مرفوعا لم يروه عنه إلا محصن ولم نكتبه إلا من هذا الوجه، وروي من حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعا.

• حدثنا سليمان بن أحمد وغيره قالوا ثنا جعفر الفريابي قال ثنا إبراهيم بن العلاء الحمصي قال ثنا إسماعيل بن عياش عن صالح بن كيسان عن عون بن عبد الله ابن عتبة عن أبيه عن ابن مسعود: «أن الديك صرخ عند النبي صلى الله عليه وسلم. فقال رجل: اللهم العنه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تلعنه ولا تسبه فإنه يدعو إلى الصلاة» . غريب من حديث صالح عن عون عن أبيه عن عبد الله تفرد به إسماعيل والصحيح رواية صالح عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن زيد بن خالد الجهني. وهذا الحديث مما اضطرب فيه إسماعيل بن عياش من حديث الحجازيين واختلط فيه.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا الليث بن سعد عن ابن عجلان عن عون بن عبد الله بن عتبة عن أبيه عن ابن مسعود. أنه قال: «ما من عبد يقول سبحان الله والله أكبر والحمد لله ولا إله إلا الله وتبارك الله، إلا تلقاهن ملك وصعد بهن إلى السماء فلا يمر بملأ من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن حتى يحيي بها وجه الرحمن» . قال عون:

فذكرت ذلك لبعض علمائنا فقال: لقد بلغني أنه ليس من أحد يقولهن ويتبعهن لا حول ولا قوة إلا بالله إلا نظر الله إليه وما نظر الله إلى عبد إلا رحمه. كذا رواه الليث عن ابن عجلان عنه موقوفا.

• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا محمد بن عبد الله بن الحسن ح. وحدثنا محمد بن نصر قال ثنا عبد الله بن محمد بن زكرياء قالا ثنا محمد بن بكير الحضرمي ح.

وحدثنا محمد بن إسحاق بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ح. وحدثنا محمد بن حميد قال ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية قالا ثنا وهب بن

ص: 268

بقية قالا ثنا خالد بن عبد الله عن الشيباني عن عون بن عبد الله بن عتبة عن أخيه عبيد الله عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «في الجمعة ساعة لا يوافقها أحد يسأل الله تعالى فيها شيئا إلا أعطاه» . فقال عبد الله بن سلام:

إن الله تعالى ابتدأ الخلق وخلق الأرض يوم الأحد ويوم الاثنين وخلق السموات يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء وخلق الأقوات وما في الأرض يوم الخميس ويوم الجمعة إلى صلاة العصر فهي ما بين صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس. غريب من حديث عون تفرد به عنه أبو إسحاق الشيباني تابعي من أهل الكوفة اسمه سلمان بن فيروز عنه خالد بن عبد الله.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا معاذ بن المثنى قال ثنا مسدد ح. وحدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي ح. وحدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا يوسف القاضي قال ثنا المقدمي قالوا ثنا يحيى بن سعيد ح. وحدثنا أبو بكر الطلحي قال ثنا عبيد بن غنام قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ح. وحدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي ح. وحدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا محمد بن العباس قال ثنا أحمد ابن محمد بن يحيى بن سعيد قالوا ثنا عبد الله بن نمير قالا عن موسى بن مسلم عن عون بن عبد الله عن أبيه - أو عن أخيه عن النعمان بن بشير. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الذين يذكرون الله، من جلال الله من تسبيحه وتهليله وتكبيره وتحميده، يتعاطفن حول العرش لهن دوى كدوي النحل. يذكرن بصاحبهن، أو لا يحب أحدكم أن لا يزال له عند الله شيء يذكر به» . غريب من حديث عون تفرد به عنه موسى وهو أبو عيسى موسى بن مسلم الطحان يعرف بالصغير.

• حدثنا محمد بن أحمد

(1)

بن علي بن مخلد قال ثنا أحمد بن علي الخزاز قال ثنا شجاع بن أشرس أبو العباس ح. وحدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان قال ثنا يحيى بن بكير قالا ثنا الليث بن سعد عن خالد بن

(1)

فى ج: ابو محمد بن احمد الخ.

ص: 269

يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن عون بن عبد الله بن عتبة عن عامر الشعبي أنه سمع النعمان بن بشير صاحب النبي صلى الله عليه وسلم يخطب. وهو يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الحلال بين، والحرام بين، وبين ذلك امور متشابهات فمن استبرأهن فهو أسلم لدينه ولعرضه. ومن وقع فيهن فيوشك أن يقع في الحرام. كالمرتع الى جانب الحمى يوشك أن يقع فيه» . صحيح ثابت من حديث الشعبي. غريب من حديث عون لم يروه عنه إلا سعيد تفرد به الليث عن خالد عنه.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق ح. وحدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا إسحاق الحنظلي قال أنبأنا عبد الرزاق قال ثنا ابن جريج قال أخبرني عون بن عبد الله عن الشعبي أن النعمان بن بشير قالت أمه لبشير: يا بشير انحل ابني النعمان فلم تزل به حتى نحله، فقالت: أشهد عليه النبي صلى الله عليه وسلم فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له الشهادة عليه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:

«أنحلت بنيك مثل ذلك؟ قال: لا! قال: فإني لا أشهد على الجور» . قال لي عون: وأما أنا فسمعت أبي يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فسو بينهم» . غريب من حديث عون لم نكتبه إلا من حديث ابن جريج عنه.

• حدثنا محمد بن علي قال ثنا الحسين بن أبي معشر قال ثنا سلمة بن شبيب قال ثنا عبد الرزاق قال ثنا ابن جريج قال أخبرني عون بن عبد الله عن حميد الحميري عن عبد الله بن مسعود: «أنه سلم على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي فرد عليه السلام» . غريب من حديث عون لم نكتبه إلا من حديث ابن جريج.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا أحمد بن عيسى المصري وحرملة بن يحيى قالا ثنا ابن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال أن يحيى بن عبد الرحمن حدثه عن عون بن عبد الله عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه. قال: بينا نحن نسير مع رسول الله صلى

ص: 270

الله عليه وسلم إذ سمع القوم وهم يقولون أي الأعمال أفضل يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «إيمان بالله ورسوله، وجهاد فى سبيل الله، وحج مبرور، ثم نداء فى الوادي يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأنا أشهد لا يشهد بها أحد إلا برئ من الشرك». غريب من حديث عون تفرد به عمرو بن سعيد.

• حدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا عمر بن حفص السدوسي قال ثنا عاصم ابن علي قال ثنا المسعودي عن عون بن عبد الله عن أبي فاختة عن الأسود عن عبد الله. أنه قال: «إذا صليتم على النبي صلى الله عليه وسلم فأحسنوا الصلاة عليه فإنكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه، قالوا: فعلمنا. قال قولوا: اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين، وإمام المتقين، وخاتم النبيين، محمد عبدك ورسولك. اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه الأولون والآخرون، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد ومجيد» . رواه مسعر عن عون عن الأسود من دون أبي فاختة.

• حدثناه محمد بن المظفر قال ثنا القاسم بن زكريا قال ثنا محمد بن ورد بن عبد الله قال ثنا أبي قال ثنا عدي بن الفضل عن مسعر عن عون بن عبد الله عن الأسود بن يزيد عن عبد الله. قال: «أحسنوا الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنها تعرض عليه» . فذكره رواه الثوري عن أبي سلمة مسعر عن عون عن رجل عن الأسود.

• حدثنا سليمان ابن أحمد قال ثنا إسحاق الدبري عن عبد الرزاق عن الثوري عن أبي سلمة عن عون بن عبد الله عن رجل عن الأسود عن ابن مسعود. أنه كان يقول:

«اجعل صلواتك ورحمتك على سيد المرسلين» : الحديث.

• حدثنا سليمان قال ثنا أبو مسلم قال ثنا عبد الله بن رجاء قال ثنا المسعودي عن عون بن عبد الله عن أبي فاختة عن الأسود بن يزيد. قال: «قرأ عبد الله ابن مسعود {إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا} . قال: يقول الله تعالى يوم القيامة

ص: 271

من كان له عندى عهدا فليقم، قالوا: يا أبا عبد الرحمن فعلمنا. قال قولوا:

اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة، إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا إنك ان تكلني إلى نفسي تقربني من الشر وتباعدني من الخير، وإني لا أثق إلا برحمتك فاجعله لي عندك عهدا، تؤده إلى يوم القيامة {إنك لا تخلف الميعاد} ».

‌سعيد بن جبير

(1)

قال الشيخ رحمه الله تعالى: ومنهم الفقيه البكاء، والعالم الدعاء، السعيد الشهيد، السديد الحميد، أبو عبد الله جبير بن سعيد.

وقيل إن التصوف التحقق في التوكل، والتشوق في التنقل.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا مسلم بن قتيبة ثنا الأصبغ بن زيد عن القاسم بن أبي أيوب الأعرج.

قال: كان سعيد بن جبير يبكي بالليل حتى عمش.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أحمد الدورقي ثنا مسلم بن قتيبة قال ثنا أصبغ ابن زيد عن القاسم الأعرج. قال: كان سعيد بن جبير يبكي بالليل حتى عمش.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا جرير عن عطاء بن السائب. قال: كان سعيد بن جبير ربما أبكانا.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا يزيد ابن هارون ثنا أصبغ بن زيد ثنا القاسم بن أبى أيوب. قال: سمعت سعيد ابن جبير يردد هذه الآية فى الصلاة بضعا وعشرين مرة {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله وأحمد بن محمد بن سنان قالا ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا عبد الواحد بن زياد عن سعيد بن عبيد. قال: كان سعيد بن جبير إذا أتى على هذه الآية {فسوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم}

(1)

من هنا اول المجلد المغربى الذى قدمه الينا السيد احمد بن الصديق اثابه الله.

ص: 272

{والسلاسل يسحبون في الحميم} رجع فيها ورددها مرتين أو ثلاثا.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا وهب بن إسماعيل الأسدي. قال: قيل لورقاء يعني ابن إياس. كان سعيد بن جبير يصنع كما يصنع هؤلاء الأئمة اليوم، يطربون أو يرددون. قال: معاذ الله، إلا أنه كان إذا مر على مثل هذه الآية في حم المؤمن {إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون} مدها شيئا.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني شريح بن يونس ثنا محبوب بن محرز أبو محرز بياع القوارير بالكوفة ثقة عن ابن شهاب. قال: كان سعيد بن جبير يؤمنا يرجع صوته بالقرآن.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني سعيد بن أبي الربيع أبو بكر السمان ثنا أبو عوانة عن إسحاق مولى عبد الله بن عمر بن هلال بن يساف. قال: دخل سعيد بن جبير الكعبة، فقرأ القرآن في ركعة.

• حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب ثنا أبو العباس ثنا حاتم بن الليث الجوهري ثنا أبو نعيم ثنا الحسن بن صالح عن ورقاء. قال: كان سعيد بن جبير يختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء في شهر رمضان.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يزيد بن هارون أنبأنا عبد الملك بن أبي سليمان عن سعيد بن جبير: أنه كان يختم القرآن فى كل ليلتين.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن عبد الله بن يونس ثنا يعقوب عن جعفر - يعني ابن أبي المغيرة.

قال: كان ابن عباس إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه، يقول: أليس فيكم ابن أم الدهماء؟.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي ثنا جرير عن أشعث بن إسحاق. قال كان يقال: سعيد بن جبير جهبذ العلماء.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا طاهر بن أبي أحمد ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن عمرو بن ميمون عن أبيه.

قال: لقد مات سعيد بن جبير وما على الأرض أحد إلا وهو محتاج الى علمه.

ص: 273

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي ثنا يحيى بن حسان ثنا صالح بن عمرو عن داود بن أبي هند.

قال: لما أخذ الحجاج سعيد بن جبير، قال: ما أراني إلا مقتولا. وسأخبركم إني كنت أنا وصاحبين لي دعونا حين وجدنا حلاوة الدعاء، ثم سألنا الله الشهادة فكلا صاحبي رزقها وأنا انتظرها. قال: فكأنه رأى أن الإجابة عند حلاوة الدعاء.

• حدثنا أبو أحمد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو همام ثنا ضمرة ثنا أصبغ بن زيد. قال: كان لسعيد بن جبير ديك يقوم إلى الصلاة إذا صاح، فلم يصح ليلة من الليالي فأصبح سعيد ولم يصل. قال: فشق ذلك عليه. فقال له ما له؟ قطع الله صوته! قال: فما سمع ذاك الديك يصيح بعدها، فقالت له:

أمه أي بني لا تدع على شيء بعدها.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ح.

وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ح.

وحدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا الحسين بن الأسود العجلي قالوا ثنا محمد بن فضيل ثنا ضرار بن مرة الشيباني عن سعيد بن جبير. قال:

التوكل على الله جماع الإيمان.

• حدثنا عبد الله بن محمد

(1)

ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ح.

وحدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أبو بشر الصفار ثنا محمد بن عبدك الرازي ثنا إسحاق بن سليمان قال سمعت أبا سنان يحدث عن سعيد بن جبير: أنه كان يدعو؛ اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك، وحسن الظن بك.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبو كريب ح. وحدثني أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا واصل بن عبد الأعلى ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين. قال: أتيت سعيد بن جبير بمكة فقلت إن هذا الرجل قادم - يعني خالد بن عبد الله - ولا آمنه عليك، فأطعني واخرج. فقال: والله لقد فررت حتى استحييت من الله! قلت: والله إنى

(1)

فى ج: ابو عبد الله بن محمد فى هذا الخبر والذى قبله.

ص: 274

لأراك كما سمتك أمك سعيدا. قال: فقدم مكة فأرسل إليه فأخذه - زاد واصل في حديثه قال فأخبرني يزيد أبو عبد الله قال: أتينا سعيد بن جبير حين جئ به، فإذا هو طيب النفس وبنية له في حجره، فنظرت إلى القيد فبكت. قال:

فتبعناه إلى باب الجسر فقال له الحرس: أعطنا كفلاء فإنا نخاف أن تغرق نفسك، قال: يزيد فكنت فيمن تكفل به.

• حدثنا عبد الرحمن بن العباس ثنا إبراهيم ابن إسحاق الحربي ثنا أحمد بن منصور ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن عمرو بن سعيد. قال: دعا سعيد بن جبير ابنه حين دعي ليقتل، فجعل ابنه يبكي. فقال:

ما يبكيك؟ ما بقاء أبيك بعد سبع وخمسين سنة.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبو كامل الفضل بن الحسين ثنا أبو عوانة عن هلال بن خباب. قال: خرجت مع سعيد بن جبير في أيام مضين من رجب، فأحرم من الكوفة بعمرة ثم رجع من عمرته، ثم أحرم بالحج في النصف من ذي القعدة، وكان يخرج كل سنة مرتين مرة للحج ومرة للعمرة.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا هناد بن السري ثنا قبيصة ثنا سفيان عن عمرو بن سعيد بن أبي حسين. قال أخبرني كثير بن تميم الداري قال: كنت جالسا مع سعيد بن جبير فطلع عليه ابنه عبد الله بن سعيد وكان به من الفقه، فقال: إني لأعلم خير حالاته فقال: وما هو؟ قال: أن يموت فأحتسبه.

• حدثنا عبد الرحمن بن العباس ثنا إبراهيم الحربى ثنا إسحاق ابن إسماعيل ثنا سفيان عن حميد الأعرج. قال: أقبل ابن لسعيد بن جبير.

فقال: إني لأعلم خير خلة فيه؟ أن يموت فأحتسبه.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن الصباح ثنا سفيان عن أبي سنان عن سعيد بن جبير. قال: لدغتني عقرب فأقسمت علي أمي أن استرقى، فأعطيت الراقي يدي التي لم تلدغ وكرهت أن أحنثها.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا أحمد بن محمد بن الحسين ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم البالسي بها ثنا أحمد بن مسعود ثنا الهيثم بن جميل ثنا صالح

ص: 275

ابن موسى عن معاوية بن إسحاق. قال سمعت سعيد بن جبير يقول: لئن أوتمن على بيت من الدر، أحب إلي من أن أوتمن على امرأة حسناء.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن محمد الجمال ثنا عباس ثنا يحيى ثنا وكيع ثنا عمر بن ذر. قال: قرأت كتاب سعيد بن جبير، اعلم أن كل يوم يعيشه المؤمن غنيمة.

• حدثنا أبو بكر أحمد بن السندي ثنا جعفر الفريابي ثنا محمد بن الحسن البلخي ثنا ابن المبارك عن ابن لهيعة عن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير، قال: إن الخشية أن تخشى الله تعالى حتى تحول خشيتك بينك وبين معصيتك.

فتلك الخشية. والذكر طاعة الله، فمن أطاع الله فقد ذكره، ومن لم يطعه فليس بذاكر وإن أكثر التسبيح وقراءة القرآن.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو يعلى الموصلي ثنا محمد بن الحسين البرجلاني ثنا وهب بن جرير حدثني أبي عن يعلى بن حكيم. قال قال سعيد بن جبير:

ما رأيت أرعى لحرمة هذا البيت ولا أحرص عليه من أهل البصرة، لقد رأيت جارية ذات ليلة تعلقت بأستار الكعبة، فجعلت تدعو وتبكي وتتضرع حتى ماتت.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا أحمد بن موسى ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا عباد بن العوام عن هلال بن خباب. قال: قلت لسعيد بن جبير: ما علامة هلاك الناس؟ قال: إذا ذهب أو هلك علماؤهم.

• حدثنا أبو أحمد ثنا أحمد بن موسى ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا جرير عن أشعث العمى ويعقوب عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير. قال:

قالت بنو إسرائيل لموسى عليه السلام، أينام ربك؟ فقال موسى اتقوا الله! فقالوا يصلى ربك؟ فقال موسى: اتقوا الله! فقالوا فهل يصبغ ربك؟ فقال موسى: اتقوا الله! فأوحى الله تعالى إليه، إن بني إسرائيل سألوك أينام ربك فخذ زجاجتين فضعهما على كفيك ثم قم الليل. قال: ففعل موسى عليه السلام فلما ذهب من الليل نعس موسى عليه السلام فوقع لركبتيه، فقام فلما أدبر الليل

ص: 276

نعس موسى ايضا فوقع لركبتيه فوقعت الزجاجتين

(1)

فانكسرتا، فقال عز وجل: لو نمت لوقعت السموات على الأرض ولهلك كل شيء كما هلكتا هاتان. قال أشعث عن جعفر عن سعيد: وفيه أنزلت {الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم} ، قال وسألوك أيصبغ ربك؟ فأنا أصبغ الألوان كلها الأحمر والأبيض والأسود، وسألوك أيصلي ربك؟ فإني

(2)

أصلي وملائكتي على أنبيائي ورسلي فذلك صلاتي.

• حدثنا أبي ومحمد بن أحمد في جماعة قالوا ثنا الحسن بن محمد ثنا محمد ابن حميد ثنا يعقوب بن عبد الله أبو الحسن القمي ثنا جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير. قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، فمر رجل من المسلمين على رجل من المنافقين، فقال: النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأنت جالس؟ فقال: امض لعملك إن كان لك عمل، فقال: ما أظن إلا سيمر عليك من ينكر عليك، فمر عليه عمر بن الخطاب فقال له يا فلان: إن النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأنت جالس؟ فقال له مثلها فقال: هذا من عملي فوثب عليه فضربه حتى انبهر ثم دخل المسجد، فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما انفتل النبي صلى الله عليه وسلم قام إليه عمر، فقال: يا نبي الله مررت على فلان آنفا وأنت تصلي، فقلت له النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأنت جالس؟ فقال: مر إلى عملك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فهلا ضربت عنقه، فقام عمر مسرعا فقال ارجع فإن غضبك عز ورضاك حكم، إن لله تعالى في السموات السبع ملائكة يصلون له غنى عن صلاة فلان. قال عمر: وما صلاتهم يا رسول الله؟ قال فلم يرد عليه شيئا، فأتاه جبريل فقال يا نبي الله سألك عمر عن صلاة أهل السماء فقال: نعم! فقال: اقرأ على عمر السلام وأخبره أن أهل سماء الدنيا سجود إلى يوم القيامة، يقولون سبحان ذي الملك والملكوت؛ وأهل السماء الثانية ركوع إلى يوم القيامة، يقولون سبحان ذي العزة والجبروت! وأهل السماء الثالثة قيام إلى يوم القيامة، يقولون

(1)

فى مع، والمختصر: فوقعت الزجاجتان

(2)

فى مغ وز: فانا اصلى.

ص: 277

سبحان الحي الذي لا يموت!.

• حدثنا أبي ومحمد بن أحمد قالا ثنا الحسن بن محمد ثنا محمد بن حميد قال ثنا يعقوب بن عبد الله عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير. قال: لما أهبط آدم إلى الأرض كان فيها نسر [في البر] وحوت في البحر، ولم يكن في الأرض غيرهما. فلما رأى النسر آدم وكان يأوي إلى الحوت ويبيت عنده كل ليلة. قال: يا حوت لقد أهبط اليوم إلى الأرض شيء يمشي على رجليه ويبطش بيديه. فقال له الحوت: لئن كنت صادقا فما لى في البحر منه ملجأ، ولا لك في البر منه مهرب.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا الحسين المروزي ثنا الهيثم بن جميل ثنا يعقوب بن عبد الله عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير. قال: بينما موسى عليه السلام جالس عند فرعون إذ نق ضفدع. فقال موسى عليه السلام: ماذا يصيبكم؟ فقالوا وما عسى أن يكون هذا، وإذا قال فأرسل عليهم الضفادع. قال: فإن كان الرجل منهم ليلبس ثوبه فيجده ممتلئا ضفادع، وأرسل عليهم الدم فإن كان الرجل ليستقي من بئره ونهره، فإذا صار في جرته صار دما غبيطا. فقالوا: يا موسى ادع لنا ربك أن يكشف عنا ونحن نؤمن بك

(1)

، فدعا الله فكشفه عنهم فلم يؤمنوا، قال فكان فرعون أوفاهم قال لبني إسرائيل اذهبوا معه.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا الوليد ابن أبان ثنا يونس بن حبيب ثنا عامر ثنا يعقوب نحوه، وزاد - فكان الرجل منهم لا يستطيع الكلام حتى تثب

(2)

الضفدع في فيه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين المروزي قال ثنا الهيثم بن جميل ثنا يعقوب عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير. قال:

كان الله سبحانه يبعث ملك الموت إلى الأنبياء عيانا، فبعثه إلى إبراهيم عليه السلام ليقبضه فدخل دار إبراهيم عليه السلام في صورة رجل شاب جميل الوجه، وكان إبراهيم عليه السلام رجلا غيورا، فلما دخل عليه حملته الغيرة على

(1)

فى مغ: نؤمن لك.

(2)

فى ج والمختصر: حتى نثبت

ص: 278

أن قال له: يا عبد الله من أدخلك داري؟ قال أدخلنيها ربها، فعرف إبراهيم عليه السلام أن هذا الأمر حدث. قال: يا إبراهيم إني أمرت بقبض روحك فقال أمهلني يا ملك الموت حتى يدخل إسحاق فأمهله، فلما دخل إسحاق قام إليه فاعتنق كل واحد منهما صاحبه، فرق لهما ملك الموت فرجع إلى ربه عز وجل. فقال: يا رب خليلك جزع من الموت. قال: يا ملك الموت فأت خليلى فى منامه فاقبضه، قال: فأتاه في منامه فقبضه.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا محمد بن العباس بن أيوب ثنا أحمد بن مطهر المصيصي ثنا موسى بن داود قال ثنا حيان

(1)

بن علي عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير. قال: إن الله تعالى ليرحم يوم القيامة، حتى يقول من كان مسلما فليدخل الجنة.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني محمد بن يزيد ثنا يحيى بن اليمان عن أشعث عن جعفر عن سعيد بن جبير. أنه قيل له: من أعبد الناس؟ قال: رجل اجترح من الذنوب فكلما ذكر ذنوبه احتقر عمله.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني الوليد بن شجاع ثنا مخلد بن حسين عن هشام بن حسان. قال قال سعيد بن جبير: إني لأزيد في صلاتي من أجل ابني هذا. قال مخلد قال هشام: رجاء أن يحفظ فيه.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني الوليد ثنا المبارك بن سعيد أخو سفيان عن نصار بن عقبة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير. قال: إني لأزيد في صلاتي لولدي.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني أبي ثنا شعيب بن حرب ثنا سفيان عن رجل عن سعيد. قال: لو فارق ذكر الموت قلبي، خشيت أن يفسد علي قلبي.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هارون بن معروف ثنا ضمرة

(1)

كذا فى ز ومغ، وفى ج: جبار بن على.

ص: 279

عن هشام. قال قال سعيد بن جبير: إنما الدنيا جمعة من جمع الآخرة.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا زياد بن أيوب ثنا عباد ابن العوام أبو سهل أخبرني هلال بن خباب. قال: خرجنا مع سعيد بن جبير في جنازة، قال فكان يحدثنا في الطريق ويذكرنا حتى بلغ، فلما بلغ جلس فلم يزل يحدثنا حتى قمنا، فرجعنا وكان كثير الذكر لله عز وجل.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا أحمد بن سعيد الدارمي ثنا قبيصة بن عقبة ثنا سفيان عن أبي سنان عن سعيد بن جبير. قال: لقيني راهب فقال: يا سعيد في الفتنة يتبين من يعبد الله ممن يعبد الطاغوت.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى عن عمر بن ذر. قال: كتب سعيد بن جبير إلى أبي كتابا أوصاه فيه بتقوى الله، وقال: يا أبا عمر إن بقاء المسلم كل يوم غنيمة، وذكر الفرائض والصلوات وما يرزقه الله من ذكره.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا أبو شهاب موسى بن نافع الكوفي الأسدي. قال: ذكرت لسعيد بن جبير، إني تركت بالكوفة ناسا يوترون قبل أن يناموا مخافة أن لا يستيقظوا للوتر، فيرزقهم الله قياما من الليل فيصلون شفعا ما بدا لهم، ثم يعيدون وترهم. فقال: هذا من البدع إذا أنت أوترت قبل أن تنام ثم رزقك الله قياما بعد وترك، فصل شفعا ما بدا لك ولا تعد وترك واكتف بالذي كان.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا أبو شهاب موسى بن رافع

(1)

. قال: دخلت على سعيد بن جبير بمكة وقد أخذه صداع شديد، فقال له رجل ممن عنده: هل لك أن نأتيك برجل يرقيك من هذه الشقيقة؟ قال: لا حاجة لي في الرقى.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد ثنا أبو شهاب. قال: رأيت سعيد بن جبير انقطع شسعه فخلع نعله الأخرى وهو

(1)

كذا فى الاصلين: وتقدم فيهما انه ابن نافع وكذلك فى المغربية

ص: 280

يطوف، فلما رآه القوم خلعوا نعالهم.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة ثنا جرير عن منصور عن سعيد بن جبير. في قوله عز وجل: {فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى} . قال: يعملون بالذنوب ويقولون سيغفر لنا {وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه} قال: الذنوب.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة ثنا عبد الواحد ابن زياد عن خصيف. قال: رأيت سعيد بن جبير صلى ركعتين خلف المقام قبل صلاة الصبح، قال: فأتيته فصليت إلى جنبه وسألته عن آية من كتاب الله فلم يجبني، فلما صلى الصبح قال: إذا طلع الفجر فلا تتكلم إلا بذكر الله حتى تصلي الصبح.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا معتمر ابن سليمان قال قرأت على الفضيل بن ميسرة عن أبي جرير. أن سعيد بن جبير قال: لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر، تعجبه العبادة. ويقول: أيقظوا خدمكم يتسحرون لصوم يوم عرفة.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا أبو أسامة عن إسماعيل بن زربي. قال سمعت سعيد بن جبير يقول: ما زال البلاء بأصحابي حتى رأيت أن ليس لله في حاجة، حتى نزل بي البلاء.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا محمد بن فضيل عن بكير بن عتيق. قال: سقيت سعيد بن جبير شربة من عسل في قدح فشربها، ثم قال: والله لأسألن عن هذا! قال: فقلت له لمه؟ فقال:

شربته وأنا أستلذه.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن علي بن الجارود ثنا أبو سعيد الأشج ثنا أبو خالد الأحمر عن محمد بن سوقة عن سعيد بن جبير. قال: من إضاعة المال، أن يرزقك الله حلالا فتنفقه في معصية الله.

ص: 281

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم

(1)

ثنا هناد ثنا قبيصة [ثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن مسلم البطين. قال: قلت لسعيد]

(2)

بن جبير، الشكر أفضل أم الصبر؟ قال: الصبر، والعافية أحب إلي.

• حدثنا أبي ومحمد بن أحمد قالا ثنا الحسن بن محمد ثنا محمد بن حميد ثنا يعقوب عن جعفر. قال: سألنا سعيد بن جبير عن أولاد المؤمنين؟ قال: هم مع خير آبائهم، فإن كان الأب خيرا من الأم فهو مع الأب، وإن كانت الأم خيرا من الأب فهو مع الأم.

• حدثنا أبي ومحمد بن أحمد قالا ثنا الحسن ثنا محمد بن حميد ثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد. قال: قحط الناس في زمن ملك من ملوك بني إسرائيل ثلاث سنين. فقال الملك: ليرسلن الله علينا السماء أو لنؤذينه، فقال له جلساؤه: كيف تقدر على أن تؤذيه أو تغيظه وهو في السماء وأنت في الأرض؟ قال: أقتل اولياؤه من أهل الأرض فيكون ذلك أذى له، فأرسل الله عليهم السماء.

• حدثنا أبي ومحمد قالا ثنا الحسن بن محمد ثنا محمد بن حميد ثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد. قال: أهبط إلى آدم ثور أحمر فكان يحرث ويمسح العرق عن جبينه ويقول لك قال الله: {فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى} فكان ذلك شقاؤه.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا محمد بن العلاء ثنا إسحاق بن سليمان ثنا أبو الجنيد عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير.

قال: كان آدم يعمل على ثور ويمسح العرق عن جبينه، ويقول لحواء أنت عملت بي هذا: فليس من ولد آدم من أحد يعمل على ثور إلا قال حو،

(3)

دخلت عليهم من قبل آدم -. قال: ولما أهبط آدم بعث الله اليه ثورا أبلق فجعل يعمل عليه، فقال: هذا ما وعدني ربي: فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى.

(1)

فى ج: مسلم وفى المغربية: ابن سلام واحسب هنا سلام ما على الرسم القديم.

(2)

ما بين المربعين: سقط من ز.

(3)

فى ج: جوه (بالجيم) واحسب ما أثبتناه الصواب

ص: 282

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا عباد ابن يعقوب ثنا عمرو بن ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبير. قال: وددت أن الناس أخذوا ما عندي [من العلم] فإنه مما يهمني.

• حدثنا حبيب بن الحسن [ثنا موسى بن إسحاق]

(1)

ثنا الحكم بن موسى ثنا سفيان بن عيينة عن عبد الكريم الجزري عن سعيد. قال: كنت أسمع الحديث من ابن عباس فلو أذن لي لقبلت رأسه

(2)

.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا عبد الأعلى بن حماد ثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد بن جبير. قال: كان عمر آدم ألف سنة، فجعل لداود أربعين سنة والأقلام رطبة تجري.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا محمد بن عثمان ثنا أبي ثنا جرير عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير. قال: لما أمر إبراهيم أن يؤذن {في الناس بالحج} ، قال: إن الله قد بنى بيتا وإنه يأمركم أن تحجوه. قال: فأجابه كل شيء من البنيان من من حجر أو شجر أو مدر.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا محمد بن عثمان ثنا أبي ثنا جرير عن عبد الله بن عثمان ابن خيثمة عن سعيد بن جبير. قال؟ الكبش الذي فدي به إسحاق، القربان الذي قربه ابن آدم فتقبل منه.

• حدثنا محمد ثنا محمد بن عثمان ثنا أبي ثنا جرير عن يعقوب عن سعيد بن جبير. قال: الكبش الذي فدي به إسحاق، ارتعى في الجنة وكان عليه عهد أحمر.

‌آثاره في التفسير

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا يزيد بن خالد ثنا يحيى بن يمان ثنا أشعث عن جعفر عن سعيد بن جبير. قال: قرئت

(3)

عند النبي صلى الله عليه وسلم {يا أيتها النفس المطمئنة} فقال أبو بكر رضي الله تعالى عنه: إن هذا لحسن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما ان ملك

(1)

هذه الزيادة من المغربية

(2)

فى مغ فلم فأذن لى

(3)

فى ز: قرأت

ص: 283

الموت ليقولها لك عند الموت.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني الوليد بن شجاع ثنا عمار بن محمد ثنا الأعمش ح. وحدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن إدريس ثنا مالك بن مغول قالا ثنا الربيع بن أبي راشد عن سعيد بن جبير. في قوله تعالى:

{يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة} قال: إذا عمل في أرض بالمعاصي فاخرجوا.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد حدثني علي بن جعفر بن زياد الأحمر ثنا كادح بن جعفر عن ابن لهيعة عن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير. فى قوله عز وجل: {فاذكروني أذكركم} قال: اذكروني بطاعتي، أذكركم بمغفرتي.

• حدثنا أحمد ثنا عبد الله ثنا علي ثنا كادح عن ابن لهيعة عن عطاء عن سعيد. في قوله تعالى: «{وتخر الجبال هدا}» . قال: تتابع بعضها على بعض.

• حدثنا أحمد ثنا عبد الله ثنا محمد بن جعفر الوركاني ثنا شريك عن سالم عن سعيد بن جبير. في قوله تعالى: {أولي الأيدي والأبصار}

قال: الأيدي القوة في العمل، والبصر فيما هم فيه من أمر دينهم. وبإسناده عن سالم عن سعيد. في قوله تعالى:{لا يصدعون عنها ولا ينزفون} قال:

لا تصدع رءوسهم، ولا تنزف عقولهم.

وبه عن سعيد. في قوله تعالى:

{والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} قال: يعطون ما يعطون وقلوبهم وجلة يخافون ما بين أيديهم من الموقف والحساب.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد ابن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أسباط عن عطاء عن سعيد بن جبير. في قوله تعالى: {ونكتب ما قدموا وآثارهم} . قال: ما سنوا.

• حدثنا عبد الله ثنا محمد ثنا أبو بكر ثنا يحيى بن يمان عن أشعث عن جعفر عن سعيد. في قوله تعالى: {وما هو بالهزل} قال: باللعب.

• حدثنا أبي ومحمد بن أحمد قالا ثنا الحسن بن محمد ثنا محمد بن حميد ثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد. قال: نزلت {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر}

في وحشي وأصحابه، قالوا: كيف لنا بالتوبة، وقد عبدنا الاوثان، وقتلنا

ص: 284

المؤمنين، ونكحنا المشركات، فأنزل الله تعالى فيهم:{إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} فأبدلهم الله بعبادة الأوثان عبادة الله، وأبدلهم بقتال المسلمين قتال المشركين، وأبدلهم بنكاح المشركات نكاح المؤمنات.

• وبه عن سعيد. قال: إن في النار لرجلا أظنه فى شعب من شعبها ينادي مقدار ألف عام: يا حنان يا منان. فيقول: رب العزة لجبريل يا جبريل أخرج عبدي من النار، فيأتيها فيجدها مطبقة فيرجع فيقول يا رب {إنها عليهم مؤصدة} فيقول يا جبريل ارجع ففكها فأخرج عبدي من النار، فيفكها فيخرج مثل الخيال فيطرحه على ساحل الجنة حتى ينبت الله له شعرا ولحما ودما.

• وبإسناده عن جعفر وهارون بن عنترة عن سعيد قال: إذا جاع أهل النار، وقال هارون: إذا عام أهل النار استغاثوا بشجرة الزقوم فأكلوا منها فاختلست جلودهم ووجوههم، ولو أن مارا يمر بهم يعرفهم لعرف جلودهم ووجوههم فيها. ثم يصب عليهم العطش فيستغيثون فيغاثوا بماء كالمهل، وهو الذى قد انتهى حره. فاذا أدنوه من أفواههم اشتوى من حره وجوههم التي قد سقطت عنها الجلود، ويصهر به ما في بطونهم، يمشون وأمعاؤهم تتساقط وجلودهم، ثم يضربون بمقامع من حديد، فيسقط كل عضو على حياله يدعون بالثبور.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن يحيى ثنا سفيان بن وكيع ثنا يحيى ابن يمان ثنا الثوري عن علي بن بذيمة عن سعيد بن جبير. في قوله تعالى:

{لولا أن رأى برهان ربه} . قال: رأى صورة فيها وجه يعقوب عاضا على أصبعه فذفع فى نحره فخرجت شهوته من أنامله، فكل ولد يعقوب ولد له اثنى عشر ولدا إلا يوسف، فإنه نقص من ذلك بتلك الشهوة فولد له أحد عشر.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ح.

وحدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين ثنا محمد بن أبي عبد الله الحضرمي قالا ثنا النضر بن سعيد أبو صهيب الحارثي ثنا الحسن بن محمد بن عثمان بن بنت الشعبي ثنا شريك أو سفيان عن سالم عن سعيد. في قوله تعالى: {على فرش

ص: 285

بطائنها من إستبرق}. قال: ظواهرها من نور جامد.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو العباس الجمال ثنا الحسن بن هارون النيسابوري ثنا عبدان بن عثمان ثنا أبي عن شعبة عن سفيان الثوري عن أبي سنان ضرار بن مرة عن سعيد. في قوله تعالى: {وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون} . قال: الصلاة في الجماعة

(1)

.

• حدثنا القاضي أبو محمد عبد الله بن محمد بن عمر ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أبو هشام الرفاعي أنبأنا يحيى بن يمان ثنا أشعث عن جعفر عن سعيد ابن جبير. قال: قالت اليهود لموسى أيخلق ربك خلقا ثم يعذبهم؟ فأوحى الله إليه يا موسى ازرع قال قد زرعت، قال احصد، قال قد حصدت، قال دس

(2)

قال قد دست، قال ذر قال قد ذريت، قال فما بقي؟ قال فما بقي شيء فيه خير، قال كذلك لا أعذب من خلقي إلا من لا خير فيه.

• حدثنا أبو أحمد الغطريفي ثنا محمد بن أحمد الغازي ثنا عباد الرواجني ثنا عمرو بن ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبير. في قوله تعالى: {وقربناه نجيا} . قال: أردفه جبريل حتى سمع صرير القلم والتوراة تكتب له.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي ثنا جرير عن أشعث عن جعفر عن سعيد. قال: لما خلق الله تعالى آدم نفخ الروح في رأسه قبل جسده فعطس، فقال الحمد لله رب خلقني، فقال الله له:

يرحمك الله!.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا محمد ثنا سفيان بن بشر ثنا عمرو بن ثابت عن أبيه عن سعيد. قال: لما نفخ الله في آدم الروح لم يبلغ رجليه حسا حتى استجاع، فأهوى إلى عنقود من عنب الجنة فأكل منه، وقرأ سعيد {خلق الإنسان من عجل} .

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا محمد بن عثمان ثنا عباد بن يعقوب ثنا عمرو بن ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبير. قال: لولا أصوات الروم لسمعتم وجبة الشمس حين تقع.

(1)

سقط هذا الخبر من المغربية.

(2)

فى مغ ادرس.

ص: 286

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا الفضل بن أحمد الرازي ثنا أبو حاتم ثنا محمد ابن صدقة الحمصي ثنا أبو داود ثنا زهير بن محمد عن أبي هرمز عن سعيد بن جبير. في قوله تعالى: {وكان أبوهما صالحا} . قال: كان يؤدي الأمانات والودائع إلى أهلها، فحفظ الله تعالى له كنزه حتى أدرك ولداه فاستخرجا كنزهما.

• حدثنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف ثنا عمران بن عبد الرحيم ثنا الحسن ابن حفص ثنا سفيان عن حماد عن سعيد بن جبير. قال: نخل الجنة كربها ذهب أحمر، وجذوعها زمرد أخضر، وسعفها كسوة لأهل الجنة، منها مقطعاتهم وحللهم، وثمرها أمثال القلال والدلاء، أحلى من العسل، وألين من الزبد، ليس له عجم.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين المروزي ثنا الهيثم بن جميل ثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد. في قوله تعالى: {فيهما عينان نضاختان} . قال: ينضخان بألوان الفاكهة.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يحيى بن اليمان عن أشعث عن جعفر عن سعيد بن جبير. قال: كان يقال طول الرجل من أهل الجنة تسعون ميلا، وطول المرأة ثمانون ميلا، وجلستها جريب، وإن شهوته لتجري في جسده سبعين عاما يجد لذتها.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن علي بن الجارود ثنا هارون بن إسحاق ثنا يحيى بن يمان مثله. وقال: سبعين ميلا، وثلاثين ميلا.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن أحمد ثنا جعفر الفريابي ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو الاخوص عن منصور عن سعيد بن جبير. في قوله تعالى: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض} . قال: الزبور القرآن، والذكر التوراة، والأرض الجنة.

• حدثنا عبد الله ثنا جعفر ثنا قتيبة ثنا خالد بن عبد الله عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير: {أن الأرض يرثها عبادي الصالحون} . قال: أرض الجنة.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسن الرملي ثنا زيد بن وهب ثنا

ص: 287

يحيى بن يمان ثنا أشعث عن سعيد. في قوله تعالى: {قدروها تقديرا} قال:

قدر ربهم.

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا أبو شعيب الحراني ثنا داود بن عمرو ثنا إسماعيل بن زكريا عن حبيب بن أبي عمرة عن سعيد. في قوله تعالى: {رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير} . قال: انه يومئذ لفقير إلى شق تمرة.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا أحمد بن موسى العدوي ثنا اسماعيل ابن سعيد ثنا عمر بن عبيد عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير. في قوله تعالى: {ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} . قال: لا يرائي بعبادة ربه أحدا.

• حدثنا أبو أحمد ثنا أحمد ثنا إسماعيل ثنا أسباط عن مطرف عن جعفر عن سعيد بن جبير. في قوله تعالى: {أرأيت من اتخذ إلهه هواه} . قال:

كان أهل الجاهلية يعبدون الحجر، فإذا رأوا حجرا أحسن منه أخذوه وتركوا الأول.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا أبو العباس بن قتيبة ثنا يزيد بن خالد ثنا يحيى بن يمان ثنا أشعث عن جعفر عن سعيد في قوله تعالى: «{أمثلهم طريقة}» .

قال: أوفاهم عقلا.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا أبو العباس بن قتيبة ثنا يزيد ابن خالد ثنا يحيى بن يمان ثنا أشعث عن جعفر عن سعيد. في قوله تعالى:

{كلا إن كتاب الفجار لفي سجين} . قال: تحت خد إبليس. وعن سعيد في قوله تعالى: {إلا من ضريع} . قال: من حجارة.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر ثنا يحيى بن يمان ثنا سفيان عن سلمة عن سعيد بن جبير. في قوله تعالى: {فسحقا لأصحاب السعير} . قال: واد في جهنم.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو معمر ثنا هشيم عن حصين عن سعيد. في قوله تعالى: {لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون} . قال: محبوسون في النار ومنسيون فيها.

• حدثنا علي بن هارون ثنا أبو معشر الدارمي ثنا محمد بن المنهال ثنا

ص: 288

عبد الواحد بن زياد ثنا الربيع بن أبي مسلم. قال: دخلت على سعيد بن جبير حين جيء به إلى الحجاج وهو موثق فبكيت، فقال لي: ما يبكيك؟ قلت:

الذي أرى بك، قال: فلا تبك! إن هذا كان في علم الله عز وجل أن يكون ثم قرأ {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها} الآية.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يحيى بن يمان عن أشعث عن جعفر عن سعيد بن جبير. قال: بعث موسى وهارون عليهما السلام، ابني هارون بقربان يقربانه، فقالا: أكلته النار وكذبا، فأرسل الله تعالى عليهما نارا فأكلتهما، قال: فأوحى الله تعالى إليهما هكذا أفعل بأوليائي فكيف بأعدائي

(1)

.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا يزيد بن خالد ثنا يحيى بن يمان ثنا أشعث عن جعفر عن سعيد. قال: من عطس عنده أخوه المسلم فلم يشمته، كان دينا يأخذه به يوم القيامة.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا [مسعر عن سليمان الشيباني عن سعيد: أنه سئل عن القبلة للصائم، قال:

قيل فإنه لبريد سوء.

• حدثنا محمد ثنا بشر ثنا خلاد بن يحيى ثنا]

(2)

اسماعيل ابن عبد الملك. قال: سألت سعيد بن جبير عن فريضة من فرائض الجد، فقال: يا ابن أخي إنه كان يقال من أحب أن يتجرأ على جراثيم جهنم، فليتجرأ على فرائض الجد.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا أحمد بن موسى ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا ابن علية عن أيوب. قال: قام سعيد بن جبير يوما من مجلسه، فسألته عن حديث. فقال: ليس كل حين أحلب فأشرب!!.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا إبراهيم بن خالد ثنا أمية بن شبل عن عثمان بن مردويه. قال: كنت مع وهب

(1)

تقدمت هذه الحكاية مبتورة فى غير ترجمة.

(2)

ما بين المربعين زيادة فى ز.

ص: 289

ابن منبه وسعيد بن جبير يوم عرفة بنخيل ابن عامر، فقال وهب لسعيد:

أبا عبد الله كم لك منذ خفت من الحجاج؟ قال: خرجت عن امرأتي وهي حامل فجاءني الذي في بطنها وقد خرج وجهه، فقال له وهب: إن من قبلكم كان إذا أصاب أحدهم بلاء عده رخاء، وإذا أصابه رخاء عده بلاء.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن أحمد بن خلف ثنا سفيان عن سالم بن أبي حفصة. قال: لما أتى سعيد بن جبير الحجاج، قال أنت شقي بن كسير؟ قال: أنا سعيد بن جبير، قال: لأقتلنك! قال: أنا إذا كما سمتني أمي، ثم قال: دعوني أصلي ركعتين! قال: وجهوه إلى قبلة النصارى قال: {فأينما تولوا فثم وجه الله} ! ثم قال: إني أستعيذ منك بما عاذت به مريم. قال وما عاذت به مريم. قال {قالت: إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا} . قال سفيان: لم يقتل بعد سعيد بن جبير إلا رجلا واحدا.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا حاتم بن الليث ثنا سعيد ابن هشيم حدثني أبي حدثني عتبة مولى الحجاج. قال: حضرت سعيد بن جبير حين أتى به الحجاج بواسط، فجعل الحجاج يقول له: ألم أفعل بك؟ ألم أفعل بك؟ فيقول: بلى! فيقول فما حملك على ما صنعت من خروجك علينا: قال:

بيعة كانت علي فغضب الحجاج وصفق بيديه، وقال فبيعة أمير المؤمنين كانت أسبق وأولى أن تفي بها وأمر به فضربت عنقه.

• حدثنا أبو حامد ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو معمر ثنا هشيم عن العوام ابن حوشب عن أبيه. قال: لما أتى سعيد بن جبير الحجاج فأمر بضرب عنقه، وجد في إزاره صرة فيها دراهم فاختصم فيها الذي جاء به والذي ضرب عنقه، فقضى به الحجاج للذي ضرب عنقه.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد ابن إسحاق ثنا عبد الله بن سعد الزهري ثنا هارون بن معروف ثنا ضمرة عن عبد الله بن شوذب. قال: لما أمر الحجاج بسعيد بن جبير أن يقتل استقبل القبلة فنادى الحجاج من مجلسه اصرفوه اصرفوه! قال: فصرف عن القبلة.

• حدثنا أبو حامد ثنا محمد ثنا الحسن بن عبد العزيز ثنا سنيد عن خلف بن

ص: 290

خليفة عن أبيه. قال: شهدت مقتل سعيد بن جبير، فلما بان رأسه قال لا إله إلا الله لا إله إلا الله، ثم قالها الثالثة فلم يتمها.

• حدثنا أبو حامد ثنا محمد ابن إسحاق ثنا هارون بن عبد الله ثنا محمد بن سلمة بن هشام بن إسماعيل أبو هشام المخزومي ثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن كاتب للحجاج يقال له يعلى. قال مالك: وهو أخ لأم سلمة الذي كان على بيت المال. قال كنت أكتب للحجاج وأنا يومئذ غلام حديث السن يستخفني ويستحسن كتابتي، فأدخل عليه بغير إذن فدخلت عليه يوما بعد ما قتل سعيد بن جبير وهو في قبة لها أربعة أبواب، فدخلت عليه مما يلي ظهره فسمعته يقول: ما لي ولسعيد بن جبير؟ فخرجت رويدا وعلمت أنه إن علم بي قتلني، فلم ينشب الحجاج بعد ذلك إلا يسيرا.

• حدثنا أبي ثنا خالي أحمد بن محمد بن يوسف أخبرني أبو أمية محمد بن إبراهيم في كتابه إلي قال ثنا حامد بن يحيى ثنا حفص أبو مقاتل السمرقندى ثنا عون ابن أبي شداد العبدي. قال: بلغني أن الحجاج بن يوسف لما ذكر له سعيد ابن جبير، أرسل إليه قائدا من أهل الشام من خاصة اصحابه يسمى المتلمس ابن الأحوص، ومعه عشرون رجلا من أهل الشام من خاصة أصحابه فبينما هم يطلبونه إذا هم براهب في صومعة له فسألوه عنه. فقال الراهب: صفوه لي فوصفوه له فدلهم عليه، فانطلقوا فوجدوه ساجدا يناجي بأعلى صوته، فدنوا منه فسلموا عليه فرفع رأسه فأتم بقية صلاته ثم رد عليهم السلام.

فقالوا: إنا رسل الحجاج إليك فأجبه قال ولا بد من الإجابة؟ قالوا لا بد من الإجابة فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه ثم قام فمشى معهم حتى انتهى إلى دير الراهب فقال الراهب: يا معشر الفرسان أصبتم صاحبكم؟ قالوا:

نعم! فقال لهم: اصعدوا الدير فإن اللبوة والأسد يأويان حول الدير، فعجلوا الدخول قبل المساء، ففعلوا ذلك وأبى سعيد أن يدخل الدير فقالوا ما نراك إلا وأنت تريد الهرب منا. قال: لا! ولكن لا أدخل منزل مشرك أبدا قالوا فإنا لا ندعك فإن السباع تقتلك، قال سعيد: لا ضير إن معي ربي فيصرفها عني ويجعلها حرسا حولي يحرسونني من كل سوء إن شاء الله. قالوا: فأنت من

ص: 291

الأنبياء؟ قال: ما أنا من الأنبياء ولكن عبد من عبيد الله خاطئ مذنب.

قال الراهب: فليعطنى ما اثق به على اطمأنينته، فعرضوا على سعيد أن يعطي الراهب ما يريد. قال سعيد: إني أعطي العظيم الذي لا شريك له لا أبرح مكاني حتى أصبح إن شاء الله، فرضي الراهب ذلك. فقال لهم: اصعدوا وأوتروا القسي لتنفروا السباع عن هذا العبد الصالح، فإنه كره الدخول علي في الصومعة لمكانكم، فلما صعدوا وأوتروا القسي إذا هم بلبوة قد أقبلت، فلما دنت من سعيد تحاكت به وتمسحت به ثم ربضت قريبا منه، وأقبل الأسد فصنع مثل ذلك، فلما رأى الراهب ذلك وأصبحوا نزل إليه، فسأله عن شرائع دينه وسنن رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ففسر له سعيد ذلك كله، فأسلم الراهب وحسن إسلامه، وأقبل القوم على سعيد يعتذرون إليه ويقبلون يديه ورجليه ويأخذون التراب الذي وطئه بالليل فصلوا عليه، فيقولون:

يا سعيد قد حلفنا الحجاج بالطلاق والعتاق إن نحن رأيناك لا ندعك حتى نشخصك إليه، فمرنا بما شئت. قال: امضوا لأمركم فإني لائذ بخالقي ولا راد لقضائه، فساروا حتى بلغوا واسطا، فلما انتهوا إليها. قال لهم سعيد: يا معشر القوم قد تحرمت بكم وبصحبتكم ولست أشك أن أجلي قد حضر، وأن المدة قد انقضت، فدعوني الليلة آخذ أهبة الموت، وأستعد لمنكر ونكير واذكر عذاب القبر وما يحثى علي من التراب، فإذا أصبحتم فالميعاد بيني وبينكم الموضع الذي تريدون. قال بعضهم: لا نريد أثرا بعد عين. وقال بعضهم: قد بلغتم أملكم واستوجبتم جوائزكم من الأمير فلا تعجزوا عنه. فقال: بعضهم يعطيكم ما أعطى الراهب ويلكم! أما لكم عبرة بالأسد كيف تحاكت به وتمسحت به وحرسته إلى الصباح. فقال بعضهم: هو علي أدفعه إليكم إن شاء الله، فنظروا إلى سعيد قد دمعت عيناه وشعث رأسه واغبر لونه، ولم يأكل ولم يشرب ولم يضحك منذ يوم لقوه وصحبوه. فقالوا: بجماعتهم يا خير أهل الأرض ليتنا لم نعرفك ولم نسرح إليك؟ الويل لنا ويلا طويلا كيف ابتلينا بك! اعذرنا عند خالقنا يوم الحشر الأكبر، فإنه القاضي الأكبر والعدل الذي

ص: 292

لا يجور فقال سعيد: ما أعذرني لكم وأرضاني لما سبق من علم الله تعالى في، فلما فرغوا من البكاء والمجاوبة والكلام فيما بينهم. قال كفيله أسألك بالله يا سعيد لما زودتنا من دعائك وكلامك، فإنا لن نلقى مثلك أبدا ولا نرى أنا نلتقي إلى يوم القيامة. قال: ففعل ذلك سعيد فخلوا سبيله، فغسل رأسه ومدرعته وكساءه وهم مختفون الليل كله ينادون بالويل واللهف، فلما انشق عمود الصبح جاءهم سعيد بن جبير فقرع الباب. فقالوا: صاحبكم ورب الكعبة، فنزلوا إليه وبكوا معه طويلا، ثم ذهبوا به إلى الحجاج وآخر معه، فدخلا إلى الحجاج. فقال الحجاج أتيتموني بسعيد بن جبير. قالوا: نعم! وعاينا منه العجب فصرف بوجهه عنهم. فقال: أدخلوه على فخرج المتلمس.

فقال لسعيد استودعتك الله وأقرأ عليك السلام. قال: فأدخل عليه فقال له:

ما اسمك؟ قال: سعيد بن جبير. قال: أنت الشقي بن كسير. قال: بل كانت أمي أعلم باسمي منك. قال: شقيت أنت وشقيت أمك. قال: الغيب يعلمه غيرك. قال: لأبدلنك بالدنيا نارا تلظى. قال: لو علمت أن ذلك بيدك لاتخذتك إلها. فقال: فما قولك في محمد؟ قال: نبي الرحمة إمام الهدى عليه الصلاة والسلام. قال. فما قولك في علي في الجنة هو أو في النار؟ قال لو دخلتها فرأيت أهلها عرفت من فيها. قال: فما قولك في الخلفاء؟ قال: لست عليهم بوكيل. قال: فأيهم أعجب إليك؟ قال: أرضاهم لخالقي. قال: فأيهم أرضى للخالق؟ قال: علم ذلك عند الذي يعلم سرهم ونجواهم. قال: أبيت أن تصدقني قال: إني لم أحب أن أكذبك. قال: فما بالك لم تضحك؟ قال: وكيف يضحك مخلوق خلق من الطين والطين تأكله النار. قال: فما بالنا نضحك؟ قال: لم تستو القلوب. قال: ثم أمر الحجاج باللؤلؤ والزبرجد والياقوت فجمعه بين يدي سعيد بن جبير. فقال له سعيد: إن كنت جمعت هذه لتفتدي به من فزع يوم القيامة فصالح، وإلا ففزعة واحدة {تذهل كل مرضعة عما أرضعت} ، ولا خير في شيء جمع للدنيا إلا ما طاب وزكا، ثم دعا الحجاج بالعود والناي، فلما ضرب بالعود ونفخ في الناي، بكى سعيد بن جبير. فقال له ما يبكيك؟

ص: 293

هو اللهو. قال سعيد: بل هو الحزن، أما النفخ فذكرني يوما عظيما يوم ينفخ في الصور، وأما العود فشجرة قطعت في غير حق، وأما الأوتار فانها معاء الشاء يبعث بها معك يوم القيامة. فقال الحجاج: ويلك يا سعيد! فقال سعيد الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار. فقال الحجاج اختر يا سعيد أي قتلة تريد أن أقتلك؟ قال: اختر لنفسك يا حجاج فو الله ما تقتلني قتلة إلا قتلك الله مثلها في الآخرة. قال: أفتريد أن أعفو عنك؟ قال: إن كان العفو فمن الله! وأما أنت فلا براءة لك ولا عذر. قال: اذهبوا به فاقتلوه، فلما خرج من الباب ضحك، فأخبر الحجاج بذلك فأمر برده. فقال: ما أضحك؟ قال:

عجبت من جراءتك على الله وحلم الله عنك، فأمر بالنطع فبسط. فقال: اقتلوه.

فقال سعيد: {وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا} مسلما {وما أنا من المشركين} . قال: شدوا به لغير القبلة، قال سعيد:{فأينما تولوا فثم وجه الله} :

قال: كبوه لوجهه. قال سعيد: {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى} . قال الحجاج: اذبحوه. قال سعيد: أما إني أشهد وأحاج أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، خذها مني حتى تلقاني يوم القيامة. ثم دعا سعيد الله! فقال: اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي، فذبح على النطع رحمه الله! قال: وبلغنا أن الحجاج عاش بعده خمسة عشر ليلة، ووقع الأكلة في بطنه فدعا بالطبيب لينظر إليه فنظر اليه، ثم دعا بلحم منتن.

فعلقه في خيط ثم أرسله في حلقة فتركها ساعة ثم استخرجها وقد لزق به من الدم، فعلم أنه ليس بناج، وبلغنا أنه كان ينادي بقية حياته ما لى ولسعيد بن جبير، كلما أردت النوم أخذ برجلي.

• حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن جعفر وأحمد بن محمد بن موسى ثنا محمد بن عبد الله بن رسته ثنا إبراهيم بن الحسن العلاف ثنا إبراهيم بن يزيد الصفار ثنا حوشب عن الحسن. قال: لما أتى الحجاج بسعيد بن جبير قال أنت الشقي ابن كسير؟ قال: بل أنا سعيد بن جبير قال: بل أنت الشقي بن كسير. قال:

كانت أمي أعرف باسمي منك. قال: ما تقول في محمد؟ قال: تعني النبي صلى الله

ص: 294

عليه وسلم، قال نعم! قال: سيد ولد آدم النبي المصطفى خير من بقي وخير من مضى، قال: فما تقول في أبي بكر؟ قال: الصديق خليفة الله مضى حميدا وعاش سعيدا، مضى على منهاج نبيه صلى الله عليه وسلم لم يغير ولم يبدل، قال: فما تقول في عمر؟ قال: عمر الفاروق خيرة الله وخيرة رسوله، مضى حميدا على منهاج صاحبيه لم يغير ولم يبدل، قال: فما تقول في عثمان؟ قال: المقتول ظلما المجهز جيش العسرة، الحافر بئر رومة، المشتري بيته في الجنة، صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنتيه، زوجه النبي بوحي من السماء. قال: فما تقول في علي؟ قال: ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأول من أسلم وزوج فاطمة وأبو الحسن والحسين. قال: فما تقول في معاوية؟ قال: شغلتني نفسي عن تصريف هذه الأمة وتمييز أعمالها. قال: فما تقول في؟ قال: أنت أعلم ونفسك! قال: بت بعلمك قال: إذا يسؤك ولا يسرك. قال: بت بعلمك قال: اعفني قال: لا عفى الله عني إن أعفيتك. قال: إني لأعلم أنك مخالف لكتاب الله تعالى، ترى من نفسك أمورا تريد بها الهيبة وهي تقحمك الهلكة، وسترد غدا فتعلم. قال: أما والله لأقتلنك قتلة لم أقتلها أحدا قبلك، ولا أقتلها أحدا بعدك. قال: إذا تفسد علي دنياي وأفسد عليك آخرتك.

قال: يا غلام السيف والنطع. قال: فلما ولى ضحك! قال: أليس قد بلغني أنك لم تضحك؟ قال: وقد كان ذلك! قال: فما أضحكك عند القتل؟ قال: من جراءتك على الله ومن حلم الله عنك. قال: يا غلام اقتله، فاستقبل القبلة وقال {وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا} مسلما {وما أنا من المشركين} .

فصرف وجهه عن القبلة. قال: {فأينما تولوا فثم وجه الله} . قال: اضرب به الأرض، قال:{منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى} . قال:

اذبح عدو الله فما أنزعه لآيات القرآن منذ اليوم!.

أسند سعيد بن جبير عن جماعة من الصحابة منهم علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن الزبير بن العوام، وعبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري

ص: 295

وعبد الله بن المغفل المزني، وعن عدي بن حاتم، وأبي هريرة، وغيرهم.

وأكثر روايته عن ابن عباس.

• حدثنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا عبد الواحد بن غياث قال ثنا عمارة بن زاذان قال حدثني أبو الصهباء عن سعيد بن جبير عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. قال: «نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أقول نهاكم، عن التختم بالذهب وركوب الأرجوان، وأن أقرأ القرآن راكعا وساجدا» .

• حدثنا احمد بن إبراهيم ابن يوسف قال ثنا محمد بن زكرياء قال ثنا مسلم بن إبراهيم قال ثنا بحر بن كثير قال ثنا ابن ساج عن سعيد بن جبير عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أفواهكم طرق القرآن فطهروها بالسواك» . غريب من حديث لم نكتبه إلا من حديث بحر وحديث أبي الصهباء عن سعيد تفرد به عمارة.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا أبو شعيب الحراني قال ثنا عبد الله بن جعفر الرقي قال ثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن لمنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير. قال: «خرجنا مع ابن عمر نمشي، فمررنا على فتية من قريش يرمون دجاجة قد نصبوها غرضا وهي حية، فلما رأوه تفاروا. فقال ابن عمر: من فعل هذا؟ والله ما أحب أني فعلت هذا ولي الدنيا وما فيها أعمر فيها عمر نوح؟ لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أراه قال يلعن من مثل بالحيوان» . غريب من حديث زيد، ورواه عن المنهال الأعمش والثوري وشعبة مختصرا ولم يذكروا قول ابن عمر، ورواه هشيم وأبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عمر، ورواه العلاء بن المسيب عن الفضل بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عمر، ورواه معان بن رفاعة عن محمد بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه وهو غريب.

• حدثناه سليمان بن أحمد قال ثنا أحمد بن عبد الوهاب ابن نجدة قال ثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج قال ثنا معان بن رفاعة

ص: 296

عن محمد به، ورواه عدي بن ثابت وأبو إسحاق السبيعي وسالم بن عجلان الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.

• حدثنا محمد بن أحمد بن جعفر بن الهيثم قال ثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام قال ثنا وهب بن جرير قال ثنا أبي عن يعلى بن حكيم عن سعيد بن جبير. قال سمعت ابن عمر يقول: «حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيذ الجر، فأتيت ابن عباس فقلت ألا تسمع ما يقول ابن عمر؟ قال: حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيذ الجر، قال صدق ابن عمر، قلت: فأي شيء الجر؟ قال: كل شيء يصنع من مدر» . رواه همام بن يحيى عن يعلى بن حكيم مثله، ورواه أيوب السختياني وأبو بكر الهذلي عن سعيد بن جبير مثله، حديث المثلة بالحيوان، وحديث نبيذ الجر متفق على صحتهما.

• حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان البصري ويوسف بن يعقوب النجيرمي قالا ثنا الحسن بن المثنى قال ثنا مسلم بن إبراهيم قال ثنا حماد بن سلمة قال ثنا فرقد عن سعيد بن جبير عن ابن عمر. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «ادهن بزيت غير مقتت

(1)

». تفرد به حماد عن فرقد.

• حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد قال ثنا عبد الله بن أحمد الدورقي قال ثنا موسى بن إسماعيل التبوذكي قال ثنا جرير عن حازم عن يعلى بن حكيم عن سعيد بن جبير عن ابن عمر. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الحياء والايمان قرنا جميعا فاذا ارفع أحدهما رفع الآخر» . غريب من حديث سعيد تفرد به عنه يعلى.

• حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد قال ثنا محمد بن يوسف بن الطباع قال ثنا سنيد بن داود قال ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش ح.

وحدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى وإبراهيم بن عبد الله قالا ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا أسباط بن محمد وأبو بكر بن عياش عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله الرازي عن سعيد بن جبير عن ابن عمر. قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من عشرين مرة يقول: «كان ذو الكفل من

(1)

المقتت: الذى يطبخ فيه الرياحين حتى تطيب ريحه.

ص: 297

بني إسرائيل لا يتورع عن شيء، فهوى امرأة فراودها عن نفسها وأعطاها ستين دينارا، فلما جلس منها بكت وارتعدت. فقال لها: ما لك؟ فقالت:

والله إني لم أعمل هذا العمل قط، وما عملته إلا من الحاجة». قال: فندم ذو الكفل وقام من غير أن يكون منه شيء وأدركه الموت من ليلته، فلما أصبح وجد على بابه مكتوب إن الله تعالى قد غفر لذي الكفل». غريب من حديث سعيد لم يروه عنه إلا الأعمش، ولا عنه إلا أبو بكر بن عياش وأسباط ورواه غيرهما عن الأعمش. فقال: بدل سعيد عن سعد مولى طلحة.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا ابراهيم ابن إسحاق الصيني قال ثنا قيس بن الربيع عن أبي هاشم عن سعيد بن جبير عن ابن عمر أحسبه قد رفعه قال: «المرأة في حملها إلى وضعها إلى فصالها كالمرابط في سبيل الله، فإن ماتت فيما بين ذلك فلها أجر شهيد» . غريب من حديث سعيد تفرد به قيس وحدث به عبد الله بن المبارك عن قيس.

• حدثناه أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا حيان بن موسى عن ابن مبارك عن قيس بن الربيع عن أبي هاشم عن سعيد بن جبير عن ابن عمر. أراه قال عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «إن للمرأة في حملها إلى وضعها إلى فصالها من الأجر كالمرابط في سبيل الله، فإن هلكت فيما بين ذلك فلها أجر شهيد» .

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ح.

وحدثنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد قال ثنا أبو إسماعيل الترمذي ح].

(1)

وحدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا علي بن عبد العزيز قالوا ثنا أبو نعيم قال ثنا عمر ابن ذر عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل عليه السلام: «يا جبريل ما منعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟ قال:

فنزلت، {وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا} ». الآية. غريب من حديث سعيد وذر تفرد به عنه ابنه عمر بن ذر وهو حديث صحيح متفق على صحته.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو

(1)

ما بين المربعين زيادة فى ج.

ص: 298

داود قال ثنا شعبة ح. وحدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا سفيان الثوري قالا عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما العمل في أيام أفضل منه في عشر ذي الحجة. قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله في سبيل الله ثم لم يرجع من ذلك بشيء» . صحيح متفق عليه من حديث الأعمش، ورواه سلمة بن كهيل، ومخول، وحبيب بن أبي عمرة، عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير. ورواه عن سعيد جماعة منهم: أبو إسحاق السبيعي والحكم بن عتيبة، والأعمش أيضا، والقاسم بن أبي أيوب، ومطر الوراق، وأبو جرير.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا سفيان عن منصور بن المعتمر عن المنهال بن عمرو عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان يعوذ حسنا وحسينا يقول: «أعوذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة» . رواه موسى بن أعين عن سفيان مثله، ورواه الأعمش ومنصور وزيد بن أبي أنيسة عن المنهال مثله.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا عتبة بن عبد الله قال ثنا أبو غانم السعدي يونس بن نافع عن عمرو بن دينار عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اغسلوا المحرم في ثوبيه الذي أحرم فيهما، واغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه ولا تمسوه بطيب ولا تخمروا رأسه، فإنه يبعث يوم القيامة محرما ملبيا» . رواه عن عمرو: سفيان، وشعبة، ومسعر، وابن عيينة، وابن جريج، وأبو أيوب الإفريقي، وابن أبي ليلى، وحجاج، وابن أبي مريم، وأشعث بن سوار، وأبان بن صالح، وقتادة، وأبان بن يزيد العطار، ومطر الوراق، وعمر بن عامر، وحماد بن زيد، ومحمد بن مسلم الطائفي، وعمرو بن الحارث، ومعقل بن

ص: 299

عبيد الله، وقيس بن سعد، وشبل بن عباد، وعبد الوهاب بن مجاهد، ومقاتل ابن سليمان. ورواه عن سعيد غير عمرو وابن مجاهد جماعة منهم: حبيب بن أبي ثابت.

• حدثناه محمد بن عمرو

(1)

بن سلم قال ثنا الحسن بن سهل بن سعيد والسكري من أصله وما كتبته إلا عنه قال ثنا يحيى بن غيلان قال ثنا عبد الله ابن بزيع عن الحسن بن عمارة عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. أن رجلا وقع عن راحلته فوقص، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال:«اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبيه، ولا تخمروا رأسه، فإنه يبعث يلبي» . صحيح متفق عليه من حديث سعيد بن جبير. ورواه عن سعيد: الحكم، وحماد بن أبي سليمان، وعطاء بن السائب، وفضيل بن عمرو، ومعن الكندي وأبو بشر جعفر بن إياس، وأيوب السختياني، وقتادة، ومطر، وحسام بن مصك، وأبو الزبير، وإبراهيم بن حمزة، والقاسم بن أبي برة، وعبد الكريم الجزري، وسالم الأفطس ورواه عن ابن عباس غير سعيد: عطاء، وطاوس، ومجاهد، وأبو الشعشاع.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن حيان المازني قال ثنا أبو الوليد الطيالسي ح. وحدثنا معاذ بن المثنى قال ثنا مسدد ح. وحدثنا أبو إسحاق بن حمزة قال ثنا أحمد بن علي بن المثنى قال ثنا شيبان بن فروخ قالوا ثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. قال: «ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن وما رآهم، انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا: ما لكم؟ قالوا:

حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب، قالوا: ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا من أمر حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء! فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها يبتغون ما حال بينهم وبين خبر السماء، فانصرف أولئك النفر الذين توجهوا

(1)

فى ج: ابن عمير.

ص: 300

نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أصحابه بنخلة عامدين إلى سوق عكاظ، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر. فلما سمعوا القرآن استمعوا فقالوا: هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء، فهنالك حين رجعوا إلى قومهم فقالوا: إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا، فأنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم {(قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن} ؛ وإنما أوحى إليه قول الجن». صحيح متفق عليه أخرجه البخاري عن مسدد عن أبي عوانة.

• حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم قال ثنا جعفر بن محمد الصائغ قال ثنا عمر ابن حفص بن غياث قال ثنا أبي عن إسماعيل بن سميع عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سمع سمع الله به، ومن راءى راءى الله به» : صحيح ثابت من حديث سعيد ومسلم وإسماعيل تفرد به حفص بن غياث.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا روح بن عبادة قال ثنا سعيد [ابن عروبة عن علي بن الحكم عن ميمون بن مهران عن]

(1)

سعيد بن جبير عن ابن عباس. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«نهى عن كل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير» . غريب من حديث ميمون عن سعيد تفرد به سعيد عن علي بن الحكم وهو البناني البصري.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا إبراهيم بن إسحاق الضبي قال ثنا قيس بن الربيع عن حبيب بن أبي ثابت عن سعد بن جبير عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك، ولو لقيتني بملء الأرض خطايا لقيتك بمثلها مغفرة ما لم تشرك بي شيئا، ولو بلغت خطاياك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك» . غريب من حديث حبيب عن سعيد لم نكتبه إلا من حديث قيس عنه.

(1)

ما بين المربعين سقط. من ج

ص: 301

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا جبارة بن المغلس قال ثنا قيس بن الربيع قال ثنا عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذرية المؤمن في درجته وإن كانوا دونه فى العمل لتقربهم عينه ثم قرأ والذين آمنوا واتبعناهم ذريانهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء قال ما نقصنا الآباء بما أعطينا البنين» . غريب من حديث عمرو وسعيد تفرد به عنه قيس ابن الربيع.

• حدثنا القاضي أبو أحمد قال ثنا عبد الله بن الصباح قال ثنا عبد الله بن عمرو بن أبان قال ثنا زياد بن عبد الله عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «أيصبغ ربك؟ قال: نعم! صبغا لا ينقض، أحمر وأصفر وأبيض» .

• حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد قال ثنا أبو إسماعيل الترمذي قال ثنا محمد بن الصلت قال ثنا أبو كدينة يحيى بن المهلب عن حصين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عرضت علي الأمم، فكان النبي يمر معه القوم، والنبي يمر معه الواحد والاثنان» . غريب من حديث سعيد وحصين لم نكتبه إلا من حديث أبو كدينة.

• حدثنا إبراهيم بن أحمد بن حصين قال ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال ثنا إسماعيل بن أبي الحكم الثقفي - وكان ثقة - قال ثنا عاصم بن مضرس النصري من بني نصر بن معاوية قال ثنا جبلة بن سليمان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما جعل الأذان الأول ليتيسر أهل الصلاة لصلاتهم، فإذا سمعتم الأذان فأسبغوا الوضوء وبادروا التكبيرة الأولى فإنها فرع الصلاة وتمامها، ولا تبادروا الإمام بركوع ولا سجود» .

• حدثنا أبي قال ثنا محمد بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة قال ثنا جبارة بن المغلس قال ثنا أيوب عن جابر عن مسلم الأعور عن سعيد بن جبير

ص: 302

عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المسح للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن. وللمقيم يوم وليلة» . غريب من حديث سعيد عن ابن عباس لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم قال ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي قال ثنا شريح بن النعمان قال ثنا خلف بن خليفة عن أبى هاشم الرمانى عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس. عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة، النبي والصديق والشهيد والمولود، ورجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله» . غريب من حديث سعيد تفرد به عنه أبو هاشم وهو يحيى بن دينار الواسطي، ورواه سعيد بن زيد أخو حماد عن عمرو بن خالد عن أبي هاشم.

• حدثناه سليمان بن أحمد قال ثنا علي بن عبد العزيز قال ثنا محمد بن أبي نعيم قال ثنا سعيد بن زيد عن عمرو بن خالد عن أبي هاشم به.

• حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد قال ثنا عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي ح. وحدثنا جعفر بن محمد بن عمرو الأحمسي قال ثنا أبو حصين الوادعي قال ثنا يحيى بن عبد الحميد قال ثنا قيس بن الربيع عن أبي هاشم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن للموت فزعا، فإذا أتى أحدكم وفاة أخيه فليقل إنا لله وإنا إليه راجعون {وإنا إلى ربنا لمنقلبون}، اللهم اكتبه في المحسنين، واجعل كتابه في عليين، واخلف على عقبه في الآخرين، اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده» . غريب من حديث سعيد تفرد به قيس عن أبي هاشم، ورواه موسى بن داود الضبي عن قيس مثله.

• حدثناه سليمان بن أحمد قال ثنا فضيل بن محمد الملطي قال ثنا موسى بن داود قال ثنا قيس به.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد وأحمد بن جعفر بن مالك قالا ثنا محمد بن يونس ابن موسى قال ثنا إسماعيل بن سنان أبو عبيدة العصفري قال ثنا مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. قال قال رسول الله

ص: 303

صلى الله عليه وسلم: «أبو بكر صاحبي ومؤنسي في الغار، سدوا كل خوخة في المسجد إلا خوخة أبي بكر» . غريب من حديث سعيد وطلحة ومالك لم نكتبه إلا من حديث أبي عبيدة.

• حدثنا محمد بن أحمد بن علي قال ثنا محمد بن يونس الشامي قال ثنا أبو عامر العقدي قال ثنا رباح بن أبي معروف قال ثنا سعيد بن عجلان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما: «ألا أخبركما بمثلكما في الملائكة، ومثلكما في الأنبياء مثلك يا أبا بكر في الملائكة مثل ميكائيل ينزل بالرحمة، ومثلك في الأنبياء مثل إبراهيم، قال {فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم}. ومثلك يا عمر في الملائكة مثل جبريل عليه السلام ينزل بالشدة والبأس والنقمة على أعداء الله، ومثلك في الأنبياء كمثل نوح عليه السلام قال {رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا}، الآية» . غريب من حديث سعيد بن جبير تفرد به رباح عن ابن عجلان.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا علي بن عبد العزيز قال ثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود قال ثنا إبراهيم بن طهمان عن عطاء بن السائب عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «كان نبي الله سليمان بن داود إذا قام في مصلاه رأى شجرة نابتة بين يديه، فقال لها ما اسمك؟ قالت: الخرنوب. قال: لأي شيء أنبت؟ قالت: لخراب هذا البيت. قال سليمان: اللهم عم على الجن موتي حتى تعلم الإنس أن الجن لا تعلم الغيب، قال:

فنحتها عصى يتوكأ عليها

(1)

فأكلتها الأرضة فسقطت فخر فحذروا أكلها الأرضة فوجدوه حولا، فتبينت الإنس أن الجن {لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا} حولا {في العذاب المهين،} فكان ابن عباس يقرؤها هكذا، فشكرت الجن الأرضة فكانت تأتيها بالماء حيث كانت». غريب من حديث سعيد تفرد به عطاء.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا علي بن عبد العزيز قال ثنا أبو نعيم قال

(1)

كذا فى الاصول ولعله (فمات متكأ عليها) او ما هذا معناه.

ص: 304

ثنا عبد الله بن الوليد العجلي عن بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. قال: «أقبلت يهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم نسألك عن أشياء إن أجبتنا فيها اتبعناك وصدقناك وآمنا بك. قال: فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على نفسه، قالوا: {الله على ما نقول وكيل}! قالوا: أخبرنا عن علامة النبي؛ قال: تنام عيناه ولا ينام قلبه، قالوا: فاخبرنا كيف تؤنث المرأة وكيف تذكر؛ قال: يلتقي الماءان فإذا علا ماء المرأة ماء الرجل آنثت، وإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت. قالوا: صدقت! قالوا: فأخبرنا عن الرعد، قال: هو ملك من الملائكة موكل بالسحاب يصرفه حيث شاء الله! قالوا: فما هذا الصوت الذي يسمع. قال: زجره السحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمره، قالوا: صدقت! قالوا: فأخبرنا {ما حرم إسرائيل على نفسه}، قال: كان يسكن البدو فاشتكى فلم يجد شيئا يلائمه إلا لحوم الإبل وألبانها، فلذلك حرمها. قالوا: صدقت! قالوا: فأخبرنا من الذي يأتيك من الملائكة؟ فإنه ليس من نبي إلا ويأتيه ملك من الملائكة بالرسالة والوحي، فمن صاحبك فإنما بقيت هذه؟ قال: جبريل قالوا: ذاك الذي ينزل بالحرب والقتال، ذاك عدونا لو قلت ميكائيل الذي ينزل بالقصر تابعناك. فأنزل الله تعالى {قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله} الآية» . غريب من حديث سعيد تفرد به بكير.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا منجاب ابن الحارث قال ثنا إبراهيم بن يوسف قال ثنا زياد بن عبد الله عن ليث عن عبد الملك بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس. قال: «إن نبي الله صلى الله عليه وسلم. قال: إن لله تعالى لوحا محفوظا من درة بيضاء، صفحاتها من ياقوتة حمراء، قلمه نور وكتابه نور، لله فيه في كل يوم ثلاث مائة وستون لحظة.

يخلق ويرزق ويحيي ويميت ويعز ويذل ويفعل ما يشاء». غريب من حديث سعيد وابنه عبد الملك لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد قال ثنا إسماعيل بن عبد الله قال ثنا

ص: 305

الحسن بن الربيع قال ثنا أبو الأحوص عن عمار بن زريق عن عبد الله بن عيسى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. قال: «بينما جبريل عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم، ولم يفتح قط إلا اليوم [فنزل منه ملك فقال هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل إلا اليوم]

(1)

فسلم. فقال: أبشر بسورتين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك، فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لم تقرأ بحرف منها إلا أوتيته». حديث صحيح ثابت أخرجه مسلم بن الحجاج فى صحيحه لم تفرد به عمار بن زريق عن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا إسماعيل بن عبد الله قال ثنا سليمان بن حرب قال ثنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن عثمان بن خيثم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «يجئ الحجر يوم القيامة وله عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد لمن استلمه بحق» . غريب من حديث سعيد تفرد به ابن خيثم.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا إسماعيل بن عبد الله قال ثنا مسلم بن إبراهيم قال ثنا الحسن بن أبي جعفر عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق» . غريب من حديث سعيد لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم قال ثنا الحسن بن علي بن زياد وعبيد الله بن محمد العمري ح.

وحدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا علي بن المبارك الصنعاني قالوا ثنا إسماعيل بن أبي أويس قال ثنا زفر بن عبد الرحمن بن أردن

(2)

عن محمد بن سليمان بن والبة عن سعيد بن جبير عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة

(1)

من كتاب التذكار للقرطبى (طبع مكتبة الخانجى).

(2)

كذا فى ز وفى مغ:

ادرك ولم أقف عليه.

ص: 306

حتى يظهر الفحش والبخل، ويخون الأمين، ويؤتمن الخائن، وتهلك الوعول، وتظهر التخوت [قال يا رسول الله وما الوعول وما التخوت؟]

(1)

قال:

الوعول وجوه الناس، والتخوت الذين كانوا تحت أقدام الناس». غريب من حديث سعيد تفرد به زفر.

• حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة قال ثنا محمد بن حمزة بن نصير السامري بالأهواز قال ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال ثنا أبو عبيدة الحداد قال ثنا هشام بن حسان عن محمد بن شبيب عن جعفر بن أبي وحشية عن سعيد بن جبير عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لو كان في هذا المسجد مائة ألف أو يزيدون، وفيه رجل من أهل النار فتنفس فأصابهم نفسه لاحترق المسجد ومن فيه» . غريب من حديث سعيد تفرد به أبو عبيدة عن هشام.

• حدثنا أبو إسحاق بن حمزة قال ثنا محمد بن محمد بن عقبة الشيباني قال ثنا محمد بن طريف قال ثنا زياد بن الحسن بن فرات عن أبيه عن جده فرات عن سعيد بن جبير. قال كتب ابن عتبة إلى عبد الله بن الزبير يستفتيه في الجد، قال فقرأت كتابه إليه، أما بعد فإنك كتبت إلي تستفتيني في الجد وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«لو كنت متخذا خليلا دون ربي لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكنه أخي في الدين وصاحبي في الغار، وإن أبا بكر كان ينزله بمنزلة الوالد، وإن أحق ما اقتدينا به قول أبي بكر» . غريب من حديث سعيد بن جبير وفرات القزاز تفرد به محمد بن طريف.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا الهيثم بن خلف قال ثنا محمد بن جميل قال ثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عمرو. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أشقى الناس ثلاثة؛ عاقر ناقة ثمود، وابن آدم الذي قتل أخاه، ما سفك على الأرض

(1)

الزيادة من مغ وفيها التجوت، وفى المختصر التحوت (بالمهملة).

ص: 307

من دم إلا لحقه منه لأنه أول من سن القتل

(1)

». غريب من حديث سعيد لم نكتبه إلا من حديث سلمة.

• حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان قال ثنا يوسف القاضى قال ثنا سليمان ابن حرب قال ثنا حماد بن زيد ح. وحدثنا علي بن هارون قال ثنا جعفر الفريابي قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا عبد الوهاب الثقفي قالا ثنا أيوب السختياني عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن المغفل. أنه كان جالسا وإلى جنبه ابن اخ له فحذف فنهاه، وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنها وقال:«إنها لا يصاد بها صيد، ولا ينكى بها عدو، وإنه يكسر السن، ويفقأ العين» . قال: فعاد ابن اخيه فحذف، ثم قال: أحدثك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنها ثم تحذف، لا أكلمك أبدا. رواه شعبة، ومعمر، وسفيان بن عيينة، وابن علية، في آخرين عن أيوب، وهو حديث صحيح متفق عليه.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا شعبة عن أبي بشر. قال: سمعت سعيد بن جبير يحدث عن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يسمع بي أحد من هذه الأمة.

ولا يهودي، ولا نصراني، لا يؤمن بي إلا كان من أهل النار». رواه ابن المبارك عن شعبة مثله، ورواه أبو عوانة عن أبي بشر مثله.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا شعبة وهشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن عدي بن حاتم. قال:

«قلت يا رسول الله، أرمي الصيد وأجده من الغد فيه سهمي؟ قال: إذا وجدت فيه سهمك وعلمت أنه قتله ولم تر فيه أثر سبع فكل» . رواه شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن سعيد نحوه.

• حدثناه عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود ح. وحدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أبو زرعة الدمشقي قال ثنا آدم بن أبي إياس قال ثنا شعبة عن عبد الملك بن

(1)

كذا فى الاصلين ز ومغ بدون ذكر الثالث.

ص: 308

ميسرة. قال سمعت سعيد بن جبير يحدث عن عدي بن حاتم. قال: «قلت يا رسول الله إني أرمي الصيد فأطلبه فلا أجده إلا بعد ليلة. قال: إذا رأيت سهمك فيه ولم يأكل منه سبع فكل» . اللفظ لآدم.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا سليمان بن حرب ح. وحدثنا أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر قال ثنا محمد ابن غالب تمتام قال ثنا عارم ومسدد وسهل بن محمود قالوا ثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان، تقول: ننشدك الله فينا! فإنك إن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا» . غريب من حديث سعيد تفرد به حماد عن أبي الصهباء.

• حدثنا جعفر بن محمد الأحمسي قال ثنا أبو حصين الوادعي قال ثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني قال ثنا قيس بن الربيع عن حكيم بن جبير عن سعيد جبير عن عائشة. قالت: «كنت أفرك المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يصلي فيه» . غريب من حديث سعيد لم نكتبه إلا من حديث مندل.

• حدثنا أبي قال ثنا جعفر بن عمر بن القاسم النهاوندي قال ثنا محمد بن حميد قال ثنا نعيم بن ميسرة أبو عمرو النحوي عن أبي إسحاق السبيعي عن سعيد بن جبير. قال قالت عائشة: «لا تسبوا حسان بن ثابت، فإنه قد أعان رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسانه ويديه، فقيل لها: أليس ممن أعد الله له كذا وكذا؟ فقالت: كفى

(1)

به عذابا ذهاب بصره». غريب من حديث سعيد لم نكتبه إلا من حديث نعيم

(2)

.

(1)

فى ز: يكفى به

(2)

هنا آخر المجلد الثالث من نسخة جدة ومن أول ترجمة الشعبى التى تلى هذه تكون المقابلة على المغربية والازهرية فقط.

ص: 309

‌عامر بن شراحيل الشعبي

قال الشيخ رضي الله تعالى عنه: ومنهم الفقيه القوي، سالك السمت المرضى، بالعلم الواضح المضى، والحال الزاكى الوضي، أبو عمرو عامر بن شراحيل الشعبي. كان بالأوامر مكتفيا، وعن الزواجر منتهيا، تاركا لتكلف الأثقال، معتنقا لتحمل الواجب من الأفعال.

وقيل إن التصوف تطهر من تكدر، وتشمر في تبرر.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا أبي ح.

وحدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قالا ثنا محمد بن فضيل عن عاصم. قال: حدثت الحسن بموت الشعبي، فقال له: رحمه الله إن كان من الإسلام لبمكان.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا المفضل بن غسان الغلابي ثنا جعفر بن عون ثنا عبد الله ابن أشعث بن سوار عن أبيه. قال: لما هلك الشعبي أتيت البصرة فدخلت على الحسن. فقلت: يا أبا سعيد هلك الشعبي، قال إنا لله وإنا إليه راجعون! إن كان لقديم السن، كثير العلم، وإنه لمن الإسلام بمكان. ثم أتيت محمد بن سيرين فقلت: يا أبا بكر هلك الشعبي، فقال مثل ما قال الحسن.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا منجاب ابن الحارث ثنا علي بن مسهر عن أشعث بن سوار عن ابن سيرين. قال:

قدمت الكوفة وللشعبي حلقة عظيمة، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ كثير.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا محمد بن عثمان ثنا منجاب ثنا علي بن مسهر عن عاصم بن سليمان. قال: ما رأيت أحدا كان أعلم بحديث أهل الكوفة والبصرة والحجاز والآفاق من الشعبي.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا محمد بن عثمان ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا أبو أسامة عن ثابت بن زيد عن سليمان التيمي عن أبي مجلز.

قال: ما رأيت أحدا أفقه من الشعبي.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن

ص: 310

إسحاق ثنا مفضل بن غسان الغلابي ثنا أبي ثنا أبو بحر الكراوي عن سليمان التيمي. قال قال لي أبو مجلز: عليك بالشعبي فإني لم أر مثله.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان ثنا يوسف بن يعقوب ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين. قال: ما رأيت أحدا أفقه من الشعبي.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا محمد بن عثمان ثنا يوسف بن موسى ح. وحدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا أحمد بن العباس العدوي ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا حكام ثنا عيسى بن معاذ عن ليث. قال: كنت أسأل الشعبي فيعرض عني ويجبهني بالمسألة. فقلت: يا معشر العلماء يا معشر الفقهاء تروون عنا أحاديثكم وتجبهوننا بالمسألة، فقال الشعبي: يا معشر العلماء يا معشر الفقهاء، لسنا بفقهاء ولا علماء، ولكنا قوم قد سمعنا حديثا فنحن نحدثكم بما سمعنا، إنما الفقيه من ورع عن محارم الله، والعالم من خاف الله.

• حدثنا أبي ثنا محمد بن إبراهيم بن الحكم ثنا يعقوب الدورقي ثنا عبد الله بن نمير عن مالك بن مغول قال عن الشعبي

وقال له رجل: أيها العالم فقال: العالم من يخاف الله!.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا الحسن بن هارون بن سليمان ثنا أبو معمر ثنا سفيان عن مالك بن مغول. قال قيل للشعبي: أيها العالم! فقال: ما أنا بعالم، وما أرى عالما وإن أبا حصين

(1)

من رجل صالح.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا أبو عبد الله القاضي ثنا عمر بن شبة ثنا الأصمعي. قال: اجتمع الشعبي والأخطل عند عبد الملك؛ فلما خرجا. قال الأخطل للشعبي: يا شعبي ارفق بي فإنك تغرف من آنية شتى، وأنا أغرف من إناء واحد.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا أحمد بن موسى العدوى ثنا إسماعيل ابن سعيد ثنا القاسم بن الحكم عن سفيان عن بيان عن الشعبي: {(هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين)} . قال: بيان للناس من العمى، وهدى من الضلالة، وموعظة من الجهل.

(1)

فى مغ: ابا حسين رجل صالح. وفى المختصر: أبا حصين رجل صالح.

ص: 311

• حدثنا أبو أحمد ثنا أحمد بن موسى ثنا إسماعيل ثنا جرير عن بيان عن الشعبي. قال: من كذب على القرآن فقد كذب على الله.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا ابن إسحاق ثنا حسين المروزي ثنا ابن المبارك أنبأنا مجالد عن الشعبي. قال: ما من خطيب يخطب إلا عرضت عليه خطبته.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا أحمد بن موسى ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا جرير عن أبي إسحاق عن الشعبي. قال: ما ترك أحد في الدنيا شيئا لله إلا أعطاه الله في الآخرة ما هو خير له.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا أحمد بن موسى ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا محمد ابن عبيد. قال خالد بن دينار: سألت الشعبي عن المزارعة؟ قال: دع الربا والريبة، وات ما لا يريبك.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا علي بن حفص ثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي. قال: يشرف قوم دخلوا الجنة على قوم دخلوا النار؛ فيقولون: ما لكم في النار؟ وإنما كنا نعمل بما تعلموننا، فيقولون: إنا كنا نعلمكم ولا نعمل به.

• حدثنا محمد بن عبد الله الكاتب ثنا الحسن بن علي الطوسي ثنا محمد بن عبد الكريم ثنا الهيثم بن عدي ثنا مجالد عن الشعبي. قال: تعايش الناس بالدين زمنا طويلا حتى ذهب الدين، ثم تعايش الناس بالمروءة زمنا طويلا حتى ذهبت المروءة، ثم تعايش الناس بالحياء زمنا طويلا حتى ذهب الحياء، ثم تعايش الناس بالرغبة والرهبة، وأظن أنه سيأتي بعد هذا ما هو أشد منه.

• حدثنا الحسن بن علي بن سعيد ثنا ابن دريد ثنا السكن بن سعيد عن العباس بن هشام عن أبيه. قال: بلغني أن الشعبي كان يقول: تعايش الناس.

فذكر نحوه.

• حدثنا محمد بن عبد الله بن الكاتب ثنا الحسن بن علي الطوسي ثنا محمد ابن عبد الكريم ثنا الهيثم بن عدي قال ثنا ابن عياش عن الشعبي. قال:

كانت العرب تقول إذا كانت محاسن الرجل تغلب مساويه، فذلكم الرجل

ص: 312

الكامل، وإذا كانا متقاربين فذلكم المتماسك، وإذا كانت المساوئ أكثر من المحاسن فذلكم المتهتك.

• حدثنا محمد بن عبد الله ثنا الحسن بن علي ثنا محمد بن عبد الكريم ثنا الهيثم بن عدي أنبأنا مجالد عن الشعبي. قال: شهدت شريحا وجاءته امرأة تخاصم رجلا؛ فأرسلت عينيها فبكت. فقلت: أبا أمية ما أظنها إلا مظلومة؟ فقال: يا شعبي ان اخوة يوسف {جاؤ أباهم عشاء يبكون} .

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرزاق ثنا سفيان عن ابن أبجر عن زبيد. قال قال الشعبى: وددت أنى أنجو منه كفافا لا علي ولا لي.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا أحمد بن موسى ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا يحيى بن يمان عن مالك بن مغول عن الشعبي.

قال: ليتني لم أتعلم علما قط.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن يحيى المروزي ثنا أبو بلال الأشعري عن عيسى بن يونس عن إسماعيل بن أبي خالد. قال سمعت الشعبي يقول: ما ترك عبد مالا هو فيه أعظم أجرا؛ من مال يتركه لولده يتعفف به عن الناس.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا الحسين بن الحسن ثنا ابن المبارك ثنا أبو جعفر عن المغيرة عن الشعبى. قال: كان عيسى بن مريم عليه السلام إذا ذكر عنده الساعة صاح: وقال: لا ينبغي لابن مريم أن تذكر عنده الساعة فيسكت.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا أحمد بن موسى ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا جرير عن عطاء بن السائب عن الشعبي. قال: ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا أحمد بن موسى ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا جعفر ابن عون والفرات بن خالد عن عيسى الحناط عن الشعبي. قال: لو أن رجلا سافر من أقصى الشام إلى أقصى اليمن، فحفظ كلمة تنفعه فيما يستقبل من عمره رأيت أن سفره لم يضع.

ص: 313

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أحمد بن الحسين الأنصاري ثنا أحمد بن شيبان ثنا عبد الرحمن بن مغراء ثنا مجالد سمعت الشعبي يقول: العلم أكثر من عدد القطر، فخذ من كل شيء أحسنه، ثم تلا:{(فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه)} . قال أحمد بن شيبان: هذا رخصة في الانتخاب.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا حاتم ابن إسماعيل عن عمرو بن عبد الله النخعي. قال: أرسلني أبي إلى الشعبي أسأله عن صحيفة أعرف فيها كتابي ونقش خاتمي، أشهد على ما فيها؟ قال: لا إلا أن تذكره، أن الناس يكتبون ما شاءوا وينقشون ما شاءوا.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا النضر بن زرارة عن مجالد. قال: سألت الشعبى عن الرجل يعسر عن الأضحية لا يجد بما يشتري. قال: لأن أتركها وأنا موسر، أحب إلي من أن اتكفلها وأنا معسر.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا عبد الواحد بن زياد عن الحسن بن عبد الرحمن. قال: رأيت الشعبي يسلم على موسى النصراني. فقال: السلام عليكم ورحمة الله! فقيل له في ذلك؟ فقال:

أو ليس في رحمة الله، لو لم يكن في رحمة الله هلك.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل ثنا جعفر بن زياد الأحمر عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي. قال.

عيادة حمقاء القراء على أهل المريض، أشد من مرض صاحبهم. يجيئون في غير حينهم

(1)

، ويجلسون إلى غير وقتهم.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الحسن بن العباس الرازي ثنا محمد بن حميد ثنا حكام بن سلم عن الخليل بن زياد عن مطرف عن الشعبي. قال: من زوج كريمته من فاسق، فقد قطع رحمها.

• حدثنا أحمد بن السندي ثنا الحسن بن علويه ثنا اسماعيل بن عيسى

(1)

فى ز: يحيون فى غير حبهم.

ص: 314

العطار ثنا إسحاق بن بشر أخبرني عبد الله بن زياد قال حدثني أبو الحسن الملائي عن عامر الشعبي. أنه سئل عن السماء؟ فقال: موج مكفوف، وسقف مسقوف، بحرس محفوف.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا أحمد بن موسى ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا القاسم بن الحكم عن أبي هاني المكتب. قال: سئل عامر الشعبي عن قتال أهل العراق وأهل الشام؟ فقال: لا يزالون يظهرون علينا أهل الشام. قال عامر: ذلك بأنهم جهلوا الحق واجتمعوا، وتفرقتم. ولم يكن الله ليظهر أهل فرقة على جماعة أبدا.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبو بلال الأشعري ثنا محمد بن أبان عن عبيد اللحام. قال: كنت أمشي مع الشعبي فقام إليه رجل. فقال: أبا عمرو ما تقول في قوم يصومون قبل شهر رمضان بيوم؟ ويصومون بعده يوما. قال: ولم؟ قال: حتى لا يفوتهم شيء من الشهر. قال: هكذا هلكت بنو إسرائيل: يقدموا قبل الشهر يوما، وبعده يوما، فصاموا اثنين وثلاثين يوما، فلما ذهب ذلك القرن جاء قوم آخرون فتقدموا قبل الشهر بيومين، وبعده بيومين، حتى صاموا أربعة وثلاثين يوما، حتى بلغ صومهم خمسين يوما. صوموا لرؤيته

(1)

، وأفطروا لرؤيته.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا داود الأودي. قال: سألت عامر الشعبي عن الرجل يعطس في الخلاء؟ فقال: يحمد الله على كل حال.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا محمد بن عثمان ثنا أبي ثنا محمد بن فضيل ح.

وحدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي ثنا الحسن بن المثنى ثنا عفان ثنا عبد الواحد ابن زياد ثنا عاصم الأحول عن الشعبي. قال: أتاني رجلان يتفاخران؛ رجل من بني عامر، ورجل من بني أسد، والعامري آخذ بيد الأسدى

(1)

فى مغ والمختصر: صوموا لرؤية الهلال الخ.

ص: 315

والأسدي يقول دعني. وهو يقول: والله لا أدعك! فقلت: يا أخا بني عامر دعه، وقلت للأسدي إنه كان لكم خصال ست لم تكن لأحد من العرب، إنه كانت منكم امرأة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجه الله إياها وكان السفير بينهما جبريل عليه السلام. زينب بنت جحش، فكانت هذه لقومك.

وكان منكم رجل من أهل الجنة يمشى على الأرض مقنعا، وهو عكاشة بن محصن، وكانت هذه لقومك، وكان أول لواء عقد في الإسلام لرجل منكم لعبد الله بن جحش، وكانت هذه لقومك. وكان أول مغنم قسم في الإسلام مغنم عبد الله بن جحش، وكان أول من بايع بيعة الرضوان رجل من قومك أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: ابسط يدك حتى أبايعك! فقال على ماذا؟ قال: على ما في نفسك، قال وما في نفسي؟ قال الفتح أو الشهادة. فبايعه أبو سنان، [وكان الناس يجيئون فيقولون نبايع على بيعة أبي سنان]

(1)

فكانت هذه لقومك. وكانوا سبع المهاجرين يوم بدر، فكانت هذه لقومك. اللفظ لعفان.

• حدثنا أبي قال ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن عبد الله الرازي ثنا مسلمة بن علقمة عن داود عن الشعبي. أن رجلا صاد قنبرة فلما صارت في يده، قالت: ما تريد أن تصنع بي! قال: أذبحك وآكلك قالت: ما أشفي من قرم، ولا أشبع من جوع. ولكن أعلمك ثلاث خصال خير لك من أكلي، أما واحدة أعلمك وأنا في يدك، والثانية على الجبل، والثالثة على الشجرة. فقال: هاتي الواحدة، قالت لا تلهفن على ما فاتك! فلما صارت على الجبل قالت: لا تصدقن بما لا يكون أن يكون! فلما صارت على الشجرة.

قالت: يا شقي لو ذبحتني لأخرجت من حوصلتي درتين في كل واحدة عشرون مثقالا. قال: فعض على شفتيه وتلهف. فقال: هاتي الثالثة. قالت قد نسيت اثنتين فكيف أحدثك بالثالثة ألم أقل لك لا تلهفن على ما فاتك، ولا تصدقن بما لا يكون أن يكون. أنا وريشي ولحمي ودمي لا أكون عشرين مثقالا، قال فطارت وذهبت.

(1)

ما بين المربعين سقط من المغربية

ص: 316

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن محمد بن زكرياء ثنا عبد الله بن عبد الوهاب أخبرني أحمد بن بشر عن علي بن عاصم عن داود عن الشعبى.

قال: مرض الأسد: فعاده السباع ما خلا الثعلب. فقال: الذئب أيها الملك مرضت فعادك السباع إلا الثعلب؟ قال: فإذا حضر فأعلمني. قال: فبلغ ذلك الثعلب فجاء فقال له الأسد يا أبا الحصين عادني السباع كلهم فلم تعدني؟ قال بلغني مرض الملك فكنت في طلب الدواء. قال: فأي شيء أصبت. قال: قالوا خرزة في ساق الذئب ينبغي أن تخرج! قال. فضرب الأسد بمخالبه إلى ساق الذئب فانسل الثعلب وقعد على الطريق، فمر به الذئب والدماء تسيل عليه.

قال: فناداه الثعلب: يا صاحب الخف الأحمر، إذا قعدت بعد هذا عند السلطان فانظر ماذا يخرج من رأسك، [وأما هذه فقد خرجت من رجلك]

(1)

.

• حدثنا محمد بن علي بن ياسين ثنا الحسن بن علي بن نصر ثنا محمد بن عبد الكريم ثنا الهيثم بن عدي ثنا ابن عياش ثنا الشعبي. قال: حدثني عجلان مولى زياد وكان حاجبه. قال: كان زياد إذا خرج من منزله مشيت أمامه إلى المسجد فإذا دخل مشيت أمامه إلى مجلسه، فدخل مجلسه ذات يوم فإذا هو بهر في زاوية البيت فذهبت ازجره فقال دعه يقارب ماله ثم صلى الظهر ثم عاد إلى مجلسه ثم صلى العصر فعاد إلى مجلسه كل ذلك يلاحظ الهر، فلما كان قبيل غروب الشمس خرج جرذ فوثب إليه فأخذه. فقال زياد: من كانت له حاجة فليواظب عليها مواظبة الهر يظفر بها. قال: وحدثني عجلان قال قال لى زياد:

أدخل على ويحك رجلا عاقلا! قال قلت: لا أعرف من تعني؟ قال: لا يخفى العاقل في وجهه وقده، فخرجت فإذا أنا برجل حسن الوجه مديد القامة فصيح اللسان، قلت: ادخل! فدخل فقال زياد: يا هذا إني قد أردت مشورتك في أمر فما عندك؟ قال: أنا حاقن ولا رأي لحاقن. قال يا عجلان: أدخله المتوضأ قال ثم خرج فقال له ما عندك؟ فقال: إني جائع ولا رأي لجائع، قال يا عجلان ائت بطعام فأتى به قال فطعم! فقال: سل عما بدا لك فما سأله عن شيء إلا وجد

(1)

ما بين المربعين من المختصر.

ص: 317

عنده منه بعض ما يريد، فكتب زياد الى عماله لا تنظروا في حوائج الناس وأحد منكم حاقن أو جائع.

• حدثنا أبو محمد بن حيان

(1)

ثنا إبراهيم بن سفيان ثنا إبراهيم بن نصر ثنا موسى بن إسماعيل ثنا قيس عن عاصم الأحول عن الشعبي. قال: كان يقال التائب من الذنب كمن لا ذنب له، {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين} ، فإذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب، وذنب لا يضر كذنب لم يعمل.

• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا عبد الله بن بندار الباطرقاني ثنا عبد الله ابن عمر بن أبان ثنا وكيع ثنا طلحة بن أبي طلحة القناد. سمعت الشعبي يقول:

لو كانت الأرض تنقص لضاق عليك حشك، ولكن تنقص النفس والثمرات.

• حدثنا أبو بكر الآجري ثنا عمر بن أيوب ثنا شريح بن يونس ثنا سعيد بن محمد الوراق ثنا مطرف عن الشعبي. قال: البس من الثياب ما لا يزدريك فيه السفهاء، ولا يعيبه عليك العلماء.

• حدثنا عبد الرحمن

(2)

بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن عبد الله بن رستة

(3)

ثنا محمد بن حميد ثنا أبو داود ثنا قيس عن أشعث عن الشعبي. قال: إني لأدع اللحم مخافة النسيان.

• حدثنا أبي ثنا محمد بن إبراهيم بن يحيى ثنا يعقوب الدورقي ثنا عبد الرحمن قال ثنا حماد بن سلمة

(4)

عن عامر الأحول عن الشعبي. قال: زين العلم حلم أهله.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا اسماعيل ابن بهرام ثنا عبد الرحمن عن مالك بن مغول عن مجاهد عن الشعبي. قال: من اجتنب مجلس حيه، كثر علمه وزكى عمله.

• حدثنا أبو أحمد الغطريفي ثنا معروف بن محمد الجرجاني ثنا العطاردي ثنا يونس بن بكير عن يونس بن أبي إسحاق. قال: سئل الشعبي من الظهر إلى العصر، فقال: لو كنتم تلقمونني الخبيص لكرهت!.

(1)

فى مغ: ابن حنبل.

(2)

وفيها: عبد العزيز

(3)

وفيها: ابن رشيد.

(4)

وفى مغ: عبد الرحمن بن سلمة.

ص: 318

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا أحمد بن موسى الخطمي ثنا سهل بن بحر ثنا عبد الله بن رشيد ثنا أبو عبيدة عن أبي سلمة الواسطي عن أبي زيد. قال:

سألت الشعبي عن شيء فغضب وحلف أن لا يحدثني، فذهبت فجلست على بابه.

فقال: يا أبا زيد إن يميني إنما وقعت على نيتي، فرغ لي قلبك واحفظ عني ثلاثا؛ لا تقولن لشيء خلقه الله لم خلق هذا وما أراد به؟ ولا تقولن لشيء لا تعلمه إني أعلمه، وإياك والمقايسة في الدين. فإذا أنت قد أحللت حراما أو حرمت حلالا وتزل قدم بعد ثبوتها. قم عني يا أبا زيد!.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة ثنا وهب بن إسماعيل الأسدي عن داود الأودي. قال قال الشعبي:

أحدثك ثلاثة أحاديث لها شأن. قلت بلى! قال: إذا سألت عن مسألة فأجبت فيها فلا تتبع مسألتك أرأيت أرأيت فإن الله تعالى قال في كتابه: أرأيت من اتخذ إلهه هواه. حتى فرغ من الآية، وحديث آخر أحدثك به، إذا سئلت عن شيء فلا تقس بشيء فتحرم حلالا وتحل حراما، والثالثة لها شأن إذا سئلت عما لا علم لك به فقل لا علم لي وأنا شريكك!.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سفيان عن الشعبي. أنه قال: إذا سألوا عن الملتبس. زياد ذات وقر

(1)

لا تنقاد ولا تنساق. لو سئل عنها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لعضلت بهم.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأنا عبد الرزاق عن معمر والثوري عن ابن أبجر.

قال قال الشعبي: ما حدثوك عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم فخذه، وما قالوا برأيهم فبل عليه.

• حدثنا حبيب بن الحسن إملاء ثنا أبو مسلم الكشي ثنا عبد الرحمن بن حماد الشعبى ثنا صالح بن مسلم. قال: سألت الشعبي عن مسئلة، فقال: قال فيها عمر بن الخطاب كذا وقال علي بن أبي طالب فيها كذا. فقلت للشعبي: ما ترى؟ قال: ما تصنع برأى بعد قولهما، إذا أخبرتك برأى فبل عليه.

(1)

كذا فى مغ. وفى المختصر: وفر، أو وقر وفى ز: رسا ذات وبر.

ص: 319

• حدثنا سليمان بن أحمد إملاء ثنا أبو مسلم الكشي ثنا عبد الرحمن بن حماد ثنا صالح بن مسلم. قال لي عامر الشعبي: إنما هلكتم بأنكم تركتم الآثار وأخذتم بالمقاييس، ولقد بغض الى هؤلاء المسجد، حتى انه لأبغض إلي من كناسة داري - يعني أصحاب الرأي.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد ثنا مجالد عن الشعبي. قال لعن الله أرأيت.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو يحيى الرازي ثنا عبد الله بن عمران ثنا عبد الله بن إدريس قال سمعت أشعث قال سمعت الشعبي يقول: إذا اختلف الناس في شيء فانظر كيف صنع عمر، فإن عمر لم يكن يصنع شيئا حتى يشاور.

قال: فذكرت ذلك لابن سيرين. فقال: إذا رأيت الرجل يخبرك أنه أعلم من عمر فاحذره

(1)

.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الحسن بن المتوكل ثنا أبو الحسن المدائني عن أبي بكر الهذلي. قال قال الشعبي: يا هؤلاء أرأيتم لو قتل الأحنف بن قيس وقتل معه صبي أكانت ديتهما سواء؟ أم يفضل الأحنف لعقله وحلمه.

قلت: بل سواء. قال: فليس القياس بشيء.

• وحدثنا محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين ثنا محمد بن الوليد ثنا الزحاف ابن أبي الزحاف ثنا أيوب بن رشيد ثنا صالح بن مسلم. قال قال عامر الشعبي: إنما هلكتم أنكم تركتم الآثار وأخذتم بالمقاييس.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا أحمد بن موسى ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا سفيان عن ابن شبرمة عن الشعبي. قال إنما سميت الأهواء اهواء لأنها تهوي بصاحبها في النار.

• حدثنا محمد بن عبد الله ثنا الحسن بن علي بن نصر ثنا محمد ابن عبد الكريم ثنا الهيثم بن عدي ثنا أبى بن عبد الرحمن

(2)

المرادي عن الشعبي. قال إنما سموا أهل الأهواء أهل الأهواء لأنهم يهوون في النار.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا محمد بن علي بن حبيب ثنا نوح بن حبيب ثنا ابن إدريس قال سمعت عمي يقول سمعت الشعبي يقول: لو أصبت تسعا وتسعين

(1)

فى مغ: فدعه.

(2)

كذا فى مغ وفى ز: بدون ابن ولم أقف عليه.

ص: 320

وأخطأت واحدة، لأخذوا الواحدة وتركوا التسع والتسعين.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا ابن فضيل عن ابن شبرمة. قال: سمعت الشعبي يقول: ما كتبت سوداء في بيضاء قط، وما سمعت من رجل حديثا قط فأردت أن يعيده علي. قال ابن شبرمة: وكنت أمشي مع الشعبي إلى أهله، فقال: احملني وأحملك - يعني حدثني وأحدثك.

• حدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب ثنا إبراهيم بن سعدان ثنا بكر بن بكار ثنا عمر بن ذر. قال: أقبلت أنا وأبي دار عامر فقال له أبي: يا أبا عمرو قال لبيك! قال: ما تقول فيما قال فيه

(1)

الناس من هذين الرجلين. قال عامر أي هذين الرجلين؟ قال علي وعثمان! قال: إني والله لغنى أن أجيء يوم القيامة خصيما لعلي وعثمان رضي الله تعالى عنهما، وغفر لنا ولهما.

• حدثنا محمد بن إسحاق ثنا إبراهيم بن سعدان ثنا بكر بن بكار ثنا ابن عون عن الشعبي. أنه قال: إن الذي يفسر القرآن برأيه إنما يرويه عن ربه.

• حدثنا محمد بن إسحاق ثنا إبراهيم بن سعدان ثنا بكر بن بكار ثنا عمر بن بشر بن قيس بن هاني أبو هاني الهمداني. قال: سئل عامر الشعبي وأنا أسمع عن هذه الآية، {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا}

الآية. قال: السبيل من يسر الله له، وغنى الله عمن كفر من العالمين، فإن الله عنه غني.

• حدثنا محمد بن عبد الله سنين ثنا الحسن بن علي بن نصر ثنا محمد بن عبد الكريم ثنا الهيثم بن عدي ثنا مجالد عن الشعبي وأبو عاصم محمد بن أبي عاصم عن الشعبي. قال: غزا رجل من المسلمين من الأنصار وأوصى جارا له بأهله.

قال: فكان يهودي يأتي أهله فذكر ذلك للرجل فرصده ليلة فاذا هو مستلق على فراش الرجل واضعا إحدى رجليه على الاخرى وهو يقول:

وأشعث غره الاسلام منى

خلوت بعرسه ليل التمام

أبيت على ترائبها ويضحى

على قباء لاحقة الحزام

(1)

وهذا نص ز وفى مغ: بحذف (فيما قال).

ص: 321

كأن مجامع الربلات منها

ثمام قد جمعن إلى ثمام

قال فنزل الرجل فقصمه بسيفه حتى قتله، فلما أصبح ذكر ذلك لعمر رضي الله تعالى عنه. فقال: أعزم على من كان يعلم من هذا شيئا إلا قام، فقام الرجل وقال كان من أمره كيت وكيت، فخبره بالقصة. فقال عمر رضي الله تعالى عنه:

إن عادوا فعد.

• حدثنا محمد بن عبد الله الكاتب

(1)

ثنا الحسن بن علي بن نصر الطوسي ثنا محمد بن عبد الكريم ثنا الهيثم بن عدي أنبأنا مجالد وابن عياش عن الشعبي.

قال: بينما عمر يعس بالمدينة إذ مر بامرأة فى بيت وهى تقول:

هل من سبيل إلى خمر فاشربها

أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج

وكان رجلا جميلا. فقال عمر: أما وأنا والله حي فلا! فلما أصبح بعث إلى نصر بن حجاج فقال: اخرج من المدينة فلحق بالبصرة، فنزل على مجاشع ابن مسعود وكان خليفة أبي موسى، وكانت لمجاشع امرأة جميلة شابة فبينما الشيخ جالس وعنده نصر بن حجاج إذ كتب في الأرض أنا والله أحبك! فقالت هي: - وهي في ناحية البيت - وأنا والله. فقال الشيخ: ما قال لك؟ فقالت: قال لي ما أصفى لقحتكم هذه؟ فقال الشيخ: ما أصفى لقحتكم هذه وأنا والله! ما هذه لهذه، أعزم عليك لما أخبرتيني، قالت: اما اذ عزمت فإنه قال: ما أحسن شوار بيتكم. فقال الشيخ: ما أحسن شوار بيتكم وأنا والله ما هذه لهذه، ثم حانت منه التفاتة فإذا هو بالكتاب، ثم قال علي بغلام من المكتب، فقال اقرأه فقال: أنا والله أحبك. فقال الشيخ: وأنا والله! هذه لهذه: اعتدي. تزوجها يا ابن أخي إن أردت، وكانوا لا يكتمون من أمرائهم شيئا، فأتى أبا موسى فأخبره. فقال: أقسم بالله ما أخرجك أمير المؤمنين من خير! اخرج عنا، فأتى فارس وعليها عثمان بن أبي العاص الثقفى فنزل على دهقانة فأعجبها فأرسلت إليه، فبلغ ذلك عثمان بن أبي العاص فبعث إليه. فقال ما أخرجك أمير المؤمنين وأبو موسى من خير أخرج عنا. فقال: والله لئن

(1)

فى مغ: لحاسب.

ص: 322

فعلتم هذا لألحقن بالشرك، فكتب عثمان إلى أبي موسى وكتب أبو موسى إلى عمر فكتب عمر أن جزوا شعره، وشمروا قميصه، وألزموه المسجد.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن إسماعيل ثنا عمرو بن مرزوق ثنا شعبة عن منصور بن عبد الرحمن عن الشعبي. قال: أدركت خمسمائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا أحمد بن موسى ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا جرير ومروان عن إسماعيل بن أبي خالد. أن الشعبي قال لرجل كانت له أمة فأسلمت على يديه، فقال: إسلامها على يديك خير لك مما طلعت عليه الشمس.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا أحمد بن محمد ثنا سعدان بن نصر ثنا عبد العزيز بن أبان ثنا مالك بن مغول عن الشعبي. قال: ما بكيت من زمان إلا بكيت عليه.

• حدثنا إبراهيم بن محمد المقرى ثنا عمر بن سنان المنيحى ثنا أبو عبيدة ثنا محمد بن عمران. قال قال رجل للشعبي: إن فلانا عالم. قال: ما رأيت عليه بهاء العلم، قيل وما بهاؤه؟ قال: السكينة، إذا علم لا يعنف واذا علم لا يأنف.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا معاذ بن المثنى ثنا أبو بكر بن أبي الأسود ثنا حميد بن الأسود عن عيسى الحناط عن الشعبي. قال: إنما كان يطلب هذا العلم من اجتمعت فيه خصلتان! العقل والنسك. فإن كان عاقلا ولم يكن ناسكا قيل هذا أمر لا يناله إلا النساك، فلم تطلبه؟ وإن كان ناسكا ولم يكن عاقلا قيل هذا أمر لا يطلبه إلا العقلاء، فلم تطلبه؟ قال الشعبي: فقد رهبت أن يكون يطلبه اليوم من ليس فيه واحدة منهما، لا عقل ولا نسك.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سفيان عن ابن شبرمة عن الشعبي. قال: إذا عظمت الخلقة فإنما هي

(1)

نداء أو نجاء.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا سفيان عن ابن

(1)

كذا فى ز وفى مع: الحلقة فانما هى برا أو نجا.

ص: 323

شبرمة. قال قال الشعبي: اسقني أهون موجود، وأشد مفقود - يعني الماء.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا سفيان.

قال كان الشعبي يقول: يا ابن ذكوان جئت بها زيوفا وتذهب بها جيادا.

• حدثنا عمر بن أحمد بن حمدان ثنا محمد بن مخلد ثنا أبو علي بن عيسى ثنا محمد بن عبد الرحمن ثنا عبد الرحمن بن مالك بن مغول عن أبيه. قال: مزح الشعبي في بيته، فقيل له يا أبا عمرو وتمزح؟ قال قراء داخل وقراء خارج، نموت من الغم.

• حدثنا أبي ثنا محمد بن أحمد بن يزيد ثنا عبد الله بن عبد الوهاب ثنا محمد بن الحارث القرشي ثنا محمد بن طلحة عن أبيه عن الشعبي. قال: رزق صبيان هذا الزمان من العقل، ما نقص من أعمارهم في هذا الزمان.

• حدثنا أبو بكر الآجري ثنا المفضل بن محمد الجندي ثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري ثنا أبو يوسف القاضي عن مجالد عن الشعبي. قال: نعم الشيء الغوغاء؟ يسدون السيل، ويطفئون الحريق، ويشغبون على ولاة السوء.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله وأبو حامد بن جبلة قالا ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا أبو بكر بن شعيب بن الحجاب

(1)

قال: رأيت الشعبي يمشي مع أبي وعليه إزار من كتان مورد. فقال أبي: يا أبا عمرو أراك تجر إزارك، فضرب الشعبي يده على أليته. فقال: ليس هاهنا شيء تحمله، فقال له أبي: كم أتى عليك يا أبا عمرو فقال:

نفسي تشكي إلى الموت موجعة

وقد حملتك سبعا بعد سبعينا

إن تحدثي أملا يا نفس كاذبة

إن الثلاث يوافين الثمانينا.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا إسماعيل بن أبي الحارث ثنا عبد العزيز بن أبان عن حماد بن عبد الله. قال سمعت الشعبي يقول: لا تمنعوا العلم أهله فتأثموا، ولا تحدثوا به غير أهله فتأثموا.

(1)

كذا فى ز. وفى مغ: ابن الحارث. وفى الخلاصة: أبو بكر الازدى واسمه عبد الله ابن شعيب بن الحبحاب البصرى والله أعلم.

ص: 324

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن القاسم ثنا خالد بن خداش قال ثنا الهيثم بن عدي عن مجالد وابن عياش عن الشعبي. قال: كانت أخت الشعبي عند أعشى همدان، وكانت أخت أعشى همدان عند الشعبي. فقال الأعشى:

يا أبا عمرو رأيت كأني دخلت بيتا فيه حنطة وشعير، فقبضت بيميني قبضة حنطة وقبضت بيساري قبضة شعير، ثم خرجت فنظرت فإذا في يميني شعير، وإذ في يساري حنطة. قال: لئن صدقت رؤياك لتستبدلن القرآن بالشعر.

فقال الأعشى الشعر بعد ما كبر، وكان قبل ذلك إمام الحي ومقرئهم.

• حدثنا أبو سعيد محمد بن علي بن محارب النيسابورى ثنا محمد بن إبراهيم ابن سعيد البوشنجي ثنا يعقوب بن كعب الحلبي ح. وحدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أبو العباس زنجويه ثنا إسماعيل بن عبد الله الرقي ح. وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن المعلى ثنا هشام قالوا ثنا عيسى بن يونس عن عبادة ابن موسى

(1)

عن الشعبي. قال: أتى بي الحجاج موثقا، فلما انتهيت إلى باب القصر لقيني يزيد بن أبي مسلم. فقال: إنا لله يا شعبي لما بين دفتيك من العلم، وليس بيوم شفاعة بوء للأمير بالشرك والنفاق على نفسك، فبالحري أن تنجو، ثم لقيني محمد بن الحجاج فقال لي مثل مقالة يزيد، فلما دخلت عليه قال وأنت يا شعبي فيمن خرج علينا وكثر. قلت: أصلح الله الأمير أحزن بنا المنزل، وأجدب الجناب، وضاق المسلك، واكتحلني السهر، واستحلسنا الخوف ودفعنا في خربة خربة، لم نكن فيها بررة أتقياء، ولا فجرة أقوياء. قال:

صدق والله! ما بروا في خروجهم علينا، ولا قووا علينا حيث فجروا، فأطلقا عنه. قال: فاحتاج إلى فريضة فقال ما تقول في أخت وأم وجد؟ قلت:

اختلف فيها خمسة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، عثمان بن عفان، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن مسعود، وعلي، وابن عباس رضي الله تعالى عنهم. قال: فما قال فيها ابن عباس إن كان لمتقيا؟ قلت: جعل الجد أبا وأعطى الأم الثلث ولم يعط الأخت شيئا، قال فما قال فيها أمير المؤمنين يعنى عثمان؟

(1)

كذا فى ز وفى مغ: عباد بن موسى وسيأتى بانه عباد فى الاصلين.

ص: 325

قلت جعلها أثلاثا، قال فما قال فيها زيد بن ثابت؟ قلت جعلها من تسعة فأعطى الأم ثلاثا، وأعطى الجد أربعا، وأعطى الأخت سهمين. قال فما قال فيها ابن مسعود؟ قلت جعلها من ستة، أعطى الأخت ثلاثا، وأعطى الأم سهما، وأعطى الجد سهمين. قال فما قال فيها أبو تراب؟ قلت جعلها من ستة، أعطى الأخت ثلاثا، وأعطى الجد سهما، وأعطى الأم سهمين. قال: مر القاضي فليمضها على ما أمضاها عليه أمير المؤمنين عثمان. إذ دخل عليه الحاجب فقال: إن بالباب رسلا، قال: ائذن لهم فدخلوا عمائمهم على أوساطهم، وسيوفهم على عواتقهم، وكتبهم في أيمانهم. فدخل رجل من بنى سليم يقال له سبابة بن عاصم. فقال: من أين أنت؟ قال من الشام. قال: كيف أمير المؤمنين، كيف حشمه؟

(1)

فاخبره. فقال: هل كان وراك من غيث قال: نعم! أصابتني فيما بيني وبين أمير المؤمنين ثلاث سحائب. قال: فانعت لي كيف كان وقع المطر، وكيف كان أثره وتباشيره. فقال: أصابتني سحابة بحوران، فوقع قطر صغار وقطر كبار، فكان الكبار لحمة الصغار، فوقع سبط متدارك وهو السح الذي سمعت به. فواد سائل، وواد نازح، وأرض مقبلة، وأرض مدبرة. وأصابتني سحابة بسوا أو قال بالقريتين - شك عيسى فلبدت الدمات، واسالت العزاز، وادحضت الملاع

(2)

فصدعت عن الكماة اما كنها. واصابتنى ايضا سحابة فتأت العيون بعد الري، وامتلأت الأخاديد وأفعمت الأودية، وجئتك في مثل وجار الضبع. ثم قال ائذن! فدخل رجل من بني أسد. فقال: هل كان وراءك من غيث، فقال: لا! كثر الإعصار، واغبر البلاد، وأكل ما اشرف من الجنبة فاستقينا إنه عام سنة.

فقال: بئس المخبر أنت. فقال: أخبرتك بما كان، ثم قال: ائذن! فدخل رجل من أهل اليمامة. فقال: هل كان وراءك من غيث؟ فقال: تقنعت الرواد تدعوا إلى زيادتها، وسمعت قائلا يقول: هلم أظعنكم إلى محلة تطفأ فيها النيران، وتشكى

(1)

فى مغ: كيف جيشه

(2)

كذا فى ز وفى مغ: البلاغ والصحيح: التلاع وهى مسائل الماء من علو الى أسفل

ص: 326

فيها النساء، وتنافس فيها المعزى. قال الشعبي: ولم يدر الحجاج ما قال؟ فقال:

ويحك! إنما تحدث أهل الشام فأفهمهم. فقال: نعم! اصح الله الأمير أخصب الناس فكان الثمر والسمن والزبد واللبن، فلا يوقد نار ليختبز بها. وأما تشكي النساء؟ فإن المرأة تظل تريف بهمها تمخض لبنها فتبيت ولها أنين من عضديها كأنهما ليستا معها، وأما تنافس المعزى؟ فإنها ترى من أنواع الشجر وألوان الثمر، ونور النبات، ما يشبع بطونها، ولا يشبع عيونها، فتبيت وقد امتلأت أكراشها، لها من الكظة جرة فتبقى الجرة حتى تستنزل بها الدرة. ثم قال: ائذن فدخل رجل من الموالي كان يقال إنه من أشد الناس في ذلك الزمان. فقال: هل كان وراءك من غيث؟ قال: نعم! ولكن لا أحسن أقول كما قال هؤلاء. فقال: قل كما تحسن! فقال: اصابتنى سحابة بحلوان فلم ازل اطأ فى إثرها حتى دخلت على الأمير. فقال الحجاج: لئن كنت أقصرهم في المطر خطبة، إنك أطولهم بالسيف خطوة.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا أبو العباس السراج ثنا محمد بن عباد بن موسى العكلي حدثني أبي عباد بن موسى قال أخبرني أبو بكر الهذلي. قال قال لي الشعبي: ألا أحدثك حديثا تحفظه في مجلس واحد إن كنت حافظا كما حفظت؟ انه لما اتى بى الحجاج ابن يوسف وأنا مقيد، فخرج إلي يزيد بن أبي مسلم. فقال: إنا لله وما بين دفتيك من العلم يا شعبي، فذكر نحوه.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا أحمد بن حماد بن سفيان ثنا محمود بن خداش ثنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني عن محمد بن جعادة. قال: كان الشعبى من أولع الناس بهذا البيت:

ليست الاحلام فى حين الرضا

إنما الأحلام في وقت الغضب.

• حدثنا أبو أحمد الغطريفي ثنا أبو الفضل محمد بن الفضل حدثني محمد بن سعيد القزاز ثنا أبو أمية ثنا إبراهيم بن محمد الهذلي عن هشيم عن مجالد

(1)

عن الشعبي أنه كان يقول:

(1)

فى مغ: مجاهد فى اكثر الاماكن وهو تصحيف.

ص: 327

إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى

فأنت وعير بالفلاة سواء.

أدرك الشعبي أكابر الصحابة وأعلامهم رضي الله تعالى عنهم: علي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وابن عباس وابن عمر، وأسامة بن زيد، وعمرو بن العاص، وعبد الله بن عمرو بن العاص وجرير بن عبد الله البجلي، وجابر بن سمرة، وعدي بن حاتم، وعروة بن مضرس، وجابر بن عبد الله، والنعمان بن بشير، والبراء بن عازب، وعقبة ابن عمرو، وزيد بن أرقم، وأبو سعيد الخدرى، وكعب بن عجرة، وانس ابن مالك، والمغيرة بن شعبة، وعمران بن حصين، وعبد الرحمن بن سمرة، فيما لا يحصون.

ومن النساء: عائشة، وأم سلمة، وميمونة، أمهات المؤمنين. وأم هانى وأسماء بنت عميس، وفاطمة بنت قيس.

وروى عن مسروق، وعلقمة، والأسود، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، ويحيى بن طلحة، وعمر بن علي بن أبي طالب، وسالم بن عبد الله بن مسعود وأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، وأبي بردة بن أبي موسى.

وروى عن الشعبي من التابعين جماعة منهم: أبو إسحاق السبيعي، وأبو إسحاق الشيباني، وأبو حصين، والحكم بن عتيبة، وعطاء بن السائب، ومحمد ابن سوقة، وحصين، والمغيرة، وعاصم الأحول، وداود بن أبي هند، والأعمش في آخرين.

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا يوسف القاضي ثنا عمرو بن مرزوق ح.

وحدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إسحاق الأنماطي ثنا أحمد بن النضر ثنا سعيد ابن حفص النفيلي قالا ثنا زهير عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. قال: «ما كنا نشك إلا أن السكينة تنطق على لسان عمر رضي الله تعالى عنهما» . رواه الثوري وابن عيينة وشريك وهريم وأسباط وابن السماك وسعيد بن الصلت في آخرين عن إسماعيل مثله، ورواه عن الشعبي كثير النواء وقتادة ومحمد بن جحادة.

ص: 328

• حدثنا أبو إسحاق بن حمزة قال أنبأنا أبو يعلى قال ثنا علي بن الجعد قال أنبأنا شعبة عن سلمة بن كهيل ومجالد ح. وحدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سعيد قال ثنا محمد بن عبيد قال ثنا حماد بن زيد عن مجالد قالا عن الشعبي. قال: «شهدت عليا رضي الله تعالى عنه، جلد شراحة يوم الخميس ورجمها يوم الجمعة، فكأنهم أنكروا - أو رأى أنهم أنكروا. فقال علي:

إني جلدتها بكتاب الله، ورجمتها بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم». لفظ حماد عن مجالد.

• حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان قال ثنا يوسف القاضي قال ثنا أبو الربيع قال ثنا هشيم قال ثنا إسماعيل بن سالم وحصين بن عبد الرحمن عن الشعبي: «أن عليا جلد شراحة يوم الخميس، ورجمها يوم الجمعة. فقال:

جلدتها بكتاب الله تعالى، ورجمتها بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم».

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا حفص بن عمر قال ثنا قبيصة قال ثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي: «أن عليا جلد شراحة امرأة اعترفت بالزنا، فجلدها يوم الخميس، ورجمها يوم الجمعة. وقال: جلدتها بكتاب الله، ورجمتها بالسنة» . رواه عن الشعبي جماعة منهم: الشيباني، وأبو حصين، وأشعث بن سوار، والأجلح، وجابر بن زيد.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال أنبأنا شعبة قال أخبرني الفضيل أبو معاذ عن أبي حريز السجستاني عن الشعبي قال قال علي: «لما رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد دفنته - يعني أباه قال: «قال لي قولا ما أحب أن لي به الدنيا» . ورواه المعتمر عن الفضيل نحوه. لم يروه عن الشعبي إلا أبو حريز واسمه عبد الله بن الحسين قاضي سجستان. .

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد قال ثنا علي بن إسماعيل الصفار البغدادي قال حدثني أبو عصمة عصام بن الحكم العكبري قال ثنا جميع بن عبد الله البصري قال ثنا سوار الهمداني عن محمد بن جحادة عن الشعبي عن علي. قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «وإنك شيعتك في الجنة، وسيأتي قوم لهم نبز يقال لهم الرافضة، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإنهم مشركون» .

ص: 329

غريب من حديث محمد والشعبي لم نكتبه إلا من حديث عصام.

• حدثنا أبو إسحاق بن حمزة قال ثنا صالح بن محمد قال ثنا الهيثم بن خالد [ابن يزيد قال ثنا بشر بن محمد السكري قال ثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد]

(1)

عن الشعبي عن سعد بن أبي وقاص. قال: «لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سابع سبعة ما لنا طعام إلا ورق الحبلة، حتى أن احدنا ليضع كما تضع الشاة ما يخالطه شيء» . غريب من حديث الشعبي عن سعد لم نكتبه إلا من حديث بشر.

• حدثنا أبو بكر الطلحي قال ثنا أبو حصين الوادعي قال ثنا يحيى الحماني قال ثنا خديج بن معاوية عن أبي إسحاق عن عامر عن سعيد بن زيد. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استغفروا للنجاشي» . غريب من حديث الشعبي تفرد به أبو إسحاق.

• حدثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا شعبة عن سليمان الشيباني. قال سمعت الشعبي يقول: «حدثني من صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأتى على قبر منبوذ فصفهم خلفه فصلى عليه» . قلت للشعبي: من أخبرك يا أبا عمرو؟ قال: أخبرنيه ابن عباس.

رواه عن الشيباني: الثوري، وزائدة، وهشيم، وجرير، وحفص، وابن فضيل، وأبو معاوية، وابن إدريس، وأسباط، وابن مسهر، وإسماعيل بن زكرياء، وخالد الواسطي، وعبد الواحد بن زياد في آخرين. ورواه قتادة عن عاصم الأحول عن الشيبانى عن الشعبى.

• حدثنا أبو يعلى الزبيري قال ثنا أبو عوانة الاسفرائينى ح. وحدثنا محمد بن المظفر قال ثنا محمد بن محمد بن سليمان قال ثنا جعفر بن عبد الواحد قال قال لنا يحيى بن كثير العنبري قال ثنا شعبة عن قتادة عن الشعبي عن ابن عباس. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «صلى على قبر بعد ما دفن» . فقلت لقتادة: سمعته من الشعبي؟ قال: لا! حدثنيه الشيباني. فسألته فقال سمعت الشعبي عن ابن عباس. ورواه عن

(1)

ما بين المربعين ساقط فى ز.

ص: 330

الشعبي أبو حصين وإسماعيل بن أبي خالد.

• حدثنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف قال ثنا عمران بن عبد الرحيم قال ثنا الحسين بن حفص ح. وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسين وسليمان بن أحمد [قالا ثنا بشر بن موسى قال ثنا خلاد بن يحيى وحدثنا سليمان بن أحمد]

(1)

قال ثنا علي بن عبد العزيز قال ثنا أبو نعيم قالوا ثنا سفيان الثوري عن عاصم عن الشعبي عن ابن عباس. قال: «شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم من ماء زمزم وهو قائم» . ورواه عن عاصم شعبة والناس، وعن الشعبي سليمان الشيباني وداود بن أبي هند وصاعد في آخرين.

• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد [بن إبراهيم قال ثنا أحمد بن محمد ابن عاصم قال ثنا إسحاق بن راهويه قال ثنا أحمد بن أيوب]

(2)

عن أبي حمزة السكري عن جابر عن عامر عن ابن عباس. قال: «أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتف شاة في المسجد ثم قام إلى الصلاة ولم يمس ماء» . رواه الحسن ابن علي بن شقيق عن أبي حمزة نحوه. هذا حديث غريب من حديث الشعبي تفرد به أبو حمزة السكري عن جابر.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ومطلب بن شعيب ومسعود بن محمد الرملي قالوا ثنا عمران بن هارون الرملي قال حدثني أبو خالد الأحمر قال حدثني داود بن أبي هند عن الشعبي عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليعمر لقوم الديار، ويثمر لهم الأموال، وما نظر اليهم منذ خلقهم بغضا لهم. قيل: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: بصلتهم أرحامهم» . هذا حديث غريب من حديث داود والشعبي تفرد به عمران الرملي عن أبي خالد.

• حدثنا أبو إسحاق بن حمزة في جماعة قالوا ثنا أحمد بن يحيى الحلواني قال ثنا سعيد بن سليمان عن يحيى بن إسماعيل بن سالم الأسدي قال سمعت الشعبي يحدث عن ابن عمر

(3)

. قال: «خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين

(1)

ما بين المربعين من ز فى المكانين.

(2)

ما بين المربعين من ز فى المكانين.

(3)

فى مغ عن ابن عباس ولعله وهم من الناسخ.

ص: 331

الدنيا والآخرة، فاختار الآخرة». غريب من حديث الشعبي تفرد به يحيى عن الشعبي.

• حدثنا محمد بن حميد قال ثنا عبد الله بن ناجية قال ثنا الحسن بن قزعة قال ثنا مسلمة بن علقمة قال ثنا داود بن أبي هند عن الشعبي. قال: «قلنا لابن عمر إذا دخلنا على هؤلاء نقول ما يشتهون، فإذا خرجنا من عندهم قلنا خلاف ذاك. قال: كنا نعد ذلك نفاقا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم» .

تفرد به مسلمة عن داود، ورواه مجالد عن الشعبي نحوه.

• حدثنا أحمد بن يعقوب بن المهرجان المعدل قال ثنا أبو شعيب الحراني قال ثنا يحيى بن عبد الله البابلتي قال ثنا أيوب بن نهيك قال سمعت الشعبي يقول سمعت ابن عمر يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من صلى الضحى، وصام ثلاثة أيام من الشهر، ولم يترك الوتر في حضر ولا سفر، كتب له أجر شهيد» . غريب من حديث الشعبي تفرد به أيوب.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا العباس ابن الفضل البصري الأزرق ح. وحدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا عمر بن حفص السدوسي قال ثنا عاصم بن علي قالا ثنا همام قال ثنا قتادة عن عزرة عن الشعبي عن أسامة بن زيد. قال: «كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة، فلم ترفع ناقته رجلا عادية حتى بلغت جمعا» . هذا حديث غريب من حديث الشعبي تفرد به قتادة عن عزرة وعزرة هو ابن تميم البصري تفرد بالرواية عنه قتادة.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد قال ثنا عبد الله بن أحمد بن شيرويه قال ثنا إسحاق بن راهويه قال أنبأنا جرير عن المغيرة عن الشعبي عن عمرو بن العاص. قال: «بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم على جيش وفيهم أبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما. قال: فلما رجعت قلت يا رسول الله من أحب الناس إليك؟ قال: وما تريد إلى ذلك؟ قلت: أحب أن أعلم ذلك فقال: عائشة! قلت: إنما أعني من الرجال قال: أبوها» . غريب من حديث الشعبي عن عمرو

ص: 332

لم نكتبه إلا من حديث جرير.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا زكرياء بن أبي زائدة عن الشعبي عن عبد الله بن عمرو. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هاجر ما نهى الله عنه» . حديث ثابت صحيح متفق عليه. رواه عن الشعبي إسماعيل بن أبي خالد، وبيان بن بشر، وعاصم بن بهدلة، وعبد الله ابن أبي السفر، وجابر الجعفي، ومغيرة، وسيار، ومجالد، وداود بن أبي هند، وسماك، وعبد العزيز بن صهيب.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا عبد الوهاب ابن عطاء قال ثنا داود بن أبي هند ح. وحدثنا محمد بن أحمد بن مخلد قال ثنا أحمد بن الهيثم الوزان قال ثنا مسلم بن إبراهيم قال ثنا أبو بكر الهذلي قالا ثنا الشعبي عن جرير بن عبد الله البجلي. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إذا جاءكم المصدق فلا يصدر إلا وهو عنكم راض» . رواه عن الشعبي:

الشيباني، وبيان، وإسماعيل، ومغيرة، ومجالد، وجابر، في آخرين. .

• حدثنا أبو إسحاق بن حمزة وسليمان بن أحمد ومحمد بن علي بن حبيش قالوا ثنا القاسم بن زكرياء المقري قال ثنا محمد بن عبد الحليم النيسابوري قال ثنا مبشر بن عبد الله عن سفيان بن حسين عن سعيد بن عمرو بن أشوع عن الشعبي عن جابر بن سمرة. قال: «جئت مع أبي إلى المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب. قال فسمعته يقول: يكون من بعدي اثنا عشر خليفة، ثم خفض صوته فلم أدر ما يقول. فقلت لأبي: ما يقول؟ قال كلهم من قريش» . رواه عمر بن عبد الله بن رزين عن سفيان مثله. غريب من حديث سعيد تفرد به سفيان، ورواه عن الشعبي عدة منهم: قتادة، وداود بن أبي هند، وعبد الله ابن عون، ومغيرة، ومجالد، وحصين، وعمران بن سليمان القيسي، وداود الأودي.

• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد البغدادي أبو بكر قال ثنا أحمد بن عبد الرحمن

ص: 333

قال ثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا زكرياء بن أبي زائدة وعاصم الأحول عن الشعبي عن عدي بن حاتم. قال: «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيد المعراض. فقال: ما أصاب بحده فكل، وما أصاب بعرضه فهو وقيذ.

وسألته عن صيد الكلب. فقال: إذا أرسلت كلبك وذكرت اسم الله عليه فأمسك عليك فكل». رواه شعبة وزائدة عن زكرياء بن أبي زائدة. ورواه معمر بن المبارك، وعلي بن مسهر عن عاصم الأحول، ورواه عن الشعبي جماعة منهم: بيان بن بشر، وعبد الله بن أبي السفر، وحصين، والحكم، والشيباني، وإسماعيل بن أبي خالد، وسعيد بن مسروق، ومجالد، وعيسى ابن المسيب، وفراس بن يحيى، وجابر بن يزيد الجعفى، وعمرو بن بشر، والسري بن إسماعيل، وأبو حريز، وحصين بن نمير، وخالد الحذاء، وطاوس، يزيد بعضهم على بعض في اللفظ.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا إسماعيل بن عبد الله ح. وحدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا علي بن عبد العزيز قالا ثنا أبو نعيم قال ثنا زكرياء بن أبي زائدة عن عامر الشعبي. قال حدثني عروة بن مضرس: أنه حج على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فلم يدرك الناس إلا ليلا وهم بجمع، فانطلق إلى عرفات ليلا فأفاض منها ثم رجع إلى جمع. فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال:

أعملت نفسي، وانضيت

(1)

راحلتي، فهل لي من حج؟ فقال:«من صلى معنا صلاة الغداة بجمع، ووقف معنا حتى نفيض وقد أفاض قبل ذلك من عرفات ليلا أو نهارا فقد تم حجه، وقضى تفثه» . رواه سفيان بن عيينة، وعيسى ابن يونس، ويحيى بن سعيد عن زكرياء مثله. وممن روى هذا الحديث عن الشعبي: [إسماعيل بن أبي خالد، وداود بن أبي هند، وزبيد بن الحارث، وابن أبي السفر، وداود الأودي، ومطرف، وسيار، وحماد بن أبي سليمان.

• حدثنا القاضي أبو أحمد قال ثنا عبد الله بن العباس قال ثنا عمر بن

(2)

] إسماعيل بن مجالد قال ثنا أبي عن مجالد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله. قال

(1)

فى مغ: وانصبت.

(2)

ما بين المربعات لم يرد فى مغ.

ص: 334

سمعت النبي صلى الله عليه وسلم: «يقول إني لخاتم ألف نبي أو أكثر، وما من نبي إلا وقد حذر أمته الدجال، وإنه قد بين لى ما لم يبين لأحد من قبلي، إنه أعور وإن الله ليس بأعور» . غريب من حديث الشعبي تفرد به عمر بن إسماعيل عن أبيه [عن مجالد.

• حدثنا أبي قال ثنا محمد بن إبراهيم] بن أبان قال ثنا شريح بن يونس قال ثنا إسماعيل بن مجالد عن مجالد عن الشعبي عن جابر. أن أعرابيا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: «انسب لنا ربك، فأنزل الله تعالى: {قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد}» . غريب من حديث الشعبي تفرد به إسماعيل عن مجالد وعنه شريح.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد قال ثنا أحمد بن عمرو البزاز قال ثنا عمر ابن إسماعيل بن مجالد قال حدثني أبي عن مجالد عن الشعبي عن جابر. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: «ما تقولون عند النوم، فقالوا حتى انتهى إلى عبد الله بن رواحة فسأله. فقال: أقول أنت خلقت هذه النفس لك محياها ومماتها، فإن توفيتها فعافها واعف عنها، وإن رددتها فاحفظها واهدها. قال: فعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله» . غريب من حديث الشعبي تفرد به عمر عن أبيه عن جده.

• حدثنا أبو إسحاق بن حمزة قال حدثني أبو جعفر زهير التستري قال ثنا عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي بكير [قال ثنا يحيى بن أبي بكير قال ثنا سلام ابن سليم الخراساني عن يزيد بن حيان عن مقاتل بن حيان عن الشعبي عن جابر.

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الناس ليمرون يوم القيامة على الصراط، وان الصراط دحض مزلة، فيتكفأ بأهله، والنار تأخذ منهم المأخذ.

وإن جهنم لتنطف عليهم مثل الثلج إذا وقع لها زفير وشهيق، فبيناهم كذلك إذ جاءهم نداء من الرحمن عبادي من كنتم تعبدون في دار الدنيا؟ فيقولون:

ربنا أنت أعلم أنا إياك نعبد، فيجيبهم بصوت لم يسمع الخلائق مثله قط، عبادي حق علي أن لا أكلكم اليوم إلى أحد غيري، فقد عفوت عنكم،

ص: 335

ورضيت عنكم. فتقوم الملائكة عند ذلك، بالشفاعة، فينجون من ذلك المكان. فينادي الذين من تحتهم في النار: فما لنا من شافعين ولا صديق حميم، فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين، فكبكبوا فيها هم والغاوون». غريب من حديث الشعبي تفرد به مقاتل.

قالت الشيخ رضي الله تعالى عنه: والحمل فيه على سلام فإنه متروك.

• حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن الهيثم قال ثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام قال ثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا زكرياء بن أبي زائدة ح. وحدثنا القاضي أبو أحمد وفاروق الخطابي وحبيب بن الحسن قالوا ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا الأنصاري قالا ثنا عبد الله بن عون قالا عن الشعبي عن النعمان بن بشير. قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الحلال بين، والحرام بين، وبينهما امور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس. فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن يرتع فى الشبهات وقع في الحرام. كالذي يرعى حول الحمى فيوشك أن يرتع فيه. ألا وأن لكل ملك حمى، وأن حمى الله محارمه. ألا وان فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله. ألا وهي القلب» . لفظ زكريا بن أبي زائدة. ورواه عنه عبد الله بن المبارك، ويحيى القطان، وعيسى بن يونس، ووكيع، ومحمد بن بشر ورواه عن ابن عون: يزيد بن زريع، وعبد الوهاب الثقفى، والمعتمر، ومعاذ ابن معاذ، وخالد بن الحارث، وابن أبي عدي الدمشقي. وممن رواه عن الشعبي من التابعين وغيرهم: إسماعيل بن أبي خالد، والشيباني، وأبو حصين، ومغيرة ومطرف، ومجالد، وعون بن عبد الله، والحارث العكلي، وسعيد الهمداني، وعبد الملك بن عمير، وسماك بن حرب، وعاصم بن بهدلة، وهارون بن عنترة ومالك بن مغول، وزكرياء بن خالد، وحبيب بن حسان، والسري بن إسماعيل وأبو قرة الهمداني، ويوسف الصباغ، وأبو فزارة، وأبو حريز، ومليح بن عبد الله الخطمي، وعيسى بن أبي عيسى، وابن عون، وعاصم الأحول، وداود بن أبي هند، وقتيبة بن مسلم. ذكرته بطرقه في غير هذا الموضع.

ص: 336

• حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا داود بن أبي هند عن الشعبى عن البراء ابن عازب. أن خاله ذبح أضحيته قبل أن يصلي النبي صلى الله عليه وسلم. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «إن شاتك شاة لحم، فقال: إن عندى عناقا خيرا من شاتي لحم، أفأذبحها؟ قال: نعم! وهى خير نسيكتك، ولا تفى جذعة عن أحد بعدك» . رواه عن داود أيضا شعبة وقرنه بجماعة من أصحاب الشعبي ..

• حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر قال ثنا أبو السري موسى بن الحسن ابن عباد النسائي [قال ثنا عفان بن مسلم قال ثنا شعبة قال أخبرني زبيد ومنصور وداود وابن عون ومجالد وهذا حديث زبيد عن الشعبي]

(1)

وربما قال ثنا الشعبي قال ثنا البراء بن عازب عند سارية من هذا المسجد - ولو كنت ثم أريتكم مكاننا -. قال: «خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم النحر.

فقال: إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم ننحر، فمن ذبح بعد أن نصلي فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح قبل أن نصلي فإنما هو لحم قدمه لأهله ليس من النسك في شيء. فقام خالي أبو بردة هانئ بن نيار فقال: يا رسول الله إنى ذبحت قبل أن أصلى وعندى جذعة خير من مسنة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذبحها ولن تجزي عن أحد بعدك». لم يروه عن شعبة هكذا مجموعا إلا عفان. رواه عنه الإمام أحمد بن حنبل والكبار، [ورواه عن داود ابن أبي هند يحيى بن زكرياء بن أبي زائدة، وحفص بن غياث، والمفضل بن صدقة، وعبد الكريم بن منصور، ويزيد بن زريع]

(1)

ورواه عن الشعبي عدة من التابعين وغيرهم الشيباني، وبيان، وعاصم، وفراس، ومجالد، وجابر الجعفي، ومطرف، [وسيار، وابن أبي السفر، وزكرياء بن أبي زائدة، ومغيرة، وأبو بردة، وسعيد بن مسروق]

(1)

وحريث، وداود الأودي، وعبد الأعلى الثعلبي، وأبو خالد الدالاني، وابن عون، ومساور الوراق.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ومحمد بن علي بن محمد

(2)

قالا ثنا محمد بن

(1)

ما بين المربعات الثلاث ساقط من المغربية.

(2)

فى مغ: مخلد.

ص: 337

يونس الكديمي ثنا معلى بن الفضل قال ثنا سلمى بن عبد الله بن كعب قال حدثني الشعبي عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى يا ابن آدم إنك إذا ما ذكرتني شكرتني، وإذا نسيتني كفرتني» .

غريب من حديث الشعبي تفرد به عنه سلمى وهو أبو بكر الهذلي.

‌عمرو بن عبد الله السبيعي

قال الشيخ رضي الله تعالى عنه: ومنهم المعمر الثابت، المشمر القانت، تبصر فعقل، وتصبر

(1)

ففعل، أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي.

وقيل إن التصوف تصبر واحتمال، وتشمر واعتمال.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أسود بن عامر. قال قال شريك: ولد أبو إسحاق في سلطان عثمان بن عفان، أحسب شريكا قال: لثلاث سنين بقين منه.

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا محمود بن محمد الواسطي ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير عن مغيرة. قال: كنت إذا رأيت أبا إسحاق ذكرت به الضرب الأول.

• حدثنا محمد بن عمر ثنا الحسين بن محمد ثنا يوسف بن يعقوب ثنا جرير. قال: كان يقال من جالس أبا إسحاق فقد جالس عليا وعبد الله رضي الله تعالى عنهما.

• حدثنا أبو بكر بن سلم ثنا علي بن الحسين بن حيان ثنا محمود بن غيلان ثنا أبو أحمد الزبيري. قال: روى أبو إسحاق عن أربعة أو ثلاثة وعشرين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

• حدثنا أبو بكر بن البراء ثنا عبد الله بن يزيد ثنا أبو كريب ثنا وكيع ثنا الأعمش. قال: كنت إذا اجتمعت أنا وأبو إسحاق جئنا بحديث عبد الله طريا.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن محمد البغوي ثنا محمود بن غيلان ثنا يحيى

(1)

كذا فى ز وفى مغ: وتطهر

ص: 338

ابن آدم حدثني حفص بن غياث. قال سمعت الأعمش يقول: كنت إذا خلوت بأبي إسحاق.

حدثنا بأحاديث عبد الله غضا ليس عليه غبار.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن يزيد الكوفي ثنا أبو بكر بن عياش ثنا أبو إسحاق. قال: غزوت في زمان زياد ستا أو سبع غزوات، ومات زياد قبل معاوية.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن محمد ثنا محمود بن غيلان قال يحيى بن آدم قال أبو بكر بن عياش: دفنا أبا إسحاق أيام الخوارج سنة ست - أو سبع وعشرين ومائة.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سفيان. قال قال مشيختنا:

اجتمع الشعبي وأبو إسحاق، فقال الشعبي: أنت خير مني يا أبا إسحاق، فقال:

لا والله! ما أنا بخير منك، بل أنت خير مني وأسن.

• حدثنا أبو أحمد الغطريفي ومحمد بن عمر ومحمد بن علي قالوا ثنا عبد الله ابن محمد ثنا أحمد بن عمران الأخنسي ثنا أبو بكر بن عياش. قال سمعت أبا إسحاق يقول: ما أقبلت عيني غمضا منذ أربعين سنة.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ومحمد بن أحمد في جماعة قالوا ثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن عمران الأخنسي ثنا العلاء بن سالم العبدي. قال: ضعف أبو إسحاق قبل موته بسنتين فما كان يقدر أن يقوم حتى يقام، فكان إذا استتم قائما قرأ وهو قائم ألف آية.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا سفيان بن عيينة. قال قال عون بن عبد الله لأبي إسحاق:

ما بقي منك؟ قال: أصلي فأقرأ البقرة في ركعة، قال: ذهب شرك وبقي خيرك.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن عمران ثنا أبو بكر بن عياش. قال قال أبو إسحاق: ذهبت الصلاة مني وضعفت، وإني لأصلي وأنا قائم فما أقرأ إلا البقرة وآل عمران.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني محمود بن غيلان ثنا يحيى بن آدم حدثني أبو الأحوص ثنا أبو إسحاق. قال: قد كبرت وضعفت، ما أصوم إلا ثلاثة من الشهر، والاثنين والخميس، وشهور الحرم.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن

ص: 339

أحمد ثنا أبي ثنا سفيان. قال: دخلت عليه - يعني أبا إسحاق، وإذا هو في قبة تركية ومسجد على بابها وهو في المسجد. قلت: كيف أنت يا أبا إسحاق؟ قال: مثل الذي أصابه الفالج ما تنفعني يد ولا رجل.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا أحمد بن الوليد ثنا حامد البلخي. قال قال سفيان:

دخلت على أبي إسحاق وهو في قبة تركية، فقلت كيف أنت يا أبا إسحاق؟ قال:

أنا بمنزلة المفلوج، ما تنفعني يد ولا رجل، قال: وهو ابن مائة سنة يومئذ.

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد [ثنا أحمد بن زهير ثنا علي بن بحر ثنا عيسى بن يونس]

(1)

ثنا الأعمش. قال: كان أصحاب عبد الله إذا رأوا أبا إسحاق قالوا: هذا عمرو القارئ، هذا عمرو الذي لا يلتفت!.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان [ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سفيان. قال قال أبو إسحاق، إذا استيقظت بالليل، لم أقل عيني.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سفيان. قال ثنا صاحب لنا]

(2)

يعني أبا إسحاق، أيشتري الرجل الطيلسان ولم يحج؟.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عبد الجبار ثنا سفيان. قال سمعت أبا إسحاق يقول: كانوا يعدون الغنى عونا على الدين.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا سفيان عن أبي إسحاق. قال: كانوا يرون السعة عونا على الدين، قيل لسفيان: سفيان الثوري ذكره. قال: نعم!.

(3)

.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ومحمد بن علي قالا ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ثنا محمد بن يزيد الكوفي قال سمعت أبا بكر بن عياش يقول: دخل الضحاك بن قيس الكوفة يوم مات أبو إسحاق السبيعى، فرأى الجنازة وكثرة

(1)

ما بين المربعين سقط من الازهرية

(2)

ما بين المربعين سقط من المغربية

(3)

كذا فى ز وفى مغ: قيل سفيان الثورى ذكره. قال: نعم! ولعل هذا الصواب.

ص: 340

من فيها. فقال: كان هذا فيكم ربانيا!.

أسند أبو إسحاق السبيعي عن ثلاثة وعشرين من الصحابة. ورأى علي بن أبي طالب وسمع منه، ومن سعيد بن زيد، وابن عمر، وأسامة بن زيد، وعبد الله بن الزبير، وأكثر الرواية عن البراء بن عازب، وزيد بن أرقم، والنعمان بن بشير، وحارثة بن وهب، وعبد الله بن يزيد الخطمي، وأبي جحيفة، وعمرو بن الحارث المصطلقي، وسليمان بن صرد، وحبشي بن جنادة، في آخرين. وتفرد بالرواية عن عدة من الصحابة والتابعين لم يشركه في الرواية عنهم أحد. فمن الصحابة: عبدة بن حزن وقيل نصر بن حزن، وكدير الضبي، ومطر بن عكامس رضي الله تعالى عنهم.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا إسماعيل بن موسى قال ثنا شريك عن أبي إسحاق. قال: رأيت علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، أبيض الرأس واللحية.

• حدثنا محمد بن عمر قال ثنا علي بن أحمد بن الحسين العجلي قال ثنا جبارة قال ثنا أبو بكر النهشلي عن أبي إسحاق.

قال: رأيت علي بن أبي طالب، وكان يصلي الجمعة إذا زالت الشمس.

• حدثنا أبو حامد قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا محمد بن حسان وعلى ابن إشكاب قالا ثنا إسحاق بن سليمان قال سمعت أبا سنان عن أبي إسحاق.

قال: رأيت عدة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، اسامة بن زيد بن أرقم، والبراء بن عازب، وابن عمر، يتزرون إلى أنصاف سوقهم.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا محمد بن الصباح قال ثنا سفيان قال سمعت أبا إسحاق يقول: رأيت ابن عمر يتزر إلى أنصاف ساقيه.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عبدان بن أحمد قال ثنا معمر بن سهل قال ثنا محمد بن إسماعيل الكوفي قال ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن سعيد ابن زيد. قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على حراء فتحرك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اثبت حراء فإنما عليك نبي وصديق وشهيد، وكان عليه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله تعالى عنهم» .

ص: 341

• حدثنا أبو الحسن أحمد بن القاسم بن الديان

(1)

[ثنا محمد بن يوسف ثنا مؤمل بن إسماعيل ثنا سفيان الثوري]

(2)

قال ثنا أبو إسحاق السبيعي عن البراء بن عازب. قال: «وادع النبي صلى الله عليه وسلم أهل مكة يوم الجمعة يوم الحديبية على ثلاثة، أنه من جاءه من أهل مكة رده إليهم، ومن أتاهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لم يردوه، وعلى أن يجئ من العام المقبل ولا يدخل من معه إلا بجلبان السلاح ونحوه» . هذا حديث صحيح متفق عليه رواه عن أبي إسحاق شعبة وإبراهيم بن يوسف وإسرائيل في آخرين.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود الطيالسي قال ثنا شعبة عن أبي إسحاق سمع البراء بن عازب. يقول: «بينما رجل يقرأ سورة الكهف ليلة إذ رأى دابته، أو قال: - فرسه يركض. فنظر فإذا مثل الضبابة أو قال: - مثل الغمامة، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: تلك السكينة نزلت للقرآن، أو تنزلت على القرآن» . صحيح متفق عليه رواه زهير وإسرائيل عن أبى إسحاق.

• حدثنا أحمد بن جعفر ابن معبد قال ثنا عبد الله بن محمد بن النعمان قال ثنا عبد الله بن رجاء قال أنبأنا إسرائيل ح. وحدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا عبد الله بن الحسن الحراني قال ثنا أبو جعفر النفيلي قال ثنا زهير قالا عن أبي إسحاق عن البراء. قال:

«بينما رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وفرس له حصان مربوط فى الدار، فجعل ينفر فجعل الرجل يخرج فيمر ولا يرى شيئا، فعمل ذلك غير مرة، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: تلك السكينة تنزلت للقرآن» .

• حدثنا أحمد بن القاسم بن الريان قال ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد ابن أبي مريم قال ثنا محمد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن البراء. قال: «أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بثوب حرير، فجعلوا يتعجبون من لينه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتعجبون من لينه؟ لمناديل

(1)

فى ز: ابن الرمان وسيأتى انه ابن الريان

(2)

سقط فى ز.

ص: 342

سعد بن معاذ في الجنة خير من هذا، وألين من هذا!». صحيح متفق عليه.

رواه شعبة وأبو الأحوص وإسرائيل.

• حدثنا عبد الله بن جعفر

(1)

قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود ح.

وحدثنا فاروق الخطابي قال ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا سليمان بن حرب ح.

وحدثنا أبو إسحاق بن حمزة قال ثنا أبو خليفة قال ثنا أبو الوليد ومحمد بن كثير قالوا ثنا شعبة قال أنبأنا أبو اسحاق. قال: «خرج الناس يستسقون وزيد ابن أرقم فيهم، ما بيني وبينه إلا رجل. قال: قلت كم غزا النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: تسع عشر غزوة، قلت: كم غزوت معه؟ قال: سبع عشرة، قلت: ما أول ما غزا؟ قال: ذو العشيرة أو العشير» . صحيح متفق عليه.

رواه زهير، ويونس بن أبي إسحاق، والجراح أبو وكيع، وأبو بكر بن عياش، وإسرائيل.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا ابراهيم ابن محمد بن ميمون قال ثنا موسى بن عمير الحضرمي عن أبي إسحاق عن البراء وزيد بن أرقم. قالا: «سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا» . غريب من حديث أبي إسحاق عن البراء وزيد تفرد به عنه موسى.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت النعمان بن بشير يخطب وهو يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أهون أهل النار عذابا رجل في أخمص قدميه جمرتان أو جمرة يغلي منها دماغه» . رواه الأعمش، وشريك، وإسرائيل، وروح بن مسافر، وإسماعيل بن مجالد في آخرين عن أبي إسحاق. .

• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا إسحاق بن أحمد قال ثنا أبو كريب قال ثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن أبي إسحاق عن ابن عمر. أن النبي صلى الله عليه وسلم: «صلى بجمع المغرب والعشاء بإقامة ثلاثا وثنتين كذا حدثناه

(1)

من هنا الى قوله قال يونس بن بكير فى صفحة 344 مؤخر فى المغربية.

ص: 343

عن أبي إسحاق عن ابن عمر». والصحيح ما حدثناه فاروق الخطابي قال ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا محمد بن كثير قال أنبأنا سفيان عن أبي إسحاق عن عبد الله بن مالك عن ابن عمر: «أنه صلى بالمزدلفة المغرب ثلاثا والعشاء ركعتين، وقال: صليتهما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المكان بإقامة واحدة» . رواه يحيى القطان والناس على هذا.

• حدثنا أبو إسحاق ابن حمزة وحبيب بن الحسن قالا ثنا يوسف القاضي قال ثنا حفص بن عمر قال ثنا شعبة ح. وحدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا يوسف القاضي قال ثنا عمرو ابن مرزوق قال ثنا زهير قالا عن أبي إسحاق عن حارثة بن وهب. قال:

«صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى أكثر ما كنا وآمنه ركعتين» .

رواه رقبة بن مصقلة، والأجلح، وزيد بن أبي أنيسة، وابن أبي ليلى، وأشعث ابن سوار، والثوري، والحسن بن صالح، والجراح بن الضحاك، وأبو بكر ابن عياش، وأبو الأحوص، وشريك، وإسرائيل، ويزيد بن عطاء عن أبي إسحاق عن حارثة نحوه.

• حدثنا أبو إسحاق قال حدثني إبراهيم بن شريك قال ثنا أحمد بن يونس قال ثنا زهير قال ثنا أبو إسحاق. قال: «خرج عبد الله بن يزيد الانصارى يستسقي وخرج فيمن خرج معه البراء بن عازب وزيد بن أرقم. قال أبو إسحاق: وأنا معهم يومئذ، فقام على رجليه على غير منبر فاستسقى واستغفر، ثم صلى بنا ركعتين ونحن خلفه فجهر بالقراءة ولم يؤذن يومئذ ولم يقم» . قال زهير قال وأخبرنا عبد الله بن يزيد أنه قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال ثنا عقبة ابن مكرم قال ثنا يونس بن بكير

(1)

عن عنبسة بن الأزهر عن أبي إسحاق عن عبد الله بن يزيد. قال: «رخص في البكاء من غير نياحة» . غريب من حديث أبي إسحاق لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا أحمد بن يحيى الحلوانى قال ثنا

(1)

هذا آخر المقدم فى الازهرية والمؤخر فى المغربية.

ص: 344

أحمد بن يونس قال ثنا يونس قال ثنا زهير عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة.

قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه منه بيضاء، وأشار إلى العنفقة. قال فقيل له: مثل من أنت يومئذ يا أبا جحيفة؟ قال: أبري النبل وأريشها» . صحيح متفق عليه من حديث أبي إسحاق عن أبي جحيفة.

• حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا محمد بن زكرياء قال ثنا أبو حذيفة قال ثنا زهير عن أبي إسحاق عن عمرو بن الحارث الخزاعي. قال: «قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ترك دينارا ولا درهما، ولا شاة ولا بعيرا، ولا أوصى بشيء إلا بغلته البيضاء وسلاحه، وأرضا تركها صدقة» . رواه الثوري، وأبو الأحوص، وإسرائيل، ويونس عن أبي إسحاق في آخرين عنه.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود ح.

وحدثنا محمد بن الحسن قال ثنا محمد بن يونس قال ثنا بشر بن عمر الزهراني ح.

وحدثنا فاروق قال ثنا أبو مسلم قال ثنا مسلم بن إبراهيم قالوا ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن سليمان بن صرد. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب «الآن نغزوهم ولا يغزوننا» . رواه الثوري وشريك. .

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا أبو نعيم قال ثنا سفيان ح. وحدثنا جعفر بن محمد قال ثنا أبو حصين القاضي قال ثنا يحيى الحماني قال ثنا شريك قالا عن أبي إسحاق عن سليمان بن صرد مثله.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا إسماعيل بن عبد الله قال ثنا إسماعيل بن أبان قال ثنا أبو مريم عبد الغفار بن القاسم الأنصاري عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله تعالى عنه: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» . غريب من حديث أبي إسحاق تفرد به إسماعيل بن أبان.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا العباس بن حمدان الأصبهاني قال ثنا علي بن موسى بن عبيد الكوفي الحارثي قال ثنا عبيد الله بن موسى قال ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة. قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

ص: 345

«المعك

(1)

طرف من الظلم». غريب من حديث أبي إسحاق تفرد به عبيد الله.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت كريز الضبي يقول: قال أبو إسحاق سمعته منه من خمسين سنة

(2)

قال شعبة وسمعته أنا من أبي إسحاق منذ أربعين سنة أو أكثر، قال أبو داود وسمعته أنا من شعبة منذ خمس أو ست وأربعين سنة.

قال أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم ح. وحدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا إسحاق بن إبراهيم قال أنبأنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق قال حدثني كريز الضبي. أن رجلا أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «أخبرني بعمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار. فقال النبى صلى الله عليه وسلم:

«اوهما أعملتاك؟ قال: نعم! قال: نقول العدل، وتعطي الفضل، قال: ما أستطيع أن أقول العدل كل ساعة، وما أستطيع أن أعطي فضل مالي. قال:

فتطعم الطعام، وتفشي السلام. قال: هذه أيضا شديدة. قال: فهل لك من ابل؟ قال: نعم! قال: فانظر إلى بعير من إبلك وسقاء، ثم اعمد إلى أهل بيت لا يشربون الماء إلا غبا فاسقهم. فلعلك لا يهلك بعيرك، ولا يتخرق سقاؤك حتى تجب لك الجنة؛ فانطلق الأعرابي يكبر. فما انخرق سقاؤه، ولا هلك بعيره، حتى هلك شهيدا». لفظ حديث معمر.

• حدثنا عبد الله بن الحسن قال ثنا محمد بن إسماعيل الصائغ قال ثنا أبو داود الحفري ح. وحدثنا محمد بن إسحاق الأهوازي قال ثنا محمد بن نعيم قال ثنا إسماعيل بن عبد الملك الزيبقي ح. وحدثنا فاروق الخطابي ومحمد بن الحسن قالا ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا أبو عقبة الأزرق قالوا ثنا سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن مطر بن عكامس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قضى الله منية عبد بأرض؛ جعل له إليها حاجة» . رواه قيس بن الربيع، وخديج بن معاوية عن أبى اسحاق نحوه.

(1)

المعك: المطل عن النهاية.

(2)

فى مغ: سمعته منذ خمسين سنة أو أكثر.

ص: 346

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عبيد بن غنام قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا أبو أسامة عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عبدة السوائي. قال: «لغط قوم قرب النبي صلى الله عليه وسلم. فقال بعض أصحابه: يا رسول الله لو بعثت إلى هؤلاء بعض من ينهاهم عن هذا؟ فقال: «لو بعثت إليهم فنهيتهم أن لا يأتوا الحجون لأتاه بعضهم وإن لم يكن له به حاجة» . رواه الثوري عن أبي إسحاق نحوه.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي قال ثنا عبد الرحمن بن سلام قال ثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي إسحاق عن أنس.

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ذكرت عنده فليصل علي؛ فإنه من صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا» .

• حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم قال ثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام قال ثنا محمد بن جعفر المدائني قال ثنا ورقاء عن أبي إسحاق السبيعي عن عبد الله ابن يزيد عن البراء بن عازب. قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع، لم يحن أحد منا ظهره حتى يضع رسول الله صلى الله عليه وسلم» . صحيح متفق عليه رواه شعبة والثوري وإسرائيل والناس عنه.

ورواه حماد بن سلمة عن شعبة عن أبي إسحاق.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش قال ثنا الحسين بن الكميت قال ثنا غسان بن الربيع قال ثنا حماد بن سلمة عن شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الله بن يزيد عن البراء مثله.

[حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم]

(1)

قال ثنا أبو إسماعيل الترمذي قال ثنا يحيى بن يحيى النيسابوري قال ثنا يحيى بن زكرياء بن أبي زائدة عن أبيه عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود. قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دعا دعا ثلاثا، وإذا سأل سأل ثلاثا» . رواه إسرائيل عن أبي إسحاق نحوه.

• أخبرنا سليمان بن أحمد قال ثنا علي بن عبد العزيز قال ثنا عبد الله بن رجاء

(2)

ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون

(1)

ما بين المربعين سقط من المغربية.

(2)

فى مغ: ابو رجاء

ص: 347

عن عبد الله. قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه أن يدعو ثلاثا، ويستغفر ثلاثا» .

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ومحمد بن علي وأحمد بن جعفر بن حمدان قالوا ثنا محمد بن يونس قال ثنا أبو عتاب سهل بن حماد قال ثنا جرير عن أيوب البجلي عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم.

في قوله تعالى: «يوم تبدل الأرض غير الأرض}. قال: أرض بيضاء كأنها فضة لم يعمل عليها خطيئة، ولم يسفك فيها دم حرام» . تفرد به مرفوعا أبو عتاب. ورواه أبو الأحوص عنه موقوفا.

• حدثنا محمد بن أحمد بن علي قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا يزيد ابن هارون قال أخبرنا عبد الملك بن الحسين عن أبي إسحاق عن الأسود وعلقمة ومسروق وعبيدة عن عبد الله. قال: «لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه، السلام عليكم ورحمة الله حتى يرى بياض خده، ومن الجانب الآخر مثل ذلك» . لم يروه عن أبي إسحاق مجموعا هكذا إلا أبو مالك عبد الملك بن الحسين النخعي.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش قال ثنا الحسن بن علي بن الوليد الفسوي قال ثنا نصر بن الحريش الصامت قال ثنا روح بن مسافر عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «من رآني في المنام فأنا الذي رأى، فان الشيطان لا يتمثل بي» . غريب من حديث أبي إسحاق وأبي الأحوص تفرد به روح.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا أحمد بن الحسين بن إسحاق أبو الحسن الصوفي قال ثنا هلال بن بشر بن محبوب قال ثنا أبو بحر البكراوي عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مات وهو يجعل لله ندا دخل النار، وقال عبد الله من مات لا يجعل لله ندا دخل الجنة» . غريب من حديث أبي إسحاق وأبي الأحوص تفرد به عبد الرحمن بن عثمان البكراوي عن شعبة

ص: 348

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن وأحمد بن السندي قالا ثنا أبو شعيب الحراني قال ثنا جدي أحمد بن أبي شعيب قال ثنا موسى بن أعين عن ليث عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«انى

(1)

سيد الناس يوم القيامة، يدعوني ربي فأقول لبيك وسعديك والخير بيديك، تباركت وتعاليت، لبيك وحنانيك والهادي من هديت، عبدك بين يديك. لا منجا منك إلا إليك، تباركت وتعاليت، وقال: إن قذف المحصنة يهدم عمل مائة سنة». غريب من حديث أبي إسحاق عن صلة. تفرد به موسى عن ليث.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا أحمد بن محمد بن الجعد قال ثنا سويد بن سعيد قال ثنا موسى بن عمير عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر عن علي. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يعني قال الله عز وجل: الصوم لى وأنا اجزى به، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك» . غريب من حديث أبي إسحاق لم يروه عنه إلا موسى بن عمير.

• حدثنا أحمد بن السندي قال ثنا أحمد بن أبي عوف قال ثنا محمد بن سليمان لوين قال ثنا خديج بن معاوية عن أبي إسحاق عن شقيق بن سلمة عن الحسن ابن علي. قال: «جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعها ابناها، فسألته فأعطاها ثلاث تمرات. فأعطت كل واحد تمرة فأكلاها، ثم نظرا إلى أمهما فشقت التمرة باثنين فأعطت كل واحد نصف تمرة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رحمها الله برحمتها ابنيها» . غريب من حديث أبي إسحاق وشقيق تفرد به خديج.

• حدثنا محمد بن أحمد بن علي قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا إبراهيم بن الحسن التغلبي

(2)

قال ثنا يحيى بن يعلى الأسلمي قال ثنا عمار بن رزيق عن أبي إسحاق عن زياد بن مطرف عن زيد بن أرقم. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن يحيى حياتى، ويموت موتتى، ويسكن

(1)

فى مغ: انا سيد الناس. وفيها: قذف المحصنات.

(2)

فى مغ: الثعلبى.

ص: 349

جنة الخلد التي وعدني ربي عز وجل غرس قضبانها بيديه، فليتول علي بن أبي طالب. فإنه لن يخرجكم من هدى، ولن يدخلكم فى ضلالة». غريب من حديث أبي إسحاق تفرد به يحيى عن عمار، وحدث به أبو حاتم الرازي عن أبي بكر الأعين عن يحيى الحماني عن يحيى بن يعلى.

• وحدثناه محمد بن أحمد بن إبراهيم قال نا الوليد بن أبان قال ثنا أبو حاتم به].

• حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن قال ثنا محمد بن الفرج الأزرق قال ثنا عبيد الله بن موسى قال ثنا شيبان عن أبي إسحاق عن عكرمة عن ابن عباس.

قال: «قال أبو بكر يا رسول الله أراك قد شبت. قال: بلى! شيبتنى هود والواقعة والمرسلات عرفا وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت» .

• حدثنا عبد الله ابن جعفر قال ثنا إسماعيل بن عبد الله ح. وحدثنا أبو بكر الطلحي قال ثنا عبيد ابن غنام قالا ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال ثنا محمد بن بشر قال ثنا علي بن صالح عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة. قال: «قالوا يا رسول الله نراك وقد شبت؟ قال: شيبتني هود وأخواتها» . اختلف على أبي إسحاق فرواه أبو إسحاق عن أبي جحيفة، وروي عنه عن عمرو بن شرحبيل عن أبي بكر، وروي عنه عن مسروق عن أبي بكر، وروي عنه عن مصعب بن سعد عن أبيه، وروي عنه عن عامر بن سعد عن أبي بكر، وروي عنه عن أبي الأحوص عن عبد الله رضي الله تعالى عنهم.

‌عبد الرحمن بن أبي ليلى

قال الشيخ رضي الله تعالى عنه: ومنهم الفقيه المرتضى، والحكم المبتلى، أبو عيسى عبد الرحمن بن أبي ليلى. امتحن بالحكم والقضاء، فابتلي بالندم والبكاء

وقيل إن التصوف: اصطبار في البلاء، لانتظار الانجلاء.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني

ص: 350

أبي ثنا أبو داود وعفان قالا ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني عن ابن أبي ليلى. قال: طفت على هذه الامصار فلم ار مصرا أبكر على ذكر الله، ولا أكثر تهجدا بالليل، من أهل البصرة.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا عبد الله بن عمر ثنا معاوية بن هشام ثنا سفيان عن الأعمش. قال: كان عبد الرحمن بن أبي ليلى يصلي، فإذا دخل الداخل نام على فراشه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن يونس العصفري قال ثنا حوثرة بن محمد المنقرى ثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد. قال: كان لعبد الرحمن بن أبي ليلى بيت يجتمع فيه القراء فيه مصاحف، فقلما تفرقوا إلا عن طعام.

• حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان ثنا محمد بن مخلد ثنا صالح بن محمد الرازي

(1)

بلغنا عن ابن أبي ليلى: أنه لما ولي القضاء ركب أول يوم للقضاء، فاصطف له الناس لينظرون إليه، قال فقال مجنون من مجانين أهل الكوفة: انظروا إلى من جمع الله له سرور الدنيا بخزي الآخرة. فقال ابن أبي ليلى: لو قد سمعتها قبل أن ألي ما وليت لهم شيئا!.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال ثنا أحمد بن منيع قال ثنا جرير عن عطاء بن السائب عن عبد الرحمن بن أبي ليلى. قال:

أدركت عشرين ومائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا يزيد بن مهران ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش. قال: رأيت عبد الرحمن بن أبي ليلى محلوقا على المصطبة، وهم يقولون له العن الكذابين، وكان رجلا ضخما به ربو. فقال: اللهم العن الكذابين - آه ثم يسكت - علي وعبد الله بن الزبير والمختار.

(1)

فى مغ: الدارى.

ص: 351

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا سعيد بن بحر القراطيسي ثنا حسين الجعفي عن مجمع بن يحيى الأنصاري. قال: دخل عبد الرحمن بن أبي ليلى على الحجاج. فقال: إذا أردتم رجلا يشتم عثمان بن عفان فها هو ذا! قال فقلت له: انه يمنعنى من ذلك آيات في كتاب الله ثلاثة. قال الله عز وجل: {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون} فكان عثمان منهم، {والذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم} إلى قوله {المفلحون} فكان منهم، وقال عز وجل:{والذين جاؤ من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا. ربنا إنك رؤف رحيم} فكان منهم. فقال: صدقت.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق

(1)

ثنا قتيبة ثنا جرير عن الأعمش عن المنهال عن عبد الرحمن بن أبي ليلى. قال: {سلام هي حتى مطلع الفجر} قال: لا تعمل فيها الشياطين، ولا يجوز فيها سحر، ولا يحدث فيها شيء، سلام هي حتى مطلع الفجر.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا ثنا إبراهيم محمد بن الحسن ثنا أبو كريب ثنا عثام بن علي عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن ابن أبي ليلى. في قوله تعالى: {وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد} قال: ما على احدكم إذا خلى أن يقول: اكتب رحمك الله! فيملي خيرا.

أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه ثنا موسى بن إسحاق ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا شريك عن مغيرة عن الشعبي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى. قال: كان رجل من بنى اسرائيل يعمل بمسحاة له فأصاب أباه فشجه فقال: لا تصحبني من فعل بأبي ما فعل؟ فقطع يده. فبلغ ذلك بني إسرائيل ثم إن ابنة الملك أرادت أن تصلي في بيت المقدس، فقال: من يبعث بها؟ قالوا:

فلان. قال: فبعث إليه فقال اعفني، فقال: لا! قال: فأجلني إذا أياما، قال فذهب فقطع

(1)

فى مغ: محمد بن سابق.

ص: 352

مذاكيره فلما برأ وضع مذاكيره في حق ثم جاء به وخاتمه عليه. فقال: هذه وديعتي عندك فاحفظها. قال: ونزله الملك منزلا منزلا انزل يوم كذا كذا ويوم كذا كذا وكذا، فإذا أتيت بيت المقدس فأقم فيه كذا وكذا، فإذا أقبلت فانزل يوم كذا كذا وكذا ويوم كذا كذا وكذا، فوقت له وقتا معلوما فلما سار جعلت ابنة الملك لا ترتفع به، تنزل حيث شاءت وترتحل متى شاءت، وجعل إنما هو يحرسها وينام عندها، فلما قدم عليه قالوا له: إنما كان ينام عندها. فقال له الملك: خالفت أمري وأراد قتله. فقال: اردد علي وديعتي، فلما ردها فتح الحق وكشف عن مثل الراحة ففشى ذلك في بني إسرائيل، قال فمات قاض لهم فقالوا من نجعل مكانه؟ قالوا: فلان قال فأبى فلم يزالوا به حتى قال دعوني حتى أنظر في أمري! قال فكحل عينيه بشيء حتى ذهب بصره.

قال: ثم جلس على القضاء قال فقام ليلة فدعا الله فقال: اللهم إن كان هذا الذي صنعت لك رضى، فاردد علي خلقي أحسن ما كان. قال فأصبح وقد رد الله عليه بصره ومقلتيه احسن ما كانتا، ويده ومذاكيره.

ولد عبد الرحمن بن أبي ليلى في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه. وأسند عن عمر بن الخطاب، وسمع عثمان، وعليا، وسعد بن أبي وقاص، وبلالا، وحذيفة، وأبا ذر، وابن عباس، وابن عمر، وأبى بن كعب، وكعب ابن عجرة، والبراء بن عازب، وأبا الدرداء، وأبا أيوب، وأباه أبا ليلى، وزيد ابن أرقم، وثوبان، وسمرة بن جندب، وأبا جحيفة.

وحدث عنه من التابعين: مجاهد، والحكم، وجماعة.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا مسلم بن إبراهيم ح. وحدثنا أحمد بن يعقوب بن المهرجان وحبيب بن الحسن قالا ثنا يوسف القاضي قال ثنا سليمان بن حرب ح. وحدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا عمر بن حفص السدوسي قال ثنا عاصم بن علي قالوا ثنا محمد بن طلحة بن مصرف قال ثنا زبيد بن الحارث عن عبد الرحمن بن أبي ليلى. قال قال عمر:

«الصلاة يوم الجمعة ركعتان، ويوم الفطر ركعتان، ويوم النحر ركعتان، وصلاة

ص: 353

السفر ركعتان تمام ليس بقصر على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم». ورواه عن زبيد سماك بن حرب، والثوري، وشعبة، وشريك، وعلي بن صالح، والجراح أبو وكيع، وعمرو بن قيس الملائي، وعبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن، ويزيد بن زياد بن أبي الجعد، ويزيد بن عبد الله، وعمار بن رزيق، والقاسم بن الوليد، وقيس بن الربيع، وعبد الله بن ميمون الطهوي، وعبد الرحمن بن زبيد، ويحيى بن أبي أنيسة، وياسين الزيات. [واختلف على زبيد فيه فأرسله جماعة من ذكرنا عن عبد الرحمن عن عمر وقال يزيد بن زياد عن زبيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة عن عمر وقال يا سين الزيات]

(1)

عن زبيد عن عبد الرحمن [بن أبي ليلى عن كعب]

(1)

سمعت عمر على المنبر يقول.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا [علي بن عبد العزيز]

(1)

ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل قال ثنا إسماعيل عن عبد الأعلى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى.

قال: «كنت جالسا عند عمر فأتاه راكب فزعم أنه رأى الهلال هلال شوال.

فقال عمر: أيها الناس أفطروا، ثم قام إلى عس من ماء فتوضأ ومسح على موقين له، ثم صلى المغرب. فقال له الراكب: ما جئتك إلا لأسألك عن هذا أشيئا رأيت غيرك يفعله. قال: نعم! رأيت خيرا مني أو خير هذه الأمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك». غريب تفرد به إسرائيل عن عبد الأعلى.

• حدثنا محمد بن عبد الله بن سعيد قال ثنا عبدان بن أحمد قال ثنا هشام ابن عمار ودحيم قالا ثنا الوليد بن مسلم عن روح بن جناح عن عطاء بن السائب عن عبد الرحمن بن أبي ليلى. قال: «رأيت عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه بال ثم مسح ذكره بالتراب، ثم التفت إلينا وقال هكذا علمنا» .

غريب تفرد به الوليد عن روح.

حدثناه سليمان عن عبدان وقال الوليد عن مروان بن جناح. .

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود ح.

(1)

- ما بين المربعات الثلاث زيادة من مغ.

ص: 354

وحدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا يوسف القاضي قال ثنا عمرو بن مرزوق قالا ثنا شعبة قال أخبرني الحكم قال سمعت ابن أبي ليلى قال ثنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: «إن فاطمة رضي الله تعالى عنها اشتكت ما تلقى من اثر الرحى في يدها، فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بسبي فانطلقت فلم تجده ولقيت عائشة رضي الله تعالى عنها فأخبرتها، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة بمجيء فاطمة إليه، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وقد أخذنا مضاجعنا - فذهبنا نقوم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مكانكما فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، فقال: ألا أعلمكما خيرا مما سألتماني، إذا أخذتما مضاجعكما أن تكبرا الله أربعا وثلاثين، وتسبحا له ثلاثا وثلاثين، وتحمدانه ثلاثا وثلاثين. فهو خير لكما من خادم» . صحيح متفق عليه رواه ابن المبارك ويحيى القطان والناس عن شعبة، ورواه مجاهد عن ابن أبي ليلى ..

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي ح.

وحدثنا محمد بن أحمد وأبو بكر بن مالك قالا ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قالا ثنا سفيان قال أخبرني عبيد الله بن أبي يزيد أنه سمع مجاهدا يقول سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى يحدث عن علي بن أبي طالب: «أن فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله خادما. فقال: لا أخبرك بما هو خير لك منه، تسبحين الله عند منامك ثلاثا وثلاثين، وتحمدين الله ثلاثا وثلاثين، وتكبرين الله أربعا وثلاثين. قال سفيان: إحداهن أربعا وثلاثين قال علي فما تركتها منذ سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالوا له: ولا ليلة صفين، قال ولا ليلة صفين» . رواه عطا بن أبي رباح وحبيب بن حبان عن مجاهد. ورواه عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى.

• حدثناه محمد بن جعفر بن الهيثم قال ثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام قال اخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا العوام بن حوشب عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي بن أبي طالب. قال:

«أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وضع رجله بيني وبين فاطمة رضي

ص: 355

الله تعالى عنهما فذكر نحوه». غريب من حديث عمرو بن مرة تفرد به العوام ابن حوشب.

• حدثنا. أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا عبيد الله بن موسى قال ثنا ابن أبي ليلى عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حدث عني بحديث وهو يرى أنه كذب، فهو أحد الكاذبين» .

(1)

رواه الأعمش عن الحكم مثله.

• حدثنا محمد بن المظفر قال ثنا زيد بن محمد قال ثنا أحمد بن محمد بن الجهم قال ثنا رجاء بن الجارود أبو المنذر قال ثنا سليمان بن محمد المباركى قال ثنا محمد ابن جرير الصنعاني.

(2)

وأثنى عليه خيرا - قال ثنا شعبة عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن سعد بن أبي وقاص. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: في على ابن أبي طالب ثلاث خلال: «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، وحديث الطير، وحديث غدير خم» . غريب من حديث شعبة والحكم ما كتبناه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن الهيثم قال ثنا جعفر الصائغ قال ثنا قبيصة بن عقبة قال ثنا سفيان الثوري عن الأعمش ح. وحدثنا عبد الملك ابن الحسن قال ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا الربيع بن يحيى قال ثنا مالك بن مغول قالا عن الحكم بن سعيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة.

قال: «لما نزلت {يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}، جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه، فكيف الصلاة عليك. قال: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد» . صحيح متفق عليه رواه عن الحكم شعبة، وقيس بن سعد، ومنصور، وإدريس الأودي، وعمرو الملائي وزيد بن أبي أنيسة، ومسعر، وحمزة الزيات، وعمر بن بشر بن هانى،

(1)

فى مغ: الكذابين.

(2)

فى مغ: الصغانى.

ص: 356

والأجلح وشيبان، وفطر بن خليفة، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وعبد الله بن محرز، ومجاعة بن الزبير. ورواه الثوري وعلي بن صالح عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن عبد الرحمن عن كعب. ورواه عن ابن أبي ليلى عبد الله بن عيسى وعبد الله بن عبد الله الرازي، وزبير بن عدي، ويزيد بن أبي زياد، وإسماعيل السدي، وأبو سعد البقال.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أبو عامر محمد بن إبراهيم الصوري قال ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قال ثنا الوليد بن مسلم عن عيسى بن موسى عن عروة بن رويم اللخمي قال ثنا أبو مسكين الأنصاري عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة قال: جلسنا يوما أمام بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فى رهط منا معشر الأنصار ورهط من المهاجرين ورهط من بني هاشم، فاختصمنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أينا أولى به وأحب إليه. قلنا: نحن معاشر الأنصار آمنا به واتبعناه وقاتلنا معه وكنا كتيبته فى نحر عدوه، فنحن أولى برسول الله صلى الله عليه وسلم وأحبهم إليه. وقال إخواننا المهاجرون: نحن الذين هاجرنا إلى الله ورسوله وفارقنا العشائر والأهلين والأموال قد حضرنا ما حضرتم وشهدنا ما شهدتم، فنحن أولى برسول الله صلى الله عليه وسلم وأحبهم إليه. وقال إخواننا من بني هاشم نحن عشيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حضرنا الذي حضرتم وشهدنا الذي شهدتم، فنحن أولى برسول الله صلى الله عليه وسلم وأحبهم اليه. فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل علينا. فقال: إنكم لتقولون شيئا فقلنا مثل مقالتنا فقال للأنصار: صدقتم من يرد هذا عليكم وأخبرناه بما قال إخواننا المهاجرون فقال: صدقوا وبروا من يرد هذا عليهم. وأخبرناه بما قال بنو هاشم فقال: صدقوا وبروا من يرد هذا عليهم. ثم قال ألا أقضي بينكم؟ قلنا: بلى بأبينا أنت وأمنا يا رسول الله! فقال أما أنتم معشر الأنصار فإنما أنا أخوكم!! فقالوا: الله أكبر ذهبنا به ورب الكعبة، وأما أنتم معشر المهاجرين فإنما أنا منكم. فقالوا: الله أكبر ذهبنا به ورب الكعبة وأما

ص: 357

أنتم بنو هاشم فأنتم مني وإلي، فقمنا وكلنا راض مغتبط برسول الله صلى الله عليه وسلم». غريب من حديث ابن أبي ليلى عن كعب لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

‌عبد الله بن أبي الهذيل

قال الشيخ رضي الله تعالى عنه: ومنهم مغتنم الساعات، ومكتتم الطاعات، عبد الله بن أبي الهذيل أبو المغيرة.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يحيى بن آدم ثنا مالك عن أبي فروة. قال: كنا نجالس عبد الله بن أبي الهذيل، فإن جاء إنسان فألقى حديثا من حديث الناس. قال: يا عبد الله ليس لهذا جلسنا!.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا وهب بن بقية ثنا خالد عن أبي سنان قال: شكى عبد الله بن أبي الهذيل يوما ذنوبه، فقال له رجل: يا أبا المغيرة أولست التقي النقي؟ فقال: اللهم إن عبدك هذا أراد أن يتقرب إلي، وإني أشهدك على مقته.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أبو سعيد الأشج ثنا عبد الله بن خراش عن العوام بن حوشب عن ابن أبي الهذيل. قال: لقد شغلت النار من يعقل عن ذكر الجنة.

• حدثنا عبد الله ابن محمد بن جعفر ثنا محمد بن يحيى بن منده ثنا أبو سعيد الأشج ثنا عبد الله ابن خراش عن العوام بن حوشب. قال: ما رأيت إبراهيم النخعي إلا وكأنه غضبان، وما يخيل إلي أني رأيت [إبراهيم التيمي رافعا رأسه

(1)

الى السماء قط، ولا رأيت]

(2)

ابن أبي الهذيل إلا وكأنه مذعور.

• اخبرنا محمد بن احمد ابن إبراهيم في كتابه ثنا الحسن بن علي حدثني سعيد بن منصور ثنا هشيم ثنا العوام عن عبد الله بن أبي الهذيل. قال: انى لأتكلم حتى اخشى الله، وأسكت

(1)

فى المختصر: طرفه

(2)

لم ترد هذه الجملة فى مغ

ص: 358

حتى أخشى الله.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو يحيى الرازي ثنا أبو سعيد الأشج ثنا المحاربي عن سفيان عن أبي سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل.

قال: أدركنا أقواما وإن أحدهم يستحيى من الله تعالى في سواد الليل. قال سفيان: يعني التكشف.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا وهب بن بقية ثنا خالد بن عبد الله عن أبي سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل. قال: إن الله تعالى ليحب أن يذكر في السوق، ويحب أن يذكر على كل حال إلا الخلاء.

• أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه ثنا محمد بن أيوب ثنا يحيى الحماني ثنا هشيم ثنا العوام عن عبد الله بن أبي الهذيل. قال: إن بعض الأشياخ حضرته الصلاة، فقيل له تقدم فأبى، فقيل له ما منعك؟ قال: خفت أن يمر المار فيقول إنما قدموا هذا لأنه خيرهم.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا يوسف ابن يعقوب ثنا المحاربي عن سفيان عن أبي سنان عن ابن أبي الهذيل. [إن كان أحدهم ليبول قبل أن يصل إلى الماء ثم يتيمم مخافة أن تقوم عليه الساعة.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي قال أخبرنا سفيان عن أبي سنان عن ابن أبى الهذيل]

(1)

قال: لقى عيسى بن مريم يحيى بن زكرياء عليهما السلام فقال أوصني، قال: لا تغضب، قال لا أستطيع قال لا تقتن مالا. قال: أما هذا لعله.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السري ثنا قبيصة ثنا سفيان عن أبي سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل. قال: أمر عيسى بن مريم الحواريين برجم رجل، ثم قال: لا يرجمه رجل به مثل الذي به، قال فرفضوا الحجارة إلا يحيى بن زكرياء، فقال ما بك؟ قال ما بي. فقال له عيسى أوصني، قال اجتنب الغضب، قال: لا أستطيع إنما أنا بشر، قال لا تقتنى مالا، قال أما هذا عسى.

• حدثنا أبي ثنا عبد الله بن محمد بن عمران ثنا محمد بن أبي عمر ثنا سفيان

(1)

زيادة فى مغ.

ص: 359

عن أبي سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل. في قوله تعالى: {تلفح وجوههم النار} . قال: لفحتهم لفحة فما أبقت لحما على العظم إلا ألقته على أعقابهم.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الله بن محمد بن سوار ثنا ضرار بن صرد ثنا بن فضيل عن أبي سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل عن عمر. {(فجاءته إحداهما تمشي على استحياء)} قال: مستترة بدرعها، أو بكم قميصها.

• حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن الفضل ثنا أحمد بن جعفر بن محمد ثنا على ابن المنذر ثنا محمد بن فضيل ثنا الأجلح عن عبد الله بن أبي الهذيل. قال: قال موسى عليه السلام: يا رب خلقت خلقا وهم عبادك ثم تحرقهم بالنار!! قال يا موسى اذهب فازرع زرعا، قال قد فعلت، قال فاحصده، قال قد فعلت، قال فاجعله في كدوسه، قال قد فعلت، قال فلا تدع منه شيئا إلا رفعته، قال قد فعلت، قال فلعلك قد تركت منه شيئا، قال لا! إلا مالا بال له، قال فمثل أولئك أدخل من عبادي النار.

• أخبرنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد في كتابه ثنا محمد بن أيوب أخبرني عبد الله بن عبد الوهاب بن الحجبي ثنا حماد بن زيد ثنا أبو التياح عن عبد الله بن أبي الهذيل. قال: لما سلط بخت نصر على بنى إسرائيل، جيء بسبي فجلسوا حلقا حلقا، فمر بهم نبي لهم فلما رأوه بكوا وضجوا إليه وصاحوا قال: فسمع ذلك فسأل ما لهم؟ قالوا: مر بهم نبى لهم، قال ايتونى به، قال فقال: ما الذي سلطني على قومك؟ قال عظم خطيئتك، وظلم قومي أنفسهم.

روى عبد الله بن أبي الهذيل عن الصديق أبي بكر وأرسل عنه، وروى عن علي بن أبي طالب، وسمع من عمار بن ياسر، ومن خباب بن الأرت، ومن عبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عباس، وأبى هريرة، وجرير ابن عبد الله البجلي، وعبد الرحمن بن أبزى وغيرهم.

• حدثنا أبو القاسم زيد بن علي بن أبي بلال قال ثنا أبو حصين الوادعي [قال ثنا أبو بكر بن أبي عاصم قال ثنا الحسين بن محمد] ح.

(1)

وحدثنا عبيد ابن يعيش قال ثنا حسين بن الحسن الأشقر ح. وحدثنا احمد بن اسحاق

(1)

لم ترد فى مغ.

ص: 360

قال ثنا محمد بن الصلت قالا ثنا أبو كدينة قال ثنا ضرار بن مرة الشيباني عن عبد الله بن أبي الهذيل عن أبي بكر الصديق. قال: «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإزار فأخذ بوسط عضلة الساق، فقلت يا رسول الله زدنا، قال فأخذ بمقدم العضلة، فقلت: يا رسول الله زدني قال لا خير فيما هو أسفل من ذلك، قال فقلت هلكنا يا رسول الله:! قال يا أبا بكر سدد وقارب تنج» . غريب من حديث عبد الله لم يروه إلا ضرار بن مرة أبو سنان.

• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أبو يحيى الرازي قال ثنا هناد بن السري قال ثنا وكيع عن سفيان عن الأجلح عن ابن أبي الهذيل. قال: «رأيت على علي بن أبي طالب قميصا رازيا إذا أرخى كمه بلغ أطراف الأصابع، وإذا تركه

(1)

صار إلى الرسغ».

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا عبيد الله ابن محمد بن عائشة قال ثنا حماد بن عن أبي التياح عن عبد الله بن أبي الهذيل عن عمار بن ياسر. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تقتلك الفئة الباغية» رواه عبد الوارث بن سعيد عن أبي التياح حدثناه سليمان بن أحمد نا الهيثم بن خالد المصيصي قال نا محمد بن عيسى الطباع قال نا عبد الوارث بن سعيد عن أبي التياح]

(2)

عن ابن أبي الهذيل عن عمار بن ياسر. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية» ورواه الأجلح وأبو سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل. .

• حدثناه إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين قال ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال ثنا فضل بن سهل قال ثنا حسين بن حسن الأشقر قال ثنا شريك عن الأجلح وأبي سنان عن عبد الله [وقال نا فضل بن سهل قال نا

(3)

] بن أبي الهذيل. قال: أحدهما عن عمار، وقال الآخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمار:«تقتلك الفئة الباغية» . قال والأجلح أتمهما حديثا.

• حدثنا أبو بكر الآجري قال ثنا الحسن بن الحباب المقرى قال ثنا

(1)

كذا فى الاصول (ولعله): اذا رفعه

(2)

الزيادة من مغ

(3)

الزيادة من مغ

ص: 361

الفضل بن سهل ح. وحدثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن أحمد المقرى قال ثنا أبو شعيب الحراني قال ثنا عبيد الله بن عمر قالا ثنا أبو احمد الزبيرى قال ثنا سفيان عن الأجلح عن عبد الله بن أبي الهذيل عن خباب بن الأرت. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بني إسرائيل لما هلكوا قضوا»

(1)

.

غريب من حديث الأجلح والثوري تفرد به أبو احمد.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي قال ثنا عبد الرحمن بن عمرو عن سفيان عن أبي سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل عن عبد الله بن عمرو. قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من علم لا ينفع، ودعاء لا يسمع، وقلب لا يخشع، ونفس لا تشبع» . غريب من حديث الثوري عن أبي سنان تفرد به عبد الرحمن ورواه خالد بن عبد الله عن أبي سنان فخالفه.

• حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو قال ثنا أبو حصين الوادعي قال ثنا يحيى الحماني قال ثنا خالد بن عبد الله عن أبي سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل. قال

حدثني شيخ قال: دخلت مسجد إيليا فجلست إلى سارية فجاء شيخ فصلى إلى السارية، فسألت عنه فقالوا عبد الله بن عمرو. وقال إني سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول:«اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يسمع، ومن نفس لا تشبع، أعوذ بك من شر هؤلاء الأربع» .

• حدثنا سليمان قال ثنا عبدان قال ثنا زيد بن الحريش قال ثنا عبد الله بن خراش عن العوام بن حوشب عن عبد الله بن أبي الهذيل عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليأكل كل رجل من أضحيته» . غريب من حديث عبد الله لم نكتبه إلا بهذا الاسناد.

• حدثنا سليمان قال ثنا أبو زرعة الدمشقي قال ثنا أبو نعيم قال ثنا مندل ابن علي عن جعفر بن أبي المغيرة عن عبد الله بن أبي الهذيل عن جرير بن

(1)

كذا فى ز والمختصر بالضاد المعجمة وفى مغ: قصوا

ص: 362

عبد الله البجلي. قال: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما خلصت من المشركين إلا بقينة أريد بها السوق وأنا أعزل عنها، قال: جاءها ما قدر لها» .

تفرد به جعفر عن عبد الله. ورواه يعقوب القمي عن جعفر نحوه.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ح. وحدثنا محمد بن الفتح الحنبلي قال ثنا علي بن إسحاق بن زاطيا قالا ثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي ح. وحدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا عبيد الله بن عمر قال ثنا محمد بن سليمان بن الأصبهاني عن أبي سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن جهنم لما سيق إليها أهلها تلقتهم بعنق فلفحتهم لفحة لم تترك لحما على عظم إلا ألقته على العرقوب» . لم يروه مرفوعا متصلا عن أبي سنان عن عبد الله إلا محمد بن سليمان بن الأصبهاني. ورواه ابن عيينة وابن فضيل وجرير عن أبي سنان فاختلفوا فأوقفه ابن فضيل على أبي هريرة.

• حدثنا بحديث ابن فضيل أبو بكر بن خلاد قال ثنا إسماعيل بن إسحاق قال ثنا علي بن عبد الله المديني قال ثنا محمد بن فضيل عن أبي سنان عن عبد الله عن أبي هريرة مثله من قبله. وحدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا إسماعيل قال ثنا علي بن عبد الله قال ثنا جرير بن عبد الحميد عن أبي سنان عن عبد الله مثله، ولم يبلغ به أبا هريرة.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا شعبة عن حبيب بن الزبير قال سمعت [عبد الله بن أبي الهذيل يحدث عن عبد الرحمن بن أبزى قال سمعت]

(1)

عبد الله بن خباب يقول سمعت أبي بن كعب عنه يقول: «ذكر الدجال عند النبي صلى الله عليه وسلم، أو قال ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الدجال، فقال: إحدى عينيه كأنها زجاجة خضراء وتعوذوا بالله من عذاب القبر» غريب من حديث عبد الله تفرد به حبيب. ورواه عن شعبة [غندر ووهب بن جرير مثله. ورواه النضر بن شميل عن شعبة]

(2)

عن حبيب عن عبد الله، ولم يذكر عبد الله بن خباب.

(1)

الزيادة من مغ

(2)

الزيادة من مغ

ص: 363

وحدث به الإمام أحمد بن حنبل عن أبي داود عن شعبة مثله.

‌أبو صالح الحنفي ماهان

قال الشيخ رحمه الله تعالى: ومنهم الكلف بالمحامد والأذكار، والمبتلى في إظهاره على الظلمة الإنكار، أبو صالح الحنفي ماهان. وقيل إن اسمه عبد الرحمن بن قيس أخو طليق.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا يحيى بن معين ثنا محمد بن فضيل عن أبيه عن ماهان الحنفي. قال: أما يستحي أحدكم أن تكون دابته التي يركب، وثوبه الذي يلبس، أكثر ذكرا لله منه؟! وكان لا يفتر من التكبير والتسبيح والتهليل.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي وأبو سعيد الأشج قال ثنا محمد بن فضيل حدثني إبراهيم مؤذن بني حنيفة. قال: أمر الحجاج بماهان أن يصلب على بابه، قال: ورأيته حين رفع على خشبة يسبح ويهلل ويكبر ويعقد بيده حتى بلغ تسعا وعشرين، قال:[وطعنه الرجل على تلك الحال، قال فلقد رأيته بعد شهر معقودا بيده تسعة وعشرين]

(1)

قال وكنا نرى عنده الضوء بالليل شبه السراج.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبيد الله ابن سعيد ثنا محمد بن فضيل عن رجل. قال: رأيت أبا صالح ماهان الحنفي حين صلبه الحجاج على الخشبة، فجعل يسبح ويعقد، قال فبلغ التسبيح في يده ثلاثا وثلاثين يعقدها، قال فجاء فطعنه فقتله، قال فلقد رأيت العقد في يده بعد كذا [وأشار بيده]

(2)

.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا إسماعيل بن عبد الله الضبي ثنا محمد بن حميد ثنا جرير عن أبي إسحاق - يعنى الشيبانى قال: دنوت من ماهان أبي صالح لما أراد ابن أبي مسلم أن يقطعه ويصلبه، فقال: تنح يا ابن أخي لا تسأل عن هذا المقام.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن محمد

(1)

لم ترد هذه الجملة فى مغ.

(2)

زيادة فى مغ.

ص: 364

ابن عبد العزيز ثنا أحمد بن عمران قال سمعت أبا بكر بن عياش يقول قال عمار الدهني

(1)

جئت وإذا ماهان الحنفي قد رفعت خشبته وقد اجتمع الناس، فقال: يا عمار وأنت فيهم؟! فذهبت وتركته.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي سنان عن أبي صالح الحنفي قال: ما أبالي ما قالت ابنتي، أأعافى فأشكر، أو أبتلى فأصبر.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الله بن محمد بن عمران [ثنا ابن أبي عمر]

(2)

ثنا سفيان عن كثير أبي طلحة سمعه من ماهان، قال: الحق ثقيل، وابن آدم ضعيف والذكر ساعة بعد ساعة.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل [ثنا أبو معمر]

(3)

ثنا سيف بن هارون عن ضرار عن ماهان. قال: إذا دخلت بيتا ليس فيه أحد، فقل السلام علينا من ربنا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن علي بن الجارود ثنا أبو سعيد الأشج ثنا يحيى بن يمان ثنا سفيان بن دينار التمار. قال: سألت ماهان الحنفي ما كانت أعمال القوم؟ قال: كانت أعمالهم قليلة، وكانت قلوبهم سليمة.

أسند أبو صالح الحنفي عن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وحذيفة رضي الله تعالى عنهم.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا شعبة قال أخبرني أبو عون الثقفي. قال سمعت أبا صالح الحنفي يقول:

سمعت رجلا يقال له ابن الكوى سأل عليا عن ابنة الأخ من الرضاعة [فقال ذكرت ابنة حمزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: «إنها ابنة أخي من الرضاعة]

(2)

رواه مسعر أتم منه عن أبى عون.

• حدثنا الحسين بن على قال ثنا القاسم ابن إسماعيل قال ثنا الهيثم بن خالد قال ثنا حفص بن عمر أبو اسماعيل الأبلى قال ثنا شعبة ومسعر قالا ثنا أبو عون [الثقفى عن أبى صالح الحنفى]

(3)

.

(1)

فى مغ: الذهبى وهو خطأ.

(2)

لم ترد فى مغ.

(3)

زيادة فى مغ

ص: 365

قال: «سمعت عليا رضي الله تعالى عنه يقول على المنبر: سلوني عما شئتم! فقال له رجل يقال له ابن الكوى: يا أمير المؤمنين ما تقول في الأختين يتخذهما الرجل؟ فقال له علي: إنك لذهاب في التيه، سل عما يعنيك ولا تسأل عما لا يعنيك، فقال له ابن الكوى: يا أمير المؤمنين إنما نسألك عما لا نعلم، فأما ما نعلم فلا نسألك عنه، فقال له علي رضي الله تعالى عنه: حرمتها آية من كتاب الله تعالى - أراه قال وأحلتهما آية من كتاب الله تعالى - قوله تعالى {وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف} وقوله تعالى {أو ما ملكت أيمانكم}

فقال له ابن الكوى وما تقول في ابنة الأخ من الرضاعة، أيتزوجها الرجل؟ قال لا، إني كنت أخرجت ابنة حمزة بن عبد المطلب من بين مشركي مكة على خوف شديد وغزو شديد، فأتيت بها المدينة فعرضتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت له حالها وجمالها وهيئتها وحسن خلقها، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إنها لا تحل لي، إنها ابنة أخي من الرضاعة» .

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا محمد بن جعفر ح. وحدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا محمد بن خلاد قال ثنا يحيى بن سعيد قالا: ثنا شعبة قال ثنا أبو عون قال سمعت أبا صالح الحنفي. قال سمعت علي بن أبي طالب يقول: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حلة سيراء

(1)

فكسانيها أو أعطانيها، فلبستها فعرفت في وجهه الغضب، فقال: إني لم أكسكها لتلبسها فأمرني فشاطرتها بين نسائي» حديث صحيح أخرجه مسلم من حديث غندر ومعاذ عن شعبة. ورواه مسعر عن أبي عون.

• حدثنا أبو بكر الطلحي قال ثنا عبيد بن غنام قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا وكيع عن مسعر عن أبي عون عن أبي صالح الحنفي. «عن علي أن أكيدر دومة أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه ثوب حرير، فأعطانيه. وقال شققته خمرا بين النسوة» أخرجه مسلم في كتابه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع.

(1)

السيراء: الحرير الصافى.

ص: 366

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا محمد بن يونس الكديمي قال ثنا أبو أحمد الزبيري قال ثنا مسعر عن أبي عون عن أبي صالح الحنفي عن علي بن أبي طالب. قال: «قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبي بكر يوم بدر:

على يمين أحدكم جبريل، والآخر ميكائيل وإسرافيل، ملك عظيم يشهد القتال ويكون في الصف» رواه عبد الأعلى بن حماد النرسي عن أبي أحمد الزبيري.

ورواه شريك ومحمد بن فضيل وأبو نعيم عن مسعر.

• حدثنا أبو بكر الطلحي قال ثنا أبو حصين الوادعي قال ثنا يحيى الحماني قال ثنا قيس بن الربيع ح. وحدثنا محمد بن علي بن حبيش قال ثنا علي بن إبراهيم بن مطر قال ثنا عبيد الله بن عمر قال ثنا يوسف بن خالد السمتي قالا: عن هارون بن سعد عن أبي صالح الحنفي عن علي. قال:

«أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أغور ماء آبار بدر» . رواه أبو عوانة عن هارون مثله.

‌ربعي بن خراش

قال الشيخ رحمه الله تعالى: ومنهم المفارق للبزة والرياش، والمهاجر للوطاء والفراش، العابد العبسي ربعي بن خراش.

• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا علي بن العباس البجلي ثنا جعفر بن محمد بن رباح الأشجعي حدثني أبي عن عبيدة عن عبد الملك ابن عمير

(1)

عن ربعي بن خراش. قال: كنا أربع إخوة، وكان الربيع أخونا أكثرنا صلاة واكثرنا صياما فى الهواجر، وأنه توفى، فبينا نحو حوله وقد بعثنا من يبتاع لنا كفنا، إذ كشف الثوب عن وجهه فقال السلام عليكم، فقال القوم: وعليكم السلام يا أخا بني عبس، أبعد الموت؟ قال نعم! إني لقيت ربي عز وجل بعدكم فلقيت ربا غير غضبان، واستقبلني بروح وريحان

(1)

فى مغ: عبد الملك بن عمر والصحيح عبد الملك بن عمير الفرسى (بفتح الفاء) أبو عمر الكوفى القبطى

ص: 367

وإستبرق، ألا وإن أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ينتظر الصلاة علي فعجلوني ولا تؤخرونى. ثم كان بمنزلة حصاة رمى بها فى طست فنمى الحديث إلى عائشة رضي الله تعالى عنها فقالت: أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يتكلم رجل من أمتي بعد الموت» . قال علي: وكان محمد بن عمر بن علي الأنصاري حدثنا به عن جعفر، ثم سمعناه من جعفر هذا.

حديث مشهور رواه عن عبد الملك جماعة منهم إسماعيل بن أبي خالد، وزيد بن أبي أنيسة، والثوري، وابن عيينة، وحفص بن عمر، والمسعودي [ولم يرفعه أحد إلا عبيدة بن حميد عن عبد الملك ورواه المسعودى]

(1)

نحوه فى الرفع.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن يحيى ابن سليمان قال ثنا عاصم بن علي قال ثنا المسعودي عن عبد الملك بن عمير عن ربعى بن خراش. قال: مات أخ لي فسجيناه، فذهبت في التماس كفنه، فرجعت وقد كشف الثوب عن وجهه وهو يقول: ألا إني لقيت ربي بعدكم فتلقاني بروح وريحان، ورب غير غضبان، وأنه كسانى ثيابا خضرا من سندس وإستبرق، وأن الأمر أيسر مما في أنفسكم فلا تغتروا، ووعدني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يذهب حتى أدركه. قال: فما شبهت خروج نفسه إلا كحصاة ألقيت في ماء فرسبت. فذكر ذلك لعائشة فصدقت بذلك وقالت:

قد كنا نتحدث أن رجلا من هذه الأمة يتكلم بعد موته. قال: وكان أقومنا في الليلة الباردة، وأصومنا في اليوم الحار.

• حدثنا عثمان بن محمد العثماني ثنا محمد بن الحسين بن مكرم ثنا محمد بن بكار

(2)

بن الريان ثنا حفص بن عمر عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن خراش قال: كنا إخوة ثلاثة وكان أعبدنا وأصومنا وأفضلنا الأوسط منا، فغبت عنه إلى السواد ثم قدمت، فقالوا أدرك أخاك فإنه في الموت، فذكر نحوه.

• أخبرنا القاضي محمد بن أحمد بن إبراهيم فيما يقرئ عليه وأذن لي ثنا محمد بن أيوب ثنا نوح بن حبيب ثنا وكيع بن الجراح ثنا سفيان. قال: ذكرت

(1)

الزيادة من مغ

(2)

في مغ محمد بن بكر بن الريان وهو خطأ.

ص: 368

ربعيا، وتدرون من ربعي؟ كان ربعي من أشجع، زعم قومه أنه لم يكذب قط [فسعى به ساع إلى الحجاج بن يوسف فقالوا: هاهنا رجل من أشجع زعم قومه أنه لم يكذب قط]

(1)

وأنه سيكذب لك اليوم فإنك ضربت على ابنيه البعث فعصيا وهما في البيت، فبعث إليه فإذا شيخ منحن، فقال له: ما فعل ابناك؟ قال: هما هذان في البيت، قال فحمله وكساه وأوصى به خيرا.

روى ربعي بن خراش عن عمر بن الخطاب، وأسند عن علي، وحذيفة، وعقبة بن عمرو، وأبي ذر، وأبي بكرة، وطارق بن عبد الله رضي الله تعالى عنهم.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا أبو مسعود ويونس بن حبيب قالا:

ثنا أبو داود قال ثنا شعبة قال أخبرني منصور قال سمعت ربعى بن خراش يقول سمعت عليا يخطب وهو يقول: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تكذبوا علي فإنه من يكذب على يلج النار» . رواه سلمة بن كهيل وشريك وقيس بن الربيع عن منصور. ورواه قيس بن رمانة وأبو بردة عن ربعي بن خراش.

• حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر قال ثنا علي بن الفضيل

(2)

قال ثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سعد بن طارق وأبو مالك الأشجعي عن ربعى بن خراش عن حذيفة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المعروف كله صدقة» . رواه الثوري وشعبة والحجاج بن أرطاة وأبو عوانة وعبد الواحد ابن زياد وأبو معاوية في آخرين عن أبي مالك.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد قال ثنا أحمد بن عبد الرحمن قال ثنا يزيد بن هارون قال أخبر أبو مالك الأشجعي عن ربعي بن خراش عن حذيفة.

أنه قدم من عند عمر، فقال: لما جلسنا إليه أمس سأل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أيكم سمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتن؟ فقالوا: نحن، فقال: لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وماله؟ قالوا: أجل! قال لست عن ذلك أسأل تلك يكفرها الصوم والصلاة والصدقة، ولكن أيكم سمع قول رسول

(1)

لم ترد هذه الجملة فى مغ

(2)

وفيها: ابن الفضل وسيأتى ايضا بهذا الاختلاف

ص: 369

الله صلى الله عليه وسلم في الفتن التي تموج موج البحر؟ فأسكت القوم فظننت أنه إياي يريد، قال فقلت: «أنا، قال أنت لله أبوك! قلت: تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير، فأى قلب انكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، وأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، حتى تصير القلوب على قلبين، قلب أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض، والآخر أسود مربدا كالكوز محميا - وأمال كفه وأرانا يزيد قال هكذا وأمال كفه، لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه. وحدثته أن بينك وبينها بابا مغلقا يوشك أن يكسر كسرا، قال عمر: كسرا لا أبا لك؟!! قلت نعم! قال:

فلو أنه فتح لكان لعله أن يعاد فيغلق، قلت بل كسرا. قال وحدثته أن ذلك الباب رجل يقتل أو يموت؛ حديثا ليس بالأغاليط». رواه أبو خالد الأحمر وزهير ومروان بن معاوية في آخرين عن أبي مالك، ورواه شعبة عن سليمان التيمي عن نعيم بن أبي هند عن ربعي نحوه.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أبو الزنباع روح بن الفرج وأحمد بن رشدين قالا: ثنا روح بن صلاح قال ثنا سفيان الثوري عن منصور عن ربعي عن حذيفة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيأتي عليكم زمان لا يكون فيه شيء أعز من ثلاثة؛ من أخ يستأنس به، أو درهم حلال، أو سنة يعمل بها» . غريب من حديث الثوري تفرد به روح بن صلاح عنه.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود ح.

وحدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا معاذ بن المثنى قال ثنا القعنبي قال ثنا شعبة ح.

وحدثنا محمد بن أحمد بن علي قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا روح بن عبادة قال ثنا شعبة والثوري قالا: ثنا منصور عن ربعي. قال سمعت أبا مسعود عقبة بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت» .

• حدثنا محمد بن أحمد ابن على قال ثنا أحمد بن موسى الشطورى

(1)

قال ثنا محمد بن سابق قال ثنا

(1)

فى مغ: الشطوي

ص: 370

إبراهيم بن طهمان عن [الثوري] عن منصور عن ربعى بن خراش. قال: «سمعت حذيفة يقول آخر ما أدركنا من كلام النبوة أنه كان يقال: إذا لم تستح فافعل ما شئت» . كذا رواه الحسن عن حذيفة، وتابعه عليه فضيل بن عياض، ورواه أبو مالك عن ربعي عن حذيفة.

• حدثنا محمد بن الحسن قال ثنا علي بن الفضيل قال ثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا أبو مالك الأشجعي عن ربعي بن خراش عن حذيفة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن آخر ما تعلق به في الجاهلية من كلام النبوة إذا لم تستح فافعل ما شئت» .

‌موسى بن طلحة التيمي

قال الشيخ رحمه الله: ومنهم الفصيح الفقيه التقي، موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي. كان فقيها كاملا، وتقيا عاملا.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا منجاب بن الحارث ثنا أبو عامر الأسدي عن سفيان عن عثمان بن طلحة عن موسى بن طلحة. قال: قلت له أي أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كان أكبر؟ قال: عثمان بن مظعون.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا محمد بن عثمان ثنا منجاب ثنا أبو عثمان مولى آل عمرو ابن حريث عن عبد الملك بن عمير. قال: كان فصحاء الناس أربعة؛ موسى بن طلحة، وقبيصة بن جابر، ويحيى بن يعمر

(1)

وعبد الله بن هريم السلولي.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا محمد بن عثمان ثنا منجاب ثنا صالح بن موسى عن عاصم بن أبي النجود. قال: فصحاء الناس ثلاثة؛ موسى ابن طلحة، وقبيصة بن جابر، ويحيى بن يعمر.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن سهل ثنا أبو مسعود ثنا أبو داود ثنا الأسود بن شيبان عن خالد بن سمير. قال: لما خرج المختار بالكوفة قدم علينا موسى بن طلحة، فكانوا يرونه فى زمانهم المهدى، فغشيه الناس فاذا

(1)

فى مغ والمختصر: بدل يحيى بن يعمر: الحسن البصرى.

ص: 371

رجل طويل السكوت، قليل الكلام، طويل الحزن والكآبة.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا الحسن بن عيسى ثنا ابن المبارك أخبرنا إسحاق بن يحيى أخبرني موسى بن طلحة: أن طلحة رجع بسبع وثلاثين، أو خمس وثلاثين، بين ضربة وطعنة ورمية، ووقع منها جبينه وقطع نساه

(1)

وشلت أصابعه.

• حدثنا أبو حامد

(2)

ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو حاتم بن الليث ثنا محمد ابن عبادة ثنا سفيان عن مسعر. قال قال عمر بن عبد العزيز لأبي بردة:

هل بقي بالكوفة أحد في مثل سنك وشرفك؟ فكأنه لم يذكر أحدا، فقيل بل موسى بن طلحة.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن المهاجر ثنا عبد الرحمن بن الحسن ثنا هارون بن إسحاق حدثني محمد بن عبد الوهاب عن مسعر عن عثمان بن عبد الله بن موهب عن موسى بن طلحة. قال: كلمة من كنز تحت العرش، إذا قالها العبد أسلم واستسلم، لا حول ولا قوة إلا بالله.

أسند موسى عن أبيه طلحة أحد العشرة، وعن أبي أيوب الأنصاري، وغيرهما من الصحابة رضي الله تعالى عنهم.

روى عنه من التابعين أبو إسحاق، وسماك بن حرب، وعثمان بن عبد الله ابن موهب، وعثمان بن حكيم، وأبو مالك الأشجعي.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا يحيى الحماني

(3)

ح. وحدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا قتيبة بن سعيد قالوا: ثنا أبو عوانة عن سماك بن حرب عن موسى بن طلحة عن أبيه طلحة. قال: «مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم على رءوس النخل، فقال: ما يصنع هؤلاء؟ قلت: يلقحونه يجعلون الذكر في الأنثى فتلقح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أظن يغني ذلك شيئا قال: فأخبروا بذلك فتركوه، فلم تحمل ذلك العام شيئا، فأخبر بذلك رسول الله

(1)

فى مغ: بدل نساء لسانه

(2)

فى مغ ابو احمد

(3)

فى مغ قال ثنا داود بدل يحيى الحمانى

ص: 372

صلى الله عليه وسلم فقال: إن كان ينفعه من ذلك فليصنعوه، فانى إنما ظننت ظنا فلا تؤاخذوني بالظن ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئا فخذوا به فإني لن أكذب على الله». رواه عبد الرحمن بن مهدي عن ابن أبي عوانة، ورواه إسرائيل [عن سماك نحوه.

• حدثنا فاروق الخطابي وحبيب بن الحسن قالا: نا أبو مسلم الكشي.

قال نا الحكم بن مروان قال نا إسرائيل]

(1)

عن عثمان بن موهب عن موسى ابن طلحة عن أبيه. قال: «قلنا يا رسول الله قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك؟ قال: قولوا اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد» . رواه مجمع بن يحيى وشريك عن عثمان بن موهب وغيره. ورواه خالد ابن سلمة عن موسى بن طلحة عن زيد بن خارجة الأنصاري نحوه.

• حدثناه عبد الله بن جعفر قال ثنا إسماعيل بن عبد الله ح. وحدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عباس بن الفضل الاسقاطى قالا ثنا موسى بن إسماعيل قال ثنا عبد الواحد ابن زياد قال ثنا عثمان بن حكيم قال حدثني خالد بن سلمة قال سمعت عبد الحميد ابن عبد الرحمن يسأل موسى بن طلحة عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: سألت زيد بن خارجة الأنصاري. قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «صلوا علي ثم قولوا اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم [وعلى آل إبراهيم]

(2)

إنك حميد مجيد». ورواه مروان الفزاري ويحيى بن سعيد الأموي عن عثمان بن حكيم نحوه.

[حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا يحيى بن عثمان بن صالح قال](3) ثنا سليمان بن أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة [بن عبيد الله قال حدثني أبي عن جدي عن موسى بن طلحة عن أبيه طلحة]

(4)

. قال: «لما كان يوم أحد حملت رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهري حتى استقل وصار على الصخرة، واستتر عن المشركين، فقال: هكذا - وأومأ بيده الى وراء

(1)

زيادات فى مغ

(2)

زيادات فى مغ

(4)

سقط فى مغ

ص: 373

ظهره - هذا جبريل عليه السلام خبرني أنه لا يراك يوم القيامة فى هول إلا أنقذك منه».

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا عاصم ابن علي قال ثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن موسى بن طلحة عن أبي أيوب الأنصاري. قال: «جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دلني على عمل أعمله يدنيني من الجنة ويباعدني من النار، قال: تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل ذا رحمك. قال فأدبر الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن تمسك بما أمر به دخل الجنة» .

صحيح متفق عليه من حديث موسى، رواه مسلم عن يحيى [بن يحيى]

(1)

وأبي بكر عن أبي الأحوص واتفق عليه من حديث شعبة عن ابن موهب

(2)

عن موسى.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا علي بن عبد العزيز قال ثنا أبو نعيم قال ثنا عمرو بن عثمان بن موهب. قال: «سمعت موسى بن طلحة يذكر عن أبي أيوب الأنصاري. أن أعرابيا عرض للنبي صلى الله عليه وسلم في مسيرة، فقال:

أخبرني بما يقربني من الجنة ويباعدني من النار؟ قال: تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتى الزكاة، وتصل الرحم». رواه شعبة عن ابن موهب واختلف فيه عليه. فروى عنه عثمان بن عبد الله بن موهب، وروى عنه عن محمد بن عثمان [بن عبد الله عن موسى، ورواه بهز بن أسد عن شعبة عن محمد بن عثمان]

(3)

وأبيه عثمان جميعا عن موسى [وجائز أن يكون عمرو ومحمد ابنا عثمان سمعا مع أبيهما عثمان بن موسى]

(3)

فتكون رواية الجميع عن موسى صحيحه.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا يزيد بن هارون قال ثنا أبو مالك الأشجعي عن موسى بن طلحة عن أبي أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «أسلم وغفار ومزينة وجهينة وأشجع ومن كان من بنى كعب؛ موالى دون الناس والله ورسوله مولاهم» .

(1)

زيادة فى مغ

(2)

فى مغ ابن ذهب وهو خطأ

(3)

لم ترد فى مغ

ص: 374

ورواه الإمام أحمد وعثمان بن أبي شيبة وأبو خيثمة زهير في آخرين عن يزيد عن أبي مالك وهو حديثه.

‌ميمون بن أبي شبيب

قال الشيخ رحمه الله تعالى: ومنهم العفيف اللبيب، الفقيه الأديب، أبو نصر ميمون بن أبي شبيب. قتل يوم الجماجم.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا حسين ابن علي عن الحسن بن الحر عن ميمون بن أبي شبيب. قال: أردت الجمعة زمن الحجاج، قال فتهيأت للذهاب، قال ثم قلت أين أذهب؟ أصلي خلف هذا! فقلت مرة أذهب، وقلت مرة لا أذهب، قال فأجمع رأيي على الذهاب، فناداني مناد من جانب البيت {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله} قال فذهبت قال: وجلست مرة أكتب كتابا قال فعرض لي شيء إن أنا كتبته في كتابي زين كتابي وكنت قد كذبت، وإن أنا تركته كان في كتابي بعض القبح وكنت قد صدقت، قال فقلت: مرة أكتبه وقلت مرة لا أكتبه، قال فأجمع رأيي على تركه، فناداني مناد من جانب البيت {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} .

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو معمر ثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن إبراهيم. قال: كان ميمون بن أبى شيبة

(1)

إذا مر بدرهم زيف كسره.

أسند عن علي، ومعاذ، والمقداد، وعبد الله بن مسعود، وعمار، وأبي ذر، وابن عباس، والمغيرة بن شعبة، وسمرة بن جندب، وعائشة رضي الله تعالى عنهم.

• حدثنا أحمد بن يعقوب وسعيد بن محمد قالا: ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا عون بن سلام قال ثنا أبو مريم عبد الغفار بن القاسم الانصارى

(1)

كذا فى الاصلين والمختصر ولعله أراد ابن شعبة فتصحف عليه لانه والد ميمون.

ص: 375

عن الحكم بن عتيبة عن ميمون بن أبي شبيب عن علي بن أبي طالب. قال:

«أصبت جارية من السبي معها ابن لها، فأردت أن أبيعها وأمسكت ابنها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بعهما جميعا، أو أمسكهما جميعا» . رواه الحجاج بن أرطاة، وأبو خالد الدالاني عن الحكم نحوه.

• حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم وسليمان بن أحمد وعبد الله بن محمد قالوا ثنا محمد بن إبراهيم بن شبيب قال ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي قال ثنا أبو مريم قال حدثني الحكم وحبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن أبي شبيب عن معاذ بن جبل. قال: «قلت يا رسول الله أوصني، قال: اتق الله أينما تكون، واتبع السيئة حسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن» . رواه جرير وفضيل ابن عياض عن ليث عن حبيب مثله.

• حدثنا [محمد بن أحمد بن إبراهيم وعبد الله بن محمد قالا: نا محمد بن]

(1)

إبراهيم بن شبيب قال ثنا إسماعيل بن عمرو ح. وحدثنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد وسعد بن محمد قالا: ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا عون بن سلام قال ثنا عبد الغفار أبو مريم قال حدثني الحكم عن ميمون عن معاذ. قال:

«بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فلم يزل يوصيني حتى آخر ما أوصاني. قال: عليك بحسن الخلق

(2)

، فإن أحسن الناس خلقا أحسنهم دينا».

• حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن الحسين الخراز الكوفي قال ثنا الحسن بن علي بن جعفر الوشا الصيرفي ح. وحدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا على ابن عبد العزيز قال ثنا أبو نعيم قال ثنا فطر بن خليفة عن حبيب بن أبي ثابت والحكم عن ميمون بن أبي شبيب عن معاذ بن جبل. قال: «خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فرأيت منه خلوة فاغتنمتها فأوضعت بعيري نحوه حتى سايرته، فقلت يا رسول الله: علمني عملا يدخلني الجنة؟ قال: قد سألت عظيما وإنه ليسير على من يسره الله، قال: تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة،

(1)

زيادة فى مغ.

(2)

فى المختصر: حسن الجوار

ص: 376

وتصوم رمضان، ثم سار وسرت. فقال: وإن شئت أنبأتك بابواب الخير، الصوم جنة، والصدقة تكفر الخطيئة، وقيام الرجل في جوف الليل ثم قرأ {تتجافى جنوبهم عن المضاجع}. قال: ثم سار وسرت ثم قال: ألا أنبئك برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه، الجهاد في سبيل الله. قال: ثم سار وسرت.

فقال: إن شئت أنبأتك بما هو أملك على الناس من ذلك كله؟ قال: فكانت منه سكتة، وكانت مني التفاتة، فرأيت راكبا يوضع نحوه، فخشيت أن يأتيه فيشغله عنى فأومأ إلى لسانه وفيه، قلت: يا رسول الله وانا لنؤاخذ بما نتكلم؟ قال ثكلتك أمك يا ابن جبل! ما تقول إلا لك أو عليك؟ وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا حصائد ألسنتهم». رواه الأعمش ومنصور عن الحكم وحبيب نحوه.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا أبو سعيد أحمد بن الفرات ويونس بن حبيب قالا: ثنا أبو داود ح. وحدثنا حبيب بن الحسن وعبد الملك بن الحسن وفاروق الخطابي قالوا: ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا حجاج بن نصير قالا: ثنا شعبة عن الحكم عن ميمون بن أبي شبيب. قال: «جاء رجل يثنى على عامل عثمان عند المقداد فحثى المقداد في وجهه التراب. فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب» .

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن وسعد بن محمد بن إبراهيم قالا: ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى قال ثنا أبي قال ثنا ابن أبي ليلى عن الحكم عن ميمون بن أبي شبيب عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم. أنه كان يقول: «إذا قال سمع الله لمن حمده؛ ربنا ولك الحمد ملء السماء وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والكبرياء

(1)

وأهل المجد، لا مانع لما أعطيت، ولا [معطي لما منعت ولا]

(2)

ينفع ذا الجد منك الجد». غريب من حديث عبد الله وميمون لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

(1)

فى مغ: والحمد بدل الكبرياء

(2)

زيادة فى مغ

ص: 377

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا علي بن عبد العزيز قال ثنا أبو نعيم قال ثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن أبي شبيب عن أبي ذر الغفاري.

قال: قلت يا رسول الله إني أريد سفرا فأوصني! قال: «اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن» . غريب من حديث ميمون عن أبي ذر.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا فرات ابن محبوب قال ثنا الأشجعي عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن ميمون ابن أبي شبيب عن عمار بن ياسر. قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

من ضرب مملوكه ظالما أقيد منه يوم القيامة». غريب من حديث الثوري وحبيب، لم يروه عنه مجردا إلا الاشجعى.

• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا محمد بن يحيى بن منده قال ثنا أبو كريب قال ثنا فردوس بن الأشعري عن مسعود ابن سليمان قال ثنا حبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن أبي شبيب عن عمار.

قال: «أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نطيل الصلاة ونقصر الخطبة» .

غريب من حديث حبيب عن ميمون، ما كتبناه إلا من حديث مسعود.

• حدثنا حبيب بن الحسن وفاروق الخطابي قالا: ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا سليمان بن حرب ح. وحدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب قال ثنا إبراهيم ابن سعدان قال ثنا بكر بن بكار قالا: ثنا شعبة عن حبيب بن أبي ثابت عن عن ميمون بن أبي شبيب عن المغيرة بن شعبة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من روى عني حديثا وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين» .

رواه الثوري وقيس بن الربيع عن حبيب عن ميمون نحوه.

• حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو قال ثنا أبو حصين الوادعي قال ثنا يحيى ابن عبد الحميد قال ثنا قيس عن حبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن أبي شبيب عن سمرة بن جندب. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «البسوا الثياب البياض فإنها أطيب وأطهر، وكفنوا فيها موتاكم» . رواه الثوري والمسعودي وحمزة الزيات.

ص: 378

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عبدان بن محمد المروزى قال ثنا إسحاق ابن راهويه [قال نا علي بن عبد العزيز قال نا]

(1)

أبو هريرة الواسطي قالا: ثنا يحيى بن يمان قال ثنا سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن أبي شبيب عن عائشة: «أنها كانت في سفر، فأمرت لناس من قريش بغداء فمر رجل غني ذو هيئة، فقالت: ادعوه فنزل فأكل ومضى، وجاء سائل فأمرت له بكسرة [فقالوا لها: أمرتينا أن ندعوا هذا الغني وأمرت لهذا السائل بكسرة]

(2)

فقالت: إن هذا الغني لم يجمل بنا إلا ما صنعنا به، وإن هذا السائل سأل فأمرت له بما أرضاه، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن ننزل الناس منازلهم». غريب من حديث الثوري عن حبيب، تفرد به عنه يحيى بن يمان.

‌سعيد بن فيروز أبو البختري

قال الشيخ رحمه الله تعالى: ومنهم الطاعن على الممتري، الخارج على المفتري، سعيد بن فيروز أبو البختري. خرج مع القراء على الحجاج المفتري فقتل بدير الجماجم مع القراء يوم عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا حاتم الجوهرى ثنا خالد ابن خداش ثنا غسان بن مضر. قال: خرج القراء على الحجاج مع عبد الرحمن ابن محمد بن الأشعث وفيهم أبو البختري، وكان شعارهم يوم خرجوا يا ثارات الصلاة، قال وقتل أبو البختري بدير الجماجم.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا عمر بن شبة ثنا أبو أحمد حدثني عبد الجبار بن العباس الهمداني عن عطاء بن السائب. قال قال أبو البختري يوم دير الجماجم: إن مفر الناس أشد حدا من السيف، قال فقاتل حتى قتل.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني علي بن

(1)

زيادة فى مغ

(2)

لم ترد فى مغ

ص: 379

حكيم الأودي في آخرين قالوا: ثنا شريك عن عطاء بن السائب عن أبي البختري. أنه كان يسمع النوح ويبكي، وكان رجلا رقيقا.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا مسكين قال سفيان عن من أخبره عن أبي البختري الطائي. قال: لأن أكون في قوم أتعلم منهم، أحب إلي من أن أكون في قوم أعلمهم.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا زياد بن أيوب ثنا القاسم بن مالك ثنا مسعر عن أبي العنبس. قال قال أبو البختري: لأن أكون في قوم أعلم مني أحب إلي من أن أكون في قوم أنا أعلمهم.

• حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب ثنا أبو العباس ثنا أبو همام ثنا عبد الله بن المبارك عن سفيان. قال كان أبو البختري يقول: وددت أن الله تعالى يطاع، وأني عبد مملوك.

• حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب ثنا أبو العباس السراج ثنا هناد بن السري ثنا أبو الأحوص عن زيد بن جبير. قال قال لي أبو البختري الطائي: لا تقل والله حيث كان، فإنه بكل مكان.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة عن عمرو ابن مرة عن أبي البختري. أن سلمان دعا رجلا إلى طعام، فجاء مسكين فأخذ كسرة فناوله، فقال سلمان: ضعها من حيث أخذتها، فإنما دعوناك لتأكل، فما أغبنك

(1)

أن يكون الأجر لغيرك والوزر عليك.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق السراج ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري. قال: جاء رجل إلى سلمان فقال: ما أحسن صنيع الناس اليوم، إني سافرت فو الله ما أنزل بأحد منهم إلا كأنما أنزل على بن أبي، ثم قال من حسن صنيعهم ولطفهم، قال: يا ابن أخي ذلك طرفة الإيمان، ألم تر الدابة إذا حمل عليها حملها انطلقت به مسرعة، وإذا تطاول بها السير تلكأت

(2)

.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد [قال حدثني أحمد]

(3)

بن إبراهيم ثنا محمد بن فضيل ح. وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا

(1)

فى مغ: فما دعيتك وهو تحريف

(2)

كذا فى الاصول

(3)

لم ترد فى مغ

ص: 380

أبو نعيم ثنا عبد السلام بن حرب قالا: ثنا عطاء بن السائب عن أبي البختري.

قال: أخبر رجل عبد الله بن مسعود أن قوما يجلسون في المسجد بعد المغرب فيهم رجل يقول: كبروا الله كذا وكذا، سبحوا الله كذا وكذا، واحمدوا الله كذا وكذا. قال عبد الله: فيقولون؟ قال نعم! قال: فإذا رأيتهم فعلوا ذلك فأتني فاخبرنى بمجلسهم، فأتاهم وعليه برنس له، فجلس فلما سمع ما يقولون قام - وكان رجلا حديدا - فقال: أنا عبد الله بن مسعود، والله الذي لا إله غيره لقد جئتم ببدعة ظلما، ولقد فصلتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علما، فقال معضد: والله ما جئنا ببدعة ظلما، ولا فضلنا أصحاب محمد علما. فقال عمرو ابن عتبة: يا أبا عبد الرحمن نستغفر الله! قال عليكم بالطريق فالزموه، فو الله لئن فعلتم لقد سبقتم سبقا بعيدا، ولئن أخذتم يمينا وشمالا لتضلن ضلالا بعيدا.

رواه زائدة وجعفر بن سليمان عن عطاء، ورواه قيس بن أبي حازم وأبو الزعراء عن عبد الله بن مسعود فسمى أبو الزعراء الرجل الذي أتاه فقال: جاء المسيب بن نجبة إلى عبد الله.

• حدثناه سليمان قال ثنا علي قال ثنا أبو نعيم قال ثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء قال: جاء المسيب بن نجبة إلى عبد الله فقال: إني تركت قوما في المسجد، فذكر نحوه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا عبد السلام ابن حرب عن عطاء بن السائب عن أبي البختري. قال: أصاب سلمان جارية، فقال لها بالفارسية صل، قالت لا! قال: فاسجدي واحدة، قالت لا! قيل يا أبا عبد الله وما تغني عنها سجدة؟ قال إنها لو صلت صلت، وليس من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له.

روى أبو البختري عن علي، وأبي ذر، وسلمان. وسمع من ابن عمر، وأبي سعيد، وابن عباس رضي الله تعالى عنهم، واختلف في سماعه من علي.

• حدثنا أبو بكر الطلحي قال ثنا أبو حصين الوادعي قال ثنا يحيى الحماني قال ثنا عبد السلام عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن علي.

قال: «بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فقلت يا رسول الله تبعثني

ص: 381

وأنا غلام حدث السن لا علم لي بالقضاء؟ فوضع يده على صدري ثم قال: إن الله سيهدي لسانك، ويثبت قلبك، فما شككت في قضية بعد». رواه أبو معاوية وجرير وابن نمير ويحيى بن سعيد عن الاعمش مثله. ورواه شعبة عن عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال: حدثني من سمع عليا يقول مثله.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا عثمان بن أبي شيبة قال ثنا جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري. قال

قال عمر بن الخطاب: إنه قد فضل عندنا مال، وقد أعطيت الناس حقوقهم، فكيف ترون فيه؟ قالوا: يا أمير المؤمنين لك حوائج وتنوبك أشياء، فخذه فاقض به حاجتك فإن أنفسنا لك به طيبة. قال وعلي ساكت، فقال له: ألا تتكلم يا أبا الحسن؟ فقال قد أشار عليك القوم، فقال لتقولن، قال: يا أمير المؤمنين أتجعل علمك جهلا، ويقينك ظنا؟ قال قد قلت قولا لنخرجن منه، قال: أجل! أما تذكر حين بعثك رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعيا على الصدقة فأتيت العباس فمنعك الصدقة، فأتيتني فقلت إن العباس قد منعني الصدقة فانطلق معي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلقت معك فوجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مهموما، فرجعنا ولم نقل له شيئا، قال ثم أتيناه بعد ذلك فوجدناه قد طابت نفسه، فقال: إنه فضل عندي ديناران فكانا يهماني حتى وجهتهما، فقلت إن العباس منع الصدقة، قال: عم الرجل صنو أبيه! قال: لا جرم لأشكرن لك في المرتين كلتيهما، قال: إنك تؤخر الشكر وتعجل العقوبة). رواه جرير بن حازم عن الأعمش فذكر نحوه وقال فيه: لتخرجن مما قلت أو لأعاتبنك

(1)

.

• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق قال ثنا إبراهيم بن يوسف قال ثنا علي بن عابس

(2)

قال ثنا إسماعيل عن قيس وعن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري. قال قال علي: «كنت إذا سألت

(1)

فى مغ: لاعاقبنك

(2)

فى مغ: على بن عباس ولعل الصواب على بن عابس الاسدى الكوفى الوراق الملائى.

ص: 382

رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني، أو كنت إذا سئلت أعطيت وإذا سكت ابتديت». غريب من حديث إسماعيل عن قيس والأعمش عن عمرو

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال ثنا جمهور بن منصور قال ثنا سيف بن محمد قال ثنا سفيان الثوري عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن علي: «أنه مرض فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده، فأشار علي إلى رأسه، ثم أشار علي إلى طبق بين يديه، فناوله رسول الله صلى الله عليه وسلم تمرة فأكلها، ثم ناوله أخرى حتى ناوله سبعا، ثم أمسك فجعل علي يهوى ليأخذ بيده، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: حسبك الآن فحماه» .

غريب من حديث الثوري تفرد به سيف بن محمد.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا يحيى بن عبيد ح. وحدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد قال ثنا عبد الله بن شيرويه قال ثنا إسحاق بن راهويه قالا: أخبرنا جرير قال عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن أبي ذر. قال: «قلنا يا رسول الله ذهب أهل الأموال بالأجر؟ فقال: ألستم تصلون وتصومون وتجاهدون في سبيل الله؟ قلنا: نعم! إنهم يفعلون ذلك كما نفعل، ويتصدقون ولا نتصدق، فقال:

إن فيكم صدقة كثيرة، إن في فضل سمعك على السيئ السمع تتكلم بحاجته صدقة، وفي فضل بصرك على الضعيف البصر تعينه على حاجته صدقة، وفي فضل قوتك على الضعيف تعينه على حاجته صدقة، وفى رفعك الأذى عن الطريق صدقة، وفي فضل بيانك على الأغتم، وقال: - يحيى على الأرتم، تعينه على حاجته صدقة، وفي مباضعتك أهلك صدقة. قلت: أيأتي أحدنا شهوته ويؤجر؟ قال أرأيت لو وضعه في غير حله أيأثم؟ قلت نعم! قال: فتحتسبون بالشر ولا تحتسبون بالخير». رواه أبو معاوية وغيره عن الأعمش نحوه.

ورواه الثوري عن الأعمش. تفرد به عنه عبد الرزاق.

• حدثنا أبو عمرو ابن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا محمود بن غيلان [قال ثنا عبد الرزاق]

(1)

قال ثنا الثوري عن الأعمش نحوه. ورواه شعبة عن عمرو بن

(1)

لم ترد فى مغ

ص: 383

مرة عن أبي البختري عن أبي ذر نحوه مختصرا.

• حدثنا محمد بن أحمد قال ثنا عبد الله بن شيرويه قال ثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: «لا يحقرن أحدكم نفسه، قيل يا رسول الله وكيف يحقر نفسه؟ قال برى أمر الله فيه مقال فلا يقولن فيه، فيقال له ما منعك؟ فيقول: خشيت الناس، فيقول إياي كنت أحق أن تخشى» . ورواه عن عمرو بن مرة زبيد بن الحارث وعمرو بن قيس الملائي وزيد بن أبي أنيسة، فأما شعبة فقال عن أبي البختري عن رجل عن أبي سعيد.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن رجل عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه [وأما زيد بن أبي أنيسة فسمى الرجل فقال عن أبي البختري عن مشفعة عن أبي سعيد.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عبد الله بن الحسين المصيصي قال ثنا محمد بن يزيد بن سنان قال ثنا أبي عن زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن مشفعة عن أبي سعيد.

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه. وحديث زبيد حدثناه سليمان ابن أحمد قال ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم قال ثنا الفريابي قال ثنا الثوري عن زبيد عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه]

(1)

وحديث عمرو بن قيس حدثناه عبد الله ابن محمد قال ثنا إبراهيم بن شريك الأسدي قال ثنا أحمد بن يونس قال ثنا زهير ابن معاوية قال ثنا عمرو بن قيس عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا شعبة قال أخبرني عمرو بن مرة سمع أبا البختري يحدث عن أبي سعيد الخدري. قال: «لما نزلت هذه الآية {إذا جاء نصر الله والفتح} قرأها

(1)

لم ترد هذه الجملة فى مغ

ص: 384

رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ختمها، ثم قال: أنا وأصحابى حيز والناس حيز، لا هجرة بعد الفتح» قال أبو سعيد: فحدثت بهذا الحديث مروان بن الحكم وكان أميرا على المدينة، فقال كذبت، وعنده زيد بن ثابت ورافع بن خديج وهما معه على السرير، فقال أبو سعيد: أما إن هذين لو شاءا لحدثاك، ولكن هذا يخشى على عرافة قومه، وهذا يخشى أن تنزعه عن الصدقة - يعني زيد بن ثابت - فرفع عليه الدرة، فلما رأيا ذلك قالا صدق. رواه الناس عن شعبة.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي قال ثنا أحمد بن خالد الوهبي قال ثنا شيبان بن عبد الرحمن النحوي عن ليث بن أبي سليم عن عمرو بن مرة عن أبي البختري الطائي عن أبي سعيد الخدري. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «القلوب أربعة؛ فقلب أجرد فيه مثل السراج أزهر وذلك قلب المؤمن وسراجه فيه نوره، وقلب أغلف مربوط على غلافه فذلك قلب الكافر، وقلب منكوس وذلك قلب المنافق، عرف ثم أنكر، وقلب مصفح وذلك قلب فيه إيمان ونفاق، فمثل الايمان فيه كمثل البقلة يمدها ماء طيب، ومثل النفاق كمثل القرحة يمدها القيح والدم، فأي المادتين غلبت صاحبتها غلبت عليه» . غريب من حديث عمرو تفرد به شيبان [عن ليث. وحدث به الإمام أحمد بن حنبل عن أبي النضر عن شيبان]

(1)

مثله.

ورواه جرير عن الأعمش [فخالف ليثا فقال عن الأعمش]

(2)

عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن حذيفة وأرسله.

• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا عبد الرحمن بن الحسن [قال نا أحمد بن يحيى الصوفي قال نا محمد بن يحيى الضرير]

(3)

قال ثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن إسماعيل عن الأعمش عن أبي البختري عن سلمان. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نوم على علم خير من صلاة على جهل» . كذا رواه الأعمش عن أبي البختري. وأرسله أبو البخترى عن سلمان أيضا.

(1 - 3) ما بين الاول والثالث زيادة من مغ والثانى من ز

ص: 385

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود ح.

وحدثنا فاروق الخطابي قال ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا أبو الوليد وسليمان ابن حرب قالوا: ثنا شعبة قال أخبرني عمرو بن مرة قال سمعت أبا البختري يقول: «سألت ابن عباس عن السلم في النخل، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع النخل حتى تأكل منه، أو يؤكل، أو حتى يوزن. فقال رجل لابن عباس: ما يوزن؟ فقال رجل عنده: حتى يحرز» . لفظ أبي داود صحيح متفق عليه من حديث شعبة عن عمرو.

• حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا أبو بكر بن أبي عاصم قال ثنا أبو بكر ابن أبي شيبة قال ثنا محمد بن فضيل عن حصين عن عمرو بن مرة عن أبي البختري. قال: «خرجنا للحج فلما نزلنا ببطن نخلة رأينا الهلال، فقال بعضنا هو ابن ليلتين، وقال بعضنا هو ابن ثلاث، قال فلقينا ابن عباس فقلنا:

إنا رأينا الهلال فقال بعض القوم هو ابن ثلاث، وقال بعضهم لليلتين، فقال:

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عده لرؤيته، فهو لليلته التي رأيتموه».

صحيح أخرجه مسلم في كتابه عن أبى بكر ابن أبي شيبة، ورواه شعبة عن عمرو نحوه.

• حدثناه أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا روح بن عبادة قال ثنا شعبة قال ثنا عمرو عن أبي البختري نحوه.

• حدثنا فاروق الخطابي وسليمان بن أحمد قالا: ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا أبو الوليد الطيالسي وسليمان بن حرب قالا: ثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت أبا البختري يقول: «سألت ابن عمر رضي الله تعالى عنه عن السلم في النخل؟ فقال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمرة حتى تطلع» . صحيح متفق عليه من حديث شعبة عن عمرو.

آخر الجزء الرابع من كتاب حلية الاولياء ويليه الجزء الخامس وأوله ترجمة محمد بن سوقة والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

ص: 386