المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم الله الرحمن الرحيم ‌ ‌(تكملة كعب الأحبار) • حدثنا منصور بن - حلية الأولياء وطبقات الأصفياء - ط السعادة - جـ ٦

[أبو نعيم الأصبهاني]

فهرس الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

(تكملة كعب الأحبار)

• حدثنا منصور بن أحمد ثنا محمد بن أحمد الأثرم ثنا علي بن داود القنطري ثنا ابن أبي مريم ثنا ابن الدراوردي قال ثنا أبو سهيل بن مالك عن أبيه عن كعب. أنه قال: في القرآن فيما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم آيتان أحصتا ما في التوراة والإنجيل ألا تجدون {(فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)} قال جلساؤه نعم! قال فإنهما أحصتا ما في التوراة والإنجيل. وقال كعب: لا يضركم أن تسألوا عن العبد ماله عند الله بعد وفاته إلا أن تنظروا ما يورث، فإن ورث لسان صدق فالذي له عند ربه خير مما يورث، وإن ورث لسان سوء فالذي له عند ربه شر مما يورث، والإنسان تابعه خير وشر والمرء حيث وضع نفسه ومع قرينه، إن أحب الصالحين جعله الله معهم وإن أحب الأشرار جعله الله معهم، أنتم شهداء الله لى سائر الأمم وجعل نبيكم صلى الله عليه وسلم شاهدا عليكم. ثم تلا {(وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا)} .

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا صفوان بن صالح ثنا رواد بن الجراح ثنا صدقة بن يزيد عن عمرو بن عبد الله عن كعب المسلم.

قال: إن الله تعالى يقول في التوراة لبيت المقدس أنت عرشي الأدنى ومنك بسطت الأرض ومنك ارتفعت إلى السماء، وكل ماء عذب يسيل من رءوس الجبال من تحتك يخرج، ومن مات فيك فكأنما مات في السماء ومن مات حولك فكأنما مات فيك، ولا تنقضي الأيام ولا الليالي حتى أرسل عليك نارا من السماء تأكل آثار أكف بني آدم وأقدامهم، وأرسل عليك ماء من تحت

ص: 3

العرش فأغسلك حتى أتركك مثل المهاة، وأضرب سورا من الغمام غلظه اثني عشر ميلا، وأجعل عليك قبة جبلتها بيدي، وأنزل فيك روحي وملائكتي يسبحون فيك إلى يوم القيامة، ينظرون إلى ضوء القبة من بعيد يقولون طوبى لوجه خر لله فيك ساجدا.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن سليمان الهروي ثنا أبو عامر ثنا الوليد بن مسلم حدثني إسماعيل بن عياش عن عتبة بن أبي حكيم عن أبي راشد الحراني عن كعب. قال: إن لله تعالى ملكا على صورة ديك رجلاه في التخوم الأسفل من الأرض ورأسه تحت العرش، فما من ليلة إلا والجبار تعالى ينزل إلى السماء الدنيا فيقول: ألا من سائل فيعطى ألا من تائب فيتاب عليه، ألا من مستغفر فيغفر له، فيسبح الله تعالى ويحمده ثم يصوت حتى يفزع لذلك من حول العرش فيسبحون الله ويحمدونه، ثم أهل السماء الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة ثم الخامسة ثم السادسة ثم هذه السماء الدنيا. فأول من يعلم بذلك من أهل الارض الدجاج فأول من بزقو الديك فيقول: قوموا أيها العابدون، فإذا زقا الثانية قال قوموا أيها المسبحون، فإذا زقا الثالثة قال قوموا أيها القانتون، فإذا زقا الرابعة قال قوموا أيها المصلون، فإذا زقا الخامسة قال قوموا أيها الذاكرون، فإذا أصبح ضرب بجناحيه وقال قوموا أيها الغافلون. فمن قرأ بعشر آيات قبل أن يصبح لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ بعشرين آية قبل أن يصبح كتب من الذاكرين ومن قرأ بخمسين آية كتب من المصلين، ومن قرأ بمائة آية كتب من القانتين ومن قرأ بخمسين ومائة آية أعطي قنطارا من الأجر - والقنطار مائة رطل والرطل اثنان وسبعون مثقالا والمثقال أربعة وعشرون قيراطا والقيراط مثل أحد.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو خليفة ثنا أبو الوليد الطيالسي عن حماد عن ثابت عن مطرف عن كعب. قال: ان للذكر دويا تحت العرش

(1)

كدوى

(1)

كذا فى ز وفى مغ: الذكر دوي حول العرش الخ

ص: 4

النحل يذكر بصاحبه.

• حدثنا أبو محمد ثنا أبو العباس الخزاعي ثنا القعنبي ثنا مالك. قال: قال كعب: إذا أحببتم أن تعلموا ما للعبد عند الله فانظروا ماذا يتبعه من حسن الثناء.

• حدثنا أبو بكر أحمد بن السندي ثنا الحسن بن علويه القطان ثنا اسماعيل ابن عيسى ثنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر ثنا سفيان الثوري وعباد بن كثير عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن كعب. قال: إن الرب تعالى قال لموسى عليه السلام: يا موسى اذا رأيت الغنا مقبلا فقل ذنب عجلت عقوبته، وإذا رأيت الفقر مقبلا فقل مرحبا بشعار الصالحين. يا موسى: إنك لن تتقرب إلي بعمل من أعمال البر خير لك من الرضا بقضائي، ولن تأتي بعمل أحبط لحسناتك من البطر، إياك والتضرع لأبناء الدنيا إذا أعرض عنك، وإياك أن تجود بدينك لدنياهم إذا آمر أبواب رحمتي أن تغلق دونك، أدن الفقراء وقرب مجالستهم منك ولا تركنن إلى حب الدنيا فإنك لن تلقاني بكبيرة من الكبائر أضر عليك من الركون إلى الدنيا. يا موسى بن عمران: قل للمذنبين النادمين أبشروا، وقل للغافلين المعجبين اخسئوا.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سيار ثنا جعفر ثنا عبد الجليل عن أبي عبد السلام عن كعب. قال: أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام: يا موسى تعلم الخير وعلمه الناس، فإني منور لمعلمي الخير ومتعلميه في قبورهم حتى لا يستوحشوا بمكانهم.

• حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا داود بن المحبر ثنا ميسرة بن عبد ربه عن عمر بن سليمان عن مكحول: أن كعب الأحبار قال: تجد الرجل مستكثرا من أنواع أعمال البر، ويبلغ صنائع المعروف، ويكابد سهر الليل وظمأ الهواجر، ولعله لا يساوي في ذلك كله عند ربه جيفة حمار. قيل وكيف ذلك يا أبا إسحاق؟ قال لقلة عقله وسوء رغبته، وتجد الرجل ينام الليل ويفطر النهار ولا يعرف بشيء من البر ولا صنائع المعروف ولعله عند الله من المقربين، قيل وكيف ذلك يا أبا إسحاق؟ قال لما قسم

ص: 5

الله له من العقل، فإن الله تعالى فرض على عباده أن يعرفوه وأن يطيعوه وأن يعبدوه، وإنما عبده وعرفه وأطاعه من خلقه العاقلون، وأما الجهال فهم الذين جهلوه فلم يعرفوه ولم يطيعوه ولم يعبدوه.

• حدثنا محمد ثنا الحارث ثنا داود ثنا الحكم عن الأحوص بن حكيم عن كعب. قال: في جنات عدن مدينة من لؤلؤة بيضاء تكل عنها الأبصار، ولم يرها نبي مرسل ولا ملك مقرب، أعدها الله لأولي العزم من المرسلين والشهداء والمجاهدين، لأنهم أفضل الناس عقلا وحلما وأناة ولبا.

• حدثنا أبو بكر أحمد بن السندي ثنا الحسن بن علويه القطان ثنا إسماعيل بن عيسى ثنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر ثنا ابن سمعان عن مكحول عن كعب: أن لقمان قال لابنه: يا بني كن أخرس عاقلا ولا تكن نطوقا جاهلا، ولأن يسيل لعابك على صدرك وأنت كاف اللسان عما لا يعنيك، أجمل بك وأحسن من أن تجلس إلى قوم فتنطق بما لا يعنيك، ولكل عمل دليل ودليل العقل التفكر ودليل التفكر الصمت. ولكل شيء مطية ومطية العقل التواضع وكفى بك جهلا أن تنهى عما تركب، وكفى بك عقلا أن يسلم الناس من شرك.

• حدثنا أحمد ثنا الحسن ثنا إسماعيل ثنا أبو حذيفة ثنا ابن سمعان أنبأنا شيخ من الفقهاء: أن كعبا قال لعمر بن الخطاب وأسلم في ولايته - وذلك أنه مر برجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ هذه الآية {(يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها)} الآية، فأسلم كعب ثم قدم على عمر فاستأذنه بعد ذلك في الغزو إلى الروم فأذن له فانتهى إلى راهب قد حبس نفسه في صومعة أربعين سنة، فناداه كعب فأشرف عليه الراهب فقال: من أنت؟ قال أنا كعب الحبر قال قد سمعت بك فما حاجتك؟ قال جئت أسألك عن حالك نشدتك بالله هل حبست نفسك فى هذه الصومعة إلا لآية تجدها في التوراة؟ أن أصحاب رءوس الصوامع البيض هم خيار عباد الله عند الله يوم القيامة! قال اللهم نعم! قال فنشدتك بالله هل تجد في الآية التى تتلوها أنهم الشعث الغبر الذين أولادهم يتامى لغيبة آبائهم

ص: 6

وليسوا يتامى ونساؤهم أيامى لغيبة أزواجهن ولسن بأيامى، أزودتهم على عواتقهم تحملهم أرض وتضعهم أخرى يجاهدون في سبيل الله هم خيار عباد الله؟.

قال: اللهم نعم! قال فإن هذه ليست تلك الصوامع إنما هي فساطيط أمة محمد عليه الصلاة والسلام يغزون في سبيل الله وليست هذه الصومعة التي حبست فيها نفسك. فنزل إليه الراهب فأسلم وشهد معه شهادة الحق وغزا معه الروم وانصرف إلى عمر فأعجب عمر بإسلامهما فكانت الرهبانية بدعة منهم.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا عيسى ابن خالد قال ثنا أبو اليمان قال ثنا إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن يزيد بن شريح. قال: قال كعب: لما قرأت {(أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت)} أسلمت حينئذ شفقة أن يحول وجهي نحو قفاي.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا الحسن بن علي بن نصر ثنا محمد بن إسماعيل السلمي ثنا نعيم بن حماد ثنا أبو صفوان الأموي عن يونس بن يزيد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن كعب. قال: قال الله تعالى: أنا الله فوق عبادي وعرشي فوق جميع خلقي، وأنا على عرشي أدبر أمر عبادي في سمائي وأرضي وان حجبوا عني فلا يغيب عنهم علمي وإلي يرجع كل خلقي، فأثيبهم بما خفي عليهم من علمي، أغفر لمن شئت منهم بمغفرتي وأعذب من شئت منهم بعقابي.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا مطلب بن شعيب وبكر بن سهل قالا ثنا عبد الله بن صالح حدثني يحيى بن أيوب عن خالد بن يزيد: أن كعب الأحبار كان يقول: إن الخضر بن عاميل ركب في نفر من أصحابه حتى بلغ بحر الصركند وهو بحر الصين. فقال لأصحابه: دلوني فدلوه أياما وليالي ثم صعد فقالوا له يا خضر ما رأيت؟ فقد أكرمك الله وحفظ لك نفسك في لجة هذا البحر. فقال: استقبلني ملك من الملائكة فقال لي أيها الآدمي الخطاء إلى أين ومن أين؟ فقلت: أردت أن أنظر عمق هذا البحر فقال لي فكيف وقد اهوى رجل من زمان داود النبي عليه السلام ولم يبلغ ثلث قعره حتى الساعة وذلك منذ ثلاثمائة سنة.

فقلت: فأخبرني عن المد والجزر - يريد زيادة الماء ونقصانه - فقال الملك إن

ص: 7

الحوت الذي الأرض على ظهره يتنفس فيصير الماء في منخره فذلك الجزر ثم يتنفس فيخرجه من منخره فذلك المد. فقلت: فأخبرني من أين جئت؟ قال من عند الحوت بعثني الله إليه أعذبه لأن حيتان البحر شكت إلى الله كثرة ما يأكل منها. فقلت: فأخبرني على ما قرار الأرض؟ قال الأرضون السبع على صخرة والصخرة على كف ملك والملك على جناح الحوت في الماء والماء على الريح والريح في الهواء عقيم لا تلقح وإن قرونها معلقة بالعرش.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا يحيى بن أيوب وأبو يزيد القراطيسي قالا ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد حدثني عباد بن إسحاق عن سليمان بن سحيم أن كعب الأحبار قال: إن إبليس تغلغل إلى الحوت الذي على ظهره الأرض كلها فألقى في قلبه فقال هل تدري ما على ظهرك يا لويثا

(1)

من الأمم والشجر والدواب والناس والجبال لو نفضتهم ألقيتهم عن ظهرك أجمع. قال: فهم لويثا يفعل ذلك فبعث الله إليه دابة دخلت في منخره فدخلت في دماغه فعج إلى الله منها فخرجت. قال: كعب: والذي نفسي بيده إنه لينظر إليها بين يديه وتنظر إليه إن هم بشيء من ذلك عادت حيث كانت.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي ثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن المغيرة ثنا مجاشع بن عمرو عن ثور بن يزيد عن خالد ابن معدان عن كعب. قال: إن لله ملكا يقال له صنديائيل، البحار كلها في نقرة إبهامه.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن عبد الله بن رسته ثنا قطن ابن نسير ثنا جعفر بن سليمان ثنا أبو عمران الجوني عن عبد الله بن رباح الأنصاري. قال: قال كعب: اجتمع ثلاثة نفر من عباد بني إسرائيل فاجتمعوا في أرض فلاة مع كل رجل منهم اسم من أسماء الله تعالى. فقال أحدهم: سلوني فأدع الله لكم بما شئتم قالوا نسألك أن تدعو الله تعالى أن يظهر لنا عينا سائحة بهذا المكان ورياضا خضرا وعبقريا قال فدعا الله فإذا عين سائحة ورياض خضر وعبقرى.

(1)

كذا فى ز وفى مغ والمختصر: ليوثا بتقديم الياء على الواو. وأظنه الاقرب للصواب

ص: 8

ثم قال أحدهم: سلوني فأدع الله لكم بما شئتم فقالوا نسألك أن تدعو الله أن يطعمنا من ثمار الجنة فدعا الله فنزلت عليهم بسرة فأكلوا منها لا تغلب إلا أكلوا منها لونا ثم رفعت. ثم قال أحدهم: سلوني فأدع الله لكم بما شئتم قالوا نسألك أن تدعو الله أن ينزل علينا المائدة التى أنزلها على عيسى بن مريم قال فدعا فأنزلت فقضوا منها حاجتهم ثم رفعت: قالوا قد استجيب دعاؤنا وأعطينا سؤلنا فتعالوا يذكر كل رجل منا أعظم ذنب عمله قط، فقال أحدهم:

كنا معشر بني إسرائيل لا يصيب رجلا منا بول إلا قطعه فأصابني مرة بول فلم أبالغ في قطعه ولم أدعه. فهذا أعظم ذنب عملته قط، وقال الآخر: كنت أمشي أنا وصاحب لي في طريق ففرقت بيننا شجرة فخرجت عليه ففزع مني فقال الله بيني وبينك فهذا أعظم ذنب عملته قط. وقال الآخر: أما أنا فكانت لي والله والدة فجاءت مرة تدعوني فدعتني من قبل سفالة الريح فلم أسمع فغضبت فجعلت ترميني بالحجارة فجئت بالعصا لأجلس بين يديها فتضربني حتى ترضى فلما رأت العصا معي فزعت فهربت منى فتلقتها شجرة فشجتها في وجهها، فهذا أعظم ذنب عملته قط.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن عبد الله ثنا سلمة بن شبيب ثنا أبو المغيرة ثنا أبو بكر بن أبي مريم ثنا العلاء بن سفيان عن كعب. قال: إن الله تعالى يقول تقض الأبناء دين الآباء إني لآخذ بالرجل من أهل معصيتي القرن بعد القرن لثلاثة قرون، وإنى لا حفظ الرجل من أهل طاعتي القرن بعد القرن لعشرة قرون.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن روح ثنا زكريا بن يحيى المدائني ثنا علي بن عاصم عن الجريري عن أبي عطاء عن كعب. قال: مر عيسى بجمجمة بيضاء فقال يا رب هذه الجمجمة أحيها، فأوحى الله تعالى: أن أشح بوجهك قال ففعل ثم حول وجهه فإذا شيخ متكئ على كارة من بقل فقال يا عبد الله شل علي حتى ألحق بالسوق. قال: وما شأنك؟ قال قلعت هذا البقل من هذه المبقلة وغسلته في هذا النهر وغلبتني عيني. قال: وخيل إليه ما كان فيه قال فسأله عيسى

ص: 9

عليه السلام عن القوم الذي هو منهم فإذا بين المسيح وأولئك خمسمائة عام.

• حدثنا أحمد بن السندي ثنا الحسن بن علوية القطان ثنا إسماعيل بن عيسى العطار ثنا إسحاق بن بشر أبو حذيفة ثنا محمد بن عبد الله البصري وعامر بن عبد الله شيخ من أهل نهر تيري يرفعانه إلى كعب. قالا قال كعب الأحبار: إن عيسى عليه السلام مر ذات يوم بوادي القيامة - يعني الصخرة - وهو عشية يوم الجمعة عند العصر فإذا هو بجمجمة بيضاء نخرة قد مات صاحبها منذ أربع وتسعين سنة، فوقف عليها متعجبا منها وقال يا رب ائذن لهذه الجمجمة أن تكلمني بلسان حي وتخبرني ماذا لقيت من العذاب وكم أتى عليها منذ ماتت وماذا عاينت وبأي ميتة ماتت وماذا كانت تعبد؟ قال: فأتاه نداء من السماء فقال يا روح الله وكلمته سلها فإنها ستخبرك فصلى عيسى ركعتين ثم دنا منها فوضع يده عليها فقال عيسى بسم الله وبالله! فقالت الجمجمة خير الأسماء دعوت وبالذكر استعنت. فقال عيسى: أيتها الجمجمة النخرة قالت لبيك وسعديك سلني عما بدا لك. قال: كم أتى عليك منذ مت؟ قالت لا نفس تعد الحياة ولا روح تحصي السنين فأتاه نداء أنها قد ماتت منذ أربع وتسعين سنة، فسألها. قال:

فبماذا مت؟ قالت: كنت جالسا ذات يوم إذ أتاني مثل السهم من السماء فدخل جوفي مثل الحريق وكان مثلى كمثل رجل دخل الحمام فأصابه حره فهو يلتمس الخروج مخافة على نفسه أن تهلك، قال فأتاني ملك الموت ومعه أعوانه ووجوههم مثل وجوه الكلاب بادية أنيابهم، زرق أعينهم كلهبان النار، بأيدهم المقامع يضربون وجهي ودبري، فانتزعوا روحي فكشطوها عني ثم وضعه ملك الموت على جمرة من جمر جهنم ثم لفه في قطعة مسح من مسوح جهنم فرفعوا روحي إلى السماء فمنعتهم الملائكة أن يدخلوا وأغلقت الأبواب دونه فأتاني نداء أن ردوا هذه النفس الخاطئة إلى مثواها ومأواها. فقال لها عيسى عليه السلام فأي شيء كان أشد عليك ظلمة القبر وضيقه أم عذاب جهنم؟ فقالت:

يا روح الله إذا انتزع الروح من الجسد فليس في العين نور يعرف الظلمة والضوء وليس للقلب عقل فيعرف الضيق والسعة، ولكن أخبرك أنه لما رد روحي

ص: 10

فاحتملت إلى القبر دخل علي ملكان عظيمان لا يوصفان، بيد كل واحد منهما مقمعة من حديد، فأقعداني فضرباني ضربة ظننت: أن السموات السبع وقعن على الأرض، ودفعا إلي لوحا وقالا لي: اكتب كل عمل عملته. قال: فكتبته فلما كتبت الكتاب فتحوا لي بابا إلى جهنم فجاءت نار فامتلأ قبري وأقبلت حيات كأمثال الذئاب أعناقهن كأعناق البخت فنهشوا لحمي، ورضوا عظمي، فدخل علي ملك بيده مقمعة في رأس المقمعة ثعبان لا يوصف وفي أصله عقارب سود كأمثال البغال الدهم، على تلك المفمعة ثلاثمائة وستون غصنا على كل غصن ثلاثمائة وستون لونا من نار، فضربوني بها فاشتعل النيران في جسدي وأقبل إلي الثعبان والعقارب إذ أتاني نداء فقال: علي بهذه النفس الخاطئة فتعلق بي ملائكة لا توصف صفة ألوانهم غير أن أنيابهم كالصياصي وأعينهم كالبرق وأصابعهم كالقرون فانتهوا بي إلى ملك قاعد على كرسي له فقال اذهبوا بهذه النفس الظالمة إلى جهنم مثواها، فانطلق بي حتى انتهوا بي إلى أول باب من أبواب جهنم فإذا أنا بولجة ضيقة وريح شديدة وإذا أنا بأصوات الرعد القاصف وقواصف شديدة ونار ليست كناركم هذه وهي نار سوداء مظلمة يضعف حرها على حر ناركم هذه ستين جزءا، ثم انطلق بي إلى الباب الثاني فإذا نار تأكل النار الأولى وهى أشد منها حرا ستين ضعفا، ثم أدخلت الباب الثالث فإذا أنا بنار هي أشد حرا من النار الأولى والثانية ستين جزءا وهي تأكل النار الثانية والحجارة، ثم أدخلت الباب الرابع فإذا أنا بنار تأكل النار الثالثة وهي أشد حرا من النار الثالثة ستين ضعفا. فإذا أنا بشجرة يتساقط منها حجارة سود حروفها نار وإذا قوم كلفوا أكل تلك الحجارة. فقلت: من هؤلاء؟ قال الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما وعدوانا، ثم انطلق بي إلى الباب الخامس فإذا أنا بنار وظلمة وإذا تلك النار أشد حرا من الأبواب كلها ستين جزءا وإذا أنا فيها بشجرة عليها أمثال رءوس الشياطين فيها ديدان طوال طول الدودة منها مائة ذراع سود وإذا رجال كلفوا أكلها. قلت: ما هذه؟ قالوا شجرة الزقوم قلت فمن هؤلاء؟ قالوا أكلة الربا، ثم انطلق بي إلى الباب السادس فإذا أنا بنار

ص: 11

تضعف على ما رأيت ستين ضعفا وظلمة وإذا بها بئر لا يعرف قعرها وإذا فيها قوم يسيل من وجوههم الصديد لو وقعت منها قطرة على الأرض لملأت أهل الأرض نتنا وإذا فيها رياح يغلب بردها حر النار. قلت: ما هذا؟ قالوا الزمهرير. قلت من هؤلاء؟ قالوا الزناة، ثم انطلق بي إلى رجل قاعد على كرسي له في النار وحوله ملائكة قيام بأيديهم مقامع من نار. فقال: ما كانت تعبد هذه؟ قالوا كانت تعبد ثورا من دون الله، قال انطلقوا به إلى أصحابه. قال عيسى عليه السلام: فكيف كنتم تعبدون الثور؟ قالت كنا نعبد ثورا نسجد له ونطعمه الحمص ونسقيه العسل المصفى. قال عيسى عليه السلام: فمن كان نبيكم قالت إلياس قالت فانطلقوا بي حتى أدخلت الباب السابع فإذا فيه ثلاثمائة سرادق من نار فى كل سرادق ثلاثمائة قصر من نار في كل قصر ثلاثمائة دار من نار في كل دار ثلاثمائة بيت من نار في كل بيت ثلاثمائة لون من العذاب. فيها الحيات والعقارب والافاعى فألقيت فيها مغلولا مع أصحابي تحرقنا النار وتأكل بطوننا الأفاعي وتنهشنا الحيات وتضربنا الملائكة بالمقامع. فإنا منذ أربع وتسعين سنة في العذاب لا يخفف عني طرفة عين إلا أن الله تعالى يخفف عنا يوم الجمعة ويوم الخميس فنعلم الجمعة والخميس بالتخفيف عنا فبينا أنا كذلك إذ أتاني نداء أن أخرجوا هذه النفس الخبيثة إلى جمجمتها الملقاة بوادي القيامة فإن روح الله قد شفع لها، فأخرجت فأسألك يا روح الله وكلمته أن تسأل ربك أن يعفو عني وأن يشفعك في قال فصلى ركعتين فدعا ربه تعالى فقال يا إلهي وخالقي ابعث لي هذه النفس الخاطئة قال فبعثها الله عز وجل فلم تزل مع عيسى عليه السلام حتى رفع عيسى عليه السلام ثم قبضه الله بعد ذلك.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن أحمد بن تميم ثنا محمد بن حميد ثنا زافر بن سليمان ثنا سفيان عن الأوزاعي. قال: قال كعب: يأتي على الناس زمان تنزع فيه الرحمة وتنزع فيه الأمانة ويوشك أن تكثر فيه المسألة حتى لا يبارك لأحد فيما أعطي.

ص: 12

• حدثنا أبو محمد ثنا أحمد بن جعفر بن فارس

(1)

ثنا محمد بن النعمان بن عبد السلام ثنا كثير بن هشام عن عيسى بن إبراهيم الهاشمي عن معاوية بن عبد الله الجعفري عن كعب. قال: أول من ضرب الدينار والدرهم آدم عليه السلام وقال لا تصلح المعيشة إلا بهما.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أحمد ابن كثير ثنا بقية عن صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد عن كعب. قال:

إذا كان أول يوم من نيسان يطلع الله تعالى إلى الأرض فينظر إلى الزرع فيقول ليلحق أولك بآخرك.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا محمد بن عثمان ثنا أبي ثنا شاذان ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي عثمان النهدي عن كعب. قال: أول ماء يرده الدجال من مياه العرب الى جنبه جبل مشرف على البصرة يقال له سنام.

• حدثنا محمد ثنا محمد ثنا نصر بن عبد الرحمن ثنا أحمد بن بشير عن سعيد عن قتادة عن كعب. قال: قبر إسماعيل بين المقام والركن وزمزم.

• حدثنا محمد ثنا محمد ثنا منجاب ثنا أبو عامر الأسدي عن سفيان عن الأعمش عن أبي صالح عن كعب. قال: الدنيا ستة آلاف سنة.

• حدثنا محمد ثنا محمد ثنا أبي ثنا شاذان ثنا جرير بن حازم عن زبيد بن الحارث عن عكرمة عن كعب. قال: أول ما أنزل من التوراة

(2)

عشر آيات وهي العشر التي نزلت في آخر الأنعام.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا أحمد بن يونس ثنا مندل عن الأعمش عن أبي صالح. قال: قال كعب لعمر: إنا نجدك شهيدا إنا نجدك إماما عادلا ونجدك لا تخاف في الله لومة لائم. قال: هذا لا أخاف في الله {لومة لائم} فأنى لي بالشهادة.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عمرو بن أبي الطاهر بن السراج ثنا أبي ثنا عبد الله بن وهب عن عبد الله بن عياش ثنا ابن عياش القتبانى عن يزيد بن

(1)

فى مغ: جعفر بن أحمد بن فارس

(2)

فى مغ والمختصر: أول ما ترى من الآيات

ص: 13

قودر عن كعب. قال: من أراد أن يبلغ شرف الآخرة فليكثر التفكر يكن عالما.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن العباس ثنا أبو هاشم ثنا ابن يمان ثنا خارجة بن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن كعب. قال: ما خرج رجل في طلب العلم إلا ضمن الله السموات والأرض رزقه.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سيار ثنا جعفر ثنا عبد الجليل عن أبي عبد السلام عن كعب. قال: أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام: أن علم الخير وتعلمه، فإني منور لمعلم الخير ومتعلمه في قبورهم حتى لا يستوحشوا بمكانهم.

• حدثنا أبي ثنا محمد بن الحسن المقرى ثنا عبد الله بن عبد الوهاب ثنا محمد بن عمر بن نعامة الحمصي ثنا بقية بن الوليد عن يحيى يقال له العطار - عن بشر بن منصور عن أبي عبد السلام عن كعب. قال: إذا ذكرت نوعا من العذاب أعطاك الله به عشر حسنات ومحى عنك به عشر سيئات ورفع لك عشر درجات، وإذا ذكرت نوعا من أنواع الجنة أعطاك الله مثل ذلك. قال: ومن خشي أن يتخم من طعام أو شراب فليقرأ {(شهد الله أنه لا إله إلا هو)} الآية فإنه لم يتخم إن شاء الله.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أبو الربيع الرشديني ثنا ابن وهب ثنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري: أنه سمع السلوى يحدث نوفل بن مسابق أنه سأل كعب الأحبار ما تجدون في كتاب الله من عقوق الوالد؟ قال كعب: أنا أخبرك إذا أقسم عليه والده فلم يبره وإذا سأله فلم يعطه وائتمنه فلم يرد عليه واشتكى إلى الله ما يلقاه منه فذلك العقوق كله.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم ثنا أبو الربيع ثنا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي حماد العراقي عن قتادة: أن كعبا قال لأبي موسى الأشعري: أتدري كم عدد أهل الجنة؟ قال أبو موسى لا قال أفتدري كم هم من صف؟ قال أبو موسى لا؟ قال أفتدري ما بين كل صفين قال لا! قال كعب هم اثنا عشر صفا أمة محمد صلى الله عليه وسلم ثمانية صفوف ما بين كل صفين كما بين المشرق والمغرب.

ص: 14

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا عبادة ابن زياد ثنا قيس بن الربيع ح. وحدثنا عبد الله بن محمد بن إبراهيم ثنا جدي عيسى بن إبراهيم ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شيبان قالا عن عاصم بن بهدلة عن أبي صالح عن كعب. قال: إن الله تعالى اختار من الشهور شهر رمضان واختار من البلاد مكة واختار من الأيام يوم الجمعة، واختار من الليالي ليلة القدر، واختار الساعات فخير الساعات للصلوات. فالمؤمن بين حسنتين فحسنة قضاها وأخرى ينتظرها.

• حدثنا محمد ثنا أبي ثنا جرير ح. وحدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا إبراهيم ابن محمد بن الحسن ثنا أبو الربيع الرشديني ثنا ابن وهب حدثني عمر بن محمد قالا عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن السلوى عن كعب. قال: اختار الله البلاد فأحب البلاد إلى الله البلد الحرام، واختار الله الزمان فأحب الزمان إلى الله الأشهر الأوائل الحرم، وأحب الشهور ذو الحجة وأحب ذي الحجة إلى الله العشر الأول، واختار الله الأيام فأحب الأيام إلى الله يوم الجمعة واختار الله الليالي فأحب الليالي إلى الله ليلة القدر، واختار الله ساعات الليل والنهار فأحب ساعات الليل والنهار إلى الله ساعات المكتوبات، واختار الله الكلام فأحب الكلام إلى الله «لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله» - لفظ جرير عن سهيل.

[حدثنا محمد بن أحمد ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا منجاب بن الحارث ثنا علي بن مسهر عن إسماعيل بن أبي خالد عن المسيب بن رافع عن كعب. قال: إن الله تعالى اختار من ساعات الليل والنهار ساعات فجعل فيهن الصلوات واختار من الزمان أربعة جرما واختار من الشهور شهر رمضان واختار من الأيام يوم الجمعة واختار من الليالي ليلة القدر واختار من الأرض بقاع المساجد]

(1)

.

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي ثنا أبو هلال ثنا عبد الله بن بريدة. قال: قال كعب: حجة أفضل من عمرتين وعمرة

(1)

زيادة فى ز

ص: 15

أفضل من ركعتين إلى بيت المقدس وليسيرن أحدهما إلى الآخر لأن عندهما المقام والميزاب.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا ابن نمير عن عبيد الله بن عمر عن سعيد بن أبي سعيد عن عمر بن أبي بكر عن أبيه عن كعب ح. وحدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا عبد العزيز بن محمد عن عبيد الله بن عمر عن سعيد المقبري. قال: بلغني عن كعب. قال: أجد في كتاب الله ما من عبد مؤمن يغدو ويروح إلى المساجد لا يغدو ولا يروح إلا ليتعلم خيرا أو يعلمه أو يذكر الله أو يذكر به إلا كان مثله في كتاب الله كمثل المجاهدين في سبيل الله. زاد عبد العزيز: وما من عبد لا يغدو أو يروح إلا لأخبار الناس وأحدوثاتهم إلا كان مثله في كتاب الله كمثل الذي يرى الشيء يعجبه ليس له، يرى المتعلمين وليس منهم ويرى الذاكرين وليس منهم.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا محمد بن كثير ثنا سفيان الثوري قال أخبرني محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن كعب: أنه قال: من أتى المسجد ليصلي فيه ويذكر الله ويتعلم خيرا أو يعلمه فهو كالمجاهد في سبيل الله، ومن أتى المسجد للأحاديث والأخبار كمثل من يعجبه ما ليس له، يرى الصالحين وليس منهم ويرى الذاكرين وليس منهم. حدثنا أبو بكر ثنا إسماعيل حدثني علي بن عبد الله ثنا ابن عيينة عن ابن عجلان عن المقبري عن أبي بكر عن أبيه عن كعب: نحوه.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا القاسم بن فورك ثنا عبد الله بن أبي زياد ثنا سيار بن حاتم ثنا موسى بن سعيد الراسبي ثنا هلال أبو جبلة عن أبي عبد السلام عن أبيه عن كعب ح. قال سيار وحدثنا جعفر بن سليمان عن عبد الجليل عن أبي عبد السلام عن كعب. قال: إن الله تعالى قال يا موسى بن عمران إني افترضت الصيام على عبادي وهو شهر رمضان، يا موسى انه من وافى يوم

ص: 16

القيامة في صحيفته صيام عشر رمضان فهو من المخبتين، ومن وافى بعشرين من رمضان فهو من الأبرار، ومن وافى بثلاثين من رمضان فهو أفضل من الشهداء عندي، يا موسى بن عمران إنى أمرت حملة عرشي أن يمسكوا عن العبادة إذا دخل شهر رمضان وأن كلما دعا صائمو شهر رمضان أن يقولوا آمين، فإني آليت على نفسي أن لا أرد دعوة صائمي شهر رمضان، يا موسى إني ألهم في شهر رمضان السموات والأرض والجبال والشجر والدواب أن يستغفروا لصائمي شهر رمضان، يا موسى بن عمران اطلب ثلاثة ممن يصوم شهر رمضان فتقلب معهم وصل معهم وكل واشرب معهم فإنه لا تكون نقمتي وعذابي في بقعة فيها ثلاثة ممن يصوم شهر رمضان، يا موسى بن عمران أتدري من أقرب خلقي إلي؟ كل مؤمن لا يلعن إذا غضب، وكل مسلم لا يحقد على والديه وقرابته إذا قطعوه، فمن عطش نفسه في رمضان فإني آليت على نفسي من قبل أن أخلق الخلق أنه من عطش نفسه أن أرويه يوم القيامة، يا موسى بن عمران إن كنت مريضا فمرهم أن يحملوك وإن كنت مسافرا فاقدم وقل للنفساء والحيض والكبير والصغير أن يبرزوا معك حيث يبرز صائمو شهر رمضان فإني لو تركت السماء والأرض لسلمتا عليهم ولكلمتهم ولبشرتهم بما أجيزهم من الجوائز وأقول لسمائي وأرضي أسمعوا عبادي الذين صاموا لى رمضان أن ارجعوا إلى رحالكم فقد أرضيتموني، وقد جعلت ثوابكم من صيامكم أن أعتقكم من النار وأن أحاسبكم حسابا يسيرا، وما عشتم في أيام الدنيا أن أوسع لكم الرزق وأخلف لكم من النفقة، وأقيلكم من العثرة، ولا أفضحكم بين يدي أصحاب الحدود. فبعزتي لا تسألوني بعد يومكم هذا وبجمعكم هذا وصيام شهر رمضان شيئا من أمر آخرتكم إلا أعطيتكم، وإن سألتمونى فى أمر دنيا كم نظرت لكم يا موسى بن عمران قل للمؤمنين لا يستعجلوني إذا دعوني ولا يبخلوني، أليس يعلمون أني أبغض البخل؟ فكيف أكون بخيلا؟! يا موسى بن عمران! إذا غدوت إلى غداة إفطارك من رمضان فلا تدع شيئا من أمر الدنيا والآخرة إلا سألتنيه فإني لا أرد سائلا يومئذ، لا تخف مني بخلا أن تسألني عظيما ولا

ص: 17

تستحين أن تسألني صغيرا اطلب المدقة واطلب العلف لشاتك، يا موسى بن عمران أما تعلم أني خلقت الخردلة فما فوقها ولم أخلق شيئا إلا وأعلم أن الخلق سيحتاجون إليه؟ فمن سألني مسألة وهو يعلم أني قادر أن أعطي أو أمنع أعطيته مسألته مع المغفرة، وإن حمدني حين أعطيه وحين أمنعه أسكنته دار الحمادين، وأيما عبد لم يسألني شيئا ثم أعطيته فلم يشكرني كان أشد عليه عند الحساب ثم إذا أعطيته ولم يشكرني عذبته عند الحساب.

• حدثنا أبو محمد بن حيان إملاء قال وفيما أخبرني جدي محمود بن الفرج إجازة ثنا محمد بن عبد الله بن حفص عن رجاء بن عبد الله ثنا صالح بن صباح المقدسي عن كعب. قال: أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام في التوراة يا موسى يصوم محمد وأمته شهرا في السنة وهو شهر رمضان وأعطيهم بصيام كل يوم منه أن يتباعدوا من النار مسيرة مائة عام، وأعطيهم بكل خصلة من التطوع كأجر من أدى فريضة، وأجعل لهم فيها ليلة للمستغفر فيها مرة واحدة صادقا إن مات في ليلته أو شهره أجر ثلاثين شهيدا، يا موسى ويحج محمد وأمته بلدي الحرام فيحجون حجة آدم وسنة إبراهيم فأعطيهم ما أعطيت آدم وأتخذهم كما اتخذت إبراهيم، ويزكي محمد وأمته فأعطيهم بالزكاة زيادة في أعمارهم وأعطيهم في الآخرة المغفرة والخلود في الجنة: يا موسى إني وهاب أسأل من عبدني اليسير وأعطيه الجزيل، يا موسى نعم المولى أنا أعطيهم فرضا وأسألهم قرضا ولا تفعل الأرباب بعبيدها ما أفعل، يا موسى إن فعالي لا توصف، يا موسى ورحمتي لأحمد وأمته، يا موسى إن في أمته رجالا يقومون على كل شرف ينادون بشهادة «أن لا إله إلا الله» فجزاؤهم على جزاء الأنبياء، رحمتي عليهم نازلة وغضبي بعيد منهم، لا أسلط عليهم بين أطباق الثرى دودا ولا منكرا ولا نكيرا يروعهم، يا موسى رحمتي لأمة محمد. قال: إلهي من علي قال لا أحجب التوبة عن أحد منهم يقول «لا إله إلا الله» بقلبه

(1)

ولسانه بسره. قال: فخر موسى ساجدا فقال اللهم اجعلني من هذه الأمة، فقيل إنك لن تدركهم، يا موسى إن كنت تريد أن

(1)

كذا فى مغ وفى ز: بقلبه لسانه (كذا)

ص: 18

أقرب مجلسك يوم القيامة فلا تنهر السائل واليتيم، يا موسى إن أحببت أن لا تدعوني أيام حياتك بدعوة إلا أجبتك يوم القيامة فعليك بحسن الخلق.

قال موسى: فما جزاء من أطعم مسكينا ابتغاء وجهك؟ قال: يا موسى آمر مناديا ينادى على رءوس الخلائق إن فلان بن فلان من عتقاء الله من النار.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو العباس الهروي ثنا أبو عامر الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن الهاد عن نافع عن كعب: وذكر ليلة القدر قال: أجدها

(1)

في كتاب الله حطوطا يحط الله بها الذنوب.

• أخبرنا القاضي محمد بن أحمد - في كتابه - ثنا أبو الحسن الشيباني بالكوفة من بني غاضرة ثنا عباد بن أحمد العرزمي ثنا عمي عن أبيه عن محمد ابن سوقة عن عبد الواحد عن كعب. قال: قال لقمان الحكيم فيما يعظ به ابنه يا بني أقم الصلاة فإن مثلها في دين الله كمثل عمود فسطاط فإن العمود استقام نفعت الأوتاد والأطناب والظلال. فإذا مال العمود أو تغير لم ينفع وتدولا طنب ولا ظلال: يا بني وإنما مثل الأدب الحسن كمثل طاق في جدار بين كل طبقتين خشب مغروس فكلما تحات طبقة

(2)

أمسكه خشبه بإذن الله إن الله إذا سجد له شيء لم يقلع من نظر الله فإذا قال يا رب يا رب سمع نداءه وأجابه، وكن عبدا لمن صاحبك يكن لك عبدا، ولا تصاعر خدك للناس فيبغضوك، والله أشد منهم مقتا، وتصدق يا بني من فضل ما أعطاك ربك يزدك من فضله ويطفئ عنك غضبه، وارحم الجار الفقير والمسكين والمملوك والأسير والخائف، واليتيم فأدنه وامسح رأسه فإن الله يرحمك إذا رحمت عباده.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد ثنا ابن وهب قال أخبرني عبد الله بن عياش عن يزيد بن قودر عن كعب. قال: طوبى لصاحب الأرملة والمسكين، كيف يكرمهم الله بصحبة النبيين يوم القيامة.

• حدثنا أبي قال ثنا عبد الله بن محمد بن عمران ثنا الحسين بن الحسن المروزي ثنا الهيثم بن جميل ثنا عبد الغفور عن همام عن كعب. قال: إنا

(1)

فى مغ: اجد فى الخ

(2)

فى ز: كلما تحات طينه الخ

ص: 19

نجد أن الله تعالى يقول إني أنا الله لا إله إلا أنا خالق الخلق، أنا الملك العظيم ديان الدين ورب الملوك قلوبهم بيدي، فلا تشاغلوا بذكرهم عن ذكري ودعائي والتوبة إلي حتى أعطفهم عليكم بالرحمة فأجعلهم رحمة وإلا جعلتهم نقمة. ثم قال ارجعوا رحمكم الله وتوبوا من قريب فإن الله تعالى يقول {(ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون)} وقال {(ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله)} فهل ترون أن الله يعاتب إلا المؤمنين.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد ثنا ابن وهب أخبرني عبد الله بن عياش عن يزيد بن قودر عن كعب. أنه كان يقول:

من زين كتاب الله بصوته أعطى من حلاوة الصوت ما لا يمل أهل الجنة من زيارته، ومن

(1)

صوته مائة ألف سنة وهم في ذلك في خيام من در معهم أزواجهم وخدمهم فيما اشتهت أنفسهم.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يزيد قال أنبأنا الجريري عن عبد الله بن شقيق عن كعب: أن موسى عليه السلام كان يقول في دعائه: اللهم لين قلبي بالتوبة، ولا تجعل قلبي قاسيا كالحجر.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي قال ثنا عبد الرحمن قال ثنا سفيان عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد

(2)

عن كعب. قال: لم يزل في الأرض بعد نوح عليه السلام أربعة عشر يدفع بهم العذاب.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا الهيثم بن خلف ثنا يحيى بن عثمان ثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد الحضرمي عن أبي شمر الذماري عن كعب. قال: أن الله تعالى نظر إلى الأرض فقال إني واط على بعضك فاستعلت إليه الجبال وتضعضعت له الصخرة فشكر لها ذلك فوضع عليها قدمه. فقال: هذا مقامي ومحشر خلقى وهذه جنتى وهذه نارى

(1)

كذا فى الاصلين والمختصر ولعله: مد صوته.

(2)

فى مغ والمختصر: ثنا عبد الرحمن ثنا شقيق عن الاعمش عن كعب قال.

ص: 20

وهذا موضع ميزاني وأنا ديان الدين.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن الحسن ثنا قتيبة ثنا يزيد بن خالد ثنا الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال. قال: بلغنا أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال لكعب كيف ترى في علم النجوم؟ قال كعب:

لا خير فيه لأنه لا يزال يرى شيئا يكرهه: فإن هو نهى فقال: اللهم لا طير إلا طيرك ولا قوة إلا بك. قال: كيف جاء بها؟ والذي نفسي بيده إنها لرأس التوكل وكنز العبد في الجنة، فإن هو قالها ثم مضى لم يضره شيء وإن هو رجع طعم قلبه طعم الإشراك.

• حدثنا أبي ثنا إسحاق بن إبراهيم بن جميل ثنا أحمد بن منيع ثنا عباد بن عباد عن أبان عن سالم لمكى عن عبد الله بن رباح عن كعب. قال:

إن قتيل المشركين له نوران ومن قتلته الحرورية له ثمانية أنوار.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن عبد الله بن رستة ثنا سليمان بن أيوب ثنا جعفر بن سليمان ح. وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سيار ثنا جعفر ثنا أبو عمران ثنا عبد الله بن رباح عن كعب.

قال: للشهيد نوران، ولمن قتله الخوارج ثمانية أنوار، ولقد خرجوا على نبي الله داود عليه السلام في زمانه.

• [

(1)

حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يزيد بن هارون أنبأنا الجريري عن عبد الله بن شقيق عن كعب. قال: إن من خير العمل سبحة الحديث، وإن من شر العمل التحذيف. قال: قلت يا أبا عبد الرحمن: ما سبحة الحديث؟ قال يسبح الرجل والقوم يتحدثون، قلت: وما التحذيف؟ قال يكون الرجل بخير فإذا سئلوا قالوا بشر.

• حدثنا أبي ثنا إسحاق بن إبراهيم بن محمد ثنا إسماعيل بن يزيد ثنا إبراهيم بن موسى ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن كعب. قال: إن الصدقة تضاعف يوم الجمعة.

(1)

من هنا إلى آخر سطر 20 من صفحة 23 سقط من المغربية.

ص: 21

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا جعفر الفريابي ثنا قتيبة عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار: أن كعب الأحبار قال: لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يخسف به خير له من أن يمر بين يديه.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد ثنا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة عن عمارة بن عزبة عن عبد الله بن دينار عن عطاء بن يسار عن كعب. قال: إن في جهنم أربعة جسور فأما أولها فجسر يحبس عليه كل قاطع رحم، وأما الثاني فكل من كان عليه دين حتى يقضي دينه، وأما الثالث فاصحاب الغلول، وأما الرابع فعليه الجبار تعالى والرحمة تقول أي رب سلم سلم.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد ثنا محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد ثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال: أن كعبا قال: والذي نفسي بيده إن الله ليعجل حين العبد إذا كان عاقا بوالديه ويزيد في عمر العبد إذا كان بارا بوالديه ليزداد برا وخيرا. قال كعب: أجد في كتاب الله أنه إذا دعاه فلم يجبه فقد عقه، وإذا ألجأه أن يدعو عليه فقد عقه، وإذا ائتمنه فخانه فقد عقه، وإذا سأله ما يقدر عليه فقد عقه.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن الحسين بن معبد ثنا أبو كريب ثنا المحاربي عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن كعب. قال: إن أعظم الناس خطيئة يوم القيامة المثلث، فسألوه ما المثلث؟ قال: الذي يسعى بأخيه إلى السلطان يهلك نفسه، ويهلك أخاه، ويهلك إمامه.

• حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمد ثنا محمد بن علي بن الجارود ثنا إسماعيل بن محمد بن عصام ثنا أبى سفيان عن الأعمش عن شمر عن شهر عن كعب. قال: يقتتل السلطان والقرآن فيطأ السلطان على سماخ القرآن فلأيا بلاى حتى تنفلتن منه

(1)

.

(1)

كذا فى الاصل

ص: 22

• حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن أحمد ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم ثنا الزعفراني ثنا أبو معاوية عن الاعمش عن زياد عن كعب.

قال: المتخلق إلى أربعين يوما، ثم يعود إلى خلقه الذي هو خلقه.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا علي بن مسلم ثنا سيار ثنا جعفر ثنا أبو عمران الجوني عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن كعب. قال: كان إبراهيم عليه السلام يشرف كل يوم على مدينة سدوم فيقول ويلك سدوم أي يوم لك قال كعب وكان لإبراهيم عليه السلام بيت يتعبد فيه.

• حدثنا أبي ثنا محمد بن يحيى بن عيسى البصري ثنا حماد بن زيد عن يحيى - رجل من قريش - أن كعبا قال: ستكون فتنة تستحل فيها الدماء والأموال والفروج ثم تكون فتنة الدجال.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن غالب بن حرب ثنا القعنبي عن مالك أنه بلغه: أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أراد الخروج إلى العراق.

فقال له كعب الأحبار: لا تخرج إليها يا أمير المؤمنين فإن بها تسعة أعشار السحر، وبها فسقة الجن، وبها الداء العضال.

• حدثنا إبراهيم بن عبيد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد ثنا عبيد الله بن أبي جعفر: أن كعب الأحبار كان يقول: إن عمر ابن الخطاب على باب من أبواب النار فإذا أهلك انفتح.

• حدثنا إبراهيم بن عبد

(1)

الله ثنا محمد بن أحمد ثنا قتيبة ثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن الصنابحي. سمع كعبا يقول: ستعرك العراق عرك الاديم وتفت فت البعرة.

(2)

.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا أبو عبد الرحمن المقرى ثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال العدوي عن أبي الضيف عن كعب أنه قال: إن يأجوج ومأجوج ينقرون بمناقيرهم السد حتى إذا كادوا أن يخرقوه قالوا نرجع إليه غدا فنفرغ منه، قال فيرجعون إليه وقد عاد كما

(1)

كذا وفى الذى قبله: عبيد الله.

(2)

إلى هنا آخر السقط من المغربية

ص: 23

كان فإذا بلغ الأمر ألقي على بعض ألسنتهم أن يقولوا نرجع إن شاء الله غدا فنفرغ منه، قال فيرجعون إليه وهو كما تركوه فيخرقونه. فيأتي أولهم البحيرة فيشربون ما فيها من ماء، ويأتي أوسطهم عليها فيلحسون ما كان فيها من طين ويأتي آخرهم عليها فيقولون قد كان هاهنا مرة ماء ثم يرمون بنبالهم نحو السماء فيقولون قد قهرنا من في الأرض وظهرنا على من في السماء. قال: فيبعث الله تعالى عليهم دودا يقال لها النغف فتأخذهم فى أقفائهم فيقتلهم النغف حتى تنتن الأرض من ريحهم، ثم يبعث الله عليهم طيرا فتنقل أبدانهم إلى البحر. فيرسل الله السماء أربعين فتنبت الأرض حتى أن الرمانة لتشبع السكن قيل لكعب ما السكن؟ قال: أهل البيت قال ثم يسمعون ذا السويقتين الحبشي قد بعث يغزو البيت. قال: فيبعث المسلمون طليعة نحوه بين السبع وبين الثمان فلا يكون لهم أن يصلوا إلى الحبشي ولا يكون لهم أن يرجعوا إلى أصحابهم، فيبعث الله ريحا طيبة يمانية فتكفت روح كل مسلم وإن كان فى صخرة، ويبقى هباء من الناس يحسبون أنهم على شيء وليسوا على شيء. ثم ذكر كعب حمل الفرس إلى نتاجها ثم قال من تكلف بعد هذا شيئا فهو متكلف.

• حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن عطاء ثنا عمر بن أحمد السني ثنا أبو شرحبيل الحمصى ابن أخى بن اليمان ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان بن عمرو حدثنى شريح بن عبيد: أن كعبا كان يقول: خلق يأجوج ومأجوج على ثلاثة أصناف صنف أجسامهم كالإوز وصنف أربعة أذرع طولا وأربعة أذرع عرضا، وصنف يفترشون آذانهم ويلتحفون الأخرى ويأكلون مشائم نسائهم.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الرحمن بن حاتم المرادي ثنا نعيم بن حماد ثنا أبو المغيرة ثنا إسماعيل بن عياش عن أبي بكر بن أبي مريم الغساني [قال حدثنا أشياخنا عن كعب: أن التنين يكون حية فيؤذي أهل الأرض فيلقيه الله من البر إلى البحر فإذا صاحت دواب البحر منه بعث الله إليه من ينقله من البحر إلى البر إلى يأجوج ومأجوج فيجعله رزقا لهم.

• حدثنا سليمان ثنا عبد الرحمن ثنا نعيم ثنا بقية بن الوليد وأبو المغيرة عن أبي بكر بن أبي

ص: 24

مريم]

(1)

عن أبي الزاهرية عن كعب. قال: يمكث الناس بعد يأجوج ومأجوج في الرخاء والخصب والدعة عشر سنين، حتى أن الرجلين ليحملان الرمانة الواحدة ويحملان ما بينهما العنقود الواحد من العنب فيمكثون على ذلك عشر سنين. ثم يبعث الله ريحا طيبة فلا تدع مؤمنا إلا قبضت روحه ثم يبقى الناس بعد ذلك يتهارجون كما يتهارج الحمر في المروج حتى يأتيهم أمر الله والساعة وهم على ذلك.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا نعيم بن حماد ثنا بقية وأبو المغيرة عن صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد عن كعب. قال:

لتستصعبن الأرض بأهلها حتى تكون أصعب من ظهر برذون الصعب ثم تميل بكم ميلة حتى تظنون أنها منكفئة حتى يعتق الناس أرقاء هم ثم تسكن زمانا حتى يندم من أعتق على ما أعتق ثم تميل بكم ميلة أخرى حتى يقول قائل من الناس ربنا نعتق نعتق

(2)

فيقول الله كذبتم بل أنا أعتق.

• حدثنا سليمان ثنا عبد الرحمن ثنا نعيم ثنا ضمرة عن ابن شوذب عن أبي المنهال عن أبي زياد عن كعب. قال: إن الله تعالى وهب لاسماعيل عليه السلام من صلبه اثنى عشر قيما أفضلهم وخيرهم أبو بكر وعمر وعثمان.

• حدثنا سليمان ثنا عبد الرحمن ثنا نعيم ثنا ضمرة عن ابن شوذب عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن كعب. قال: أول هذه الأمة نبوة ورحمة، ثم خلافة ورحمة، ثم سلطان ورحمة، ثم ملك وجبرية، فإذا كان ذلك كذلك فبطن الأرض يومئذ خير من ظهرها.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الرحمن ثنا نعيم ثنا عثمان بن كثير عن محمد بن مهاجر عن العباس بن سالم حدثني عمر بن ربيعة حدثني مغيث الأوزاعي: أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أرسل إلى كعب فقال له:

يا كعب كيف تجد نعتي في التوراة؟ قال: خليفة قرن من حديد لا يخاف في الله

(1)

بين المربعين زيادة فى المغربية والمختصر

(2)

فى مغ والمختصر: ربنا نعتق من الناس نعتق فيقول الخ.

ص: 25

لومة لائم ثم خليفة تقتله أمته ظالمين له، ثم يقع البلاء بعده.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إسحاق بن إبراهيم - في كتابه - ثنا أحمد بن منيع ثنا ابن المبارك عن خالد عن أبي قلابة عن كعب. قال: إن الله تعالى يقول إني أنا شيخ وأداوي

(1)

.

• أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ثنا حاجب بن الوليد ثنا بقية بن الوليد عن محمد بن زياد الألهاني عن كعب: دخل عليه وهو مريض فقيل له كيف تجدك يا أبا إسحاق؟ قال جسد أخذ بذنبه فإن قبض على هذه الحال فإلى رحيم وإن يعافه ينشئ خلقا لا ذنب له.

• حدثنا الحسين بن محمد بن علي ثنا عبد الرحمن بن محمد بن إدريس ثنا هارون بن إسحاق ثنا محمد بن عبد الوهاب عن مسعر عن مصعب عن أبيه عن كعب. قال: كان داود عليه السلام يستقبل الليل والنهار ويقول اللهم خلصني اليوم من كل مصيبة نزلت من السماء إلى الأرض، اللهم اجعل لي سهما في كل حسنة نزلت من السماء إلى الأرض ثلاث مرات.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا عبيد الله بن عمر القواريري ثنا جعفر بن سليمان ثنا أبو عمران الجوني عن عبد الله بن رباح عن كعب. قال: إن إبراهيم عليه السلام شكا إلى الله عز وجل فقال: يا رب إنه ليحزنني أن لا أرى أحدا في الأرض يعبدك غيري، قال فبعث الله عز وجل ملائكة يصلون معه ويكونون معه.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن سهل ثنا عبد الله بن عمر ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا إسماعيل بن عياش عن أبي سلمة الصنعاني عن كعب. قال: قلة المنطق حكمة، فعليكم بالصمت فانه رعة حسنة وقلة وزر وخفة من الذنوب، فاحصوا باب الحكم فإن بابه الصبر وإن الله تعالى يبغض الضحاك من غير عجب والمشاء إلى غير إرب، ويحب الوالي الذي يكون كراع لا يغفل عن رعيته، واعلموا أن كلمة الحكمة ضالة المسلم، وعليكم بالعلم قبل أن يرفع،

(1)

سقط هذا الخبر من مغ

ص: 26

وإن رفعه ذهاب رواته.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن نائلة ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا معتمر عن أبيه عن أبي سليمان عن كعب. قال: ما أحرقت النار من إبراهيم إلا وثاقه.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا مسلم بن سعيد ثنا مجاشع بن عمر ثنا ابن لهيعة عن يحيى بن ميمون الحضرمي عن كعب. قال: لما أمر الله عز وجل موسى عليه السلام أن أسر ببني إسرائيل، أمره أن يحمل معه عظام يوسف عليه السلام فلم يدر موسى عليه السلام أين موضع قبره. وكانت امرأة من بني إسرائيل يقال لها سراج فكانت كلما حضر أجلها مد الله تعالى في عمرها إلى أن أدركت موسى عليه السلام فقالت لموسى: أنا أخبرك بموضع قبر يوسف على أن تعطيني ثلاث خصال. قال: وما هي؟ قالت تدعو الله تعالى أن يرد شبابي كما كنت أولا، قال لك ذلك، قالت وتحملني معك، قال لك ذلك، قالت وأكون معك في درجتك يوم القيامة. قال: فبكى موسى عليه السلام فأوحى الله إليه أن الجنة بيدي فأعطها ما سألت. فقال موسى عليه السلام لك ذلك. قالت فإن قبره في هذه الجزيرة وقد غلبه الماء. قال: فأخذ موسى قحفين فكتب عليهما اسم الله الأعظم، ثم ألقى أحد القحفين في جانب الجزيرة وألقى القحف الآخر في الجانب الآخر فانحسر الماء عن الجزيرة. فقالت المرأة: هنا موضع قبره. فابتدره الشبان فوجدوا يوسف عليه السلام في تابوت من مرمر فاحتملوه فحملوه معه قال وقارون يرمق القحفين فأخذهما فكان لا يمر بموضع كنز إلا وضع القحفين عليه فانشقت الأرض فاستخرج الكنز منه فذلك قوله {(إنما أوتيته على علم عندي)} يعني به القحفين، وما كان علم قبل ذلك شيئا.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني الصلت ابن مسعود ثنا جعفر بن سليمان ثنا أبو عمران الجوني عن عبد الله بن أبي رباح الأنصاري عن كعب. قال: كان إبراهيم عليه السلام يقري الضيف ويرحم المسكين وابن السبيل، فأبطأت عليه الأضياف حتى استراب لذلك فخرج إلى الطريق

ص: 27

يطلب فجلس فمر به ملك الموت في صورة رجل فسلم عليه فرد عليه إبراهيم ثم سأله من أنت؟ قال أنا ابن السبيل. قال: إنما قعدت هاهنا لمثلك، فأخذ بيده فقال له نطلق فذهب به إلى منزله فلما رآه إسحاق عرفه فبكى إسحاق، فلما رأت سارة إسحاق يبكي بكت لبكائه فلما رأى إبراهيم سارة تبكي بكى لبكائها، فلما رأى ملك الموت إبراهيم يبكي بكى لبكائه ثم صعد ملك الموت فلما أفاقوا غضب إبراهيم عليه السلام فقال بكيتم في وجه ضيفي حتى ذهب. قال: إسحاق لا تلمني يا أبت فإني رأيت ملك الموت معك ولا أرى أجلك إلا قد حضر فارث في أهلك، أي أوص-، وكان لإبراهيم عليه السلام بيت يتعبد فيه فإذا خرج أغلقه لا يدخله غيره - فجاء إبراهيم ففتح بيته الذي يتعبد فيه فإذا هو برجل جالس. فقال إبراهيم عليه السلام: من أدخلك؟ بإذن من دخلت؟ قال: بإذن رب البيت دخلت. قال: رب البيت أحق به، ثم تنحى في ناحية البيت فصلى ودعا كما كان يصنع فصعد ملك الموت فقيل له ما رأيت؟ قال:

يا رب جئتك من عند عبد لك ليس في الأرض بعده خير منه، فقيل له ما رأيت منه؟ قال: ما ترك خلقا من خلقك إلا وقد دعا له بخير في دينه ومعيشته، ثم مكث إبراهيم ما شاء الله ثم جاء ففتح بابه فإذا هو فيه برجل جالس. قال له:

من أنت؟ قال: أنا ملك الموت. قال: إبراهيم إن كنت صادقا فأرني منك آية أعرف أنك ملك الموت. قال: أعرض بوجهك يا إبراهيم، قال ثم أقبل فأراه الصورة التي يقبض فيها أرواح المؤمنين، فرأى من النور والبهاء شيئا لا يعلمه إلا الله، ثم قال أعرض بوجهك ثم قال انظر فأراه الصورة التي يقبض فيها الكفار والفجار فرعب إبراهيم رعبا شديدا حتى التزق بطنه بالأرض وكادت نفس إبراهيم أن تخرج. فقال أعرف فانظر الأمر الذي أمرت به فامض له، فصعد ملك الموت فقيل له تلطف بإبراهيم، فأتاه وهو في عنب له في صورة شيخ كبير لم يبق منه شيء، فلما رآه إبراهيم رحمه فأخذ مكتلا ثم دخل عنبه فقطف من العنب فى مكتله ثم جاء فوضعه بين يديه فقال كل فجعل يمضغ ويريه أنه يأكل ويمجه على لحيته وصدره، فعجب إبراهيم عليه السلام فقال

ص: 28

ما أبقت السنون

(1)

منك شيئا كم أتى لك؟ فحسب مدة إبراهيم عليه السلام فقال إن لي كذا وكذا، فقال إبراهيم عليه السلام قد أتى لي مثل هذا، وإنما انتظر أن أكون مثلك اللهم اقبضني إليك. قال: فطابت نفس إبراهيم عن نفسه وقبض ملك الموت روحه على تلك الحال.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا أحمد بن موسى العدوى ثنا إسماعيل ابن سعيد الكسائى ثنا عبد العزيز محمد الدراوردي عن محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري عن عمه ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن جزء بن جابر الخثعمي: أنه سمع كعبا يقول: كلم الله موسى بالألسنة كلها قبل لسانه. فقال له موسى: [يا رب هذا كلامك؟ فقال الله لو كلمتك بكلامي لم تكن شيئا. قال موسى:]

(2)

يا رب هل من خلقك شيء يشبه كلامك؟ قال لا! وأقرب خلقي شبها بكلامي أشد ما يسمع من الصواعق.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد ثنا عبد الله ابن وهب حدثني عبد الله بن عياش عن يزيد بن قودر عن كعب. قال: ليس شيء أشد على إبليس وجنوده والشياطين، ولا أكثر لبكائهم من أن يروا مسلما ساجدا. يقولون بالسجود دخلوا الجنة وبالسجود دخلنا النار.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم ثنا أحمد ثنا ابن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن زيادة بن قائد عن سهل بن معاذ عن أبيه عن كعب: أنه قال: من قرأ قل هو الله أحد حتى ختم عشر مرات بني له بها قصر في الجنة، وإن قل هو الله أحد تعدل التوراة والإنجيل والفرقان، وإن قرأ بأم القرآن في ركعتي الضحى كتب له بكل شعرة حسنة.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم ثنا أحمد ثنا ابن وهب ثنا عبد الله بن عياش عن يزيد بن قودر عن كعب الأحبار. قال: من ختم القرآن زوجه الله مائة ألف زوجة من الحور العين لكل زوجة مائة ألف ألف وصيف ووصيفة، ومن قرأ شيئا منه فبحساب ذلك. وإن ختمه مرابطا زاده الله على ذلك مائة ألف ألف

(1)

فى مغ والمختصر: ما أبقت السن لك شيئا.

(2)

الزيادة من مغ.

ص: 29

ضعف وبنى له عدد ذلك مدائن وقصورا وغرفا من در وياقوت في الجنة وكان ذلك على الله يسيرا. قال: كعب: وما من شيء أحب إلى الله عز وجل من قراءة القرآن والذكر. قال: وسمع كعب رجلا يقرأ القرآن، فقال: خيار عباد الله من أطاب الكلام، وشرار عباد الله من أخبث الكلام. وقال كعب: من قرأ قل هو الله أحد حرم الله لحمه على النار.

• حدثنا محمد بن علي ثنا أبو عروبة الحراني ثنا المسيب بن واضح ثنا مخلد ابن الحسين عن أبي مسعود الجريري عن كعب: في قوله تعالى: {(إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين)} قال هم والله أصحاب الصلوات الخمس سماهم الله تعالى بها عابدين.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن عمران بن الجنيد ثنا عبد الله بن عاصم ثنا حماد بن قيراط عن مبارك بن مجاهد أبي الأزهر الجريري عن أبي العلاء عن كعب: في قوله تعالى: {(إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين)} قال: من صلى الخمس في جماعة فقد ملأ يديه ونحوه عبادة.

• حدثنا أبو محمد ثنا إسحاق بن أحمد ثنا ابن وارة ثنا حجاج عن حماد عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن رباح عن كعب. قال: ختمت التوراة {(الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن)} الآية.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا ابن لهيعة عن وهب بن عبد الله عن كعب: أنه قال: لأن أفطر على أراك أحب إلي من أن أصوم يوم السبت.

• أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - ثنا محمد بن أيوب ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا عمران بن حدير عن الشميط. قال: قال كعب: إن لكل زمان ملكا يبعثه الله على نحو قلوب أهله فإذا أراد صلاحهم بعث عليهم مصلحا وإذا أراد الله هلكتهم بعث فيهم مترفيهم.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام ثنا هناد ابن السري ثنا يعلى عن الأعمش عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب عن كعب

ص: 30

قال: لوددت أنى كبش أهلي فأخذوني فذبحوني فأكلوا وأطعموا ضيفهم.

• حدثنا عبد الله ثنا عبد الرحمن ثنا هناد ثنا وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن عبد الله بن ضمرة عن كعب. قال: من أقام الصلاة وآتى الزكاة وسمع وأطاع فقد توسط الإيمان ومن أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد ثنا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة عن ابن عجلان عن أبي عبيد: أن كعبا دخل كنيسة فأعجبه حسنها فقال: أحسن عمل وأضل قوم، رضيت لهم بالفلق فقيل وما الفلق؟ قال: بيت في جهنم إذا فتح صاح أهل النار من شدة حره.

• [حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد ثنا ابن وهب أخبرني عمر بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن عبد الله بن عبيدة عن راشد الزهري عن كعب: أنه كان يقول: اعمل عمل العبد الذي لا يرى أنه يموت إلا هرما، واحذر حذر المرء الذي يرى أنه يموت غدا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد]

(1)

قال ثنا ابن وهب قال أخبرني عبد الله بن عياش عن يزيد بن قودر عن كعب. قال: رب قائم مشكور له ورب نائم مغفور له، وذلك أن الرجلين يتحابان في الله فقام أحدهما يصلي فرضي الله صلاته ودعاءه فلم يرد عليه من دعائه شيئا، فذكر أخاه ذلك في دعائه من الليل فقال يا رب أخي فلان اغفر له فغفر الله له وهو نائم.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله قال ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن عبيد الله بن أبي جعفر عن عطاء بن يسار عن كعب. قال:

صيام يوم في سبيل الله يبعد من جهنم سبعين خريفا. وقال: في الجنة نهر يدعى الريان للصائمين يوم القيامة لا يشرب منه إلا الصائمون.

(1)

ما بين القوسين سقط من مغ

ص: 31

• حدثنا إبراهيم ثنا محمد ثنا قتيبة ثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن عطاء بن يسار عن كعب: أنه سئل عن العقوق فقال: إذا أمرك أبواك فلم تطعهما فقد عققتهما، وإذا دعوا عليك فقد عققتهما العقوق كله.

• حدثنا محمد بن إبراهيم قال ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا ابن أبي السري ثنا ضمرة عن الأوزاعي عن عطاء عن كعب. قال: إذا صلى الرجل بأذان وإقامة صلى معه من الملائكة ما يسد الأفق، وإذا صلى بإقامة صلى معه ملكاه.

• أخبرنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد في كتابه قال ثنا موسى بن إسحاق ح. وحدثنا محمد بن أحمد بن موسى بن محمد بن إسحاق حدثني أبي ثنا أبو إبراهيم الترجماني إسماعيل بن إبراهيم بن بسام قال ثنا عاصم بن طليق عن شيبان السدوسي وفرقد السبخي وأبان كلهم رووه عن كعب. قال: أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام في التوراة: يا موسى لولا من يحمدني ما أنزلت من السماء قطرة ولا أنبتت من الأرض حبة، يا موسى لولا من يقول لا إله إلا الله لسلطت جهنم على أهل الدنيا: يا موسى لولا من يدعوني لتباعدت من خلقي، يا موسى لولا من يعبدني ما أمهلت من يعصيني طرفة عين: يا موسى إياك والكبر فإنه لو لقيني جميع خلقى بمثقال حبة من خردل من كبر أدخلتهم ناري ولو كنت أنت ولو كان إبراهيم خليلي، يا موسى إذا لقيت الفقراء فسائلهم كما تسائل الأغنياء، فإن لم تفعل فاجعل كل شيء علمتك تحت التراب، يا موسى أتحب أن لا أنساك على كل حال؟ قال نعم! قال: فأحب الفقراء ومجالستهم وأنذر المذنبين، يا موسى أتريد أن أكون لك حبيبا أيام حياتك وفي القبر لك مؤنسا؟ قال نعم! قال فأكثر تلاوة كتابي، يا موسى أتحب أن لا أخذلك في تارات القيامة قال: نعم! قال: فأصبح وأمس ولسانك رطب من ذكري، يا موسى أتحب أن أبيحك جنتي - وقال محمد - أن تحبك جنتي وملائكتي وما ذرأت من الجن والإنس قال نعم! قال: حببني إلى خلقي قال يا رب كيف أحببك إلى عبادك؟ قال: تذكرهم آلائي ونعمائي فإنهم لا يذكرون مني إلا كل حسنة بحق أقول لك يا موسى إنه من لقيني وهو يعرف أن النعمة مني والشكر مني استحييت أن

ص: 32

أعذبه: يا موسى إن جهنم وما فيها تلظى وتلهب على المشرك وكل عاق لوالديه.

قال موسى: إلهي من كل ما العقوق؟ قال العقوق الموجب غضبي أن يشكوه والداه في الناس فلا يبالي، ويأكل شهوته ويحرم والديه: يا موسى كلمة من العقوق تزن جميع الجبال. قال: إلهي من كل ما هي؟ قال: أن تقول لوالديك لا لبيك: يا موسى إن كنفي ورحمتي وعفوي على من إذا فرح الوالدان فرح، وإذا حزن الوالدان حزن معهما وإذا بكى الوالدان بكى معهما: يا موسى من رضي عنه والداه رضيت عنه وإذا استغفر له والداه غفرت له على ما كان فيه ولا أبالي: يا موسى أتريد الأمان من العطش يوم القيامة؟ قال نعم يا رب قال:

كن مستغفرا للمؤمنين والمؤمنات، يا موسى أقل العثرة واعف عن من ظلمك في مالك وعرضك وأجب من دعاك أكن لك كذلك: يا موسى أتريد أن يكون لك يوم القيامة مثل حسنات جميع الخلق. قال: نعم! يا رب. قال: عد المرضى وكن لثياب الفقراء فاليا. فجعل موسى على نفسه في كل شهر سبعة أيام يطوف على الفقراء يفلي ثياب الفقراء ويعود المرضى. قال: الله: يا موسى - حين فعل ذلك - أما إني قد ألهمت كل شيء خلقته أن يستغفر لك، وألهمت الملائكة يوم القيامة أن يسلموا عليك حين تخرج من قبرك.

يا موسى أتريد أن أكون لك أقرب من كلامك إلى لسانك، ومن وساوس قلبك إلى قلبك، ومن روحك إلى بدنك، ومن نور بصرك إلى عينك.

قال نعم! يا رب قال: فأكثر الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم وأبلغ جميع بني إسرائيل أنه من لقيني وهو جاحد لأحمد سلطت عليه الزبانية فى الموقف، وجعلت بينى وبينه حجابا لا يراني ولا كتاب يبصره ولا شفاعة تناله ولا ملك يرحمه، حتى تسحبه الملائكة فيدخلوه ناري: يا موسى بلغ بني إسرائيل أنه من آمن بأحمد فإنه أكرم الخلق علي: يا موسى بلغ بني إسرائيل أنه من صدق بأحمد وكتابه نظرت إليه يوم القيامة: يا موسى بلغ بني إسرائيل أنه من رد على أحمد شيئا مما جاء به وإن كان حرفا واحدا أدخلته النار مسحوبا: يا موسى بلغ بني إسرائيل أن أحمد رحمة وبركة ونور ومن صدق به رآه أو لم يره أحببته أيام حياته ولم

ص: 33

أوحشه فى قبره ولم أخذ له فى القيامة ولم أناقشه الحساب في الموقف ولم تزل قدمه على الصراط: يا موسى إن أحب الخلق إلى لم من يكذب بأحمد ولم يبغضه:

يا موسى إني آليت على نفسي قبل أن أخلق السموات والأرض والدنيا والآخرة أنه من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صادقا من قلبه كتبت له يراءة من النار قبل أن يموت بعشرين ساعة، وأوصيت ملك الموت الذي يقبض روحه أن يكون أرفق به من والديه، وحميمه، وأوصيت منكرا ونكيرا إذا دخلا عليه فسألاه بعد موته أن لا يروعاه وأمن عليه وأكون معه فأضئ عليه ظلمة القبر وأونس عليه وحشة القبر ولا يسألني في القيامة شيئا إلا أعطيته:

يا موسى احمدني إذا مننت عليك مع كلامى إياك بالايمان باحمد فو عزتي لو لم تقبل الإيمان بأحمد ما جاورتني في داري ولا تنعمت في جنبي: يا موسى جميع المرسلين آمنوا بأحمد وصدقوه واشتاقوا إليه وكذلك من يجئ من المرسلين بعدك: يا موسى من لم يؤمن بأحمد من جميع المرسلين ولم يصدقوه ولم يشتاقوا إليه كانت حسناته مردودة عليه، ومنعته حفظ الحكمة ولا أدخل قبره نور الهدى وأمحو اسمه من النبوة: يا موسى أحب أحمد كما تحب نفسك وأحب الخير لأمته كما تحبه لأمتك أجعل لك ولأمتك في شفاعته نصيبا:

يا موسى استغفر للمؤمنين والمؤمنات تعط سؤلك يوم القيامة، فإن محمدا وأمته ليستغفرون للمؤمنين والمؤمنات.

يا موسى ركعتان يصليها محمد وأمته ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس من يصليها غفرت له ما أصاب من يومه وليلته ويكون في ذمتي: يا موسى بحق أقول لك من مات وهو فى ذمتي فلا ضيعة عليه: يا موسى وأربع ركعات يصليها محمد وأمته عند زوال الشمس عن كبد السماء قدر شراك أعطيهم بركعة منها المغفرة وبالثانية أثقل بها موازينهم وبالثالثة آمر ملائكتي يستغفرون لهم وبالرابعة تفتح لهم أبواب الجنة وأزواجهم من الحور العين وتشرف عليهم الحور العين. فإن سألوني الجنة أعطيتهم وزوجتهم من الحور العين: يا موسى وأربع ركعات يصليها محمد وأمته بالعشي لا يبقى ملك مقرب في السموات

ص: 34

والأرض إلا استغفر لهم ومن استغفرت له ملائكتي لم أعذبه: يا موسى وثلاث ركعات يصليها محمد وأمته حين يغيب ضوء النهار وهو مستغفر لهم ويغشاهم ليل وهو مستغفر لهم ومن استغفر له ولم يعصنى غفرت له يا موسى وأربع ركعات يصليها محمد وأمته حين يغيب الشفق تفتح لهم أبواب السماء حيال رءوسهم فلا يسألوني حاجة إلا أعطيتهم: يا موسى ويتنظف محمد وأمته بالماء كما أمرتهم فأعطيهم بكل قطرة من ذلك الماء جنة عرضها السموات والأرض:

يا موسى يصوم محمد وأمته في السنة شهرا وهو شهر رمضان فأعطيهم بصيامهم كل يوم منه تتباعد عنهم جهنم مسيرة مائة عام، وأعطيهم بكل خصلة يعملون بها من التطوع كأجر من أدى فريضة وأجعل لهم فيه ليلة المستغفر فيها مرة واحدة نادما صادقا إن مات في ليلته أو شهره أعطه أجر ثلاثين شهيدا:

يا موسى ويحج محمد وأمته بلدي الحرام فيحجون حجة آدم وسنة إبراهيم فأعطيهم شفاعة آدم وأتخذهم كما اتخذت إبراهيم: يا موسى ويزكي محمد وأمته فأعطيهم بالزكاة زيادة في أعمارهم وإن كنت عن أولهم غضبان رضيت عن أوسطهم وآخرهم وأعطيتهم في الآخرة المغفرة والخلد في الجنة يا موسى إني وهاب.

قال إلهي من علي. قال: يا موسى أقبل من عبدى اليسير وأعطيه الجزيل:

يا موسى نعم المولى أنا ونعم النصير، أعطيهم فرضا وأسألهم قرضا ولا تفعل الأرباب بعبيدها ما أفعل بهم: يا موسى فعالي لا توصف ورحمتي كلها لأمد وأمته فقال: إلهي من علي. قال: يا موسى إن في أمة محمد رجالا يقومون على كل شرف ينادون بشهادة أن لا إله إلا الله، فجزاؤهم على جزاء الأنبياء، رحمتي عليهم وغضبي بعيد منهم لا أسلط عليهم بين أطباق التراب الدود ولا منكرا ونكيرا يروعونهم: يا موسى أجعل جميع رحمتي لأحمد وأمته. قال: إلهي من علي، قال: لا أحجب التوبة عن أحد منهم ما دام يقول لا إله إلا الله بقلبه ولسانه فخر موسى ساجدا وقال رب اجعلني من أمة محمد فقيل له لا تدركها.

فزعم كعب: أن آدم وحواء عليهما السلام استغفرا الله ساعة فغفر لهما، وأن

ص: 35

نوحا استغفر الله ثلاثة أشهر فغفر له، وأن إبراهيم استغفر الله من ثلاث خصال

(1)

قالهن من قبل نفسه انتصب للتوبة ثمانية عشر شهرا، فغفر له ويعقوب وبني يعقوب طلبوا بيان التوبة فبين لهم بعد عشرين شهرا، وموسى بن عمران استغفر الله من الذنوب حولا قال الله قد غفرت له، فقال: رب إذ غفرت لى وافرحت بالمغفرة قلبى وأقررت بالمغفرة عيني وأدخلت لذاذة منطقك مسامعي فلا ترني خصمي يوم القيامة. قال: يا موسى أجورا تسألني؟ يأتي ملك الموت يوم القيامة قابضا على ذقنك حتى تجثو بين يدي، فانتفض موسى عليه السلام وقد سمع بالمغفرة فغشي عليه سبع ليال. فقال له جبريل: يا موسى انقطع رجاءك بعد إذ سمعت بالمغفرة فقال: يا جبريل أليس يقول خصمي يا رب قتلني هذا! فيقول الله يا موسى قتلته فإن قلت لا! قال ألست شاهدك وإن قلت نعم! قال لم قتلته.

فقال موسى عليه السلام أوه فشهق شهقة فغشي عليه شهرا ثم أفاق فسمع كلاما يقول يا موسى لأذلن اليوم من أمن من سخطي وناري وشدة حسابي:

يا موسى ألم أسلم عليك في الكتاب وسلمت عليك جميع ملائكتي: يا موسى كن طيب القلب بالتوحيد بجميع ملائكتي ورسلي وجميع فرائضي وإذا أصبت خطيئة ثم استغفرتنى لم أخذ لك في تارات القيامة، ولم أشمت بك عدوا يوم القيامة. قال: موسى: يا رب ومن عدوى يوم القيامة؟ قال إبليس وحزبه يا موسى: أنا أرحم الراحمين: يا موسى من لقيني وقد عرف أني أغفر وأرحم لم أفاتشه الكبير من المعصية وغفرت له الصغير تطولا عليه بالرحمة: يا موسى قل لبني إسرائيل يحذروني فإني أحب من يحذرني: يا موسى من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ودعا الناس إلى طاعتي فله صحبتي في الدنيا وفي القبر وفى القيامة في ظلي: يا موسى قل لبني إسرائيل إذا أدوا فرائضي يكونوا خاشعين يا موسى قل لبني إسرائيل لا يلهيهم شيء من دنياهم إذا كان حلول فرائضي يا موسى قل لبني إسرائيل لا ينسوني فإنه من لقيني وقد نسيني لم تفارق روحه جسده حتى أفزعه بالنار فزعة لو أدخلت روعتها فى مسامع أهل الدنيا لماتوا

(1)

فى مغ: من ثلاث كلمات قالهن الخ.

ص: 36

أسرع من طرفة عين: يا موسى بحق أقول لك إنه ليس شيء مما خلقته أشد خوفا مني من النار، قال سبحانك من علي. قال: يا موسى إني أنا خلقتها ورعبت قلبها بأني أنا ربك أفعل ما أشاء فامتلأت رعبا وخوفا: يا موسى النار مطيعة وما أنشأت فيها من الجنود مطيعون لي كلهم: قال موسى سبحانك من علي.

قال: يا موسى لهبها وما فيها من الملائكة وسكان السموات وسكان جناتي لا يدخلونها ولا يسمعون حسيسها: يا موسى قلوب ملائكتي في أجوافها كخفقان الطير: يا موسى إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري: يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين: يا موسى إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني ولا تشرك بي شيئا: يا موسى إني لا أزكي ولا أرحم من حلف باسمي كاذبا: يا موسى إذا قضيت بين الناس فاقض بينهم كقضائك لنفسك وأهل بيتك: يا موسى إن العبد إذا خشيني كنت أحب إليه من نفسه: يا موسى ارحم ترحم وكما تدين تدان: يا موسى اشكر لي ولوالديك إلي المصير.

• حدثنا أبو بكر أحمد بن السندي ثنا الحسن بن علويه القطان ثنا اسماعيل ابن عيسى العطار ثنا إسحاق بن بشر القرشي أبو حذيفة عن سعيد عن قتادة عن كعب. قال: قال موسى عليه السلام حين ناجاه ربه تعالى: يا رب أقريب أنت فأناجيك أم بعيد فأناديك؟ قال: يا موسى لأنا جليس من ذكرني قال: يا رب إني أجلك: أن أذكرك على خلائي أو آتي أهلي. قال: يا موسى اذكرني على أي حال كنت، ثم قال: يا موسى أتريد أن أقرب مجلسك مني يوم القيامة فلا تنهر السائل ولا تقهر اليتيم وجالس الضعفاء وارحم المساكين وأحب الفقراء ولا تفرح بكثرة المال فإن كثرة المال تقسي القلب: يا موسى إذا رأيت الغنى مقبلا فقل ذنب عجلت عقوبته، وإذا رأيت الفقر مقبلا فقل مرحبا بشعار الصالحين: يا موسى إن أردت أن لا يبقى ملك في السموات السبع والأرض إلا سلموا عليك وصافحوك يوم القيامة فأكثر التسبيح والتهليل: يا موسى أسمعني لذاذة التوراة في ظلمة الليل أجعل لك فى المعاد ذخرا: يا موسى إذا أحببت أن أباهي بك الملائكة في

ص: 37

السماء وفي طرقات الدنيا فأمط الأذى عن طريق المسلمين: يا موسى ذلل نفسك لي تواضعا أرفعك: يا موسى إن أردت أن لا تدعوني أيام حياتك إلا استجبت لك ولا تسألني في القيامة شيئا إلا قلت لك نعم! فعليك بحسن الخلق: يا موسى كن في مخالطة الناس كالصبي: يا موسى كن لين الجانب فإن أبغض الخلق إلي الذي في نفسه كبر وفي لسانه جفاء وفي قلبه قسوة، وأحب الأخلاق إلي الرحمة والعطف والرأفة والرقة: يا موسى عليك بلين القول وطيب الكلام:

يا موسى كفى بالعبد من الشر إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم، فإذا قال العبد ذلك لعنته أنا وملائكتي فالويل لمن لعنته أنا وملائكتي فالويل لمن لعنته من يقوم للعنتي: يا موسى إني إذا لعنته لم يرحمه شيء وأخرجته من رحمتي العظيمة التي من دخلها دخل الجنة، وكيف يرحمه شيء ولم تسعه رحمتي وأنا أرحم الراحمين: يا موسى ارحم خلقي أرحمك: يا موسى أنا رحيم أحب الرحماء. يا طوبى للرحماء ويا طوبى للرحماء ويا طوبى للرحماء: يا موسى من رحم رحمته ومن رحمته أدخلته الجنة: يا موسى إن أحببت أن أملأ مسامعك يوم القيامة بما يسرك فارحم الصغير كما ترحم ولدك وارحم الضعيف وأعن القوي وارحم الكبير كما ترحم الصغير، وارحم المعافا كما ترحم المبتلى وارحم الجاهل كما ترحم العالم وارحم القوي كما ترحم الضعيف كل على حياله:

يا موسى تعلم الخير واعمل به وعلمه فإني منور لمعلم الخير ومتعلمه في قبورهم كي لا يستوحشوا في القبور: يا موسى لينفعك علمك فتيقظ لي به في ساعات الليل وقم به في آناء النهار أدفع عنك شدة الآخرة والبلاء في الدنيا:

يا موسى أكثر من قول لا إله إلا الله فإنه لولا أصوات من يسمعني قول لا إله إلا الله لسلطت جهنم على أهل الدنيا: يا موسى عليك بكثرة الحمد فلولا حمد من يحمدني من عبادي لعذبت أهل الأرض. قال موسى عليه السلام: يا رب فما أجر من قال لا إله إلا الله صادقا؟ قال: ثوابه رضائي عنه وجواره إياي في داري والنظر إلى وجهي. قال: يا رب فما جزاء من شهد أني رسولك وأني كليمك. قال يا موسى يبشره ملك الموت عند فراقه الدنيا ويهون عليه الموت: يا موسى

ص: 38

التكثر صلاتك فإن المصلي يناجيني. قال موسى عليه السلام: يا رب فما جزاء من قام بين يديك مصليا؟ قال: يا موسى أباهي به ملائكتي راكعا وساجدا ومن أباهي به ملائكتي لا أعذبه: يا موسى أطعم المساكين. قال: يا رب فما جزاء من أطعم مسكينا؟ قال: يا موسى أرحمه رحمة لم

(1)

يسمع بها الخلائق وأعتقه من النار. قال: موسى: يا رب فما جزاء من آوى يتيما حتى يستغني أو كفل أرملة.

قال: أسكنه جنتي وأظله يوم لا ظل إلا ظلي. قال: يا رب فما جزاء من عزى حزينا؟ قال ألبسه لباس التقوى وأرديه رداء الإيمان. قال: يا رب فما جزاء من شيع جنازة قال تشيعه ملائكتي وأصلي على روحه في الأرواح. قال:

يا رب فما جزاء من عاد مريضا؟ قال: استغفرت له ملائكتي وخاض في رحمتي قال: يا رب فما جزاء من بكى من خشيتك؟ قال: أؤمنه الفزع الأكبر يوم القيامة وأقي وجهه لفح النار. قال: يا رب فما جزاء من أحيا أمرك بالوضوء وغسل الجنابة؟ قال: يا موسى له بكل شعرة نور ودرجة يوم القيامة وبكل جديد مغفرة جديدة. قال: إلهي فما جزاء من بر والديه؟ قال: أسكنه جنتي وأعطيه من الثواب ما يرضى. قال: يا رب فما جزاء من عق والديه؟ قال:

النار مصيره وحسبه. قال: إلهي فما جزاء من وصل رحمه؟ قال: أزيد في عمره وأثمر ماله وأعمر داره وأهون عليه سكرات الموت وتناديه يوم القيامة أبواب الجنة هلم إلينا. قال: إلهي فما جزاء من كف أذاه وبذل معروفه وأكرم جاره؟ قال: يا موسى تناديه يوم القيامة النار لا سبيل لي عليك:

يا موسى من أحب أن لا تحرقه النار فليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه. قال:

يا رب فما جزاء من صبر على أذى الناس؟ قال: يا موسى أصرف عنه أهوال يوم القيامة. قال: يا رب فما جزاء من ذكرك بلسانه وقلبه سرا؟ قال أجعله في كنفي وأظله بظل عرشي قال إلهي فما جزاء من تلا حكمتك. قال: يا موسى يمر على الصراط كالبرق في يوم تذل فيه الأقدام قال: إلهي فما جزاء من صبر على مصيبة تصيبه؟ قال: يا موسى له بكل نفس يتنفسه ثلاثمائة درجة فى الجنة الدرجة

(1)

فى مغ: رحمة يسمع بها الخ.

ص: 39

خير من الدنيا وما فيها. قال: إلهي أي الصابرين أحب إليك؟ قال: يا موسى ما صبر عبدي على شيء أحب إلي من صبره على معاصي ثم صبره على فرائضي ثم على المصيبة. قال: إلهي فما جزاء من صبر عما حرمت عليه؟ قال: يا موسى له بكل شهوة يردها سبعمائة شهوة في الجنة أعطيهن إياه، وبكل نفس يتنفسه سبعمائة درجة في الجنة الدرجة خير من الدنيا وما فيها. قال: إلهي فما جزاء من صبر على فرائضك؟ قال: له بكل نفس يتنفسه ستمائة درجة في الجنة الدرجة منها خير من الدنيا وما فيها. قال: إلهي فما جزاء من سعى إلى طاعتك في بياض النهار وظلمة الليل. قال: أما من سعى في بياض النهار فأعطيه بعدد كل شيء مر عليه ضوء النهار وضوء الشمس درجات وحسنات، وأما من سعى في ظلمة الليل إلى طاعتي فأستره بالنور الدائم يوم القيامة وأحشو في الدنيا قلبه نورا يهتدي به وأجعل له في السماء نورا يعرف به وأحشره يوم القيامة ونوره يسعى بين يديه وعن يمينه وعن شماله، وأعطيه يوم القيامة بعدد كل شيء مر عليه سواد الليل وضوء القمر ونور الكواكب درجات وحسنات. قال: إلهي فما جزاء من أحسن إلى خوله وما ملكت يمينه ولم يكلفه ما لا يطيق؟ قال: يا موسى أتقبل حسناته وأتجاوز عن سيئاته وأخفف عليه الحساب يوم القيامة. قال:

إلهي فما لمن تاب من ذنب يأتيه متعمدا؟ قال: يا موسى هو كمن لا ذنب له قال: إلهي فما لمن تاب من ذنب يأتيه خطأ؟ قال: يا موسى هو عندي كبعض ملائكتي ومقامه مقامهم ومصيره مصيرهم. قال: موسى ومم ذاك يا رب. قال: إنه استغفرني من غير ذنب وملائكتي يستغفروني من غير ذنب قال: وكيف ذلك يا رب؟ قال: لأني وضعت عن خلقي الخطأ والنسيان.

قال: إلهى فما جزاء من تقرب اليك بالنوافل. قال: يا موسى جزاؤه محبتي وأحببه إلى خلقي وأكون عينيه اللتين ينظر بهما ويديه اللتين يبطش بهما ورجليه اللتين يمشي بهما، إن استغفرني غفرت له وإن دعاني استجبت له وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه وأحارب من نابذه. قال: إلهي فما جزاء من أصر على ذنبه فلم يتب منه. قال: يا موسى إذا دعاني لم أستجب له وإذا رحمت

ص: 40

عبادي لم أرحمه، وأمحقه فيمن أمحق يوم القيامة. قال: إلهي فما جزاء من أكل الربا فلم يتب منه؟ قال: يا موسى أطعمه يوم القيامة من شجرة الزقوم.

قال: إلهي فما جزاء من أدى الأمانة؟ قال: يا موسى له الأمان يوم القيامة ولا يحجب عن الجنة. قال: إلهي فما جزاء الزناة يوم القيامة؟ قال: يا موسى يفزع أهل الجمع من أصواتهم ويتأذون من نتن ريحهم. قال: إلهي فما جزاء من لم يكف عن معاصيك؟ قال: أعطيه كتابه بشماله ومن وراء ظهره. قال: إلهي فما جزاء من أحب أهل طاعتك؟ قال: يا موسى من أحب أهل طاعتي أحرمه على النار. قال: يا رب فما جزاء من لا يفتر عن الدعاء والتضرع والاستكانة؟ قال يا موسى أدفع عنه البلاء في الدنيا وأعينه على شدائد الآخرة. قال: إلهي فما جزاء من قتل مؤمنا متعمدا. قال: يا موسى لا أقيله عثرته ولا أنظر إليه يوم القيامة في حاجة وأحرم عليه ريح الجنة. قال: إلهي فما جزاء من دعا نفسا كافرة إلى الإسلام؟ قال: يا موسى أجعل له حكما يوم القيامة في الشفاعة.

قال: إلهي فما جزاء من دعا نفسا مؤمنة إلى طاعتك ونهاها عن معصيتك؟ قال:

يا موسى هو يوم القيامة فى زمرة المرسلين. قال: يا رب فما جزاء من أسبغ الوضوء وصلى الصلاة لوقتها لا يشغله عنها شيء؟ قال: يا موسى أبيحه جنتي وأعطيه سؤله وأضم عليه ضيعته وأضمن الأرض رزقه. قال: إلهي فما جزاء من صام لك محتسبا؟ قال: يا موسى أقيمه مقاما لا يرى من البأس شيئا. قال:

إلهي فما جزاء من صام رياء قال ثوابه كثواب من لم يصمه. قال: إلهي فما جزاء من أعطى الزكاة على ما أمرته؟ قال: يا موسى أعطيه جنة عرضها كعرض السماء والأرض قال: إلهي فما جزاء من لقيك بشهادة أن لا إله إلا الله تكون آخر كلامه من الدنيا؟ قال: يا موسى لا يحمله قلبك ولا يعيه سمعك كل الذي أعطيه حتى يصير إليه. قال إلهي ما جزاء من شهد أن لا إله إلا أنت وهو شاك؟ قال: يا موسى أخلده ناري ولا أجعل له نصيبا في رحمتي ولا حظا في شفاعة النبيين والصديقين والشهداء والملائكة قال: إلهي فما جزاء من اعتكف لك؟ قال المغفرة. قال: فسكت موسى عليه السلام طويلا فلم يتكلم، فقال له ربه تعالى: يا موسى تكلم ما في قلبك قال

ص: 41

إلهي أنت أعلم بما أقول. قال: نعم! قد علمت أنك أردت أن تقول إلهي لا يهلك عليك إلا هالك. قال نعم قال يا موسى بن عمران وعزتي لا يهلك علي إلا هالك.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا وكيع ثنا سفيان عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن كعب. قال: قال موسى عليه السلام: يا رب أقريب أنت فأناجيك أم بعيد فأناديك؟ قال: يا موسى أنا جليس من ذكرني. قال: يا رب فإنا نكون من الحال على حال نجلك ونعظمك أن نذكرك. قال: وما هى؟ قال الجنابة والغائط. قال: يا موسى اذكرني على أي حال كان.

• حدثنا محمد بن إبراهيم بن علي ثنا محمد بن منصور بن أبي الجهم ثنا نصر بن علي ثنا يزيد بن هارون أنبأنا زكرياء بن أبي زائدة عن عطية العوفي.

قال قام كعب الأحبار: فأخذ بيد العباس رضي الله تعالى عنهما فقال أدخرها عندك تشفع لي يوم القيامة. فقال العباس رضي الله تعالى عنه؟ وهل لي شفاعة فقال كعب رضي الله تعالى عنه: نعم! إنه ليس أحد من أهل بيت نبي يسلم إلا كانت له شفاعة يوم القيامة.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا أبي ثنا الفريابي عن إسرائيل عن سعيد بن مسروق عن عكرمة. قال: سمعت كعبا يقول لابن عباس رضي الله تعالى عنهما: إذا رأيت السيوف قد عريت، والدماء قد أهريقت، فاعلم: أن أمر الله قد ضيع في الأرض فانتقم الله من بعضهم لبعض، وإذا رأيت قطر السماء قد منع فاعلم أن الزكاة قد منعت فمنع الله ما عنده، وإذا رأيت الوباء قد فشا فاعلم أن الزنا قد فشا.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد ثنا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة عن ابن عجلان ح. وحدثنا أبو بكر الآجري ثنا عبد الله بن محمد العطشي ثنا إبراهيم بن الجنيد ثنا سعيد ابن أبي مريم أنبأنا نافع بن يزيد أخبرني يحيى بن أبي أسيد عن ابن عجلان قالا عن أبي عبيد عن كعب: أنه دخل كنيسة فأعجبه حسنها فقال أحسن عمل واضل

ص: 42

قوم، رضيت لكم الفلق! قيل وما الفلق؟ قال: بيت في جهنم إذا فتح صاح جميع أهل النار من شدة حره.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الله بن محمد بن عمران ثنا الحسين بن الحسن المروزي ثنا بشر بن المفضل ح. وحدثنا أبو بكر الآجري ثنا عبد الله بن محمد العطشي ثنا إبراهيم بن الجنيد ثنا يحيى بن إسماعيل الواسطي أنبأنا عثمان ابن عمر قالا ثنا ابن عون عن محمد بن سيرين: أن كعبا قال لعمر رضي الله تعالى عنه: هل ترى في منامك شيئا؟ فانتهره عمر. فقال: إني أجد أو إنا نجد رجلا يرى في منامه ما يكون في هذه الأمة.

• حدثنا محمد بن أحمد بن أبان ثنا أبي ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا سلمة بن شبيب ثنا سهل بن عاصم عن سلم عن كرز بن وبرة. قال: بلغني: أن كعبا قال إن الملائكة ينظرون من السماء إلى الذين يصلون بالليل في بيوتهم كما تنظرون أنتم إلى نجوم السماء.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا أبي ثنا أبو بكر ثنا أبو كريب ثنا المحاربى عن بكر بن حبيش

(1)

حدثني أبو داود عن همام عن كعب. قال: رجال يباهي الله بهم ملائكته، الغازي في سبيل الله، ومقدمة القوم إذا حملوا، وحاميتهم إذا هزموا، والذي يخفي صلاته، والذي يخفي صيامه، والذي يخفي صدقته، والذي يخفي كل عمل صالح ما ينبغي أن يخفي.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا أبي ثنا أبو بكر بن أبي بكر ثنا عبد الله بن أبي بدر ثنا إسماعيل بن إبراهيم عن الجريري عن أبي الورد بن ثمامة عن عمرو بن مرداس عن كعب. قال: ما أنعم الله على عبد من نعمة في الدنيا فشكرها لله وتواضع بها لله إلا أعطاه الله تعالى نفعها في الدنيا ورفع له بها درجة في الجنة، وما أنعم على عبد من نعمة في الدنيا فلم يشكرها لله ولم يتواضع بها لله إلا منعه الله تعالى نفعها في الدنيا وفتح له طبقا من النار يعذبه إن شاء أو يتجاوز عنه.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ثنا سلم

(1)

فى مغ: ابن جبير

ص: 43

ابن جنادة ثنا شيخ عن مجالد عن الشعبي. قال: كان الحطيئة وكعب عند عمر رضي الله تعالى عنه فانشد الحطيئة:

من يفعل الخير لا يعدم جوائزه

• لا يذهب العرف بين الله والناس

فقال كعب: هي والله في التوراة لا يذهب المعروف بين الله وبين خلقه.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المؤذن ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن سفيان ثنا محمد بن الحسين ثنا الحارث بن خليفة

(1)

ثنا دويد أبو سليمان عن إبراهيم أبي عبد الله الشامي عن كعب. قال: من عرف الموت هانت عليه مصائب الدنيا وغمومها.

• حدثنا أبو بكر ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن سفيان ثنا خالد ابن خداش ثنا حماد بن زيد عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة: أن عمر قال لكعب: أخبرني عن الموت قال يا أمير المؤمنين هو مثل شجرة كثيرة الشوك في جوف ابن آدم، فليس منه عرق ولا مفصل إلا فيه شوكة ورجل شديد الذراعين فهو يعالجها ينزعها، فأرسل عمر رضي الله تعالى عنه دموعه.

• حدثنا أبو بكر المؤذن ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني الفضل بن إسحاق بن حيان ثنا مروان بن معاوية عن عبد الرحمن بن سويد بن عطارد عن همام قال قال كعب: يوجد رجل في الجنة يبكي فقيل له لم تبكي وقد دخلت الجنة؟ قال أبكي لأني لم أقتل في سبيل الله إلا قتلة واحدة وكنت أشتهي: أن أرد فأقتل فيه ثلاث قتلات.

• حدثنا أبو بكر ثنا أبو الحسن ثنا أبو بكر حدثني محمد بن الحسين ثنا زكريا بن عدي عن الزبير أبي عبد الله القنسري عن كعب. قال: لا يذهب عن الميت ألم الموت ما دام في قبره، وأنه لأشد ما يمر على المؤمن وأهون ما يصيب الكافر.

• حدثنا أبو بكر ثنا أبو الحسن ثنا أبو بكر حدثنا محمد بن الحسين ثنا موسى ابن داود ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه: أن رجلا قال لكعب:

(1)

فى مغ: الحريث بن خليفة

ص: 44

ما الداء الذي لا دواء له؟ قال الموت، قال ابن زيد بن أسلم قال أبي للموت:

دواء رضوان الله عز وجل.

• حدثنا أبي ثنا محمد بن أحمد بن يزيد ثنا أبو مسعود أنبأنا أبو اليمان الحكم بن نافع ثنا صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد عن كعب. قال: إن القسطنطينية شمتت بخراب بيت المقدس فتعززت وتجبرت فدعيت العاتية المستكبرة. فقالت: إن كان عرش الله بني على الماء فقد بنيت على الماء، فأوعدها الله بعذاب قبل يوم القيامة وقال لانزعن حليك وحريرك وخميرك ولا تركنك لا يصرخ ديكك، ولا يقوم أحد إلى جدار من جدرك ولا أجعل لك عامرا إلا الثعالب، ولا نباتا إلا الحجارة والينبوت ولا يحول بينك وبين السماء شيء ولا تركن عليك نيرانا ثلاثا من السماء؛ نارا من زفت، ونارا من قطران، ونارا من نفط. ولا تركنك جدعاء قرعاء وليبلغني صوتك وأنا في السماء، فإني طال ما أشرك بي فيك وليفتر عن فيك جوار ما كدن يرين الشمس من حسنهن قال كعب فلا يعجز من بلغ ذلك منكم أن يمشي إلى لاطئ ملكهم فإنه يجد خيلا وبقرا من نحاس يجري على رءوسها الماء ولتقسمن كنوزها بالأترسة وقطعا بالفئوس فإنكم على ذلك منه حتى تحلكم النار التي أوعدها الله فتحملون ما استطعتم من كنوزها فتقتسمونها بالفرقدونة ثم يأتيكم آت أن الدجال قد خرج فترفضون ما في أيديكم ومن رفض منكم فإذا بلغتم الشام وجدتم ذلك باطلا إنما هي نفخة من كذب لا يدخل الدجال بعدها إلا بسبع سنين يمكث ستا ويخرج في السابعة تتعلق به حية إلى جانب ساحل البحر.

قال الشيخ أبو نعيم رحمه الله. بقي لكعب الأحبار من الأخبار في العظات والآيات ما فيه معتبر لذوي الألباب والهيئات - اقتصرنا على ما ذكرنا وأعرضنا عن كثير مما كتبنا، ونسأل الله الانتفاع بما روي لنا وأملينا.

وأسند كعب عن أكابر الصحابة عن أمير المؤمنين الفاروق عمر، وعن السيد المهاجر المتاجر صهيب بن سنان، وعن أم المؤمنين الصديقة عائشة رضوان الله تعالى عليهم توفي كعب رحمه الله قبل مقتل عثمان رضي الله تعالى عنه بسنة.

ص: 45

[حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عبد الوهاب ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان بن عمرو ح]

(1)

. وحدثنا سليمان ثنا يحيى بن عثمان ثنا نعيم بن حماد ثنا عبد الله بن المبارك ثنا صفوان بن عمر عن أبي المخارق زهير بن سالم عن كعب عن عمر رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أخوف ما أخاف على أمتي الائمة المضلين» . قال كعب فقلت والله ما أخاف على هذه الأمة غيرهم». غريب من حديث كعب تفرد به صفوان رواه بقية بن الوليد والقدماء.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا إسماعيل بن إسحاق السراج ح.

وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية قالا ثنا سويد بن سعيد ثنا حفص بن ميسرة عن موسى بن عقبة عن عطاء بن مروان عن أبيه: أن كعبا.

حلف له بالذي فلق البحر لموسى عليه السلام أن صهيبا حدثه أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم ير قرية يريد دخولها إلا قال حين يراها: «اللهم رب السموات السبع وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن ورب الرياح وما أذرين إنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها، ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر من فيها» . هذا حديث ثابت من حديث موسى بن عقبة تفرد به عن عطاء رواه عنه ابن أبي الزناد وغيره.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الله بن ناجية ثنا سويد بن سعيد ثنا حفص بن ميسرة عن موسى بن عقبة عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه: أن كعبا حلف له بالذي فلق البحر لموسى عليه السلام أن داود عليه السلام كان إذا انصرف من صلاته قال: اللهم أصلح لي ديني الذي جعلته عصمة أمري، وأصلح لي دنياي الذي جعلت فيها معاشي اللهم إنى أعوذ برضاك من سخطك، واعوذ بعفوك من نقمتك، وأعوذ بك منك، لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك جده» قال كعب الأحبار: وأخبرني صهيب: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينصرف بهذا الدعاء من صلاته».

وهذا الحديث أيضا من جياد الأحاديث تفرد به موسى عن عطاء.

(1)

سقط هذا من مغ

ص: 46

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا عمرو بن الحصين ثنا فضيل بن سليمان ثنا موسى بن عقبة عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن عبد الرحمن بن مغيث عن كعب قال حدثني صهيب: قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو يقول اللهم لست باله استحدثناه ولا برب ابتدعناه، ولا كان لنا قبلك من إله نلجأ إليه ونذرك ولا أعانك على خلقنا أحد فنشركه فيك، تباركت وتعاليت» قال كعب: وهكذا كان نبي الله داود عليه السلام يدعو. غريب من حديث موسى بن عقبة تفرد به عمرو بن الحصين.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا بكر بن سهل ثنا نعيم بن حماد ثنا بقية بن الوليد حدثني عقبة بن أبي حكيم عن طلحة بن نافع عن كعب. قال: أتيت عائشة رضي الله تعالى عنها فقلت هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نعت الإنسان وانظري هل يوافق نعتي نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت انعت: فقال! عيناه هاد وأذناه قمع ولسانه ترجمان ويداه جناحان ورجلاه بريد وكبده رحمة ودينه نفس وطحاله ضحك وكليتاه نكر والقلب ملك فإذا طاب طاب جنوده وإذا فسد فسد جنوده فقالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينعت الإنسان هكذا. غريب من حديث كعب لم نكتبه إلا من حديث بقية عن عتبة.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن القاسم ثنا عفان بن مسلم ثنا حماد ابن سلمة عن علي بن زيد عن عبد الله بن الحارث. قال: كنت عند عائشة رضي الله تعالى عنها وعندها كعب الأحبار فذكر كعب إسرافيل عليه السلام فقالت عائشة: يا كعب أخبرني عن إسرافيل! فقال كعب: عندكم العلم فقالت أجل؟ فأخبرني. فقال: له أربعة أجنحة جناحان في الهواء، وجناح قد تسربل به، وجناح على كاهله والعرش على كاهله والقلم على أذنه. فإذا نزل الوحي كتب القلم ثم درست الملائكة وملك الصور جاث على إحدى ركبتيه وقد نصب الأخرى، ملتقم الصور محنيا ظهره شاخصا بصره ينظر إلى إسرافيل وقد أمر إذا رأى إسرافيل قد ضم جناحيه أن ينفخ فى الصور. فقالت عائشة رضي

ص: 47

الله تعالى عنها: هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول. غريب من حديث كعب لم يروه عنه إلا عبد الله بن الحارث، ورواه خالد الحذاء عن الوليد عن أبي بشر عن عبد الله بن رباح عن كعب نحوه.

‌نوف البكالي

ومنهم المرغب في المحاسن والمعالي، نوف بن أبي فضالة البكالي.

كان للكتب قاريا. وإلى المحامد داعيا، وعن المحاذر ناهيا. وقيل إن التصوف:

الدعاء إلى الارتفاع، والإيماء إلى الارتداع.

• حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبد الله البابلتي ثنا الأوزاعي حدثني يحيى بن أبى عمرو الشيبانى حدثني نوف البكالي. قال: كان عمرو البكالي: إذا افتتح موعظة قال ألا تحمدون ربكم، الذى حضر غيبتكم، وأخذ سهمكم وجعل وفادة القوم لكم. وذلك: أن موسى عليه السلام وفد ببني إسرائيل فقال الله لهم إني قد جعلت لكم الأرض مسجدا حيث ما صليتم منها تقبلت صلاتكم إلا في ثلاث مواطن فإنه من صلى فيهن لم أقبل صلاته المقبرة، والحمام، والمرحاض. قالوا لا! إلا في كنيسة قال: وجعلت لكم التراب طهورا، إذا لم تجدوا الماء قالوا: لا! إلا بالماء. قال: وجعلت لكم حيث ما صلى الرجل وكان وحده تقبلت صلاته، قالوا: لا! إلا في جماعة.

• حدثنا أبى ثنا عبد الله ابن محمد بن عمران ثنا عمرو بن علي ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير عن نوف البكالي. قال: انطلق موسى عليه السلام بوفادة بني إسرائيل فناجاه ربه فقال: إني أبسط لكم الأرض طهورا ومسجدا تصلون حيث أدركتكم الصلاة إلا في حمام أو مرحاض أو عند قبر، واجعل السكينة في قلوبكم وإني أنزل عليكم التوراة تقرءونها على ظهر ألسنتكم رجالكم ونساؤكم وصبيانكم.

قالوا: لا نصلي إلا في كنيسة، ولا نجعل السكينة في قلوبنا نجعل لها تابوتا نحمل فيه ولا نقرأ كتابنا إلا نظرا. قال الله تعالى {(فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون

ص: 48

الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي)} إلى قوله {(لعلكم تهتدون)} قال موسى عليه السلام: يا رب اجعلني نبيهم قال: إن نبيهم منهم قال: يا رب أخرني حتى تجعلني منهم، قال إنك لن تدركهم، قال موسى يا رب جئت بوفادة بني إسرائيل فكانت الوفادة لغيرهم. قال الله تعالى:{(ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون)} فكان نوف البكالي يقول: احمدوا ربكم الذي شهد غيبتكم، وأخذ بسهمكم، وجعل وفادة بني إسرائيل لكم.

رواه جرير عن ليث بن أبي سليم عن شهر بن حوشب مثله.

• حدثنا محمد بن جعفر بن حفص أبو بكر المغازلي ثنا محمد بن العباس الأخرم ثنا محمد بن عبدة ثنا مصعب بن المقدام ثنا سفيان الثوري عن نسر بن ذعلوق. قال: سمعت نوفا يقول: في قوله تعالى {(ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا)} قال: الذراع سبعون باعا، الباع ما بينك وبين مكة، قال هذا وهو بالكوفة.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا ثنا إبراهيم بن محمد ثنا أحمد بن سعيد ثنا عبد الله بن وهب أنبأنا الليث بن سعد أنبأنا خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن القرظي عن نوف البكالي - وكان يقرأ الكتب - قال: إني لأجد أناسا من هذه الأمة في كتاب الله المنزل قوما يحتالون للدنيا بالدين، ألسنتهم أحلى من العسل، وقلوبهم أمر من الصبر. يلبسون للناس مسوك الضأن وقلوبهم قلوب الذئب. يقول الرب تعالى فعلى تجترءون وبى تغترون، حلفت بنفسي لأبعثن عليهم فتنة تترك الحليم فيها حيران. قال القرظي: تدبرتها في القرآن فإذا هم المنافقون {(ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا)} {(ومن الناس من يعبد الله على حرف)} .

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني محمد بن عبيد بن حساب ثنا جعفر بن سليمان عن أبي عمران الجوني عن نوف البكالي.

قال: أوحى الله إلى الجبال إني نازل على جبل منكم فشمخت الجبال كلها إلا جبل الطور فإنه تواضع. وقال: أرضى بما قسم الله لي، قال فكان الأمر عليه.

ص: 49

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد ثنا عبيد الله بن عمر القواريري ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن عامر الأحول عن عبد الملك ابن عامر عن نوف. قال: قال إبراهيم عليه السلام: يا رب إنه ليس في الأرض أحد يعبدك غيري، قال فأنزل الله تعالى ثلاثة آلاف ملك فأمهم ثلاثة أيام.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا أبي ثنا أبو عمران عن نوف: أن موسى عليه السلام لما نودي، قال: ومن أنت الذي تناديني؟ قال: أنا ربك الأعلى.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو الزبير ح. وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسين ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا منجاب ثنا عبد الرحيم بن سليمان قالا ثنا إسرائيل عن سماك عن نوف الشامي. قال: مكث موسى عليه السلام فى آل فرعون بعد ما غلب السحرة أربعين عاما، وقال منجاب: عشرين سنة يريهم الآيات الجراد والقمل والضفادع.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني علي بن مسلم ثنا سيار ثنا جعفر ثنا أبو عمران الجوني عن نوف البكالي. قال: مثل هذه الأمة مثل المرأة الحامل يرجى لها الفرج على رأس ولدها، وهذه الأمة إذا لج بها البلاء لم يكن لها فرج دون الساعة.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن الحكم ثنا سيار ثنا جعفر قال سمعت أبا عمران الجوني وأبا هارون العبدي يقولان سمعنا نوفا يقول: إن الدنيا مثلت على طير، فإذا انقطع جناحاه وقع، وإن جناحي الأرض مصر والبصرة وإذا خربتا ذهبت الدنيا.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا محمد عبيد ابن حساب ثنا جعفر بن سليمان ثنا أبو عمران الجوني عن نوف. قال: قال عزير فيما يناجي ربه عز وجل: تخلق خلقا فتضل وتهدي من تشاء؟ قال فقيل.

يا عزيز أعرض عن هذا! لتعرضن عن هذا أو لأمحونك من النبوة، إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون.

ص: 50

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني عبيد الله بن عمر القواريري ثنا جعفر بن سليمان عن أبي عمران الجوني عن نوف. قال: كانت مريم عليها السلام فتاة بتولا، وكان زكريا عليه السلام زوج أختها كفلها فكانت معه. قال فكان يدخل عليها يسلم عليها قال فتقرب إليه فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء، قال فدخل عليها زكريا عليه السلام مرة فقربت إليه بعض ما كانت تقرب. قال {(يا مريم أني لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة)} الآية قال: فبينا هي جالسة في منزلها إذا رجل قائم بين يديها قد هتك الحجب، فلما رأته قالت:{(إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا)} فلما ذكرت الرحمن فزع جبريل عليه السلام وقال: {(إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا)} إلى قوله تعالى {(وكان أمرا مقضيا)} فنفخ جبريل عليه السلام في جيبها فحملت حتى إذا أثقلت وجعت كما توجع النساء، فلما وجعت كانت في بيت النبوة فاستحيت فهربت حياء من قومها نحو المشرق، وخرج قومها في طلبها يسألون عنها فلا يخبرهم عنها أحد، فأخذها المخاض فتساندت إلى النخلة وقالت:{(يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا)} قال حيضة بعد حيضة {(فناداها من تحتها)} قال: جبريل عليه السلام من أقصى الوادى {(ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا)} قال جدولا {(وهزي إليك بجذع النخلة} إلى - قوله- {فلن أكلم اليوم إنسيا)} فلما قال لها جبرائيل اشتد ظهرها وطابت نفسها قطعت سرره ولفته فى خرقة وحملته، قال فلقى قومها راعى بقروهم في طلبها قالوا: يا راعي هل رأيت فتاة كذا وكذا قال لا! ولكن رأيت البارحة في بقري شيئا لم أره منها قط فيما خلا، قالوا: وما رأيت منها قال رأيتها باتت سجدا نحو هذا الوادي، فانطلقوا حيث وصف لهم فلما رأتهم مريم عليها السلام وقد جلست ترضع عيسى عليه السلام، فجاءوا حتى قاموا عليها وقالوا لها {(يا مريم لقد جئت شيئا فريا)} قال أمرا عظيما {(يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا)} قال أبو عمران قال نوف: فأشارت إليه أن

ص: 51

كلموه فعجبوا منها {(قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا)} قال نوف: المهد حجرها، فلما قالوا ذلك ترك عيسى عليه السلام ثديها واتكأ على يساره ثم تكلم {(قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا} -إلى قوله- {أبعث حيا)} قال: فاختلف الناس فيه.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا معاوية بن صالح عن سليم بن عامر. قال: أرسلتني أم الدرداء إلى نوف البكالي وإلى رجل آخر كان يقص في المسجد فقالت قل لهما:

اتقيا الله! ولتكن موعظتكما الناس موعظتكما لأنفسكما.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني أبو الربيع الزهراني ثنا أبو قدامة الحارث بن عبيد عن عامر الأحول. قال: سئل نوف عن قوله تعالى {(وجعلنا بينهم موبقا)} قال: واد بين أهل الضلالة وأهل الإيمان.

• حدثنا الحسين بن محمد ثنا محمد بن عبد الله بن غيلان ثنا الحسين بن الجنيد ثنا مصعب بن المقدام عن سفيان عن أبي إسحاق عن نوف: في قوله تعالى {(وشروه بثمن بخس)} قال: البخس الظلم والثمن عشرون درهما.

• أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - ثنا محمد بن أيوب ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن نوف: أن نبيا أو صديقا ذبح عجلا بين يدى امه فتخيل، فبينا هو ذات يوم تحت شجرة وفيها وكر طائر وفيه فرخ فوقع الفرخ وفغرفاه وجعل يصي فرحمه فأعاده في وكره فأعاد الله إليه قوته.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا حجاج بن المنهال ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن مطرف بن عبد الله: أن نوفا وعبد الله بن عمرو اجتمعا. فقال نوف: أجد في التوراة أن السموات والأرض ومن فيهن لو كان طبقا واحدا من حديد فقال رجل لا إله إلا الله لخرقتهن حتى تنتهي إلى الله عز وجل.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو مسلم الكشي ثنا عبد العزيز بن الخطاب

ص: 52

ثنا سهل بن شعيب النهمي

(1)

عن أبي علي الصيقل عن عبد الأعلى عن نوف.

قال: رأيت علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه خرج فنظر إلى النجوم، فقال: يا نوف أراقد أنت أم رامق؟ قلت: بل رامق يا أمير المؤمنين. فقال:

يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا والراغبين في الآخرة، أولئك قوم اتخذوا الأرض بساطا وترابها فراشا وماءها طيبا والقرآن والدعاء دثارا وشعارا، فرضوا الدنيا على منهاج المسيح عليه السلام. يا نوف: إن الله تعالى أوحى إلى موسى عليه السلام: أن مر بني إسرائيل أن لا يدخلوا بيتا من بيوتي إلا بقلوب طاهرة، وأبصار خاشعة، وأيد نقية فإني لا أستجيب لأحد منهم ولأحد من خلقي عنده مظلمة. يا نوف: لا تكونن شاعرا ولا عريفا ولا شرطيا ولا جابيا ولا عشارا، فإن داود عليه السلام قام في ساعة من الليل فقال: إنها ساعة لا يدعو عبد إلا استجيب له فيها إلا أن يكون عريفا أو شرطيا أو جابيا أو عشارا أو صاحب عرطبة - وهي الطنبور أو صاحب كوبة - وهي الطبل.

• حدثنا أبي ثنا محمد بن يحيى بن عيسى البصري ثنا أبو موسى ثنا أبو داود ثنا سهل بن شعيب النهمي قال: سمعت عبد الأعلى - وأثنى عليه معروفا - يحدث عن نوف.

قال: رأيت علي بن أبي طالب فذكر مثله.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ثنا أحمد بن مهدي ثنا قبيصة ثنا سفيان عن الأعمش عن الحكم عن نوف. قال: كانت النمل في زمان سليمان عليه السلام أمثال الذباب.

أسند نوف البكالي عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وعن ثوبان رضي الله تعالى عنهما.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا هشام عن قتادة عن شهر بن حوشب. قال: أنى عبد الله بن عمرو نوفا فقال: حدث فإنا قد نهينا عن الحديث، فقال: ما كنت لأحدث وعندي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من قريش فقال عبد الله بن عمرو سمعت رسول الله صلى

(1)

في مغ: السهمى وسيأتى فيها أنه النهدى

ص: 53

الله عليه وسلم يقول: «ستكون هجرة بعد هجرة يخرج خيار الأرض إلى مهاجر إبراهيم عليه السلام ويبقى في الأرض شرار أهلها، تلفظهم أرضوهم ويقذرهم نفس الله ويحشرهم الله مع القردة والخنازير» . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«يخرج ناس قبل المشرق يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، كلما قطع قرن نشأ قرن كلما قطع قرن نشأ قرن كلما قطع قرن نشأ قرن، ثم يخرج في بقيتهم الدجال» .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا حجاج بن المنهال ح.

وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا الحسن ابن موسى قالا: ثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أبي أيوب الأزدي عن نوف عن عبد الله بن عمرو: «أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ذات ليلة المغرب فصلينا معه فعقب من عقب ورجع من رجع، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يثوب الناس بصلاة العشاء، فجاء وقد حفزه النفس رافعا أصبعه وعقد تسعا وعشرين يشير بالسبابة إلى السماء، فحسر ثوبه عن ركبتيه.

وهو يقول: أبشروا معشر المسلمين هذا ربكم قد فتح بابا من أبواب السماء يباهي بكم الملائكة يقول: يا ملائكتي انظروا إلى عبادي هؤلاء قضوا فريضة وهم ينتظرون أخرى» وروى حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن مطرف بن عبد الله: أن نوفا وعبد الله بن عمرو اجتمعا فحدث نوف عن التوراة وحدث عبد الله بهذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

‌حيلان بن فروة

ومنهم الواعظ الجعد المعروف بالحفظ والسرد، حيلان بن فروة أبو الجلد. كان للكتب المنزلة حافظا، وبمواعظ الأنبياء وأحوالهم واعظا، وبالأذكار لهجا لافظا.

وقيل: إن التصوف الرعاية للعهود، والكفاية بالمشهود.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا على ابن مسلم ثنا سيار ثنا جعفر ثنا أبو عمران الجوني عن أبي الجلد. قال: وجدت

ص: 54

التسويف جندا من جنود إبليس قد أهلك خلقا من خلق الله كثيرا.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا يونس - يعني ابن محمد - ثنا صالح المري عن أبي عمران الجوني عن أبي الجلد. قال:

قرأت في الحكمة من كان له من نفسه واعظ، كان له من الله حافظ، ومن أنصف الناس من نفسه زاده الله بذلك عزا، والذل في طاعة الله أقرب من التعزز بالمعصية.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا يزيد وهاشم ابن القاسم قالا ثنا صالح المري عن أبي عمران الجوني عن أبي الجلد. قال:

أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام، إذا ذكرتني فاذكرني وأنت تنتفض أعضاؤك وكن عند ذكري خاشعا مطمئنا، وإذا ذكرتني فاجعل لسانك من وراء قلبك، وإذا قمت بين يدي فقم مقام العبد الحقير الذليل، وذم نفسك فهي أولى بالذم، وناجني حيث تناجيني بقلب وجل ولسان صادق.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أبو يعلى ثنا روح بن عبد المؤمن ثنا مرحوم بن عبد العزيز عن أبي عمران عن أبي الجلد. قال: تكون الأرض يومئذ نارا فماذا أعددتم لها؟ وذلك قوله تعالى {(وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا)} إلى قوله {(جثيا)} .

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن عثمان ثنا أبو غسان ثنا حازم بن الحسين عن أبي عمران عن أبي الجلد.

[قال: إني لأجد فيما أقرأ من كتب الله، أن الأرض تشتعل نارا يوم القيامة كلها.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد ثنا أحمد بن عمر ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا إسماعيل بن الحارث ثنا داود بن المحبر عن صالح المري عن أبي عمران الجونى عن أبى الجلد]

(1)

: أن عيسى بن مريم عليهما السلام مر بمشيخة فقال:

معاشر الشيوخ أما علمتم: أن الزرع إذا ابيض ويبس واشتد فقد دنا حصاده، قالوا بلى! قال: فاستعدوا فقددنا حصادكم، ثم مر بشبان فقال: معاشر الشباب

(1)

ما بين المربعين من المغربية.

ص: 55

أما تعلمون أن رب الزرع ربما حصده قصيلا، قالوا بلى! قال: فاستعدوا فإنكم لا تدرون متى تحصدون.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد ثنا علي بن مسلم الطوسي ثنا سيار بن حاتم ثنا جعفر بن سليمان ثنا أبو عمران الحونى عن أبي الجلد.

قال: ليحلن البلاء على أهل الصلاة خصوصا لا يراد غيرهم، والأمم حولهم آمنون يرتعون حتى إن الرجل ليرجع يهوديا أو نصرانيا.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هاشم بن القاسم ثنا صالح المري ثنا أبو عمران عن أبي الجلد: أن موسى عليه السلام سأل ربه تعالى قال: أي رب أنزل على آية محكمة أسير بها في عبادك. قال: فأوحى الله تعالى إليه يا موسى اذهب فما أحببت أن يأتيه عبادي إليك فأته إليهم.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هاشم ثنا صالح عن أبي عمران عن أبي الجلد. قال: قال موسى عليه السلام: إلهي كيف أشكرك وأصغر نعمة وضعتها عندي من نعمك لا يجازي بها عملي كله؟ قال: فأوحى الله تعالى إليه يا موسى الآن شكرتني.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هاشم ثنا صالح عن أبي عمران عن أبي الجلد: عن مسألة داود عليه السلام.

قال: إلهي كيف لي أن أشكرك وأنا لا أصل إلى شكرك إلا بنعمتك؟ فأوحى الله تعالى إليه يا داود ألست تعلم أن الذي بك من النعم مني؟ قال: بلى يا رب! قال: فإني أرضى بذلك منك شكرا.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هاشم بن القاسم ثنا صالح عن أبي عمران عن أبي الجلد. قال: قرأت في مسألة داود عليه السلام أنه قال:

إلهي ما جزاء من يعزي الحزين المصاب ابتغاء مرضاتك؟ قال الله عز وجل:

جزاؤه أن تشيعه الملائكة يوم يموت إلى قبره، وأن أصلي على روحه في الأرواح. قال: إلهي فما جزاء من يسند اليتيم والأرملة ابتغاء مرضاتك؟ قال جزاؤه أن يحرم وجهه على لفح النار وأن أؤمنه يوم الفزع الأكبر.

• حدثنا أبو بكر بن محمد بن جعفر بن حفص المعدل ثنا عبد الله بن أحمد بن

ص: 56

سوادة ثنا يوسف بن بحر ثنا الهيثم بن جميل ثنا صالح المري عن أبي عمران الجوني عن أبي الجلد. قال: قرأت في مسألة داود عليه السلام: إلهي ما جزاء من بكى من خشيتك حتى تسيل دموعه على وجهه؟ قال: جزاؤه: أن أحرم وجهه على لفح النار وأؤمنه يوم الفزع.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا هاشم ثنا صالح عن أبي عمران الجوني عن أبي الجلد: إن الله تعالى أوحى إلى داود عليه السلام: يا داود أنذر عبادي الصديقين فلا يعجبن بأنفسهم ولا يتكلن على أعمالهم، فإنه ليس أحد من عبادي أنصبه للحساب وأقيم عليه عدلي إلا عذبته من غير: أن أظلمه، وبشر الخطائين أنه لا يتعاظمني ذنب أن أغفره وأتجاوز عنه.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا هاشم ثنا صالح عن أبي عمران عن أبي الجلد: أن داود عليه السلام: أمر مناديا ينادي الصلاة جامعة، فخرج الناس وهم يرون أنه ستكون منه يومئذ موعظة وتأديب ودعاء، فلما وافى مكانه قال: اللهم اغفر لنا وانصرف، فاستقبل أواخر الناس أوائلهم. فقالوا: مالكم؟ قالوا: إن النبي عليه السلام: إنما دعا بدعوة واحدة ثم انصرف. فقالوا: سبحان الله! كنا نرجوا أن يكون هذا اليوم يوم عبادة ودعاء وموعظة وتأديب، فما دعا إلا بدعوة واحدة، فأوحى الله تعالى إليه أن أبلغ عني قومك فإنهم قد استقلوا دعاءك، أني من أغفر له أصلح له أمر آخرته ودنياه.

[حدثنا أحمد ثنا عبد الله حدثني أبي حدثني هاشم حدثني صالح عن أبي عمران عن أبي الجلد: أن عيسى عليه السلام قال: فكرت في الخلق فإذا من لم يخلق كان عندي أغبط ممن خلق.]

(1)

.

• حدثنا أحمد ثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هاشم ثنا صالح عن أبي عمران عن أبي الجلد: أن عيسى عليه السلام قال للحواريين: بحق أقول لكم ما الدنيا تريدون ولا الآخرة، قالوا: يا رسول الله فسر لنا هذا الأمر. فإنا قد كنا نرى

(1)

زيادة من مغ.

ص: 57

أنا نريد إحداهما، قال لو أردتم الدنيا أطعمتم رب الدنيا الذي مفاتيح خزائنها بيده فأعطاكم، ولو أردتم الآخرة أطعمتم رب الآخرة الذي يملكها فأعطاكموها، ولكن لا هذه تريدون ولا تلك.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هاشم ثنا صالح عن أبي عمران عن أبي الجلد: أن عيسى عليه السلام: أوصى الحواريين فقال لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسو قلوبكم، وإن القاسي قلبه بعيد من الله ولكن لا يعلم، ولا تنظروا إلى ذنوب الناس كأنكم أرباب، ولكن انظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد، والناس رجلان؛ مبتلى ومعافى فارحموا أهل البلاء في بليتهم، واحمدوا الله على العافية.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هاشم ثنا صالح عن أبي عمران.

عن أبي الجلد. قال: إن العذاب لما هبط على قوم يونس عليه السلام فجعل يحوم على رءوسهم مثل قطع الليل المظلم، فمشى ذوا العقول منهم إلى شيخ من بقية علمائهم فقالوا له: إنا قد نزل بنا ما ترى، فعلمنا دعاء ندعو به عسى الله أن يرفع عنا عقوبته. قال: قولوا يا حي حين لا حي ويا حي يحيي الموتى، ويا حي لا إله إلا أنت. قال: فكشف الله عنهم.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا إسحاق بن إسماعيل ثنا أبو أسامة ثنا أبو طاهر عن مطر الوراق عن أبي الجلد. قال: والذي نفسي بيده ليكونن في آخر الزمان قوم مخصبة ألسنتهم، مجدبة قلوبهم، قصيرة آجالهم، رقيقة أخلاقهم، يتكافى الرجال بالرجال والنساء بالنساء، يتعلمون قول الزور لونا غير لون، فإذا فعلوا انتظروا النكال من الله عز وجل.

(1)

.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن ثنا أبو بكر ثنا العباس بن يزيد ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن موسى بن جميل عن أبي روح عن أبي الجلد. قال: أعوذ بالله من زمان يأمل فيه الكبير، ويموت فيه الصغير، ولا يعتق فيه المحررون، وفي ذلك الزمان أقوام [يرجون ولا يخافون هنالك يدعون فلا يستجاب لهم وفي ذلك الزمان أقوام]

(2)

قلوبهم قلوب الذئاب لا يتراحمون.

(1)

كذا فى ز. وفى مغ: انتظروا النكال من السماء.

(2)

سقط من مغ.

ص: 58

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن سفيان أنبأنا محمد بن رحاء بن السندي ثنا النضر بن شميل عن ابن عون عن محمد عن أبي الجلد. قال: يبعث على الناس ملوك بذنوبهم.

أسند أبو الجلد عن معقل بن يسار وغيره من الصحابة رضي الله تعالى عنهم.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا محمد بن جعفر الوركاني ثنا إسماعيل بن عياش عن أبان بن أبي عياش. قال: حدثني أبو الجلد عن معقل بن يسار رضي الله تعالى عنه. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تذهب الأيام والليالي حتى يخلق القرآن في صدور أقوام من هذه الأمة كما تخلق الثياب ويكون ما سواه أعجب إليهم، ويكون أمرهم طمعا كله لا يخالطه خوف، إن قصر عن حق الله منته نفسه الأماني، وإن تجاوز إلى ما نهى الله. قال: أرجو أن يتجاوز الله عني، يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب، أفاضلهم في أنفسهم المداهن، قيل: ومن المداهن؟ قال: الذي لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر» .

‌شهر بن حوشب

ومنهم المعتبر بالشغر المشيب، والمنتظر للوارد المغيب، شهر بن حوشب.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ثنا سلمة ابن شبيب ثنا سهل بن عاصم ثنا محمد بن أبي منصور حدثني عمر بن عبد المجيد.

قال: اعتم شهر بن حوشب وهو يريد سلطانا يأتيه، ثم نقض عمامته وجعل يقول السلطان بعد الشيب [السلطان بعد الشيب]

(1)

.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا حمزة بن العباس ثنا عبدان بن عثمان ثنا ابن المبارك حدثني عبد الحميد بن بهرام عن

(1)

زيادة من مغ.

ص: 59

شهر بن حوشب عن أبي هريرة ح. [وأخبرنا القاضي أبو أحمد - في كتابه - ثنا محمد بن أيوب ثنا علي بن عثمان ح.]

(1)

وحدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيدة ثنا أبو إسحاق الأزدي ثنا زيد بن عوف قالا ثنا حماد بن سلمة ثنا داود بن أبي هند عن شهر بن حوشب. قال: بينما عيسى عليه السلام جالس مع الحواريين، إذ جاء طائر منظوم الجناحين باللؤلؤ والياقوت كأحسن ما يكون من الطير فجعل يدرج بين أيديهم. فقال عيسى عليه السلام دعوه لا تنفروه فإن هذا بعث لكم آية. فخلع مسلاخه فخرج أقرع أحمر كأقبح ما يكون فأتى بركة فتلوث في حمأتها فخرج أسود قبيحا، فأستقبل جرية الماء فاغتسل ثم عاد إلى مسلاخه فلبسه فعاد إليه حسنه وجماله. فقال عيسى عليه السلام: إن هذا بعث لكم آية، إن مثل هذا كمثل المؤمن إذا تلوث في الذنوب والخطايا نزع منه حسنه وجماله. [وإذا تاب إلى الله عاد إليه حسنه وجماله]

(2)

هذا لفظ حديث حماد عن داود ولم يجاوز به شهرا، ولفظ ابن المبارك قريب منه وجاوز به إلى أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الله بن نمير ح. وحدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ثنا سهل بن عثمان ثنا حفص بن غياث قالا عن الأعمش عن حمزة أبي عمارة عن شهر بن حوشب. قال: كان ملك الموت عليه السلام صديقا لسليمان ابن داود عليهما السلام، فبينا هو ذات يوم معه وابن عم له عنده. قال: فجاء ملك الموت ينظر إليه فقام ملك الموت فقال الشاب لسليمان من هذا؟ قال ملك الموت، قال لقد نظر إلي نظرا أرعب قلبي، فمر الريح تلقيني بالهند، فأمر الريح فألقته بالهند فرجع، فقال له سليمان: إن ابن عم لي كان معي ذكر أنك نظرت إليه فأرعبته. فقال: مر الريح تلقيني بالهند فأمرت الريح فألقته. قال: لقد أمرت بقبض روحه بالهند وقد قبضت روحه - لفظ حفص عن الأعمش.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا بشر بن محمد بن محمد الكوفى ثنا الحسن بن على الحلوانى

(1)

سقط من مغ

(2)

زيادة فى ز

ص: 60

ثنا حسين الجعفي ثنا فضيل بن عياض عن هشام بن حسان عن عطاء العطار عن شهر بن حوشب. قال: ترفع قراءة القرآن عن أهل الجنة غير طه ويس.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا أبو حصين الوادعي ثنا أحمد بن يونس ثنا يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن شهر بن حوشب. قال: {طوبى} شجرة في الجنة كل شجر الجنة منها، أغصانها من وراء سور الجنة.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين بن الحسن حدثني عبد الله بن المبارك ثنا إسماعيل بن عياش عن ابن أبي حسين عن شهر بن حوشب. قال: كان يقال إذا جمع الطعام أربعا كمل كل شيء من شأنه؛ إذا كان أصله حلالا، وذكر اسم الله عليه، وكثرت عليه الأيدي، وحمد الله حين يفرغ منه. فقد كمل كل شيء من شأنه.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله ابن محمد بن عبيد ثنا داود بن عمر الضبي ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن شهر ابن حوشب. قال: ملك الموت جالس والدنيا بين ركبتيه، واللوح الذي فيه آجال بني آدم في يديه، وبين يديه ملائكة قيام وهو يعرض اللوح لا يطرف فاذا أتى على أجل عبد. قال: اقبضوا هذا! اقبضوا هذا!.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن محمد التمار ثنا أبو الربيع ثنا يعقوب القمي عن حفص بن حميد عن شهر: في قوله تعالى: {(والبحر المسجور)} قال بمنزلة التنور.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا جعفر بن محمد بن

(1)

فارس ثنا محمد بن حميد ثنا عمر بن هارون عن عبد الجليل بن عطية القيسي عن شهر بن حوشب.

قال: إن لله ملكا يقال له صديقا، بحور الدنيا السبع في نقرة إبهامه.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا الفضل بن العباس ثنا يحيى بن بكير ثنا مسلم بن خالد عن ابن أبي حسين عن شهر بن حوشب: أنه حدثه قال: كان يقال إذا كان يوم القيامة مدت الارض مد الأديم، ثم حشر الله من فيها من

(1)

فى مغ: بن أحمد بن فارس

ص: 61

الجن والانس، ثم أخذوا مصافهم من الأرض، ثم نزل أهل السماء بمثل من في الأرض، ومثلهم معهم من الجن والانس، ثم أخذوا مصافهم من الأرض حتى إذا كانوا على رءوس الخلائق أضاءت الأرض لوجوههم، فيخر أهل الارض ساجدين، ثم أخذوا مصافهم ثم ينزل أهل السموات السبع على قدر ذلك من التضعيف قال:{(ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية)} تحمله الملائكة على كواهلها بأيد وعزة وحسن وجمال. حتى إذا استوى على كرسيه نادى لمن الملك اليوم؟ فلم يجبه أحد، فيعطفها على نفسه فقال: لله الواحد القهار، اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب. كذا حدثناه عن شهر بن حوشب ومشهوره ما.

• حدثناه أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا هودة بن خليفة ثنا عوف عن المنهال عن شهر عن ابن عباس. قال: إذا كان يوم القيامة مدة الارض مد الأديم وزيد في سعتها كذا وكذا، وجمع الخلائق بصعيد واحد جنهم وإنسهم. فذكر الحديث وزاد - فينادي مناد ستعلمون من أهل الكرم، ليقم الحمادون لله على كل حال، فيقومون فيسرحون إلى الجنة، ثم ينادي مناد ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم، ليقم الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع الآية، فيقومون فيسرحون إلى الجنة، ثم ينادي ثالثة ستعلمون اليوم من أصحاب الكر، ليقم الذين كانت لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، فيقومون فيسرحون إلى الجنة.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا أحمد بن منيع ثنا أبو نصر التمار ثنا حماد بن سلمة عن سيار بن سلامة عن شهر بن حوشب. قال:

إذا حدث الرجل القوم، فإن حديثه يقع من قلوبهم موقعه من قلبه.

• حدثنا أبي وعبد الله بن محمد قالا أنبأنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن داود - يعني ابن شابور - عن شهر. قال:

قال لقمان لابنه: يا بني لا تطلب العلم لتباهى به العلماء، وتمارى به السفهاء، ولا تراتى به في المجالس. ولا تدع العلم زهادة فيه ورغبة في الجهالة، فإذا

ص: 62

رأيت قوما يذكرون الله فاجلس معهم. فإن تك عالما ينفعك علمك وإن تك جاهلا يعلموك، ولعل الله أن يطلع عليهم برحمة فيصيبك بها معهم. [وإذا رأيت قوما لا يذكرون الله فلا تجلس معهم، فإنك إن تك عالما لا ينفعك علمك وإن تك جاهلا يزيدوك جهلا، ولعل الله أن يطلع عليهم بسخطه فيصيبك بها معهم]

(1)

.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ح. وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إسحاق بن إبراهيم قالا ثنا علي بن مسلم ثنا سيار ثنا جعفر بن سليمان ثنا أبو بكر الهذلي عن شهر بن حوشب. قال: لما قتل ابن آدم أخاه مكث آدم مائة عام لا يضحك ثم أنشأ يقول:

تغيرت البلاد ومن عليها

فوجه الأرض مغبر قبيح

تغير كل ذي طعم ولون

وقل بشاشة الوجه المليح.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن سفيان ثنا إبراهيم بن عبد الملك ثنا هشام بن عمار ثنا عمرو بن واقد حدثني يزيد بن أبي مالك عن شهر. قال: أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني رأيت رجلا طويلا يكاد رأسه ينأى عن السماء. فقال أتصارعني؟ [فهبته ثم صارعته فصرعته، ثم أتاني آخر لو نفخت عليه لطار فقال. أتصارعني؟]

(2)

فقلت صرعت هذا الذي لا يرى رأسه وأنت لا أصارعك، فأخذني وطرحني في النار. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إن هذا الطويل العظيم الكبائر، هالتك فنصرت عليها، وإن هذا الصغير، المحقرات. فإياك أن تحملك فتلقيك في النار» .

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين بن الحسن ثنا عبد الله بن المبارك ثنا صالح المري عن حبيب بن محمد عن شهر عن أبي ذر.

قال: إن الله تعالى يقول يا جبريل انسخ من قلب عبدي المؤمن الحلاوة التي كان يجدها، قال: فيصير العبد المؤمن والها طالبا للذي كان يعهد من نفسه، نزلت

(1)

ما بين المربعين زيادة في الازهرية

(2)

زيادة من مغ.

ص: 63

به مصيبة لم ينزل به مثلها قط، فإذا نظر الله تعالى إليه على تلك الحالة. قال:

يا جبريل رد إلى قلب عبدي ما نسخت منه فقد ابتليته فوجدته صادقا، وسأمده من قبلي بزيادة. وإذا كان عبدا كاذبا لم يكترث به ولم يبال به.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين بن عبد الجبار ثنا الهيثم ابن خارجة ثنا إسماعيل بن عياش عن سليم أو سليمان بن حيان. قال: سمعت شهر بن حوشب يقول: إن في جهنم لواديا يقال له غساق، فيه ثلاثمائة وثلاثون شعبا، في كل شعب ثلاثمائة وثلاثون قصرا، في كل قصر ثلاثمائة وثلاثون بيتا، في كل بيت أربع زوايا، في كل زاوية شجاع، في رأس كل شجاع ثلاثمائة وثلاثون عقربا، في رأس كل عقرب ثلاثمائة وثلاثون قلة من سم، لو أن عقربا منها نضحت أهل جهنم لأوسعتهم. أعاذنا الله تعالى منه في العاقبة.

أسند شهر عن عدة من الصحابة: منهم أبو هريرة، وابن عباس، وابن عمر، وابن عمرو، وابن سلام رضي الله تعالى عنهم.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا هودة بن خليفة ثنا عوف الأعرابي عن شهر عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال:

«من أشراط الساعة أن ترى الرعاة رءوس الناس، وأن ترى الحفاة العراة رعاة الشاء يتبارون فى البنيان، وأن تلد الأمة ربها وربتها» .

• حدثنا أبو بكر ثنا الحارث ثنا هودة ثنا عوف عن شهر. قال: سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو كان العلم منوطا بالثريا لتناوله رجال من أبناء فارس» رواه يزيد بن زريع وأبو عاصم عن عوف مثله.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا جبارة بن المغلس ثنا عبد الحميد بن بهرام عن شهر. قال: سمعت أبا هريرة يقول: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نبيذ الدباء والمقير، فقال رجل من المسلمين: فالناس لا ظروف لهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاشربوا ما طاب لكم فإذا خبث فذروه، كل امرئ منكم حسيب نفسه إنما علي البلاغ» رواه يزيد بن زريع عن خالد الحذاء عن شهر نحوه.

ص: 64

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبدان بن أحمد ثنا خالد بن محمد أبو وائل ثنا عون بن عمارة ثنا حفص بن جميع عن عبد الكريم عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة يرفعه. قال: «النبيون والمرسلون سادة أهل الجنة، والشهداء قواد أهل الجنة، وحملة القرآن عرفاء أهل الجنة» .

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا عبد الحكم بن ذكوان عن شهر عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال:

«من شر الناس منزلة من أذهب آخرته بدنيا غيره» .

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبدان بن أحمد ثنا زيد بن الحريش ثنا عبد الله بن خراش عن العوام عن شهر عن ابن عباس. قال: «كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب؛ ثوبين أبيضين وثوب حبرة» .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ثنا الفريابي ثنا سفيان ح. وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا سليمان بن معافى بن سليمان ثنا أبي ثنا موسى بن أعين عن سفيان عن موسى بن المسيب عن شهر عن ابن عباس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أنزل الله تعالى من السماء كفا من الماء إلا بمكيال، ولا سف الله كفا من الريح إلا بوزن ومكيال إلا يوم نوح ويوم عاد. فأما يوم نوح فإن الماء طغى على خزانة بأمر الله فلم يكن لهم عليه من سبيل ثم قرأ {(إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية)} وأما يوم عاد فإن الريح عتت على خزانها بأمر الله فلم يكن لهم عليها سبيل ثم قرأ ابن عباس {(بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال)}» . رواه الفريابي والناس موقوفا على سفيان وتفرد به يرفعه عن موسى بن أعين عن سفيان، وحدث به أبو زرعة وغيره من الأئمة عن المعافى.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الغفار بن أحمد الحمصي ثنا محمد ابن المصفى ثنا يحيى بن سعيد القطان عن إسماعيل بن عياش عن الأحوص بن حكيم عن شهر عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خرج على أصحابه فقال ما جمعكم؟ فقالوا: اجتمعنا نذكر ربنا ونتفكر في عظمته، فقال:

ص: 65

ألا أخبركم ببعض عظمته؟ قلنا: بلى يا رسول الله! قال إن ملكا من حملة العرش يقال له إسرافيل زاوية من زوايا العرش على كاهله قد مرقت قدماه في الأرض السفلى ومرق رأسه من السماء السابعة العليا، في مثله من خليقة ربكم». تفرد به إسماعيل بن عياش عن الأحوص عن شهر بن حوشب عن ابن عباس، ورواه عبد الجليل بن عطية عن شهر عن عبد الله بن سلام.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد وسليمان بن أحمد قالا ثنا أبو خليفة ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا عبد الحميد بن بهرام ثنا شهر بن حوشب حدثني عبد الله بن عباس: «أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب امرأة من قومه يقال لها سودة، وكانت مصبية لها خمسة صبية أو ستة من بعل لها مات. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يمنعك مني؟ قالت: والله يا نبي الله ما يمنعني منك إلا تكون أحب البرية إلى، ولكنى أكرمك أن يضغوا الصبية - أى يصيحوا - عند رأسك بكرة وعشية، قال: ما يمنعك مني شيء غير ذلك؟ قالت لا والله، فقال لها: يرحمك الله إن خير نساء ركبن أعجاز الإبل نساء قريش، أحناه على ولد في صغره وأرعاه على بعل في ذات يده» . تفرد به عبد الحميد عن شهر.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبدان بن أحمد ثنا زيد بن الحريش ثنا عبد الله بن خراش عن العوام بن حوشب عن شهر عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم: «نهى أن تتبع جنازة معها رانة» .

• حدثنا أبو أحمد الغطريفي ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه ثنا إسحاق بن راهويه أنبأنا جرير عن ليث عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن عمرو. قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ستكون هجرة بعد هجرة حتى يهاجر الناس إلى مهاجر إبراهيم عليه السلام حتى لا يبقى على الأرض إلا شرار أهلها يقذرهم روح الله، وتلفظهم أرضوهم وتحشرهم النار من عدن مع القردة والخنازير، تبيت معهم أينما باتوا وتقيل معهم أينما قالوا، ولها ما سقط منهم» .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا عبد الجليل بن عطية عن شهر عن عبد الله بن سلام.

ص: 66

قال: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناس من أصحابه وهم يتفكرون في خلق الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيم تتفكرون؟ قالوا:

نتفكر في الله، قال لا تفكروا في الله وتفكروا في خلق الله، فإن ربنا خلق ملكا قدماه في الأرض السابعة السفلى، ورأسه قد جاوز السماء العليا، ما بين قدميه إلى ركبتيه مسيرة ستمائة عام، وما بين كعبيه إلى أخمص قدميه مسيرة ستمائة عام، والخالق أعظم من المخلوق».

• حدثنا حبيب بن الحسن وفاروق في جماعة قالوا ثنا أبو مسلم الكشي ثنا أبو عاصم النبيل ح. وحدثنا القاضي أبو أحمد ثنا إبراهيم بن زهير ثنا مكي بن إبراهيم قالا ثنا عبيد الله بن أبي زياد ثنا شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد. قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ذب عن عرض أخيه بالغيبة، كان حقا على الله عز وجل أن يقيه من النار» .

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا داود الأودي حدثني شهر عن أسماء بنت يزيد. قالت: «أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أبايعه قالت وعلى سواران من ذهب، فلما أبصرهما النبي صلى الله عليه وسلم. قال: ألقى السوارين يا أسماء ألا تخافين أن يسورك الله بسوارين من نار. قالت: فخلعتهما فلا أدري من أخذهما» .

‌مغيث بن سمى

ومنهم الواعظ المحذر، المذكر المبشر، مغيث بن سمي - رضي الله تعالى عنه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مالك بن الحارث عن مغيث بن سمي. قال:

إن لجهنم كل يوم زفرتين ما يبقى شيء إلا سمعهما إلا الثقلين اللذين عليهما الجساب والعذاب.

ص: 67

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مالك بن الحارث عن مغيث بن سمي. قال: إذا جيء بالرجل في النار، قيل له: انتظر حتى نتحفك. فيؤتى بكأس من سم الأفاعي والاساود فاذا أدناها إلى فيه ميزت اللحم على حدة والعظام على حدة.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ح.

وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبدان بن أحمد ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قالا ثنا وكيع ح. وحدثنا عبد الله بن محمد بن ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو معاوية قالا ثنا الأعمش عن جامع بن شداد عن مغيث. قال: كان رجل فيمن كان قبلكم يعمل بالمعاصي، فاذكر يوما فقال: اللهم غفرانك، فغفر له.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام ثنا هناد بن السري ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن مغيث. قال:

بينما رجل ممن كان قبلكم يسير وحده إذ تفكر فيما سلف من ذنوبه وكان يعمل بالمعاصي، فقال: اللهم غفرانك فأدركه الموت على تلك الحال فغفر له.

• حدثنا عبد الله بن محمد أبو بكر ثنا محمد بن أبي سهل ثنا عبد الله بن محمد العبسي ثنا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن حسان بن أبي الأشرس عن مغيث: في قوله {(طوبى)} قال: هى شجرة فى الجنة ليس في الجنة أهل دار إلا يظلهم غصن من أغصانها، فيها من ألوان الثمر ويقع عليها طير أمثال البخت فاذا اشتهى الرجل الطير دعاه فيجئ حتى يقوم على خوانه، قال فيأكل من إحدى جانبيه قديدا ومن الآخر شواء، ثم يعود كما كان فيطير. قال: وحدثناه وكيع عن سفيان عن منصور عن حسان عن مغيث نحوه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد ابن أبي عبيدة عن أبيه عن الأعمش عن مالك بن الحارث. قال: قال مغيث: إن في الجنة قصورا من ذهب، وقصورا من فضة، وقصورا من ياقوت، وقصورا من زبرجد، جبالها المسك وترابها المسك والزعفران.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا أبو معاوية

ص: 68

عن أبي سفيان عن مغيث. قال: تعبد راهب من بنى إسرائيل فى صومعة ستين سنة، قال: فنظر يوما في غب السماء فأعجبته الأرض. فقال: لو نزلت فمشيت في الأرض ونظرت فيها قال فنزل ونزل معه برغيف فعرضت له امرأة فتكشفت له فلم يملك نفسه أن وقع عليها فأدركه الموت وهو على تلك الحال. قال: وجاء سائل فأعطاه الرغيف ومات، فجئ بعمل ستين سنة فوضع في كفة قال وجيء بخطيئته فوضعت في كفة فرجحت بعمله، حتى جيء بالرغيف فوضع مع عمله قال فرجح بخطيئته.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا جبير بن هارون ثنا علي بن محمد الطنافسي ح. وحدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قالا ثنا وكيع عن الأعمش عن أبي سفيان عن مغيث: مثله.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا أبو مسعود أنبأنا محمد بن حميد ح. وحدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة قالا ثنا جرير عن الأعمش عن جامع بن شداد عن مغيث بن سمي. قال: أراه قال - نجد في كتاب الله - لولا أن يفتتن عبدي المؤمن، لجعلت لعبدي الكافر عصابة من حديد لا يصدع حتى يلقاني.

أسند عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وغيرهما.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا طالب بن قرة ثنا محمد بن عيسى الطباع ثنا القاسم بن موسى عن زيد بن واقد عن مغيث - وكان قاضيا لعبد الله بن الزبير - عن عبد الله بن عمرو. قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: «أي الناس أفضل؟ قال: مؤمن مخموم

(1)

القلب صدوق اللسان، قيل له وما المخموم القلب؟ قال: التقي لله النقى، لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد. قالوا: فمن يليه يا رسول الله؟ قال الذي يشنأ الدنيا ويحب الآخرة. قالوا: ما نعرف هذا

(1)

كذا فى مغ: وفى ز بالحاء المهملة والصواب الاول ونص عليه فى النهاية وقال: وهو من خممت البيت اذا كنسته

ص: 69

فينا إلا رافعا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالوا: فمن يليه؟ قال:

مؤمن في خلق حسن».

• حدثنا محمد بن أحمد بن علي

(1)

ثنا إبراهيم بن الهيثم البلدى ثنا محمد ابن كثير الصنعاني ح. وحدثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا يحيى بن عبد الله الحراني قالا ثنا الأوزاعي حدثني نهيك بن مريم حدثني مغيث بن سمي. قال: صليت وإلى جنبى ابن عمرو كان ابن الزبير يسفر بصلاة الفجر فغلس بها يوما فقلت لابن عمر ما هذه الصلاة؟ قال: هذه كانت صلاتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فلما قتل عمر أسفر بها عثمان رضي الله تعالى عنهم.

‌حسان بن عطية

ومنهم المسارع إلى الأعمال الزكية، الذام للأقوال الردية، الداعي بالأدعية المرضية، أبو بكر حسان بن عطية. بصري الأصل من ناقلة الشام.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ثنا يزيد ابن عبد الصمد ثنا أبو مسهر حدثني عقبة عن الأوزاعي. قال: ما رأيت أحدا أكثر عملا منه في الخير - يعني حسان بن عطية-.

[حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي ثنا عمرو ابن عثمان ثنا عبد الملك بن محمد الصنعاني عن الأوزاعي. قال: كان حسان بن عطية يتنحى إذا صلى العصر في ناحية المسجد فيذكر الله حتى تغيب الشمس]

(2)

.

• حدثنا سليمان ومحمد بن معمر قالا ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبد الله ثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية. قال: من أطال قيام الليل، يهون عليه طول القيام يوم القيامة.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان ثنا عباس بن الوليد

(1)

فى مغ: محمد بن حمدان. الخ.

(2)

سقط هذا الخبر من المغربية

ص: 70

أخبرني أبي. قال: سمعت الأوزاعي يقول: كان لحسان بن عطية غنم فلما سمع في المنائح الذي سمع تركها، قلت للأوزاعي: كيف الذي سمع؟ قال: يوم له ويوم لجاره

(1)

.

• حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو شعيب ثنا يحيى بن عبد الله ثنا الأوزاعي عن حسان. قال: إن القوم ليكونون في الصلاة الواحدة وإن بينهم كما بين السماء والأرض، وتفسير ذلك: أن الرجل يكون خاشعا مقبلا على صلاته، والآخر ساهيا غافلا.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان ثنا محمد بن الوزير ح.

وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا هاشم بن مرثد ثنا صفوان بن صالح قالا ثنا الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي عن حسان. قال: الساجد يسجد على قدم الرحمن قال الوليد قال الأوزاعي: محمله عندنا في القرب كحديثهم عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد» وكحديثه: «ما تصدق متصدق بطيب، ولا يقبل الله إلا طيبا إلا وقعت في كف الرحمن عز وجل» .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا هاشم بن مرثد ثنا صفوان ح. وحدثنا أحمد ثنا عبد الله ثنا علي بن سهل قالا ثنا الوليد ثنا الأوزاعي حدثني حسان:

أن الإيمان في كتاب الله صار إلى العمل

(2)

فقال: إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون ثم صيرهم إلى العمل فقال الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا موسى بن أيوب عن سعيد بن كثير بن دينار عن سلمة بن كلثوم عن الأوزاعي عن حسان. قال: لقد غرب الخير اليوم

(1)

فى مغ: لجارى

(2)

كذا فى الاصلين ولعله يريد أنه انتقل من العلم الى العمل بدليل ذكر العمل بعده.

ص: 71

فيمن ترى أنه من أهل الخير

(1)

.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ثنا الفريابي ثنا الأوزاعي عن حسان. قال: صلاة الرجل عند أهله من عمل السر.

• حدثنا محمد بن معمر وسليمان قالا ثنا أبو شعيب ثنا يحيى بن عبد الله ثنا الأوزاعي عن حسان. قال: ما عادى عبد ربه بأشد من أن يكره ذكره، ومن ذكره.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن مسعود ثنا محمد بن كثير ثنا الأوزاعي عن حسان قال: كانوا يمسكون عن ذكر النساء وعن الخنا في المساجد.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي داود ثنا يونس ثنا ابن كثير عن الأوزاعي - أحسبه - عن حسان. قال: كانوا يمسكون عن ذكر النساء والخنا في المساجد.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عمر بن مقلاص ثنا أبي ح. وحدثنا أحمد ابن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان ثنا الوليد بن أبي طلحة الرملي قالا ثنا ابن وهب عن يونس بن يزيد عن الأوزاعي عن حسان. قال: ثلاثة ليس عليهم حساب في مطعمهم؛ الصائم حتى يفطر، والصائم حين يتسحر، وطعام الضيف.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إبراهيم بن محمد بن عرق ثنا عمرو بن عثمان ثنا عبد الملك بن محمد الصنعاني قال سمعت الأوزاعي يقول: قدم علينا غيلان القدري في خلافة هشام بن عبد الملك فتكلم غيلان وكان رجلا مفوها، فلما فرغ من كلامه قال لحسان: ما تقول فيما سمعت من كلامي؟ فقال له حسان: يا غيلان إن يكن لساني يكل عن جوابك، فإن قلبي ينكر ما تقول.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي داود ثنا يونس بن حبيب ثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي. قال: قال حسان بن عطية لغيلان القدري:

أما والله لئن كنت أعطيت لسانا لم نعطه! إنا لتعرف باطل ما تأتي به.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن مسعود ثنا محمد بن كثير ثنا الأوزاعي

(1)

كذا فى ز وفى مغ: لقد عزب الخير اليوم فيمن يرى أنه من أهل الخير

ص: 72

عن حسان. قال: ما ابتدعت بدعة إلا ازدادت مضيا، ولا تركت سنة إلا ازدادت هربا.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عبد الوهاب ثنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية. قال: ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها، ولا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان ثنا جعفر بن مسافر ثنا بشر بن بكير ثنا الأوزاعي: مثله.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن مسعود المقدسي ثنا محمد بن كثير ثنا الأوزاعي عن حسان. قال: يفضل دعاء السر على دعاء العلانية سبعين ضعفا.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان ثنا عبد الجبار بن يحيى ثنا عقبة بن علقمة عن الأوزاعي. قال: لقي حسان بن عطية راهبا فجعل الراهب يدعو له وحسان يقول آمين، فقالوا: يا أبا بكر تؤمن على دعائه؟ قال: أرجو أن يستجيب الله له في، ولا يستجيب له في نفسه.

• حدثنا أحمد ثنا عبد الله ثنا علي بن خشرم ثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن حسان - أو عن عبدة بن أبي لبابة. قال: كان يقول إذا أمسى الحمد لله الذي ذهب بالنهار وجاء بالليل سكنا نعمة منه وفضلا، اللهم اجعلنا لك من الشاكرين، الحمد لله الذي عافاني في يومي هذا فرب مبتلى قد ابتلي فيما مضى من عمري، اللهم عافني فيما بقي منه وفي الآخرة وقنا عذاب النار.

وإذا أصبح قال مثل ذلك، إلا أنه يقول وجاء بالنهار مبصرا.

• حدثنا أحمد ثنا عبد الله ثنا محمود بن خالد ثنا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي حدثني حسان. قال: ما جلس قوم مجلس لغو فختموا بالاستغفار، إلا كتب مجلسهم ذلك استغفارا كله.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن المعلى ح. وحدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان قالا: ثنا محمود بن خالد ثنا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي عن حسان: أنه كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من شر الشيطان ومن شر ما تجري به الاقلام، وأعوذ بك أن تجعلنى عبرة لغيري، وأعوذ بك أن تجعل غيري أسعد بما آتيتني مني، وأعوذ بك أن أتقوت بشيء من معصيتك

ص: 73

عند ضر ينزل بي، وأعوذ بك أن أتزين للناس بشيء يشينني عندك، وأعوذ بك أن أقول قولا لا أبتغي به غير وجهك. اللهم اغفر لي فإنك بي عالم، ولا تعذبني فإنك علي قادر - لفظهما سواء.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن المعلى ح. وحدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان قالا ثنا محمود بن خالد ثنا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي عن حسان. قال: ما سلك عبد واديا فرفع يديه فرغب إلى الله حيث لا يراه أحد إلا ملأ الله ذلك الوادي حسنات، فليعظم ذلك الوادي أو ليصغر.

رواه مبشر بن إسماعيل ويحيى بن حمزة عن الأوزاعي مثله.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن المعلى ح. وحدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان قالا ثنا محمود بن خالد ثنا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي قال حدثني حسان. قال: خمس من كن فيه فقد جمع الله له الإيمان، النصيحة لله ولرسوله، وحب الله ورسوله، ومن بذل للناس من نفسه الرضا وكف عنهم السخط، ومن وصل ذا رحمه ومن كان ذكره في السر كذكره في العلانية سواء.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله ثنا عباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي ثنا الأوزاعي عن حسان. قال: حملة العرش ثمانية يتجاوبون بصوت حسن رخيم قال فيقول أربعة منهم: سبحانك وبحمدك على حلمك بعد علمك، وتقول الأربعة الآخرون: سبحانك وبحمدك على عفوك بعد قدرتك.

• حدثنا أحمد ثنا عبد الله ثنا عباس أخبرني أبي ثنا الأوزاعي حدثني حسان.

قال: ما ازداد عبد علما إلا ازاد الناس منه قربا، رحمة من الله تعالى.

• حدثنا أحمد ثنا عبد الله ثنا عباس أخبرني أبي ثنا الأوزاعي حدثني حسان. قال: إن العبد إذا قال عند طعامه، اللهم اجعله رزقا طيبا لا تبعة فيه ولا حساب، فقد أدى شكره.

• حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبد الله ثنا الأوزاعي حدثني حسان. قال: يعذب الله الظالم بالظالم، ثم يدخلهما النار جميعا.

• حدثنا محمد ثنا أبو شعيب ثنا يحيى ثنا الأوزاعي حدثني حسان. قال:

ص: 74

[إن العبد إذا لعن الشيطان ضحك، فقال: إنك لتلعن ملعنا وإنما تخذل ظهره أن تعوذ بالله. وقال حسان: إذا لعن العبد الشيطان قال: يلعنني وقد لعنني الله قبله.

• حدثنا محمد ثنا أبو شعيب ثنا يحيى ثنا الأوزاعي حدثني حسان. قال:]

(1)

إنما مثل الشياطين في كثرتهم كمثل رجل دخل زرعا فيه جراد كثير فكلما وضع رجله تطاير الجراد يمينا وشمالا، ولولا أن الله عز وجل غض البصر عنهم ما رؤى شيء إلا وعليه شيطان.

• حدثنا محمد وسليمان بن أحمد قالا ثنا أبو شعيب ثنا يحيى ثنا الأوزاعي حدثني حسان. قال: إن حملة العرش أقدامهم ثابتة في الأرض السابعة، ورءوسهم قد جاوزت السماء السابعة، وقرونهم مثل طولهم عليها العرش.

• حدثنا محمد وسليمان قالا ثنا أبو شعيب ثنا يحيى ثنا الأوزاعي حدثنى حدثني حسان. قال: إن العبد إذا عمل سيئة وقف الملك لم يكتبها ثلاث ساعات، فإن لم يستغفر كتبت وإن استغفر لم تكتب.

• حدثنا محمد ثنا أبو شعيب ثنا يحيى ثنا الأوزاعي ثنا حسان. قال: إن الرجل إذا سافر يوم الجمعة دعي عليه أن لا يصاحب في سفره، ولا يعان على حاجته.

• حدثنا محمد ثنا أبو شعيب ثنا يحيى ثنا الأوزاعي ثنا حسان. قال:

قيل لعثمان رضى الله تعالى عنه ما يمنعك أن تكون مثل عمر رضي الله تعالى عنه؟ قال: أتجعلني مثل رجل أوثقت الشياطين في خلافته حتى انقرضت.

• حدثنا محمد ثنا أبو شعيب ثنا يحيى ثنا الأوزاعى حدثنى حسان. قال:

ركعتان يستعن فيهما العبد خير من سبعين ركعة لا يستن فيها.

• حدثنا سليمان ثنا أبو شعيب ثنا الأوزاعي حدثني حسان. قال: بلغني أن الله تعالى يقول يوم القيامة: يا بني آدم إنا قد أنصتنا لكم مذ خلقناكم، فأنصتوا لنا اليوم تقرأ عليكم أعمالكم، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن

(1)

ما بين المربعين زيادة من مغ.

ص: 75

وجد شرا فلا يلومن إلا نفسه، إنما هي أعمالكم ترد عليكم.

• حدثنا سليمان ثنا أبو شعيب ثنا يحيى ثنا الأوزاعي حدثني حسان.

قال: ما أتيت أمة قط إلا من قبل نسائهم.

• حدثنا سليمان ثنا أبو شعيب ثنا يحيى ثنا الأوزاعي ثنا حسان: في قوله:

{(ولا ينقص من عمره)} قال: ما ذهب من يوم أو ليلة فهو نقصان من عمره.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان ثنا محمود بن خالد ثنا عمر ابن عبد الواحد عن الأوزاعي. حدثني حسان. قال: قال الله تعالى: إذا تصاموا عن السائل، وأرخوا شعورهم، ومشوا تبخترا، فبي حلفت لأذعرن بعضهم من بعض.

• حدثنا أحمد ثنا عبد الله ثنا علي بن خشرم وعبد الله بن سعيد ح.

وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن إسحاق بن راهويه ثنا أبي قالوا ثنا عيسى ابن يونس عن الأوزاعي عن حسان. قال: بينا رجل راكبا حمارا إذ عثر به، فقال: تعست: فقال صاحب اليمين: ما هي بحسنة فأكتبها، وقال صاحب الشمال: ما هي بسيئة فأكتبها، فأوحي إلى صاحب الشمال ما ترك صاحب اليمين فاكتبه، فكتبت في السيئات.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن مسعود ثنا محمد بن كثير ثنا الأوزاعي عن حسان. قال: ثمانية مقتهم الله وقذرتهم نفسه وميزهم من خلقه:

السقارون وهم القتالون، والمستكبرون الذين إذا دعوا إلى الله وأمره كانوا بطاء، وإذا دعوا إلى السلطان وأمره كانوا سراعا، والذين يستحقون بأيمانهم ما لم يحقه الله لهم، والذين يكثرون البغضاء لإخوانهم في صدورهم فإذا لقوهم تخلقوا لهم، والمشاءون بالنميمة، والمفرقون بين الأحبة، والباغون دحضة البرآء.

• حدثنا سليمان بن أحمد

(1)

ثنا محمد ثنا الأوزاعي عن حسان. قال: من حرس المسلمين ليلة أصبح وقد أوجب.

(1)

كذا فى الاصلين هنا وما بعده سقط فى السند

ص: 76

• حدثنا سليمان ثنا أحمد ثنا محمد ثنا الأوزاعي عن حسان. قال: لا ينجو من فتنة الدجال إلا اثنى عشر ألف رجل، وسبعة آلاف امرأة.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا هشام بن مرثد عن صفوان بن صالح ح.

وحدثنا محمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان ثنا علي بن سهل قالا: ثنا الوليد ابن مسلم عن الأوزاعي عن حسان. قال: بكى آدم على الجنة سبعين عاما، وبكى على خطيئته سبعين عاما، وبكى على ابنه حين قتل أربعين عاما، وأقام بمكة من عمره مائة عام وقال علي بن سهل: ستين عاما.

أسند عن أنس بن مالك، وشداد بن أوس، وأرسل عن عبد الله بن مسعود، وأبي ذر، وحذيفة، وأبي الدرداء، وعمرو بن العاص، وعبد الله ابن عمر، وعبد الله بن عمرو، وحمزة بن عمرو الأسلمي.

وروى عن سعيد بن المسيب، ومحمد بن أبي عائشة، ومحمد بن المنكدر، ونافع، وأبي الأشعث الصنعاني، وأبي كبشة السلولي، وأبي المنيب الجرشي وأبي عبيد الله مسلم بن مشكم رضى الله تعالى عنهم أجمعين.

• حدثنا محمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان ثنا يونس بن حبيب ثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن حسان عن أنس بن مالك. قال: «يتبع الدجال سبعون ألفا من يهود أصبهان عليهم الطيالسة» . رواه محمد بن مصعب مثله موقوفا ومشهوره ما رواه الأوزاعي عن إسحاق بن أبي طلحة عن أنس مرفوعا.

• حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبد الله ثنا الأوزاعي حدثني حسان. قال: نزل شداد بن أوس منزلا فقال: ائتونا بالسفرة نعبث، قيل! يا أبا يعلى ما هذه؟ فأنكرت عليه. فقال! ما تكلمت بكلمة منذ أسلمت إلا وأنا أخطمها وأزمها غير هذه، فلا تحفظوها علي واحفظوا عني ما أقول لكم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا كنز الناس الذهب والفضة فاكنزوا هؤلاء الكلمات: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد وأسألك شكر نعمتك، وأسألك حسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما، وأسألك لسانا صادقا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من

ص: 77

شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم إنك علام الغيوب» كذا رواه الأوزاعي عن حسان عن شداد. ورواه سويد بن عبد العزيز عن الأوزاعي عن حسان عن مسلم بن مشكم عن شداد.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا أبو مسعود أنبأنا عبد الله بن نمير ح. وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن وحبيب بن الحسن وفاروق قالوا ثنا أبو مسلم الكشي ثنا أبو عاصم ح. وحدثنا محمد بن أحمد بن علي ثنا محمد بن يوسف بن الطباع ثنا محمد بن كثير الصنعاني ح. وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عبد الوهاب ثنا أبو المغيرة ح. وحدثنا أبو إسحاق بن حمزة ومحمد بن معمر قالا ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبد الله قالوا ثنا الأوزاعي عن حسان عن أبي كبشة عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» . صحيح مشهور من حديث الأوزاعي عن حسان.

• حدثنا حبيب بن الحسن وعبد الله بن محمد بن جعفر قالا ثنا عمر بن الحسن الحلبي ثنا محمد بن كامل بن ميمون الزيات ثنا محمد بن إسحاق العكاشي حدثني الأوزاعي حدثني حسان بن عطية قال سمعت أبا كبشة يقول سمعت عمرو بن العاص يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تنظروا في صغر الذنوب، ولكن انظروا على من اجترأتم» . غريب من حديث الأوزاعي عن حسان تفرد برفعه محمد بن إسحاق وفيه ضعف ومشهوره من قبل بلال بن سعد.

• حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد ثنا محمد بن يوسف بن الطباع ثنا محمد بن كثير ح. وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن مسعود المقدسي ثنا عمرو بن أبي سلمة ثنا الأوزاعي ثنا حسان بن عطية عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم: «رأى رجلا وسخة ثيابه فقال أوما وجد هذا شيئا ينقي به ثيابه؟ ورأى رجلا شعث الرأس فقال: أو ما وجد هذا شيئا يسكن به شعره؟» . غريب من حديث محمد بن المنكدر

ص: 78

تفرد به عنه حسان.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن مصعب ح. وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ثنا الفريابي ح.

وحدثنا محمد بن معمر ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبد الله قالوا ثنا الأوزاعي عن حسان حدثني محمد بن أبي عائشة عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا فرغ أحدكم من التشهد فليتعوذ بالله من أربع من عذاب القبر ومن عذاب جهنم وفتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال» . تفرد به حسان عن محمد بن أبي عائشة.

• حدثنا أبو بكر الآجري ثنا عمر بن أيوب السقطي ح. وحدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني ثنا القاسم بن زكريا المقرى قالا ثنا أبو همام ثنا أبو الفضل عن الأوزاعي عن حسان عن محمد بن أبي عائشة عن أبي الدرداء.

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رابط ثلاثا

(1)

ثم قال للعاملين أو للعالمين فليدركوني». غريب من حديث الأوزاعي وحسان لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو بكر بن سهل ثنا عمرو بن هاشم قال سمعت الأوزاعي يحدث عن حسان عن نافع عن ابن عمر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حلف على يمين فاستثنى ثم أتى ما حلف فلا كفارة عليه» . غريب من حديث الأوزاعي وحسان تفرد به برفعه عمرو بن هاشم البيروتي.

‌القاسم بن مخيمرة

ومنهم الرافض للفضول، النافض للهموم، أبو عروة القاسم بن مخيمرة.

رضي الله تعالى عنه كوفي الأصل، نزيل الشام.

(1)

كذا فى مغ وفى ز: رباط ثلاث

ص: 79

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الرحمن بن عمرو أبو زرعة ثنا أبو مسهر ثنا سعيد بن عبد العزيز. قال: قال القاسم بن مخيمرة: ما اجتمع على مائدتي لونان من طعام واحد، ولا أغلقت بابي ولي خلفه هم.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن أبي داود ثنا محمود بن خالد ثنا عمر قال سمعت الأوزاعي يحدث عن القاسم بن مخيمرة. قال: إنى لأغلق بابي فما يجاوزه همي.

• أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ثنا شريح بن يونس ثنا الوليد بن مسلم ثنا أبو جابر. قال: رأيت القاسم يجيب إذا دعي إلى الولائم، ولا يأكل إلا من لون واحد.

• حدثنا أحمد ثنا عبد الله ثنا أبو عمير الرملي ثنا ضمرة عن الأوزاعى. قال:

كان القاسم يقدم علينا مرابطا متطوعا فلا ينصرف حتى يستأذن فكان يتأول هذه الآية {(وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه)} .

• حدثنا سليمان بن أحمد ومحمد بن معمر قالا ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى البابلي ثنا الأوزاعي. قال: سمعت القاسم يقول: لأن أطأ على سنان محمي حتى ينفذ من قدمى أحب إلى من أن أطأ على قبر رجل مؤمن متعمدا.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني الحسن ابن عبد العزيز الجروي عن ضمرة عن الأوزاعي عن القاسم. قال: لأن أطأ على جمرة حتى تطفى، أو على سنان حتى ينفذ، أحب إلي من أن أطأ على قبر.

• حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبد الله ثنا الأوزاعي ثنا موسى بن سليمان. قال: سمعت القاسم يقول في هذه الآية {(أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات)} قال أضاعوا المواقيت فإنهم لو تركوها كانوا بتركها كفارا.

• حدثنا سليمان بن أحمد ومحمد بن معمر قالا ثنا أبو شعيب ثنا يحيى ثنا الأوزاعي قال سمعت القاسم يقول: يقول الله تعالى يوم القيامة أنا خير شريك من عمل لي ولغيري فهو لشريكي.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا

ص: 80

حجاج بن محمد عن محمد بن عبد الله البصرى وهو الشعيث عن القاسم: أنه قال لأم ولد له: يا فلانة ما لي كنت أتمنى الموت فلما نزل بي كرهته؟.

• حدثنا سليمان بن أحمد ومحمد بن معمر قالا ثنا أبو شعيب ثنا يحيى ثنا الأوزاعي ثنا القاسم-: وتليت عنده هذه الآية-. {(ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)} فتأولها بعض من كان عنده على أن الرجل يحمل على القوم فقال القاسم: لو حمل رجل على عشرين ألفا لم يكن به بأس، إنما ذلك في ترك النفقة في سبيل الله.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن أبي داود ثنا عباس بن الوليد حدثني أبي ثنا الأوزاعي. قال: سمعت القاسم في هذه الآية فذكر مثله. وقال: لو حمل على عشرة آلاف لم نر بذلك بأسا.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن أبي داود ثنا محمود بن خالد ثنا الوليد بن مسلم عن أبي عمرو الأوزاعي. قال: سمعت القاسم يقول: المتعجل من بعثه من رباطه في سبيل الله بغير إذن إمامه لا تقبل صلاته حتى يرجع، ولامر بشيء إلا لعنه.

• حدثنا أحمد ثنا عبد الله ثنا محمود ثنا الوليد عن الأوزاعي عن القاسم.

قال: إذا رأيت الرجل لجوجا مماريا معجبا برأيه فقد تمت خسارته.

• حدثنا أحمد ثنا عبد الله ثنا كثير بن عبيد وعمرو بن عثمان قالا ثنا عقبة بن علقمة عن الأوزاعي عن القاسم: أنه كره صيد الطير أيام فراخه.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن أبي داود ثنا محمود بن خالد ثنا محمد بن عمير عن الأوزاعي عن القاسم بن مخيمرة. قال: إذا راح الرجل إلى المسجد كان خطاه خطوة درجة، وخطوة كفارة، وكتب له من كل إنسان جاء بعده قيراط.

• حدثنا أحمد ثنا عبد الله ثنا أحمد بن أبي الحواري وغيره عن الوليد عن الأوزاعي. قال: قال القاسم: كان الحجاج بن يوسف ينقض عرى الاسلام عروة عروة.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عبد الوهاب ثنا أبو المغيرة ثنا

ص: 81

الأوزاعي ثنا أسيد بن عبد الرحمن عن خالد بن دريك عن أبي عبيد الحاجب:

أنه سأل القاسم بن مخيمرة عن القدر، فقال: بلغني أن قلوبا ستنكر ما كانت تعرف، فإذا فعلت ذلك نكست عليها، وطبع عليها فقلبي من تلك القلوب إن أطعتك وأصحابك.

• حدثنا سليمان ثنا أحمد ثنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي ح. وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عيسى بن يونس قالا: عن موسى بن سليمان عن القاسم بن مخيمرة. قال: قال لقمان لابنه وهو يعظه: يا بني إياك والشبع

(1)

فإنه مخونة بالليل ومذلة بالنهار - أو قال ومذمة بالنهار. ورواه الأوزاعي أيضا عن سليمان بن موسى عن القاسم.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد ثنا الحكم ثنا هقل ح. وحدثنا سليمان ثنا هاشم بن مرثد ثنا صفوان بن صالح ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن سليمان بن موسى عن القاسم: مثله.

• حدثنا سليمان ومحمد بن معمر قالا ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى ابن عبد الله ثنا الأوزاعي ثنا موسى بن سليمان. قال: سمعت القاسم يقول: دخلت على عمر بن عبد العزيز وفي صدري حديث يتجلجل فيه أريد أن أقذفه إليه، فقلت: بلغنا أنه من ولي على الناس سلطانا فاحتجب عن حاجتهم وفاقتهم احتجب الله عن حاجته يوم يلقاه

(2)

فقال: ما تقول؟ فأطرق طويلا ثم عرفتها فيه فإنه برز للناس.

• حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد العثماني ثنا عبد الله بن شعيب ثنا إبراهيم ابن هانى ثنا عبد الله بن يوسف ثنا سعيد بن عبد العزيز عن القاسم: أنه أتى عمر بن عبد العزيز فأجازه بجائزة ثم سأله أن يحدثه حديثا، فكره ذلك القاسم وقال لعمر: هنيني عطيتك.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة ثنا أبو مسهر ثنا سعيد بن عبد

(1)

كذا فى ز وفى مغ: والتققع ولعله (التقعقع) الذى هو صوت الحركة

(2)

فى مغ: يوم القيامة

ص: 82

العزيز ثنا القاسم بن مخيمرة. قال: أتيت عمر فقضى عني سبعين دينارا، وحملني على بغلة، وفرض لى فى خمسين. قلت: أغنيتني عن التجارة، فسألني عن حديث. فقلت: هنيني يا أمير المؤمنين. قال سعيد: كأنه كره أن يحدثه على هذا الوجه.

روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وأسند عن شريح، ورواد، وعمرو ابن شر حبيل، وعلقمة بن قيس، وأبي بردة، وأبي الدرداء، وعن أم الدرداء في آخرين رضي الله تعالى عنهم.

• حدثنا أبو أحمد ثنا معاذ بن المثنى ح. وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد ابن علي الخزاعي قالا: ثنا محمد بن كثير ثنا سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد عن القاسم بن مخيمرة عن عبد الله بن عمرو. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أحد من المسلمين يصاب ببلاء في جسده إلا أمر الله الحفظة الذين يحفظونه فيقول: اكتبوا لعبدي كل يوم وليلة مثل ما كان يعمل من الخيرات ما دام محبوسا فى وثاقي» رواه أبو بكر بن عياش عن أبي حصين وعاصم عن القاسم عن عبد الله مثله مرفوعا.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبيد بن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو معاوية ح. وحدثنا محمد بن عبد الله الحاسب ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا إبراهيم بن عيسى ثنا أحمد بن بشير قالا: عن الأعمش عن الحكم عن القاسم عن شريح بن هانى. قال: سألت عائشة رضي الله تعالى عنها عن المسح على الخفين فقالت إيت عليا رضي الله تعالى عنه فسله، قال فأتيته فسألته فقال «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا: أن نمسح على الخفين يوما وليلة، وللمسافر ثلاثا». رواه عن الحكم زبيد بن الحارث وزيد بن أبى أنيسة ومحمد ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى وشعبة وإدريس الأودي والأجلح والحسن بن الحر وعمرو بن قيس الملائي وأبو خالد الدالاني والحجاج بن أرطأة وعبد الملك بن أبي عيينة في آخرين. ورواه أبو إسحاق السبيعي وأبو حصين ويزيد ابن أبي زياد وعبدة بن أبي لبابة عن القاسم عن شريح مثله.

ص: 83

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا شعبة عن الحكم عن القاسم عن رواد عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم: كان إذا قضى صلاته فسلم قال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد» .

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا روح بن عبادة ثنا شعبة قال سمعت الحكم يقول سمعت القاسم بن مخيمرة عن عمرو بن شرحبيل عن قيس بن سعد بن عبادة. قال: «كنا نعطي صدقة الفطر قبل أن تنزل الزكاة، ونصوم عاشوراء قبل أن ينزل رمضان، فلما نزل رمضان ونزلت الزكاة لم نؤمر به ولم ننه عنه، وكنا نفعله» . رواه المفضل بن صدقة عن ابن أبي ليلى عن الحكم مثله.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن محمد بن عزيز الموصلي ثنا غسان

(1)

ابن الربيع ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن الحسن بن الحر عن القاسم أنه سمعه يقول أخذ بيدي علقمة بن قيس وحدثني: أن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه: «أخذ بيده وعلمه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدي فعلمني التشهد حتى فرغ منه» . رواه بقية بن الوليد عن عبد الرحمن بن ثابت ورواه زهير بن معاوية ومحمد بن عجلان عن الحسن بن الحر عن القاسم مثله.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو سيار أحمد بن حمويه التستري ثنا عبدان ابن محمد ثنا الحسن بن علي بن عاصم ثنا الأوزاعي عن القاسم عن أبي بردة عن أبي موسى. قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح من نبيذ جرينش، فقال: اضرب بهذا الحائط فإنما يشرب هذا من لا يؤمن بالله».

رواه الوليد وغيره عن الأوزاعي عن القاسم عن أبي موسى من دون أبي بردة، ورواه قتادة ويحيى القطان والناس عن الأوزاعي عن محمد بن أبي موسى عن القاسم عن أبي موسى ولم يذكروا أبا بردة.

(1)

فى مغ: حسان بن الربيع.

ص: 84

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن إبراهيم أبو عامر الصوري النحوي ثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا سلمة بن علي عن زيد بن واقد عن القاسم عن أم الدرداء عن أبي الدرداء: أنه قال لها يوما من ذلك: «ما أعرف من هذه الأمة من أمر دينها إلا الصلاة» . رواه يحيى بن حمزة عن زيد بن واقد نحوه.

• حدثنا مخلد بن جعفر ثنا أحمد بن زنجويه ثنا هشام بن عمار ثنا صدقة ابن خالد ثنا زيد بن واقد عن القاسم عن أبي حميد قاضي عمان عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مؤمن يصيبه صداع في رأسه أو شوكة تؤذيه فما سوى ذلك، إلا رفعه الله بها درجة يوم القيامة وكفر عنه بها خطيئة» . رواه الحسن بن يحيى الحسني عن زيد عن القاسم عن أبي حبيب قاضي عمان.

‌إسماعيل بن المهاجر

ومنهم القارئ الصادق المثابر. إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر رضي الله تعالى عنه.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا الوليد بن مسلم ثنا ابن جابر عن إسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر: أن داود النبي عليه السلام كان يعاتب في كثرة البكاء فقال: ذروني أبكي قبل يوم البكاء قبل تحريق العظام واشتعال اللحى، قبل أن يؤمر بي ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو حدثني عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل عن جده إبراهيم بن شيبان. قال: سمعت إسماعيل ابن عبيد يقول: لما حضرت أبي الوفاة جمع بنيه وقال: يا بني عليكم بتقوى الله وعليكم بالقرآن فتعاهدوه، وعليكم بالصدق حتى لو قتل أحدكم قتيلا ثم سئل عنه أقر به، والله ما كذبت كذبة منذ قرأت القرآن، يا بني وعليكم بسلامة

ص: 85

الصدور لعامة المسلمين، فو الله لقد رأيتني وأنا لا أخرج من بابي وما ألقى مسلما إلا والذي في نفسي له كالذي في نفسي لنفسي، أفترون أني لا أحب لنفسي إلا خيرا؟.

• أسند عن أبي صالح الأشعري، وأم الدرداء، وغيرهم.

• حدثنا عبد الله بن الحسن بن بندار ثنا محمد بن إسماعيل الصائغ ثنا أبو أسامة ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن إسماعيل بن عبيد الله عن أبي صالح الأشعري عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه عاد مريضا ومعه أبو هريرة من وعك كان به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أبشر فإن الله تعالى يقول هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا لتكون حظه من النار في الآخرة» . حدث به الأئمة والأعلام عن أبي أسامة مثله.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا هشام بن خالد الأزرق ثنا الوليد بن مسلم ثنا ابن جابر عن إسماعيل عن أم الدرداء عن أبي الدرداء. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله» .

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا هشام بن عمار ثنا عمرو بن واقد ثنا إسماعيل بن عبيد الله. قال: بعث إلي عبد الملك بن مروان فقال يا إسماعيل علم ولدي وأنا أعطيك. قلت: كيف وقد حدثتني أم الدرداء عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنهما أنه علم رجلا فأهدى له قوسا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أردت أن يقلدك الله قوسا من نار فخذها» .

• قال الحسن: وحدثنا هشام بإسناده مرة أخرى مثله عن أبى الدرداء: أن أبى ابن كعب أقرأ رجلا من أهل اليمن فرأى عنده قوسا فقال بعنيها. فقال: لا بل هي لك فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إن كنت تريد أن تتقلد سيفا من نار فخذها» قال عبد الملك لست أعطيك على القرآن، إنما أعطيك على العربية.

ص: 86

‌سليمان الأشدق

ومنهم الصدوق الأصدق، الفقيه الأحذق، سليمان بن موسى الأشدق رضي الله تعالى عنه.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق السراج ثنا أحمد

(1)

بن سعد ثنا محمد بن مصفى ثنا بقية ثنا شعيب بن أبي حمزة. قال: قال لي الزهري:

إن مكحولا يأتينا وسليمان بن موسى وايم الله إن سليمان لأحفظ الرجلين.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا عباس بن أبي طالب ثنا إسحاق بن إسماعيل الواسطي ثنا سفيان عن ابن جريج. قال: لم نر من جاءنا من الشام يسأل عن مثل مسألته - يعني سليمان بن موسى-.

• حدثنا أحمد بن إسحاق وأبو محمد بن حيان قالا ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا هشام بن عمار ثنا يزيد بن يحيى ثنا سليمان بن موسى. قال: ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة؛ حليم من جاهل، وبر من فاجر، وشريف من دنئ.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي ثنا أبو حفص - يعني عمرو بن أبي سلمة - ثنا سعيد - يعني ابن عبد العزيز - قال قال سليمان بن موسى: من الناس من يغلبك خير من أن تغلبه.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا ابن أبي عاصم ثنا عباس بن الوليد ثنا عبد الأعلى ثنا سعيد عن سليمان بن موسى. قال: أخوك في الإسلام إن استشرته في دينك وجدت عنده علما، وإن استشرته فى دنياك وجدت عنده رأيا، مالك وله كان قد فارقك فلم تجد منه خلفا

(2)

.

• حدثنا أبو محمد ثنا ابن أبي عاصم ثنا نصر بن علي ثنا عبد الأعلى عن برد. قال: ما رأيت سليمان بن موسى إلا مستقبل القبلة.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر وأحمد بن إسحاق قالا: ثنا أحمد بن

(1)

فى مغ: محمد بن سعيد.

(2)

كذا فى الاصلين

ص: 87

عمرو بن الضحاك ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم ثنا الوليد بن مسلم ثنا سعيد عن سليمان. قال: إذا وجدت علم الرجل حجازيا، وسخاءه عراقيا، واستقامته استقامة شامية فهو رجل.

أسند عن الزهري وعن غيره من التابعين رضي الله تعالى عنهم.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ومحمد بن علي بن حبيش في جماعة قالوا ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ثنا زهير بن معاوية ثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج عن سليمان عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها. قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، ولها الذي أعطاها بما أصاب منها، فان اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له» رواه الثوري وابن عيينة وابن المبارك عن ابن جريج، ورواه يعلى بن عبيد وشجاع بن الوليد عن يحيى بن سعيد.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا إبراهيم

(1)

بن محمد الخزاعي البلخي ثنا علي بن الحسن بن شقيق عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن سليمان عن الزهري عن أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الغبار في سبيل الله إسفار الوجوه يوم القيامة» . غريب من حديث سليمان والزهري لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

‌أبو بكر الغساني

ومنهم المتعبد الرباني، أبو بكر بن أبي مريم الغساني رضي الله تعالى عنه.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الصمد بن سعيد بن يعقوب الحضرمي ثنا محمد بن عوف قال سمعت حيوة يقول سمعت بقية يقول: خرجنا إلى أبي بكر ابن أبى مريم نسمع منه فى ضيعته - وكانت كثيرة الزيتون - فخرج علينا نبطي من أهلها فقال لي: من تريدون؟ فقلنا: نريد أبا بكر بن أبي مريم. فقال:

(1)

فى ز: ابن أحمد

ص: 88

الشيخ؟ فقلنا: نعم! قال: ما في هذه القرية شجرة من زيتون إلا وقد قام إليها ليلة جمعاء.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا عبد الصمد بن سعيد قال سمعت أبا أيوب البهراني يقول سمعت الحسن بن علي بن مسلم السكوني يقول: كان لأبي بكر ابن أبي مريم في خديه مسلكان من الدموع.

• حدثنا محمد ثنا عبد الصمد بن سعيد قال سمعت أبا أيوب يقول سمعت يزيد بن عبد ربه يقول: عدت مع خالي علي بن مسلم أبا بكر بن أبي مريم وهو في النزع فقلت له: رحمك الله! لو جرعت جرعة ماء؟ فقال بيده: لا! ثم جاء الليل فقال: أذن؟ فقلت نعم! فقطرنا في فمه قطرة ماء ثم غمضناه فمات رحمه الله، وكان لا يقدر أحدا ينظر إليه من خوى فمه من الصيام.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي ثنا محمد بن مصفى قال: سمعت بقية بن الوليد يقول: أخذت بيد عبد الله بن المبارك فأدخلته على أبي بكر بن أبي مريم وصفوان بن عمرو فسمع منهما، فلما خرج قال لي:

يا أبا محمد تمسك بشيخيك.

أسند عن عبد الله بن بشر، وروى عن سعيد بن سويد، وحبيب بن عبيد، وحكيم بن عمير، والمهاجر بن حبيب، وضمرة بن حبيب، وعطية ابن قيس في آخرين رضي الله تعالى عنهم.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا محمد بن عبد الرحمن القرقساني ثنا أبي ثنا منصور بن إسماعيل الحراني عن أبي بكر بن أبي مريم وصفوان بن عمرو عن عبد الله بن بسر. قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطر شاربه طرا» . غريب من حديث أبي بكر تفرد به منصور الحراني.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا أبو اليمان ثنا أبو بكر بن أبي مريم عن سعيد بن سويد عن العرباض بن سارية. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إني عبد الله في أم الكتاب، وخاتم

ص: 89

النبيين فى أم الكتاب، وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بتأويل ذلك، أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى قومه ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام وكذلك أمهات النبيين من مدين».

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة الدمشقي ثنا أبو اليمان ثنا أبو بكر ابن أبي مريم عن الهيثم بن مالك عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي عن أبي الحجاج الثمالي. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول القبر للميت حين يوضع فيه: ويحك يا ابن آدم ما عزك بي ألم تعلم أني بيت الفتنة، وبيت الظلمة، وبيت الوحدة، وبيت الدود؟ ما غرك بي إذ كنت تمر بي؟ قال:

فإذا كان مسلما أجاب عنه مجيب القبر، فيقول: أرأيت إن كان ممن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟ فيقول القبر إذا أعود عليه خضرا، ويعود جسده نورا وتصعد روحه إلى رب العالمين». غريب من حديث الهيثم عن عبد الرحمن، رواه بقية بن الوليد عن أبي بكر مثله.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عبد الوهاب ثنا أبو المغيرة ثنا أبو بكر بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب كل قلب حزين» .

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا كثير بن عبيد ثنا بقية عن أبي بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد عن أبي أمامة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يستمتع بالحرير من يرجو أيام الله» . غريب من حديث حبيب لم نكتبه إلا من حديث أبي بكر.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إبراهيم بن محمد بن عرق ثنا محمد بن حفص الأصابى ثنا محمد بن حمير ثنا أبو بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد عن أبي أمامة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ستكون رجال من أمتي يأكلون ألوان الطعام، ويشربون ألوان الشراب، ويلبسون ألوان الثياب، ويتشدقون في الكلام أولئك شرار أمتي» . غريب من حديث حبيب لم نكتبه إلا من حديث محمد بن حمير عن أبي بكر.

ص: 90

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ومحمد بن عبد الله بن سعيد وغيرهما قالوا: ثنا عبدان بن أحمد ثنا محمد بن مصفى ثنا محمد بن حمير عن أبي بكر عن عطاء بن أبي رباح عن أبي سعيد الخدري. قال: اشترى أسامة بن زيد بن حارثة وليدة بمائة دينار إلى شهر فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ألا تعجبون من أسامة يشتري إلى شهر؟ إن أسامة طويل الأمل، والذي نفسي بيده ما طرفت عيناي فظننت: أن شفري يلتقيان حتى أقبض، ولا رفعت طرفي فظننت أني واضعه حتى أقبض، ولا لقمت لقمة فظننت أتى أسيغها حتى أغص فيها من الموت ثم. قال: يا بني آدم إن كنتم تعقلون فعدوا أنفسكم من الموتى، والذي نفسي بيده إنما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين» . غريب من حديث عطاء وأبي بكر تفرد به محمد بن حمير.

‌علي بن أبي جملة

‌ورجاء بن أبي سلمة

ومنهم القرينان العابدان الراويان، العاملان، علي بن أبى جملة. ورجاء ابن أبي سلمة - رضي الله تعالى عنهما.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن معدان ثنا عبد الله بن هانئ بن عبد الرحمن بن أبي عبلة ثنا ضمرة بن ربيعة بن حبيب عن علي بن أبي جملة. قال: قال لي زياد بن صخر اللخمي إذا صنعت يدا فاصنعها إلى ذي دين أو حسيب.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق السراج ثنا أبو همام ثنا ضمرة عن علي بن أبي جملة. قال: كان علي بن عبد الله بن عباس يصلي في كل يوم ألف سجدة.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن الوليد بن برد ثنا ضمرة عن علي. قال: لقيت يحيى بن أبى راشد حين قفل الناس من الصائفة،

ص: 91

فقال: يا أبا نصير وجدت الدين الخبز.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أبو بكر بن أبي راشد ثنا أبو عمر بن النحاس ثنا ضمرة عن علي. قال: ما ضرب الناقوس ببيت المقدس قط إلا وخليد بن سعيد قد جمع ثيابه وقام يصلي على الصخرة التي على شام الصخرة، قال: وما ضرب الناقوس ببلد قط إلا ومالك بن عبد الله الخثعمي قد جمع ثيابه وقام يصلي.

أسند علي بن أبي جملة عن نافع وعبد الله بن محيريز وعبادة بن نسي رضي الله تعالى عنهم.

• حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن المفضل ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ثنا محمد مصفى ثنا بقية عن علي بن أبي جملة عن نافع عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب على كتف أبي بكر وقال: «إن الله تعالى لو شاء أن لا يعصى ما خلق إبليس» .

• حدثنا عثمان

(1)

بن محمد بن عثمان الأموي ثنا محمد بن يعقوب بن يونس ثنا أبو عتبة ثنا ضمرة ثنا رجاء بن أبي سلمة. قال: الحلم أرفع من العقل، وذلك أن الله تعالى تسمى به.

[حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو بكر بن معدان ثنا أبو عمير بن النحاس ثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة. قال: قصد هذا الزمان شح]

(2)

.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا الوليد بن شجاع ثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن عقبة بن أبي زينب. قال: في التوراة مكتوب لا تتوكل على ابن آدم فإن ابن آدم ليس له قوام، ولكن توكل على الحي الذي لا يموت، وفي التوراة مكتوب مات موسى كليم الله فمن ذا الذي لا يموت.

روى عن الزهري، وسليمان بن موسى، وعمرو بن شعيب، رضى الله تعالى عنهم.

(1)

فى مغ: على بن محمد

(2)

سقط من مغ.

ص: 92

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبد الصمد بن أبي الجراح المصيصي ثنا محمد بن الوزير الدمشقي ثنا ضمرة بن ربيعة عن رجاء بن أبي سلمة عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن نكاح السر» . غريب من حديث الزهري عن حميد تفرد به ضمرة عن رجاء.

‌ثور بن يزيد

ومنهم القائل بالوعيد، أبو خالد، ثور بن يزيد رضي الله تعالى عنه كان في القول بالوعيد شاطحا، وعرف به فلقب ناطحا.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا عمر بن شبة ثنا أبو عاصم. قال: قال ابن أبي رواد قد جاءكم ثور اتقوا لا ينطحكم بقرنه.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق الجوهري قال قال إبراهيم بن موسى قال يحيى بن سعيد: كان قلبه بين عينيه - يعني ثور بن يزيد-.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا عبد الملك بن أبي عبد العزيز أبو نصر ثنا المعافا بن عمران عن ثور. قال: كان من كلام المسيح عيسى عليه السلام من علم وعمل وعلم كان يدعى عظيما في ملكوت السموات.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرحمن عن بشر بن منصور عن ثور بن يزيد. قال: قال المسيح عليه السلام:

من تعلم وعمل وعلم فذلك الذي يسمى - أو يدعى - عظيما في ملكوت السموات.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا أبو على ابن مسلم الطوسي ح. وحدثنا علي بن أحمد بن عبد الله المقدسي ثنا عبد الجبار بن محمد بن عبيد الخثعمي ثنا أبي ثنا مؤمل ثنا سيار بن حاتم ثنا رباح ابن عمرو القيسي ثنا ثور. قال: قرأت في التوراة أن القلب المحب لله عز وجل يحب النصب لله عز وجل.

ص: 93

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن محمد بن مصقلة ثنا إبراهيم بن الجنيد ثنا بحر بن أحمد ثنا الخليل بن ميمون العباداني ثنا ابن أبي أذينة عن ثور. قال: مكتوب في بعض الكتب إن سرك أن تعلم علم اليقين فأحب في كل حين أن تغلب شهوات الدنيا.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا محمد بن الحسين ثنا يحيى بن عيسى عن بشر بن منصور عن ثور. قال: قرأت في بعض الكتب قل للذين يتظامئون ويتجوعون للبر، أولئك الذين يأوون فى حظيرة القدس عندي.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن يزيد ثنا عبد الوهاب عن بشر بن منصور عن ثور. قال: قال بشر الشامي: كان يقال المطيع مهاب، والعاصي مرحوم، والخائف وجل، والوجل حزين، والحزن داع إلى طول الفرح يوم القيامة، ولكل العباد همة فهموم خير وهموم شر.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني علي بن مسلم ثنا سيار ثنا رباح بن عمرو القيسي ثنا ثور. قال: قرأت في التوراة إن عيسى عليه السلام قال: يا معشر الحواريين كلموا الله كثيرا وكلموا الناس قليلا، قالوا وكيف نكلم الله؟ قال: اخلوا بمناجاته اخلوا بدعائه.

• [حدثنا عبد الله بن محمد ومحمد بن جعفر المؤدب قالا: ثنا إسحاق بن إبراهيم بن جميل ثنا علي بن مسلم ثنا سيار ثنا رباح القيسي ثنا ثور. قال:

قرأت في التوراة الذين يصلحون من الناس إذا تفاسدوا أولئك خصائص الله من خلقه]

(1)

.

• حدثنا عبد الله بن محمد ومحمد بن جعفر قالا: ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا علي بن مسلم ثنا سيار ثنا رباح ثنا ثور. قال: قرأت في التوراة إن الزناة والسراق إذا سمعوا بثواب الله للأبرار طمعوا أن يكونوا معهم بلا تعب ولا نصب، ولا مشقة، على أبدانهم، ولا مخالفة لأهوائهم، وفي التوراة مكتوب وهذا ما لا يكون.

(1)

سقط من مغ.

ص: 94

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد ثنا بقية عن سلمة بن خالد. قال: سمعت ثور بن يزيد يقول:

بلغني: أن الأسد لا يأكل إلا من أتى محرما.

• حدثنا محمد بن علي ثنا أبو عروبة ثنا أبو التقى الحمصي ثنا بقية بن الوليد حدثني الوليد بن كامل عن ثور. قال: مكتوب في الإنجيل الحجر في البنيان من غير حل عربون خرابه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن عبد الله ثنا محمد بن عبد الله بن رسته ثنا شيبان بن فروخ ثنا طلحة بن زيد ثنا ثور. قال: قرأت في بعض الكتب أن الرجل إذا تلوط لم يتطهر، وإن صب عليه ماء البحر كله.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم ثنا أحمد بن سعيد ثنا هارون بن عمر المخزومي ثنا ضمرة. قال: رأيت ثور بن يزيد إذا رفع رأسه من سجوده قبل موضع سجوده.

• أخبرنا القاضي أبو أحمد - في كتابه - ثنا عبد الله بن محمد البغوي ثنا محمد ابن زياد بن فروة ثنا أبو شهاب عن طلحة بن زيد عن ثور. قال: قرأت في بعض الكتب بكاء المؤمن في قلبه وبكاء المنافق في عينه.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن محمد بن مصقلة ثنا إبراهيم بن الجنيد ثنا موسى بن عبد الرحمن الأنطاكي ثنا بقية بن الوليد عن العباس بن الأخنس عن أبي خالد الرحبي عن ثور بن يزيد: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تعلموا اليقين كما تعلموا القرآن حتى تعرفوه فإني أتعلمه» .

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا إسحاق بن جميل ثنا علي بن مسلم ثنا سيار ثنا جعفر حدثني رجل عن ثور يرفع الحديث. قال: إذا وقف السائل على الباب وقفت الرحمة معه، قبلها من قبلها وردها من ردها، ومن نظر إلى مسكين نظر رحمة نظر الله إليه نظر رحمة، ومن أطال الصلاة خفف الله عنه القيام يوم القيامة {(يوم يقوم الناس لرب العالمين)} ، ومن أكثر الدعاء قالت الملائكة صوت معروف، ودعاء مستجاب، وحاجة مقضية.

ص: 95

أسند ثور بن يزيد عن خالد بن معدان، وعن خالد بن مهاجر، وعن مكحول والقاسم أبي عبد الرحمن، وراشد بن سعد المقرى، وعبد الرحمن بن جبير بن نفير، ويحيى بن الحارث الدمارى، وأبي منيب الجرشي، وحبيب بن عبيد، ويزيد بن شريح. ومن الحجازيين عن سعيد بن المسيب، وعطاء، ونافع، وأبي الزبير وغيرهم رضي الله تعالى عنهم.

• حدثنا فاروق الخطابي وحبيب بن الحسن ومحمد بن أحمد بن الحسن وسليمان بن أحمد في آخرين. قالوا: ثنا أبو مسلم الكشي ثنا سعيد بن سلام العطار ثنا ثور عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود» . غريب من حديث ثور لم نكتبه إلا من حديث سعيد عاليا.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن نصير ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا سلام الطويل عن ثور عن خالد بن معدان عن معاذ. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يا أيها الناس اتخذوا تقوى الله تجارة يأتيكم الرزق بلا بضاعة ولا تجارة» ثم قرأ {(ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)} ». غريب من حديث ثور لم نكتبه مرفوعا إلا من حديث سلام.

• حدثنا فاروق ثنا أبو مسلم الكشي ثنا عصمة بن سليمان الخزاز ثنا حازم مولى بني هاشم عن لمازة عن ثور عن خالد عن معاذ. قال: شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أملاك رجل من أصحابه فقال: «على الخير والألفة، والطائر الميمون، والسعة في الرزق، بارك الله لكم، دففوا على رأسه، فجئ بدف فضرب به فأقبلت الأطباق عليها فاكهة وسكر فينثر عليه فكف الناس أيديهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لكم لا تنتهبون؟ قالوا: يا رسول الله أولم تنه عن النهبة؟ قال: إنما نهيتكم عن نهبة العساكر فأما العرسان فلا فجاذبهم وجاذبوه» . غريب من حديث ثور لم نكتبه إلا من حديث حازم عن لمازة.

ص: 96

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عمرو بن عثمان الحمصي ثنا بقية بن الوليد ثنا ثور عن خالد عن معاذ. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مشى إلى صاحب بدعة ليوقره فقد أعان على هدم الإسلام» كذا رواه بقية فقال عن معاذ ورواه عيسى بن يونس عن ثور عن خالد عن عبد الله بن بسر مثله.

• حدثنا أبو الحسن سهل بن عبد الله التستري ثنا الحسن بن عبد العزيز المجوز ثنا أبو عاصم النبيل ثنا ثور عن خالد عن أبي أمامة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع العشاء من بين يديه قال: «الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفى ولا مودع ولا مستغن عنه ربنا» رواه الثوري عن ثور مثله.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد ثنا هارون بن معروف ثنا محمد بن القاسم ثنا ثور عن خالد عن أبي أمامة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله في الأرض آنية، وأحب آنية الله إليه مارق منها وصفا، وآنية الله في الأرض قلوب العباد الصالحين» . غريب من حديث ثور لم نكتبه إلا من حديث محمد بن القاسم.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عباس بن الوليد ابن صبح ثنا عبد السلام بن عبد القدوس ثنا ثور عن خالد عن أبي أمامة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تذهب الأيام حتى تشرب طائفة من أمتي الخمر ويسمونها بغير اسمها» . كذا حدثناه عن أبي أمامة، وروى عن ثور عن خالد عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه مثله.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا خطاب بن سعيد الدمشقي ثنا هشام بن عمار ثنا محمد بن شعيب ثنا ثور عن خالد عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال: «من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو يعلمه كان له كأجر حاج تام حجه» .

• حدثنا عبد الملك بن الحسن السقطي المعدل ثنا أحمد بن أبي عوف ثنا أحمد بن عبد الصمد ثنا أبو سعد عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي

ص: 97

الدرداء. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سبق إلى الصلاة مخافة أن تسبقه أوجب الله له الجنة، ومن تركها مأثرة عليها لم يدركها بعمل إلى الحول» . غريب من حديث ثور لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا سعيد بن نصير الطبري ثنا محمد بن أبان البلخي ثنا أبو همام الأهوازي عن ثور عن خالد عن أبي زهير الأنماري.

قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه قال: «اللهم اغفر لي ذنبي، واخسأ شيطاني، وفك رهاني، وثقل ميزاني، واجعلني في النداء الأعلى» . غريب من حديث ثور تفرد به أبو همام.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا المقدام بن داود ثنا أسد بن موسى ثنا أبو بكر الداهري عن ثور عن خالد عن مجاهد عن عمر بن الخطاب. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ابن آدم عندك ما يكفيك وأنت تطلب ما يطغيك، ابن آدم لا بقليل تقنع ولا بكثير تشبع، ابن آدم إذا أصبحت معافى في بدنك، آمنا في سربك، عندك قوت يومك، فعلى الدنيا العفاء» . غريب من حديث ثور لم نكتبه إلا من حديث أسد عن أبي بكر.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن الحسن الخثعمي ثنا إسماعيل بن موسى السدي ح. وحدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن محمد بن مصقلة ثنا رزق الله بن موسى قالا: ثنا محمد بن يعلى ثنا عمر بن صبح عن ثور عن مكحول عن شداد بن أوس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله عز وجل وعزتي لا أجمع لعبدي أمنين ولا خوفين، إن هو أمنني في الدنيا أخفته يوم أجمع فيه عبادي، وإن هو خافني فى الدنيا أمنته يوم أجمع فيه عبادي» .

• حدثنا علي بن أحمد بن علي المصيصي ثنا أحمد بن خليد الحلبي ثنا أبو توبة - الربيع بن نافع - ثنا يحيى بن حمزة ثنا ثور عن بشر بن عبيد الله حدثني أبو إدريس الخولاني عن أبي الدرداء: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بينا أنا نائم إذ رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسى فظننت أنه مذهوب به، فأتبعته بصري فعمد به إلى الشام ألا وإن الإيمان حيث تقع الفتن بالشام» .

ص: 98

غريب من حديث ثور لم نكتبه إلا من حديث يحيى بن حمزة.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا الحسن بن علي الفسوي ثنا أحمد بن حاتم الطويل ثنا عمر بن هارون عن ثور بن يزيد بن شريح عن جبير ابن نفير عن النواس بن سمعان. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك مصدق، وأنت له كاذب» .

غريب من حديث ثور تفرد به عمر بن هارون البلخي.

• حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن ثنا أبو حنيفة محمد بن حنيفة بن ماهان الواسطي ثنا عمي ثنا أبي ثنا طلحة بن زيد عن الأوزاعي عن ثور عن راشد بن سعد عن أبي إدريس عن معاوية. قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت كافرا أو يقتل مؤمنا متعمدا» . لم نكتبه إلا من حديث طلحة من حديث الأوزاعي عن ثور.

• حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا مسدد ثنا يحيى بن سعيد عن ثور عن حبيب بن عبيد عن المقدام بن معدي كرب.

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه» . غريب من حديث ثور لم نكتبه إلا من حديث يحيى عنه.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأنا بقية بن الوليد حدثني ثور عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير قال:

مدحك أخاك في وجهه كإمرارك على حلقه موسى رهيصا - أي شديدا-. قال:

ومدح رجل ابن عمر رضي الله تعالى عنه في وجهه فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «احثوا في وجوه المداحين التراب» ثم أخذ ابن عمر التراب فرمى به في وجه المادح. وقال: هذا في وجهك ثلاث مرات.

غريب من حديث ثور لم نكتبه إلا من حديث بقية.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه ثنا إسحاق ابن راهويه أنبأنا عيسى بن يونس ثنا ثور عن أبي المنيب. قال: رأى ابن

ص: 99

عمر فتى يصلي قد أطال الصلاة وأطنب فيها. فقال: أيكم يعرف هذا؟ فقال رجل: أنا أعرفه، فقال: أما إني لو عرفته لأمرته أن يكثر الركوع والسجود فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول «إن العبد إذا قام إلى الصلاة أتي بذنوبه كلها فوضعت على عاتقيه فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه» .

غريب من حديث أبي المنيب وثور لم نكتبه إلا من حديث عيسى بن يونس.

‌حدير بن كريب

ومنهم حدير بن كريب أبو الزاهرية، مخوف العصاة بانتقام القاهرية.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا حمد بن سعيد ثنا ابن وهب أنبأنا معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية. قال:

بلغني في بعض الكتب إن الله تعالى يقول: أبث العلم في آخر الزمان حتى يعلمه الرجل والمرأة، والذكر والأنثى، والحر والعبد، والصغير والكبير، فإذا فعلت ذلك بهم أخذتهم بحقي عليهم.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد ثنا عبد الله بن وهب أخبرني معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية. قال: ما من أحد يأكل طعاما لا يحمد الله تعالى عليه إلا كأنما سرقه.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من يوم إلا وينادي مناد: مهلا أيها الناس مهلا، فإن لله عز وجل سطوات وبسطات، ولكم قروح داميات، ولولا رجال خشع، وصبيان رضع، ودواب رتع، لصب عليكم العذاب صبا ثم رضضتم به رضا؟» .

روى أبو الزاهرية عن أبي الدرداء، وحذيفة إرسالا، وأكثر حديثه عن جبير بن نفير، وكثير بن مرة.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد ثنا أحمد بن عبد الرحمن الواسطي ثنا يزيد بن هارون أنبأنا أصبغ بن زيد ثنا أبو بشر عن أبي الزاهرية عن

ص: 100

كثير بن مرة الحضرمي عن ابن عمر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من احتكر أربعين يوما طعاما فقد برئ من الله وبرئ الله منه ورسوله، وأيما أهل عرصة ظل فيهم رجل من المسلمين جائعا فقد برئت منهم ذمة الله عز وجل» .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا بكر بن سهل ثنا نعيم بن حماد ثنا بقية عن سعيد بن سنان ثنا أبو الزاهرية عن كثير بن مرة عن ابن عمر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل قد رفع لي الدنيا فأنا أنظر إليها وإلى ما هو كائن فيها إلى يوم القيامة كأنما أنظر إلى كفي هذه، جليان من أمر الله عز وجل جلاه لنبيه كما جلاه للنبيين قبله» .

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن يعقوب ثنا أبو اليمان ثنا أبو مهدي سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة عن ابن عمر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن فجور المرأة الفاجرة كفجور ألف فاجر، وإن بر المرأة المؤمنة كعمل سبعين صديقا» .

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد ثنا محمد بن يعقوب ثنا أبو اليمان ثنا أبو مهدي عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة عن ابن عمر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «النظرة الأولى خطأ والثانية عمد والثالثة تدمر، نظر المؤمن إلى محاسن المرأة سهم من سهام إبليس مسموم، من تركها من خشية الله، ورجاء ما عنده أثابه الله بذلك عبادة تبلغه لذتها» .

• حدثنا أبو أحمد الجرجاني ثنا عبد الله بن شيرويه ثنا إسحاق بن راهويه ثنا بقية ثنا سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: «إن الفتنة إذا أقبلت شبهت، وإذا أدبرت أسفرت، إن الفتنة تلقح بالنجوى، وتنتج بالشكوى، فلا تثيروها إذا حميت، ولا تعرضوا لها إذا عرضت، إن الفتنة راتعة في بلاد الله تطأ في خطامها فلا يحل لأحد أن يأخذ بخطامها، ويل لمن أخذ بخطامها» ثلاث مرات. تفرد بهذه الأحاديث عن أبي الزاهرية سعيد بن سنان وعنه بقية وأبو اليمان فحديث الحكرة تفرد به أصبغ عن أبي بشر.

ص: 101

‌حبيب بن عبيد

ومنهم حبيب بن عبيد رضي الله تعالى عنه.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو المغيرة ثنا جرير بن عثمان حدثني حبيب بن عبيد. قال: تعلموا العلم واعقلوه وانتفعوا به، ولا تعلموا لتتجملوا به فإنه يوشك إن طال بكم عمر أن يتجمل بالعلم كما يتجمل الرجل ببزته.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا يحيى بن عثمان وأحمد بن سعيد الكندي. قالا: ثنا بقية بن الوليد ثنا ابن أبي مريم حدثني حبيب بن عبيد. قال: كان دليجة إذا مشى طاشت قدماه من العبادة، فقيل له: ما شأنك؟ فقال: الشوق! فقيل له أبشر فإن الأمير قد بعث إلى سرح

(1)

المسلمين ليأذن لهم، فيقول: دليجة ليس شوقي إلى ذلك إن شوقي إلى من يحثها.

روى عن معاذ بن جبل وعمرو بن عبسة، وأبي أمامة، وأبي الدرداء، والمقدام، والعرباض، وعائشة رضي الله تعالى عنهم.

[حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عبد الوهاب ثنا المغيرة ح].

(2)

وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن خليد ثنا أبو اليمان قالا: ثنا أبو بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد عن معاذ بن جبل. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يكون في آخر الزمان قوم إخوان العلانية أعداء السريرة، فقيل يا رسول الله كيف يكون ذلك؟ قال: ذلك لرغبة بعضهم إلى بعض، ورهبة بعضهم من بعض» .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن محمد بن الحارث ثنا محمد بن عبد الرحمن بن عرق الحمصي ثنا أبي ثنا بقية عن أبي بكر بن أبي مريم عن حبيب ابن عبيد عن المقدام بن معدي كرب عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «يأتي

(1)

أى المال السائم

(2)

سقط من مغ.

ص: 102

على الناس زمان من لم يكن معه أصفر وأبيض لم يتهنأ بالعيش».

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا كثير بن عبيد ثنا بقية عن أبي بكر بن أبي مريم. قال: حدث حبيب بن عبيد عن العرباض بن سارية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى إذا قبضت من عبدى كريمته وهو بها ضنين لم أرض له ثوابا دون الجنة إذا حمدنى عليها» .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة الدمشقى ثنا أبو مسهر ثنا يحيى ابن حمزة عن ثور بن يزيد عن حبيب بن عبيد عن عتبة بن عبد السلمي. قال:

«كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال يا رسول الله أسمعك تذكر شجرة في الجنة لا أعلم في الدنيا أكثر شوكا منها - يعنى الطلح - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يجعل مكان كل شوكة مثل خصوة التيس الملبود - يعني الخصي - فيها سبعون لونا من الطعام لا يشبه لون لون الآخر» .

رواه عبد الله بن المبارك عن يحيى بن حمزة مثله.

• حدثنا أحمد بن يعقوب بن المهرجان في جماعة قالوا ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبد الله البابلي ثنا أبو بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد عن عائشة رضي الله تعالى عنها. قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الشؤم سوء الخلق» . تفرد بهذه الأحاديث عن حبيب أبو بكر بن أبى مريم وثور ابن يزيد.

‌ضمرة بن حبيب

ومنهم ضمرة بن حبيب - رضي الله تعالى عنه.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد الحمصي ثنا بقية حدثني أرطأة. قال: كان ضمرة إذا قام إلى الصلاة قلت: هذا أزهد الناس في الدنيا، فإذا عمل للدنيا قلت: هذا أرغب الناس في الدنيا.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد ثنا أحمد ثنا بقية حدثني عتبة بن ضمرة

ص: 103

ابن حبيب عن أبيه. قال: موطنان لا ينبغي لأحد أن يضحك فيهما، معاينة القرد، واطلاعك إلى القبر.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم ثنا أحمد ثنا عثمان بن سعيد عن عتبة بن ضمرة عن أبيه. قال: فتان القبر ثلاثة؛ أنكر ونا كور وسيدهم رومان.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد ثنا عثمان بن سعيد ثنا عتبة بن ضمرة عن أبيه. قال: لقيت عمتي في النوم فقلت لها: كيف أنت يا عمة؟ قالت: أنا والله يا ابن أخي بخير وفيت عملي كله حتى أعطيت ثواب أخلاط أطعمته.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السري ثنا عيسى بن يونس عن أبي بكر بن عبد الله بن أبى مريم عن ضمرة. قال: «قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنته فاطمة بخدمة البيت، وقضى على علي رضي الله تعالى عنه بما كان خارجا من البيت من الخدمة» .

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو المغيرة ثنا عتبة بن ضمرة بن حبيب بن صهيب حدثني أبي. قال: كان يقال لا يعجبنكم صيام امرئ ولا قيامه، ولكن انظروا إلى ورعه. فان كان ورعا مع ما رزقه الله من العبادة فهو عبد الله حقا.

أسند ضمرة عن أبي الدرداء، وعبد الله بن عمر، وشداد بن أوس، والنعمان بن بشير رضي الله تعالى عنهم.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إبراهيم بن محمد بن عرق ثنا عبد الوهاب ابن الضحاك ثنا إسماعيل بن عياش عن أبي بكر بن أبي مريم عن ضمرة عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «إن الله تعالى تصدق عليكم بثلث أموالكم عند وفاتكم» .

• حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا الحكم بن نافع ثنا ابن أبي مريم عن ضمرة. قال: قال عبد الله بن عمر «أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم إن آتيه بمدية - وهى الشفرة - فأتيته بها

ص: 104

فأرسل بها فأرهفت ثم أعطانيها. فقال: اغد علي بها ففعلت فخرج بأصحابه إلى أسواق المدينة وفيها زقاق خمرقد جلبت من الشام فأخذ المدية مني فشق ما كان من ذلك الزقاق بحضرته، ثم أعطانيها وأمر أصحابه الذين كانوا معه أن يمضوا معي ويعاونوني، فأمرني أن آتي الأسواق كلها فلا أجد فيها زق خمر إلا شققته، ففعلت فلم أترك فى أسواقها زقا إلا شققته».

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إبراهيم بن محمد بن عرق ثنا سليمان بن سلمة الخبائري ثنا بقية عن أبي بكر عن ضمرة وعطية بن قيس عن النعمان بن بشير:

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معه بقطفين واحد له والآخر لأمه عمرة، فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرة فقال أتاك النعمان بقطف من عنب؟ فقالت: لا! فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بأذنه فقال يا غدر» .

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا الهيثم بن خارجة ثنا المعافا بن عمران عن ابن أبي مريم عن ضمرة عن أم عبد الله - أخت شداد بن أوس-: «أنها أرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح من لبن عند فطره فرد الرسول إليها فقال أنى لك هذا اللبن؟ قالت: من شاتي، فرد الرسول إليها: أنى لك هذه الشاة؟ قالت: اشتريتها بمالي، فلما كان الغد أتته فقالت: يا رسول الله أرسلت إليك باللبن راثية

(1)

لك من طول النهار وشدة الحر، فرددت الرسول إلي. فقال: بذلك أمرت الرسل قبلي، لا تأكل إلا طيبا، ولا تعمل إلا صالحا». هذه الأحاديث غرائب من حديث ضمرة، تفرد بها أبو بكر بن أبي مريم عنه.

‌ربيعة الجرشي

ومنهم ربيعة الجرشي

• وقيل ابن عمرو معدود في الصحابة.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن محمد بن علي الخزاعي ثنا محمد بن كثير العبدي [ثنا حماد بن سلمة ثنا ثابت عن بشير بن كعب العدوي]

(2)

(1)

فى مغ: مرثية لك.

(2)

سقط من مغ.

ص: 105

قال: سمعت ربيعة زمن معاوية يقول: يجمع الخلائق يوم القيامة في صعيد واحد ثم ينادي مناد: سيعلم أهل الجمع لمن العز اليوم والكرم، أين الذين كانت {(تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون)}؟ قال: فيقومون وفيهم قلة، ثم يلبث ما شاء الله أن يلبث ثم يقوم فيقول: سيعلم أهل الجمع لمن العز اليوم والكرم، ليقم الذين {(لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله)} الآية، فيقومون وهم أكثر من الاولين، ثم يلبث ما شاء الله أن يلبث، ثم يقوم فيقول: سيعلم أهل الجمع لمن العز اليوم والكرم، ليقم الحمادون لله على كل حال. قال: فيقومون أكثر من الأولين.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة الدمشقى ثنا أبو مسهر ثنا سعيد ابن عبد العزيز عن عطية بن قيس عن ربيعة أنه كان يقول في قصصه: إن الله جعل الخير من أحدكم كشراك نعله، وجعل الشر منه مد بصره.

‌ومما يعد من مسانيده

• حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن أحمد المقري ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا عبد الرحمن بن سلام ح. وحدثنا محمد بن الحسن ابن علي اليقطيني ثنا علي بن عبد الحميد الحلبي ثنا مجاهد بن موسى قالا: ثنا ريحان بن سعيد عن عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن عطية: أنه سمع ربيعة يقول: «أتي نبي الله صلى الله عليه وسلم فقيل له لتنم عيناك، ولتسمع أذناك، وليعقل قلبك، فنامت عيناي، وسمعت أذناي، وعقل قلبي، فقيل إن سيدا بنى دارا وصنع مأدبة، وأرسل داعيا، فمن أجاب الداعي دخل الدار، وأكل من المأدبة، ورضي عنه السيد، ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يطعم من المأدبة وسخط عليه السيد، فالله السيد، ومحمد الداعي، والدار الإسلام، والمأدبة الجنة. [وبالله التوفيق لا رب غيره]

(1)

.

(1)

زيادة من مغ.

ص: 106

‌أبو عمرو الشيباني

ومنهم أبو زرعة يحيى بن أبي عمرو الشيباني.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أبو بكر بن محمد بن أحمد بن راشد ثنا عبد الله بن هانى ثنا ضمرة عن الشيباني. قال: في التوراة مكتوب: من يفعل الخير لا يعدم جوازيه. لا يهلك العرف بين الله والناس.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن أحمد بن معدان ثنا يحيى بن محمد الرملي ثنا ضمرة عن الشيباني. قال: أوصي بنو إسرائيل في التوراة استوصوا بمن يقدم عليكم من غير أهل بلادكم من الغرباء خيرا.

• حدثنا عبد الله وعبد الرحمن قالا

(1)

: أنبأنا محمد بن جعفر قال أنبأنا أبو بكر بن راشد ثنا أبو عمير بن النحاس ثنا ضمرة عن الشيباني. قال:

مكتوب في التوراة، كما تدين تدان، وبالكأس الذي تسقي به تشرب وزيادة، لأن البادي لا بد أن يزاد.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو بكر بن معدان ثنا عبد الله بن هانى ثنا ضمرة عن الشيباني. قال: مثل بيت المقدس في الكتب مثل كأس من ذهب مملوء عقارب.

أسند عن عمرو بن عبد الله الحضرمي، وعبد الله بن محيريز، وعبد الله ابن الديلمي، وأبي سلام الدمشقي وأبي مريم، وغيرهم.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو عمير النحاس ثنا ضمرة عن الشيباني عن عمرو بن عبد الله الحضرمي عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «إن الله استقبل بي الشام، وولى ظهري اليمن، ثم قال لي: يا محمد إني قد جعلت لك ما تجاهك غنيمة ورزقا، وما خلف ظهرك مددا، ولا يزال الله يزيد - أو قال يعز الإسلام وأهله، وينقص الشرك وأهله، حتى يسير الراكب بين كذا - يعني البحرين - لا يخشى إلا جورا وليبلغن

(1)

كذا فى ز. وفى مغ: حدثنا عبد الله وعبد الرحمن ثنا محمد بن جعفر ثنا أبو بكر الخ

ص: 107

هذا الأمر مبلغ الليل». غريب من حديث الشيبانى تفرد به عنه ضمرة ابن ربيعة.

• حدثنا أبو عمرو ثنا الحسن ثنا أبو عمير ثنا ضمرة عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن عمرو بن عبد الله الحضرمي عن أبي أمامة. قال: «خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فكان أكثر خطبته ما يحدثنا عن الدجال وخروجه وفتنته ومدته، وقال: فينزل عيسى بن مريم فيكون فى أمتى إماما مقسطا، وحكما عدلا، يدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويترك الصدقة، فلا يسعى على شاة ولا بعير، وترفع الشحناء والتباغض، وتنزع حمية كل دابة حتى يدخل الوليد يده في فم الحنش فلا يضره، وتلقى الوليدة الأسد فلا يضرها، ويكون في الإبل كأنه كلبها، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها، وتملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، وتملأ من الإسلام، ويسلب الكفار ملكهم، ولا يكون ملك إلا الإسلام، وتكون الأرض كفاثور

(1)

الفضة - يعنى المائد من الفضة - ينبت نباتها كما كانت تنبت على عهد آدم، يجتمع النفر على القطف فيشبعهم، ويجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم، ويكون الثور بكذا وكذا من المال، ويكون الفرس بالدريهمات».

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ثنا محمد بن مصفى ثنا بقية بن الوليد حدثني الأوزاعى حدثنى يحيى بن أبى عمرو الشيبانى عن أبي مريم عن أبي هريرة. قال: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إياي والأقراد قلنا. يا رسول الله وما الأقراد؟ قال:

يكون أحدكم أميرا أو عاملا فتأتي الأرملة واليتيم والمسكين فيقال: اقعد حتى ننظر في حاجتك، فيتركون مقردين، لا تقضى لهم حاجة، ولا يؤمرون فينصرفوا، ويأتي الرجل الغني الشريف فيقعده إلى جانبه ثم يقول ما حاجتك؟ فيقول: حاجتي كذا وكذا، فيقول اقضوا حاجته وعجلوا».

(1)

الفاثور الجران يتخذ من الرخام ونحوه.

ص: 108

‌عثمان بن أبي سودة

ومنهم عثمان بن أبي سودة أبو العوام.

• حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبد الله ح.

وحدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان ثنا عبد الله بن سعيد ثنا عيسى ابن يونس قالا: ثنا الأوزاعي. قال: سمعت عثمان بن أبي سودة يقول: في قوله تعالى {(والسابقون السابقون أولئك المقربون)} قال. أولهم رواحا إلى المسجد، وأولهم خروجا في سبيل الله.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عبد الوهاب ثنا أبو المغيرة ح.

وحدثنا عبد الله بن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان ثنا محمود بن خالد أن الوليد ابن مسلم وعمر بن عبد الواحد حدثناه قالوا: ثنا الأوزاعي حدثني عثمان بن أبي سودة. قال: إذا انصرف القوم عن المقبرة بعد أن يفرغ من الميت كانوا يقولون: اللهم من قدمته منا فقدمه إلى مقدم صدق، ومن أخرته منا فأخره إلى مؤخر صدق، اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تضلنا بعده.

• حدثنا سليمان ثنا أبو شعيب ثنا يحيى بن عبد الله ثنا الأوزاعي حدثني عثمان بن أبي سودة. قال: كان عبد الله بن الزبير إذا قدمت العير من الشام تحمل الزيت تلقاها فادهن، قال: فقدمت عير فادهن منها، فلقيه عمر بن الخطاب فأخذ بقفاه فقال: ادهنت بعد جفوف، ثم نظرت فى حلتك فأعجبتك نفسك؟ لا تفارقني حتى أجز من شعرك.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي داود [ثنا علي بن خشرام ثنا عيسى بن يونس عن رجل عن عثمان بن أبي سودة]

(1)

قال: كان يقال صلاة الأوابين ركعتان حين يخرج من بيته، وركعتان حين يدخل.

أدرك عثمان عبادة بن الصامت، وسمع عبد الله بن محيريز، وأبا شعيب الحضرمى، صاحب عثمان، وأبا أيوب الانصارى.

(1)

سقط من مغ

ص: 109

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الحسين بن إسحاق ثنا عمرو بن هشام الدورقي ثنا عثمان بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن يزيد ابن أبي سودة عن أخيه عثمان بن أبي سودة. قال: رأيت عبادة بن الصامت وهو على هذا الحائط - حائط المسجد المشرف على وادي جهنم - واضعا صدره عليه وهو يبكي، فقلت: يا أبا الوليد ما يبكيك؟ قال: هذا المكان الذي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى فيه جهنم.

‌أبو زيد الغوثي

ومنهم أبو زيد الغوثي رضي الله تعالى عنه.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ثنا محمود ابن خالد ثنا الفريابي عن الأوزاعي عن أبي يزيد. قال: «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الموت أفضل؟ قال: القتل فى سبيل الله، قال: ثم مه؟ قال:

ثم أن تموت مرابطا، قال: ثم مه؟ قال: ثم أن تموت حاجا أو معتمرا وإن استطعت فلا تمت باديا ولا تاجرا».

‌عبد الرحمن بن ميسرة

ومنهم عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي رضي الله تعالى عنه.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن العباس بن أيوب الأخرم ثنا جعفر ابن محمد بن فضيل ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان بن عمرو حدثني عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي. قال: إن لله ملكا اسمه روبيل نصفه ثلج ونصفه نور، صلاته يقول: اللهم كما ألفت بين هذا النور وبين هذا الثلج فلا الثلج يطفئ النور ولا النور يطفئ الثلج، فألف بين عبادك المؤمنين. قال: وكان يقال وكل بالصيام.

روى عن العرباض بن سارية، وعمرو بن عبسة، وأبي أمامة

ص: 110

• حدثنا حبيب بن الحسن وعلي بن هارون قالا: ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ثنا الهيثم بن خارجة ثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي عن العرباض عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله عز وجل المتحابون بجلالي في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي» .

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا الوليد بن عتبة الدمشقي ثنا بقية ثنا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي عن عمرو بن عبسة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: «ما تستقل الشمس فيبقى شيء من خلق الله إلا سبح الله بحمده إلا ما كان من الشيطان وأغبياء بني آدم قال فسألته عن أغبياء بني آدم؟ قال: «الكفار شرار الخلق أو شرار خلق الله» .

‌عمرو بن قيس الكندي

قال الشيخ رحمه الله: ومنهم عمرو بن قيس الكندي رضي الله تعالى عنه.

• أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد - في كتابه - ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ثنا حاجب بن الوليد ثنا زيد بن حازم عن ثور بن يزيد عن عمرو ابن قيس. قال: ما كدت أن أعمر نفسي حتى أبلي جسمي، وما من عبد أنزل الدنيا حق منزلتها حتى يرضى أن يوطا فيها بالأقدام ومن الذلة ومن أهان نفسه في الله عز وجل أعزه الله يوم القيامة، وإن أبغض الأجساد إلى الله الجسد الناعم.

روى عن معاوية، وعبد الله بن عمرو، وواثلة، وعبد الله بن بسر المازني وغيرهم.

• حدثنا علي بن هارون ثنا جعفر الفريابي ثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا إسماعيل بن عياش ثنا عمرو بن قيس السكوني عن عبد الله بن بسر المازني.

قال: «جاء أعرابيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما: يا رسول الله أي الناس خير؟ قال: طوبى لمن طال عمره، وحسن عمله. وقال الآخر:

ص: 111

أي العمل خير؟ قال: «أن تفارق الدنيا ولسانك رطب من ذكر الله» رواه معاوية بن صالح عن عمرو بن قيس مثله.

‌محمد بن زياد الألهاني

قال الشيخ رحمه الله: ومنهم محمد بن زياد الألهاني رضي الله تعالى عنه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي ثنا أبي ثنا بقية. قال: أعطاني محمد بن زياد دينارا فقال اشتر به زيتا ولا تماكس، فإني أدركت القوم فإذا اشترى أحدهم البضاعة لم يماكس في شيء مما يشتريه.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد الكندي ثنا بقية حدثني محمد بن زياد. قال: اجتمع رجال من الأخيار - أو قال العلماء والعباد - وذكروا الموت، فقال بعضهم: لولا أنه أتاني آت أو ملك الموت فقال: أيكم سبق إلى هذا العمود فوضع عليه يده مات، لرجوت أن لا يسبقني إليه أحد منكم شوقا إلى لقاء الله.

أسند محمد عن أبي أمامة، وجابر، وعبد الله بن بسر، وأبي عتبة الخولاني، وغيرهم.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا الوليد بن عتبة ثنا بقية حدثني محمد. قال: كنت آخذ بيد أبي أمامة وهو منصرف إلى بيته، فلا يمر على أحد مسلم ولا نصراني ولا صغير ولا كبير إلا قال سلام عليكم، سلام عليكم، فإذا انتهى إلى باب الدار التفت إلينا ثم قال: يا ابن أخي أمرنا نبينا عليه السلام: «أن نفشي السلام بيننا» .

‌عبدة بن أبي لبابة

قال الشيخ رحمه الله: ومنهم عبدة بن أبي لبابة رضي الله تعالى عنه.

ص: 112

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عبد الوهاب ثنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي عن عبدة. قال: إن أقرب الناس من الرياء آمنهم له.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد ثنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي ثنا عبدة.

قال: إذا ختم الرجل القرآن بنهار. صلت عليه الملائكة حتى يمسي، وإذا فرغ منه ليلا صلت عليه الملائكة حتى يصبح.

• حدثنا [سليمان بن أحمد ثنا]

(1)

أحمد ثنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي عن عبدة. قال: كانت فتنة بن الزبير تسع سنين، فما أخبر شريح عنها وما استخبر.

• حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبد الله ثنا الأوزاعي حدثني عبدة. قال: إن الرجل من أهل الجنة ليخرج من عند أهله فلا يرجع حتى يزداد شوقا إلى زوجته سبعين ضعفا وتزداد

(2)

ضعفه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن مسعود المقدسي ثنا عمرو بن أبي سلمة ثنا الأوزاعي عن عبدة: أن شريحا لما دخل على امرأته دعا بالبركة، ثم قال: إني راكع فاركعي، فلما ظنت أنه قد فرغ من ركوعه قامت حتى جلست إلى جانبه، ثم قالت له: قد كان في قومي لي أكفاء، وكان لك في قومك أكفاء ولكن جمع بيننا القدر! فمرني بما شئت، ثم قالت: لعلك تكره أن تدخل علي أمي في هذه الأيام، قال: نعم! فبعثت إلى أمها أن لا تدخلي علي سنتين، فلم تدخل عليها سنتين؟ ثم جاءت بعد ذلك فعرفها بالشبه، وقال:

هذه ابنتك امرأة ابنك هي في يدك.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان ثنا محمود بن خالد ثنا عمر ابن عبد الواحد عن الأوزاعي عن عبدة. قال: إن ناركم هذه لتتعوذ بالله من نار جهنم.

• حدثنا أحمد ثنا عبد الله ثنا عباس بن الوليد بن مزيد ثنا أبي ثنا الأوزاعي عن عبدة. قال: قال الشيطان مهما أعجزني ابن آدم، فلن يعجزني في اثنين. ماله من أين اكتسبه؟ وفيما أنفقه؟.

(1)

سقط من ز

(2)

فى مغ: مثله

ص: 113

• حدثنا أحمد ثنا عبد الله ثنا عباس ثنا أبي ثنا الأوزاعي عن عبدة.

قال: ما ظهرت الشمس قط؛ حتى تضرب مرة أو مرتين حتى تجذب جذبا.

تقول: إني أعبد من دون الله.

• حدثنا أحمد ثنا عبد الله ثنا عباس حدثني أبي عن الأوزاعي حدثني عبدة-: وسئل عن يأجوج ومأجوج - قال: ألف منهم وواحد منا.

• حدثنا أحمد ثنا عبد الله ثنا الحسن بن أحمد بن أبى شعيب ثنا مسكين ابن بكير عن الأوزاعي عن عبدة. قال: إن فى الجنة شجرة ثمرها زبرجد وياقوت ولؤلؤ، فيبعث الله ريحا فتصفق

(1)

فيسمع لها أصوات لم يسمع أصوات ألذ منها.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عبد السلام بن عتيق ثنا عقبة بن علقمة قال سمعت الأوزاعي يقول: كان عبدة إذا كان في المسجد لم يذكر شيئا من أمر الدنيا.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة الدمشقي حدثني محمد بن أبي أسامة ثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة، قال سمعت عبدة يقول: لوددت أن حظي من أهل هذا الزمان، أن لا يسألوني عن شيء ولا أسألهم، يتكاثرون بالمسائل كما يتكاثر أهل الدراهم بالدراهم.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن رافع ثنا زيد ابن الحباب ثنا رجاء بن أبي سلمة قال:

سمعت عبدة وسئل عن مسألة فقال له الرجل: أرأيت! فقال: قد رضيت من أهل زماني هذا أن لا أسألهم عن شيء ولا يسألوني، إنما يقول أحدهم أرأيت أرأيت.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد قال سمعت عبد الله بن عمر القرشي قال سمعت أبا أسامة يقول: قال الأوزاعي لم يقدم علينا من العراق أحد أفضل من عبدة بن أبي لبابة، والحسن بن الحر، وكانا شريكين جميعا موليين مولى لبني أسد، ومولى لبنى غاضرة.

(1)

فى مغ: فتصطفق

ص: 114

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني الحسن ابن عبد العزيز الجروي ثنا أبو حفص التنيسي عن الأوزاعي. قال: رأيت عبدة يطوف بالبيت وهو ضعيف، فقلت لو رفقت بنفسك فقال: إنما المؤمن بالتحامل.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو المغيرة قال سمعت الأوزاعي يقول سمعت عبدة يقول: لا يأتي على المؤمن أربعون يوما إلا أصابته فيه روعة.

• أخبرنا القاضي أبو أحمد - في كتابه - ثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن علي حدثني عيسى بن أحمد العسقلاني ثنا بقية بن الوليد عن مطعم بن المقدام. قال سمعت عبدة يقول: يقولون ركعتا الفجر فيهما رغب الدهر، وطرفة عين من الصلاة المكتوبة خير من الدنيا وما فيها.

أدرك عبدة عبد الله بن عمر، وسمع منه. وروى عن سويد بن غفلة، وعلقمة، ومسروق، وأبي وائل، وزر بن حبيش، وعمرو بن ميمون، ورواد مولى المغيرة، ومجاهد، وأبي سلمة.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عبد الوهاب ثنا أبو المغيرة ح.

وحدثنا سليمان ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ثنا محمد بن يوسف الفريابي قالا ثنا الأوزاعي عن عبدة عن ابن عمر. قال: «أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض جسدي. فقال: اعبد الله كأنك تراه، وكن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل» . رواه الفريابي عن الأوزاعي عن مجاهد عن ابن عمر مثله.

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا أحمد بن عيد ومحمد بن مسروق الطوسي قالا ثنا محمد بن حسان السمتي ثنا عبد الله أبو عثمان الحمصي عن الأوزاعي عن عبدة عن ابن عمر. قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن لله عبادا خصهم بالنعم لمنافع العباد، يقرها فيهم ما بذلوها، فإن منعوها حولها عنهم وجعلها في غيرهم» . أبو عثمان - هو عبد الله بن زيد الكلبي تفرد عن الأوزاعي بهذا الحديث، ورواه أحمد بن يونس الضبي عن أبي عثمان وسماه معاوية بن يحيى.

ص: 115

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد

(1)

بن أحمد بن معدان حدثني أحمد بن يونس ثنا معاوية بن يحيى أبو عثمان ثنا الأوزاعي: مثله.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله محمد بن عبيد عن الخطاب بن عثمان ثنا يوسف بن السفر عن الأوزاعي عن عبدة عن شقيق بن سلمة عن عبد الله بن مسعود. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس أحد منكم بأكسب من أحد، قد كتب الله المصيبة والأجل، وقسم المعيشة والعمل، فالناس يجرون فيها إلى منتهى» . غريب من حديث الأوزاعي وعبدة لم نكتبه إلا من حديث الخطاب.

• حدثنا محمد بن المظفر ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أسد بن محمد المصيصي ثنا سعيد بن المغيرة ثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأوزاعي عن عبدة عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام العمل فيها أحب إلى الله من أيام العشر، قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع حتى تخرج مهجة نفسه» . غريب من حديث الأوزاعي وعبدة عن زر لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو الزنباع روح بن الفرج ثنا إسحاق بن إبراهيم بن رزيق ثنا أبو اليمان ثنا الأوزاعي حدثني عبدة حدثني زر بن حبيش.

قال سمعت حذيفة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى أوحى إلي، يا أخا المرسلين، ويا أخا المنذرين، أنذر قومك أن لا يدخلوا بيتا من بيوتي ولأحد عندهم مظلمة، فإني ألعنه ما دام قائما بين يدي يصلى حتى يرد تلك الظلامة إلى أهلها، فأكون سمعه الذي يسمع به، وأكون بصره الذي يبصر به، ويكون من أوليائي وأصفيائي، ويكون جاري مع النبيين والصديقين والشهداء في الجنة» . غريب من حديث الأوزاعي عن عبدة. ورواه علي بن معبد عن إسحاق بن أبي يحيى العكى عن الأوزاعى مثله

(1)

فى مغ: محمد بن احمد

ص: 116

‌راشد بن سعد

قال الشيخ رحمه الله: ومنهم راشد بن سعد المقرائي.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبو همام ثنا عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار ثنا جرير بن عثمان عن راشد بن سعد:

قيل له: ما النعيم؟ قال: طيب النفس، قيل فما الغنا؟ قال: صحة الجسد.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا أبو اليمان ثنا جرير عن راشد: مثله.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا محمد بن سهل أنبأنا عبد الله بن صالح ثنا معاوية بن صالح عن راشد بن سعد: أن موسى عليه السلام: أتى ربه عز وجل لموعده - وكان وعد قومه أربعين يوما - فقال:

يا موسى إن قومك قد افتتنوا بعجل، فقال: يا رب وكيف يفتتنون وقد أنجيتهم من فرعون ونجيتهم من البحر وأنعمت عليهم؟ قال: يا موسى إنهم اتخذوا من بعدك عجلا جسدا له خوار، قال: يا رب فمن جعل الروح فيه؟ قال أنا يا موسى، قال: فأنت أضللتهم يا رب، قال: يا موسى يا رأس النبيين، يا أبا الحكماء، إني رأيت ذلك في قلوبهم فيسرته لهم.

روى راشد عن سعد بن أبي وقاص، ومعاوية بن أبي سفيان، وثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبي أمامة الباهلي، وعون بن مالك، والمقدام بن معدي كرب في آخرين.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو ثنا أبو اليمان ح. وحدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا صفوان بن صالح ثنا الوليد بن مسلم قالا ثنا أبو بكر بن أبي مريم عن راشد عن سعد. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله لن يعجزني في أمتي أن يؤخرها نصف يوم خمسمائة عام» ، [وقال الوليد في حديثه، فسألت راشدا ما نصف

ص: 117

اليوم؟ قال خمسمائة سنة.]

(1)

.

• حدثنا سليمان ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ثنا محمد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان الثوري عن ثور بن يزيد عن راشد عن معاوية.

قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنك إذا تتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم» قال فقال أبو الدرداء: كلمة سمعها معاوية من رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعه

(2)

الله بها.

• حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن ثنا محمد بن شاذان الجوهرى ثنا زكريا ابن عدي ثنا بقية عن صفوان بن عمرو عن راشد عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «ما من والي عشرة إلا يأتى يوم القيامة مغلولة يداه إلى عنقه، أطلقه عدله أو أوبقه جوره» .

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا حكيم بن سيف وعلي بن حجر قالا ثنا عيسى بن يونس عن أبي بكر بن أبي مريم عن راشد عن ثوبان: «أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في جنازة فرأى أناسا ركبانا، فقال: ألا تستحيون؟ إن ملائكة الله يمشون على أقدامهم، وأنتم على ظهور الدواب» .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا بكر بن سهل ثنا عبد الله بن صالح ثنا معاوية ابن صالح عن راشد عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله» .

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا كثير بن عبيد ثنا بقية عن عيسى بن إبراهيم عن راشد عن أبي أمامة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تحت أديم السماء إله يعبد من دون الله أعظم من هوى متبع» .

• حدثنا أبو عمرو ثنا الحسن ثنا حيان بن موسى ثنا ابن المبارك ثنا أبو بكر بن أبي مريم حدثني راشد وحبيب. أنهما سمعا أبا أمامة يقول: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أقول عند فراغي من الطعام، قال: «قل اللهم أطعمتنا

(1)

زيادة فى ز

(2)

فى مغ: رفعه الله بها.

ص: 118

وأسقيتنا فأشبعتنا وأرويتنا، فلك الحمد غير مكفى ولا مودع ولا مستغنى عنك»

(1)

. هذه الأحاديث كلها من مفاريد راشد، فحديث سعد تفرد به ابن أبي مريم، وحديث معاوية تفرد به ثور عنه، وحديث ثوبان - في العدل والجور - تفرد به صفوان، وحديثه في الجنازة تفرد به أبو بكر، وحديث أبي أمامة في الفراسة تفرد به معاوية بن صالح، وحديث أبي أمامة في متابعة الهوى ينفرد به عيسى بن إبراهيم، وحديثه في الدعاء ينفرد به ابن أبى مريم.

‌هانى بن كلثوم

قال الشيخ رحمه الله: ومنهم هانى بن كلثوم بن شريك.

كان قليل الكلام عزيز الحديث، أراده عمر بن عبد العزيز على القضاء فاستعفى وأبى

(2)

.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عيسى بن خالد ثنا أبو اليمان ثنا إسماعيل بن عياش عن أسيد بن عبد الرحمن الخثعمى عن هانى بن كلثوم. قال: مثل المؤمن الفقير كمثل المريض عند الطبيب العالم بدائه، تطلع نفسه إلى أشياء يشتهيها لو أصابها أهلكته، كذلك يحمي الله تعالى المؤمن من الدنيا.

أسند عن محمود

(3)

بن ربيعة.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا [عبد الرحيم بن] إبراهيم بن دحيم ثنا أبي ثنا محمد بن شعيب بن شابور ثنا خالد بن دهقان عن هانى بن كلثوم. قال:

سمعت محمود بن ربيعة عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال:

«لا يزال المؤمن معتقا صالحا ما لم يصب دما حراما، فإذا أصاب بلح

(4)

.

• وحدثناه عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا عبد الأعلى أبو مسهر ثنا صدقة بن خالد حدثني خالد بن دهقان: مثله.

(1)

فى مغ: ولا مستغنى عنه

(2)

فى ز: فاستغنى (ولعله تصحيف)

(3)

فى مغ: محمد وكذا فى متن الحديث

(4)

بلح: انقطعت حركته

ص: 119

‌عروة بن رويم

قال الشيخ رحمه الله: ومنهم عروة بن رويم اللخمي.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة ثنا أبو المغيرة ح. وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السري ثنا وكيع قالا ثنا الأوزاعي عن عروة بن رويم اللخمي. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيار أمتي الذين يشهدون أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، والذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساءوا استغفروا، وشرار أمتى الذين ولدوا فى النعيم وغذوا به، وإنما نهمتهم ألوان الطعام والثياب ويتشدقون فى الكلام» .

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا علي بن سعيد العسكري ثنا يعقوب الدورقي ثنا هشام بن المفضل الفزاري ثنا الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن عروة. قال: «لما احتضر موسى عليه السلام قالت له امرأته: إني معك منذ أربعين سنة فمتعني من وجهك بنظرة، قال وكان على وجه موسى البرقع لما غشي وجهه من نور العرش يوم تجلى ربه للجبل، فكان إذا كشف عن وجهه غشيت الأبصار، قال: فكشف لها عن وجهه فغشي بصرها فقالت: سل الله أن يزوجنيك في الجنة، قال: إن أحببت ذلك فلا تتزوجى بعدى، ولا تأكلى إلا من رشح جبينك، قال: فكانت تبرقع بعده تتبع اللقاط فإذا رآها الحصادون تحاطوا لها

(1)

فإذا أحست ذلك تركته.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبدان بن أحمد ثنا ابن الطباع ثنا أحمد بن المفضل عن الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن عروة بن رويم. قال: قالت الصفراء امرأة موسى بأبى أنت وأمى، أنا أيم منك منذ كلمك ربك - فكان موسى عليه السلام لن يأتي النساء منذ كلمه الله وكان قد ألبس على وجهه حريرة

(1)

فى مغ: رآها اللقاطون تخاطئوا لها.

ص: 120

أو برقعا، فكان أحد لا ينظر إليه إلا مات، فكشف لها عن وجهه فأخذها من غشيته مثل شعاع الشمس فوضعت يدها على وجهها وخرت لله ساجدة، فقالت: ادع الله أن يجعلني زوجتك في الجنة. قال: لك ذلك إن لم تتزوجي بعدي، فإن المرأة لآخر أزواجها، قالت: فأوصني، قال: لا تسألي الناس شيئا.

• حدثنا أحمد بن السندي ثنا الحسن بن علوية القطان ثنا إسماعيل بن عيسى العطار ثنا إسحاق بن وهب ثنا الأوزاعي وأبو بكر الهذلي ومحمد بن الفضل عن سليمان الأعمش عن عروة عن خالد بن يزيد القرشي. قال: كانت لي حاجة بالجزيرة فاتخذتها طريقا مستخفيا. قال: فبينا أنا أسير بين أظهرهم إذا بشمامسة ورهبان،- وكان رجلا لبيبا لسنا ذا رأي - قال: فقلت لهم:

ما جمعكم هاهنا؟ قالوا: إن لنا شيخا سياحا نلقاه في كل عام في مكاننا هذا مرة فنعرض عليه ديننا وننتهي فيه إلى رأيه. قال: وكنت رجلا معنيا بالحديث فقلت لو دنوت من هذا فلعلي أسمع منه شيئا أنتفع به. قال: فدنوت منه. فلما نظر إلي قال ما أنت من هؤلاء؟ قلت: أجل! قال: من أمة أحمد. قلت نعم! قال: من علمائهم أنت أو من جهالهم؟ قلت: لست من علمائهم ولا من جهالهم. قال:

ألستم تزعمون في كتابكم: أن أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يبولون ولا يتغوطون؟ قال قلت نعم! قال نقول ذلك وهو كذلك؟ قال: فإن لهذا مثلا في الدنيا فما هو؟ قلت: مثل هذا الصبي فى بطن أمه يأتيه رزق الرحمن بكرة وعشيا ولا يبول ولا يتغوط، قال فتربد وجهه وقال لي: ألم تزعم أنك لست من علمائهم، قال قلت بلى! ما أنا من علمائهم ولا من جهالهم، ثم قال لي: ألستم تزعمون أنكم تأكلون وتشربون ولا ينقص مما في الجنة شيئا؟ قال نقول ذلك وهو كذلك، قال: فإن لهذا مثلا في الدنيا فما هو؟ قلت: مثل رجل أعطاه الله علما وحكمة وعلمه كتابه فلو اجتمع جميع من خلق الله فتعلموا منه ما نقص من علمه شيئا، قال: فتربد وجهه قال ألم تزعم أنك لست من علمائهم؟ قال:

قلت أجل! ما أنا من علمائهم ولا من جهالهم.

فقال لي: ألستم تقولون في صلاتكم، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين،

ص: 121

قال: قلت بلى! قال: فلهى عني، ثم أقبل على أصحابه فقال ما بسط لأحد من الأمم ما بسط لهؤلاء من الخير، إن أحدا من هؤلاء إذا قال في صلاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، لم يبق عبد صالح في السموات والأرض إلا كتب الله له به عشر حسنات، ثم قال لي: ألستم تستغفرون للمؤمنين والمؤمنات؟ [قال قلت: بلى! قال لأصحابه إن أحد هؤلاء إذا استغفر للمؤمنين والمؤمنات]

(1)

لم يبق عبد الله مؤمن في السموات من الملائكة ولا في الأرض من المؤمنين ولا من كان على عهد آدم أو من هو كائن إلى يوم القيامة إلا كتب الله له به عشر حسنات. قال: ثم أقبل علي فقال لي: إن لهذا مثلا في الدنيا فما هو؟ قلت: كمثل رجل مر بملإ كثير كانوا أو قليل فسلم عليهم فردوا عليه.

أو دعا لهم فدعوا له: قال فتربد وجهه، فقال ألم تزعم أنك لست من علمائهم؟ قال قلت أجل! ما أنا من علمائهم ولا من جهالهم، فقال لي: ما رأيت من أمة محمد من هو أعلم منك، سلني عما بدا لك. قال: فقلت: كيف أسأل من يزعم أن لله ولدا؟ قال فشق عن مدرعته حتى أبدى عن بطنه ثم رفع يديه فقال: لا غفر الله لمن قالها؛ منها فررنا واتخذنا الصوامع. فقال لي: إني سائلك عن شيء فهل أنت مخبري؟ قال قلت نعم! قال: أخبرنى هل بلغ ابن القرن فيكم أن يقوم إليه الناشئ أو الطفل فيشتمه ويتعرض لضربه ولا يغير ذلك عليه؟ قال قلت: نعم! قال: ذاك حين رق دينكم واستحببتم دنياكم، وآثرها من آثرها منكم. فقال رجل من القوم: ابن كم القرن؟ قلت: إنما أنا ابن ستين سنة وأما هو فقال ابن سبعين سنة. فقال رجل من جلسائه: يا أبا هشيم ما كان يسرنا أن يكون أحد من هذه الأمة لقيه غيرك.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عبد الوهاب ثنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي ثنا عروة. قال: من ركع ركعتي الفجر ثم صلى صلاة الصبح في جماعة، كتبت صلاته يومئذ في صلاة الأبرار، وكتب يومئذ في وفد المتقين. هكذا رواه الأوزاعي من قبله وعاصم بن رجاء بن حيوة، ورواه عن عروة

(1)

سقط من ز

ص: 122

موصولا مرفوعا.

• أخبرنا القاضي أبو أحمد - في كتابه - ثنا موسى بن إسحاق ثنا محمد بن بكار ثنا فرج بن فضالة عن عروة: أن عيسى عليه السلام دعا ربه فقال: يا رب أرني موضع الشيطان من ابن آدم، فجلى له ذلك فإذا له رأس كرأس الحية واضع رأسه على ثمرة القلب، فإن ذكر الله خنس وإن ترك الذكر مناه وحدثه. قال: فذلك قوله {(من شر الوسواس الخناس)} .

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان ثنا محمد بن خلف العسقلاني ثنا الفريابي عن الأوزاعي عن عروة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«خير هذه الأمة أولها وآخرها، أولها فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآخرها فيهم عيسى بن مريم، وبين ذلك ثبج أعوج ليس منك ولست منهم» .

أسند عروة عن علي، وجابر، وأنس، وأبي ثعلبة، وأبي كبشة الأنماري، وعبد الرحمن بن غنيم، والقاسم أبي عبد الرحمن، وغيرهم.

• حدثنا أبو بكر الآجري ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا شيبان بن فروخ ثنا مسرور بن سعيد التميمي عن الأوزاعي عن عروة عن علي. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكرموا عمتكم النخلة، فإنها خلقت من فضلة طينة أبيكم آدم، وليس من الشجر شجرة أكرم على الله من شجرة ولدت تحتها مريم بنت عمران، فأطعموا نساءكم الوالد الرطب، فإن لم يكن رطبا فتمر» .

غريب من حديث الأوزاعي عن عروة تفرد به مسرور بن سعيد.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن عقال الحراني ثنا أبو جعفر النفيلي ثنا عباد بن كثير الرملي عن عروة عن أنس بن مالك. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا عملت أمتي خمسا فعليهم الدمار؛ إذا ظهر فيهم التلاعن، وشربوا الخمور، ولبسوا الحرير، واتخذوا القينات، واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء» . غريب من حديث عروة عن أنس تفرد به عباد بن كثير.

• حدثنا علي بن محمد بن إسماعيل الطوسي ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة

ص: 123

ثنا محمد بن أبان ثنا يونس بن بكير عن أبي فروة يزيد بن سنان عن عروة. قال:

«سمعت أبا ثعلبة الخشني يقول قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزاة له، فدخل المسجد وصلى فيه ركعتين - وكان يعجبه إذا قدم أن يدخل المسجد فيصلي ركعتين - ثم خرج فأتى فاطمة فبدأ بها فاستقبلته فاطمة وجعلت تقبل وجهه وعينيه وتبكي، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك؟ قالت: أراك قد شحب لونك، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا فاطمة إن الله تعالى بعث أباك بأمر لم يبق على ظهر الأرض بيت مدر ولا شعر إلا أدخله به عزا أو ذلا يبلغ به حيث يبلغ الليل» . غريب من حديث عروة تفرد به عنه أبو فروة.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا نعيم بن حماد ثنا عثمان ابن كثير بن دينار عن محمد بن مهاجر عن عروة عن عبد الرحمن بن غنيم عن عبادة بن الصامت. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيث كنت» . غريب من حديث عروة لم نكتبه إلا من حديث محمد بن مهاجر.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبد الوهاب بن الضحاك ثنا ابن عياش ثنا عاصم بن رجاء بن حيوة عن عروة عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ، فإن ندم واستغفر الله منها ألقاها عنه، وإلا كتبها واحدة» . غريب من حديث عاصم وعروة لم نكتبه إلا من حديث إسماعيل بن عياش.

‌سعيد بن عبد العزيز

قال الشيخ رحمه الله: ومنهم سعيد بن عبد العزيز.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا إسحاق

ص: 124

ابن موسى الأنصاري ثنا الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز. قال: كان من دعاء داود عليه السلام، سبحان مستخرج الشكر بالعطاء، ومستخرج البلاء بالدعاء.

• حدثنا أحمد ثنا عبد الله حدثني أبي ثنا الحكم بن نافع ثنا سعيد بن عبد العزيز. قال: قال عيسى بن مريم عليه السلام: إن أعظم الذنوب أن يقول الرجل الله يعلم أني صادق، والله يعلم أنه كاذب.

• حدثنا أحمد ثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو المغيرة ثنا عبد العزيز. قال:

بلغني أنه ليس من كلمة كانت تقال لعيسى عليه السلام أحب إليه من أن يقال هذا المسكين.

• وبإسناده: قال عيسى عليه السلام: ليس كما أريد ولكن كما تريد، وليس كما أشاء ولكن كما تشاء.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عمران بن موسى الطرسوسي ثنا موسى بن أيوب ثنا عقبة بن علقمة عن سعيد ابن عبد العزيز. قال: الدنيا غنيمة الآخرة.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة الدمشقي قال سمعت أبا مسهر يقول:

سمعت رجلا قال لسعيد بن عبد العزيز: أطال الله بقاءك، فغضب. وقال: بل عجل الله بي إلى رحمته.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عمر بن بحر قال سمعت أحمد بن أبي الحواري ثنا مروان عن سعيد بن عبد العزيز. قال: كان موسى عليه السلام إذا خرج للبيعة للأحكام بين بني إسرائيل، توكأ على يوشع، فإذا بلغ البيعة جلس موسى عليه السلام ليحكم بينهم وقام يوشع على رأسه، فلما كان قبل موت موسى بسنة انقطع الوحي عن موسى ونزل جبريل عليه السلام على يوشع، فلما خرجوا إلى البيعة تقدم يوشع بين يدي موسى وتوكأ على موسى فلما انتهى إلى البيعة جلس يوشع يحكم بين بني إسرائيل وقام موسى على رأسه.

فقال موسى: إلهي إني لا أطيق هذا الذل كله، فاقبضني إليك.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا محمد

ص: 125

ابن مصفى ثنا محمد بن المبارك الصوري. قال: رأيت سعيد بن عبد العزيز إذا فاتته الصلاة - يعني في الجماعة - أخذ بلحيته وبكى.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عيسى بن عبد الملك ثنا داود بن رشيد ثنا الوليد عن سعيد بن عبد العزيز. قال: قال سليمان عليه السلام لابنه: يا بني نظرت في العلم فكثر همي، ونظرت في الحكمة فكبر سني، ونظرت فإذا مع الصحة سقما، وإذا مع الشباب كبرا

(1)

وإذا مع الحياة موتا، وإذا تربتى وتربة

(2)

السفيه واحدة؛ إلا أن أفضله يوم القيامة بعملي.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا جعفر ثنا أبو عبيدة الشعراني ثنا العباس ابن الوليد بن مزيد: أن أباه أخبره قال: سئل سعيد بن عبد العزيز ما الكفاف من الرزق؟ قال شبع يوم وجوع يوم.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا إسحاق بن أبي حسان ثنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت مروان بن محمد. قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول:

البرد عدو الدين.

أسند سعيد عن جماعة من أعلام التابعين منهم نافع، والزهري، وزيد بن أسلم، وأبو الزبير، ومكحول، وربيعة بن يزيد، ويونس بن ميسرة بن حلبس وعبد الرحمن بن سلمة الجمحي، وزياد، وعثمان أبناء أبي سودة، ويزيد بن أبي مالك، وغيرهم.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن إبراهيم الصوري أبو عامر النحوي ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا عبد الله بن كثير الطويل القارئ عن سعيد بن عبد العزيز عن نافع عن ابن عمر. قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء فقال: «كان يوم يصومه أهل الجاهلية فمن أحب منكم أن يصومه فليصمه، ومن كره فليفطر» رواه عدة عن نافع وتفرد به عبد الله عن سعيد.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن أحمد بن سعيد الواسطي

(1)

فى مغ: هرما.

(2)

وفيها: توبتى وتوبة السفيه (ولعله الصواب).

ص: 126

ح. وحدثنا إسحاق بن أحمد بن علي ثنا إبراهيم بن يوسف بن خالد قالا ثنا هشام بن خالد بن مروان ثنا الوليد بن مسلم ثنا سعيد بن عبد العزيز: أن هشام ابن عبد الملك قضى عن الزهري سبعة آلاف دينارا، ثم قال: لا تعد لمثلها تدان. فقال: يا أمير المؤمنين حدثني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يلسع المؤمن من جحر مرتين» . تفرد به الوليد عن سعيد.

• حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الله المقدسي ثنا أبو عبد الرحمن حمد بن شعيب النسائي ثنا عمرو بن يزيد البصري ثنا سيف بن عبيد الله - وكان أثقة - عن سلمة بن العيار عن سعيد بن عبد العزيز عن الزهرى عن سعيد ابن المسيب عن أبي هريرة. قال: «قلنا يا رسول الله هل نرى ربنا؟ قال:

هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه؟ قلنا نعم! قال وترون القمر في ليلة لا غيم فيها؟ قلنا نعم! قال فإنكم سترون ربكم حتى إن أحدكم ليحاضر ربه محاضرة، فيقول: عبدي هل تعرف ذنب كذا وكذا؟ فيقول: رب ألم تغفر لي؟ فيقول بمغفرتي صرت إلى هذا». غريب من حديث سعيد وسلمة لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا عبد الله بن شيرويه ثنا إسحاق بن إبراهيم أبنأنا الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن الزهرى عن سعيد ابن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «من أدخل فرسا بين فرسين وهو يخاف أن يسبق فليس بقمار» . غريب من حديث سعيد تفرد به الوليد.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن عبد الله الظائى ثنا العباس بن الوليد ابن مزيد أخبرني أبي ثنا سعيد بن عبد العزيز عن زيد بن أسلم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «احثوا في وجوه المداحين التراب» .

غريب من حديث سعيد تفرد به الوليد.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا مسكين

ص: 127

ابن بكير عن سعيد بن عبد العزيز قال مكحول حدثني عروة عن عائشة:

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كفن في ثلاث رياط يمانية» .

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عمر بن سعيد التنوخي ثنا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن محمد بن سويد الفهري عن حذيفة بن اليمان. قال: «لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد العتمة، فقلت: يا رسول الله ائذن لي أن أتعبد بعبادتك الليلة، فذهب وذهبت معه إلى البئر، فأخذت ثوبه فسترت عليه ووليته ظهري، ثم أخذ ثوبي فستر علي حتى اغتسلت، ثم أتى المسجد فاستقبل القبلة وأقامني عن يمينه، ثم قرأ فاتحة الكتاب ثم استفتح البقرة لا يمر بآية رحمة إلا سأل، ولا آية خوف إلا استعاذ، ولا مثل إلا فكر حتى ختمها، ثم كبر فركع فسمعته يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم ويردد فيه شفتيه حتى أظن أنه يقول وبحمده، فمكث في ركوعه قريبا من قيامه ورفع رأسه ثم سجد فسمعته يقول في سجوده:

سبحان ربي الأعلى ويردد شفتيه فأظن أنه يقول وبحمده فمكث في سجوده قريبا من قيامه، ثم نهض حين فرغ من سجدتيه فقرأ بفاتحة الكتاب ثم استفتح آل عمران لا يمر بآية رحمة إلا سأل ولا آية خوف إلا استعاذ، ولا مثل إلا فكر، حتى ختمها، ثم فعل في الركوع والسجود كفعله الأول ثم سمعت النداء بالصبح. قال: حذيفة: فما تعبدت بعبادة كانت أشد علي منها»

(1)

.

غريب من حديث سعيد ومحمد لم نكتبه إلا من حديث عمر بن سعيد.

• حدثنا علي بن أحمد بن علي المصيصي ثنا عمر بن سعيد بن سنان المنيحى ثنا دحيم ثنا الوليد بن مسلم ثنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن معاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن عمرو أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا قدست أمة لا يقضى فيها بالحق، فيأخذ ضعيفها حقه من قويها غير متعتع» . رواه بقية عن سعيد عن يونس بن ميسرة عن معاوية وعبد الله مثله مرفوعا.

(1)

هذا الحديث فى مغ مختصر.

ص: 128

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة الدمشقي ثنا يحيى بن صالح الوحاظي ثنا سعيد بن عبد العزيز عن عبد الرحمن بن سلمة الجمحي عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: «قد أفلح من أسلم، وكان رزقه كفافا، وصبر على ذلك» . غريب من حديث سعيد عن عبد الرحمن.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا عبد الأعلى بن مسهر ثنا سعيد بن عبد العزيز عن زياد بن أبي سودة. قال: «ربى عبادة ابن الصامت وهو على سور مسجد بيت المقدس الشرقي وهو يبكي، فقيل له ما يبكيك يا أبا الوليد؟ قال: من هاهنا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى جهنم» . غريب من حديث سعيد لم نكتبه عاليا إلا من هذا الوجه.

ورواه الوليد بن مسلم في جماعة عن سعيد مثله.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عمر بن سعيد التنوخي الدمشقي ح. وحدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا عبد الأعلى بن مسهر ثنا سعيد بن عبد العزيز ثنا سليمان بن موسى عن نافع.

قال: «كنت مع عبد الله بن عمر في طريق، فسمع زمارة راع فجعل إصبعيه في أذنيه ثم رجع إلى الطريق، وقال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع» .

‌عبد الله بن شوذب

قال الشيخ رحمه الله: ومنهم عبد الله بن شوذب.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا هارون بن معروف ح. وحدثنا محمد بن علي ثنا أبو العباس بن قتيبة ثنا أبو عمير الرملي قالا ثنا ضمرة عن ابن شوذب: في قوله تعالى: {(يفجرونها تفجيرا)} قال:

معهم قضبان الذهب يفجرون ما ينبع بقضبانهم

(1)

وقال أبو عمير: حيث مالوا مالت معهم.

(1)

فى مغ: ما تتبع قضبانهم.

ص: 129

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني الحكم ابن موسى ثنا ضمرة عن عبد الله بن شوذب. قال: قال عيسى بن مريم عليه السلام: جودة الثياب من خيلاء القلب.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي قال كتب إلينا ضمرة عن ابن شوذب. قال: كان سلمان يحلق رأسه رقية

(1)

، فقيل له ما هذا يا أبا عبد الله؟ فيقول: إنما العيش عيش الآخرة.

• حدثنا محمد بن علي ثنا أحمد بن علي بن المثنى ثنا أبو مسلم المؤدب ثنا ضمرة عن ابن شوذب. قال: أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام، أتدري لأي شيء اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي؟ قال: لا يا رب! قال: لأنه لم يتواضع لي أحد قط تواضعك.

• حدثنا محمد ثنا عبد الله بن أبان بن شداد العسقلاني ثنا بكير بن نصر العسقلاني ثنا ضمرة بن ربيعة عن ابن شوذب. قال: لما مات الحجاج وولي سليمان أقطع الناس الموات فجعل الناس يأخذون، فقال ابن الحسن لأبيه: لو أخذنا كما يأخذ الناس؟ فقال: اسكت! ما يسرني لو أن لي ما بين الجسرين بزنبيل تراب.

• حدثنا محمد ثنا عبد الله بن أبان ثنا بكير ثنا ضمرة عن ابن شوذب. قال:

كان مسلم بن يسار إذا دخل في صلاته في مسجد بيته قال لأهله: تحدثوا فإني لست أسمع حديثكم.

[حدثنا محمد ثنا عبد الله ثنا بكير ثنا ضمرة عن ابن شوذب. قال: شهدت جنازة طاوس بمكة سنة ست ومائة، فسمعت الناس يقولون: رحمك الله يا أبا عبد الرحمن، حج أربعين حجة]

(2)

.

• حدثنا محمد ثنا عبد الله ثنا بكير ثنا ضمرة عن ابن شوذب عن مطرف:

في قوله تعالى: {(إني متوفيك ورافعك إلي)} قال: إني متوفيك من الدنيا وليس بوفاة موت.

(1)

كذا فى مغ وفى ز: رقيته ولعل الصواب (رقبته)

(2)

زيادة فى مغ

ص: 130

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن أحمد بن راشد ثنا أبو عمير الرملي ثنا ضمرة. قال: قال ابن شوذب: اجتمع قوم فتذاكروا أي النعم أفضل؟ فقال رجل:

(1)

ما ستر الله به بعضنا عن بعض، قال فيرون أن قول ذلك أرجح.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن أحمد بن راشد ثنا أبو عمير الرملي ثنا كثير بن الوليد. قال: كنت إذا رأيت ابن شوذب ذكرت الملائكة.

أسند عن عدة من أعلام التابعين: منهم الحسن، وابن سيرين، وثابت البناني، وأبو رجاء العطاردي، وأبو التياح، وأبو نضرة، وقتادة، وتوبة العنبري، ومطر الوراق، وأبو هارون العبدى، وعلى بن زيد بن جدعان، وعبد الله بن القاسم وجماعة.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا سعيد بن أسد بن موسى ثنا ضمرة بن ربيعة عن ابن شوذب عن الحسن. قال: دعا الحجاج أنس ابن مالك فقال له: ما أعظم عقوبة عاقب بها النبي صلى الله عليه وسلم؟ فحدثه بالذين قطع النبي صلى الله عليه وسلم أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم ولم يحسمهم وألقاهم بالحرة، ولم يطعمهم ولم يسقهم، حتى ماتوا. فلما حدثه بهذا قال الحجاج: وأين هؤلاء من الذين يعيبون علينا والنبي صلى الله عليه وسلم قد عاقب بهذا؟ فبلغ ذلك الحسن فقال: إن أنسا حميق، يعمد إلى شيطان يلتهب فيحدثه بهذا.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا الحسن بن رافع ثنا ضمرة ثنا ابن شوذب عن ثابت البناني عن أنس بن مالك. قال: «أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قد قتل رجلا فدفعه إلى ولي المقتول فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اعف عنه! قال: لا يا رسول الله! قال فخذ الأرش قال: لا! قال اذهب فاقتله فإنك مثله! قال: فأدرك الرجل فقيل له: ويحك! أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذهب فاقتله فانك مثله، قال فخلى عنه فرؤى ذاهبا إلى أهله يجر نسعته» . قال ابن شوذب: فذكرت ذلك لعبد الله بن القاسم

(1)

فى ز بياض مكان فقال رجل

ص: 131

فقال! هذا ليس لأحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم مثله. تفرد به وبالذي قبله عن ابن شوذب ضمرة.

• حدثنا محمد بن الحسن بن علي ومحمد بن إبراهيم قالا: ثنا محمد بن الحسن ثنا أحمد بن زيد الخزاز ثنا أيوب بن سويد عن ابن شوذب عن أبي التياح عن أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك» .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن إسماعيل السكوني وأحمد بن مسعود المقدسي قالا: ثنا محمد بن كثير ثنا معمر ثنا عبد الله بن شوذب عن محمد بن زياد عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمنى وإذا خلع فليبدأ باليسرى» .

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عباس ابن الوليد ثنا أبي ثنا ابن شوذب ثنا مطر الوراق عن عقبة بن عبد الغافر عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «كان فيمن سلف من الناس رجل رغسه

(1)

الله مالا وولدا فلما حضره الموت دعا بنيه فقال يا بني أي أب كنت لكم؟ قالوا خير أب، قال فإنه والله ما لنا عند الله خير قط، وإن ربي عز وجل إن قدر علي عذبني، انظروا إذا أنا مت فاحرقوني ثم اسحقوني ثم ذروني في يوم عاصف، فأخذ على ذلك مواثيقهم ففعلوا، فقال له ربه عز وجل: احي

(2)

فإذا هو رجل قائم، قال له: ما حملك على الذي صنعت؟ قال:

أي رب خفت جزاءك! فو الذى نفس محمد بيده ما تلاقاه غير أن غفر له».

• حدثنا أحمد بن عبيد الله بن محمود ثنا عبد الله بن وهب ثنا أبو عمير النحاس ثنا ضمرة عن ابن شوذب عن مطر الوراق عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«يقطع الصلاة الحمار والمرأة والكلب الاسود، قلت ما بال الأسود من الأحمر والأصفر؟ فقال: سألتني كما سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال

(1)

فى النهاية تفسيرا لهذا الخبر (أى أكثر له منهما)

(2)

فى مغ: كن.

ص: 132

الكلب الأسود شيطان».

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا الحسن بن رافع الرملي ثنا ضمرة عن ابن شوذب عن توبة العنبري عن سالم بن عبد الله عن أبيه: أن عمر قال إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم بارك لنا فى صاعنا وفى مدنا فرددها ثلاث مرات، فقال الرجل: يا رسول الله ولعراقنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بها الزلازل والفتن ومنها يطلع قرن الشيطان» [كذا رواه ضمرة عن ابن شوذب عن توبة، ورواه الوليد بن مزيد عن ابن شوذب عن مطر عن توبة]

(1)

.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الله بن جامع الحلواني ثنا عباس ابن الوليد بن مزيد ثنا أبي ثنا ابن شوذب حدثني عبد الله بن القاسم ومطر وكثير أبو سهل عن توبة عن سالم عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«اللهم بارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في مكتنا، وبارك لنا في شامنا، وبارك لنا في يمننا، وبارك لنا فى صاعنا ومدنا. فقال رجل: يا رسول الله وفي عراقنا، فأعرض عنه فقال: فيها الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان» .

• حدثنا علي بن محمد بن نصر الوراق [ثنا يوسف بن يعقوب الواسطي ثنا زكريا بن يحيى رحمويه]

(2)

عن عمر بن هارون البلخي عن عبد الله بن شوذب ثنا عبد الله بن القاسم عن كثير عن عبد الرحمن بن سمرة. قال: «كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيش العسرة، فجاء عثمان بألف دينار فنثرها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ولى، قال: فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقلب الدنانير وهو يقول: ما يضر عثمان ما فعل بعد هذا اليوم» . كثير هو ابن أبي كثير مولى عبد الرحمن بن سمرة ورواه ضمرة عن ابن شوذب مثله.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا نعيم بن حماد ثنا ابن المبارك أنبأنا ابن شوذب حدثني عامر بن عبد الواحد عن عبد الله بن

(1)

زيادة من مغ

(2)

سقط من مغ

ص: 133

بريدة عن عبد الله بن عمرو. قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يقسم غنيمة أمر بلالا فنادى ثلاثا: هلم إلى الغنيمة، فأتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم بزمام شعر بعد أن قسم الغنيمة، فقال: هذه غنيمة كنت أصبتها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت بلالا ينادي ثلاثا؟ فقال: نعم! قال: ما منعك أن تأتي به؟ فاعتل له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن أقبله حتى توافي به يوم القيامة أنت» . رواه أبو إسحاق الفزاري وأيوب بن سويد مثله عن ابن شوذب.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن الحسين ثنا محمد بن كثير الصنعاني ثنا ابن شوذب عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري. قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نبيذ الجر» .

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف ثنا ضمرة عن ابن شوذب عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «إن الملائكة لتلعن أحدكم إذا أشار إلى أخيه بحديدة، وإن كان أخاه لأبيه وأمه» .

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسين

(1)

ثنا إبراهيم بن محمد ثنا ضمرة عن ابن شوذب عن محمد بن أبي سلمة عن أبي هريرة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلين يتعاطيان بينهما سيفا مسلولا فقال: ألم أنه عن هذا؟ لعن الله من فعل هذا» .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا يونس بن عبد الرحيم العسقلاني ثنا ضمرة عن ابن شوذب عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الجدال فى القرآن كفر» .

(1)

هذا الخبر فى مغ سنده هكذا: حدثنا محمد ثنا إبراهيم ثنا ضمرة عن ابن شوذب الخ.

ص: 134

قال الشيخ رحمه الله: كل ما رويناه عن ابن شوذب فمن غرائب حديثه، منها ما تفرد به ضمرة، ومنها ما تفرد به أيوب بن سويد.

‌أبو عمرو الأوزاعي

ومنهم العلم المنشور، والحكم المشهور، الإمام المبجل، والمقدام المفضل، عبد الرحمن بن عمرو أبو عمرو الأوزاعي. رضي الله تعالى عنه. كان واحد زمانه، وإمام عصره وأوانه، كان ممن لا يخاف في الله لومة لائم، مقوالا بالحق لا يخاف سطوة العظائم.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم ثنا سلم

(1)

ابن جنادة ثنا أبو سعيد الثعلبي. قال: لما خرج إبراهيم ومحمد على أبي جعفر المنصور أراد أهل الثغور أن يعينوه عليهما فأبوا ذلك فوقع في يد ملك الروم الألوف من المسلمين أسرى،- وكان ملك الروم يحب أن يفادي بهم ويأبى أبو جعفر - فكتب الأوزاعي إلى جعفر كتابا: أما بعد فإن الله تعالى استرعاك أمر هذه الأمة لتكون فيها بالقسط قائما، وبنيه صلى الله عليه وسلم في خفض الجناح والرأفة متشبها، وأسأل الله تعالى أن يسكن على أمير المؤمنين دهماء هذه الأمة، ويرزقه رحمتها، فان سائحة المشركين غلبت عام أول، وموطؤهم حريم المسلمين، واستنزالهم العواتق والذراري من المعاقل والحصون، وكان ذلك بذنوب العباد

(2)

وما عفا الله عنه أكثر، فبذنوب العباد استنزلت العواتق والذراري من المعاقل والحصون، لا يلقون لهم ناصرا، ولا عنهم مدافعا، كاشفات عن رءوسهن وأقدامهن، فكان ذلك بمرأى ومسمع، وحيث ينظر الله إلى خلقه، وإعراضهم عنه، فليتق الله أمير المؤمنين وليتبع بالمفادات بهم من الله سبيلا، وليخرج من محجة الله تعالى فإن الله تعالى قال لنبيه:

{(وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله و} {المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا)} والله يا أمير المؤمنين ما لهم يومئذ فيء

(1)

فى مغ: سالم بن جنادة

(2)

فى مغ: عباده.

ص: 135

موقوف، ولا ذمة تؤدى خراجا إلا خاصة أموالهم، وقد بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:«إني لأسمع بكاء الصبي خلفي في الصلاة فأتجوز فيها مخافة أن تفتتن أمه» فكيف بتخليتهم يا أمير المؤمنين في أيدي عدوهم يمتهنونهم ويتكشفون منهم ما لا نستحله نحن إلا بنكاح؟ وأنت راعي الله، والله تعالى فوقك ومستوف منك، يوم توضع {(الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين)} فلما وصل إليه كتابه أمر بالفداء.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن يزيد الحوطي - فيما أرى - ثنا محمد بن مصعب القرقساني ح. وحدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي - واللفظ له - ثنا محمد بن محمد بن سليمان ومحمد بن مخلد قالا: ثنا أحمد بن عبيد بن ناصح حدثني محمد بن مصعب القرقساني حدثني الأوزاعي. قال: بعث إلي أبو جعفر أمير المؤمنين وأنا بالساحل فأتيته، فلما وصلت إليه وسلمت عليه بالخلافة، رد علي واستجلسني ثم قال: ما الذي أبطأ بك عنايا أوزاعي؟ قلت: وما الذي تريد يا أمير المؤمنين؟ قال: أريد الأخذ عنكم والاقتباس منكم، قلت: يا أمير المؤمنين انظر ولا تجهل شيئا مما أقول لك، قال: وكيف أجهله وأنا أسألك عنه وقد وجهت فيه إليك وأقدمتك له؟ قلت: أن تسمعه ولا تعمل به، قال: فصاح بي الربيع وأهوى بيده إلى السيف، فانتهره المنصور وقال: هذا مجلس مثوبة لا عقوبة، فطابت نفسي وانبسطت في الكلام، فقلت: يا أمير المؤمنين حدثني مكحول عن عطية - يعنى ابن بسر - قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أيما عبد جاءته موعظة من الله في دينه فإنها نعمة من الله سيقت إليه، فإن قبلها بشكر وإلا كانت حجة عليه من الله ليزداد بها إنما ويزداد الله بها عليه سخطة» يا أمير المؤمنين حدثني مكحول عن عطية بن بسر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيما وال بات غاشا لرعيته حرم الله عليه الجنة» يا أمير المؤمنين من كره الحق فقد كره الله، إن الله هو الحق المبين، يا أمير المؤمنين إن الذي يلين قلوب أمتكم لكم حين ولا كم أمرهم لقرابتكم من النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان

ص: 136

بكم رءوفا رحيما، مواسيا بنفسه لهم في ذات يده وعند الناس، فحقيق أن يقوم لهم فيهم بالحق، وأن يكون بالقسط له فيهم قائما، ولعوراتهم ساترا، لم تغلق عليه دونهم الأبواب، ولم يقم عليه دونهم الحجاب، يبتهج بالنعمة عندهم، ويبتئس بما أصابهم من سوء، يا أمير المؤمنين قد كنت في شغل شاغل من خاصة نفسك، عن عامة الناس الذين أصبحت تملكهم، أحمرهم وأسودهم، ومسلمهم وكافرهم، فكل له عليك نصيبه من العدل، فكيف إذا اتبعك منهم فئام وراءهم فئام، ليس منهم أحد إلا وهو يشكو بلية أدخلتها عليه، أو ظلامة سقتها إليه، يا أمير المؤمنين حدثني مكحول عن عروة بن رويم. قال:«كانت بيد النبي صلى الله عليه وسلم جريدة يستاك بها، ويروع بها المنافقين، فأتاه جبريل عليه السلام فقال: يا محمد ما هذه الجريدة التي كسرت بها قرون أمتك، وملأت قلوبهم رعبا؟» فكيف بمن شقق أبشارهم وسفك دماءهم، وحرب ديارهم، وأجلاهم عن بلادهم، وغيبهم الخوف منه، يا أمير المؤمنين حدثني مكحول عن زياد بن جارية عن حبيب بن مسلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا إلى القصاص من نفسه في خدشة خدش أعرابيا لم يتعمدها، فأتاه جبريل فقال: يا محمد إن الله لم يبعثك جبارا ولا مستكبرا، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الأعرابى فقال: اقتص مني، فقال الأعرابي: قد أحللتك بأبي أنت وأمي، ما كنت لأفعل ذلك أبدا، ولو أتت على نفسي، فدعا له بخير - يا أمير المؤمنين رض نفسك لنفسك، وخذ لها الأمان من ربك، وارغب في جنة عرضها السموات والأرض التي يقول فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم «لقاب قوس أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها» . يا أمير المؤمنين! إن الملك لو بقي لمن قبلك لم يصل إليك، وكذلك لا يبقى لك كما لم يبق لغيرك، يا أمير المؤمنين تدري ما جاء في تأويل هذه الآية عن جدك؟ {(مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها)} قال: الصغيرة التبسم، والكبيرة الضحك، فكيف بما عملته الأيدي، وحدثته الألسن يا أمير المؤمنين بلغني عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أنه قال: لو ماتت سخلة على شاطئ الفرات ضيعة

ص: 137

لخفت أن أسأل عنها، فكيف بمن حرم عدلك وهو على بساطك؟ يا أمير المؤمنين أتدري ما جاء في تأويل هذه الآية عن جدك؟ {(يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى)} قال: يا داود إذا قعد الخصمان بين يديك فكان لك في أحدهما هوى، فلا تمنين في نفسك أن يكون له الحق فيفلج على صاحبه، فأمحوك من نبوتي، ثم لا تكون خليفتي ولا كرامة، يا داود إنما جعلت رسلي إلى عبادي رعاء كرعاء الإبل، لعلمهم بالرعاية، ورفقهم بالسياسة، ليجبروا الكسير، ويدلوا الهزيل على الكلأ والماء، يا أمير المؤمنين إنك قد بليت بأمر عظيم لو عرض على السموات والأرض والجبال لأبين أن يحملنه وأشفقن منه، يا أمير المؤمنين حدثني يزيد بن مزيد عن جابر عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري: أن عمر بن الخطاب استعمل من الأنصار رجلا على الصدقة، فرآه بعد أيام مقيما، فقال له: ما منعك من الخروج إلى عملك؟ أما علمت: أن لك مثل أجر المجاهدين في سبيل الله؟ قال: لا! قال عمر: وكيف ذاك؟ قال: لأنه بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«ما من وال يلي من أمور الناس شيئا إلا أتي به يوم القيامة فيوقف على جسر من نار فينتفض به الجسر انتفاضا يزيل كل عضو منه عن موضعه، ثم يعاد فيحاسب، فإن كان محسنا نجا باحسانه، وإن كان مسيئا انخرق به ذلك الجسر فهوى به فى النار سبعين خريفا» . فقال له عمر: ممن سمعت هذا؟ قال من أبي ذر، وسلمان، فأرسل إليهما عمر فسألهما فقالا: نعم! سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: وا عمراه، من يتولاها بما فيها؟ فقال أبو ذر: من سلت الله أنفه، وألصق خده بالأرض. فأخذ أبو جعفر المنديل فوضعه على وجهه فبكى وانتحب حتى أبكاني، فقلت: يا أمير المؤمنين قد سأل جدك العباس النبي صلى الله عليه وسلم إمارة على مكة والطائف، فقال له «يا عباس يا عم النبي! نفس تحييها خير من إمارة لا تحصيها» هي نصيحة منه لعمه وشفقة منه عليه، لأنه لا يغني عنه من الله شيئا، أوحى الله تعالى إليه {(وأنذر عشيرتك الأقربين)} فقال: يا عباس، يا صفية عمة النبي، إني لست أغني عنكم من

ص: 138

الله شيئا إلا لي عملي ولكم عملكم، وقد قال عمر رضي الله تعالى عنه: لا يقيم أمر الناس إلا حصيف

(1)

العقل: أريب العقدة، لا يطلع منه على عورة، ولا يحنو على حوية ولا تأخذه في الله لومة لائم. وقال: السلطان أربعة أمراء؛ فأمير قوي ظلف نفسه وعماله، فذاك المجاهد في سبيل الله، يد الله باسطة عليه بالرحمة، وأمير ضعيف ظلف نفسه وأرتع عماله فضعف فهو على شفا هلاك إلا أن يرحمه الله، وأمير ظلف عماله وأرتع نفسه]

(2)

فذلك الحطمة الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «شر الرعاء الحطمة» فهو الهالك وحده، وأمير أرتع نفسه وعماله فهلكوا جميعا.

وقد بلغني يا أمير المؤمنين أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أتيتك حين أمر الله عز وجل بمنافيخ النار فوضعت على النار تسعر ليوم القيامة، فقال له: يا جبريل صف لي النار. فقال: إن الله أمر بها فأوقدت ألف عام حتى احمرت، ثم أوقد عليها، ألف عام حتى اصفرت ثم أوقد عليها ألف عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة لا يضئ لهبها ولا جمرها والذي بعثك بالحق لو أن ثوبا من ثياب أهل النار أظهر لأهل الأرض لماتوا جميعا، ولو أن ذنوبا من شرابها صب في ماء الأرض لقتل من ذاقه، ولو أن ذراعا من السلسلة التي ذكر الله تعالى وضع على جبال الأرض جميعا لذابت وما استقرت، ولو أن رجلا دخل النار ثم أخرج منها لمات أهل الأرض من نتن ريحه، وتشويه خلقه وعظمه. فبكى النبي صلى الله عليه وسلم وبكى جبريل لبكائه، فقال: أتبكي يا محمد وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا؟ ولم بكيت يا جبريل وأنت الروح الأمين أمين الله على وحيه؟ قال: أخاف أن أبتلى بما ابتلى به هاروت وما روت فهو الذي منعني من اتكالي على منزلتي عند ربي، فأكون قد أمنت مكره، فلم يزالا يبكيان حتى نوديا من السماء أن يا جبريل ويا محمد إن الله تعالى قد أمنكما أن تعصياه فيعذبكما، ففضل محمد

(1)

الحصيف: الحكيم العقل، كما فى الجوهرى

(2)

زيادة فى مغ.

ص: 139

على الأنبياء كفضل جبريل على ملائكة السماء كلهم.

وقد بلغني يا أمير المؤمنين أن عمر بن الخطاب قال: اللهم إن كنت تعلم أني أبالي إذا قعد الخصمان بين يدي على من قال الحق من قريب أو بعيد فلا تمهلني طرفة عين، يا أمير المؤمنين إن أشد الشدة القيام لله بحقه، وإن أكرم الكرم عند الله التقوى، إنه من طلب العز بطاعة الله رفعه الله، ومن طلبه بمعصية الله أذله الله ووضعه. هذه نصيحتي والسلام عليك. ثم نهضت فقال لي: إلى أين؟ فقلت: إلى البلد والوطن بإذن أمير المؤمنين إن شاء الله. فقال: قد أذنت وشكرت لك نصيحتك وقبلتها بقبول، والله الموفق للخير والمعين عليه، وبه أستعين وعليه أتوكل وهو حسبي ونعم الوكيل، فلا تخلني من مطالعتك إياي بمثلها، فإنك المقبول غير المتهم في النصيحة. قلت: أفعل إن شاء الله. قال محمد ابن مصعب فأمر له بمال يستعين به على خروجه فلم يقبله. وقال: أنا في غنى عنه وما كنت لأبيع نصيحتي بعرض من الدنيا كلها، وعرف المنصور مذهبه فلم يجد عليه في رده.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا عبد الله ابن صالح العجلي ثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية. قال: كتب الأوزاعي إلى أخ له: أما بعد فإنه قد أحيط بك من كل جانب، واعلم أنه يسار بك في كل يوم وليلة، فاحذر الله والمقام بين يديه، وأن يكون آخر عهدك به والسلام.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا الحسن بن عبد العزيز ثنا عبد الرحمن بن علي عن هقل عن الأوزاعي: أنه كتب إلى الحكم بن غيلان القيسي: قد أحببت رحمنا الله وإياك أن يقفك

(1)

ما عملت من المراء وإن كان على ما تعلم فيه، وأن تجعل لمعادك في طرفي نهارك نصيبا، ولا يستفرغنك إيثار غيره، ودع امتحان من اتهمت، وضع أمره على ما قد ظهر لك منه، فإن ستر عنك خلافا فاحمد الله على عافيته، وإن عرض لك ببدعة فأعرض عن بدعته،

(1)

فى مغ: أن تقف.

ص: 140

ودع من الجدال ما يفتن القلب، وينبت الضغينة، ويجفى القلب، ويرق الورع في المنطق والفعل، ولا تكن ممن يمتحن من لقي بالأوابد

(1)

، وما عسى أن يفتري به أحد وليكن ما كان منك على سكينة وتواضع تريد به الله، وليعنك ما عنى الصالحين قبلك، فإنه قد أعظمهم ثقل الساعة، فجرت على خدودهم من الخشوع دموعهم، وطووا من خوف على ظمأ مناهلهم، عناهم على أنفسهم وراحتهم على الناس. نسأل الله أن يرزقنا وإياك علما نافعا، وخشوعا يؤمننا به من الفزع الأكبر، إنه أرحم الراحمين، والسلام عليك.

• حدثنا إسحاق بن أحمد ثنا إبراهيم بن يوسف بن خالد ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا محمد بن يوسف الفريابي عن الأوزاعي. قال: سألني عبد الله بن علي - والمسودة قيام على رءوسنا بالكافر كوبات - فقال: أليس الخلافة وصية لنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل عليها علي بصفين؟ قال: قلت لو كانت وصية من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حكم علي الحكمين قال فنكس رأسه.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي ثنا الأوزاعي. قال: قال سليمان عليه السلام لابنه: يا بني عليك بخشية الله فإنها غلبت كل شيء، وبلغني أن سليمان عليه السلام قال: يا معشر الجبابرة كيف تصنعون إذا رأيتم الجبار

(2)

فترون قضاه؟ يا معشر الجبابرة كيف تصنعون إذا وضع الميزان لفصل القضاء، وقال سليمان عليه السلام: من عمل سوء فبنفسه بدأ، وقال سليمان عليه السلام: كل عمى ولا عمى القلب، وقال سليمان عليه السلام: لهو العلماء خير من حكمة الجهلاء.

• حدثنا أبو حامد الغطريفي ثنا أبو نعيم بن عدي ثنا العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي. قال: قال الأوزاعي: لهو العلماء خير من حكمة الجهلة.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عباس بن الوليد أخبرني أبي. قال: سمعت الأوزاعي يقول: بلغني أنه ما وعظ

(1)

فى مغ بالابد.

(2)

بياض فى ز وفى مغ أول الخبر القولة الثانية.

ص: 141

رجل قوما لا يريد به وجه الله إلا زلت عنه القلوب كما زل الماء عن الصفا. قال وسمعت الأوزاعي يقول: ليس ساعة من ساعات الدنيا إلا وهي معروضة على العبد يوم القيامة يوما فيوما وساعة فساعة، ولا تمر به ساعة لم يذكر الله تعالى فيها إلا تقطعت نفسه عليها حسرات، فكيف إذا مرت به ساعة مع ساعة ويوم مع يوم [وليلة مع ليلة؟]

(1)

.

• وبإسناده. قال: سمعت الأوزاعي يقول: إن المؤمن يقول قليلا ويعمل كثيرا، وإن المنافق يقول كثيرا ويعمل قليلا.

• حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبد الله ثنا الأوزاعي. قال: بلغني أن في السماء ملكا ينادي كل يوم ألا ليت الخلائق لم يخلقوا، ويا ليتهم إذ خلقوا عرفوا لما خلقوا له، وجلسوا مجلسا فذكروا ما عملوا.

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا المسيب بن واضح ثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأوزاعي. قال: كان يقال: خمس كان عليها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم والتابعون بإحسان، لزوم الجماعة، واتباع السنة، وعمارة المسجد، وتلاوة القرآن، والجهاد في سبيل الله.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني الحسن بن عبد العزيز ثنا عمرو بن أبي سلمة التنيسي ثنا الأوزاعي. قال: رأيت كأن ملكين عرجابى وأوقفاني بين يدي رب العزة، فقال لي: أنت عبدي عبد الرحمن الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟ فقلت: بعزتك أي رب أنت أعلم، قال: فهبطا بى حتى رد انى إلى مكاني.

• حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن سلم القابني

(2)

ثنا محمد بن منصور البهروني

(3)

ثنا عبد الله بن عروة قال سمعت يوسف بن موسى القطان يحدث.

أن الأوزاعي قال: رأيت رب العزة في المنام فقال لي: يا عبد الرحمن أنت الذي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ قلت: بفضلك يا رب، فقلت يا رب أمتنى

(1)

زيادة من مغ

(2)

فى مغ: القانى.

(3)

فى ز: الهروي.

ص: 142

على الإسلام! فقال: وعلى السنة.

• حدثنا أحمد بن علي بن الحارث الموهبي ثنا محمد بن علي بن حبيب ثنا سليمان بن عمر ثنا أبي عن موسى بن أعين. قال: قال لي الأوزاعي: يا أبا سعيد كنا نمزح ونضحك، فأما إذا صرنا يقتدى بنا، ما أرى يسعنا التبسم.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا الحسن بن عبد العزيز ثنا أبو حفص عمرو بن أبي سلمة عن الأوزاعي. قال: من أكثر ذكر الموت كفاه اليسير، ومن علم أن منطقه من عمله قل كلامه، قال أبو حفص: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: ما جاء الأوزاعي بشيء أعجب إلينا من هذا.

• حدثنا أحمد بن علي بن الحارث ثنا محمد بن علي بن حبيب ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا بشر بن الوليد. قال: رأيت الأوزاعي كأنه أعمى من الخشوع، وقال عبد الله بن أحمد عن إبراهيم عن بشر بن صالح ثنا عبد الله ابن محمد بن عثمان الواسطي ثنا عبد الله بن أبي داود ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا أبو مسهر ثنا محمد بن الأوزاعي. قال: قال لي أبي: لو قبلنا من الناس كلما يعطونا لهنا عليهم.

• حدثنا إسحاق بن أحمد ثنا إبراهيم بن يوسف ثنا أحمد بن أبي الحواري.

قال: بلغني أن نصرانيا أهدى إلى الأوزاعى جرة عسل، فقال له: يا أبا عمرو تكتب لي إلى والي بعلبك، فقال إن شئت رددت الجرة وكتبت لك، وإلا قبلت الجرة ولم أكتب لك. قال: فرد الجرة وكتب له، فوضع عنه ثلاثين دينارا.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي ثنا محمد بن مصفى وعمرو بن عثمان قالا ثنا عبد الملك بن محمد. قال: كان الأوزاعي لا يكلم أحدا بعد صلاة الفجر حتى يذكر الله، فإن كلمه أحد أجابه.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق الفزاري. قال: قال الأوزاعي: اصبر نفسك على السنة، وقف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا، وكف عما كفوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصالح، فإنه يسعك ما وسعهم. ولا يستقيم الإيمان إلا بالقول، ولا يستقيم القول

ص: 143

إلا بالعمل، ولا يستقيم الإيمان والقول والعمل إلا بالنية موافقة للسنة. وكان من مضى من سلفنا لا يفرقون بين الإيمان والعمل العمل من الإيمان والإيمان من العمل، وإنما الإيمان اسم جامع كما يجمع هذه الأديان اسمها، ويصدقه العمل فمن آمن بلسانه وعرف بقلبه وصدق ذلك بعمله فتلك العروة الوثقى التي {لا انفصام لها} ، ومن قال بلسانه ولم يعرف بقلبه ولم يصدقه بعمله لم يقبل منه وكان في الأخرة من الخاسرين.

قال الشيخ رحمه الله: الأوزاعي يكثر كلامه ومواعظه ورسائله، وهو أحد أئمة الدين وأعلام الإسلام

(1)

اقتصرنا من أخباره على ما ذكرنا،

‌ومن مسانيد حديثه ما

• حدثناه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد ثنا محمد ابن يوسف بن الطباع ثنا محمد بن كثير المصيصي ح. وحدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ح. وحدثنا محمد بن معمر ومحمد بن علي بن حبيش وأحمد ابن السندي في جماعة قالوا ثنا أبو شعيب الحراني قالا ثنا يحيى بن عبد الله الحراني

(2)

قالا ثنا الأوزاعي ثنا محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو جعفر حدثني سعيد بن المسيب عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال: «مثل الراجع في صدقته كالكلب يأكل ثم يقيء فيرجع في قيئه فيأكله» .

صحيح من عيون حديث الأوزاعي حدث عنه يحيى بن أبي كثير وعبد الله ابن المبارك والمتقدمون من أصحابه كهقل وبقية والوليد وغيرهم، فأما حديث يحيى عنه

• فحدثناه سليمان بن أحمد ثنا حفص بن عمر الرقي ثنا أبو معمر المقعد ثنا عبد الوارث بن سعيد ثنا حسين المعلم عن يحيى بن أبي كثير حدثني عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن محمد بن علي أن سعيد بن المسيب حدثه أن عبد الله بن عباس حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الذي يتصدق ثم يرجع في صدقته كمثل الكلب يقيء ثم يعود في قيئه» ورواه حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير عن الأوزاعي: مثله. ويحيى بن أبي كثير من التابعين أدرك غير واحد من الصحابة أحد من يدور عليه علم الآثار ارتفع الأوزاعى

(1)

فى مغ: واعلام المسلمين

(2)

يحيى - الحرانى زيادة فى ز.

ص: 144

برواية يحيى عنه والأوزاعي من أروى الناس عن يحيى بن أبي كثير وأكثرهم أخذا عنه.

• وحديث ابن المبارك فحدثناه أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن أبي داود ثنا محمد بن آدم المصيصي ثنا عبد الله بن المبارك عن الأوزاعي قال سمعت أبا جعفر يحدث عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «مثل الذي يرجع في صدقته كمثل الكلب يعود في قيئه فيأكله» .

اتفق الأثبات والكبار عن الأوزاعي على لفظ الصدقة، وبعضهم رواه على لفظ الهبة.

• [وخالف إسماعيل بن عياش الأوزاعي فرواه عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس. قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

«العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه» . ورواه مسلم بن علي عن الأوزاعي عن الزهري عن علي بن الحسين عن ابن عباس تفرد به عنه ابن عمارة].

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن عبد الله الطائي ثنا محمد بن عوف ثنا أبو اليمان ثنا ابن عياش عن عبد الرحمن بن عمرو عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس. قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه» . ورواه مسلمة بن علي عن الأوزاعي فخالف أصحابه، وابن عياش فقال عن الأوزاعي عن الزهري عن علي بن الحسين عن ابن عباس تفرد به عنه هشام بن عمار.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الحسن بن جرير الصوري ثنا إسماعيل بن أبي الزناد - من أهل وادي القرى - حدثني إبراهيم - شيخ من أهل الشام - عن الأوزاعي. قال: قدمت المدينة فسألت محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن قوله عز وجل {(يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب)} فقال نعم! حدثنيه أبي عن جده علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال: سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «لأبشرنك بها يا علي فبشر بها أمتي من بعدي، الصدقة على وجهها، واصطناع المعروف، وبر الوالدين، وصلة الرحم تحول الشقاء سعادة، وتزيد في العمر، وتقي مصارع السوء» . غريب تفرد به إسماعيل بن أبي الزناد وإبراهيم بن أبي سفيان. قال أبو زرعة: سألت أبا

ص: 145

مسهر عنه فقال من ثقات مشايخنا وقدمائهم.

• حدثنا حبيب بن الحسن وعبد الله بن محمد قالا ثنا عمر بن الحسن أبو حفص القاضي الحلبي ثنا محمد بن كامل بن ميمون الزيات ثنا محمد بن إسحاق العكاشي ثنا الأوزاعي. قال: قدمت المدينة في خلافة هشام فقلت: من هاهنا من العلماء؟ قالوا: هاهنا محمد بن المنكدر، ومحمد بن كعب القرظي، ومحمد بن علي بن عبد الله بن عباس، ومحمد بن على بن الحسين بن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: والله لأبد أن بهذا قبلكم. قال فدخلت المسجد فسلمت فأخذ بيدي فأدناني منه قال من أي إخواننا أنت؟ فقلت له رجل من أهل الشام. فقال: من أي أهل الشام؟ فقلت رجل من أهل دمشق. قال:

نعم! أخبرني أبي عن جدي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«للناس ثلاثة معاقل فمعقلهم من الملحمة الكبرى التي تكون بعمق أنطاكية دمشق، ومعقلهم من الدجال بيت المقدس، ومعقلهم من يأجوج ومأجوج طور سيناء.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ومحمد بن علي بن حبيش قالا ثنا أبو شعيب الحراني حدثني أبي ثنا مسكين بن بكير ثنا الأوزاعي عن الزهري عن أنس بن مالك: «أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب قائما» . تفرد به مسكين ابن بكير عن الأوزاعي، وحدث به أبو حاتم عن أحمد بن أبي شعيب عن مسكين.

• حدثنا أبو عبد الله بن أحمد بن علي بن مخلد ثنا يوسف بن الطباع ثنا محمد بن مصعب عن الأوزاعي عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: «قيل يا رسول الله ما بر الحج؟ قال: إطعام الطعام، وطيب الكلام» . [لم يوصله من أصحاب الأوزاعي إلا أيوب بن سويد ومحمد بن مصعب

(1)

.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا محمد بن أيوب ابن سويد حدثني الأوزاعي عن ابن المنكدر عن ثوبان قال قال رسول الله

(1)

زيادة فى ز.

ص: 146

صلى الله عليه وسلم: «إذا مات العبد كانت الصلاة عند رأسه، والصدقة عن يمينه والصيام عند صدره» - وذكر حديث القبر نحو حديث البراء. غريب من حديث الأوزاعي وابن المنكدر وتفرد به محمد بن أيوب عن أبيه.

• [حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن مسعود الدمشقي ثنا عمرو بن أبي سلمة ثنا صدقة بن عبد الله عن الأوزاعي عن أبي الزبير عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أبلى خيرا فلم يجد إلا الثناء فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره، ومن تحلى بباطل فهو كلابس ثوبي زور» . كذا رواه صدقة عن الأوزاعي عن أبي الزبير واسمه محمد بن مسلم بن تدرس وتفرد به والحديث مشهور بأيوب بن سويد عن الأوزاعي عن

(1)

] محمد بن المنكدر عن جابر.

• حدثنا أبو عبد الله بن محمد بن أحمد بن علي ثنا إبراهيم بن

(2)

الهيثم البلدي ثنا محمد بن كثير ثنا الأوزاعي عن محمد بن عجلان عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الايمان بضع وستون خصلة، أكبرها شهادة أن لا إله إلا الله، وأصغرها إماطة الأذى عن الطريق» ورواه محمد بن مصعب وغيره عن الأوزاعي والحديث عنه مشهور.

• حدثنا حبيب

(3)

بن الحسن ثنا أبو مسلم الكشي ثنا أبو عاصم النبيل عن الأوزاعي عن محمد بن موسى - أو ابن أبي موسى - عن القاسم بن مخيمرة أن أبا موسى قال: «أتي النبي صلى الله عليه وسلم بنبيذ ينش، فقال: اضرب بهذا الحائط، فإنما يشرب هذا من لا يؤمن بالله واليوم الآخر» . محمد بن أبي موسى هو مولى أبي أمية فارسي الأصل نقلهم معاوية إلى بيروت، وهذا الحديث حدث به عن الأوزاعي من التابعين قتادة، ومن الأئمة والأعلام يحيى بن سعيد القطان، وروح بن عبادة، في آخرين فأما حديث قتادة

• فحدثناه محمد بن حميد بن سهيل ثنا محمد بن هارون ثنا حوثرة بن محمد المنقري ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن الأوزاعي عن محمد بن أبي موسى

(1)

زيادة من ز

(2)

كذا فى ز وفى مغ: ابراهيم عن ابن الهيثم

(3)

فى مغ: محمد بن الحسن

ص: 147

عن القاسم بن مخيمرة عن أبي موسى. الأشعري. قال: «أتي النبي صلى الله عليه وسلم بنبيذ من جريرة له نشيش، فقال: «اضرب بهذا الحائط فإن هذا شراب من لا يؤمن بالله واليوم الآخر» .

• وحديث يحيى القطان وروح فحدثناه أحمد ابن إسحاق ثنا عبد الله بن أبي داود ثنا محمد بن بشار بن بندار ثنا يحيى بن سعيد القطان ح. وحدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا علي بن إسحاق بن زاطيا ثنا محمد بن حسان ثنا روح بن عبادة ثنا الأوزاعي عن محمد بن أبي موسى: مثله

(1)

.

قال الشيخ رحمة الله تعالى عليه: قد تقدم ذكر طبقات من الصحابة والتابعين وتابعيهم على ترتيب أيامهم وبلدانهم حسبما أذن الله تعالى فيه ويسره فله الحمد والمنة.

وعزمنا على ذكر طوائف من جماهير النساك والعباد، المذكورين بالكد في الاجتهاد، والجد في التشمر والاستعداد، راغبين عن الاغترار بالزائل الفاني، سابقين إلى السامي النامي. واعلموا أن الذين تقدم ذكرهم من الصحابة والتابعين فإن مثلهم في الناس كمثل المعادن والجواهر الذين لا يعرف مقامهم ومراتبهم إلا المستنبطون والغواص، والأكابر من السادة والخواص، لأنهم كانوا أعمدة الدين والأساس.

وهذه الطبقة التي قد عزمنا على الشروع في ذكرهم فهم قوم أيدوا بطرف من المعارف، وكوشفوا ببعض طرف الملاطف، فقطعوا به المفاوز والمخاوف وطيبوا ببعض نوافج الأطايب والعواطف، فسبيلهم في الناس، كالرياحين والآس، إذا أراد الله تعالى إنعاش بعض المجتذبين، واختطاف بعض المجتلبين، هطل على هذه الطبقة طشا

(2)

من سحائب لطفه، وأهب عليهم نسمة من رياح عطفه، فيثير منهم نسيما مما خصهم به من كراماته، فأيدهم به من آياته، بهيج بهم الوافدين، وينبه بهم الواسنين، لتكون طرق الحق فى كل الأعصار

(1)

آخر الاجزاء المغربية. ولم يكن بأيدينا بعدئذ إلا النسخة الازهرية والمختصر. وقد كتب إلينا فضيلة الاستاذ الشيخ أحمد الصديق انه ارسل لنا اجزاء من المغرب ستصلنا قريبا

(2)

الطش المطر الضعيف وهو فوق الرذاذ

ص: 148

مسلوكة، ولئلا توجد الأدلة والحجج متروكة، وهم أولياء الله وأصفياؤه، الذين يذكر الله برؤيتهم، ويسعد متبوعهم بصحبتهم ومحبتهم، فذكرنا لكل واحد من أعلامهم شاهد أحواله، وظاهر أقواله. وهم أخلاط من العباد، وعدلنا عن ترتيب أيامهم والبلاد، فمن اشتهر بالرواية ذكرنا له حديثا فما فوقه ومن لم تعرف له رواية اقتصرنا من كلامه على حكاية. والله خير معين، وبه نستعين.

‌حبيب الفارسي

• فمنهم حبيب أبو محمد الفارسي من ساكني البصرة، كان صاحب المكرمات، مجاب الدعوات. وكان سبب إقباله على الآجلة، وانتقاله عن العاجلة، حضوره مجلس الحسن بن أبي الحسن فوقعت موعظته من قلبه، فخرج عما كان يتصرف فيه ثقة بالله ومكتفيا بضمانه، فاشترى نفسه من الله عز وجل، وتصدق بأربعين ألفا في أربع دفعات، تصدق بعشرة آلاف في أول النهار فقال يا رب اشتريت نفسي منك بهذا، ثم أتبعه بعشرة آلاف أخرى فقال يا رب هذه شكرا لما وفقتني له، ثم أخرج عشرة آلاف أخرى فقال رب إن لم تقبل مني الأولى والثانية فاقبل هذه، ثم تصدق بعشرة آلاف أخرى فقال رب إن قبلت مني الثالثة فهذه شكرا لها.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يونس - يعني ابن محمد - قال سمعت مشيخة يقولون: كان الحسن يجلس في مجلسه الذي يذكر فيه في كل يوم، وكان حبيب أبو محمد يجلس في مجلسه الذي يأتيه فيه أهل الدنيا والتجار وهو غافل عما فيه الحسن لا يلتفت إلى شيء من مقالته، إلى أن التفت إليه يوما فقال: أين يبر همى درايد درايد جكويد.

فقيل والله يا أبا محمد: يذكر الجنة ويذكر النار ويرغب في الآخرة ويزهد في الدنيا، فوقر ذلك في قلبه فقال بالفارسية: اذهبوا بنا إليه. فأتاه فقال جلساء الحسن يا أبا سعيد هذا أبو محمد حبيب قد أقبل إليك فعظه وأقبل عليه فوقف

ص: 149

عليه فقال: اين همى كوى جكوي. فقال الحسن: إيش يقول؟ قال يقول:

هذا الذي يقول إيش يقول؟ قال: فأقبل عليه الحسن فذكره الجنة وخوفه النار ورغبه في الخير وزهده في الشر ورغبه في الآخرة وزهده في الدنيا.

فقال أبو محمد: أين كوى؟ فقال الحسن: أنا ضامن لك على الله ذلك، ثم انصرف من عنده فلم يزل في تبديد ماله وشيئه حتى لم يبق على شيء، ثم جعل بعد يستقرض على الله.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يونس قال: جاء رجل إلى أبي محمد فشكى إليه دينا عليه. فقال:

اذهب واستقرض وأنا أضمن، قال: فأتى رجلا فاقترض منه خمسمائة درهم وضمنها أبو محمد ثم جاء الرجل فقال: يا أبا محمد دراهمى قد أضرنى حبسها، فقال نعم! غدا فتوضأ أبو محمد ودخل المسجد ودعا الله تعالى وجاء الرجل فقال له اذهب فإن وجدت في المسجد شيئا فخذه، قال فذهب فإذا في المسجد صرة فيها خمسمائة درهم فذهب فوجدها تزيد على خمسمائة، فرجع إليه فقال:

يا أبا محمد تلك الدراهم تزيد فقال: إن كاني راسخت جرب سخت. اذهب هي لك - يعني من وزنها فوزنها راجحة.

• حدثنا محمد بن إبراهيم بن علي ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا أحمد بن مزيد الخزاز ثنا ضمرة ثنا السري بن يحيى وغيره عن حبيب أبي محمد: أنه أصاب الناس مجاعة فاشترى من أصحاب الدقيق دقيقا وسويقا بنسيئة وعمد إلى خرائطه فخيطها ووضعها تحت فراشه ثم دعا الله فجاء أولئك الذين اشترى منهم يطلبون حقوقهم. قال: فأخرج تلك الخرائط قد امتلأت فقال لهم زنوا فوزنوا فإذا هو يقوم من حقوقهم.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني ثنا الحسن بن سفيان ثنا غالب ابن وزير الغزي ثنا ضمرة ثنا السري بن يحيى. قال: قدم رجل من أهل خراسان وقد باع ما كان له بها وهم بسكنى البصرة ومعه عشرة آلاف درهم فلما قدم البصرة وهم بالخروج إلى مكة هو وامرأته سأل لمن يودع العشرة

ص: 150

آلاف درهم؟ فقيل: لحبيب أبي محمد فأتاه فقال له إني حاج وامرأتي وهذه العشرة الآلاف درهم أردت: أن أشتري بها منزلا بالبصرة فإن وجدت منزلا ويخف عليك أن تشتري لنا بها فافعل! وسار الرجل إلى مكة فأصاب الناس بالبصرة مجاعة فشاور حبيب أصحابه أن يشترى بالعشرة الآلاف دقيقا ويتصدق به. فقالوا له: إنما وضعها لتشتري بها منزلا، فقال: أتصدق بها وأشتري له بها من ربي عز وجل منزلا في الجنة، فإن رضي وإلا دفعت إليه دراهمه.

قال: فاشترى دقيقا وخبزه وتصدق به فلما قدم الخراساني من مكة أتى حبيبا فقال: يا أبا محمد أنا صاحب العشرة الآلاف فما أدري أشتريت لنا بها منزلا أو تردها علي فأشتري أنا بها؟ فقال: لقد اشتريت لك منزلا فيه قصور وأشجار وثمار وأنهار، فانصرف الخراساني إلى امرأته فقال. أرى قد اشترى لنا حبيب أبو محمد منزلا إني أراه كان لبعض الملوك قد عظم أمره وما فيه. قال: ثم أقمت يومين أو ثلاثة فأتيت حبيبا فقلت. يا أبا محمد المنزل فقال قد اشتريت لك من ربي منزلا في الجنة بقصوره وأنهاره ووصفائه، فانصرف الرجل إلى امرأته فقال لها إن حبيبا إنما اشترى لنا من ربه المنزل في الجنة. فقالت يا فلان أرجو أن يكون قد وفق الله حبيبا وما قدر ما يكون لبثنا فى الدنيا فارجع إليه فليكتب لنا كتابا بعهدة المنزل، قال. فأتيت حبيبا فقلت له: يا أبا محمد قبلنا ما اشتريت لنا فاكتب لنا كتاب عهدة. فقال: نعم! فدعا من يكتب له الكتاب فكتب.

«بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما اشترى حبيب أبو محمد من ربه عز وجل لفلان الخراساني، اشترى له منه منزلا في الجنة بقصوره وأنهاره وأشجاره ووصفائه ووصيفاته بعشرة آلاف درهم فعلى ربه تعالى أن يدفع هذا المنزل إلى فلان الخراساني ويبرئ حبيبا من عهدته، فأخذ الخراساني الكتاب وانطلق به إلى امرأته فدفعه إليها فأقام الخراساني نحوا من أربعين يوما ثم حضرته الوفاة فأوصى إلى امرأته إذا غسلتموني وكفنتموني فادفعي هذا الكتاب إليهم يجعلوه في أكفاني، ففعلوا ودفن الرجل الخراساني فوجدوا على ظهر

ص: 151

قبره مكتوبا في رق كتابا أسود في ضوء الرق براءة لحبيب أبي محمد من المنزل الذي اشتراه لفلان الخراساني بعشرة آلاف درهم، فقد دفع ربه إلى الخراساني ما شرط له حبيب وأبرأه منه، فأتي حبيب بالكتاب فجعل يقرؤه ويقبله ويبكي ويمشي إلى أصحابه ويقول هذه براءتي من ربي عز وجل.

• حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد ثنا أبو طالب عبد الله بن محمد بن سوادة ثنا عيسى بن أبي حرب ثنا أبي عن رجل عن جدي. قال: كنا عند حبيب أبي محمد فقال رجل إني أجد وجعا في رجلي. فقال له: اجلس فلما تفرق الناس قال أبو حرب - وهو جدي - قام فعلق المصحف في عنقه وقال: يا خدا حبيب رسوا مياش. يقول: لا تسود وجه حبيب اللهم عافه حتى ينصرف ولا يدري في أي رجليه كان الوجع، فوجد الرجل العافية فسألناه في أي رجلك كان الوجع قال لا أدري.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أخبرت عن عبد الله بن أبي بكر المقدمي ثنا جعفر بن سليمان قال سمعت حبيبا يقول: أتانا سائل وقد عجنت عمرة وذهبت تجئ بنار تخبزه، فقلت للسائل: خذ العجين قال فاحتمله فجاءت عمرة فقالت: أين العجين؟ فقلت: ذهبوا يخبزونه فلما أكثرت علي أخبرتها. فقالت: سبحان الله لا بد لنا من شيء نأكله قال فاذا رجل قد جاء بجفنة عظيمة مملوءة خبزا ولحما فقالت عمرة: ما أسرع ما ردوه عليك، قد خبزوه وجعلوا معه لحما.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أخبرت عن عبد الله بن أبي بكر المقدمي ثنا جعفر بن سليمان قال سمعت حبيبا أبا محمد يقول: أتانا زور لنا وقد طبخنا سمكا فكنا نريد أن نأكله فأبطأ الزور في القعود فلما قام قلت لعمرة هات حتى نأكله قال فجاءت به فإذا هو دم عبيط فألقيناه فى الحش.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أخبرت عن يسار ثنا جعفر قال سمعت حبيبا أبا محمد يقول: والله إن الشيطان ليلعب

ص: 152

بالقراء كما يلعب الصبيان بالجوز، ولو أن الله دعاني يوم القيامة فقال يا حبيب فقلت: لبيك! قال جئتني بصلاة يوم أو صوم يوم أو ركعة أو تسبيحة اتقيت عليها من إبليس أن لا يكون طعن فيها طعنة فأفسدها، ما استطعت أن أقول نعم أي رب! قال وسمعت حبيبا أبا محمد يقول: لا تقعدوا فراغا فإن الموت يليكم.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني هارون ابن معروف وسمعت أبي يحدث به عنه ثنا ضمرة عن ابن شوذب. قال: سمعت حبيبا أبا محمد يقول: لأن أكون في صحراء ليس علي إلا ظلة وأنا بإزاء ربي أحب إلي من جنتكم هذه.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله ثنا أبو هاشم زياد بن أيوب ثنا عمرو بن سليمان حدثني جميل أبو علي. قال: قال حبيب أبو محمد: إن من سعادة المرء إذا مات مات معه ذنوبه.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا محمد بن معبد الجوسقي ثنا محمد بن موسى المقرى ثنا عون بن عمارة عن حماد وأبي عوانة.

قالا: شهدنا حبيبا الفارسي يوما فجاءته امرأة فقالت: يا أبا محمد نان نيست مارا فقال لها: كم لك من العيال؟ فقالت: كذا وكذا فقام حبيب إلى وضوئه فتوضأ ثم جاء إلى الصلاة فصلى بخضوع وسكون فلما فرغ قال؟ يا رب إن الناس يحسنون ظنهم بي وذلك من سترك علي فلا تخلف ظنهم بي، ثم رفع حصيره فإذا بخمسين درهما طارحة فأعطاها إياها، ثم قال: يا حماد اكتم ما رأيت حياتي.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت أبا سليمان الداراني يقول: كان حبيب أبو محمد يأخذ متاعا من التجار يتصدق به، فأخذ مرة فلم يجد شيئا يعطيهم. فقال: يا رب كأنه قال إني ينكسر وجهي عندهم، فدخل فإذا هو بجوالق من شعر كأنه نصب من أرض البيت إلى قريب السقف ملآن دراهم. فقال: يا رب ليس أريد هذا: قال فأخذ حاجته وترك البقية.

• حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر المؤدب ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا علي بن

ص: 153

مسلم ثنا سيار ثنا جعفر. قال: كنا ننصرف من مجلس ثابت البناني فنأتي حبيبا أبا محمد فيحث على الصدقة، فإذا وقعت قام فتعلق بقرن معلق في بيته ثم يقول

ها قد تغذيت وطابت نفسي

فليس في الحي غلام مثلى

إلا غلام قد تغذى قبلي

سبحانك وحنانيك، خلقت فسويت، وقدرت فهديت، وأعطيت فأغنيت، وأقنيت وعافيت، وعفوت وأعطيت، فلك الحمد على ما أعطيت، حمدا كثيرا طيبا مباركا، حمدا لا ينقطع أولاه، ولا ينفد أخراه، حمدا أنت منتهاه، فتكون الجنة عقباه، أنت الكريم الأعلى. وأنت جزيل العطاء، وأنت أهل النعماء، وأنت ولي الحسنات، وأنت خليل إبراهيم لا يحفيك سائل، ولا ينقصك نائل، ولا يبلغ مدحك قول قائل، سجد وجهي لوجهك الكريم.

ثم يخر فيسجد ونسجد معه، ثم يفرق الصدقة على من حضره من المساكين.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن العباس بن أيوب ثنا عبد الرحمن بن واقد ثنا ضمرة حدثني السري بن يحيى. قال: كان حبيب أبو محمد يسرى بالبصرة يوم التروية، ويرى بعرفة عشية عرفة.

• حدثنا عبد الله بن محمد حدثني إبراهيم بن سفيان ثنا إبراهيم بن نصر ثنا حسام بن عبادة عن أبيه عبادة. قال: ذهبت مع سليمان التيمي إلى حبيب أبي محمد فقال: يا أبا محمد ادع الله لنا فقال: يا أبا محمد البشكار لا يتقدم البيشكار.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن مسلم ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا أحمد بن أبي الحواري حدثني أبو قرة محمد بن ثابت. قال: قال حبيب أبو محمد: لا قرة عين لمن لا تقر عينه بك، ولا فرح لمن لا يفرح بك، وعزتك إنك تعلم أني أحبك.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أخبرت عن سيار عن جعفر. قال: كان حبيب أبو محمد رقيقا من أكثر الناس بكاء، فبكى ذات ليلة بكاء كثيرا فقالت عمرة بالفارسية لم تبكي يا أبا محمد؟ قال لها حبيب بالفارسية. دعيني فإني أريد أن أسلك طريقا لم أسلكه قبل.

قيل إنه أسند عن الحسن، وابن سيرين وهو وهم من قائله فان حبيبا

ص: 154

الذي أسند عن الحسن وابن سيرين حبيب المعلم، وتحفظ له حكاية عن الفرزدق.

• حدثنا محمد بن علي ثنا أبو بشر الدولابي ثنا زكريا بن يحيى الوقاد ثنا الحصيب بن صالح عن صالح المري عن حبيب أبي محمد الفارسي عن الفرزدق.

قال: لقيت أبا هريرة بالشام فقال لي أنت الفرزدق؟ قلت: نعم! فقال أنت الشاعر؟ قلت: نعم! فقال: أما إنه إن طالت بك حياة ستلقى أقواما يقولون لا توبة لك فلا تقطع رجاك من الله عز وجل.

‌عبد الواحد بن زيد

ومنهم المنفلت من القيد، المتصيد للصيد، عبد الواحد بن زيد.

كان عابدا زاهدا، وواعظا عن المحاذر زائدا، وللقاصد المبادر رائدا.

• حدثنا إسحاق بن أحمد بن علي ثنا إبراهيم بن يوسف بن خلاد ثنا أحمد بن أبي الحواري. قال: قال لي أبو سليمان الداراني: أصاب عبد الواحد ابن زيد الفالج فسأل الله أن يطلقه في وقت الوضوء فإذا أراد أن يتوضأ انطلق، وإذا رجع إلى سريره عاد عليه الفالج.

• حدثنا إسحاق بن أحمد ثنا إبراهيم بن يوسف ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا سباع أبو محمد الموصلي ثنا عبد الواحد بن زيد. قال: يا معشر إخواني عليكم بالخبز والملح، فانه يذيب شحم الكلى ويزيد في اليقين.

• حدثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا أحمد قال سمعت أبا سليمان يقول قال عبد الواحد بن زيد: مررت براهب فى صومعته، فقلت لأصحابي: قفوا! قال فكلمته فقلت: يا راهب فكشف سترا على باب صومعته فقال: يا عبد الواحد ابن زيد إن أحببت أن تعلم علم اليقين فاجعل بينك وبين الشهوات حائطا من حديد، قال وأرخى الستر.

• حدثنا إسحاق ثنا إبراهيم ثنا أحمد حدثني أحمد بن غسان عن أحمد الهجيمي. قال: قيل لعبد الواحد بن زيد: يا أبا عبيدة ما تقول في رجلين أحدهما أحب البقاء ليميل، والآخر أحب الخروج شوقا، أيهما أفضل؟ قال:

ص: 155

الذي أحب الخروج أفضل. قال: فقيل له: أثم منزلة ثالثة؟ فقال: لا أعرفها قيل له بلى! قال لا البقاء ليطيع أحب إليه، ولا يحب الخروج شوقا إليه، إنما أحبه إليه، إن أبقاه أحب ذلك، وإن أماته أحب ذلك.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني محمد بن إدريس ثنا زهير بن عباد عن السري بن حسان. قال: قال عبد الواحد بن زيد: الرضا باب الله الأعظم، وجنة الدنيا، ومستراح العابدين.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن سفيان ثنا عبد الرحيم بن يحيى ثنا عثمان بن عمارة عن عبد الواحد بن زيد.

قال: خرجت أنا وفرقد السبخي ومحمد بن واسع ومالك بن دينار نزور أخا لنا بأرض فارس، فلما جاوزنا زامهرير إذا نحن بضوء في سفح جبل، فنزعنا نحوه فاذا نحن برجل مجذوم يقطر قيحا ودما. فقال له بعضنا: يا هذا لو دخلت هذه المدينة فتداويت وتعالجت من بلائك هذا، فرفع طرفه إلى السماء فقال:

إلهى أتيت بهؤلاء ليسخطوني عليك لك الكرامة والعتبى بأن لا أخالفك أبدا.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا إسحاق بن أبي حسان ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا أبو علي الأزدي عن عبد الواحد بن زيد. قال: خرجت أنا ومحمد بن واسع ومالك بن دينار نحو بيت المقدس، فلما كنا بين الرصافة وحمص سمعنا مناديا ينادي من تلك الرمال: يا محفوظ يا مستور اعقل في ستر من أنت، فإن كنت لا تعقل فاحذر الدنيا، وإن كنت لا تحسن أن تحذرها فاجعلها شوكة وانظر أين تضع رجلك؟.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا علي بن سعيد ثنا ابن إدريس ثنا عبد الله ابن عبيد عن مضر القارئ. قال: سمعت عبد الواحد بن زيد يقول: وعزتك لا أعلم لمحبتك فرحا دون لقائك، والاشتفاء من النظر إلى جلال وجهك، في دار كرامتك. فيا من أحل الصادقين دار الكرامة، وأورث الباطلين منازل الندامة، اجعلني ومن حضرني من أفضل أوليائك زلفا، وأعظمهم منزلة وقربة، تفضلا منك علي وعلى إخواني. يوم تجزي الصادقين بصدقهم جنات قطوفها

ص: 156

دانية متدلية عليهم ثمرها.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أحمد بن معدان ثنا أحمد بن غالب ثنا محمد بن عبد الله عن عبد الواحد بن زيد. قال: من قوي على بطنه قوي على دينه، ومن قوي على بطنه قوي على الأخلاق الصالحة، ومن لم يعرف مضرته في دينه من قبل بطنه، فذاك رجل في العابدين أعمى.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله ابن عبيد حدثني محمد بن الحسين حدثني عمار بن عثمان حدثني مسمع بن عاصم.

قال: شهدت عبد الواحد بن زيد عاد مريضا من إخوانه فقال ما تشتهي؟ قال الجنة! قال: فعلام تأس من الدنيا إذا كانت هذه شهوتك؟ قال: آسى والله على مجالس الذكر ومذاكرة الرجال بتعداد نعم الله! قال عبد الواحد: هذا والله خير الدنيا وبه يدرك خير الآخرة.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا محمد بن الحسين ثنا عمار بن عثمان حدثني حصين بن القاسم قال سمعت عبد الواحد بن زيد يقول:

طريق بين القلبين منخرقة لا يحجز المار فيها شيء، خروج الموعظة من قلب المتكلم تقع في قلب المستمع كما خرجت من قلب الواعظ لا يغيرها شيء.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا عبد الله بن عمر الجشمي عن مضر القارئ ثنا عبد الواحد بن زيد. قال: كان الرجل إذا اشتكى إلى الحسن كثرة الذنوب، قال: اجعل بينك وبينها البحر. قال: وسمعت الحسن يقول إن لكل طريق مختصر، ومختصر طريق الجنة الجهاد.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني محمد بن الحسين ثنا عبيد الله بن محمد ثنا معاذ بن زياد. قال: سمعت عبد الواحد بن زيد غير مرة يقول: ما يسرني: أن لي جميع ما حوت عليه البصرة من الأموال والثمرة بفلسين.

• حدثنا عثمان بن محمد العثماني ثنا أبو الحسن الواعظ البغدادي قال ذكر لي عن أحمد بن أبي الحواري قال قال أبو سليمان ذكر لي عن عبد الواحد بن زيد.

قال: نمت عن وردي ليلة، فإذا أنا بجارية لم أر أحسن وجها منها عليها ثياب

ص: 157

حرير خضر، وفى رجلها نعلان تقدس بأطراف أزمتها فالنعلان يسبحان والزمامان يقدسان، وهى تقول: يا ابن زيد جد في طلبي فإني في طلبك، ثم جعلت تقول برخيم صوتها:

من يشتريني ومن يكن سكني

يأمن في ربحه من الغبن

فقلت يا جارية ما ثمنك؟ فأنشأت تقول:

تودد الله مع محبته

وطول شكر يشاب بالحزن

فقلت لمن أنت يا جارية؟ فقالت:

لمالك لا يرد لي ثمنا

من خاطب قد أتاه بالثمن

فانتبه وآلى على نفسه أن لا ينام بالليل.

• حدثنا عثمان بن محمد العثماني ثنا أبو الحسن محمد بن أحمد ثنا عمر بن محمد ابن يوسف قال سمعت أبا جعفر الصفار يقول سمعت الفيض بن إسحاق الرقي يقول سمعت الفضيل بن عياض يقول. قال عبد الواحد بن زيد: سألت الله ثلاث ليال أن يريني رفيقي في الجنة، فرأيت كأن قائلا يقول لي يا عبد الواحد رفيقك في الجنة ميمونة السوداء، فقلت: وأين هي؟ فقال: في آل بني فلان بالكوفة. قال: فخرجت إلى الكوفة فسألت عنها فقيل هي مجنونة بين ظهرانينا ترعى غنيمات لنا. فقلت: أريد أن أراها، قالوا: اخرج إلى الخان فخرجت فإذا هي قائمة تصلي وإذا بين يديها عكازة لها فاذا عليها جبة من صوف مكتوب عليها لا تباع ولا تشترى، وإذا الغنم مع الذئاب لا الذئاب تأكل الغنم ولا الغنم تفزع من الذئاب. فلما رأتنى أو جزت في صلاتها ثم قالت:

ارجع يا ابن زيد ليس الموعد هاهنا، إنما الموعد ثم. فقلت لها: رحمك الله وما يعلمك أني ابن زيد؟ فقالت: أما علمت أن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف. فقلت لها: عظيني، فقالت: وا عجبا لواعظ يوعظ! ثم قالت: يا ابن زيد إنك لو وضعت معاير القسط على جوارحك لخبرتك بمكتوم مكنون ما فيها: يا ابن زيد إنه بلغني ما من عبد أعطى من الدنيا شيئا فابتغى إليه ثانيا إلا سلبه الله حب الخلوة معه، ويبد له بعد القرب

ص: 158

البعد، وبعد الأنس الوحشة، ثم أنشأت تقول:

يا واعظا قام لاحتساب

يزجر قوما عن الذنوب

تنهى وأنت السقيم حقا

هذا من المنكر العجيب

لو كنت أصلحت قبل هذا

غيك أو تبت من قريب

كان لما قلت يا حبيبي

موقع صدق من القلوب

تنهى عن الغي والتمادي

وأنت في النهي كالمريب

فقلت لها: إني أرى هذه الذئاب مع الغنم، لا الغنم تفزع من الذئاب ولا الذئاب تأكل الغنم. فإيش هذا؟ فقالت: إليك عني فإني أصلحت ما بيني وبين سيدي فأصلح بين الذئاب والغنم.

• حدثنا الوليد بن أحمد ومحمد بن أحمد بن النضر قالا ثنا عبد الرحمن بن محمد بن إدريس ثنا محمد بن يحيى بن عمر الواسطي ثنا محمد بن الحسين ثنا حكيم ابن جعفر حدثني الحارث بن عبيد. قال: كان عبد الواحد بن زيد يجلس إلى جنبي عند مالك بن دينار، فكنت لا أفهم كثيرا من موعظة مالك لكثرة بكاء عبد الواحد.

• حدثنا الوليد ومحمد قالا ثنا عبد الرحمن ثنا محمد بن يحيى بن بسطام ثنا حاتم بن سليمان الطائي. قال: شهدت عبد الواحد بن زيد في جنازة حوشب، فلما دفن قال رحمك الله يا أبا بشر فلقد كنت حذرا من مثل هذا اليوم، رحمك الله يا أبا بشر فلقد كنت من الموت جزعا أما والله! لئن استطعت لأعملن رحلي بعد مصرعك هذا. قال: ثم شمر بعد واجتهد.

• حدثنا الوليد ومحمد قالا ثنا عبد الرحمن ثنا محمد بن يحيى ثنا عمار بن عثمان الحلبي ثنا حصين بن القاسم الوزان. قال: كنا عند عبد الواحد بن زيد وهو يعظ؛ فناداه رجل من ناحية المسجد كف عنا يا أبا عبيدة فقد كشفت قناع قلبي. قال: فلم يلتفت عبد الواحد إلى ذلك ومر في الموعظة، فلم يزل الرجل يقول: كف عنا يا أبا عبيدة فقد كشفت قناع قلبي، وعبد الواحد لا يقطع موعظته حتى والله حشرج الرجل حشرجة الموت، ثم خرجت نفسه ثم

ص: 159

مات، فقال: أنا والله شهدت جنازته يومئذ، فما رأيت بالبصرة يوما أكثر باكيا من يومئذ.

• حدثنا الوليد ومحمد قالا ثنا عبد الرحمن ثنا محمد ثنا عمار بن عثمان الحلبى ثنا حصين الوزان. قال: كان لعبد الواحد بن زيد ابن متعبد، وكان مع ذلك قد كفاه جميع أمره وحوائجه، قال فمات الفتى فوجد به عبد الواحد وجدا شديدا قال فذكره ذات يوم فدمعت عيناه فقال لقد نغص علي الحياة بعده.

قال: ثم رجع. وقال هل الحياة إلا متنغصة؟.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو صالح عبد الرحمن بن أحمد ثنا عبد الله ابن سعد ثنا ابن عائشة ثنا إسماعيل بن ذكوان. قال: قال عبد الواحد بن زيد:

جالسوا أهل الدين فإن لم تجدوهم فجالسوا أهل المروءات، فانهم لا يرفثون! في مجالسهم.

• حدثنا محمد بن أحمد بن عمر ثنا أبو بكر بن عبيد قال أخبرني محمد بن الحسين حدثني يحيى بن راشد عن مضر أبي سعيد عن عبد الواحد ابن زيد. قال: قلت لزياد النميري: ما منتهى الخوف؟ قال: إجلال الله عند مقام السوآت، قلت فما منتهى الرجاء؟ قال: تأمل الله على كل الحالات.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا عبد الله بن محمد بن سفيان قال حدثت عن محمد حدثني روح بن سلمة الوراق حدثني مسلم العباداني. قال:

قدم علينا مرة صالح المري وعبد الواحد بن زيد وعتبة الغلام وسلمة الأسواري فنزلوا على الساحل قال فهيأت لهم ذات ليلة طعاما فدعوتهم إليه فجاءوا فلما وضعت الطعام بين أيديهم إذا قائل يقول من بعض أولئك المطوعة وهو على ساحل البحر مارا رافعا صوته يقول:

وتلهيك عن دار الخلود مطاعم

ولذة نفس غيها غير نافع

قال فصاح عتبة صيحة فسقط مغشيا عليه وبكى القوم ورفعنا الطعام وما ذاقوا منه والله لقمة واحدة.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن ثنا عبد الله بن محمد حدثني محمد بن الحسن

ص: 160

حدثني مالك بن ضيغم قال سمعت بكر بن معاذ يقول سمعت عبد الواحد بن زيد يقول: يا إخوتاه! ألا تبكون خوفا من النيران، ألا وإنه من بكى خوفا من النار أعاذه الله تعالى منها: يا إخوتاه ألا تبكون خوفا من شدة العطش يوم القيامة: يا إخوتاه ألا تبكون بلى! فابكوا على الماء البارد أيام الدنيا لعله أن يسقيكموه فى حظائر القدس مع خير القدماء والأصحاب من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، قال: ثم جعل يبكي حتى غشي عليه.

• حدثنا أبي ثنا أحمد ثنا عبد الله ثنا محمد بن الحسين ثنا عمار بن عثمان قال سمعت حصين بن القاسم الوزان. يقول: لو قسم بث عبد الواحد بن زيد على أهل البصرة لوسعهم، فإذا أقبل سواد الليل نظرت إليه كأنه فرس رهان مضمر ثم يقوم إلى محرابه فكأنه رجل مخاطب.

• حدثنا أبي ومحمد بن أحمد قالا ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن سفيان حدثني محمد بن الحسين حدثني حكيم بن جعفر ثنا حيان الأسود حدثني عبد الواحد بن زيد. قال: أصابتني علة في ساقي فكنت أتحامل عليها للصلاة قال فقمت عليها من الليل فاجهدت وجعا، فجلست ثم لففت إزارى فى محرابي ووضعت رأسي عليه فنمت، فبينا أنا كذلك إذا أنا بجارية تفوق الدنيا حسنا تخطر بين جوار مزينات حتى وقفت علي وهن من خلفها، فقالت لبعضهن ارفعنه ولا تهجنه قال فاقبلن تحوى فاحتملنني عن الأرض وأنا أنظر إليهن في منامي، ثم قالت لغيرهن من الجواري اللاتي معها افرشنه ومهدنه ووطئن له ووسدنه، قال ففرشن تحتي سبع حشايا لم أر لهن في الدنيا مثلا ووضعن تحت رأسي مرافق خضرا. حسانا ثم قالت للائي حملنني: اجعلنه على الفرش رويدا لا تهجنه، قال فجعلت على تلك الفرش وأنا أنظر إليها وما تأمر به من شأني. ثم قالت: احففنه بالريحان، قال فأتى بيا سمين فحفت به الفرش ثم قامت إلي فوضعت يدها على موضع علتي التي كنت أجدها في ساقي فمسحت ذلك المكان بيدها، ثم قالت: قم شفاك الله إلى صلاتك غير مضرور قال فاستيقظت والله وكأني قد أنشطت من عقال فما اشتكيت تلك العلة بعد ليلتي تلك،

ص: 161

ولا ذهب حلاوة منطقها من قلبي-: قم شفاك الله إلى صلاتك غير مضرور.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ثنا سلمة بن شبيب ثنا إبراهيم بن الجنيد ح. وحدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني محمد بن الحسين قالا ثنا عبد الله بن عمرو بن جبلة حدثني أبو عاصم العباداني حدثني عبد الواحد بن زيد قال: كنا فى غزاة لنا ونحن في العسكر الأعظم؛ فنزلنا منزلا فنام أصحابي وقمت أقرأ جزئي. قال: فجعلت عيناي تغالباني وأغالبهما حتى استتممت جزئي، فلما فرغت وأخذت مضجعي قلت: لو كنت نمت كما نام أصحابي كان أروح لبدني فإذا أصبحت قرأت جزئي؟ قال فقلت هذه المقالة في نفسي والله ما حركت بها شفتاي، ولا سمعها أحد من الناس مني. قال: ثم نمت فرأيت في منامي كأني أرى شابا جميلا قد وقف علي وبيده ورقة بيضاء كأنها الفضة، فقلت: يا فتى ما هذه الورقة التي أراها بيدك؟ قال: فدفعها إلى فنظرت فاذا فيها مكتوب:

ينام من شاء على غفلة

والنوم كالموت فلا تتكل

تنقطع الأعمال فيه كما

تنقطع الدنيا عن المنتقل

قال وتغيب الفتى عني فلم أره! قال: فكان عبد الواحد يردد هذا الكلام كثيرا ويبكي، ويقول: فرق النوم بين المصلين وبين لذتهم في الصلاة، وبين الصائمين وبين لذتهم في الصيام، ويذكر أصناف الخير - لفظهما سواء ولم يذكر سلمة أبا عاصم العباداني.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن سفيان حدثني محمد بن الحسين حدثني عمار بن عثمان الحلبي ثنا سوار الغنوي. قال سمعت عبد الواحد بن زيد يقول: الإجابة مقرونة بالإخلاص لا فرقة بينهما.

• حدثنا أبي ثنا أحمد ثنا عبد الله حدثني محمد ثنا عمار حدثني حصين بن القاسم الوزان. قال: قال عبد الواحد بن زيد: ما للعاملين والبطنة؟ إنما العامل تجزيه العلقة التي تقوم برمقه. قال: وسمعته يقول يوما: عاهدت الله عهدا لا أحنس بعهدي عنده أبدا، قلت: ما هو يا أبا عبيدة؟ قال: اقصر يا حصين.

ص: 162

قلت: أو ما تؤمل في إخبارك إياي خيرا من قدوة؟ قال: بلى! قلت: فأخبرني قال: عاهدته أن لا يراني نهارا طاعما أبدا حتى ألقاه، قال حصين: فإن كان ليشتد به المرض فيجتهد به إخوانه أن ينال شيئا فيأبى ذلك حتى قضي عليه رحمه الله.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا علي بن سعيد ثنا إبراهيم بن الجنيد ثنا محمد بن الحسين حدثني سعيد بن خلف بن يزيد القسام قال سمعت مضر القارئ.

قال: قال لي عبد الواحد بن زيد: ما أحسب شيئا من الأعمال يتقدم الصبر إلا الرضا، ولا أعلم درجة أرفع ولا أشرف من الرضا، وهي رأس المحبة.

• حدثنا أبو محمد ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ثنا سهل بن عثمان ثنا ابن السماك عن عبد الواحد بن زيد. قال: كان يقال من عمل بما علم؛ فتح الله له ما لا يعلم.

• حدثنا أبو محمد ثنا أحمد بن روح ثنا أحمد بن غالب ثنا محمد بن عبد الله الخزاعي. قال: صلى عبد الواحد بن زيد الغداة بوضوء العتمة أربعين سنة.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن أبي مريم عن محمد بن الحسين حدثني حكيم بن جعفر قال سمعت مسمع بن عاصم.

قال قال عبد الواحد بن زيد: من نوى الصبر على طاعة الله صبره الله عليها وقواه لها؛ ومن نوى الصبر عن معاصي الله أعانه الله على ذلك وعصمه منها، قال وقال لى: يا سيار أتراك تصبر لمحبته عن هواك فيخيب صبرك؟ لقد أساء بسيده الظن من ظن به هذا وشبهه، قال ثم بكى عبد الواحد حتى خفت أن يغشى عليه، ثم قال: بأبي أنت يا مسبغ نعمة غادية ورائحة على أهل معصيته فكيف ييأس من رحمته أهل محبته.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عمر بن بحر قال سمعت أحمد بن أبي الحواري ثنا عبد الله التياحي. قال: قيل لعبد الواحد بن زيد؛ إن بالبصرة رجلا يصلى ويصوم منذ خمسين سنة، هل قنعت منه بعد؟ قال لا! قال فهل رضيت عنه؟ قال لا! قال فهل آنست به بعد؟ قال لا! قال: فإنما ثوابك من عملك

ص: 163

التزيد في الصوم والصلاة؟ قال نعم! قال: لولا أني أستحي منك لأعلمتك أن عملك مدخول.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا محمد بن الحسين ثنا داود بن المحبر عن عبد الواحد بن زيد عن الحسن. قال: السهو والأمل نعمتان عظيمتان على بني آدم.

أسند عبد الواحد عن أسلم الكوفي، وعن الحسن البصر.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن محمد التمار ثنا قرة بن حبيب ثنا عبد الواحد بن زيد ثنا أسلم الكوفي عن مرة الطيب عن زيد بن أرقم عن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه: أنه استسقى فأتي بماء وعسل؛ فلما وضع على يده بكى ورد الإناء وانتحب، فما زال يبكي حتى بكى من حوله حتى ظنوا أنه لا يسكن ثم سكن فلما ذهب يمسح عن وجهه ذهبوا يسألونه فعاد وانتحب وبكى حتى يئسوا منه أن يسألوه يومهم ذاك، فمسح عن وجهه فذهبوا يسألونه فعاد وانتحب وبكى حتى يئسوا منه أن يسألوه ثم سكن، فأقبلوا عليه فقالوا يا أبا بكر ظننا أن سنقوم اليوم من عندك من غير أن نسألك فما الذي هيجك على ما هيجك؟ قال: بينا أنا ذات يوم عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يدفع عن نفسه شيئا بيده ويقول: إليك عني، إليك عني! فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي ما الذي أراك تدفع عن نفسك ولا أرى شيئا؟ قال: يا أبا بكر الدنيا تطاولت لي بعنقها ورأسها فقلت: إليك عنى إليك عنى! فقلت أما إنك لئن انفلت مني، فلن ينفلت مني من بعدك. قال: فظننت أنها أدركتني وحالت بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهو الذي هيجني على ما هيجني عليه.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني ثنا محمد بن نوح الجنديسابوري ثنا عبد الله بن محمد إمام مسجد تستر ثنا أحمد بن زياد القصوصي أبو سهل ثنا مضر العابد عن عبد الواحد بن زيد عن الحسن عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أعز دينه أعز نفسه، ومن أعز نفسه

ص: 164

أذل دينه، والدين لا يذل، ومن سمن نفسه هزل دينه، ومن سمن دينه سمن له دينه وسمنت له نفسه».

• حدثنا أبي ثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يزيد ثنا عبد الله بن عبد الوهاب ثنا محمد بن عبد الله ثنا إبراهيم بن الأشعث ثنا محمد بن الفضل بن عطية عن عبد الواحد بن زيد عن الحسن. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«يقول الله تعالى إذا كان الغالب على عبدي الاشتغال بي جعلت نعيمه ولذته في ذكرى، فإذا جعلت نعيمه ولذته في ذكري عشقني وعشقته، فإذا عشقني وعشقته رفعت الحجاب فيما بيني وبينه، وصرت معالما بين عينيه، لا يسهو إذا سهى الناس. أولئك كلامهم كلام الأنبياء، أولئك الأبطال حقا، أولئك الذين إذا أردت بأهل الأرض عقوبة وعذابا ذكرتهم فصرفت ذلك عنهم» كذا رواه عبد الواحد عن الحسن مرسلا. وهذا الحديث خارج من جملة الأحاديث المراسيل المقبولة عن الحسن لمكان محمد بن الفضل، وعبد الواحد وما يرجعان إليه من الضعف.

‌صالح بن بشير المري

ومنهم القارئ الدري، والواعظ التقي، أبو بشر صالح بن بشير المري.

صاحب قراءة وشجن، ومخافة وحزن، يحرك الأخبار، ويفرك الأشرار.

• حدثنا أبو بكر أحمد بن السندي ثنا محمد بن العباس المؤدب ثنا خالد ابن خداش ثنا صالح المري. قال: يا عجبا لقوم أمروا بالزاد، وأذنوا بالرحيل، وحبس أولهم على آخرهم، وهم يلعبون.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر حدثني عبد الله بن عبد الوهاب عن محمد ابن زكريا ثنا الحسن بن حسان. قال: كنا يوما عند صالح المري وهو يتكلم ويعظ، فقال الرجل حدث بين يديه: اقرأ يا بني فقرأ الرجل {(وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع)}

ص: 165

فقطع عليه صالح القراءة فقال: وكيف يكون للظالمين حميم أو شفيع؟ والطالب له رب العالمين، إنك والله لو رأيت الظالمين وأهل المعاصي يساقون في السلاسل والأغلال إلى الجحيم؛ حفاة عراة مسودة وجوههم، مزرقة عيونهم ذائبة أجسامهم، ينادون يا ويلاه يا ثبوراه!! ماذا نزل بنا، ماذا حل بنا، أين يذهب بنا ماذا يراد منا؟ والملائكة تسوقهم بمقامع النيران، فمرة يجرون على وجوههم ويسحبون عليها متكئين، ومرة يقادون إليها عنتا مقرنين، من بين باك دما بعد انقطاع الدموع، ومن بين صارخ طائر القلب مبهوت، إنك والله لو رأيتهم على ذلك لرأيت منظرا لا يقوم له بصرك، ولا يثبت له قلبك، ولا يستقر لفظاعة هو له على قرار قدمك. ثم نحب وصاح يا سوء منظراه! ويا سوء منقلباه! وبكى وبكى الناس. فقام شاب به تأنيث فقال: أكل هذا في القيامة يا أبا بشر؟ قال: نعم! والله يا ابن أخي وما هو أكبر من ذلك!! لقد بلغني أنهم يصرخون في النار حتى تنقطع أصواتهم فلا يبقى منها إلا كهيئة الأنين من المدنف، فصاح الفتى إنا لله وا غفلتاه عن نفسي أيام الحياة؟ ويا أسفى على تفريطى فى طاعتك يا سيداه! وا أسفاه على تضييع عمري في دار الدنيا! ثم بكى واستقبل القبلة ثم قال: اللهم إني أستقبلك في يومي هذا بتوبة لك لا يخالطها رياء لغيرك، اللهم فاقبلني على ما كان مني واعف عما تقدم من عملي وأقلنى عثرتي وارحمني ومن حضرني، وتفضل علينا بجودك أجمعين يا أرحم الراحمين، لك ألقيت معاقد الآثام من عنقي، وإليك أنبت بجميع جوارحي صادقا بذلك قلبي، فالويل لي إن أنت لم تقبلنى، ثم غلب فسقط مغشيا عليه، فحمل من بين القوم صريعا يبكون عليه ويدعون له. وكان صالح كثيرا ما يذكره في مجلسه يدعو الله له ويقول: بأبي قتيل القرآن، بأبي قتيل المواعظ والأحزان، فرآه رجل في منامه فقال ما صنعت؟ قال: عمتني بركة مجلس صالح فدخلت في سعة رحمة الله التي وسعت كل شيء. قال: وكنا في مجلس صالح المرى فأخذ فى الدعاء فمر رجل مخنث فوقف يسمع الدعاء ووافق صالحا يقول اللهم اغفر لأقسانا قلبا، وأجمدنا عينا وأحدثنا بالذنوب عهدا، فسمع المخنث

ص: 166

فمات فرؤى في المنام فقيل له ما فعل الله بك؟ قال: غفر الله لي، قيل بماذا؟ قال: بدعاء صالح المري لم يكن في القوم أحد أحدث عهدا بالمعصية مني، فوافقت دعوته الإجابة فغفر لي.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا حاتم بن الليث الجوهري ثنا علي بن عبد الله المديني. قال: قال عبد الرحمن بن مهدي: جلست مع سفيان الثوري في مسجد صالح المري فتكلم صالح، فرأيت سفيان الثوري يبكي وقال: ليس هذا بقاص هذا نذير قوم.

• حدثنا إبراهيم ثنا محمد الجوهري ثنا خلف بن الوليد. قال: كان صالح المري إذا قص قال: هات جونة المسك والترياق المجرب - يعني القرآن - فلا يزال يقرأ ويدعو ويبكي حتى ينصرف.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الملك ثنا محمد بن إسحاق ثنا حاتم بن الليث ثنا عفان بن مسلم. قال: كنا نأتي مجلس صالح المري نحضره وهو يقص، فكان إذا أخذ في قصصه كأنه رجل مذعور يذعرك أمره من حزنه وكثرة بكائه كأنه ثكلى. وكان شديد الخوف من الله كثير البكاء.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن سفيان ثنا محمد بن الحسين ثنا عبد الله بن محمد. قال: سمعت صالحا المري يقول في كلامه: ألم تركا لغير عواقب فعلهم؛ أو لم تحرك الفكر على التنبيه لمصيرهم، بلى! والله لقد بان لك ذلك ولكنك شبت علمك بالغفلة وأنت أولى من غيرك بما صنعت من نفسك.

قال: ثم بكى وبكى الناس.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن ثنا أبو بكر ثنا محمد بن الحسين ثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي. قال: سمعت صالحا المري يقول: للبكاء دواع بالفكرة في الذنوب؛ فإن أجابت على ذلك القلوب وإلا نقلتها إلى الموقف وتلك الشدائد والأهوال، فإن أجابت وإلا فاعرض عليها التقلب بين أطباق النيران. قال:

ثم بكى وغشي عليه وتصايح الناس.

• حدثنا محمد بن أحمد بن عمر ثنا أبي ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ثنا محمد

ص: 167

ابن الحسين ثنا بشر بن ميمون النجدي. قال: سمعت صالحا المري يقول في كلامه:

وكيف تقر بالدنيا عين من عرفها؟ قال: ثم يبكي ويقول: خلفة الماضين، وبقية المتقدمين، رحلوا أنفسكم عنها قبل الرحيل، فكأن الأمر قريب نزل بكم.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا أبي ثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين ثنا أحمد ابن إسحاق الحضرمي. قال: سمعت صالحا المري يتمثل بهذا البيت فى قصصه عند الاخذة:

وغائب الموت لا ترجون رجعته

إذا ذووا غيبة من سفرة رجعوا

قال ثم يبكي ويقول: هو والله السفر البعيد، فتزودوا لمراحله {(فإن خير الزاد التقوى)} واعلموا أنكم في مثل أمنيتهم فبادروا الموت واعملوا له قبل حلوله، ثم يبكي.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا ابن زنجويه ثنا يزيد ابن خالد أبو المهلب عن أبيه عن صالح المري. قال: دفعت إلى صحيفة في المنام فيها-: ما تخوفت عواقبه، فوطن نفسك على أن تجتنبه.

• حدثنا إبراهيم ثنا محمد ثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو إبراهيم الترجماني عن صالح المري أبي بشر. قال: قال لي في منامي قائل: إذا أحببت أن يستجاب لك فقل: اللهم إني أسألك باسمك المخزون المكنون المبارك الطهر الطاهر المطهر المقدس. قال: فما دعوت به في شيء إلا تعرفت الإجابة!!.

• حدثنا إبراهيم ثنا محمد حدثني أبو الحسن الباهلي قال سمعت ابن عائشة يقول: كان صالح المري يقول في دعائه: اللهم إني أسألك خوفا غير ناهض ولا قاطع، خوفا حاجزا عن معصيتك، مقويا على طاعتك، وأسألك صبرا على طاعتك وصبرا عن معصيتك.

• حدثنا إبراهيم بن محمد ثنا عبيد الله بن جرير بن جبلة حدثني عمي عباد بن جرير وغيره من المشايخ. قال: كنا نجلس إلى صالح المري فكان أول ما يبتدئ فيقول: الحمد لله؛ فإذا أعين الناس قد سالت.

• حدثنا إبراهيم ثنا محمد ثنا سوار بن عبد الله العبرى ثنا أبي عن صالح

ص: 168

قال: وقفت في دار المرزباني حين خربت فعرضت لي فيها بضعة عشر آية {(فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا)} و {(كم تركوا من جنات وعيون)} وما أشبه ذلك، قال: فإني أقرأ إذ خرج علي أسود من ناحيتها فقال: يا عبد الله هذه سخطة مخلوق على مخلوق، فكيف بسخطة الخالق؟ قال: ثم ذهب فأتبعته فلم أر أحدا.

• حدثنا إبراهيم ثنا محمد الجوهري ثنا غسان أبو معاوية الغلابي. قال: كان كلام صالح المري يقطع القلب ولو قلت إني لم أر رجلا محزونا مثله، وما سمعت كلام رجل قط أحسن منه.

• حدثنا محمد بن أحمد بن عمر ثنا أبي ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ثنا عبد الرحيم بن يحيى الديلمي حدثني عثمان بن عمارة عن صالح المري. قال: قدم علينا ابن السماك مرة. فقال: أرني بعض عجائب عبادكم؟ فذهبت به إلى رجل في بعض الأحياء فى خص له فاستأذنا عليه فدخلنا، فإذا رجل يعمل خوصا له فقرأت {(إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون)} فشهق الرجل شهقة فإذا هو قد يبس مغشيا عليه، فخرجنا من عنده وتركناه على حاله. وذهبنا إلى آخر فاستأذنا عليه. فقال: ادخلوا إن لم تشغلونا عن ربنا، فدخلنا فإذا رجل جالس في مصلى له فقرأت {(ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد)} فشهق شهقة فبدر الدم من منخره ثم جعل يتشحط فى دمه حتى يبس، فخرجنا من عنده وتركناه على حاله حتى أدرته على ستة أنفس كل نخرج من عنده وهو على هذه الحالة، ثم أتيت به السابع فاستأذنت فإذا امرأة له من وراء الخص تقول: ادخلوا، فدخلنا فإذا شيخ فان جالس في مصلاه فسلمنا فلم يعقل سلامنا، فقلت بصوت عال: إن للحق غدا مقاما. فقال الشيخ: بين يدى من ويحك؟ ثم بقى مبهوتا فاتحافاه شاخصا بصره يصيح بصوت له ضعيف حتى انقطع. فقالت امرأته اخرجوا عنه فإنكم ليس تنتفعون به الساعة، فلما كان بعد ذلك سألت عن القوم؟ فإذا ثلاثة قد أفاقوا وثلاثة قد لحقوا بالله عز وجل وأما الشيخ فإنه مكث عن ثلاثة أيام على حالته مبهوتا متحيرا لا يؤدي

ص: 169

فرضا فلما كان بعد الثلاثة عقل.

• حدثنا محمد بن أحمد بن النضر والوليد بن أحمد قالا ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا محمد بن يحيى بن عمر الواسطي ثنا محمد بن الحسين ثنا حكيم بن جعفر السعدي. قال: سمعت صالحا يقول دخلت المقابر يوما في شدة الحر فنظرت إلى القبور خامدة كأنهم قوم صموت، فقلت: سبحان من يجمع بين أرواحكم وأجسادكم بعد افتراقها، ثم يحييكم وينشركم من بعد طول البلى قال فنادى مناد من بين تلك الحفر يا صالح {(ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون)} فسقطت والله لوجهى جزعا من ذلك الصوت.

• حدثنا محمد بن أحمد والوليد بن أحمد قالا: ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا محمد بن يحيى ثنا عبيد الله بن محمد التيمي ثنا صالح المري. قال: أصاب أهلي ريح الفالج فقرأت عليها القرآن ففاقت، فحدثت به غالبا القطان فقال وما تعجب من ذلك؟ والله لو أنك حدثتني: أن ميتا قرئ عليه القرآن فحيي، ما كان ذلك عندي عجبا.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال وجدت في كتاب أبي ثنا أبو معاوية الغلابي ثنا صاحب لي عن أبي السائب العبدي. قال:

أتانا صالح المري فدخل علينا، فقلت من أين: أقبلت يا أبا بشر؟ قال: أقبلت من منزلي أخوض المواضع حتى صرت إليكم، مررت بدار فلان فنادتني:

يا صالح خذ موعظتك مني فقد نزلني فلان فارتحل، ونزلني فلان فارتحل، فقربت بدار فلان فنادتني: يا صالح خذ موعظتك مني، نزلني فلان فارتحل، ونزلني فلان فارتحل، فجعل يعدد الدور دارا دارا حتى وصل إلينا.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ثنا سلمة بن شبيب ثنا داود بن المحبر حدثني صالح المري حدثني زياد النميري - منذ زمن طويل - قال: أتاني آت في منامي فقال قم يا زياد إلى عادتك من التهجد وحظك من قيام الليل فهي والله خير لك من نومة توهن بدنك، ويتكسر لها

ص: 170

قلبك؛ فاستيقظت فزعا ثم غلبني والله النوم، فأتاني ذلك أو غيره فقال: قم يا زياد فلا خير في الدنيا إلا للعابدين. قال: فوثبت فزعا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا أبو سعيد البراقعي ثنا عبيد الله بن زحر أبو محمد الحداد عن صالح المري عن حوشب عن الحسن. قال: تفقدوا الحلاوة في ثلاث؛ في الصلاة، وفى القرآن وفى الذكر. فإن وجدتموها فامضوا وأبشروا، فإن لم تجدوها فاعلم أن بابك مغلق.

• حدثنا عثمان بن محمد العثماني ثنا محمد بن أحمد البغدادي ثنا أحمد بن محمد بن مسروق ثنا محمد بن الحسين ثنا عمار بن عثمان الحلبي. قال: سمعت صالحا يقول: ما بينك وبين أن ترى لله عليك فيما تحب إلا أن تعمل فيما بينك وبين خلقه فيما يحب، فحينئذ لا تفقد بره ولا تعدم في كل أمر خيره.

• حدثنا محمد بن أحمد بن عمر ثنا أبي ثنا عبد الله بن محمد ثنا زياد بن أيوب ثنا سعيد بن عامر. قال: كان صالح المري يدعو: اللهم ارزقنا صبرا على طاعتك، وارزقنا صبرا عند عزائم الأمور.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا خالد بن خداش قال قال لنا صالح المري: لو كان الصبر حلوا ما قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم اصبر، ولكن قال له: اصبر فإن الصبر مر.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسن بن هارون البغدادي ثنا إسماعيل بن زياد الأيلي ثنا عبد الله بن بكر السهمي عن صالح.

قال: أراد قوم سفرا فاستصحبهم فتى شاب فمات الشاب في طريقهم فجردوه من ثيابه ليغسلوه فوجدوا على قدميه كتابا من نور مكتوبا: أحسنوا غسله فإنه صلى على جنازة فغفر له.

• حدثنا أبو بكر محمد بن عمر بن سلم ثنا عبد الله بن عبد الرحمن ثنا زكريا بن يحيى ثنا الأصمعي. قال: شهدت صالحا المري عزى رجلا على أبيه فقال له: لئن كانت مصيبتك لم تحدث لك موعظة في نفسك؟ فمصيبتك

ص: 171

بأبيك جلل في مصيبتك في نفسك، فإياها فابك!!.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المؤدب ثنا أحمد بن محمد بن عمر بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني محمد بن الحسين ثنا داود بن المحبر ثنا صالح المري.

قال: تلا الحسن {(وقيل من راق وظن أنه الفراق والتفت الساق بالساق)} قال:

هما والله ساقاك إذا التفتا.

• حدثنا محمد ثنا أحمد ثنا أبو بكر حدثنى فريح

(1)

الرقاشي. قال:

سمعت صالحا يقول لابنه وهو يقرأ: هات مهيج الأحزان، ومذكر الذنوب العظام.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا أحمد ثنا أبو بكر حدثني محمد بن الحسين حدثني شعيب بن محرز ثنا صالح. قال: لما مات عطاء السليمي حزنت عليه حزنا شديدا فرأيته في منامي فقلت: يا أبا محمد ألست فى زمرة الموتى، قال: بلى! قلت:

فماذا صرت إليه بعد الموت؟ فقال: صرت والله إلى خير كثير ورب غفور شكور. قال: قلت: أما والله لقد كنت طويل الحزن في دار الدنيا. قال:

فتبسم وقال أما والله يا أبا بشر لقد أعقبني ذلك راحة طويلة وفرحا دائما. قلت ففي أي الدرجات أنت؟ قال: أنا {(مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا)} .

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا عبد الله بن محمد بن سفيان حدثني إسماعيل بن إبراهيم حدثني صالح عن مالك بن دينار. قال: قرأت في الحكم أن الله تعالى يقول: أنا ملك الملوك قلوب الملوك بيدي، فمن أطاعني جعلتهم عليه رحمة، ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة، فلا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك، ولكن توبوا إلي أعطفهم عليكم.

• حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن سلم ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا إبراهيم ابن سعيد قال سمعت خالد بن خداش يقول: ذكر لحماد بن زيد حديث عن صالح المري في فضل القرآن، فقال: كان صالح صاحب قرآن فلعله سمعه ولم أسمعه أنا.

(1)

كذا في الاصل والذى فى الخلاصة يزيد وابن أخيه الفضل بن عيسى وكلاهما واعظ.

ص: 172

أسند صالح عن الحسن، وثابت وقتادة، وبكر بن عبد الله المزني، ومنصور بن زاذان، وجعفر بن زيد، ويزيد الرقاشي، وميمون بن سياه، وأبان بن أبي عياش، ومحمد بن زياد، وهشام بن حسان، والجريرى، وقيس ابن سعد، وخليد بن حسان في آخرين.

• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا أبو علي الحسن بن حمدان بن داود الأنماطي - وكان من العباد - ثنا يوسف بن سعيد بن مسلم ثنا عمرو بن حمزة ثنا صالح عن الحسن عن أنس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الحكمة تزيد الشريف شرفا، وترفع العبد المملوك حتى تجلسه مجالس الملوك» . غريب من حديث الحسن تفرد به عمرو عن صالح.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن القاسم بن مساور ثنا أبو إبراهيم الترجماني ثنا صالح بن بشير المري أبو بشر. قال: سمعت الحسن يحدث عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم. فيما يروي عن ربه عز وجل قال: «أربع خصال؛ واحدة فيما بيني وبينك، وواحدة فيما بينك وبين عبادي، وواحدة لي، وواحدة لك. فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا، وأما التي لك علي فما عملت من خير جزيتك به، وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة، وأما التي بينك وبين عبادي ترضى لهم ما ترضى لنفسك» . غريب من حديث الحسن تفرد به عنه صالح مرفوعا.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا معبد ثنا عبد الله بن محمد بن النعمان وثنا عبد الرحمن بن المبارك العبسي قالا ثنا صالح المري ثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عمار مساجد الله - وقال العبسي - عمار بيوت الله، هم أهل الله: هم أهل الله» .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إبراهيم بن هاشم ثنا سعيد بن أبي الربيع السمان ثنا صالح المري عن ثابت البناني وميمون بن سياه وجعفر بن زيد عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من صلى الغداة فهو فى ذمة الله فإياكم أن يطلبكم الله بشيء من ذمته» .

ص: 173

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن سعيد المروزي - بالبصرة - ثنا زياد بن أيوب ثنا زيد بن الحباب حدثني صالح المري عن قتادة عن زرارة بن أبي أوفى عن ابن عباس. قال: «قال رجل يا رسول الله أي العمل أفضل؟ قال عليك بالحال المرتحل، قال: وما الحال المرتحل؟ قال: صاحب القرآن يضرب من أوله حتى يبلغ آخره، ويضرب في آخره حتى يبلغ أوله كلما حل ارتحل» . غريب من حديث قتادة لم يروه عنه فيما أرى إلا صالح.

• حدثنا محمد بن الفتح ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ثنا صالح بن مالك حدثنى صالح المري: قال سأل رجل بكر بن عبد الله وأنا عنده عن تلبية النبي صلى الله عليه وسلم؟ فحدث عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا لبى قال: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لبيك لا شريك لك، لبيك إن الحمد والنعمة لك، والملك لا شريك لك» .

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا داود بن المحبر ثنا صالح المري عن جعفر بن زيد عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يؤتى بابن آدم يوم القيامة فيوقف بين كفتي الميزان ويوكل به ملك، فإن ثقل ميزانه نادى الملك بصوت يسمع الخلائق سعد فلان سعادة لا يشقى بعدها أبدا! وإن خفت ميزانه نادى الملك بصوت يسمع الخلائق شقي فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبدا!» . تفرد به داود عن صالح عن جعفر، وروي عن داود عن صالح عن ثابت ومنصور بن زاذان عن أنس.

• حدثنا القاضي أبو أحمد ثنا محمد بن أحمد بن راشد ثنا إسماعيل بن أبي الحارث ثنا داود بن المحبر ثنا صالح المري عن ثابت ومنصور بن زاذان عن أنس يرفعه. قال: «يؤتى بالعبد يوم القيامة فيوقف بين كفتي الميزان» فذكره.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن القاسم بن مساور ثنا إسماعيل بن عيسى القناديلي ثنا صالح المري عن جعفر بن زيد وميمون بن سياه عن أنس ابن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من صباح ولا رواح إلا وبقاع الأرض تنادي بعضها بعضا: يا جارة هل مر بك اليوم عبد صالح

ص: 174

صلى عليك أو ذكر الله، فإن قالت نعم! رأت لها بذلك فضلا». غريب من حديث صالح تفرد به إسماعيل.

• حدثنا أبو محمد محمد بن الحسن بن بندار بن هرمز التسترى ثنا الحسن ابن عثمان ثنا أبو سعيد المازني ثنا حجاج بن منهال عن صالح المري عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أربع من الشقاء؛ جمود العين، وقسوة القلب، والحرص، وطول الأمل» . تفرد برفعه متصلا عن صالح حجاج.

• حدثنا أبو الفضل نصر بن أبي نصر الطوسي ثنا محمد بن مخلد ثنا عبد الله بن أيوب ثنا داود بن المحبر ثنا صالح المري عن يزيد الرقاشي عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يأتي على الناس زمان يدعو فيه المؤمن للعامة، فيقول الله تعالى: ادع لخاصة نفسك أستجب لك، فأما العامة فإني عليهم ساخط» . غريب من حديث صالح تفرد به داود.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا علي بن إسحاق ثنا حسين بن الحسن المروزي ثنا الهيثم بن جميل ثنا صالح عن يزيد عن أنس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أسفل أهل الجنة أجمعين درجة لمن يقوم على رأسه عشرة آلاف خادم بيد كل خادم صحفتان صحفة من ذهب وصحفة من فضة في كل واحدة لون ليس في الأخرى يأكل من آخرها مثل ما يأكل من أولها، يجد لآخرها من اللذة والطيب مثل ما يجد لأولها ثم يكون لذلك رشح مسك، وجشاء مسك، لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون» . غريب من حديث صالح لم نكتبه إلا من حديث الهيثم مرفوعا.

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا الفضل بن أحمد بن العباس ثنا محمد بن محمد ابن مرزوق ثنا إسماعيل بن نصر ثنا صالح المري. قال: كان عطاء السليمي لا يسأل الله الجنة قال فقلت له إن أبانا حدثني عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله تعالى انظروا في ديوان عبدي فمن رأيتموه سألني الجنة أعطيته ومن استعاذني من النار أعذته» فقال لي

ص: 175

عطاء: كفاني أن يجيرني من النار. غريب من حديث صالح لم نكتبه إلا من حديث إسماعيل بن نصر.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ثنا أحمد بن عمر بن عبد الخالق البزاز ثنا الحسن بن يحيى بن هشام ثنا ابن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة.

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سره أن يعلم ماله عند الله فليعلم ما لله عنده» . غريب من حديث صالح تفرد به عاصم.

• حدثنا الحسن بن إسحاق بن إبراهيم وعمرو بن محمد بن جعفر قالا ثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل الدمشقي ثنا موسى بن عامر ثنا عيسى بن خالد اليماني ثنا صالح عن هشام عن محمد عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن العبد ليعمل الذنب فإذا ذكره أحزنه فإذا نظر الله إليه قد أحزنه غفر له ما صنع قبل أن يأخذ في كفارته بلا صلاة ولا صيام» . غريب من حديث هشام وصالح لم نكتبه إلا من حديث عيسى.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إسحاق الأنماطي ثنا عبدان بن أحمد ثنا عبد الله بن ميمون ثنا صالح عن سعيد الجروي عن أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كانت أمراؤكم خياركم وكانت أغنياؤكم سمحاءكم وكان أموركم شورى بينكم فظهر الأرض خير لكم من بطنها وإذا كانت أمراؤكم شراركم وكانت أغنياؤكم بخلاءكم وكانت أموركم إلى نسائكم، فبطن الأرض خير لكم من ظهرها» . غريب من حديث سعيد وصالح لم نكتبه إلا من حديث عبد الله بن معاوية وهو الجمحي.

• حدثنا سهل بن عبد الله أبو الحسن التستري ثنا أحمد بن زيد بن الحريش ثنا عبد الله بن معاوية ثنا صالح ثنا الجريري عن أبي عثمان قال: كتب سلمان إلى أبي الدرداء: يا أخي عليك بالمسجد فالزمه فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول المسجد بيت كل مؤمن» . غريب من حديث صالح لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو الزنباع ثنا روح بن الفرج ثنا عبد الله بن عباد

ص: 176

العباداني ثنا صالح المري عن قيس بن سعد عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه» . غريب من حديث صالح وقيس لم نكتبه إلا من حديث عبد الله.

‌عمران القصير

ومنهم الواعظ البصير، المحث على المسير إلى المصير. أبو بكر عمران

(1)

القصير، كان التحفظ من شأنه. والتيقظ من مظانه.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو معاوية الغلابي ثنا رجل. قال: كان عمران القصير يقول، ألا حر كريم يصبر أياما قلائل.

• حدثنا محمد بن أحمد بن عمر حدثني أبي ثنا أبو بكر حدثني محمد بن إدريس ثنا علي بن ميسرة ثنا عبد العزيز بن أبي عثمان حدثني عثمان بن زائدة عن عمران القصير. قال: ألا صابر كريم لأيام قلائل، حرام على قلوبكم أن تجدوا طعم الإيمان حتى تزهدوا

(2)

في الدنيا.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ح. وحدثنا محمد بن جعفر ثنا إسحاق بن إبراهيم قالا ثنا علي بن مسلم ثنا سيار ثنا جعفر ثنا عمران القصير. قال: قال موسى عليه السلام: يا رب أين أبغيك؟ قال: أبغني عند المنكسرة قلوبهم، فانى ادنو منهم كل يوما باعا لولا ذلك لتهدموا.

• حدثنا أبو العباس الوليد بن أحمد ومحمد بن أحمد بن النضر قالا ثنا أبو محمد بن أبي حاتم ثنا محمد بن يحيى بن عمر ثنا عبيد الله بن محمد التيمي ثنا زهير السلولي. قال: شهدت هارون بن رباب مع مشايخ من شكله. فقال:- وعمران القصير يتكلم - قال ومعهم فتيان شبان جلوس فجعلوا يبكون والمشايخ لا تبكي، فقلت في نفسي: هؤلاء الفتيان خير من هؤلاء الشيوخ قال فخرجوا من المجلس لما تقضى المجلس والفتيان يحدث بعضهم بعضا ويضحك

(1)

عمران بن مسلم المنقرى أبو بكر البصرى القصير.

(2)

فى الاصل: ترغدوا

ص: 177

بعضهم إلى بعض، قال وخرج المشايخ في الحال التي كانوا عليها كأنما على رءوسهم الطير.

• حدثنا الوليد ومحمد قالا ثنا عبد الرحمن ثنا محمد ثنا عبد الله بن مغيث ابن سعدان اليشكري قال حدثتني ابنة بنت عمران عن أبيها-: وكان قد عاهد الله أن لا ينام بليل أبدا إلا مستغلبا - قالت قال أبي: جئت إلى طاعة الله طول الحياة ولولا الركوع والسجود وقراءة القرآن ما باليت أن أعيش في الدنيا فواقا، قال فلم يزال مجهودا على ذلك حتى مات رحمه الله! قالت: فرأيته في منامي فقلت يا أبت إنه لا عهد بك منذ فارقتنا، قال: يا بنية فكيف تعهدين من فارق الحياة وصار إلى ضيق القبور وظلمتها؟ قالت: فقلت يا أبت كيف حالك منذ فارقتنا قال خير حال يا بنية بوئنا المنازل، ومهدت لنا المضاجع، نحن هاهنا نغدى ونراح برزقنا من الجنة، قالت: فقلت فما الذي بلغكم هذا؟ قال: الضمير الصالح وكثرة التلاوة لكتاب الله.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرحمن ثنا شعبة عن عمران القصير. قال: سمعت أبا رجاء قال قال أبو الدرداء: لأن أكبر مائة مرة، أحب إلي من أن أتصدق بمائة دينار.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله بن نمير ثنا ابن يمان عن سفيان عن عمران.

قال: سمعت الحسن - وسأله رجل - فقال إني سألت فقيها فقال: وهل رأيت فقيها لا أبا لك!! إنما الفقيه الزاهد في الدنيا، البصير بذنبه، المداوم على عبادة ربه.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا حاجب بن أركين ثنا حماد بن الحسن ثنا سيار ثنا خليد العصري

(1)

عن عمران عن الحسن قال: إذا رأيتم الرجل يقتر على عياله، فإن عمله بينه وبين الله تعالى أخبث وأخبث.

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا محمد بن جرير ثنا محمد بن علي ثنا حماد بن مسعدة ثنا عمران - وهو القصير. قال: كان جعفر بن زيد يقول فى كلامه،

(1)

العصرى بفتح المهملتين أبو سليمان البصري ثم الموصلى.

ص: 178

ما أحلى ذكرك فى افواه الأبرار؟ وأعظمك في قلوب المؤمنين؟!!.

روى عمران عن أنس بن مالك ورآه، وأسند عن عطاء بن أبي رباح، وأبي رجاء العطاردي، والحسن، ومحمد بن سيرين وأخيه أنس، وقيس بن سعد، وعبد الله بن دينار، ونافع، وأبي غالب، وعبد الله بن أبي القلوص، وابن أبي نجيح.

وروى عنه الثوري، وشعبة.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إسحاق الانماطى ثنا أحمد بن سهل ابن أيوب ثنا علي بن بحر ح. وحدثنا محمد بن جعفر بن حفص المعدل ثنا محمد ابن العباس بن أيوب ثنا عبد الرحمن بن يونس قالا ثنا سويد بن عبد العزيز عن عمران عن الحسن عن أنس: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسر بسم الله الرحمن الرحيم وأبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما» . تفرد به سويد عن عمران.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن عيسى بن ماهان الرازي ثنا محمد بن مصفى ثنا بقية ثنا عباد بن كثير عن عمران عن أنس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أعمال أمتي تعرض علي في كل يوم جمعة، واشتد غضب الله على الزناة» .

• حدثنا القاضي أبو أحمد بن عبد الله بن النعمان ثنا محمد بن عامر ثنا أبي عن النعمان عن أبي بكر - رجل من أهل البصرة - عن عمران عن أنس. قال:

«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أسألك إيمانا دائما، وهديا قيما، وعلما نافعا» .

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن حاتم ثنا أبو معاوية ح. وحدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق السراج ثنا قتيبة بن سعيد ثنا كثير بن هشام قالا عن جعفر بن برقان عن عمران عن أنس.

قال: «خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما أرسلني في حاجة قط فلم تهيأ إلا قال: لو قضي كان - أو قدر كان» .

ص: 179

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا عمر بن أيوب السفطي ثنا داود بن رشيد ثنا سويد بن عبد العزيز عن عمران القصير عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك. قال: قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على بعيره تطوعا حيثما توجهت به» .

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ح. وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا معاذ بن المثنى ثنا مسدد ح. وحدثنا محمد ابن المظفر ثنا حامد بن شعيب ثنا عبيد الله بن عمرو ثنا أبو إسحاق بن حمزة ثنا أبو عروبة ثنا محمد بن بشار قالوا ثنا يحيى بن سعيد ثنا عمران أبو بكر القصير ثنا عطاء بن أبي رباح. قال: قال لي ابن عباس: «ألا أريك امرأة من أهل الجنة قال قلت بلى! قال: هذه السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إنى أصرع وأنكشف فادع الله لي، فقال: إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك. قالت: لابل اصبر فادع الله أن لا انكشف - أولا ينكشف عني، قال: فدعا لها» . متفق على صحته.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد ثنا عمران القصير ثنا أبو رجاء عن عمران بن حصين. قال:

«نزلت آية المتعة في كتاب الله وعملنا بها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تنزل آية تنسخ آية المتعة، ولم ينه عنها النبي صلى الله عليه وسلم حتى مات» .

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن علي الخزاعي ثنا حفص بن عمر الحوضي ثنا شعبة أخبرني عمران القصير قال سمعت أبا رجاء يحدث عن أبي الدرداء. قال: «لأن أقول الله أكبر مائة مرة، أحب إلي من أن أتصدق بمائة دينار» .

(1)

.

• حدثنا عبد الله بن محمد جعفر ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث ثنا شيبان ابن فروخ ثنا محمد بن راشد ثنا عمران القصير عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال ان الملائكة لتصلى على

(1)

تقدم هذا الحديث من طريق آخر

ص: 180

العبد ما دام في مصلاه ما لم يحدث. تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه».

• حدثنا محمد بن احمد بن احمد المقري ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو بكر بن أبي شيبة وسعيد بن عمرو وضرار بن صرد ح. وحدثنا سليمان ابن أحمد ثنا الحضرمي والحسين بن إسحاق التستري قالا ثنا يحيى الحماني قالوا ثنا حاتم بن إسماعيل عن عمران بن مسلم القصير حدثني سعيد بن سلمان عن يزيد بن نعامة الضبي. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اذا آخى الرجل الرجل فليسأل عن اسمه واسم أبيه وممن هو؟ فإنه أوصل للمودة» .

• حدثنا مخلد بن جعفر ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا شيبان بن فروخ ثنا مهدي بن ميمون ثنا عمران عن قيس بن سعد عن طاوس عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أنه كان إذا قام من الليل كبر، ثم قال: اللهم لك الحمد أنت قيام السموات والأرض، ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ولك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهن، أنت الحق، وقولك الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والشفاعة حق. اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، أنت ربنا وإليك المصير، رب اغفر لي ما أسررت وما أعلنت وما قدمت وما أخرت، أنت إلهي لا إله إلا أنت» .

• حدثنا أبي ثنا جعفر بن محمد بن يعقوب ح. وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا جعفر بن أحمد بن المهرجان قالا ثنا الحسن بن عرفة ثنا يحيى بن سليم عن عمران القصير عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ذاكر الله في الغافلين كالذي يقاتل عن الفارين، وذاكر الله في الغافلين مثل المصباح في البيت المظلم، وذاكر الله في الغافلين مثل الشجرة الخضراء في وسط الشجر، وذاكر الله فى الغافلين يعرفه الله مقعده من الجنة، وذاكر الله في الغافلين يغفر الله له بعدد كل فصيح وأعجمي، فالفصيح بنو آدم والأعجمي البهائم» . رواه محمد بن يزيد الآدمي عن يحيى بن سليم مثله.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن العباس ثنا علي بن داود

ص: 181

القنطري ثنا آدم بن أبي إياس ثنا الهيثم بن جماز عن أبي بكر عمران القصير عن نافع عن ابن عمر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تكلموا في القدر فإنه سر الله، فلا تفشوا لله سره» .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عمرو البزاز ثنا حوثرة بن محمد المنقري ثنا حماد بن مسعدة عن عمران بن مسلم عن أبي غالب عن أبي أسامة:

«أنه رأى رءوس الخوارج، فقال: شر قتلى تحت ظل السماء، فقلت: شيئا تقوله برأيك أو شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا حتى بلغ سبعا، ما حدثت به» .

• حدثنا القاضي أبو أحمد ثنا محمد بن الحسن بن بدينا ثنا عباس بن عبد العظيم ثنا أيوب بن سليمان بن يسار صاحب الكرا ثنا عمر بن محمد بن معدان ثنا عمران القصير عن عبد الله بن أبي القلوص عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن عمران بن حصين. قال: «ألا أحدثكم بحديث ما حدثت به أحدا منذ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم مخافة أن يتكلموا عليه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من علم أن الله عز وجل ربه وأني نبيه، من صدق قلبه - وأومى بيده إلى جلده وصدره - حرم الله لحمه على النار» .

• حدثنا الحسين بن محمد ثنا نصر بن أبي نصر الشيرازي ثنا إسماعيل بن أبي الحارث ثنا كثير بن هشام عن كلثوم بن جوشن عن عمران القصير عن عاصم عن زر عن صفوان بن عسال. أنه قال: «إن عرض باب التوبة سبعون عاما - أو قال أربعون عاما، لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها» .

‌غالب القطان

ومنهم المتعبد اليقظان، غالب بن خطاف القطان، كان في عبادة ربه راجحا، ولعبيده وخلقه ناصحا.

ص: 182

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سيار ثنا جعفر قال: سمعت غالبا القطان. يقول: في دعائه: اللهم ارحم في دار الدنيا غربتنا، وارحم لنزول الموت مصرعنا، وآنس فى القبور وحشتنا، وارحم بسط أيدينا، وفغر أفواهنا، ومنشر وجوهنا، وارحم وقوفنا بين يديك».

• حدثنا إبراهيم بن عبد الملك ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا مروان بن سالم القرشي ثنا مسعدة بن اليسع بن قيس الباهلي عن سليمان بن أبي محمد ثنا غالب القطان: أن أناسا أتوه في قسمة ميراث لهم، فقسمه معهم يومهم أجمع، حتى إذا أمسى آوى إلى فراشه وقد لغب، فاتكأ على مسجد له فغلبته عينه، فأتاه المؤذن يثوب، قالت له المرأة: ألا ترى المؤذن يرحمك الله يثوب على رأسك؟ قال ويحك، ذريني فإنك جاهلة بما لقيت اليوم. قال: فثوب مرارا والمرأة كل ذلك تبعثه ويقول لها ذلك ذريني حتى انتصف الليل، فقام فصلى فلم يذكركم صلى الإمام ولا عرفه، فأعاد المكتوبة أربعا وعشرين مرة، ثم أخذ مضجعه، فرأى فيما يرى النائم أنه ينطلق من منزله إلى كريجة

(1)

فوجد في الطريق أربع دنانير ومعه كيس فيه ثلاثة أبواب، فطرح الدنانير في باب من تلك الأبواب، قال فلبثت غير كثير فإذا الدنانير ينشدها من يذكر الدنانير الأربعة رحمك الله مرارا، قال فجعلت أتغامس

(2)

عنه، ثم دعوته بعد ذلك فقلت يا صاحب الدنانير هذه دنانيرك، فذهبت لأفتح الكيس لأعطيه الدنانير فإذا الكيس قد تخرق وذهبت الدنانير، فقلت يا صاحب الدنانير إن دنانيرك قد ذهبت فخذ شراءها، فضبط بناحية ثوبي وقال لا أقبل إلا دنانيري بأعيانها.

فاستيقظت وهو آخذ بناحية ثوبى، فغدوت على ابن سيرين فقصصت عليه.

فقال: أما إنك نمت عن صلاة العشاء الآخرة فاستغفر الله ولا تعد لمثلها.

قال سليمان: وأخبرني غالب القطان قال: ثم ابتليت بمثلها فاتكأت على ذلك المسجد، فأذن المؤذن وثوب كل ذلك تبعثني المرأة الصلاة يرحمك الله، فنمت

(1)

الكربجة الحانوت

(2)

التغامس: التغافل.

ص: 183

إلى الحين الذي نمت فيه المرة الأولى فقمت فصليت نحو ما صليت المرة الأولى ثم أخذت مضجعي، فرأيت أني وأصحابا لي على بغال شهب هماليج، وأناس قدامنا على الإبل نيام في المحامل على فرش وطئة تحدوا بهم الحداة وهم على رسلهم، وأنا وأصحابي مجتهدون على أن نلحقهم حتى بلغ جهدنا، فنادينا يا معاشر الحداة ما لنا على البغال الهماليج وأنتم على الإبل؟ على رسلكم! ونحن نجتهد فلا ندرككم!! فأجابتنا الجداة إنا قوم صلينا فى جمع صلاة العشا الآخرة، وأنتم صليتم فرادى فلن تلحقونا، قال فغدوت على محمد بن سيرين فحدثته، فقال: هو كما رأيته.

• حدثنا أبي ثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب ثنا أبو حاتم الرازي حدثني محمد بن المثنى ثنا المفضل بن نوح الراسبي قال سمعت غالبا القطان قال: جئت من ضيعتى وأنا كال مغلوب، فوضعت رأسي فأقيمت العشاء الآخرة، فقالت المرأة الصلاة، فقلت دعينى فنمت هويا، ثم قمت فتوضأت وصليت، فقلت إن كانت الجماعة فاتتني فلن يفوتني أن آخذ بحظي من الليل، فصليت ثم وضعت رأسي، فأرى في منامي كأني في مقعد بالكلأ ومنادى ينادي الدنانير كلها أربعة، وهى عندي ينشدها، فأخرجتها أن أعطيها إياه فلم يقبلها وقال لو أنك أعطيتها حيث نشدتها قبلتها منك، فأتيت محمد بن سيرين فذكرت ذلك له فقال: تلك الصلاة نمت عنها.

• حدثنا أبي ثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو حاتم ثنا الحسين بن عيسى بن عمران ثنا أبو عبد الرحمن الزراد ثنا غالب القطان.

قال: أغفيت ليلة عن صلاة العشاء الآخرة، فرأيت فيما يرى النائم كأني مع أناس على بغال شهب، وبين يدي ناس على محامل، وحاد يحدو بهم وهم يسيرون على مهل، ونحن على البغال نطرد طردا ننظر إليهم ولا نلحقهم، قال فأتيت محمد بن سيرين فقصصت عليه رؤياي فقال: صليت البارحة في جماعة؟ قلت لا! قال أولئك أصحاب المحامل الذين صلوا في جماعة، وأنتم أصحاب بغال شهب تجهدوا أن تدركوا فضل أولئك ولا تدركون.

• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا الحسن بن محمد ثنا أبو زرعة ثنا سعيد بن عبد الجبار ثنا الفرات - يعني ابن

ص: 184

أبي الفرات - قال: سمعت غالبا القطان يحدث أنه رأى في المنام كأن قوما في محامل في قطار نيام، وكأن قوما على بغال شهب يدأبون، وأصحاب القطار على هينتهم فلم يلحقوهم عامة الليلة، قال فقلت ما رأيت كالليلة؟! إنا هذه الليلة دائبين فلا نلحقهم؟! فقال لي رجل: أما تدري ما هؤلاء؟ هؤلاء صلوا في جماعة ثم ناموا، وأنتم تطوعتم تجهدون فليس تلحقونهم.

• حدثنا عبد الله ابن محمد بن جعفر ثنا عبد الله بن محمد بن عمران حدثني عمي أيوب بن عمران قال حدثت عن غالب القطان. قال: فاتتني صلاة العشاء في جماعة فصليت خمسا وعشرين مرة أبتغي به الفضل، ثم نمت فرأيت في منامي كأني على فرس جواد أركض، وهؤلاء في المحامل لا ألحقهم، فقيل إنهم صلوا في جماعة وصليت وحدك.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أحمد ابن إبراهيم ح. وحدثنا عثمان بن محمد العثماني ثنا أبو بكر المتوثي ثنا أبو الأشعث قالا: ثنا ابن علية ثنا غالب القطان. قال: رأيت الحسن في المنام في سكة الموالى، وحال الجدول بيني وبينه وبيده ريحان وهو يمسح يديه من غمرة، فقلت أخبرني بأمر يسير عظيم الأجر، قال نعم! نصيحة بقلبك، وذكرا بلسانك، انقلب بهما.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ثنا محمد ابن موسى ثنا عبد العزيز القرشي عن جعفر بن سليمان عن غالب القطان. قال:

لما اشتد كرب يوسف عليه السلام، وطال سجنه واتسخت ثيابه وشعث رأسه وجفاه الناس، دعا عند تلك الكربة قال: اللهم أشكو إليك ما لقيت من ودي وعدوي، أما ودي فباعوني وأخذوا ثمني، فحبسني، اللهم اجعل لي فرجا ومخرجا، فأعطاه الله ذلك.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد ثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثني المنهال بن عيسى العبدي ثنا غالب القطان عن بكر بن عبد الله المزني. قال: من يأت الخطيئة وهو يضحك، دخل النار وهو يبكي!!.

ص: 185

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن إبراهيم بن أبي يحيى المديني ثنا محمد بن يحيى الزماني ثنا بشر بن المفضل ثنا غالب. قال: قلت للحسن إن من جلسائك من يقول إذا كان يوم الجمعة فلا تقل اللهم اغفر لنا، فإن في المسجد الشرطي واللوطي وذكر أشياء من هذا النحو؟ فقال: أيها الرجل اجتهد في الدعاء، وعم في النصيحة، فإنما أنت شافع، فإن أعطاك الله ما تريد فذاك، وإلا رد عليك فضل نصيحتك.

أسند غالب عن الحسن، وبكر بن عبد الله المزني، وغيرهما من الأئمة والأعلام، متفق على إمامته وثقته.

• حدثنا أبو إسحاق بن حمزة وحبيب بن الحسن قالا: ثنا يوسف القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ح. وحدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا أبو خليفة ثنا أبو الوليد الطيالسي ح. وحدثنا أبي ثنا أحمد بن إبراهيم بن أبى يحيى ثنا محمد ابن يحيى بن الفياض الزماني قالوا: ثنا بشر بن المفضل ثنا غالب عن بكر بن عبد الله عن أنس بن مالك. قال: «كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شدة الحر، فإذا لم يستطع أحدنا أن يمكن وجهه من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه» رواه خالد بن عبد الرحمن السلمي عن غالب نحوه.

• حدثناه أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا الحسن بن سفيان ثنا حبان بن موسى ثنا عبد الله بن المبارك ح. وحدثنا أبو إسحاق بن حمزة ثنا علي بن أحمد بن بسطام ثنا وهب بن بقية ثنا خالد بن عبد الله الواسطي قالا: ثنا خالد بن عبد الرحمن السلمي عن غالب عن بكر عن أنس. قال: «كنا إذا صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم بالظهائر سجدنا على ثيابنا اتقاء الحر» . لفظ حبان.

• حدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب ثنا إبراهيم بن سعدان ثنا بكر بن بكار ثنا خالد بن عبد الله السلمي ثنا غالب ثنا بكر عن أنس. قال: «كنا إذا صلينا خلف الزبير بن العوام فأخف الصلاة، قلت يا أصحاب محمد ما لي أراكم أخف الناس صلاة؟ قال: إنا نبادر الوسواس، ولكنكم أهل العراق يطيل أحدكم الصلاة حتى يغيب في صلاته» .

ص: 186

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا يحيى بن عثمان ثنا صالح ثنا عبد الله بن يوسف التنيسي ثنا عمر بن المغيرة ثنا غالب عن بكر بن عبد الله عن ابن عمر. قال: «كنا نقول لقاتل المؤمن إذا مات إنه في النار، ونقول لمن أصاب كبيرة مات عليها إنه في النار، حتى نزلت هذه الآية {(إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)} فلم نوجب لهم، كنا نرجوا لهم ونخاف عليهم» .

• حدثنا الحسن بن أحمد بن صالح السبيعي ثنا أحمد بن الصقر بن ثوبان ثنا يحيى بن خلف أبو سلمة الباهلي ثنا الفضل بن يسار عن غالب القطان عن الحسن عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا وقف العباد للحساب جاء قوم واضعي سيوفهم على رقابهم تقطر دما، فازدحموا على باب الجنة فقيل من هؤلاء؟ قال الشهداء، كانوا أحياء مرزوقين، ثم نادى مناد ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة، ثم نادى الثانية ليقم من أجره على الله فليدخل لجنة، قال: ومن ذا الذي أجره على الله؟ قال العافون عن الناس، ثم نادى الثالثة ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة، فقام كذا وكذا ألفا فدخلوها بغير حساب» . غريب من حديث الحسن تفرد به الفضل عن غالب.

• حدثنا أبو نصر محمد بن أحمد البستي النيسابوري ثنا محمد بن المسيب الأرغياني ثنا محمد بن يعقوب حدثني غطيف بن سعيد ثنا هشام بن صالح عن غالب عن الحسن عن أنس. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما يبسط رجل منكم يده إلى الله يسأله خيرا ويردها حتى يضع فيها خيرا» . غريب من حديث الحسن تفرد به هشام عن غالب.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إبراهيم بن نائلة وعبدان بن أحمد قالا: ثنا عمار بن عمر بن المختار ثنا أبي حدثني غالب القطان قال: قدمت الكوفة فنزلت قريبا من الاعمش، فكنت اسمعه هو يا من الليل كلما قرأ {(شهد الله أنه لا إله إلا هو)} الآية. ثم يقول: وأنا أشهد بما شهد الله تعالى به وملائكته وأولو العلم، وأستودع الله هذه الشهادة إلى وقت خروج نفسي، ودخول قبري، ولقاء ربي. فقلت في نفسي لقد سمع فيها شيئا، فأتيته فقلت: يا أبا

ص: 187

محمد إني أسمعك تقرأ من الليل شهد الله إلى آخرها، ثم تقول كذا وكذا وذكرت له الكلام، فقال: أو ما سمعت مني فيها شيئا قلت لا، فقال والله لا أحدثك بها سنة، فكتبت بها على باب داره من أول يمينه، فلما تمت السنة قلت يا أبا محمد قد تمت السنة، قال: حدثني أبو وائل شقيق بن سلمة عن عبد الله بن مسعود:

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يؤتى بقاريها يوم القيامة فيقول الله تعالى إن عبدي هذا عهد عندي عهدا وأنا أحق من وفى بعهده، أدخلوه الجنة» . غريب من حديث الأعمش، تفرد به عمر بن المختار عن غالب.

(1)

.

‌سلام بن أبي مطيع

ومنهم الشاكر الرفيع، والشاهد السميع، سلام بن أبي مطيع.

شكر فارتفع، وشهد فاستمع.

وقيل: إن التصوف ارتفاع لازدياد، واستماع في استشهاد.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا هدبة بن خالد قال: كان سلام بن أبي مطيع إذا قام يصلي كأنه شيء ملقى لا يتحرك.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق ثنا محمد بن إسحاق ح وحدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن محمد بن شريح قالا: ثنا محمد بن يحيى النيسابوري عن سلام قال: كن لنعمة الله عليك في دينك، أشكر منك لنعمة الله عليك في دنياك.

• حدثنا محمد بن أحمد بن أبان حدثني أبي ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ثنا محمد بن إدريس ثنا عبدة بن سيمان ثنا عبد الله بن المبارك. قال: قال سلام:

الزاهد على ثلاثة وجوه؛ واحد أن تخلص العمل لله والقول ولا يراد بشيء منه الدنيا، والثاني ترك ما لا يصلح والعمل بما يصلح، والثالث الحلال وهو أن يزهد فيه وهو تطوع وهو أدناها.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا أبو بكر بن سفيان قال حدثت عن سعيد بن عامر. قال: قال سلام: متى شئت أن ترى من النعمة عليك أكثر

(1)

كذا وتقدم فى السند أنه: عمار بن عمر بن المختار

ص: 188

منها عليه رأيته، قال سلام: إي والله، إن أغلقت عليك بابك جاءك من يدق عليك بابك يسألك ليعرفك الله نعمته عليك.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد ثنا أبو بكر بن سفيان عن أبي خيثمة عن أبي زهير الغساني عن سلام بن أبي مطيع. قال: دخلت على مريض أعوده فاذا هو يئن، فقلت: اذكر المطرحين فى الطرق، واذكر الذين لا مأوى لهم ولا، من يخدمهم. قال: ثم دخلت عليه بعد ذلك فلم أسمعه يئن، فجعل يقول: اذكر المطرحين فى الطرق، واذكر الذين لا مأوى لهم ولا لهم من يخدمهم.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا هدبة بن خالد ثنا سلام. قال: دخلت على مالك بن دينار ليلا وهو في بيت بغير سراج، وفي يده رغيف يكدمه، فقلنا له: يا أبا يحيى ألا سراج؟ ألا شيء تضع عليه خبزك؟ فقال: دعونى فو الله إني لنادم على ما مضى.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا محمد بن الحسين ثنا أبو إسحاق الضرير عن سلام. قال: أتى الحسن بكوز من ماء ليفطر عليه، فلما أدناه إلى فيه بكى وقال: ذكرت أمنية أهل النار قولهم {(أن أفيضوا علينا من الماء)} وذكرت ما أجيبوا {(إن الله حرمهما على الكافرين)} .

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا علي بن مسلم ثنا سعيد ابن عامر عن سلام بن يونس. قال: ما رأيت أحدا أعلم بمعظم هذا الأمر من الحسن.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المؤذن ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله ابن محمد بن سفيان ثنا محمد بن الحسين ثنا إبراهيم بن مهدي ثنا ربعي بن إبراهيم عن سلام عن ثابت البناني. قال: إذا وضع الميت فى فبره احتوشته أعماله الصالحة وجاء ملك العذاب فيقول له بعض أعماله إليك عنه، فلو لم يكن إلا أنا لما وصلت إليه.

• حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم ثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام قال سمعت سعيد بن عامر يحدث عن سلام عن أيوب. قال: إني أظن أن الثناء يضاعف كما تضاعف الحسنات.

ص: 189

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا الجوهري ثنا حاتم بن الليث ثنا عبد الله بن محمد التيمي ثنا سلام: وكان من عقلاء الرجال.

أدرك سلام الحسن، وثابتا، ومالك بن دينار. وسمع من قتادة، وشعيب ابن الحبحاب، ومعمر، وذويهم. ومن الكوفيين سعيد بن مسروق، وجابر الجعفي.

• حدث عنه عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن المبارك، وطبقتهما.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن الفرج الأزرق ثنا يونس بن محمد المؤدب ثنا سلام عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحسب المال، والكرم التقوى» . تفرد به سلام عن قتادة، ورواه الأئمة عن يونس عن سلام. منهم أبو بكر بن أبى شيبة، وعلى ابن المدينى، وأحمد بن حنبل، وأبو خيثمة.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبد الله بن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ح. وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا معاذ بن المثنى ثنا علي بن المديني ح. وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ح. وحدثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو يعلى ثنا أبو خيثمة قالوا: ثنا يونس ابن محمد المؤدب ثنا سلام: مثله. ورواه إسحاق بن راهويه فأرسله عن سلام حدثناه أبو عمرو بن حمدان ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه ثنا إسحاق بن راهويه قال: ذكر سلام بن أبي مطيع عن قتادة فذكره. ورواه عبد الله بن المبارك عن سلام.

• حدثناه جعفر بن محمد بن عمرو ثنا أبو حصين الوادعي ثنا يحيى الحماني حدثني ابن المبارك عن سلام: مثله.

• حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن ثنا محمد بن غالب بن حرب ثنا عبد الرحمن ابن عمرو بن جبلة ثنا سلام بن أبي مطيع عن قتادة عن الحسن عن سمرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المستشار مؤتمن» . غريب من حديث سلام لم نكتبه عاليا إلا من هذا الوجه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إبراهيم بن هاشم ثنا عبد الرحمن بن عمرو ابن جبلة ثنا سلام بن أبي مطيع عن قتادة عن الحسن عن سمرة. قال: قال رسول

ص: 190

الله صلى الله عليه وسلم: إذا أنكح الوليان فهو للأول منهما، وإذا باع المجبران فهو للأول منهما». غريب من حديث سلام لم نكتبه عاليا إلا من هذا الوجه. ورواه عن قتادة هشام وحماد بن سلمة وسعيد بن أبي عروبة وهمام.

• حدثنا عبد الله بن محمد ومحمد بن علي قالا ثنا أبو يعلى ثنا إبراهيم بن الحجاج ثنا سلام عن قتادة عن الحسن عن سمرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«كل غلام مرتهن بعقيقته، يذبح عنه يوم سابعه، ويحلق رأسه ويسمى» . رواه عن قتادة غيلان بن جامع وشعبة وحماد وسعيد وهمام وعمر بن إبراهيم.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو عبيدة عبد الوارث بن إبراهيم العسكري ثنا عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة قال ثنا سلام بن أبي مطيع عن قتادة عن الحسن عن سمرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «موضع الازار نصف الساق ولا حق للإزار في الكعبين» . غريب من حديث قتادة وسلام.

• حدثنا جعفر بن علي بن عمرو ثنا أبو حصين الوادعي ثنا يحيى بن عبد الحميد ثنا عبد الله بن المبارك عن سلام عن شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من جنازة شهدها مائة يصلون عليها إلا غفر لها» . غريب من حديث سلام وشعيب.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا سلام قال سمعت معمرا يحدث عن الزهري عن عامر بن سعد عن سعد بن أبي وقاص. قال: «قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسما فأعطى ناسا ومنع آخرين، فقلت يا رسول الله أعطيت فلانا وهو مؤمن، قال لا تقل مؤمنا قل مسلم» قال فقال ابن شهاب: {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا} . صحيح ثابت متعق عليه. من حديث الزهري. رواه شعيب وغيره عنه. ورواه المعتمر بن سليمان عن عبد الرزاق عن معمر.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا عبد الأعلى بن حماد ثنا سلام عن سعيد بن مسروق عن تميم بن سلمة عن ابن عمر. قال: «إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه» كذا رواه تميم عن ابن عمر

ص: 191

موقوفا، ورواه نافع وغيره عنه مرفوعا، ولم نكتبه من حديث سلام وسعيد إلا من هذا الوجه.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عباس بن الفضل البصري ح. وحدثنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد ثنا محمد بن يونس الشامي ثنا يحيى بن حماد ثنا سلام بن أبي مطيع ثنا جابر الجعفي عن الشعبي عن يحيى بن الجزار عن عائشة. قالت «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من غسل ميتا فأدى فيه الأمانة خرج من الذنوب والخطايا كيوم

(1)

ولدته أمه، وليه أقرب الناس منه، فإن لم يكن له أحد فرجل ذو حظ من أمانة وورع». غريب من حديث سلام عن جابر. وروى عن سلام الكبار. ورواه حسين بن عمران عن جابر نحوه.

‌رياح بن عمرو القيسي

ومنهم المتخشع البكاء، المتضرع الدعاء، أبو المهاجر رياح بن عمرو القيسي.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أبو يعلى الموصلي ثنا محمد بن الحسين البرجلاني حدثني مالك بن ضيغم عن أبيه. قال: جاءنا رياح القيسي يسأل عن أبي بعد العصر، فقلنا: هو نائم، فقال: أنوم بعد العصر؟ هذه الساعة؟ هذا وقت نوم؟ ثم ولى. فأتبعناه رجلا فقلنا الحقه فقل نوقظه لك، قال فجاء بعد المغرب فقلنا أبلغته؟ قال: هو كان أشغل من أن يفهم عني، أدركته وهو يدخل المقابر وهو يوبخ نفسه، أقلت أي نوم هذا، لينم الرجل متى شاء، تسألين عمالا يعنيك، أما إن لله عز وجل علي عهدا لا أنقضه فيما بيني وبينه أبدا، أن لا وسدك النوم حولا. قال: فلما سمعت منه هذا تركته وانصرفت.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني عبد الرحيم بن يحيى ثنا عثمان قال: أخبرتنى مخنة وكانت إحدى العوابد - قالت: رأيت أرياح بن عمرو القيسي ليلة خلف المقام، فذهبت فقمت خلفه حتى أزحفت،

(1)

فى الاصل: وليله أقرب الخ.

ص: 192

ثم اضطجعت وهو قائم فأنا أنظر إليه، فقلت بصوت لي حزين: سبقني العابدون وبقيت وحدى، وا لهف نفساه، فإذا رياح قد شهق وانكب على وجهه مغشيا عليه، فامتلأ فمه رملا، فما زال كذلك حتى أصبحنا ثم أفاق.

• حدثنا أبي ثنا أحمد ثنا أبو بكر حدثني محمد بن الحسين حدثني أبو عمرو الضرير حدثني الحارث بن سعيد. قال: أخذ بيدي رياح القيسي يوما فقال:

هلم يا أبا محمد حتى نبكي على ممر الساعات ونحن على هذه الحال، قال وخرجت معه إلى المقابر، فلما نظر إلى القبور صرخ ثم خر مغشيا عليه، قال فجلست والله عند رأسه أبكي، قال فأفاق فقال ما يبكيك؟ قلت: لما أرى بك، قال لنفسك فابك، ثم قال: وا نفساه، وا نفساه، ثم غشي عليه. قال: فرحمته والله مما نزل به، فلم أزل عند رأسه حتى أفاق، قال فوثب وهو يقول: تلك إذا كرة خاسرة، تلك إذا كرة خاسرة، ومضى على وجهه وأنا أتبعه لا يكلمني حتى انتهى إلى منزله، فدخل وصفق بابه ورجعت إلى أهلي، ولم يلبث بعد ذلك إلا يسيرا حتى مات رحمة الله تعالى عليه.

• حدثنا أبي ثنا أحمد ثنا أبو بكر حدثني إبراهيم بن عبد الملك حدثني إسحاق بن إبراهيم الثقفي حدثني رياح بن عمرو القيسي. قال: أتيت الأبرد بن ضرار في بني سعد، فقال لي: يا رياح هل طالت بك الليالي والأيام؟ فقلت له بم؟ قال بالشوق إلى لقاء الله، قال فسكت ولم أقل شيئا حتى أتيت رابعة، فقلت لها تلثمي بثوبك، واستتري بجهدك، فقد سألني الأبرد مسألة لم أقل فيها شيئا، فقالت ما سألك؟ فقلت لها قال لي: هل طالت بك الأيام والليالي بالشوق إلى لقاء الله، قالت لي رابعة: فقلت ماذا؟ قلت لم أقل نعم فأكذب، ولم أقل لا فأهجن نفسي، قال فسمعت تخريق قميصها من وراء ثوبها وهى تقول: لكني نعم!.

• حدثنا محمد بن أحمد بن أبان حدثني أبي ثنا عبد الله بن محمد بن سفيان ثنا محمد بن الحسين ثنا معاذ أبو عون الضرير. قال: كنت أكون قريبا من الجبان، فكان يمر بي رياح القيسي بعد المغرب إذا خلت الطريق، وكنت

ص: 193

أسمعه وهو ينشج بالبكاء ويقول: إلى كم يا ليل ويا نهار تحطان من أجلي وأنا غافل عما يراد بي، إنا لله، إنا لله، فهو كذلك حتى يغيب عني وجهه.

• حدثنا محمد بن أحمد حدثني أبي ثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن الحسن ابن أبي مريم. قال: قال رياح القيسي: لي نيف وأربعون ذنبا، قد استغفرت لكل ذنب مائة ألف مرة.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا محمد بن الحسين قال ثنا عبيد الله بن محمد التيمي. قال: قال رياح القيسي: لا أجعل لبطني على عقلي سبيلا أيام الدنيا، فكان لا يشبع، إنما كان يأكل بلغه بقدر ما يمسك الرمق.

• حدثنا أبي قال ثنا أحمد ثنا أبو بكر ثنا محمد ثنا معاذ أبو عون الضرير ثنا عبد المؤمن الصائغ. قال: دعوت رياحا ذات ليلة إلى منزلي ونحن بعبادان فجاء فى السحر، فقربت إليه طعاما فأصاب منه شيئا، فقلت ازدد فما أراك شبعت، قال فصاح صيحة أفزعني وقال: كيف أشبع في أيام الدنيا وشجرة الزقوم طعام الأثيم بين يدي؟! قال: فرفعت الطعام من بين يديه فقلت: أنت في شيء ونحن في شيء.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين بن نصر ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا إبراهيم بن الجنيد حدثني محمد بن عيسى عن محمد بن يحيى. قال: قال رياح القيسي: كما لا تنظر الأبصار إلى شعاع الشمس، كذلك لا تنظر قلوب محبي الدنيا إلى نور الحكمة أبدا.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ح. وحدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق قالا: ثنا علي بن مسلم ثنا سيار ثنا رياح بن عمرو. قال: سمعت مالك بن دينار يقول: لا يبلغ الرجل منزلة الصديقين حتى يترك زوجته كأنها أرملة، ويأوي إلى مزابل الكلاب.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني محمد ابن قدامة ثنا موسى بن داود ثنا رياح عن الحسن: أنه كانت الدودة تقع من

ص: 194

جسد أيوب فيأخذها فيعيدها إلى مكانها ويقول كلي من رزق الله.

(1)

.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين بن نصر ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا إبراهيم بن الجنيد ثنا محمد بن الحسين ثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو. قال:

نظرت رابعة إلى رياح وهو يقبل صبيا من أهله ويضمه إليه، فقالت: أتحبه؟ قال نعم! قالت ما كنت أحسب أن في قلبك موضعا فارغا لمحبة غيره تبارك اسمه، قال فصرخ رياح وخر مغشيا عليه، ثم أفاق وهو يمسح العرق عن وجهه وهو يقول: رحمة منه تعالى ذكره ألقاها في قلوب العباد للأطفال.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني محمد بن مسلم ثنا سيار ثنا رياح. قال: قال لي عتبة الغلام: يا رياح من لم يكن معنا فهو علينا.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد ثنا عبد الله بن محمد حدثني محمد بن يحيى بن أبي حاتم ثنا جعفر بن أبي جعفر عن رياح. قال: كان عندنا سليمانان - رجل يصلي كل يوم وليلة ألف ركعة حتى أقعد من رجليه، فكان يصلي جالسا ألف ركعة، فاذا صلى العصر احتبى واستقبل القبلة ويقول: عجبت للخليقة كيف آنست بسواك، بل عجبت للخليقة كيف استنارت قلوبها بذكر سواك.

• حدثنا أبي ثنا أحمد ثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين حدثني عبيد الله ابن محمد حدثني محمد بن مسعر. قال: كان لرياح القيسي غل من حديد قد اتخذه فكان إذا جنه الليل وضعه في عنقه وجعل يبكى ويتضرع حتى يصبح.

• حدثنا أبو بكر بن محمد بن جعفر بن يوسف المكتب ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا علي بن مسلم الطوسي ثنا سيار بن حاتم ثنا رياح ثنا ثور بن يزيد. قال:

قرأت في التوراة: أن عيسى عليه السلام قال: يا معشر الحواريين كلموا الله كثيرا وكلموا الناس قليلا قالوا كيف نكلم الله كثيرا؟ قال اخلوا بمناجاته اخلوا بدعائه.

(1)

ارى هذا من خرافات القصاص فقد نزه الله سبحانه الانبياء والرسل عما ينفر من الامراض والعاهات وما كان ابتلاء ايوب عليه السلام مما بربى فى جسده الدود. من هامش النسخة

ص: 195

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا علي بن مسلم ثنا سيار ثنا رياح. قال: سمعت حسان بن أبي سنان يقول: والله ما سمعت الحسن ذاكرا الدنيا في مجلسه قط، إلا أنه ربما قال تعلمون أن أحدا يخرج؟ فيكتب معه إلى أخيه سعيد كتابا.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد ح. وحدثنا محمد بن جعفر ثنا إسحاق بن إبراهيم قالا: ثنا علي بن مسلم ثنا سيار ثنا رياح قال ثنا حسان قال سمعت الحسن يقول: أدركت سبعين بدريا، وصليت خلفهم وأخذت بحجزهم.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن يزيد المستملي ثنا داود بن محمد. قال: رأى رجل رياحا بالمصيصة يأكل خبزا وملحا، فقال تأكل خبزا وملحا في هذا الريف بالمصيصة؟ قال نعم! حتى ندرك الشواء والعرس في الدار الأخرى. قال: وخرج رياح في نفر إلى الحباب

(1)

راجلا فلما بلغ العقبة عند المقابر إذا رجل على فرس ومعه فرس يقوده وهو ينادي يا ثور يا ثور، فقال له رياح؟ هل لك في ثور مكان ثور، قال فأعطاه الفرس فنفر عليه، فلقي العدو فقتل فلم ير الرجل الدافع الفرس ولا يدري من أين هو.

أسند رياح عن حسان بن أبي سنان وغيره.

وأسند أخوه عوين بن عمرو القيسي.

ومن غرائب حديث عوين أخيه ما

حدثناه أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا إسماعيل بن سيف ثنا عوين بن عمرو أخو رياح القيسي ثنا الجريري عن ابن بريدة عن أبيه. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرءوا القرآن بحزن فانه نزل بالحزن» .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عباس بن الفضل الأسقاطي ثنا أحمد بن يونس ثنا رياح بن عمرو ثنا أيوب السختياني عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة. قال:

«بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع شاب من الثنية، فلما رأيناه رميناه بأبصارنا فقلنا لو أن هذا الشاب جعل شبابه ونشاطه وقوته في سبيل

(1)

كذا فى الاصل. بالحاء المهملة ولعله الجباب بالجيم أو الجبان

ص: 196

الله؟ فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالتنا فقال: وما سبيل الله إلا من قتل؟! من سعى على والديه ففي سبيل الله، ومن سعى على عياله ففي سبيل الله ومن سعى مكاثرا ففي سبيل الطاغوت». تفرد به رياح عن أيوب السختياني.

• حدثنا أبي ثنا عبد الله بن محمد بن عمران ثنا عبد الله بن عمرو ثنا رياح بن عمرو ثنا صالح المري عن زياد النميري عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «إذا كان يوم القيامة مثل الله لكل قوم آلهتهم التي كانوا يعبدونها فيتبعونها ويبقى الموحدون، فيقول الله لم لا تذهبون حيث يذهب الناس؟ قالوا إن لنا ربا كنا نعبده، قال هل رأيتموه؟ قالوا لا، قال فكيف عبدتم ما لم تروه؟ قالوا أنزل علينا الكتاب، وبعث إلينا الرسل، فآمنا بكتبه ورسله.

قال فهل تعرفون ربكم إذا رأيتموه؟ قالوا إن شاء عرفنا نفسه، قال فيتجلى لهم تعالى فيخرون له سجدا، فيفدي كل واحد بكافر من الكفار فيدخلهم الجنة».

غريب من حديث صالح ورياح.

‌حوشب بن مسلم

ومنهم السابق المقدم، أبو بشر حوشب بن مسلم كان في العباد عارفا، وعن الدنيا عازفا.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن زكريا ثنا علي بن قرين قال ثنا جعفر بن سليمان. قال: كنا جلوسا إلى مالك بن دينار ذات عشية، فجاء رجل فقال إني رأيت في المنام كان مناد ينادي، يا أيها الناس الرحيل إلى الله، فرأيت حوشبا أول من يشد رحله، فاستقبل مالك القبلة فلم يزل يبكي حتى صلى العصر ففعل ذلك في الصلوات كلها، ثم قال: ذهب حوشب بالدست، ذهب حوشب بالدست.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا حسين بن محمد ثنا أبو بشر البصري عن الحسن. قال: إن هذا الحق جهد الناس

ص: 197

وحال بينهم وبين شهواتهم، فو الله ما صبر عليه إلا من عرف فضله، ورجا عاقبته.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا سيار ثنا جعفر ثنا حوشب عن الحسن. قال: سألته قلت يا أبا سعيد، رجل آتاه الله مالا فهو يحج منه، ويصل منه، ويتصدق منه، أله أن يتنعم فيه؟ فقال الحسن:

لا، لو كانت الدنيا له ما كان له إلا الكفاف، ويقدم فضل ذلك ليوم فقره وفاقته، إنما كان المتمسك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أخذ عنهم من التابعين كانوا يكرهون أن يتخذوا العقد والاموال فى الدنيا ليركنوا اليها ولنشتد ظهورهم، فكانوا ما آتاهم الله من رزق أخذوا منه الكفاف وقدموا فضل ذلك ليوم فقرهم وفاقتهم، ثم حوائجهم بعد في أمر دينهم ودنياهم، وفيما بينهم وبين الله عز وجل.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله ثنا هارون وعلي بن مسلم قالا: ثنا سيار ثنا جعفر ثنا حوشب قال سمعت الحسن يقول: والله لقد عبدت بنو إسرائيل الأصنام بعد عبادتهم الرحمن لحبهم الدنيا.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله ثنا هارون وعلي بن مسلم قالا: ثنا سيار ثنا جعفر ثنا حوشب. قال: سمعت الحسن يقول: دخل أهل النار النار وإن الله عز وجل لمحمود في صدورهم، ما وجدوا على الله من حجة ولا سبيل.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني أبي وعلي بن مسلم ح. وحدثنا عبد الله ابن محمد بن جعفر ثنا علي بن سعيد ثنا حماد بن الحسن قالوا: ثنا سيار ثنا جعفر ثنا حوشب عن الحسن: أنه كان يقول: ابن آدم إنك إن قرأت هذا القرآن ثم آمنت به ليطولن في الدنيا حزنك، وليشتدن في الدنيا خوفك، وليكثرن في الدنيا بكاؤك.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا أبو عبد الصمد العمي ثنا حوشب عن الحسن: أنه قال: والله ما أصبح اليوم رجل يطيع امرأته إلا أكبته في النار على وجهه.

ص: 198

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا جعفر بن محمد المدائني ثنا عمر بن حفص العبدي عن حوشب عن الحسن. قال: مخالطة الأغنياء مسخطة للرزق.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم ثنا محمد بن يزيد المستملي ثنا عمار بن عثمان الحلبي حدثني حصين بن القاسم. قال: قال عبد الواحد بن زيد لحوشب: يا أبا بشر إن قدمت على ربك قبلنا فقدرت على أن تخبرنا بالذي صرت إليه فافعل، قال فمات حوشب فى الطاعون قبل عبد الواحد بزمان، قال عبد الواحد ثم رأيته في منامي فقلت: يا أبا بشر ألم تعدنا أن تأتينا؟ قال بلى! إنما استرحت الآن، فقلت كيف حالكم؛ فقال نجونا بعفو الله، قال قلت فالحسن؟ قال ذاك فى عليين لا يرى ولا يرانا، قلت فما الذي تأمرنا به؟ قال عليكم بمجالس الذكر، وحسن الظن بمولاك. وكفاك بهما خيرا.

‌روي عن الحسن وغيره

• حدثنا عبد الله بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن العباس الطيالسي ح وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن أبي جعفر وعبد الرحمن بن داود قالوا: ثنا هلال ابن العلاء ثنا أبي ثنا عمر بن حفص العبدي عن حوشب ومطر عن الحسن عن عمران بن حصين. قال: «أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بطرف عمامتي من ورائي فجذبها فقال: يا عمران أنفق ولا تصر

(1)

صرا فيعسر عليك الطلب أما علمت أن الله تعالى يحب السماحة ولو على تمرات، ويحب الشجاعة ولو على قتل حية، ويحب العقل الكامل عند هجم الشبهات».

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا علي بن مسلم ثنا سيار ثنا جعفر ثنا حوشب عن الحسن. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ستفتح مشارق الأرض ومغاربها على أمتي، ألا وعمالها في النار إلا من اتقى الله وأدى الأمانة» .

• حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن أيوب ثنا محمد بن أحمد بن يونس ثنا

(1)

الصر! الجمع

ص: 199

إسماعيل بن بشر بن منصور ثنا مسكين عن حوشب عن الحسن عن أبي هريرة قال: «أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث؛ الوتر قبل النوم، وصوم ثلاثة أيام من كل شهر، وغسل يوم الجمعة» .

‌سعيد بن إياس الجريري

ومنهم الموقن بالمعبود، المقيم على رعاية العهود، سعيد بن إياس الجريري أبو مسعود.

• حدثنا محمد بن أحمد بن أبان حدثني أبي ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا محمد ابن الحسين عن سعيد بن عامر عن سلام بن أبي مطيع. قال: أتينا الجريري وكان من مشايخ أهل البصرة، وكان قدم من الحج، فجعل يقول: أبلانا الله في سفرنا كذا، وأبلانا في سفرنا كذا، ثم قال: كان يقال إن تعداد النعم من الشكر.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق السراج ثنا عبيد الله بن سعد الزهري ثنا الحسن بن موسى ثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري. قال:

كانوا يجعلون أول نهارهم لقضاء حوائجهم، وإصلاح معايشهم، وآخر النهار لعبادة ربهم وصلاتهم.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد ثنا رجاء بن الجارود ثنا عفان ثنا أبو عوانة. قال: كنا نأتى سعيد الجريرى أيام العشر، فيقول هو: هي أيام شغل وابن آدم إلى الملالة أقرب.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا وهب ابن بقية ثنا خالد بن عبد الله ح. وحدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا إسماعيل بن علية قالا: ثنا الجريري عن أبي السليل قال قال لى غنم بن قيس: كنا نتواعظ في أول الإسلام بأربع، اعمل في فراغك لشغلك، واعمل في صحتك لسقمك، واعمل في شبابك لكبرك، واعمل في حياتك لموتك.

• حدثنا أحمد ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي

ص: 200

ثنا حماد بن زيد عن الجريري. قال: سمع مطرف رجلا يقول أستغفر الله وأتوب إليه، قال: فلعلك لا تفعل.

• حدثنا محمد بن جعفر بن يوسف ثنا إسحاق بن إبراهيم بن جميل ثنا علي بن مسلم ثنا سيار ثنا جعفر ثنا سعيد الجريري. قال: لما سير عامر بن عبد الله ابن عبد قيس إلى الشام شيعه اخوانه، فلما كان بظهر المربد قال: إني داع فأمنوا قالوا: هات فلقد كنا نستبطئ هذا منك، فقال: اللهم من وشى بي وكذب علي وأخرجني من مصري وفرق بيني وبين إخواني، اللهم أكثر ماله وولده وأصح جسمه، وأطل عمره.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أخبرت عن سيار عن هلال بن حق ثنا سعيد الجريري. قال: قلت للحسن يا أبا سعيد الرجل يذنب ثم يتوب، ثم يذنب ثم يتوب، ثم يذنب ثم يتوب، حتى متى؟ قال ما أعلم هذا إلا أخلاق المؤمنين.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عمر بن بحر ثنا أحمد بن أبي الحواري عن سعيد الجريري. قال: أوحى الله تعالى إلى عيسى عليه السلام: تزعم أنك لا تسألني شيئا، فإذا قلت ما شاء الله فقد سألتني كل شيء.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا هارون بن عبد الله ثنا سيار ثنا جعفر ثنا سعيد عن بعض أشياخه: أن أبا الدرداء أبصر رجلا في جنازة وهو يقول جنازة من هذا؟ فقال أبو الدرداء: هذا أنت هذا أنت! يقول الله تعالى {(إنك ميت وإنهم ميتون)} .

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا إسماعيل بن إبراهيم ثنا سعيد. أنه بلغه: أن أبا الدرداء حبس عاما عن الغزو، فدفع إلى رجل دراهم وأمره أن يقسمها فى الناس، ودفع اليه صرة وقال له: انظر رجلا يسير حجزة من الناس وفى هيئته بذاذة فضع الصرة في يده، قال فمضى الرجل فصنع ما أمره، ونظر فإذا هو برجل يسير حجزة من الناس وفي هيئته بذاذة، فوضع الصرة في يده، فقال فما نظر إليه ورفع بصره إلى السماء فقال:

ص: 201

راك لا تنسى حذيرك فاجعل حذيرا لا ينساك، قال فرجع إلى أبي الدرداء فأخبره، فقال: ولي النعمة ربها.

• حدثنا محمد بن أحمد المؤذن ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني محمد بن الحسين ثنا حبان بن هلال ثنا سعيد حدثني من سمع وهب بن منبه يقول: كان ملك من ملوك الأرض أراد أن يركب إلى أرض، فدعا بثياب يلبسها فجئ بثياب فلم تعجبه، فقال ائتوني بثياب كذا وكذا حتى عد أصنافا من الثياب، كل ذلك لا يعجبه حتى جيء بثياب وافقته، فلبسها ثم قال: جيئونى بدابة كذا، فجئ بها فلم تعجبه، ثم قال: جيئوني بدابة كذا؛ فجئ بها فلم تعجبه، حتى جيء بدابة وافقته فركبها. فلما ركبها جاء إبليس فنفخ في منخره نفخة فعلاه كبرا، قال وسار وسارت الخيول معه، قال فهو رافع رأسه لا ينظر إلى الناس كبرا وعظما، فجاءه رجل ضعيف رث الهيئة فسلم عليه فلم يرد عليه السلام ولم ينظر إليه فقال له إنه لي إليك حاجة، فلم يسمع كلامه قال فجاء حتى أخذ بلجام دابته، فقال أرسل لجام دابتي فقد تعاطيت مني أمرا لم يتعاطه مني أحد. قال: إن لي إليك حاجة، قال أنزل فتلقاني، قال لا الآن، قال فقهره على لجام دابته، فلما رأى أنه قد قهره قال حاجتك؟ قال: إنها سر أريد أن أسرها إليك، قال فأدنى رأسه إليه فساره، قال أنا ملك الموت، قال فانقطع وتغير لونه واضطرب لسانه، ثم قال: دعني حتى آتي أرضي هذه التي خرجت إليها وأرجع من موكبي ثم تمضي في أمرك، قال والله لا ترى أرضك أبدا، ولا والله لا ترجع من موكبك هذا أبدا، قال دعني حتى أرجع إلى أهلي فأقضي حاجة إن كانت، قال لا والله لا ترى أهلك وثقلك أبدا، قال فقبض روحه مكانه فخر كأنه خشبة. قال: الجريري: وبلغني أيضا أنه لقي عبدا مؤمنا في تلك الحال فسلم عليه فرد عليه السلام، فقال إن لي إليك حاجة؟ قال هلم فاذكر حاجتك:

قال إنها سر فيما بيني وبينك، قال فأدنى إليه رأسه ليساره بحاجته، فساره فقال أنا ملك الموت، قال مرحبا وأهلا، مرحبا بمن طالت غيبته علي، فو الله ما كان في الأرض غائب أحب إلي: أن ألقاه منك، قال فقال له ملك الموت: اقض حاجتك

ص: 202

التي خرجت لها، قال ما لي حاجة أكبر عندي ولا أحب إلي من لقاء الله، قال فاختر على أي شيء أقبض روحك، قال وتقدر على ذلك؟ قال نعم! أمرت بذلك قال نعم إذا! فقام وتوضأ ثم ركع وسجده فلما رآه ساجدا قبض روحه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عمر بن بحر الأسدي قال سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول عن الجريري. قال: بينا داود عليه السلام على باب مجلسه جالس ومعه جليس له من بني إسرائيل، إذ مر به رجل فاستطال عليه، فغضب جليسه الإسرائيلي، فقال له داود عليه السلام: لا تغضب فإني قد علمت أنى قد أحدثت بينى وبين ربى حدثا فسلط علي هذا، فدعني حتى أدخل وأتنصل إلى ربي من الحدث الذي كان مني حتى يعود هذا فيقبل أسفل قدمي، قال فدخل وتوضأ وصلى ركعتين واعتذر إلى ربه عز وجل من الحدث الذى حدث منه، ثم عاد إلى مجلسه وعاد الرجل نادما، فانكب يقبل رجل داود عليه السلام وقال يا نبي الله اغفر لي، فقال داود عليه السلام اذهب فقد علمت من أين أتيت.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسين بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني محمد بن الحارث ثنا سيار ثنا جعفر ثنا الجريري. قال: بلغنا أن داود عليه السلام سأل جبريل عليه السلام أي الليل أفضل؟ فقال ما أدري إلا أن العرش يهتز من السحر.

أسند الجريري عن الجماهير من التابعين.

وأدرك من الصحابة أبا الطفيل رضي الله تعالى عنهم.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا عارم أبو النعمان ثنا سعيد بن زيد ثنا الجريري: حدثني أبو الطفيل وهو آخذ بيدي ونحن نطوف بالكعبة فقال: «لا والله لا يحدثك اليوم رجل على وجه الأرض أنه رأى رسول الله غيري، قال فقلت فهل تنعت من رؤيته؟ قال نعم! كان مقصدا أبيض مليحا» رواه عباد بن العوام، وخالد بن عبد الله، وعبد الوارث وعبد الأعلى الشامي، في آخرين عن الجريري.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يزيد بن هارون أنبأنا الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه

ص: 203

وسلم. قال: «الضيافة ثلاثة أيام، فما زاد فهو صدقة» .

• حدثنا أبو بكر ثنا الحارث ثنا يزيد أنبأنا الجريري عن أبي العلاء عن أبى مسلم الحرمى عن الجاورد قال: «قلت - أو قال رجل - يا رسول الله اللقطة نجدها؟ قال: أنشدها ولا تكتم ولا تغيب، فإن وجدت صاحبها فادفعها إليه، وإلا فمما الله يؤتيه من يشاء» .

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الرحمن السقطي الواسطي ثنا يزيد بن هارون أنبأنا الجريري عن أبي الورد بن ثمامة عن اللجلاج أن معاذ بن جبل حدثه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنى على رجل وهو يقول: اللهم إني أسألك الصبر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: سألت الله البلاء فاسأل الله العافية، وأتى على رجل يقول: اللهم إني أسألك تمام نعمتك، فقال: يا ابن آدم أتدري ما تمام النعمة؟ قال يا رسول الله دعوة دعوت بها أرجو بها الخير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: تمام النعمة دخول الجنة، والفوز من النار، وأتى على رجل وهو يقول: يا ذا الجلال والإكرام، فقال قد استجيب لك فسل» . تفرد به عن اللجلاج أبو الورد، وحدث به الاكابر عن الجريرى منهم إسماعيل بن علية، ويزيد بن زريع، وعنهما الإمامان علي بن المديني، وأحمد بن حنبل.

• حدثنا محمد بن علي بن مسلم ثنا عثمان بن عمر الضبي ثنا أبو عمرو الضرير ثنا عدي بن الفضل عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله بنى جنات عدن بيده، وبناها لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وجعل ملاطها المسك، وترابها الزعفران، وحصباءها اللؤلؤ، ثم قال لها تكلمي فقالت: قد أفلح المؤمنون، فقالت الملائكة: طوبى لك منزل الملوك» . تفرد به الجريري عن أبي نضرة، فرواه وهيب بن خالد عن الجريري نحوه.

• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا موسى بن إسحاق وعبدان بن أحمد قالا: ثنا وهب بن بقية ثنا خالد عن الجريري عن حكيم بن

ص: 204

معاوية عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة بحر الماء، وبحر الخمر، وبحر العسل، وبحر اللبن، ثم تشقق بعد منه الأنهار» . غريب عن الجريري تفرد به عن حكيم.

• حدثنا أبو أحمد ثنا موسى وعبدان قالا: ثنا وهيب ثنا خالد عن الجريري عن حكيم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «ما بين كل مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة سبعين عاما» .

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا محمد بن أحمد بن زيد الزهري ثنا مهدي بن حكيم بن مهدي ثنا يزيد بن هارون أنبأنا الجريري عن معاوية ابن قرة عن أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لعلكم تظنون أن أنهار الجنة أخدود في الأرض، لا والله إنها لسائحة على وجه الأرض حافتاها خيام اللؤلؤ، وطينها المسك الاذفر، قلت يا رسول الله وما الأذفر؟ قال: الذي لا خلط معه» .

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا إسماعيل بن سيف ثنا عوين بن عمرو القيسي عن الجريري عن عبد الله بن بريدة عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها، وبواطنها من ظواهرها، أعدها الله للمتحابين فيه، المتزاورين فيه، المتباذلين فيه» .

• حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ثنا أحمد بن مهدي ثنا محمد بن سعيد الخزاعي ثنا عوين بن عمرو القيسي أخو رياح عن أبي مسعود سعيد الجريري عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر عن جرير بن عبد الله: «أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت مدحوس من الناس، فقام بالباب فنظر النبي صلى الله عليه وسلم يمينا وشمالا فلم ير موضعا، فأخذ النبى صلى الله عليه وسلم رداءه فلفه ثم رمى به إليه فقال: اجلس عليه يا جرير، فأخذه جرير فضمه وقبله ثم رده على النبي صلى الله عليه وسلم. وقال: أكرمك الله يا رسول الله كما أكرمتني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم

ص: 205

كريم قوم فأكرموه». غريب من حديث الجريري لم نكتبه إلا من حديث عوين، وكذلك الحديث الذي قبله تفرد به عوين عن الجريري.

• حدثنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف ثنا يعقوب بن أبي يعقوب ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو قدامة الحارث بن عبيد الأيادي عن سعيد بن إياس عن الجريري عن عبد الله بن شقيق العقيلي عن عائشة قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت هذه الآية {(والله يعصمك من الناس)} فأخرج نفسه من القبة فقال: انصرفوا فقد عصمني الله من الناس» .

• حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن ثنا محمد بن غالب بن حرب ثنا عفان ثنا الجريري عن أبي نضرة عن عبد الله بن مولة عن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يكفي أحدكم من الدنيا كزاد الراكب» .

‌الفضل بن عيسى الرقاشي

ومنهم الواعظ الناصح، المنقى من العار الفاضح، كان يلاحظ الإكساب ولا ينشرح للانتحاب، الفضل بن عيسى الرقاشي.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ثنا عمر بن أبي الحارث الهمداني ثنا محبوب بن عبد الله النميري النحوي ثنا عبيد الله بن أبي المغيرة القرشي. قال: كتب إلي الفضل بن عيسى أما بعد؛ فإن الدار التي أصبحنا فيها دار بالبلاء محفوفة، وبالفناء موصوفة، كل ما فيها الى زوال ونفاد، بيتا أهلها منها في رخاء وسرور، إذ صيرتهم فى وعثاء ووعور؛ أحوالها مختلفة، وطبقاتها منصرفة، يضربون ببلائها، ويمتحنون برخائها العيش فيها مذموم، والسرور فيها لا يدوم، وكيف يدوم عيش تغيره الآفات، وتنوبه الفجيعات، وتفجع فيها الرزايا، وتسوق أهلها المنايا. إنما هم بها أعراض مستهدفة، والحتوف لهم مستشرفة، ترميهم بسهامها، وتغشاهم بحمامها، ولا بد من الورود بمشارعه، والمعاينة لفظائعه، أمر سبق من الله في قضائه، وعزم عليه في إمضائه. فليس منه

ص: 206

مذهب، ولا عنه مهرب، ألا فأخبث بدار يقلص ظلها ويفنى أهلها، إنما هم بها سفر نازلون، واهل ظعن شاخصون، كأن قد انقلبت الحال، وتنادوا بالارتحال، فأصبحت منهم قفارا قد انهارت دعائمها، وتنكرت معالمها، واستبدلوا بها القبور الموحشة، التي استبطنت بالخراب، وأسست بالتراب، فمحلها مقترب، وساكنها مغترب، بين أهل موحشين، وذوي محلة متشاسعين.

لا يستأنسون بالعمران، ولا يتواصلون تواصل الإخوان، ولا يتزاورون تزاور الجيران، قد اقتربوا في المنازل، وتشاغلوا عن التواصل، فلم أر مثلهم جيران محلة لا يتزاورون على ما بينهم من الجوار، وتقارب الديار، وأني ذلك منهم وقد طحنهم بكلكله البلى، وأكلتهم الجنادل والثرى، وصاروا بعد الحياة رفاتا. قد فجع بهم الأحباب، وارتهنوا فليس لهم إياب، وكان قد صرنا إلى ما صاروا، فنرتهن في ذلك المضجع، ويضمنا ذلك المستودع، يؤخذ بالقهر والاعتسار، وليس ينفع منه شفق الحذار، والسلام. قال: قلت له: فأي شيء كتبت إليه؟ قال لم أقدر له على الجواب.

• حدثنا أبو عمر عبد الله بن محمد الضبي ثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري ثنا زكريا بن يحيى المقرئ ثنا الأصمعي والعتبي قالا: ثنا عتبة بن هارون قال:

مر فضل الرقاشي وأنا معه بمقبرة، فقال: يا أيها الديار الموحشة التي نطق بالخراب فناؤها، وشيد في التراب بناؤها، فمحلها مقترب، وساكنها مغترب، في محلة المتشاغلين، لا يتواصلون تواصل الإخوان، ولا يتزاورون تزاور الجيران.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن محمد بن عمر بن أبان ثنا أبو بكر ابن عبيد حدثني محمد بن الحسين حدثني عبيد الله بن محمد قال سمعت أبي يقول قال فضل الرقاشي: ما تلذذ المتلذذون، ولا استطارت قلوبهم بشيء كحسن الصوت بالقرآن، وكل قلب لا يجب

(1)

على حسن الصوت بالقرآن فهو قلب ميت. قال: الفضل: وأي عين لا تهمل على حسن الصوت إلا عين غافل أولاه.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المؤذن ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله

(1)

وجب القلب وجيبا اضطرب

ص: 207

ابن محمد بن سفيان حدثني إبراهيم بن عبد الملك عن يزيد بن أبي حكيم حدثني الحكم بن أبان. قال: قال الفضل بن عيسى: إذا احتضر ابن آدم قيل للملك الذى كان يكتب له كف، قال لا وما أدري لعله يقول لا إله إلا الله فأكتبها له.

• حدثنا محمد بن أحمد المؤذن ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد حدثني محمد بن الحسين عن أبيه. قال: قال الفضل الرقاشي: إذا كمد الحزن فتر، وإذا فتر انقطع.

أسند الكثير، وأكثر روايته عن محمد بن المنكدر أحاديث لم يتابع عليها.

• فمنها ما حدثنا محمد بن إسحاق المديني وعبد الله بن محمد قالا: ثنا إبراهيم ابن محمد بن الحارث ثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي ثنا أبو عاصم العباداني عن الفضل الرقاشي عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، إن العبد ليدعو الله وهو عليه غضبان فيعرض عنه، ثم يدعوه فيعرض عنه، فيقول لملائكته أبى عبدي أن يدعو غيري فقد استحييت منه، يدعوني وأعرض عنه، أشهدكم أني قد استجبت له» .

• حدثنا أبو عمر بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا سعيد بن يعقوب ثنا أبو عاصم العباداني عن الرقاشي عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يدعو بعبده يوم القيامة فيقول:

إني قلت ادعوني أستجب لكم فهل دعوتني؟ فيقول نعم! فيقول أرأيت يوم نزل بك أمر كذا وكذا مما كرهت فدعوتني فعجلت لك في الدنيا؟ فيقول نعم! ويقول دعوتني في كذا وكذا فلم أقضها فادخرتها لك في الجنة، حتى يقول العبد ليته لم يستجب لي في الدنيا دعوة».

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا محمد بن يونس الشامي ثنا يعقوب ابن إسماعيل السلال ح. وحدثنا أبي ثنا محمد بن يحيى البصري ثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب قالا: ثنا أبو عاصم العباداني عن الفضل الرقاشي عن محمد ابن المنكدر عن جابر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بينا أهل

ص: 208

الجنة فى نعيمهم إذ سطح لهم نور غلب على نور الجنة فرفعوا رءوسهم فاذا الرب قد أشرف عليهم، فقال: السلام عليكم يا أهل الجنة - وهذا في القرآن {(سلام قولا من رب رحيم)} سلوني، قالوا نسألك الرضا عنا، فقال رضائى أدخلكم دارى، وأنا لكم كرامتي، وهذا أوانها فسلوني، قالوا نسألك الزيارة إليك فيؤتون بنجائب من ياقوت أحمر، أزمتها من زبرجد أخضر، فيحملون عليها تضع حوافرها عند منتهى طرفها، حتى تنتهي بهم إلى جنة عدن وهى قصبة الجنة، ويأمر الله بأطيار على أشجارها يجاوبن الحور العين بأصوات لم تسمع الخلائق مثلها، تقلن نحن الناعمات فلا نبؤس، نحن الخالدات فلا نموت، إنا أزواج كرام لكرام، طبنا لهم وطابوا لنا. قال: ويأمر الله بكثبان المسك الأذفر فينثرها عليهم، فتقول الملائكة {(سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار)} ثم تجيئهم ريح يقال لها المثيرة، ثم تقول الملائكة ربنا قد جاء القوم، فيقول ربنا عز وجل مرحبا بالطائعين، مرحبا بالصادقين، فقال ادخلوها سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار. قال: فيكشف لهم عن الحجاب، فينظرون إلى الله عز وجل وينظر الله إليهم، فينصرفون في نور الرحمن حتى لا يبصر بعضهم بعضا، ويقول الله ارجعوا إلى منازلكم بالتحف فيرجعون إلى منازلهم بالتحف وقد أبصر بعضهم بعضا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك قول الله عز وجل {(نزلا من غفور رحيم)} وقال ابن أبي الشوارب في حديثه:

لا يزال الله ينظر إليهم وينظرون إليه ولا يلتفتون إلى نعيمهم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم، ويبقى نوره وبركته عليهم وفي ديارهم».

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبد الأعلى بن حماد ثنا أبو عاصم العباداني عن الفضل الرقاشي عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «كأني أنظر إلى تدافع أمتي بين الحوض والمقام، فيلقى الرجل الرجل فيقول يا فلان أشربت؟ فيقول نعم! ويلقى الرجل الرجل فيقول يا فلان أشربت؟ فيقول لا والله! صرف وجهي فما قدرت أن أشرب فيرجع» .

(14 - حلية - سادس)

ص: 209

• حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن حفص المعدل ثنا عبد الله بن أحمد بن سوادة ثنا عبد الله بن أبي زياد ثنا سيار ثنا أبو عاصم ثنا الفضل بن عيسى ثنا محمد بن المنكدر عن جابر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال لي جبريل:

يا محمد إن ربك ليخاطبني يوم القيامة فيقول: يا جبريل ما لي أرى فلان بن فلان في صفوف النار، فأقول يا رب إنه لم توجد له حسنة يعود عليه خيرها، فيقول يا جبريل فإني سمعته يقول في دار الدنيا يا حنان يا منان، فأتيه فاسأله ما أراد بقوله يا حنان يا منان؟ قال: فآتيه فأسأله فيقول هل من حنان أو منان غير الله؟ فآخذ بيده من صفوف أهل النار فأدخله في صفوف أهل الجنة».

• حدثنا محمد بن حميد ثنا أبو يعلى الموصلي ثنا محمد بن بكر المقدمي ثنا المعتمر بن سليمان عن الفضل بن عيسى عن محمد بن المنكدر عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفسي بيده إن العار والتخزية لتبلغ من ابن آدم يوم القيامة يوم يقوم بين يدي الله ما يتمنى أن ينصرف به، وقد علم أنه إنما ينصرف به إلى النار» .

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا يوسف القطان ثنا علي بن عاصم عن الفضل بن عيسى عن محمد بن المنكدر عن جابر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما كلم الله تعالى موسى عليه السلام من الطور كلمه بغير الكلام الذي كلمه به يوم ناداه، فقال موسى: يا رب هذا كلامك الذي كلمتني به؟ قال يا موسى إنما كلمتك بقوة عشرة آلاف لسان، ولي قوة الألسنة كلها، فلما رجع موسى عليه السلام إلى بني إسرائيل قالوا له صف لنا كلام الرحمن قال لا أستطيع، ألم تروا إلى أصوات الصواعق تقبل في أجلى جلاء يسمعونه، فإنه قريب منه وليس به» .

• هذه الأحاديث مما تفرد بها الفضل عن محمد بن المنكدر ولم يتابع عليه، وما رواه عنه أبو عاصم العباداني فمن مفاريده عن الفضل، واسمه عبد الله بن عبيد الله المري بصري سكن عبادان، وفيه وفى الفضل ضعف ولين.

ص: 210

‌كهمس الدعاء

ومنهم الورع البكاء، كهمس بن الحسن أبو عبد الله الدعاء.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أحمد بن إبراهيم ثنا مؤمل بن إسماعيل ثنا عمارة بن زاذان. قال: قال كهمس: يا أبا سلمة أذنبت ذنبا فأنا أبكي عليه منذ أربعين سنة، قلت: وما هو يا أبا عبد الله؟ قال زارني أخ لي فاشتريت له سمكا بدانق، فلما أكل قمت إلى حائط جار لي فأخذت منه قطعة طين فمسح بها يده، فأنا أبكي عليه منذ أربعين سنة.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا عباس بن أبي طالب ثنا غسان بن المفضل حدثني أبو عبد الرحمن الحنفي. قال: سقط من كهمس دينار في الطريق؟ فرجع في طلبه، قال فوجده فلما صار في يده قال: أحمد! ما أدري أهو ديناري أو غيره.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين بن نصر ثنا أحمد ابن إبراهيم الدورقي حدثني الهيثم بن معاوية عن شيخ من أصحابه قال: كان كهمس يصلي ألف ركعة في اليوم والليلة، فإذا مل قال لنفسه قومي يا مأوى كل سوء، فو الله ما رضيتك لله ساعة قط.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا العباس بن أبي طالب ثنا غسان بن الفضل العلائي حدثني أبو عبد الرحمن الحنفى. قال: رأى كهمس ابن الحسن عقربا في البيت، فأراد أن يقتلها أو يأخذها فسبقته إلى جحرها، فأدخل يده في الجحر يأخذها وجعلت تضربه، فقيل ما أردت إلى هذا، لم أدخلت يدك في جحرها تخرجها؟ قال إني: أحمد! خفت أن تخرج من الجحر فتجيء إلى أمي فتلدغها، وكان يمينه الذي يحلف به إني أحمد، وأحمد.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو معاوية الغلابي ثنا سعيد بن عامر قال: مر بكهمس فارس زمن الفتنة وكهمس آخذ بعرلى راوية، فقال اسقنى، فقال: أحمد ربى! لان كنت من هؤلاء ما أسقيتك.

ص: 211

• حدثنا عبد الله بن جعفر بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا سعيد بن عامر. قال: كان كهمس رجلا صالحا من بني حنيفة، وكان يعمل في الحصاصات وكان يؤذن، وكان يقوم على أمه حتى ماتت، ثم خرج فأقام بمكة حتى مات، وكان أتى السوق فاشترى لأمه سكرا بدانق، فوضع صاحب السكر وزن نصف درهم، فقال رجل من جيران صاحب السكر له: أما تتقي الله تضع وزن نصف درهم؟! فقال كهمس: أحمد - يعني ربه وكانت يمينه - ما رأيت دانقا أكبر منه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا الحسن ابن نوح بن عبد الملك بن قريب. قال: كان كهمس يعمل في الجص كل يوم بدانقين فإذا أمسى اشترى به فاكهة فأتى بها إلى أمه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني عبيد الله بن محمد القرشي حدثني شيخ من بني نمير. قال: كان كهمس أبر شيء بأمه، قال فكان في جيرانهم عرس فيه مخنثون، قال فجعلوا يرفعون أصواتهم يغنون، فكان هكذا يتكلم: أحمد ما تحسنون، فأرسل إليهم سليمان بن على الهامشى بصرة، وكان يكسح البيت ويخدم أمه، فأرسل بالصرة إليه أحسبه قال اشتر بها خادما لأمك لأنه كان مشغولا بخدمتها، فأراده على أن يأخذها فأبى، فألقاها في البيت فأخذها وخرج يتبعه حتى دفعها إليه.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا العباس بن أبي طالب ثنا غسان بن المفضل حدثني رجل من قريش. قال: كان عمرو بن عبيد يأتي كهمسا يسلم عليه ويجلس عنده هو وأصحابه، فقالت له أمه إني أرى هذا وأصحابه وأكرههم وما يعجبوني فلا تجالسهم، قال فجاء إليه عمرو وأصحابه فأشرف عليهم فقال: إن أمي قد كرهتك وأصحابك فلا تأتوني.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا موسى بن هلال ثنا هشام بن حسان. قال: دخلنا على كهمس وهو بمكة، وهو في دار لسليمان بن علي على المسعى قد اشتراها بأربعين ألف دينار، قال هشام

ص: 212

وقد أنفق عليها مثلها، قال فدخلنا عليه بعد العصر، فرفع إنسان رأسه من أصحابنا فنظر إلى سقف البيت فقال: يا أبا عبد الملك يسرك أن هذه الدار لك تأكل غلتها؟ فقال كهمس: لا والله ما يسرني لو أنها لي بأربعة دراهم، قال هشام:

فلا أرى رجلا يحلف على يمين بعد العصر وهو كاذب.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا أحمد الدروقى ثنا أبو عبد الرحمن عن حفص بن حميد. قال: قال عبد الله بن المبارك: كنا مع كهمس فدنا من الماء ليشرب، فذاقه فوجده باردا فأمسك، فقال هاك أبا عبد الرحمن تحاسب بفضلها.

• حدثنا أبو محمد ثنا أحمد ثنا أحمد ثنا أبو محمد عبد الملك بن إبراهيم حدثني موسى بن هلال العبدي. قال: قال لي كهمس بمكة: كان لي جار يشتري هذا التمر والرطب ويسل لى عن الحوائط، فمنذ مات تركت التمر.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير ثنا الحسن بن علي الحنفي ثنا يحيى بن كثير صاحب البصري. قال: اشترى كهمس دقيقا بدرهم، فأكل منه، فلما طال عليه كاله فإذا هو كما وضعه فجعل بعد لا يأخذ منه شيئا الانقص حتى فني.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا خلف بن الوليد حدثني رجل من أهل الرملة يكنى أبا عطاء. قال: كان كهمس يقول في جوف الليل: أراك معذبى وأنت قرة عيني يا حبيب قلباه.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله بن أحمد ثنا محمد بن المثنى ثنا عبد الله بن ثور ثنا موسى الراسبي: أن بديلا وشميطا وكهمسا اجتمعوا في بيت بعضهم، فقالوا: تعالوا اليوم حتى نبكي على الماء البارد.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا المفضل بن غسان ثنا يحيى عن الأصمعي عن اسحاق بن إبراهيم. قال: دخلت عن كهمس العابد فقرب الينا اثنتى عشرة بسرة حمراء وقال: هذا الجهد من أخيكم والله المستعان.

أسند كهمس عن جماهير التابعين ومشاهيرهم.

ص: 213

• فمنه ما حدثنا حبيب بن الحسن وفاروق الخطابي في جماعة قالوا: ثنا أبو مسلم الكشي ثنا عبد الرحمن بن حماد الشعيبى ثنا كهمس بن الحسن عن عبد الله ابن شقيق العقيلي. قال: «قلت لعائشة أكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى؟ فقالت لا، إلا أن يجئ من مغيبه، قلت أو كان يصلي جالسا؟ قالت بعد ما حطمته السن، قلت أفكان يقرن السور؟ قالت المفصل، قلت أفكان يصوم شهرا كله إلا رمضان؟ قالت لا أعلمه أفطر شهرا كله حتى يصيب منه، حتى مضى لوجهه صلى الله عليه وسلم» .

• حدثنا حبيب بن الحسن وفاروق وسليمان في آخرين قالوا ثنا أبو مسلم الكشي ثنا عبد الرحمن بن حماد ثنا كهمس بن الحسن عن عبد الله بن شقيق عن محجن بن الأذرع. قال: «بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة، ثم عرض لي وأنا خارج من طريق المدينة، قال فأخذ بيدي فانطلقنا حتى صعدنا على أحد، فأقبل على المدينة فقال لها قولا، وكان فيما قال: ويل إنها قرية يدعها أهلها كأينع ما تكون، قال قلت يا رسول الله من يأكل ثمرها؟ قال عافية الطير والسباع، ولا يدخلها الدجال، كلما أراد أن يدخلها يلقاه بكل نقب ملك مسلط، ثم أقبل حتى إذا كنا بباب المسجد إذا رجل يصلي، قال تقوله صادقا؟ قلت يا نبي الله هذا فلان، هذا أكثر أهل المدينة صلاة، أو من أكثر أهل المدينة صلاة، فقال لا تسمعه فيهلك، لا تسمعه فتهلكه» .

• حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ثنا يحيى بن مطرف ثنا أبو ظفر ثنا جعفر ابن سليمان عن كهمس بن الحسن عن عبد الله بن يريده عن عائشة قالت: «جاءت امرأة تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تلقه، فجلست تنتظره حتى جاء، فقلت يا رسول الله إن لهذه المرأة حاجة، قال لها ما حاجتك؟ قالت إن أبي زوجني من ابن أخ له ليرفع خسيسته في ولم يستأمرني، فهل لي في نفسي أمر؟ قال نعم! قالت ما كنت لأرد على أبي شيئا صنعه، ولكن أحببت أن تعلم النساء لهن في أنفسهن مؤامرة أم لا» .

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا أبو عبد الرحمن

ص: 214

المقرى ثنا كهمس عن مصعب بن ثابت عن عبد الله بن الزبير. قال: قال عثمان وهو بخطب على منبره: «إني محدثكم بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لم يكن يمنعني أن أحدثكم إلا الظن بكم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: حرس ليلة في سبيل الله أفضل من ألف ليلة يقام ليلها، ويصام نهارها» .

• حدثنا فاروق وحبيب ومحمد بن سليمان الهاشمي في جماعة قالوا: ثنا أبو مسلم الكشي ثنا عبد الرحمن بن حماد ثنا كهمس عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مراء في القرآن كفر» .

‌عطاء السليمي

ومنهم ذو الخوف العظيم، والقلب السليم، عطاء السليمي.

أنحله الفزع، وأذبله الضرع، فكانت المعرفة ذمامه، والمخافة زمامه.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا عبد الله بن الزبير الحميدي ثنا سفيان بن عيينة أخبرني بشر بن منصور قال: قلت لعطاء السليمي:

أرأيت لو أن نارا أشعلت ثم قيل من دخلها نجا، ترى كان أحد يدخلها؟ فقال عطاء: لو قيل ذلك لي لخشيت أن تخرج نفسي قبل أن أصل إليها.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني محمد بن عباد ثنا سفيان ابن عيينة أخبرني بشر بن منصور قال: قلت لعطاء السليمى: أرأيت لو أن نارا أو قدت فقيل لرجل من دخل هذه النار دخل الجنة، ترى أن أحدا من الناس يدخل فيها؟ قال إني أظن لو قيل لي ذلك لخرجت نفسي قبل أن أدخل فيها فرحا.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو بكر بن خلاد الباهلي ثنا سفيان بن عيينة ثنا بشر بن منصور قال:

قال لي عطاء السليمي: يا أبا بشر لو أن نارا أججت فقيل لي ارم بنفسك فيها، لا تصير إلى جنة ولا إلى نار لظننت أن نفسي ستخرج فرحا قبل أن أصير إليها.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا سفيان بن عيينة عن بشر بن منصور. قال: قلت

ص: 215

لعطاء السليمي:- وهو جار له - أرأيت لو أن إنسانا قيل له وقد أوقدت نار من دخل هذه النار نجا من النار، فقال عطاء لو قيل لي ذلك لخشيت أن تخرج نفسي فرحا قبل أن أقع فيها.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا موسى بن هلال العبدي حدثني بشر بن منصور. قال: كنت أوقد بين يدي عطاء العبدي - وهو السليمي - في غداة باردة فقلت له: يا عطاء يسرك الساعة لو أنك أمرت أن تلقي نفسك في هذه النار ولا تبعث إلى الحساب؟ قال فقال لي:

إي ورب الكعبة قال ثم قال: والله مع ذلك لو أمرت بذلك لخشيت أن تخرج نفسي فرحا قبل أن أصل إليها.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا عمرو بن أبي رزين عن بشر بن منصور. قال:

كنت مع عطاء السليمي في بيت ونار قد أججت في ناحية البيت فقال لي: يا بشر لو أن قائلا قال لي من قبل ربي خيرني فقال: اختر أن تلقي نفسك في هذه النار ولا تبعث للحساب، أم تخرج من الدنيا على حالك لا تدري إلى الجنة تصير أم إلى نار؟ قال لظننت يا بشر أن نفسي ستخرج فرحا اختيارا لها قبل أن أقع فيها.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني عبد الرحمن بن مهدي عن بشر بن منصور. قال: كان عطاء السليمي يعجبه الصلاء، فذكر نحوا من حديث عمرو بن أبي رزين وقال في حديثه: إني والله الذي لا إله إلا هو لو كان ذلك لظننت أن نفسي تخرج فرحا قبل أن أقع فيها، قال عبد الرحمن: وكان قد أقعد من الخوف.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد ثنا أحمد حدثني أبو عبد الله بن عبيدة ثنا يحيى ابن راشد ثنا مرجا بن وادع الراسبي. قال: دخلنا على عطاء السليمي وهو يوقد تحت قدر، فقال له بعضنا: أيسرك أنك أحرقت بهذه النار ولم تبعث قال أو تصدقوني فو الله لوددت أني أحرقت بها، ثم أحرقت، ثم أحرقت ولم أبعث.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا الحسن بن هارون بن سليمان ثنا سليمان بن

ص: 216

داود ثنا نعيم بن مورع قال: أتينا عطاء السليمي وكان عابدا. فدخلنا عليه فجعل يقول: ويل لعطاء، ليت عطاء لم تلده أمه، وعليه مدرعة، فلم يزل كذلك حتى اصفرت الشمس، فذكرنا بعد منازلنا فقمنا وتركناه، وكان يقول في دعائه: اللهم ارحم غربتي في الدنيا، وارحم مصرعي عند الموت، وارحم وحدتي في قبري، وارحم قيامي بين يديك.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين بن نصر ثنا أحمد ابن إبراهيم بن كثير ثنا علي بن بكار قال: تركت عطاء السليمي بالبصرة حين خرجت الى هاهنا - يعنى الثغر - ثم قال علي: فمكث عطاء السليمي أربعين سنة على فراشه لا يقوم من الخوف ولا يخرج، وكان يتوضأ على فراشه، ثم قال علي: وأي شيء أربعين سنة؟ لقد أطاع الله عدد شعر رأسه وجسده!!.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني عبيد الله بن محمد القرشي. قال: سمعت صالحا - وذكر عطاء السلمى: وذكر ما بلغ الخوف منه - فقال: اللهم إنا نسألك خوفا غير باهض - قال عبيد الله:

الذي يقرح - ولا قاطع، ولا جاهد، خوفا مقويا على طاعتك، حاجزا عن معصيتك.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث ثنا أحمد بن الحواري. قال: سمعت أبا سليمان يقول: كان عطاء السليمي قد اشتد خوفه، وكان لا يسأل أبدا الجنة، فإذا ذكرت عنده الجنة قال: نسأل الله العفو.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن يحيى حدثني محمد بن مرزوق عن من ذكره. قال: نسي عطاء السليمي القرآن من الخوف.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ثنا محمد ابن يحيى بن أبي حاتم ثنا جعفر بن أبي جعفر الرازي عن أبي جعفر السائح.

قال: كان عطاء السليمي يقول: التمسوا لي هذه الأحاديث في الرخص، عسى الله أن يروح عني ما أنا فيه من الغم.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد أخبرت عن نعيم بن مورع

ص: 217

ابن توبة العنبري. قال: كان عطاء السليمي إذا فرغ من وضوئه انتفض وارتعد وبكى بكاء شديدا، فيقال له في ذلك فيقول: إني أريد أن أقدم على أمر عظيم، أريد أن أقوم بين يدي الله عز وجل!!.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أحمد بن إبراهيم ثنا ابن عبيدة حدثني يحيى بن راشد حدثني العلاء بن محمد. قال: دخلت على عطاء السليمي وقد غشي عليه، فقلت لامرأته أم جعفر ما شأن عطاء؟ فقالت:

سجرت جارتنا التنور فنظر إليها فخر مغشيا عليه.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أحمد بن إبراهيم ثنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي قال حدثتني عفيرة العابدة: وكانت قد ذهب بصرها من العبادة - قالت: كان عطاء إذا بكى بكى ثلاثة أيام وثلاث ليال، قالت عفيرة وحدثني إبراهيم المحلي قال: أتيت عطاء السليمي فلم أجده في بيته، قال فنظرت فإذا هو في ناحية الحجرة جالس وإذا حوله بلل، قال فظننت أنه أثر وضوء يوضئه، فقالت لي عجوز معه في الدار: هذا أثر دموعه.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين بن نصر ثنا أحمد ابن إبراهيم الدورقي ثنا عمرو بن أبي رزين وعبد الله بن سليمان - يزيد أحدهما على صاحبه. عن صالح المري قال: كان عطاء السليمي قد أضر بنفسه حتى ضعف، قال فقلت له إنك قد أضررت بنفسك، وأنا متكلف لك شيئا فلا ترد علي كرامتي، قال افعل، قال: فاشتريت سويقا من أجود ما وجدت، وسمنا فجعلت له شريبة فلتتها وحليتها فأرسلت بها مع ابني وكوزا من ماء فقلت له لا تبرح حتى يشريها، قال فرجع فقال: قد شربها، فلما كان من الغد جعلت له نحوها ثم سرحت بها مع ابني، فرجع بها لم يشربها، قال فأتيته فلمته وقلت له سبحان الله رددت علي كرامتي!! إن هذا مما يعينك ويقويك على الصلاة وعلى ذكر الله، قال فلما رآني قد وجدت من ذلك قال: يا أبا بشر لا يسؤك الله، قد شربتها أول ما بعثت بها، فلما كان الغد زاولت نفسي على أن أسيغها فما قدرت على ذلك، إذا أردت أن أشربه ذكرت هذه الآية {(يتجرعه}

ص: 218

{ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان)} الآية. فبكى صالح عندها.

فقلت في نفسي ألا أراني في واد وأنت في آخر؟!.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا محمد بن قدامة ثنا سعدان بن جامع عن مسكين أبي فاطمة عن صالح المري. قال: قلت لعطاء السليمي إنك قد ضعفت، فلو صنعنا لك سويقا وتكلفناه، قال: فصنعت له سويقا فشرب منه شيئا، ثم مكث أياما، لا يشرب، فقلت: صنعنا لك سويقا وتكلفناه؟ فقال: يا أبا بشر إني إذا ذكرت النار لم أسغه.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا موسى بن هلال حدثني موسى بن سعيد عن صالح المري. قال: أتيت عطاء فقلت يا شيخ قد خدعك إبليس، فلو شربت كل يوم شربة من سويق فتقوى على صلاتك وعلى وضوئك؟ قال: فأعطاني ثلاثة دراهم وقال: يا أبا صالح تعهدنى كل يوم بشربة من سويق، قال فأخذت قدر ثمن كيجلة، قال فدققت فيها سكرا ولتنتها بسمن وقلة ماء، وألقيت دراهمه تحت فراشي، قال فاحتبس ابني طويلا فقلت له أي شيء حبسك؟ قال يا أبت بعد الشد شربها، قال: فسكت عنه حتى إذا كان من الغد لذلك الوقت أرسلت اليه بثمنها، فاحتبس علي ابني احتباسا شديدا، قال ثم جاء فقلت يا بنى أى شيء حبسك؟ قال يا أبت شرب منه وبقي منه فسقاني فشربته، فقلت نصف شربة خير من لا شيء، قال حتى إذا كان من الغد أرسلت إليه مثلها فإذا ابني قد ردها علي، فقلت ما لك؟ قال قال اذهب إلى أبيك قل لا أستطيع شربها، قال فقمت فأتيته فقلت يا شيخ قد خدعك إبليس، قال فقال لي ويحك يا صالح، إني والله إذا ذكرت جهنم ما يسيغني طعام ولا شراب. قال: قلت أنت والله في واد وأنا في واد لا عاتبتك أبدا.

• حدثنا الوليد بن أحمد ومحمد بن أحمد بن النضر قالا: ثنا عبد الرحمن ابن أبي حاتم ثنا محمد بن يحيى الواسطي ح. وحدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا محمد بن الحسين حدثني الصلت بن حكيم حدثني أبو يزيد الهدادي. قال: انصرفت ذات يوم من الجمعة، فإذا عطاء السليمي وعمر بن

ص: 219

درهم يمشيان - وكان قد بكى حتى عمش - وكان قد صلى حتى دبر، فقال عمر لعطاء: حتى متى نلهو ونلعب وملك الموت في طلبنا لا يكف؟ قال فصاح عطاء صيحة خر مغشيا عليه، فانشج موضحة واجتمع الناس، وقعد عمر عند رأسه فلم يزل على حاله حتى المغرب، ثم أفاق فحمل.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن سفيان حدثني محمد بن الحسين ثنا الصلت بن حكيم عن بكار عن سعير قال: مررت بعطاء السليمي فقال من أين جئت؟ قلت من عند أخيك الحسن، قال فما قال؟ قلت قال: الدنيا مطية المؤمن إلى ربه، عليها يرتحل المؤمن إلى ربه، فأصلحوا مطاياكم تبلغكم إلى ربكم، قال فخر عطاء مغشيا عليه.

• حدثنا الوليد بن أحمد ومحمد بن أحمد بن النضر قالا: ثنا عبد الرحمن ابن أبي حاتم ثنا محمد بن يحيى ثنا محمد بن الحسين ثنا الصلت بن حكيم ثنا العلاء ابن محمد البصري. قال: شهدت عطاء السليمي خرج في جنازة فغشي عليه أربع مرات حتى صلى عليها، كل ذلك يغشى عليه ثم يفيق، فاذا نظر إلى الجبان خر مغشيا عليه.

• حدثنا الوليد بن أحمد ومحمد قالا: ثنا عبد الرحمن ثنا محمد بن يحيى ثنا محمد بن الحسين ثنا صالح بن أبي ضرار ثنا الوليد بن مسلم عن خليد بن دعلج.

قال: كنا عند عطاء السليمي فقيل له إن فلان بن علي قتل أربعمائة من أهل دمشق على دم واحد، فقال متنفسا: هاه. ثم خر ميتا.

• حدثنا الوليد ومحمد قالا: ثنا عبد الرحمن ثنا محمد بن يحيى ثنا محمد بن الحسين ثنا سجف بن منظور ثنا سرار أبو عبيدة. قال: انقطع عطاء السلمي قبل موته بثلاثين سنة، قال: وما رأيت عطاء إلا وعيناه تفيضان، قال وما كنت أشبه عطاء إذا رأيته إلا بالمرأة الثكلى، قال وكأن عطاء لم يكن من أهل الدنيا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني سيار بن حاتم حدثني بشر بن منصور. قال: كنت أسمع عطاء السليمى كل عشية بعد العصر يقول: غدا عطاء في القبر غدا عطاء في القبر.

ص: 220

• حدثنا أبو محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا إبراهيم بن عبد الرحمن حدثني أبي عن حماد بن زيد قال: كان عطاء لا يتكلم، فإذا تكلم قال: عطاء غدا هذه الساعة في القبر.

• حدثنا أبو محمد ثنا أحمد ثنا أحمد حدثني أبو عبد الله بن عبيدة قال سمعت عفيرة تقول: لم يرفع عطاء رأسه إلى السماء ولم يضحك أربعين سنة، فرفع رأسه مرة ففزع فسقط، ففتق فتقا في بطنه.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أحمد ابن إبراهيم ثنا أبو عبد الله بن عبيدة حدثني يحيى بن راشد ثنا العلاء بن محمد.

قال: رأيت عطاء السليمي كالشن البالي، وكنت إذا رأيت عطاء كأنه رجل ليس من أهل الدنيا، ودخلت عليه فقالت امرأته: أما ترى عطاء بكى الليل والنهار لا يفيق!!.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أحمد بن إبراهيم ثنا إبراهيم بن عبد الرحمن حدثني سيار قال سمعت جعفرا يقول: هاجت ريح بالبصرة وظلمة، قال فتشاغل الناس إلى المساجد، قال فقلت أنا إلى من أذهب؟ قال فأتيت عطاء فإذا هو قائم في الحجرة ويده على رأسه، قال وهو يقول:

إلهي لم أكن أرى أن تبقيني حتى تريني أعلام القيامة، قال فما زال قائما في مقامه ذلك حتى أصبح.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أحمد بن إبراهيم ثنا ابن عبيدة ثنا يحيى بن راشد ثنا مرجا بن وادع الراسبي. قال: كان عطاء إذا هبت ريح وبرق ورعد قال هذا من أجلي يصيبكم، لو مات عطاء استراح الناس، قال وكنا ندخل على عطاء، فإذا قلنا له زاد الطعام قال هذا من أجلي يصيبكم غلاء الطعام، لومت أنا لاستراح الناس.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي حدثني محمد بن صالح الضبي. قال: قال عطاء السليمي لمالك بن دينار: يا أبا يحيى شوقنا فقال له إن في الجنة حورا يتباهى

ص: 221

بها أهل الجنة من حسنها، لولا أن الله كتب على أهل الجنة أن لا يموتوا لماتوا عن آخرهم من حسنها، قال فلم: يزل عطاء كمدا من قول مالك أربعين عاما.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين بن نصر حدثني أحمد بن إبراهيم بن كثير حدثني أبو عبد الله بن عبيدة حدثني عبد الملك بن قريب الأصمعي حدثني أبو يزيد. قال: قال عطاء: مات حبيب، مات مالك، مات فلان ليتني مت فكان أهون لعذابي.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين حدثني أحمد بن إبراهيم حدثني محمد بن عمرو ثنا معاوية الكندي. قال: كان عطاء صائما، فدخل الماء فى يوم صائف فسكن عنه العطش، فقال يا نفس إنما طلبت لك الراحة، لا دخلت بعد هذا اليوم الماء أبدا. قال: وكان عند حجام والمحجم على عنقه فمر صبي بيده مشعلة نار فأصابت النار الريح فسمع ذلك منها، فخر مغشيا عليه فحمل إلى منزله لا يعقل.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين حدثني أحمد بن إبراهيم ثنا أبو عبيد الله بن عبيدة حدثني خزيمة بن زرعة ثنا محمد بن كثير عن إبراهيم ابن أدهم قال: كان عطاء يمس جسده بالليل خوفا من ذنوبه مخافة أن يكون قد مسخ، وكان إذا انتبه يقول: ويحك يا عطاء ويحك.

• حدثنا أبو محمد ثنا أحمد بن الحسين حدثني أحمد بن إبراهيم ثنا غسان ابن المفضل ثنا بشر بن منصور السليمي. قال: كان عطاء يرى - أو يقول - إنه شر من أبي مسلم بستين مرة.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا خلف بن عبيد الله ثنا نصر بن علي ح. وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أحمد بن إبراهيم قالا:

ثنا الأصمعي ثنا معتمر بن سليمان. قال: قلت لجار لعطاء السليمي من كان يستقى لعطاء وضوءه؟ قال كان في داره مخنثون فكانوا يستقون له، قال: فقلت أما كان يقذرهم؟ قال: كانوا عنده خيرا من نفسه بكثير.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثنى

ص: 222

إبراهيم بن عبد الرحمن قال سمعت عبد الخالق. قال: قال رجل لعطاء يوما: ما هذا الذي تصنع بنفسك؟ قتلت نفسا؟ أي شيء صنعت؟: قال: اصطدت حماما لجار لي منذ أربعين سنة، قال ثم؟ قال أما إني تصدقت بثمنه كأنه لم يعرف صاحبة.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا إبراهيم بن عبد الرحمن قال سمعت عبد الخالق بن عبد الله العبدي. قال: كان عطاء إذا جن عليه الليل خرج إلى المقابر فوقف على أهل القبور ثم يقول:

يا أهل القبور متم فوا موتتاه، ثم يبكي ويقول: يا أهل القبور عاينتم ما عملتم فوا عملاه فلا يزال كذلك حتى يصبح.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ثنا محمد ابن الحسين حدثني سليمان بن أيوب البصري حدثني مرجا بن وادع. قال: قال عطاء السليمي: كنت أشتهي الموت وأتمناه، فأتاني آت في منامي فقال:

يا عطاء أتتمنى الموت؟ فقلت أين ذاك! قال فتقلب في وجهه ثم قال: لو عرفت شدة الموت وكربه حتى يخالط قلبك معرفته لطار نومك أيام حياتك ولذهل عقلك حتى تمشي في الناس والها، قال عطاء طوبى لمن نفعته عيشته فكان طول عمره زيادة فى عمله، وو الله ما أرى عطاء كذلك، ثم بكى.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أحمد بن إبراهيم ثنا أبو جعفر الطباع قال سمعت مخلدا يقول: ما رأيت أحدا كان أفضل من عطاء، فلقد كانت الفاكهة تمر بما فيها لا يعلم سعرها ولا يعرفها.

• حدثنا الوليد بن أحمد ومحمد بن أحمد بن النضر قالا: ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا محمد بن يحيى ثنا محمد بن الحسين ثنا شعيب بن محمد الأزدي حدثني صالح المري. قال: قال لي عطاء: يا أبا بشر أشتهي الموت ولا أرى أن لي فيه راحة، غير أني قد علمت أن الميت قد حيل بينه وبين الأعمال فاستراح من أن يعمل بمعصية فيحبط على نفسه، والحي في كل يوم هو من نفسه على وجل، وآخر ذلك كله الموت.

ص: 223

• حدثنا أبو بكر عبد الله بن يحيى الطلحي ثنا حبيب بن نصر المهلبي ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد حدثني محمد بن الحسين حدثني شعيب بن محرز حدثني صالح المري. قال: قلت لعطاء السليمي ما تشتهي؟ فبكى فقال: أشتهي والله يا أبا بشر أن أكون رمادا لا يجتمع منه سفه أبدا في الدنيا ولا في الآخرة. قال صالح: فأبكاني والله، وعلمت أنه إنما أراد النجاة من عسر يوم الحساب.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن أحمد ثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي ثنا بشر بن منصور. قال: كان عطاء السليمي يقول: رب ارحم في الدنيا غربتي وفي القبر وحدتي، وطول مقامي غدا بين يديك.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن بهرام الأندحي ثنا محمد بن مرزوق ثنا شداد بن علي الهفاني ثنا عبد الواحد بن زيد. قال: دخلنا على عطاء السليمي وهو في الموت، فنظر إلي أتنفس فقال - ما لك؟ فقلت من أجلك، فقال والله لوددت أن نفسي بقيت بين لهاتي وحنجرتي تتردد إلى يوم القيامة مخافة أن تخرج إلى النار.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أحمد ابن إبراهيم ثنا سيار ثنا مسكين أبو فاطمة. قال: سمعت عطاء السليمي يقول: بلغنا أن الشهوة والهوى يغلبان العلم والعقل والبيان.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني محمد بن عباد ثنا سفيان بن عيينة قال: حدثونا، قال: كان إذا قالوا لعطاء السليمي ادع لنا قال:

اللهم لا تمقتنا، فإن كنت مقتنا فاغفر لنا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني عبد الرحمن بن مهدي عن حماد ابن زيد قال: رجعنا من جنازة فدخلنا على عطاء السليمي، فلما رآنا كأنه خاف أن يدخله شيء أي لكثرتنا، فقال: اللهم لا تمقتنا - أو اللهم لا تمقتني - ثم قال: سمعت جعفر بن زيد العبدي يقول: مر رجل فجلس فأثنوا عليه خيرا فلما جاوزهم قام وقال: اللهم إن كان هؤلاء لا يعرفوني فأنت تعرفني.

• حدثنا الوليد بن أحمد ومحمد بن أحمد بن النضر قالا: ثنا عبد الرحمن بن

ص: 224

أبي حاتم ثنا محمد بن يحيى ثنا محمد بن الحسين حدثني أحمد بن إسحاق الحضرمي ثنا إبراهيم بن يعقوب. قال: كان عطاء السليمي إذا سمع صوت الرعد قام. وقعد وأخذ ببطنه كأنه امرأة ماخض ويقول: قد كنت أرجو أن أموت قبل أن يجئ الشتاء.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثنى عبد الله بن عمر القواريري قال سمعت حماد بن زيد يقول: زعم عطاء قال سمعت جعفر بن زيد العبدي يقول: مر رجل بقوم فأثنوا عليه وأسمعوه، فلما جاوزهم وقف.

قال - وأشار عبيد الله برأسه إلى السماء

(1)

فقال: اللهم إن كانوا لا يعرفوني فأنت تعرفنى.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني نصر بن علي ثنا نوح بن قيس حدثني عطاء السليمي. قال: رأيت عبد الله بن غالب جاء إلى ابن الأشعث وهو في جوانا على منبر من حديد، ومعه أصحابه عليهم الثياب البيض متحنطين، فصعد إليه المنبر فقال: على ما نبايعك؟ قال على كتاب الله وسنة رسول الله، فبايعه، فكان يوجد من قبره ريح المسك.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني عبد الله بن أبي جميل المروزي عن حفص بن حميد عن ابن المبارك. قال: قيل لعطاء لقيت الحسن؟ قال مع ابن عون مرة، قال ابن المبارك: لكن مع غير ابن عون مرارا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني أبو عبد الله ثنا الأصمعي حدثني حماد بن زيد. قال: قلت لعطاء: عندك عن أنس شيء؟ قال اذهب إلى فلان، قال وأرسلني إلى شيخ وأبى أن يعترف لي بشيء يرويه عن أنس.

أدرك عطاء السليمي أنس بن مالك وأيامه، ولم يسند عنه شيئا، ولقي الحسن، وعبد الله بن غالب الحداني، ومالك بن دينار، وجعفر بن زيد العبدى

(1)

هكذا فى الاصل ويظهر أن فى الحكاية سقط.

ص: 225

وسمع منهم، وحكى عنهم، ونقل مسانيده ورواياته.

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا الفضل بن أحمد بن العباس ثنا محمد بن محمد ابن مرزوق ثنا إسماعيل بن نصر ثنا صالح المري. قال: «كان عطاء لا يسأل الله الجنة، فقلت له إن أبانا - يعني ابن عباس - حدثني عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله تعالى انظروا في ديوان عبدي، فمن رأيتموه يسألني الجنة أعطيته، ومن استعاذني من النار أعذته» ، فقال لي عطاء كفاني أن يجيرني من النار.

‌عتبة الغلام

ومنهم الحر الهمام، المجلو من الظلام، المكلوء بالشهادة والكلام، عتبة ابن أبان الغلام.

كشف له الغطاء، ونظف له الوطاء، فخفف عنه البطاء.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا جعفر بن أحمد بن فارس ثنا إبراهيم بن الجنيد قال ثنا إسحاق بن إبراهيم الثقفى. قال: سال رجل رباحا القيسي - وأنا شاهد - فقال له: يا أبا المهاجر لأي شيء سمي عتبة الغلام؟ قال كان نصفا من الرجال، ولكنا كنا نسميه الغلام لأنه كان في العبادة غلام رهان.

• حدثنا أحمد ثنا جعفر ثنا إبراهيم حدثني محمد بن الحسين قال سمعت عبيد الله بن محمد يقول: عتبة الغلام هو عتبة بن أبان بن صمعة، مات قبل أبيه.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا جعفر بن أحمد ثنا إبراهيم بن الجنيد حدثني محمد بن الحسين حدثني شعيب بن محرز ثنا حسين قال قال عبد الواحد بن زيد:

بمن تشبه حزن هذا الغلام؟ - يعني عتبة - قلت بحزن الحسن، قال والله ما أبعدت.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين بن نصر ثنا أحمد ابن إبراهيم ثنا محمد بن مسلم ثنا سيار ثنا رباح القيسي قال: بات عندي عتبة

ص: 226

الغلام، فسمعته يقول في سجوده: اللهم احشر عتبة بين حواصل الطير وبطون السباع.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي ثنا مخلد بن الحسين. قال: خرجت أنا وعتبة الغلام ويحيى الواسطي ومشمرخ الضبي، قال فنزلنا المصيصة في الحصن، فرأيت ليلة في المنام كأن ملكا نزل من السماء ومعه ثلاثة أكفان من أكفان الجنة فألبس عتبة كفنا ويحيى كفنا، ورجلا آخر كفنا. قال: فلما أصبحت دعوتهم لأحدثهم بالرؤيا، فقال لي عتبة: لا تذكر يا أبا محمد الرؤيا، قال فمكث أشهرا فإني لنائم على سرير ليلة فإذا إنسان يحركني، قال فرفعت رأسي فإذا عتبة، فقلت ما حاجتك؟ فقال لي اجلس قص علي الرؤيا، قال فجلست فحدثته فرفع يده وقال شيئا لا أدري ما هو، ثم قام ووضعت رأسي فانتبهت فإذا صاحب التنور قد نور، قال فأسرجت دابتي وجئت فإذا بعتبة جالس على الباب بيده عنان فرسه، قال وقال عتبة لما ورد حلب: اشتروا لي فرسا يغيظ المشركين إذا رأوه، قال فوقفنا حتى إذا جاء الوالي ففتح الباب فخرج، وكان مشمرخ راجلا، فإذا إنسان معه فرس على الباب ينادي يا ثور، قال فدنوت منه فقلت هل لك في ثور مكان ثور؟ قال نعم! قال فأخذ مشمرخ الفرس فركبه، قال ومضينا حتى انتهينا إلى أدنة فإذا آثار عدو، قال فقال لي الوالي: من يجيئنا بخبر هؤلاء؟، قال فقال عتبة أنا، فخرج في أناس من أصحابه يتبع الأثر، فخرج عليهم العدو فقتلوا جميعا إلا رجلا أفلت رجع إلينا، قال ومضينا، قال فأول ما رأيت بياض جسد عتبة، وقد قتل وسلب، قال فإذا بصدره ست طعنات - أو سبع طعنات - وإذا يده على فرجه، قال فدفنته، قال مخلد: فرأيت شابا جاءنا بعد عتبة لسنة قتل في المنام، قال قلت ما صنع الله بك؟ قال ألحقني بالشهداء المرزوقين، قال قلت أخبرني عن عتبة وأصحابه لك بهم علم؟ قال قتلى قرية الحباب؟ قال قلت نعم! قال إنهم معروفون فى ملكوت السموات.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا جعفر بن أحمد بن فارس ثنا إبراهيم بن

ص: 227

الجنيد حدثني عون بن عبد الله الخراز ثنا مخلد بن الحسين. قال: جاءنا عتبة الغلام، فقلنا له ما جاء بك؟ قال جئت أغزو، قال قلت مثلك يغزو؟! قال إني رأيت في المنام أني آتي المصيصة فأغزو فأستشهد، قال فنودي يوما في الخيل فنفر الناس، وجاء عتبة راجعا من حاجته، فلما دخل من باب الجهاد استقبله رجل فقال هل لك في فرسي وسلاحي فإني قد اعتللت؟ قال نعم! قال فنزل الرجل ودفعه إليه، قال فمضى مع الناس فلقوا الروم فكان أول رجل استشهد.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا جعفر ثنا إبراهيم ثنا أحمد بن سهل البصري أبو جعفر. قال: سألت علي بن بكار هل شهدت قتل عتبة الغلام؟ قال لا ولكن استشهد وقتل في قرية الحباب.

• حدثنا أحمد بن بندار ثنا جعفر بن أحمد ثنا إبراهيم بن عبد الله الختلي حدثني محمد بن الحسين ثنا عبيد الله بن محمد بن حفص التيمى حدثنى أبو حسن ابن اليسع. قال: لقي عبد الواحد بن زيد عتبة الغلام فى رحبة القصابين في يوم شات شديد البرد، فإذا هو يرفض عرقا، فقال له عبد الواحد: عتبة! قال نعم! قال فما شأنك؟ مالك تعرق في مثل هذا اليوم؟ قال خير، قال لتخبرني، قال خير، قال فقال للأنس الذي بيني وبينك والإخاء إلا ما أخبرتني، قال إني والله ذكرت ذنبا أصبته في هذا المكان، فهذا الذي رأيت من أجل ذلك.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا جعفر بن أحمد ثنا إبراهيم بن الجنيد حدثني خالد بن خداش ثنا عبد القاهر بن عبد الرحيم. قال: هاجت ريح بالبصرة حمراء ففزع الناس لها، قال فجعل عتبة يبكي ويقول: وا جراءتى عليك وشرائى التمر بالقراريط.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا أحمد الدورقي ثنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي ثنا عبد السلام الزهراني ثنا أبو دعامة الزهراني. قال: كان عتبة يفتل الشريط في بيت مع أصحاب له، فهاجت ريح فأتيته وهو لا يدري، فقلت يا عتبة أما ترى ما في السماء؟ قال فطرح الشريط

ص: 228

وقام، فقال يا عتبة تجترئ على ربك تشترى التمر بالقراريط - وكان اشترى يومئذ بقيراط -.

• حدثنا أحمد بن أحمد بن بندار ثنا جعفر بن أحمد ثنا إبراهيم بن عبد الله الختلي ثنا إسحاق بن إبراهيم الثقفي البصري قال أخبرنى رباح القيسي. قال:

صحبت عتبة الغلام وقد اشترى تمرا بقيراط، فلما كان عند المغرب هاجت ريح، فقال عتبة إلهي أنا أشتهي التمر منذ سنة لم آكله، حتى إذا أخذت شهوتى أردت أن تأخذنى عندها لآكلها فتصدق بها.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد الدورقي حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي حدثني أبي عن بكر. قال: كان عتبة الغلام.

يأخذ دقيقه فيبله بالماء فيعجنه ويضعه في الشمس حتى يجف، فإذا كان الليل جاء فأخذه وأكل منه لقما، قال ثم يأخذ الكوز فيغرف من حب كان في الشمس نهاره، فتقول مولاة له: يا عتبة لو أعطيتني دقيقك فخبزته لك، وبردت لك الماء، فيقول لها يا أم فلان قد سددت عني كلب الجوع.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا جعفر بن أحمد ثنا إبراهيم بن الجنيد ثنا محمد بن الحسين ثنا عبد الله بن الفرج العابد. قال: كان عتبة يعجن دقيقه ويجففه في الشمس ثم يأكله، ويقول كسرة وملح حتى يهيأ في الدار الآخرة الشواء والطعام الطيب.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا جعفر بن أحمد ثنا إبراهيم بن الجنيد ثنا محمد بن الحسين حدثني أحمد بن إسحاق الحضرمي ثنا سلمة الفراء. قال: كان عتبة الغلام من نساك البصرة، وكان من أصحاب الفلق

(1)

وكان قد قوت لنفسه ستين فلقة، يتعشى كل ليلة بفلقة ويتسحر بأخرى، وكان يصوم الدهر، ويأوي السواحل والجبابين.

• حدثنا أحمد بن بندار ثنا جعفر بن أحمد ثنا إبراهيم الختلي ثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق ثنا أبو عمر البصري. قال: كان رأس مال عتبة فلسا

(1)

الفلق: فلق الخبز وهى كسره.

ص: 229

فيشترى بالفلس الخوص، فإذا عمله باعه بثلاث فلوس، ففلس يتصدق به، وفلس يتخذه رأس ماله، وفلس يشتري به شيئا يفطر عليه. قال أبو يوسف أظن الدانق يومئذ بثلاث فلوس كبار.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين بن نصر ثنا احمد ابن إبراهيم بن كثير حدثني خالد بن خداش ثنا محمد بن مستور - وكان رجلا عابدا من بني راسب - قال: جاءنا عتبة الغلام الى الكلأ، قال فلما أمسينا قلت لأصحابه اشتروا لحما بدرهم واطبخوه سكباجا حتى يتعشى به عتبة، قال فلما صلى العشاء فقد ناه، قال قلت اطلبوه، قال فطلبوه فوجدوه في بيت من أبيات قد أخذ سويق دقيق كان معه فجعله فى خرقة فصب عليه ماء وهو يأكل منه وعيناه تذرفان، قال قلت سبحان الله إخوانك قد عملوا لك شيئا، قال هذا يكفيني.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا جعفر بن أحمد بن فارس ثنا إبراهيم بن الجنيد حدثني أحمد بن عمر الأنباري ثنا أحمد بن حاتم أبو عبد الله البصري ثنا أحمد بن عطاء أبو عبد الله اليربوعي. قال: نازعت عتبة الغلام نفسه لحما فقال لها اندفعي عني إلى قابل، فما زال يدافعها سبع سنين حتى إذا كان في السابعة أخذ دانقا ونصف إفلاس فأتى بها صديقا له من أصحاب عبد الواحد بن زيد خبازا، فقال يا أخي إن نفسي تنازعني لحما منذ سبع سنين وقد استحييت منها كم أعدها وأخلفها، فخذ لي رغيفين وقطعة من لحم بهذا الدانق والنصف، فلما أتاه به إذا هو بصبي، قال، يا فلان ألست أنت ابن فلان وقد مات أبوك؟ قال بلى! قال فجعل يبكي ويمسح رأسه وقال: قرة عيني من الدنيا أن تصير شهوتي في بطن هذا اليتيم، فناوله ما كان معه ثم قرأ {(ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا)} .

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا جعفر بن أحمد ثنا إبراهيم بن الجنيد حدثني محمد بن محمد الخلال ثنا أحمد بن ثواب أبو عبد الله عن مخلد بن الحسين. قال:

كان عتبة يجالسنا عند باب هشام بن حسان، وقال لنا يوما - يعني - عتبة إنه

ص: 230

لا يعجبني رجل لا يكون في يده حرفة، فقلنا له هو ذا تجالسنا أنت وما نراك تحترف، فقال بلى إني لأحترف، رأس مالي طسوج أشتري به خوصا أعمله وأبيعه بثلاث طساسيج، فطسوج رأس مالي، وقيراط خبزي.

• حدثنا أحمد ثنا جعفر بن إبراهيم حدثني محمد بن الربيع اللخمي ثنا أبو ربيعة حدثنى رجل أظنه العبرى

(1)

قال: خرج عتبة إلى صديق له بواسط قال فتزود كسنجا بفلسين.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني خالد بن خداش قال سمعت عدة من أصحابنا يقولون: كان لعتبة أخ بواسط، فيشتري من البصرة كسيبا بدرهم فهو زاده حتى يبلغ إلى أخيه بواسط.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا أبو بكر بن عبيد قال حدثت عن محمد حدثني روح بن سلمة حدثني سلم العباداني. قال: قدم علينا مرة صالح المري وعتبة الغلام وعبد الواحد بن زيد وسلم الأسواري، فنزلوا على الساحل قال فهيأت لهم ذات ليلة طعاما فدعوتهم إليه فجاءوا، فلما وضعت الطعام بين أيديهم إذا قائل يقول من بعض أولئك المطوعة وهو على ساحل البحر مارا رافعا صوته يقول:

ويلهيك عن دار الخلود مطاعم

ولذة نفس غبها غير نافع

قال فصاح عتبة صيحة فسقط مغشيا عليه، وبكى القوم فرفعنا الطعام وما ذاقوا والله منه لقمة.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا جعفر بن أحمد ثنا إبراهيم بن الجنيد ثنا محمد ابن الحسين ثنا سجف بن منظور. قال: صنع عبد الواحد طعاما وجمع عليه نفرا من إخوانه وكان فيهم عتبة، قال فأكل القوم غير عتبة فإنه كان قائما على رءوسهم يخدمهم، قال فالتفت بعضهم إلى عتبة فنظر إلى عينيه والدموع تنحدر منها فسكت وأقبل على الطعام، فلما فرغ القوم من طعامهم تفرقوا وأخبر الرجل عبد الواحد بما رأى من عتبة، فقال له عبد الواحد: بأبي لم بكيت والقوم

(1)

كذا فى الاصل مهملة من النقط

ص: 231

يطعمون؟ قال ذكرت موائد أهل الجنة والخدم قيام على رءوسهم، فشهق عبد الواحد شهقة خر مغشيا عليه. قال: سجف -حدثني حصين بن القاسم قال:

فما رأيت عبد الواحد بعد ذلك اليوم دعا إنسانا إلى منزله ولا أكل طعاما إلا دون شبعه، ولا يشرب إلا أقل من ريه، ولا افتر ضاحكا حتى مضى لوجهه. قال وأما عتبة فإنه جعل لله على نفسه أن لا يأكل إلا أقل من شبعه، ولا يشرب إلا أقل من ريه، ولا ينام من الليل والنهار إلا أقل من نبهة، قال فقال له بعض أصحابه: لا تنم يا عتبة بالليل ونم بالنهار في الساعات اللاتي لا تحل فيها الصلاة فهذا أقل من نبهك، ووفاء لنذرك، قال فقال: أنا إذا يا أبا عبد الله أريد أن أطلب الجيل فيما بيني وبين ربي؟! لا أنام ليلا ولا نهارا إلا وأنا مغلوب، قال فكنت اذا رأيته رأيته شبه الواله وما ظنك برجل لا ينام إلا مغلوبا!! قال وكان يلبس الشعر تحت ثيابه، فإذا كان يوم الجمعة ألقاه عنه ولبس من صالح الثياب.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي. قال: سألت يوسف بن عطية فقلت ما كان لباس عتبة؟ قال كان يلبس كسائين أغبرين، يتزر بواحدة ويرتدي بأخرى، إذا رأيته قلت بعض الأكرة

(1)

قال إبراهيم: وكان عتبة عربيا شريفا من عوذ.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا عبد الله بن عبيد الله حدثني الخليل بن عمرو النكري قال سمعت أبا أنس. قال:

قال لي عتبة كدت ألا تراني، قال قلت ما جنايتك؟ ما ذنبك؟ قال كادت الأرض تأخذني، قال قلت وأى شيء جنايتك؟ قال رأيت أخالى فقال لي عتبة أنت في كساءين وأنت في هذا، فلولا أني أعطيته أظنه قال أحدهما ظننت أن الأرض تأخذني.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا جعفر بن أحمد ثنا إبراهيم بن الجنيد ثنا محمد بن الحسين ثنا أبو عمر الضرير. قال: سمعت رياحا

(2)

القيسى يقول: قال لى

(1)

الاكرة جمع اكار وهو الاجير

(2)

تقدم انه رباح بالباء الموحدة ولم اقف على صحته

ص: 232

عتبة يا رياح إن كنت كلما دعتني نفسي إلى الكلام تكلمت فبئس الناظر أنا، يا رياح إن لها موقفا تغتبط فيه بطول الصمت عن الفضول.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني أحمد بن زهير المروزي قال ركب عتبة في زورق مع قوم، قال: فأراد الملاح أن يعدل ببعضهم السفينة، قال فلم يجد أحدا منهم أحقر في عينه من عتبة قال فضرب جنبه وقال: استو، فقال عتبة الحمد لله الذي لم ير فيهم أحقر في عينيه مني.

• حدثنا أحمد بن بندار ثنا جعفر بن أحمد ثنا إبراهيم بن عبيد الختلي ثنا محمد بن الحسين ثنا داود بن المحبر قال سمعت أبي المحبر بن قحذم يقول: قال سليمان بن علي لبعض أصحابه: ويحك أين عتبة هذا الذي قد افتتن به أهل البصرة؟ قال فخرج به في الجيش حتى أتى به الجبان فوقف به على عتبة وهو لا يعلم منكس رأسه بيده عود ينكت عليه الأرض، فوقف عليه فسلم، فرفع رأسه فنظر إليه فقال: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، قال كيف أنت يا عتبة؟ قال بحال بين حالين، قال ما هما؟ قال قدوم على الله بخير أم بشر. ثم نكس رأسه وجعل ينكت الأرض فقال سليمان بن علي: أرى عتبة قد أحرز نفسه ولا يبالي ما أصبحنا فيه وأمسينا. ثم قال: يا عتبة قد أمرت لك بألفي درهم، قال أقبلها منك أيها الأمير على أن تقضي لي معها حاجة؟ قال نعم! وسر سليمان - فقال: وما حاجتك: فقال تعفيني منها، قال قد فعلت. قال: ثم ولى عنه منصرفا وهو يبكي ويقول: قصر إلينا عتبة ما نحن فيه.

• حدثنا أحمد بن بندار ثنا جعفر بن أحمد ثنا إبراهيم بن عبد الله حدثني عبد الله بن عون قال سمعت أبا حفص يقول: كان عتبة مع قرابة له على ظهر الطريق يكلمه، فجعل ذلك لا يأبه لكلامه، قال فقال عتبة ألا تكلمني؟ قال أما رأيت إلى أمير البصرة مر بمن معه؟ قال ما علمت.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن حدثني مضر. قال: قال رجل لعبد الواحد بن زيد: يا أبا

ص: 233

عبيدة تعلم أحدا يمشي في الطريق مشتغل بنفسه لا يعرفه أحد يقول من كثرة أشغاله؟ قال ما أعرف أحدا إلا رجلا واحدا الساعة يدخل عليكم، فبينما هو كذلك إذ دخل عليه عتبة، قال وطريقه على السوق، قال فقال له يا عتبة من رأيت ومن تلقاك في الطريق؟ قال ما رأيت أحدا.

• حدثنا عبد الله ثنا أحمد ثنا أحمد قال حدثني إبراهيم حدثني مضر عن عبد الواحد. قال: كان عتبة يجئ إلى المسجد يوم الجمعة وقد أخذ الناس الظل فيقوم على الحصا فما يستكن بشيء منه، ثم يقوم عليه ويسجد السجدة الطويلة قال مضر: قال عبد الواحد ما أراه يعقل بحره.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا جعفر بن أحمد ثنا إبراهيم بن الجنيد حدثني محمد بن الحسين ثنا عمار بن عثمان الحلبي ثنا رياح أبو المهاجر القيسي. قال: قال عتبة: لولا ما قد نهينا عنه من تمني الموت لتمنيته، قلت ولم تتمنى الموت؟ قال لى فيه خلتان حسنتان، قلت وما هما؟ قال الراحة من معاشرة الفجار، ورجاء لمجاورة الأبرار، قال ثم بكى وقال: أستغفر الله وما يؤمنني أن يقرن بيني وبين الشيطان في سلسلة من حديد ثم يقذف بي في النار، ثم غشي عليه.

• حدثنا أبو محمد ثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو حاتم ثنا أحمد بن خالد الوهبي.

قال سمعت بعض أصحابنا يقول: غشي على عتبة الغلام فأفاق وهو يقول ارحم من تجرأ عليك وأكل بالدين، فنظروا في دينه فإذا عليه فلسان.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إسحاق بن أبي حسان ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا جعفر بن محمد قال: كان عتبة يقطع الليل بثلاث صيحات، يصلى القيامة ثم يضع رأسه بين ركبتيه يفكر، فإذا مضى من الليل ثلثه صاح صيحة، ثم يضع رأسه بين ركبتيه يفكر فإذا كان السحر صاح صيحة قال أحمد! فحدثت به عبد العزيز فقال لي حدثت به بعض البصريين فقال: لا تنظر إلى صيحته، ولكن انظر إلى الأمر الذي كان منه بين الصيحتين.

• حدثنا أحمد بن بندار ثنا جعفر بن أحمد ثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد ابن الحسين حدثني سجف بن منظور حدثني سليم النحيف. قال: رمقت عتبة

ص: 234

ذات ليلة فما زاد ليلته تلك على هذه الكلمات، إن تعذبني فإني لك محب، وإن يرحمنى فإني لك محب، قال فلم يزل يرددها ويبكي حتى طلع الفجر.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن إبراهيم بن عامر ثنا محمد ابن فهد المديني. قال: كان عتبة يصلي هذا الليل الطويل، فإذا فرغ رفع رأسه فقال: سيدي إن تعذبني فإني أحبك، وإن تعف عني فإني أحبك.

• حدثنا أحمد بن بندار ثنا جعفر بن أحمد ثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد ابن الحسين حدثني عصمة بن سليمان ثنا مسلم بن عرفجة العنبري. قال: سمعت عنبسة الخواص يقول: كان عتبة يزورني، فربما بات عندي، قال فبات عندي ذات ليلة فبكى من السحر بكاء شديدا، فلما أصبح قلت له: قد فزعت قلبي الليلة ببكائك ففيم ذاك يا أخي؟ قال يا عنبسة إني والله ذكرت يوم العرض على الله، ثم مال ليسقط فاحتضنته فجعلت أنظر إلى عينيه يتقلبان قد اشتدت حمرتهما، قال ثم أزبد وجعل يخور، فناديته عتبة عتبة، فأجابني بصوت خفي:

قطع ذكر يوم العرض على الله أوصال المحبين، قال ويردده ثم جعل يحشرج البكاء ويردده حشرجة الموت ويقول: تراك مولاي تعذب محبيك وأنت الحي الكريم؟! قال فلم يزل يرددها حتى والله أبكاني.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا عبد الله بن عيسى الطفاوي أخبرني أبو عبد الله الشحام. قال: كان عتبة يبيت عندي، قال فكان يبيت في بيت وحده، قال عبد الله فقلت له ما كانت عبادته؟ قال كان يستقبل القبلة فلا يزال في فكر وبكاء حتى يصبح، قال وربما جاءني وهو ممس فيقول: أخرج إلي شربة من ماء أو تمرات أفطر عليها فيكون لك مثل أجري.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي قال: سمعت مخلد بن الحسين - وذكر عتبة الغلام وصاحبه يحيى الواسطي - فقال: كأنما ربتهم الأنبياء.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا جعفر بن أحمد ثنا إبراهيم بن الجنيد حدثني

ص: 235

عبد الرحيم بن يحيى الدبيلي حدثني عثمان بن عمارة. قال: قال عتبة: من سكن حبه قلبه فلم يجد حرا ولا بردا. قال: عبد الرحيم: يعني من سكن حب الله قلبه شغله حتى لا يعرف الحر من البرد، ولا الحلو من الحامض، ولا الحار من البارد.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا إبراهيم حدثني محمد بن الحسين ثنا معاذ أبو عون حدثني أبو عمران التمار عن الحسن بن أبي جعفر. قال: سمعت عتبة يقول:

من عرف الله أحبه، ومن أحب الله أطاعه ومن أطاع الله أكرمه، ومن أكرمه أسكنه في جواره، ومن أسكنه في جواره فطوباه، وطوباه، وطوباه، وطوباه فلم يزل يقول وطوباه حتى خرسا قطا مغشيا عليه.

• حدثنا أحمد ثنا جعفر ثنا إبراهيم ثنا محمد بن الحسين حدثني داود بن المحبر قال سمعت عبد الواحد بن زيد يقول: ربما سهرت مفكرا في طول حزنه - يعني عتبة - ولقد كلمته ليرفق بنفسه فبكى وقال إنما أبكي على تقصيري.

• حدثنا أحمد ثنا جعفر ثنا إبراهيم حدثني أبو محمد الطيب بن إسماعيل القاري. قال: سمعتهم يذكرون بعبادان أنه قيل لعتبة في مرضة مرضها ألا تتداوى فقال عتبة دائي هو دوائي، قال وسمعتهم أيضا يذكرون عن عتبة أنه قال:

كيف يصلح إنسان يسره ما يضره - يعني الدنيا - هي تسر وهي تضر. قال: إبراهيم ابن الجنيد: إنها لا تسر بقدر ما تضر، إنها تسر قليلا وتحزن حزنا طويلا.

• حدثنا أحمد ثنا جعفر ثنا إبراهيم حدثني عبد الله بن عون الخراز ثنا أبو حفص البصري. قال: كان خليل لي جارا لعتبة، قال فسمع عتبة ذات ليلة وهو يقول: سبحان جبار السماء، إن المحب لفي عناء، فقال يا عتبة صدقت والله، فغشي عليه.

• حدثنا أحمد ثنا جعفر ثنا إبراهيم حدثني محمد بن الحسين حدثني يحيى بن راشد حدثني عبد الله بن المبشر - من ولد توبة العنبري - قال: دعا عتبة ربه أن يمن عليه بصوت حزين، ودمع غزير، وغذاء من غير تكلف، فكان إذا قرأ بكى وأبكى، قال وكانت دموعه جارية دهره، قال وكان يأوي إلى منزله فيصيب قوته لا يدري من أين يأتيه.

ص: 236

• حدثنا أحمد ثنا جعفر ثنا إبراهيم ثنا أحمد بن محمد قال سمعت سنيد بن داود. يقول: كان مخلد بن الحسين قد صحب إبراهيم بن أدهم وعتبة الغلام، فقيل له أيهما كان أفضل؟ عتبة أم إبراهيم؟ قال ما رأت عيناي رجلا كان أفضل من عتبة.

• حدثنا أحمد ثنا جعفر ثنا إبراهيم حدثني حميد بن الربيع حدثنى مسلم ابن إبراهيم. قال: رأيت عتبة، قال كان يقال إن الطير تجيبه.

• حدثنا أبو محمد ابن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا خالد بن خداش سمعت بعض أصحابنا يقول: دعا عتبة هذا الطير الأقمر فقال تعالى: فأنت آمن، فجاء حتى وقع في يده، ثم خلى سبيله وقال لصاحبه الذي رآه لا تحدث به أحدا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثني بعض أصحابنا حدثني الخليل بن عمرو السكري. قال: سمعت مهدي بن ميمون يقول: خرجت في بعض الليل إلى بعض الجبان فإذا عتبة الغلام، قال لي جئت؟ قد دعوت الله أن يجئ بك، قلت ادع الله أن يطعمنا رطبا، قال فدعا فإذا دوخلة مملوءة رطبا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن حدثني عبد الخالق العبدي. قال: كان لعتبة بيت كان يتعبد فيه، فلما خرج إلى الشام أقفله وقال لا تفتحوه إلى أن يبلغكم موتي، فلما بلغهم قتله فتحوه فأصابوا فيه قبرا محفورا، وغلا حديدا.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد ثنا هارون بن عبد الله وعلي بن مسلم قالا: ثنا سيار ثنا عبد الله بن شميط. قال: كان عتبة يجئ إلى أبي فيصلي معنا الصلوات كلها، فإذا صلى أبي العشاء الآخرة جاء ليدخل، قال فينصرف عنه، فيقول يا أبا عبيد الله يطول علي الليل حتى أراك، فيقول انصرف يا بني فإني أخاف عليك الليل.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله - هو ابن أحمد - ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا إبراهيم بن عبد الرحمن قال: سمعت يوسف بن عطية - وقيل له أكان عطاء

ص: 237

السليمي يقبل من أحد هدية؟ - قال نعم من عتبة الغلام، قلت وأي شيء كان يهدى له؟ قال هذه الجرار الفلسطينية فيها الزيتون والكامخ

(1)

يجئ بها تحت كسائه معلقها بيده.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد ثنا هارون بن عبد الله وعلي بن مسلم قالا: ثنا سيار ثنا رياح. قال: قال لي عتبة الغلام: يا رياح من لم يكن معنا فهو علينا.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا الحسن بن محمد ثنا أبو زرعة ثنا هارون ثنا سيار حدثني قدامة بن أيوب العتكي - وكان من أصحاب عتبة الغلام - قال:

رأيت عتبة في المنام، فقلت يا أبا عبد الله ما صنع الله بك؟ قال يا قدامة دخلت الجنة بتلك الدعوة المكتوبة في بيتك، قال فلما أصبحت جئت إلى بيتي وإذا خط عتبة في حائط البيت مكتوب: يا هادي المضلين، وراحم المذنبين، ومقيل عثرات العاثرين، ارحم عبدك ذا الخطر العظيم، والمسلمين كلهم أجمعين. واجعلنا مع الأحياء المرزوقين، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين، والشهداء والصالحين، آمين يا رب العالمين.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا جعفر بن أحمد ثنا إبراهيم بن الجنيد ثنا محمد بن الحسين ثنا سعيد بن عامر. قال: كانت امرأة بالبصرة تديم الصيام، قالت كنت إذا أفطرت قلت: اللهم اسقني من حوض النبي صلى الله عليه وسلم قالت فأتاني آت في منامي فقال: إذا سألت الله أن يسقيك من حوض النبي صلى الله عليه وسلم فسليه أن يسقيك من حوض عتبة، فإن له في الجنة حوضا، وكانت جارة لعتبة الغلام.

• حدثنا سعيد بن محمد ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا خلف بن الفضل. قال سمعت أبا القاسم مجاهد بن حاتم البرمكي ببلخ يقول: سمعت أبا حاتم الرازي يقول سمعت من علي بن المديني كلمة أعجبتني، سمعته يقول: كان أبان بن ثعلب أبا عتبة الغلام.

(1)

قوله الكامخ هو الذى يؤتدم به معرب

ص: 238

‌بشر بن منصور السليمي

ومنهم المتعبد العليم، المتوجد السليم، بشر بن منصور السليمي، رحمه الله. استحلى الوحدة والأذكار، وسلم من الفتنة والأخطار.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين بن نصر ثنا أحمد ابن إبراهيم بن كثير حدثني العباس بن الوليد بن نصر. قال: أتينا بشر بن منصور بعد العصر، فخرج إلينا وكأنه متغير، فقلت له يا أبا محمد لعلنا شغلناك عن شيء؟ فردردا ضعيفا ثم قال: ما أكتمكم - أو كلمة نحوها - كنت أقرأ في المصحف - أي شغلتموني - ثم قال لنا: ما أكاد ألقى أحدا فأربح عليه شيئا، أو نحو هذا. قال: وكان بشر بن منصور يستحب أن يصلي بالأوقات ولا يتحرى.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن نصر الحذاء ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني عبد الرحمن بن مهدي. قال: كان بشر بن منصور يقول لي اجعل العلم فضلا - يعني في الساعات التي لا شغل فيها-.

• حدثنا أبو محمد ثنا أحمد بن نصر ثنا أحمد ثنا عبد الرحمن قال: واعدت بشر بن منصور أنا وأبو الخصيب عبد الله بن ثعلبة وبشر بن السري في أن نأتيه فلما أتيناه قال: استخرت الله في مجيئكم إلى فكان الغالب على قلبى أن ألا تجيئوا قال عبد الرحمن: وأتاني مرة في حاجة فقلت له: ألا بعثت إلي حتى آتيك؟ قال لا، الحاجة لي. قال: عبد الرحمن: وعرضت عليه دابة يركب يرجع عليها؟ قال أكره أن أعود نفسي هذه العادة. قال: عبد الرحمن: وبنى عيسى بن جعفر بركة، فكان لا يشرب من مائها، ويبعث إلى النهر جارية له فتجيئه بجرة، فقال لو كنت غنيا لم يفطن لي، كنت أرسل من يستقي لي على حمار، ثم تدارك كلمته فقال: أستغفر الله، إني لبخير، إني لبخير قال عبد الرحمن: فكان بشر ابن منصور يكره أن يشتري من رجل بنى كويخا

(1)

فى غير حقه.

(1)

كويخ بالضم بيت من قصب بلا كوة. من هامش الاصل

ص: 239

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا عمارة بن يحيى أبو حمزة قال: قلت لعبد الرحمن بن مهدي أيبعث الرجل بالسلام إلى أهل الرجل؟ قال نعم! وقد كان بشر بن منصور - ولم أر مثله قط - إذا أتاني بعث إلى أهلنا بالسلام، وإن حفظ الإخاء من الدين، والكرم من الدين. قال: وسألت عبد الرحمن عن الرجل يسلم على القوم وهم يأكلون وهو صاحب هوى أو فاسق، أيد عونه إلى طعامهم؟ قال نعم! قال لي بشر بن منصور إني لأدعو إلى طعامي من لو نبذت إلى الكلب كان أحب إلي من أن يأكله.

قال عبد الرحمن: وليتق الرجل دناءة الأخلاق كما يتقي الحرام.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد الحذاء ثنا الدورقي حدثني عباس بن الوليد بن نصر. قال: ربما قبض بشر على لحيته ويقول: أطلب الرياسة بعد سبعين سنة؟! وقال بشر: إن لكل شيء ميدعا، فاجعل لنفسك ميدعا.

قال عباس: يقول لكل شيء وقاية فاجعل لنفسك وقاية، لا تحمل على نفسك حملا تغلب.

• حدثنا أبو محمد ثنا أحمد ثنا الدورقي حدثني غسان بن الفضل. قال: كان بشر بن منصور من الذين إذا رأوا ذكر الله، وإذا رأيت وجهه ذكرت الآخرة، رجل منبسط ليس بمتماوت، ذكي فقيه. قال وحدثني غسان بن الفضل حدثني أبو إسحاق الشامي قال قال فلان - وسمى رجلا-: حج العام بشر بن منصور ومحمد بن يوسف، إني أراه سيغفر العام لأهل الموسم!! قال وحدثني غسان قال قال شقيق العصفري لبشر بن منصور: يسرك أن لك مائة ألف؟ فقال لأن تندرا - وأشار إلى عينيه - أحب إلي من ذاك. قال غسان: وكان بشر رجلا من العرب، وعلم بنيه عمل الخوص. قال وحدثني غسان حدثني أسيد بن جعفر بن أخي بشر بن منصور. قال: بشر بن منصور ما فاتته التكبيرة الأولى قط، ولا رأيته قام في مسجدنا سائل قط فلم يعط شيئا إلا أعطاه، وأوصاني في كتبه أن اغسلها أو أدفنها. قال غسان: وكنت أرى بشرا إذا رآه الرجل من إخوانه قام معه حتى يأخذ بركابه، وفعل بي ذاك كثيرا. وقال لي بشر:

ص: 240

رأيت من يأتي الفقهاء والقصاص أرق قلبا ممن لا يأتي القصاص.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسن ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي حدثني عبد الخالق أبو همام الزهراني.

قال قال بشر بن منصور: أقل من معرفة الناس فإنك لا تدري ما يكون، قال فإن كان شيء - يعني فضيحة في القيامة - كان من يعرفك قليلا.

• قال وحدثنا سهل بن منصور. قال: كان بشر يصلي يوما فأطال الصلاة ورأى رجلا ينظر إليه ففطن له بشر، فقال للرجل: لا يعجبك ما رأيت مني، فإن إبليس قد عبد الله مع الملائكة كذا وكذا.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسن ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: قلت لبشر بن منصور: إنا لنجلس مجلس خير وبركة قال نعم المجلس، قال قلت له: إنه ربما لم يجلس إلي فكأني أغتم، قال: إن كنت تشتهي أن يجلس إليك؟! اترك هذا المجلس:.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني زهير السجستاني أبو عبد الرحمن. قال: سمعت بشر بن منصور يقول: ما جلست إلى أحد ولا جلس إلي أحد، فقمت من عنده أو قام من عندي إلا علمت أني لو لم أقعد إليه أو يقعد إلي كان خيرا لي.

• حدثنا عبد الله ثنا أحمد ثنا أحمد حدثني محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا أيوب بن عبد الله الأنصاري قال: كنا عند بشر بن منصور فحدثنا فقال: لقد فاتني منذ كنت معلما خير كثير،- أو شيء كثير-.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد قال علي بن المديني بلغني عن عبد الرحمن بن مهدي. قال: قال بشر بن منصور:

إني لأذكر الشيء من أمر الدنيا ألهي به نفسي عن ذكر الآخرة، أخاف على عقلي.

• حدثنا محمد بن جعفر ثنا إسحاق بن إبراهيم بن جميل ثنا علي بن مسلم ثنا سيار ثنا بشر بن المفضل. قال: رأيت بشر بن منصور في المنام، فقلت

ص: 241

يا أبا محمد ما صنع الله بك؟ قال وجدت الأمر أهون مما كنت أحمل على نفسي.

• حدثنا محمد بن أحمد بن عمر ثنا أبي ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا محمد بن قدامة. قال: لما احتضر بشر بن منصور قيل له أوص بدينك، قال أنا أرجو ربي لذنبي، أفلا أرجوه لديني؟ فلما مات قضى عنه دينه بعض إخوانه.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن روح حدثني حسين بن الحسن عن ابن عيينة. قال: قال رجل لبشر منصور: عظني، قال عسكر الموتى ينتظرونك.

‌أسند الكثير، روايته عن الأئمة والأعلام

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر - فى جماعة - قالوا: ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ح. وحدثنا سليمان ثنا عبد الله بن أحمد قالا: ثنا العباس بن الوليد ثنا بشر بن منصور ثنا سفيان عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما الدين النصيحة، إنما الدين النصيحة، إنما الدين النصيحة، قالوا لمن يا رسول الله؟ قال لله، ولرسوله، ولكتابه، ولأئمة المسلمين ولعامتهم» . غريب من حديث الثوري عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة، تفرد به بشر. ورواه أصحاب الثوري عن سهيل عن عطاء بن يزيد عن تميم.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا الحسين بن حفص ح. وحدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبد الأعلى بن حماد قالا: ثنا بشر بن منصور عن زهير بن محمد عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة.

قال: «دعا رجل من الأنصار نبي الله صلى الله عليه وسلم فانطلقنا معه، فلما طعم النبي صلى الله عليه وسلم وغسل يده قال: «الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم من علينا فهدانا، وأطعمنا وسقانا، وكل بلاء حسن أبلانا، الحمد لله غير مودع ربي، ولا مكافئ، ولا مكفور، ولا مستغنى عنه، الحمد لله الذي أطعم من الطعام، وسقى من الشراب، وكسى من العرى، وهدى من الضلالة، وبصر من العمى، وفضل على كثير من خلقه تفضيلا، الحمد لله رب العالمين» . غريب من حديث سهيل وزهير، تفرد به بشر بن منصور.

ص: 242

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ح. وحدثنا إسحاق ابن أحمد بن علي ثنا إبراهيم بن يوسف بن خالد قالا: ثنا عباس بن الوليد ثنا بشر بن منصور عن عمران بن عبد الله عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يبعث الله الحجر الأسود يوم القيامة وله عينان يبصر بهما، ولسان طلق يشهد لمن استلمه بالوفاء» . غريب من حديث ابن خثيم، لم نكتبه إلا من حديث بشر.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ح. وحدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق ثنا محمد بن إسحاق الثقفي قالا: ثنا عبد الأعلى بن حماد ثنا بشر بن منصور عن عمر بن نبهان عن أبي شداد عن جابر بن عبد الله. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من جاء بهن مع إيمان دخل الجنة من أي أبواب الجنة شاء، وزوج من الحور العين حيث شاء؟ من أدى دينا خفيا، وقرأ فى دبر كل صلاة قل هو الله أحد عشر مرات، وعفى عن قاتله، قال أبو بكر: أو إحداهن يا رسول الله؟ قال أو إحداهن» . غريب من حديث عمر تفرد به بشر.

‌عبد العزيز بن سلمان

ومنهم الواله

(1)

العيمان، الوارد العطشان، عبد العزيز بن سلمان.

رحمه الله الخوف أضناه، والرجاء أسلاه.

• حدثنا الوليد بن أحمد ومحمد بن أحمد بن النضر قالا: ثنا عبد الرحمن ابن محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن يحيى ثنا محمد بن الحسن ثنا يحيى بن بسطام الأصفر ثنا أبو طارق التبان. قال: كان عبد العزيز بن سلمان إذا ذكر القيامة والموت صرخ كما تصرخ الثكلى، ويصرخ الخائفون من جوانب المسجد، قال وربما رفع الميت والميتان من جوانب مجلسه.

(1)

رجل عيمان أيمان؛ ذهبت ابله، وماتت اقرانه.

ص: 243

• حدثنا الوليد بن أحمد ومحمد بن أحمد قالا: ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا محمد بن يحيى ثنا محمد بن الحسين حدثني مالك بن ضيغم حدثني مسمع بن عاصم. قال: بت أنا وعبد العزيز بن سلمان، وكلاب بن جري، وسلمان الأعرج على ساحل من بعض السواحل، فبكى كلاب حتى خشيت أن يموت، ثم بكى عبد العزيز لبكائه، ثم بكى سلمان لبكائهم، وبكيت والله لبكائهم، ثم لا أدري ما أبكاهم!! فلما كان بعد سألت عبد العزيز فقلت: أبا محمد ما الذي أبكاك ليلتك؟ قال إني نظرت والله إلى أمواج البحر تموج وتحيك فذكرت أطباق النيران وزفراتها فذاك الذي أبكاني، ثم سألت كلابا وسلمان فقالا لي نحوا من ذلك قال فما كان في القوم شر مني، ما كان بكائي إلا لبكائهم رحمة لما كانوا يصنعون بأنفسهم.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المؤذن ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد حدثني محمد بن الحسين حدثني محمد بن عبد العزيز ابن سلمان. قال: كنت أسمع أبي يقول: عجبت ممن عرف الموت كيف تقر في الدنيا عينه، أم كيف تطيب بها نفسه، أم كيف لا يتصدع قلبه فيها؟! قال ثم يصرخ هاه هاه حتى يخر مغشيا عليه.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن أبان ثنا أبو بكر بن سفيان ثنا محمد بن الحسين ثنا يحيى بن عيسى بن ضرار السعدي ثنا عبد العزيز بن سلمان العابد - وكان يرى الآيات والأعاجيب - ثنا مطهر السعدي - وكان قد بكى شوقا إلى الله ستين عاما-. قال: أريت كأنى على ضفة نهر تجرى بالمسك الأذفر، حافتاه شجر لؤلؤ ونبت من قضبان الذهب، فإذا أنا بجوار من بنات يقلن بصوت واحد: سبحان المسبح بكل لسان سبحانه، سبحان الموجود بكل مكان سبحانه، سبحان الدائم في كل الأزمان سبحانه، سبحانه. قال: فقلت من أنتن؟ فقلن خلق من خلق الرحمن سبحانه، فقلت ما تصنعن هاهنا؟ فقلن:

ذرأنا إله الناس رب محمد

لقوم على الأطراف بالليل قوم

يناجون رب العالمين إلههم

وتسري هموم القوم والناس نوم

ص: 244

قلت بخ بخ لهؤلاء، من هؤلاء لقد أقر الله أعينهم بكن؟ قال فقلن:

أو ما تعرفهم؟ فقلت لا والله ما أعرفهم! قلن بلى هؤلاء المتهجدون أصحاب القرآن والسهر.

• حدثنا أبو بكر المؤذن ثنا أحمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ثنا محمد بن الحسين ثنا أبو عقيل زيد بن عقيل. قال: سمعت مطرفا السفري يقول لعبد العزيز بن سلمان: رأيت فيما يرى النائم كأن قائلا يقول في وسط مسجد البصرة: قطع ذكر الموت قلوب الخائفين، فو الله ما تراهم إلا والهين، قال فخر عبد العزيز مغشيا عليه.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ثنا سلمة ابن شبيب ثنا إبراهيم بن الجنيد عن محمد بن عبد العزيز بن سلمان العابد.

قال: كان أبى إذا قام من الليل ليتهجد سمعت فى الدار جلبة شديدة، واستقاء للماء الكثير، قال فنرى أن الجن كانوا يستيقظون للتهجد فيصلون معه.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن أبان ثنا أبو بكر بن سفيان ثنا محمد بن إدريس ثنا أحمد بن أبي الحواري. قال: قيل لعبد العزيز الراسبي - وكانت رابعة تسميه سيد العابدين - ما بقي مما تلذ به؟ قال سرداب أخلو به فيه.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبو موسى العنبري ثنا عبد العزيز ثنا مالك بن دينار. قال: كنت عند أنس إذ جاءه شيخ فأستأذن عليه، فقام وتوكأ على عصاه من الكبر فقال: يا أبا حمزة لقد أعهدك بين ظهرانى قوم ليسوا كقوم أنت بين ظهرانيهم اليوم؟ قال: يا أخي إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.

‌عبد الله بن ثعلبة

ومنهم التائه الكلفي، البكاء الدنفي، عبد الله بن ثعلبة الحنفي. هيمه الحب، وتيمه القرب.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المؤذن ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد

ص: 245

الله بن محمد بن عبيد ثنا أبو الحسن البصري ثنا أبو عروة - وكان جارا لعبد الله بن ثعلبة-. قال: بكى عبد الله حتى انتجق

(1)

خداه من الدموع، وكان يقول:

لكل أناس مقبر بفنائهم

فهم ينقصون والقبور تزيد

فهم جيرة الأحياء أما مزارهم

فدان وأما الملتقى فبعيد.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن سفيان ثنا محمد بن إدريس ثنا محمد بن علي الهاشمي. قال: قال عبد الله بن ثعلبة

(2)

: إذا أمسيت فالله يحفظك بأحراسه، فإذا أصبحت غدوت على معاصيه خلافا له، فإذا أمسيت أعاد أحراسه إليك لا يمنعه ما كان منك.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن عبيد قال بلغني عن حامد بن عمر البكراوي قال: سمعت عبد الله بن ثعلبة يقول لسفيان ابن عيينة: يا أبا محمد وا حزناه على الحزن، فقال سفيان هل حزنت قط لعلم الله فيك؟ فقال عبد الله آه تركتني لا أفرح أبدا.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد ثنا أبو بكر بن سفيان ثنا محمد بن إدريس ثنا عبد الصمد بن محمد عن أبيه. قال: قال عبد الله بن ثعلبة: إلهي من كرمك كأنك تطاع ولا تعصى، ومن ذلك أنك تعصى فكأنك لا ترى، وأي زمن لم تعصك فيه سكان أرضك، وكنت والله بالخير عليهم عوادا.

• حدثنا أبي ثنا أحمد ثنا أبو بكر حدثني علي بن محمد ثنا يوسف بن أبي عبد الله. قال: سمعت عبد الله بن ثعلبة الحنفي يقول: تضحك ولعل أكفانك قد خرجت من عند القصار!!.

‌المغيرة بن حبيب

ومنهم المسارع اللبيب، المغيرة بن حبيب، فارق الشهوات، وعانق القربات.

(1)

كذا فى الاصل وهو لفظ محرف وليس فى اللغة: نجق، والمراد ان دموعه اثرت فى خديه

(2)

فى الاصل: من تعلمه الله يحفظك الخ.

ص: 246

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق السراج ثنا هارون بن عبد الله ح. وحدثنا محمد بن جعفر بن يوسف ثنا إسحاق بن جميل ثنا علي بن مسلم الطوسي قالا: ثنا سيار ثنا جعفر بن سليمان. قال: شهدت أيوب السختياني يغسل المغيرة بن حبيب ختن مالك بن دينار، قال فقال: اللهم أدخل المغيرة الجنة فإني لا أعلم المغيرة إلا كان حريصا عليها. قال ثم قال: أما والله ما كان المغيرة عندنا بدون صاحبه - يعني مالك بن دينار-.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا هارون بن عبد الله وعلي بن مسلم قالا: ثنا سيار ثنا جعفر. قال: سمعت المغيرة بن حبيب أبا صالح ختن مالك بن دينار يقول: قلت لنفسي يموت مالك وأنا معه في الدار لا أعلم ما عمله؟ قال فصليت معه العشاء الآخرة ثم مضيت، ثم جئت فلبست قطيفة في أطول ما يكون من الليل، وجاء مالك فدخل فقرب رغيفه فأكل، ثم قام إلى الصلاة فاستفتح ثم أخذ بلحيته فجعل يقول: يا رب إذا جمعت الأولين والآخرين فحرم شيبة مالك على النار، قال فو الله ما زال كذلك حتى غلبتني عيني، قال ثم انتبهت فإذا هو على تلك الحال يقدم رجلا ويؤخر أخرى، ويقول يا رب إذا جمعت الأولين والآخرين فحرم شيبة مالك على النار، قال فو الله ما زال كذلك حتى طلع الفجر. قال: فقلت لنفسي والله لئن خرج مالك فرآني لأقلقن بالة أبدا، قال فجئت إلى المنزل وتركته.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ثنا محمد ابن الحسين حدثني صدقة بن الحر السعدي قال حدثني مرجا بن وادع الراسبي حدثني المغيرة بن السعدي حدثني المغيرة بن حبيب. قال: قال عبد الله بن غالب الحداني لما برز إلى العدو: على ما آسى من الدنيا؟ فو الله ما فيها للبيت جذل وو الله لولا محبتى لمباشرة السهر بصفحة وجهى، وافترش الجبهة لك يا سيدي، والمراوحة بين الأعضاء والكراديس في ظلم الليل رجاء ثوابك، وحلول رضوانك، لقد كنت متمنيا لفراق الدنيا وأهلها. قال: ثم كسر جفن سيفه ثم تقدم فقاتل حتى قتل، فحمل من المعركة وإن له لرمقا فمات دون العسكر

ص: 247

قال فلما دفن أصابوا من قبره رائحة المسك، قال فرآه رجل من إخوانه في منامه فقال: يا أبا فراس ما صنعت؟ قال خير الصنيع، قال إلى ما صرت؟ قال إلى الجنة، قال بم؟ قال بحسن اليقين، وطول التهجد، وظمأ الهواجر. قال:

فما هذه الرائحة الطيبة التي توجد من قبرك؟ قال تلك رائحة التلاوة والظمأ، قال قلت: أوصني، قال اكسب لنفسك خيرا لا تخرج عنك الليالي والأيام عطلا، فانى رأيت الأبرار قالوا البر بالبر.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد حدثني محمد بن الحسين قال حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي ثنا صعدي بن أبي الحجر. قال: كنا ندخل على المغيرة فنقول كيف أصبحت؟ قال: أصبحنا مغرقين في النعم، موقرين من الشكر، يتحبب إلينا ربنا وهو عنا غني، ونتمقت إليه ونحن إليه محتاجون.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا علي بن مسلم وهارون قالا: ثنا سيار ثنا جعفر. قال: سمعت مالك بن دينار يقول للمغيرة بن حبيب ما لا أحصي - وكان ختنه يا مغيرة - كل أخ وجليس وصاحب لا تستفيد منه في دينك خيرا فانبذ عنك صحبته.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني ثنا العلاء بن عبد الجبار ثنا حزم عن مغيرة بن حبيب. قال: اشتكى بطن مالك بن دينار فقيل له لو عمل لك قلية فإنها تحبس البطن؟ فقال دعوني من طبكم، اللهم إنك تعلم أني لا أريد البقاء في الدنيا لبطني ولا لفرجي.

• حدثنا محمد بن جعفر ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا علي بن مسلم ثنا سيار ثنا جعفر. قال: شهدت المغيرة جاء إلى مالك بن دينار - لما ماتت ابنة مالك بن دينار وهي امرأة المغيرة-، فقال له: يا أبا يحيى انظر ما يصيبك من ميراث ابنتك فخذه. قال: اذهب يا مغيرة فهو لك.

روى المغيرة عن صهره مالك بن دينار، وهو عزيز الحديث.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا محمد

ص: 248

ابن منهال ثنا يزيد بن زريع ثنا هشام الدستوائي عن المغيرة بن حبيب عن مالك بن دينار عن أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أتيت ليلة أسري بي إلى السماء، فإذا أنا برجال تفرض شفاههم بمقاريض فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال هؤلاء الخطباء من أمتك» كذا رواه يزيد عن هشام ورواه أبو عتاب سهل بن حماد عن هشام فأدخل ثمامة بين مالك وبين أنس.

• حدثنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا حجاج بن يوسف الشاعر ثنا سهل بن حماد أبو عتاب قال حدثنى هشام ابن أبي عبد الله عن المغيرة ختن مالك بن دينار عن مالك بن دينار عن ثمامة بن عبد الله عن أنس بن مالك. قال: «لما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم مر على قوم تقرض شفاههم، فقال يا جبريل من هؤلاء؟ قال هؤلاء الخطباء من أمتك الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون» .

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن يونس ثنا محمد بن عباد المهلبي ثنا صالح المري عن المغيرة بن حبيب صهر مالك. قال: قلت لمالك بن دينا: يا أبا يحيى لو ذهبت بنا إلى بعض جزائر البحر فكنا فيها حتى يسكن أمر الناس؟ فقال: ما كنت بالذي أفعل حدثني الأحنف بن قيس عن أبي ذر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إني لأعرف أرضا يقال لها البصرة، أقومها قبلة، وأكثرها مساجد ومؤذنين، يدفع عنها من البلاء ما لم يدفع عن سائر البلاد» . غريب من حديث المغيرة وصالح رواه الجراح بن مخلد عن محمد ابن عباد، ورواه القاسم بن محمد بن عباد عن أبيه مثله.

‌حماد بن سلمة

ومنهم المجتهد في العبادة، المعدود في الإمامة، أبو سلمة حماد بن سلمة.

كان لخطير الأعمال مصطنعا، وبيسير الأقوات مقتنعا.

ص: 249

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا سلم بن عصام قال سمعت عبد الرحمن ابن عمر. رسته قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: لو قيل لحماد بن سلمة إنك تموت غدا ما قدر أن يزيد في العمل شيئا.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق ثنا محمد بن إسحاق الثقفى ثنا حاتم ابن الليث الجوهري ثنا عفان بن مسلم. قال: قد رأيت من هو أعبد من حماد ابن سلمة، ولكن ما رأيت أشد مواظبة على الخير، وقراءة القرآن، والعمل لله، من حماد بن سلمة.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا حاتم بن الليث ثنا موسى بن إسماعيل. قال: لو قلت لكم إني ما رأيت حماد بن سلمة ضاحكا قط صدقتكم، كان مشغولا بنفسه إما أن يحدث، وإما أن يقرأ، وإما أن يسبح وإما أن يصلي. كان قد قسم النهار على هذه الأعمال.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا الجوهرى ثنا موسى ابن إسماعيل ثنا حماد بن زيد. قال: ما كنا نأتي أحدا نتعلم شيئا بنية من ذلك الزمان إلا حماد بن سلمة، ونحن نقول اليوم: ما نأتي أحدا تعلم بنية إلا حماد ابن سلمة.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت محمد بن عبيد الله يقول سمعت يونس بن محمد يقول: مات حماد بن سلمة في المسجد وهو يصلي.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إسحاق بن أحمد ثنا ابن أبي البلخ ثنا سوار بن عبد الله بن سوار. قال: كان حماد بن سلمة يبيع الخمر

(1)

، وكان يغدو إلى السوق، فإذا كسب حبة أو حبتين شد سفطه، وأغلق حانوته وانصرف.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا سوار بن عبد الله ثنا أبي. قال: كنت آتي حماد بن سلمة في سوقه، فإذا ربح في ثوب حبة أو حبتين شد جونته فلم يبع شيئا، فكنت أظن أن ذاك يقوته، فإذا وجد قوته لم يزد

(1)

الخمر جمع خمار وهو ما تغطى به المرأة وجهها.

ص: 250

عليه شيئا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا سلم بن عصام ثنا عبد الرحمن بن عمرو رسته قال سمعت حاتم بن عبيد الله يقول: كان حماد بن سلمة يدخل السوق فيربح دانقين في ثوب واحد فيرجع، فإذا ربح لو عرض له ديناران ما عرض لهما.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا الحسن بن محمد التاجر ثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال سمعت بعض أصحابنا يقول: عاد حماد بن سلمة سفيان الثوري، فقال سفيان: يا أبا سلمة أترى يغفر الله لمثلي؟ فقال حماد: والله لو خيرت بين محاسبة الله إياي وبين محاسبة أبوي لاخترت محاسبة الله على محاسبة أبوي، وذلك أن الله تعالى أرحم بي من أبوي.

• حدثنا إبراهيم بن محمد ثنا محمد بن إسماعيل ثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم ثنا موسى بن إسماعيل. قال: سمعت حماد بن سلمة يقول لرجل: إن دعاك الأمير أن تقرأ عليه قل هو الله أحد فلا تأته.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن إسماعيل. قال سمعت آدم بن إياس يقول: شهدت حماد بن سلمة ودعوه - يعني السلطان - فقال: أحمل لحية حمراء لهؤلاء؟! لا والله لا فعلت.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن الحسين ثنا سليمان بن عبد الجبار قال سمعت إسحاق بن عيسى الطباع يقول سمعت حماد بن سلمة يقول: من طلب الحديث لغير الله مكر به.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا المفضل بن غسان ثنا قريش بن أنس عن حماد بن سلمة. قال: ما كان من شأني أن أحدث أبدا حتى رأيت - يعني أيوب السختياني - في منامي فقال لي: حدث فإن الناس يقبلون.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي ثنا عباس بن يوسف الشكلي ثنا إسحاق بن الجراح ثنا محمد بن الحجاج. قال: كان رجل يسمع معنا عند حماد ابن سلمة، فركب إلى الصين، فلما رجع أهدى إلى حماد بن سلمة هدية، فقال له حماد: إني إن قبلتها لم أحدثك بحديث، وإن لم أقبلها حدثتك. قال:

لا تقبلها وحدثنى.

ص: 251

• حدثنا أبو أحمد ثنا عباس بن إبراهيم القراطيسي ثنا محمد بن سفيان بن أبي الزود ثنا الحكم بن يزيد عن أبان بن عبد الرحمن قال: رؤى حماد بن زيد في المنام، فقيل له ما فعل الله بك؟ قال غفر لي. قيل: فما فعل بحماد بن سلمة؟ قال هيهات!! ذاك فى أعلا عليين.

أسند حماد بن سلمة عن من لا يحصون من التابعين والأعلام.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إني لأرى التمرة فما يمنعني من أكلها إلا مخافة أن تكون من الصدقة» .

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا حماد بن سلمة عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، وعمل لا يرفع، وقلب لا يخشع، ودعاء لا يسمع» .

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «أول شيء يأكله أهل الجنة زيادة كبد الحوت» .

• حدثنا عبد الله ثنا ابن يونس ثنا داود ثنا حماد عن ثابت عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «أول شيء يحشر الناس نار تحشرهم من المشرق إلى المغرب» .

• حدثنا عبد الله بن مسعود ثنا أحمد بن الفرات ثنا الحجاج ثنا حماد ابن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك: أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أنت سيدنا وابن سيدنا، وخيرنا وابن خيرنا، فقال:«يا أيها الناس قولوا بقولكم ولا يسخرن بكم الشيطان، أنا محمد بن عبد الله» .

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة ثنا ثابت عن أنس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد أخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد، ولقد أتت علي ثلاثون من يوم وليلة ومالى ولبلال طعام يأكله آل محمد إلا شيء يواريه إبط بلال» .

ص: 252

• حدثنا أبو الحسن علي بن هارون بن محمد ثنا موسى بن هارون بن عبد الله ثنا سعيد بن عبد الجبار ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فيحثى في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالا، فيرجعون إلى أهليهم، فيقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا: فيقولون وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا» .

• حدثنا علي بن هارون ثنا موسى بن هارون ثنا شيبان بن فروح ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أتيت على يوسف وقد أعطي شطر الحسن» .

• حدثنا علي بن هارون ثنا موسى ثنا شيبان وهدبة بن خالد قالا:

ثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني وسليمان التيمي عن أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتيت على موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره» .

• حدثنا علي بن هارون ثنا موسى بن هارون ثنا عبد الرحمن بن سلام ثنا حماد بن سلمة عن ثابت وأبي عمران الجوني عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يخرج من النار - قال أبو عمران أربعة وقال ثابت رجلان - فيعرضون على ربهم فيؤمر بهم إلى النار فيلتفت أحدهم فيقول يا رب يا رب قد كنت أرجو إذا أخرجتني منها لا تعيدني فيها، قال فينجيه منها» .

• حدثنا علي ثنا موسى ثنا كامل بن طلحة ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يؤتى بالرجل من أهل الجنة فيقال يا ابن آدم كيف وجدت منزلك؟ فيقول أي رب خير منزل، فيقول سل وتمن، فيقول ما أسأل ولا أتمنى إلا أن تردني إلى الدنيا فأقتل في سبيلك عشر مرات - لما يرى من فضل الشهادة - ويؤتى بالرجل من أهل النار فيقال يا ابن آدم كيف وجدت منزلك؟ فيقول أي رب شر منزل، فيقول اتفتدى منه

ص: 253

بطلاع الأرض ذهبا؟ فيقول أي رب نعم! فيقول كذبت، قد سئلت أقل من ذلك وأيسر فلم تفعل. فيرد إلى النار».

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا علي بن محمد بن أبي الشوارب ح. وحدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل الدورقي ثنا حماد بن سلمة ثنا علي بن زيد ابن جدعان عن عمار بن أبي عمار عن أبي حبة البدري. قال: «لما نزلت {(لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب)} قال جبريل: يا محمد إن ربك يأمرك أن تقرأها على أبي بن كعب، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أبي بن كعب بذلك فبكى وقال: يا رسول الله أوقد ذكرت هناك؟ قال نعم!» .

• حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن سعيد بن الحويرث عن ابن عباس: «أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من الخلاء فأكل، فقيل له ألا توضأ؟ فقال أأصلي فأتوضأ» . رواه عن عمرو بن دينار الحمادان، وشعبة، والثوري، وابن عيينة، وأيوب، وابن جريج، وروح بن القاسم، ومحمد ابن جحادة، وليث، وزمعة بن صالح، على خلاف بينهم. فقال شعبة عن عمرو عن رجل عن ابن عباس، وقال ليث عن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وقال محمد بن جحادة عن عمرو عن عطاء بن يسار عن ابن عباس، ووافق الباقون حماد بن سلمة. ورواه ابن أبي مليكة عن ابن عباس، رواه عنه أيوب السختياني. ورواه مروان عن عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة عن عائشة، ورواه الحسن بن ذكوان عن عطاء عن ابن عباس.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا الحسن بن موسى الأشيب ثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن عبد الله ابن مسعود. قال: «كنا يوم بدر كل ثلاثة على بعير فكان علي بن أبي طالب وأبو لبابة زميلي النبي صلى الله عليه وسلم، قال فاذا كان عقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالا: يا رسول الله اركب حتى نمشي عنك، فيقول: ما أنتما

ص: 254

بأقوى مني، ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما».

• حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم ثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام ثنا منصور بن صقير أبو النضر ثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن عبد الله وداود بن هند عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «ثلاث من كن فيه فهو منافق، وإن صام وإن صلى وزعم أنه مسلم؛ من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان» . حديث داود مشهور، وحديث عاصم تفرد به منصور عن حماد.

• حدثنا محمد بن جعفر ثنا محمد بن أحمد ثنا يزيد بن هارون أنبأنا حماد ابن سلمة عن عاصم بن أبي النجود عن أبي صالح عن أبي هريرة. قال: «إن الله تعالى ليرفع الدرجة للعبد في الجنة، فيقول أي رب أنى لي هذا؟ فيقول باستغفار ولدك لك» . لم نكتبه عاليا إلا من هذا الوجه، موقوفا. وهو غريب من حديث حماد وعاصم.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يزيد بن هارون أنبأنا حماد بن سلمة عن الزبير أبي عبد السلام عن أيوب بن عبد الله بن مكرز عن وابصة بن معبد. قال: «أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أريد لا أدع شيئا من البر والإثم إلا سألته عنه، فجعلت أتخطى فقالوا إليك يا وابصة عن رسول الله، فقلت دعوني أدنو منه فإنه من أحب الناس إلي أن أدنو منه، فقال: ادن يا وابصة فدنوت حتى مست ركبتي ركبته، فقال: يا وابصة أخبرك عن ما جئت تسألني عنه؟ فقلت: أخبرني يا رسول الله، قال جئت تسألني عن البر والإثم! قلت نعم!! قال فجمع أصابعه فجعل ينكت بها في صدري ويقول:

يا وابصة استفت قلبك، استفت نفسك، البر ما اطمأن إليه القلب، واطمأنت إليه النفس، والإثم ما حاك فى النفس، وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك». غريب من حديث الزبير أبي عبد السلام لا أعرف له راويا غير حماد.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يحيى بن أبي بكر

ص: 255

ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن أول من يكسى حلة من النار إبليس، يكسى حلة ثم يضعها على حاجبه وذريته من خلفه، ينادى يا ثبوره، وذريته من خلفه وهم ينادون يا ثبورهم، ويقال لهم لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا» .

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا حوثرة ابن أشرس ثنا حماد بن سلمة عن شعبة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة.

قالت: «كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم في تور شبه، فيبادرني مبادرة» . غريب من حديث حماد عن شعبة.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر وهو مؤمن، ولا يسرق وهو مؤمن، ثم التوبة معروضة» .

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الناس معادن، فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا» .

• حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم ثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام ثنا منصور ابن صقير ثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة.

قال: لما مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم صاح أسامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما هذا؟ ليس هذا منا، ليس لصائح حظ؟ القلب يحزن، والعين تدمع، ولا نغضب الرب» .

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يزيد بن هارون ح. وحدثنا عبد الله بن جعفر ثنا أبو مسعود ثنا العلاء بن عبد الجبار - أو غيره - ح. وحدثنا عبد الله ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا مسلم بن إبراهيم قالوا: ثنا حماد بن سلمة ثنا الطفيل بن سخبرة عن القاسم عن عائشة أن النبي صلى الله

ص: 256

عليه وسلم قال: «أعظم النكاح بركة؛ أيسره مئونة» .

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا هشام بن عبد الملك ثنا حماد بن سلمة عن إسحاق بن سويد حدثني أبو فاختة عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعثمان بن مظعون: «أتؤمن بما نؤمن به؟ قال بلى! قال فأسوة ما لك بنا» .

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عصمة بن سليمان ثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش. قال: «كان عبد الله بن مسعود قائما يصلي، فلما بلغ المائة من النساء قال له النبي صلى الله عليه وسلم:

سل تعطه، فقال: اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد، ونعيما لا ينفد، ومرافقة نبيك في أعلى جنة الخلد».

• حدثنا محمد بن المظفر ثنا علي بن إسماعيل ثنا أبو محذورة البصري ثنا داود ابن شبيب ثنا حماد بن زيد ثنا حماد بن سلمة عن أبي العشراء الدارمي عن أبيه.

قال: «قيل يا رسول الله أما تكون الذكاة الا فى اللبة أو الحلق؟ قال: لو طعنت في فخذها أجزأ عنك» .

‌حماد بن زيد

ومنهم الإمام الرشيد، الآخذ بالأصل الوكيد، المتمسك بالمنهج الحميد.

نزل من العلوم بالمحل الرفيع، وتوصل إلى الأصول بالوسيط المنيع، اقتبس الآثار عن الأخيار، وأخذ الأعمال عن الأبرار، أكبر فوائده في الأقضية والأحكام، وأبلغ مواعظه في مراعاة الأبنية والأعلام. أبو إسماعيل حماد بن زيد.

• حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال سمعت أبا قدامة عبيد الله بن سعيد يقول سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول:

ما رأيت أحدا أعرف بالسنة من حماد بن زيد.

• حدثنا إبراهيم ثنا محمد قال سمعت أبا قدامة يقول سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: من أدركت من الناس كان الأئمة منهم أربعة؛ مالك بن أنس،

ص: 257

وحماد بن زيد، وسفيان بن سعيد، وذكر الرابع ونسيته، إن لم يكن قال ابن المبارك: فلا أدري من هو؟.

• حدثنا إبراهيم بن إسحاق ثنا أبو العباس السراج قال سمعت أحمد بن سعيد الدارمي يقول سمعت أبا عاصم يقول: مات حماد بن زيد يوم مات ولا أعلم له في الإسلام نظيرا فى هيبته، ودله، أظنه قال وسمته.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا محمد بن علي بن الحسن ابن شقيق حدثني أبي: قال قال عبد الله بن المبارك:

أيها الطالب علما

إيت حماد بن زيد

فاطلب العلم بحلم

ثم قيده بقيد

لاكثور وكجهم

وكعمرو بن عبيد

- يعني بثور ثور بن يزيد.-.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل حدثني أحمد الدورقي ثنا سليمان بن حرب. قال: سمعت حماد بن زيد - وذكر هؤلاء الجهمية - فقال: إنما يحاولون أن يقولوا ليس في السماء شيء.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عباس الأسقاطي ثنا سليمان بن حرب. قال سمعت حماد بن زيد يقول سمعت أيوب السختياني يقول وذكر: نحوه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا محمد بن إسحاق الصاغاني ثنا عبد الله بن يوسف الحيري ثنا فطر بن حماد بن واقد. قال: سألت حماد بن زيد فقلت: يا أبا إسماعيل إمام لنا يقول: القرآن مخلوق، أصلي خلفه؟ قال لا ولا كرامة.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا طالب بن فسره الأدنى

(1)

ثنا محمد بن عيسى بن الطباع حدثني أخي إسحاق بن عيسى. قال: كنا عند حماد بن زيد ومعنا وهب ابن جرير، فذكرنا شيئا من قول أبي حنيفة، قال حماد بن زيد: اسكت، لا يزال الرجل منكم داحضا في بوله يذكر أهل البدع في مجلس عشيرته حتى يسقط من أعينهم، ثم أقبل علينا حماد فقال أتدرون ما كان أبو حنيفة؟ إنما كان يخاصم

(1)

كذا فى الاصل ولم نقف عليه

ص: 258

فى الارجاء، فلما تخوف على مهجته تكلم في الرأي فقاس سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضها ببعض ليبطلها، وسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقاس.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني منصور بن أبي مزاحم. قال: سمعت أبا علي العذري يقول لحماد بن زيد مات أبو حنيفة؟ قال الحمد لله الذي كنس بطن الأرض به!!.

• حدثنا إبراهيم بن عبيد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا حاتم بن الليث ثنا خالد ابن خداش. قال: حماد بن زيد من عقلاء الناس، وذوي الألباب.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد قال سمعت خالد بن خداش يقول سمعت حماد بن زيد يقول: لئن قلت إن عليا أفضل من عثمان لقد قلت أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خانوا.

• حدثنا إبراهيم ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن غالب ثنا أمية بن بسطام.

قال سمعت يزيد بن زريع يقول: يوم مات حماد بن زيد: مات اليوم سيد المسلمين.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ثنا سلمة بن شبيب ثنا سهل بن عاصم ثنا أبو روح الفرج بن سعيد الصوفي عن حماد بن زيد. قال: اجتمع أيوب السختياني ويونس بن عبيد وابن عون وثابت البناني في بيت، فقال ثابت: يا هؤلاء كيف يكون العبد إذا دعا الله فاستجاب له دعاءه؟ قال ابن عون: يكون البلاء في نفسه، قال ثابت: فإنه يعرضه العجب بما صنع الله به، فقال يونس بن عبيد: لا يكون العبد يعجب بصنع الله به إلا وهو مستدرج، فقال أيوب: وما علامة المستدرج؟ قال: إن العبد إذا كانت له عند الله منزلة فحفظها وأبقى عليها ثم شكر الله أعطاه الله أشرف من المنزلة الأولى، وإذا هو ضيع الشكر استدرجه الله وكان تضييعه للشكر استدراجا من الله له، وإن العبد المستدرج يكون له فيما بينه وبين الله تيسير وحبس، فعليه ينكر العجب عن معرفة الاستدراج، وإن العبد المستدرج إذا ألقي فى

ص: 259

في قلبه شيء من الشكر حمله شكره على التفقد من أين أتي، فإذا عرف ذلك خضع، وإذا خضع أقال الله عثرته. قال حماد: إن ابن عمر سئل عن الاستدراج فقال: ذاك مكره بالعباد المضيعين. قال: فبكوا جميعا، ثم رفع أيوب يده من بينهم وقال: يا عالم الغيب والشهادة لا توفيق لنا إن لم توفقنا، ولا قوة لنا إن لم تقونا. فقال يونس: به وجدنا طعم القوة من دعائك يا أبا بكر. قال: وكان أيوب يعرفه أصحابه أن له دعوة مستجابة.

أدرك حماد معظم التابعين من البصريين، وغيرهم.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس بن مالك. قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ليلة فخرجوا نحو الصوت. فاستقبلهم النبي صلى الله عليه وسلم على فرس لأبي طلحة عري وفي عنقه السيف وهو يقول: لن تراعوا، لن تراعوا، ثم قال.

وجدناه بحرا أو قال إنه لبحر قال وكان الفرس بطيئا فلم يسبق بعد ذلك اليوم».

قال حماد: هذه الكلمة الأخيرة في حديث ثابت وغيره. هذا حديث صحيح ثابت متفق عليه من حديث ثابت وحماد، رواه البخاري عن سليمان.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ثنا أحمد بن عصام ثنا روح بن عبادة قال ثنا حماد عن ثابت عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا آوى إلى فراشه قال: «الحمد لله الذى أطعمنا وسقانا، وآوانا، فكم من لا كافئ له ولا مأوى» . غريب من حديث حماد رواه عنه الأكابر والقدماء.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس عن أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله وكل بالرحم ملكا فيقول يا رب نطفة، يا رب علقة، يا رب مضغة. فاذا أراد الله أن يقضي خلقها قال يا رب أذكر أم أنثى، شقيا أم سعيدا، فما الرزق، فما الأجل؟. فيكتب كذلك في بطن أمه» .

صحيح ثابت من حديث حماد متفق عليه.

ص: 260

• حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن ثنا أحمد بن على الخراز ثنا عبد الملك بن عاصم الحماني أنبأنا حماد أنبأنا ثابت وحميد عن أنس بن مالك. قال: «سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا القدح الشراب كله؛ العسل، والنبيذ، واللبن، والماء» . غريب من حديث حماد مجموعا لا أعلم رواه عنه إلا الحماني.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن الحجاج الصواف عن أبي الزبير عن جابر: أن الطفيل ابن عمرو الدوسي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «يا رسول الله هل لك في حصن حصين ومنعة؟ - فقال حصنا كان لدوس - فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك للذى دخره الله للأنصار، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم المدينة هاجر إليه الطفيل بن عمرو، وهاجر معه قوم، فاجتووا المدينة، فمرض رجل فخرج فأخذ مشقصا له فقطع براجمه، فتنخبت يداه حتى مات، فرآه الطفيل بن عمرو في منامه في هيئة حسنة، ورآه مغطيا يده، فقال له: ما صنع بك ربك؟ قال غفر لي بهجرتي إلى نبيه، قال فما لي أراك مغطيا يدك؟ قال قيل لي لن نصلح منك ما أفسدته، فقصها الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اللهم.- أحسبه قال - وليديه فاغفر» . هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في كتابه.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ثنا أبو بكر بن النعمان ثنا أبو ربيعة زيد بن عوف ثنا حماد عن الحجاج الصواف عن أبي الزبير عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أوى الرجل إلى فراشه ابتدره ملك وشيطان، فيقول الملك اختم بخير، ويقول الشيطان اختم بشر، فإن ذكر الله عز وجل ونام بات الملك يكلؤه، فإن استيقظ قال الملك افتح بخير، وقال الشيطان افتتح بشر، فإن قال الحمد لله الذي رد إلي نفسي ولم يمتها في منامها، الحمد لله الذى يمسك السماوات والأرض أن تزولا إلى آخر الآية، الحمد لله الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه الآية، فإن وقع من سريره فمات دخل الجنة» . غريب من حديث الحجاج، وهو الحجاج بن أبي عثمان الصواف بصرى

ص: 261

• حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ثنا أحمد بن مهدي ثنا خالد بن خداش ثنا حماد بن زيد عن أيوب ويونس والمعلى وهشام عن الحسن عن الأحنف بن قيس. قال: «لما قدم علي البصرة التحفت على سيفي لآتيه فأنصره، فلقيني أبو بكرة فقال أين تريد؟ قلت هذا الرجل، قال ارجع فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا التقى المسلمان بسيفهيما فالقاتل والمقتول في النار» . صحيح من حديث حماد وأيوب متفق على صحته.

• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا محمد بن الفضل بن موسى ثنا هدبة بن خالد ثنا حماد بن زيد عن المعلى بن زياد عن الحسن عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تعالى ليؤيد هذا الدين بأقوام لاخلاق لهم» . غريب من حديث حماد والمعلى عن الحسن.

• حدثنا القاضي أبو أحمد ثنا محمد بن أيوب ثنا عبد الله بن الجراح القهستاني ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي رجاء العطاردي عن ابن عباس.

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أدوا صاعا من طعام» - يعني في الفطرة-. غريب من حديث حماد وأيوب، ولا أعلم له راويا إلا عبد الله ابن الجراح.

• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا الحسن ابن علي بن المتوكل ثنا أبو سعيد الحداد ثنا أحمد بن داود بن زيد عن عبيد الله بن أبي يزيد أنه سمع ابن عباس يقول: «بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهله من جمع بليل» .

• حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن الهيثم ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ثنا فضيل بن عبد الوهاب ثنا حماد بن زيد عن بديل عن عبد الله بن شقيق - أراه عن عائشة-. قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عذاب القبر، ومن فتنة الأعور» .

• حدثنا محمد بن جعفر قال ثنا جعفر الصائغ ثنا فضيل بن عبد الوهاب ثنا حماد بن زيد عن إسحاق بن سويد عن أبي قتادة عن عمران بن حصين.

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحياء خير كله» .

ص: 262

• حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن ثنا محمد بن غالب بن حرب ثنا أبو يعلى معلى بن مهدي ثنا حماد بن زيد عن عطاء بن السائب عن أبي الأحوص عن عبد الله رفعه. قال: «من قرأ حرفا من كتاب الله كتب الله له عشر حسنات، أما إني لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف، ثلاثون حسنة» .

• حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن قال ثنا محمد بن غالب ثنا خالد بن أبي يزيد القرني ثنا حماد بن زيد عن يحيى بن عتيق - كذا قال - عن عبد الله بن عبد الرحمن - أو عبد الرحمن بن عبد الله - عن نهار العبدي عن أبي سعيد الخدري.

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليأتين على الناس زمان يكون خير المال فيه شاء - أو قال غنما - يتبع بها صاحبها شعف الجبال، ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن» .

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود.

قال: «خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطا فقال: هذا سبيل الله، ثم خط خطوطا عن يمين الخط وعن يساره وقال: سبيل على كل - يعني سبيل شيطان يدعو إليه - وتلا هذه الآية {(وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)} يعني الخطوط التي عن يمينه وعن يساره» .

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن حبيب بن الشهيد عن الحسن عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم: «خرج متوكئا على أسامة، متوشحا بثوب قطري، فصلى بهم» .

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا أحمد بن هارون بن روح ثنا الحسن ابن علي الفارسي - وكان ثقة من كتابه - قال ثنا مؤمل بن إسماعيل ثنا سفيان الثوري وحماد بن سلمة وحماد بن زيد عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله

ص: 263

قال: «قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم في هوازن بالجعرانة، فسمعت من رجل من الأنصار كلمة فيها موجدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عبد الله: فما ملكت نفسي حتى أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فتغير وجهه، قال عبد الله: فلوددت أني كنت افتديت ذلك بكل أهلي ومالي ولم أخبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أوذى فقد أوذي موسى بأكثر من هذا فصبر، وقال: إن نبيا من الأنبياء كان في قومه يضربونه حتى شجوه على وجهه، فقال اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون» .

• حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك ثنا بشر بن موسى ثنا يحيى بن إسحاق السليحيني ثنا حماد بن سلمة وحماد بن زيد كلاهما عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أسجد على سبعة أعضاء، الأنف، والجبهة، والراحتين، وأطراف الأصابع

(1)

ولا أكف شعرا ولا ثوبا».

• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا أحمد بن عبد الرحمن السقطي ثنا يزيد ابن هارون أنبأنا حماد بن زيد عن شعيب بن الحبحاب قال سمعت أنس بن مالك يقول: «أعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية وجعل عتقها صداقها» .

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش قال ثنا الحسن بن علي بن الوليد الفسوي ثنا خالد بن خداش قال ثنا حماد بن زيد عن يحيى بن عتيق عن محمد بن سيرين عن أيوب عن يوسف بن ماهك عن حكيم بن حزام. قال: «نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبيع ما ليس عندي - أو قال - سلعة ليست عندى» قال حماد ابن زيد: حدثنيه أيوب عن يوسف عن حكيم عن النبي صلى الله عليه وسلم: مثله.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا إبراهيم بن الفضل ثنا شهاب بن عباد ثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار. قال: سمعت بن عمر يقول: «كنا لا نرى بالمخابرة بأسا حتى كان عام أول، فزعم رافع بن خديج أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنها» .

(1)

كذا فى الاصل ولم يستوفى العدد

ص: 264

• حدثنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف ثنا محمد بن شيرزاد ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «أول ما تفقدون من دينكم الصلاة» .

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن القاسم بن مساور ثنا خلف ابن هشام ثنا حماد بن زيد عن أبي حازم عن سهل بن سعد - أو غيره - رفعه.

قال: «إذا بلغ العبد - أو قال إذا عمر العبد - ستين سنة فقد أبلغ الله إليه، وأعذر الله إليه في العمر» .

• حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ثنا يحيى بن مطرف

(1)

قال دخلت على عثمان ابن أبي العاص فدعا بلبن ولقمة فقلت إني صائم، فقال:«إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الصيام جنة كجنة أحدكم من القتال، قال وكان آخر عهد عهده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بعثني أميرا على الطائف قال لي أقدر الناس فإن فيهم السقيم والضعيف، والكبير وذا الحاجة» .

• حدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب ثنا محمد بن الجعد ثنا عبيد الله بن عمر ثنا حماد بن زيد عن ليث عن زياد عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حق الضيف على من يضيفه ثلاث فما أكثر من ذلك فهو صدقة، فليرتحل الضيف عنهم ولا يؤثمهم» .

• حدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب ثنا جعفر الفريابى ثنا المقدمى ثنا حماد ابن زيد ثنا عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «من رأى مبتلى فقال الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني عليك وعلى كثير من خلقه تفضيلا، إلا صرف الله عنه ذلك الداء كائنا ما كان» .

• حدثنا محمد بن معمر ثنا جعفر الفريابي قال ثنا عبيد الله بن عمر ثنا حماد بن زيد ثنا أيوب عن ابن أبي مليكة. قال: قال ابن عباس: «لما طعن عمر كنت قريبا منه فمسست بعض جسده وقلت جلدا لا تمسه النار، قال فنظر

(1)

كذا فى الاصل وفى السند سقط

ص: 265

إلى نظرة جعلت أرثي له منها، قال وما علمك بذلك؟ قال قلت يا أمير المؤمنين صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسنت صحبته، ففارقك وهو عنك راض، وصحبت المسلمين وأحسنت صحبتهم ففارقتهم إن شاء الله إن أنت فارقتهم وهم عنك راضون، فقال: أما ما ذكرت من صحبتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنما كان ذلك منا من الله عز وجل من به علي، وإن الذي ترى بي من صحبتكم فلو أن لي ما في الأرض من شيء لافتديت به من عذاب الله قبل أن أراه».

• حدثنا أبو الحسن أحمد بن يعقوب بن المهرجان المعدل ثنا الحسن بن علي المعمري حدثني عبد الواحد بن غياث ثنا حماد بن زيد عن معمر والنعمان عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أمه أم كلثوم. قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لم يكذب من نمى خيرا، أو قال خبرا ليصلح بين الناس» .

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن الفرج الأزرق ثنا محمد بن الفضل أبو النعمان ثنا حماد بن زيد عن أبان بن ثعلب عن الأعمش عن أبي عمرو الشيباني عن ابن مسعود. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدال على الخير كفاعله» .

• حدثنا أبو بكر ثنا محمد بن غالب بن حرب ثنا محمد بن الفضل ثنا حازم وعلي بن المديني وعبيد الله بن عمر قالوا: ثنا حماد بن زيد عن أبان بن ثعلب عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله بن مسعود: «ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يلبي لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك» .

• حدثنا أبو بكر ثنا إسماعيل بن إسحاق فال ثنا محمد بن معاوية النيسابوري ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه: أنه كان له دين على رجل، فجاء يتقاضاه فتوارى عنه، ثم لقيه فقال مالك؟ فقال ليس عندي، فقال: أتحلف بالله أنه ليس عندك؟ فقال بالله ما عندي، فدعا بالكتاب فخرقه وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من انظر معسرا أو وهب له أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله» .

ص: 266

• حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن الفضل ثنا عبدان بن أحمد ثنا جبارة ثنا أحمد بن زيد حدثني إسحاق بن سويد عن سويد عن يحيى بن يعمر عن ابن عمران: «أن رجلا نادى النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا، كل ذلك يرد عليه لبيك لبيك» .

• حدثنا محمد بن عبد الرحمن ثنا عبدان بن أحمد ثنا جبارة بن المغلس ثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر بن يزيد عن ابن عباس وعن عمرو ابن دينار عن أبي جعفر قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نسي الصلاة علي خطئ طريق الجنة» .

‌زياد بن عبد الله النميري

ومنهم القائم المتهجد، والصائم المتعبد، ابتدر الفوت، وانتظر الموت، زياد بن عبد الله النميري.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ثنا سلمة بن شبيب ثنا داود بن المحبر ثنا صالح المري قال: قال لي زياد النميري - منذ زمن طويل أتاني آت في منامي فقال قم يا زياد إلى عبادتك من التهجد، وحظك من قيام الليل، فهو والله خير لك من نومة توهن بدنك، وينكسر لها قلبك.

قال فاستيقظت مرعوبا، ثم عادني والله النوم فأتاني ذلك - أو غيره - فقال:

قم يا زياد فلا خير في الدنيا إلا للعابدين، قال فوثبت فزعا.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المؤذن ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر ابن عبيد حدثني محمد بن الحسين ثنا عون بن عمارة ثنا عمارة بن زاذان. قال سمعت ذياد النميري يقول: لو كان لي من الموت أجل أعرف مدته لكنت حريا بطول الحزن والكمد حتى يأتيني وقته، فكيف وأنا لا أعلم متى يأتيني الموت صباحا أو مساء؟ ثم خنقته عبرته فقام.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني محمد بن الحسين ثنا داود بن المحبر ثنا عبد الواحد بن الخطاب. قال: سمعت زياد

ص: 267

النميري - ونحن في جنازة وذكروا القيامة-: فقال زياد من مات فقد قامت قيامته.

أسند عن أنس بن مالك.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن علي الخزاعي قال ثنا مسلم ابن إبراهيم ح. وحدثنا حبيب بن الحسن ثنا يوسف القاضي ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قالا: ثنا عدي بن أبي عمارة الذارع ثنا زياد النميري عن أنس بن مالك.

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الشيطان لواضع خطمه في قلب ابن آدم فإذا ذكر الله خنس، وإن نسى الله التقم قلبه» .

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا يوسف القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا زائدة بن أبي الرقاد ثنا زياد والنميرى عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا يا رسول الله وأنى لنا برياض الجنة فى الدنيا؟ قال حلق الذكر» .

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن أبي بكر ثنا زائدة بن أبي الرقاد ثنا زياد النميري عن أنس بن مالك. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن لله سيارة من الملائكة يطلبون حلق الذكر، فإذا أتوا عليهم حفوا بهم، ثم يبعثون رائدهم إلى السماء إلى رب العزة فيقولون يا ربنا أتينا على عباد من الصالحين من عبادك، يعظمون آلاءك، ويتلون كتابك، ويصلون على نبيك، ويسألونك لآخرتهم ودنياهم؟ فيقول ربنا تعالى: غشوهم رحمتي، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم» .

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا المقدمي ثنا زائدة بن أبي الرقاد قال ثنا زياد النميري عن أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث كفارات، وثلاث درجات، وثلاث منجيات، وثلاث مهلكات.

فأما الكفارات فإسباغ الوضوء في السبرات، وانتظار الصلوات بعد الصلوات ونقل الأقدام إلى الجمعات، وأما الدرجات فإطعام الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة في الليل والناس نيام، وأما المنجيات فالعدل في الغضب والرضا والقصد

ص: 268

في الغنى والفقر، وخشية الله في السر والعلانية. وأما المهلكات فشح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه».

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن أبي بكر عن زائدة بن أبي الرقاد ثنا زياد النميري عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «أطت السماء وحق لها أن تئط ما منها موضع قدم إلا وبه ملك ساجد، أو راكع، أو قائم» .

• حدثنا حبيب بن الحسن وعلي بن هارون قالا: ثنا يوسف القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا زائدة بن أبي الرقاد ثنا زياد النميري عن أنس بن مالك. قال:

«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان» .

‌هشام بن حسان

ومنهم المترقب ذو الأحزان، المتيقظ ذو الأشجان، هشام بن حسان.

كثر كلامه ما أسنده عن أستاذه الحسن بن أبي الحسن، لزمه عشر سنين.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا صفوان بن عيسى ثنا هشام بن حسان. قال: سمعت الحسن يقول: والله لقد أدركت أقواما ما طوي لأحدهم في بيته ثوب قط، وما أمر في أهله بصنعة طعام قط، وما جعل بينه وبين الأرض فراشا قط. وإن كان أحدهم ليقول: لوددت أني أكلت أكلة تصير في جوفي مثل الآجرة، قال ويقول: بلغنا إن الآجرة تبقى في الماء ثلاثمائة سنة.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني أبي ثنا صفوان بن عيسى عن هشام قال سمعت الحسن يقول: والله لقد أدركت أقواما إن كان أحدهم ليرث المال العظيم، قال وإنه والله لمجهود شديد الجهد، قال فيقول لأخيه: يا أخي إني قد علمت أن ذا ميراث وهو حلال، ولكني أخاف أن يفسد علي قلبي وعملي

ص: 269

فهو لك لا حاجة لي فيه، قال فلا يرزأ منه شيئا أبدا. قال وهو والله مجهود شديد الجهد!.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا روح ثنا هشام عن الحسن. قال: والله لقد أدركت أقواما إن كان أحدهم ليأكل غداء فما عسى أن يقارب شبعه فيمسك. قال الحسن: والله لأن ينبذ رجل طعامه للكلب خير له من أن يأكل فوق شبعه.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق قال سمعت هشاما يحدث عن الحسن. قال: والله لقد أدركت أقواما كان أحدهم يخلف أخاه في أهله أربعين عاما ينفق عليهم.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن عبد الله بن رستة ثنا قطن بن نسير ثنا جعفر بن سليمان ثنا هشام عن الحسن. قال: أدركت - والذي نفسي بيده - أقواما ما أمر أحدهم أهله بصنعة طعام قط، فإن قرب إليه شيء أكله وإلا سكت، لا يبالي حارا كان أو باردا، وما افترش أحدهم بينه وبين الأرض فراشا قط، وإنما يتوسد يده فيهجع من الليل، ثم يقوم فيبيت ليلته قائما راكعا وساجدا، يرغب إلى الله في فك رقبته.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا أخي ثنا ابن مهدي عن حماد بن زيد عن هشام عن الحسن. قال:

ما الدنيا كلها من أولها إلى آخرها إلا كرجل نام نومة، فرأى في منامه ما يحب ثم انتبه.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن ثنا أبو بكر ثنا سعدويه وإسحاق بن إبراهيم قالا: ثنا أبو معاوية عن هشام عن الحسن. قال: قيل يا أبا سعيد ألا تغسل قميصك؟ قال الأمر أعجل من ذلك.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن عبد الله بن رسته ثنا أيوب ثنا فضيل بن عياض عن هشام عن الحسن. قال: لقد أدركت أقواما لا يفرحون بما أقبل عليهم من الدنيا، ولا ييأسون على ما أدبر منها.

ص: 270

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا على ابن حكيم ثنا فضيل بن عياض عن هشام عن الحسن. قال: لباب واحد من العلم أتعلمه أحب إلي من الدنيا وما فيها.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الله بن بندار ثنا محمد بن يحيى المكي ثنا فضيل بن عياض عن هشام عن الحسن. قال: ما من مسلم يأوي إلى فراشه يذكر الله إلا كان فراشه مسجد الله، وكتب عند الله من الذاكرين.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الله بن بندار ثنا محمد بن يحيى ثنا فضيل ابن عياض عن هشام عن الحسن. قال: قال عبد الله: لو وقفت بين الجنة والنار فخيرت أن أعلم مكاني منهما - أو أكون ترابا - لاخترت أن أكون ترابا.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد ثنا عبد الله بن سفيان ثنا داود بن عمرو الضبي ثنا فضيل بن عياض عن هشام عن الحسن. قال: تفكر ساعة خير من قيام ليلة.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا داود بن عمرو الضبي ثنا فضيل بن عياض عن هشام عن الحسن. قال: إنكم أصبحتم في أجل منقوص، وعمل محفوظ، والموت في رقابكم، والنار بين أيديكم، وما ترون والله ذاهبا، فتوقعوا قضاء الله فى كل يوم وليلة، ولينظر امرؤ ما قدم لنفسه.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا على ابن مسلم ثنا سيار ثنا جعفر قال سمعت هشام بن حسان يقول سمعت الحسن يقول: والله لا يؤمن عبد بهذا إلا حزن وذبل، وإلا نصب وذاب، وإلا تعب.

• حدثنا محمد بن جعفر ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا علي بن مسلم ثنا سيار ثنا حماد بن زيد عن هشام عن الحسن. قال: حتى متى يا أهلاه غدوني، يا أهلاه عشوني؟!.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا ابن أبي داود ثنا علي بن مسلم ثنا عباد عن هشام عن الحسن. قال: المؤمن يصبح حزينا ويمسي حزينا، ويتقلب في

ص: 271

الحزن، ويكفيه ما يكفي العنيزة!!.

• حدثنا محمد بن جعفر ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا علي بن مسلم ثنا سيار ثنا جعفر ثنا هشام عن الحسن. قال: والله لقد أدركنا أقواما وصحبنا طوائف إن كان الرجل منهم ليمسي وعنده من الطعام ما يكفيه ولو شاء لأكله، فيقول والله لا أجعل هذا كله في بطني حتى أجعل بعضه لله، فيتصدق ببعضه، والله لقد أدركنا أقواما وصحبنا طوائف ما كانوا يبالون أشرقت الدنيا أم غربت، والله الذي لا إله غيره لهي أهون عليهم من التراب الذي يمشون عليه.

• حدثنا محمد بن جعفر ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا علي بن مسلم ثنا سيار ثنا جعفر ثنا هشام. قال: سمعت الحسن يحلف بالله ما أعز أحد الدرهم إلا أذله الله.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يزيد بن هارون أنبأنا هشام. قال: سمعت الحسن يقول: والله ما أحد من الناس بسط له دنيا ولم يخف أن يكون قد مكر به فيها إلا كان قد نقص علمه، وعجز رأيه، وما أمسكها الله عن عبد مسلم يظن أنه قد خير له فيها إلا كان قد نقص علمه، وعجز رأيه.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا يزيد بن هارون أنبأنا هشام عن الحسن. قال: كان آدم عليه السلام قبل أن يصيب الخطيئة أجله بين عينيه وأمله خلفه، فلما أصاب الخطيئة حول فجعل أمله بين عينيه، وأجله خلف ظهره.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد بن هارون أنبأنا هشام عن الحسن. قال: لبث آدم عليه السلام في الجنة ساعة من نهار، وتلك الساعة ثلاثون ومائة سنة من أيام الدنيا.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن ثنا أبو بكر قال حدثني محمد بن عبد الله أنه حدث عن مخلد بن الحسين عن هشام عن الحسن. قال: لا تخرج نفس ابن آدم من الدنيا إلا بحسرات ثلاثة؛ أنه لم يتمتع بما جمع، ولم يدرك ما أمل، ولم يحسن الزاد لما قدم عليه.

ص: 272

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن ثنا أبو بكر ثنا محمد بن عمارة الأسدي ثنا محمد بن الطفيل ثنا حماد بن زيد عن هشام عن الحسن. قال: قيل ليوسف عليه السلام تجوع وخزائن الدنيا بيدك؟! قال: أخاف: أن أشبع فأنس الجياع.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا عبد الله بن محمد الأموي ثنا خالد بن خداش قال سمعت حماد بن زيد يقول: ما رأيت مثل مجلس هشام بن حسان أحسن سمتا وهديا، وإن كان ليحدث فبكى وتجري الدموع على لحيته من غير تكلح ولا تقبض.

أدرك هشام الأئمة والأعلام، واقتبس عنهم الأقضية والأحكام.

سمع محمد بن سيرين، وقتادة، وعكرمة، وهشام بن عروة.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا روح بن عبادة ثنا هشام عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الحسنة بعشر أمثالها، والصوم لي وأنا أجزي به، إنه يذر طعامه وشرابه من أجلى، وخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك» .

• حدثنا أبو بكر قال ثنا الحارث بن محمد ثنا يزيد بن هارون أنبأنا هشام ابن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نسي وهو صائم فأكل وشرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه» .

• حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عبد الله بن أبي بكر السهمي قال ثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة.

قال: «صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي إما الظهر وإما العصر - فسلم من ركعتين، ثم قام إلى خشبة في مقدم المسجد فوضع يديه عليها، وفى الناس أبو بكر وعمر، فذكر قصة ذي اليدين» .

• حدثنا أبو بكر ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا سعيد بن عامر عن هشام ابن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم يصلي يسأل الله فيها خيرا إلا

ص: 273

أعطاه الله إياه، قال وقللها».

• حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ثنا يعقوب بن أبى يعقوب ثنا محمد ابن عبد الله الأنصاري ثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: «إذا ثوب بالصلاة فلا يسعى أحدكم إليها، ولكن ليمش اليها وعليه السكينة، فصل ما أدركت واقض ما سبقت» .

• حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد المذكر قال ثنا إبراهيم بن زهير الحلواني ثنا مكي بن إبراهيم ثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أبردوا بالصلاة فان شدة الحر من فيح جهنم - أو من فيح أبواب جهنم» .

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد الوراق ثنا أحمد بن عبد الرحمن السقطي ثنا يزيد بن هارون أنبأنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة وأخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن لله تسعة وتسعين اسما، مائة غير واحدة، من أحصاها دخل الجنة، إنه وتر يحب الوتر» .

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد ثنا أبو علي بشر بن سيحان ثنا حرب بن ميمون - صاحب الأغمية - قال ثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد بلالا، فأخرج له ضبرا من تمر، فقال ما هذا يا بلال؟ قال تمر دخرته يا رسول الله، قال ما خفت أن تسمع له نجارا فى نار جهنم، أنفق بلالا ولا تخش من ذي العرش إقلالا» .

غريب من حديث هشام تفرد به حرب.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ثنا أبو بكر أحمد بن عمرو البزار ثنا الحسن بن يحيى الأيلي ثنا عاصم بن مهجع ثنا صالح المري عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من سره أن يعلم ما له عند الله فليعلم ما لله عنده» .

• حدثنا الحسن بن إسحاق بن إبراهيم وعمرو بن محمد بن حفص

ص: 274

المعدلان قالا: ثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل الدمشقي ثنا موسى بن عامر ثنا عيسى بن خالد اليماني ثنا صالح المري عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «إن العبد ليعمل الذنب فإذا ذكره أحزنه، فإذا نظر الله عز وجل إليه قد أحزنه غفر له ما صنع قبل أن يأخذ في كفارته بلا صلاة ولا صيام» . غريب من حديث هشام، لم نكتبه إلا من حديث صالح عنه.

• حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمود ثنا عبد الله بن وهب حدثني جميل ابن الحسن ثنا محمد بن مروان ثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من اتقى الله عز وجل دخل الجنة ينعم فيها، لا يبؤس فيها، يخلد فيها لا يموت، لا يفنى شبابه، ولا تبلى ثيابه» . غريب من حديث هشام لم نكتبه إلا من حديث محمد بن مروان العقيلي.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا هشام عن قتادة عن أنس: «أن ناسا من عرينة قدموا المدينة فاجتووها، فأمر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بإبل وراعيها، وأمرهم أن يشربوا ألبانها وأبوالها قال فسمنوا حتى تربعوا، ثم قتلوا الراعي وساقوا الإبل، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبهم فأتي بهم، فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم، وألقاهم في الشمس حتى ماتوا» رواه بندار عن ابن أبي عدي عن هشام بن حسان مثله. وزاد: ثم نهى عن المثلة.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا هشام عن قتادة عن أنس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يكبر ابن آدم ويشب منه اثنتان، حرص على المال، وعلى طول العمر» .

• حدثنا عبد الرحمن بن محمد ثنا محمد بن زكريا ثنا قحطبة بن عبد الله ثنا هشام عن قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال: «إذا جلس بين شعبها الأربع ثم أجهدها، فقد وجب الغسل» .

ص: 275

• حدثنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف ثنا محمد بن يحيى بن منده ثنا أبو كريب ثنا محمد بن ميمون الزعفراني عن هشام بن حسان عن عكرمة عن ابن عباس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب في أذنيه الآنك»

(1)

.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا الحسن بن محمد الذارع ثنا حصين بن نمير ثنا هشام بن حسان عن عكرمة عن ابن عباس.

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه» .

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا فاروق الخطابي - في جماعة - قالوا: ثنا أبو مسلم الكشي ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا هشام بن حسان عن الحسن عن عبد الله بن مغفل. قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الترجل إلا غبا» .

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا سويد بن سعيد ثنا عبد الله بن رجاء البصري عن هشام بن حسان عن الحسن عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بين الرجل والكفر ترك الصلاة» رواه أبو أسامة عن هشام مثله.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا أبو مسعود ثنا يزيد بن هارون عن هشام ابن حسان عن ابن سيرين عن أنس بن مالك. قال: «عرق النساء تاخذ إلية كبش عربي، لا عظيمة ولا صغيرة، فتشرح وتذاب، وتجزأ ثلاثة أجزاء، ثم تشرب كل غداة على ريق النفس الثلث، قال أنس: فلقد نعت لأكثر من مائة ممن به عرق النساء فبرئ» كذا رواه يزيد عن هشام موقوفا، ورواه أبو أسامة عن هشام مرفوعا.

• حدثنا محمد بن جعفر المكتب ثنا محمد بن أحمد بن الخطاب ثنا موسى ابن عبد الرحمن بن مهدي ثنا أبو أسامة عن هشام ابن حسان عن ابن سيرين عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم: في

(1)

قوله: الآنك هو الاسرب، وفى الحديث من استمع الى قينة صب فى اذنيه الآنك من هامش الاصل

ص: 276

عرق النساء. قال: «يأخذ ألية كبش» فذكر نحوه.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا روح بن عبادة ثنا هشام عن أنس عن ابن سيرين عن عبد الملك بن قتادة بن ملحان القيسي عن أبيه. قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نصوم الليالي البيض ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة، فانهن كهيئة الدهر» .

• حدثنا أبو بكر ثنا الحارث ثنا روح ثنا هشام عن واصل مولى أبي عيينة عن محمد بن أبي يعقوب عن رجاء بن حيوة عن أبي أمامة. قال: «أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة، فأتيته فقلت: يا رسول الله ادع الله لي بالشهادة، فقال: اللهم سلمهم وغنمهم، قال فسلمنا وغنمنا، ثم أتيته فقلت:

يا رسول الله مرني بعمل لعلي أبلغ به؟ قال: عليك بالصوم، فإنه لا مثل له، فلبثت ما شاء الله ثم أتيته فقلت: يا رسول الله فمرني بعمل آخر، قال اعلم أنك لن تسجد لله سجدة إلا رفع الله لك بها درجة، وحط بها عنك خطيئة».

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إدريس بن جعفر ثنا يزيد بن هارون ثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن عمران بن حصين. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حلف على يمين

(1)

مصبورة كاذبا فليتبوأ مقعده من النار».

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا بشر بن سبحان البصري ثنا حرب بن ميمون ثنا هشام بن حسان عن هشام ابن عروة عن أبيه عن عائشة. قالت: «وا بأبى - تعني النبي صلى الله عليه وسلم خرج من الدنيا ولم يشبع من خبز البر» .

(1)

قوله مصبورة من صبرت الرجل اذا حلفته صبرا اى حبسته على يمين حتى يحلف وكذلك اصبرته والمصبورة اليمين التى نهى عنها. من هامش الاصل

ص: 277

‌هشام الدستوائي

ومنهم المخلص في الرعاية، السلس في الرواية، كان للذكر أليفا، وللخوف حليفا، هشام بن أبي عبد الله الدستوائي.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سعيد بن عامر عن هشام الدستوائي. قال: كنا نختلف إلى رجل من الفقهاء سماه، فلما وقع الطاعون كانت ركعتان يصليهما أحدنا أحب إليه من طلب الحديث.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا عباس بن أبي طالب ثنا هدبة بن خالد ثنا أمية بن خالد - يعني أخاه-. قال: سمعت شعبة يقول: ما أقول لكم إن أحدا طلب الحديث يريد وجه الله تعالى إلا هشاما الدستوائي، وإن كان يقول: ليتنا ننجو من هذا الحديث كفافا لا لنا ولا علينا.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا عباس بن أبي طالب ثنا يحيى بن أيوب ثنا أبو قطن عمرو بن الهيثم بن قطن. قال: ما رأيت أحد أكثر ذكرا للموت من هشام الدستوائي.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن غالب ثنا مسلم ابن إبراهيم. قال: كان هشام الدستوائي لا يطفئ السراج إلى الصبح، وقال: إذا رأيت الظلمة ذكرت ظلمة القبر.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن غالب ثنا مسلم بن إبراهيم قال سمعت أبا يحيى علي بن عبد الله يقول سمعت عبد الرحمن ابن مهدي يقول سمعت هشاما - غير مرة - يقول - إذا حدث-: كم من رجل قد حدث هذا الحديث قد أكل التراب لسانه!!.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن الحسين ثنا سليمان بن عبد الجبار قال سمعت أبا زيد الهروي يقول سمعت هشاما الدستوائي يقول: وددت أن هذا الحديث ماء فأسقيكموه.

ص: 278

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن يونس قال سمعت أبا نعيم يقول: قدمت البصرة فلم أر بها أفضل من رجلين، هشام الدستوائي، وحماد بن سلمة.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن زيد ثنا نعيم بن حماد عن ابن المبارك. قال: سمعت هشاما الدستوائي يقول: عجب للعالم كيف يضحك!!.

• حدثنا أبي ثنا محمد بن إبراهيم بن الحكم ثنا يعقوب بن إبراهيم الدروقى ثنا سعيد بن عامر ثنا هشام صاحب الدستوائي. قال: قرأت في كتاب - بلغني أنه فى كلام عيسى بن مريم عليه السلام تعملون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير العمل، ولا تعملون للآخرة وأنتم لا ترزقون فيها إلا بالعمل، ويلكم علماء السوء!! الأجر تأخذون، والعمل تضيعون، يوشك رب العمل أن يطلب عمله وتوشكون أن تخرجوا من الدنيا العريضة إلى ظلمة القبر وضيقه، الله ينهاكم عن الخطايا كما يأمركم بالصلاة والصيام، كيف يكون من أهل العلم من سخط رزقه، واحتقر منزلته، وقد علم أن ذلك من علم الله وقدرته؟! كيف يكون من أهل العلم من اتهم الله فيما قضى له، فليس يرضى بشيء أصابه؟، كيف يكون من أهل العلم من دنياه عنده آثر عنده من آخرته، وهو في دنياه أفضل رغبة؟ كيف يكون من أهل العلم من مسيره إلى آخرته وهو مقبل على دنياه، وما يضره أشهى إليه - أو قال أحب إليه - مما ينفعه؟!.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسين ثنا الفضل بن الصباح ثنا أبو عبيدة الحداد عن هشام الدستوائي. قال: كان عيسى بن مريم عليه السلام يقول يا معشر العلماء مثلكم مثل الدفلي

(1)

يعجب ورده من نظر إليه، ويقتل طعمه من أكله. كلامكم دواء ولم يبرئ الداء، وأعمالكم داء لا تقبل الدواء، الحكمة تخرج من أفواهكم، وليس بينها وبين آذانكم إلا أربع أصابع، ثم لا تعيها قلوبكم!! معشر العلماء إن الله إنما يبسط لكم الدنيا لتعملوا، ولم يبسط لكم

(1)

دفلى نبت برى يكون واحدا وجمعا ينون ولا ينون فمن جعل الالف للالحاق نونه فى النكرة ومن جعله للتأنيث لم ينونه. من هامش الاصل

ص: 279

لتطغوا! معشر العلماء كيف يكون من أهل العلم من يطلب الكلام ليخبر به ولا يطلبه ليعمل به؟ العلم فوق رءوسكم، والعمل تحت أقدامكم، فلا أحرار، كرام ولا عبيد أتقياء؟!.

سمع هشام الأئمة والأعلام، قتادة، ويحيى بن أبي كثير، وطبقتهما من البصريين، وحماد بن أبي سليمان وطبقته من الكوفيين، وأبا الزبير وطبقته من المكيين.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا هشام عن قتادة عن أنس. قال: «حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحدثكموه أحد سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدى، سمعته يقول: إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويظهر الجهل، وتشرب الخمر، ويظهر الزنا، وتقل الرجال، وتكثر النساء، حتى يكون في خمسين امرأة القيم الواحد» .

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا هشام عن قتادة عن أنس: «أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهرا فدعا على حي من أحياء العرب، ثم تركه» .

• حدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب ثنا إبراهيم بن سعدان ثنا بكر بن بكار ثنا هشام بن أبي عبد الله عن قتادة عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اعتدلوا في الركوع والسجود، ولا يفترش أحدكم ذراعيه افتراش الكلب» .

• حدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب ثنا إبراهيم بن سعدان ثنا بكر بن بكار ثنا هشام عن قتادة عن أنس: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع فى مجن» .

• حدثنا فاروق بن عبد الكبير الخطابي ثنا أبو مسلم الكشي ح. وحدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن علي الخزاعي قالا: ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا هشام عن قتادة عن أنس. قال: «مشيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بخبز شعير، وإهالة سنخة، ولقد رهن درعه بشعير، ولقد سمعته يقول: ما أصبح

ص: 280

لآل محمد إلا صاع وما أمسى، وإنهم يومئذ تسعة أبيات».

• حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عبد العزيز بن أبان عن هشام عن قتادة عن أنس. قال: «أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجة وعمرة معا» .

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: «إن الله سائل كل راع عن ما استرعاه، حفظ ذلك أم ضيع، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته» .

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا علي بن عباس البجلى ثنا عبد الله ابن أبي الحكم ثنا حفص بن واقد عن هشام الدستوائي عن قتادة عن أنس.

قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاءت العشر الأواخر من رمضان، طوى فراشه، وشد مئزره، واجتنب النساء، وجعل عشاءه سحورا» .

• حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ثنا أحمد بن عصام ثنا روح بن عبادة ثنا هشام بن أبي عبد الله عن قتادة عن سعيد بن المسيب: «أن عليا صنع طعاما، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا انظر في البيت رجع، فقال له علي ما رجعك يا رسول الله فداك أبي وأمي؟ قال إني رأيت في بيتك سترا فيه تصاوير، وان الملائكة لا تدخل بيتا فيه تصاوير» .

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبيد بن الحسن ثنا مسلم بن إبراهيم أنبأنا أبان وشعبة وهشام الدستوائي عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس.

قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: «العائد فى هبته كالكلب يعود في قيئه» .

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا أبان وشعبة وهشام عن قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه. قال: «أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ {(ألهاكم التكاثر)} وهو يقول يقول ابن آدم مالي مالي، وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فابليت، أو تصدقت فامضيت؟!» .

ص: 281

• حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن أيوب ثنا إبراهيم بن سعدان ثنا بكر بن بكار ثنا هشام قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل به، أو تكلم به» .

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عبد الله بن أبي بكر السهمي ح. وحدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ح. وحدثنا فاروق الخطابي ثنا أبو مسلم الكشي ثنا حجاج بن نصير ومسلم بن إبراهيم قالوا: ثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة. قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار وعذاب القبر، وفتنة المسيح الدجال» زاد مسلم: «وفتنة المحيا والممات» .

• حدثنا أحمد بن سهل بن عمر ثنا إبراهيم بن حرب العسكري ثنا عبد الله ابن عمرو أبو معمر ثنا عبد الوارث بن سعيد ثنا هشام بن أبي عبد الله بن يحيى ابن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة. قال: «والله إني لأقربكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبو هريرة رضى الله تعالى عنه يقنت في الركعة الأخيرة من صلاة الظهر، وصلاة العشاء الآخرة، وصلاة الصبح، بعد ما يقول سمع الله لمن حمده، فيدعو للمؤمنين، ويلعن الكفار» .

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عبد العزيز بن أبان ثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقدموا قبل رمضان بيوم أو يومين، إلا أن يكون رجل قد كان يصومه قبل ذلك» . رواه إسماعيل بن علية ويزيد بن زريع عن هشام مثله.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ح. وحدثنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد ثنا أحمد بن الهيثم البزار ثنا مسلم بن إبراهيم قالا: ثنا هشام عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله

ص: 282

صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» رواه بن علية وخالد بن الحارث ومعاذ بن هشام عن هشام.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ح. وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا يوسف القاضي ثنا مسلم بن إبراهيم قالا: ثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» رواه خالد بن الحارث عن ابن علية عنه مثله.

• حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمود ثنا عبد الله بن وهب ثنا محمد بن السكن الأيلي ثنا عبد الله بن هشام الدستوائي حدثني أبي ثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تتخذوا قبري عبيدا، لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يصلون إليها، وصلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا» . غريب من حديث هشام لم نكتبه إلا من حديث ابنه عبد الله.

• حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر الوراق البغدادي ثنا عباس بن منصور النيسابوري ثنا أحمد بن حفص ثنا أبي ثنا أبو سعيد عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة. قال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال، الذين يقولون لا نتزوج، ولعن المستترات من النساء اللاتي يقلن لا نتزوج، ولعن راكب الفلاة وحده» قال فكأنه اشتد عليهم فقال: «وأشد من ذلك ولعن البائت وحده.» -أبو سعيد هذا قيل إنه المسيب بن شربك - تفرد به عن هشام.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس ثنا أبو داود ثنا هشام عن أبي الزبير عن جابر. قال: «كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم شديد الحر، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطال القيام حتى جعلوا يخرون، قال ثم ركع فأطال، ثم رفع فأطال، ثم ركع فأطال، ثم رفع فأطال، ثم سجد سجدتين، ثم قام فصنع مثل ذلك، وكان له أربع ركعات، وأربع

ص: 283

سجدات، فجعل يتقدم ويتأخر في صلاته، ثم أقبل على أصحابه فقال: إنه عرضت علي، الجنة والنار، فتقربت مني الجنة حتى لو تناولت منها قطفا ما قصرت يدي عنه - أو قال نلته شك هشام - وعرضت علي النار فجعلت أتأخر رهبة أن تغشاكم، ورأيت امرأة حميرية سوداء طويلة تعذب في هرة لها ربطتها فلم تطعمها ولم تسقها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض، ورأيت فيها أبا ثمامة عمرو بن لحى يجر قصبه في النار، وإنهم كانوا يقولون إن الشمس والقمر لا ينكسفان إلا لموت عظيم، وإنهما آيتان من آيات الله يريكموهما، فإذا انكسفا فصلوا حتى تنجلي».

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس ثنا أبو داود ثنا هشام عن أبي الزبير عن جابر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معشر الانصار؛ أمسكوا عليكم أموالكم لا تعمروها، فانه من أعمر شيئا حياته فهو له حياته وبعد موته» .

• حدثنا عبد الله بن يونس ثنا أبو داود ثنا هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله. قال: «دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا مريض فقال لي: يا جابر إني لأراك ميتا من مرضك هذا، فبين الذي لأخواتك فأوصي لهن بالثلثين، قال فكان جابر يقول هذه الآية نزلت في فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك» .

• حدثنا محمد بن محمد بن أحمد بن علي ثنا علي بن محمد بن أبي الشوارب ثنا أبو عمر حفص بن عمر ثنا هشام عن أبي الزبير عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يرتدى أحدكم الصماء

(1)

أن يتجلل في ثوب واحد، ولا يأكل أحدكم بشماله، ولا يمشي في نعل واحدة ولا يحتبي في ثوب واحد».

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا علي بن محمد بن أبي الشوارب ثنا أبو عمر حفص ابن عمر ثنا هشام عن حماد عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة. قالت: «كأني أنظر إلى وبيص الطيب فى مفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم» .

(1)

قال ابو عبيد: واشتمال العما أن تجلل جسدك بثوبك نحو شملة الاعراب باكسيتهم.

ص: 284

• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا محمد بن أيوب ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا هشام الدستوائي قال ثنا حماد عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله.

قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن شماله حتى يبدو جانب خده الأيسر» .

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا الخليل بن زكريا ثنا هشام الدستوائي عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن صفوان بن عسال. قال: «كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فأقبل رجل فلما نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بئس أخو العشيرة - أو بئس الرجل - فلما دنا منه أدنى مجلسه، فلما قام ذهب قالوا يا رسول الله حين أبصرته قلت بئس أخو العشيرة أو بئس الرجل، ثم أدنيت مجلسه: «فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه منافق أداريه عن نفاقه فأخشى أن يفسد على غيره» .

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا الخليل بن زكريا ثنا هشام بن أبي عبد الله والحسن بن أبى جعفر عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن صفوان بن عسال. قال: «إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم من الرضا، قال قلت هل سمعت من هذا الأمر شيئا؟ قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فجاء أعرابي فناداه يا محمد، فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم هاؤم، قال: أرأيت رجلا يحب قوما ولما يلحق بهم؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المرء مع من أحب، فما برح حتى.

• حدثنا: إن بالمغرب بابا مفتوحا للتوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس من نحوه، وذلك يوم {لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها}

(1)

وهو ان يرد الكساء من قبل يمينه على يده اليسرى وعاتقه الايسر، ثم يرده ثانية من خلفه على يده اليمنى وعاتقه الايمن فيغطيهما جميعا، وذكر ابو عبيدة أن الفقهاء يقولون هو أن يشتمل بثوب واحد ليس عليه غيره ثم يرفعه من احد جانبيه فيضعه على منكبه فيبدو منه فرجه، فاذا قلت اشتمل فلان الصماء كانك قلت اشتمل الشملة التى تعرف بهذا الاسم، لا أن الصماء ضرب من الاشتمال.

ص: 285

خيرا قلت ألا تحدثني عن المسح على الخفين؟ فإنه قد شك في نفسي؟ قال:

رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على الموقين والخمار».

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث ثنا الخليل بن زكريا ثنا هشام الدستوائي والحسن بن أبي جعفر قالا: ثنا أبو الزبير المكي عن جابر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عائشة هل عندك من أدم؟ قالت نعم! خل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم إلا دام الخل» . تفرد بهذه الأحاديث عن هشام الخليل بن زكريا.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن رفاعة عن أبيه [عرابة] الجهني. قال: «كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كنا بالكديد - أو قال بقديد - جعل رجال منا يستأذنون إلى أهليهم فيأذن لهم، وحمد الله وقال خيرا، ثم قال ما بال شق الشجرة التي تلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبغض إليكم من الشق الآخر فلم ير عند ذلك من القوم إلا باكيا، فقال رجل: يا رسول الله إن الذي يستأذنك بعد هذا لسفيه، قال فحمد الله وقال خيرا، وقال أشهد عند الله لا يموت عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقا من قلبه ثم يسدد إلا سلك في الجنة، قال ووعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب، وإني لارجو أن [لا] يدخلوها حتى تبوءوا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذراريكم مساكن الجنة» رواه الأوزاعي وأبان وحرب في آخرين عن يحيى مثله.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا هشام الدستوائي عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص:

«أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم كيف أقرأ القرآن قال: في سبع ليال، [قال] فما زلت أنا قصه حتى قال اقرأ في يوم وليلة، لا تزيد على ذلك شيئا» .

ص: 286

‌جعفر الضبيعى

ومنهم الضبيعى جعفر بن سليمان صحب العباد، ونقل عنهم وعن الزهاد.

صحب مالك بن دينار، وثابتا البناني، وأبا عمران الجوني، وأبا التياح، وفرقدا السبخي، وشميط بن عجلان.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني علي بن مسلم ثنا سيار ثنا جعفر بن سليمان. قال: اختلفت إلى مالك بن دينار عشر سنين، وإلى ثابت البناني عشر سنين، وصليت مع مالك بن دينار العتمة عشر سنين، وكان يقرأ في كل ليلة في المغرب إذا زلزلت والعاديات.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن إبراهيم ثنا سليمان الشاذكوني ثنا جعفر بن سليمان. قال: سمعت مالك بن دينار يقول: اتقوا السحارة، اتقوا السحارة، مرتين فإنها تسحر قلوب العلماء - يعني الدنيا-.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن إبراهيم ثنا سليمان ثنا جعفر.

قال سمعت مالك بن دينار يقول: إن لله عقوبات في القلوب والأبدان؛ ضنك في المعيشة، ووهن في العبادة، وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب.

• حدثنا عبد الله ثنا محمد ثنا سليمان ثنا جعفر. قال: سمعت مالك بن دينار يقول: إن القلب إذا لم يحزن خرب كما أن البيت إذا لم يسكن خرب، قال وسمعته يقول: لو أن قلبي يصلح على كناسة لذهبت حتى جلست عليها.

• حدثنا عبد الله ثنا محمد ثنا سليمان ثنا جعفر. قال: سمعت مالك بن دينار يقول: من فرح بمدح الباطل فقد استمكن الشيطان من دخول فى قلبه.

• حدثنا عبد الله ثنا محمد ثنا سليمان ثنا جعفر. قال: سمعت مالك بن دينار يقول: قرأت في بعض الكتب؛ يجاء براعي السوء يوم القيامة فيقال له يا راعي السوء شربت اللبن، وأكلت اللحم، ولم تؤوى الضالة، ولم تجبر الكسير، ولم ترعها حتى رعايتها، اليوم أنتقم لهم منك.

ص: 287

• حدثنا عبد الله ثنا محمد ثنا سليمان ثنا. جعفر. قال: سمعت مالك بن دينار يقول: إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما تزل القطرة عن الصفا.

• حدثنا عبد الله ثنا محمد ثنا سليمان ثنا جعفر. قال: كنت إذا رأيت من قلبي قسوة نظرت إلى وجه محمد بن واسع، وكان وجهه كانه وجه ثكلى.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن جعفر بن سليمان. قال: سمعت مالك بن دينار يقول:

إن صدور المؤمنين تغلي بأعمال البر، وإن صدور الفجار تغلى بالفجور، والله يرى همومكم فانظروا ما همومكم رحمكم الله؟.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني أبي ثنا زيد بن الحباب ثنا. جعفر قال سمعت مالك بن دينار يقول: إذا ذكر الصالحون فتف لي ثم تف.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني علي بن مسلم ثنا سيار ثنا جعفر ثنا مالك. قال: قال عبد الله الدارى: يا مالك أبى علينا أهل العلم بالله والقبول عنه أن يقبلوا من أهل الدنيا التقشف، وزعموا أن ذلك لا يليق بهم، ولا يحسن عليهم.

قال وسمعت عبد الله الداري يقول: كان أهل العلم بالله والقبول منه يقولون:

إن الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن، وإن الرغبة في الدنيا تكثر الهم والحزن، وإن الشبع يقسي القلب ويفتر البدن.

• حدثنا محمد بن جعفر بن يوسف ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا علي بن مسلم ثنا سيار ثنا جعفر. قال: كان مالك بن دينار من أحفظ الناس للقرآن، وكان يقرأ علينا كل يوم جزءا من القرآن حتى ختم، فإن أسقط حرفا قال: بذنب مني وما الله بظلام للعبيد.

• حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر المؤدب ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا على ابن مسلم ثنا سيار ثنا جعفر ثنا ثابت البناني. قال: بلغنا أن الله يوحي إلى جبريل يا جبريل استنسخ حلاوة فلان بن فلان، قال فينسخها، قال فيبقى والها مكروبا محزونا، قال فيقول يا جبريل إني بلوته فوجدته صادقا، وسأمده مني الزيادة.

ص: 288

• حدثنا محمد بن جعفر ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا علي بن مسلم ثنا سيار ثنا جعفر ثنا ثابت البناني: في هذه الآية {(إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا)} الآية. قال: بلغنا أنه إذا انشقت الأرض يوم القيامة عن هام الرجال وعن هام النساء، نظر المؤمن إلى حافظيه قائمين على رأسه يقولان له يا ولي الله لا تخف اليوم ولا تحزن وأبشر بالجنة التي كنت توعد، نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة، أبشر يا ولي الله إنك سترى اليوم أمرا لم تر مثله فلا يهولنك فإنما يراد به غيرك. قال: ثابت: فما عظيمة تغشى الناس يوم القيامة إلا وهي للمؤمن قرة عين بما هداه الله له في الدنيا ولما كان يعمله.

• حدثنا محمد بن جعفر ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا علي بن مسلم ثنا سيار ثنا جعفر ثنا ثابت قال: كان رجل من العباد يقول: إذا نمت ثم استيقظت ثم ذهبت أعود إلى النوم فلا أنام الله عيني، قال جعفر: كنا نرى ثابتا يفني نفسه.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا علي بن مسلم ثنا سيار ثنا جعفر قال: كنا نأتي فرقدا السبخي ونحن شببة فيعلمنا فيقول: إن من ورائكم زمانا شديدا شدوا الإزار على أنصاف البطون وصغروا اللقم، وشدوا المضغ ومصوا الماء، فإذا أكل أحدكم فلا يحلن من إزاره فتتسع أمعاؤه، وإذا جلس ليأكل فليقعد على ألييه، وليلزق فخذيه ببطنه، وإذا فرغ فلا يقعد وليجيء وليذهب، واحتفوا فإن من ورائكم زمانا شديدا.

قال: ودخلت على فرقد وهو شيخ كبير وبين يديه خل حامض وهو يقول باللقمة في جوفه!! ثم يأكل، فقلت لم تفعل هذا يا أبا يعقوب؟ قال ليقطع عني النكاح.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا جعفر قال: سمعت فرقدا يقول في موعظته: اتخذوا الدنيا ظئرا، واتخذوا الآخرة أما، ألم تروا إلى الصبى كيف يصرخ على ظئره، فإذا ترعرع وعقل رمى بنفسه على أبويه وترك ظئره، ألا وإن الآخرة أمكم.

ص: 289

• حدثنا محمد بن جعفر ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا علي بن مسلم ثنا سيار ثنا جعفر قال سمعت أبا التياح - واسمه يزيد بن حميد الضبعي - يقول: أدركت أبي ومشيخة الحي إذا صام أحدهم ادهن ولبس صالح ثيابه، ولقد كان الرجل منهم يتقرا عشرين سنة ما يعلم به جيرانه.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا عبد الله بن الصقر ثنا الصلت بن مسعود ثنا جعفر بن سليمان قال سمعت أبا عمران الجوني يقول: وعظ موسى بن عمران قومه فشق رجل منهم قميصه، فأوحى الله إلى موسى قل لصاحب القميص لا يشق قميصه ليشرح لي عن قلبه.

• حدثنا محمد بن جعفر ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا علي بن مسلم ثنا سيار ثنا جعفر ثنا أبو عمران الجوني: {(وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا)} قال: سجنا ومحبسا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن عبد الله بن رستة ثنا قطن بن نسير ثنا جعفر بن سليمان ثنا أبو عمران الجوني قال: لم ينظر الله إلى إنسان قط إلا رحمه، ولو نظر إلى أهل النار لرحمهم، ولكن قضى أن لا ينظر إليهم.

• حدثنا محمد بن جعفر ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا علي بن مسلم ثنا سيار ثنا جعفر ثنا عنبسة الخواص عن قتادة. قال: قال موسى بن عمران عليه السلام:

يا رب أنت في السماء ونحن في الأرض فما علامة غضبك من رضاك؟ قال إذا استعملت عليكم خياركم فهو علامة رضائي، وإذا استعملت عليكم شراركم فهو علامة سخطي.

• حدثنا محمد بن جعفر ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا علي بن مسلم ثنا سيار ثنا جعفر قال سمعت شميطا يقول: دلنا ربنا على نفسه في هذه الآية {(إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام)} الآية.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سيار ثنا جعفر قال: أخذ بيدي حوشب يوما فقال: يوشك إن بقيت يا أبا سلمان أن لا تلقى مؤنسا يؤنسك، ويوشك إن بقيت أن لا تلقى مرشدا.

ص: 290

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد ثنا هارون ثنا سيار ثنا جعفر قال سمعت محمد بن واسع يقول: ما بقي في الدنيا شيء ألذه إلا الصلاة في الجماعة ولقاء الإخوان.

أسند جعفر عن ثابت، والجعد بن أبي عثمان، وعن أبي هارون العبدي والنضر بن معبد، وأبي طارق السعدي، ويزيد الرشك، وغيرهم.

• حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ثنا أبو حصين محمد بن الحسين ثنا يحيى ابن عبد الحميد ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي مع أمه فيقرأ بالسورة القصيرة» .

• حدثنا جعفر أبو حصين محمد بن الحسين ثنا يحيى بن عبد الحميد ثنا جعفر عن ثابت عن أنس قال: «مر النبي صلى الله عليه وسلم في طريق ومرت امرأة سوداء، فقال لها رجل؟ الطريق: فقالت: الطريق؟ الطريق يمنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوها فإنها جبارة» .

• حدثنا محمد بن بدر ثنا حماد بن مدرك ثنا أبو ظفر - عبد السلام بن مطهر - ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال: «مات رجل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فأثني عليه خيرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

وجبت، ومات رجل آخر فأثني عليه شرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

وجبت، قالوا يا رسول الله أثني على فلان خيرا فقلت وجبت، ومات فلان فأثني عليه شرا فقلت وجبت؟ قال: إنكم شهداء الله في الأرض».

• حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى وإبراهيم بن عبد الله قالا: ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور الأنصار، ويسلم على صبيانهم، ويمسح برءوسهم، ويدعو لهم» .

• حدثنا إبراهيم وإبراهيم قالا ثنا محمد ثنا قتيبة ثنا جعفر عن ثابت عن أنس قال: «أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فحسر ثوبه حتى أصابه المطر، فقيل له لم

ص: 291

صنعت هذا؟ فقال: إنه حديث عهد بربه».

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا يحيى بن عبد الحميد ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال: «لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة مشى عبد الله بن رواحة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول.

خلوا بنى الكفار عن سبيله

اليوم نضربكم على تأويله

ضربا يزيل الهام عن مقيله

ويذهل الخليل عن خليله

فقال عمر بن الخطاب: يا ابن رواحة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفى حرم الله تقول الشعر؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم، خل عنه يا عمر، فو الذى نفسي بيده لهذا أشد عليهم من وقع السيف».

• حدثنا عبد الله بن محمد بن شبل ثنا يحيى ح وحدثنا محمد بن المظفر ثنا عيسى بن سليمان البصري ثنا محمد بن أبي الشوارب قالا: ثنا جعفر بن سليمان ثنا ثابت عن أنس قال: «دخل النبي صلى الله عليه وسلم على رجل يعوده وهو في الموت، فقال: كيف تجدك؟ فقال أرجو وأخاف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجوه، وأمنه مما يخاف» .

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا جعفر ابن سليمان عن ثابت البناني عن أبي رافع: «أن صهيبا لما طعن عمر جعل يقول:

وأخاه وأخاه، فقال له عمر: مه يا صهيب، أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الميت يعذب في قبره ببكاء الحي عليه».

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا محمد بن عبد الله الرقاشي ح. وحدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى وإبراهيم بن عبد الله قالا: ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد قالا: ثنا جعفر بن سليمان حدثني الجعد أبو عثمان عن أبي رجاء عن ابن عباس: عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل قال: «إن ربكم رحيم، من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة،

ص: 292

فإن عملها كتبت له عشر أمثالها إلى سبعمائة أضعاف كثيرة، ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة، وإن عملها كتبت عليه واحدة أو محاها، ولا يهلك على الله إلا هالك» رواه عفان عن جعفر مثله. ورواه عبد الوارث بن سعيد عن الجعد مثله. ورواه الحسن بن ذكوان عن أبي رجاء مثله. وأخرجه مسلم في صحيحه عن قتيبة عن جعفر.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ح. وحدثنا سليمان ابن أحمد ثنا معاذ بن المثنى قالا: ثنا محمد بن كثير ح. وحدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا أحمد بن سليمان بن أيوب ثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب قالا: ثنا جعفر بن سليمان عن الجعد أبي عثمان عن جابر: «أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم شكوا إليه العطش فدعا بعس ودعا بماء فصبه فيه، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في العس فقال:

استقوا، فرأيت الماء ينبع عيونا من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استقى الناس» رواه سيار بن حاتم عن جعفر مثله.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا محمد بن كثير ثنا جعفر بن سليمان ثنا عوف عن أبي رجاء العطاردي عن عمران بن حصين قال:

«جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم» فرد عليه ثم جلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عشرة ثم جاء آخر فقال السلام عليك ورحمة الله، فرد عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم عشرون، ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه وقال ثلاثون». غريب من حديث جعفر تفرد به عنه محمد بن كثير، حدث به محمد بن أبي بكر المقدمي عن محمد بن كثير.

• حدثنا أبو بكر بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا محمد بن كثير به

حدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب ثنا أحمد بن زنجويه ثنا محمد بن المتوكل ثنا عبد الرزاق ثنا جعفر بن سليمان عن عوف عن أبي عثمان النهدي عن عمران ابن حصين قال: «توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبغض ثلاث

ص: 293

قبائل، بني حنيفة، وبني مخزوم، وبني أمية». غريب من حديث جعفر عن عوف عن أبى عون، تفرد به عبد الرازق. ورواه هشام بن حسان عن الحسن عن عمران بن حصين.

• حدثنا محمد بن سليمان الهاشمي ثنا محمد بن يحيى بن المنذر ثنا أبو ظفر عبد السلام بن مطهر ح وحدثنا أبي ثنا شعيب بن محمد الذارع ثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي قالا: ثنا جعفر بن سليمان عن يزيد الرشك عن مطرف عن عمران بن حصين قال: «سأل رجل: يا رسول الله هل علم أهل الجنة من أهل النار؟ قال: نعم، قال ففيم يعمل العاملون؟ قال كل ميسر لما خلق له» .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا معاذ بن المثنى ثنا مسدد ح وحدثنا أبو عمرو ابن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا بشر بن هلال وعبد السلام بن عمر قالوا:

ثنا جعفر بن سليمان عن يزيد الرشك عن مطرف عن عمران بن حصين قال:

بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية واستعمل عليهم عليا كرم الله وجهه فاصاب على جارية، فأنكروا ذلك عليه، فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: إذا لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرناه بما صنع علي، قال عمران: وكان المسلمون إذا قدموا من سفر بدءوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه ثم انصرفوا فلما قدمت السرية سلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا، فأعرض عنه ثم قام آخر منهم فقال يا رسول الله ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا، فأعرض عنه حتى قام الرابع، فقال يا رسول الله ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا، فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف الغضب في وجهه فقال: ما تريدون من على؟ ثلاث مرات، ثم قال:

إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي».

• حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى وإبراهيم بن عبد الله قالا: ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جعفر بن سليمان عن أبي هارون العبدي عن أبي

ص: 294

سعيد الخدري قال: إن كنا لنعرف المنافقين نحن معشر الانصار ببغضهم على ابن أبي طالب».

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا عبد الله بن صالح ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا جعفر بن سليمان الجرشي - وكان ساكنا في بني ضبيعة - ثنا أبو طارق السعدي عن الحسن عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يأخذ عني هذه الكلمات فيعمل بهن أو يعلمهن؟ من يعمل بهن؟ فقال أبو هريرة أنا يا رسول الله، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فعد فيها خمسا فقال: اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب» . غريب من حديث الحسن تفرد به جعفر عن أبي طارق.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا جعفر بن سليمان عن النضر بن معبد عن الجارود عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود.

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يعجبك رحب الذراعين بسفك الدماء، فإن له عند الله قاتلا لا يموت، ولا يعجبك امرؤ كسب مالا من حرام، فإنه إن أنفقه أو تصدق به لم يقبل منه، وإن تركه لم يبارك له فيه، وإن بقي منه شيء كان زاده إلى النار» .

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا يونس ابن سليمان عن النضر بن معبد عن الجارود عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا قريشا فإن عالمها يملأ الأرض علما، اللهم إنك أذقت أولها عذابا ووبالا، فأذق آخرها نوالا» .

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس ثنا أبو داود ح. وحدثنا محمد بن على ابن حبيش ثنا أحمد بن القاسم بن مساور ثنا عبد الله بن عمر القواريري قالا: ثنا جعفر بن سليمان عن فرقد السبخي حدثني عاصم بن عمرو عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يبيت من هذه الأمة قوم على أكل

ص: 295

وشرب ولهو ولعب، فيصبحون قد مسخوا قردة وخنازير، وليصيبنهم خسف وقذف، حتى يصبح الناس فيقولون خسف الليلة ببني فلان، وخسف الليلة بدار فلان، وليرسلن عليهم حاصب حجارة من السماء كما أرسلت على قوم لوط على قبائل منها، وعلى دور، وليرسلن عليهم الريح العقيم التي أهلكت قوم عاد على قبائل منها، وعلى دور بشر بهم الخمر، ولبسهم الحرير، واتخاذهم القينات، وأكلهم الربا، وقطيعتهم الرحم، وخصلة نسيها جعفر».

• حدثنا القاضي أبو أحمد ثنا أحمد بن محمد بن عبد الله الحمال ثنا علي بن يونس ثنا أبو داود ثنا جعفر بن سليمان قال ثنا فرقد السبخي عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: مثل حديث أبي أمامة.

• حدثنا أبو إسحاق بن حمزة - في جماعة - قالوا ثنا إبراهيم بن علي العمري ثنا معلى بن مهدي ثنا جعفر بن سليمان عن أبي عامر الخزاز عن عمرو بن دينار عن جابر: أن رجلا قال: يا رسول الله مم أضرب يتيمي؟ قال مما كنت ضاربا ولدك غير واق مالك بماله، ولا متأثلا من ماله مالا».

‌ابن برة

ومنهم المفيق من الغرة، والمحذر من المضرة والمعرة، المشوق إلى الحبور والمسرة، الربيع بن عبد الرحمن المعروف بابن برة.

• حدثنا أبو بكر بن أحمد المؤذن ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله ابن محمد بن سفيان حدثني محمد بن الحسن ثنا محمد بن سنان قال سمعت الربيع ابن برة يقول: ابن آدم إنما أنت جيفة منتنة، طيب نسيمك ما ركب فيك من روح الحياة، فلو قد نزع منك روحك ألقيت جثة ملقاة، وجيفة منتنة، وجسدا خاويا، قد جيف بعد طيب ريحه، واستوحش منه بعد الأنس بقربه، فأي الخليقة ابن آدم منك أجهل، وأى الخليقة منك أعجب إذ كنت تعلم أن هذا مصيرك وأن التراب مقيلك، ثم أنت بعد هذا لطول جهلك تقر بالدنيا

ص: 296

عينا، أما سمعته يقول {(فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور)} أما والله ما حداك على الصبر والشكر إلا لعظيم ثوابهما عنده لأوليائه، أما سمعته يقول جل ثناؤه {(لئن شكرتم لأزيدنكم)} . أوما سمعته يقول عز شأنه {(إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)} . فها هما منزلتان عظيمتا الثواب عند الله قد بذلهما لك، يا ابن آدم فمن أعظم في الدنيا منك غفلة؟ أو من أطول في القيامة حسرة؟ إن كنت ترغب عما رغب لك فيه مولاك، وأنك تقرأ في الليل والنهار في الصباح والمساء {(نعم المولى ونعم النصير)} .

• حدثنا محمد بن أحمد المؤذن ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد حدثني محمد بن الحسين حدثني يحيى بن أبي كثير ثنا عباد بن الوليد القرشي قال قال الربيع بن برة: عجبت للخلائق كيف ذهلوا عن أمر حق تراه عيونهم، وشهد عليه معاقد قلوبهم، إيمانا وتصديقا بما جاء به المرسلون، ثم ها هم في غفلة عنه سكارى يلعبون، ثم يقول: وايم الله ما تلك الغفلة إلا رحمة من الله لهم، ونعمة من الله عليهم، ولولا ذلك لألفي المؤمنون طائشة عقولهم، طائرة أفئدتهم، محلقة قلوبهم، لا ينتفعون مع ذكر الموت نعيش أبدا حتى يأتيهم الموت وهم على ذلك أكياس مجتهدون، قد تعجلوا إلى مليكهم بالاشتياق إليه بما يرضيه عنهم قبل قدومهم عليه، فكأني والله أنظر إلى القوم قد قدموا على ما قدموا من القربة إلى الله تعالى مسرورين، والملائكة من حولهم يقدمونهم على الله، مستبشرين، يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا أحمد بن محمد ثنا عبد الله بن محمد حدثني محمد ابن الحسين ثنا داود بن المحبر عن أبيه قال: مر بنا الربيع بن برة ونحن نسوي نعشا لميت، فقال من هذا الغريب بين أظهركم؟ قلنا ليس بغريب بل هو قريب حبيب، قال فبكى وقال: ومن أغرب من الميت بين الأحياء!! قال فبكى القوم جميعا.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني محمد ابن الحسين ثنا محمد بن سلام الجمحي قال: كان الربيع بن برة يقول: نصب

ص: 297

المتقون الوعيد من الله أمامهم، فنظرت إليه قلوبهم بتصديق وتحقيق، فهم والله في الدنيا منغصون، ووقفوا ثواب الأعمال الصالحة خلف ذلك فمتى سمت أبصار القلوب إلى ثواب الأعمال تشوقت القلوب وارتاحت إلى حلول ذلك، فهم والله إلى الآخرة متطلعون بين وعيد هائل، ووعد حق صادق، فلا ينفكون من خوف وعيد إلا رجعوا إلى تشوق موعود فهم كذلك وعلى ذلك حتى يأتي أمر الله، وهم أيضا مذابيل في الموت جعلت لهم الراحة، ثم يبكي.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني محمد بن الحسين ثنا محمد بن سلام قال سمعت الربيع بن عبد الرحمن يقول في كلامه:

قطعتنا غفلة الآمال عن مبادرة الآجال، فنحن في الدنيا حيارى لا ننتبه من رقدة إلا أعقبتنا فى أثرها غفلة، فيا اخوتاه! نشدتكم بالله هل تعلمون مؤمنا بالله أغر ولنقمه أقل حذرا من قوم هجمت بهم الغير على مصارع النادمين، فطاشت عقولهم، وضلت حلومهم عند ما رأوا من العبر والأمثال، ثم رجعوا من ذلك إلى غير عقله ولا نقله. فبالله يا إخوتاه هل رأيتم عاقلا رضي من حاله لنفسه بمثل هذه حالا؟ والله عباد الله لتبلغن من طاعة الله تعالى رضاه، أو لتنكرن ما تعرفون من حسن بلائه، وتواتر نعمائه إن تحسن أيها المرء يحسن إليك، وإن تسئ فعلى نفسك بالعتب، فارجع فقد بين وحذر وأنذر فما للناس على الله حجة بعد الرسل {(وكان الله عزيزا حكيما)} .

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا محمد بن الحسين حدثني حكيم بن جعفر عن عبد الله بن أبي نوح. قال: قال رجل لي - في بعض السواحل، وأنا قرأته في بعض أجزاء الربيع-: كم عاملته تبارك اسمه بما يكره فعاملك بما تحب؟ قلت ما أحصي ذلك كثرة، قال فهل قصدت إليه في أمر كربك فخذلك؟ قلت: لا والله ولكنه أحسن إلي وأعانني، قال: فهل سألته شيئا قط فما أعطاك؟ قلت وهل منعني شيئا سألته؟ ما سألته شيئا قط إلا أعطاني، ولا استعنت به إلا أعانني، قال أرأيت لو أن بعض بني آدم فعل بك

ص: 298

بعض هذه الخلال ما كان جزاؤه عندك؟ قلت ما كنت أقدر له على مكافأة ولا جزاء، قال: فربك تعالى أحق وأحرى أن تدأب نفسك في أداء شكر نعمه عليك، وهو قديما وحديثا يحسن إليك، والله لشكره أيسر من مكافأة عباده، إنه تبارك وتعالى رضي بالحمد من العباد شكرا.

• حدثنا محمد بن أحمد بن عمر ثنا أبي ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ثنا محمد بن الحسين حدثني حكيم بن جعفر قال سمعت أبا عبد الله البراثي يقول:

سمعت رجلا من العباد يبكي ويقول في بكائه: بكت قلوبنا إلى الذنوب ارتياحا إلى مواقعتها، ثم بكت عيوننا حزنا على الذي أتينا منها، فليت شعري أيها المصيب برحمته من يشاء أحد البكائين مستولى علينا غدا في عرصة القيامة عندك؟ لئن كنت لم تقبل التوبة يا كريم، لقد حانت لنا إليك الأوبة يا رحيم، ولئن أعرضت بوجهك الكريم عنا فبحق أعرضت عن المعرضين عنك، ولئن تطولت بمنك، ومننت بطولك علينا فلقديما ما كان ذلك منك على المذنبين، قال وسمعته يقول: أو ثقتنا عقد الآثام فنحن في الدنيا حيارى قد ضلت عقولنا عن الله عز وجل.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني محمد بن الحسين ثنا راشد أبو سعيد حدثني عاصم الخلقاني قال قال الربيع بن عبد الرحمن:

إن لله عبادا أخمصوا له البطون عن مطاعم الحرام، وغضوا له الجفون عن مناظر الآثام، وأهملوا له العيون لما اختلط عليهم الظلام، رجاء أن ينير ذلك لهم قلوبهم إذا تضمنتهم الأرض بين أطباقها، فهم في الدنيا مكتئبون، وإلى الآخرة متطلعون، نفذت أبصار قلوبهم بالغيب إلى الملكوت فرأت فيه ما رجت من عظم ثواب الله، فازدادوا والله بذلك جدا واجتهادا عند معاينة أبصار قلوبهم ما انطوت عليه آمالهم، فهم الذين لا راحة لهم في الدنيا، وهم الذين تقر أعينهم غدا بطلعة ملك الموت عليهم، قال ثم بكى حتى بل لحيته بالدموع.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن سعيد ثنا علي بن مسلم ثنا عبد الصمد

ص: 299

ابن عبد الوارث ثنا الربيع قال: سمعت الحسن تلا {(يا أيتها النفس المطمئنة)} وقال الحسن: النفس المؤمنة اطمأنت إلى الله واطمأن إليها، وأحبت لقاء الله وأحب الله لقاءها، ورضيت عن الله ورضي الله عنها، فأمر بقبض روحها فغفر لها وأدخلها الجنة، وجعلها من عباده الصالحين.

• حدثنا عبد الله بن محمد قال قرأت على مسبح بن حاتم العكلي قال ثنا عبد الجبار عن المغيرة بن شبل عن الربيع عن الحسن قال: كان في زمن عمر فتى يتنسك ويلزم المسجد، فعشقته جارية فجاءته فكلمته سرا، فقال يا نفسي تكلمينها فتلقى الله زانية، فصرخ صرخة غشي عليه، فجاء عم له فحمله إلى منزله، فلما أفاق قال له: يا عم الق عمر فاقرأ مني عليه السلام، وقل له ما جزاء من خاف مقام ربه؟ ثم صرخ صرخة أخرى فمات، فذهب عمه إلى عمر فقال له: عليك السلام، جزاؤه جنتان، جزاؤه جنتان.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد حدثني محمد بن الحسين ثنا محمد بن سنان الباهلى قال سمعت الربيع ابن برة يقول: إنما يحب البقاء من كان عمره له غنما وزيادة في عمله، فأما من غبن عمره واستتر له هواه فلا خير له في طول الحياة.

• الربيع بن برة تعز مسانيده، وقيل إنه أسند عن الحسن.

• حدثنا أبي ثنا محمد بن علان ثنا أحمد بن محمد القرشي ثنا أحمد بن محمد العمي ثنا أبو روح سعيد بن دينار ثنا الربيع عن الحسن عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس الجهاد أن يضرب بسيفه في سبيل الله، إنما الجهاد من عال والديه وعال ولده فهو في جهاد، ومن عال نفسه يكفها عن الناس فهو في جهاد» .

• حدثنا أبو النضر شافع بن محمد بن أبي عوانة ثنا أحمد بن عمرو بن عثمان الواسطي ثنا عباس بن عبد الله ثنا سعيد بن عبد الله بن دينار ثنا الربيع عن الحسن عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أكرمه أخوه المسلم فليقبل كرامته، فإنما هي من كرامة الله، فلا تردوا على الله

ص: 300

رامته». غريب من حديث الحسن تفرد به الربيع، والربيع هذا هو عندي الربيع بن صبيح لا الربيع بن برة وإن توهمه بعض الرواة الربيع بن برة.

‌عوسجة العقيلي

ومنهم عوسجة العقيلي، كان مشاهدا مكابدا، يحث على المشاهدة والتولي، ويدعو إلى الوحدة والتخلي.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا الحسن بن هارون بن سليمان ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا الفضل بن حرب وعثمان بن يمان الحداني - يزيد أحدهما على صاحبه - عن عبد الرحمن بن بديل العقيلي عن عوسجة العقيلي قال: أوحى الله تبارك وتعالى إلى عيسى بن مريم عليه السلام؛ يا عيسى ابن مريم أنزلنى من نفسك كهمك، واجعلنى ذخرا لك في معادك، تقرب إلي بالنوافل أدنك، وتوكل علي أكفك، ولا تول غيري فأخذلك، واصبر على البلاء، وارض بالقضاء، وكن كمسرتى فيك فإن مسرتى فيك أن أطاع فلا أعصى، وكن مني قريبا، وأحي لي ذكرا بلسانك، ولتكن مودتي في صدرك تيقظ من ساعات الغفلة، وأحكم لي لطف الفطنة، وكن لي راغبا وراهبا، وأمت قلبك بالخشية لي، وراع الليل لتجزى مسرتي، واظمأ لي من نهارك ليوم الري عندي، امش في الخيرات جهدك، ولتعرف بالخير حيث ما توجهت، واحكم لي في عبادي بنصيحتي، وقم في الخلائق بعدلي، فقد أنزلت عليك شفاء من وساوس الصدور، ومن مرض الشيطان، وجلاء الأبصار، ومن عشا

(1)

الكلال، ولانك كأنك فلس معبور، وأنت حي تتنفس، يا عيسى ابن مريم حقا أقول لك ما آمنت بي خليقة إلا خشعت لي، ولا خشعت إلا رجت ثوابي وأشهدك أنها آمنة من عقابي، ما لم تبدل أو تغير سنتي. يا عيسى ابن مريم ابن البكر البتول ابك على نفسك أيام الحياة بكاء مودع الاهل، وخلى الدنيا وترك اللذات

(1)

مقصور مصدرا لاعشى. بهامش الاصل

ص: 301

لأهلها من بعده، وارتفعت رغبته فيما عند إلهه، وكن يقظان إذا نامت عيون الأبرار، حذرا لما هو آت من أمر المعاد، وزلازل الأهوال، حيث لا ينفع أهل ولا ولد ولا مال، وأكحل عينك بملمول

(1)

الحزن إذا ضحك البطالون، وابك بكاء من قد علم أنه مودع للملم النازل الذي هو أقرب إليه من حبل الوريد معه، وكن في ذلك صابرا محتسبا، فطوبى لك إن نالك ما وعدت الصابرين، فرح من الدنيا بالله يوما فيوما، وذق مذاقة ما قد هرب منك أين طعمه، وما لم يأتك كيف لذته حقا ما أقول لك ما أنت إلا بساعتك ويومك، فرح من الدنيا بالبلغة، وليكفك منها الجشر

(2)

الجشيب. قد رأيت إلام تصير، مكتوب عليك ما أخذت وكيف رتعت، فاعمل على حساب فإنك مسئول لو رأت عيناك ما أعددت لأوليائي الصالحين لذاب قلبك، وزهقت نفسك، اشتياقا إليه.

‌خزيمة أبو محمد العابد

ومنهم خزيمة أبو محمد العابد، كان عن الوضيعة حائدا، والى الرفيعة رائدا.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن سفيان ثنا الحسين بن يحيى بن كثير العنبري ثنا خزيمة أبو محمد - وكان من العابدين - قال: دخل أبو يوسف القاضي يعقوب بن إبراهيم على داود الطائي فقال:

ما رأيت أحدا رضي من الدنيا بمثل ما رضيت به؟! فقال: يا يعقوب من رضي بالدنيا بمثل كلها عوضا عن الآخرة فذلك الذي رضي بأقل مما رضيت به.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد ثنا عبد الله بن محمد ثنا الحسن بن محمد بن يحيى بن كثير ثنا أبو محمد خزيمة. قال: قال رجل لمحمد بن واسع: أوصني، قال أوصيك أن تكون ملكا في الدنيا والآخرة، قال كيف لي بذلك؟ قال ازهد فى الدنيا.

(1)

الملمول الميل الذى يكتحل به

(2)

الجشر المرعى يقال: خيل مجشرة بالحمى، أى مرعية. والجشيب الغليظ.

ص: 302

• حدثنا محمد بن أحمد بن أبان ثنا أبي ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا الحسن بن يحيى بن كثير ثنا خزيمة أبو محمد: أن رجلا أتى بعض الزهاد فقال له الزاهد:

ما جاء بك؟ قال بلغني زهدك، قال أفلا أدلك على من هو أزهد مني؟ قال ومن هو؟ قال أنت، قال وكيف ذلك؟ قال لأنك زهدت في الجنة وما أعد الله فيها، وزهدت أنا في الدنيا على فنائها وذم الله إياها، فأنت أزهد مني!!.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا أبي ثنا أبو بكر ثنا الحسن بن يحيى ثنا خزيمة أبو محمد قال: كانت دعوة بكر بن عبد الله المزني لمن لقي من إخوانه أن يقول له: زهدنا الله وإياك زهادة من أمكنه الحرام والذنوب في الخلوات، فعلم أن الله سبحانه وتعالى يراه فتركه.

‌خليفة العبدي

ومنهم خليفة العبدى، كان للفكرة والخدسة مستلذا، ومن لوامع العبرة مستمدا، رضي الله تعالى عنه.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا جعفر بن أحمد بن فارس ثنا عبد الله بن أبي زياد ثنا جعفر بن سليمان قال سمعت خليفة العبدي - وكان متعبدا - يقول:

لو أن الله لم يعبد إلا عن روية ما عبده أحد ولكن المؤمنون تفكروا في مجيء هذا الليل إذا جاء فملأ كل شيء، وغطى كل شيء، وفى مجيء سلطان النهار إذا جاء فمحى سلطان الليل، وفي السحاب المسخر بين السماء والأرض وفى النجوم، وفى الشتاء، وفي الصيف، فو الله ما زال المؤمنون يتفكرون فيما خلق ربهم حتى أيقنت قلوبهم بربهم، وحتى كأنما عبدوا الله تعالى عن روية.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا عبد الله بن محمد بن سفيان حدثني محمد بن الحسين ثنا يحيى بن عيسى بن ضرار السعدى حدثنى هلال بن دارم ابن قيس الدارمي قال: كان خليفة العبدي جارا لنا، فكان يقوم إذا هدأت

ص: 303

العيون فيقول: اللهم إليك قمت أبتغي ما عندك من الخيرات، ثم يعمد إلى محرابه فلا يزال يصلي حتى يطلع الفجر. قال وحدثتنى عجوز كانت تكون معه في الدار قالت: كنت أسمعه يدعو في السجود يقول: اللهم هب لي إنابة إخبات، وإخبات منيب، وزيني في خلقك بطاعتك، وحسني لديك بحسن خدمتك، وأكرمني إذا وفد إليك المتقون، فأنت خير مقصود، وخير معبود خير محمود، وخير مشكور.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا أبو بكر بن عبيد قال حدثني محمد بن الحسين ثنا يحيى بن عيسى بن ضرار حدثني هلال بن دارم قال: وحدثتني عجوز تكون معه - يعني خليفة - في الدار قالت: فكنت أسمعه إذا دعا في السحر يقول: قام البطلون وقمت معهم، قمنا إليك ونحن متعرضون لجودك، فكم من ذى جرم عظيم قد صفحت له عن جرمه، وكم من ذي كرب عظيم قد فرجت له عن كربه، وكم من ذي ضر كثير قد كشفت له عن ضره، فبعزتك ما دعانا إلى مسالتك بعد ما انطوينا عليه من معصيتك إلا الذي عرفنا من جودك وكرمك، فأنت المؤمل لكل خير، والمرجو عند كل نائبة.

‌الربيع بن صبيح

ومنهم ذو العقل الرجيح، والعمل النجيح، الربيع بن صبيح، رضي الله تعالى عنه.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المؤذن ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ثنا الحسن بن جهور ثنا إسماعيل بن يحيى القرشي ثنا الربيع بن صبيح قال: قلنا للحسن: يا أبا سعيد عظنا، فقال: إنما يتوقع الصحيح منكم داء يصيبه، والشاب منكم هرما يفنيه، والشيخ منكم موتا يرديه أليس العواقب ما تسمعون، أليس غدا تفارق الروح الجسد المسلوب غدا أهله وماله، الملفوف غدا في كفنه، المتروك غدا في حفرته، المنسي غدا من قلوب

ص: 304

أحبته، الذين كان سعيه وحزنه لهم، ابن آدم نزل بك الموت فلا ترى قادما ولا تجئ زائرا ولا تكلم قريبا، ولا تعرف حبيبا، تنادى فلا تجيب، وتسمع فلا تعقل، قد خربت الديار، وعطلت العشار، وأيتمت الاولاد.

قد شخص بصرك، وعلا نفسك، واصطكت أسنانك، وضعفت ركبتاك، وصار أولادك غرباء عند غيرك!!.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد حدثني محمد بن الحسين ثنا روح بن أسلم قال سمعت الربيع يقول قال الحسن: لو علم ابن آدم أن له في الموت راحة وفرجا لشق عليه أن يأتيه الموت لما يعلم من فظاعته وشدته وهو له، فكيف وهو لا يعلم ما له في الموت من نعيم دائم أو عذاب مقيم؟!.

• حدثنا عثمان بن محمد العثماني ثنا أحمد بن عبد الله بن سليمان القرشي عن شيبان بن فروخ الأيلي ثنا مبارك بن فضالة قال سمعت الربيع بن صبيح يقول: قلت للحسن إن هاهنا قوما يتبعون السقط من كلامك ليجدوا إلى الوقيعة فيك سبيلا، فقال لا يكبر ذلك عليك، فلقد أطمعت نفسي في خلود الجنان فطمعت، وأطمعتها في مجاورة الرحمن فطمعت، وأطمعتها في السلامة من الناس فلم أجد إلى ذلك سبيلا، لأني رأيت الناس لا يرضون عن خالقهم، فعلمت أنهم لا يرضون عن مخلوق مثلهم.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا صالح بن عبد الله الترمذي ح وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد ابن السري قالا: ثنا أبو أسامة عن الربيع بن صبيح قال: وعظ الحسن يوما فانتحب رجل، فقال الحسن: أما والله ليسألنك الله ماذا أردت بهذا؟.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال سمعت عبيد الله بن القاسم يحكي عن عبد الله بن غالب مولى الربيع ثنا الربيع بن صبيح عن الحسن قال: إن العز والغنى يجولان في طلب التوكل، فإذا ظفرا أوطنا، وأنشد:

يجول الغنى والعز في كل موطن

ليستوطنا قلب امرئ إن توكلا

ص: 305

ومن يتوكل كان مولاه حسبه

وكان له فيما يحاول معقلا

إذا رضيت نفسي بمقدور حظها

تعالت وكانت أفضل الناس منزلا.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا الجوهري ثنا خلف ابن الوليد حدثني الرجل الصالح الربيع بن صبيح - وكان والله من خيار المسلمين - ح وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ثنا أحمد ابن زهير ثنا غسان بن المفضل الغلابي قال سمعت من يذكر: أن الربيع بن صبيح كان بالأهواز وكان معه صاحب له، فنظرت إليهما امرأة فتعرضت لهما فدعتهما إلى نفسها، فبكى الشيخ فقال له صاحبه ما يبكيك؟ قال إنها لم تطمع في شيخين إلا ورأت شيوخا مثلهما.

أسند عن الحسن، ومحمد بن سيرين، ويزيد الرقاشي، وغيرهم.

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية ثنا رجاء بن الجارود ثنا سعيد بن عمرو الأموي ثنا عنبسة ثنا الربيع بن صبيح عن الحسن عن أنس: قلنا له أخبرنا بليلة القدر يا أبا حمزة قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شهد رمضان قام ونام، فإذا كان أربعا وعشرين لم يذق غمضا» .

• حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين ثنا عبد الله الحضرمى ثنا إبراهيم ابن مردويه بن النباد - بصري - حدثني أبي حدثني الربيع بن صبيح عن الحسن عن أنس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رمى بسهم في سبيل الله فضربه وأصابه فله عتق رقبة، ومن أعتق رقبة فهى فداؤه من النار» .

• حدثنا محمد بن عبد الله وسليمان بن أحمد - في جماعة - قالوا: ثنا محمد ابن عبد الله الحضرمي ثنا إبراهيم بن مردويه. حدثني أبي ثنا الربيع بن صبيح عن الحسن عن أنس: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مضغ عقبا فى رمضان ورصف به وتر قوسه» .

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا أحمد بن هارون بن روح ثنا الحسين بن علي الفارسي ثنا السميدع بن صبيح ثنا الربيع بن صبيح عن

ص: 306

الحسن عن أنس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل» .

• حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمود ثنا عبد الله بن وهب ثنا عباس بن عبد الله الترفقى ثنا سعيد بن دينار بن عبد الله عن الربيع بن صبيح عن الحسن عن أنس. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا سمعتم المنادي بالصلاة فأجيبوا وعليكم السكينة، فإن وجدت فرجة فادخل، وإلا فلا تضيقن على أخيك المسلم، وصل صلاة مودع، وإذا قرأت فاقرأ ما يسمع أذنيك، ولا تؤذ جارك» .

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن عمرو البزار ثنا إسحاق ابن حاتم العلاف ثنا يحيى بن المتوكل ثنا الربيع بن صبيح عن محمد عن أبي هريرة: قال رجل: يا رسول الله أيصلي أحدنا في الثوب الواحد؟ قال: «أوكلكم يجد ثوبين» ؟.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا أحمد بن علي الخزاز ثنا القاسم بن سعيد ابن المسيب ثنا محمد بن جعفر ثنا الربيع بن صبيح عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: «لما افتتحنا خيبر مررنا بناس يهود يخبزون ملة لهم، فطردناهم عنها ثم اقتسمنا، فأصابتني كسرة إن بعضها ليحترق، قال وقد كان بلغني أنه من أكل الخبز سمن، فأكلتها ثم نظرت في عطفي هل سمنت؟» .

• حدثنا محمد بن جعفر المؤدب ثنا أحمد بن محمد الحمال ثنا إسحاق بن سيار ثنا عون بن عمارة ثنا الربيع وهشام عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تنكح المرأة على عمتها، ولا على خالتها ولا تسأل المرأة طلاق أختها فتكتفى ما فى صحفتها، ولتنكح فإن لها ما قدر لها، ولا يسوم الرجل على سوم أخيه، ولا يخطب على خطبة أخيه» .

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا أبو عبد الرحمن المقرى ثنا الربيع بن صبيح عن يزيد الرقاشي عن أنس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كانت نيته طلب الآخرة جعل الله غناه في قلبه

ص: 307

وجمع شمله، وأتته الدنيا وهى راغمة، ومن كانت نيته طلب الدنيا جعل الله الفقر بين عينيه، وشتت عليه أمره، ولا يأتيه إلا ما كتب له» رواه الثوري عن الربيع مثله

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ثنا محمد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان الثوري عن الربيع بن صبيح عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم: به.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن علي الخزاعي ثنا محمد بن كثير ثنا سفيان الثوري عن الربيع بن صبيح عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك. قال: «حج رسول الله صلى الله عليه وسلم علي رحل رث، وتحته قطيفة ثمنها ثلاثة دراهم فقال: اللهم هذه حجة لا رياء فيها ولا سمعة» .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا حفص بن عمر الرقي ثنا قبيصة بن عتبة ثنا سفيان الثوري عن الربيع بن صبيح عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك. قال:

سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذراري المشركين لم يكن لهم ذنوب يعاقبون بها فيدخلون النار، ولم تكن لهم حسنة يجازون بها فيكونوا من ملوك الجنة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هم خدم أهل الجنة».

• حدثنا أحمد بن القاسم بن الريان ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ثنا الفريابي ثنا سفيان الثوري عن الربيع بن صبيح عن يزيد بن أبان الرقاشي عن أنس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المرأة إذا صلت خمسها، وصامت شهرها، وأحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت» .

• حدثنا أحمد بن القاسم ثنا محمد بن غالب بن حرب ثنا قبيصة ثنا سفيان الثوري عن الربيع بن صبيح عن يزيد بن أبان الرقاشي. عن أنس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أذن بالأذان فتحت أبواب السماء، واستجيب الدعاء» .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا حفص بن عمر ثنا قبيصة ح وحدثنا سليمان ابن أحمد ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ثنا محمد بن يوسف الفريابى

ص: 308

قالا: ثنا سفيان الثوري عن الربيع بن صبيح عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن للشيطان لعوقا وكحلا ونشوقا، فأما لعوقه فالكذب، وأما كحله فالنوم عن الذكر، وأما نشوقه فالغضب» .

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا الربيع بن صبيح عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك: «أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الناس أن يصوموا ولا يفطرن أحد حتى آذن له، فصام الناس فلما أمسوا جعل الرجل يجئ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول ظللت منذ اليوم صائما فائذن لي فلأفطر فياذن له، فيجئ الرجل فيقول ذلك فيأذن له، حتى جاء رجل فقال: يا رسول الله إن فتاتين من أهلك ظلتا اليوم صائمتين فأذن لهما فلتفطرا، فأعرض عنه ثم أعاد عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما صامتا، وكيف صام من ظل يأكل لحوم الناس، اذهب فمرهما إن كانتا صائمتين أن يستقيا، ففعلتا، فقاءت كل واحدة منهما علقة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لو ماتتا لأكلتهما النار» .

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا الربيع عن يزيد عن أنس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الظلم ثلاثة؛ فظلم لا يتركه الله، وظلم يغفر، وظلم لا يغفر، فأما الظلم الذي لا يغفر فالشرك لا يغفره الله، وأما الظلم الذي يغفر فظلم العبد فيما بينه وبين ربه، وأما الظلم الذي لا يترك فظلم العباد فيقتص الله بعضهم من بعض» .

• حدثنا عبد الله بن يونس ثنا أبو داود ثنا الربيع ثنا يزيد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أقيموا صفوفكم وتراصوا، فو الذى نفسي بيده إني لأرى الشياطين بين صفوفكم كأنها غنم عفر» .

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا علي بن الجعد أنبأنا الربيع بن صبيح عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال العبد بخير ما لم يستعجل، قيل يا رسول الله

ص: 309

وما استعجاله؟ قال يقول قد دعوت الله كثيرا فلم أره يستجاب لي».

• حدثنا عبد الله بن محمد ومحمد بن علي قالا: ثنا أبو يعلى ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأنا حجاج بن محمد عن الربيع بن صبيح عن يزيد الرقاشي عن انس ابن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يجاء بابن آدم يوم القيامة كانه بذج

(1)

فيقول الله أنا خير قسيم، يا ابن آدم انظر إلى عملك الذي عملت به فإنما أجزيك به، وانظر إلى عملك الذي عملت لغيري فإن جزاءك على الذي عملت له».

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا محمد بن يونس الشامي ثنا قتيبة بن الزكين الباهلي ثنا الربيع بن صبيح عن ثابت عن أنس «أنه قيل له: إن هاهنا رجلا يقع في الأنصار فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأخذ بالقرف

(2)

أو القرص، ولا يقبل قول أحد على أحد». حديث الربيع عن ثابت. غريب لم نكتبه إلا من حديث قتيبة، وأحاديث الربيع عن الحسن كلها مفاريد، وأحاديثه عن يزيد الرقاشي منها غرائب ومنها مشاهير.

‌علي بن علي الرفاعي

ومنهم علي بن علي الرفاعي، كان مالك بن دينار رضي الله تعالى عنه يسميه راهب العرب، وكان شعبة رضي الله تعالى عنه يقول: اذهبوا بنا إلى سيدنا وابن سيدنا علي الرفاعي رضي الله تعالى عنه.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ثنا ابن الجعد أخبرني علي بن علي الرفاعي عن الحسن. قال: بينما رجلان من صدر هذه الأمة يتراجعان بينهما أمر الناس، فقال أحدهما لصاحبه: لا أبا لك ما تبر الناس - أي ما أهلكهم - عن هذا الأمر بعد ما زعموا أن قد أمنوا؟ قال

(1)

البذج من الستود أولاد الظان بمنزلة العتود من اولاد المعز. من الاصل.

(2)

قوله لا يأخذ بالقرف من قرب الرجل أي عيبته، ويقال هو يقرف اى يرمى به ويتهم. وقوله او القرص القارصة هى الكلمة المؤذية. من هامش الاصل.

ص: 310

فجعل يقول: ضعف الناس والذنوب، والشيطان، قال وجعل يعرض بأمور لا توافق الرجل في نفسه، فلما رأى ذلك قال بلى بطأ بهم عن هذا الأمر بعد ما زعموا أن قد آمنوا، أن الله أشهد الدنيا، وغيب الآخرة، فأخذ الناس بالشاهد وتركوا الغائب، والذي نفس عبد الله بن قيس بيده لو أن الله تعالى قرن إحداهما إلى جانب الأخرى حتى يعاينهما الناس ما عدلوا ولا مالوا.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ثنا علي بن الجعد أنبأنا علي بن علي الرفاعي عن الحسن: {(لقد خلقنا الإنسان في كبد)} قال لا أعلم خليقة تكابد هذا الأمر ما يكابد هذا الإنسان، قال وقال سعيد أخوه يكابد مضائق الدنيا، وشدائد الآخرة.

أسند علي بن علي عن أبي المتوكل الناجي وغيره رضي الله تعالى عنهم أجمعين.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا أبو نعيم ثنا علي بن علي الرفاعي حدثني أبو المتوكل عن أبي سعيد الخدري: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غرز عودا بين يديه، وآخر إلى جنبه، وآخر بعده، فقال:

أتدرون ما هذا؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال هذا الانسان، فيتعاطى الامل فيختلجه الأجل دون الأمل». غريب من حديث أبي المتوكل لم يروه - فيما أعلم - إلا ابن علي الرفاعي، ورواه عن علي الكبار منهم وكيع بن الجراح وطبقته.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله أبو عمر الضبي ومحمد بن علي قالا:

ثنا عبد الله بن محمد البغوي ثنا شيبان بن فروخ ثنا علي بن علي الرفاعي ثنا أبو المتوكل عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم دعا الله بدعوة ليس فيها قطيعة رحم ولا إثم إلا أعطاه الله بها إحدى خصال ثلاث؛ إما أن تعجل له دعوته، وإما أن تدخر له في الآخرة، وإما أن يرفع عنه من السوء مثلها، قالوا يا رسول الله إذا نكثر؟ قال: الله أكثر» . غريب من حديث أبي المتوكل تفرد برفعه عن علي - فيما أعلم - شيبان، ورواه علي بن الجعد عن علي مرسلا.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ ثنا أبو بكر بن

ص: 311

إسحاق بن خزيمة ثنا محمد بن موسى الحرشي ثنا جعفر بن سليمان ثنا علي بن على بن الرفاعي عن أبي المتوكل عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم: مثله.

قال الشيخ أبو نعيم رحمه الله. وقد روى عن عدة من كبار أهل البصرة.

كان المنظور إليهم في العبادة والترهب، والتشمر للعقبى والتأهب، لم ينقل كلامهم، ولا انتشر في ديوان الناقلين أحوالهم، منهم من تقدم ذكرهم، ومنهم من تأخر مثل حسان بن عمران، وإبراهيم بن عبد الله بن أبي الاسود ومعاوية ابن عبد الكريم، وغيرهم رضي الله تعالى عنهم.

• حدثنا محمد بن أحمد بن أبان حدثني أبي ثنا أبو بكر بن سفيان ثنا محمد ابن علي بن شقيق ثنا إبراهيم بن الأشعث ثنا الفضيل بن عياض عن حسان ابن عمران عن الحسن. قال: «خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه ذات يوم فقال: هل منكم من يريد أن يؤتيه الله علما بغير تعلم؟ وهدى بغير هداية؟ هل منكم من يريد أن يذهب الله عنه العمى ويجعله بصيرا؟ ألا إنه من رغب في الدنيا وأطال أمله فيها أعمى الله قلبه على قدر ذلك، ومن زهد في الدنيا وقصر أمله فيها أعطاه الله علما بغير تعلم، وهدى بغير هداية، ألا إنه سيكون بعدكم قوم لا يستقيم لهم الملك إلا بالقتل والتجبر، ولا الغنى إلا بالبخل والفخر، ولا المحبة إلا باستخراج في الدين واتباع الهوى، ألا فمن أدرك ذلك الزمان منكم فصبر على الفقر وهو يقدر على العز لا يريد بذلك إلا وجه الله تعالى أعطاه الله تعالى ثواب خمسين صديقا» . غريب من حديث الحسن لم يروه عنه إلا حسان مرسلا، ولا أعلم عنه راويا إلا الفضيل بن عياض.

‌إبراهيم بن عبد الله

ومنهم إبراهيم بن عبد الله بن أبي الأسود، راوي الرسالة عن الحسن إلى عمر بن عبد العزيز، رضي الله تعالى عنهم.

• حدثنا محمد بن بدر ثنا حماد بن مدرك ثنا يعقوب بن سفيان ثنا محمد

ص: 312

ابن يزيد الأدمي ثنا معن بن عيسى ثنا إبراهيم بن عبد الله بن أبي الأسود عن الحسن: أنه كتب إلى عمر بن عبد العزيز: أما بعد! فإن الدنيا دار ظعن ليست بدار إقامة، وإنما أنزل إليها آدم عقوبة، فاحذرها يا أمير المؤمنين، فان الزاد منها تركها، والعنى فيها فقرها، لها في كل حين قتيل، تذل من أعزها، وتفقر من جمعها، هي كالسم يأكله من لا يعرفه وهو حتفه، فكن فيها كالمداوي لجراحته، يحتمي قليلا مخافة ما يكره طويلا، ويصبر على شدة الأذى مخافة طول البلاء، واحذر هذه الدار الغرارة التي قد زينت بخدعها، وتحلت بآمالها وتشوقت لخطابها، وفتنت بغرورها، فأصبحت كالعروس المحلاة، العيون إليها ناظرة، والقلوب إليها والهة، والنفوس لها عاشقة، وهي لأزواجها كلهم قاتلة، فلا الباقي بالماضي معتبر، ولا الآخر على الأول مزدجر، ولا العارف بالله حين أخبره عنها مدكر. فعاشق لها قد ظفر منها بحاجته واغتر وطغى ونسي المعاد، شغل فيها لبه حتى زلت عنه قدمه، وعظمت ندامته، وكبرت حسرته وجمعت عليه سكرات الموت بألمه، حسرات الفوت بغصته، فذهب بكمده، فلم يدرك منها ما طلب، ولم يروح نفسه من التعب، خرج بغير زاد وقدم على غير مهاد، فاحذرها يا أمير المؤمنين، وكن أسر ما تكون أحذر ما تكون لها، فإن صاحب الدنيا كلما اطمأن منها إلى سرور أشخصه إلى مكروه، فالسار فيها بأهلها غار، والنافع منها غدا ضار، قد وصل الرجاء فيها بالبلاء وجعل البقاء فيها إلى فناء. فسرورها مشوب بالحزن، لا يرجع منها ما ولى فأدبر ولا يدرى ما هو آت فيستنظر، أمانيها كاذبة، وآمالها باطلة، وصفوها كدر وعيشها نكد، وابن آدم منها على خطر، إن عقل فهو من النعماء على حظر ومن البلاء على حذر، لو أن الخالق لم يخبر عنها خبرا، ولم يضرب لها مثلا لكانت الدنيا فد أيقظت النائم، ونبهت الغافل، فكيف وقد جاء من الله عنها زاجر، وفيها واعظ، ما لها عند الله قدر ولا وزن، ولا نظر إليها منذ خلقها ولقد عرضت على نبيك محمد صلى الله عليه وسلم بمفاتيح خزائنها ولا ينقصه ذلك عند الله جناح بعوضة فأبى أن يقبلها، كره أن يخالف على ربه أمره، أو

ص: 313

يحب ما أبغض خالقه، أو يرفع ما وضع مليكه، فزواها عن الصالحين اختبارا وبسطها لأعدائه اغترارا، فيظن المغرور بها القادر عليها أنه أكرم بها، ونسي ما صنع الله لمحمد صلى الله عليه وسلم حين وضع الحجر على بطنه، ولقد جاءت الرواية عن الله عز وجل أنه قال لموسى عليه السلام: «إذا رأيت الغنى مقبلا فقل ذنب عجلت عقوبته وإذا رأيت الفقر مقبلا فقل مرحبا بشعار الصالحين، وإن شئت ثنيت بصاحب الروح والكلمة عيسى ابن مريم، كان يقول إدامي الجوع وشعاري الخوف، ولباسي الصوف، وصلائي في الشتاء مشارق الشمس وسراجي القمر، ودابتي رجلاي، وطعامي وفاكهتي ما أنبتت الأرض أبيت وليس عندي شيء، وأصبح وليس عندي شيء وما على الأرض أغنى مني.

‌معاوية بن عبد الكريم

ومنهم معاوية بن عبد الكريم رضي الله تعالى عنه.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد الأموي حدثني الحسن بن علي أنه حدث عن زيد بن الحباب قال حدثني معاوية بن عبد الكريم قال: ذكروا عند الحسن الزهد فقال بعضهم اللباس، وقال بعضهم المطعم وقال بعضهم كذا، وقال الحسن: لستم في شيء الزاهد، إذا رأى أحدا قال هو أفضل مني.

روى معاوية عن الحسن، ومحمد بن سيرين، وأبي رجاء العطاردى وبكر ابن عبد الله المزني، وعطاء، وقيس بن سعد وغيرهم رضي الله تعالى عنهم.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن بالويه النيسابوري المعدل ببغداد - وكان حاجا - ثنا محمد بن صالح الضميرى ثنا النصر بن سلمة ثنا محمد بن الحسن زبالة ثنا معاوية بن عبد الكريم الضال عن الجلد بن أيوب عن معاوية بن قرة عن أنس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «{فلما تجلى ربه للجبل} طارت لعظمته ستة أجبل فوقعت بالمدينة، أحد، وورقان، ورضوى، ووقع بمكة

ص: 314

ثور، وثبير، وحرا». غريب من حديث معاوية بن قرة، والجلد ومعاوية الضال، تفرد به عنه محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي.

• حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم - في كتابه - وحدثني عنه منصور ابن أحمد بن ممية ثنا جعفر بن كزال ثنا إبراهيم بن بشير المكي ثنا معاوية بن عبد الكريم عن أبي حمزة عن ابن عمر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن العبد أخذ عن الله أدبا حسنا إذا وسع عليه وسع، وإذا أمسك عليه أمسك» . غريب من حديث معاوية سندا متصلا مرفوعا، وإنما يحفظ هذا من قبل الحسن مستشهدا بقوله تعالى {لينفق ذو سعة من سعته} الآية.

قال الشيخ رحمه الله: انقضى ذكر الجماعة من البصريين وعبادها ونجومها ذكرنا طرفا من أحوال أئمة الهدى وأعلام التقى ومصابيح الدجى من الصحابة وتابعيهم رضي الله تعالى عنهم. ونذكر الآن من سلك سمتهم ونحا نحوهم فبدأنا بأئمة البلدان ومحاسن الزمان كمالك بن أنس، وسفيان بن سعيد، وشعبة بن الحجاج، ومسعر بن كدام، والليث بن سعد وسفيان بن عيينة وداود الطائي، والحسن وعلي ابني صالح وفضيل بن عياض وقرنائهم ليكون الكتاب جامعا لتسمية الشموس والأقمار والأئمة ذوي الأخطار ثم نتبعهم بذكر المقتدين بهم والتابعين لهم من النجوم الزواهر الذين أبرزوا للقدرة من السواتر ونصبوا لإذاعة المواعظ والزواجر، وهم الذين تطهروا من عوارض العلل والفتن وأيدوا بموارد التحف والمنن. فحفظت أسرارهم وسلمت أعمارهم وحمدت أحوالهم وآثارهم وارتفعت بمراعاة الحرمة ومصافاة الخدمة أخطارهم

• صفت من الأغيار أسرارهم فعلت في الأبرار أذكارهم تمت انوارهم، فانتفت اكدارهم، دامت أذكارهم فماتت أوزارهم. فهم العمد والأوتاد، وبهجة العباد والبلاد اقتصرنا من ذكر أحوالهم وأقوالهم على اليسير مما انتشر في الناس من حكمهم الكثير

ص: 315

‌مالك بن أنس

فمنهم إمام الحرمين، المشهور في البلدين الحجاز والعراقين، المستفيض مذهبه في المغربين والمشرقين، مالك بن أنس رضي الله تعالى عنه.

كان أحد النبلاء وأكمل العقلاء. ورث حديث الرسول ونشر في أمته علم لاحكام والأصول تحقق بالتقوى فابتلي بالبلوى.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن محمد بن أحمد بن راشد قال سمعت أبا داود يقول: ضرب جعفر بن سليمان مالك بن أنس في طلاق المكره وحكى لي بعض أصحاب ابن وهب عن ابن وهب أن مالكا لما ضرب حلق وحمل على بعير فقيل له: ناد على نفسك قال فقال: ألا من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي، وأنا أقول طلاق المكره ليس بشيء. قال فبلغ جعفر بن سليمان أنه ينادي على نفسه بذلك فقال أدركوه أنزلوه.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن أحمد بن عمرو ثنا عبد الله بن أحمد ابن كليب عن الفضل بن زياد القطان قال: سألت أحمد بن حنبل: من ضرب مالك ابن أنس؟ قال ضربه بعض الولاة لا أدري من هو، إنما ضربه في طلاق المكره كان لا يجيزه فضربه لذلك.

• حدثنا محمد بن علي بن عاصم قال سمعت المفضل بن محمد الجندي يقول سمعت أبا مصعب يقول سمعت مالك بن أنس يقول: ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي ثنا عبد الله بن يوسف عن خلف بن عمرو قال سمعت مالك بن أنس يقول: ما أجبت في الفتيا حتى سألت من هو أعلم مني: هل يراني موضعا لذلك؟ سألت ربيعة، وسألت يحيى بن سعيد فأمراني بذلك. فقلت له يا أبا عبد الله فلو

ص: 316

نهوك؟ قال كنت أنتهي، لا ينبغي لرجل أن يرى نفسه أهلا لشيء حتى يسأل من هو أعلم منه. قال خلف: دخلت على مالك فقال لي انظر ما ترى تحت مصلاي، أو حصيري؟ فنظرت فإذا أنا بكتاب، فقال اقرأه فإذا فيه رؤيا رآها له بعض إخوانه فقال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام في مسجده قد اجتمع الناس عليه، فقال لهم إني قد خبأت لكم تحت منبري طيبا أو علما، وأمرت مالكا أن يفرقه على الناس، فانصرف الناس وهم يقولون إذا ينفذ مالك ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم بكى فقمت عنه.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق حدثني الجوهري حدثني إسحاق بن موسى الأنصاري قال قال إسماعيل بن مزاحم المروزي: -وكان من أصحاب ابن المبارك من العباد - قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله من نسأل بعدك؟ قال مالك بن أنس.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله ابن محمد بن عبيد حدثني محمد بن الحسين حدثني مطرف أبو صعب حدثني أبو عبد الله مولى الليثيين - وكان مختارا - قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد قاعدا والناس حوله، ومالك قائم بين يديه، وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مسك، وهو يأخذ منه قبضة قبضة فيدفعها إلى مالك ومالك ينشرها على الناس. قال مطرف: فأولت ذلك العلم واتباع السنة.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن أحمد الزبيري ثنا محمد بن عاصم ثنا عبد العزيز بن أبان ثنا المثنى بن سعيد القصير قال سمعت مالك بن أنس يقول: ما بت ليلة إلا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

• حدثنا محمد بن إبراهيم بن علي قال سمعت محمد بن زبان بن حبيب يقول سمعت محمد بن رمح التجيبي يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم، فقلت يا رسول الله قد اختلف علينا في مالك والليث فأيهما أعلم؟ قال مالك ورث حدي، معناه أي علمي.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا جعفر الفريابي ثنا إسحاق بن موسى

ص: 317

الأنصاري ثنا إبراهيم بن عبد الله بن قريم الأنصاري قاضي المدينة قال: مر مالك بن أنس على ابن حازم وهو يحدث فجازه، فقيل له فقال إني لم أجد موضعا أجلس فيه، فكرهت أن آخذ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا قائم.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا الجوهري ثنا ابن أبي أويس قال: كان مالك إذا أراد أن يحدث توضأ وجلس على فراشه، وسرح لحيته، وتمكن في الجلوس بوقار وهيبة ثم حدث، فقيل له في ذلك فقال: أحب أن أعظم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أحدث به إلا على طهارة متمكنا، وكان يكره أن يحدث في الطريق وهو قائم أو يستعجل، فقال أحب أن أتفهم ما أحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

• حدثنا محمد بن علي قال سمعت المفضل بن محمد الجندي يقول سمعت أبا مصعب يقول: كان مالك لا يحدث بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو على الطهارة إجلالا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا إسحاق ابن موسى الأنصاري قال سمعت معن بن عيسى يقول: كان مالك بن أنس يتقي في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الباء والتاء ونحوهما.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن أحمد بن الوليد ثنا يونس بن عبد الأعلى قال قال الشافعي: إذا جاء الأثر كان مالك كالنجم. وقال: مالك وسفيان القرينان.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى ومحمد بن أحمد قالا: ثنا أبو بكر الطرسوسي قال سمعت نعيم بن حماد يقول سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول:

ما بقي على وجه الأرض أحد آمن على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من مالك بن أنس.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا زكريا الساجي ثنا أبو يونس المدني قال:

أنشدني بعض أصحابنا من المدنيين في مالك بن أنس رضي الله تعالى عنه:

يدع الجواب فلا يراجع هيبة

والسائلون نواكس الأذقان

ص: 318

أدب الوقار وعز سلطان التقى

فهو المطاع وليس ذا سلطان.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمود بن غيلان ثنا أبو داود الطبالسى ثنا شعبة قال: أتيت المدينة بعد موت نافع بسنة، فإذا الحلقة لمالك بن أنس.

• حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى وإبراهيم بن عبد الله قالا: ثنا محمد بن إسحاق قل سمعت قتيبة بن سعيد يقول: قدمت المدينة ومالك حي، فتقدمت إلى فامي فقلت عندكم خل خمر؟ فقال: يا سبحان الله! في حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم! قال ثم قدمت المدينة بعد موت مالك فذكرت لهم فلم ينكروا علي.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا الحسن بن على الطوسى ثنا أحمد ابن يونس بن سيار الأنماطي ثنا خالد بن خداش قال: ودعت مالك بن أنس فقلت أوصني يا أبا عبد الله، قال تقوى الله، وطلب الحديث من عند أهله.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا ابن وهب. قال: قال مالك: العلم نور يجعله الله حيث يشاء، ليس بكثرة الرواية.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت الحسن بن عبد العزيز الجروي ثنا الحارث بن مسكين وعبد الله بن يوسف قالا: سئل مالك بن أنس عن الداء العضال فقال: الخبث في الدين.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن حسان الأزرق ثنا ابن مهدي عن رجل عن مالك بن أنس. قال: بلغني أن العلماء يسألون يوم القيامة عما يسأل عنه الأنبياء.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا الحسن بن عبد العزيز ثنا الحارث بن مسكين عن ابن وهب قال: قيل لمالك بن أنس: ما تقول في طلب العلم؟ قال حسن، جميل ولكن انظر الذي يلزمك من حين تصبح إلى حين تمسي فالزمه.

ص: 319

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت أبا يحيى يقول سمعت ابن قعنب يقول سمعت مالك بن أنس يقول: قال رجل ما كنت لاعبا فلا تلعبن بدينك.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت الحسن بن عبد العزيز الجروي يقول حدثني الحارث بن مسكين عن ابن وهب قال:

سئل مالك بن أنس عن الرجل يدعو يقول يا سيدي؟ فقال يعجبني أن يدعو بدعاء الأنبياء؛ ربنا، ربنا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد ثنا ابن وهب قال سمعت مالك بن أنس يقول: قال عيسى ابن مريم عليهما السلام تأتي أمة محمد صلى الله عليه وسلم علماء حكماء كأنهم من الفقه أنبياء. قال: مالك أراهم صدر هذه الأمة. قال مالك: وحق على من طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة وخشية، والعلم حسن لمن رزق خيره، وهو قسم من الله فلا تمكن الناس من نفسك، فإن من سعادة المرء أن يوفق للخير، وإن من شقوة المرء أن لا يزال يخطئ، وذل وإهانة للعلم أن يتكلم الرجل بالعلم عند من لا يطيعه.

قال مالك: وبلغني أن لقمان قال لابنه: يا بني ليس غناء كصحة، ولا نعيم كطيب نفس. وقال مالك: قال لقمان لابنه يا بني إن الناس قد تطاول عليهم ما يوعدون وهم إلى الآخرة سراع يذهبون، وإنك قد استدبرت الدنيا منذ كنت، واستقبلت الآخرة وإن دارا تسير إليها أقرب إليك من دار تخرج منها.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن يحيى بن منده ثنا عباس بن عبد العظيم قال سمعت القعنبي يقول سمعت مالك بن أنس يقول: كان الرجل يختلف إلى الرجل ثلاثين سنة يتعلم منه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن الحسين بن مكرم قال سمعت مجاهد ابن موسى يقول سمعت نافع بن عبد الله يقول: جالست مالكا أربعين سنة أو خمسا وثلاثين سنة - كل يوم أبكر وأهجر وأروح، ما سمعته يقرأ على-

ص: 320

إنسان شيئا قط. وسمعت معن بن عيسى يقول: ما من حديث أحدث به عن مالك إلا وقد سمعته منه نحوا أو أكثر من ثلاثين مرة.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو علي بن إبراهيم ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا الفروي قال سمعت مالكا يقول: إذا لم يكن للإنسان في نفسه خير لم يكن للناس فيه خير.

• حدثنا عبد الله بن محمد أنبأنا محمد بن أحمد الزهري ثنا محمد بن عيسى الطرسوسي ثنا إبراهيم الحزامي ثنا مطرف قال: قال لي مالك: ما يقول الناس في؟ قلت أما الصديق فيثني، وأما العدو فيقع. قال: ما زال الناس كذا لهم صديق وعدو، ولكن نعوذ بالله من تتابع الألسنة كلها.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي ثنا الحارث بن مسكين قال: كان عبد الرحمن بن القاسم يقول: إنما أقتدي في ديني برجلين: مالك بن أنس في علمه، وسليمان بن القاسم في ورعه.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت الفضل بن سهل يقول سمعت القواريري يقول: كنا عند حماد بن زيد وجاءه نعى مالك ابن أنس فقال: رحم الله أبا عبد الله، كان من الدين بمكان.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن أحمد بن يزيد ثنا الحسن بن عمر بن يزيد قال سمعت القعنبي يقول: أتينا سفيان بن عيينة فرأيته حزينا، فقيل بلغه موت مالك بن أنس رحمه الله. ثم قال سفيان: ما ترك على الأرض مثله.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن أحمد بن يزيد ثنا علي بن رستم قال سمعت عبد الرحمن بن عمر يقول قال يحيى بن سعيد القطان: ما أقدم على مالك في زمانه أحدا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن عبد الله بن معدان ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال سمعت عمي يقول سمعت مالك بن أنس يقول: إن عندي لأحاديث ما حدثت بها قط، ولا سمعت مني، ولا أحدث بها حتى أموت.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا أحمد بن خالد

ص: 321

قال قال الشافعي: قيل لمالك: عند ابن عيينة أحاديث عن الزهري ليست عندك، قال وأنا أحدث عن الزهري بكل ما سمعت؟ إذا أريد أن أضلهم.

• حدثنا أحمد - هو ابن جعفر - ثنا أحمد بن علي ثنا أحمد - هو ابن هاشم - ثنا ضمرة قال سمعت مالكا يقول: لو كان لي سلطان على من يفسر القرآن لضربت رأسه.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا أحمد بن علي ثنا أبو عمار قال سألت أحمد بن حنبل عن كتاب مالك بن أنس فقال: ما أحسنه لمن تدين به.

• حدثنا الحسن بن سعيد بن جعفر البصري قال سمعت محمد بن الربيع ابن سليمان يقول سمعت الشافعي رضي الله تعالى عنه يقول: إذا جاء الحديث عن مالك فاشدد يديك به.

• حدثنا الحسن بن سعيد قال سمعت محمد بن الربيع يقول سمعت الشافعي يقول: كان مالك إذا شك في الحديث طرحه كله.

• حدثنا الحسن بن سعيد قال سمعت محمد بن الربيع يقول سمعت الشافعي يقول: لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز.

• حدثنا محمد بن علي بن عاصم ثنا أحمد بن علي بن أبي الصغير المصري حدثني إسحاق بن إبراهيم الكناس ثنا حرملة عن ابن وهب عن سفيان بن عيينة قال: كان مالك لا يأخذ الحديث إلا من جيده.

• حدثنا محمد بن علي ثنا أحمد بن علي ثنا محمد بن عمرو بن نافع ثنا نعيم قال سمعت ابن مهدي يقول: ما أقدم على مالك في صحة الحديث أحدا.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا حاتم بن الليث الجوهري ثنا علي بن عبد الله ثنا سفيان قال: كان مالك ينتقي الرجال ولا يحدث عن كل أحد، قال على: ومالك أمان فبمن حدث عنه من الرجال، كان مالك يقول: لا يؤخذ العلم إلا عن من يعرف ما يقول.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق حدثني أبو يونس حدثني إسحاق قال سمعت مالك بن أنس يقول: سمعت من ابن شهاب أحاديث لم أحدث بها إلى اليوم، قلت لم يا أبا عبد الله؟ قال لم يكن العمل عليها فتركتها.

ص: 322

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا إسحاق بن أحمد ثنا عبد الله بن أحمد بن شيرويه ثنا مطرف المديني قال قال مالك بن أنس: أو يكتب عن مثل عطاف ابن خلد؟! لقد أدركت في هذا المسجد سبعين شيخا - أو نحوه - فما كتبت عنهم حديثا، إنما يكتب عن أهله قوم جرى فيهم الحديث مثل عبيد الله بن عمرو وأشباهه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أحمد بن معدان قال سمعت أبا العباس عبد الله بن محمد الغزي يقول سمعت حبيب بن زريق يقول: قلت لمالك بن أنس لم تكتب عن صالح مولى التوأمة وحزام بن عثمان وعمر مولى غفرة؟ قال أدركت سبعين تابعيا في هذا المسجد ما أخذت العلم إلا عن الثقات المأمونين.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا الحسن بن عبد العزيز لجروى ثنا أبو حفص التنيسي عن ابن وهب قال: لو شئت أن أملأ ألواحي من قول مالك بن أنس لا أدري فعلت.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت أبا يحيى يقول سمعت علي بن عبد الله يقول حدثني عبد الرحمن بن مهدي قال: رأيت رجلا جاء إلى مالك بن أنس يسأله عن شيء أياما ما يجيبه، فقال يا أبا عبد الله إني أريد الخروج. قال فأطرق طويلا ثم رفع رأسه وقال: ما شاء الله يا هذا! إني إنما أتكلم فيما أحتسب فيه الخير، وليس أحسن مسألتك هذه.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن أحمد بن عمر ثنا عبد الله بن أحمد ابن كليب حدثني أبو طالب عن أبي عبد الله قال سمعت ابن مهدي يقول: سأل رجل مالكا عن مسألة فقال لا أحسنها، فقال الرجل إني ضربت إليك من كذا وكذا لأسألك عنها، فقال له مالك: فإذا رجعت إلى مكانك وموضعك فأخبرهم أني قد قلت لك إني لا أحسنها.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا موسى بن هارون ثنا نصر بن داود بن طوق قال سمعت سعيد بن سليمان يقول: قلما سمعت مالكا يفتي بشيء إلا تلا هذه الآية {(إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين)} .

ص: 323

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا الحسن بن عبد العزيز ثنا الحارث بن مسكين عن عمرو بن يزيد - شيخ من أهل مصر - صديق لمالك ابن أنس قال: قلت لمالك يا أبا عبد الله يأتيك ناس من بلدان شتى قد أنضوا مطاياهم، وأنفقوا نفقاتهم، يسألونك عما جعل الله عندك من العلم تقول لا أدري!! فقال: يا عبد الله يأتيني الشامي من شامه، والعراقي من عراقه، والمصري من مصره، فيسألونني عن الشيء لعلي أن يبدو لي فيه غير ما أجيب به فأين أجدهم؟ قال عمرو: فأخبرت الليث بن سعد بقول مالك.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا الحسن ابن علي الحلواني - بطرسوس سنة ثلاث وثلاثين ومائتين - قال سمعت مطرف ابن عبد الله يقول: سمعت مالك بن أنس إذا ذكر عنده أبو حنيفة والزائغون في الدين يقول: قال عمر بن عبد العزيز: سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر بعده سننا الأخذ بها اتباع لكتاب الله، واستكمال لطاعة الله، وقوة على دين الله، ليس لأحد من الخلق تغييرها ولا تبديلها، ولا النظر في شيء خالفها، من اهتدى بها فهو مهتد، ومن استنصر بها فهو منصور، ومن تركها اتبع غير سبيل المؤمنين، وولاه الله ما تولى، وأصلاه جهنم وساءت مصيرا.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا الحسن بن علي الحلواني قال سمعت إسحاق بن عيسى يقول قال مالك بن أنس: كلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما نزل به جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم لجدله.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن علي بن أبى الصغير ثنا يونس ابن عبد الأعلى ثنا ابن وهب قال سمعت مالكا يقول: إن حقا على من طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة وخشية، وأن يكون متبعا لأثر من مضى قبله.

• حدثنا الحسن بن سعيد بن جعفر ثنا زكريا بن يحيى الساجي ثنا أبو داود ثنا أبو ثور قال سمعت الشافعي يقول: كان مالك بن أنس إذا جاءه بعض أهل الأهواء قال: أما إني على بينة من ربي وديني، وأما أنت فشاك إلى شاك مثلك فخاصمه، وكان يقول لست أرى لأحد يسب أصحاب النبي صلى الله عليه

ص: 324

وسلم فى الفئ سهما.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني منصور ابن أبي مزاحم قال: سمعت مالك

(1)

بن أنس - وذكر أبو حنيفة - فقال: كاد الدين ومن كاد الدين فليس من أهله.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني اسماعيل ابن إبراهيم أبو معمر عن الوليد بن مسلم قال: قال لي مالك بن أنس! يذكر أبو حنيفة ببلدكم؟ قلت نعم، قال ما ينبغي لبلدكم أن تسكن.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الحسن بن إسحاق التستري ثنا يحيى بن خلف ابن الربيع الطرسوسي - وكان من ثقات المسلمين وعبادهم - قال: كنت عند مالك بن أنس ودخل عليه رجل فقال: يا أبا عبد الله ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق؟ فقال مالك: زنديق اقتلوه، فقال يا أبا عبد الله إنما أحكي كلاما سمعته، فقال لم أسمعه من أحد، إنما سمعته منك، وعظم هذا القول.

• حدثنا محمد بن سليمان بن إبراهيم الهاشمي قال سمعت أبا همام البكراوي يقول سمعت أبا مصعب يقول سمعت مالك بن أنس يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق حدثني أحمد بن محمد بن أبي بكر بن سالم بن عبد الله بن عمر ثنا ابن أبي أويس قال سمعت مالك بن أنس يقول: القرآن كلام الله، وكلام الله من الله، وليس من الله شيء مخلوق.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا يحيى بن عبد الباقي قال سمعت النضر بن سلمة ابن شاذان يقول ثنا عبد الله بن نافع قال سمعت مالكا يقول: لو أن رجلا ركب الكبائر كلها بعد أن لا يشرك بالله، ثم تخلى من هذه الأهواء والبدع - وذكر كلاما - دخل الجنة.

• حدثنا محمد بن علي بن مسلم العقيلي ثنا القاضي أبو أمية الغلابى ثنا سلمة ابن شبيب ثنا مهدي بن جعفر ثنا جعفر بن عبد الله قال: كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله {الرحمن على العرش استوى} كيف استوى؟

(1)

لم يثبت شيء عن مالك فى الطعن فى أبى حنيفة راجع شرح الموطأ للباجى (7 - 300)

ص: 325

فما وجد مالك من شيء ما وجد من مسألته، فنظر إلى الارض وجعل ينكت بعود في يده حتى علاه الرحضاء - يعني العرق ثم رفع رأسه ورمى بالعود وقال الكيف منه غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وأظنك صاحب بدعة، وأمر به فأخرج.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا الحسن بن عبد العزيز قال سمعت أبا حفص يقول سمعت مالك بن أنس يقول: {(وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة)} قوم يقولون إلى ثوابه. قال مالك: كذبوا فأين هم عن قول الله تعالى {(كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون)} .

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا ابن أبي داود ثنا أحمد بن صالح ثنا عبد الله ابن وهب قال قال مالك بن أنس: الناس ينظرون الله عز وجل يوم القيامة بأعينهم.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا يونس ثنا ابن وهب قال: سمعت مالكا يقول لرجل: سألتني أمس عن القدر؟ قال نعم! قال إن الله تعالى يقول {(ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين)} فلا بد من أن يكون ما قال الله تعالى.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو بكر بن أبي عاصم قال سمعت سعيد بن عبد الجبار يقول: سمعت مالك بن أنس يقول: رأيي فيهم أن يستتابوا فإن تابوا وإلا قتلوا - يعني القدرية.

• حدثنا الحسن بن سعيد بن جعفر ثنا زكريا الساجي ثنا سلمة بن شبيب ثنا مروان بن محمد قال: سئل مالك بن أنس عن تزويج القدري فقرأ {(ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم)} .

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت عثمان بن صالح وأحمد بن سعيد الدارمي قالا: ثنا عثمان قال: جاء رجل إلى مالك وسأله عن مسألة، قال فقال له: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، فقال الرجل أرأيت؟ قال مالك:{(فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)} .

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم ثنا الحسن

ص: 326

ابن عبد الله بن منصور ثنا الحنيني قال قال مالك بن أنس: إياكم وأصحاب الرأي فإنهم أعداء أهل السنة.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا جعفر بن محمد الصائغ ثنا سريج بن النعمان ثنا عبد الله بن نافع قال: كان مالك يقول: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا سوار بن عبد الله العنبري ثنا أبي قال قال مالك بن أنس: من تنقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو كان في قلبه عليهم غل، فليس له حق فى فيء المسلمين، ثم تلا قوله تعالى {(ما أفاء الله على رسوله)} حتى أتى قوله {(والذين جاؤ من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا)} الآية. فمن تنقصهم أو كان في قلبه عليهم غل فليس له فى الفئ حق.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إسحاق بن أحمد ثنا رسته أبو عروة - رجل من ولد الزبير - قال: كنا عند مالك فذكروا رجلا ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ مالك هذه الآية {(محمد رسول الله والذين معه أشداء)} حتى بلغ {(يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار)} فقال مالك: من أصبح في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته الآية.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق سمعت محمد بن عبد العزيز ابن أبي رزمة قال سمعت وكيعا يقول سمعت مالك بن أنس يقول: وا عجبا يسأل جعفر وأبو جعفر عن أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما!!.

• حدثنا أبو بكر الآجري ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الحميد ثنا إبراهيم ابن الجنيد ثنا يحيى بن بكير حدثني عبد الله بن وهب حدثني مالك بن أنس قال: إن راهبا كان بالشام، فلما رأى أوائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين قدموا الشام معاذ بن جبل ونظراءه وقال: والذي نفسي بيده ما بلغ حواري عيسى ابن مريم عليهما السلام الذين صلبوا على الخشب ونشروا بالمناشير من الاجتهاد ما بلغ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، قال عبد الله بن وهب: قلت لمالك بن أنس تسميهم؟ فسمى أبا عبيدة، ومعاذا، وبلالا وسعد بن عبادة.

ص: 327

• حدثنا أبو بكر الآجري ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الحميد ثنا إبراهيم ابن الجنيد ثنا الحارث بن مسكين ثنا عبد الله بن وهب. قال: سمعت مالك بن أنس يحدث أن صالح بن علي حين قدم الشام سأل عن قبر عمر بن عبد العزيز فلم يجد أحدا يخبره حتى دل على راهب، فأتى فسئل عنه فقال: أقبر الصديق تريدون؟ هو في تلك المزرعة.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن غالب ثنا القعنبي عن مالك أنه بلغه: أن عيسى عليه السلام كان يقول: لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسوا قلوبكم، فإن القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا تعلمون، ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب، ولكن انظروا فيها كأنكم عبيد، فإنما الناس رجلان، مبتلى ومعافى، فارحموا أهل البلاء، واحمدوا الله على العافية.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن خالد ثنا القعنبي عن مالك: أنه بلغه أن عيسى عليه السلام كان يقول: يا بنى إسرائيل عليكم بالماء القراح، والبقل البري، وخبز الشعير، وإياكم وخبز البر فإنكم لن تقوموا بشكره.

• حدثنا أبو بكر ثنا محمد ثنا القعنبي عن مالك أنه بلغه: أن لقمان الحكيم قيل له: ما بلغ بك ما نرى؟ قال: صدق الحديث، وأداء الأمانة، وتركي ما لا يعنيني.

• حدثنا أبو بكر ثنا محمد ثنا القعنبي عن مالك أنه بلغه: أن عمر بن الخطاب قال: إني لأحب النظر إلى القارئ أبيض الثياب.

• حدثنا الحسن بن محمد ابن كيسان ثنا إسماعيل القاضي ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه. قال: قال عمر بن الخطاب: تعلمون أيها الناس أن اليأس هو الغنى، وأنه من يئس من شيء استغنى عنه.

• حدثنا الحسن بن محمد ثنا إسماعيل القاضي ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا مالك حدثني من أرضى:

أن عمر بن الخطاب أوصى رجلا فقال، لا تعترض فيما لا يعنيك، واجتنب عدوك، واحذر خليلك، ولا أمير من القوم إلا من خشي الله، والأمين من القوم لا تعدل به شيئا، ولا تصحبن فاجرا كي تعلم من فجوره، ولا تفش إليه

ص: 328

سرك، واستشر في أمرك الذين يخشون الله.

• حدثنا الحسن بن محمد ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا مالك بن يحيى بن سعيد: أن امرأة كانت عندها عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنها ومعها نسوة، فقالت امرأة منهن: والله لأدخلن الجنة، لقد أسلمت وما زنيت، وما سرقت، فأتيت في المنام فقيل لها أنت المتألية لتدخلن الجنة، كيف وأنت تبخلين بما لا يغنيك، وتكلمين فيما لا يعنيك؟ قال فلما أصبحت المرأة دخلت على عائشة رضي الله تعالى عنها فأخبرتها بما رأت، فقالت اجمعي النسوة اللاتي كن عندك حين قلت ما قلت، فأرسلت إليهن فجئن فحدثتهن بما رأت في المنام.

• حدثنا أبو زرعة محمد بن إبراهيم بن عبد الله الإستراباذي ثنا محمد بن قارون ثنا أبو حاتم ثنا عبد العزيز بن عبد الله قال: كان نقش خاتم مالك بن أنس حسبنا الله ونعم الوكيل، فقيل له في ذلك فقال:{(وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء)} .

• حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهل ثنا محمد بن يحيى بن آدم الجوهري ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال سمعت الشافعي يقول: قال لي محمد بن الحسن: صاحبنا أعلم أم صاحبكم؟ قلت تريد المكابرة أو الإنصاف؟ فقال بل الإنصاف، قلت: فما الحجة عندكم؟ قال الكتاب والسنة والإجماع والقياس. قال قلت: أنشدك بالله أصاحبنا أعلم بكتاب الله أم صاحبكم؟ قال صاحبكم قلت: فصاحبكم أعلم بأقاويل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أم صاحبنا قال فقال صاحبكم، قلت فبقي شيء غير القياس؟ قال لا، قلت فنحن ندعى القياس أكثر مما تدعون أنتم، وإنما القياس على الاصول يعرف القياس. قال: ويريد بصاحبه مالك بن أنس رحمه الله.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ومحمد بن عبد الرحمن قالا: ثنا محمد بن زبان بن حبيب قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول: ما بعد كتاب الله تعالى كتاب أكثر صوابا من موطأ مالك.

ص: 329

• حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد ثنا أبو بكر بن آدم الجوهري ثنا محمد ابن عبد الله بن عبد الحكم. قال: سمعت الشافعي يقول: قال محمد بن الحسن:

أقمت على مالك بن أنس ثلاث سنين وكسرا، وكان يقول إنه سمع منه لفظا أكثر من سبعمائة حديث، قال وكان إذا حدثهم عن مالك امتلأ منزله وكثر الناس عليه حتى يضيق عليهم الموضع، وإذا حدث عن غير مالك لم يجئه إلا اليسير، فكان يقول: ما أعلم أحدا أسوأ ثناء على أصحابكم منكم، إذا حدثتكم عن مالك ملأتم علي الموضع، وإذا حدثتكم عن أصحابكم إنما تأتوني متكارهين.

• حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد ثنا موسى بن هارون بن مخلد ثنا عبد الله بن محمد بن محمد اليزدي ثنا أبو يعقوب بن سهيل الأسيوطي قال سمعت ابن أبي ركين يقول سمعت محمد بن إدريس الشافعي يقول: قالت لي عمتي - ونحن بمكة - رأيت في هذه الليلة عجبا، فقلت لها وما هو؟ قالت رأيت كأن قائلا يقول مات الليلة أعلم أهل الأرض، قال الشافعي فحسبنا ذلك فإذا هو يوم مات مالك بن أنس.

• حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهل ثنا محمد بن يحيى بن آدم ثنا محمد ابن عبد الله بن عبد الحكم قال سمعت الشافعى يقول: -وذكر رجل لمالك ابن أنس حديثا - فقال له مالك: من حدثك؟ فذكر له إسنادا منقطعا فقال له مالك: اذهب إلى عبد الرحمن بن زيد يحدثك عن أبيه عن نوح.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا علي بن أحمد بن سليمان ثنا ابن أبي مريم ثنا خالد - يعني ابن نزار - قال: سمعت مالك بن أنس يقول لفتى من قريش: يا ابن أخي تعلم الأدب قبل أن تتعلم العلم.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا أبو إسماعيل الترمذي ثنا نعيم بن حماد قال سمعت ابن المبارك يقول: ما رأيت رجلا ارتفع مثل مالك بن أنس، ليس له كثير صلاة ولا صيام، إلا أن تكون له سريرة.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ما قرأت على مالك أثبت في نفسي مما سمعت منه، وقلت لمالك يوما - وأردت أن أرققه على نفسى فى مسجد

ص: 330

لرسول صلى الله عليه وسلم يا أبا عبد الله قد غبت عن أهلي ما أدري ما حدث عليهم بعدي؟ قال فتبسم: ثم قال وأنا قد غبت عن أهلي، هو ذا هم في الدار لا أدري ما حدث عليهم.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا إبراهيم بن سعيد ثنا سعيد بن عبد الحميد عن مالك بن أنس قال: ليس شيء أشبه بثمار الجنة من الموز، لا تطلبه في شتاء ولا صيف إلا وجدته وقرأ {(أكلها دائم)} .

• حدثنا أبو علي الحسين بن محمد بن العباس الفقيه الأيلي ثنا أبو نعيم بن عبدى - في كتابه ثنا العباس بن الوليد البيروتي ثنا أبو خليد. قال: أقمت على مالك فقرأت الموطأ في أربعة أيام فقال مالك: علم جمعه شيخ في ستين سنة أخذتموه فى أربعة أيام؟ لا فقهتم أبدا.

• حدثنا الحسين بن محمد بن العباس ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا يونس ابن عبد الأعلى ثنا ابن وهب عن مالك. قال: لا يبلغ أحد ما يريد من هذا العلم حتى يضربه الفقر، ويؤثره على كل حاجة.

• حدثنا أحمد بن عبيد الله بن محمود قال سمعت أبا أحمد عبيد الله بن محمد الفقيه الفقير يقول سمعت عبد الله بن محمد بن علي القاضي - بالدينور - يقول سمعت أبا زرعة الدمشقي يقول سمعت أبا مسهر يقول: سأل المأمون مالك بن أنس هل لك دار؟ فقال لا، فأعطاه ثلاثة آلاف دينار وقال اشتر لك بها دارا، قال ثم أراد المأمون الشخوص وقال لمالك: تعال معنا فإني عزمت أن أحمل الناس على الموطأ كما حمل عثمان الناس على القرآن، فقال له: مالك إلى ذلك سبيل، وذلك أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم افترقوا بعده في الأمصار فحدثوا، فعند كل أهل مصر علم، ولا سبيل إلى الخروج معك فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون» وقال «المدينة تنفى خبثها كما ينفى الكير خبث الحديد» وهذه دنانيركم فإن شئتم فخذوه، وإن شئتم فدعوه.

• حدثنا أحمد بن عبيد الله قال سمعت أبا أحمد القاضي يقول سمعت أبا حاتم

ص: 331

الرازي يقول سمعت أحمد بن سنان الواسطي يقول سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: سفيان الثوري إمام في الحديث وليس بإمام في السنة، والأوزاعي إمام في السنة وليس بإمام في الحديث، ومالك إمام فيهما جميعا.

• حدثنا سليمان بن أحمد - إملاء - ثنا المقدام بن داود ثنا عبد الله بن عبد الحكم قال سمعت مالك بن أنس يقول: شاورني هارون الرشيد في ثلاث؛ في أن يعلق الموطأ في الكعبة ويحمل الناس على ما فيه، وفى أن ينقض منبر النبي صلى الله عليه وسلم ويجعله من جوهر وذهب وفضة، وفى أن يقدم نافع بن أبي نعيم إماما يصلي في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت:

يا أمير المؤمنين»؛ أما تعليق الموطأ في الكعبة فإن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا في الفروع وتفرقوا في الآفاق، وكل عند نفسه مصيب، وأما نقض منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم واتخاذك إياه من جوهر وذهب وفضة فلا أرى أن تحرم الناس أثر النبي صلى الله عليه وسلم، وأما تقدمتك نافعا إماما يصلي بالناس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن نافعا إمام في القراءة، لا يؤمن أن تندر منه نادرة في المحراب فتحفظ عليه، قال وفقك الله يا أبا عبد الله.

‌ومما أسند مالك:

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الرحمن بن معدان بن جمعة اللاذقي

(1)

ثنا إسحاق بن محمد الفروي ثنا مالك بن أنس عن الزهري عن أنس: «أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن ينتبذ فى الدباء والمزفت» . غريب من حديث مالك، لم يسنده أحد إلا الفروي.

• حدثنا عمر بن أحمد بن عمر القاضي ومحمد بن حميد قالا: ثنا أحمد بن زكريا بن يحيى النيسابوري ثنا محمد بن إسحاق البكري - حفظا - ثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك عن الزهري عن أنس: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يأكل الثوم، ولا الكراث، ولا البصل من أجل أن الملائكة تأتيه،

(1)

كذا بالاصل ولم نجده فى خلاصة أسماء الرجال.

ص: 332

ولأنه يكلم جبريل عليهما السلام». غريب من حديث مالك لم يحدث به عنه إلا يحيى بن يحيى.

• حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى وإبراهيم بن عبد الله بن إسحاق قالا:

ثنا أحمد بن محمد الأزهري ثنا محمد بن سليمان بن هشام ثنا وكيع عن مالك عن أنس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أوذي أحد مثل ما أوذيت في الله» . غريب من حديث مالك تفرد به وكيع.

• حدثنا عبد الله بن الحسين الصوفي النيسابوري ثنا أحمد بن أبي عمران الفرائضي ثنا محمد بن إسماعيل بن إسحاق الرازي قال ثنا محمد بن سليمان ثنا سليمان بن عيسى ثنا مالك عن ابن شهاب عن أنس بن مالك قال: «قلت يا رسول الله ما تقول في القليل العمل الكثير الذنوب؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل ابن آدم خطأ، فمن كانت له سجية عقل، وغريزة يقين لم تضره ذنوبه شيئا، قيل وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: لأنه كلما أخطأ لم يلبث أن يتوب توبة تمحو ذنوبه، ويبقى له فضل يدخل به الجنة، فالعقل أداة العامل بطاعة الله وحجة على أهل معصية الله» . غريب من حديث مالك تفرد به سليمان بن عيسى - وهو الحجازي - وفيه ضعف.

• حدثنا محمد بن إسحاق القاضي الأهوازي ثنا محمد بن نعيم ثنا إبراهيم ابن حميد الطويل ثنا شعبة عن مالك بن أنس عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كان يريد الأضحية فلا يأخذن من شعره، ولا يقلمن أظفاره، حتى يضحي» . غريب من حديث شعبة عن مالك عن الزهري لم نكتبه إلا من حديث إبراهيم.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبيد الله بن محمد العمري ثنا بكر بن عبد الوهاب حدثني محمد بن عمر الواقدي عن مالك عن ابن شهاب حدثني سعيد بن المسيب حدثني أبو هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة» . غريب من حديث مالك تفرد به عنه الواقدى.

ص: 333

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن حماد بن سفيان القاضي ثنا يزيد بن عمرو بن البزاز ثنا يزيد بن مروان ثنا مالك بن أنس عن الزهري عن سهل بن سعد: «أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع اللحم بالحيوان» .

غريب من حديث مالك عن الزهري عن سهل، تفرد به يزيد بن عمرو عن يزيد.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا محمد بن الفرج ابن ميسرة ثنا حبيب كاتب مالك عن مالك عن ابن شهاب عن الأعرج عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يجمع الله تعالى بين من ينفق في سبيله، وبين من يشح بما أعطاه الله» . غريب من حديث مالك تفرد به محمد بن الفرج عن حبيب.

• حدثنا محمد بن المظفر ثنا محمد بن الحسين بن حفص ثنا أبو سبرة المدني ثنا مطرف ثنا مالك عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة: أن رجلا قال: يا رسول الله أوصني، قال:«لا تغضب» . غريب من حديث مالك عن الزهري تفرد أبو سبرة عن مطرف.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي ثنا محمد بن أحمد بن سهل البركاني القاضي ثنا عبد الله بن شبيب ثنا محمد بن سلمة عن المغيرة بن عبد الرحمن عن مالك عن ابن شهاب عن سالم عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«إنما الناس كإبل مائة، لا تكاد تجد فيها راحلة» . غريب من حديث مالك عن الزهري متصلا لم نكتبه إلا من حديث سلمة عن المغيرة.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني ثنا يحيى بن محمد ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن يونس السراج ثنا عبد الله بن محمد بن ربيعة المصيصي ثنا مالك بن أنس عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دخلت الجنة فرأيت فيها قصرا من ذهب، فقلت لمن هذا؟ فقالوا لرجل من قريش، فظنت أنه لي فقلت: ومن هو؟ قالوا عمر بن الخطاب فأردت أن أدخله فذكرت غيرتك يا أبا حفص، فبكى عمر وقال: أما عليك فلا أغار» . صحيح من حديث محمد عن جابر متفق عليه غريب من حديث مالك

ص: 334

تفرد به عبد الله يعرف بالقدامي.

• حدثنا محمد بن حميد ثنا محمد بن محمد بن سليمان ثنا أحمد بن عبد الرحمن ابن يونس ثنا عبد الله بن محمد بن ربيعة ثنا مالك بن أنس عن محمد بن المنكدر عن عروة عن عائشة قالت: «دخل على النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال بئس أخو العشيرة، ثم أمر بوسادة فألقيت له، فقام فقالت عائشة لما خرج:

يا رسول الله! قلت بئس أخو العشيرة ثم أمرت من يلقي إليه الوسادة، فقال إن من شرار الناس الذين يكرمون اتقاء شرهم». صحيح متفق عليه من حديث عروة عن عائشة غريب من حديث مالك عن محمد تفرد به عنه عبد الله بن محمد.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن غالب ثنا القعنبي عن مالك ح وحدثنا محمد بن حميد ثنا عبد الله بن أبي داود ثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد حدثني أبي عن جدي عن يحيى بن أيوب عن مالك عن أبي الزبير عن جابر. قال: «نحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديبية البدنة عن سبعة» . مشهور في الموطأ من حديث مالك، غريب من حديث الليث عن يحيى عن مالك تفرد به عنه أولاده.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن داود المكي ثنا علي بن قتيبة الرفاعي ثنا مالك بن أنس عن أبي الزبير عن جابر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بروا آباءكم يبركم أبناؤكم، وعفوا تعف نساؤكم» . غريب من حديث مالك عن أبي الزبير تفرد به علي بن قتيبة.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان ثنا محمد بن سلام ثنا يحيى بن بكير ثنا مالك عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أن من الذنوب ذنوبا لا يكفرها الصلاة ولا الصيام ولا الحج ولا العمرة، قالوا فما يكفرها يا رسول الله؟ قال الهموم في طلب المعيشة» . قال أحمد بن يحيى فقلت سمعت: كيف هذا من يحيى بن بكير ولم يسمعه أحد غيرك؟! فقال كنت عند يحيى جالسا فجاءه رجل فذكر ضعف حاله، فقال ابن بكير ثنا مالك وذكره. غريب تفرد به محمد بن سلام عن يحيى عن مالك.

ص: 335

• حدثنا علي بن أحمد بن علي المصيصي ثنا أحمد بن خليد الحلبي ثنا يوسف ابن يونس الأفطس ثنا مالك بن أنس عن محمد بن عمرو بن حلحلة عن معبد بن كعب عن أبي قتادة بن ربعي قال: «مر على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة، فقال مستريح ومستراح منه، قالوا يا رسول الله ما المستريح والمستراح منه؟ قال العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الكافر والفاجر يستريح منه العباد والبلاد، والشجر والدواب» . صحيح متفق عليه رواه عنه أصحابه في الموطأ.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ثنا محرز ابن سلمة ثنا محمد بن عمرو بن حلحلة عن محمد بن عمران الأنصاري. قال: قال ابن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كنت بين الأخشبين من منى - ونحا بيده نحو المشرق - فان هناك واديا يقال له السريرة، سر تحتها سبعون نبيا» رواه القعنبي والناس عنه في الموطأ: مثله. ولا أعلم أحدا رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة غير ابن عمر.

• حدثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد ثنا إسحاق بن أحمد ثنا إسحاق بن إسماعيل ثنا إسحاق بن سليمان الرازي عن مالك بن أنس عن محمد بن أبي بكر الثقفي. قال: «كنت أنا وأنس بن مالك ونحن غاديان إلى عرفة، فقلت كيف كنتم تصنعون في هذا اليوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: يهل المهل بمنى، ويكبر المكبر ولا ينكر ذلك عليه» . مشهور في الموطأ رواه أبو الشعثاء علي بن الحسن الواسطي عن إسحاق عن مالك مثله.

• حدثنا على ابن حميد الواسطي ثنا أسلم بن سهل الواسطي ثنا علي بن الحسن بن سليمان الواسطي ثنا إسحاق بن سليمان: مثله. ومحمد بن أبي بكر قد نسبه موسى بن عقبة فقال: هو محمد بن أبي بكر بن عوف بن رباح.

• حدثنا محمد بن بدر ثنا بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الله بن يوسف التنيسي ثنا مالك بن أنس عن محمد بن يحيى بن حيان عن الأعرج عن أبي هريرة:

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع.

ص: 336

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا محمد بن عمر الواقدي ثنا مالك بن أنس عن أبي الأسود - محمد بن عبد الرحمن - عن عروة عن عائشة عن جدامة الأسدية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أردت أن أنهى عن الغيلة ثم ذكرت أن الروم وفارس يفعلون فلا يضرهم» . مشهور في الموطأ رواه أصحاب مالك ولم يجاوز عائشة.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا الواقدى ثنا مالك وابن أبى الرحال عن أبيه عن عمرة عن عائشة قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفف ركعتي الفجر حتى أني لأتمارى أقرأ فيهما بأم القرآن أم لا» . أبو الرحال اسمه محمد بن عبد الرحمن، ولم نكتبه من حديث الواقدي مجموعا عنه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أحمد بن سليمان الهروي ثنا موسى ابن سهل ثنا إسحاق بن الحنيني عن مالك عن محمد بن عجلان عن أبيه عن عمر.

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير بيوتكم بيت فيه يتيم مكرم» .

تفرد به الحنيني عن مالك، وقال عن عمر.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا عمار بن نصر ثنا محمد بن أبي عثمان القرشي عن مالك بن أنس عن محمد بن عبد الله بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد عن أخيه قتادة بن النعمان. قال: «أصيبت عيناي يوم بدر فسقطتا على وجنتي، فأتيت بهما النبي صلى الله عليه وسلم فأعادهما مكانهما وبزق فيهما فعادتا تبرقان» . غريب من حديث مالك تفرد به محمد بن أبي عثمان، وإنما يعرف من حديث ابن إسحاق وابن النسيل عن عاصم ابن عمر بن قتادة عن أبيه. وقال ابن إسحاق: يوم أحد.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عمير بن مرداس ثنا عبد الله بن نافع ثنا مالك عن محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه سمع أباه يقول: «اغتسل سهل بن حنيف بالحزاز، فنزع جبة كانت عليه وعامر بن ربيعة ينظر إليه، وكان سهل رجلا أبيض حسن الجلد، فقال له عامر: ما رأيتك كاليوم ولا جلد عذراء؟

ص: 337

فوعك سهل مكانه واشتد وعكه، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبر أن سهلا وعك أنه غير رائح معك يا رسول الله، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم سهلا فأخبره بالذي كان من شأن عامر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«على م يقتل أحدكم أخاه؟ ألا بركت عليه! إن العين حق، توضأ» له فتوضأ له، فراح سهل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس به بأس.

• حدثنا محمد بن بدر ثنا بكر بن سهل ثنا عبد الله بن يوسف ثنا مالك عن محمد بن عمارة عن محمد بن إبراهيم عن أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: أنها سألت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني امرأة أطيل ذيلي وأمشي في المكان القذر، فقالت أم سلمة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يطهره ما بعده» .

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن غالب ثنا القعنبي ح وحدثنا عبد الله بن محمد ثنا الفضل بن العباس ثنا يحيى بن بكير ح وحدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا الهيثم بن خلف ثنا إسحاق بن موسى ثنا معن قالوا: ثنا مالك بن أنس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك يقول: «كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالا من نخل، وكان أحب أمواله إليه بيرحا وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخله ويشرب من ماء فيه طيب، فلما أنزلت {(لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)} قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله تعالى يقول {(لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)} وإن أحب أموالي إلى بيرحا وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها حيث أراك الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بخ بخ، ذلك مال رابح - مرتين - وقد سمعت ما قلت، وأنا أرى أن تجعله في الأقربين، فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله، فقسمها بين أقاربه وبني عمه» . صحيح متفق عليه من حديث مالك في الموطأ.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن غالب ح وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن علي الخزاعي قالا: ثنا القعنبي عن مالك عن إسحاق بن عبد الله

ص: 338

عن أنس بن مالك: أن أعرابيا قال: يا رسول الله متى الساعة؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أعددت لها؟ قال حب الله ورسوله. قال: أنت مع من أحببت» . صحيح متفق عليه من حديث مالك في الموطإ.

• حدثنا علي بن حميد الواسطي ثنا أسلم بن سهل ثنا محمد بن صالح بن مهران ثنا عبد الله بن محمد بن عمارة القداحي ثم السعدي قال سمعت هذا من مالك بن أنس سماعا يحدثنا به عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس قال: «بعثتني أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بطير مشوي ومعه أرغفة من شعير، فأتيته به فوضعته بين يديه، فقال: يا أنس ادع لنا من يأكل معنا من هذا الطير، اللهم آتنا بخير خلقك، فخرجت فلم تكن لي همة إلا رجل من أهلي آتيه فأدعوه، فإذا أنا بعلي بن أبي طالب، فدخلت فقال أما وجدت أحدا؟ قلت: لا، قال: انظر فنظرت فلم أجد أحدا إلا عليا، ففعلت ذلك ثلاث مرات، ثم خرجت فرجعت فقلت: هذا علي بن أبي طالب يا رسول الله، فقال ائذن له، اللهم وال، اللهم وال، وجعل يقول ذلك بيده، وأشار بيده اليمنى يحركها» . غريب من حديث مالك وإسحاق رواه الجم الغفير عن أنس وحديث مالك لم نكتبه إلا من حديث القداحي تفرد به.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن هارون بن عبد الله ثنا أحمد بن محمد بن أنس ثنا عبد الواهب بن نافع عن مالك بن أنس عن إسحاق بن عبد الله ابن أبي طلحة عن أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من حاول أمرا بمعصية كان أبعد لما رجا، وأقرب لمجيء ما اتقى» . غريب من حديث أحمد بن محمد بن إدريس عن عبد الوهاب.

• حدثنا محمد بن المظفر ثنا أحمد بن محمد بن السري ثنا يوسف بن موسى المروزي ثنا إسماعيل بن محمد - ببيت جبرين - ثنا حبيب كاتب مالك ثنا مالك عن إسحاق بن عبد الله عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«تسحروا فإن في السحور بركة» . تفرد به حبيب عن مالك.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن غالب ثنا القعنبي عن مالك ح

ص: 339

وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا مطلب بن شعيب ثنا عبد الله بن صالح حدثني الليث ابن سعد عن يحيى بن أيوب عن مالك عن أيوب السختياني عن ابن سيرين عن أم عطية أنها قالت: «دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفيت ابنته، فقال اغسلنها ثلاثا، أو خمسا، أو اكثر من ذلك، فاذا فرغتن فاذننى قالت: فلما أن فرغنا آذناه، فأعطانا حقوه فقال: اشعرنها إياه - يعنى إزاره-.

صحيح متفق عليه من حديث مالك في الموطأ غريب من حديث الليث عن يحيى بن أيوب.

• حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب ثنا يحيى بن أيوب العلاف ثنا محمد بن روح القشيري ثنا يونس بن هارون الأزدي ثنا أبي عن مالك بن أنس عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاث يفرح بهن البدن، ويربو عليها، الطيب، والثوب اللين، وشرب العسل» .

غريب من حديث مالك عن أبيه تفرد به القشيري.

• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا عبد الله بن محمد العمري ثنا إسماعيل بن أبي أويس أخبرني مالك بن أنس عن حماد الطويل عن أنس بن مالك: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الثمار حتى تزهى قيل وما تزهى؟ قال حتى تحمر، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت إن منع الله الثمرة فبم يأخذ أحدكم مال أخيه» . صحيح في الموطأ واللفظة الأخيرة لا يرويها كل أصحاب الموطأ.

• حدثنا محمد بن الحسن بن علي اليقطيني ثنا الحسن بن أحمد بن قنبل الأنطاكي ثنا صالح بن زياد السوسي ثنا أحمد بن يعقوب - صحبنا في طريق مكة سنة خمس ومائتين - ثنا خالد بن إسماعيل الأنصاري ثنا مالك بن أنس عن حميد عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد إملاك رجل أو امرأة من الأنصار، فقال: «أين شاهدكم؟ قالوا يا رسول الله وما شاهدنا؟ قال الدف فأتوا به، قال اضربوا على رأس صاحبكم، ثم جاءوا بأطباقهم فنثروها فهاب القوم أن يتناولوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أزين الحلم، ما لكم

ص: 340

لا تتناولوا؟ قالوا يا رسول الله ألم تنه عن النهبة؟ قال نهيتكم عن النهبة في العساكر، فأما في هذا وأشباهه فلا». غريب من حديث مالك وحميد لم نكتبه إلا من حديث صالح بن زياد.

• حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن مقسم ثنا عبد الله بن محمد بن إسحاق ثنا أحمد بن محمد بن غالب ثنا محمد بن سليمان التيمي ثنا مالك بن أنس حدثني حماد بن سلمة عن أبي العشراء الدارمي عن أبيه. قال: «قلت يا رسول الله فيم تكون الذكاة؟ فى الخاصرة أو اللبة؟ قال: لو طعنت في فخذها أجزأ عنك» . مشهور من حديث حماد، غريب من حديث مالك لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا نافع بن محمد بن أبي عوانة أبو النضر ثنا جدي أبو عوانة الاسفراينى ثنا علي بن يزيد بن منجح ثنا عمر بن أيوب ثنا ضمرة عن مالك ابن أنس عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أنس بن مالك. قال: «نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى ابنه إبراهيم وهو في حجره يموت، ففاضت عيناه، فقال له عبد الرحمن: أتبكي يا رسول الله وقد نهيتنا عن البكاء؟!! فقال:

إني لم أنهكم عن هذا، إن هذا رحمة، من لا يرحم لا يرحم». غريب من حديث مالك وربيعة تفرد به عمر بن أيوب - وهو الغفاري - عن أبي ضمرة.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ح. وحدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن يونس الشامي قالا: ثنا محمد بن سليمان القرشي ثنا مالك بن أنس عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر قال:

حدثني والدي عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة» . غريب من حديث مالك وربيعة تفرد به محمد بن سليمان بن معاذ أبو الربيع التيمي البصري.

• حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر ثنا محمد بن سليمان بن الحارث ح. وحدثنا حبيب بن الحسن وفاروق الخطابي قالا: ثنا أبو مسلم الكشي ثنا أبو عاصم النبيل ثنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن

ص: 341

ابن عباس: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل كتف شاة ثم صلى ولم يتوضأ» .

صحيح مشهور في الموطأ.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبد الله بن يحيى بن معاوية ثنا عبد الله بن إبراهيم بن عبد الرحمن البارودي ثنا نوح بن حبيب القومسي ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه» . غريب من حديث مالك عن زيد تفرد به عبد المجيد، ومشهوره وصحيحه ما في الموطأ مالك عن يحيى بن سعيد.

• حدثنا أبو الحسن علي بن هارون ثنا جعفر الفريابي ثنا إبراهيم بن عثمان المصيصي ثنا عبد الله بن المبارك ح. وحدثنا بشر بن محمد بن ياسين القاضي ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا إبراهيم بن عيسى بن عبد الله ثنا عبد الله بن وهب قالا: ثنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك، فيقول هل رضيتم؟ فيقولون وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك، فيقول أنا أعطيكم فضل من ذلك، أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم» . هذا من صحاح حديث مالك وغرائبه. رواه عنه الأئمة والمتقدمون.

• حدثنا محمد بن المظفر ثنا أيوب بن يوسف بن أيوب ثنا حبوش بن رزق الله ثنا عبد المنعم بن بشير عن مالك وعبد الرحمن بن زيد كلاهما عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعلموا العلم وتعلموا للعلم الوقار» . غريب من حديث مالك عن زيد لم نكتبه إلا من حديث حبوش عن عبد المنعم.

• حدثنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي ثنا محمد بن المسيب الأرغياني ثنا أسد بن محمد بن عبد الرحمن الخشاب - بالمصيصة - ثنا. أبو حاجب الحاجبي

ص: 342

عن مالك عن زيد بن أسلم عن أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا عقل كالتدبير في رضى الله، ولا ورع كالكف عن محارم الله ولا حسب كحسن الخلق» . غريب من حديث مالك عن زيد تفرد به الحاجبي.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا بشير بن علي بن بشر الأنطاكي ثنا عبد الله ابن نصر الأنطاكي ثنا إسحاق بن عيسى بن الطباع عن مالك بن أنس عن زياد بن مخراق عن معاوية بن قرة عن أبيه. قال: قلت يا رسول الله إني لأذبح الشاة وأنا أرحمها؟ فقال: والشاة إن رحمتها رحمك الله». مشهور ثابت من حديث زياد، غريب من حديث مالك لم نكتبه إلا من حديث بشر الأنطاكي.

• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا بكر بن سهل ثنا محمد بن مخلد الرعيني ثنا مالك بن أنس عن أبي حازم عن سهل بن سعد. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء فلم ترد فيهما دعوة، حضور الصلاة، وعند الزحف للقتال» . غريب من حديث مالك لم يروه عنه في الموطأ، رواه أيوب بن سويد وإسماعيل بن عمر أبو المنذر عن مالك نحوه، ورواه منيع عن مالك بزيادة لفظ.

• حدثناه محمد بن المظفر ثنا أحمد بن عمرو بن جابر ثنا عبيد بن محمد الصنعاني ثنا عبد الله بن قريش الصنعاني ثنا أبو مطر - واسمه منيع - عن مالك بن أنس عن أبي حازم عن سهل بن سعد. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تحروا الدعاء في الفيافي وثلاثة لا يرد دعاؤهم، عند النداء وعند الصف فى سبيل الله، وعند نزول القطر.

• حدثنا محمد بن المظفر ومحمد بن علي قالا: ثنا الحسين بن محمد بن حماد ثنا محمد بن الحارث ثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن مالك عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رحم الله امرأ كانت عنده مظلمة لأخيه فى أرض أو مال، فليأته فليتحلله قبل أن يؤخذ منه، وليس ثم دينار ولا درهم، فإن كانت له حسنات أخذ من حسناته لصاحبه، وإلا أخذ من سيئات صاحبه فطرح عليه» . صحيح في الموطأ. غريب من حديث زيد عن مالك. ورواه

ص: 343

إبراهيم بن طهمان عن يحيى بن سعيد عن مالك مثله. وخالف إسحاق بن محمد الفروي وأصحاب مالك فيه فقال: عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا إسحاق الفروي ثنا مالك به.

حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبد الله بن العباس ثنا أحمد ابن حفص حدثني أبي ثنا إبراهيم بن طهمان عن مالك عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله تعالى يوم القيامة أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي» . تفرد به إبراهيم عن مالك عن سعيد، ورواه عامة أصحابه على ما فى الموطأ مالك عن أبي طوالة عن أبي الحباب سعيد بن يسار عن أبي هريرة.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا عبد الأعلى بن مسهر وعبد الله بن يوسف ح وحدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا محمد بن أيوب ثنا إسحاق الفروي قالوا: ثنا مالك عن سالم أبي النضر عن عامر بن سعد عن أبيه قال: «ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام، وهو الذي أنزل الله فيه {(وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله)} لم يذكر الفروي نزول الآية رواه يحيى بن معين عن عبد الأعلى، ويحيى بن نصر عن عبد الله بن يوسف. وهذا من صحيح حديث مالك وقديمه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الحسن بن جرير الصوري ثنا عتيق بن يعقوب حدثني مالك بن أنس عن أبي النضر عن أبي صالح عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «السفر قطعة من العذاب لا يهنئ أحدكم نومه ولا طعامه ولا شرابه، فإذا قضى أحدكم نهمته فليسرع الرجوع إلى أهله» .

صحيح من حديث مالك، اختلفت عليه على أربعة أقاويل المشهور ما في الموطأ سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة عن مالك عن سهيل عن أبيه، وتفرد رواد ابن الجراح عن مالك عن ربيعة عن القاسم عن عائشة.

ص: 344

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا روح بن عبادة وإسحاق بن عيسى الطباع ثنا مالك بن أنس عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سمعت الرجل يقول هلك الناس فهو أهلكهم» . قال إسحاق: قلت لمالك ما وجه هذا؟ فقال إما رجل كفر الناس فظن أنه خيرهم فازدراهم فقال هذا القول، وإما رجل حزن لما رأى في الناس من النقص فأحزنه ذهاب أهل الخير فقال هذا القول فأرجو أن يكون لا بأس به وليس عليه شيء، أو نحوها من القول.

• حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد ثنا عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا إسحاق الفروي ثنا مالك عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أقال مسلما عثرته أقاله الله يوم القيامة» .

تفرد به عبد الله عن إسحاق من حديث سهيل وتفرد أيضا إسحاق عن مالك عن سمي عن أبي صالح فقال: من أقال نادما.

• حدثنا محمد بن المظفر ثنا أحمد بن محمد بن هلال ثنا الحسن بن أبي الربيع ثنا أصرم بن حوشب عن مالك عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه» . تفرد به أصرم بن حوشب عن مالك، ورواه الناس عن سهيل.

• حدثنا علي بن أحمد بن علي المصيصي ثنا أبو بكر بن أيوب بن سلمان العطار - بالمصيصة - ثنا على بن زياد المتوثى ثنا عبد العزيز بن أبي رجاء ثنا مالك عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري قالا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أطع ربك تسمى عاقلا، ولا تعصه تسمى جاهلا» .

غريب من حديث مالك لم نكتبه إلا من حديث ابن أبي رجاء.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا إسماعيل بن أبي إدريس ح. وحدثنا محمد بن بدر ثنا بكر بن سهل ثنا عبد الله بن يوسف ح وحدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن غالب ثنا القعنبي قالوا: عن مالك عن

ص: 345

سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه» . مشهور ثابت في الموطأ.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن الفضل السقطي ثنا إسحاق بن بشر الكاهلي ثنا مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة: قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل دين خلق، وخلق الإسلام الحياء» . اختلف على مالك فيه على أقاويل، فحديث سمي تفرد به الكاهلي ورواه عيسى بن يونس عن مالك عن الزهري عن أنس تفرد به عنه ابن سهم، ورواه مسعدة بن اليسع عن مالك عن سلمة عن طلحة بن يزيد بن ركانة عن أبي هريرة ينفرد به، وفي الموطأ عن سلمة عن طلحة من دون أبي هريرة.

• حدثنا محمد بن بدر ثنا بكر بن سهل ثنا عبد الله بن يوسف ح وحدثنا أبو بحر محمد بن الحسن ثنا أبو عقيل إبراهيم بن علي النصيبي ثنا عبد الملك بن زياد قالا: ثنا مالك بن أنس عن صالح بن كيسان عن عروة عن عائشة قالت:

«فرضت الصلاة ركعتين ركعتين في الحضر وفى السفر، فأقرت صلاة السفر وزيدت في الحضر» . مشهور في الموطأ.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا الحسين بن محمد بن عبيد العجلي ثنا أبو مصعب الزهري ثنا مالك بن أنس عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن زيد بن خالد الجهني. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا الديك فإنه يدعو إلى الصلاة» . تفرد به أبو مصعب عن مالك متصلا.

• حدثنا محمد بن الحسن وحبيب بن الحسن وفاروق الخطابي في جماعة قالوا: ثنا أبو مسلم الكشي ثنا أبو عاصم النبيل أنبأنا مالك عن طلحة بن عبد الملك عن القاسم بن محمد عن عائشة. قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من نذر أن يطيع الله فليطعه» . مشهور في الموطأ ورواه عبد الله بن إدريس عن مالك وعبيد الله بن عمر عن طلحة تفرد به ابن إدريس بحديث عبيد الله.

ص: 346

• حدثنا محمد بن بدر ثنا بكر بن سهل ثنا عبد الله بن يوسف ثنا مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد المازني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما بين بيتي وبين منبرى روضة من رياض الجنة» . مشهور في الموطأ.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن غالب ثنا القعنبي ح وحدثنا سليمان ثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا عبد الله بن عبد الحكم قالا: ثنا مالك عن عبد الله ابن أبي بكر عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن أبي عمرة الأنصاري عن زيد بن خالد الجهني: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أخبركم بخير الشهداء الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها أو يخبر بشهادته قبل أن يسألها» .

مشهور في الموطأ. وقال القعنبي عن أبي عمرة. وقال ابن عبد الحكم عن أبي عمرة ورواه ابن عباس بن سهل عن أبي بكر بن محمد بن عمرو عن عبد الله بن عمر بن عثمان عن خارجة بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن زيد فسماه.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا روح بن عبادة ثنا مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الشهر تسع وعشرون فلا تصوموا حتى تروه، ولا تفطروا حتى تروه فان غم عليكم فاقدروا له» وقال: «تحروا ليلة القدر في السبع الأواخر» .

حدث به رسته عن روح مثله وهى في الموطأ.

• حدثنا محمد بن عيسى الأديب ثنا عمر بن مرداس ثنا عبد الله بن نافع ثنا مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن يأكل في معاء واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء» .

كذا رواه عمر عن عبد الله بن دينار. ورواه أيضا عمير عن عبد الله عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج. ومشهور ما في الموطأ مالك عن سهل عن أبيه عن أبي هريرة.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو الزنباع وعمرو بن أبي الطاهر بن السرح قالا: ثنا عبد العزيز بن يحيى ثنا مالك عن نافع وعبد الله بن دينار عن ابن

ص: 347

عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: في قوله تعالى {(يوم يقوم الناس لرب العالمين)} قال: «يقومون حتى يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه» . نافع مشهور وعبد الله غريب.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن غالب ثنا القعنبي عن مالك ح وحدثنا محمد بن حميد ثنا محمد بن محمد بن سليمان ثنا سليمان بن الفضل ثنا محمد بن غزية الحكمي ثنا أبي ثنا الأوزاعي عن مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر.

قال: «أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو المشرق فقال: ألا إن الفتنة هاهنا، ألا إن الفتنة هاهنا من حيث تطلع قرن الشيطان» . مشهور في الموطأ وحديث الأوزاعي يتفرد به الحكمي.

• حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري ثنا محمد بن الفضل بن عبد الله ثنا الفضل بن عبد الله عن مالك بن سليمان الهروي ثنا مالك بن أنس عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المغرب وتر النهار» . غريب من حديث مالك تفرد به مالك بن سليمان.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا علي بن رستم ثنا الهيثم بن خالد ثنا موسى بن محمد الموقري ثنا مالك بن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: قيل يا رسول الله أي العباد أحب إلى الله؟ قال: «أنفع الناس للناس، قيل فأي العمل أفضل؟ قال إدخال السرور على قلب المؤمن، قيل وما سرور المؤمن؟ قال إشباع جوعته وتنفيس كربته، وقضاء دينه، ومن مشى مع أخيه في حاجته كان كصيام شهر واعتكافه، ومن مشى مع مظلوم يعينه ثبت الله قدميه يوم تزل الأقدام، ومن كف غضبه ستر الله عورته وإن الخلق السيئ يفسد الأعمال كما يفسد الخل العسل» . غريب من حديث مالك لم نكتبه إلا من حديث الهيثم عن الموقري.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات ثنا القعنبي ثنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من شرار الناس ذو الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه

ص: 348

وهؤلاء بوجه».

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبيد الله بن محمد الغمري ثنا أبو مصعب ثنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم سلم علي في شرق ولا غرب إلا أنا وملائكة ربي نرد عليه السلام، فقال له قائل يا رسول الله فما بال أهل المدينة؟ فقال له وما يقال لكريم فى جيرته وجيرانه مما أمر الله به من حفظ الجوار وحفظ الجيران» .

غريب من حديث مالك تفرد به أبو مصعب.

• حدثنا علي بن أحمد بن أبي غسان ثنا جعفر بن محمد بن موسى النيسابوري ح. وحدثنا عبد الله بن حامد الأصبهاني ثنا مكي بن عبدان قالا: سهل بن عمار ثنا أبو بكر بن عبد الرحمن العمري ثنا العمري ومالك بن أنس عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم» . تفرد به سهل والمشهور في الغسل عن مالك عن الزهري عن سالم عن نافع عن ابن عمرو، صفوان بن سليمان، عن عطاء وتفرد به معن عن مالك عن سعيد المقبري عن أبي هريرة.

• حدثنا علي بن أحمد المصيصي ثنا أحمد بن خليد الحلبي ثنا مطرف ثنا مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم أفرد الحج» . مشهور في الموطأ.

• حدثنا أبو النضر شافع بن محمد بن أبي عوانة ثنا محمد بن عبد الله الفرغاني - أخو زعل - ثنا علي بن حرب ثنا عبد الرحمن بن يحيى ثنا مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة. قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم»: من قرأ القرآن فأعربه كانت له عند الله دعوة مستجابة، إن شاء عجلها له في الدنيا، وإن شاء ذخرها له في الآخرة». غريب في حديث مالك تفرد به عبد الرحمن.

• حدثنا أبي ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام ثنا إسحاق الحنيني ثنا مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن

ص: 349

أبيه عن أبي أمامة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا وكافل اليتيم كهاتين» . غريب من حديث مالك عن عبد الرحمن تفرد به الحنيني.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا حبوش بن رزق الله المصري ثنا عبد الله بن يوسف ثنا سلمة بن العيار عن مالك عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة. قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب الرفق في الأمر كله» . غريب من حديث سلمة عن مالك ورواه المأمون عن أبيه الرشيد عن مالك.

• حدثنا عبد الله بن الحسين الصوفي ثنا محمد بن محمد الصكاك ثنا الحسين ابن أحمد بن كامل البردعي ثنا الحسين بن عبد الله بن الخصيب ثنا إبراهيم بن سعيد قال: سمعت المأمون يوما يقول لحاجبه: عليك بالرفق في جميع أمورك ثم قال حدثني أبي هارون الرشيد قال حدثني مالك عن الأوزاعي بإسناده مثله.

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم - إملاء - ثنا محمد بن جعفر الناقد ثنا أبو توبة صالح بن دراج ثنا عبد الله بن نافع الزبيري ثنا مالك عن ابن جريج عن عطاء. قال: رأيت ابن عمر يخضب بالصفرة، قال محمد بن عمر هكذا حدثناه من أصل كتابه من حديث مالك عن ابن جريج.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني خالي مالك بن أنس عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر» . غريب من حديث مالك رواه إسماعيل وغيره:.

• حدثنا سليمان بن أحمد - إملاء - ثنا عباس بن الفضل الإسقاطي بمكة ثنا إسماعيل بن بى أويس ثنا مالك بن أنس عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يدخل أهل الجنة الجنة، ويدخل أهل النار النار، ثم يقوم الله تعالى أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، فيخرجون منها قد اسودوا فيلقون في نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة فى حميل السيل، ألم تروها تخرج صفراء

ص: 350

ملثوبة؟». غريب من حديث مالك تفرد به إسماعيل وعبد الله بن وهب.

• حدثناه بشر بن محمد بن ياسين ثنا أبو بكر بن خزيمة ثنا إبراهيم بن عيسى بن عبد الله ثنا ابن وهب ثنا مالك: مثله.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن إسحاق الأنماطي ثنا أحمد بن سهل بن أيوب ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة» .

مشهور في الموطأ.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عمرو بن أبي الطاهر المصري ثنا عبد المنعم ابن بشير الأنصاري ثنا مالك عن نافع عن ابن عمر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سمع النداء فقال مثل ما يقول غفر الله له الذنوب» .

غريب من حديث مالك لم نكتبه إلا من حديث عبد المنعم.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي ثنا عبد الله بن وصيف الجندي ثنا أبو حمنة عن أبي قرة موسى بن طارق عن مالك عن نافع عن ابن عمر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان يوم الجمعة بعث الله الملائكة بصحف من نور، وأقلام من نور، فيجلسون على أبواب المساجد فيكتبون الأول فالأول حتى تقام الصلاة» . غريب من حديث مالك لم نكتبه إلا من حديث أبي حمنة عن أبي قرة.

• حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن ثنا أبو عقيل إبراهيم بن علي ثنا عبد الملك ابن زياد النصيبي ثنا مالك عن نافع عن ابن عمر: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الظهر والعصر والمغرب والعشاء بمنى، ثم يغدو إلى عرفة إذا طلعت الشمس» . تفرد برفعه عبد الملك وفي الموطأ موقوف.

• حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن ثنا شاذان الجوهري ثنا معلى بن منصور ثنا مالك عن نافع عن ابن عمر: «أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الشغار» .

مشهور في الموطأ ومن حديث معلى عن مالك غريب.

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا أبو مسلم الكشي ثنا أبو عاصم النبيل ح.

ص: 351

وحدثنا جعفر بن محمد ثنا أبو حصين ثنا يحيى الحماني ثنا عبد الله بن المبارك قالا: ثنا مالك عن نافع عن ابن عمر: «أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع حبل الحبلة» . مشهور من حديث مالك في الموطأ.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد وأحمد بن يوسف قالا: ثنا موسى بن هارون ثنا حباب بن جبلة ثنا مالك عن نافع عن ابن عمر: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر على النجاشي أربعا» . تفرد به عن مالك حباب ومكي بن إبراهيم.

• حدثنا عبد الملك بن الحسن المعدل ثنا يوسف القاضي ثنا عمرو بن مرزوق ثنا مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: «ما حق امرئ له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده» .

مشهور في الموطأ.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن سعيد الرازي ثنا إبراهيم بن المستمر العروقي ثنا عثمان بن عمر ثنا مالك عن نافع عن ابن عمر: «أن النبي صلى الله عليه وسلم مر برجل يعظ أخاه فى الحياء، فقال: دعه فإن الحياء من الإيمان» . غريب من حديث مالك عن نافع مشهور من حديثه عن الزهري عن سالم.

• حدثنا الحسن بن أحمد بن صالح السبيعي ثنا عبد الله بن الصقر السكري ثنا محمد بن مصفى ثنا الوليد بن مسلم ثنا مالك عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه» . غريب من حديث مالك تفرد به ابن مصفى عن الوليد.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب المقرئ ثنا أبو بكر بن راشد ثنا عبد الله بن أبي رومان ثنا ابن وهب عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإنك لن تجد فقد شيء تركته لله عز وجل» . غريب من حديث مالك تفرد به ابن أبي رومان عن ابن وهب.

• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن عمر الكشي - بمكة - ثنا

ص: 352

إبراهيم بن يوسف البلخي ثنا مالك عن نافع عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل مسكر حرام وكل مسكر خمر» . تفرد به إبراهيم عن مالك.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن نوح بن حرب العسكري ثنا المهاجر ابن إبراهيم ثنا عبد الوهاب بن نافع ثنا مالك عن نافع عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر: «يا أبا ذر! إن الدنيا سجن المؤمن، والقبر أمنه، والجنة مصيره، يا أبا ذر! إن الدنيا جنة الكافر، والقبر عذابه، والنار مصيره، يا أبا ذر إن المؤمن لم يجزع من ذل الدنيا ولم يبل من أهلها وعزها» . غريب من حديث مالك لم نكتبه إلا من حديث المهاجر.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي ثنا علي بن إبراهيم بن الهيثم ثنا علي بن الحسين بن الخواص ثنا عبد الله بن إبراهيم بن الهيثم الغفاري ثنا مالك بن أنس والعمري عن نافع عن ابن عمر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قضى لأخيه حاجة كنت واقفا عند ميزانه، فإن رجح وإلا شفعت له» . غريب من حديث مالك تفرد به الغفاري.

• حدثنا أبو نصر محمد بن أحمد النيسابوري - ببغداد - ثنا محمد بن المسيب الأرغياني ثنا إسحاق بن وهب ثنا عبد الله بن وهب ثنا مالك عن نافع عن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ألا أدلكم على أشرف أمتي؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: من طال عمره، وحسن عمله، ورجي خيره، وأمن شره، ألا أدلكم على شرار أمتي؟ قالوا نعم، قال: من طال عمره، وساء عمله، وأيس من خيره، ولم يؤمن شره» . غريب من حديث مالك تفرد به إسحاق بن وهب عن ابن وهب.

• حدثنا محمد بن عمر بن سلام الحافظ ثنا محمد بن علي بن إسماعيل المروزي ثنا محمد بن أسلم ثنا صخر بن محمد عن مالك عن نافع عن ابن عمر. قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من حلف على يمين فرأى خيرا منها فليأت الذي هو أحسن وليستغفر الله» . غريب من حديث مالك تفرد به محمد عن صخر.

ص: 353

• حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الله المقدسي ثنا محمد بن عبد الله ابن عامر ثنا قتيبة بن سعيد ثنا مالك عن نافع عن سالم عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال حلق الذكر» . غريب من حديث مالك لم نكتبه إلا من حديث محمد بن عبد الله بن عامر.

• حدثنا أحمد بن عبيد الله بن محمود ثنا محمد بن عمران بن الجنيد ثنا أبو أحمد شعيب بن محمد الهمداني ثنا سليمان بن عيسى ثنا مالك عن عمه أبي سهيل بن مالك عن أبيه عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين، فإن الميت يتأذى بجار السوء كما يتأذى الحي بجار السوء» . غريب من حديث مالك لم نكتبه إلا من حديث شعيب.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا إسحاق بن عيسى بن الطباع ومنصور بن سلمة الخزاعي قالا: ثنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. قالت: «كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب سحولية بيض، ليس فيها قميص ولا عمامة» . مشهور في الموطأ.

• حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق القاضي الأهوازي ثنا أحمد بن أبي صلاية ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي الرقاب أفضل؟ فقال: أغلاها ثمنا، وأنفسها عند أهلها» . غريب من حديث مالك رواه مطرف أيضا مثله.

• حدثنا محمد بن إسحاق الأهوازي ثنا أحمد بن أبى صلاية ح وحدثنا سليمان ابن أحمد ثنا علي بن سعيد الرازي قالا: ثنا عبد العزيز بن يحيى ثنا مالك عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بخير دور الأنصار؟ بنو النجار، ثم بنو عبد الأشهل، ثم بنو الحارث بن الخزرج، ثم بنو ساعدة، ثم في كل دور الأنصار

ص: 354

خير». غريب من حديث مالك تفرد به عبد العزيز عنه.

• حدثنا أبو زيد محمد بن جعفر بن علي المنقري - بالكوفة - ثنا علي بن العباس البجلي ثنا جعفر بن محمد بن الحسين الزهري ثنا عبد الملك بن يزيد ثنا مالك ابن أنس عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكثروا ذكر هاذم اللذات، قلنا يا رسول الله وما هاذم اللذات؟ قال الموت» . غريب من حديث مالك تفرد به جعفر عن عبد الملك.

• حدثنا محمد بن المظفر ثنا جعفر بن الصقر بن الصلت ثنا محمد بن كامل أبو عبد الله ثنا يحيى بن بكير ثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن عبد الله بن مسعود. قال: «كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله عز وجل أربعة أشهر حتى نزلت هذه الآية {(ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله)}» .

غريب من حديث مالك لم نكتبه إلا من حديث ابن بكير.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب [ثنا أبو داود. ح وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا عبد الرزاق ثنا مالك عن يزيد]

(1)

ابن عبد الله بن قسيط عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أمه عائشة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص فى جلود الميتة إذا دبغت» - أو قال طهرت-.

مشهور في الموطأ.

• حدثنا شافع بن محمد بن أبي عوانة ثنا أحمد بن محمد بن يزيد الزعفراني ثنا روح بن الفرج ثنا عبد الرحمن بن هانى ثنا مالك عن يعلى عن عطاء عن عمرو بن الرشيد عن أبيه قال: «نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قوم مجذمين فقال: أما كان هؤلاء يسألون الله العافية» . غريب من حديث مالك عن يعلى لم نكتبه إلا من حديث روح.

(1)

زيادة من مغ.

ص: 355

‌سفيان الثوري

ومنهم الإمام المرضي، والورع الدري، أبو عبد الله سفيان بن سعيد الثوري رضي الله تعالى عنه

كانت له النكت الرائقة، والنتف الفائقة، مسلم له في الإمامة، ومثبت به الرعاية، العلم حليفه، والزهد أليفه.

وقيل: إن التصوف براعة في المعارف، وبلاغة في المخاوف.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق السراج قال سمعت أبا قدامة عبيد الله بن سعيد يقول سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: أدركت من الناس الأئمة منهم أربعة؛ مالك بن أنس، وحماد بن زيد، وسفيان بن سعيد، وذكر الرابع ونسيته إن لم يكن ابن المبارك فلا أدري.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني عمرو بن محمد الناقد ح وحدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال: سمعت محمد ابن عبد الملك بن زنجويه وأبا بكر بن خلف قالوا: ثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي قال سمعت شعبة يقول: سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث.

• حدثنا عبد الله بن يحيى الطلحى قال حدثنى الحسن بن حناش ثنا أبو سعيد الأشج ثنا أبو أسامة قال: كنت بالبصرة حين مات سفيان الثوري، فلقيت يزيد بن إبراهيم صبيحة الليلة التي مات فيها سفيان فقال: قيل لي الليلة في منامي مات أمير المؤمنين، فقلت للذي يقول لي في المنام الليلة مات سفيان الثوري؟ فقال قد مات الليلة، وكان قد مات تلك الليلة ولم نعلم.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن محمد البغوي ثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه ثنا عبد الرزاق قال سمعت سفيان بن عيينة يقول: أئمة الناس ثلاثة بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ابن عباس في زمانه والشعبي

(1)

في زمانه، وسفيان الثورى فى زمانه.

(1)

فى مغ: والشافعى فى زمانه.

ص: 356

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ح وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبيد بن آدم قالا: ثنا أبو عمير الرملي ثنا ضمرة ح. وقال سليمان: ثنا أيوب بن سويد قال: سمعت المثني بن الصباح وذكر سفيان الثوري فقال عالم الأمة وعابدها.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ح وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبيد الله الحضرمي قالا: ثنا الحسن بن علي الحلواني ثنا محمد بن عبيد الطنافسي قال: لا أذكر سفيان الثوري إلا وهو يفتي، أذكر منذ سبعين سنة ونحن في الكتاب تمر بنا المرأة والرجل فيسترشدوننا إلى سفيان ليستفتوه فيفتيهم.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسن بن حباش ثنا يحيى بن أحمد الأيلي ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا بشر بن الحارث قال: كان سفيان الثوري عندي إمام الناس.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد ابن إسحاق ثنا أبو همام السكوني ثنا مبارك بن سعيد. قال: رأيت عاصم بن أبي النجود يجيء إلى سفيان الثوري يستفتيه ويقول: أتيتنا يا سفيان صغيرا وأتيناك كبيرا.

• حدثنا القاضي أبو أحمد وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا إبراهيم ابن عبد الله بن محمد بن الحسين ثنا الحسن بن منصور ثنا علي الطنافسي ثنا سهل قال سمعت يوسف بن أسباط يقول: إني لأرى أهل زمان سفيان سيعاتبون فيقال لم يكن فيكم مثل سفيان.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة الدمشقي ثنا أحمد بن يونس. قال: سمعت زائدة يقول: كان سفيان أفقه الناس.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو همام السكوني ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة قالا: ثنا علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت عبد الله - يعني ابن المبارك - يقول: ما أعلم على الأرض أعلم من سفيان الثوري رحمه الله.

[حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت الحسن بن مكرم يقول سمعت عبد العزيز بن أبان يقول سمعت سفيان بن عيينة يقول: ما رأيت أحدا أفضل من سفيان ولا رأى سفيان مثل نفسه]

(1)

.

• حدثنا

(1)

سقط من مغ.

ص: 357

إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت محمد بن سهل بن عسكر يقول سمعت عبد الرزاق يقول سمعت الأوزاعي يقول: لو قيل لي اختر رجلا يقوم بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لاخترت لهما الثوري.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا زكريا الساجي ثنا محمد بن زنبور قال سمعت فضيل بن عياض يقول: إن هؤلاء أشربت قلوبهم حب أبي حنيفة وأفرطوا فيه حتى لا يرون أن أحدا كان أعلم منه، كما أفرطت الشيعة في حب علي، وكان والله سفيان أعلم منه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني محمد بن عبد الله المخزومي ثنا أبو داود ثنا شعبة عن سعيد بن مسروق:

فقال له رجل يا أبا بسطام: من سعيد بن مسروق؟ فقال: أبو سفيان الثوري الفقيه.

• حدثنا محمد بن علي ثنا المفضل بن محمد الجندي ثنا إبراهيم بن محمد الشافعي قال قلت لعبد الله بن المبارك: رأيت مثل سفيان الثوري فقال: وهل رأى سفيان الثوري مثل نفسه.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا عباس بن صالح قال سمعت أسود بن سالم يقول قال أبو بكر بن عياش:

إني لأرى الرجل يحدث عن سفيان فينبل في عيني.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا الحسن بن علي ثنا أسود بن سالم قال سمعت أبا بكر بن عياش يقول: إني لأرى الرجل يصحب سفيان فيعظم.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا أحمد الدورقي ثنا بشر ابن الحارث عن عبد الرحمن بن مهدي عن يحيى القطان. قال: قال لي عبد الله ابن المبارك: إذا لقيت سفيان فلا تسأله عن شيء إلا عن رأيه.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو العباس الحمال ثنا الحسن بن هارون النيسابوري قال سمعت ابن المبارك يقول: تعجبني مجالس سفيان الثوري، كنت إذا شئت رأيته في الورع، وإذا شئت رأيته مصليا، وإذا شئت رأيته غائصا في الفقه، فأما مجلس أتيته فلا أعلم أنهم صلوا على النبي صلى الله عليه وسلم حتى قاموا عن شغب - يعني مجلس أبي حنيفة

(1)

وأصحابه-.

(1)

مدرج. راجع رواية عبدان فى كتاب ابن أبى العوام.

ص: 358

• حدثنا محمد بن علي ثنا أبو الطيب أحمد بن عبد الله الانطاكى ثنا عمرو ابن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء ثنا الوليد بن عتبة ثنا مؤمل قال: ما رأيت عالما يعمل بعلمه الاسفيان.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو عمير ثنا أيوب بن سويد قال: ما سألنا سفيان الثوري عن شيء إلا وجدنا عنده أثرا ماضيا، أو أثرا من عالم قبله.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا محمود بن غيلان ثنا عبد الرزاق قال: كنت جالسا مع أبي حنيفة في دير الكعبة، فجاء رجل فقال. يا أبا حنيفة ألا أعجبك من الثوري! رأيته يلبي على الصفا، قال اذهب ويحك فالزمه فإنه لا يلبي على الصفا إلا لعلم. قال عبد الرزاق: فتعجب منه فقلت ألم تسمع حديث مسروق عن عبد الله أنه لبى على الصفا.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا يوسف الصفار - ثقة مأمون - قال: سمعت أبا أسامة يقول: سفيان الثوري حجة.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن صالح بن الوليد السوسى ثنا محمد بن يحيى الأزدي قال سمعت عبد الله بن داود الخريبي يقول: ما رأيت محدثا أفضل من سفيان الثوري.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو الأحوص سمعت أحمد بن يونس يقول: ما رأيت أحدا أعلم من سفيان، ولا أورع من سفيان، ولا أفقه من سفيان، ولا أزهد من سفيان!!.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت أبا قدامة يقول سمعت يحيى بن سعيد يقول: ما كتبت عن سفيان عن الأعمش أحب إلي مما سمعت من الأعمش.

• حدثنا إبراهيم ثنا محمد قال سمعت ابن أبي رزمة يقول سمعت أبا أسامة يقول: من أخبرك أنه نظر بعينه إلى مثل سفيان الثوري فلا تصدقه.

• حدثنا إبراهيم ثنا محمد ثنا الحسن بن الصباح البزاز ثنا عبد الرحمن بن أبي نعيم عن عبد الرحمن بن مهدي قال: ما رأيت أعقل من مالك، ولا رأيت أعلم من سفيان.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا محمد بن محمد بن فورك الأصبهاني قال: حدثني

ص: 359

عمي عبيد الله ثنا محمد بن يحيى ثنا سهل بن عاصم قال: سمعت ثابتا - أو إسماعيل الزاهد - يقول وذكر الثوري - فقال رحم الله أبا عبد الله، يا زين الفقهاء، يا سيد العلماء، يا قرير العيون، تبكي العيون لفقدك على واصل الأرحام في زمانهم ثم قال: أصيب المسلمون بعمر بن الخطاب، وأصبنا بأبي عبد الله في زماننا.

• وعن سهل بن عاصم قال: حدثنا عبد الكبير بن المعافى بن عمران سمعت أبي يقول: لقد من الله على أهل الإسلام بسفيان الثوري.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا أبو بكر بن خلاد قال سمعت يحيى بن سعيد يقول: وسألوه عن سفيان وشعبة قال ليس الأمر بالمحاباة ولو كان الامر بالمحاباة لقد منا شعبة على سفيان لتقدمه، سفيان يرجع إلى كتاب وشعبة لا يرجع إلى كتاب، وسفيان أحفظهما. قد رأيناهما يختلفان فوجدنا الأمر على ما قال سفيان.

• [حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سمعت أبي يقول: كان يحيى بن سعيد لا يعدل بسفيان الثوري أحدا.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا أبو نشيط ثنا الهيثم بن جميل قال سمعت شريكا يقول: إن الله تعالى لا يدع الأرض من حجة تكون لله على عباده، يقول ما منعكم أن تكونوا مثل فلان؟ قال شريك. ونرى أن سفيان الثوري منهم.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا يحيى بن أيوب ثنا أبو المثنى قال: سمعت الناس بمرو يقولون: قد جاء الثوري فخرجت أنظر إليه فإذا هو غلام قد بقل وجهه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا يحيى بن عبد الباقي ثنا أبو عمير ثنا ضمرة عن ابن شوذب قال سمعت أيوب السختياني يقول: ما قدم علينا من الكوفة أفضل من سفيان الثوري.

• حدثنا سليمان ثنا عبدان بن محمد المروزي ثنا إسحاق بن راهويه قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي ذكر سفيان وشعبة ومالكا وابن المبارك فقال: أعلمهم بالعلم سفيان. قال إسحاق وقال يحيى بن سعيد: كان سفيان أبصر بالرجال من شعبة.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الله بن محمد

ص: 360

ابن زكريا ثنا سلمة بن شبيب ثنا سهل بن عاصم عن سليمان الخواص قال: سمعت عثمان بن زائدة يقول: ما رأيت مثل سفيان قط بسفيان أقتدي وعليه أبكي.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن الحسن ثنا سليمان بن عبد الجبار قال سمعت أبا عاصم يقول سمعت الثوري يقول: كان الرجل لا يطلب الحديث حتى يتعبد قبل ذلك عشرين سنة.

• حدثنا أحمد بن عبيد الله ثنا عبد الله بن وهب ثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم ثنا أبو عاصم قال سمعت سفيان الثوري يقول: كان الرجل إذا أراد أن يكتب الحديث تأدب وتعبد قبل ذلك بعشرين سنة.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب]

(1)

قال ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا الحسن بن علي قال أبو عاصم زعم لي سفيان الثوري قال: كان الرجل لا يطلب الحديث حتى يتعبد قبل ذلك بعشرين سنة.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الخطاب ح. وحدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن عاصم قالا:

ثنا هدية بن عبد الوهاب ثنا محمد بن عبيد الطنافسي قال سمعت سفيان الثوري يقول: زينوا العلم بأنفسكم ولا تزينوا بالعلم.

• حدثنا سليمان بن أحمد - إملاء - ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يحيى بن يمان قال سمعت سفيان الثوري يقول: الأعمال السيئة داء، والعلماء دواء، فإذا فسد العلماء فمن يشفي الداء؟!.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن العباس بن أيوب ثنا الحسن بن عبد الرحمن بن أبي عباد ح. وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد ابن عبد الله الحضرمي ثنا أحمد بن راشد البجلي ثنا يحيى بن يمان قال سمعت سفيان الثوري يقول: العالم طبيب الدين، والدرهم داء الدين، فإذا جذب الطبيب الداء إلى نفسه فمتى يداوي غيره؟.

• [حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا أحمد بن جعفر ثنا محمد بن

(1)

سقط من مغ.

ص: 361

سهل بن عامر البجلي قال: سمعت عبد الله بن المبارك يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: ما أطاق أحد العبادة ولا قوي عليها إلا بشدة الخوف.]

(1)

.

• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا محمد بن أيوب ثنا نصر بن علي قال سمعت عبد الله بن داود يقول قال سفيان الثوري: إنما يطلب العلم ليتقى الله به فمن ثم فضل، فلولا ذلك لكان كسائر الأشياء.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا الحسن بن عبد الجبار ثنا محمد بن قدامة ثنا بشر بن الحارث قال سمعت عبد الله بن داود يقول قال سفيان: إنما فضل العلم على غيره ليتقى الله به.

• حدثنا أحمد بن عبيد الله بن محمود ثنا عبد الله بن وهب ثنا أبو صالح عمرو بن خلف الخثعمي ثنا ضمرة بن ربيعة قال سمعت سفيان الثوري يقول: كان يقال حسن الأدب يطفئ غضب الرب عز وجل.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبيد بن صبيح ثنا محمد بن عثمان ثنا عبد الرحمن أبو مسلم الشهير بالمستملي عن سفيان ح. وحدثنا أبو نصر أحمد بن الحسين المرواني ثنا محمد بن محمد بن شاذان ثنا محمد بن يزيد ثنا قبيصة قال سمعت سفيان الثوري يقول: تعلموا هذا العلم واكظموا وأفرغوا عليه ولا تخلطوه بضحك فتجمد القلوب.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا أبو هشام الرفاعي قال سمعت مزاحم بن زفر يحدث أبا بكر بن عياش قال سمعت الثوري يقول: إنما هو طلبه، ثم حفظه، ثم العمل به، ثم نشره. فجعل أبو بكر يقول: أعده علي كيف قال؟.

• حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري ثنا محمد بن المسيب ثنا عباد ابن الوليد العنبري قال سمعت المهدي أبا عبد الله يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: كان يقال أول العلم الصمت، والثاني الاستماع له وحفظه، والثالث العمل به، والرابع نشره وتعليمه.

• حدثنا أبو أحمد الغطريفي ثنا القاسم بن يحيى بن

(1)

زيادة من مغ.

ص: 362

نصر ثنا غراب قال سمعت أبا عاصم يقول سمعت الثوري يقول: من حدث قبل أن يحتاج إليه ذل.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن أحمد بن النضر قال سمعت عثمان بن أبي شيبة يقول سمعت وكيع بن الجراح يقول سمعت سفيان الثوري يقول:

ليس عمل بعد الفرائض أفضل من طلب العلم.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا بهلول بن إسحاق بن بهلول ثنا أبي ثنا إسحاق بن عيسى الطباع ثنا مسكين بن بكير الحراني قال سمعت سفيان الثوري يقول: لا نزال نتعلم العلم ما وجدنا من يعلمنا.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا عبد الله بن سعيد الكندي ثنا يحيى بن يمان قال سمعت سفيان الثوري يقول: الحديث أكثر من الذهب والفضة وليس يدرك، وفتنة الحديث أشد من فتنة الذهب والفضة.

• حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن مقسم ثنا محمد بن إسماعيل البندار ثنا أبو سعيد الأشج ثنا يحيى بن يمان قال سمعت سفيان يقول: فتنة الحديث أشد من فتنة الذهب والفضة.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن أحمد بن النضر قال سمعت يزيد بن عبد الرحمن بن مصعب المعني يقول سمعت أبي يقول سمعت سفيان الثوري يقول: من ازداد علما ازداد وجعا.

• حدثنا القاضي أبو أحمد ثنا محمد بن أحمد بن النضر ح وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن أحمد ابن النضر قالا: ثنا يزيد بن عبد الرحمن بن مصعب قال سمعت أبي يقول سمعت سفيان الثوري يقول: لو لم أعلم لكان أقل لحزني!.

• حدثنا القاضي أبو أحمد ثنا محمد بن إسحاق ح وحدثنا محمد بن علي ثنا الحسن بن أحمد بن قيل قالا: ثنا محمد بن سليمان لوين قال سمعت أبا الأحوص يقول سمعت سفيان الثوري يقول: وددت أن أنجو من هذا الأمر كفافا لا علي ولا لي.

• حدثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا أبو عمير الرملي ثنا ضمرة قال سمعت سفيان يقول: وددت أن أنفلت من هذا الأمر لا لي ولا

ص: 363

علي.

• حدثنا القاضي أبو أحمد ثنا عبد الرحمن بن الحسن ثنا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: كنا نكون عند سفيان وهو يحدثنا ثم وثب فقال: إن النهار يعمل عمله.

• حدثنا القاضي أبو أحمد ومحمد بن إبراهيم قالا: ثنا عبد الله بن محمد البغوي [حدثني شريح بن يونس ثنا محمد بن حميد عن سفيان قال: من رق وجهه رق عمله]

(1)

.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا شريح بن يونس ثنا يحيى بن يمان قال: ما سمعت سفيان يعيب العلم قط ولا من يطلبه، قالوا ليست لهم نية، قال طلبهم العلم نية.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا علي بن خشرم ثنا عيسى بن يونس قال: مات سفيان الثوري مستخفيا قد جعل قميصه خريطة قد ملأها كتبا.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا إبراهيم بن سعيد ثنا أبو أسامة قال قال سفيان ح وحدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق السراج ثنا ابن أشكيب ثنا محمد بن بشر ثنا العلا بن خالد قال قال سفيان الثوري: هذا الحديث ليس من عدة الموت.

• حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن يحيى الضرير المقرى ثنا عبد الله بن العباس الطيالسي ثنا أبو بكر بن أبي النضر قال سمعت أبا أسامة يقول سمعت سفيان الثوري يقول: ليس طلب الحديث من عدة الموت، لكنه علة يتشاغل به الرجل.

• حدثنا محمد بن علي ثنا سلامة بن محمود العسقلاني ثنا محمد بن حفص ثنا يحيى بن سلام قال قال لنا سفيان: لولا أن للشيطان فيه نصيبا ما ازدحمتم عليه - يعني العلم-.

• حدثنا محمد بن علي ثنا مكحول البيروتي ثنا أحمد بن الفرج ثنا بقية عن خالد بن عبد الرحمن عن سفيان قال: أكثروا من الأحاديث فإنها سلاح.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الرحمن بن الحسن اللواق - بمصر - ثنا إبراهيم ابن أبي داود ثنا سعيد بن أسد عن أبيه عن حماد بن دليل قال: ما كنا نأتى

(1)

سقط من مغ

ص: 364

سفيان إلا فى خلقان ثيابنا.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن بركة ثنا يوسف بن سعيد بن مسلم قال سمعت قبيصة يقول: ما رأيت الأغنياء أذل منهم في مجلس سفيان الثوري، ولا الفقراء أعز منهم في مجلس سفيان الثوري.

• حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا أحمد بن زيد الخزاز قال سمعت زيد بن الورقاء يقول: كان سفيان الثوري يقول لأصحاب الحديث: تقدموا يا معشر الضعفاء.

• حدثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا أبو عمير الرملي قال سمعت خطاب بن أيوب يقول: كان الثوري يقول: تقدموا يا معشر الضعفاء.

• حدثنا أحمد بن عبيد الله بن محمود ثنا عبد الله بن وهب ح وحدثنا محمد ابن علي ثنا أبو عروبة قالا: ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال سمعت زيد بن الحباب يقول: سمعت سفيان الثوري - وسأله شيخ عن حديث فلم يجبه - قال:

فجلس الشيخ يبكي فقام إليه سفيان فقال: يا هذا تريد ما أخذته في أربعين سنة أن تأخذه أنت في يوم واحد؟!.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا الحسن بن علي ثنا خلف بن تميم قال: سمعت سفيان الثوري بمكة - وقد كثر الناس عليه - فسمعته يقول: ضاعت الأمة حين احتيج إلي.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا علي بن محمد بن أبان ثنا إبراهيم بن أيوب الواسطي ثنا جعفر بن يحيى قال سمعت أبا منصور يقول قال لي سفيان الثوري: ما تصنع بعلم إذا انتهيت فيه إلى الغاية تمنيت أنك خرجت منه كما دخلت فيه؟.

• حدثنا أبو الحسين محمد بن محمد بن زيد الجرجاني ثنا أحمد بن محمد بن عيسى ثنا حيدرة بن عبيد قال: كان سفيان الثوري إذا لقي شيخا سأله هل سمعت من العلم شيئا؟ فإن قال لا قال: لا جزاك الله عن الإسلام خيرا.

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم حدثني عبد الله بن بشر بن صالح ثنا زيد بن أخرم قال سمعت عبد الله بن داود يقول سمعت الثوري يقول: ينبغي للرجل أن يكره ولده على طلب الحديث فإنه مسئول عنه.

• حدثنا محمد بن عمر ثنا عبد الله

ص: 365

ابن بشر قال سمعت الثوري يقول: إن هذا الحديث عز، من أراد به الدنيا فدنيا، ومن أراد به الآخرة فآخرة.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا علي بن سعيد ثنا زيد بن أخرم قال سمعت عبد الله يقول سمعت سفيان يقول: ليس شيء أنفع للناس من الحديث.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا أبو عروبة الحراني ثنا أحمد بن سليمان ثنا أبو داود قال سمعت الثوري يقول: ما أخاف على شيء أن يدخلني النار إلا الحديث.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا بكر بن محمد بن زيد الصوفى ثنا إبراهيم بن سعيد ثنا توبة عن أبي خالد الأحمر قال قال سفيان: وددت أني حين قرأت القرآن وقفت عنده فلم أتجاوزه إلى غيره.

• حدثنا إبراهيم بن أحمد البزوري المقري ثنا جعفر بن ماهويه النصيبي بها ثنا سعيد بن السندي الحراني ثنا يعقوب بن كعب ثنا يحيى بن يمان قال سمعت سفيان يقول: لو لم يأتني أصحاب الحديث لأتيتهم في بيوتهم.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الهيثم بن خلف ح وحدثنا القاضي أبو أحمد ثنا أحمد بن علي بن الجارود قالا ثنا هارون بن إسحاق ثنا محمد ابن عبد الوهاب قال سمعت سفيان يقول: لو أني أعلم أن أحدا يطلب الحديث بنية لأتيته في منزله حتى أحدثه.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن رافع قال سمعت زيد بن الحباب يقول: سمعت سفيان غير مرة يقول مثله سواء.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن جعفر الأشعري ثنا موسى بن عبد الرحمن بن مهدي قال سمعت أبي يقول: رأيت سفيان الثوري في المنام، فقلت أي شيء وجدت أفضل؟ قال الحديث.

• حدثنا علي بن سعيد الموصلي وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا جعفر الفريابي ثنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت محمد بن يوسف الفريابي يقول سمعت الثوري يقول: ما من عمل أفضل من طلب الحديث إذا صحت النية فيه، قال أحمد قلت للفريابي وأي شيء النية؟ قال تريد به وجه الله والدار الآخرة.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا أبو عمير ثنا الوليد ابن كثير عن سليمان بن حيان قال: كنا نصحب سفيان الثوري وقد سمعنا

ص: 366

ممن سمع منه، إنما نريد منه تفسير الحديث.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد ابن عبدوس بن كامل ح وحدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم قالا: ثنا حجاج بن يوسف الشاعر قال سمعت عبد الرزاق يقول: سألت سفيان الثوري في الموسم عن شيء فقال: هيهات أنت من أصحاب السلاح - أراه يعني الإسناد-.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ح وحدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم قالا: ثنا الحسن بن علي ثنا أبو أسامة قال سمعت سفيان الثوري يقول: إنما العلم عندنا الرخص عن الثقة، فأما التشديد فكل إنسان يحسنه.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا الحسن بن علي ثنا يحيى بن أيوب قال قال أبو عيسى الحواري: لما قدم سفيان الثوري الرملة - أو بيت المقدس - أرسل إليه إبراهيم بن أدهم تعال حدثنا، فقيل له يا أبا إسحاق تبعث إليه بمثل هذا! قال: إنما أردت كيف تواضعه، قال فجاء فحدثهم.

• حدثنا إبراهيم بن إسحاق ثنا الحسين بن علي ثنا محاضر قال قال الثوري: لركعتان أصليهما أرجى عندي من الحديث.

• حدثنا أحمد ثنا أبو بكر ثنا الحسن بن علي ثنا عيسى بن محمد - وقال مرة عبد السلام بن محمد - قال سمعت يوسف بن أسباط يقول: رأيت سفيان الثوري في المنام فقلت له أي الأعمال وجدت أفضل؟ قال القرآن، فقلت الحديث؟ فحول وجهه ولوى عنقه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا معاذ بن المثنى ثنا معاذ بن أسد ثنا الفضل بن موسى الشيباني قال سمعت الثوري يقول:

تعلموا هذه الآثار فمن قال برأيه فقل رأيي مثل رأيك.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة يقول ثنا أبي عن ابن المبارك عن سفيان قال: إنما العلم بالآثار.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا محمد بن حاتم الرومي ثنا علي بن ثابت الجزري قال سمعت سفيان الثوري يقول: طلبت العلم ولم تكن لي نية، ثم رزقني الله النية.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا أبو عبيدة

ص: 367

ابن أبي السفر قال سمعت عبد الله بن محمد بن سالم القزاز يقول سمعت يحيى ابن يمان يقول سمعت سفيان الثوري يقول: ما أحدث من كل عشرة بواحدة، وقد كتبنا عنه عشرين ألفا، وأخبرني الأشجعي أنه كتب عنه ثلاثين ألفا.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسن بن حباش ح. وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا أبو هشام الرفاعي قال سمعت حفص بن غياث يقول سمعت سفيان الثوري يقول: إذا رأيت الرجل يعمل العمل الذي قد اختلف فيه وأنت ترى غيره فلا تنهه.

• حدثنا أبو بكر الطلحى ثنا الحسن ابن حباش ثنا أبو هشام الرفاعي ثنا يحيى بن يمان قال سمعت سفيان الثوري يقول: ما استودعت أذني شيئا قط إلا حفظته، حتى أني أمر بكذا - كلمة قالها - فأسد أذني مخافة أن أحفظ ما يقول.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا أبو هشام الرفاعي: مثله وقال: أمر بالحائك يغني فأسد أذني.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت محمد بن يحيى ومحمد بن سهل بن عسكر يقولان ثنا عبد الرزاق قال سمعت الثوري يقول: ما استودعت قلبي شيئا قط فخانني.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا أبو يعلى محمد بن أحمد بن عبد الله المطلبي ثنا محمد بن سهل بن عسكر ثنا عبد الرزاق قال: سمعت الثوري يقول لرجل من العرب: اطلبوا العلم ويحكم فإني أخاف أن يخرج منكم فيصير في غيركم، اطلبوه ويحكم فإنه عز وشرف في الدنيا والآخرة.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبيد ابن محمد بن صبيح الزيات ثنا محمد بن عثمان بن خالد الواسطي ثنا عبد الرحمن أبو مسلم المستملي عن سفيان قال: تعلموا العلم فاذا علمتموه فاكظموا عليه ولا تخلطوه بضحك ولا لعب فتمجه القلوب.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسن بن حباش حدثني محمد بن مسلم بن وارة ثنا علي بن غنام عن أبيه قال قال سفيان: مثل العالم مثل الطبيب لا يضع الدواء إلا على موضع الداء.

ص: 368

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت أحمد بن سعيد الدارمي يقول سمعت أبا عاصم النبيل يقول سمعت سفيان الثوري يقول:

ما خفت على أيوب شيئا سوى الحديث. وقال أبو عاصم: ما خفت على سفيان شيئا سوى الحديث.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن سهل بن عسكر قال سمعت الفريابي يقول سمعت سفيان يقول: يعجبني أن يكون صاحب الحديث مكفيا، فإن الآفات إليهم أسرع، وألسنة الناس إليهم أسرع.

• حدثنا إبراهيم ابن عبد الله ثنا محمد قال سمعت محمد بن سهل بن عسكر يقول سمعت محمد بن يوسف الفريابي يقول: كان سفيان الثوري لا يحدث النبط ولا سفل الناس.

وكان إذا رآه ساءه فقيل له في ذلك فقال: إنما العلم إنما أخذ عن العرب، فإذا صار إلى النبط وسفل الناس قلبوا العلم.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق حدثني محمد بن مسعود - وفي لفظ ثنا محمد بن رافع - ثنا عبد الرزاق قال سمعت سفيان الثوري يقول: ما نعد اليوم طلب العلم فضلا، لأن الأشياء تنقص وهو يزيد، ولوددت أني أنجو من علمى كفافا لالى ولا علي!!.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الخنيسي: قال: سمعت رجلا قال لسفيان الثوري: لو أنك نشرت ما عندك من العلم رجوت أن ينفع الله به بعض عباده وتؤجر على ذلك؟ فقال سفيان:

والله لو أعلم بالذي يطلب هذا العلم لا يريد به إلا ما عند الله لكنت أنا الذي آتيه في منزله فأحدثه بما عندي مما أرجو أن ينفعه الله به.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن رافع ثنا عبد الرزاق قال قال لى سفيان الثورى:

خشى أن لا يكون طلب الحديث من أعمال البر، [لأني أرى كل شيء من أعمال البر]

(1)

فى نقصان وذافى زيادة.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا أحمد بن هاشم ثنا ضمرة بن ربيعة قال: كان سفيان ربما حدث بعسقلان

(1)

سقط من مغ.

ص: 369

يبتدئهم يقول: انفجرت العين، انفجرت العين - يعجب من نفسه - وربما حدث الرجل الحديث فيقول له هذا خير لك من ولايتك عسقلان وصور.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسن بن حباش ثنا أبو هشام ثنا وكيع قال:

رأيت سفيان الثوري أملى على رجل شيئا فقال: هذا خير لك من ولايتك الري.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ثنا سلمة ابن شبيب ثنا عبد الرزاق. قال: رأيت سفيان الثوري بصنعاء اليمن يملي على صبي ويستملي له.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا علي بن سعد ثنا يوسف بن يعقوب السدوسي قال سمعت أحمد بن يونس يقول سمعت سفيان الثوري يقول:

ليس طلب العلم فلان عن فلان، إنما طلب العلم الخشية لله عز وجل.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا إسماعيل بن أبي الحارث ثنا عبد العزيز: قال قال سفيان الثوري. كان يقال: لا تكونن حريصا على الدنيا تكن حافظا.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت المهنى ابن يحيى يقول سمعت عبد الرزاق يقول: قال صاحب لنا لسفيان: يا أبا عبد الله.

• حدثنا كما سمعت، فقال: لا والله ما إليه سبيل، وما هو إلا المعاني.

• حدثنا إبراهيم ثنا محمد قال سمعت محمد بن الصباح يقول أنبأنا زيد بن الحباب قال سمعت سفيان يقول: لو قلت لكم إني أحدثكم كما سمعت فلا تصدقوني.

• حدثنا إبراهيم ثنا محمد قال سمعت أبا همام يقول ثنا الأشجعي عن سفيان قال: إني لأظن لو أن رجلا هم بالكذب عرف ذلك في وجهه.

• حدثنا عبد المنعم بن عمر ثنا أحمد بن محمد بن زياد ثنا أبو عبد الرحمن بن الدرفش ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا أبو سعيد عبد الكريم الموصلى ثنا زيد ابن أبي الزرقاء قال: خرج سفيان ونحن على بابه نتدارى في النسخ، فقال يا معشر الشباب تعجلوا بركة هذا العلم فإنكم لا تدرون لعلكم لا تبلغون ما تؤملون منه، ليفد بعضكم بعضا.

• حدثنا عبد المنعم بن عمر ثنا أحمد بن محمد ثنا محمد بن إسماعيل الصائغ ثنا الحلواني ثنا يحيى بن أيوب ثنا بعض أصحابنا قال قال الثوري: لما أردت أن أطلب العلم قلت يا رب إنه لا بد لى من معيشة،

ص: 370

ورأيت العلم يدرس، فقلت أفرغ نفسى لطلبه، قال وسألت ربي الكفاية والتشاغل لطلب العلم، فما رأيت إلا ما أحب إلى يومي هذا.

• حدثنا عبد المنعم ثنا أحمد بن محمد ثنا أبو بكر محمد بن عيسى الواسطي ثنا أبو الوليد. قال: سمعت سفيان يقول: طلبت هذا الأمر لغير الله فأعقبني ما أرى.

• حدثنا عبد المنعم ثنا أحمد ثنا الحضرمي ثنا أحمد بن سنان ثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: كنا نكون عند سفيان الثوري فكأنه قد أوقف للحساب فلا نجترئ أن نكلمه فنعرض بذكر الحديث، فيذهب ذلك الخشوع فإنما هو حدثنا وحدثنا.

• حدثنا سليمان بن أحمد - إملاء - ثنا عبد الله بن وهيب الغزي ثنا محمد ابن أبي السري. ثنا ضمرة قال: نظر حماد بن زيد إلى سفيان الثورى مسجى بثوب على السرير، فقال: يا سفيان لست أغبطك اليوم بكثرة الحديث، إنما أغبطك بعمل صالح قدمت.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا عبدان بن أحمد ثنا عمرو بن العباس قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: لما أن مات سفيان أخرجناه بالليل من أجل السلطان فحملناه بالليل فما أنكرنا الليل من النهار. قال وسمعته يقول في علته، وكان به البطن: ذهب التستر، ذهب التستر.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن أحمد الصباحي ح. وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسن البغدادي قالا: ثنا حفص بن عمرو الرماني قال سمعت يحيى ابن سعيد يقول: رأيت الثوري فيما يرى النائم، فنظرت إلى صدره فإذا في صدره مكتوب في موضعين {(فسيكفيكهم الله)} .

• حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبيد الله بن إبراهيم الشيباني ثنا محمد بن أحمد بن عمرو ثنا عبد الرحمن عمر بن ابن رسته قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: لما أن غسلت سفيان الثوري وجدت في جسده مكتوبا {(فسيكفيكهم الله)} .

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول:

جاءني جرير بن حازم وحماد بن زيد من الغد يوم دفنا سفيان فقالا: اخرج بنا،

ص: 371

فخرجت معهما فبينما نحن نمشي قال جرير بن حازم.

من كان يبكي على حي لمنزلة

بكى الغداة على الثوري سفيانا

قال ثم سكت فظننت أنه كان هيأ أبياتا يقولها فسكت، فقال عبد الله ابن الصباح.

أبكي عليه وقد ولى وسؤدده

وفضله ناضر كالغصن ريانا.

• حدثنا أحمد بن جعفر وسليمان بن أحمد قالا: ثنا أحمد بن علي الأبار ح وحدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قالا: ثنا أحمد بن سعيد الرباطي ثنا أبو داود قال: مات سفيان بالبصرة فدفن ليلا ولم نشهد الصلاة عليه وغدونا على قبره ومعنا جرير بن حازم وسلام بن مسكين، فتقدم جرير وصلى على قبره ثم بكى وقال:

إذا بكيت على ميت لمكرمة

فابك الغداة على الثوري سفيانا

فظننت أنه كان هيأ أبياتا يقولها فسكت فقال عبد الله بن الصباح.

أبكى عليه وقد ولى وسودده

وفضله ناضر كالغصن ريانا.

• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الملك ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا خلف بن تميم قال: كان سفيان الثورى يتمثل بهذه الأبيات:

أظريف إن العيش كدر صفوه

ذكر المنية والقبور الهول

دنيا تداولها العباد ذميمة

شيبت بأكره من نقيع الحنظل

وبنات دهر لا تزال ملمة

ولها فجائع مثل وقع الجندل.

[حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا ابن أبي قماش ثنا أبي ثنا نعيم ثنا الهيثم ثنا خلف بن تميم عن محمد بن حمزة. قال: كان سفيان يتمثل بهذه الأبيات فذكر مثله]

(1)

.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسن بن حباش ثنا عبد الله بن زياد محمد بن بشر قال سمعت سفيان يقول:

إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى

ولاقيت بعد الموت من قد تزودا

ندمت على أن لا تكون كمثله

وأنك لم ترصد كما كان أرصدا.

(1)

سقط من مغ

ص: 372

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسن بن حباش ثنا أبو حسان أحمد بن الخليل الواسطي ح. وحدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا أبو صالح الأعرج ثنا عباس بن محمد بن حاتم قالا: ثنا محمد بن عبيد الطنافسي قال سمعت سفيان يقول:

يسر الفتى ما كان قدم من تقى

إذا عرف الداء الذي هو قاتله.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن يعيش ثنا حاتم الرازي ثنا عبد الرحمن بن هانى عن سفيان الثورى:

أنه كان يتمثل:

سيكفيك عما أغلق الباب دونه

وضن به الاقوام ملح وجردق

وتشرب من ماء فرات وتغتدى

تعارض أصحاب الثريد الملبق

تجشى إذا ما هم تجشوا كأنما

ظللت بأنواع الخبيص تفتق.

• حدثنا عبد المنعم بن عمر ثنا أحمد بن محمد بن زياد ثنا أبو رفاعة العدوي ثنا إبراهيم بن شارف ثنا سفيان بن عيينة. قال: جاع سفيان الثوري جوعا شديدا مكث ثلاثة أيام لا يأكل شيئا فمر بدار فيها عرس فدعته نفسه إلى أن يدخل فعصمه الله ومضى إلى منزل ابنته، فأتته بقرص فأكله وشرب ماء فتجشى ثم قال

سيكفيك عما أغلق الباب دونه

[وضن به الأقوام ملح وجردق

وتشرب من ماء فرات وتغتدى

تعارض أصحاب الثريد الملبق

تجشى إذا ما هم تجشوا كأنما

ظللت بأنواع الخبيص تفتق]

(1)

.

• حدثنا أبو بكر الطلحي حدثني أبو الطيب بن حميد ثنا محمد بن خلف التيمي ثنا محمد بن صدقة بن أبى الزيداء التيمى. قال: كان سفيان الثورى يقول:

إن كنت ترجو الله فاقنع به

فعنده الفضل الكثير البشير

من ذا الذى تلزمه فاقة

وذخره الله العلي الكبير.

• حدثنا عثمان بن محمد ثنا عبد الرحمن البجلي ثنا يزيد بن عبد الصمد ثنا أبو مسهر ثنا مزاحم بن زفر قال: سمعت سفيان الثوري ينشد هذه الأبيات من قول ابن حطان:

(1)

سقط من مغ

ص: 373

أرى أشقياء الناس لا يسأمونها

على أنهم فيها عراة وجوع

أراها وإن كانت قليلا كأنها

سحابة صيف عن قليل تقشع.

• حدثنا عثمان بن محمد بن عثمان ثنا عبد الله بن جعفر ثنا أحمد بن محمد بن رشدين حدثني سعيد بن خالد بن يزيد المروزي حدثني سالم الخواص. قال: قال رجل لسفيان الثوري: يا أبا عبد الله إن فيك لعجبا، قال يا ابن أخي ما الذي بان لك مني حتى عجبت؟ قال تنقلك من بلد إلى بلد، إن للناس مأوى، وللسبع مأوى، ومالك مأوى تأوي إليه! فقال له سفيان: أي رجل كان المغيرة بن مقسم الضبي؟ قال رجل صالح إن شاء الله، قال وأي الرجال كان إبراهيم النخعى؟ قال بخ بخ قال فأي الرجال كان علقمة؟ قال لا تسأل، قال فأي الرجال كان عبد الله بن مسعود؟ قال الثقة الصدوق، فقال سفيان: حدثنا المغيرة بن مقسم عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال: اقتحم على أهل الجنة نور فى قبابهم كاد أن يخطف نوره أبصار القوم، فإذا نور سن حوراء ضحكت في وجه وليها، فما كنت أدع هذا الخير أبدا لقولك، ثم أنشأ سفيان يقول:

ما ضر من كانت الفردوس مسكنه

ماذا تجرع من بؤس وإقتار

تراه يمشي كئيبا خائفا وجلا

إلى المساجد يمشي بين أطمار

ثم أقبل على نفسه فقال:

يا نفس مالك من صبر على النار

قد حان أن تقبلي من بعد إدبار

وهذا الحديث رواه حلبس بن محمد الكلابي مرفوعا من دون الابيات والقصة.

• حدثناه أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن غالب بن حرب ح. وحدثنا القاضي أبو أحمد ثنا أحمد بن سليمان بن أيوب ح. وحدثنا الطلحي ثنا أحمد بن محمد بن الحسين العباسي ح. وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن موسى الحلواني قالوا ثنا عيسى بن يوسف بن الطباع ثنا حلبس بن محمد الكلابي ثنا سفيان الثوري عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«سطع نور في الجنة فرفعوا رءوسهم فاذا هو من ثغر حوراء ضحكت في وجه زوجها» [وقال محمد بن غالب: «برقت برقة في الجنة فقالوا حوراء ضحكت

ص: 374

في وجه زوجها»]

(1)

.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا إبراهيم بن محمد الشافعي قال: سمعت السري ينشد واستنشده سفيان بن عيينة.

أجاعتهم الدنيا فجاعوا ولم يزل

كذلك ذو التقوى عن العيش ملجما

أخوطئ داود منهم ومسعر

ومنهم وهيب والغريب اين أدهما

وحسبك منهم بالفضيل وبابنه

ويوسف إذ لم يأل أن يتسلما

وفى ابن سعيد

(2)

قدوة البر والنهى

وفى وارث الفاروق صدقا ومقدما

أولئك أصحابي وأهل مودتي

فصلى عليهم ذو الجلال وسلما.

• حدثنا عبد المنعم بن عمر ثنا أبو سعيد بن الأعرابي ثنا محمد بن علي الصائغ قال سمعت إبراهيم بن محمد الشافعي يقول: سمعت السري بن حيان - وكان سفيان معجبا به - يقول هذه الأبيات وزاد:

فما ضر ذا التقوى تضاؤل نسبة

وما زال ذو التقوى أعز وأكرما

وما زالت التقوى تزيد على الغنى

إذا محض التقوى من العز مبسما.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا أحمد بن سعيد الرباطي ثنا غياث بن واقد - من أهل إصطخر - قال: طاف سفيان ذات ليلة فأكثر الطواف، ثم صلى فأطال الصلاة، ثم اضطجع فقلت: هذه ضجعته حتى يصبح فما كان إلا قليلا حتى هب من نومه ثم أخذ نحو الجبل الذي كان يأوي إليه فأصاب إبهام قدمه حجر فدميت فاضطجع ثم قال: أف لها ما أكثر كدرها، عجبا لمن يحبها!!.

• حدثنا عبد المنعم بن عمر ثنا أبو سعيد بن زياد ثنا أبو داود ثنا الرباطي قال سمعت غياث بن داود - من أهل إصطخر من أصحاب سفيان - قال: رثى رجل سفيان بعد موته فقال:

لقد مات سفيان حميدا مبررا

على كل قار هجنته المطامع

جعلتم فداء للذي صان دينه

وفريه حتى حوته المضاجع.

(1)

سقط من مغ.

(2)

هو سفيان الثورى رضى الله عنه. من هامش الاصل

ص: 375

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق حدثني عبد الله بن محمد قال قال زكريا بن عدي: كان الثوري يتمثل:

أرى رجالا بدون الدين قد قنعوا

وليس فى عيشهم يرضون بالدون

فاستغن بالدين عن دنيا الملوك كما اس

تغنى الملوك بدنياهم عن الدين.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن محمد عن محمد بن إسحاق الباهلي عن أبيه قال: سمعت سفيان يتمثل:

إني وجدت فلا تظنوا غيره

أن التنسك عند هذا الدرهم.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد حدثني عبد الرحمن بن صالح حدثني أبو بحر - جليس ليحيى بن آدم - قال: كان سفيان الثورى يتمثل:

ابل الرجال إذا أردت إخاءهم

وتوسمن أمورهم وتفقد

فإذا وجدت أخا الأمانة والتقى

فبه اليدين قرير عين فاشدد

ودع التخشع والتذلل تبتغي

قرب امرئ إن تدن منه يبعد.

• حدثنا القاضي أبو أحمد وأبو محمد بن حيان قالا ثنا محمد بن يحيى ثنا محمد بن مهران ثنا سعيد بن أبي سعيد عن حفص بن عمرو - وهو ابن أخي سفيان الثوري - قال: كتب سفيان إلى عباد بن عباد: أما بعد، فإنك في زمان كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذون أن يدركوه ولهم من العلم ما ليس لنا ولهم من القدم ما ليس لنا، فكيف بنا حين أدركناه على قلة علم، وقلة صبر، وقلة أعوان على الخير، وفساد من الناس، وكدر من الدنيا؟ فعليك بالأمر الأول والتمسك به، وعليك بالخمول فإن هذا زمن خمول، وعليك بالعزلة وقلة مخالطة الناس، فقد كان الناس إذا التقوا ينتفع بعضهم ببعض، فأما اليوم فقد ذهب ذاك، والنجاة في تركهم فيما نرى، وإياك والأمراء أن تدنو منهم وتخالطهم في شيء من الأشياء، وإياك أن تخدع فيقال لك تشفع وتدرأ عن مظلوم، أو ترد مظلمة، فإن ذلك خديعة إبليس، وإنما اتخذها فجار القراء سلما وكان يقال اتقوا فتنة العابد الجاهل، والعالم الفاجر، فإن فتنتهما فتنة لكل

ص: 376

مفتون، وما لقيت من المسألة والفتيا فاغتنم ذلك ولا تنافسهم فيه، وإياك أن تكون كمن يحب أن يعمل بقوله أو ينشر قوله، أو يسمع من قوله، فإذا ترك ذاك منه عرف فيه، وإياك وحب الرياسة فإن الرجل تكون الرياسة أحب إليه من الذهب والفضة، وهو باب غامض لا يبصره إلا البصير من العلماء السماسرة فتفقد نفسك واعمل بنية، واعلم أنه قد دنا من الناس أمر يشتهي الرجل أن يموت والسلام.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسن بن حباش ثنا محمد بن يزيد الرفاعي ثنا داود بن يمان عن أبيه. قال: قال سفيان الثوري للمهدي: كم أنفقت في حجتك؟ قال: ما أدري، قال لكن عمر بن الخطاب يدري، أنفق ستة عشر دينارا فاستكثرها.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم وسليمان بن أحمد قالا: ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا الحسن بن شجاع قال قال أبو نعيم: قدم المهدي مكة وسفيان الثوري بمكة، فدعاه فقال له سفيان: احذر هذا - كاتبا كان يعقبه - قال وقال سفيان اتق الله واعلم أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه حج فأنفق ستة عشر دينارا، قال وحدثه بحديث أيمن فقال: حدثني أبو عمران ولم يذكر أيمن، فقيل له: كيف لم تذكر أيمن؟ قال: لعله يدعوه فيفزع الرجل.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سفيان بن عيينة. قال: قال سفيان الثوري: دخلت على المهدي فرأيت ما قد هيأه للحج، فقلت: ما هذا! حج عمر بن الخطاب فأنفق ستة عشر دينارا.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر ابن أبي عاصم ثنا أبو عمير ثنا الفريابي عن سفيان قال: دخلت على المهدي فقلت: بلغني أن عمر بن الخطاب أنفق في حجته اثني عشر دينارا، وأنت فيما أنت فيه! قال فغضب وقال: تريد أن أكون مثل الذي أنت فيه؟ قال فقلت: فإن لم تكن في مثل ما أنا فيه ففي دون ما أنت فيه، فقال لي: يا أبا عبد الله قد جاءتنا كتبك فأنفذتها، قال قلت له: ما كتبت إليك شيئا قط.

• حدثنا الخضر بن السري ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم ثنا الفضل

ص: 377

ابن محمد البيهقي قال سمعت أبا هشام الرفاعي يقول سمعت داود بن يحيى بن يمان يقول سمعت أبي يقول سمعت سفيان الثوري يقول: قال لي المهدي: أبا عبد الله اصحبني حتى أسير فيكم سيرة العمرين، قال قلت: أما وهؤلاء جلساؤك فلا، قال: فإنك تكتب إلينا في حوائجك فنقضيها، قال سفيان: والله ما كتبت إليك كتابا قط، قال وقال لي سفيان: إن اقتصرت على خبزك وبقلك لم يستعبدك هؤلاء.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو عبد الله محمد بن يوسف البنا ثنا بو الحسن بن إبراهيم البياضي قال: أخبرت: أن أمير المؤمنين هارون الرشيد قال لزبيدة: أتزوج عليك؟ قالت زبيدة: لا يحل لك أن تتزوج علي، قال: بلى قالت زبيدة بيني وبينك من شئت، قال: ترضين بسفيان الثوري؟ قالت نعم، قال فوجه إلى سفيان الثوري فقال إن زبيدة تزعم أنه لا يحل لي أن أتزوج عليها، وقد قال الله تعالى {(فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع)} ثم سكت فقال سفيان: تمم الآية، يريد أن يقرأ {(فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة)} وأنت لا تعدل، قال فأمر لسفيان بعشرة آلاف درهم فأبى أن يقبلها.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي ثنا جبير بن أحمد الواسطي ثنا زكريا بن يحيى الكوفي ثنا قبيصة بن عقبة ثنا عباد السماك قال سمعت سفيان الثوري يقول: أئمة العدل خمسة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعمر ابن عبد العزيز، رضي الله تعالى عنهم. من قال غير هذا فقد اعتدى.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن نصر بن حميد ح. وحدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قالا: ثنا يحيى بن أيوب المقابري قال سمعت علي بن ثابت يقول: رأيت سفيان الثوري في طريق مكة، فقومت كل شيء عليه حتى نعليه درهما وأربع دوانق. زاد محمد بن علي في حديث الثوري وما رأيت الثوري في صدر مجلس قط، إنما كان يقعد إلى جنب الحائط ويجمع بين ركبتيه.

ص: 378

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا إبراهيم بن أيوب الحوراني ثنا ضمرة قال: سألت سفيان الثوري أصافح اليهود والنصارى؟ فقال برجلك نعم!!.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا إبراهيم ثنا ضمرة قال: قلت لسفيان الثوري: أي شيء أقول إذا سمعت صوت الناقوس؟ قال أي شيء تقول إذا ضرط الحمار!.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا هارون بن زيد ثنا الوليد بن مسلم عن سفيان الثوري قال: لا يأمر السلطان بالمعروف إلا رجل عالم بما يأمر، عالم بما ينهى، رفيق فيما يأمر، رفيق فيما ينهى، عدل فيما يأمر، عدل فيما ينهى.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا أبو عروبة قال سمعت المسيب بن واضح يقول سمعت خلف بن تميم يقول:

قيل لسفيان الثوري: ذهب الناس يا أبا عبد الله وبقينا على حمر دبرة؟ فقال الثوري: ما أحسن حالها لو كانت على الطريق.

• حدثنا القاضي أبو أحمد ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان بن عيينة عن سفيان الثوري قال: كان رجل له حظ من العقل قال: سبقنا الناس ومضوا أمامنا وبقينا على حمر دبرة، فقال سفيان للرجل لو كنت على الطريق فشأنك صلح.

• حدثنا إسحاق بن أحمد بن علي ثنا إبراهيم بن يوسف بن خالد ثنا أحمد بن أبي الحواري حدثني محمد بن توبة عن عبد الله بن المبارك قال: قلت لسفيان: أيؤاخذ العبد بالهمة! قال إذا كانت عزما أخذ بها.

• حدثنا إسحاق بن أحمد ثنا إبراهيم بن يوسف ثنا ابن أبي الحواري قال: سمعت وكيعا بمكة يقول سمعت سفيان - وسئل عن البناء الذي بنوه حول الكعبة - قال: لا تنظروا إليه، فإنهم إنما بنوه لينظر إليه.

• حدثنا القاضي أبو أحمد وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا الحسن بن إبراهيم ابن بشار ثنا سليمان بن داود ثنا يحيى بن المتوكل قال: مررت مع سفيان برجل يبني بناء قد شيده فزوقه، فقال لي لا تنظر إليه، قلت؟ لم يا أبا عبد الله قال إن هذا إنما بناه لينظر إليه، ولو كان كل من يمر لم ينظر إليه لم يبن

ص: 379

هذا البناء!!.

[حدثنا إسحاق بن أحمد بن علي ثنا إبراهيم بن يوسف ثنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت وكيعا يقول سمعت سفيان يقول: لا تجيبوا دعوة إلا دعوة من ترون أن قلوبكم تصلح على طعامه]

(1)

.

• حدثنا إسحاق بن أحمد ثنا إبراهيم بن يوسف ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا أخي محمد قال: مر شيخ من الكوفيين كان كاتبا لسفيان الثوري، فقال له سفيان يا شيخ ولي فلان فكتبت له، ثم عزل وولي فلان فكتبت له ثم عزل، وولي فلان فكتبت له وأنت يوم القيامة أسوأهم حالا، يدعى بالأول فيسأل ويدعى بك فتسأل معه عما جرى على يدك له، ثم يذهب وتوقف أنت حتى يدعى بالآخر فيسأل وتسأل أنت عما جرى على يدك له، ثم يذهب وتوقف أنت حتى يدعى بالآخر فأنت يوم القيامة أسوأهم حالا، قال فقال الشيخ فكيف أصنع يا أبا عبد الله بعيالي؟ فقال سفيان: اسمعوا هذا يقول إذا عصى الله رزق عياله، وإذا أطاع الله ضيع عياله. قال: ثم قال سفيان: لا تقتدوا بصاحب عيال، فما كان عذر من عوتب إلا أن قال عيالي.

• حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يوسف ثنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت بشير بن أبي السري: قال: اجتمعت أنا وسفيان ويحيى بن سليم

(2)

في الحجر - أو قال في الحطيم - فحدث يحيى سفيان عن ابن المنكدر يرويه قال: ولو أن عبدا جاء يوم القيامة قد أدى إلى الله عز وجل جميع ما افترض عليه إلا أنه محب للدنيا إلا أمر الله له مناديا ينادي به على رءوس أهل الجمع، ألا إن هذا فلان بن فلان قد أحب ما أبغض الله عز وجل.

• حدثنا محمد بن أحمد بن علي ثنا أبو عروبة ثنا المسيب بن واضح ثنا يوسف بن أسباط قال سمعت سفيان الثوري يقول: إن عامة من داخل هؤلاء إنما دفعهم إلى ذلك العيال والحاجة، وكانت له بضاعة مع بعض إخوانه وكان يقول: ما كانت العدة

(3)

أي المال المعد - في زمان أصلح منها فى هذا الزمان.

(1)

سقط من مغ.

(2)

فى مغ: ابن سليمان وهما فى الخلاصة.

(3)

كذا فى ز: وفى مغ ما كانت العزله فى زمن الخ:

ص: 380

• حدثنا محمد بن علي ثنا أبو يعلى محمد بن سعيد الحراني ثنا محمد بن علي المري عن عيسى بن يونس قال: لقيت سفيان الثوري فقال لي: لا تغتر بصاحب عيال فقل صاحب عيال إلا خلط، فقلت له: يا أبا عبد الله بلغني أن لك بضاعة مائتي دينار ويعمل لك فيها، قال فخرجت إلى الثغر ثم قدمت فأتيته فقال: أشعرت أن قرة عيني مات فاسترحت، قال وكان له ابن يقال له سعيد مات.

• حدثنا محمد بن علي ثنا حامد بن شعيب وعبد الله بن محمد البغوى قالا:

ثنا عبد الله بن عمر القواريري ثنا الزبيري. قال: سمعت سفيان الثوري يقول:

لا تعبأن بأبي العيال ولا تغترن به.

• حدثنا القاضي أبو أحمد ثنا أحمد بن محمد بن الحسين ح. وحدثنا محمد بن إبراهيم ثنا عبد الرحمن بن محمد العسقلاني قالا: ثنا عبد الله بن خبيق ثنا موسى بن عبد الرحمن القلا قال قال حذيفة بن قتادة المرعشي: قال لي سفيان الثوري: لأن أخلف عشرة آلاف درهم أحاسب عليها، أحب إلي من أن أحتاج إلى الناس.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن خالد بن يزيد ثنا محمد بن خلف ثنا داود بن الجراح قال سمعت سفيان الثوري يقول: كان المال فيما مضى يكره فأما اليوم فهو ترس المؤمن.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا عبد الرحمن بن أبي قرصافة ثنا عبد الله بن خبيق ثنا عبد الله بن محمد الباهلي. قال: جاء رجل إلى الثوري فقال يا أبا عبد الله تمسك هذه الدنانير؟ فقال اسكت لولا هذه الدنانير لتمندل بنا هؤلاء الملوك قال وقال سفيان: من كان في يده من هذه شيء فليصلحه، فإنه زمان من احتاج كان أول ما يبذل دينه. قال: وجاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله إني أريد الحج، قال: لا تصحب من يكرم عليك فإن ساويته في النفقة أضربك، وإن تفضل عليك استذلك.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن الحسين الأنماطي ثنا يحيى بن يوسف الزمي ثنا أبو الأحوص سلام بن سليم قال قال: لي سفيان الثوري: عليك بعمل الأبطال، الكسب من الحلال، والإنفاق على العيال. قال: وكان سفيان

ص: 381

الثوري إذا أعجبه تجر الرجل قال: نعم الفتى إن عوجل.

• حدثنا القاضي ثنا أحمد بن محمد بن مصقلة ثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد ثنا أبو أحمد الزبيري قال سمعت سفيان يقول: لا تغتر بمن له عيال.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبد الله بن رزين الحلبي ثنا عبيد بن جناد الحلبي قال سمعت عطاء بن مسلم الخفاف. يقول: سمعت سفيان الثوري يقول:

قدمت البصرة فجلست إلى يوسف بن عبيد فإذا فتيان. كأن على رءوسهم الطير، فقلت: يا معشر القراء ارفعوا رءوسكم فقد وضح الطريق، واعملوا ولا تكونوا عالة على الناس، فرفع يونس رأسه إليهم فقال: قوموا فلا أعلمن أحدا منكم جالسني حتى يكسب معاشه من وجهه، فتفرقوا. قال سفيان: فو الله ما رأيتهم عنده بعده.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسن بن حباش ثنا أبو حسان أحمد بن خليل الواسطي ثنا محمد - يعني ابن عبيد الطنافسي - قال: سمعت سفيان يقول: يا معشر القراء ارفعوا رءوسكم لا تزيدوا التخشع على ما في القلب، فقد وضح الطريق، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا تكونوا عيالا على المسلمين.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا حبيب بن نصر المهلبي ثنا عمر بن عبد الحكم ثنا عبد السلام بن عبد الله الكوفي عن شعيب بن حرب قال قال لي الثوري:

يا أبا صالح احفظ عني ثلاثا؛ إن احتجت إلى شسع فلا تسأل، وإن احتجت إلى ملح فلا تسأل، واعلم أن الخبز الذي تأكله بملح عجن، وإن احتجت إلى ماء فاستعمل كفيك فإنه يجري مجرى الإناء.

• حدثنا القاضي أبو أحمد ثنا أحمد بن محمد بن الحسن ثنا عبد الله بن خبيق ثنا عبد الله بن عبد الرحمن قال:

كان الثوري يقول: الحلال لا يحتمل السرف.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسن بن حباش ثنا أبو سعيد الأشج ثنا أبو أسامة قال: كنت بالبصرة حين مات سفيان الثوري، فلقيت يزيد بن إبراهيم صبيحة ليلته التي مات فيها سفيان الثوري، فقال لي قيل لي في منامي، مات أمير المؤمنين: فقلت للذي يقول في المنام مات سفيان الثوري، قال قد مات الليلة، قال فكان قد مات تلك الليلة ولم نعلم.

ص: 382

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا محمد بن محمد بن فورك الأصبهاني حدثني عمي عبيد الله بن فورك قال سمعت علي بن بشر يقول: أتاني إبراهيم بن عيسى الزاهد الأصبهاني فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم فقال:

عليكم بجامع سفيان.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسن بن حباش ثنا أبو الدرداء عبد العزيز بن منيب المروزي ثنا أحمد بن سعيد ثنا يزيد بن أبي حكيم قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت: يا رسول الله رجل من أمتك يقال له سفيان الثوري لا بأس به؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم لا بأس به، فقلت له: إنه حدثنا عنك أنك رأيت يوسف النبي عليه السلام في السماء حين أسري بك؟ فقال صدق.

• حدثنا محمد بن إبراهيم بن علي ثنا المفضل ابن محمد الجندي ثنا يونس بن الحفار ثنا يزيد بن أبي حكيم قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقلت: يا رسول الله رجل من أمتك يقال له سفيان الثوري لا بأس به؟ قال نعم لا بأس به، قلت: حدثنا عن أبي هارون عن أبي سعيد حديث المعراج؟ فقال صدق الثوري، وصدق أبو هارون، وصدق أبو سعيد.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا أحمد ابن عمير الطبري ثنا محمد بن مهران. قال: سمعت الوليد بن مسلم يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فعرضت عليه الناس فكأنه كرهه، فقلت يا رسول الله بمن تأمر؟ قال عليك بسفيان الثوري.

• حدثنا محمد بن علي ثنا أبو بشر الدولابى ثنا ابن المقرى قال سمعت سفيان بن عيينة يقول: رأيت سفيان الثوري في المنام فقلت: أوصني، فقال أقلل من معرفة الناس، أو كما قال.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا عبد الله بن الفرج الدمشقي ثنا القاسم بن عثمان الجرعي ثنا إبراهيم بن أيوب. قال: قال سفيان بن عيينة: رأيت الثوري في المنام فقلت أوصني، قال أقلل من مخالطة الناس، قلت زدني، قال سترد فتعلم.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسن بن حباش ح. وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا القاسم بن زكريا المطرز ح. وحدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد

ص: 383

ابن إسحاق السراج قالوا: ثنا أبو سعيد الأشج ثنا إبراهيم بن أعين البجلي قال: رأيت سفيان الثوري في المنام ولحيته حمراء صفراء فقلت ما صنعت فديتك؟ قال: أنا مع السفرة، قلت: وما السفرة؟ قال الكرام البررة.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسن بن حباش ثنا محمد بن يوسف البغدادي ثنا عبد الله بن عمر ثنا زائدة بن أبي الرقاد. قال: رأيت الثوري في المنام فقلت له: ما فعل بك ربك؟ قال أدخلنى الجنة ووسع على، وجعل يومي بيده إلى كمه ويقول: ما نلت من دنياهم الا هذه الخرقة، وإن ما نلنا لمردود عليهم.

• حدثنا أبو بكر ثنا الحسن بن حباش ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا رباح بن الجراح عن بديل قال: رأيت سفيان الثوري في المنام فقلت ما صنع بك ربك؟ قال عفا عنى حتى طلبى الحديث.

• حدثنا محمد بن أحمد بن أبان حدثني أبي ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ثنا رباح بن الجراح حدثني علي بن بديل قال: رأيت الثوري فذكر مثله.

• حدثنا القاضي أبو أحمد ثنا أحمد بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا مؤمل بن إسماعيل قال: رأيت سفيان الثوري في المنام فقلت له يا أبا عبد الله ما صنع بك ربك؟ قال غفر لي، فقلت: يا أبا عبد الله لقيت محمدا صلى الله عليه وسلم وحزبه؟ قال نعم.

• حدثنا محمد بن أحمد بن أبان حدثني أبي ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا رجاء السندي ثنا المؤمل عن عبد الله بن المبارك قال:

رأيت سفيان الثوري في المنام فقلت ما فعل بك ربك قال لقيت محمدا أو حزبه صلى الله عليه وسلم، ورضي عنهم.

• حدثنا القاضي أبو أحمد ومحمد بن حيان في جماعة قالوا: ثنا إبراهيم ابن محمد بن الحسن ثنا الحسن بن منصور ثنا محمد بن عثمان عن مهران عن عثمان ابن زائدة. قال: رأيت في النوم كأني أدخلت الجنة، فإذا سفيان يطير من شجرة إلى شجرة وهو يقول {(تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين)} .

• حدثنا محمد بن أحمد بن عمر حدثني أبي ثنا أبو بكر بن سفيان ثنا

ص: 384

محمد بن الحسين [حدثني أبو الوليد الكلبي حدثني حفص بن نفيل المذهبي.

قال: رأيت داود الطائي في منامي فقلت له: هل لك علم بسفيان بن سعيد؟ فقد كان يحب الخير وأهله، قال فتبسم ثم قال: رقاه الخير إلى درجات أهل الخير.

• حدثنا محمد بن أحمد بن عمر حدثني أبي ثنا أبو بكر بن سفيان ثنا محمد بن الحسين]

(1)

ثنا علي بن إسحاق حدثني صخر بن راشد قال: رأيت عبد الله بن المبارك في منامي بعد موته، فقلت: أليس قد مت؟ قال بلى، قلت: فما صنع بك ربك؟ قال غفر لي مغفرة أحاطت بكل ذنب، قال قلت فسفيان الثوري؟ قال بخ بخ ذاك {(مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا)} .

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو بكر بن معدان ثنا محمد بن عبد الله أبو لقمان ثنا محمد بن الفرات الكوفي قال: سمعت أبا أسامة يقول حدثني سيف ابن هارون البرجمي. قال: رأيت في المنام كأني في موضع علمت أنها ليست في الدنيا، فاذا أنا برجل لم أرقط أجمل منه، فقلت: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا يوسف بن يعقوب، فقلت قد كنت أحب أن ألقى مثلك فأسأله، قال:

سل! فقلت: ما الرافضة؟ قال: يهود، قلت: ما الأباضبة؟ قال يهود، فقلت:

قوم عندنا نصحبهم؟ قال: من هم؟ قلت سفيان الثوري وأصحابه، فقال:

أولئك يبعثون على ما بعنا الله معاشر المرسلين.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علان بن عبد الصمد الطيالسي ثنا القاسم ابن دينار ثنا مصعب بن المقدام. قال: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم آخذا بيد سفيان الثوري وهو يجزيه خيرا، ويقول: حسن الطريقة.

• حدثنا عبد المنعم بن عمر ثنا أحمد بن محمد بن زياد ثنا أبو العباس الفضل ابن الأشج ثنا الفضل بن الوليد الغنوي: ثنا الحسن بن السماك - في طريق مكة - قال: رأيت سفيان الثوري فيما يرى النائم كأنه على عرش يهادى بين السماء والأرض، فقلت يا أبا عبد الله ما فعل الله بك؟ قال غفر لى، قلت فهل كان

(1)

سقط من ز.

ص: 385

ثم شيء تكرهه: قال نعم الإشارة بالأصابع، قال أبو العباس أي هذا سفيان الثوري.

• حدثنا عبد المنعم بن عمر ثنا أحمد بن محمد حدثني محمد بن عيسى بن أبي قماش حدثني مثنى بن معاذ ثنا بشر بن المفضل. قال: رأيت سفيان الثوري فقلت: يا سفيان دفنت بين قدرية - أو نزلت بين قدرية؟ - فنظرت فإذا هو دفن عند مسجد شبة في بني حنيفة في قوم من القدرية.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا أحمد بن الأبار ثنا أبو أمية عمرو بن هشام ثنا عثمان عن سفيان قال: إنما سمي المال لأنه يميل القلوب.

• حدثنا عبد المنعم بن عمر ثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال سمعت محمد ابن إسماعيل الصوفي الأصبهاني يقول: سمعت سليمان الشاذكوني يقول سمعت عبد الله بن وهب يقول: سمعت سفيان الثوري - بمكة - يقول. رضى الناس غاية لا تدرك، وطلب الدنيا غاية لا تدرك.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبيد بن آدم العسقلاني ثنا أبو عمير ابن النحاس ثنا وكيع قال قال سفيان الثوري: [الزهد في الدنيا قصر الأمل، ليس بأكل الغليظ ولا لبس العبا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن يحيى العباس بن إسماعيل ثنا وكيع. قال: قال سفيان]

(1)

: ليس الزهد في الدنيا بأكل الجشب

(2)

ولبس الخشن، إنما الزهد في الدنيا قصر الأمل.

[حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الأحوص بن الفضل بن غسان الغلابي ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال سمعت الحسن بن عبد الملك يقول قال سفيان الثوري: ليس الزهد في الدنيا بلبس الخشن، ولا أكل الجشب، إنما الزهد في الدنيا قصر الأمل]

(3)

.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسين بن جعفر القتات ثنا إسماعيل الطلحي قال قال وكيع: كان سفيان الثوري يقول: الزهد في الدنيا قصر الأمل.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الله بن سندة ثنا أبو بكر المستملي ثنا شهاب بن عباد ثنا بكر العابد: قال سمعت سفيان الثوري يقول: ازهد فى

(1)

سقط من ز.

(2)

طعام جشب أى غليظ

(3)

سقط من مغ

ص: 386

الدنيا ونم.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا الحسن بن سفيان ثنا حرملة ابن يحيى ثنا ابن وهب ثنا يحيى بن جابر أبو زكريا: أن سفيان الثوري كتب إلى أخ له: واحذر حب المنزلة فإن الزهادة فيها أشد من الزهادة في الدنيا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا أبو سعيد ثنا أبو نعيم قال: كان سفيان الثوري إذا ذكر الموت لا ينتفع به أياما، فإذا سئل عن الشيء قال: لا أدري، لا أدري.

• حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمود ثنا محمد بن أحمد ابن إبراهيم الكرابيسي ثنا أبو صالح قال: سمعت يوسف بن أسباط يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: إذا رأيت القارئ يلوذ بباب السلطان فاعلم أنه لص، فإذا رأيته يلوذ بالأغنياء فاعلم أنه مرائى.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا جعفر بن أحمد بن فارس ثنا علي بن محمد بن عمار ثنا محمد بن حاتم قال: سمعت أحمد بن يونس يقول: سمعت الثوري يقول: إذا لم يكن لله فى العبد حاجة نبذه إليهم - يعني السلطان-.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ثنا سلمة عن أحمد بن يونس قال سمعت أبا شهاب عبد ربه يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: إذا دعوك لتقرأ عليهم قل هو الله أحد فلا تأتهم، قلت لأبي شهاب - يعني السلاطين؟ - قال نعم.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ثنا سلمة ثنا سهل بن عاصم ثنا كردم بن عنبسة المصيصي. قال: قال سفيان: لو خيرت بين ذهاب بصري وبين أن أملأ بصري منهم لاخترت ذهاب بصري!!.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الله بن محمد ثنا سلمة بن شبيب عن محمد ابن إبراهيم الليثي الكوفي ثنا وهب بن إسماعيل. قال: كنا يوما عند سفيان فمر رجل من هؤلاء الجند فجعل سفيان ينظر إليه. وينظر إلينا ثم قال: يمر بكم المبتلى والمكفوف والزمنى الذين يؤجرون على بلائهم فتسألون الله العافية، ويمر بكم هؤلاء فلا تسألون الله العافية؟!.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد ابن روح الشعراني ثنا عبد الله بن خبيق [عن بشر بن الحارث. قال: قيل لسفيان الثوري: أيكون الرجل زاهدا ويكون له المال؟ قال نعم!: إن

ص: 387

كان إذا ابتلي صبر وإذا أعطي شكر.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن روح ثنا عبد الله بن خبيق]

(1)

ثنا عبد الرحمن بن عبد الله عن سفيان الثوري قال: ما أحسن تذلل الأغنياء عند الفقراء، وما أقبح تذلل الفقراء عند الأغنياء.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمود بن أحمد بن الفرج ثنا إسماعيل ابن عمرو البجلي ثنا سفيان الثوري. قال: قال عيسى بن مريم عليه السلام:

حب الدنيا رأس كل خطيئة، والمال فيه داء كثير، قيل يا روح الله: ما داؤه؟ قال لا يؤدي حقه، قالوا: فإن أدى حقه؟ قال لا يسلم من الفخر والخيلاء، قالوا: فان سلم من الفخر والخيلاء؟ قال: يشغله استصلاحه عن ذكر الله.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عصام بن رواد قال سمعت عيسى بن حازم يقول: خرج إبراهيم بن أدهم وإبراهيم بن طهمان وسفيان الثورى إلى الطائف ومعهم سفرة فيها طعام، فوضعوها ليأكلوا، وإذا أعراب قريب منهم، فناداهم إبراهيم بن طهمان يا إخوتاه هلموا، فقال لهم سفيان: يا إخوتاه مكانكم، ثم قال سفيان لإبراهيم: خذ من هذا الطعام ما طابت به أنفسنا فاذهب به إليهم، فإن شبعوا فالله أشبعهم، وإن لم يشبعوا فهم أعلم، أخاف أن يجيئوا فيأكلوا طعامنا كله فتتغير نياتنا ويذهب أجرنا.

• حدثنا محمد بن إسحاق ثنا أحمد بن روح ثنا عبد الله بن خبيق قال سمعت يوسف بن أسباط يقول: كنت مع سفيان الثوري في المسجد الحرام، فقال:

والله الذي لا إله إلا هو، ورب هذه الكعبة لقد حلت العزلة.

• حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الملك ثنا صالح بن زياد السوسي ثنا محمد بن عبيد الطنافسي. قال: سمعت الثوري يقول:

لا أعتد بعبادة رجل له عيال.

• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا محمد بن يحيى بن منده ثنا إبراهيم بن محمد التيمي ثنا مؤمل بن إسماعيل. قال سمعت الثوري يقول: أحب أن أكون في موضع لا أعرف ولا أستذل.

• حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمود ثنا عبد الله بن وهب حدثني حفص ابن عمر قال سمعت ابن مهدي يقول سمعت سفيان الثوري يقول: وددت أني أخذت نعلي هذه ثم جلست حيث شئت لا يعرفني أحد، ثم رفع رأسه

(1)

سقط من ز.

ص: 388

ثم قال بعد أن لا أستذل.

• حدثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن عبيد الله ثنا محمد بن المسيب الأرغياني ثنا عبد الله بن خبيق ثنا خلف بن تميم قال سمعت سفيان الثوري يقول: أقلل من معرفة الناس يقل عيبك.

• حدثنا محمد بن محمد بن علي ثنا عبد الرحمن بن أبي قرصافة العسقلاني ثنا عبد الله بن خبيق قال سمعت يوسف بن أسباط يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: ثلاثة من الصبر، لا تحدث بمصيبتك، ولا بوجعك، ولا تزك نفسك.

• حدثنا إسحاق ابن أحمد بن علي ثنا إبراهيم بن يوسف بن خالد ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا يحيى بن أبي ثابت. قال: أتي سفيان الثورى وهو فى المسجد الحرام بسويق فيه نحو من مد أهل مكة، ثلثاه سويق وثلثه سكر، قال: فشربه حتى حل إزاره، قال: ثم شد إزاره وقال: أشبع الزنجي وكده

(1)

ثم قام من أول الليل إلى آخره. قال: ومد مكة يكون بمد النبي صلى الله عليه وسلم أربع مرار.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسن بن حباش ثنا أبو عبد الرحمن بن سيبويه قال سمعت أبي يقول سمعت عبد الرازق يقول: دعا سفيان بطعام فأكله، وبتمر وزبد فأكله، ثم قام يصلى حين زالت الشمس إلى العصر، وقال:

أحسنوا إلى الزنجي وكدوه.

• حدثنا إسحاق بن أحمد بن علي ثنا إبراهيم ابن يوسف ثنا أحمد بن الحواري قال سمعت أبا منصور الواسطي يقول:

زارني سفيان إلى واسط، قال فأتيته بثريد فأكل، وأتيته بطباخ فأكل، وأتيته برطب فأكل، وأتيته بعنب فأكل، وأتيته برمان فأكل، فلما رآني أنظر إليه قال: يا أبا منصور إنما هي أكلة، فإذا أكلت فاشبع.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبيد بن محمد الزيات ثنا محمد بن عثمان بن خالد ثنا أبو مسلم المستملي عن سفيان الثوري. قال: إذا زهد العبد في الدنيا أنبت الله الحكمة في قلبه، وأطلق بها لسانه، وبصره عيوب الدنيا وداءها ودواءها.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسن بن حباش ثنا الحسن بن علي

(1)

يعنى وأتعبه.

ص: 389

الحلواني ثنا أبو النصر ثنا مزاحم بن داود قال حدثني يزيد بن توبة. قال: قال لي سفيان: إني لأفرح إذا جاء الليل ليس إلا لأستريح من رؤية الناس.

• حدثنا أبو بكر ثنا الحسن بن حباش ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا علي بن الحسن بن شقيق عن ابن المبارك. قال: كان سفيان الثوري يقول: إذا عرفت نفسك فلا يضرك ما قيل فيك.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن جابر الطرسوسي - بها - ثنا عبد الله بن خبيق ثنا عبد الرحمن بن عبد الله. قال: سمعت سفيان الثوري يقول: وجدنا أصل كل عداوة اصطناع المعروف إلى اللئام.

• حدثنا محمد ابن علي ثنا عمر بن السري بن عاصم - بطرسوس - ثنا أبو سعيد الأشج ثنا ابن أبي غنية قال: كان سفيان الثوري يقول: إذا رأيت الرجل حريصا على أن يؤتم فأخره.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الرحمن بن سانجور ثنا أبو سعيد الأشج ثنا أبو خالد قال: سمعت سفيان يقول: إنه ليمر بي المسكين وأنا أصلي فأدعه ويمر أحدهم عليه الثياب فيتمشى فلا أدعه.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن جابر الطرسوسي ثنا عبد الله بن خبيق، ثنا شعيب بن حرب. قال: سمعت سفيان الثوري يقول: لا تتكلم بلسانك ما تكسر به أسنانك.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن محمد بن بدر ثنا عبد الرحمن ابن يونس ثنا مطرف بن مازن. قال: سمعت الثوري يقول: من جاع ولم يسأل فمات دخل النار.

• حدثنا القاضي أبو أحمد ثنا الحسن بن علي ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو شهاب. قال: كنت مع سفيان الثوري في المسجد، فقمت فصليت ركعة فالتفت إلى سفيان فقال: يا أبا شهاب ما أجرأك! تصلي والناس ينظرون إليك.

• حدثنا أبو أحمد ثنا جعفر بن عبد الله بن الصباح ثنا ابن أبي رزمة قال سمعت أبا وهب محمد بن مزاحم قال: كان جعل على نفسه - يعني سفيان الثوري - ثلاثة أشياء أن لا يخدمه أحد، وأن لا تطوى له ثوب، وأن لا يضع لبنة على لبنة.

• حدثنا القاضي أبو أحمد ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ثنا المسيب

ص: 390

ابن واضح ثنا مصعب بن ماهان. قال: سمعت سفيان الثوري يقول: هذا زمان خاصة ليس زمان عامة، أقبل الرجل على خاصة نفسه وترك عوامهم.

• حدثنا القاضي ثنا علي بن رستم ثنا عبد الله بن عمر ثنا عبد الرحمن بن مهدي قال سمعت سفيان الثوري يقول: ما نفس تخرج أحب إلي من نفسي، ولو كانت في يدي لأرسلتها.

• حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عطاء حدثني أبي ثنا محمد بن مسلم ثنا سلمة بن شبيب ثنا مبارك أبو حماد مولى إبراهيم بن سلم - بعين رزية - قال: سمعت سفيان الثوري يقرأ على علي بن الحسين من أهل الكوفة - رجل من بني سليم - ممن كان أقطع له عمر بن الخطاب الخورنق رسالة سفيان بن سعيد إلى أخ له بمواعظ وشرائع من الدين وأدب: «عافانا الله وإياك من النار برحمته وأوصيك وإياي بتقوى الله، وأحذرك أن تجهل بعد إذ علمت، وتهلك بعد إذ أبصرت، وتدع الطريق بعد إذ وضح لك، وتغتر بأهل الدنيا بطلبهم لها وحرصهم عليها، وجمعهم لها، فإن الهول شديد؛ والخطر عظيم، والأمر قريب، وكان قد كان. وتفرغ وفرغ قلبك، ثم الجد الجد، والوحا الوحا، والهرب الهرب، وارتحل إلى الآخرة قبل أن يرتحل بك، واستقبل رسل ربك، وانكمش واشدد مئزرك من قبل أن يقضى قضاؤك، ويحال بينك وبين ما تريد، فقد وعظتك بما وعظت به نفسي، والتوفيق من الله، ومفتاح التوفيق الدعاء والتضرع والاستكانة، والندامة على ما فرطت. ولا تضيع حقك من هذه الأيام والليالي، أسأل الله الذي من علينا بمعرفته أن لا يكلنا وإياك إلى أنفسنا، وأن يتولى منا ومنك ما يتولى من أوليائه وأحبابه، ثم إياك وما يفسد عليك عملك فإنما يفسد عليك عملك الرياء؛ فإن لم يكن رياء فإعجابك بنفسك، حتى يخيل إليك أنك أفضل من أخ لك، وعسى أن لا تصيب من العمل مثل الذي يصيب، ولعله أن يكون هو أورع منك عما حرم الله، وأزكى منك عملا، فإن لم تكن معجبا بنفسك فإياك أن تحب محمدة الناس، ومحمدتهم أن تحب أن يكرموك بعملك، ويروا لك به شرفا ومنزلة في صدورهم أو حاجة تطلبها إليهم

ص: 391

في أمور كثيرة فإنما تريد بعملك زعمت وجه الدار الآخرة لا تريد به غيره فكفى بكثرة ذكر الموت مزهدا في الدنيا، ومرغبا في الآخرة، وكفى بطول الأمل قلة خوف وجرأة على المعاصي، وكفى بالحسرة والندامة يوم القيامة لمن كان يعلم ولا يعمل.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا عبد الله بن عمر مشكدانة ثنا أبو أسامة. قال: ما رأيت أحدا أخوف لله من سفيان.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا يوسف الصفار - ثقة مأمون - قال سمعت أبا أسامة يقول: سفيان الثوري حجة.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا محمد بن المثنى ثنا عبد الله بن داود. قال: قال سفيان:

ما أنفقت قط درهما في بناء.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا أبو عمير ثنا ضمرة قال قال سفيان: كان يقال يا حملة القرآن لا تتعجلوا منفعة القرآن، وإذا مشيتم إلى الطمع فامشوا رويدا.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا أبو حصين الوادعي ح. وحدثنا القاضي أبو أحمد ثنا محمد بن أيوب والحسن بن علي بن زياد قالوا ثنا أحمد بن عبد الله ابن يونس قال: سمعت سفيان الثوري ما لا أحصي يقول: اللهم سلم سلم، اللهم سلمنا منها إلى خير، اللهم ارزقنا العافية في الدنيا والآخرة.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا أبو حصين ح. وحدثنا القاضي أبو أحمد ثنا الحسن بن علي بن زياد قالا: ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ثنا سفيان الثوري قال: قال رجل لعمر بن عبد العزيز: أبقاك الله، قال قد فرغ من هذا فادع لي بالصلاح.

• حدثنا القاضي ثنا محمد بن أيوب ثنا عبد الرحمن بن سلم ثنا يحيى بن ضريس. قال: سمعت سفيان الثوري يقول: لو أن البهائم تعقل من الموت ما تعقلون ما أكلتم منها سمينا.

• حدثنا القاضي ثنا محمد بن أيوب قال سمعت محمد بن عصام بن يزيد المعروف بابن جبر قال سمعت أبي عصام بن يزيد يقول: ربما كان يأخذ سفيان في التفكر، فينظر إليه الناظر فيقول مجنون.

• حدثنا القاضي ثنا

ص: 392

محمد بن أيوب ثنا سلمة بن شبيب ثنا أبو النضر ثنا الأشجعي عن سفيان قال:

قيل له في خلافة أبي جعفر: يا أبا عبد الله لو دعوت بدعوات؟ قال: ترك الذنوب هو الدعاء.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا زكريا الساجي ثنا بندار ثنا عبد الله بن داود الحرشى. قال: سمعت سفيان يقول: لا يحرز المؤمن إلا قبره.

• حدثنا سليمان ابن أحمد ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا أبو هشام الرفاعي ثنا وكيع عن سفيان قال: من دعاك وأنت تخاف أن يفسد عليك قلبك ودينك فلا تجبه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أحمد بن يونس قال: كان سفيان الثوري إذا أكل قال الحمد لله الذي كفانا المئونة، وأوسع علينا في الرزق.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا الحسين بن الحسن المروزي ثنا الهيثم بن جميل قال سمعت فضيل بن عياض يقول قال سفيان الثوري: إني لأريد شرب الماء فيسبقني الرجل إلى الشربة فيسقينيها.

فكأنما دق ضلعا من أضلاعي لا أقدر له على مكافأة بفعله.

تم الجزء السادس من حلية الاولياء ويليه الجزء السابع وأوله بقية ترجمة سفيان الثورى. والله المستعان.

ص: 393