المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌محمد بن سوقة قال الشيخ رحمه الله تعالى - حلية الأولياء وطبقات الأصفياء - ط السعادة - جـ ٥

[أبو نعيم الأصبهاني]

فهرس الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

‌محمد بن سوقة

قال الشيخ رحمه الله تعالى ورضى عنه: ومنهم الخائف المعظم، العاطف المقدم، عرف فعظم، وعطف فقدم، أبو عبد الله

(1)

ابن سوقة

[وقيل: إن التصوف تعظيم عن تخويف، وتقديم لتخفيف].

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا محمد بن العباس بن أيوب ثنا علي بن مسلم ثنا عبيد بن إسحاق العطار ثنا أبو اسحاق - وكان شيخ صدوق - قال:

سمعت محمد بن سوقة وهو يقول: إن المؤمن الذي يخاف الله لا يسمن، ولا يزداد لونه إلا تغيرا.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ح.

[وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا حاجب بن أحمد]

(2)

ثنا أحمد ويعقوب الدورقيان قالوا: ثنا يعلى بن عبيد. قال: دخلنا على بن محمد بن سوقة فقال أحدثكم بحديث لعل الله أن ينفعكم به، فإن الله قد نفعني به، دخلنا على عطاء فقال لنا إن من كان قبلكم كانوا يكرهون فضول الكلام، وكانوا يعدون فضول الكلام ما عدا ثلاثا؛ كتاب الله أن يتلوه، أو أمر بمعروف، أو نهي عن منكر، وأن ينطق بحاجته التي لا بد له منها. أتنكرون {(أن عليكم لحافظين كراما كاتبين} ، {عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب}

(1)

فى مغ أبو عبيد الله وفى الخلاصة أبو بكر

(2)

فى مغ: وحدثنا عبد الله بن محمد قال نا حاجب بن أبى بكر.

(2)

فى مغ: وحدثنا عبد الله بن محمد

ص: 3

{عتيد)} أما يستحيى أحدكم لو نشرت عليه صحيفته في آخر نهاره وقد أملى فيها من أول نهاره ليس فيها حاجة من حاجات دنياه ولا آخرته!! وقال أبو بكر:

التى أملى صدر نهاره أكثر ما فيها ليس من أمر دينه ولا دنياه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا إبراهيم بن محمد بن علي الرازي ثنا أحمد بن منصور المروزي قال سمعت حاتم بن عطاء وعمرو بن حمزة أنهما سمعا سعيد بن عامر يقول ح. وحدثنا أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا إسماعيل بن يزيد ثنا ابراهيم ابن الأشعث ثنا فضيل بن عياض قالا: ثنا محمد بن سوقة قال: أمران لو لم نعذب إلا بهما لكنا مستحقين بهما العذاب، أحدنا يزداد في دنياه فيفرح فرحا ما علم الله منه قط أنه فرح بشيء قط زيد في دينه مثله، وأحدنا ينقص من دنياه فيحزن حزنا ما علم الله منه قط أنه حزن على شيء نقصه من دينه مثله.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ح. وحدثنا أحمد ابن إسحاق ثنا أحمد بن عمرو البزاز

(1)

ثنا عبد الرحمن بن سعيد الكندي ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي. قال: كان محمد بن سوقة وضرار بن مرة أبو سنان، إذا كان يوم جمعة طلب كل واحد منهما صاحبه، فإذا اجتمعا جلسا يبكيان.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحسن بن علي المعمري

(2)

ح. وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قالا: ثنا عبد الله بن عمر بن أبان ثنا أبو غسان

(3)

مالك بن إسماعيل حدثني موسى بن الأشيم عن جعفر الأحمر.

قال: كان أصحابنا البكاءون أربعة؛ مطرف بن طريف، ومحمد بن سوقة، وعبد الملك بن أبجر، وأبو سنان ضرار بن مرة.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو عبد الله الأزدي ثنا مسدد عن بعض أصحابه عن سفيان الثوري. قال: خمسة من أهل الكوفة يزدادون في كل يوم خيرا، فذكر ابن أبجر، وأبا حيان التيمي، ومحمد بن سوقة، وعمرو بن قيس، وأبا سنان ضرار بن مرة.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني الحسين بن الجنيد ثنا سفيان. قال: قال لي رقبة امش معي إلى

(1)

فى مغ: البزار بالراء المهملة

(2)

فى مغ العمرى

(3)

فى مغ ابو حسان وهو خطأ

ص: 4

محمد بن سوقة فإني سمعت طلحة يقول: لا أعلم بالكوفة رجلين يريدان الله إلا محمد بن سوقة، وعبد الجبار بن وائل.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو كريب ثنا أبو بكر بن عياش. قال: جلس محمد بن سوقة إلى أبي إسحاق، فقال له شيئا وأبو إسحاق في الطاق، فأقبلا يتحدثان ويبكيان.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن عيسى بن ماهان ثنا عباس بن عبد العظيم ثنا بشر بن الحارث ثنا ابن يمان عن سفيان. قال: ما أرى كان يدفع عن أهل هذه المدينة إلا بمحمد بن سوقة، ورث عن أبيه مائة ألف فتصدق به كله.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسن

(1)

بن عبد الملك ثنا محمد بن المثنى قال سمعت بشر بن الحارث يقول قال سفيان الثوري: إن محمد بن سوقة لممن يدفع به عن أهل البلاد

(2)

كان له عشرون ومائة ألف فتصدق بها.

• حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - قال ثنا محمد بن أيوب ثنا علي بن عبد المؤمن قال سمعت مسعود بن سهل يقول: نظر محمد بن سوقة في ماله فوجد قد اجتمعت له مائة ألف درهم، فأقبل يقول ما اجتمعت من خير استدرجت واستدرجت له، لئن بقيت له. قال: فما دارت الجمعة وعنده منها مائة درهم. قال: واشترى محمد بن سوقة من غزوان خزا بوزن، فدفعه إليه بالوزن الذي اشتراه به، فوزنه فوجده يزيد ثلاث مائة دينار، فقال محمد لغزوان: اشتريت منك كذا وكذا منا، فوجدته كذا وكذا منا، فقال له غزوان: لا أدري ما تقول: اشتريت كذا وكذا منا، فدفعت إليك بالوزن الذي اشتريت، فمكثا يترددان الكلام، محمد بن سوقة يريد أن يرد الفضل على غزوان، وغزوان يأبى أن يقبله، فقال له غزوان: يا هذا إن كان لي فهو لك، وإن يكن لك فهو لك.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن يحيى بن منده عن هناد بن السري قال. سمعت أبا الأحوص يقول: ورث محمد بن سوقة عن أبيه مائة ألف

(1)

فى مغ ابن الحسين

(2)

وفيها: أهل البلاء

ص: 5

درهم، فقيل له لا يجتمع مائة ألف من حلال، قال فتصدق به كله حتى كان يأخذ الزكاة من ابن أبي ليلى.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا سلم بن عصام قال سمعت إبراهيم ابن عمر يقول سمعت حسين بن حفص يقول سمعت سفيان الثوري يقول:

حدثنا محمد بن سوقة-: وما رأيت بالكوفة شيخا أفضل منه - كان له مال فلم يزل يحج ويغزو.

• حدثنا محمد بن أحمد الجرجاني ثنا محمود

(1)

بن محمد الواسطى ثنا زكريا ابن يحيى رحمويه ثنا سيف

(2)

بن هارون البرجمي قال سمعت أبا حنيفة يقول:

ونحن في جنازة محمد بن سوقة: لقد دخل مكة ثمانين مرة من بين حجة وعمرة.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا سلم بن عصام ثنا عبد الله بن محمد الزهري ثنا سفيان عن ابن سوقة: أنه كان يحج وعليه دين، فيقولون تحج وعليك دين؟ فيقول: الحج أقضى للدين. كذا حدثناه عن سلم عن ابن سوقة من قبله.

• وحدثناه إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري ثنا إسماعيل بن إبراهيم القطان ثنا إسحاق بن موسى الخطمي

(3)

ثنا سفيان بن عيينة عن محمد بن سوقة قال: كان محمد بن المنكدر يحج وعليه دين. فقيل له: أتحج وعليك دين؟ فقال: الحج أقضى للدين.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن محمد بن حكيم ثنا أبو حاتم ثنا علي بن ميمون الرقي ثنا سفيان بن عيينة. قال: نزل محمد بن المنكدر على محمد ابن سوقة بالكوفة، فحمله على حمار، فسألوه فقالوا يا أبا عبد الله أي العمل أحب إليك؟ قال: إدخال السرور على المؤمن، قالوا فما بقي مما يستلذ؟ قال الإفضال على الإخوان.

• حدثنا محمد بن علي ثنا علي بن حفص الحصيري

(4)

ثنا محمد بن زكريا عن مهدي بن سابق. قال: طلب ابن أخ محمد بن سوقة منه شيئا فبكى، فقال له:

(1)

وفى مغ محمد بن محمد الواسطى

(2)

فى مغ سفيان بن هارون وهو خطأ

(3)

فى مغ الحنظلى وهو خطأ

(4)

فى مغ: جعفر الحصين

ص: 6

والله يا عم لو علمت أن مسألتي تبلغ منك هذا ما سألتك! قال: ما بكيت لسؤالك، إنما بكيت لأني لم أبتديك قبل سؤالك.

• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا عبدان بن أحمد ثنا عبد الرحمن بن عيسى ثنا يعلى. قال: رأيت محمد بن سوقة وبين يديه جفنة وهو يعجن، وإن دموعه تسيل وهو يقول: لما قل مالي جفاني إخواني.

• حدثنا أبي وعبد الله بن محمد قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان بن عيينة عن ابن سوقة. قال: دخلت مع ابن عمر قصرا بالكوفة، فقلت له رأيتنا في زمان الحجاج وقد جيء بنا ونحن في هذا المكان محبوسين مرعوبين نفرق فرقا شديدا، وقد فزعنا فزعا شديدا، قال فمررت كأنك لم تدعه الى ضرمسك، ارجع إلى ذلك المكان فادعه واحمده واشكره على ما أعطاك.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أبو العباس الحمال ثنا يحيى بن إسحاق ثنا علي بن قادم ثنا مسعر عن محمد بن سوقة. قال:

إذا سمعت العطسة فاحمد الله، وإن كان بينك وبينها البحر.

• حدثنا عبد الله ثنا أبو الجارود قال ثنا عمرو بن سعيد الجماز ثنا كثير بن هشام

(1)

ثنا الفرات قال سمعت محمد بن سوقة يقول: ما استفاد رجل أخا في الله إلا رفعه الله بذلك درجة.

أدرك محمد بن سوقة أنس بن مالك، وأبا الطفيل عامر بن واثلة، وسمع منهما، وأكثر روايته عن علية التابعين؛ عمرو بن ميمون الأودي، وزر ابن حبيش، وشقيق بن وائل، والشعبي، وإبراهيم النخعي، وسعيد بن جبير رضي الله تعالى عنهم.

ومن الحجازيين نافع بن جبير، ومحمد بن المنكدر، ونافع مولى ابن عمر.

• حدثنا محمد بن الفتح ثنا محمد بن مخلد

(2)

ثنا العباس بن يزيد ثنا سفيان ابن عيينة قال. قلت لمحمد بن سوقة: رأيت أنس بن مالك؟ قال: قد رأيته شيخا كبيرا يبصر عينيه

(3)

.

(1)

فى مغ كثير بن مسلم وهو خطأ.

(2)

فى مغ محمد بن خالد.

(3)

كذا نص المغربية وفى الازهرية: شيخا بصيرا عينيه أى يجمعها.

ص: 7

• حدثنا أبو بكر بن محمد بن أحمد بن [عقيل الوراق النيسابوري قال نا أبو الفضل محمد بن أحمد بن]

(1)

عبد الله السلمى ثنا أبو القاسم حماد بن أحمد بن حماد بن أبي رجاء المروزي. قال: «وجدت في كتاب جدي حماد بن أبي رجاء السلمي بخطه عن أبي حمزة السكري عن محمد بن سوقة عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه. «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بعضادتي الباب، فقال:

الأئمة من قريش، لهم عليكم حق ولكم عليهم حق ما عملوا بثلاث؛ إذا ملكوا أحسنوا، وإذا استرحموا رحموا، وإذا قسموا عدلوا، فإن لم يفعلوا فعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منهم صرف ولا عدل». غريب من حديث محمد، تفرد به حماد موجودا في كتاب جده.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا إبراهيم بن الحسن التغلبي

(2)

ثنا عبد الله بن بكير عن محمد بن سوقة عن أبي الطفيل عن علي. قال: «تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، شرها فرقة تنتحل حبنا وتفارق أمرنا» . رواه أبو نعيم عن عبد الله بن بكير نحوه. [ورواه ابن سلمة الحراني عن محمد بن عبد الله الفزاري عن محمد بن سوقة نحوه]

(3)

.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن وسليمان بن أحمد قالا: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ح. وحدثنا محمد بن عبد الله بن سعيد ثنا عبدان بن أحمد قال ثنا زكريا بن يحيى ح. وحدثنا محمد بن المظفر ثنا القاسم بن يحيى بن نصر ثنا عبد الله بن محمد الأذرمي ح. وحدثنا محمد بن عبد الله بن سعيد ثنا عبدان ابن احمد ثنا محمد بن بكار قالوا ثنا زياد بن عبد الله البكائى ثنا محمد بن سوقة عن عمرو بن ميمون. قال: سمعت عثمان بن عفان - وكان قليل الحديث - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من توضأ كما أمر وصلى كما أمر خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه. ثم استشهد رهطا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هل سمعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا؟ قالوا نعم!» . هذا حديث تفرد به زياد عن محمد.

(1)

زيادة فى مغ

(2)

فى مغ: الثعلبى

(3)

زيادة فى مغ

ص: 8

• حدثنا محمد بن الفتح الحنبلى ثنا الحسن بن إبراهيم بن عبد الحميد

(1)

ومحمد ابن هارون قالا: ثنا على بن داود ثنا محمد بن عبد العزيز الرملي ثنا هشام

(2)

بن سليمان الكوفي عن عبد الأعلى الكوفي عن محمد بن سوقة عن زر بن حبيش.

قال: «أتينا صفوان بن عسال نسأله عن المسح على الخفين، فقال: زائرون؟ فقلنا نعم! قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من زار أخاه في الله خاض في رياض الجنة حتى يرجع، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن بالمغرب بابا مفتوحا للتوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها.

قلنا: لغير هذا جئنا، جئنا نسألك عن المسح على الخفين؟ قال: أنا فى الجيش الذى بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمرنا أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن». غريب من حديث محمد بن سوقة، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وتفرد به من بين أصحاب زر بلفظ الزيادة، وحديث المسح على الخفين وطلوع الشمس مشهور. ورواه عاصم، وزبيد، وطلحة، وحبيب، وابن أبي ليلى عن زر.

• حدثنا محمد بن الحسن بن علي اليقطيني ثنا وصيف بن عبد الله الانطاكى ثنا محمد بن عيسى المدائنى ثنا محمد بن الفضل بن عطية عن محمد بن سوقة عن أبي وائل عن عبد الله. قال: «أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة» . غريب من حديث محمد بن سوقة، تفرد به المدائني.

• حدثنا محمد بن حميد ثنا عبد الله بن ناجية ثنا الحسين بن علي الصدائي ثنا حماد بن الوليد عن سفيان الثوري عن محمد بن سوقة عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من عزى مصابا كان له مثل أجره» .

• [حدثنا الحسن بن على الوراق فى جماعة قالوا:

ثنا محمد بن خلف وكيع ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا نصر بن حماد ثنا شعبة عن محمد بن سوقة عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من عزى مصابا فله مثل أجره» ]

(3)

. حديث شعبة تفرد به

(1)

فى ز: عبد المجيد

(2)

كذا فى مغ وفى ز: هاشم

(3)

لم يرد فى مغ

ص: 9

عنه نصر، وحديث الثوري تفرد به عنه حماد، وروى عبد الرحمن بن مالك ابن مغول عن محمد بن سوقة ورواه عن الثورى عن محمد بن سوقة، ورواه عن محمد بن سوقة معمر، وإسرائيل، وعبد الحكم بن منصور، والحارث بن عمران الجعفرى، وخالد بن يزيد القشيري، ومحمد بن الفضل بن عطية على اختلاف في روايتهم، فمنهم من قال عن الأسود عن عبد الله، ومنهم من قال عن علقمة والأسود.

• حدثنا أحمد بن عبيد الله بن محمود ثنا محمد بن أحمد الكرابيسي الدينوري حدثني محمد بن عبد العزيز بن المبارك ثنا بشر بن عيسى بن مرحوم ثنا يحيى ابن مسلمة بن قعنب عن محمد بن سوقة عن ابراهيم بن الأسود عن عبد الله.

قال: «كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم جلوسا، فجاء سائل فسأل فنا وله رجل درهما، فأخذه رجل فناوله إياه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من فعل مثل هذا كان له مثل أجر المعطي من غير أن ينتقص من أجره شيئا» .

غريب من حديث محمد تفرد بن بشر عن يحيى.

• حدثنا محمد بن حميد ومخلد بن جعفر والحسن بن علان قالوا: [نا عبد الله بن ناجية نا أحمد بن محمد التبعي نا القاسم بن الحكم]

(1)

ثنا عبيد الله الرصافي عن محمد بن سوقة عن الحارث عن علي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من اشتاق إلى الجنة سارع في الخيرات، ومن أشفق من النار لهى عن الشهوات، ومن ترقب الموت لهى عن اللذات، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات» . غريب من حديث محمد تفرد به الرصافى. رواه مسلمة ابن علي والمسيب بن شريك عن الرصافي.

• حدثنا محمد بن سليمان البزار ثنا أبو هريرة الانطاكى ثنا ابن نجدة ثنا أبى ثنا محمد بن خالد عن عبيد الله بن الوليد الرصافي عن محمد بن سوقة عن الحارث عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «الجهاد أربع؛ أمر بالمعروف، ونهي عن المنكر، والصدق في مواطن الصبر، وشنآن الفاسقين [فمن أمر

(1)

زيادة فى مغ

ص: 10

بالمعروف شد عضد المؤمنين، ومن نهى عن المنكر أرغم أنف الفاسقين]

(1)

ومن صدق في مواطن الصبر فقد قضى ما عليه» زاد غيره: ومن شنأ الفاسقين غضب لله وغضب الله له. غريب من حديث محمد تفرد به الرصافي، ومشهوره ما تقدم من قول علي.

• حدثنا محمد بن علي بن مسلم العقيلي ثنا الحسن بن علي بن الوليد الفسوي ثنا سعيد بن سليمان

(2)

ثنا أبو إسحاق بن حمزة ثنا أبو بكر بن الجعد ح وحدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني ثنا الحسن بن سفيان قالا: ثنا محمد بن بكار ثنا اسماعيل بن زكريا ثنا محمد بن سوقة عن نافع بن جبير بن مطعم. قال: حدثتني عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يغزو جيش الكعبة حتى إذا كانوا ببيداء من الارض خسف بأولهم وآخرهم وفيهم أشرافهم. قالت عائشة:

فقلت يا رسول الله فكيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أشرافهم [ومن ليس منهم؟] قال: يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم» صحيح متفق عليه من حديث محمد بن سوقة. ورواه الثوري وابن عيينة عن محمد عن نافع عن أم سلمة.

• حدثنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين وأبو الهيثم أحمد بن محمد بن غوث قالا: ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا عبد الرحمن بن المفضل ابن بلال الغنوى ثنا عبد الله بن بكير النخعي عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «من قتل يلتمس وجه الله لم يعذبه الله عز وجل» . غريب من حديث محمد تفرد به عبد الله بن بكير، رواه أبو زيد بن طريف وكثير بن محمد عن عبد الرحمن بن المفضل قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ومحمد بن عمر بن سلم قالا ثنا يوسف بن الحكم ثنا محمد بن خالد الختلي ثنا كثير بن هشام ثنا جعفر بن برقان عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن جابر. قال: «جاء وفد عبد القيس

(1)

الزيادة لم ترد فى مغ

(2)

كذا فى مغ وفيها وحدثنا. وفى ز: سفيان بن سليمان

ص: 11

إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه بعضهم بكلام وألغز فيه، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر فقال: يا أبا بكر سمعت ما قالوا؟ قال نعم! يا رسول الله وفهمته، قال فأجبهم يا أبا بكر، فأجابهم بجواب وأجاد الجواب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر أعطاك الله الرضوان الأكبر، فقال له بعض القوم: يا رسول الله وما الرضوان الأكبر؟ قال: يتجلى الله عز وجل في الآخرة لعباده المؤمنين عامة، ويتجلى لأبي بكر خاصة». هذا حديث ثابت رواته أعلام، تفرد به الختلي عن كثير.

• حدثنا [أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم]

(1)

القاضى ثنا محمد بن عاصم ابن يحيى الكاتب ثنا عبد الرحمن بن القاسم القطان الكوفي ثنا الحارث بن عمران الجعفري عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن جابر. قال: «نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى رجل بين الركن والمقام - أو الباب والمقام - وهو يدعو يقول: اللهم اغفر لفلان بن فلان، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:

ما هذا؟ فقال رجل استودعني أن أدعو له في هذا المقام، فقال ارجع فقد غفر لصاحبك» كذا رواه عبد الرحمن عن الحارث عن محمد عن جابر وإنما يعرف من حديث الحارث عن محمد عن عكرمة عن ابن عباس.

• حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن الهيثم ثنا جعفر بن محمد الصائغ ثنا محمد بن سابق ح. وحدثنا عبد الرحمن بن العباس ثنا محمد بن يونس ثنا أبو على الحنفى قالا: ثنا مالك بن مغول قال سمعت محمد بن سوقة يذكر عن نافع عن ابن عمر. قال: «إن كنا لنعد لرسول الله عليه وسلم في المجلس الواحد يقول رب اغفر لى وتب علي إنك أنت التواب الرحيم مائة مرة» صحيح متفق عليه من حديث محمد بن سوقة عن نافع.

• حدثنا أبو إسحاق بن حمزة ثنا أحمد بن موسى

(2)

ابن داود الجوهرى ثنا أبو حميد أحمد بن محمد بن المغيرة الحمصى ثنا معاوية ابن حفص الشعبى الكوفى ثنا أبو معاوية عن محمد بن سوقة عن نافع عن ابن عمر. قال: «كنا نعد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر ثم

(1)

زيادة فى مغ

(2)

فى مغ: ابن اسحاق

ص: 12

عمر ثم عثمان ثم نسكت». صحيح ثابت من حديث الزهري عن سالم عن ابن عمر. ورواه عن نافع عدة، وحديث محمد بن سوقة تفرد به أبو حميد الحمصي.

• حدثنا محمد بن المظفر ثنا أحمد بن يحيى بن بكير ثنا عبد الرحمن بن خالد بن نجيح ثنا عبد الغفار بن الحسن ثنا الثوري عن محمد بن سوقة عن نافع عن ابن عمر. قال: «عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن أربع عشرة سنة فلم يجزني» صحيح من حديث نافع عن ابن عمر متفق عليه غريب من حديث الثوري عن محمد تفرد به عبد الغفار.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن رشدين ثنا أحمد بن عبد المؤمن المصرى ثنا إبراهيم بن الحجاج المكى ثنا يحيى بن عقبة بن أبي العيزار

(1)

عن محمد بن سوقة قال أخبرني نافع عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا لقي أحدكم أخاه في النهار مرارا فليسلم عليه» . غريب من حديث محمد لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق ثنا الجراح ابن مخلد ثنا قريش بن إسماعيل حدثني الحارث بن عمران عن محمد بن سوقة عن نافع عن ابن عمر: «أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا قد خضب بالحمرة. فقال: ما أحسن هذا؟! ورأى رجلا قد خضب بالصفرة فقال:

هذا حسن» غريب من حديث محمد بن سوقة تفرد به قريش عن الحارث.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الحسن بن على المعمرى

(2)

ثنا هارون بن محمد ابن بكار ح. وحدثنا الحسن بن سعيد بن جعفر ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا محمد ابن عبد الله بن بكار ح. وحدثنا عبد الله بن محمد ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا بكار بن عبد الله القرشي قالوا: ثنا مروان بن محمد الطاطري ثنا الوليد بن عتبة عن محمد بن سوقة عن نافع عن ابن عمر. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من رأى مبتلى فقال الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به هذا وفضلني عليه وعلى كثير ممن خلق تفضيلا، عافاه الله من ذلك البلاء كائنا

(1)

كذا فى ز وفى مغ: ابن ابى العنبر ولعله تصحيف

(2)

فى مغ: العمري

ص: 13

ما كان». غريب من حديث محمد تفرد به مروان عن الوليد.

• حدثنا محمد بن إسحاق الأهوازي ثنا أحمد بن هارون ثنا روح بن البردعي ثنا محمد بن يحيى بن كثير الحراني ح. وحدثنا محمد بن المظفر ثنا أحمد ابن عمير ثنا بشر بن عبد الوهاب قالا: ثنا مؤمل بن الفضل الحراني ثنا مروان ابن معاوية عن محمد بن سوقة عن سعيد بن جبير عن ابن عمر: «أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين المغرب والعشاء بالمزدلفة» . غريب من حديث محمد ابن سوقة تفرد به مؤمل عن مروان.

• حدثنا أبو يعلى الحسين بن محمد الزبيري ثنا محمد بن محمد بن علي ثنا الحسين بن علي بن مصعب ثنا سويد بن سعيد ثنا علي بن مسهر عن محمد بن سوقة عن أبي الزبير عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يبولن أحدكم فى الماء الراكد» . غريب من حديث محمد عن أبي الزبير، لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

‌طلحة بن مصرف

قال الشيخ: ومنهم الورع الكلف، القارئ الدنف، أبو محمد طلحة ابن مصرف. كان ذا صدق ووفاء، وخلق وصفاء.

وقيل: إن التصوف صدق في الخفاء، وخلق للوفاء.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبو سعيد الأشج ثنا ابن أبي غنية

(1)

حدثني هذا الشيخ عن جدته. قالت: أرسل إلي طلحة بن مصرف إنى أريد أن أوتد في حائطك وتدا، فأرسلت إليه نعم! وافتح فيه كوة.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد ثنا أبو سعيد الأشج ثنا ابن أبي غنية حدثني هذا الشيخ عن جدته. قالت: دخلت خادمنا منزل طلحة بن مصرف تقتبس نارا وطلحة يصلى، فقالت لها امرأته: مكانك

(1)

ز: ابن أبى عتبة والتصحيح من الخلاصة

ص: 14

يا فلانة حتى نشوي لأبي محمد هذا القديد على قصبتك يفطر عليها، قال فلما قضى الصلاة قال ما صنعت؟ لا أذوقها حتى ترسلى إلى سيدتها تستاذنيها حبسك إياها، وشواءك على قصبتها.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو معمر ثنا ابن غنية عن العلاء بن عبد الكريم قال قال طلحة اليامي: لولا أني على وضوء لحدثتكم عن كرسي المختار.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد ابن يحيى الحلواني ثنا أحمد بن يونس ثنا أبو شهاب عن الحسن بن عمرو قال قال لي طلحة بن مصرف: لولا أني على وضوء لاخبرتك بما تقول الرافضة.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا يحيى بن معين ح. وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد الرازي ثنا موسى بن نصير

(1)

قال ثنا جرير عن الفضيل بن غزوان. قال: قيل لطلحة بن مصرف لو ابتعت طعاما فربحت فيه؟ قال: إني أكره أن يعلم الله من قلبي غلاء على المسلمين.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا مسلم بن سعيد ثنا مجاشع بن عمرو ثنا حماد بن شعيب ثنا حصين بن عبد الرحمن عن طلحة بن مصرف. قال:

يستحب من الدعاء أن يقول العبد اللهم اجعل صمتي تفكرا، واجعل نظرى عبرا، واجعل منطقي ذكرا.

• حدثنا عبد الله بن محمد ومحمد بن علي قالا: ثنا أبو يعلى ثنا عبد الصمد ابن يزيد قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: بلغني عن طلحة بن مصرف أنه ضحك يوما، فوثب على نفسه. فقال: فيم الضحك!! انما يضحك من قطع الاهوال وجاز السراط. ثم قال: آليت أن لا أفتر ضاحكا حتى أعلم بما تقع الواقعة، فما رؤى ضاحكا حتى صار إلى الله عز وجل.

• حدثنا أبو بكر بن علي ثنا عبد الله بن معبد ثنا إسحاق بن زريق

(2)

ثنا عبيد الله بن معاذ عن شعيب بن العلاء عن أبيه العلاء بن كريز. قال: بينما سليمان بن عبد الملك جالس إذ مر به رجل عليه ثياب يخيل فى مشيته، فقال:

(1)

فى مغ: نصر

(2)

فى مغ رزين

ص: 15

هذا ينبغي أن يكون عراقيا، وينبغي أن يكون كوفيا، وينبغي أن يكون من همدان. ثم قال: علي بالرجل، فأتي به فقال ممن الرجل؟ فقال: ويلك دعني حتى ترجع الى نفسى، قال فتركه هنيهة ثم سأله ممن الرجل؟ فقال: من أهل العراق، قال من أيهم؟ قال من أهل الكوفة، قال أي أهل الكوفة؟ قال من همدان فازداد عجبا. فقال ما تقول في أبي بكر؟ قال والله ما أدركت دهره ولا أدرك دهري، ولقد قال الناس فيه فأحسنوا [وهو إن شاء الله كذلك.

قال فما تقول في عمر؟ فقال مثل ذلك، قال فما تقول في عثمان؟ قال والله ما أدركت دهره ولا أدرك دهري، ولقد قال فيه ناس فأحسنوا]

(1)

وقال فيه ناس فأساءوا وعند الله علمه، قال فما تقول في علي؟ قال هو والله مثل ذلك.

قال سب عليا، قال لا أسبه، قال [والله لتسبنه قال والله لا أسبه! قال]

(2)

والله لتسبنه أو لأضربن عنقك؟ قال والله لا أسبه، قال فأمر بضرب عنقه، فقام رجل في يده سيف فهزه حتى أضاء في يده كأنه خوصة، فقال: والله لتسبنه أو لأضربن عنقك، قال والله لا أسبه، ثم نادى ويلك يا سليمان أدنني منك، فدعا به. فقال: يا سليمان أما ترضى مني بما رضي به من هو خير منك ممن هو خير مني فيمن هو شر من علي؟ قال؟ وما ذاك قال الله رضي من عيسى وهو خير مني إذ قال في بني إسرائيل وهم شر من علي {(إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم)} قال فنظرت إلى الغضب ينحدر من وجهه حتى صار فى طرف أرنبته. ثم قال: خليا سبيله، فعاد إلى مشيته، فما رأيت رجلا قط خيرا من ألف رجل غيره، وإذا هو طلحة بن مصرف.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو سعيد [العلاء بن عمرو الحنفي عن عقبة بن خالد عن حريش بن سليم. قال: كان طلحة بن مصرف يقول في دعائه اللهم اغفر لى ريائى وسمعتي.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد ثنا أبو سعيد]

(3)

ثنا محمد بن فضيل

(4)

عن أبيه قال: دخلنا على طلحة بن مصرف نعوده، فقال

(1)

لم ترد فى مغ

(2)

زيادة فى مغ.

(3)

لم ترد في مغ

(4)

فى مغ: فضل

ص: 16

له ابو كعب: شفاك الله، فقال أستخير الله عز وجل.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أحمد بن بديل ثنا إسماعيل بن محمد بن جحادة ثنا السري بن مصرف. قال:

سمع طلحة بن مصرف رجلا يعتذر إلى رجل فقال: لا تكثر الاعتذار إلى أخيك، أخاف أن يبلغ بك الكذب.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن عبد العزيز ابن أبي رزمة ثنا عبد الله بن إدريس عن ليث. قال: كنت أمشي مع طلحة فقال:

لو علمت أنك أسن مني في ليلة ما تقدمتك.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو سعيد الأشج ثنا جابر بن نوح عن العلاء بن عبد الكريم. قال: ضحكت فقال لي طلحة بن مصرف: إنك لتضحك ضحك رجل لم يشهد الجماجم، فسئل يا أبا محمد وشهدتها؟ قال ورميت فيها بأسهم، ولوددت أن يدي قطعت إلى هاهنا. وأشار إلى مرفقه وأني لم أشهدها.

• حدثنا أبو حامد ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن الصباح ثنا سفيان عن أبى جناب. قال: سمعت طلحة يقول: شهدت الجماجم فما رميت ولا طعنت ولا ضربت، ولوددت أن هذه سقطت من ها هنا ولم أكن أشهدها.

• حدثنا أبو حامد ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن الصباح ثنا سفيان بن مالك عن طلحة. قال: ما شيء يسمن فى الخصب والجدب، وما شيء يهزل في الخصب والجدب، [وما شيء أحلى من العسل؟ قال: الذى يسمن فى الخصب والجدب]

(1)

المؤمن إن أعطي شكر، وإن ابتلي صبر، وأما الذي يهزل في الخصب والجدب؛ الفاجر أو الكافر إذا أعطي لم يشكر، وإذا ابتلي لم يصبر، وأما الذي هو أحلى من العسل؛ فالألفة التي جعلها الله عز وجل بين عباده.

وقال لي طلحة: للقيك أحب إلي من العسل.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز حدثنى أبو سعيد

(1)

زيارة فى مغ.

ص: 17

ثنا ابن أبي غنية عن عبد الملك بن هانئ. قال: خطب زبيد إلى طلحة ابنته، فقال له انها قبيحة، فقال قد رضيت، قال ان بعينيها أثرا. قال: قد رضيت.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن علي بن الجارود ثنا أبو سعيد الأشج ثنا أبو خالد. قال: أخبرت أن طلحة شهر بالقراءة فقرأ على الأعمش ليسلخ ذلك عنه.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق حدثني عبيد الله بن جرير بن جبلة ثنا أبو يعلى محمد بن الصلت ثنا سفيان. قال: قال الأعمش: ما رأيت مثل طلحة إذ كنت قائما فقعدت قطع القراءة وإن كنت محتبيا فحللت حبوتي قطع القراءة، كراهية أن يكون قد أملني.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش. قال: كان طلحة بن مصرف يجيئني فأقريه، فلا يطلبنى حتى أخرج فان تنحنحت أو سعلت قام.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني أبو سعيد ثنا ابن إدريس عن الأعمش. قال: كان طلحة يقرأ علي؛ فإذا أخذت عليه الحرف قال هكذا قرأنا. قال: فإن حركت يدي أو رجلي قال السلام عليكم.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله حدثني أبو سعيد قال سمعت أبا خالد الأحمر قال سمعت الأعمش يقول: كان طلحة يجيء فيجلس على الباب فتخرج الجارية وتدخل لا يقول لها شيئا؛ حتى أخرج فيجلس ويقرأ فما ظنكم برجل لا يخطئ ولا يلحن؛ فإن استندت على الحائط قال السلام عليكم ويذهب قال أبو خالد: أخبرت أنه شهر بالقراءة فقرأ علي الأعمش لينسلخ ذلك عنه.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا يحيى بن آدم ثنا قطبة عن الأعمش. قال: بتنا ليلة سبع وعشرين من رمضان في مسجد الإياميين عند طلحة وزبيد، فأما زبيد فختم القرآن بليل ثم رجع إلى أهله، وأما طلحة فكرر فيه حتى ختم مع الصبح، أو قال مع الفجر.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني أبي والأشج قالا: ثنا ابن إدريس عن ليث. قال: حدثت طلحة في مرضه الذي مات فيه أن طاووسا كان يكره الأنين، قال فما سمع طلحة يئن حتى مات رحمه الله.

ص: 18

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا أحمد بن العباس ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا حسين بن علي عن موسى الجهني. قال: كان طلحة إذا ذكر عنده الاختلاف قال: لا تقولوا الاختلاف، ولكن قولوا السعة.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد ثنا أبو عامر بن براد الأشعري ثنا إسحاق بن منصور ثنا ابن حيان الأسدي ثنا عقبة بن إسحاق عن مالك ابن مغول. قال: شكى أبو معشر ابنه إلى طلحة بن مصرف، فقال: استعن عليه بهذه الآية {(رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي)} .

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو ليلى الموصلي ثنا الحسن بن حماد ثنا ابن إدريس عن مالك بن مغول عن أبي حصين وطلحة. قال: أحدهما: لقد أدركت أقواما [لو رأيتهم لاحترقت كبدك، وقال الآخر: لقد أدركت أقواما]

(1)

ما كنا في جنوبهم إلا لصوصا.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن الصباح ثنا جرير عن أبي سنان عن طلحة بن مصرف. قال: المؤمن يجلب عليه إبليس من الشياطين أكثر من ربيعة ومضر.

[حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو كريب وهارون ابن عبد الله قالا: ثنا حسين عن موسى الجهني. قال: سمعت طلحة بن مصرف يقول: قد قلت فى عثمان ويأبى قلبي إلا أن يحبه]

(2)

.

• حدثنا أبو حامد ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن الصباح ثنا سفيان حدثني جار لهم. قال: لما كان شكوى طلحة كنا عنده، فجاءه زبيد فقال قم فصل فإنك ما علمت تحب الصلاة، فقام يصلي.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد ثنا الأشج ثنا مخلد بن خداش. قال: أخبرت أن طلحة وسلمة بن كهيل اجتمعوا على طعام، فأتوا بنبيذ فشرب سلمة، ثم ناوله طلحة وهو عن يمينه، فأخذه وشمه ثم ناوله

(2،1) ما بين المربعات سقط من مغ.

ص: 19

الذي عن يمينه، فقال له سلمة: ما منعك أن تشربه؟ قال خفت التخمة، فقال له سلمة: تخمة الدنيا أو تخمة الآخرة؟!.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو سعيد الأشج ثنا ابن إدريس عن حريش بن مسلم. قال: دخل طلحة مسجدهم وقد نضح بنضوح فقال: من نضح مسجدنا بالخمر.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال وجدت في كتاب أبي بخط يده - وأظن أني قرأته عليه - ثنا زيد بن الحباب حدثني هارون بن المثنى الحنفي عن رجل من كندة عن طلحة بن مصرف. قال: إذا أكلنا بالدين ابتدأنا بالخل، وإذا لم نأكل بالدين، أكلنا بالإدام.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله قال قرأت على أبي ثنا عبد الله بن نمير عن مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف. قال: إني لأكره الخروج يوم النيروز، إني لأراها شعبة من المجوسية، وأرى إنسانا أو أرجوحة.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله ثنا أبي ثنا محمد بن سابق ثنا مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف. قال: كان لرجل عبرة كل يوم، فقال له غلام له: لئن كان هذا دأبك ليذهبن بصرك ولتلتمس لك قائدا.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن النضر الأزدي ثنا شهاب بن عباد ثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر عن أبيه. قال: ما رأيت طلحة بن مصرف فى ملإ إلا رأيت له الفضل عليهم.

• أدرك طلحة بن مصرف اليامي عدة من الصحابة رضي الله تعالى عنهم، وسمع من أنس بن مالك، وعبد الله بن أبي أوفى، وعبد الله بن الزبير، ومن كبار التابعين والخضارمة جماعة: منهم سويد بن غفلة، وزر بن حبيش، وخيثمة، وعلقمة، ومسروق، وأبو معمر، وزيد بن وهب، وهزيل بن شرحبيل، ومرة الهمداني، وهلال بن يساف، وسعيد بن جبير، وأبو بردة ابن أبي موسى، ومصعب بن سعد بن أبي وقاص، وعميرة بن سعد، وعبد الرحمن بن عوسجة. ومن الحجازيين: مجاهدا، وأبا صالح، وكريبا

ص: 20

مولى ابن عباس، ويحيى بن سعيد.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا الحريش ابن سليم الكوفي ثنا طلحة اليامي. قال: «سألت عبد الله بن أبي أوفى هل أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال لا، فقلت: فلم أمر بالوصية ولم يوص؟ قال: أوصى بكتاب الله عز وجل» .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ح. وحدثنا أبو إسحاق بن حمزة وحبيب بن الحسن قالا ثنا يوسف القاضي ثنا عمرو بن مرزوق قال ثنا مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف. قال: «سألت عبد الله بن أبي أوفى صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم هل أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال لا! قلت:

كيف كتب على الناس الوصية - أو أمر بها - ولم يوص؟ قال: أوصى بكتاب الله عز وجل» قال هزيل بن شرحبيل: كان أبو بكر يتأمر على وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم ود أبو بكر أنه وجد عهدا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فخزم أنفه بخزام. صحيح ثابت رواه عن مالك عن طلحة جماعة منهم:

سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وأبو أسامة، ووكيع، ويونس بن بكير، ومحمد بن طلحة، وسلم بن قتيبة، وعلي بن ثابت، وجرير، وابن مهدي، وابن المبارك، والحجاج، وعثمان بن عمر، وخالد بن [الحارث، وأبو عاصم، وعبد الله بن داود الخريبي، وأبو سعيد مولى بني هاشم، وأبو قطن، والفرات بن]

(1)

خالد، في آخرين.

• [حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق ح.

وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو نعيم ح]

(2)

وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا حفص ابن عمر ثنا قبيصة بن عقبة قالوا: ثنا سفيان الثوري عن منصور عن طلحة بن مصرف عن أنس بن مالك: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمر بالتمرة في الطريق فيقول: لولا أني أخشى أن تكون من الصدقة لأكلتها، ومر ابن عمر بتمرة فأكلها» رواه زائدة بن قدامة عن منصور مثله. صحيح ثابت

(1)

لم ترد فى مغ

(2)

زيادة فى مغ

ص: 21

متفق عليه من حديث منصور عن طلحة.

• حدثنا الحسن بن علان الوراق ثنا محمد بن أحمد الكاتب ثنا أحمد بن عبيد الله ثنا أبو بدر شجاع بن الوليد ثنا محمد بن طلحة بن مصرف عن أبيه عن أنس بن مالك. قال: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين على حمار خطامه من ليف» مشهور ثابت من حديث أنس، غريب من حديث طلحة لم نعرفه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا الحسن بن علان الوراق ثنا محمد بن أحمد الكاتب ثنا سفيان بن زياد ثنا عباد بن صهيب ثنا شعبة عن مسعر عن أبي عبد الله طلحة بن مصرف:

«أن عبد الله بن الزبير رأى رجلا بال ثم غسله، فقال: ما كنا نصنع هذا» غريب من حديث طلحة ومسعر وشعبة، لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا ابن الباغندي ثنا عبد الله بن محمد المدائني ثنا شعبة ثنا الحسن بن عمارة عن طلحة عن سويد بن غفلة عن بلال. قال:

«أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أؤذن حتى يطلع الفجر» غريب من حديث طلحة عن سويد تفرد به عنه الحسن. ورواه أبو جابر محمد بن عبد الملك عن الحسن عن طلحة عن سويد عن ابن أبي ليلى عن بلال.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن أحمد بن اسحاق التسترى ثنا الحسن ابن علي بن عفان ثنا يحيى بن فضيل عن الحسن بن صالح عن أبى خباب الكلبي عن طلحة بن مصرف أن زر بن حبيش أتى صفوان بن عسال فقال:

«ما غدا بك؟ قال غدا بي التماس العلم، قال ليس أحد يصنع ما صنعت إلا وضعت له الملائكة اجنحتها رضى بالذى يصنع. قلت: إنى غدوت اسألك عن المسح على الخفين؟ قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أيمسح على الخفين يا رسول الله؟ قال نعم! ثلاث للمسافر لا ينزعها من غائط ولا بول، ويوم وليلة للمقيم» رواه الجم الغفير عن عاصم عن زر، وحديث طلحة تفرد به عن يحيى عن الحسن.

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا محمد بن جرير ح. وحدثنا نصر بن أبى

ص: 22

نصر الطوسي ثنا أحمد بن محمد بن سعيد قالا: ثنا يعقوب بن يوسف أبو نصر ثنا علي بن قادم عن أبي الجارود عن طلحة بن مصرف عن علقمة بن قيس عن عبد الله بن مسعود. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قتل دون ماله فهو شهيد» .

• حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة ومحمد بن عمر بن سلم قالا:

ثنا عبد الله بن إبراهيم المخرمي

(1)

ثنا سعيد بن محمد المخرمى ثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر عن أبيه عن طلحة بن مصرف عن خيثمة. قال: كنا جلوسا مع عبد الله بن عمرو، إذ جاءه قهرمان له فدخل فقال: أعطيت الرقيق قوتهم؟ قال لا! قال فانطلق فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كفى إثما أن تحبس على من تملك قوته» . غريب تفرد به سعيد الجرمي. وحديث علقمة تفرد به علي بن قادم.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا ابن سعيد الواسطي ثنا محمد بن حرب الواسطي ثنا نصر بن حماد ثنا همام ثنا محمد بن جحادة عن طلحة بن مصرف. قال: سمعت خيثمة بن عبد الرحمن يحدث عن ابن مسعود. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من وافق موته عند انقضاء رمضان دخل الجنة، ومن وافق موته عند انقضاء عرفة دخل الجنة، ومن وافق موته عند انقضاء صدقة دخل الجنة» غريب من حديث طلحة لم نكتبه إلا من حديث نصر عن همام.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا جبر بن عرفة ثنا عروة بن مروان الرقى ثنا إسماعيل بن عياش عن ليث ابن أبي سليم عن طلحة بن مصرف عن مسروق عن عبد الله بن مسعود. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر» . غريب من حديث طلحة تفرد به عروة عن إسماعيل.

• حدثنا محمد بن اسحاق ابن إبراهيم ثنا موسى بن إسحاق]

(2)

القاضي الأنصاري ثنا عيسى بن عثمان ثنا عمي يحيى بن عيسى ثنا الأعمش عن طلحة عن مسروق عن عائشة. قالت: «أهدي لنا شاة مشوية، فقسمتها إلا كتفها، فلما

(1)

فى ز: المخزومي

(2)

زيادة فى مغ

ص: 23

جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت له، فقال: بقي لكم إلا كتفها» غريب من حديث الأعمش عن طلحة، تفرد به يحيى بن عيسى.

• حدثنا أبو بكر الآجري في جماعة قالوا: ثنا جعفر الفريابي ثنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا الحكم بن يعلى عن عطاء المحاربي ثنا محمد بن طلحة بن مصرف عن أبيه عن أبي معمر عن أبي بكر الصديق. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من بنى لله مسجدا ولو مفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة» . غريب من حديث طلحة، تفرد به الحكم ورواه أبو زرعة الرازي عن أبي أيوب الدمشقي مثله.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن خليد الحلبي ثنا أبو نعيم ثنا مالك ابن مغول عن طلحة عن زيد بن وهب. «قال: رأى حذيفة رجلا يصلي فطفف في صلاته، فقال له حذيفة: مذ كم صليت هذه الصلاة؟ قال منذ أربعين سنة قال ما صليت منذ أربعين سنة، ولو مت على صلاتك هذه مت على غير فطرة محمد صلى الله عليه وسلم» غريب من حديث طلحة تفرد به مالك عنه.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله وأبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني في جماعة قالوا ثنا [احمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا]

(1)

جرير عن الأعمش عن طلحة عن هزيل بن شرحبيل. قال: «أتى سعد بن معاذ النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذن عليه وهو مستقبل الباب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم بيده هكذا يا سعد، فإنما الاستئذان من النظر» رواه الثوري وأبو حمزة السكري عن الأعمش مثله. ورواه قيس بن الربيع عن منصور عن طلحة عن هزيل عن قيس عن سعد بن عبادة.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا ابن نمير ثنا مالك بن مغول عن الزبير بن عدي عن مرة عن عبد الله بن مسعود. قال:

«لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى به الى سدرة المنتهى وهي في السماء السابعة إليها ينتهى ما يعرج به من الأرض فيقبض منها، وإليها ينتهى

(1)

لم ترد فى مغ

ص: 24

ما يهبط به من فوقها فيقبض منها، إذ يغشى السدرة ما يغشى. قال: فراش من ذهب، قال فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا؛ الصلوات الخمس، وخواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لا يشرك بالله شيئا من أمته المقحمات» صحيح متفق عليه من حديث طلحة، لم نكتبه إلا من حديث مالك عن الزبير ورواه ابن عيينة عن مالك عن طلحة نفسه من دون الزبير.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا مسلم بن إبراهيم ح. وحدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمر بن حفص ثنا عاصم بن علي ح. وحدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب ثنا إبراهيم بن سعيد بن سعدان ثنا بكر بن بكار قالوا: ثنا محمد بن طلحة بن مصرف عن أبيه عن هلال بن يساف عن سعيد ابن زيد بن عمرو. قال: «إن هؤلاء يأمروني أن أسب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يعني السلطان، وصعد النبي صلى الله عليه وسلم أحدا ومعه هؤلاء من أصحابه، فرجف بهم الجبل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أسكن أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيد، وقال: أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن في الجنة، وسعد في الجنة. وسعيد بن زيد - يعني نفسه - في الجنة» مشهور من حديث هلال عن سعيد. غريب من حديث طلحة تفرد به ابنه محمد.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن علي التربهاري

(1)

ثنا محمد بن سابق ثنا مالك بن مغول عن طلحة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذى توفى فيه: «ايتونى بكتف ودواة لأكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا» صحيح ثابت من حديث سعيد عن ابن عباس. غريب من حديث طلحة رواه ادريس الأودى عن طلحة نحوه.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا محمد بن يونس الكديمي ثنا إسماعيل ابن يسار أبو عبيدة العصفري ح. وحدثنا مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(1)

كذا فى مغ. وفى ز: البزهارى ولم نقف عليها

ص: 25

«أبو بكر صاحبي ومؤنسي في الغار، سدوا كل خوخة في هذا المسجد إلا خوخة أبي بكر» ثابت من حديث يعلى بن حكيم عن سعيد عن ابن عباس. وحديث طلحة غريب تفرد به إسماعيل عن مالك.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا الحريش عن طلحة اليامي عن أبي بردة عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل مسكر حرام» غريب من حديث طلحة تفرد به الحريش.

وهو الحريش بن أبي الحريش كوفي، واسم أبي الحريش سليم. رواه عمرو بن علي والكبار عن أبي داود مثله.

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي ثنا محمد بن طلحة عن طلحة بن مصرف عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص. قال:

«رأى سعد أن له فضلا على من دونه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما ينصر الله هذه الأمة بضعفائها، بدعواتهم وإخلاصهم» رواه يحيى عن أبي زائدة عن محمد بن طلحة مثله. ورواه عن طلحة ليث بن أبي سليم، وزهير، ومسعر، والحسن بن عمارة، ومعاوية بن سلمة النصري.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شعيب التاجر ثنا محمد بن عاصم الرازي ثنا هشام بن عبيد الله عن محمد يعني ابن جابر عن ليث عن طلحة بن مصرف عن مصعب بن سعد عن سعد. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ختم القرآن أول النهار صلت عليه الملائكة حتى يمسي، ومن ختمه آخر النهار صلت عليه الملائكة حتى يصبح» غريب من حديث طلحة، تفرد به هشام عن محمد.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن إبراهيم بن كيسان ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا مسعر بن كدام عن طلحة بن مصرف عن عميرة بن سعد. قال:

«شهدت عليا على المنبر ناشدا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم أبو سعيد وأبو هريرة وأنس بن مالك وهم حول المنبر، وعلي على المنبر، وحول المنبر اثنى عشر رجلا هؤلاء منهم. فقال على: نشدتكم بالله هل سمعتم رسول

ص: 26

الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه؟ فقاموا كلهم فقالوا اللهم نعم! وقعد رجل فقال ما منعك أن تقوم؟ قال يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت، فقال اللهم إن كان كاذبا فاضربه ببلاء حسن، قال فما مات حتى رأينا بين عينيه نكتة بيضاء لا تواريها العمامة» غريب من حديث طلحة تفرد به مسعود عنه مطولا. ورواه ابن عائشة عن إسماعيل مثله. ورواه الأجلح وهانئ بن أيوب عن طلحة مختصرا.

• حدثنا محمد بن عبد الله الكاتب ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ح. وحدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا الحسين بن محمد ثنا عبيد العجلي قالا: ثنا محمد بن العلاء ثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق عن ابيه ابى اسحاق قال حدثنى طلحة أنه سمع عبد الرحمن بن عوسجة يقول سمعت البراء بن عازب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من منح منحة لبن أو أهدى زقاقا كان له مثل عتق رقبة، قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبهم وصدورهم إذا قام في الصلاة ويقول: استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: زينوا القرآن بأصواتكم» . رواه الجم الغفير عن طلحة بن مصرف منهم: زبيد، ومنصور، والأعمش، وجابر الجعفي، وابن أبي ليلى، والحكم بن عتيبة، ومحمد بن سوقة، ورقبة بن مصقلة، وحماد بن أبي سليمان، وأبو جناب الكلبي، وابن أبجر، والحسن بن عبيد الله النخعي، وليث بن أبي سليم، ومالك بن مغول، ومسعر، وفطر بن خليفة، وزيد بن أبي أنيسة، وعلقمة بن مرثد، وعبد الغفار ابن القاسم، وأشعث بن سوار، والحجاج بن أرطأة، وعيسى بن عبد الرحمن السلمي، والحسن بن عمارة، والقاسم بن الوليد الهمداني، ومحمد بن عبيد الله القدومي، ومحمد بن طلحة، وشعبة، وأبو هاشم الرماني، وأبان بن صالح، ومعاذ بن مسلم، ومحمد بن جابر في آخرين. منهم من طوله ومنهم من اختصره.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبيد الله بن محمد بن عزير الموصلى ثنا غسان

ص: 27

ابن الربيع ثنا أبو إسرائيل الملائي عن طلحة عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء. قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصبح قال: أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، اللهم إني أسألك خير هذا اليوم وخير ما بعده، وأعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما بعده، اللهم إني أعوذ بك من الكسل والكبر وعذاب القبر» غريب من حديث طلحة وعبد الرحمن لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبد الرحمن بن عبد الوهاب الصيرفي ثنا إسحاق الأزرق عن أبي جناب الكلبي عن طلحة عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام يوما لم يحرقه

(1)

كتبت له عشر حسنات». غريب من حديث طلحة تفرد به إسحاق الازرق.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن سعيد الداري ثنا عبد المؤمن بن علي الزعفراني ثنا عبد السلام بن حرب عن الحجاج عن القاسم بن أبي بردة والقاسم بن الوليد عن طلحة بن مصرف عن مجاهد عن ابن عمر. قال: «سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم عن رمي الجمار ما له فيها؟ فسمعته يقول:

تجده عند ربك أحوج ما تكون إليه». غريب من حديث طلحة تفرد به عبد المؤمن.

• حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي النضر ثنا أبو النضر ثنا الأشجعي عن مالك بن مغول عن طلحة عن أبي صالح عن أبي هريرة. قال: «كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة» صحيح متفق عليه من حديث طلحة ومالك لم نكتبه من حديث الأشجعي إلا من هذا الوجه.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد حدثني عبدوس بن أحمد بن محمد الهمدانى

(1)

كذا فى الاصلين والمختصر

ص: 28

ثنا نوح بن ميمون المضروب ثنا أبو عصمة نوح بن أبي مريم عن الحجاج بن أرطأة عن طلحة بن مصرف عن كريب عن ابن عباس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل جواد يحب الجود. ويحب معالي الأخلاق. ويبغض سفسافها» . غريب من حديث طلحة وكريب. تفرد به نوح عن أبى عصمة.

‌زبيد بن الحارث الإيامي

قال الشيخ رحمه الله: ومنهم ذو الخشية والمهابة، والتوكل والقناعة، كان بالدنيا وعروضها مستهينا، وللقرآن وفروضه مستبينا، أبو عبد الرحمن زبيد بن الحارث الأيامي.

وقيل: إن التصوف العزم على التخشع والتذلل، واللزوم للتوقع والتوكل.

• حدثنا الحسن بن علي الوراق ثنا الهيثم بن خلف ثنا إبراهيم بن سعيد ح.

وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبو معبد ح. وحدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ومحمد بن علي قالا ثنا البغوي ثنا أبو سعيد الأشج ثنا أبو أسامة ثنا إسماعيل بن حماد. قال: كنت إذا رأيت زبيدا مقبلا من السوق وجف قلبي.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أسود بن عامر قال قال حسن - يعني ابن صالح-. قال زبيد:

سمعت كلمة فنفعني الله عز وجل بها ثلاثين سنة.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو بكر بن راشد ثنا الفضل بن سهل ثنا قراد أبو نوح قال سمعت شعبة يقول:

ما رأيت رجلا خيرا وأفضل من زبيد.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد ابن إسحاق ثنا إسماعيل بن أبي الحارث ثنا علي بن سفيان ح وحدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال وجدت في كتاب أبي بخط يده أخبرت عن سفيان. قال: كانت جارية أعجمية لزبيد. فكان زبيد إذا فرغ من صلاته قال سبحان الملك القدوس. فتقول الجارية: روزماد - تعني جاء النهار-.

ص: 29

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو كريب ثنا غنام بن علي ثنا عمران بن أبي الرباب. قال: قيل لزبيد ألا تخرج؟ - يعني مع زيد بن علي - قال: لا أخرج إلا مع نفسي.

• حدثنا عبد الرحمن بن العباس ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا عبد الله بن عمر ح. وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل ثنا الأشج قالا ثنا المحاربي عن سفيان. قال: دخلنا على زبيد فقلنا له استشف الله - أو شفاك الله. فقال: أستخير الله.

• حدثنا أحمد بن محمد بن الفضل ثنا أبو العباس السراج ثنا أبو غسان محمد بن عمرو [ثنا جرير عن فضيل. قال: دخلت على زبيد الايامى وهو مريض فقلت: شفاك الله. فقال أستخير الله.

• حدثنا عبد الله أبو يعلى الموصلي ثنا أبو همام بن شجاع ثنا أبي عن]

(1)

عمران بن عمرو الأيامي ابن أخ زبيد. قال: كان زبيد اليامى حاجا فاحتاج إلى الوضوء. فقام فتنحى فقضى حاجته. ثم أقبل فإذا هو بماء في موضع ولم يكن معهم ماء. فتوضأ ثم جاءهم يعلمهم حتى يأخذوا منه ويتوضئوا. فلم يجدوه ووجدوه قد ذهب.

• حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق السراج ثنا أبو همام السكوني حدثني أبى عن عمران بن عمرو بن أخ زبيد الأيامي. قال: كان معاوية بن خديح - يعني أبا زهير بن معاوية - تزوج امرأة من آل خارجة زوجها أخوها. وغضب أخ لها آخر. فخرج إلى الوالي، قال فكتب. إلى يوسف بن عمر، انظر شاهديه فاطلبهما واحبسهما. قال: وكان أحد الشاهدين زبيدا. قال: فتغيب وحضر الحج فقال: اللهم ارزقني حج بيتك من عامي هذا ثم لا تريني يوسف أبدا. قال: فرزقه الله الحج ومات في انصرافه ودفن في النقرة.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الله بن محمد بن سوار ثنا عبدة بن عبد الرحيم قال سمعت وكيعا يقول سمعت أبي يقول: رأى زبيد فى البيت بعرا فقال: ما أحب أن لي مكان كل بعرة درهما.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا

(1)

لم ترد فى مغ

ص: 30

عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني سفيان بن وكيع قال سمعت أبي يقول سمعت سفيان الثوري يقول. قال: زبيد: إن في البيت لبعرا ما يسرني أن لي على عدد كل بعرة درهما.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو بكر بن معدان ثنا إبراهيم الجوهري قال سمعت سفيان الثوري يقول. قال زبيد: ألف بعرة أحب إلي من ألف دينار.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا علي بن مسلم ثنا أبو داود ثنا شعبة عن حصين: أن أميرا أعطى زبيدا دراهم فلم يقبلها زبيد.

• حدثنا أحمد بن محمد بن الفضل ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا أحمد بن سعيد الرباطي ثنا يونس بن محمد قال أخبرني زياد قال: كان زبيد الأيامي مؤذن مسجده، فكان يقول للصبيان يا صبيان تعالوا فصلوا أهب لكم الجوز. قال فكانوا يجيئون ويصلون ثم يحوطون حوله. فقلنا له ما تصنع بهذا؟ قال وما علي أشتري لهم جوزا بخمسة دراهم ويتعودون الصلاة!.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني نوح بن حبيب ثنا وكيع عن سفيان عن زبيد: قالوا له من ذكرت يا أبا سفيان؟ قال: ذكرت زبيدا أتدرون من كان زبيد؟ كان رجلا من أيام.

وكانت له شاة داجن فى البيت لها بعر كثير. فقال: ما أحب أن لي بكل بعرة منها درهما. وكان زبيد إذا كانت ليلة مطيرة أضاء بشعلة من نار فطاف على عجائز الحي [فقال: أو كف عليكم البيت؟ أتريدون نارا؟ فإذا أصبح طاف على عجائز الحي]

(1)

ويقول: ألكم في السوق حاجة؟ أتريدون شيئا؟.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني نوح بن حبيب ثنا وكيع حدثني أبي. قال: كنت جالسا مع زبيد فاتاه رجل ضرير يريد أن يسائله. فقال له زبيد: إن كنت تريد أن تسألني عن شيء فإن معي غيري.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني الاشج

(1)

زيادة فى مع

ص: 31

حدثني الأشعث بن عبد الرحمن بن زبيد عن أبيه. قال: كان زبيد قد قسم علينا الليل أثلاثا؛ ثلثا عليه، وثلثا علي، وثلثا على أخي. وكان زبيد يبدأ فيقوم ثلثه. ثم يضربني برجله فإذا رأى مني كسلا قال نم يا بني فأنا أقوم عنك. قال: ثم يجئ إلى أخي فيضربه برجله. فإذا رأى منه كسلا قال ثم يا بني فأنا أقوم عنك. قال: فيقوم حتى يصبح.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني عمرو الناقد ثنا سفيان. قال: يقولون أن زبيدا قسم الليل بينه وبين ابنيه فإذا اعتل أحدهما عمل عنه. قال سفيان وكان زبيد إذا قدم من مكة لم يعلم به أهله حتى يؤذن.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أحمد بن تميم ثنا محمد بن حميد ثنا نعيم بن ميسرة عن رجل عن سعيد بن جبير. قال: لو اخترت عبدا لله أكون فى مسالخه لاخترت زبيد الأيامي.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن محمد البغوي ثنا جدي ثنا أشعث بن عبد الرحمن بن زبيد. قال: رأيت جدي ورأى جارية معها زمارة من قصب، فأخذها وشقها. ورأى جارية معها دف فأخذه فكسره.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن منصور الحارثي ثنا أبي ثنا علي بن قادم ح. وحدثنا أبو محمد بن محمد بن حيان ثنا ابن الطهراني ثنا الرمادي ثنا سهل بن عامر عن عطاء بن مسلم عن يحيى بن كثير الضرير. قال: رأيت زبيدا في النوم فقلت إلى ما صرت يا أبا عبد الرحمن؟ قال: إلى رحمة الله! قلت فأي العمل وجدت أفضل؟ قال: الصلاة وحب على ابن أبي طالب.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن العباس ثنا الحسن بن عرفة ثنا أشعث ابن عبد الرحمن بن زبيد عن أبيه عن جده. قال: سئل عيسى بن مريم عليه السلام عن أشراط الساعة؟ قال: من أشراطها إذا كان أمة محمد صلى الله عليه وسلم أخف الناس أحلاما، وأقربهم من الله عز وجل. قالوا: يا نبي الله وما خفة أحلامهم وقربهم من الله؟ قال أما خفة أحلامهم فإن أحدهم يلعن البهيمة،

ص: 32

وأما قربهم من الله فان خوان أحدهم يوضع فما يرفع حتى يغفر له لقوله بسم الله والحمد لله.

• أخبرنا محمد بن أحمد - في كتابه - ثنا علي بن العباس ثنا أزهر بن جميل ثنا أبو قتيبة ثنا مالك بن مغول. قال: سمعت زبيدا يقول:

كان عيسى بن مريم عليه السلام إذا سمع موعظة صاح صياح الثكلى.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني سفيان ابن وكيع قال سمعت سفيان بن عيينة يقول بلغني أن زبيدا الأيامي قال:

الغنى أكثر من الربح، وأين يقع الربح من الغنى؟ قال:- يعني غنى النفس.

أدرك زبيد بن الحارث من الصحابة رضي الله تعالى عنهم: ابن عمر، وأنس ابن مالك، ورجلا غير منسوب، وسمع أبا وائل، والشعبي، ومرة الهمداني.

وروى عنه من التابعين منصور بن المعتمر، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، ومحمد بن جحادة.

• حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا أبو عمرو أحمد بن محمد الحيري ح. وحدثنا أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ ثنا سفيان بن محمود قالا: ثنا علي بن الحسن بن أبي عيسى ثنا أبو جابر ثنا الحسن بن أبي جعفر عن محمد بن جحادة عن زبيد عن أنس بن مالك أنه. قال: «من قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر» قال فقال معاذ: «ألا أدلك على ما هو أهون من ذلك؟ ما من عبد يقول أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات إلا غفرت ذنوبه وإن كان فر من الزحف» .

غريب من حديث زبيد عن أنس لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• وأخبرنا محمد بن يعقوب فيما كتب إلي ثنا الربيع بن سليمان ثنا أسد بن موسى ثنا أبو بكر الزهراني

(1)

عن عمرو بن قيس الملائي عن زبيد عن ابن عمر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزالون مدفوعا عنهم بلا إله إلا الله ما لم يبالوا ما انتقص من دنياهم، فإذا فعلوا ذلك ردها الله عليهم فقال لستم من

(1)

فى ز: الزاهدى

ص: 33

أهلها»

(1)

كذا رواه عن زبيد عن ابن عمر وأراه منقطعا.

• حدثنا محمد بن علي ثنا الحسين بن محمد الحراني ثنا زياد بن يحيى ثنا أبو عتاب ثنا أبو مكين ثنا زبيد الأيامي. قال: «دخلنا على رجل قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أيسركم أن أريكم كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي؟ فقالوا نعم! فركع فأمكن يديه من ركبتيه» .

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يزيد بن هارون أنبأنا سفيان ثنا زبيد عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر» رواه شعبة وقيس ومحمد بن طلحة وعبد الرحمن بن زبيد عن زبيد مثله. وخالف إسحاق الأزرق أصحاب الثوري فرواه عنه عن زبيد عن أبي وائل عن مسروق عن عبد الله.

• حدثنا الحسن بن علي الوراق ثنا عبد الله بن صالح ثنا ابن كاسب ثنا محمد بن خالد المخزومي ثنا سفيان عن زبيد عن أبي وائل عن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله» تفرد به المخزومي عن سفيان بهذا الإسناد ورواه الثوري عن أبي إسحاق عن جرير النهدي عن رجل من بني سليم عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.

• حدثنا محمد بن المظفر في جماعة قالوا: ثنا يحيى بن محمد مولى بني هاشم ثنا أحمد بن محمد بن أبي برة ثنا مؤمل بن إسماعيل ثنا سفيان عن زبيد عن أبي وائل عن عبد الله. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تهجمون بموضع كذا وكذا على رجل من أهل الجنة يبايع الناس، فهجمنا على عثمان في ذلك الموضع» غريب تفرد به مؤمل عن الثوري.

• حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن ثنا أبو السري [موسى بن الحسن بن عباد الفامي

(2)

] ثنا عفان ثنا شعبة حدثني زبيد ومنصور وداود وابن عون ومجالد قال شعبة: وهذا حديث زبيد عن الشعبي، وربما قال ثنا الشعبي:

ثنا البراء بن عازب عند سارية من هذا المسجد، ولو كنت ثم لأريتكم

(1)

فى المختصر: قال الشيخ كذا الخ

(2)

لم ترد فى مغ

ص: 34

مكانها، قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم النحر فقال:«إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم ننحر، فمن ذبح بعد أن يصلي فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح قبل أن نصلي فإنما هو لحم قدمه لأهله ليس من النسك في شيء» قال فقام خالي أبو برزة فقال: يا رسول الله إني ذبحت قبل أن أصلى وعندى جذعة خير من مسنة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«اذبحها ولن تجزي عن أحد بعدك» رواه الثوري والحسن بن صالح وبكر ابن وائل ومحمد بن طلحة عن زبيد مثله.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ح. وحدثنا إبراهيم بن عبد الله بن أبي العزائم

(1)

ثنا أحمد بن موسى ثنا أبو نعيم ح. وحدثنا حبيب بن الحسن وعبد الملك بن الحسن قالا: ثنا يوسف القاضي ثنا سليمان [ابن حرب ح. وحدثنا حبيب بن الحسن]

(2)

ثنا عمر بن حفص ثنا عاصم بن علي قالوا: ثنا محمد بن طلحة بن مصرف عن زبيد عن مرة عن عبد الله بن مسعود. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «شغلونا عن صلاة الوسطى صلاة العصر، ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا» .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عباس بن محمد الجوهري ثنا أحمد بن خباب المصيصي [ثنا عيسى بن يونس عن سفيان عن زبيد عن مرة عن عبد الله بن مسعود].

(3)

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله تعالى يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الآخرة إلا من يحب» ورواه عبد الرحمن بن زبيد عن أبيه مثله [مرفوعا. ورواه محمد بن طلحة عن زبيد مثله]

(4)

موقوفا وزاد: «فمن جبن عن المال أن ينفقه، وخاف العدو أن يجاهده، والليل أن يكابده، فليكثر من قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر» .

حدثنا عبد الملك بن الحسن ثنا يوسف القاضي ثنا سليمان بن حرب ثنا محمد ابن طلحة عن زبيد مثله.

(1)

فى مغ: ابن أبى العوام

(2)

لم ترد فى مغ

(3)

زيادة فى مغ

(4)

لم ترد فى مغ

ص: 35

• حدثنا محمد بن الحسن ثنا محمد بن أحمد بن النضر ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة عن منصور عن زبيد عن مرة عن عبد الله بن مسعود. قال: «فضل صلاة الليل على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية» رواه شعبة ومسعر والثوري مثله موقوفا. ورواه مخلد بن يزيد الحرانى عن الثورى فتفرد برفعه.

• حدثناه أحمد بن إسحاق ثنا إبراهيم بن محمد

(1)

بن الحسن ثنا عبد الحميد بن محمد بن هشام ثنا مخلد بن يزيد ثنا سفيان عن زبيد عن مرة عن عبد الله. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فضل صلاة الليل على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية» .

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا مسعر عن زبيد عن مرة عن عبد الله: {(وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى)} قال: «أن تؤتيه وأنت صحيح شحيح تأمل العيش. وتخشى الفقر والفاقة» رواه الثوري عن زبيد مثله موقوفا. ورواه سلام عن محمد بن طلحة عن زبيد مثله مرفوعا.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبدان بن أحمد ثنا محمد بن زياد البرجمي ثنا عبيد الله بن موسى عن مسعر عن زبيد عن مرة عن عبد الله. قال: «أصاب النبي صلى الله عليه وسلم ضيفا، فأرسل إلى أزواجه يبتغي عندهن طعاما فلم يجد عند واحدة منهن، فقال: اللهم إني أسألك من فضلك ورحمتك فإنه لا يملكها إلا أنت، فأهديت له شاة مصلية، فقال: هذه من فضل الله، ونحن ننتظر الرحمة» . غريب من حديث مسعر وزبيد تفرد به البرجمى عن عبيد الله.

• حدثنا محمد بن جعفر بن محمد الوراق ثنا محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله ثنا محمد بن أحمد بن علي بن خلف ثنا فضيل بن عبد الوهاب ثنا روح بن مسافر عن زبيد عن مرة عن عبد الله. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أسروا ما شئتم فو الله ما أسر عبد ولا أمة سريرة إلا ألبسه الله رداءها خيرا

(1)

فى مغ: عمر

ص: 36

فخيرا، وشرا فشرا، حتى لو أن أحدكم عمل خيرا من وراء سبعين حجابا لأظهر [الله ذلك الخير حتى يكون ثناؤه في الناس خيرا، ولو أن أحدكم أسر شرا من وراء سبعين حجابا لأظهر]

(1)

الله ذلك الشر حتى يكون ثناؤه في الناس شرا». غريب من حديث زبيد لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن بالويه وإبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوريان قالا: ثنا محمد بن إسحاق [ثنا الفضل بن إسحاق]

(2)

الدوري ثنا أشعث بن عبد الرحمن بن زبيد عن أبيه عن زر بن حبيش عن صفوان بن عسال. قال:

«جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: المرء مع من أحب» . [غريب من حديث زبيد تفرد به عنه ابنه عبد الرحمن، وقال محمد بن إسحاق: كتب عني مسلم بن الحجاج هذا الحديث منذ دهر]

(3)

.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا محمد بن طلحة ثنا زبيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى. قال: قال عمر بن الخطاب:

«الصلاة يوم الجمعة ركعتان، ويوم الفطر ركعتان، ويوم النحر ركعتان، وصلاة السفر ركعتان، وهو تمام ليس بقصر على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم» .

رواه عبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن السكن عن محمد بن طلحة مثله. وممن روى هذا الحديث عن زبيد: سماك بن حرب، وعمرو بن قيس الملائى، والثورى، وشعبة، والجراح، وأبو وكيع، وعبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن، ويزيد بن زياد بن أبي الجعد، وعلي بن صالح، والقاسم بن الوليد، وقيس بن الربيع، وعمار بن رزيق، وعبد الرحمن بن زبيد، وعبد الله بن ميمون الطهوي، ويحيى بن أبي أنيسة، وياسين الزيات. ورواه معاذ بن معاذ وابن مهدي عن الثوري عن زبيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن عمر.

• حدثناه سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا محمد بن عمار الموصلي ثنا عبد الرحمن بن مهدي ح. وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا معاذ بن المثنى

(1)

زيادة في مغ

(2 و 3) زيادات فى مغ

ص: 37

ابن معاذ ثنا أبي قالا: ثنا سفيان عن زبيد عن عبد الرحمن عن أبيه ح. وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل

(1)

ح. وحدثنا أحمد بن إبراهيم الكندي ثنا أحمد بن أبي عون ح. وحدثنا أبو بكر الطلحي ثنا أحمد بن حماد ابن سفيان قالوا: ثنا محمد بن سليمان الأسدي ثنا الحسن بن محمد بن أعين ثنا عمر بن سالم الأفطس عن أبيه عن زبيد عن ابن أبي ليلى عن أبي بن كعب: «أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في أضاءة بني غفار، فقال يا محمد إن الله عز وجل يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف، فلم يزل يزيده حتى بلغ سبعة أحرف» غريب من حديث زبيد تفرد به ابن أعين عن ابن سالم.

• حدثنا عبد الوهاب بن العباس الهاشمي ثنا أحمد بن الحسين

(2)

الصوفي ثنا محمد بن خلف بن عبد العزيز

(3)

المقري ثنا حسين الأشقر ثنا قيس بن الربيع عن زبيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الحسين بن علي. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أنس إن عليا سيد العرب فقالت عائشة رضي الله تعالى عنها ألست سيد العرب؟ [قال: أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب]

(4)

» غريب من حديث زبيد تفرد به قيس.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن زبيد عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي: «أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية وأمر عليهم رجلا وأمرهم أن يطيعوه، فأجج لهم نارا وأمرهم أن يقتحموها، فهم قوم أن يفعلوا، وقال آخرون إنا فررنا من النار فأبوا، ثم قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا ذلك له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو دخلوها لم يزالوا فيها إلى يوم القيامة، لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف» صحيح متفق على صحته.

رواه الثوري وعبد الغفار بن القاسم عن زبيد نحوه. ورواه الأعمش ومنصور عن سعد مثله.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ح. وحدثنا أبو إسحاق بن حمزة وأبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني قالا: ثنا أبو خليفة

(1)

فى مغ: ابن عون

(2)

فى مغ: الحسن

(3)

وفيها عبد الحميد

(4)

لم ترد فى مغ

ص: 38

ثنا محمد بن كثير قالا ثنا سفيان عن زبيد عن إبراهيم النخعي عن مسروق عن عبد الله. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية» . صحيح متفق عليه من حديث الثوري عن زبيد.

• حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى وإبراهيم بن عبد الله قالا: ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا عبد الواحد بن زياد عن الحسن بن عبيد الله النخعي ثنا إبراهيم بن سويد النخعي ثنا عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله بن مسعود. قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله ولا إله إلا الله وحده لا شريك له» قال الحسن: فحدثني زبيد أنه حفظ على إبراهيم في هذا: «له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم إني أسألك خير هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر هذه الليلة وشر ما بعدها، اللهم إني أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار وعذاب القبر» . صحيح متفق عليه. رواه شريك وزائدة عن الحسن بن عبيد الله عن زبيد. ورواه إبراهيم بن مهاجر عن زبيد بعقب حديث إبراهيم بن سويد.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا صالح بن أحمد ثنا يوسف القطان ثنا جرير عن فضيل عن زبيد اليامي عن إبراهيم التيمي عن أبيه. قال: قال أبو ذر: «لا نعلم المتعتين إلا لنا خاصة» يعنى متعة النساء، ومتعة الحج- صحيح ثابت من حديث إبراهيم عن أبيه عن أبي ذر. غريب من حديث زبيد لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا محمد بن الحسين بن حفص ثنا محمد بن عبيد المحاربي ثنا معلى بن هلال عن زبيد عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري. قال: «بعثت أنا ومعاذ بن جبل إلى اليمن نعلمهم دينهم» .

غريب من حديث زبيد تفرد به معلى بن هلال. وقال محمد بن عمر:

ما كتبته إلا عن محمد بن الحسين.

ص: 39

‌منصور بن المعتمر

قال الشيخ رحمه الله: ومنهم حليف الصيام والقيام، خفيف التطعم والمنام، المتفكر المعتبر، أبو غياث منصور بن المعتمر.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو سعيد عبد الله بن سعيد ثنا عبد الله بن الأجلح. قال: رأيت منصور بن المعتمر وكان من أحسن الناس قياما في الصلاة، وكان يخضب بالحناء.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني الأشج

(1)

قال سمعت أبا بكر بن عياش يقول: رأيت منصور بن المعتمر إذا قام في الصلاة وقد عقد لحيته في صدره.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو معاوية الغلابي ثنا يحيى بن سعيد عن الثوري. قال: لو رأيت منصورا يصلي لقلت يموت الساعة.

• حدثنا حبيب ابن الحسن ثنا عبد الله بن محمد البغوي ثنا أحمد بن عمران الأخنسي ثنا أبو بكر بن عياش. قال: لو رأيت منصور بن المعتمر وعاصما والربيع بن أبي راشد في الصلاة وقد وضعوا لحاهم على صدورهم، عرفت أنهم من أبرار الصلاة.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن محمد ثنا ابن زنجويه قال سمعت إبراهيم بن مهدي يقول سمعت أبا الأحوص يقول: قالت ابنة لجار منصور بن المعتمر لأبيها: يا أبت أين الخشبة التي كانت في سطح منصور قائمة؟ قال: يا بنية ذاك منصور كان يقوم بالليل.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد ابن عمران الأخنسي ثنا العلاء بن سالم العبدي. قال: كان منصور يصلي في سطحه، فلما مات. قال غلام لأمه: يا أمه الجذع الذي كان في سطح آل فلان ليس أراه!! قالت يا بني ليس ذاك جذعا، ذاك منصور قد مات.

• [حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن يحيى ثنا أزهر بن جميل ثنا جرير.

قال: صام منصور وقام، وكان يأكل الطعام، ويرى الطعام فى مجراه]

(2)

.

(1)

فى ز: الاجلح

(2)

لم ترد فى مغ

ص: 40

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن يحيى ثنا أزهر بن جميل ثنا ابن عيينة. قال: رأيت منصور بن المعتمر - يعني في المنام - فقلت ما فعل الله بك؟ قال: كدت أن ألقى الله بعمل نبي. قال سفيان: إن منصورا صام ستين سنة يقوم ليلها ويصوم نهارها.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد ابن إسحاق ثنا العباس بن محمد ثنا خلف بن تميم ثنا أبو عبد الرحمن ثنا زائدة: أن منصور بن المعتمر صام ستين سنة يقوم ليلها ويصوم نهارها، وكان يبكي فتقول له أمه: يا بني قتلت قتيلا؟ فيقول أنا أعلم بما صنعت بنفسي، فإذا كان الصبح كحل عينيه ودهن رأسه وفرق شقتيه وخرج إلى الناس.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا حاتم بن الليث الجوهري ثنا علي بن عبد الله ثنا سفيان: وذكر منصور بن المعتمر فقال: قد كان عمش من البكاء.

• أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - ثنا محمد بن أيوب ثنا محمد بن عمر قال سمعت جرير بن عبد الحميد يقول: كانت أم منصور تقول له:

يا بنى إن لعينك عليك حقا، ولجسمك عليك حقا، فكان يقول لها منصور:

دعي عنك منصورا، فإن بين النفختين نوما طويلا.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن محمد ثنا إبراهيم بن عبد الله الكوفي ثنا مصعب بن المقدام عن زائدة بن قدامة. قال: قلت لمنصور بن المعتمر اليوم الذي أصوم فيه أقع في الأمراء؟ قال لا، قلت فأقع فيمن يتناول أبا بكر وعمر؟ قال نعم!.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن محمد البغوي ثنا أحمد بن عمران الأخنسي. قال سمعت أبا بكر بن عياش يقول: رحم الله منصورا، كان صواما قواما.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن عمران ثنا أبو بكر بن عياش عن مغيرة. قال: اختلف منصور إلى إبراهيم وهو من أعبد الناس، فلما أخذ في الآثار فتر.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا عياش

(1)

بن محمد ثنا خلف بن تميم ثنا زائدة. قال: قلت لمنصور بن المعتمر:

إذا كنت صائما أنال من السلطان شيئا؟ فقال لا، فقلت اذا كنت صائما أنال

(1)

فى ز: عباس

ص: 41

من أصحاب الأهواء شيئا؟ قال نعم!.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا الجوهري ثنا عفان ثنا أبو عوانة. قال: لما أجلس منصور بن المعتمر على القضاء كان يأتيه الرجل فيقص عليه فيقول قد فهمت ما قلت، ولا أدري ما الجواب فيه، فكان يفعل ذلك، فذكر ذلك لابن هبيرة - وكان هو الذي ولاه - فقال: هذا أمر لا يصلح إلا أن يعين عليه صاحبه بشهوة فتركه.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا عمر بن محمد بن الحسن الأسدي ثنا أبي ثنا مفضل. قال:

كنت مع منصور حيث بعث إليه داود بن علي يستعمله، فدخل عليه كاتبه حجر ابن عبد الجبار فقال: إن الأمير يريد أن يستعملك، فقال: إن ذلك ليس بكائن، أنا رجل سقيم معتل.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا عمر بن محمد بن الحسن ثنا أبي ثنا مفضل. قال: حبس ابن هبيرة منصورا شهرا يريده على القضاء فأبى عليه.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن عمران الأخنسي. قال: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: ربما كنت مع منصور في منزله جالسا، فتصيح به أمه وكانت فظة غليظة، فتقول يا منصور يريدك ابن هبيرة على القضاء فتأبى عليه؟! وهو واضع لحيته على صدره ما يرفع طرفه إليها.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السري ثنا قبيصة عن سفيان عن منصور. قال: كان يقال للأم ثلاثة أرباع البر.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الرحمن بن الحسن ثنا شيبة بن أبى شيبة ثنا الحسن بن عطية ثنا حسن بن صالح. قال: كان منصور في الديوان، فقال له إنسان ناولني الطين أختم به، قال: أرني كتابك حتى أنظر أي شيء فيه.

• حدثنا حبيب ابن الحسن ثنا عبد الله بن صالح ثنا شعيب بن عبد الحميد ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا شعبة. قال: قرأ علينا منصور {(ومن لستم له برازقين)} قال: الوحش.

قال الشيخ رحمه الله: عداده في التابعين.

روي عن أنس بن مالك، ورأى ابن أبي أوفى، وحدث عن سفيان، وأبي

ص: 42

وائل شقيق، وزيد بن وهب، والشعبي، وربعي، وخيثمة، وسعد بن أبي عبيدة، وأبي البختري، وحدث عنه من التابعين جماعة: سليمان التيمي، والأعمش وأيوب السختياني، ومحمد بن جحادة، وحصين. ومن الأئمة والأعلام سفيان الثوري، ومسعر بن كدام، وشعبة بن الحجاج.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن منصور ح. وحدثنا محمد بن المظفر ثنا علي بن اسحاق المخرمى ثنا عبد الله ابن عمر بن ابان ثنا صالح بن موسى الطلحي عن منصور عن شقيق أبي وائل عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «لا يزال العبد يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، ولا يزال يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا» زاد صالح الطلحي في حديثه:

«وإن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الإيمان، والإيمان في الجنة» .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود. قال: «قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله كيف لي أن أعلم إذا أحسنت وإذا أسأت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا سمعت جيرانك يقولون قد أحسنت فقد أحسنت، وإذا سمعتهم يقولون قد أسأت فقد أسأت» . غريب من حديث منصور لم نسمعه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا محمد بن معمر ثنا جعفر بن محمد الفريابى ثنا عمرو بن علي ثنا أبو داود ثنا شعبة عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «آية المنافق إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أوتمن خان» تفرد برفعه أبو داود عن شعبة. ورواه غندر وغيره عن شعبة موقوفا.

ورواه أبو عوانة وزهير بن معاوية عن منصور نحوه موقوفا.

• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا عبد الله بن حمدون البغلانى ثنا على بن خشرم ثنا الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد عن منصور عن شقيق أبي وائل عن عبد الله بن مسعود. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ص: 43

«ليس أحد أغير من الله تعالى، من أجل ذلك حرم الفواحش، وليس أحد أحب اليه المدح من الله تعالى، من أجل ذلك مدح نفسه» تفرد به الحسين عن منصور.

• حدثنا القاضي أبو أحمد وسليمان بن أحمد في جماعة قالوا: ثنا عبدان بن أحمد ثنا بشر بن هلال ثنا داود بن الزبرقان عن منصور بن المعتمر عن زيد ابن وهب عن عبد الله بن مسعود. قال: «كنا نقول في الصلاة السلام على ربنا، فقيل لنا قولوا السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإنكم إذا قلتم ذلك سلمتم على من في السماء والأرض» . غريب من حديث منصور عن زيد تفرد به داود، واختلف على منصور فيه، فرواه الثوري وشعبة وفضيل بن عياض عن منصور عن شقيق عن عبد الله، ورواه حسين الجعفي عن زائدة عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله في التشهد.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا زائدة عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود. قال: «صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فزاد أو نقص، فلما قضى صلاته قيل يا رسول الله أحدث في الصلاة حدث

(1)

؟ قال لا وما ذاك؟ فذكرنا له الذي صنع. قال فثنى رجليه واستقبل القبلة ثم سجد سجدتين، ثم أقبل علينا بوجهه فقال:

إنه لو حدث في الصلاة حدث أنبأتكم، ولكني بشر مثلكم أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني، وأيكم ما شك في صلاته فلينظر أحرى ذلك للصواب فليتم عليه، ثم ليسلم وليسجد سجدتين» رواه عن منصور روح بن القاسم، ومفضل بن مهلهل، وأبو الأشهب جعفر بن الحارث، ومسعر بن كدام، وفضيل بن عياض، وجرير، وابن عيينة، وإبراهيم بن طهمان.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عباس بن الفضل الاسقاطى ثنا أبو عون الزيادي ثنا محمد بن ذكوان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله.

قال: «كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مر به الحسن والحسين

(1)

فى ز: شيء

ص: 44

وهما صبيان، فقال هات ابني أعوذهما بما عوذ به إبراهيم ابنيه إسماعيل وإسحاق عليهما السلام، فقال: أعيذ كما بكلمات الله التامة، من كل عين لامة، ومن كل شيطان وهامة». غريب من حديث منصور [عن إبراهيم عن علقمة، تفرد به محمد بن عون أبو عون الزيادي. ومشهوره ما رواه الثوري وأخو حفص الأبار عن منصور.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يزيد بن هارون أنبأنا سفيان الثورى عن منصور]

(1)

عن المنهال ابن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ حسنا وحسينا ويقول: «أعيذ كما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة» رواه موسى بن أعين عن سفيان عن منصور مثله.

• حدثنا محمد بن معتمر

(2)

ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية ثنا عباد بن يعقوب ثنا محمد بن الفضل الخراساني عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله. قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استوى على المنبر استقبلناه بوجوهنا» تفرد به محمد بن الفضل بن عطية عن منصور.

• حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد ثنا عبدان

(3)

ثنا معتمر بن سهل

(4)

ثنا عامر بن مدرك ثنا خلاد الصفار عن منصور عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: «الرهن محلوب ومركوب» .

غريب من حديث منصور وأبي صالح لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن سعيد بن بشير الرازي ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا أبو الربيع سليمان بن داود الإسكندراني عن سفيان الثوري عن منصور عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام إنك لن تتقرب إلي بشيء أحب إلي من الرضا بقضائي، ولم تعمل عملا أحبط لحسناتك من الكبرياء، يا موسى لا تضرع إلى أهل لدنيا فأسخط عليك، ولا تخف بدينك لدنياهم فأغلق عليك أبواب رحمتي، يا موسى قل للمذنبين النادمين أبشروا، وقل للعاملين المعجبين

(1)

لم ترد فى مغ

(2)

فى مغ: معمر

(3)

وفيها: عبد الرزاق

(4)

فى ز: معمر عن سهل

ص: 45

اخسروا». غريب من حديث الثوري عن منصور عن مجاهد لم نكتبه إلا من حديث أبي الربيع.

• حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن ثنا محمد بن سليمان بن الحارث ثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود ثنا إبراهيم بن طهمان عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن سلمة بن نعيم الأشجعي. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، وإن زنا وإن سرق» . رواه كنانة بن جبلة عن إبراهيم بن طهمان.

• حدثنا أحمد بن القاسم بن الريان ثنا أبو الزنباع روح بن الفرج ثنا عمرو بن خالد الحرانى ثنا عيسى بن يونس ثنا سفيان الثوري عن منصور عن هلال بن يساف عن الأغر عن أبي هريرة.

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال لا إله إلا الله أنجته

(1)

يوما من الدهر أصابه قبلها ما أصابه». غريب من حديث الثوري ومنصور لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

‌سليمان الاعمش

ومنهم الامام المقرى، الراوي المفتي، كان كثير العمل، قصير الأمل، من ربه راهبا ناسكا، ومع عباده لاعبا ضاحكا، سليمان بن مهران الأعمش

• وقيل: إن التصوف موافقة الحق، ومضاحكة الخلق.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق بن راهويه أنبأنا حيوة ابن شريح الحمصى ثنا مبشر بن عبيد عن الأعمش. قال: قرأت القرآن على يحيى ابن وثاب وقرأ يحيى على علقمة - أو مسروق - وقرأ هو على عبد الله بن مسعود وقرأ عبد الله بن مسعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو نعيم قال سمعت الأعمش يقول: كانوا يقرءون على يحيى بن وثاب وأنا جالس، فلما مات أحدقوا بي.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سالم ثنا أحمد بن علي

(1)

فى مغ: دخل الجنة وكذا فى المختصر

ص: 46

الابار ثنا ابراهيم بن سعيد ثنا زيد بن الحباب عن الحسين بن واقد. قال:

قرأت على الأعمش فقلت له كيف رأيت قراءتي؟ قال ما قرأ علي علج أقرأ منك.

• حدثنا أبو حامد ابن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو معمر اسماعيل ابن ابراهيم ثنا سفيان بن عيينة. قال: قال الأعمش: ما كان بيننا وبين البدريين إلا ستر.

• ثم قال ثنا زيد بن وهب ثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق ثنا أبو العباس السراج ثنا قتيبة قال قال جرير: كان الأعمش إذا خرج فسألوه عن حديث فلم يحفظه كان يجلس في الشمس يقول بيديه في عينيه، فلا يزال يعركهما ويعركهما حتى يذكره، فإذا ذكره قال: هات عن أي شيء سألت؟ فيجيبه.

• حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب ثنا أبو العباس السراج ثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه ثنا عبد الرزاق عن ابن عيينة. قال: رأيت الأعمش لبس فروا مقلوبا وتبانا تسيل خيوطه على رجليه، ثم قال: أرأيتم لولا أنني تعلمت العلم من كان يأتيني؟ لو كنت بقالا كان يقذرني الناس أن يشتروا مني!!.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن الخراز

(1)

الطبراني أنبأنا أحمد بن حرب الموصلي قال سمعت محمد بن عبيد الطنافسي يقول: جاء رجل نبيل كبير اللحية إلى الأعمش فسأله عن مسألة خفيفة من الصلاة، فالتفت إلينا الأعمش وقال:

انظروا إليه! لحيته تحتمل حفظ أربعة آلاف حديث، ومسألته مسألة صبيان الكتاب.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن صدقة ثنا محمد بن الحسن بن تسنيم ثنا أبو داود عن الأعمش. قال: قال لي جيب بن أبي ثابت: أهل الحجاز وأهل مكة أعلم بالمناسك، قال فقلت له فأنت عنهم وأنا عن أصحابي، لا تأتي بحرف إلا جئتك فيه بحديث.

• حدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم المعدل ثنا عبد الله بن محمد المخزومي ثنا عبيد البزاز ثنا عبد الواحد بن نجدة ثنا أبو حيوة شريح بن يزيد عن مبشر بن عبيد. قال: سمعت الأعمش يقول: العلم في لم.

• حدثنا عبد العزيز بن محمد المعدل ثنا عبد الله بن محمد بن الحجاج المعدل ثنا أبو العباس البزاز ثنا عبد الوهاب بن الحكم الوراق ثنا أبو جعفر الحراني عن عيسى بن يونس. قال: ما رأينا في زماننا مثل الأعمش، ولا الطبقة الذين

(1)

فى مغ: ابن الحزر

ص: 47

كانوا قبلنا، ما رأينا الأغنياء والسلاطين في مجلس قط أحقر منهم في مجلس الأعمش وهو محتاج إلى درهم!!.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا أحمد ابن على الابار ثنا الحسن بن على الحلوانى ثنا نعيم بن حماد عن سفيان عن عاصم ابن حبيب. قال: كان القاسم بن عبد الرحمن يقول: ليس أحد أعلم بحديث عبد الله من الأعمش.

• حدثنا عبد العزيز بن محمد ثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن بكر - جار بشر - ثنا محمد بن خلف قال سمعت ضرار بن صرد يقول سمعت شريكا يقول: ما كان هذا العلم إلا في العرب وأشراف الملوك، فقال له رجل من جلسائه: وأي نبل كان للأعمش؟! قال شريك: أما لو رأيت الأعمش ومعه لحم يحمله وسفيان الثوري عن يمينه وشريك عن يساره وكلاهما ينازعه حمل اللحم لعلمت أن ثم نبلا كثيرا.

• حدثنا عبد العزيز بن محمد ثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو سهل محمد بن الحسن ثنا أبو عبد الله بن يحيى بن معين ثنا بن وارة الرازى ثنا عبيد الله بن موسى عن الأعمش. قال: أعظم الخيانة أداء الأمانة إلى الخائنين. وقال الأعمش: نقض العهد وفاء العهد لمن ليس له عهد.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا محمد بن حميد ثنا جرير.

قال: ذكر الإرجاء عند الأعمش. فقال: ما نرجو من رأى أنا أكبر منه

(1)

.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا أبو عبد الرحمن. قال قال ابن نمير: جاء رجل إلى الأعمش فقال كلم لي فلانا - لرجل كان يشرب الخمر-، قال: والله ما كلمته قط، قال إنه قد أخذني في الخراج فأرجو إن كلمته أن يقبل، قال فجاءه وكان بين أيديهم خمر يشربونه، قال فقال الرجل لأسقينه خمرا قبل أن يخرج، قال فرفعوه فدخل الأعمش فكلمه، قال نعم! فدعا بالصحيفة فمحا ما كان عليه، وقال تغديا أبا محمد، قال فتغدى، فقال اسقوني ماء، فقال الرجل هات نبيذا يا غلام، قال: لا، اسقوني ماء، [ثم قال:

اسقوني ماء، فقال الرجل هات نبيذا يا غلام]

(2)

، فقال لا اسقوني ماء، فقال

(1)

كذا فى الاصلين والمختصر

(2)

زيادة من المختصر.

ص: 48

الرجل. أليس قال: إذا دخلت على أخيك فكل من طعامه واشرب من شرابه؟ فقال الأعمش: لست أنت من أولئك. فخرج الأعمش ولم يشرب إلا الماء.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن داود ثنا علي بن بحر ثنا عيسى بن يونس. قال: بعث عيسى بن موسى بألف درهم إلى الأعمش وصحيفة ليكتب له فيها حديثا، فأخذ الأعمش الألف درهم وكتب في الصحيفة {بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد} حتى ختمها، وطوى الصحيفة وبعث بها إليه، فلما نظر فيها بعث إليه يا ابن الفاعلة ظننت أني لا أحسن كتاب الله؟ فكتب إليه الأعمش: أفظننت أني أبيع الحديث؟ ولم يكتب له وحبس المال لنفسه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني إسماعيل ابن بهرام الكوفى ثنا أبو أسامة: أن الأعمش عوتب في إتيانه أخا ليقطين القائد. فقال: أنزلته منزلة الحش احتيج إليه فأتي.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن مسعود ثنا عبد الرزاق عن معمر. قال: جئت الأعمش ومعي أحاديث أريد أن أسأله عنها، وإلى جنبه رجل من بني مخزوم، فقلت: يا أبا محمد كيف حديث كذا وكذا؟ فقال: ليس به بأس. فقلت: حديث كذا وكذا قال مكروه، فقال المخزومي: إنه قد رحل إليك، قال قد عرفت ولكنه يمارس قرناء.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن محمد البغوى ثنا ابو بكر بن زنجويه ثنا عبد الرزاق. قال: أخبرني بعض أصحابنا أن الأعمش قام من النوم لحاجة فلم يصب ماء، فوضع يده على الجدار فتيمم ثم نام، فقيل له في ذلك قال: أخاف أن أموت على غير وضوء. قال: عبد الرزاق: وربما فعله معمر.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن محمد ثنا محمود بن غيلان. قال: قال وكيع: كان الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الاولى، واختلف إليه قريبا من ستين فما رأيته يقضي ركعة.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو سعيد الأشج ثنا حميد بن عبد الرحمن عن الأعمش. قال: استعان بي مالك بن الحارث في حاجة، فجئت في قباء مخرق فقال: لو لبست ثوبا غيره؟

ص: 49

فقلت: امش! فإنما حاجتك بيد الله، قال فجعل يقول في المسجد: ما صرت مع سليمان إلا غلاما.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن محمد حدثني أحمد بن زهير ثنا إبراهيم بن عرعرة. قال: سمعت يحيى القطان إذا ذكر الأعمش قال: كان من النساك، وكان محافظا على الصلاة في الجماعة، وعلى الصف الأول. قال يحيى:

وهو علامة الإسلام. وكان يحيى يلتمس الحائط حتى يقوم في الصف الأول.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله ثنا أبو سعيد [الأشج ثنا محمد بن يحيى الجعفي عن حفص بن غياث. قال: قيل للأعمش أيام زيد بن علي لو خرجت؟ قال ويلكم والله]

(1)

ما أعرف أحدا أجعل عرضي دونه، فكيف أجعل ديني دونه.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن محمد ثنا زياد بن أيوب قال سمعت هشيما يقول: ما رأيت بالكوفة أحدا أقرأ لكتاب الله ولا أجود حديثا من الأعمش.

• أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه ثنا محمد بن أيوب ثنا سهل ابن عثمان ثنا حفص بن غياث. قال: سمعت الاعمش يقول: يوشك أن احتبس علي الموت إن وجدته بالثمن اشتريته.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان بن عيينة قال. قال: الأعمش: كنا نعد أهل السوق شرارنا، وإنا لنعدهم اليوم خيارنا.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا زياد بن أيوب ثنا يحيى بن أبي زائدة ثنا الأعمش. قال: دخل على ابراهيم يعودني وكان يمازحني فقال: أما أنت فيعرف من في منزله أنه ليس برجل من القريتين عظيم.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الرحمن بن الحسن ثنا عمرو الأودي ثنا وكيع عن الحسن بن صالح عن الأعمش. قال: إن كنا لنشهد الجنازة فلا ندري من نعزي من حزن القوم.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أبو حميد الحمصي أحمد بن محمد بن سيار ثنا يحيى بن صالح الوحاظى ثنا منصور ابن أبي الأسود قال: سألت الأعمش عن قوله تعالى: {(وكذلك نولي بعض الظالمين}

(1)

زيادة فى مغ

ص: 50

{بعضا بما كانوا يكسبون)} ما سمعتهم يقولون فيه؟ قال: سمعتهم يقولون إذا فسد الناس أمر عليهم شرارهم.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن يحيى ثنا مسعود بن يزيد ثنا إبراهيم ابن رستم ثنا أبو عصمة عن الأعمش. قال: آية الثقيل الوسوسة، لأن أهل الكتابين لا يدرون بالوسوسة، وذلك لأن أعمالهم لا تصعد إلى السماء.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الرحمن بن سلم ثنا هناد بن السري ثنا قبيصة ثنا سفيان عن الأعمش: {(وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع)} قال: مثل زاد الراعي.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن يحيى ثنا أبو هشام الرفاعى ثنا أبو بكر بن عياش. قال: دخلت على الأعمش في مرضه الذي توفي فيه، فقلت أدعو لك الطبيب؟ قال: ما أصنع به فو الله لو كانت نفسي بيدي لطرحتها في الحش! إذا أنا مت فلا تؤذنن بي أحدا، واذهب بى واطرحنى فى لحدى.

• حدثنا عبد العزيز بن محمد ثنا عبد الله بن محمد بن الحجاج ثنا ابو العباس البزار ثنا أبو هشام الرفاعي. قال: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: رأيت الأعمش يلبس قميصا مقلوبا، فيقول الناس مجانين يلبسون الخشن مقابل جلودهم.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن يزيد ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش قال: خرج ملك من الملوك إلى منتزه له فمطر الملك، فرفع رأسه فقال: لئن لم تكف لأوذينك؟ فأمسك المطر. فقيل له أي شيء أردت أن تصنع؟ قال: أردت أن لا أدع أحدا يوحده إلا قتلته، فعلم ان الله تعالى يحفظ عبده المؤمن.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السري ثنا قبيصة عن سفيان عن الأعمش. قال: كان ملك الموت عليه السلام يظهر للناس، فيأتي للرجل فيقول اقض حاجتك فإني أريد أن أقبض روحك! قال:

فشكي فأنزل الله عز وجل الداء وجعل الموت خفاء.

• حدثنا أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا اسماعيل بن زيد ثنا إبراهيم بن الأشعث

ص: 51

ثنا الفضيل بن عياض عن سليمان. قال: تعبد رجل من بني إسرائيل في غار، فبعث إبليس شيطانا فدخل الغار فجعل يصلي معه، فقال له العابد: من أنت؟ قال أتعبد معك، ثم قال: هل أدلك على أفضل مما نحن فيه؟ قال وما هو؟ قال اخرج بنا نطلب قرية فنأمر بالمعروف، فأطاعه فأقبل رجل إليهما عند باب القرية فجعل الشيطان حين رآه يضرط، فأخذه الرجل فذبحه، فقال له العابد: ما صنعت قتلت خير الناس!! قال فقال! إنما هذا شيطان وأنا رحمة رحمك بها ربك.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن هانئ ثنا سعيد بن يحيى أبو سفيان الحذاء. قال: أخذ الأعمش ناحية هذا السواد، فأتاه قوم منهم فسألوه أن يحدثهم فأبى، فقال بعض جلسائه: يا أبا محمد لو حدثت هؤلاء المساكين؟ فقال الأعمش: من يعلق الدر على الخنازير.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن محمد البغوي ثنا أبو سعيد الاشج ثنا حميد ابن عبد الرحمن. قال: سمعت الأعمش يقول: انظروا أن لا تنثروا هذه الدنانير على الكباش - يعني الحديث-، وقال حميد: وسمعت أبي يقول سمعت الأعمش يقول: لا تنثروا اللؤلؤ تحت أظلاف الخنازير.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن سعيد ثنا عباس بن عبد العظيم

(1)

قال سمعت أبا نعيم يقول قال عبد السلام: كان الأعمش إذا حدث يتخشع ويعظم العلم.

• حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد ثنا عبد الله بن محمد الرازي [ثنا أبو عون البزورى ثنا زكريا بن عدي قال وحدثنا]

(2)

ابن إدريس. قال: كان الأعمش ربما يحدثنا بالحديث ثم يقول: بقي رأس المال - يعني الإسناد.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الرحمن بن محمد بن حماد ثنا إسماعيل بن أبي الحارث ثنا الأخنسي ثنا أبو بكر بن عياش. قال: قال رجل للأعمش: هؤلاء الغلمان حولك! قال اسكت، هؤلاء يحفظون عليك أمر دينك.

• حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد المعدل ثنا عبد الله بن محمد المخزومي ثنا عيسى بن جعفر ثنا أحمد

(1)

فى مغ: ابن عبد الله

(2)

لم ترد فى مغ وفيها أبو ادريس

ص: 52

ابن داود الحراني قال سمعت عيسى بن يونس يقول سمعت الأعمش يقول: كان أنس بن مالك يمر بى فى طرفي النهار فأقول: لا أسمع منك حديثا خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جئت إلى الحجاج حتى ولاك، قال: ثم ندمت فصرت أروي عن رجل عنه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن القاسم

(1)

ثنا مساور ثنا الوليد بن الفضل العترى ثنا مندل بن علي. قال: خرج الأعمش ذات يوم من منزله بسحر، فمر بمسجد بني أسد وقد أقام المؤذن الصلاة، فدخل يصلي فافتتح إمامهم البقرة في الركعة الأولى، ثم قرأ في الثانية آل عمران، فلما انصرف قال له الأعمش: أما تتقي الله؟ أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «من أم الناس فليخفف فإن خلفه الكبير والضعيف وذا الحاجة» فقال الإمام: قال الله تعالى {(وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين)} فقال الأعمش: فأنا رسول الخاشعين إليك أنك ثقيل.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا أبو عبد الرحمن.

قال سمعت وكيعا يقول: اكترى الأعمش من أعرابي وخرج معه قوم يرجون أن يسمعوا منه، قال فلما أحرم وكان الجمال يؤذيهم، فاجتمعوا يوما في خيمة فجاء إليهم وهم مجتمعون، فقام الاعمش فشد إزاره وقام اليه بعمود الخيمة فضربه وشجه، فقالوا: يا أبا محمد تقوم إليه فتشجه وأنت محرم؟! فقال: إن من سنة الإحرام ضرب الجمال!!.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إبراهيم بن نائلة ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا مندل. قال: قلت للأعمش هل تأذيت بالمسودة قط؟ قال نعم! كنت في السواد فلقيني رجل منهم عند نهر، فقال: احملني حتى أعبر هذا النهر، فلما استوى على ظهري قال {(سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين)} فلما توسطت النهر رميت به وقلت (اللهم {أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين)} ثم تركته يتلبط في ثيابه في النهر وهربت منه.

• حدثنا احمد بن جعفر بن سلم

(1)

كذا فى ز. وفى مغ: أحمد بن القاسم بن مساور

ص: 53

ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا علي بن حجر قال ثنا عمر الحنظلى قال: جاء سفيان ابن سعيد الى الاعمش فسلم عليه، فقال الأعمش: كيف أنت يا أبا عبد الله؟ كيف الكاركاه بلغني أنه عامر، وكان في أول ما أخذ سفيان في الحديث، فقال له سفيان: لا تدع المزاح يا أبا محمد على حال؟ قال ما جاء بك؟ قال حديث بلغني أنك تحدث به لا تزال تجئ بالشئ، فقال الاعمش ما هو؟ فقال: قلت إن ابن عمر قبل هدايا المختار؟ فقال أما سمعت هذا بعد؟ قال لا! فقال له الأعمش: ثنا حبيب بن أبي ثابت قال: رأيت هدايا المختار تأتي ابن عباس وابن عمر فيقبلانها.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الله بن الحسين النيسابوري قال سمعت الحارث بن أبي أسامة يقول: قلت لحفص بن أبي حفص الأبار رأيت الأعمش؟ قال نعم! وسمعته يقول: إن الله يرفع بالعلم أو بالقرآن أقواما ويضع به آخرين، وأنا ممن يرفعني الله به، لولا ذلك لكان على عنقي دن صحنا

(1)

أطوف به في سكك الكوفة.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا أحمد بن الوليد ثنا حامد بن يحيى. قال: سمعت سفيان يقول: جاء شبيب بن شيبة وأصحاب له إلى الأعمش، فنادوه على بابه يا سليمان اخرج الينا، فقال الاعمش من داخل. من أنتم؟ قالوا نحن من {الذين ينادونك من وراء الحجرات،} فقال الاعمش من داخل {أكثرهم لا يعقلون} .

أدرك الأعمش أيام جماعة من الصحابة رضي الله تعالى عنهم توفي ابن عمر وقتل ابن الزبير وللأعمش ثلاث عشرة سنة، وتوفي جابر بن عبد الله وللاعمش ثمانى عشرة سنة، وتوفى ابن أبى أوفى وللاعمش سبع وعشرون سنة، وتوفى أنس بن مالك وللاعمش ثلاث وثلاثون سنة، رأى أنس بن مالك بمكة وسمع منه، ورأى ابن أبي أوفى وسمع منه

كان مولده عام قتل الحسين سنة ستين، ووفاته سنة ثمان وأربعين ومائة.

روى عن الأعمش جماعة من التابعين منهم سليمان التيمي، ومحمد بن جحادة، وابان بن تغلب، وغيرهم.

(1)

فى مغ: در صحنا

ص: 54

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا يوسف القاضي ثنا مسدد ثنا عيسى بن يونس ثنا الأعمش قال: «رأيت أنس بن مالك يصلي في المسجد الحرام، فكان إذا رفع رأسه من الركوع أقام صلبه حتى يستوي بطنه» .

• حدثنا ابراهيم ابن عبد الله وأبو حامد بن جبلة قالا ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا قتيبة قال ثنا جرير عن الأعمش قال: رأيت أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه يصلي.

• حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن أحمد المقرى البغدادي قال ثنا عبد الله بن أيوب العربى

(1)

قال ثنا معاذ بن أسد ح. وحدثنا محمد بن محمد

(2)

قال ثنا جعفر الفريابي قال ثنا داود بن مخراق قال ثنا الفضل بن موسى قال ثنا الأعمش عن أنس بن مالك. قال: «كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فمر على شجرة يابسة فضربها بعصا كانت في يده فتناثر الورق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر يساقطن الذنوب كما تساقط هذه الشجرة ورقها» .

• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم قال ثنا علي بن أحمد ابن النضر قال ثنا عاصم بن علي ح. وحدثنا عبد الملك بن الحسن المعدل قال ثنا أحمد بن يحيى الحلواني قال ثنا أحمد بن يونس قالا ثنا أبو شهاب عبد ربه بن نافع الحناط قال ثنا الاعمش عن أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ويل للمالك من المملوك، وويل للملوك من المالك، وويل للشديد من الضعيف، وويل للضعيف من الشديد، وويل للغني من الفقير، وويل للفقير من الغني.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا إسماعيل بن عبد الله قال ثنا الحسين ابن حفص قال ثنا أبو مسلم قائد الأعمش عن الاعمش عن أنس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا جبريل هل ترى ربك؟ قال إن بينى وبينه لسبعين حجابا. من نار أو من نور لو دنوت من أدناها لاحترقت» .

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا إسماعيل بن عبد الله قال ثنا عمر بن

(1)

كذا فى مغ: وفي ز: القربى

(2)

فى ز: حميد

ص: 55

حفص بن غياث قال ثنا أبي قال ثنا الأعمش عن أنس بن مالك. قال: «قال توفي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقيل أبشر بالجنة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أفلا تدرون فلعله قد تكلم بما لا يعنيه، أو بخل بما لا ينفعه» .

حديث التسبيح تفرد به الفضل عن الأعمش. وحديث المملوك تفرد به أبو شهاب. وحديث الحجب تفرد به الحسين عن أبي مسلم. وهذا الحديث تفرد به عمر عن أبيه حفص.

• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي ح. وحدثنا أبو بكر الطلحي قال ثنا عبيد بن غنام قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ح. وحدثنا إبراهيم بن أبي حصين قال ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال ثنا هارون بن محمد المستملي قالوا: ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق ثنا الأعمش عن ابن أبي أوفى. قال: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الخوارج:

هم كلاب أهل النار». يقال إن هذا الحديث مما خص به الأعمش إسحاق الأزرق، ويذكر أنه مما تفرد به إسحاق. وروي من حديث الثوري عن الأعمش.

• حدثنا الحسين بن محمد الزبيري قال ثنا أبو تراب أحمد بن حمدون الأعمش ومحمد بن إبراهيم بن مسلم قالا: ثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن ابن أبي أوفى. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الخوارج كلاب النار» .

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا يحيى ابن هشام قال ثنا الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبي ذر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله تعالى {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} أو أزيد، ومن عمل سيئة فمثلها أو أغفر، ومن عمل قراب الارض خطيئة ثم أتانى لا يشرك بي شيئا جعلت له مثلها مغفرة» . هذا حديث صحيح من عوالي حديث الاعمش، رواه الأئمة والناس عن الأعمش.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا شعبة عن الأعمش قال سمعت زيد بن وهب يحدث عن عبد الله بن مسعود.

ص: 56

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنكم سترون بعدى أثرة وأمورا تنكرونها. قلنا يا رسول الله فما تأمرنا؟ قال: أدوا اليهم حقهم الذى جعل الله لهم وسلوا الله حقكم» صحيح متفق عليه من عوالي حديث الأعمش رواه الثوري، وزائدة وأبو عوانة، وعبد العزيز بن مسلم، وعيسى بن يونس، وحفص، وجرير، ووكيع، وأبو معاوية في آخرين عن الاعمش.

• حدثنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة [قال حدثني جدي محمد بن إسحاق بن خزيمة]

(1)

قال ثنا محمد بن موسى الحرشي قال ثنا سهيل بن عبد الله قال سمعت الأعمش يحدث عن زيد بن وهب عن عبد الله بن مسعود. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أن الحافظين إذا نزلا على عبد أو أمة معهما كتاب مختوم، فيكتبان ما يلفظه العبد أو الأمة، فإذا أرادا أن ينهضا قال أحدهما للآخر فك الكتاب المختوم الذي معك، فيفكه فإذا فيه ما كتب سواء، فذلك قوله {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}» غريب من حديث الأعمش لم نكتبه إلا من حديث الحرشي عن سهيل.

• حدثنا عبد الله بن الحسن بن بندار قال ثنا محمد بن إسماعيل الصائغ قال ثنا قبيصة بن عقبة قال ثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا ينبغي لأحد أن يقول أنا خير من يونس بن متى عليه السلام» صحيح متفق عليه رواه جرير ويحيى ابن سعيد والناس.

• حدثنا محمد بن عبد الله الحاسب في جماعة قالوا: ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال ثنا عبيد الله بن عمرو الأموي قال ثنا طلحة بن زيد عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كانت له بنت فأدبها فأحسن تأديبها، وعلمها فأحسن تعليمها، وأسبغ عليها من نعم الله التي أسبغ عليه، كانت له سترا وحجابا من النار» . غريب من

(1)

سقطت من مغ

ص: 57

حديث الأعمش تفرد به الأموي عن طلحة.

• حدثنا أبو إسحاق بن حمزة - إملاء - قال ثنا عبد الله بن زيدان قال ثنا محمد بن عبيد بن ثعلبة الحماني قال ثنا عمر بن عبيد عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم ودع رجلا فقال: «زودك الله التقوى، وغفر ذنبك، ولقاك الخير» غريب من حديث الأعمش لم نكتبه إلا من حديث عمر بن عبيد عنه.

• حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن قال ثنا محمد بن غالب تمتام قال ثنا سعد ابن محمد العوفى قال ثنا محمد بن طلحة عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة.

قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تلبسوا الحرير والديباج، ولا تشربوا فى آنية الذهب والفضة، فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة» غريب من حديث الأعمش لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا محمد بن سابق قال ثنا إسرائيل عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش ولا البذئ» .

• حدثنا فاروق الخطابي قال ثنا هشام بن على السيرافى قال ثنا عبد الحميد ابن بحر أبو سعيد الكوفى قال ثنا منصور بن أبي الأسود عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة» .

• حدثنا أبو الهيثم أحمد بن محمد بن غوث الهمداني قال ثنا الحسن بن حباش قال ثنا هارون بن حاتم قال ثنا يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«النظر إلى وجه علي عبادة» .

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أحمد بن عبيد الله

(1)

بن جرير بن جبلة

(1)

فى مغ: عبد الله

ص: 58

قال حدثنى أبى قال ثنا بشر بن عبيد الله الدارسى قال ثنا محمد بن حميد العتكي عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تجاوزوا للسخي عن ذنبه فإن الله تعالى يأخذ بيده عند عثرته» .

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أحمد بن محمد بن صدقة ثنا حماد بن الحسن بن عنبسة قال ثنا حجاج بن نصير قال ثنا القاسم بن مطيب قال حدثني الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن نفس المؤمن تخرج رشحا، وإن نفس الكافر تسيل كما تسيل نفس الحمار، وإن المؤمن ليعمل الخطيئة فيشدد بها عليه عند الموت ليكفر بها، وإن الكافر ليعمل الحسنة فيسهل عليه عند الموت ليجزى بها» .

• حدثنا محمد بن عمر بن سالم قال ثنا أحمد بن عمرو بن خالد السلفى - وما سمعته الا منه - قال ثنا أبى قال ثنا عبيد الله بن موسى قال ثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود. قال: «أصابت فاطمة صبيحة يوم العرس رعدة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: يا فاطمة زوجتك سيدا في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين، يا فاطمة لما أراد الله تعالى أن أملك بعلي أمر الله جبريل فقام في السماء الرابعة فصف الملائكة صفوفا ثم خطب عليهم فزوجتك من علي، ثم أمر الله شجر الجنان فحملت الحلى والحلل، ثم أمرها فنثرته على الملائكة، فمن أخذ منهم شيئا يومئذ أكثر مما أخذ غيره افتخر به إلى يوم القيامة» قالت أم سلمة: لقد كانت فاطمة تفتخر على النساء لأن أول من خطب عليها جبريل عليه السلام. غريب من حديث الثوري عن الأعمش، وعبيد الله بن موسى ومن فوقه أعلام ثقات، والنظر في حال عمرو بن خالد السلفي.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات قال أخبرنا يعلى بن عبيد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تجد شرار الناس ذا الوجهين» قال الأعمش: الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه.

ص: 59

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا إسماعيل بن عبد الله قال ثنا عبد الله بن مسلمة قال ثنا عبد العزيز بن مسلم عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة.

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكى، وقال يا ويله! أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار» .

• حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد قال ثنا يعقوب بن أبي يعقوب قال ثنا عبد الله بن رجاء قال ثنا زائدة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «انظروا إلى من هو أسفل منكم فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله» .

• حدثنا أحمد بن جعفر قال ثنا أحمد بن عصام قال ثنا روح بن عبادة قال ثنا شعبة عن سليمان عن ذكوان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «أن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا» .

• حدثنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف قال ثنا محمد بن زكرياء قال ثنا عمرو بن مرزوق قال ثنا شعبة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «إذا توضأ الرجل فأحسن الوضوء ثم خرج إلى الصلاة لا يخرجه غيرها فلم يخط خطوة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه خطيئة» .

‌حبيب بن أبي ثابت

قال الشيخ رحمه الله تعالى: ومنهم المتعبد المنفاق، المتوكل على المولى الرزاق، مطعم القراء، ومعلم السفهاء، حبيب بن أبي ثابت. تواضع فارتفع، وتطاوع فانتفع.

[حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو سعيد ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي يحيى القتات. قال: قدمت مع حبيب بن أبي ثابت الطائف فكأنما قدم عليهم نبى]

(1)

.

(1)

لم ترد فى مغ

ص: 60

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا الحسين بن هارون ثنا محمد بن زكرياء بن بكار ثنا زافر بن سليمان عن أبي سنان عن حبيب بن أبي ثابت. قال: من وضع جبينه لله تعالى فقد برئ من الكبر.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا الحسين بن الحسن ثنا عبد الله بن المبارك ثنا أبو حيان التيمي عن حبيب بن أبي ثابت. قال: كان يقال ائتوا الله فى بيته، فانه لم يؤت مثله فى بيته، ولا أحد أعرف بالحق من الله.

• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا علي بن سعيد. قال ثنا أبو عقيل الجمال قال سمعت خالد بن يزيد العرني عن كامل أبي العلاء. قال: أنفق حبيب بن أبي ثابت على القراء مائة ألف.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا زياد بن أيوب قال ثنا هشيم عن إسماعيل بن سالم عن حبيب بن أبي ثابت. قال: إن من السنة إذا حدث الرجل القوم أن يقبل عليهم جميعا ولا يخص أحدا دون أحد.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا إسماعيل بن أبي الحارث ثنا الأحمسي ثنا أبو بكر بن عياش. قال: رأيت حبيب بن أبي ثابت ساجدا، فلو رأيته قلت ميت، يعني من طول السجود.

• أخبرنا محمد بن إبراهيم - في كتابه ثنا محمد بن أحمد بن راشد ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا زيد بن الحباب ثنا سفيان. قال: قال زبيد:

أحب أن يكون لي في كل شيء نية، حتى في طعامى وشرابى. وقال حبيب ابن أبي ثابت: ما استقرضت من أحد شيئا أحب إلي من نفسي، أقول لها أمهلي حتى يجئ من حيث أحب.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن حسان الأزرق ثنا قبيصة ثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت. قال: طلبنا هذا الأمر وما نريد به - يعني الحديث ثم رزق الله النية بعد ذلك - يعني في الحديث-.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم ثنا هناد بن السري ثنا أبو أسامة عن الفزاري عن أسلم المنقري عن حبيب بن

ص: 61

أبي ثابت. قال: كان يعقوب عليه السلام قد كبر حتى رفع حاجباه بخرقة، فقيل له ما بلغ بك ما أرى؟ قال: طول الزمان، وكثرة الأحزان. فأوحى إليه ربه أتشكوني؟ قال: يا رب خطيئة أخطأتها فاغفرها.

روى حبيب بن أبي ثابت عن عدة من الصحابة رضي الله تعالى عنهم:

منهم ابن عباس، وابن عمر، وجابر، وحكيم بن حزام وأنس بن مالك، وابن أبي أوفى، وأبو الطفيل.

وروى عنه عدة من التابعين: منهم عطاء، وعبد العزيز بن أبي رفيع، والشيباني، والأعمش، وعامة حديثه عند الأئمة والأعلام الثوري، ومسعر، وشعبة.

• حدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا محمد بن الليث الجوهري قال ثنا عبد الرحمن بن يونس الرقى قال ثنا عطاء بن مسلم عن العلاء بن المسيب عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عباس. قال: «قتل قتيل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يعلم من قتله؟ فرفع ذلك الى النبى صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس يقتل قتيل بين أظهركم لا يعلم من قتله، لو أن أهل السماء وأهل الأرض اجتمعوا على قتل امرئ مسلم لعذبهم جميعا» . غريب من حديث حبيب تفرد به عنه العلاء.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا داود بن رشيد قال ثنا عطاء بن مسلم قال ثنا العلاء بن المسيب عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عباس. قال: «أوتر النبى صلى الله عليه وسلم بثلاث، قنت فيها قبل الركوع» غريب من حديث حبيب والعلاء تفرد به عطاء.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أحمد بن رشدين

(1)

قال ثنا زهير بن عباد قال ثنا أبو بكر الزاهري عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر.

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن الذي يخالط الناس فيؤذونه فيصبر على أذاهم، أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس فيؤذونه فيصبر

(1)

فى مغ: أحمد بن رشيد

ص: 62

على أذاهم». غريب من حديث حبيب والأعمش تفرد به الزاهري.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد في جماعة قالوا ثنا أبو خليفة قال ثنا مسدد قال ثنا أبو الأحوص عن عبد العزيز بن رفيع عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أعتق شركا له في عبد ضمن لشركائه أنصباءهم» . غريب من حديث حبيب وعبد العزيز لم نكتبه إلا من حديث أبي الأحوص.

• حدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا عمر بن حفص السدوسى قال ثنا عاصم ابن على قال ثنا حسان بن إبراهيم عن سعيد بن مسروق عن حبيب بن أبي ثابت عن جابر بن عبد الله: «أن أبا بكر أتاه مال من البحرين فقال: من كانت له عدة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فليقم، فقمت فقلت لي عدة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال وما عدتك؟ قال قلت قال: لئن آتاني الله مالا لأحثين لك هكذا، ثلاث مرات بكفيه، فحثى أبو بكر كما قال بكفيه» .

غريب من حديث حبيب عن جابر تفرد به سعيد الثوري وإنما يعرف من حديث ابن المنكدر عن جابر.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا أحمد بن جعفر الجمال قال ثنا يعقوب بن اسحاق الدشتكى قال ثنا الحمانى قال ثنا الحسن بن عمارة عن حبيب بن أبي ثابت عن أنس بن مالك. قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس الصوف، وينام على الأرض، ويأكل من الارض، ويركب الحمار، ويردف خلفه، ويعقل العنز فيحتلبها، ويجيب دعوة العبد» غريب من حديث حبيب عن أنس تفرد به الحسن.

• حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو قال نا مسعر عن أبي عون عن أبي صالح الحنفي عن علي. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر لي ولأبي بكر: «عن يمين احد كما جبريل والآخر ميكائيل وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال ويكون في الصف» رواه شريك والناس عن مسعر.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا الحسين بن قتيبة

ص: 63

قال نا مسعر عن محمد بن جحادة عن أنس بن مالك قال: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أحي أبواك؟ قال نعم! قال اجلس عندهما» وفي رواية «ففيهما فجاهد» غريب من حديث مسعر ومحمد بن جحادة والصحيح المشهور مسعر عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي العباس الشاعر واسمه السائب بن فروخ عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم.

• حدثنا أحمد بن الحسن بن سهل الواعظ الحمصي ثنا أبو نعيم محمد بن جعفر الرملى قال نا جعفر الطيالسي حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الرمجاني

(1)

قال نا الصلت بن الحجاج قال نا مسعر عن محمد بن جحادة عن أنس بن مالك.

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى في أول شهر رمضان إلى آخر شهر رمضان في جماعة فقد أخذ بحظه من ليلة القدر» غريب المتن والإسناد لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا محمد بن عمرو بن غالب قال ثنا محمد بن أحمد بن المؤمل نا محمد ابن عوف نا كثير بن عبيد نا وكيع عن مسعر عن محمد بن جحادة عن الحسن عن أنس بن مالك. قال: «رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يسوق بدنة فقال: اركبها. قال: إنها بدنة قال اركبها ويلك!» تفرد به محمد بن عوف عن كثير ولمسعر عن محمد بن جحادة عن أبيه وغيره عدة أحاديث مفاريد محمد بن جحادة.

• حدثنا محمد بن إسحاق ثنا إبراهيم بن سعدان قال نا بكير بن بكار قال نا سعد قال نا ابن سحيم. قال: سمعت ابن عمر يقول: «إني لأغتسل ثم استدفي بها» .

• حدثنا أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد الحافظ قال نا احمد بن حمدون ابن عمارة ح. وحدثنا محمد بن إبراهيم قال نا أبو نعيم بن عدي قال نا اسحاق ابن إبراهيم الطلقي قال نا عفان بن سيار الباهلي نا مسعر بن كدام عن جامع

(1)

فى انساب السمعانى: الرمجارى بالراء بعد الجيم الف وليحرر

ص: 64

ابن أبي راشد عن أبي وائل عن عبد الله: «أن النبي صلى الله عليه وسلم علمهم التشهد: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله» . لم نكتبه من حديث مسعر مرفوعا إلا من حديث إسحاق بن إبراهيم الطلقي عن عفان من رواية ابن حمدون عنه وقفه أبو نعيم بن عدي.

• حدثنا أبو محمد بن حيان قال نا عباس بن محمد بن مجاشع نا محمد بن أبي يعقوب نا حسان بن إبراهيم عن مسعر عن أبي شجرة جامع بن شداد عن حسان. قال: كنت أضع لعثمان رضي الله عنه طهوره فسمعته يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يتم وضوءه الذي كتب الله عليه ثم صلى الصلوات الخمس إلا كان كفارة لما بينهن» . رواه عن مسعر غير واحد ولم يرفعه فيما أعلم إلا حسان.

• حدثنا عبد الله بن الحسين بن بانويه الوراق نا محمد بن أحمد بن يوسف ابن عيسى نا إسحاق بن يونس نا نعيم بن ميسرة نا مسعر عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر: «أن النبي صلى الله عليه وسلم دفع من جمع قبل طلوع الشمس» .

غريب من حديث مسعر عن جعفر لم نكتبه إلا من هذا الوجه، وروى مسعر عن جابر الجعفي، وجميع بن عمير، وجواب بن يزيد، وجراد بن مجالد، وجبير.

• حدثنا العباس بن أحمد الكناني نا إسماعيل بن محمد المزنى حدثنى عبد الحميد ابن عبد الله الأموي نا محمد بن يعلى عن مسعر عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد ابن وهب عن أبي ذر. قال: «جئت ليلة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعته في ظل القمر فالتفت فأبصرني. فقال: من هذا؟ فقلت أبو ذر فقال:

إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من أعطاه الله خيرا - يشير بيده هكذا وهكذا من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله». غريب من حديث مسعر عن حبيب تفرد به عبد الحميد الأموي.

• حدثنا محمد بن الحسن بن علي القطينى نا محمد بن معاذ بن عيسى بن ضرار

ص: 65

الهروي نا أبو علي أحمد بن عبد الله الجوباري نا وكيع بن الجراح عن مسعر عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن وهب عن عمر بن الخطاب. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان يوم القيامة جئ بالتوبة في أحسن صورة وأطيب ريح، ولا يجد ريحها إلا مؤمن فيقول الكافر يا ويلتاه أتاك هو لك يزعمون أنهم يجدون ريحا طيبة ولا نجدها، قال فتكلمهم التوبة فتقول لو قبلتموني في الدنيا لأطبت ريحكم اليوم، قال فيقول الكافر أنا أقبلك الآن قال فينادي ملك من السماء لو أتيتم بالدنيا وما فيها وكل ذهب وفضة وبكل شيء كان في الدنيا ما قبل منكم توبة، فتبرأ منهم التوبة وتبرأ منهم الملائكة وتجئ الخزنة فمن شمت منه ريحا طيبة تركته ومن لم تشم منه ريحا طيبة ألقته في النار» غريب من حديث مسعر والجوباري وإسماعيل بن يحيى التيمي

(1)

كلاهما متروكان.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد نا الحارث بن أبي أسامة نا الحسن بن قتيبة نا مسعر عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي العباس عن عبد الله بن عمر. قال:

«جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أحي أبواك؟ قال نعم! قال ففيهما فجاهد» مشهور من حديث مسعر رواه عنه سليمان التيمي وابن عيينة والناس.

• حدثنا جعفر بن محمد الصائغ نا محمد بن سابق نا مسعر عن حبيب بن أبي ثابت عن طاوس عن ابن عمر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«صلاة الليل مثنى مثنى، وإذا خفت الصبح فركعة» صحيح مشهور من حديث مسعر عن حبيب.

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم ومحمد بن المظفر قالا: نا عبيد الله بن ثابت الكوفي عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه: اللهم ارزقنا من فضلك ولا تحرمنا رزقك، وبارك لنا فيما رزقتنا، واجعل غنانا في أنفسنا، واجعل رغبتنا فيما

(1)

كذا فى الاصل ولم يرد فى أصل السند ذكر لاسماعيل بن يحيى

ص: 66

عندك» غريب من حديث مسعر تفرد به عنه وكيع.

(1)

.

• حدثنا جعفر بن محمد بن عمر أبو حصين الوادعي قال ثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني قال ثنا أبو بكر بن عياش قال ثنا أبو حصين عن حبيب بن أبي ثابت عن حكيم بن حزام رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه دينارا يشتري له به أضحية، فاشتراها فأتاه رجل فأربحه فباعه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بدينار وأضحية، فقال يا رسول الله اشتريت لك أضحية ثم بعت وربحت دينارا. فقال النبى صلى الله عليه وسلم:«بارك الله لك فى تجارتك وفى صفقتك، فضحى بالشاة وتصدق بالدينار» لم يروه عن حبيب إلا أبو حصين.

• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا محمد بن إسماعيل العطار العسكري قال ثنا سفيان بن عثمان قال ثنا كهمس بن عثمان قال ثنا الحسن بن عمارة عن حبيب ابن أبي ثابت عن عبد الله بن أبي أوفى. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل شيء صفوة وصفوة الصلاة التكبيرة الأولى» غريب من حديث حبيب والحسن لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا محمد بن المظفر قال ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا أحمد بن يحيى الأودي قال ثنا إسماعيل بن أبى الحكم قال ثنا يحيى بن اليمان عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف» .

غريب من حديث حبيب وسفيان لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا عمر بن حفص السدوسى قال ثنا عاصم ابن علي قال ثنا كامل أبو العلاء عن حبيب بن أبي ثابت عن أم سلمة. قالت:

«كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اطلى ولى عانته بيده» . غريب من حديث

(1)

من صفحة 63 سطر 21 بعد قوله حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو الى هنا زيادة فى المغربية وفى اكثر احاديث هذه الزيادة سقط فى السند حتى انه لم يأت بذكر لحبيب بن أبى ثابت المترجم له فى بعضها اقتضى التنبيه

ص: 67

حبيب تفرد به كامل.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب [قال ثنا أبو داود قال ثنا شعبة عن حبيب بن أبي ثابت]

(1)

عن الأعمش وعبد العزيز بن رفيع عن زيد بن وهب عن أبي ذر. قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«يا أبا ذر بشر الناس أنه من قال لا إله إلا الله دخل الجنة» .

• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد قال ثنا الحسن بن علي بن زياد قال ثنا عبيد بن إسحاق قال ثنا كامل عن حبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن جعدة عن زيد بن أرقم. قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما بعث الله نبيا إلا عاش نصف ما عاش النبي الذي كان قبله» .

• حدثنا ابو بكر بن خلاد قال نا الحارث بن أبي أسامة ومحمد بن الفرج قالا: ثنا محمد بن عبد الله بن كناسة قال ثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد الله بن باباه عن عبد الله بن عمرو

(2)

قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أريد الجهاد، فقال:«أحي أبواك؟» قال نعم! قال «ففيهما فجاهد» رواه مسعر والثوري وشعبة عن حبيب مثله

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا عبد العزيز بن أبان قال ثنا مسعر ح. وحدثنا فاروق الخطابى قال ثنا محمد بن محمد بن حيان قال ثنا محمد بن كثير قال ثنا سفيان ح. وحدثنا محمد بن إسحاق قال ثنا إبراهيم بن سعد قال ثنا بكر بن بكار قال ثنا شعبة كلهم عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد الله بن باباه عن عبد الله بن عمرو. عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. ورواه معمر عن حبيب فخالف الجماعة.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا إبراهيم بن محمد بن برة الصنعاني قال ثنا محمد بن عبد الرحيم بن شروس قال ثنا رباح بن زيد عن معمر عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر. قال: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم» فذكر مثله. ورواه المسيب بن شريك عن الثوري عن حبيب فخالف أصحاب الثوري وأصحاب حبيب.

• حدثنا أبو أحمد الغطريفي قال ثنا

(1)

لم ترد فى مغ

(2)

فى مغ: عمر وكذا فى الرواية التى تلى هذه

ص: 68

محمد بن القاسم بن هاشم قال ثنا ابى قال ثنا المسيب بن شريك عن سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عباس. قال: «استأذن رجل النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد» فذكر نحوه.

• حدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا عمر بن حفص السدوسي قال ثنا عاصم ابن على قال ثنا قيس بن الربيع عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «أول من يدعى إلى الجنة الحمادون الذين يحمدون الله على السراء والضراء» . رواه شعبة عن حبيب مثله وبالله التوفيق.

‌عبد الرحمن بن أبي نعم

قال الشيخ رحمه الله تعالى: ومنهم الوافد المواصل، العابد العامل، عبد الرحمن بن أبي نعم. واصل ليصل، وعامل ليقبل.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن الحسن بن علي ثنا إسحاق الشهيد ثنا عمران بن عيينة عن عطاء بن السائب. قال: كان عبد الرحمن بن أبي نعم يواصل خمسة عشر يوما لا يأكل ولا يشرب.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو سعيد الأشج ثنا حفص بن غياث عن عبد الملك ابن أبي سليمان. قال: كنا نجمع مع عبد الرحمن بن أبى نعم وهو يلبي بصوت حزين، ثم يأتي خراسان وأطراف الأرض، ثم يوافي مكة وهو محرم، وكان يفطر في الشهر مرتين، قال فطلب إليه رجل من أصحابه يفطر عنده، فقال:

اجمع لي لبنا حليبا وسمنا، قال فشربه، فلما صار في بطنه تقعقعت أمعاؤه.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد ثنا محمد بن حميد ثنا جرير عن مغيرة. قال: كان عبد الرحمن بن أبي نعم يفطر في رمضان مرتين، وكنا إذا قلنا له كيف أنت يا أبا الحكم؟ قال: إن نكن أبرارا فكرام أتقياء، وإن نكن فجارا فلئام أشقياء.

ص: 69

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سفيان بن عيينة عن سالم بن أبي حفص. قال: كان ابن أبي نعم يحرم من السنة إلى السنة، وكان يقول فى تلبيته لبيك، لو كان رياء لاضمحل لبيك.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن يحيى بن منده ثنا محمد بن حميد ثنا جرير عن ابن شبرمة. قال: كان ابن أبي نعم يحرم من السنة إلى السنة، فآذاه القمل فدعا ربه عز وجل، فوقعت كبة بين يديه

(1)

.

• حدثنا محمد بن أبي أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا يزيد بن مهران ثنا أبو بكر بن عياش عن مغيرة. قال: جاء ابن أبي نعم إلى الحجاج وهو يقتل في الجماجم، فقال: يا حجاج لا تسرف في القتل إنه كان منصورا، قال والله لقد هممت أن أروي الأرض من دمك؟ قال: يا حجاج ما في بطنها أكثر مما على ظهرها، فلم يقتله.

أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه - ثنا إسحاق بن بهلول ثنا ابن فضيل عن أبيه عن ابن أبي نعم: أنه مر على خربة، فنادى من أخربك؟ فأجابه شيء منها: أخربنى مخرب القرون الأولى.

أسند عبد الرحمن بن أبي نعم عن عدة من الصحابة منهم: عبد الله بن عمر، وأبو سعيد الخدري، وأبو هريرة رضي الله عنهم.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا شعبة عن محمد بن أبي يعقوب عن ابن أبي نعم. قال: كنت عند ابن عمر فسئل عن المحرم يقتل الذباب. فقال: يا أهل العراق تسألوني عن المحرم يقتل الذباب وقد قتلتم ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«هما ريحانتاى من الدنيا» .

• حدثنا فاروق الخطابي قال ثنا أبو مسلم الكشى قال ثنا حجاج بن المنهال وأبو عمرو

(2)

الضرير ح.

وحدثنا أبو أحمد الغطريفي قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا عبد الله بن محمد

(1)

أى أن القمل تجمع فصار مثل الكبة وسقط من على جسمه بين يديه ببركة دعائه.

(2)

فى مغ: ابو عمرو مثله فى الخلاصة

ص: 70

ابن أسماء ح. وحدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا محمد بن يحيى المروزي قال ثنا عاصم بن علي قال ثنا مهدى بن ميمون قال ثنا محمد بن أبي يعقوب عن ابن أبي نعم. قال: كنت جالسا عند ابن عمر وجاءه رجل يسأله عن دم البراغيث، فقال ابن عمر: انظروا إلى هذا يسألني عن دم البراغيث وقد قتلوا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«هما ريحانتاي من الدنيا» صحيح متفق عليه من حديث شعبة ومهدي.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ح.

وحدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا علي بن عبد العزيز قال ثنا أبو نعيم قال ثنا الحكم ابن عبد الرحمن بن أبي نعم قال ثنا أبو سعيد الخدري. قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، إلا ابنى الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا» لفظ سليمان.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبى أسامة قال ثنا خلف بن الوليد الجوهرى قال ثنا إسماعيل بن زكرياء عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي نعم عن أبي سعيد الخدري.

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حسن وحسين سيدا شباب أهل الجنة» رواه الثوري وحمزة الزيات عن يزيد مثله. ورواه يزيد بن مردانية عن عبد الرحمن بن أبي نعم. [قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة]».

(1)

.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا إسحاق بن الحسن الحربي قال ثنا عفان بن مسلم قال ثنا عبد الواحد بن زياد قال ثنا عمارة بن القعقاع قال ثنا عبد الرحمن بن أبي نعم عن أبي سعيد الخدري: أن عليا بعث إلى النبى صلى الله عليه من اليمن بذهب فى أديم مقروظ لم تخلص من ترابها، فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أربعة؛ الأقرع بن حابس، وعيينة بن بدر، وزيد الخيل، وعلقمة بن علاثة - أو عامر بن الطفيل فقام رجل غائر العينين،

(1)

زيادة فى مغ والمختصر

ص: 71

منتشر المنخرين، كث اللحية، محلوق الرأس، مشمر الازار، فقال: يا محمد أعدل، فو الله ما عدلت منذ اليوم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا تأمنوني وأنا أمين في السماء، يأتيني خبر السماء صباحا ومساء؟ قالوا يا رسول الله: ألا نقتله؟ قال لا! لعله يكون يصلي، قالوا: وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه!! قال: إني لم أومر أن أشق على قلوب الناس، فلما ولى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج من ضئضئ

(1)

هذا قوم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ثم قال لئن بقيت لهم لأقتلنهم» صحيح متفق عليه من حديث عمارة. ورواه قيس بن الربيع وسلام بن سليم عن سعيد بن مسروق عن عبد الرحمن بن أبي نعم.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا قيس بن الربيع وسلام بن سليم عن سعيد بن مسروق عن عبد الرحمن ابن أبي نعم عن أبي سعيد: أن عليا بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهب في عربتها، فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بين أربعة؛ بين عيينة، وبين قلقمة، والأقرع، وزيد الخيل، فغضبت قريش والأنصار وقالوا: يعطي صناديد أهل نجد ويدعنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما أعطيهم أتألفهم» . فذكر الحديث مثله وقال: «لأقتلنهم قتل عاد» . رواه سفيان الثورى عن ابيه عن سعيد بن مسروق مثله.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال ثنا عارم بن المفضل قال ثنا عبد الله بن المبارك قال حدثني فضيل بن غزوان عن ابن أبي نعم البجلي عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من قذف مملوكه أقيم عليه الحد يوم القيامة، إلا أن يكون كما قال» .

رواه يحيى القطان عن فضيل مثله، وهو صحيح متفق عليه.

• حدثنا محمد بن عمر

(2)

قال ثنا يوسف بن يعقوب القاضي قال ثنا محمد ابن أبي بكر قال ثنا يحيى بن سعيد عن فضيل بن غزوان عن ابن أبي نعم

(1)

الضئضئ: الاصل أى يخرج من نسله وعقبه

(2)

فى مغ: ابن معمر

ص: 72

البجلي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «الذهب بالذهب مثلا بمثل. [والفضة بالفضة مثلا بمثل]

(1)

وزنا بوزن من زاد وازداد فقد أربى». رواه مغيرة بن مقسم عن ابن أبي نعم فقال عن أبي سعيد الخدري عن النبى عليه الصلاة والسلام.

‌خلف بن حوشب

قال الشيخ: ومنهم ذو السمت المهذب، والكلام المحبب، أبو عبد الرحمن خلف بن حوشب.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عباس بن حمدان الحنفي ثنا حجاج بن حمزة ثنا حسين بن علي الجعفي عن إبراهيم بن الربيع عن أبي راشد. قال: كان أبي معجبا بخلف بن حوشب، فقلت يا أبت إنك لتعجب بهذا الرجل!؟ فقال:

يا بني إنه نشأ على طريقة حسنة فلم يزل عليها

(2)

. قال: وكان خلف يكنى بأبي مرزوق، فقال له ربيع: حولها، فقال له خلف: فاكنني، قال فأنت أبو عبد الرحمن.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المؤذن ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر ابن عبيد حدثني [محمد بن الحسين حدثني إبراهيم بن عبيد حدثنى]

(3)

عبد السلام ابن حرب عن خلف بن حوشب. قال: لم تطب لأحد الحياة وهو يذكر الموت في كل حين مرة.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبد السلام بن حرب عن خلف بن حوشب. قال: قال عيسى عليه السلام للحواريين: يا ملح الأرض لا تفسدوا، فإن الشيء إذا فسد لا يصلحه إلا الملح واعلموا أن فيكم خصلتين؛ الضحك من غير عجب والتصبح من غير سهر.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا علي بن إسحاق ثنا الحسين بن الحسن ثنا ابن

(1)

لم ترد فى مغ

(2)

فى البغية: فلم يزل عنها

(3)

لم ترد فى مغ

ص: 73

المبارك ثنا ابن عيينة عن خلف بن حوشب. قال: قال عيسى بن مريم عليه السلام للحواريين: كما ترك لكم الملوك الحكمة، فدعوا لهم الدنيا.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا محمد بن بشر عن خلف بن حوشب. قال: دخل جبريل أو ملك على يوسف عليه السلام وهو في السجن، فقال: أيها الملك الطيب الريح، الطاهر الثياب، أخبرني عن يعقوب، أو ما فعل يعقوب؟ قال: ذهب بصره، قال ما بلغ من حزنه؟ قال حزن سبعين ثكلى، قال وما أجره؟ قال أجر مائة شهيد.

روى خلف بن حوشب عن عدة من التابعين منهم: الحكم، ومجاهد، وأبو إسحاق السبيعي، وغيرهم.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أبو شعيب الحراني قال ثنا جدي أحمد ابن أبي شعيب قال ثنا حكيم بن نافع قال ثنا خلف بن حوشب عن الحكم بن عتيبة عن سعيد بن المسيب. قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من أعان على قتل مؤمن ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله» غريب تفرد به حكم عن خلف رواه هلال بن العلاء والمتقدمون عن أحمد بن سعيد بن أبي شعيب.

• حدثنا أبو إسحاق بن حمزة قال ثنا [عبد الغفار بن الحكم قال ثنا]

(1)

سوار بن مصعب عن ليث وخلف بن حوشب ومجاهد عن عائشة. قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الربا بضع وسبعون بابا، أصغرها كالواقع على أمه، والدرهم الواحد من الربا أعظم عند الله من ستة وثلاثين زنية» غريب من حديث خلف لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا الحسن بن علي الوراق قال ثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال ثنا يونس ابن سابق قال ثنا أبو بدر قال ثنا خلف بن حوشب عن أبي إسحاق عن عبد خير عن علي. قال: «سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلى أبو بكر، وثلث عمر رضي الله تعالى عنهما» رواه منصور بن دينار عن خلف فقال:

(1)

لم ترد فى مغ

ص: 74

عن أبي هاشم السابري عن سعيد الجارحي عن علي مثله.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا منجاب ح. وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن المقرى قال ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن أبي أسد

(1)

قالوا ثنا شريك عن خلف بن حوشب عن ميمون بن مهران. قال: «قلت لأم الدرداء

(2)

سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا؟ قالت سمعته يقول: «أول ما يوضع في الميزان الخلق الحسن» .

• حدثنا محمد بن عمر بن مسلم قال ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية وعلي بن إسحاق ومحمد بن أبان قالوا ثنا يوسف بن حوشب قال ثنا أبو يزيد الأعور عن عمرو بن مرة عن ذر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تذهب الدنيا حتى يملك رجل من أهل بيتى يواطئ اسمه اسمي» قال محمد بن عمر: سألت أبا العباس بن عقدة عن أبي يزيد الأعور فقال: هو خلف بن حوشب. غريب من حديث يوسف بن حوشب وخلف لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

‌الربيع بن أبي راشد

قال الشيخ رحمه الله: ومنهم الحاضر الشاهد، الذاكر الواجد، الربيع ابن أبي راشد.

• حدثنا عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن ثنا إبراهيم الحربي ثنا أحمد بن محمد ثنا حسين الجعفي عن مالك بن مغول. قال: رؤى الربيع بن أبي راشد ذات يوم على صندوق من صناديق الحدادين، فقال له قائل: يا أبا عبد الله لو دخلت المسجد فجالست إخوانك، فقال: لو فارق ذكر الموت قلبى

(1)

فى مغ: واحمد بن حسن وقوله: قالوا كذا فى النسختين

(2)

كذا فى ز وفى المختصر ومغ: لابى الدرداء ويسند الخبر اليه

ص: 75

ساعة واحدة خشيت أن يفسد علي قلبي.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا الحسين بن الحسن ثنا عبد الله بن المبارك ثنا مالك. قال: قيل للربيع بن أبي راشد ألا تجلس فتحدث؟ قال: إن ذكر الموت إذا فارق قلبي ساعة أفسد علي قلبي. قال مالك: ولم أر رجلا أظهر حزنا منه.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني الفضيل ابن سهل ثنا أبو أحمد الزبيري حدثني من سمع عمر بن ذر يقول: كنت إذا رأيت الربيع بن أبي راشد كأنه مخمار من غير شراب.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو معمر عن ابن عيينة قال قال ابن ذر: أخذ الربيع بيدي في السوق، فقال من سأل الله مرضاته فقد سأله عظيما.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ح. وحدثنا أحمد بن إسحاق ثنا العباس بن حمدان ثنا حجاج بن حمزة ثنا الحسين بن علي عن عمر بن ذر. قال: لقيني الربيع بن أبي راشد في السدة في السوق، فأخذ بيدي فنحاني وقال: يا أبا ذر من سأل الله رضاه فقد سأله أمرا عظيما.

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ثنا الأخنسي ثنا أبو بكر بن عياش. قال: لو رأيت منصور بن المعتمر والربيع بن أبي راشد وعاصما في الصلاة، وقد وضعوا لحاهم على صدورهم عرفت أنهم من أبرار الصلاة.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المؤذن ثنا الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني محمد بن الحسين ثنا القاسم بن أبي سعيد حدثني ابن لمسعر بن كدام عن مالك بن مغول. قال: قال الربيع بن أبي راشد لولا ما يأمل المؤمنون من كرامة الله تعالى لهم بعد الموت لانشقت في الدنيا مرائرهم، ولتقطعت في الدنيا أجوافهم.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن الحسين ثنا القاسم بن محمد الكناسي قال سمعت عمر بن ذر. يقول: قال

ص: 76

الربيع بن أبي راشد - ورأى رجلا مريضا يتصدق بصدقة يقسمها بين جيرانه - الهدايا أمام الزيارة، فلم يلبث الرجل إلا أياما حتى مات، فبكى عند ذلك الربيع وقال: أحس والله بالموت، وعلم أنه لا ينفعه من ماله إلا ما قدم بين يديه.

• حدثنا أبي ثنا عبد الله بن محمد بن عمر ثنا محمد بن أبي عمر

(1)

ثنا سفيان ابن عيينة عن خلف بن حوشب. قال: كنا مع الربيع بن أبي راشد، فسمع رجلا يقرأ {(يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة)} فقال: لولا أن أخالف من كان قلى ما زايلت مسكني حتى أموت

(2)

.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا سعيد بن سلمة الثوري ثنا محمد بن يحيى العبدي ثنا أبو غسان عن عبد السلام بن حرب عن خلف بن حوشب. قال:

قال لي الربيع بن أبي راشد: اقرأ علي فقرأت عليه {(يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث)} فقال: لولا أن تكون بدعة لسحت أو همت فى الجبال.

[حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني الوليد ابن شجاع ثنا الحسين بن علي الجعفي عن سفيان الثوري. قال: ما رأيت جنازة تبعها من الناس ما تبع جنازة الربيع بن أبي راشد]

(3)

.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا الحسن ابن علي. قال: قال أبو عبد الملك: كنا جلوسا عند حبيب بن أبي ثابت، ومعنا الربيع بن أبى راشد والربيع محتب، فجاء رجل فتكلم بكلام من كلام الناس، فحل الربيع حبوته وانتعل، ثم قام فخرج، فقال حبيب للرجل: ما صنعت؟ أفسدت علينا مجلسنا.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني محمد بن الحسين عن يحيى بن يمان عن سفيان. قال: لم يكن بالكوفة رجل أكثر ذكرا للموت من الربيع بن أبي راشد [قال

(4)

وسمعت سفيان يقول أن كان الربيع ابن أبي راشد] من الموت لعلى حذر.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا

(1)

فى مغ: عمرو

(2)

فى تحصيل البغية: وفى رواية لولا ان اخالف من كان قبلى لكانت الجبانة مسكنى حتى اموت.

(3)

زيادة فى مغ

(4)

لم ترد فى مغ

ص: 77

أبو بكر بن عبيد حدثني محمد بن الحسين عن سفيان بن عيينة. قال: قال الربيع ابن أبي راشد: حال ذكر الموت بيني وبين كثير من التجارة.

• حدثنا محمد بن أحمد بن النضر والوليد بن أحمد قالا ثنا عبد الرحمن بن محمد بن إدريس [ثنا محمد بن يحيى الواسطي ثنا محمد بن الحسين البرجلاني ثنا يحيى بن إسحاق]

(1)

ثنا النضر بن إسماعيل. قال: مر الربيع بن أبي راشد برجل به زمانة، فجلس يحمد الله ويبكي، فمر به رجل فقال ما يبكيك رحمك الله؟ قال: ذكرت أهل الجنة وأهل النار، فشبهت أهل الجنة بأهل العافية، وأهل النار بأهل البلاء، فذلك الذي أبكاني.

أسند الربيع عن منذر الثوري، وفي حديثه قلة.

• حدثنا أبو إسحاق بن حمزة وأبو محمد بن حيان قالا ثنا محمد بن محمد بن سليمان قال ثنا هاشم بن ناجية قال ثنا عطاء بن مسلم قال ثنا سفيان وواصل عن الربيع بن أبي راشد عن منذر الثوري عن محمد بن علي

(2)

. قال: «قلت لأبي يا أبت من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر، قلت ثم من؟ قال عمر، فكرهت أن أسأله عن الثالث» .

• حدثنا أبو اسحاق ابن حمزة قال ثنا أبو سعيد القصبي وجبير بن محمد الواسطيان ح. وحدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن صالح الذراع قال ثنا عمار بن خالد قال ثنا على ابن غراب عن سفيان الثوري عن الربيع بن أبي راشد عن منذر الثوري عن محمد بن الحنفية. قال: «قلت لأبي يا أبت من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال أبو بكر، قلت ثم من؟ قال عمر، قلت ثم أنت؟ قال أنا رجل من المسلمين» .

قال الشيخ رحمه الله:‌

‌ ذكر جماعة من تابعي التابعين من أهل الكوفة

والمعدودين فيهم

(1)

زيادة فى مغ.

(2)

فى المختصر: محمد بن على بن الحسين وسيأتى من الطريق الآخر: محمد بن الحنفية فيكون هو محمد بن على حسب.

ص: 78

‌كرز بن وبرة الحارثي

فمنهم كرز بن وبرة الحارثي. كان يسكن جرجان، كوفي الأصل، له الصيت البليغ، والمكان الرفيع في النسك والتعبد، كما كان يغلب عليه المؤانسة والمشاهدات، فيشهده شتى الملاطفات، ويؤنسه خفي المخاطبات.

وقيل: إن التصوف النزوح بالاستيناس، والتنوح من الاستيحاش.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا شريح بن يونس ثنا محمد بن فضيل بن غزوان عن أبيه. قال: دخلت على كرز بن وبرة بيته، فإذا عند مصلاه حفيرة قد ملأها تبنا وبسط عليها كساء من طول القيام، فكان يقرأ في اليوم والليلة القرآن ثلاث مرات.

• حدثنا أبو الحسن صباح ابن محمد النهدي ثنا محمد بن الحسين الخثعمي ثنا على بن المنذر ثنا ابن فضيل.

قال: كان كرز يختم القرآن في كل يوم وليلة ثلاث ختمات.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني سعيد بن عثمان أبو عثمان قال سمعت ابن عيينة يقول قال ابن شبرمة: سأل كرز بن وبرة ربه أن يعطيه اسمه الأعظم على أن لا يسأل به شيئا من الدنيا، فأعطاه الله ذلك فسأل أن يقوى حتى يختم القرآن في اليوم والليلة ثلاث ختمات.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو معمر ثنا سفيان عن ابن شبرمة. قال: صحبت كرزا في سفر، وكان إذا مر ببقعة نظيفة نزل فصلى.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن روح كذا ثنا محمد بن أشكيب ثنا أبو داود الحفري. قال: دخلت على كرز بن وبرة بيته فإذا هو يبكي، فقلت له ما يبكيك؟. قال: إن بابي مغلق، وان سترى لمسبل، ومنعت حزبى أن اقرأه البارحة، وما هو إلا من ذنب أحدثته.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الرحمن بن الحسن ثنا أبو غسان أحمد بن محمد بن إسحاق ثنا الحارث ابن مسلم عن ابن المبارك عن كرز بن وبرة. قال: عجزت عن حزبي وما أراه

ص: 79

إلا بذنب، وما أدري ما هو!!.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد ثنا شريح بن يونس ثنا محمد بن الفضيل بن غزوان عن أبيه. قال: كان لكرز عود عند المحراب يعتمد عليه إذا نعس.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أبو شعيب الحراني ثنا أحمد بن عمران الاخنسى ثنا محمد بن فضيل بن غزوان حدثني أبي: أن كرز بن وبرة الحارثي دخل على ابن شبرمة يعوده وهو مبرسم، فتفل فى أذنه فبرئ.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني شريح ابن يونس عن محمد بن فضيل عن أبيه - أو عن نفسه-. قال: كان كرز إذا خرج أمر بالمعروف فيضربونه حتى يغشى عليه.

• حدثنا عبيد الله بن محمد ثنا عبد الله بن محمد بن زكرياء ثنا سلمة بن شبيب ثنا سهل بن عاصم ثنا سلم الخواص ثنا أبو طيبة الجرجاني. قال: قلنا لكرز بن وبرة ما الذى يبغضه البر والفاجر؟ قال: العبد يكون من أهل الآخرة ثم يرجع إلى الدنيا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني خلف بن تميم. قال: سمعت أبي يذكر قال: قدم علينا كرز بن وبرة الحارثي من جرجان، فانجفل إليه قراء الكوفة، فكنت فيمن أتاه وما سمعت منه إلا كلمتين، قال: صلوا على نبيكم صلى الله عليه وسلم فإن صلاتكم تعرض عليه، قال وقال: اللهم اختم لنا بخير، وما رأيت في هذه الأمة أعبد من كرز، كان لا يفتر يصلي في المحمل، فإذا نزل من المحمل افتتح الصلاة.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن نصر ثنا أحمد بن كثير حدثني جرير بن زياد بن وبرة الحارثي عن شجاع بن صبيح مولى كرز بن وبرة قال أخبرني أبو سليمان المكتب. قال: صحبت كرزا إلى مكة، فكان إذا نزل أخرج ثيابه فألقاها فى الرحل، ثم تنحى للصلاة، فاذا سمع رغاء الابل أقبل، فاحتبس يوما عن الوقت، فانبث أصحابه في طلبه فكنت فيمن طلبه، قال

ص: 80

فأصبته فى وهدة يصلي في ساعة حارة، وإذا سحابة تظله، فلما رآني أقبل نحوي فقال: يا أبا سليمان لي إليك حاجة، قال قلت وما حاجتك يا أبا عبد الله؟ قال: أحب أن تكتم ما رأيت، قال قلت ذلك لك يا أبا عبد الله، فقال أوثق لى، فخلفت ألا أخبر به أحدا حتى يموت.

[حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن نصر ثنا أحمد بن كثير حدثتني روضة مولاة كرز. قال: قلنا لها. من أين ينفق كرز؟ قالت: كان يقول لي يا روضة إذا أردت شيئا فخذي من هذه الكوة، قالت فكنت آخذ كلما أردت]

(1)

.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن نصر ثنا أحمد بن كثير حدثنى اسحاق ابن ابراهيم ثنا محمد بن فضيل قال سمعت أبي يقول: لم يرفع كرز رأسه إلى السماء أربعين سنة.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا أحمد الدورقي حدثني عمرو بن حميد أبو سعيد أخبرني رجل من أهل جرجان. قال: لما مات كرز الحارثي رأى رجل فيما يرى النائم كأن أهل القبور جلوس على قبورهم وعليهم ثياب جدد، فقيل لهم ما هذا؟ فقالوا: إن أهل القبور كسوا ثيابا جددا لقدوم كرز عليهم.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا علي بن المنذر ثنا محمد بن فضيل، قال: سمعت ابن شبرمة يقول:

(لو شئت كنت ككرز في تعبده

أو كابن طارق حول البيت فى الحرم)

(قد حال دون لذيذ العيش خوفهما

وسارعا في طلاب الفوز والكرم)

قال: وكان محمد بن طارق يطوف في كل يوم وليلة سبعين أسبوعا؛ وكان كرز يختم القرآن في كل يوم وليلة ثلاث ختمات.

• أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه حدثني عبد الرحمن بن الحسن

(2)

ثنا أبو حفص النيسابورى ثنا الصلت بن مسعود ثنا ابن عيينة قال سمعت ابن شبرمة يقول: قلت لابن هبيرة:

(1)

زيادة فى مغ.

(2)

فى مغ: ابن الكيس

ص: 81

لو شئت كنت ككرز في تعبده

أو كابن طارق حول البيت فى الحرم

قد حال دون لذيذ العيش خوفهما

وسارعا في طلاب الفوز والكرم

فقال لي ابن هبيرة: من كرز ومن ابن طارق؟ قال قلت أما كرز فكان إذا كان في سفر واتخذ الناس منزلا اتخذ هو منزلا للصلاة، وأما ابن طارق فلو اكتفى أحد بالتراب كفاه كف من تراب. قال: أبو حفص: ذكروا أن ابن طارق كان يقدر طوافه في اليوم عشر فراسخ.

• [

حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني شريح بن يونس ثنا محمد بن فضيل. قال:

رأيت ابن طارق في الطواف قد انفرج له أهل الطواف عليه نعلان مطرقتان فخزروا طوافه في ذلك الزمان فإذا هو يطوف في اليوم والليلة عشر فراسخ]

(1)

.

أسند كرز عن طاوس، وعطاء، والربيع بن خيثم، ومحمد بن كعب القرظي، وغيرهم.

• حدثنا أبو عبد الله محمد بن جعفر قال أخبرني علي بن محمد بن يحيى الخالدي الطوسي في كتابه قال ثنا جعفر بن خالد بن عبد الله بسمرقند قال ثنا علي ابن إسحاق بن إبراهيم بن مسلم بن رزين قال ثنا محمد بن الفضل قال ثنا محمد ابن سوقة عن كرز عن طاوس عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أنه قال: «على الركن اليماني ملك موكل به منذ خلق الله السموات والأرض، فإذا مررتم به فقولوا ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، فإنه يقول آمين» . وقال كرز: إذا مررت بالحجر الأسود فكبر وصل على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قل: اللهم تصديقا بكتابك، وأخذا بسنة نبيك صلى الله عليه وسلم.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله قال ثنا يعقوب بن يوسف عن

(2)

عاصم البخاري قال ثنا محمد بن عيسى بن حيان قال ثنا محمد بن الفضل عن كرز بن وبرة عن طاوس

(3)

. قال: سمعت ابن عباس يقول: «إذا كان صبيحة يوم عرفة وقوض أهل منى بأبنيتهم متوجهين إلى عرفات، نادى جبريل بصوت يسمعه ما بين

(1)

زيادة فى مغ

(2)

فى مغ: يوسف بن عاصم

(3)

فى الاصلين عن طارق

ص: 82

الأرض إلى السماء إلا الثقلين، أن توجهوا فقد غفرت ذنوبكم، وأوجبت أجوركم، عطية من الله» هكذا حدثناه موقوفا.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا إبراهيم بن أحمد بن مروان الواسطي قال ثنا محمد بن الفضل عن كرز عن طاوس عن ابن عباس. قال: «دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي محتبيا محلل الإزار» .

• حدثنا عبد الله بن الحسين بن بالويه قال ثنا محمد بن محمد قال ثنا إسحاق بن خلف قال ثنا محمد بن أبي السري قال ثنا عيسى بن موسى

(1)

عن محمد بن الفضل ابن عطية عن كرز بن وبرة عن عطاء عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:

أنه قال ذات يوم: «خذوا زينة الصلاة» قيل وما زينة الصلاة؟ قال «البسوا نعالكم فصلوا فيها» .

• حدثنا محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين

(2)

الجندى قال ثنا أبو زرعة أحمد بن موسى المكي قال ثنا علي بن حرب قال ثنا جعفر بن أحمد بن بهرام قال ثنا علي بن الحسن

(3)

عن أبي ظبية عن كرز بن وبرة عن الربيع بن خيثم عن ابن مسعود. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نوم الصائم عبادة ونفسه تسبيح ودعاؤه مستجاب» .

• حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن أحمد المقرى قال ثنا عمر بن أيوب السقطي قال ثنا محمد بن بكار قال ثنا محمد بن الفضل بن عطية عن كرز بن وبرة الحارثي عن محمد بن كعب القرظي. قال: ذكر عبد الله بن عمر القدرية، فقال ابن عمر:«لعنت القدرية على لسان سبعين نبيا منهم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وقال ابن عمر: إذا كان يوم القيامة وجمع الله الخلق في صعيد واحد نادى مناد يسمع الأولين والآخرين: أين خصماء الله؟ فتقوم القدرية» .

(1)

فى مغ: ابن مريم وفى الطبقة عيسى بن موسى كثيرون

(2)

فى مغ: ابن الحسن الجيرى

(3)

وفيها: ابن الحسين

ص: 83

‌عبد الملك بن أبجر

قال الشيخ رضي الله تعالى عنه: ومنهم المتقي الأنور، الباكي الأغزر عبد الملك بن سعيد بن أبجر.

• حدثنا أبو بكر بن أسلم ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا الوليد بن شجاع حدثني أبي. قال: كان ابن أبجر من شدة التوقي كأنما يتكلم بالمعاريض، وكان ابن أبجر إذا رأى شيئا يكرهه. قال: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم فلا يزال يرددها حتى يعلم أنه قد كره شيئا. وكان ابن أبجر من شدة التوقي يقول من لا يعرفه كأنه غبي. وكان ابن ابجر يعالج من نفسه شدة شديدة، ولكن لا يتكلم بشيء.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحسن بن علي العمري قال ثنا عبد الله بن عمر بن أبان قال ثنا مالك بن إسماعيل قال ثنا موسى بن الأشيم عن جعفر الأحمر. قال: كان أصحابنا البكاءون أربعة؛ عبد الملك بن أبجر، ومحمد بن سوقة، ومطرف بن طريف، وأبو سنان ضرار بن مرة.

• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني الوليد بن شجاع حدثني أبي قال: كنت لا أكاد ألقى عبد الملك بن أبجر إلا قال نقصت الأعمار بعدك، واقتربت الآجال، ما فعل جيرانك؟ يعني أهل القبور. ثم يقول: أمر يريد الله إدباره متى يقبل؟!.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو معمر ثنا سفيان. قال: قال سلمة بن كهيل: ما بالكوفة أحد أكون في مسلاخه أحب إلي من ابن أبجر.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبو عبد الله الأودي ثنا مسدد عن بعض أصحابه عن سفيان الثوري. قال: خمسة من أهل الكوفة يزدادون في كل يوم خيرا، فذكر ابن أبجر، وأبا حيان التيمي، وابن سوقة، وعمرو بن قيس، وأبا سنان.

ص: 84

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل]

(1)

.

حدثني عبد الله بن عمر القرشي حدثني حسين الجعفي. قال: كنت عند عبد الملك بن أبجر وقد أبق غلام له، وكان له بابان، فلم يعلم حتى جاء الغلام، فقال له عبد الملك: فلان ويحك أبقت؟ لم تقبل لك صلاة! من أي باب خرجت [أأحد خير لك منا؟ ما أحسبك تجد أحدا خيرا لك منا، من أي باب خرجت]

(2)

حين ذهبت؟ قال من هذا الباب، قال ادخل منه واستغفر الله لك، يا فلانة أطعميه فانه أحسبه جائعا.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثنى عبد الله بن عمر حدثني أبو غسان قال سمعت ابن عيينة يقول: قال ابن لعبد الملك بن أبجر لغلام لهم يا حائك. قال: تعيره بشيء نحن أدخلناه فيه، أحسبه قال إن كان عيبا فنحن أدخلناه فيه.

• أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - ثنا عبد الرحمن بن الحسن ثنا موسى بن عبد الرحمن بن مسروق ثنا حسين الجعفي عن عبد الملك بن أبجر. قال: ما من الناس الا مبتلى بعافية لينظر كيف شكره، أو مبتلى ببلية لينظر كيف صبره.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الرحمن بن الحسن ثنا أحمد بن يحيى الصوفي ثنا حسين بن علي الجعفي عن عبد الملك بن أبجر قال: -وسأله رجل عن تفسير هذه الآية {(وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد)} قال: سائق يسوقها إلى أمر الله، وشاهد يشهد عليها بما عملت.

روى عبد الملك عن أبي الطفيل عامر بن واثلة وله صحبة.

وأسند عن زر بن حبيش، وعامر الشعبي، وعبد الملك بن عمير، وواصل ابن حيان، وإياد بن لقيط، وطلحة بن مصرف، وسلمة بن كهيل، وثوير بن أبي فاختة، ومجاهد، وأبي سفيان، وطلحة بن نافع.

• حدثنا إسحاق بن أحمد قال ثنا إبراهيم بن يوسف قال ثنا محمود بن غيلان قال ثنا يحيى بن آدم قال ثنا زهير عن عبد الملك بن أبجر عن أبى الطفيل.

(1)

زيادة فى مغ

(2)

زيادة فى مغ

ص: 85

قال: «قلت لابن عباس إني أراني قد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، قال صفه لى؟ قلت رأيته على بعير عند المروة والناس حوله، فقالوا ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لأنهم كانوا لا يدعون عنه ولا يدفعون» رواه الجريري وغيره عن أبي الطفيل.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمود بن محمد الواسطي قال ثنا القاسم ابن سعيد بن المسيب قال ثنا شجاع بن الوليد قال سمعت عبد الملك بن أبجر قال سمعت زر بن حبيش. قال: «كان أبي بن كعب يحلف بالله أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين لا يستثني، قال قلنا له من أين عرفت ذلك؟ قال بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحسبنا وحفظنا أنها ليلة سبع وعشرين» .

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي ح. وحدثنا أبي قال ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا محمد بن ميمون قال ثنا سفيان بن عيينة قال ثنا من لم تر عيناك مثله، قلنا: يا أبا محمد من حدثك؟ قال الأبرار عبد الملك بن سعيد بن أبجر ومطرف بن طريف سمعا الشعبي يقول سمعت المغيرة بن شعبة يقول على المنبر يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. قال:

«إن موسى عليه السلام سأل ربه أي أهل الجنة أدنى منزلة؟ فقال رجل يجئ من بعد ما دخل أهل الجنة الجنة، فيقال له ادخل الجنة، فيقول كيف أدخل وقد نزلوا منازلهم وأخذوا أخذاتهم؟! قال فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل ما كان لملك من ملوك الدنيا؟ فيقول نعم أي رب قد رضيت! قال فيقال له فإن لك مثل هذا ومثله ومثله ومثله. فيقول رضيت أي رب! قال فيقال فإن لك هذا وعشرة أمثاله معه، قال فيقول رضيت أي رب! قال فيقال له فإن لك مع هذا ما اشتهت نفسك ولذت عينك، قال فقال موسى أي رب فأي أهل الجنة أرفع منزلة؟ قال إياها أردت وسأحدثك عنهم، إني قد غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها، فلا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، قال ومصداق ذلك في كتاب الله عز وجل {(فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين)}

ص: 86

الآية». صحيح متفق عليه أخرجه مسلم عن ابن أبى عمرو

(1)

بشر بن الحكم عن ابن عيينة. رواه عبيد الله الأشجعي عن عبد الملك بن أبجر مثله.

• حدثنا محمد بن محمد بن أحمد قال ثنا ادريس بن عبد الكريم قال ثنا زهير بن حرب قال ثنا أبو معاوية عن عبد الملك بن سعيد بن أبجر عن ثوير بن أبي فاختة عن ابن عمر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر في ملكه ألفي سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه، في سروره وأزواجه وخدمه، وإن أفضلهم لمن ينظر إلى الله عز وجل كل يوم مرتين» .

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم وأبو إسحاق بن حمزة قالا ثنا إبراهيم بن عبد الله بن أيوب قال ثنا سعيد بن محمد الجريرى قال ثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر عن أبيه عن طلحة بن مصرف عن خيثمة. قال: «كنا جلوسا مع عبد الله بن عمر، إذ جاءه قهرمان له فدخل، فقال له أعطيت الرقيق قوتهم؟ قال لا! قال فانطلق فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كفى بالمرء انما أن يحبس على من يملك قوته» .

• حدثنا الحسين بن علي التميمي قال ثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال ثنا العلاء بن سالم الرواس قال ثنا ابو بدر قال ثنا زياد بن خيثمة قال ثنا ابن أبجر عن مجاهد عن ابن عباس. قال: «ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قيام الليل وفاضت عيناه، فقرأ {(تتجافى جنوبهم عن المضاجع)} .

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال ثنا ابن كاسب قال ثنا سفيان بن عيينة عن الأعمش وعبد الملك بن أبجر عن أبي سفيان عن جابر. قال: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن بالله الظن» .

‌عبد الأعلى التيمي

قال الشيخ رحمه الله تعالى: ومنهم ذو الخشوع الغيبى، والدموع السيبى

(1)

فى مغ: عن أبى عمر وبشر بن الحكم

ص: 87

عبد الأعلى التيمي. باطنه خاشع، وحاضره سامع، وناظره دامع.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو معمر ثنا ابن عيينة عن مسعر. قال: قال عبد الأعلى التيمي: إن من أوتي من العلم ما لا يبكيه لخليق أن لا يكون أوتي منه علما ينفعه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين المروزي ثنا عبد الله بن المبارك ح. وحدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر ثنا أبو أسامة قالا: عن مسعر عن عبد الأعلى التيمي. قال: من أوتي من العلم ما لا يبكيه لخليق أن لا يكون أوتي علما ينفعه، لأن الله تبارك وتعالى نعت العلماء فقال {(إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا)} الآية.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو معمر ثنا ابن عيينة وأبو أسامة عن مسعر. قالا: كان عبد الأعلى التيمي يقول في سجوده: رب زدنا لك خشوعا كما زاد أعداؤك لك نفورا، ولا تكبن وجوهنا في النار من بعد السجود لك.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن مسعر عن عبد الأعلى. قال:

إذا جلس قوم فلم يذكروا الجنة ولا النار، قالت الملائكة أغفلوا العظيمتين.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا ابن عيينة عن مسعر عن عبد الأعلى. قال: إن الجنة والنار لقنتا السمع من بني آدم فإذا سأل الرجل الجنة قالت اللهم ادخله فى، واذا استعاذ من النار قالت اللهم أعذه مني.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبو معمر ثنا ابن عيينة وأبو أسامة عن مسعر عن عبد الأعلى التيمي. قال: ما من أهل بيت إلا ويتصفحهم ملك الموت في كل يوم مرتين.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن ابن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني محمد بن الحسن

(1)

ثنا خلف بن تميم ثنا محمد بن عبد العزيز التيمي. قال: قال عبد الاعلى التيمى: شيئان قطعا عنى

(1)

فى ز: الحسين

ص: 88

لذاذة الدنيا؛ ذكر الموت، والوقوف بين يدي الله عز وجل.

• اخبرنا محمد ابن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - ثنا عبد الرحمن بن الحسن ثنا عمرو بن عبد الله الأودي حدثني أبي عن مسعر عن عبد الأعلى التيمي. قال: لما لقي يوسف أخاه قال أتزوجت؟ قال نعم! قال له أما منعك الحزن علي؟ قال قال لي أبي تزوج لعل الله يذرأ منك ذرية يثقلون الأرض بالتسبيح في آخر الزمان.

أسند عبد الأعلى التيمي عن إبراهيم التيمي وغيره.

• حدثنا الحسن

(1)

بن محمد بن على قال ثنا عمر بن الحسن قال ثنا احمد بن الحسن قال ثنا أبي قال ثنا حصين بن مخارق

(2)

عن مسعر عن عبد الأعلى التيمي عن إبراهيم التيمي عن أبي ذر. قال: «قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {(والشمس تجري لمستقر لها)} ثم قال يا أبا ذر أتدري أين مستقرها؟ قلت الله ورسوله أعلم، قال مستقرها تحت العرش، إنها تأتي فتستأذن في الرجوع فتسجد، فيقال لها اطلعي من مغربك فذلك حين {لا ينفع نفسا إيمانها}» الآية.

‌مجمع بن صمغان التيمي

قال الشيخ رضي الله تعالى عنه: ومنهم الورع السخي، مجمع بن صمغان التيمي.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو كريب حدثنا أبو بكر بن عياش. قال: رأيت مجمعا التيمي كأني أنظر إليه في سوق الغنم، قالوا له كيف شاتك هذه؟ قال ما أرضاها قال أبو بكر ومن كان أورع من مجمع!.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو الربيع الواسطي قال سمعت حفص بن غياث يقول: دخل سفيان

(1)

فى ز: الحسين

(2)

فى ز: حسين بن مخارق ولم أقف عليهما

ص: 89

الثوري على مجمع التيمي، فإذا في إزار سفيان خرق، قال فأخذ أربعة دراهم فناولها سفيان فقال اشتر إزارا، قال سفيان لا أحتاج إليها، قال مجمع:

صدقت أنت لا تحتاج، ولكني أحتاج. قال: فأخذها فاشترى بها إزارا فكان سفيان يقول كساني أخي مجمع جزاه الله خيرا. وقال سفيان ليس شيء من عملي أرجو أن لا يشوبه شيء كحبي مجمعا التيمي.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو معمر ح. وحدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان. قال: حلف لنا أبو حيان التيمي ما من شيء أوثق في نفسه من حبه مجمعا التيمي.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ثنا أحمد بن عمران الأخنسي ثنا غنام بن علي ثنا الأعمش. قال: كنت مع مجمع التيمي فاشترى تمرا بدرهم، فجاء سائل يسأل التمار، فقال مجمع: أعطه بنصف وأعطني بنصف.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني محمد بن الحسين

(1)

حدثني قبيصة بن عقبة ثنا مطهر. قال: قال مجمع التيمي: ذكر الموت غنى.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني علي بن جعفر ابن زياد الأحمر ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حيان التيمي. قال: رأيت مجمعا يبكي في جنازة ابنه، فقلت ما يبكيك؟ قال إني أجد له ما يجد الوالد لولده، وأبكي عليه أني لا أدري إلى جنة يصير أو إلى نار.

• أخبرنا القاضي أبو أحمد - في كتابه - ثنا محمد بن أيوب ثنا الحسن

(2)

ابن محمد الطنافسى ثنا أبو بكر - يعني ابن عياش-. قال: قيل لمجمع التيمي يسرك أن يكون لك مال؟ قال لا! قالوا تحج وتعتق وتتصدق؟ قال شيء ليس علي ما أرجو به. قال: وذكروا عند مجمع التيمي الحب في الله والبغض في الله. فقال: ما من شيء يعدله عندي. قال: أبو بكر: سمعته منه منذ ثلاثين سنة، تنقص سنة أو سنتين. وما رؤى

(3)

بالكوفة يومئذ خلقا خيرا من مجمع.

(1)

فى مغ: الحسن

(2)

وفيها: الحسين

(3)

فى مغ وما ترى

ص: 90

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الرحمن بن الحسن ثنا الحسن بن عطاء ثنا الحسين بن حفص ثنا أبو مسلم عن الأعمش عن مجمع. قال: نزل عليه ضعيف فما سأله من أين جئت وما حالك؟ حتى خرج من عنده.

‌ضرار بن مرة

قال الشيخ رحمه الله تعالى: ومنهم الباكي اليقظان، ضرار بن مرة أبو سنان.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أحمد بن عمرو البزار ثنا أبو سعيد الاشج ثنا المحاربي. قال: كان ضرار بن مرة ومحمد بن سوقة إذا كان يوم الجمعة طلب كل واحد منهما صاحبه، فإذا اجتمعا جلسا يبكيان.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني عبد الله بن عمر ثنا أبو غسان حدثني موسى بن الأشيم عن جعفر

(1)

الأحمر. قال: كان أصحابنا البكاءون أربعة؛ مطرف بن طريف، ومحمد بن سوقة، وابن أبجر، وأبو سنان ضرار بن مرة.

• حدثنا أبو حامد بن حبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا [سليمان بن توبة ثنا أبو بدر قال: لقيت أربعة لم أر مثلهم؛ محمد بن سوقة، ومحمد بن قيس، وابن أبجر، وضرار بن مرة.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا الوليد بن أبان ثنا أبو موسى بن إسحاق ثنا]

(2)

أبى قال ثنا سفيان. قال: ما رأيت أحدا كان أرق من أبي سنان ضرار بن مرة، وعمار الدهني، ومحمد بن سوقة.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن محمد حدثني أبو سعيد الأشج ثنا عبد الله بن الأجلح. قال: كان أبو سنان ضرار بن مرة يقول لنا لا تجيئونى جماعة، ليجيء الرجل وحده فإنكم إذا اجتمعتم تحدثتم، وإذا كان الرجل وحده لم يخل من أن يدرس حزبه، أو يذكر ربه.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عبد الجبار بن العلاء ح.

وحدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن محمد البغوي ثنا أحمد بن زهير ثنا أبو الفتح

(1)

فى المختصر: عن حفص

(2)

زيادة فى مغ

ص: 91

نصر بن المغيرة قالا: ثنا سفيان بن عيينة. قال: قال أبو سنان ضرار بن مرة:

قد سقيت أهلي اليوم وعلفت الشاة، وكان يقول: خيركم أنفعكم لأهله. زاد أحمد بن زهير في حديثه: وكان أبو سنان يشتري الشيء من السوق فيحمله، فيقال هات نحمله فيأبى ويقول إنه لا يحب المستكبرين.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو يحيى الداري

(1)

ثنا سلمة بن شبيب ثنا حماد بن قيراط. سمعت أبا سنان يقول: الغيبة أشد من سبعين حوبا. قلت ما الحوب؟ قال الرجل يجامع أمه سبعين مرة.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا الحسين بن الحسن ثنا عبد الله بن المبارك ثنا سفيان. قال: سمعت أبا سنان الشيباني قال: فرغ من خلق الملائكة بعد السموات إلى ثلاث ساعات بقين من يوم الجمعة، فخلق الآية في ساعة، والأجل في ساعة، فلا أدري بأيهما بدأ وآدم في الساعة الآخرة.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عند الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد ابن عبد الله بن الزبير ثنا سفيان عن أبي سنان. قال: يقول الله عز وجل يا دنيا مري على المؤمن ليصبر عليك فيجزى، ولا تحلو لى له فتفتنيه، يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ قلبك غنى وأسد فاقتك، وإلا تفعل ملأت قلبك شغلا ولا أسد فاقتك.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا الحسين بن منصور ثنا الطنافسي ثنا إسحاق بن سليمان ثنا أبو سنان. قال: قال إبليس: إذا استمكنت

(2)

من ابن آدم ثلاثا أصبت منه حاجتي، إذا نسي ذنوبه، وإذا استكثر عمله، وإذا أعجب برأيه.

• أخبرنا القاضي أبو أحمد في كتابه ثنا الحسين بن الحسن بن على ثنا يوسف ابن موسى ثنا جرير عن أبي سنان ضرار بن مرة وابن شبرمة. قالا: قال عيسى بن مريم عليه السلام: لن تنالوا ما عند الله حتى تلبسوا الصوف على لذة، وتأكلوا الشعير على لذة، وتفترشوا الأرض على لذة.

(1)

فى ز: الرازى

(2)

كذا فى ز والمختصر استمكنت. وفي مغ: استملت

ص: 92

أسند عن عبد الله بن أبي الهذيل، وعبد الله بن الحارث، وسعيد بن جبير.

وحدث عنه الأئمة سفيان الثوري، وشعبة، وابن عيينة، وجرير.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال ثنا ابراهيم بن عبد الله الهروى قال ثنا محمد بن سليمان الأصبهاني عن أبي سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن جهنم لما سيق إليها أهلها تلقتهم بعنف، فلفحتهم لفحة لم تترك لحما على عظم إلا ألقته على العرقوب» . لم يجود إلا عن محمد بن سليمان عنه. ورواه ابن عيينة أو جرير فوقفاه على بن أبي الهذيل.

• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا عبد الرحمن ابن مهدى قال ثنا سفيان عن أبي سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل عن عبد الله بن عمرو. قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من أربع؛ من علم لا ينفع، ودعاء لا يسمع، وقلب لا يخشع، ونفس لا تشبع» . رواه ابن مهدي عن الثوري. ورواه خالد بن عبد الله الواسطي عن أبي سنان مثله.

• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا يحيى بن آدم قال ثنا سفيان عن أبي سنان عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس: «أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على ميت بعد ما دفن» .

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد ابن أبي مريم قال ثنا الفريابي قال ثنا سفيان ح. وحدثنا محمد بن علي قال ثنا عبد الله بن محمد ابن على قال ثنا علي بن الجعد قال أخبرنا شعبة قالا: عن ابى سنان عن عبد الله ابن أبي الهذيل عن ابن عباس: في قوله {(إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون)} قال وجد ريح قميص يوسف من مسيرة ثمان. وقال شعبة مسيرة ما بين الكوفة والبصرة».

• حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا حجاج بن محمد الترمذي قال أخبرنا شريك عن أبي سنان

ص: 93

عن عبد الله بن أبي الهذيل عن عمار بن ياسر: أن أصحابه كانوا ينتظرونه فلما خرج قالوا ما ابطأك عنا؟ حدثنا [أيها الأمير؟ قال: أما إني سأحدثكم أن أخالكم ممن كان قبلكم وهو موسى، قال يا رب حدثني]

(1)

بأحب الناس إليك قال ولم؟ قال لا حبه بحبك إياه، فقال عبد في أقصى الأرض أو في طرف الأرض سمع به عبد آخر لا يعرفه، فإن أصابته مصيبة فكأنما أصابته، وإن شاكته شوكة فكأنما شاكته، لا يحبه إلا لي فذلك أحب خلقي إلي، ثم قال يا رب خلقت خلقا تدخلهم النار وتعذبهم؟! فأوحى الله إليه كلهم خلقي، ثم قال أزرع زرعا فزرعه، فقال اسقه فسقاه ثم قال قم عليه فقام عليه ما شاء الله من ذلك ثم حصده ورفعه فقال ما فعل زرعك يا موسى؟ قال فرغت منه ورفعته، قال ما تركت منه شيئا؟ قال ما لا خير فيه».

‌عمرو بن مرة

قال الشيخ رضي الله تعالى عنه: ومنهم الراوي الثابت، والراجي القانت، عمرو بن مرة.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا الفضل بن سهل ثنا قراد بن نوح سمعت شعبة يقول: ما رأيت عمرو بن مرة في صلاة قط إلا ظننت أنه لا ينفتل حتى يستجاب له من اجتهاده.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان. قال: قلت لمسعر من أفضل من رأيت؟ قال ما يخيل إلي أني رأيت أحدا أفضله على عمرو ابن مرة، ما رأيته قط يدعو هكذا إلا قلت يستجاب له.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ح. وحدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو سعيد الأشج ثنا أحمد بن بشر مولى عمرو بن حريث ثنا مسعر قال سمعت عبد الملك بن ميسرة يقول: ونحن

(1)

زيادة فى ز مغ

ص: 94

في جنازة عمرو بن مرة: إني لأحسبه خير أهل الأرض.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا إبراهيم بن إسحاق ثنا سلام بن سليم الحنفي عن سليم بن رستم. قال: كنت أقرأ على عمرو بن مرة، فكنت أسمعه كثيرا ما يقول: اللهم اجعلني ممن يعقل عنك.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الله بن محمد الزهري قال قال سفيان بن عيينة قال قال عمرو بن مرة: أكره أن أمر بمثل في القرآن فلا أعرفه لأن الله تعالى يقول {(وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون)} .

• أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - ثنا عبد الرحمن بن الحسن ثنا علي بن حرب ثنا محمد بن فضيل عن أبيه. قال: سمعت عمرو بن مرة يقول:

أعوذ بالله أن أزعم أن الله يعذب المؤمن، وأعوذ بالله أن أزعم أن الله يسود وجوه المؤمنين.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو معمر ثنا أبو معاوية الضرير عن أبي سنان عن عمرو بن مرة. قال: نظرت إلى امرأة فأعجبتني، فكف بصري فأرجو أن يكون ذلك كفارة.

• حدثنا أبو حامد ابن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا الفضل بن سهل والجوهري قالا: ثنا محمد بن سابق ثنا مالك بن مغول سمعت سعيد بن أبي سنان. قال: قال عمرو بن مرة: ما أحب أني بصير، إني أذكر أني نظرت نظرة وأنا شاب.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السري ثنا أبو الأحوص عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة. قال: من طلب الآخرة أضر بالدنيا، ومن طلب الدنيا أضر بالآخرة، فأضروا بالفاني للباقي.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أحمد بن تميم ثنا محمد بن حميد ثنا زافر بن سليمان عن أبي سنان عن عمرو بن مرة. قال: قال إبليس: كيف ينجو مني ابن آدم وإذا غضب كنت عند أنفه، وإذا فرح كنت في قلبه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أحمد بن تميم ثنا محمد بن حميد ثنا

ص: 95

زافر بن سليمان عن أبي سنان عن عمرو بن مرة. قال: أدخل رجل الجنة فقال لا حول ولا قوة إلا بالله فرفع درجة، ثم قال لا حول ولا قوة إلا بالله فرفع درجة، فقال الملك ألا تستحي كم تسأل ربك؟! قال: وهل سألت ربي شيئا؟ ثم تلا أبو سنان هذه الآية {(ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله)} الآية.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السري ثنا وكيع عن شيخ من بني الحارث

(1)

عن عمرو بن مرة. قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقال: «أين الراضون بالمقدور؟ أين الساعون للمشكور؟ عجبت لمن يؤمن بدار الخلود كيف يسعى لدار الغرور» .

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى الرازى ثنا هناد ثنا أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق عن عمرو بن مرة. قال: كان داود النبي عليه السلام يقول يا رب كيف أحصي نعمتك وأنا نعمة كلي!.

أسند عمرو بن مرة عن عبد الله بن أبي أوفى، وعن عبد الله بن سلمة المرادي، وأبي وائل، ومرة الهمداني، وخيثمة، وعمرو بن ميمون، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعبيدة بن عبد الله، وسعيد بن المسيب، ومصعب ابن سعد بن أبي وقاص، في آخرين.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود ح.

وحدثنا فاروق الخطابي قال ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا سليمان بن حرب وأبو الوليد قالوا: ثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت عبد الله بن أبي أوفى يقول:

«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أهل بيت بصدقة صلى عليهم، فتصدق أبي بصدقة فقال: اللهم صلى على آل أبي أوفى» .

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا شعبة ح. وحدثنا أحمد بن القاسم بن الريان وسليمان بن أحمد قالا: ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم قال ثنا محمد بن يوسف الفريابي قال ثنا

(1)

فى المختصر: محمد بن حميد

ص: 96

سفيان قالا: ثنا عمرو بن مرة قال سمعت عبد الله بن سلمة يقول سمعت عليا يقول: «أتى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شاك أقول اللهم ان كان أجلي قد حضر فأرحني، وإن كان متأخرا فارفعنى، وان كان بلاء فصبرني، فضربني برجله وقال: كيف قلت؟ فأعدت عليه. فقال: اللهم اشفه - أو قال اللهم عافه - قال على: فما اشتكيت وجعي ذلك بعد» .

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا خلاد بن يحيى قال ثنا مسعر عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن عبد الله بن مسعود.

أنه قال: «كل شيء أوتي نبيكم صلى الله عليه وسلم غير خمس {(إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام)} الآية» . رواه شعبة عن عمرو مثله.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله ابن سلمة عن معاذ بن جبل: أنه قال: «يا معاشر العرب كيف تصنعون بثلاث؛ دنيا تقطع أعناقكم، وزلة عالم، وجدال منافق بالقرآن؟ قال فسكتوا، فقال:

أما العالم فإن اهتدى فلا تقلدوه دينكم، وإن فتن فلا تقطعوا منه آمالكم، فإن المؤمن يفتن ثم يتوب، وأما القرآن فمنار كمنار الطريق لا يخفى على أحد، فما عرفتم منه فلا تسألوا عنه أحدا، وما شككتم فيه فكلوه إلى عالمه، أو كلوا علمه إلى الله، وأما الدنيا فمن جعل الله الغني في قلبه فقد أفلح، ومن لا فليس بنافعة دنياه» كذا رواه شعبة موقوفا وهو الصحيح. وروي بعض هذه الألفاظ مرفوعا عن معاذ.

• [حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود

(1)

] ح.

وحدثنا فاروق قال ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا أبو الوليد قال ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن صفوان بن عسال: «أن يهوديين قال أحدهما لصاحبه: انطلق بنا إلى هذا النبي، قال لا تقل له نبي فإنه إن سمعك صارت له أربع أعين، فانطلقا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه عن

(1)

لم ترد فى مغ

ص: 97

قوله تعالى {(ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات)} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تشركوا بالله شيئا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تزنوا، ولا تسرقوا، ولا تمشوا ببريء إلى السلطان ليقتله، ولا تأكلوا الربا، ولا تقذفوا المحصنات، ولا تفروا من الزحف، وعليكم خاصة يهود ألا تعدوا يوم السبت، فقبلوا يده وقالوا نشهد أنك رسول الله، قال فما يمنعكم أن تتبعوني؟ قالوا إن داود عليه السلام دعا أن لا يزال فى ذريته نبي، وإنا نخاف إن اتبعناك أن تقتلنا يهود» .

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا علي بن عبد العزيز قال ثنا أبو حفص عمر ابن يزيد الرفا البصرى قال ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن شقيق أبي وائل عن عبد الله بن مسعود. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما بال أقوام يشرفون بالمترفين، ويستخفون بالعابدين، ويعملون بالقرآن ما وافق أهواءهم وما خالف أهواءهم تركوه، فعند ذلك يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض، يسعون فيما يدرك بغير سعي من القدر المقدور، والأجل المكتوب، والرزق المقسوم، ولا يسعون فيما لا يدرك إلا بالسعي من الجزاء الموفور، والسعي المشكور، والتجارة التي لا تبور» . غريب من حديث شعبة عن عمرو لم يروه عنه إلا عمر بن يزيد.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد

(1)

قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا سليمان ابن حرب ح. وحدثنا عبد الله قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود ح.

وحدثنا فاروق الخطابي قال ثنا أبو مسلم قال ثنا أبو الوليد قالوا ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي وائل عن أبي موسى: أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا رسول الله الرجل يقاتل ليذكر، والرجل يقاتل ليغنم، والرجل يقاتل ليعرف، فمن في سبيل الله؟ قال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله» رواه الأعمش ومنصور وعاصم عن أبي وائل مثله.

• حدثنا عبد الله قال ثنا يونس قال ثنا أبو داود ح. وحدثنا أبو بكر بن

(1)

فى ز: ابن مالك وسيأتى على أنه ابن خلاد.

ص: 98

خلاد قال ثنا محمد بن يونس قال ثنا أبو زيد الهروي ح. وحدثنا سليمان قال ثنا يوسف القاضي قال ثنا عمرو بن مرزوق قالوا: ثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمع مرة يحدث عن أبي موسى. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام» .

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش

(1)

في جماعة قالوا: ثنا القاسم بن زكرياء المقرى قال في كتابي عن عبد الرحيم بن محمد السكري قال ثنا عباد بن العوام عن أبان بن تغلب عن عمرو بن مرة عن خيثمة عن عبد الله بن عمرو

(2)

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: «من سمع الناس بعلمه سمع الله به

(3)

سامع خلقه يوم القيامة وحقره وصغره».

• حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم قال ثنا محمد بن أحمد بن العوام قال ثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا العوام بن حوشب عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي بن أبي طالب. قال: «أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وضع رجله بيني وبين فاطمة فعلمنا ما نقول إذا أخذنا مضاجعنا؛ ثلاثا وثلاثين تسبيحة، وثلاثا وثلاثين تحميدة، وأربعا وثلاثين تكبيرة، قال علي: فما تركتها بعد، فقال له رجل: ولا ليلة صفين؟ قال ولا ليلة صفين» .

• حدثنا محمد بن جعفر قال ثنا محمد بن أحمد بن العوام قال ثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا مسعر عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن أخيه عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: في جلود الميتة. فقال: «ان دباغه قد ذهب بخبثه، أو نجسه، أو رجسه» .

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم قال ثنا يحيى بن عبد الباقي الأذني قال ثنا أبو شر حبيل عيسى بن خالد قال ثنا أبو اليمان عن إسماعيل بن عياش عن الأوزاعي عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي موسى. قال: «سمى لنا النبى صلى

(1)

فى ز: محمد بن محمد بن على

(2)

فى مغ: عمر.

(3)

فى الاصلين بها والتصحيح من البغيه

ص: 99

الله عليه وسلم نفسه أسماء منها ما حفظنا ومنها ما لم نحفظ، قال: أنا محمد وأحمد والمقفي والحاشر ونبي التوبة ونبي الملحمة» غريب من حديث الأوزاعي عن عمرو. رواه الأعمش والمسعودي ومسعر عن عمرو.

• حدثنا أبو عبد الله محمد بن عيسى الأديب قال ثنا محمد بن إبراهيم بن زياد قال ثنا عبد المؤمن بن على قال ثنا عبد السلام بن حرب عن أبي خالد الدالاني عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد عن أبيه. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ينصر المسلمون بدعاء المستضعفين» . غريب من حديث عمرو وأبي خالد تفرد به عبد السلام.

• حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا عبد الرحمن بن محمد

(1)

بن حماد قال ثنا إسحاق بن إبراهيم السواق العبدي قال ثنا عبد الرحمن بن مهدي قال ثنا سفيان عن عمرو بن مرة قال سمعت سعيد بن المسيب يحدث عن عثمان بن أبي العاص. قال: «آخر ما عهد إلي النبي صلى الله عليه وسلم إذا أممت قوما فاخف بهم الصلاة فإن فيهم الكبير والمريض والضعيف وذا الحاجة» غريب من حديث الثوري وعمرو تفرد به ابن مهدي.

‌عمرو بن قيس الملائى

قال الشيخ رضي الله تعالى عنه: ومنهم القارئ الخاشع، والمسكين المتواضع، عمرو بن قيس الملائي.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني أبو عبد الله الأزدي ثنا مسدد عن بعض أصحابه عن سفيان الثوري. قال: خمسة من أهل الكوفة يزدادون في كل يوم خيرا، فذكر بن أبجر، وأبا حيان التيمي، وعمرو بن قيس، وابن سوقة، وأبا سنان.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا علي بن أبى على ثنا جعفر بن كزال

(1)

فى مغ: احمد.

ص: 100

حدثني محمد بن بشير ثنا المحاربي. قال: قال لي سفيان: عمرو بن قيس هو الذي أدبني وعلمني قراءة القرآن وعلمني الفرائض، فكنت أطلبه في سوقه، فإن لم أجده فى سوقه وجدته فى بيته، إما يصلى وإما يقرأ فى المصحف كأنه يبادر أمورا تفوته، فإن لم أجده في بيته وجدته في بعض مساجد الكوفة في زاوية من بعض زوايا المسجد كأنه سارق قاعدا يبكي، فإن لم أجده وجدته في المقبرة قاعدا ينوح على نفسه. فلما مات عمرو بن قيس أغلق أهل الكوفة أبوابهم وخرجوا بجنازته، فلما أخرجوه إلى الجبان وبرزوا بسريره وكان أوصى أن يصلي عليه أبو حيان التيمي، تقدم أبو حيان فكبر عليه أربعا، وسمعوا صائحا يصيح قد جاء المحسن عمرو بن قيس، وإذا البرية مملوءة من طير أبيض لم ير على خلقتها وحسنها، فجعل الناس يعجبون من حسنها وكثرتها، فقال أبو حيان: من أي شيء تعجبون؟! هذه ملائكة جاءت فشهدت عمروا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الله بن أحمد ثنا إسحاق

(1)

بن موسى الأنصاري قال سمعت أبا خالد الأحمر يقول: كان عمرو بن قيس الملائي يؤاجر نفسه من التجار فمات في قرية من قرى الشام، فرئيت الصحراء مملوءة من رجال عليهم ثياب بيض، فلما صلى عليه فقدوا؛ فكتب صاحب البريد إلى عيسى بن موسى يذكر له ذلك، فقال لابن شبرمة وابن أبي ليلى كيف لم تكونوا تذكرون لي هذا الرجل؟! قالا: كان يقول لنا لا تذكروني عنده.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن يحيى ثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي ثنا حسين الجعفي عن عبد الله بن سعيد الجعفي. قال: حضرنا جنازة عمرو بن قيس فحضره قوم كثير عليهم ثياب بيض، فلما صلينا عليه ذهبوا فلم نرهم.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أحمد بن تميم ثنا محمد بن حميد ثنا الحكم بن بشير عن عمرو بن قيس. قال: ثلاث من رءوس التواضع؛ أن تبدأ بالسلام على من لقيت، وأن ترضى بالمجلس الدون من الشرف، وأن لا تحب الرياء والسمعة والمدحة فى عمل الله.

(1)

فى ز: محمد وفى الخلاصة كالمغربية

ص: 101

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن خالد الحروري ثنا محمد بن حميد ثنا نعيم بن ميسرة. قال: كان عمرو بن قيس الملائي يقرئ الناس القرآن، فكان يجلس بين يدي رجل رجل حتى يفرغ منهم، وكان إذا مشى لا يمشي أمامهم فيقول تعالوا نمشي جميعا.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا الوليد بن الصباح ثنا الحسن

(1)

بن أحمد بن الليث ثنا الحسن بن الصباح ثنا علي عن سفيان. قال:

كان عمرو إذا أتى الرجل من أهل العلم جثى على ركبتيه فيقول علمني مما علمك الله، ويتأول قوله تعالى {(على أن تعلمن مما علمت رشدا)} .

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا عبد الرحمن بن جبيات

(2)

. قال: قيل لعمرو:

ما الذي نرى بك من تغير الحال؟ قال: رحمة للناس من غفلتهم عن أنفسهم.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا إسحاق بن خلف. قال: كان عمرو إذا نظر إلى أهل السوق بكى وقال: ما أغفل هؤلاء عما أعد لهم.

• أخبرنا محمد بن أحمد - في كتابه - ثنا القاسم بن فورك ثنا إبراهيم بن يوسف الحضرمي ثنا ابن يمان عن أبي سنان عن عمرو. قال: إذا شغلت بنفسك [ذهلت عن الناس، وإذا شغلت بالناس]

(3)

ذهلت عن ذات نفسك.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن علي بن الجارود ثنا أبو سعيد الأشج ثنا أبو خالد الأحمر. قال: كان عمرو يقول: إذا سمعت بالخير فاعمل به ولو مرة واحدة.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو خالد الأحمر عن عمرو بن قيس. قال: كانوا يكرهون أن يعطى الرجل صيه الشيء فيجئ به فيراه المسكين فيبكي على أهله ويراه الفقير فيبكي على أهله.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمرو ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا مفضل ابن غسان. قال: قال عمرو: حديث أرقق به قلبى، وأتبلغ به الى ربى؛ أحب

(1)

فى مغ: الحسين

(2)

فى ز: جبيان بالنون

(3)

لم ترد فى مغ

ص: 102

إلي من خمسين قضية من قضايا شريح.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا إبراهيم ابن نائلة ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا إسحاق بن خلف. قال: كان عمرو بن قيس إذا بكى حول وجهه إلى الحائط، ويقول لأصحابه إن هذا زكام.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد

(1)

بن علي ثنا أبو سعيد الأشج ثنا أبو خالد الأحمر. قال: كان عمرو يقول: لا تجالس صاحب زيغ فيزيغ قلبك.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو بكر بن صدقة ثنا محمد بن مسلم بن وارة ثنا عبد الرحمن بن الحكم بن بشير بن سليمان قال حدثني أبي عن عمرو بن قيس. قال: من احتكر طعاما عشرين ليلة ثم تصدق به لم يكن كفارة له.

• حدثنا سليمان بن أحمد [ثنا أبو بكر بن صدقة ثنا محمد بن مسلم ثنا عبد الرحمن بن الحكم]

(2)

حدثني أبي. قال: رأيت سفيان الثورى يجئ إلى عمرو ينظر إليه لا يكاد يصرف بصره عنه، أظنه يحتسب في ذلك. وقال سفيان: عمرو بن قيس أستاذي. قال: سمعت عمرو بن قيس يقول: ينبغي لصاحب الحديث أن يكون مثل الصيرفي ينتقد الحديث كما ينتقد الصيرفي الدراهم، فإن الدراهم فيها الزايف والبهرج، وكذلك الحديث.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الرحمن بن سلم الرازي ثنا هناد بن السري قال ثنا أبو خالد الأحمر عن عمرو بن قيس: أن معاذ بن جبل لما طعن فجعلت سكرات الموت تغشاه، ثم يفيق الإفاقة فيقول اخنقني خنقاتك، فوعزتك إنك لتعلم أن قلبي يحب لقاءك، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء في الدنيا لجري الأنهار، ولا لغرس الأشجار، ولكن لمكابدة الساعات وظمأ الهواجر، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر.

أسند عن عدة من التابعين منهم: الحكم بن عتيبة، وأبو إسحاق السبيعي وعبد الملك بن عمير، وسماك بن حرب، وسلمة بن كهيل، وعطية بن سعد العوفي، وعطاء بن أبي رباح، ومحمد بن المنكدر، ومصعب بن سعد، ومحمد ابن عجلان، وغيرهم.

(1)

فى ز: اسد بن على

(2)

لم ترد فى مغ

ص: 103

• حدثنا أبو بكر الطلحي قال ثنا عبيد بن غنام قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أسباط بن محمد عن عمرو بن قيس عن الحكم عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «معقبات لا يخيب قائلهن؛ تسبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وتحمده ثلاثا وثلاثين، وتكبره أربعا وثلاثين» ثابت صحيح رواه عن الحكم منصور بن المعتمر والأعمش ومالك بن مغول وشعبة وابن أبي ليلى وحمزة وسفيان بن حسين وأبو شيبة

(1)

.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة قال حدثني أبي عن أبيه عن ثور بن يزيد عن عمرو بن قيس عن أبي إسحاق الهمداني عن البراء بن عازب. قال: «علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول إذا أخذت مضجعي عند النوم: أسلمت نفسي إليك وألجأت ظهري إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، رهبة منك ورغبة إليك، لا ملجأ منك إلا إليك، آمنت بالكتاب الذي أنزلت، وبالرسول الذي أرسلت» صحيح ثابت رواه عن أبي إسحاق عدة من التابعين والأئمة منهم: اسماعيل ابن أبي خالد، وأبان بن ثعلب، ومن الأئمة الثوري وشعبة ومسعر وابن عيينة ومعمر وابن إسحاق وعبد الله بن المختار وشريك وزهير وأبو الأحوص وإسرائيل وحبيب بن الشهيد وإبراهيم بن طهمان. ورواه عن البراء سعد بن عبيدة وأبو عبيدة بن عبد الله والمسيب بن رافع.

• حدثنا أبو بكر الطلحي قال ثنا أبو حصين الوادعي قال ثنا يحيى بن عبد الحميد قال ثنا أبو خالد الأحمر عن عمرو بن قيس عن أبى إسحاق قال ثنا هبيرة بن مريم عن عبد الله بن مسعود. قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

«من أتى كاهنا أو ساحرا فصدقه بما يقول فقد برئ مما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم» . رواه الثوري عن أبي إسحاق مثله. ورواه علقمة وهمام بن الحارث عن عبد الله موقوفا.

(1)

فى ز: أبو شعيب

ص: 104

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب قال ثنا عبد الله بن محمد ابن يعقوب قال ثنا سعدان بن نصر قال ثنا عمر بن شبيب قال ثنا عمرو بن قيس عن عبد الملك بن عمير عن النعمان بن بشير. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحلال بين والحرام بين وبينهما متشابهات، فمن تركهن كان أشد استبراء لعرضه ودينه، ومن ركبهن يوشك أن يركب الحرام، كالمرتع الى جانب الحمى يوشك أن يرتع فيه، وأن لكل ملك حمى، وأن حمى الله محارمه» .

رواه زهير عن عبد الملك مثله. صحيح ثابت من حديث الشعبي عن النعمان، رواه الجم الغفير. وحديث عبد الملك عن النعمان لم يروه عنه إلا زهير وعمرو.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عمرو بن ثور الجذامى

(1)

قال ثنا محمد ابن يوسف الفريابي قال ثنا سفيان الثوري عن عمرو بن قيس عن عطية عن أبي سعيد. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن، وأصغى بسمعه متى يؤمر فينفخ فيه» . غريب من حديث الثوري عن عمرو لم نكتبه إلا من حديث الفريابي. ورواه ابن عيينة عن عمار الدهني عن عطية.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سعيد

(2)

قال ثنا أحمد بن عمرو البزار قال ثنا عباد بن أحمد العرزمى قال ثنا عمي محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن عمرو ابن قيس عن عطية عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم. في قوله:

«مسكينا ويتيما وأسيرا، قال مسكينا فقيرا، ويتيما لا أب له، وأسيرا قال المملوك والمسجون» غريب من حديث عمرو تفرد به عباد عن عمه.

• حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا أحمد بن عمرو البزار قال ثنا اسحاق بن ابراهيم البغدادى قال ثنا داود بن عبد الحميد قال ثنا عمرو بن قيس عن عطية عن أبي سعيد. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فبلغها كما سمعها» الحديث. غريب من حديث عمرو تفرد به إسحاق عن داود.

(1)

كذا فى ز وفى مغ: الحزامي

(2)

فى ز: ابن معبد

ص: 105

• حدثنا سليمان قال ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال ثنا عباد بن أحمد العرزمى قال ثنا عمي عن أبيه عن عمرو بن شمر عن عمرو بن قيس عن عطية عن أبي سعيد. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ثلاثة يوم القيامة على كثبان من المسك لا يحزنهم الفزع الأكبر، ولا يكترثون للحساب؛ رجل قرأ القرآن محتسبا ثم أم به قوما، ورجل أذن محتسبا، ومملوك أدى حق الله وحق مواليه» . غريب من حديث عمرو تفرد به عمرو بن شمر.

• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد قال ثنا محمد بن الحسين بن حفص قال ثنا على بن محمد بن مروان قال ثنا أبي عن عمرو بن قيس عن عطية عن أبي سعيد. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله، وأن تحمدهم على رزق الله، وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله، إن رزق الله لا يجره إليك حرص حريص، ولا يرده كره كاره، إن الله جعل الروح والفرج في الرضى واليقين، وجعل الهم والحزن فى الشك والسخط» . غريب من حديث عمرو تفرد به علي بن محمد بن مروان عن أبيه.

• حدثنا محمد بن حميد قال ثنا حامد بن شعيب قال ثنا الحسين بن محمد

(1)

قال ثنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد عن عمرو بن قيس عن عطية عن أبي سعيد.

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شغله قراءة القرآن عن ذكرى ومسئلتى أعطيته أفضل ما أعطي السائلين، وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه» .

• حدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا منجاب بن الحارث قال ثنا إبراهيم بن يوسف قال ثنا زياد بن عبد الله البكائي قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا عمرو بن قيس عن محمد بن المنكدر عن جابر.

قال: «قتل أبي يوم أحد فبلغني ذلك، فأقبلت فإذا هو بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجى، فتناولت الثوب عن وجهه وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهونى كراهية أن أرى ما به من المثلة، ورسول الله صلى

(1)

فى ز: الحسن بن حماد

ص: 106

الله عليه وسلم قاعد لا ينهاني، فلما رفع. قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ما زالت الملائكة حافة

(1)

بأجنحتها حتى رفع، ثم لقيني بعد أيام فقال: أي بني ألا أبشرك إن الله أحيا أباك فقال تمنه؟ فقال: يا رب أتمنى أن تعيد روحي وتردني إلى الدنيا حتى أقتل مرة أخرى، قال إني قضيت أنهم إليها لا يرجعون». غريب من حديث عمرو تفرد به ابن إسحاق.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال ثنا علي بن بهرام قال ثنا عبد الملك بن أبي كريمة عن عمرو بن قيس عن عطاء عن أبي هريرة.

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نزل آدم بالهند فاستوحش، فنزل جبريل فنادى بالأذان الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله. فقال له: ومن محمد هذا؟ فقال هذا آخر ولدك من الأنبياء» .

غريب من حديث عمرو عن عطاء لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا سليمان بن أحمد والحسن بن عبد الله قالا: ثنا عبدان بن أحمد قال ثنا هشام بن عمار قال ثنا سويد بن عبد العزيز عن داود بن عيسى عن عن عمرو بن قيس عن محمد بن جعلان عن أبي سلمة عن أبي أمامة. قال: «أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتعليم القرآن وحثنا عليه، وقال: القرآن يأتي أهله يوم القيامة أحوج ما كانوا إليه، فيقول للمسلم أتعرفني؟ فيقول من أنت فيقول أنا الذي كنت تحبه وتكره أن يفارقك الذى كان يشحبك ويرينك فيقول لعلك القرآن؟ فيقدم به على ربه فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله ويوضع على رأسه السكينة، وينشر على أبويه حلتان لا تقوم بهما الدنيا، فيقولان لأي شيء كسينا هذا ولم تبلغه أعمالنا؟ فيقول هذا بأخذ ولد كما القرآن» .

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا محمد بن أحمد بن تميم قال ثنا محمد بن حميد قال ثنا الحكم بن بشير قال ثنا عمرو بن قيس عن سفيان الثوري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر: «أن النبي صلى الله عليه وسلم لما مر

(1)

فى مغ: خافقة

ص: 107

بالحجر قال لأصحابه لا تدخلوا عليهم فيصيبكم ما أصابهم» صحيح من حديث عبد الله بن دينار غريب من حديث عمرو عن الثوري تفرد به الحكم بن بشير.

‌عمر بن ذر

قال الشيخ رضي الله تعالى عنه: ومنهم الواعظ البر، الرافض للشر، أبو ذر عمر بن ذر.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدوس بن كامل ثنا أبو هشام الرفاعي ثنا محمد بن كناسة. قال: لما مات ذر بن عمر بن ذر الهمداني - وكان موته فجأة - جاء أباه أهل بيته يبكون، فقال ما لكم؟! إنا والله ما ظلمنا ولا قهرنا، ولا ذهب لنا بحق، ولا أخطئ بنا، ولا أريد غيرنا، وما لنا على الله معتب. فلما وضعه في قبره. قال: رحمك الله يا بني! والله لقد كنت بي بارا، ولقد كنت عليك حدبا، وما بي إليك من وحشة، ولا إلى أحد بعد الله فاقة، ولا ذهبت لنا بعز، ولا أبقيت علينا من ذل، ولقد شغلني الحزن لك عن الحزن عليك، يا ذر لولا هول المطلع ومحشره لتمنيت ما صرت إليه، فليت شعري يا ذر ما قيل لك وماذا قلت؟ ثم قال: اللهم إنك وعدتني الثواب بالصبر على ذر، اللهم فعلى ذر صلواتك ورحمتك، اللهم إني قد وهبت ما جعلت لي من أجر على ذر لذر صلة مني، فلا تعرفه قبيحا

(1)

، وتجاوز عنه فإنك أرحم به مني، اللهم وإني قد وهبت لذر إساءته إلي فهب له إساءته إليك، فإنك أجود مني وأكرم. فلما ذهب لينصرف قال: يا ذر قد انصرفنا وتركناك، ولو أقمنا ما نفعناك.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن الصباح ثنا سفيان بن عيينة ح.

• وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا محمد بن أبي عمر العدني ثنا سفيان. قال: لما مات ذر بن عمر بن ذر قال عمر بن ذر: شغلنا يا ذر الحزن لك عن الحزن عليك، فليت شعري ماذا قلت وماذا قيل لك؟ اللهم إني قد وهبت لذر ما فرط به

(1)

كذا فى الاصلين والمختصر

ص: 108

من حقي، فهب له ما فرط فيه من حقك.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد ابن علي بن المثنى ثنا عبد الصمد بن يزيد قال سمعت عمرو بن جرير البجري

(1)

صاحب محمد بن جابر. يقول: لما مات ذر بن عمر بن ذر قال أصحابه: الآن يضيع الشيخ لأنه كان بارا بوالديه، فسمعها الشيخ فبقي متعجبا، أنا أضيع؟ والله حي لا يموت، فسكت حتى واراه التراب، فلما واراه التراب وقف على قبره يسمعهم. فقال: رحمك الله يا ذر ما علينا بعد من خصاصة، وما بنا إلى أحد مع الله حاجة؛ وما يسرني أن أكون المقدم قبلك، ولولا هول المطلع لتمنيت أن أكون مكانك، لقد شغلني الحزن لك عن الحزن عليك، فيا ليت شعري ماذا قيل لك وماذا قلت؟ يعنى منكر ونكيرا ثم رفع رأسه فقال:

اللهم إني قد وهبت له حقي فيما بيني وبينه، اللهم فهب حقك فيما بينك وبينه له. قال: فبقي القوم متعجبين مما جاء منهم ومما جاء منه من الرضا عن الله والتسليم له.

• حدثنا محمد بن أحمد بن أبان ثنا أبي حدثني أبو بكر بن عبيد حدثنى محمد ابن الحسين ثنا عبد الله بن عثمان بن حمزة العمرى

(2)

ثنا عمارة بن عمر العلاء

(3)

سمعت عمر بن ذر يقول: اعملوا لأنفسكم رحمكم الله في هذا الليل وسواده، فإن المغبون من غبن خير الليل والنهار، والمحروم من حرم خيرهما، وإنما جعلا سبيلا للمؤمنين إلى طاعة ربهم؛ ووبالا على الآخرين للغفلة عن أنفسهم، فأحيوا لله أنفسكم بذكره، فانما تحيى القلوب بذكر الله. كم من قائم في هذا الليل قد اغتبط بقيامه في حفرته، وكم من نائم في هذا الليل قد ندم على طول نومه عند ما يرى من كرامة الله عز وجل للعابدين غدا، فاغتنموا ممر الساعات والليالي والأيام رحمكم الله.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو معمر

(4)

ثنا سفيان بن عيينة. قال:

(1)

فى ز: الهجرى (بالهاء) وفى مغ: بالباء ولعله نسبة الى صاحبه محمد بن جابر بن بجير

(2)

فى ز: القمرى

(3)

فى مغ: عمارة بن عمرو البجلى وسيأتى بعد عمار فيهما ولعله الصواب

(4)

فى مغ نا عبد الله بن أحمد بن عمران نا محمد بن ابى عمر العدنى اخبرنا سفيان الخ ويظهر انه خلطه بما بعده

ص: 109

كان عمر بن ذر إذا قرأ هذه الآية {(مالك يوم الدين)} قال: يا لك من يوم ما أملأ ذكرك لقلوب الصادقين.

• حدثنا أبي ثنا عبد الله بن محمد بن عمران ثنا محمد بن أبي عمر العدني ثنا سفيان بن عيينة. قال: قال عمر بن ذر: علي تحملون قسوة قلوبكم وجمود أعينكم، على تحملون العي إن لم أسمعكم اليوم مواعظ من كتاب الله!! من جاء يلتمس الخير فقد وجد الخير، هذا تقويض الدنيا ثم قرأ {(إذا الشمس كورت)} فكان ابن ذر يقول: هيهات العشار وأهل العشار، عطلها أهلها بعد الضن بها.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا عمر بن ذر. قال: كتب سعيد بن جبير إلى أبي بكتاب أوصاه فيه بتقوى الله، وقال: يا أبا عمر إن بقاء المسلم كل يوم غنيمة له.، فذكر الصلوات الفرائض وما يرزقه الله من ذكره.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا عمر بن ذر.

قال: ذكرت لعطاء بن أبي رباح الكف عن تناول أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ذكرهم بصالح ما ذكرهم الله، وأن لا يتناولهم بنقص أحدهم ولا طعن عليه، وأن لا يشهد على أحد من أهل شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وصدق رسول الله وأقر بما جاء به من الله أنه كافر وأنهم مؤمنون من عمل منهم حسنة رجونا له ثواب الله وأحببنا ذلك منه، ومن تناول منهم معصية الله كرهنا ما عمل به من معصية الله، وكان ذلك ذنبا يغفره الله أو يعاقب عليه إن شاء، فإن الله عز وجل يقول {(إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)} فذلك إلى الله قال: هذا الذي أحببت أباك عليه، وهو الذي تفرق عنه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحمهم الله ويغفر لنا ولهم.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أخبرت عن ابن السماك قال قال ذر لأبيه عمر بن ذر: ما بال المتكلمين يتكلمون فلا يبكي أحد فإذا تكلمت يا أبت سمعت البكاء من هاهنا وهاهنا؟! فقال: يا بني

ص: 110

ليست النائحة المستأجرة كالنائحة الثكلى.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن أبان ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ثنا الحسن بن جهور ثنا محمد بن كناسة. قال: سمعت عمر بن ذر يقول: آنسك جانب حلمه فتوثبت على معاصيه، أفأسفه تريد؟ أما سمعته يقول {(فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم)} أيها الناس أجلوا مقام الله بالتنزه عما لا يحل، فإن الله لا يؤمن إذا عصي.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن روح ثنا إبراهيم بن الجنيد حدثني محمد بن الحسين قال ثنا رستم بن أسامة العابد. قال: قال محمد بن صبيح سمعت عمر بن ذر يقول: ما دخل الموت دار قوم إلا شتت جمعهم، وقنعهم بعيشهم، بعد أن كانوا يفرحون ويمرحون.

• حدثنا محمد بن أحمد بن عمر ثنا أبي ثنا عبد الله بن محمد حدثني علي بن الحسن عن محمد بن الحسين حدثني رستم بن أسامة ثنا عمار بن عمرو البجلي.

سمعت ابن ذر يقول: من أجمع على الصبر في الأمور فقد حوى الخير والتمس معاقل البر وكمال الأجور.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا أبي ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني محمد بن الحسين حدثني بعض أصحابنا قال: كان عمر بن ذر إذا نظر إلى الليل قد أقبل قال: جاء الليل ولليل مهابة، والله أحق أن يهاب.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا أبي ثنا أبو بكر ثنا علي بن الحسن عن محمد بن الحسين حدثني عبد الرحمن بن عبيد الله: سمعت عمر بن ذر يقول في دعائه:

أسألك اللهم خيرا يبلغنا ثواب الصابرين لديك، وأسألك اللهم شكرا يبلغنا مزيد الشاكرين لك، وأسألك اللهم توبة تطهرنا بها من دنس الآثام حتى نحل بها عندك محل المنيبين إليك، فأنت ولي جميع النعم والخير، وأنت المرغوب إليك في كل شدة وكرب وضر، اللهم وهب لنا الصبر على ما كرهنا من قضائك، والرضا بذلك طائعين، وهب لنا الشكر على ما جرى به قضاؤك من محبتنا والاستكانة لحسن قضائك متدللين لك خاضعين رجاء المزيد والزلفى لديك يا كريم، اللهم فلا شيء أنفع لنا عندك من الإيمان بك، وقد مننت به

ص: 111

علينا فلا تنزعه منا ولا تنزعنا منه حتى توفانا عليه موقنين بثوابك، خائفين لعقابك، صابرين على بلائك، راجين لرحمتك يا كريم.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا سفيان عن عمر بن ذر. قال: قال الربيع بن أبي راشد: يا أبا ذر من سأل الله الرضا فقد سأله عظيما.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن الصباح أخبرنا سفيان. قال: قال ابن ذر: لولا أني أخاف أن لا يكون برا من القسم لأقسمت أن لا أخرج بشيء من الدنيا حتى أعلم ما لي في وجوه رسل الله إلي.

• حدثنا أبي ثنا عبد الله بن محمد بن عمران ثنا ابن أبي عمر ثنا سفيان.

قال: سمع عمر بن ذر رجلا يقول: {(يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم)} ؟ فقال عمر الجهل.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني معروف

(1)

بن سفيان حدثني أبو نعيم. قال: سمعت عمر بن ذر يقرأ هذه الآية {(أولى لك فأولى)} فجعل يقول: يا رب ما هذا الوعيد.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن علي بن الجارود ثنا أبو سعيد الأشج ثنا ابن إدريس عن زكرياء ابن أبي زائدة. قال: كان عمر بن ذر أول ما يجلس يقص يقول: أعيروني دموعكم، فإذا قاموا من عنده. قال: لهم الشعبي: أعرتموه دموعكم؟!.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن الحسن ثنا إبراهيم بن أبي الحسين قاضي الكوفة ثنا الحسن بن الربيع ثنا محمد بن صبيح. قال: سألت عمر بن ذر فقلت أيهما أعجب إليك للخائفين؟ طول الكمد، أو إرسال الدمعة؟ قال فقال: أما علمت أنه إذا رق بدر شفى وسلى، وإذا كمد غص فسبح،

(2)

فالكمد أعجب إلي لهم.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد ابن الحسين: أن شهاب بن عباد حدثه قال حدثنى ابن السماك. قال: وعظ عمر

(1)

فى مغ: هارون ولم اقف عليهما

(2)

كذا فى مغ وفى ز: فسبح

ص: 112

ابن ذر فجعل فتى من بني تميم يصرخ ويتغير لونه ولا أرى له دمعة تسيل ثم سقط مغشيا عليه، ثم رأيته في مجلس ابن ذر يبكي حتى أقول الآن تخرج نفسه، فذكرت ذلك لعمر بن ذر فقال: ابن أخي إن العقل إذا طاش فقدت الحرقة وقلصت الدمعة، وإذا ثبت العقل فهم صاحبه الموعظة فأحرقته والله! وحزن وبكى.

• حدثنا محمد بن أحمد بن عمر حدثني أبي قال ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا غسان بن المفضل عن أبي بحر البكراوي. قال:

اجتمع بمكة الفضل الرقاشي وعمر بن ذر فشهدتهما، فتكلم الفضل فأطال ووعظ وذهب من الكلام في مذاهب، فما رأيت أحدا رق لكلامه فسكت.

فتكلم ابن ذر فحدث وبكى فبكى الناس ورقوا.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد حدثني يعقوب بن إسحاق ثنا محمد بن معاذ عن ابن السماك عن عمر بن ذر عن مجاهد. قال: أوحى الله إلى الملكين أخرجا آدم وحواء من الجنة فإنهما قد عصياني، فالتفت آدم إلى حواء باكيا. وقال: أستعدي للخروج من جوار الله هذا أول شؤم المعصية، فنزع جبريل التاج عن رأسه، وحل ميكائيل الإكليل عن جبينه، وتعلق به غصن فظن آدم أنه قد عوجل بالعقوبة فنكس رأسه يقول العفو، فقال الله فرارا مني؟ فقال بل حياء منك سيدي.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت أبا يحيى محمد بن عبد الرحيم يقول سمعت علي بن عبد الله يقول سمعت سفيان بن عيينة يقول:

كان ابن عياش المنتوف يقع في عمر بن ذر ويشتمه، فلقيه عمر بن ذر فقال:

يا هذا لا تفرط في شتمنا وأبق للصلح موضعا فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه.

• حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد ثنا أحمد ابن محمد بن بكر ثنا أبو بكر بن خلاد. قال: شتم رجل عمر بن ذر فقال: يا هذا لا نغرق في شتمنا ودع للصلح موضعا، فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني محمد بن (8 - حلية - خامس)

ص: 113

الحسين حدثني عبد الله بن عثمان بن حمزة بن عبد الله بن عمر حدثني عمار ابن عمرو البجلي سمعت عمر بن ذر يقول: لما رأى العابدون الليل قد هجم عليهم، ونظروا الى أهل السآمة والغفلة قد سكنوا الى فرشهم، ورجعوا إلى ملاذهم من الضجعة والنوم، قاموا إلى الله فرحين مستبشرين بما قد وهب لهم من حسن عبادة السهر وطول التهجد، فاستقبلوا الليل بأبدانهم، وباشروا ظلمته بصفاح وجوههم، فانقضى عنهم الليل وما انقضت لذتهم من التلاوة، ولا ملت أبدانهم من طول العبادة، فأصبح الفريقان وقد ولى عنهم الليل، بربح وغبن. أصبح هؤلاء قد ملوا النوم والراحة، وأصبح هؤلاء متطلعين الى مجيء الليل للعبادة، شتان ما بين الفريقين!! فاعملوا لأنفسكم رحمكم الله في هذا الليل وسواده فإن المغبون من غبن خير الليل والنهار، والمحروم من حرم خيرهما، إنما جعلا سبيلا للمؤمنين إلى طاعة ربهم، ووبالا على الآخرين للغفلة عن أنفسهم، فأحيوا لله أنفسكم بذكره فانما تحيى القلوب بذكر الله! كم من قائم في هذا الليل قد اغتبط بقيامه في ظلمة حفرته، وكم من نائم في هذا الليل قد ندم على طول نومته عند ما يرى من كرامة الله للعابدين غدا، فاغتنموا ممر الساعات والليالي والأيام رحمكم الله.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين بن نصر ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا أبو نعيم عن عمر بن ذر. قال: ما أغفل الناس عما خلوتم به وغدوتم إليه، فاتقوا الله مما تكاتمون، ألا تبادرون كلمتنا وقد قرب. وهذا مقعد العائذين بك، أما والله لو أعلم أني أبر ما افتررت ضاحكا حتى أعلم مالى مما علي، ولكنا إذا قمنا عما ترون عدنا إلى ما تعلمون. قال: أبو نعيم: وقرأ يوما الحاقة حتى بلغ {(فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤا كتابيه)} ثم قال: حمل ورب الكعبة ظنه على اليقين، ثم نادى مسفر وجهه، ثلج قلبه، مطلقة يداه {(وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه)} فأخذ ابن ذر يقول: صدقت يا كذاب، صدقت يا كذاب!! ينادي؛ مسود وجهه كاسف باله، مغلولة يداه إلى عنقه. وقال {(أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى)} علينا

ص: 114

نكرر الوعيد!! فلا وعزتك ما نحتمل وعيد من هو دونك ممن لا يضر ولا ينفع ممن يشركنا في لذة نومنا وطعامنا وشرابنا حتى نعلم ما لنا فيما وعدنا، اللهم وهؤلاء الذين اغتنموا ظلمة الليل وجاهدوك

(1)

بما استخفوا به من غيرك، فإن كان في سابق العلم ألا يحدثوا توبة فأقد منهم بأسوإ أعمالهم.

• حدثنا الوليد بن أحمد ومحمد بن أحمد بن النضر قالا: ثنا عبد الرحمن بن محمد بن إدريس ثنا محمد بن يحيى الواسطي ثنا محمد بن الحسين البرجلاني ثنا الصلت بن حكيم ثنا النضر بن إسماعيل. قال: سمعت ابن ذر يقول في كلامه:

أما الموت فقد شهر لكم، فأنتم تنظرون إليه في كل يوم وليلة من بين منقول عزيز على أهله، كريم في عشيرته، مطاع في قومه، إلى حفرة يابسة، وأحجار من الجندل صم، ليس يقدر له الأهلون على وساد إلا خالطه فيه الهوام، فوساده يومئذ عمله، ومن بين مغموم غريب قد كثر في الدنيا همه، وطال فيها سعيه، وتعب فيها بدنه، جاءه الموت من قبل أن ينال بغيته، فأخذه بغتة. ومن بين صبى مرضع، ومريض موجع، ورهن بالشر مولع، وكلهم بسهم الموت يقرع. أما للعابدين من عبر في كلام الواعظين؟! ولربما قلت سبحانه وجل جلاله، لقد أمهكم حتى كأنه أهملكم، ثم أرجع إلى حلمه وقدرته ثم أقول بل أخرنا إلى حين آجالنا سبحانه إلى يوم تشخص فيه الأبصار، وتجف فيه القلوب! {(مهطعين مقنعي رؤسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء)} يا رب قد أنذرت وحذرت فلك الحجة على خلقك ثم قرأ {(وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب)} ثم يقول:

أيها الظالم أنت في أجلك الذي استأجلت فاغتنمه قبل نفاذه، وبادره قبل فوته، وآخر الأجل معاينة الأجل عند نزول الموت، فعند ذلك لا ينفع الأسف، إنما ابن آدم غرض للمنايا منصوب، من رمته بسهامها لم تخطئه، ومن أرادته لم تصب غيره، ألا وان الخير الا كبر خير الآخرة الدائم فلا ينفد والباقي فلا يفنى، والممتد فلا ينقطع، والعباد المكرمون في جوار الله تعالى

(1)

فى المختصر: جاهدوا

ص: 115

مقيمون، في كل ما اشتهت الأنفس ولذت الأعين، متزاورون على النجائب ويتلاقون فيتذاكرون أيام الدنيا، هنيئا للقوم هنيئا لقد وجد القوم بغيتهم، ونالوا طلبتهم إذ كانت رغبتهم إلى السيد الكريم المتفضل.

• حدثنا الوليد بن أحمد ومحمد بن أحمد بن النضر قالا: ثنا عبد الرحمن ابن أبي حاتم ثنا محمد بن يحيى بن عمر ثنا محمد بن الحسين ثنا يحيى بن إسحاق ثنا النضر بن إسماعيل. قال: شهدت عمر بن ذر في جنازة وحوله الناس، فلما وضع الميت على شفير القبر بكى عمر. ثم قال: أيها الميت أما أنت فقد قطعت سفر الدنيا فطوبى لك إن توسدت في قبرك خيرا.

أسند عمر عن عطاء، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وطاوس، وعكرمة، وأبي الزبير، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، ونافع، وعن أبيه ذر، والشعبي، وشقيق أبي وائل، وغيرهم من التابعين.

• حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي قال ثنا أبو إسماعيل الترمذي ح. وحدثنا أبو علي محمد بن أحمد [بن الحسن قال ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ح. وحدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد]

(1)

قال ثنا علي بن عبد العزيز قال ثنا أبو نعيم قال ثنا عمر بن ذر عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجبريل: «يا جبريل ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟ فنزلت {(وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا)} الآية» . حديث صحيح أخرجه البخاري عن غير واحد عن عمر بن ذر.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن أحمد عن أبي خيثمة قال ثنا عبد الله بن عبد المؤمن الواسطي قال ثنا عبيد بن عقيل عن عمر بن ذر عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «من أدرك عرفة قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك» . غريب من حديث عمر تفرد به عنه عبيد.

• حدثنا محمد بن المظفر قال ثنا صالح بن أحمد قال ثنا يحيى بن مخلد المفتي

(1)

نقص فى مغ

ص: 116

قال ثنا عبد الرحمن بن الحسن أبو مسعود الزجاج عن عمر بن ذر عن عطاء عن ابن عباس: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من التشهد أقبل علينا بوجهه وقال: من أحدث حدثا بعد ما يفرغ من التشهد فقد تمت صلاته» . غريب من حديث عمر تفرد به متصلا أبو مسعود الزجاج. ورواه غير واحد مرسلا.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا خلاد بن يحيى قال ثنا عمر بن ذر قال أخبرنا عطاء: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن إذا قضى التشهد» فذكر نحوه.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا عبد العزيز ابن أبان قال ثنا عمر بن ذر قال ثنا مجاهد. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: «أعطيت خمس خصال لم يعطهن أحد كان قبلي؛ أرسل كل نبي إلى أمته بلسانها وأرسلت إلى كل أحمر وأسود من خلقه، ونصرت بالرعب ولم ينصر به أحد قبلي، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا»

(1)

.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا خلاد بن يحيى قال ثنا عمر بن ذر. قال: «سمعت أبي يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دفع إلى نفر من أصحابه فيهم عبد الله بن رواحة يذكرهم بالله، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم سكت، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ذكر أصحابك، فقال يا رسول الله أنت أحق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إنكم الملأ الذي أمرني الله أن أصبر نفسي معهم، ثم تلا عليهم {(واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي)} الآية. ثم قال ما قعد عدتكم قط من أهل الأرض يذكرون الله إلا قعد معهم عدتهم من الملائكة، فإن حمدوا الله حمدوه، وإن سبحوا الله سبحوه، وإن كبروا الله كبروه، وإن استغفروا الله آمنوا لهم، ثم يرجعون إلى ربهم فيسألهم وهو أعلم منهم. يقول: أين ومن أين؟ يقولون ربنا أعبد لك من أهل الارض ذكروك فذكرناك، يقول

(1)

ذكر أربع خصال فقط والخامسة: وأعطيت الشفاعة رواه البخاري

ص: 117

قالوا ماذا؟ قالوا ربنا حمدوك، قال أنا أولى من عبد وأنا أحق من حمد، قالوا ربنا سبحوك، قال: مدحتي لا تنبغي لأحد غيري، قالوا ربنا كبروك، قال لى الكبرياء فى السموات والأرض وأنا العزيز الحكيم، قالوا ربنا استغفروك، قال فإني أشهدكم أني قد غفرت لهم، قالوا ربنا إن فيهم فلانا وفلانا قال هم القوم لا يشقى بهم جلساؤهم» قال عمر بن ذر فذكرت ذلك لمجاهد فوافق أبي في الحديث غير أنه قال: ربنا إن فيهم فلانا قال هم القوم لا يشقى بهم جليسهم.

قال عمر: وأخبرني يعقوب بن عطاء بمثل ذلك عن أبيه يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، غير أنه قال: يقولون إن فيهم فلانا أخطأ قال هم القوم لا يشقى بهم جليسهم. كذا رواه خلاد. ورواه محمد بن حماد الكوفي مجردا عن عمر.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي سنة ثمان وسبعين، قال ثنا محمد بن حماد الكوفي ثنا عمر بن ذر الهمداني قال حدثني مجاهد عن ابن عباس. قال:«مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعبد الله بن رواحة وهو يذكر أصحابه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إنكم الملأ الذي أمرني ربي أن أصبر نفسي معهم، ثم تلا {(واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم}، إلى قوله {فرطا)} أما إنه ما جلس عدتكم إلا جلس معهم عدتهم من الملائكة، إن سبحوا الله سبحوه، وإن حمدوا الله حمدوه، وإن كبروا الله كبروه، ثم يصعدون إلى الرب تعالى وهو أعلم منهم فيقولون: يا ربنا عبادك سبحوك فسبحنا، وكبروك فكبرنا، وحمدوك فحمدنا، فيقول ربنا يا ملائكتي أشهدكم أني قد غفرت لهم، فيقولون فيهم فلان وفلان الخطاء؟! فيقول هم القوم لا يشقى بهم جليسهم» .

• حدثنا حبيب بن الحسن ومحمد بن حميد قالا: ثنا عبد الله بن ناجية قال ثنا محمد بن عمرويه قال ثنا الجارود بن يزيد عن عمر بن ذر عن مجاهد عن أبي هريرة وأبي سعيد. قالا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مجالس الذكر تتنزل عليهم السكينة، وتحف بهم الملائكة، وتغشاهم الرحمة، ويذكرهم الله على عرشه» . غريب من

ص: 118

حديث عمر تفرد به عنه الجارود بن يزيد النيسابورى.

• حدثنا أبو القاسم يزيد بن جناح المحاربي القاضى قال ثنا اسحاق بن محمد بن مروان قال ثنا أبى قال ثنا حصين بن مخارق عن ابن ذر عن مجاهد عن ابن عباس. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تمنوا هلاك شبابكم وإن كان فيهم غرام فإنهم على ما كان فيهم على خلال؛ إما أن يتوبوا فيتوب الله عليهم، وإما أن ترديهم الآفات، إما عدوا فيقاتلوه، وإما حريقا فيطفئوه، وإما ماء فيسدوه» . غريب من حديث عمر تفرد به حصين.

• حدثنا محمد بن إسماعيل بن العباس ومحمد بن المظفر قالا: ثنا عبد الحميد ابن سليمان البصري قال حدثني جعفر بن محمد الوراق الواسطى قال ثنا عامر ابن ابى الحسن الواسطى قال ثنا إبراهيم بن بكر عن عمر بن ذر عن عكرمة عن ابن عباس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «موت الغريب شهادة» غريب من حديث عمر لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا كثير بن عبيد الحذاء قال ثنا محمد بن حميد عن مسلمة بن علي عن عمر بن ذر عن أبي قلابة عن أبي مسلم الخولاني عن أبي عبيدة بن الجراح عن عمر بن الخطاب. قال: «أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحيتي، وأنا أعرف الحزن في وجهه، فقال:

إنا لله وإنا إليه راجعون، أتاني جبريل آنفا فقال لي إنا لله وإنا إليه راجعون فقلت أجل إنا لله وإنا إليه راجعون فمم ذاك يا جبريل؟ فقال إن أمتك مفتتنة بعدك بقليل من دهر غير كثير، فقلت فتنة كفر أو فتنة ضلالة؟ فقال كل سيكون، فقلت ومن أين وأنا تارك فيهم كتاب الله!! قال فبكتاب الله يفتنون وذلك من قبل أمرائهم وقرائهم، يمنع الناس الأمراء الحقوق فيظلمون حقوقهم ولا يعطونها، فيقتتلوا ويفتتنوا، ويتبع القراء أهواء الأمراء فيمدونهم فى الغي ثم لا يقصرون، فقلت كيف يسلم من سلم منهم؟ قال بالكف والصبر، إن أعطوا الذي لهم أخذوه وإن منعوه تركوه».

ص: 119

‌أبو مسلم الخولانى

قال الشيخ رضى الله عنه: ذكر طبقة من تابعي أهل الشام. فمنهم حكيم الأمة وممثلها أبو مسلم الخولاني عبد الله بن ثوب. تقدم ذكره وبعض كلامه مع الزهاد الثمانية في صدر الكتاب، قيل كان إسلامه عام حنين، وقدم المدينة في خلافة أبي بكر وانتقل إلى الشام فى ايام معاوية، طرحه الاسود ابن قيس العنسى المتبني باليمن في النار فلم تضره، فكان يشبه بالخليل إبراهيم عليه السلام في حاله.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا أبو عبد الرحمن المقرى ثنا ابن لهيعة ثنا ابن هبيرة: أن كعبا كان يقول: إن حكيم هذه الأمة أبو مسلم الخولاني.

• حدثنا محمد بن أحمد أبو احمد الحرجانى قال ثنا أحمد بن موسى العدوي ثنا إسماعيل بن سعيد الكسائي ثنا عيسى بن خالد عن شريك عن آدم بن علي عن الحسن عن أبي مسلم الخولاني. قال: مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء، إذا ظهرت لهم شاهدوا، وإذا غابت عنهم تاهوا.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا جرير عن عبد الملك بن عمير عن أبي مسلم الخولاني. قال: أربع لا يقبلن [في أربع؛ مال اليتيم، والغلول، والخيانة، والسرقة، لا يقبلن]

(1)

في حج ولا عمرة، ولا جهاد، ولا صدقة.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا هاشم بن القاسم ثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال أو غيره: أن أبا مسلم الخولاني مر بدجلة وهي ترمي بالخشب من مدها، فمشى على الماء ثم التفت إلى أصحابه فقال: هل تفقدون من متاعكم شيئا فندعوا الله؟.

• حدثنا احمد ابن محمد بن جبلة أبو حامد ثنا محمد بن إسحاق السراج ثنا أبو همام السكوني

(1)

لم ترد فى مغ

ص: 120

ثنا بقية ثنا محمد بن زياد عن أبي مسلم: أنه كان إذا غزا أرض الروم فمروا بنهر قال: أجيزوا بسم الله قال ويمر بين أيديهم، قال فيمرون بالنهر الغمر فربما لم يبلغ من الدواب إلا إلى الركب أو بعض ذلك أو قريب من ذلك، فإذا جازوا قال للناس: هل ذهب لكم شيء؟ من ذهب له شيء فأنا له ضامن قال فألقى بعضهم مخلاة عمدا فلما جازوا قال الرجل مخلاتي وقعت في النهر، قال له اتبعني فإذا المخلاة تعلقت ببعض أعواد النهر.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو همام الوليد بن شجاع ثنا بقية بن الوليد حدثني محمد بن زياد عن أبي مسلم الخولاني: أن امرأة خنثته فدعا عليها فذهب بصرها، فأتته فقالت: يا أبا مسلم قد كنت فعلت وفعلت ولا أعود لمثلها، فقال: اللهم إن كانت صادقة فاردد عليها بصرها، قال فأبصرت.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا أحمد بن موسى ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا عمرو بن عون عن حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي مسلم الخولاني. قال:

العلماء ثلاثة؛ رجل عاش بعلمه وعاش الناس معه، ورجل عاش بعلمه ولم يعش الناس معه، ورجل عاش الناس بعلمه وأهلك نفسه.

أسند عن معاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنهما.

• حدثنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي قال ثنا أبو المليح عن حبيب بن أبي مرزوق عن عطاء عن أبي مسلم الخولاني. قال: «دخلت مسجدا فإذا حلقة فيها بضع وثلاثون رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا فيهم شاب آدم أكحل براق الثنايا محتب، فاذا تذاكروا أمرا فأشكل عليهم سألوه، فقلت من هذا؟ فقالوا معاذ بن جبل، قال فقمنا فصلينا المغرب، فلما انصرفنا لم أقدر على أحد منهم، فلما كان من الغد هجرت فإذا أنا بمعاذ قائم يصلى الى سارية، فصليت إلى جانبه فظن أن لي إليه حاجة، فلما انصرف قعدت بينه وبين السارية محتبيا فقلت: والله إنى لأحبك من غير قرابة ولا صلة أرجوها منك، قال

ص: 121

فيم ذلك؟ قلت في الله، قال فاجتر حبوتي ثم قال: أبشر إن كنت صادقا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «المتحابون في الله على منابر من نور في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله» قال فأتيت عبادة بن الصامت فأخبرته فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبر عن غيره - يعني عن الله عز وجل حقت محبتي للمتحابين فى، وحقت محبتى للمتباذلين في، وحقت محبتي للمتزاورين في، وحقت محبتي للمتناصحين في» رواه جعفر بن برقان عن حبيب بن أبي مرزوق عن عطاء بن أبي رباح عن أبي مسلم مثله. ورواه يزيد ابن أبي مريم وشهر بن حوشب وأبو حازم بن دينار ومحمد بن قيس عن أبي مسلم الخولاني عن معاذ وعبادة نحوه.

‌أبو إدريس الخولاني

قال الشيخ رضي الله تعالى عنه: ومنهم المعتبر النظار، والمتفكر الذكار، أبى إدريس الخولاني عائذ الله بن عبد الله.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبيدة بن حميد عن الأعمش عن طلحة الأيامي عن أبي إدريس عن رجل من أهل اليمن. كان يقول: اللهم اجعل نظرى عبرا، وصمتى تفكرا، ومنطقي ذكرا.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا محمد بن فضيل عن ضرار بن مرة. قال: لقيت الضحاك بخراسان وعلى فرو خلق.

فقال الضحاك قال أبو إدريس: قلب نقي في ثياب دنسة، خير من قلب دنس في ثياب نقية.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا المقرى ثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني عياش بن أبي عياش عن إبراهيم الدمشقي عن أبي إدريس الخولاني. قال: من تعلم ظرف

(1)

الحديث ليستفئ به قلوب

(1)

فى مغ والمختصر: طرق الحديث

ص: 122

الناس لم يرح رائحة الجنة.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو المغيرة ثنا الوليد بن سليمان ثنا ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس. قال: من جعل همومه هما واحدا كفاه الله همومه، ومن كان له في كل واد هم لم يبال الله في أيها هلك.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا حجاج ح. وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا داود بن رشيد ثنا أبو حيوة ثنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني. قال: المساجد مجالس الكرام.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا عبد الله بن محمد العبسى ثنا سعيد بن شر حبيل ثنا الليث بن سعد عن عقيل عن ابن شهاب. قال: جلست إلى أبي إدريس الخولاني يوما وهو يقص، فقال: ألا أخبركم بمن كان أطيب الناس طعاما؟ فلما رأى الناس قد نظروا إليه. قال: يحيى بن زكريا كان أطيب الناس طعاما إنما كان يأكل مع الوحش كراهة أن يخالط الناس في معاشهم.

• حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبد الله [ثنا الأوزاعي حدثني حسان بن عطية عن أبي إدريس: عائذ الله قال]

(1)

: هذه فتنة قد أظلت كحياة البقر، هلك فيها أكثر الناس إلا من كان يعرفها قبل ذلك.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن عبد الله بن رستة ثنا معاوية بن عمران ثنا أنيس بن سوار عن أيوب عن أبي قلابة. قال: قال أبو إدريس الخولاني: إنما القرآن آية مبشرة، وآية منذرة، وآية فريضة، أو قصص أو أخبار، وآية تأمرك، وآية تنهاك.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد ثنا ابن وهب قال أخبرني ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة بن يزيد أنه سمع أبا إدريس الخولاني يقول: ما تقلد امرؤ قلادة أفضل من سكينة، وما زاد الله

(1)

لم ترد فى مغ

ص: 123

عبدا قط فقها الا زاده الله قصدا.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني ثنا أحمد بن موسى العدوي ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا محمد بن الشيباني عن ثور بن يزيد عن أبي عون عن أبي إدريس الخولاني. قال: لأن أرى في طائفة المسجد نارا تقد أحب إلي من أرى أرى فيها رجلا يقص ليس بفقيه.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا أحمد بن موسى العدوى ثنا اسماعيل ابن سعيد ثنا جرير عن سليمان التيمي عن يسار عن عائذ الله أبي إدريس.

قال: من تتبع الأحاديث ليتحدث بها لا يجد ريح الجنة.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد ثنا ابن وهب قال سمعت معاوية بن صالح يحدث عن أبي الأخنس عن أبي إدريس الخولاني: أنه قال:

لأن أرى في جانب المسجد نارا لا أستطيع إطفاءها أحب الى من أرى فيه بدعة لا أستطيع تغييرها.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي إدريس. قال: لا يهتك الله ستر عبد فى قلبه مثقال ذرة خيرا.

• حدثنا أبو بكر ابن مالك ثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل [حدثني محمد بن بكار ثنا فرج بن فضالة عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني: أنه قال: يرفع من هذه الأمة الخشوع حتى لا ترى خاشعا.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني]

(1)

أبي ثنا أبو المغيرة ثنا بشر

(2)

بن عبد الله بن يسار ثنا عبد الله بن أبي زكرياء عن أبي إدريس عائذ الله. قال: إن ربكم تعالى قال: ابن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك حين أغضب، فلم أمحقك فيمن أمحق.

• أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه [ثنا موسى بن إسحاق ثنا عبدة بن عبد الرحيم ثنا بقية بن الوليد]

(3)

ثنا أرطأة بن المنذر عن يحيى بن

(1)

زيادة من مغ

(2)

فى مغ: محمد بن الخ

(3)

لم ترد فى مغ

ص: 124

مسلم. قال: سمعت أبا إدريس الخولاني يقول: ما بينك وبين أن تعلم أنك ناعم حق ناعم إلا أن تسقط من أعين المؤمنين.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا الحسين بن الحسن ثنا عبد الله بن المبارك ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال أخبرني إدريس بن أبي إدريس الخولاني عن أبيه. قال: ليعقبن الله الذين يمشون إلى المساجد في الظلم نورا تاما يوم القيامة.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي ثنا الحسين بن الحسن قال ثنا عبد الله بن المبارك عن ثور بن يزيد. قال: بلغني عن أبي إدريس الخولاني أنه قال: ما على ظهرها من بشر لا يخاف على إيمانه أن يذهب إلا ذهب والله أعلم.

[أسند أبو إدريس عن معاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت، وأبي الدرداء، وأبي ذر، وعوف بن مالك، وأبي ثعلبة، وعبد الله بن حوالة

(1)

، وغيرهم.

[حدث عنه الزهري، وبشر بن عبيد، وربيعة بن يزيد، ويونس بن ميسرة بن حلبس، والوليد بن عبد الرحمن الجرشي، وأبو حازم بن دينار، وغيرهم.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أبو زرعة الدمشقي قال ثنا أبو مسهر قال ثنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر الغفاري. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته عليكم محرما فلا تظالموا، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا ولا أبالى فاستغفرونى اغفر لكم، يا عبادى كلمكم جائع إلا من أطعمت فاستطعموني أطعمكم [يا عبادي كلكم عار إلا من كسوت فاستكسوني أكسكم]

(2)

يا عبادي لم يبلغ ضركم أن تضروني ولم يبلغ نفعكم أن تنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وجنكم وإنسكم اجتمعوا [وكانوا على أفجر قلب رجل منكم لم ينقص ذلك من ملكي مثقال ذرة، ويا عبادي لو أن أولكم] وآخركم وجنكم وإنسكم اجتمعوا]

(3)

فى صعيد

(1)

فى ز: رواحة وكلاهما صحابيان لهما رواية ونزلا دمشق

(2)

لم ترد فى مغ

(3)

زيادة فى مغ

ص: 125

واحد فسألوني جميعا فأعطيت كل إنسان منهم مسألته لم ينقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا غمس في البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم ترد إليكم فمن وجد خيرا فليحمدني ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه» صحيح ثابت أخرجه مسلم في صحيحه رواه عن أبي بكر بن اسحاق الصاغانى عن أبى مسهر وعن الدرامى عن مروان عن سعيد عن عبد العزيز.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال سمعت الزهري يقول أخبرني أبو إدريس الخولاني أنه سمع عبادة بن الصامت يقول: «كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فى مجلس فقال: تبايعوني على أن {لا تشركوا} بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا الآية، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله عليه فهو إلى الله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه» قال سفيان كنا عند الزهري فلما حدث بهذا الحديث أشار إلي أبو بكر الهذلي أن احفظه فكتبته، فلما قام الزهري أخبرت به أبا بكر. هذا حديث صحيح متفق عليه، رواه صالح وشعيب ومعمر وعقيل ويونس وعامة اصحاب الزهرى عنه.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا زمعة بن صالح عن الزهري عن أبي إدريس الخولاني. قال: «كنت في مجلس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم عبادة بن الصامت، [فذكروا الوتر فقال بعضهم واجب، وقال بعضهم سنة، فقال عبادة بن الصامت]

(1)

أما أنا فأشهد إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أتاني جبريل عليه السلام من عند الله فقال يا محمد إن الله تعالى يقول إني قد فرضت على أمتك خمس صلوات من وفى بهن على وضوئهن ومواقيتهن وركوعهن وسجودهن فإن له عندي بهن عهدا أن أدخله الجنة، ومن لقيني وقد انتقص من ذلك شيئا - أو كلمة تشبهها - فليس له عندي عهد إن شئت عذبته وإن شئت

(1)

لم ترد فى مغ

ص: 126

رحمته». غريب من حديث الزهري لم يروه عنه بهذا اللفظ إلا زمعة وإنما يعرف من حديث ابن محيريز عن المخدجي عن قتادة.

• حدثنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا هشام بن عمار قال ثنا عمرو بن واقد قال ثنا يونس بن ميسرة بن حلبس عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يؤتى يوم القيمة بالممسوخ عقلا، وبالهالك في الفترة، وبالهالك صغيرا، فيقول الممسوخ العقل يا رب لو آتيتني عقلا ما كان من آتيته عقلا بأسعد بعقله مني، ويقول الهالك في الفترة يا رب لو أتاني منك عهد ما كان من أتاه عهد بأسعد مني، ويقول الهالك صغيرا يا رب لو آتيتني عمرا ما كان من آتيته عمرا بأسعد بعمره مني، فيقول الرب سبحانه فإني آمركم بأمر فتطيعوني؟ فيقولون نعم وعزتك يا رب! فيقول اذهبوا فادخلوا النار، قال: ولو دخولها ما ضرتهم قال فتخرج عليهم قوانص

(1)

يظنون أنها قد أهلكت ما خلق الله من شيء، فيرجعون سراعا فيقولون خرجنا وعزتك نريد دخولها فخرجت علينا قوانص ظننا أنها أهلكت ما خلقت من شيء، فيأمرهم الثانية فيقولون مثل قولهم، ثم الثالثة فيقول الرب سبحانه قبل أن أخلقكم علمت ما أنتم عليه وعلى علمي خلقتكم وإلى علمي تصيرون، ضميهم فتأخذهم النار». لا يعرف هذا الحديث مسندا متصلا عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي إدريس عن معاذ إلا من حديث يونس بن ميسرة تفرد به عنه عمرو بن واقد.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا محمد بن غالب بن حرب قال ثنا القعنبي ح. وحدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا قتيبة بن سعيد قالا عن مالك بن أنس عن أبي حازم بن دينار عن أبي إدريس الخولاني.

قال: دخلت مسجد دمشق فإذا أنا بمعاذ بن جبل، فسلمت عليه فقلت والله إني لأحبك في الله فقال آلله؟ فقلت آلله، فقال آلله؟ فقلت آلله، فأخذ بحبوة ردائي فجذبني إليه وقال: أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1)

كذا فى المختصر فى المكانين: وفى الاصلين قوابض

ص: 127

يقول «قال الله وجبت محبتي للمتحابين في، وجبت محبتى للمتجالسين فى، وجبت محبتى للمتباذلين فى، وجبت محبتى للمتزاورين في» . مشهور ثابت من حديث أبي إدريس عن معاذ. وممن روى هذا الحديث عن أبى ادريس شهر ابن حوشب، ويزيد بن أبي مريم، وشريح بن عبيد، وعطاء الخراساني، ويونس بن ميسرة، ومحمد بن قيس في آخرين.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا علي بن الجعد ح. وحدثنا فاروق الخطابي قال ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا عبد الله بن رجاء قالا: ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون عن الزهري عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ثعلبة الخشني. قال: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن أكل كل ذي ناب من السباع» صحيح ثابت متفق عليه من حديث الزهري. رواه عن الزهري معمر ويونس وعقيل ومالك وصالح بن كيسان وابن جريج وابن عيينة وابن أبي ذئب والزبيري وقرة بن حويل

(1)

ويعقوب ابن عطاء وعبد الرحمن بن يزيد بن تميم وعبد الرحمن بن إسحاق وأبو أويس ويوسف الماجشون. ورواه مكحول ويونس بن يوسف عن أبي إدريس مثله.

ورواه أبو الأشعث الصنعاني عن أبي ثعلبة مثله.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا إبراهيم بن دحيم الدمشقي قال ثنا أبي قال ثنا الوليد بن مسلم قال ثنا عبد الله بن العلاء بن زيد قال ثني زيد بن واقد عن بشر بن عبيد الله قال حدثني أبو إدريس الخولاني قال حدثني عوف بن مالك الأشجعي. قال: أتيت: «النبي صلى الله عليه وسلم وهو فى خيمة من أدم، فتوضأ وضوءا مكينا وقال: يا عوف أعدد ستا بين يدي الساعة؛ قلت وما هي يا رسول الله؟ قال موتي، فوجمت لها، قال قل إحدى قلت إحدى قال والثانية فتح بيت المقدس، والثالثة موتان فيكم كعقاص الغنم، والرابعة إفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل يتسخطها، وفتنة لا تبقى بيتا

(1)

كذا فى مغ. وفى ز: حيومل بهذا الرسم ولم أقف عليه

ص: 128

من العرب إلا دخلته، وهدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر ثم يغزونكم

(1)

فيأتونكم تحت ثمانين غاية، كل غاية اثنى عشر ألفا». مشهور ثابت من حديث أبي إدريس عن عوف، لم نكتبه من حديث زيد بن واقد إلا من هذا الوجه.

‌أبو عبد الله الصنابحي

ومنهم المشمر المسابق، أبو عبد الله الصنابحي عبد الرحمن بن عسيلة.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين بن الحسن ثنا عبد الله بن المبارك ثنا عبد الله بن عون عن رجاء بن حيوة عن محمود بن الربيع. قال: كنا عند عبادة بن الصامت فاشتكى، فأقبل الصنابحي فقال عبادة: من سره أن ينظر إلى رجل كأنما رقي به فوق سبع سماوات فعمل ما عمل على ما رأى فلينظر إلى هذا.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا محمد بن أيوب بن سويد ثنا أبي عن إبراهيم بن أبي عبلة عن ابن محيريز. قال: عدنا عبادة فأقبل أبو عبد الله الصنابحي، فلما رآه مقبلا قال عبادة: من أحب أن ينظر الى رجل كأنما عرج به إلى أهل السماء فنظر إلى أهل الجنة وأهل النار فرجع وهو يعمل على ما يرى فلينظر إلى هذا.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عيسى بن خالد ثنا أبو اليمان ثنا إسماعيل بن عياش عن جرير بن عثمان عن أبي عبد الله الصنابحي أنه كان يقول:

إنا لا نرى إلا حرا وبردا فأرحنا من الدنيا.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن هاشم ثنا بقية بن الوليد عن عقيل بن مدرك عن بعض المشيخة عن أبي عبد الله الصنابحي. قال: الدنيا تدعو إلى فتنة والشيطان يدعو إلى خطيئة، ولقاء الله خير من الإقامة معهما.

أسند أبو عبد الله عبد الرحمن الصنابحي عن أبي بكر الصديق، وعن معاذ ابن جبل، وعبادة بن الصامت، ومعاوية رضي الله تعالى عنهم أجمعين.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا أحمد بن

(1)

كذا فى مغ وفى ز: يغدرون فيأتونكم

ص: 129

سليمان قال ثنا رشدين بن سعد عن مهاجر بن غانم المذحجي قال ثنا أبو عبد الله الصنابحي قال: سمعت أبا بكر الصديق يقول على المنبر: «قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أحب أن يسمع الله دعوته، ويفرج كربته فى الدنيا والآخرة، فلينظر معسرا، أو ليضع له، ومن سره أن يقيه الله من فور جهنم يوم القيامة ويجعله في ظله فلا يكن غليظا على المؤمنين، وليكن لهم رحيما» رواه عبد الرحمن بن سليمان

(1)

عن محمد بن حسان عن مهاجر مثله.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا أبو عبد الرحمن المقرى قال ثنا حيوة بن شريح قال سمعت عقبة بن مسلم التجيبي يقول حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي عن الصنابحي عن معاذ بن جبل. قال:

«أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي يوما ثم قال: يا معاذ والله إني أحبك فقال معاذ: بأبي أنت وأمي يا رسول الله وأنا والله أحبك، فقال أوصيك يا معاذ لا تدعن فى دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على شكرك وذكرك وحسن عبادتك» قال وأوصى بذلك معاذ الصنابحي وأوصى الصنابحي أبا عبد الرحمن وأوصى أبو عبد الرحمن عقبة وأوصى عقبة حيوة وأوصى حيوة المقري وأوصى المقري بشرا وأوصى بشر محمدا وأوصى محمد به وأوصانا به شيخنا أبو نعيم رواه أبو عاصم عن حيوة مثله ورواه ابن لهيعة عن عقبة عن أبي عبد الرحمن من دون الصنابحي.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا صفوان بن صالح قال ثنا الوليد بن مسلم قال ثنا خالد بن يزيد المدني عن يونس بن ميسرة ابن حلبس عن أبي عبد الله الصنابحي عن عبادة بن الصامت: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من عبد يسجد لله سجدة إلا كتب الله له بها حسنة، ومحا بها عنه سيئة، ورفعه بها درجة، فاستكثروا من السجود» .

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أبو زرعة الدمشقي قال ثنا آدم بن أبي إياس قال ثنا أبو غسان محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن

(1)

فى ز: عبد الرحيم بن سليمان وكلاهما من الطبقة.

ص: 130

الصنابحي عن عبادة. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «خمس صلوات كتبهن الله عز وجل على عباده، من حافظ عليهن ولم يضيعهن استخفافا بحقهن كان له عند الله عهدا أن لا يعذبه، ومن لم يأت بهن لم يكن له عند الله عهدا إن شاء رحمه وإن شاء عذبه» . غريب من حديث الصنابحي عن عبادة ومشهوره رواية ابن محيريز عن المخدجي عن عبادة.

‌أيفع بن عبد الكلاعي

ومنهم الواعظ الداعي، أيفع بن عبد الكلاعي.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا إسماعيل بن المتوكل الحمصي ح. وحدثنا أبو محمد بن حيان أخبرنا عبد الله بن محمد بن العباس

(1)

ثنا سلمة ابن شبيب قالا: ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان بن عمرو قال: سمعت أيفع بن عبد الكلاعي وهو يعظ الناس. قال: إن لجهنم سبع قناطر، فالصراط عليها، والله تعالى في الرابعة منها، قال فيحبس الخلق عند القنطرة الأولى فيقال قفوهم إنهم مسئولون، فيحبسون

(2)

على الصلاة ويسألون عنها، قال فيهلك فيها من هلك وينجو من نجا، فإذا بلغوا القنطرة الثانية حوسبوا بالأمانة كيف أدوها وكيف خانوها، قال فيهلك فيها من هلك وينجو من نجا، فإذا بلغوا القنطرة الثالثة سئلوا عن الرحم كيف وصلوها وكيف قطعوها، قال فيهلك فيها من هلك وينجو من نجا، قال والرحم يومئذ ردف الرب تعالى متدلية في الهواء إلى جهنم تقول: اللهم من وصلني فصله اليوم، ومن قطعني فاقطعه اليوم. رواه الوليد بن مسلم وإسماعيل بن عياش عن صفوان نحوه.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن هاشم ثنا الوليد بن مسلم ثنا صفوان بن عمرو ح. وأخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - ثنا علي بن الحسين بن الحسن ثنا إبراهيم بن العلاء الحمصي ثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن أيفع بن عبد. قال: إن

(1)

فى مغ: ابن الحسن وكلاهما لم أقف عليه.

(2)

فى المختصر: فيحاسبون

ص: 131

لجهنم سبع قناطر فذكر مثله. زاد إسماعيل بن عياش قال: وسمعت أبا عياش الهوزي يصل في هذا الحديث. قال: فيمر الخلائق على الله وهو في القنطرة الرابعة وهي التي يقول الله تعالى: {(إن جهنم كانت مرصادا)} ، و {(إن ربك لبالمرصاد)} ، {(ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم)} قال فيأخذ بنواصي عباده فيلين للمؤمنين حتى يكون لهم ألين من الوالد لولده، ويقول للكافر ما غرك بربك الكريم.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أبو يعلى الموصلي ثنا الهيثم بن خارجة ثنا الوليد بن مسلم ثنا صفوان بن عمرو قال سمعت أيفع بن عبد الكلاعي يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، قال الله تعالى يا أهل الجنة كم لبثتم في الأرض عدد سنين؟ قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم، قال نعم ما اتجرتم في يوم أو بعض يوم، رحمتي ورضواني وجنتي، امكثوا فيها خالدين مخلدين. ثم يقول لأهل النار كم لبثتم في الأرض عدد سنين: قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم، فيقول بئس ما اتجرتم في يوم أو بعض يوم، سخطي ومعصيتي وناري، امكثوا فيها خالدين مخلدين، فيقولون ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون، فيقول اخسئوا فيها ولا تكلمون، فيكون ذلك آخر عهدهم بكلام ربهم تعالى» كذا رواه أيفع مرسلا.

وأسند أيفع عن معاوية بن أبي سفيان وغيره.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أبو زرعة الدمشقي قال ثنا علي بن عياش الحمصي قال ثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن أيفع بن عبد عن معاوية. أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين» تفرد به صفوان عن أيفع.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أبو زرعة قال ثنا حيوة بن شريح والوليد ابن عتبة قال ثنا بقية بن الوليد عن صفوان بن عمرو قال سمعت أيفع بن عبد يقول: «لما قدم خراج العراق إلى عمر بن الخطاب خرج عمر ومولى له فجعل عمر يعد الإبل فإذا هي أكثر من ذلك وجعل عمر يقول: الحمد لله، وجعل

ص: 132

مولاه يقول: يا أمير المؤمنين هذا والله من فضل الله ورحمته، فقال عمر:

كذبت ليس هو هذا، يقول الله تعالى {(قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا)} يقول: بالهدى والسنة والقرآن {فبذلك فليفرحوا، هو خير مما يجمعون،} وهذا مما يجمعون.

‌جبير بن نفير

ومنهم المتواضع في نفسه العفير، جبير بن نفير.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا أبو اليمان عن سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير. قال:

قيل له أي الكبرين أشر؟ قال كبر العبادة.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا شريح بن يونس ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير ابن نفير عن أبيه عن أبي الدرداء. قال: ان الذين لا تزال ألسنتهم رطبة بذكر الله يدخل أحدهم الجنة وهو يضحك.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا حسين بن محمد ثنا ابن عياش عن شرحبيل بن مسلم عن جبير بن نفير: أن أبا الدرداء قال: من لم ير لله عليه نعمة إلا في مطعمه ومشربه فقد قل فقهه، وحضر عذابه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين المروزي ثنا عبد الله بن المبارك ثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير: أن محمد ابن أبي عميرة قال - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: لو أن عبدا خر على وجهه من يوم ولد إلى أن يموت هرما في طاعة الله لحقره ذلك اليوم فيما يزداد من الأجر والثواب.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا

ص: 133

عيسى بن خالد ثنا أبو اليمان ثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه. قال: أهدى ابن السائب ابن أخي ميمونة لميمونة فراش ريش، فلما أفطرت وأرادت أن ترفد - وقد كانت نحلت من العبادة - قالت افرشوا لي فراش ابن أخي، فرقدت عليه فما تحركت حتى أصبحت، فقالت أخرجوه عني هذا مغفل هذا منيم لا أفترشه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن محمد بن موسى الانطاكى ثنا يعقوب ابن كعب ثنا الوليد بن مسلم عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير ابن نفير عن أبيه. قال: أخرج معاوية غنائم قبرس إلى طرسوس

(1)

من ساحل حمص، ثم جعلها هناك في كنيسة يقال لها كنيسة معاوية، ثم قام في الناس فقال: إني قاسم غنائمكم على ثلاثة أسهم، سهم لكم، وسهم للسفن، وسهم للقبط، فإنه لم يكن لكم قوة على عدو البحر إلا بالسفن والقبط، فقام أبو ذر فقال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا تأخذنى فى الله لومة لائم، أتقسم يا معاوية للسفن سهما وانما هى فيئنا، وتقسم للقبط سهما وانماهم أجراؤنا؟! فقسمها معاوية على قول أبي ذر.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي ثنا أبي ثنا بقية بن الوليد ثنا يحيى بن سعيد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير:

أن نفرا قالوا لعمر بن الخطاب: والله ما رأينا رجلا اقضى بالقسط، ولا أقول بالحق، ولا أشد على المنافقين منك يا أمير المؤمنين. فأنت خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عوف بن مالك: كذبتم والله لقد رأينا خيرا منه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال من هو يا عوف؟ فقال أبو بكر، فقال عمر صدق عوف وكذبتم، والله لقد كان أبو بكر أطيب من ريح المسك، وأنا أضل من بعير أهلي.

• أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه ثنا موسى بن إسحاق ثنا سويد ابن سعيد ثنا بقية بن الوليد عن أبي بكر بن أبي مريم قال حدثني ابن جبير بن

(1)

فى المختصر: انطرسوس

ص: 134

نفير عن أبيه جبير بن نفير. قال: لا يفقه العبد كل الفقه حتى يترك مجلس قومه.

قال الشيخ رحمه الله تعالى: روى جبير بن نفير عن الصديق والفاروق وعن معاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت، وأبي الدرداء، وابى ذر، والنواس ابن سمعان، والعرباض بن سارية، وأبي ثعلبة الخشني، وعوف بن مالك، وكعب بن عياض، وثوبان، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عمر ابن الخطاب، وعقبة بن عامر، وأبي هريرة، وأنس في آخرين رضي الله تعالى عنهم.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا عمرو بن عثمان قال ثنا أبي عن أبي خالد محمد بن عمر عن ثابت بن سعد

(1)

عن جبير بن نفير. قال: «قام أبو بكر بالمدينة إلى جانب منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم،- أو عليه - فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكى، ثم قال:

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في مقامي هذا عام أول فقال: أيها الناس سلوا الله العافية ثلاث مرات، فإنه لم يؤت أحد مثل العافية بعد يقين» رواه يحيى بن صالح الوحاظي عن محمد بن عمر مثله.

• حدثناه أحمد بن إسحاق قال حدثنا أبو بكر بن أبي عاصم قال ثنا عمر بن الخطاب قال ثنا يحيى بن صالح الوحاظي به

حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الحمصي قال ثنا أبي قال ثنا عمرو بن الحارث بن الضحاك حدثني عبد الله بن سالم عن محمد بن الوليد الزبيري قال ثنا سليم بن عامر أن جبير بن نفير حدثهم:

أن رجلين تحابا في الله بحمص في خلافة عمر، وكانا قد اكتتبا من اليهود ملء صفنين

(2)

فأخذاهما معهما يستفتيان فيهما أمير المؤمنين، وكان أرسل إليهما عمر فيمن أرسل إليه من أهل حمص، فقالا: يا أمير المؤمنين إنا بأرض أهل الكتابين وإنا نسمع منهم كلاما تقشعر منه جلودنا، أفنأخذ منهم أم نترك؟

(1)

فى مغ: ابن سعيد وكلاهما من الطبقة وسيأتى انه ابن سعد باتفاقهما

(2)

الصفن: الخريطة

ص: 135

قال لعلكما اكتتبتما منه شيئا؟ فقالا لا، قال سأحدثكما: إني انطلقت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتيت خيبر فوجدت يهوديا يقول قولا أعجبني، فقلت هل أنت مكتبي مما تقول؟ قال نعم! قال فأتيته باديم ثنية أو جذعة فأخذ يملي علي حتى كتبت في الأكرع رغبة في قوله، فلما رجعت قلت يا رسول الله إني لقيت يهوديا يقول قولا لم أسمع مثله بعدك، قال: لعلك كتبت منه؟ قلت نعم! قال ايتنى به، فانطلقت أرغب عن المشي رجاء أن أكون جئت نبي الله صلى الله عليه وسلم ببعض ما يحبه، فلما أتيته قال اجلس فاقرأ علي، فقرأت ساعة ثم نظرت الى وجهه فاذا هو يتلون، فحرت من الفرق لا أجيز حرفا منه، فلما رأى الذي بي دفعته إليه، ثم جعل يتتبعه رسما رسما فيمحوه بريقه وهو يقول: لا تتبعوا هؤلاء فانهم قد هوكوا وتهوكوا

(1)

حتى محى آخره حرفا حرفا، قال عمر: فلو أعلم أنكما اكتتبتما منهم شيئا جعلتكما نكالا لهذه الامة، قالا والله لا نكتب منهم شيئا أبدا، فخرجا بصفنيهما فحفرا لهما من الأرض فلم يألوا أن يعمقا ودفنا، فكان آخر العهد منهما».

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا محمد بن أحمد بن الوليد الكرابيسي قال ثنا غالب بن وزير قال ثنا ابن وهب عن معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير عن معاذ بن جبل. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أحببت رجلا فلا تماره ولا تجاره ولا تشاره ولا تسأل عنه، فعسى أن توافق له عدوا فيخبرك بما ليس فيه فيفرق ما بينك وبينه» . غريب من حديث جبير ابن نفير عن معاذ متصلا، وأرسله غير ابن وهب عن معاوية.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا محمد بن بشر وعثمان بن عمر قالا: ثنا عبد الله بن عامر الأسلمي عن الوليد بن عبد الرحمن عن جبير عن نفير عن معاذ بن جبل. قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استعيذوا بالله من طمع يهدى إلى طبع، ومن طمع يهدي إلى غير مطمع، ومن طمع حيث لا مطمع» .

(1)

التهوك: التهور وهو الوقوع فى الامر بغير روية وقيل هو التحير

ص: 136

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم قال ثنا محمد بن يوسف الفريابي قال ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير: أن عبادة بن الصامت حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما على الأرض من رجل مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها، وكف عنه من السوء مثلها، ما لم يدع باثم أو قطيعة رحم.

فقال رجل من القوم: إذا نكثر؟ قال الله أكثر» رواه زيد بن واقد وهشام ابن الغاز عن مكحول مثله.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا [إسماعيل بن عبد الله قال ثنا عبد الأعلى بن مسهر قال ثنا]

(1)

إسماعيل بن عياش قال ثنا يحيى بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن أبي ذر وأبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: «قال الله عز وجل: ابن آدم اركع لي أول النهار أربع ركعات أكفك آخره» .

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا إسماعيل بن عبد الله قال ثنا عبد الاعلى ابن مسهر قال حدثني معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير عن أبي ثعلبة الخشني: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الجن على ثلاثة أصناف صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء، وصنف حيات وكلاب، وصنف يحلون ويظعنون» .

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا إسماعيل بن عبد الله بن صالح قال ثنا معاوية بن صالح أن عبد الرحمن بن جبير بن نفير حدثه عن أبيه عن عبد الله ابن عمرو

(2)

. قال: «بينا أنا قاعد في المسجد وحلقة من فقراء المهاجرين قعود، إذ دخل النبي صلى الله عليه وسلم فقعد إليهم، فقمت إليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ليبشر فقراء المهاجرين بما يسر وجوههم، فإنهم يدخلون الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفا، ولقد رأيت ألوانهم أسفرت، قال ابن عمرو: حتى تمنيت أن أكون منهم» .

(1)

لم ترد فى مغ

(2)

فى مغ: ابن عمر

ص: 137

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا محمد بن أحمد بن الوليد قال ثنا محمد بن السري قال ثنا محمد بن حميد قال ثنا إبراهيم بن أبي عبلة عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير الحضرمي عن عوف بن مالك الأشجعي. قال: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر في أفق السماء وقال: هذا أوان يرفع العلم، فقال له زياد بن لبيد الأنصاري: وكيف يرفع العلم وفينا كتاب الله نعلمه أبناءنا ونساءنا، ويعلمه أبناؤنا أبناءهم ونساءهم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

ما ظننتك يا ابن لبيد إلا من فقهاء المدينة، أو ليس التوراة والانجيل فى يد هل الكتاب فما أغنى عنهم؟». قال: ابن حميد قال جبير بن نفير: فلقيت شداد ابن أوس فحدثته بهذا الحديث. فقال: وما حدثك بما يرفع العلم؟ قال قلت لا! قال بموت العلماء، وبدو ذلك أن يرفع الخشوع فلا ترى خاشعا». كذا رواه الوليد فقال جبير عن عوف. ورواه معاوية بن صالح عن عبد الرحمن ابن جبير بن نفير عن أبيه عن أبي الدرداء.

‌ابن محيريز

ومنهم الصابر للدين العزيز، المتواضع في نفسه عبد الله بن محيريز.

• حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبد الله البابلي ثنا الأوزاعي ثنا أسيد بن عبد الرحمن عن خالد بن دريك. قال: خرج ابن محيريز إلى بزاز يشتري منه ثوبا والبزاز لا يعرفه، قال وعنده رجل يعرفه، فقال بكم هذا الثوب؟ قال الرجل بكذا وكذا، فقال الرجل الذي يعرفه أحسن إلى ابن محيريز، فقال ابن محيريز: إنما جئت أشتري بمالي ولم أجئ أشتري بديني فقام ولم يشتر.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا إسماعيل بن إبراهيم ثنا رجاء بن أبي سلمة.

قال: نبئت أن ابن محيريز دخل على رجل من البزازين يشتري منه ثوبا، فقال له رجل أتعرف هذا؟ هذا ابن محيريز، فقام وقال: إنما جئنا نشترى

ص: 138

بدراهمنا ليس بديننا.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي ثنا أيوب بن سويد ثنا أبو زرعة. قال: قال له خالد بن دريك:

يا أبا محيريز سمعت الناس يذكرون مقالة كرهتها؛ سمعتهم يقولون إنما يدعو ابن محيريز إلى ثيابه الذي يلبس القصد، قال وسمعت قائلا يقول إنما يحمله عليها البخل، قال فانطلق فاشترى له ثوبين وكان أحب الثياب إليه القطن، فلبسهما.

قال وبلغني أنه دخل على تاجر يشتري ثوبا، فقال رجل كان معه للتاجر: هذا ابن محيريز، فقال أف إنما دخلنا نشتري بنفقتنا، ولم نشتر بديننا. فخرج ولم يشتر منه شيئا.

• حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو شعيب الحرانى ثنا يحيى ابن عبد الله ثنا الأوزاعي حدثني أسيد بن عبد الرحمن عن خالد بن دريك.

قال قال لي: ابن محيريز رد عني ألسنة الناس، قال فاشتريت له عمامة قبطية وريطة قبطية وقميصا قبطيا، قال ثم راح فيها، قال ثم قال ماذا قال الناس؟ قال قلت قالوا لبس ابن محيريز، قال ففرح بذلك وكان يلبس الثياب الغزلية السمر.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا الحسن بن عبد العزيز. قال: كتب إلينا ضمرة عن الأوزاعي عن أسيد بن عبد الرحمن عن خالد بن دريك. قال: قلت لابن محيريز ما لباس من أدركت؟ قال: الحبرات والممشق

(1)

.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا الحسن بن عبد العزيز قال: كتب إلينا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة. قال: قال ابن محيريز: لأن يكون في جلدي برص أحب إلي من أن ألبس ثوب حرير.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا الحكم بن موسى ثنا ضمرة عن يحيى بن أبي عمرو الشيبانى ورجاء قالا: لبس ابن محيريز ثوبين من نسج أهله، فقال له خالد بن دريك: إني أكره أن يزهدوك ويبخلوك. فقال: أعوذ بالله أن ازكى نفسى أو أزكى احدا، قال فأمر فاشترى له ثوبين ابيضين مصريين فلبسهما.

(1)

الممشق: الثوب المصبوغ بالمغرة. كذا فى هامش الازهرية

ص: 139

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا الحسن بن عبد العزيز قال: كتب إلينا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن عبد الله بن أبي نعم. قال: دخل ابن محيريز على سليمان بن عبد الملك، فقال له يا ابن محيريز بلغني أنك زوجت ابنك؟ قال نعم! قال فقد أصدقنا عنه، فقال أما العاجل فقد دفع إليهم، وأما الآجل فهو عليه. قال: وبلال بن أبي بردة معه على السرير، فقال بلال: يا ابن محيريز اقبل عطية الأمير، فلما خرج ابن محيريز تبعته، فقال لي متى كان ابن أبي بردة شرطيا لسليمان.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا الحسن بن عبد العزيز ثنا أيوب بن سويد ثنا أبو زرعة: أن عبد الملك بن مروان بعث إلى ابن محيريز بجارية فترك ابن محيريز منزله فلم يكن يدخله. فقيل له: يا أمير المؤمنين نفيت ابن محيريز عن منزله، قال ولم؟ قال من أجل الجارية التي بعثت بها إليه، قال فبعث عبد الملك فأخذها.

• حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن رافع ثنا زيد بن الحباب أخبرني عبد الواحد بن موسى أبو معاوية. قال:

سمعت ابن محيريز يقول اللهم إني أسألك ذكرا خاملا.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا هارون بن معروف ثنا ضمرة ثنا عباد بن عباد عن يحيى بن أبى عمرو. قال: قال لنا ابن محيريز يقولون أخبرنا ابن محيريز!! إنى أخشى الله أن يصرعنى ذلك مصرعا يسوءنى.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد ثنا الوليد بن شجاع ثنا ضمرة عن يحيى بن أبى عمرو الشيبانى. قال: كان ابن محيريز إذا مدح قال وما يدريك؟ وما علمك؟.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد ثنا الوليد بن شجاع ثنا ضمرة عن عبد ربه بن سليمان. قال: سمعت ابن محيريز يقول: كلكم يلقى الله غدا ولقبه كذبته، وذلك أن أحدكم لو كانت أصبعه من ذهب يشير بها، وإن كان بها شلل لجعل يواريها.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن أبان بن شداد العسقلاني ثنا بكر

(1)

بن

(1)

فى مغ: بكير

ص: 140

نصر العسقلاني ثنا ضمرة عن عمر بن عبد الملك الكناني. قال: صحب ابن محيريز رجلا في الساقة في أرض الروم فلما أردنا أن نفارقه قال له ابن محيريز أوصني قال إن استطعت أن تعرف ولا تعرف فافعل، وإن استطعت أن تمشي ولا يمشى إليك فافعل، وإن استطعت أن تسأل ولا تسأل فافعل.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ثنا معاوية بن حفص عن داود بن مهاجر عن ابن محيريز. قال: صحبت فضالة ابن عبيد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت أوصني رحمك الله، قال احفظ عني ثلاث خصال ينفعك الله بهن؛ إن استطعت أن تعرف ولا تعرف فافعل، وإن استطعت أن تسمع ولا تتكلم فافعل، وإن استطعت أن تجلس ولا يجلس إليك فافعل.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا هارون بن معروف ثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن عبد الله بن عوف القاري. قال:

لقد رأيتنا برودس وما في الجيش أكثر صلاة في العلانية من ابن محيريز، ثم قد أقصر عن ذلك حين عرف وشهر.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا هارون بن معروف ثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن الوليد بن هشام. قال: ولاني الوليد الصائفة، فقلت لابن محيريز إني ابتليت بما ترى ولا غنى عن رأيك؟ قال إن كان ولا بد قليلا.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد ثنا هارون بن معروف ثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن هشام بن مسلم الكتاني. قال: سألت ابن محيريز فأكثرت عليه، فقال يا هشام ما هذا؟ قلت ذهب العلم، قال إن العلم لن يذهب ما دام كتاب الله عز وجل. رجل سأل عن أمر، حتى إذا عرف ما عليه فيه مما له أتاه وهو يعرفه، كرجل أتاه وهو لا يعرفه؟!.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني الحسن ابن عبد العزيز ثنا أيوب بن سويد عن أبي زرعة. قال: لم يكن بالشام أحد

ص: 141

يظهر عيب الحجاج بن يوسف إلا ابن محيريز وأبو الأبيض العنسي، فقال له الوليد: لتنتهين عنه أو لأبعثن بك إليه.

• حدثنا أبو بكر بن مالك [ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا محمد بن بكار]

(1)

ثنا عبد الله بن المبارك عن علي بن طليق. قال: سمعت ابن محيريز يقول: من مشى بين يدي أبيه فقد عقه، إلا أن يمشي فيميط له الأذى عن طريقه، ومن دعا أباه باسمه أو كنيته فقد عقه، إلا أن يقول يا أبت.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا الوليد بن شجاع ثنا ضمرة ح. وحدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا أحمد ابن الوليد ثنا عبد الوهاب بن نجدة ثنا ضمرة عن رجاء بن حيوة. قال: كنا في مجلس ابن محيريز فأتانا نعي ابن عمر، فقال ابن محيريز: والله لقد كنت أعد بقاءه أمانا لأهل الأرض، وقال رجاء بن حيوة لما مات ابن محيريز:

والله لئن كنت أعد بقاء ابن محيريز أمانا لأهل الأرض.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا الحسن بن عبد العزيز [الجروي ثنا أبو حفص التنيسي عن عمرو بن سلمة ثنا سعيد بن عبد العزيز]

(2)

عن عطية بن قيس. قال: قال ابن محيريز لصاحب نفقته: ما بقي عندك من نفقتنا قال بقي كذا وكذا، قال أجل الرزق للرزق.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ح.

وحدثنا محمد بن علي ثنا علي بن أحمد بن سليمان ثنا محمد بن علي بن محيريز قالا:

ثنا أبو أسامة ثنا وهيب عن موسى بن عقبة. قال: سمعت ابن محيريز ونحن معه في جنازة بالرملة يقول: أدركت الناس وإذا مات فيهم الميت من المسلمين قالوا الحمد لله الذي توفانا على الإسلام، ثم انقطع ذلك فلست أسمع اليوم أحدا يقول ذلك.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن عبد ربه بن زيتون عن ابن محيريز ح.

(1)

لم ترد فى مغ

(2)

لم ترد أيضا فى مغ

ص: 142

وحدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا علي بن إسحاق ثنا الحسين بن الحسن ثنا عبد الله بن المبارك أنبأنا ثور بن يزيد عن عبد ربه بن سليمان عن عبد الله بن محيريز. قال: كل كلام فى المسجد لغو إلا كلام ثلاثة؛ مصل، أو ذاكر، أو سائل حق أو معطيه.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي داود ثنا أبو عمير الرملي ثنا ضمرة عن الأوزاعي. قال: كان عبد الله بن زكريا إذا قدم فلسطين فرأى ابن محيريز صغرت إليه نفسه لما يرى من فضله.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا ابن أبي داود ثنا أبو الطاهر بن السراح ثنا بشر بن بكر قال أبو بكر وحدثنا عمرو بن عثمان ثنا بقية قالا: عن الأوزاعي حدثني إبراهيم بن قرة حدثني ربيعة بن أبي عبد الرحمن. قال: قال لي ابن محيريز: إذا رأيت خيرا فاحمد الله، وإذا رأيت منكرا فالطأ بالأرض، وسل الله أن يخفف البلاء عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي داود ثنا محمود بن خالد ثنا الوليد بن مسلم عن أبي عمرو الأوزاعي عن عبد الله بن محيريز. قال: ستكون فتن يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا، فقال له العباس بن نعيم: كيف يكون ذلك؟ قال: يمنعه كثرة حاده أن يلحق بملاحقه

(1)

.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني ثنا محمود بن خالد ثنا عمرو بن عبد الواحد قال سمعت الأوزاعي يحدث: أن ابن محيريز أراد أن يشتري جارية، فقيل له أخبرنا إنك تريدها لنفسك؟ فكره ذلك وأبى أن يعلمهم.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان ثنا عمرو بن عثمان ثنا بقية. قال: سألت الأوزاعي

(2)

فقال: كان عبد الله بن محيريز يشرب الماء ويقول وأهالي، وهي كلمة أعجمية لا تصدع الرأس، ولا تسرع في الكيس.

• حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبد الله ح.

(1)

كذا فى الأصلين والمختصر ولم يظهر لنا المعنى

(2)

كذا وفى العبارة سقط

ص: 143

وحدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان ثنا عباس بن الوليد بن يزيد حدثني أبي قالا: ثنا الأوزاعي حدثني أسيد بن عبد الرحمن حدثنى خالد ابن دريك. قال: قال ابن محيريز: كنا نرى أن العمل أفضل من العلم، ونحن اليوم إلى العلم أحوج منا إلى العمل.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان ثنا محمد بن يحيى ثنا محمد ابن كثير عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن عبد الله بن محيريز. قال: يذهب الدين سنة سنة كما يذهب الحبل قوة قوة.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا هارون بن معروف ثنا ضمرة عن عمرو بن عبد الرحمن بن محيريز. قال: كان جدي ابن محيريز يختم القرآن في كل سبع.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا الحسن بن عبد العزيز ثنا أبو حفص التنيسي عمرو بن أبي سلمة عن الأوزاعي. قال: حدثني من سمع ابن محيريز قال: من حرس ليلة في سبيل الله كان له من كل إنسان ودابة قيراط قيراط.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا هارون بن معروف ثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة. قال: كان ابن محيريز يجئ إلى عبد الملك بصحيفة فيها النصيحة يقرئه ما فيها، فإذا فرغ منها أخذ الصحيفة.

• حدثنا أحمد ثنا عبد الله ثنا الحسن بن عبد العزيز ثنا أيوب بن سويد عن أبي زرعة. قال: مر ابن محيريز برجل يكلم امرأة، فهم بأن يكلمهما، فقال:

الله أعلم بما يقولان، فمضى ولم يكلمهما، وبلغني أنه لم يكن أحد أشد استتارا بعمله من ابن محيريز.

• حدثنا أحمد ثنا عبد الله ثنا الحسن قال عن ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة. قال: كان ابن محيريز إذا غزا كان أعجب النفقة إليه في علف الدواب.

• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا عبد الرحمن بن داود ثنا عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي حدثني هشام - يعني ابن عمار حدثني مغيرة بن مغيرة عن رجاء

ص: 144

ابن أبي سلمة عن خالد بن دريك. قال: كانت في ابن محيريز خصلتان ما كانتا في أحد ممن أدركت من هذه الأمة؛ كان أبعد الناس أن يسكت عن حق بعد أن يتبين له حتى يتكلم فيه، غضب من غضب ورضي من رضي، وكان من أحرص الناس أن يكتم من نفسه أحسن ما عنده.

• أخبرنا محمد بن أحمد ثنا القاسم بن فورك ثنا علي بن سهل الرملي ثنا ضمرة الشيباني. قال: كان عبد الله بن الديلمي من أبصر الناس لإخوانه، فذكر ابن محيريز في مجلس هو فيه، فقال رجل كان بخيلا، فغضب ابن الديلمي وقال: كان جوادا حيث يحب الله، بخيلا حيث تحبون.

أسند عبد الله بن محيريز عن عدة من الصحابة منهم: أبو سعيد الخدري، ومعاوية بن أبي سفيان، وأبو محذورة، وفضالة بن عبيد، وأبو جمعة حبيب بن سباع، وغيرهم رضي الله تعالى عنهم.

• حدث عنه من التابعين مكحول، والزهري، ومحمد بن يحيى بن حبان، وخالد بن دريك.

• حدثنا فاروق الخطابي وسليمان قالا: ثنا الكشي ثنا إبراهيم بن حميد الطويل ثنا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري ح. وحدثنا أبو العباس أحمد ابن محمد بن يوسف الصرصري ثنا يوسف القاضي ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء ثنا جويرية عن مالك عن الزهري عن ابن محيريز عن أبي سعيد الخدري.

أنه أخبره قال: «اصبنا سبايا كنا نعزل عنها، ثم سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: إنكم لتفعلون، وإنكم لتفعلون، وإنكم لتفعلون، ما من نسمة كائنة الى يوم القيامة الاوهى كائنة» . صحيح متفق عليه من حديث ابن محيريز، رواه يونس وشعيب وغيرهما عن الزهري مثله (وحديث مالك عن الزهري)

(1)

تفرد به جويرية رواه مالك في الموطأ عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز.

• حدثناه أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن غالب ثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي عن مالك

(1)

لم ترد فى مغ

ص: 145

عن ربيعة عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز: أنه قال: «دخلت المسجد فرأيت أبا سعيد الخدري فجلست إليه فسألته عن العزل. فقال أبو سعيد خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بنى المصطلق فأصبنا سبايا من سبايا العرب، فاشتهينا النساء واشتدت علينا الغربة وأحببنا الفداء فأردنا أن نعزل، ثم قلنا نعزل ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا قبل أن نسأله عن ذلك، فسألناه عن ذلك فقال: «ما عليكم ألا تفعلوا ذلك، ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة» . رواه عن ربيعة إسماعيل بن جعفر ويحيى بن أيوب المصري.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا الحسن بن سفيان ثنا قتيبة بن سعيد ثنا اسماعيل ابن جعفر عن ربيعة عن محمد عن ابن محيريز عن أبي سعيد ح. وحدثنا سليمان ابن أحمد ثنا يحيى بن أيوب العلاف ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا يحيى بن أيوب ثنا ربيعة أن محمد بن يحيى بن حبان حدثه عن عبد الله بن محيريز. قال: «دخلت أنا وأبو صرمة - وكان أكبر منى وأفضل - على أبي سعيد الخدري فسألناه عن العزل فقال أسرنا بني المصطلق فأردنا أن نعزل، فقال بعضنا تعزلون وفيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسألوه؟ فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله أسرنا كرائم العرب، أسرنا بني المصطلق فأردنا أن نعزل ورغبنا في الفداء؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عليكم ألا تفعلوا، فإنه ليس من نسمة كتب الله تعالى عليها أن تكون إلا وهي كائنة» لفظ يحيى ابن أيوب ورواه موسى بن عقبة عن محمد بن يحيى عن ابن محيريز.

• حدثناه أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني ثنا أبو أيوب سليمان بن الحسن العطار ثنا أبو كامل الفضيل بن الحسين ثنا الفضيل بن سليمان عن موسى بن عقبة عن محمد بن يحيى عن ابن محيريز عن أبي سعيد: نحوه، ورواه الاوزاعى عن ربيعة عن من سمع أبا سعيد ولم يسم ابن محيريز.

• حدثنا فاروق الخطابي وحبيب بن الحسن قالا: ثنا أبو مسلم الكشي ثنا حجاج بن المنهال ثنا حماد بن سلمة عن جبلة بن عطية عن عبد الله بن محيريز

ص: 146

عن معاوية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: «إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه في الدين» غريب من حديث ابن محيريز تفرد به حماد عن جبلة.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن المبارك قال ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا سليمان بن أبي بلال ح. وحدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي قال ثنا الليث بن سعد قالا: عن محمد بن عجلان عن محمد بن يحيى بن حبان عن عبد الله بن محيريز عن معاوية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن يقول: «يا أيها الناس لا تبادروني إلى الركوع وإلى السجود مهما أسبقكم إليه، إذا ركعت تدركوني إذا رفعت، إني رجل قد بدنت» .

رواه وهيب وبكر بن مضر عن ابن عجلان. ورواه أسامة بن زيد عن محمد ابن يحيى بن حبان مثله.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا العباس بن الفضل ثنا همام ثنا عامر الأحول ثنا مكحول عن عبد الله بن محيريز عن أبي محذورة. قال: «علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم الآذان تسع عشرة كلمة والإقامة سبع عشرة كلمة» رواه هشام وسعيد بن أبي عروبة عن عامر نحوه.

ورواه ابن جريج عن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة عن عبد الله ابن محيريز.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن صالح بن الوليد ثنا أبو موسى محمد بن المثنى ثنا أبو عاصم ثنا ابن جريج ثنا عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة أن عبد الله بن محيريز حدثه - وكان يتيما في حجر أبي محذورة فجهزه إلى الشام. قال: فقلت لأبي محذورة: «إني خارج إلى الشام فأخشى أن أسأل عن تأذينك، فأخبرني أن أبا محذورة أخبره قال: خرجت في نفر وكنا ببعض الطريق، فأذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعنا صوت المؤذن ونحن عنده، فصرخنا نحكيه ليسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصوت، فأرسل إلينا فوقفنا بين يديه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيكم الذي سمعت صوته قد ارتفع؟ فأشار القوم كلهم إلي وصدقوا، قال: فأرسلهم كلهم وحبسني، فقال قم فأذن

ص: 147

بالصلاة، فقمت ولا شيء إلي أكره

(1)

من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا مما يأمرنى به، فقمت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فألقى على رسول الله صلى الله عليه وسلم التأذين هو بنفسه» الحديث بطوله.

• حدثنا الطلحي ثنا عبيد بن غنام ثنا أبو بكر بن أبى شيبة ثنا عمر بن علي المقدسي قال سمعت الحجاج بن أرطأة يحدث عن مكحول عن عبد الله بن محيريز. قال: «سألت فضالة بن عبيد - وكان ممن بايع تحت الشجرة - عن تعليق يد السارق أمن السنة هو؟ فقال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسارق فأمر فقطعت يده، ثم أمر بها فعلقت في عنقه» .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الحسن بن احمد بن يونس الأهوازى ثنا حفص بن عمرو الربالى ثنا محمد بن عمر الواقدى ثنا حارثة

(2)

ثنا ابن أبي عمران ثنا محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز عن فضالة بن عبيد. قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل منزلا في سفر أو دخل بيته لم يجلس حتى يركع ركعتين» .

• حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو شعيب الحراني حدثنى يحيى بن عد الله ثنا الأوزاعي حدثني أسيد بن عبد الرحمن عن خالد بن دريك عن ابن محيريز عن فضالة بن عبيد-: وسئل عما يصيب الناس بأرض الروم من الطعام والأعلاف فيبيعه الرجل. فقال فضالة: «يريد رجال أن يزيلوني عن دين الله، والله لا يكون ذلك حتى ألقى محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابي، من أصاب طعاما أو علفا في أرض العدو فباعه فقد وجب فيه حق الله وفيء المسلمين» .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عبد الوهاب ثنا أبو المغيرة ح. وحدثنا أحمد بن يعقوب بن المهرجان ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبد الله قالا:

ثنا الأوزاعي حدثني أسيد بن عبد الرحمن عن خالد بن دريك عن ابن محيريز قال: قلت لأبي جمعة حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «نعم! أحدثكم حديثا جيدا، تغدينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1)

كذا فى الاصلين والمختصر

(2)

كذا فى مغ. وفى ز. حارثة ابن أبى عمران.

ص: 148

ومعنا أبو عبيدة بن الجراح، فقال: يا رسول الله أحد خير منا؟ آمنا بك، وجاهدنا معك، قال نعم! قوم يجيئون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني».

‌عبد الله بن أبى زكريا

ومنهم المستبق إلى ذكره كهلا وصبيا، المغتنم مسئلته جهرا وخفيا، كان رضيا زكيا، ووليا تقيا، عبد الله بن أبي زكريا.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني الحسن ابن عبد العزيز الجروي ثنا أيوب بن سويد عن الأوزاعي. قال: لم يكن بالشام رجل يفضل على ابن أبي زكريا، قال عالجت لساني عشرين سنة قبل أن يستقيم لي.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم قال ثنا أبو عمير ثنا ضمرة عن أبي جميلة. قال: سمعت ابن أبي زكريا يقول عالجت الصمت عشرين سنة فلم أقدر منه على ما أريد.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أحمد بن عمر بن الضحاك ثنا أبو عمير ثنا ضمرة عن أبي جميلة. قال: كان ابن أبى زكريا لا يذكر فى مجلسه أحد، يقول إن ذكرتم الله أعناكم، وإن ذكرتم الناس تركنا كم.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا الحوطي ثنا وهب بن عمرو الأحمسي

(1)

عن أبي سبأ عتبة بن تميم عن عبد الله بن أبي زكريا.

قال: من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قل ورعه، ومن قل ورعه أمات الله قلبه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن عمرو بن الضحاك ثنا الحوطي ثنا محمد بن شعيب بن شابور عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن عبد الله بن أبي زكريا. قال: ما من أمة يكون فيهم خمسة عشر رجلا يستغفرون الله في كل يوم خمسا وعشرين مرة فتعذب تلك الأمة، واقرءوا إن شئتم {(فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين)} .

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا محمد بن الحسين

(1)

فى مغ: ابن عمر الاخنسى ولم أقف عليه وسيأتى ذكره ثانية بهذا الاختلاف

ص: 149

ثنا الصلت بن حكيم قال ثنا مرجى الزاهد الشاهد. قال: سمعت عبد الله بن أبى زكريا يقول: والله للبس المسوح وسف الرماد ونوم على المزابل مع الكلاب ليسير فى مرافقة الأبرار.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي داود ثنا عمرو بن عثمان ثنا عقبة بن علقمة عن الأوزاعي عن أبي زكريا. قال: من قال سبحان الله وبحمده عند البرق لم تصبه صاعقة.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي داود ثنا علي بن خشرم ثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن حسان بن عطية. قال: تذاكروا في مجلس فيه بن أبي زكريا ومكحول أن العبد إذا عمل الخطيئة لم تكتب عليه ثلاث ساعات، فإن استغفر الله وإلا كتبت عليه.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي داود ثنا محمود بن خالد [نا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي قال حدثنا حسان

(1)

] بن عطية أن ابن أبي زكريا حدثه بحديثين، أحدهما: من راءى بعمله حبط ما كان قبله، فقلت كيف ما كان قبله؟ قال هكذا بلغنا، [والثاني] قال: إنه ستكون أئمة إن عصيتموهم ضللتم، وإن أطعتموهم غويتم، قال حسان: فسألته عنهما؟ فقال لا أدري.

• حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ثنا محمود ابن خالد ثنا عمرو بن عبد الواحد عن الأوزاعي حدثني حسان بن عطية. قال: قال ابن أبى زكريا: إن موضع الغائط مني غائر، وإن الأحجار ليست تنقيه، وقد خشيت أن يكون استنجائي بالماء بدعة، قال الأوزاعى فلما حدثت حسانا بحديث النبى صلى الله عليه وسلم:«الاستنجاء بثلاثة أحجار نقيات غير رجعيات، والماء أطهر» قال: يا ليت ابن أبي زكريا حيا حتى أقر عينيه بهذا الحديث؟.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا ابن أبي عاصم ثنا الحوطي ثنا بقية بن الوليد عن مسلم بن زياد. قال: سمعت عبد الله بن أبي زكريا يقول: ما مسست دينارا قط ولا درهما، ولا اشتريت شيئا قط ولا بعته، ولا ساومت به إلا مرة، فانه أصابنى

(1)

زيادة فى مغ

ص: 150

الحصر فرأيت جوربين معلقين عند باب جيرون عند صيرفي، فقلت بكم هذا؟ ثم ذكرت فسكت، وكان من أبش الناس وأكثرهم تبسما. قال: بقية: قلت لمسلم كيف هذا؟ قال كان له إخوة يكفونه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا جعفر بن أحمد ثنا إبراهيم بن الجنيد ثنا مهدى ابن جعفر ثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: أن عبد الله ابن أبي زكريا كان يقول: لو خيرت بين أن أعمر مائة سنة من ذي قبل، في طاعة الله أو أن أقبض في يومي هذا، أو في ساعتي هذه، لاخترت أن أقبض في يومي هذا أو في ساعتى هذه تشوقا إلى الله وإلى رسوله وإلى الصالحين من عباده.

أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - ثنا ابن أبي عاصم ثنا الحوطي ثنا دريج بن عطية عن علي بن أبي جميلة. قال: دعانى عبد الله ابن أبي زكريا إلى منزله، قال ثم أخرج إلي مصاحف، فقلت له ما تصنع بكل هذه؟ قال ليس فيها فضل عني، أما واحد فأقرأ فيه، والآخر تقرأ فيه المرأة، وآخر يقرأ فيه ابني. قال: وكنت لا تراه أبدا إلا وثيابه كأنما غسلت يومئذ نقاء.

• أخبرنا محمد بن احمد ثنا بن أبي عاصم ثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف ثنا ضمرة عن ابن أبي جميلة. قال: ذكر عند ابن أبي زكريا مشكان وكان جليسا لأبي الدرداء، فقالوا إنه يجلس إلى السلطان، فقال غفرا! دعوه عنكم فقد رأيته معنا في البحر ونحن في الفراديس وقد اشتد علينا البحر وهمتنا أنفسنا، فتقلد مصحفه ثم جاءني فقال: يا ابن أبي زكريا وددت أنه يجلجل بي وبك إلى يوم القيامة.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان ثنا محمود بن خالد ثنا الوليد بن مسلم ثنا أبو عمرو الأوزاعي: أن عبد الله بن أبي زكريا كلم رجلا جاءه للمسألة عن المشيئة، فأخبره بالأمر والسنة فلم يقبل، فقال: اكفف فلو أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تقبل منه، أو كنت حريا أن لا تقبل منه.

• أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا ابن أبي عاصم ثنا أبو عمير ثنا ضمرة عن

ص: 151

محمد بن أبي جميلة. قال: أرادني عبد الله بن عبد الملك على صحبته، فشاورت ابن أبي زكريا فقال: أنت حر فلا تجعل نفسك مملوكا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا الحوطي ثنا وهب بن عمرو الأحمسي عن أبي سبأ عتبة بن تميم عن عبد الله بن أبي زكريا. قال: لا أقل ما تكلمت بكلمة إلا وجدت لذنب إبليس في صدري مغرزا، إلا ما كان من كتاب الله فإني لم أستطع أن أزيد فيه ولا أنقص، وما طلبت تعلم الكلام فتعلمت ما أردت، ثم طلبت تعلم الصمت فوجدته أشد من تعلم العلم قال أبو سبأ: وبلغني أن ابن أبي زكريا جعل فى فيه حجرا سنين يتعلم به الصمت.

أسند عن عبادة بن الصامت، وأبي الدرداء، وأم الدرداء، ورجاء ابن حيوة.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد الله [الفرغاني ثنا محمد بن سليمان ابن عبد الله]

(1)

الحراني القردواني ثنا أبي عن سليمان بن أبي داود عن مكحول عن ابن أبي زكريا وابن محيريز عن عبادة بن الصامت. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يجتمع غبار فى سبيل الله ودخان جهنم فى جوف امرئ مسلم» .

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا زكريا بن يحيى ثنا هشيم عن داود بن عمرو عن عبد الله بن أبي زكريا عن أبي الدرداء. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فأحسنوا أسماءكم» .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا يحيى بن عثمان وبكر بن سهل قالا: ثنا نعيم ابن حماد قال ثنا الوليد بن مسلم ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن عبد الله ابن أبي زكريا عن رجاء بن حيوة عن النواس بن سمعان. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله تعالى إذا أراد أن يأمر بأمر تكلم به، فاذا تكلم به أخذت السماء رجفة - أو قال رعدة - شديدة، فإذا سمع ذلك أهل

(1)

لم ترد فى مغ

ص: 152

السماء صعقوا فيخرون سجدا، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل عليه السلام فيكلمه الله من وحيه بما أراد، فيمر به جبريل على الملائكة، فكلما مر بسماء قالت ملائكتها ماذا قال ربنا؟ قال جبريل قال ربكم الحق وهو العلي الكبير، فيقولون كلهم كما قال جبريل، فينتهي جبريل حيث أمره الله من سماء أو أرض». غريب من حديث عبد الله بن أبي زكريا عن رجا بن حيوة لم يروه عنه إلا عبد الرحمن بن يزيد.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة الدمشقي ثنا أبو مسهر ثنا صدقة ابن خالد ثنا خالد بن دهقان عن عبد الله بن أبي زكريا عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «لا يزال المسلم معنقا

(1)

صالحا ما لم يصب دما حراما بلخ

(2)

».

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان ثنا هشام بن عمار ثنا صدقة بن خالد ح. وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا إبراهيم بن دحيم ثنا أبي ثنا محمد بن شعيب بن شابور قالا: ثنا خالد بن دهقان عن عبد الله بن أبي زكريا.

قال: «سمعت أم الدرداء تقول سمعت أبا الدرداء يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا من مات مشركا، أو قتل مؤمنا متعمدا» .

‌أبو عطية المذبوح

ومنهم المفزع المشروح، أبو عطية بن قيس المذبوح.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين بن الحسن ثنا عبد الله بن المبارك ح. وحدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد الكندي ثنا بقية بن الوليد قالا: ثنا أبو بكر بن أبي مريم الغساني ثنا الهيثم ابن مالك قالا: كنا نتحدث عند أيفع بن عبد وعنده أبو عطية المذبوح،

(1)

معنق من أعنق الفرس أي جاد عنقه، والعنق ضرب من سير الدابة والابل

(2)

قوله بلخ تبليخا أى أعيا

ص: 153

فتذاكروا النعم فقالوا من أنعم الناس؟ فقالوا فلان وفلان، فقال أيفع: ما تقول يا أبا عطية؟ فقال أنا أخبركم من هو أنعم منه، جسد فى اللحد قد أمن من العذاب. قال: بقية: وقال لي صفوان بن عمرو: قال جسد في التراب، قد أمن من العذاب ينتظر الثواب.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن اسحاق ثنا حسين ثنا عبد الله بن المبارك عن أبي بكر بن أبي مريم الغساني عن حماد بن سعيد بن أبي عطية المذبوح. قال: لما حضر أبا عطية الموت جزع منه، فقالوا له أتجزع من الموت؟ قال ما لي لا أجزع وإنما هي ساعة ثم لا أدري أين يسلك بي.

[روى عن معاذ بن جبل، وأبي الدرداء، ومعاوية، وعمرو بن عبسة.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عبد الوهاب ثنا أبو اليمان ثنا أبو بكر ابن أبي مريم عن أبي عطية بن قيس عن معاذ بن جبل. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الجهاد عمود الاسلام وذروة سنامه» .

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا سويد بن سعيد وعمرو بن عثمان قالا: ثنا بقية ثنا أبو بكر بن أبي مريم عن أبي عطية المذبوح عن أبي الدرداء. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اخبر تقله»

(1)

.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عبد الوهاب ثنا أبو المغيرة ثنا أبو بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد وعطية بن قيس عن عمرو بن عبسة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «صلاة الليل مثنى مثنى، وجوف الليل الآخر أجوبه دعوة» .

• حدثنا علي بن هارون ثنا أحمد بن الحسين الصوفي ثنا ابراهيم بن الحسن ابن إسحاق الانطاكى ثنا بقية بن الوليد عن أبي بكر بن أبي مريم عن عطية بن قيس. قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «العين وكاء السه

(2)

فاذا نامت العين استطلق الوكاء» رواه الوليد عن أبي بكر مثله.

(1)

فى النهاية: وجدت الناس أخبر تقله، القلى البغض يقال: قلاه يقليه إذا ابغضه

(2)

السه: حلقة الدبر

ص: 154

‌مريج بن مسروق

ومنهم القلق المخنوق، أبو الحسن مريج بن مسروق.

• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا الحسن بن محمد ثنا عبيد الله بن عبد الكريم ثنا عمرو بن عثمان ثنا بقية بن الوليد ثنا صفوان بن عمرو حدثني مريج بن مسروق أنه كان يقول: يا بني! المخافة قبل الرجاء، فإن الله عز وجل خلق جنة ونارا، فلن تخوضوا

(1)

إلى الجنة حتى تمروا على النار.

• حدثنا أبي ثنا محمد بن أحمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ثنا إبراهيم بن يعقوب عن موسى عن ابن أيوب حدثني عيسى بن يزيد. قال:

رؤى مريج بن مسروق الهوزني يوما يرقع شقوقا في بيته بزبل البقر، فقيل له في ذلك فقال: إنما الدنيا مزبلة نرقعها بالزبل.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا الحسين بن الحسن ثنا ابن المبارك ثنا إسماعيل عن ابن مكرم عن مريج بن مسروق. قال: ما من شاب يدع لذة الدنيا ولهوها ويعمل شبابه في طاعة الله إلا أعطاه الله،- والذي نفس مريج بيده - مثل أجر اثنين وسبعين صديقا.

‌أسند عن معاذ بن جبل

• حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا كثير بن عبيد قال ثنا بقية بن الوليد ثنا السري بن ينعم عن أبي الحسن مريج بن مسروق الهوزني عن معاذ بن جبل: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له خين بعثه إلى اليمن:

«إياك والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين» .

‌عمرو بن الأسود

ومنهم المتسمت بالسمت الأجود، العنسي عمرو بن الأسود.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا مسلم بن سعيد بن مسلم ثنا مجاشع بن عمرو بن

(1)

فى المختصر: فلن تخلصوا

ص: 155

حسان ثنا عيسى بن يونس ثنا أبو بكر بن أبي مريم عن يحيى بن جابر الطائي. قال قال عمرو بن الأسود: لا ألبس مشهورا أبدا، ولا أملأ جوفي من طعام بالنهار أبدا حتى ألقاه. وكان عمر بن الخطاب يقول: من سره أن ينظر إلى هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلينظر إلى عمرو بن الأسود.

• أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - ثنا علي بن الحسين بن جنيد ثنا إبراهيم بن العلاء ثنا ابن عياش عن شرحبيل: أن عمر بن الأسود كان يدع كثيرا من الشبع مخافة الأشر، وكان إذا خرج من بيته إلى المسجد قبض يمينه على شماله مخافة الخيلاء.

أسند عن معاذ، وعبادة بن الصامت، والعرباض بن سارية، وأم حرام وجنادة بن أبي أمية.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن المعلى الدمشقي ثنا عبد الله بن يزيد المقرى الدمشقي ثنا صدقة بن عبد الله عن نضر

(1)

بن علقمة عن أخيه عن ابن عائد قال حدثني عمرو بن الأسود عن معاذ بن جبل: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن من أبغض الخلق إلى الله عز وجل لمن آمن ثم كفر» .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن المعلى ثنا سفيان بن عبد الرحمن ثنا أيوب بن حسان الجرشى ثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عمرو بن الأسود: أنه حدثه أنه أتى عبادة بن الصامت وهو بساحل حمص في ماله، ومعه امرأته أم حرام بنت ملحان، قال ابن الأسود:«فحدثتنا أم حرام أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا، قالت أم حرام يا رسول الله أنا فيهم؟ قال أنت فيهم، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول جيش من أمتى يغزون مدينة قيصر مغفور لهم، قالت أم حرام أنا منهم يا رسول الله؟ قال لا» هكذا قال أيوب ابن حسان عن عمير بن الأسود. ورواه غيره عن ثور فقال عمرو بن الأسود.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عباس بن الوليد

(1)

فى مغ: نصر وكلاهما من الطبقة

ص: 156

ابن صبح ومحمد بن مصفى قالا: ثنا عثمان بن سعيد بن كثير حدثني أبو مطيع معاوية بن يحيى ثنا بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير وكثير ابن مرة وعمرو بن الأسود عن العرباض بن سارية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كل عمل منقطع عن صاحبه إذا مات إلا المرابط فى سبيل الله، فانه ينمى له عمله ويجري عليه رزقه إلى يوم الحساب» .

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا موسى بن هارون ثنا إسحاق بن راهويه وسالم بن قادم قالا: ثنا بقية بن الوليد ثنا يحيى بن سعد عن خالد بن معدان عن عمرو بن الأسود عن جنادة بن أبي أمية أنه حدثهم عن عبادة بن الصامت: أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا أن المسيح الدجال رجل قصير أفجح جعد أعور مطموس العين ليست بناتئة ولا جحراء، بعجت عينه، فان التبس عليكم فاعلموا أن ربكم ليس بأعور، وأنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا» رواه عبد الوهاب الحوطي عن بقية فقال: عن عمرو وجنادة جميعا عن عبادة.

‌عمير بن هانى

ومنهم التارك للأماني والتواني، المثابر على المباني والمعاني، أبو الوليد عمير بن هاني.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبو موسى الأنصاري ثنا الوليد بن مسلم ثنا سعيد بن عبد العزيز قال قلت لعمير ابن هانى: إن لسانك لا يفتر عن ذكر الله، فكم تسبح كل يوم وليلة؟ قال:

مائة ألف إلا أن تخطئ الأصابع.

• أخبرنا محمد بن أحمد - في كتابه - قال ثنا الحسن بن علي بن زياد ثنا الهيثم بن خارجة ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. قال: سمعت عمير بن هانى - وذكر الفتنة - فقال: طوبى لرجل صاحب غنم، إلى جانب

ص: 157

علم، يقيم الصلاة ويؤتى الزكاة ويقري الضيف، لا يعرفه الناس ويعرفه الله بتقواه وذلك العبد النومة

(1)

.

أسند عمير عن ابن عمر، وأبي هريرة، ومعاوية.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عبد الوهاب ثنا أبو المغيرة ثنا عبد الله بن سالم الحمصي عن العلاء بن عتبة اليحصبي عن عمير بن هانى العنسي. قال سمعت عبد الله بن عمر يقول: «كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قعودا، فذكر الفتن فأكثر ذكرها، حتى ذكر فتنة الاحلاس، فقال قائل وما فتنة الاحلاس؟ قال هى فتنة حرب، ثم فتنة السر أدخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني، إنما أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع، ثم فتنة الدهيما لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة، فاذا قيل انقطعت تمادت، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا، حتى تصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لانفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه، فإذا كان ذلكم فانتظروا الدجال في اليوم أو غد» . غريب من حديث عمير والعلاء لم نكتبه مرفوعا إلا من حديث عبد الله بن سالم.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن أبي يحيى الحضرمي ثنا محمد بن أيوب بن عافية ثنا معاوية بن صالح حدثني عمير بن هانى: أنه سمع ابن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «شرار أمتي الذين يتهافتون فى النار تهافت الذباب في المرق» . غريب من حديث معاوية وعمير، تفرد برفعه محمد بن أيوب عنه. ورواه الأوزاعي عن عمير عن ابن عمر موقوفا.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا علي بن حجر ثنا الوليد بن مسلم ثنا ابن جابر عن عمير بن هانى: أنه حدثه قال: «سمعت معاوية ابن أبي سفيان وهو على المنبر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تزال أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس، قال عمير: فقام مالك بن يخامر فقال:

(1)

فى هامش الازهرية رجل نومة بالضم ساكنة الواو اى لا يؤبه له.

ص: 158

يا أمير المؤمنين سمعت معاذا يقول وهم بالشام، فقال معاوية: هذا مالك ابن يخامر يزعم أنه سمع معاذا يقول وهم بالشام». غريب من حديث عمير تفرد به عنه ابن جابر، وهذه الزيادة من قبل معاذ لا تحفظ إلا في هذا الحديث.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا حسن بن سفيان ثنا هشام بن عمار ثنا صدقة بن خالد ثنا عثمان بن أبي العاتكة

(1)

عن عمير بن هانى عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «من دخل المسجد لشيء فهو حظه» . لم نكتبه من حديث عمير إلا من هذا الوجه.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ح. وحدثنا أبو إسحاق بن حمزة ثنا أحمد بن الحسين الحذاء قالا: ثنا علي بن عبد الله ثنا الوليد ابن مسلم ثنا الأوزاعى قال ثنا عمير بن هانى قال حدثني جنادة بن أبي أمية حدثني عبادة بن الصامت. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من تعار من الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال رب اغفر لي غفر له - أو قال فدعا استجيب له، فإن هو عزم فتوضأ وصلى قبلت صلاته» . صحيح متفق عليه من حديث عمير ابن هانى والأوزاعي.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يعلى بن الوليد العنسي

(2)

قال ثنا مبشر بن إسماعيل ح. وحدثنا أبو إسحاق بن حمزة قال ثنا محمد بن السرى ثنا الخليل بن عمرو ثنا الوليد ثنا الأوزاعى عن عمير بن هانى عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى بن مريم عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم، أدخله الله الجنة على ما كان من عمل» . صحيح متفق عليه من حديث عمير والاوزاعى

(1)

فى مغ: ابن ابى العلاء بمكة

(2)

فى مغ: معلم بن الوليد العبسى

ص: 159

‌عبيدة بن مهاجر

ومنهم الزاهد المفارق للمشاجر، المسابق للمتاجر، أبو عبد رب عبيدة بن مهاجر.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني الحسن ابن عبد العزيز الجروي ثنا أبو حفص التنيسي

(1)

عن سعيد بن عبد العزيز: أن أبا عبد رب خرج من عشرة آلاف دينارا، أو من مائة ألف، فكان يقول:

لو سالت بردا أمثال الذهب ما كنت بأول الناس يقوم إليها، ولو قيل إن الموت في هذا العود ما سبقني إليه أحد إلا بفضل قوة.

• حدثنا عبد الرحمن بن العباس ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا الحسن بن عبد العزيز ثنا أبو مسهر عن سعيد عن أبي عبد رب. قال: لو قيل من مس هذا العود مات لقمت حتى أمسه.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني الحسن بن عبد العزيز أخبرني عبد الله بن يوسف: أن أبا عبد رب كان يشتري الرقاب فيعتقهم، فاشترى يوما عجوزا رومية فأعتقها، فقالت: ما أدري أين آوي؟ فبعث بها إلى منزله، فلما انصرف من المسجد أتى بالعشاء فدعاها فأكلت ثم راطنها فإذا هي أمه، فسألها الإسلام فأبت، فكان يبلغ من برها ما يبلغ، فأتى يوما بعد صلاة العصر يوم الجمعة فأخبر أنها أسلمت، فخر ساجدا حتى غابت الشمس.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد ثنا الحسن بن محمد ثنا أبو زرعة ثنا إبراهيم بن العلاء بن الضحاك ثنا الوليد بن مسلم عن ابن جابر: أن أبا عبد رب كان من أكثر أهل دمشق مالا، فخرج إلى أذربيجان في تجارة، فأمسى إلى جانب مرعى ونهر فنزل به، قال أبو عبد رب: فسمعت صوتا يكثر حمد الله في ناحية من المخرج، فاتبعته فوافيت رجلا في حفير من الأرض ملفوفا فى

(1)

فى مغ: التميمى.

ص: 160

حصير، فسلمت عليه فقلت من أنت يا عبد الله؟ قال رجل من المسلمين، قال قلت [ما حالتك هذه؟ قال نعمة يجب علي حمد الله فيها، قال قلت]

(1)

وكيف وإنما أنت في حصير؟ قال وما لي لا أحمد الله أن خلقني فأحسن خلقي، وجعل مولدى ومنشئ في الإسلام، وألبسني العافية في أركاني، وستر علي ما أكره ذكره أو نشره، فمن أعظم نعمة ممن أمسى في مثل ما أنا فيه؟! قال قلت رحمك الله إن رأيت أن تقوم معي إلى المنزل فإنا نزول على النهر هاهنا؛ قال ولمه؟ قال قلت لتصيب من الطعام ولنعطيك ما يغنيك من لبس الحصير، قال ما بي حاجة قال الوليد: فحسبت أنه قال إن لي في أكل العشب كفاية عما قال أبو عبد رب.

فانصرفت وقد تقاصرت إلى نفسي ومقتها إذ إني لم أخلف بدمشق رجلا في الغنى يكاثرني، وأنا ألتمس الزيادة فيه، اللهم إني أتوب إليك من سوء ما أنا فيه قال فبت ولم يعلم إخواني بما قد أجمعت به، فلما كان من السحر رحلوا كنحو من رحلتهم فيما مضى وقدموا إلى دابتي فركبتها وصرفتها إلى دمشق، وقلت ما أنا بصادق التوبة إن أنا مضيت في متجري، فسألني القوم فأخبرتهم، وعاتبوني على المضي فأبيت، قال قال ابن جابر: فلما قدم تصدق بصامت ماله، وتجهز به في سبيل الله. قال: ابن جابر: فحدثنى بعض إخوانى قال ما كست صاحب عباء بدانق في عباءة أعطيته ستة وهو يقول سبعة، فلما أكثرت قال ممن أنت؟ قلت من أهل دمشق، قال ما تشبه شيخا وفد علي أمس يقال له أبو عبد رب اشترى مني سبعمائة كساء بسبعة سبعة ما سألني أن أضع له درهما، وسألني أن أحملها له فبعثت أعواني، فما زال يفرقها بين فقراء الجيش فما دخل الى منزله منها بكساء. قال: ابن جابر: وكان أبو عبد رب قد تصدق بصامت ماله، وباع عقده

(2)

فتصدق بها إلا دارا بدمشق، وكان يقول: والله لو أن نهركم هذا - يعني بردا - سال ذهبا وفضة من شاء خرج إليه فأخذه ما خرجت إليه، ولو أنه قيل من مس هذا العود مات لسرني أن أقوم إليه شوقا إلى الله وإلى رسوله.

قال ابن جابر: فوافيته ذات يوم يتوضأ على مطهرة دمشق، فسلمت فرد على

(1)

زيادة فى مغ

(2)

فى مغ: عقره بالراء وبالدال ما يعتقده من المال كما سيأتى

ص: 161

فقال: يا طويل لا تعجل فانتظرته، فلما فرغ من وضوئه أقبل علي فقال:

إني أريد أن أستشيرك فأشر علي؟ قال قلت اذكر، قال خرجت من صامت مالي وعقدي

(1)

فلم يبق إلا داري هذه أعطيت بها كذا وكذا ألفا فما ترى؟ قال قلت والله ما تدري ما بقي من عمرك، وأخاف أن تحتاج إلى الناس وفي غلتها قوام لعيشك، وتسكن في طائفة منها تسترك وتغنيك عن منازل الناس، قال وإن هذا لرأيك؟ قلت نعم! قال أصابك والله المثل، قلت وما ذاك؟ قال لا يخطئك من طويل حمق أو قزحة فى رجله، أبا لفقر تخوفني!! قال ابن جابر: فباعها بمال عظيم وفرقه، وكان مع ذلك موته، فما وجدوا من ثمنها إلا قدر ثمن الكفن. قال: ابن جابر: ومر به رجل ممن كان يألفه، فقال أفلان؟ قال نعم! أصلحك الله، قال وما ذاك؟ قال بلغنى أنك تمنى أربعة آلاف دينار أو قال أربعين ألف دينار، قال حميق لا عقل ولا مال.

أسند عن معاوية بن أبي سفيان، وتسمى بعبد الرحمن وعبد الجبار، وكان اسمه قسطنطين.

• حدثنا مخلد بن جعفر قال ثنا جعفر الفريابي ثنا هشام بن عمار ثنا صدقة ابن خالد ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثنا أبو عبد رب. قال: سمعت معاوية على منبر دمشق يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنه لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة، وإنما العمل كالوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله، واذا خبث أعلاه خبث أسفله» . رواه الوليد بن مسلم عن ابن عباس مثله. لم يروه عن معاوية إلا أبو عبد رب.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش

(2)

قال ثنا محمد بن عبدوس بن كامل ثنا منصور بن أبي مزاحم ثنا يزيد بن يوسف عن ثابت بن ثوبان عن أبي عبد رب.

قال سمعت معاوية يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله لا يغلب ولا يخلب

(3)

ولا ينبأ بما لا يعلم، ومن يرد الله به خيرا يفقهه فى

(1)

فى هامش ز: قوله وعقدى جمع عقدة وهى الضيعة والمكان للكثير الشجر والنخل.

(2)

فى مغ: ابن جبير

(3)

الخلابة الخديعة باللسان يقول خلبه يخلبه بالضم

ص: 162

الدين» تفرد به ثابت عن أبي عبد رب.

• حدثنا مخلد بن جعفر ثنا جعفر الفريابي ثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا محمد بن شعيب ح. وحدثنا فاروق الخطابي ثنا أبو مسلم الكشي ثنا سليمان بن أحمد الواسطي ثنا الوليد بن مسلم ح. وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا موسى بن سهل الجوني ثنا هشام بن عمار ثنا صدقة بن خالد ح. وحدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم قال ثنا محمد بن مصفى ثنا عمر بن عبد الواحد قالوا:

ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن عبيدة عن أبي المهاجر أنه حدثه عن معاوية أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن رجلا كان يعمل السيئات وقتل سبعا وتسعين نفسا كلها يقتل ظلما بغير حق، فأتى ديرانيا فقال يا راهب إن الآخر لم يدع شيئا من الشر إلا قد عمله، إنه قتل سبعا وتسعين نفسا كلها قتل ظلما بغير حق، فهل له من توبة؟ قال لا فضربه فقتله، ثم أتى آخر فقال له مثل ما قال لصاحبه فقال ليس لك توبة، فقتله. ثم أتى آخر فقال له مثل ما قال لهما فرد عليه مثل ما ردا عليه فقتله أيضا، ثم أتى راهبا آخر فقال له إن الآخر لم يدع شيئا من الشر إلا قد عمله إنه قتل مائة نفس كلها ظلما يقتل بغير حق فهل له من توبة؟ فقال: والله لئن قلت لك إن الله لا يتوب على من تاب إليه لقد كذبت، هاهنا دير فيه قوم متعبدون، فأتهم فاعبد الله معهم.

فخرج تائبا حتى إذا كان ببعض الطريق بعث الله إليه ملكا فقبض نفسه، فحضرت ملائكة العذاب وملائكة الرحمة فاختصموا فيه، فبعث الله إليهم ملكا فقال لهم: أي الديرين كان أقرب فهو منهم، فقاسوا ما بينهما فوجدوه أقرب إلى دير التوابين بقيس أنملة

(1)

، فغفر الله له» تفرد به عبيدة بن عبد رب عن عن معاوية. ورواه جماعة عن قتادة عن أبى الصديق عن أبي سعيد الخدري ورواه ابن عائذ عن المقدام بن معدي كرب. ورواه ابن أنعم عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو. ورواه ابن لهيعة عن عبيد الله بن المغيرة

(1)

يقال بينهما قيس رمح وقاس رمح أى قدر رمح كذا بهامش الازهرية

ص: 163

عن أبي زمعة البلوي. ورواه ابن جريج عن يزيد بن يزيد عن مكحول عن أبي هريرة رضي الله عنهم.

‌يزيد بن مرثد

ومنهم البكاء الموجد، يزيد بن مرثد.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ح.

وحدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو يحيى الرازي ثنا محمد بن مهران قالا: ثنا الوليد بن مسلم ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. قال: قلت ليزيد بن مرثد:

ما لى أرى عينك لا تجف؟ قال وما مسألتك عنه؟! قلت عسى الله أن ينفعني به، قال يا أخي إن الله قد توعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في النار، والله لو لم يتوعدني أن يسجنني إلا في الحمام لكنت حريا أن لا تجف لي عين. قال:

فقلت له فهكذا أنت في خلواتك؟ قال وما مسألتك عنه! قلت عسى الله أن ينفعني به، فقال والله إن ذلك ليعرض لي حين أسكن إلى أهلي فيحول بيني وبين ما أريد، وإنه ليوضع الطعام بين يدي فيعرض لي فيحول بيني وبين أكله حتى تبكي امرأتي ويبكي صبياننا، ما يدرون ما أبكانا. ولربما أضجر ذلك امرأتي فتقول يا ويحها ما خصصت به من طول الحزن معك فى الحياة الدنيا ما تقر لي معك عين.

• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا أحمد بن موسى بن اسحاق ثنا أبى ثنا محمد ابن إدريس ثنا سليمان بن شرحبيل ثنا حاتم بن شفي أبي فروة الهمداني. قال سمعت يزيد بن مرثد يقول: كان بكاء بني إسرائيل يقول: اللهم لا تؤدبني بعقوبتك، ولا تمكر بي في حيلتك، ولا تؤاخذني بتقصيري عن رضاك، عظيم خطيئتي فاغفر لي، ويسير عملي فتقبل، كما شئت تكن مسألتك، وإذا عزمت تمضي عزمك، فلا الذي أحسن استغنى عنك ولا عن عونك، ولا الذي أساء غلبك، ولا الذي استبد بشيء يخرج به من قدرتك، فكيف لي بالنجاة؟ ولا توجد إلا من قبلك، إله الأنبياء، وولي الأتقياء، وبديع مرتبة

ص: 164

الكرامة، جديد لا تبلى، حفيظ لا تنسى، دائم لا تبيد، حيى لا تموت، يقظان لا تنام، بك عرفتك، وبك اهتديت إليك، ولولا أنت لم أدر ما أنت، تباركت وتعاليت.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن المعلى ثنا هشام بن عمار ثنا يحيى ابن حمزة عن الوضين بن عطاء عن يزيد بن مرثد: أن أبا الدرداء قال لمعاوية:

[والذي نفسي بيده]

(1)

لا تنقصون من أرزاق الناس شيئا إلا نقص من الأرض مثله.

• أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - ثنا أحمد بن هارون ثنا أحمد بن منصور ثنا محمد بن وهب ثنا سويد بن عبد العزيز عن الوضين بن عطاء. قال: أراد الوليد بن عبد الملك أن يولي يزيد بن مرثد، فبلغ ذلك يزيد ابن مرثد فلبس فروة قد قلبه، فجعل الجلد على ظهره والصوف خارجا، وأخذ بيده رغيفا وعرقا وخرج بلا رداء ولا قلنسوة ولا نعل ولا خف، وجعل يمشي في الأسواق ويأكل الخبز واللحم، فقيل للوليد إن يزيد بن مرثد قد اختلط، وأخبر بما فعله فتركه.

أسند عن معاذ بن جبل، وأبي الدرداء، وأبي ذر، وغيرهم رضي الله تعالى عنهم.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا الهيثم بن خارجة ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن الوضين بن عطاء عن يزيد بن مرثد عن معاذ بن جبل. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «خذوا العطاء ما دام عطاء، فإذا صار رشوة على الدين فلا تأخذوه، ولستم بتاركيه يمنعكم الفقر والحاجة، ألا إن رحى الإسلام دائرة فدوروا مع الكتاب حيث دار، ألا إن الكتاب والسلطان سيفترقان فلا تفارقوا الكتاب، ألا إنه سيكون عليكم أمراء يقضون لأنفسهم ما لا يقضون لكم، إن عصيتموهم قتلوكم، وإن أطعمتوهم أضلوكم، قالوا: يا رسول الله كيف نصنع؟

(1)

زيادة فى مغ

ص: 165

قال كما صنع أصحاب عيسى بن مريم عليه السلام، نشروا بالمناشير وحملوا على الخشب! موت في طاعة الله خير من حياة في معصية الله». غريب من حديث معاذ لم يروه عنه إلا يزيد وعنه الوضين. ورواه إسحاق بن راهويه عن سويد ابن عبد الله بن عبد الرحمن عن يزيد من دون الوضين.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن مسعود ثنا عمرو بن أبي سلمة ثنا صدقة بن عبد الله عن الوضين بن عطاء عن يزيد بن مرثد عن أبي الدرداء:

أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: ما عصمة هذا الأمر وعراه ووثائقه؟ قال فعقد بيمينه فقال: «أخلصوا عبادة ربكم، وأقيموا خمسكم، وأدوا زكاة أموالكم طيبة بها أنفسكم، وصوموا شهركم، وحجوا بيتكم، تدخلوا جنة ربكم» . غريب من حديث يزيد تفرد به عنه الوضين.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن يزداد الثوري ثنا الوليد بن شجاع ثنا محمد بن حمزة الرقي عن الخليل بن مرة عن الوضين بن عطاء عن يزيد بن مرثد عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «إن داود عليه السلام قال إلهي ما حق عبادك عليك إذا هم زاروك في بيتك؟ فإن لكل زائر على المزور حقا. قال: يا داود إن لهم علي أن لا أعاقبهم

(1)

في الدنيا، وأغفر لهم إذا لقيتهم». غريب من حديث الوضين ويزيد لم نكتبه إلا من حديث محمد بن حمزة عن الخليل.

‌شفي بن ماتع

(2)

الأصبحي

قال الشيخ رضي الله عنه: ومنهم العامل الخفي، شفي بن ماتع الأصبحي.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا عبد الله بن صالح ثنا ابن لهيعة عن قيس بن رافع عن شفي الأصبحي. قال: تفتح على هذه الأمة خزائن كل شيء، حتى يفتح عليهم خزائن الحديث.

(1)

فى مغ والمختصر: أن اعافيهم فى الدنيا

(2)

كذا فى المختصر: ابن ماتع وفى الخلاصة ابن ماتع بكسر التاء.

ص: 166

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا ابن أبي عاصم ثنا حسين بن الحسن ثنا ابن المبارك ثنا ابن لهيعة عن عياش بن عباس عن شييم بن بيتان عن شفي الأصبحي. قال: من كثر كلامه كثرت خطيئته.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد ابن سعيد ثنا ابن وهب أخبرني إبراهيم بن نشيط عن عمار بن سعد عن شفي الأصبحي قال: ترك الخطيئة أيسر من طلب التوبة.

• أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - ثنا محمد بن أيوب ثنا إبراهيم بن موسى ثنا ابن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن شجرة أبي محمد عن شفي. قال: إن الرجلين ليكونان في الصلاة مناكبهما جميعا، ولما بينهما كما بين السماء والأرض، وإنهما ليكونان فى بيت صيامهما واحدا، ولما بين صيامهما كما بين السماء والأرض.

• حدثنا سليمان بن أحمد - إملاء - ثنا أبو يزيد القراطيسي - سنة ثمانين ومائتين - ثنا أسد بن موسى ثنا إسماعيل بن عياش عن ثعلبة بن مسلم الخثعمي عن أيوب بن بشير العجلي عن شفي بن ماتع الأصبحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه قال: «أربعة يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى، يسعون ما بين الحميم والجحيم يدعون بالويل والثبور، ويقول أهل النار بعضهم لبعض ما بال هؤلاء قد آذونا على ما بنا من الأذى؟ قال فرجل مغلق عليه تابوت من جمر، ورجل يجر أمعاءه، ورجل يسيل فوه قيحا ودما، ورجل يأكل لحمه، فيقال لصاحب التابوت ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟ [فيقول إن الأبعد مات وفي عنقه أموال الناس، ثم يقال للذي يجر أمعاءه ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟]

(1)

فيقول إن الأبعد كان لا يبالي أين أصاب البول منه لا يغسله، ثم يقال للذي يسيل فوه قيحا ودما ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى فيقول إن الأبعد كان ينظر إلى كلمة فيستلذها كما يستلذ الرفث

(2)

، ثم يقال للذى كان يأكل

(1)

الزياد فى ز

(2)

الرفث الجماع وكلام الفحش من القول. من هامش ز.

ص: 167

لحمه ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى، فيقول إن الأبعد كان يأكل لحوم الناس». لم يروه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا شفي بهذا الإسناد. تفرد به إسماعيل بن عياش. وشفي مختلف فيه فقيل له صحبة، ورواه مروان بن معاوية عن إسماعيل بن عياش وقال: في عنقه أموال الناس لم يدع لها وفاء ولا قضاء، وقال: يعمد الى كل كلمة قذعة

(1)

خبيثة، وقال:

كان يأكل لحوم الناس ويمشي بالنميمة.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا إبراهيم بن علي بن السندي ثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرى ثنا مروان بن معاوية عن إسماعيل بن عياش: به.

أسند شفي عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وأبي هريرة، وغيرهما.

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي ثنا الليث بن سعد ح. وحدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا بكر بن مضر ح. وحدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا عبد الله ابن محمد بن شيرويه ثنا إسحاق بن راهويه أنبأنا سويد بن عبد العزيز حدثني قرة بن عبد الرحمن قالوا: عن أبي قبيل عن شفي الأصبحي عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أنه قال: «خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيده كتابان، فقال: أتدرون ما هذان الكتابان؟ فقالوا: لا إلا أن تخبرنا يا رسول الله! فقال للأيمن هذا كتاب من رب العالمين بأسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم فلا يزداد فيهم شيئا [ولا ينتقص منهم أحد، وقال للذي بيده اليسرى هذا كتاب من رب العالمين بأسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم فلا يزداد فيهم]

(2)

ولا ينقص منهم أبدا، فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: فلأي شيء نعمل إن كان الأمر قد فرغ منه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سددوا وقاربوا فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة وإن عمل أي عمل، وإن صاحب النار يختم له

(1)

القذع فى الكلام الخنا والفحش من هامش ز

(2)

سقطت هذه الزيادة من ز

ص: 168

بعمل أهل النار وإن عمل أي عمل، ثم قبض يديه. فقال: قد فرغ ربكم من العباد، وقال بيده اليمنى فريق في الجنة، وبيده اليسرى وفريق فى السعير».

لفظ الليث.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا عبد الله بن صالح قال حدثني الليث بن سعد عن حيوة بن شريح عن ابن شفي عن شفي عن عبد الله بن عمرو: أنه ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قفلة

(1)

كغزوة».

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا طاهر بن سعيد بن قيس

(2)

عن سعيد بن أبي مريم ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن عمرو عن شفي الأصبحي عن عبد الله بن عمرو. قال: «عقلت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف مثل» .

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا عبد الله بن صالح حدثني الليث بن سعد ثنا الوليد بن أبي الوليد عن شفي الأصبحي عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: «يأتي ثلاثة نفر يوم القيامة؛ رجل جريء قاتل حتى قتل، ورجل جواد، ورجل قارئ» الحديث بطوله.

ورواه حيوة بن شريح عن الوليد بن أبي الوليد عن عقبة بن مسلم عن شفي.

• حدثنا علي بن حميد الواسطي ثنا بشر بن موسى ثنا محمد بن مقاتل ثنا عبد الله ابن المبارك ثنا حيوة بن شريح ثنا الوليد بن أبي الوليد أبو عثمان المدني أن عقبة بن مسلم حدثه أن شفى الأصبحي حدثه: أنه دخل المدينة فإذا هو برجل قد اجتمع عليه الناس، فإذا هو أبو هريرة فذكر الحديث بطوله.

(1)

أى رجعة من السفر من هامش ز

(2)

كذا فى مغ: وفى ز: طاهر بن عيسى بن قبرس ولم نقف عليهما.

ص: 169

‌رجاء بن حيوة

ومنهم الفقيه المفهم المطعام، مشير الخلفاء والأمراء

(1)

، رجاء بن حيوة أبو المقدام.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبيد بن آدم العسقلاني ح. وحدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم قالا: ثنا أبو عمير الرملي ثنا ضمرة عن ابن شوذب عن مطر الوراق. قال: ما رأيت شاميا أفضل من رجاء بن حيوة.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبو سعيد الأشج ثنا أبو أسامة. قال: كان ابن عون إذا ذكر من يعجبه ذكر رجاء بن حيوة.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة قال ثنا النضر بن شميل ثنا ابن عون. قال: ثلاث لم أر مثلهم كأنهم التقوا فتواصوا؛ ابن سيرين بالعراق، وقاسم بن محمد بالحجاز، ورجاء بن حيوة بالشام.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة الدمشقي ثنا عبيد بن أبي السائب ثنا أبي. قال: ما رأيت أحدا أحسن اعتدالا في صلاة من رجاء بن حيوة.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إبراهيم بن محمد بن عون قال ثنا محمد بن مصفى ثنا بقية عن عبد الرحمن بن عبد الله: أن رجاء بن حيوة الكندى قال لعدى ابن عدي ولمعن بن المنذر يوما وهو يعظهما: انظرا الأمر الذي تحبان أن تلقيا الله عليه فخذا فيه الساعة، وانظرا الأمر الذي تكرهان أن تلقيا الله عليه فدعاه الساعة.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا ابن أبي عاصم ثنا أبو عمير ثنا ضمرة عن ابن أبى سلمة عن العلاء بن روبة. قال: كانت لي حاجة إلى رجاء بن حيوة، فسألت عنه فقالوا هو عند سليمان بن عبد الملك، قال فلقيته فقال: ولى أمير

(1)

فى مغ: مشير الخلف رجاء الخ.

ص: 170

المؤمنين اليوم ابن موهب القضاء، ولو خيرت بين أن ألي وبين أن أحمل إلى حفرتي لاخترت أن أحمل إلى حفرتي، قلت إن الناس يقولون إنك أنت الذي أشرت به؟! قال: صدقوا إني نظرت للعامة ولم أنظر له.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني هارون ابن معروف ثنا ضمرة ثنا رجاء بن أبي سلمة عن أبي عبيد مولى سليمان. قال:

ما سمعت رجاء بن حيوة يلعن أحدا إلا رجلين؛ أحدهما يزيد بن المهلب.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا سوار بن عبد الله ثنا سالم ابن نوح عن محمد بن ذكوان عن رجاء بن حيوة. قال: إني لواقف مع سليمان ابن عبد الملك وكانت لي منه منزلة، إذ جاء رجل ذكر رجاء بن حيوة من حسن هيئته، قال فسلم فقال: يا رجاء إنك قد ابتليت بهذا الرجل وفي قربه الوقع

(1)

يا رجاء عليك بالمعروف وعون الضعيف! واعلم يا رجاء أنه من كانت له منزلة من السلطان فرفع حاجة إنسان ضعيف وهو لا يستطيع رفعها لقي الله يوم يلقاه وقد ثبت قدميه للحساب، واعلم يا رجاء أنه من كان في حاجة أخيه المسلم كان الله في حاجته، واعلم يا رجاء أن من أحب الأعمال إلى الله! فرحا أدخلته على مسلم. ثم فقده فكان يرى أنه الخضر عليه السلام.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا عمر بن شبة ثنا هارون بن معروف ثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة. قال: قدم يزيد بن عبد الملك بيت المقدس، فسأل رجاء بن حيوة أن يصحبه فأبى واستعفاه، فقال له عقبة بن وساج: إن الله ينفع بمكانك، فقال: إن أولئك الذين تريد قد ذهبوا، فقال له عقبة: إن هؤلاء القوم قل ما باعدهم رجل بعد مقاربة إلا ركبوه، قال: إني أرجو أن يكفيهم الذي أدعوهم له.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا الحسن بن عبد العزيز ثنا أبو مسهر ثنا عون بن حكيم ثنا الوليد بن أبي السائب: أن رجاء بن حيوة كتب إلى هشام بن عبد الملك: بلغني يا أمير المؤمنين أنه دخلك شيء من قتل

(1)

فى هامش ز: الوقع الهلاك

ص: 171

غيلان وصالح، وأقسم لك بالله يا أمير المؤمنين إن قتلهما أفضل من قتل ألفين من الروم أو الترك!!.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن إسماعيل الصفار الديلي ثنا هارون ابن زيد بن أبي الزرقاء ثنا أبي ثنا سهيل بن أبي حزم القطعي عن ابن عون. قال:

ما أدركت من الناس أحدا أعظم رجاء لأهل الإسلام من القاسم بن محمد، ومحمد بن سيرين، ورجاء بن حيوة.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال ثنا الحسن ابن عبد العزيز الجروي. قال: كتب إلي ضمرة عن يحيى بن أبي عمرو السيباني

(1)

. قال: كان رجاء بن حيوة يرى تأخير العصر، ويصلي ما بين الظهر والعصر.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا القاسم بن فورك ثنا علي بن سهل ثنا ضمرة عن إبراهيم بن أبي عبلة. قال: كنا نجلس إلى عطاء الخراساني، فكان يدعو بدعوات. فغاب يوما فتكلم رجل من المؤذنين، فأنكر رجاء بن حيوة صوته. فقال رجاء من هذا؟ قال أنا يا أبا المقدام، قال: اسكت فإنا نكره أن نسمع الخير إلا من أهله.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي عن ضمرة عن رجاء. قال: الحلم أرفع من العقل لأن الله تسمى به.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا الحسن بن عبد العزيز ثنا أبو حفص - يعني عمرو بن أبي سلمة - قال سمعت سعيدا - يعني ابن عبد العزيز - يذكر: أن إنسانا رأى في منامه أن إنسانا من الأبدال مات، فكتب رجاء بن حيوة مكانه،.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا هارون بن معروف ثنا ضمرة ثنا رجاء بن أبي سلمة. قال: قال عقبة ابن وساج لرجاء بن حيوة: لولا خصلتان فيك لكنت أنت الرجل!! قال:

(1)

فى النسختين: الشيبانى بالشين المعجمة والتصحيح من الخلاصة.

ص: 172

وما هما؟ قال إخوانك يمشون إليك ولا تمشي إليهم، ووسمت في أفخاذ دوابك لرجاء وكانت سمة القبيلة تكفيك. فقال له: أما قولك إخواني يمشون إلي ولا أمشي إليهم فربما أعجلوني عن صلاتي، وأما قولك أني وسمت فى افحاذ دوابي فإني لم أكن أرى بأسا أن يسم الرجل اسمه في أفخاذ دوابه.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا أبو عمير ثنا ضمرة عن ابن أبي جميلة

(1)

. قال: ودع رجل رجاء بن حيوة. فقال: حفظك الله يا أبا المقدام، فقال يا ابن أخي لا تسل عن حفظه، ولكن قل يحفظ الإيمان.

• حدثنا عبد الرحمن بن العباس ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا حسين بن محمد ح. وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا حجاج قالا. ثنا المسعودي عن أبي عتبة عن رجاء بن حيوة. قال: ما أكثر عبد ذكر الموت إلا ترك الحسد والفرح.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد ثنا ابن وهب ثنا نافع بن يزيد عن أبي مالك عن ابن عجلان عن رجاء بن حيوة. قال: [ما أحسن الإسلام يزينه الإيمان]

(2)

وأنبأنا ابن لهيعة عن ابن عجلان عن رجاء بن حيوة. قال: يقال ما أحسن الإسلام يزينه الإيمان، وما أحسن الإيمان يزينه التقى، وما أحسن التقى يزينه العلم، وما أحسن العلم يزينه الحلم، وما أحسن الحلم يزينه الرفق.

أسند عن عبد الله بن عمرو، وأبي الدرداء وأبي أمامة، ومعاوية، وجابر. وروى عن عبد الرحمن بن غنم، وعبادة بن نسي، وعبد الملك بن مروان، ورواد كاتب المغيرة، وأم الدرداء وغيرهم.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا عبد الله بن صالح قال ثنا الليث بن سعد عن إسحاق بن أبي عبد الرحمن عن ابن رجاء بن حيوة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قليل

(1)

فى المختصر: عن ابن جملة فى ز: حملة وسيأتى أنه ابن أبى حملة فى الاصلين

(2)

زيادة فى مغ.

ص: 173

الفقه خير من كثير العبادة، وكفى بالمرء فقها إذا عبد الله، وكفى بالمرء جهلا إذا أعجب برأيه، إنما الناس رجلان؛ مؤمن وجاهل، فلا تؤذ المؤمن، ولا تجاور الجاهل». غريب من حديث رجاء تفرد به إسحاق بن أسيد ولم يروه عن رجاء إلا ابنه.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن الميماني

(1)

ثنا محمد بن عبد الله بن الحسن ثنا محمد بن بكير ثنا أبو الأحوص عن محمد بن عبيد الله عن عبد الملك بن أبي مالك عن رجاء بن حيوة عن أبي الدرداء. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذهاب العلم ذهاب حملته» كذا قال عن عبد الملك [بن أبي مالك ورواه سويد بن سعيد عن أبي الأحوص فقال عن عبد الملك]

(2)

بن عمير.

• حدثنا الحسن بن علي الوراق ثنا يحيى بن محمد ح. وحدثنا محمد بن الفتح الحبلى ثنا يعقوب بن إبراهيم قالا: ثنا أحمد بن يحيى الجلاب ثنا محمد بن الحسن الهمدانى ثنا سفيان الثوري عن عبد الملك بن عمير عن رجاء بن حيوة عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتوق الشر يوقه، لم يسكن الدرجات العلى - ولا أقول لكم الجنة - من تكهن، أو استقسم، أو تطير طيرا يرده من سفر» . غريب من حديث الثوري عن عبد الملك تفرد به محمد بن الحسن.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا روح بن عبادة ح.

وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن الحسن بن كيسان ثنا حبان بن هلال قال ثنا مهدي بن ميمون ثنا محمد بن أبي يعقوب عن رجاء بن حيوة عن أبي أمامة.

قال: «أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوا. فأتيته فقلت: يا رسول الله ادع الله لي بالشهادة، فقال: اللهم سلمهم وغنمهم، فغزونا فسلمنا وغنمنا، ثم أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوا آخر، فقلت: يا رسول الله ادع الله لي بالشهادة، فقال: اللهم سلمهم وغنمهم، فغزونا فسلمنا وغنمنا، ثم أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوا ثالثا فقلت: يا رسول الله إني أتيتك مرتين

(1)

كذا فى مغ وفى ز: الهيسانى

(2)

لم ترد فى مغ

ص: 174

تدعو لي بالشهادة فقلت اللهم سلمهم وغنمهم، فغزونا فسلمنا وغنمنا، ثم أتيته بعد ذلك في الرابعة. فقلت: يا رسول الله مرني بعمل آخذه عنك ينفعني الله به؟ قال: عليك بالصوم فإنه لا مثل له، فكان أبو أمامة وامرأته وخادمه لا يلفون إلا صياما، فاذا رئي نار أو دخان بنهار في منزلهم عرفوا أنهم قد اعتراهم ضيف، قال ثم أتيته بعد ذلك فقلت: يا رسول الله إنك قد أمرتني بأمر أرجو أن يكون الله قد نفعني به، فمرني بعمل آخر ينفعني الله به، قال:

اعلم أنك لن تسجد لله سجدة إلا رفع لك بها درجة، وحط عنك بها خطيئة» رواه شعبة عن محمد بن أبي يعقوب عن أبي نصر عن رجاء.

• حدثناه أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن يونس ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا شعبة ثنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب قال سمعت أبا نصر يحدث عن رجاء بن حيوة عن أبي أسامة. قال: «أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله مرني بعمل يدخلني الجنة؟ قال: عليك بالصوم فإنه لا عدل له، ثم أتيته الثانية فقال: عليك بالصوم فانه لا عدل له» حدث به أحمد بن حنبل عن عبد الصمد عن شعبة. وأبو نصر يشبه أن يكون يحيى بن أبي كثير لأنه قد روى عن رجاء بن حيوة، ويحتمل أن يكون علي بن أبي حملة فإنه يكنى أبا نصر. ورواه واصل مولى ابن عيينة عن محمد بن أبي يعقوب عن رجاء.

[حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا روح بن عبادة قال ثنا هشام عن واصل مولى ابن عيينة عن محمد بن أبي يعقوب عن رجاء]

(1)

بن حيوة عن أبي أمامة. قال: «أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة، فأتيته فقلت يا رسول الله ادع لي بالشهادة، فقال: اللهم سلمهم وغنمهم» فذكر مثل حديث مهدي سواء. وحدث به أحمد بن حنبل والكبار عن روح عن هشام عن واصل. ورواه عبد الرزاق وغيره عن هشام عن محمد من دون واصل.

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة قال أخبرني جواد - يعني ابن مجالد - قال سمعت رجاء بن حيوة يحدث عن

(1)

سقط فى مغ.

ص: 175

معاوية. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين» . رواه ابن عون عن رجاء بن حيوة مثله.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا يحيى بن صاعد ثنا محمد بن منصور الجواز المكي ثنا يحيى بن أبي الحجاج ثنا عيسى بن سنان عن رجاء بن حيوة عن جابر بن عبد الله: «أنه قيل له: هل كنتم تسمون شيئا من الذنوب الكفر أو الشرك أو النفاق؟ فقال: معاذ الله، ولكنا كنا نقول مؤمنين مذنبين» .

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن عمار الموصلي ثنا المعافى بن عمران ثنا سليمان بن أبي داود ثنا رجاء بن حيوة عن عبد الرحمن بن غنم عن عمر بن الخطاب. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«لا يبلغ المرء صريح الإيمان حتى يترك الكذب

(1)

والمزاح وهو صادق، وحتى يترك المراء وهو صادق محق». رواه خالد بن حيان ومحمد بن عثمان القرشي عن سليمان مثله.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عمر بن علي عن محمد بن عجلان عن رجاء بن حيوة عن رواد كاتب المغيرة: أن معاوية كتب إلى المغيرة هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من الصلاة يتكلم بشيء بعد الصلاة المكتوبة؟ فكتب إليه المغيرة:

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا فرغ من الصلاة: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد» رواه القاسم ابن معن وسليمان بن بلال في آخرين عن محمد بن عجلان.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا الوليد بن مسلم ثنا ثور بن يزيد عن رجاء بن حيوة عن كاتب المغيرة عن المغيرة ابن شعبة: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فمسح أسفل الخف وأعلاه» .

غريب من حديث رجاء لم يروه عنه إلا ثور.

(1)

فى ز: يترك الذنوب

ص: 176

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن احمد بن حنبل حدثنى هارون ابن معروف ثنا عبد الله بن وهب عن الحارث بن نبهان عن محمد بن سعيد عن رجاء بن حيوة عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تجعلوا على العاقلة من قول معترف شيئا» . غريب من حديث رجاء وجنادة مرفوعا تفرد به الحارث عن محمد بن سعيد.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبيد بن غنام قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو أسامة عن أبي فروة بن يزيد بن سنان ثنا أبو عبيد الحاجب قال سمعت شيخا في المسجد الحرام يقول قال أبو الدرداء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل شيء أنفة وأنفة الصلاة التكبيرة الأولى، فحافظوا عليها» قال أبو عبيد فحدثت به رجاء بن حيوة فقال حدثتنيه أم الدرداء عن أبي الدرداء.

غريب من حديث رجاء لم يروه عنه إلا أبو فروة عن أبي عبيد.

‌مكحول الشامي

ومنهم الإمام الفقيه الصائم المهزول، إمام أهل الشام أبو عبد الله مكحول.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عمر بن أيوب الموصلى ثنا مغيرة بن زياد عن مكحول. قال: من لم ينفعه علمه ضره جهله، اقرأ القرآن ما نهاك، فاذا لم ينهك قلست تقرؤه.

• حدثنا أبو عبد الله أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا العباس بن الوليد بن صبح الدمشقي ثنا مروان بن محمد حدثني عبد ربه بن صالح. قال: دخل على مكحول في مرضه الذي مات فيه، فقيل له: أحسن الله عافيتك أبا عبد الله؟ فقال: الإلحاق بمن يرجى عفوه خير من البقاء مع من لا يؤمن شره، وزاد غيره - شياطين الإنس، وإبليس وجنوده.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد الحمصي ثنا بقية عن ابن ثوبان حدثني من سمع أبا عبد رب يقول لمكحول: يا أبا عبد الله أتحب الجنة؟ قال ومن لا يحب الجنة! قال:

فأحب الموت فإنك لن ترى الجنة حتى تموت.

ص: 177

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو جعفر المخرمي قال ثنا نصر بن المغيرة عن سفيان. قال: كتب ابن منبه إلى مكحول إنك امرؤ قد أصبت بما ظهر من علم الإسلام شرفا، فاطلب بما بطن من علم الإسلام محبة وزلفى.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا داود بن رشيد ثنا الوليد بن مسلم عن علي بن حوشب. قال: سمعت مكحولا يقول: قدمت هذه - يعني دمشق - وما أنا بشيء من العلم - أراه قال أعلم مني بكذا - فأمسك أهلها عن مسألتي حتى ذهب.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق الجوهري ثنا هارون بن معروف ثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن أبي رزين. قال: لما أكثر الناس على مكحول في القدر قلت لأسألنه عن شيء؟ قلت ما تقول في رجل عنده جارية وعليه دين ولا مال له غيرها، أترى له أن يعزل عنها؟ قال لا يفعل لا يفعل، فإن الله تعالى لم يخلق نفسا إلا وهي كائنة فلا عليه أن لا يفعل.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء قال ثنا أبي ثنا محمد بن راشد عن مكحول: أنه عاد حكيم بن حزام ابن حكيم فقال: أتراك مرابطا العام؟ قال: كيف تسألني عن هذا وأنا على ذي الحال؟ قال: وما عليك أن تنوي ذاك فإن شفاك الله مضيت لوجهك، وإن حال بينك وبينه أجل كتب لك نيتك.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أحمد بن عمرو بن الضحاك ثنا الحوطي ثنا الوليد بن مسلم وأبو عمرو بن كثير عن محمد بن مهاجر عن بركة الأزدي. قال:

وضأت مكحولا فأتيته بالمنديل، فأبى أن يمسح به وجهه ومسح وجهه بطرف ثوبه، فقال: الوضوء بركة وأنا أحب أن لا تعدو ثوبي.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا

(1)

أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي ثنا إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زيد ثنا أبي عن الزهري. قال: العلماء

(1)

من هنا تختلف مع مغ بتقديم وتأخير فى الاحاديث.

ص: 178

أربعة؛ سعيد بن المسيب بالمدينة، وعامر الشعبي بالكوفة، والحسن بن أبي الحسن بالبصرة، ومكحول بالشام.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو همام السكوني حدثني سويد بن عبد العزيز عن النعمان بن المنذر عن مكحول. قال:

اجتمعت أنا والزهري فتذاكرنا التيمم، فقال الزهري: المسح إلى الآباط، فقلت عن من أخذت هذا؟ قال عن كتاب الله، إن الله تعالى يقول {(فاغسلوا وجوهكم وأيديكم)} فهى يدكلها. قلت: فإن الله تعالى يقول {(والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما)} فمن أين تقطع اليد؟ قال فخصمته.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة والحضرمي قالا:

ثنا أحمد بن يونس ثنا معقل بن عبيد الله الجزري عن مكحول. قال: أتاه رجل فقال يا أبا عبد الله قوله عز وجل {(عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم)} قال: يا ابن أخي لم يأت تأويل هذه بعد، اذا هاب الواعظ وأنكر الموعوظ، فعليك حينئذ نفسك لا يضرك من ضل إذا اهتديت، يا أخي الآن نعظ ويسمع منا.

• حدثنا القاضي محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا ابن أبي عاصم ثنا دحيم ثنا الوليد بن مسلم عن ابن جابر عن مكحول. قال: لا يؤخذ العلم إلا عن من شهد له بالطلب.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ثنا المسيب ابن واضح ثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأوزاعي عن مكحول قال: لأن تضرب عنقي أحب إلي من أن ألي القضاء، ولأن ألي القضاء أحب إلي من بيت المال.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبيد الله بن سعد الزهري ثنا حجاج بن محمد قال ثنا إسماعيل بن عياش حدثني تميم بن عطية العنسي. قال: كثيرا ما كنت أسمع مكحولا يقول: نادانم

(1)

بالفارسية لا أدرى.

(1)

فى هامش ز: المعروف عند العجم ندانم

ص: 179

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي ح.

وحدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن الحسن ثنا أيوب بن محمد الوزان قالا: ثنا معمر بن سليمان عن أبي المهاجر عن مكحول. قال: أرق الناس قلوبا أقلهم ذنوبا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يعلى ثنا غسان بن الربيع عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه أنه سمع مكحولا يقول: من أحب رجلا صالحا فإنما أحب الله، ومن ذهب إلى علم يتعلمه فهو في طريق الجنة حتى يرجع.

• حدثنا علي بن هارون ثنا جعفر الفريابي قال ثنا قتيبة بن سعيد ثنا عبد الوهاب الثقفي عن برد عن مكحول: أنه كان يصوم يوم الاثنين والخميس وكان يقول: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين، وبعث يوم الاثنين، وتوفي يوم الاثنين، وترفع أعمال بني آدم يوم الاثنين

(1)

والخميس.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن روح ثنا أحمد بن محمد ثنا على ابن مخلد عن أبي عبد الله الشامي عن مكحول. قال: من أحيا ليلة في ذكر الله أصبح كيوم ولدته أمه.

• حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا عبد الله بن سليمان ابن الأشعث ثنا محمود بن خالد ثنا عمر بن عبد الواحد قال سمعت الأوزاعي يحدث عن مكحول. قال: من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفرت له ذنوبه ولو كان فارا من الزحف.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عمر بن أيوب ثنا المغيرة بن زياد عن مكحول. قال: عينان لا يمسهما العذاب، عين بكت من خشية الله، وعين باتت من وراء المسلمين.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ح. وحدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد ثنا ابن أبي داود قال ثنا إبراهيم بن الحسن المقسمي قال ثنا حجاج ثنا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول. قال: المؤمنون هينون لينون مثل الجمل الأنف، إن قدته انقاد، وإن أنخته على صخرة استناخ.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان ثنا على بن خشرم ثنا

(1)

الاثنين هنا زيادة من المختصر

ص: 180

عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن مكحول. قال: إن كان الفضل في الجماعة فإن السلامة فى العزلة.

• حدثنا أبو بكر الآجري ثنا جعفر بن محمد الفريابي

(1)

ثنا هشام بن عمار ثنا صدقة بن خالد ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. قال: سمعت مكحولا يقول: لا يأتي على الناس ما يوعدون حتى يكون عالمهم فيهم أنتن من جيفة حمار.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد قال ثنا محمد بن الحسن ثنا محمد بن جعفر المدائني عن بكر بن خنيس عن أبي عبد الله الشامي عن مكحول. قال: أفضل العبادة بعد الفرائض الجوع والظمأ، قال بكر:

وكان يقال الجائع الظمآن أفهم للموعظة، وقلبه إلى الرقة أسرع، وكان يقال كثرة الطعام تدفع كثيرا من الخير.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا أبو بكر الأموي ثنا أبو جعفر الكندى ثنا سلم بن سالم البلخي عن أبي حبيب الموصلي عن مكحول. قال:

التقيا يحيى بن زكريا وعيسى ابن مريم عليهما السلام، فضحك عيسى في وجه يحيى وصافحه، فقال له يحيى: يا ابن خالتي [ما لي أراك ضاحكا كأنك قد أمنت؟ فقال له عيسى يا ابن خالتي]

(2)

ما لي أراك عابسا كأنك قد يئست؟ فأوحى الله عز وجل إليهما عليهما السلام إن أحبكما إلي أبشكما بصاحبه.

• حدثنا عثمان بن محمد بن عثمان ثنا محمد بن عمرو

(3)

البغدادي ثنا محمد ابن إسماعيل السلمي ثنا أبو صالح ثنا معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول. قال: أربع من كن فيه كن له، وثلاث من كن فيه كن عليه، فأما الأربع اللاتي له؛ فالشكر، والإيمان والدعاء، والاستغفار، قال الله تعالى {(ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم)} وقال {(وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون)} وقال {(ما يعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم)} وأما الثلاث اللاتي عليه؛ فالمكر،

(1)

الى هنا ينتهى الاختلاف مع مغ

(2)

لم ترد فى مغ

(3)

فى مغ: ابن عمر

ص: 181

والبغي، والنكث. قال الله تعالى (ومن {نكث فإنما ينكث على نفسه)} وقال {(ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله)} وقال {(إنما بغيكم على أنفسكم)} .

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا جعفر بن عبد الله بن الصباح ثنا أبو عمر الدوري ثنا أيوب بن مدرك الحنفي عن مكحول. قال: بينا امرأة من الحي يقال لها الفارعة بنت المستورد [قائمة تتعبد]، إذا هي بإبليس ساجدا على صفاة تسيل دموعه على خديه كسريح الجنين، فقالت له يا إبليس ما يغني عنك طول السجود؟! فقال: أيتها المرأة الصالحة بنت الشيخ الصالح أرجو إذا أبر بي قسمه أن يخرجني من النار. قال: أبو عمر الدروى: هذا إبليس يرجو رحمة الله فكيف نحن عبيد الله؟!.

• حدثنا محمد بن محمد بن عبد الله بن الجرجاني ثنا أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن الأصفهاني الأرزياني بنيسابور [ثنا أحمد بن مهران ثنا عمر بن سعيد الدمشقي ثنا محمد بن شعيب بن شابور]

(1)

عن النعمان بن المنذر عن مكحول: فى قوله تعالى {(ليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما)} قال: وضع عنهم الإثم في الخطأ، ووضع المغفرة على العمد.

• حدثنا أبو بكر بن محمد بن عبد الله المقرى ثنا عبد الله بن محمد بن عمران ح.

• وحدثنا محمد بن أحمد ثنا الحسن بن محمد قالا: ثنا أبو زرعة ثنا عبيد بن جنادة ثنا عطاء بن مسلم عن أبي عبد الرحمن الدمشقي عن مكحول.

قال: بينا سليمان بن داود على بساط من شعر وأصحابه حوله إذ أمر الريح فاستقلته وسارت الجن والإنس أمامه والطير تظله، إذا حراث يحرث على جانب الطريق، قال فقال الحراث: لو أن سليمان بن داود عندي كلمته بثلاث كلمات، فأوحى الله تعالى إلى سليمان بن داود أن ائت الحراث، قال فركب على فرس له حتى أتاه، قال يا حراث أنا سليمان فقل ما أردت أن تقول: قال وما علمك أني أردت أن أقول؟ قال الله أعلمني، قال أشهد له بذلك، قال والله إلا أني رأيتك فيما

(1)

لم ترد فى مغ.

ص: 182

أنت فيه فقلت والله ما سليمان في لذة لذها أمس ولا في نعيم نعمه وأنا فى تعب [تعبته أمس وفى نصب نصبته إلا سواء، لا سليمان يجد لذة ما مضى ولا أنا أجد تعب]

(1)

ما مضى قال وأخرى قلتها، قال وما هي؟ قلت سليمان يموت وأنا أموت. قال: صدقت! قال قلت يا سليمان لكني قلت كلمة طيبت بها نفسي، قلت سليمان يسأل غدا عما أعطي وأنا لا أسأل. قال: فخر سليمان ساجدا على فرسه يبكي وهو يقول: يا رب لولا أنك جواد لا تبخل لسألتك أن تنزع مني ما أعطيتني، قال فأوحى الله تعالى إليه يا سليمان ارفع رأسك فإني لم أنعم على عبد لي نعمة فتكون تلك النعمة رضا فأحاسبه عليها.

• حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ ثنا عبد الله بن عبد الرحمن ثنا عبد الله بن محمد الأموي ثنا عمر بن سعيد الدمشقي ثنا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول. قال: كان من دعاء داود عليه السلام يا رازق الغراب النعاب في عشه وذلك أن الغراب إذا فقص عن فراخه فقص عنها بيضاء، فإذا رآها كذلك نفر عنها، فتفتح أفواهها فيرسل الله عليها ذبابا يدخل أفواهها، فيكون ذلك غذاء لها حتى تسود فإذا اسودت انقطع الذباب عنها فعاد الغراب إليها فغذاها.

• حدثنا عمر بن أحمد ثنا محمد بن هارون الحضرمي ثنا سليمان بن عمر ثنا أبي ثنا الخليل بن مرة ثنا صدقة عن مكحول. قال: إذا كان في أمة خمسة عشر رجلا يستغفرون الله كل يوم خمسا وعشرين مرة لم يؤاخذ الله تلك الأمة بعذاب العامة.

• حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أبو كريب ثنا الوليد بن مسلم ثنا المنير بن العلاء. قال: سمعت مكحولا يقول: بر الوالدين كفارة للكبائر، ولا يزال الرجل قادرا على البر ما دام في فصيلته من هو أكبر منه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن محمد بن عمر عن عبد الله بن خبيق

(1)

لم ترد فى مغ

ص: 183

عن عثمان بن عبد الرحمن ثنا ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول. قال: من مات مداريا مات شهيدا.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد ابن الصباح ثنا الوليد بن مسلم عن ابن جابر. قال: أقبل يزيد بن عبد الملك بن مروان إلى مكحول وأصحابه، فلما رأيناه هممنا بالتوسعة له، فقال مكحول مكانكم دعوه يجلس حيث أدرك يتعلم التواضع.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن عبد الله الرازي ثنا ابن أبي السري ثنا محمد بن وهب بن عطية ثنا الوليد ثنا ابن جابر عن مكحول: في قوله تعالى:

{(لتركبن طبقا عن طبق)} قال تكونون في كل عشرين سنة على حال لم تكونوا على مثلها.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن السري القنطري ثنا عبد الله ابن أبي سعيد السامري ثنا إسماعيل بن يحيى البجلي ثنا أبو سهل البصري عن عمرو بن فروخ عن مكحول. قال: من طابت ريحه زاد في عقله، ومن نظف ثوبه قل همه.

• حدثنا أبو أحمد

(1)

الغريطفى ثنا أبو عمرو الخفاف النيسابوري ثنا عيسى بن أحمد ثنا بقية بن الوليد قال سمعت أمية بن يزيد القرشي يقول سمعت مكحولا يقول: الطيب غذاء الصائم.

• حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ ثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله ثنا الحسن بن يزيد الأنباري ثنا عمر بن سعيد الدمشقي قال ثنا سعيد بن عبد العزيز. قال: سمعت مكحول يقول: رأيت رجلا يصلي وكلما ركع وسجد بكى، فاتهمته أنه يرائي ببكائه فحرمت البكاء سنة.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا ابن أبي عاصم ثنا عباس بن محمد ثنا مروان ابن محمد ثنا سعيد بن عبد العزيز. قال: كنت جالسا عند مكحول فاستطال عليه رجل، فقال مكحول ذل من لا سفيه له.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا عباس بن محمد ثنا عمر بن عبد الواحد عن النعمان ابن المنذر عن مكحول. قال: لا تعاهدوا السفيه ولا المنافق فما نقضوا من

(1)

فى مغ: ابو عمر

ص: 184

عهد الله أكبر من عهدكم.

أسند مكحول عن عدة من الصحابة منهم: أنس بن مالك، وواثلة بن الأسقع، وأبو أمامة [الباهلي، وأبو هند الداري.

وروى عن أبي ثعلبة الخشني، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبي أيوب]

(1)

وأبي الدرداء، وشداد بن أوس، وأبي هريرة في آخرين.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ومحمد بن على بن حبيش وسليمان ابن أحمد قالوا ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا محمد بن عائذ ثنا الهيثم بن حميد عن حفص بن غيلان عن مكحول عن أنس بن مالك. قال: «قيل يا رسول الله متى يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ قال: إذا ظهر فيكم ما ظهر فى بنى إسرائيل قبلكم، قالوا وما ذاك يا رسول؟ قال إذا ظهر الادهان في خياركم والفاحشة فى شراركم، وتحول الفقه فى صغاركم ورذالكم» . [غريب من حديث مكحول لم نكتبه إلا من هذا الوجه]

(2)

.

• حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري ثنا إسماعيل بن إبراهيم القطان قال ثنا محمد بن رافع ح. وحدثنا إسحاق بن أحمد بن علي ثنا إبراهيم ابن يوسف الرازي ثنا جعفر بن مسافر قالا ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ثنا عبد الرحمن بن حميد عن هشام بن الغاز بن ربيعة عن مكحول الدمشقي عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قال حين يصبح أو يمسى اللهم إني أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك أعتق الله ربعه من النار، ومن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار، ومن قالها ثلاثا أعتق الله ثلاثة أرباعه من النار، فإن قالها أربعا أعتقه الله من النار» . غريب من حديث مكحول وهشام لم نكتبه إلا من حديث ابن أبي فديك.

(1)

سقط من مغ

(2)

زيادة فى مغ.

ص: 185

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا القاسم بن أمية الحذاء قال ثنا حفص عن برد عن مكحول عن واثلة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تظهر الشماتة لأخيك فيعافيه الله ويبتليك» . غريب من حديث برد ومكحول لم نكتبه إلا من حديث حفص بن غياث النخعي.

• حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد المؤمن ثنا أبو بكر ثنا عبد الله بن على ابن الجارود ثنا إسحاق بن منصور ثنا أحمد بن أبي الطيب أبو سليمان ثنا إسماعيل بن عياش عن أبي معاذ عتبة بن حميد عن مكحول عن واثلة بن الأسقع.

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «احضروا موتاكم ولقنوهم لا إله إلا الله وبشروهم بالجنة، فإن الحليم من الرجال والنساء يتحيرون عند ذلك المصرع، وإن الشيطان لأقرب ما يكون من ابن آدم عند ذلك المصرع، والذي نفسي بيده [لمعاينة ملك الموت أشد من ألف ضربة بالسيف والذي نفسي بيده]

(1)

لا تخرج نفس عبد من الدنيا حتى يألم كل عرق منه على حياله». غريب من حديث مكحول لم نكتبه إلا من حديث اسماعيل.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الوليد بن حماد

(2)

الرملي ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا بشر بن عون عن بكار بن تميم عن مكحول عن واثلة بن الأسقع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: «يبعث الله عبدا يوم القيامة لا ذنب له، فيقول الله بأي الأمرين أحب إليك أن أجزيك، بعملك أو بنعمتي عندك؟ قال يا رب إنك تعلم أني لم أعصك، قال خذوا عبدي بنعمة من نعمى فما تبقى له حسنة الا استغرفتها تلك النعمة. فيقول رب بنعمتك ورحمتك فيقول بنعمتي ورحمتي، ويؤتى بعبد محسن في نفسه لا يرى أن له ذنبا، فيقول له هل كنت توالي أوليائي؟ قال كنت من الناس سلما، قال فهل كنت تعادي أعدائي؟ قال رب لم يكن بيني وبين أحد شيء، فيقول الله عز وجل لا ينال رحمتي من لم يوال أوليائي ويعادي أعدائي» . غريب من حديث مكحول لم نكتبه إلا من حديث بشر عن بكار.

(1)

زيادة فى مغ.

(2)

فى مغ مخلد

ص: 186

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا الحارث بن عبد الله الهمداني ثنا خلف بن خليفة عن سالم الأفطس عن مكحول عن أبي أمامة.

قال: «كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينشدون الشعر ويضحكون ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس معهم يتبسم» . غريب من حديث مكحول لم نكتبه إلا من حديث سالم عنه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن خليد ثنا أبو توبة ح. وحدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا الحارث بن عبد الله ثنا محمد ابن عبيد قال ثنا موسى بن عمير عن مكحول عن أبي أمامة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيما مؤمن استرسل إلى مؤمن فغبنه كان غبنه ذلك ربا» هذا لفظ الحارث، وقال أبو توبة:«غبن المسترسل حرام» .

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا أبو عبد الرحمن المقرى ثنا حيوة عن أبي صخر حميد بن زياد قال حدثني مكحول قال سمعت أبا هند الداري يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من قام بأخيه رياء راءى الله به يوم القيمة وسمع» . غريب من حديث مكحول تفرد به حميد أبو صخر، وحدث به الأئمة عن المقرى أحمد وإسحاق وغيرهما، ورواه ابن لهيعة ورشدين عن أبي صخر نحوه.

• حدثنا علي بن أحمد بن علي المصيصي ثنا الهيثم بن خالد المصيصي ثنا عبد الكبير بن المعافى بن سليمان قال ثنا أبي ثنا ابن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن مكحول عن حذيفة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى يتمنى أبو الخمسة أنهم أربعة وأبو الأربعة أنهم ثلاثة، وأبو الثلاثة أنهم اثنان، وأبو الاثنين [أنه واحد وأبو الواحد]

(1)

أن ليس له ولد». غريب من حديث مكحول عن حذيفة، ومكحول لم يلق حذيفة ففيه إرسال.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن القاسم بن المساور ثنا أبي أنبأنا غسان بن عبيد ثنا حمزة النصيبي عن مكحول عن حذيفة. قال: قال رسول الله

(1)

زيادة من المختصر بهذا النص والقاعدة أنهما واحد بدل أنه.

ص: 187

صلى الله عليه وسلم: «للساعة أشراط، قيل وما أشراطها؟ قال غلو

(1)

أهل الفسق في المساجد، وظهور أهل المنكر على أهل المعروف، قال أعرابي: فما تأمرني يا رسول الله؟ قال دع وكن حلسا من أحلاس بيتك». غريب من حديث مكحول لم نكتبه إلا من حديث حمزة.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن مخلد قالا:

ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يزيد بن هارون أنبأنا داود بن أبي هند عن مكحول عن أبي ثعلبة الخشني. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أحبكم إلي وأقربكم مني أحاسنكم أخلاقا، وإن أبعدكم مني مساوئكم أخلاقا الثرثارون المتفيهقون المتشدقون» رواه أبو جعفر الرازي ووهب وخالد

(2)

وابن أبي عدي في آخرين عن داود.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن إبراهيم بن فيل الأنطاكي ثنا أبو توبة الربيع بن نافع ثنا محمد بن عمر الكلاني ثنا مكحول عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «حجة قبل غزوة أفضل من خمسين غزوة، وغزوة بعد حجة أفضل من خمسين حجة، ولموقف ساعة في سبيل الله أفضل من خمسين حجة» . غريب من حديث مكحول وابن عمر لم نكتبه إلا من حديث الكلاعى

(3)

.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا علي بن بحر قال ثنا سويد بن عبد العزيز عن النعمان بن المنذر عن مكحول عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «إن جهنم تسعر في كل يوم وتفتح أبوابها إلا يوم الجمعة فانها لا تسعر يوم الجمعة ولا تفتح أبوابها» . غريب من حديث عبد الله ومكحول لم نكتبه إلا من حديث النعمان.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن محمد بن مصقلة قال ثنا رزق الله ابن موسى ثنا محمد بن يعلى الكوفي ثنا عمر بن صبح عن ثور بن يزيد عن

(1)

فى المختصر: علو بالمهملة

(2)

كذلك فى مغ وفى ز: ووهيب وفى الخلاصة: وهيب بن خالد ولعله الصواب

(3)

كذا فى الاصلين وفى السند عن مغ انه الكلانى كما فى الخلاصة.

ص: 188

مكحول عن شداد بن أوس. قال: «بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا على باب الحجرات إذ أقبل شيخ من بني عامر هو مدرة قومه وسيدهم مع شيخ كبير يتوكأ على عصا فمثل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ونسبه إلى جده، فقال يا ابن عبد المطلب أخبرني ماذا يزيد في العلم؟ قال التعلم، قال فما يزيد في الشر؟ قال التمادى، قال فهل ينفع البر بعد الفجور؟ قال نعم! التوبة تغسل الحوبة، والحسنات يذهبن السيئات، وإذا ذكر العبد ربه في الرخاء أجابه عند البلاء، قال يا ابن عبد المطلب وكيف ذاك؟ قال لأن الله عز وجل يقول: وعزتي وجلالي لا أجمع أبدا لعبدي أمنين، ولا أجمع عليه أبدا خوفين، إن هو أمنني في الدنيا خافني يوم أجمع فيه عبادي لميقات يوم معلوم فيدوم له خوفه، وإن هو خافني في الدنيا أمنني يوم أجمع فيه عبادي في حظيرة القدس فيدوم له أمنه، ولا أمحقه فيمن أمحق» . غريب من حديث مكحول وثور لم نكتبه إلا من حديث محمد بن يعلى الكوفى.

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عباس بن يوسف الشكلي ثنا محمد بن يسار السبارى ثنا محمد بن إسماعيل ثنا أبو خالد يزيد الواسطي أنبأنا الحجاج عن مكحول عن أبي أيوب الأنصاري. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من أخلص لله تعالى أربعين يوما ظهرت ينابيع الحكمة على لسانه» كذا رواه يزيد الواسطي متصلا. ورواه ابن هارون ورواه أبو معاوية عن الحجاج فأرسله.

• حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد ثنا عبد الرحمن بن محمد الرازي ثنا هناد ابن السري ثنا أبو معاوية عن حجاج عن مكحول. [عن النبي صلى الله عليه وسلم. وحدثنا فاروق الخطابي وسليمان بن أحمد قالا: أنا أبو مسلم الكشى نا الهذيل بن إبراهيم نا عثمان بن عبد الرحمن عن مكحول عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حمل أخاه على شسع فكأنما حمله على دابة في سبيل الله» .

• حدثنا سليمان بن أحمد نا عبد الرحمن بن معاوية العتبى نا يوسف بن عدى

ص: 189

نا أيوب بن مدرك عن مكحول]

(1)

عن أبي الدرداء. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله وملائكته يصلون على أصحاب العمائم يوم الجمعة» . غريب من حديث مكحول تفرد به عنه أيوب.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا علي بن عياش وعاصم ابن علي قالا: ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبير ابن نفير عن ابن عمر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر» .

• حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا عبد الله بن يوسف ثنا الهيثم بن حميد قال ثنا أبو معبد قال سمعت مكحولا يحدث عن أبي رهم السماعي ثنا أبو أيوب الأنصاري. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«كل صلاة تحط ما بين يديها من الخطيئة» تفرد به أبو معبد حفص بن غيلان عن مكحول.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد وعبد الله بن محمد قالا ثنا الفضل بن الحباب قال ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا الليث بن سعد حدثني أيوب بن موسى عن مكحول عن شرحبيل بن السمط. قال: مر بي سلمان فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمل، وأمن الفتان، وجرى عليه رزقه» رواه يزيد بن يزيد عن جابر ومحمد بن عمرو عن مكحول مثله.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبدان بن محمد المروزي ثنا إسحاق بن راهويه ثنا بقية بن الوليد ثنا ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي مالك الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: «من أنتدب خارجا فى سبيل الله ابتغاء وجه الله وتصديق وعده وإيمانا برسله فإنه على الله تعالى ضامن إما أن يتوفاه في الجيش بأي حتف شاء فيدخله الجنة، وإما أن يسيح في ضمان الله وإن طالت غيبته حتى يرده إلى أهله سالما مع ما نال من أجر

(1)

الزيادة فى مغ

ص: 190

وغنيمة، وان وقصته فرسه أو بعيره، أو لدغته هامة، أو مات على فراشه بأي حتف شاء الله».

• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد قال ثنا شعيب بن محمد الذيلى

(1)

ثنا أزهر بن المرزبان ثنا عتبة بن حماد أبو خليد عن الأوزاعي عن مكحول عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«يطلع الله عز وجل على خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن» حديث مكحول عن عبد الرحمن بن غنم تفرد به ابن ثوبان وحديثه عن مالك تفرد به الأوزاعي.

• حدثنا محمد بن المظفر ثنا أحمد بن سعيد بن يزيد قال ثنا هارون بن إسحاق ثنا أبو خالد الاحمر عن أبى إسحاق وهشام بن الغاز وابن عجلان عن مكحول عن غضيف عن أبي ذر. قال: «مر بي فتى فقلت استغفر لي؟ فقال أستغفر لك وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم!! قلت نعم! قال: لا أو تعلمني. قال: إنك مررت بعمر، فقال نعم الفتى، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله عز وجل جعل الحق على لسان عمر يقول به» .

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه ثنا إسحاق ابن راهويه أنبأنا بقية بن الوليد قال حدثني محمد بن الوليد الزبيدي عن مكحول أن مسروق بن الأجدع حدثهم عن عائشة: «قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى حافيا ومنتعلا، وينصرف عن يمينه، وعن شماله» . غريب من حديث مكحول لم نكتبه إلا من حديث بقية عن الزبيدي.

• حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد ثنا أبو إسماعيل محمد ابن إسماعيل الترمذي ثنا أيوب بن سليمان بن بلال ثنا أبو بكر عن سليمان بن بلال عن قدامة بن موسى عن عبد العزيز بن يزيد عن مكحول عن عباد بن زياد عن المغيرة بن شعبة. قال: «خرج النبي صلى الله عليه وسلم لحاجته،

(1)

كذا فى ز وفى مغ: الرسلى

ص: 191

فاتبعته بإدواة فيها ماء، حتى إذا خرج أعطيته، فأخرج يديه من تحت الجبة فتوضأ ومسح على الخفين».

• حدثنا أبو محمد بن حيان - من أصله - ثنا أبو بكر البزار - إملاء - قال ثنا محمد بن حرب الواسطي ثنا يحيى بن المتوكل ثنا عنبسة بن مهران عن مكحول عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مراء في القرآن كفر» . غريب من حديث مكحول لم نكتبه إلا من حديث محمد بن حرب.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن محمويه الأهوازي الجوهري ثنا أبو الربيع عيسى بن علي الناقد ثنا موسى بن إبراهيم المروزي ثنا عمرو بن واقد عن زيد بن واقد عن مكحول عن سعيد بن المسيب. قال: «لما فتحت أداني خراسان بكى عمر بن الخطاب، فدخل عليه عبد الرحمن بن عوف فقال ما يبكيك يا أمير المؤمنين، وقد فتح الله عليك مثل هذا الفتح؟ قال: وما لي لا أبكي، والله لوددت أن بيننا وبينهم بحرا من نار، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا أقبلت رايات ولد العباس من عقاب خراسان جاءوا بنعي الإسلام، فمن سار تحت لوائهم لم تنله شفاعتي يوم القيامة» . غريب من حديث زيد ومكحول.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا القاسم بن زكريا قال ثنا محمد بن عمرو بن حنان ثنا يحيى بن سعيد العطار الدمشقي ثنا أبو عبد الرحمن عن زيد بن واقد عن مكحول عن أبي سلمة عن حذيفة بن اليمان. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لتقصدنكم نار هي اليوم خامدة في واد يقال له برهوت، يغشى الناس فيها عذاب أليم، تأكل الأنفس والأموال، تدور الدنيا كلها في ثمانية أيام تطير كطير الريح والسحاب، حرها بالليل أشد من حرها بالنهار، ولها بين السماء والارض دوي كدوي الرعد القاصف هي من رءوس الخلائق بالنهار أدنى من العرش، قلت يا رسول الله أسليمة يومئذ على المؤمنين والمؤمنات؟ قال وأين المؤمنين والمؤمنات يومئذ هم شر من الحمر يتسافدون كما تسافد البهائم، وليس

ص: 192

فيهم رجل يقول مه مه». غريب من حديث زيد ومكحول تفرد به يحيى بن سعيد عن أبي عبد الرحمن - وهو محمد بن سعيد - ويحيى بن سعيد وموسى ابن إبراهيم المروزي كلاهما ضعيفان.

‌عطاء بن ميسرة

قال الشيخ رحمه الله تعالى: ومنهم المحث على التزود للآجلة، المنفر عن الاغترار بالعاجلة، أبو عثمان الخراساني عطاء بن ميسرة. كان فقيها كاملا، وواعظا عاملا، تزود للارتحال، تيقنا للانتقال.

وقيل: إن التصوف تبصر في الرشاد، وتشمر للمعاد، وتسابق إلى العتاد.

• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ح. وحدثنا [أحمد بن إسحاق]

(1)

أبو محمد بن حيان ثنا جعفر الفريابي ثنا دحيم ح. وحدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو يحيى الرازي ثنا محمد بن مهران الحمال ح. وحدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق السراج قال ثنا عبد الله بن سعيد قالوا: ثنا الوليد بن مسلم قال ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. قال:

كنا نغازي مع عطاء الخراساني، فكان يحيي الليل صلاة، فإذا ذهب من الليل ثلثه أو نصفه نادانا وهو في فسطاطه يسمعنا، يا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، ويا يزيد بن يزيد، ويا هشام بن الغاز، ويا فلان ويا فلان، قوموا وتوضئوا وصلوا فإن قيام هذا الليل وصيام هذا النهار أيسر من شراب الصديد، ومقطعات الحديد، الوحا الوحا، النجا النجا ثم يقبل على صلاته.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة حدثني أبي حدثني الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. قال: كنا نغزو مع عطاء الخراساني، فكان يحيي الليل من أوله إلى آخره إلا نومة السحر.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا الهيثم بن خارجة ثنا

(1)

لم ترد فى مغ

ص: 193

عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال حدثني عمي يزيد بن يزيد بن جابر عن عطاء الخراساني: أنه كان يومي في حديثه يقول: إني لا أوصيكم بدنياكم أنتم بها مستوصون، وأنتم عليها حراص، وإنما أوصيكم بآخرتكم تعلمن أنه لن يعتق عبد وإن كان في الشرف والمال، وإن قال أنا فلان ابن فلان، حتى يعتقه الله تعالى من النار، فمن أعتقه الله من النار عتق، ومن لم يعتقه الله من النار كان في أشد هلكة هلكها أحد قط، فجدوا في دار المعتمل لدار الثواب، وجدوا في دار الفناء لدار البقاء، [فإنما سميت الدنيا لأنها أدني فيها المعتمل]

(1)

وإنما سميت الآخرة لأن كل شيء فيها مستأخر، ولأنها دار ثواب ليس فيها عمل، فالصقوا إلى الذنوب إذا أذنبتم إلى كل ذنب اللهم اغفر لي فإنه التسليم لأمر الله، والصقوا إلى الذنوب لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرا، والحمد لله رب العالمين، وسبحان الله وبحمده، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأستغفر الله وأتوب إليه. فإذا نشرت الصحف وجاء هذا الكلام قد ألصقه كل عبد إلى خطاياه رجا بهذا الكلام المغفرة وأذهبت هذه الحسنات سيئاته، فإن الله تعالى يقول في كتابه {(إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين)} فمن خرج من الدنيا بحسنات وسيئات [رجا بها مغفرة لسيئاته، ومن أصر على الذنوب واستكبر عن عن الاستغفار خرج]

(2)

ذلك اليوم مصرا على الذنوب مستكبرا عن الاستغفار قاصه الحساب وجازاه بعمله إلا من تجاوز عنه المتجاوز الكريم فإنه لذو مغفرة للناس على ظلمهم وهو سريع الحساب. واجعلوا الدنيا كشيئ فارقتموه فو الله لتفارقنها، واجعلوا الموت كشيئ [ذقتموه فو الله لتذوقنه واجعلوا الآخرة كشيئ]

(3)

نزلتموه فو الله لتنزلنها، وهي دار الناس كلهم ليس من الناس أحد يخرج لسفر إلا أخذ له أهبته، وتجهز له بجهازه، وأخذ للحر ظلاله، وللعطش مزادا، وللبرد لحافا، فمن أخذ لسفره الذى يصلحه

(3،2،1) سقطات من مغ.

ص: 194

اغتبط، ومن خرج إلى سفر لم يتجهز له بجهازه ولم يأخذ له أهبته ندم فإذا أضحى لم يجد ظلا، وإذا ظمئ لم يجد ماء يتروى به، وإذا وجد البرد لم يجد لذلك لحافا، فلا أرى رجلا أندم منه وإنما هذا سفر الدنيا ينقطع عنه ولا يقيم فيه، فأكيس الناس من قام يتجهز لسفر لا ينقطع، فأخذ في الدنيا لظمإ لا يروى، فمن آواه الله في ظل عرشه لم يضح أبدا، ومن أضحى يومئذ لم يستظل أبدا، ومن قام فأخذ لري لم يعطش أبدا، فإن من عطش يومئذ لم يرو أبدا، ومن قام فأخذ لكسوته لم يعر أبدا، فإنه من عري يومئذ لم يكس أبدا، لم يأت أحد من الناس ببراءتين واحدة منهن بعد هول المطلع، والثانية في القيام بين يدي الجبار تعالى يقضي في رقاب خلقه ما يشاء لا شريك له.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن أحمد بن سليمان ثنا إسماعيل بن عباد الرملي ثنا ضمرة عن ابن عطاء عن أبيه. قال: ذكر عيسى بن مريم هذه الأمة وخفة أحلامهم ومالهم عند الله من الثواب، قال: فعجب أصحابه من ذلك فقالوا يا روح الله مم ذاك؟! قال: جرت على ألسنتهم كلمة استصعبت على الأمم قبلهم - يعني التوحيد - قول لا إله إلا الله.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة الدمشقي ثنا أبو مسهر قال ثنا سعيد ابن عبد العزيز. قال: كان عطاء الخراساني إذا لم يجد أحدا يحدثه أتى المساكين فحدثهم.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة ثنا أبو عبد الملك ابن الفارسي

(1)

ثنا يزيد بن سمرة أبو هزان أنه سمع عطاء الخراساني يقول:

مجالس الذكر هي مجالس الحلال والحرام.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو العباس الهروي ثنا موسى بن عامر ثنا الوليد بن مسلم ثنا ابن جابر عن عطاء الخراساني: أن داود النبي عليه السلام قال: يا رب ما لبني إسرائيل إذا نزل بهم. كرب أو شدة قالوا يا إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب؟ فأوحى الله تعالى إلى داود إن إبراهيم لم يخير بيني وبين شيء قط إلا اختارني عليه، وإن إسحاق جاد لي بمهجته، وان يعقوب

(1)

كذا فى ز وفى مغ: عبد الملك الفارسى ولم تقف عليه

ص: 195

ابتليته ببلاء فما أساء بي ظنا في ذلك البلاء حتى فرجته عنه وكشفته.

• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ح. وحدثنا الحسن بن محمد ثنا أحمد بن محمد بن يزيد الزعفراني ثنا محمد بن حسان الأزرق ثنا الوليد بن مسلم ثنا ابن جابر عن عطاء الخراساني: أن داود النبي عليه السلام نقش خطيئته في كفه لكي لا ينساها، فكان إذا رآها اضطربت يداه.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن أحمد بن سليمان ثنا موسى بن عامر ثنا الوليد بن مسلم قال ثنا ابن جابر عن عطاء الخرسانى.

قال: قيل لداود عليه السلام يا داود ارفع رأسك فذهب ليرفع فإذا هو قد نشب بالأرض فأتاه جبريل عليه السلام فاقتلعه عن وجه الأرض كما يقتلع عن الشجرة صمغها، قال الوليد [وأخبرنا قيس بن الزبير. قال: فلزم موضع مساجده على الأرض من فورة وجهه ما شاء الله. قال: الوليد]

(1)

. قال ابن لهيعة: وكان يقول في سجوده سبحانك هذا شرابي دموعي، وهذا طعامي رماد بين يدي. قال: الوليد قال: ابن أبي نجيح إن داود عليه السلام قال يا رب اجعل خطيئتي في كفي فكان لا يبسط يده لطعام ولا لشراب إلا رآها فأبكته، فإن كان ليؤتى بالقدح مملوءا ماء فإذا تناوله ليشرب أبصر خطيئته فربما وضعه حتى يفيض من دموعه.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا أبو عمير الرملي ثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن عطاء الخراساني. قال: طلب الحوائج من الشباب أسهل منه من الشيوخ، ألم تر إلى قول يوسف لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم. وقال: يعقوب سوف أستغفر لكم ربي.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أحمد بن معدان ثنا عبد الله بن هانئ المقدسي ثنا ضمرة عن عثمان بن عطاء عن أبيه. قال: قال موسى عليه السلام:

يا رب مائة موتة أموتها أهون علي من ذل ساعة، قال: وطاب نفسا بالموت قال: وما قبض نبى حتى يطيب نفسا بالموت.

(1)

زيادة فى مغ

ص: 196

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن وهيب الغزي ثنا محمد بن السري ثنا ضمرة عن عثمان بن عطاء عن أبيه. قال: نسجت العنكبوت مرتين، مرة على داود عليه السلام حين كان طالوت يطلبه، ومرة على النبي صلى الله عليه وسلم في الغار.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن وهيب ثنا محمد بن السري ثنا ضمرة عن عثمان بن عطاء عن أبيه. قال: يحاسب العبد يوم القيامة عند معارفه ليكون أشد عليه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الجبار بن أبي عامر السيلحيني. قال: حدثني أبي ثنا أبو سلام خالد بن سلام السيلحيني الخثعمي حدثني عطاء. قال: مكتوب في التوراة كل تزويج على غير هدى حسرة وندامة إلى يوم القيامة.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا هارون بن معروف ح. وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبيد بن آدم ثنا أبو عمير قالا:

ثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن عطاء. قال: للعيب أسرع إلى من يتحرى الخير من الدسم في الثوب الجديد.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا قدامة بن الهيثم. قال: سألت عطاء بن ميسرة الخراساني فقلت له: لي على رجل حق وقد جحدنى به، وقد أعيا على البينة، أفأقتص من ماله؟ قال أرأيت لو وقع بجاريتك فعلمت ما كنت صانعا؟.

• حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو شعيب الحراني قال ثنا يحيى بن عبد الله قال ثنا الأوزاعي قال حدثني عطاء الخراساني. قال: ما من عبد يسجد لله سجدة في بقعة من بقاع الأرض إلا شهدت له يوم القيامة وبكت عليه يوم يموت.

• حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الملك ثنا أيوب ابن محمد الوزان ح. وحدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن أبان العسقلاني ثنا بكير ابن نصر العسقلاني ثنا ضمرة عن عمر بن الورد. قال: قال لي عطاء الخراساني:

إن استطعت أن تخلو بنفسك عشية عرفة فافعل.

ص: 197

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي داود ثنا عباس بن الوليد قال أخبرني أبي قال أخبرني الأوزاعي قال قال عطاء الخراساني: أبى الله أن يأذن لصاحب بدعة بتوبة.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أحمد بن معدان ثنا أبو عمير ثنا ضمرة عن ابن عطاء عن أبيه. قال: تعاهدوا إخوانكم بعد ثلاث، فإن كانوا مرضى فعودوهم، وإن كانوا مشاغيل فأعينوهم، وإن كانوا نسوا فذكروهم، وكان يقال: امش ميلا وعد مريضا، وامش ميلين وأصلح بين اثنين، وامش ثلاثا وزر أخا في الله.

• حدثنا محمد بن علي بن عاصم ثنا عبد الله بن أبان بن شداد ثنا بكير ابن نصر ثنا ضمرة عن عثمان بن عطاء عن أبيه. [قال: السنة قضية على القرآن.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله نا بكير نا ضمرة عن عثمان بن عطاء عن أبيه]

(1)

:

أن امرأة خرى ولدها فمسحته بكسرة، فجعلتها فى جحر، وكان لهم نهر فحبسه الله عنهم واصابهم قحط، فأصاب تلك المرأة الجوع فأخذت تلك الكسرة فأكلتها، فسرح الله ذلك النهر فجرى.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله ثنا بكير ثنا ضمرة عن عثمان بن عطاء عن أبيه. قال: قالت امرأة سعيد بن المسيب ما كنا نكلم أزواجنا إلا كما تكلموا أمراءكم، أصلحك الله، عافاك الله.

• حدثنا محمد بن أحمد في كتابه ثنا محمد بن أيوب ثنا عيسى بن إبراهيم ثنا عفيف ابن سالم ثنا شعبة عن عطاء الخراساني. قال: إن لجهنم سبعة أبواب، أشدها غما وكربا وحرا وأنتنها ريحا للزناة الذين ركبوا بعد العلم.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبيد بن آدم ثنا أبو عمير الرملي ثنا ضمرة عن إبراهيم بن أبي عبلة. قال: كنا نجلس الى عطا الخراساني بعد الصبح فيدعو بدعوات، فغاب ذات يوم فتكلم رجل من المؤذنين، فأنكر رجاء بن حيوة صوته فقال من هذا؟ فقال أنا يا أبا المقدام، فقال رجاء اسكت فانا نكره أن نسمع الخبر إلا من اهله.

(1)

زيادة فى مغ

ص: 198

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبيد بن آدم ثنا أبو عمير [الرملي ثنا ضمرة عن إبراهيم بن أبي عبلة]

(1)

ثنا ابن النحاس ثنا ضمرة عن عثمان بن عطاء عن أبيه قال: لما رأيت الصحاف الصغار قد ظهرت، عرفت أن البركة قد رفعت.

• حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن جعفر ثنا حاجب بن أزكين

(2)

ثنا عبد الرحمن ابن واقد ثنا ضمرة ثنا رجاء بن أبي سلمة عن عطاء الخراساني: في قوله {(حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين)} قال: حسبك ومن اتبعك من المؤمنين الله.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا منجاب بن الحارث ثنا عيسى بن يونس عن عثمان بن عطاء عن أبيه. قال: إن أوثق عملي في نفسي نشري العلم.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن اليقطيني ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا عيسى بن محمد الرملي ثنا ضمرة عن ابن عطاء عن عطاء: في قوله تعالى {(ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها)} قال: الكحل وطرف الخضاب.

• حدثنا محمد بن علي ثنا أبو العباس بن قتيبة ثنا صفوان بن صالح ثنا ضمرة ثنا عثمان بن عطاء. قال: سمعت أبي يقول: لإبليس كحل يكحل به الناس، فالنوم عن الذكر من كحل إبليس.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو بكر بن راشد ثنا أبو عمير ثنا ضمرة عن ابن عطاء عن أبيه. قال: لا ينبغي للعالم أن يعدو صوته مجلسه، وقال عطاء:

مجالس العلم ربض بعضهم خلف بعض.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي داود ثنا جعفر بن مسافر ثنا بشر بن بكر ثنا الأوزاعي ثنا عطاء. قال: ثلاثة لم تكن منهن واحدة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لم يحلف أحد منهم على قسامة، ولم يكن فيهم حروري، ولم يكن فيهم مكذب بالقدر.

• حدثنا أبي ثنا محمد بن أحمد بن يزيد ثنا أحمد بن محمد الكناني ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم ثنا أبو معشر عن منصور بن غريب عن عطاء.

قال: إذا كان خمس كان خمس؛ إذا أكل الربا كان الخسف والزلزلة، واذا جار

(1)

لم ترد فى مغ

(2)

كذا فى ز وفى مغ اركين بالراء المهملة

ص: 199

الحكام قحط المطر، وإذا ظهر الزنا كثر الموت، وإذا منعت الزكاة هلكت الماشية، وإذا تعدي على أهل الذمة كانت الدولة.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا نعيم بن الهيصم ثنا نجم العطار عن عطاء بن ميسرة الخراساني: في قوله تعالى: {(وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها)} قال: ليس هذا في ذكر الوالدين، جاء ناس من مزنية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحملونه فقال: ما أجد ما احملكم عليه، ولا عندى ما أحملكم، ف {تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا} ، فأنزل الله {(وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها)} والرحمة الفئ وفي قوله تعالى {(وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله)} قال عطاء: كان فتية من قوم يعبدون الله ويعبدون معه آلهة شتى، فاعتزلت الفتية عبادة تلك الآلهة ولم تعتزل عبادة الله.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا الصوفي وابن منيع قالا ثنا أبو نصر التمار قال ثنا المعافى بن عمران عن ضرار بن عمرو المطلبي عن عطاء الخراساني:

في قوله تعالى: {(وجوه يومئذ مسفرة)} قال: من طول ما اغبرت في سبيل الله.

• حدثنا أبي ثنا محمد بن خشنام بن سعيد ثنا عمرو بن على ثنا عمر ابن أبي خليفة

(1)

قال: سمعت عطاء الخراساني - وصلى معنا المغرب فأخذ بيدي حين انصرفنا - فقال: ترى هذه الساعة ما بين المغرب والعشاء فانها ساعة الغفلة وهى صلاة الأوابين، ومن جمع القرآن فقرأه من أوله الى آخره فى الصلاة كان فى رياض الجنة.

أسند عطاء بن ميسرة عن أنس بن مالك، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وأبي هريرة، وأبي أمامة، وعقبة بن عامر.

• وروى عن معاذ بن جبل، وأبي رزين، وكعب بن عجرة، وجل سماعه وأخذه عن كبار التابعين سعيد بن المسيب، وأبي إدريس الخولاني، وابن محيريز، والحسن البصري، ويحيى بن يعمر، ونعيم بن أبى هند، وعطاء ابن أبي رباح، ونافع، وعكرمة، وأبي عمران الجوني. كان مولده سنة خمسين، ووفاته سنة خمسة وثلاثين ومائة.

(1)

كذا فى ز وفى مغ كما فى الخلاصة: عمر ابن خليفة

ص: 200

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا يحيى بن أيوب ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا نافع بن يزيد حدثني ابن أبي أسيد عن عطاء عن أنس بن مالك: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على قبر رجل من أصحابه حين فرغ منه. فقال:

إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم نزل بك وأنت خير منزول به، جاف الأرض عن جنبه، وافتح أبواب السماء لروحه، واقبله منك بقبول حسن، وثبت عند المسائل منطقه». غريب من حديث عطاء لم نكتبه إلا من حديث نافع.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن المعلى قال ثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا إسماعيل بن عياش عن عطاء الخراساني عن ابن عباس: أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «يا رسول الله إني نذرت أن أذبح بدنة ولم أجدها؟ قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذبح مكانها سبع شياه» . غريب من حديث عطاء عن ابن عباس لم نكتبه إلا من حديث إسماعيل.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا سهل بن عثمان ونصر بن عبد الرحمن الوشا قالا ثنا المحاربي عن عبد الحميد بن أبي جعفر عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن ابن عمر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدين خمس لا يقبل الله منهن شيئا دون شيء؛ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله، وإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والجنة والنار، والحياة بعد الموت - هذه واحدة، والصلوات الخمس عمود الإسلام لا يقبل الله الإيمان إلا بالصلاة، والزكاة طهور من الذنوب لا يقبل الله الإيمان]

(1)

والصلاة إلا بالزكاة، من فعل هؤلاء ثم جاء رمضاء فترك صيامه متعمدا لم يقبل الله منه الإيمان ولا الصلاة ولا الزكاة، ومن فعل هؤلاء الأربع وتيسر له الحج فلم يحج ولم يوص بحجة ولم يحج عنه بعض أهله لا يقبل الله منه الإيمان ولا الصلاة ولا الزكاة ولا صيام رمضان، لأن الحج فريضة من فرائض الله، ولن

(1)

لم ترد فى مغ

ص: 201

يقبل الله تعالى شيئا من فرائضه بعضها دون بعض». غريب من حديث ابن عمر بهذا اللفظ، لم يروه عنه إلا عطاء ولا عنه إلا ابنه عثمان. تفرد به عبد الحميد بن أبي جعفر.

• حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن أحمد

(1)

الشمشاطي المقري بواسط ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يزيد بن هارون قال ثنا إسحاق بن نجيح عن عطاء الخراساني عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل نبي خليل في أمته وإن خليلي عثمان بن عفان» . غريب من حديث عطاء لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا عبد الله بن صالح البخاري ثنا محمد بن ناصح ثنا بقية بن الوليد عن مسلمة بن علي عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من اعتقل رمحا في سبيل الله عقله الله من الذنوب يوم القيامة» . غريب من حديث عثمان عن أبيه لم نكتبه إلا من حديث بقية.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا عبد الله بن شيرويه ثنا إسحاق بن راهويه ثنا كلثوم بن محمد بن أبي رسته

(2)

ثنا عطاء بن ميسرة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: «إن الله تعالى أرسلني برسالة فضقت بها ذرعا، وعلمت أن الناس مكذبي، فأوعدني إن لم أبلغها ليعذبني. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تواد اثنان في الله في الإسلام فيفسد ذلك بينهما إلا من حديث يحدثه أحدهما» . غريب بهذا اللفظ عن أبي هريرة وعطاء تفرد به عنه كلثوم في النسخة.

• حدثنا محمد بن علي ثنا أبو العباس بن قتيبة قال ثنا صفوان بن صالح ثنا محمد بن عثمان بن عطاء الخراساني قال سمعت أبي يحدث عن جدي عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الكفر من قبل المشرق» . غريب من حديث عطاء لم نكتبه إلا من حديث أولاده عنه.

(1)

سيأتى أنه ابن الهيثم

(2)

كذا فى مغ وفى ز: ابن أبى سدرة

ص: 202

• حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن الهيثم ثنا أحمد بن الخليل البرجلاني ثنا أبو النضر ثنا عبد العزيز بن النعمان القرشي ثنا يزيد بن حيان عن عطاء الخراساني عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يجتمع حب هؤلاء الأربعة إلا في قلب مؤمن، أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي» رضي الله تعالى عنهم أجمعين رواه أحمد بن حنبل عن أبي النضر مثله. ورواه أبو عامر عن الثوري عن عطاء الخراساني عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: مثله.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال ثنا أبو مسلمة يزيد ابن خالد بن مرثد ثنا مغيرة بن المغيرة عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن أبي أمامة الباهلي. قال: «قلت لعمرو بن عنبسة يا عمرو لم سميت ربع الإسلام؟ قال إن الله تعالى ألقى في روعي الإسلام قبل الإسلام، وأن أمر الجاهلية والأصنام باطل، فجعلت أسأل عن الأخبار وأتصدى للركبان حتى مر ركب وهم منصرفون من مكة، فقالوا خرج بها رجل من قريش يزعم أنه نبي، فأتيت مكة حتى لقيته، فقلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم من معك على هذا الأمر؟ قال حر وعبد، يعني أبا بكر وبلالا، قال قلت يا رسول الله أبايعك

(1)

على هذا الأمر فأسلمت فكنت رابع أربعة، فبذلك سميت ربع الإسلام، فقلت يا رسول الله أقيم معك أم ألحق بأهلي؟ قال: بل الحق بأهلك، فإذا سمعت أنى خرجت الى يثرب فأتنى، فلما قدم المدينة أتيته فسلمت عليه فرد علي السلام، وسألته عن أشياء فكان فيما سألته فقلت: فأي الرقاب أفضل؟ قال أغلاها ثمنا، وأنفسها عند أهلها» رواه عن أبي أمامة عدة منهم سليم بن عامر، وضمرة بن حبيب، وأبو سلام الدمشقي، وعمرو بن عبد الله السيبانى

(2)

، وشداد بن عبد الله، ونعيم بن زكرياء.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا جعفر بن محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن معمر قال ثنا عمرو بن حفص بن عمرو قال ثنا عبد الغفار بن عفان صهر

(1)

فى مغ: انا معك

(2)

السيبانى بالمهملة وسيبان بطن من حمير كما فى الخلاصة

ص: 203

الأوزاعي ثنا الوليد بن مزيد

(1)

عن ابن جابر عن عطاء الخراساني عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «من أراد أن يدخل المسجد فنظر فى أسفل خفيه أو نعليه تقول الملائكة طبت وطابت لك الجنة، ادخل بسلام» .

غريب من حديث عقبة وعطاء لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا إبراهيم بن معدان وأحمد بن جعفر قالا: ثنا محمد بن حميد ثنا إبراهيم بن المختار ثنا ابن جريج عن عطاء الخراساني عن كعب ابن عجرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: في قوله تعالى: «{(للذين أحسنوا الحسنى وزيادة)} قال: الحسنى الجنة، والزيادة النظر الى وجه الله» . غريب من حديث عطاء وابن جريج تفرد به إبراهيم بن المختار.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا هشام بن عمار ثنا الوليد بن مسلم قال اخبرنى شعيب بن زريق وغيره عن عطاء الخراسانى: أن معاذ ابن جبل قال: «علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم آيات من القرآن، وكلمات ما في الأرض مسلم يدعو بهن وهو مكروب، أو غارم، أو ذو دين، إلا قضى الله عنه، وفرج عنه، احتبست عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما لم أصل معه الجمعة. فقال: ما منعك يا معاذ من صلاة الجمعة؟ قلت يا رسول الله كان ليوحنا ابن ماريا اليهودى على أوقية من تبر، وكان على بابى يرصدنى، فاشفقت أن يحبسنى دونك ويشغلنى عن ضيعتي، قال أتحب يا معاذ أن يقضي الله دينك؟ فقلت نعم! فقال: قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، إلى قوله وترزق من تشاء بغير حساب، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما تعطى منهما ما تشاء وتمنع منهما ما تشاء، اقض عني الدين، فلو كان عليك ملء الأرض ذهبا لأداه الله عنك» . غريب من حديث عطاء أرسله عن معاذ.

• حدثنا محمد بن علي بن مخلد ثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي ثنا سلم بن قادم ثنا بقية حدثني عبد الله بن أبي موسى عن عطاء الخراساني عن أبي رزين العقيلي ح. وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا

(1)

فى ز: ابن يزيد والتصحيح من الخلاصة

ص: 204

إبراهيم بن إسحاق الضبي ثنا علي بن هاشم ثنا عثمان بن عطاء عن أبيه عن أبي رزين. قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أشعرت أن العبد إذا خرج يزور أخاه في الله شيعه سبعون ألف ملك يقولون اللهم صله كما وصل فيك، فإن استطعت أن تفعل ذلك فافعل» لفظ بقية، ولفظ علي:«يا أبا رزين زر في الله؛ فإن العبد إذا زار أخاه في الله وكل الله به سبعين ألف ملك، فإن كان صباحا صلوا عليه حتى يمسي، وإن كان مساء صلوا عليه حتى يصبح، فإن قدرت أن تعمل جسدك في ذلك فافعل» رواه الوليد بن مزيد عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن الحسن عن أبي رزين.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا طلحة بن يحيى عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن عطاء الخراساني عن سعيد بن المسيب. قال: «قام عمر في الناس فنهاهم أن يستمتعوا بالعمرة إلى الحج، فقال: إن تفردوها حتى تجعلوها في غير أشهر الحج أتم لحجكم وعمرتكم، ثم قال: وإني أنهاكم عنها وقد فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وفعلتها معه» كذا رواه طلحة عن يونس. وتفرد به. ورواه ابن وهب عن يونس عن عطاء من دون الزهري.

• حدثناه سليمان بن أحمد قال ثنا علي بن سعيد الرازي ح. وحدثنا محمد بن المظفر ثنا أسامة بن علي بن سعيد قالا: ثنا عيسى ابن إبراهيم الغافقي ثنا عبد الله بن وهب عن يونس بن يزيد عن عطاء الخراساني.

قال حدثني سعيد بن المسيب: «أن عمر بن الخطاب نهى عن المتعة في أشهر الحج وقال: فعلتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أنهى عنها، وذلك أن أحدكم يأتي من أفق من الآفاق شعثا نصبا مغتمرا في أشهر الحج، وإنما شعثه ونصبه وتلبيته في عمرته، ثم يقدم فيطوف بالبيت ويحل ويلبس ويتطيب ويقع على أهله إن كانوا معه، حتى إذا كان يوم التروية أهل بالحج وخرج إلى منى يلبي بحجة، لا شعث ولا نصب ولا تلبية إلا يوما، والحج أفضل من العمرة، ولو خلينا بينهم وبين هذا لعانقوهم تحت الاراكن، مع أن أهل

ص: 205

هذا البيت ليس لهم ضرع ولا زرع، وإنما ربيعهم بمن يطرأ عليهم». لم نكتبه من حديث سعيد بن المسيب بهذا التمام إلا من حديث عطاء.

• حدثنا عبد الملك بن الحسن السقطي ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا محمد ابن معاوية النيسابوري قال ثنا شعيب بن رزيق عن عطاء الخراسانى عن سعيد ابن المسيب. قال: «رأيت عثمان بن عفان توضأ فخلل لحيته، ثم قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع» . غريب من حديث عطاء تفرد به شعيب.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز قال ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا شعبة عن عطاء الخراساني عن سعيد بن المسيب عن خولة بنت حكيم. قالت: «سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله المرأة ترى في المنام ما يرى الرجل، قال: إذا رأت ذلك فلتغتسل» . غريب من حديث عطاء عن سعيد، رواه إسماعيل بن عياش أيضا عنه.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا هشام بن عمار ثنا صدقة بن خالد ثنا ابن جابر ثنا عطاء الخراساني. قال: سمعت أبا إدريس الخولاني يقول: «دخلت مسجد حمص فجلست في حلقة كلهم يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيهم شاب إذا تكلم أنصت القوم له، فقلت له حدثنى رحمك الله، فو الله إني لأحبك، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

المتحابون في جلال الله في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله، قلت من أنت رحمك الله؟ قال: أنا معاذ بن جبل» رواه شعيب بن رزيق وعتبة بن أبي حكيم عن عطاء نحوه.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق الفزاري عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن ابن محيريز عن عبد الله ابن السعدي. قال: «وفدت مع قومي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا من أحدثهم سنا، فخلفونى فى رحالهم - أو ظهورهم - وقضوا حوائجهم، فقال هل بقي منكم أحد؟ فقالوا نعم غلام فى ظهرنا - أو رحلنا - فقال أرسلوا إليه أما

ص: 206

إن حاجته خير من حوائجكم، فأرسلوا إلي، فدخلت عليه، فقال حاجتك؟ فقلت حاجتي أن تخبرني هل انقطعت الهجرة؟ فقال: لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار» رواه يحيى بن حمزة عن عطاء نحوه.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا الحسين بن عيسى البسطامي ثنا محمد بن أبي فديك عن عبد الرحمن بن فضيل عن عطاء الخراساني عن الحسن عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال:

«الجيران ثلاثة جار له حق واحد وهو أدنى الجيران حقا، وجار له حقان، وجار له ثلاثة حقوق وهو أفضل الجيران حقا، فأما الجار الذي له حق واحد فالجار المشرك لا رحم له وله حق الجوار، وأما الذي له حقان فالجار المسلم لا رحم له له حق الإسلام وحق الجوار، وأما الذي له ثلاثة حقوق فجار مسلم ذو رحم له حق الإسلام وحق الجوار وحق الرحم، وأدنى حق الجوار أن لا تؤذي جارك بقتار

(1)

قدرك إلا أن تقدح

(2)

له منها». غريب من حديث عطاء عن الحسن لم نكتبه إلا من حديث ابن أبي فديك.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمود بن محمد المروزى قال ثنا علي بن حجر ثنا إسحاق بن نجيح عن عطاء الخراساني عن الحسن. قال: سمعت أبا تميمة وكان ممن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن أبواب القسط فقال: «إنصاف الناس من نفسك، وبذل السلام للعالم، وذكر الله تعالى في الغنى والفاقة، حتى لا تبالى ذممت في الله أو حمدت، قال وسألته عن أبواب الهوى فقال: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه، وقلة الصبر عند البلاء، وقلة الشكر عند الرخاء» . غريب من حديث عطاء عن الحسن لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا علي بن هارون بن محمد ثنا يوسف القاضي ثنا أبو موسى ثنا عبد الأعلى ثنا داود بن أبي هند عن عطاء الخراساني عن يحيى بن يعمر عن ابن عمر.

قال: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا رسول الله ما الاسلام؟

(1)

القثار ريح الشواء وقد قتر اللحم يقتر بالكسر إذا ارتفع قتاره أى ريحه والقتار أيضا ريح عود الطيب كذا فى هامش ز

(2)

القدح من القدرة الغرف منها كما فى النهاية

ص: 207

فقال أن تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج البيت، قال فاذا فعلت ذلك فقد أسلمت؟ قال نعم! قال فما الإيمان؟ قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والجنة والنار وبالقدر كله خيره وشره، قال فإذا فعلت ذلك فقد آمنت؟ قال نعم! [قال فما الإحسان؟ قال أن تعمل لله كأنك تراه، فإن تك لا تراه فإنه يراك، قال فإذا فعلت ذلك فقد أحسنت؟ قال نعم!]

(1)

قال يا رسول الله فمتى الساعة: قال هي خمس من الغيب لا يعلمها إلا الله، إن الله عنده علم الساعة الآية، وسأنبيك عن أشراطها؛ إذا ولدت الأمة ربتها، وإذا تطاولوا في البناء، وإذا كان رءوس الناس العراة العالة، قلت من هم؟ قال العريب. ثم انطلق الرجل موليا، قال علي بالرجل، فذهبوا لينظروا فلم يروا شيئا قال ذاك جبريل عليه السلام جاء ليعلم الناس دينهم». غريب من حديث عطاء وداود ولم يذكر عمر.

• [حدثنا أحمد بن يعقوب بن المهرجان ثنا الحسن بن على المعمرى ثنا محمد ابن أبان الواسطي ثنا داود بن أبي الفرات عن محمد بن سيف أبي رجاء الأسدي عن عطاء الخراساني عن نعيم بن أبي هند عن أبي سهل عن حذيفة. قال: «دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفي فيه وعلي يسنده إلى صدره فقلت. بأبي أنت وأمي يا رسول الله كيف تجدك؟ قال صالح، فقلت لعلي: ألا تدعني فأسند رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صدري فإنك قد شهدت وأعييت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا، هو أحق بذاك يا حذيفة أدن منى، فدنوت منه فقال: يا حذيفة من ختم له بصدقة أو بصوم يبتغي وجه الله أدخله الله الجنة، قلت بأبي وأمي وأعلن أم أسر؟ قال بل أعلن» .

مشهور من حديث نعيم. غريب من حديث عطاء تفرد به داود]

(2)

.

• حدثنا محمد بن حميد ثنا عبدان بن أحمد ثنا دحيم ثنا عبد الله بن يحيى البرنسي ح. وحدثنا أبي قال ثنا عبد الله بن محمد ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا ابن وهب قالا: ثنا حيوة عن إسحاق بن عبد الرحمن الخراساني أن عطاء

(1)

لم ترد فى مغ

(2)

زيادة فى مغ

ص: 208

الخراساني حدثه عن نافع عن ابن عمر. قال: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلالا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم» .

غريب من حديث عطاء عن نافع تفرد به حيوة عن إسحاق.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبد الله بن أحمد ابن ذكوان ثنا عراك بن خالد بن يزيد بن صبيح المري

(1)

عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس. قال: «لما عزي النبي صلى الله عليه وسلم بابنته رقية امرأة عثمان بن عفان. قال: الحمد لله دفن البنات من المكرمات» . غريب من حديث عطاء عن عكرمة تفرد به عراك بن خالد.

• حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد ثنا محمد بن يونس الكديمي ثنا بشر ابن عمران الزهراني ثنا شعيب بن رزيق عن عطاء الخراساني عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس. قال: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: حرمت النار على ثلاثة أعين؛ عين بكت من خشية الله، وعين غضت عن محارم الله، وعين سهرت في سبيل الله» رواه عثمان بن عطاء عن أبيه، وقال عن ابن عباس.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله قال ثنا دحيم ح. وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا إبراهيم بن دحيم ثنا أبي ثنا محمد بن شعيب بن شابور عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن أبي عمران الجوني عن عائشة. قالت: «كان أحب الأعمال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة؛ عملان يجهدان نفسه، وعملان يجهدان ماله، فاللذان يجهدان نفسه، الصوم والصلاة، واللذان يجهدان ماله الجهاد والصدقة» . غريب من حديث عطاء عن أبي عمران. ورواه أبو توبة الربيع بن نافع عن عبد العزيز بن عبد الملك القرشي عن عطاء نحوه.

(1)

فى الخلاصة: ابن صالح وقال المزى بالزاى المشددة ومرة قال المرى بالراء المهملة.

ص: 209

‌خالد بن معدان

ومنهم ذو البدن المجهود، والقلب الموجود، واللب المحمود، كان لقلبه واجدا وبلبه وافدا، وفي وصله جاهدا، خالد بن معدان.

وقيل: إن التصوف بذل المجهود، لمشاهدة المعبود.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا إبراهيم بن جعفر ثنا سلمة. قال: كان خالد ابن معدان يسبح في اليوم أربعين ألف تسبيحة، سوى ما يقرأ من القرآن، فلما مات ووضع على سريره ليغسل، جعل بإصبعه كذا يحركها - يعني بالتسبيح-.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا حاتم بن الليث الجوهري قال حدثني رجل من ولد خالد بن معدان. قال: مات خالد بن معدان وهو صائم.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر قال ثنا عبد الله بن محمد الأموي ثنا محمد بن الحسين قال ثنا بهلول بن مورق عن بشر بن منصور عن ثور عن خالد بن معدان. قال: قرأت في بعض الكتب أجع نفسك وأعرها لعلها ترى الله عز وجل.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان. قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا علي بن سهل الرملي ثنا الوليد عن عبدة بنت خالد بن معدان عن أبيها.

قالت: قل ما كان خالد يأوي إلى فراش مقيله إلا وهو يذكر فيه شوقه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى أصحابه من المهاجرين والأنصار، ثم يسميهم ويقول: هم أصلي وفصلي، وإليهم يحن قلبى، طال شوقى إليهم فعجل ربي قبضي إليك، حتى يغلبه النوم وهو في بعض ذلك.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن عبد الله بن الزبير ح. وحدثنا عبد الرحمن بن العباس ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا عبيد الله بن عمر قال ثنا أبو أسامة قال ثنا سفيان عن ثور. وقال ابن الزبير عن رجل.

قال قال خالد بن معدان: ما أحب أن دابة في بر ولا بحر تفديني من الموت، ولو كان الموت غاية يسبق إليها ما سبقني أحد إلا سابق يسبقني إليها بفضل

ص: 210

قوته.

• حدثنا عبد الرحمن بن العباس ثنا إبراهيم بن اسحاق الحربى ثنا سعيد ابن يحيى ثنا أبي ثنا الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان. قال: والله لو كان الموت في مكان موضوعا لكنت أول من يسبق إليه.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا بن أبي عاصم ثنا محمد بن أبي عمر ثنا سفيان ابن عيينة. قال: حدثني بعض الشاميين عن بنت خالد بن معدان عن أبيها. قال: إن أدنى حالات المؤمن أن يكون [قائما، وخير حالات الفاجر أن يكون]

(1)

نائما.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو المغيرة ثنا حريز عن خالد بن معدان. قال: إذا فتح لأحدكم باب خير فليسرع إليه، فإنه لا يدري متى يغلق عنه.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان بن عيينة ثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان. قال: من قال سبحان الله وبحمده من غير تعجب ولا سمعها من أحد، جعل الله لها عينين وجناحين ثم طارت تسبح مع المسبحين.

• حدثنا محمد بن علي قال ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا محمد بن السري ثنا فضيل بن عياض ثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان. قال: إنه ليشكر للعبد إذا قال الحمد لله وإن كان على فراش وطئ وعنده شابة حسناء!!.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا موسى بن عيسى بن المنذر ثنا أبي ثنا بقية قال حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان. قال: كان إبراهيم خليل الله عليه السلام إذا أتى بقطف من العنب أكل حبة حبة، وذكر اسم الله تعالى على كل حبة.

• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا الحسن بن محمد ثنا أبو زرعة ثنا دحيم ثنا الوليد حدثني حريز عن خالد بن معدان. قال: العين مال: والنفس مال، وخير مال المرء ما انتفع به وابتذله، وشر أموالكم ما لا تراه ولا يراك، وحسابه عليك ونفعه لغيرك. وقال خالد: سبقوكم بثلاث؛ كانوا لا يعوزهم الفقر، ولا يشكون لمن صلى، ولم يجبنوا إذا لقوا.

(1)

لم ترد فى مغ

ص: 211

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان بن الاشعث ثنا عباس ابن الوليد قال أخبرني أبي قال سمعت الأوزاعي يقول. [بلغني عن خالد بن معدان أنه كان يقول]

(1)

: أكل وحمد خير من أكل وصمت.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق حدثني حسين المروزي ثنا ابن المبارك ثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال: لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى الناس فى جنب الله أمثال الأباعر، ثم يرجع إلى نفسه فيكون أحقر حاقر.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن هشام ثنا بقية عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان. قال: إياكم والخطران فإنه قد تنافق يد الرجل من سائر جسده، قيل وما الخطران؟ قال ضرب الرجل بيده إذا مشى.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين بن الحسن ثنا عبد الله بن المبارك عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان. قال: قال الله تعالى إن أحب عبادي إلي المتحابون بحبي، المعلقة قلوبهم بالمساجد، والمستغفرون بالأسحار، أولئك الذين إذا أردت أهل الأرض بعقوبة ذكرتهم فصرفت العقوبة عنهم.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا عبد الله بن شيرويه ثنا إسحاق بن راهويه ثنا عيسى بن يونس عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان. قال:

إذا دخل أهل الجنة الجنة قالوا ألم يعدنا ربنا أن نرد النار؟ قالوا بلى! ولكن مررتم بها وهي خامدة.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن يونس الكديمي. وحدثنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف ثنا عمران بن عبد الرحيم قالا: ثنا الحسين بن حفص ثنا سفيان الثوري عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان. قال: ما من عبد إلا وله أربع أعين؛ عينان في وجهه يبصر بهما أمور الدنيا، وعينان في قلبه يبصر بهما أمور الآخرة، فإذا أراد الله بعبد خيرا فتح عينيه اللتين في قلبه فيبصر بهما ما وعد بالغيب، وهما غيب فأمن الغيب بالغيب، وإذا أراد

(1)

سقط من مغ

ص: 212

بعبد غير ذلك تركه على ما هو عليه، ثم قرأ {(أم على قلوب أقفالها)} .

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ح. وحدثنا أبي ثنا عبد الله بن محمد بن عمران ثنا محمد بن أبي عمر قالا ثنا سفيان بن عيينة ثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان: مثله.

• حدثنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف ثنا عمران بن عبد الرحيم ثنا الحسين ابن حفص قال ثنا سفيان عن ثور عن خالد بن معدان. قال: ما من عبد إلا وله شيطان متبطن فقار ظهره، لاو عنقه على عاتقه، فاغر فاه على قلبه - زاد غير الحسين عن سفيان: فإذا ذكر الله خنس، وإذا غفل وسوس.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الله بن واقد عن أم عبد الله بنت خالد عن أبيها خالد: أنه قال: دعاء الإجابة - أو من أراد الإجابة - إذا سجد قلب يديه ثم دعا.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا عبد الله بن واقد عن أم عبد الله عن أبيها خالد. قال: خلقت القلوب من طين، وإنها لتلين في الشتاء.

• أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - قال ثنا عبد الله بن محمد البغوي ثنا محمد بن زياد بن فروة ثنا أبو شهاب عن طلحة بن زيد عن ثور عن خالد ابن معدان. قال: إن الله تعالى يقول إني لست كلام الحكيم أتقبل، إنما أتقبل همه وعمله، فإن كان همه وعمله فيما يحب ويرضى، جعلت همه وعمله حمد الله ووقارا وإن لم يتكلم.

• أخبرنا محمد بن أحمد ثنا موسى بن إسحاق ثنا عبد الله بن عوف ثنا الفرج ابن فضالة عن شعوذ

(1)

عن خالد بن معدان: أن داود النبي عليه السلام قال إن الله تعالى يقول: لأعطين المتشاغلين بذكري أفضل ما عطى السائلين.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا موسى بن هارون ثنا عطية بن بقية بن الوليد ثنا أبي ثنا بحير بن سعيد. قال: سمعت خالد بن معدان يقول: من التمس

(1)

كذا فى ز والمختصر وفى مغ: سعود بالمهملتين

ص: 213

المحامد في مخالفة الحق رد الله تلك المحامد عليه ذما، ومن اجترأ على الملاوم في موافقة الحق رد الله تلك الملاوم عليه حمدا.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن يزيد ثنا سعيد بن محمد الوراق عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان. قال: يطلع الله إلى الزرع في أول ليلة من نيسان فيقول: ليلحق آخرك بأولك.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن هاشم البعلبكي ثنا الوليد ثنا عبدة بنت خالد بن معدان عن أبيها. قال: إن في السماء ملكا نصفه نار ونصفه ثلج، يقول سبحانك اللهم وبحمدك كما ألفت بين هذه النار وبين هذا الثلج فألف بين قلوب المؤمنين، ليس له تسبيح غيره.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش قال ثنا موسى بن هارون. قال: ثنا سعيد ابن يعقوب الطالقاني ثنا إسماعيل بن عياش عن بحير بن سعيد قال سمعت خالد ابن معدان يقول: كانوا لا يفضلون على الرباط شيئا.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا موسى بن هارون ثنا عيسى بن سالم وسلم بن قادم وداود بن رشيد قالوا: ثنا بقية بن الوليد عن بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة. قال: إن من المزيد أن تمر السحابة بأهل الجنة فتقول ما تريدون أن أمطركم؟ فلا يتمنون شيئا إلا أمطروا، قال خالد يقول كثير: لئن أشهدني الله ذلك لأقولن لها أمطرينا جواري مزينات.

• حدثنا أحمد بن عبيد الله بن محمود ثنا محمد بن أحمد بن يحيى ثنا أبو بكر المؤدب ثنا سلمة بن شبيب ثنا الوليد ثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل. قال: إن لملك الموت حربة تبلغ ما بين الشرق والغرب، فإذا انقضى أجل عبد من الدنيا ضرب رأسه بتلك الحربة. وقال: الآن يزاد بك عسكر الأموات.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا إسحاق بن إبراهيم بن قران المؤدب ثنا سلمة بن شبيب ثنا أبو المغيرة حدثتنا أم عبد الله وعبدة ابنتا خالد بن معدان عن أبيهما خالد بن معدان. قال: ما من فراش لا ينام عليه إنسان إلا نام عليه شيطان.

ص: 214

• حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبد الله البابلتي ثنا صفوان بن عمرو قال سمعت خالد بن معدان يقول: قال الله تعالى يا ابن آدم إن ذكرتني في نفسك ذكرتك فى نفسى، وان ذكرتنى فى ملأ ذكرتك فى ملأ خير من الملأ الذي ذكرتني فيهم، وإن ذكرتني حين تغضب أذكرك حين أغضب فلم أمحقك فيمن أمحق.

روى خالد بن معدان عن معاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت، وأبى عبيدة ابن الجراح، وأبي ذر رضي الله تعالى عنهم.

وأسند عن المقدام بن معدي كرب، وأبي أمامة الباهلي، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، ومعاوية، وعبد الله بن بسر، وثوبان، وواثلة، وعتبة بن عبيد السلمي. وأكثر روايته عن جبير بن نفير، وعبد الرحمن بن غنم، وأبي بحرية، وكثير بن مرة، وعبد الرحمن بن عمرو السلمى، وعمرو ابن الأسود، وربيعة الجرشي.

[حدثنا فاروق الخطابي ثنا أبي خالد عبد العزيز بن معاوية القرشي وأبو مسلم الكشي قالا: ثنا سعيد بن سلام العطار ثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استعينوا على حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود». غريب من حديث خالد تفرد به عنه ثور حدث به عمرو بن يحيى البصري عن شعبة عن ثور]

(1)

.

• حدثنا فاروق الخطابي وسليمان بن أحمد في جماعة قالوا: ثنا أبو مسلم الكشي ثنا عصمة بن سليمان الخزاز ثنا حازم مولى بني هاشم عن لمازة عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال: «شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أملاك رجل من أصحابه، فقال: على الخير والبركة، والطائر الميمون، والسعة فى الرزق، بارك الله لكم، دفعوا على رأسه، فجئ بدف فضرب به، فأقبلت الأطباق عليها فاكهة وسكر فنثر عليه، فكف الناس أيديهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لكم لا تنتهبون؟ قالوا يا رسول

(1)

زيادة فى مغ

ص: 215

أو لم تنه عن النهبة؟ قال إنما نهيتكم عن نهبة العساكر، فأما العرسان فلا، فجاذبهم وجاذبوه». غريب من حديث خالد تفرد به عنه ثور.

• حدثنا عبد الله بن محمد - من أصل كتابه - قال ثنا محمد بن زكريا ثنا عمر بن يحيى ثنا شعبة بن الحجاج عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قلوب بني آدم تلين في الشتاء [وذلك لأن الله خلق آدم من طين والطين يلين في الشتاء]. تفرد برفعه عن شعبة عمر بن يحيى وهو متروك الحديث. وصحيحه من قول خالد حدث به ابن أبي داود عن ابن زكريا.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الحسين بن إسحاق التستري قال ثنا أبو الربيع الزهراني ثنا الصلت بن الحجاج ثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبادة ابن الصامت. قال: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو إليه الوحشة، فأمره أن يتخذ زوج حمام» . غريب من حديث خالد تفرد به عنه الصلت عن ثور.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا موسى بن هارون ثنا إسحاق بن راهويه أنبأنا بقية بن الوليد قال أخبرني بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن أبي عبيدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: «قلب ابن آدم مثل العصفور يتقلب في اليوم سبع مرات» قال موسى بن هارون: حدثناه إسحاق في مسنده عن أبي عبيدة بن الجراح وخالد لم يلق أبا عبيدة.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا موسى بن هارون ثنا سلم بن قادم ثنا بقية بن الوليد ثنا بحير بن سعيد عن خالد بن معدان. قال: قال أبو ذر: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قد أفلح من أخلص قلبه للإيمان، وجعل قلبه سليما، ولسانه صادقا، ونفسه مطمئنة، وخليقته مستقيمة، وأذنه مستمعة، وعينه ناظرة، فأما الأذن فقمع، والعين مقرة لما ينوي القلب، وقد أفلح من جعل الله قلبه واعيا» . غريب من حديث خالد تفرد به بحير عنه.

• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد أبو جعفر المقرى ثنا سهل بن مردويه ثنا علي بن بحر ثنا عيسى بن يونس ثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان

ص: 216

عن المقدام بن معدي كرب: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما أكل أحد من بني آدم طعاما خيرا له من أن يأكل من عمل يده، إن النبي داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده» رواه معاوية بن صالح وإسماعيل بن عياش وبقية عن بحير مثله. صحيح من حديث خالد أخرج من حديث عيسى عن ثور.

• حدثنا أبو إسحاق بن حمزة فى - في جماعة - قالوا ثنا عبد الله بن محمد ثنا منصور بن أبي مزاحم قال ثنا يحيى بن حمزة عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن المقدام بن معدي كرب عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «كيلوا طعامكم يبارك لكم فيه» صحيح من حديث ثور عن خالد، رواه ابن المبارك والوليد بن مسلم عن ثور، ورواه إسماعيل بن عياش وبقية عن بحير. فقال عن المقدام عن أبي أيوب: مثله.

• حدثناه أحمد بن إسحاق ثنا محمد بن زكريا ثنا محمد بن كثير ثنا إسماعيل بن عياش ثنا بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن المقدام عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم: مثله. واخرجه البخاري من حديث ثور عن خالد من دون أبي أيوب.

• حدثنا أبو الحسن سهل بن عبد الله الوراق التسترى ثنا الحسن بن سهل ابن عبد العزيز المجوز البصري ثنا أبو عاصم النبيل عن ثور بن يزيد عن خالد ابن معدان عن أبي أمامة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع العشاء من بين يديه قال الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفى ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا» رواه سفيان الثوري عن ثور مثله حدثناه سليمان بن أحمد ثنا على ابن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا سفيان به.

• حدثنا عبد الرحمن بن العباس الوراق ثنا محمد بن يونس الكديمي ثنا روح بن عبادة ثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن للإسلام صوى

(1)

بينا كمنار الطريق، فمن ذلك أن يعبد الله لا يشرك به شيء، وتقام الصلاة وتؤتى الزكاة ويحج

(1)

فى المختصر: ان للاسلام منارا والصوى الاعلام من الحجارة لتعيين الحدود واحدها صورة والرواية المشهورة «إن للاسلام صوى ومنارا كمنار الطريق» .

ص: 217

البيت ويصام رمضان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتسليم على بني آدم فإن ردوا عليك ردت عليك وعليهم الملائكة، وإن لم يردوا عليك ردت عليك الملائكة ولعنتهم أو سكتت عنهم، وتسليمك على أهل بيتك إذا دخلت، ومن انتقص منهن شيئا فهو سهم من سهام الإسلام تركه ومن تركهن كلهن فقد ترك الإسلام». غريب من حديث خالد تفرد به ثور، حدث به أحمد بن حنبل والكبار عن روح.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا حفص بن عمر الرقي ثنا سليمان بن عبد الله ثنا بقية بن الوليد عن بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «من صام الأربعاء والخميس والجمعة كان له كعتق رقبة» رواه حيوة بن شريح عن بقية [موقوفا. ولم نكتبه مرفوعا بهذا اللفظ إلا من حديث سليمان عن بقية.]

(1)

.

• حدثنا سليمان

(2)

بن علان الوراق ثنا محمد بن محمد الواسطي ثنا أحمد بن معاوية بن بكر ثنا عيسى بن يونس عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن بسر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام» . غريب من حديث خالد تفرد به عيسى عن ثور.

• حدثنا فاروق الخطابي ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا القعبنى ثنا عيسى ابن يونس عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن بسر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم، فإن لم يجد أحدكم إلا عود عنب

(3)

أو لحاء شجرة فليمضغه». غريب من حديث خالد تفرد به عيسى عن ثور.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا سويد بن سعيد ثنا الوليد بن محمد الموقري عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاوية بن أبي سفيان. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ان الله

(1)

لم ترد فى مغ

(2)

فى ز: الحسن بن علان

(3)

فى النهاية: لحاء عنبة او عود شجرة.

ص: 218

لا يخلب ولا يغلب، ولا ينبأ بما لا يعلم، ومن يرد الله به خيرا يفقهه فى الدين، ومن لم يفقهه فى الدين لم يبال به» -هذه اللفظة الأخيرة من المبالاة لم يروها عن معاوية غيره. ورواه عدة عن معاوية في التفقه. [ورواه ثابت عن ثوبان عن أبي عبد ربه الزاهد عن معاوية وذكر الغلبة والخلابة وغيرها]

(1)

.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا موسى بن هارون الحافظ ثنا أبو همام وأبو طالب قالا: ثنا بقية بن الوليد عن بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن عتبة بن عبد عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «لو أن رجلا يخر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت في مرضاة الله لحقره يوم القيامة» . غريب من حديث خالد تفرد به بقية عن بحير.

• حدثنا أبو غانم سهل بن إسماعيل الواسطي قال ثنا محمود بن محمد ثنا محمد بن إبراهيم ثنا بقية عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن واثلة بن الأسقع. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المتعبد بغير فقه كالحمار في الطاحونة» .

غريب من حديث خالد وثور لم نكتبه إلا من حديث بقية.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إبراهيم بن دحيم الدمشقي ثنا أبي ثنا سهل بن هاشم ثنا سفيان الثوري عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن ثوبان: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا راعه شيء قال: الله ربي لا أشرك به شيئا» .

غريب من حديث خالد وثور لم يروه عن الثوري إلا سهل بن هاشم.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان ثنا هشام بن عمار ثنا إسماعيل بن عياش عن بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن العرباض بن سارية. قال: «صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصف الأول ثلاثا، وعلى الذي يليه واحدة» رواه يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم التيمي عن خالد مثله.

• حدثنا أحمد بن يعقوب بن المهرجان ثنا الحسن بن محمد بن نصر التمار ح. وحدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن عمرو البزار ثنا محمد بن عثمان العقيلى

(1)

زيادة فى مغ

ص: 219

ثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي قال ثنا الخليل بن مرة عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل. قال: «تصديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يطوف، فقلت يا رسول الله أرنا شر الناس؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سلوا عن الخير ولا تسئلوا عن الشر، شرار الناس شرار العلماء في الناس» . غريب من حديث خالد تفرد به الخليل عن ثور.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا علي بن حجر ومحمد بن مصفى قالا: ثنا بقية قال ثنا بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن أبي بحرية عن معاذ بن جبل. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الغزو غزوان، فأما من ابتغى وجه الله، وأطاع الإمام، وأنفق الكريمة، وياسر الشريك، واجتنب الفساد فإن نومه ونبهه أجر كله، وأما من غزا فخرا ورياء وسمعة، وعصى الإمام، وأفسد في الأرض، فإنه لم يرجع بالكفاف» . غريب من حديث خالد عن أبي بحرية.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا موسى بن هارون ثنا داود بن عمرو الضبي وسعيد بن يعقوب الطالقاني ح. وحدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن ابن سفيان ثنا علي بن حجر وعبد الوهاب بن الضحاك قالوا: ثنا إسماعيل بن عياش ثنا بحير بن سعيد عن خالد عن كثير بن مرة عن معاذ بن جبل. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين لا تؤذيه قاتلك الله فإنما هو عندك دخيل أو شك أن يفارقك إلينا» . غريب من حديث خالد عن كثير تفرد به بحير.

• حدثنا فاروق وحبيب في جماعة قالوا: ثنا أبو مسلم الكشي ثنا أبو عاصم النبيل عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن عمرو عن العرباض بن سارية. قال: «صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح، ثم أقبل علينا بوجهه فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها الاعين، ووجلت منها القلوب، فقال قائل منهم: يا رسول الله كانها موعظة مودع فأوصنا؟ قال:

أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة للإمام وإن كان عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين

ص: 220

بعدى، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فان كل بدعه ضلالة» رواه إسماعيل عن بحير عن خالد عن العرباض مثله.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه ثنا إسحاق ابن راهويه ثنا بقية بن الوليد حدثني بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن عمرو بن الأسود أن جنادة بن أبي أمية حدثه عن عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إني حدثتكم عن المسيخ الدجال وهو قصير أفحج جعد أعور مطموس العين اليسرى ليست بناتئة ولا جحراء، فان التبس فاعلموا أن ربكم ليس بأعور، وإنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا» . غريب من حديث خالد تفرد به بحير.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا موسى بن هارون ثنا سعيد بن يعقوب وأحمد بن إبراهيم الموصلي قالا. ثنا إسماعيل بن عياش عن بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن أبي بلال الخزاعي عن العرباض ابن سارية. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يختصم الشهداء والمتوفون على فرشهم إلى ربنا تعالى فى الذين ماتوا فى الطاعون، فتقول الشهداء إخواننا قتلوا كما قتلنا، ويقول المتوفون على فرشهم إخواننا ماتوا على فرشهم كما متنا، قال فيقضي الله تعالى بينهم، قال فيقول انظروا إلى جراح المطعنين فإن أشبهت جراح الشهداء فهم منهم فينظروا إلى جراح المطعنين فإذا هي قد أشبهت جراح الشهداء فيلحقون بهم» [

(1)

. غريب من حديث عبد الله عن العرباض تفرد به خالد.

‌بلال بن سعد

ومنهم المتشمر في الوعظ، المتفكر في الوعد، بلال بن سعد. كان عقولا عن الله تعالى سميعا، حمولا في الخدمة رفيعا، بليغا في الموعظة ضليعا.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن أبي داود ثنا العباس بن الوليد

(1)

لم ترد فى مغ

ص: 221

ابن مزيد قال سمعت أبي يقول سمعت الأوزاعي يقول: كان بلال بن سعد من من العبادة على شيء لم نسمع

(1)

أحدا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم كان له في كل يوم وليلة اغتسالة.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن أبي داود ثنا إسحاق بن الأخيل ثنا أبو الزرقاء عبد الملك بن محمد الدمشقي قال سمعت الأوزاعي يقول: سمعت بلال بن سعد ولم أسمع واعظا أبلغ منه.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن أبي داود ح. وحدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا العباس بن الوليد قال حدثني أبي ثنا الأوزاعي.

قال: هلك ابن لبلال بن سعد بالقسطنطينية، فجاء رجل يدعي عليه بضعة وعشرين دينارا فقال له بلال: ألك بينة؟ قال لا، قال فلك كتاب؟ قال لا، قال فتحلف؟ قال نعم! قال فدخل منزله فأعطاه الدنانير وقال: إن كنت صادقا فقد أديت عن ابني، وإن كنت كاذبا فهي عليك صدقة.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن حاتم المروزي قال ثنا حيان بن موسى قال سمعت عبد الله بن المبارك يقول: كان محل بلال بن سعد بالشام ومصر كمحل الحسن بن أبي الحسن بالبصرة.

• حدثنا سليمان بن أحمد بن مسعود المقدسي ثنا محمد بن كثير ثنا الأوزاعي.

قال سمعت بلال بن سعد يقول: وا حزناه على أني لا أحزن!!.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الوهاب قال ثنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي عن بلال بن سعد. قال: إن الخطيئة إذا أخفيت لم تضر إلا أهلها، وإذا أظهرت فلم تغير ضرت العامة. رواه ابن المبارك عن الأوزاعي.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو بكر بن أبي عاصم قال ثنا عمرو بن عثمان ثنا أبي ثنا أبو خالد المخزومي

(2)

عن خالد بن محمد الثقفي قال: سمعت بلال بن سعد يقول في قصصه:- وكان قاصا لأهل دمشق - إنما المؤمنون إخوة، فكيف بايمان قوم متباغضين؟!.

(1)

فى المختصر: لم يسع وقوله: اغتسالة كذا فى الاصول كلها

(2)

كذا فى مغ وفى ز المخرمى

ص: 222

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو موسى الأنصاري ح. وحدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن أبي داود ثنا عمرو بن عثمان قالا: ثنا الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي. قال: سمعت بلال بن سعد يقول:

[ذكرك حسناتك ونسيانك سيئاتك غرة.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبيد الله بن أحمد بن حنبل ثنا عبد الله بن مطيع وداود بن رشيد وأبو كريب قالوا: ثنا عبد الله بن المبارك عن الأوزاعي. قال: سمعت بلال بن سعد يقول:]

(1)

لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر إلى من عصيت؟ رواه الوليد بن مسلم والوليد بن يزيد عن الأوزاعي مثله.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا ابن أبي عاصم قال ثنا دحيم ح. وحدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد ثنا العباس بن الوليد قالا: ثنا محمد بن شعيب أخبرني عثمان بن مسلم أنه سمع بلال بن سعد يقول: رب مسرور مغبون، ورب مغبون لا يشعر، فويل لمن له الويل ولا يشعر، يأكل ولا يشرب ويضحك ويلعب وقد حق عليه في قضاء الله أنه من أهل النار. زاد عباس فى حديثه:

فيا ويلا لك روحا، ويا ويلا لك جسدا، فلتبك وليبك عليك البواكي بطول الأبد.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أحمد بن حنبل

(2)

ثنا عبد الله بن المبارك ثنا الأوزاعي قال سمعت بلال بن سعد يقول:

رب مسرور مغبون يأكل ويشرب ويضحك وقد حق له في كتاب الله أنه من وقود النار، رواه عقبة بن علقمة والوليد بن مزيد عن الأوزاعي مثله.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة ثنا عبد الوهاب ابن الضحاك ثنا إسماعيل بن عياش عن الأوزاعي عن بلال بن سعد. قال: إن لكم ربا ليس إلى عقاب أحدكم بسريع، يقيل العثرة، ويقبل التوبة، ويقبل من المقبل، ويعطف على المدبر.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا مسكين بن بكير ح. وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا إبراهيم بن محمد بن عرق ح. وحدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبى داود قالا. ثنا عمرو بن

(1)

زيادة فى مغ

(2)

فى مغ: ابن جميل ولم نقف عليه

ص: 223

عثمان ثنا عبد السلام بن عبد القدوس ثنا الأوزاعي عن بلال بن سعد. قال:

أدركت الناس يتحاثون على الأعمال الصالحة، الصلاة والصيام والزكاة وفعل الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنهم اليوم يتحاثون على الرأي - لفظ مسكين عن الأوزاعي. وقال ابن أبي داود: يتحابون.

• حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني عبد الله بن مطيع وداود بن رشيد قالا: ثنا عبد الله المبارك ح. وحدثنا سليمان ابن أحمد ثنا إبراهيم بن دحيم ثنا أبي ثنا الوليد وسويد بن عبد العزيز ح.

وحدثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا دحيم ثنا الوليد ح.

وحدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عباس بن الوليد بن مزيد ثنا أبي قالوا: ثنا الأوزاعي عن بلال بن سعد. قال: كفى به ذنبا أن الله يزهدنا في الدنيا ونحن نرغب فيها.

• حدثني أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة والحكم بن موسى قالا: ثنا ابن المبارك ح. وحدثنا عبد الرحمن بن العباس ثنا جعفر الفريابي ثنا دحيم ح. وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا إبراهيم بن دحيم ثنا أبي ثنا الوليد بن مسلم قالا عن الأوزاعي عن بلال.

قال: أدركتهم يشتدون بين الأغراض يضحك بعضهم إلى بعض، فإذا كان الليل كانوا رهبانا.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا ابن أبي عاصم ثنا أيوب الوزان ثنا سعيد بن مسلمة ح. وحدثنا أبي قال ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عباس بن الوليد ابن مزيد قال أخبرني أبي قال: ثنا سعيد بن عبد العزيز قال قال بلال بن سعد: إذا تقاربت الاعمال اشتد البلاء.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عباس بن الوليد قال أخبرني أبي ثنا سعيد بن عبد العزيز قال قال بلال بن سعد: الذكر ذكران؛ ذكر باللسان حسن جميل، وذكر الله عند ما أحل وحرم أفضل.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد ثنا العباس بن الوليد قال أخبرني أبي

ص: 224

قال ثنا سعيد بن عبد العزيز. قال: قال بلال بن سعد: لو أن دلوا من الغساق

(1)

وضع على الأرض لمات من عليها.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إبراهيم بن محمد بن عرق ح. وحدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبى داود ثنا محمد ابن مصفى ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي. قال: سمعت بلال بن سعد يقول:

وذكر الغساق فقال: لو أن قطعة منه وقعت الى الأرض لأنتنت ما فيها.

• حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا أبو بكر بن أبي داود ثنا محمد بن آدم [ثنا عبد الله بن المبارك ح. وحدثنا أبو بكر بن مالك]

(2)

ثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل حدثني أبي ح وحدثنا عبد الله بن محمد ثنا ابن أبي عاصم ثنا دحيم قالا ثنا الوليد بن مسلم ح. وحدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عباس بن الوليد قال أخبرني أبي ثنا الأوزاعي. قال: سمعت بلال بن سعد يقول: زاهدكم راغب، ومجتهدكم مقصر، وعالمكم جاهل، وجاهلكم مغتر.

• حدثنا سليمان ثنا إبراهيم بن دحيم ثنا أبي ثنا سويد بن عبد العزيز عن الأوزاعي:

مثله.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ح. وحدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان ثنا عمرو بن عثمان ح.

• وحدثنا أحمد بن إسحاق ثنا ابن أبي عاصم ثنا دحيم قالوا ثنا الوليد ابن مسلم ح. وحدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد ثنا عباس بن الوليد أخبرني أبي قالا: ثنا الأوزاعي. قال: سمعت بلال بن سعد يقول: أخ لك كلما لقيك ذكرك بحظك من الله، خير لك من أخ كلما لقيك وضع في كفك دينارا.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو كريب ح. وحدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين المروزي قالا: ثنا عبد الله بن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن بلال بن سعد. قال: بلغني أن المسلم مرآة أخيه فهل تستريب من أمري شيئا.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إبراهيم بن دحيم ح. وحدثنا عبد الله بن

(1)

الغساق البارد المنتن يخفف ويشدد وقرأ أبو عمرو إلا حميما وغساقا بالتخفيف والكسائى بالتشديد.

(2)

لم ترد فى مغ

ص: 225

محمد ثنا ابن أبي عاصم قالا: ثنا دحيم ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي. قال:

خرج الناس يستسقون وفيهم بلال بن سعد، فقال يا أيها الناس ألستم تقرون بالإساءة؟ قالوا نعم! قال اللهم إنك قلت ما على المحسنين من سبيل، وكل يقر لك بالإساءة فاغفر لنا واسقنا، قال فسقوا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو جعفر بن ماهان الرازي ثنا دحيم ثنا الوليد بن مسلم ح. وحدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان ح.

وحدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد قالا: ثنا العباس بن الوليد قال أخبرنا أبي قال ثنا الأوزاعي. قال: سمعت بلال بن سعد يقول: أيها الناس اتقوا الله فيمن لا ناصر له إلا الله.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن سعيد الرازى ثنا سليمان بن منصور ابن عمار ثنا أبي ثنا أسباط بن عبد الواحد عن الأوزاعي. عن بلال بن سعد قال: إن الله يغفر الذنوب ولكن لا يمحوها من الصحيفة حتى يوقفه عليها يوم القيمة وإن تاب.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا الوليد بن أبان ثنا أبو سعيد الدشتكي ثنا سليمان بن منصور بن عمار ثنا أبي ثنا الهقل بن زياد عن الاوزاعى. عن بلال ابن سعد قال: يأمر الله تعالى بإخراج رجلين من النار، قال فيخرجان بسلاسلهما وأغلالهما فيوقفان بين يديه، فيقول كيف وجدتما مقيلكما ومصيركما؟ فيقولان شر مقيل وأسوأ مصير، فيقول بما قدمت أيديكما وما أنا بظلام للعبيد، فيأمر بهما إلى النار، فأما أحدهما فيمضى بسلاسله وأغلاله حتى يقتحمها، وأما الآخر فيمضي وهو يتلفت، فيأمر بردهما فيقول للذي غدا بسلاسله وأغلاله حتى اقتحمها: ما حملك على ما فعلت وقد اختبرتها؟ فيقول يا رب قد ذقت من وبال معصيتك ما لم أكن أتعرض لسخطك ثانيا، ويقول للذي مضى وهو يتلفت ما حملك على ما صنعت؟ قال لم يكن هذا ظني بك يا رب، قال فما كان ظنك؟ قال كان ظني حيث أخرجتني منها أنك لا تعيدني إليها، قال إني عند ظنك بي، وأمر بصرفهما إلى الجنة.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ح. وحدثنا أبي

ص: 226

ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قالا: ثنا أحمد بن منبع ثنا منصور بن عمار قال ثنا الهقل بن زياد عن الأوزاعي عن بلال بن سعد. قال: تنادي النار يوم القيامة يا نار احرقي، يا نار اشتفي، يا نار انضجي، يا نار كلي ولا تقتلي.

• حدثنا أبي قال ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ح. وحدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي داود قالا: ثنا عباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي ثنا الأوزاعي. قال: ربما سمعت بلالا يقول لكأنا قوم لا يعقلون، ولكأنا قوم لا يوقنون.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا الوليد بن شجاع ح. وحدثنا أبي ثنا إبراهيم قال ثنا علي بن سهل الرملى ح. وحدثنا أحمد ابن إسحاق ثنا ابن أبي داود ثنا محمد بن مصفى وعلي بن سهل قالوا: ثنا الوليد ابن مسلم عن الأوزاعي. قال: سمعت بلال بن سعد يقول: في قوله تعالى {(يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة)} قال عند وقوع الفتنة أرضي واسعة ففروا إليها.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان ثنا محمد بن مصفى ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي. قال: سمعت بلال بن سعد يقول: في قوله تعالى {(لينذر يوم التلاق)} قال يلتقي أهل السماء وأهل الأرض.

• حدثنا أبو بكر ابن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا الوليد بن شجاع ح. وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة ثنا أبي ح. وحدثنا أحمد ابن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي داود ثنا عمرو بن عثمان قالوا: ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن بلال بن سعد: في قوله تعالى: {(ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت)} قال فزعوا فجالوا جولة ولا فوت.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبو الربيع الزاهرانى ثنا عبد الله بن المبارك عن الأوزاعي. قال: سمعت بلال بن سعد يقول: في قوله تعالى: {(ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت)} قال ذلك قوله تعالى {(يقول الإنسان يومئذ أين المفر)} .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إبراهيم بن محمد بن عرق ح. وحدثنا أحمد ابن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان [قالا: ثنا عمرو بن عثمان ثنا الوليد بن مسلم

ص: 227

ح. وحدثنا أبي ثنا إبراهيم ثنا عباس بن الوليد حدثنى أبى

(1)

] حدثنى يزيد ابن يوسف قالا عن الأوزاعي. قال: كان بلال إذا نزع بآية سمعته يقول قال الله تعالى من قائل.

• حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا عبد الله بن سليمان ثنا عمرو بن عثمان ثنا عقبة بن علقمة والوليد بن مسلم ح. وحدثنا سليمان ثنا ابراهيم بن محمد ابن عرق ثنا محمد بن مصفى ثنا الوليد ح. وحدثني أبي ثنا إبراهيم ثنا عباس ابن الوليد حدثني أبي. قالوا: ثنا الأوزاعي قال سمعت بلال بن سعد يقول: إذا رأيت الرجل لجوجا مماريا معجبا برأيه فقد تمت خسارته.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا ابن أبي داود ثنا عمرو بن عثمان ثنا الوليد ابن مسلم وبقية بن الوليد ح. وحدثنا سليمان ثنا إبراهيم بن دحيم ثنا أبي ح.

وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قالا ثنا:

الوليد بن مسلم عن الأوزاعي. قال: سمعت بلال بن سعد يقول: لا تكن وليا لله في العلانية وعدوه في السر.

• حدثنا سليمان قال ثنا إبراهيم بن محمد بن عرق ح. وحدثنا عبد الله ابن محمد قال ثنا ابن أبي عاصم ح. وحدثنا أحمد بن إسحاق ثنا ابن أبي داود قالوا: ثنا عمرو بن عثمان ثنا عبد السلام بن عبد القدوس عن الأوزاعي. قال سمعت بلال بن سعد يقول: إن أحدكم إذا لم تنهه صلاته عن ظلمه لم تزده صلاته عند الله إلا مقتا، وكان يتأول هذه الآية {(إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)} .

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن أبي داود ح. وحدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قالا: ثنا عباس بن الوليد بن مزيد قال أخبرني أبي حدثني يزيد بن يوسف عن الأوزاعي. قال: سمعت بلال بن سعد يقول:

يا ناعيات الإسلام ولا يبعد الله الإسلام.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي داود قال ثنا محمود بن خالد

(1)

لم ترد فى مغ

ص: 228

ثنا عمر بن عبد الواحد ح. وحدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عباس ابن الوليد قال أخبرني أبي قالا: عن الأوزاعي عن بلال أنه سمعه يقول: كان أبو الدرداء يقول: اللهم إني أعوذ بك من تفرقة القلب، قيل وما تفرقة القلب؟ قال أن يوضع لي في كل واد مال.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عباس بن الوليد أخبرني أبي ثنا ابن جابر. قال: سمعت بلال ابن سعد يقول في دعائه اللهم إني أعوذ بك من زيغ القلوب، ومن تبعات الذنوب، ومن مرديات الاعمال، ومضلات الفتن.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا عمرو بن عثمان ومحمد بن مصفى قالا: ثنا بقية بن الوليد ثنا السقر بن رستم الدمشقي

(1)

قال سمعت بلال بن سعد يقول: ثلاث لا يقبل معهن عمل، الشرك، والكفر، والرأي.

قيل وما الرأي؟ قال: يترك كتاب الله وسنة رسوله ويعمل برأيه. رواه عبدة بن عبد الرحيم عن بقية مثله. وقال الصقر بن رستم.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ح.

وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا إبراهيم بن دحيم ثنا أبى ح. وحدثنا أبو محمد ابن حيان ثنا ابن أبي عاصم ثنا دحيم قالوا: ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي.

قال: سمعت بلال بن سعد يقول في مواعظه: يا أهل الخلود، يا أهل البقاء، إنكم لم تخلقوا للفناء، وإنما خلقتم للخلود والأبد، ولكنكم تنقلون من دار إلى دار. قال: الوليد: وحدثني عبد الرحمن بن يزيد بن تميم قال سمعت بلال بن سعد يقول: مثله. وزاد-: كما نقلتم من الأصلاب إلى الأرحام، ومن الأرحام إلى الدنيا، ومن الدنيا إلى القبور، ومن القبور إلى الموقف، ثم إلى الخلود في الجنة أو النار؟.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو جعفر بن ماهان الرازي ثنا هشام بن عمار ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي. قال: سمعت بلال بن سعد السكونى

(1)

فى مغ: السفر بالفاء وفى الخلاصة: والسفر بن نسير ازدى حمصى من هذه الطبقة وليحرر

ص: 229

يقول: إن المؤمن ليقول قولا ولا يدعه الله وقوله حتى ينظر في عمله، فإن كان عمله موافقا لقوله لم يدعه حتى ينظر فى ورعه، فإن كان ورعه موافقا لقوله وعمله لم يدعه حتى ينظر فيما نوى به، فإن سلمت له النية فبالحري أن يسلم سائر ذلك، إن المؤمن ليقول قولا يوافق قوله عمله، وإن المنافق ليقول بما يعلم، ويعمل بما ينكر.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عباس بن الوليد بن مزيد حدثني أبي ح. وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا ابن أبي عاصم ثنا محمد بن مصفى ثنا ضمرة عن صدقة بن المنتصر قالا: عن الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب. قال: سمعت بلال بن سعد يقول: عباد الرحمن إن العبد ليقول قول مؤمن فلا يدعه الله وقوله حتى ينظر في عمله، فإن كان قوله قول مؤمن وعمله عمل مؤمن لم يدعه حتى ينظر فى ورعه، فإن كان قوله قول مؤمن وعمله عمل مؤمن وورعه ورع مؤمن لم يدعه حتى ينظر ماذا نوى، فإن صلحت النية فبالحري أن يصلح ما دونه. المؤمن يقول قولا يتبع قوله عمله، والمنافق يقول بما يعرف ويعمل بما ينكر. لفظ الوليد.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن عباس أخبرني أبي حدثني الضحاك بن عبد الرحمن. قال: سمعت بلال بن سعد يقول: عباد الرحمن يقال لأحدنا أتحب أن تموت؟ فيقول لا، فيقال لم؟ فيقول حتى أعمل، ويقول سوف أعمل، فلا يحب أن يموت ولا يحب أن يعمل، وأحب شيء إليه أن يؤخر عمل الله ولا يحب أن يؤخر عنه عرض الدنيا.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي ثنا أبو بشير الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب. قال: سمعت بلال بن سعد يقول: يا أولي الألباب لا تقتدوا بمن لا يعلم، ويا أولي الألباب لا تقتدوا بالسفهاء، ويا أولي الأبصار لا تقتدوا بالعمي، ويا أولي الإحسان لا يكن المساكين ومن لا يعرف أقرب إلى الله منكم، وأحرى أن يستجاب لهم، فليتفكر متفكر فيما يبقى له وينفعه. قال: وسمعت بلالا يقول:

ص: 230

أما ما وكلكم به فتضيعون، وأماما تكفل لكم به فتطلبون، ما هكذا نعت الله عباده المؤمنين! أذوو عقول في طلب الدنيا، وبله عما خلقتم له؟ فكما ترجون رحمة الله بما تؤدون من طاعة الله، فكذلك أشفقوا من عقاب الله بما تنتهكون من معاصي الله.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا العباس بن الوليد بن مزيد قال أخبرني أبي ثنا الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب. قال: سمعت بلال بن سعد يقول: أربع خصال جاريات عليكم من الرحمن مع ظلمكم أنفسكم وخطاياكم؛ أما رزقه فدار عليكم، وأما رحمته فغير محجوبة عنكم، وأما ستره فسابغ عليكم، وأما عقابه فلم يعجل لكم، ثم أنتم على ذلك لاهون تجترءون على إلهكم، أنتم تكلمون ويوشك الله تعالى يتكلم وتسكتون، ثم يثور من أعمالكم دخان تسود منه الوجوه (ف {اتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)}. عباد الرحمن! لو غفرت لكم خطاياكم الماضية لكان فيما تستقبلون شغل، ولو عملتم بما تعلمون لكنتم عباد الله حقا.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا العباس بن الوليد قال أخبرني أبي ثنا الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب. قال: سمعت بلال بن سعد يقول: في موعظته عباد الرحمن لو سلمتم من الخطايا فلم تعملوا فيما بينكم وبين الله خطيئة، ولم تتركوا لله طاعة إلا جهدتم أنفسكم فى أدائها إلا حبكم الدنيا لوسعكم ذلك شرا، إلا أن يتجاوز الله ويعفو. قال: وسمعته يقول: عباد الرحمن! اعلموا أنكم تعملون في أيام قصار لأيام طوال، وفي دار زوال لدار مقام، وفى دار نصنب وحزن لدار نعيم وخلد، ومن لم يعمل على اليقين فلا يغتر.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا العباس بن الوليد حدثني أبي ثنا الضحاك. قال: سمعت بلال بن سعد يقول: عباد الرحمن! هل جاءكم مخبر يخبركم أن شيئا من أعمالكم تقبل منكم، أو شيئا من خطاياكم غفر لكم؟ أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون، والله لو عجل لكم الثواب في الدنيا لاستقللتم كلكم ما افترض

ص: 231

عليكم، أفترغبون في طاعة الله بتعجيل دنيا تفنى عن قريب، ولا ترغبون ولا تنافسون في جنة {(أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار)} .

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي عن الضحاك بن عبد الرحمن. قال: سمعت بلال بن سعد يقول: عباد الرحمن إن العبد ليعمل الفريضة الواحدة من فرائض الله وقد أضاع ما سواها، فما زال الشيطان يمنيه فيها ويزين له حتى ما يرى شيئا دون الله، فقبل أن تعملوا أعمالكم فانظروا ما تريدون بها، فإن كانت خالصة لله فأمضوها، وإن كانت لغير الله فلا تشقوا على أنفسكم ولا شيء لكم، فإن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا، فإنه تعالى قال {(إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه)} عباد الرحمن! ما يزال لأحدكم حاجة الى ربه تعالى إما مسألة، وإما رغبة إليه، وأما عهد الله وأمره ووصيته فعندك ضائع، أفكل ساعة تريدون أن يتم عليكم إحسان ربكم عندكم، ولا تتفقدون أنفسكم في حق ربكم عندكم؟ ما هذا بالنصف فيما بينكم وبين ربكم، عباد الرحمن! أشفقوا من الله واحذروا الله ولا تأمنوا مكره ولا تقنطوا من رحمته، واعلموا أن لنعم الله عندكم ثمنا فلا تشقوا على أنفسكم، أتعملون عمل الله لثواب الدنيا، فمن كان كذلك فو الله لقد رضى بقليل حيث استعنتم على اليسير من عمل الدنيا، فلم ترضوا ربكم فيها، ورفضتم. ما يبقى لكم وكفا كم منه اليسير.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن أبي داود ثنا عمرو بن عثمان ثنا عقبة بن علقمة حدثني الارزاعى عن بلال بن سعد. قال: لما حضرت أبي الوفاة قال لي: يا بني ادع بنيك، فأمرت أهلي فألبسوهم قمصا بيضا، فقال:

«اللهم إنى أعيذهم من الكفر وضلالة العمل، ومن السباء والفقر إلى بني آدم. رواه ابن المبارك عن الأوزاعي عن بلال عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح رأسه ودعا له به.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إبراهيم بن دحيم ثنا أبي ثنا الوليد بن مسلم

ص: 232

عن الأوزاعي عن بلال. قال: كانوا إذا أعتقوا عتيقا قالوا انطلق تحت كنف لله، وابتغ الخير لنفسك، فإن رادتك رادة من الزمان فإلي.

أسند بلال بن سعد عن أبيه سعد بن تميم السكوني، وعن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وجابر بن عبد الله، رضي الله تعالى عنهم.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا أبو مسهر ح. وحدثنا ابراهيم بن احمد المقرى ثنا أبو عمران الجوني ثنا هشام بن عمار قالا ثنا صدقة ابن خالد حدثني عمرو بن شراحيل عن بلال بن سعد بن تميم السكوني عن أبيه. قال: قلت: «يا رسول الله أي الناس خير؟ قال أنا وأقراني، قلنا ثم ماذا يا رسول الله؟ قال ثم القرن الثانى، قلنا يا رسول الله ثم ماذا؟ قال القرن الثالث، قلنا ثم ماذا يا رسول الله؟ قال ثم يكون قوم يحلفون ولا يستحلفون، ويشهدون ولا يستشهدون، ويؤتمنون ولا يؤدون» رواه معلى بن منصور عن صدقة مثله.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان حدثني عثمان بن إسماعيل ابن عمران الدمشقي ح. وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد إبراهيم أبو عامر النحوي ثنا سليمان بن عبد الرحمن قالا: ثنا الوليد بن مسلم ثنا عبد الله بن العلاء وغيره قال سمعت بلال بن سعد يحدث عن أبيه. قال: «قيل يا رسول الله ما للخليفة بعدك؟ قال مثل الذي لي ما عدل في الحكم، وأقسط في القسم، ورحم ذا الرحم، فمن فعل غير ذلك فليس مني ولست منه» .

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن أحمد ثنا أبو غسان مالك بن يحيى السوسي ثنا معاوية بن يحيى أبو عثمان الشامي ثنا عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن بلال عن عبد الله بن عمر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أول ما افترض الله على أمتي الصلوات الخمس، وأول ما يرفع من أعمالهم الصلوات الخمس، وأول ما يسألون عنه الصلوات الخمس» .

• حدثنا سليمان أحمد ثنا أبو حنيفة محمد بن حنيفة الواسطى ثنا عمى احمد ابن محمد بن ماهان ثنا أبي ثنا طلحة بن زيد عن الوضين بن عطاء عن بلال بن

ص: 233

سعد عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «من ستر عورة فكأنما أحيا موءودة» . غريب من حديث الوضين عن بلال تفرد به طلحة، وحديث بلال عن ابن عمر تفرد به معاوية بن يحيى عن الأوزاعي.

‌يزيد بن ميسرة

ومنهم البليغ في الوعظ والتذكرة، المصيب في الرأي والمشورة، أبو يوسف يزيد بن ميسرة.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن العباس ثنا محمد بن عمرو بن حيان ثنا بقية بن الوليد ثنا أبو سلمة سليمان بن سليم ثنا يحيى بن جابر الطائي.

قال: قدم علينا عون بن عبد الله فدخل المسجد فوعظنا موعظة لم نسمع مثلها ثم قال: هل فيكم أحد مريض نعوده؟. قلنا يزيد بن ميسرة، فدخلنا على يزيد وهو مضطجع على فراشه، فوعظنا عون موعظة أنسانا التي كانت في المسجد، فاستوى يزيد بن ميسرة جالسا فقال: بخ بخ، لقد استعرضت بحرا عريضا، ثم استخرجت منه نهرا عظيما، ونصبت عليه شجرا كثيرا، فإن يك شجرك مثمرا أكلت وأطعمت، وإن يك شجرك غير مثمر فإن من وراء كل شجرة فأسا، ثم قال يزيد لعون ثم ماذا؟ قال عون ثم يقطع، قال ثم ماذا؟ قال ثم يوضع في النار، قال هو ذاك. رواه ابن المبارك عن بقية، وزاد قال بقية فسمعت عتبة بن أبي حكيم يقول: قال عون - ولقيته بواسط - ما وقعت من قلبي موعظة قط كموعظة يزيد بن ميسرة.

• حدثناه أبو محمد بن حيان ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين المروزي ثنا عبد الله بن المبارك ثنا بقية: به.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن عمر بن الحسن الحلبي ثنا أبو نعيم الحلبي وغيره ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي. قال: قدم عطاء الخراساني على هشام فنزل على مكحول، فقال لمكحول هاهنا أحد يحركنا؟ قال نعم! يزيد بن ميسرة، فأتوه فقال عطاء: حركنا رحمك الله، قال نعم! كانت العلماء

ص: 234

إذا علموا عملوا، فإذا عملوا، شغلوا فإذا شغلوا فقدوا، فإذا فقدوا طلبوا، فإذا طلبوا هربوا. قال: أعد علي، فأعاد عليه فرجع عطاء ولم يلق هشاما!!.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم قال ثنا أبو شرحبيل الحمصي ثنا أبو اليمان ثنا إسماعيل بن عياش عن راشد بن أبى راشد عن يزيد ابن ميسرة. قال: لا تبذل علمك لمن لا يسأله، ولا تنثر اللؤلؤ عند من لا يلتقطه، ولا تنشر بضاعتك عند من يكسدها عليك.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا داود ابن عمرو الضبي ثنا إسماعيل بن عياش حدثني أبو راشد التنوخي عن يزيد.

قال: كان أشياخنا يسمون الدنيا الدنية، ولو وجدوا لها اسما شرا منه لسموها، كانوا إذا أقبلت إلى أحدهم دنيا قالوا إليك إليك عنا يا خنزيرة لا حاجة لنا بك، إنا نعرف إلهنا.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا هشيم بن خارجة ثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد عن يزيد بن ميسرة. قال: الشح ما بين مخلاة المسكين وتاج الملك.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا هشيم ثنا إسماعيل بن عياش عن سليمان [بن سليم الكناني عن يحيى بن جابر الطائي عن يزيد بن ميسرة]

(1)

الكندي: أنه كان يقول: ما أحب أن أكون نخاسا، ولأن أكون نخاسا أحب إلي من أن أجمع الطعام بعضه على بعض أتربص به الغلاء على المسلمين.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسن الصوفي ثنا الهيثم بن خارجة ثنا إسماعيل بن عياش عن سليمان ابن سليم عن يحيى بن جابر عن يزيد بن ميسرة. قال: البكاء من سبعة أشياء؛ من الفرح، والحزن، والفزع، والوجع والرياء، والشكر، وبكاء من خشية الله فذلك الذي تطفي الدمعة منه أمثال الجبال من النار.

(1)

زيادة فى مغ

ص: 235

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا الهيثم بن خارجة ثنا إسماعيل بن عياش عن سليمان بن سليم عن يحيى بن جابر بن يزيد ح. وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي عن ضمرة عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن يزيد بن ميسرة.

قال: اتق نار المؤمن لا تحرقك، فإنه لو عثر في اليوم سبع مرات كانت يده بيد الله، ينعشه

(1)

إذا شاء. رواه ابن المبارك عن إسماعيل بن عياش وحريز ابن عثمان عن يحيى بن جابر.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد ثنا جعفر بن محمد بن فضيل ثنا يزيد بن عبد ربه ثنا بقية قال سمعت راشد بن أبي راشد يقول قال يزيد بن ميسرة: لا تضر نعمة معها شكر، ولا بلاء معه صبر، ولبلاء في طاعة الله خير من نعمة في معصية الله. رواه محمد بن حرب عن راشد مثله.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا دحيم ثنا الوليد ابن مسلم ثنا ثور عن محفوظ بن علقمة عن يزيد بن ميسرة. قال: كل مهر لا يوضع لله فيه شيء ملعون، أو غير مبارك.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا أبو التقي ثنا بقية ثنا إسماعيل بن يحيى بن جابر عن يزيد. قال: المرأة الفاجرة كألف فاجر، والمرأة الصالحة يكتب لها عمل مائة صديق.

أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - قال ثنا موسى بن إسحاق ثنا محمد بن بكار ثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو أن يزيد بن حصين السكوني حين ولي حمص أرسل إلى يزيد بن ميسرة. قال: يا أبا يوسف كيف ترى فيما ابتلينا به من هذا السلطان؟ قال اتق الله أيها الأمير، وإياك والعجلة، وعليك بالأناة، وفي السجن راحة، هل تدري ما يقال لصاحب السلطان؟ أيها المسلط لا ينفخنك روح الشيطان، فإنك إنما خلقت من تراب وإلى التراب تعود، ورثت مكان من قبلك وغيرك وارث مكانك غدا.

(1)

فى هامش ز: نعشه الله رفعه ولا يقال انشه

ص: 236

• حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عطاء ثنا محمد بن أبي سهل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو أسامة حدثني الأحوص بن حكيم عن زهير بن عبد الرحمن عن يزيد - وكان قد قرأ الكتب - قال: إن الله تعالى أوحى فيما أوحى إلى موسى بن عمران عليه السلام، إن أحب عبادي إلي الذين يمشون في الأرض بالنصيحة، والذين يمشون على أقدامهم إلى الجمعات، والمستغفرون بالأسحار، أولئك الذين إذا أردت أن أصيب أهل الارض بعذاب ورأيتهم كففت عنهم عذابى، وإن أبغض عبادي إلي الذي يقتدي بسيئة المؤمن ولا يقتدي بحسنته.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو المغيرة ح. وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا ابن أبي عاصم ثنا الحوطي ثنا إسماعيل بن عياش قالا: ثنا صفوان بن عمرو قال حدثني عبد الأعلى بن عدي البهراني، وقال الحوطى عبد الرحمن ابن عدي عن يزيد بن ميسرة. قال:

إن الله تعالى يقول أيها الشاب التارك شهوته لي، المبتذل شبابه من أجلي، أنت عندي كبعض ملائكتي.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا سعيد بن منصور ثنا إسماعيل بن عياش عن سليمان بن سليم الكناني عن يحيى بن جابر الطائي عن يزيد بن ميسرة. قال: إن حكيما من الحكماء كتب ثلاثمائة وستين مصحفا حكما، فبعثها في الناس، فأوحى الله تعالى إليه إنك ملأت الأرض نفاقا وإن الله تعالى لم يقبل من نفاقك شيئا.

• حدثنا أبي ومحمد بن علي - في جماعة - قالوا: ثنا محمد بن نصير ثنا اسماعيل ابن عمرو ثنا فرج بن فضالة عن أبي راشد عن يزيد بن ميسرة قال: قال عيسى عليه السلام من عمل بغير مشورة باطلا يتعنى.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد ثنا أبو الربيع الرشديني ثنا ابن وهب ح.

وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا علي بن إسحاق ثنا الحسين المروزي ثنا عبد الله ابن المبارك قالا: ثنا إسماعيل بن عياش عن سليمان بن سليم الحمصى عن يحيى

ص: 237

ابن جابر عن يزيد بن ميسرة. قال: كان طعام يحيى بن زكريا عليه السلام الجراد وقلوب الشجر، وكان يقول: من أنعم منك يا يحيى؟! طعامك الجراد وقلوب الشجر، لم يذكر ابن وهب يحيى بن جابر.

• وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان بن عمرو ثنا عبد الرحمن بن عدي عن يزيد بن ميسرة.

قال: أحسنوا صحابة نعم الله! فو الله ما أنفرها عن قوم فكادت ترجع إليهم.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ح.

وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو المغيرة الفرج

(1)

بن فضالة ثنا أبو راشد التنوخي عن يزيد بن ميسرة. قال:

كانت أحبار بني إسرائيل الصغير منهم والكبير لا يمشي إلا بالعصا، مخافة أن يختال في مشيته إذا مشى.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان بن عمرو حدثني شريح بن عبيد عن يزيد. قال: كان إبراهيم يطعم الناس والمساكين أسمن ما يكون من غنمه، ويذبح لاهله المهزول والردئ منها، فكان أهله يقولون له أتذبح للناس والمساكين السمين من غنمك وتطعمنا المهزول؟! فقال إبراهيم عليه السلام: بئس مالي إن ألتمس خير ما عند ربي بشر مالي.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمود بن أحمد بن الفرج ثنا إسماعيل بن عمرو ثنا الفرج بن فضالة عن أبي راشد عن يزيد بن ميسرة. قال: قال عيسى عليه السلام بحق أقول لكم، كما تواضعون فكذلك ترفعون، وكما ترحمون كذلك ترحمون، وكما تقضون من حوائج الناس فكذلك الله تعالى يقض من حوائجكم.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ح. وحدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا ابن أبي عاصم قال ثنا محمد بن مصفى قالا: ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد عن يزيد ابن ميسرة. قال: كان المسيح عليه السلام يقول: إن أحببتم أن تكونوا

(1)

فى مغ: محمد بن فضالة وتقدم وسيأتى عن الاصلين أنه الفرج.

ص: 238

أصفياء الله ونور بنى آدم، فاعفو عن من ظلمكم، وعودوا من لا يعودكم، واقرضوا من لا يجزيكم، وأحسنوا إلى من لا يحسن إليكم.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا بن أبي عاصم ثنا محمد بن مسمع ثنا اسماعيل ابن عياش عن عبد الرحمن بن نجيح قال سمعت يزيد بن ميسرة. يقول: إن ظللت تدعو على رجل ظلمك فإن الله تعالى يقول إن آخر يدعو عليك، إن شئت استجبنا لك واستجبنا عليك، وإن شئت أخرتكما إلى يوم القيامة ووسعكما عفو الله.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو المغيرة ثنا راشد بن سعد عن يزيد بن ميسرة: أن المسيح عليه السلام كان يقول لأصحابه: إن استطعتم أن تكونوا بلها فى الله مثل الحمام فافعلوا، قال وكان يقال ليس شيء أبله من الحمام، إنك تأخذ فرخيه من تحته فتذبحهما ثم يعود إلى مكانه ذلك فيفرخ فيه.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان بن عمرو عن يزيد بن ميسرة. قال: قال أيوب النبي عليه السلام: يا رب إنك أعطيتني المال والولد، فلم يقم أحد على بابي يشكوني بظلم ظلمته وأنت تعلم ذلك، وأنه كان يوطأ لي الفراش فأتركها وأقول لنفسي يا نفس إنك لم تخلقى لوط ء الفراش، ما تركت ذلك إلا ابتغاء فضلك.

• حدثنا محمد ابن علي ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا محمد بن عمرو القزويني

(1)

ثنا عبد القدوس ابن الحجاج حدثني صفوان بن عمرو عن يزيد بن ميسرة. قال: لما ابتلى الله أيوب بذهاب المال والأهل والولد، فلم يبق له شيء أحسن من الذكر والحمد لله رب العالمين، ثم قال: أحمدك رب الأرباب الذي أحسنت إلي، قد أعطيتني المال والولد فلم يبق من قلبي شعبة إلا قد دخله ذلك، فأخذت ذلك كله وفرغت قلبي فليس يحول بيني وبينك شيء، فمن ذا تعطيه المال والولد فلا يشغله حب المال والولد عن ذكرك؟! لو يعلم عدوي إبليس بالذي صنعت

(1)

فى ز: الغزى

ص: 239

إلي حسدني، قال فلقي إبليس من هذا شيئا منكرا.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان بن عمرو. قال: كان يزيد بن ميسرة فيما بلغنا يقول:

إذا زكاك رجل في وجهك فأنكر. عليه واغضب ولا تقر بذلك، وقل اللهم لا تؤاخذني بما يقولون، واغفر لي ما لا يعلمون. قال: وكان يزيد بن ميسرة يقول: ابدءوا بالذي يحق لله عليكم، ولا تعلموا الله ما ينبغي لكم. قال: وكان يزيد بن ميسرة يقول: اللهم اجعل مخافتك في قلوبنا، وأدم على قلوبنا ذكر الموت، أيها الناس اذكروا أين أنتم اليوم؟ وأين تكونوا غدا؟ اليوم في البيوت تتكلمون، وغدا فى القبور سكوت، فطوبى للابرار الشاكرين! يا غافلين تشيعون الميت إلى قبره ويقول ويلكم إنما أنتم غدا مثلي، أيتها النفس ألا تنظرين إلى ما رأيت في الدنيا، وما لم تر على مثل ذلك، إنما هي كأرواح تذهب لا يرى لها أثر، أو كثور يدور يذهب الأول فالأول.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا علي بن إسحاق ثنا عبد الله - يعني ابن المبارك - ثنا إسماعيل بن عياش حدثني أبو سلمة عن يحيى بن جابر عن يزيد بن ميسرة. قال: إن العبد ليمرض المرضة وما له عند الله من خير، فيذكره الله بعض ما سلف من خطاياه، فيخرج من عينه مثل رأس الذباب من الدموع من خشية الله، فيبعثه الله إن بعثه مطهرا، ويقبضه إن قبضه على ذلك.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان بن عمرو عن يزيد بن ميسرة ح. وحدثنا أبو بكر محمد ابن أحمد المؤذن ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا محمد بن الحسين ثنا هشام بن عبد الله الرازي ثنا بقية عن صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد عن يزيد بن ميسرة: أن رجلا ممن مضى جمع مالا وولدا، فأوعى ولم يدع صنفا من أصناف المال إلا اتخذه، وابتنى قصرا وجعل عليه بابين وثيقين، وجعل عليه حرسا من غلمانه، ثم جمع أهله وصنع لهم طعاما، وقعد على

ص: 240

سريره ورفع إحدى رجليه على الأخرى وهم يأكلون فلما فرغوا من طعامهم.

قال: يا نفس انعمي لسنين قد جمعت ما يكفيك! قال فلم يفرغ من كلامه حتى أقبل إليه ملك الموت في هيئة رجل عليه خلقان من الثياب، في عنقه مخلاة يتشبه بالمساكين، فقرع الباب قرعة أفزعه وهو على فرشه، فوثب إليه الغلمة فقالوا ما أنت وما شأنك؟ قال: ادعوا لى مولاكم، قالوا إليك يخرج مولانا؟! قال نعم! فادعوه، قال فأرسل إليهم مولاهم من هذا الذي قرع الباب؟ فأخبروه بهيئته، قال فهلا فعلتم وفعلتم؟ قالوا قد فعلنا. ثم أقبل أيضا فقرع الباب قرعة هي أشد من الأولى، قال وهو على فراشه، قال فوثب إليه الحرس فقالوا قد جئت أيضا!! قال: نعم! فادعوا لي مولاكم وأخبروه أني ملك الموت، قال فلما سمعوه ألقي عليهم الذل والتخشع فجاء الحرس فأخبروا سيدهم بالذي قال لهم ملك الموت، فقال لهم سيدهم قولوا له قولا لينا، وقولوا له هل تأخذ معه أحدا غيره؟ قال فأتوه فأخبروه بذلك، قال فدخل عليه فقال قم فاصنع في مالك ما أنت صانع، فإني لست بخارج منها حتى أخرج نفسك وأحضر ماله بين يديه، فقال حين رآه: لعنك الله من مال فأنت شغلتني عن عبادة ربي ومنعتني أن أتخلى لربي، فأنطق الله المال فقال لم سببتني؟ وقد كنت وضيعا في أعين الناس فرفعتك لما يرى عليك من أثري، وكنت تحضر سدد الملوك فتدخل، ويحضر عباد الله الصالحون فلا يدخلون، ألم تكن تخطب بنات الملوك والسادة فتنكح، ويخطب عباد الله الصالحون فلا ينكحون، ألم تكن تنفقني في سبل الخبث ولا أتعاصى، ولو أنفقتني في سبيل الله لم أتعاصى عليك، فأنت ألوم فيه مني، إنما خلقت أنا وأنتم يا بني آدم من تراب، فمنطلق بإثم، ومنطلق ببر. فهكذا يقول المال فاحذروا، وقبض ملك الموت روحه فمات - السياق لهما، ودخل حديث بعضهم على بعض.

• حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبد الله ثنا صفوان بن عمرو قال وجدت في كتاب يزيد بن ميسرة: ما أشد الشهوة في الجسد، إنها مثل حريق النار وكيف ينجو منها الحصوريون.

(16 - حلية - خامس)

ص: 241

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا الحكم بن نافع ثنا إسماعيل بن عياش عن أبي راشد عن يزيد بن ميسرة: أنه تزوج امرأة مسكينة فقيرة سيئة الخلق لها أولاد، فكان ينفق على أولادها.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا الحكم ابن نافع ثنا إسماعيل بن عياش عن سليمان بن سليم عن يحيى بن جابر عن يزيد ابن ميسرة: أنه كان يقول: من رد سائلا فقد قتله.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا يزيد بن عبد ربه ثنا محمد بن حرب. قال: سمعت أبا راشد يقول: بعثني يزيد بن ميسرة إلى غريم له فلزمته، فقال لى غريمه: مر أبا يوسف يأتي ليقبض حقه، فأخرجته من المسجد فقعد على ركن من أركان الكنيسة، ثم قال لغريمه اعطنى حقى، قال له ايت القاضي، قال لم؟ قال أخاصمك إليه، قال له ادفع إلي حقي وإلا فانطلق. فقلت: يا أبا يوسف ايت القاضي حتى يدفع إليك حقك، قال وما يؤمنني أن يكلمني بكلام لا أرضى وقد قال الله تعالى {(فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم)} الآية.

• حدثنا أحمد بن عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد ثنا محمد بن حرب عن أبي راشد عن يحيى بن جابر: أن يزيد سأل العباس بن الوليد أن يطرح عطاءه ويكتبه في سجل، وأنه باع ما كان له من شيء فتصدق به، حتى باع منزله الذي كان يسكنه، وأنه كان يقول بعد ذلك اللهم لا أكون عذرت، اللهم عجل قبضي إليك، قال: فلم يلبث إلا يسيرا حتى قبضه الله.

• حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبد الله ثنا صفوان بن عمرو ثنا عبد الرحمن بن عدي البهراني عن يزيد بن ميسرة. قال:

[يقول الله تعالى أبيتم أن تدخلوا الجنة طائعين، لأقطعن لها قطعا من خلقي ما عملوا لها عملا ساعة ليلا ولا نهارا قط، وهم ذراري المؤمنين.

• حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو شعيب الخراساني ثنا يحيى بن عبد الله ثنا

ص: 242

صفوان بن عمرو ثنا أبو إسحاق البهراني عن يزيد بن ميسرة. قال]

(1)

: إن الله تعالى إذا سلط السباء

(2)

على قوم فقد خرجوا من عين الله ليس له فيهم حاجة.

أسند يزيد بن ميسرة عن أم الدرداء.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا عبد الوهاب بن الضحاك ثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن يزيد بن ميسرة عن أم الدرداء عن أبي الدرداء. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من شيء أثقل في الميزان من خلق حسن» .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا مطلب بن شعيب وبكر بن سهل قالا: ثنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن يزيد بن ميسرة. قال: سمعت أم الدرداء تقول سمعت أبا الدرداء يقول سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول:

«إن الله تعالى قال يا عيسى إني باعث من بعدك أمة، إن أصابهم ما يحبون حمدوا وشكروا، وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا، ولا حلم ولا علم.

قال: يا رب كيف هذا ولا حلم ولا علم؟ قال: أعطيهم من حلمي وعلمي».

‌إبراهيم بن أبي عبلة

ومنهم إبراهيم بن أبي عبلة. كان أمينا قارئا، كان في علمه وقراءته هنيا مريا، وفي مواعظه ونصائحه بليغا قويا، رحمة الله تعالى عليه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبيد العسقلاني ثنا أبو عمير بن نحاس ثنا ضمرة بن ربيعة عن إبراهيم بن أبي عبلة. قال: قدم الوليد بن عبد الملك فأمرني فتكلمت، فلقيني عمر بن عبد العزيز فقال: يا إبراهيم لقد وعظت موعظة وقعت من القلوب.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبيد بن آدم ثنا أبو عمير بن النحاس ثنا ضمرة. قال: قال لي إبراهيم بن أبي عبلة قال لي الوليد بن عبد الملك: فى كم تختم

(1)

نقص فى مغ.

(2)

السباء: عن المختصر وفى الاصلين السباع.

ص: 243

القرآن؟ قلت في كذا وكذا، فقال: أمير المؤمنين على شغله يختم في كل سبع أو ثلاث.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن أحمد بن راشد ثنا عبد الله بن هانئ بن عبد الرحمن المقدسي قال ثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة. قال: سأل عمرو بن الوليد رجلا عن إبراهيم بن أبي عبلة. فأخبره، فقال عمرو: إنه ما علمت هنيا مريا من الرجال.

• حدثنا [عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أحمد بن راشد ثنا]

(1)

عبد الله ابن هانئ بن عبد الرحمن قال حدثني أبي هانى عن إبراهيم بن أبي عبلة. قال:

بعث إلي هشام بن عبد الملك فقال لي: يا إبراهيم إنا قد عرفناك صغيرا، واختبرناك كبيرا، فرضينا سيرتك وحالك، وقد رأيت أن أخلطك بنفسي وخاصتي، وأشركك في عملي، وقد وليتك خراج مصر. قال فقلت: أما الذي عليه رأيك يا أمير المؤمنين فالله يجزيك ويثيبك، وكفى به جازيا ومثيبا، وأما الذى أنا عليه فمالى بالخراج بصر، وما لي عليه قوة. قال فغضب حتى اختلج وجهه، وكان في عينيه قبل

(2)

فنظر إلي نظرا منكرا ثم قال: لتلين طائعا أو لتلين كارها؟ قال فأمسكت عن الكلام حتى رأيت غضبه قد انكسر، وسورته قد طفئت، فقلت: يا أمير المؤمنين أتكلم؟ قال نعم! قلت إن الله سبحانه قال في كتابه {(إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها)} الآية. فو الله يا أمير المؤمنين ما غضب عليهن إذ أبين، ولا أكرههن إذ كرهن، وما أنا بحقيق أن تغضب على إذ أبيت، ولا تكرهني إذ كرهت. قال: فضحك حتى بدت نواجذه. ثم قال: يا إبراهيم قد أبيت إلا فقها، لقد رضينا عنك وأعفيناك.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو بكر بن راشد ثنا عبد الله بن هانئ ثنا ضمرة. قال: سمعت إبراهيم بن أبي عبلة يقول: رحم الله الوليد، وأين مثل الوليد

(1)

زيادة فى مغ

(2)

فى هامش ز: القبل فى العين اقبال السواد على الانف ورجل اقبل: بين القبل وهو الذى كأنه ينظر الى طرف انفه

ص: 244

هدم كنيسة دمشق وبنى مسجد دمشق رحم الله الوليد، وأين مثل الوليد، [افتتح الهند والأندلس رحمه الله]

(1)

كان يعطيني قصاع الفضة أقسمها على قراء مسجد بيت المقدس.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبيد بن آدم ثنا أبو عمير ثنا ضمرة. قال: قال إبراهيم بن أبي عبلة: كان الوليد يبعث معي بقصاع الفضة إلى أهل بيت المقدس فأقسمها فيهم.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا موسى بن عيسى بن المنذر ثنا أبي ثنا بقية عن إبراهيم بن أبي عبلة. قال: مرض أهلي فكانت أم الدرداء تصنع لى الطعام، فلما برءوا قالت: إنما كنا نصنع طعامك إذ كان أهلك مرضى، فأما إذا برئ فلا.

أدرك عدة من الصحابة ورأى منهم أنس بن مالك، وأبا أبي عبد الله بن أم حرام الأنصاري، وواثلة بن الأسقع، وعبد الله بن بسر، وأبا أمامة.

وروى عن عبادة بن الصامت، وعتبة بن غزوان السلمي، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وأرسل عنهم.

• حدثنا الحسن بن علان ثنا أحمد بن عيسى بن السكن قال حدثني أبو عمرو الزبير بن محمد الرهاوي قال ثنا قتادة بن فضل الحرشي عن إبراهيم بن أبي عبلة. قال: «قلت لأنس بن مالك كيف أتوضأ؟ قال: أتسألني كيف أتوضأ ولا تسألني كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ!! قال قلت نعم! قال:

رأيته يتوضأ ثلاثا وقال: بذلك أمرني ربي عز وجل».

• حدثنا سليمان بن أحمد قال حدثني إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي ثنا عمرو بن عثمان قال ثنا عبد السلام بن عبد القدوس عن إبراهيم عن أنس. قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من تزوج امرأة لعزها لم يزده الله إلا ذلا، ومن تزوجها لما لها لم يزده الله إلا فقرا، ومن تزوجها لحسبها لم يزده الله إلا دناءة، ومن تزوجها لم يتزوجها إلا ليغض بصره ويحصن فرجه، أو يصل رحمه، إلا بارك الله له فيها وبارك لها فيه» . غريب من حديث إبراهيم تفرد به ابن عبد القدوس.

(1)

زيادة فى مغ

ص: 245

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا أحمد بن علي الخزاز ثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة ثنا أبو العباس عن إبراهيم. قال: رأيت على عبد الله بن أم حرام ثوبا جديدا.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن جعفر الرازي ثنا علي بن الجعد ثنا غياث بن إبراهيم ثنا إبراهيم. قال: سمعت عبد الله بن أم حرام الأنصاري يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكرموا الخبز فإن الله سخر له بركات السموات والأرض» . -لفظهما سواء، وأبو العباس أراه غياث بن إبراهيم.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن النضر العسكري ثنا سعيد بن حفص النفيلي ثنا محمد بن محصن العكاشي عن إبراهيم عن أبي أمامة. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم بارك لأمتي في سحورها، تسحروا ولو بشربة من ماء، ولو بتمرة، ولو بحبات زبيب، فإن الملائكة تصلي عليكم» .

تفرد به عن إبراهيم العكاشي وهو محمد بن إسحاق.

(1)

.

• حدثنا الحسن بن علي ثنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن بهلول ثنا جدي ثنا أبي ثنا طلحة بن زيد عن إبراهيم عن واثلة بن الأسقع. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله» .

• حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي اليقطيني ثنا محمد بن الحسن ابن قتيبة ثنا محمد بن أيوب بن سويد ثنا أبي ثنا إبراهيم بن أبي عبلة عن أبي الزاهرية عن رافع بن عمير. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قال الله تعالى لداود ابن لي بيتا في الأرض، فبنى داود عليه السلام بيتا لنفسه قبل البيت الذي أمر به، فقال الله تبارك وتعالى: يا داود بنيت بيتك قبل بيتي؟! فقال أي رب هكذا قلت فيما قضيت من ملك استأثر، ثم أخذ في بناء المسجد، فلما تم السور سقط ثلثاه، فشكا ذلك إلى الله تعالى فأوحى الله تعالى إليه أنه لا يصلح أن تبني لي بيتا، قال أي رب ولم؟ قال لما جرت على يديك من الدماء،

(1)

الذى فى الخلاصة محمد بن محصن هو ابن اسحاق بن ابراهيم بن محمد بن عكاشة بن محصن الاسدى العكاشى.

ص: 246

قال أى رب أو ليس ذاك فى هواك ومحبتك؟ قال بلى! ولكنهم عبادي وأنا أرحمهم، قال فشق ذلك عليه، فأوحى الله إليه أن لا تحزن فإني سأقضي بناءه على يدي ابنك سليمان، فلما مات داود عليه السلام أخذ سليمان عليه السلام في بنيانه، فلما تم قرب القرابين وذبح الذبائح، فجمع بني إسرائيل فأوحى الله تعالى إليه قد أرى سرورك ببنيانك بيتى، فسلنى أعطك، قال أسألك ثلاث خصال؛ حكما يصادف حكمك، وملكا لا ينبغي لأحد من بعدي، ومن أتى هذا البيت لا يريد إلا الصلاة فيه خرج من ذنوبه كهيئة يوم ولدته أمه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما ثنتين فقد أعطيهما، وأنا أرجو أن يكون قد أعطي الثالثة». غريب من حديث إبراهيم، تفرد به أيوب بن سويد.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن أحمد بن الوليد الكرابيسى ثنا محمد ابن أبي السري ثنا محمد بن حمير ثنا إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي عن الوليد ابن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير عن عوف بن مالك الأشجعي. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذا أوان العلم أن يرفع، فقال له زياد ابن لبيد الأنصاري: يا رسول الله وكيف يرفع العلم وفينا كتاب الله نتعلمه ونعلمه أبناءنا ويعلمه أبناؤنا أبناءهم؟ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ظننتك يا ابن لبيد إلا من فقهاء أهل المدينة، أو ليس التوراة والإنجيل في أيدي أهل الكتاب فما أغنى عنهم، قال جبير بن نفير: فلقيت شداد بن أوس فحدثته بهذا الحديث قال: وما حدثك بما يرفع العلم؟ قلت لا! قال بموت العلماء وبدو ذلك أن يرفع الخشوع فلا ترى خاشعا» رواه الليث بن سعد عن إبراهيم بن أبي عبلة مثله.

• حدثنا الحسن بن علي الوراق ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا أبو جعفر النفيلي قال ثنا كثير بن مروان المقدسي عن إبراهيم بن أبي عبلة عن عقبة بن وساج عن عمران بن حصين. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء إنما أن يشار إليه بالأصابع، قالوا يا رسول الله وإن كان خيرا؟ قال وإن كان خيرا فهو مزلة، إلا من رحم الله، وإن كان شرا فهو شر» .

ص: 247

• حدثنا الحسن بن علي ثنا عبد الله بن ناجية وسليمان بن عيسى الجوهري قالا: ثنا عبد الرحمن بن يونس الرقي ثنا محمد بن حميد عن إبراهيم بن أبي عبلة عن عقبة بن وساج عن أنس بن مالك. قال: «قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وليس فى اصحابه أشمط غير ابى بكر الصديق، فغلفها بالحناء والكتم» .

• حدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب ثنا أبو بكر أحمد بن عمرو البزاز ثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي ثنا يحيى بن حسان حدثني الوليد بن رباح عن إبراهيم بن أبي عبلة عن أبي حفص. قال: قال عبادة بن الصامت لابنه: «يا بني لن تجد حقيقة الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول ما خلق الله القلم، فقال اكتب قال يا رب ماذا اكتب؟ قال اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة، يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

من مات على غير هذا فليس مني». غريب من حديث إبراهيم تفرد به يحيى عن الوليد. ورواه إبراهيم عن أبي يزيد الأودي عن عبادة نحوه.

• حدثنا أبي وعبد الله بن محمد ومحمد بن جعفر في جماعة قالوا: ثنا إبراهيم ابن محمد بن الحسن ثنا سعيد بن رحمة ثنا محمد بن حمير عن إبراهيم عن عكرمة عن ابن عباس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أعان ظالما ليدحض بباطله حقا فقد برئ من ذمة الله وذمة رسوله، ومن أكل درهما من ربا فهو مثل ثلاثة وثلاثين زنية، ومن نبت لحمه من سحت فالنار أولى به» . غريب من حديث إبراهيم تفرد به محمد بن حمير.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا سلامة بن ناهض وعلي بن سعيد بن بشير الرازي قالا: ثنا عبد الله بن هانئ بن عبد الرحمن بن أبي عبلة حدثني أبي ثنا عمي إبراهيم بن أبي عبلة عن عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس قالا: «كنا نتعلم الاستخارة كما يتعلم أحدنا السورة من القرآن، اللهم إنى أستخيرك وأستقدرك بقدرتك فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب

ص: 248

اللهم ما قضيت علي من قضاء فاجعل عاقبته إلى خير».

• حدثنا الحسن بن علي ثنا عبد الله بن ناجية ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن يونس السراج ثنا مصعب بن سعيد ثنا محمد بن محصن الأسدي عن إبراهيم عن سالم عن ابن عمر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ترك الرمي بعد ما علمه كانت نعمة أنعم الله بها عليه فتركها» . غريب من حديث إبراهيم لم نكتبه إلا من حديث مصعب عن محمد.

• حدثنا الحسن بن علي ثنا محمد بن دليل الإسكندراني ثنا أحمد بن عبد المؤمن ثنا محمد بن إسحاق ثنا إبراهيم قال سمعت أم الدرداء تحدث عن أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: في هذه الآية: «{(اصبروا وصابروا ورابطوا)} قال: اصبروا على الصلوات الخمس، وصابروا على قتال عدوكم بالسيف، ورابطوا في سبيل الله لعلكم تفلحون» . غريب من حديث إبراهيم لم نكتبه إلا من حديث محمد بن إسحاق وهو ابن محصن العكاشي.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم القاضي ثنا أبو بشير محمد بن أحمد بن حماد الدولابي ثنا عبد الله بن هانئ بن عبد الرحمن المقدسي ثنا أبي ثنا إبراهيم بن أبي عبلة عن أم الدرداء عن أبي الدرداء. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أصبح معافى فى بدنه، آمنا فى سربه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذا فيرها، يا ابن جعشم يكفيك منها ماسد جوعتك، ووارى عورتك، وإن كان بيتا يواريك فذاك، فلق الخبز، وماء الجر، وما فوق ذلك حساب» . غريب من حديث ابراهيم تفرد به ابن أخيه عنه.

• حدثنا القاضي أبو أحمد وعبد الله بن أحمد

(1)

في جماعة قالوا: ثنا محمد بن أحمد بن راشد ثنا عبد الله بن هانئ حدثني أبي عن إبراهيم عن بلال بن أبي الدرداء عن أبي الدرداء. قال: «ما أنكرتم من زمانكم فبما غيرتم من أعمالكم، فان يك خيرا فواها واها، وإن يك شرا فآها آها

(2)

» سمعت ذاك من

(1)

فى مغ: ابن محمد

(2)

فى هامش ز: اذا تعجبت من طيب الشيء قلت واها له ما أطيبه

ص: 249

نبيكم صلى الله عليه وسلم.

• حدثنا القاضي أبو أحمد وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا محمد بن أحمد بن راشد ثنا موسى بن عامر ثنا عراك بن خالد عن ابن أبي عبلة عن عبد الله بن محمد بن يزيد التميمي عن الحسن قال: قدم جندب بن سفيان البجلي البصرة فأقام بها حينا، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فلما خرج من البصرة شيعه الحسن في خمسمائة رجل حتى بلغوا معه حصن المكاتب، فقالوا له: حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم! سمعته يقول:

«من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله فلا تخفروا ذمة الله، ولا يطلبنكم بشيء من ذمته، ولا أعرفن ما أشرفت الجنة لأحدكم حتى اذا عاينها ودنت حيل بينه وبينها بملء كف من دم رجل مسلم اهراقها ظلما» سمعت هذا من نبي الله صلى الله عليه وسلم، وأنا أقول لكم من عندي: إني رأيت أول ما ينتن من الإنسان في القبر بطنه، فلا تدخلوا بطونكم إلا طيبا.

‌يونس بن ميسرة

قال الشيخ رحمه الله: ومنهم الشهيد المحبس، يونس بن ميسرة بن حلبس. رضي الله تعالى عنه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة الدمشقي ثنا هشام بن عمار ثنا الهيثم بن عمران. قال: كنت أجلس إلى يونس بن ميسرة وهو أعمى، فكنت أسمعه يقول: اللهم ارزقنا الشهادة، فقتل سنة اثنتين وثلاثين ومائة مدخل عبد الله بن علي دمشق.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أبو زرعة ثنا أبو مسهر ثنا محمد بن مهاجر قال سمعت يونس بن ميسرة. يقول: أين إخواني؟ أين أصحابي؟ ذهب المعلمون وبقي المتعلمون، وذهب المطعمون وبقي المستطعمون!!.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا بكر بن سهل ثنا عبد الله بن يوسف ثنا

ص: 250

خالد بن يزيد بن صبيح عن يونس بن ميسرة قال: قالت الحكمة يا ابن آدم تلتمسني وأنت تجدني في حرفين؛ تعمل بخير ما تعلم، وتدع شر ما تعلم.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا الحسن بن عبد العزيز [الجروي ثنا أبو مسهر ثنا سعيد بن عبد العزيز]

(1)

عن يونس بن ميسرة. قال: مكتوب في اللوح بين يدي الله تعالى، إني أنا الله لا إله إلا أنا الرحمن الرحيم، أرحم وأترحم، سبقت رحمتي غضبي، وعفوي عقوبتي، وأذنت لمن جاء بواحدة من ثلاثين وثلاثمائة شريعة أن أدخله جنتي.

• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد قال ثنا الحسن بن محمد ثنا أبو زرعة ثنا عباس بن الوليد [ثنا أبو مسهر ثنا عبد الرحمن بن الوليد]

(1)

قال: سمعت ابن حلبس. ينشد هنا البيت عند الموت:

ذهب الرجال الصالحون وأخرت

نتن الرجال لذا الزمان المنتن.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عمران بن بكار ثنا أبو التقي ثنا عمرو بن واقد عن يونس بن حلبس: أنه كان يمر على المقابر بدمشق يهجر يوم الجمعة، فسمع قائلا يقول هذا يونس بن حلبس قد هجر، تحجون وتعتمرون كل شهر، وتصلون كل يوم خمس صلوات، أنتم تعملون ولا تعلمون، ونحن نعلم ولا تعمل. قال: فالتفت يونس فسلم فلم يردوا عليه، فقال: سبحان الله أسمع كلامكم وأسلم فلا تردون؟ قالوا قد سمعنا كلامك ولكنها حسنة وقد حيل بيننا وبين الحسنات والسيئات.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا سهل بن صالح ثنا منصور بن عمار ثنا الوليد بن مسلم عن مروان بن جناح عن يونس ابن ميسرة قال: التقى يونس وقارون، هذا يخسف به وهذا يلجج به

(2)

، فقال قارون ليونس: يا يونس تب إلى الله فإنك تجده عند أول قدم تضعه إليه، فقال له يونس: فما لك أنت لم تتب؟ قال جعلت توبتى لابن عمى.

(1)

- (1) لم ترد فى مغ

(2)

يلجج به أي يذهب به فى اللجة من البحر حينما التقمه الحوت

ص: 251

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا الحسن بن عبد العزيز ثنا عمرو بن أبي سلمة ثنا سعيد - يعني ابن عبد العزيز - عن ابن حلبس. قال: قال عيسى عليه السلام إن الشيطان مع الدنيا، ومكره مع المال، وتزيينه عند الهوى، واستكماله عند الشهوات.

أسند عن عدة من الصحابة منهم معاوية بن أبي سفيان، وعبد الله بن عمرو ابن العاص، وواثلة بن الأسقع، وعبد الله بن بسر. وروى عن أم الدرداء وأبي إدريس الخولاني، وغيرهم رضي الله تعالى عنهم.

• حدثنا أبو مسلم محمد بن معمر ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا هشام بن عمار والحوطي قالا: ثنا الوليد بن مسلم عن مروان بن جناح عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن معاوية بن أبي سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: «الخير عادة، والشر لجاجة» . غريب من حديث يونس تفرد به عنه مروان.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة الدمشقي وأحمد بن محمد بن يحيى ابن حمزة ثنا يحيى بن صالح الوحاظي ثنا سعيد بن عبد العزيز عن ابن حلبس عن عبد الله بن عمرو. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي، فأتبعته بصري، فإذا هو نور ساطع إلى الشام» . غريب من حديث ابن حلبس لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد المقدسي ثنا الحسن بن الفرج الغزي ثنا هشام بن عمار ثنا الوليد بن مسلم ثنا مروان بن جناح عن يونس ابن ميسرة عن واثلة بن الأسقع: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«اللهم إن فلان بن فلان فى ذمتك وحبل جوارك، فقه فتنة القبر وعذاب النار، أنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر له وارحمه إنك أنت الغفور الرحيم» تفرد به مروان عن يونس.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا هشام بن عمار ثنا الوزير بن صبيح ثنا يونس بن ميسرة بن حلبس عن أم الدرداء عن أبي الدرداء

ص: 252

عن النبي صلى الله عليه وسلم: في قول الله عز وجل. {(كل يوم هو في شأن)} قال:

«من شأنه أن يغفر ذنبا، ويفرج كربا، ويرفع قوما، ويضع آخرين» .

• حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا هشام بن عمار ثنا عمرو بن واقد ثنا يونس بن ميسرة عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ بن جبل.

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أول ما نهاني ربي عنه عز وجل بعد عبادة الأوثان عن شرب الخمر وملاحاة الرجال» . غريب من حديث يونس ابن ميسرة تفرد به عنه عمرو.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا موسى بن عيسى بن المنذر ثنا محمد بن المبارك الصوري ثنا عمرو بن واقد ثنا يونس عن أبي إدريس عن معاذ بن جبل. قال: «ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما الفتن وعظمها وشددها، فقال علي بن أبي طالب: يا رسول الله فما المخرج منها؟ قال: كتاب الله فيه حديث ما قبلكم، ونبأ ما بعدكم، وفصل ما بينكم، من تركه من جبار قصمه الله، ومن يبتغي الهدى في غيره أضله الله، هو حبل الله المتين، والذكر الحكيم والصراط المستقيم، هو الذي لما سمعته الجن قالت {(إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به)} الآية. هو الذي لا تختلف به الألسن، ولا يخلقه كثرة الرد» . غريب من حديث أبي إدريس عن معاذ لم نكتبه إلا من حديث يونس.

• حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن يزيد الرفاعي ثنا إسحاق بن سليمان ثنا معاوية بن يحيى عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «إن الرجل إذا خرج يعود أخاله خاض في الرحمة إلى حقويه، فإذا جلس عند المريض واستوى جالسا غمرته الرحمة» .

‌عمر بن عبد العزيز

قال الشيخ رحمه الله ومنهم المحتصن الحريز، ذو الشبحى والأزيز، المولى عمر بن عبد العزيز.

ص: 253

• كان واحد أمته في الفضل، ونجيب عشيرته في العدل، جمع زهدا وعفافا، وورعا وكفافا، شغله آجل العيش عن عاجله، وألهاه إقامة العدل عن عاذله، كان للرعية أمنا وأمانا، وعلى من خالفه حجة وبرهانا، كان مفوها عليما، ومفهما حكيما.

• وقيل: إن التصوف الإعراض عن الدني، والإقبال على البهي، متواثبا للدنو، ومتعاليا للسمو.

• حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين ثنا جدي أبو حصين محمد بن الحسين بن حبيب الوادعي القاضي ثنا عبد الرحمن بن يونس الرقي أخبرني عطاء بن مسلم الخفاف عن عمرو بن قيس الملائي. قال: سئل محمد بن علي بن الحسين عن عمر بن عبد العزيز فقال: أما علمت أن لكل قوم نجيبة، وأن نجيب بني أمية عمر بن عبد العزيز، وأنه يبعث يوم القيامة أمة وحده.

• وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سليمان بن حرب ثنا مبارك بن فضالة عن عبيد الله بن عمر عن نافع. قال: كنت أسمع ابن عمر كثيرا يقول: ليت شعري من هذا الذي في وجهه علامة من ولد عمر يملأ الأرض عدلا؟!.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرزاق قال أخبرني أبي قال: قال وهب بن منبه: إن كان في هذه الأمة مهدي فهو عمر بن عبد العزيز.

• حدثنا محمد بن علي قال ثنا الحسين بن محمد بن حماد ثنا أيوب بن محمد الوزان ثنا ضمرة بن ربيعة عن السري بن يحيى عن رباح بن عبيدة. قال:

خرج عمر بن عبد العزيز الى الصلاة وشيخ متوكئ على يده، فقلت في نفسي إن هذا الشيخ جاف، فلما صلى ودخل لحقته فقلت: أصلح الله الأمير من الشيخ الذي كان متكئا على يدك؟ قال يا رباح رأيته؟ قلت نعم! قال ما أحسبك يا رباح إلا رجلا صالحا، ذاك أخي الخضر أتاني فأعلمني أني سألي أمر هذه الأمة، وأني سأعدل فيها.

ص: 254

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني الحسن بن عبد العزيز ثنا أيوب بن سويد ثنا محمد بن فضالة: أن عبد الله ابن عمر بن عبد العزيز وقف براهب بالجزيرة في صومعة له قد أتى عليه فيها عمر طويل، وكان ينسب إليه علم من علم الكتب، فهبط اليه ولم يرها بطا إلى أحد قبله، وقال له: أتدري لم هبطت إليك؟ قال لا، قال لحق أبيك، إنا نجده من أئمة العدل بموضع رجب من الأشهر الحرم، قال ففسره لنا أيوب بن سويد فقال ثلاثة متوالية: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، أبو بكر وعمر وعثمان، ورجب منفرد منها عمر بن عبد العزيز.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني ثنا عامر

(1)

بن شعيب ثنا يحيى بن أيوب ثنا رزق بن رزق الكندي حدثني جسر القصاب

(2)

قال: كنت أحلب الغنم في خلافة عمر بن عبد العزيز فمررت براع وفي غنمه نحو من ثلاثين ذئبا، فحسبتها كلابا ولم أكن رأيت الذئاب قبل ذلك، فقلت يا راعي ما ترجو بهذه الكلاب كلها؟ فقال يا بني إنها ليست كلابا، إنما هي ذئاب. فقلت سبحان الله ذئب في غنم لا تضرها؟ فقال: يا بني إذا صلح الرأس فليس على الجسد بأس. وكان ذلك في خلافة عمر بن عبد العزيز.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني علي بن سلم الطوسي ثنا سيار ثنا جعفر قال ثنا مالك بن دينار قال: لما استعمل عمر بن عبد العزيز على الناس قال رعاء الشاء: من هذا العبد الصالح - الذي قام على الناس؟ قيل لهم وما علمكم بذلك؟ قالوا إنه إذا قام على الناس خليفة عدل كفت الذئاب عن شائنا.

• حدثنا مخلد بن جعفر ثنا محمد بن يحيى المروزي قال ثنا خالد بن خداش ثنا حماد بن زيد ثنا موسى بن أعين قال: كنا نرعى الشاء بكرمان في خلافة عمر بن عبد العزيز، فكانت الشاء والذيب ترعى في مكان واحد، فبينا نحن ذات ليلة إذ عرض الذيب لشاة، فقلت ما نرى

(1)

فى ز: حامد بن شعيب

(2)

الذى فى الخلاصة: ميمون الكوفى أبو حمزة القصاب. ولم نعثر على جسر هذا. وفى مغ حلس

ص: 255

الرجل الصالح إلا قد هلك. [قال حماد: فحدثني هذا أو غيره أنهم حسبوا فوجدوه قد هلك]

(1)

في تلك الليلة.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا عفان بن مسلم ثنا عثمان بن عبد الحميد ثنا الوليد. قال: بلغنا أن رجلا كان ببعض خراسان. قال: أتاني آت في المنام فقال إذا قام أشج بني مروان فانطلق فبايعه فانه إمام عدل. فجعلت أسأل كلما قام خليفة حتى قام عمر بن عبد العزيز، فأتاني ثلاث مرات في المنام فلما كان آخر ذلك زبرني فأوعدني فرحلت إليه فلما قدمت لقيته فحدثته الحديث، فقال: ما اسمك ومن أين أنت وأين منزلك؟ فقلت بخراسان. قال: ومن أمير المكان الذي أنت به؟ ومن صديقك هناك وعدوك؟ فألطف المسألة ثم حبسني أربعة أشهر [فشكوت إلى مزاحم مولى عمر بن عبد العزيز فقال: إنه كتب فيك، قال فدعاني بعد أشهر]

(1)

فقال: إني كتبت فيك فجاءني ما أسر به من قبل صديقك وعدوك، فهلم فبايعني على السمع والطاعة والعدل، فإذا تركت ذلك فليس عليك بيعة، قال فبايعته. قال: أبك حاجة؟ فقلت لا! أنا غني في المال، إنما أتيتك لهذا فودعته ومضيت.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا هارون بن معروف ثنا ضمرة عن علي بن أبي حملة عن أبي الأعين قال: كنت في صحن بيت المقدس مع خالد بن يزيد بن معاوية، إذ أقبل فتى شاب فسلم على خالد، فأقبل عليه خالد، فقال الفتى لخالد: هل علينا من عين؟ قال فبدرت فقلت. نعم! عليكما من الله عين سميعة بصيرة: فترقرقت عينا الفتى ونزع يده من خالد ثم ولى، فقلت لخالد من هذا؟ قال أما تعرف هذا!! هذا عمر بن عبد العزيز أخو أمير المؤمنين، ولئن طال بك وبه حياة لتراه إمام هدى.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني منصور بن بشير ثنا إسماعيل بن عياش عن ابن إسحاق عن إبراهيم بن عقبة عن عطاء مولى

(1)

- (1) لم ترد فى مغ

ص: 256

أم بكرة الأسلمية عن حبيب بن هند الأسلمي. قال: قال لي سعيد بن المسيب ونحن على عرفة: إنما الخلفاء ثلاثة؛ قلت من الخلفاء؟ قال أبو بكر وعمر وعمر، قلت هذا أبو بكر وعمر قد عرفناهما، فمن عمر الثالث؟ قال إن عشت أدركته، وإن مت كان بعدك.

• حدثنا محمد بن علي ثنا الحسين بن أبي معشر ثنا عمرو بن عثمان وأيوب بن محمد الوزان قالا: ثنا ضمرة عن رجاء عن ابن عون. قال: كان ابن سيرين إذا سئل عن الطلا قال نهى عنه إمام هدى - يعني عمر بن عبد العزيز-.

• حدثنا محمد بن علي ثنا الحسين بن أبي معشر ثنا عمرو ثنا ضمرة عن ابن شوذب. قال: قال الحسن: إن كان مهدي فعمر بن عبد العزيز، وإلا فلا مهدي إلا عيسى بن مريم عليه السلام.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا فطر بن حماد بن واقد ثنا أبي قال سمعت مالك بن دينار. قال: الناس يقولون مالك بن دينار زاهد. إنما الزاهد عمر بن عبد العزيز الذي أتته الدنيا فتركها.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو مرداس الرقي ثنا إبراهيم بن بكار الأسدي ثنا أبو يونس بن أبي شبيب. قال:

شهدت عمر بن عبد العزيز وهو يطوف بالبيت، وإن حجزة إزاره لغائبة فى عكنه، ثم رأيته بعد ما استخلف ولو شئت أن أعد أضلاعه من غير أن أمسها لفعلت!!.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا الحسن بن عبد العزيز ثنا عبد الله بن يوسف عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز. قال: قال لي أبو جعفر - يعني أمير المؤمنين - كم كانت غلة أبيك عمر حين ولي الخلافة؟ قلت أربعين ألف دينار، قال فكم كانت غلته حين توفي؟ قلت أربعمائة دينار، ولو بقي لنقصت.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني حدثني أبي عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال: دعانى

ص: 257

أبو جعفر فقال كم كانت غلة عمر حين أفضت إليه الخلافة؟ قلت خمسون ألف دينار، قال فكم كانت يوم مات؟ قلت ما زال يردها حتى كانت مائتي دينار، ولو بقي لردها.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا إبراهيم بن هشام حدثني أبي عن جدي عن مسلمة بن عبد الملك. قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز أعوده في مرضه، فإذا عليه قميص وسخ، فقلت لفاطمة بنت عبد الملك: يا فاطمة اغسلي قميص أمير المؤمنين. قالت: نفعل إن شاء الله، ثم عدت فإذا القميص على حاله، فقلت يا فاطمة ألم آمركم أن تغسلوا قميص أمير المؤمنين فان الناس يعودونه، قالت والله ما له قميص غيره.

• حدثنا أحمد بن اسحاق ثنا إبراهيم ابن محمد بن الحسن ثنا يزيد بن حكيم أبو خالد العسكري ثنا سعيد بن مسلمة عن أبي [بشير مولى مسلمة بن عبد الملك عن مسلمة)

(1)

قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز في اليوم الذي مات فيه، وفاطمة بنت عبد الملك جالسة عند رأسه، فلما رأتني تحولت وجلست عند رجليه وجلست أنا عند رأسه، فإذا عليه قميص وسخ مخرق الجيب، فقلت لها لو أبدلتم هذا القميص! فسكتت، ثم أعدت القول عليها مرارا حتى غلظت، فقالت: والله ما له قميص غيره.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا محمد بن أبي السري ثنا محمد بن مروان العجلي ثنا عمارة بن أبي حفصة. قال: دخلت على عمر في مرضه وعليه قميص قد اتسخ وتخرق جيبه، فدخل مسلمة فقال لأخته فاطمة بنت عبد الملك امرأة عمر: ناوليني قميصا سوى هذا حتى نلبسه أمير المؤمنين فإن الناس يدخلون عليه فقال عمر دعها يا مسلمة فما أصبح ولا أمسى لأمير المؤمنين ثوب غير الذي ترى عليه.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني الحكم بن موسى ثنا يحيى بن حمزة عن سليمان - يعني ابن داود-: أن عمر بن عبد العزيز قال لبنيه: لا تتهموا الخازن فإني لا أدع إلا أحدا وعشرين دينارا،

(1)

زيادة فى مغ

ص: 258

فيها لأهل الدير أجر مساكنهم، وثمن حقل كانت فيه له، وموضع قبره، فإني أعلم أنهم لا يعتملونه.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا الحسين بن محمد بن حماد قال ثنا سليمان بن عمر الرقي ثنا أبو أمية الخصي غلام عمر بن عبد العزيز. قال:

بعثني عمر بن عبد العزيز بدينارين إلى أهل الدير فقال: إن بعتموني موضع قبري وإلا تحولت عنكم، قال فأتينهم فقالوا لولا أنا نكره أن يتحول عنا ما قبلناه، قال ودخلت مع عمر الحمام يوما فاطلى، فولى مغابنه بيده، ودخلت يوما إلى مولاتي فغدتني عدسا، فقلت كل يوم عدس! فقالت يا بني هذا طعام مولاك أمير المؤمنين عمر.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا الحسين بن محمد ثنا سليمان بن سيف ثنا سعيد ابن عامر عن عون بن المعتمر. قال: دخل عمر بن عبد العزيز على امرأته فقال:

يا فاطمة عندك درهم أشتري به عنبا قالت لا، قال فعندك نمية يعني الفلوس أشتري بها عنبا قالت لا، فأقبلت عليه فقالت: أنت أمير المؤمنين لا تقدر على درهم ولا نمية تشتري بها عنبا!! قال هذا أهون علينا من معالجة الأغلال غدا في نار جهنم.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين المروزي ثنا عبد الله بن المبارك ثنا إبراهيم بن نشيط قال حدثني سليمان بن حميد المدني عن أبي عبيدة عن عقبة بن نافع القرشي: أنه دخل على فاطمة بنت عبد الملك فقال لها: ألا تخبريني عن عمر؟ فقالت: ما أعلم أنه اغتسل لا من جنابة ولا من احتلام منذ استخلفه الله حتى قبضه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين المروزي ثنا عبد الله ابن المبارك قال ثنا أبو الصباح حدثني سهل بن صدقة مولى عمرو بن عبد العزيز حدثني بعض خاصة آل عمر: أنه حين أفضت إليه الخلافة سمعوا في منزله بكاء عاليا، فسألوا عن البكاء فقالوا إن عمر خير جواريه فقال: قد نزل بي أمر قد شغلني عنكن، فمن أحب أن أعتقه أعتقته ومن أحب أن أمسكه أمسكته إن لم يكن مني إليها شيء، فبكين إياسا منه.

ص: 259

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسن ثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى حدثني أبي عن جدي قال: كنت أنا وابن أبي زكريا بباب عمر، فسمعنا بكاء في داره، فسألنا عنه فقالوا خير أمير المؤمنين امرأته بين أن تقيم في منزلها وأعلمها أنه قد شغل عن النساء بما في عنقه، وبين أن تلحق بمنزل أبيها، فبكت فبكى جواريها لبكائها.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين المروزي ثنا ابن المبارك ثنا جرير بن حازم قال أخبرني المغيرة بن حكيم. قال: قالت لي فاطمة بنت عبد الملك: يا مغيرة قد يكون من الرجال من هو أكثر صلاة وصياما من عمر، ولكني لم أر من الناس أحدا قط كان أشد خوفا من ربه من عمر، كان إذا دخل البيت ألقى نفسه في مسجده فلا يزال يبكي ويدعو حتى تغلبه عيناه، ثم يستيقظ فيفعل مثل ذلك ليلته أجمع.

• حدثنا أبى ثنا إبراهيم ابن محمد بن الحسن ثنا محمد بن يزيد ثنا عبد العزيز بن الوليد بن أبي السائب.

قال سمعت أبي يقول: ما رأيت أحدا قط الخوف - أو قال الخشوع - أبين على وجهه من عمر بن عبد العزيز.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يحيى ابن عبد الملك بن أبي غنية عن أبي عثمان الثقفي. قال: كان لعمر بن عبد العزيز غلام يعمل على بغل له يأتيه بدرهم كل يوم، فجاءه يوما بدرهم ونصف، فقال ما بدا لك؟ فقال نفقت السوق، قال لا ولكنك أتعبت البغل، أرحه ثلاثة أيام.

• حدثنا محمد بن علي ثنا أبو العباس بن قتيبة ثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى قال حدثني أبي عن جدي. قال: كانت لفاطمة بنت عبد الملك امرأة عمر جارية، فبعثت بها إليه وقالت إني قد كنت أعلم أنها تعجبك وقد وهبتها لك فتناول منها حاجتك. فقال لها عمر اجلسى يا جارية فو الله ما شيء من الدنيا كان أعجب إلي أن أناله منك، فأخبريني بقصتك وما كان من سبيك؟ قالت: كنت جارية من البربر جنى أبي جناية فهرب من موسى بن نصير عامل عبد الملك على إفريقية فأخذني موسى بن نصير فبعث بي إلى عبد الملك

ص: 260

فوهبني عبد الملك لفاطمة، فأرسلت بي إليك. فقال: كدنا والله أن نفتضح فجهزها وأرسل بها إلى أهلها.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا الحسن بن محمد الحراني ثنا أبو الحسين الرهاوي ثنا زيد بن الحباب قال أخبرني معاوية بن صالح حدثني سعيد بن سويد: أن عمر بن عبد العزيز صلى بهم الجمعة ثم جلس وعليه قميص مرقوع الجيب من بين يديه ومن خلفه، فقال له رجل يا أمير المؤمنين إن الله قد أعطاك، فلو لبست! فنكس مليا ثم رفع رأسه فقال: أفضل القصد عند الجدة، وأفضل العفو عند المقدرة.

• حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا محمد ابن أبي بكر قال ثنا سعيد بن عامر عن قربان بن دبيق قال: مرت بي ابنة لعمر بن عبد العزيز يقال له أمينة فدعاها عمر يا أمين يا أمين فلم تجبه، فأمر إنسانا فجاء بها، فقال ما منعك أن تجيبيني قالت إني عارية، فقال يا مزاحم انظر تلك الفرش التي فتقناها فاقطع لها منها قميصا، فقطع منها قميصا فذهب إنسان إلى أم البنين عمتها فقال بنت أخيك عارية وأنت عندك ما عندك، فارسلت إليها بتخت من ثياب وقالت لا تطلبي من عمر شيئا.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن زكريا الغلابي ثنا مهدي بن سابق النهدي

(1)

ثنا عبد الله بن عياش عن أبيه: أن عمر بن عبد العزيز شيع جنازة، فلما انصرفوا تأخر عمر وأصحابه ناحية عن الجنازة، فقال له أصحابه يا أمير المؤمنين جنازة أنت وليها تأخرت عنها فتركتها وتركتها؟ فقال نعم! ناداني القبر من خلفي يا عمر بن عبد العزيز ألا تسألني ما صنعت بالأحبة؟ قلت بلى! قال خرقت الأكفان، ومزقت الأبدان، ومصصت الدم وأكلت اللحم، ألا تسألني ما صنعت بالأوصال؟ قلت بلى! قال نزعت الكفين من الذراعين، والذراعين من العضدين، والعضدين من الكتفين، والوركين من الفخذين، والفخذين من الركبتين، والركبتين من الساقين، والساقين من القدمين، ثم بكى عمر فقال: ألا إن الدنيا بقاؤها قليل، وعزيزها ذليل، وغنيها فقير،

(1)

فى ج: البهدرانى

ص: 261

وشبابها يهرم، وحيها يموت، فلا يغرنكم إقبالها مع معرفتكم بسرعة إدبارها، والمغرور من اغتر بها، أين سكانها الذين بنوا مدائنها، وشققوا أنهارها، وغرسوا أشجارها، وأقاموا فيها أياما يسيرة غرتهم بصحتهم، وغروا بنشاطهم، فركبوا المعاصي. إنهم كانوا والله في الدنيا مغبوطين بالأموال على كثرة المنع عليه، محسودين على جمعه. ما صنع التراب بأبدانهم، والرمل بأجسادهم، والديدان بعظامهم وأوصالهم، كانوا في الدنيا على أسرة ممهدة، وفرش منضدة، بين خدم يخدمون، وأهل يكرمون، وجيران يعضدون، فإذا مررت فنادهم إن كنت مناديا، وادعهم إن كنت لا بد داعيا، ومر بعسكرهم، وانظر إلى تقارب منازلهم التي كان بها عيشهم، وسل غنيهم ما بقي من غناه، وسل فقيرهم ما بقي من فقره، وسلهم عن الألسن التي كانوا بها يتكلمون، وعن الأعين التي كانت إلى اللذات بها ينظرون، وسلهم عن الجلود الرقيقة، والوجوه الحسنة، والأجساد الناعمة، ما صنع بها الديدان؟ محت الالوان، وأكلت اللحمان، وعفرت الوجوه، ومحت المحاسن، وكسرت الفقار وأبانت الأعضاء، ومزقت الأشلاء، وأين حجالهم وقبابهم، وأين خدمهم وعبيدهم، وجمعهم ومكنوزهم، والله ما زودوهم فراشا، ولا وضعوا هناك متكأ، ولا غرسوا لهم شجرا، ولا أنزلوهم من اللحد قرارا، أليسوا في منازل الخلوات والفلوات؟ أليس الليل والنهار عليهم سواء؟ أليس هم فى مدلهمة ظلماء؟ قد حيل بينهم وبين العمل، وفارقوا الأحبة. فكم من ناعم وناعمة أصبحوا ووجوههم بالية، وأجسادهم من أعناقهم نائية، وأوصالهم ممزقة، قد سالت الحدق على الوجنات، وامتلأت الأفواه دما وصديدا، ودبت دواب الأرض في أجسادهم ففرقت أعضاءهم، ثم لم يلبثوا والله إلا يسيرا حتى عادت العظام رميما، قد فارقوا الحدائق، فصاروا بعد السعة إلى المضايق، قد تزوجت نساؤهم، وترددت في الطرق أبناؤهم، وتوزعت القرابات ديارهم وتراثهم، فمنهم والله الموسع له في قبره، الغض الناضر فيه، المتنعم بلذته.

يا ساكن القبر غدا ما الذي غرك من الدنيا، هل تعلم أنك تبقى أو تبقى لك،

ص: 262

أين دارك الفيحاء، ونهرك المطرد، وأين ثمرك الناضر ينعه وأين رقاق ثيابك وأين طيبك وأين بخورك، وأين كسوتك لصيفك وشتائك، أما رأيته قد نزل به الأمر فما يدفع عن نفسه وجلا، وهو يرشح عرقا، ويتلمظ عطشا، يتقلب من سكرات الموت وغمراته، جاء الأمر من السماء، وجاء غالب القدر والقضاء، جاء من الأمر والأجل ما لا تمتنع منه، هيهات هيهات يا مغمض الوالد والأخ والولد وغاسله، يا مكفن الميت وحامله، يا مخليه في القبر وراجعا عنه، ليت شعري كيف كنت على خشونة الثرى، يا ليت شعري بأي خديك بدأ البلا، يا مجاور الهلكات صرت في محلة الموتى، ليت شعري ما الذي يلقاني به ملك الموت عند خروجي من الدنيا، وما يأتيني به من رسالة ربى!. ثم تمثل

تسر بما يفنى وتشغل بالصبا

كما غر باللذات فى النوم حالم

نهارك يا مغرور سهو وغفلة

وليلك نوم والردى لك لازم

وتعمل فيما سوف تكره غبه

(1)

كذلك في الدنيا تعيش البهائم

ثم انصرف فما بقي بعد ذلك إلا جمعة.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد ابن الحسين الحضرمي [ثنا علي بن مطر ثنا أسد بن زيد]

(2)

قال: كنا مع عمر ابن عبد العزيز في جنازة، فلما أن دفن الميت ركب بغلة له صغيرة ثم جاء إلى قبر فركز عليه المقرعة فقال: السلام عليك يا صاحب القبر، قال عمر فناداني مناد من خلفي وعليك السلام يا عمر بن عبد العزيز عم تسأل؟ فقلت عن ساكنك وجارك، قال أما البدن فعندي، والروح عرج به إلى الله عز وجل ما أدري أي شيء حاله، قلت أسألك عن ساكنك وجارك؟ قال دمغت المقلتين، وأكلت الحدقتين، ومزقت الأكفان، وأكلت الأبدان، ثم ذكر نحوه وذكر الشعر.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا محمد بن يحيى الأزدي ثنا عبيد بن نوح عن أبي بكر البصري عن أبي قرة. قال: خرج عمر بن عبد العزيز على بعض جنائز بني مروان، فلما صلى عليها وفرغ. قال

(1)

فى مغ: وتحرص فيما لا يدوم نعيمه الخ.

(2)

لم ترد فى مغ وفى ج:

إسماعيل بن زيد.

ص: 263

لأصحابه توقفوا فوقفوا، فضرب بطن فرسه حتى أمعن فى القبور وتوارى عنهم، فاستبطأه الناس حتى ظنوا، فجاء وقد احمرت عيناه، وانتفخت أوداجه، قالوا يا أمير المؤمنين أبطأت علينا؟ قال أتيت قبور الأحبة قبور بني آبائي فسلمت عليهم فلم يردوا السلام، فلما ذهبت أقفى ناداني التراب فقال:

ألا تسألني يا عمر ما لقيت الاجنة؟ قلت: وما لقيت الأحبة؟ قال خرقت الأكفان، وأكلت الأبدان، ونزعت المقلتين، فذكر نحوه. وزاد: فلما ذهبت أقفى ناداني يا عمر عليك بأكفان لا تبلى قلت وما أكفان لا تبلى؟ قال اتقاء الله، والعمل الصالح.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن محمد حدثني أبو صالح الشامي. قال: قال عمر بن عبد العزيز:

أنا ميت وعز من لا يموت

قد تيقنت أننى سأموت

ليس ملك يزيله الموت ملكا

إنما الملك ملك من لا يموت.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد ثنا أحمد بن محمد العبدي ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا محمد بن الحسين ثنا خلف بن تميم ثنا مفضل بن يونس. قال: قال عمر بن عبد العزيز: لقد نغص هذا الموت على أهل الدنيا ما هم فيه [من عضارة الدنيا وزهوتها، فبيناهم كذلك وعلى ذلك أتاهم جاد من الموت فاخترمهم مما هم فيه]

(1)

فالويل والحسرة هنالك لمن لم يحذر الموت، ويذكره في الرخاء فيقدم لنفسه خيرا يجده بعد ما فارق الدنيا وأهلها. قال: ثم بكى عمر حتى غلبه البكاء فقام.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد ثنا أبو الحسن أحمد بن محمد العبدي ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد حدثني محمد بن الحسن ثنا إسحاق بن منصور بن حيان الأسدي ثنا جابر بن نوح. قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض أهل بيته؛ أما بعد فإنك إن استشعرت ذكر الموت في ليلك أو نهارك بغض إليك كل فان، وحبب إليك كل باق والسلام.

• حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا

(1)

لم ترد فى مغ

ص: 264

ابن أبي بكر ثنا سعيد بن عامر عن أسماء بن عبيد قال: دخل عنبسة ابن سعيد بن العاص على عمر بن عبد العزيز. فقال: يا أمير المؤمنين إن من كان قبلك من الخلفاء كانوا يعطون عطايا منعتناها، ولي عيال وضيعة، أفتأذن لي أن أخرج إلى ضيعتي وما يصلح عيالي؟ فقال عمر: أحبكم الينا من كفانا مئونته. فخرج من عنده فلما صار عند الباب قال عمر: أبا خالد أبا خالد، فرجع. فقال: أكثر من ذكر الموت فإن كنت في ضيق من العيش وسعه عليك، وإن كنت في سعة من العيش ضيقه عليك.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن يحيى المروزي ثنا خالد بن خداش ثنا حماد بن زيد عن محمد بن عمرو ثنا عنبسة بن سعيد. قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز فذكر نحوه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا ابن أبي عاصم ح. وحدثنا محمد بن علي ثنا الحسين بن محمد قالا: ثنا عمرو بن عثمان ثنا خالد بن يزيد عن جعونة. قال: قال عمر ابن عبد العزيز: يا أيها الناس إنما أنتم أغراض تنتضل فيها المنايا، إنكم لا تؤتون نعمة إلا بفراق أخرى، وأية أكلة ليس معها غصة، وأية جرعة ليس معها شرقة، وإن أمس شاهد مقبول قد فجعكم بنفسه، وخلف في أيديكم حكمته، وإن اليوم حبيب مودع وهو وشيك الظعن، وإن غدا آت بما فيه، وأين يهرب من يتقلب في يدي طالبه! إنه لا أقوى من طالب، ولا أضعف من مطلوب. إنما أنتم سفر تحلون عقد رحالكم في غير هذه الدار، إنما أنتم فروع أصول قد مضت فما بقاء فرع بعد ذهاب أصله.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني عبد الله بن عمر القواريري ثنا زائدة بن أبى الزناد ثنا عبيد الله بن العيزار. قال: خطبنا عمر ابن عبد العزيز بالشام على منبر من طين، فحمد الله وأثنى عليه، ثم تكلم بثلاث كلمات فقال: أيها الناس أصلحوا سرائركم تصلح علانيتكم، واعملوا لآخرتكم تكفوا دنياكم، واعلموا أن رجلا ليس بينه وبين آدم أب حي لمغرق له في الموت.

والسلام عليكم.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا إبراهيم بن شريك ثنا أحمد بن

ص: 265

عبد الله بن يونس ثنا فضيل بن عياض عن السري بن يحيى عن عمر بن عبد العزيز. قال: أصلحوا آخرتكم تصلح لكم دنياكم، وأصلحوا سرائركم تصلح لكم علانيتكم، والله إن عبدا - أو قال رجلا - ليس بينه وبين آدم إلا أب له قد مات لمغرق له في الموت.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الحسن بن متوكل ثنا أبو الحسن المدائني.

قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عمر بن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة يعزيه على ابنه؛ أما بعد: فإنا قوم من أهل الآخرة أسكنا الدنيا، أموات أبناء أموات، والعجب لميت يكتب إلى ميت يعزيه عن ميت والسلام.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا علي بن رستم ثنا عبد الرحمن بن عمر ثنا أبو الجراح حدثني محمد الكوفي. قال: شهدت عمر بن عبد العزيز يخطب، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن الله تعالى خلق خلقه ثم أرقدهم، ثم يبعثهم من رقدتهم، فإما إلى جنة وإما إلى نار، والله إن كنا مصدقين بهذا إنا لحمقى، وإن كنا مكذبين بهذا إنا لهلكى ثم نزل.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا إسحاق بن إسماعيل ثنا يحيى بن أبي بكر ثنا عبد الله بن المفضل التميمي. قال: آخر خطبة خطبها عمر بن عبد العزيز أن صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد؛ فإن ما في أيديكم أسلاب الهالكين، وسيتركها الباقون كما تركها الماضون، ألا ترون أنكم في كل يوم وليلة تشيعون غاديا أو رائحا إلى الله تعالى، وتضعونه فى صدع من الأرض ثم في بطن الصدع، غير ممهد ولا موسد، قد خلع الأسلاب، وفارق الأحباب؛ وأسكن التراب، وواجه الحساب، فقير إلى ما قدم أمامه، غني عما ترك بعده. أما والله إني لأقول لكم هذا وما أعرف من أحد من الناس مثل ما أعرف من نفسي. قال: ثم قال بطرف ثوبه على عينه فبكى ثم نزل، فما خرج حتى أخرج إلى حفرته.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو بكر بن مكرم ثنا منصور بن أبي مزاحم ثنا شعيب بن صفوان عن عيسى: أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى رجل؛ أما بعد: فإني أوصيك

ص: 266

بتقوى الله، والانشمار لما استطعت من مالك وما رزقك الله إلى دار قرارك، فكأنك والله ذقت الموت وعاينت ما بعده بتصريف الليل والنهار فإنهما سريعان في طي الأجل ونقص العمر، لم يفتهما شيء إلا أفنياه، ولا زمن مرا به إلا أبلياه، مستعدان لمن بقي بمثل الذي أصاب من قد مضى، فنستغفر الله لسيئ أعمالنا، ونعوذ به من مقته إيانا على ما نعظ به مما نقصر عنه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا ابن أبي عاصم ح. وحدثنا محمد بن علي ثنا الحسين بن محمد قالا: ثنا عمرو بن عثمان ثنا خالد بن يزيد عن جعونة. قال: لما مات عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز جعل عمر يثني عليه، فقال له مسلمة:

يا أمير المؤمنين لو بقي كنت تعهد إليه؟ قال لا، قال ولم وأنت تثني عليه؟! قال: أخاف أن يكون زين في عيني منه ما زين في عين الوالد من ولده.

• حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا نصر بن علي ثنا محمد بن يزيد بن حبيش عن وهيب بن الورد. قال: اجتمع بنو مروان على باب عمر بن عبد العزيز وجاء عبد الملك بن عمر ليدخل على أبيه فقالوا له: إما أن تستأذن لنا، وإما أن تبلغ أمير المؤمنين عنا الرسالة قال قولوا قالوا: إن من كان قبله من الخلفاء كان يعطينا ويعرف لنا موضعنا، وإن أباك قد حرمنا ما في يديه. قال: فدخل على أبيه فأخبره عنهم، فقال له عمر: قل لهم إن أبي يقول لكم إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا المفضل بن غسان ثنا أبي عن رجل من الأزد قال: قال رجل لعمر بن عبد العزيز: أوصني، قال أوصيك بتقوى الله وإيثاره تخف عليك المؤنة، وتحسن لك من الله المعونة.

• حدثنا أبي قال ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر حدثني محمد بن إدريس ثنا محمد بن حميد ثنا زافر بن سليمان ثنا حمزة الجزري. قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى رجل، أوصيك بتقوى الله الذي لا يقبل غيرها، ولا يرحم إلا أهلها، ولا يثيب إلا عليها، فإن الواعظين بها كثير، والعاملين بها قليل.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن ثنا أبو بكر حدثني الحسين بن محبوب ثنا أبو

ص: 267

توبة الربيع بن نافع ثنا أبو ربيعة عبيد الله بن عبيد الله بن عدي الكندي عن أبيه عن جده. قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض عماله، أما بعد:

فكأن العباد قد عادوا الى الله تعالى ثم ينبئهم بما عملوا ليجزي الذين أساءوا بما عملوا، ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى، فإنه لا معقب لحكمه ولا ينازع في أمره، ولا يقاطع في حقه الذي استحفظه عباده وأوصاهم به، وإني أوصيك بتقوى الله، وأحثك على الشكر فيما اصطنع عندك من نعمة، وآتاك من كرامة، فإن نعمه يمدها شكره، ويقطعها كفره، أكثر ذكر الموت الذي لا تدري متى يغشاك، ولا منا من ولا فوت، وأكثر من ذكر يوم القيامة وشدته، فإن ذلك يدعوك إلى الزهادة فيما زهدت فيه، والرغبة فيما رغبت فيه، ثم كن مما أوتيت من الدنيا على وجل، فإن من لا يحذر ذلك ولا يتخوفه نوشك الصرعة أن تدركه في الغفلة، وأكثر النظر في عملك في دنياك بالذي أمرت به، ثم اقتصر عليه، فإن فيه لعمري شغلا عن دنياك، ولن تدرك العلم حتى تؤثره على الجهل، ولا الحق حتى تذر الباطل، فنسأل الله لنا ولك حسن معونته، وأن يدفع عنا وعنك بأحسن دفاعه برحمته.

• حدثنا محمد بن أحمد بن أبان ثنا أبي ثنا أبو بكر بن سفيان ثنا محمد بن الحسين ثنا عمرو بن جرير حدثني أبو سريع الشامي. قال: قال عمر بن عبد العزيز لرجل من جلسائه: أبا فلان لقد أرقت الليلة تفكرا، قال فيم يا أمير المؤمنين؟ قال في القبر وساكنه، إنك لو رأيت الميت بعد ثالثة في قبره لاستوحشت من قربه بعد طول الأنس منك بناحيته، ولرأيت بيتا تجول فيه الهوام، ويجري فيه الصديد، وتخترقه الديدان. مع تغير الريح، وبلى الأكفان بعد حسن الهيئة وطيب الريح، ونقاء الثوب، ثم شهق شهقة وخر مغشيا عليه.

فقالت فاطمة: يا مزاحم ويحك، أخرج هذا الرجل عنا فلقد نغص على أمير المؤمنين الحياة منذ ولي، فليته لم يل. قال: فخرج الرجل فجاءت فاطمة تصب على وجهه الماء وتبكي حتى أفاق من غشيته فرآها تبكي فقال: ما يبكيك يا فاطمة؟ قالت يا أمير المؤمنين رأيت مصرعك بين أيدينا فذكرت به مصرعك

ص: 268

بين يدي الله للموت، وتخليك من الدنيا وفراقك لنا، فذاك الذي أبكاني.

فقال: حسبك يا فاطمة فلقد أبلغت - ثم مال ليسقط فضمته إلى نفسها، فقالت: بأبي أنت يا أمير المؤمنين ما نستطيع أن نكلمك بكل ما تجد لك في قلوبنا، فلم يزل على حاله تلك حتى حضرته الصلاة، فصبت على وجهه ماء ثم نادته الصلاة يا أمير المؤمنين فأفاق فزعا.

• حدثنا محمد بن أحمد بن أبان ثنا أبي ثنا أبو بكر حدثني محمد بن الحسين حدثني يونس بن الحكم حدثني عبد السلام مولى مسلمة بن عبد الملك. قال:

بكى عمر بن عبد العزيز فبكت فاطمة فبكى أهل الدار، لا يدري هؤلاء ما أبكى هؤلاء، فلما تجلى عنهم العبر قالت له فاطمة: بأبي أنت يا أمير المؤمنين مم بكيت؟ قال ذكرت يا فاطمة منصرف القوم من بين يدى الله عز وجل، فريق فى الجنة وفريق فى السعير، قال ثم صرخ وغشي عليه.

• حدثنا محمد بن أحمد بن أبان حدثني أبي ثنا أبو بكر بن سفيان ثنا محمد ابن الحسين حدثني أبو منصور الواسطي ثنا المغيرة بن مطرف الرواسي ثنا خالد بن صفوان عن ميمون بن مهران قال: خرجت مع عمر بن عبد العزيز إلى المقبرة، فلما نظر إلى القبور بكى ثم أقبل علي فقال: يا أبا أيوب هذه قبور آبائي بني أمية كأنهم لم يشاركوا أهل الدنيا فى لذتهم وعيشهم. أما تراهم صرعى قد حلت بهم المثلات، واستحكم فيهم البلاء، وأصابت الهوام في أبدانهم مقيلا. ثم بكى حتى غشي عليه، ثم أفاق فقال انطلق بنا فو الله ما أعلم أحدا أنعم ممن صار إلى هذه القبور وقد أمن عذاب الله.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد حدثني محمد بن الحسين ثنا إبراهيم بن مهدي قال سمعت أخا شعيب بن صفوان يذكر عن سفيان بن حسين: أن عمر بن عبد العزيز استيقظ ذات يوم باكيا فقيل له: ما شأنك يا أمير المؤمنين؟ قال رأيت شيخا وقف على فقال:

إذا ما أتتك الأربعون فعندها

فاخش الإله وكن للموت حذارا

ص: 269

قال ولما مات عمر رجعت المياه التي تجري منقلبة.

• حدثنا أحمد بن إسحاق نا عبد الله بن سليمان نا المسيب بن واضح نا إسحاق الفزاري عن الأوزاعي قال: أراد عمر بن عبد العزيز أن يستعمل رجلا على عمل فأبى، فقال له عمر: عزمت عليك لتفعلن، قال الرجل وأنا أعزم على نفسي ألا أفعل، فقال عمر للرجل لا تعص، فقال الرجل: يا أمير المؤمنين إن الله تعالى قال {(إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها)} الآية. المعصية كان ذلك منها؟ فأعفاه عمر.

• حدثنا أحمد بن إسحاق نا عبد الله بن سليمان نا المسيب بن واضح عن أبي إسحاق الفزاري عن الأوزاعي قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عمر ابن الوليد كتابا فيه: وقسم لك أبوك الخمس كله وإنما لك سهم أبيك كسهم رجل من المسلمين، وفيه حق الله والرسول وذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل فما أكثر خصماء أبيك يوم القيامة، فكيف ينجو من كثر خصماؤه؟! وإظهارك المعازف والمزامير بدعة في الإسلام، لقد هممت أن أبعث اليك من يجز جمتك جمة السوء. قال: وكان عمر بن عبد العزيز يجعل كل يوم درهما من خاصة ماله في طعام المسلمين ثم يأكل معهم.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان ثنا محمود بن خالد وعمر ابن عثمان وكثير بن عبيد قالوا: ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي أن عمر بن عبد العزيز قال: خذوا من الرأي ما يصدق من كان قبلكم، ولا تأخذوا ما هو خلاف لهم، فإنهم خير منكم وأعلم.

• حدثنا أحمد ثنا عبد الله ثنا محمود ثنا الوليد [عن أبى عمرو قال: كتب عمر بن عبد العزيز برد أحكام من أحكام الحجاج مخالفة لأحكام الناس.

• حدثنا أحمد ثنا عبد الله ثنا محمود ثنا الوليد]

(1)

عن الأوزاعي قال: لما قطع عمر بن عبد العزيز عن أهل بيته ما كان يجرى عليهم من أرزاق الخاصة، وأمرهم بالانصراف إلى منازلهم، فتكلم في ذلك عنبسة بن سعيد فقال:

(1)

زيادة فى مغ

ص: 270

يا أمير المؤمنين إن لنا قرابة؟ قال لن يتسع مالى لكم، وأما هذا المال فإنما حقكم فيه كحق رجل بأقصى برك الغماد، ولا يمنعه من أخذه إلا بعد مكانه، والله إني لأرى أن الأمور لو استحالت حتى يصبح أهل الأرض يرون مثل رأيكم لنزلت بهم بائقة من عذاب الله، ولفعل بهم. قال: وكان عمر يجلس إلى قاص العامة بعد الصلاة، ويرفع يديه إذا رفع.

• حدثنا أحمد ثنا عبد الله ثنا محمود ثنا الوليد عن أبي عمرو قال: دخلت ابنة أسامة بن زيد على عمر بن عبد العزيز ومعها مولاة لها تمسك بيدها، فقام لها عمر ومشى إليها حتى جعل يديها في يده ويده في ثيابه، ومشى بها حتى أجلسها في مجلسه وجلس بين يديها، وما ترك لها حاجة إلا قضاها.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني حدثني أبي عن جدي. قال: لما ولاني عمر بن عبد العزيز الموصل، قدمتها فوجدتها من أكبر البلاد سرقا ونقبا، فكتبت الى عمر أعلمه حال البلد وأسأله آخذ من الناس بالمظنة وأضربهم على التهمة أو آخذهم بالبينة وما جرت عليه عادة الناس؟ فكتب إلي أن آخذ الناس بالبينة وما جرت عليه السنة، فإن لم يصلحهم الحق فلا أصلحهم الله. قال: يحيى: ففعلت ذلك فما خرجت من الموصل حتى كانت من أصلح البلاد وأقله سرقا ونقبا.

• حدثنا محمد ثنا إبراهيم حدثني أبي عن جدي. قال: دخل جعونة بن الحارث على عمر بن عبد العزيز، فقال له يا جعونة إني قد ومقتك فإياك أن أمقتك، تدري ما يحب أهلك منك؟ قال نعم، يحبون صلاحي. قال:

لا ولكنهم يحبون ما أقام لهم سوادك، وأكلوا في غمارك، وبردوا على ظهرك، فاتق الله ولا تطعمهم إلا طيبا. قال: وسرنا ليلة مع عمر بن عبد العزيز فتناول قلنسوة عن رأسه بيضاء مضربة فقال: كم ترونها تسوي؟ قلنا درهم يا أمير المؤمنين، قال والله ما أظنها من حلال.

• حدثنا محمد ثنا محمد بن إبراهيم حدثني أبي عن جدي عن ميمون بن مهران قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: حدثني يا ميمون. قال: فحدثته حديثا

ص: 271

بكى منه بكاء شديدا، فقلت يا أمير المؤمنين لو علمت أنك تبكي هذا البكاء لحدثتك حديثا ألين من هذا، فقال: يا ميمون إنا نأكل هذه الشجرة العدس وهي ما علمت مرقة للقلب، مغزرة للدمعة، مذلة للجسد. قال: ميمون: ودعاني عمر فقال يا مهران بن ميمون، قلت: أو ميمون بن مهران يا أمير المؤمنين؟ قال أو ميمون بن مهران؛ إنى أوصيك بوصة فاحفظها، إياك أن تخلو بامرأة غير ذات محرم وإن حدثتك نفسك أن تعلمها القرآن.

• حدثنا محمد ثنا محمد بن إبراهيم حدثني أبى عن جدى قال: حج سليمان ابن عبد الملك ومعه عمر بن عبد العزيز، فلما أشرف على عقبة عسفان نظر سليمان إلى عسكره فأعجبه ما رأى من حجره وأبنيته، فقال كيف ترى ما هاهنا يا عمر؟ قال أرى يا أمير المؤمنين دنيا يأكل بعضها بعضا، أنت المسئول عنها والمأخوذ بما فيها، فطار غراب من حجرة سليمان ينعب في منقاره كسرة، فقال سليمان ما ترى هذا الغراب يقول؟ قال: أظنه يقول من أين دخلت هذه الكسرة وكيف خرجت!! قال: إنك لتجيء بالعجب يا عمر!! قال إن شئت أخبرك بأعجب من هذا أخبرتك؟ قال فأخبرني. قال: من عرف الله فعصاه.

ومن عرف الشيطان فأطاعه، ومن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم اطمأن إليها.

قال سليمان نغصت علينا ما نحن فيه يا عمر، وضرب دابته وسار. فأقبل عمر حتى نزل عن دابته فأمسك برأسها وذلك أنه سبق ثقله، فرأى الناس كل من قدم شيئا قدم عليه، فبكى عمر فقال سليمان ما يبكيك؟ قال هكذا يوم القيامة من قدم شيئا قدم عليه، ومن لم يقدم شيئا قدم على غير شيء.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ثنا عفان ح. وحدثنا الحسن بن محمد بن كيسان ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا ابن أبي بكر قالا: ثنا عمر بن علي المقدمي عن الحجاج بن عنبسة بن سعيد قال:

اجتمع بنو مروان فقالوا لو دخلنا على أمير المؤمنين فعطفناه علينا وأذكرناه أرحامنا! قال فدخلوا فتكلم رجل منهم فمزح، قال فنظر إليه عمر، قال فوصل له رجل كلامه بالمزاح، فقال عمر: لهذا اجتمعتم! لأخس الحديث ولما يورث

ص: 272

الضغائن، إذا اجتمعتم فأفيضوا في كتاب الله تعالى، فإن تعديتم ذلك ففي السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن تعديتم ذلك فعليكم بمعاني الحديث.

• حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا محمد ابن أبي بكر ثنا سعيد بن عامر عن جويرية بن أسماء قال: قال عمر بن عبد العزيز لحاجبه: لا يدخلن علي اليوم إلا مرواني، فلما اجتمعوا عنده حمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا بني مروان إنكم قد أعطيتم حظا وشرفا وأموالا، إنى لاحسب شطر أموال هذه الأمة أو ثلثه في أيديكم. فسكتوا، فقال عمر ألا تجيبوني؟ فقال رجل من القوم: والله لا يكون ذلك حتى يحال بين رءوسنا وأجسادنا والله لا نكفر آباءنا ولا نفقر أبناءنا، فقال عمر: والله لولا أن تستعينوا علي بمن أطلب هذا الحق له لأصعرت خدودكم، قوموا عني.

• حدثنا الحسن بن محمد ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا أبو ثابت محمد بن عبيد الله ثنا ابن وهب حدثني مالك: أن عمر بن عبد العزيز ذكر ما مضى من العدل والجور، وعنده هشام بن عبد الملك، فقال هشام: إنا والله لا نعيب آباءنا ولا نضع شرفنا في قومنا. فقال عمر: وأي عيب أعيب مما عابه القرآن؟.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية عن أبي عثمان الثقفي قال: كان لعمر بن عبد العزيز غلام على بغل له يأتيه كل يوم بدرهم، فجاءه يوما بدر همين، فقال ما بدا لك قال نفقت السوق، قال لا ولكنك أتعبت البغل، أجمه ثلاثة أيام.

(1)

.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ح.

وحدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا زياد بن أيوب ثنا يحيى بن أبي غنية ثنا نوفل بن أبي الفرات. قال: كانت بنو أمية ينزلون فلانة بنت مروان على أبواب القصر، فلما ولي عمر قال لا يلي إنزالها أحد غيرى فأدخلوها على دايتها الى باب قبته، فأنزلها ثم طبق لها وسادتين إحداهما على

(1)

سبق ورود هذا الخبر غير أنه قال: أتاه بدرهم ونصف.

ص: 273

الأخرى، ثم أنشأ يمازحها ولم يكن من شأنه المزاح، فقال أما رأيت الحرس الذي على الباب؟ قالت: بلى فربما رأيتهم عند من هو خير منك. فلما رأى الغضب لا يتحلل عنها أخذ في الجد وترك المزاح، فقال يا عمة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض فترك الناس على نهر مورود، فولي ذلك النهر بعده رجل فلم يستنقص منه شيئا، ثم ولي ذلك النهر بعد ذلك الرجل رجل آخر فكرى منه ساقية، ثم لم يزل الناس يكرون منه السواقى حتى تركوه يابسا ليس فيه قطرة، وايم الله لئن أبقاني الله لأسكرن تلك السواقي حتى أعيده إلى مجراه الأول. قالت: فلا يسبوا عندك إذا، قال ومن يسبهم! إنما يرفع إلي الرجل مظلمته فأردها عليهم.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا شيبان ثنا ابن أبي شيبة ثنا محمد بن راشد عن سليمان - يعني ابن موسى-: أنه بلغه أن قوما من الأعراب خاصموا إلى عمر بن عبد العزيز قوما من بني مروان في أرض كانت الأعراب أحيوها، فأخذها الوليد بن عبد الملك فأعطاها بعض أهله، فقال عمر بن عبد العزيز: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «البلاد بلاد الله، والعباد عباد الله، من أحيا أرضا ميتا فهي له» فردها على الأعراب.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني الحسن ابن عبد العزيز الجروي ثنا أيوب بن سويد ثنا ابن شوذب ثنا إياس بن معاوية ابن قرة. قال: ما شبهت عمر بن عبد العزيز الا برجل صناع حسن الصنعة ليست له أداة يعمل بها - يعني لا يجد من يعينه-.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا محمد بن الصباح ثنا عمر بن حفص عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة: أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى ولي العهد من بعده: بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى يزيد بن عبد الملك، سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد، فإني كنت وأنا دنف من وجعي وقد علمت أني

ص: 274

مسئول عما وليت يحاسبني عليه مليك الدنيا والآخرة، ولست أستطيع أن أخفي عليه من عملي شيئا، يقول فيما يقول {(فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين)} فإن يرض عني الرحيم فقد أفلحت ونجوت من الهوان الطويل، وان سخط على فيا ويح نفسي إلى ما أصير، أسأل الله الذى لا إله الا هو أن يجيرني من النار برحمته، وأن يمن علي برضوانه والجنة، فعليك بتقوى الله، والرعية الرعية فإنك لن تبقى بعدي إلا قليلا حتى تلحق باللطيف الخبير والسلام.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا عنبسة بن سعيد ثنا ابن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.

قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى يزيد بن عبد الملك في مرض عمر الذي توفي فيه فذكر نحوه. وقال: وأنا مشفق مما وليت لا أدري على ما أطلع، فإن يعف عني فهو العفو الغفور، وإن يؤاخذني بذنبي فيا ويح نفسي إلى ماذا تصير.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا زياد بن أيوب ثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية ثنا يزيد بن مردانية. قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عبد الحميد، قال جاءني كتابك تذكر أن قبلك قوما من العمال قد اختانوا مالا فهو عندهم، وتستأذنني في أن أبسط يدك عليهم، فالعجب منك في استئمارك إياي في عذاب بشر كأني جنة لك، وكأن رضائي عنك ينجيك من سخط الله، فإذا جاءك كتابي هذا فانظر من أقر منهم بشيء فخذه بالذى أقربه على نفسه، ومن أنكر فاستحلفه وخل سبيله، فلعمري لأن يلقوا الله بخياناتهم أحب إلي من أن ألقى الله بدمائهم والسلام.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبيد الله بن جرير بن جبلة ثنا علي بن عثمان ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا عمرو بن ميمون بن مهران حدثني ليث بن أبي رقية - كاتب عمر بن عبد العزيز في خلافته-: أن عمر كتب إلى ابنه في العام الذي استخلف فيه - وابنه إذ ذاك بالمدينة يقال له عبد الملك - أما بعد: فإن أحق من تعاهدت بالوصية والنصيحة بعد نفسي أنت، وإن أحق من رعى ذلك وحفظه عني أنت، وإن الله تعالى له الحمد قد أحسن الينا

ص: 275

إحسانا كثيرا بالغا في لطيف أمرنا وعامته، وعلى الله إتمام ما عبر من النعمة، وإياه نسأل العون على شكرها، فاذكر فضل الله على أبيك وعليك، ثم أعن أباك على ما قوي عليه وعلى ما ظننت أن عنده منه عجزا عن العمل فيما أنعم به عليه وعليك في ذلك، فراع نفسك وشبابك وصحتك، وإن استطعت أن تكثر تحريك لسانك بذكر الله حمدا وتسبيحا وتهليلا فافعل، فإن أحسن ما وصلت به حديثا حسنا حمد الله وذكره، وإن أحسن ما قطعت به حديثا سيئا حمد الله وذكره، ولا تفتتن فيما أنعم الله به عليك فيما عسيت أن تقرظ به أباك فيما ليس فيه، إن أباك كان بين ظهراني إخوته عند أبيه يفضل عليه الكبير، ويدني دونه الصغير، وإن كان الله وله الحمد قد رزقني من والدي حسبا جميلا، كنت به راضيا أرى أفضل الذى يبره ولده علي حقا، حتى ولدت وولد طائفة من أخواتك، ولا أخرج بكم من المنزل الذي أنا فيه، فمن كان راغبا في الجنة وهاربا من النار فالآن في هذه الحالة والتوبة مقبولة، والذنب مغفور، قبل نفاد الأجل، وانقضاء العمل، وفراغ من الله للثقلين ليدينهم بأعمالهم في موطن لا تقبل فيه الفدية، ولا تنفع فيه المعذرة، تبرز فيه الخفيات، وتبطل فيه الشفاعات، يرده الناس بأعمالهم، ويصدرون فيه أشتاتا إلى منازلهم، فطوبى يومئذ لمن أطاع الله، وويل يومئذ لمن عصى الله، فإن ابتلاك الله بغنى فاقتصد في غناك، وضع لله نفسك، وأد إلى الله فرائض حقه في مالك وقل عند ذلك ما قال العبد الصالح:{(هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر)} الآية. وإياك أن تفخر بقولك، وأن تعجب بنفسك، أو يخيل إليك أن ما رزقته لكرامة بك على ربك، وفضيلة على من لم يرزق مثل غناك فإذا أنت أخطأت باب الشكر، ونزلت منازل أهل الفقر، وكنت ممن طغى للغنى وتعجل طيباته في الحياة الدنيا، فإني لأعظك بهذا وإني لكثير الإسراف على نفسي، غير محكم لكثير من أمري، ولو أن المرء لم يعظ أخاه حتى يحكم نفسه، ويكمل في الذي خلق له لعبادة ربه، إذا تواكل الناس الخير، وإذا يرفع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واستحلت المحارم، وقل الواعظون،

ص: 276

والساعون لله بالنصيحة في الأرض فلله الحمد رب السموات والأرض رب العالمين، وله الكبرياء في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا علي بن إسحاق ثنا عبد الله بن المبارك ثنا جعفر بن حيان ثنا توبة العنبري قال: أرسلني صالح بن عبد الرحمن إلى سليمان بن عبد الملك، قال فقدمت عليه وعنده عمر بن عبد العزيز، فقلت لعمر: هل لك في حاجة إلى صالح؟ قال فقل له عليك بالذي يبقى لك عند الله، فإن ما بقي عند الله بقي عند الناس، وما لم يبق عند الله لم يبق عند الناس.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أحمد ابن الحجاج ثنا عبد الله بن المبارك ثنا هشام بن الغاز حدثني مولى لمسلمة بن عبد الملك حدثني مسلمة. قال: دخلت على عمر بعد الفجر في بيت كان يخلو فيه بعد الفجر فلا يدخل عليه أحد، فجاءت جارية بطبق عليه تمر صبحاني وكان يعجبه التمر، فرفع بكفه منه فقال: يا مسلمة أترى لو أن رجلا أكل هذا ثم شرب عليه الماء - فإن الماء على التمر طيب - أكان يجزيه إلى الليل؟ قلت لا أدري فرفع أكثر منه قال: فهذا؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين كان كافيه دون هذا حتى ما يبالي أن لا يذوق طعاما غيره. قال: فعلام ندخل النار؟ قال مسلمة فما وقعت مني موعظة ما وقعت هذه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين المروزي ثنا ابن المبارك ثنا علي بن مسعدة حدثني رباح بن عبيدة قال: كنت قاعدا عند عمر ابن عبد العزيز فذكر الحجاج فشتمته ووقعت فيه، فقال عمر: مهلا يا رباح إنه بلغني أن الرجل ليظلم بالمظلمة فلا يزال المظلوم يشتم الظالم وينتقصه حتى يستوفي حقه فيكون للظالم عليه الفضل.

• حدثنا عبد الله ثنا علي ثنا حسين ثنا عبد الله بن المبارك أنبأنا وهيب أن عمر بن عبد العزيز كان يقول: أحسن بصاحبك الظن ما لم يغلبك.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين الحذاء حدثني أحمد بن إبراهيم حدثني

ص: 277

سهل بن محمود حدثني عمر بن حفص حدثني عبد العزيز بن عمر. قال: قال لي أبي:

يا بني إذا سمعت كلمة من امرئ مسلم فلا تحملها على شيء من الشر ما وجدت لها محملا من الخير.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ثنا إسماعيل بن عياش. قال: كتب بعض عمال عمر إليه إنك قد أضررت بيت المال أو نحوه، قال فقال عمر: أعط ما فيه فإذا لم يبق فيه شيء فاملأه زبلا.

• حدثنا أبو حامد ثنا محمد بن إسحاق ثنا إبراهيم بن هانئ ثنا سعيد بن أبى مريم ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن أبي حبيبة: أن عمر بن عبد العزيز كتب الى بعض عماله، أما بعد: فإني أوصيك بتقوى الله ولزوم طاعته، فان بتقوى الله نجا أولياء الله من سخطه، وبها تحقق لهم ولايته، وبها رافقوا أنبياءهم، وبها نضرت وجوههم، وبها نظروا إلى خالقهم، وهي عصمة في الدنيا من الفتن، والمخرج من كرب يوم القيامة، ولم يقبل ممن بقي إلا بمثل ما رضي عمن مضى ولمن بقى عبرة فيما مضى، وسنة الله فيهم واحدة، فبادر بنفسك قبل أن تؤخذ بكظمك، ويخلص إليك كما خلص إلى من كان قبلك، فقد رأيت الناس كيف يموتون وكيف يتفرقون، ورأيت الموت كيف يعجل التائب توبته وذا الأمل أمله، وذا السلطان سلطانه، وكفى بالموت موعظة بالغة، وشاغلا عن الدنيا، ومرغبا في الآخرة، فنعوذ بالله من شر الموت وما بعده، ونسأل الله خيره وخير ما بعده، ولا تطلبن شيئا من عرض الدنيا بقول ولا فعل تخاف أن يضر بآخرتك، فيزري بدينك، ويمقتك عليه ربك، واعلم أن القدر سيجري إليك برزقك، ويوفيك أملك من دنياك بغير مزيد فيه بحول منك ولا قوة، ولا منقوصا منه بضعف. إن أبلاك الله بفقر فتعفف في فقرك وأخبت لقضاء ربك، واعتبر بما قسم الله لك من الإسلام، ما ذوى منك من نعمة الدنيا فإن في الإسلام خلفا من الذهب والفضة من الدنيا الفانية. اعلم أنه لن يضر عبدا صار إلى رضوان الله وإلى الجنة ما أصابه فى الدنيا من فقر

ص: 278

أو بلاء، وأنه لن ينفع عبدا صار إلى سخط الله وإلى النار ما أصاب في الدنيا من نعمة أو رخاء، ما يجد أهل الجنة مس مكروه أصابهم في دنياهم، وما يجد أهل النار طعم لذة نعموا بها في دنياهم، كل شيء من ذلك كأن لم يكن.

تشيعون غاديا أو رائحا إلى الله قد قضى نحبه، وانقضى أجله، وتغيبونه فى صدع من الأرض، ثم تدعونه غير متوسد ولا متمهد، فارق الأحبة، وخلع الأسلاب، وسكن التراب، وواجه الحساب، مرتهنا بعمله، فقيرا إلى ما قدم غنيا عما ترك، فاتقوا الله قبل نزول الموت وانقضاء موافاته، وايم الله إني لأقول لكم هذه المقالة وما أعلم عند أحد منكم من الذنوب أكثر مما أعلم عندي، وأستغفر الله وأتوب إليه.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى قال حدثني أبي عن جدي. قال: كان عمر بن عبد العزيز ينهى سليمان بن عبد الملك عن قتل الحرورية، ويقول ضمنهم الحبوس حتى يحدثوا توبة فأتي سليمان بحرورى مستقتل، فقال له سليمان:[هيه؟ قال: إنه نزع لحييك يا فاسق ابن الفاسق، فقال سليمان:]

(1)

علي بعمر بن عبد العزيز، فلما أتاه عاود سليمان الحروري فقال ماذا تقول؟ قال وماذا أقول يا فاسق ابن الفاسق فقال سليمان لعمر ماذا ترى عليه يا أبا حفص؟ فسكت عمر، فقال عزمت عليك لتخبرني ماذا ترى عليه؟، قال: أرى عليه أن تشتمه كما شتمك، وتشتم أباه كما شتم أباك. فقال سليمان: ليس إلا ذا؟ فأمر به فضربت عنقه. وقام سليمان وخرج عمر، فأدركه خالد بن الريان صاحب حرس سليمان فقال: يا أبا حفص تقول لأمير المؤمنين ما أرى عليه إلا أن تشتمه كما شتمك، وتشتم أباه كما شتم أباك؟! والله لقد كنت متوقعا أن يأمرني بضرب عنقك!! قال: ولو أمرك فعلته؟ قال إي والله لو أمرني فعلت. فلما أفضت الخلافة إلى عمر جاء خالد بن الريان فقام مقام صاحب الحرس، وكان قبل ذلك على حرس الوليد وعبد الملك، فنظر إليه عمر فقال: يا خالد ضع هذا السيف عنك. وقال: اللهم

(1)

لم ترد فى مغ

ص: 279

إني قد وضعت لك خالد بن الريان فلا ترفعه أبدا. ثم نظر في وجوه الحرس فدعا عمرو بن مهاجر الأنصاري فقال: يا عمرو والله لتعلمن أن ما بيني وبينك قرابة إلا قرابة الإسلام، ولكن قد سمعتك تكثر تلاوة القرآن، ورأيتك تصلي في موضع تظن أن لا يراك أحد فرأيتك تحسن الصلاة، وأنت رجل من الأنصار، خذ هذا السيف فقد وليتك حرسي.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسن ثنا إبراهيم بن هشام حدثني أبي عن جدي. قال: بينا عمر بن عبد العزيز يسير يوما في سوق حمص، فقام اليه رجل عليه بردان قطريان فقال: يا أمير المؤمنين أمرت من كان مظلوما أن يأتيك؟ قال: نعم، قال: فقد أتاك مظلوم بعيد الدار. فقال له عمر: وأين أهلك؟ قال: بعدن أبين. قال: عمر: والله إن أهلك من أهل عمر لبعيد. فنزل عن دابته في موضعه فقال ما ظلامتك؟ قال ضيعة لي وثب عليها واثب فانتزعها مني. فكتب إلى عروة بن محمد يأمره أن يسمع من بينته فإن ثبت له حق دفعه إليه وختم كتابه. فلما أراد الرجل القيام قال له عمر: على رسلك انك قد أتينا من بلد بعيد، فكم نفذ لك زاد، أو نفقت لك راحلة؟ وأخلق لك ثوب فحسب ذلك فبلغ أحد عشر دينارا، فدفعها عمر إليه.

• حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا أبو ثابت محمد بن عبيد الله ثنا ابن وهب. قال: حدثني مالك: أن عمر بن عبد العزيز كان عند سليمان فقال له عمر يوما: ما حق هذه المرأة لا تدفعها ح.

• وحدثنا محمد بن إبراهيم ثنا الحسين بن محمد بن حماد ثنا علي بن إبراهيم ثنا عبد الله بن صالح حدثني عبد العزيز بن أبي سلمة عن طلحة بن عبد الملك الأيلي. قال: دخل عمر بن عبد العزيز على سليمان بن عبد الملك وعنده أيوب ابنه - وهو يومئذ ولي عهده قد عقد له من بعده - فجاء إنسان يطلب ميراثا من بعض نساء الخلفاء، فقال سليمان: ما أخال النساء يرثن في العقار شيئا فقال عمر بن عبد العزيز: سبحان الله!! وأين كتاب الله؟ فقال يا غلام اذهب فأتني بسجل عبد الملك بن مروان الذي كتب في ذلك، فقال له عمر: لكأنك

ص: 280

أرسلت إلى المصحف!! قال أيوب: والله ليوشكن الرجل يتكلم بمثل هذا عند أمير المؤمنين ثم لا يشعر حتى تفارقه رأسه. فقال له عمر: إذا أفضى الأمر إليك وإلى مثلك، فما يدخل على هؤلاء أشد مما خشيت أن يصيبهم من هذا. فقال سليمان: مه، ألأبي حفص تقول هذا؟ قال عمر: والله لئن كان جهل علينا يا أمير المؤمنين ما حلمنا عنه.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا الحسين بن محمد بن حماد ثنا سليمان بن سيف ثنا عفان قال ثنا جويرية بن أسماء عن إسماعيل بن أبي حكيم. قال: أتى عمر بن عبد العزيز كتاب من بعض بني مروان فأغضبه، فاستشاط غضبا ثم قال: إن لله في بنى مروان ذبحا، وايم الله لئن كان الذبح على يدي، فلما بلغهم ذلك كفوا. وكانوا يعلمون صرامته وأنه إن وقع في أمر مضى فيه.

• حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا سعيد بن عامر عن جويرية بن أسماء. قال: قال عبد الملك ابن عمر بن عبد العزيز لأبيه عمر: ما يمنعك أن تنفذ لرأيك في هذا الأمر؟ [فو الله ما كنت أبالي أن تغلي بي وبك القدور في إنفاذ هذا الأمر]

(1)

فقال عمر: إني أروض الناس رياضة الصعب، فإن أبقاني الله مضيت لرأيى، وإن عجلت على منية فقد علم الله نيتي، إني أخاف إن بادهت الناس بالتي تقول أن يلجئوني إلى السيف، ولا خير في خير لا يجئ إلا بالسيف.

• حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عمر بن علي بن مقدم قال: قال ابن لسليمان بن عبد الملك لمزاحم: إن لي حاجة إلى أمير المؤمنين عمر، قال فاستأذنت له فقال أدخله، فأدخلته على عمر فقال ابن سليمان: يا أمير المؤمنين علام ترد قطيعتي؟ قال:

معاذ الله أن أرد قطيعة صحت في الإسلام. قال: فهذا كتابي وأخرج كتابا من كمه، فقرأه عمر فقال لمن كانت هذه الأرض؟ قال للفاسق ابن الحجاج. قال عمر: فهو أولى بماله، قال فإنها من بيت مال المسلمين، قال فالمسلمون أولى بها

(1)

لم ترد فى مغ.

ص: 281

قال: يا أمير المؤمنين رد علي كتابي، قال: لو لم تأتني به لم أسألكه، فأما إذ جئتني به فلا ندعك تطلب بباطل. قال: فبكى ابن سليمان، قال مزاحم فقلت يا أمير المؤمنين ابن سليمان اللاطئ الحب، اللازق بالقلب تصنع به هذا؟ قال ويحك يا مزاحم إنها نفسي أحاول عنها، وإني لأجد له من اللوط ما أجد لولدي.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا أحمد ابن إبراهيم الدورقي ثنا منصور بن أبي مزاحم ثنا شعيب - يعني ابن صفوان - عن بشر بن عبد الله بن عمر عن بعض آل عمر: أن هشام بن عبد الملك قال لعمر ابن عبد العزيز: يا أمير المؤمنين إني رسول قومك إليك، وإن في أنفسهم ما أكلمك به، إنهم يقولون استأنف العمل برأيك فيما تحت يديك، وخل بين من سبقك وبين ما ولوا به من كان يلون أمره بما عليهم ولهم فقال له عمر:

أرأيت لو أتيت بسجلين أحدها من معاوية والآخر من عبد الملك بأمر واحد فبأي السجلين كنت آخذ؟ قال بالأقدم ولا أعدل به شيئا، قال عمر:

فإني وجدت كتاب الله الأقدم فأنا حامل عليه من أتاني ممن تحت يدي في مالي وفيما سبقني. فقال له سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان: يا أمير المؤمنين امض لرأيك فبما وليت بالحق والعدل، وخل عمن سبقك وعما ولى خيره وشره، فإنك مكتف بذلك. فقال له عمر: أنشدك الله الذي إليه تعود أرأيت لو أن رجلا هلك وترك بنين صغارا وكبارا فعز الأكابر الأصاغر بقوتهم فأكلوا أموالهم، فأدرك الأصاغر فجاءوك بهم وبما صنعوا في أموالهم ما كنت صانعا؟ قال: كنت أرد عليهم حقوقهم حتى يستوفوها. قال: فإني قد وجدت كثيرا ممن قبلي من الولاة عزوا الناس بقوتهم وسلطانهم. وعزهم بها أتباعهم. فلما وليت أتوني بذلك. فلم يسعني إلا الرد على الضعيف من القوي، وعلى المستضعف من الشريف. فقال وفقك الله يا أمير المؤمنين.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا أحمد ابن إبراهيم ثنا منصور ثنا شعيب حدثني محدث: أن عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز دخل على عمر فقال: يا أمير المؤمنين إن لي إليك حاجة فأخلني - وعنده

ص: 282

مسلمة بن عبد الملك - فقال له عمر: أسر دون عمك؟ فقال نعم، فقام مسلمة وخرج، وجلس بين يديه فقال له: يا أمير المؤمنين ما أنت قائل لربك غدا إذا سألك فقال رأيت بدعة فلم تمتها، أو سنة لم تحيها؟ فقال: له يا بني أشيء حملتكه الرعية إلي، أم رأي رأيته من قبل نفسك؟ قال: لا والله ولكن رأي رأيته من قبل نفسي، وعرفت أنك مسئول فما أنت قائل؟ فقال له أبوه: رحمك الله وجزاك من ولد خيرا، فو الله إني لأرجو أن تكون من الأعوان على الخير يا بني إن قومك قد شدوا هذا الأمر عقدة عقدة وعروة عروة، ومتى ما أريد مكابرتهم على انتزاع ما في أيديهم لم آمن أن يفتقوا علي فتقا تكثر فيه الدماء والله لزوال الدنيا أهون على من أن يهراق فى سببى محجمة من دم، أو ما ترضى أن لا يأتي على أبيك يوم من أيام الدنيا إلا وهو يميت فيه بدعة ويحيى فيه سنة، حتى يحكم الله بيننا وبين قومنا بالحق وهو خير الحاكمين.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا منصور ثنا شعيب ثنا الفرات بن السائب: أن عمر بن عبد العزيز قال لامرأته فاطمة بنت عبد الملك - وكان عندها جوهر أمر لها أبوها به لم ير مثله-:

اختاري إما أن تردي حليك إلى بيت المال، وإما تأذني لي في فراقك، فإني أكره أن أكون أنا وأنت وهو في بيت واحد. قالت: لا بل أختارك يا أمير المؤمنين عليه وعلى أضعافه لو كان لي، قال فأمر به فحمل حتى وضع في بيت مال المسلمين، فلما هلك عمر واستخلف يزيد قال لفاطمة: إن شئت يردونه عليك؟ قالت: فإني لا أشاؤه، طبت عنه نفسا في حياة عمر وأرجع فيه بعد موته؟ لا والله أبدا. فلما رأى ذلك قسمه بين أهله وولده.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: سمعت بعض شيوخنا يذكر أن عمر بن عبد العزيز أتي بكاتب يخط بين يديه وكان مسلما وكان أبوه كافرا نصرانيا أو غيره، فقال عمر للذي جاء به: لو كنت جئت به من أبناء المهاجرين؟ قال فقال الكاتب: ما ضر رسول الله صلى الله عليه وسلم كفر أبيه، قال فقال

ص: 283

عمر: وقد جعلته مثلا! لا تخط بين يدي بقلم أبدا.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن يحيى الأزدي حدثني سعيد بن سليمان - وقرأته عليه - ثنا محمد بن عبد الرحمن بن مجير ثنا موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله بن عمر: أن عمر بن عبد العزيز كتب إليه: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى سالم بن عبد الله، سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي إله إلا هو، أما بعد: فإن الله ابتلانى بما ابتلاني به من أمر هذه الأمة عن غير مشاورة مني فيها، ولا طلبة مني لها، الاقضاء الرحمن وقدره، فأسأل الذى ابتلانى من أمر هذه الامة بما ابتلاني أن يعينني على ما ولاني، وأن يرزقني منهم السمع والطاعة وحسن مؤازرة، وأن يرزقهم مني الرأفة والمعدلة، فإذا أتاك كتابي هذا فابعث إلي بكتب عمر بن الخطاب وسيرته وقضاياه في أهل القبلة وأهل العهد، فانى متبع أثر عمر وسيرته ان أعانني الله على ذلك والسلام. فكتب إليه سالم بن عبد الله بسم الله الرحمن الرحيم، من سالم بن عبد الله بن عمر إلى عبد الله عمر أمير المؤمنين، سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد: فإن الله خلق الدنيا لما أراد، وجعل لها مدة قصيرة كأن بين أولها وآخرها ساعة من نهار، ثم قضى عليها وعلى أهلها الفناء فقال {(كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون)} لا يقدر منها أهلها على شيء حتى تفارقهم ويفارقونها أنزل بذلك كتابه، وأنزل بذلك رسله، وقدم فيه بالوعيد، وضرب فيه الأمثال، ووصل به القول، وشرع فيه دينه، وأحل الحلال وحرم الحرام وقص فأحسن القصص، وجعل دينه في الأولين والآخرين فجعله دينا واحدا فلم يفرق بين كتبه، ولم تختلف رسله، ولم يشق أحد بشيء من أمره سعد به أحد، ولم يسعد أحد من أمره بشيء شقي به أحد، وإنك اليوم يا عمر لم تعد أن تكون إنسانا من بني آدم يكفيك من الطعام والشراب والكسوة ما يكفي رجلا منهم، فاجعل فضل ذلك فيما بينك وبين الرب الذي توجه إليه شكر النعم، فإنك قد وليت أمرا عظيما ليس يليه عليك أحد دون الله، قد أفضى

ص: 284

فيما بينك وبين الخلائق فإن استطعت أن تغنم نفسك وأهلك، وإن لا تخسر نفسك وأهلك فافعل، ولا قوة إلا بالله. فإنه قد كان قبلك رجال عملوا بما عملوا، وأماتوا ما أماتوا من الحق، وأحيوا ما أحيوا من الباطل، حتى ولد فيه رجال ونشئوا فيه وظنوا أنها السنة، ولم يسدوا على العباد باب رخاء إلا فتح عليهم باب بلاء، فإن استطعت أن تفتح عليهم أبواب الرخاء فإنك لا تفتح عليهم منها بابا الا سد به عنك باب بلاء، ولا يمنعك من نزع عامل أن تقول لا أجد من يكفيني عمله، فإنك إذا كنت تنزع لله وتعمل لله أتاح الله لك رجالا وكالا بأعوان الله، وإنما العون من الله على قدر النية فإذا تمت نية العبد تم عون الله له، ومن قصرت نيته قصر من الله العون له بقدر ذلك، فإن استطعت أن تأتي الله يوم القيامة ولا يتبعك أحد بظلم ويجيء من كان قبلك وهم غابطون لك بقلة أتباعك وأنت غير غابط لهم بكثرة أتباعهم فافعل، ولا قوة إلا بالله. فإنهم قد عاينوا وعالجوا نزع الموت الذي كانوا منه يفرون، وانشقت بطونهم التي كانوا فيها لا يشبعون، وانفقأت أعينهم التي كانت لا تنقضي لذاتها، واندقت رقابهم في التراب غير موسدين بعد ما تعلم من تظاهر الفرش والمرافق، فصاروا جيفا تحت بطون الأرض تحت آكامها، لو كانوا إلى جنب مسكين تأذى بريحهم، بعد إنفاق ما لا يحصى عليهم من الطيب، كان اسرافا وبدارا عن الحق، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

ما أعظم يا عمر وأفظع الذي سيق إليك من أمر هذه الأمة، فأهل العراق فليكونوا من صدرك بمنزلة من لا فقر بك إليه، ولا غنى بك عنه، فإنهم قد وليتهم عمال ظلمة قسموا المال وسفكوا الدماء، فإنه من تبعث من عمالك كلهم أن يأخذوا بجبية، وأن يعملوا بعصبية، وان يتجبروا فى عملهم، وان يحتكروا على المسلمين بيعا، وان يسفكوا دما حراما. الله الله يا عمر فى ذلك فانك توشك ان اجترأت على ذلك أن يؤتى بك صغيرا ذليلا، وان أنت اتقيت ما أمرتك به وجدت راحته على ظهرك وسمعك وبصرك، ثم إنك كتبت إلي تسأل أن أبعث اليك بكتب عمر بن الخطاب وسيرته وقضائه في

ص: 285

المسلمين وأهل العهد، وأن عمر عمل في غير زمانك، وإني أرجو إن عملت بمثل ما عمل عمر أن تكون عند الله أفضل منزلة من عمر، وقل كما قال العبد الصالح {(وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب)} والسلام عليك.

رواه عدة منهم، إسحاق بن سليمان عن حنظلة بن أبي سفيان قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى سالم بن عبد الله أن اكتب إلي ببعض رسائل عمر فكتب إليه: يا عمر اذكر الملوك الذين قد انفقأت عيونهم، فذكر نحوه مختصرا.

• حدثناه أحمد بن جعفر

(1)

ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا إسحاق بن سليمان نا حنظلة بن أبي سفيان. ورواه جعفر بن برقان قال: كتب عمر إلى سالم بن عبد الله، أما بعد: فإن الله ابتلاني فذكر نحوه. ورواه معمر بن سليمان الرقي عن الفرات بن سليمان قال: كتب عمر إلى سالم فذكره بطوله. كرواية موسى بن عقبة أخبرناه القاضي أبو أحمد في كتابه - ثنا محمد ابن أيوب ثنا الحسين بن الفرج ثنا معمر بن سليمان به.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا عمر بن محمد بن الحسن الأسدي ثنا أبي ثنا محمد بن طلحة عن داود بن سليمان. قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عبد الحميد صاحب الكوفة: بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى عبد الحميد بن عبد الرحمن، سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد: فإن أهل الكوفة قوم قد أصابهم بلاء وشدة، وجور في أحكام الله، وسنن خبيثة سنها عليهم عمال سوء، وأن قوام الدين العدل والإحسان، فلا يكونن شيء أهم إليك من نفسك أن توطنها لطاعة الله، فإنه لا قليل من الإثم، وآمرك أن تطرز أرضهم ولا تحمل خرابا على عامر، ولا عامرا على خراب، وأنى قد وليتك من ذلك ما ولاني الله.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا سعدان بن نصر

(1)

فى مغ: حدثناه أبو بكر بن مالك.

ص: 286

المخرمي

(1)

ثنا عبد الله بن بكر بن حبيب ثنا رجل: أن عمر بن عبد العزيز خطب الناس من خناصرة

(2)

فقال: أيها الناس إنكم لم تخلقوا عبثا، ولم تتركوا سدى، وإن لكم معادا ينزل الله فيه للحكم فيكم، والفصل بينكم وقد خاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء، وحرم الجنة التى عرضها السموات والأرض، ألا واعلموا أن الأمان غدا لمن حذر الله وخافه، وباع نافدا بباق، وقليلا بكثير، وخوفا بأمان، أولا تدرون أنكم في أسلاب الهالكين، وسيخلفها بعدكم الباقون، كذلكم حتى ترد إلى خير الوارثين.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا سلمة ثنا جعفر بن هارون عن المفضل بن يونس. قال: قال رجل لعمر بن عبد العزيز:

يا أمير المؤمنين كيف أصبحت؟ قال: أصبحت بطيئا بطينا متلوثا في الخطايا أتمنى على الله الأماني.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا محمد بن أبي السري ثنا بشر بن حسان الهذلي ثنا الثوري قال: ضرب عمر بن عبد العزيز بيده على بطنه ثم قال: بطني بطئ عن عبادة ربه، متلوث بالذنوب والخطايا، يتمنى على الله منازل الأبرار بخلاف أعمالهم.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا سفيان بن وكيع ثنا ابن عيينة [عن عمرو بن دينار قال قال عمر بن عبد العزيز: إنما خلقتم للأبد، ولكنكم تنقلون من دار إلى دار. حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن محمد بن سعيد ثنا أحمد بن عبدة ثنا سفيان بن عيينة]

(3)

قال قال عمر: مثله ولم يذكر ابن دينار.

• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا أبي ثنا عبد الله بن محمد بن سفيان ثنا أبو محمد البزار ثنا المسيب بن واضح عن محمد بن الوليد قال: مر عمر بن عبد العزيز برجل وفي يده حصاة يلعب بها وهو يقول: اللهم زوجنى من الحور

(1)

فى ز: المخزومي.

(2)

بليدة من أعمال حلب. معجم.

(3)

لم ترد فى مغ

ص: 287

العين، فمال إليه عمر فقال: بئس الخاطب أنت، ألا ألقيت الحصاة وأخلصت إلى الله الدعاء.

• حدثنا محمد بن أحمد أنبأنا أبي ثنا عبد الله ثنا محمد بن عمر بن على الانصارى ثنا شبابة عن خازجة بن مصعب عن محمد بن عمرو عن عمر بن عبد العزيز قال: لا ينفع القلب إلا ما خرج من القلب.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا أبي ثنا عبد الله حدثني بشر بن معاذ عن شيخ من قريش. قال: قال عمر بن عبد العزيز: يا معشر المستترين اعلموا أن عند الله مسألة فاضحة، قال الله تعالى {(فو ربك لنسئلنهم أجمعين عما كانوا يعملون)} .

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد المتعال بن عبد الوهاب ثنا ضمرة حدثني عبد الله بن شوذب قال: حج سليمان ومعه عمر بن عبد العزيز، فخرج سليمان إلى الطائف فأصابه رعد وبرق ففزع سليمان فقال لعمر: ألا ترى ما هذا يا أبا حفص؟ قال: هذا عند نزول رحمته، فكيف لو كان عند نزول نقمته!! حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد ثنا أبو كريب ثنا أبو بكر بن عياش حدثني العذري: فذكر نحوه.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا أبو العباس بن قتيبة ثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى حدثني أبي عن جدي قال: بينا عمر بن عبد العزيز مع سليمان بعرفات، إذ برقت وأرعدت رعدا شديدا ففزع منه سليمان فنظر إلى عمر وهو يضحك، فقال يا عمر أتضحك وأنت تسمع ما تسمع؟ قال يا أمير المؤمنين هذه رحمة الله أفزعتك، كيف لو جاءك عذابه!!.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا حاتم بن الليث ثنا خالد ابن خداش ثنا عفان بن راشد. قال: كان عمر بن عبد العزيز واقفا مع سليمان بعرفة فرعدت رعدة من رعدتها مه، فوضع سليمان صدره على مقدم الرحل وجزع منها، فقال له عمر: يا أمير المؤمنين هذه جاءت برحمة فكيف لو جاءت بسخطة! قال ثم نظر سليمان إلى الناس فقال: ما أكثر الناس!! فقال عمر خصماؤك يا أمير المؤمنين، فقال له سليمان ابتلاك الله بهم.

ص: 288

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا سفيان بن وكيع ثنا ابن عيينة عن عمر بن ذر. قال: قال مولى لعمر بن عبد العزيز لعمر حين رجع من جنازة سليمان: ما لي أراك مغتما؟ قال لمثل ما أنا فيه يغتم له ليس من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أحد في شرق الأرض وغربها إلا وأنا أريد أن أؤدي إليه حقه، غير كاتب إلي فيه ولا طالبه مني.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد ثنا الفضل بن يعقوب ثنا الحسن بن محمد بن أعين ثنا النضر بن عربي قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز فرأيته جالسا هكذا قد نصب ركبتيه ووضع يديه عليهما، وذقنه على ركبتيه، كأن عليه بث هذه الأمة.

• حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن عامر بن عبيدة. قال: أول ما أنكر من عمر بن عبد العزيز أنه خرج فى جنازة، فأتى ببرد كان يلقى للخلفاء يقعدون عليه إذا خرجوا إلى جنازة، فألقي له فضربه برجله ثم قعد على الأرض، فقالوا: ما هذا؟ فجاء رجل فقام بين يديه فقال: يا أمير المؤمنين اشتدت بي الحاجة، وانتهت بي الفاقة، والله سائلك عن مقامي غدا بين يديك، وفى يده قضيب قد اتكأ عليه بسنانه، فقال:

أعد علي ما قلت، فأعاد عليه قال: يا أمير المؤمنين اشتدت بي الحاجة، وانتهت بي الفاقة، والله سائلك عن مقامي هذا بين يديك، فبكى حتى جرت دموعه على القضيب ثم قال: ما عيالك؟ قال خمسة، أنا وامرأتي وثلاثة أولادي قال فإن الفرض لك ولعيالك عشرة دنانير، ونأمر لك بخمسمائة، مائتين من مالي وثلاثمائة من مال الله تبلغ بها حتى يخرج عطاؤك.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا عمرو بن عثمان ثنا خالد بن يزيد عن جعونة. قال: استعمل عمر عاملا فبلغه أنه عمل للحجاج فعزله فأتاه يعتذر إليه فقال: لم أعمل له إلا قليلا. فقال: حسبك من صحبة شر يوم أو بعض يوم.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ثنا سلمة بن شبيب

ص: 289

ثنا سهل بن عاصم ثنا عبد الله بن غالب قال سمعت أبا عاصم العباداني يقول:

خطب عمر بن عبد العزيز فقال: أما بعد؛ فإن كنتم مؤمنين بالآخرة فأنتم حمقى، وإن كنتم مكذبين بها فأنتم هلكى.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا جعفر بن عبد الله بن الصباح ثنا أبو همام ثنا ضمرة ثنا سفيان الثوري. قال: قال عمر بن عبد العزيز: من لم يعلم أن كلامه من عمله كثرت ذنوبه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن يحيى ثعلب النحوي ثنا الزبير بن بكار ثنا محمد بن مسلمة عن هشام بن عبد الله بن عكرمة. قال: قال عمر بن عبد العزيز: ما طاوعني الناس على ما أردت من الحق حتى بسطت لهم من الدنيا شيئا.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن معمر أن عمر بن عبد العزيز قال: قد أفلح من عصم من المراء والغضب والطمع.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق عن عبد الرزاق عن معمر قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطأة: أما بعد، فإن استعمالك سعد بن مسعود على عمان كان من الخطأ الذي قضى الله عليك، وقدر أن تبتلى بها.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن يحيى المروزي ثنا خالد بن خداش ثنا نوح بن قيس حدثني محمد بن معبد: أن عمر بن عبد العزيز أرسل بأسارى من أسارى الروم ففادى بهم أسارى من أسارى المسلمين، قال فكنت إذا دخلت على ملك الروم فدخلت عليه عظماء الروم خرجت، قال فدخلت يوما فإذا هو جالس في الأرض مكتئبا حزينا، فقلت: ما شأن الملك؟ قال: وما تدري ما حدث؟! قلت وما حدث؟ قال مات الرجل الصالح، قلت من؟ قال عمر بن عبد العزيز. [قال ثم قال ملك الروم: لأحسب أنه لو كان أحد يحيى الموتى بعد عيسى بن مريم عليه السلام لأحياهم عمر بن عبد العزيز، ثم]

(1)

قال:

لست أعجب من الراهب أغلق بابه ورفض الدنيا وترهب وتعبد، ولكن أتعجب

(1)

زيادة في مغ.

ص: 290

ممن كانت الدنيا تحت قدميه فرفضها ثم ترهب.

• حدثنا محمد

(1)

بن أحمد بن شاهين ثنا عبد الله بن محمد البغوي ثنا خالد ابن مرداس ثنا الحكيم - يعني ابن عمر - قال: شهدت عمر بن عبد العزيز وأرسل غلامه يشوي بكبكبة من لحم، فعجل بها فقال أسرعت بها؟! قال شويتها في نار المطبخ - وكان للمسلمين مطبخ يغديهم ويعشيهم - فقال لغلامه: كلها يا بني فإنك رزقتها ولم أرزقها.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن سفيان حدثني محمد ابن الحسين ثنا الوليد بن صالح عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: كان لعمر ابن عبد العزيز سفط فيه دراعة من شعر وغل، وكان له بيت فى جوف بيت يصلي فيه لا يدخل فيه أحد، فإذا كان في آخر الليل فتح ذلك السفط ولبس تلك الدراعة ووضع الغل فى عنقه، فلا يزال يناجي ربه ويبكي حتى يطلع الفجر ثم يعيده في السفط.

• حدثنا أبي ومحمد بن أحمد قالا: ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله ابن محمد بن عبيد حدثني أبو عبد الرحمن حاتم بن عبيد الله الأزدي عن الحسين ابن محمد الخزاعي عن رجل من ولد عثمان: أن عمر بن عبد العزيز قال في بعض خطبه: إن لكل سفر زادا لا محالة، فتزودوا لسفركم من الدنيا إلى الآخرة التقوى، وكونوا كمن عاين ما أعد الله من ثوابه وعقابه ترغبوا وترهبوا، ولا يطولن عليكم الأمد فتقسى قلوبكم، وتنقادوا لعدوكم، فإنه والله ما بسط أمل من لا يدري لعله لا يصبح بعد مسائه، ولا يمسي بعد صباحه، ولربما كانت بين ذلك خطفات المنايا. فكم رأيت ورأيتم من كان بالدنيا مغترا، وإنما تقر عين من وثق بالنجاة من عذاب الله، وإنما يفرح من أمن من أهوال يوم القيامة، فاما من لا يداوى كلما

(2)

الا أصابه جرح فى ناحية أخرى، أعوذ بالله أن آمركم بما أنهى عنه نفسي فتخسر صفقتي، وتظهر غيلتي، وتبدو مسكنتي، فى يوم يبدو فيه الغنى والفقر، والموازين منصوبة، ولقد عنيتم

(1)

فى ز عمر

(2)

الكلم بالفتح الجراحة والجمع كلوم.

ص: 291

بأمر لو عنيت به النجوم لانكدرت، ولو عنيت به الجبال لذابت، ولو عنيت به الأرض لتشققت، أما تعلمون أنه ليس بين الجنة والنار منزلة، وأنكم صائرون إلى إحداهما.

• حدثنا أبي ومحمد قالا: ثنا أحمد بن محمد بن عمرو

(1)

ثنا أبو بكر بن سفيان ثنا يعقوب بن إسماعيل ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا عمر بن محمد المكي. قال: خطب عمر بن عبد العزيز فقال: إن الدنيا ليست بدار قراركم، دار كتب الله عليها الفناء، وكتب على أهلها منها الظعن، فكم عامر موثق عما قليل مخرب، وكم مقيم مغتبط عما قليل يظعن، فأحسنوا رحمكم الله منها الرحلة بأحسن ما يحضركم من النقلة، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى، إنما الدنيا كفئ ظلال قلص فذهب.

بينا ابن آدم في الدنيا ينافس فيها وبها قرير العين إذ دعاه الله بقدره، ورماه بيوم حتفه، فسلبه آثاره ودنياه، وصير لقوم آخرين مصانعه ومغناه، إن الدنيا لا تسر بقدر ما تضر، إنها تسر قليلا، وتجر حزنا طويلا.

• حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - ثنا عبد الله بن محمد البغوي ثنا حاجب بن الوليد ثنا مبشر بن إسماعيل ثنا أرطأة بن المنذر. قال: قيل لعمر ابن عبد العزيز لو اتخذت حرسا واحترزت في طعامك وشرابك، فإن من كان قبلك يفعله؟ فقال: اللهم إن كنت تعلم أني أخاف شيئا دون يوم القيامة فلا تؤمن خوفي.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا عبد الله بن محمد البغوي ثنا يحيى بن عثمان الحربي ثنا بقية بن الوليد عن جعبان العبسي

(2)

عن عمرو بن مهاجر. قال قال عمر بن عبد العزيز: إذا رأيتني قد ملت عن الحق فضع يدك في تلبابي ثم هزني، ثم قل يا عمر ما تصنع؟.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا الحسين بن محمد بن حماد ثنا عمرو بن عثمان ثنا خالد بن حماد بن يزيد عن جعونة. قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى أهل الموسم أما بعد: فإني أشهد الله وأبرأ إليه في الشهر الحرام والبلد الحرام ويوم الحج الاكبر انى برئ من ظلم من ظلمكم، وعدوان من اعتدى عليكم، أن أكون أمرت بذلك أو رضيته أو تعمدته، إلا أن يكون وهما

(1)

فى مغ: عمر. بدون الواو

(2)

وفى ز: العنسى

ص: 292

مني، أو أمرا خفي علي لم أتعمده، وأرجو أن يكون ذلك موضوعا عني مغفورا لي إذا علم مني الحرص والاجتهاد، ألا وإنه لا إذن على مظلوم دوني وأنا معول كل مظلوم، ألا وأي عامل من عمالي رغب عن الحق ولم يعمل بالكتاب والسنة فلا طاعة له عليكم، وقد صيرت أمره إليكم حتى يراجع الحق وهو ذميم، ألا وإنه لا دولة بين أغنيائكم، ولا أثرة على فقرائكم فى شيء من فيئكم، ألا وأيما وارد ورد في أمر يصلح الله به خاصا أو عاما من هذا الدين فله ما بين مائتي دينار إلى ثلاث مائة دينار على قدر ما نوى من الحسنة، وتجشم من المشقة، رحم الله امرأ لم يتعاظمه سفر يحيي الله به حقا لمن وراءه، ولولا أن أشغلكم عن مناسككم لرسمت لكم أمورا من الحق أحياها الله لكم، وأمورا من الباطل أماتها الله عنكم، وكان الله هو المتوحد بذلك فلا تحمدوا غيره، فإنه لو وكلني إلى نفسي كنت كغيري والسلام عليكم.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا إبراهيم بن هشام ابن يحيى بن يحيى حدثني أبي عن جدي قال: كتب بعض عمال عمر إليه يقول في كتابه: يا أمير المؤمنين إني بأرض قد كثر فيها النعم حتى لقد أشفقت على من قبلي من أهلها ضعف الشكر. فكتب إليه عمر: إني قد كنت أراك أعلم بالله مما أنت، إن الله لم ينعم على عبد نعمة فحمد الله عليها إلا كان حمده أفضل من نعمه، لو كنت لا تعرف ذلك إلا في كتاب الله المنزل، قال الله تعالى {(ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين)} وأي نعمة أفضل مما أوتي داود وسليمان؟! وقال الله تعالى {(وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاؤها)} إلى قوله {(وقيل الحمد لله)} وأي نعمة أفضل من دخول الجنة.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا إبراهيم حدثني أبي عن جدي قال: كان عمر بن عبد العزيز لا يحمل على البريد إلا في حاجة المسلمين وكتب إلى عامل له يشتري له عسلا ولا يسخر فيه شيئا، وأن عامله حمله على مركبة من البريد، فلما أتى قال على ما حمله؟ قالوا على البريد، فأمر بذلك العسل

ص: 293

فبيع وجعل ثمنه في بيت مال المسلمين، وقال أفسدت علينا عسلك.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد ثنا عبد الأعلى بن حماد ثنا أبو عوانة عن خالد بن أبي الصلت. قال: أنى عمر بن عبد العزيز بماء قد سخن في فحم الإمارة، فكرهه ولم يتوضأ به.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا إسماعيل بن موسى السدي ثنا أبو المليح عن ميمون بن مهران قال: أهدي إلى عمر بن عبد العزيز تفاح وفاكهة، فردها وقال لا أعلمن أنكم قد بعثتم الى أحد من أهل عملي بشيء، قيل له ألم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية؟ قال: بلى ولكنها لنا ولمن بعدنا رشوة.

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا الهيثم بن خارجة ثنا إسماعيل عن عمرو بن مهاجر قال: اشتهى عمر تفاحا فقال لو أن عندنا شيئا من تفاح فإنه طيب؟ فقام رجل من أهله فأهدى إليه تفاحا، فلما جاء به الرسول قال: ما أطيبه وأطيب ريحه وأحسنه، ارفع يا غلام واقرأ على فلان السلام وقل له: إن هديتك قد وقعت عندنا بحيث تحب، قال عمرو بن مهاجر: فقلت له يا أمير المؤمنين ابن عمك رجل من أهل بيتك وقد بلغك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، قال إن الهدية كانت للنبي صلى الله عليه وسلم هدية، وهي لنا رشوة.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا حاتم بن الليث ثنا عبد الله بن بكر السهمي حدثني رجل: أن عمر بن عبد العزيز خطب الناس بخناصرة فقال: يا أيها الناس ما منكم من أحد [يبلغنا عنه حاجة ألا أحببت أن أسد من حاجته بما قدرت عليه، وما منكم من أحد]

(1)

لا يسعه ما عندنا إلا وددت أنه بدئ بي وبلحمتي الذين يلونني حتى يستوي عيشنا وعيشه، وايم الله إني لو أردت غير ذلك من الغضارة والعيش لكان اللسان به مني ذلولا عالما بأسبابه ولكنه قضاء من الله كتاب ناطق وسنة عادلة يدل فيها على طاعته، وينهى

(1)

زيادة فى مغ

ص: 294

فيها عن معصيته، ثم رفع طرف ردائه وبكى حتى شهق وأبكى الناس حوله ثم نزل فكانت إياها، لم يخطب بعدها حتى مات رحمه الله.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا الحسين بن محمد ثنا أبو زرعة ثنا أبو زيد عبد الرحمن بن أبي المعمر المصري ثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبيه قال: خطب عمر بن عبد العزيز هذه الخطبة وكان آخر خطبة خطبها؛ حمد الله وأثنى عليه ثم قال: إنكم لم تخلقوا عبثا، ولم تتركوا سدى، وإن لكم معادا ينزل الله فيه ليحكم بينكم ويفصل بينكم، وخاب وخسر من خرج من رحمة الله وحرم جنة عرضها السموات والأرض، ألم تعلموا أنه لا يأمن غدا إلا من حذر الله اليوم وخافه وباع نافدا بباق، وقليلا بكثير، وخوفا بأمان؟ ألا ترون أنكم في أسلاب الهالكين، وستصير من بعدكم للباقين، وكذلك حتى تردوا إلى خير الوارثين. ثم إنكم تشيعون كل يوم غاديا ورائحا، قد قضى نحبه، وانقضى أجله، حتى تغيبوه فى صدع من الارض، فى شق صدع، ثم تتركوه غير ممهد ولا موسد، فارق الأحباب، وباشر التراب، ووجه للحساب، مرتهن بما عمل غني عما ترك، فقير إلى ما قدم. فاتقوا الله وموافاته وحلول الموت بكم أما والله إني لأقول هذا وما أعلم عند أحد من الذنوب أكثر مما عندي وأستغفر الله، وما منكم من أحد يبلغنا حاجته لا يسع له ما عندنا إلا تمنيت أن يبدأ بي وبخاصتي حتى يكون عيشنا وعيشه واحدا، أما والله لو أردت غير هذا من غضارة العيش لكان اللسان به ذلولا، وكنت بأسبابه عالما، ولكن سبق من الله كتاب ناطق، وسنة عادلة، دل فيها على طاعته، ونهى فيها عن معصيته ثم رفع طرف ردائه فبكى وأبكى من حوله.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا محمد بن يزيد. قال: قال وهيب: خطب عمر بن عبد العزيز ذات يوم فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: إن الله لم يبعث نبيا بعد نبيه محمد صلى الله عليه وسلم [ولم ينزل كتابا من بعد كتابه الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله

ص: 295

عليه وسلم، ألا وإن ما أنزل الله على محمد]

(1)

فهو الحق إلى يوم القيامة، ألا وإني لست بمبتدع ولكني متبع، إلا وإني لست بخيركم ولكني أثقلكم حملا ألا وإن السمع والطاعة واجبان على كل مسلم ما لم يؤمر لله بمعصية، فمن أمر لله بمعصية ألا فلا طاعة لمخلوق بمعصية الخالق، ألا هل أسمعت؟ قالها ثلاثا.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا يحيى بن عثمان الحربي ثنا إسماعيل بن عياش عن عاصم بن رجاء بن حيوة قال: كان عمر بن عبد العزيز يخطب فيقول: أيها الناس من ألم بذنب فليستغفر الله وليتب، [فإن عاد فليستغفر الله وليتب، فإن عاد فليستغفر الله وليتب]

(2)

فإنما هي خطايا مطوقة في أعناق الرجال، وإن الهلاك كل الهلاك الإصرار عليها.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا اسماعيل بن علية عن أبي مخزوم حدثني عمر بن أبي الوليد. قال: خرج عمر بن عبد العزيز يوم جمعة وهو ناحل الجسم، فخطب كما يخطب ثم قال: أيها الناس من أحسن منكم فليحمد الله، ومن أساء فليستغفر الله، فانه لا بد لأقوام من أن يعملوا أعمالا وظفها الله في رقابهم، وكتبها عليهم.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا رجاء بن الجارود ثنا عبد الملك بن قريب الأصمعي عن عدي بن الفضل. قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يخطب فقال: اتقوا الله أيها الناس وأجملوا في الطلب، فإنه إن كان لأحدكم رزق في رأس جبل أو حضيض أرض يأته.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ح وحدثنا الحسن بن أنس بن عثمان الأنصاري ثنا أحمد بن حمدان بن إسحاق العسكري ثنا علي بن المديني قالا: ثنا معتمر بن سليمان قال سمعت علي بن زيد بن جدعان يقول: شهدت عمر بن عبد العزيز يخطب بخناصرة فسمعته يقول: ألا إن أفضل العبادة أداء الفرائض واجتناب المحارم.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال قرأت على زيد بن الحباب حدثني عياش بن عقبة الحضرمي وهو ابن عم ابن

(1)

زيادة فى مغ

(2)

لم ترد فى مغ

ص: 296

لهيعة حدثني بحدل الشامي عن أبيه - وكان صاحبا لعمر بن عبد العزيز - أخبره قال: رأيت عمر بن عبد العزيز على المنبر يتلو هذه الآية {(ونضع الموازين القسط ليوم القيامة)} حتى ختمها. فمال على أحد شقيه يريد أن يقع.

• حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن أزهر - بياع الخمر - قال: رأيت عمر بن عبد العزيز بخناصرة يخطب الناس عليه قميص مرقوع.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين بن نصر ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا موسى بن إسماعيل ثنا سلام بن مسكين قال سمعت بعض أصحابنا يقول: إن عمر بن عبد العزيز صعد المنبر فقال: يا أيها الناس اتقوا الله فإن تقوى الله خلف من كل شيء وليس لتقوى الله خلف، يا أيها الناس اتقوا الله وأطيعوا من أطاع الله، ولا تطيعوا من عصى الله.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حزم حدثني رجل يقال له زيد: أنه سمع عمر بن عبد العزيز يوم عيد وجاء راكبا فنزل ونزل من معه، ثم جاء يمشى وعليه جبة محشوة بيضاء وعمامة شامية صفيقة، وسراويل يمنية، وخفان ساذجان، فصعد المنبر فأتى بعصا مضببة بفضة عرضها بين يديه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم تلا آيات من كتاب الله، ثم قال: أيها الناس إني وجدت هذا القلب لا يعبر عنه إلا باللسان ولعمرى - وإن لعمرى منى لحق - لوددت أنه ليس من الناس عبد ابتلى بسعة الا نظر قطيعا من ماله فجعله في الفقراء والمساكين واليتامى والأرامل، بدأت أنا بنفسي وأهل بيتي، ثم كان الناس بعد. ثم كان آخر كلمة تكلم بها حين نزل: لولا سنة أحيها أو بدعة أميثها لم أبال أن لا أبقى في الدنيا فواقا.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن عبدة ثنا حماد بن زيد. ح وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا خلف بن الوليد ثنا يحيى بن زكريا قالا: ثنا يحيى بن سعيد قال: خطب عمر بن عبد العزيز بعرفات فقال: إنكم وفد غير واحد، وإنكم قد شخصتم

ص: 297

من القريب والبعيد، وأنضيتم الظهر وأرملتم، وليس السابق اليوم من سبق بعيره ولا فرسه، ولكن السابق اليوم من غفر الله له. زاد حماد في حديثه:

فقال له رجل أين أصلي المغرب؟ فقال حيث أدركتك من واديك هذا.

• حدثنا أبو محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا سفيان قال سمعت شيخا من شيوخنا قال: سمعت عمر بن عبد العزيز وهو على المنبر بعرفة وهو يقول: اللهم زد في إحسان محسنهم، وراجع لمسيئهم التوبة، وحط من ورائهم بالرحمة. قال وأومأ بيده إلى الناس.

• حدثنا أبو محمد ثنا أحمد ثنا سعيد بن عامر عن محمد بن عمرو قال سمعت عمر بن عبد العزيز يخطب قال:

ما أنعم الله على عبد نعمة ثم انتزعها منه فعاضه مما انتزع منه الصبر إلا كان ما عاضه خيرا مما انتزع منه، ثم قرأ هذه الآية {(إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)} .

• حدثنا عمر بن أحمد بن شاهين ثنا عبد الله بن محمد البغوي ثنا عبد الله بن عمر القواريري ثنا زائدة بن أبي الرقاد ثنا عبد الله بن العيزار. قال:

خطبنا عمر بن عبد العزيز بالشام على منبر من طين فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:

أيها الناس أصلحوا سرائركم تصلح علانيتكم، واعملوا لآخرتكم تكفوا أمر دنياكم.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن غالب ثنا القعنبي عن مالك بن أنس عن إسماعيل بن أبي حكيم أنه أخبره أنه سمع عمر بن عبد العزيز يقول: كان يقال إن الله لا يعذب العامة بذنب الخاصة، ولكن إذا عمل المنكر جهارا استحقوا العقوبة كلهم.

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا جعفر بن محمد بن الفريابى ثنا قتيبة ابن سعيد ثنا عرعرة بن البريد عن حاجب بن خليف. البرجمي. قال: شهدت عمر ابن عبد العزيز يخطب الناس وهو خليفة، فقال في خطبته: ألا إن ما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه فهو دين نأخذ به وننتهي إليه، وما سن سواهما فإنا نرجئه.

• حدثنا عمر بن أحمد بن شاهين ثنا نصر بن القاسم الفرائضي ثنا عبد الله بن

ص: 298

عمر القواريري ثنا المنهال بن عيسى ثنا غالب القطان. قال: قال عمر بن عبد العزيز:

اللهم إن لم أكن أهلا أن أبلغ رحمتك فإن رحمتك أهل أن تبلغني، رحمتك وسعت كل شيء وأنا شيء، فلتسعني رحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم إنك خلقت قوما فأطاعوك فيما أمرتهم، وعملوا في الذي خلقتهم له، فرحمتك إياهم كانت قبل طاعتهم لك يا أرحم الراحمين.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا حاتم بن الليث ثنا عفان ثنا جويرية بن أسماء عن إسماعيل بن أبي حكيم. قال: أول كلمة سمعتها من عمر ابن عبد العزيز يوم استخلف وهو على المنبر يقول: يا أيها الناس إني والله ما سألت الله في سر ولا علانية قط، فمن كره منكم فأمره إليه، فقام رجل من الأنصار فبايعه وبايعه الناس.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا إسحاق بن إسماعيل الحربي ثنا هشام بن عمار ثنا بقية بن الوليد عن رجل عن أبي حازم الخناصري الأسدي قال:

قدمت دمشق في خلافة عمر بن عبد العزيز يوم الجمعة والناس رائحون إلى الجمعة، فقلت إن أنا صرت إلى الموضع الذي أريد نزوله فاتتني الصلاة ولكن أبدأ بالصلاة فصرت إلى باب المسجد فأنخت بعيرى ثم عقلته ودخلت المسجد، فإذا أمير المؤمنين على الأعواد يخطب الناس، فلما أن بصر بي عرفني فناداني يا أبا حازم إلي مقبلا؟ فلما أن سمع الناس نداء أمير المؤمنين [لى أوسعوا لى فدنوت من المحراب، فلما أن نزل أمير المؤمنين]

(1)

فصلى بالناس التفت إلي فقال: يا أبا حازم متى قدمت بلدنا؟ قلت الساعة وبعيرى معقول بباب المسجد، فلما أن تكلم عرفته، فقلت أنت عمر بن عبد العزيز؟ قال نعم، قلت له تالله لقد كنت عندنا بالأمس بالخناصرة أميرا لعبد الملك بن مروان، فكان وجبك وضيا، وثوبك نقيا، ومركبك وطيا، وطعامك شهيا وحرسك شديدا، فما الذي غير بك وأنت أمير المؤمنين؟ قال لي يا أبا حازم أنا شدك الله إلا حدثتني الحديث الذي حدثتني بخناصرة؟ قلت له نعم، سمعت

(1)

لم ترد فى مغ.

ص: 299

أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن بين أيديكم عقبة كئودا لا يجوزها إلا كل ضامر مهزول» قال أبو حازم: فبكى أمير المؤمنين بكاء عاليا حتى علا نحيبه، ثم قال يا أبا حازم أفتلومني أن أضمر نفسي لتلك العقبة لعلي أن أنجو منها وما أظنني منها بناج؟ قال أبو حازم:

فأغمي على أمير المؤمنين. فبكى بكاء عاليا حتى علا نحيبه، ثم ضحك ضحكا عاليا حتى بدت نواجذه، وأكثر الناس فيه القول، فقلت اسكتوا وكفوا فإن أمير المؤمنين لقي أمرا عظيما، قال أبو حازم ثم أفاق من غشيته فبدرت الناس إلى كلامه فقلت له: يا أمير المؤمنين لقد رأينا منك عجبا، قال ورأيتم ما كنت فيه؟ قلت نعم، قال إني بينما أنا أحدثكم إذ أغمي علي فرأيت كأن القيامة قد قامت وحشر الله الخلائق وكانوا عشرين ومائة صف، أمة محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك ثمانون صفا، وسائر الأمم من الموحدين أربعون صفا، إذ وضع الكرسي ونصب الميزان ونشرت الدواوين ثم نادى المنادي أين عبد الله بن أبى قحافة، فاذا شيخ طوال يخضب بالحناء والكتم فأخذت الملائكة بضبعيه فأوقفوه أمام الله فحوسب حسابا يسيرا ثم أمر به ذات اليمين إلى الجنة، [ثم نادى المنادي أين عمر بن الخطاب؟ فاذا شيخ طوال يخضب بالحناء فجثى فأخذت الملائكة بضبعيه فأوقفوه أمام الله فحوسب حسابا يسيرا ثم أمر به ذات اليمين إلى الجنة]

(1)

ثم نادى مناد أين عثمان بن عفان؟ فإذا بشيخ طوال يصفر لحيته، فأخذت الملائكة بضبعيه فأوقفوه أمام الله فحوسب حسابا يسيرا ثم أمر به ذات اليمين إلى الجنة، ثم نادى مناد أين علي بن أبي طالب؟ فإذا بشيخ طوال أبيض الرأس واللحية، عظيم البطن دقيق الساقين، فأخذت الملائكة بضبعيه فأوقفوه أمام الله فحوسب حسابا يسيرا ثم أمر به ذات اليمين إلى الجنة، فلما رأيت الأمر قد قرب مني اشتغلت بنفسي فلا أدري ما فعل الله بمن كان بعد علي، إذ نادى المنادي أين عمر بن عبد العزيز؟ فقمت فوقعت على وجهي [ثم قمت فوقعت على وجهي

(1)

زيادة فى مغ

ص: 300

ثم قمت فوقعت على وجهي]

(1)

فأتاني ملكان فاخذا بضبعي فأوقفاني أمام الله تعالى فسألني عن النقير والقطمير والفتيل وعن كل قضية قضيت بها حتى ظننت أني لست بناج، ثم إن ربي تفضل علي وتداركني منه برحمة وأمر بي ذات اليمين إلى الجنة، فبينا أنا مار مع الملكين الموكلين بي إذ مررت بجيفة ملقاة على رماد، فقلت ما هذه الجيفة؟ قالوا أدن منه وسله يخبرك، فدنوت منه فوكزته برجلي وقلت له من أنت؟ فقال لي من أنت؟ قلت أنا عمر بن عبد العزيز، قال لي ما فعل الله بك وبأصحابك؟. قلت أما أربعة فأمر بهم ذات اليمين إلى الجنة، ثم لا أدري ما فعل الله بمن كان بعد علي، فقال لي أنت ما فعل الله بك؟ قلت تفضل علي ربي وتداركني منه برحمة وقد أمر بي ذات اليمين إلى الجنة، فقال أنا كما صرت ثلاثا!! قلت أنت من أنت؟ قال أنا الحجاج ابن يوسف، قلت له حجاج؟ أرددها عليه ثلاثا، قلت ما فعل الله بك؟ قال قدمت على رب شديد العقاب، ذى بطشة منتقم ممن عصاه، قتلني بكل قتلة قتلت بها مثلها، ثم ها أنا ذا موقوف بين يدي ربي أنتظر ما ينتظر الموحدون من ربهم، إما إلى جنة وإما إلى نار. قال: أبو حازم: فأعطيت الله عهدا بعد رؤيا عمر بن عبد العزيز أن لا أوجب لأحد من هذه الأمة نارا. رواه إبراهيم بن هراسة عن الثوري عن أبي الزناد عن أبي حازم [مختصرا.

• وأخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم أجازة نا أحمد بن محمد بن الحسن نا السري بن عاصم نا إبراهيم بن هراسة عن سفيان الثوري عن أبي الزناد عن أبي حازم]

(2)

قال: قدمت على عمر بن عبد العزيز بخناصرة وهو يومئذ أمير المؤمنين، فلما نظر إلي عرفني ولم أعرفه، فقال لي ادن يا أبا حازم، فلما دنوت منه عرفته فقلت أنت أمير المؤمنين؟ قال نعم، قلت ألم تكن عندنا بالأمس بالمدينة أميرا لسليمان بن عبد الملك فكان مركبك وطيا، وثوبك نقيا، ووجهك بهيا وطعامك شهيا، وقصرك مشيدا، وحديثك كثيرا، فما الذي غير ما بك وأنت أمير المؤمنين؟ قال: أعد علي الحديث الذى حدثتنيه بالمدينة، فقلت نعم

(1)

لم ترد فى مغ

(2)

زيادة فى مغ

ص: 301

يا أمير المؤمنين سمعت أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن بين أيديكم عقبة كئودا لا يجوزها إلا كل ضامر مهزول» فبكى طويلا.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا موسى بن عامر ثنا الوليد بن مسلم. قال: قال عبد الله بن العلاء: سمعت عمر بن عبد العزيز يخطب في الجمع بخطبة واحدة يرددها، يفتتحها بسبع كلمات؛ إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل الله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعص الله ورسوله فقد غوى، ثم يوصي بتقوى الله ويتكلم، ثم يختم خطبته الأخيرة بقراءة هؤلاء الآيات {(يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم)} إلى تمام العشر. قال: عبد الله بن العلاء: لم يدع قراءة ذلك مقامي قبله.

• حدثنا أبي وأبو محمد قالا: ثنا إبراهيم بن محمد ثنا أبو عامر موسى بن عامر ثنا الوليد بن مسلم ثنا عثمان بن أبي العاتكة: أن عمر بن عبد العزيز قال فى خطبته يوم الفطر: أتدرون ما مخزجكم هذا؟ صمتم ثلاثين يوما، وقمتم ثلاثين ليلة، ثم خرجتم تسألون ربكم أن يتقبل منكم.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو معاوية عن مطرف. قال: رأيت عمر بن عبد العزيز يخطب الناس وعليه ثوبان أخضران، فذكر الموت فقال: غنظ

(1)

ليس كالغنظ وكظ ليس كالكظ.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين بن نصر ثنا أحمد ابن إبراهيم الدورقي ثنا زكريا بن عدي ثنا ابن المبارك عن مسلمة بن أبي بكر

(1)

الغنظ أشد الكرب، والكظ شيء يعتري الانسان من الطعام يقال كعظى هذا الامر أى جهد من الكرب.

ص: 302

عن رجل من قريش: أن عمر بن عبد العزيز عهد إلى بعض عماله: عليك بتقوى الله في كل حال ينزل بك، فإن تقوى الله أفضل العدة، وأبلغ المكيدة، وأقوى القوة، ولا تكن في شيء من عداوة عدوك أشد احتراسا لنفسك ومن معك من معاصي الله، فإن الذنوب أخوف عندي على الناس من مكيدة عدوهم وإنما نعادي عدونا ونستنصر عليهم بمعصيتهم، ولولا ذلك لم تكن لنا قوة بهم، لأن عددنا ليس كعددهم، ولا قوتنا كقوتهم، فإن لا ننصر عليهم بمقتنا لا نغلبهم بقوتنا، ولا تكونن لعداوة أحد من الناس أحذر منكم لذنوبكم ولا أشد تعاهدا منكم لذنوبكم، واعلموا أن عليكم ملائكة الله حفظة عليكم يعلمون ما تفعلون فى مسيركم ومنازلكم، فاستحيوا منهم وأحسنوا صحابتهم، ولا تؤذوهم بمعاصي الله، وأنتم زعمتم في سبيل الله. ولا تقولوا أن عدونا شر منا، ولن ينصروا علينا وإن أذنبنا، فكم من قوم قد سلط - أو سخط - عليهم بأشر منهم لذنوبهم، وسلوا الله العون على أنفسكم كما تسألونه العون على عدوكم، نسأل الله ذلك لنا ولكم، وأرفق بمن معك في مسيرهم فلا تجشمهم مسيرا يتعبهم، ولا تقصر بهم عن منزل يرفق بهم، حتى يلقوا عدوهم والسفر لم ينقص قوتهم ولا كراعهم، فإنكم تسيرون إلى عدو مقيم جام

(1)

الأنفس والكراع، وإلا ترفقوا بأنفسكم وكراعكم في مسيركم يكن لعدوكم فضل في القوة عليكم في إقامتهم فى جمام الانفس والكراع، والله المستعان.

أقم بمن معك في كل جمعة يوما وليلة لتكون لهم راحة يجمون بها أنفسهم وكراعهم، ويرمون أسلحتهم وأمتعتهم ونح منزلك عن قرى الصلح ولا يدخلها أحد من أصحابك لسوقهم وحاجتهم إلا من تثق به وتأمنه على نفسه ودينه فلا يصيبوا فيها ظلما، ولا يتزودوا منها إثما، ولا يرزءون أحدا من أهلها شيئا إلا بحق، فإن لهم حرمة وذمة ابتليتم بالوفاء بها كما ابتلوا بالصبر عليها، فلا تستنصروا على أهل الحرب بظلم أهل الصلح، ولتكن عيونك من العرب ممن تطمئن إلى نصحه من أهل الارض، فان الكذوب لا ينفعك خبره

(1)

الجام بالفتح الراحة يقال جم الفرس جما وجماما إذا ذهب إعياؤه.

ص: 303

وإن صدق في بعضه، وإن الغاش عين عليك وليس بعين لك.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن مسعود المقدسي ثنا محمد بن كثير ثنا الأوزاعي ح. وحدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن أبي داود ثنا علي بن خشرم ثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي. قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض عماله، لا نعاقب رجلا لمكان جلسائه ولا لغضب عليه، ولا تؤدب أحدا من أهل بيتك إلا على قدر ذنبه، وإن لم تبلغ إلا سوطا واحدا.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن مسعود ثنا محمد بن كثير ثنا الأوزاعي قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض عماله، لا تركب دابة إلا دابة يضبط سيرها أضعف دابة في الجيش.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن مسعود ثنا محمد بن كثير ثنا الأوزاعي قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عروة بن محمد عامله على اليمن؛ انظر من قبلك من بني فلان فأقصهم عنك ولا تشركهم في شيء من عملك، فاتهم بئس أهل البيت كانوا.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن يحيى ثنا ابراهيم ابن حمزة ثنا عبد العزيز بن محمد عن عبيد الله بن عمر عن ابن شهاب قال:

كتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض عماله؛ أما بعد! فاتق الله فيمن وليت أمره، ولا تأمن مكره في تأخيره عقوبته، فإنه إنما يعجل بالعقوبة من يخاف الفوت والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان ابن عيينة ثنا جعفر بن برقان. قال: كتب إلينا عمر بن عبد العزيز؛ إن هذا الرجف شيء يعاقب الله به العباد، وقد كتبت إلى أهل الأمصار أن يخرجوا يوم كذا وكذا في شهر كذا وكذا في ساعة كذا وكذا فاخرجوا، ومن أراد منكم أن يتصدق فليفعل، فإن الله تعالى قال {(قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى)} وقولوا كما قال أبو كم عليه السلام {(ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)} [وقولوا كما قال نوح (وإن لم {تغفر لي وترحمني}

ص: 304

{أكن من الخاسرين} ]

(1)

وقولوا كما قال موسى عليه السلام {(رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي)} وقولوا كما قال ذو النون {(لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)} .

• حدثنا علي بن حميد الواسطي ومحمد بن أحمد بن الحسن قالا: ثنا بشر بن موسى ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى ثنا محمد بن عيسى عن عبد العزيز قال: كتب بعض عمال عمر بن عبد العزيز إليه؛ أما بعد: فإن مدينتنا قد خربت، فإن رأى أمير المؤمنين أن يقطع لها مالا يرمها به فعل. فكتب إليه عمر؛ أما بعد:

فقد فهمت كتابك وما ذكرت أن مدينتكم قد خربت، فإذا قرأت كتابي هذا فحصنها بالعدل، ونق طرقها من الظلم، فإنه مرمتها والسلام.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا الحسن بن أبي الربيع ثنا سعيد بن عامر عن عون بن معمر قال: كتب الحسن إلى عمر بن عبد العزيز أما بعد. فكأنك بآخر من كتب عليه الموت قيل قد مات. فأجابه عمر؛ أما بعد فكأنك بالدنيا ولم تكن، وكأنك بالآخرة ولم تزل.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأنا عبد الرزاق عن معمر قال: كتب عمر إلى عدي بن أرطأة - وكان استخلفه على البصرة - أما بعد فإنك غررتني بعمامتك السوداء، ومجالستك القراء، وإرسالك العمامة من ورائك، وإنك أظهرت لي الخير فأحسنت بك الظن، وقد أظهر الله على ما كنتم تكتمون والسلام.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبد الله بن محمد الحراني ثنا يوسف القطان ثنا جرير بن عبد الحميد ثنا جابر بن حنظلة الضبي قال: كتب عدي بن أرطأة إلى عمر بن عبد العزيز؛ أما بعد: فإن الناس قد كثروا في الإسلام وخفت أن يقل الخراج؟ فكتب إليه عمر بن عبد العزيز! فهمت كتابك، وو الله لوددت أن الناس كلهم أسلموا حتى نكون أنا وأنت حراثين نأكل من كسب أيدينا.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا موسى

(2)

بن زكريا الغلابى ثنا ابن عائشة

(1)

زيادة فى مغ.

(2)

فى ز: محمد بن زكريا

ص: 305

عن أبيه قال: بلغ عمر بن عبد العزيز أن ابنا له اشترى فصا بألف درهم فتختم به، فكتب إليه عمر: عزيمة مني إليك لما بعت الفص الذي اشتريت بألف درهم وتصدقت بثمنه، واشتريت فصا بدرهم واحد ونقشت عليه: رحم الله امرأ عرف قدره والسلام.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا أحمد بن زيد الخزاز ثنا ضمرة ثنا كريز بن سليمان: أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عامله عبد الله بن عون على فلسطين، أن اركب إلى البيت الذي يقال له المكس فاهدمه، ثم احمله إلى البحر فانسفه فى اليم نسفا.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا إدريس بن عبد الكريم ثنا محرز بن عون ثنا عبد العزيز بن محمد عن عبد الله بن موسى قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي: ما طاقة المسلم بجور السلطان مع نزغ الشيطان، إن من عون المسلم على دينه أن يتقي بحقه.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبو عبد الله السلمي حدثني مبشر عن نوفل بن أبي الفرات [قال: كتبت الحجبة إلى عمر بن عبد العزيز، يأمر للبيت بكسوة كما يفعل من كان قبله، فكتب إليهم: إني رأيت أن أجعل ذلك في أكباد جائعة فإنهم أولى بذلك من البيت.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو عبد الله السلمي قال حدثني مبشر عن نوفل بن أبي الفرات]

(1)

قال: كنت عاملا لعمر بن عبد العزيز، فكنت أختم على بيادر أهل الذمة، فجاءني كتاب عمر أن لا تفعل فإنه بلغني أنها كانت من صنائع الحجاج، وأنا أكره أن أتأسى به.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني الحسن بن عبد العزيز قال: كتب إلينا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة. قال: لما مات عبد الملك بن عمر ابن عبد العزيز كتب إلى الأمصار ينهى: أن يناح عليه، وكتب إن الله أحب قبضه وأعوذ بالله: أن أخالف محبته.

(1)

لم ترد فى مغ

ص: 306

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني عبيد الله بن الوليد الدمشقي ثنا عبد الملك بن بزيغ قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطأة: أما بعد، فإنك لن تزال تعني إلي رجلا من المسلمين في الحر والبرد تسألني عن السنة، كأنك إنما تعظمني بذلك، وايم الله لحسبك بالحسن، فإذا أتاك كتابي هذا فسل الحسن لي ولك وللمسلمين، فرحم الله الحسن فإنه من الإسلام بمنزل ومكان، ولا تقرينه كتابي هذا.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد ثنا عبد الله بن صالح أنبأنا يحيى بن يمان قال: بلغني: أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عامل له: أما بعد، فالزم الحق ينزلك الحق منازل أهل الحق، يوم لا يقضى بين الناس إلا بالحق وهم لا يظلمون.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد ثنا عبد الله بن صالح عن يحيى بن يمان قال: كتب عمر إلى عامل له: أما بعد، فلتجف يداك من دماء المسلمين وبطنك من أموالهم، ولسانك عن أعراضهم، فإذا فعلت ذلك فليس عليك سبيل، {(إنما السبيل على الذين يظلمون الناس)} الآية.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا هارون بن معروف ثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: كتب صالح بن عبد الرحمن وصاحب له - وكانا قد ولاهما عمر شيئا من أمر العراق - فكتبا إلى عمر يعرضان له أن الناس لا يصلحهم إلا السيف. فكتب إليهما خبيثين من الخبث رديئين من الردى، تعرضان لي بدماء المسلمين، ما أحد من الناس إلا ودماؤكما أهون علي من دمه.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل قال حدثني أبي ثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية ثنا حفص بن عمر قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن عمرو بن حزم: أما بعد فقد قرأت كتابك الذي كتبت به إلى سليمان وكنت المبتلى بالنظر فيه دونه، كتبت تسأله أن يقطع لك من الشمع مثل الذي كان يقطع لمن كان قبلك، وتذكر أن الشمع الذي كان قبلك لقد نفذ، ولعمرى لطال ما رأيتك تخرج من منزلك إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليلة المظلمة الوحلة بغير ضياء

ص: 307

فلعمري لأنت يومئذ خير منك اليوم والسلام عليك.

• حدثنا أحمد ثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن عبد الملك ثنا حفص بن عمر. قال: كتب عمر إلى أبي بكر بن عمرو بن حزم: أما بعد، فقد قرأت كتابك التي كتبته إلى سليمان وكنت المبتلى بالنظر فيه، كتبت تسأله أن يقطع لك شيئا من القراطيس مثل الذي كان يقطع لمن كان قبلك، وتذكر أن التي قبلك قد نفدت، وقد قطعت لك دون ما كان يقطع لمن كان قبلك، فأدق قلمك، وقارب بين أسطرك، واجمع حوائجك، فإني أكره أن أخرج من أموال المسلمين ما لا ينتفعون به والسلام.

• أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - ثنا عبيد الله بن أحمد بن عقبة ثنا حماد بن الحسن ثنا سعيد بن عامر ثنا جويرية بن أسماء قال: كتب أبو بكر ابن محمد بن عمرو بن حزم إلى عمر بن عبد العزيز - وكان عامله على المدينة - سلام عليك، أما بعد، فإن أشياخنا من الأنصار قد بلغوا أسنانا لم يبلغوا الشرف من العطاء، فإن رأى أمير المؤمنين أن يبلغ بهم الشرف من العطاء فليفعل، وكتب إليه في صحيفة أخرى: سلام عليك، أما بعد، فإن من كان قبلي من أمراء المدينة كان يجري عليهم رزق في شمعة، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأمر لي برزق في شمعة فليفعل. وكتب إليه في صحيفة أخرى، سلام عليك أما بعد، فإن بني عدي بن النجار أخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم انهدم مسجدهم، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأمر لهم ببنائه فليفعل. قال فأجابه في هؤلاء الثلاث بجواب واحد في صحيفة واحدة: سلام عليك أما بعد، جاءني كتابك تذكر أن أشياخنا من الأنصار بلغوا أسنانا لم يبلغوا الشرف من العطاء؛ فإن رأى أمير المؤمنين أن يبلغ بهم الشرف من العطاء فليفعل، وإنما الشرف شرف الآخرة، فلا أعرفن ما كتبت به إلي في نحو هذا، وجاءني كتابك تذكر أن من كان قبلك من أمراء المدينة كان يجري عليهم رزق في شمعة، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأمر لي برزق فى شمعة فليفعل، ولعمرى يا بن أم حزم لطال ما مشيت إلى مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظلم

ص: 308

لا يمشى بين يديك بالشمع، ولا يوجف خلفك أبناء المهاجرين والأنصار، فارض لنفسك اليوم ما كنت [ترضى به قبل اليوم. وجاءني كتابك تذكر أن بني عدي بن النجار من أخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم انهدم مسجدهم فإن رأى أمير المؤمنين أن يأمر لهم ببنائه فليفعل، وقد كنت]

(1)

أحب أن أخرج من الدنيا لم أضع حجرا على حجر، ولا لبنة على لبنة، فإذا أتاك كتابي هذا فابنه لهم بلبن بناء قاصدا والسلام عليك.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا أبو عروبة الحراني ثنا أيوب بن محمد الوزان ثنا ضمرة بن ربيعة عن ابن شوذب. قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عمر ابن الوليد: إن أظلم مني وأخون من ولى عبد ثقيف خمس الخمس، يحكم في دمائهم وأموالهم - يعني يزيد بن أبي مسلم - وأظلم منى وأجور من ولى عثمان ابن حيان الحجاز، ينطق بأشعار على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأظلم مني وأخون من ولى قرة بن شريك مصر إعرابى جلف جاف أظهر فيها المعازف.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا أبو عروبة ثنا أيوب الوزان عن ضمرة عن ابن شوذب. قال: قال عمر بن عبد العزيز: الوليد بالشام، والحجاج بالعراق وعثمان بن حيان بالحجاز، وقرة بن شريك بمصر، امتلأت الارض والله جورا.

• حدثنا محمد بن إبراهيم قال ثنا أبو عروبة ثنا سليمان بن سيف ثنا محمد ابن سليمان ثنا أبي: أن عمر بن عبد العزيز كتب: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى خاقان وقومه، ثبت السلام على أولياء الله.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني حدثني أبي عن جدي قال: بلغني أن ناسا من الحرورية تجمعوا بناحية من الموصل، فكتبت إلى عمر بن عبد العزيز أعلمه ذلك فكتب إلي يأمرني أن أرسل إلي رجالا من أهل الجدل واعطهم رهنا، وخذ منهم رهنا، واحملهم على مراكب من البريد إلي، ففعلت ذلك فقدموا عليه

(1)

لم ترد فى مغ

ص: 309

فلم يدع لهم حجة إلا كسرها، فقالوا: لسنا نجيبك حتى تكفر أهل بيتك وتلعنهم وتبرأ منهم، فقال عمر: إن الله لم يجعلنى لعانا ولكن إن أبقى أنا وأنتم فسوف أحملكم وإياهم على المحجة البيضاء، فأبوا أن يقبلوا ذلك منه، فقال لهم عمر: إنه لا يسعكم في دينكم إلا الصدق، مذ كم دنتم الله بهذا الدين؟ قالوا: مذ كذا وكذا سنة، قال: فهل لعنتم فرعون وتبرأتم منه؟ قالوا: لا، قال:

فكيف وسعكم تركه ولا يسعني ترك أهل بيتي وقد كان فيهم المحسن والمسيئ والمصيب والمخطئ؟ قالوا قد بلغنا ما هاهنا، فكتب إلي عمر أن خذ من في أيديهم من رهنك وخل من فى يدك من رهنهم، وإن كان رأى القوم أن يسيحوا في البلاد على غير فساد على أهل الذمة ولا تناول أحد من الأئمة فليذهبوا حيث شاءوا، وإن هم تناولوا أحدا من المسلمين وأهل الذمة فحاكمهم إلى الله، وكتب إليهم: بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى العصابة الذين خرجوا، أما بعد فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو فإن الله تعالى يقول {(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)} إلى قوله {(وهو أعلم بالمهتدين)} وإني أذكركم الله أن تفعلوا كفعل كبرائكم {(كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط)} أفبذنبي تخرجون من دينكم، وتسفكون الدماء، وتنتهكون المحارم؟ فلو كانت ذنوب أبي بكر وعمر مخرجة رعيتهم من دينهم - إن كانت لهما ذنوب - فقد كانت آباؤكم في جماعتهم فلم ينزعوا، فما سرعتكم على المسلمين وأنتم بضعة وأربعون رجلا، وإني أقسم لكم بالله لو كنتم أبكاري من ولدي فوليتم عما أدعوكم إليه من الحق لدفقت دماءكم ألتمس بذلك وجه الله والدار الآخرة، فهذا النصح فإن استغششتمونى فقديما ما استغش الناصحون، فأبوا إلا القتال وحلقوا رءوسهم وساروا إلى يحيى بن يحيى فأتاهم كتاب عمر ويحيى مواقفهم للقتال: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى يحيى بن يحيى، أما بعد: فإني ذكرت آية من كتاب الله {(ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)} وإن من العدوان قتل النساء والصبيان، فلا تقتلن امرأة

ص: 310

ولا صبيا، ولا تقتلن أسيرا، ولا تطلبن هاربا، ولا تجهزن على جريح إن شاء الله والسلام.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسن ثنا إبراهيم بن هشام حدثني أبي عن جدي: أن عمر بن عبد العزيز قال: إنما هلك من كان قبلنا بحبسهم الحق حتى يشترى منهم، وبسطهم الظلم حتى يفتدى منهم.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن أبي داود ثنا عبد الجبار بن يحيى الرملي ثنا عقبة بن علقمة ح وحدثنا سليمان ثنا علي بن سعيد ثنا محمد بن عقبة عن علقمة ثنا أبي ثنا الأوزاعي. قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى خزان بيوت الأموال: إذا أتاكم الضعيف بالدينار لا ينفق

(1)

منه فأبدلوه عنه من بيت المال.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن معاوية بن صالح عن أبي عقبة أن عمر بن عبد العزيز قال: ادرءوا الحدود ما استطعتم في كل شبهة، فإن الوالي إن أخطأ في العفو خير من أن يتعدى في الظلم والعقوبة.

• حدثنا أبي ثنا محمد بن يحيى بن عيسى البصري ثنا نصر بن علي ثنا محمد ابن عثمان ثنا قيس بن عبد الملك قال: قام عمر بن عبد العزيز إلى قائلته وعرض له رجل بيده طومار، قال فظن القوم أنه يريد أمير المؤمنين، فخاف أن يحبس دونه فرماه بالطومار، فالتفت أمير المؤمنين فأصابه فى وجهه فشجه، فنظرت إلى الدماء تسيل على وجهه وهو في الشمس، فقرأ الكتاب وأمر له بحاجته وخلى سبيله!.

[حدثنا سليمان بن أحمد ثنا يحيى بن عبد الباقي الأذني ح وحدثنا أحمد ابن إسحاق ثنا عبد الله بن أبي داود ثنا المسيب بن واضح ثنا مخلد بن الحسين عن الأوزاعي قال: نقش رجل على خاتم عمر بن عبد العزيز فحبسه خمس عشرة ليلة ثم خلى سبيله]

(2)

.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا يحيى بن عبد الباقي الاذنى. ح وحدثنا

(1)

نفق ينفق أى نفد

(2)

لم ترد فى مغ

ص: 311

أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن أبي داود قالا: ثنا المسيب بن واضح ثنا مخلد ابن الحسين عن الأوزاعي قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض عماله أن فاد بأسارى المسلمين وإن أحاط ذلك بجميع مالهم.

• حدثنا سليمان ثنا يحيى بن عبد الباقي ثنا المسيب بن واضح ثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأوزاعي. قال: أراد عمر بن عبد العزيز أن يستعمل رجلا على عمل فأبى، فقال له عمر: عزمت عليك لتفعلن، فقال الرجل [وأنا أعزم على نفسي أن لا أفعل، فقال عمر أتعصيني؟]

(1)

فقال: يا أمير المؤمنين إن الله تعالى يقول {(إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان)} الآية. أفمعصية كان ذلك منهن؟ فأعفاه عمر.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو همام الوليد بن شجاع ثنا مخلد بن حسين عن هشام. قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي:

أما بعد، فقد جاءني كتابك تسألني عن شكاتي، وإني لأراها من مرة أصابتني، وإلى أجل ما أنا والسلام.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن حاتم بن الليث ثنا موسى بن إسماعيل ثنا محمد بن أبي عيينة المهلبي. قال: قرأت رسالة عمر بن عبد العزيز إلى يزيد ابن عبد الملك: سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد فإن سليمان بن عبد الملك كان عبدا من عباد الله قبضه الله على أحسن أحيانه وأحواله يرحمه الله، فاستخلفني وبايع لي من قبله، وليزيد بن عبد الملك إن كان من بعدي ولو كان الذي أنا فيه لاتخاذ أزواج واعتقاد أموال كان الله قد بلغ بي أحسن ما بلغ بأحد من خلقه، ولكني أخاف حسابا شديدا، ومساءلة لطيفة إلا ما أعان الله عليه والسلام عليك ورحمة الله.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا حاتم بن الليث ثنا عبد الله بن بكر السهمي حدثني شيخ من بني سليم: أن عمر بن عبد العزيز كان

(1)

زيادة فى مغ وقد تقدمت هذه الحكاية بهذا السياق.

ص: 312

عنده هشام بن مصاد، فكانا يتحدثان فذكر شيئا فبكى، فأتاه مولاه مزاحم فقال: إن محمد بن كعب القرظي بالباب، فقال أدخله، فدخل ولم يمسح عينيه من الدموع، فقال محمد: ما أبكاك يا أمير المؤمنين؟ فقال هشام بن مصاد: أبكاه كذا وكذا، فقال محمد بن كعب: يا أمير المؤمنين إنما الدنيا سوق من الأسواق منها خرج الناس بما نفعهم ومنها خرجوا بما ضرهم، فكم من قوم قد غرهم منها مثل الذي أصبحنا فيه حتى أتاهم الموت فاستوعبهم، فخرجوا منها ملومين لم يأخذوا لما أحبوا من الآخرة عدة، ولا لما كرهوا جنة، واقتسم ما جمعوا من لا يحمدهم، وصاروا إلى من لا يعذرهم، فنحن محقوقون يا أمير المؤمنين أن ننظر إلى تلك الأعمال التي [نغبطهم بها فنخلفهم فيها وننظر إلى تلك الأعمال التي]

(1)

نتخوف عليهم منها فنكف عنها، فاتق الله يا أمير المؤمنين واجعل قلبك فى اثنتين، انظر الذي تحب أن يكون معك إذا قدمت على ربك فقدمه بين يديك، وانظر الأمر الذي تكره أن يكون معك اذا قدمت على ربك فابتغ به البدل حيث يوجد البدل، ولا تذهبن إلى سلعة قد بارت على من كان قبلك ترجو أن تجوز عنك، فاتق الله يا أمير المؤمنين فافتح الأبواب، وسهل الحجاب، وانصر المظلوم، ورد الظالم. ثلاث من كن فيه استكمل الإيمان بالله، من إذا رضي لم يدخله رضاه في الباطل، وإذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق، وإذا قدر لم يتناول ما ليس له.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا أبو سلمة ثنا سلام - يعني ابن أبي مطيع - قال: نبئت: أن عمر بن عبد العزيز لما قام هاجت ريح، فدخل عليه رجل فاذا هو منتقع اللون، فقيل له يا أمير المؤمنين ما لك؟! قال: ويحك وهل هلكت أمة قط إلا بالريح.

• حدثنا أبو محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا خلف بن الوليد ثنا إسماعيل بن عياش عن عتبة بن تميم وغيره: أن عمر بن عبد العزيز كان يقول: وايم الله لو أني أعلم أنه يسوغ لي فيما بينى وبين الله أن أخليكم

(1)

لم ترد فى مغ

ص: 313

وأمركم هذا وألحق بأهلي لفعلت، ولكني أخاف أن لا يسوغ ذلك لي فيما بيني وبين الله.

• حدثنا أبو محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا الوليد عن الأوزاعي قال: لما ولي عمر بن عبد العزيز دخل عليه أخ له، فقال: إن شئت كلمتك [وأنت عمر فيما تكره اليوم وتحب غدا، وإن شئت كلمتك]

(1)

وأنت أمير المؤمنين فيما تحبه اليوم وتكرهه غدا، قال بلى كلمتى وأنا عمر فيما أكرهه اليوم وأحبه غدا.

• حدثنا محمد بن أحمد بن أبان ثنا أبي ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا أبو حفص البخاري عن محمد بن عبد الله بن علاثة عن إبراهيم بن أبي عبلة قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز في مسجد داره وكنت له ناصحا وكان مني مستمعا فقال: يا إبراهيم بلغني أن موسى عليه السلام قال إلهي ما الذي يخلصني من عقابك ويبلغني رضوانك وينجيني من سخطك؟ قال: الاستغفار باللسان والندم بالقلب. قال: قلت والترك بالجوارح.

• حدثنا محمد بن أحمد بن أبان حدثني أبي ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا محمد ابن الحسين ثنا محمد بن يزيد بن خنيس ثنا عبد العزيز بن أبي رواد. قال: قال عمر بن عبد العزيز: الكلام بذكر الله حسن، والفكرة في نعم الله أفضل العبادة.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن أبي داود ثنا سلم بن يحيى ثنا الوليد بن مسلم ثنا أبو عمرو الأوزاعي: أن عمر بن عبد العزيز قال لبنيه:

كيف أنتم إذا أنا وليت كل رجل منكم جندا؟ فقال ابنه ابن الحارثية: لم تعرض علينا أمرا لا تريد أن تفعله؟ قال: أترون بساطي هذا؟ إنه لصائر إلى بلى، وإني لأكره أن تدنسوه بخفافكم، فكيف أرضى لنفسي أن تدنسوا علي ديني؟!.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن أبي داود ثنا عبد الله بن سعيد

(1)

زيادة فى مغ

ص: 314

الكندي قال ثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن أبي عبيد حاجب سليمان عن نعيم بن سلامة قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز فوجدته يأكل توما مسلوقا بزيت وملح.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله ثنا عباس بن الوليد ح وحدثنا سليمان ابن أحمد ثنا عبد الله بن العباس بن الوليد حدثني أبي ثنا الأوزاعي. قال:

كان عمر بن عبد العزيز إذا عرض له أمر مما يكره قال: بقدر ما كان، وعسى أن يكون خيرا.

• حدثنا أحمد ثنا عبد الله ثنا محمود بن خليد ثنا الوليد عن أبى عمر: وأن محمد بن عبد الملك بن مروان سأل فاطمة بنت عبد الملك امرأة عمر ما ترين بدو مرض عمر الذي مات فيه؟ فقالت أرى جل ذلك أو بدوه الخوف.

• حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا هاشم بن مرثد

(1)

ثنا صفوان بن صالح ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي: أن عمر بن عبد العزيز قال: خذوا من الرأي ما قاله من كان قبلكم، ولا تأخذوا ما هو خلاف لهم، [فإنهم كانوا خيرا منكم وأعلم].

(2)

.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا يحيى بن عبد الباقي ثنا المسيب بن واضح ثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأوزاعي: أن أبا مسلم لما خرج في بعث المسلمين رده عمر بن عبد العزيز من دابق، وقال: ليس بمثله يستعين المسلمون في قتال عدوهم وكان عطاؤه ألفين فرده إلى ثلاثين، فرجع من دابق إلى طرابلس لأنه كان سيافا للحجاج، وكان ثقفيا.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا يحيى بن عبد الباقي ثنا المسيب بن واضح ثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأوزاعي. قال: كان عمر بن عبد العزيز يجعل كل يوم من ماله درهما في طعام المسلمين ثم يأكل معهم، وكان ينزل بأهل الذمة فيقدمون له من الحلبة المنبوتة والبقول وأشباه ذلك مما كانوا يصنعون من طعامهم، فيعطيهم أكثر من ذلك ويأكل معهم، فان أبوا أن يقبلوا ذلك منه

(1)

وفى مغ: ابن يزيد.

(2)

لم ترد فى مغ

ص: 315

لم يأكل منه، فأما من المسلمين فلم يكن يقبل شيئا.

• حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى البابلتي ثنا الأوزاعي ثنا موسى بن سليمان عن القاسم بن مخيمرة. قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز وفي صدري حديث يتجلجل فيه أريد أن أقذفه إليه، فقلت له: بلغنا أنه من ولي على الناس سلطانا فاحتجب عن فاقتهم وحاجتهم احتجب الله عن فاقته وحاجته يوم يلقاه، قال: فقال ما تقول؟ ثم أطرق طويلا، قال فعرفتها فيه فإنه برز للناس.

• حدثنا محمد بن معمر وسليمان بن أحمد قالا: ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبد الله ثنا الأوزاعي قال: كتب عمر إلى عماله اجتنبوا الاشتغال عند حضرة الصلاة فمن أضاعها فهو لما سواها من شعائر الإسلام أشد تضييعا.

• أخبرنا أحمد بن محمد - في كتابه - قال: ثنا أبو مسلم الكشي ثنا أحمد بن أبي بكر المقدسي

(1)

ثنا بشر بن حازم عن أبي عمران. قال: قال عمر بن عبد العزيز:

من قرب الموت من قلبه استكثر ما في يديه.

• حدثنا محمد بن أحمد المؤذن ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا محمد بن الحسين ثنا عبد الوهاب بن عطاء أنبأنا سعيد: أن عمر بن عبد العزيز كان إذا ذكر الموت اضطربت أوصاله.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا أبو الحسن ثنا أبو بكر ثنا محمد بن الحسين ثنا عبد الله قال سمعت القداح يذكر: أن عمر بن عبد العزيز كان إذا ذكر الموت انتفض انتفاض الطير، وبكى حتى تجري دموعه على لحيته.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا سفيان بن وكيع ثنا ابن عيينة عن عمر بن ذر. قال: قال عمر بن عبد العزيز: لولا أن تكون بدعة لحلفت أن لا أفرح من الدنيا بشيء أبدا حتى أعلم ما في وجوه رسل ربي إلي عند الموت وما أحب أن يهون علي الموت لأنه آخر ما يؤجر عليه المؤمن.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن أبي داود ثنا إسحاق بن الأخيل

(1)

وفى ز: محمد بن أبى بكر المقدمي

ص: 316

ثنا أحمد بن علي النميري عن الأوزاعي. قال: قال عمر بن عبد العزيز: ما أحب أن يخفف عني الموت لأنه آخر ما يؤجر عليه المسلم.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا الوليد ابن مسلم بمكة عن الأوزاعي عن عمر بن عبد العزيز قال: ما أحب أن تهون على سكرات الموت لأنها آخر ما يكفر به عن المسلم.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الله بن ميمون الخطابي

(1)

قال ثنا الحسن - يعني أبا المليح - عن ميمون ابن مهران قال: كنت جالسا عند عمر بن عبد العزيز فقرأ {(ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر)} فقال لي: يا ميمون ما أرى القبر إلا زيارة، ولا بد للزائر أن يرجع إلى منزله - يعني إلى الجنة أو النار-.

• حدثنا أبي ومحمد قالا: ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد قال حدثني عمر بن أبي الحارث ثنا محمد بن حميد ثنا حكام ثنا الحسن بن عميرة قال: اشترى عمر بن عبد العزيز جارية أعجمية، فقالت أرى الناس فرحين ولا أرى هذا يفرح؟ فقال: ما تقول لكع؟ فقيل إنها تقول كذا وكذا، فقال ويحها حدثوها أن الفرح أمامها.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن سفيان حدثني محمد بن الحسين حدثني يعقوب بن محمد الزهرى عن عبد العزيز ابن أبي حازم عن أبيه. قال: قال عمر بن عبد العزيز: عظني يا أبا حازم، قال قلت اضطجع ثم اجعل الموت عند رأسك ثم انظر ما تحب أن تكون فيه تلك الساعة فخذ فيه الآن، وما تكره أن يكون فيك تلك الساعة فدعه الآن.

• حدثنا محمد ثنا أبو الحسن ثنا أبو بكر ثنا محمد ثنا داود بن المحبر عن عبد الواحد بن زيد قال: كتب الحسن إلى عمر، أما بعد: يا أمير المؤمنين فإن طول البقاء إلى فناء ما هو، فخذ من قنائك الذي لا يبقى، لبقائك الذي لا يفنى والسلام. فلما قرأ عمر الكتاب بكى وقال: نصح أبو سعيد وأوجز.

(1)

كذا فى مغ. وفي ز: الحطاب.

ص: 317

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا أبو الحسن ثنا أبو بكر حدثني محمد بن الحسن ثنا إسحاق بن يحيى العبدي ثنا عثمان بن عبد الحميد قال: دخل سابق البربري على عمر بن عبد العزيز، فقال له عظني يا سابق وأوجز، قال: نعم يا أمير المؤمنين وأبلغ إن شاء الله، قال هات فأنشده:

إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى

ووافيت بعد الموت من قد تزودا

ندمت على أن لا تكون شركته

وأرصدت قبل الموت ما كان أرصدا

فبكى عمر حتى سقط مغشيا عليه.

• حدثنا أبي ومحمد قالا ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن سفيان قال حدثني محمد بن الحسن ثنا حماد بن الوليد قال عمر بن ذر يذكر أنه بلغه عن ميمون بن مهران أنه قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز يوما وعنده سابق البربري الشاعر، وهو ينشد شعرا، فانتهى في شعره إلى هذه الأبيات:

فكم من صحيح بات للموت آمنا

أتته المنايا بغتة بعد ما هجع

فلم يستطع إذ جاءه الموت بغتة

فرارا ولا منه بقوته امتنع

فأصبح تبكيه النساء مقنعا

ولا يسمع الداعي وإن صوته رفع

وقرب من لحد فصار مقيله

وفارق ما قد كان بالامس قد جمع

فلا يترك الموت الغني لماله

ولا معدما في المال ذا حاجة يدع

قال: فلم يزل عمر يبكى ويضطرب حتى غشي عليه، فقمنا فانصرفنا عنه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو شعيب الحراني ثنا خالد بن يزيد العمري قال سمعت وهيب بن الورد يقول: كان عمر بن عبد العزيز كثيرا ما يتمثل بهذه الابيات:

[

يرى مستكينا وهو للهو ماقت

به عن حديث القوم ما هو شاغله

وأزعجه علم عن الجهل كله

وما عالم شيئا كمن هو جاهله

عبوس عن الجهال حين يراهم

فليس له منهم خدين يهازله

تذكر ما يبقى من العيش آجلا

فأشغله عن عاجل العيش أجله.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن زكريا الغلابي ثنا ابن أبي عائشة

ص: 318

قال: كان عمر بن عبد العزيز كثيرا ما يتمثل بهذه الأبيات]

(1)

فما تزود مما كان يجمعه

إلا حنوطا غداة البين مع خرق

وغير نفحة أعواد تشب له

وقل ذلك من زاد لمنطلق.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة ثنا أبي ثنا إسماعيل بن عياش عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن أبيه. قال: ذكر عمر بن عبد العزيز الموت يوما فقال يتمثل:

ألم تر أن الموت أدرك من مضى

فلم ينج منه ذو جناح ولا ظفر

ثم دعا بسبعة دنانير فتصدق بها، ثم قال: نستقرض على الله حتى يأتي العطاء.

• حدثنا الحسن بن أنس الأنصاري ثنا أحمد بن حمدان العسكري ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ثنا جرير عن حمزة الزيات. قال: كان عمر بن عبد العزيز يتمثل بهذين البيتين:

نهارك يا مغرور سهو وغفلة

وليلك نوم والردى لك لازم

وتنصب فيما سوف تكره غبه

كذلك في الدنيا تعيش البهائم.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن يزيد البغدادي عن سعيد بن يونس العطاردي ثنا أبو معشر عن محمد بن قيس. قال: كان عمر ابن عبد العزيز كثيرا ما يتمثل بهذين البيتين:

نهارك يا مغرور سهو وغفلة

وليلك نوم والردى لك لازم

وتشغل فيما سوف تكره غبه

كذلك في الدنيا تعيش البهائم

ثم يتلوها بآيتين {(أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون)} .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن نصر بن حميد البزاز البغدادي ثنا محمد بن قدامة الجوهري ثنا سعيد بن محمد الوراق قال سمعت القاسم بن غزوان قال: كان عمر بن عبد العزيز يتمثل بهذه الأبيات:

أيقظان أنت اليوم أم أنت نائم

وكيف يطيق النوم حيران هائم

(1)

لم ترد فى مغ

ص: 319

فلو كنت يقظان الغداة لخرقت

محاجر عينيك الدموع السواجم

بل أصبحت في النوم الطويل وقد دنت

اليك أمور مفظعات عظائم

نهارك يا مغرور سهو وغفلة

وليلك نوم والردى لك لازم

يغرك ما يبلى وتشغل بالهوى

كما غر باللذات فى النوم حالم

وتشغل فيما سوف تكره غبه

كذلك في الدنيا تعيش البهائم.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق حدثني عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ثنا محمد بن الحسين عن بعض أصحابه. قال: قال عمر بن عبد العزيز:

إنما الناس ظاعن ومقيم

فالذى بان للمقيم عظه

ومن الناس من يعيش شقيا

جيفة الليل غافل اليقظه

فإذا كان ذا حياء ودين

راقب الموت واتقى الحفظه.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا أحمد ابن إبراهيم ثنا سهل بن محمود ثنا حرملة بن عبد العزيز حدثني أبي عن ابن لعمر بن عبد العزيز. قال: أمرنا أن نشتري موضع قبره فاشتريناه من الراهب قال فقال الشاعر:

أقول لما نعى الناعون لي عمرا

لا يبعدن قوام العدل والدين

قد غادر القوم فى اللحد الذى لحدوا

بدير سمعان قسطاس الموازين.

• أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث ثنا عثمان بن طالوت بن عباد ثنا الأصمعي عن نافع بن أبي نعيم. قال:

رثى رجل من موالي أهل المدينة عمر بن عبد العزيز:

قد غيب الدافنون اللحد إذ دفنوا

بدير سمعان جربان الموازين

من لم يكن همه عينا يفجرها

ولا النخيل ولا ركض البراذين.

• أخبرنا أحمد بن القاسم بن سوار - في كتابه - قال أنشدنا مسبح بن حاتم قال: أنشدنا ابن عائشة يرثي عمر بن عبد العزيز:

أقول لما نعى الناعون لي عمرا

لا يبعدن قوام الحق والدين

ص: 320

لم تلهه عمره عين يفجرها

ولا النخيل ولا ركض البراذين

قد غيب الرامسون اليوم إذ رمسوا

بدير سمعان قسطاس الموازين.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد ابن علي بن الحسن بن شقيق ثنا سليمان بن صالح ثنا عبد الله بن المبارك. قال قال كثير بن عبد الرحمن الخزاعي فى عمر بن عبد العزيز:

هو المرء لا يبدي أسى من مصيبة

ولا فرحا يوما إذا النفس سرت

قليل الألايا حافظ ليمينه

فإن بدرت منه الألية برت.

• حدثنا محمد بن علي ثنا الحسين بن محمد بن حماد ثنا عمرو بن عثمان ثنا خالد بن يزيد عن جعونة. قال: قال جرير - حين مات عمر بن عبد العزيز-:

تنعي النعاة أمير المؤمنين لنا

يا خير من حج بيت الله واعتمرا

حملت أمرا عظيما فاضطلعت به

وسرت فيهم بحكم الله يا عمرا

الشمس كاسفة ليست بطالعة

تبكي عليك نجوم الليل والقمرا.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا أحمد بن حماد بن سفيان ح. وحدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق قالا: ثنا أبو الأشعث ثنا عمرو بن صالح الزهري حدثني الثقة قال: لما بلغ محارب بن دثار موت عمر بن عبد العزيز دعا بكاتبه فقال اكتب، فكتب، بسم الله الرحمن الرحيم. فقال امحه فإن الشعر لا يكتب فيه بسم الله الرحمن الرحيم. ثم قال:

لو أعظم الموت خلقا أن يواقعه

لعدله لم يصبك الموت يا عمر

كم من شريعة حق قد نعشت لهم

كادت تموت وأخرى منك تنتظر

يا لهف نفسي ولهف الواجدين معي

على العدول التى تغتالها الحفر

ثلاثة ما رأت عيني لهم شبها

تضم أعظمهم فى المسجد الحفر

وأنت تتبعهم لا زلت مجتهدا

سقيا لها سنن بالحق تقتفر

لو كنت أملك والأقدار غالبة

تأتي رواحا وتبياتا وتبتكر

صرفت عن عمر الخيرات مصرعه

بدير سمعان لكن يغلب القدر.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أبو شعيب الحراني ثنا هاشم بن الوليد

ص: 321

ثنا أبو بكر بن عياش. قال: قال الفرزدق: -لما مات عمر بن عبد العزيز-:

كم من شريعة حق قد شرعت لهم

كانت أميتت وأخرى منك تنتظر

يا لهف نفسي ولهف اللاهفين معي

على العدول التي تغتالها الحفر.

• حدثنا محمد بن علي ثنا الحسين بن محمد بن حماد ثنا عمرو بن عثمان ثنا خالد ابن يزيد عن جعونة قال: كان لا يقوم أحد من بني أمية إلا سب عليا، فلم يسبه عمر بن عبد العزيز فقال كثير عزة:

وليت فلم تشتم عليا ولم تخف

بريا ولم تتبع سجية مجرم

وقلت فصدقت الذي قلت بالذي

فعلت فأضحي راضيا كل مسلم.

• حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا عبد العزيز بن محمد عن عبيد الله بن عمر قال: دخلت ابنة عبد الله بن زيد [على عمر بن عبد العزيز فقالت: يا أمير المؤمنين أنا بنت عبد الله بن زيد]

(1)

أبي شهد بدرا، وقتل يوم أحد فقال عمر:

تلك المكارم لا قعبان من لبن

شيبا بماء فعادا بعد أبوالا

سليني ما شئت، فسألت فأعطاها ما سألت.

• أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الملك ثنا محمد بن عبد الله بن سابور الرقي ثنا عبد الرحمن العمري ثنا ربيعة عن عطاء عن عمر بن عبد العزيز: أنه أخر الجمعة يوما عن وقته الذي كان يصلي فيه، فقلنا له أخرت الجمعة اليوم عن وقتك؟ قال إن: الغلام ذهب بالثياب يغسلها فحبس بها، فعرفنا أنه ليس له غيرها. ثم قال: أما إني قد رأيتني وأنا بالمدينة وإني لأخاف أن يعجز ما رزقني الله عن كسوتي فقط، ثم قال يتمثل:

قضى ما قضى فيما مضى ثم لم تكن

له عودة أخرى الليالى الغوابر.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن عمرو بن مهاجر قال: كانت قمص عمر ابن عبد العزيز وثيابه فيما بين الكعب والشراك.

• حدثنا عبد الله بن محمد

(1)

زيادة فى مغ

ص: 322

ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا موسى بن إسماعيل المنقري ثنا إسحاق أبو يعقوب - يعني ابن عثمان الكلابي - ثنا رجاء بن حيوة قال:

قومت ثياب عمر بن عبد العزيز وهو خليفة باثني عشر درهما، فذكر قميصه ورداءه وقباءه وسراويله وعمامته وقلنسوته وخفيه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا يحيى بن معين ثنا مروان بن معاوية ثنا يوسف بن يعقوب الكاهلي. قال: كان عمر بن عبد العزيز يلبس الفرو الغليظ، وكان سراجه على ثلاث قصبات فوقهن طين.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا هارون بن معروف ح. وحدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن قتيبة ثنا أحمد بن زيد الخزاز قالا: ثنا ضمرة بن ربيعة ثنا ابن شوذب ثنا رباح بن عبيدة قال: كنت أتجر فقال لي عمر بن عبد العزيز: يا رباح اتخذ لى كسائين خزا أتخذ أحدهما محبسا والآخر شعارا، قال ففعلت فصنعتهما بالبصرة، فلم آل ثم قدمت بهما فأمر بقبضهما، فلما أصبح غدوت عليه فقال لي يا رباح ما أجود ثوبيك لولا خشونة فيهما، فلما ولي قال لي: يا رباح اتخذ لي من هذه الجباب الهروية عامل قطن فيهن صغر قال فاشتريت له ثلاث شقق فقطعت من الثلاث جبتين خشنتين ثم أتيت بهما إليه فقبضهما فقال لي: يا رباح ما أجود ثوبيك لولا لين فيهما قال فذكرت قوله الأول وقوله الآخر.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني قال سمعت جدي أبا شعيب عبد الله بن مسلم يحدث عن أبيه. قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز وعنده كاتب يكتب، قال وشمعة تزهر وهو ينظر في أمور المسلمين، قال فخرج الرجل وأطفئت الشمعة وجئ بسراج إلى عمر، فدنوت منه فرأيت عليه قميصا فيه رقعة قد طبق ما بين كنفيه قال فنظر في أمري.

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا جعفر الفريابي ثنا أبو أيوب

ص: 323

ثنا يحيى بن حمزة ثنا عوف

(1)

بن مهاجر: أن عمر بن عبد العزيز كانت تسرج له الشمعة ما كان فى حوائج المسلمين، فإذا فرغ من حاجتهم أطفأها ثم أسرج عليه سراجه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا حسين بن علي عن عبيد بن عبد الملك قال: كان

(2)

عمر بن عبد العزيز يقول:

اللهم أصلح من كان في صلاحه صلاح لأمة محمد، اللهم أهلك من كان في هلاكه صلاح لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، قال وأخبرني من رأى عمر بن عبد العزيز واقفا بعرفة وهو يدعو ويقول بأصبعه هكذا - يعني يشير بها - ويقول: اللهم زد أمة محمد إحسانا، وراجع مسيئهم إلى التوبة. ثم يقول هكذا يشير بأصبعه، اللهم وحط من ورائهم برحمتك.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عن عبيد الله بن موهب عن صالح بن سعيد المؤذن. قال: بينا أنا وعمر ابن عبد العزيز بالسويداء فأذنت للعشاء الآخرة، فصلى ثم دخل القصر فقلما لبث أن خرج فصلى ركعتين خفيفتين ثم جلس فاحتبى، فاستفتح الأنفال فما زال يرددها ويقرأ كلما مر بآية تخويف تضرع، وكلما مر بآية رحمة دعا، حتى أذنت للفجر.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن نمير عن طلحة بن يحيى: قال: كنت جالسا عند عمر بن عبد العزيز فدخل عليه عبد الأعلى بن هلال، فقال: أبقاك الله يا أمير المؤمنين ما دام البقاء خيرا لك. قال: قد فرغ من ذاك يا أبا النضر، ولكن قل أحياك الله حياة طيبة، وتوفاك من الأبرار.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل أبو بكر بن أبي شيبة ثنا الفضل بن دكين قال ذكر أبو إسرائيل عمر بن

(1)

فى ز: يحيى بن مهاجر

(2)

هنا انقطع ما فى مغ وأتى بالسطر الاخير من ترجمة كعب الاحبار وقد وقفنا بحمد الله للحصول على نسخة مغربية أخرى مصححة وفيها بقية ترجمة عمر بن عبد العزيز وترجمة ابنه عبد الملك.

ص: 324

عبد العزيز فقال: حدثني علي بن بذيمة قال: رأيته بالمدينة وهو أحسن الناس لباسا، وأطيب الناس ريحا، وهو أخيل الناس في مشيته ثم رأيته بعد يمشي مشية الرهبان، فمن حدثك أن المشية سجية بعد عمر فلا تصدقه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا سعيد بن عامر عن غيلان بن ميسرة: أن رجلا أتى عمر بن عبد العزيز فقال:

زرعت زرعا فمر به جيش من أهل الشام فأفسده، فعوضه عشرة آلاف درهم.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي ثنا الحكم بن نافع عن إسماعيل بن عياش عن سالم بن عبد الله قال: سمعت ميمون بن مهران يقول: قال عمر بن عبد العزيز لجلسائه: أخبروني بأحمق الناس؟ قالوا: رجل باع آخرته بدنياه، فقال عمر: ألا أنبئكم بأحمق منه؟ قالوا: بلى، قال رجل باع آخرته بدنيا غيره.

• حدثنا أحمد ثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو المغيرة ثنا بشر بن عبد الله ابن بشار السلمي قال: خطب عمر الناس فقال: أيها الناس لا يبعدن عليكم ولا يطولن يوم القيامة، فانه من وافته منيته فقد قامت عليه قيامته، لا يستطيع أن يزيد في حسن، ولا يعتب من سيئ، ألا لا سلامة لامرئ في خلاف السنة، ولا طاعة لمخلوق في معصية الله، ألا وإنكم تسمون الهارب من ظلم إمامه العاصي ألا وإن أولاهما بالمعصية الإمام الظالم.

• حدثنا أحمد ثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو المغيرة ثنا بشر بن عبد الله ابن بشار: أن عمر قال: احذر المراء فإنه لا تؤمن فتنته ولا تفهم حكمته.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن الصباح ثنا عبد الله بن رجاء عن هشام بن حسان. قال: قال عمر: لو أن الأمم تخابثت يوم القيامة فأخرجت كل أمة خبيثها، ثم أخرجنا الحجاج لغلبناهم.

• حدثنا أبو حامد ثنا محمد بن إسحاق ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي:

أن عمر كتب أن امنعوا اليهود والنصارى من دخول مساجد المسلمين وأتبع نهيه قول الله سبحانه وتعالى {(إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام)}

ص: 325

الآية. وكتب أن الرمي بين الأغراض أول النهار وآخره لعمارة المسجد.

وكتب من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر شغله.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن سعيد ثنا سعيد بن عامر عن عون بن المعتمر: أن عمر رأى رجلا يشير بشماله، فقال:

يا هذا إذا تكلمت فلا تشر بشمالك، أشر بيمينك. فقال الرجل: ما رأيت كاليوم أن رجلا دفن أعز الناس إليه، ثم إنه يهمه يميني من شمالي! فقال عمر: إذا استأثر الله بشيء فاله عنه.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد ثنا زياد بن أيوب ثنا الهيثم بن عمران قال سمعت حيان بن نافع البصري قال: بعثني عروة بن محمد السعدي إلى سليمان بن عبد الملك وهو بدابق بهدايا، قال فوافيناه قد مات واستخلف عمر بن عبد العزيز، فدخلنا عليه وقد هيأنا تلك الهدايا كما كانت تهيأ لسليمان قال ومعنا عنبرة فيها نحو من خمسمائة رطل أو ستمائة رطل، ومسك كثير فأخذوا يعرضون على عمر تلك الهدية، وفاح ريح المسك فجعل عمر كمه على أنفه ثم قال: يا غلام ارفع هذا فإنه إنما يستمتع من هذا بريحه، ثم قال: رحمك الله أبا أيوب، لو كنت حيا لكان نصيبنا فيه أوفر. قال: فرفع.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن الصباح ثنا عبد الرحمن بن عبد الله العمري عن ربيعة بن عطاء قال: أتي عمر بن عبد العزيز بعنبرة من اليمن قال فوضع يده على أنفه بثوبه قال فقال له مزاحم إنما هو ريحها يا أمير المؤمنين؟ قال ويحك يا مزاحم هل ينتفع من الطيب إلا بريحه. قال: فما زالت يده على أنفه حتى رفعت.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى حدثني أبي عن جدي قال: أتي عمر بن عبد العزيز بعنبرة فأمسك على أنفه، فقال بعضهم: ما يدعوه إلى هذا؟ قال وهل يستمتع منه إلا بريحه.

• حدثنا محمد بن علي ثنا الحسين بن محمد بن حماد ثنا عمرو بن عثمان ثنا أبي ثنا محمد بن مهاجر قال: كان عند عمر بن عبد العزيز سرير النبي صلى الله عليه

ص: 326

وسلم وعصاه وقدح وجفنة ووسادة حشوها ليف وقطيفة ورداء، فكان إذا دخل عليه النفر من قريش قال: هذا ميراث من أكرمكم الله به، ونصركم به وأعزكم به، وفعل وفعل.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا أبو خليفة ثنا ابن عائشة وعمارة بن عقيل قالا: قدم جرير على عمر بن عبد العزيز. ح. وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن زكريا الغلابي ثنا عمارة بن عقيل عن جرير بن عطية بن الخطفي - والخطفي اسمه حذيفة بن بدر بن سلمة - قال: لما قدم

(1)

عمر بن عبد العزيز نهضت إليه الشعراء من الحجاز والعراق، فكان فيمن حضره نصيب وجرير والفرزدق والأحوص وكثير والحجاج القضاعي، فمكثوا شهرا لا يؤذن لهم، ولم يكن لعمر فيهم رأى ولا أرب، وإنما كان رأيه وبطانته ووزراؤه وأهل إربه القراء والفقهاء ومن وسم عنده بورع، فكان يبعث إليهم حيث كانوا من بلدانهم فوافق جرير قدوم عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلى - وكان ورعا فقيها مفوها في المنطق نظير الحسن بن أبي الحسن في منطقه - فرآه جرير على باب عمر مشمر الثياب معتما على لمة لاصقة برأسه قد أرخى صنفيها بين يديه فقال جرير:

يا أيها القارئ المرخي عمامته

هذا زمانك إنى قد مضى زمنى

أبلغ خليفتنا إن كنت لاقيه

أني لدى الباب كالمشدود في قرني

فقال له عون: من أنت؟ فقال جرير، فقال إنه لا يحل لك عرضي، قال فاذكرني للخليفة، قال: إن رأيت لك موضعا فعلت، فدخل عون على عمر فسلم عليه ثم حمد الله وذكر بعض كلامه ومواعظه، ثم قال هذا جرير بالباب فاحرز لي عرضي منه، فأذن لجرير فدخل عليه، فقال يا أمير المؤمنين إني أخبرت أنك تحب أن توعظ ولا تطرب، فأذن لي في الكلام؟ فأذن له. فقال:

لجت أمامة فى لومي وما علمت

عرض اليمامة روحاتي ولا بكرى

ما هوم القوم مذ شدوا رحالهم

الاغشاشا لدى إغضارها اليسر

(1)

كذا وأظنها لما قام أي تولى الخلافة

ص: 327

يصرخن صرخ خصي المعزاء إذ وقدت

شمس النهار وعاد الظل للقمر

زرت الخليفة من أرض على قدر

كما أتى ربه موسى على قدر

إنا لنرجو إذا ما الغيث أخلفنا

من الخليفة ما نرجوا من المطر

أأذكر الضر والبلوى التي نزلت

أم تكتفي بالذى نبئت من خبر

ما زلت بعدك في دار تقحمني

وضاق بالحى إصعادى ومنحدرى

لا ينفع الحاضر المجهود بادينا

ولا يعود لنا باد على حضر

كم بالمواسم من شعثاء أرملة

ومن يتيم ضعيف الصوت والنظر

أذهبت خلقته حتى دعا ودعت

يا رب بارك لطر الناس فى عمر

ممن يعدك تكفي فقد والده

كالفرخ في الوكر لم ينهض ولم يطر

هذي الأرامل قد قضيت حاجتها

فمن لحاجة هذا الارمل الذكر

فترقرقت عينا عمرو قال. إنك لتصف جهدك، فقال ما غاب عني وعنك أشد، فجهز إلى الحجاز عيرا تحمل الطعام والكسى والعطايا يبث في فقرائهم ثم قال: أخبرني أمن المهاجرين أنت يا جرير؟ قال: لا، قال فشبك بينك وبين الأنصار رحم أو قرابة أو صهر؟ قال: لا، قال فممن يقاتل على هذا الفئ أنت ويجلب على عدو المسلمين؟ قال: لا، قال فلا أرى لك في شيء من هذا الفئ حقا.

قال: بلى والله لقد فرض الله لي فيه حقا إن لم تدفعني عنه، قال ويحك وما حقك؟ قال ابن سبيل أتاك من شقة بعيدة فهو منقطع به على بابك، قال إذا أعطيك فدعا بعشرين دينارا فضلت من عطائه، فقال هذه فضلت من عطائي، وإنما يعطى ابن السبيل من مال الرجل، ولو فضل أكثر من هذا أعطيتك فخذها فإن شئت فاحمد، وإن شئت فذم. قال: بل أحمد يا أمير المؤمنين، فخرج فجهشت إليه الشعراء وقالوا ما وراءك يا أبا حزرة؟ قال يلحق الرجل منكم بمطيته، فإني خرجت من عند رجل يعطي الفقراء ولا يعطى الشعراء. وقال:

وجدت رقى الشيطان لا تستفزه

وقد كان شيطاني من الجن راقيا

لفظ الغلابي.

ص: 328

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو خليفة ثنا أبو محمد الثوري عن الأصمعي عن العمري. قال: قال عمر بن عبد العزيز: لا نعيش بعقل رجل حتى نعيش بظنه خالد بن يزيد عن جعونة. قال: دخل على عمر بن عبد العزيز رجل، فقال يا أمير المؤمنين إن من كان قبلك كانت الخلافة لهم زينا، وأنت زين الخلافة، وإنما مثلك كما قال الشاعر:

وإذا الدر زان حسن وجوه

كان للدر حسن وجهك زينا

فأعرض عنه.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى حدثني أبي عن جدي. قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى محمد بن كعب القرظى يسأله أن يبيعه غلامه سالما - وكان عابدا خيرا - فقال إني قد دبرته قال فأزرنيه، قال فأتاه سالم فقال له عمر: إنى قد ابتليت بما ترى، وإني والله أتخوف أن لا أنجو. قال: سالم: إن كنت كما تقول فهي نجاتك، وإلا فهو الأمر الذي تخاف. قال له: يا سالم عظنا. قال آدم عمل خطيئة واحدة فأخرج بها من الجنة، وأنتم تعملون الخطايا يرجون أن تدخلوا بها الجنة.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله وأحمد بن محمد بن سنان قالا: ثنا أبو العباس السراج ثنا قتيبة بن سعيد ثنا النضر بن زرارة عن الثقة. قال: كان لعمر بن عبد العزيز أخ وأخاه في الله عبد مملوك يقال له سالم، فلما استخلف دعاه ذات يوم فأتاه، فقال له: يا سالم إني أخاف أن لا أنجو. قال: إن كنت تخاف فنعما ولكني أخاف أن لا تخاف، إن الله أسكن عبدا دارا فأذنب فيها ذنبا واحدا فأخرجه من تلك الدار، ونحن أصحاب ذنوب كثيرة نريد أن نسكن تلك الدار.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ثنا سلمة بن شبيب ثنا سهل بن عاصم ثنا عبد الله بن عقبة حدثني علي بن الحسين قال: كان لعمر بن عبد العزيز صديق، فأخبر أنه قد مات، فجاء إلى أهله يعزيهم فصرخوا في وجهه فقال لهم عمر: إن صاحبكم هذا لم يكن يرزقكم

ص: 329

وإن الذي يرزقكم حي لا يموت، وإن صاحبكم هذا لم يسد شيئا من حفركم، إنما سد حفرة نفسه، وإن لكل امرئ منكم حفرة لا بد والله أن يسدها، إن الله تعالى لما خلق الدنيا حكم عليها بالخراب، وعلى أهلها بالفناء، ولا امتلأت دار حبرة إلا امتلأت عبرة، ولا اجتمعوا إلا تفرقوا، حتى يكون الله هو الذي يرث الأرض ومن عليها، فمن كان منكم باكيا فليبك على نفسه، فإن الذي صار إليه صاحبكم اليوم كلكم يصير إليه غدا.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا الحكم بن موسى ثنا سبرة بن عبد العزيز وسهل بن الربيع بن سبرة حدثني أبي عن أبيه الربيع قال: لما هلك عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز وسهل بن عبد العزيز ومزاحم مولى عمر في أيام متتابعة، دخل الربيع بن سبرة عليه وقال: أعظم الله أجرك يا أمير المؤمنين، فما رأيت أحدا أصيب بأعظم من مصيبتك في أيام متتابعة، والله ما رأيت مثل ابنك ابنا، ولا مثل أخيك أخا، ولا مثل مولاك مولى قط، فطأطأ عمر رأسه. فقال لي رجل معي على الوسادة: لقد هيجث عليه.

قال ثم رفع رأسه فقال: كيف قلت الآن يا ربيع: فأعدت عليه ما قلت أولا قال: لا والذي قضى عليه - أو قال عليهم - بالموت، ما أحب أن شيئا من ذلك كأن لم يكن.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا عفان ابن مسلم ثنا عثمان بن عبد الحميد حدثني أبي. قال: بلغنا أن ابنا لعمر بن عبد العزيز مات صغيرا، فدخل عليه الناس يعزونه وهو ساكت لا يتكلم طويلا حتى قال بعضهم إن ذا لمن جزع. قال ثم تكلم فقال: الحمد لله دخل ملك الموت حجرتي فذهب ببعضي، وكأنه ذهب بي.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا محمد بن الصباح ثنا إسماعيل بن زكريا عن طلحة بن يحيى قال: كنت جالسا عند عمر فجاءه رجل فقال: يا أمير المؤمنين أبقاك الله ما كان البقاء خيرا لك، قال: أما ذاك فقد فرغ منه، ولكن قل أحياك الله حياة طيبة، وتوفاك مع الأبرار.

ص: 330

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني منصور بن بشير ثنا أبو سعيد المؤدب - يعني محمد بن مسلم بن أبي الوضاح - عن عبد الكريم قال: قيل لعمر جزاك الله عن الإسلام خيرا، قال: لا بل جزى الله الإسلام عني خيرا.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني أبو معمر ثنا أبو سفيان العمري ثنا أسامة بن زيد عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: قال: قال لي عمر:

ما وجدت في إمارتي هذه شيئا ألذ من حق وافق هوى.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني أبو معمر ثنا أبو بكر بن عياش حدثني أبو يحيى القتات عن مجاهد. قال: أعطاني عمر ثلاثين درهما وقال:

يا مجاهد هذه من صدقة مالي.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني هارون بن معروف ثنا ضمرة عن الوليد بن راشد قال: زاد عمر الناس في عطاياهم عشرة عشرة، العربي والمولى سواء.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني أبو معمر عن سفيان. قال: قال عمر بن عبد العزيز: كانت لى نفس تواقة فكنت لا أمال منها شيئا إلا تاقت إلى ما هو أعظم، فلما بلغت نفسي الغاية تاقت إلى الآخرة.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا عبد الله بن الحسين بن معبد الملطي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا سعيد بن عامر ثنا جويرية بن أسماء. قال: قال عمر:

إن نفسي هذه تواقة، لم تعط من الدنيا شيئا إلا تاقت إلى ما هو أفضل منه فلما أعطيت الخلافة التي لا شيء أفضل منها تاقت إلى ما هو أفضل منها. قال سعيد الجنة أفضل من الخلافة.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا منصور بن أبي مزاحم ثنا شعيب بن صفوان أبو يحيى عن محمد بن مروان بن أبان بن عثمان بن عفان عن من سمع مزاحما يقول: قلت لعمر: إني رأيت في أهلك خللا، فقال لي يا مزاحم أما يكفيهم وأعطيتهم، ما يصيبون من المغانم مع المسلمين من فيئهم مع مال عمر؟ فقلت له: وأين يقع ذلك منهم مع ما يمونون ومع ضيافتهم وكسوتهم نسائهم، قد والله خشيت أن تصيبهم مخمصة. فقال لي عمر: إن لي

ص: 331

نفسا تواقة، لقد رأيتني وأنا بالمدينة غلام مع الغلمان، ثم تاقت نفسي إلى العلم إلى العربية والشعر فأصبت منه حاجتي وما كنت أريد، ثم تاقت إلى السلطان فاستعملت على المدينة، ثم تاقت نفسي وأنا في السلطان إلى اللبس والعيش الطيب فما علمت أن أحدا من أهل بيتي ولا غيرهم كانوا في مثل ما كنت فيه ثم تاقت نفسي إلى الآخرة والعمل بالعدل فأنا أرجو أن أنال ما تاقت نفسي إليه من أمر آخرتي، فلست بالذي أهلك آخرتي بدنياهم.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا أحمد بن الوليد ثنا محمد ابن كثير ثنا أبي كثير بن مروان عن رجاء بن حيوة قال: سمرت ليلة عند عمر ابن عبد العزيز، فاعتل السراج فذهبت أقوم أصلحه، فأمرني عمر بالجلوس ثم قام فأصلحه، ثم عاد فجلس، فقال: قمت وأنا عمر بن عبد العزيز، وجلست وأنا عمر بن عبد العزيز، ولؤم بالرجل إن استخدم ضيفه.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنى الحكم ابن موسى ثنا ضمرة بن ربيعة عن عبد العزيز بن أبي الخطاب قال قال عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز: قال لي رجاء بن حيوة: ما رأيت أحدا أكمل عقلا من أبيك، سمرت معه ليلة فذكر مثله.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله حدثني أبي. ح وحدثنا أبو حامد ابن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا حاتم بن الليث قالا: ثنا حسين بن محمد ثنا عبد الله بن عمرو قال: سمعت شيخا كان في حرس عمر يقول: رأيت عمر بن عبد العزيز حين ولي وبه من حسن اللون وجودة الثياب والبزة، ثم دخلت عليه بعد وقد ولي فإذا هو قد احترق واسود ولصق جلده بعظمه، حتى ليس بين الجلد والعظم لحم، وإذا عليه قلنسوة بيضاء قد اجتمع قطنها يعلم أنها قد غسلت، وعليه سحق انبجانية قد خرج سداها، وهو على شاذكونة قد لصقت بالأرض، تحت الشاذكونة عباءة قطرانية من مشاقة الصوف، فأعطاني مالا أتصدق به بالرقة، فقال لا تقسمه إلا على نهر جار، فقلت له يأتيني من لا أعرفه فمن أعطي؟ قال من مديده إليك.

ص: 332

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني معاوية بن عبد الله بن معاوية بن عاصم بن المنذر بن الزبير بن العوام ثنا أبو المقدام هشام بن أبي هشام ثنا محمد بن كعب قال: لما استخلف عمر بعث إلي وأنا بالمدينة، فقدمت عليه فلما دخلت عليه جعلت أنظر إليه نظرا لا أصرف بصري عنه تعجبا، فقال:

يا ابن كعب إنك لتنظر إلي نظرا ما كنت تنظره!! قال: قلت تعجبا، قال ما أعجبك؟ قلت: يا أمير المؤمنين أعجبني ما حال من لونك ونحل من جسمك، ونفش من شعرك. قال: فكيف لو رأيتني بعد ثلاث وقد دليت فى حفرتى - أو قبرى - وسالت حدقتاى على وجنتي، وسال منخري صديدا ودما، كنت لي أشد نكرة.

• حدثنا حديثك عن ابن عباس فذكره. حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني عبيد الله بن عمر. ح وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد ابن إبراهيم ثنا محمد بن مروان العقيلي ثنا عمارة بن أبي حفصة. قال: دخل مسلمة بن عبد الملك على عمر في مرضه الذي مات فيه، فقال: من توصي بأهلك فقال: إذا نسيت الله فذكرونى فعادله فقال [من توصي بأهلك؟ قال: {إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين}]

(1)

.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد ابن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني أبو إسحاق ثنا محمد بن الحسن ثنا هاشم قال: لما كانت الصرعة التي هلك فيها عمر، دخل عليه مسلمة بن عبد الملك فقال: يا أمير المؤمنين إنك أقفرت أفواه ولدك من هذا المال فتركتهم عالة لا شيء لهم، فلو أوصيت بهم إلي أو إلى نظرائي من أهل بيتك؟ قال فقال:

أسندوني، ثم قال: أما قولك إني أقفرت أفواه ولدي من هذا المال فإني والله ما منعتهم حقا هو لهم، ولم أعطهم ما ليس لهم، وأما قولك لو أوصيت بهم إلي أو إلى نظرائي من أهل بيتك فوصيي ووليي فيهم الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين، بني أحد رجلين؛ إما رجل يتقي فسيجعل الله له مخرجا، وإما رجل مكب على المعاصي فإني لم أكن لأقويه على معصية الله. ثم بعث إليهم وهم بضعة عشر ذكرا، قال فنظر إليهم فذرفت عيناه فبكى ثم قال: بنفسي الفتية

(1)

لم ترد فى مغ.

ص: 333

الذين تركتهم عيلى لا شيء لهم بلى بحمد الله قد تركتهم بخير، أي بني إنكم لن تلقوا أحدا من العرب ولا من المعاهدين إلا كان لكم عليهم حقا، أي بني إن أمامكم ميل بين أمرين، بين أن تستغنوا ويدخل أبوكم النار، وأن تفتقروا ويدخل أبوكم الجنة، فكان أن تفتقروا ويدخل أبوكم الجنة أحب إليه من أن تستغنوا ويدخل النار، قوموا عصمكم الله.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا سهل بن محمود ثنا عمر بن حفص المعيطي ثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال: قلت كم ترك لكم عمر من المال؟ فتبسم فقال حدثني مولى لنا كان يلي نفقته قال: قال لى عمر حين احتضر: كم عندك من المال؟ قال قلت أربعة عشر دينارا، قال فقال تحتملوني بها من منزل إلى منزل، فقلت كم ترك لكم من الغلة؟ قال ترك لنا غلة ستمائة دينار كل سنة ثلاثمائة دينار ورثناها عنه وثلاثمائة دينار ورثناها عن أخينا عبد الملك، وتركنا اثني عشر ذكرا وست نسوة اقتسمنا ماله على خمس عشرة.

• حدثنا أبو محمد ثنا أحمد ثنا منصور بن بشير ثنا أبو بكر - يعني - ابن نوفل بن الفرات - عن أبيه: أن عمر استعمل جعونة بن الحارث على ملطية، فغزا فأصاب غنما، ووفد ابنه إلى عمر فلما دخل عليه وأخبره الخبر قال له عمر: هل أصيب من المسلمين أحد؟ قال: لا إلا رويجل، فغضب عمر وقال: رويجل!! رويجل!! مرتين تجيئوني بالشاة والبقرة ويصاب رجل من المسلمين؟ لا تلي لي أنت ولا أبوك عملا ما كنت حيا.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان الصنعاني قال سمعت محمدا عمي يقول:

قال عمر كأن من لم يل لم يذنب.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن عمر الباهلي ح وحدثنا محمد بن علي ثنا الحسين بن محمد بن حماد ثنا أبو موسى قالا: ثنا عثمان ابن عثمان الغطفاني عن علي بن زيد. قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: لقد

ص: 334

تمت حجة الله على ابن الأربعين، فمات لها عمر بن عبد العزيز.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا إسماعيل بن إبراهيم أنبأنا أيوب نبئت: أن عمر ذكر له ذلك الموضع الرابع الذي فيه قبر النبي صلى الله عليه وسلم فعرضوا له به، قالوا لو دنوت من المدينة فقال لأن يعذبني الله بكل عذاب إلا النار أحب إلي من أن يعلم الله أني أرى أني لذلك أهل.

• حدثنا محمد بن علي ثنا أبو عروبة ثنا عمرو بن عثمان ثنا خالد بن يزيد عن جعونة. قال: قال رجل لعمر: لو دنوت من المدينة فذكر نحوه.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو كريب ثنا ابن المبارك عن جابر بن حازم عن المغيرة بن حكيم قال حدثتني فاطمة امرأة عمر قالت: كنت أسمع عمر كثيرا يقول: اللهم أخف عليهم موتي، اللهم أخف عليهم موتي ولو ساعة، فقلت له يوما لو خرجت عنك فقد سهرت يا أمير المؤمنين لعلك تغفي، فخرجت إلى جانب البيت الذي كان فيه، فسمعته يقول {(تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين)} فجعل يرددها، قالت ثم أطرق فلبثت ساعة ثم قلت لوصيف له كان يخدمه ادخل فانظر، قالت فدخل فصاح، فدخلت فإذا هو قد أقبل بوجهه إلى القبلة وغمض عينيه بإحدى يديه، وضم فاه بالأخرى.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا عباس بن أبي طالب ثنا الحارث بن بهرام ثنا النضر حدثني ليث بن أبي مرقية عن عمر بن عبد العزيز أنه لما كان في مرضه الذي مات فيه قال: أجلسوني، فأجلسوه ثم قال:

أنا الذي أمرتني فقصرت، ونهيتني فعصيت، ولكن لا إله إلا الله. ثم رفع رأسه وأحد النظر. فقالوا له: إنك لتنظر نظرا شديدا. قال: إني لأرى حضرة ما هم بإنس ولا جن، ثم قبض.

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا الحسن بن علويه القطان ثنا إبراهيم بن يزيد بن مصعب الشامي ثنا إسماعيل بن عياش وابن المبارك عن الأوزاعى

ص: 335

قال: شهدت جنازة عمر بن عبد العزيز، ثم خرجت أريد مدينة قنسرين، فمررت على راهب يثير على ثورين له - أو حمارين - فقال يا هذا أحسبك شهدت وفاة هذا الرجل؟ قلت له: نعم، فأرخى عينيه فبكى سجاما فقلت له ما يبكيك ولست من أهل دينه؟ قال: إني لست عليه أبكي، ولكن أبكي على نور كان في الأرض فطفئ.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا العباس بن أبي طالب ثنا علي بن ميمون الرقي قال ثنا أبو خليد عن الأوزاعي. قال: قال عمر بن عبد العزيز لجلسائه: من صحبني منكم فليصحبني بخمس خصال؛ يدلني من العدل إلى ما لا أهتدي له، ويكون لي على الخير عونا، ويبلغني حاجة من لا يستطيع إبلاغها، ولا يغتاب عندي أحدا، ويؤدي الأمانة التي حملها مني ومن الناس، فإذا كان كذلك فحيهلا به، وإلا فهو في حرج من صحبتي والدخول علي.

• حدثنا مخلد بن جعفر ثنا محمد بن يحيى المروزي ثنا خالد بن خداش ثنا حماد عن أبي هاشم الرماني: أن رجلا جاء إلى عمر بن عبد العزيز فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وبنو هاشم يشكون إليه الحاجة، فقال لهم: فأين عمر بن عبد العزيز.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا عبد الله بن محمد بن عبد السلام ثنا الحسن بن أبي أمية ثنا أبو أسامة. قال: رأى رجل في منامه على باب الجنة مكتوبا براءة من الله العزيز الحكيم، لعمر بن عبد العزيز من عذاب يوم أليم.

• حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين ثنا ابن أبي حاتم ح وحدثنا محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن أسلم

(1)

بن يزيد الوراق: ثنا عمار بن خالد ثنا محمد بن يزيد الواسطي عن معاذ مولى زيد بن تميم: أن رجلا من بني تميم رأى في المنام كتابا منشورا من السماء بقلم جليل، بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من الله العزيز الحكيم، براءة لعمر بن عبد العزيز من العذاب الاليم، إنى أنا

(1)

وفى مغ سلام.

ص: 336

الله الغفور الرحيم.

• حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن المذكر ثنا العباس بن حمدان قال ثنا محمد ابن يحيى ثنا عباد بن عمر ثنا مخلد بن يزيد عن يوسف بن ماهك. قال:

بينا نحن نسوي التراب على قبر عمر بن عبد العزيز إذ سقط علينا رق من السماء فيه كتاب: بسم الله الرحمن الرحيم، أمان من الله لعمر بن عبد العزيز من النار.

• حدثنا عثمان بن محمد العثماني ثنا الحسين بن أحمد بن بسطام ثنا أحمد ابن محمد بن أبي بزة ثنا محمد بن يزيد بن خنيس عن وهيب بن الورد. قال: بينا أنا نائم خلف المقام، إذ رأيت فيما يرى النائم كأن داخلا دخل من باب بني شيبة وهو يقول: يا أيها الناس ولي عليكم كتاب الله، فقلت من؟ فأشار إلى ظفره، فإذا مكتوب ع. م. ر. فجاءت بيعة عمر بن عبد العزيز.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا الوليد بن صالح ثنا أبو المليح عن خصاف أخي خصيف. قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وعن يمينه أبو بكر، وعن يساره عمر، وميمون ابن مهران جالس أمام ذلك، فأتيت ميمون بن مهران فقلت: من هذا؟ قال:

هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت من هذا؟ قال هذا أبو بكر عن يمينه، وهذا عمر عن يساره، فجاء عمر بن عبد العزيز يجلس بين أبي بكر وبين النبي صلى الله عليه وسلم، فشح أبو بكر بمكانه، ثم جاء ليجلس بين عمر وبين النبي صلى الله عليه وسلم فشح عمر بمكانه، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلسه في حجره.

• حدثنا مخلد بن جعفر ثنا محمد بن يحيى المروزي ثنا خالد بن خداش ثنا حماد عن أبي هاشم الرماني: أن رجلا جاء إلى عمر بن عبد العزيز فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وأبو بكر عن يمينه، وعمر عن شماله فذكر نحوه.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني أسود بن سالم ثنا حسان بن إبراهيم عن عبيد الله الوصابي عن عراك

ص: 337

ابن حجرة عن عمر. قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال أدن يا عمر فدنوت حتى كدت أصافحه، قال فاذا كهلان قد اكتنفاه فقال: إذا وليت أمر أمتي فاعمل في ولايتك نحو ما عمل هذان فى ولايتهما فقلت، ومن هذان؟ قال: هذا أبو بكر، وهذا عمر.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا إبراهيم بن بكر البصري ثنا بشار خادم عمر. قال: دخلت على عمر فقال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر عن يمينه، وعمر عن يساره، ورأيت عثمان وهو يقول:

خصمت عليا ورب الكعبة، وعلي يقول: غفر لي ورب الكعبة.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة ثنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي. قال: قال عمر: إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم دون العامة فاعلم أنهم في تأسيس الضلالة.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن مسعود ثنا محمد بن كثير ثنا الأوزاعي.

قال: كتب عمر إلى عماله أن يأمروا القصاص أن يكون جل إطنابهم ودعائهم الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى عن سفيان الثوري. قال: بلغني عن عمر أنه كتب إلى بعض عماله فقال: أوصيك بتقوى الله، والاقتصاد في أمره واتباع سنة رسوله، وترك ما أحدث المحدثون بعده، مما قد جرت سنته، وكفو مئونته، واعلم أنه لم يبتدع إنسان قط بدعة إلا قد مضى قبلها ما هو دليل عليها، وعبرة فيها، فعليك بلزوم السنة فإنها لك بإذن الله عصمة، واعلم: أن من سن السنن قد علم ما في خلافها من الخطأ والزلل، والتعمق والحمق، فإن السابقين الماضين عن علم وقفوا وببصرنا قد كفوا. قال: وذكر أشياء لا أحفظها.

• حدثنا أبو أحمد

(1)

محمد بن أحمد ثنا أحمد بن موسى ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا عبيد الله بن موسى عن أبي رجاء الهروي عن شهاب بن خراش قال: كتب عمر إلى رجل: سلام عليك أما بعد، فإني أوصيك وذكر مثله. وزاد: ولهم

(1)

كذا في ز وفى مغ: أبو حامد

ص: 338

كانوا على كشف الأمور أقوى، وبفضل لو كان فيه أحرى، فإنهم هم السابقون ولئن كان الهدى ما أنتم عليه لقد سبقتموهم إليه، ولئن قلتم حدث بعدهم حدث ما أحدث إلا من اتبع غير سبيلهم ورغب بنفسه عنهم، ولقد تكلموا منه ما يكفي، ووضعوا منه ما يشفي، فما دونهم مقصر، ولا فوقهم محسر، لقد قصر دونهم أقوام فجفوا، وطمح عنهم آخرون فغلوا، وأنتم بين ذلك لعلى هدى مستقيم.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا عفان بن مسلم ثنا عثمان بن عبد الحميد حدثني موسى بن رباح. قال: بلغنا أن عمر جلس إلى ناس فنسي فذكر أنه لم يسلم، فقام قائما فسلم عليهم ثم جلس.

• حدثنا أبو محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد الدورقي ثنا قبيصة ثنا سفيان. قال: نال رجل من عمر فقيل له ما يمنعك منه؟ قال إن المتقى ملجم.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا علي بن مسلم ثنا سيار ثنا جعفر قال سمعت مالك بن دينار يقول: قرأت في التوراة عمر بن عبد العزيز صديقا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا جعفر ابن محمد بن عمران الثعلبي ثنا خالد بن حيان عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران. قال: كان الله تعالى يتعاهد الناس بنبي بعد نبي، وإن الله تعالى تعاهد الناس بعمر بن عبد العزيز.

• حدثنا أبو محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد الدورقى ثنا أحمد بن نصر ابن مالك قال ثنا محمد بن ثور عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله.

قال: كانت العلماء عند عمر بن عبد العزيز تلامذة.

[حدثنا محمد بن أحمد ابن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران - أو غيره-. قال: ما كانت العلماء عند عمر بن عبد العزيز إلا تلامذة.]

(1)

.

• حدثنا محمد بن علي ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا الهيثم بن خارجة ثنا مبشر بن إسماعيل عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران قال:

(1)

لم يرد هذا الاثر فى مغ

ص: 339

أتينا عمر بن عبد العزيز فظننا أنه يحتاج إلينا، وإذا نحن عنده تلامذة.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان عن جعفر بن برقان - أو غيره - عن مجاهد. قال: أتينا عمر نعلمه فما برحنا حتى تعلمنا منه.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا حاتم بن الليث ثنا أبو نعيم ثنا جعفر بن برقان حدثني ميمون بن مهران. قال: كان عمر بن عبد العزيز يعلم العلماء.

• حدثنا أبو مسعود عبد الله بن محمد بن أحمد بن يزيد ثنا محمد بن أحمد ثنا محمد بن أحمد بن سليمان الهروي ثنا حسين الدراع عن عبد الله بن خراش عن مرثد أبي يزيد. قال: سمعت عمر يقول: أيها الناس قيدوا النعم بالشكر، وقيدوا العلم بالكتاب.

• حدثنا عمر بن محمد بن حاتم ثنا جدي محمد بن عبيد الله بن مرزوق ثنا عفان ح. وحدثنا الحسن بن محمد بن كيسان ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا حجاج ثنا حماد بن سلمة ثنا رجاء بن المقدام عن نعيم بن عبد الله. قال: قال عمر: إني لأدع كثيرا من الكلام مخافة المباهاة.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا عفان ثنا عمر ابن علي قال سمعت عبد ربه بن أبي هلال الجزري عن ميمون بن مهران. قال:

قلت لعمر ليلة يا أمير المؤمنين ما بقاؤك على ما أرى؟ أما في أول الليل فأنت في حاجات الناس، وأما وسط الليل فأنت مع جلسائك، وأما آخر الليل فالله أعلم ما تصير إليه! قال فضرب على كتفي وقال: ويحك يا ميمون إني وجدت لقيا الرجال تلقيحا لألبابهم.

• حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري ثنا يعقوب بن محمد بن ماهان ثنا محمد بن الصديق خشتنام ثنا سعيد بن منصور قال سمعت حمزة بن ابن يزيد يقول سمعت أنس بن مالك يقول: دخل مسلمة بن عبد الملك على عمر وهو مسجى عليه فقال: رحمك الله لقد أحييت لنا قلوبا ميتة، وجعلت

ص: 340

لنا في الصالحين ذكرا.

• حدثنا عمر بن أحمد بن شاهين ثنا علي بن محمد البصرى ثنا مطلب ابن شعيب ثنا أبو صالح قال ثنا الليث بن سعد أنه قال: استشهد رجل من أهل الشام فكان يأتي إلى أبيه كل ليلة جمعة في المنام فيحدثه ويستأنس به، قال فغاب عنه جمعة ثم جاءه في الجمعة الأخرى، فقال له يا بني لقد أحزنتني وشق علي تخلفك؟ فقال إنما شغلني عنك: أن الشهداء أمروا أن يتلقوا عمر بن عبد العزيز فتلقيناه، وذلك عند مهلك عمر بن عبد العزيز.

• حدثنا محمد بن أحمد بن هارون

(1)

ثنا عبد الله بن الحسن بن أخت عبدان ثنا نضر بن داود بن طغرق

(2)

ثنا محمد بن الفضل ثنا العباس بن راشد عن أبيه راشد قال: زار عمر بن عبد العزيز مولاي، فلما أراد الرجوع قال لي شيعه فلما برزنا إذا نحن بحية سوداء ميتة، فنزل عمر فدفنها، فإذا هاتف يهتف يا خرقاء يا خرقاء، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لهذه الحية: لتموتن بفلاة من الأرض وليدفننك خير أهل الأرض [فقال: نشدتك الله إن كنت ممن يظهر إلا ظهرت لي. قال أنا من السبعة الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الوادي، وإني سمعته يقول لهذه الحية لتموتن بفلاة من الأرض وليدفننك خير أهل الأرض يومئذ]

(3)

، فبكى عمر حتى كاد أن يسقط عن راحلته وقال: يا راشد أنشدك الله أن تخبر بهذا أحدا حتى يواريني التراب.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا فزارة ثنا الأشجعي عن محمد بن مسلم البصري وأبي سعيد المؤدب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار. قال: قال عمر لرجل: أوصيك بتقوى الله فانها ذخيرة الفائزين، وحرز المؤمنين، وإياك والدنيا أن تفتنك فإنها قد فعلت ذلك بمن كان قبلك، إنها تغر المطمئنين إليها، وتفجع الواثق بها، وتسلم الحريص

(1)

فى مغ: ابن موسى

(2)

كذا فى مغ وفى ز: نصر بن داود بن طوق

(3)

ما بين المربعين زيادة فى المغربية.

ص: 341

عليها، ولا تبقى لمن استبقاها، ولا يدفع التلف عنها من حواها، لها مناظر بهجة. ما قدمت منها أمامك لم يسبقك، وما أخرت منها خلفك لم يلحقك.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم ثنا هناد بن السري ثنا سفيان بن عيينة عن عمر بن عبد العزيز. قال: الرضا قليل، والصبر معول المؤمن.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا سفيان بن وكيع ثنا جرير عن المختار بن فلفل. قال: ضربت لعمر فلوس فكتب عليها أمر عمر بالوفاء والعدل، فقال: اكسروها واكتبوا أمر الله بالوفاء والعدل.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا هشام بن عمار ثنا الهيثم بن عمران قال سمعت إسماعيل بن عبيد الله يحدث. قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: يا إسماعيل كم أتت عليك من سنة؟ قال ستون سنة وشهور، قال يا إسماعيل إياك والمزاح.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا أبو يعلى الموصلي ثنا أبو الربيع سليمان بن داود الختلي ثنا بقية ثنا سلم بن زياد قال: سألت فاطمة بنت عبد الملك عمر بن عبد العزيز أن يجري عليها خاصة، فقال لا! لك في مالي سعة، قالت فلم كنت أنت تأخذ منهم؟ قال كانت المهنأة لي والإثم عليهم، فأما إذ وليت لا أفعل ذلك فيكون إثمه علي.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن عبد الأعلى ثنا معتمر بن سليمان عن هشام عن خالد الربعي. قال: مكتوب في التوراة أن السماء

(1)

تبكي على عمر بن عبد العزيز أربعين صباحا.

• حدثنا أبو حامد ثنا محمد حدثني عبد الله بن محمد قال ثنا عبد الرحمن ابن صالح عن رجل من بني حنيفة. قال: قال محمد بن كعب القرظي: قال لي عمر: لا تصحب من الأصحاب من خطرك عنده على قدر قضاء حاجته، فإذا انقضت حاجته انقطعت أسباب مودته، واصحب من الأصحاب ذا العلى فى

(1)

فى مغ: الملائكة.

ص: 342

الخير، والاناءة فى الحق، يعينك على نفسك، ويكفيك مئونته.

• حدثنا أبو حامد ثنا محمد ثنا إسماعيل بن أبي الحارث قال ثنا إسحاق بن إسماعيل عن جرير عن مغيرة. قال: قال عمر: لو أدركني عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة إذ وقعت فيما وقعت فيه لهان علي ما أنا فيه.

• حدثنا عبيد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ح. وحدثنا أبو حامد ثنا محمد بن إسحاق قالا: ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ثنا ضمرة أن ابن أبي حملة حدثهم عن الوليد بن هشام. قال: لقينى يهودى فأعلمنى أن عمر سيلي أمر هذه الأمة فيعدل فيه فلقيت عمر فأخبرته بقول اليهودي قال: فلما ولي لقيني اليهودي فقال: ألم أقل لك أن عمر سيلي هذا الأمر ويعدل فيه؟ قال قلت بلى! قال ثم لقيني بعد ذلك فقال إن صاحبك قد سقي قمره فليتدارك نفسه، قال فلقيت عمر فذكرت ذلك له فقال عمر:

قاتله الله ما أعلمه لقد عرفت الساعة التي سقيت فيها ولو كان شفائي أن أمس شحمة أذنى ما فعلت أو أوتى بطيب فأرفعه إلى أنفي ما فعلت.

• حدثنا محمد بن علي ثنا الحسين بن محمد بن حماد ثنا أبو الحسين الرهاوي ثنا محمد بن عبيد ثنا إبراهيم السكوني. قال: وقع بين موال لعمر وبين موال لسليمان منازعة، فذكر ذلك سليمان لعمر، فبينا هو يكلمه إذ قال سليمان لعمر:

كذبت. فقال عمر: ما كذبت مذ علمت أن الكذب شين على أهله.

• حدثنا محمد ثنا الحسين بن محمد بن حماد ثنا إسحاق الشهيدي ثنا يحيى ابن يمان عن سفيان عن زفر - يعني العجلي - عن قيس بن حبتر. قال: مثل عمر في بني أمية مثل مؤمن آل فرعون.

• حدثنا محمد بن علي ثنا الحسين ثنا سليمان بن سيف ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا عثمان بن عبد الحميد بن لاحق. قال: سمعت أبي يقول: قرأ رجل عند عمر ابن عبد العزيز سورة وعنده رهط، فقال بعض القوم لحن، فقال له عمر:

أما كان فيما سمعت ما يشغلك عن اللحن؟.

• حدثنا محمد ثنا الحسين ثنا أيوب الوزان ثنا الوليد بن الوليد الدمشقي

ص: 343

حدثني محمد بن المهاجر: أن رجلا من أهل البصرة رأى في منامه كأن قائلا يقول له حج من عامك هذا، فقال والله ما لي من مال من أين أحج؟ قال احتفر في موضع كذا وكذا من دارك فإن فيه درعا فبعه ثم حج، فلما أصبحت احتفرت فاستخرجت درعا، فبعتها فحججت فقضيت مناسكي، وجئت إلى البيت لأودعه فبينا أنا كذلك إذ غشيتني نعسة فإذا النبي صلى الله عليه وسلم بين أبي بكر وعمر يمشي بينهما، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم إيت عمر بن عبد العزيز فأقره مني السلام وقل له إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك: إن اسمك عندنا عمر المهدي، وأبو اليتامى، فاشدد يدك على العريف والماكس، وإياك أن تحيد عن طريقة هذا وطريقة هذا، فيحاد بك عني. فانتبه وهو يبكى ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني، فلو كانت رسالته في الظلمات لم أدعها أو أبلغها أو أموت، فأقبل إلى الشام إلى عمر وكان بدير سمعان، فأتى حاجبه وقال استأذن لي على عمر وقل له إنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستضعف الحاجب عقله ثم أتاه في اليوم الثاني فقال له: من أنت يا عبد الله؟ قال أنا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الحاجب: هذا موله ليس له عقل، ثم استأذنه اليوم الثالث فقال يا عبد الله من أنت وما تريد؟ ثم دخل على عمر فقال يا أمير المؤمنين هذا إنسان قد ولع بالاستئذان إليك، فإذا قلت من أنت قال أنا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأذن له فدخل على عمر فقال: من أنت؟ قال: أنا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبره بقصة رؤياه وما رأى في منامه، وقال لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي بكر وعمر، وأخبره بالذي أمره به وقال إياك أن تحيد عن طريقة هذا وهذا فيحاد بك غدا عنا، فقال عمر: مروا له بكذا وكذا. قال: ما أقبل لرسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ولو أعطيتني جميع ما تملك، ثم خرج عنه. فقال عمرو ابن مهاجر - وأنا إذ ذاك أنام على باب أمير المؤمنين مخافة أن يحدث من أمر الناس أمر فأصلحه، وإلا أنبهته - فانتبهت ليلة لبكائه ونشيج قد غلب عليه، فقلت: يا أمير المؤمنين ما هذا الذي قد دهاك؟ ما هذا الذي بلغ بك؟ قال

ص: 344

إن الله تعالى قد صدق رؤيا البصري، جاءني النبي صلى الله عليه وسلم في منامي بين أبي بكر وعمر فقال يا عمر بن عبد العزيز إن اسمك عندنا عمر المهدي، وأبو اليتامى، فاشدد يدك على العريف والماكس، وإياك أن تحيد عن طريقة هذا وطريقة هذا فيحاد بك، فجعل يبكي بنشيج وهو يقول: أنى لي بطريقة هذا وطريقة هذا.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا أبو عروبة الحراني ثنا سليمان بن سيف ثنا أبو عاصم عن عثمان بن خالد بن دينار عن أبيه. قال: قال عمر لميمون بن مهران:

يا ميمون لا تدخل على هؤلاء الأمراء وإن قلت آمرهم بالمعروف، ولا تخلون بامرأة وإن قلت أقرئها القرآن، ولا تصلن عاقا فإنه لن يصلك وقد قطع أباه.

• حدثنا محمد بن إبراهيم بن علي ثنا أبو عروبة ثنا عمر بن عثمان قال ثنا أبي. قال: سمعت جدي قال: كتب عمر إلى عدي بن أرطأة؛ بلغني أنك تستن بسنة الحجاج، فلا تستن بسنته فإنه كان يصلي الصلاة لغير وقتها، ويأخذ الزكاة من غير حقها، وكان لما سوى ذلك أضيع.

• حدثنا محمد بن علي ثنا أبو العباس بن قتيبة ثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى حدثني أبي عن جدي. قال: قال عمر: ما حسدت الحجاج عدو الله على شيء حسدي إياه على حبه القرآن وإعطائه أهله، وقوله حين حضرته الوفاة: اللهم اغفر لي فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني حدثني أبي عن جدي. قال: كنت عند هشام بن عبد الملك جالسا، فأتاه رجل فقال يا أمير المؤمنين إن عبد الملك أقطع جدي قطيعة فأقرها الوليد وسليمان حتى إذا استخلف عمر رحمه الله نزعها، فقال له هشام أعد مقالتك فقال: يا أمير المؤمنين إن عبد الملك أقطع جدي قطيعة فأقرها الوليد وسليمان، حتى إذا استخلف عمر رحمه الله نزعها، فقال والله إن فيك لعجبا، إنك تذكر من أقطع جدك قطيعة ومن أقرها فلا تترحم عليهم وتذكر من نزعها فتترحم عليه، وإنا قد أمضينا ما صنع عمر رحمه الله.

ص: 345

(الرسالة)

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق السراج ثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام ثنا محمد بن بكر البرساني ثنا سليم بن نفيع

(1)

القرشي عن خلف أبي الفضل القرشي: عن كتاب عمر بن عبد العزيز إلى النفر الذين كتبوا إلي بما لم يكن لهم بحق في رد كتاب الله تعالى، وتكذيبهم بأقداره النافذة في علمه السابق الذي لا حد له إلا إليه، وليس لشيء منه مخرج، وطعنهم في دين الله وسنة رسوله القائمة في أمته.

[أما بعد: فإنكم كتبتم إلي بما كنتم تسترون

(2)

منه قبل اليوم في رد علم الله والخروج منه إلى ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوف على أمته من التكذيب بالقدر. وقد علمتم أن أهل السنة كانوا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة، وسيقيض العلم قبضا سريعا

(3)

. وقول عمر بن الخطاب - وهو يعظ الناس-: إنه لا عذر لأحد عند الله بعد البينة بضلالة ركبها حسبها هدى، ولا في هدى تركه حسبه ضلالة، قد تبينت الأمور وثبتت الحجة وانقطع العذر، فمن رغب عن أنباء النبوة وما جاء به الكتاب تقطعت من يديه أسباب الهدى، ولم يجد له عصمة ينجو بها من الردى، وإنكم ذكرتم أنه بلغكم أني أقول إن الله قد علم ما العباد عاملون، وإلى ما هم صائرون، فأنكرتم ذلك علي وقلتم إنه ليس يكون ذلك من الله في علم حتى يكون ذاك من الخلق عملا، فكيف ذلك كما قلتم؟! والله تعالى يقول {(إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون)} يعني عائدين في الكفر، وقال تعالى {(ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون)} . فزعمتم بجهلكم في قول الله تعالى {(فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)} أن المشيئة في أي ذلك أحببتم فعلتم من ضلالة أو هدى والله تعالى يقول {(وما تشاؤن إلا أن يشاء الله رب العالمين)} فبمشيئة الله لهم شاءوا ولو لم يشأ لم ينالوا بمشيئتهم من طاعته شيئا قولا ولا عملا، لأن الله تعالى لم

(1)

كذا فى ز وفى مغ: سليمان بن بقيع ولم نقف عليهما

(2)

كذا فى مغ وفى ز:

تستهزئون.

(3)

كذا فى ز وفى مغ: وسينقض العلم نقضا الخ

ص: 346

يملك العباد ما بيده، ولم يفوض إليهم ما يمنعه من رسله، فقد حرصت الرسل على هدى الناس جميعا، فما اهتدى منهم إلا من هداه الله، ولقد حرص إبليس على ضلالتهم جميعا فما ضل منهم إلا من كان في علم الله ضالا. وزعمتم بجهلكم أن علم الله تعالى ليس بالذي يضطر العباد إلى ما عملوا من معصيته، ولا بالذي صدهم عما تركوه من طاعته، ولكنه بزعمكم كما علم الله أنهم سيعملون بمعصيته، كذلك علم أنهم سيستطيعون تركها، فجعلتم علم الله لغوا، تقولون لو شاء العبد لعمل بطاعة الله وإن كان في علم الله أنه غير عامل بها، ولو شاء ترك معصيته، وإن كان في علم الله أنه غير تارك لها، فأنتم إذا شئتم أصبتموه وكان علما، وإذا شئتم رددتموه وكان جهلا، وإن شئتم أحدثتم من أنفسكم علما ليس في علم الله، وقطعتم به علم الله عنكم، وهذا ما كان ابن عباس يعده للتوحيد نقضا وكان يقول: إن الله لم يجعل فضله ورحمته هملا بغير قسم منه ولا اختيار، ولم يبعث رسله بإبطال ما كان في سابق علمه، فأنتم تقرون في العلم بأمر، وتنقضونه في آخر، والله تعالى يقول {(يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء)} فالخلق صائرون إلى علم الله تعالى، ونازلون عليه، وليس بينه شيء هو كائن حجاب يحجبه عنه ولا يحول دونه إنه عليم حكيم.

وقلتم لو شاء الله لم يفرض بعمل بغير ما أخبر الله في كتابه عن قوم، ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون وأنه قال:{(سنمتعهم} قليلا {ثم يمسهم منا عذاب أليم)} فأخبر أنهم عاملون قبل أن يعملوا، وأخبر أنه معذبهم قبل أن يخلقوا. وتقولون أنتم: إنهم لو شاءوا خرجوا من علم الله في عذابه إلى ما لم يعلم من رحمته لهم، ومن زعم ذلك فقد عادى كتاب الله برد، ولقد سمى الله تعالى رجالا من الرسل بأسمائهم وأعمالهم في سابق علمه، فما استطاع آباؤهم لتلك الأسماء تغييرا، وما استطاع إبليس بما سبق لهم في علمه من الفضل تبديلا، فقال {(واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب} ذى {الأيدي والأبصار إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار)} فالله أعز في قدرته وأمنع من أن يملك أحدا إبطال علمه في شيء من ذلك، فهو مسمى لهم بوحيه الذي لا يأتيه الباطل من

ص: 347

بين يديه ولا من خلفه، أو أن يشرك في خلقه أحدا، أو يدخل في رحمته من قد أخرجه منها أو أن يخرج منها من قد أدخله فيها، ولقد أعظم بالله الجهل من زعم: أن العلم كان بعد الخلق، بل لم يزل الله وحده بكل شيء عليما، وعلى كل شيء شهيدا، قبل أن يخلق شيئا، وبعد ما خلق، لم ينقص علمه في بدئهم، ولم يزد بعد أعمالهم، ولا بحوائجه

(1)

التي قطع بها دابر ظلمهم، ولا يملك إبليس هدى نفسه، ولا ضلالة غيره، وقد أردتم بقذف مقالتكم إبطال علم الله في خلقه، وإهمال عبادته، وكتاب الله قائم بنقض بدعتكم، وإفراط قذفكم، ولقد علمتم أن الله بعث رسوله والناس يومئذ أهل شرك، فمن أراد الله له الهدى لم تحل ضلالته التي كان فيها دون إرادة الله له، ومن لم يرد الله له الهدى تركه في الكفر ضالا، فكانت ضلالته أولى به من هداه، فزعمتم أن الله أثبت في قلوبكم الطاعة والمعصية، فعملتم بقدرتكم بطاعته وتركتم بقدرتكم معصيته، وإن الله خلو من أن يكون يختص أحدا برحمته، أو يحجز أحدا عن معصيته، وزعمتم ن الشيء الذي بقدر إنما هو عندكم اليسر والرخاء والنعمة، وأخرجتم منه الأعمال، وأنكرتم أن يكون سبق لأحد من الله ضلالة أو هدى، وأنكم الذين هديتم أنفسكم من دون الله، وأنكم الذين حجزتموها عن المعصية بغير قوة من الله ولا إذن منه، فمن زعم ذلك فقد غلا في القول لأنه لو كان شيء لم يسبق في علم الله وقدره لكان لله في ملكه شريك ينفذ مشيئته في الخلق من دون الله، والله سبحانه وتعالى يقول {(حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم)} وهم له قبل ذلك كارهون {(وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان)} وهم له قبل ذلك محبون وما كانوا على شيء من ذلك لأنفسهم بقادرين. ثم أخبر بما سبق لمحمد صلى الله عليه وسلم من الصلاة عليه والمغفرة له ولأصحابه. فقال تعالى {(أشداء على الكفار رحماء بينهم)} وقال تعالى {(ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر)} فلولا علمه ما غفرها الله له قبل أن يعملها، وفضلا سبق لهم من الله قبل أن يخلقوا، ورضوانا عنهم قبل أن يؤمنوا. ثم أخبر بما هم عاملون آمنون قبل أن يعملوا وقال {(تراهم}

(1)

كذا فى الاصلين ولعله: بجوائحه.

ص: 348

{ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا)} فتقولون أنتم إنهم قد كانوا ملكوا رد ما أخبر الله عنهم أنهم عاملون، وأن إليهم أن يقيموا على كفرهم مع قوله فيكون الذي أرادوا لأنفسهم من الكفر مفعولا، ولا يكون لوحي الله فيما اختار تصديقا، بل لله الحجة البالغة. وفي قوله تعالى {(لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم)} فسبق لهم العفو من الله فيما أخذوا قبل أن يؤذن لهم، وقلتم: لو شاءوا خرجوا من علم الله في عفوه عنهم إلى ما لم يعلم من تركهم لما أخذوا، فمن زعم ذلك فقد غلا وكذب. ولقد ذكر الله بشرا كثيرا وهم يومئذ في أصلاب الرجال، وأرحام النساء، فقال {(وآخرين منهم لما يلحقوا بهم)} وقال {(والذين جاؤ من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان)} فسبقت لهم الرحمة من الله قبل أن يخلقوا والدعاء لهم بالمغفرة، ممن لم يسبقهم بالإيمان من قبل أن يدعوا لهم. ولقد علم العالمون بالله أن الله لا يشاء أمرا فتحول مشيئة غيره دون بلاغ ما شاء، ولقد شاء لقوم الهدى فلم يضلهم أحد، وشاء إبليس لقوم الضلالة فاهتدوا، وقال لموسى [وهارون]{(اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى)} [وموسى في سابق علمه أنه يكون لفرعون عدوا وحزنا، فقال تعالى {(ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون)}]

(1)

فتقولون أنتم لو شاء فرعون كان لموسى وليا وناصرا، والله تعالى يقول {(ليكون لهم عدوا وحزنا)} وقلتم لو شاء فرعون لامتنع من الغرق، والله تعالى يقول {(إنهم جند مغرقون)} مثبت ذلك عنده في وحيه في ذكر الأولين.

كما قال في سابق علمه لآدم قبل أن يخلقه {(إني جاعل في الأرض خليفة)} فصار إلى ذلك بالمعصية التى ابتلي بها، وكما كان إبليس في سابق علمه أنه سيكون مذموما مدحورا، وصار إلى ذلك بما ابتلي به من السجود لآدم فأبى، فتلقى آدم التوبة فرحم، وتلقى إبليس اللعنة فغوى، ثم أهبط آدم إلى ما خلق له من الأرض مرحوما متوبا عليه، وأهبط إبليس بنظرته مدحورا مذموما مسخوطا

(1)

لم ترد فى ز

ص: 349

عليه. وقلتم أنتم: إن إبليس وأولياءه من الجن قد كانوا ملكوا رد علم الله والخروج من قسمه الذي أقسم به إذ قال {(فالحق والحق أقول، لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين)} حتى لا ينفذ له علم إلا بعد مشيئتهم، فماذا تريدون بهلكة أنفسكم في رد علم الله؟ فإن الله عز وجل لم يشهدكم خلق أنفسكم فكيف يحيط جهلكم بعلمه، وعلم الله ليس بمقصر عن شيء هو كائن، ولا يسبق علمه في شيء فيقدر أحد على رده، فلو كنتم تنتقلون في كل ساعة من شيء إلى شيء هو كائن لكانت مواقعكم عنده، ولقد علمت الملائكة قبل خلق آدم ما هو كائن من العباد في الأرض من الفساد وسفك الدماء فيها، وما كان لهم في الغيب من علم، فكان في علم الله الفساد وسفك الدماء، وما قالوا تخرصا إلا بتعليم العليم الحكيم لهم، فظن ذلك منهم وقد أنطقهم به، فانكرتم أن الله أزاغ قوما قبل أن يزيغوا، وأضل قوما قبل أن يضلوا، وهذا مما لا يشك فيه المؤمنون بالله، إن الله قد عرف قبل أن يخلق العباد مؤمنهم من كافرهم، وبرهم من فاجرهم، وكيف يستطيع عبد هو عبد الله مؤمن أن يكون كافرا، أو هو عند الله كافر أن يكون مؤمنا؟ والله تعالى يقول {(أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها)} فهو في الضلالة ليس بخارج منها أبدا إلا بإذن الله، ثم آخرون اتخذوا من بعد الهدى عجلا جسدا فضلوا به فعفى عنهم لعلهم يشكرون، فصاروا من أمة قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون، وصاروا إلى ما سبق لهم، ثم ضلت ثمود بعد الهدى فلم يعف عنهم ولم يرحموا، فصاروا في علمه إلى صيحة واحدة فإذا هم خامدون فنفذوا إلى ما سبق لهم أن صالحا رسولهم، وأن الناقة فتنة لهم وأنه مميتهم كفارا فعقروها، وكان إبليس فيما كانت فيه الملائكة من التسبيح والعبادة ابتلي فعصى فلم يرحم، وابتلي آدم فعصى فرحم، وهم آدم بالخطيئة فنسى، وهم يوسف بالخطيئة فعصم، فأين كانت الاستطاعة عند ذلك؟ هل كانت تغني شيئا فيما كان من ذلك حتى لا يكون؟ أو تغني فيما لم يكن حتى يكون؟ فتعرف لكم بذلك حجة. بل الله أعز مما تصفون وأقدر.

ص: 350

وأنكرتم أن يكون سبق لأحد من الله ضلالة أو هدى، وإنما علمه بزعمكم حافظ وأن المشيئة في الأعمال إليكم إن شئتم أحببتم الإيمان فكنتم من أهل الجنة ثم جعلتم بجهلكم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جاء به أهل السنة وهو مصدق للكتاب المنزل أنه من ذنب مضاه ذنبا خبيثا في قول النبي صلى الله عليه وسلم حين سأله عمر: أرأيت ما نعمل أشيء قد فرغ منه أم شيء نأتنفه؟ فقال صلى الله عليه وسلم: بل شيء قد فرغ منه، فطعنتم بالتكذيب له، وتعليم من الله في علمه إذ قلتم إن كنا لا نستطيع الخروج منه فهو الجبر والجبر عندكم الحيف، فسميتم نفاذ علم الله في الخلق حيفا! وقد جاء الخبر «إن الله خلق آدم فنثر ذريته في يده، فكتب أهل الجنة وما هم عاملون، وكتب أهل النار وما هم عاملون» . وقال سهل بن حنيف يوم صفين: أيها الناس اتهموا آراءكم على دينكم فو الذى نفسي بيده لقد رأيتنا يوم أبي جندل ولو نستطيع رد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لرددناه، والله ما وضعنا سيوفنا على عواتقنا إلا أسهل بنا على أمر نعرفه قبل أمركم هذا.

ثم أنتم بجهلكم قد أظهرتم دعوة حق على تأويل باطل تدعون الناس إلى رد علم الله، فقلتم الحسنة من الله والسيئة من أنفسنا، وقال: أئمتكم وهم أهل السنة الحسنة من الله في علم قد سبق، والسيئة من أنفسنا في علم قد سبق، فقلتم لا يكون ذلك حتى يكون بدؤها من أنفسنا كما بدء السيئات من أنفسنا، وهذا رد للكتاب منكم، ونقض للدين. وقد قال ابن عباس حين نجم القول بالقدر:

هذا أول شرك هذه الأمة، والله ما ينتهي بهم سوء رأيهم حتى يخرجوا الله من أن يكون قدر خيرا، كما أخرجوه من أن يكون قد شرا، فأنتم تزعمون بجهلكم أن من كان في علم الله ضالا فاهتدى فهو بما ملك ذلك حتى كان في هداه ما لم يكن الله علمه فيه، وأن من شرح صدره للإسلام فهو بما فوض إليه قبل أن يشرحه الله له، وأنه إن كان مؤمنا فكفر فهو مما شاء لنفسه، وملك من ذلك لها، وكانت مشيئته في كفره أنفذ من مشيئة الله في إيمانه، بل أشهد أنه من عمل حسنة فبغير معونة كانت من نفسه عليها، وأن من عمل سيئة فبغير حجة كانت له فيها

ص: 351

وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء وأن لو أراد الله أن يهدي الناس جميعا لنفذ أمره فيمن ضل حتى يكون مهتديا، فقلتم بمشيئته شاء لكم تفويض الحسنات إليكم، وتفويض السيئات ألقى عنكم سابق علمه في أعمالكم، وجعل مشيئته تبعا لمشيئتكم، ويحكم فو الله ما أمضى لبنى إسرائيل مشيئتهم حين أبوا أن يأخذوا ما آتاهم بقوة حتى نتق الجبل فوقهم كأنه ظلة، فهل رأيتموه أمضى مشيئته لمن كان في ضلالته حين أراد هداه حتى صار إلى أن أدخله بالسيف إلى الإسلام كرها بموضع علمه بذلك فيه، أم هل أمضى لقوم يونس مشيئتهم حين أبوا أن يؤمنوا حتى أظلهم العذاب فآمنوا وقبل منهم، ورد على غيرهم الإيمان فلم يقبل منهم، وقال تعالى {(فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين، فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله التي قد خلت في عباده)} أي علم الله الذي قد خلا في خلقه، {(وخسر هنالك الكافرون)} . وذلك كان موقعهم عنده أن يهلكوا بغير قبول منهم، بل الهدى والضلالة، والكفر والإيمان، والخير والشر، بيد الله يهدي من يشاء ويذر من يشاء في طغيانهم يعمهون. كذلك قال إبراهيم عليه السلام:{(واجنبني وبني أن نعبد الأصنام)} ، وقال عليه السلام:{(ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك)} . أي أن الإيمان والإسلام بيدك، وإن عبادة من عبد الأصنام بيدك، فأنكرتم ذلك وجعلتموه ملكا بأيديكم دون مشيئة الله عز وجل.

وقلتم في القتل أنه بغير أجل، وقد سماه الله لكم في كتابه فقال ليحيى {(وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا)} فلم يمت يحيى إلا بالقتل، وهو موت كما مات من قتل منهم شهيدا، أو قتل عمدا، أو قتل خطأ، كمن مات بمرض أو فجأة، كل ذلك موت بأجل توفاه، ورزق استكمله، وأثر بلغه، ومضجع برز إليه {(وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا)} ولا تموت نفس ولها في الدنيا عمر ساعة إلا بلغته، ولا موضع قدم إلا وطأته، ولا مثقال حبة من رزق إلا استكملته، ولا مضجع بحيث كان إلا برزت إليه، يصدق ذلك قول الله عز وجل {(قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون}

ص: 352

{إلى جهنم)} فأخبر الله سبحانه بعذابهم بالقتل في الدنيا، والآخرة بالنار، وهم أحياء بمكة، وتقولون أنتم أنهم قد كانوا ملكوا رد علم الله في العذابين اللذين أخبر الله ورسوله أنهما نازلان بهم، وقال تعالى {(ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي)} يعني القتل يوم بدر {(ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق)} فانظروا إلى ما أرداكم فيه رأيكم، وكتابا سبق في علمه بشقائكم إن لم يرحمكم ثم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:«بني الإسلام على ثلاثة أعمال؛ الجهاد ماض منذ يوم بعث الله رسوله إلى يوم القيامة فيه عصابة من المؤمنين يقاتلون الدجال لا ينقض ذلك جور جائر، ولا عدل من عدل، والثانية أهل التوحيد لا تكفروهم ولا تشهدوا عليهم بشرك، والثالثة المقادير كلها خيرها وشرها من قدر الله» فنقضتم من الإسلام جهاده، ونقضتم شهادتكم على أمتكم بالكفر، وبرئتم منهم ببدعتكم، وكذبتم بالمقادير كلها. والآجال والأعمال والأرزاق، فما بقيت فى أيديكم خصلة ينبني الإسلام عليها إلا نقضتموها وخرجتم منها.

‌عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز

قال الشيخ رحمه الله:

ومنهم الحذر الحرك. سليل عمر عبد الملك.

كان للحق نافذا، وللباطل واقذا.

وقيل: إن التصوف الحذر من الأهاويل، والنفر من الأباطيل.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا الفضل بن سهل ثنا يزيد بن هارون أنبأنا عبد الله بن يونس الثقفي عن سيار أبي الحكم. قال: قال ابن لعمر بن عبد العزيز يقال له عبد الملك:- وكان يفضل على عمر - يا أبت أقم الحق ولو ساعة من نهار.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا يحيى بن يعلى المحاربي ثنا بعض مشيخة أهل الشام. قال:

ص: 353

كنا نرى أن عمر بن عبد العزيز إنما أدخله في العبادة ما رأى من ابنه عبد الملك.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن أبي داود ثنا عباس بن الوليد ابن مزيد أخبرني أبي ثنا الأوزاعي حدثني سليمان بن حبيب المحاربي حدثني عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز - قال: وأصابه الطاعون في خلافة أبيه فمات - قال: والله ما من أحد أعز علي من عمر، ولأن أكون سمعت بموته أحب إلي من أن أكون كما رأيته.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا هارون بن معروف ثنا ضمرة ثنا ابن شوذب قال: جاءت امرأة عبد الملك بن عمر إليه وقد ترجلت ولبست إزارا ورداء ونعلين، فلما رآها قال: اعتدى اعتدى.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثنا أبي حدثني معمر ابن سليمان الرقي ثنا فرات بن سليمان عن ميمون بن مهران: أن عبد الملك بن عمر قال له: يا أبت ما منعك أن تمضى لما تريد من العدل، فو الله ما كنت أبالي لو غلت بي وبك القدور في ذلك، قال يا بني إنما أنا أروض الناس رياضة الصعب، إنى لأريد أن أحيا الأمر من العدل فأؤخر ذلك حتى أخرج معه طمعا من طمع الدنيا فينفروا من هذه ويسكنوا لهذه.

• حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا محمد ابن أبي بكر ثنا محمد بن مروان ثنا هشام بن حسان. قال: قال عمر بن عبد العزيز لمولاه مزاحم: كم ترانا أصبنا من أموال المؤمنين؟ قال قلت يا أمير المؤمنين أتدري ما عيالك؟ قال نعم الله لهم، فخرجت من عنده فلقيت ابنه عبد الملك فقلت له هل تدري ما قال أمير المؤمنين؟ قال: وما قال؟ قلت قال هل تدري ما أصبنا من أموال المؤمنين، قال فما قلت له؟ قال قلت له هل تدري ما عيالك قال نعم الله لهم. قال: عبد الملك بئس الوزير أنت يا مزاحم، ثم جاء يستأذن على أبيه فقال للآذن استأذن لي عليه، فقال له الآذن إنما لأبيك من الليل والنهار هذه الساعة، قال: ما بد من لقائه، فسمع عمر مقالتهما قال من هذا؟ قال الآذن عبد الملك، قال ائذن له. قال: فدخل، فقال: ما جاء بك هذه

ص: 354

الساعة؟ قال شيء ذكره لي مزاحم، قال نعم فما رأيك؟ قال رأيي أن تمضيه قال فإني أروح إلى الصلاة فأصعد المنبر فأرده على رءوس الناس، قال ومن لك أن تعيش إلى الصلاة؟ قال فمه؟ قال الساعة، قال فخرج فنودي في الناس الصلاة جامعة فصعد المنبر فرده على رءوس الناس.

• حدثنا الحسن ثنا إسماعيل ثنا محمد بن أبي بكر ح. وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا أحمد الدروقى قالا: ثنا سعيد بن عامر عن جويرية بن أسماء عن إسماعيل بن أبي حكيم. قال: كنا عند عمر بن عبد العزيز، فلما تفرقنا نادى مناديه الصلاة جامعة، قال فجئت المسجد فإذا عمر على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد، فإن هؤلاء أعطونا عطايا ما كان ينبغي لنا أن نأخذها، وما كان ينبغي لهم أن يعطونها، وإني قد رأيت ذلك ليس علي فيه دون الله محاسب، وإني قد بدأت بنفسي وأهل بيتي، اقرأ يا مزاحم، فجعل مزاحم يقرأ كتابا كتابا، ثم يأخذه عمر وبيده الجلم فيقطعه حتى نودي بالظهر.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا أبو عروبة الحراني ثنا عمرو بن عثمان ثنا خالد ابن يزيد عن جعونة. قال: دخل عبد الملك على أبيه عمر، فقال يا أمير المؤمنين ماذا تقول لربك إذا أتيته وقد تركت حقا لم تحيه، وباطلا لم تمته؟ قال اقعد يا بنى ان آباءك وأجدادك خدعوا الناس عن الحق فانتهت الأمور إلي، وقد أقبل شرها وأدبر خيرها، ولكن أليس حسبي جميلا أن لا تطلع الشمس علي في يوم إلا أحييت فيه حقا، وأمت فيه باطلا حتى يأتيني الموت وأنا على ذلك.

• حدثنا محمد ثنا أبو عروبة حدثني محمد بن يحيى بن كثير ثنا سعيد بن حفص ثنا أبو المليح عن ميمون - يعني ابن مهران-. قال: بعث إلي عمر بن عبد العزيز وإلى مكحول وإلى أبي قلابة، فقال: ما ترون في هذه الأموال التي أخذت من الناس ظلما؟ فقال مكحول يومئذ قولا ضعيفا كرهه، فقال أرى أن تستأنف فنظر إلي عمر كالمستغيث بي، قلت: يا أمير المؤمنين ابعث إلى عبد الملك فأحضره فإنه ليس بدون من رأيت، قال يا حارث ادع لي عبد الملك،

ص: 355

فلما دخل عليه عبد الملك قال يا عبد الملك ما ترى في هذه الأموال التي قد أخذت من الناس ظلما قد حضروا يطلبونها، وقد عرفنا مواضعها؟ قال أرى أن تردها، فإن لم تفعل كنت شريكا لمن أخذها.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا سعيد بن عامر عن جويرية بن أسماء عن إسماعيل بن أبي حكيم - وكان كاتب عمر بن عبد العزيز بالمدينة، ولم يزل معه بالشام - قال: دخل عبد الملك على أبيه عمر فقال أين وقع لك رأيك فيما ذكر لك مزاحم من رد المظالم؟ قال علي إنفاذه. فرفع عمر يديه ثم قال: الحمد لله الذي جعل لي من ذريتي من يعينني على أمر ديني، نعم يا بني أصلي الظهر إن شاء الله ثم أصعد المنبر فأردها على رءوس الناس، فقال عبد الملك: يا أمير المؤمنين من لك بالظهر ومن لك يا أمير المؤمنين إن بقيت أن تسلم لك نيتك للظهر؟ قال عمر: فقد تفرق الناس للقائلة، فقال عبد الملك: تأمر مناديك فينادي الصلاة جامعة حتى يجتمع الناس [فأمر مناديه فنادى، فاجتمع الناس وقد جيء بسفط أو جونة فيها تلك الكتب وفي يد عمر جلم يقصه حتى بودى بالظهر]

(1)

.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا معمر بن سليمان الرقي ثنا ميمون بن مهران. قال: ما رأيت ثلاثة في بيت أخير من عمر بن عبد العزيز، وابنه عبد الملك، ومولاه مزاحم.

• حدثنا أحمد ثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثني زياد بن أبي حسان: أنه شهد عمر بن عبد العزيز حيث دفن ابنه عبد الملك قال: لما دفنه وسوى عليه قبره بالأرض وضعوا عنده خشبتين من زيتون، إحداهما عند رأسه والأخرى عند رجليه، ثم جعل قبره بينه وبين القبلة واستوى قائما، وأحاط به الناس. فقال: رحمك الله يا بني لقد كنت بارا بأبيك، والله ما زلت منذ [وهبك الله لي مسرورا بك، ولا والله ما كنت قط أشد بك مسرورا ولا أرجى بحظي من الله فيك منذ]

(2)

وضعتك فى هذا المنزل الذى صيرك

(1 و 2) زيادة فى مغ

ص: 356

الله إليه فرحمك الله وغفر لك ذنبك وجزاك بأحسن عملك، ورحم الله كل شافع يشفع لك بخير من شاهد أو غائب. رضينا بقضاء الله وسلمنا لأمر الله والحمد لله رب العالمين. ثم انصرف.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عفان ثنا بشر بن المفضل حدثني أبي عن على ابن حصين. قال: شهدت عمر تتابعت عليه مصائب، مات أخ له، ثم مات مزاحم، ثم مات عبد الملك. فلما مات عبد الملك، تكلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: لقد دفعته إلى النساء في الخرق، فما زلت أرى فيه السرور وقرة العين إلى يومي هذا، فما رأيته في أمر قط أقر لعيني من أمر رأيته فيه اليوم.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني العلاء بن عبد الجبار العطار ثنا حزم. قال: بلغنا أن عمر كتب إلى عبد الحميد بن عبد الرحمن في شأن ابنه عبد الملك حين توفي: أما بعد، فإن الله تبارك اسمه وتعالى ذكره كتب على خلقه حين خلقهم الموت وجعل مصيرهم إليه، فقال فيما أنزل من كتابه الصادق الذي حفظه بعلمه وأشهد ملائكته على حقه أنه يرث الأرض ومن عليها وإليه يرجعون. ثم قال لنبيه عليه السلام {(وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون)} ثم قال {(منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى)} فالموت سبيل الناس في الدنيا، لم يكتب الله لمحسن ولا لمسئ فيها خلدا، ولم يرض ما أعجب أهلها ثوابا لأهل طاعته، ولم يرض ببلائها نقمة لأهل معصيته، فكل شيء منها أعجب أهلها أو كرهوا منه شيئا متروك لذلك خلقت حين خلقت، ولذلك سكنت منذ سكنت، ليبلو الله فيها عباده أيهم أحسن عملا، فمن قدم عند خروجه من الدنيا إلى أهل طاعته ورضوانه من أنبيائه وأئمة الهدى الذين أمر الله نبيه أن يقتدي بهداهم خالد في دار المقامة من فضله، لا يمسه فيها نصب ولا يمسه فيها لغوب، ومن كانت مفارقته الدنيا إلى غيرهم وغير منازلهم فقد قابل الشر الطويل وأقام على ما لا قبل له به، أسأل الله برحمته أن يبقينا ما أبقانا في الدنيا مطيعين لأمره، متبعين لكتابه، وجعلنا إذا خرجنا من الدنيا إلى نبينا ومن أمرنا

ص: 357

أن نقتدي بهداه من المصطفين الأخيار، وأسأله برحمته أن يقينا أعمال السوء في الدنيا، والسيئات يوم القيامة. ثم إن عبد الملك ابن أمير المؤمنين كان عبدا من عباد الله أحسن الله إليه في نفسه، وأحسن إلى أبيه فيه، أعاشه الله ما أحب أن يعيشه، ثم قبضه إليه حين أحب أن يقبضه، وهو فيما علمت بالموت مغتبط يرجو فيه من الله رجاء حسنا، فأعوذ بالله أن تكون لي محبة في شيء من الأمور تخالف محبة الله، فإن خلاف ذلك لا يصلح في بلائه عندي، وإحسانه إلى، ونممته علي. وقد قلت فيما كان من سبيله والحمد لله ما رجوت به ثواب الله وموعده الصادق من المغفرة؛ إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم لم أجد والحمد لله بعده في نفسي إلا خيرا من رضي بقضاء الله، واحتساب لما كان من المصيبة فحمدا لله على ما مضى وعلى ما بقي، وعلى كل حال من أمر الدنيا والآخرة. أحببت أن أكتب إليك بذلك وأعلمكه من قضاء الله فلا أعلم ما نيح عليه في شيء من قبلك ولا اجتمع على ذلك أحد من الناس، ولا رخصت فيه لقريب من الناس ولا لبعيد، واكفني ذلك بكفاية الله، ولا ألومنك فيه إن شاء الله والسلام عليك.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني عفان بن مسلم حدثني جويرية بن أسماء حدثني إسماعيل بن أبي حكيم.

قال: غضب عمر بن عبد العزيز يوما فاشتد غضبه، وكان فيه حدة، وعبد الملك بن عمر بن عبد العزيز حاضر، فلما سكن غضبه قال: يا أمير المؤمنين أنت في قدر نعمة الله عليك، وموضعك الذي وضعك الله به، وما ولاك من أمر عباده يبلغ بك الغضب ما أرى؟ قال كيف قلت! قال فأعاد عليه كلامه فقال أما تغضب يا عبد الملك؟ فقال ما تغني سعة جوفي إن لم أردد فيها الغضب حتى لا يظهر منه شيء أكرهه، قال وكان له بطين.

• حدثنا عبد الله ثنا أحمد ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا منصور بن أبي مزاحم حدثني مروان أبو عمرو الجزري عن ابن أبي عبلة. قال: جلس عمر يوما للناس، فلما انتصف النهار ضجر وكل ومل، فقال للناس: مكانكم حتى

ص: 358

أنصرف إليكم، فدخل ليستريح ساعة فجاء ابنه عبد الملك فسأل عنه فقالوا دخل، فاستأذن عليه فأذن له، فلما دخل قال: يا أمير المؤمنين ما أدخلك؟ قال أردت أن أستريح ساعة، قال: أو أمنت الموت أن يأتيك ورعيتك على بابك ينتظرونك وأنت محتجب عنهم؟ فقام عمر من ساعته، وخرج إلى الناس.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن فراس أبو هريرة حدثني محمد بن مالك العبدي. قال: لما مات عبد الملك بن عمر عزاه الناس عنه، فعزاه أعرابي من بنى كلاب فقال:

تعز أمير المؤمنين فإنه

لما قد ترى يغذى الصغير ويولد

هل ابنك إلا من سلالة آدم

لكل على حوض المنية مورد

قال فما وقعت منه تعزية أحد ما وقعت منه تعزية الأعرابي.

أسند أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن أمية بن عبد شمس عن عدة من الصحابة وكبار التابعين رضي الله تعالى عنهم أجمعين

منهم أنس بن مالك وسمع منه، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وعمر بن أبي سلمة المخزومي، والسائب بن يزيد، ويوسف بن عبد الله بن سلام، وخولة بنت حكيم الأنصارية.

وروى عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وسالم بن عبد الله بن عمر، وعروة بن الزبير، وأبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وعامر بن سعد بن أبي وقاص، وخارجة بن زيد بن ثابت، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وأبي بردة بن أبي موسى، وإبراهيم بن عبد الله بن قارط والربيع بن سبرة الجهني، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري، وغيرهم من أبناء الصحابة والتابعين. جمعنا ما انتهى إلينا من مسانيده ورواياته في غير هذا الكتاب فمن ذلك.

• ما حدثناه سليمان بن أحمد ثنا عبيد الله بن محمد العمري ثنا الزبير بن بكار ثنا يحيى بن أبي فتيلة

(1)

ثنا عبد الخالق بن أبى حازم

(1)

كذا. وفى مغ ابن أبى قتيبة فى المكانين. ولم نجدهما فى الخلاصة

ص: 359

ثنا ربيعة بن عثمان التيمي ثنا عبد الوهاب بن بخت قال أخبرني عمر بن عبد العزيز: أنه كتب إلى عبد الملك بن مروان: أما بعد، فإنك راع مسئول عن رعيتك، حدثني أنس بن مالك: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته» . غريب من حديث عمر لم نكتبه إلا من حديث يحيى بن أبي فتيلة.

• حدثنا محمد بن عمر بن سلام ثنا أحمد بن الجعد ثنا محمد بن بكار ثنا محمد ابن الفضل بن عطية عن سالم الأفطس عن عمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «إن الله يحب الشاب الذي يفني شبابه في طاعة الله عز وجل» . غريب من حديث عمر تفرد به محمد بن الفضل عن سالم.

• حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد ثنا أحمد بن الهيثم الوزان ثنا أبو نعيم ثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن هلال مولى عمر عن عمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. قال: «علمتني أمي أسماء بنت عميس شيئا أمرها به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تقوله عند الكرب:

الله الله ربي لا أشرك به شيئا». غريب من حديث عمر تفرد به ابنه عن هلال مولاه عنه. رواه وكيع ومحمد بن بشر ومروان الفزاري في آخرين عن عبد العزيز.

• حدثنا محمد بن المظفر ثنا إبراهيم بن جعفر بن أحمد بن أبي غياث ثنا الحسن بن علي بن عمرو ثنا عبد الكريم بن أبي همام ثنا إبراهيم بن أبي يحيى عن إسماعيل بن أبي حكيم عن عمر بن عبد العزيز عن عمرو بن أبي سلمة: «أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد متوشحا به، قد خالف بين طرفيه» . غريب من حديث عمر لم نكتبه إلا من حديث عبد الكريم تفرد به الحسن.

• حدثنا الحسن بن علي بن الخطاب ثنا محمد بن محمد بن سليمان قال سمعت أبا الشعثاء علي بن الحسن يقول ثنا القاسم بن مالك المزني عن الجعيدي. قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول للسائب بن يزيد: «يا سائب هل رأيت أحدا من

ص: 360

أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتزر الرداء أو يرتدي الرداء ثم يخرج؟ قال نعم! قال: لو صنع ذلك أحد اليوم لقيل مجنون». غريب من حديث عمر لم نكتبه إلا من حديث القاسم، والسائب بن يزيد من الصحابة، ممن ولد في الهجرة وهو ابن أخت النمر، مسح النبي صلى الله عليه وسلم رأسه ودعا له.

• حدثنا إبراهيم بن أبي حصين ثنا جدي أبو حصين ثنا عبيد بن يعيش ثنا يونس بن بكير حدثنا محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن عمر بن عبد العزيز عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه. قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم قلما يحدث إلا يلمع ببصره إلى السماء.» . غريب من حديث عمر تفرد به محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن عمر بن عبد العزيز.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يزيد بن هارون أنبأنا يحيى بن سعيد الأنصاري أن أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أخبره أنه سمع عمر بن عبد العزيز يحدث أنه سمع أبا بكر بن عبد الرحمن يحدث أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أفلس بمال قوم فوجد رجل متاعه بعينه فهو أحق به» صحيح ثابت متفق عليه رواه الثوري وشعبة ومالك والليث وعمرو بن الحارث وهشيم في آخرين عن يحيى بن سعيد، ورواه يزيد بن عبد الله بن الهاد وابن أبي حسين عن أبى بكر بن محمد ابن عمرو عن عمرو مثله.

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا محمد بن سهل أبو عبد الله ثنا مضارب ابن بديل حدثني أبي ثنا مبشر بن إسماعيل عن نوفل بن أبي الفرات الحلبي عن عمر بن عبد العزيز عن سالم عن أبيه. قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

«اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك عمر، أو أبي جهل» . غريب من حديث عمر لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا محمد بن حيان البصري ثنا عمرو بن الحصين ثنا ابن علاثة ثنا إبراهيم بن أبي عبلة. قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول حدثني عروة بن الزبير عن عائشة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

ص: 361

يقول: «ما من ساعة تمر بابن آدم لم يكن ذاكرا لله فيها بخير إلا خسر عندها يوم القيامة» . غريب من حديث عمر وإبراهيم تفرد به ابن علاثة.

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا محمد بن سهل ثنا مضارب بن بديل ثنا أبي ثنا مبشر بن إسماعيل عن نوفل بن أبي الفرات عن عمر بن عبد العزيز عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أجود من الريح المرسلة إذا نزل عليه جبريل عليه السلام يدارسه القرآن» .

غريب من حديث عمر لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا أبو يعلى الحسين بن محمد الزبيري ثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفرايني حدثني محمد بن داود الرملي ثنا إبراهيم بن عمرو بن بكر السكسكي ثنا أبي عن أبي سنان الشيباني عن عمر عن أبي سلمة عن عبد الرحمن ابن عوف عن ربيعة بن كعب. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أفضل طعام الدنيا والآخرة اللحم» . غريب من حديث ربيعة وعمر تفرد به محمد بن داود الرملي.

• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم - إملاء - ثنا علي بن سعيد ثنا طاهر بن خالد بن نزار حدثني أبي ثنا محمد بن أبي يحيى عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر عن عمر عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أكل سبع تمرات عجوة مما بين لابتي المدينة حين يصبح لم يضره شيء حتى يمسي» . غريب من حديث أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن وعمر تفرد به طاهر بن خالد بن نزار عن أبيه.

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا محمد بن سهل ثنا مضارب بن بديل حدثني أبي ثنا مبشر بن إسماعيل عن نوفل بن أبي الفرات عن عمر عن خارجة بن زيد ابن ثابت عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ {(فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد)} . غريب من حديث عمر لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن عمر بن عبد العزيز عن إبراهيم بن عبد الله بن قارط عن أبى

ص: 362

هريرة. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «توضئوا مما مست النار» صحيح ثابت رواه ابن علية ويزيد بن زريع وعبد الواحد بن زياد عن معمر مثله، ورواه عن الزهري صالح بن كيسان وابن جريج وابن مسافر وشعيب ويونس ومحمد بن خليد ومحمد بن إسحاق في آخرين.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي ثنا أبو جعفر النفيلي ثنا أبو الدهماء عن ثابت البناني عن عمر عن أبي بردة عن أبي موسى. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان يوم القيامة جمع الله الخلائق فى صعيد واحد، ثم يدفع لكل قوم آلهتهم التي كانوا يعبدون من دون الله فيوردونهم النار ويبقى الموحدون، فيقال لهم ما تنتظرون؟ فيقولون ننتظر ربا كنا نعبده بالغيب فيقال لهم أو تعرفونه؟ فيقولون إن شاء عرفنا نفسه فيتجلى لهم فيخرون سجودا فيقال لهم يا أهل التوحيد ارفعوا رءوسكم فقد أوجب الله لكم الجنة، وجعل مكان كل رجل منكم يهوديا أو نصرانيا في النار» .

غريب من حديث عمر وثابت تفرد به أبو الدهماء وحدث به الأئمة عن النفيلي أبو حاتم وأبو زرعة وسلمة بن شبيب وغيرهم.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا محمد بن علي بن حبيب الرقي ثنا محمد بن عبد الله القطان ثنا عبد الرحمن بن معزى عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عمر عن الربيع بن سبرة الجهني عن أبيه. قال: «نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن متعة النساء عام الفتح» رواه إبراهيم بن أبي عبلة عن عمر مثله. وهو من حديث عمر عن الربيع عزيز، ورواه عن الربيع الجم الغفير.

• حدثنا الحسن بن غيلان ثنا محمد بن خلف القاضي وكيع ثنا علي بن أبي دلامة ثنا علي بن عياش عن أبي مطيع الأطرابلسي عن عباد بن كثير عن عمر عن الزهري عن أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل دين خلقا، وإن خلق الإسلام الحياء» . غريب من حديث عمر تفرد به علي بن عياش عن أبي مطيع.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سختويه

(1)

التسترى ثنا

(1)

فى مغ: سختوتة.

ص: 363

يعقوب بن إبراهيم ح. وحدثنا عمر بن محمد بن السري ثنا عبد الله بن أبي داود قالا: ثنا عمر بن شبة حدثني عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن على ابن أبي طالب. قال: حدثني يزيد بن عمر بن مورق قال: كنت بالشام وعمر بن عبد العزيز يعطي الناس، فتقدمت إليه فقال لي: ممن أنت؟ قلت من قريش، قال من أي قريش؟ قلت من بني هاشم، قال من أي بني هاشم؟ قال فسكت فقال من أي بني هاشم؟ قلت مولى علي. قال: من علي؟ فسكت، قال فوضع يده على صدري وقال: وأنا والله مولى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، ثم قال: حدثني عدة أنهم سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يقول «من كنت مولاه فعلي مولاه» ثم قال: يا مزاحم كم تعطي أمثاله؟ قال مائة أو مائتي درهم، قال أعطه خمسين دينارا. وقال ابن أبي داود ستين دينارا لولايته علي بن أبي طالب.

ثم قال: الحق ببلدك فسيأتيك مثل ما يأتي نظراءك. غريب من حديث عمر تفرد به عمر بن شبة عن عيسى.

‌كعب الأحبار

قال الشيخ رحمه الله:

ومنهم الحبر صاحب الكتب والأسفار، المثير للمكتوم والأسرار والمشير إلى المشاهد والآثار، أبو إسحاق كعب بن ماتع الأحبار.

وقيل: إن التصوف مفارقة الأشرار، ومصادقة الأخيار.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد ثنا عبد الله بن وهب أخبرني عبد الله بن عياش عن يزيد بن قودر عن كعب. قال قال:

المؤمن الزاهد والمملوك الصالح آمنان من الحساب، وطوبى لهم كيف يحفظهم الله في ديارهم، إن الله إذا أحب عبده المؤمن روى عنه الدنيا ليرفعه درجات في الجنة، وإذا أبغض عبده الكافر بسط له في الدنيا حتى يسفله دركات في النار. قال: كعب: ويقول الله لعباده الصابرين الراضين بالفقر: أبشروا ولا تحزنوا

ص: 364

[فإن الدنيا لو وزنت عند الله جناح بعوضة مما لكم عندي ما أعطيتهم منها شيئا.

وقال كعب: إذا اشتكى إلى الله عباده الفقراء الحاجة قيل لهم أبشروا ولا تحزنوا]

(1)

فإنكم سادة الأغنياء، والسابقون إلى الجنة يوم القيامة. قال: كعب:

وكانت الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالفقر والبلاء أشد فرحا منهم بالرخاء وكان البلاء عليهم مضعفا، حتى أن كان أحدهم ليقتله القمل، فإذا رأى رخاء ظن أنه قد أصاب ذنبا. وقال كعب: من تضعضع لصاحب الدنيا والمال تضعضع دينه، والتمس الفضل عند غير المفضل، ولم يصب من الدنيا إلا ما كتب الله له. وإن الله تعالى يبغض كل جماع للمال، مناع للخير مستكبر، ويبغض كل حبر سمين. وقال كعب: قال موسى عليه السلام تلبسون ثياب الرهبان وقلوبكم قلوب الجيارين

(2)

، والذئاب الضواري، فإن أحببتم أن تبلغوا ملكوت السماء فأميتوا قلوبكم لله.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يزيد بن هارون أنبأنا أبو هلال ثنا عبد الله بن بريدة. قال: قال كعب: ما كرم عبد على الله إلا زاد البلاء عليه شدة، وما أعطى رجل صدقة ماله فنقصت من ماله، ولا حبسها فزادت في ماله، ولا سرق سارق إلا حسبت من رزقه.

• حدثنا حبيب بن الحسن أبو القاسم ثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي ثنا أبو هلال عن حفص بن دينار عن عبد الله بن أبي مليكة أن عمر بن الخطاب. قال: يا كعب حدثنا عن الموت، قال يا أمير المؤمنين غصن كثير الشوك يدخل في جوف الرجل فتأخذ كل شوكة بعرق يجذبه رجل شديد الجذب، فأخذ ما أخذ، وأبقى ما أبقى.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أبان بن مخلد ثنا محمد بن عمرو زنيج ثنا الحكم بن بشير ثنا عمر بن قيس عن الحكم عن أبي خالد. قال: قال كعب:

من عرف الله بقلبه، وحمد الله بلسانه، لم يفن من فيه حتى ينزل الله الزيادة وذلك لأن الله أسرع بالخير، وأولى بالفضل.

(1)

لم ترد فى مغ

(2)

فى مغ: قلوب الخنازير

ص: 365

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عمران بن موسى القزاز ثنا عبد الوارث ثنا الجريري عن عمر عن إسماعيل عن كعب. قال: ما من رجل بكى من خشية الله فتسيل دموعه على الأرض فتقطر فتصيبه النار أبدا حتى يرجع قطر السماء إذا وقع على الأرض إلى السماء.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عمران بن موسى القزاز ثنا عبد الوارث ثنا الجريري عن عباد

(1)

الجشمي. قال قال كعب: لأن أبكي من خشية الله فتسيل دموعي على وجنتي أحب إلي من أن أتصدق بوزني ذهبا.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا على ابن مسلم ثنا سيار ثنا جعفر ثنا عون العقيلي عن بعض أصحابه عن كعب. قال: والذي نفسي بيده لأن أبكي من خشية الله حتى تسيل دموعى على وجنتي أحب إلي من أن أتصدق بجبل من ذهب.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ثنا حاجب بن الوليد ثنا بقية بن الوليد ثنا محمد بن زياد الألهاني عن كعب. قال:

دخل عليه وهو مريض فقيل له كيف تجدك يا أبا إسحاق؟ قال جسد أخذ بذنبه، فإن قبض على هذه الحال فالى رحم، وإن يعافه ينشئه خلقا لا ذنب له.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سيار ثنا جعفر بن عون عن عبد الله بن الحارث بن كعب. قال: ما استقر لعبد ثناء في الأرض حتى يستقر في السماء.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم ثنا هناد بن السري ثنا يعلى عن الأعمش عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب عن كعب. قال: لوددت أنى كبش أهلي فأخذوني فذبحوني فأكلوا وأطعموا أضيافهم.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا علي بن مسلم ثنا سيار ثنا جعفر بن سليمان حدثني الجريري عن أبي الورد عن أبي محمد عن

(1)

فى مغ حدثنا الحريثى عن ابن عباس الجشمى

ص: 366

كعب: أنه قال: أنيروا بيوتكم بذكر الله، واجعلوا فى بيوتكم حظا من صلاتكم، فو الذى نفس كعب بيده إنهم لمسمون على أفواه، وإنهم لمعروفون فى أهل السماء، فلان بن فلان يعمر بيته بذكر الله.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن سهل ثنا عبد الله بن عمر ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا إسماعيل بن عياش عن أبي سلمة الصنعاني عن كعب. قال:

قلة النطق حكمة، فعليكم بالصمت فإنه رعة حسنة، وقلة وزر، وخفة من الذنوب، فأحسنوا باب الحلم فإن بابه الصمت والصبر، فإن الله تعالى يبغض الضحاك من غير عجب، والمشاء إلى غير أرب، ويحب الوالي الذي يكون كراعي ولا يغفل عن رعيته، واعلموا أن كلمة الحكمة ضالة المسلم.

فعليكم بالعلم قبل أن يرفع، ورفعه أن تذهب رواته. حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا حسين ثنا ابن عياش عن سليمان بن أبي سلمة الصنعاني عن كعب: مثله.

• حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبد الله ثنا الأوزاعي [ثنا الوليد بن هشام عن كعب الأحبار. قال: الرعية تصلح بصلاح الوالي وتفسد بفساده.

• حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو شعيب ثنا يحيى ابن عبد الله ثنا الأوزاعي]

(1)

حدثني يحيى بن أبي عمر عن عبد الله بن الديلمي قال قال كعب: يأتي على الناس زمان ترفع فيه الأمانة، وتنزع فيه الرحمة، وتكثر فيه المسألة، فمن سأل عند ذلك الزمان لم يبارك له فيه.

• حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا عبد الأعلى ابن حماد ثنا وهيب ثنا أبو مسعود الجريري عن أبي السليل عن غنيم بن قيس عن كعب: قرأ هذه الآية {(وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا)} ثم قال: تدرون ما ورودها؟ تبرز جهنم للناس كأنها متن إهالة حتى تستوي عليها أقدام الخلائق برهم وفاجرهم فينادي مناد: أن خذي أصحابك ودعي أصحابي، فتخسف بكل ولي لها، فهي أعرف بهم من الرجل بولده، ويخرج

(1)

زيادة فى مغ

ص: 367

المؤمنون ندية ثيابهم.

[حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا ابن رسته ثنا عباس النرسي ح. وحدثنا عبد الله بن محمد بن سلام ثنا داود بن إبراهيم قال ثنا وهيب: نحوه]

(1)

.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا جعفر بن محمد ثنا محمد بن الحسن ثنا عبد الله ابن المبارك ثنا صفوان بن عمرو حدثني شريح بن عبيد الحضرمي. قال: قال عمر لكعب: خوفنا يا كعب، قال والله إن لله لملائكة قياما منذ يوم خلقهم ما ثنوا أصلابهم، وآخرين ركوعا ما رفعوا أصلابهم، وآخرين سجودا ما رفعوا رءوسهم، حتى ينفخ فى الصور النفخة الآخرة، فيقولون جميعا: سبحانك وبحمدك، ما عبدناك كنه ما ينبغي لك أن تعبد، ثم قال: والله لو أن لرجل يومئذ كعمل سبعين نبيا لاستقل عمله من شدة ما يرى يومئذ، والله لو دلى من غسلين دلو واحدة في مطلع الشمس لغلت منها جماجم قوم في مغربها، والله لتزفرن جهنم زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا غيره إلا خر جاثيا على ركبتيه يقول رب نفسي نفسي، وحتى نبينا وإبراهيم وإسحاق عليهم الصلاة والسلام قال فأبكى القوم حتى نشجوا. فلما رأى ذلك عمر قال لكعب: بشرنا، قال أبشروا فإن لله ثلاثمائة وأربع عشرة شريعة، لا يأتي بواحدة منهن مع كلمة الإخلاص رجل إلا أدخله الله الجنة، ولو تعلمون كل رحمة الله لأبطأتم في العمل، والله لو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت من هذه السماء الدنيا في ليلة ظلماء لأضاءت لها الأرض، والله لو أن ثوبا من ثياب أهل الجنة نشر اليوم فى الدنيا لصعق من ينظر إليه، وما حملته أبصارهم.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن أحمد بن جعفر ثنا جعفر بن محمد بن المستفاض ثنا الحسن بن عمر بن شقيق - ببلخ سنة ست وعشرين - ح. وحدثنا يوسف ابن يعقوب ثنا الحسن بن المثنى ثنا عفان قالا: ثنا جعفر بن سليمان عن علي ابن زيد عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن كعب. قال: كنت عند عمر، فقال لي يا كعب خوفنا، قال قلت يا أمير المؤمنين أليس فيكم كتاب الله تعالى وحكمة

(1)

زيادة فى مغ.

ص: 368

رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال بلى! ولكن خوفنا يا كعب. قال: قلت يا أمير المؤمنين اعمل عمل رجل لو وافيت يوم القيامة بعمل سبعين نبيا لازدريت عملك مما ترى، قال فأطرق عمر مليا ثم أفاق فقال: زدنا يا كعب، قال قلت يا أمير المؤمنين لو فتح من جهنم قدر منخر ثور بالمشرق ورجل بالمغرب لغلى دماغه حتى يسيل من حرها، فأطرق عمر مليا ثم أفاق فقال: زدنا يا كعب قال قلت يا أمير المؤمنين إن جهنم لتزفر يوم القيامة زفرة ما يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا خر جاثيا على ركبتيه، حتى: أن إبراهيم عليه السلام خليله ليخر جاثيا ويقول نفسي نفسي لا أسألك اليوم إلا نفسى، قال فأطرق عمر مليا قال قلت يا أمير المؤمنين أو لستم تجدون هذا في كتاب الله تعالى؟ قال قال عمر كيف؟ قلت يقول الله تعالى في هذه الآية {(يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون)} قال فسكت عمر.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة ثنا الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال: أن عمر قال لكعب خوفنا فذكر نحوه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي ثنا يزيد بن هارون أنبأنا الجريري عن أبي السليل عن غنيم بن قيس عن أبي العوام. قال: ثنا كعب: أن الخازن من خزان جهنم مسيرة ما بين منكبيه سنة، وأن مع كل واحد منهم لعمودا له شعبتان من حديد، يدفع به الدفعة فيكب في النار سبعمائة ألف!.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو بكر الفريابي ثنا يحيى بن خلف ثنا عبد الأعلى عن سعيد الجريري ح. وحدثنا عبد الله ثنا الفريابي ثنا منجاب ثنا علي بن مسهر عن مسعر عن أبي مصعب عن أبيه عن كعب. قال: يحشر الجبارون يوم القيامة مثل الذر في صور رجال يغشاهم الذل أو قال يأتيهم من كل مكان يسلكون في نار الأنيار، يسقون من طينة الخبال عصارة أهل النار.

• حدثنا عبد الله ثنا جعفر ثنا سويد ثنا حفص بن ميسرة عن موسى ابن عقبة عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن كعب: حلف له - والذي فلق

ص: 369

البحر لموسى إن فيما أنزل الله في التوراة أنه يحشر المتكبرون يوم القيامة فذكر مثله. قال وحدثنا إبراهيم بن الحجاج ثنا حماد بن سلمة عن موسى بن عقبة: مثله.

• حدثنا عبد الله ثنا جعفر ثنا سويد ثنا حفص بن ميسرة عن موسى بن عقبة ثنا ح. وأحمد بن يحيى أبو حامد الفريابي ثنا علي بن محمد المنجوراني البلخي عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن كعب

(1)

: في قوله تعالى:

{(يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات)} قال: تبدل السموات فتصير جنانا، وتبدل الأرض فتصير مكان البحار النار.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن الحسن البغدادي ثنا عيسى بن سليمان الفهري ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الله ابن دينار عن كعب الأحبار. قال: وجدت في التوراة من خرج من عينه مثل الذباب من الدمع من خشية الله أمنه الله من عذاب جهنم.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر ثنا محمد بن معمر ثنا روح ثنا عثمان بن غياث عن عكرمة عن ابن عباس: أن كعبا قال: إن في جهنم بردا هو الزمهرير يسقط اللحم عن العظم حتى يستغيثوا بحر جهنم.

• حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ح. وحدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن أحمد ثنا جعفر الفريابي قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عفان ح. وحدثنا أبي قال ثنا عبد الله بن محمد بن عمران ثنا عمرو بن علي ثنا أبو داود قالا ثنا همام ثنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن كعب. قال: يؤتى بالرئيس في الخير يوم القيامة فيقال له أجب ربك فينطلق به إلى ربه فلا يحجبه عنه، فيؤمر به إلى الجنة فيرى منزله ومنازل أصحابه الذين كانوا يجامعونه على الخير ويعينونه عليه، فيقال له هذه منزلة فلان، وهذه منزلة فلان، فيرى ما أعد الله له في الجنة من الكرامة، ويرى منزله أفضل من منازلهم، ويكسى من ثياب الجنة، ويوضع على رأسه تاج ويغلفه من ريح الجنة، ويشرق وجهه حتى يكون مثل القمر. قال: همام أحسبه قال ليلة البدر. قال: فيخرج فلا يراه أهل ملأ إلا قالوا اللهم اجعله منهم، حتى يأتي أصحابه الذين كانوا يجامعونه على الخير ويعينونه عليه فيقول: ابشر

(1)

كذا فى ز وفى مغ: من بعد جعفر ثنا الفريابى الخ.

ص: 370

يا فلان إن الله أعد لك في الجنة كذا وكذا، وأعد لك كذا، فما زال بخبرهم بما أعد الله لهم في الجنة من الكرامة حتى يعلو وجوههم من البياض مثل ما على وجهه فيعرفهم الناس ببياض وجوههم، فيقولون هؤلاء أهل الجنة. ويؤتى بالرئيس في الشر فيقال له أجب ربك، فينطلق به إلى ربه فيحجب عنه ويؤمر به إلى النار فيرى منزله ومنزل أصحابه، فيقال هذه منزلة فلان، وهذه منزلة فلان، فيرى ما أعد الله لهم فيها من الهوان، ويرى منزلته أشد من منازلهم قال فيسود وجهه وتزرق عيناه، ويوضع على رأسه قلنسوة من نار فيخرج فلا يراه أهل ملأ إلا تعوذوا بالله منه، فيأتي أصحابه الذين كانوا يجامعونه على الشر ويعينونه عليه فلا يزال يخبرهم بما أعد الله لهم فى النار حتى يعلو وجوههم من السواد مثل ما على وجهه، فيعرفهم الناس بسواد وجوههم فيقولون هؤلاء أهل النار.

• حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عن سفيان عن يونس عن حميد بن هلال.

قال: حدثت عن كعب أنه قال: أن في جهنم تنانير ضيقها كضيق زج رمح أحدكم تطبق على قوم بأعمالهم.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر ابن أبي شيبة ثنا محمد بن بشر ثنا محمد بن عمرو حدثني يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه. قال: جلسنا إلى كعب الأحبار في المسجد وهو يحدث، فجاء عمر فجلس في ناحية القوم، فناداه فقال ويحك يا كعب خوفنا، قال: والذي نفسي بيده إن النار لتقرب يوم القيامة لها زفير وشهيق، حتى إذا أدنيت وقربت زفرت زفرة فما خلق الله من نبي ولا صديق ولا شهيد إلا جثا لركبتيه ساقطا حتى يقول كل نبي وصديق وشهيد: اللهم لا أكلفك اليوم إلا نفسى، ولو كان لك يا بن الخطاب عمل سبعين نبيا لظننت أن لا تنجو، قال عمر والله إن الأمر لشديد.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا عبد الله بن يزيد المقري ثنا سليمان بن المغيرة ثنا حميد بن هلال. قال: راح قوم مع كعب فساروا عشيتهم وليلتهم والغد حتى غوروا المقيل، فشكوا إلى كعب شدة سيرهم فقال

ص: 371

كعب: ما أدركتم مقعد رجل من أهل النار.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا علي بن مسلم ثنا سيار ثنا حماد بن زيد حدثني أبي عن رجل: أن كعبا مر بكثيب من رمل، فوقف عليه فقال: إن الناس يبكون يوم القيامة أكثر مما يبل هذا، ثم يبكون حتى يلجمهم العرق.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن هارون ثنا أبو غسان ثنا عبد الوهاب ثنا سعيد عن قتادة. قال: قال كعب: والذي نفس كعب بيده لو كنت بالمشرق وكانت النار بالمغرب ثم كشف عنها لخرج دماغك من منخريك من شدة حرها، يا قوم هل لكم بهذا إقرار؟ أم هل لكم على هذا صبر؟ يا قوم طاعة الله أهون عليكم فأطيعوه.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أبو الربيع ثنا ابن وهب ثنا ابن لهيعة عن عمارة بن غزية عن عبد الله بن دينار عن عطاء ابن يسار عن كعب: أنه قال: في جهنم أربعة جسور؛ أولها جسر يجلس عليه كل قاطع رحم، والثاني من كان عليه دين حتى يقضى دينه، والثالث فاصحاب الغلول، والرابع عليه الجبارون، والرحمة تقول أي رب سلم سلم!.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو يعلى الموصلي ثنا محمد بن الصباح ثنا إسماعيل بن زكريا عن عاصم الأحول عن عبد الله بن شقيق. قال: قال كعب: في قوله تعالى: {(عليها تسعة عشر)} مع كل ملك عمود له شعبتان يدفع الدفعة فيلقي في النار سبعين ألفا.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا علي بن المديني ثنا وهب بن جرير حدثني أبي قال سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب عن شعيب بن زرعة عن حنش عن كعب: في قوله تعالى: {(فلا اقتحم العقبة)} قال هي سبعون درجة في جهنم.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن الحسن البغدادي ثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة ثنا سلام الخواص عن فرات بن السائب عن زاد ان. قال: سمعت كعب الأحبار يقول: إذا كان يوم القيامة جمع

ص: 372

الله الأولين والآخرين في صعيد واحد، فنزلت الملائكة فصاروا صفوفا، فيقول يا جبريل ائتني بجهنم، فيأتي بها جبريل تقاد بسبعين ألف زمام، حتى إذا كانت من الخلائق على قدر مائة عام زفرت زفرة طارت لها أفئدة الخلائق ثم زفرت ثانية فلا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا جثا لركبتيه، ثم تزفر الثالثة فتبلغ القلوب الحناجر، وتذهل العقول، فيفزع كل امرئ إلى عمله، حتى أن إبراهيم الخليل عليه السلام يقول بخلتي لا أسألك إلا نفسي، ويقول موسى عليه السلام بمناجاتي لا أسألك إلا نفسي، وأن عيسى عليه السلام ليقول بما أكرمتني لا أسألك إلا نفسي، لا أسألك مريم التي ولدتني، ومحمد صلى الله عليه وسلم يقول أمتي أمتي لا أسألك اليوم نفسي، إنما أسألك أمتي، قال فيجيبه الجليل جل جلاله إن أوليائي من أمتك لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، فو عزتي وجلالي لأقرن عينك في أمتك ثم تقف الملائكة بين يدي الله ينتظرون ما يؤمرون به، فيقول الرحمن تعالى: معاشر الزبانية انطلقوا بالمصرين من أهل الكبائر من أمة محمد إلى النار، فقد اشتد غضبي عليهم بتهاونهم بأمري في دار الدنيا، واستخفافهم بحقي وانتهاكهم حرمتي، يستخفون من الناس ويبارزوني مع كرامتي لهم في تفضيلي إياهم على الأمم، ولا يعرفون فضلي وعظيم نعمتي، فعندها تأخذ الزبانية بلحى الرجال وذوائب النساء فينطلقن بهم إلى النار، وما من عبد يساق إلى النار من غير هذه الأمة إلا مسود وجهه، قد وضعت الأنكال في قدمه، والأغلال في عنقه، إلا من كان من هذه الأمة فإنهم يساقون بألوانهم، فإذا وردوا على مالك قال لهم معاشر الأشقياء [من أي أمة أنتم؟ فما ورد علي أحسن وجوها منكم، فيقولون يا مالك نحن من أمة القرآن، فيقول لهم مالك معاشر الأشقياء]

(1)

أو ليس القرآن أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال فيرفعون أصواتهم بالنحيب والبكاء، فيقولون وا محمداه، يا محمد اشفع لمن أمر به إلى النار من أمتك، قال فينادى مالك بتهدد وانتهار يا مالك من أمرك بمعاتبة أهل الشقاء ومحادثتهم والتوقف عن إدخالهم العذاب، يا مالك لا تسود وجوههم

(1)

لم ترد فى مغ

ص: 373

فقد كانوا يسجدون لي في دار الدنيا، يا مالك لا تغلهم بالأغلال فقد كانوا يغتسلون من الجنابة، يا مالك لا تقيدهم بالأنكال فقد طافوا حول بيتي الحرام، يا مالك لا تسربلهم القطران فقد خلعوا ثيابهم للإحرام، يا مالك مر النار لا تحرق ألسنتهم فقد كانوا يقرءون القرآن، يا مالك قل للنار تأخذهم على قدر أعمالهم، فالنار أعرف بهم وبمقادير استحقاقهم من الوالدة بولدها، فمنهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه النار إلى سرته ومنهم من تأخذه النار إلى صدره، فإذا انتقم الله منهم على قدر كبائرهم وعتوهم وإصرارهم فتح بينهم وبين المشركين باب فرأوهم في الطبق الأعلى من النار، لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا، يبكون ويقولون يا محمداه ارحم من أمتك الأشقياء، واشفع لهم فقد أكلت النار لحومهم ودماءهم وعظامهم، ثم ينادون يا رباه يا سيداه ارحم من لم يشرك بك في دار الدنيا، وإن كان قد أساء وأخطأ وتعدى. فعندها يقول المشركون لهم ما أغنى عنكم إيمانكم بالله وبمحمد، فيغضب الله لذلك فيقول يا جبريل انطلق فأخرج من في النار من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فيخرجهم ضبائر قد امتحشوا، فيلقيهم على نهر على باب الجنة يقال له نهر الحياة فيمكثون حتى يعودون أنضر ما كانوا، ثم يأمر بإدخالهم الجنة مكتوب على جباههم هؤلاء الجهنميون عتقاء الرحمن من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فيعرفون من بين أهل الجنة بذلك، فيتضرعون إلى الله تعالى أن يمحو عنهم تلك السمة، فيمحوها الله تعالى عنهم فلا يعرفون بها بعد ذلك من بين أهل الجنة.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني علي بن مسلم ثنا سيار ثنا جعفر ثنا أبو عمران الجوني ثنا عبد الله بن رباح عن كعب:

في قوله تعالى: {(إن إبراهيم لأواه)} قال: كان إبراهيم إذا ذكر النار قال أوه من النار أوه من النار.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث ثنا شيبان بن فروخ ثنا نافع أبو هرمز ثنا نافع عن ابن عمر. قال: تلا رجل عند

ص: 374

عمر هذه الآية {(كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب)} قال فقال عمر: أعدها علي، وثم كعب - فقال يا أمير المؤمنين أما إن عندي تفسير هذه الآية، قرأتها قبل الإسلام، قال فقال هاتها يا كعب فإن جئت بها كما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقناك، وإلا لم ننظر فيها، فقال إني قرأتها قبل الإسلام كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها في الساعة الواحدة عشرين ومائة مرة. فقال عمر هكذا سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا ابن عسكر ثنا عبد الرزاق ثنا بكار بن عبد الله عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن حنظلة عن كعب:

في قوله تعالى: {(سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه)} قال: لو أن حلقة منها وزنت بجميع حديد الدنيا ما وزنها.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السري ثنا قبيصة عن سفيان عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن كعب. قال:

يؤمر بالرجل إلى النار فيبتدره مائة ألف ملك أو أكثر من مائة ألف ملك.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن أحمد ثنا جعفر الفريابي ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا غندر عن عثمان بن غياث عن عكرمة عن ابن عباس عن كعب. قال:

هو البحر يسجر ثم يكون جهنم.

• حدثنا محمد بن علي ثنا أبو العباس بن قتيبة ثنا نوح بن حبيب ثنا مؤمل ابن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الله بن رباح عن كعب. قال:

جاء ملك الموت إلى إبراهيم عليه السلام ليقبض روحه فلم يصادفه في البيت فجاء إبراهيم عليه السلام فرآه في البيت، فقال: من أنت؟ قال أنا ملك الموت قال كذبت إن لملك الموت علامة تعرف، فقلب ملك الموت وجهه إلى قفاه فنظر إليه إبراهيم عليه السلام فخر مغشيا عليه، فلما أفاق بكى ملك الموت وبكى إبراهيم عليهما السلام وبكت سارة وبكى إسحاق، فرجع إلى ربه فقال يا رب بعثتني إلى قبض روح لا خير لأهل الأرض بعده، قال أنا أعرف

ص: 375

بعبدي منك اذهب فاقبض روحه، فأتى بعلة يجتنح فأدخله إبراهيم البستان، فجعل يأكل العنب وماء العنب يسيل على شدقيه، فقال له إبراهيم كم أتى عليك من السنين؟ قال كذا وكذا نحو من سني إبراهيم، فكأن إبراهيم اشتهى الموت فأشمه ريحانة فقبض عليه السلام.

• حدثنا أبي ثنا عبد الله بن محمد بن عمران ثنا أبو مسعود ثنا أبو داود ثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن مغيث عن كعب. قال: عليكم بالقرآن فإنه فهم العقل، ونور الحكمة، وينابيع العلم، وأحدث الكتب عهدا بالرحمن.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: أن ابن وهب أخبرهم قال أخبرني عبد الله بن عياش القتباني عن يزيد بن قودر. قال: قال كعب وأتاه رجل ممن يتبع الاحاديث: اتق الله وارض بدون الشرف من المجلس ولا تؤذين أحدا فإنه لو ملأ علمك ما بين السماء والأرض مع العجب ما زادك الله به إلا سفالا ونقصا، فقال الرجل: رحمك الله يا أبا إسحاق إنهم يكذبوني ويؤذوني، فقال قد كانت الأنبياء يكذبون ويؤذون فيصبرون، فاصبر وإلا فهو الهلاك.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال أخبرني ابن عبد الحكم أن ابن وهب أخبرهم قال أخبرني عبد الله بن عياش عن يزيد بن قودر عن كعب. أنه قال: إن الله تعالى يقول إني جاعل من صدق بأطيب الكلام وعمل به وعلمه لله، خلفا من النبيين ومعهم يوم القيامة، وقال إن أناسا اجتمعوا ففارقوا الجماعة رغبة عنهم وطعنا عليهم، فقالوا ما فعلوا ذلك حتى دخلهم العجب، فإياكم والعجب فإنه الذبح والهلاك. وقال كعب: من أراد أن يبلغ شرف الآخرة فليكثر التفكير يكن عالما، وليرض بقوت يومه يكن غنيا، وليكثر البكاء عند ذكر خطاياه يطفئ الله عنه بحور جهنم. وقال كعب: طلب العلم مع السمت الحسن والعمل الصالح جزء من النبوة. وقال كعب: مؤمن عالم أشد على إبليس وجنوده من مائة ألف مؤمن عابد، لأن الله تعالى يعصم بهم من الحرام. وقال كعب: يوشك أن تروا جهال الناس يتباهون بالعلم

ص: 376

ويتغايرون عليه كما يتغاير النساء على الرجال، فذلك حظهم من العلم. وقال كعب: إن موسى عليه السلام قال يا رب أي عبادك أعلم؟ قال عالم غرثان للعلم وقال كعب: طالب العلم كالغادي الرائح في سبيل الله. وقال: اطلبوا العلم وتواضعوا فيه فإن الملائكة تتواضع لله.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا منصور بن أبي مزاحم ثنا إسماعيل بن عياش عن عقيل بن مدرك عن الوليد بن عامر اليزني حدثني يزيد بن عمير عن كعب. قال: ليقرأن القرآن رجال وإنهم أحسن أصواتا من العزافات وحداة الإبل لا ينظر الله إليهم يوم القيامة وليصبغن أقوام بالسواد لا ينظر الله إليهم يوم القيامة.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد ثنا ابن وهب ثنا عبد الله بن عياش عن يزيد بن قودر عن كعب. قال: من زين كتاب الله بصوته

(1)

.

• وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الله بن عبد الملك ثنا عبد الله ابن عبد الوهاب ثنا محمد بن جعفر الوركاني ثنا أبو الصباح عن أبي علي عن كعب. قال: من حسن صوته بالقرآن في دار الدنيا أعطاه الله فى الجنة قبة من لؤلؤة، أو قال من زبرجد فيعطيه الله من حسن الصوت في الجنة ما يزوره أهل الجنة فيستمعون إليه - لفظ أبي الصباح.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن سليمان بن أيوب ثنا سعيد بن يحيى ثنا عبيد بن سعيد عن رجل من أهل واسط يقال له ابن الصباح عن أبي علي عن كعب في قوله: {(والسابقون السابقون)} قال: هم أهل القرآن.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا رشدين بن سعد عن صخر بن عبد الله عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن كعب الأحبار. قال: إذا قال العبد الله أكبر ملأت ما بين السموات والأرض.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا قزعة بن سويد عن إسماعيل بن أمية عن كعب. قال: لولا كلمات أقولهن حين

(1)

كذا بالاصول كلها وفيه سقط.

ص: 377

أمسي وأصبح لجعلتني اليهود مع الكلاب النابحة، أو الحمر الناهقة، أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر الشيطان وحزبه.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن أبي محمد المكي عن كعب: أنه كان يقول: ما من أربعين رجلا يمدون أيديهم إلى الله يسألونه لا يسألونه ظلما ولا قطيعة رحم إلا أعطاهم الله ما سألوه.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال: أن كعب الأحبار قال:

والذي نفسي بيده إن الله ليعجل حين العبد إذا كان عاقا لوالديه فيعجله العذاب، وإن الله ليزيد فى عمر العبد إذا كان برا بوالديه ليزداد برا وخيرا.

• حدثنا عمر بن محمد بن حاتم ثنا جدي محمد بن عبيد الله بن مرزوق ثنا عفان بن مسلم ثنا همام قال سمعت أبا عمران الجوني ثنا عبد الله بن رباح. قال سمعت كعبا يقول: فاتحة التوراة فاتحة الأنعام، وخاتمة التوراة خاتمة سورة هود.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إسحاق بن أحمد ثنا ابن وارة ثنا حجاج ثنا حماد عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن رباح عن كعب. قال: ختمت التوراة ب {الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك} الآية.

• حدثنا عمر بن محمد بن حاتم ثنا جدي ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة ثنا علي بن زيد عن مطرف عن كعب: أنه قال: لو حبس الله الريح عن الناس ثلاثة أيام لأنتن ما بين السماء والأرض.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا الحسن بن إبراهيم بن بشار ثنا أبو أيوب ثنا جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار عن معبد الجهني عن أبي العوام عن كعب. قال: جاء رجلان فوقفا بباب المسجد فدخل أحدهما ولم يدخل الآخر، وقال مثلي لا يدخل بيت ربه، فأوحى الله تعالى إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل إني قد جعلته صديقا بإزرائه على نفسه.

ص: 378

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا علي بن مسلم ثنا سيار ثنا جعفر مثله. وقال: مثلي لا يدخل بيت الله وقد عصيته.

• حدثنا عبد الله ثنا أبو الحريش ثنا محمد بن ميمون الخياط قال سمعت منصور بن عمار يقول ثنا عبد الله بن لهيعة حدثني عقبة الحضرمي عن أبي قبيل عن كعب. قال: أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام: إن الذنب لا ينسى وأن الديان لا يموت، وإن البر لا يبلى.

• حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا يحيى الحماني ثنا شريك عن سعيد بن مسروق عن عكرمة. قال: التقى ابن عباس وكعب، فقال كعب يا ابن عباس إذا رأيت السيوف قد عريت، والدماء قد أهريقت فاعلم: أن حكم الله قد ضيع، وانتقم الله لبعضهم من بعض، وإذا رأيت الوباء قد فشا، فاعلم أن الزنا قد فشا، واذا رأيت المطر قد حبس، فاعلم: أن الزكاة قد حبست، ومنع الناس ما عندهم، ومنع الله ما عنده.

• حدثنا عمر بن محمد بن حاتم ثنا جدي محمد بن عبيد الله بن مرزوق ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة ثنا علي بن زيد عن مطرف: أن كعبا كان يقول في قوله تعالى: {(وفرش مرفوعة)} قال مسيرة أربعين عاما.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا الحسن بن موسى الأشيب ثنا أبو عوانة عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن كعب: أنه قال: ما نظر الله إلى الجنة قط إلا قال طيبي لأهلك، قال فزادت طيبا على ما كانت حتى يدخلها أهلها.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا الفضل بن العباس ثنا عبيد الله بن عمر القواريري ثنا الفضيل بن عياض حدثني سفيان بن سعيد عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن كعب. قال: ليس من يوم إلا يطلع الله فيه إلى جنة عدن، فيقول طيبي لأهلك، فتضعف على ما كانت حتى يدخلها أهلها.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام ثنا هناد بن السري ثنا محمد بن عبيد عن سلمة بن نبيط عن عبيد بن أبي الجعد عن كعب

ص: 379

الأحبار. قال: إن لله لدارا درة فوق درة، أو لؤلؤة فوق لؤلؤة، فيها سبعون ألف قصر، في كل قصر سبعون ألف دار، في كل دار سبعون ألف بيت، لا يسكنها إلا نبي، أو صديق، أو شهيد، أو إمام عادل، أو محكم في نفسه.

• حدثنا عبد الله ثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر ثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا محمد بن ثور عن معمر عن أبان عن كعب. قال: يطاف عليهم بسبعين ألف صحفة من ذهب، فى كل صحفة لون وطعام ليس في الأخرى.

وقال قتادة: ألف غلام، كل غلام على عمل ليس عليه صاحبه.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السري ثنا قبيصة عن قيس بن سلم

(1)

العنبري عن جواب بن عبيد الله. قال: قال كعب: فى الجنة عمود من ياقوتة حمراء، في أعلاه سبعون ألف غرفة هي منازل المتحابين في الله، مكتوب في جباههم المتحابون في الله إذا أشرف الرجل منهم على أهل الجنة أضاء لأهل الجنة كما تضئ الشمس لأهل الدنيا فيقولون هذا رجل من المتحابين في الله.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد ثنا عبد الله بن وهب أخبرني عبد الله بن عياش عن يزيد بن قودر عن كعب. قال: إن المتحابين في الله على عمود من ياقوت أحمر، على رأس العمود ألف بيت مشرفين على أهل الجنة، مكتوب في جباههم هؤلاء المتحابون فى الله، إذا اطلع أحدهم ملأ حسنه أهل الجنة كما تضئ الشمس لأهل الأرض

(2)

فيقول أهل الجنة هذا رجل من المتحابين في الله اطلع فينظرون إلى وجهه مثل القمر ليلة البدر.

• حدثنا أبو محمد ثنا محمد بن يحيى بن منده ثنا أبو هشام الرفاعي ثنا يحيى ابن يمان عن شيخ من قيس عن أبي العوام عن كعب. قال: الفردوس فيه الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا

(1)

كذا فى ز وفى مغ الخلاصة سليم وفى مغ: قبيصة بن قيس بن مسلم.

(2)

فى مغ كما تملا الشمس أهل الارض.

ص: 380

محمد بن فضيل عن الأعمش عن رجل عن كعب. قال: إن أدنى أهل الجنة منزلة يوم القيامة ليؤتى بغدائه في سبعين ألف صحفة فى كل صحفة لون ليس كالآخر فيجد للآخر لذة أوله ليس فيه رذل.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن أحمد ثنا جعفر الفريابي ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا حسين بن علي ثنا زائدة ثنا ميسرة عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه. قال: سألت كعبا عن جنة المأوى قال أما جنة المأوى فجنة فيها طير خضر يرفع فيها أرواح الشهداء. قال جعفر: وحدثنا المسيب ثنا أبو إسحاق الفزاري عن زائدة مثله.

• حدثنا يوسف بن يعقوب النجوهي ثنا الحسن بن المثنى ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة ثنا حميد عن مورق العجلي: أن جارية بن قدامة أتى بيت المقدس فقعد إلى عامر بن عبد الله فرحب به. فقال: ما جاء بك قال جئت لأصلي في هذا المسجد ولا لقى كعبا فقال عامر هو جليسك فقال كعب: أفما جئت إلا أن تصلي فيه؟ قال نعم! قال كعب: ما من عبد يقوم من الليل فيتوضأ ويصلي ركعتين إلا خرج من ذنوبه كهيئته يوم ولدته أمه، ومن جاء إلى بيت المقدس ليصلي فيه من غير تجارة ولا بيع إلا رجع كهيئته يوم ولدته أمه، ولعمرة أفضل من تقديستين ولحجة أفضل من عمرتين.

• حدثنا يوسف بن يعقوب ثنا الحسن بن المثنى ثنا عفان ثنا حماد ثنا ثابت وحميد عن بكر عن كعب. قال: أجد في التوراة لولا أن يحزن عبدي المؤمن لعصبت على رأس الكافر بعصابتين من حديد لا يمرض أبدا.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن روح حدثني عبد الله بن قيس ثنا محمد بن الحسن عن يحيى بن بسطام حدثني إسحاق بن نوح الشامي عن عبد الله ابن ضمرة عن كعب. قال: إني لأجد نعت قوم يكونون في هذه الأمة بمنزلة الرهبانية قلوبهم على نور تنطق ألسنتهم بنور الحكمة تعجب الملائكة من اجتهادهم واتصالهم بمحبة الله. قيل: يا أبا إسحاق من هم؟ قال: قوم جوعوا أنفسهم لله وظمؤها ينادى يوم القيامة ألا ليقم أهل الجوع والظمأ فيلتقطون

ص: 381

من بين الصفوف فيؤتى بهم إلى مائدة منصوبة لم تر العيون ولم تسمع الآذان بمثلها فيجلسون عليها والناس في الحساب.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا خالد بن عبد الله عن حصين عن هلال بن يساف عن كعب أنه قال: إذا كان يوم الجمعة فزع له الخلائق إلا الجن والإنس، وإنه لتضاعف فيه الحسنة وتضاعف فيه السيئة.

• حدثنا الحسن بن محمد بن علي ثنا أبو كثير محمد بن إبراهيم بن أبي الحجيم ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب أخبرني عبد الله بن عياش عن يزيد بن قودر عن كعب. قال: كان داود عليه السلام يصوم يوما ويفطر يوما فإذا هو وافق صيامه يوم جمعة أعظم فيه الصدقة ثم يقول صيامه كصيام خمسين ألف سنة كطول يوم القيامة وكذلك سائر الأعمال الأجر فيه مضعف.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن الحسن الحضرمي ثنا أبو نعيم ثنا مطيع أبو عبد الله ثنا الفضل بن عمرو

(1)

الفقيمي قال ثنا مجاهد. قال: اجتمع كعب وابن عباس وأبو هريرة فقالوا لكعب حدثنا عن يوم الجمعة كيف تجده مكتوبا قال تفزع له السموات السبع والأرضون السبع فذكره.

• حدثنا الحسين بن محمد ثنا علي بن إسحاق المادراني ثنا محمد بن يونس ثنا عون بن عمارة ثنا روح بن القاسم عن عبد الله بن زيد

(2)

عن الحسن عن كعب:

أن جبريل عليه السلام أتى آدم عليه السلام فقال: إن الله تعالى يقول لك إنه ولدك عن أكل الشهوات، فإن القلوب المعلقة بشهوات الدنيا عقولها محجوبة عني. قال: آدم فما أقول يا روح القدس قال قل اللهم اكفنى مئونة الدنيا وأهوال يوم القيامة وأدخلني الجنة التي قدرت علي الخروج منها فقالها آدم فقال جبريل وجبت. ثم قال قل يا آدم قال ما أقول يا روح القدس قال قل اللهم ألبسني العافية كي تهنيني المعيشة فقالها آدم فقال جبريل وجبت. ثم قال جبريل قل يا آدم قال ما أقول يا روح القدس قال قل اللهم اختم لنا بالمغفرة حتى لا تضرنا الذنوب

(1)

فى مغ: ابن عمر

(2)

وفيها: ابن يزيد

ص: 382

فقالها آدم فقال جبريل وجبت.

• حدثنا سليمان ثنا علي بن عبد العزيز ثنا حازم ثنا أبو هلال ح. وحدثنا أبو إسحاق ثنا محمد بن العباس ثنا عمرو بن علي ثنا محمد بن سوار ثنا سعيد ح.

وحدثنا أبو أحمد محمد الغطريفي ثنا أبو بكر النجار ثنا إبراهيم الجوهري حدثنا عبد الوهاب بن عطاء عن قتادة عن عمر بن غيلان الثقفي قال سعيد في حديثه - وهو أمير البصرة - حدثنا هذا الرجل الصالح من أهل الكتاب كعب الأحبار:

إن الله تعالى أسس السموات السبع والأرضين السبع على هذه السورة قل هو الله أحد- لفظ حديث سعيد وإنما هو عبد الوهاب بن عطا عن سعيد.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا محمد بن العباس ثنا محمد بن المثنى ثنا وهب ابن جرير ثنا أبي قال سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله عن عبيد الله بن عدي بن الخيار: سمع كعب الأحبار رجلا يقرأ {(قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم)} الآية قال: والذى نفسى كعب بيده إنها لأول شيء نزلت في التوراة إلى آخر الآيات.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا محمد بن العباس ثنا يعقوب بن اسماعيل ثنا أحمد الزبيدي ثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي السفر عن عقيل أبي عبد الرحمن.

قال قال الاحبار كعب: من لبس ثوبا بأربعة دراهم فحمد الله غفر له.

• حدثنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق ثنا جدي عيسى بن إبراهيم ثنا آدم بن إياس ثنا أبو محمد عن مقاتل بن سليمان عن علقمة بن مرثد عن كعب.

قال: من تعبد لله ليلة حيث لا يراه أحد يعرفه خرج من ذنوبه كما يخرج من ليلته.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا جدي عيسى ثنا آدم ثنا أبو داود الواسطي عن أبي علي. قال: قال كعب: يا بني إن سرك أن يغبطك الصافون المسبحون فحافظ على صلاة الضحى، فانها صلاة الأوابين وهم المسبحون.

• حدثنا عبد الله ثنا عيسى ثنا آدم ثنا ضمرة عن السري عن من حدثه عن كعب. قال: لو أن رجلا حمل على باب المسجد على الخيل البلق في سبيل الله، وأعطى المال سحا، وآخر يذكر الله بعد صلاة الصبح في المسجد حتى تطلع

ص: 383

الشمس لكان الذاكر أعظم أجرا.

• حدثنا عبد الله ثنا جدي عيسى ثنا آدم ثنا محمد بن الفضل عن زيد العمي عن بشير العدوي. قال: سمعت كعبا يقول: إن خيار هذه الامة خيار الأولين وإن الرجل منهم يخر لله ساجدا فلا يرفع رأسه حتى يغفر لمن بعده فضلا عنه.

• حدثنا عبد الله ثنا جدي عيسى ثنا آدم ثنا عدي بن الفضل عن سعيد الجريري عن أبي الورد بن ثمامة عن كعب الأحبار. قال: والذي نفسي بيده إن {الحسنات} التي يمحو الله بها {السيئات} كما يذهب الماء الدرن هي الصلوات الخمس. قال:

والذي نفسي بيده إن قول الله تعالى: {(إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين)} لأهل الصلوات الخمس سماهم الله تعالى عابدين، والذي نفسي بيده إن قول الله تعالى {(إن قرآن الفجر كان مشهودا)} للقراءة في صلاة الفجر.

• حدثنا عبد الله ثنا جدي عيسى ثنا آدم ثنا أبو داود الواسطي عن أبي علي عن كعب. قال: من سره أن تصحبه كتائب من الملائكة يستغفرون له ويحفظونه ويكفى ما أهمه، فليخف في بيته من صلاته ما شاء وقال كعب طوبى للذين يجعلون بيوتهم قبلة - يعني مسجدا - قال والمساجد بيوت المتقين في الأرض ويباهي الله تعالى ملائكته بالمخفي صلاته وصيامه وصدقته.

• حدثنا عبد الله ثنا جدي عيسى ثنا آدم ثنا محمد بن الفضل عن علي ابن زيد عن سعيد بن المسيب عن كعب. قال: لو يعلم أحدكم ماثوا به في ركعتي التطوع لرآه أعظم من الجبال الرواسي، فأما المكتوبة فإنها أعظم عند الله من أن يستطيع أحدا أن يصفها.

• حدثنا عبد الله ثنا جدي عيسى ثنا آدم ثنا شيبان أبو معاوية عن يحيى بن أبي كثير. قال: جاء رجل إلى كعب الاحبار بعد ما سلم من المكتوبة فكلمه فلم يجبه حتى صلى ركعتين ثم. قال: إنه لم يمنعني من كلامك إلا أن صلاة بعد صلاة لا يحدث بينهما لغو كتاب فى عليين.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة ثنا رشدين بن سعد عن سعيد بن عبد الرحمن المعافري عن أبيه: أن كعب الأحبار

ص: 384

رأى حبرا اليهودي يبكي. فقال له ما يبكيك؟ قال ذكرت بعض الأمر فقال له كعب أنشدك بالله لئن أخبرتك ما أبكاك لتصدقني قال نعم! قال أنشدك بالله هل تجد في كتاب الله المنزل: أن موسى عليه السلام نظر في التوراة فقال رب إني أجد أمة في التوراة خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالكتاب الأول وبالكتاب الآخر ويقاتلون أهل الضلالة حتى يقاتلوا الأعور الدجال. قال: موسى: رب اجعلهم أمتي قال إنهم أمة أحمد يا موسى قال الحبر نعم! قال كعب: فأنشدك بالله تجد في كتاب الله المنزل أن موسى نظر في التوراة فقال رب إني أجد أمة هم الحمادون رعاة الشمس المحكمون إذا أرادوا أمرا قالوا نفعله إن شاء الله فاجعلهم أمتي. قال: هي أمة أحمد يا موسى قال الحبر نعم! قال كعب: فأنشدك بالله تجد في كتاب الله المنزل أن موسى نظر في التوراة فقال رب إني أجد أمة يأكلون كفاراتهم وصدقاتهم وكان الأولون يحرقون صدقاتهم بالنار غير أن موسى كان يجمع صدقات بني إسرائيل فلا يجد عبدا مملوكا ولا أمة إلا اشتراه ثم أعتقه من تلك الصدقة وما فضل حفر له بئرا عميقة القعر فألقاه فيها ثم دفنه كي لا يرجعوا فيه، وهم المستجيبون والمستجاب لهم الشافعون المشفوع لهم. قال: موسى: فاجعلهم أمتي. قال: هي أمة أحمد يا موسى. قال: الحبر نعم! قال كعب: أنشدك بالله تجد في كتاب الله المنزل أن موسى نظر في التوراة فقال يا رب إني أجد أمة إذا أشرف أحدهم على شرف كبر الله وإذا هبط واديا حمد الله، الصعيد لهم طهور والارض لهم سجد حيث ما كانوا يتطهرون من الجنابة طهورهم بالصعيد كطهورهم بالماء حيث لا يجدون الماء، غر محجلون من آثار الوضوء فاجعلهم أمتي. قال: هم أمة أحمد يا موسى. قال: الحبر: نعم! قال كعب: أنشدك بالله تجد في كتاب الله المنزل أن موسى نظر في التوراة فقال يا رب إني أجد أمة إذا هم أحدهم بحسنة لم يعملها كتبت له حسنة مثلها وإن عملها ضعفت عشر أمثالها الى سبعمائة ضعف، وإذا هم بالمسيئة ولم يعملها لم تكتب عليه فإن عملها كتبت سيئة مثلها فاجعلهم أمتي.

قال: هي أمة أحمد يا موسى. قال: الخبر نعم! قال كعب: أنشدك بالله تجد في كتاب

ص: 385

الله المنزل أن موسى نظر في التوراة فقال رب أني أجد أمة مرحومة ضعفاء يرثون الكتاب اصطفيتهم فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات، فلا أجد أحدا منهم إلا مرحوما فاجعلهم أمتي قال هي: أمة أحمد يا موسى قال الحبر نعم! قال كعب: أنشدك بالله تجد في كتاب الله المنزل أن موسى نظر في التوراة فقال رب إني أجد في التوراة أمة مصاحفهم في صدورهم يلبسون ألوان ثياب أهل الجنة يصفون في صلاتهم كصفوف الملائكة أصواتهم في مساجدهم كدوي النحل لا يدخل النار منهم أحد إلا من برئ من الحسنات مثل ما برئ الحجر من ورق الشجر. قال: موسى فاجعلهم أمتي قال هي أمة أحمد يا موسى. قال: الحبر: نعم! فلما عجب موسى عليه السلام من الخير الذي أعطى الله محمدا صلى الله عليه وسلم وأمته. قال: يا ليتني من أصحاب محمد!! قال فأوحى الله تعالى إليه ثلاث آيات يرضيه بهن: {يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين} ، {وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة} إلى قوله {دار الفاسقين}. قال:{ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون} . قال: فرضي موسى كل الرضا.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة ثنا الليث بن سعد ثنا خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال: أن عبد الله بن عمرو قال لكعب:

أخبرني عن صفة محمد صلى الله عليه وسلم وأمته، قال أجدهم في كتاب الله تعالى أن أحمد وأمته حمادون يحمدون الله عز وجل على كل خير وشر، يكبرون الله على كل شرف، ويسبحون الله في كل منزل. نداؤهم فى جو السماء لهم دوي في صلاتهم كدوي النحل على الصخر، يصفون في الصلاة كصفوف الملائكة ويصفون في القتال كصفوفهم في الصلاة، إذا غزوا في سبيل الله كانت الملائكة بين أيديهم ومن خلفهم برماح شداد إذا حضروا الصف في سبيل الله كان الله عليهم مظلا - وأشار بيده كما تظل النسور على وكورها لا يتأخرون زحفا أبدا حتى يحضرهم جبريل عليه السلام.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا منجاب

ص: 386

ابن الحارث ثنا أبو المحياة عن عبد الملك بن عمير عن ابن أخي كعب. قال: قال كعب: إنا لنجد نعت النبي صلى الله عليه وسلم في سطر من كتاب الله نجده في سطر محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته الحمادون يحمدون الله على كل حال ويكبرونه على كل شرف رعاة الشمس يصلون الصلوات الخمس لوقتهن ولو على كناسة يأتزرون على أوساطهم ويوضئون أطرافهم لهم في جو السماء دوى كدوي النحل، ونجده في سطر آخر محمد المختار لافظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر. مولده بمكة ومهاجره بطيبة وملكه بالشام.

• حدثنا أحمد بن يعقوب بن المهرجان ثنا يوسف القاضي ثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن رجل عن ذكران عن كعب ح. وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا محمد بن إسحاق

(1)

ثنا شريك عن عاصم بن بهدلة عن أبي صالح عن كعب ح.

وحدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا عبد الله بن صالح ثنا لوين ثنا إسماعيل بن زكريا عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن كعب. قال: قال: محمد في التوراة مكتوب قال الله تعالى محمد عبدى المتوكل المختار ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر، مولده بمكة، وهجرته بطيبة وملكه بالشام. وذكر نحوه.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا وهيب بن بقية ثنا خالد عن زياد بن أبي عمر عن أبي الخليل عن كعب. قال: يلوموني أحبار بني إسرائيل أني دخلت في أمة فرقهم الله تعالى أولا ثم جمعهم فأدخلهم الجنة جميعا، ثم تلا هذه الآية {(ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا)} حتى بلغ {(جنات عدن يدخلونها)} الآية.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا أحمد بن يونس ثنا مندل بن علي عن الأعمش عن أبي صالح. قال: قال كعب لعمر بن

(1)

فى مغ: يحيى بن اسحاق.

ص: 387

الخطاب رضي الله تعالى: عنه إنا نجدك شهيدا وإنا نجدك إماما عادلا ونجدك لا تخاف في الله {لومة لائم} . قال: هذا لا أخاف في الله لومة لائم فأنى لي بالشهادة.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا منجاب أنبأنا علي بن مسهر عن مسعر عن عبد الملك بن عمير عن مصعب بن سعد عن كعب. قال: أول من يأخذ بحلقة باب الجنة فيفتح له محمد صلى الله عليه وسلم ثم قرأ علينا آية من التوراة إضرابا قد مايا

(1)

نحن الآخرون الأولون.

• حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - ثنا عبد الله بن محمد ابن عبد العزيز ثنا حاجب بن الوليد ثنا بنان بن حازم بعلبك يقال له أبو عبد السلام ثنا ثور بن يزيد عن مدرك بن عبد الله الكلاعي عن كعب. قال:

إن خيار هذه الأمة خيار الأولين والآخرين، إن من هذه الامة رجالا أن أحدهم ليخر ساجدا لا يرفع رأسه حتى يغفر لمن خلفه فضلا عليه، فكان كعب يتحرى الصفوف المؤخرة رجاء أن يكون من أولئك.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن نائلة ثنا عثمان بن طالوت عن عمران القطان عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن رباح. قال: قال كعب: مثل العطاء والرزق في هذه الأمة مثل المن والسلوى في بني إسرائيل.

• حدثنا أبي ثنا حامد بن محمود

(2)

بن عيسى ثنا الحسن بن عبد الله عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري ثنا وهب بن السماك عن عبد العزيز بن أبي رواد. قال: قال كعب الأحبار: قال موسى عليه السلام إني لأجد في الألواح صفة قوم على قلوبهم من النور مثل الجبال الرواسى تكاد الجبال والرمال أن تخرلهم سجدا من النور، فسأل ربه وقال: اجعلهم من أمتي قال الله يا موسى إني اخترت أمة محمد وجعلتهم أئمة الهدى وهؤلاء طوائف من أمته. قال: يا رب فبما بلغوا هؤلاء؟ حتى آمر بني إسرائيل يعملوا مثل عملهم وأبلغ نعمتهم. قال: يا موسى إن الأنبياء كادوا أن يعجزوا عما أعطيت أمة محمد، يا موسى بلغوا أنهم تركوا الطعام

(1)

كذا فى ز (ولعلها بالعبرانية) وفى مغ: آخرا يا قومنا الخ

(2)

فى مغ: بن محمود عن أبى عبد الله أحمد بن عبد الله النيسابورى الخ

ص: 388

الذي أحللت لهم رغبة فيما عندي وكان عيشهم في الدنيا الفلق من الخبز والخلق من الثياب أيسوا من الدنيا وأيست الدنيا منهم، أقربهم مني وأحبهم إلي أشدهم جوعا وأشدهم عطشا، يا موسى لم يتقرب أحد إلي بشيء أفضل من كبد عطشت وجاعت، يا موسى ليس للجوع عندي ثواب إلا الجنة، يا موسى اصبر وتوكل علي فهو أشرف العمل عندي، يا موسى من جاع وعطش في الدنيا من خشيتي شبع وروى في الآخرة، يا موسى قل لبني إسرائيل يتقربون إلى بذوب الشحوم واللحوم في الدنيا بقلة الطعام فإنها أحب الأشياء إلي، يا موسى طوبى لمن صحبهم وصحبوه أقربهم منى، وأبغض الناس إلى من أبغض جائعا عريانا من مخافتي.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جرير عن منصور عن عطاء بن أبي مروان عن كعب. قال: والذي فلق البحر لبني إسرائيل إن في التوراة لمكتوبا يا ابن آدم اتق ربك، وأبر والديك، وصل رحمك، أمد لك في عمرك، وأيسر لك يسرك، وكصرف عنك عسرك.

• حدثنا إبراهيم ثنا محمد ثنا قتيبة ثنا جرير عن منصور عن مجاهد عن عبد الله بن ضمرة السلولي عن كعب. قال: إذا خرج الرجل من بيته فقال بسم الله ولا حول ولا قوة إلا بالله توكلت على الله. قيل له هديت وحفظت وكفيت قال وإذا خرج استقبله الشيطان قال فيقول لا سبيل لكم على هذا وقد هدي وحفظ وكفي فالتمسوا غيره قال فيصدعون عنه.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة ثنا الليث عن خالد بن أبي يزيد عن سعيد بن أبي هلال: أن كعبا مر بعمر وهو يضرب رجلا بالدرة فقال كعب على رسلك يا عمر! فو الذى نفسي بيده إنه لمكتوب في التوراة ويل لسلطان الأرض من سلطان السماء ويل لحاكم الأرض من حاكم السماء. فقال عمر: إلا من حاسب نفسه فقال كعب والذي نفسي بيده إنها لفي كتاب الله المنزل ما بينهما حرف إلا من حاسب نفسه.

• حدثنا إبراهيم ثنا محمد ثنا قتيبة ثنا الليث عن خالد عن سعيد. قال: بلغني أن عمر جلد رجلا يوما وعنده كعب، فقال الرجل حين وقع به السوط، سبحان

ص: 389

الله فقال عمر للجلاد دعه فضحك كعب فقال له وما يضحك؟ فقال والذي نفسي بيده إن سبحان الله تخفيف من العذاب.

• حدثنا إبراهيم ثنا محمد ثنا قتيبة ثنا الليث عن خالد بن سعيد عن نبيه بن وهب أن كعب الأحبار قال: ما من فجر يطلع إلا نزل سبعون ألفا من الملائكة حتى يحفوا بالقبر يضربون بأجنحتهم ويصلون على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا أمسوا عرجوا وهبط مثلهم وصنعوا مثل ذلك حتى إذا انشقت الأرض خرج في سبعين ألفا من الملائكة يوقرونه.

• حدثنا إبراهيم ثنا محمد ثنا قتيبة ثنا الليث ثنا خالد عن سعيد: أن عمر قال لكعب يوما خوفنا يا كعب فقال يا أمير المؤمنين إنك من أمة مرحومة ثم قالها الثانية ثم قالها الثالثة ثم قال كعب: والذي نفسي بيده لو قد أفضيت إلى يوم القيامة ونظرت إلى النار ثم كان لك عمل سبعين نبيا لظننت أنك لا تنجو، والذي نفسى بيده انها لتزفر يومئذ زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا سقط على ركبتيه يقول يا رب نفسي نفسي حتى إن إبراهيم ليقول يا رب أني أنشدك خلتي إياك، فبكى عمر فاشتد بكاؤه فقال يا أمير المؤمنين ألا أبشرك والذي نفسي بيده ما يزال الله يومئذ برحمته وصفحه وحلمه حتى لو كان لك عمل أربعين طاغوتا لظننت أنك ستنجو، إن إبليس يومئذ ليتطاول طمعا مما يرى من الرحمة.

• حدثنا أبو أحمد الغطريفي ثنا أبو خليفة ثنا محمد بن عبد الله الخزاعي ثنا حسان بن رزين

(1)

عن ابن عجلان. قال: أبصر كعب رجلا فقال ممن الرجل؟ قال: من أهل العراق قال فسأله عن دينهم فلم يخبر خيرا عنهم فقال سبحان الله أما يصلون قال بلى! ولكن ما تغني عنهم وهم يفعلون كذا وكذا ويأتون كذا وكذا. فقال له كعب: تحسن تحسب شعر رأسه وجسده؟ قال: ومن يحصي ذاك! قال كعب يحصيه الذي يغفر له بعدته إذا سجد، قم فإنك متعمق من المتعمقين!.

(1)

كذا فى ز: وفى مغ ابن بريزين ولم نقف عليه

ص: 390

• حدثنا أحمد بن محمد بن موسى ثنا إسحاق بن أحمد بن زيرك ثنا طاهر ابن عبد الله ثنا محمد بن كرام [ثنا عبد الله بن مالك عن أبيه عن إسرائيل عن طارق بن عبد الرحمن عن مسروق]

(1)

ثنا عبد الله بن مسعود. قال: كنت عند كعب الأحبار وهو عند أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فقال كعب: يا أمير المؤمنين ألا أخبرك بأغرب شيء قرأته في كتب الأنبياء، أن هامة جاءت إلى سليمان بن داود عليهما السلام فقالت السلام عليك يا نبي الله فقال وعليك السلام يا هامة أخبريني كيف لا تأكلين من الزرع قالت يا نبي الله لأن آدم عصى ربه بسببه، قال فكيف لا تشربين الماء قالت يا نبي الله لأنه غرق فيه قوم نوح فمن أجل ذلك لا أشربه، قال لها سليمان: كيف تركت العمران ونزلت الخراب قالت لأن الخراب ميراث الله فأنا أسكن ميراث الله وقد قال الله في كتابه {(وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا نحن الوارثين)} فالدنيا ميراث الله كلها، قال قال سليمان ما تقولين إذا جلست فوق خربة؟ قالت أقول أين الذين كانوا يتمتعون بالدنيا ويتنعمون فيها قال سليمان فما صياحك في الدور إذا مررت عليها؟ قالت أقول:

ويل لبني آدم كيف ينامون وأمامهم الشدائد، قال فما لك لا تخرجين بالنهار؟ قالت من كثرة ظلم بني آدم على أنفسهم قال أخبريني بما صياحك، قالت أقول:

تزودوا يا غافلين وتهيئوا لسفركم، سبحان خالق النور. قال سليمان عليه السلام:

للهامة على ابن آدم أشفق وأحذر عليه، وليس من الطيور طير أنصح لابن آدم وأشفق عليه من الهامة، وما في قلوب الجهال أبغض من الهامة.

آخر الجزء الخامس من حلية الاولياء: ويليه الجزء السادس وأوله بقية ترجمة كعب الأحبار والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

(1)

زيادة فى مغ.

ص: 391