المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم الله الرحمن الرحيم   • حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد - حلية الأولياء وطبقات الأصفياء - ط السعادة - جـ ٨

[أبو نعيم الأصبهاني]

فهرس الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إسحاق ثنا عبدان بن أحمد ثنا إسحاق بن الضيف حدثني أبو حفص عمر بن حفص قال: خرجت أنا وأبي وأنا غلام مع إبراهيم بن أدهم إلى مكة فبينا نحن نسير على الطريق إذ قال أبي: يا أبا إسحاق أشتهي والله في هذه الليلة - وكانت ليلة باردة - لحم حمار وحش كباب على النار، قال: فسمع إبراهيم وسكت وسرنا فصرنا في مسيرنا إلى خواء قوم أعراب وأخبية، قال فقال إبراهيم، لو ملنا وبتنا هاهنا حتى نصبح، فانى أحسب أن القرقد أضربكم، قال فقلنا: نعم يا أبا إسحاق، قال: فجئنا فوقفنا بفناء قوم فى خباء لهم فقلنا: يا هؤلاء هنا مأوى نأوي إليه بقية ليلتنا هذه؟ قالوا نعم ذاك الخواء، وإذا خباء مضروب للأضياف، قال وإذا عندهم نار تأجج، قال فنزلنا فأتوا بحطب وجمر قال: فجعل أبي يلقي الحطب على النار وجعلنا نصطلي، إذ ساق الله وعلا كبيرا ضخما قد أخذه قوم فأفلت منهم حتى جاء فوقف بفناء القوم، قال فقاموا إليه وهو مجروح فذبحوه فجعلوا يقطعون لحمه ونحن ننظر، فقال بعضهم: أضيافكم، قال فبعث إلينا بقدرة كبيرة من ذلك اللحم، فقال إبراهيم لأبي معك سكين؟ فشرح والق على النار كما اشتهيت.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن أحمد بن سليمان الهروي ثنا محمد ابن منصور الطوسي ثنا أبو النضر قال: كان إبراهيم بن أدهم يأخذ الرطب من شجرة البلوط.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عيسى بن محمد الوسقندي ثنا وبرة الغساني ثنا عدي الصياد - من أهل جبلة - قال سمعت يزيد بن قيس يحلف بالله أنه كان ينظر إلى إبراهيم بن أدهم وهو على شط البحر في وقت الإفطار فيرى مائدة توضع بين يديه لا يدري من وضعها، ثم يراه يقوم فينصرف حتى يدخل جبلة وما معه شيء.

ص: 3

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو العباس الهروي ثنا عصام بن رواد ثنا عيسى بن حازم حدثني إبراهيم بن أدهم قال: لو أن مؤمنا قال لذاك الجبل زل لزال، قال فتحرك أبو قبيس فقال: اسكن إني لم أعنك، قال: فسكن.

• حدثنا أبو الفضل نصر بن أبي نصر الطوسي ثنا علي بن محمد المصري ثنا يوسف ابن موسى المروزي ثنا عبد الله بن خبيق قال سمعت عبد الله بن السندي يحدث أصحابه قال: لو أن وليا من أولياء الله قال للجبل زل لزال، قال فتحرك الجبل من تحته فضربه برجله فقال: اسكن إنما ضربتك مثلا لأصحابي.

• حدثت عن عبد الله بن محمد بن يعقوب قال سمعت عبد الصمد بن الفضل يقول سمعت مكي بن إبراهيم يقول: كان إبراهيم بن أدهم بمكة فسئل ما يبلغ من كرامة المؤمن على الله عز وجل؟ قال: يبلغ من كرامته على الله تعالى لو قال للجبل تحرك لتحرك، فتحرك الجبل فقال: ما إياك عنيت.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا أحمد بن محمد بن سلمة الطحاوي ثنا عبد الرحمن ابن الجارود البغدادي ثنا خلف بن تميم قال: كنا مع إبراهيم بن أدهم في سفر له فأتاه الناس فقالوا: إن الأسد قد وقف على طريقنا، قال: فأتاه فقال: يا أبا الحارث! إن كنت أمرت فينا بشيء فامض لما أمرت به، وإن لم تكن أمرت فينا بشيء فتنح عن طريقنا، قال فمضى وهو يهمهم. فقال لنا إبراهيم بن أدهم:

وما على أحدكم إذا أصبح وإذا أمسى أن يقول: اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام واحفظنا بركنك الذي لا يرام، وارحمنا بقدرتك علينا ولا نهلك وأنت الرجاء قال إبراهيم: إني لأقولها على ثيابي ونفقتي فما فقدت منها شيئا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا خلف ابن تميم حدثني عبد الجبار بن كثير قال قيل لإبراهيم بن أدهم: هو هذا السبع قد ظهر لنا، فقال: أرنيه، قال فلما نظر إليه ناداه: يا قسورة إن كنت أمرت فينا بشيء فامض لما أمرت به وإلا فعودك على بدئك، قال: فضرب بذنبه وولى ذاهبا، قال فعجبنا منه حين فقه كلامه، ثم أقبل علينا إبراهيم فقال قولوا: اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام، اللهم واكنفنا بكنفك الذي لا يرام

ص: 4

اللهم وارحمنا بقدرتك علينا ولا نهلك وأنت الرجاء قال خلف فأنا أسافر منذ نيف وخمسين سنة فأقولها لم يأتني لص قط ولم أر إلا خيرا قط.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن أحمد بن سليمان الهروي ثنا أبو سعيد الخطابي ثنا عبد الله بن بشر ثنا محمد بن كثير ثنا خلف بن تميم ثنا عبد الجبار قال قيل لإبراهيم بن أدهم هذا السبع قد ظهر لنا فذكر مثله سواء.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان ومحمد بن عبد الرحمن قالوا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن يزيد ثنا عبيد بن جناد عن عطاء بن مسلم قال: سمعت رجلا من أصحاب إبراهيم بن أدهم يقول خرجنا إلى الجبل فاكترانا قوم نقطع الخشب يهبون منه القصاع والأقداح، فبينا إبراهيم يصلي إذ أقبل السبع فانصدع الناس فدنوت منه فقلت: ألا ترى ما الناس فيه؟ قال: وما لهم؟ قلت هذا السبع خلف ظهرك، فالتفت إليه فقال: يا خبيث وراءك، ثم قال: ألا قلتم حين نزلتم: اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام، واكنفنا بكنفك الذي لا يرام، وارحمنا بقدرتك علينا، ولا تهلكنا وأنت ثقتنا ورجاؤنا.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن أحمد بن سليمان الهروي قال سمعت العباس بن محمد يقول سمعت خلف بن تميم يقول: كان إبراهيم بن أدهم في البحر فعصفت الريح واشتدت، وإبراهيم ملفوف في كسائه، فجعل أهل السفينة ينظرون إليه، فقال له رجل منهم: يا هذا ما ترى ما نحن فيه من هذا الهول، وأنت نائم في كسائك؟ قال: فكشف إبراهيم رأسه فأخرجه من الكساء ثم رفع رأسه إلى السماء فقال: اللهم قد أريتنا قدرتك فأرنا عفوك قال: فسكن البحر حتى صار كالدهن.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم ثنا عمي أبو زرعة ثنا يحيى بن عثمان ثنا بقية قال: كنا في البحر مع معيوف - أو ابن معيوف شك أبو زكريا - فهبت الريح، وهاجت الأمواج، واضطربت السفن، وبكى الناس، فقيل لمعيوف هذا إبراهيم بن أدهم، لو سألته أن يدعو الله، قال - وكان نائما في ناحية من السفينة ملفوف رأسه - فدنا إليه فقال: يا أبا إسحاق ما ترى ما فيه الناس؟

ص: 5

فرفع رأسه فقال: اللهم قد أريتنا قدرتك فأرنا رحمتك. فهدأت السفن.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني خلف بن تميم قال: كنت عند أبي رجاء الهروي في مسجد فأتى رجل على فرس فنزل فسلم عليه وودعه، فأخبرني أبو رجاء عنه أنه كان مع إبراهيم ابن أدهم في سفينة في غزاة في البحر، فعصفت عليهم الربح وأشرفوا على الغرق فسمعوا في البحر هاتفا يهتف بأعلى صوته: تخافون وفيكم إبراهيم؟.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن أحمد بن سليمان حدثني عصام بن رواد قال سمعت عيسى بن حازم يقول: كان إبراهيم بن أدهم إذا غزا اشترط على رفقائه الخدمة والأذان، فأتاه رفقاؤه يوما فقالوا: يا أبا إسحاق إنا قد عزمنا على الغزاة، ولو علمنا أنك تأكل من متاعنا لسررنا بذلك، قال أرجو أن يصنع الله، ثم قال: استقرض من فلان لا يخف عليه فلان لا يخف عليه فلان مراى، ثم خر ساجدا وصب دموعه على خديه، ثم قال: وا سوأتاه طلبت من العبيد وتركت مولاي، فأحسن ما يقول العبد، إنما دفع إلى مولاى ما لا فإن أمرني أن أعطيك فعلت، فأرجع إلى المولى بعد ما بذلت وجهي للعبيد، فليس يقول المولى لي كان أحق أن تطلب مني لا من غيرى، وا سوأتاه ثم خرج إلى الساحل فتوضأ وصلى ركعة ثم نصب رجله اليمنى مستقبل القبلة ثم قال: اللهم قد علمت ما كان وقع في نفسي، وذلك بخطئي وجهلي، فإن عاقبتني عليه فأنا أهل لذلك، وإن عفوت عني فأنت أهل لذلك، وقد عرفت حاجتي فاقض حاجتي فوقع في نفسه أن ينظر عن يمينه، فإذا نحو أربعمائة دينار فتناول منها دينارا ثم رجع إلى أصحابه، فأنكروه وسألوه عن حاله فكتمهم زمانا ثم أخبرهم، فقالوا: يا أبا إسحاق أنت كنت تريد الغزو وقد خرج لك ما ذكرت، أفلا أخذت منه ما تقوى على الغزو؟ فقال: أتظنون أن الله لو أراد أن لا يخرج إلا الذي اطلع عليه من ضميري لفعل، ولكن أخرج إلي أكثر مما اطلع عليه من ضميري ليختبرني والله لو أنها عشرة آلاف ما أخذت منها إلا الذي اطلع عليه من ضميري.

ص: 6

• حدثنا أبو محمد بن حيان ومحمد بن عبد الرحمن قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا إسحاق بن فديك ثنا أبي قال: خرجت أنا وإبراهيم بن أدهم تريد الغزو في البحر، فلما صرنا في بعض الطريق سمعنا جلبة فاذا بابراهيم ابن صالح قد خرج في طلب الصيد بالبازات والشواهين، ومعه جواريه مرخيات شعورهن، منكشفات، فلما نظرت قال إبراهيم: مه يا فديك، لا تنظر إليهن إنهن قذرات، يهرمن ويتغوطن ويبلن ويحضن، فاعمل للائي لا يحضن ولا يهرمن ولا يبلن، عربا أترابا كأنهن وكأنهن، فمضينا حتى إذا صرنا بين الكروم ونظر إلى الأعناق فقال: يا فديك انظر إلى المقطوع الممنوع، اعمل للتي لا مقطوعة ولا ممنوعة، ثم مضينا حتى إذا انتهينا إلى سور واجتمعنا خمسة نفر وفينا أبو المرتد، فقال إبراهيم للجمع يكون أعظم للبركة. فافترقنا ليأتي كل واحد منا بدينارين، فمضى إبراهيم ونحن نعلم أنه ليس معه شيء، فتبعه رجل منا ينظر من أين يأتي بدينارين فمضى حتى إذا أتى إلى خلاء من الأرض فصلى ركعتين، فمحلوف للذي رآه بالله أنه نظر إلى حوله ذهب كذا، فأخذ منه دينارين فتهيأنا وركبنا في الجفون

• حدثت عن أبي طالب عبد الله بن أحمد بن سوادة ثنا إبراهيم بن الجنيد ثنا محمد بن الحسن حدثني عياش بن عاصم حدثني سعيد بن صدقة أبو مهلهل - وكان يقال إنه من الأبدال - قال: جاء إبراهيم بن أدهم إلى قوم قد ركبوا سفينة فقال له صاحب السفينة: هات دينارين، قال له: ليس معي ولكن أعطيك بين يدي، فعجب منه وقال: إنما نحن في بحر كيف تعطيني؟ ثم أدخله فصاروا حتى انتهوا إلى جزيرة في البحر، فقال صاحب السفينة: والله لأنظرن من أين يعطينى هل اختبأ هاهنا شيئا؟ فقال له هات الدينارين، فقال: نعم! فخرج فاتبعه الرجل وهو لا يدري، فانتهى إلى آخر الجزيرة فركع، فلما أراد أن ينصرف قال: يا رب إن هذا طلب حقه الذى له على فاعطه عنى - وهو ساجد - فرفع رأسه فإذا حوله دنانير، وإذا الرجل واقف، فقال له جئت؟ خذ حقك ولا تزد عليه ولا تذكر هذا، فمضوا فأصابتهم عجاجة وظلمة خشوا الموت

ص: 7

فقال الملاح: أين صاحب الدينارين؟ فقالوا لإبراهيم بن أدهم: ما ترى ما نحن فيه؟ ادع الله، فأرخى عينيه فقال: يا رب يا رب، أريتنا قدرتك فأرنا رحمتك وعفوك، ثم سكنت العجاجة وساروا.

• حدثت عن أبي طالب بن سوادة ثنا أحمد بن محمد أبو سعيد البكاء حدثني جامع بن أعين قال: غزونا مع إبراهيم بن أدهم فأصابنا ثلج كثير حتى غلب على الخيل والأخبية فقام إبراهيم فالتف بعباءة وألقى نفسه فركبه الثلج وخرجنا نحن هاربين مخافة أن يغمرنا الثلج وتركنا رحالاتنا، فلما أصبحنا التفت بعضنا فقال: ويحكم قد أقبلت خيل، فبادرنا إلى شجرة نختبئ فيها، فقلنا: العدو قد جاءنا، ومعنا علي بن بكار، فقال علي: تثبتوا، انظروا ما هذه الخيل؟ فأشرف قوم منا الجبل فقالوا: يا أبا الحسن خيل قد أقبلت بسروجها ليس عليها ركاب، وخلفها فارس يطردها بقناته، فقال على: ويحكم فانه إبراهيم ابن أدهم، أنزلوا لا نفتضح عنده مرتين، فإذا إبراهيم بن أدهم بالخيل ثلاثمائة وستين فرسا، فاستقبلناه فقال لنا. جاءتكم الشهادة ففررتم، فقال لنا علي بن بكار: إنه دعا الله فجمد الثلج فأعانه على سوق الخيل.

• حدثت عن أبي طالب ثنا الحسن بن محمد بن بكر قال سمعت موسى بن أبي الوليد يقول سمعت الحسن بن عبد الفزاري يقول: قدم علينا إبراهيم بن أدهم مرعش، وكان إذا جاء نزل على أبي، وأنا صبى، فجاء فقرع الباب فقال لي أبي: انظر من هذا؟ فخرجت فاذا رجل آدم عليه عباءة، ففزعت منه فدخلت فقلت: يا أبتاه رجل ما أعرفه، فخرج إليه أبي، فلما رآه اعتنقه ثم دخلا فأخذ يحدثه ووقفت أنا بين أيديهما، فقال له أبي: يا أبا إسحاق إن ابني هذا بليد في التعلم، فادع الله أن يحبب إليه العلم، وأن يرزقه حلالا، فأقعدني في حجره ومسح برأسي ثم قال: اللهم علمه كتابك، وارزقه رزقا حلالا، فعلمني الله تعالى كتابه، وجاء سلخ من النحل فوقع في منزلي، فلم يزل يزيد حتى غلبني على تابوت كتبي.

• أخبرت عن أبي طالب بن سوادة ثنا إبراهيم بن أبي إبراهيم العابد

ص: 8

ثنا أبو محمد القاسم بن عبد السلام ثنا فرج مولى إبراهيم بن أدهم بصور سنة ست وثمانين ومائة، وكان أسود، قال: كان إبراهيم بن أدهم رأى في المنام كأن الجنة فتحت له فإذا فيها مدينتان، إحداهما من ياقوتة بيضاء، والأخرى من ياقوتة حمراء، فقيل له اسكن هاتين المدينتين فإنهما في الدنيا، فقال: ما اسمهما؟ قيل اطلبهما فإنك تراهما كما أريتهما في الجنة، فركب يطلبهما فرأى رباطات خراسان، فقال: يا فرج ما أراهما، ثم جاء إلى قزوين ثم ذهب إلى المصيصة والثغور، حتى أتى الساحل في ناحية صور، فلما صار بالنواقير - وهي نواقير نقرها سليمان بن داود عليه السلام على جبل على البحر - فلما صعد عليها رأى صور، فقال: يا فرج هذه إحدى المدينتين، فجاء حتى نزلها، فكان يغزو مع أحمد بن معيوف، فإذا رجع نزل يمنة المسجد، فغزا غزوة فمات في الجزيرة فحمل إلى صور فدفن في موضع يقال له مدفلة، فأهل صور يذكرونه فى تشييب أشعارهم ولا يرثون ميتا إلا بدءوا أولا بإبراهيم بن أدهم، قال القاسم بن عبد السلام: قد رأيت قبره بصور والمدينة الأخرى عسقلان.

• حدثنا أبو أحمد الغطريفي ثنا إسحاق بن ديمهي ح وحدثنا عبد الله وعبد الرحمن ابنا محمد بن جعفر قالا: ثنا أبو بكر بن معدان ثنا إبراهيم ابن سعيد الجوهري ثنا أبو المنذر بشر بن المنذر - قاضي المصيصة - قال:

كنت إذا رأيت إبراهيم بن أدهم كأنه ليس فيه روح، ولو نفخته الريح لوقع قد اسود، متدرع بعباءة، فإذا خلا بأصحابه فمن أبسط الناس.

• حدثنا أبو محمد بن حيان قال: كتب إلي عبد الله بن حمدان ثنا محمد بن خلف العسقلاني ثنا عيسى بن حازم قال: كنا مع إبراهيم بن أدهم في بيت ومعه أصحاب له فأتوا ببطيخ فجعلوا يأكلون ويمزحون ويترامون بينهم، فدق رجل الباب فقال لهم إبراهيم: لا يتحركن أحد، قالوا: يا أبا إسحاق تعلمنا الرياء؟ نفعل في السر شيئا لا نفعله في العلانية؟ فقال: اسكتوا إني أكره أن يعصى الله في وفيكم.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا

ص: 9

الهيثم بن جميل ثنا أصحابنا أن إبراهيم بن أدهم كان إذا دعي إلى طعام وهو صائم أكل ولم يقل إني صائم.

• حدثنا عبد الله بن محمد ومحمد بن عبد الرحمن قالا: ثنا إبراهيم بن محمد ابن الحسن ثنا محمد بن يزيد ثنا الفريابي قال سمعت رجلا قال للأوزاعي: أيهما أحب إليك؟ إبراهيم بن أدهم أو سليمان الخواص؟ قال: إبراهيم بن أدهم أحب إلي، لأن إبراهيم يخالط الناس وينبسط إليهم.

• حدثنا عبد الله بن محمد ومحمد بن عبد الرحمن قالا: ثنا محمد بن إبراهيم ابن الحسن ثنا محمد بن يزيد ثنا يعلى بن عبيد قال: دخل إبراهيم بن أدهم على أبي جعفر أمير المؤمنين فقال: كيف شأنكم يا أبا إسحاق؟ قال. يا أمير المؤمنين:

نرقع دنيانا بتمزيق ديننا

فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا عبد الله بن الحسين بن معبد ثنا محمد بن هارون الحربي ثنا أبو عمير عن ضمرة قال: دخل إبراهيم بن أدهم على بعض الولاة فقال له: مم معيشتك؟ قال:

نرقع دنيانا بتمزيق ديننا

فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع

فقال: أخرجوه فقد استقتل.

• أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير - في كتابه - وحدثني عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن نصر المنصوري ثنا إبراهيم بن بشار قال سمعت إبراهيم بن أدهم يتمثل بهذا البيت

للقمة بجريش الملح آكلها

ألذ من تمرة تحشى بزنبور.

• حدثنا عثمان بن محمد العثماني قال سمعت أبا عبد الله الزبيري يقول سمعت أبا نصر السمرقندي يقول قال إبراهيم بن أدهم

توق لمحظور صدور المجالس

فإن عضول الداء حب القلانس.

• حدثنا أبو القاسم طلحة بن أحمد بن الحسن الصوفى البغدادى ثنا محمد ابن صفوة المصيصي ثنا يوسف بن سعيد بن مسلم ثنا علي بن بكار قال صحبت إبراهيم ابن أدهم وكثيرا ما كنت أسمعه يقول: يا أخى

1

ص: 10

اتخذ الله صاحبا

وذر الناس جانبا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا خلف بن تميم قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: من أحب اتخاذ النساء لم يفلح، وسمعته يقول الدنيا دار قلقة.

• حدثت عن أبي طالب بن سوادة ثنا إبراهيم بن عبد الله عن بشر بن المنذر - قاضي المصيصة - قال كنت أرى إبراهيم بن أدهم كأنه أعرابي لا يشبع من الخبز والماء يابسا، إنما هو جلد على عظم، لا تراه مجالسا أحدا، ولا تحدثه حتى يأتي منزله، فإذا أتى منزله وجلس إليه إخوانه ضاحكهم وباسطهم وقال لي بعض أصحابه: ما كان العسل والسمن على مائدته إلا شبيها بالحمى المطحون - يعني الباقلا -.

• حدثت عن أبي طالب ثنا ابن هبيرة حدثني محمد بن جميع ثنا عبد الرحمن ابن يعقوب قال: جاء رجل إلى إبراهيم بن أدهم يريد صحبته، فقال له إبراهيم:

ما معك؟ فأخرج دراهم فأخذ منها إبراهيم دراهم فقال: اذهب فاشتر لنا موزا، فقال الرجل: موزا بهذا كله؟ فقال إبراهيم: ضم دراهمك وامض، ليس تقوى على صحبتنا.

• أخبر جعفر بن محمد - في كتابه - وحدثني عنه محمد بن إبراهيم ثنا إبراهيم بن نصر ثنا إبراهيم بن بشار قال سمعت إبراهيم بن أدهم يقول هذا ويتمثل به إذا خلا في جوف الليل بصوت حزين موجع للقلوب.

ومتى أنت صغيرا وكبيرا أخو علل

فمتى ينقضى الردى ومتى ويحك العمل

ثم يقول: يا نفس إياك والغرة بالله، فقد قال الصادق {(فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور)} ثم قال: وسمعت إبراهيم بن أدهم يقول: مررت ببعض بلاد الشام فرأيت مقبرة، وإذا قبر عال مشرف عليه كتاب فقرأته فإذا فيه عبرة وكلام حسن، وكان يقوله كثيرا:

ما أحد أكرم من مفرد

في قبره أعماله تؤنسه

منعم في القبر في روضة

زينها الله فهي مجلسه

ص: 11

قال: وحدثني إبراهيم قال: مررت في بعض بلاد الشام فإذا حجر مكتوب عليه نقش بين بالعربية والحجر عظيم.

كل حي وإن بقي

فمن العيش يستقي

فاعمل اليوم واجتهد

واحذر الموت يا شقي

قال: فبينا أنا واقف أقرؤه وأبكي فإذا أنا برجل أشعث أغبر، عليه مدرعة من شعر، فسلم علي فرددت عليه السلام، فرأى بكائي فقال: ما يبكيك؟ فقلت: قرأت هذا النقش فأبكاني، قال: وأنت لا تتعظ وتبكي حتى توعظ؟ ثم قال: سر معى حتى أقربك غيره، فمضيت معه غير بعيد فإذا أنا بصخرة عظيمة شبيهة بالمحراب، قال: اقرأ وابك ولا تعص، ثم قام يصلي وتركني، وإذا في أعلاه نقش بين عربي.

لا تبغين جاها وجاهك ساقط

عند المليك وكن لجاهك مصلحا

وفي الجانب الأخر نقش بين عربي

من لم يثق بالقضاء والقدر

لاقى هموما كثيرة الضرر

وفي الجانب الأيسر منه نقش بين عربي

ما أزين التقى وما أقبح الخنا

وكل مأخوذ بما جنى وعند الله الجزا

وفي أسفل المحراب فوق الأرض بذراع أو أكثر

إنما العز والغنى

في تقى الله والعمل

فلما تدبرته وفهمته التفت إلي صاحبي فلم أره، فلا أدري مضى أو حجب عني؟ قال: وسمعت إبراهيم بن أدهم يقول هذا كثيرا وكان مدمنا:

لما تعد الدنيا به من شرورها

يكون بكاء الطفل ساعة يوضع

وإلا فما يبكيه منها وإنها

لأروح مما كان فيه وأوسع

إذا أبصر الدنيا استهل كأنما

يرى ما سيلقى من أذاها ويسمع.

• أخبر جعفر بن محمد بن نصير - في كتابه - وحدثنى عنه محمد بن إبراهيم ابن نصر المنصوري ثنا إبراهيم بن بشار قال: وقف رجل صوفى على إبراهيم ابن أدهم فقال: يا أبا إسحاق لم حجبت القلوب عن الله؟ قال: لأنها أحبت

ص: 12

ما أبغض الله، أحبت الدنيا ومالت إلى دار الغرور واللهو واللعب، وتركت العمل لدار فيها حياة الأبد، في نعيم لا يزول، ولا ينفد، خالدا مخلدا، في ملك سرمد لا نفاد له ولا انقطاع، قال. وسمعت إبراهيم بن أدهم يقول:

إذا أردت أن تعرف الشئ بفضله فاقلبه بضده، فإذا أنت قد عرفت فضله، اقلب الأمانة إلى الخيانة، والصدق إلى الكذب، والإيمان إلى الكفر، فإذا أنت قد عرفت فضل ما أوتيت. قال: وسمعت إبراهيم يقول: إن للموت كأسا لا يقوى على تجرعه إلا خائف وجل طائع كان يتوقعه، فمن كان مطيعا فله الحياة والكرامة والنجاة من عذاب القبر، ومن كان عاصيا نزل بين الحسرة والندامة يوم الصاخة والطامة. قال إبراهيم بن بشار: فقلت لابراهيم ابن أدهم: أمر اليوم أعمل في الطين، فقال: يا ابن بشار إنك طالب ومطلوب يطلبك من لا تفوته، وتطلب ما قد كفيته، كأنك بما غاب عنك قد كشف لك وكأنك بما أنت فيه قد نقلت عنه، يا ابن بشار كأنك لم تر حريصا محروما، ولا ذا فاقة مرزوقا، ثم قال لى: مالك حيلة: قلت لي عند البقال دانق، قال:

عز علي بك، تملك دانقا وتطلب العمل؟ قال: وسمعت إبراهيم يقول: يوما لأبي ضمرة الصوفي - وقد رآه يضحك - يا أبا ضمرة لا تطمعن فيما لا يكون، فقلت له: يا أبا إسحاق إيش معنى هذا؟ فقال: ما فهمته؟ قلت: لا! قال:

لا تطمعن في بقائك وأنت تعلم أن مصيرك إلى الموت، فلم يضحك من يموت ولا يدري إلى أين يصير بعد موته، إلى جنة أم إلى نار؟ ولا تيأس مما يكون إنك لا تدري أي وقت يكون الموت، صباحا أو مساء، بليل أو نهار؟ ثم قال: أوه، أوه، ثم سقط مغشيا عليه.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا أحمد ابن إبراهيم الدورقي ثنا عبيد بن الوليد الدمشقي أخبرني أحمد بن يحيى أن إبراهيم بن أدهم قال: إن الصائم القائم المصلي الحاج المعتمر الغازي، من أغنى نفسه عن الناس.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي

ص: 13

حدثني إبراهيم بن بكر. قال سمعت أبا صالح الجدى يقول: سمعت إبراهيم ابن أدهم يقول: المسألة مسألتان، مسألة على أبواب الناس، ومسألة يقول الرجل ألزم المسجد وأصلي وأصوم وأعبد الله، فمن جاءني بشيء قبلته، فهذه شر المسألتين، وهذا قد ألحف في المسألة.

• حدثنا عبد الله ثنا أحمد ثنا أحمد ثنا أبو جعفر محمد بن مصعب حدثني أبو علي الجرجاني قال: سمعت إبراهيم يقول: نظرت إلى قاتل خالي بمكة - قتله وهو ساجد - قال: فوجس في قلبي عليه شيء، فلم أزل أدير قلبي حتى أجاب أن لقيته فسلمت عليه واشتريت له طبقا من لطف فأهديت إليه، قال فسل ذلك عن قلبي.

• حدثنا عبد الله ثنا أحمد ثنا أحمد ثنا يحيى بن معين ثنا يونس بن سليمان أبو محمد البلخي قال: قرأت كتاب إبراهيم بن أدهم إلى عبد الملك مولاه:

أما بعد أوصيك بتقوى الله، إنه جاءني كتابك فوصلك الله، تذكر ما جرى بيننا، فمن رعى حق الله وفر حظه وسلم منه الناس، ومن ترك حظه ولم يراقب حقه ولع به الناس، وذلك إلى الله، ولا حول لنا ولا قوة إلا بالله، ثم إن القوم ناس مثلكم، يغضبون ويرضون، فكان الذي يقومهم إليه يرجعون، وبه يقنعون، وبه يأخذون، وبه يعطون، فأثنى عليهم أحسن الثناء فاقتدوا بآثارهم وأفعالهم، حتى أنتم على ملتهم، وتمنون منازلهم، ثم إن الله تعالى أحسن إلينا وأبقانا بعد الجيران، فنعوذ بالله أن يكون إبقاؤنا لشر فإنه لا يؤمن مكره، والأعمال بالخواتيم، وإنه من خافه لم يصنع ما يحب ولم يتكلم بما يشتهي، وينبغي لصاحب الدين أن يرجو في الكلام ما يرجو في الفعل، وأن يخاف منه ما يخاف من الفعل، وذلك إلى الله، فإن استطعت أن لا يكون عندك أحد هو آثر من الله فراقبه في الغضب والرضا، فإنه يعلم السر وأخفى، ويغفر ويعذب، ولا منجا منه إلا إليه فان استطعت أن تكف عمالا يعنيك، وأن تنظر لنفسك، فإنه لا يسعى لك غيرك، إن الناس قد طلبوا الدنيا بالغضب والرضا، فلم ينالوا منها حاجتهم، وأنه من

ص: 14

راد الآخرة كان الناس منه في راحة، لا يخدع من ذلها، ولا ينازعهم في عزها، هو من نفسه في شغل، والناس منه فى راحة، فاتق الله وعليك بالسداد، فان من مضى إنما قدموا على أعمالهم، ولم يقدموا على الشرف والصوت والذكر، فإن الله تعالى أبى إلا عدلا، أعاننا الله وإياكم على ما خلقنا له، وبارك لنا ولكم في بقية العمر، فما شاء الله. وأما ما ذكرت من أمر القصر فلا تشقوا على أنفسكم، إن جاءكم أمر في عافية فلله الحمد، وإن كانت بلية فلا تعدلوا بالسلامة، فإنه من ترك من أمره مالا ينبغي أحق بالجزع منكم، إنا قد أيقنا أن الناس لا يذهبون بحقوق الناس، والله معط كل ذي حق حقه، وسعي الناس لهم وعليهم، والجزاء غدا، فإن استطعتم أن لا تلقوا الله بمظالم فأما ما ظلمتم فلا تخافوا الغلبة فإن الله تعالى لا يعجزه شيء، فمن علم أن الأمور هكذا فليكبر على نفسه وليقض ما عليها، فإن غدا أشده وأضره، حسبنا الله ونعم الوكيل، وأما من بقى من بقية الجيران فاقرهم السلام فقد طال العهد.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي حدثني أبي ثنا يحيى بن آدم قال سمعت شريكا يقول: سألت إبراهيم بن أدهم عما كان بين علي ومعاوية فبكى، فندمت على سؤالي إياه، فرفع رأسه فقال: إنه من عرف نفسه اشتغل بنفسه، ومن عرف ربه اشتغل بربه عن غيره.

• حدثنا أبي ثنا محمد بن أحمد بن أبي يحيى الزهري ثنا أبو سيار محمد بن عبد الله ثنا موسى بن أيوب ثنا علي بن بكار عن إبراهيم بن أدهم قال: الفقر مخزون عند الله في السماء بعدل الشهادة لا يعطيه إلا من أحب.

• حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين المعافري ثنا أبو علي أحمد بن محمد بن يعقوب التاجر ثنا أبو ياسر عمار بن عبد المجيد ثنا أحمد بن عبد الله الجوباري قال سمعت حاتما الأصم يقول: قال شقيق بن إبراهيم: مر إبراهيم ابن أدهم في أسواق البصرة فاجتمع الناس إليه فقالوا له: يا أبا إسحاق إن الله تعالى يقول في كتابه {(ادعوني أستجب لكم)} ونحن ندعوه منذ دهر فلا يستجيب لنا. قال فقال إبراهيم يا أهل البصرة ماتت قلوبكم فى عشرة أشياء، أو لها عرفتم

ص: 15

الله ولم تؤدوا حقه، الثانى قرأتم كتاب الله ولم تعملوا به، والثالث ادعيتم حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركتم سنته، والرابع ادعيتم عداوة الشيطان ووافقتموه، والخامس قلتم نحب الجنة ولم تعملوا لها، والسادس قلتم نخاف النار ورهنتم أنفسكم بها، والسابع قلتم إن الموت حق ولم تستعدوا له، والثامن اشتغلتم بعيوب إخوانكم ونبذتم عيوبكم، والتاسع أكلتم نعمة ربكم ولم تشكروها، والعاشر دفنتم موتاكم ولم تعتبروا بهم.

• أخبر جعفر بن محمد - في كتابه - وحدثني عنه عمر بن أحمد بن شاهين ثنا أحمد بن نصر حدثني إبراهيم بن بشار قال سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: أثقل الأعمال في الميزان أثقلها على الأبدان ومن وفى العمل وفي الأجر ومن لم يعمل رحل من الدنيا إلى الآخرة بلا قليل ولا كثير.

• أخبر جعفر بن محمد - في كتابه - وحدثني عنه محمد بن الفضل بن إسحاق بن خزيمة ثنا إبراهيم بن نصر ثنا إبراهيم بن بشار قال سمعت إبراهيم ابن أدهم يقول: لا يقل مع الحق فريد، ولا يقوى مع الباطل عديد.

• أخبر جعفر بن محمد - في كتابه - وحدثني عنه محمد بن إبراهيم ثنا إبراهيم بن نصر ثنا إبراهيم بن بشار قال سئل إبراهيم بن أدهم بم يتم الورع قال بتسوية كل الخلق من قلبك واشتغالك عن عيوبهم بذنبك وعليك باللفظ الجميل من قلب ذليل لرب جليل فكر في ذنبك وتب إلى ربك يثبت الورع في قلبك، واحسم الطمع إلا من ربك.

• حدثنا أبو زرعة محمد بن إبراهيم الأستراباذي ثنا محمد بن قارن ثنا أبو حاتم ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا مروان بن محمد قال قيل لإبراهيم بن أدهم: إن فلانا يتعلم النحو، فقال: هو إلى أن يتعلم الصمت أحوج.

• حدثت عن أبي طالب بن سوادة حدثني أبو إسحاق الختلي ثنا ابن الصباح ثنا عبد الله بن أبي جميل عن أبي وهب أن إبراهيم بن أدهم رأى رجلا يحدث - يعني من كلام الدنيا - فوقف عليه فقال له: كلامك هذا ترجو فيه؟ قال: لا، قال: فتأمن عليه، قال: لا، قال: فما تصنع بشيء لا ترجو فيه ولا تأمن عليه؟.

ص: 16

• حدثت عن أبي طالب ثنا يوسف بن سعيد بن مسلم قال قلت لعلي بن بكار: كان إبراهيم بن أدهم كثير الصلاة؟ قال: لا ولكنه صاحب تفكر يجلس ليله يتفكر.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا الحكم بن موسى ثنا الوليد بن مسلم ثنا بعض إخواننا قال: دخلنا على إبراهيم بن أدهم فسلمنا عليه فرفع رأسه إلينا فقال: اللهم لا تمقتنا، وأطرق رأسه ساعة ثم رفع رأسه فقال: إنه إذا لم يمقتنا أحبنا، ثم قال: تكلمنا - أو نطقنا - بالعربية فما نكاد نلحن ولحنا بالعمل فما نكاد نعرب.

• أخبرنا جعفر بن محمد وحدثني عنه محمد بن إبراهيم بن نصر ثنا أحمد ابن إبراهيم بن بشار، قال: سألت إبراهيم بن أدهم عن العبادة فقال: رأس العبادة التفكر والصمت إلا من ذكر الله، ولقد بلغني حرف - يعني عن لقمان - قال قيل له: يا لقمان ما بلغ من حكمتك؟ قال: لا أسأل عما قد كفيت، ولا أتكلف مالا يعنينى، ثم قال: يا بن بشار إنما ينبغي للعبد أن يصمت أو يتكلم بما ينتفع به، أو ينفع به من موعظة أو تنبيه أو تخويف أو تحذير، واعلم أن إذا كان للكلام مثل كان أوضح للمنطق، وأبين فى المقياس، وأنقى للسمع، وأوسع لشعوب الحديث، يا بن بشار مثل لبصر قلبك حضور ملك الموت وأعوانه لقبض روحك، فانظر كيف تكون، ومثل له هول المطلع ومسائلة منكر ونكير، فانظر كيف تكون، ومثل له القيامة وأهوالها وأفزاعها، والعرض والحساب والوقوف، فانظر كيف تكون ثم، صرخ صرخة وقع مغشيا عليه.

• أخبر جعفر بن محمد وحدثني عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يزيد ثنا إبراهيم بن نصر ثنا إبراهيم بن بشار قال: كتب عمر بن المنهال القرشي إلى إبراهيم ابن أدهم وهو بالرملة: أن عظني عظة أحفظها عنك، فكتب إليه: أما بعد فإن الحزن على الدنيا طويل، والموت من الإنسان قريب، وللنفس منه في كل وقت نصيب، وللبلى فى جسمه دبيب، فبادر بالعمل قبل أن تنادى بالرحيل، واجتهد

ص: 17

في العمل في دار الممر قبل أن ترحل إلى دار المقر.

• أخبر جعفر وحدثني عنه أبو عبد الله بن يزيد ثنا إبراهيم بن نصر ثنا إبراهيم بن بشار قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: أشد الجهاد جهاد الهوى، من منع نفسه هواها فقد استراح من الدنيا وبلائها، وكان محفوظا ومعافى من أذاها.

• أخبر جعفر وحدثني عنه عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ ثنا إبراهيم ابن نصر ثنا إبراهيم بن بشار قال سمعت إبراهيم بن أدهم يقول الهوى يردي وخوف الله يشفي، واعلم أن ما يزيل عن قلبك هواك إذا خفت من تعلم أنه يراك.

• أخبر جعفر وحدثني عنه محمد بن إبراهيم حدثني إبراهيم بن نصر ثنا إبراهيم بن بشار قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: اذكر ما أنت صائر إليه حق ذكره، وتفكر فيما مضى من عمرك هل تثق به وترجو النجاة من عذاب ربك، فإنك إذا كنت كذلك شغلت قلبك بالاهتمام بطريق النجاة عن طريق اللاهين الآمنين المطمئنين الذين اتبعوا أنفسهم هواها فأوقعتهم على طريق هلكاتهم لا جرم سوف يعلمون، وسوف يتأسفون، وسوف يندمون، {(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)} .

• أخبر جعفر وحدثني عنه محمد بن إبراهيم ثنا إبراهيم بن نصر ثنا إبراهيم ابن بشار قال سمعت إبراهيم يقول: بلغني أن عمر بن عبد العزيز قال لخالد بن صفوان: عظنى وأوجز، فقال خالد: يا أمير المؤمنين إن أقواما غرهم ستر الله وفتنهم حسن الثناء، فلا يغلبن جهل غيرك بك علمك بنفسك، أعاذنا الله وإياك أن نكون بالستر مغرورين، وبثناء الناس مسرورين، وعما افترض الله علينا متخلفين ومقصرين، وإلى الأهواء مائلين. قال: فبكى ثم قال: أعاذنا الله وإياك من اتباع الهوى.

• حدثت عن عبد الله بن أحمد بن سوادة ثنا أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن السروجي - بسروج - قال: كتب إبراهيم بن أدهم إلى بعض إخوانه: أما بعد فعليك بتقوى الله الذي لا تحل معصيته، ولا يرجى غيره، واتق الله، فإنه من

ص: 18

اتقى الله عز وجل عز وقوي، وشبع وروي، ورفع عقله عن الدنيا، فبدنه منظور بين ظهراني أهل الدنيا، وقلبه معاين للآخرة، فأطفأ بصر قلبه ما أبصرت عيناه من حب الدنيا، فقذر حرامها وجانب شهواتها، وأضربا لحلال الصافى منها إلا ما لا بد له من كسرة يشد بها صلبه، أو ثوب يواري به عورته، من أغلظ ما يقدر عليه وأخشنه، ليس له ثقة ولا رجاء إلا الله، قد رفعت ثقته ورجاؤه من كل شيء مخلوق، ووقعت ثقته ورجاؤه على خالق الأشياء، فجد وهزل وأنهك بدنه لله حتى غارت العينان وبدت الأضلاع وأبدله الله تعالى بذلك زيادة في عقله، وقوة في قلبه، وما دخر له في الآخرة أكثر، فارفض يا أخي الدنيا فإن حب الدنيا يصم ويعمي، ويذل الرقاب، ولا تقل غدا وبعد غد فإنما هلك من هلك بإقامتهم على الأماني حتى جاءهم الحق بغتة وهم غافلون، فنقلوا على إصرارهم إلى القبور المظلمة الضيقة، وأسلمهم الأهلون والولد، فانقطع إلى الله بقلب منيب، وعزم ليس فيه شك والسلام.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن أحمد بن الوليد الثقفي ثنا عبد الله بن خبيق ثنا عبد القوي قال: كتب إبراهيم بن أدهم إلى عباد بن كثير - بمكة - اجعل طوافك وحجك وسعيك كنومة غاز في سبيل الله. فكتب إليه عباد بن كثير اجعل رباطك وحرسك وغزوك كنومة كاد على عياله من حله.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ثنا سلمة بن شبيب ثنا سهل بن عاصم ثنا فديك بن سليمان قال سمعت إبراهيم بن أدهم يقول:

حب لقاء الناس من حب الدنيا، وتركهم من ترك الدنيا.

• حدثنا إسحاق بن أحمد ثنا إبراهيم بن يوسف بن خالد ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا أبو مسهر عن سهل بن هاشم قال قال لنا إبراهيم بن أدهم: أقلوا من الإخوان والأخلاء.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو معاوية الغلابي ثنا خالد بن الحارث قال: بلغني أن إبراهيم بن أدهم قال: لم

ص: 19

يصدق الله من أحب الشهرة.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا أبو حاتم حدثني عبد الصمد قال سمعت أبي يقول: رئي إبراهيم بن أدهم خارجا من الجبل، فقيل من أين؟ فقال: من الأنس بالله عز وجل.

• أخبر جعفر بن محمد - في كتابه - وحدثني عنه محمد بن إبراهيم حدثني إبراهيم بن نصر ثنا إبراهيم بن بشار قال اجتمعنا ذات يوم في مسجد فما منا أحد إلا تكلم، إلا إبراهيم بن أدهم فإنه ساكت، فقلت: لم لا تتكلم؟ فقال:

قال: الكلام يظهر حمق الأحمق، وعقل العاقل، فقلت: لا نتكلم إذا كان هكذا الكلام؟ الكلام: إذا اغتممت بالسكوت فتذكر سلامتك من زلل اللسان.

• أخبر جعفر بن محمد في كتابه وحدثني عنه على بن إبراهيم حدثنى إبراهيم ابن نصر ثنا إبراهيم بن بشار قال سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: من الله عليكم بإلاسلام فأخرجكم من الشقاء إلى السعادة، ومن الشدة إلى الرخاء، ومن الظلمات إلى الضياء، فشبتم نعمه عليكم بالكفران، ومررتم بالخطإ حلاوة الايمان، ووهنتم بالذنوب عرى الإيمان، وهدمتم الطاعة بالعصيان، وإنما تمرون بمراصد الآفات، وتمضون على جسور الهلكات، وتبنون على قناطر الزلات، وتحصنون بمحاصن الشبهات، فبالله تغترون، وعليه تجترءون، ولأنفسكم تخدعون، ولله لا تراقبون، فإنا لله وإنا إليه راجعون. قال: وسمعت إبراهيم يقول: أنعم الله عليك فلم تكن في وقت أنعمه شكورا، لا يغررك حلمه، واذكر مصيرك إلى القبور، واعمل ليومك يا أخي قبل حشرجة الصدور.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن دحيم ثنا المفضل بن غسان الغلابي حدثني أبي ثنا سهل بن هاشم حدثني إبراهيم بن أدهم قال: قال لقمان لابنه: يا بني إن الرجل ليتكلم حتى يقال أحمق، وما هو بأحمق، وإن الرجل ليسكت حتى يقال له حليم وما هو بحليم.

• حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن أيوب ثنا عبد الله بن الصقر ثنا أبو إبراهيم الترجماني ثنا بقية بن الوليد قال: لقيت إبراهيم بن أدهم بالساحل فقلت:

ص: 20

أكنيك أم أدعوك باسمك؟ فقال: إن كنيتى قبلت منك، وإن دعوتني باسمي فهو أحب إلى، فقال لى يا بقية كن ذنبا ولا تكن رأسا، فإن الذنب ينجو والرأس يهلك، قال قلت له: ما شأنك لا تتزوج؟ قال: ما تقول في رجل غر امرأته وخدعها؟ قلت: ما ينبغي هذا، قال فأتزوج امرأة تطلب ما يطلب النساء؟ لا حاجة لي في النساء، قال: فجعلت أثني عليه، قال: ففطن فقال: لك عيال؟ فقلت: نعم، قال روعة من روعة عيالك أفضل مما أنا فيه.

• حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يزيد ثنا أحمد بن محمد بن حمران النيسابوري ثنا إسماعيل بن عبد الله الشامي قال: سمعت بقية يحدث في مسجد حمص قال: جلس إلي إبراهيم بن أدهم فقلت: ألا تتزوج؟ قال: ما تقول في رجل غر امرأة مسلمة وخدعها؟ قلت: ما ينبغي هذا، قال: فجعلت أثني عليه فقال: ألك عيال؟ قلت: بلى! قال: روعة تروعك عيالك أفضل مما أنا فيه.

• حدثنا أبو بكر عبد المنعم بن عمر ثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد ثنا عباس الدوري ثنا أبو إبراهيم الترجماني ثنا بقية بن الوليد قال: صحبت إبراهيم ابن أدهم في بعض كور الشام، وهو يمشي ومعه رفيقه، فانتهى إلى موضع فيه ماء وحشيش، فقال لرفيقه: أترى معك في المخلاة شيء؟ قال: معى فيها كسر، فنثرها فجعل إبراهيم يأكل، فقال لي يا بقية ادن فكل، قال: فرغبت في طعام إبراهيم فجعلت آكل معه، قال: ثم إن إبراهيم تمدد في كسائه فقال: يا بقية ما أغفل أهل الدنيا عنا، ما في الدنيا أنعم عيشا منا، ما أهتم بشيء إلا لأمر المسلمين، ثم التفت إلي فقال: يا بقية لك عيال؟ قلت: إي والله يا أبا إسحاق إن لنا لعيالا، قال: فكأنه لم يعبأ بي، فلما رأى ما بوجهي قال: ولعل روعة صاحب عيال أفضل مما نحن فيه.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن يزيد ثنا نعيم بن حماد عن بقية نحوه مختصرا.

• حدثنا أبي رحمه الله ثنا الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد قال: قرأت في كتاب داود بن رشيد بخطه: حدثني أبو عبد الله الصوفي قال قال إبراهيم بن أدهم: إنما زهد الزاهدون فى الدنيا اتقاء أن يشركوا الحمقى. والجهال في جهلهم

ص: 21

• حدثنا أبي رحمه الله ثنا خالي أحمد بن محمد بن يوسف عن عبد الله بن مسلم قال: قال إبراهيم بن أدهم: إذا بات الملوك على اختيارهم فبت على اختيار الله لك وارض به.

• حدثنا أبو يعلى الحسن بن محمد الزبيري ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الله ابن خبيق ثنا يوسف بن أسباط قال قال إبراهيم بن أدهم: ما أرانى أو جر على ترك الطيبات، فإني لا أشتهيها. وقال بعض العلماء: من لم يعمل من الخبر إلا ما يشتهى، ولم يدع من الشر إلا ما يكره، لم يؤجر على ما عمل من الخير ولم يسلم من إثم ما ترك من الشر.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا عبد الله بن الحسين بن معبد ثنا محمد بن هارون ثنا أبو عمير ثنا ضمرة قال قال إبراهيم:

ما رآنى أوجر في تركي الطعام والشراب لأني لا أشتهيه.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عيسى بن محمد الوشقندي ثنا رزين بن محمد ثنا يوسف بن السحت ثنا أبي قال سمعت إبراهيم بن أدهم يقول:

كثرة النظر إلى الباطل تذهب بمعرفة الحق من القلب.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن يزيد ثنا يعقوب بن عبد الله عن مخلد بن الحسين قال: ما انتبهت من الليل إلا أصبت إبراهيم بن أدهم يذكر الله فأغتم، ثم أتعزى بهذه الآية {(ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء)} .

• حدثني إسحاق بن أحمد بن علي ثنا إبراهيم بن يوسف بن خالد ثنا أحمد ابن أبي الحواري قال سمعت أبا علي الجرجاني يحدث أبا سليمان الداراني قال:

صلى إبراهيم بن أدهم خمس عشرة صلاة بوضوء واحد.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا عمر بن محمد بن بكار ثنا علي بن الهيثم ثنا خلف بن تميم قال سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: رأني محمد بن عجلان فاستقبل القبلة ثم سجد فقال: أتدري لم سجدت؟ سجدت شكرا لله تعالى حيث رأيتك.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ثنا ابن

ص: 22

زنجويه ثنا الفريابي عن إبراهيم بن أدهم عن محمد بن عجلان قال: المؤمن يحب المؤمن حيث كان.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا عمر بن محمد بن بكار ثنا أبو عتبة ثنا بقية قال: كان إبراهيم بن أدهم إذا قيل له كيف أنت؟ قال: بخير ما لم يحمل مئونتى غيري.

• حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن الهرماس ثنا جعفر بن محمد بن عاصم الدمشقي ثنا محمد بن مصفى ثنا بقية ثنا إبراهيم بن أدهم في قول الله عز وجل {(ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم)} قال: ما سألوه إلا النعال.

• حدثنا أبي رحمه الله ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا الحسين بن عبد الله بن شاكر ثنا المسيب بن واضح ثنا بقية عن إبراهيم بن أدهم قال: إن الله تعالى بالمسافر لرحيم، وأن الله تعالى لينظر إلى المسافر كل يوم نظرات، وأقرب ما يكون المسافر من ربه إذا فارق أهله.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا الحسين بن عبد الله بن شاكر ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا أحمد بن الهرماس أبو علي الحنفي ثنا إبراهيم العكاش الأسدي قال سمعت إبراهيم بن أدهم يقول للأوزاعي: يا أبا عمرو كثيرا ما يقول مالك بن دينار: إن من عرف الله تعالى في شغل شاغل، وويل لمن ذهب عمره باطلا.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عيسى بن خالد الحمصي عن أبي اليمان ثنا عبد الرحمن بن الضحاك عن إبراهيم ابن أدهم قال: مكتوب في بعض كتب الله: من أصبح حزينا على الدنيا فقد أصبح ساخطا على الله، ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به أصبح يشكو ربه، وأيما فقير جلس إلى غني فتضعضع له لدنياه ذهب ثلثا دينه، ومن قرأ القرآن فاتخذ آيات الله هزوا أدخل النار. قال إبراهيم بن أدهم: لولا ثلاث ما باليت أن أكون يعسوبا، ظمأ الهواجر، وطول ليلة الشتاء، والتهجد بكتاب الله عز وجل.

ص: 23

• حدثنا عبد الله بن محمد ومحمد بن عبد الرحمن قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا يحيى بن عثمان ثنا أبو عبد الرحمن الأعرج الأنطرطوسي ثنا إبراهيم ابن أدهم قال: أول ما كلم الله تعالى آدم عليه السلام قال: أوصيك بأربع، إن لقيتني بهن أدخلتك الجنة، ومن لقيني بهن من ولدك أدخلته الجنة، واحدة لي، وواحدة لك، وواحدة بيني وبينك، وواحدة بيني وبينك وبين الناس. فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا، وأما التي لك فما عملت من عمل وفيتك إياه، وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء ومني الإجابة، وأما التي بيني وبينك وبين الناس فما كرهت لنفسك فلا تأته إلى غيرك.

• أخبر جعفر بن محمد بن نصير - في كتابه - وحدثنى عنه محمد بن إبراهيم ابن أحمد ثنا إبراهيم بن نصر ثنا إبراهيم بن بشار قال سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: قال الله عز وجل {(ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون)} فأعلمك أن بتقواه تستوجب جميل الثواب، وينجو المتقون من سكرات يوم الحساب، ويؤولون إلى خير باب، ثم قال: صدق الله {(إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)} .

• أخبر جعفر بن محمد وحدثني عنه محمد بن إبراهيم ثنا إبراهيم بن نصر حدثني إبراهيم بن بشار قال سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: ليس من أعلام الحب أن تحب ما يبغض حبيبك، ذم مولانا الدنيا فمدحناها، وأبغضها فأحببناها، وزهدنا فيها فآثرناها ورغبنا في طلبها، وعدكم خراب الدنيا فحصنتموها، ونهيتم عن طلبها فطلبتموها، وأنذرتم الكنوز فكنزتموها دعتكم إلى هذه الغرارة دواعيها، فأجبتم مسرعين مناديها، خدعتكم بغرورها ومنتكم، فأنفذتم خاضعين لأمنيتها تتمرغون في زهواتها،، وتتمتعون في لذاتها، وتتقلبون فى شهواتها، وتتلوثون بتباعتها، تنبشون بمخالب الحرص عن خزائنها، وتحفرون بمعاول الطمع في معادنها، وتبنون بالغفلة في أماكنها وتحصنون بالجهل في مساكنها، تريدون أن تجاوروا الله في داره، وتحطوا رحالكم بقربه، بين أوليائه وأصفيائه، وأهل ولايته، وأنتم غرقى في بحار

ص: 24

الدنيا حيارى، ترتعون في زهواتها، وتتمتعون في لذاتها، وتتنافسون في غمراتها، فمن جمعها ما تشبعون، ومن التنافس فيها ما تملون، كذبتم والله أنفسكم وغرتكم ومنتكم الأمانى، وعللتكم بالتواني، حتى لا تعطوا اليقين من قلوبكم، والصدق من نياتكم، وتتنصلون إليه من مساوى ذنوبكم وتعسوه في بقية أعماركم، أما سمعتم الله تعالى يقول في محكم كتابه {(أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار)} لا تنال جنته إلا بطاعته، ولا تنال ولايته إلا بمحبته، ولا تنال مرضاته إلا بترك معصيته، فإن الله تعالى قد أعد المغفرة للأوابين، وأعد الرحمة للتوابين، وأعد الجنة للخائفين، وأعد الحوار للمطيعين، وأعد رؤيته للمشتاقين، قال الله تعالى:{(وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى)} من طريق العمى إلى طريق الهدى.

• أخبر جعفر بن محمد وحدثني عنه محمد بن إبراهيم ثنا إبراهيم بن نصر ثنا إبراهيم بن بشار قال سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: كنت ما را في بعض المدن فرأيت نفسين من الزهاد والسياحين في الأرض، فقال أحدهما للآخر: يا أخي ما ورث أهل المحبة من محبوبهم؟ فأجابه الآخر. ورثوا النظر بنور الله تعالى، والتعطف على أهل معاصي الله، قال فقلت له: كيف يعطف على قوم قد خالفوا محبوبهم؟ فنظر إلى ثم قال: مقت أعمالهم وعطف عليهم ليردهم بالمواعظ عن فعالهم، وأشفق على أبدانهم من النار، لا يكون المؤمن مؤمنا حقا حتى يرضى للناس ما يرضى لنفسه، ثم غابوا فلم أرهم.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد ثنا محمد بن المثنى قال سمعت بشر ابن الحارث يقول: قال عبد الله بن داود قال إبراهيم بن أدهم: خرجت أريد بيت المقدس فلقيت سبعة نفر فسلمت عليهم وقلت: أفيدوني شيئا لعل الله ينفعني به، فقالوا لى: انظر كل قاطع يقطعك عن الله من أمر الدنيا والآخرة فاقطعه، فقلت: زيدوني رحمكم الله، قالوا: انظر ألا ترجو أحدا غير الله، ولا تخاف غيره. فقلت: زيدوني رحمكم الله، قالوا: انظر كل من يحبه فأحبه

ص: 25

وكل من يبغضه فابغضه، قلت: زيدوني رحمكم الله، قالوا: عليك بالدعاء والتضرع والبكاء في الخلوات، والتواضع والخضوع له حيث كنت، والرحمة للمسلمين والنصح لهم، فقلت لهم: زيدوني رحمكم الله، فقالوا: اللهم حل بيننا وبين هذا الذي شغلنا عنك، ما كفاه هذا كله؟ فلا أدري السماء رفعتهم أم الأرض ابتلعتهم، فلم أرهم ونفعني الله بهم.

• حدثنا أبو زيد محمد بن جعفر بن علي التميمي ثنا محمد بن ذليل بن سابق ثنا عبد الله بن خبيق ثنا عبد الله السندي قال: قال إبراهيم بن أدهم رحمة الله عليه: خرج رجل في طلب العلم فاستقبل حجرا فإذا فيه: اقلبني تعتبر، فبقي الرجل لا يدري ما يصنع به، فمضى تم رجع فقلبه فإذا هو منقور: أنت لا تعمل بما تعلم، فكيف تطلب علم مالا تعلم، قال: فانصرف الرجل إلى منزله.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن سفيان حدثني محمد بن أبي رجاء القرشي قال قال إبراهيم بن أدهم: إنك إذا أدمت النظر فى مرآة التوبة بان لك شين قبح المعصية.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا محمد بن الحسن ثنا مكين بن عبيد الصوفي حدثني المتوكل بن الحسين قال قال إبراهيم بن أدهم:

الزهد ثلاثة أصناف، فزهد فرض، وزهد فضل، وزهد سلامة، فالفرض الزهد في الحرام، والفضل الزهد في الحلال، والسلامة الزهد فى الشهات.

• أخبرنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا أحمد بن محمد بن السكن ثنا عبد الرحمن بن يونس ثنا بقية بن الوليد عن إبراهيم بن أدهم قال:

كان يقال ليس شيء أشد على إبليس من العالم الحليم، إن تكلم تكلم بعلم، وإن سكت سكت بحلم.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن عمرو بن جنان ثنا بقية ثنا إبراهيم بن أدهم عن ابن عجلان قال: ليس شيء أشد على إبليس من عالم حليم إن تكلم تكلم بعلم، وإن سكت سكت بحلم، وقال إبليس: لسكوته أشد علي من كلامه.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد ثنا عبد الرحمن بن داود ثنا سلمة بن

ص: 26

شبيب النيسابوري ثنا جدي ثنا بقية حدثني إبراهيم بن أدهم عن ابن عجلان مثله.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا يحيى بن عثمان الحمصي ثنا محمد بن حميد حدثني إبراهيم بن أدهم قال: من حمل شأن العلماء حمل شرا كبيرا.

• حدثنا عبد المنعم بن عمر ثنا أبو سعيد بن زياد ثنا عباس الدوري ثنا أبو بكر بن أبي الأسود ثنا إبراهيم بن عيسى ثنا محمد ابن حميد مثله.

• حدثنا أبو أحمد الغطريفي ثنا إسحاق بن ديمهر. ح. وحدثنا محمد بن إبراهيم ثنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي قالا: ثنا إبراهيم بن سعد. ح.

وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن يزيد قالا:

ثنا بشر بن المنذر - أبو المنذر قاضي المصيصة - قال: غزونا مع إبراهيم بن أدهم وكان متدرعا عباة قد اسود، لو نفخته الريح لسقط، فقيل له: ألا حفظت كما حفظ أصحابك؟ قال: كان همى هدي العلماء وآدابهم. لفظ الغطريفي وقال الحلبي: مالك لا تحدث فإن أصحابك ونظراءك قد سمعوا. والباقي مثله.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا بنان بن الحكم حدثني محمد بن حاتم حدثني بشر بن الحارث قال سمعت يحيى بن يمان يقول قال لي إبراهيم بن أدهم - وذكر سفيان - فقال: قد سمعنا كما سمع فلو شاء سكت كما سكتنا.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إسحاق الأنماطي ثنا عبدان بن أحمد ثنا أحمد بن عمرو ثنا محمد بن خلف العسقلاني حدثني عيسى بن حازم قال قال إبراهيم بن أدهم: ما يمنعني من طلب العلم أني لا أعلم ما فيه من الفضل، ولكن أكره أن أطلبه مع من لا يعرف حقه.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا محمد بن عمرو ابن مكرم قال سمعت سالم بن مهران الطرسوسي يقول سمعت أبا يوسف يقول:

كان إبراهيم بن أدهم إذا سئل عن العلم جاء بالأدب.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أبو العباس بن الطهراني ثنا أبو

ص: 27

نشيط محمد بن هارون قال سمعت بشر بن الحارث يذكر عن يحيى بن يمان قال:

كان سفيان الثوري إذا جلس إلى إبراهيم بن أدهم يتحرز من الكلام، قال بشر بن عوف: والله فضله.

• حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم حدثني محمد بن إسحاق أمام سلامة حدثني أبي قال: قلت لبشر بن الحارث: إني أحب أسلك طريق بن أدهم، فقال: لا تقوى. قلت: ولم ذاك؟ قال: لأن إبراهيم عمل ولم يقل، وأنت قلت ولم تعمل.

• حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم ثنا عبد الله بن أبي داود ثنا أبو الطاهر ثنا أشعث حدثني إبراهيم بن أدهم قال: بلغني أن من ظفر في الجهاد بنقطة فكأنما أعان على هدم جميع التوحيد.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل الواسطي ثنا عبد الله بن جعفر القاضى ثنا عصام بن داود بن الجراح عن أبيه قال: قال رجل لإبراهيم بن أدهم:

قصدتك يا أبا إسحاق من خراسان لأصحبك، فقال له إبراهيم: على أن أكون بمالك أحق به منك، قال: لا، قال إبراهيم: قد صدقتني فنعم الصاحب أنت.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا عبد الله بن جابر ثنا عبد الله بن خبيق ثنا يوسف ابن أسباط قال قال رجل لإبراهيم بن أدهم: أحب أن أسافر معك، قال: على أن أكون أملك بشيئك منك، فقال: لا قال: أعجبني صدقك.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا ابن أبي عاصم حدثني عسكر بن الحصين السائح قال: رئي إبراهيم بن أدهم في يوم صائف وعليه جبة فرو مقلوبة، مستلقيا في أصل جبل رافعا رجليه على الجبل، وهو يقول: طلب الملوك الراحة فأخطئوا الطريق.

• حدثنا أبو يعلى الزبيري ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الله بن خبيق حدثني عبد الله بن ضريس قال قال إبراهيم بن أدهم: كنا إذا سمعنا بالشاب يتكلم في المجلس أيسنا من خيره.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عيسى بن محمد الرازي ثنا أبو الأحوص ثنا إبراهيم بن العلاء ثنا عقبة بن

ص: 28

علقمة قال سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: كنا إذا رأينا الحدث يتكلم مع الكبار أيسنا من خلاقه، ومن كل خير عنده.

• حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم بن يزيد ثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حمدان النيسابوري ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال سمعت بقية بن الوليد يقول سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: تعلمت المعرفة من راهب يقال له أبا سمعان دخلت عليه فى صومعته فقلت له: يا أبا سمعان منذ كم أنت فى صومعتك هذه؟ قال: منذ سبعين سنة، قلت: فما طعامك؟ قال يا حنيفي فما دعاك إلى هذا؟ قلت: أحببت أن أعلم، قال: في كل ليلة حمصة، قلت: فما الذي يهيج من قلبك حتى تكفيه هذه الحمصة؟ قال: ترى الدير بحذائك؟ قلت: نعم، قال إنهم يأتوني فى كل سنة يوما واحدا فيزينون صومعتى ويطوفون حواليها ويعظمونى بذلك، فكلما تثاقلت نفسي عن العبادة ذكرتها تلك الساعة وأنا احتمل جهد سنة لعز ساعة، فاحتمل يا حنيفي جهد ساعة لعز الأبد، فوقر في قلبي المعرفة، فقال: حسبك أو أزيدك؟ قلت: بلى! قال: انزل عن الصومعة فنزلت فأدلى لى ركوة فيها عشرون حمصة، فقال لي: ادخل الدير فقد رأوا ما أدليت إليك، فلما دخلت الدير اجتمعت النصارى فقالوا: يا حنيفي ما الذي أدلى إليك الشيخ؟ قلت: من قوته، قالوا: وما تصنع به؟ نحن أحق به، قالوا ساوم، قلت: عشرين دينارا، فأعطوني عشرين دينارا، فرجعت إلى الشيخ فقال: يا حنيفي ما الذي صنعت؟ قلت: بعته، قال: بكم؟ قلت: بعشرين دينارا، قال: أخطأت، لو ساومتهم عشرين ألفا لأعطوك، هذا عز من لا يعبده، فانظر كيف يكون عز من يعبده، يا حنيفي، أقبل على ربك ودع الذهاب والجيأة.

• حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم ثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حمدان النيسابوري ثنا إسماعيل بن عبد الله بن عبد الكريم الشامي قال سمعت بقية بن الوليد يقول: قال لي إبراهيم بن أدهم: مررت براهب فى صومعته والصومعة على عمود والعمود على قلة جبل، كلما عصفت الريح تمايلت الصومعة

ص: 29

فناديته قلت: يا راهب، فلم يجبني، ثم ناديته فلم يجبني، فقلت في الثالثة بالذي حبسك فى صومعتك إلا أجبتنى. فأخرج رأسه من صومعته فقال:

لم تنوح؟ سميتني باسم لم أكن له بأهل، قلت: يا راهب ولست براهب، إنما الراهب من رهب من ربه، قلت: فما أنت؟ قال: سجان، سجنت سبعا من السباع، قلت: ما هو؟ قال: لساني سبع ضار، إن سيبته مزق الناس، يا حنيفي إن لله عبادا صما سمعا، وبكما نطقا، وعميا بصرا، سلكوا خلال دار الظالمين، واستوحشوا مؤانسة الجاهلين، وشابوا ثمرة العلم بنور الأخلاص، وقلعوا بريح اليقين حتى أرسوا بشط نور الإخلاص، هم والله عباد كحلوا أعينهم بسهر الليل، فلو رأيتهم في ليلهم وقد نامت عيون الخلق وهم قيام على أطواقهم، يناجون من لا تأخذه سنة ولا نوم، يا حنيفي عليك بطريقهم، قلت: على الإسلام أنت؟ قال: ما أعرف غير الإسلام دينا، ولكن عهد إلينا المسيح عليه السلام ووصف لنا آخر زمانكم فخليت الدنيا، وإن دينك جديد، وإن خلق قال بقية فما أتى على إبراهيم شهر حتى هرب من الناس.

• حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم ثنا عيسى بن يوسف الشكلى ثنا أحمد ابن علي العابد قال قال أبو يوسف الفولي سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: لقيت عابدا من العباد قيل إنه لا ينام الليل، فقلت له: لم لا تنام؟ فقال لي: منعتني عجائب القرآن أن أنام.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين بن عبد الملك ثنا محمد بن المثنى قال سمعت بشر بن الحارث يقول سمعت عبد الله بن داود يقول.

لقيت إبراهيم بن أدهم فسألته عن شيء فأجابنى، فذهبت أدخل عليه فقال:

حسبك يكفيك ما اكتفينا به.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسن ثنا محمد بن المثنى قال سمعت بشر بن الحارث يقول: كان رجل يجالس إبراهيم بن أدهم فاغتاب عنده رجلا فقال: لا تفعل، ونهاه فعاد فقال له: اذهب وصاح به، ثم قال: عجبت لنا كيف نمطر، ثم قال بشر: وأعجب أما أنه إنما احتبس المطر لما تعلمون.

ص: 30

• حدثنا عبد الله ثنا أحمد ثنا محمد قال سمعت ابن المهدي يقول: لقي سفيان الثوري إبراهيم بن أدهم فتسامرا ليلتهما حتى أصبحا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا الحسن بن منصور ثنا عبيد الله بن عبد الكريم ثنا سعيد بن راشد عن ضمرة أن إبراهيم ابن أدهم مر بأخ له كان يعرفه بالزهد وقد اتخذ أرضا وغرس شجرا، فقال: ما هذا؟ قال: أصبناه رخيصا، قال فما كان يمنعك من الدنيا فيما مضى إلا غلاؤها.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد ثنا عصام بن داود قال سمعت عيسى بن حازم قال: كنت مع إبراهيم بن أدهم بمكة إذ لقيه قوم قالوا:

آجرك الله، مات أبوك. قال: مات؟ قالوا: نعم! قال: إنا لله وإنا إليه راجعون رحمه الله. قالوا: قد أوصى إليك وقد ضجر العامل جمع ما خلف قال: فسبقهم إلى البلد فأتى العامل فقال: أنا ابن الميت، فقال: ومن يعلم؟ قال: السلام عليكم، وخرج يريد مكة، فقال الناس للعامل: هذا إبراهيم بن أدهم، ألحقه لا تكون أغضبته فيدعو عليك، فلحقه وقال: ارجع واجعلني في حل، ما عرفتك، قال: قد جعلتك في حل من قبل أن تقول لي، فرجع وأنفذ وصايا أبيه، وقسم نصيبه على الورثة، وخرج راجعا إلى مكة.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا أحمد بن علي الأبار. ح. وحدثنا أبو ذر محمد بن الحسين بن يوسف الوراق ثنا علي بن العباس السجلي. ح. وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد قالوا: ثنا أحمد بن سنان ثنا عبد الرحمن ابن مهدي عن طالوت قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: ما صدق الله عبد أحب الشهرة.

• حدثنا أبي رحمه الله ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا محمد بن الحسين ثنا خلف بن تميم قال قال إبراهيم بن أدهم: أطب مطعمك ولا عليك أن لا تقوم بالليل وتصوم بالنهار.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن سفيان حدثني محمد بن إدريس ثنا عمران بن موسى الطرسوسي حدثني أبو عبد الله الملطي

ص: 31

قال: كان عامة دعاء إبراهيم: اللهم انقلني من ذل معصيتك إلى عز طاعتك.

• حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ ثنا أبو ذر أحمد بن محمد بن سليمان ثنا عمر بن مدرك ثنا إبراهيم بن شماس ثنا محمد بن أيوب الضبي قال قال إبراهيم ابن أدهم: نعم القوم السؤال، يحملون زادنا إلى الآخرة.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا الحسن بن منصور ثنا إبراهيم بن شماس ثنا أحمد بن أيوب عن إبراهيم بن أدهم قال: نعم القوم السؤال يحملون زادنا إلى الآخرة، يجئ إلى باب أحدكم فيقول: هل توجهون بشيء؟.

• حدثنا محمد بن جعفر المؤدب ثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب ثنا أبو حاتم ثنا أحمد بن أبي الحواري حدثني بعض أصحابنا قال: قيل لإبراهيم بن أدهم: إن اللحم غلا، قال: فأرخصوه أي لا تشتروه.

• حدثنا عمر بن أحمد بن شاهين الواعظ ثنا محمد بن سعيد الحربي ثنا إبراهيم بن نصر ثنا إبراهيم بن بشار قال سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: والله ما الحياة بثقة فيرجى يومها، ولا المنية تغدر فيؤمن غدرها، ففيم التفريط والتقصير والاتكال والتأخير والإبطاء؟ وأمر الله جد.

• حدثنا إسحاق بن أحمد بن علي ثنا إبراهيم بن يوسف ثنا أحمد بن أبي الحواري قال قلت لسليمان بن أبي سليمان: بلغني أنهم تذاكروا طيب الطعام عند إبراهيم بن أدهم فقال إبراهيم: ما أحسب، أن يكون شيء أطيب من خبز سحق بزيت: فقال سليمان: كان معه أداته - يعني الجوع -.

• أخبر جعفر بن محمد بن - نصير في كتابه - وحدثني عنه محمد بن إبراهيم حدثني إبراهيم بن نصر حدثني إبراهيم بن بشار قال سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: ما بالنا نشكو فقرنا إلى مثلنا ولا نطلب كشفه من ربنا نكلفه أن عبدا أحب عبدا لدنياه ونسي ما في خزائن مولاه. قال: ونظر إبراهيم إلى رجل قد أصيب بمال ومتاع ووقع الحريق فى دكانه، فاشتد جزعه حتى خولط في عقله فقال: يا عبد الله، إن المال مال الله، متعك به اذ شاء وأخذه منك

ص: 32

إذ شاء فاصبر لأمره ولا تجزع، فإن من تمام شكر الله على العافية الصبر له على البلية، ومن قدم وجد ومن أخر فقد وندم. قال: سمعت إبراهيم يقول:

هكذا كثيرا دارنا أمامنا وحياتنا بعد موتنا إما إلى جنة وإما إلى نار.

وقال: وكنت يوما من الأيام مارا مع إبراهيم في صحراء فأتينا على قبر مسنم فترحم عليه وبكى، فقلت: قبر من هذا؟ قال: هذا قبر حميد بن جابر أمير هذه المدن كلها، كان غرقا في بحار الدنيا، ثم أخرجه الله منها واستنقذه، ولقد بلغني أنه سر ذات يوم بشيء من ملاهي ملكه ودنياه، وغروره وفتنته، قال:

ثم نام في مجلسه ذلك مع من يخصه من أهله، فرأى رجلا واقفا على رأسه بيده كتاب فناوله ففتحه فإذا فيه كتاب بالذهب مكتوب: لا تؤثرن فانيا على باق، ولا تغترن بملك وقدرتك وسلطانك، وخدمك وعبيدك ولذاتك وشهواتك فإن الذي أنت فيه جسيم لولا أنه عديم، وهو ملك لولا أن ما بعده هلك، وهو فرح وسرور لولا أنه لهو وغرور، وهو يوم لو كان يوثق له بعد، فسارع إلى أمر الله فإن الله تعالى قال {(وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين)} قال فانتبه فزعا وقال: هذا تنبيه من الله تعالى وموعظة، فخرج من ملكه لا يعلم به أحد، وقصد هذا الجبل فتعبد فيه فلما بلغني قصته وحدثت بأمره قصدته فسألته فحدثني ببدء أمره، وحدثته بأمري، فما زلت أقصده حتى مات ودفن هاهنا، فهذا قبره رحمه الله.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عصام بن رواد قال سمعت عيسى بن حازم قال قلت لإبراهيم بن أدهم: ما لك لا تطلب الحديث؟ فقال: إنى لا أدعه رغبة عنه، ولا زهادة فيه، ولكني سمعت منه شيئا فأنا أريد العمل به، وهو ينقلب مني فأكره مجالسة أولئك.

• حدثنا عبد الملك بن الحسن ثنا أحمد بن عبد الرحمن ثنا إبراهيم بن بشار قال: أوصانا إبراهيم بن أدهم: اهربوا من الناس كهربكم من السبع الضاري، ولا تخلفوا عن الجمعة والجماعة.

• حدثت عن أبي طالب بن سوادة ثنا الحسن بن يزيد ثنا المعافى قال:

ص: 33

التقى إبراهيم بن أدهم وسفيان الثوري فقال سفيان لابراهيم: نشكر إليك ما يفعل بنا - وكان سفيان مختبئا فقال له إبراهيم: أنت شهرت نفسك - بحدثنا وحدثنا.

• حدثت عن أبي طالب بن سوادة ثنا أبو محمد بن سعدان بن يزيد ثنا عبد الله بن عبد الله الأنطاكي ثنا إبراهيم بن أدهم: لا تجعل بينك وبين الله منعما وعد نعمة من غيره عليك مغرما.

• حدثت عن أبي طالب ثنا أبو إسحاق الإمام حدثني محمد بن الحسين ثنا يوسف بن الحكيم حدثني سوار أبو زيد الجذامي قال قال لي إبراهيم بن أدهم: يا أبا زيد ما ترى غاية العابدين من الله تعالى غدا في أنفسهم؟ قال: قلت الذي أظن سكنى الجنة، قال، لقد ظننت ظنا، وو الله إني لا أدري أكبر الأمر عندهم أن لا يعرض بوجهه الكريم عنهم.

• حدثنا أبو يعلى الحسين بن محمد الزبيري ثنا محمد بن المسيب الأرغياني ثنا عبد الله بن خبيق ثنا عبد الله بن الضريس قال قال إبراهيم بن أدهم: تريد تدعو؟ كل الحلال وادع بما شئت.

• حدثنا أبو عمر وعثمان بن محمد العثماني ثنا أبو العباس بن أحمد الرملي عن بعض أشياخه قال قال إبراهيم بن أدهم: على القلب ثلاثة أغطية، الفرح والحزن والسرور، فإذا فرحت بالموجود فأنت حريص، والحريص محروم، وإذا حزنت على المفقود فأنت ساخط، والساخط معذب، وإذا سررت بالمدح فأنت معجب، والعجب يحبط العمل. ودليل ذلك كله قوله تعالى {(لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم)} .

• حدثنا أبو عمرو العثماني حدثني محمد بن جعفر ثنا خلف بن محمود ثنا فارس النجار قال: بلغني أن إبراهيم بن أدهم رأى في المنام كأن جبريل عليه السلام قد نزل إلى الأرض، فقال له: لم نزلت إلى الأرض؟ قال: لأكتب المحبين، قال: مثل من؟ قال: مثل مالك بن دينار، وثابت البناني، وأيوب السختياني، وعد جماعات قال: أنا منهم؟ قال: لا، فقلت: فإذا كتبتهم فاكتب

ص: 34

تحتهم محب للمحبين. قال: فنزل الوحي: اكتبه أولهم.

• أخبر جعفر بن محمد بن نصير وحدثني عنه عمر بن أحمد بن شاهين ثنا إبراهيم بن نصار حدثني إبراهيم بن بشار قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: بلغني أن الحسن البصري رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه فقال يا رسول الله عظني، قال:«من استوى يوماه فهو مغبون: ومن كان غده شرا من يومه فهو ملعون، ومن لم يتعاهد النقصان من نفسه فهو في نقصان ومن كان في نقصان فالموت خير له» .

• أخبر جعفر وحدثنا عند محمد بن إبراهيم بن نصر ثنا إبراهيم بن بشار قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: قليل الخير كثير، وقليل الشر كثير واعلم يا بن بشار أن الحمد مغنم، والذم مغرم.

• أخبر جعفر بن محمد وحدثني عنه محمد بن إبراهيم ثنا إبراهيم بن نصر ثنا إبراهيم بن بشار قال سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: خالفتم الله فيما أنذر وحذر، وعصيتموه فيما نهى وأمر، وكذبتموه فيما وعد وبشر، وكفرتموه فيما أنعم وقدر، وإنما تحصدون ما تزرعون، وتجنون ما تغرسون وتكافئون بما تفعلون، وتجزون بما تعملون، فاعلموا إن كنتم تعقلون، وانتبهوا من وسن رقدتكم لعلكم تفلحون، قال وسمعته يقول: الله الله في هذه الأرواح والأبدان الضعيفة، الحذر الحذر الجد الجد، كونوا على حياء من الله، فو الله لقد ستر وأمهل، وجاد فأحسن، حتى كأنه قد غفر كرما منه لخلقه. قال: وسمعت إبراهيم يقول: قلة الحرص والطمع تورث الصدق والورع، وكثرة الحرص والطمع تورث كثرة الغم والجزع.

• حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم ثنا محمد بن سعيد صاحب الجنيد قال سمعت المنصوري يقول سمعت إبراهيم بن بشار يقول سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: اللهم إنك تعلم أن الجنة لا تزن عندي جناح بعوضة، إذا أنت آنستني بذكرك، ورزقتني حبك، وسهلت علي طاعتك، فأعط الجنة لمن شئت.

• حدثنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي النيسابوري ثنا محمد بن المسيب

ص: 35

الأرغياني ثنا عبد الله بن خبيق حدثني محمد بن بحر قال قال إبراهيم بن أدهم اللهم إنك تعلم أن الجنة لا تزن عندي جناح بعوضة فما دونها، إذا أنت وهبت لي حبك وآنستني بمذاكرتك، وفرغتني للتفكر في عظمتك.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن إبراهيم بن شبيب قال سمعت أبا محمد عبيد بن الربيع - بطرسوس سنة بضع وأربعين ومائتين - يقول قال إبراهيم ابن أدهم: رأيت في النوم كأن قائلا يقول لي: أو يحسن بالحر المريد أن يتذلل للعبيد، وهو يجد عند مولاه ما يريد.

• حدثنا أبو زرعة محمد بن إبراهيم الأستراباذي ثنا علي بن حفص السلمي ثنا محمد بن يحيى القطان عن الحجاج عن ابن مسهر قال قال إبراهيم بن أدهم:

محال أن تواليه ولا يواليك.

• حدثنا أبي رحمه الله ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا هارون بن الحسن حدثني أبو يوسف الفولي قال سمعت إبراهيم بن أدهم يقول:

إن الله تعالى يلقي في الخلد ما فيه ملك الأبد، وإنما أبداننا جربة إن شاء أدخل فيها مسكا أو عنبرا، وإن شاء أخرج منها درا وجوهرا، المشيئة لله تعالى والقدرة بيديه.

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا عبد الله بن بشر بن صالح ثنا ابراهيم ابن الحسن المقسمي ثنا خلف بن تميم قال سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: إذا خلوت بأنيسك فشق قميصك.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن سعيد ثنا شعيب بن يحيى النسائي ثنا أبي عن إبراهيم بن أدهم أنه قال ذات يوم: لو أن العباد علموا حب الله عز وجل لقل مطعمهم ومشربهم وملبسهم وحرصهم، وذلك أن ملائكة الله أحبوا الله فاشتغلوا بعبادته عن غيره، حتى أن منهم قائما وراكعا وساجدا منذ خلق الله تعالى الدنيا ما التفت إلى من عن يمينه وشماله، اشتغالا بالله عز وجل وبخدمته.

• حدثنا أبو محمد بن حيان حدثني عثمان بن عبد الملك قال سمعت من يحكى

ص: 36

عن ابراهيم بن أدهم فى قول تعالى {(فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات)} قال: السابق مضروب بسوط المحبة، مقتول بسيف الشوق، مضطجع على باب الكرامة، والمقتصد مضروب بسوط الندامة، مقتول بسيف الحسرة مضطجع على باب العفو، والظالم لنفسه مضروب بسوط الغفلة، مقتول بسيف الأمل مضطجع على باب العقوبة.

• أخبر جعفر بن محمد بن نصير - في كتابه - وحدثني عنه محمد بن إبراهيم ثنا إبراهيم بن نصر ثنا إبراهيم بن بشار قال سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: بؤسا لأهل النار، لو نظروا إلى زوار الرحمن قد حملوا على النجائب يزفون إلى الله زفا، وحشروا وفدا وفدا ونصبت لهم المنابر، ووضعت لهم الكراسي، وأقبل عليهم الجليل جل جلاله بوجهه ليسرهم وهو يقول: إلي عبادي إلي عبادي، إلي أوليائي المطيعين، إلي أحبائي المشتاقين، إلي أصفيائي المحزونين ها أنا ذا عرفوني من كان منكم مشتاقا أو محبا أو متملقا فليتمتع بالنظر الى وجهى الكريم، فو عزتي وجلالي لأفرحنكم بجواري، ولأسرنكم بقربي، ولأبيحنكم كرامتي، من الغرفات تشرفون وتتكئون على الأسرة، فتتملكون، تقيمون في دار المقامة أبدا لا تظعنون، تأمنون فلا تحزنون، تصحون فلا تقيمون تتنعمون في رغد العيش لا تموتون، وتعانقون الحور الحسان فلا تملون ولا تسأمون، كلوا واشربوا هنيئا، وتنعموا كثيرا بما أنحلتم الأبدان، وأنهكتم الأجساد، ولزمتم الصيام وسهرتم بالليل والناس نيام.

• سمعت أبا القسم عبد السلام بن محمد المخرمي البغدادي الصوفي يقول حدثني أحمد بن محمد الخزاعي عن حذيفة المرعشي قال: دخلنا مكة مع إبراهيم ابن أدهم، فإذا شقيق البلخي قد حج في تلك السنة، فاجتمعنا في شق الطواف فقال إبراهيم لشقيق: على أي شيء أصلتم أصلكم؟ قال: أصلنا أصلنا على أنا إذا رزقنا أكلنا وإذا منعنا صبرنا فقال إبراهيم: هكذا تفعل كلاب بلخ، فقال له شقيق: فعلى ماذا أصلتم؟ قال: أصلنا على أنا إذا رزقنا آثرنا وإذا منعنا شكرنا وحمدنا، فقام شقيق فجلس بين يدي إبراهيم فقال:

ص: 37

يا أستاذ أنت أستاذنا.

• سمعت أبا الفضل أحمد بن أبي عمران الهروي الصوفي يقول: سمعت أبا نصر الهروي يقول: سمعت سعدان التاهرتي يقول سمعت حذيفة المرعشي يقول: صحبت إبراهيم بن أدهم بالبادية في طريق الكوفة، فكان يمشي ويدرس ويصلي عند كل ميل ركعتين فبقينا بالبادية حتى بليت ثيابنا، فدخلنا الكوفة وآوينا إلى مسجد خراب فنظر إلي إبراهيم بن أدهم فقال: يا حذيفة أرى بك الجوع، فقلت: ما رأي الشيخ، فقال: علي بداوة وقرطاس، فخرجت فجئته بهما، فكتب: بسم الله الرحمن الرحيم. أنت المقصود إليه بكل حال، والمشار اليه بكل معنى:

أنا حاضر، أنا ذاكر، أنا شاكر

أنا جائع. أنا حاسر. أنا عارى

هي ستة وأنا الضمين بنصفها

فكن الضمين لنصفها يا بارى

مدحي لغيرك لفح نار خضتها

فأجر فديتك من دخول النار

ودفع إلي الرقعة وقال: اخرج ولا تعلق سرك بغير الله وأعطها أول من تلقاه، فخرجت فاستقبلني رجل راكب على بغلة فأعطيته فقرأها وبكى وقال:

أين صاحب هذه الرقعة؟ فقلت في المسجد الفلاني الخراب، فأخرج من كمه صرة دنانير فأعطاني، فسألت عنه فقيل هو نصراني، فرجعت إلى إبراهيم فأخبرته فقال: لا تمسه فانه يجئ الساعة، فما كان بأسرع أن وافى النصراني فانكب على رأس إبراهيم فقال: يا شيخ قد حسن إرشادك إلى الله، فأسلم وصار صاحبا لإبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى.

• أخبر جعفر بن محمد بن نصير - في كتابه - وحدثني عنه محمد بن إبراهيم ثنا إبراهيم بن نصر ثنا إبراهيم بن بشار قال: كان إبراهيم بن أدهم يقول هذا الكلام في كل جمعة إذا أصبح عشر مرات، واذ أمسى يقول مثل ذلك: مرحبا بيوم المزيد، والصبح الجديد، والكاتب الشهيد، يومنا هذا يوم عيد، اكتب لنا فيه ما نقول. بسم الله الحميد المجيد، الرفيع الودود.

الفعال في خلقه ما يريد. أصبحت بالله مؤمنا وبلقاء الله مصدقا، وبحجته

ص: 38

معترفا، ومن ذنبي مستغفرا، ولربوبية الله خاضعا، ولسوى الله جاحدا، وإلى الله تعالى فقيرا، وعلى الله متوكلا، والى الله منيبا، أشهد الله وأشهد ملائكته وأنبياءه ورسله وحملة عرشه، ومن خلق ومن هو خالق بأن الله لا إله إلا هو وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم، وأن الجنة حق، والنار حق، والحوض حق، والشفاعة حق، ومنكرا ونكيرا حق، ولقاءك حق، ووعدك حق، والساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور. على ذلك أحيا وعليه أموت وعليه أبعث إن شاء الله، اللهم أنت ربي لا رب لي إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك اللهم من شر كل ذي شر. اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها فإنه لا يصرف سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير كله بيديك، وأنا لك أستغفرك وأتوب إليك، آمنت اللهم بما أرسلت من رسول وآمنت اللهم بما أنزلت من كتاب صلى الله وسلم على محمد وعلى آله وسلم كثيرا خاتم كلامي ومفتاحه، وعلى أنبيائه ورسله أجمعين آمين يا رب العالمين، اللهم أوردنا حوضه، واسقنا بكأسه مشربا مريا سائغا هنيا لا نظمأ بعده أبدا، واحشرنا في زمرته غير خزايا ولا ناكسين ولا مرتابين ولا مقبوحين ولا مغضوبا علينا ولا ضالين، اللهم اعصمني من فتن الدنيا ووفقني لما تحب من العمل وترضى، وأصلح لي شأني كله وثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ولا تضلني وإن كنت ظالما سبحانك سبحانك يا علي يا عظيم يا باري يا رحيم يا عزيز يا جبار، سبحان من سبحت له السموات بأكنافها، وسبحان من سبحت له الجبال بأصواتها، وسبحان من سبحت له البحار بأمواجها وسبحان من سبحت له الحيتان بلغاتها وسبحان من سبحت له النجوم في السماء بأبراقها، وسبحان من سبحت له الشجر بأصولها ونضارتها، وسبحان من سبحت له السموات السبع والأرضون السبع ومن فيهن ومن عليهن، سبحانك سبحانك يا حي يا حليم، سبحانك لا إله الا أنت وحدك.

ص: 39

• أخبر جعفر بن نصير - في كتابه - وحدثني عنه محمد بن إبراهيم ثنا إبراهيم بن نصر ثنا إبراهيم بن بشار قال: ما رأيت في جميع من لقيته من العباد والعلماء والصالحين والزهاد أحدا يبغض الدنيا ولا ينظر إليها مثل إبراهيم ابن أدهم، ربما مررنا على قوم قد هدموا حائطا أو دارا أو حانوتا فيحول وجهه ولا يملأ عينيه من النظر إليه، فعاتبته على ذلك فقال يا بن بشار اقرأ ما قال الله تعالى {(ليبلوكم أيكم أحسن عملا)} ولم يقل أيكم أحسن عمارة للدنيا وأكثر حبا وذخرا وجمعا لها، ثم بكى وقال: صدق الله عز اسمه فيما يقول {(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)} ولم يقل وما خلقت الجن والإنس إلا ليعمروا الدنيا ويجمعوا الأموال ويبنون الدور ويشيدون القصور ويتلذذون ويتفكهون، ويجعل يومه أجمع يردد ذلك ويقول {(فبهداهم اقتده)} {(وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة)}. وسمعته يقول: قد رضينا من أعمالنا بالمعاني، ومن التوبة بالتواني، ومن العيش الباقي بالعيش الفاني.

وكان يقول: إياكم والكبر، إياكم والإعجاب بالأعمال، انظروا إلى من دونكم ولا تنظروا إلى من فوقكم، من ذلل نفسه رفعه مولاه، ومن خضع له أعزه، ومن اتقاه وقاه، ومن أطاعه أنجاه، ومن أقبل إليه أرضاه، ومن توكل عليه كفاه، ومن سأله أعطاه، ومن أقرضه قضاه، ومن شكره جازاه فينبغي للعبد أن يزن نفسه قبل أن يوزن، ويحاسب نفسه قبل أن يحاسب، ويتزين ويتهيأ للعرض على الله العلي الأكبر قال:

وسمعت إبراهيم يقول: اشغلوا قلوبكم بالخوف من الله، وأبدانكم بالدأب في طاعة الله، ووجوهكم بالحياء من الله، وألسنتكم بذكر الله، وغضوا أبصاركم عن محارم الله، فإن الله تعالى أوحى إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم يا محمد كل ساعة تذكرني فيها فهي لك مذخورة، والساعة التي لا تذكرني فيها فليست لك، هي عليك لا لك. قال:

وسمعت إبراهيم يقول قال وهب بن منبه: قرأت في بعض الكتب أن موسى

ص: 40

عليه السلام قال: يا رب أي الأعمال أحب إليك؟ قال ألطاف الصبيان، فإنهم حظوتي، وإذا ماتوا أدخلتهم الجنة.

روى إبراهيم بن أدهم عن جماعة من التابعين وتابعي التابعين مسندا ومرسلا، ولقي من الكوفيين والبصريين وغيرهم عدة، لم تكن الرواية من شأنه، فلذلك يقل حديثه، فمنهم روايته عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، رأى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وسمع من البراء بن عازب رضي الله تعالى عنهما.

• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب المفيد الجرجاني ثنا محمد بن خالد البردعي. ح. وحدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أبو حاتم أحمد بن الفضل الأيلي قالا: ثنا عطية بن بقية بن الوليد حدثني أبي ثنا إبراهيم بن أدهم حدثني أبو إسحاق الهمداني عن عمارة الأنصاري عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الفتنة تجئ فتنسف العباد نسفا. وينجو العالم منها بعلمه» . غريب من حديث أبي إسحاق الهمداني وإبراهيم بن أدهم، لم نكتبه إلا من حديث عطية عن أبيه بقية.

• حدثنا أبو القاسم زيد بن علي بن أبى بلال المبقرى ثنا أبو أحمد ابراهيم ابن محمد بن أحمد الهمداني - بالكوفة - ثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم المستملي ثنا أبو عبيدة بن أبي السفر ثنا الحسن بن الربيع ثنا المفضل بن يونس ثنا إبراهيم بن أدهم عن منصور عن مجاهد عن أنس أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: دلني على عمل إذا أنا عملته أحبني الله عز وجل وأحبني الناس عليه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:«ازهد في الدنيا يحبك الله، وأما الناس فانبذ إليهم هذا يحبوك» . ذكر أنس في هذا الحديث وهم من عمر أو أبي أحمد، فقد رواه الأثبات عن الحسن بن الربيع فلم يجاوز فيه مجاهدا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا الحسن بن الربيع أبو علي البجلي ثنا المفضل بن يونس عن إبراهيم ابن أدهم عن منصور عن مجاهد أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم

ص: 41

فقال: يا رسول الله دلني على عمل يحبني الله تعالى عليه ويحبني الناس عليه فقال: «أما ما يحبك الله عليه فالزهد في الدنيا، وأما ما يحبك الناس عليه فانبذ اليهم هذا القثاء» قال الحسن قال المفضل: لم يسند لنا إبراهيم بن أدهم حديثا غير هذا، ورواه طالوت عن إبراهيم فلم يجاوز به إبراهيم، وقال:

«فانظر ما كان في يديك من هذا الحطام فانبذه إليهم فإنهم سيحبونك» : وهو من حديث منصور ومجاهد عزيز مشهوره ما رواه سفيان الثوري عن أبي حازم عن سهل بن سعد حدثنا أبو إسحاق ابراهيم بن أحمد البزورى المقرى ثنا علي بن الفضل بن طاهر وأحمد بن محمد بن رميح. ح. وحدثنا أبو بكر داهر بن محمد بن عبدة المؤذن الأصبهانى بالبصرة مؤذن جامعها: ثنا خالد ابن عبد الله بن خالد المروزي قالا: ثنا أحمد بن محمد بن ياسين حدثني الحسن ابن سهل بن أبان ثنا قطن بن صالح الدمشقي عن إبراهيم بن أدهم وابن جريج عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى» . الحديث هذا من صحاح الأحاديث وعيونها، رواه عن يحيى بن سعيد الجم الغفير، وحديث إبراهيم بن أدهم عن يحيى تفرد به الحسن بن سهل عن قطن.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبد الله بن يحيى بن معاوية الكوفي ثنا محمد بن الفضل بن العباس ح. وحدثنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن خزيمة النيسابوري ثنا أبو نعيم بن عدي ح. وحدثنا أبو علي الحسن بن علان الوراق ثنا عمر بن إسحاق قالوا: ثنا أحمد بن عيسى ثنا عبد الله بن عبد الرحمن الجزري عن سفيان الثوري عن إبراهيم بن أدهم عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال: «دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي جالسا فقلت: يا رسول الله تصلي جالسا؟ فما أصابك؟ قال: الجوع يا أبا هريرة، قال: فبكيت، قال فلا تبك فإن شدة الجوع يوم القيامة لا تصيب الجائع إذا احتسب في دار الدنيا» .

• حدثنا أبو يعلى الحسن بن محمد الزبيري ثنا يحيى بن محمد بن عبد الله بن

ص: 42

أسد ثنا العباس بن حمزة ثنا أحمد بن عبد الله ثنا شقيق بن إبراهيم عن إبراهيم ابن أدهم عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي جالسا فذكر مثله. هذا حديث تفرد به إبراهيم بن أدهم عن محمد بن زياد وتفرد فيه الجزري عن الثوري، وحديث شقيق عن إبراهيم لم نكتبه إلا من حديث أحمد بن عبد الله، ويعرف بالجوباري، أحد من يضع الحديث.

• حدثنا أبو علي الحسن بن علي الوراق البغدادي ثنا عبد الله بن أحمد ابن أبي حامد النيسابوري ثنا عبد الله بن محمد بن النعمان بن الوليد القرشي ثنا محمد بن يزيد بن عبد الله ثنا شقيق بن إبراهيم البلخي عن إبراهيم بن أدهم عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما تفسير حسن الخلق؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: يا رسول الله ما تفسير حسن الخلق؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما تفسير حسن الخلق ما أصاب من الدنيا يرضى، وإن لم يصبه لم يسخط» . غريب من حديث محمد بن زياد وإبراهيم لم نكتبه إلا بهذا الإسناد عن هذا الشيخ.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن محمد بن مكي ثنا أبو حسان البصري ثنا أبو بكر محمد بن الحسن ثنا عبيد الله بن عبد الرحمن ثنا مصعب بن ماهان ثنا سفيان الثوري عن إبراهيم بن أدهم عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أما يخشى الله الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار» . هذا أيضا مما تفرد به الثوري عن ابراهيم ابن أدهم، رواه أحمد بن عيسى بن الخشاب عن الجزري مثله عن سفيان من دون مصعب.

• حدثنا أبو نصر الحنبلي النيسابوري ثنا عبد الله بن إبراهيم أبو الحسن ثنا محمد بن سهل العطار ثنا أحمد بن سفيان النسائي ثنا ابن مصفى ثنا بقية ثنا إبراهيم بن أدهم ثنا مالك بن دينار عن أنس قال قال رسول الله صلى الله

ص: 43

عليه وسلم: «رأيت ليلة أسرى بى رجالا تقرض شفاههم بمقاريض من نار، فقالت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء خطباء أمتك يأمرون بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون» . مشهور من حديث مالك عن أنس، غريب من حديث إبراهيم عنه.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي ثنا أبو بكر بن عمير الرازي ثنا جامع بن القاسم البلخي ثنا نصر بن مرزوق ثنا علي بن معبد ثنا عبد الله ابن محمد الخراساني عن إبراهيم بن أدهم عن أيوب عن حميد بن هلال عن أبي بردة قال: «أخرجت إلينا عائشة كساء ملبدا، وإزارا غليظا، وقالت: في هذا قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم» . صحيح ثابت من حديث أيوب وحميد، غريب من حديث إبراهيم عنه.

• حدثنا أبو علي الحسن بن علان ثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ثنا عيسى بن هلال بن أبي عيسى الحمصي ثنا شريح بن يزيد ثنا إبراهيم بن أدهم عن عبيد الله بن عمر وموسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر وعائشة رضي الله تعالى عنهما أنهما قالا: لا بأس بأكل كل شيء إلا ما ذكر الله تعالى في كتابه فى هذه الآية {(قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما)} إلى أخر الآية.

غريب من حديث إبراهيم تفرد به عيسى عن شريح.

• حدثنا الحسن بن علان ثنا محمد بن محمد بن سليمان ثنا محمد بن عبيد بن سفيان ح. وحدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عيسى بن محمد الوسقندي ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد قالا: ثنا الحسن بن يحيى الدعاء ثنا حازم بن جبلة عن إبراهيم بن أدهم عن إبراهيم الصائغ عن عكرمة عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ترك زينة الدنيا ووضع ثيابا حسنة تواضعا لله عز وجل وابتغاء وجهه كان حقا على الله عز وجل أن يكسوه من عبقري الجنة في تخات الياقوت» . غريب من حديث إبراهيم الصائغ وابراهيم ابن أدهم تفرد به الدعاء عن حازم، وهو حازم بن جبلة بن أبي نضرة.

• حدثنا سهل بن عبد الله التستري ثنا الحسين بن إسحاق التستري ح.

ص: 44

وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو بكر بن أبي عاصم قالا: ثنا محمد بن مصفى ثنا بقية بن الوليد ثنا إبراهيم بن أدهم ثنا مقاتل بن حيان عن شهر بن حوشب عن جرير بن عبد الله البجلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «توضأ ومسح على الخفين» . فقيل لجرير: بعد نزول المائدة؟ قال: إنما كان إسلامي بعد نزول المائدة. قال إبراهيم: وكان هذا الحديث يعجبهم.

• حدثنا علي بن هارون بن محمد ثنا عبد الله بن أبي داود ثنا كثير بن عبيد ثنا بقية بن الوليد عن إبراهيم بن أدهم عن مقاتل بن حيان عن شهر بن حوشب عن جرير بن عبد الله قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على الخفين» . تفرد به بقية عن إبراهيم.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الهيثم بن خلف الدورى ح. وحدثنا الحسن ابن على ثنا محمد بن محمد بن سليمان ح. وحدثنا حبيب بن الحسن ثنا الفضل ابن أحمد بن إسماعيل قالوا: ثنا محمد بن منصور الطوسي ثنا حاجب بن الوليد ثنا بقية بن الوليد عن إبراهيم بن أدهم عن مقاتل بن حيان عن شهر بن حوشب عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان كثيرا ما يقول: «اللهم ثبت قلبي على دينك» زاد سليمان وقال: «إن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن، ما شاء أزاغ وما شاء أقام» هذا مما تفرد به حاجب عن بقية عن إبراهيم، وما كتبته إلا من حديث محمد بن منصور.

• حدثنا محمد بن المظفر ثنا أبو بشر أحمد بن محمد بن عمرو المصيصي المروزي ثنا أحمد بن إسماعيل بن عبد الله البكري الشيخ الصالح ثنا أبي عن شيبان بن أبي شيبان المطوعي المروزي قال: سمعت إبراهيم بن أدهم بمكة يحدث عن مقاتل بن حيان عن عكرمة عن ابن عباس أن رجلا من المشركين شتم النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من يكفيني عدوي؟ فقال الزبير بن العوام: أنا يا رسول الله، فبارزه فقتله فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم سلبه» . غريب من حديث إبراهيم لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

ص: 45

• حدثنا عبد الله بن إسحاق بن يحيى ثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب ثنا العباس بن حمزة ثنا عبد الرحيم بن حبيب ثنا داود بن عجلان ثنا إبراهيم بن أدهم عن مقاتل بن حيان عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الصلاة في المسجد الحرام مائة ألف صلاة، والصلاة في مسجدي عشرة آلاف صلاة، والصلاة في مسجد الرباطات ألف صلاة» . لم نكتبه إلا من حديث عبد الرحيم عن داود.

• حدثنا إبراهيم بن أحمد المقرى البزوري ومحمد بن علي قالا: ثنا محمد ابن الحسن بن قتيبة ثنا يحيى بن محمد بن خشيش المقرى ثنا محمد بن رزين ثنا عبد الله بن يزيد المقرى قال: سمعت إبراهيم بن أحمد يحدث رشدين بن سعد ثنا محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا حسد إلا في اثنتين، رجل آتاه الله مالا فصرفه في سبل الخير ورجل آتاه الله علما فعلمه وعمل به» . غريب من حديث إبراهيم لم نكتبه إلا من حديث محمد بن رزين

• أخبرنا محمد بن عمر بن غالب - فى كتابه الى وقد لقيته - ثنا علي بن عيسى ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا أبو سليمان ثنا علي بن الحسن بن أبي الربيع الزاهد ثنا إبراهيم بن أدهم قال: سمعت محمد بن عجلان يذكر عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تواضع لله رفعه الله» :.

غريب من حديث إبراهيم لا أعرف له طريقا غيره، وأبو سليمان هو الدارانى.

• حدثنا مخلد بن جعفر الدقاق ثنا محمد بن سهل العطار ثنا مضارب بن نزيل الكلبي ثنا أبي ثنا محمد بن يوسف الفريابي ثنا إبراهيم بن أدهم عن محمد ابن عجلان عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن يسير المئونة» :. غريب من حديث إبراهيم وابن عجلان والزهري، لم نكتبه الا من حديث مضارب.

• حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ - بنيسابور - ثنا محمد بن أبي معاذ عن أبيه عن إبراهيم بن أدهم عن محمد بن عجلان عن علي بن الحسين

ص: 46

عن أبيه عن علي بن أبي طالب. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى علي يوم الجمعة مائة مرة جاء يوم القيامة ومعه نور لو قسم ذلك النور بين الخلق كلهم لوسعهم» .: غريب من حديث إبراهيم وابن عجلان لم نكتبه إلا من حديث محمد بن أحمد البخاري.

• حدثنا محمد بن إبراهيم بن علي ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا محمد بن الفضل بمكة ثنا بقية بن الوليد عن إبراهيم بن أدهم عن محمد بن عجلان عن من حدثه عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من مرض يوما في البحر كان أفضل من عتق ألف رقبة يجهزهم وينفق عليهم إلى يوم القيامة، ومن علم رجلا في سبيل الله آية من كتاب الله، أو كلمة من سنتى، حثى الله له من الثواب يوم القيامة حتى لا يكون شيء من الثواب أفضل مما يحثي الله له» .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا واثلة بن الحسن العزقي ثنا كثير بن عبيد ثنا بقية بن الوليد عن إبراهيم بن أدهم عن محمد بن عجلان عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كظم غيظا وهو يقدر على إنفاذه خيره الله تعالى من الحور العين يوم القيامة، ومن ترك ثوب جمال وهو قادر عليه ألبسه الله تعالى أو كساه رداء الإيمان يوم القيامة، ومن أنكح عبد الله وضع الله على رأسه تاج الملك يوم القيامة» . كذا في كتاب إبراهيم عن ابن عجلان. وحدثناه مرة أخرى عن واثلة بإسناده عن إبراهيم عن فروة عن سهل ورواه محمد بن عمر بن حيان مخالف كثير من عبيد.

• حدثناه أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن عمرو ابن حنان ثنا بقية بن الوليد عن إبراهيم بن أدهم أنه سمع رجلا يحدث محمد بن عجلان عن فروة بن مجاهد عن سهل بن معاذ عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله روي هذا الحديث عن سهل أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون وخير بن نعيم وريان بن فائد.

• حدثنا حديث أبي مرحوم أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة

ص: 47

ثنا أبو عبد الرحمن المقرى ثنا سعيد بن أيوب عن أبي مرحوم عبد الرحيم ابن ميمون عن سهل بن معاذ بن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من ترك اللباس وهو قادر عليه تواضعا لله عز وجل دعاه الله على رءوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره الله من حلل الإيمان، يلبس من أيها شاء، فذكر مثله وحديث خير بن نعيم.

• حدثناه أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن مصفى ثنا المعافى بن عمران عن بن لهيعة عن خير بن نعيم عن سهل ابن معاذ عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كظم غيظا وهو يقدر على إنفاذه» . فذكر مثله. حديث زبان.

• حدثناه سليمان بن أحمد ثنا المقدام بن داود ثنا أسد بن موسى ثنا ابن لهيعة عن زبان بن فائد عن سهل بن معاذ عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال. «من كظم غيظا وهو يقدر على إنفاذه» . فذكر نحوه ورواه يحيى بن أيوب ورشدين ابن سعد عن زبان مثله.

• حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن أيوب ثنا القراطيسي - ببغداد - ثنا محمد بن هارون أبو نشيط ثنا موسى بن أيوب ثنا إبراهيم بن شعيب الخولاني عن إبراهيم بن أدهم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «غشيتكم السكرتان، سكرة حب العيش وحب الجهل، فعند ذلك لا تأمرون بالمعروف ولا تنهون عن المنكر، والقائمون بالكتاب وبالسنة كالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار» .

غريب من حديث إبراهيم وهشام، كذا حدث به القراطيسي مرفوعا، والقراطيسي فيما أرى اسمه عباس بن إبراهيم،

وقال إبراهيم بن شعيب ح.

وحدثناه أبو محمد بن حيان وجماعة قالوا: ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد ابن عبيد حدثني إبراهيم بن سعيد حدثني موسى بن أيوب ثنا يوسف بن شعيب عن إبراهيم بن أدهم عن هشام بن عروة عن أبيه قال: «غشيتكم السكرتان سكرة الجهل وسكرة حب العيش، فعند ذلك لا تأمرون بمعروف ولا تنهون عن منكر» . كذا حدث به إبراهيم بن سعيد عن موسى، ولم

ص: 48

ولم يجاوز به عروة. وهذا الحديث رواه سعيد بن أبي الحسن أخو الحسن عن أنس بن مالك مرفوعا.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن العباس ابن أيوب ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا سفيان بن عيينة عن أسلم أنه سمع سعيد ابن أبي الحسن يذكر عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أنتم اليوم على بينة من ربكم، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتجاهدون في سبيل الله، ثم تظهر فيكم السكرتان، سكرة الجهل وسكرة حب العيش، وستحولون عن ذلك، فلا تأمرون بمعروف ولا تنهون عن منكر ولا تجاهدون في سبيل الله، القائمون يومئذ بالكتاب والسنة لهم أجر خمسين صديقا، قالوا: يا رسول الله منا أو منهم؟ قال: لا! بل منكم» . رواه محمد ابن قيس عن عبادة بن نسي عن الأسود بن ثعلبة عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.

• أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير - في كتابه - وحدثني عنه محمد بن إبراهيم ثنا إبراهيم بن نصر ثنا إبراهيم بن بشار قال سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: روى الربيع بن صبيح عن الحسن عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا استقر أهل الجنة في الجنة اشتاق الإخوان إلى الإخوان فيسير سرير ذا إلى سرير ذا فيلتقيان فيتحدثان ما كان بينهما في دار الدنيا ويقول يا أخي تذكر يوم كذا كنا في دار الدنيا في مجلس كذا فدعونا الله فغفر لنا» . غريب من حديث إبراهيم والربيع.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن أحمد بن الوليد الكرابيسي ثنا إسحاق بن سعيد بن الأركون الدمشقي ثنا سهل بن هاشم عن إبراهيم بن أدهم عن شعبة بن الحجاج قال: أنبأنا أبو إسحاق الهمداني عن سعيد بن وهب عن عبد الله بن مسعود قال: لا يزال الناس بخير ما أتاهم العلم من علمائهم وكبرائهم وذوي أسنانهم، فإذا أتاهم العلم عن صغارهم وسفهائهم فقد هلكوا.

• حدثنا محمد بن حميد ثنا محمد بن علي الأيلي ثنا أحمد بن المعلى بن يزيد ثنا عمرو بن حفص ثنا سهل بن هاشم ثنا إبراهيم بن أدهم عن حماد بن زيد

ص: 49

عن بشر بن حرب عن ابن عمر أنه قال: أرأيت قيامكم هذا بعد الركوع؟ والله إنها لبدعة.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عصام بن رواد قال سمعت عيسى بن حازم يقول خرج إبراهيم بن أدهم وإبراهيم بن طهمان وسفيان الثوري إلى الطائف ومعهم سفرة فيها طعام فوضعوا ليأكلوه فإذا أعراب قريب منهم، فناداهم إبراهيم بن طهمان يا إخواننا هلموا، فقال لهم سفيان: يا إخواننا مكانكم، ثم قال لإبراهيم: خذ من هذا الطعام ما طابت به أنفسنا فاذهب به إليهم، فإن شبعوا فالله أشبعهم، وإن لم يشبعوا فهم أعلم أخاف أن يجيئوا فيأكلوا طعامنا كله فتتغير نياتنا ويذهب أجرنا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عصام بن رواد قال سمعت عيسى بن حازم يقول: دخل إبراهيم بن أدهم المسجد ببيت المقدس وسفيان الثوري فلما صلوا في المسجد وصاروا في الصحن انحرف سفيان يريد الصخرة فقال له إبراهيم: يا أبا عبد الله ارجع فانك قد ابتليت وصرت لنا إماما، فلا يراك الناس فيروه حتما، فانصرف سفيان وقال: صدقت فخرجا ولم يمض سفيان إلى الصخرة.

• أخبرت عن أبي طالب بن سوادة ثنا يوسف بن سعيد ثنا خلف بن تميم قال سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: جلست إلى الأعمش يوما فنظر إلي فقال أي طير ذا؟ قال يوسف لم ينظر الأعمش بنور الله.

• أخبرت عن أبي طالب ثنا كثير بن عبيد ثنا بقية عن إبراهيم بن أدهم قال قال لي. يا أعمش ترى هذا الكوز أتوضأ به مرتين.

• وحدثت عن أبي طالب قال ثنا أبو إسحاق الجيلاني ثنا موسى بن أيوب ثنا بقية بن الوليد عن إبراهيم بن أدهم عن حماد بن أبي سليمان قال:

الطعن في الجهاد نزغ من الشيطان. وقال إبراهيم بن أدهم قال يونس بن عبيد ما ندمت على شيء ندامتي أن لا أكون أفنيت عمري في الجهاد.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا أحمد بن إبراهيم

ص: 50

الدورقي ثنا نجدة بن المبارك ثنا حسن المرهبي عن طالوت عن إبراهيم بن أدهم عن هشام بن حسان عن يزيد الرقاشي عن بعض عمات النبي صلى الله عليه وسلم قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «شهيد البر يغفر له كل ذنب إلا الدين والأمانة، وشهيد البحر يغفر له كل ذنب والدين والأمانة» . حدث به أبو حاتم الرازى عن الدورقى مثله.

• حدثنا أبو محمد الحسن بن علي بن عمرو الحافظ البصري ثنا أحمد بن محمد بن سعيد ثنا يحيى بن زكريا ثنا محمد بن القاسم ثنا مفضل بن يونس حدثني إبراهيم بن أدهم عن الأوزاعي قال المفضل: فلقيت الأوزاعي فحدثني عن قتادة كتب إليه يذكر عن أنس قال: «صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما فكانوا يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين» .

• حدثنا أبو الفرج محمد بن الطيب الوراق ثنا عبد الله بن أبي داود ثنا عمرو بن عثمان ثنا ضمرة عن إبراهيم بن أدهم عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى في قوله تعالى {(أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر)} قال ستين سنة.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إسحاق الأنماطي ثنا عبدان بن أحمد ثنا إسحاق بن الضيف حدثني عبد الله بن محمد بن يوسف الفريابي قال سمعت أبي يقول سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: سألت ابن شبرمة عن مسألة وكانت عندي شديدة، فأسرع في الجواب فقلت: تثبت، انظر، فقال: إني إذا وجدت الأثر لم أحبسك، هي على ما أخبرتك.

• حدثت عن أبي طالب بن سوادة ثنا أبو إسحاق الإمام حدثني إسحاق ابن الأركون ثنا سهل بن هاشم عن إبراهيم بن أدهم عن بحر السقا البصري حدثني بعض الفقهاء قال: الحياء خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعلم دليله والعمل فقهه، والصبر أمير جنوده والرفق والده، والبر أخوه،. وصوابه العقل قيمه بدل العمل فقهه.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا كثير بن

ص: 51

عبيد ثنا بقية عن إبراهيم بن أدهم حدثني أبان عن يزيد الضبي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من توضأ بعد الغسل فليس منا» . أبان هذا هو ابن أبي عياش، ويزيد الضبي ليس بصحابي، والحديث فيه إرسال، وأبان هو متروك الحديث.

• حدثنا الحسن بن علان ثنا محمد بن محمد بن سليمان ثنا عمرو بن عثمان ثنا بقية بن الوليد عن إبراهيم بن أدهم عن أعين قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: من هم بصلاة أو صيام أو عمرة أو حج أو شيء من الخير ثم لم يفعل كان له ما نوى. ورواه ابن مصفى عن إبراهيم عن أعين.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا ابن مصفى ثنا بقية ثنا إبراهيم ابن أدهم قال سمعت نعيما - فإن لم يكن نعيما فلا أدري من هو - عن سعيد بن المسيب قال: من هم بصيام أو صدقة أو حج أو عمرة أو شيء من الخير فحال دونه حائل كتب الله له أجره.

• حدثنا أحمد بن علي بن الحارث المرهبي ثنا عبد الله بن أحمد بن عيسى المقرى ثنا محمد بن عمرو بن حنان ثنا بقية بن الوليد حدثني إبراهيم بن أدهم عن عمران بن مسلم القصير قال: إن الحكمة لتكون في قلب المنافق تتلجلج فلا يصبر عليها حتى يلقيها فيتلقاها المؤمن فينفعه الله بها.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا كثير بن عبيد ثنا بقية بن الوليد حدثني إبراهيم بن أدهم حدثني الحسن مولى عبد الرحمن يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من كذب علي عامدا متعمدا فليتبوأ مقعده من النار قيل نسمع منك الحديث فنزيد فيه وننقص منه فهو كذب عليك؟ قال: لا ولكن من كذب علي فقال: أنا كذاب، أنا ساحر أنا مجنون» .

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عيسى بن محمد الرازي ثنا واقد بن موسى المصيصي ثنا ابن كثير عن إبراهيم بن أدهم عن أرطاة - يعني ابن المنذر - قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله علمني عملا يحبني

ص: 52

الله تعالى عليه ويحبني الناس. قال: «أما ما يحبك الله تعالى عليه فالزهد في الدنيا وأما ما يحبك الناس عليه فما كان في يدك فانبذه إليهم» . كذا رواه ابن كثير عن إبراهيم فقال عن أرطاة، والمشهور ما رواه المفضل بن يونس عن إبراهيم عن منصور عن مجاهد، ورواه خلف بن تميم أيضا عن إبراهيم عن منصور فخالف المفضل.

• حدثناه أبو علي أحمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن زياد ثنا يوسف بن سعيد ثنا خلف بن تميم عن إبراهيم بن أدهم عن منصور عن ربعى ابن خراش عن الربيع بن خيثم قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر مثله.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا أحمد ابن إبراهيم الدورقي حدثني إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ثنا بقية عن إبراهيم ابن أدهم حدثني عباد بن كثير بن قيس قال: جاء رجل عليه بردة له فقعد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جاء رجل عليه، أطمار له فقعد فقام الغني بثيابه فضمها إليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«أكل هذا تقذرا من أخيك المسلم؟ أكنت تحسب أن يصيبه من غناك شيء أو يصيبك من فقره شيء؟ فقال الغني: معذرة إلى الله وإلى رسوله من نفس أمارة بالسوء، وشيطان يكيدني، أشهدك يا رسول الله أن نصف مالي له، فقال الرجل: ما أريد ذاك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لم ذاك؟ قال: أخاف أن يفسد قلبي كما أفسده» .

كذا رواه إبراهيم عن عباد مرسلا.

• وحدث أحمد بن عبد الله الفارياناني ثنا شقيق بن إبراهيم عن إبراهيم ابن أدهم عن عباد بن كثير عن الحسن عن أنس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا كان يوم القيامة نادى مناد على رءوس الأولين والآخرين: من كان خادما للمسلمين في دار الدنيا فليقم وليمض على الصراط آمنا غير خائف، وادخلوا الجنة أنتم ومن شئتم من المؤمنين، فليس عليكم حساب ولا عذاب» . وقال صلى الله عليه وسلم «يا ويح الخادم في الدنيا هو سيد القوم في الآخرة» . هذا مما تفرد به الفارياناني بوضعه، وكان وضاعا مشهورا بالوضع.

ص: 53

• حدثنا أبو محمد بن حيان أخبرني محمد بن زياد عن إبراهيم بن الجنيد ثنا عمرو بن حفص الدمشقي ثنا سهل بن هاشم قال قال إبراهيم بن أدهم: كان قتادة يقول: أفضل الناس أعظمهم عن الناس عفوا وأسفهم له صدرا.

• حدثنا محمد بن أحمد بن أبان حدثني أبي ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا محمد بن هارون ثنا عمرو بن حفص الدمشقي ثنا سهل بن هاشم حدثني إبراهيم بن أدهم عن أبي حازم المديني قال: من أعظم خصلة المؤمن أن يكون أشد الناس خوفا على نفسه، وأرجاه لكل مسلم.

• حدثنا محمد بن إبراهيم بن علي ثنا الحسين بن عبد الله القطان ثنا إسماعيل بن عمرو الحمصي ثنا يزيد بن عبد ربه ثنا بقية عن إبراهيم بن أدهم حدثني أبو ثابت قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: «حسبي رجائي من خالقي، وحسبي ديني من دنياي» . كذا رواه عن أبي ثابت فأرسله.

• حدثنا محمد بن جعفر بن يوسف ثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب ثنا أبو حاتم ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا سهل بن هاشم عن إبراهيم بن أدهم قال:

أصاب قباء كان على نضح بول بغل، فسألت سعيد بن أبي عروبة فحدثنى قتادة قال: النضح بالنضح، وسألت منصور بن المعتمر فقال اغسله.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ثنا سلمة بن شبيب ثنا سهل - يعني ابن هاشم - قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول:

سمعت فضيلا يقول: ما يؤمنك أن تكون بارزت الله بعمل مقتك عليه، فأغلق دونك أبواب المغفرة وأنت تضحك، كيف ترى يكون حالك.

• حدثنا محمد بن المظفر والحسن بن علان قالا: ثنا أحمد بن محمد بن رميح حدثني أحمد بن محمد بن ياسين ثنا الحسن بن سهل بن أبان ثنا قطن بن صالح الدمشقي عن إبراهيم بن أدهم عن عبد الله بن شوذب عن ثابت البناني عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تعالى يعذب الموحدين بقدر نقصان إيمانهم ثم يردهم إلى الجنة خلودا دائما» .

• حدثنا أبو يعلى الحسين بن محمد الزبيري ثنا أبو الحسن عبد الله بن

ص: 54

موسى الحافظ الصوفى البغدادى ثنا لا حق بن الهيثم ثنا الحسن بن عيسى الدمشقي ثنا محمد بن فيروز المصري ثنا بقية بن الوليد ثنا إبراهيم بن أدهم عن أبيه أدهم بن منصور العجلي عن سعيد بن جبير أن النبي صلى الله عليه وسلم «كان يسجد على كور العمامة» .

• حدثنا أبو يعلى ثنا عبد الله بن موسى ثنا لا حق بن الهيثم ثنا الحسن ابن عيسى ثنا محمد بن فيروز ثنا بقية ثنا إبراهيم بن أدهم عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذبيحة نصارى العرب» .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا واثلة بن الحسن ثنا كثير بن عبيد ثنا بقية بن الوليد عن إبراهيم بن أدهم عن فروة بن مجاهد عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كظم غيظا وهو يقدر على إنفاذه خيره الله تعالى من الحور العين يوم القيامة» الحديث.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن عمرو بن حنان ثنا بقية حدثني إبراهيم بن أدهم أنه سمع رجلا يحدث ابن عجلان عن فروة بن مجاهد عن سهل بن معاذ عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كظم غيظا وهو يقدر على إنفاذه خيره الله تعالى من الحور العين يوم القيامة» الحديث.

• حدثنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن بالويه ومحمد بن عبد الله البيع الحافظ قالا: ثنا أبو جعفر محمد بن سعيد ثنا الحسين بن داود البلخي ثنا شقيق ابن إبراهيم البلخي ثنا إبراهيم بن أدهم عن موسى بن عبد الله عن أويس القرني عن عمر بن الخطاب عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال:

«من دعا بهذه الأسماء استجاب الله له ثم قال صلى الله عليه وسلم: والذي بعثني بالحق من دعا بها ثم نام بعث الله بكل حرف منها سبعمائة ألف من الروحانيين ووجوههم أحسن من الشمس والقمر، سبعون ألفا يستغفرون له ويدعون له ويكتبون له الحسنات ويمحون عنه السيئات، ويرفعون له الدرجات والدعاء:

اللهم إنك حي لا تموت،. وخالق لا تغلب،. وبصير لا ترتاب،. ومجيب

ص: 55

لا تسأم، وجبار لا تظلم. وعظيم لا ترام. وعالم لا تعلم. وقوي لا تضعف.

وعظيم لا توصف. ووفي لا تخلف. وعدل لا تحيف. وحكيم لا تجور. ومنيع لا تقهر. ومعروف لا تنكر. ووكيل لا تخالف. وغالب لا تغلب. وولي لا تسام. وفرد لا تستشير. ووهاب لا تمل. وسريع لا تذهل. وجواد لا تبخل. وعزيز لا تذل. وحافظ لا تغفل. ودائم لا تفنى. وباق لا تبلى.

وواحد لا تشبه. وغني لا تنازع. يا كريم. يا كريم. يا كريم. الجواد. المكرم يا قدير المجيب. المتعال. يا جليل الجليل. المتجلل. يا سلام. المؤمن. المهيمن العزيز. الوهاب. الجبار. المتجبر. يا طاهر. الطهر. المتطهر. يا قادر. القادر المقتدر. يا عزيز. المعز. المتعزز سبحانك إني كنت من الظالمين. ثم ادع بما شئت يستجاب لك». كذا رواه الحسين عن شقيق عن إبراهيم ورواه سليمان ابن عيسى عن سفيان الثوري عن إبراهيم بزيادة ألفاظ وخلاف فى الاسناد ح.

وحدثناه أبو بكر محمد بن أحمد المفيد ثنا عثمان بن يحيى بن عبد الله بن سفيان الثقفي الكوفي ثنا أبو علي الحسن بن عبد الله الوزان ثنا أبو سعيد عمران بن سهل ثنا سليمان بن عيسى عن سفيان الثوري عن إبراهيم بن أدهم عن موسى ابن يزيد عن أويس القرني عن عمر بن الخطاب عن علي بن أبي طالب قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من دعا بهذه الأسماء استجاب الله له دعاه، والذي بعثني بالحق لو دعا بهذه الأسماء على صفائح من الحديد لذابت بإذن الله ولو دعا بها على ماء جار لسكن بإذن الله، والذي بعثني بالحق إنه من بلغ إليه الجوع والعطش ثم دعا بهذه الأسماء أطعمه الله وسقاه، ولو دعا بهذه الأسماء على جبل بينه وبين الموضع الذي يريده ألان الله له شعب الجبل حتى يسلك فيه إلى الموضع الذي يريده، وإن دعا به على مجنون أفاق من جنونه، وإن دعا به على امرأة قد عسر عليها ولدها هون الله عليها، ولو أن رجلا دعا به والمدينة تحرق وفيها منزله أنجاه الله ولم يحترق منزله، وإن دعا أربعين ليلة من ليالي الجمعة غفر الله له كل ذنب بينه وبين الله عز وجل، ولو أن رجلا دعا على سلطان جائر لخلصه الله من جوره ومن دعا بها عند منامه بعث الله إليه بكل

ص: 56

اسم منها سبعين ألف ملك مرة يكتبون له الحسنات ومرة يمحون عنه السيئات ويرفعون له الدرجات إلى يوم ينفخ في الصور. فقال سلمان يا رسول الله فكل هذا الثواب يعطيه الله؟ قال نعم يا سلمان، ولولا أني أخشى أن تتركوا العمل وتقتصروا على ذلك لأخبرتك بأعجب من هذا، قال سلمان: علمنا يا رسول الله، قال نعم قل اللهم إنك حي لا تموت. وغالب لا تغلب. وبصير لا ترتاب وسميع لا تشك. وقهار لا تقهر. وأبدي لا تنفد. وقريب لا تبعد وشاهد لا يغيب. وإله لا تضاد. وقاهر لا تظلم. وصمد لا تطعم. وقيوم لا تنام. ومحتجب لا ترى. وجبار لا تضام، وعظيم لا ترام. وعالم لا تعلم.

وقوي لا تضعف. وجبار لا توصف. ووفي لا تخلف. وعدل لا تحيف.

وغني لا تفتقر وكنز لا تنفد. وحكم لا تجور. ومنيع لا تقهر. ومعروف لا تنكر ووكيل لا تحقر. ووتر لا تستشار. وفرد لا يستشير. ووهاب لا ترد. وسريع لا تذهل. وجواد لا تبخل. وعزيز لا تذل وعليم لا تجهل.

وحافظ لا تغفل. وقيوم لا تنام. ومجيب لا تسأم ودائم لا تفنى. وباق لا تبلى. وواحد لا تشبه. ومقتدر لا تنازع». هذا حديث لا يعرف إلا من هذا الوجه وموسى بن يزيد ومن دون إبراهيم وسفيان فيهم جهالة. ومن دعا الله بدون هذه الأسماء بخالص من قلبه وثابت معرفته ويقينه يسرع له الإجابة فيما دعا به من عظيم حوائجه.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان ثنا محمود بن محمد الواسطي ثنا عبد الله ابن عبد الوهاب الخوارزمي ثنا عبد الله بن عمرة العسقلانى حدثنا إبراهيم ابن أدهم عن أبي عيسى الخراساني عن سعيد بن المسيب قال: لا تملئوا أعينكم من أعوان الظلمة إلا بالإنكار من قلوبكم، لكيلا تحبط أعمالكم الصالحة.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو عمرو بن حكيم ثنا الحسن بن جرير ثنا عمران بن خالد العسقلاني ثنا إبراهيم بن أدهم مثله ح. وحدثنا أبو حامد أحمد ابن الحسين ثنا المحاملي ثنا أبو حاتم ثنا حماد بن حميد ثنا عمرو ثنا إبراهيم مثله.

• حدثنا أبو بكر بن سالم ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا عبيد بن هشام الحلبى

ص: 57

ح. وحدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا عبد الله بن محمد البغوي ثنا أبو نصر التمار ح. وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن متويه ثنا أحمد بن سعيد قالوا:

ثنا بقية عن إبراهيم بن أدهم عن أبي عبد الله الخراساني قال قال عمر بن الخطاب:

من اتقى الله لم يشف غيظه، ومن خاف الله لم يفعل ما يريد، ولولا يوم القيامة لكان غير ما ترون. وقال الأبار في حديثه: من اتقى الله لم يقل كل ما يعلم.

• حدثنا محمد بن الحسين اليقطيني ثنا الحسين بن عبد الله الرقي ثنا هشام بن عمار ثنا سهل بن هشام ثنا إبراهيم بن أدهم عن نهاس بن فهم عن الحسن قال:

الشتاء ذكر وفيه اللقاح والصيف اثنى وفيه النتاج.

• حدثت عن أبي طالب بن سوادة ثنا أبو إسحاق الإمام ثنا بقية عن إبراهيم بن أدهم حدثني سهل - أو أبو سهل - قال: من نظر في البحر نظرة لم يرتد إليه طرفه حتى يغفر له، قال إبراهيم بن أدهم: حسين.

• حدثت عن أبي طالب ثنا علي بن عثمان النفيلي ثنا هشام بن إسماعيل العطار ثنا سهل بن هشام عن إبراهيم بن أدهم عن الزبيدي عن عطاء الخراساني يرفع الحديث قال: «ليس للنساء سلام ولا عليهن سلام» . قال الزبيدي:

أخذ على النساء ما أخذ على الحيات أن ينجحرن في بيوتهن.

• حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم ثنا عبد الله بن أبي داود ثنا علي بن أبي المضاء ثنا محمد بن كثير عن ابراهيم بن أدهم قال: كان عطاء السليمي إذا استيقظ من الليل مس جلده مخافة أن يكون قد حدث في جسده شيء بذنوبه، قال:

ومرض مرضا خيف عليه الموت منه فقيل له: أما تشتهي شيئا نجيئك به؟ فقال: ما أبقى الله عز وجل في جوفي موضعا للشهوات.

‌شقيق البلخي

ومنهم الرائد العقيق. الزاهد الحقيق أبو علي البلخي شقيق.

كان شقيق بن إبراهيم البلخي أحد الزهاد من المشرق، وكان يقول:

تطرح المكاسب، والمطالب؛ في الأسباب والمذاهب. قدم للمعاد. وتنعم

ص: 58

بالوداد زلق بكفالة الوكيل فتوكل. واجتهد فيما التزم فاحتمل. وحقيقة الزهد الركون والسكون. وتحول الأعضاء والغصون. والتخلي من القرى والحصون.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الله البغدادي - سنة ثمان وخمسين - وحدثني عنه أولا عثمان بن محمد العثماني - سنة أربع وخمسين - ثنا عباس بن أحمد الشامي ثنا أبو عقيل الرصافي ثنا أحمد بن عبد الله الزاهد قال قال علي بن محمد بن شقيق: كان لجدي ثلاثمائة قرية يوم قتل بواشكرد، ولم يكن له كفن يكفن فيه، قدمه كله بين يديه، وثيابه وسيفه إلى الساعة معلق يتبركون به. قال: وقد كان خرج إلى بلاد الترك لتجارة وهو حدث إلى قوم يقال لهم الخصوصية وهم يعبدون الأصنام، فدخل إلى بيت أصنامهم وعالمهم فيه حلق رأسه ولحيته ولبس ثيابا حمراء أرجوانية فقال له شقيق: إن هذا الذي أنت فيه باطل، ولهؤلاء ولك ولهذا الخلق خالق وصانع ليس كمثله شيء، له الدنيا والآخرة، قادر على كل شيء رازق كل شيء: فقال له الخادم. ليس يوافق قولك فعلك، فقال له شقيق: كيف ذاك؟ قال: زعمت أن لك خالقا رازقا قادرا على كل شيء، وقد تغيبت إلى هاهنا لطلب الرزق ولو كان كما تقول فإن الذى رزقك هاهنا هو الذى يرزقك ثم فتريح العنا. قال شقيق: وكان سبب زهدي كلام التركي، فرجع فتصدق بجميع ما ملك وطلب العلم.

• حدثنا مخلد بن جعفر بن مخلد ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا المثنى بن جامع قال قال أبو عبد الله: سمعت شقيق بن إبراهيم يقول: كنت رجلا شاعرا فرزقني الله عز وجل التوبة، وإني خرجت من ثلاثمائة ألف درهم، وكنت مرابيا ولبست الصوف عشرين سنة، وأنا لا أعلم حتى لقيت عبد العزيز بن رواد فقال: يا شقيق ليس البيان في أكل الشعير ولا لباس الصوف والشعر، البيان المعرفة أن تعرف الله عز وجل، تعبده ولا تشرك به شيئا، والثانية الرضا عن الله عز وجل، والثالثة تكون بما في يد الله أوثق منك بما في أيدي المخلوقين. قال شقيق: فقلت له: فسر لي هذا حتى أتعلمه، قال: أما تعبد الله

ص: 59

لا تشرك به شيئا يكون جميع ما تعمله لله خالصا من صوم أو صلاة أو حج أو غزو أو عبادة فرض أو غير ذلك من أعمال حتى يكون لله خالصا، ثم تلا هذه الآية {(فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا)} .

• حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله ثنا العباس بن أحمد الشاشي ثنا أبو عقيل الرصافي ثنا أحمد بن عبد الله الزاهد قال سمعت شقيق بن إبراهيم البلخي يقول: سبعة أبواب يسلك بها طريق الزهاد: الصبر على الجوع بالسرور لا بالفتور، بالرضا لا بالجزع، والصبر على العري بالفرح لا بالحزن، والصبر على طول الصيام بالتفضل لا بالتعسف، كأنه طاعم ناعم، والصبر على الذل بطيب نفسه لا بالتكره، والصبر على البؤس بالرضا لا بالسخط، وطول الفكرة فيما يودع بطنه من المطعم والمشرب، ويكسو به ظهره من أين، وكيف، ولعل، وعسى. فإذا كان في هذه الأبواب السبعة فقد سلك صدرا من طريق الزهاد وذلك الفضل العظيم.

• حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن موسى قال سمعت سعيد بن أحمد البلخي يقول سمعت محمد بن عبيد يقول سمعت خالي محمد بن الليث يقول سمعت صادق اللفاف يقول سمعت حاتما الأصم يقول سمعت شقيقا البلخي يقول: عملت في القرآن عشرين سنة حتى ميزت الدنيا من الآخرة فأصبته في حرفين وهو قوله تعالى {(وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها، وما عند الله خير وأبقى)} .

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا قال سمعت أبا تراب الزاهد يقول قال حاتم الأصم قال شقيق: لو أن رجلا أقام مائتي سنة لا يعرف هذه الأربعة أشياء لم ينج من النار إن شاء الله: أحدها معرفة الله، والثاني معرفة نفسه، والثالث معرفة أمر الله ونهيه، والرابع معرفة عدو الله وعدو نفسه، وتفسير معرفة الله أن تعرف بقلبك أنه لا يعطي غيره ولا مانع غيره، ولا ضار غيره، ولا نافع غيره، وأما معرفة النفس أن تعرف نفسك أنك لا تنفع ولا تضر، ولا تستطيع شيئا من الأشياء، بخلاف النفس،

ص: 60

وخلاف النفس أن تكون متضرعا إليه، وأما معرفة أمر الله تعالى ونهيه أن تعلم أن أمر الله عليك وأن رزقك على الله، وأن تكون واثقا بالرزق، مخلصا في العمل وعلامة الإخلاص أن لا يكون فيك خصلتان الطمع والجزع وأما معرفة عدوا لله أن تعلم أن لك عدوا لا يقبل الله منك شيئا إلا بالمحاربة والمحاربة في القلب أن تكون محاربا مجاهدا متعبا للعدو.

• حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن عيسى بن ماهان ثنا سعيد بن العباس الرازي الصوفي ثنا أبي قال سمعت حاتما الأصم يقول قال شقيق البلخي: من عمل بثلاث خصال أعطاه الله الجنة: أولها معرفة الله عز وجل بقلبه ولسانه وسمعه وجميع جوارحه، والثاني أن يكون بما في يد الله أوثق مما في يديه، والثالث يرضى بما قسم الله له وهو مستيقن أن الله تعالى مطلع عليه، ولا يحرك شيئا من جوارحه إلا بإقامة الحجة عند الله، فذلك حق المعرفة. وتفسير الثقة بالله أن لا تسعى في طمع، ولا تتكلم في طمع ولا ترجو دون الله سواه، ولا تخاف دون الله سواه، ولا تخشى من شيء سواه، ولا يحرك من جوارحه شيئا دون الله - يعنى فى طاعته واجتناب معصيته - قال: وتفسير الرضا على أربع خصال، أولها أمن من الفقر، والثاني حب القلة والثالث خوف الضمان. قال: وتفسير الضمان أن لا يخاف إذا وقع في يده شيء من أمر الدنيا أن يقيم حجته بين يدي الله في أخذه وإعطائه على أي الوجوه كان. قال شقيق: التوكل أربعة: توكل على المال، وتوكل على النفس، وتوكل على الناس، وتوكل على الله. قال: وتفسير التوكل على المال أن تقول: ما دام هذا المال في يدي فلا أحتاج إلى أحد

(1)

فذلك توكل على الناس، ومن كان على هذا فهو جاهل كائنا من كان، وتفسير التوكل على الله أن تعرف أن الله تعالى خلقك وهو الذي ضمن رزقك وتكفل برزقك، ولم يحوجك إلى أحد، وأنت تقول بلسانك والذي يطعمني ويسقيني، فهذا التوكل على الله. وقال الله تعالى {(وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين)} {(وعلى الله فليتوكل المؤمنون)} وقال

(1)

كذا بالأصل، وفيه نقص.

ص: 61

{(إن الله يحب المتوكلين)} وتفسير من لم يتوكل على الله يصير خارجا من الإيمان ومن لم يكن بذلك مؤمنا فهو جاهل كاننا من كان.

• حدثنا محمد بن عبد الرحمن ثنا سعيد بن أحمد البلخي ثنا محمد بن عبيد ثنا محمد بن الليث قال: سمعت حامدا يقول سمعت حاتما يقول سمعت شقيقا يقول: ميز بين ما تعطي وتعطى إن كان من يعطيك أحب إليك، فأنت محب للدنيا. وإن كان من تعطيه أحب إليك فأنت محب للآخرة.

• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد وحدثني عنه أولا عثمان بن محمد قال: ثنا عباس بن أحمد الشاشي ثنا أبو عقيل الرصافي ثنا أحمد بن عبد الله قال سمعت شقيق بن إبراهيم يقول: ثلاث خصال هي تاج الزاهد، الأولى أن يميل على الهوى ولا يميل مع الهوى، والثانية ينقطع الزاهد إلى الزهد بقلبه، والثالثة أن يذكر كلما خلا بنفسه كيف مدخله في قبره وكيف مخرجه، ويذكر الجوع والعطش والعرى، وطول القيامة والحساب والصراط، وطول الحساب والفضيحة البادية، فإذا ذكر ذلك شغله عن ذكر دار الغرور، فإذا كان ذلك كان من محبي الزهاد ومن أحبهم كان معهم.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا قال قال أبو تراب سمعت محمد بن شقيق بن إبراهيم البلخي وحاتما الأصم يقولان: كان لشقيق وصيتان إذا جاءه رجل من العرب يوصيه بالعربية ويقول: توحد الله بقلبك ولسانك وشفتك، وأن تكون بالله أوثق مما في يديك، والثالث أن ترضى عن الله وإذا جاءه أعجمي قال: احفظ مني ثلاث خصال، أول خصلة أن تحفظ الحق، وأن يكون الحق إلا بالاجتماع، فإذا اجتمع الناس فقالوا: إن هذا الحق يعمل ذلك الحق يريد الثواب مع الإياس من الخلق، ولا يكون الباطل باطلا إلا بالاجتماع، فإذا اجتمعوا وقالوا: إن هذا باطل تركت هذا الباطل خوفا من الله تعالى، مع الإياس من المخلوقين، فإذا كنت تعلم هذا الشيء حق هو ام باطل فينبغي لك أن تقف حتى تعلم هذا الشيء حق هو أو باطل، فإنه حرام عليك أن تدخل في شيء من الأشياء إلا أن يكون معك بيان ذلك الشيء وعلمه.

ص: 62

• حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن عيسى بن ماهان ثنا سعيد بن العباس الصوفي الرازي ثنا أبي قال سمعت حاتما الأصم يقول قال شقيق البلخى: ثلاثة أشياء ليس بد للعبد من القيام بهن، فمن عمل بهن أدخله الله الجنة، وعاش في الدنيا بالروح والرحمة، ومن ترك واحدة منهن فليس له بد من أن يترك الاثنتين. وإن أخذ بواحدة منهن فليس له بد من أن يأخذ بهن، لأنهن متشابهات ولو شئت قلت الثلاثة في الواحدة، ولكن الثلاث أوضح وأبين، فمن تركهن وضيعهن دخل النار، ومن ترك واحدة منهن ترك الاثنين فتفقهوا وابصروا، فاذا أبصرتم فابصروا، أو لهن أن توحد الله تعالى بقلبك ولسانك وعملك، فإذا وحدته بقلبك أن لا إله غيره، ولا نافع ولا ضار غيره فإنه لا بد لك من أن تنطق به فيرتفع إلى السماء، وليس لك بد من أن تجعل عملك كله لله لا لغيره، ولا تبلغ عملك من كل

(1)

حر وحر واحد لغيره إلا طمعا فيه أو حياء أو خوفا منه، فإذا خفته وطمعت في غيره وهو مالك الأشياء ورازقها فقد اتخذت إلها غيره وأجللته وعظمته، لأنك استحييت منه وخفته وطمعت فيه، فأذهب ذلك عنك ما في قلبك من توحيد الله وسلطانه وعظمته، فاعرف ذلك، فإذا صرت مخلصا بهذا القول، عاملا له أنه لا إله إلا هو، فليكن هو أوثق عندك من الدينار والدرهم، والعم والخال، والأب والأم، ومن على ظهر الأرض، فإنك إن تكن على غير ذلك ينتقض عليك ضميرك وتوحيدك ومعرفتك إياه، فهاتان خصلتان ليس لك منهما بد، ويتبع بعضها بعضا والثالثة إذا كنت بهذه الحال فأقمت هذين الأمرين، التوحيد والإخلاص والتوكل عليه، فارض عنه ولا تسخط في شيء يحزنك، من خوف أو جوع أو طمع أو رخاء، أو شدة إياك والسخط، وليكن قلبك معه لا تزل عنه طرفة عين، فإنك إن أدخلت قلبك السخط عليه فإنك متهاون به فينتقض عليك توحيدك، فعليك بالأول التوحيد والإخلاص، فاعرف ذلك وافهم هذه الثلاث خصال تعزز بهن، وإياك أن تضيعهن فتقذف فى النار، ولا ترى

(1)

هكذا فى الاصل.

ص: 63

فى الدنيا قرة عين.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عمر بن الحسن ثنا محمد بن أبي عمران قال سمعت حاتما الأصم يقول: كنا مع شقيق البلخي ونحن مصافو الترك، في يوم لا أرى فيه إلا رؤسا تندر، وسيوفا تقطع، ورماحا تقصر، فقال لي شقيق ونحن بين الصفين: كيف ترى نفسك يا حاتم؟ تراه مثله في الليلة التي زفت إليك امرأتك؟ قلت: لا والله! قال: لكني والله أرى نفسي في هذا اليوم مثله في الليلة التي زفت فيها امرأتي. قال: ثم نام بين الصفين ودرقته تحت رأسه، حتى سمعت غطيطه، قال حاتم: ورأيت رجلا من أصحابنا فى ذلك اليوم يبكى، فقلت: مالك؟ قال: قتل أخي، قلت: حظ أخيك صار إلى الله وإلى رضوانه، قال فقال لي: اسكت، ما أبكي أسفا عليه ولا على قتله، ولكني أبكي أسفا أن أكون دريت كيف كان صبره لله عند وقوع السيف به. قال حاتم فأخذني في ذلك اليوم تركى فأضجعني للذبح فلم يكن قلبي به مشغولا، كان قلبي بالله مشغولا، أنظر ماذا يأذن الله له في، فبينا هو يطلب السكين من جفنة إذ جاءه سهم غائر فذبحه فألقاه عني.

• حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن موسى ثنا سعيد بن أحمد البلخي قال سمعت أبي يقول سمعت محمد بن عبد الله يقول سمعت خالي محمد بن الليث يقول سمعت حامدا اللفاف يقول سمعت حاتما الأصم يقول سمعت شقيق بن إبراهيم يقول: من أراد أن يعرف معرفته بالله فلينظر إلى ما وعده الله ووعده الناس بأيهما قلبه أوثق.

• حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن عيسى ثنا سعيد ابن العباس ثنا أبي قال سمعت حاتما الأصم يقول قال شقيق: ما من يوم إلا ويستخبر إبليس خبر كل آدمي سبع مرات، فإذا سمع خبر عبد تاب إلى الله عز وجل من ذنوبه صاح صيحة تجتمع إليه ذريته كلهم من المشرق والمغرب، فيقولون له: مالك يا سيدنا؟ فيقول: قد تاب فلان بن فلان، فما الحيلة في فساده؟ ويقول لهم: هل من قرابته أو من أصدقائه أو من جيرانه معكم أحد؟ فيقول

ص: 64

بعضهم لبعض: نعم! وهو من شياطين الإنس فيقول لأحدهم: اذهب إلى قرابته وقل له ما أشد ما أخذت فيه، قال: وإن لا بليس خمسة أبواب، فتقول له قرابته: إنك أخذت بالشدة فإن أخذ بقوله رجع فهلك وإلا هلك الآخر، ويقول له الآخر من قرابته: هذا الذي أخذت فيه لا يتم، فإن أخذ بقوله رجع وهلك وإلا هلك الآخر، ويقول له الثالث: كما أنت حتى تفنى ما في يديك من الحطام، فإن أخذ بقوله رجع وهلك وإلا هلك الآخر، فيأتيه الرابع فيقول له: تركت العمل فلا تعمل وأنت ليلك ونهارك في راحة لا تعمل، فيقول له الخامس: جزاك الله خيرا تبت وأخذت في عمل الآخرة، ومن مثلك والحق في يدك فإذا أجابهم فقال: إنك أخذت بالشدة يرد عليه ويقول: إني كنت قبل اليوم في شدة فأما اليوم ففي راحة حيث أردت أن أرضي ربي وأرضي الناس فمتى أرضيت ربى أسخطت الناس، ومتى ما أرضيت الناس أسخطت ربي، فأخذت اليوم في رضاء ربي الواحد القهار، وتركت الناس، فصرت اليوم حرا، وهو نت علي أمري، حيث أعبد ربي وحده لا شريك له، فإذا قال:

إنك لا تتمه فقل إنما الإتمام على الله عز وجل، وعلي أن أدخل في العمل وتمامه على الله تعالى، فإذا قال: كما أنت حتى تفني ما في يديك من الحطام، فقل له:

ففيم تخوفني وقد استيقنت أن كل شيء ليس بقولي فإني لا أقدر عليه، وما كان لي فلو دخلت في الأرض السابعة لدخل على، إذ فرغت نفسي واشتغلت بعبادة ربي، ففيم تخوفني؟ فإذا قال: إنك لم تعمل وصرت بلا عمل، فقل:

إني في عمل شديد، قد استبان لي عدو في قلبي ولن يرضى على ربى ألا ينكسر هذا العدو الذي في قلبي، وأكون ناصرا عليه في كل ما ألقى في قلبي، فأي عمل أشد من هذا؟ فإذا أجبته بهذا واستقمت على طاعة الله تعالى يجئ إليك من قبل العجب بنفسك فيقول لك: من مثلك جزاك الله خيرا وعافاك؟ فيريد أن يوقع في قلبك العجب، فقل له: إذا استبان لك أن الحق هذا والصواب في هذا العمل فما يمنعك أن تأخذ فيه إلى أن يأتيك الموت؟ فإذا أجبتهم بهذا تفرقوا عنك ولا يكون لهم عليك سبيل، فيأتون إبليس فيخبرونه فيقول لهم إبليس: إنه

ص: 65

قد أصاب الطريق والهدى فليس لكم عليه سبيل، ولكن لا يرضى بهذا حتى يدعو الناس إلى عبادة الله عز وجل، فامنعوا الناس عنه وقولوا لهم: إنه لا يحسن شيئا فلا تختلفوا إليه.

• حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن عيسى بن ماهان ثنا سعيد ابن العباس الرازي الصوفي ثنا أبي قال سمعت حاتما الأصم يقول: قال شقيق ابن إبراهيم: استتمام صلاح عمل العبد بست خصال، تضرع دائم، وخوف من وعيده، والثاني حسن ظنه بالمسلمين، والثالث اشتغاله بعيبه لا يتفرغ لعيوب الناس، والرابع يستر على أخيه عيبه ولا يفشي في الناس عيبه رجاء رجوعه عن المعصية، واستصلاح ما أفسده من قبل، والخامس ما اطلع عليه من خسة عملها استعظمها رجاء أن يرغب في الاستزادة منها، والسادسة أن يكون صاحبه عنده مصيب.

• حدثنا محمد بن الحسين بن موسى قال سمعت سعيد بن أحمد البلخي يقول سمعت أبي يقول سمعت محمد بن عبد يقول سمعت محمد بن الليث يقول سمعت حامد اللفاف يقول سمعت حاتما الأصم يقول سمعت شقيقا البلخي يقول: من لم يعرف الله بالقدرة فإنه لا يعرفه، فقيل: وكيف معرفته بالقدرة؟ قال: يعرف أن الله قادر إذا كان معه شيء أن يأخذه منه فيعطيه غيره، وإذا لم يكن معه شيء أن يعطيه، وقال: من أراد أن يعرف معرفته بالله فلينظر إلى ما وعده الله ووعده الناس، بأيهما قلبه أوثق.

• حدثنا محمد بن أحمد وحدثني عنه أولا عثمان بن محمد العثماني قال: ثنا أبو الطيب العباس بن أحمد الشاشي ثنا أبو عقيل الرصافي ثنا أحمد بن عبد الله الزاهد قال سمعت أبا علي شقيق بن إبراهيم البلخي يقول: عشرة أبواب من الزهد يسمى الرجل فيها زاهدا إذا فعلها، فإذا خالفها سمي متزهدا، والمتزهد الذي يتشبه بالزهاد في رؤيته وسمعته وخشوعه وقوله، ومدخله ومخرجه، ومطعمه وملبسه، ومركبه، وفعله وحرصه، وحب الدنيا يشهد عليه بخلافه ترى رضاه رضا الراغبين، وبساطه في كلامه وعجلته بساط الراغبين، وحسده وبغيه

ص: 66

وتطاوله وكبره وفخره وسوء خلقه وحفا لسانه وطول خوضه فيما لا يعنيه يدل على نفاق المتزهد، لا على خشوع الزاهد، فاحذر من هذه الصفة، وإذا وجدت فيمن يزعم أنه زاهد هذه الخصال التي أصفها لك فارج له أن يكون في بعض طريق الزهاد، إذا أسرته حسنة وساءته سيئة، وكره أن يحمد بما لم يفعل من البر، فأما إذا لم يفعل يكرهه كما يكره لحم الخنزير والميتة والدم، وإذا عرف هذه الخصال صرف فيها نهاره وساعاته وليلته وساعاتها، نقص أمله وطال غمه بما أمامه، فإذا شغل نفسه بغير ما خلق له طال حزنه، وعلم أنه مفتون وترك من شغله عن الطاعة في تلك الساعة، فبهذا يجدون حلاوة الزهد، وبه يحترزون من حزب الشيطان، وإن ذكر الله عندهم أحلى من العسل، وأبرد من البرد وأشفى من الماء العذب الصافي عند العطشان في اليوم الصائف، وتكون مجالستهم مع من يصف لهم الزهاد ويعظهم أحب إليهم وأشهى عندهم ممن يعطيهم الدنانير والدراهم عند الحاجة وذلك بقلوبهم لا بألسنتهم، وأن يخلو أحدهم بالبكاء على ذنوبه وعلى الخوف الشديد أن لا يقبل منه ما يعمل، ويظهر للناس من التبسم والنشاط كأنه ذو رغبة لا ذو رهبة، وأن لا يحدث نفسه أنه خير من أحد من أهل قبلته، وأن يعرف ذنوبه ولا يعرف ذنوب غيره، فإذا كانت فيه هذه الأبواب العشرة كان في طريق الزهاد، فأرجو أن يسلكه إن شاء الله، وسبعة أبواب تتلو هذه الأبواب، التواضع لله بالقلب لا بالتصنع والخضوع للحق طوعا لا بالاضطرار، وحسن المعاشرة مع من ابتلي بمعاشرتهم لا لرغبة فيما عندهم، والهرب من المنكبين على الدنيا كهرب الحمار من البيطار والنفور عنها كنفور الحمار من زئير السبع، وطلب العافية من كل ما يخاف عقابه ولا يرجو ثوابه، ومجالسة البكائين على الذنوب، والرحمة لنفسه ولأنفسهم، ومخاطبة العالمين بظاهره لا بقلبه، ولا يتخوف من الكائن بعد الموت والأهوال والشدائد، فإذا فعل ذلك سلك طريق الزهاد ونال أفضل العبادة.

• حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن عيسى بن ماهان ثنا

ص: 67

سعيد بن العباس ثنا أبي قال سمعت حاتما الأصم يقول سمعت شقيقا البلخي يقول: المؤمن مشغول بخصلتين، والمنافق مشغول بخصلتين، المؤمن بالعبر والتفكر، والمنافق مشغول بالحرص والأمل. وقال سمعت شقيقا البلخي يقول: على قلب ابن آدم أربعة حجب، إذا أيسر لم يفرح، وإن افتقر لم يحزن، وكان في الأمرين سواء،

(1)

فقد هتك سترين، فعند هذا لا يستقر الخير والحكمة في قلبه، حتى يكون فيه خصلتان، يترك فضول الشيء وفضول الكلام، فإذا كان كذلك دخل قلبه الحكمة، ونطق بها لسانه.

قال: وسمعت شقيقا يقول: أربعة أشياء قد سترت على العباد أمر الآخرة، خوف الفقر ستر خوف جهنم، وأي شيء يقول لي الناس ستر عنه أي شيء يقول لى الرب إذا فعلت هذا، وسترحب الحياة الدنيا حب الآخرة، وسترحب نعمة الحياة الدنيا وغرورها وشهواتها وظاهرها ما ترى من حسنها عن نعيم الآخرة وما أعد له فيها.

• حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا قال قال أبو تراب سمعت حاتما الأصم يقول قال شقيق: إذا ظهر الفساد في البر والبحر لا يكون شيء أغرب من هذه الأربعة: التزويج للغلبة، والبيت للعدة، والضيافة بالسنة، والجهاد بلا طمع ولا رياء. قال تفسير التزويج للغلبة رجل يخاف أن يقع في الحرام فيتزوج، وتفسير البيت للعدة أن تبني بيتا يمنعك من الحر والبرد، ولا تضرب وتدا على البيت حتى تنظر قبل الضرب فيكون لله تعالى رضى، كذلك جميع الأشياء ما كان لله رضى فتقدم عليه وإلا فاحذره، وتفسير الضيافة بالسنة لا تدخل بيتك رجلا يستحي من الحلال ويحتشم منه، فيكون في بيتك خبز مكسور فاستحييت من الرجل أن تقدمه إليه. وقد جاء في الأثر من لا يستحي من الحلال خفت مئونته وقل كبرياؤه، ومن يستحي من الحلال فهو متكبر.

• حدثنا محمد بن الحسين بن موسى قال سمعت سعيد بن أحمد البلخى

(1)

كذا بالاصل.

ص: 68

يقول سمعت أبي يقول سمعت محمد بن عبد يقول سمعت محمد بن الليث يقول سمعت حامدا يقول سمعت حاتما يقول سمعت شقيقا يقول: من خرج من النعمة ووقع في القلة فلا تكون القلة أعظم عنده من النعمة فهو في غمين، غم في الدنيا وغم في الآخرة، ومن خرج من النعمة ووقع في القلة، وكانت القلة أعظم عنده من النعمة التي خرج منها، كان في فرحين فرح الدنيا وفرح الآخرة.

• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا العباس بن أحمد الشاشي ثنا أبو عقيل الرصافي ثنا أحمد بن عبد الله الزاهد قال قال شقيق البلخي لأهل مجلسه:

أرأيتم إن أماتكم الله اليوم يطالبكم بصلاة غد، قالوا: لا، يوم لا نعيش فيه كيف يطالبنا بصلاته؟ قال شقيق: فكما لا يطالبكم بصلاة غد فأنتم لا تطلبوا منه رزق غد عسى أن لا تصيرون إلى غد. قال: وسمعت شقيقا يقول الدخول في العمل بالعلم والثبات فيه بالصبر والتسليم إليه بالإخلاص، فمن لم يدخل فيه بعلم فهو جاهل.

• حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن عيسى بن ماهان ثنا سعيد بن العباس ثنا أبي قال سمعت حاتما الأصم يقول: سمعت شقيقا البلخي يقول: لكل شيء حسن وحسن الطاعة أربعة أشياء: إذا رأى العبد نفسه في طاعة فليقل لنفسه: هذه طيبة من الله وهو الذي من بها علي، وإذا علم ذلك كسر العجب، ويكون قلبه معلقا بالثواب، فاذا علق قابه بالثواب كثر الرياء لأنه عمل ليثاب عليه، فاذا وسوس له الشيطان يقول: إنما أعمله لثواب أنتظره من الله عز وجل، فعند ذلك يغلب الشيطان بإذن الله، فإذا عمله وهو يريد الثواب من الله تعالى فقد كسر الطمع من الناس والمحمدة والثناء، وتفسير الطمع نسيان الرب، فإذا نسي الله طمع في الخلق، فهو في وقته ذلك عاقل إلا أن يكون رجلا يتلقى الأشياء من ربه وأراد بمسألته أن يؤجر الآخرة. وقال: انظر إذا أصبحت فلا يكون همك فى طلب رضى الخلق وسخطهم، ولا يكونن خوفك إلا ما قدمت من الذنوب، حتى لا تجترئ أن تزيد عليه غيره ولا يكونن استعدادك إلا للموت، فإذا كان استعدادك

ص: 69

للموت لو جعلت لك الدنيا بتريعها لم ترغب فيها.

• حدثنا الشيخ الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله قال ثنا أبو بكر أحمد ابن محمد الوراق ثنا العباس بن أحمد الشاشي ثنا أبو عقيل الرصافي ثنا أحمد بن عبد الله الزاهد قال سمعت شقيق بن إبراهيم البلخي يقول: قال إبراهيم بن أدهم أقرب الزهاد من الله عز وجل أشدهم خوفا، وأحب الزهاد إلى الله أحسنهم له عملا، وأفضل الزهاد عند الله أعظمهم فيما عنده رغبة، وأكرم الزهاد عليه أتقاهم له، وأتم الزهاد زهدا أسخاهم نفسا وأسلمهم صدرا وأكمل الزهاد زهدا أكثرهم يقينا. قال: وسمعت شقيقا يقول قال إبراهيم بن أدهم: الزاهد يكتفي من الأحاديث والقال والقيل وما كان وما يكون بقول الله تعالى {(لأي يوم أجلت، ليوم الفصل وما أدراك ما يوم الفصل، ويل يومئذ للمكذبين)} يوم يقال {(اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا)} قال إبراهيم: فبلغني أن الحسن قال في قوله {(كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا)} لكل آدمي قلادة فيها نسخة عمله، فإذا مات طويت وقلدها، فإذا بعث نشرت. وقيل {(اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا)} ابن آدم لقد أنصفك ربك وعدل عليك من جعلك حسيب نفسك، يا بن آدم فكايس عنها فإنها إن وقعت لم تنج. قال شقيق قال إبراهيم: فمن فهم هذا بقلبه استنار وأشرق وأيقن وهدي واعتصم إن شاء الله. قال شقيق: والزاهد والراغب كرجلين يريد أحدهما المشرق والآخر يريد المغرب، هل يتفقان على أمر واحد وبغيتهما مخالفة هواهما شتى؟ دعاء الراغب: اللهم ارزقني مالا وولدا وخيرا وانصرني على أعدائي وادفع عني شرورهم وحسدهم وبغيهم وبلاءهم وفتنتهم آمين. ودعاء الزاهد. اللهم ارزقني علم الخائفين. وخوف العاملين ويقين المتوكلين.

وتوكل الموقنين. وشكر الصابرين. وصبر الشاكرين. وإخبات المغلبين.

وإنابة المخبتين. وزهد الصادقين. وألحقني بالشهداء والأحياء المرزوقين.

آمين رب العالمين

• هذا دعاؤه هل من شيء من دعاء الراغب يحيط به؟ لا والله! هذا طريق وذاك طريق.

ص: 70

• حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن عيسى ثنا سعيد بن العباس ثنا أبي ثنا حاتم قال سمعت شقيقا يقول: مثل المؤمن كمثل رجل غرس نخلة وهو يخاف أن يحمل شوكا، ومثل المنافق كمثل رجل زرع شوكا وهو يطمع أن يحصد تمرا، هيهات هيهات، كل من عمل حسنا فإن الله لا يجزيه إلا حسنا ولا تنزل الابرار منازل الفجار. قال شقيق: ولو أن رجلا كتب جميع العلم لم ينتفع به حتى يكون فيه خصلتان حتى يكون فعله التفكر والعبر، وقلبه فارغا للتفكر وعينه فارغة للعبر، كلما نظر إلى شيء من الدنيا كان له عبرة.

المؤمن مشغول بخصلتين، والمنافق مشغول بخصلتين، المؤمن بالعبر والتفكر والمنافق مشغول بالحرص والأمل. وقال شقيق: أربعة أشياء من طريق الاستقامة لا يترك أمر الله لشدة تنزل به، ولا يتركه لشيء يقع في يده من الدنيا، فلا يعمل بهوى أحد ولا يعمل بهوى نفسه، لأن الهوى مذموم، ليعمل بالكتاب والسنة. وقال شقيق: متى أغفل العبد قلبه عن الله والتفكر في صنعه ومنته عليه ثم مات مات عاصيا، لأن العبد ينبغي له أن يكون قلبه أبدا مع الله، يقول:

يا رب أعطني الإيمان وعافني من البلاء واستر لي من عيوبي وارزقني واجعل نعمك متوالية علي، فهو أبدا متفكر في نعم الله عليه، فالتفكر في منة الله شكر والغفلة عنه سهو. قال شقيق ولا تكونن ممن يجمع بحرص ويحسبه بشك ويخلفه على الأعداء وينفقه فى الرياء فيؤخذ في الحساب ويعاقب عليه إن لم يعف الله عز وجل.

• حدثنا محمد بن الحسين بن موسى ثنا محمد بن سعيد البلخي قال سمعت أبي يقول سمعت محمد بن عبد يقول سمعت محمد بن الليث يقول سمعت حامدا يقول سمعت حاتما يقول سمعت شقيقا يقول: من دار حول العلو فإنما يدور حول النار، ومن دار حول الشهوات فإنما يدور حول درجاته في الجنة، ليأكلها وينقصها في الدنيا: وقال شقيق. ليس شيء أحب إلي من الضيف لأن رزقه ومئونته على الله وأجره على الله. وقال: اتق الأغنياء فإنك متى ما عقدت قلبك معهم وطمعت فيهم فقد اتخذتهم ربا من دون الله عز وجل.

ص: 71

أسند شقيق عن جماعة، فمما يعرف بمفاريده. ما حدثناه

أبو القاسم زيد بن علي بن أبي بلال ثنا علي بن مهرويه ثنا يوسف بن حمدان ثنا أبو سعيد البلخي ثنا شقيق بن إبراهيم الزاهد ثنا عباد بن كثير عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تجلسوا مع كل عالم إلا مع عالم يدعوكم من خمس إلى خمس، من الشك إلى اليقين ومن العداوة إلى النصيحة، ومن الكبر إلى التواضع، ومن الريا إلى الإخلاص، ومن الرغبة إلى الرهبة» أبو سعيد اسمه محمد بن عمرو بن حجر. ورواه أيضا أحمد بن عبد الله عن شقيق.

• حدثنا أبو سعد عبد الرحمن بن محمد بن محمد الإدريسي ثنا أحمد بن نصر الأعمش البخاري ثنا سعيد بن محمود ثنا عبد الله بن محمد الأنصاري ثنا أحمد بن عبد الله ثنا شقيق بن إبراهيم الزاهد عن عباد بن كثير مثله. رواه يحيى بن خالد المهلبي عن شقيق فخالفهما.

• حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن محمد ثنا محمد ابن الفضل القاضي بسمرقند ثنا محمد بن زكريا الفارسي ببلخ ثنا محمد بن خالد ثنا شقيق ثنا عباد عن أبان عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. وهذا الحديث كلام كان شقيق كثيرا ما يعظ به أصحابه والناس، فوهم فيه الرواة فرفعوه وأسندوه.

• حدثنا أبو يعلى الحسين بن محمد الزبيري ثنا محمد بن محمد بن علي الطوسي ثنا أبو نصر أحمد بن أحيد البلخي ثنا أبو صالح مسلم بن عبد الرحمن مستملي عمر بن هارون حدثني أبو علي شقيق بن إبراهيم الزاهد ثنا عباد بن كثير عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يتوضأ منه» .

• حدثنا سعيد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو محمد ثنا خلف بن المفضل البلخي ثنا محمد بن حمدان ببلخ ثنا أبو بكر محمد بن أبان مستملي وكيع ثنا شقيق بن إبراهيم الزاهد - وكنيته أبو علي - عن إسرائيل بن يونس عن ثوير بن أبي فاختة عن أمه أن الوليد بن عقبة نقص التكبير فقال عبد الله ابن مسعود نقصوها نقصهم الله، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم

ص: 72

يكبر كلما ركع وكلما سجد وكلما رفع.

• حدثنا سعيد بن محمد ثنا خلف بن الفضل ثنا محمد بن حمدان ثنا محمد ابن أبان ثنا شقيق عن إسرائيل عن ثوير عن عبد الله بن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «كان يصوم يوم عاشوراء» .

• أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي - في كتابه - وحدثني عنه منصور بن أحمد بن حميد المعدل ثنا الحسين بن داود ثنا شقيق بن إبراهيم ثنا أبو هاشم الأيلي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يا بن آدم: لا تزال قدمك يوم القيامة بين يدي الله عز وجل حتى تسأل عن أربعة، عن عمرك فيما أفنيته، وعن جسدك فيما أبليته ومالك من أين اكتسبته وأين أنفقته.

‌حاتم الأصم

ومنهم الموثر للأدوم والأعم والآخذ بالألزم والأقوم أبو عبد الرحمن حاتم الأصم. توكل فسكن وأيقن فركن.

وقيل إن التصوف التنقي من الشكوك، والتوقي في السلوك.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عمر بن الحسن الحلبي ثنا محمد بن أبي عمران قال سمعت حاتما الأصم - وكان من جملة أصحاب شقيق البلخي - وسأله رجل فقال: علا م بنيت أمر هذا في التوكل؟ قال على خصال أربع علمت أن رزقي لا يأكله غيري فاطمأنت به نفسي وعلمت أني لا أخلو من عين الله حين كنت فأنا مستحي منه.

• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب ثنا العباس بن أحمد الشاشي ثنا أبو عقيل الرصافي ثنا أحمد بن عبد الله قال قيل لحاتم غلام شقيق علام بنيت علمك قال على أربع على فرض لا يؤديه غيري فأنا به مشغول وعلمت أن رزقي لا يجاوزني إلى غيري فقد وثقت به وعلمت أني لا أخلو من عين الله طرفة عين فأنا منه مستحي، وعلمت أن لي أجلا يبادرنى فأبادره.

ص: 73

• حدثنا أحمد بن محمد بن موسى ثنا أبو خليفة ثنا الرياشي قال قيل للرشيد إن حاتما الاصم قد اعتزل الناس فى قبة له منذ ثلاثين سنة لا يحتاج إلى الناس في شيء من أمور الدنيا ولا يكلمهم إلا عند مسألة لا بدله من الجواب لعله لبس به قد ورثته إياه الوحدة وقيل إنه عاقل فقال سأمتحنه فندب له أربعة محمد ابن الحسن والكسائي وعمرو بن بحر ورجلا آخر أحسبه الاصمعى فجاءوا حتى وقفوا تحت قبته ونادى أحدهم يا حاتم يا حاتم فلم يجبهم حتى قيل بحق معبودك إلا أجبتنا فأخرج رأسه وقال يا أهل الحيرة هذه يمين مؤمن لكافر وكافر لمؤمن، لم خصصتموني بالمعبود دونكم؟ ولكن الحق جرى على ألسنتكم لأنكم اشتغلتم بعبادة الرشيد عن طاعة الله. فقال أحدهم: ما علمك بأنا خدام الرشيد قال: من لم يرض من الدنيا إلا بمثل حالكم لا يزل عن مطلبه إلى قصد من لا يخبره، ولا يد علي من الرشيد وأشباهه. فقال له عمرو بن بحر: لم اعتزلت الناس وفيهم من تعلم وفيهم من يقدر على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ قال: صدقت ولكن بينهم سلاطين الجور يفتنونا عن ديننا، فالتخلي منهم أولى، قال: فعلام وطنت نفسك فى العزلة وثبت عليه أمرك؟ قال: علمت أن القليل من الرزق يكفيني فأقللت الحركة في طلبه، وأن فرضي لا يقبل إلا مني فأنا مشغول بأدائه وأن أجلى لا بد يأتيني فأنا منتظر له وأنا لا أغيب عن عين من خلقني فأستحي منه أن يراني وأنا مشغول بغير ما وجب له محمد ثم رد باب القبة وحلف أن لا يكلمهم فرجعوا إلى الرشيد وقد حكموا أنه أعقل أهل زمانه.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم حدثني علوان بن الحسين الربعي ثنا رباح بن الهروي قال: مر عصام بن يوسف بحاتم الأصم وهو يتكلم في مجلسه فقال: يا حاتم تحسن تصلى؟ قال نعم قال؟ كيف تصلى؟ قال حاتم أقوم بالأمر وأمشي بالخشية وأدخل بالنية وأكبر بالعظمة وأقرأ بالترتيل والتفكر وأركع بالخشوع وأسجد بالتواضع وأجلس للتشهد بالتمام وأسلم بالسبل والسنة وأسلمها بالإخلاص إلى الله عز وجل وأرجع

ص: 74

على نفسي بالخوف أخاف أن لا يقبل مني وأحفظه بالجهد إلى الموت. قال: تكلم فأنت تحسن تصلى.

• حدثنا عثمان بن محمد العثماني ثنا محمد بن أحمد البغدادي ثنا عبد الله بن سهل الرازي قال سمعت حاتما الأصم يقول من أصبح وهو مستقيم في أربعة أشياء فهو يتقلب في رضا الله، أولها الثقة بالله ثم التوكل ثم الإخلاص ثم المعرفة، والأشياء كلها تتم بالمعرفة.

• حدثنا محمد بن الحسين بن موسى قال سمعت سعيد بن أحمد البلخي يقول سمعت أبي يقول سمعت محمد بن عبد يقول سمعت محمد بن الليث يقول سمعت حامدا اللفاف يقول سمعت حاتما الأصم يقول: تعاهد نفسك في ثلاث مواضع، إذا عملت فاذكر نظر الله تعالى عليك، وإذا تكلمت فانظر سمع الله منك، وإذا سكت فانظر علم الله فيك.

• حدثنا محمد بن الحسين قال سمعت سعيد بن أحمد يقول سمعت أبي يقول سمعت محمد بن عبد يقول سمعت محمد بن الليث يقول سمعت حامدا يقول سمعت حاتما يقول: من ادعى ثلاثا بغير ثلاث فهو كذاب، من ادعى حب الله بغير ورع عن محارمه فهو كذاب ومن ادعى حب الجنة من غير إنفاق ماله فهو كذاب، ومن ادعى حب النبي صلى الله عليه وسلم من غير حب الفقراء فهو كذاب.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو تراب الزاهد قال:

جاء رجل إلى حاتم الأصم فقال: يا أبا عبد الرحمن أي شيء رأس الزهد ووسط الزهد وآخر الزهد فقال: رأس الزهد الثقة بالله، ووسطه الصبر، وآخره الإخلاص قال حاتم: وأنا أدعو الناس إلى ثلاثة أشياء: إلى المعرفة وإلى الثقة وإلى التوكل، فأما معرفة القضاء فأن تعلم أن القضاء عدل منه فإذا علمت أن ذلك عدل منه فإنه لا ينبغي لك أن تشكو إلى الناس أو تهتم أو تسخط، ولكنه ينبغي لك أن ترضى وتصبر. وأما الثقة فالاياس من المخلوقين، وعلامة الإياس أن ترفع القضاء من المخلوقين فإذا رفعت القضاء منهم استرحت منهم واستراحوا منك،

ص: 75

وإذا لم ترفع القضاء منهم فإنه لا بد لك أن تتزين لهم وتتصنع لهم، فإذا فعلت ذلك فقد وقعت في أمر عظيم، وقد وقعوا في أمر عظيم وتصنع فإذا وضعت عليهم الموت فقد رحمتهم وأيست منهم، وأما التوكل فطمأنية القلب بموعود الله تعالى، فإذا كنت مطمئنا بالموعود استغنيت غنى لا تفتقر أبدا. قال حاتم: والزهد اسم والزاهد الرجل، وللزهد ثلاث شرايع، أولها الصبر بالمعرفة والاستقامة على التوكل والرضا بالعطاء، فأما تفسير الصبر بالمعرفة فإذا أنزلت الشدة أن تعلم بقلبك أن الله عز وجل يراك على حالك وتصبر وتحتسب وتعرف ثواب ذلك الصبر، ومعرفة ثواب الصبر أن تكون مستوطن النفس فى ذلك الصبر، وتغلم أن لكل شيء وقتا، والوقت على وجهين إما أن يجئ الفرج وإما أن يجئ الموت، فإذا كان هذان الشيئان عندك فأنت حينئذ عارف صابر، وأما الاستقامة على التوكل فالتوكل إقرار باللسان وتصديق بالقلب، فإذا كان مقرا مصدقا أنه رازق لا شك فيه فإنه يستقيم، والاستقامة على معنيين، أن تعلم أن شيئا لك وشيئا لغيرك، وأن كل شيء لك لا يفوتك، والذي لغيرك لا تناله ولو احتلت بكل حيلة، فإذا كان مالك لا يفوتك فينبغي لك أن تكون واثقا ساكنا فإذا علمت أنك لا تنال ما لغيرك فينبغي لك أن لا تطمع فيه. وعلامة صدق هذين الشيئين أن تكون مشتغلا بالمعروض. وأما الرضا بالعطاء فالعطاء ينزل على وجهين عطاء تهوى أنت فيجب عليك الشكر والحمد، وأما العطاء الذي لا تهوى فيجب عليك أن ترضى وتصبر.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ثنا أبو تراب قال قال حاتم الأصم: الرياء على ثلاثة أوجه وجه الباطن ووجهان الظاهر فأما الظاهر فالإسراف والفساد فإنه جوز لك أن تحكم أن هذا رياء لا شك فيه فإنه لا يجوز في دين الله الإسراف والفساد، وأما الباطن فإذا رأيت الرجل يصوم ويتصدق فإنه لا يجوز لك أن تحكم عليه بالرياء، فإنه لا يعلم ذلك إلا الله سبحانه وتعالى. وقال حاتم: لا أدري أيهما أشد على الناس، اتقاء العجب أو الرياء؟ العجب داخل فيك والرياء يدخل عليك، العجب أشد عليك من

ص: 76

الرياء، ومثلهما أن يكون معك في البيت كلب عقور وكلب آخر خارج البيت فأيهما أشد عليك؟ معك أو الخارج الداخل، فالداخل العجب والخارج الرياء.

• حدثنا أحمد بن إسحاق قال سمعت أبا بكر بن أبي عاصم قال سمعت أبا تراب الزاهد يقول سمعت حاتما الأصم يقول قال لي شقيق البلخي: اصحب الناس كما تصحب النار، خذ منفعتها واحذر أن تحرقك.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ثنا أبو تراب قال قال حاتم الأصم: الحزن على وجهين حزن لك وحزن عليك، فأما الذي عليك فكل شيء فاتك من الدنيا فتحزن عليه فهذا عليك، وكل شيء فاتك من الآخرة وتحزن عليه فهو لك. تفسيره إذا كان معك درهمان فسقطا منك وحزنت عليهما فهذا حزن للدنيا، وإذا خرجت منك زلة أو غيبة أو حسد أو شيء مما تحزن عليه وتندم فهو لك.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو تراب قال قال حاتم: إذا رأيتم من الرجل ثلاث خصال فاشهدوا له بالصدق، إذا كان لا يحب الدراهم ويسكن قلبه بهذين الرغيفين ويعزل قلبه من الناس. وقال حاتم: إذ تصدقت بالدراهم فإنه ينبغي لك خمسة أشياء: أما واحد فلا ينبغي لك أن تعطي وتطلب الزيادة، ولا ينبغي لك أن تعطي من ملامة الناس، ولا ينبغي لك أن تمن على صاحبه، ولا ينبغي لك إذا كان عندك درهمان فتعطى واحدا تأمن هذا الذي بقي عندك، ولا ينبغي لك أن تعطي تبتغي الثناء. وقال: مثلهما مثل رجل يكون له دار فيها غنم له وللدار خمسة أبواب وخارج الدار ذئب يدور حولها، فإن أخذت أربعة أبواب وبقي واحد دخل الذئب وقتل الغنم كلها، وهكذا إذا تصدقت وأردت من هذه الخمسة الأشياء شيئا واحدا فقد أبطلت الصدقة.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو تراب قال قال حاتم الأصم: التوبة أن تتنبه من الغفلة وتذكر الذنب وتذكر لطف الله وحكم الله وستر الله، إذا أذنبت لم تأمن الأرض والسماء أن يأخذاك، فإذا رأيت حكمه رأيت أن ترجع من الذنوب مثل اللبن إذا خرج من الضرع لا يعود إليه، فلا تعد إلى

ص: 77

الذنب كما لا يعود اللبن في الضرع، وفعل التائب في أربعة أشياء، أن تحفظ اللسان من الغيبة والكذب والحسد واللغو والثاني أن تفارق أصحاب السوء، والثالث إذا ذكر الذنب تستحيى من الله، والرابع تستعد للموت. وعلامة الاستعداد أن لا تكون في حال من الأحوال غير راض من الله، فإذا كان التائب هكذا يعطيه الله أربعة أشياء أولها يحبه كما قال تعالى {(يحب التوابين ويحب المتطهرين)} ثم يخرج من الذنب كأنه لم يذنب قط، كما قال صلى الله عليه وسلم:«التائب من الذنب كمن لا ذنب له» . والثالث يحفظه من الشيطان لا يكون له عليه سبيل والرابع يؤمنه من النار قبل الموت، كما قال تعالى {(ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون)} ويجب على الخلق أربعة أشياء ينبغي لهم أن يحبوا هذا التائب كما يحبه الله تعالى ويدعوا له بالحفظ ويستغفروا له كما تستغفر له الملائكة، قال الله تعالى {(فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم)} إلخ ويكرهوا له ما يكرهون لأنفسهم: والرابع أن ينصحوا للتائب كما ينصحون لأنفسهم.

• وحدثنا محمد بن الحسين بن موسى قال سمعت نصر بن أبي نصر يقول سمعت أحمد بن سليمان الكفر سلانى يقول:

وجدت في كتابي عن حاتم الأصم أنه قال: من دخل في مذهبنا هذا فليجعل في نفسه أربع خصال من الموت، موتا أبيض وموتا أسود وموتا أحمر وموتا أخضر، فالموت الأبيض الجوع، والموت الأسود احتمال أذى الناس، والموت الأحمر مخالفة النفس، والموت الأخضر طرح الرقاع بعضها على بعض، وقال حاتم: كان يقال العجلة من الشيطان إلا في خمس، إطعام الطعام إذا حضر الضيف، وتجهيز الميت إذا مات، وتزويج البكر إذا أدركت، وقضاء الدين إذا وجب، والتوبة من الذنب إذا أذنب.

• حدثنا محمد بن الحسين قال سمعت أبا علي سعيد بن أحمد البلخي يقول سمعت أبي يقول سمعت محمد بن عبد الله يقول: سمعت محمد بن الليث يقول سمعت حامدا يقول سمعت حاتما يقول: لكل قول صدق ولكل صدق فعل ولكل فعل صبر ولكل حسنة إرادة ولكل إرادة أثرة. وقال حاتم: أصل

ص: 78

الطاعة ثلاثة أشياء، الخوف والرجاء والحسب، وأصل المعصية ثلاثة أشياء، الكبر والحرص والحسد. وقال حاتم: المنافق ما أخذ من الدنيا أخذ بحرص ويمنع بالشك وينفق بالرياء والمؤمن يأخذ بالخوف ويمسك بالشدة وينفق لله خالصا في الطاعة.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم قال سمعت أبا تراب يقول سمعت حاتما الأصم يقول سمعت شقيقا يقول الكسل عون على الزهد.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم قال سمعت أبا تراب يقول سمعت حاتما يقول لي: أربعة نسوة وتسعة من الأولاد ما طمع الشيطان أن يوسوس إلي في شيء من أرزاقهم.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ثنا أبو تراب ثنا حاتم الأصم قال: لا يغلب المؤمن عن خمسة أشياء عن الله عز وجل وعن القضاء وعن الرزق وعن الموت وعن الشيطان.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ثنا أبو تراب قال قال شقيق لحاتم الأصم: مذ أنت صحبتني أي شيء تعلمت؟ قال:

ست كلمات، قال: أولهن؟ قال: رأيت كل الناس في شك من أمر الرزق وإني توكلت على الله تعالى، {(وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها)} ، فعلمت أني من هذه الدواب واحد فلم أشغل نفسى بشيء قد تكفل لي به ربي، قال:

أحسنت فما الثانية؟ قال: رأيت لكل إنسان صديقا يفشي إليه سره ويشكو إليه أمره، فقلت: أنظر من صديقي فكل صديق وأخ رأيته قبل الموت فأردت أن أتخذ صديقا يكون لي بعد الموت، فصادقت الخير ليكون معي إلى الحساب، ويجوز معي إلى الصراط، ويثبتني بين يدى الله عز وجل. قال:

أصبت، فما الثالثة؟ قال: رأيت كل الناس لهم عدو فقلت أنظر من عدوي، فأما من لتا بنى فليس عدوي، وأما من أخذ مني شيئا فليس هو عدوي، ولكن عدوي الذي إذا كنت في طاعة الله أمرني بمعصية الله، فرأيت ذلك إبليس وجنوده فاتخذتهم عدوا، فوضعت الحرب بيني وبينهم، ووترت

ص: 79

قوسي ووصلت سهمي فلا أدعه يقربني. قال: أحسنت، فما الرابعة؟ قال:

رأيت الناس لهم طالب كل واحد منهم يوما واحدا، فرأيت ذلك ملك الموت ففرغت له نفسي حتى إذا جاء لا ينبغي أن أمسكه فأمضى معه. قال: أحسنت، فما الخامسة؟ قال: نظرت في هذا الخلق فأحببت واحدا وأبغضت واحدا، فالذي أحببته لم يعطني، والذي أبغضته لم يأخذ مني شيئا فقلت: من أين أتيت هذا؟ فرأيت أني أتيت هذا من قبل الحسد، فطرحت الحسد من قلبي فأحببت الناس كلهم، فكل شيء لم أرضه لنفس لم أرضه لهم، قال: أحسنت، فما السادسة؟ قال: رأيت الناس كلهم لهم بيت ومأوى، ورأيت مأواي القبر فكل شيء قدرت عليه من الخير قدمته لنفسي حتى أعمر قبري، فإن القبر إذا لم يكن عامرا لم يستطع القيام فيه. فقال شقيق: عليك بهذه الخصال الستة فإنك لا تحتاج إلى علم غيره.

• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا العباس بن أحمد الشاشي ثنا أبو عقيل الرصافي ثنا أبو عبد الله الخواص - وكان من أصحاب حاتم - قال: دخلت مع أبي عبد الرحمن حاتم الأصم الري ومعنا ثلاثمائة وعشرون رجلا نريد الحج، وعليهم الصوف والذرنيانقات، ليس معهم شراب ولا طعام، فدخلنا الري فدخلنا على رجل من التجار متنسك يحب المتقشفين، فأضافنا تلك الليلة، فلما كان من الغد قال لحاتم: يا أبا عبد الرحمن لك حاجة؟ فإني أريد أن أعود فقيها لنا هو عليل، فقال حاتم: إن كان لكم فقيه عليل فعيادة الفقيه لها فضل، والنظر إلى الفقيه عبادة، وأنا أيضا أجئ معك - وكان العليل محمد بن مقاتل قاضي الري - فقال: سر بنا يا أبا عبد الرحمن، فجاءوا إلى الباب فإذا باب مشرف حسن، فبقي حاتم متفكرا باب عالم على هذه الحال، ثم أذن لهم فدخلوا فإذا دار نور وإذا فوة وأمتعة وستور وجمع، فبقي حاتم متفكرا، ثم دخل إلى المجلس الذي هو فيه، فإذا بفرش وطيئة، وإذا هو راقد عليها وعند رأسه غلام ومدية، فقعد الرازى وسأله به، وحاتم قائم، فأومى إليه ابن مقاتل اقعد، فقال: لا أقعد، فقال له ابن مقاتل: لعل لك حاجة، قال: نعم! قال

ص: 80

وما هي؟ قال: مسألة أسألك عنها، قال: سلني! قال نعم! فاستو حتى أسألكها، فأمر غلمانه فأسندوه، فقال له حاتم: علمك هذا من أين جئت به؟ قال الثقات حدثوني به، قال: عن من؟ قال: عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم من أين جاء به؟ قال عن جبريل عليه السلام، قال حاتم: ففيم أداه جبريل عن الله، وأداه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأداه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه، وأداه أصحابه إلى الثقات، وأداه الثقات إليك، هل سمعت في العلم من كان في داره أمير أو منعة أكثر كانت له المنزلة عند الله أكثر؟ قال: لا! قال: فكيف سمعت من زهد في الدنيا ورغب في الآخرة وأحب المساكين وقدم لآخرته كان له عند الله المنزلة أكثر؟ قال: حاتم فأنت بمن اقتنعت؟ بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والصالحين؟ أم بفرعون ونمروذ أول من بنى بالجص والآجر، يا علماء السوء مثلكم يراه الجاهل الطالب للدنيا الراغب فيها، فيقول:

العالم على هذه الحالة لا أكون أنا شرا منه، وخرج من عنده، فازداد ابن مقاتل مرضا، فبلغ ذلك أهل الري ما جرى بينه وبين ابن مقاتل، فقالوا له: يا أبا عبد الرحمن إن الطنافسي بقزوين أكثر شيء من هذا، قال فسار إليه متعمدا فدخل عليه فقال: رحمك الله، أنا رجل أعجمي أحب أن تعلمني أول مبتدأ ديني ومفتاح صلاتى، كيف أتوضأ للصلاة، قال نعم وكرامة، يا غلام، إناء فيه ماء، فأتى بإناء فيه ماء فقعد الطنافسي فتوضأ ثلاثا ثلاثا ثم قال: يا هذا هكذا فتوضأ. قال حاتم: مكانك يرحمك الله حتى أتوضأ بين يديك فيكون أوكد لما أريد، فقام الطنافسى فقعد الحاتم فتوضأ ثلاثا حتى إذا بلغ غسل الذراعين غسل أربعا فقال له الطنافسي: يا هذا أسرفت، قال له حاتم فيما ذا؟ قال: غسلت ذراعيك أربعا، قال حاتم: يا سبحان الله!! أنا في كف من ماء أسرفت، وأنت في هذا الجمع كله لم تسرف؟ فعلم الطنافسي أنه أراده بذلك، لم يرد أن يتعلم منه شيئا، فدخل إلى البيت فلم يخرج إلى الناس أربعين يوما، وكتب إلى تجار الري وقزوين بما جرى بينه وبين ابن مقاتل والطنافسي، فلما دخل

ص: 81

بغداد اجتمع إليه أهل بغداد فقالوا له: يا أبا عبد الرحمن أنت رجل ألكن أعجمي ليس يكلمك أحد إلا قطعته، قال: معي ثلاث خصال بهن أظهر على خصمي، قالوا: أي شيء هي؟ قال: أفرح إذا أصاب خصمي، وأحزن إذا أخطأ، وأحفظ نفسي أن لا أتجهل عليه، فبلغ ذلك أحمد بن حنبل فقال سبحان الله ما أعقله قوموا بنا حتى نسير إليه، فلما دخلوا قالوا له: أبا عبد الرحمن ما السلامة من الدنيا؟ قال حاتم. يا أبا عبد الله لا تسلم من الدنيا حتى يكون معك أربع خصال قال: أي شيء هي يا أبا عبد الرحمن؟ قال: تغفر للقوم جهلهم، وتمنع جهلك عنهم، وتبذل لهم شيئك، وتكون من شيئهم آيسا. فإذا كان هذا سلمت. ثم سار إلى المدينة فاستقبله أهل المدينة فقال: يا قوم أي مدينة هذه؟ قالوا مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأين قصر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصلي فيه ركعتين؟ قالوا: ما كان له قصر، إنما كان له بيت لاطي قال: فأين قصور أصحابه بعده؟ قالوا: ما كان لهم قصور، إنما كان لهم بيوت لاطئة، قال حاتم: يا قوم فهذه مدينة فرعون وجنوده، فذهبوا به إلى السلطان فقالوا: هذا العجمي يقول: هذه مدينة فرعون وجنوده، قال الوالي: ولم ذاك؟ قال حاتم: لا تعجل علي، أنا رجل عجمي غريب دخلت المدينة فقلت:

مدينة من هذه؟ قالوا مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: فأين قصر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصلي فيه ركعتين؟ قالوا: ما كان له قصر، إنما كان له بيت لاطئ، قلت فلا صحابه بعده، قالوا: ما كان لهم قصور، إنما كان لهم بيوت لاطية، وقال الله تعالى:{(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)} فأنتم بمن تأسيتم؟ برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟ أو بفرعون أول من بنى بالجص والآجر؟ فخلوا عنه وعرفوه، فكان حاتم كلما دخل المدينة يجلس عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم يحدث ويدعو، فاجتمع علماء المدينة فقالوا: تعالوا حتى نخجله فى مجلسه، فجاءوه ومجلسه غاص بأهله، فقالوا يا أبا عبد الرحمن! مسألة نسألك، قال: سلوا، قالوا: ما تقول في رجل يقول اللهم ارزقني؟ قال حاتم: متى طلب هذا الرزق، في الوقت أم قبل الرزق؟ قالوا

ص: 82

ليس يفهم هذا يا أبا عبد الرحمن، قال: إن كان هذا العبد طلب الرزق من ربه في وقت الحاجة فنعم، وإلا فأنتم عندكم حرث ودراهم في أكياسكم، وطعام في منازلكم، وأنتم تقولون: اللهم ارزقنا، قد رزقكم الله فكلوا وأطعموا إخوانكم، حتى قالها ثلاثا، فسلوا الله حتى يعطيكم، أنت عسى تموت غدا وتخلف هذا على الأعداء وأنت تسأله أن يرزقك زيادة، فقال علماء أهل المدينة:

نستغفر الله يا أبا عبد الرحمن، إنما أردنا بالمسألة تعنتا.

• حدثنا محمد بن الحسين بن موسى قال سمعت سعيد بن أحمد البلخي يقول سمعت أبي يقول سمعت محمدا يقول سمعت خالي محمد بن الليث يقول سمعت حاتما يقول: اطلب نفسك في أربعة أشياء، العمل الصالح بغير رياء، والأخذ بغير طمع، والعطاء بغير منة، والإمساك بغير بخل، وقال رجل لحاتم: عظني! قال: إن كنت تريد أن تعصي مولاك فاعصه في موضع لا يراك.

وقال رجل لحاتم: ما تشتهي؟ قال: أشتهي عافية يومي إلى الليل، فقيل له أليست الأيام كلها عافية؟ قال: إن عافية يومي أن لا أعصي الله فيه، وقال حاتم:

الشهوة في ثلاث في الأكل والنظر واللسان، فاحفظ اللسان بالصدق والأكل بالثقة، والنظر بالعبرة.

قال الشيخ رحمه الله: اختلف في اسم أبيه فقيل حاتم بن عنوان، وقيل حاتم بن يوسف، وقيل حاتم بن عنوان بن يوسف، وهو مولى للمثنى بن يحيى المحاربي قليل الحديث.

• حدثنا أبو الحسين محمد بن محمد بن أحمد - المؤذن بنيسابور - ثنا محمد ابن الحسين بن علي ثنا محمد بن الحسين بن علوية ثنا يحيى بن الحارث ثنا حاتم بن عنوان الأصم ثنا سعيد بن عبد الله الماهياني ثنا إبراهيم بن طهمان بنيسابور ثنا مالك عن الزهري عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صل صلاة الضحى فانها صلاة الأبرار، وسلم إذا دخلت بيتك يكثر خير بيتك» .

ص: 83

‌الفضيل بن عياض

ومنهم الراحل من المفاوز والقفار إلى الحصون والحياض، والناقل من المهالك والسباخ إلى الغصون والرياض. أبو علي الفضيل بن عياض.

كان من الخوف نحيفا. وللطواف أليفا.

وقيل إن التصوف المبادرة في السفر، والمساهرة في الحضر.

• حدثنا أبي ومحمد بن جعفر بن يوسف قالا: ثنا محمد بن جعفر ثنا إسماعيل بن يزيد ثنا إبراهيم بن الأشعث قال: ما رأيت أحدا كان الله في صدره أعظم من الفضيل، كان إذا ذكر الله أو ذكر عنده أو سمع القرآن ظهر به من الخوف والحزن، وفاضت عيناه وبكى حتى يرحمه من بحضرته، وكان دائم الحزن شديد الفكرة، ما رأيت رجلا يريد الله بعلمه وأخذه وإعطائه ومنعه وبذله وبغضه وحبه وخصاله كلها غيره - يعني الفضيل -.

• حدثنا أبي ومحمد قالا: ثنا محمد بن جعفر ثنا إسماعيل بن يزيد ثنا إبراهيم بن الأشعث قال: كنا إذا خرجنا مع الفضيل في جنازة لا يزال يعظ ويذكر ويبكى حتى لكأنه يودع أصحابه، ذاهب إلى الآخرة حتى يبلغ المقابر فيجلس، فكأنه بين الموتى جلس من الحزن والبكاء حتى يقوم، ولكأنه رجع من الآخرة يخبر عنها.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عمر بن بحر الأسدي ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا محمد بن حاتم قال قال الفضيل: لو خيرت بين أن أبعث فأدخل الجنة وبين أن لا أبعث لا اخترت أن لا أبعث، قلت لمحمد بن حاتم هذا من الحياء؟ قال: نعم! هذا من طريق الحياء من الله عز وجل.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا يحيى الداري ثنا محمد بن علي بن الحسن ابن شقيق قال سمعت أبا إسحاق يقول قال الفضيل بن عياض: لو خيرت بين أن أعيش كلبا وأموت كلبا ولا أرى يوم القيامة لاخترت أن أعيش كلبا وأموت كلبا ولا أرى يوم القيامة.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا إبراهيم

ص: 84

الثقفي حدثني محمد بن شجاع أبو عبد الله عن سفيان بن عيينة قال: ما رأيت أحدا أخوف من الفضيل وأبيه.

• حدثنا عبد الله ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا الفيض بن إسحاق قال سمعت فضيلا يقول: والله لأن أكون هذا التراب أو هذا الحائط أحب إلي من أن أكون في مسلخ أفضل أهل الأرض اليوم، وما يسرني أن أعرف الأمر حق معرفته إذا لطاش عقلي، ولو أن أهل السماء وأهل الأرض طلبوا أن يكونوا ترابا فشفعوا كانوا قد أعطوا عظيما، ولو أن جميع أهل الأرض من جن وإنس والطير الذي في الهواء، والوحش الذي في البر، والحيتان التي في البحر، علموا الذي يصيرون إليه ثم حزنوا لك وبكوا كنت موضع ذلك، فأنت تخاف الموت أو تعرف الموت، لو أخبرتني أنك تخاف الموت ما قبلت منك، ولو خفت الموت ما نفعك طعام ولا شراب ولا شيء في الدنيا. وقال: سأل داود عليه السلام ربه أن يلقي الخوف في قلبه ففعل فلم يحتمله قلبه، وطاش عقله، حتى ما كان يفعل صلاة ولا ينتفع بشيء، فقال له: تحب أن ندعك كما أنت أو نردك إلى ما كنت عليه؟ قال: ردني، فرد الله إليه عقله.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا المفضل بن محمد الجندي ثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: أنت تخاف الموت؟ لو قلت أنك تخاف الموت ما قبلت منك، ولو خفت الموت ما نفعك طعام أو شراب ولا شيء من الدنيا، ولو عرفت الموت حق معرفته ما تزوجت ولا طلبت الولد، وقال الفضيل: ما يسرني أن أعرف هذا الأمر حق معرفته، إذا لطاش عقلي، ولم أنتفع بشيء.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا المفضل بن محمد ثنا إسحاق بن إبراهيم قال قال رجل للفضيل: كيف أصبحت يا أبا علي؟ - فكان يثقل عليه كيف أصبحت وكيف أمسيت - فقال: في عافية، فقال: كيف حالك؟ فقال: عن أي حال تسأل؟ عن حال الدنيا أو حال الآخرة؟ إن كنت تسأل عن حال الدنيا فإن الدنيا قد مالت بنا وذهبت بنا كل مذهب، وإن كنت تسأل عن حال الآخرة فكيف

ص: 85

ترى حال من كثرت ذنوبه، وضعف عمله وفنى عمره، ولم يتزود لمعاده، ولم يتأهب للموت، ولم يخضع للموت، ولم يتشمر للموت، ولم يتزين للموت، وتزين للدنيا، هيه. وقعد يحدث - يعني نفسه - واجتمعوا حولك يكتبون عنك، بخ فقد تفرغت للحديث، ثم قال: هاه - وتنفس طويلا - ويحك أنت تحسن تحدث، أو أنت أهل أن يحمل عنك، استحيي يا أحمق بين الحمقان، لولا قلة حيائك وسفاهة وجهك ما جلست تحدث وأنت أنت، أما تعرف نفسك؟ أما تذكر ما كنت: وكيف كنت؟ أما لو عرفوك ما جلسوا إليك، ولا كتبوا عنك، ولا سمعوا منك شيئا أبدا، فيأخذ فى مثل هذا، ثم يقول: ويحك أما تذكر الموت؟ أما للموت في قلبك موضع؟ أما تدري متى تؤخذ فيرمى بك في الآخرة فتصير في القبر وضيقه ووحشته، أما رأيت قبرا قط؟ أما رأيت حين دفنوه؟ أما رأيت كيف سلوه في حفرته وهالوا عليه التراب والحجارة، ثم قال: ما ينبغي لك أن تتكلم بفمك كله - يعني نفسه - تدري من تكلم بفقه كله، عمر بن الخطاب كان يطعمهم الطيب ويأكل الغليظ، ويكسوهم اللين ويلبس الخشن، وكان يعطيهم حقوقهم ويزيدهم، أعطى رجلا عطاءه أربعة آلاف درهم وزاده ألفا، فقيل له: ألا تزيد أخيك وكما زدت هذا؟ قال: إن أبا هذا ثبت يوم أحد ولم يثبت أبو هذا.

• حدثنا محمد بن علي ثنا أبو سعيد الجندي ثنا إسحاق بن إبراهيم قال:

ما رأيت أحدا أخوف على نفسه ولا أرجى للناس من الفضيل، كانت قراءته حزينة شهية بطيئة مترسلة كأنه يخاطب إنسانا، وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة تردد فيها، وسأل، وكانت صلاته بالليل أكثر ذلك قاعدا، تلقى له حصير في مسجده فيصلي من أول الليل ساعة حتى تغلبه عينه، فيلقي نفسه على الحصير فينام قليلا، ثم يقوم فإذا غلبه النوم نام ثم يقوم هكذا حتى يصبح وكان دأبه إذا نعس أن ينام ويقال أشد العبادة ما يكون هكذا، وكان صحيح الحديث صدوق اللسان شديد الهيبة للحديث، إذا حدث، وكان يثقل عليه الحديث جدا، ربما قال لي: لو أنك تطلب مني الدراهم كان أحب إلي من أن

ص: 86

تطلب مني الأحاديث، وسمعته يقول: لو طلبت مني الدنانير كان أيسر علي من أن تطلب مني الحديث، فقلت له: لو حدثتني بأحاديث فوائد ليست عندي كان أحب إلي من أن تهب لي عددها دنانير، قال: إنك مفتون، أما والله لو عملت بما سمعت سليمان بن مهران يقول إذا كان بين يديك طعام تأكله فتأخذ اللقمة فترمي بها خلف ظهرك كلما أخذت لقمة رميت بها خلف ظهرك متى تشبع.

• حدثنا عبد الله بن محمد ومحمد بن إبراهيم قالا: ثنا أبو يعلى الموصلي ثنا عبد الصمد بن يزيد قال سمعت الفضيل بن عياض يقول لا تجعل الرجال أوصياءك، كيف تلومهم أن يضيعوا وصيتك وأنت قد ضيعتها في حياتك، وأنت بعد هذا تصير إلى بيت الوحشة وبيت الظلمة، وبيت الدود، ويكون زائرك فيها منكرا ونكيرا وقبرك روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، ثم بكى الفضيل وقال: أعاذنا الله وإياكم من النار.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين بن نصر ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا الفيض بن إسحاق قال سمعت فضيلا يقول: لم تر أقر عينا ممن خرج من شدة إلى رخاء، ويقدم على خير مقدم، وينزل على خير منزل، فإذا رأى ما يرى من الكرامة يقول: لو علمت ما سألتك إلا الموت، ولم تر يوم القيامة أقر عينا ممن خرج من الضيق والشدة والجوع والعطش، ثم نزل على الجنة يقال اللهم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون، ولم تر يومئذ أسخن عينا ممن خرج من الروح والسعة والرخاء والنعمة، ثم نزل على النار بقول الله {(ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين.)} .

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا المفضل بن محمد ثنا إسحاق بن إبراهيم قال عبد الله بن المبارك: إذا مات الفضيل ارتفع الحزن.

• حدثنا أبي ومحمد بن جعفر قالا: ثنا محمد بن جعفر ثنا إسماعيل بن يزيد ثنا إبراهيم بن الأشعث قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: كان يقال كن شاهدا لغائب ولا تكن غائبا لشاهد، قال كأنه يقول: إذا كنت في جماعة الناس فأخف شخصك وأحضر قلبك وسمعك، وع ما تسمع، فهذا شاهد لغائب، ولا تكن غائبا

ص: 87

لشاهد قال كأنه يقول: تحضر المجالس بيديك وسمعك وقلبك لاه ساه. قال:

وسمعت الفضيل يقول: عامة الزهد في الناس - يعني إذا لم يحب ثناء الناس عليه ولم يبال بمذمتهم - وسمعته يقول: إن قدرت أن لا تعرف فافعل وما عليك إن لم يثن عليك، وما عليك أن تكون مذموما عند الناس إذا كنت عند الله محمودا، وسمعته يقول: من أحب أن يذكر لم يذكر ومن كره أن يذكر ذكر.

• حدثنا عبد الله بن محمد ومحمد بن إبراهيم قالا: ثنا أبو يعلى ثنا عبد الصمد ابن يزيد قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: إذا أحب الله عبدا أكثر غمه، وإذا أبغض الله عبدا أوسع عليه دنياه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو يعلى ثنا عبد الصمد قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: ليس من عبد أعطي شيئا من الدنيا إلا كان نقصانا له من الدرجات في الجنة، وإن كان على الله كريما.

• حدثنا عبد الله ثنا أبو يعلى ثنا عبد الصمد قال سمعت الفضيل يقول:

عاملوا الله عز وجل بالصدق في السر، فإن الرفيع من رفعه الله، وإذا أحب الله عبدا أسكن محبته في قلوب العباد.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا المفضل بن محمد الجندي ثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: من خاف الله تعالى لم يغره شيء ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد. وسأله عبد الله بن مالك فقال: يا أبا علي ما الخلاص مما نحن فيه؟ فقال له: أخبرني من أطاع الله عز وجل هل تضره معصية أحد؟ قال: لا! قال: فمن عصى الله سبحانه وتعالى هل تنفعه طاعة أحد؟ قال: لا! قال فهو الخلاص إن أردت الخلاص.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا المفضل بن محمد الجندي ثنا إسحاق بن إبراهيم قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: وعزته لو أدخلني النار فصرت فيها ما أيست. ووقفت مع الفضيل بعرفات فلم أسمع من دعائه شيئا إلا أنه واضعا يده اليمنى على خده وواضعا رأسه يبكي بكاء خفيا، فلم يزل كذلك حتى أفاض الإمام فرفع رأسه إلى السماء فقال: وا سوأتاه والله منك إن عفوت ثلاث مرات.

ص: 88

• حدثنا محمد ثنا المفضل ثنا إسحاق قال سمعت الفضيل يقول: الخوف أفضل من الرجاء ما دام الرجل صحيحا، فإذا نزل به الموت فالرجاء أفضل من الخوف يقول إذا كان في صحته محسنا عظم رجاؤه عند الموت، وحسن ظنه إذا كان في صحته مسيئا ساء ظنه عند الموت ولم يعظم رجاؤه.

• حدثنا أبي ثنا محمد بن أحمد بن أبي يحيى ومحمد بن جعفر قالا: ثنا إسماعيل ابن يزيد ثنا إبراهيم بن الأشعث قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: أكذب الناس المدل بحسناته، وأعلم الناس به أخونهم له. وسمعته يقول: إن رهبة العبد من الله عز وجل على قدر علمه بالله، وإن زهادته في الدنيا على قدر رغبته في الآخرة.

• حدثنا أبي ثنا محمد بن أحمد ومحمد بن جعفر قالا: ثنا إسماعيل بن يزيد ثنا إبراهيم بن الأشعث قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: قيل يا ابن آدم اجعل الدنيا دارا تبلغك لا ثقالك، واجعل نزولك فيها استراحة لا تحبسك كالهارب من عدوه، والمتسرع إلى أهله في طريق مخوف لا يجد مسالما يقدم فيه من الراحة، متبدلا في سفره ليستبقي صالح ما عنه لا قامته، فإن عجزت أن تكون كذلك في العمل فليكن ذلك هو الأمل، وإياك أن تكون لصا من لصوص تلك الطريق، {(ينهون عنه وينأون عنه وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون)} فإن العين ما لم يكن بصرها من القلب فكأنما أبصرت سهوا، ولم تبصره وإن آية العمى إذا أردت أن تعرف بذلك نفسك أو غيرك، فإنها لا تقف عن الهلكة، ولا تمضيه في الرغبة فذلك أعمى القلب، وإن كان بصير النظر، فإذا العاقل أخرج عقله فهو يدبر له أمره، ومن تدبر الكتاب تمضيه الرغبة وترده الرهبة، فذلك البصير، وإن كان أعمى البصر. قال إبراهيم عرضته على سلامة جليس لابن عيينة، فقال: هو كلام عون بن عبد الله.

• حدثنا محمد بن جعفر بن يوسف ثنا محمد بن جعفر ثنا إسماعيل بن يزيد ثنا إبراهيم بن الأشعث قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: لو أن الدنيا بحذا فيرها عرضت علي حلالا لا أحاسب بها في الآخرة لكنت أتقذرها كما يتقذر أحدكم الجيفة إذا مر بها أن تصيب ثوبه.

ص: 89

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين الحذاء أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا علي بن الحسن قال: بلغ فضيلا أن جريرا يريد أن يأتيه قال: فأقفل الباب من خارج فجاء جرير فرأى الباب مقفلا فرجع، قال علي: فبلغني ذلك فأتيته فقلت له جرير، فقال: ما تصنع بي وظهر لي محاسن كلامه، وأظهرت له محاسن كلامي، فلا يتزين لي ولا أتزين له خير له، قال علي: ما رأيت أخوف منه ولا أنصح للمسلمين منه، ولقد رأيته في المنام قائما على صندوق وهو يعطي المصاحف والناس حوله، فيهم سفيان بن عيينة، وهارون أمير المؤمنين فما رأيته يودع أحدا فيقدر أن يتم وداعه، ولقد ودع جريرا أتاه بعد الظهر فودعه، فقال فضيل لجرير: أوصيك بتقوى الله، فلما أراد أن يقول {(إن الله مع الذين اتقوا)} خنقته العبرة فترك يده فمضى، فما زال ينشج من موضعه إلى المسجد. وسمعته يقول: لقد أصابتنا بالكوفة مجاعة فكان على يتصدق بطعامه حتى يحزو لقد كان يقرأ الآية وهو يؤمهم بالكوفة فيخفيها من أجله.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا سلمة بن غفار عن شعيب بن حرب قال: بينا أنا أطوف بالبيت إذا رجل يمد ثوبي من خلفي فالتفت فإذا بفضيل بن عياض، فقال: لو شفع في وفيك أهل السماء كنا أهلا أن لا يشفع فينا، قال شعيب: ولم أكن رأيته قبل ذلك بسنة، قال فكسرني وتمنيت أني لم أكن رأيته.

• حدثنا أبو محمد ثنا أحمد ثنا أحمد حدثني محمد بن عيسى الوانشي عن فضيل بن عياض قال. ما أغبط ملكا مقربا، ولا نبيا مرسلا، يعاين القيامة وأهوالها، ما أغبط إلا من لم يكن شيئا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا الفيض بن إسحاق قال سمعت فضيلا يقول: ليست الدار دار إقامة، وإنما أهبط آدم إليها عقوبة، ألا ترى كيف يزويها عنه ويمرر عليه بالجوع مرة وبالعري مرة وبالحاجة مرة؟ كما تصنع الوالدة الشفيقة بولدها، تسقيه مرة حضيضا ومرة صبرا وإنما تريد بذلك ما هو خير له، قال وقال لي الفضيل: تريد الجنة

ص: 90

مع النبيين والصديقين، وتريد أن تقف الموقف مع نوح وإبراهيم ومحمد عليهم الصلاة والسلام، بأى عمل وأى شهوة تركها لله عز وجل، وأي قريب باعدته في الله، وأي بعيد قربته في الله، قال وسمعت فضيلا يقول: لا يترك الشيطان الإنسان حتى يحتال له بكل وجه، فيستخرج منه ما يخبر به من عمله، لعله يكون كثير الطواف فيقول: ما كان أجلى الطواف الليلة، أو يكون صائما فيقول ما أثقل السحور أو ما أشد العطش، فإن استطعت أن لا تكون محدثا ولا متكلما ولا قارئا، إن كنت بليغا، قالوا ما أبلغه وأحسن حديثه وأحسن صوته، فيعجبك ذلك فتنتفخ، وإن لم تكن بليغا ولا حسن الصوت قالوا ليس يحسن يحدث وليس صوته بحسن أحزنك وشق عليك، فتكون مرائيا، وإذا جلست فتكلمت ولم تبال من ذمك ومن مدحك من الله فتكلم.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي ثنا الوليد بن أبان ثنا محمد ابن زنبور قال قال الفضيل بن عياض: لا يسلم لك قلبك حتى لا تبالي من كل الدنيا. وقيل للفضيل: ما الزهد في الدنيا؟ قال: القنع وهو الغنى، وقيل: ما الورع؟ قال: اجتناب المحارم. وسئل ما العبادة؟ قال: أداء الفرائض. وسئل عن التواضع قال: أن تخضع للحق. وقال أشد الورع في اللسان، وقال التعبير كله باللسان لا بالعمل. وقال جعل الخير كله في بيت وجعل مفتاحه الزهد في الدنيا. وقال قال الله عز وجل إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني.

• حدثنا محمد بن جعفر ثنا إسماعيل بن يزيد ثنا إبراهيم قال: سألت الفضيل ما التواضع؟ قال أن تخضع للحق وتنقاد له، ولو سمعته من صبي قبلته منه، ولو سمعته من أجهل الناس قبلته منه. وسألته ما الصبر على المصيبة؟ قال: أن لا تبث.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا أبو يعلى ثنا عبد الصمد بن يزيد البغدادي ولقبه من دونه قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: لو أن لي دعوة مستجابة ما صيرتها إلا في الإمام، قيل له: وكيف ذلك يا أبا علي؟ قال: متى ما صيرتها فى نفسى لم تحزنى، ومتى صيرتها في الإمام فصلاح الإمام صلاح العباد والبلاد، قيل: وكيف ذلك يا أبا علي؟ فسر لنا هذا، قال: أما صلاح البلاد فإذا أمن الناس

ص: 91

ظلم الإمام عمروا الخرابات ونزلوا الأرض، وأما العباد فينظر إلى قوم من أهل الجهل فيقول: قد شغلهم طلب المعيشة عن طلب ما ينفعهم من تعلم القرآن وغيره، فيجمعهم في دار خمسين خمسين أقل أو أكثر، يقول للرجل: لك ما يصلحك، وعلم هؤلاء أمر دينهم، وانظر ما أخرج الله عز وجل من فيهم مما يزكي الأرض فرده عليهم. قال: فكان صلاح العباد والبلاد، فقبل ابن المبارك جبهته وقال: يا معلم الخير من يحسن هذا غيرك.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا أبو يعلى ثنا عبد الصمد قال سمعت الفضيل يقول: إنما هما عالمان عالم دنيا وعالم آخرة، فعالم الدنيا علمه منشور، وعالم الآخرة علمه مستور، فاتبعوا عالم الآخرة واحذروا عالم الدنيا، لا يصدكم بسكره، ثم تلا هذه الآية {(إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل)} الآية، تفسير الأحبار العلماء، والرهبان العباد، ثم قال الفضيل: إن كثيرا من علمائكم زيه أشبه بزي كسرى وقيصر منه لمحمد صلى الله عليه وسلم، إن محمدا لم يضع لبنة على لبنة، ولا قصبة على قصبة، لكن رفع له علم فسموا إليه، قال وسمعت الفضيل يقول: العلماء كثير والحكماء قليل، وإنما يراد من العلم الحكمة، فمن أوتي {الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} ، وقال: لو كان مع علمائنا صبر ما غدوا لأبواب هؤلاء يعني الملوك وسمعت رجلا يقول للفضيل: العلماء ورثة الأنبياء، فقال الفضيل: الحكماء ورثة الأنبياء.

وقال رجل للفضيل: العلماء كثير، فقال الفضيل: الحكماء قليل، وسمعت الفضيل يقول: حامل القرآن حامل راية الإسلام، لا ينبغى له أن يلغو مع من يلغو، ولا أن يلهو مع من يلهو، ولا يسهو مع من يسهو، وينبغي لحامل القرآن أن لا يكون له إلى الخلق حاجة، لا إلى الخلفاء فمن دونهم، وينبغي أن يكون حوائج الخلق إليه.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي ثنا محمد بن شاذان ثنا أحمد بن محمد بن غالب ثنا هناد بن السري قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: ما من ليلة اختلط ظلامها وأرخى الليل سربال سترها إلا نادى الجليل جل جلاله:

ص: 92

من أعظم مني جودا، والخلائق لي عاصون، وأنا لهم مراقب، أكلؤهم في مضاجعهم كأنهم لم يعصوني، وأتولى حفظهم كأنهم لم يذنبوا، من بيني وبينهم أجود بالفضل على العاصي، وأتفضل على المسيء، من ذا الذي دعاني فلم أسمع إليه؟ أو من ذا الذي سألني فلم أعطه؟ أم من ذا الذي أناخ ببابي ونحيته، أنا الفضل ومني الفضل، أنا الجود ومنى الجود، أنا الكريم ومني الكرم، ومن كرمي أن أغفر للعاصي بعد المعاصي، ومن كرمي أن أعطي التائب كأنه لم يعصني، فأين عني تهرب الخلائق، وأين عن بابي يتنحى العاصون؟.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أبو جعفر الأنصاري ثنا محمد بن عبد المؤمن الخواص ثنا محمد بن المنذر قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: ما من ليلة اختلط ظلامها وأرخى الليل سربال ستره، إلا نادى الجليل من بطنان عرشه: أنا الجواد ومن مثلي، أجود على الخلائق والخلائق لي عاصون، وأنا أرزقهم وأكلؤهم في مضاجعهم كأنهم لم يعصوني، وأتولى حفظهم كأنهم لم يعصوني، أنا الجواد ومن مثلى، أجود على العاصين لكي يتوبوا فأغفر لهم، فيا بؤس القانطين من رحمتى، ويا شقوة من عصاني وتعدى حدودي، أين التائبون من أمة محمد؟ وذلك في كل ليلة.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا سلمة بن غفار قال: شكا رجل إلى فضيل فقال له فضيل: أمدبرا غير الله تريد، قال فكان ربما نظر الفضيل في وجوههم وهم قعود - يعني أهله وعياله - فيقول: انظروا إلى وجوه موتى، وقال لهم الذي تريدون أن تصنعوه إذا مت فاصنعوه الآن، قال: وقدم عليه ابن أخيه فاتخذ له خبيصا فقال لعمه: يا عم كل معي، قال: يا ابن أخي إن الثكلى لا تجد طعم ما تأكل.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إسماعيل بن موسى الحاسب قال سمعت محمد ابن قدامة الجوهري يقول سمعت خلف بن الوليد يقول: جاء رجل إلى فضيل يشكو إليه الحاجة فقال له أمدبرا غير الله تريد؟.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين بن إبراهيم ثنا الفيض بن

ص: 93

إسحاق قال سمعت الفضيل يقول: لا يبلغ العبد حقيقة الايمان حتى يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة وحتى لا يبالي من أكل الدنيا، وحتى لا يحب أن يحمد على عبادة الله عز وجل.

• حدثنا عبد الله ثنا أحمد ثنا أحمد ثنا الحسين بن زياد المروزي قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: حرام على قلوبكم أن تصيبوا حلاوة الإيمان حتى تزهدوا في الدنيا.

• حدثنا عبد الله ثنا أحمد ثنا أحمد ثنا الفيض بن إسحاق قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: لو قيل لك يا مرائى لغضبت وشق عليك وتشكو، قال لى يا مرائي، وعسى قال حقا من حبك للدنيا، تزينت للدنيا وتصنعت للدنيا، ثم قال: اتق لا تكن مرائيا وأنت لا تشعر، تصنعت وتهيأت حتى عرفك الناس فقالوا: هو رجل صالح فأكرموك وقضوا لك الحوائج ووسعوا لك في المجلس، وإنما عرفوك بالله. لولا ذلك لهنت عليهم كما هان عليهم الفاسق لم يكرموه ولم يقضوه ولم يوسعوا له المجلس.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا الحسين ابن زياد قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: لو حلفت أتى مرائى كان أحب إلي من أن أحلف أني لست بمرائى. وسمعت فضيلا يقول: لو رأيت رجلا اجتمع الناس حوله لقلت هذا مجنون، ومن الذي اجتمع الناس حوله لا يحب أن يجود لهم كلامه؟ قال وسمعته كثيرا يقول: احفظ لسانك وأقبل على شأنك واعرف زمانك وأخف مكانك، قال: ودخلت على الفضيل يوما فقال عساك ترى أن في ذلك المسجد - يعني مسجد الحرام - رجلا شرا منك، إن كنت ترى فيه فقد ابتليت بعظيم.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا الفيض بن إسحاق قال سمعت فضيلا يقول: إني لأسمع صوت حلقة الباب فأكره ذلك قريبا كان أم بعيدا، ولوددت أنه طار فى الناس أنى قدمت حتى لا أسمع له بذكر، ولا يسمع لي بذكر، وإني لأسمع صوت أصحاب الحديث فيأخذنى البول فرقا منهم.

ص: 94

• حدثنا عبد الله ثنا أحمد ثنا أحمد ثنا الحسين بن زياد قال سمعت فضيلا يقول لأصحاب الحديث: لم تكرهوني على أمر تعلمون أني كاره له؟ لو كنت عبدا لكم فكرهتكم كان نولكم أن تتبعوني، لو أني أعلم إذا دفعت ردائي هذا لكم ذهبتم عني لدفعته إليكم.

• حدثنا عبد الله ثنا أحمد ثنا أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: ما أراه أخرجك من الحل - كأنه يريد نفسه قد شك - في الحرم إلا ليضعف عليك الذنب، أما تستحي تذكر الدينار والدرهم وأنت حول البيت، إنما كان يأتيه التائب والمستجير.

• حدثنا أبي ثنا محمد بن أحمد بن يزيد ومحمد بن جعفر قالا: ثنا إسماعيل ابن يزيد ثنا إبراهيم بن الأشعث قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: الغبطة من الإيمان، والحسد من النفاق، والمؤمن يغبط ولا يحسد، والمنافق يحسد ولا يغبط، والمؤمن يستر ويعظ وينصح، والفاجر يهتك ويعير ويفشي. قال وسمعت الفضيل يقول: وعزته لو أدخلني النار فصرت فيها ما يئسته، وسمعت فضيلا يقول: كان يقال من أخلاق الأنبياء والأصفياء الأخيار، الطاهرة قلوبهم، خلائق ثلاثة: الحلم، والاناة وحظ من قيام الليل. وسمعته يقول:

قيل لسفيان بن عيينة ويل لك إن لم يعف عنك إذا كنت تزعم أنك تعرفه، وأنت تعمل لغيره. وسمعته يقول: المتوكل الواثق بالله لا يتهم ربه ولا يستشير ولى الله، ولا يخاف خذلانه ولا يشكوه وسمعته يقول: كان يقال لا يزال العبد بخير ما إذا قال قال لله، وإذا عمل عمل لله، سمعته يقول في قوله {(ليبلوكم أيكم أحسن عملا)} قال: أخلصه وأصوبه، فإنه إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا، والخالص إذا كان لله، والصواب إذا كان على السنة. وسمعته يقول: ترك العمل من أجل الناس هو الرياء، والعمل من أجل الناس هو الشرك. وسمعته يقول:

من واقى خمسا فقد وقى شر الدنيا والآخرة. العجب، والرياء، والكبر، والإزراء والشهوة.

ص: 95

• حدثنا محمد بن علي ثنا المفضل بن محمد الجندي حدثني إسحاق بن إبراهيم الطبري قال سمعت الفضيل يقول: إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم مكبل كبلتك خطيئتك.

• حدثنا أحمد بن يعقوب بن المهرجان وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا محمد ابن يحيى المروزي ثنا خالد بن خداش قال قال لي الفضيل بن عياض: ممن أنت؟ قلت مهلبي، قال: إن كنت رجلا صالحا فأنت الشريف، وإن كنت رجل سوء فأنت الوضيع كل الوضيع. ثم قال: حدثني منصور عن مجاهد قال:

إن المؤمن إذا مات بكت عليه الأرض أربعين صباحا.

• حدثنا محمد بن أحمد بن إسحاق ثنا محمد بن عبيد بن عامر ثنا يحيى بن يحيى قال سمعت فضيل بن عياض يقول: إذا خالطت حسن فخالط الخلق فإنه لا يدعو إلا إلى خير، وصاحبه منه في راحة، ولا تخالط سيئ الخلق فإنه لا يدعو إلا إلى شر وصاحبه منه في عناء.

• حدثنا محمد بن علي ثنا أبو يعلى الموصلي ثنا عبد الصمد بن يزيد قال سمعت فضيل بن عياض يقول: أنا لا أعتقد أخا الرجل في الرضا، ولكن أعتقد أخاه في الغضب.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا يحيى بن عبد الباقي قال سمعت النضر ابن سلمة شاذان يقول قال مؤمل بن إسماعيل سمعت فضيل بن عياض يقول:

إذا نظرت إلى رجل من أصحاب أهل البيت كأني نظرت إلى رجل من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن محمد البراني ثنا بشر بن الحارث قال قال فضيل بن عياض: أشتهي أن أمرض بلا عواد.

• حدثنا عبد الله بن محمد ومحمد بن إبراهيم قالا: ثنا أبو يعلى ثنا عبد الصمد قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: إذا ظهرت الغيبة ارتفعت الأخوة في الله، إنما مثلكم في ذلك الزمان مثل شيء مطلي بالذهب والفضة، داخله خشب وخارجة حسن.

ص: 96

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا أحمد بن علي بن المثنى ثنا عبد الصمد بن يزيد مردويه قال سمعت الفضيل يقول: المؤمن يهمه الهرب بذنبه إلى الله، يصبح مغموما ويمسي مغموما، قال: وسمعت الفضيل يقول: حسناتك من عدوك أكثر منها من صديقك، قيل: وكيف ذاك يا أبا علي؟ قال: إن صديقك إذا ذكرت بين يديه قال: عافاه الله، وعدوك إذا ذكرت بين يديه يغتابك الليل والنهار. وإنما يدفع المسكين حسناته إليك، فلا ترض إذا ذكر بين يديك أن تقول: اللهم أهلكه لا بل! ادع الله: اللهم أصلحه، اللهم راجع به، ويكون الله يعطيك أجر ما دعوت به، فإنه من قال لرجل اللهم أهلكه فقد أعطى الشيطان سؤاله، لأن الشيطان إنما يدور على هلاك الخلق. قال: سمعت الفضيل ابن عياض يقول: درجة الرضا عن الله عز وجل درجة المقربين ليس بينهم وبين الله تعالى إلا روح وريحان.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا الحسن بن محمد بن الصباح ثنا محمد بن يزيد بن خنيس قال قال رجل:

مررت ذات يوم بفضيل بن عياض فقلت له: أوصني بوصية ينفعني الله بها قال: يا عبد الله أخف مكانك واحفظ لسانك واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات كما أمرك.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا محمد بن علي قال سمعت إبراهيم بن الشماس يقول قال رجل للفضيل بن عياض: أوصني، قال أخف مكانك لا تعرف فتكرم بعملك، واخزن لسانك إلا من خير، وتعاهد قلبك أن لا يقسو، وهل تدري ما قساوة من أذنب.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا أبو النضر ثنا إسماعيل بن عبد الله العجلي قال سمعت أبا جعفر محمد بن عبد الله الحذاء يقول:

وقفنا للفضيل بن عياض على باب المسجد الحرام ونحن شبان علينا الصوف، فخرج علينا، فلما رآنا قال: وددت أني لم أركم ولم تروني، أتروني سلمت منكم أن أكون ترسا لكم حيث رأيتكم وتراءيتم لي! لأن أحلف عشرا إنى

ص: 97

مرائى وإنى مخادع أحب إلى من أن أحلف واحدة أتى لست كذلك.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا عباس بن أبي طالب ثنا علي بن يحيى قال سمعت الفضيل بن عياض يقول لأصحاب الحديث: إني لأذكركم بالليل - أو جوف الليل - فيقع علي التقطير.

• حدثنا أبي رحمه الله ثنا محمد بن أحمد بن أبي يحيى ثنا إسماعيل بن يزيد ثنا إبراهيم بن الأشعث قال سمعت فضيل بن عياض يقول: المؤمن قليل الكلام كثير العمل، والمنافق كثير الكلام قليل العمل، كلام المؤمن حكم، وصمته تفكر، ونظره عبرة، وعمله بر، وإذا كنت كذا لم تزل في عبادة.

• حدثنا أبي ثنا محمد ثنا إسماعيل ثنا إبراهيم قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: لأن يدنو الرجل من جيفة منتنة خير له من أن يدنو إلى هؤلاء - يعني السلطان - وسمعته يقول: رجل لا يخالط هؤلاء ولا يزيد على المكتوبة أفضل عندنا من رجل يقوم الليل ويصوم النهار ويحج ويعتمر ويجاهد في سبيل الله ويخالطهم.

• حدثنا أبي ثنا محمد ثنا إسماعيل ثنا إبراهيم قال قال الفضيل: لأن يطلب الرجل الدنيا بأقبح ما تطلب به، أحسن من أن يطلب بأحسن ما تطلب به الآخرة.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا الفيض بن إسحاق قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: ليس في الأرض شيء أشد من ترك شهوة. ثم حدثنا عن حصين عن بكر بن عبد الله قال: الرجل عبد بطنه، عبد شهوته، عبد زوجته، لا بقليل يقنع، ولا من كثير يشبع، يجمع لمن لا يحمده، ويقدم على من لا يقدره. قال وسمعت الفضيل يقول: تزينت لهم بالصوف ولم ترهم يرفعون لك رأسا، تزينت لهم بالقرآن فلم ترهم يرفعون بك رأسا، تزينت لهم بشيء بعد شيء كل ذلك إنما هو لحب الدنيا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا الفيض بن إسحاق قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: كنت قبل اليوم أعجب

ص: 98

ممن يعطي، وأنا اليوم لا أعجب، لأن الذي يطلب ليس بصغير، وأنت لو بلغك أن رجلا تصدق بألف درهم من ماله لتعجبت، أو يكون صاحب غزو أو رباط لتعجبت، وما تدري ما تطلب لو كنت تعقل هذا، ولكنك لا تعقله، والله لو أخبرت عن جبريل واسرافيل بشدة اجتهاد ما عجبت، وكان ذلك قليلا عند ما يطلبون، أتدري أي شيء يطلبون، وأي شيء يريدون؟ رضا ربهم عز وجل.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا أبو يعلى الموصلي ثنا عبد الصمد بن يزيد قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: إن الله تعالى يقسم المحبة كما يقسم الرزق وكل ذا من الله تعالى، وإياكم والحسد، فإنه ليس له دواء، من عامل الله عز وجل بالصدق أورثه الله عز وجل الحكمة.

• حدثنا محمد ثنا أبو يعلى ثنا عبد الصمد قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: إنما أتي الناس من خصلتين، حب الدنيا وطول الامل. قال وقال الحسن: ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل، قال وسمعت الفضيل يقول:

اجعلوا دينكم بمنزلة صاحب الجوز، إن أحدكم يشتري الجوز فيحركه فما كان من جيد جعله في كمه، وما كان من ردئ رده، وكذلك الحكمة، من تكلم بحكمة قبل منه، ومن تكلم بسوى ذلك فدعه. وقال الفضيل: أمرنا أن لا نأخذ الشيء إلا في وقت الحاجة، فإذا كان ذاك لم تجعل فيما بينك وبين الله عز وجل الأنفة. قال وسمعت الفضيل يقول: اسلك الحياة الطيبة الإسلام والسنة.

• أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير - في كتابه - ح. وحدثني عنه محمد بن إبراهيم ثنا أحمد بن محمد بن مسروق ثنا محمد بن الحسن ثنا معاوية بن عمرو ثنا الفضيل بن عياض قال: ما بكت عين عبد قط حتى يضع الرب عز وجل يده على قلبه، ولا بكت عين عبد قط الا من فضل رحمة الله.

• حدثنا أبو يعلى الحسين بن محمد الزبيري ثنا محمد بن المسيب ثنا

(1)

اسحاق ابن الجراح ثنا الحسين بن زياد قال أخذ فضيل بن عياض بيدي فقال: يا حسين ينزل الله تعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا فيقول الرب: من ادعى محبتي إذا جنه

(1)

لا يصح هذا السند

ص: 99

الليل نام عني؟!! أليس كل حبيب يحب خلوة حبيبه، ها أنا ذا مطلع على أحبائي إذا جنهم الليل مثلت نفسي بين أعينهم فخاطبوني على المشاهدة، وكلموني على حضوري، غدا أقر أعين أحبائي في جناتي.

• حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين ثنا إسحاق بن إبراهيم بن الحسن الهيتمى ثنا عباس الدوري ثنا محمد بن طفيل قال سمعت فضيل بن عياض يقول: حزن الدنيا يذهب بهم الآخرة، وفرح الدنيا للدنيا يذهب بحلاوة العبادة.

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا عبد الله بن بشر بن صالح ثنا أحمد بن مالك التيمي ثنا محمد بن الطفيل قال: رأى فضيل بن عياض قوما من أصحاب الحديث يمزحون ويضحكون، فناداهم: مهلا يا ورثة الأنبياء، مهلا ثلاثا، إنكم أئمة يقتدى بكم.

• حدثنا محمد بن علي ثنا المفضل بن محمد الجندي ثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرى قال سمعت سفيان بن عيينة يقول سمعت الفضيل بن عياض يقول:

يغفر للجاهل سبعون ذنبا ما لم يغفر للعالم ذنب واحد.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ثنا سلمة بن شبيب ثنا إبراهيم بن الأشعث قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: ما يؤمنك أن تكون بارزت الله بعمل مقتك عليه، فأغلق دونك أبواب المغفرة وأنت تضحك، كيف ترى أن يكون حالك؟.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد حدثنى قاسم ابن هاشم ثنا إسحاق بن عباد بن موسى عن أبي علي الرازي قال: صحبت الفضيل بن عياض ثلاثين سنة ما رأيته ضاحكا ولا متبسما إلا يوم مات ابنه علي فقلت له في ذلك فقال: إن الله عز وجل أحب أمرا فأحببت ما أحب الله.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا محمد بن علي قال سمعت إبراهيم بن الأشعث يقول سمعت الفضيل بن عياض يقول: لن يتقرب العباد إلى الله بشيء أفضل من الفرائض، الفرائض رءوس الأموال والنوافل الأرباح.

ص: 100

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن علي بن الحسن ابن شقيق ثنا إبراهيم بن الأشعث قال سمعت الفضيل يقول: يا سفيه ما أجهلك ألا ترضى أن تقول أنا مؤمن حتى تقول أنا مستكمل الإيمان؟ لا والله لا يستكمل العبد الإيمان حتى يؤدي ما افترض الله تعالى عليه، ويجتنب ما حرم الله تعالى عليه، ويرضى بما قسم الله تعالى له، ثم يخاف مع ذلك أن لا يتقبل منه.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا الحسن بن الصباح البزار ثنا المؤمل قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: لو قال لي رجل: أمؤمن أنت؟ ما كلمته أبدا.

• حدثنا محمد بن علي ثنا الفضل بن محمد الجندي ثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: قال الله تعالى: أيحزن عبدي المؤمن أن أبسط له الدين وهو أقرب له مني، ويفرح أن أبسط له في الدنيا وهو أبعد له مني؟.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المؤذن ثنا أحمد بن محمد بن عمر بن أبان ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان حدثني بعض أصحابنا عن بشر بن الحارث قال قال الفضيل بن عياض: كما أن القصور لا تسكنها الملوك حتى تفرغ، كذلك القلب لا يسكنه الحزن من الخوف حتى يفرغ.

• حدثنا أبو بكر ثنا أحمد بن عبد الله بن محمد ثنا أبو بكر الشيباني قال قال الفضيل بن عياض: كل حزن يبلى إلا حزن التائب.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو جعفر الحذاء قال سمعت فضيل بن عياض يقول: أخذت بيد سفيان بن عيينة في هذا الوادي فقلت له: إن كنت تظن أنه بقى على وجه الأرض شر مني ومنك فبئس ما تظن.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا بشر بن موسى ثنا علي بن الحسين بن مخلد قال قال الفيض بن إسحاق: اشتريت دارا وكتبت كتابا وأشهدت عدولا فبلغ ذلك الفضيل بن عياض فأرسل إلي يدعوني فلم أذهب، ثم أرسل إلي فمررت

ص: 101

إليه، فلما رآنى قال: يا بن يزيد! بلغني أنك اشتريت دارا وكتبت كتابا وأشهدت عدولا، قلت: قد كان ذلك، قال: فإنه يأتيك من لا ينظر في كتابك ولا يسأل عن بينتك حتى يخرجك منها شاخصا، يسلمك إلى قبرك خالصا، فانظر أن لا تكون اشتريت هذه الدار من غير مالك، أو ورثت مالا من غير حله، فتكون قد خسرت الدنيا والآخرة، ولو كنت حين اشتريت كتبت على هذه النسخة: هذا ما اشترى عبد ذليل من ميت قد أزعج بالرحيل، اشترى منه دارا تعرف بدار الغرور، حد منها فى زقاق الفناء إلى عسكر الهالكين، ويجمع هذه الدار حدود أربعة الحد الأول ينتهي منها إلى دواعي العاهات، والحد الثاني ينتهي إلى دواعي المصيبات، والحد الثالث ينتهي منها إلى دواعي الآفات والحد الرابع ينتهي إلى الهوى المردي، والشيطان المغوي، وفيه يشرع باب هذه الدار على الخروج من عز الطاعة إلى الدخول في ذل الطلب، فما أدركك في هذه الدار فعلى مبلبل أجسام الملوك، وسالب نفوس الجبابرة، ومزيل ملك الفراعنة، مثل كسرى وقيصر، وتبع وحمير، ومن جمع المال فأكثر، واتحد ونظر بزعمه الولد، ومن بني وشيد وزخرف، وأشخصهم إلى موقف العرض إذا نصب الله عز وجل كرسيه لفصل القضاء، وخسر هنالك المبطلون، يشهد على ذلك العقل إذا خرج من أسر الهوى، ونظر بالعينين إلى زوال الدنيا، وسمع صارخ الزهد عن عرصاتها، ما أبين الحق لذي عينين، إن الرحيل أحد اليومين، فبادروا بصالح الأعمال فقددنا النقلة والزوال.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا أحمد بن علي بن المثنى ثنا عبد الصمد بن يزيد قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: ما لكم وللملوك؟ ما أعظم منتهم عليكم، قد تركوا لكم طريق الآخرة، فاركبوا طريق الآخرة، ولكن لا ترضون تبيعونهم بالدنيا ثم تزاحمونهم على الدنيا، ما ينبغي لعالم أن يرضى هذا لنفسه.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا أحمد ثنا عبد الصمد قال سمعت الفضيل يقول:

يكون شغلك في نفسك ولا يكون شغلك في غيرك، فمن كان شغله في غيره

ص: 102

فقد مكر به. وقال الفضيل: لم يدرك عندنا من أدرك بكثرة صيام ولا صلاة وإنما أدرك عندنا بسخاء الأنفس وسلامة الصدور والنصح للأمة.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن النضر الأزدي ثنا عبد الصمد بن يزيد قال سمعت الفضيل يقول: من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه.

• حدثنا محمد بن علي ثنا أبو يعلى ثنا عبد الصمد قال سمعت الفضيل يقول إذا رأيت مبتدعا في طريق فخذ في طريق آخر. وقال الفضيل: لا يرتفع لصاحب بدعة إلى الله عز وجل عمل.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ومحمد بن علي قالا: ثنا أبو يعلى ثنا عبد الصمد بن يزيد قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: من أعان صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام. قال: وسمعت رجلا قال للفضيل: من زوج كريمته من فاسق فقد قطع رحمها. قال وسمعت فضيلا يقول: نظر المؤمن إلى المؤمن جلاء القلب، ونظر الرجل إلى صاحب البدعة يورث العمى. قال وسمعت الفضيل يقول: من أتاه رجل فشاوره فقصر عمله فدله على مبتدع فقد غش الإسلام. وقال الفضيل: إني أحب من أحبهم الله، وهم الذين يسلم منهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وأبغض من أبغضه الله وهم أصحاب الأهواء والبدع.

• حدثنا محمد بن علي ثنا أحمد بن علي ثنا عبد الصمد بن يزيد قال سمعت الفضيل يقول: لأن آكل عند اليهودي والنصراني أحب إلي من أن آكل عند صاحب بدعة، فانى إذا أكلت عند هما لا يقتدى بي، وإذا أكلت عند صاحب بدعة اقتدى بي الناس، أحب أن يكون بينى وبين صاحب بدعة حصن من حديد، وعمل قليل في سنة خير من عمل صاحب بدعة، ومن جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة، ومن جلس إلى صاحب بدعة فاحذره، وصاحب بدعة لا تأمنه على دينك ولا تشاوره في أمرك، ولا تجلس إليه فمن جلس إليه ورثه الله عز وجل العمى، وإذا علم الله من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له وإن

ص: 103

قل عمله، فإني أرجو له، لأن صاحب السنة يعرض كل خير، وصاحب البدعة لا يرتفع له إلى الله عمل، وإن كثر عمله قال وسمعت الفضيل يقول: إن لله عز وجل وملائكة يطلبون حلق الذكر، فانظر مع من يكون مجلسك، لا يكون مع صاحب بدعة، فإن الله تعالى لا ينظر إليهم، وعلامة النفاق أن يقوم الرجل ويقعد مع صاحب بدعة. وأدركت خيار الناس كلهم أصحاب سنة وهم ينهون عن أصحاب البدعة. قال وسمعت فضيلا يقول: إن لله عبادا يحيى بهم العباد والبلاد، وهم أصحاب سنة، من كان يعقل ما يدخل جوفه من حله كان في حزب الله تعالى. وقال الفضيل: أحق الناس بالرضا عن الله أهل المعرفة بالله.

وقال الفضيل: من مقت نفسه في ذات الله أمنه الله من مقته.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا أحمد بن إبراهيم الدوري حدثني حسين بن زياد قال سمعت فضيلا يقول: ما على الرجل إذا كان فيه ثلاث خصال، إذا لم يكن صاحب هوى، ولا يشتم السلف، ولا يخالط السلطان.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني داود بن مهران قال سمعت فضيلا يقول في قوله {(وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم)} قال: أوفوا بما أمرتكم أوف لكم بما وعدتكم.

• حدثنا أبو محمد ثنا أحمد بن أحمد ثنا العلاء العطار قال سمعت فضيلا يقول في قوله {(إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار)} قال: أخلصوا بهم الآخرة.

قال: وحدثنى العلاء العطار قال حدثني محمد بن فضيل قال: رأيت أبي في المنام فقلت: يا أبت ما صنع بك في العمر الذي كنت فيه؟ قال: لم أر للعبد خيرا من ربه.

• حدثنا أبو محمد ثنا أحمد ثنا أحمد ثنا الفيض بن إسحاق قال سمعت الفضيل ابن عياض يقول: إذا أراد الله عز وجل أن يتحف العبد سلط عليه من يظلمه.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي ثنا محمد بن أبي عثمان قال سمعت الفضيل بن عياض يقول:

ما على ظهر الأرض أبغض إلي من هارون، ولا أحد أحب إلي بقاء منه،

ص: 104

لو قيل انتقص من عمرك ويزاد في عمره لفعلت، ولو خيرت بين موته أو موت هذا - يريد ابنه أبا عبيدة - وإنى لأحبه - يعني أبا عبيدة - قال: وأحبه لأنه جاءني على الكبر، لاخترت موت هذا، فسبحان الذي جمع بين هاتين الخصلتين في قلبي، قال محمد: يريد لما يحدث بعد هارون من البلاء.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال حدثني إسماعيل بن عبد الله أبو النضر ثنا يحيى بن يوسف الزمي عن الفضيل بن عياض قال: لما دخل على هارون أمير المؤمنين قال: أيكم هو؟ قال: فأشاروا إلى أمير المؤمنين، فقال: أنت هو يا حسن الوجه؟ لقد وليت أمرا عظيما إني ما رأيت أحدا هو أحسن وجها منك، فإن قدرت أن لا تسود هذا الوجه بلفحة من النار فافعل، فقال لي: عظني، فقلت: ماذا أعظك، هذا كتاب الله تعالى بين الدفتين، انظر ماذا عمل بمن أطاعه، وماذا عمل بمن عصاه. وقال: إني رأيت الناس يغوصون على النار غوصا شديدا، ويطلبونها طلبا حثيثا، أما والله لو طلبوا الجنة بمثلها أو أيسر لنالوها، فقال: عد إلي، فقال: لو لم تبعث إلي لم آتك، وإن انتفعت بما سمعت مني عدت إليك.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن زكريا الغلابي ثنا أبو عمر الحرمي النحوي ثنا الفضل بن الربيع قال: حج أمير المؤمنين فأتاني فخرجت مسرعا فقلت: يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلى أتيتك، فقال: ويحك قد حاك في نفسي شيء فانظر لي رجلا أسأله، فقلت: هاهنا سفيان بن عيينة، فقال امض بنا إليه، فأتيناه فقرعنا الباب فقال: من ذا؟ قلت: أجب أمير المؤمنين، فخرج مسرعا فقال: يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي أتيتك، فقال: خذ لما جئناك له رحمك الله، فحدثه ساعة ثم قال له: عليك دين؟ فقال: نعم! قال: أبا عباس اقض دينه، فلما خرجنا قال: ما أغنى عني صاحبك شيئا، انظر لي رجلا أسأله قلت: هاهنا عبد الرزاق بن همام، قال: امض بنا إليه، فأتيناه فقرعنا الباب فخرج مسرعا فقال: من هذا؟ قلت: أجب أمير المؤمنين، فقال:

يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي أتيتك، فقال: خذ لما جئناك له، فحادثه ساعة

ص: 105

ثم قال له: عليك دين؟ قال: نعم! قال: أبا عباس اقض دينه. فلما خرجنا قال:

ما أغنى عني صاحبك شيئا، انظر لي رجلا أسأله، قلت: هاهنا الفضيل بن عياض، قال: امض بنا إليه، فأتيناه فإذا هو قائم يصلي يتلو آية من القرآن يرددها، فقال: أقرع الباب، فقرعت الباب فقال: من هذا؟ قلت: أجب أمير المؤمنين، فقال: ما لي ولأمير المؤمنين؟ فقلت: سبحان الله، أما عليك طاعة؟ أليس قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «ليس للمؤمن بذل نفسه» فنزل ففتح الباب ثم ارتقى إلى الغرفة فأطفأ السراج ثم التجأ إلى زاوية من زوايا البيت، فدخلنا فجعلنا نجول بأيدينا، فسبقت كف هارون قبلي إليه، فقال: يا لها من كف، ما ألينها إن نجت غدا من عذاب الله عز وجل. فقلت في نفسي: ليكلمنه الليلة بكلام من تقى قلب تقي، فقال له: خذ لما جئناك له رحمك الله، فقال: إن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة دعا سالم بن عبد الله ومحمد بن كعب القرظي ورجاء بن حيوة فقال لهم: إني قد ابتليت بهذا البلاء فأشيروا على، فعد الخلافة بلاء وعددتها أنت وأصحابك نعمة، فقال له سالم بن عبد الله: إن أردت النجاة من عذاب الله فصم الدنيا وليكن إفطارك منها الموت وقال له محمد بن كعب: إن أردت النجاة من عذاب الله فليكن كبير المؤمنين عندك أبا، وأوسطهم عندك أخا، وأصغرهم عندك ولدا، فوقر أباك وأكرم أخاك وتحنن على ولدك وقال له رجاء بن حيوة: إن أردت النجاة غدا من عذاب الله فأحب للمسلمين ما تحب لنفسك، واكره لهم ما تكره لنفسك، ثم مت إذا شئت، وإني أقول لك فإني أخاف عليك أشد الخوف يوما تزل فيه الأقدام، فهل معك رحمك الله مثل هذا؟ أو من يشير عليك بمثل هذا! فبكى هارون بكاء شديدا حتى غشي عليه، فقلت له: ارفق بأمير المؤمنين، فقال: يا ابن الربيع تقتله أنت وأصحابك وأرفق به أنا؟ ثم أفاق فقال له: زدني رحمك الله، فقال: يا أمير المؤمنين بلغني أن عاملا لعمر بن عبد العزيز شكى إليه فكتب إليه عمر: يا أخي أذكرك طول سهر أهل النار مع خلود الأبد، وإياك أن ينصرف بك من عند الله فيكون أخر العهد وانقطاع الرجاء. قال فلما قرأ الكتاب طوى البلاد حتى

ص: 106

قدم على عمر بن عبد العزيز فقال له: ما أقدمك؟ قال: خلعت قلبي بكتابك لا أعود إلى ولاية حتى ألقى الله عز وجل. قال: فبكى هارون بكاء شديدا، ثم قال له: زدني رحمك الله، فقال: يا أمير المؤمنين إن العباس عم المصطفى صلى الله عليه وسلم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أمرني على إمارة، قال له النبي صلى الله عليه وسلم:«إن الإمارة حسرة وندامة يوم القيامة، فإن استطعت أن لا تكون أميرا فافعل» . فبكى هارون بكاء شديدا فقال له: زدني رحمك الله، قال: يا حسن الوجه، أنت الذي يسألك الله عز وجل عن هذا الخلق يوم القيامة، فإن استطعت أن تقي هذا الوجه من النار، فإياك أن تصبح وتمسي وفي قلبك غش لأحد من رعيتك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«من أصبح لهم غاشا لم يرح رائحة الجنة» . فبكى هارون وقال له: عليك دين؟ قال: نعم! دين لربي لم يحاسبنى عليه، فالويل لى إن سألنى والويل لى إن ناقشنى، والويل لي إن لم ألهم حجتي. قال: إنما أعني من دين العباد، قال: إن ربي لم يأمرني بهذا، إنما أمرني أن أصدق وعده وأطيع أمره، فقال جل وعز {(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)} فقال له: هذه ألف دينار خذها فأنفقها على عيالك وتقو بها على عبادتك، فقال: سبحان الله! أنا أدلك على طريق النجاة، وأنت تكافئني بمثل هذا؟ سلمك الله ووفقك. ثم صمت فلم يكلمنا، فخرجنا من عنده، فلما صرنا على الباب قال هارون: إذا دللتني على رجل فدلني على مثل هذا، هذا سيد المسلمين، فدخلت عليه امرأة من نسائه فقالت: يا هذا قد ترى ما نحن فيه من ضيق الحال، فلو قبلت هذا المال فتفرجنا به؟! فقال لها: مثلي ومثلكم كمثل قوم كان لهم بعير يأكلون من كسبه، فلما كبر نحروه فأكلوا لحمه. فلما سمع هارون هذا الكلام قال: ندخل فعسى أن يقبل المال، فلما علم الفضيل خرج فجلس في السطح على باب الغرفة فجاء هارون فجلس إلى جنبه فجعل يكلمه فلا يجيبه، فبينا نحن كذلك إذ خرجت جارية سوداء فقالت: يا هذا قد آذيت الشيخ منذ الليلة، فانصرف

ص: 107

رحمك الله، فانصرفنا.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن النضر الازدى قال سمعت عبد الصمد ابن يزيد يقول سمعت فضيل بن عياض يقول: إني لأستحي من الله أن أشبع حتى أرى العدل قد بسط، وأرى الحق قد قام قال: وسمعت الفضيل يقول من علامة البلاء أن يكون الرجل صاحب بدعة.

• حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم ثنا أبو الطيب الصفار ثنا محمد بن يوسف الجوهري قال سمعت بشر بن الحارث يقول قال فضيل لعلي ابنه: لعلك ترى أنك فى شيء؟ الجعل أطوع لله منك.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا المفضل بن محمد الجندي ثنا إسحاق بن إبراهيم قال: رأى فضيل بن عياض رجلا يضحك فقال: ألا أحدثك حديثا حسنا، قال:! بلى قال: {(لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين)} .

• حدثنا محمد قال أخبرنا المفضل ثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري قال قال الفضيل: ما تزين الناس بشيء أفضل من الصدق، والله عز وجل يسأل الصادقين عن صدقهم، منهم عيسى بن مريم عليه السلام، كيف بالكذابين المساكين، ثم بكى وقال: أتدرون في أي يوم يسأل الله عز وجل عيسى بن مريم عليه السلام؟ يوم يجمع الله فيه الأولين والآخرين آدم فمن دونه، ثم قال: وكم من قبيح تكشفه القيامة غدا.

• حدثنا محمد ثنا المفضل ثنا إسحاق قال قال الفضيل: طوبى لمن استوحش من الناس وكان الله أنيسه، وبكى على خطيئته. وقال الفضيل: إنما جعلت العلل ليؤدب بها العباد، ليس كل من مرض مات. وقال رجل لفضيل: إن فلانا يغتابني. قال: قد جلب الخير جلبا.

• حدثنا عبد الله بن محمد ومحمد بن علي قالا: ثنا أبو يعلى ثنا عبد الصمد ابن يزيد قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: أدركت أقواما يستحيون من الله سواد الليل، من طول الهجعة، إنما هو على الجنب، فإذا تحرك قال:

ليس هذا لك، قومي خذي حظك من الآخرة. قال: وسمعت الفضيل يقول

ص: 108

قيل لإبراهيم: إنك لتطيل الفكرة، قال الفكرة مخ العمل. قال: وسمعت الفضيل يقول: قال الحسن: الفكرة مرآة تريك حسناتك وسيئاتك.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت العباس بن أبي طالب قال سمعت صالحا أبا الفضل الخزاز قال سمعت الفضيل بن عياض في المسجد الحرام يقول: أصلح ما أكون أفقر ما أكون، وإني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق حماري وخادمي.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت العباس بن أبي طالب يقول: سمعت عبد الله بن محمد الهباري يقول: اعتل فضيل بن عياض فاحتبس عليه البول فقال: بحبي إياك لما أطلقته. قال فبال.

• حدثنا أبي رحمه الله ثنا محمد بن جعفر ثنا إسماعيل بن يزيد ثنا إبراهيم بن الأشعث قال سمعت الفضيل بن عياض يقول في مرضه الذي مات فيه: ارحمني بحبي إياك، فليس شيء أحب إلي منك. قال: وسمعته وهو يشتكي يقول:

{مسني الضر وأنت أرحم الراحمين} . قال وسمعت الفضيل كثيرا يقول: ارحمني فإنك بي عالم. ولا تعذبني فإنك علي قادر. وسمعته يقول: اللهم زهدنا في الدنيا فإنه صلاح قلوبنا وأعمالنا وجميع طلباتنا ونجاح حاجاتنا.

• حدثنا أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا إسماعيل بن يزيد ثنا إبراهيم بن الأشعث قال سمعت فضيل بن عياض يقول: الذاكر سالم من الإثم ما دام يذكر الله، غانم من الأجر. وسمعته يقول: من استوحش من الوحدة واستأنس بالناس لم يسلم من الرياء. قال: وسمعت الفضيل يريد بذلك الحجة إن من كان قبلكم كانت الدنيا مقبلة عليهم وهم يفرون منها، ولهم من القدم ما لهم، وهي اليوم عنكم مدبرة وأنتم تسعون خلفها ولكم من الاحداث ما لكم، وأي حسرة على امرئ أكبر من أن يؤتيه الله عز وجل علما فلم يعمل به، فسمعه منه غيره فعمل به فيرى منفعته يوم القيامة لغيره. قال وسمعت الفضيل يقول: لن يعمل عبد حتى يؤثر دينه على شهوته، ولن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه.

• حدثنا أبي ثنا إسماعيل، ثنا إبراهيم ثنا الفضيل بن عياض عن محمد بن

ص: 109

سوقة قال: أمران لو لم نعذب إلا بهما لكنا مستحقين بهما لعذاب الله، أحدنا يزاد الشيء من الدنيا فيفرح بها فرحا ما علم الله أنه فرح بشيء زاده قط في دينه، وينقص الشيء من الدنيا فيحزن عليه حزنا ما علم الله أنه حزن على شيء قط نقصه في دينه.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا الفيض بن إسحاق قال سمعت الفضيل يقول: لا حج ولا جهاد ولا رباط أشد من حبس اللسان، لو أصبحت يهمك لسانك أصبحت فى غم شديد، وسجن اللسان سجن المؤمن، وليس أحد أشدغما ممن سجن لسانه.

قال وسمعت الفضيل يقول: تكلمت فيما لا يعنيك فشغلك عما يعنيك، ولو شغلك ما يعنيك تركت ما لا يعنيك.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا داود بن مهران ثنا الفضيل بن عياض حدثني رجل قال: في الإنجيل مكتوب ابن آدم أطعني فيما أمرتك ولا تعلمني بما يصلحك. قال فضيل: وكان الرجل من بني إسرائيل لا يفتي ولا يحدث حتى يتعبد سبعين سنة.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم ثنا عبد الله بن محمد بن سليمان ثنا محمد بن قطن قال قال الفضيل بن عياض: إنما يهابك الخلق على قدر هيبتك لله.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن يزيد ثنا عبد الله بن أبي بكر قال سمعت فضيل بن عياض يقول: ما رأيت أحدا من تكلى مع تكلى

(1)

.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد ابن زنبور قال سمعت الفضيل يقول: رهبة العبد من الله عز وجل على قدر علمه، ورهبته من الدنيا على قدر رغبته في الآخرة.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو يعلى ثنا أبو عبد الصمد ح. وحدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد ثنا محمد بن يزيد ثنا عبد الصمد بن يزيد قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: المؤمن فى الدنيا مغموم يتزود ليوم معاده، قليل فرحه ثم بكى.

(1)

كذا بالاصل.

ص: 110

• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا الحسن بن محمد ثنا أبو زرعة ثنا عبد الله بن عمر الجعفي قال قال بكر بن محمد العابد قال فضيل بن عياض: أنت لا ترى خائفا كيف تخاف.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن زنبور قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: أعلم الناس بالله أخوفهم له. قال محمد سمعت رجلا يقول: رأيت فضيل بن عياض في المنام فقلت له: أوصني فقال:

عليك بأداء الفرائض فإني لم أر شيئا قط مثلها.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن روح قال حدثني عمر بن محمد بن عبد الحكيم قال حدثني عبد الرحمن بن حيان المصري قال قيل للفضيل بن عياض: يا أبا علي ما بال الميت ينزع نفسه وهو ساكت، وابن آدم يضطرب من القرصة؟ قال: لان الملائكة توثقه ثم قرأ {(توفته رسلنا وهم لا يفرطون)} .

• حدثنا أبو محمد ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ثنا سلمة بن شبيب ثنا سهل بن عاصم قال سمعت إبراهيم بن الأشعث يقول: سمعت فضيلا يقول في قوله {(ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما)} قال: لا تغفلوا عن أنفسكم فإن من غفل عن نفسه فقد قتلها.

• حدثنا أبو محمد عبد الله ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا داود بن حماد بن قرافصة ثنا أبو إسحاق ثنا إبراهيم بن الأشعث قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: تزينت للناس وتصنعت لهم، وتهيأت ولم تزل ترائي حتى عرفوك فقالوا:

هو رجل صالح فأكرموك وقضوا لك الحوائج ووسعوا لك في المجلس، وعظموك، خيبة لك ما أسوأ حالك إن كان هذا شأنك، قال وسمعت فضيلا يقول ذات ليلة وهو يقرأ سورة محمد ويبكي ويردد هذه الآية {(ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم)} وجعل يقول ونبلو أخباركم، ويردد وتبلو أخبارنا؟ إن بلوت أخبارنا فضحتنا وهتكت أستارنا، إنك إن بلوت أخبارنا أهلكتنا وعذبتنا ويبكي.

• حدثنا أبو محمد ثنا العباس بن محمد ثنا الحجاج بن حمزة حدثني محمد بن

ص: 111

علي قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: العلم دواء الدين، والمال داء الدين، فإذا جر العالم الداء إلى نفسه كيف يصلح غيره.

• حدثنا عبد الله بن محمد ومحمد بن إبراهيم قالا: ثنا أحمد بن علي ثنا عبد الصمد بن يزيد مردويه قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: إنما سمي الصديق لتصدقه، وإنما سمي الرفيق لترفقه، ليس في السفر وحده، بل في السفر والحضر.

قلنا يا: أبا علي فسر لنا هذا. قال: أما الصديق فإذا رأيت منه أمرا تكرهه فعظه ولا تدعه يتهور، وأما الرفيق فإن كنت أعقل منه فارفقه بعقلك، وإن كنت أحلم منه فارفقه بحلمك، وإن كنت أعلم منه فارفقه بعلمك، وإن كنت أغنى منه فارفقه بمالك.

• حدثنا عبد الصمد بن محمد ومحمد بن إبراهيم قالا: ثنا أحمد بن علي ثنا عبد الصمد قال سمعت الفضيل يقول: إذا أتاك رجل يشكو إليك رجلا فقل يا أخي اعف عنه فإن العفو أقرب للتقوى، فإن قال: لا يحتمل قلبي العفو ولكن أنتصر كما أمرني الله عز وجل، قل: فإن كنت تحسن تنتصر مثلا بمثل وإلا فارجع إلى باب العفو فانه باب أوسع، فإنه من عفا وأصلح فأجره على الله، وصاحب العفو ينام الليل على فراشه، وصاحب الانتصار يقلب الأمور.

• حدثنا أبو محمد ثنا أبو يعلى ثنا عبد الصمد قال سمعت الفضيل يقول:

صبر قليل ونعيم طويل، وعجلة قليلة، وندامة طويلة، رحم الله عبدا أحمد ذكره، وبكى على خطيئته قبل أن يرتهن بعمله.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا جعفر بن أحمد بن فارس ثنا ابراهيم ابن الجنيد ثنا مليح بن وكيع قال سمعتهم يقولون: خرجنا من مكة في طلب فضيل بن عياض إلى رأس الجبل فقرأنا القرآن فاذا هو قد خرج علينا من شعب لم نره، فقال لنا: أخرجتموني من منزلي ومنعتموني الصلاة والطواف، أما إنكم لو أطعتم الله ثم شئتم أن تزول الجبال معكم زالت، ثم دق الجبل بيده فرأينا الجبال أو الجبل اهتزت وتحركت.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا إبراهيم بن محمد بن علي الرازي ثنا أحمد

ص: 112

ابن الحسين بن عباد ثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله الحذاء قال سمعت فضيل بن عياض يقول: حيث ما كنت فكن ذنبا ولا تكن رأسا، فإن الرأس تهلك والذنب ينجو.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا إبراهيم بن سفيان ثنا عامر بن عامر عن الحسن بن علي العابد قال قال فضيل بن عياض لرجل: كم أتت عليك؟ قال ستون سنة، قال فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك توشك أن تبلغ، فقال الرجل: يا أبا علي إنا لله وإن إليه راجعون، قال له الفضيل: تعلم ما تقول؟ قال الرجل: قلت إنا لله وإنا إليه راجعون. قال الفضيل تعلم ما تفسيره؟ قال الرجل: فسره لنا يا أبا علي، قال قولك إنا لله، تقول: أنا لله عبد وأنا إلى الله راجع، فمن علم أنه عبد الله وأنه إليه راجع، فليعلم بأنه موقوف ومن علم بأنه موقوف فليعلم بأنه مسئول، ومن علم أنه مسئول فليعد للسؤال جوابا، فقال الرجل: فما الحيلة؟ قال: تستره قال: ما هي؟ قال تحسن فيما بقي يغفر لك ما مضى وما بقي، فإنك إن أسأت فيما بقي أخذت بما مضى وما بقي.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا إسحاق بن أبي إحسان ثنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت أبا عبد الله الساجي يقول: سأل رجل فضيل بن عياض فقال: يا أبا علي متى يبلغ الرجل غايته من حب الله تعالى؟ فقال له الفضيل إذا كان عطاؤه ومنعه إياك عندك سواء، فقد بلغت الغاية من حبه.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن علي الرازي ثنا النضر بن سلمة ثنا دهرم بن الحارث عن فضيل بن عياض قال: قدمت شعوانة، فأتيتها فشكوت إليها وسألتها أن تدعو الله بدعاء فقالت شعوانة: يا فضيل أما بينك وبين الله ما إن دعوته استجاب؟ قال فشهق الفضيل شهقة فخر مغشيا عليه، قال وقال الفضيل: أعزنا بعز الطاعة ولا تذلنا بذل المعصية.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يعلى ثنا عبد الصمد بن يزيد قال سمعت فضيل بن عياض يقول: ليس من عبد إلا وفيه ثلاثة خصال، أما اثنتين يسترهما وأما الثالثة فلا يقوى، قيل كيف ذاك يا أبا علي؟ قال يظهر الرجل حسن

ص: 113

الخلق في الخيرات، وليس بحسن الخلق ويظهر السخاء وليس بسخي، ولكن الثالثة عقل الرجل عند المحاورة، إن كان له عقل عرفته لا يقدر يتصنع.

• حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا عبد الرحمن بن داود ثنا عبد الله بن هلال الرومي - ببيروت - ثنا أحمد بن عاصم قال: التقى سفيان الثورى وفضيل ابن عياض فتذاكرا فبكيا، فقال سفيان: إني لأرجو أن يكون مجلسنا هذا أعظم مجلس جلسناه بركة، فقال الفضيل: نرجو لكني أخاف أن يكون أعظم مجلس جلسناه علينا شؤما، أليس نظرت إلى أحسن ما عندك فتزينت لي به، وتزينت لك به، فعبدتني وعبدتك؟ قال: فبكى سفيان حتى علا نحيبه ثم قال أحييتني أحياك الله.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا عبد الرحمن بن داود ثنا الفضيل بن عياض يقول: ما حليت الجنة لأمة ما حليت لهذه الأمة، ثم لا ترى لها عاشقا.

قال الشيخ أبو نعيم رحمه الله. كلام الفضيل ومواعظه تكثر اقتصرنا منها على ما أملينا نفعنا الله وإياكم بها. كذلك له من المسانيد.

أسند الفضيل عن أعلام التابعين وعلمائهم، منهم سليمان الأعمش ومنصور بن المعتمر أدركا أنس بن مالك، وعبد الله بن أبي أوفى رضي الله تعالى عنهم، ومنهم عطاء بن السائب وحصين بن عبد الرحمن ومسلم الأعور وأبان بن أبي عياش وكلهم أدركوا أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه.

وروى عن الفضيل الأعلام والأئمة، منهم سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي، وحسين بن علي الجعفي، ومؤمل بن إسماعيل، وعبد الله بن وهب المصري، وأسد بن موسى وثابت بن محمد العابد، ومسدد ويحيى بن يحيى النيسابوري، وقتيبة بن سعيد وأشكالهم ونظراؤهم.

• حدثنا سليمان بن أحمد وأحمد بن محمد الحارث قالا: ثنا عبدان بن أحمد ثنا إسماعيل بن زكريا ثنا فضيل بن عياض عن سليمان الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال: كنا إذا جلسنا في الصلاة قلنا السلام على الله قبل عباده، السلام على

ص: 114

جبريل، السلام على ميكائيل، فعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد فقال:«إن الله هو السلام، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين» قال أبو وائل في حديث عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم «إذا قلتها أصابت كل عبد صالح في السماء والأرض» . وقال أبو إسحاق في حديث عبد الله: «إذا قلتها أصابت كل ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد صالح: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله» هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث الأعمش عن أبي وائل، رواه عنه الناس، وحديث فضيل لا نعلمه رواه عنه إلا إسماعيل وكان فضيل يتورع أن يقول الأعمش فكان إذا حدث عنه قال: سليمان بن مهران وإنما أصحابه وصفوه بالأعمش ليكون أشهر.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد ثنا الحسين بن عمر بن أبي الأحوص ثنا أحمد بن يونس ثنا فضيل بن عياض عن سليمان الأعمش عن زيد ابن وهب عن عبد الله بن مسعود قال: «حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق الصدوق إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله عز وجل الملك فيؤمر بأربع» . فذكره صحيح متفق عليه، رواه عن الأعمش الجم الغفير وحديث فضيل لم نكتبه إلا من حديث أحمد بن يونس.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زيد القراطيسي ثنا يعقوب بن أبي عباد ثنا فضيل بن عياض عن الأعمش عن زيد بن وهب عن جرير بن عبد الله البجلي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من لا يرحم الناس لا يرحمه الله عز وجل» هذا حديث صحيح ثابت، رواه عن الأعمش جماعة، لم نكتبه من حديث فضيل إلا من حديث يعقوب.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عثمان بن سعيد الوراق الكوفي ثنا أحمد بن يونس ثنا الفضيل بن عياض عن الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبي ذر قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد فقال: «انظر أي رجل يرى في عينك أرفع؟ فنظرت فإذا رجل عليه حلة وحوله ناس، فقلت:

ص: 115

هذا، قال: انظر أي رجل يرى أدنى في عينك؟ فنظرت فإذا رجل عليه كساء، قال هذا: خير عند الله عز وجل يوم القيامة من قراب الأرض مثل هذا». ثابت مشهور من حديث الأعمش.

• حدثنا عبد الله بن يحيى بن معاوية الطلحي ثنا الحسين بن جعفر القتات ثنا عبد الحميد بن صالح البرجمي ح. وحدثنا الحسين بن بندار ثنا هرمز المعدل التستري ثنا محمد بن هارون بن حميد ثنا يحيى بن طلحة اليربوعي ح. وحدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا موسى بن هارون ثنا سويد بن سعيد قالوا: ثنا فضيل بن عياض عن سليمان بن مهران عن أبي عمرو الشيباني عن ابن مسعود قال: «جاء رجل بناقة مخطومة فقال: يا رسول الله هذه الناقة في سبيل الله، قال لك بها سبعمائة ناقة مخطومة في الجنة» . مشهور من حديث الأعمش ثابت حدث به عن الفضيل جماعة من المتقدمين يونس بن محمد عن الفضيل.

• حدثنا أبو بكر الآجري وعلي بن هارون قالا: ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الفضيل بن عياض عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي معمر عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع والسجود» . صحيح ثابت من حديث الأعمش، لا أعلم رواه عن فضيل إلا قتيبة وإبراهيم بن محمد الشافعي.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا المقدام بن داود ثنا أسد بن موسى ثنا فضيل بن عياض عن الأعمش عن ثمامة بن عقبة المحلمى عن زيد بن أرقم قال:

«جاء يهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا القاسم تزعم أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون، قال: نعم، والذي نفسي بيده إن الرجل ليعطى مثل قوة مائة في الأكل والشرب والشهوة والجماع، فقال اليهودي: إن الذي يأكل ويشرب يكون له حاجة، والجنة مطهرة، قال: حاجة أحدهم عرق معصص من جلده كريح المسك، فإذا بطنه قد ضمر» . من حديث الأعمش ثابت رواه عنه الناس، وحديث فضيل تفرد به أسد بن موسى فيما قاله سليمان.

ص: 116

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم ثنا إبراهيم بن محمد الشافعي ح. وحدثنا علي بن أحمد بن علي المقدسي ثنا محمد بن عبد بن عامر ثنا إبراهيم بن الأشعث ثنا فضيل بن عياض عن سليمان الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله ملائكة - فضلا عن كتاب الناس - يطوفون في الطريق ويبتغون الذكر، فإذا رأوا قوما يذكرون الله تنادوا إلى حاجتكم، قال: فتحفهم بأجنحتهم الى عنان السماء، فيقول الله وهو أعلم: ما يقول عبادي، قالوا: يحمدونك ويسبحونك ويمجدونك، فيقول: هل رأوني؟ فيقولون: لا! فيقول:

كيف لو رأونى؟ قالوا: لو رأوك كانوا أشد تسبيحا وتمجيدا، فيقول:

ما يسألوني؟ قالوا: يسألونك الجنة، فيقول: رأوها؟ فيقولون: لا! فيقول كيف لو رأوها؟ فيقولون: لو رأوها كانوا أشد طلبا، وعليها حرصا. قال:

ويتعوذون من النار فيقول كيف لو رأوها فيقولون: لو رأوها كانوا أشد منها تعوذا وأشد فرارا، فيقول: أشهدكم أني قد غفرت لهم، فيقول الملك فيهم فلان ليس منهم، إنما جاء لحاجة، فيقول تبارك وتعالى: هم السعداء لا يشقى جليسهم». هذا مما تفرد به الأعمش عن أبي صالح وهو من عيون حديثه ومشاهيره رواه عبد الواحد بن زياد وأبو بكر بن عياش وأبو معاوية.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إسحاق الأنماطي ثنا محمد بن عبد بن عامر ثنا يحيى بن يحيى النيسابوري ثنا فضيل بن عياض عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب حين يشرب وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، والتوبة معروضة بعد ذلك». ثابت صحيح من حديث الأعمش رواه عنه الائمة والقدماء زيد ابن أبي أنيسة والثوري وشعبة وهارون بن سعد وأبو حمزة السكوني.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا القاسم بن زكريا ثنا عبد الله بن أبي زياد ثنا حسين بن علي الجعفي ثنا فضيل بن عياض عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله تعالى: من

ص: 117

ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منه، وإن تقرب مني شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتانى يمشى أتيته هرولة». صحيح من حديث الأعمش رواه شعبة وعبد الواحد بن زياد وأبو معاوية وجرير وغيرهم، لم نكتبه من حديث فضيل إلا من حديث حسين بن علي الجعفي.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر وأحمد بن إسحاق قالا: ثنا أبو بكر ابن أبي عاصم ثنا إبراهيم بن محمد الشافعي ثنا فضيل بن عياض عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الإمام ضامن والمؤذن أمين، أرشد الله الأئمة، وأعان المؤذنين» . رواه الجم الغفير عن الأعمش وحديث فضيل لم نكتبه إلا من حديث إبراهيم بن محمد الشافعي.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن عبد الله بن رستة ثنا عباس ابن الوليد ثنا فضيل بن عياض ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استعيذوا بالله من عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال» . عزيز من حديث الأعمش لم نكتبه من حديث فضيل إلا من حديث عباس.

• حدثنا محمد بن إبراهيم بن علي ثنا إسحاق بن أحمد بن نافع والحسين ابن محمد بن حماد ح. وحدثنا عمر بن موسى بن عيسى ثنا محمد بن هارون ابن مدين قالوا. ثنا محمد بن جعفر المكنى زنبور ثنا فضيل بن عياض عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم» . لم نكتبه من حديث فضيل إلا من حديث محمد، رواه عبد الأعلى بن عبد الواحد الكلاعي عن عبد الله بن وهب عن فضيل فخالف أصحاب الأعمش.

• حدثنا محمد بن المظفر ثنا أحمد بن محمد ابن إبراهيم المادراني ثنا أحمد بن محمد بن محمد بن الحجاج ثنا عبد الأعلى بن عبد الواحد الكلاعي ثنا عبد الله بن وهب ثنا الفضيل بن عياض عن سليمان

ص: 118

عن مسلم بن صبيح عن مسروق عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. وهذا وهم من عبد الأعلى أو ممن دونه إنما يعرف للأعمش في هذا الحديث ثلاثة أقاويل الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة والأعمش عن أبي سفيان عن جابر، والأعمش عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله تعالى عنهم أجمعين.

• حدثنا أبي ثنا محمد بن أحمد بن يزيد ومحمد بن جعفر قالا: ثنا إسماعيل ابن يزيد ثنا إبراهيم بن الأشعث ثنا فضيل بن عياض عن سليمان عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر على مسلم في الدنيا ستره الله في الدنيا والآخرة، ومن يسر على معسر في الدنيا يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه» . مشهور من حديث الأعمش رواه عنه من القدماء محمد بن واسع ولم نكتبه من حديث فضيل إلا من حديث إبراهيم بن الأشعث.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إسحاق الأنماطي ثنا محمد بن عبد بن عامر ثنا يحيى بن يحيى النيسابوري ثنا الفضيل بن عياض عن سليمان بن مهران الكاهلي عن مسلم بن صبيح عن مسروق بن الأجدع قال قال أبو بكر الصديق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المصائب والأمراض والأحزان في الدنيا جزاء» . عزيز من حديث فضيل ما كتبته إلا من هذا الوجه.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا ابن مسعود أحمد بن الفرات ح. وحدثنا أبو بكر الطلحي ثنا أبو حصين القاضي ح. وحدثنا أبي ثنا عمر بن إبراهيم بن أبان السراج البغدادي قالوا: ثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ثنا فضيل بن عياض عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن ثعلبة بن يزيد الحماني عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» . عزيز من حديث فضيل لا أعلم رواه عنه إلا الحماني.

• حدثنا سليمان بن أحمد - إملاء سنة ثمان وأربعين - ثنا جبرون بن عيسى

ص: 119

المصري ثنا يحيى بن سليمان الحفري ثنا فضيل بن عياض عن الأعمش عن حبيب ابن أبي ثابت عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أشرب قلبه حب الدنيا التاط منه بثلاث، شقاء لا ينفد، حرص لا يبلغ عناه، وأمل لا يبلغ منتهاه، والدنيا طالبة ومطلوبة فمن طلب الدنيا طلبته الآخرة، ومن طلب الآخرة طلبته الدنيا، حتى يستوفي منها رزقه» . غريب من حديث فضيل والأعمش وحبيب لم نكتبه إلا من حديث جبرون عن يحيى.

• حدثنا محمد بن المظفر ثنا محمد بن محمد بن سليمان ثنا سويد بن سعيد ثنا فضيل بن عياض عن الأعمش عن ذر عن سبيع عن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدعاء هو العبادة لأن الله تعالى يقول {(ادعوني أستجب لكم» . لا يعرف هذا الحديث إلا من حديث ذر وهو ذر بن عبد الله الهمداني أبو عمر بن ذر يعرف بسبيع الحضرمي رواه عن ذر الأعمش ومنصور، ورواه عن الأعمش جماعة، وعن منصور الثوري وشعبة وشيبان وجرير وغيرهم.

• حدثنا محمد بن جعفر وعبد الله بن محمد بن جعفر قالا: ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا فضيل بن عياض عن الأعمش عن المسيب ابن رافع عن تميم الطائي عن جابر بن سمرة قال: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم؟ قالوا:

يا رسول الله كيف تصف الملائكة؟ قال: يتمون الصفوف المتقدمة ويتراصون في الصف». مشهور من حديث المسيب بن رافع، رواه عن الأعمش الثوري وأخوه عمر بن سعيد وزائدة وزهير وأبو معاوية، ورواه أشعث بن سوار عن علي بن مدرك عن تميم الطائي وتميم بن طرفة.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا محمد بن عيسى الطباع ثنا فضيل بن عياض عن الأعمش عن عبد الله عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ويسمع منكم ويسمع

ص: 120

ممن يسمع منكم». غريب من حديث فضيل عن الأعمش لم نكتبه إلا من حديث محمد بن عيسى.

• حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن سلم ثنا إدريس بن عبد الكريم الحداد المقري ثنا سعد بن زنبور ثنا فضيل بن عياض عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاث يقول:

«لا يموتن أحد منكم إلا وهو يحسن بالله الظن» ثابت مشهور من حديث جابر رواه عنه أبو سفيان، واسمه طلحة بن نافع، وأبو الزبير ووهب بن منبه ورواة حديث الأعمش عن أبي سفيان، الثوري وابن عيينة وزهير وأبو جعفر الرازي وأبو عوانة وجرير بن حازم في آخرين ورواة حديث أبي الزبير عن أبي الزبير واصل مولى أبي عيينة وموسى بن عقبة وابن جريج وابن أبي ليلى وابن لهيعة.

• حدثنا أبو بكر عبد الله بن يحيى بن معاوية الطلحي ثنا الحسين بن جعفر القتات ثنا عبد الحميد بن صالح ح. وحدثنا علي بن الفضيل المعدل ثنا محمد ابن أيوب ثنا مسدد قالا: ثنا فضيل بن عياض عن سليمان عن أبي سفيان عن جابر قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فهاجت ريح منتنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن ناسا من المنافقين اغتابوا ناسا من المؤمنين. وقال مسدد: من المسلمين فلذلك هاجت هذه الريح. وقال مسدد فبعثت هذه الريح لذلك» فمشهور من حديث فضيل عن الأعمش، رواه عنه المتقدمون.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إسحاق ثنا محمد بن عبد بن عامر ثنا يحيى بن يحيى ثنا فضيل بن عياض عن سليمان بن مهران عن أبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس بين الكفر والإيمان إلا ترك الصلاة» ثابت مشهور من حديث جابر، رواه عنه عمرو بن دينار وأبو الزبير وغيرهما، ورواه الثوري عن الأعمش عن أبي سفيان مثله.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا الحسن بن هارون بن سليمان ح

ص: 121

وحدثنا محمد بن إبراهيم ثنا أبو يعلى قالا: ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ثنا فضيل بن عياض عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن أبي سعيد الخدري قال: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلى فى ثوب واحد متوشحا به» رواه الثوري وداود الطائي والناس عن الأعمش مثله.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا إسماعيل بن إسحاق السراج ثنا سويد ابن سعيد ثنا فضيل بن عياض عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: «يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، قالوا يا رسول الله تخاف علينا وقد آمنا بك؟ قال: ما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن فإن شاء أقامه وإن شاء أزاغه» .

رواه الثوري عن الأعمش مثله.

• حدثنا أبو السري الحسين بن محمد الحذاء التستري ومحمد بن حميد قالا: ثنا الحسن بن عثمان ح. وحدثنا محمد بن علي ثنا إسحاق بن أحمد الخزاعى وأبو عروبة قالوا: ثنا محمد بن زنبور ثنا فضيل عن سليمان الأعمش عن أبي سفيان عن أنس قال: أتانا معاذ بن جبل فقلت حدثنا من طرائف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال. كنت رديفه فقال: «يا معاذ ما حق الله؟ قلت الله ورسوله أعلم، قال: حقه عليهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، قلت: فما حق العباد إذا فعلوا ذلك؟ قال: حقهم عليه أن لا يعذبهم» .

صحيح ثابت من حديث أنس عن معاذ، رواه عنه قتادة وغيره من حديث الأسود بن هلال عن معاذ ولا يذكر هذه اللفظة من طرائف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أبو سفيان عن أنس.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ومحمد بن جعفر الإمام قالا:

ثنا أحمد بن يونس ثنا فضيل بن عياض عن الأعمش عن أبي صالح الحنفي عن بكير الحريري ونفر من الأنصار

(1)

فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل كل رجل منا يوسع إلى جنبه رجاء أن يجلس إليه، حتى قام على الباب

(1)

كذا بالأصل وفيه نقص فى السند وصدر الحديث ولعله عن أنس

ص: 122

وأخذ بعضا دتيه فقال: «الأئمة من قريش، ولي عليكم حق عظيم، ولهم مثل ذلك ما فعلوا ثلاثا. إذا استرحموا رحموا، وإذا حكموا عدلوا، وإذا عاهدوا وفوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» مشهور من حديث أنس رواه عنه بكير وهو بكير بن وهب، ورواه عن بكير سهل أبو الأسد وأبو صالح الحنفي اسمه عبد الرحمن بن قيس.

• حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ثنا أحمد بن داود الجنديسابوري السكري ثنا محمد بن خليد الحنفي ثنا فضيل بن عياض عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «شكى نبي من الأنبياء إلى ربه عز وجل فقال: يا رب يكون العبد من عبيدك يؤمن بك ويعمل بطاعتك فتروى عنه الدنيا، وتعرض له البلاء، ويكون العبد من عبيدك يكفر بك ويعمل بمعاصيك فتزوي عنه البلاء وتعرض له الدنيا، فأوحى الله عز وجل إليه، إن العباد والبلاد لي وإنه ليس من شيء إلا وهو يسبحنى ويكبرنى ويهللني، أما عبدي المؤمن فله سيئات فأزوي عنه الدنيا وأعرض له البلاء حتى يأتينى فأجزيه بحسناته، وأما عبدي الكافر فله حسنات فأزوى عنه البلاء وأعرض له الدنيا حتى يأتيني فأجزيه بسيئاته» . غريب من حديث فضيل والأعمش لم نكتبه مرفوعا إلا من هذا الوجه، وعبد الله بن الحارث فيما أرى هو الزبيدي المكتب، كوفي حدث عنه عمرو بن مرة وأبو

(1)

يروي عن عبد الله بن عمرو وابن عمر رضي الله تعالى عنهم.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن أبو علي الصواف ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ح. وحدثنا محمد بن أحمد بن علي الإمام ثنا الحسن بن علي مولى بني هاشم ثنا سعد بن زنبور قالا: ثنا فضيل بن عياض عن منصور بن المعتمر عن شقيق عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر» . صحيح ثابت متفق عليه، رواه

(1)

بياض بالأصل

ص: 123

الثوري وشعبة عن منصور وحصين مثله.

• حدثنا محمد بن حميد ثنا عبد الله بن صالح النجاري ثنا عبد الله يقول:

إني لأخبر بمكانكم فما يمنعني أن أخرج إليكم إلا مخافة أن أملكم، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم «يتخولنا بالموعظة مخافة السآمة علينا» . صحيح ثابت من حديث منصور والأعمش.

• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا أحمد بن محمد ابن عبد الله الشافعي ثنا عمي إبراهيم بن محمد ثنا فضيل بن عياض عن منصور عن شقيق عن مسروق قال قالت عائشة: «ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يصلى صلاة إلا وهو يتعوذ من عذاب القبر» . ثابت مشهور من حديث منصور لم نكتبه من حديث فضيل إلا من حديث الشافعي.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو عمر محمد بن عثمان الوراق ثنا أحمد بن يونس ثنا فضيل بن عياض عن منصور عن ربعي عن أبي مسعود الأنصاري.

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة إذا لم تستح فاصنع ما شئت» . ثابت مشهور من حديث منصور وحديث فضيل بن عياض مرفوعا لم نكتبه إلا من حديث أحمد بن يونس.

• حدثنا أبي ومحمد بن جعفر قالا: ثنا محمد بن جعفر ثنا إسماعيل بن يزيد ثنا إبراهيم بن الأشعث ثنا فضيل بن عياض عن منصور عن ربعي عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كان رجل يسئ الظن بعمله فقال لأهله: إذا أنا مت فاحرقونى ثم اطحنونى ثم ذروني في البحر في يوم عاصف فإن ربي إن قدر علي لم يغفر لي، فلما مات فعلوا به ذلك فجمعه الله عز وجل فقال: ما حملك على الذي فعلت؟ قال: ما حملني إلا مخافتك. فغفر له» . رواه إبراهيم الشافعي عنه موقوفا وتفرد برفعه عن الفضيل إبراهيم بن الأشعث.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش وأحمد بن إبراهيم الكندي قالا: ثنا أحمد بن أبي عوف ثنا عبد الله بن عمير القواريري ثنا فضيل بن عياض عن منصور عن الشعبي عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

ص: 124

«من ذبح قبل الصلاة فليعد الذبح» كذا رواه فضيل عن منصور مختصرا بهذا اللفظ ورواه الثوري وشعبة وغيرهما عن منصور مطولا.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ح. وحدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا إبراهيم بن الاسحاقى الحرثى ثنا عبيد الله بن عمر القواريري قالا: ثنا الفضيل بن عياض عن منصور بن المعتمر عن الشعبي عن أم سلمة قالت: «كان رسول الله صلى عليه وسلم إذا خرج من بيته قال:

اللهم إنى أعوذ بك أن أزل أو أضل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي».

رواه الثوري وشعبة بن منصور مثله.

• حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن أحمد المقرى ثنا الحسين بن محمد بن حاتم عبيد

(1)

العجل ثنا يحيى بن طلحة اليربوعي ثنا فضيل بن عياض عن منصور عن ابراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: «ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدموا المدينة من طعام بر ثلاثة أيام حتى لحق بالله» . مشهور من حديث إبراهيم عن الأسود.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عمرو الخلال المكي ثنا عبد الله بن عمران العابدي ثنا فضيل عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت «جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنك لأحب إلي من نفسي، وإنك لأحب إلي من أهلي، وأحب إلي من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين، وإني إذا دخلت الجنة حسبت أن لا أراك، فلم يرد إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية {(ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا)} . غريب من حديث فضيل ومنصور متصلا تفرد به العابدي فيما قاله سليمان.

• حدثنا محمد بن جعفر المؤذن ثنا إبراهيم بن علي ح. وحدثنا إسحاق بن

(1)

كذا بالاصل

ص: 125

أحمد ثنا عبد الرحمن بن محمد بن حماد قالا: ثنا محمد بن زياد الزيادي ثنا فضيل بن عياض عن منصور عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه» . صحيح متفق عليه حدث به الثوري وشعبة عن منصور.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا يحيى بن حجر ثنا فضيل ح. وحدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا حرملة بن يحيى ثنا عبد الله بن وهب ثنا فضيل عن منصور عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا هجرة فوق ثلاثة أيام، من هجر فوق ثلاث فمات دخل النار» . صحيح من حديث منصور حدث به الثوري وشعبة مثله.

• حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد ثنا أحمد بن علي الخزاز ثنا الهيثم بن أيوب أبو عمران الطالقاني ثنا فضيل بن عياض عن منصور عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قال إبليس يا رب ليس أحد من خلقك إلا جعلت له رزقا ومعيشة، فما رزقي؟ قال: ما لم يذكر عليه اسمي» . غريب من حديث منصور وفضيل لم يروه عنه متصلا إلا الهيثم.

• أخبرنا أبو بكر الآجرى وعبد الله بن محمد بن أحمد قالا: ثنا جعفر الفريابي، ثنا الهيثم بن أيوب الطالقاني ثنا فضيل بن عياض عن منصور عن خيثمة قال قيل لعبد الله بن عمرو إن ابن مسعود يقول: إن الرجل ليسبح في عرقه حتى يبلغ أنفه، فقال عبد الله بن عمرو إن للمؤمنين كراسي من لؤلؤ يجلسون عليها، ويظلل عليهم بالغمام، ويكون يوم القيامة عليهم كساعة من نهار أو كأحد طرفيه.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا فضيل بن عياض ثنا منصور بن المعتمر عن ابن شهاب الزهري عن عروة عن عائشة قالت «ما رأيت رسول الله صلى عليه وسلم منتصرا من مظلمة ظلمها قط

ص: 126

ما لم تنتهك محارم الله، فإذا انتهك من محارم الله شيء كان أشدهم في ذلك غضبا، وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن مأنما». ثابت صحيح من حديث الزهري رواه الثوري عن منصور.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا جبرون بن عيسى ثنا يحيى بن سليمان الحفري ثنا الفضيل بن عياض عن منصور عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال. «إن موسى بن عمران عليه السلام مر برجل وهو يضطرب فقام يدعو الله عز وجل أن يعافيه، فقيل له: يا موسى إنه ليس يصيبه خبط من إبليس، ولكنه جوع نفسه فهو الذي تراه، إني أنظر إليه كل يوم مرارا أتعجب من طاعته، فمره فليدع لك فإن له عندي كل يوم دعوة» . غريب من حديث فضيل ومنصور وعكرمة تفرد به يحيى بن سليمان الحفري فيما قاله سليمان.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا يحيى بن عثمان بن أبي شيبة ح.

وحدثنا أبو بكر عبد الله بن يحيى بن معاوية الطلحي ثنا الحسين بن جعفر القتات قالا: ثنا عبد الحميد بن صالح البرجمي ثنا فضيل بن عياض عن حصين بن عبد الرحمن عن الشعبي أن عروة البارقي حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «الخيل معقود فى نواصيها الخير إلى يوم القيامة، قيل: وما ذاك؟ قال: الأجر والمغنم» . مشهور من حديث الشعبي رواه عنه جماعة.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا جبرون بن عيسى ثنا يحيى بن سليمان ثنا الفضيل بن عياض عن حصين عن عكرمة عن ابن عباس قال: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وفي يده قطعة من ذهب، فقال لعبد الله بن عمر: ما كان محمد قائلا لربه وهذه عنده؟ فقسمها قبل أن يقوم ثم قال ما يسرني أن لأصحاب محمد مثل هذا الجبل وأشار إلى أحد - ذهبا فينفقها في سبيل الله ويترك منها دينارا، فقال ابن عباس: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قبض ولم يدع دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمة، ولقد ترك درعه مرهونة عند رجل من اليهود بثلاثين صاعا من الشعير، كان يأكل منه ويطعم عياله» .

غريب من حديث الفضيل وحصين تفرد به يحيى بن سليمان فيما قاله سليمان.

ص: 127

• حدثنا أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا إسماعيل بن يزيد ثنا إبراهيم بن الأشعث ثنا الفضيل بن عياض ومروان بن معاوية وعيسى بن يونس وابن أبي زائدة عن إسماعيل بن أبى خالد عن عيسى بن أبي حازم عن جرير قال:

«كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر فقال:

أما إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون هذا القمر - وأشار إلى القمر بالسبابة - لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا، ثم قرأ {(وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها)} الآية». صحيح متفق عليه رواه عن إسماعيل الجم الغفير وحديث الفضيل لم نكتبه إلا من حديث إبراهيم بن الأشعث.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ح. وحدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله قالا: ثنا الحميدي ثنا فضيل بن عياض عن عطاء بن السائب عن طاوس عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الطواف بالبيت صلاة إلا أن الله أحل فيه المنطق، فمن نظر

(1)

فلا ينطق إلا بخير» لا أعلم أحدا رواه مجردا عن عطاء إلا الفضيل.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان ومحمد بن جعفر قالوا: ثنا محمد بن جعفر ثنا إسماعيل بن يزيد ثنا إبراهيم بن الأشعث ثنا فضيل بن عياض عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي موسى الأشعري يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن إبليس يبعث جنوده كل صباح ومساء فيقول: من أضل رجلا أكرمته، ومن فعل كذا فله كذا فيأتي أحدهم فيقول:

لم أزل به حتى طلق امرأته، قال: يتزوج أخرى، فيقول: لم أزل به حتى زنى فيجيزه ويكرمه، ويقول: لمثل هذا فاعملوا، ويأتي آخر فيقول: لم أزل بفلان حتى قتل، فيصيح صيحة يجتمع إليه الجن فيقولون له: يا سيدنا ما الذى فرحك فيقول: احد بنى

(2)

فلان أنه لم يزل برجل من بني آدم يفتنه ويصده حتى قتل رجلا فدخل النار: فيجيزه ويكرمه كرامة لم يكرم بها

(1)

كذا بالاصل ولعله: فمن نطق.

(2)

كذا بالاصل ولعله أخبرنى.

ص: 128

أحدا من جنوده ثم يدعو بالتاج فيضعه على رأسه ويستعمله عليهم» رواه فضيل.

• حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم القاضي الأهوازي ثنا عبدان بن أحمد ثنا إسماعيل بن زكريا ثنا فضيل بن عياض عن فطر بن خليفة عن حماد عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس المكافئ بالمواصل، ولكن المواصل من إذا قطعت رحمه وصلها» . كذا رواه إسماعيل بإدخال حماد بين فطر ومجاهد منفردا به عن فضيل، والمشهور ما رواه فطر والأعمش والحسن بن عمرو الفقيمى عن مجاهد نفسه، ورواه أيضا عبد الرحمن بن حرملة عن مجاهد نحوه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا جعفر الفريابي ثنا هريم بن مسعر الترمذي ح.

وحدثنا محمد بن المظفر ثنا محمد بن محمد بن سليمان ثنا سويد بن سعيد قالا: ثنا فضيل بن عياض عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن إن ماشيته نفعك، وإن شاورته نفعك، وإن شاركته نفعك، وكل شيء من أمره منفعة» . غريب بهذا اللفظ تفرد به ليث عن مجاهد وهو ثابت صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنه.

• حدثنا محمد بن الحسن ومحمد بن علي بن حبيش قالا: ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ح. وحدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين ثنا جدى أبو حصين محمد ابن الحسين بن حبيب قالا: ثنا أحمد بن يونس ثنا فضيل بن عياض وأبو بكر بن عياش وابن حي ومندل وأبو الأحوص وحفص بن غياث وعبد السلام بن حرب وأبو معاوية قالوا: ثنا ليث عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «كان لا ينام حتى يقرأ {(الم تنزيل الكتاب)} و {(تبارك الذي بيده الملك)}» لا أعلم أحدا رواه عن فضيل مجموعا معهم إلا أحمد بن يونس.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن علي بن إسماعيل الأسقدني ثنا بشر ابن يحيى المروزي عن عياض عن ليث عن الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما خيب الله عبدا قام في جوف الليل

ص: 129

فافتتح سورة البقرة وآل عمران، ونعم كنز المؤمن البقرة وآل عمران» -.

غريب من حديث الفضيل وليث تفرد به بشر بن يحيى فما قاله سليمان.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ثنا عبد الله بن محمد بن النعمان ح. وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو عمر محمد بن عثمان الضرير قالا: ثنا أحمد بن يونس ثنا فضيل بن عياض عن سفيان الثوري عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لله ملائكة سياحون في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام» .: غريب من حديث الثورى وعبد الله ابن السائب لا يعرف له راو غير زاذان إلا عبد الله بن السائب وهو كوفي، سمع منه الأعمش.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا جبرون بن عيسى ثنا يحيى بن سليمان الحفري ثنا فضيل بن عياض ثنا سفيان الثوري عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه أن معاوية ضرب على الناس بعثا فخرجوا فرجع أبو الدحداح فقال له معاوية:

ألم تكن خرجت مع الناس؟ قال: بلى ولكن سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فأحببت أن أضعه عندك مخافة أن لا تلقاني، سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«يا أيها الناس من ولى منكم عملا فحجب بابه عن ذى حاجة للمسلمين حجبه الله أن يلج باب الجنة، ومن كانت الدنيا تهمته حرم الله عليه جواري، فإني بعثت بخراب الدنيا ولم أبعث بعمارتها» . غريب من حديث الفضيل والثوري لم نكتبه إلا من حديث الحفري.

• حدثنا أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا إسماعيل بن يزيد ثنا إبراهيم بن الأشعث ثنا فضيل بن عياض عن الثوري عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما جلس قوم قط فتفرقوا ولم يذكروا الله ولم يصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم إلا كانت عليهم ترة يوم القيامة، إن شاء عفى عنهم وإن شاء عذبهم» . تفرد به إبراهيم بن الفضيل وهو مشهور من حديث الثوري عن صالح وهو صالح بن أبي صالح المدني مولى التوأمة بنت أمية بن خلف، واسمها نبهانة تولدت مع أخرى سميت توأمة والحديث-

ص: 130

• حدثنا به سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن صالح مثله.

• حدثنا محمد بن حميد ثنا حامد بن شعيب ح. وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يعلى قالا: ثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثني فضيل بن عياض عن مسلم البزاز عن أنس بن مالك قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجيب العبد ويركب الحمار ويعود المريض» . مسلم البزاز وهو مسلم بن كيسان الأعور الملائي.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا الوليد بن سفيان الواسطي ثنا محمد بن زنبور ثنا فضيل بن عياض عن أبان عن أنس عن أبي طلحة قال: دفعنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو أطيب شيء نفسا فقلنا له فقال: «وما يمنعني وإنما خرج جبريل عليه السلام آنفا فأخبرني أنه من صلى علي صلاة كتب الله له عشر حسنات، ومحي عنه عشر سيئات، ورد عليه مثل ما قال» . ثابت مشهور من حديث أنس عن أبي طلحة رضي الله تعالى عنه، وروي عنه من غير وجه.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن حصن الألوسي ثنا محمد بن زنبور ثنا فضيل بن عياض عن أبان عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن الله كريم حييى يكره إذا بسط الرجل يده أن يردها صفرا ليس فيها شيء» . كذا رواه فضيل عن أبان، وهو غريب مشهور من حديث أبي عثمان النهدي عن سليمان.

• حدثنا أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا إسماعيل بن يزيد ثنا إبراهيم بن الأشعث ثنا فضيل عن أبان عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل الدنيا والآخرة كمثل ثوب شق من أوله إلى آخره فتعلق بخيط منها فما لبث ذلك الخيط أن ينقطع» . غريب من حديث الفضيل لم نكتبه إلا من حديث إبراهيم وأبان ابن أبي عياش لا يصح حديثه لأنه كان نهما بالعبادة والحديث ليس من شأنه.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ثنا عبد الله بن محمد بن النعمان ثنا أحمد

ص: 131

ابن يونس ثنا فضيل بن عياض عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الملائكة تصلي على أحدكم ما دام فى مصلاه ما لم يحدث: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، وأحدكم فى الصلاة ما كانت الصلاة تحبسه» . لم نكتبه عاليا من حديث الفضيل إلا من حديث أحمد ابن يونس حدث به عنه أبو حاتم الرازي عن أحمد بن يونس.

• حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ح. وحدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا سفيان بن أحمد ح. وحدثنا إبراهيم ابن محمد بن يحيى ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ح. وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا هشيم بن خلف الدوري قالوا: ثنا عبد الله بن عمر بن أبان ثنا حسين بن علي الجعفي ثنا فضيل بن عياض عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لو يؤاخذني وابن مريم ربي بما جنت هاتان - يعني أصبعيه التي تلى الإبهام والتي تليها - لعذبنا ولا يظلمنا شيئا» . غريب من حديث الفضيل وهشام تفرد به عنه الحسين بن علي الجعفي.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين ثنا الحسين بن عمر بن أبي الأحوص ثنا أحمد بن يونس ثنا فضيل بن عياض عن هشام عن عكرمة عن ابن عباس قال: «قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه رهن عند رجل يهودى بثلاثين صاعا من الشعير أخذه طعاما لأهله» . مشهور من حديث عكرمة ورواه عنه هلال بن حباب وغيره، غريب من حديث فضيل عن هشام.

• حدثنا أبو أحمد عبد الرحمن بن الحارث الغنوي ثنا القاسم بن زكريا ثنا محمد بن بكر القصير ثنا الفضيل بن عياض عن هشام بن حسان عن هشام ابن عروة عن أبيه عن عائشة. قالت: «كان يأتي على آل محمد الشهر ما يختبزون» .

غريب من حديث فضيل عن هشام وتفرد به محمد بن بكر.

• حدثنا أبو بكر الطلجى ثنا الحسين بن جعفر القتات ثنا عبد الحميد بن صالح ثنا فضيل بن عياض عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أيتها الأمة إني لا أخاف عليكم فيما لا تعلمون

ص: 132

ولكن انظروا كيف تعملون فيما تعلمون». لا أعلم أحدا رواه بهذا اللفظ إلا يحيى بن عبيد الله بن وهب المدني، ورواه عن الفضيل الحسن بن قزعة مثله.

• حدثنا مخلد بن جعفر ومحمد بن حميد في جماعة قالوا: ثنا إبراهيم بن شريك ثنا أحمد بن يونس ثنا فضيل بن عياض ثنا محمد بن ثور الصنعاني عن معمر عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى كريم يحب الكرم ومعالى الاخلاق، ويبغض سفسافها» . غريب من حديث معمر وأبي حازم لا أعلم أحدا رواه عن الفضيل إلا أحمد بن يونس.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا عبد الله بن الحسين بن معبد الملطي ثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي ثنا الحسين بن علي الجعفي ثنا فضيل بن عياض عن مطرح بن يزيد عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عرض علي ربي بطحاء مكة ذهبا فقلت: لا يا رب ولكن أجوع يوما وأشبع يوما، فإذا شبعت حمدتك وشكرتك، وإذا جعت تضرعت إليك ودعوتك» . وهذا الحديث لا أعلمه روي بهذا اللفظ إلا عن علي بن يزيد عن القاسم، رواه عن عبيد الله يحيى بن أيوب مثله، والقاسم هو ابن عبد الرحمن مولى خالد بن يزيد من فقهاء دمشق.

• حدثنا أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا إسماعيل بن يزيد ثنا إبراهيم بن الأشعث ثنا فضيل بن عياض عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال: «ليس للمؤمن راحة دون لقاء الله عز وجل، فمن كانت راحته في لقاء الله فكأن قد» . لا أعلم للفضيل عن العلاء شيئا غيره متصلا.

• حدثنا أبي ثنا محمد ثنا إسماعيل ثنا إبراهيم ثنا فضيل عن يزيد بن أبي زياد وقال سمعت أبا حجيفة يقول سمعت عبد الله بن مسعود يقول: «ما شبهت ما عبر من الدنيا إلا شعبا شرب صفوه وبقى كدره» . لا أعرف للفضيل عن يزيد غيره.

• حدثنا أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا إسماعيل بن يزيد ثنا إبراهيم بن الأشعث ثنا فضيل عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن عمر بن الخطاب

ص: 133

قال: «الشتاء غنيمة العابد» . لا أعرف للفضيل عن سليمان شيئا متصلا غيره.

• حدثنا أبو علي محمد ثنا أحمد بن الحسن ثنا أسد بن موسى ثنا الحميدي ح. وحدثنا محمد بن أحمد بن علي ثنا الحسن بن علي مولى بني هاشم ثنا سعد ابن زنبور ثنا فضيل بن عياض عن أشعث بن سوار عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص قال: آخر ما عهد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «صل بأصحابك صلاة أضعفهم فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة، واتخذ مؤذنا لا يأخذ على الأذان أجرا» . ثابت مشهور من حديث الحسن رواه حفص بن غياث ومحمد بن فضيل عن أشعث، ورواه هشام بن حسان وعبيدة بن حسان عن الحسن، ورواه عن عثمان المغيرة بن شعبة وسعيد بن المسيب وموسى بن طلحة ومطرف بن عبد الله بن الشخير، وعبد ربه بن الحكم الطائفي، والنعمان بن سالم الثقفي وداود بن أبي عاصم الثقفي.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا موسى بن هارون ثنا أحمد بن عبدة ثنا فضيل بن عياض عن حميد عن أنس قال: «كنا نجمع مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم نرجع فنقيل» . ثابت مشهور من حديث أبي حازم عن سهل بن سعد، غريب من حديث الفضيل تفرد به أحمد فيما قاله سليمان.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ومحمد بن جعفر بن يوسف قالا: ثنا محمد بن الفضل بن الخطاب ثنا محمد بن عمر البغلاني ثنا خالد بن يزيد ثنا فضيل ابن عياض عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أطعم مسلما جائعا أطعمه الله من ثمار الجنة» . غريب من حديث الفضيل وأبي هارون تفرد به خالد. واسم أبى هارون عمارة ابن جوين العبدى.

• حدثنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين ثنا عبيد بن غنام ثنا يحيى بن طلحة اليربوعي ثنا فضيل بن عياض عن محمد بن الزبير عن الأسود ابن سريع قال سمعت سليمان الفارسي يقول: «إنما تهلك هذه الأمة من قبل نقض مواثيقها» . غريب من حديث الفضيل عن محمد وهو كوفي انتقل إلى

ص: 134

البصرة يعرف بالحنظلي يروي عن أبيه وعن الحسن، وروى هذا الحديث مرسلا رواه غيره عن محمد بن الزبير عن الحسن عن الأسود.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عثمان بن سعيد ثنا أحمد بن يونس ثنا فضيل بن عياض عن عوف عن قسامة بن زهير عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تعالى خلق آدم من قبضة قبضها من أديم الأرض، فجاء منهم الابيض والاحمر والاسود من ذلك، والسهل والحزن والخبيث والطيب» . كذا حدثناه سليمان عن فضيل عن عوف من حديث محمد بن عثمان. وحدثناه مرة أخرى ثنا عباس الإسفاطي ثنا أحمد بن يونس ثنا فضيل عن هشام بن حسان عن عوف مثله. وهو الصحيح. قسامة ابن زهير البصري تفرد بالرواية عن أبي موسى. وهذا الحديث رواه عن عوف الأعرابي جماعة منهم معمر وهشام ويحيى القطان ويزيد بن زريع وهوذة بن خليفة.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ثنا سلمة بن سبيب ثنا إسماعيل بن عاصم ثنا إبراهيم بن الأشعث عن فضيل بن عياض عن عمران بن حسان عن الحسن قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه ذات يوم فقال: «هل منكم أحد يريد أن يؤتيه الله عز وجل علما بغير تعلم؟ وهدى بغير هداية؟ هل منكم أحد يريد أن يذهب الله عنه العمى ويجعله بصيرا، ألا من رغب في الدنيا وطال أمله فيها أعمى الله قلبه على قدر ذلك، ومن زهد في الدنيا وقصر أمله فيها أعطاه الله تعالى علما بغير تعلم، وهدى بغير هداية، ألا سيكون بعدكم قوم لا يستقيم لهم الملك إلا بالقتل والتجبر، ولا الغنى إلا بالعجز والبخل، ولا المحبة إلا بالاستخراج في الدين واتباع الهوى، ألا فمن أدرك ذلك الزمان منكم فصبر للفقر وهو يقدر على الغنى، وصبر للذل وهو يقدر على العز، وصبر للبغضة وهو يقدر على المحبة لا يريد ذلك إلا وجه الله، أعطاه الله عز وجل ثواب خمسين صديقا» .

لا أعلم رواه بهذا اللفظ إلا الفضيل عن عمران، وعمران يعد في أصحاب الحسن لم يتابع على هذا الحديث.

ص: 135

• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا الحسن بن على ابن شهربار ثنا محمد بن عبد الجبار السلمي البصري ثنا فضيل بن عياض ثنا سعيد بن أبي بلال عن عيسى بن أبي عيسى عن الشعبي قال. دخلت إلى فاطمة بنت قيس فسألتها عن حديثها فأخبرتني وقربت إلي رطبا ثم قالت: ألا أخبرك بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ دخلت يوما المسجد ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا على المنبر وقد اجتمع إليه من كان في المسجد، فجلست قريبا منه فقال:«إني لم أجمعكم لشيء بلغني عن عدوكم، ولكن تميم الداري أخبرني أن بني عم له أخبروه أنهم كانوا في سفينة فعصفت بهم الريح حتى لا يدرون أشرقوا هم أم غربوا، فقذفتهم الربح إلى جزيرة فذكر قصة الحساسة بطولها» غريب من حديث فضيل لم نكتبه إلا من حديث محمد ابن عبد الجبار، وهو حديث صحيح ثابت متفق عليه، رواه عن الشعبي عدة من الكبار والتابعين.

• حدثنا علي بن هارون بن محمد ثنا الحسن بن الفتح الشاشي ثنا إسماعيل ابن حرب ثنا إبراهيم بن الأشعث ثنا الفضيل وابن عيينة عن مجالد وزكريا عن عامر قال سمعت النعمان بن بشير يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - وأومى النعمان بأصبعيه إلى أذنيه - ألا إن الحلال بين، والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع فى الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرتع حول الحمى يوشك أن يرتع فى الحمى، ألا وأن لكل ملك حمى، وأن حمى الله محارمه، ألا وإن فى الجسد مضغة إذا صلحت وطابت صلح لها الجسد وطاب، وإن سقمت وفسدت سقم الجسد كله وفسد وهي القلب». صحيح ثابت من حديث الشعبي عن النعمان رواه عنه الجم الغفير، وحديث الفضيل لم يروه عنه إلا إبراهيم.

• حدثنا أبو القاسم نذير بن جناح المحازتي وهمام بن أحمد الذهلي قالا:

ثنا علي بن العباس البجلي ثنا محمد بن زياد الزيادي ثنا فضيل بن عياض عن الحسن ابن عبيد الله عن ربعي بن حراش قال قال حذيفة: إن آخر ما أدركنا من النبوة

ص: 136

«إذا لم تستح فافعل ما شئت» . رواه الحسن بن حفص عن فضيل مثله، وقال:

أراه مرفوعا، غريب من حديث الفضيل والحسن، وهو صحيح ثابت من حديث ربعي عن أبي مسعود عقبة بن عمرو.

• حدثنا أبي ومحمد بن جعفر قالا: ثنا محمد بن جعفر ثنا إسماعيل بن يزيد ثنا إبراهيم بن الأشعث ثنا الفضيل عن أبي حمزة عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: «ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من البر السمراء ثلاث ليال حتى مات» . غريب من حديث الفضيل عن أبي حمزة واسمه ميمون الأعور كوفي رواه عن إبراهيم جماعة.

• أخبرت عن سهل بن السري البخاري وأذن لي سهل في الرواية عنه قال ثنا محمد بن علي بن سهل ثنا النضر بن سلمة ثنا إبراهيم بن الأشعث عن فضيل ابن عياض عن سليمان الشيباني وبيان بن بشر عن قيس بن أبي حازم عن المستورد ابن راشد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما الدنيا في الآخرة إلا كما يجعل أحدكم إصبعه فى اليم فلينظر بم يرجع» . غريب من حديث فضيل عن سليمان بيان، وصحيحه ما رواه إسماعيل بن يزيد ثنا إبراهيم بن الأشعث عن إبراهيم عن فضيل ثنا أبي ومحمد بن جعفر قالا: ثنا محمد بن جعفر ثنا إسماعيل ابن إبراهيم ثنا فضيل عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن المستورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أحمد بن يونس ثنا فضيل ابن عياض عن جابر عن أبي جعفر قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شرب الماء قال: الحمد لله الذي سقانا عذبا فراتا برحمته، ولم يجعله ملحا أجاجا بذنوبنا» . غريب من حديث الفضيل وجابر وهو يزيد الجعفي الكوفي وأبو جعفر هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبى طالب كذا رواه مرسلا.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ويوسف بن جعفر الحرقي قالا: ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية ثنا حسن بن علي بن جعفر الأحمر ثنا علي بن ثابت الدهان ثنا فضيل بن عياض عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب

ص: 137

عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أدركت كلبك وقد أكل بضعة فكل» . غريب من حديث الفضيل ويحيى بن سعيد تفرد به عن الفضيل علي بن ثابت، والصحيح ما رواه خيثمة عن عدي بن حاتم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له «إذا أكل الكلب فيها فلا تأكل منه، فإنما أمسكه على نفسه» .

• حدثنا محمد بن حميد ثنا محمد بن الحسن بن بدينا ثنا محمد بن جعفر ثنا الفضيل بن عياض عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم» .

غريب من حديث الفضيل صحيح ثابت من حديث صفوان.

• حدثنا علي بن هارون ثنا جعفر الفريابي ثنا هريم بن مسعد الترمذي ح.

وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا إبراهيم بن سلام قالا: ثنا فضيل بن عياض عن زياد بن سعد عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة» . غريب من حديث الفضيل وزياد صحيح مشهور من حديث عمرو رواه عنه الجم الغفير.

• حدثنا أبو بكر الآجري ثنا جعفر الفريابي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا فضيل ابن عياض عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه أن يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده» . صحيح من حديث عبيد الله عزيز من حديث فضيل.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا موسى بن هارون ثنا قتيبة بن سعيد ثنا فضيل بن عياض عن عبيد الله بن عمرو عن أبي بكر بن سالم عن سالم عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كذب علي متعمدا بني الله له بيتا في النار» . مشهور من حديث عبيد الله لم نكتبه من حديث فضيل إلا من حديث قتيبة.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا إسحاق بن أحمد الخزاعي ثنا محمد بن زنبور

ص: 138

ثنا فضيل بن عياض عن محمد بن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة. قال: «أخذ كعب بيدي فقال: خذ مني اثنتين، إذا دخلت المسجد فصل على النبي صلى الله عليه وسلم وقل: اللهم افتح لي أبواب الرحمة، وإذا خرجت فصل على النبي صلى الله عليه وسلم وقل: اللهم احفظني من الشيطان» . غريب من حديث فضيل لم نكتبه إلا من حديث محمد بن زنبور ورواه الضحاك بن عثمان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعا ورواه ابن أبى ذيب عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة موقوفا.

• حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد ثنا يونس بن يعقوب النيسابوري ثنا أحمد بن عبدة ثنا فضيل بن عياض ثنا مالك بن أنس عن الزهري عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم «دخل مكة يوم الفتح وعلى رأسه مغفر» . ثابت صحيح من حديث مالك رواه عنه الجم الغفير، وحديث الفضيل لم نكتبه إلا من حديث أحمد بن عبدة.

• حدثنا محمد بن علي ثنا المفضل بن محمد الجندي ثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري ثنا فضيل بن عياض عن سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن ابن أبي أوفى قال: «دخل النبي صلى الله عليه وسلم في بعض عمره مكة وهم يرمونه ونحن نستره» . صحيح ثابت متفق عليه من حديث إسماعيل غريب من حديث الفضيل تفرد به إسحاق.

• أخبرنا عبد الله بن عدي - في كتابه - وحدثني عنه ثابت بن أسد ثنا علي بن إبراهيم بن الهيثم ثنا حماد بن الحسن ثنا عمر بن بشر المكى ثنا فضيل ابن عياض قال سمعت عبد الملك بن جرير حدثني عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا توضع النواصي إلا لله في حج أو عمرة فما سوى ذلك فمثلة» . غريب من حديث الفضيل لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن الحسين بن قتيبة ثنا محمد بن أبي السري ثنا فضيل بن عياض ثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال: إنه ليشكر للعبد إذا قال الحمد لله، وإن كان على فرش وطيئة وعنده شابة حسناء».

لا أعرف للفضيل من الشاميين رواية إلا هذه.

ص: 139

‌وهيب بن الورد

ومنهم الورع التقي. الضرع الحيي. وهيب بن الورد المكي

ظفر بالحيا. ونعم بالحيا.

وقيل إن التصوف الأنين من الوضيع. والحنين إلى الربيع.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ح. وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن العباس بن أيوب قالا: ثنا الحسن بن عبد الرحمن ثنا سفيان بن عيينة عن وهيب قال: بينا أنا واقف فى بطن الوادي إذ أنا برجل قد أخذ بمنكبي فقال: يا وهيب خف الله لقدرته عليك، واستحيي منه لقربه منك، قال: فالتفت فما رأيت أحدا.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن روح ثنا عبد الله بن خبيق عن بشر بن الحارث قال: أربعة رفعهم الله بطيب المطعم، وهيب بن الورد، وإبراهيم بن أدهم، ويوسف بن أسباط، وسالم الخواص.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا محمد بن يزيد الخنيسي قال: سمعت سفيان الثوري إذا حدث الناس في المسجد الحرام وفرغ من الحديث قال: قوموا إلى الطبيب - يعني وهيبا -.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني إبراهيم ابن سعيد ثنا موسى بن أيوب ثنا ضمرة بن ربيعة. قال قال وهيب المكي:

الزهد في الدنيا أن لا تأسى على ما فاتك منها، ولا تفرح بما أتاك منها.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا أحمد ابن إبراهيم الدورقى ثنا حيان بن موسى ثنا عبد الله بن المبارك عن وهب قال: إن استطعت أن لا يشغلك عن الله تعالى أحد فافعل.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا هارون بن عبد الله ثنا محمد بن يزيد بن خنيس. قال قال وهيب بن الورد: لو أن علماءنا عفا الله عنا وعنهم نصحوا لله في عباده، فقالوا: يا عباد الله اسمعوا ما نخبركم

ص: 140

عن نبيكم صلى الله عليه وسلم وصالح سلفكم من الزهد في الدنيا فاعملوا به، ولا تنظروا إلى أعمالنا هذه الفاسدة، كانوا قد نصحوا لله فى عباده، ولكنهم يأبون إلا أن يجروا عباد الله إلى فتنتهم وما هم فيه.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن سفيان حدثني محمد ابن الحسين حدثني محمد بن يزيد قال: حلف وهيب أن لا يراه الله ولا أحد من خلقه ضاحكا حتى يأتيه الرسل من قبل الله عند الموت فيخبرونه بمنزله عند الله، قال: وكانوا يرون له الرؤيا أنه من أهل الجنة، فإذا أخبر بها اشتد بكاؤه وقال: قد حسبت أن يكون هذا من الشيطان.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن محمد بن سفيان ثنا محمد بن الحسين حدثني محمد بن يزيد بن خنيس قال قال وهيب بن الورد: عجبا للعالم كيف تجيبه دواعي قلبه إلى ارتياح الضحك، وقد علم أن له في القيامة روعات ووقفات وفزعات، قال ثم غشي عليه.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا أحمد ابن إبراهيم حدثني محمد بن يزيد عن وهيب قال: بلغنا أن عطاء قال: جاءني طاوس اليماني بكلام محبر من القول فقال: يا عطاء إياك أنى تطلب حوائجك إلى من غلق دونك أبوابه، وجعل دونها حجابه، وعليك بمن أمرك أن تسأله، ووعدك الإجابة.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني محمد بن يزيد عن وهيب قال: بلغنا أن رجلا قال: بينما أنا أمشي في أرض الروم إذ سمعت هاتفا على رأس الجبل وهو يقول: يا رب عجبت لمن عرفك كيف يطلب حوائجه إلى غيرك، يا رب عجبت لمن عرفك كيف يطلب رضا غيرك بسخطك.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني محمد بن يزيد. عن وهيب قال: بلغنا والله أعلم إن موسى عليه السلام قال:

يا رب أوصني، قال: أوصيك بي، قال فقالها ثلاثا، كل ذلك يقول: أوصيك

ص: 141

بي، حتى قال في الآخر: أوصيك بي أن لا يعرض لك أمر إلا آثرت فيه محبتي على ما سواها، فمن لم يفعل ذلك لم أرحمه ولم أزكه.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد حدثني أبو أيوب مولى بني هاشم أو غيره قال قال رجل لوهيب بن الورد: عظني، قال: اتق أن يكون الله أهون الناظرين إليك.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبيد الله بن محمد بن يزيد بن خنيس ثنا أبي عن وهيب بن الورد قال: يقال لمظ العابدون بحلاوة العبادة فتجشموا لذلك ركوب البحار والأسفار في المفاوز، والله لهي أحلى عندي من العبد - يعني العبادة -.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا إبراهيم بن إسحاق ثنا ابن المبارك عن وهيب. قال: قال عيسى عليه السلام: حب الفردوس وخشية جهنم يورثان الصبر على المشقة، ويباعدان العبد من راحة الدنيا.

• حدثنا أبو حامد ثنا أحمد بن محمد بن الحسين بن علي القطان ثنا أبو كريب ثنا سلم بن سالم ثنا عباد بن عباد قال قال وهيب بن الورد مثله.

• حدثنا عثمان بن محمد العثماني ثنا أبو نصر بن حمدويه؛ ثنا عبد الله بن عبد الوهاب ثنا الحسين بن محمد بن يزيد بن خنيس قال قال وهيب بن الورد قال حكيم من الحكماء: العبادة - أو قال الحكمة - عشرة أجزاء، تسعة منها فى الصمت وواحدة فى العزلة فأردت نفسي من الصمت على شيء فلم أقدر عليه، فصرت إلى العزلة فحصلت لي التسعة.

• أخبرنا علي بن يعقوب بن أبي العقب - في كتابه - وحدثني عنه عثمان ابن محمد ثنا جعفر بن أحمد بن عاصم ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا أبو علي صاحب القاضي عن عبد الله بن المبارك عن وهيب بن الورد قال: نظرنا في هذا الحديث فلم نجد شيئا أرق لهذه القلوب، ولا أشد استجلابا للحق من قراءة القرآن لمن تدبره.

ص: 142

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر والحسين بن محمد قالا: ثنا عبد الرحمن ابن محمد بن إدريس ثنا محمد بن موسى القاساني ثنا زهير بن عباد قال: كان فضيل بن عياض ووهيب بن الورد وعبد الله بن المبارك جلوسا فذكروا الرطب فقال وهيب: قد جاء الرطب؟ فقال عبد الله بن المبارك: يرحمك الله هذا آخره، أولم تأكله؟ قال. لا، قال: ولم؟ قال: وهيب: بلغني أن عامة أجنة مكة من الصوافي والقطائع فكرهتها، فقال عبد الله بن المبارك يرحمك الله أو ليس قد رخص في الشراء من السوق؟ إذا لم تعرف الصوافى والقطائع منه وإلا ضاق على الناس خبزهم، أو ليس عامة ما يأتي من مصر إنما هو من الصوافى والقطائع؟ ولا أحسبك تستغني عن القمح، فسهل عليك، قال: فصعق فقال فضيل لعبد الله: ما صنعت بالرجل؟ فقال ابن المبارك: ما علمت أن كل هذا الخوف قد أعطيه، فلما أفاق وهيب قال: يا ابن المبارك دعني من ترخيصك، لا جرم لا آكل من القمح إلا كما يأكل المضطر من الميتة، فزعموا أنه نحل جسمه حتى مات هزلا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا محمد بن عبد الوهاب فيما كتب إلي قال قال علي بن عثام قال وهيب لابن المبارك:

غلامك يتجر ببغداد؟ قال لا نبايعهم، قال: أليس هو ثم؟ فقال له ابن المبارك:

فكيف تصنع بمصر وهم إخوان، قال: والله لا أذوق من طعام مصر أبدا، فلم يذق منه حتى مات، وكان يتعلل بتمر ونحوه حتى مات.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا علي بن إسحاق ثنا عبد الله بن المبارك ثنا عبد الوهاب بن الورد - وهو وهيب واسمه عبد الوهاب - قال قال سعيد بن المسيب: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أخبرني بجلساء الله عز وجل يوم القيامة قال: «هم الخائفون الخاضعون المتواضعون الذاكرون الله كثيرا، قال: يا نبي الله إنهم أول الناس يدخلون الجنة؟ قال لا، قال: فمن أول الناس يدخل الجنة؟ قال الفقراء يسبقون الناس إلى الجنة فيخرج إليهم منها ملائكة فيقولون

ص: 143

ارجعوا إلى الحساب، فيقولون: علام نحاسب؟ والله ما أفيضت علينا أموال نقبض فيها ولا نبسط، وما كنا أمراء نعدل أو نجور، جاءنا أمر الله فعبدناه حتى جاءنا اليقين».

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حنبل حدثنى أبى ثنا عبد الرازق قال سمعت وهيبا المكي يقول: قال الخضر لموسى عليه السلام:

انزع عن اللحاح ولا تمش في غير حاجة، ولا تضحك من غير عجب، والزم بيتك وابك على خطيئتك.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرازق ثنا وهيب بن الورد الحضرمي المكي قال: لما عاتب الله تعالى نوحا في ابنه، فأنزل عليه {(إني أعظك أن تكون من الجاهلين)} بكى ثلاثمائة عام حتى صار تحت عينيه مثل الجدول من البكاء.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا يحيى بن معين ثنا حجاج حدثني جرير بن حازم حدثني وهيب المكي قال: بلغنى أنه مكتوب فى التوراة - أوفى بعض الكتب - يا بن آدم اذكرني إذا غضبت أذكرك إذا غضبت، فلا أمحقك فيمن أمحق، وإذا ظلمت فارض بنصرتي فإن نصرتي خير لك من نصرتك نفسك.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا علي بن إسحاق ثنا الحسين بن الحسن المروزي ثنا عبد الله بن المبارك ثنا وهيب قال: جاء رجل إلى وهب ابن منبه فقال: إن الناس قد وقعوا فيما وقعوا فيه، وقد حدثت نفسي أن لا أخالطهم، فقال: لا تفعل فانه لا بد للناس منك ولا بد لك من الناس، لهم اليك حوائج، ولك اليهم حوائج، ولكن كن فيهم أصم سميعا، وأعمى بصيرا وسكوتا نطوقا.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا أبو إسحاق الطالقاني ثنا عبد الله بن المبارك قال قيل لوهيب بن الورد: أيجد طعم العبادة من يعصي الله؟ قال: لا ولا من هم بمعصية.

ص: 144

• حدثنا عبد الله ثنا علي بن إسحاق ثنا الحسين ثنا عبد الله بن المبارك ثنا وهيب أن عمر بن عبد العزيز كان يقول: أحسن بصاحبك الظن ما لم يغلبك.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا محمد بن على ابن شقيق ثنا محمود بن العباس ثنا الحسن بن رشيد. عن وهيب المكي قال:

بلغني أن عيسى عليه السلام قال قبل أن يرفع: يا معشر الحواريين! إني قد كببت لكم الدنيا فلا تنعشوها بعدي، فإنه لا خير في دار قد عصي الله فيها، ولا خير في دار لا تدرك الآخرة إلا بتركها، فأعيروها ولا تعمروها واعلموا أن أقتل كل خطيئة حب الدنيا، ورب شهوة أورثت حزن أهلها طويلا.

• حدثنا أبي ثنا أحمد ثنا عبد الله ثنا الحسن بن الصباح ثنا علي بن شقيق عن عبد الله بن المبارك عن وهيب قال: بنى نوح عليه السلام بيتا من قصب فقيل له: لو بنيت غير هذا، فقال: هذا لمن يموت كثير.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني الحجاج بن محمد عن جرير بن حازم عن وهيب قال: بلغني أن موسى نبي الله عليه السلام قال: يا رب أخبرني عن آية رضاك عن عبدك، فأوحى الله تعالى إليه: إذا رأيتني أهيئ له طاعتي وأصرفه عن معصيتي فذاك آية رضائي عنه.

• حدثنا أبو محمد ثنا أحمد ثنا أحمد حدثني عمرو بن محمد بن أبي رزين قال سمعت وهيبا يقول: بلغني أن عيسى عليه السلام قال: إذا أنت دخلت في الرهبة لله وروحانية الأبرار ومهيمنية الصديقين لم تكد تلقى أحدا تأخذه عينك ولا تلحقه نفسك، وأنت ترى التقي إن أنت رأيته، واله القلب مشغولا فى طلب مرضات الرب، قد ألهاه ذلك عما سواه. قال وسمعت وهيبا يقول:

أن عيسى عليه السلام قال: يا معشر بني إسرائيل إن موسى عليه السلام نهاكم عن الزنا ونعم ما نهاكم عنه، فإني أنهاكم أن تحدثوا به أنفسكم، فإنما مثل من حدث به نفسه ولم يعمل به مثل بيت من خزف يوقد فيه، فإن لم يحترق إسود من دخانه، ويا معشر بني إسرائيل إن موسى عليه السلام نهاكم أن تحلفوا بالله

ص: 145

كاذبين ونعم ما نهاكم عنه، وإنى أنها كم أن تحلفوا بالله كاذبين أو صادقين، ويا معشر بني إسرائيل! إني كببت لكم الدنيا على وجهها فلا تنعشوها بعدي فإن من خبث الدنيا أن يعصي الله فيها، وإن من خبث الدنيا أن الآخرة لا تنال إلا بتركها، فأعيروها ولا تعمروها، ألا وإن هذا الحق ثقيل مر، وإن هذا الباطل خفيف وبيء، وترك الخطيئة أيسر من طلب التوبة، فرب شهوة ساعة قد أورثت أهلها حزنا طويلا، ويا معشر بني إسرائيل إني قد بطحت الدنيا على وجهها وأقعدتكم على ظهرها، فلا ينازعنكم فيها إلا الملوك والنساء، فأما الملوك فخلوا بينهم وبين ملكهم، وأما النساء فاستعينوا عليهن بالصيام والصلاة.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا محمد بن يزيد قال سمعت وهيبا يقول: ضرب مثل لعلماء السوء فقيل: إنما مثل عالم السوء كمثل الحجر في الساقية فلا هو يشرب الماء ولا هو يخلى الماء إلى الشجرة فتحيى به.

• حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد العثماني ثنا الحسين بن محمد بن أحمد بن أبي سبرة ثنا محمد بن يزيد بن خنيس عن وهيب بن الورد قال: بينا أنا نائم خلف المقام إذ رأيت فيما يرى النائم كأن داخلا دخل من باب بني شيبة وهو يقول: يا أيها الناس ولي عليكم كتاب الله، فقلت: من؟ فأشار إلى ظفره فإذا مكتوب ع. م. ر. فجاءت بيعة عمر بن عبد العزيز.

• حدثنا عثمان بن محمد العثماني ثنا الحسن بن أبي الحسن المصرى ثنا محمد ابن آدم ثنا إسحاق بن إبراهيم الخواص ثنا عبد الله بن خبيق قال قال عبد الرحمن العراقي قال وهيب بن الورد: خالطت الناس خمسين سنة فما وجدت رجلا غفر لي ذنبا ولا وصلني إذا قطعته، ولا ستر على عورة ولا ائتمنته إذا غضب، فالاشتغال بهؤلاء حمق كبير.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثني محمد بن يزيد بن خنيس مولى بني مخزوم عن وهيب بن الورد قال:

ص: 146

بلغنا أن عيسى عليه السلام مر هو ورجل من بنى إسرائيل من حواريه بلص في قلعة له، فلما رآهما اللص ألقى الله في قلبه التوبة، قال فقال لنفسه: هذا عيسى بن مريم عليه السلام، روح الله وكلمته، وهذا فلان حواريه، ومن أنت يا شقي، لص بني إسرائيل، قطعت الطريق وأخذت الأموال وسفكت الدماء، ثم هبط إليهما تائبا نادما على ما كان منه، فلما لحقهما قال لنفسه:

تريد أن تمشي معهما؟ لست لذلك بأهل، امش خلفهما كما يمشي الخطاء المذنب مثلك، قال: فالتفت إليه الحواري فعرفه فقال في نفسه: انظر هذا الخبيث الشقي ومشيه وراءنا، قال: فاطلع الله على ما في قلوبهما من ندامته وتوبته، ومن ازدراء الحواري إياه وتفضيله نفسه عليه، قال: فأوحى الله عز وجل إلى عيسى بن مريم عليه السلام: أن مر الحواري ولص بني إسرائيل أن يأتنفا العمل جميعا، أما اللص فقد غفرت له ما مضى لندامته وتوبته، وأما الحواري فقد حبط عمله لعجبه بنفسه وازدرائه هذا التائب.

• حدثنا أبو يعلى الحسين بن محمد الزبيري ثنا محمد بن المسيب الأرغياني ح. وحدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن روح الشعراني قالا: ثنا عبد الله بن خبيق ثنا يوسف بن أسباط عن القينقاع عن عمارة عن وهيب بن الورد المكي قال: يقول الله تعالى: وعزتي وجلالي وعظمتي ما من عبد آثر هوائي على هواه إلا أقللت همومه وجمعت عليه ضيعته، ونزعت الفقر من قلبه، وجعلت الغنى بين عينيه، واتجرت له من وراء كل تاجر، وعزتي وعظمتي وجلالي ما من عبد آثر هواه على هواي إلا أكثرت همومه وفرقت عليه ضيعته ونزعت الغنى من قلبه وجعلت الفقر بين عينيه، ثم لا أبالي في أي واد من أوديتها هلك.

• حدثنا أبي ومحمد بن جعفر قالا: ثنا محمد بن جعفر ثنا إسماعيل بن يزيد ثنا إبراهيم بن الأشعث ثنا الفضيل بن عياض ويحيى بن سليم وعبد الرحمن بن أبي المدلاح عن وهيب بن الورد أنه بلغه أن الله عز وجل قال: وعزتي وجلالي فذكر مثله.

• حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ ثنا الحسين بن أحمد بن صدقة ثنا

ص: 147

ابن أبي خيثمة ثنا أبو معاوية الغلابي ثنا رجل من قريش قال: دخل وهيب ابن الورد على محمد بن المنكدر بذي طوى يعوده، قال فمسح يده عليه وقال بسم الله الرحمن الرحيم، وقال: لو قرأها صادقا على جبل لزال.

• حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين الآجري ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الحميد ثنا إبراهيم بن الجنيد ثنا عون بن إبراهيم بن الصلت حدثني أحمد بن أبي الحواري قال سمعت أبي يقول سمعت وهيب بن الورد يقول: خلق ابن آدم والخبز معه، فما زاد على الخبز فهو شهوة.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا علي بن إسحاق ثنا الحسين بن الحسن ثنا عبد الله بن المبارك ثنا وهيب بن الورد أن ابن عمر باع جملا فقيل له: لو أمسكته، فقال: قد كان لنا موافقا ولكنه قد أذهب بشعبة من قلبي فكرهت أن يشتغل قلبي بشيء.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني محمد بن يزيد بن خنيس عن وهيب بن الورد قال: بلغنا أن الخبيث ابليس تبدى ليحيى بن زكريا عليه السلام فقال له: إني أريد أن أنصحك، فقال: كذبت، أنت لا تنصحني، ولكن أخبرني عن بني آدم، فقال: هم عندنا على ثلاثة أصناف، أما صنف منهم فهم أشد الأصناف علينا، نقبل حتى نفتنه ونستمكن منه ثم يفزع إلى الاستغفار والتوبة فيفسد علينا كل شيء أدركنا منه، ثم نعود له فيعود، فلا نحن نيأس منه، ولا نحن ندرك منه حاجتنا، فنحن من ذلك في عناء. وأما الصنف الآخر فهم في أيدينا بمنزلة الكرة في أيدي صبيانكم نلقيهم كيف شئنا، قد كفونا أنفسهم، وأما الصنف الآخر فهم مثلك معصومون لا نقدر منهم على شيء. فقال له يحيى: على ذلك هل قدرت مني على شيء؟ قال: لا! إلا مرة واحدة، فانك قدمت طعاما تأكله فلم أزل أشتهيه إليك حتى أكلت أكثر مما تريد، فنمت تلك الليلة ولم تقم إلى الصلاة كما كنت تقوم إليها.

قال: فقال له يحيى: لا جرم لا شبعت من طعام أبدا حتى أموت. فقال له الخبيث: لا جرم لا نصحت آدميا بعدك.

ص: 148

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد حدثني سعيد بن شرحبيل الكناني ثنا سعيد بن عطارد عن وهيب قال: كان ليحيى بن زكريا عليهما السلام خطان في خديه من البكاء، فقال له أبوه زكريا عليهما السلام: إني إنما سألت الله عز وجل ولدا تقر به عيني، فقال: يا أبت إن جبريل عليه السلام أخبرني أن بين الجنة والنار مفازة لا يقطعها إلا كل بكاء.

• حدثنا الحسين بن محمد بن علي ثنا عبد الرحمن بن سعيد بن هارون ثنا الحسين بن محمد بن الصباح ثنا محمد بن يزيد بن خنيس قال قال وهيب بن الورد:

كان داود النبي عليه السلام قد جعل الليل عليه وعلى أهل بيته دولا، لا تمر بهم ساعة من ليل إلا وفي بيته لله ساجد أو ذاكر، فلما كان نوبة داود قام يصلي لنوبته، فكأن دخل في قلبه شيء مما هو فيه وأهل بيته من العبادة، وكان بين يديه نهر، فأنطق الله عز وجل ضفدعا من ذلك النهر، فناداه فقالت: يا داود ما يعجبك مما أنت فيه وأهل بيتك من العبادة؟ فو الذى أكرمك بالنبوة إني لقائمة لله على رجل ما استراحت أوداجي من تسبيحه منذ خلقني الله عز وجل إلى هذه الساعة، فما الذي يعجبك مما أنت فيه وأهل بيتك؟ قال: فتصاغر إلى داود ما هو فيه وأهل بيته من العبادة.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ثنا محمد ابن عبد المجيد التميمي ثنا سفيان قال: رأى وهيب قوما يضحكون يوم الفطر فقال: إن كان هؤلاء تقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الخائفين.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني محمد بن يزيد بن خنيس قال: رأيت وهيب بن الورد صلى ذات يوم العيد، فلما انصرف الناس جعلوا يمرون به فنظر إليهم ثم رقى ثم قال، لئن كان هؤلاء القوم أصبحوا مشفقين أنه قد يقبل منهم سهرهم هذا، لكان ينبغي لهم أن يكونوا مشاغيل بأداء الشكر عما هم فيه، وإن كانت الأخرى لقد كان ينبغي أن يصبحوا أشغل وأشغل، ثم قال: كثيرا ما يأتيني من يسألني من إخواني فيقول: يا أبا أمية ما بلغك عن من طاف سبعا بهذا البيت له من

ص: 149

الأجر ماذا؟ فأقول: يغفر الله لنا ولكم، بل اسألوا عما أوجب الله تعالى عليه من أداء الشكر، من طواف هذا السبع، ورزقه إياه حين حرم غيره، قال:

فيقولون: إنا نرجو، فيقول وهيب: فلا والله ما رجا عبد قط حتى يخاف، ثم يقول: كيف تجترئ أنك ترجو رضى من لا يخاف غضبه، إنما كان الراجي دليل الرحمن إذ يخبرك الله عز وجل عنه فقال:{(وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل)} يقول وهيب. قال: ماذا؟ قال: {(ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم. ربنا واجعلنا مسلمين لك)} ثم قال: {(والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين)} ثم قال. {(واجعل لي لسان صدق في الآخرين)} .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو شعيب الحراني ثنا خالد بن يزيد العمري قال سمعت وهيب بن الورد يقول: كان عمر بن عبد العزيز يتمثل بهذه الأبيات

تراه مكينا وهو للهو ماقت

به عن حديث القوم ما هو شاغله

وأزعجه علم عن الجهل كله

وما عالم شيئا كمن هو جاهله

عبوس من الجهال حين يراهم

فليس له منهم خدين يهازله

تذكر ما يلقى من العيش آجلا

فأشغله عن عاجل العيش أجله.

• حدثنا محمد بن أحمد بن أبان حدثني أبي ثنا عبد الله بن محمد بن سفيان ثنا سعيد بن سليمان الواسطي عن محمد بن يزيد بن خنيس قال قال وهيب بن الورد: بينا امرأة في الطواف ذات يوم وهي تقول: يا رب ذهبت اللذات، وبقيت التبعات، يا رب سبحانك وعزك إنك لأرحم الراحمين، يا رب ما لك عقوبة إلا النار، فقالت صاحبة لها كانت معها: يا أخية دخلت بيت ربك اليوم.

قالت: والله ما أرى هاتين القدمين - وأشارت إلى قدميها - أهلا للطواف حول بيت ربي، فكيف أراهما أهلا أطأ بهما بيت ربي؟ وقد علمت حيث مشتا وإلى أين مشتا.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني عنبسة ثنا ابن المبارك عن وهيب قال قال الحسن: كان أحدهم يبيت يقرأ القرآن فيصبح يعرف ذلك فيه، وأحدهم اليوم يقرأ القرآن فكأنما يحمل به رداء كتان.

ص: 150

• حدثنا عبد الله بن أحمد ثنا أحمد ثنا عتاب بن زياد المروزي ثنا عبد الله بن المبارك ثنا وهيب قال: قيل لرجل ألا تنام؟ قال: إن عجائب القرآن أذهبت نومي.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا عمرو بن محمد بن أبي رزين قال سمعت وهيبا يقول: قال بعض الحكماء: لقد علمت أن من صلاح نفسي علمي بفسادها، وكفى للمؤمن من الشر أن يعرف فسادا لا يصلحه، وبئس منزل ومتحول من ذنب المرء إلى غير توبة.

• حدثنا أبو محمد ثنا أحمد ثنا أحمد ثنا محمد بن يزيد عن وهيب قال:

بلغنا والله أعلم في قول بعض الحكماء: يا رب وأي أهل دهر لم يعصوك، ثم كانت نعمتك عليهم سابغة، ورزقك عليهم دارا، سبحانك ما أحلمك، وعزتك إنك لتعصي ثم تسبغ النعمة وتدر الرزق، حتى لكأنك يا ربنا ما تغضب.

• حدثنا أبو محمد ثنا أحمد ثنا أحمد حدثني أبو عبد الله أحمد بن نصر المروزي قال سمعت علي بن أبي بكر الأسفدني قال: اشتهى وهيب لبنا فجاءته خالته به من شاة لآل عيسى بن موسى، قال: فسألها عنه فأخبرته فأبى أن يأكله، فقالت له: كل! فأبى، فعاودته وقالت له: إني أرجو إن أكلته أن يغفر الله لك - أي باتباع شهوتي - قال فقال: ما أحب أني أكلته، وإن الله تعالى غفر لي. فقالت: لم؟ فقال. إني أكره أن أنال مغفرته بمعصيته.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المؤذن ثنا أحمد بن محمد بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا عبد الكريم أبو يحيى ثنا عبيد الله بن محمد بن يزيد بن خنيس ثنا أبي عن وهيب بن الورد قال: بلغنا أنه ما من ميت يموت حتى يتراءى له ملكاه اللذان كانا يحفظان عليه عمله في الدنيا، فإن كان صحبهما بطاعة قالا له:

جزاك الله عنا من جليس خيرا، فرب مجلس صدق قد أجلستناه، وعمل صالح قد أحضرتناه، وكلام حسن قد أسمعتناه، فجزاك الله عنا من جليس خيرا، وإن كان صحبهما بغير ذلك مما ليس لله برضى، قلبا عليه الثناء فقالا: لا جزاك الله عنا من جليس خيرا، فرب مجلس سوء قد أجلستناه، وعمل غير صالح

ص: 151

قد أحضرتناه، وكلام قبيح قد أسمعتناه، فلا جزاك الله عنا من جليس خيرا - قال: فذاك شخوص بصر الميت إليهما، ولا يرجع إلى الدنيا أبدا.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثني عبد الله ابن محمد بن عبيد ثنا محمد بن الحسين ثنا محمد بن يزيد بن خنيس قال: حلف وهيب بن الورد أن لا يراه الله ضاحكا ولا أحد من خلقه حتى يعلم ما يأتي به رسول الله، قال: فسمعوه عند الموت وهو يقول: وفيت لي ولم أوف لك.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني غسان بن المفضل حدثنيه إسماعيل - رجل من قريش - قال قال عمر بن المنكدر: ما أرى وهيب بن الورد يموت حتى يرى، قال فسمعوه عند خروج نفسه يقول: وفيت لى ولم أف لك.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا محمد بن يزيد بن خنيس قال قال وهيب: لقي رجل فقيه رجلا هو أفقه منه، فقال له: يرحمك الله ما الذى أعلن من عملى؟ قال: يا عبد الله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني يزيد عن وهيب قال: لقي رجل عالم رجلا عالما هو فوقه في العلم، فقال له: يرحمك الله أخبرنى عن هذا البناء الذي لا إسراف فيه ما هو؟ قال: هو ما سترك من الشمس، وأكنك من المطر. فقال: يرحمك الله! فأخبرني عن هذا الطعام الذي نصيبه لا إسراف فيه؟ قال: ماسد الجوع ودون الشبع. قال فأخبرني يرحمك الله عن هذا اللباس الذي لا إسراف فيه ما هو؟ قال: ما ستر عورتك وأدفأك، قال:

فأخبرني يرحمك الله عن هذا الضحك الذي لا إسراف فيه ما هو؟ قال:

التبسم ولا يسمعن لك صوت. قال: يرحمك الله فأخبرني عن هذا البكاء الذي لا إسراف فيه ما هو؟ قال: لا تملن من البكاء من خشية الله. قال:

يرحمك الله فما الذي أخفي من عملي؟ قال: ما يظن بك أنك لم تعمل حسنة قط إلا أداء الفرائض. قال: يرحمك الله فما الذي أعلن من عملي؟ قال: الأمر

ص: 152

بالمعروف والنهي عن المنكر، فإنه دين الله الذي بعث به أنبياءه صلوات الله عليهم، إلى عباده، وقد قيل في قول الله عز وجل {(وجعلني مباركا أين ما كنت)} قيل: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أينما كان.

• حدثنا أبي رحمه الله ثنا أحمد بن محمد بن أبان ثنا عبد الله بن محمد بن سفيان ثنا هارون بن عبد الله ثنا محمد بن يزيد بن خنيس. قال قال وهيب ابن الورد: قال رجل ممن أعطاه الله الحكمة: إني لأخرج من منزلي، وإني لأطمع في الربح فى أمر الدين، فو الله ما أنقلب إلا بالوضيعة.

• حدثنا أبي رحمه الله ثنا أحمد ثنا عبد الله ثنا هارون بن عبد الله ثنا محمد ابن يزيد بن خنيس عن وهيب بن الورد قال: كان يقال الحكمة عشرة أجزاء، فتسعة منها في الصمت، والعاشر عزلة الناس.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني رجل - وهو إسحاق حدثني محمد بن مزاحم أبو وهب. قال سمعت ابن المبارك يذكر عن وهيب قال: وجدت العزلة في اللسان.

• حدثنا أبو محمد ثنا أحمد ثنا أحمد قال حدثني عمرو بن محمد بن أبي رزين قال سمعت وهيبا يقول: إن العبد ليصمت فيجتمع له لبه، قال وسمعته يقول: لا يسلم عبد على القوم حتى يخبر من عقله وسمعته يقول: لا يكون هم أحدكم في كثرة العمل، ولكن ليكن همه في إحكامه وتحسينه، فإن العبد قد يصلي وهو يعصي الله في صلاته، وقد يصوم وهو يعصي الله في صيامه.

• حدثنا أبو محمد ثنا أحمد ثنا أحمد حدثني سلمة بن غفار عن ظفر بن مزاحم بن علي عن وهيب قال: لأن أدع الغيبة أحب إلي من أن يكون لي الدنيا منذ خلقت إلى أن تفنى، فأجعلها في سبيل الله، ولأن أغض بصري أحب إلي من أن تكون لي الدنيا منذ خلقت إلى أن تفنى فأجعلها في سبيل الله، ثم تلا {(قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم)} .

• حدثنا أبو محمد ثنا أحمد ثنا أحمد ثنا علي بن إسحاق ثنا عبد الله بن المبارك ثنا وهيب قال: ما اجتمع قوم في مجلس - أو ملأ - إلا كان أولاهم بالله الذي يفتتح بذكر الله حتى يفيضوا في ذكره، وما اجتمع قوم فى مجلس -

ص: 153

او ملأ - إلا كان أبعدهم من الله الذي يفتتح بالشر حتى يخوضوا فيه.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا سعد بن محمد البيروتى ثنا ابى داود قال سمعت عبد الرزاق يقول: اجتمع سفيان الثوري ووهيب بن الورد فقال سفيان لوهيب: يا أبا أمية أتحب أن تموت؟ فقال: أحب أن أعيش لعلي أتوب، فقال وهيب: فأنت؟ قال: ورب هذه البنية ثلاثا، وددت أني مت الساعة.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني أبو إسحاق الطالقاني ثنا ابن المبارك عن وهيب قال: لو أن المؤمن لا يبغض الدنيا إلا أن الله يعصى فيها لكان حقا عليه أن يبغضها. وقال وهيب:

اتق الله أن لا تسب إبليس في العلانية وأنت صديقه في السر.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد ثنا أحمد ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا عبد الله بن المبارك قال: جاء رجل إلى وهيب فجعل كأنه يذكر الزهد قال فأقبل عليه وهيب فقال. لا تحمل سعة الإسلام على ضيقة صدرك.

• حدثنا عبد الله ثنا أحمد ثنا أحمد ثنا أبو محمد عبدة بن عبد الله حدثني أبو صالح - أي جدي - قال: صليت إلى جنب ابن وهيب العصر، فلما صلى جعل يقول: اللهم إن كنت نقصت منها شيئا أو قصرت فيها فاغفر لي. قال:

فكأنه قد أذنب ذنبا عظيما يستغفر منه.

• حدثنا عبد الله ثنا أحمد ثنا أحمد حدثني سعيد بن شرحبيل الكندي قال. أتينا سعيد بن عطارد ومعنا رجل فسأله فقال: بمكة رجل يشتهي الشيء فيجده في بيته في إناء قد كفي عليه، وإن فأرة أتت جرابا له فيه سويق فخرقته فقال: اخزها فقد أفسدت علينا، فخرجت فاضطريت بين يديه حتى ماتت، فقال: ذاك وهيب المكي.

• حدثنا عبد الله ثنا أحمد حدثني إسحاق حدثني مؤمل قال سمعت وهيبا يقول: لو قمت قيام هذه السارية ما نفعك حتى تنظر ما يدخل بطنك حلال أم حرام.

• حدثنا عبد الله ثنا أحمد ثنا أحمد حدثني محمد بن يزيد عن وهيب قال: بلغنا

ص: 154

أن الضيف لما جاءوا إلى إبراهيم عليه السلام فقرب إليهم، {(فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم)} قال: ألا تأكلون؟ قالوا: إنا لا نأكل طعاما إلا بثمنه، قال فقال لهم: أو ليس معكم ثمنه؟ قالوا: وأنى لنا ثمنه؟ قال تسبحون الله عز وجل إذا أكلتم، وتحمدونه إذا فرغتم. قال فقالوا: سبحان الله! لو كان ينبغي لله أن يتخذ خليلا لاتخذك يا إبراهيم، قال: فاتخذ الله إبراهيم خليلا.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبيد الله بن محمد بن يزيد بن خنيس قال سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول لأبي: يا أبا عبد الله! أسمعت هذا الكلام من وهيب؟ قال: وأي شيء هو؟ قال قال وهيب: كنت أطوف أنا وسفيان الثوري ذات ليلة بالبيت بعد عشاء الآخرة، فلما فرغنا من طوافنا دخلنا الحجر فركعنا، فأما سفيان فرجع يطوف، وأما أنا فتخلفت أركع، فسمعت صوتا من البيت وأستاره: إلى الله عز وجل وإليك أشكو يا جبريل ما ألقى من تفكه بني آدم في الطواف حولي، فقال له: إني كأني أسمعه الساعة من وهيب، فقال له أبو رجاء: يا أبا عبد الله! ما يعني بقوله تفكه؟ قال:

من خوضهم في الطواف حتى إن أحدكم ربما ذكر المرأة الجميلة فيصف من خلقها وهو في الطواف.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبيد الله بن محمد بن يزيد بن خنيس ثنا أبي عن وهيب بن الورد قال: لا يزال الرجل يأتيني فيقول يا أبا أمية ما ترى فيمن يطوف بهذا البيت ماذا فيه من الأجر؟ فأقول: اللهم غفرا قد سألني عن هذا غيرك فقلت: بل سلوني عن من طاف بهذا البيت سبعا ما قد أوجب الله تعالى عليه فيه من الشكر حيث رزقه الله طواف ذلك السبع؟ قال ثم يقول: لا تكونوا كالذي يقال له تعمل كذا وكذا فيقول:

نعم إن أحسنتم لي من الأجر.

• حدثنا الحسن بن محمد بن أحمد بن كيسان ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا نصر بن علي ثنا محمد بن يزيد بن خنيس عن وهيب بن الورد قال:

اجتمع بنو مروان على باب عمر بن عبد العزيز، وجاء عبد الملك بن عمر ليدخل

ص: 155

على أبيه فقالوا له: إما أن تستأذن لنا وإما أن تبلغ عنا أمير المؤمنين الرسالة، قال: قولوا! قالوا: إن من كان قبله من الخلفاء كانوا يعطونا ويعرفون لنا موضعنا، وإن أباك قد حرمنا ما في يديه. قال: فدخل على أبيه فأخبره عنهم فقال له عمر: قل لهم {(إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم)} .

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين بن نصر ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني محمد بن يزيد بن خنيس عن وهيب بن الورد قال: بلغنا أن العلماء ثلاثة، فعالم يتعلمه؟ ليتغنى

(1)

به عند التجار، وعالم يتعلمه لنفسه لا يريد به إلا أنه يخاف أن يعمل بغير علم فيكون ما يفسد أكثر مما يصلح.

• حدثنا عبد الله ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا الحكم بن موسى ثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال عن وهيب قال: إن الله تعالى إذا أراد كرامة عبد أصابه بضيق في معاشه، وسقم في جسده، وخوف في دنياه، حتى ينزل به الموت وقد بقيت عليه ذنوب شدد بها عليه الموت حتى يلقاه وما عليه شيء.

وإذا هان عليه عبد يصحح جسده ويوسع عليه في معاشه ويؤمنه في دنياه حتى ينزل به الموت وله حسنات يخفف عنه بها الموت حتى يلقاه وما له عنده شيء.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني رجل - وهو إسحاق - قال: سمعت أبا أسامة يقول قال عبد الوهاب ابن الورد أبو أمية لرجل: إن استطعت أن لا يدخل أحد من هذا الباب إلا أحسنت به الظن فافعل.

• حدثنا أبو محمد ثنا أحمد ثنا أحمد ثنا يحيى بن معين ثنا حجاج بن محمد ثنا جرير بن حازم عن وهيب المكي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لو عرفتم الله حق معرفته لعلمتم العلم الذي ليس معه به جهل ولو عرفتم الله حق معرفته لزالت الجبال بدعائكم، وما أوتي أحد من اليقين شيئا إلا ما لم يؤت منه أكثر مما أوتي، فقال معاذ بن جبل: ولا أنت يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولا أنا، قال معاذ: فقد بلغنا أن أن عيسى بن مريم عليه السلام كان يمشي على الماء، فقال رسول الله صلى الله

(1)

كذا بالأصل.

ص: 156

عليه وسلم: ولو ازداد يقينا لمشى على الهواء».

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن الخطاب ثنا علي بن محمد ثنا ابن أبي برة ثنا خالد بن يزيد العمري قال: سجد وهيب على جبل أبى قيس ليلة فنودي من البحر: يا وهيب ارفع رأسك فقد غفر لك.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن يحيى حدثني الحسين بن منصور ابن مقاتل ثنا عبيد الله بن محمد بن يزيد بن خنيس حدثني أبي عن عبد الوهاب ابن الورد قال: رب عالم يقال له فقيه وهو عند الله مكتوب من الجاهلين.

• حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ثنا عبد الرزاق قال سمعت وهيب الورد يذكر أن عمر بن عبد العزيز قال: من عد كلامه من عمله قل كلامه.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن إبراهيم بن المنخل ثنا سلمة بن شبيب ثنا محمد ابن منيب ثنا السري عن وهيب بن الورد أن رجلين كسر بهما سفينة في البحر فوقعا إلى أرض فأتيا بيتا من شجر فكانا فيه، فبينما هما ذات ليلة أحدهما نائم والآخر يقظان، إذ جاءت امرأتان فقامتا على الباب، بهما من قبح الهيئة شيء لا يعلمه إلا الله عز وجل، فقالت إحداهما للاخرى: ادخلى، قالت:

ويحك لا أستطيع، قالت: ويحك لمه؟ قالت: أوما ترين ما في الشفتين؟ قال قولهما فى البيت: حسبي الله وكفى، سمع الله لمن دعا، ليس وراء الله منتهى.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن الحسين الأنصاري ثنا أشعث بن شداد ثنا علي بن الحسن بن شقيق ثنا عبد الله بن المبارك ثنا عبد الوهاب المكي قال:

اتخذ نوح عليه السلام بيتا من قصب فقيل له: لو اتخذت غير هذا؟ قال:

هذا لمن يموت كثير.

• حدثنا أبي ثنا محمد بن أحمد بن أبي يحيى ثنا سهل بن عبد الله ثنا المسيب ابن واضح ثنا عبد الله بن المبارك عن وهيب بن الورد قال قال عيسى بن مريم عليه السلام: أربع لا يجتمعن في أحد إلا تعجب، الصمت وهو أول العبادة والتواضع لله، والزهد فى الدنيا، وقلة الشئ.

• حدثنا أبي ثنا محمد بن أحمد بن أبي يحيى ثنا أحمد بن الخليل ثنا بكر

ص: 157

ابن خلف ثنا مؤمل بن إسماعيل قال: سمعت وهيب بن الورد يقول: والله لو قمت مقام هذه السارية ما نفعك حتى تعلم ما يدخل بطنك من حلال أو حرام.

• حدثنا أبي ثنا محمد بن يزيد ثنا رجاء بن صهيب قال سمعت علي بن قرين ذكر عن عبد الحميد بن الفضل عن وهيب بن الورد عن وهب بن منبه قال:

مكتوب فى الانجيل: شوقنا كم فلم تشتاقوا، ونحنا لكم فلم تبكوا، بشر القتالين بأن لله سيفا لا ينام، وأن لله ملكا ينادي في السماء كل يوم وليلة: أبناء الخمسين زرع قد دنا حصاده، وأبناء الستين هلموا إلى الحساب، ماذا قدمتم وماذا أخرتم؟ وأبناء السبعين لا عذر لكم، ليت الخلق لم يخلقوا، وليتهم لما خلقوا علموا لماذا خلقوا، وتجالسوا وتذاكروا بينهم ماذا عملوا، ألا أتتكم الساعة فخذوا حذركم.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا محمد ابن يزيد عن وهيب قال: أخبرني أخ لي قال: كنت في مسجد الخيف في زمان الحج ومعي عيبة فيها أثواب أبيعها، وخلفي شيخ أبيض الرأس واللحية، فجعلت كلما أنشر ثوبا أتبعه يمينا، قال: فيضع الشيخ يده في ظهري وهو يقول: يا عبد الله أقل من الأيمان، قال: فأقبل عليه مغضبا فأقول يا عبد الله أقبل على ما يعنيك، فيقول لي: رويدا، هذا مما يعنيني، قال: وما زال هذا دأبى ودأبه حتى انكشف السوق عني، فأبصرت ما كنت فيه، فأقبلت عليه فقلت: جزاك الله من جليس خيرا، فنعم الجليس كنت في هذا اليوم، فقال لي: أما إن أبصرت ذلك فانظر أن تتكلم بالصدق وإن كنت ترى أنه يضرك فإنه ينفعك، وانظر إلى الكذب فلا تتكلم به فإن كنت ترى أنه ينفعك، فإذا انقضى عملك أنقض ظهرك، قال فقلت يرحمك الله اكتب لي هؤلاء الكلمات، قال فقال:

ما يقضى من أمر يكن قال: وأهويت برأسي أن آخذ دفترا من العيبة ثم رفعت رأسى فو الله ما أدري في السماء ذهب أم في الأرض.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد الدورقي ثنا محمد ابن يزيد بن خنيس. قال سمعت وهيبا يقول: إن من الدعاء الذي لا يرد أن

ص: 158

يصلي العبد اثنتي عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة بأم القرآن وآية الكرسي، وقل هو الله أحد، فاذا فرغ خر ساجدا ثم قال: سبحان الذي لبس العز وقال به، سبحان الذي تعطف بالمجد وتكرم به، سبحان الذى أحصى كل شيء بعلمه، سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلا له، سبحان ذي المن والفضل.

سبحان ذي العز والتكرم. سبحان ذي الطول. أسألك بمعاقد عزك من عرشك، ومنتهى الرحمة من كتابك، وباسمك الأعظم، وجدك الأعلى، وبكلماتك التامات، التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، أن تصلي على محمد وعلى آل محمد. ثم يسأل الله تعالى ما ليس بمعصية، قال وهيب: وبلغنا أنه كان يقال:

لا تعلموها سفهاءكم فيتعاونوا على معصية الله عز وجل.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا أبو عبيد سعيد بن عبد العزيز قال قال عباس ابن عبد العظيم: سمعت بشر بن الحارث يقول: سمعت وهيب بن الورد يقول الأحمق المائق مثل الجيد الفائق.

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا محمد بن خلف ثنا وكيع ثنا حمزة بن العباس ثنا أحمد بن شبويه عن ابن المبارك قال: كتب وهيب إلى أخ له: قد بلغت بظاهر علمك عند الناس منزلة وشرفا فاطلب بباطن علمك عند الله منزلة وزلفى واعلم أن إحدى المنزلتين تمنع الأخرى.

• حدثنا عبد الرحمن بن العباس ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا محمد ابن مسعود العجمي ثنا عبد الرزاق قال: كان سفيان الثوري إذا أغتم رمى بنفسه عند وهيب بن الورد فقال له: يا أبا أمية ترى أحدا يتمنى الموت؟ فقال وهيب: أما أنا فلا، قال سفيان: أما أنا فوددت أني والله ميت.

أدرك وهيب بن الورد المكى من التابعين جماعة، فممن روى عنهم من التابعين عطاء بن أبي رباح ومنصور بن زاذان، وأبان بن أبي عياش ومحمد بن زهير.

• فمن صحيح حديثه ما حدثناه أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا حيان بن موسى والمسيب بن واضح ح. وحدثنا عبد

ص: 159

الله بن محمد ومحمد بن إبراهيم قالا: ثنا أبو يعلى ثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم ح. وحدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري ثنا إسماعيل بن إبراهيم ابن الحارث القطان ثنا الحسن بن عيسى الماسرجسي قالوا: ثنا عبد الله بن المبارك أخبرني وهيب بن الورد أخبرني عمر بن محمد بن المنكدر عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق» . صحيح ثابت حدث به مسلم بن الحجاج عن ابن سهم في صحيحه.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن وسليمان بن أحمد قالا: ثنا الحسن بن علي بن الوليد الفسوي ثنا عبد الرحمن بن نافع ثنا محمد بن حبيب عن وهيب المكي عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى أيدني بأربعة وزراء نقباء، قلنا: يا رسول الله من هؤلاء الأربعة؟ قال: اثنان من أهل السماء واثنان من أهل الأرض، فقلنا:

من الاثنان من أهل السماء؟ قال: جبريل وميكائيل، قلنا: من الاثنان من أهل الأرض؟ قال: أبو بكر وعمر». غريب من حديث وهيب لم نكتبه إلا من حديث عبد الرحمن بن نافع.

• حدثنا عثمان بن أحمد بن عثمان ثنا أحمد بن محمد بن سعيد ثنا عبد الله ابن محمد بن نوح المكي حدثني أبي ثنا حماد بن قيراط عن وهيب بن الورد عن منصور بن زاذان عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يهرم ابن آدم ويشب معه اثنتان، الحرص والأمل» . صحيح ثابت من غير طريق، غريب من حديث منصور ووهيب، لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر - إملاء - ثنا محمد بن إسماعيل العسكري ثنا صهيب بن محمد بن عباد ثنا مهدي ثنا وهيب بن الورد المكي عن محمد بن زهير عن ابن عمر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى عند لسان كل قائل، فليتق الله ولينظر ما يقول» . غريب لم نكتبه متصلا مرفوعا إلا من حديث وهيب.

ص: 160

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا أحمد بن المساور بن سهيل ثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأصبهاني ثنا عبد المجيد عن وهيب بن الورد عن منصور عن رجل من الأنصار عن أبان عن أنس بن مالك. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من عاد مريضا فجلس عنده ساعة أجرى الله تعالى له أجر عمل ألف سنة لا يعصي الله تعالى فيها طرفة عين» .: غريب من حديث وهيب لم نكتبه إلا من حديث سعيد بن يحيى، وعبد المجيد هو ابن عبد العزيز بن أبى رواد.

• حدثنا أبي ومحمد بن جعفر بن يوسف قالا: ثنا محمد بن جعفر ثنا إسماعيل بن يزيد ثنا إبراهيم بن الأشعث ثنا وهيب ثنا رشدين عن حسين بن عبد الله عن أبى عبد الرحمن الجبلى عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الصيام والقرآن يشفعان يوم القيامة، يقول الصيام رب إني منعته الطعام والشراب بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن رب إني منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان» . غريب من حديث وهيب ورشدين لم نكتبه إلا من حديث إبراهيم بن الأشعث.

• حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن ماسي ببغداد ثنا أبو شعيب الحراني ثنا خالد بن يزيد العمري ثنا وهيب بن الورد أخبرني عكرمة عن ابن عباس قال قيل لأيوب عليه السلام: «أما علمت أن لله عبادا حلماء أسكنتهم خشية الله عز وجل» . هكذا حدثناه من حديث وهيب عن عكرمة مختصرا، ورواه غيره عن عكرمة مطولا.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري أخبرنا عبد الرزاق عن وهيب بن الورد عن أبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من فرق بين اثنين فى مجلس تكبرا عليهما فليتبوأ مقعده من النار» .

غريب بهذا اللفظ لم نكتبه إلا من حديث وهيب عن أبان مرسلا.

ص: 161

‌عبد الله بن المبارك

ومنهم السخي الجواد. الممهد للمعاد. المتزود من الوداد. أليف القرآن والحج والجهاد. جاد فساد. وروجع فزاد. ما له مشارك. وفعله مبارك.

وقوله مبارك. شاهانشاه. عبد الله بن المبارك رضي الله تعالى عنه.

وقيل إن التصوف اعتداد لازدياد. واستعداد وارتياد.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا أحمد بن منيع ثنا عبد الله بن المبارك شاهانشاه أخبرنى الحسن بن عمرو الفقيمى عن بندر الثورى عن محمد بن الحنفية قال: ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بدا، حتى يجعل الله له فرجا - أو قال مخرجا - قال عبد الله ابن المبارك: هذا مثلي ومثلكم.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام ثنا عثمان بن حرزاد ثنا محمد بن الحسين ثنا عبد الله بن يزيد بن عثمان الحمصي قال قال لي الأوزاعي: رأيت عبد الله بن المبارك؟ قلت: لا، قال: لو رأيته لقرت عينك.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت أبا يحيى محمد ابن عبد الرحيم يقول سمعت عبيد بن جناد أبو سعيد قال قال لي عطاء بن مسلم: يا عبيد رأيت عبد الله بن المبارك؟ قلت: نعم، قال: ما رأيت مثله ولا ترى مثله.

• حدثنا إبراهيم ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو يحيى ثنا عبيد بن جناد قال قال العمري: ابن المبارك يصلح لهذا الأمر، فقال له رجل: أي شيء؟ قال: الإمامة.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت أحمد بن الوليد ثنا عبيد بن جناد قال سمعت العمري يقول: ما رأيت في دهرنا هذا أحدا يصلح لهذا الأمر إلا رجلا أتاني إلى منزلي فأقام عندي ثلاثا يسألني عن غير ما يسألني عنه أهل هذا الدهر، فصيح اللسان، إلا إن اللغة شرقية

ص: 162

يكنى أبا عبد الرحمن، معه غلام يقال له سفير، فقلنا له: هذا عبد الله بن المبارك، فقال: هكذا ينبغي، إن كان معي أحد يصلح لهذا الأمر فذاك، قال عبيد - يعني الاقتداء بالعلم -.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا أبو العباس السراج قال سمعت أحمد بن الوليد يقول سمعت المسيب بن واضح يقول سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول:

ابن المبارك إمام المسلمين، قال: ورأيته قاعدا بين يديه يسائله.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا أبو العباس السراج حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي قال سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام يقول سمعت عبد الرحمن ابن مهدي يقول: ما رأت عيناي مثل سفيان، ولا أقدم على عبد الله بن المبارك أحدا.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا أبو العباس السراج ثنا أحمد بن سعيد الدارمي قال سمعت هارون بن معروف عن بشر بن السري قال قال عبد الرحمن ابن مهدي: ابن المبارك آدب عندنا من سفيان.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا أبو العباس الثقفي ثنا أحمد بن الوليد قال سمعت المسيب بن واضح يقول سمعت المعتمر بن سليمان يقول: ما رأيت مثل ابن المبارك تصيب عنده الشئ الذي لا تصيبه عند أحد.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المعدل ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم ثنا الفضل بن محمد البيهقي سمعت سعيد بن زاذان يقول سمعت سعيد بن حرب يقول سمعت سفيان الثوري يقول: لو جهدت جهدي أن أكون في السنة ثلاثة أيام على ما عليه ابن المبارك لم أقدر.

• حدثنا محمد بن علي قال سمعت أحمد بن محمد بن إبراهيم يقول سمعت أبا إسماعيل الترمدى يقول سمعت إسماعيل بن مسلمة الفضى يقول سمعت محمد بن المعتمر بن سليمان يقول: قلت لأبي: يا أبت من فقيه العرب؟ قال: سفيان الثوري، فلما مات سفيان الثوري قلت لأبي: من فقيه العرب؟ قال:

عبد الله بن المبارك.

ص: 163

• حدثنا محمد بن إبراهيم بن علي ثنا محمد بن نوح الرقي ثنا عبيد الله بن محمد الفقيه ثنا خالد بن خداش قال سمعت ابن المبارك يقول: اللهم لا تمتني بهيت، فمات بهيت رحمه الله.

• حدثنا أبو المظفر منصور بن أحمد بن ممية المعدل ثنا أبو بكر الصولي عن بعضهم قال: ورد على أمير المؤمنين الرشيد كتاب صاحب الحيرة من هيت أنه مات رجل بهذا الموضع غريب، فاجتمع الناس على جنازته، فسألت عنه فقالوا: عبد الله بن المبارك الخراساني، فقال الرشيد إنا لله وإنا إليه راجعون، يا فضل - للفضل بن الربيع وزيره - ائذن للناس من يعذرنا في عبد الله بن المبارك، فأظهر الفضل تعجبا، فقال: ويحك! إن عبد الله هو الذى يقول.

الله يدفع بالسلطان معضلة

عن ديننا رحمة منه ورضوانا

لولا الأئمة لم يأمن لنا سبل

وكان أضعفنا نهبا لأقوانا

من سمع هذا القول من مثل ابن المبارك مع فضله وزهده وعظمه في صدور العامة، ولا يعرف حقنا.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت محمود بن أبي المضاء الحلبي يقول سمعت عبد الرحمن بن عبيد الله يقول: كنا عند الفضل بن عياض فجاء فتى - في شهر رمضان سنة إحدى وثمانين - فنعى إليه ابن المبارك فقال: رحمه الله، أما إنه ما خلف بعده مثله، قال وقال أبو إسحاق الفزاري إني لأمقت نفسي على ما أرى بها من قلة الا كثرات لموت ابن المبارك.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا إسحاق بن أحمد قال سمعت سعيد ابن عيسى يقول سمعت أبا داود يقول قلت لابن المبارك: من تجالس بخراسان؟ قال: أجالس شعبة وسفيان، قال أبو داود - يعني أنظر في كتبهما.

• حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي الموصلي ثنا عبد الصمد بن يزيد قال سمعت شقيق بن إبراهيم البلخي يقول: قيل لابن المبارك: إذا صليت معنا لم لا تجلس معنا؟ قال أذهب مع الصحابة والتابعين، قلنا له: ومن أين الصحابة والتابعون؟ قال: أذهب أنظر في علمي فأدرك آثارهم وأعمالهم

ص: 164

فما أصنع معكم؟ أنتم تغتابون الناس، فإذا كان سنة ثمانين فالبعد من كثير من الناس أقرب إلى الله، وفر من الناس كفرارك من الأسد، وتمسك بدينك يسلم لك مجهودك.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا سلم بن عصام ثنا رسته الطالقاني قال قام رجل إلى ابن المبارك فقال: يا أبا عبد الرحمن في أى شيء أجعل فضل يومي، في تعلم القرآن أو في طلب العلم؟ فقال: هل تقرأ من القرآن ما تقيم به صلاتك قال: نعم! قال: فاجعله في طلب العلم الذي يعرف به القرآن.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا إسحاق بن أحمد ثنا ابن رزمة ثنا عبدان قال سمعت ابن المبارك يقول: ليكن الذي تعتمدون عليه هذا الأثر؛ وخذوا من الرأي ما يفسر لكم الحديث.

• حدثنا أبي رحمه الله ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا الحسن بن عبد الله بن شاكر ثنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت أبا أسامة يقول: مررت بعبد الله ابن المبارك بطرسوس وهو يحدث فقلت: يا أبا عبد الرحمن إني لأنكر هذه الأبواب والتصنيف الذي وضعتموه، ما هكذا أدركنا المشيخة، قال: فأضرب عن الحديث نحوا من عشرين يوما، ثم مررت به وقد احتوشوه وهو يحدث فسلمت عليه فقال: يا أبا أسامة شهوة الحديث.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت محمد بن سهل ابن عسكر يقول سمعت محبوب بن موسى الفراء أبا صالح الأنطاكي يقول سمعت ابن المبارك يقول: من بخل بالعلم ابتلي بثلاث، إما موت فيذهب علمه، وإما ينسى، وإما يصحب فيذهب علمه.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت محمد بن سهل ثنا أحمد بن سعيد الدارمي قال سمعت السندي بن أبي هارون يقول: كنت أختلف مع ابن المبارك إلى المشايخ، قال فربما قلت له: يا أبا عبد الرحمن ممن نستفيد؟ قال: من كتبنا.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا أحمد بن سعيد

ص: 165

الدارمي ثنا أبو إسحاق الطالقاني قال: سألت ابن المبارك عن الرجل يصلي عن أبويه؟ فقال: من يرويه؟ قلت: شهاب بن خراش، قال: ثقة، عمن؟ قلت: عن الحجاج بن دينار، قال: ثقة عمن؟ قلت: عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين الحجاج مفاوز تنقطع فيها أعناق الإبل.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت عبيد بن محمد الوراق يقول قال بشر بن الحارث: سأل رجل ابن المبارك عن حديث وهو يمشي قال: ليس هذا من توقير العلم، قال بشر: فاستحسنته جدا.

• حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الخطاب ثنا هدية بن عبد الوهاب ثنا معاذ بن خالد قال: سمعت عبد الله بن المبارك يقول: أول منفعة الحديث أن يفيد بعضهم بعضا.

• حدثنا محمد بن إبراهيم قال سمعت أبا عروبة يقول سمعت المسيب بن واضح يقول سمعت ابن المبارك وقيل له: الرجل يطلب الحديث لله يشتد في سنده؟ قال: إذا كان يطلب الحديث لله فهو أولى أن يشتد في سنده.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا أبو يعلى ثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت أبي يقول قال عبد الله بن المبارك لرجل: ان ابتليت بالقضاء فعليك بالأثر.

• حدثنا محمد ثنا أبو يعلى ثنا محمد بن علي قال سمعت أبي يقول سمعت عبد الله بن المبارك يقول: ليس عندنا في الصرف اختلاف، وليس في المسح عندنا اختلاف، وربما سألني الرجل عن المسح فأرتاب به أن يكون صاحب هوى، قال فحمدوا أما المتعة فعبدان أخبرني عن عبد الله أنه قال حرام.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم ثنا جعفر بن إبراهيم بن عمر بن حبيب قال سمعت سعيد بن يعقوب الطالقاني يقول قال رجل لابن المبارك: بقي من ينصح؟ قال فهل بقي من يقبل؟.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد قال

ص: 166

دفع إلى رجل من أهل مرو كتابا فيه سئل عبد الله بن المبارك: ما ينبغي للعالم أن يتكرم عنه، قال: ينبغي أن يتكرم عما حرم الله تعالى عليه، ويرفع نفسه عن الدنيا فلا تكون منه على بال، قال: وسئل عبد الله وقيل له: ما ينبغي أن يجعل عظة شكرنا له؟ قال: زيادة آخرتكم ونقصان دنياكم، وذلك أن زيادة آخرتكم لا تكون إلا بنقصان دنياكم، وزيادة دنياكم لا تكون إلا بنقصان آخرتكم.

• حدثنا أبي ثنا أحمد ثنا عبد الله ثنا محمد بن أحمد المروزى عن عبدان ابن عثمان عن سفيان بن عبد الملك عن عبد الله بن المبارك قال: حب الدنيا في القلب والذنوب احتوشته فمتى يصل الخير إليه؟.

• حدثنا أبي ثنا أحمد ثنا عبد الله ثنا محمد بن إدريس ثنا عبدة بن سليمان ثنا ابن المبارك قال قال الحسن: خباث كل عبد انك قد مصصناه فوجدناه مرا.

• حدثنا عمر بن أحمد بن شاهين ثنا محمد بن سليمان الحراني ثنا حسين بن محمد الضحاك ثنا الحسين بن الحسن المروزي قال سمعت ابن المبارك يقول:

أهل الدنيا خرجوا من الدنيا قبل أن يتطعموا أطيب ما فيها، قيل له: وما أطيب ما فيها؟ قال: المعرفة بالله عز وجل.

• حدثنا محمد بن علي ثنا جعفر بن الصقر ثنا محمد بن يزيد العطار ثنا أبو بلال الأشعري ثنا قطن بن سعيد قال: ما أفطر ابن المبارك قط ولا رئى صائما قط.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن علي ثنا أحمد بن منصور ثنا عباس بن عبد الله قال قال عبد الله بن المبارك: لو أن رجلا اتقى مائة شيء ولم يتورع عن شيء واحد لم يكن ورعا، ومن كان فيه خلة من الجهل كان من الجاهلين، أما سمعت الله تعالى قال لنوح عليه السلام {(فقال رب إن ابني من أهلي)} فقال الله {(إني أعظك أن تكون من الجاهلين)} .

• حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا عبد الله بن محمد ابن عبد الكريم ثنا الفضيل بن محمد البيهقي قال سمعت سنيد بن داود يقول سألت ابن المبارك: من الناس؟ قال العلماء، قلت: فمن الملوك؟ قال: الزهاد

ص: 167

قلت: فمن الغوغاء؟ قال خزيمة وأصحابه، قلت: فمن السفلة؟ قال الذين يعيشون بدينهم.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن علي ثنا أحمد بن منصور ثنا عباس بن عبد الله قال قيل لعبد الله بن المبارك: من أئمة الناس؟ قال سفيان وذووه، قيل له: من سفلة الناس؟ قال: من يأكل بدينه.

• حدثنا محمد بن علي ثنا أبو يعلى ثنا عبد الصمد بن يزيد ثنا إسماعيل الطوسي قال ابن المبارك: يكون مجلسك مع المساكين، وإياك أن تجلس مع صاحب بدعة.

• حدثنا محمد ثنا أبو يعلى ثنا عبد الصمد قال سمعت عبد الله بن عمر السرخسي يقول إن الحارث قال: أكلت عند صاحب بدعة أكلة فبلغ ذلك ابن المبارك فقال: لا كلمتك ثلاثين يوما.

• حدثنا محمد ثنا أبو يعلى ثنا عبد الصمد قال سمعت الفضيل يقول قال ابن المبارك: أكثركم علما ينبغي أن يكون أشدكم خوفا، وقال لي ابن المبارك:

استعد للموت ولما بعد الموت. قال الفضيل: فشهق علي شهقة فلم يزل مغشيا عليه عامة الليل.

• حدثنا محمد ثنا أبو يعلى ثنا عبد الصمد ثنا عبد الله بن عمر السرخسي ثنا الحارث قال قال لي ابن المبارك: قد جمعت العلماء فليس فيما جمعت أحب إلي من علم الفضيل بن عياض، قال عبد الله: وما أعياني شيء كما أعياني أني لا أجد أخافى الله.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن وهيب بن هشام قال قال عبد الله بن المبارك: ودعني ابن جريج فقال: أستودعك الله إن كنت لمأمونا، قال: وودعني ابن عوف فقال: إن استطعت أن تكون مهتارا بذكر الله فكن.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت عباد بن الوليد العنبري أبا بدر قال سمعت إبراهيم بن شماس يقول قال ابن المبارك:

إذا عرف الرجل قدر نفسه يصير عند نفسه أذل من الكلب.

ص: 168

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت محمود بن المضاء يقول سمعت عبيد بن جناد يقول: ما رأيت أحدا مثل ابن المبارك، إذا ذكر أصحابه فخمهم، يقول: وأين مثل فلان، ثم يقول الرفيع من يرفعه الله بطاعته، والوضيع من وضعه.

• حدثنا إسحاق بن أحمد بن علي ثنا إبراهيم بن يوسف بن خالد ثنا أحمد ابن أبى الحوارى قال سمعت أبا داود الطرسوسى يقول قلت لعبد الله بن المبارك: إنا نقرأ بهذه الألحان، فقال: إنما كره لكم منها، إنا أدركنا القراء وهم يؤتون تسمع قراءتهم، وأنتم تدعون اليوم كما يدعي المغنون.

• حدثنا إسحاق بن أحمد ثنا إبراهيم بن يوسف ثنا أحمد بن أبي الحواري حدثني بعض أصحابنا قال: جاء عبد الله بن أبي العباس الطرسوسي - وكان واليا بمرو - إلى منزل عبد الله بن المبارك بالليل ومعه كاتبه والدواة والقرطاس معه، قال فسأله عن حديث فأبى أن يحدثه، ثم سأله عن حديث فأبى أن يحدثه - ثلاث مرار - فقال لكاتبه: اطو قرطاسك، ما أرى أبا عبد الرحمن يرانا أهلا أن يحدثنا، فلما قام يركب مشى معه ابن المبارك إلى باب الدار فقال له: يا أبا عبد الرحمن لم لم ترنا أهلا أن تحدثنا وتمشي معنا؟ فقال إني أحببت أن أذل لك بدني ولا أذل لك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أحمد: فحدثت به محمد بن أبي شيبة ابن أخت ابن المبارك فقال: ما حفظ الذي حدثك، لم يمش معه، إنما قام ذلك ليركب وقام خالي إلى قاعة الدار يبول.

• حدثنا إسحاق بن أحمد ثنا إبراهيم بن يوسف ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا عبد الله بن حجر عن ابن المبارك عن حياة قال: الحديث مع الاثنين أو الثلاثة أو الأربعة، فإذا عظمت الحلقة فأنصت أو أنشز.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن ماهان ثنا علي بن أبي طاهر ثنا أحمد ابن أبي الحواري ثنا الوليد بن عتبة قال قال عبد الله بن المبارك طلبنا الأدب حين فاتنا المؤدبون.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا أبو عروبة قال سمعت المسيب بن واضح يقول

ص: 169

سمعت ابن المبارك يقول: ذهب الأنس والمانعون ومن يسكن في ظله.

• حدثنا أبو الحسين محمد بن محمد بن عبيد الله ثنا العباس بن يوسف الشكلي قال سمعت أبا أمية الأسود يقول: سمعت عبد الله بن المبارك يقول: أحب الصالحين ولست منهم، وأبغض الطالحين وأنا شر منهم، ثم أنشأ عبد الله يقول:

الصمت أزين بالفتى

من منطق في غير حينه

والصدق أجمل بالفتى

في القول عندي من يمينه

وعلى الفتى بوقاره

سمة تلوح على جبينه

فمن الذي يخفى عليك

إذا نظرت إلى قرينه

رب امرئ متيقن

غلب الشقاء على يقينه

فأزاله عن رأيه

فابتاع دنياه بدينه.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي ثنا محمد بن هارون بن حميد ثنا أبو العباس المزني البغدادي ثنا ابن حميد قال: عطس رجل عند ابن المبارك فلم يحمد الله فقال ابن المبارك: إيش يقول العاطس إذا عطس؟ قال: يقول:

الحمد لله، فقال له يرحمك الله.

• حدثنا أبو عمر عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الضبي ثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري ثنا زكريا بن يحيى ثنا الأصمعي ثنا عبد الله بن المبارك ثنا أبو بكر بن عياش قال: اجتمع أربع ملوك، ملك فارس، وملك الروم، وملك الهند، وملك الصين، فتكلموا بأربع كلمات كأنما رمي بهن عن قوس واحدة، فقال أحدهم: أنا على قول ما لم أقل أقدر مني على رد ما قلت، وقال الآخر: إذا قلتها ملكتني وإذا لم أقلها ملكتها. وقال الآخر: لا أندم على ما لم أقل، وقد أندم على ما قلت، وقال الآخر عجبت لمن يتكلم بالكلمة إن رفعت عليه ضرته وإن لم ترفع عليه لم تنفعه.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله ثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري ثنا بكر ثنا ابن يحيى ثنا الأصمعي ثنا عبد الله بن المبارك عمن أخبره قال:

قدم وفد من وفود العرب على معاوية فقال لهم: ما تعدون المروءة فيكم؟

ص: 170

قالوا: العفاف في الدين، والإصلاح في المعيشة. فقال معاوية: اسمع يا يزيد.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن جعفر الجمال قال: سمعت أحمد بن منصور زاج يقول سمعت أبا روح المروزي يقول قال عبد الله بن المبارك:

لو أن رجلين اصطحبا في الطريق فأراد أحدهما أن يصلي ركعتين فتركهما لأجل صاحبه كان ذلك رياء، وإن صلاهما من أجل صاحبه فهو شرك.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن جعفر قال سمعت أحمد بن منصور عن ابن وهب قال: رأى رجل سهيل بن علي في المنام فقال: ما فعل بك ربك قال: نجوت بكلمة علمنيها ابن المبارك، قلت له: ما تلك الكلمة؟ قال: قول الرجل يا رب عفوك عفوك.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو العباس الجمال ثنا محمد بن عاصم قال:

ذكر ابن أبي جميل عن ابن المبارك أنه سأله رجل عن الرباط فقال: رابط بنفسك على الحق حتى تقيها على الحق، فذلك أفضل الرباط.

• حدثنا أبو بكر بن حيان ثنا عبدان بن أحمد قال سمعت المسيب بن واضح يقول: قدم ابن المبارك فاستأذن على يوسف بن أسباط فلم يأذن له، فقلت: ما لك لا تأذن له؟ قال: إني إن أذنت له أردت أن أقوم بحقه ولا آمر به.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم ثنا سهل بن عثمان ثنا عبد الله بن المبارك عن ابن عون عن ابن سيرين عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم: «سهى ثم سجد سجدتين

(1)

» وقيل لابن سيرين: هل سلم؟ قال: ثبت عن عمر أنه قال: سلم» صحيح متفق عليه من حديث ابن سيرين عن أبي هريرة، رواه عن ابن عون شعبة وثابت بن يزيد ويزيد بن زريع ومعاذ بن معاذ وابن أبي عدي والعلاء ويزيد ابنا هارون وأبو أسامة وابن نمير وإسحاق الأزرق والنضر بن شميل.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا نعيم بن جياد ثنا الوليد بن مسلم ثنا عبد الله بن المبارك عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس

(1)

لم يتقدم ذكر من أدركه ابن المبارك ومن روى عنه فليحرر

ص: 171

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «البركة مع أكابركم» . قلت للوليد:

أنى سمعت من ابن المبارك قال في الغزو.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن معد ثنا يحيى بن مطرف ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا عبد الله بن المبارك عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ظلم شبرا من الأرض خنق به يوم القيامة» .

صحيح من حديث موسى عن سالم، تفرد به عبد الله عنه ولم يحدث به إلا بالعراق.

• حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن عمرو ثنا ابن حصين ثنا يحيى الحماني ثنا عبد الله بن المبارك ثنا موسى بن عقبة عن سالم عن أبيه قال: «أكثر ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يحلف بهذه اليمين: لا ومقلب القلوب» . ثابت من حديث موسى وسالم.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا حيان بن موسى ثنا ابن المبارك عن مبارك بن فضالة عن الحسن عن أسد بن الميمني قال: غزونا مع أبي موسى الأشعري أصفهان فدولاما وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج، قلنا: وما الهرج؟ قال القتل» .

ثابت مشهور رواه عن الحسن جماعة.

• حدثنا جعفر بن عمرو ثنا أبو حصين ثنا يحيى الحماني ثنا ابن المبارك عن سليمان التيمي عن أنس بن مالك قال: «عطس رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فشمت رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما ولم يشمت الآخر، وقال: إن هذا قال الحمد لله ولم تقل أنت الحمد لله» . صحيح متفق عليه من حديث سليمان رواه عنه الناس.

• حدثنا طلحة بن أحمد بن الحسن العوفي ثنا محمد بن علوية المصيصي ثنا يوسف بن سعيد بن مسلم ثنا عبد الله بن موسى ثنا ابن المبارك عن سليمان التميمى عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رأيت ليلة أسرى بى رجالا تقطع ألسنتهم بمقاريض من نار فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال:

هؤلاء خطباء من أمتك يأمرون الناس بما لا يفعلون». مشهور من حديث أنس

ص: 172

رواه عنه عدة، وحديث سليمان عزيز.

• حدثنا محمد بن أحمد أبو أحمد ثنا الحسن بن سفيان ثنا حيان بن موسى ثنا عبد الله بن المبارك ثنا سليمان التيمي قال سمعت أنسا يقول «كنت قائما على الحي أسقيهم - عمومتي وأنا أصغرهم - الفضيخ، فقيل: حرمت الخمر، فقال:

اكفأها، فكفأناها، قلت لأنس: ما شرابهم؟ قال رطب وبسر». صحيح متفق عليه من حديث أنس.

• حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة ثنا إبراهيم بن هاشم ثنا أحمد بن حنبل ح. وحدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا الحسن بن سفيان ثنا حيان بن موسى ثنا عبد الله بن المبارك أخبرنا حميد عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإذا شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله واستقبلوا قبلتنا وصلوا جماعتنا، وأكلوا ذبيحتنا، حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها، لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين» . صحيح ثابت رواه جماعة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يروه بهذا اللفظ إلا أنس، أخرجه البخاري في صحيحه من حديث ابن المبارك، مستشهدا به عن نعيم ابن حماد عنه، رواه يحيى بن أيوب ومحمد بن عيسى بن سميع عن حميد مثله.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسين بن جعفر القتات ثنا جعفر بن حميد ثنا ابن المبارك عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مثل المجاهد في سبيل الله كالصائم القائم بآيات الله آناء الليل وآناء النهار، مثل هذه الأسطوانة» . ثابت من حديث أبي هريرة، روى عنه عدة لم نكتبه إلا من حديث ابن المبارك من حديث جعفر.

• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا أحمد بن محمد بن عاصم ثنا شبويه بن مضر ثنا عبد الله بن المبارك عن عوف بن سيرين عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أبردوا بالصلاة فى الحرفان حرها من فيح جهنم أو فيح جهنم» . قال القاضي لا أعلم رواه عن عوف إلا عبد الله بن المبارك.

ص: 173

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا نعيم بن حماد ثنا عبد الله بن المبارك عن أسامة بن زيد عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أمرني جبريل أن أيسر» رواه عبد الله بن المبارك وعبد الله بن وهب جميعا عن أسامة.

• حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ثنا أبو حصين ثنا يحيى بن عبد الحميد ثنا عبد الله بن المبارك عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ» . صحيح متفق عليه أخرجاه من حديث ابن المبارك عن عبد الله.

• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا عبد الله بن بندار ابن إبراهيم ثنا بكار بن الحسن ثنا عبد الله بن المبارك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يا أمة محمد إن أحدا ليس أغبر من الله أن يرى عبده أو يرى أمته، يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، ألا هل بلغت» . غريب من حديث ابن المبارك لم نكتبه إلا من حديث بكار وهو بكار بن الحسن الأصفهاني الفقيه.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا أبو النضر ح.

وحدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود قالا: ثنا عبد الله ابن المبارك عن أبي بكر بن أبي مريم ثنا ضمرة بن حبيب عن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والفاجر من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله» . مشهور من حديث ابن المبارك رواه الإمام أحمد عن أبي النضر.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يوسف بن حبيب ثنا أبو داود عن ابن المبارك عن إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبد الله قال. أخبرني عيسى بن طلحة عن أم المؤمنين عائشة قالت «كان أبو بكر إذا ذكر يوم أحد فرأيت رجلا يقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم دونه - وأراه قال بجنبه - فقلت: كن طلحة حيث فاتني ما فاتني، فقلت: تكون رجلا من قومي أحب إلي، وبيني وبين

ص: 174

الشرق رجل لا أعرفه، وأنا أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطف المشي ولا أخطفه فانتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كسرت رباعيته، وشج فى وجهه، وقد دخل فى وجنته حلقتان من حلق المغفر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكما صاحبكما - يريد طلحة وقد نزف - فلم يلتفت إلى قوله، فذهبت لأنزع ذاك من وجهه، فقال: أبو عبيدة أقسمت عليك بحقي لما تركتني، فتركته فكره أن يتناوله بيده فيؤذي النبي صلى الله عليه وسلم فأدم عليهما بفيه فاستخرج إحدى الحلقتين ووقعت ثنيته مع الحلقة، وذهبت لأصنع ما صنع، فقال: أقسمت عليك بحقي لما تركتني، قال ففعل مثل ما فعل فى المرة الأولى، فوقعت ثنيته الأخرى مع الحلقة، وكان أبو عبيدة من أصلح الناس هما، فأصلحنا من شأن النبي صلى الله عليه وسلم ثم أتينا طلحة في بعض تلك الحفار، فإذا به بضع وسبعون أو أقل أو أكثر من طعنة ورمية وضربة، وإذا قد قطعت أصبعه فأصلحنا من شأنه». غريب من حديث إسحاق ابن يحيى، طلحة لم يسق هذا لسليمان إلا ابن المبارك.

• حدثنا محمد بن جعفر ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا مقاتل ثنا عبد الله ابن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبد الله ابن

(1)

عن علي بن زيد عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله تعالى: أحب ما يعبدنى به النصح لي» رواه يحيى بن أيوب عن عبيد الله مثله، ورواه صدقة ابن خالد عن عثمان بن أبى العلكة عن على بن زيد مثله.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسن بن جعفر القتات ثنا عبد الحميد بن صالح ثنا عبد الله بن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبد الله بن زحر عن على ابن زيد عن القاسم عن أبي أمامة عن عقبة بن عامر قال قلت: يا نبي الله ما النجاة قال: «أن تمسك عليك لسانك، ويسعك بيتك، وابك على خطيئتك» .

مشهور من حديث ابن المبارك، ورواه سعد بن إبراهيم عن يحيى بن أيوب مثله.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن محمد بن حماد ح. وحدثنا جعفر بن

(1)

بياض بالاصل.

ص: 175

محمد بن عمرو ثنا أبو حصين ثنا يحيى بن الحميدي ح. وحدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا أبو بكر بن خزيمة ثنا عبيد بن عبد الله قالوا: ثنا ابن المبارك عن مصعب بن ثابت عن إسماعيل بن محمد عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن شماله حتى يرى بياض خده، فقال الزهري لإسماعيل بن محمد: ما سمعنا بهذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له إسماعيل: أسمعت حديث النبي صلى الله عليه وسلم كله؟ قال: لا، قال فالنصف؟ قال: لا، قال: فالثلث؟ قال: لا قال: فهذا فيما لم تسمع. وقال عتبة في حديثه. فالثلثين؟ قال لا، قال: فالنصف؟ قال: لا، قال: فهذا في النصف. الذي لم تسمع» . غريب من حديث عامر نفسه، تفرد به عن إسماعيل، حدث بهذا الحديث إسحاق بن راهويه عن يحيى بن آدم عن ابن المبارك.

• حدثناه أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا إسحاق ابن إبراهيم ثنا يحيى بن آدم ثنا ابن المبارك عن مصعب، وقال: فاجعل هذا في النصف الذي لم تسمع، فقال ابن المبارك: كيف ترى القرشي.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن الحلواني ثنا سعيد بن سليمان عن عبد الله بن المبارك عن سعد بن أيوب عن عبد الله بن جنادة عن أبى عبد الرحمن الختلى عن عبد الله بن عمرو قال: «مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل يحلب شاة فقال: إذا حلبت فأبق لولدها، فانها من أبر الدواب» . غريب بهذه اللفظة لم نكتبه إلا من حديث ابن المبارك.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا سعيد بن سليمان عن عبد الله بن المبارك عن معمر عن محمد بن حمزة عن عبد الله بن سلام قال.

«كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل بأهله الضيف أمرهم بالصلاة ثم قرأ {(وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسئلك رزقا)} الآية. غريب من حديث معمر وابن المبارك لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سعيد ثنا عبد الله بن محمد بن النعمان ثنا محمد بن سعد بن سابق ح. وحدثنا جعفر بن محمد ثنا أبو حصين ثنا يحيى

ص: 176

ابن عبد الحميد قالا: ثنا عبد الله بن المبارك ثنا ابن لهيعة حدثني عقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن أسماء بنت أبى بكر كانت إذا تردت عطته

(1)

شيئا حين يذهب برزة ثم تقول: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «هو أعظم للبركة» غريب من حديث ابن المبارك عن ابن لهيعة، وقال يحيى حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا عبد الله بن عقبة - وهو ابن لهيعة - ح. قال وحدثنا عبد الله ابن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا معتمر ثنا عبد الله بن المبارك ثنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يلعن فلانا وفلانا بعد ما يرفع رأسه فأنزل الله تعالى: {(ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون)} . غريب من حديث إبراهيم لم نكتبه إلا من حديث معمر.

• حدثنا محمد بن حميد ثنا محمد بن هارون ثنا أحمد بن منيع ثنا عبد الله ابن المبارك ثنا هشام ثنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه أنه «كان يكثر الاشتراط في الحج ويقول أليس تحييكم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم» ؟.

غريب من حديث الزهري لم نكتبه إلا من حديث معمر.

• حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمود ثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الكرابيسي ثنا أحمد بن حفص بن مروان ثنا عبد الله بن المبارك عن الحجاج بن أرطاة عن مجاهد عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما زان الله العباد بزينة أفضل من زهادة الدنيا وعفاف في بطنه وفرجه» . غريب من حديث الحجاج بن أرطأة وابن المبارك لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا عبد الرحمن بن العباس ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربى ثنا محمد ابن مقاتل ح. وحدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا حبان بن موسى قالا: ثنا عبد الله بن المبارك ثنا يحيى بن أيوب ثنا وهبة الله بن جنادة أن أبا عبد الرحمن حدثه عن عبد الرحمن بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدنيا سجن المؤمن وسنته فإذا فارق الدنيا فارق السجن والسنة» .

مشهور من حديث عبد الله بن جنادة.

(1)

هكذا فى الاصل وفيه تصحيف وسقوط فليحرر.

ص: 177

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسن بن جعفر القتات ثنا عبد الله بن الصالح ثنا عبد الله بن المبارك ثنا يحيى بن عبد الله قال سمعت أبي يقول سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما رأيت مثل الجنة نام طالبها ولا رأيت مثل النار نام هاربها» . مشهور من حديث ابن المبارك لم يروه عن عبد الله بن موهب إلا ابنه يحيى.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسين بن جعفر القتات ثنا عبد الحميد بن صالح الرضى ح. وحدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا حبان ابن موسى المروزي قالا. ثنا عبد الله بن المبارك ثنا يحيى بن عبد الله سمعت أبي يقول سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أحد يموت إلا ندم، قالوا: وما ندامته؟ قال: إن كان محسنا ندم أن لا يكون

(1)

وإن كان مسيئا ندم أن يكون نزع». غريب من حديث يحيى لم نكتبه إلا من حديث ابن المبارك.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا حبان بن موسى ثنا ابن المبارك ثنا يحيى بن عبد الله قال سمعت أبي يقول سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في جهنم واديا يقال له لملم وإن أودية جهنم لتستعيذ بالله من حره» . غريب لم نكتبه إلا من حديث يحيى.

• حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ثنا أبو حصين محمد بن الحصين ثنا يحيى ابن عبد الحميد الحماني ثنا ابن المبارك عن يحيى بن عبد الله قال سمعت أبي يقول ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين موجوءين، فقرب أحدهما فقال: اللهم منك وإليك، اللهم إن هذا عن محمد وأهل بيته، ثم قرب الآخر فقال: بسم الله اللهم منك وإليك اللهم هذا عمن وحدك من أمتي».

مشهور من غير وجه غريب من حديث يحيى.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسن بن جعفر ثنا عبد الحميد بن صالح ثنا عبد الله بن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبد الله بن جعفر عن علي بن يزيد

(1)

بياض بالاصل ولعلها: أن لا يكون استزاد كما فى الروايات الاخرى.

ص: 178

عن القاسم عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مسح رأس يتيم كان له بكل شعرة مرت يده عليها حسنة» . غريب من حديث أبي أمامة لم نكتبه إلا من هذا الوجه، حدث به سعيد بن أبي مريم عن يحيى ابن أيوب مثله.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا يحيى بن أيوب العلاف ثنا سعيد ابن أبي مريم ثنا يحيى بن أيوب مثله.

• حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن يوسف ثنا جعفر الفريابى ثنا محمد ابن الحسن البلخي - بسمرقند - ثنا عبد الله بن المبارك ثنا سعيد بن أبي أيوب الخزاعي ثنا عبد الله بن الوليد عن أبي سليمان الليثي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل المؤمن والإيمان كمثل الفرس في أجمته تجول ثم ترجع إلى أجمته، وإن المؤمن يسهو ثم يرجع إلى الإيمان، فأطعموا طعامكم الأتقياء، وولوا معروفكم المؤمن» . هذا لا يعرف إلا من حديث أبي سعيد بهذا الإسناد، وأبو سليمان الليثي قيل إن اسمه عمران بن عمران.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ح.

وحدثنا جعفر بن محمد ثنا أبو حصين ثنا يحيى الحماني ح. وحدثنا أبو عمرو ثنا الحسن بن سفيان ثنا حيان قالوا: ثنا عبد الله بن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبد الله بن زحر عن خالد بن عمران عن أبي عياش عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن شئتم أنبأتكم بأول ما يقول الله عز وجل للمؤمنين يوم القيامة، وبأول ما يقولون، قالوا: نعم يا رسول الله، قال: يقول الله للمؤمنين قد أحببتم لقائي؟ فيقولون: نعم يا ربنا، فيقول: لم؟ فيقولون رجونا عفوك ورحمتك، فيقول: إني قد أوجبت لكم رحمتي» . لا يعرف له راو غير معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم، تفرد به عبد الله عن خالد.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ح. وحدثنا سليمان ابن أحمد ثنا يحيى بن عثمان قالا: ثنا نعيم بن حماد ح. وحدثنا أبو عمرو ثنا الحسن بن سفيان ثنا حبان بن موسى قالا. ثنا عبد الله بن المبارك ثنا عبد الله ابن موهب عن مالك بن محمد بن حارثة الأنصاري عن أنس بن مالك قال قال

ص: 179

رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أنعش حقا بلسانه جرى له أجره حتى يأتي الله يوم القيامة فيوفيه ثوابه» . وقال حبان «حقا يعمل به بعده» .

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات أخبرنا يعمر ابن بشر عن ابن المبارك عن أسامة بن يزيد عن صفوان بن سليم عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يمن المرأة تيسير خطبتها وتيسير صداقها» . غريب من حديث صفوان لم نكتبه إلا من حديث أسامة.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن علي المروزي ثنا محمد بن عبد الله ابن قهزاذ ثنا أبو الوزير محمد بن أعين وحدثني ابن المبارك ثنا ابن المبارك عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن أنس بن مالك قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة فى سفر مشى عن راحلته قليلا» . غريب من حديث سليمان ويحيى بن سعيد تفرد به ابن المبارك.

• حدثنا أبو أحمد بن حمزة ثنا أبو حريش الكلابي ح. وحدثنا محمد بن المظفر ثنا محمد بن صالح بن حريش قالا: ثنا أحمد بن حواش ح. وحدثنا مخلد بن جعفر ثنا محمد بن يحيى المروزي ثنا عبد الله بن محمد العبسي ح. وحدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد ثنا أبو بكر البزار ثنا عباس الرقي قالوا: ثنا عبد الله بن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبد الله بن قرظ عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان فعرف حدوده وعرف ما ينبغي أن يحفظ منه كفر ما قبله» . غريب لم يروه عن عطاء إلا عبد الله بن قرظ تفرد به عنه يحيى بن أيوب.

• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا عبد الله بن محمد بن خلف البزاز ثنا إسماعيل بن عيسى القطان ثنا عبد الله بن المبارك عن حجاج ابن أرطأة عن محمد بن المنكدر عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن العمرة أواجبة هي؟ قال: «لا وأن تعتمروا خير لكم» . غريب من حديث محمد لم يروه عنه فيما أرى إلا ابن الحجاج.

ص: 180

• حدثنا أبو بكر بن مالك وعلي بن هارون بن محمد قالا: ثنا جعفر الفريابي ثنا محمد بن الحسن البلخي ح. وحدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا حبان بن موسى قالا: ثنا عبد الله بن المبارك ثنا حرملة بن عمران سمع يزيد ابن أبي حبيب أن أبا الخير حدثه أنه سمع عتبة بن عامر يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة حتى يقضي الله بين الناس» .

• حدثنا عاليا سليمان بن أحمد ثنا المطلب بن معتب ثنا أبو صالح ثنا حرملة مثله، هذا حديث تفرد به يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير البرتي واسمه مرثد بن عبد الله، رواه عن يزيد عمرو بن الحارث.

• حدثنا محسن بن ثوبان وضمام بن إسماعيل

(1)

ثنا ابن لهيعة ومحمد بن إسحاق في آخرين ثنا الحسن بن محمد بن أحمد بن كيسان ثنا موسى بن هارون الحافظ ثنا عيسى بن سالم ثنا عبد الله بن المبارك عن سفيان عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «للمملوك طعامه وكسوته ولم يكلف من العمل ما لا يطيق» كذا رواه سفيان عن ابن عجلان عن أبيه، وتفرد به وخالفه سفيان بن عيينة وسليمان بن بلال وأبو ضمرة فقالوا: عن ابن عجلان عن بكير بن عبد الله الأشج عن عجلان عن أبي هريرة بإدخال بكير بينه وبين أبيه.

• حدثنا عبد الملك بن الحسن بن يوسف المعدل ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ح. وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قالا: ثنا أحمد ابن جميل المروزي ح. وحدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا حبان بن موسى المروزي قالا: ثنا عبد الله بن المبارك ثنا رباح بن زيد عن عمر ابن حبيب عن القاسم بن أبي برة عن سعيد بن جبير عن ابن العباس أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أول كل شيء خلق الله القلم فأمره فكتب كل شيء يكون» . لم يروه عن سعيد إلا القاسم ولا عنه إلا عمر تفرد به رباح، ورواه عن ابن عباس جماعة منهم أبو ظبيان وأبو إسحاق ومقسم ومجاهد منهم من رفعه ومنهم من وقفه ورواه عن النبي صلى الله

(1)

سقط من السند رجال.

ص: 181

عليه وسلم مرفوعا متصلا عبادة بن الصامت وابن عمر.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زيد القراطيسي ثنا نعيم بن حماد ح.

وحدثنا فاروق وحبيب بن الحسن قالا: ثنا أبو علي الكشي ثنا معاذ بن أسد ح. وحدثنا جعفر بن محمد ثنا أبو حصين ثنا يحيى الحماني ح. وحدثنا علي بن حميد ثنا بشر بن موسى ثنا محمد بن مقاتل قالوا: ثنا عبد الله بن المبارك ثنا صفوان بن عمرو عن عبد الله بن بسر عن أبي أمامة الباهلي عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في قوله {(يسقى من ماء صديد يتجرعه)} قال: «يقرب إليه فيتكرهه فإذا أدني منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه، فإذا شربه قطع أمعاءه حتى يخرج من دبره، يقول الله تعالى {(وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم)} ويقول الله تعالى {(وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب)}» . تفرد به صفوان عن عبد الله بن بسر وقيل عبد الله بن بشر وهو اليحصبي الحمصي يكنى أبا سعيد، ورواه بقية بن الوليد عن صفوان مثله، روى صفوان عن عبد الله بن بسر المازني وله صحبة وعن عبد الله بن بشر ولذلك اشتبه على بعض الناس وهذا هو عبد الله بن بسر.

• حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ثنا أبو حصين ثنا يحيى الحماني ثنا عبد الله بن المبارك عن سعيد بن يزيد أبي شجاع عن أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله {(تلفح وجوههم النار)} قال تشويه النار فتقلص شفتيه العليا حتى تبلغ وسط رأسه، وتسترخي شفته السفلى حتى تبلغ سرته». تفرد به أبو شجاع عن أبي السمح.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ح وحدثنا جعفر بن محمد ثنا أبو حصين قالا: ثنا يحيى الحماني ح. وحدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا حبان ح. وحدثنا حبيب بن الحسن ثنا أحمد ابن سهل الأشنانى المقرى ثنا الحسن بن عيسى بن ما سرجس قالوا: ثنا عبد الله بن المبارك ثنا سعيد بن يزيد عن أبي السمح عن أبي حجيرة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال. «إن الحميم ليصب على رءوسهم حتى ينفذ

ص: 182

إلى الجمجمة حتى يخلص إلى جوفه فيسلب ما في جوفه حتى يخرج من قدميه، فهو الصهر ثم يعاد كما كان». تفرد به سعيد أبو شجاع يعرف بالإسكندراني أحد الثقات، حدث عنه الليث بن سعد وأبو السمح اسمه عبد الرحمن ويعرف بدراج وأبو الهيثم اسمه سليمان الضواري، روى عن أبي السمح عمرو بن الحارث وسالم بن غيلان اللجي.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن غالب بن حارث ثنا محمد بن نصر المروزي ح. وحدثنا جعفر بن محمد ثنا أبو حصين ثنا محمد بن عبد الحميد الحماني ح. وحدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ح. وحدثنا جعفر بن محمد ثنا جعفر الفريابي ثنا إبراهيم بن عثمان بن زياد المصيصي قالوا:

ثنا عبد الله بن المبارك ثنا عتبة بن سعيد عن حبيب عن حمزة بن أبي حمزة عن مجاهد عن ابن عباس قال: أتدرون ما سعة جهنم؟ قلنا: لا، قال أجل قال والله ما تدرون أن ما بين شحمة أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفا تجري فيه أودية القيح والدم، قلت أنهار؟ قال: لا، بل أودية، ثم قال:

هل تدرون ما سعة جهنم؟ قال: قلنا لا، قال أجل والله ما تدرون حدثتني عائشة أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله {(والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه)} أين الناس يومئذ؟ قال: على جسر جهنم». غريب من حديث مجاهد تفرد به حبيب عن حمزة وهو كوفي ثقة عزيز الحديث.

• حدثنا جعفر بن محمد بن عمر ثنا أبو حصين الوادعي ثنا يحيى الحماني ح. وحدثنا أبو أحمد الغطريفي ثنا عبد الله بن محمد البغوي وابن زنجويه ح.

وحدثنا محمد بن إبراهيم ثنا أحمد بن سهل الأشنانى المقرى قالوا: ثنا الحسن ابن عيسى الماسرجسي قالا: ثنا عبد الله بن المبارك ثنا عمر بن محمد بن زيد حدثني أبي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار، جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ثم يذبح ثم ينادى مناديا أهل الجنة خلود بلا موت، ويا أهل النار خلود

ص: 183

بلا موت، فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزنا على حزنهم». هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث عمر بن محمد، رواه عنه ابن وهب ووليد بن مسلم وميمون بن زيد وغيرهم، ولابن المبارك فيه رواية أخرى، رواه عن فضيل بن مروان.

• حدثنا الحسن بن علي الوراق ثنا الهيثم بن خلف ثنا محمد بن علي بن شقيق سمعت أبي يقول ثنا عبد الله بن المبارك ثنا الفضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد - أظنه رفعه - قال:

«يؤتى بالموت يوم القيامة كالكبش الأملح حتى يوقف بين الجنة والنار، فيقال: يا أهل الجنة هذا الموت، ويا أهل النار هذا الموت، قال فيذبح وهم ينظرون، فلو مات أحد فرحا لمات أهل الجنة، ولو مات أحد حزنا لمات أهل النار» . تابعه عبد الله بن صالح العجلي عن فضيل مثله.

• حدثناه أحمد بن السندي ثنا محمد بن العباس المؤدب ثنا عبد الله بن صالح ثنا الفضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى أبو سلمة وأبو صالح وأبو حازم والأعرج وعبد الرحمن العوفي أبو العلاء عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله وروى نوح بن قيس عن أخيه خالد عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.

• حدثنا أبو إسحاق بن حمزة وعلي بن هارون وعبد الله بن محمد بن أحمد قالوا: ثنا جعفر الفريابي ثنا إبراهيم عن عثمان بن زياد ثنا ابن المبارك عن مالك ابن أنس عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله تعالى لأهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا ترضى وقد أعطيتنا ما لم تعطه أحدا من خلقك، فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك، أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم» . صحيح متفق عليه من حديث مالك عن زيد.

• حدثنا أبو إسحاق بن حمزة أخبرنا أبو القاسم البغوى - إملاء - والقاسم ابن يحيى قالا: ثنا الحسن بن عيسى ثنا ابن المبارك عن يونس عن الزهري عن

ص: 184

سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«يدخل الجنة من أمتى زمرة هم سبعون ألفا تضئ وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر، فقال أبو هريرة فقام عكاشة الأسدي فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، قال: اللهم اجعله منهم، ثم قام رجل من الأنصار فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. فقال: سبقك بها عكاشة» . صحيح متفق عليه من حديث الزهري رواه عنه غير واحد.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن غالب بن حرب ثنا حبان بن مسلم ثنا عبد الله بن المبارك ثنا عمران بن زائدة بن نشيط عن أبيه عن أبي خالد الوالبي عن أبي هريرة قال: «كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل يخفض طورا ويرفع طورا» . غريب من حديث زائدة لم يروه عنه إلا ابنه.

• حدثنا عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا محمد بن مقاتل ثنا عبد الله بن المبارك عن يحيى بن أيوب ثنا عبد الله ابن جنادة أن أبا عبد الرحمن الختلى حدثه عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدنيا سجن المؤمن، فإذا فارق الدنيا فارق السجن» .

غريب من حديث عبد الله بن عمرو بهذا اللفظ لم نكتبه إلا من حديث يحيى بن أيوب.

• حدثنا عبد الرحمن بن العباس ثنا إبراهيم الحربي ثنا أحمد بن الحجاج ثنا عبد الله بن المبارك عن يحيى بن أيوب عن بكر بن عمرو عن عبد الرحمن ابن زياد عن أبى عبد الرحمن الختلى عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تحفة المؤمن الموت» . غريب من حديث عبد الله بن عمرو لم يروه عنه إلا الختلي.

• حدثنا عبد الرحمن بن العباس ثنا إبراهيم الحربي ثنا محمد بن مقاتل ثنا ابن المبارك أخبرنا مالك بن مغول قال سمعت أبا ربيعة يحدث عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلكم يحب أن يدخل الجنة؟ قالوا: نعم جعلنا الله فداك، قال: فاقصروا من الأمل، وتبينوا حالكم من أنصاركم،

ص: 185

واستحيوا من الله حق الحياء، قلنا: كلنا نستحي من الله، قال: الحياء من الله أن لا تنسوا المقابر والبلى، ولا تنسوا الجوف وما وعى ولا الرأس وما حوى، ومن يشتهي كرامة الآخرة يدع زينة الدنيا، هنالك يكون قد استحيى من الله وأصاب ولاية الله». غريب بهذا اللفظ لا أعلمه روى عن مالك بن مغول عن أبي ربيعة غير عبد الله بن المبارك، وروى بعض هذا اللفظ مسندا متصلا من حديث عبد الله بن مسعود.

• حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ثنا أبو حفص محمد بن الحسين ثنا يحيى ابن عبد الحميد الحماني ثنا ابن المبارك عن خالد الحذاء عن أبي عثمان عن أبي موسى قال: «كنا مع الرسول صلى الله عليه وسلم فجعلنا لا نعلو شرفا ولا نهبط واديا إلا رفعنا أصواتنا بالتكبير، فدنا منا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أيها الناس إنكم لستم تدعون أصم ولا غائبا، إنما تدعون سميعا قريبا، فاربعوا على أنفسكم، ثم قال: يا عبد الله بن قيس ألا أعلمك كلمة من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله» . هذا حديث صحيح متفق عليه رواه عن أبي عثمان - واسمه عبد الرحمن بن مل النهدي - جماعة من التابعين منهم سليمان التيمي وثابت البناني وأيوب السختياني وعاصم الأحول وعلي بن زيد بن جدعان، ورواه عنه غيرهم الجريري وأبو نعامة السعدي، وروي أيضا عن الجريري عن أبي السليل عن أبي عثمان واللفظة الأخيرة، رواها أيضا زياد الجصاص عن أبي عثمان - وأبو السليل اسمه ضريب بن نفير - وأبو نعامة اسمه عبد ربه.

• حدثنا جعفر بن محمد ثنا أبو حصين ثنا يحيى بن عبد الحميد ثنا عبد الله ابن المبارك عن عبد الله بن عقبة حدثني يزيد بن أبي حبيب أن أبا الخير حدثه أن عقبة بن عاصم حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم: «صلى على قتلى أحد بعد ثمان سنين كالمودع للأحياء والمودع للأموات، ثم قال: إنى من بين أيديكم فرط وأنا عليكم شهيد، وإن موعدكم الحوض وإني لأنظر إليه في مقامي هذا، وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخشى عليكم

ص: 186

الدنيا أن تنافسوها قال عقبة وكان آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم»

(1)

. هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث يزيد بن أبي حبيب أخرجه البخاري ومسلم جميعا من حديث الليث عن يزيد، ورواه البخاري من حديث زكريا بن عدي عن ابن مبارك عن صبرة عن يزيد، وعبد الله بن عقبة هو ابن لهيعة.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زيد القراطيسي ثنا عبد الله بن عبد الحكم ثنا ابن لهيعة عن يزيد مثله. وممن روى هذا الحديث عن يزيد غيرهما يزيد بن أبي أنيسة ويحيى بن أيوب.

• حدثنا جعفر بن محمد ثنا أبو حصين ثنا يحيى بن عبد الحميد ح. وحدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا أبو بكر بن خزيمة ثنا محمد بن عيسى قالا: ثنا عبد الله ابن المبارك أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنى لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي فلا أدري أمن تمر الصدقة هي أم من تمر أهلي فلا آكلها» . صحيح متفق عليه أخرجه البخاري من حديث ابن المبارك عن معمر.

• حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم ثنا إبراهيم الحربي ثنا محمد بن عبد الوهاب ثنا ابن المبارك عن موسى بن عقبة عن علقمة بن وقاص عن بلال بن الحارث قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة من الخير لا يعلم مبلغها فيكتب له بها رضوانه إلى يوم القيامة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من الشر لا يعلم مبلغها من الشر فيكتب له بها سخطه حتى يوفاه يوم القيامة» . غريب من حديث موسى بن عقبة عن علقمة بهذا اللفظ لم نكتبه إلا من حديث ابن المبارك ولابن المبارك فيه طريق آخر.

• حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن يوسف الصرصري ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية ثنا الحسن بن عيسى ثنا ابن المبارك ثنا الزبير بن سعيد حدثني صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة يضحك جلساءه يهوى بها أبعد من

(1)

كذا بالاصل فى الحديث نقص.

ص: 187

الرياء». هذا حديث غريب تفرد به عن صفوان الزبير بن سعيد الهاشمي.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا زكريا الساجي فيما قرئ عليه فأقر به ثنا سهل بن بحر ثنا محمد بن إسحاق السليمي ثنا عبد الله بن المبارك عن سفيان الثوري عن أبي الزناد عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيار أمتي علماؤها، وخيار علمائها خيارها، ألا وإن الله يغفر للعالم أربعين ذنبا قبل أن يغفر للجاهل ذنبا واحدا، ألا وإن العالم الرحيم يجيء يوم القيامة وإن نوره قد أضاء يمشى فيه بين المشرق والمغرب كما يضئ الكوكب الدري» . غريب من حديث الثوري وابن المبارك لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا أبي ثنا محمد بن أحمد بن يزيد ثنا أبو مسعود ثنا سهل بن عبد ربه ثنا ابن المبارك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس، ومن أرضى الناس برضاء الله كفاه الله» . غريب من حديث هشام بهذا اللفظ.

• حدثنا أبي ثنا يوسف بن محمد المؤذن ثنا عبد الرحمن بن عمر بن الرشيد ثنا إبراهيم بن عيسى ثنا عبد الله بن المبارك عن الحكم بن عبد الله عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أتى علي يوم لا أزداد فيه علما يقربني إلى الله فلا بورك لي في طلوع شمس ذلك اليوم» . غريب من حديث الزهري تفرد به الحكم.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا المقدام بن داود ثنا أسد بن موسى ثنا أبو عمرو ابن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا حبان قالا: ثنا عبد الله بن المبارك عن يحيى ابن أيوب عن عبد الله بن سليمان عن إسماعيل بن يحيى المعافري عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من حمى مؤمنا من مأزق بعث له يوم القيامة ملك يحمي له من نار جهنم ومن رمى مؤمنا بشيء يريد شينه حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال» ح.

وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن زكريا ثنا أبو ربيعة فهر بن عوف ثنا

ص: 188

ابن المبارك عن يحيى بن إسماعيل أن إسماعيل بن يحيى حدثه عن سهل عن معاذ عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال في مؤمن ما لا يعلم حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال، ومن رمى مؤمنا بشيء يريد شينه من رديمه

(1)

الحال» كذا رواه فهر ولم يذكر عبيد الله بن سليمان والصحيح ما رواه أسد وحبان وهو حديث غريب تفرد به إسماعيل عن سهل.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا عبد الله ثنا حبان ح. وحدثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن أحمد المقري ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا على بن إسحاق ابن سهل السمرقندي قالا: ثنا عبد الله بن المبارك ثنا الليث بن سعد حدثني يحيى بن سليم بن يزيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمع إسماعيل بن بشير مولى بني مغالة سمعت جابر بن عبد الله وأبا طلحة عن سهل الأنصاري يقولان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من امرئ مسلم ينصر امرأ مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته

(2)

». هذا حديث ثابت مشهور تفرد به يحيى عن إسماعيل حدثنا عاليا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا عبد الله ابن صالح ثنا الليث بن سعد مثله.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا علي بن إسحاق ثنا الحسين بن الحسن ابن المبارك ثنا المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنهم ذكروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا فقالوا: لا نأكل حتى يطعم ولا نرحل حتى يرحل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اغتبتموه، فقالوا:

يا رسول الله إنما حدثنا بما فيه، فقال: حسبك إذا ذكرت أخاك بما فيه».

غريب بهذا اللفظ لم نكتبه إلا من حديث عمرو بن شعيب تفرد به عنه المثنى بن الصباح.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسين بن جعفر القتات ثنا عبد الحميد بن صالح الرحمى ثنا عبد الله بن المبارك عن ابن عون عن حفصة بنت سيرين عن أم الرابح عن سليمان بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صدقتك

(1)

كذا بالاصل.

(2)

هذا الحديث فيه نقص

ص: 189

على المسلمين صدقة، وعلى ذي الرحم صدقة وصلة». ثابت مشهور رواه عن ابن عون سعيد وبشر بن الفضل ومعاذ بن معاذ ووكيع ويزيد بن هارون في آخرين.

• حدثنا عبد الله بن موسى بن إسحاق القاسمي ثنا حامد بن شعيب ثنا عبد الله بن عون ثنا ابن المبارك عن يونس عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا وفاء بنذر من معصية الله، وكفارته كفارة يمين» . غريب من حديث الزهري عن أبي سلمة بذكر الكفارة لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا محمد بن سعيد الأصبهاني ثنا ابن المبارك وعبد الرحمن وأبو أسامة عن مجالد عن الشعبي عن جابر «أن النبي صلى الله عليه وسلم رجم يهوديا ويهودية» . مشهور ثابت من حديث ابن عمر من غير وجه، رواه عن ابن عجلان عن نافع سمعت ابن عمر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:«كل مسكر حرام» . ثابت مشهور من حديث ابن عمر من غير وجه رواه عن ابن عجلان

(1)

منهم ابن لهيعة والحسن ابن صالح وغيرهما.

• حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى ثنا محمد بن إسحاق ابن خزيمة ثنا عتبة ابن عبد الله ثنا عبد الله بن المبارك ثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن عبد خير عن علي أنه «توضأ فمسح على نعليه ثم قال: لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل هذا لرأيت أن باطن القدمين أحق بالمسح من ظاهرهما» . غريب من حديث أبي إسحاق بذكر النعلين لم نكتبه إلا من حديث يونس عنه.

• حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى ثنا أحمد بن محمد بن الحسين الماسرجسي ثنا الحسن بن عيسى ثنا عبد الله بن المبارك ثنا مصعب بن ثابت ثنا أبو حازم قال سمعت سهل بن سعد يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المؤمن من أهل الايمان بمنزلة الرأس من الجسد، يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الجسد للرأس» . تفرد به مصعب عن أبي حازم.

(1)

لعله سقط «جماعة» .

ص: 190

‌عبد العزيز بن ابى راود

ومنهم العابد السجاد. والشاكر العواد، أبو عبد الرحمن عبد العزيز بن أبي رواد كان للعبادة مغتنما. وللمصائب والمحن متكتما، وقيل إن التصوف تعداد العطايا. وكتمان الرزايا.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين بن نصر ثنا أحمد ابن إبراهيم الدورقي ثنا يحيى بن عيسى ثنا ابن عيينة قال: مطرت مكة مطرا تهدمت منه البيوت فأعتق ابن رواد جارية شكرا لله إذ عافاه الله من ذلك.

• حدثنا عبد الله بن محمد ومحمد بن علي قالا: ثنا أحمد بن علي بن المثنى ثنا عبد الصمد بن يزيد سمعت شقيقا البلخى يقول: ذهب بصر عبد العزيز ابن أبي رواد عشرين سنة فلم يعلم به أهله ولا ولده، فتأمله ابنه ذات يوم فقال له: يا أبت ذهبت عيناك؟ قال: نعم يا بنى الرضاء عن الله أذهب عين أبيك منذ عشرين سنة.

• حدثنا أبي ومحمد بن عبد الرحمن وأبو محمد بن حيان قالوا: ثنا إبراهيم ابن محمد بن الحسن ثنا عبد الله بن خبيق سمعت يوسف بن أسباط يقول:

مكث عبد العزيز بن أبي رواد أربعين سنة لا يرفع طرفه إلى السماء، فبينما هو يطوف حول الكعبة إذ طعنه المنصور أبو جعفر بإصبعه في خاصرته فالتفت إليه فقال: قد علمت أنها طعنة جبار.

• حدثنا عبد الله بن محمد ومحمد بن علي قالا: ثنا أبو يعلى ثنا عبد الصمد ابن يزيد سمعت سفيان بن عيينة يقول قال عبد العزيز بن أبي رواد لأخ له:

أقرضنا خمسة آلاف درهم إلى الموسم، فشد التاجر وحملها إليه، فلما جن الليل وأوى التاجر إلى فراشه، قال: ما صنعت يا ابن أبي رواد؟ أنت شيخ كبير وأنا شيخ كبير، فلا أدري ما يحدث الله بي أو بك، فلا يعرف له ولدي ما أعرفه، لئن أصبحت سالما لآتيته فأجعله منها في حل، فلما أصبح أتى عبد العزيز بن أبي رواد فأصابه خلف المقام - وكان عبد العزيز عظم جلوسه خلف المقام في الحجر - فقال يا أبا عبد الرحمن! رأيت البارحة في أمر

ص: 191

فكرهت أن أقطعه حتى أشاورك فيه؟ قال: ما هو؟ قال: تفكرت في المال الذي حملته إليك فإذا أنت شيخ كبير وأنا شيخ كبير، فلا أدري ما يحدث الله تعالى بي أو بك، فلا يعرف لك ولدي ما أعرف لك، ورأيت أن أجعلك منها فى حل في الدنيا والآخرة، فقال: اللهم اغفر له، اللهم أعطه أفضل ما نوى، ثم دعا له بما حضره من الدعاء، فقال له: إن كنت إنما تشاور في هذا المال فإنما استقرضناه على الله فكلما اغتممنا به كفر الله به عنا، فإذا جعلتنا في حل كأنه سقط، قال: فكره التاجر أن يخالفه، قال: فما أتى الموسم حتى مات التاجر فأتاه ولده في الموسم فقالوا له: يا أبا عبد الرحمن مال أبينا، فقال لهم لم أتهيأ ولكن الميعاد فيما بيننا وبينكم الموسم الذى يأتى، فقام القوم من عنده، فلما دار الموسم الآتي لم يتهيأ المال، فقال إني أهون عليك من الخشوع وتذهب بأموال الناس؟ قال فرفع رأسه فقال رحم الله أباكم مذ كان يخاف هذا وشبهه ولكن الأجل بيننا وبينكم الموسم الذي يأتي وإلا فأنتم في حل مما قلتم، قال: فبينا هو ذات يوم خلف المقام إذ ورد عليه غلام له كان قد هرب منه إلى أرض السند أو الهند، بعشرة آلاف درهم فقال: السلام عليك يا مولاي، أنا غلامك الذي هربت منك، وإني وقعت إلى أرض السند أو الهند فاتجرت ورزق الله بها عشرة آلاف درهم، ومعى من التجارات مالا أحصيها، قال:

سفيان فسمعته يقول: لك الحمد سألناك خمسة آلاف فبعثت إلينا عشرة آلاف، يا عبد المجيد احمل هذه العشرة آلاف فأعطهم إياها واقرأهم السلام وقال هذه العشرة بعث بها أبي إليكم، فقالوا: إنما لنا خمسة آلاف فقال:

صدقتم خمسة لكم للإخاء الذي كان بينه وبين أبيكم، قال فأسقط القوم في أيديهم لما جاء منهم من اللوم وما جاء به من الكرم، فرجع إلى أبيه قال فدفعها إليهم فقال العبد عده يقبض ما معي، فقال: يا بني إنما سألناه خمسة آلاف فبعث إلينا بعشرة آلاف أنت حر لوجهه الله وما معك فهو لك.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا عبد العزيز بن أبي رواد قال: كان يقال من رأس التواضع الرضاء بالدون

ص: 192

من شرف المجالس، وكان يقال في رأس كل إنسان حكمة إحداهما

(1)

ملك تواضع لربه وقال النفس رحمك الله وإن تكبر معه وقال أحيا أحياك الله.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا عبد العزيز سأله عطاء بن أبي رباح عن قوم يشهدون على الناس بالشرك والكفر فأنكر ذلك وأباه ثم قال أنا أقرأ عليك بعث المؤمنين وبعث الكافرين وبعث المنافقين ففيها {(بسم الله الرحمن الرحيم الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين)} إلى قوله {(عذاب أليم بما كانوا يكذبون)} ثم قال: هذا بعث المؤمنين وبعث الكافرين وبعث المنافقين.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الله بن محمود عن عبد الله بن محمد بن يزيد بن خميس حدثني أبي عن عبد العزيز بن أبي رواد قال: بلغني أن عابدا في بني إسرائيل

(2)

سعد فأتى في منامه إن فلانة زوجتك في الجنة، قال: فلانة ما علمناها فجاءها فقال لها: إني أحببت أن أضيفك ثلاثة أيام ولياليهن، فقالت بالرحب والسعة، قال: فضافها في مكان تعبدها تلك الثلاث يبيت قائما وتبيت نائمة ويصبح صائما وتصبح مفطرة، فلما انقضت قال: ما لك عمل غير هذا؟ ما أوثق عملك عندك؟ فقالت: يا أخي ما هو إلا ما رأيت إلا خصيلة واحدة، قال: ما تلك الخصيلة؟ قالت: إني إن كنت في شدة لم أتمن أني كنت في رخاء، وإن كنت جائعة لم أتمن أني كنت شبعانة، وإن كنت في شمس لم أتمن أنى كنت فى فيء، وإن كنت في مرض لم أتمن أني في صحة، فقال: وأي خصيلة هذه؟ هذه والله خصيلة تعجز دونها العباد.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا خلاد بن يحيى ثنا عبد العزيز بن أبي رواد قال:

صلى عبد الله بن عمرو بن العاص عند الكعبة مقابل الباب فوقع باكيا ساجدا فاشتد بكاؤه فجاء أبناء من قريش فقاموا على رأسه تعجبا من بكائه فقال:

يا ابن أخي إبك فإن لم تبك فتباك، ثم أشار إلى القمر وقد تدلى ليغيب فقال إن هذا ليبكي من مخافة الله.

(1)

فى هذه الملزمة والتى قبلها من التصحيف والاسقاط ما الله به عليم

(2)

كذا بالاصل

ص: 193

• حدثنا أبو بكر المعدل محمد بن أحمد ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا أبو بكر ابن عبيد حدثني محمد بن الحسين حدثني محمد بن يزيد بن خنيس قال قال رجل لعبد العزيز بن أبي رواد: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت والله فى غفلة عظيمة عن الموت مع ذنوب كثيرة قد أحاطت بى، راحل يسرع كل يوم في عمري، ومؤمل لست أدري على ما أهجم، ثم بكى.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني من سمع هشام بن عمار يقول حدثني سعيد بن سالم القداح حدثني عبد العزيز بن أبي رواد وسمعه قال لرجل: من لم يتعظ بثلاث لم يتعظ، بالإسلام والقرآن والشيب.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن محمد بن عمرو الأبهري ثنا رسته ثنا عبد الرحمن بن يوسف سمعت عثمان بن أبي زائدة سمعت عبد العزيز ابن أبي رواد يقول: فإن كرهه ألهب أردهعه مني حاهم

(1)

.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن إسحاق الثقفي ثنا سليمان بن أنويه سمعت عبد الله بن سلمة يقول سمعت عبد العزيز بن أبي رواد يقول: أعوذ بالله من الغرة بالله، ومن المقام على معاصي الله.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المؤذن ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا عبد الله ابن محمد بن سفيان حدثني أبو جعفر الأدمي ثنا عبد الله بن رجاء عن عبد العزيز ابن أبي رواد قال: دخلت على المغيرة بن حكيم في مرضه الذي مات فيه فقلت: أوصني، فقال: اعمل لهذا المضجع.

• حدثنا أبو بكر المؤذن ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد ابن الحسين حدثني الصلت بن حكيم حدثني عبد الله بن مرزوق قال قلت لعبد العزيز بن أبي رواد: ما أفضل العبادة؟ قال: طول الحزن في الليل والنهار.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن عمران بن عبد الحميد ثنا عبد الجبار ابن حميد ثنا الحارث بن مسلم عن عبد العزيز بن أبي رواد عن علقمة بن مرثد قال قال عامر بن قيس: لذات الدنيا أربعة، المال والنساء والنوم والطعام، فأما

(1)

كذا بالاصل.

ص: 194

المال والنساء فلا حاجة لي فيهما، وأما النوم والطعام فلا بد منهما، والله لأضرب بهما جهدي.

• أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا عبد الله بن عبد السلام ثنا نصر بن مرزوق ثنا خالد بن نزار ثنا عبد العزيز بن أبي رواد بلغه أن الكعبة شكت إلى ربها في زمن الفترة قالت: يا رب قل زواري، فأوحى الله تعالى إليها منزل دربه حديده

(1)

إلى قوم يحنون إليك كما تحن الأنعام إلى أولادها، ويرفون إليك كما ترف الطيور إلى أوكارها.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبد ثنا شعبة بن أبي سليمان الواسطي حدثني محمد بن يزيد بن خنيس عن عبد العزيز بن أبي رواد قال: لما أنزل الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم {(يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة)} قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم يده

(2)

على فؤاده فإذا هو يحرك، فقال يا بني قل لا إله إلا الله فقالها فبشره بالجنة، فقال أصحابه: يا رسول الله لمن هذا؟ قال: أما سمعتم قوله {(ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد)} .

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن ثنا عبد الله بن محمد بن سفيان حدثني محمد ابن سيرين ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن أبيه قال: أوحى الله إلى داود: يا داود بشر المذنبين وأنذر الصديقين، فكأنه عجب، فقال: رب أبشر المذنبين وأنذر الصديقين؟ قال: نعم بشر المذنبين أن لا يتعاظمني ذنب أغفره لهم، وأنذر الصديقين أنهم احتجوا بأعمالهم فإني لا أضع عدلي وإحساني على عبد إلا هلك.

• حدثنا محمد بن أحمد بن عمر ثنا أبي ثنا أبو بكر بن سفيان حدثني محمد ابن الحسين ثنا محمد بن يزيد بن خنيس سمعت عبد العزيز بن أبي رواد يقول:

كان المغيرة بن حكيم الصنعاني إذا أراد أن يقوم للتهجد لبس من أحسن ثيابه، ويتناول من طيب أهله، وكان من المتهجدين.

(1)

كذا بالاصل ولعلها ذرية جديدة

(2)

هكذا فى الاصل

ص: 195

• حدثنا أحمد بن محمد بن موسى ثنا أحمد بن محمد بن محمد بن الحسن البغدادي ثنا الحسين بن علي الصيداوي ثنا إبراهيم بن بشار ثنا سفيان بن عيينة قال: كان عبد العزيز بن أبي رواد من أعلم الناس فلما تركه أصحاب الحديث قال: تركوني كأني كلب هارب.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمرو ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني محمد ابن الحسن ثنا أبو عبد الرحمن المقرى قال: ما رأيت أحدا أصبر على القيام من عبد العزيز بن أبي رواد. فقال ابن عيينة: رأيت إسماعيل بن أمية ولم أر مثل ابن أبي رواد.

حدث عن عدة من كبار التابعين وأعلامهم منهم عطاء وعكرمة ونافع وصدقة بن يسار والضحاك ومزاحم وعلقمة بن مرثد وعطية بن سعد ومحمد ابن واسع وعبد الله بن عبد بن عمر وغيرهم.

• حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد ثنا محمد بن يوسف بن الطباع ثنا أبو نعيم ثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم «كان يستلم الركن اليماني في كل طواف ولا يستلم الركنين الأخيرين» .

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد ثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر عن أبيه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل قال «مثنى مثنى، فإذا خشي الصبح فبواحدة توتر لك أقبلها» .

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا بشر ثنا خلاد عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال «كانت تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد ثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الرؤيا الصالحة جزء من تسعين جزءا من النبوة» . كل هذه الأحاديث التي رواها أبو نعيم وخلاد عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر صحاح متفق عليها من حديث نافع روتها الأئمة مالك وأيوب وعبد الله بن عمر وغيرهم.

ص: 196

• حدثنا محمد بن علي بن خنيس ثنا أبو شعيب الحراني ثنا خالد بن يزيد العمري ثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «تواضعوا وجالسوا المساكين تكونوا من كبراء الله وتخرجون من الكبر» . غريب من حديث نافع وعبد العزيز لا أعلم رواه عنه غير خالد بن يزيد العمرى.

• حدثنا القاضي أبو محمد وعبد الرحمن بن محمد المذكر وأبو محمد بن حيان في جماعة قالوا: ثنا الحسن بن هارون ثنا محمد بن بكار ثنا زافر بن سليمان عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كنوز البر كتمان المصائب والأمراض والصدقة» . غريب من حديث نافع وعبد العزيز تفرد به عنه زافر.

• حدثنا بنان بن أحمد المري ثنا جعفر بن عبد الله الختلي ثنا عبد الله ابن أيوب ح. وحدثنا محمد بن عبد الله بن سعيد ثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة ثنا محمد بن الربيع بن الحكم قالا: ثنا هشام الغساني أخبرني عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. «هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد، قالوا يا رسول الله فما جلاؤها؟ قال: قراءة القرآن» . غريب من حديث نافع وعبد العزيز تفرد به أبو هشام واسمه عبد الرحيم بن هارون الواسطي.

• حدثنا حبيب بن الحسين ثنا محمد بن إبراهيم بن بطال ثنا إسحاق بن وهب حدثني عبد الرحيم ثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كذب العبد كذبة تباعد الملك عنه مسيرة ميل من نتن ما جاء به» . غريب من حديث عبد العزيز عن نافع تفرد به عبد الرحيم.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا حفص بن عمر ثنا أبو حذيفة ثنا عبد العزيز ابن رواد عن نافع عن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إذا راح أحدكم إلى الجمعة فليغتسل» . صحيح من حديث نافع رواه عنه الجم

ص: 197

الغفير، وحديث عبد العزيز لم نكتبه عاليا إلا من حديث أبي حذيفة.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنبأنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال:

«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع فص خاتمه في بطن الكف» .

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا إسحاق بن سليمان أخبرنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر «أن فص خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فى بطن كفه» . رواه عن نافع غير عبد العزيز جماعة.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إبراهيم الثقفي ثنا الحسن بن الصباح ثنا موسى بن داود عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم

(1)

نعلاه فخلع الناس نعالهم.

• حدثنا أبي ثنا محمد بن الحسن ح. وحدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن ابن سفيان قالا: ثنا محمد بن مصفى ثنا سعيد بن الوليد عن مروان بن سالم عن ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«خصلتان معلقتان في أعناق المؤذنين للمسلمين صلاتهم وصيامهم» . غريب من حديث نافع لم نكتبه إلا من حديث ابن أبي رواد تفرد به عنه.

(2)

• حدثنا زيد بن علي بن أبي بلال المقرى ثنا علي بن بشر بن سلامة ثنا إبراهيم بن يوسف المصري ثنا عمران بن عيينة عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يجلس الرجل إلى الرجلين إلا على إذن منهما، إذا كانا يتناجيان» . غريب من حديث عبد العزيز وعمران أخي سفيان تفرد به إبراهيم بن يوسف فيما ذكره أبو الحسن الحافظ الدارقطنى

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا محمد بن عمرو ابن العباس ثنا مضر بن نوح السلمي ثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن

(1)

بياض بالاصل ولعل الاصل «خلع نعليه» .

(2)

كذا بالاصل ولعله سقط (مروان).

ص: 198

ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليرفع العبد بالذنب يذنبه» . غريب من حديث نافع وعبد العزيز لم نكتبه إلا من حديث مضر حدثنا عاليا محمد بن الحسن اليقطيني ثنا أبو طاهر بن نفيل ثنا محمد بن عمرو ابن العباس مثله.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا إسماعيل بن هود ثنا أبو هشام عبد الرحيم بن هارون الغساني عن عبد العزيز بن أبي رواد ثنا محمد بن عبد الرحمن بن مخلد ثنا سهل بن موسى ثنا مسلم بن حاتم أبو حاتم الأنصاري ثنا بشار بن بكير الحنفي ثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال: «خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة فقال: أيها الناس إن الله قد تطاول عليكم في مقامكم هذا فقبل من محسنكم وأعطى محسنكم ما سأل ووهب مسيئكم لمحسنكم إلا التبعات فيما بينكم، أفيضوا على اسم الله، فلما كان غداة جمع قال: أيها الناس إن الله قد تطاول عليكم في مقامكم هذا فقبل من محسنكم وأعطى محسنكم ما سأل ووهب مسيئكم لمحسنكم والتبعات فيما بينكم ضمن عوضا من عنده، أفيضوا على اسم الله، فقال أصحابه: يا رسول الله أفضت بنا بالأمس كئيبا حزينا، وأفضت بنا اليوم فرحا مسرورا؟ قال: سألت ربي شيئا بالأمس لم يجد لي به، فلما كان اليوم الثاني أتاني جبريل عليه السلام فقال: يا محمد إن الله قد أقر عينك بالتبعات» . السياق لبشار بن بكير وحديث أبي هشام فيه اختصار، وقال فيه:«فإذا كان غداة جمع قال الله لملائكته: اشهدوا أني قد غفرت لهم التبعات والنوافل» . غريب تفرد به عبد العزيز عن نافع ولم يتابع عليه.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد البغدادي ثنا أبو البقاء هشام بن عبد الملك ثنا بقية بن الوليد عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من بدأ الكلام قبل السلام فلا تجيبوه» . غريب من حديث عبد العزيز لم نكتبه إلا من حديث بقية.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم الختلي ثنا أحمد بن الأبار ثنا أبو زياد عبد الرحمن بن نافع ثنا الحسين بن خالد ح. وحدثنا محمد بن إبراهيم ثنا

ص: 199

الحسن بن عبد الله الرقي ثنا محمد بن الوليد ثنا الحسين بن خالد ح. وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن رباح ثنا مرجا بن وداع ثنا الحسين قالوا عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أعرض عن صاحب بدعة بوجهه بغضا له في الله ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا، ومن نهى عن صاحب بدعة أمنه الله يوم القيامة الفزع الأكبر، ومن سلم على صاحب بدعة ولقيه بالبشرى واستقبله بالبشرى فقد استخف بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم» .

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا محمد ابن الحسن بن قتيبة ثنا إبراهيم بن يوسف ثنا عبد الغفار بن الحسن بن دينار ثنا محمد بن منصور الزاهد - وكان يصحب إبراهيم بن أدهم وسليمان الخواص - ثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.

وزاد «ومن أهان صاحب بدعة رفعه الله في الجنة درجة» . غريب من حديث عبد العزيز ولم يتابع عليه من حديث نافع.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن أحمد بن أبي خيثمة ثنا محمد بن صالح العذري ثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن أبيه عن عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المستمسك بسنتي عند فساد أمتي له أجر شهيد» . غريب من حديث عبد العزيز عن عطاء، ورواه ابن أبي نجيح عن ابن فارس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله. وقال:«له أجر مائة شهيد» .

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ثنا الحسين بن عبد الرحمن ثنا الوليد بن صالح عن أبي محمد الخراساني عن عبد العزيز ابن أبي رواد عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من مشى مع أخيه في حاجة فناصحه في الله جعل الله بينه وبين النار يوم القيامة سبعة خنادق، والخندق كما بين السماء والأرض» . غريب من حديث عبد العزيز لم نكتبه إلا من حديث الوليد بن صالح.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا الحسن بن قتيبة ثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن محمد بن عمرو بن عطاء عن أبيه عن أبي هريرة

ص: 200

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مات مريضا مات شهيدا، ووقى فتن القبر، وغدا برزقه وراح برزقه من الجنة» . غريب من حديث عبد العزيز عن محمد، ما كتبناه عاليا إلا من حديث الحسن.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا الحسن بن قتيبة ثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «معالجة ملك الموت أشد من ألف ضربة بالسيف، وما من مؤمن يموت إلا وكل عرق منه يألم على حدة» . كذا رواه عن عطاء مرسلا وما كتبته عاليا إلا من حديث الحسن عنه، رواه غيره فقال عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري.

• حدثنا القاضي أبو أحمد - إملاء - ثنا موسى بن إسحاق ثنا وهب بن بقية ح. وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا محمد بن كثير ح.

وحدثنا أحمد بن يوسف بن محمد المؤذن ثنا هارون بن سليمان قالوا: ثنا الهذيل ابن الحكم أبو المنذر الأزدي ثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «موت الغريب شهادة» .

غريب من حديث عبد العزيز تفرد به الهذيل.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا عبد العزيز بن أبي رواد حدثني صدقة بن يسار قال: كنت عند ابن عمر فجاءه رجل فقال: إنى تمتعت ولم أجد بعيرا ولا بقرة، الصوم أحب إليك أو الشاة؟ وأنا أجد الشاة، قال: الشاة.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا نمير بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا عبد العزيز بن أبي رواد حدثني صدقة بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم «كان فى مرى أى القوم وعادعهم صوما من هذا الأحمر معلقا فقال ألا أرى الحمرة قد ظهرت فيكم موات القوم مراحلهم عن

(1)

كذا رواه عبد العزيز عن صدقة مرسلا وغيره رواه عن صدقة مسندا متصلا.

(1)

بياض بالاصل. وفى المتن تصحيفات

ص: 201

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا عبد العزيز ابن أبي رواد ثنا علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة قال: بصر يحيى بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن بعبد الله بن عمر بن الخطاب فقال أحدهما لصاحبه لو كنا في قطر من أقطار الأرض لكان ينبغي لنا أن نأتي هذا نسأله، فأتياه فقالا له: إنا قوم نطوف الأرض ونلقى أقواما يختصمون في الدين، ونلقى أقواما يقولون لا قدر، قال: إذا لقيتم هؤلاء فأخبروهم أن عبد الله بن عمر برئ منهم، وهم برآء منه ثلاث مرات يعيدها. ثم قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا شاب حسن الوجه حسن الهيئة حسن الثياب فقال:

أدنو يا رسول الله؟ قال: ادن، فدنا حتى ظننت أن ركبتيه قد مستاركبة النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله ما الإيمان؟ قال: «الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والقدر خيره وشره، قال: صدقت، قال:

فعجبنا من قوله صدقت كأنه أعلم منه، ثم قال: فما شرائع الإسلام؟ قال:

تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج البيت وتصوم رمضان والاغتسال من الجنابة قال: صدقت، قال: فعجبنا من قوله صدقت كأنه يعلم، قال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال فأعظم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها فطأطأ رأسه يفكر فيها ثم قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل، قال: فعجبنا من قوله كأنه يعلمه ثم انطلق ونحن ننظر إليه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: على الرجل على الرجل، فطلبناه فما يدري في الأرض ذهب أو في السماء، قال: ذاك جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ما أتاني في صورة إلا عرفته إلا هذه الصورة». صحيح ثابت رواه غير واحد عن سليمان عن بريدة أخرجه مسلم في صحيحه من حديث علقمة وسليمان.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا بشر بن موسى ثنا خالد بن يحيى ثنا عبد العزيز ابن أبي رواد عن أبي سعيد عن زيد بن أرقم ح. وحدثنا مخلد بن جعفر ثنا أبو حنيفة بن ماهان الواسطي ثنا معمر بن سهل ثنا عامر بن مدرك ثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن أبي سعيد عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعبد الله كأنك تراه فإنك إن لم تكن تراه فإنه يراك،

ص: 202

وكأنك ميت، وقال خلاد في حديثه واحسب نفسك مع الموتى: وزاد واتق دعوة المظلوم فإنها مستجابة». تفرد به أبو إسماعيل الأيلي.

• حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن أحمد المقرى ثنا الحسين بن محمد بن حاتم بن عبد العزيز الباوردى ثنا حفص بن عمر البصري عن عبد العزيز بن أبي رواد عن طلق عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من مات غريبا أو غريقا مات شهيدا» . غريب من حديث عبد العزيز عن طلق لم نكتبه إلا من حديث الباوردى عن حفص.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن واسع أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أتوضأ من حر أبيض مخمر عليه أحب إليك أم الوضوء من وضوء جماعة المسلمين؟ قال: بل الوضوء من وضوء جماعة المسلمين، إن أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحاء» . رواه خلاد عن عبد العزيز عن محمد بن واسع مرسلا، ورواه حبان بن إبراهيم متصلا.

• حدثنا محمد بن علي بن خنيس ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا محرز بن عون ثنا حبان بن إبراهيم عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال قيل يا رسول الله الوضوء من خدخد

(1)

مخمر أحب إليك أم من المطاهر؟ قال: لا بل من المطاهر، إن دين الله الحنيفية السمحة، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماء فيشربه يرجو بركة يدى المسلمين». غريب تفرد به حبان بن إبراهيم لم نكتبه إلا من حديث محرز.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبد الله الحضرمي ثنا مسلم بن سلام ثنا أبو بكر بن عياش عن ابن أبي رواد عن مجاهد عن ابن عمر قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلم الركن اليمانى وركن الحجر لا يستلم غيرهما» .

‌محمد بن صبيح بن السماك

ومنهم زائد النساك وصائد الفتاك وناصب الشباك أبو العباس محمد ابن صبيح بن السماك.

(1)

كذا بالاصل.

ص: 203

حدد الشأن وشدد العيان فأوضح البيان وأفصح اللسان وقيل إن التصوف التوثق بالأصول، للتحقق للوصول.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن على الشعيبى عن أبيه أو غيره عن محمد بن السماك قال: الأخذ بالأصول وترك الفضول من فعل ذوي العقول.

• حدثنا أبو زرعة محمد بن إبراهيم الإستراباذي ثنا أبو نعيم بن عدي ثنا زكريا بن يحيى البصري ثنا الأصمعي قال قال ابن السماك ليحيى بن خالد: إن الله ملأ الدنيا من اللذات، وحشاها بالآفات، ومزج حلالها بالمئونات وحرامها بالتبعات.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن محمد بن الحمال ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الله بن صالح قال سمعت محمد بن اليمان يقول: كتب إلي رجل من إخواني من أهل بغداد: صف لي الدنيا، فكتبت إليه: أما بعد فإنه حفها بالشهوات وملأها بآفات، مزج حلالها بالمئونات وحرامها بالتبعات، حلالها حساب وحرامها عذاب، والسلام.

• حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن المفضل ثنا محمد بن محمد بن عبد الخالق سمعت عبد الوهاب الوراق يقول قال ابن السماك: الناس عندنا ثلاثة، زاهد، وراغب، وصابر، فأما الزاهد فلا يفرح بما يؤتى منها ولا يحزن على ما فاته منها، والصابر القلب منها مثلان فهو في الظاهر زاهد، وفي الباطن صابر، ما أشبهه بالزاهد، وليس هو به، وأما الراغب فأولئك في خوض يلعبون، مفصحون لا يشعرون.

• حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا الحسين بن علي العجلي قال قال محمد بن السماك: همة العاقل في النجاة والهرب، وهمة الأحمق في اللهو والطرب.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المؤذن ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله ابن محمد بن سفيان ثنا علي بن محمد البصري قال: كان أبو العباس بن السماك

ص: 204

يقول في كلامه: عجبا لعين تلذ بالرقاد وملك الموت معه على وساد.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد حدثنى هارون ابن سفيان حدثني عبد الله بن صالح العجلي ثنا ابن السماك قال: كتبت إلى محمد ابن الحسن حين ولى القضاء بالرقبة: أما بعد فلتكن التقوى في بالك على كل حال، وخف الله في كل نعمة عليك، لعلة الشكر عليها مع المعصية بها، فإن في النعمة حجة وفيها تبعة، فأما الحجة فيها فالنسبة لها، وأما التبعة فيها فعلة الشكر عليها، فعفا الله عنك لما صنعت من شكر أو ركبت من ذنب أو قصرت من حق.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني محمد بن سعيد بن الأصبهاني سمعت ابن السماك يقول في مجلس في آخر كلامه: حتى متى بلغ الواعظون أعلام الآخرة، حتى والله لكل نفس ما عليها واقفة، وكأن العيون إليها ناظرة، فلا منتبه من نومته ولا مستيقظ من غفلته، ولا مفيق من سكرته، ولا خائف من صرعته، الرجا للدنيا يجعل للآخرة منك حظا، أقسم بالله لو رأيت القيامة تخفف نزلا لهدأ أهوالها، وقد علت النار

(1)

مشرفة على أهلها، وقد وضع الكتاب ونصب الميزان وجيء بالنبيين والشهداء، ويكون لك في ذلك الجمع منزل وزلفى، أبعد الدنيا إلى غير الآخرة تنتقل، هيهات هيهات، كلا والله ولكن صمت الآذان عن المواعظ، وذهلت القلوب عن المنافع، فلا المواعظ تنفع، ولا الموعوظ ينتفع بما يسمع.

• حدثنا محمد بن أحمد بن عمر ثنا أبي ثنا عبد الله بن محمد بن شبيب ثنا سهل بن عاصم ثنا يوسف بن بهلول سمعت عباد بن كليب يقول سمعت ابن السماك يقول: أما بعد فإني كنت حينذاك وأنا مسرور مسبور

(2)

وأنا فيها مغرور ذنب ستره علي فقد طابت النفس به كأنه مغفور ونعمة أبلاها فأنا بها مسرور كأني فيها على تأدية الحقوق مشكور، فيا ليت شعري ما عواقب هذه الأمور.

• حدثنا أبو الحسين محمد بن عبد الله سمعت محمد بن يونس المقرى سمعت

(1)

، 2 كذا بالأصل

ص: 205

إسماعيل بن إبراهيم بن سحيم النامي ثنا محمد بن صبيح بن السماك: يا بن آدم ألم يأن لك أن تطيع من عصبى

(1)

الحاسدين مرار أنا وعزته لو أطاعهم قد يجعلك نكالا.

• حدثنا محمد بن شعيب سمعت محمد بن يونس يقول سمعت إسماعيل ابن إبراهيم بن سحيم سمعت ابن السماك يقول مثله.

• حدثنا محمد بن أحمد بن عمر حدثني أبي ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد حدثني علي بن أبي مريم عن محمد بن الحسن حدثني إبراهيم بن سلمة الشعبي سمعت ابن السماك يقول: من صبر على العسر قوي على العبادة، ومن أجمع الناس استغنى عن الناس، ومن أهمته نفسه لم يول مسرتها إلى غيره، ومن أحب الخير وفق له، ومن كره الشر حبه، ومن رضي الدنيا من الآخرة حظا فقد أخطأ حظ نفسه، ومن أراد الحظ الأكبر من الآخرة وسعى لها سعيها وأعمل نفسه لها فهانت عليه الدنيا وأجمع ما فيها، والصبر عن المعاصى هو لكن لها، والصبر على طاعة الله فرع الخير وتمامه.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن أبان ثنا أبو بكر بن سفيان حدثني هارون حدثني عبد الله بن صالح سمعت ابن السماك وكتب إلى أخ له: أما بعد أوصيك بتقوى الله الذي هو نجيك في سريرتك، ورقيبك في علانيتك، فاجعل الله في بالك على حالك في ليلك ونهارك، وحب الله بقدر قربه منك وقدرته عليك، فاعلم أنك بعينه ليس تخرج من سلطانه إلى سلطان غيره ولا من ملكه إلى ملك غيره، فليعظم منه حذرك، وليكثر منه وجلك، واعلم أن الذنب من العاقل أعظم من الذنب من الأحمق، والذنب من العالم أعظم من الذنب من الجاهل والذنب من الغنى أعظم من الذنب من الفقير، وقد أصبحنا أذلاء رغماء، والذليل لا ينام في البحر، وقد كان عيسى عليه السلام يقول: حتى متى تصفون الطريق للذاكرين وأنتم مقيمون في محله المتجبرين، تضعون البعوض من شرابكم وتشترطون الجمال بأجمالها. وقال: إن الزق إذ نقب لم يصلح أن يكون فيه العسل، وإن قلوبكم قد نقبت فلا تصلح فيها الحكمة، أي أخي كم من مذكر بالله ناس لله وكم من مخوف بالله جريء على الله، وكم من داع إلى الله فار من الله،

(1)

كذا بالاصل.

ص: 206

وكم من قارئ لكتاب الله ينسخ من آيات الله والسلام.

• حدثنا أبي ثنا أحمد ثنا أبو بكر ثنا عيسى بن محمد بن سعد الطلحي قال قال ابن السماك: معرفتك بالله أن تصيب الذنب الذي أقللت الحياء من ربك.

• حدثنا محمد بن أحمد بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني محمد بن أبي الرجاء القرشي قال قال ابن السماك: أي أخي أسر أعمالك على نفسك ثم قبحها جهدك بعقلك لعله يدعوك بقبحها إلى ترك مهاودتها، واعلم أنك ليس تبلغ غاية قبحها عند ربك، فسله أن يمن عليك بعفوه.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ثنا سلمة بن شبيب ثنا سهل بن عاصم ثنا زهير بن عباد سمعت ابن السماك يقول:

تعدوا من كتبة الأرباح فاجعل نفسك مما يكتبها تكن تكتب مثلها.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن العباس ثنا سلمة بن شبيب ثنا سهل بن عاصم ثنا عبد الله بن محمد بن عقبة بن أبي الصهباء قال قال محمد بن السماك: لا يغرنكم سكون هذه الصور، فما أكثر المغمومين فيها، ولا يغرنكم استواؤها فما أشد بقاءهم فيها.

• حدثنا أبو الحسن عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري ثنا محمد بن محمد بن عبد الله ثنا الحسن بن هارون سمعت أبا بكر بن أبي هاشم يقول قال محمد بن السماك: خرجت من العراق أريد بعض الثغور، فبينا أنا أسير في جبل مظلم إذ نظرت إلى عامل على رأس جبل قد انفرد من المخلوقين واستأنس برب العالمين جل جلاله، فسلمت عليه فرد علي السلام ثم قال: من أين أقبلت؟ قلت. من العراق أريد بعض الثغور، فقال: إلى أمر توقنونه أو إلى أمر لا توقنونه؟ قلت: لابل إلى أمر لا نوقنه، ثم قال: آه، قلت: مم يتأوه العابد؟ قال: ذكرت عيش المستريحين، وفرحة قلوب الواصلين. فقلت إني رجل مهموم، قال: ومم همك؟ قلت: في ثلاث، قال: وما هذه؟ قلت ما دليل الخوف؟ قال: الحزن، قلت: فما دليل الشوق؟ قال: الطلب، قلت فما دليل الرجاء؟ قال: العمل. قلت: فمن أين ضعفنا؟ قال: لأنكم وثقتم

ص: 207

بعفو الله عنكم ولو عاجلكم بالعقوبة لهويتم من معصيته إلى طاعته، ولكن حله وستره على معصيته ثم أنشأ يقول: -

إن كنت تفهم ما أقول وتعقل

فارحل بنفسك قبل أن لربك ترحل

وذر التشاغل بالذنوب وخلها

حتى متى وإلى متى تتملل.

• حدثنا محمد بن أحمد بن أبان حدثني أبي ثنا عبد الله بن محمد ثنا الحسن بن عبد الرحمن حدثني إبراهيم بن رجاء سمعت ابن السماك يقول: أصبحت الخليقة على ثلاثة أصناف، صنف من الذنوب موطن نفسه على هجران ذنبه لا يريد أن يرجع إلى شيء من سيئة، هذا المبرور، وصنف يذنب ثم يذنب ويذنب ويحزن ويذنب ويبكى، هذا يرجى له ويخاف عليه، وصنف يذنب ولا يندم ويندم ولا يحزن ويذنب ولا يبكي، فهذا الخائن الحائد عن طريق الجنة إلى النار.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ثنا سلمة بن شبيب ثنا سهل بن عاصم عن زهير بن عباد سمعت ابن السماك يقول: اعلم أن للموعظة غطاء وكشف غطائها التفكر، ولحاجتك إلى العظة أكثر من حاجتك إلى الصلة، وأخاف أن لا تجد لها موضعا في عقلك مع ما فيها من هموم الدنيا.

• حدثنا أبي ثنا أحمد ثنا عبد الله بن محمد حدثني محمد بن الحسين حدثني محمد بن داود بن عبد الله حدثني عبد الله بن أبي الحواري حدثني ابن السماك قال: دخلت البصرة فقلت لرجل كنت أعرفه: دلني على رجل عليه لباس الشعر طويل الصمت لا يرفع رأسه إلى أحد. قال فجعلت أستطعمه الكلام فلا يكلمني فخرجت من عنده فقال لي صاحبى: هاهنا ابن عجوز هل لك؟ فدخلنا عليه فقالت العجوز: لا تذكروا لا بنى شيئا من ذلك من جنة ولا نار، فتقتلوه علي فإنه ليس لي غيره، فدخلنا على شاب عليه من اللباس نحو مما كان على صاحبه منكس الرأس طويل الصمت، فرفع رأسه فنظر إلينا فقال: أما إن للناس موقفا لا تدارسوه، قلت بين يدي من؟ رحمك الله قال فشهق شهقة فمات.

قال ابن السماك: فجاءت العجوز فقالت: قتلتم ولدي؟ قال: فكنت فيمن صلوا عليه. قال: وعزى ابن السماك رجلا فقال: إن المصيبة واحدة إن جزع

ص: 208

أهلها أو صبروا، والمصيبة بالأجر أعظم من المصيبة بالموت.

• حدثنا أبو عاصم أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلف بن الوليد قال: وقف ابن السماك على قبر فقال: يا قاسم حلوه وحلى بك رجعيا ومر كان

(1)

ولو أقمنا ما نفعناك ثم قال: والذي نفسى بيده لو قاموا على قبر عمر الدنيا ما انتفع بطول إقامتهم عليه، فقدموا ما تقدمون عليه فإنكم عليه تقدمون وأخروا ما تؤخرون فإنكم إليه لا ترجعون.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن موسى ثنا محمد بن بكار قال: بعث هارون الرشيد إلى ابن السماك فدخل وعنده يحيى بن خالد البرمكي فقال يحيى:

إن أمير المؤمنين أرسل إليك لما بلغه من صلاح حالك في نفسك، وكثرة ذكرك لربك عز وجل، ودعائك للعامة، فقال ابن السماك: أما بلغ أمير المؤمنين من صلاحنا في أنفسنا فذلك بستر الله علينا، فلو اطلع الناس على ذنب من ذنوبنا لما أقدم قلب لنا على مودة، ولا جرى لسان لنا بمدحة، وإني لأخاف أن أكون بالستر مغرورا، وبمدح الناس مفتونا، وإنى لأخاف أن أهلك بهما وبقلة الشكر عليهما، فدعا بدواة وقرطاس فكتبه إلى الرشيد.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن العباس المؤدب ثنا عبد الله بن صالح العجلي قال كان رجل من ولد عبد الله بن مسعود يجلس في مجلس ابن السماك فكان يطيل السكوت فقال له ابن السماك ذات يوم: يا فتى ألا تخوض فيما يخوض فيه القوم من الحديث؟ فقال: إنما قعدت لأسمع، وأنصت لأفهم، وما كان من الحديث لغير الله فعاقبته الندم، فقال: خرجت والله من معدن.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الحسين بن جعفر القتات ثنا عبد الحميد بن صالح البرجمي ثنا محمد بن صبيح بن السماك عن سفيان الثوري أنه قال: احتاجت امرأة العزيز فلبست ثيابها فقال لها أهلها: إلى أين؟ فقالت: إني أريد يوسف فأسأله، فقالوا لها: إنا نخافه عليك، قالت: كلا إنه يخاف الله ولست أخاف ممن يخاف الله، قال فجلست على طريقه، فقامت إليه فقالت الحمد لله الذى جعل

(1)

كذا بالاصل.

ص: 209

العبيد بطاعته ملوكا، وجعل الملوك بمعصيته عبيدا، أصابتنا حاجة، فأمر لها بما يصلحها.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن ثعلب النحوي ثنا أحمد بن الأعرابي قال: كان ابن السماك يتمثل بهذين البيتين:

(1)

الأجل في القبور في خطر

فرده يوما وانظر إلى خطره

أبرزه الموت من منكبه

ومن معاصيره ومن حجره.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا أحمد بن محمد بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني داود بن محمد بن يزيد قال: كان ابن السماك يقول في آخر كلامه ألا متأهب فيما يوصف له أمامه مستعد ليوم فقره وفاقته، ألا شاب عادم مبادر لمنيته ليس يغره شبابه ولا شدة قوته.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن أحمد بن سليمان الهروي ثنا أبو عبد الله ثنا الحسين بن عبد الرحمن الوراق عن ابن السماك قال: أدبت غلاما لامرأة من بنى قيس فبعثت إليه بالسوط، فلما قرب منه رعب بالسوط وقالت. ما ترك التقوى أحد إلا سعى عبط.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد سمعت أبا جعفر الكندي يقول: دخل ابن السماك على داود الطائي وهو في بيت حرب وعليه تراب فقال: داود سجنت نفسك قبل أن تسجن، وعذبت نفسك قبل أن تعذب، فاليوم ترى ثواب ما كنت له تعمل.

• حدثنا محمد بن علي ثنا أبو طلحة محمد التمار مثله.

• حدثنا حمدون بن علي الواسطي سمعت علي بن الجعد سمعت ابن السماك يقول: سيد الحلواء الفالوذج، وسيد الرطب السكر.

• حدثنا عبد الله بن أحمد بن يعقوب المقري ثنا أحمد بن إسحاق البلخي ثنا أبو العيناء ثنا الأصمعي سمعت ابن السماك يقول: لا تسأل من يفر منك إن تسأله ولكن سل من أمرك أن تسأله.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب ثنا أبو حاتم

(1)

هذا البيتان مكسوران.

ص: 210

الرازي قال محمد بن السماك في مجلس حضره فيه الرشيد: بعد أن حمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم: ما يساوي ألف من الخلف واحدا من السلف، بين الخلف خلف بينهم السلف هؤلاء قوم آمنوا من خوف ربهم، وأمنت آباؤنا وأجدادنا من خوف أسيافهم، يا أبا بكر بلغت غاية الائتمار حيث مدحك الملك الجبار، فقال سبحانه {(إذ هما في الغار)} يا عمر لم تكن واليا، إنما كنت والدا يا عثمان قتلت مظلوما، ولم تزل مدفونا، وما قولك فيمن وحد الله طفلا صغيرا حتى توفى كهلا كبيرا، فهذا صاحب الغار، وهذا إمام الأعصار وهذا أحد الأخيار، مدحهم الملك الجبار وأسكنهم دار الأبرار.

• أسند محمد بن صبيح بن السماك عن عدة من التابعين منهم إسماعيل بن أبي خالد والأعمش وهشام.

• حدثنا أبو بكر أحمد بن السندي في جماعة قالوا: ثنا الحسين بن عمر بن إبراهيم الثقفي ثنا أبى ثنا على ابن السماك عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عبد الله بن مسعود قال: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر.

• حدثنا محمد بن الحسن اليقطيني ومحمد بن عمر بن سلم قالا: ثنا الحسين ابن عمر بن إبراهيم ثنا أبي ثنا علي ابن السماك عن إسماعيل عن الشعبي عن علي قال: ما كنا نعد إلا أن السكينة تنزل على لسان عمر. انفرد بهما عن ابن السماك عمر بن إبراهيم.

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم حدثني محمد بن عبد العزيز بن محمد بن زكريا الأنصاري وجدت في كتاب عبد العزيز بن محمد ثنا محمد بن السماك عن إسماعيل ابن أبي خالد عن قيس عن جرير قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من لا يرحم لا يرحم» . ثابت مشهور من حديث إسماعيل غريب من حديث ابن السماك.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن سفيان بن موسى الصفار ثنا محمد بن آدم ثنا محمد بن السماك عن إسماعيل بن أبي خالد عن عامر ثنا عبد الرحمن بن أبزى قال: «صليت خلف ابن عمر على زينب زوج النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وكانت أول نسائه بعده موتا، فكبر عليها أربعا ثم أرسل إلى أزواج

ص: 211

النبي صلى الله عليه وسلم من يأمرن أن يدخلها قبرها، فقلن نحب أن يلي ذلك من أمرها من كان يراها في حياتها، فهو أحق بذلك، فقال: صدقتن - أو أصبتن -». غريب من حديث ابن السماك تفرد به محمد بن آدم المصيصي.

• حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة ثنا محمد بن جعفر الرافعي الصابوني ثنا محمد بن هارون بن محمد بن بكار الدمشقي ثنا محمد بن سليمان التستري سمعت ابن السماك أخبرنى الأعمش عن سفيان عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد يخطو خطوة إلا سئل عنها ما لذاذتها» . غريب من حديث الأعمش وابن السماك لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا أبو بكر الآجري ثنا محمد بن الحسين ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا يحيى بن أيوب العابد ثنا محمد بن صبيح بن السماك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدءوا بالعشاء» . ثابت مشهور من غير وجه غريب من حديث ابن السماك.

• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا الحسن بن أبان ثنا سهل ابن عثمان ثنا محمد بن السماك عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال البلاء بالمؤمن في جسده وماله وولده حتى يلقى الله عز وجل ما عليه خطيئة» . مشهور من حديث محمد بن عمرو، رواه عنه جماعة وحديث ابن السماك لم نكتبه إلا من حديث السهل بن عثمان.

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا عبد الله بن محمد بن سعد النمري ثنا يحيى ابن أيوب ثنا محمد بن السماك عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل أغنيائهم بيوم مقداره ألف عام» . كذا رواه ابن السماك عن محمد، ورواه أيضا ابن السماك عن الثوري عن محمد وقال:«بنصف يوم مقداره خمسمائة عام» .

• حدثنا محمد بن المظفر ثنا محمد بن أحمد بن ثابت أبو عبد الله القيسي وجدت في كتاب جدي ثنا ابن السماك عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي

ص: 212

هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المراء في القرآن كفر» مشهور من حديث محمد رواه عنه جماعة، غريب من حديث محمد بن السماك لم نكتبه إلا من حديث هشام.

• حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ح. وحدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا إبراهيم بن عبد الله قالا: ثنا أبو العباس محمد بن السماك ثنا العوام بن حوشب حدثني من سمع أبا هريرة يقول: «أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بصوم ثلاثة أيام من كل شهر، وأن أوتر قبل النوم، وبصلاة الضحى فانها صلاة الأوابين» كذا رواه ابن السماك ولم يسم من بين العوام وبين أبي هريرة، ورواه شريك بن هارون عن العوام وسماه وقال حدثني سليمان بن أبي موسى عن أبي هريرة.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني عبد الله ابن صندل ثنا ابن السماك ح. وحدثنا محمد بن المظفر ثنا محمد بن أحمد بن ثابت وجدت في كتاب جدي عن محمد بن صبيح بن السماك عن جبير عن الحسن عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يذكر عن ربه عز وجل: «ابن آدم اذكرني بعد الفجر وبعد العصر ساعة أكفك ما بينهما» .

غريب من حديث الحسن عن أبي هريرة لم يروه عنه إلا جبير، وحديث ابن السماك لم يروه عنه إلا ابن صندل.

• حدثنا محمد بن عمر ثنا أبو عبد الله محمد بن القاسم بن زكريا ثنا هشام ابن يونس ثنا محمد بن صبيح بن السماك عن إبراهيم بن أبي يحيى عن أبان عن أنس قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو رافعا يديه باطنهما مما يلي وجهه» . غريب من حديث محمد لم نكتبه إلا من حديث هشام.

• حدثنا محمد بن عمر ثنا محمد بن القاسم ثنا هشام ثنا محمد بن صبيح عن إبراهيم بن أبي يحيى عن جبر بن عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس. قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة يدعو ويده عند صدره كاستطعام

ص: 213

المسكين». غريب من حديث ابن السماك لم نكتبه إلا من حديث هشام.

• حدثنا محمد بن إبراهيم بن علي في جماعة قالوا: ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ثنا محمد بن عبادة بن موسى ثنا هشيم وعبد الله بن إدريس قالوا:

عن يزيد بن أبي زياد عن مقسم عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم «احتجم وهو صائم محرم» . غريب من حديث ابن السماك، تفرد به محمد بن عبادة.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد ابن السماك عن يزيد بن أبي زياد عن المسيب بن رافع عن ابن مسعود. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تشتروا السمك فى الماء فانه غرر» . غريب المتن والإسناد، لم نكتبه من حديث ابن السماك إلا من حديث أحمد بن حنبل.

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا سعيد بن سعدان ثنا إسحاق بن موسى الأنصاري ثنا محمد بن صبيح عن أبي الأحوص عن عبد الله. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن المسكين ليس بالطواف الذي ترده اللقمة واللقمتان، والتمرة والتمرتان، قالوا: فما المسكين يا رسول الله؟ قال المسكين الذي ليس له مال يغنيه ويستحيى أن يسأل الناس ولا يفطن له فيتصدق عليه» . غريب من حديث ابن السماك تفرد به عنه إسحاق.

• حدثنا محمد بن المظفر ثنا سعيد بن سعدان ثنا إسحاق بن موسى الأنصاري ثنا محمد بن صبيح بن السماك عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تدرون أي الصدقة خير؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: فإن خير الصدقة أن تمنح أخاك الدرهم أو لبن الشاة» .

• حدثنا محمد بن عمر ثنا سعيد بن سعدان ثنا إسحاق ثنا محمد بن صبيح عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليتقي أحدكم وجهه عن النار ولو بشق تمرة» . لم يرو هذه الأحاديث عن ابن السماك عن الهجري إلا إسحاق.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي ثنا محمد بن إبراهيم بن أبان السراج ثنا يحيى بن أيوب ثنا ابن السماك ثنا عنبسة بن عبد الرحمن عن مسلم عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تدعو عشاء الليل

ص: 214

ولو بكف من حيس فإن بركته تهرب». غريب من حديث عنبسة وابن السماك لم نكتبه إلا من حديث يحيى بن أيوب.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي ثنا محمد بن محمد بن سليمان ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل بن صبيح وجدت في كتاب أبي ثنا ابن السماك عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن البراء قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه وضع يده اليمنى تحت الأذن ثم قال: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك» . صحيح ثابت من حديث البراء لم نكتبه من حديث ابن السماك إلا من هذا الوجه.

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا محمد بن القاسم بن زكريا ثنا هشام بن يونس ثنا محمد بن صبيح بن السماك عن الثوري عن الحجاج بن فرافصة عن مكحول عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من طلب الدنيا حلالا استعفافا عن المسألة وسعيا على أهله وتعطفا على جاره بعثه الله يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر، ومن طلبها حلالا متكاثرا لها مفاخرا لقي الله وهو عليه غضبان» . غريب من حديث مكحول لا أعلم له راويا عنه إلا الحجاج.

• حدثنا محمد بن المظفر ثنا محمد بن أحمد ثنا ثابت وجدت في كتاب جدي عن محمد بن صبيح بن السماك عن أشعث بن سعد عن يعلى بن عطاء عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رضى الرب في رضى الوالد» . كذا نبأه عن يعلى عن عبد الله.

• حدثنا أبو عبد الله محمد بن سلمة العامري الفقيه ثنا عبد الرحمن بن عبد الله محمد بن المقرى ثنا علي بن حرب ثنا حسين الجعفي عن محمد بن السماك عن عائذ بن بشير عن عطاء عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من بلغ الثمانين من هذه الأمة لم يعرض ولم يحاسب وقيل ادخل الجنة» .

• حدثنا محمد بن حميد ثنا أبو يعلى الموصلي ثنا الحسن بن حماد ثنا حسين

ص: 215

الجعفي ثنا ابن السماك عن عائذ بن بشير عن عطاء عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من مات في طريق مكة لم يعرض ولم يحاسب» .

• حدثنا إبراهيم بن أحمد المقرى المروزي ثنا أحمد بن عيسى العطار ثنا هناد بن السري ثنا حسين بن علي الجعفي عن ابن السماك عن عائذ عن عطاء عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يباهي بالطائفين» .

لم يرو هذه الأحاديث فيما أعلم عن عطاء إلا عائذ ولا عنه إلا ابن السماك.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن الحسن ثنا محمد بن إسحاق ثنا سهل بن نصر ثنا ابن السماك عن الهيثم عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من صوت أحب إلى الله من صوت اللهفان، قيل وما اللهفان يا رسول الله؟ قال عبد أصاب ذنبا فامتلأ جوفه من

(1)

الله فإذا ذكره قال يا رباه».

• حدثنا ابن أحمد الحسين بن علي التميمي ثنا علي بن المبارك المروزي ثنا السري بن عاصم ثنا محمد بن صبيح بن السماك ثنا الهيثمى بن حماد قال.

دخلت على يزيد الرقاشي وهو يبكي وقد عطش نفسه أربعين سنة فقال لي:

يا هاشم تعال ادخل نبكي على الماء البارد في اليوم الحار. حدثني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «كل من ورد القيامة عطشان» .

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن إسحاق ثنا سهل بن نصر ثنا ابن السماك عن الهيثم عن يزيد الرقاشي عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من وافى يوم القيامة عطشان» . لم يرو هذه الأحاديث فيما أرى عن يزيد إلا الهيثم، ولا عنه إلا محمد بن صبيح.

• حدثنا محمد بن حميد ثنا إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي ثنا يحيى بن يعلى بن منصور ثنا سلمة بن حفص ثنا محمد بن صبيح بن السماك عن مبارك بن فضالة عن الحسن عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من سره أن يعلم ما له عند الله فليعلم ما لله عنده» . غريب من حديث مبارك ومحمد بن صبيح

(1)

بياض بالاصل ولعله: من خوف.

ص: 216

لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم حدثني عبد الله بن بشر بن صالح ثنا محمد بن آدم ثنا محمد بن صبيح بن السماك عن الأجلح عن نافع عن ابن عمر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من أتى الجمعة فليغتسل» . غريب من حديث محمد بن صبيح لم نكتبه إلا من حديث ابن عمر.

• حدثنا

(1)

عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أصدق كلمة قالها الشاعر

ألا كل شيء ما خلا الله باطل

وكل نعيم لا محالة زائل» ..

‌محمد الحارثي

ومنهم محمد بن النضر الحارثي أبو عبد الرحمن كان من أعبد أهل زمانه.

وكان بالذكر أنيسا. وللحق جليسا.

وقيل إن التصوف مذاكرة العهود. ومسامرة الشهود.

• حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو معمر حدثني أبو أسامة قال: كان محمد بن النضر من عباد أهل الكوفة.

• حدثنا أبو أحمد الغطريفي ثنا أبو عوانة الإسفرايني ثنا يوسف بن سعيد بن مسلم ثنا عبيد الله بن محمد الكرماني دخلت على محمد بن النضر الحارثي فقلت له: كأنك تكره مجالسة الناس قال: أجل قلت له أما تستوحش؟ قال: كيف: أستوحش وهو يقول أنا جليس من ذكرني؟.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا إسحاق بن موسى الخطمي ثنا عباد بن كليب عن محمد بن النضر، الحارثي قال: قرأت في بعض الكتب: أيها الصديقون بي فافرحوا وبذكري فتنعموا.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو الجهم عبد القدوس بن بكر عن محمد بن النضر الحارثي: أول العلم الإنصات ثم الاستماع له، ثم حفظه ثم العمل به ثم بثه.

• حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن الفضل ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن

(1)

بياض بالاصل.

ص: 217

ثنا عبد الله بن خبيق سمعت يوسف بن أسباط سمعت محمد بن النضر الحارثي يقول: إن أول العلم الصمت ثم الاستماع له ثم العمل به ثم نشره.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أحمد ابن إبراهيم ثنا عبد الرحمن بن ميمون سألت محمد بن النضر الحارثي أو سئل وزعم ابن المبارك أنه هو الذي سأل عن الصوم في السفر فقال: إنما هو لمأذون.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني محمد بن إدريس ثنا الحسن بن الربيع سمعت ابن المبارك يقول: كنت مع محمد بن النضر في سفينة فقال: إنما هو المبادرة، قال فجاء بصوتى غير صوتي النخعي والشعبي.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا عبد الله بن منده ثنا أبو بكر المستملي ثنا شهاب بن عباد قال: صحبت محمد بن النضر الحارثي إلى عبادان فلم يتكلم إلا بثلاث، إحداهن قال لرجل أحسن صلاتك.

• حدثنا أبو بكر بن أحمد المؤدب ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا محمد بن عبيد حدثني محمد بن الحسين حدثني خالد بن يزيد الطبيب سمعت محمد بن النضر الحارثي يقول: شغل الموت قلوب المتقين عن الدنيا فو الله ما رجعوا منها إلى سرور بعد معرفتهم بكربه وغصصه.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا أحمد ثنا عبد الله ثنا محمد بن الحسين ثنا زكريا ابن عدي ثنا ابن المبارك قال: كان محمد بن النضر إذا ذكر الموت اضطربت مفاصله حتى تتبين الرعدة فيها.

• حدثنا أبي ثنا محمد بن إبراهيم الحروري ثنا الحسين بن علي الكوفي ثنا أبو غسان عباد بن بن كليب عن محمد بن النضر الحارثي قال: إن أصحاب الأهواء قد أخذوا في تأسيس الضلالة وطمس الهدى فاحذروهم.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ثنا سلمة بن شبيب ثنا سهل بن عاصم عن سعيد بن عبد الغفار عن مسلم قال: كان علي دين فكتب إلى يعقوب بن داود أن أقدم علي حتى أقضي دينك، قال: فقدم علينا محمد بن النضر الحارثي عبادان فشاورته في ذلك فقال: يا مسلم يا مسلم

ص: 218

مرتين، لأن تلقى الله وعليك دين ومعك دين خير من أن تلقاه وليس عليك دين وليس معك دين.

• حدثنا أبو بكر محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني الحسن بن الربيع حدثني رجل من ولد الزبير بن العوام صحبت محمد بن النضر من عبادان إلى الكوفة فما سمعته يتكلم حتى افترقنا بالكوفة، فقلت للزبيري: كيف كان يصنع إذا أراد الحاجة؟ قال:

كان معه ابنه، فإذا أراد الحاجة نظر إليه فقام ابنه فقضى حاجته.

• حدثنا أبو محمد ثنا أحمد ثنا أحمد حدثني جرير بن زياد قال: كنت مسافرا مع محمد بن النضر إلى مكة فكان إذا قيل له: الرحيل، تقدم على رأس ميلين فلا يزال يصلي حتى إذا سمع حس الإبل تقدم أيضا، فلا يزال كذلك حتى يصلي العصر ثم يركب. قال جرير: وكنت أراه يصلي في البيت ربما وضع رجله على ساقه ولا يستمسك بالوتد، وكان له وتد في كل مسجد، قال جرير:

وكنت أراه يصلي في إزار لا يكاد يلتقي طرفاه وخريطته على عاتقيه فيها السواك معلق فربما رأيته يصلي والسواك بين كتفيه.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ح.

وحدثنا أبو محمد ثنا أحمد ثنا الدورقي ثنا الحسن بن الربيع سمعت عنبرا يقول:

اختفى عندي محمد بن النضر.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن نصر ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا محمد بن عيسى الوالبي أخبرني عنبر أبو رفيد قال: كان محمد بن النضر يجئ نصف النهار في المقابر فأقول ماذا تفعل؟ فقال أكره أن أعطي عيني في الدنيا سؤلها في النوم.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ح. وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين الحذاء قالوا: ثنا أحمد الدورقي حدثني حبان بن موسى ثنا عبد الله بن المبارك عن أبي الأحوص أن محمد بن النضر ترك النوم قبل موته بسنتين إلا القيلولة، ثم ترك القيلولة أيضا.

ص: 219

• حدثنا أبي ومحمد بن أحمد قالا: ثنا أحمد بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني محمد بن إدريس ثنا علي بن محمد الطنافسي سمعت بعض كوفتنا يقول: كان محمد بن النضر الحارثي يمشي صائما ويجئ إلى القلة وقد بردت له فيقول لنفسى تشتهيها لا تذوقيها:.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني حسين بن الربيع حدثني يحيى بن عبد الملك بن أبي عتبة قال:

كنت جالسا مع محمد بن النضر فأتت جارية - يعني خادما - بدورق من ماء فى يوم صائف مبرد قد غطت رأسه بخرقة، فقالت: أن فلانة تقريك السلام - ونسبتها له - وتقول لك اشرب هذا، فقال لها ضعيه، فوضعته فلما خرجت قام فكشفه وأخذ الماء فصبه في الجب.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أحمد ابن إبراهيم حدثني عبد الرحمن بن مهدي سمعت محمد بن النضر الحارثي يقول قال الربيع بن خيثم نعيه

(1)

ثم اعزل.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أحمد ابن إبراهيم حدثني محمد بن منبه ابن أخت ابن المبارك ثنا عبد الله بن المبارك عن محمد بن النضر الحارثي في قوله {(فأخذناهم بغتة)} قال أمهلوا عشرين سنة.

• حدثنا أبو أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد حدثني محمد بن الحسن حدثني إبراهيم بن عبيد قال قال محمد بن النضر الحارثى: غدا كل امرئ إلى سوقه والتمس المتقون فضل الرباحات لديك يا أكرم المسئولين، وكان لا يقوم من ورده حتى يتعالى النهار فيقال له: للناس إليك حوائج، فيقول:

وأنا أيضا لي إلى الله حوائج.

• حدثنا محمد بن أحمد بن أبان حدثني أبي ثنا أبو بكر بن مالك ثنا يونس عن محمد بن النضر قال: ذكر رجل عند الربيع بن خيثم فقال: ما أنا عن نفسي براض فأتفرغ منها، إلى آدمي غيرها إن العباد خافوا الله على ذنوب غيرهم وأمنوه على ذنوب أنفسهم

(1)

كذا بالاصل.

ص: 220

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا بشر بن موسى ثنا عبد الله بن صالح ثنا يحيى ابن عبد الملك بن أبي عتبة كتب محمد بن النضر الحارثي إلى أخ له: أما بعد فإنك في دار تمهيد وأمامك منزلان لا بد لك من أحدهما، ولم يأتك أمان فتطمئن ولا تراه فتقبض والسلام.

• حدثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن عبيد بن المسيب الأرغيانى ثنا عبد الله ابن خبيق ثنا يوسف بن أسباط سمعت محمد بن النضر الحارثي يقول: ما من عامل يعمل لله في الدنيا إلا وله من يعمل في الدرجات، فإذا أمسك أمسكوا فيقال لهم: ما لكم قصرتم؟ فيقولون صاحبنا.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين بن نصر ثنا أحمد ابن إبراهيم ثنا أبو حفص بن أبي الرطل الكوفي حدثني رجل من أصحابنا يقال له يحيى بن الحارث بن كعب قال قال عبد الله بن إدريس لمحمد بن النضر الحارثي: يا أبا عبد الرحمن ما لي أراك ثائر الشعر؟ فقال: أبا محمد، أما بلغك أن أحدهم كان يطلب صلاح قلبه ولو في قلة جبل؟.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا الحسن ابن موسى سمعت يوسف بن يحيى سمعت علي السابي يقول: كان محمد بن النضر جالسا قريبا من الشمس في ظل يوم شات، فقيل له: لو تحركت إلى الشمس؟ فقال: أكره أن أنقلها إلى ما لم تؤمر.

• حدثنا عبد الله ثنا أحمد ثنا أحمد حدثني شهاب بن عباد ثنا عبد الله بن مصعب قال: بعث محمد بن النضر إلى صديق له بعبادان بنعلين فقال قد بعثت بهما إليك وأنا أعلم أن ربك عنهما غني، ولكن أحببت أن تعلم أنك مني على بال.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد القدوس بن بكر سمعت محمد بن النضر الحارثي يقول في قوله عز وجل {(هو أهل التقوى وأهل المغفرة)} قال: أنا أهل أن يتقيني عبدي فإن لم يفعل كنت أنا أهل أن أغفر له.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو

ص: 221

موسى الأنصاري ثنا عبد الرحمن - أظنه المحاربي - عن محمد بن النضر قال:

أصبت في بعض الكتب إن الله تعالى يقول: ابن آدم لو علم الناس مثل ما أعلم ليبدوك فقد سترت عليك وغفرت لك على ما كان منك ما لم تشرك بي شيئا.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا أبو بكر بن سفيان ثنا محمد بن الحسين حدثني أبو موسى سمعت محمد بن صبيح يقول قال محمد بن النضر: كان يقال الجزع يبعث على البر كما يبعث الطسه

(1)

على الأسر.

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا أبو العباس أحمد بن محمد الخزاعي سمعت بشر بن الحارث سمعت المعافي بن عمران يقول: قال رجل لمحمد بن النضر أين أعبد الله؟ قال: أصلح سريرتك واعبده حيث شئت.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن حيان ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ثنا إسحاق ابن بهلول ثنا عباد بن كليب قال: اجتمعت أنا ومحمد بن النضر وعبد الله بن المبارك وفضيل بن عياض فصنعنا طعاما فلم يخالفنا محمد بن النضر في شيء فقال عبد الله: إنك لم تخالفنا، فقال محمد وإذا صاحبت فاصحب صاحبا ذا حياء وعفاف وكرم، قوله لك لا إن قلت لا، وإذا قلت نعم قال: نعم.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا الحسن بن الربيع حدثني أبو الأحوص عن محمد بن النضر الحارثي قال: أوحى الله تعالى إلى موسى بن عمران عليه السلام يا موسى بن عمران كن يقظان مرتادا لنفسك أخدانا، فكل خدن لا يواتيك على مسرتي فإنه لك عدو، وهو يقسي عليك قلبك، ولكن من الذاكرين تستوجب الأجر وتستكمل المزيد.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني عبد الله بن صالح سمعت محمد بن النضر يقول: بلغني أن عابدا يعبد ثلاثين سنة ويعبد آخر عشرين فأظلت صاحب الثلاثين غمامة واستظل صاحب العشرين في ظله، فالتفت إليه صاحب الثلاثين فقال: لولا أنا ما أظلتك قال: فانحازت إلى صاحب العشرين وبقي صاحب الثلاثين لا غمامة له.

(1)

كذا بالاصل.

ص: 222

• حدثنا أبو محمد ثنا أحمد ثنا أحمد ثنا عبد الله بن صالح العجلي قال: أتيت محمد بن النضر: أنا وأبو الأحوص فقال محمد: بلغني أن عابدا في بني إسرائيل وكان الرجل إذا تعبد ثلاثين سنة أظلته غمامة - تعبد ثلاثين سنة - فلم ير شيئا يظله، فشكا ذلك إلى والدته فقال: يا أمه قد تعبدت منذ ثلاثين سنة ولا أرى شيئا يظلني، قالت: يا بني تفكر هل أذنبت ذنبا منذ أخذت في عبادتك، قال:

لا أعلمني أذنبت ذنبا منذ ثلاثين سنة، قالت: يا بني بقيت واحدة إن نجوت منها رجوت أن تظلك، قالت: هل رفعت طرفك إلى السماء ثم رددته بغير فكرة؟ قال: كثيرا.

• حدثنا أبو محمد ثنا جرير بن زياد عن محمد بن النضر أن عابدا من عباد بني إسرائيل عبد الله ثمانين سنة قال: فكان له مصلى يصلى فيه لا يجترئ أحد من بني إسرائيل أن يقوم مقامه إعظاما له، قال: فقدم رجل غريب فدخل ذلك المصلى فنظر إلى موضعه خال فقام يصلى، قال: فضربت بنوا إسرائيل أبصارهم تعجبا إذ جاء ذلك العابد فقام إلى جنبه فغمزه بمنكبه ينحيه عن موضعه، فأوحى الله تعالى إلى نبيه: أن مر فلانا يستأنف العمل، قال: جرير ابن زياد: كأنه دخله العجب.

• حدثنا أبو محمد ثنا أحمد ثنا أحمد ثنا محمد بن عيسى الوانسي قال قال لي أبو الأحوص: ائت محمد بن النضر فسله عن تمجيد الرب تعالى في الركوع، قال: فأتيت محمد بن النضر فقال: هذا تمجيد الرب تعالى في الركوع. سبحان ربي العظيم وبحمده حمدا خالدا مع خلودك، حمدا لا منتهى له دون علمك، حمدا لا أمد له دون مشيئتك، حمدا لا أجر لقائله دون رضاك.

كان محمد بن النضر من المتمسكين بالآثار فعلا. نقل الرواية نقلا. حفظ عنه أحاديث لم يذكر إسنادها فذكرها إرسالا

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا أحمد ابن إبراهيم الدورقي ثنا أحمد بن يونس ثنا أبو الأحوص عن محمد بن النضر الحارثي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقطعوا الشهادة على أمتي

ص: 223

فمن قطع عليهم الشهادة فأنا منه برئ وهو منى برئ، إن الله كتمنا ما يريد بأهل قبلتنا». غريب بهذا اللفظ لا أعرف له طريقا غيره.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا عبد الأعلى بن حماد ثنا بشر - يعني ابن منصور - عن عمارة بن راشد عن محمد ابن النضر الحارثي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الإمام عفيف عن المحارم، عفيف عن المطامع» . وهذا أيضا مما لا يعرف له طريق عن غير محمد بن النضر.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا زياد بن أيوب ثنا الحسين الجعفي عن يحيى بن عمر الثقفي عن محمد بن النضر عن الأوزاعي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من علم آية من كتاب الله أو كلمة من دين الله جنى الله له من الثواب جنيا وليس شيء أفضل من شيء يليه بنفسه» .

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا أبو هشام ثنا الحسين الجعفي عن يحيى بن عمر الثقفي عن محمد بن النضر الحارثي عن الأوزاعي قال: «كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أسألك التوفيق لمحابك من الأعمال، وصدق التوكل عليك، وحسن الظن بك» . لم يروهما عن الأوزاعي بهذا اللفظ فيما أعلم إلا محمد بن النضر، ولا عنه إلا يحيى، تفرد به الحسين.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني محمد بن عيينة بن مالك ثنا ابن المبارك ثنا محمد بن النضر الحارثي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليحبن أحدكم أن يؤخذ عنه أدنى ذنوبه في نفسه» .

لا أعلم رواه بهذا اللفظ عن محمد بن النضر إلا ابن المبارك،

وكان محمد بن النضر وضرباؤه من المتعبدين لم يكن من شأنهم الرواية كانوا إذا أوصوا إنسانا أو وعظوه ذكروا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم إرسالا.

ص: 224

‌محمد بن يوسف الأصبهاني

ومنهم ذو الجد والاجتهاد. والتشمر والارتياد في التبادر والتسابق إلى المعاد. محمد بن يوسف الأصبهاني. عروس الزهاد.

وقيل إن التصوف انتقال وارتحال انتقال عن اختلال، وارتحال عن اعتقال.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر حدثني مسلم بن عصام ثنا عبد الرحمن ابن عمرو سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: ما رأيت رجلا أفضل من محمد بن يوسف الأصبهاني.

• حدثنا عبد الله بن مسلم ثنا رسته سمعت ابن مهدي يقول: ما رأيت مثل محمد بن يوسف الأصبهاني، قال: وسمعت زهير البابى يقول: ما دار

(1)

أحسن انقطاعه، قال: وسمعت محمد بن عدي ومحمد الغلابي ينزلان مكة.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين الحداء ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني درهم بن مطاهر الأصبهاني أخبرني عبد الله بن العلاء وأثنى عليه خيرا، سمعت يحيى بن سعيد يقول: كان محمد بن يوسف عندي مقدما على سفيان، فقلت له - أو قيل له - تقدم محمد بن يوسف على سفيان؟ قال:

إنك كنت إذا رأيته كأنه قد عاين، قال درهم: وما أعلمني سمعت محمدا يذكر الدنيا قط، قال. درهم: ورأيت محمدا في طريق مكة على قعود له لحقا بالأبواء فقال: اشتراه له فضيل بن عياض، وإذا عليه محمل وإذا أمتعته فى شق وهو فى شق، فقال انضمت إلى بعض الحمالين.

• أخبرنا عبد الله بن جعفر - فيما قرئ عليهما - ثنا عصام ثنا عبد الله ابن علي قال قال يحيى بن سعيد: ما رأيت رجلا قط خيرا من محمد بن يوسف، قال أحمد بن حنبل: يا أبا سعيد هذا الرجل الذي يكثر ذكره علما وفضلا؟ قال: علما وفضلا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن يحيى بن زهير ثنا محمد بن منصور

(1)

كذا بالاصل.

ص: 225

الطوسي ثنا عبيد بن جناد ثنا عطاء بن مسلم الحلبي قال: كان محمد بن يوسف الأصبهاني يختلف إلي عشرين سنة لم أعرفه، يجئ إلى الباب فيقول: رجل غريب يسأل ثم يخرج، حتى رأيته يوما في المسجد فقيل: هذا محمد بن يوسف الأصبهاني، فقلت: هذا يختلف إلي عشرين سنة لم أعرفه.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن جعفر الحمال ثنا أبو حاتم قال: بلغني عن ابن المبارك قال قلت لابن إدريس: أريد البصرة فدلني على أفضل رجل بها، فقال: عليك بمحمد بن يوسف الأصبهاني، قلت: فأين يسكن؟ قال:

المصيصة ويأتي السواحل، فقدم عبيد الله بن المبارك المصيصة فسأل عنه فلم يعرف، فقال عبد الله بن المبارك: من فضلك لا تعرف.

• حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الأصبهاني ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا أبو يحيى ثنا عبد الله ابن جناد قال قال ابن المبارك لرجل من أهل المصيصة: تعرف محمد بن يوسف الأصبهاني؟ فقال: لا، فقال: من فضلك يا محمد لا تعرف.

• أخبرنا عبد الله بن أحمد بن جعفر - فيما قرئ عليه - ثنا أحمد بن عصام قال: بلغني أن عبد الله بن المبارك كان يسمي محمد بن يوسف عروس العباد.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني شيخ من أهل خراسان أنه سمع عبد الله بن المبارك يقول: قلت لعبد الله ابن إدريس: أين أطلب محمد بن يوسف الأصبهاني؟ قال: حيث يرجى الفضل.

قلت: فهو إذا في المسجد الجامع، فطلبته فوجدته في المسجد الجامع.

• حدثنا عبد الله ثنا أحمد ثنا أحمد حدثني عباس بن الوليد سمعت ابن مهدي سمعت محمد بن يوسف يقول. ما يسرني أن أرضكم هذه التي رأيتها لي كلها يفلسين، قال: وخرج إلى مكة ومعه مائة دينار، قال: وما كان معه في محمله إلا كساء وبت.

• حدثنا عبد الله ثنا أحمد ثنا عبد الجبار الطائي حدثني رجل عن محمد بن يوسف قال: كنت بقزوين، وكان رجل يجلس معى رب ضياع كثيرة بقزوين وبالري، فلما أراد أن ينصرف خلابى فقال: إن لي إليك حاجة، قلت:

ص: 226

ما حاجتك؟ قال: إن لي بنتا وما لي من الدنيا ولد غيرها، ولي هذه الضياع، وقد أردت أن أزوجك بنتي وأشهد لك بجميع ضياعي، ثم أخرج أنا وأنت إلى أي بلد شئت، إن شئت مكة وإن شئت المدينة، حتى تسكن بها، فقلت:

عافاك الله، لو أردت هذا الأمر لفعلت، فقلت لمحمد بن يوسف: فما منعك من ذاك؟ قال: كرهت أن يشغلني عما هو أنفع لي منه، قال: وما كنت أصنع بضياعه وأنا قد ورثت عن أبى خيرا من ضياعه؟.

• حدثنا أبو محمد ثنا أحمد ثنا أحمد ثنا عبد الرحمن بن مهدي قال قال لي محمد بن يوسف: كتب قمطرين من الحديث وقدم من عبادان فقلت له: كيف رأيتها؟ قال: خلالك الحي.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أبو محمد بن أبي حاتم ثنا أحمد بن سنان سمعت ابن مهدي يقول: اذهب محمد بن يوسف إلى عبادان في غير شهر رمضان فوجدها خالية فجعل يقول: خلالك الحي فبيضي واصفري.

• حدثنا عبد الله بن محمد قال؟ خلالى محمد بن يحيى قال: ذكر لي بعضهم قال رأيت محمد بن يوسف يدفن كتبه ويقول: هب أنك قاض، فكان ماذا، هب أنك مفتى فكان ماذا، هب أنك محدث فكان ماذا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين حدثني أحمد بن إبراهيم حدثني عمرو بن عاصم الكلابي قال: كان محمد بن يوسف وأصحابه إذا استراحوا قاموا إلى الصلاة.

• حدثنا أبو محمد ثنا أحمد حدثني عبد الرحمن بن مهدي قال قال محمد بن يوسف الحمال أبو العباس عن شيخ له عن أبي سفيان صالح بن مهدي قال:

كنت مع محمد بن يوسف في طريق اليهودية، فتلقاه نصراني فسلم عليه وأكرمه في تسليمه إكراما أنكرته عليه، فلما ولى قلت له: تصنع بهذا النصراني هذا الصنيع؟ قال: إنك لا تدري ما صنع هذا بأخي؟ قلت: وما صنع هذا بأخيك قال: هذا رجل من أهل الرقة نزل أخي ومعه تسعة من العباد قرية لهم، فقال لغلامه: انظر من في القرية؟ قال: فرجع إليه وقال: فى القرية قوم فى وجوههم

ص: 227

سيما الخير، قال: فجاء فنظر إليهم فتوسم فيهم الخير فرجع إلى منزله فحمل إليهم مائة ألف درهم فوصلهم بها، وقال: استعينوا بها على ما أنتم فيه، فأبى واحد منهم أن يقبل منه شيئا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد ثنا أحمد ثنا عمرو بن عاصم الكلابي حدثني رجل من أهل أصبهان قال: أغارت الأكراد على غنم أهل أصبهان، فقيل لهم فيما أغرتم عليه غنم فقالوا للرجل: نخلي غنمك على أن تخلص لنا غنم محمد ابن يوسف، فإنا نخاف أن تدركنا دعوة محمد بن يوسف، قال فخلصتها لهم، قال: فما سلم من تلك الغنم شيء غير غنمه.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني حكيم الخراساني قال: كان محمد بن يوسف الأصبهاني يأتيه من عند أهله كل سنة سبعون دينارا أو نحوها، قال: فيأخذ على الساحل فيأتي مكة ثم يرجع إلى الثغر ولا يرجع إلى بلاده فينفها.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا أبو يحيى سمعت عبيد بن جناد قال محمد بن يوسف الأصبهاني لخلف بن غنم:

ما فعل مفضل بن مهلهل ومحمد بن النضر وعمار بن سيف؟ قال: ما توا، قال:

وذكر رابعا قال: ومات ابن المبارك؟ فقال له: قد بلغنا ذاك، قال ولم يخصه به قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، مضى هؤلاء لسبيلهم وبقينا حشوش هذه الدنيا.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق سمعت يعقوب بن إبراهيم الدورقي سمعت يحيى بن سعيد يقول قال محمد بن يوسف: ذهب أبو عامر، وذهب فلان، وذهب فلان، وبقيت أنا أتردد في حشوش هذه الدنيا.

• حدثنا عبد الله بن جعفر فيما قرئ عليه - ثنا أحمد بن عصام قال قال عبد الله بن علي قال لي يحيى بن سعيد استقبلني يوما محمد بن يوسف فجاوزني ثم التفت إلي فقال: يا يحيى مات الهيثم ومات فلان ومات فلان، ونحن نتردد في حشوش الدنيا.

• وحدثنا محمد بن سفيان بن إبراهيم ثنا محمد بن عمر ثنا أحمد بن عصام مثله.

ص: 228

• حدثنا أبي ثنا أبو عثمان سعيد بن يعقوب ثنا أحمد بن مهدي سمعت علي بن أبي الأزهر الفلسطيني - وكان من أزهد من رأيت - قال: قدم محمد ابن يوسف المصيصة وقد مات أبو إسحاق الفزاري، فسأل عن قبره فدلوه - أو دللناه - على قبره، قال فوقف عليه فرأى فرجة بين قوم وقبرا آخر، قال أحمد فبلغني أنه كان قبر مخلد بن الحسين، فقال: ما أحسن هذا القبر لمؤمن أو مسلم؟ قال: فظننا أنه تمناه لنفسه، قال: فما بات ليلته إلا محموما فدفناه بعد ثلاثة عشر، أو اثنى عشر، في ذلك الموضع.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد ابن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني محمد بن أبي رجاء ومحمد بن عيينة - أو أحدهما - أن محمد بن يوسف خرج في جنازة بالمصيصة فنظر إلى قبر أبي إسحاق الفزاري ومخلد بن الحسين وبينهما موضع قبر، فقال: لو أن رجلا مات فدفن بينهما، قال فما أتت عليه إلا عشرة أيام أو نحوها، حتى دفن في الموضع الذي أشار إليه.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو يحيى سمعت عبيد ابن جناد يقول: لما قدم محمد بن يوسف الأصبهاني بعد موت أبي إسحاق الفزاري قال: أروني قبره، قال: فذهب به إليه، قال: إذا مت فادفنوني إلى جنبه، قال: وسئل عبيد كان محمد بن يوسف يلبس الصوف؟ قال: كان يلبس القطن.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو يحيى ثنا عبيد قال قلت لمحمد بن يوسف الأصبهاني: إن عندنا رجلا يقول كنت وكنت، - وذكر أشياء مما تفسد الناس مقالتهم وعزوهم - قال: هلك المتنطعون، علم هذا ما جهل سفيان الثوري علمه؟ علم هذا ما جهل مكحول، علم هذا ما جهل سليمان بن موسى؟.

• أخبرنا عبد الله بن جعفر ثنا أحمد بن عصام حدثني سليمان بن معاذ ببغداد أخبرني من عادل محمد بن يوسف إلى بغداد وقال: من بغداد إلى الشام، قال: فما سمعت له كلاما إلا يوما واحدا، حانت منه التفاتة فرأى

ص: 229

نصرانيا يبول قائما فاعرض عنه وقال

بعدا وسحقا من هالك

يا قومة النار على نفسه.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن سعيد بن يحيى مثله.

• أخبرنا عبد الله بن جعفر ثنا أحمد بن عصام قال قال لي محمد أخي:

كان محمد بن يوسف يقول:

ومر بدار المترفين وقل لهم

ألا أين أرباب المدائن والقرى

ومر بدار العابدين وقل لهم

الأقطع الموت التنصب والأذى.

• حدثنا علي بن يعقوب المؤذن ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عبد الرحمن بن عمر رسته قال: لقيني محمد بن يوسف المعداني في طريق مكة فأخذ بيدي فنظر يمنة ويسرة فقال لى:

ومر بدار المترفين وقل لهم

ألا أين أرباب المصانع والقرى

ومر بدار العابدين وقل لهم

ألا قطع الموت التنصب والعنى.

• حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن الفضل ثنا محمد بن جعفر ثنا محمد بن الجنيد بن عمرو مولى ابن المبارك قال: ما علمت أن ابن المبارك أعجبه إنسان قط ممن كان يأتيه إعجابه بممحد بن يوسف الأصبهاني، كان كالعاشق له.

• أخبرنا عبد الله بن جعفر ثنا أحمد بن عصام قال بلغني أن ابن المبارك أتاه قوم بمكة فسألوه عن الحديث فامتنع، قال: نهاني عنه محمد بن يوسف.

• أخبرنا عبد الله بن جعفر ثنا أحمد بن عصام قال الصلت بن زكريا:

كنت مع محمد بن يوسف في طريق الأهواز، فلما نزلنا قصر دشبادجرد قال لى فى السحر: قل للمكاري يكف، قال: فأتيت المكاري فقلت له فوجدته قد لذعته العقرب، قال قل له يجيؤنى، قال: فأتيته فقلت له فرجعت إلى محمد فقلت: لا يمكنه، فقال محمد: قل له يخلص ويقال قال فتحامل وهو يجر رجله حتى انتهى إلى محمد، فقال له ضع يدك على الموضع الذى لذعتك، قال: فوضع يده على ذلك الموضع ثم قرأ عليه شيئا فسكن وجعه، قال فأقام وأكف وتحملنا، قال فقلت له: يا أبا عبد الله أي شيء الذي قرأت عليه؟ قال: أم الكتاب،

ص: 230

قال الصلت ونحن نعود نقرأ إلا أنه من قوم أسمع، قال أحمد بن عصام: وحدثني يوسف بن زكريا قال قدم: علينا محمد بن يوسف بحران فأتاه أصحاب الحديث فخرج إلى موضع يقال له رأس العين، ولم يكن موضع رباط، فأقام بها شهرا، فلما قدم قال له الحسن بن عتبة: لقد أقمت بها، قال: ما عرفني أحد ولا عرفت بها أحدا. قال يوسف بن زكريا: وكان محمد بن يوسف لا يشتري زاده من خباز واحد، وقال: لعلهم يعرفوني فيحابوني، فأكون ممن أعيش بديني.

• حدثنا أبي ثنا محمد بن أحمد بن يزيد ثنا أحمد بن عصام ثنا يوسف بن زكريا قال: كان محمد بن يوسف لا يشتري من خباز واحد ولا من بقال واحد، فذكر مثله.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن الحسن المهلب سمعت محمد بن عامر اثنا أبو سفيان - يعني صالح بن مهران - قال قال محمد بن يوسف: الدنيا غنيمة الله أو الهلكة والآخرة عفو الله أو النار.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ثنا سلمة بن شبيب ثنا سهل بن عاصم ثنا كردم ابن عنبسة المصيصي سمعت محمد بن يوسف الأصبهاني يقول لأبي إسحاق الفزاري:

إنما هي العصمة أو الهلكة أو العفو أو النار.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ثنا سلمة ثنا سهل ابن عاصم ثنا كردم قال قال محمد بن يوسف - وذكر الإخوان - فقال: وأين مثل الأخ الصالح؟ أهلك يقسمون ميراثك، وهو قد تفرد بجدثك يدعو لك وأنت بين أطباق الأرض.

• حدثنا عبد الله ثنا سلمة ثنا سهل ثنا علي بن الأزهر سمعت سعيد بن عبد الغفار يقول قلت لمحمد بن يوسف: أوصني، قال: إن استطعت أن لا يكون شيء أهم إليك من ساعتك فافعل:.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن يحيى بن منده ثنا إبراهيم بن عامر ثنا أبو سفيان سمعت محمد بن يوسف يقول: لقد خاب من كان حظه من الله الدنيا

ص: 231

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو بكر بن الجارود ثنا محمد بن عامر حدثني أبو سفيان عن محمد بن يوسف أنه كان يقول: الذي يقضي ولا يقضى عليه وهو أحد باق وإليه المصير.

• أخبرنا عبد الله بن جعفر ثنا أحمد بن عصام حدثنى أبان بن أبى الحصيب قال: كان محمد بن يوسف وآخى رجلا يقال له زرارة، فبلغ محمدا أنه قد أخذ في التجارة فكتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد يا أخي فإنه بلغني أنك أخذت في شيء من التجارة، واعلم أن التجار الذين كانوا قبلك قد ماتوا والسلام.

• حدثنا عبد الله ثنا أحمد قال: كتب محمد بن يوسف إلى الحكم بن بردة:

يا أخي اتق الله الذي لا يطاق انتقامه. وكتب في آخر كتابه: إن استطعت أن تختم عمرك بحجة فافعل فإن أدنى ما يروى في الحاج أنه يرجع كيوم ولدته أمه.

• حدثنا عبد الله ثنا أحمد قال قال عبد الله بن مصقلة: رأيت محمد بن يوسف بمكة فقال لي: إن قدرت أن تتفضل في كل سنة بالحج بهذا البيت فافعل، فإنه لم يبق على وجه الأرض عمل أفضل من الطواف بهذا البيت.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو محمد بن أبي حاتم ثنا ابن عاصم مسلمة أخبرنا عبد الله بن جعفر ثنا أحمد بن عصام حدثني أبو بشر معمر حدثني بالبصرة. أن محمد بن يوسف كان يأوي بالليل إلى دار امرأة قالت: فكان يدخل بعد العشاء ثم يخرج عند طلوع الفجر، فلا ينصرف إلى العشاء، قالت: وكان يدخل بيتا في الدار ويرد على نفسه الباب، قالت: فذهبت ليلة فاطلعت في البيت فرأيت عنده سراجا مزهرا، قالت: ولم يكن في البيت سراج، قالت ففطن محمد أننا اطلعنا عليه، قالت: فخرج من الغد ولم يعد إلينا.

• أخبرنا عبد الله ثنا أحمد سمعت محمد بن هلال يقول: بلغني أن فضيل بن عياض كان يشتهي لقاء محمد بن يوسف وكان محمد يشتهي لقاء الفضيل قال:

فالتقيا في بعض أزقة البصرة فقال الفضيل: محمد بن يوسف؟ وقال محمد بن يوسف: الفضيل بن عياض؟ قال: فشهق ذا شهقة وشهق ذا شهقة فخرا مغشيا عليهما فعرف فضيل فحمل، فما زال محمد بن يوسف، مغشيا عليه حتى حميت الشمس.

ص: 232

• أخبرنا عبد الله ثنا أحمد قال حكى لي أخي: كان محمد بن يوسف كثيرا ما يقول: كنت مدلاجا فأصبحت اليوم شفيقا إلى مداليج القوم.

• أخبرنا عبد الله بن جعفر - فيما قرئ عليه - وحدثني عنه أبو محمد بن حيان قال قال هارون بن سليمان: كتب محمد بن يوسف إلى معدان بن حفص:

سلام عليك فإني أحمد الله لي ولك، يا معدان خذ من دنياك القوت الذى لا بد لك منه، وبادر القوت، واستعد للموت، وسل الله العون، وفقنا الله وإياك والسلام عليك ورحمة الله وبركاته. وكتب إلى أخ له: أما بعد أوصيك بتقوى الله الصائر

(1)

إليه عند الحاجة، جعلنا الله وإياك من المتقين، يا أخي قصر الأمل وبالغ في العمل، فإنه بين يديك وأيدينا أهوالا أفزعت الأنبياء والرسل والسلام.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا أبو علي بن عميرة سمعت بعض أصحابنا يقول: قال محمد بن يوسف الأصبهاني: إذا كان تحريك من نفسك فعليك حي يعبد.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن نصر ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا الحسن ابن موسى سمعت محمد بن عيسى يقول قال محمد بن يوسف: قال رجل من أهل البصرة: إذا دار تحريك ما ترى من نفسك فعليك حي يعبد.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن يحيى ثنا إبراهيم بن عامر ثنا أبو سفيان قال قال محمد بن يوسف الأصبهاني: ليس هذا زمان ينبغي فيه الفضل، هذا زمان ينبغي فيه السلامة. قال محمد بن يحيى: وزاد فيه محمد بن النعمان قال:

وجهوا إليه مالا إلى المصيصة ليفرقه في المجاهدين فلم يفعل، ثم قال هذا الكلام.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن نصر ثنا أحمد بن كثير ثنا سلمة ابن غفار عن عبد الله الخوارزمي قال قال محمد بن يوسف: لو أن رجلا سمع برجل أطوع لله منه أو عرفه، كان ينبغي أن يحزنه ذلك.

• حدثنا عبد الله ثنا محمد ابن أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني سلمة بن غفار عن محمد بن عيسى عن محمد بن يوسف قال: قال رجل من أهل البصرة: لو أن رجلا سمع برجل أو عرف رجلا أطوع لله منه فانصدع قلبه لم يكن ذلك بعجب.

(1)

فيها ارتباك وكذا الروايتان بعدها.

ص: 233

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين حدثني أحمد بن إبراهيم حدثني سليمان بن الربيع ثنا سعيد بن عبد الغفار قال: كنت أنا ومحمد بن يوسف فجاء كتاب محمد بن العلاء بن المسيب من البصرة إلى محمد بن يوسف فقرأه فقال لي محمد بن يوسف: ألا ترى إلى ما كتب به محمد بن العلاء وأعجب؟ فإذا فيه:

يا أخي من أحب الله أحب أن لا يعرفه أحد.

• أخبرنا عبد الله بن جعفر ثنا أحمد بن عصام أنبأنا عبد الرحمن بن عمر قال قال عبد الرحمن بن مهدي: رأيت محمد بن يوسف في الشتاء والصيف، فلم يكن يضع جنبه وأما ليالي الشتاء فإنه حين يطلع الفجر يتمدد من جلوس ثم يقوم ويتمسح.

• أخبرنا عبد الله بن أحمد حدثني جدي قال: كان محمد بن يوسف مع أخيه عبد الرحمن بن جعفر في البستان فكان بينهما كلام، قال فخرج على محمد من البستان وهو يصعد على درجة وهو ممتقع اللون، وكان يقول في نفسه ليس أكبرهم سواهما - يعني الحقد والدين لا يجتمعان في جسد -.

• أخبرنا عبد الله ثنا أحمد أخبرني يوسف بن زكريا قال: نظر محمد بن يوسف إلى رجل يبيع المتاع بمكة فقال له: انظر أن لا يراك الله وأنت تخدع الناس في حرمه فيمقتك. قال: وبلغني أن يوسف بن محمد سأل محمد بن يوسف أن يقيم بمكة فقال له محمد: لأن يستاق إليها أحب إلي أن يستاق منها.

• أخبرنا عبد الله ثنا أحمد ثنا عبد الرحمن بن عمر قال قال عبد الرحمن بن مهدي: حج إبراهيم ابني فلقي محمد بن يوسف بمكة فقال له: أقرئ أباك السلام وقل له هن، قال: فرجع إبراهيم فأخبرني بقوله، قال: فصرت كذا شهرا أشبه رجل مريض من مقالة محمد، فقلت رجل مثله عسى أن يكون بلغه عني شيء أو رأى علي رؤيا، حتى قدم علينا، قال: فأخذ بيدي وجعل يمشي حتى ظننت أنا لا ندرك صلاة المغرب، فجلسنا فقلت له: يا أبا عبد الله أخبرني إبراهيم ابني عنك بكذا، فقال محمد: بلغني أنك جلست تحدث الناس، فقلت له:

إن أحببت حلفت أن لا أحدث بحديث أبدا، فقال: حدث الناس وعلمهم،

ص: 234

ولكن انظر إذا اجتمع الناس حولك كيف يكون قلبك.

• أخبرنا عبد الله ثنا أحمد سمعت أخي محمدا يقول: كان محمد بن يوسف فى سفينة فانتهى إلى العشارين فقالوا: ما معكم؟ فقال محمد: فتشوا، قال:

ففتشوه فلم يصيبوا معه شيئا، فقال: ارفعوا إلي ما معكم، ثم قال: فتشوا ففتشوا تفتيشا شديدا فلم يصيبوا شيئا - أظنه قال مرتين أو ثلاثا - قال:

وكان مع محمد ستون دينارا، قال: فلما خرجنا من السفينة قال له بعض أصحابه:

يا عبد الله ما قلت؟ قال كلمات كنت أقولهن ذهبن عني.

• أخبرنا عبد الله ثنا أحمد بلغني عن سليمان بن داود أنه قال: رأيت محمد ابن يوسف بالبصرة، قال قال عبد الله بن مسعود: عنوان صحيفة المؤمن يوم القيامة الثناء الحسن، قال قلت: يا أبا عبد الله من ذكرت؟ قال: عبد الله، قال سليمان: ودخلت مسجد البصرة فرأيت محمد بن يوسف قد وقف على قاض عنيد ومحمد يتغير يمتقع لونه وهو يرد دموعه بجهده، فدنوت منه فقلت:

يا أبا عبد الله لو أرسلت، فقال: هو أدوم للحزن، قال فرجعت إلى يحيى بن سعيد وإلى عبد الرحمن بن مهدي فقالا: أي شيء استفدت اليوم؟ قلت:

رأيت محمد بن يوسف، فقال: كذا وكذا، فقالا لي: لو لم تستفد إلا هذا لكفاك.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن أحمد بن يزيد ثنا إبراهيم بن عامر ثنا أبو سفيان قال: كان محمد بن يوسف كثيرا ما يتمثل بهذا البيت.

إذا كنت في دار الهوان فإنما

ينجيك من دار الهوان اجتنابها.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الله بن العباس ثنا سلمة بن شبيب ثنا سهل بن عاصم ثنا أبو مروان الطبري الحكم بن محمد قال: كتب محمد ابن يوسف إلى أبي الحسن الأشهب: اغتنم ساعتك لا تغفل عنها، فإنك إن اغتنمتها شغلت عن غيرها.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد حدثني إبراهيم بن سعد الأصبهاني قال: كتب محمد بن يوسف الأصبهاني إلى بعض إخوانه: أقرئ من أقرأنا منه السلام، وتزود لآخرتك وتجاف عن دنياك،

ص: 235

واستعد للموت وبادر الفوت، واعلم أن أمامك أهوالا وأفزاعا، قد فزعت منها الأنبياء والرسل، والسلام.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا محمد بن حميد بن عبد الرحمن بن يوسف الأصبهاني قال:

وجدت كتابا عند جدي عبد الرحمن من أخيه محمد بن يوسف إلى عبد الرحمن ابن يوسف: سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو. أما بعد فإني أحذرك متحولك من دار مهلتك إلى دار إقامتك وجزاء أعمالك، فتصير في قرار باطن الأرض بعد ظاهرها، فيأتيانك منكر ونكير فيقعدانك فإن يكن الله معك فلا بأس ولا وحشة ولا فاقة، وإن يكن غير ذلك فأعاذني الله وإياك من سوء مصرع، وضيق مضجع، ثم يتبعك صيحة الحشر ونفخ الصور

(1)

الجبار بعد فصل القضاء للخلائق، فخلت الأرض من أهلها، والسموات من سكانها، فبادرت الأسرار وأسعرت النار، ووضعت الموازين، {(وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم} {بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين)} فكم من مفتضح ومستور، وكم من هالك وناج، وكم من معذب ومرحوم، فيا ليت شعري ما حالي وحالك يومئذ، ففي هذا ما هدم اللذات، وسلا عن الشهوات، وقصر الأمل، واستيقظ الباغون، وحذر الغافلون، أعاننا الله وإياك على هذا الخطر العظيم، وأوقع الدنيا والآخرة من قلبي وقلبك موقعها بين قلوب المتقين، فإنما نحن به وله.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم سمعت رجلا من أهل أصبهان يحدث عبد الرحمن بن مهدي قال: كتب أخو محمد بن يوسف يشكو إليه خبر العمال، فكتب إليه: يا أخي بلغني كتابك تذكر ما أنتم فيه، وأنه ليس ينبغي لمن عمل بالمعصية أن ينكر العقوبة، وما أرى ما أنتم فيه إلا من شؤم الذنوب.

كان محمد بن يوسف. ممن عظمت عنايته. فقلت روايته: عمر أيامه

(1)

فى الاصل بياض

ص: 236

وأوقاته بالإحسان والعيان. فحماه الحق عن المناظرة والبيان.

روى عن يونس بن عبيد والأعمش وهما من التابعين وعن، الحمادين والثوري وصالح المزني وعمر بن صبيح وغيرهم، ولم يسند عنهم ولم يوصل، بل أكثر ما رواه عنهم أرسله إرسالا.

• حدث عن أبي طالب بن سوادة ثنا ابن أبي المضاء ثنا زهير بن عباد حدثني محمد بن يوسف العابد الزاهد الأصبهاني عن الأعمش عن زيد بن وهب قال قال لي ابن مسعود: لا تدع إذا كان يوم الجمعة أن تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ألف مرة، تقول: اللهم صلي على محمد صلى الله عليه وسلم.

• حدثنا أبو محمد بن حيان قال: لم أر أن محمد بن يوسف روى حديثا مسندا إلا حديثا رواه علي بن سعيد العسكري.

• حدثنا أحمد بن محمد بن أبي سلم ثنا عبد الله بن عمران الأصبهاني ثنا عامر بن حماد الأصبهاني عن محمد بن يوسف الأصبهاني عن عمر بن صبيح عن أبان عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يحول الله تعالى يوم القيامة ثلاثة قرى من زبرجدة خضراء ترى إلى أزواجهن عسقلان والإسكندرية. وقزوين.

‌يوسف بن أسباط

ومنهم ذو الجد والنشاط. والمستبق إلى الصراط يوسف بن أسباط كان العلم والخوف شعاره. والتخلي من فضول الدنيا دثاره. وقيل إن التصوف التحلي للتراقي والتخلي للتلاقي.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا عبد الله بن جابر الطرسوسي ثنا عبد الله بن خبيق قال: دخل الطبيب على يوسف بن أسباط وأنا عنده فنظر إليه وهو مريض فقال: ليس عليك بأس، فقال: وددت الذي يخاف كان الساعة.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا المسيب بن واضح سألت يوسف بن أسباط عن الزهد ما هو؟ قال: أن تزهد فيما أحل الله، فأما ما حرم الله فإن ارتكبته عذبك الله.

ص: 237

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن أحمد بن الوليد ثنا عبد الله ابن خبيق حدثني تميم بن سلمة قال قلت ليوسف بن أسباط: ما غاية الزهد؟ قال: لا تفرح بما أقبل، ولا تأسف على ما أدبر، قلت: فما غاية التواضع؟ قال: أن تخرج من بيتك فلا تلقى أحدا إلا رأيت أنه خير منك.

• حدثنا أبو يعلى الحسين بن محمد الزبيري ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الله ابن خبيق سمعت يوسف بن أسباط يقول: الدنيا دار نعيم الظالمين، قال وقال علي بن أبي طالب: الدنيا جيفة فمن أرادها فليصبر على مخالطة الكلاب.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا محمد بن يحيى ثنا الحسين بن منصور ثنا علي بن محمد الطنافسي ثنا سهل أبو الحسن سمعت يوسف بن أسباط يقول:

لو أن رجلا في ترك الدنيا مثل أبي ذر وسلمان وأبي الدرداء ما قلنا له زاهد، لأن الزهد لا يكون إلا فى الحلال المحض، والحلال المحض لا يعرف اليوم.

• حدثنا أبو يعلى الحسين بن محمد ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الله بن خبيق سمعت يوسف ابن أسباط يقول لشعيب بن حرب: إن طلب الحلال فريضة، والصلاة في الجماعة سنة.

• حدثنا أبي ثنا عمر بن عبد الله بن عمر الهجرى - بالايلة - ثنا عبد الله ابن خبيق قال قال لي يوسف بن أسباط: عجبت كيف تنام عين مع المخافة، أو يعقل قلب مع النفس بالمحاسبة

(1)

من عرف وخوف حق الله على عباده ولم يشتمل علينا عيناه إجلالا بإعطاء المجهود من نفسه، خلق الله القلوب مساكن فصارت للشهوات، الشهوات مفسدة للقلوب، وتلف للأموال، فاحلاق للوجوه لا تمحو الشهوات من القلوب إلا خوف مزعج، أو شوق مفلق.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا موسى بن سعيد ثنا محمد بن مهاجر حدثني سعيد بن حرب سمعت يوسف بن أسباط يقول: الزهد في الرياسة أشد من الزهد في الدنيا.

• حدثنا أبو يعلى الحسين بن محمد ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الله بن خبيق قال قال يوسف بن أسباط: والله لقد أدركت أقواما فساقا كانوا أشد

(1)

هكذا الاثر هكذا فى الاصل وهو غير منتظم كما ترى.

ص: 238

إبقاء على مروءاتهم من قراء أهل هذا الزمان على أديانهم، قال وقال لي يوسف:

إياك أن تكون من قراء السوء.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن أحمد بن معدان ثنا عبد الله بن خبيق سمعت يوسف بن أسباط عن سفيان الثوري قال قال أبو رزين: مثل قراء هذا الزمان مثل درهم زيف حتى يمر بالجهد فيبدو زيفه، قال أبو يوسف رحم الله أبا رزين: كيف لو أدرك زماننا لقال ما يؤمن هؤلاء بيوم الحساب.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن أحمد بن الوليد ثنا عبد الله بن خبيق حدثني يوسف بن أسباط قال: كتبت إلى أبي إسحاق الفزاري بلغني أنك صرت آنسا بأهل الجفاء، فكتب إلي: كيف أصنع بهذا الجرب - يعني الحديث - فكتبت إليه لا تحكه حتى لا يحكك.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا عبد الله بن جابر ثنا عبد الله بن خبيق قال:

قلت ليوسف بن أسباط: ما لك لم تأذن لابن المبارك أن يسلم عليك؟ قال:

خشيت أن لا أقوم بحقه وأنا أحبه.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الله بن أحمد سمعت المسيب بن واضح يقول: قدم ابن المبارك قاستأذن على يوسف بن أسباط فلم يأذن له، فقلت له:

مالك لم تأذن له؟ قال: إني إن أذنت له أردت أن أقوم بحقه ولا أفي به.

• حدثنا الحسين بن محمد ثنا محمد بن المسيب الأرغياني ثنا عبد الله بن خبيق قال قال لي يوسف بن أسباط: إني أخاف أن يعذب الله الناس بذنوب العلماء قال: ونظر سفيان إلى رجل في يده دفتر فقال: تزينوا بما شئتم فلن يزيدكم الله إلا اتضاعا.

• حدثنا الحسين بن محمد ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الله بن خبيق قال قال يوسف بن أسباط: الأشياء ثلاثة، حلال بين، وحرام بين لا شك فيه، وشبهات بين ذلك، فالمؤمن من إذا لم يجد الحلال يتناول من الشبهات ما يقيمه.

• حدثنا الحسين بن محمد ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الله بن خبيق سمعت وهيب بن الهذيل سمعت يوسف بن أسباط يقول: كان يقال اعمل عمل رجل

ص: 239

لا ينجيه إلا عمله، وتوكل توكل رجل لا يصيبه إلا ما كتب له. وسمعت يوسف بن أسباط يقول: مكث الحسن ثلاثين سنة لم يضحك، وأربعين سنة لم يمزح. قال وقال الحسن لقد أدركت أقواما ما أنا عندهم إلا لص.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن أحمد بن الوليد ثنا عبد الله ابن خبيق عن يوسف بن أسباط قال: قلت لأبي وكيع: ربما عرض لي في البيت شيء يداخلني الرعب، فقال لي: يا يوسف من خاف الله خاف منه كل شيء قال يوسف: فما خفت شيئا بعد قوله.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أحمد بن معدان ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا أبو توبة عن يوسف بن أسباط قال: من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا القرقساني قال: أتى يوسف بن اسباط ببا كورة ثمرة فغسلها ثم وضعها بين يديه وقال: إن الدنيا لم تخلق لينظر إليها، وإنما خلقت لينظر بها إلى الآخرة.

• حدثنا حبيب ثنا الفضيل بن أحمد بن إسماعيل ثنا سعدان بن يزيد حدثني أحمد بن يوسف بن أسباط قال: قلت لأبي: يا أبت كان مع حذيفة المرعشي علم؟ قال: كان معه علم كبير حسنه الله.

• حدثنا أبو يعلى الزبيري ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الله بن خبيق سمعت يوسف بن أسباط يقول: لا يقبل الله عملا فيه مثقال حبة من رياء، وقال يوسف كانوا يستحبون أن يسألوا الله العفو، وكان يوسف يقول: اللهم عرفني نفسي ولا تقطع رجاءك من قلبي.

• حدثنا أبو يعلى ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الله بن خبيق ثنا عبد الله ابن عبد الغفار الكرماني عن جعفر الرقي قال: كتبت إلى يوسف بن أسباط في مسائل فكتب إلى جوابها أماما ذكرت من أن يكون العبد عارفا بالله عارفا بنفسه، فالعارف بالله المطيع لله في جميع ما عرفه، والعارف بنفسه الذي يخاف

ص: 240

من حسناته أن لا تقبل، قال الله عز وجل {(يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة)} قال يعطون ما أعطوا وهم يخافون أن لا يتقبل منهم.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا محمد بن يحيى ثنا الحسين بن منصور ثنا علي الطنافسي ثنا أبو سهل الحسن قال كنت جالسا عند يوسف بن أسباط فقال:

اكتبوا إلى حذيفة، أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله، والعمل بما علمك الله، والمراقبة حيث لا يراك أحد إلا الله، والاستعداد لما لا حيلة لأحد في دفعه، ولا ينتفع بالندم عند نزوله، فاحسر عن رأسك قناع الغافلين، وانتبه من رقدة الموتى، وشمر الساق فان الدنيا ممر السابقين، قلا تكن ممن قد أظهر الشك، وتشاغل بالوصف وترك العمل بالموصوف له، فإن لنا ولك من الله مقاما يسألنا فيه عن الرمق الخفي، وعن الخليل الجافي، ولست آمن أن يكون فيما يسألني ويسألك عنه وساوس الصدور، ولحاظ الأعين، وإصغاء الأسماع وما يصخر مثل عن صفة مثله، اعلم أن مما يوصف به منافقو هذه الأمة أنهم خالطوا أهل الدين بأبدانهم، وفارقوهم بأهوائهم، وخففوا مما سعوا من الحق ولم ينتهوا عن خبيث فعالهم، إذ ذهبوا إليه فنازعوا في ظاهر أعمال البر بالمحامل والرياء، وتركوا باطن أعمال البر مع السلامة والتقى، كثرت أعمالهم بلا تصحيح، فأحرمهم الله الثمن الربيح، واعلم يا أخي أنه لا يجزينا من العمل القول، ولا من الفعل

(1)

ولا من البدل العدة، ولا من التوقي التلاوم، وقد صرنا في زمان هذه صفة أهله، فمن يكن كذلك فقد تعرض للمهالك، احذر القراء المصغين، والعلماء المتحرين، حيوا بطرق وصدوا الناس عن سبيل الهوى، وفقنا الله وإياك لما يحب والسلام.

• حدثنا أبو يعلى الحسين بن محمد ثنا محمد بن الحسين ثنا عبد الله بن خبيق قال قال لي حذيفة المرعشي: كتب إلي يوسف بن أسباط فذكر مثله. وقال: خضعوا لما طغوا من مالهم، وسكتوا عما سعوا من باطلهم، وفرحوا بما رأوا من زينتهم، وداهن بعضهم بعضا في القول والفعل.

(1)

كذا بالاصل وفيه نقص بسيط.

ص: 241

• حدثنا الحسين بن محمد ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الله بن خبيق ثنا ابن أبي الدرداء قال قال لي حذيفة المرعشي: كتب إلي يوسف بن أسباط: أما بعد فقد استقبلنا من هذه السنة أمور كثيرة، الآية الواحدة منها تعمي وتصم، وقد صرنا بين ظهراني قوم قد صيروا المعروف منكرا، والمنكر معروفا، وقد يستقام بهم ذلك جاريا، فإن كان بينهم بصير أعموه، عميت الأبصار وصمت الآذان، ولن ينحو في دهرنا هذا إلا ما شاء الله.

• حدثنا الحسين بن محمد ثنا محمد بن المسيب ثنا طاهر سمعت يوسف بن أسباط يقول: لأن تقطع يدي ورجلي أحب إلي من أن آكل من ذا المال شيئا - يعنى عطية الأمراء -.

• حدثنا الحسين ثنا محمد ثنا محمد بن المسيب ثنا طاهر سمعت يوسف بن أسباط يقول: بلغني أن الله تعالى أوحى إلى إبراهيم عليه السلام: تدري لم اتخذتك خليلا؟ لأنك تعطي الناس ولا تأخذ من أحد شيئا.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا عبد الله بن جابر الطرسوسي ثنا عبد الله بن خبيق ثنا يوسف بن أسباط سمعت سفيان يقول: لم يفقه من لم يعد البلاء نعمة، والرخاء مصيبة.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسين ثنا عبد الله بن خبيق قال قال يوسف بن أسباط: إذا رأيت الرجل قد حدثنا فلا تعظه، فليس للموعظة فيه موضع.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن يحيى حدثني إبراهيم بن السري حدثني محبوب بن موسى قال سمعت يوسف بن أسباط يقول لشعيب بن حرب:

أشعرت أن طلب الحلال فريضة، والصلاة في الجماعة سنة.

• حدثنا الحسين بن محمد ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الله بن خبيق قال قال لي موسى بن طريف قال لي يوسف بن أسباط: إن أقرضك رجل وعابه، وإن استقرض لك فضحك.

• حدثنا الحسين ثنا محمد ثنا ابن خبيق قال قال أبو جعفر الحذاء: كتبت

ص: 242

إلى يوسف بن أسباط أشاوره في التحويل إلى الحجاز فكتب إلي: أما ما ذكرت من تحويلك إلى الحجاز فليكن همك خيرك، وما أرى موضعك إلا أضبط للخير من غيره، وما أحب أحدا يفر من شيء إلا وقع في أشد منه، وإنما يطيب الموضع بأهله، وقد ذهب من نوقش به ويستراح إليه، وإن علم الله منك الصدق رجوت أن يصنع الله لك، وإن كان الصدق قد رفع من الأرض.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق الثقفى سمعت عبد الوهاب ابن عبد الحكم الوراق سمعت المثنى بن جامع - وهو من الثقات - سمعت أبا جعفر الحذاء سألت شعيب بن حرب عن يوسف بن أسباط فقال شعيب: ما أقدم عليه أحدا من هذه الأمة، البر عشرة أجزاء، تسعة منها فى طلب الحلال، وسائر البر في جزء واحد، وقد أخذ يوسف التسعة وشارك الناس في العاشر.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق سمعت المؤمل بن الشماخ المصيصي يقول سمعت يوسف بن أسباط يقول: إني لأهم بقراءة السورة

(1)

فإن كان ليس يعمل بما فيها لم تزل السورة تلعنه من أولها إلى آخرها، وما أحب أن يلعنني القرآن.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا محمد بن يحيى بن منده ثنا أبو عمران الطرسوسي سمعت أبا يوسف المتبولي يقول: كتب حذيفة إلى يوسف - أو يوسف إلى حذيفة -: أما بعد فان من قرأ القرآن ثم آثر الدنيا فهو ممن اتخذ آيات الله هزوا، ومن كان طلب الفضائل أهم إليه من ترك الذنوب فهو مخدوع وقد حبب أن يكون خيرا عاليا أصبر علينا من ذنوبنا.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا محمد بن يحيى ثنا الحسين بن منصور ثنا على ابن محمد الطنافسي ثنا سهل أبو الحسن سمعت يوسف بن أسباط يقول: يجزي قليل الورع عن كثير العمل، ويجزي قليل التواضع عن كثير الاجتهاد.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عبد الله بن خبيق قال:

كنت عند يوسف بن أسباط إذ جاء الأمير وعليه قلنسوة شاشية فسأله عن

(1)

كذا بالاصل ولعل فيه نقصا.

ص: 243

مسألة فقال: إن أستاذي سفيان كان لا يفتي من على رأسه مثل هذا، قال:

فوضعه على الأرض فأفتاه.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عبد الله بن خبيق حدثني موسى بن طريف قال: كنت بمكة مع شعيب بن حرب فنعي إليه يوسف بن أسباط فقال: يا موسى، فمن أراد أن يكذب فليكذب، ما بقى أحد يستحيى منه بعد يوسف.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم ثنا عبد الله حدثني موسى بن طريف سمعت يوسف بن أسباط يقول: لي أربعون سنة ما حاك في صدري شيء إلا تركته.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم ثنا الحارث ثنا عبد الله بن خبيق قال قال بشار قال لي يوسف بن أسباط: تعلموا صحة العمل من سقمه، فإني تعلمته في اثنين وعشرين سنة.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم ثنا عبد الله بن خبيق قال ل ل: يوسف: خرجت من سنح راجلا حتى أتيت المصيصة وجرابي على عنقي، فقام ذا من حانوته يسلم علي، وذا يسلم على، فطرحت جرابى ودخلت المسجد أصلى ركعتين فأحدقوا وبى، فطلع رجل في وجهي فقلت في نفسي: كم يقابلنى على هذا، فرجعت أخذت جرابي ورجعت بعرقي وعناني إلى سنح، فما رجع إلي قلبي إلى سنين.

أدرك يوسف بن أسباط من الأعلام حبيب بن حيان ومحل بن خليفة والسري بن إسماعيل وعائذ بن شريح وسفيان الثوري وزائدة وغيرهم.

• حدثنا محمد بن خنيس ثنا يوسف بن موسى بن عبد الله المروزي ثنا عبد الله بن خبيق ثنا يوسف بن أسباط عن حبيب بن حيان عن زيد بن وهب عن عبد الله بن مسعود قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق «إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين ليلة» الحديث.

صحيح ثابت متفق عليه من حديث زيد بن وهب، غريب من حديث حبيب لم نكتبه إلا من حديث يوسف معامده

(1)

أبى الحسن الدارقطنى.

(1)

كذا بالاصل

ص: 244

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عثمان بن عمر الضبي ثنا عثمان بن عبد الله السامي ثنا يوسف بن أسباط عن محل بن خليفة الضبي عن إبراهيم النخعي عن علقمة والأسود بن يزيد عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سخط رزقه وبث شكواه ولم يصبر لم يصعد له إلى الله عمل ولقي الله عز وجل وهو عليه غضبان» . غريب من حديث إبراهيم وعلقمة والأسود لم نكتبه إلا من حديث يوسف، تفرد به عثمان العثماني فيما قاله سليمان.

• حدثنا محمد بن المظفر ثنا أحمد بن زنجويه ثنا عثمان بن عبد الله العثماني ثنا يوسف بن أسباط الزاهد عن غالب بن عبيد الله عن زيد بن وهب عن عبد الله بن مسعود وأبي سعيد قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سخط رزقه وبث شكواه ولم يصبر لم يصعد له إلى الله حسنة، ولقي الله وهو عليه غضبان» . كذا حدث به أحمد بن زنجويه عن عثمان وعثمان كثير الوهم سيئ الحفظ.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا القاسم بن محمد بن عمر بن الجنيد ثنا أبو همام ثنا أبو الأحوص ثنا يوسف بن أسباط ثنا رجل من أهل البصرة عن أنس بن مالك. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما الذي يعطى من سعة بأعظم أجرا من الذي يقبل من حاجة» . قال إبراهيم: فلقيت يوسف بن أسباط فحدثني عن عائد بن شريح، لا أعلم رواه عنه إلا يوسف.

• حدثنا أبو عمر وعثمان بن محمد العثماني ثنا محمد بن دليل بن سابق ثنا عبد الله بن خبيق ثنا يوسف بن أسباط عن عائذ بن شريح عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما المعطي بأعظم أجرا من الآخذ إذا كان محتاجا» .

• حدثنا أبو بكر محمد بن حميد ثنا أحمد بن محمد بن عبد الخالق ثنا أبو همام ثنا أبو الأحوص حدثني يوسف بن أسباط عن عائذ بن شريح عن أنس ابن مالك قال: «صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله تعالى عنهم كانوا يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين» .

ص: 245

قال أبو همام: فلقيت يوسف بن أسباط فحدثنيه عن عائذ عن أنس مثله.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الحافظ ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الله بن خبيق ثنا يوسف بن أسباط عن سفيان الثوري عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن صلة بن زفر عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في ركوعه: «سبحان ربي العظيم، وفي سجوده سبحان ربي الأعلى» .

غريب من حديث الثوري تفرد به عنه يوسف فيما قاله الحافظ.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا أبو الربيع الحسين بن الهيثم ثنا المسيب بن واضح ثنا يوسف عن سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من بنى بناء فوق ما يكفيه كلفه يوم القيامة أن يحمله على عاتقه» . غريب من حديث الثوري تفرد به المسيب عن يوسف.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبد الباقي المصيصي ثنا المسيب بن واضح ثنا يوسف بن أسباط عن سفيان الثوري عن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت» . تفرد به يوسف عن الثورى.

• حدثنا أبو مسلم محمد بن معمر ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا المسيب ابن واضح ثنا يوسف بن أسباط عن سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مداراة الناس صدقة» . تفرد به يوسف عن الثوري.

• حدثنا محمد بن المظفر ثنا أحمد بن يوسف بن إسحاق السبحي ثنا عبد الله بن خبيق ثنا يوسف بن أسباط ثنا سفيان الثوري عن أبي إسحاق السبيعي عن سعيد بن وهب عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم» . غريب من حديث الثوري عن أبي إسحاق عن هبيرة بن أبي مريم عن عبد الله بن مسعود.

ص: 246

• حدثنا أبي ثنا عمر بن عبد الله الهجري الأيلي ثنا عبد الله بن خبيق ثنا يوسف بن أسباط عن سفيان الثوري عن محمد بن جحادة عن قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «كان يطوف على نسائه، هذه، ثم هذه ويغتسل منهن غسلا واحدا» . تفرد به يوسف عن الثوري.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن زكريا شاذان البصري ثنا أبو بكر ابن محمد الحلبي ثنا يوسف بن أسباط ثنا سفيان عن محمد بن جحادة عن قتادة عن أنس عن عائشة قالت. «ما رأيت عورة النبي صلى الله عليه وسلم قط» .

تفرد به بركة عن سفيان وعنه شاذان، ورواه غيره عن بركة عن يوسف عن حماد عن محمد بن جحادة.

• حدثنا أبو يعلى الحسين بن محمد الزبيري ثنا محمد بن المسيب الأرغياني ثنا عبد الله بن خبيق ثنا يوسف ثنا زائدة بن قدامة عن عبد الله بن عثمان ابن خيثم عن عبد الرحمن بن سابط عن جابر بن عبد الله سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لكعب بن عجرة «أعيذك بالله من إمارة السفهاء، قال: وما ذاك يا رسول الله؟ قال. أمراء سيكونون من بعدي، من دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم، فليس مني، ولا أنا منه، ولن يردوا على الحوض.

ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم، أولئك يردون على الحوض، يا كعب بن عجرة لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت وكل لحم نبت من سحت فالنار أولى به، يا كعب بن عجرة الصوم جنة والصلاة برهان والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، يا كعب بن عجرة الناس غاديان فمشتر نفسه فمعتقها أو بائعها فموثقها». لم يسقه هذا السياق من حديث جابر إلا ابن خيثم تفرد به رواه عنه الاعلام.

• حدثنا أبو يعلى ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الله بن خبيق ثنا ابن أسباط عن السري بن إسماعيل عن الشعبي عن كعب بن عجرة قال: «خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: تدرون ما يقول ربكم؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال يقول: من صلى الصلاة لوقتها ولم يضيعها استخفافا بحقها فله عليه

ص: 247

عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يصلها لوقتها وضيعها استخفافا بحقها فلا عهد له إن شئت غفرت له، وإن شئت عذبته». رواه عن الشعبي جماعة وحديث السري فيما أعلم لم يروه عنه إلا يوسف.

• حدثنا الحسين بن محمد الزبيري ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الله بن خبيق ثنا يوسف بن أسباط عن العرزمى عن عبد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يدري ما بلغت من رضوان الله فيوجب الله له بها الجنة إلى يوم القيامة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يدرى ما بلغت من سخط الله فيوجب له بها النار إلى يوم القيامة» . غريب من حديث عبيد الله بن زحر والعرزمي اسمه محمد بن عبيد الله الكوفي.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن السندي الأنطاكي ثنا يوسف بن أسباط عن سفيان الثوري عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر عن كعب الحبر قال: ذكرت الملائكة بني آدم وما يأتون من الذنوب، فقيل. لو أنكم بمثل مكانهم لأتيتم مثل ما يأتون، فاختاروا منكم ملكين، فاختاروا هاروت وماروت، فقيل لهما انزلا ولا تشركا بي شيئا ولا تزنيا ولا تسرقا، فإن بيني وبين خلقي رسولا، وليس بيني وبينكم رسول، فما استكملا يومهما الذي نزلا فيه حتى عملا بالذي حرم عليهما». غريب من حديث سالم عن ابن عمر مرفوعا.

• حدثنا إبراهيم والحسين بن محمد قالا: ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الله ابن خبيق ثنا يوسف بن أسباط ثنا خارجة بن أحمد عن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الذنوب ويرفع الدرجات؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلك الرباط، ثلاث مرات» . صحيح ثابت من حديث العلاء ورواه مالك وإسماعيل ابن جعفر والناس، غريب من حديث خارجة لم نكتبه إلا من حديث يوسف. .

ص: 248

• حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى ثنا محمد بن المسيب ثنا بركة بن محمد الحلبي ثنا يوسف بن أسباط عن إسرائيل عن فضيل بن عمرو عن مجاهد عن ابن عمر عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة ولد الزنا ولا ولد ولده ولا ولد ولد ولده» . قال يوسف: تعاظمني ذلك الكلام فقال لي أبو إسرائيل: إيش أنكرت من ذلك؟ بلغني من حديث آخر «أنه لا يدخل الجنة إلا تسعة آباء» . أبو إسرائيل هو الملائي اسمه إسماعيل بن إسحاق كوفى، روى عن الحكم وحدث عن الثوري، وأبو نعيم، واختلف على مجاهد فيه على أقوال.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا عبيد بن يعيش ح. وحدثنا أحمد بن عبد الله بن محمود ثنا عبد الله بن وهب حدثني أبو سعيد ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي ثنا يوسف بن أسباط ثنا المنهال بن الجراح عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقال لي «يا معاذ إذا كان الشتاء فغلس بالفجر وأطل القراءة على قدر ما يطيق الناس ولا تملهم، وصل الظهر إذا زالت الشمس، وصل العصر والشمس بيضاء نقية، وصل المغرب إذا غابت الشمس وتوارت بالحجاب، وصل العشاء وأعتم بها، فإن الليل طويل، فاذا كان الصيف فأسفر بالفجر فإن الليل قصير والناس ينامون فأسفر لهم حتى يدركوها، وصل الظهر حين تبيض الشمس ويهب الريح، فان الناس يقيلون فأمهلهم حتى يدركونا، وصل العصر والمغرب والعشاء في الشتاء والصيف على ميقات واحد» . غريب من حديث عبادة عن عبد الرحمن لم نكتبه إلا من حديث المنهال بن جراح وهو جرزى.

• حدثنا أبو يعلى وإبراهيم بن محمد قالا: ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الله ابن خبيق ثنا يوسف بن أسباط عن سفيان الثوري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعينه» . غريب عن الثوري عن جعفر تفرد به يوسف فيما أرى وقد روى يوسف مكان علي بن الحسين علي بن أبي طالب والصحيح علي بن الحسين.

ص: 249

• حدثنا أبو يعلى وإبراهيم بن محمد قالا: ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الله ابن خبيق ثنا يوسف بن أسباط عن سفيان عن عون بن أبي جحيفة عن عبد الرحمن بن سمرة - كذا قال - عن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يعجز الرجل من أمتى إذا أرادوا قتله يقول: لا تبوأ باثمى وإثمك فتكون كابن آدم، فيكون القاتل في النار والمقتول في الجنة» . غريب من حديث الثوري وعون لم نكتبه إلا من حديث يوسف بن أسباط.

• حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الله بن خبيق ثنا يوسف بن أسباط عن سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله: الرجل يعمل العمل في السر فيطلع عليه فيفرح.

فقال: «له أجران أجر السر وأجر العلانية» لم يقل أحد عن أبي صالح عن أبي ذر غير يوسف عن الثوري واختلف فيه على الثوري فرواه يحيى بن ناجية فقال عن أبي مسعود الأنصاري، ورواه قبيصة عنه فقال عن المغيرة بن شعبة ورواه أبو سنان عن حبيب عن أبي صالح عن أبي هريرة، والمحفوظ عن الثوري عن حبيب عن أبي صالح مرسلا.

• حدثنا إبراهيم بن محمد ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الله بن خبيق ثنا يوسف بن أسباط عن سفيان عن محمد بن عمر وعن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى عليه وسلم قال: «يدخل فقراء أمتي الجنة قبل الأغنياء بمائة عام» . مشهور من حديث محمد بن عمرو والثوري.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا يوسف بن موسى بن عبد الله المروروذى ثنا عبد الله بن خبيق ثنا يوسف بن أسباط ثنا سفيان الثوري عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال: «كان قوي

(1)

على عهد رسول الله صلى الله عليه أو سلم صائما فلا أزيد عليه حتى ألقى الله عز وجل». كذا رواه ابن خنيس فيما فادنا عنه الدارقطني: فقال: عن الثوري عن إبراهيم، وحدثناه إبراهيم بن محمد بن يحيى ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الله بن خبيق ثنا يوسف بن أسباط عن حبيب بن حبان عن إبراهيم التيمي عن أبي ذر مثله. وقال «فى كل شهر» .

(1)

هكذا فى الاصل فليحرر.

ص: 250

• حدثنا إبراهيم والحسين بن محمد قالا: ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الله ابن خبيق ثنا يوسف بن أسباط عن عباد البصري عن زيد بن أسلم عن عطاء ابن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مر رجال بقوم فسلم رجل من الذين مروا على الجالسين ورد من هؤلاء واحد جزأ عن هؤلاء وعن هؤلاء» . غريب من حديث زيد وعباد لم نكتبه إلا من حديث يوسف.

• حدثنا محمد بن علي ثنا الحسين بن محمد بن حماد ثنا المسيب بن واضح ثنا يوسف بن أسباط عن مالك بن مغول عن منصور عن خيثمة عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الندم توبة» . غريب من حديث منصور ورواه عن مالك جماعة.

• حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الله بن خبيق ثنا يوسف بن أسباط عن خارجة بن مصعب عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل شيء قطع من الحي فهو ميت» . تفرد به خارجة فيما أعلم عن أبي سعيد، ورواه عبد الرحمن ابن عبد الله بن دينار عن عطاء عن أبى واقد الليثى، وهو المشهور الصحيح.

• حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى ثنا محمد ثنا عبد الله بن خبيق ثنا يوسف ابن أسباط عن حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تعدون الشهيد فيكم؟ قالوا: من أصابه السلاح، قال: كم ممن أصابه السلاح وليس بشهيد ولا حميد، وكم ممن مات على فراشه حتف أنفه عند الله صديق شهيد» . غريب بهذا الإسناد واللفظ لم نكتبه إلا من حديث يوسف.

• حدثنا الحسين بن محمد الزبيري ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كيف أنت إذا جاع الناس حتى لا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك، ولا من من مسجدك إلى فراشك؟ قال: قلت الله ورسوله أعلم، قال: نصير ثم قال: كيف أنت إذا

ص: 251

انسل الناس حتى يغرق أسمار الزيت - يعني حجرا بالمدينة وقد كانت عنده وقعة - قلت: الله ورسوله أعلم، قال يلحق بمراتب منهم، قلت بادامى علي قال:

تدخل بيتك قال: فإن دخل علي؟ قال: وإن خفت أن ينهرك سفاح السيف، قلت: يا رسول الله أفلا نحمل السلاح قال اد سركه

(1)

». غريب من حديث يوسف عن حماد.

• حدثنا إبراهيم بن محمد ثنا محمد ثنا عبد الله بن خبيق ثنا يوسف بن أسباط عن سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي عبيدة عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى عليه وسلم: «من بنى بيتا فوق ما يكفيه كلف يوم القيامة أن يحمله على عاتقه» .

• وروى ابن أسباط عن زائدة بن قدامة عن عبد الله بن عثمان بن خيثم عن عبد الرحمن بن سابط عن سفيان الثوري عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة «أعيذك بالله من إمارة السفهاء، قال: وما ذاك؟» .

• حدثنا إبراهيم بن محمد ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الله بن خبيق ثنا يوسف بن أسباط عن العرزمي عن صفوان بن سليم عن أنس بن مالك قال:

«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الكي والطعام الحار ويقول: عليكم بالبارد فإنه ذو بركة، ألا وإن الحار لا بركة فيه، وكانت له مكحلة يكتحل منها عند النوم ثلاثا ثلاثا» . غريب من حديث صفوان لم نكتبه إلا من حديث يوسف

• حدثنا أبو يعلى الزبيري ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الله ثنا يوسف عن سفيان عن الأعمش عن خيثمة عن عبد الله قال: «إن الرجل ليشوق إلى التجارة والإمارة فيطلع الله عليه من فوق سبع سماوات فيقول: اصرفوا هذا عن عبدي فإني إن قضيت له أدخلته النار فيصبح وهو مطاع بحراسة من يستغني عنه» .

غريب من حديث الثوري عن الأعمش، ورواه شعبة عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا.

• حدثنا أبو يعلى ثنا محمد ثنا عبد الله ثنا يوسف عن أبى طالب عن

(1)

كذا بالاصل وفيه ارتباك ولعل الصواب «إذا تشاركه» .

ص: 252

عبد الوارث عن أنس في قوله تعالى {(ادفع بالتي هي أحسن)} قال قول الرجل لأخيه: ما ليس فيه فيقول: إن كنت كاذبا فأنا أسأل الله أن يغفر لك، وإن كنت صادقا فأنا أسأل الله أن يغفر لي.

• حدثنا أبو محمد وأبو يعلى قالا: ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الله بن خبيق ثنا يوسف بن أسباط عن مفضل بن مهلهل عن مغيرة عن إبراهيم أنه سمع رجلا يقول: علي أحب إلي من أبي بكر وعمر، فقال: لا تجالسنا بمثل هذا الكلام، أما لو سمعك علي بن أبي طالب لأوجع ظهرك.

• حدثنا إبراهيم بن محمد ثنا عبد الله ثنا يوسف بن أسباط ثنا محمد بن عبد العزيز التيمي الكوفي عن مغيرة عن أم موسى قالت: بلغ عليا أن ابن سبأ يفضله على أبي بكر، وعمر فهم علي بقتله فقيل له أتقتل رجلا إنما أجلك وفضلك؟ فقال: لا جرم لا يساكنني في بلدة أنا فيها. قال عبد الله بن خبيق:

فحدثت به الهيثم بن جميل فقال: لقد نفي ببلد بالمدائن إلى الساعة.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا العباس بن أحمد السامي ثنا المسيب بن واضح ثنا يوسف بن أسباط ثنا سفيان عن حجاج عن يزيد الرقاشي عن أنس ابن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كاد الفقر أن يكون كفرا، وكاد الحسد أن يكون سبق القدر» .

‌أبو إسحاق الفزاري

ومنهم تارك القصور والجواري. ونازل الثغور والبراري. أبو إسحاق إبراهيم الفزاري. كان لأهل الأثر والسنة إماما. وعلى أهل الريغ والبدعة زماما.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا إسحاق بن عبد الله بن مسلم ح.

وحدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا محمد بن عمرو بن العباس الباهلي سمعت سفيان بن عيينة يقول: قال هارون الرشيد لأبى إسحاق الفزراى: أيها الشيخ، إنك في موضع من القرب، قال: إن ذاك لا يغني عني يوم القيامة من الله شيئا.

ص: 253

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق سمعت إبراهيم بن سعيد الجوهري سمعت أبا أسامة سمعت الفضيل بن عياض يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وإلى جنبه فرجة، فذهبت لأجلس فقال: هذا مجلس أبي إسحاق الفزاري، فقلت لأبي أسامة: أيهما أفضل؟ قال: كان فضيل رجل نفسه، وكان أبو إسحاق رجل عامة. وقال عطاء بن مسلم: قلت لأبي إسحاق الفزاري: ألا تسب من ضربك؟ قال إذا أذه، ولما مات أبو إسحاق الفزاري شكا عطاء، ثم قال: ما دخل على أهل الإسلام من موت أحد ما دخل عليهم من موت أبي إسحاق الفزاري، وقال عطاء: قدم رجل المصيصة فجعل ينكرا لقدر فبعث إليه أبو إسحاق ارحل عنا: وقال محمد بن يوسف الأصبهاني حدث الأوزاعي بحديث فقال رجل من حدثك يا أبا عمرو؟ قال: حدثني به الصادق المصدوق، أبو إسحاق إبراهيم الفزاري.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق سمعت أبا قدامة عبيد الله ابن سعيد يقول سمعت محمد بن عبد الرحمن بن مهدي يقول: كان الأوزاعي والفزاري إمامين في السنة، إذا رأيت الشامي يذكر الأوزاعي والفزاري فاطمئن إليه، كان هؤلاء أئمة في السنة.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا معاوية ابن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري قال قال الأوزاعي في الرجل يسأل أمؤمن أنت حقا؟ قال. إن المسألة عما سئل من ذلك بدعة والشهادة عليه تعمق، ولم نكلفه في ديننا، ولم يشرعه نبينا، عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، ليس لمن يسأل عن ذلك فيه إمام إلا مثل القول فيه جدل، المنازعة فيه حدث وهزؤ، ما شهادتك لنفسك بذلك بالذي يوجب لك تلك الحقيقة إن لم تكن كذلك ولا تركك الشهادة لنفسك بها بالتي تخرجك من الإيمان، إن كنت كذلك، وإن الذي يسألك عن إيمانك ليس يشك في ذلك بمثل، ولكنه يريد أن ينازع الله علمه في ذلك حتى يزعم أن علمه وعلم الله في ذلك سواء، فاصبر نفسك على السنة، وقف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا، وكف عما كفوا عنه، واسلك

ص: 254

سبل سلفك الصالح، فإنه يسعك ما وسعهم، وقد كان أهل الشام في غفلة من هذه البدع حتى قذفها إليهم بعض أهل العراق ممن دخلوا فى تلك البدعة بعد ماردها عليهم علماؤهم وفقهاؤهم، فأسر بها قلوب طوائف من أهل الشام، ناستحلتها ألسنتهم، وأصابهم ما أصاب غيرهم من الاختلاف فيهم، ولست بآيس أن يدفع الله سيئ هذه البدعة إلى أن يصير جوابا بعد مواد

(1)

، إلى أن تفرغ في دينهم وتباغض، ولو كان هذا خيرا ما خصصتم، به دون أسلافكم، فإنه لم يدخر عنهم خيرا حق لكم دونهم لفضل عندكم، وهم أصحاب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، الذين اختارهم له، وبعثه فيهم، ووصفهم بما وصفهم، فقال {(محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا)} ويقول: إن فرائض الله ليس من الإيمان، وإن الإيمان قد يطلب بلا عمل، وإن الناس لا يتفاضلون في إيمانهم، وإن برهم وفاجرهم في الإيمان سواء وما هكذا جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه بلغنا أنه قال:«الايمان بضع وسبعون، أو بضع وستون جزءا، أولها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان» . وقال الله تعالى: {(شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه)} والدين هو التصديق وهو الإيمان والعمل، فوصف الله الدين قولا وعملا، فقال:{(فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين)} فالتوبة من الشرك قول وهي من الإيمان، والصلاة والزكاة عمل.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو العباس ثنا أبو نشيط ثنا محمد بن هارون ثنا أبو صالح سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول: إن من الناس من يحب الثناء عليه وما يساوي عند الله جناح بعوضة.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن يحيى بن منده ثنا محمد بن الوليد القرشي - صاحب غندر - ثنا محمد بن فضالة - وكان لا يقدر أن يمشي من الخوف - ثنا عبد الله الغنوى عن أبى اسحاق الفزاوى قال: من قال الحمد لله

(1)

هكذا فى الاصل فليحرر.

ص: 255

على كل حال فإن كانت نعمة كانت لها شكرا، وإن كانت مصيبة كانت لها عزاء.

أسند الفزاري عن التابعين والأئمة، فمن التابعين عبد الملك بن عمير وإسماعيل بن أبي خالد وعطاء بن السائب والأعمش ويحيى بن سعيد وموسى ابن عقبة وهشام بن عروة وسهل بن أبي صالح ويونس بن عبيد وسليمان التيمي وابن عون وخالد الحذاء وعبيد الطويل وأبان بن أبي عياش وغيرهم، وحدث عن الفزاري من الأئمة سفيان الثوري والأوزاعي.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق الفزاري عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة عن نافع عن ابن عمر قال: «كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فأتاه قوم من قبل المغرب عليهم ثياب الصوف فوافقوه عند أكمة وهم قيام وهو قاعد، فأتيته فقمت بينهم وبينه، فحفظت أربع كلمات أعدهن في يدي، قال: يغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم يغزون قادس فيفتحها الله، ثم يغزون الروم فيفتحها الله ثم يغزون الدجال فيفتحه الله. قال نافع: ثنا جابر لا نرى الدجال لا يخرج حتى يفتح الروم» . صحيح ثابت رواه الجم الغفير عن عبد الملك بن عمير عن جابر.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق عن إسماعيل بن أبي خالد سمعت عبد الله بن أبي أوفى يقول:

«دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأحزاب. اللهم منزل الكتاب.

سريع الحساب. هازم الأحزاب. اللهم اهزمهم وزلزلهم». صحيح ثابت متفق عليه رواه عن إسماعيل

(1)

.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا معاوية ابن عمرو ثنا أبو إسحاق الفزاري ثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «بين العبد والكفر - أو الشرك - ترك الصلاة» . صحيح ثابت رواه عن الأعمش الناس جميعا.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا معاوية

(1)

بياض بالاصل.

ص: 256

ابن عمرو ثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم:

«ان الشيطان قد أيس أن يعبد بأرضكم هذه، ولكن رضي منكم بما يحصون» .

حدث به الإمام أحمد عن معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا بشر بن موسى ثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، والتوبة معروضة» .

مشهور ثابت من حديث الأعمش رواه عنه الناس.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما نقص مال قط

(1)

إلا مال أبي بكر». غريب من حديث الأعمش ولم يقل إلا مال إلا الفزاري.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ح. وحدثنا إسحاق ابن أحمد ثنا إبراهيم بن يوسف قالا: ثنا كثير بن عبيد ثنا بقية بن الوليد ثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رجل:

يا رسول الله الرجل يباشر العمل ثم يطلع عليه فلا يسوءه قال: «ذاك الذي يؤتى أجره مرتين» . غريب من حديث الفزارى تفرد به عنه بقية، ورواه سعد بن بشير عن الأعمش نحوه.

• حدثنا محمد بن علي ثنا أحمد بن عبيد الله الأنطاكي ثنا علي بن بكار بن هارون ثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله عتقاء في كل يوم وليلة عبيدا وإماء يعتقهم من النار، وإن لكل عبد مسلم دعوة مستجابة يدعوها فتستجاب» . غريب من حديث الفزاري والأعمش لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا الحسين بن محمد ثنا محمد بن هارون ثنا زيد بن سعيد ثنا أبو

(1)

كذا بالاصل والظاهر أن فيه نقصا ولعل النقص (من صدقة).

ص: 257

إسحاق الفزاري ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر» . غريب من حديث الأعمش والفزاري لم نكتبه إلا من حديث زيد فيما أعلم.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسين ثنا بشر بن موسى ثنا معاوية ابن عمرو ح. وحدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا المسيب ابن واضح قالا: ثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يجد من شرار الناس يوم القيامة الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه - وقال أبو معاوية: - الذي يأتي هؤلاء بحديث هؤلاء، وهؤلاء بحديث هؤلاء» . صحيح ثابت من حديث الأعمش رواه عنه الناس.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الله بن مسعود «حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق إن الله يجمع خلق أحدكم في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم ينفخ فيه الروح، ثم يرسل إليه ملك بأربع كلمات فيقال:

اكتب أجله ورزقه وشقيا أو سعيدا، فإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع فيسبق عليه الشقاء فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها. وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه السعادة فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها». صحيح متفق عليه رواه عن الأعمش الجم الغفير، ورواه فطر بن خليفة وغيره عن زيد ابن وهب مثله.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة «حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين، قد رأيت أحدهما وأنا أنظر الآخر، حدثنا أن الامانة نزلت فى حدر قلوب الرجال ثم نزل القرآن تعلموا من القرآن

ص: 258

وعلموا، ثم حدثنا عن رفع الأمانة فقال: ينام الرجل النومة فيقبض الأمانة من قلبه فيظل أثر المحل لحمر دهر

(1)

حبه على رحلك ليعط، فيراه مستترا وليس فيه شيء، فتصبح الناس يتبايعون، ولا يكاد أحد يؤدي الأمانة حتى يقال إن في بني فلان رجلا أمينا، ثم يقال للرجل: ما أظرفه وما أعقله وما أجله وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، ولقد أتى علي حين وما أبالى أيكم بايعت، لئن كان نصرانيا ليردنه عليه بياعته، ولئن كان مسلما ليردنه علي دينه فأما اليوم فو الله ما كنت لأبايع منكم إلا فلانا وفلانا». صحيح ثابت متفق عليه من حديث الأعمش.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن محمد بن محمد بن أبي موسى الأنطاكي ثنا عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي ثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام العمل فيهن أفضل من عشر ذي الحجة، قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله الامن عثر جواده وأهريق دمه» . غريب من حديث الأعمش، تفرد به الفزاري، والحديث صحيح ثابت متفق عليه، رواه عدة من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

• حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الكندي البغدادى ثنا سعيد بن عجب ثنا شعبة بن عمرو السكوني ثنا بقية عن أبي إسحاق الفزاري عن الأعمش عن شقيق عن ابن مسعود قال: «إذا وعد أحدكم حبيبه فلينجز له، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: العدة عطية» . غريب من حديث الأعمش تفرد به الفزاري، ولا أعلم رواه عنه إلا بقية.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا بشر بن موسى ثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأعمش عن صالح عن عمران بن حصين قال: «أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعقلت ناقتي بالباب، فدخلت، فأتاه نفر من أهل اليمن فقال: اقبلوها يا أهل اليمن إذا لم يقبلها إخوانكم بنو تميم، فقالوا:

قبلنا يا رسول الله، أتيناك لنتفقه في الدين، ونسألك عن أول هذا الأمر كيف كان، قال: كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، ثم كتب

(1)

فى الاصل ارتباك.

ص: 259

جل ثناؤه في الذكر كل شيء، ثم خلق السموات والأرض، ثم أتاني فقال:

أدرك ناقتك فقد ذهبت، فخرجت فوجدتها ينقطع دونها السراب، وأيم الله لوددت أني تركتها». صحيح متفق عليه، حدث به الإمام أحمد بن حنبل عن معاوية عن أبي إسحاق الفزاري، ورواه أبو عوانة وغيره أيضا عن الأعمش مثله. ورواه المسعودي من حديث بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم وتفرد به.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الحسين بن السميدع ثنا موسى بن أيوب النصيبي ثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأعمش عن شقيق بن سلمة عن عروة عن عائشة قالت: «كنت أغتسل أنا والنبي صلى الله عليه وسلم من إناء واحد» .

غريب تفرد به الفزاري عن الأعمش، وعن موسى فيما قاله سليمان بن أحمد.

• حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة ومحمد بن علي قالا: ثنا أبو إسحاق الفزاري عن موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله - وكان كاتبا له - قال: كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى فقرأته فإذا فيه:

«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بعض أيامه الذى لقى فيها العدو، انتظر حتى زالت الشمس ثم قام في الناس فقال: يا أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية، فإذا لقيتم العدو فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف، ثم قال: اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم» . صحيح ثابت متفق عليه من حديث موسى بن عقبة أخرجه البخاري عن عبد الله بن محمد السندي عن معاوية بن عمرو الفزاري.

• حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد ومحمد بن ابراهيم قالا: ثنا الحسن ابن محمد بن حماد ثنا المسيب بن واضح ثنا أبو إسحاق الفزاري عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر قال: «سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل التى أضمرت فأرسلها من الحصباء، وكان أمدها ثنية الوداع فقلت لموسى: كم بين ذلك؟ قال: ستة أميال أو سبعة، وسبق بين الخيل التي لم تضمر وأرسلها من ثنية الوداع وكان أمدها مسجد بني رزيق، قلت: وكم كان بين ذلك؟ قال: ميل أو نحوه، وكان ابن عمر ممن سابق منها» . صحيح متفق عليه من

ص: 260

حديث موسى بن عقبة حدث به البخاري عن عبيد الله عن معاوية عن الفزاري وأخرجه مسلم من حديث ابن جريج عن موسى.

• حدثنا عبد الله بن محمود بن محمد ثنا عبد الغفار بن أحمد الحمصي ثنا المسيب بن واضح ثنا أبو إسحاق عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر قال:

«قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة الخوف، فقامت طائفة خلفه وطائفة بينه وبين العدو، فصلى بالذين خلفه ركعة وسجدتين، ثم انطلقوا فقاموا في مقام أولئك وجاء الآخرون فصلى بهم ركعة وسجدتين، ثم سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وتمت صلاته، ثم صلت الطائفتان كل واحدة منهما ركعة ركعة» . صحيح ثابت متفق عليه من حديث موسى وغيره عن نافع.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبد الله بن عون ثنا أبو إسحاق الفزاري عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يجتمعان في النار أبدا اجتماعا يضر أحدهما الآخر، قالوا: من يا رسول الله؟ قال: مؤمن قتل كافرا ثم سدد» . قال الحسن وحدثنا حبان بن موسى ثنا عبد الله بن المبارك عن أبي إسحاق الفزاري مثله.

ثابت مشهور من حديث سهيل عن النعمان بن أبي عباس.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا أبو عروبة ثنا المسيب بن واضح ثنا أبو إسحاق الفزاري عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الخيل معقود فى نواصيها الخير إلى يوم القيامة» . مشهور من حديث سهيل والفزاري ثابت.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبد الرحمن بن صالح ثنا إبراهيم بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: «قيل للنبي صلى الله عليه وسلم جاء هنا رجل يزعم أنه زنى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنه مجنون فدعوه، فما لبث أن وقع فى بئر» . غريب من حديث هشام ابن عروة لم نكتبه إلا من هذا الوجه، وإبراهيم هو عندي فيما أرى الفزاري لا غيره.

ص: 261

• حدثنا عبد الله بن محمود بن محمد ثنا عبد الغفار بن أحمد ثنا المسيب ابن واضح ثنا أبو إسحاق الفزاري عن يحيى بن سعيد الأنصارى عن محمد ابن يحيى ابن حبان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قالت: «كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب بيض لفائف» .

• حدثنا محمد بن علي ثنا أبو عروبة ثنا المسيب بن واضح ثنا أبو إسحاق الفزاري عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن يحيى بن حبان حدثني أبو عمرة أنه سمع زيد بن خالد الجهني قال: توفي رجل بخيبر فذكروه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «صلوا على صاحبكم، فتغيرت وجوه الناس فلما رأى ما بهم قال: إن صاحبكم غل فى سبيل الله، ففتشنا متاعه فوجدنا حرزا من حرز اليهود، والله إن تساوي درهمين» . صحيح متفق عليه من حديث يحيى بن سعيد، رواه عنه الناس.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق الفزاري عن عطاء بن المسيب عن مقسم عن ابن عباس في قوله {(هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق)} قال: كل شيء فهو مكتوب عند الله في أم الكتاب، فيحصي عليهم الحفظة ما يعملونه، ثم ينسخونه من أم الكتاب، فذلك قوله {(هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق)} الآية.

• حدثنا عبد الله بن محمود ثنا عبد الغفار بن أحمد الحمصي ثنا المسيب بن واضح ثنا أبو إسحاق الفزاري عن عاصم عن الشعبي عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أطال أحدكم الغيبة عن أهله ثم قدم فلا يطرق أهله ليلا» .

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق الفزاري عن يونس بن عبيد عن عمرو بن سعيد عن أبي زرعة قال قال جرير بن عبد الله: «بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة والنصح لكل مسلم، قال: وكان جرير إذا ابتاع من إنسان شيئا قال: إن ما أخذنا منك أحب إلينا مما أعطيناك، قال يريد جرير بذلك تمام بيعته» .

ص: 262

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق الفزاري عن يونس عن الأسود بن سريع قال: «خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فلقينا المشركين فأسرع الناس في القتل حتى قتلوا الذرية، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما بال أقوام ذهب بهم القتل حتى قتلوا الذرية، ألا لا تقتلوا الذرية، ألا لا تقتلوا الذرية، فقال رجل: يا رسول الله أوليس إنما هم أولاد المشركين؟ فقال: أوليس خياركم أولاد المشركين؟ كل نسمة تولد على الفطرة حتى يعرب عنها لسانها فأبواها يهودانها أو ينصرانها» . حديث جرير متفق على صحته من غير وجه، وحديث الأسود مشهور ثابت.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا معاوية ابن عمرو ثنا أبو إسحاق الفزاري عن ابن عون عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: «اختصم آدم وموسى عليهما السلام فقال موسى: أنت الذي أشقيت الناس وأخرجتهم من الجنة، فقال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه وأنزل عليك التوراة، أليس تجد فيها أنه قدره علي قبل أن يخلقني؟ فخصم آدم موسى، ثم قال محمد: ما تنكر من أن يكون الله قد علم كل شيء ثم كتبه» .

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن حماد ثنا المسيب بن واضح ثنا أبو إسحاق الفزاري ثنا ابن عون عن نافع عن ابن عمر قال قال عمر بن الخطاب «أصبت أرضا بخيبر لم أصب مالا عندى أنفس منها، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إنى أصبت أرضا لم أصب مالا أنفس عندى منها، فما تأمرنى؟ قال:

إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها، فتصدق بها عمر: لا يباع أصلها على الفقراء وذوي القربى وفي الرقاب وفي سبيل الله وابن السبيل، ولا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف أو يطعم صديقا غير متمول فيه، ولا يباع ولا يوهب ولا يورث. قال ابن عون: فذكرت ذلك لابن سيرين فقال: غير متأمل مالا». صحيح متفق عليه من حديث ابن عون وغيره عن نافع.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا بشر بن موسى ثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو

ص: 263

إسحاق الفزاري عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سليمان قال:

«إن الله تعالى خمر طينة آدم عليه السلام أربعين يوما - أو قال ليلة - فمن ثم {يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي}» . كذا رواه الفزاري موقوفا.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا هاشم بن مرثد الطبراني ثنا أبو صالح الفراء ثنا أبو إسحاق الفزاري عن الحسن بن عبيد الله عن يزيد بن أبي مريم عن أبي الجوزاء قال: قلت للحسن بن علي مثل من كنت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وما عقلت عنه؟ قال عقلت عنه أني سمعته يقول: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الشر ريبة والخير طمأنينة، وعقلت عنه الصلوات الخمس وكلمات أقولهن عند انفصالهن: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافنى فيمن عافيت، وتولنى فيمن توليت، وبارك لى فيما أعطيت، وقنى شر ما قضيت، إنك تقضى ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت. تباركت وتعاليت» .

رواه أبو إسحاق السبيعي والعلاء بن صالح وشعبة والحسن بن عمارة في آخرين عن يزيد نحوه.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق عن حميد عن أنس بن مالك قال: «لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك حين دنا من المدينة، قال. إن بالمدينة لأقواما ما سرتم من مسير ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم، قالوا: وهم بالمدينة؟ قال نعم حبسهم العذر» . صحيح متفق عليه.

• حدثنا محمد بن علي ثنا أبو عروبة ثنا المسيب ثنا أبو إسحاق الفزاري عن خالد الحذاء عن الحكم، عن الأعرج عن ابن مغفل قال:«بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية على أنا لا نفر ولم نبايعه على الموت» . ثابت من حديث ابن مغفل وغيره.

• حدثنا أبو بكر الأجري ثنا جعفر الفريابي ثنا المسيب بن واضح ثنا أبو إسحاق عن أبى عجلان بن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يجد الشهيد من القتل إلا كما

ص: 264

يجد أحدكم القرصة يقرصها». ثابت مشهور من حديث القعقاع عن أبي صالح.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن محمد بن أبي موسى الأنطاكي ثنا عبيد بن هشام ثنا أبو إسحاق الفزاري عن مغيرة عن أبي إسحاق عن عاصم ابن ضمرة عن على قال: «الوتر ليس بحتم، ولكنه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم» . تفرد به عبيد عن الفزاري فيما قاله سليمان ح.

وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا جعفر بن سليمان بن حاجب الأنطاكي ثنا أبو صالح الفراء ثنا أبو اسحاق الفزارى عن الرحمن بن إسحاق عن الحسن البصري عن أنس بن مالك. قال:

قالت أم سليم: يا رسول الله أخرج معك إلى الغزو؟ فقال: «يا أم سليم إن الله لم يكتب على النساء الجهاد. قالت: أداوي الجرحى، وأعالج وأسقي الماء، قال فنعم إذا» . تفرد به أبو صالح عن الفزاري فيما قاله سليمان.

• حدثنا أبو سعيد محمد بن علي بن محارب النيسابوري ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي ثنا أبو صالح الفراء ثنا أبو إسحاق الفزاري عن سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ويل للعرب من شر قد اقترب، أفلح من كف يده» .

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق الفزاري عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: «عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد مع الغلمان فأبى أن يجيزني، وأنا ابن أربع عشرة سنة، ثم عرضت عليه العام المقبل في الخندق وأنا ابن خمس عشرة فأجازني» . صحيح ثابت من حديث عبيد الله وغيره عن نافع

(1)

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدو فإني أخاف أن يناله العدو» . مشهور ثابت من حديث نافع رواه موسى بن عقبة فى آخرين عنه. .

(1)

كذا بالاصل والظاهر أن السند قد سقط منه.

ص: 265

‌مخلد بن الحسين

ومنهم ذو القلب العقول. واللسان السئول. مخلد بن الحسين الواعي للأصول. والمداري للجهول.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق سمعت محمد بن الصباح ثنا الوليد بن مسلم قال: أفضل من بقي من علماء أهل المغرب أبو إسحاق الفزاري، ومخلد بن الحسين، وعيسى بن يونس.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق حدثني عبد الله بن محمد ابن عبيد ثنا محمد بن بشير الدعاء قال: ذكر عند مخلد بن الحسين خلق من أخلاق الصالحين، فقال:

لا تعرضن بذكرنا في ذكرهم

ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا أحمد ابن إبراهيم الدورقي ثنا عبدة بن عبد الله صاحب منعة بن حرب قال: شكا رجل إلى مخلد بن الحسين رجلا من أهل الكوفة، فقال: أين أنت عن المداراة، فإني أداري حتى أدارى هذه جارية حبشية تغربل شعير الفرس له، ثم قال:

ما تكلمت بكلمة أريد أن أعتذر منها منذ خمسين سنة.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق سمعت محمد بن زكريا سمعت مخلد بن الحسين يقول: قال لي هارون أمير المؤمنين لما أدخلت عليه:

ما يكون هشام منك؟ قلت: كان والد إخوتي.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق سمعت محمد بن زكريا سمعت مخلد بن الحسين ثنا إسماعيل بن أبي الحارث ثنا سعيد بن داود ثنا مخلد ابن الحسين قال: ما ندب الله العباد إلى شيء إلا اعترض فيه إبليس بأمرين ما يبالي بأيهما ظفر، إما غلوا فيه وإما تقصيرا عنه.

أسند مخلد بن الحسين عن هشام بن حسان وأكثر عنه.

• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا خلف بن عمرو

ص: 266

العكبري ح. وحدثنا أبو بكر الطلحي ثنا أحمد بن سعيد بن شاهين ح.

وحدثنا حبيب بن الحسن ثنا أحمد بن أبي عون قالوا: ثنا مسلم بن أبي سليم ثنا مخلد بن الحسين عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة «أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في النجم وسجد معه من حضره من الجن والإنس» . غريب من حديث محمد بن سيرين لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو أحمد وحبيب بن الحسن قالا: ثنا خلف بن عمرو ح. وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ومحمد بن إسحاق بن أيوب ثنا أحمد بن أبي عون قالا: ثنا مسلم بن أبي سليم ثنا مخلد بن الحسين عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يقل أحدكم زرعت، ولكن ليقل حرثت» .

قال أبو هريرة: ألم تسمعوا قول الله عز وجل {(أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه)} الآية.

وبهذا الإسناد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «بئس الطعام طعام الوليمة، يدعى إليه الأغنياء. ويمنع منه الفقراء، ومن لم يجب فقد عصى الله ورسوله» .

• وروى مخلد بن هشام عن حفصة بنت سيرين عن أنس. قال قالت أم سليم:

يا رسول الله ادع الله لأنس فقال: «اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيه» . قال أنس: فلقد دفنت من صلبي سوى ولد ولدي خمسة وعشرين ومائة وإن أرضي لتثمر في السنة مرتين، وما في البلد شيء يثمر مرتين غيرها،. تفرد به مخلد عن هشام فيما قاله سليمان.

‌حذيفة بن قتادة

ومنهم العابد المتواضع. الخاضع المتوادع. حذيفة بن قتادة المرعشي صحب سفيان الثوري وسمع منه.

• حدثنا إسحاق بن أحمد ثنا إبراهيم بن يوسف ثنا أحمد بن أبى الحوارى سمعت

(1)

يقول قال حذيفة المرعشي: القلوب قلبان قلب ملح فى مسألة وقلب

(1)

بياض بالاصل.

ص: 267

يتوقع ساعته، فحدثت به أبا سليمان فقال: كل قلب يتوقع متى قرع الباب يجيئه إنسان فيعطيه فذاك قلب فاسد.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ح. وحدثنا عبد الله بن محمد حدثني سلمة ثنا سهل بن عاصم عن أبي يزيد الرقي قال قال حذيفة بن قتادة: قيل لرجل كيف تصنع في شهوتك؟ قال: ما في الأرض نفس أبغض إلي منها، فكيف أعطيها شهوتها؟.

• حدثنا أبو يعلى الحسين بن محمد الزبيري ثنا محمد بن المسيب الأرغياني ثنا عبد الله بن خبيق قال قال حذيفة المرعشي: لو جاءني رجل فقال لي والله الذي لا إله إلا هو يا حذيفة ما عملك عمل من يؤمن بيوم الحساب، لقلت له:

يا هذا لا تكفر عن يمينك فإنك لا تحنث.

• حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن مقسم ثنا أحمد بن عبد الكريم الفزاري ثنا عبد الله بن خبيق سمعت يوسف بن أسباط سمعت حذيفة بن قتادة المرعشي يقول: لو أحببت من يبغضني على حقيقة في الله لأوجبت على نفسي حبه.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الملك سمعت أبا عمران موسى بن عبد الله الطرسوسي سمعت أبا يوسف الغسولي يقول: كتب حذيفة المرعشي إلى يوسف بن أسباط: أما بعد فإن من قرأ القرآن فآثر الدنيا على الآخرة فقد اتخذ القرآن هزوا، ومن كانت النوافل أحب إليه من ترك الدنيا لم آمن أن يكون محروما، والحسنات أضر علينا من السيئة والسلام.

• حدثنا الحسين بن محمد ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الله بن خبيق قال قال حذيفة: إن لم تخش أن يعذبك الله على أفضل عملك فأنت هالك. وقال لي حذيفة: لو نزل علي ملك من السماء يخبرني أني لا أرى النار بعيني وأني أصير إلى الجنة إلا أني أقف بين يدي ربي تعالى يسائلني، ثم أصير إلى الجنة لقلت لا أريد الجنة، ولا أقف ذلك الموقف. ثم قال: إن عبدا يعمل على خوف

ص: 268

لعبد سوء، وإن عبدا يعمل على رجاء لعبد سوء، كلاهما عندي سواء.

• حدثنا الحسين بن محمد ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الله بن خبيق قال قال لي حذيفة: إنك ربما أصبت الحكمة فوق مزبلة، فإذا أصبتها فخذها. فحدثت به ابن أبي الدرداء فقال: صدق، نحن مزابل وهو عندنا ذا حكمة. وقال حذيفة كان ينبغي للرجل لو خير بين أن يضرب عنقه وبين أن يزوج امرأة فى المتعة

(1)

لاختار ضرب العنق على تزويج امرأة في المتعة.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ح. وحدثنا محمد بن أحمد بن الوليد ثنا عبد الله بن خبيق ثنا يوسف بن أسباط. قال قال لي حذيفة المرعشي:

ما أصيب أحد بمصيبة أعظم من قساوة قلبه.

• حدثنا أبو يعلى البريدي ثنا محمد بن المسيب الأرغياني ثنا عبد الله بن خبيق قال قال لي ابن أبي الدرداء: رأيت حذيفة المرعشي عند جعفر يقول له يا عبد الله ليس ينبغى للمؤمنين أن يشغله عن الله شيء، لا فقر ولا غنى ولا صحة ولا مرض، فقال له حذيفة: كنت لا تكون هاهنا حيلتان، قال: ما هما؟ قال:

لا تقاتل الله فى السراء ولا تأكل سدسا.

(2)

وقال حذيفة: إن من الكلام ما الصبر على استماعه أشد علي من ضرب السياط.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن أحمد بن الوليد ثنا عبد الله بن خبيق ثنا يوسف بن أسباط قال قال لي حذيفة المرعشي: كان يقال إذا رأيتم الرجل قد جلس وحده فانظروا إلى أي شيء جلس، فإن كان جلس ليجلس إليه فلا يجلس إليه، وقال حذيفة: لأن أدع لله كذبة أحب إلي من أن أحج حجة.

• حدثنا الحسن بن محمد ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الله بن خبيق قال قال حذيفة المرعشي: إن لم تكن خائفا أن يعذبك الله على فضول عملك كنت هالكا، وقال حذيفة: إياكم والفجار والسفهاء، فأما إنكم إذا قبلتموها أنكم قد رضيتم فعلهم. وقال حذيفة: إذا سمع الرجل كلاما أو علما فلم يعمل به فهو ذنب.

• حدثنا الحسين بن محمد ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الله بن خبيق حدثنى

(1)

كذا بالاصل وأظنها المتعة.

(2)

كذا بالاصل.

ص: 269

أبو الفيض عن عبد الله بن عيسى الرقي قال قال لي حذيفة: هل لك أن تجمع لك الخير كله في حرفين، قلت: في نفسي: تراه فاعلا، قال قلت: ومن لي بذلك؟ قال: مداراة الخير من حله، وإخلاص العمل لله حسبك.

• حدثنا الحسين بن محمد ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الله بن خبيق حدثني موسى بن العلاء قال قال لي حذيفة: يا موسى ثلاث خصال إن كن فيك لم ينزل من السماء خير إلا كان لك فيه نصيب، يكون عملك لله، وتحب للناس ما تحب لنفسك، وهذه الكسرة تحر فيها ما قدرت.

• حدثنا عثمان بن محمد العثماني ثنا محمد بن أحمد البغدادي ثنا أبو الحسين علي بن الحسن بن علي البغدادي سمعت أبا الحسن بن أبي الورد يقول قال رجل:

أتينا على ابن بكار فقلنا له حذيفة المرعشي يقرئ عليك السلام قال وعليه: إني لأعرفه بأكل الحلال منذ ثلاثين سنة، ولن ألقى الشيطان عيانا أحب إلي من أن ألقاه، قلت له في ذلك، قال: إني أخاف أن أتصنع له فأتزين لغير الله فأسقط من عين الله.

• حدثنا الحسين بن محمد ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الله بن خبيق ثنا يوسف بن أسباط قال حذيفة: بلغنا أن مطرف بن الشخير سمع رجلا يعرفه وهو يدعو، قال: اللهم لا تزد في أجلي، فقال: هذا العارف بنفسه.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن يزيد المستملي ثنا حذيفة المرعشي قال: مررت بالرقة بأصحاب السويق ورجل يبيع السويق عليه

(1)

وغلامين وهو مقبل عليهما وعلى رأسه كمة دنسة، فقلت: لو ألقيت هذه الكمة، قال: أصبت قلبي يصلح عليها، قلت: أراك مقبلا على غلامين أفأنت تحبهما؟ قال إني أجل الله أن أشغل قلبي بحب أحد مع حبه، ولكن أرحمهما.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عبد الله بن خبيق حدثني خلف بن تميم سمعت أبا الأحوص يقول: رأيت من بكر بن وائل خمسة ما رأيت مثلهم قط إبراهيم بن أدهم، ويوسف بن أسباط، وحذيفة بن قتادة

(2)

العجلى، وأبا يونس العوفى.

(، 2) بياض بالاصل.

ص: 270

• حدثنا أبي ثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب ثنا أبو حاتم ثنا عبد الصمد ابن محمد العباداني عن بشر بن الحارث سمعت المعافى بن عمران يقول: كان عشرة ممن مضى من أهل الحلم ينظرون في الحلال النظر الشديد، لا يدخلون بطونهم إلا ما يعرفون من الحلال، والا استفوا التراب، ثم عد بشر إبراهيم بن أدهم وسليمان الخواص، وعلي بن الفضيل، ويمان أبو معاوية الأسود، ويوسف بن أسباط، ووهيب بن الورد، وداود الطائي، وحذيفة المرعشي.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الرحمن بن أبي وصافة العسقلانى ثنا عبد الله ابن خبيق ثنا موسى بن العلاء قال قال حذيفة بن قتادة المرعشي: قال لي سفيان الثوري: لأن أترك عشرين ألفا يحاسبني الله عليها أحب إلي من أن أحتاج إلى الناس.

• حدثنا محمد بن أحمد بن أبان حدثني أبي ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا الحسين ابن محبوب ثنا الفيض قال قال حذيفة المرعشي ثنا عمار عن الأعمش: كنا عند مجاهد فقال: القلب هكذا وبسط كفه، فإذا أذنب الرجل ذنبا قال هكذا، وعقد واحدا، وإذا تم عقد اثنين ثم ثلاثا ثم أربعا ثم رد الإبهام على الأصبع في الذنب الخامس، فطبع على قلبه. قال مجاهد: فأيكم يرى أن يطبع على قلبه.

‌أبو معاوية الاسود

ومنهم المعرض عن الأرذل. والباحث على الأفضل اليمان أبو معاوية الأسود

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن فضيل العكي قال: غزا أبو معاوية الأسود فحصر المسلمون حصنا فيه علج لا يرمي حجرا لإنسان إلا أصابه، فشكوا إلى أبي معاوية فقرأ {(وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى)} . اشتروني منه، فلما وقف قال: أين تريدون بإذن الله؟ قال:

المذاكير، فقال: أي رب سمعت ما سألوني فأعطني ما سألوني، بسم الله ثم رمى المذاكير بإذن الله فمر السهم حتى إذا قرب من حائط الحرس ارتفع حتى إذا أخذ العلج في مذاكيره فوقع وقال: شأنكم به، قال: ومر أبو معاوية

ص: 271

يوما فوجد خمس عشرة حبة فول - يعني باقلا مسلوقا - قال: فلقطها ثم ولى وجهه إلى القبلة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أي رب ارزقني شكر ما رزقتني فإني لو حمدتك من يوم خلقت الدنيا إلى أن تقوم الساعة ما أديت شكر هذا اليوم.

• حدثنا إسحاق بن أحمد ثنا إبراهيم بن يوسف ثنا أحمد بن أبي الحواري قال قلت لأبي معاوية الأسود: يا أبا معاوية ما أعظم النعمة علينا في التوحيد نسأل الله أن لا يسلبناه. قال: يحق على المنعم أن يتم على من أنعم عليه.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن إسحاق ثنا أحمد بن أبي الحواري سمعت أحمد بن وديع يقول قال أبو معاوية الأسود إخواني كلهم خير مني، قيل له: كيف ذاك يا أبا معاوية؟ قال: كلهم يرى الفضل لي على نفسه، ومن فضلني على نفسه فهو خير مني.

• حدثنا عمر بن أحمد بن شاهين سمعت عبد الله بن داود سمعت أبي يقول:

لما مات علي بن فضيل خرج أبو معاوية الأسود من طرسوس إلى مكة يعزي أباه فضيل بن عياض ولم يحج حتى رجع، فقال فضيل: ما وافى مكة رجل أغبط عندي من أبي معاوية ولكلب ميت يجر برجله أغبط عندي منه.

• حدثنا علي بن الفضيل الفقيه البغدادي - إملاء - ثنا أحمد بن جعفر ابن محمويه ثنا ابن أبي العوام ح. وحدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن السكن ثنا إبراهيم بن الجنيد ثنا عبد الصمد بن يزيد قالا: ثنا أبو بكر بن عبد الرحمن ابن عنان العوفي سمعت أبا معاوية الأسود يقول في جوف الليل: من كانت الدنيا أكبر همه طال غدا في القبر غمه، ومن خاف ما بين يديه ضاق ذرعه، ومن خاف الوعيد لها في الدنيا عما يريد، يا مسكين. إن كنت تريد لنفسك فلا تنامن الليل إلا القليل، اقبل من الدين الناصح إذا أتاك بأمر واضح لا تهتم بأرزاق من تخلف فليست أرزاقهم تكلف، وطن نفسك للمقال إذا وقفت بين يدي رب العزة للسؤال، قدم صالح الأعمال عند كثرة الاستعمال، بادر ثم بادر قبل نزول ما تحاذر، إذا بلغت روحك التراقي وانقطع عنك من أحببت أن تلاقى، كأنا بها إذا بلغت الحلقوم، وأنت في سكرات الموت مغموم، إذا

ص: 272

انقطعت حاجتك إلى أهلك، وأنت تراهم حولك وقد بقيت مرتهنا بعملك، فالصبر ملاك الأمر، وفيه أعظم الأجر، فاجعل ذكر الله من أجل نياتك واملك فيما ينوي ذلك

(1)

لسانك، ثم بكى أبو معاوية بكاء شديدا ثم قال: أوه من يوم يتغير فيه لوني، ويتلجلج فيه لساني، ويقل فيه زادي. فقيل: يا أبا معاوية من قال هذا الكلام الحسن الجميل؟ قال: حكيم من الحكماء. المساق لعلي بن الفضل.

• حدثنا أحمد بن جعفر أبو معبد ثنا أحمد بن مهدي حدثني أبو موسى العارفي قال: كنت أسمع أبا معاوية الأسود إذا قام من الليل يستقي الماء يقول:

ما ضرهم ما أصابهم في الدنيا، جبر الله لهم كل مصيبة بالجنة.

• حدثنا محمد ابن عمر بن سلم - إملاء - ثنا عبد الله بن بشر بن صالح ثنا يوسف بن سعيد ثنا إبراهيم بن مهدي سمعت أبا معاوية الأسود يقول: ما ضرهم ما أصابهم في دنياهم جبر الله لهم كل مصيبة بالجنة.

• حدثنا محمد بن أحمد بن شاهين سمعت عبد الله ابن أبى داود سمعت أبا حمزة نصر بن الفرج - وكان خادم أبي معاوية الأسود - يقال له: أي شيء كان يتكلم به أبو معاوية ويتمثل؟ فقال: كان يجئ ويذهب ويقول: ما ضرهم ما نالهم في الدنيا، جبر الله لهم كل مصيبة بالجنة.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال: كتب إلي أبو موسى بن المثنى حدثني عمرو بن أسلم ثنا أبو معاوية الأسود. قال: شمروا طلابا وشمروا هدابا، لم يضرهم ما أصابهم في الدنيا، جبر الله لهم كل مصيبة بالجنة.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني حسين بن عبد الرحمن قال قال أبو معاوية الأسود: الخلق كلهم برهم وفاجرهم يسعون في أقل من جناح ذباب. فقال له رجل: ما أقل من جناح ذباب؟ قال: الدنيا.

• حدثنا أبي ثنا أحمد ثنا عبد الله بن محمد بن سفيان حدثني هارون بن الحسن قال سمعت أبا معاوية الأسود يقول: القلب المعني بأمر الله فى علو من الله.

(1)

فليحرر لان أصل هذه الملزمة كالتى قبلها سقيم.

ص: 273

‌سعيد بن عبد العزيز

ومنهم المتحصن بالحصن الحريز. والخوف والبكاء الأزيز. أبو محمد سعيد ابن عبد العزيز.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا عبد الله بن محمد البغوي ثنا العباس ابن حمزة حدثني أحمد بن أبي الحواري حدثني أبو عبد الرحمن الأسدي قال قلت لسعيد بن عبد العزيز: يا أبا محمد ما هذا البكاء الذي يعرض لك في الصلاة؟ فقال: يا بن أخي وما سؤالك عن ذلك؟ قلت: يا عم لعل الله أن ينفعني، فقال سعيد: ما قمت في صلاتي إلا مثلت لي جهنم.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي سمعت أبا مسهر قال: قال رجل لسعيد بن عبد العزيز: أطال الله بقاءك، فغضب وقال:

بل عجل الله بي إلى رحمته.

أسند عن عدة من التابعين، منهم الزهري وزيد بن أسلم وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر ومكحول وسليمان بن موسى في آخرين.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو عامر محمد بن إبراهيم الصوري ثنا سليمان ابن عبد الرحمن الدمشقي ثنا عبد الله بن كثير الطويل القاري عن سعيد بن عبد العزيز عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «رمى الجمرة يوم النحر، وقال: هذا يوم الحج الأكبر» .

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا إبراهيم بن هشام ثنا يحيى الغساني ثنا سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان في حر شديد حتى إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة» .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا إبراهيم بن أحمد الخزاعي ثنا علي بن الحسن بن شقيق حدثني سعيد بن عبد العزيز التنوخي

ص: 274

عن سليمان بن موسى عن الزهري عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الغبار في سبيل الله إسفار الوجوه يوم القيامة» .

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا يحيى بن صالح الوحاظي ثنا سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبد الله عن قيس بن الحارث عن الصنابحي عن أبي الدرداء قال: «ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من أميركم هذا» .

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله ثنا الوليد بن مسلم عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان في حر شديد حتى أن أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة» .

وروى سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن سليمان بن موسى عن الزهري عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الغبار في سبيل الله إسفار الوجوه يوم القيامة» .

• وروى سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن علية قال: أخبرك أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم فابعث إلي به

(1)

على مركب من البريد فقدم على البريد فقال: أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول؟ قال نعم قال معاوية: وأنا سمعته كما سمعته.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة الدمشقي ثنا أبو مسهر ثنا سعيد ابن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله عن رجل من آل جبير بن مطعم عن أبي قتادة الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أحدثكم عن رجلين من بني إسرائيل؟ أما أحدهما فرأى بنو إسرائيل أنه أفضلهم في الدين والعلم والخلق، وأما الآخر فرأى أنه مسرف على نفسه فذكر عند صاحبه فقال: لن يغفر الله له، فقال الله عز وجل: ألم تعلم أني أرحم الراحمين ألم تعلم أن رحمتي سبقت غضبي؟ وأني أوجبت لهذا الرحمة، ولهذا العذاب؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلا تألوا على الله» . غريب من حديث

(1)

فى الاصل تشويش فليحرر.

ص: 275

إسماعيل لم نكتبه إلا من حديث سعيد.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن هارون بن بكار الدمشقى ثنا العباس ابن عثمان الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم ثنا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول قال قال أبو هريرة لكعب الأحبار: «ألا أحدثك عن أبي القاسم صلى الله عليه وسلم؟ قال: بلى، فتواعدا ليلة قبة من قباب معاوية، فاجتمع عليهما الناس، فما زال أبو هريرة ليله أجمع يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم، حتى أصبح فلم يزده كعب إلا في ثلاثة أحاديث قال أبو هريرة: بينا سليمان بن داود يسعى في موكبه إذ مر بامرأة تصيح بابنها يا لادين، فوقف سليمان عليه السلام فقال: إن دين الله لظاهر، وأرسل إلى المرأة فسألها فقالت: إن زوجها سافر وله شريك فزعم شريكه أنه مات وأوصى إن ولدت غلاما أن سميه لادين، فأرسل إلى الشريك فاعترف أنه قتله، فقتله سليمان عليه السلام» . غريب من حديث مكحول لم نكتبه إلا من حديث سعيد.

‌سليمان الخواص

ومنهم الفطن الغواص. سليمان الخواص.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا الفريابي قال:

كنت في مجلس فيه الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز وسليمان الخواص فذكر الأوزاعي الزهاد فقال الأوزاعي: ما نريد أن نرى في دهرنا مثل هؤلاء، فقال سعيد بن عبد العزيز: سليمان الخواص ما رأيت أزهد منه، وكان سليمان في المجلس ولا يعلم سعيد، فرفع سليمان رأسه وقام فأقبل الأوزاعى فقال:

ويحك لا تعقل ما يخرج من رأسك، تؤذي جليسنا؟ تزكيه في وجهه؟.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا أبو هاشم ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا مضاء بن عيسى قال: مر سليمان الخواص بابراهيم ابن أدهم وهو عند قوم قد أضافوه وأكرموه، فقال: نعم الشيء هذا يا إبراهيم إن لم تكن تكرمة على دين.

ص: 276

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن يحيى بن منده ثنا محمد بن يوسف - صاحب هشام بن عمار - قال سليمان الخواص: كيف آكل الطعام وأنا لا أدري إلا رجاء.

• حدثنا محمد بن أحمد بن عمر ثنا أبي ثنا أبو بكر بن سفيان ثنا محمد بن هارون ثنا يعقوب بن كعب حدثني إسحاق - رجل من أهل الشام - قال: كان سليمان الخواص ببيروت فدخل عليه سعيد بن عبد العزيز فقال له: ما لي أراك في الظلمة؟ قال: ظلمة القبر أشد، قال: فما لي أراك وحدك ليس لك رفيق؟ قال: أكره أن يكون لي رفيق لا أقدر أن أقوم به، فقال سعيد: خذ هذه الدراهم فإنها لك بها يوم القيامة، قال سعيد: أى شيء إلى هذا الذى احسى

(1)

إليه إلا بعد كد، فأنا أكره أن أعودها مثل دراهمك هذه.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا أبي ثنا أبو بكر بن سفيان ثنا محمد بن هارون ثنا يعقوب بن كعب حدثني أبي عن سليمان الخواص قال قيل له: إن الناس قد يبكون إذ تمر فلا تسلم، فقال: والله ما ذاك لفضل أراه عندى، ولكنى شبيه الحسن إذا

(2)

تورثه نار وإذا قعدت مع الناس جاءني ما أريد وما لا أريد.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا محمد بن كثير عن سليمان الخواص قال: مات ابن رجل فحضره عمر بن عبد العزيز فكان الرجل حسن العزاء، فقال رجل من القوم:

هذا والله الرضا، فقال عمر بن عبد العزيز: أو الصبر، فقال سليمان: الصبر دون الرضا، الرضا أن يكون الرجل قبل نزول المصيبة راضيا بأي ذلك كان، والصبر أن يكون بعد نزول المصيبة يصبر.

‌سالم الخواص

ومنهم سالم بن ميمون الخواص.

• حدثنا أحمد بن محمد بن جعفر ثنا الحسن بن هارون بن سليمان ثنا الحسن

(2)

كذا بالاصل فليحرر

ص: 277

ابن شاذان النيسابوري سمعت مؤمل بن إهاب سمعت القعنبى الأكبر - يعنى إسماعيل بن مسلم - يقول: رأيت في المنام كأن القيامة قد قامت وكأن مناديا ينادي ألا ليقم السابقون، فقام سفيان الثوري، ثم نادى الثانية، ألا ليقم السابقون، فقام سالم الخواص، ثم نادى الثالثة: ألا ليقم السابقون، فقام إبراهيم بن أدهم. فأولت ذلك ما حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لكل قرن سابق» .

• حدثنا أبو محمد بن حيان حدثني محمد بن الخطاب ثنا محمد بن إدريس ثنا عمرو بن أسلم الطرسوسي سمعت سالما الخواص يقول: الناس ثلاثة أصناف صنف يشبه الملائكة، وصنف يشبه البهائم، وصنف يشبه الشياطين. فالذي يشبه الملائكة فالمؤمنون فى ليلهم ونهارهم طائعين يحب أهل الطاعة وأما الذي يشبه الشياطين فالذين في معاصي الله مساء وصباحا

(1)

مساء وصباحا ويعطون كل الأجر.

• حدثنا أبو العباس أحمد بن العلاء ثنا أحمد بن محمد بن عيسى الرازي ثنا يوسف بن الحسين ثنا أحمد بن أبي الحواري قال قال سالم الخواص. أن الجأ إلى ما شئت تلجأ إليه، ولو ألجأت أمرك إلى الله لكفاك.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن عمران ثنا أبو حاتم عن عمرو ابن خالد سمعت سالم بن ميمون يقول:

أرى الدنيا لمن هي في يديه

عذابا كلما كوت لديه

تهين المكرمين لها بصغر

وتكرم كل من هانت عليه

فدع عنك الفضول تعش حميدا

وقد ما كنت محتاجا إليه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن عمران ثنا أبو حاتم ثنا عمرو بن أسلم سمعت سالم بن ميمون يقول:

يا صاحب الرزق تفكر في العجب

في سبب الرزق وللرزق سبب

كلما تسأل فأجمل فى الطلب

(1)

كذا بالاصل وفيه نقص.

ص: 278

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ثنا محمد بن إدريس ثنا عمرو بن أسلم سمعت سالم بن ميمون الخواص يقول: -

كأنك مهما تعط نفسك سؤلها

وفرحك بالأمس العلوم أجمعا

(1)

.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الله بن عبد السلام ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا سالم الخواص وأنشد هذه الأبيات لابن المبارك:

رأيت الذنوب تميت القلوب

ويتبعها الذل أزمانها

وترك الذنوب حياة القلوب

فاختر لنفسك عصيانها

وهل يذل الدين الا الملوك

واجار سوء ورهبانها

وباعوا النفوس ولم يربحوا

ببيعهم كل أثمانها

لقد رتع القوم في حقه

يمين لدى العقل إتيانها.

• حدثنا إسحاق بن أحمد ثنا إبراهيم بن يوسف ثنا أحمد بن أبي الحواري حدثني أحمد بن ثعلبة العامل سمعت سالما الخواص يقول: كنت أقرأ القرآن ولا أجد له حلاوة، فقلت لنفسي: اقرئيه كأنك سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءت حلاوة قليلة، فقلت لنفسي: اقرئيه كأنك سمعتيه من جبريل عليه السلام حين يخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فازدادت الحلاوة، ثم قلت لها: اقرئيه كأنك سمعتيه حين تكلم به. قال فازدادت الحلاوة كلها.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن السكن ثنا أبو إبراهيم بن الجنيد ثنا عبد الله بن محمد بن عائشة ثنا سالم الخواص عن فرات بن السائب عن زاذان سمعت كعب الأحبار يقول: «إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد ونزلت الملائكة وصاروا صفوفا فيقول الله تعالى: يا جبريل ائتني بجهنم، فأتى بها جبريل تقاد بسبعين ألف زمام» الحديث بطوله.

أسند سالم عن مالك بن أنس وابن عيينة والقاسم بن معن وأقرانهم.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن نصر القطان ثنا عبد الله بن ذكوان الدمشقي ثنا سالم الخواص ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي إدريس عن أبي ثعلبة قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء

(1)

فى الوزن خلل.

ص: 279

والولدان». غريب من حديث الزهري لا أعلم رواه عن سفيان إلا سالم.

• حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أحمد بن سعد الواسطي ثنا إسحاق بن رزيق ثنا سالم الخواص عن مالك بن أنس عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من قال في يوم مائة مرة: لا إله إلا الله الملك الحق المبين، كان له أنيسا في وحشة القبر، واستجلب الغنى، واستقرع باب الجنة» . غريب من حديث سالم عن مالك رضي الله تعالى عنه.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا أحمد بن حماد بن سفيان ثنا محمد بن عوف وعيسى بن هلال قالا: ثنا سالم بن ميمون الخواص عن سليمان بن حيان الأحمر أبي خالد عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن سهل بن أبى خيثمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا مت أنا وأبو بكر وعمر وعثمان فإن استطعت أن تموت فمت» . غريب من حديث إسماعيل بن أبي خالد لم يروه عنه فيما أعلم إلا أبو خالد.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الحسن بن علي العمري ثنا عمرو بن أسلم الحمصي ثنا سالم بن ميمون الخواص عن عطاء عن عبد الله العمري عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال في سوق من الأسواق لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. كتب الله له ألف حسنة» . غريب من حديث عبد الله عن سالم أبو

(1)

زيد علي بن عطاء.

• حدثنا الفضيل بن زياد عن الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رجلا كان له على رسول الله صلى الله عليه وسلم بكر من الإبل فجاء يتقاضاه فقال له. «نعم لنقرضك، قال إني محتاج إليه، وألح على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأراد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينهروه، فقال دعوه: فإن طالب الحق أعذر من النبي صلى الله عليه وسلم، اقضوه واشتروا له، قالوا: لا نجد إلا أفضل من بكره، فقال: اشتروه

(1)

هنا نقص.

ص: 280

وأعطوه، فإن خير الناس أفضلهم قضاء». صحيح ثابت من حديث سلمة ابن كهيل عن أبي سلمة. غريب من حديث عبدة والأوزاعي لم نكتبه إلا من حديث الفضل.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا عبيد بن القاري ثنا أبو محمد سلم الزاهد ثنا القاسم بن معن عن أخته أمينة بنت معن عن عائشة أم المؤمنين قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكثر خرز الجنة العقيق» . غريب من حديث القاسم لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا خالي عبد الله بن محمود بن الفرج ثنا أبو حفص عمر بن علي البيروتي - بعين زربة - ثنا سالم بن ميمون الخواص - سنة ثلاث عشرة ومائتين - ثنا مسلم بن خالد الزنجي عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا كلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته، فالرجل راع على أهله وهو مسئول عنهم، والمرأة راعية على ما وليت عليه من مال زوجها وهي مسئولة عنه، والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعينه» . ثابت مشهور من حديث نافع، رواه عنه الناس، ورواه أيضا الناس عن الزهري عن سالم عن ابن عمر.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا خالي عبد الله ثنا عمر بن علي ثنا سالم بن ميمون ثنا الربيع بن بدر عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تمضمضوا واستنشقوا والأذنان من الرأس» . غريب من حديث ابن جريج في المضمضة والاستنشاق لا أعلم رواه عنه إلا الربيع.

‌عباد بن عباد الخواص

ومنهم الباكي الوباص الزاكى القناص. أبو عبدة عباد بن عباد الخواص.

رضي الله تعالى عنه.

• حدثنا أبو القاسم بكير بن جناح البخاري ثنا حبيب بن نصر المهلبي

ص: 281

ثنا عبد الله بن محمد بن قيس ثنا محمد بن الحسين ثنا جعفر بن جبير بن فرقد ثنا حماد بن واقد سمعت أبا عبيدة يقول: الحزن جلاء القلوب، به لبستم مواضع الفكر. ثم بكى.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن يحيى ثنا إبراهيم بن أبي أيوب ثنا محمد بن عمرو العزي سمعت أبا مسلم الصوري يقول: كتب عباد بن عباد الخواص إلى إخوانه يعظهم: اعقلوا والعقل نعمة وإنه يوشك أن يكون خيره فرب ذو عقل قد شغل قلبه بالتعمق فيما هو عليه ضرر، حتى صار عن الحق ساهيا كأنه لا يعلمه، إخوانكم إن أرضوكم لم تناصحوهم وإن أسخطوكم اغتبتموهم، فلا أنتم تورعتم في السخط، ولا أنتم ناصحتموهم في الرضا، إنكم في زمان قد رق فيه الورع، وقل فيه الخشوع، وحملوا العلم ففسدوا به، أحبوا أن يعرفوا بحمله، وكرهوا أن يعرفوا بإضاعة العمل فيطغوا فيه بالهوى، ليزينوا ما دخلوا فيه من الخطأ، فذنوبهم ذنوب لا يستغفر منها، وتقصيرهم تقصير لا يعرف فيه كيف يهتدي السائل، إذا كان الدليل حائرا أحبوا الدنيا وكرهوا منزلة أهلها، فشاركوهم فى العيش وزايلوهم بالقول.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن الحسين بن قتيبة ثنا محمد بن خلف العسقلاني ثنا رواد بن الجراح ثنا عباد بن عباد أبو عتبة عن الأوزاعي عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان ذا وجهين كان له لسانان من نار يوم القيامة» .

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن محمد بن شريح ثنا محمد بن يحيى النيسابوري ثنا أبو مسهر حدثني عباد الخواص حدثني أبو بكر بن أبي مريم عن الهيثم بن مالك الطائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كان يدعو اللهم اجعل حبك أحب الأشياء إلي، واجعل خوفك أخوف الأشياء إلي، واقطع عني حاجات الدنيا بالشوق إلى لقائك، وإذا أقررت أعين أهل الدنيا من دنياهم فأقر عينى من عبادتك» .

ص: 282

‌عبد الله العمري

ومنهم العابد العدوي. والزاهد البدوي. عبد الله بن عبد العزيز العمري

• حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبو جعفر الحذاء سمعت العمري يقول سمعت عبد الرحمن يقول: أكثر قراءتك القرآن، فإنه يقودك إلى الجنة.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد حدثني إسماعيل ابن أبي الحارث ثنا يحيى بن أيوب حدثني بعض أصحابنا قال: كتب مالك ابن أنس إلى البدوي: إنك بدوي، ثم فلو كنت عند مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه: إني أكره محاورة مثلك.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد ثنا عبد الله بن محمد حدثني محمد بن يحيى المروزي بلغني عن العمري عبد الله بن عبد العزيز أنه كان يلزم كتبه، وكان لا يخلو من كتاب يكون معه ينظر فيه، فقيل له في ذلك فقال: إنه ليس شيء أوعظ من قبر ولا أسلم من وحدة ولا آنس من كتاب.

• حدثنا محمد بن أحمد بن أبان حدثني أبي ثنا أبو بكر بن سفيان حدثني أبو يزيد النميري ثنا أبو يحيى الزهري قال قال عبد الله بن عبد العزيز العمري عند موته: نعمة ربي أحدث أني لم أصبح أملك على الناس إلا سبعة دراهم ملكتها يدي ونعمة ربي أحدث لو أن الدنيا أصبحت تحت قدمي لا يمنعني من أخذها إلا أن أزيل قدمي ما أزلتها.

• حدثنا محمد بن أحمد حدثني أبي ثنا أبو بكر حدثني القاسم بن هاشم عن محمد بن عبد الله الحذاء سمعت العمري يقول: إنما الدنيا والآخرة أبان أيهما أكفان كان

(1)

فيه.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الغفار بن أحمد الحمصي ثنا المسيب بن واضح سمعت العمري أبا عبد الرحمن الزاهد وهو قائم في المسجد

(1)

الاصل هنا مختل

ص: 283

مسجد منى إلى جنب المنبر وهو آخذ بعمود المنبر وهو يشير بيده وهو يقول:

لله در ذوي العقول

والحرص في طلب الفضول

بثلاث أكسبه الارامل

واليتامى والكهول

(1)

والجامعين المكثرين

من الخيانة والغلول

وضعوا عقولهم من الدنيا

بملودجة السيول

ولهوا بأطراف الفروع

وأغفلوا علم الاصول

وتتبعوا جمع الحطام

وفارقوا أثر الرسول

ولقد رأوا غيلان وياسن

الدهر غولا بعد غول.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ثنا سلمة بن شبيب ثنا سهل بن عاصم عن عبيد بن جناد سمعت العمري يقول: أي رب توبة منك علينا وتوبة منا إليك في خواصنا وعوامنا، أي رب اجعلنا لها صادقين ولا تجعلنا بها كاذبين، ثم يقول: وأيم الله إن أرانا بها إلا كاذبين.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن مسلم ثنا أحمد بن علي الأبار ح. وحدثنا أبو أحمد الغطريفي ثنا عبد الله بن صالح البخاري ثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم ثنا سفيان بن عيينة قال: دخلت على العمري الرجل الصالح فقال: ما أحد يدخل علي أحب إلي منك، وفيك عيب، قلت: ما هو؟ قال: تحب الحديث أما إنه ليس من زاد الموت أو من أنذر الموت.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد حدثني أبو المنذر إسماعيل بن عمر سمعت أبا عبد الرحمن العمري الزاهد يقول: إن من غفلتك عن نفسك إعراضك عن الله بأن ترى ما يسخطه فتجاوزه ولا تأمر بالمعروف ولا تنهى عن المنكر خوفا ممن لا يملك لك ضرا ولا نفعا. قال: وسمعته يقول من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مخافة المخلوقين ترغيب منه تسه

(2)

الله فلو أمر ولده أو بعض مواليه لا يستحق به.

(1)

كذا بالاصل والشعر مختل النظام.

(2)

هكذا فى الاصل.

ص: 284

• حدثنا أبو أحمد الغطريفي ثنا عمران بن موسى ثنا إسحاق بن بهلول حدثني أبو جعفر الحافظ - وكان من العباد - قال: دخلت على العمرى فى باديته فقلت له: لم نأيت عن الناس؟ فقال: ما استطعت أن تنأى عن الناس فافعل قلت: أحتمل؟ قال: احتمل بالبلغة وانظر لمن تعمل، ثم قال: ألا أسمعك أبياتا قلت: نعم! فقال:

وما لى من عبد وما لى وليدة

وانى لفى فضل من الله واسع

بنعمة ربي لا أريد معيشة

سوى قصد عيش من معيشة قانع

ومن يجعل الرحمن في قلبه الغنى

يعش فى غنى من طيب العيش واسع

إذا كان منى ليس فيه عميره

ولم أنشره بعض تلك المطامع

(1)

ولم يستلمني من ذباب من الهوى

ولم اتخشع أمره الصانع

كريما بحق الله بحل ماله

بخيلا يقول الزور غير موادع.

• حدثنا محمد بن أحمد بن أبان حدثني أبي ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني محمد بن الحسين ثنا محمد بن حرب المكي قال: قدم علينا أبو عبد الرحمن العمري الزاهد فاجتمعنا عليه وأتاه وجوه أهل مكة فرفع رأسه فلما نظر إلى القصور المحدقة بالكعبة نادى بأعلى صوته: يا أصحاب القصور المشيدة، اذكروا ظلمة القبور الموحشة، يا أهل التنعم والتلذذ، اذكروا الدود والصديد وبلى الأجسام في التراب، قال. فغلبته عيناه فنام.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن أحمد الخزاعي ثنا الزبير بن بكار ثنا سليمان بن محمد بن عروة سمعت عبد الله بن عبد العزيز العمري يقول: قال لي موسى بن عيسى: ينهى إلى أمير المؤمنين هارون الرشيد أنك تشتمه وتدعو عليه، فبأي شيء استبحت ذلك يا عمري؟ قال: فقلت له: أما شتمه فهو والله أكرم علي من نفسي، لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما فى الدعاء عليه فو الله ما قلت: اللهم إنه قد أصبح عبثا ثقيلا على أكتافنا لا تطيقه أبداننا وقذى في جفوننا لا تطرف عليه جفوننا، وشجى فى أفواهنا تسفه حلوقنا باكفنا موته وفرق بيننا وبينه، ولكن قلت: اللهم ان كان يسمى بالرشيد لرشد

(1)

فى الابيات خلل.

ص: 285

فأرشده أو لغير ذلك فراجع به، اللهم إن له في الإسلام بالقياس على كل مؤمن حقا، وله بنبيك قرابة ورحم فقربه من كل خير وباعده من كل سوء. وأسعدنا به وأصلحه لنفسه ولنا. فقال موسى بن عيسى: يرحمك الله أبا عبد الرحمن كذلك يا عمري الظن بك.

• حدثنا الحسين بن محمد ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا محمد بن خالد ثنا أحمد بن أبي الحواري قال قال رجل لأبي عبد الرحمن العمري: عظني، فأخذ حصاة من الأرض فقال: مثل هذا ورع يدخل في قلبك خير لك من صلاة أهل الأرض. قال: زدني. قال: كما تحب أن يكون الله غدا فكن أنت اليوم.

أسند العمري عن جماعة وأدرك من التابعين أبا طوالة وروى عن إبراهيم بن سعد.

• حدثنا سليمان بن محمد ثنا أبو هارون موسى بن محمد بن كثير الشريني ثنا عبد الملك بن إبراهيم الحربي ثنا عبد الله بن عبد العزيز العمري عن أبي طوالة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الزبانية اسرع إلى ضعة القرآن منهم إلى عبدة الأوثان، فتقول يبدأ بنا قبل عبدة الأوثان؟ فيقال لهم ليس من علم كمن لا يعلم» . غريب من حديث أبي طوالة تفرد به عنه العمري.

• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا عبدان بن محمد بن عيسى المروزي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جابر بن مرزوق الحربي عن عبد الله بن عبد العزيز العمري عن أبي طوالة الأنصاري عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نظر في الدنيا إلى من فوقه، وفي الدين إلى من تحته لم يكتبه الله شاكرا ولا صابرا، ومن نظر في الدنيا إلى من تحته وفي الدين إلى من فوقه كتبه الله شاكرا وصابرا» .

• حدثنا أحمد بن جعفر النسائى وابو محمد بن حبان في جماعة قالوا: ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جابر بن مرزوق ثنا عبد الله بن عبد العزيز العمري عن أبي طوالة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أذنب ذنبا فعلم أن الله إن شاء أن يعذبه عليه عذبه، وإن شاء

ص: 286

أن يغفر له غفر، كان حقا على الله ان يغفر له».

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبد الله بن رزين الحلبي ثنا عبيد بن جناد الحلبي ثنا عبد الله بن عبد العزيز العمري العابد حدثني إبراهيم بن سعد حدثنى عبيد بن أبى رابط عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عبد الله بن مغفل المزني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الله الله فى أصحابى لا تتخذوهم غرضا من بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضى أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه» .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو بكر بن مالك ثنا إبراهيم بن عبد الرحيم ابن ديوما ثنا إبراهيم بن إسحاق الحجازي ثنا عبد الله بن عبد العزيز العمري عن سالم بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا الله فلن يستجيب لكم، قبل أن تستغفروا فلن يغفر لكم، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يفوت أجلا، وإن الأحبار من اليهود والرهبان من النصارى لما تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لعنهم الله على لسان أنبيائهم، ثم عمهم البلاء.

‌أبو حبيب البدوي

ومنهم الغريب الشجوي أبو حبيب البدوي.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الرحمن بن محمد بن حماد ثنا أحمد بن خلف ثنا أبو عبد الله الأعرابي - منذ خمسين سنة - قال قال سفيان الثوري:

قال لي أبو حبيب البدوي: يا سفيان هل رأيت خيرا قط إلا من الله؟ قلت:

لا، قال: فلم تكره لقاء من لم تر خيرا قط إلا منه؟ وقال أبو حبيب: يا سفيان منع الله عطاء وذلك أنه لا يمنع من بخل ولا عدم، إنما منعه نظر واختبار.

• حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن جابر الرملي ثنا عبد الله بن خبيق حدثني أبو الفيض عن سفيان الثوري قال: أتيت أبا حبيب البدوي أسلم عليه ولم أكن رأيته، فقال لي أنت سفيان الثوري الذي يقال؟ قلت: نعم، نسأل

ص: 287

الله بركة ما يقال، قال فقال لي: يا سفيان ما رأينا خيرا قط إلا من ربنا، قلت:

أجل قال: فما لنا نكره لقاء من لم نر خيرا قط إلا منه. ثم قال: يا سفيان منع الله إياك عطاء منه لك، وذاك أنه لا يمنعك من بخل ولا عدم، وإنما منعه نظر منه واختبار، يا سفيان إن فيك لا نسا ومعك شغل، قال: ثم أقبل على غنيمته وتركني.

‌أحمد الموصلي

ومنهم أحمد الموصلي: كان شاهدا حاضرا وسابقا مبادرا

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا إسحاق بن أبى حبان ثنا أحمد ابن أبي الحواري ثنا جعفر بن محمد بن أحمد الميموني قال، أتيت الموصلي.

أحمد: فقلت له: إني قد أهديت لك حديثا، قال هيهات، فإما أن يأتيني المزيد من الله فأعمل عليه، وإما أن أشهق شهقة فأموت. فقلت: بلغني عن أبي العالية الرياحي أنه قال: قرأت في بعض الكتب حديثا طرد عني النوم، وأذهب عني الشهوات، يا معشر الربانيين في أمة محمد صلى الله عليه وسلم انتدبوا للدار: فلما قلت انتدبوا للدار اصفر ثم احمر ثم اسود ثم غشي عليه، فقلت:

انتدبوا لدار فيها زبرجد أحمر تجري عليها أنهار الجنة فيها الدر والياقوت واللؤلؤ، وسورها زبرجد أصفر، متدليا عليها أشجار الجنة بثمارها، فلما غشي عليه قمت وتركته.

‌أبو مسعود الموصلي

ومنهم المعافى بن عمران. أبو مسعود الموصلي.

كان ذا علم وضياء وبذل وعطاء.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي ثنا محمد بن خثرم ثنا مسدد ثنا علي بن خشرم سمعت بشر الحافي قال له: رجل: ما لي أراك عاشقا للمعافى ابن عمران؟ فقال: ما لي لا أعشقه وكان الثوري يسميه الياقوتة؟ قال:

وحضرته يوما فنعي إليه ابناه فما حل حبوته حتى قال ظالمين أو مظلومين؟ فقيل مظلومين فحل حبوته وخر ساجدا ثم رفع رأسه فقال كيف كان قصتهما.

ص: 288

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو يعلى الموصلي ثنا محمد بن الحسين حدثني محمد بن مودود الموصلي قيل للمعافى بن عمران: ما ترى في الرجل يقرض الشعر ويقول؟ قال: هو عمرك فأفنه فيما شئت. ومن مسانيد حديثه.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ثنا عبد الله بن محمد بن النعمان ثنا الحسين ابن بشر الكوفي ثنا المعافى بن عمران عن مغيرة بن زياد عن عطاء عن عائشة قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في الليل أربع ركعات ثم يتروح فأطال حتى رحمته، فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا» .

غريب من حديث عطاء تفرد به المغيرة بن زياد وهو الموصلي.

• حدثنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف ثنا أحمد بن مهدي ثنا عيسى بن إبراهيم ثنا المعافى بن عمران عن أسامة بن زيد عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: «كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلا» . - يعني جزما - من حديث الزهري لا أعلم رواه عنه إلا أسامة.

• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا علي بن الحسين بن الجنيد ثنا محمد بن عمار الموصلي ثنا المعافى بن عمران عن صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: «كنت شابا أعزب أبيت في المسجد وأحتلم فتقبل الكلاب فيه وتدبر لا ينضح ولا يرش» . غريب من حديث الزهري، لفظ النضح والرش لا أعلم رواه عنه إلا صالح.

• حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن علي المصيصي ثنا الهيثم بن خالد المصيصي ثنا عبد الكبير بن المعافى بن عمران حدثني أبي ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي عن عبد الكبير ثنا أبي ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن محمد بن علي عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الرجل ليدرك بالحلم درجة الصائم القائم، وإنه ليكتب جبارا وإنه ما يملك إلا أهل بيته» .

• حدثنا علي بن أحمد المصيصي ثنا الهيثم بن خالد ثنا عبد الكبير بن

ص: 289

المعافى حدثني أبي عن الحسن بن عمارة عن طلحة بن مصرف عن مصعب بن سعد قال: كان سعد يرى أن له فضلا على غيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«هل تنصرون إلا بضعفائكم، بدعوتهم وإخلاصهم؟» قال: وحدثنا أبي ثنا محمد بن طلحة عن طلحة بن مصرف عن مصعب بن سعد عن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن محمد بن عزيز الموصلي ثنا صبح ابن دينار البلوي ثنا المعافى بن عمران ثنا إسرائيل وسفيان الثوري عن منصور.

عن مجاهد عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو كان الصبر رجلا لكان رجلا كريما» . غريب من حديث الثوري تفرد به المعافى عنه، وتفرد أيضا بحديث الثوري عن أبى إسحاق.

• حدثنا علي بن أحمد بن علي ثنا الهيثم بن خالد ثنا عبد الكبير بن المعافى حدثني أبي ثنا الحسن بن عمارة عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو وزنت الدنيا عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة أبدا» . غريب من حديث الحكم لم نكتبه إلا من حديث الحسن عنه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الهيثم بن خالد المصيصي ثنا عبد الكبير بن المعافى بن عمران حدثني أبي ثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: «قام بلال إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ماتت فلانة واستراحت، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إنما استراح من غفر له» .

غريب من حديث ابن لهيعة تفرد به المعافى فيما قاله سليمان.

• حدثنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن عبد الله بن عمران ثنا المعافى بن عمران عن الحسن بن حيي عن إبراهيم بن مهاجر عن أبي بكر بن حفص عن سعد بن أبي وقاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «نعم الميتة أن يموت الرجل دون حقه» . تفرد به المعافى عن الحسن وأبو بكر اسمه عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص.

ص: 290

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ح. وحدثنا إسحاق ابن أحمد ثنا إبراهيم بن يوسف قالا: ثنا محمد بن عبيد الله بن عمار ثنا المعافى ابن عمران ثنا سفيان الثوري عن الحجاج بن فرافصة عن أبي عمران الجوني عن جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اجتمعوا على القرآن ما ائتلفتم عليه، فإذا اختلفتم فقوموا» . ثابت مشهور من حديث أبي عمران، رواه عنه حماد بن زيد والحارث بن عبيد أبو قدامة وسلام بن أبي مطيع وهارون ابن موسى النحوي.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ح. وحدثنا إسحاق ابن أحمد ثنا إبراهيم بن يوسف قالا: ثنا محمد بن عبد الله بن عمار ثنا المعافى بن عمران عن الأوزاعي حدثني الحارث بن يزيد عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن المستورد بن شداد. قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

«من كان له عاملا فليكتسب مسكنا» . تفرد به الحارث عن عبد الرحمن، ورواى ابن لهيعة عن الحارث مثله، ورواه:«من أصاب سوى ذلك فهو غال أو سارق» .

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا أحمد بن حماد بن سفيان ح. وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن سعيد الرازي قالا: ثنا محمد بن عبد الله بن عمار ثنا المعافى بن عمران عن الأوزاعي عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أهل البدع شر الخلق والخليقة» . تفرد به المعافى عن الأوزاعي بهذا اللفظ، ورواه عيسى بن يونس عن الأوزاعى نحوه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن حمدون الموصلي ثنا محمد بن عمار الموصلي ثنا المعافى بن عمران عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ميمونة زوجة النبى صل الله عليه وسلم قالت: «سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الجنين فقال: اقطع بالسكين واذكر اسم الله تعالى عليه وكل» .

تفرد به هشام عن زيد، وعنه المعافى فيما ذكره سليمان.

ص: 291

‌سباع الموصلي

ومنهم أبو محمد سباع الموصلي. أيس من الفضول. فأونس بالوصول وقيل إن التصوف تطهير من الأدناس. وتشمير للإيناس.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عمر بن بحر الأسدي قال سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول ثنا سباع قال قال داود عليه السلام: إلهي أمرتني أن أطهر لك يدي ورجلي بالماء لصلاتي، فبماذا أطهر لك قلبي؟ قال فأوحى الله عز وجل إليه بالغموم والهموم.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إسحاق بن إبراهيم الأنماطي ثنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت المضاء سأل سباعا الموصلي فقال: يا أبا محمد إلى أي شيء أفضى بهم الزهد؟ فقال: إلى الأنس به.

‌فتح بن سعيد

ومنهم فتح بن سعيد الموصلي. المنتقي من اختياره. والمبتغي لاختباره

• حدثنا أبو زرعة محمد بن إبراهيم الأستراباذي ثنا محمد بن قارن ثنا أبو حاتم ثنا محمد بن روح حدثني إبراهيم بن عبد الله قال: صدع فتح الموصلي فعرج فقال يا رب ابتليتني ببلاء الأنبياء، فشكر هذا أن أصلي الليلة أربعمائة ركعة.

• حدثنا عمر بن أحمد بن شاهين ثنا العباس بن العباس بن المغيرة الجوهري ثنا عمي القاسم حدثني أبو بكر بن عفان قال سمعت بشر بن الحارث يقول:

بلغني أن بنتا لفتح الموصلي عريت فقيل له: ألا تطلب من يكسوها؟ فقال:

لا أدعها، حتى يرى الله عز وجل عريها وصبري عليها، قال: وكان إذا كان ليالي الشتاء جمع عياله وقام بكسائه عليهم، ثم قال: اللهم أفقرتني وأفقرت عيالي، وجوعتني وجوعت عيالي، وأعريتني وأعريت عيالي، بأي وسيلة توسلتها إليك، وإنما تفعل هذا بأوليائك وأحبابك، فهل أنا منهم حتى أفرح؟.

• حدثنا أبو عمر محمد بن عبد الله بن محمد ثنا محمد بن عبد الله بن معروف

ص: 292

قال: قرأت على سهل بن علي الدوري ثنا أبو عمران موسى بن عيسى الجصاص ثنا أبو نصر بشر بن الحارث قال قال فتح الموصلي: من أدام النظر بقلبه ورثه ذلك الفرح بالمحبوب، ومن أثره على هواه ورثه ذلك حبه إياه، ومن اشتاق إليه وزهد فيما سواه ورعي حقه وخافه بالغيب ورثه ذلك النظر إلى وجهه الكريم.

• حدثنا أبو محمد بن حبان وأبي قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أبو موسى عمران بن موسى الطرسوسي قال: مر فتح الموصلي بصبيين مع أحدهما كسرة عليها عسل، ومع الآخر كسرة عليها كامخ، فقال الذي معه الكامخ للذي معه العسل: أطعمني من خبزك، قال: إن كنت كلبا لي أطعمتك، قال: نعم! فأطعمه من خبزه وجعل فى فمه خيطا وجعل يقوده. فقال فتح:

لو رضيت بخبزك ما كنت كلبا لهذا، قال أبو موسى: فهكذا الدنيا.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني عبد الرحيم بن يحيى ثنا عثمان بن عمارة قال: غبت غيبة فلما قدمت لقيت فتحا الموصلي في حانوت سالم الدورقي فقال لي: يا بصري أي شيء رأيت في غيبتك؟ فقلت: رأيت عجائب كثيرة وأخبارا مختلفة، فصاح صيحة فقلت: أنت تصيح من الخبر، فكيف لو شاهدت القيامة أو شاهدت صاحب القيامة؟ فشهق شهقة ووثب من الحانوت فخر مغشيا عليه، فحملناه فأدخلناه الحانوت، فما زال مغشيا عليه إلى العصر فلما صلينا العصر تنفس ثم فتح عينيه فقال لي: كيف قلت؟ فقلت له: اسكت، فقلت لعثمان لم صحت به؟ قال: مخافة إن رددت عليه القول أن أقتله.

• حدثنا محمد بن أحمد بن أبان حدثني أبي ثنا عبد الله بن محمد بن سفيان حدثني الحسين بن علي بن يزيد الصدائي قال قال رجل لفتح الموصلي: ادع الله فقال: اللهم هبنا عطاءك، ولا تكشف عنا غطاءك، وأرضنا بقضائك.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا أبو بكر بن سفيان ثنا رباح بن الجراح العبدي قال: جاء فتح الموصلي إلى صديق له يقال له عيسى التمار فلم يجده في المنزل، فقال للخادم: اخرجى إلى كيس أخى، فأخذ منه در همين وجاء عيسى إلى منزله فأخبرته الجارية بمجيء فتح وأخذه الدر همين فقال: إن

ص: 293

كنت صادقة فأنت حرة، فنظر فإذا هي صادقة فعتقت.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد ثنا هارون بن عبد الله ثنا سيار حدثني محمد بن عبد الرحمن بن حبيب الطفاوي قال: دخلت على فتح الموصلي وهو يوقد بالأجر، وكان فتح رجلا من العرب وكان شريفا زاهدا.

أدرك فتح الموصلي عيسى بن يونس وأقرانه وأسند عن عيسى.

• حدثنا أحمد بن إبراهيم بن جعفر ثنا أبو بكر العطار ثنا محمد بن هارون الهاشمي ثنا أبو حفص ابن أخت بشر الحافي قال: كنت جالسا عند خالى بشر ابن الحارث فدق الباب فقال: انظر من هذا، فخرجت فإذا أنا بشيخ عليه جبة من صوف وعلى رأسه مئزر من صوف وبيده ركوة فقال: تقول لأبي نصر أخوك أبو بكر قد طلبك، فأعلمته ووصفته له فخرج خالي مسرعا فسلم عليه ثم أخذ بيده وأدخله، فجعل يسائله ثم قال له: ما جاء بك؟ قال: حديث سمعته أنا وأنت من عيسى بن يونس في الغسل، وقد شككت فيه، فقام خالي فأخرج قمطرا ففتشها ثم أخرج دفترا من قراطيس فقرأ فيه فقال: حدثنا عيسى بن يونس ثنا أشعث ابن عبد الملك عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قعد بين شعبها الأربع واجتهد فقد وجب الغسل» .

فقال الشيخ: اسمعه مني لا أكون أغلط، فقال له خالي: هاته، فقال الشيخ:

حدثنا عيسى بن يونس ثنا أشعث بن عبد الملك عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قعد بين شعبها الأربع واجتهد فقد وجب الغسل» . ثم سلم على خالي وانصرف. قلت له: يا أبا نصر من هذا؟ فقال لي: هذا فتح الموصلي.

‌أسد البجلي

ومنهم العابد السجاد. المخلص الحماد. أسد بن عبيدة البجلي. كوفي عزيز الحديث والكلام.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن محمد بن صدقة قال سمعت هارون بن

ص: 294

إسحاق يقول سمعت محمد بن عبد الوهاب العبادي يقول: مر سفيان الثوري على أسد بن عبيدة فسلم عليه فكان أسد لم يرد عليه، فرجع سفيان إليه فقال: يا أسد أمر عليك فأسلم عليك فلا ترد علي؟ فاعتذر إليه أنه كان في شغل وكأن سفيان لم يقنع منه بذلك، فقال له أسد: يا سفيان ما بلغ من قدرك أن أكون أعلم من الله غير ما تعلم.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن محمد بن صدقة ثنا علي بن محمد بن أبى الضياء ثنا خلف بن تميم عن أسد بن عبيدة ثنا هشام بن حسان عن محمد ابن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تسموا باسمى ولا تكنوا بكنيتي» .

• حدثنا سليمان بن محمد ثنا أحمد بن محمد بن صدقة ثنا علي بن محمد بن أبى الضياء ثنا خلف بن تميم عن أسد بن عبد الله عن إسماعيل بن مسلم عن محمد ابن المنكدر عن جابر قال: «مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة في محفة ومعها ابنها فرفعت رأسها فقالت: يا رسول الله ألهذا حج؟ قال نعم ولك أجر» .

‌بشر الآمي

ومنهم القانع الرضي. والصانع الخفي بشر الآمي.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن محمد بن صدقة قال سمعت محمد منصور القرشي يقول قلت لمعروف الكرخي: يا أبا محفوظ رأيت في هذا البلد إنسانا قد نحا نحو الأبدال. فسكت ثم قال: اللهم إلا ما كان من ذاك الذي يقال له بشر الآمي قال محمد بن منصور فسمعت خلف بن تميم يقول: قال بشر الآمي:

أن أجر على الندى أحب إلي من أن أجر على اليبس.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن محمد بن صدقة ثنا إبراهيم بن راشد الآدمى ثنا خالد بن يزيد لمقرى ثنا بشر الآمي عن فضيل بن مرزوق عن الوليد بن بكير عن عبد الله بن محمد العدوي عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن النبي صلى الله عليه وسلم «إن الله تعالى قد افترض الجمعة في يومي

ص: 295

هذا في مقامي هذا في شهري هذا فريضة مفترضة، فمن تركها رغبة عنها وله إمام عادل أو جائر، ألا فلا جمع الله له شمله ولا بارك له في أمره، ألا فلا صلاة له ولا زكاة له، ألا ولا صيام له، ألا ولا حج له، ألا ولا يؤمن امرأة رجلا ولا أعرابي مهاجرا، ولا فاجر، إلا أن يكون سلطانه يخاف سيفه وسوطه».

‌أبو الربيع السائح

ومنهم المبكر الرائح. أبو الربيع المعروف بالسائح

بكر للحاق. وراح للتلاق. رضي الله تعالى عنه.

• حدثنا محمد بن إبراهيم بن علي ثنا موسى بن الحسن الكوفي ثنا أبو الربيع الرشديني ثنا إدريس بن يحيى الخولاني قال قال لنا أبو الربيع السائح: متى يقام الحد على السكران؟ قلنا: إذا أفاق، قال: فإن سكر الدنيا ليس له إفاقة.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أبو الحريش ثنا أبو الربيع قال:

سمعت سعيد بن إبراهيم الخولاني صديقا لإدريس، قال رجل لأبي الربيع السائح: علمني اسم الله الأعظم، قال: معك دواة وقرطاس؟ قال: نعم! قال:

اكتب بسم الله الرحمن الرحيم أطع الله يطعك.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا زياد بن أيوب ثنا أبو الربيع الصوفي حدثني جميل أبو علي قال قال حبيب أبو محمد: إن من سعادة المرء إذا مات ماتت معه ذنوبه.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا محمد بن يحيى بن منده ثنا عبد الرحمن بن سليمان ثنا أحمد بن الحواري حدثني أبو الربيع الصوفي قال: لما ذكر لي داود الطائي أحببت أن أرى أحواله، قال: فأتيته بعد عشاء الآخرة، فاستأذنت عليه فقال: من هذا؟ فقلت غريب ليس يجد موضعا، فقال ادخل الله المستعان، فدخلت فجعلت أسأله فقال لي: كانوا يكرهون فضول الطعام فسكنت حتى أصبحت، فلما أصبحت قلت له: أوصني، قال: إن كانت لك والدة فبرها، وفر من الناس كما تفر من الأسد، غير تارك لجماعتهم.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي ثنا جبير بن محمد الورق ثنا أبو حاتم

ص: 296

ثنا عبدة بن سليمان المروزي ثنا أبو الربيع عن رجل عن أبي حمزة عن أبي جعفر قوله تعالى {(أولئك يجزون الغرفة بما صبروا)} قال: على الفقر في دار في الدنيا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان قال قرأت على أبي بكر بن مكرم حدثني مسرف ابن سعيد حدثني حسن بن يحيى بن آدم عن أبيه قال كنا عند حماد بن زيد وهو على دكان معه قوم يحدثهم قد جاءوه على دواب، فركب أبو الربيع الأعرج على قصبة وجاء يقول الطريق الطريق، فقال: ما لك يا أبا الربيع، قال يا أبا إسماعيل إنى رأيتك تحب أصحاب الدواب فستهتم بهم، قال: يا أبا الربيع إن لكم عندي أيادي فقال أبو الربيع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:» اطلبوا الأيادي عند فقراء المسلمين، فإن لهم دولة يوم القيامة». فبكى حماد.

‌علي بن فضيل

ومنهم الخائف الوجل. الذائب النحل، علي بن فضيل بن عياض

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا أحمد بن على المثنى ثنا عبد العزيز بن يزيد قال قال الفضيل بن عياض: بكى علي ابني يوما فقلت: يا بني ما لك؟ قال: أخاف أن لا تجمعنا القيامة.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا أحمد بن علي ثنا عبد الصمد بن يزيد قال سمعت الفضيل يقول: أشرفت ليلة على علي وهو في صحن الدار وهو يقول:

النار، ومتى الخلاص من النار.

• حدثنا محمد بن علي ثنا أبو يعلى الموصلي ثنا عبد الصمد بن يزيد.

قال: سمعت إسماعيل الطوسي يقول: بينا نحن ذات يوم عند الفضيل مغشيا عليه، فقال الفضيل: شكر الله، لك ما قد علمه منك قال: وسمعت إسماعيل الطوسي - أو غيره - قال: بينما نحن نصلي ذات يوم الغداة خلف الإمام ومعنا علي بن فضيل فقرأ الإمام {(فيهن قاصرات الطرف)} فلما سلم الإمام قلت: يا علي أما سمعت ما قرأ الإمام؟ قال: ما هو قلت {(فيهن قاصرات}

ص: 297

{الطرف)} و {(حور مقصورات في الخيام)} قال: شغلني ما كان قبلها {(يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران)} .

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا أحمد ابن إبراهيم الدورقي ثنا سلمة بن عفان عن محمد بن الحسين قال: كان علي بن الفضيلى يصلي حتى يزحف إلى فراشه، ثم يلتفت إلى أبيه فيقول: يا أبت سبقني المتعبدون.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد الدورقي قال حدثني محمد بن شجاع أبو عبد الله عن سفيان بن عيينة قال: ما رأيت أحدا أخوف من الفضيل وابنه.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي ثنا محمد بن أبي عثمان قال: كان علي - يعني ابن الفضيل - عند سفيان بن عيينة يحدث سفيان بحديث فيه ذكر النار، وفي يد علي قرطاس في شيء مربوط فشهق وشهقة وقع ورمى بالقرطاس - أو وقع من يده - فالتفت إليه سفيان وقال: لو علمت أنك هاهنا ما حدثت به، فما أفاق إلا بعد ما شاء الله.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني الجروي قال سمعت محمد بن أبي عثمان عن فضيل بن عياض قال قلت لعلي - يعني ابنه - لو أعنتنا على دهرنا؟ قال: فأخذ قفة ومضى إلى السوق ليحمل فأتاني رجل فأعلمني فمضيت إليه فرددته وقلت، يا بني لست أريد هذا - أو لم أرد هذا كله -.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني الجروي قال سمعت محمد بن أبي عثمان عن فضيل أن عليا كان يحمل على أباعر كانت لفضيل، فنقص الطعام الذي حمله فحبس عند المكارين فأتى الفضيل إليهم فقال: أتفعلون هذا بعلي؟ لقد كانت لنا شاة بالكوفة أكلت شيئا يسيرا من علف لبعض الأمراء أو الملوك أو من يشبههم. فما شرب لها لبنا بعد ذلك. قالوا: لا نعلم هذا يا أبا علي إنه ابنك.

• حدثنا أبو بكر ثنا عبد الله حدثني الجروي حدثني محمد بن أبي عثمان عن فضيل بن عياض أنهم اشتروا شعيرا بدينار - وكان ذلك في غلاء من

ص: 298

الشعير - فقالت أم علي: للفضيل قورته لكل إنسان قرصين، فكان علي يأخذ واحدا ويتصدق بالآخر حتى كاد أن يصيبه الخواء أو أصابه بعض ذلك.

• حدثنا محمد بن علي ثنا أبو يعلى الموصلي ثنا عبد الصمد بن يزيد قال سمعت الفضيل بن عياض يقول قال علي: يا أبت سل الذي وهبني لك في الدنيا أن يهبني لك في الآخرة، وقال لي علي: سل الذي جمعنا في الدنيا أن يجمعنا في الآخرة ثم بكى، ثم قال: سل الذى

(1)

فلم يزل منكسر القلب حزينا ثم بكى فقال حبيبي من كان يساعدني على الحزن والبكاء يا ثمرة قلبي شكر الله لك ما قد علمه فيك.

• حدثنا عبد الرحمن بن العباس ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا ابن أبي زياد عن شهاب بن عباد قال: كانوا يعودون علي بن الفضيل وهو بمنى فقال:

لو ظننت أني أبقى إلى الظهر لشق علي.

• حدثنا أحمد بن محمد بن موسى ثنا ابن المهتدى ثنا أحمد بن سعيد الأسيب حدثني أبي قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول لابنه علي: أمير المؤمنين قد أخلي له الطواف ثم جيء نغتنم الطواف.

(2)

فقال: يا أبت نغتنم خلوة الحور. وقال الفضيل: اللهم إنى اجتهدت أن أرد عليا فلم أقدر فأذنته أنت لي.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد حدثني محمد بن إدريس حدثني عمران بن موسى قال قال علي بن فضيل ويحيى من يوم أشد الأيام، ثم قال، ولكم من قبيحة تكشفها القيامة غدا.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عمر بن بحر قال سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول سمعت أبا سليمان يقول: كان علي بن فضيل لا يستطيع أن يقرأ القارعة ولا تقرأ عليه.

أسند عن عبد العزيز بن أبي رواد وسفيان بن عيينة وغيرهما.

• حدثنا إبراهيم بن محمد بن حمزة ومحمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ثنا علي بن فضيل بن عياض عن

(1)

، 2 كذا بالاصل فليتأمل.

ص: 299

عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال: رأى رجل من الأنصار فيما يرى النائم قال قيل بأي شيء أمركم به نبيكم صلى الله عليه وسلم؟ قال:

أمرنا أن نسبح ثلاثا وثلاثين، ونحمد ثلاثا وثلاثين، ونكبر أربعا وثلاثين فذلك مائة. قال: فسبحوا خمسا وعشرين، واحمدوا خمسا وعشرين، وكبروا خمسا وعشرين، وهللوا خمسا وعشرين فتلك مائة. فلما أصبح ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:«افعلوا كما قال الأنصاري» . غريب من حديث علي وعبد العزيز تفرد به أحمد بن يونس.

‌بشر بن السري

ومنهم الأفوه البصري. أبو عمرو بشر بن السري. سكن مكة وكان من عبادها.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق بن حاتم بن الليث الجوهري ثنا محمود بن غيلان قال: كان بشر بن السري أبو عمرو الأفوه البصري سكن مكة.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا عبد الله بن محمد البغوى ثنا العباس ابن حمزة النيسابوري حدثني أحمد بن أبي الحواري قال سمعت بشر بن السري يقول: ليس من أعلام الحب أن تحب ما يبغض حبيبك.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا إسحاق بن أبي حسان ثنا أحمد بن أبي الحواري قال قلت لأبي صفوان: أيما أحب إليك؟ أن يجوع الرجل فيجلس فيتفكر، أو يأكل فيقوم فيصلي؟ قال: يأكل فيقوم فيصلي ويتفكر في صلاته هو أحب إلي، فحدثت به أبا سليمان فقال: صدق، الفكر في الصلاة أفضل من الفكر في غير الصلاة، الفكر في الصلاة عملان، وعملان أفضل من عمل.

قال فحدثت به بشر بن السري فأخذ حصاة من المسجد الحرام قد رحبة فقال لئن أتاك من الجوع الذي ذكرت مثل هذه أحب إلي من طواف الطائفين، وصلاة المصلين، وحج الحاجين.

أسند بشر عن الأئمة الثوري ومسعر والحمادين وغيرهم

• حدثنا محمد بن عيسى المؤدب ثنا محمد بن إبراهيم بن زياد ثنا محمود

ص: 300

ابن غيلان ثنا بشر بن السري عن سفيان عن أبي حصين عن أبي عبد الرحمن السلمى عن على قال «كنت رجلا مذاء فأمرت رجلا فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: فيه الوضوء» . غريب من حديث الثوري تفرد به عنه بشر وأبو حصين اسمه عثمان بن عاصم كوفي.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن الليث الجوهري ح.

وحدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي ثنا إسحاق بن أحمد الخزاعي قالا:

ثنا ابن أبي عمر ثنا بشر بن السري ثنا مسعر عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أقيموا صفوفكم فإن تمام الصلاة إقامة الصف» :.

غريب من حديث مسعر تفرد به بشر.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن أبي عمر ثنا بشر بن السري ثنا حماد بن سلمة عن ثابت أراه عن أنس أن أمة لعمر بن الخطاب كان لها اسم من أسماء العجم فسماها عمر جميلة، فأبت فقال عمر: بيني وبينك النبي صلى الله عليه وسلم، فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فقال:«أنت جميلة فقال عمر: حدثها على رغم أنفك» . غريب بهذا اللفظ لم يروه عن حماد إلا بشر.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن زكريا العابدي ثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ثنا بشر بن السري ثنا سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم» قدم من منى إلى المزدلفة في ضعفة أهله». تفرد به بشر بن السري عن سفيان الثوري فيما قاله سليمان.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا الحسين بن عمر بن إبراهيم ثنا محمد بن إسحاق البلخي ثنا بشر بن السري ثنا محمد بن ثابت البناني عن أبيه عن شهر بن حوشب عن أم سلمة قالت: «سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ {(إنه عمل غير صالح)}» . مشهور من حديث ثابت.

روى عنه من التابعين داود بن أبي هند، ومن الأعلام وغيرهم عبد العزيز بن المختار وعثمان بن مطر وموسى بن خلف وهارون بن موسى وحديث محمد بن ثابت عن أبيه لم يروه عنه إلا بشر

ص: 301

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا الحسين بن عمر ثنا محمد بن إسحاق ثنا بشر بن السري وعباد بن العوام قالا: ثنا هارون الأعور عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم «يقرأ {(فروح وريحان)}» . مشهور من حديث هارون رواه عنه شعبة وجعفر بن إسماعيل الضبعي في آخرين.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا إسحاق بن أحمد الخزاعي ثنا محمد بن أبي عمر ثنا بشر بن السري ثنا حماد بن سلمة عن أبي المهزم عن أبي هريرة قال:

كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقبلنا رجل من جراد فجعلنا نقتلهن بسياطنا وعصينا ويسقط في أيدينا فقلنا ما صنعنا ونحن محرمون، فسألنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال:«لا بأس هو صيد البحر» . غريب بهذا اللفظ في حال الإحرام، لم يروه سوى حماد عن أبي المهزم واسمه يزيد بن سفيان.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن الحجاج ثنا عبد الله بن محمد بن عمران ثنا محمد بن يحيى ثنا أبو عمر ثنا بشر بن السري ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته، قيل يا رسول الله وكيف فسرقها؟ قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها» . تفرد به علي بن زيد وهو ابن جدعان عن سعيد وعنه حماد.

• حدثنا محمد بن علي ثنا إسحاق بن أحمد ثنا محمد بن أبى عمر ثنا بشر ابن السري ثنا حماد عن ثابت عن أنس «أن أبا موسى الأشعري كان يقرأ ذات يوم فجعل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يستمعن، فلما أصبحن أخبر بذلك فقال: لو علمت لحبرته تحبيرا، ولشوقتكم تشويقا» . لم يروه بهذا اللفظ إلا ثابت عن أنس.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا إسحاق بن أحمد الخزاعي ثنا محمد بن أبي عمر ثنا بشر بن السري ثنا حماد عن ثابت أراه عن أنس أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم بأخ له، فقال إن هذا أخي لا يعينني قال:«فلعلك ترزق به» .

ص: 302

‌أبو بكر بن عياش

ومنهم القارئ الهشاش. العابد البشاش. أبو بكر بن عياش كان في العداد واحدا. وفي العبادة شاهدا.

وقيل إن التصوف ارتقاء لاقتراب، وانتصاب في ارتقاب.

• حدثنا على بن هارون بن موسى بن هارون ثنا بشر بن الوليد قال سمعت أبا بكر بن عياش قال: جئت ليلة إلى زمزم فاستقيت دلوا فشربت لبنا وعسلا.

• حدثنا أبو محمد الحسن بن عبد الحميد بن إسحاق المنوفي ثنا الحسن بن حباش ثنا محمد بن يوسف ثنا الهيثم بن خارجة قال: رأيت أبا بكر بن عياش في النوم قدامه طبق رطب سكر فقلت له: يا أبا بكر ألا تدعونا إليه وقد كنت شهيا على الطعام؟ فقال لي: يا هيثم هذا طعام أهل الجنة، لا يأكله أهل الدنيا قال: قلت وبم نلت؟ قال: تسألني عن هذا وقد مضى علي ست وثمانون سنة أختم في كل ليلة فيها القرآن.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عمر بن بحر الأسدي قال سمعت إبراهيم بن الجنيد يقول: سمعت بشر بن الحارث يقول سمعت أبا بكر بن عياش يقول وهو يدعو يا ملكي ادعوا الله لي فإنكما أطوع لله مني.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ثنا سلمة بن شبيب ثنا سهل بن عاصم عن أبي بكر بن عياش قال: إن أحدهم لو سقط منه درهم لظل يومه يقول: إنا لله، ذهب درهمي ولا يقول ذهب يومي ما عملت فيه.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا أبو هاشم الرفاعي قال سمعت أبا بكر بن عياش يقول: الخلق أربعة معذور، ومخبور، ومجبور، ومثبور. فأما المعذور فالبهائم، وأما المخبور فابن آدم، وأما المجبور فالملائكة جبرت على الطاعة. وأما المثبور فإبليس.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال سمعت أبا كريب يقول سمعت أبا بكر بن عياش يقول: أدنى نفع السكوت السلامة، وكفى

ص: 303

بالسلامة عافية، وأدنى ضرر النطق الشهرة، وكفى بالشهرة بلية.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني إبراهيم ابن سعيد ثنا سفيان بن عيينة قال قال لي أبو بكر بن عياش: رأيت الدنيا في النوم عجوزا مشوهة.

• حدثنا أبي ومحمد بن أحمد قالا: ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا أبو بكر ابن عقيل قال حدثني غير إبراهيم بن سعيد أن أبا بكر بن عياش قال: رأيت في النوم عجوزا حدباء مشوهة تصفق بيديها، وخلفها خلق يتبعونها يصفقون ويرقصون، فلما كانت بحذائي أقبلت علي فقالت: لو ظفرت بك صنعت بك ما صنعت بهؤلاء. قال ثم بكى أبو بكر، وقال: رأيت هذه قبل أن أقدم بغداد.

• حدثنا محمد بن أحمد حدثني أبي ثنا عبد الله بن محمد بن سفيان قال حدثني محمد بن الحسين حدثني رستم بن أسامة حدثني إبراهيم بن رستم الخياط جليس لأبي بكر بن عياش عن أبي بكر بن عياش قال: قال لي رجل مرة وأنا شاب: خلص رقبتك ما استطعت في الدنيا من رق الآخرة، فإن أسير الآخرة غير مفكوك أبدا. قال أبو بكر: فما نسيتها أبدا.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن سفيان حدثني محمد بن عبيد القرشي قال قال أبو بكر بن عياش:

وددت أنه صفح لي عما كان مني في الشباب، وأن يدي قطعتا.

• حدثنا أبو أحمد الغطريفي ثنا أبو العباس محمد بن الحسن الطبرى ثنا احمد ابن محمد بن مسروق سمعت الحماني يقول: لما حضرت أبا بكر بن عياش الوفاة بكت أخته فقال: لا تبك - وأشار إلى زاوية في البيت - فقد ختم أخوك في تلك الزاوية ثمانية عشر ألف ختمة.

أسند عن الأئمة الكثيرين، منهم عاصم والأعمش وأبو حصين.

• حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا إبراهيم بن زياد العجلي ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الغنى قال: «اليأس مما في أيدى.

ص: 304

غريب من حديث عاصم تفرد به عنه أبو بكر فيما أرى.

• حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أحمد بن عبد الله - وراق أبي نعيم - ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لعلكم ستذكرون أقواما يؤخرون الصلاة عن وقتها، فصلوا فى بيوتكم واجعلوا الصلاة معهم سبحة» .

غريب من حديث عاصم لم يروه عنه إلا أبو بكر.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عثمان بن سعيد الكوفى ثنا أبو عمرو الضرير ثنا أبو بكر بن يونس ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تسحروا فإن في السحور بركة» .

• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم - إملاء - ثنا أحمد بن محمد بن سعيد ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الملك ثنا مصبح بن ملقام عن أبي بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم «لا تلحوا على المغيبات فإن الشيطان يجري مجرى الدم» .

• حدثنا القاضي أبو أحمد - إملاء - ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم ثنا الحسين بن رزيق الكوفي ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي والحسن والحسين يلعبان ويقعدان على ظهره، فأخذ المسلمون يميطونهما فلما انصرف قال: ذروهما، بأبي وأمي من أحبني فليحب هذين» . غريب من حديث عاصم لم يروه إلا أبو بكر.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبد الله الحضرمى ثنا أبو العلاء بن عمرو الحنفي ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: «أول من رمى بسهم في سبيل الله سعد» . غريب من حديث الأعمش عن أبي صالح تفرد به أبو بكر وأبو معاوية.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا أحمد بن يونس ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال

ص: 305

رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اثنتان هما كفر، النياحة والطعن في النسبة» .

مشهور عن الأعمش رواه عنه زبيد اليامي وسفيان الثوري وجرير وأبو معاوية فى آخرين.

• حدثنا الشيخ الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله رحمه الله ثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا القاسم بن زكريا ثنا أبو كريب ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادى مناد يا باغى الخير هلم، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة» . غريب من حديث الأعمش لم يروه عنه إلا قطبة بن عبد العزيز وأبو بكر.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ومحمد بن عبد الله الحاسب قالا: ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا مسلم بن سلام ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لعن الله اليهود، حرمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها» . غريب من حديث الأعمش لم يروه عنه إلا أبو بكر.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا القاسم بن زكريا ثنا الحسين بن علي الأيلي عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى رفيق يحب الرفق، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف» . تفرد به عن الأعمش أبو بكر وعنه إسماعيل.

• حدثنا محمد بن الحسن اليقطيني ثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الصوري ثنا عبد الله بن نصر الأصم ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور» . تفرد به عن الأعمش أبو بكر وعنه الأصم.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن نصر الصايغ ح. وحدثنا

ص: 306

أحمد بن يعقوب بن المهرجان ومحمد بن علي بن حبيش قالا: ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا أحمد بن يونس ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم خمسمائة عام» . غريب من حديث الأعمش لم يروه عنه إلا أبو بكر.

• حدثنا محمد بن عقبة الشيباني ح. وحدثنا أبو محمد بن حيان من أصله ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا يحيى بن أكثم ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن فى ابن آدم ثلاث مائة وستين عظيما، فعليه لكل عظم منها في كل يوم صدقة، قالوا: يا رسول الله ومن يستطيع ذلك؟ قال: إرشادك ابن السبيل صدقة، وإماطتك الاذى صدقة، وأن ثيابك عن الأديم صدقة تفصل قالوا:

يا رسول الله فمن لم يستطع ذلك؟ قال: يكف شره عن الناس فإنها صدقة يتصدق بها على نفسه». غريب من حديث الأعمش لم يروه عنه إلا أبو بكر وأبو عوانة.

• حدثنا محمد بن عبد الله بن ياسين في جماعة قالوا: ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا عبد الحميد بن صالح ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة. قال: «استضحك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: عجبت لأقوام يقادون إلى الجنة في السلاسل وهم كارهون» .

• حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا يزيد بن مهران ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» . غريب من حديث أبي بكر لم يروه عنه إلا يزيد.

• حدثنا أبو بكر الطلحي وأحمد بن علي بن الحارث قالا: ثنا الحسين بن جعفر القتات ثنا إسحاق بن محمد العرزمى ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن يحيى بن وثاب عن مسروق عن عائشة. قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل شهر رمضان عشرة أيام، فلما كانت السنة التي قبض فيها اعتكف

ص: 307

عشرين». غريب من حديث أبي حصين لم يروه عنه إلا أبو بكر.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسين بن جعفر ثنا عبد الحميد بن صالح ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي بردة عن أبي موسى عن أبيه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أعتق الرجل أمته ثم تزوجها بمهر جديد كان له أجران» . تفرد به أبو بكر عن أبي حصين.

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا أحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي ثنا عبد الرحمن بن صالح ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي بردة قال:

كنت عند زياد فجعلت الرءوس تأتيه فجعلت أقول إلى النار، فقال عبد الله بن يزيد الأنصاري أو لا تدري يا بن أخي؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«إن الله جعل عذاب هذه الأمة في الدنيا القتل» . غريب تفرد به ابو بكر عن ابى حصين.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا إسحاق بن عيسى الطباع ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن سالم بن أبي الجعد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تحل الصدقة لغني ولا لذى برة سوي» .

• حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسن ثنا محمد بن غالب ثنا معلى بن منصور الرازي ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله لم يروه عن أبي حصين عن سالم وأبي صالح إلا أبو بكر.

• حدثنا سليمان ابن أحمد ثنا علي بن سعيد الرازي ثنا عيسى بن عبد السلام الطائي ثنا فرات ابن محبوب ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. لم يروه عن أبي حصين عن سالم وأبي صالح إلا أبو بكر.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن سعيد الرازي ثنا عيسى بن عبد السلام الطائي ثنا فرات بن محبوب ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: «لما مات أبو طالب تجهموا بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال يا عم ما أسرع ما وجدت فقدك» . لم يروه عن أبي حصين إلا أبو بكر، تفرد به عنه فرات فيما قاله سليمان.

ص: 308

• حدثنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد الأديب - إملاء - ثنا أحمد ابن محمد بن سعيد ثنا القاسم بن محمد بن جعفر الدهقان ثنا محمد بن حماد بن زيد الكوفي ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من الشعر لحكمة» . غريب من حديث أبي حصين لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

• حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين ثنا جدي أبو حصين ثنا أبو خالد بن يزيد بن مهران ح. وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن الليث ثنا يحيى بن طلحة اليربوعي قالا: ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبى القاسم بن مخيمرة عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا اشتكى العبد الميت ثم قال الله تعالى للذين يكتبون: اكتبوا له أفضل ما كان يعمل إذا كان طلقا حتى أطلقه» . لم يروه عن أبي حصين إلا أبو بكر.

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا يحيى الحماني ثنا أبو بكر بن عياش عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا ذهب كسرى فلا كسرى بعده، وإذا ذهب قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده لتنفق كنوزهما في سبيل الله» . مشهور من حديث عبد الملك رواه الثوري وزهير وشيبان وأبو عوانة في جماعة.

• حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد المذكر ثنا الحسن بن هارون ثنا سليمان بن داود المنقري ثنا أبو بكر بن عياش ثنا عبد الملك بن عمير قال سمعت جابر بن سمرة السوائي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه سلم يقول:

«لتخرجن الظعينة من المدينة حتى تدخل الحيرة لا تخاف أحدا» . لم يروه عن عبد الملك إلا أبو بكر.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسين بن جعفر العناني ثنا عبد الحميد بن صالح ثنا أبو بكر بن عياش عن عبد الملك بن عمير عن الشعبى عن عمه. قال قال عبد الله «أعربوا القرآن» . كذا حدثناه موقوفا وغيره يرفعه.

• حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي ثنا محمد بن يوسف أبو الطباع

ص: 309

ثنا سعيد بن داود ح. وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا عبد الحميد بن صالح ح. وحدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ثنا أبو حصين القاضي ثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ح. وحدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبيد بن الحسن الفوال ثنا سليمان بن داود الشاذ كونى قالوا: ثنا أبو بكر بن عياش ثنا عبد العزيز بن رفيع قال سمعت أبا محدورة يقول: «كنت غلاما صبيا فأذنت بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين الفجر، فلما انتهيت إلى حي على الصلاة حي على الفلاح قال النبي صلى الله عليه وسلم: ألحق فيها الصلاة خير من النوم» . لم يروه عن عبد العزيز إلا أبو بكر فيما أعلم.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا مسلم بن سلام ثنا أبو بكر بن عياش عن عبد العزيز بن رفيع عن زيد بن وهب عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة» . مشهور من حديث عبد العزيز رواه عنه سعيد وخالف العطاردي أصحاب أبي بكر فرواه عنه عن عبد العزيز عن سويد بن غفلة عن أبي ذر.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا مسلم بن سلام ثنا أبو بكر بن عياش عن عبد العزيز بن رفيع عن زيد بن وهب عن أبي ذر قال: كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتى الحرة فقال: «اجلس حتى آتيك، فجلست فاحتبس فأقبل فسمعته يقول: وإن زنى وإن سرق؟ قال:

وإن زنى وإن سرق، قال: وإن زنى وإن سرق؟ قالها ثلاث مرار، فقلت:

من كنت تكلم يا رسول الله؟ قال: وقد سمعت؟ قال قلت: نعم، قال: ذاك جبريل عليه السلام عرض لي في جانب الحرة فقال: بشر أمتك من مات لا يشرك بالله شيئا لم يعذبه الله، فقلت: يا جبريل وإن زنى وإن سرق؟ ثلاث مرار. قال وإن زنى وإن سرق ثلاث مرار». لم يسقه عن عبد العزيز هذا السياق إلا أبو بكر.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا مسلم بن سلام ثنا أبو بكر بن عياش ثنا عبد العزيز بن رفيع عن تميم بن طرفة عن عدى بن

ص: 310

حاتم قال. «قام خطيب

(1)

النبي صلى الله عليه وسلم فخطب فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد؟ ومن يعصهما فقد غوى فقال له: اسكت فبئس الخطيب أنت». رواه الثوري وقيس بن الربيع في آخرين مثله عن عبد العزيز.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن غالب بن حرب ثنا يحيى بن يوسف الرمي ثنا أبو بكر بن عياش عن عبد العزيز بن رفيع عن مجاهد عن ابن عمر قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلم الركن اليماني والحجر الأسود ولا يستلم غيرهما» . غريب من حديث عبد العزيز لم نكتبه إلا من حديث أبي بكر.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عباس الأسقاطي ثنا أحمد بن يونس ح.

وحدثنا جعفر بن محمد ثنا أبو حصين ثنا يحيى الحماني قالا: ثنا أبو بكر بن عياش ثنا عبد العزيز بن رفيع عن عطاء عن ابن عباس. قال: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله زرت قبل أن أرمي، قال ارم ولا حرج، قال: حلقت قبل أن أرمي قال: ارم ولا حرج، قال: ذبحت قبل أن أرمي، قال:

ارم ولا حرج». تفرد به أبو بكر عن عبد العزيز فيما قاله سليمان.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبد العزيز بن رفيع عن عمرو بن دينار عن ابن عمر. قال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم شارب الخمر وساقيها» . لم يروه عن عبد العزيز إلا أبو بكر.

• حدثنا محمد بن عبد الله بن سفيان ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا طاهر ابن أبى أحمد ح. وحدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن الحسن بن الجعد ثنا أبو طاهر الهروي هاشم بن الوليد قالا: ثنا أبو بكر بن عياش عن عبد العزيز بن رفيع عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لعلكم تدركون أقواما يؤخرون الصلاة عن وقتها، فإذا أدركتموهم فصلوها للوقت الذي تعرفون في بيوتكم ثم ائتوهم فصلوا معهم واجعلوها سبحة» .

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا الحسن بن عمر بن أبي الأحوص ح.

(1)

هكذا فى الاصل فليحرر.

ص: 311

وحدثنا أبو بكر الطلحي ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قالا: ثنا مسلم بن سلام ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن أبي بكر بن أبي موسى عن البراء ابن عازب قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذ أوى إلى فراشه وضع كفه اليمنى تحت خده الأيمن. وقال: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك» .

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا مسلم بن سلام ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن عاصم عن أبي وائل عن جرير قال قلت يا رسول الله امدد يدك فاشترط فأنت أعلم بالشرط مني، قال:«تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتنصح المسلم وتفارق المشرك» .

ثابت صحيح رواه عن عاصم جماعة منهم حماد بن سلمة وأبان بن يزيد وزائدة.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين ثنا الحسين بن عمر بن إبراهيم ح.

وحدثنا أبو بكر الطلحي ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا مسلم بن سلام ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال:

«لما كان يوم بدر جئت بسيف فقلت: يا رسول الله لقد شفى الله اليوم صدرى من المشركين، هب لي هذا السيف، فقال: يا سعد إن هذا السيف ليس لي ولا لك. فوضعته ورجعت وقلت: عسى أن يعطي هذا السيف رجلا لم يبل بلائي، فجاءني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: قم يدعوك النبي صلى الله عليه وسلم، فأتيته فقال لي: يا سعد إنك سألتني السيف وليس لي، والله تعالى قد جعله لي فهو لك ونزلت {(يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول)} قال أبو بكر في قراءة عبد الله «يسألونك الأنفال» ليس عن الأنفال.

• حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين ثنا جدي أبو حصين ثنا أحمد ابن يونس ثنا أبو بكر بن عياش عن عمر بن سعد عن عبد الكريم عن زياد ابن أبي مريم عن عبد الله بن معقل قال سمعت ابن مسعود سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «الندم توبة» .

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا أبو حازم محمد بن السري التميمي ثنا محمد بن العلاء ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حمزة الثمالي عن الشعبي عن أم هانئ قالت:

ص: 312

«دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أم هانئ هل عندك شيء؟ فقالت: لا، إلا كسيرات يابسات وخل، فقال: ما اقفر من أدم بيت فيه خل» .

غريب من حديث أبي بكر عن أبي حمزة واسمه ثابت بن أبى صفية.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسين بن جعفر القتات ثنا عبد الحميد بن صالح ثنا أبو بكر بن عياش عن هشام بن عروة عن أبيه عن عمر أنه «رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فى ثوب واحد مشتملا به» . صحيح ثابت رواه عن هشام جماعة.

‌أبو الحكم سيار

ومنهم المتعبد الصبار. أبو الحكم سيار. كان رباصا ذكارا. ولباسا شكارا وقيل إن التصوف تكشرا لظاهر. وتكسرا لباطن.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو معمر حدثني أخي أبو الهذيل عن هشيم. قال: دخلنا على سيار أبي الحكم وهو يبكي فقلنا: ما يبكيك؟ قال: ما أبكي العابدين من قبلي.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني شريح - يعني ابن يونس - ثنا خلف - يعني ابن خليفة - عن سيار قال: الدنيا والآخرة.

يجتمعان في قلب العبد فأيهما غلب كان الآخر تبعا له.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن عمران بن الجنيد ثنا سليمان بن داود القزاز ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن المبارك قال: كان سيار أبو الحكم ومالك بن دينار يحبان أن يلتقيا، فقدم سيار البصرة وكان له ثياب حسان كان يلبسها أحيانا، فلبس يومئذ ثيابه الحسان وتعمم بعمامة ثم دخل على مالك وعليه وعلى أصحابه الصوف، فحدث مالك ووعظ أصحابه حتى تفرقوا وبقي هو ومالك وهو لا يعرفه، فقال: أيها الشيخ إني لأرغب بك عن هذا اللباس، فقال سيار: أتضعني هذه عندك؟ قال: نعم، قال: فنعم الثوب ثوب يضع صاحبه عند الناس، قال ولكن يوشك هذا أن قد بلغا بك من الناس

ص: 313

ما لم يبلغك من الله، فقام من محله فجاء حتى جلس بين يديه فقال: من أنت يرحمك الله؟ قال سيار أبو الحكم.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني محرز ابن عون ثنا فضيل بن عياض قال: دخل سيار أبو الحكم على مالك بن دينار وعليه ثياب جياد فقال له مالك: مثلك يلبس هذا اللباس؟ فقال: يا مالك ثيابي تضعني عندك أو ترفعني؟ قال: بل تضعك، فقال: هذا التواضع، ثم قال له: يا مالك إني أخاف أن يكون قد أنزلا بك من الناس ما لم ينزلا بك من الله.

• حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا حجاج قال سمعت شعبة عن سيار أبي الحكم قال قيل لعمي: ما حكمك؟ قال.

لا أسأل عما لقيت ولا أتكلف ما لا يعنيني.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن سيار أبي الحكم عن أبي وائل عن عبد الله أنه قال: لوددت أن الله عز وجل غفر لي من خطيئتي خطيئة واحدة وأنه

(1)

لم يعرف نسبي.

قال الشيخ رحمة الله تعالى عليه: سيار هذا من التابعين واسطي الأصل، تأخر ذكره عن طبقته.

روى عن طارق بن شهاب، وقيل إن طارقا من الصحابة، وأكثر الرواية عن الشعبي وأبي وائل وأبي حازم ويزيد الفقير وثابت البناني وغيرهم.

وروى عنه سعيد ومسعر وكان حقه أن يكون مقدما على من دونه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا بشير بن سليمان عن سيار أبي الحكم عن طارق بن شهاب عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من نزلت به حاجة فأنزلها بالناس لم يسد فاقته، وإن أنزلها بالله أوشك له بالغنى، إما أجر آجل وإما غنى عاجل» . غريب لم يروه عن طارق إلا سيار ولا عنه إلا بشير.

(1)

فى الاصل خلل.

ص: 314

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز وعبد الله بن أحمد بن حنبل قالا: ثنا هارون بن معروف ثنا مخلد بن يزيد عن بشير بن سلمان عن سيار أبي الحكم عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقتربت الساعة ولا تزداد منهم إلا بعدا» . غريب عن طارق وعن سيار ورواه غيره عن مخلد عن مسعر عن سيار حدثنا يوسف بن إبراهيم السهمي ثنا عبد الله بن محمد بن مسلم ثنا عبد الحميد بن المستام الحراني ثنا مخلد بن يزيد عن مسعر بن كدام عن سيار مثله.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة ح.

وحدثنا إبراهيم بن محمد بن حمزة ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة عن سيار سمع الشعبي عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم «نهى أن يطرق الرجل أهله حتى تمتشط الشعثة، وتستحد المغيبة» . صحيح متفق عليه من حديث الشعبي.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا هشيم أخبرنا سيار عن الشعبي عن جابر.

قال: «كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فلما رجعنا ذهبنا لندخل فقال: أمهلوا حتى ندخل ليلا - أي عشاء - وتمتشط الشعثة وتستحد المغيبة» .

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا زكريا بن يحيى ثنا هشيم عن سيار عن الشعبي عن جابر قال: «كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة - أو في سفر - فلما رجعنا تعجلت على بعير لى قطوف فلحقنى راكب من خلفى فنخس بعيري بعنزة كانت معه، فانطلق بعيري أجود ما أنت راء من الإبل، فالتفت فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما تعجلك؟ قال قلت: إنى حديث عهد بعرس، قال: أبكرا تزوجت أم ثيبا؟ قال قلت بل ثيبا.

يا رسول الله، قال: فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك، قال: ثم قال إذا قدمت فالكيس أكيس قال: فلما قدمنا ذهبنا لندخل، فقال: امهلوا حتى ندخل ليلا - أي عشاء - لكي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة».

• حدثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن أحمد الرازي بمكة ثنا إسحاق بن

ص: 315

محمد بن كيسان ثنا المستمر بن الصلت ثنا عبد الكريم بن روح ثنا شعبة أخبرني منصور وسيار عن أبي وائل عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أتى سباطة قوم فبال ثم توضأ ومسح على خفيه» . غريب من حديث شعبة عن سيار تفرد به عبد الكريم.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن أسيار ومنصور عن أبي حازم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه» .

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا هشيم ثنا سيار عن أبي حازم مثله. صحيح متفق عليه من حديث منصور عن أبي حازم.

• حدثنا إبراهيم بن محمد بن حمزة وأبو بكر الآجري قالا: ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة عن سيار أبي الحكم عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أنه مر على صبيان فسلم عليهم ثم حدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «مر على صبيان فسلم عليهم وهو معهم» . صحيح ثابت متفق عليه.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا شريح بن يونس وزكريا بن يحيى بن حمويه ح. وحدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبيد بن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ح. وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قالوا: ثنا هشيم ثنا سيار عن يزيد الفقير ثنا جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: «أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلى، نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لى الأرض مسجدا وطهورا، وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لى الغنائم، ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة. وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة» .

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا هشيم عن سيار عن جبر عن عبيدة عن أبي هريرة. قال: «وعدنا رسول الله

ص: 316

صلى الله عليه وسلم غزوة الهند فإن استشهدت كنت من خير الشهداء، وإن رجعت فأنا أبو هريرة المحرر».

‌شيبان الراعي

ومنهم المنيب الواعي. شيبان أبو محمد الراعي.

كان في العبادة فائقا. وبالتوكل على ربه عز وجل واثقا.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن سليمان الهروي ثنا إبراهيم بن يعقوب ثنا أحمد بن نصر عن محمد بن حمزة المرتضى قال: كان شيبان الراعي إذا أجنب وليس عنده ماء دعا ربه فجاءت سحابة فأظلت فاغتسل وكان يذهب إلى الجمعة فيخط على غنمه فيجئ فيجدها على حالتها لم تتحرك.

‌صالح بن عبد الجليل

ومنهم المستلذ بالطاعة. والمجتزى بالبلغة والقناعة. صالح بن عبد الجليل.

• حدثنا إسحاق بن أحمد بن علي ثنا إبراهيم بن يوسف الدارنى ثنا أحمد ابن أبي الحواري قال سمعت أبا سليمان يقول سمعت صالح بن عبد الجليل يقول:

ذهب المطيعون لله بلذيذ العيش في الدنيا والآخرة، يقول الله تعالى لهم يوم القيامة: أصبتم بي في الدنيا على شهواتكم فعندي اليوم فباشروها، وعزتي ما خلقت الجنان إلا من أجلكم.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا الحسين بن محمد ثنا أبو زرعة حدثني أحمد بن أبي الحواري مثله.

• حدثنا إسحاق بن إسحاق ثنا إبراهيم بن يوسف ثنا أحمد أبي الحواري قال سمعت أبا سليمان يقول سمعت صالح بن عبد الجليل يقول: ينظر أهل البصائر إلى ملوك أهل الدنيا بالتصغير لهم، وينظرون إليهم أهل الدنيا بالتعظيم لهم، والغبطة.

ص: 317

‌الحسين بن يحيى الحسني

ومنهم المجتهد المهنى. الحسين بن يحيى الحسني.

• حدثنا إسحاق بن أحمد ثنا إبراهيم بن يوسف ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا أبو خالد القصاع قال سمعت الحسين وسئل ما علامته في أوليائه قال: يوفقهم في دار الدنيا للأعمال التي يرضى بها عنهم.

• حدثنا إسحاق بن أحمد ثنا إبراهيم بن يوسف ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا أبو مسلم قال سمعت الحسني يقول في قول الله تعالى {(فلنحيينه حياة طيبة)} لنرزقنه طاعة يجد لذتها في قلبه.

قال وسمعت الحسني يقول: من أراد أن يغزر دمعه ويرق قلبه فليأكل وليشرب في نصف بطنه، فحدثت به أبا سليمان فقال لى:

إنما جاء الحديث ثلث طعام، وثلث شراب، وأرى هؤلاء قد حاسبوا أنفسهم فربحوا سدسا.

• حدثنا إسحاق بن أحمد ثنا إبراهيم بن يوسف ثنا أحمد بن أبي الحواري حدثني طيب يحدث عن الحسني قال: ما في جهنم دار ولا مغار ولا قيد ولا غل ولا سلسلة إلا اسم صاحبها عليه مكتوب، فحدثت به أبا سليمان فقال لي:

فكيف به إذا جمع هذا عليه كله، فجعل القيد في رجله، والغل في يده، السلسلة، ثم أدخل الدار ثم أدخل الغار؟.

• حدثنا أبو علي محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا عبد الجبار بن عاصم ح.

وحدثنا أبو بكر محمد بن الحسين الآجري ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ح.

وحدثنا مخلد بن جعفر ثنا أحمد بن محمد بن يزيد البرائى قالا: ثنا الحكم بن موسى ثنا عبد الملك بن يحيى الحسني عن صدقة الدمشقي عن هشام الكتانى عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن ربه تعالى وتقدس قال: «من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ما ترددت عن شيء أنا فاعله ما ترددت في قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه، وإن من عبادي المؤمنين من يريد بابا من العبادة فأكفه عنه

ص: 318

لا يدخله عجب فيفسده ذلك، وما تقرب إلى عبدى بمثل ما افترضت عليه، ولا يزال عبدى يتنقل لي حتى أحبه، ومن أحببته كنت له سمعا وبصرا ويدا وموسدا

(1)

دعانى دعاني فأجبته، وسألني فأعطيته، ونصح لي فنصحت له، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الغنى، ولو أفقرته لأفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين من لا يصلح إيمانه إلا الفقر، وإن بسطت له أفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الصحة، ولو أسقمته لأفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين من لا يصلح إيمانه إلا السقم، ولو أصححته لأفسده ذلك، إني أدبر عبادي بعلمي في قلوبهم، إني عليم خبير». غريب من حديث أنس لم يروه عنه بهذا السياق إلا هشام الكتاني، وعنه صدقة بن عبد الله أبو معاوية الدمشقي، تفرد به الحسن بن يحيى الحسني.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا سليمان بن عبد الرحمن ح. وحدثنا علي بن هارون ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا الهيثم بن خارجة قالا ثنا الحسن بن يحيى الحسني عن بشر بن حبان قال: جاءنا واثلة بن الأسقع ونحن نبني مسجدنا، فسلم علينا ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من يبني مسجدا يصلى فيه بنى الله تعالى له بيتا في الجنة أفضل منه» . تفرد به الحسني عن بشر.

‌إدريس الخولاني

ومنهم العاقل الرباني. إدريس بن يحيى الخولاني

• حدثنا محمد بن علي ثنا أحمد بن علي بن أبي الصقر بمصر قال سمعت يونس ابن عبد الأعلى يقول: ما رأيت في الصوفية عاقلا إلا إدريس الخولاني.

• حدثنا علي بن هارون ثنا موسى بن هارون الحافظ قال سمعت ابن زنجويه فيما أرى يذكر أن إدريس بن يحيى الخولاني كان بمصر كبشر بن الحارث عندنا ببغداد. قال موسى: ولا أظنهم كانوا يقدمون عليه أحدا.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن طاهر بن حرملة ثنا إدريس بن يحيى

(1)

هكذا فى الاصل.

ص: 319

أخبرني حيوة بن شريح عن عقيل بن خالد عن ابن شهاب عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقبض الله تعالى الأرض بيده والسماوات بيمينه ثم يقول: أنا الملك» .

• حدثنا سليمان ثنا أحمد ثنا جدي حرملة ثنا إدريس بن يحيى عن عقيل عن ابن شهاب عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل صاحب القرآن إذا عاهد عليه وقام به في ليله، كمثل الإبل المعقولة إذا عقلها صاحبها أمسكها، وإذا أطلقها انفلتت» .

• حدثنا سليمان ثنا أحمد حدثني جدي حرملة ثنا إدريس بن يحيى ثنا حيوة ابن شريح عن عقيل عن ابن شهاب عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الحمى من فيح جهنم فاكسروها بالماء. فكان ابن عمر يقول:

اللهم أذهب عنا الرجز». هذه الأحاديث الثلاثة من غرائب حديث الزهري عن نافع، لم يروها إلا حيوة عن عقيل فيما قاله سليمان.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن طاهر ثنا حرملة ح. وحدثنا محمد بن علي ثنا إسماعيل بن داود بن وردان ثنا يوسف بن أبي ظبية قالا: ثنا إدريس ابن يحيى الخولاني ثنا عبد الله بن عياش عن عبد الله بن سليمان عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين» . غريب من حديث نافع لم يروه عنه إلا عبد الله ابن سليمان وهو المعروف بالطويل، وعنه عبد الله بن عياش وهو ابن عياش القتباني، تفرد به إدريس فيما قاله سليمان.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي ثنا يحيى بن محمد بن صاعد ثنا إبراهيم بن منقذ ثنا إدريس بن يحيى الخولاني ثنا الفضل بن المختار عن ابن أبي ذيب عن شعبة مولى ابن عباس عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الوضوء مما خرج ليس مما دخل» . غريب من حديث ابن أبي ذيب لم نكتبه إلا من حديث الفضل، وعنه إدريس بن يحيى الخولاني.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا يحيى بن محمد بن صاعد ثنا إبراهيم بن منقذ

ص: 320

ثنا إدريس بن يحيى الخولاني ثنا الفضل بن المختار عن حميد عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «خرج إلى خيبر فأثر على حماره» .

‌المفضل بن فضالة

ومنهم الثابت العدالة. القليل الملالة. المفضل بن فضالة. كانت له الدعوة المجابة وله الولاية والمهابة.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا عبد الله بن محمد بن سيار الفرهاذاني قال سمعت ابن رغبة يقول حدثني من أثق به أن المفضل بن فضالة دعا له الله عز وجل أن يذهب عنه الأمل فذهب عنه فلم يصبر عليه، فدعا الله أن يرده عليه.

• حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان ثنا عبد الله بن محمد بن سيار قال سمعت ابن رغبة يقول: كان المفضل مع ضعفه طويل القيام.

• حدثنا مخلد بن جعفر وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا قتيبة بن سعيد ويزيد بن موهب قالا: ثنا مفضل بن فضالة عن عن عقيل عن ابن شهاب عن أنس قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر إلى وقت العصر، ثم ينزل فيجمع بينهما، فان زاغت الشمس قبل أن يرتحل صلى الظهر ثم ركب» . صحيح متفق عليه ورواه عن عقيل الليث بن سعد وجابر بن إسماعيل ويونس بن يزيد.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا مطلب بن شعيب ثنا عبد الله بن صالح ثنا الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «كان إذا أراد أن يجمع بين الظهر والعصر أخر الظهر حتى يدخل وقت العصر ثم يجمع بينهما» .

• حدثنا محمد بن علي ثنا علي بن أحمد بن سليمان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا عجل به السير يؤخر الظهر إلى أول وقت العصر فيجمع بينهما، ويؤخر المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء حين يغيب الشفق».

حديث جابر عزيز أخرجه مسلم في كتابه عن عمرو بن سوادة عن ابن وهب.

ص: 321

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا هارون بن كامل ثنا عبد الله بن صالح حدثني الليث حدثني يونس عن ابن شهاب عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «كان إذا أراد أن يجمع بين الظهر والعصر أخر الظهر حتى يدخل وقت العصر ثم يجمع بينهما» . ورواه المفضل بن فضالة عن الليث عن هشام بن سعد.

• حدثنا مخلد بن جعفر ثنا جعفر الفريابي ثنا قتيبة ويزيد بن موهب الرمي قالا: ثنا المفضل بن فضالة عن الليث عن هشام بن سعد عن أبي الزبير عن أبي الطفيل عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كان في غزوة تبوك إذا زاغت الشمس قبل أن يرتحل جمع بين الظهر والعصر، وفي المغرب مثل ذلك، إذا غابت الشمس قبل أن يرتحل جمع بين المغرب والعشاء، وإذا ارتحل قبل أن تغيب الشمس أخر المغرب حتى ينزل العشاء ثم يجمع بينهما» .

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا يحيى بن عبد الله ابن بكير ثنا المفضل بن فضالة عن عياش القتباني عن بكير بن الأشج عن نافع عن ابن عمر عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «على كل محتلم رواح الجمعة، وعلى كل من راح الجمعة الغسل» .

غريب من حديث بكير لم يروه عنه إلا المفضل عن عياش.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا عبد الله بن صالح حدثني المفضل بن فضالة بن يونس بن يزيد عن سعد بن إبراهيم عن أخيه المسور عن عبد الرحمن بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لا يغرم السارق بعد القطع» . لم يروه عن سعد إلا يونس.

• حدثنا محمد ثنا محمد بن زيان ثنا زكريا بن يحيى القضاعي كاتب العمري ثنا المفضل بن فضالة عن عبد الله بن سليمان الطويل عن نافع عن ابن عمر أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو» . صحيح ثابت رواه عن نافع موسى بن عقبة وحديث عبد الله بن سليمان تفرد به المفضل.

• حدثنا محمد بن إبراهيم بن علي ثنا محمد بن زيان ثنا زكريا بن يحيى ثنا

ص: 322

المفضل بن فضالة عن عبد الله بن سليمان عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده» . صحيح ثابت رواه الناس عن نافع، وتفرد به المفضل عن عبد الله بن سليمان.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا المقدام بن داود ثنا عمي سعيد بن عيسى ويحيى بن بكير قالا: ثنا المفضل بن فضالة عن أبي عروة البصري عن زياد أبي عمار عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طلب العلم فريضة على كل مسلم» . أبو عروة البصري هو معمر بن راشد، تفرد به عنه المفضل بن فضالة فيما قاله عيسى.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا المقدام بن داود ثنا عمي سعيد بن عيسى ثنا المفضل بن فضالة عن يونس عن ابن شهاب عن أنس. قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على الخمرة ويسجد عليها» . غريب من حديث الزهري تفرد به المفضل عن يونس عنه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا المقدام ثنا عمي سعيد ثنا المفضل أخبرني محمد بن عجلان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، جائزته يوم وليلة، والضيافة ثلاثة أيام، فما زاد فهو صدقة، ولا يحل له أن يثوى عنده حتى يحرجه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت» . تفرد به المفضل عن ابن عجلان فيما قاله سليمان.

• حدثنا محمد بن المظفر ثنا محمد بن زيان ثنا زكريا بن يحيى ثنا المفضل ابن فضالة عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمر «أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه خاتم من ذهب فأعرض عنه، فانطلق الرجل فنزعه ثم لبس خاتما من حديد ثم أتاه فنظر إليه فقال: هذا لباس أهل النار، ثم أتاه قد لبس خاتما من فضة فلم يذكر ذلك ولم يعرض عنه» .

ص: 323

‌عبد الله بن وهب

ومنهم قتيل الخوف والكرب. المحدث المصري. عبد الله بن وهب.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثني حاتم بن الليث الجوهري ثنا خالد بن خداش قال: قرأ على عبد الله بن وهب كتاب أهوال القيامة فخر مغشيا عليه فلم يتكلم بكلمة حتى مات بعد ثلاثة أيام، وذلك بمصر سنة سبع وتسعين ومائة.

• حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد الهمداني قال: دخل ابن وهب الحمام فسمع قارئا يقرأ {(وإذ يتحاجون في النار)} سقط مغشيا عليه، فغسل عنه النورة وهو لا يعقل.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو الحراش الكلابي ثنا أبو الربيع الرشديني قال: رأيت ابن وهب دخل مسجد الفسطاط في يوم مطير فجعل يطلب إنسانا يجلس معه، فجاء إلى مؤخر المسجد فرأى سعيدا الأخرم فقام إليه فاعتنقا جميعا يبكيان، فسمعت ابن وهب يقول: يا أبا عثمان ذهب من كان إذا صدأت قلوبنا جلاها.

• حدثنا أبو محمد بن حبان قال: حكى ابن ماهان الداراني عن يونس بن عبد الأعلى قال: قرأ عبد الله بن وهب كتاب الأهوال فمر في صفة النار فشهق فغشي عليه، فحمل إلى منزله وعاش أياما ثم مات.

أسند عبد الله بن وهب عن الأئمة وصنف التصانيف منهم الثوري ومالك وشعبة وعمرو بن الحارث ويونس بن يزيد وهشام بن سعد وسليمان ابن بلال ومخرمة بن بكير في آخرين.

• حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى وإبراهيم بن عبد الله قالا: ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لا حليم إلا ذو عثرة ولا حليم إلا ذو تجربة» . غريب من حديث

ص: 324

عمرو بن الحارث لم يروه عنه إلا عبد الله.

• حدثنا محمد بن معمر ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية ثنا محمد بن عبد المجيد التميمي ثنا عبد الله بن وهب حدثني عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الشتاء ربيع المؤمن» .

غريب لا يحفظ إلا بهذا الإسناد تفرد به عبد الله عن عمرو.

• حدثنا أبو سعيد أحمد بن أبتاه ثنا

(1)

ابن وهب ثنا عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل حرف ذكره الله عز وجل في القرآن من القنوت فهو في الطاعة» . تفرد به عبد الله عن عمرو.

• حدثنا أبي ثنا عبدان بن أحمد - إملاء - ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ثنا عمي عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن يعقوب بن الأشج عن أبي الأسود الغفاري عن النعمان الغفاري عن أبي ذر الغفاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يا أبا ذر اعقل ما أقول لك، إن المكثرين هم الأقلون يوم القيامة، إلا من قال كذا، اعقل ما أقول لك: إن الخيل فى نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وإن الخير فى نواصي الخيل» . غريب من حديث يعقوب وعمرو تفرد به عنه ابن وهب.

• حدثنا أبي ثنا عبدان بن أحمد - إملاء - ثنا أبو الطاهر بن السرح ثنا عبد الله بن وهب حدثني عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن كريب عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «حين دخل البيت وجد فيه صورة إبراهيم وصورة مريم، فقال صلى الله عليه وسلم: أما هم قد سمعوا أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة؟ وهذا إبراهيم مصور فما له يستقيم» . غريب من حديث بكير وعمرو تفرد به ابن وهب.

• حدثنا أبي ثنا عبدان بن أحمد - إملاء - ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا ابن وهب ثنا عمرو بن الحارث عن أبى سالم الحسانى عن زيد بن خالد الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أوى ضالة فهو ضال ما لم يعرفها» . لم

(1)

هنا سقوط فى السند

ص: 325

يروه بهذا اللفظ إلا عمرو بن الحارث عن أبي سالم.

• حدثنا أبي ثنا عبدان بن أحمد ثنا عمرو بن سوادة ثنا عبد الله بن وهب ثنا يونس بن يزيد عن الزهري عن عبد الله بن عتبة والسائب بن يزيد عن عبد الرحمن بن عبيد القاري قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نام عن حزبه وقد كان يريد أن يقوم به، فإن نومه صدقة قد تصدق الله بها عليه، وله أجر حزبه» . لا أعلم رواه عن ابن شهاب مرفوعا إلا يونس.

• حدثنا أبي ثنا عبدان بن أحمد ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا ابن وهب ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أن رجلا لم يعمل خيرا قط وكان يداين الناس، وكان يقول لرسوله: خذ ما يسر ودع ما عسر، وتجاوز لعل الله أن يتجاوز عنا، فلما هلك تجاوز الله عنه» . غريب من حديث زيد لم نكتبه إلا من حديث هشام.

• حدثنا أبي

(1)

ثنا عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن الضحاك بن عبد الله القرشي عن أنس بن مالك. قال: «كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فصلى السبحة ثماني ركعات فقال لما انصرف إني صليت صلاة رغبة ورهبة، وسألت ربي ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألت ربي أن لا يبتلى أمتي بالسنين ففعل، وسألته أن لا يظهر عليهم عدوهم ففعل، وسألته أن لا يلبسهم شيعا فأبى علي» .

• حدثنا أبي ثنا عبد الله بن محمد البغوي ثنا أحمد بن عيسى المصري ثنا عبد الله بن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه قال: «قبل عمر الحجر ثم قال: قد علمت أنك حجر، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك» . متفق عليه من حديث الزهري.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن هارون بن روح البردعى - إملاء سنة ثلاثمائة - ثنا محمد بن عبد الله بن الحكم ثنا ابن وهب أخبرني عثمان بن الحكم الجذامي عن زهير بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن زيد بن ثابت أن النبى

(1)

هنا نقص فلعل الصواب ثنا عبدان ثنا يونس.

ص: 326

صلى الله عليه وسلم «قضى باليمين مع الشاهد» . تفرد به عثمان عن زهير من حديث زيد بن ثابت.

• حدثنا أبي ثنا يوسف بن أحمد بن عبد الله بن عبد المؤمن ثنا أحمد ابن زيد القزاز ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ح. وحدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا أحمد بن عيسى قالوا: ثنا عبد الله بن وهب أخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه عن سهيل بن صالح عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وفد ثلاثة الحاج والمعتمر والغازي». غريب تفرد به مخرمة عن أبيه عن سهيل.

• حدثنا أبي ثنا يوسف بن أحمد بن عبد الله حدثنى الربيع بن سليمان ثنا عبد الله بن وهب ثنا سليمان بن بلال حدثني موسى بن عبيدة عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من عبد، مسلم إلا له بابان في السماء، باب ينزل منه رزقه، وباب يدخل منه عمله وكلامه فإن أفقداه بكيا عليه» . لا أعلمه.

• حدثنا محمد بن الحسن بن علي اليقطيني ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا إبراهيم بن خلف ح. وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن يحيى بن خالد ثنا محمد ابن يحيى بن إسماعيل الصدفي قالا: ثنا ابن وهب ثنا معاوية بن صالح عن عبد الوهاب بن بخت عن أبي الزناد عن أبي الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تعالى حرم الخمر وثمنه، وحرم الخنزير وثمنه، وحرم الميتة وثمنها» . تفرد به ابن وهب عن معاوية فيما قاله سليمان.

• حدثنا محمد بن الحسن اليقطيني ثنا عبد الله بن محمد بن مسلم المقدسي ثنا حرملة بن يحيى ثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان، قال الله تعالى {(إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله)}» .

• حدثنا محمد بن الحسن ثنا عبد الله بن محمد بن سلم ثنا حرملة بن يحيى ثنا

ص: 327

ابن وهب أخبرنا عمرو بن الحارث أن دراجا أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قال موسى عليه السلام: يا رب علمني شيئا أذكرك به، قال: قل يا موسى لا إله إلا الله، قال يا رب كل عبادك يقول هذه؟ قال: قل لا إله إلا الله، قال لا إله إلا أنت، إنما أريد شيئا تخصني به، قال: يا موسى لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة لمالت بهم لا إله إلا الله» . غريب من حديث عمرو لم يروه عنه إلا ابن وهب.

• حدثنا محمد بن الحسن ثنا عبد الله بن محمد ثنا حرملة ثنا ابن وهب أخبرني عمرو أن دراجا أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد أن رجلا هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن فقال: يا رسول الله إني هاجرت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«قد هجرت الشرك ولكنه الجهاد، هل لك باليمن أحد؟ قال: نعم، أبواي. قال: أذنا لك؟ قال: لا، قال: فارجع فاستأذنهما فان أذنا لك فجاهد وإلا فبرهما» . لم يروه عن عمرو إلا ابن وهب.

• حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان ثنا موسى بن هارون الحافظ ثنا هارون ابن معروف ح. وحدثنا أحمد بن محمد بن مقسم ثنا إسحاق بن إبراهيم الكندي ثنا أبو همام قالا: ثنا ابن وهب ثنا عبد الله بن الأسود عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أعلنوا النكاح» .

لم يروه عن عامر إلا عبد الله. تفرد به ابن وهب.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حبان الرقى ثنا محمد ابن يحيى بن إسماعيل الصدفي ح. وحدثنا محمد بن المظفر ثنا علي بن أحمد بن سليمان ثنا أحمد بن سعيد الهمداني قالا: ثنا عبد الله بن وهب ثنا جرير بن حازم ثنا أيوب السختياني وعبد الله بن عون وهشام بن حسان عن ابن سيرين عن أنس بن مالك قال: «أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر فقيل يا رسول الله أصيبت الحمر، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا طلحة الأنصارى

ص: 328

فنادى: إن الله عز وجل ورسوله ينهاكم عن الحمر الأهلية فأنها رجس». لم يروه من حديث ابن عون إلا جرير، تفرد به ابن وهب فيما قاله سليمان.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين ثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث ثنا عبد الله بن وهب حدثني الليث بن سعد عن موسى بن علي بن رباح عن أبيه قال المستورد الفهري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر قريشا فقال: «إن فيهم لخصا لا أربعة، إنهم أصلح الناس عند فتنة، وأسرعهم إقامة بعد مصيبة. وأو شكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لمسكين ويتيم، وأمنعهم من ظلم الملوك» . تفرد به ابن وهب عن الليث فيما قاله سليمان.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن محمد بن الحجاج ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا ابن وهب عن معاوية بن صالح عن عمارة بن غزية عن أبي حازم عن سهل ابن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من ملب يلبى إلا لبى ما عن يمينه وشماله من حجر وشجر» . رواه عن عمارة إسماعيل بن عياش وعبيدة بن حميد مثله. وتفرد به ابن وهب عن معاوية عنه.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا حرملة ثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن بكيرا حدثه عن سهيل بن ذكوان أن أبان حدثه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله أمركم بثلاث ونهاكم عن ثلاث، أمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وتسمعوا وتطيعوا لمن ولاه الله عز وجل أمركم.

ونهاكم عن قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال». ثابت مشهور من حديث سهيل لم يروه عن بكير إلا عمرو.

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا هارون بن سعيد ثنا ابن وهب أخبرني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن هذا الخير خزائن ولتلك الخزائن مفاتيح، فمفاتيحه الرجال، فطوبى لعبد جعله الله مفتاحا للخير، مغلاقا للشر، وويل لعبد جعله الله مفتاحا للشر مغلاقا للخير» . غريب من

ص: 329

حديث سهل لم يروه عنه إلا أبو حازم تفرد به عنه عبد الرحمن فيما أعلم.

• حدثنا عبد الملك بن الحسن بن يوسف المعدل ثنا عبد الله بن الصقر ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا عبد الله بن وهب أخبرني جرير بن حازم أنه سمع قتادة يحدث عن أنس بن مالك أن صاحب بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «أمره إن عطب منها شيء أن ينحرها ثم يغمس نعلها في دمها، ثم يضرب به صفحتها ثم يدعها فلا يأكل هو ولا أصحابه منه» .

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أبو يعلى ثنا هارون بن معروف ثنا ابن وهب عن جرير بن حازم عن قتادة عن أنس قال: «دخل رجل المسجد وقد توضأ وقد بقي على قدمه مثل الدرهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ارجع فأحسن وضوءك» . غريب من حديث جرير عن قتادة لم يروه عنه إلا ابن وهب.

• حدثنا عبد الله بن الحسن ثنا زكريا الساجي ثنا أحمد بن سعيد الهمداني ثنا ابن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن عمار بن غزية عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده «: اللهم اغفر لي ذنبى كله، دقه وجله، سره وعلانيته أوله وأخره» . روى الليث عن يحيى بن أيوب مثله. وروى عميرة بن أبي ناجية عن عمارة مثله.

• حدثنا عبد الملك بن الحسن ثنا جعفر الفريابي ثنا قتيبة وإبراهيم بن المنذر وعبد الأعلى بن حماد قالوا: ثنا ابن وهب قال: أخبرني يونس عن الزهري حدثني بشر عن أنس بن مالك قال: «كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من فضة وكان فصه حبشيا.

• حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا خالد ابن خداش ثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث أن أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره» .

• حدثنا محمد بن جعفر ثنا إبراهيم الحربي ثنا هارون بن معروف ثنا ابن

ص: 330

وهب عن زمعة بن صالح حدثني عمرو بن سعيد بن الحويرث عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم «خرج من الخلاء فقرب إليه طعام فقيل له، ألا نأتيك بوضوء؟ فقال أصلي فأتوضأ» . عمرو هو ابن دينار. وروى هذا الحديث عنه أيوب والحمادان وروح بن القاسم والثوري وشعبة وابن جريج وابن عيينة.

• حدثنا عبد الرحمن بن العباس ثنا محمد بن دليل بن سابق حدثنى أحمد ابن عبد المؤمن ثنا ابن وهب ثنا عبد الله بن زياد حدثني ابن شهاب عن سعيد ابن المسيب وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبي هريرة قال.

«كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فوجد رجل ألم الجراح فأهوى إلى كنانته فأخرج منها سهما فنحر به نفسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

يا بلال قم فأذن: لا يدخل الجنة إلا مؤمن، وأن الله تعالى ليؤيد دينه بالرجل الفاجر». صحيح متفق عليه من حديث ابن شهاب عن سعيد، غريب من حديث ابن شهاب عن عبد الله لا أعلمه رواه عنه إلا عبد الله بن زياد وهو ابن سمعان المدني.

• حدثنا محمد بن المظفر - إملاء - ثنا علي بن أحمد بن سليمان ثنا أحمد بن سعيد ثنا ابن وهب حدثني معاوية عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة أنها سئلت. «ما كان عمل النبي صلى الله عليه وسلم في بيته؟ فقالت: كان بشرا من البشر، كان يفلي ثوبه، ويحلب شاته ويخدم نفسه» . روى الليث ابن سعد عن معاوية مثله واختلف على يحيى بن سعيد فيه فرواه يحيى بن أيوب عن يحيى ابن سعيد عن حميد بن قيس عن مجاهد عن عائشة، ورواه ابن جريج عن يحيى ابن سعيد عن مجاهد عن عائشة رضي الله تعالى عنها من دون حميد. .

‌يزيد بن عبد الملك

ومنهم الخائف الناحل الذاهب الذابل. يزيد بن عبد الملك بن موهب.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا أبو خالد يزيد بن

ص: 331

خالد بن يزيد بن عبد الملك بن موهب قال سمعت أبي يقول كان أبى يزيد بن عبد الملك بن وهب يحسر عن ذراعيه ثم يأخذ بجلدته فيمدها - ومد أبو خالد بيده اليمنى جلدة ذراعه من يده اليسرى -، ثم يقول: والله لا حرصن أن لا أدع لله فيك مقبلا - ومد ابن قتيبة جلدة ذراعه فأرانا.

• حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسن ثنا أبو خالد بن يزيد بن خالد قال سمعت مشيختنا يقولون: قرب إلى جدي يزيد بن عبد الملك بن موهب بغلته ليركبها فوجد منها ريحا فقال: ما هذا؟ فقالوا: حفناها بشراب فلم يركبها أربعين يوما.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا أبو العباس بن قتيبة ثنا يزيد بن خالد قال سمعت مشيخنا يقولون: إن يزيد بن عبد الملك كان يأتي مسجد إبراهيم عليه السلام كل عشية جمعة على بغلته، فيرسلها تدور حوله، فإذا أراد الانصراف جاءته فركبها. قال: وسمعت مشيخة من موالينا يقولون: إن يزيد بن عبد الملك كانت له إبل يكر بها إلى مصر، فلما قدمت من مصر نزلت غزة لري الجمال في العصر: فمكث أياما لم يقدم عليه، قال: قد بلغني قدومك منذ أيام، فما الذي أبطأ بك عنا؟ قال: أكريت في العصر، قال فخلطته مع كراء مصر أو هو على حدته؟ قال: لا والله لقد خلطته، فأخذه فرمى به في الدار، فانتهبه الناس. قال رجاء بن أبي سلمة: كان يزيد قلد القضاء بالشام كارها وكان صلبا في الحكم، لا يأتي الولاة ولا يرفع لهم رأسا. وكانت له ضيعة تسمى زيتا، قال رجاء ابن أبي سلمة: فكان إذا خوفوه بالعزل قال أليس لى زيتا خير وزيت أرجع إليه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا مطلب بن شعيب ثنا عبد الله بن صالح حدثني الليث بن سعد عن يزيد بن عبد الله عن عمرو بن أبي عمرو عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال إبليس لربه: بعزتك وجلالك لا أبرح أغوى بنى آدم ما دامت الأرواح فيهم، فقال له ربه: بعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني». يزيد هذا عندي فيما أعلم يزيد بن عبد الله بن الهاد.

• حدثنا محمد بن عمرو ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا هشام بن خالد

ص: 332

الأزرق ثنا خالد بن يزيد عن أبيه عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيت ليلة أسري بي مكتوبا على باب الجنة: الصدقة بعشر أمثالها، والقرض ثمانية عشر، فقلت لجبريل. ما للقرض أفضل من الصدقة؟ قال: لأن السائل يسأل وعنده، والمستقرض لا يستقرض إلا من حاجة» .

هذا الحديث إنما يعرف من حديث يزيد بن أبي مالك، ولم يروه عنه إلا ابنه خالد ويزيد بن أبى مالك قد ولى أيضا بالشام القضاء، واسم أبي مالك هانئ»

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة الدمشقي ثنا أبو مسهر قال قال سعيد بن عبد العزيز: ما كان عندنا إنسان أعلم بالقضاء من يزيد بن أبى مالك، لا مكحولا ولا غيره.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن أبي زرعة ثنا هشام بن خالد الأزرق ثنا الحسين بن يحيى الحسني ثنا سعيد بن عبد العزيز عن يزيد بن أبي مالك عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من حي يموت فيقيم في قبره إلا أربعين صباحا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومررت بموسى عليه السلام ليلة أسري بي وهو قائم في قبره بين عائله وعويله» . غريب من حديث يزيد لم نكته إلا من حديث الحسني.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا جعفر الفريابي ثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا خالد بن يزيد عن أبيه عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر قال:

«كنت عاشر عشرة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود ومعاذ بن جبل وحذيفة وعبد الرحمن بن عوف وأبو سعيد وابن عمر فجاء فتى من الأنصار فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم جلس، فقال يا رسول الله أي المؤمنين أفضلهم؟ قال أحسنهم خلقا، قال:

فأي المؤمنين أكيس؟ قال أكثرهم للموت ذكرا، وأحسنهم له استعدادا، قبل أن ينزل به، أولئك هم الأكياس، ثم سكت الفتى فأقبل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا معشر المهاجرين خصال إن ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن، لن تظهر الفاحشة في قوم حتى يعملوا بها إلا فشى فيهم الطاعون

ص: 333

والأوجاع التي مضت في أسلافهم، ولن ينقص المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولن ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط عليهم عدوهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا فيما أنزل الله عز وجل إلا جعل الله بأسهم بينهم.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الحسن بن جرير الصوري ثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا خالد بن يزيد عن أبيه عن عطاء بن أبي رباح عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا بن عوف إنك من الأغنياء، ولن تدخل الجنة إلا زحفا، فأقرض الله يطلق قدميك، قال ابن عوف: فما الذي أقرض الله؟ قال: تتبرأ مما أنت فيه، قال من كله أجمع؟ قال: نعم، فخرج ابن عوف وهويهم بذلك، فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أتاني جبريل فقال: مر ابن عوف فليضف الضيف وليطعم المسكين وليعط السائل ويبدأ بمن يعول، فإنه إذا فعل ذلك كان تزكية ما هو فيه» . هذه الأحاديث هي عندي راويها يزيد بن أبي مالك واسم أبي مالك هانئ ومن رآه عبد الله بن موهب فهو واهم عندي.

‌علي بن أبي الحر

ومنهم التارك للتافه المر. العابد الناصح علي بن أبي الحر.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن المعلى ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا علي بن أبي الحر قال: شبع يحيى بن زكريا عليهما السلام شبعة من خبز فنام عن حزبه تلك الليلة، فأوحى الله تعالى إليه: هل وجدت دارا خيرا لك من داري؟ وهل وجدت جوارا خيرا لك من جواري؟ يا يحيى وعزتي لو اطلعت إلى الفردوس اطلاعة لذاب جسمك، ولزهقت نفسك اشتياقا، ولو اطلعت على جهنم اطلاعة لبكيت الصديد بعد الدموع، وللبست الحديد بعد المسوح.

ص: 334

‌عبد العزيز الدوري

ومنهم القائم المتهجد، الهائم المتعبد. عبد العزيز بن أبان الدوري.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو ثابت مشرف بن أبان حدثني عبد العزيز بن أبان الدوري - وكان من العابدين - قال: قمت ذات ليلة أصلي فإذا هاتف يهتف بي فيقول: يا عبد العزيز كم من حسن الصورة نظيف الثياب يتقلب بين أطباق جهنم.

‌داود بن رشيد

ومنهم المروح بالهواتف.

• حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا علي بن الموفق قال سمعت داود بن رشيد يقول: قام أخ لي لبعض ما وهب الله له قال: وكانت ليلة شاتية شديدة البرد، وكان رث الثياب، فضربه البرد فبكى، فغلبته عيناه فاذا هو بهاتف يهتف به: أقمناك وأ نمناهم ثم تبكي علينا؟.

‌عبد الله بن سعيد

ومنهم المؤدب بالعتاب. والمهذب بالخطاب.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن المعلى ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا عبد الله بن سعيد وكانت له عمة تبعث إليه بطعام: فأقامت ثلاثة أيام لم تبعث إليه بشيء، فقال: يا رب، أرفعت رزقي؟ فألقي له من زاوية المسجد مزود من سويق، فقيل له هاك يا قليل الصبر. فقال: وعزتك إذ بكتنى لاذقته.

‌علي بن محمد

ومنهم المتوكل المتقاضي. المنسوب إلى الضعف. وفقد التراضي

(1)

.

• حدثنا عثمان بن محمد العثماني حدثني أحمد بن عبد الله حدثنى أبو الحسين

(1)

هذه التراجم الثلاثة لم تذكر فى الاصل فى عنوان الترجمة.

ص: 335

ابن يعقوب حدثني أحمد بن علي الوصافي قال سمعت أبا الحسين علي بن محمد يقول:

كان رجل يسلك البادية على التوكل، وكان معودا يأتيه رزقه في كل ثلاثة أيام فأبطأ عنه رزقه في اليوم الرابع والخامس، فأحس من نفسه بضعف فقال: يا رب إما قوة وإما رزق، فإذا بهاتف يهتف من وراء الجبل.

ويزعم أننا منه قريب

وأنا لا نضيع من أتانا.

ويسألنا القوي ضعفا وعجزا

كأنا لا نراه ولا يرانا ..

‌بشر بن الحارث

ومنهم من حباه الحق بجزيل الفواتح. وحماه عن وبيل الفوادح. أبو نصر بشر بن الحارث الحافي. المكتفي بكفاية الكافي. اكتفى فاشتفى

وقيل إن التصوف الاكتفاء للاعتلاء. والاشتفاء من الابتلاء.

• سمعت عبد الله بن محمد بن جعفر يقول سمعت عبد الله بن محمد يقول سمعت محمد بن داود الدينوري يقول سمعت محمد بن الصلت يقول سمعت بشر بن الحارث - وسئل ما كان بدء أمرك لأن اسمك بين الناس كأنه اسم نبي - قال:

هذا من فضل الله، وما أقول لكم كنت رجلا عيارا صاحب عصبة، فجزت يوما فإذا أنا بقرطاس في الطريق فرفعته فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم. فمسحته وجعلته في جيبى، وكان عندى در همان ما كنت أملك غيرهما، فذهبت إلى العطارين فاشتريت بهما غالية ومسحته في القرطاس، فنمت تلك الليلة فرأيت في المنام كأن قائلا يقول لي: يا بشر بن الحارث رفعت اسمنا عن الطريق وطيبته لأطيبن اسمك في الدنيا والآخرة، ثم كان ما كان.

• حدثنا محمد بن علي ثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم قال سمعت أحمد بن محمد ابن البراء يقول سمعت سفيان بن محمد المصيصي يقول: رأيت بشر بن الحارث في النوم فقلت: ما فعل الله تعالى بك؟ قال: غفر لي وأباح لي نصف الجنة. وقال لي: يا بشر لو سجدت على الجمر ما أديت شكر ما جعلت لك في قلوب عبادي.

• حدثنا الشيخ الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله قال أنبأنا الحسين بن

ص: 336

محمد بن العباس الزجاجي الفقيه ثنا محمد بن جعفر الفرائضي ثنا أبو بكر بن النصر ثنا عبيد الوراق قال سمعت بشرا الحافي يقول: أدوا زكاة الحديث فاستعملوا من كل مائتي حديث خمسة أحاديث.

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم حدثني أحمد بن الحسن بن راشد ثنا محمد ابن قدامة قال سمعت بشر بن الحارث يقول سمعت عبد الله بن داود يقول سمعت سفيان يقول: إنما فضل العلم على غيره ليتقى به.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سمعت موسى الطوسي يقول سمعت علي بن خشرم يقول سمعت بشر بن الحارث يقول: أدخل أحمد بن حنبل الكير

(1)

فخرج ذهبا أحمر وآل علي، فبلغ ذلك أحمد فقال:

الحمد لله الذي أرضى بشرا بما صنعنا.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا يحيى بن عثمان الحربي قال سمعت بشر بن الحارث يقول: لا ينبغي أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا من يصبر على الأذى.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا يحيى بن عثمان الحربي قال سمعت بشر بن الحارث يقول: ينبغي لهؤلاء القوم الذين يعتكفون على هذا المسكر أن لا تقبل لهم شهادة.

• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد حدثني إبراهيم ابن يعقوب قال قال بشر بن الحارث: لو تفكر الناس في عظمة الله لما عصوا الله.

• حدثنا أبي ثنا أحمد ثنا عبد الله حدثني إبراهيم بن يعقوب قال قال بشر ابن الحارث: من سأل الله تعالى الدنيا فإنما يسأله طول الوقوف.

• حدثنا أبي ثنا أحمد ثنا عبد الله ثنا محمد بن يوسف قال سمعت بشر بن الحارث يقول: وقيل له مات فلان، قال: وجمع الدنيا وذهب إلى الآخرة ضيع نفسه، قيل له: إنه كان يفعل ويفعل، وذكر أبوابا من أبواب البر، فقال:

ما ينفع هذا وهو يجمع الدنيا.

• حدثنا علي بن هارون ثنا موسى بن هارون القطان ثنا الحسن بن سعيد

(1)

كذا بالاصل.

ص: 337

قال: كنا يوما عند بشر بن الحارث فجاء رجل من خراسان فبرك قدامه فقال له: يا أبا نصر إنا وفد خراسان، حدثني بخمسة أحاديث أذكرك بها بخراسان، فلم يزل يتذلل له وبشر يقول له: المحدثون كثير، فلم يزل يداريه ويجتهد به، فلما رأى أنه لا ينفعه شيء قال له: يا أبا نصر أليس تروي عن عيسى عليه السلام أنه قال: من علم وعمل وعلم فذلك الذي يدعى عظيما في ملكوت السماء؟ قال له: كيف قلت؟ أعد علي فأعاد عليه القول: من علم وعمل وعلم فذلك الذي يدعى عظيما في ملكوت السماء، قال له: صدقت، قد علمنا حتى نعمل ثم نعلم.

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا أيوب حدثني السري قال سمعت بشر بن الحارث يقول: عز المؤمن استغناؤه عن الناس، وشرفه قيامه بالليل.

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا أبو العباس أحمد بن محمد الخزاعي قال سمعت بشر بن الحارث يقول: سمعت المعافى بن عمران يقول: سمعت الثوري يقول: إرضاء الخلق غاية لا تدرك.

• حدثنا محمد بن عمر ثنا أحمد قال سمعت بشرا يقول سمعت المعافى يقول سمعت الثوري يقول: ما ضرهم ما أصابهم في دنياهم، جبر الله لهم كل مصيبة بالجنة.

• حدثنا محمد بن إبراهيم بن محمد الفروي ومحمد بن عمر بن سلم قالا: ثنا إبراهيم بن عبد الله بن أيوب حدثني سري السقطي قال سمعت بشر بن الحارث يقول: ما أنا بشيء من عملي أوثق به مني بحبي أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وسمعت عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي سمعت علي بن الحسين القاضي يقول سمعت عبيد بن محمد الوراق يقول سمعت بشر بن الحارث يقول: أوثق عملي في نفسي حب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان حدثني أبو بكر بن عبيد حدثني حسين بن عبد الرحمن قال قال بشر بن الحارث من هوان الدنيا على الله عز وجل أن جعل بيته وعرا.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني الحسن ابن بنت عاصم الطبيب قال لقيت بشر بن الحارث فجعل يسألني عن شيء من

ص: 338

العلاج، فقلت له: يا أبا نصر الشمس، وأشرت إلى شيء من الفئ - وكان ذلك في دار ربيعة، أو دار عمران الأشعث أو غيره، إلا أنه رجل كان يكون مع السلاطين، فقال لي هذا من سوء وفى ردئ، أو كما قال.

• حدثنا أبو المظفر منصور بن أحمد المعدل ثنا عثمان بن أحمد السماك ثنا الحسن بن عمرو قال سمعت بشر بن الحارث يقول: الصدقة أفضل من الحج والعمرة والجهاد، ثم قال: ذاك يركب ويرجع ويراه الناس، وهذا يعطي سرا لا يراه إلا الله عز وجل.

• حدثنا منصور بن أحمد ثنا عثمان بن أحمد ثنا الحسن بن عمرو قال سمعت بشر بن الحارث يقول قال سفيان بن عيينة: ليس العاقل الذي يعرف الخير والشر، إنما العاقل الذي إذا رأى الخير اتبعه، وإذا رأى الشر اجتنبه.

• حدثنا منصور بن أحمد ثنا عثمان بن أحمد ثنا الحسن بن عمرو قال سمعت بشر بن الحارث يقول قال رجل لمالك بن دينار. يا مرائي، قال: متى عرفت اسمي؟ ما عرف اسمي غيرك.

• حدثنا محمد بن عمر بن مسلم ثنا أحمد بن محمد الخزاعي قال سمعت بشر ابن الحارث يقول سمعت المعافى يقول سمعت سفيان الثوري يقول: لقد أدركنا أقواما هم اليوم أبقى لمرؤاتهم من قراء هذا الزمان.

• حدثنا محمد بن عمر ثنا أحمد بن محمد قال سمعت بشر بن الحارث. يقول سمعت المعافى يقول سمعت الثوري يقول: لأن أصحب شاطرا في سفر أحب إلي من أن أصحب قارئا.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا أحمد بن شعيب بن عبد الأكرم الأنطاكي ثنا محمد بن أبي يعقوب الدينوري ثنا عباس بن عبد العظيم قال قال بشر بن الحارث يوما حدثني عيسى بن يونس ثم قال: استغفر الله، بلغني أن حدثنا فلان عن فلان باب من أبواب الدنيا.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن يحيى حدثني سليمان بن يعقوب قال قلت لبشر بن الحارث: عظني، قال: انظر خبزك من أين هو ولا تعرض للنار.

ص: 339

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن محمد بن غزوان الهراثى قال قال لي بشر بن الحارث - سنة خمس وعشرين ومائتين - عليكم بالرفق والاقتصاد في النفقة، فلأن تبيتوا جياعا ولكم مال أحب إلي من أن تبيتوا شباعا وليس لكم مال. وقال لي بشر: بلغني أنك لا تلزم السوق فالزم، فلما قمت أنصرف أعاد علي: الزم السوق وإن له في قلبي، إنما أراد وإن لم يربح.

• حدثنا مخلد بن جعفر وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا أحمد بن محمد بن غزوان قال بكرت أنا وأخى فى غداة باردة جدا إلى بشر فألفيناه على بابه معه خليل الخياط ثم قام يمشي أمامنا وعليه فرو خلق، وخف قصير فوق عقبه، فقام ليخرج إلى السوق وعليه إزار لطيف جدا، فما مر بواحد أو أكثر إلا رفع صوته وقال: السلام عليكم، فلما خرج إلى السوق وقف على رجل دقاق فسأله عن سعر الدقيق بالأمس فقال: ناقص فأبشر يا أبا نصر، فحمد الله وأخذ. ومما سمعت من كلامه أن بشرا أرجف الناس بموته بباب الطاق، في يوم مطير، فجئت في المطر والطين حتى بلغت بابه، فإذا على بابه ثلاثة نفر، شيخ منهم يقول: إنما جئنا نعودك يا أبا نصر، فقال لهم وهو يبكى: لا حاجة لى فى عيادتكم، اذهبوا عني فقد آذيتموني، وهو يبكي. وقال قال فضيل:

أشتهي أن أمرض بلا عواد.

• حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم ثنا محمد بن عمر ثنا القاسم بن منبه قال سمعت بشر بن الحارث يقول: أنى جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم فقال: سله يهنك عيشك.

• حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان ثنا محمد بن مخلد ثنا محمد بن يوسف الجوهري قال: سألت بشر بن الحارث عن النبيذ فقال: قد ضاق على الماء فكيف أتكلم في النبيذ؟.

• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد ثنا عبد الرحمن بن داود ثنا الفضل بن العباس الحلبي قال سمعت أبا نصر بشر بن الحارث - وذكر العلم وطلبه - فقال:

إذا لم يعمل به فتركه أفضل، والعلم هو العمل، فإذا أطعت الله علمك، وإذا

ص: 340

عصيته لم يعلمك، والعلم أداة الأنبياء إلى احتجابهم، فذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أدى إلى أصحابه فتمسكوا به وحفظوه وعملوا به، ثم أدوه إلى قوم فذكر من فضلهم، وأدوا أولئك إلى قوم آخرين، فذكر الطبقات الثلاث، ثم قال أبو نصر: وقد صار العلم إلى قوم يأكلون به.

• حدثنا محمد بن جعفر ثنا جعفر الفريابي ثنا محمد بن قدامة ثنا بشر بن الحارث قال قال لي عيسى بن يونس حين أردت أن أفارقه: أوتحمل هذا العلم إلى تلك البلدة السوء؟.

• حدثنا محمد بن جعفر ثنا جعفر الفريابي ثنا محمد بن قدامة ثنا بشر بن الحارث قال سمعت عيسى بن يونس يقول عن الأوزاعي قال أبو الدرداء: اللهم لا تلعني في قلوب العلماء، قالوا: كيف نلعنك؟ قال: تكرهوني.

• حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن ثنا أبو مقاتل محمد بن شجاع ثنا القاسم ابن منبه قال سمعت بشر بن الحارث يقول: لا تطلب علما تهينه للناس، هذا هو الداء الأكبر. قال وسمعت بشرا يقول: ما خلف رجل في بيته أفضل أو خيرا من ركعتين يصليهما.

• حدثنا محمد بن الفتح ثنا أحمد بن محمد الصيدلاني قال سمعت أبا جعفر المغازلي يقول قال بشر بن الحارث قال الفضيل بن عياض: لا تكمل مروءة الرجل حتى يسلم منه عدوه، كيف والآن لا يسلم منه صديقه.

• حدثنا أبو الحسن بن مقسم ثنا عثمان بن أحمد الدقاق ثنا الحسن بن عمرو السبيعي قال سمعت بشر بن الحارث يقول: الصبر هو الصمت والصمت من الصبر، ولا يكون المتكلم أورع من الصامت، إلا رجل عالم يتكلم في موضعه ويسكت في موضعه.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى حدثني أبو عبد الله أحمد بن الحسن السكري البغدادي قال سمعت علي بن خشرم يقول:

كتب إلى بشر بن الحارث أبو نصر: إلى أبي الحسن علي بن خشرم: السلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد فإني أسأل الله أن يتم ما بنا وبكم

ص: 341

من نعمة، وأن يرزقنا وإياكم الشكر على إحسانه، وأن يميتنا ويحيينا وإياكم على الإسلام، وأن يسلم لنا ولكم خلفا من تلف، وعوضا من كل رزية، أوصيك بتقوى الله يا علي ولزوم أمره والتمسك بكتابه، ثم اتباع آثار القوم الذين سبقونا بالإيمان وسهلوا لنا السبل فاجعلهم نصب عينيك، وأكثر عرض حالاتهم عليك تأنس بهم فى الخلاء، ويغنوك عن مشاهدة الملأ فمثل حالهم كأنك تشاهدهم، فمجالسة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أوفق من مجالسة الموتى، ومن يرقب منك زلتك وسقطتك إن قدر عليها فإن لم يقدر عليها جعل جليسا إن رآه عندك عيبك فرماك بما لم يره الله منك، واعلم علمك الله الخير وجعلك من أهله، أن أكثر عمرك فيما أرى قد انقضى، ومن يرضى حاله قد مضى، وأنت لاحق بهم، وأنت مطلوب ولا تعجز طالبك، وأنت أسير في يديه، وكل الخلق في كبريائه صغير، وكلهم إليه فقير، فلا يشغلنك كثرة من يحبك، وتضرع إليه تضرع ذليل إلى عزيز، وفقير إلى غني، وأسير لا يجد ملجأ ولا مفرا يفر إليه عنا، وخائف مما قدمت يداه، غير واثق على ما يقدم لا يقطع الرجاء، ولا يدع الدعاء، ولا يأمن من الفتن والبلاء، فلعله إن رآك كذلك عطف عليك بفضله، وأمدك بمعونته، وبلغ بك ما تأمله من عفوه ورحمته، فافزع إليه في نوائبك، واستعنه على ما ضعفت عنه قوتك، فإنك إذا فعلت ذلك قربك بخضوعك له، ووجدته أسرع إليك من أبويك، وأقرب إليك من نفسك. وبالله التوفيق، وإياه أسأل خير المواهب لنا ولك، واعلم يا على أنه من ابتلي بالشهرة ومعرفة الناس فمصيبته جليلة، فجبرها الله لنا ولك بالخضوع والاستكانة والذل لعظمته، وكفانا وإياك فتنتها وشر عاقبتها فإنه تولى ذلك من أوليائه ومن أراد توفيقه، وارجع إلى أقرب الأمرين بك، إلى إرضاء ربك، ولا ترجعن بقلبك إلى محمدة أهل زمانك ولا ذمهم، فإن من كان يتقى ذلك منه قد مات، وإنارة إحياء القلوب من صالح أهل زمانك وإنما أنت في محل موتى ومقابر أحياء ماتوا عن الآخرة، ودرست عن طرقها آثارهم، هؤلاء أهل زمانك فتوار مما لا يستضاء فيها بنور الله، ولا يستعمل فيها

ص: 342

كتابه إلا من عصم الله، ولا تبال من تركك منهم، ولا تأس على فقدهم، واعلم أن حظك في بعدهم أوفر من حظك في قربهم، وحسبك الله فاتخذه أنيسا ففيه الخلف منهم، فاحذر أهل زمانك، وما العيش مع من يظن به في زمانك الخير، ولا مع من يسئ به الظن خير، وما ينبغي أن يكون طلعة أبغض إلى عاقل تهمه نفسه من طلعة إنسان في زمانك، لأنك منه على شرف فتنة إن جالسته، ولا تأمن البلاء إن جانبته، وللموت في العزلة خير من الحياة وإن ظن رجل أن ينجو من الشر يأمن خوف فتنة فلا نجاة له إن أمكنتهم من نفسك آثموك، وإن جانبتهم أشركوك فاختر لنفسك واكره لها ملابستهم، وأرى أن الفضل اليوم ما هو إلا في العزلة لأن السلامة فيها وكفى بالسلامة فضلا، اجعل أذنك عما يؤثمك صماء، وعينك عنه عمياء، احذر سوء الظن فقد حذرك الله تعالى ذلك وذلك قوله تعالى {(إن بعض الظن إثم)} والسلام.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن يحيى حدثني إبراهيم بن براد قال بشر بن الحارث: حب لقاء الناس حب الدنيا، وترك لقاء الناس ترك الدنيا.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني الحسين ابن عبد الرحمن قال قال بشر بن الحارث: لا أعلم رجلا أحب أن يعرف إلا ذهب دينه وافتضح، وقال بشر: لا يجد حلاوة الآخرة رجل يحب أن يعرفه الناس.

• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن ثنا أبو بكر أحمد بن الفتح قال سمعت بشر ابن الحارث يقول سمعت يحيى القطان يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: إن أقبح الرغبة أن تطلب الدنيا بعمل الآخرة، قال وسمعت بشر بن الحارث يقول سمعت خالدا الطحان وهو يذكر إياكم وسرائر الشرك. قلت: وكيف سرائر الشرك؟ قال: أن يصلي أحدكم فيطول في ركوعه وسجوده حتى يلحقه الحدو؟.

• حدثنا الحسن بن علان الوراق ثنا أبو القاسم بن منيع حدثني محمد بن هارون أبو جعفر قال سمعت بشر بن الحارث يقول: إذا كان لك صديق فلا تدل عليه الفقراء لا يكسرونه عليك، قال وسمعت بشرا يقول عن يحيى بن يمان

ص: 343

عن سفيان قال: ما شبهت القارئ إلا بالدرهم الزيف إذا كسرته خرج ما فيه.

وقال سفيان: إذا كانت لك حاجة إلى قارئ فاضربه بعى. سمعت على بن محمد ابن حبيش يقول سمعت أحمد بن المغلس الحماني يقول سمعت بشر بن الحارث يقول: سكون النفس إلى المدح وقبول المدح لها أشد عليها من المعاصي.

• حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم قال سمعت عثمان بن أحمد يقول سمعت الحسن بن عمران المروزي يقول سمعت بشر بن الحارث يقول:

ذهب الرجال المرتجى لفعالهم

والمنكرون لكل أمر منكر

وبقيت في خلف يزين بعضهم

بعضا ليدفع معور عن معور.

• حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن مقسم قال سمعت أبا الفضل الصيدلي يقول سمعت محمد بن المثنى يقول سمعت بشر بن الحارث يقول - وقد سئل عن من يغتاب الناس يكون عدلا؟ قال: لا إذا كان مشهورا بذلك فهو الوضيع.

قال وسمعت بشرا يقول: إذا قل عمل العبد ابتلي بالهم.

• حدثنا أبو بكر محمد بن الفضل بن قديد ثنا أحمد بن الصلت قال سمعت بشر ابن الحارث يقول: من أراد أن يكون عزيزا في الدنيا سليما في الآخرة فلا يحد ولا يشهد ولا يؤم قوما ولا يأكل لأحد طعاما.

• حدثنا محمد بن إبراهيم بن علي ثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد قال سمعت بشر بن الحارث يقول مثله. وزاد ولا يقبل لأحد هدية.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال:

رأيت بشر بن الحارث منصرفا من جنازة مر علينا، فقمت لأنظر إليه فرأيت عليه ثيابا متواضعة - أظن كان عليه فرو - وإذا رجل مهيب طويل الشعر أبيض الرأس واللحية، وفي رأسه ولحيته شيء من سواد أحسب البياض أكثر من السواد، لا يخضب بشيء أحسب عليه أزير إلى هاهنا قصير.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو عبد الله السلمي قال سمعت بشر بن الحارث يقول قال إبراهيم بن أدهم: إنما اخترت الشام لأشبع من الخبز.

ص: 344

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلمة ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا يحيى بن عثمان قال سمعت بشر بن الحارث يقول: وددت أن رءوسهم خضبت بدمائهم وأنهم لم يجيبوا.

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا أحمد بن محمد الخزاعي سمعت بشر بن الحارث يقول سمعت المعافى بن عمران يقول قال رجل لمحمد بن النضر الحارثي أين أعبد الله؟ قال: أصلح سريرتك واعبده حيث شئت.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو عبد الله السلمي قال سمعت بشرا يقول - وحدثه رجل عن رؤيا رآها في المنام - فقال بشر هذا حديث الليل.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا أيوب الحربي عن بشر بن الحارث قال سأل رجل ابن المبارك فقال: إن أمي لم تزل تقول تزوج حتى تزوجت فالآن قالت لي: طلقها، فقال: إن كنت عملت عمل البر كله وبقي هذا عليك فطلقها، وإن كنت تطلقها وتأخذ إلى مشاغبة أمك فتضر بها فلا تطلقها.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا عبد الصمد ثنا بشر بن الحارث قال: خرج علينا أبو بكر بن عياش مرة فقال: هاهنا من البهاتين المنانين أحد؟ قال عبد الصمد قال بشر: ولم يدر أني فيهم أو منهم.

• أنشدنا محمد بن إبراهيم قال أنشدنا عبد الله بن محمد بن علي قاضي المدينة قال أنشدني محمد بن سهم قال قال أهل الحديث لبشر بن الحارث: حدثنا فانشأ يقول:

صار أهل الحديث فيهم حديثا

أن شين الحديث اهل الحديث

قال: وأنشدنى بشر

وليس من يروق لي دينه

يغرني يا صاح تبريقه

من حقق الإيمان في قلبه

يوشك أن يظهر تحقيقه.

• حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن مقسم ثنا عيسى بن عبد الله بن أحمد الساجي حدثني أبي قال سمعت بشر بن الحارث ينشد.

ص: 345

أقسم بالله لرضخ النوى

وشرب ماء القلب المالحة

اعز للانسان من جرصه

ومن سؤال الاوجه الكالحة

فاستغن باليأس تكن ذا غنى

مغتبطا بالصفقة الرابحة

اليأس عز والتقى سؤدد

ورغبة النفس لها فاضحة

من كانت الدنيا به برة

فإنها يوما له ذابحة.

• حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم ثنا محمد بن شجاع ثنا القاسم بن منبه قال سمعت بشر بن الحارث يقول: لا تعط شيئا لمخافة ملامة الناس.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا الهيثم بن خلف ثنا يحيى بن عثمان الحربي قال قال بشر بن الحارث: يا أبا زكريا من جلس والأقداح تدور لا تقبل شهادته.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا يعقوب بن إبراهيم بن حسان ثنا أبو الربيع قال سمعت بشرا يقول: اكتم حسناتك كما تكتم سيئاتك.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت أحمد بن الفتح يقول سمعت بشر بن الحارث يقول: من أراد أن يلقن الحكمة فلا يعص الله.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا محمد بن يوسف الجوهري قال سمعت بشر بن الحارث يقول في جنازة أخته: إن العبد إذا قصر فى طاعة سلبه من يؤنبه.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا أبو العباس السراج قال سمعت الحسين بن محمد البغدادي يقول سمعت أبي يقول: زرت بشر بن الحارث فقعدت معه مليا فما زادني على كلمة قال: ما اتقى الله من أحب الشهرة.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت عبيد بن محمد يقول سمعت بشر بن الحارث يقول: لقي حكيم حكيما فقال أحدهما لصاحبه:

لا يراك الله عند ما نهاك، ولا يفقدك عند ما أمرك.

• حدثنا أبو الحسن بن مقسم حدثني أبو الفضل السرحى قال سمعت سعد ابن عثمان يقول سمعت بشر بن الحارث يقول: لا تعمل لتذكر ورد لله ما يريد.

ص: 346

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا أبو العباس الثقفي قال سمعت أحمد بن الفتح يقول سمعت بشر بن الحارث يقول: إذا أعجبك الكلام فاصمت، وإذا أعجبك الصمت فتكلم.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو العباس السلمي قال سمعت بشر بن الحارث يقول: إذا اهتممت لغلاء السعر فاذكر الموت فإنه يذهب عنك هم الغلاء. قال: وسمعت بشر بن الحارث يقول: إذا ذكرت الموت ذهب عنك صفوة الدنيا وشهواتها، وذهبت عنك شهوة الجماع عند ذكر الموت. قال: ورأيت قدمي بشر - أي أسفل قدميه - قد اسودا من أثر التراب مما يمشي حافيا.

• حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن مخلد ثنا أحمد بن الفتح قال سمعت بشر بن الحارث يقول: إنما أنت متلذذ تسمع وتملي، إنما يراد من العلم العمل استمع وتعلم واعمل وعلم واهرب، ألم تر إلى سفيان الثوري كيف طلب العلم فعلم وعمل وعلم وهرب؟ وطلب العلم إنما يدل على الهرب من الدنيا ليس على حبها.

• حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان ثنا موسى بن عبيد الله ثنا القاسم بن منبه الحربي قال سمعت بشر بن الحارث يقول: إن لم تعمل فلا تعص.

• حدثنا محمد بن أحمد البغدادي ثنا محمد بن عبد الله قال سمعت بشر بن الحارث يقول: من عامل الله بالصدق استوحش من الناس.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا يعقوب بن إبراهيم بن حسان ثنا أبو الربيع قال سمعت بشر بن الحارث يقول: اكتم حسناتك كما تكتم سيئاتك.

• حدثنا عمر بن أحمد بن جبير الصوفي - بالبصرة - قال سمعت أبا أحمد بن كثير يقول سمعت إبراهيم الحربي يقول: حملني أبي إلى بشر بن الحارث فقال: يا أبا نصر ابني هذا مشتهر بكتابة الحديث والعلم، فقال لي: يا بني هذا العلم ينبغي أن يعمل به، فإن لم يعمل به كله فمن كل مائتين خمسة، مثل زكاة الدراهم. وقال له أبي: أبا نصر تدعو له؟ فقال دعاؤك له أبلغ، دعاء الوالد لولده كدعاء النبي

ص: 347

لأمته. قال إبراهيم: فاستحليت كلامه فاستحسنته فإذا أنا مار إلى صلاة الجمعة فإذا بشر يصلي في قبة الشعر، فقمت وراءه أركع إلى أن يؤذن بالاذان، فقام رجل رث الحال والهيئة، فقال: يا قوم احذروا أن أكون صادقا، وليس مع الاضطرار اختيار، ولا يسع السكوت عند العدم، ولا السؤال مع الوجود، ولا فاقة رحمكم الله. قال: فرأيت بشرا أعطاه قطعة دانق، قال إبراهيم: فقمت إليه فأعطيته درهما فقلت أعطني القطعة، قال: لا أفعل، فقلت: هذان درهمان، قال: - وكان معي عشرة دراهم صحاح - قلت: هذه عشرة دراهم، فقال لي: يا هذا وأي شيء رغبتك في دانق تبذل فيه عشرة صحاحا؟ قال قلت: هذا رجل صالح، قال فقال لي: فأنا في معروف هذا أرغب ولست أستبدل بالنعم نقما، وإلى أن آكل هذه فرح عاجل أو منية قاضية.

قال إبراهيم: فقلت: انظروا معروف من أخذ؟ فقلت يا شيخ دعوة. فقال لي:

أحيا الله قلبك ولا أماته حتى يميت جسمك، وجعلك ممن يشتري نفسه بكل شيء ولا يبيعها بشيء.

• حدثنا الحسن بن علان الوراق ثنا عبد الله بن محمد المسعى حدثنى محمد ابن هارون أبو جعفر قال لقيني بشر بن الحارث فقال: إن استطعت أن تكون في موضع يحسبون أنك لص فافعل وإن استطعت أن تزيد ولا تنقص.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا أبو العباس الثقفي ثنا محمد بن المثنى قال سمعت بشر بن الحارث يقول: ليس أحد يحب الدنيا إلا لم يحب الموت، وليس أحد يزهد في الدنيا إلا أحب الموت حتى يلقى مولاه.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن المثنى قال سمعت بشر بن الحارث يقول: العجب أن تستكثر عملك وتستقل عمل الناس، أو عمل غيرك.

• حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم قال سمعت أبا بكر الباقلاني يقول سمعت أبي يقول سمعت بشر بن الحارث ونحن معه بباب حرب وأراد الدخول إلى المقبرة فقال: الموتى داخل السور أكثر منهم خارج السور.

ص: 348

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الملك ثنا محمد بن المثنى قال سمعت بشر بن الحارث يقول: لا ينبغي لأحد أن يذكر شيئا من الحديث في موضع حاجة يكون له من حوائج الدنيا، يريد أن يتقرب به، ولا يذكر العلم في موضع ذكر الدنيا، وقد رأيت مشايخ طلبوا العلم للدنيا فافتضحوا، وآخرين طلبوه فوضعوه مواضعه وعملوا به وقاموا به فأولئك سلموا فنفعهم الله تعالى. وإذا أنت سمعت الشئ من معدن وأخذت به ثم سمعت غيرك يقول بخلافه فلا تماره فإنك لا تنتفع بذلك، واعمل به لنفسك. وقد رأيت أقواما سمعوا من العلم اليسير فعملوا به، وآخرين سمعوا الكثير فلم ينفعهم الله به، فكيف واعلموا أنه يمنع الرزق طلب هذا الحديث. وسمعت حفص بن غياث يقول: كنا نستغني بمجلس سفيان عن الدنيا. قال وسمعت حفص بن غياث يقول: كان الفقراء في مجلس سفيان هم الأمراء. قال بشر: وكان سفيان يقول: من كان عنده شيء من معاش فليتمسك به فإنه سيأتى على الناس زمان أو ما يلقى الرجل يلقاه بدينه.

• حدثنا محمد بن الفتح ثنا أحمد بن محمد الصيدلاني قال سمعت أبا جعفر المغازلي يقول سمعت بشر بن الحارث يقول: لا تسأل عن مسائل تعرف بها عيوب الناس، لا تقع في ألسنة الناس، إذا سألت عن مسألة فاعمل فإن لم تطق فاستعن بالله.

• حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم ثنا محمد بن إسحاق أمام سلامة حدثني أبي قال قلت لبشر بن الحارث: إني أحب أن أسلك طريق إبراهيم بن أدهم، قال: لا تقوى، قلت: ولم ذاك؟ قال: لأن إبراهيم عمل ولم يقل، وأنت قلت ولم تعمل.

• حدثنا محمد بن الفتح ثنا أحمد بن محمد الصيدلاني حدثني عبد الله بن عبد الوهاب العسقلاني ثنا إبراهيم بن عبد الله قال سمعت بشر بن الحارث يقول: من حرم المعرفة لم يجد للطاعة حلاوة، ومن لا يعرف ثواب الأعمال ثقلت عليه في جميع الأحوال، ومن زهد في الدنيا على حقيقة كانت مئونته

ص: 349

خفيفة ومن وهب له الرضا فقد بلغ أفضل الدرجات، والمؤمن إذا عاش حزينا ولم يرد القيمة أفضل من الراضين عن الله.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا هارون بن يوسف بن زياد ثنا محمد ابن محمد بن أبي الورد ثنا حسن الأنماطي قال سمعت بشر بن الحارث يقول:

النظر إلى من يكره حمى باطنة.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا هارون بن يوسف حدثني محمد بن محمد بن أبي الورد حدثني حسن الأنماطي قال سمعت بشر بن الحارث يقول:

بقاء البخلاء كرب على قلوب المؤمنين.

• حدثنا منصور بن محمد المعدل ثنا عثمان بن أحمد ثنا الحسن بن عمر المروزي قال سمعت بشر بن الحارث يقول: النظر إلى الأحمق سخنة عين والنظر إلى البخيل يقسي القلب، ومن لم يحتمل الغم والأذى لم يقدر أن يدخل فيما يحب.

• حدثنا نصر بن أبي نصر الصوفي الطوسي ثنا محمد بن عمرو ثنا القاسم ابن منبه قال سمعت بشرا يقول: ما اجفا صاحب الدنيا وأصفق وجهه، وقال إن لم تعمل فلا تعص: وقال: خصلتان تقسيان القلب، كثرة الكلام، وكثرة الأكل.

• حدثنا محمد بن حميد ثنا أحمد بن القاسم بن هاشم السمسار ثنا محمد بن المثنى قال قال لي بشر بن الحارث: صاحب ربع سخي أحب إلي من قارئ بخيل أو قال: ما أعلم أحدا من الناس إلا مبتلى، رجل بسط الله تعالى له في رزقه فينظر كيف شكره، ورجل قبض الله عز وجل عنه رزقه فينظر كيف صبره.

• حدثنا محمد بن الفتح ثنا عبد الله بن أبي داود ثنا علي بن خشرم قال سمعت بشر بن الحارث يقول.

خلت الديار فسدت غير مسود

ومن الشقاء تفردي بالسؤدد.

قال علي بن خشرم: وسمعت ابن عيينة يقوله والناس حوله.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن محمد بن يوسف الجرجاني قال سمعت أبا العباس

ص: 350

ابن عبد الله البغدادي يقول سمعت جعفر البرداني يقول سمعت بشر بن الحارث يقول: قال موسى عليه السلام: يا رب فقال الله تعالى له لبيك يا موسى، قال إني جائع فأطعمني. قال حتى أشاء. قال وسمعت بشرا يقول: إن عوج

(1)

بن عنق كان يأتي البحر فيخوضه برجله أو ما شاء الله به فيحتطب الساج، وكان أول من دل عليه وجلبه، وكان يأتي به الأيلة ويأخذ من حيتان البحر حوتا بيده فيشوبها في عين الشمس، ثم يأتي بها مشوية، فكان النجار يعدون له الدقيق كريرا فى كل يوم يختبز منه ملتين ويأكل ذلك أجمع، ويدفع إليهم الحزمة من حطب الساج، فهذا كافر يطعمه في كل يوم كرينا من طعام وسمكة يعجز عنه كل دواب البحر، فكيف يضيعك وأنت توحده وقوتك رغيف أو رغيفان، يا ويحك تقطع بينك وبين ربك برغيف. قال وسمعت بشرا يقول: قال موسى عليه السلام: يا رب أرني وليا من أوليائك، قال اطلبه فى حوبة كذا وكذا، قال: فطلبه فإذا فيها عظام رجل قد أكلته السباع. فقال: يا رب ما أرى غير العظام، قال هي عظام ولي، قال: يا رب وأرسلت عليه السباع؟ قال: نعم وعزتي ما أخرجته من الدنيا مع ذلك إلا جائعا ظمآن. قال: ولم ذلك يا رب؟ قال: لمنزلته عندي لو رأيتها لزهقت نفسك شوقا إليها، إني لا أرضى الدنيا لولي من أوليائي. سمعت أبي يقول سمعت أبا جعفر أحمد بن جعفر بن هانئ يقول سمعت محمد بن يوسف يقول قال المازني لبشر بن الحارث. إيش التوكل فقال له بشر اضطراب بلا سكون، وسكون بلا اضطراب. فقال المازني ليس نفقه هذا قال: نعم ليس هذا من أبزاركم. قال: ففسره لنا حتى نفقه، قال: اضطراب بلا سكون رجل يضطرب بجوارحه وقلبه ساكن إلى الله لا إلى عمله، وسكون بلا اضطراب، فرجل ساكن إلى الله عز وجل بلا حركة وهذا عزيز وهو من صفات الأبدال.

• حدثنا أبو الحسن بن مقسم ثنا أبو الطيب الصفار ثنا محمد بن يوسف الجوهري قال سمعت بشر بن الحارث يقول: قال فضيل بن عياض لابنه على عند ما يصيبه. لعلك ترى أنك في شيء من الجوع أطوع لله منك.

(1)

خبر اسرائيلى رده الجهابذة.

ص: 351

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا عبد الله بن إسحاق المدائني ثنا محمد ابن حرب ثنا عبيد بن محمد حدثني عمار قال: رأيت الخضر عليه السلام فسألته عن بشر بن الحارث فقال: مات يوم مات وما على ظهر الأرض أتقى لله منه.

• حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين ثنا أبو عبد الله الطيالسي بها ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ثنا محمد بن علي الصوري بصور ثنا أبو نعيم قال: جاءني بشر بن الحارث فقال: حدثني بحديث النبي صلى الله عليه وسلم «إن الله تعالى عند لسان كل قائل» . فقلت: حدثنا عمر بن ذر عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عند لسان كل قائل» فقلت ما بقى امرؤ علم ما تقول؟ فقال: حسبك ورجع.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا عبد الله بن أحمد ابن سوادة ثنا أحمد بن الحجاج ثنا أبو جعفر البزاز قال سمعت بشر بن الحارث يقول: قل لمن طلب الدنيا تهيأ للذل.

• أخبر أبو عبد الله محمد بن حنيف الشيرازي الصوفي فيما كتب إلي حدثني أبو محمد عبد الله بن الفضل حدثني أبو عبد الله القاضي حدثني أبي قال كان عندنا ببغداد رجل من التجار صديقا لي وكان كثيرا ما أسمعه يقع في الصوفية قال: فرأيته بعد ذلك يصحبهم، فأنفق عليهم جميع ما ملك. قال فقلت له: أليس كنت تبغضهم؟ قال فقال لي: ليس الأمر على ما توهمت، قلت له:

كيف؟ قال: صليت الجمعة يوما وخرجت فرأيت بشر بن الحارث الحافي يخرج من المسجد مسرعا، قال فقلت في نفسي انظر إلى هذا الرجل الموصوف بالزهد ليس يستقر في المسجد قال فتركت حاجتي فقلت: انظر أين يذهب، قال فتبعته فرأيته تقدم إلى الخباز واشترى بدرهم خبزا قال قلت انظر إلى الرجل يشتري خبزا، قال فتقدم إلى الشواء فأعطاه درهما وأخذ الشواء قال: فزادني عليه غيظا قال وتقدم إلى الحلاوي واشترى فالوذجا بدرهم فقلت في نفسي: والله لأنغصن عليه حين يجلس ويأكل قال فخرج إلى الصحراء وأنا أقول يريد الخضرة والماء قال فما زال يمشي إلى العصر وأنا خلفه قال فدخل قرية وفي القرية مسجد وفيه

ص: 352

رجل مريض قال فجلس عند رأسه وجعل يلقمه، قال فقمت لأنظر إلى القرية قال فبقيت ساعة ثم رجعت فقلت للعليل: أين بشر؟ قال: ذهب إلى بغداد قال فقلت: وكم بيني وبين بغداد؟ فقال: أربعون فرسخا. فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون أيش عملت بنفسي وليس عندي ما أكتري ولا أقدر على المشي، قال: اجلس حتى يرجع، قال: فجلست إلى الجمعة القابلة قال: فجاء بشر في ذلك الوقت ومعه شيء يأكله المريض، فلما فرغ قال له: العليل يا أبا نصر هذا رجل صحبك من بغداد وبقي عندي منذ الجمعة فرده إلى موضعه، قال فنظر إلي كالمغضب وقال: لم صحبتني؟ قال فقلت: أخطأت، قال: قم فامش، قال فمشيت إلى قرب المغرب. قال فلما قربنا قال لي: أين محلتك من بغداد؟ قلت: في موضع كذا قال اذهب ولا تعد. قال فتبت إلى الله عز وجل وصحبتهم وأنا على ذلك.

قال محمد بن حنيف قال محمد بن الهيثم. كنت أدخل على أخت بشر في صغري فأعطتني يوما كبة من غزل فقالت: بع هذه الكبة واشتر خبزا وسمكا، ففعلت، فدخل بشر والخبز والسمك موضوع فقال بشر: ما هذا الطعام؟ قالت رأيت أمي وأمك في المنام فقالت: إن أردت فرحي وإدخالك السرور علي، فبيعي من غزلك واشتري خبزا وسمكا، فإن أخاك بشرا يشتهيها، قالت: فلما ذكرت أمي وأمه بكى وقال: رحمها الله. تغتم لي حية وميتة، فقال بشر: إني لأشتهيه منذ خمس وعشرين سنة، ما كان الله عز وجل يراني أن أرجع في شيء تركته لله. ثم قال: رأيت بشرا متغير اللون فقلت له: لماذا؟ نشدتك بالله قال:

أنا منذ أربعين يوما آكل الطين في الصحراء ليس يصفو لي الأكل ببغداد، فتغير علي بطني، ولذلك أنا متغير. قال محمد بن حنيف: ولا يستكثر ذلك المقدار له، وكان غزل أخته فيما ذكر أنها قصدت أحمد بن حنبل فقالت: إنا قوم نغزل بالليل ومعاشنا منه وربما يمر بنا مشاعل بني طاهر ولاة بغداد ونحن على السطح فنغزل في ضوئها الطاقة والطاقتين، أفتحله لنا أم تحرمه؟ فقال لها:

من أنت؟ قالت: أخت بشر. فقال: آه يا آل بشر، لاعدمتكم، لا أزال أسمع الورع الصافي من قبلكم.

ص: 353

• حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم ثنا عثمان بن أحمد الدقاق ثنا الحسن بن عمرو السبيعي قال سمعت بشر بن الحارث يقول: لا تكون كاملا حتى يأمنك عدوك، وكيف تكون خيرا وصديقك لا يأمنك. قال وسمعت بشرا يقول:

بي داء ما لم أعالج نفسي لا أتفرغ لغيري، فإذا عالجت نفسي تفرغت لغيري، بموضع الداء وموضع الدواء إن أعانني منه بمعونة. ثم قال: أنتم الداء، أرى وجوه قوم لا يخافون الله متهاونين بأمر الآخرة.

• حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا عثمان بن أحمد ثنا الحسن بن عمرو السبيعي قال سمعت بشر بن الحارث يقول: لا يجد العبد حلاوة العيادة حتى يجعل بينه وبين الشهوات حائطا من حديد. قال وسمعت بشرا يقول: الدعاء كفارة الذنوب.

• حدثنا محمد بن الحسين بن موسى - في كتابه - ثنا محمد بن الحسن بن الحساب ثنا أحمد بن محمد بن صالح ثنا محمد بن عبدون ثنا حسن المسوحي قال:

رآنى بشر بن الحارث يوما وأنا أرتعد من البرد فنظر إلى فقال:

قطع الليالي مع الأيام في حلق

والنوم تحت رواق الهم والقلق

احرى واعذرنى من أن يقال غدا

إني التمست الغنى من كف مختلق

قالوا رضيت بذا قلت القنوع غنى

ليس الغنى كثرة الاموال والورق

رضيت بالله في عسري وفى يسري

فلست أسلك إلا واضح الطرق.

• حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم ثنا ابن مخلد ثنا محمد بن المثنى قال سمعت بشر بن الحارث يقول: قال جعفر بن برقان قال ميمون بن مهران يا جعفر ما يصلح الرجل إخاءه حتى يقول له في وجهه ما يكره.

• حدثنا ابن مقسم ثنا ابن مخلد ثنا الحسين بن عبد الرحمن حدثني الأنصاري قال سمعت بشرا يقول: ابن آدم سبع، وذلك أن السبع يأكل اللحم وإنما يكفيك تحركه؟.

• أخبر جعفر بن محمد بن نصير الخواص - في كتابه - حدثني عنه أبو الحسن بن مقسم قال سمعت البراثي يقول سمعت بشر بن الحارث يقول:

ص: 354

لو سقطت قلنسوة من السماء ما سقطت إلا على رأس من لا يريدها.

• حدثنا أبو الحسن بن مقسم حدثني عمر بن الحسن القاضي ثنا عبد الله ابن محمد بن عبيد حدثني الحسين بن عبد الرحمن قال سمعت بشر بن الحارث يقول: ما أعلم أحد احب أن يعرف إلا ذهب ديته وافتضح، وسمعت أحمد ابن محمد بن مقسم يقول: حدثني محمد بن يوسف الباقلاني قال سمعت أبي يقول سمعت رجلا يسأل أبا نصر بشر بن الحارث أن يحدثه فأبى عليه، فجعل يرغبه ويكلمه وهو يأبى عليه، قال: فلما أيس منه قال له: يا أبا نصر ما تقول لله غدا إذا لقيته وسألك لم لا تحدث؟ قال: فقال له بشر: أقول يا رب كانت نفسي تشتهي أن تحدث فامتنعت من أن أحدث ولم أعطها شهوتها.

• حدثنا أبو الحسن حدثني أبو مقاتل ثنا القاسم بن منبه قال سمعت بشر ابن الحارث يقول: ما خلف رجل في بيته أفضل أو خيرا من ركعتين يصليهما.

• حدثنا أبو الحسن بن مقسم ثنا ابن مخلد ثنا الحسين بن عبد الرحمن حدثني الأنصاري قال سمعت بشرا يقول: كان سفيان الثوري إذا عاد رجلا قال: عافاك الله من النار.

• حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني بيان بن الحكم ثنا محمد بن حاتم ثنا بشر بن الحارث قال سمعت المعافى بن عمران عن الأوزاعي قال: كان يقال يأتي على الناس زمان أقل شيء في ذلك الزمان أخ مؤنس، أو درهم من حلال، أو عمل في سنة.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني بيان ابن الحكم ثنا محمد بن حاتم ثنا بشر بن الحارث ثنا عبد الله بن إدريس عن حصين عن بكر بن عبد الله المزني قال: لا يكون العبد تقيا حتى يكون تقي الغضب.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي ثنا عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة ثنا أبي ثنا بشر بن الحارث ثنا يحيى بن اليمان عن سفيان عن حبيب بن أبي جمرة قال: إذا ختم الرجل القرآن قبله الملك بين عينيه.

أسند بشر عن أعلام عن الرواة مع كراهيته للرواية ورغبته عنها.

ص: 355

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي ثنا أبو إسحاق بن برية الهاشمي - إملاء - ثنا محمد بن أبي الورد قال سمعت بشر بن الحارث يقول: رحلت إلى عيسى ماشيا على قدمي فأكرمني وأدناني وقال لي: ما الذي أقدمك؟ قلت: أحببت لقاءك والنظر إليك، قال: يا أخي ومن أنا وأي شيء عندي؟ ما أحسن. ثم قال: معك شيء تسأل عنه؟ قلت: نعم، حديث عبد الله بن عراك بن مالك عن أبيه فقال عيسى: نعم.

• حدثنا عبد الله بن عراك بن مالك عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس على المسلم في عبده ولا في فرسه صدقة» . وروى إسحاق الحنظلي عن عيسى مثله ولم يسمه.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا إسماعيل بن إسحاق السراج ثنا إسحاق الحنظلي أخبرنا عيسى بن يونس ثنا ابن عراك بن مالك عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله ورواه حماد بن زيد في آخرين عن خيثم عن عراك عن أبيه.

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا حماد بن زيد ووهيب بن خالد عن خيثم عن عراك بن مالك عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس في فرس المؤمن ولا في غلامه صدقة» .

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا محمد بن المثنى ثنا بشر بن الحارث ثنا عيسى بن يونس ثنا هشام بن عروة عن أخيه عبد الله ابن عروة عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«كنت كأبي زرع لأم زرع» . ثم أنشأ يحدث حديث أم زرع». قال:

اجتمع إحدى عشرة نسوة فذكر الحديث.

• وحدثناه حبيب بن الحسن ثنا الفضل بن أحمد بن إسماعيل ثنا محمد بن المثنى قال قلت لبشر يا أبا نصر حديث أم زرع، فقال: حدثني به عيسى بن يونس القصة.

• حدثنا أحمد بن إبراهيم بن جعفر العطار ثنا محمد بن هارون بن عيسى الهاشمي ثنا أبو حفص ابن أخت بشر بن الحارث قال: كنت عند خالي فأخرج دفترا من قراطيس فقرأ منه فقال: حدثنا عيسى بن يونس ثنا أشعث بن

ص: 356

عبد الملك عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى عليه وسلم: «إذا قعد بين شعبها الأربع واجتهد فقد وجب الغسل» .

• حدثنا أبو أحمد الغطريفي ثنا أبو إسحاق بن برية الهاشمي ثنا محمد بن أبي الورد قال سمعت بشر بن الحارث يقول: رحلت إلى عيسى بن يونس ماشيا على قدمي فأكرمني وأدناني ثم قال: معك شيء تسأل عنه، قلت نعم حديث الحسن عن عائشة، فقال: نعم.

• حدثنا عمرو بن عبيد المحدث المذموم عن الحسن عن عائشة أنها قالت: «يا رسول الله هل على النساء قتال؟ قال: نعم جهاد لا قتال فيه، الحج والعمرة» .

• حدثنا أبو الحسين عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقري ثنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي ثنا إسحاق بن بشر المقدسي ثنا بشر بن الحارث عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ثلاث لا يفطرن الصائم، الحجامة والاحتلام والقئ» . تفرد به عن زيد ابنه عبد الرحمن.

• حدثنا إبراهيم ابن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه مثله.

• حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا محمد بن منصور بن محمد بن الفتح ثنا المعافى بن عمران عن الثوري عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا طبخت قدرا فأكثر المرق واغرف لجيرانك» .

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا أبو إسحاق بن برية الهاشمي ثنا محمد ابن محمد بن أبي الورد العابد قال سمعت بشر بن الحارث يقول: ثنا المعافى بن عمران عن إسرائيل عن مسلم عن جده العوفى عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل الثوم نيا فلولا أن الملك يأتيني لأكلته» مسلم هو الملائ تفرد به عن جده العوفى حدثناه فاروق الخطابي ثنا أبو مسلم الكشي ثنا عبد الله بن رجاء ثنا إسرائيل عن مسلم الأعور عن جده

ص: 357

العوفى عن علي قال: «أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأكل الثوم وقال:

لولا أن الملك ينزل علي لأكلته».

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا أبو الفتح نصر بن منصور عن بشر بن الحارث حدثني زيد بن أبي الزرقاء ثنا الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن يونس بن ميسرة عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر معاوية فقال: «اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به» .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبدان بن أحمد ثنا علي بن سهل ثنا أبو الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن يونس ابن ميسرة عن حليس عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا العباس بن الفضل الحلبي ثنا بشر بن الحارث الحافي ثنا يحيى بن يمان عن سفيان الثوري عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم «كان يصلي على راحلته فى السفر أينما توجهت به، يومئ إيماء ويجعل سجوده أخفض من ركوعه» . روى وهيب وعبد العزيز بن المختار عن موسى نحوه.

• حدثنا أبو علي عيسى بن محمد بن أحمد الجريجى الطورمارى ثنا أحمد ابن على الأبارح. وحدثنا أبو الفتح نصر بن منصور عن بشر بن الحارث عن علي بن مسهر عن المختار بن فلفل عن أنس بن مالك قال: «وجهني وفد المصطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: سله إن جئنا في العام القابل فلم نجدك إلى من ندفع صدقاتنا؟ قال فقلت له: فقال قل لهم: ادفعوها إلى أبي بكر. قال فقلت لهم فقالوا: قل له فإن لم نجد أبا بكر؟ قال فقلت له فقال:

قل لهم ادفعوها إلى عمر، قال فقلت لهم فقالوا قل له: فإن لم نجد عمر؟ فقلت له فقال: ادفعوها إلى عثمان، وتبا لكم يوم يقتل عثمان.

• حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن إسحاق الأيلي - بها - ثنا بكر بن أحمد ابن مقبل قال قرأ على جعفر بن أبي عثمان الطيالسي ثنا نصر بن منصور المروزي

ص: 358

ثنا بشر بن الحارث ثنا عيسى بن محمد الجريجي ثنا الحسن بن علي العمري ح.

وحدثنا مخلد بن جعفر ثنا أبو العباس البراثي قالا: ثنا نعيم بن الهيصم أخبرني بشر بن الحارث عن عبد الله بن داود الخريبي عن سويد مولى عمرو بن حريث قال سمعت علي بن أبي طالب يقول على المنبر: إن أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله تعالى عنهم».

• حدثنا محمد بن حميد ثنا محمد بن هارون بن برية ثنا محمد بن يوسف العطشي ثنا إبراهيم بن هاشم ثنا بشر بن الحارث ثنا عبد الله بن داود الخريبي عن منخل بن حكيم عن ابن عون عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر» .

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي الصوفي قال سمعت محمد بن المثنى يقول سمعت بشر بن الحارث يقول سمعت الحجاج ابن المنهال يقول سمعت حماد بن سلمة يقول سمعت عاصما يقول سمعت زرا يقول سمعت أبا جحيفة يقول: خطبنا علي بن أبي طالب على منبر الكوفة فقال:

«ألا إن خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر، ولو شئت أن أخبركم بالثالث لأخبرتكم، ثم نزل من على المنبر وهو يقول: عثمان عثمان» . رواه حماد بن زيد عن عاصم نحوه.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا إبراهيم بن الفضل الأسدي ثنا شهاب بن عباد ثنا حماد بن زيد عن عاصم ابن بهدلة نحوه.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني بيان بن الحكم ثنا محمد بن حاتم حدثني بشر بن الحارث أخبرنا خالد الواسطي عن محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن عن أبي واقد الليثي قال: «تابعنا الأعمال فلم نجد عملا أبلغ في طلب الآخرة من الزهادة في الدنيا» .

• حدثنا أبي ثنا زكريا بن يحيى الساجي ثنا هدية ثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن يحيى عن أبي واقد مثله.

• حدثنا أبو بكر محمد بن الفضل بن قديد ثنا أحمد بن الصلت قال سمعت

ص: 359

بشر بن الحارث يقول سمعت المعافى بن عمران يقول سمعت سفيان الثوري يقول سمعت منصورا يقول سمعت إبراهيم يقول: عليك بمجالسة القراء والتفقه في الدين، واحذر عصابة يأتونك في طلب الحديث فإنهم إن صدقوك شغلوك عن النوافل، وإن كذبوك شغلوا قلبك، فاحتجت تتصنع لهم وتعيدهم لهواك حتى يتركوك فتذهب الفرائض.

‌معروف الكرخي

ومنهم الملهوف إلى المعروف، عن الفاني مصروف. وبالباقي مشغوف.

وبالتحف محفوف وللطف مألوف. الكرخي أبو محفوظ معروف

وقيل إن التصوف التوقي من الأكدار. والتنقي من الأقذار.

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا الفضل بن أحمد بن العباس ثنا عيسى بن جعفر الوراق ح. وحدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الله بن يعقوب ثنا حنبل ابن إسحاق قالا: ثنا خلف بن الوليد حدثني محمد بن مسلمة اليامي قال معروف الكرخي لرجل: توكل على الله حتى يكون هو معلمك وأنيسك وموضع شكواك، وليكن ذكر الموت جليسك لا يفارقنك، واعلم أن الشفاء من كل بلاء نزل بك كتمانه، فإن الناس لا ينفعونك ولا يضرونك ولا يمنعونك ولا يعطونك.

• حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى ثنا أبو العباس السراج حدثنى عبد الله ابن محمد حدثني محمد بن الحسين ح. وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن روح ثنا الحسين بن الحسن قالا: ثنا أبو بكر الخياط قال: رأيت كأني دخلت المقابر فإذا أهل القبور جلوس على قبورهم، بين أيديهم الريحان، وإذا أنا بمعروف أبي محفوظ قائما فيما بينهم يذهب ويجئ فقلت: أبا محفوظ ما صنع بك ربك؟ أوليس قدمت؟ قال: بلى ثم أنشأ يقول:

موت التقي حياة لا نفاد لها

قد مات قوم وهم في الناس أحياء.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا أبو بكر بن أبي طالب قال: دخلت مسجد معروف - وكان في منزله - فخرج

ص: 360

إلينا ونحن جماعة فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فرددنا عليه السلام فقال:

حياكم الله بالسلام، ونعمنا وإياكم في الدنيا بالأحزان، ثم أذن، فلما أخذ في الأذان اضطرب وارتعد حين قال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقام شعر حاجبيه ولحيته حتى خفت أن لا يتم أذانه، وانحنى حتى كاد أن يسقط.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت أبا بكر بن أبي طالب يقول سمعت معروفا يدعو: من بلغ أهل الخير الخير، وأعانهم عليه أصلحنا وأعاننا عليه.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت علي بن الموفق يقول سمعت إبراهيم بن الجنيد يقول عن شيخ ذكره قال: كان من دعاء معروف لا تجعلنا بين الناس مغرورين، ولا بالستر مفتونين، اجعلنا ممن يؤمن بلقائك ويرضى بقضائك، ويقنع بعطائك، ويخشاك حق خشيتك.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا محمد بن يحيى بن منده ثنا أحمد بن مهدي ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال: حضرت الصلاة فقال معروف الكرخي لأبي توبة: صل بنا، فقال: إن صليت بكم هذه الصلاة لا أصلى بكم الثانية، نعوذ بالله من طول الأمل فإنه يمنع خير العمل.

• حدثنا محمد بن أحمد بن أبان حدثني أبي ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا محمد بن أبي القاسم مولى بني هاشم قال قال معروف الكرخي: إنما الدنيا قدر تغلي، وكنيف يرمي.

• حدثت عن يوسف بن موسى المروزي ثنا ابن خبيق قال سمعت إبراهيم البكاء يقول سمعت معروفا الكرخي يقول: إذا أراد الله بعبد خيرا فتح الله عليه باب العمل وأغلق عنه باب الجدل، وإذا أراد بعبد شرا أغلق عليه باب العمل وفتح عليه باب الجدل.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر حدثني محمد بن أحمد بن أسباط ثنا إسماعيل بن أبي الحارث قال سمعت يعقوب ابن أخي معروف يقول سمعت عمي معروفا يقول: كلام العبد فيما لا يعنيه خذلان من الله تعالى.

ص: 361

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا محمد بن يحيى بن منده ثنا الحسن بن منصور قال: كان حجام يأخذ من شارب معروف، وكان معروف يسبح فقال الحجام:

لا يتهيأ أخذ الشارب وأنت تسبح، فقال معروف: أنت تعمل وأنا لا أعمل؟.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا محمد بن خلف بن المرزبان قال سمعت أبي يقول: كنا عند معروف الكرخي نتحدث إذ جاء رجل ومعه بعير فقال له: يا أبا محفوظ هذا البعير لي ومعي جماعة من العيال أكد عليه. (؟).

• سمعت أبا الحسن بن مقسم يقول سمعت أبا مقاتل محمد بن شجاع يقول سمعت أبا بكر الزجاج يقول قيل لمعروف الكرخي في علته: أوص، فقال:

إذا مت فتصدقوا بقميصي هذا، فإني أحب أن أخرج من الدنيا عريانا كما دخلت إليها عريانا.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق ثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال سمعت أبا سليمان الرومي يقول سمعت خليلا الصياد يقول: غاب ابنى محمد فجزعت أمه عليه جزعا شديدا، فأتيت معروفا فقلت: أبا محفوظ، قال: ما تشاء؟ قلت: ابني محمد غاب وجزعت أمه عليه جزعا شديدا فادع الله أن يرده عليها.

فقال: اللهم إن السماء سماؤك، والأرض أرضك، وما بينهما لك، فأت به.

قال خليل: فأتيت باب الشام فإذا ابني محمد قائم منبهر، قلت: محمد؟ قال: يا أبت كنت الساعة بالأنبار.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت محمد بن عمرو بن مكرم الثقة يقول حدثني أبو محمد الضرير - جار مردويه الصائغ - قال أرسل إلي مردويه فأتيته فقال: إن ابني قد غاب عنا منذ أيام وقد ضيقوا على النساء لما يبكين فاغد بنا إلى معروف، قال فغدوت أنا وهو إلى معروف فسلم عليه وهو في المسجد، فقال معروف: ما الذي جاء بك يا أبا بكر؟ قال: إن ابني قد غاب عنا منذ أيام. وقد ضيقوا على النساء لما يبكين. قال: فقال معروف:

يا عالما بكل شيء، ويا من لا يخفى عليه شيء، ويا من علمه محيط بكل شيء، أوضح

ص: 362

لنا أمر ذا الغلام، ثلاث مرار. قال: ثم انصرفنا من عنده قال: فلما أن أصبحت قبل صلاة الفجر إذا رسول مردويه قد جاءني يدعوني، فقلت: إيش الخبر؟ فقال: قد جاء الغلام، فجئت فإذا الغلام قاعد بين يدي مردويه، فقال لي: اسمع العجب، قال فقال الغلام: كنت أمشي بالكوفة فأتاني نفسان فأخذا بيدي فأخرجاني من الكوفة، وقالا: امض إلى بيتكم، فلم أقعد ولم آكل ولم أشرب ومررت ببئر تسع - أو قال تسعين - ثم رأيتهما فلم يتحركا حتى أتيتكم. فأطعموني، فإني ما أكلت شيئا حتى جئتكم.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق السراج قال سمعت القاسم بن روح يقول سمعت عيسى أخا معروف الكرخي يقول قلت لمعروف الكرخي أخي: لو قعدت على الدقيق لأمضي في حاجة، فقال لي: بشرط أن لا أمنع سائلا، قلت نعم، وأنا أظن أنه يعطي الكف والأكثر والأقل، قال:

فرجعت فإذا هو قد تصدق بشيء كثير، ما بين المكوك والزيادة. قال: فاحمرت وجنتاي، فلما نظر إلي قال: لست عائدا إلى هذا الموضع، فلما تقدمت إلى الصندوق فإذا المجري بلا دراهم.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد قال سمعت القاسم بن روح يقول سمعت أبا الحجاج المقرى يقول: ولد لي مولود وليس عندي شيء قال أخي ادع الله، قال فجعل يدعو وأؤمن وأدعو ويؤمن، فلما طال علي قمت فانسللت فإذا راكب ينادي من خلفي يا هذا، فالتفت فإذا معه صرة فقال لي: قال لك أبو محفوظ أنفق هذه الصرة في الأمر الذي ذكرت له، وإذا هي مائة دينار أو نحوه.

• حدثنا عثمان بن محمد العثماني ثنا محمد بن إبراهيم بن سليمان ثنا مسيح ابن حاتم ثنا عبد الجبار بن عبد الله قال: دعا معروفا الكرخي أخ من إخوانه الى وليمة وكان قدامه بعض السياح، فأخذ معروف بيده فلما رأى السائح تلك الألوان أنكرها وقال: يا أبا محفوظ أما ترى ما هاهنا؟ قال: ما أمرتهم بشراه، فلما رأى الحلواء قال: سبحان الله يا أبا محفوظ، أما ترى ما هاهنا؟ قال ما أمرتهم بصنعته، فلما رأى القصور والملاحات من الحلواء قال: أما ترى ما هاهنا قال؟

ص: 363

معروف: قد أكثرت علي، أنا عبد مدبر آكل ما يطعمني، وأنزل حيث ينزلني.

قال الشيخ: وقال ابن أخت معروف قلت له: يا خال أراك تجيب كل من دعاك فقال: يا بني خالك ضيف ينزل حيث ينزل.

• حدثنا عثمان بن محمد ثنا المحاملي ثنا محمد بن منصور الطوسي قال: رآني معروف الكرخي ومعي ثوب فقال لي: يا محمد ما تصنع بهذا؟ قلت أقطعه قميصا، فقال: اقطعه قصيرا تربح فيه ثلاث خصال أولها اللحوق بالسنة، والثاني يكون ثوبك نظيفا، والثالث تربح خرقة.

• حدثنا جعفر بن محمد بن نصير - في كتابه - وحدثني عنه عثمان بن محمد العثماني قال أخبرنا أحمد بن مسروق حدثنى يعقوب بن أخي معروف الكرخي قال لي عمي. يا بني إذا كانت لك إلى الله حاجة فسله بي.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا محمد بن يحيى بن منده ثنا أحمد بن مهدي ثنا أحمد الدورقي قال: قعد معروف الكرخي على شط الدجلة فتيمم، فقيل له:

الماء قريب منك، فقال: لعلي لا أعيش حتى أبلغه.

• حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ قال سمعت عبد الله بن محمد يقول حدثني محمد بن منصور الطوسي قال سمعت معروفا يقول: اللهم إني أعوذ بك من طول الأمل فإن طول الأمل يمنع خير العمل.

• حدثنا عمر بن أحمد ثنا الحسن بن صدقة ثنا أحمد بن زياد قال سمعت أسود بن سالم يقول سمعت معروفا يقول سمعت بكر بن خنيس يقول:

اشتر وبع ولو برأس المال، فإنه ينمو كما ينمو الزرع.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا أحمد ابن إبراهيم الدورقي حدثني سلمة بن غفار عن معروف الكرخي أنه كان يقول عند ذكر السلطان: اللهم لا ترنا وجه من لا تحب النظر إليهم.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم حدثني موسى بن إبراهيم قال: حضرت معروفا وعنده رجل يذكر رجلا وجعل يغتابه، وجعل معروف يقول له، اذكر القطن إذا وضعوه على عينيك.

ص: 364

• حدثنا عبد الله ثنا أحمد ثنا أحمد قال حدثني معروف قال قال الله تعالى:

«أحب عبادي إلي المساكين الذين سمعوا قولي، وأطاعوا أمري، ومن كرامتهم علي أن لا أعطيهم دنيا فيقبلوا عن طاعتي» .

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت عبيد بن محمد الوراق يقول: مر أبو محفوظ بطريق ملقى عليه خشبة فمشى عليها، فقيل له:

ما أردت بذاك؟ قال: مشيت عليها لئلا يخرج صاحبها، قال وسمعت عبيدا يقول: جاء رجل من الشام إلى معروف يسلم عليه، فقالوا له فقال: إني رأيت في المنام يقال لي: اذهب إلى معروف فسلم عليه فإنه معروف في أهل الأرض معروف في أهل السماء.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت عبيد بن محمد الوراق يقول: ربما كنا مع أبي محفوظ في المجلس وهو قاعد يتفكر ثم يفزع ويقول: أعوذ بالله، قال: وكنا نجالسه وليس فيه فضل من التفكر، قال:

وما رأيته متنقلا قط. إلا يوم جمعة ركعتين خفيفتين. قال وسمعت عبيد بن محمد الوراق يقول: مر معروف بسقاء يقول: رحم الله من شرب، فتقدم فشرب، فقيل له: أما كنت صائما؟ قال: بلى، ولكني رجوت دعاءه.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسين بن نصر ثنا أحمد ابن إبراهيم حدثني أبو محفوظ معروف قال: سمعت بكرا - يعني ابن خنيس - يقول: كيف يكون تقيا من لا يدري من يتقي؟ ثم قال معروف: إذا كنت لا تحسن تتقي أكلت الربا، وإذا كنت لا تحسن تتقي لقيتك امرأة لم تغض بصرك وإذا كنت لا تحسن تتقي وضعت سيفك على عاتقك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمحمد بن مسلمة:«إذا رأيت أمتي قد اختلفت فاعمد إلى سيفك فاضرب أحدا» . ثم نظر معروف إلى جوف الدهليز الذي هو على بابه جالس وقال:

ينبغي لنا أن تتقيه، ثم قال: وصحبتكم معى من السخاء إلى هاهنا كان ينبغي لنا أن نتقيه أليس جاء في الحديث «فتنة للمتبوع وذلة للتابع» .

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد حدثني بعض

ص: 365

أصحابنا قال: مر معروف على قوم من أصحاب زهير يخرجون إلى القتال ومعهم فتى، فقال: اللهم احفظهم. فقيل له: تدعو لهؤلاء؟ فقال ويحك إن حفظهم رجعوا ولم يذهبوا.

• حدثنا أبو محمد أخبرنا أحمد حدثني أبو محمد قال سمعت معروفا يقول:

ما أبالي امرأة رأيت أو حائطا.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت محمد بن عبد الرحمن دوست يقول: قدم قوم إلى معروف فأطالوا الجلوس فقال:

يا قوم إن الملك دائم لا يفتر عن سوقها.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا يحيى بن أبي طالب قال سمعت إسماعيل بن شداد المقرى - وكان من المصلين - قال قال لنا ابن عيينة من أين أنتم؟ قلنا من أهل بغداد، قال: فما فعل ذلك الحبر؟ قلنا من؟ قال معروف، قال لا تزالون بخير ما دام فيكم.

• حدثت عن المهلبي قال الأنصاري رأيت معروفا الكرخي في النوم كأنه تحت العرش فيقول الله: ملائكتي! من هذا؟ فقالت الملائكة: أنت أعلم، هذا معروف الكرخي، قد سكر من حبك لا يفيق إلا بلقائك.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا علي بن رستم ثنا إبراهيم بن معمر قال سمعت ثابت بن الهيثم يقول سمعت معروفا الكرخي يقول: من قال في كل يوم عشر مرات: اللهم أصلح أمة محمد. اللهم فرج عن أمة محمد. اللهم ارحم أمة محمد. كتب من الأبدال.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر الحمال ثنا أحمد بن خالد الخلال ثنا عبد الله بن محمد الأنصاري قال سمعت معروفا الكرخي يقول: ودع رجل البيت فقال: اللهم لك الحمد عدد عفوك عن خلقك، ثم رجع من قابل فقالها فسمع صوتا: ما أحصينا مذ قلتها عام أول.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن جعفر ثنا أحمد بن خالد ثنا عبد الله ابن محمد قال سمعت معروفا يقول: من قال حين يتعارى من فراشه: سبحان الله

ص: 366

والحمد لله ولا إله إلا الله، وأستغفر الله، اللهم إني أسألك من فضلك ورحمتك.

فإنهما بيدك لا يملكهما أحد سواك، إلا قال الله لجبريل - وهو ملك موكل بقضاء حوائج العباد - يا جبريل اقض حاجة عبدي.

• قرأت من خط والدي رحمة الله تعالى عليه سئل معروف الكرخي عن حقيقة الوفاء فقال: إفاقة السر عن رقدة الغفلات، وفراغ الهم عن فضول الآفات. وقال معروف: طلب الجنة بلا عمل ذنب من الذنوب، وانتظار الشفاعة بلا سبب نوع من الغرور، وارتجاء رحمة من لا يطاع جهل وحمق. وسئل معروف بم تخرج الدنيا من القلب؟ فقال. بصفاء الود، وحسن المعاملة، وللصفاء علامات ثلاث، وفاء بلا خلاف، وعطاء بلا سؤال، ومدح بلا جود، وعلامة الأولياء ثلاثة: همومهم لله، وشغلهم فيه، وفرارهم إليه. وقال معروف:

ليس للعارف نعمة وهو فى كل نعمة. وكان كثيرا ما يعاتب نفسه ويقول:

يا مسكين كم تبكي وتندب؟ أخلص وتخلص. وقال: السخاء إيثار ما يحتاج إليه عند الإعسار. وقال رجل: ما شكرت معروفي، فقال له: كان معروفك من غير محتسب فوقع عند غير شاكر.

قال الشيخ رحمه الله: كان معروف الكرخي رضي الله تعالى عنه وعى العلم الكثير، فشغلته الوعاية عن الرواية. ومما وقع لنا من مسانيد حديثه.

• حدثنا أحمد بن نصر بن منصور المقري ثنا أحمد بن الحسين بن علي المقري دبيس ثنا نصر بن داود الخليجي ثنا خلف المقري قال كنت أسمع معروفا الكرخي يدعو بهذا الدعاء كثيرا يقول: اللهم إن قلوبنا وجوارحنا بيدك لم تملكنا منها شيئا، فإذا فعلت ذلك بهما فكن أنت وليهما، فقلت يا أبا محفوظ أسمعك تدعو بهذا الدعاء كثيرا، هل سمعت فيه حديثا؟ قال: نعم، حدثني بكر بن خنيس عن سفيان الثوري.

• حدثنا مخلد بن جعفر ثنا محمد بن السري القنطري ثنا محمد بن ميمون الخفاف ثنا أبو علي المفلوج عن معروف الكرخي عن بكر بن خنيس عن ضرار بن عمرو عن أنس بن مالك أن رجلا أتى النبي

ص: 367

صلى الله عليه وسلم فقال: دلني على عمل يدخلني الجنة. قال: «لا تغضب قال: فإن لم أطق ذاك يا رسول الله؟ قال تستغفر الله كل يوم بعد صلاة العصر سبعين مرة يغفر لك ذنوب سبعين عاما

(1)

قال يغفر لأمك، قال: إن ماتت أمي ولم يأت علي ذنوب سبعين عاما؟ قال. يغفر لأقاربك».

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي ثنا محمد بن هارون بن حميد ثنا معروف ح. وحدثنا أبي ثنا أبو الحسين بن أبان ثنا عبد الله بن محمد بن سفيان ثنا معروف أبو محفوظ ثنا عبد الله بن موسى ثنا عبد الأعلى بن أعين عن يحيى بن أبي كثير عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء، وأدناه أن تحب على شيء من الجور أو تبغض على شيء من العدل، وهل الدين إلا الحب في الله، والبغض في الله؟ قال الله تعالى {(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)} .

أقطعها

(2)

سواء، إلا أن الغطريفي لم يكتبه وقال معروف عن الهيثم، وكناه عبد الله بن محمد بن سفيان فقال معروف أبو محفوظ

‌وكيع بن الجراح

ومنهم النصاح. والمفهم المفصاح. أبو سفيان وكيع بن الجراح.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد قال سمعت جريرا يقول: جاءني ابن المبارك فقلت له يا أبا عبد الرحمن من رجل الكوفة اليوم؟ فسكت عني ثم قال لي: رجل المقرئين ابن الجراح - يعني وكيعا -.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا العباس بن محمد قال سمعت أحمد بن حنبل يقول: حدثنا وكيع، ولو رأيت وكيعا رأيت رجلا لم تر بعينيك مثله قط.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا العباس قال سمعت يحيى بن معين يقول سمعت وكيعا يقول: ذهبت إلى أبي بكر بن عياش ومعي أحمد فانتخبت عليه أحاديث، فلما حدثنا به وقمنا قال أبو بكر لانسان

(2)

كذا بالاصل وفيه نقص.

ص: 368

تدري ما انتخب هذه الأحاديث؟ انتخبها رجل أي رجل.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا إسماعيل بن أبي الحارث ثنا الأخنسي عن يحيى بن يمان قال سمعت سفيان الثوري - ونظر إلى وكيع بن الجراح - إن هذا الرقاشي لا يموت حتى يكون له شأن. قال فذهب سفيان وقعد وكيع مكانه.

• حدثنا إبراهيم ثنا محمد قال سمعت السائب سلم بن جنادة يقول: جالست وكيع بن الجراح سبع سنين فما رأيته بزق، وما رأيته مس والله حصاة بيده، وما رأيته جلس مجلسه فتحرك، وما رأيته إلا مستقبل القبلة، وما رأيته يحلف بالله.

• حدثنا إبراهيم ثنا محمد قال سمعت الحسين بن أبي زيد يقول: صاحبت وكيع بن الجراح إلى مكة فما رأيته متكئا، ولا رأيته نائما في محمله.

• حدثنا إبراهيم ثنا محمد قال سمعت محمد بن أبى الصباح يقول: كان وكيع ابن الجراح إذا أراد ان يحدث احتبى فاذا احتبى سأله أصحاب الحديث، فإذا نزع الحبوة لم يسألوه، وكان إذا حدث استقبل القبلة.

• حدثنا إبراهيم ثنا محمد أبو قلابة ثنا القعنبي قال: كنا عند حماد بن زيد - لا أعلمه إلا سنة سبعين - وعنده وكيع، فلما قام قالوا هذا راوية سفيان:

فقال: هذا إن حدث أرجح من سفيان.

• حدثنا الشيخ الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله رحمه الله ثنا إبراهيم ثنا محمد ثنا عبد الله بن عمر بن أبان قال سمعت وكيعا غير مرة يقول: كان يقال من سبهم أو قذفهم فهو طرف من الرياء.

• حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أبو الحريش الكلابي ثنا يونس بن عبد الأعلى قال قيل لوكيع، أنت رجل تديم الصيام وأنت كذا حين (؟) فعلى ماذا؟ قال: بفرحي على الإسلام.

• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو يحيى الرازي ثنا محمد بن علي بن الحسن

ص: 369

قال سمعت إبراهيم بن شماس يقول سمعت وكيع بن الجراح يقول: من لم يأخذ أهبة الصلاة قبل وقتها لم يكن وقرها. وقال وكيع: من تهاون بالتكبيرة الأولى فاغسل يديك منه.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الملك ثنا زياد بن أيوب ثنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت مروان يقول: ما وصف لي أحد إلا رأيته دون الصفة إلا وكيع فإنه فوق ما وصف لي.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم ثنا الفضل ابن محمد البيهقي قال سمعت أبي يقول سمعت وكيعا يقول - وقد جاءه رجل يناظره في شيء من أمر المعاش أو الورع -: فقال له وكيع: من أين تأكل؟ قال: ميراثا ورثته عن أبي، قال: من أين هو لأبيك؟ قال: ورثه عن أبيه.

قال: من أين هو كان لجدك؟ قال لا أدري. فقال له وكيع: لو أن رجلا نذر لا يأكل إلا حلالا ولا يلبس إلا حلالا ولا يمشي إلا في حلال لقلنا له اخلع ثيابك وارم بنفسك في الفرات، ولكن لا تجد إلا السعة. ثم قال وكيع:

لو أن رجلا بلغ في ترك الدنيا مثل سلمان وأبي ذر وأبي الدرداء ما قلنا له زاهدا، لأن الزهد لا يكون إلا على ترك الحلال المحض، والحلال المحض لا نعرفه اليوم، فالدنيا عندنا حلال وحرام وشبهات، فالحلال حساب، والحرام عذاب، والشبهات عتاب. فأنزل الدنيا بمنزل الميتة، خذ منها ما يقيمك، فإن كانت حلالا كنت قد زهدت فيها، وإن كانت حراما كنت قد أخذت منها ما يقيمك لأنه لا يحل لك من الميتة إلا قدر ما يقيمك، وإن كانت شبهات كان فيها عتاب يسير.

• حدثنا إسحاق بن أحمد ثنا إبراهيم بن أحمد ثنا إبراهيم بن يوسف ثنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت وكيعا يقول: إنما العاقل من عقل عن الله أمره، ليس من عقل أمر دنياه.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا عبد الله بن جابر الطرسوسي ثنا عبد الله بن خبيق قال وكيع: هذه بضاعة لا يرتفع فيها إلا صادق.

ص: 370

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا الهيثم بن خلف ثنا محمد بن نعيم البلخي قال سمعت مليح بن وكيع يقول: لما نزل بأبي الموت أخرج إلي يده فقال: يا بني ترى يدي ما ضربت بها شيئا قط، قال مليح: وحدثني داود بن يحيى بن يمان قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت:

يا رسول الله من الأبدال؟ قال: الذين لا يضربون بأيديهم شيئا، وإن وكيع ابن الجراح منهم.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا الهيثم بن خلف ثنا محمد بن نعيم قال سمعت يحيى بن معين يقول: والله ما رأيت أحدا يحدث لله غير وكيع، وما رأيت رجلا أحفظ من وكيع، ووكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا الهيثم بن خلف ثنا ابن نعيم قال سمعت مليح بن وكيع يقول سمعت جريرا الرازي يقول: قدم ابن المبارك فقلت له: يا أبا عبد الرحمن من خلفت بالعراق؟ قال: وكيع، قلت: ثم من؟ قال: ثم وكيع.

أسند وكيع عن الأئمة والأعلام ما لا يحد له من الصفات ولا يعد.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبيد بن غنام له ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ح.

وحدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن وأحمد بن جعفر بن حمدان قالا: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ح. وحدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق ثنا أحمد بن محمد بن الحسين الماسرجسي ثنا إسحاق بن راهويه قالوا ثنا وكيع بن الجراح ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب «أنه حمل على فرس في سبيل الله فوجدها تباع فى السوق، فأراد أن يشتريها، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فنهاه عن أوبته» .

• حدثنا أبو بكر عبد الله بن يحيى الطلحي ثنا عبيد بن غنام ثنا أبو بكر ابن أبي شيبة ح. وحدثنا محمد بن أحمد وأحمد بن جعفر قالا: ثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل حدثني أبي قالا: ثنا وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عاصم عن ابن عمر عن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا

ص: 371

أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار وغابت الشمس فقد أفطر الصائم». صحيح متفق عليه من حديث هشام.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبيد ثنا أبو بكر ح. وحدثنا أبو بكر الطلحي ثنا أبو حصين الوادعي ثنا يحيى الحماني ح. وحدثنا محمد بن أحمد وأحمد ابن جعفر قالا: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ح. وحدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي ثنا عبد الله بن أحمد بن شيرويه ثنا إسحاق بن إبراهيم قالوا: ثنا وكيع ثنا سفيان عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن الحنفية عن أبيه عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم» . مشهور لا يعرف إلا من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل بهذا اللفظ من حديث علي.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبيد بن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ح. وحدثنا محمد بن أحمد وأحمد بن جعفر قالا: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قالا: ثنا وكيع ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن الزبير بن عدي عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص قال: «كنت إذا ركعت وضعت يدي بين ركبتي، قال فرآني أبي سعد بن مالك فنهاني وقال: إنا كنا نفعله فنهينا عنه» .

صحيح ثابت من حديث سعد ومصعب بن سعد.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبيد بن غنام ثنا أبو بكر ح. وحدثنا محمد بن أحمد وأحمد بن جعفر قالا: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ح. وحدثنا أبو بكر الطلحي ثنا أبو حصين الوادعي ثنا يحيى الحماني قالوا: ثنا وكيع حدثني إبراهيم بن ميمون مولى آل سمرة عن إسحاق بن سعد بن سمرة عن أبيه عن أبي عبيدة بن الجراح قال: «إن آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخرجوا يهود الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب» .

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا محمد بن سعيد الأصبهاني ثنا وكيع عن داود الأودي عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المقام المحمود الشفاعة» .

ص: 372

• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا محمد بن سعيد ح.

وحدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قالا: ثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد قال سمعت ابن أبي أوفى يقول: لو كان بعد النبي صلى الله عليه وسلم نبي ما مات ابنه.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا الحسين بن عمر بن إبراهيم الثقفي ثنا أبو بكر - يعني ابن أبي شيبة - ثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس عن المغيرة بن شعبة «أنه كان قائما على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يكلمه، فقال له المغيرة: لتكفن يدك أولا ترجع إليك يدك - والمغيرة متقلد سيفا - فقال عروة يا رسول الله من هذا؟ فقال: هذا ابن أختك» .

غريب من حديث إسماعيل لم نكتبه إلا من حديث وكيع.

• حدثنا مخلد بن جعفر ثنا جعفر الفريابي ثنا أبو بكر ثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس عن المغيرة بن شعبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون» . رواه يحيى القطان وهشيم عن إسماعيل.

• حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ثنا أبو حصين الوادعي ثنا يحيى الحماني ح. وحدثنا محمد بن محمد المقري ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو بكر ابن أبي شيبة ح. وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن إسحاق بن راهويه ثنا أبي قالوا: ثنا وكيع عن عصام بن قدامة عن مالك بن نمير الخزاعي عن أبيه قال: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم واضعا يده اليمنى في الصلاة ويشير بإصبعه السبابة» . غريب من حديث مالك لم يروه عنه إلا عصام.

• حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا محمد بن العلاء ثنا وكيع عن سعد بن سعيد المهلبى عن سعيد بن عمير الأنصاري عن أبيه - وكان بدريا - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من عبد من أمتي صلى علي صلاة صادقا بها من قبل نفسه، إلا صلى الله عليه بها عشر صلوات،

ص: 373

وكتب له بها عشر حسنات، ومحي عنه بها عشر سيئات». لا أعلم أحدا رواه بهذا اللفظ إلا سعد عن سعيد.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا عمي ح. وحدثنا محمد بن محمد ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا هارون بن إسحاق قالا: ثنا وكيع عن الصلت بن بهرام عن الحارث بن وهب عن الصنابحي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال هذه الأمة في مسكة من دينها ما لم يكلوا الجنائز إلى أهلها» . تفرد به الصلت عن الحارث، وروى الثوري عن الصلت مثله.

• حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا سفيان ابن وكيع حدثني طارق عن عمرو بن مالك الرواسي عن أبيه أنه أغار هو وقوم من بني كلاب على قوم من بني أسد فقتلوا فيهم وعبثوا بالنساء، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم «فدعا عليهم فلعنهم

(1)

ذلك مالكا فغل يده ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ارض عني رضي الله عنك، فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم دار اليه فقال: ارضى عني رضي الله عنك، فأعرض عنه، ثم أتاه الثالثة فقال: ارض عني رضي الله عنك، فو الله إن الرب ليرضى فترضى. فأقبل عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال:«تبت مما صنعت واستغفرت منه؟ قال: نعم! قال: اللهم تب عليه وارض عنه» . غريب تفرد به الجراح وعنه ابنه وكيع، وعنه ابنه سفيان وطارق هو طارق بن علقمة ابن مردي.

• حدثنا محمد بن محمد ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا سفيان بن وكيع ثنا أبي عن عبيد الله بن أبي حميد عن أبي المليح عن أبي غرة الهذلي - وكانت له صحبة - قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أراد الله قبض عبد بأرض جعل له إليها حاجة» .

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبى وعمى

(1)

كذا بالاصل وفيه نقص.

ص: 374

أبو بكر قالا: ثنا وكيع عن يونس بن أبي إسحاق عن مجاهد عن أبي هريرة قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدواء الخبيث» . لا أعلم رواه عن مجاهد إلا يونس.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ح. وحدثنا محمد بن جعفر بن عمرو ثنا أبو حصين ثنا يحيى الحماني ح. وحدثنا أبو جعفر محمد بن محمد ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو بكر قالا: ثنا وكيع عن الأسود ابن شيبان عن أبي نوفل بن أبي عقرب عن أبيه قال: «سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الصوم فقال: صم من الشهر يوما، قلت: يا رسول الله إني أقوى قال: صم يومين من الشهر، قلت: يا رسول الله زدني، فقال: النبي صلى الله عليه وسلم زدني زدني، صم ثلاثة أيام من كل شهر» .

• حدثنا جعفر بن محمد ثنا محمد بن الحسين ثنا يحيى الحماني ح. وحدثنا محمد بن محمد ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو بكر قالا: ثنا وكيع ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي ربيعة عن أبيه عن جده. «أن النبي صلى الله عليه وسلم استسلف منه ثلاثين - أو أربعين - ألفا حين غزا حنينا، فلما قدم قضاها إياه ثم قال له: بارك الله لك في أهلك ومالك، إنما جزاء السلف الوفاء والحمد» .

• حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة - إملاء - ثنا أبو على أحمد ابن جعفر بن الهيثم الثعلبي ثنا جدي أبو أمي سلمان بن خالد الثعلبي ثنا وكيع عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم

(1)

إن أثقل الصلاة على المنافقين العشاء والفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا، وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، واليد العليا خير من السفلى، وابدأ بمن تعول، أمك وأباك وأختك وأخاك، وأدناك أدناك». غريب من حديث الأعمش لم نكتبه إلا من حديث وكيع

• حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى الربعي ثنا محمد بن هارون

(1)

كذا بالاصل.

ص: 375

الحضرمي ثنا الحسين بن علي بن الأسود العجلي ثنا فليح ثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«المختلعات والمتبرحات هن المنافقات» . غريب من حديث الأعمش والثوري تفرد به وكيع.

• حدثنا إسحاق بن أحمد بن علي ثنا إبراهيم بن يوسف بن خالد ثنا محمد ابن أبان - مستملي وكيع - ثنا وكيع ثنا زمعة بن صالح عن ابن طاوس عن أبيه. وعن عمرو بن دينار عن عبد الله بن يزيد قالا: قال عمر بن الخطاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى لا يستحي من الحق، لا تأتوا النساء في أدبارهن» . غريب من حديث طاوس وعمرو لم نكتبه إلا من حديث زمعة.

• حدثنا إسحاق بن أحمد ثنا إبراهيم بن يوسف ثنا أبو كريب ثنا وكيع عن سفيان عن خالد الحذاء عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس قال: «كان نعل النبي صلى الله عليه وسلم ذا قبالين مثنى شراكهما» . تفرد به وكيع عن سفيان.

• حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف ثنا عبد الله بن ناجية ح. وحدثنا محمد بن حميد ثنا محمد بن الليث الجوهري قالا: ثنا سفيان بن وكيع ثنا أبي عن أسامة ابن زيد عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل الغازى فى سبيل الله مثل الأسطوانة صائما وقائما» .

غريب من حديث صفوان تفرد به وكيع.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا إسماعيل بن إسحاق السراج ح.

وحدثنا الحسن بن علان ثنا أحمد بن الحسين بن إسحاق الصولي قالا: ثنا سفيان بن وكيع ثنا أبي عن أسامة بن زيد عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريل بقدر يقال لها الكفيت، فأكلت منها أكلة فأعطيت قوة أربعين رجلا في الجماع» . غريب من حديث صفوان تفرد به وكيع.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا

ص: 376

وكيع ثنا عروة بن ثابت عن ثمامة بن عبد الله عن أنس بن مالك قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتي بالطيب لم يرده» .

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا وكيع ثنا عروة بن ثابت عن ثمامة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم «كان يتنفس في الإناء ثلاثا» . تفرد بهما عن ثمامة عروة.

• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا وكيع ثنا ابن أبي ليلى عن عطية عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى {(يوم يأتي بعض آيات ربك)} قال. «طلوع الشمس من مغربها» .

لا أعلم رواه عن عطية مرفوعا إلا ابن أبي ليلى.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبيد بن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع ثنا سفيان عن خالد الحذاء عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس. قال:

«بعث النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين، وأقام بمكة خمس عشرة سنة، وبالمدينة عشرا، وقبض وهو ابن خمس وستين سنة» . تفرد به وكيع عن الثوري.

• حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ثنا يحيى بن إسماعيل الواسطي ثنا وكيع عن سفيان الثوري عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله تعالى غالية، ألا إن سلعة الله الجنة، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه» . غريب تفرد به وكيع عن الثورى بهذا اللفظ.

• حدثنا أبو بكر أحمد بن السندي ثنا بيان بن أحمد بن علويه القطان ثنا عبد الله بن عمر ثنا وكيع عن الربيع بن صبيح عن يزيد الرقاشي عن أنس قال:

«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمطر في أول مطرة ينزع ثيابه كلها إلا الإزار» . غريب بهذا اللفظ تفرد به الرقاشي عن أنس.

• حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن أيوب ثنا الحسين بن الكميت ثنا محمد بن

ص: 377

يزيد أبو شعيب الواسطي ثنا وكيع ثنا الفضل بن دلهم عن أبي نضرة عن أبي سعيد. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس، وتكلم الرجل علاقة، سوطه وشراك نعله، ويخبره بما أحدث أهله بعده» . غريب من حديث الفضل عن أبي نضرة.

• حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن القاسم بن مساور ثنا أحمد ابن عمر ثنا وكيع ثنا داود بن أبي عبد الله عن ابن جدعان عن جدته عن أم سلمة قالت: «دعا النبي صلى الله عليه وسلم وصيفة له فأبطأت عليه، فقال:

لولا مخافة اللوم يوم القيامة لأوجعتك بهذا السواك». داود هو أخو شقيق ابن أبي عبد الله، وابن جدعان عبد الرحمن بن محمد بن زيد بن جدعان تفرد به عنه داود.

• حدثنا علي بن هارون ثنا موسى بن هارون ثنا مجاهد بن موسى ثنا وكيع ثنا حبيب عن ثابت عن أنس قال: «مر علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن صبيان فقال: السلام عليكم يا صبيان» . حبيب هو ابن حجر.

• حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين ثنا جدي أبو حصين ثنا مليح ابن وكيع حدثني أبي ثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإن الكذب يهدى إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله تعالى كذابا» . عزيز مرفوعا من حديث الأعمش.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسين بن جعفر القتات ثنا إسماعيل بن محمد الطلحي ثنا وكيع عن مطيع بن عبد الله عن كردوس المكعبى عن عائشة قالت: «ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من طعام حتى مضى لسبيله» .

غريب من حديث كردوس تفرد به عنه مطيع.

• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسين بن جعفر ثنا إسماعيل بن محمد ثنا

ص: 378

وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: «كان ضجاع رسول الله صلى الله عليه وسلم محشوا ليفا» .

• حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف ثنا أحمد بن أبي عون ثنا عمرو الناقد ثنا وكيع ثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هلك المتقذرون - يعني المرق - يقع فيه الذباب فيهراق» . تفرد به عبد الله بن سعيد عن أبيه.

• حدثنا أبو محمد طلحة وأبو إسحاق سعد ثنا محمد بن إسحاق الناقد قالا: ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي ثنا وكيع ثنا محمد بن قيس عن أبي حصين عن أبي عبد الرحمن «أن عثمان أشرف على الناس يوم الدار فقال:

أما علمتم أنه لا يجب القتل إلا على أربعة، رجل كفر بعد إسلامه، أو زنى بعد إحصانه، أو قتل نفسا بغير نفس، أو عمل عمل قوم لوط؟». غريب تفرد به وكيع عن محمد بن قيس وهو الأسدي الكوفي، يجمع حديثه وأبو عبد الرحمن هو السلمي.

• حدثنا أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن عبد الصمد الجعفي الخزاز ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة قالا: ثنا وكيع عن مصعب بن محمد عن يعلى بن أبي يحيى عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «للسائل حق وإن جاء على فرس» . رواه سفيان الثوري عن مصعب.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا نوح بن منصور ثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن شعبة عن محمد بن جحادة عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله الله صلى الله عليه وسلم: «ما منكم من أحد ينجيه عمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته» . غريب من حديث شعبة تفرد به وكيع.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا أحمد بن علي الخزاز ثنا مليح بن وكيع ثنا أبي عن شعبة عن محارب بن دثار عن جابر قال: «لما قدم رسول الله صلى الله

ص: 379

عليه وسلم المدينة أمرني فصليت في المسجد ركعتين، ونحر بقرة أو جزورا».

تفرد به وكيع عن شعبة بذكر النحو.

‌عبد الرحمن بن محمد. ويحيى بن سعيد القطان

ومنهم الإمامان. القرينان. الحافظان على الناس السنن والبيان. عبد الرحمن ابن مهدي ويحيى بن سعيد القطان. رضي الله تعالى عنهما.

كانا للنسك كاتمين. وبحقائق الدين عارفين. ولصحاح السنن ناقدين.

ولأهل الزيغ متباغضين. وللعباد والنساك متحابين، ولمحمد بن يوسف عروس الزهاد متواخيين.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال سمعت أبا قدامة عبيد الله بن سعيد اليشكري قال سمعت يحيى بن سعيد يقول: ما كتبت عن سفيان الثوري عن الأعمش أحب إلي مما سمعت عن الأعمش.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا أحمد بن سعيد الدارمي قال سمعت أبا الوليد هشام بن عبد الملك يقول قلت ليحيى بن سعيد رأيت أحدا أحسن حديثا من شعبة؟ قال: لا، قلت كم صحبته؟ قال: عشرين سنة.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا علي بن عبد الله المديني قال سمعت يحيى بن سعيد يقول: ما ينبغى فى الحديث غير خصلة، ينبغى لصاحب الحديث أن يكون بينا لأحد

(1)

ويكون يفهم ما يقال له وينصر الرجال ثم يتعاهد ذاك:.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا محمد بن عثمان ثنا علي بن عبد الله قال سمعت يحيى بن سعيد يقول: سمعت هشام بن عروة - أو قد بلغني عنه - أنه حدث عن عبد الرحمن بن القاسم بحديث فقال ملئ عن ملئ.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت عبيد الله بن سعيد يقول: أخاف أن يضيق على الناس تتبع الألفاظ، لأن القرآن أعظم حرمة

(1)

كذا بالاصل.

ص: 380

وسع أن يقرأ على وجوه إذا كان المعنى واحدا.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت عبيد الله بن سعيد يقول سمعت يحيى بن سعيد أبا سعيد يقول: كان من أدركت من الأئمة يقولون: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا على ابن عبد الله قال سمعت يحيى بن سعيد يقول: القدر والعلم والكتاب عندنا واحد، وسمعته - وسأله ابنه محمد - فقال: يا أبت المعاصي تقدر؟ فقال:

المعاصي تقدر.

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت محمد بن عيسى ابن السكن يقول سمعت شاذي بن يحيى يقول قال يحيى بن سعيد القطان:

من زعم أن قل هو الله أحد مخلوق فهو زنديق، والله الذي لا إله إلا هو.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان ثنا علي بن عبد الله قال ذكرنا التيمي - يعني سليمان - عند يحيى بن سعيد فقال: ما جلست إلى رجل أخوف لله منه.

• حدثنا محمد بن أحمد بن عثمان ثنا علي بن عبد الله قال سمعت يحيى بن سعيد يقول: مات موسى الصغير خلف المقام وهو ساجد، قلت: شهدته؟ قال: كنت بمكة فقالوا: مات وهو ساجد، قلت: شهدته؟ قال: كنت بمكة فقالوا: مات وهو ساجد.

• حدثنا إسحاق بن أحمد ثنا إبراهيم بن يوسف ثنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت أحمد بن حنبل - ولقيته بحمص - يقول: المثبت عندنا بالعراق ثلاثة، يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع بن الجراح.

• حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن الحسن بن علي بن الحسن ثنا عمرو ابن علي قال: كان هجير يحيى بن سعيد إذا سكت ثم تكلم {(نحيي ونميت وإلينا المصير)} قال فقلت ليحيى في مرضه الذي مات فيه: يعافيك الله إن شاء الله، فقال: أحبه إلي أحبه إلى الله.

ص: 381

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم ثنا عبد الرحمن ابن عمر قال سمعت علي بن عبد الله يقول: كنا عند يحيى بن سعيد فلما خرج من المسجد خرجنا معه، فلما صار بباب داره قام وقمنا معه، فانتهى إلينا الروبي فقال يحيى لما رآه: ادخلوا، فدخلنا فقال للروبي: اقرأ واقرأ على سورة على نحو معا فقرأ حم الدخان فلما أخذ في القراءة نظرت إلى يحيى بن سعيد يتغير حتى لما بلغ {(إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين)} صعق يحيى وغشي عليه وارتفع صدره من الأرض، فتقوس، ورفع صدره وكان باب قريبا منه فانقلب فأصاب الباب، فغار صدره وسال الدم، فصرخ النساء وخرجنا إلى باب الدار ووقفنا بالباب حتى أفاق بعد كذا وكذا، ثم دخلنا عليه فإذا هو نائم على فراشه وهو يقول:{(إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين)} قال علي: فما زالت به تلك القرحة حتى مات رحمة الله تعالى عليه.

أسند يحيى بن سعيد عن العمد والأوتاد الأئمة الذين هم سرج البلاد وعن جماعة من التابعين رحمة الله تعالى عليهم أجمعين.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا يحيى بن إسماعيل ثنا مسدد وعلي بن عبد الله المديني قالا: ثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن عمر حدثني سعيد ابن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة. «أن رجلا دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فصلى، ثم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ارجع فصل فإنك لم تصل، فرجع فصلى كما صلى ثم جاء فسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:

وعليك السلام، ارجع فصل فإنك لم تصل، ففعل ذلك ثلاث مرات، فقال الرجل: والذي بعثك بالحق ما أحسن غير هذا فعلمني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تعتدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن جالسا، ثم اصنع ذلك في صلاتك كلها». صحيح متفق عليه من حديث يحيى ابن سعيد، ورواه الدراوردي وأبو أسامة في آخرين عن عبيد الله عن

ص: 382

المقبري عن أبي هريرة من دون أبيه.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا علي بن المديني ثنا يحيى بن سعيد ثنا عبيد الله حدثني سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تنكح المرأة لأربع، لما لها، ولحسنها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك» . صحيح متفق عليه من حديث يحيى بن سعيد عن عبيد الله.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن عمر حدثني سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة. قال: «قيل يا رسول الله من أكرم الناس؟ قال أتقاهم لله، قالوا:

ليس عن هذا نسألك، قال: يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله قالوا:

ليس عن هذا نسألك. قال: فعن معادن العرب تسألوني؟ فإن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا». متفق عليه من حديث يحيى.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال: قرأت على يحيى بن سعيد عن عثمان بن غياث قال: حدثني عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن الحميري قالا:

«لقينا عبد الله بن عمر فذكر القدر وما يقولون فيه، قال: إذا رجعتم إليهم فقولوا: إن ابن عمر برئ منكم وأنتم منه براء، ثلاث مرار، ثم قال: أخبرني عمر بن الخطاب أنهم بينما هم جلوس أو قعود عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل يمشي حسن الوجه حسن الشعر، عليه ثياب بيض فنظر القوم بعضهم إلى بعض: ما يعرف هذا؟ وما هذا بصاحب سفر ثم قال: يا رسول الله آتيك؟ قال: نعم، فجاء فوضع ركبتيه عند ركبتيه، ويديه على فخذيه، فقال: ما الإسلام؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت. قال: فما الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله وملائكته والجنة والنار والبعث بعد الموت، وبالقدر كله. قال: فما الإحسان؟ قال أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه

ص: 383

براك. قال: فمتى الساعة؟ قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل. قال: فما أشراطها؟ قال: إذا الحفاة العراة العالة رعاة الشاء تطاولوا فى البنيان، وولدت الإماء أربابهن. قال: ثم خرج، قال: علي بالرجل، فطلبوه فلم يروا شيئا فمكث يومين أو ثلاثة ثم قال: يا بن الخطاب أتدري من السائل عن كذا وكذا؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: ذاك جبريل أتاكم يعلمكم دينكم. قال:

وسأله رجل من جهينة - أو مزينة - فقال: يا رسول الله ففيم نعمل؟ في شيء قد خلا أو مضى، أو في شيء يستأنف الآن؟ قال: في شيء قد خلا أو مضى.

فقال رجل - أو بعض القوم - يا رسول الله ففيم نعمل؟ قال: أهل الجنة ييسرون لعمل أهل الجنة، وأهل النار ييسرون لعمل أهل النار. فقال يحيى بن سعيد هكذا كما قرأت على (؟)». صحيح ثابت أخرجه مسلم عن محمد بن حاتم عن يحيى بن سعيد في صحيحه، وحديث عثمان حديث عزيز.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان وشعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سفيان «أفضلكم - وقال: شعبة خيركم - من تعلم القرآن وعلمه» . صحيح ثابت متفق عليه من حديث يحيى عنهما جميعا.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن شعبة عن منصور قال سمعت ربعي يقول سمعت عليا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تكذبوا علي، فإنه من يكذب على يلج في النار» .

صحيح متفق عليه من حديث شعبة.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يحيى ابن سعيد عن ابن جريج أخبرني محمد بن المنكدر عن معلى بن عبد الرحمن التيمي عن أبيه قال: «كنا مع طلحة ونحن حرم فأهدي له ظئر - وطلحة راقد - فمنا من أكل ومنا من نوزع، فلما استيقظ طلحة وافق من أكله وقال:

أكلناه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم». صحيح ثابت أخرجه مسلم عن أبي خيثمة عن يحيى بن سعيد.

ص: 384

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يحيى ابن سعيد ثنا إسماعيل بن أبي خالد ثنا قيس قال سمعت سعد بن مالك يقول:

«إنى لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله، ولقد رأيتنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما لنا طعام إلا ورق الحلة وهذا السمر، حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة، ماله خلط. ثم أصبحت بنو أسد تعيرنى على الاسلام، لقد خبت إذا وضل عملي» . صحيح متفق عليه من حديث يحيى عن إسماعيل.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن هشام بن عروة حدثني أبي عن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أخذ شبرا من الأرض ظلما طوقه يوم القيامة إلى سبع أرضين» .

صحيح متفق عليه من حديث هشام.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد ثنا إبراهيم بن ميمون حدثنى سعيد بن ضمرة بن جندب عن أبيه عن أبي عبيدة بن الجراح قال: «آخر ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم: أخرجوا يهود أهل الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب، واعلم أن شرار الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» . تفرد به إبراهيم بن سعد.

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى بن سعيد عن عبد العزيز بن أبي رواد عن رجل من أهل الطائف عن غيلان بن شرحبيل عن عبد الرحمن بن عوف عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يغلبنكم الأعراب عن اسم صلاتكم، فإنها في كتاب الله تعالى العشاء، وإنما سمتها العرب العتمة من أجل إناتها لخلائها» . غريب من حديث عبد الرحمن بن عوف لم نكتبه إلا بهذا الإسناد.

• حدثنا حبيب ثنا يوسف ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى بن سعيد عن حسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن سليمان مولى ميمونة قال. أتيت على ابن عمر فقلت ألا تصلي؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تصلوا صلاة في يوم مرتين» .

ص: 385

• حدثنا حبيب ثنا يوسف ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن بن عمار عن القاسم عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«صلاة الجماعة تزيد على صلاة الفذ خمسا وعشرين» . غريب من حديث القاسم لم يروه فيما أعلم إلا عبد الرحمن بن عمار.

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا يوسف ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن عمرو ثنا أبو سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة» . رواه الناس عن محمد بن عمرو مثله.

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا أبو خليفة ثنا مسدد ح. وحدثنا حبيب بن الحسن ثنا يوسف القاضي ثنا محمد بن أبي بكر قالا: ثنا يحيى بن سعيد عن أبي يونس عن عمرو بن دينار عن كريب عن ابن عباس قال: «أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فوجدته يصلي من آخر الليل فجئت فقمت من خلفه فأخذ بيدي فجعلني حذاءه، فسلمت وانصرفت. قال: مالك؟ أجعلك حذائي فتجلس؟ فقلت: لا ينبغي لأحد أن يقوم حذاءك، وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا الله أن يزيدني فقها وعلما» . أبو يونس هو حاتم بن أبي صفيرة القشيري.

• حدثنا أبو أحمد ثنا أبو خليفة ثنا مسدد ثنا يحيى عن أبي عامر الخراز عن أبي يزيد المدني عن عكرمة عن ابن عباس وعن يحيى عن أبي عامر عن أبي مليكة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له - أو لغيره ورآه يصلى قبل الغداة - فقال: «أتصلي الصبح أربعا» . أبو عامر اسمه صالح بن رستم.

• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد عن الحسن بن عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن جندب بن شهاب حدثني أبي قال سمعت ابن عباس يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خطب الناس بتبوك:

«ما في الناس مثل رجل أخذ برأس فرسه في سبيل الله ويجتنب شرور الناس ومثل آخر بأدنى نعمة يقري ضيفه ويعطي حقه» .

ص: 386

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا عبد الله بن محمد حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن الأوزاعي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «شرب لبنا فمضمض وقال إن له دسما» .

• حدثنا محمد بن عبد الله بن أحمد حدثني أبي عن يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن الأخنس أخبرني ابن أبي مليكة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كأني انظر إليه أسود أفجح ينقضها حجرا حجرا» . - يعني الكعبة -.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن الحراني ثنا علي بن عبد الله المديني ثنا يحيى بن سعيد ثنا عبد الحميد بن جعفر ثنا يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس عن معاوية بن خديج عن أبي ذر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من فرس عربي إلا يؤذن له عند كل فجر بدعوتين: اللهم إنك حولتني لمن حولتني، اجعلني أحب إليه من ماله وأهله، ومن أحب أهله وماله إليه» .

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا أبو شعيب ثنا علي بن عبد الله ثنا يحيى بن سعيد ثنا الأعمش ثنا زيد بن وهب عن عبد الله بن مسعود قال: «حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق، قال: إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما» . وذكر الحديث.

• حدثنا محمد بن أحمد ثنا أبو شعيب ثنا علي بن عبد الله ثنا يحيى بن سعيد ثنا أشعث - يعني ابن عبد الملك - عن الحسن بن عبد الرحمن عن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها، وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فائت الذي هو خير وكفر عن يمينك» .

• حدثنا أبو علي ثنا أبو شعيب ثنا علي بن عبد الله ثنا يحيى قال شعبة:

أخبرنا قتادة قال سمعت جابر بن زيد يحدث عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تقطع الصلاة المرأة والحائض والكلب» . قال يحيى وأنا أوقفه.

ص: 387

• حدثنا حبيب بن الحسن بن داود ثنا يوسف بن داود ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى بن سعيد عن طلحة بن يحيى حدثنى عبد الله بن فروج أن امرأة قالت لأم سلمة: إن زوجي يقبلني وأنا صائمة وهو صائم، فقالت:«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلني وأنا صائمة وهو صائم» .

• حدثنا حبيب ثنا يوسف ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى بن سعيد عن يزيد بن أبي عبيد ثنا سلمة بن الأكوع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من أسلم. «أذن في الناس أو في قومكم، اليوم يوم عاشوراء، من أكل فليصم بقية يومه، ومن لم يأكل فليصم» .

• حدثنا حبيب ثنا يوسف ثنا مسدد ثنا يحيى بن سعيد عن مجالد قال أبو الوداك عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تصوموا يومين يوم الفطر ويوم النحر» .

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا يوسف ثنا مسدد ثنا يحيى بن سعيد عن قطرب حدثت عن يحيى بن سالم عن موسى بن طلحة عن أبي ذر قال:

«أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيام ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة» .

• حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن يوسف ثنا يوسف القاضي ثنا محمد ابن أبي بكر ثنا يحيى بن سعيد عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاث كلهن حق على الله عز وجل عونه، المجاهد في سبيل الله، والناكح يريد العفاف، والمكاتب يريد الأداء.

• حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى بن سعيد عن وائل بن داود قال سمعت محمد بن سعد يحدث عن أبيه قال: «أربع من السعادة وأربع من الشقاء، الزوجة السوء، والجار السوء، وضيق المسكن، والمركب السوء. ومن السعادة الزوجة الصالحة، والجار الصالح،

ص: 388

والمركب الصالح، وسعة المسكن».

• حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن يوسف ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى بن سعيد ثنا هشام بن حسان عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم «تزوج ميمونة وهو محرم» .

• حدثنا أحمد بن محمد ثنا يوسف القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى بن سعيد عن عوف عن خلاس عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«لولا بني إسرائيل لم يخنث الطعام، ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها» .

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن خلاد ثنا يحيى عن عوف ثنا خلاس ومحمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بينما رجل ممن كان قبلكم شابا يمشى فى حلة يتبختر مختالا فخورا، ابتلعته الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة» .

• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن خلاد ثنا يحيى بن سعيد ثنا الربيع بن مسلم ثنا محمد بن زياد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس» .

• حدثنا أبو عمرو ثنا الحسن ثنا محمد بن خلاد ثنا يحيى بن سعيد عن عمران بن مسلم القصير عن الحسن عن أبي هريرة: «أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث، الوتر قبل النوم، والغسل يوم الجمعة، وصوم ثلاثة أيام من كل شهر» .

• حدثنا أبو عمرو ثنا الحسن ثنا محمد بن خلاد ثنا يحيى عن زكريا بن أبي زائدة عن عامر عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يشرب اللبن الدر إذا كان مرهونا بنفقته، ويركب الدهر لنفقته إذا كان مرهونا» .

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عبيد الله بن عمر ثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن عجلان حدثني سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «كان إذا عطس غض - أو خفض - بها صوته، ووضع يده أو ثوبه على فيه» .

ص: 389

• حدثنا أحمد بن عبيد الله بن محمود ثنا محمد بن إبراهيم بن زياد ثنا سهل بن زنجلة ثنا يحيى بن سعيد القطان عن ابن أبي ليلى عن أخيه عن أبيه عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله، وليقل له يرحمك الله، وليقل يهديكم الله ويصلح بالكم» .

• حدثنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن سوار الخطيب القصري ثنا محمد بن جعفر بن رميس ثنا حفص بن عمرو الرمالي ثنا يحيى بن سعيد ثنا نوفل بن مسعود قال: دخلنا على أنس بن مالك فقلنا: حدثنا بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«ثلاث من كن فيه حرم على النار، وحرمت النار عليه، إيمان بالله، وحب لله، وأن يلقى في النار فيحترق أحب إليه من أن يرجع في الكفر» .

• حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عبد الله بن محمد بن الفضل الحربى ثنا عمرو ابن علي ثنا يحيى بن سعيد ثنا المغيرة بن أبي قرة السدوسي عن أنس بن مالك قال قال رجل: يا رسول الله أعقلها وأتوكل، أو أطلقها وأتوكل؟ قال «اعقلها وتوكل» .

• حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا الحسن بن سفيان ثنا المقدمي ومحمد ابن خلاد قالا: ثنا يحيى بن سعيد عن الحسين بن ذكوان عن ابن بريدة عن عمران بن حصين أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة القاعد فقال:

«من صلى قائما فهو أفضل، ومن صلى قاعدا فله نصف أجر القائم، ومن صلى نائما فله نصف أجر القاعد» .

• حدثنا محمد بن أحمد أبو أحمد ثنا أبو خليفة ثنا مسدد ثنا يحيى بن سعيد عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل من أسلم: «ناد في قومك أن من أكل فليتم أو فليصم، ومن لم يأكل فلا يأكل» . - وذلك يوم عاشوراء -.

• حدثنا أبو أحمد ثنا أبو خليفة ثنا مسدد ثنا يحيى بن سعيد عن يزيد بن أبي عبيد ثنا سلمة بن الأكوع قال: «مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفر من أسلم يتناضلون، فقال: ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا، وأنا مع

ص: 390

بني فلان، - لأحد الفريقين - فأمسكوا بأيديهم فقال: ما لكم؟ قالوا: كيف نرمي وأنت مع بني فلان؟ قال: ارموا وأنا معكم كلكم».

• حدثنا أبو أحمد ثنا أبو خليفة ثنا مسدد ثنا يحيى بن سعيد عن شعبة حدثني أبو حمزة حدثني زهدم بن مضرب قال سمعت عمران بن حصين يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «خيركم قرنى ثم الذين يلونهم - قال عمران لا أدري ذكره مرتين أو ثلاثا - ثم قال: يجئ قوم ينذرون ولا يفون، ويخونون ولا يؤتمنون، ويشهدون ولا يستشهدون، ويفشو فيهم السمن» .

• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سعيد عن حجاج - يعني الصواف - ثنا يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة وأبي سلمة عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أقيمت الصلاة أو نودي فلا تقوموا حتى تروني» .

• حدثنا إبراهيم ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد ثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن الأخنس حدثني نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «كان يصلي على راحلته» .

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الحسن بن علي المعمري ثنا خلف بن سالم ثنا يحيى بن سعيد ثنا شعبة عن مبشر بن أبي المليح عن أبيه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من رجل يصلي عليه مائة إلا غفر له» .

تم الجزء الثامن من كتاب حلية الاولياء ويليه الجزء التاسع وأوله ترجمة عبد الرحمن بن مهدى والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

ص: 391